رواية انا السمو اللي يناسب سموك كاملة من الفصل الاول للاخير بقلم وعد
رواية انا السمو اللي يناسب سموك pdf كاملة من الفصل الاول للاخير هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية انا السمو اللي يناسب سموك pdf كاملة من الفصل الاول للاخير صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية انا السمو اللي يناسب سموك كاملة من الفصل الاول للاخير حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية انا السمو اللي يناسب سموك كاملة من الفصل الاول للاخير
رواية انا السمو اللي يناسب سموك كاملة بقلم وعد
يمكنك تغيير حجم الخط والتباعد بين الاسطر عن طريق علامة الاعدادات اعلي يسار الصفحة
↚
الشخصيّات.♥️ -
-
الجد : مهنّا
الجدّة : ذهَب...
العيَال : غانم ...راكان ...علي ...سيِف ...بدر ..ناصِر
...مناف ... حامد ...راشِد ...خالد ...مروَان
3
البنات : مُزون ورحمَة..
- -
-
ضامِي ولد ناصِر / مترجِم لُغات : ٢٨ سنه
-
سهلّ ولد سيف / يشتغل ب المباحث / ٢٧ سنة...
-
آدم ولد علّي / ب اخر سنة بالجامعه : ٢٥ سنة
-
-
الحفيدَات:
الأحفَاد:
نسايّ ولد غانِم / مدرّب حيوانَات / ٢٨ سنه
 خفُوق بنت علّي / ٢٣ سنة
شدَا بنت علي / ١٩ سنه
كيَان بنتراكان / ٢٢سنة
شتّات بنت العمة مزُون / ٢١ سنة
---
خفُوق بنت علّي / ٢٣ سنة
شدَا بنت علي / ١٩ سنه
كيَان بنتراكان /
شتّات بنت العمة مزُون / ٢١ سنة
بنات العمَةرحمة:
سرَاب : ٢٠ سنه
وهّم : ١٨ سنه
امير / قريب من الجدّة ذهب من ناحية الأم / ٢٨سَنه
عبّاس طلِيق خفوق / ٢٩ سنَه
بسم الله نبداء
 كيان»
من بعد سنيّن طويلة .. قضتها تحت
ظِل اللاعب المشهُور .. وبعد ظنها الكبيّر إنها مستحيل تفترق عنهم أبد .. وبإنها تبقى داخل حدود قصر هاللاعب .. ولكن خاب هالظن لما بدأت علامات نهاية سكنها ب هالقصر تظهر كانت في موعّد مع البهجة من لحظَة ما رمَى عليّها عمِها اللاعِب اللي كانت ساكنَة ببيتُه ب وجُود شخص نهايَة اسمه مشابهة ل نهايَة اسمِها
كانت وقتها ب الثالثه عشر من عمرِها
.، باخرِ صف ب المرحلَة المتوسطَه تذكرّ هالحدث ب دقّة ....لانه كان اهم حدَث ب حياتها المملّة كلها ...
كل الليي قالُوه لها ب المعنى الحرفيي ل هالجُملة
" جدّك مهنّا ... يبيك تنورِين بيتُه .،ودّك ؟."
ماكان عندها اي علّم حول الشيء
الليي اجبر عائلتها على تذكر ب أن لهم حفيدَه مرميّه من سنين عند ناس غرّب و ماكان عندها اي دراية ليش اختار جدّها ب أنه يرجعها ل كنفُه ب هالوقت ؟.
لكن ماكان يهمّها وماكانت تفكرّ ب أي شيء يفسد فرحتّها هذِي .، تذكر ردة فعلها العظيمة و تذكرّ شعورها و تذكرّ وقت رمَت الموافقة من اوّل مره ل عمّها ب انها تبيي ترجع ل عائلتها تبي تنتقل من قصرُه ل قصرّ جدّها مهنّا ...
حتى انها الا الان تذكرّ وقت تبسمّت خالتها
زوجة عمّها لها ذيك السمرَاء الفاتنة ابتسامتها الليي امتزجت مع رنينها المتناغم
:" الظاهِر ان رُوحك انهدّت و طفشتي منّا يا كيَان ؟. "
خالتّها صديقة امها اللي تحبّها و حِيل ...خالتها اللي ربتّها ببيتها بعد وفاة أمها و عاملتها معاملة بنتها و اكثر
و رُغم كرهها القاتِل للوداع و لحظاتُه و طقوسه و كل شيء يخصُه الا انها هالمرَه ماكان الحزن يغشى روحها و ملامحها بالكامِل و
ل اول مره من شريط حياتها ماتكُون غصّة الوداع و مرارتها متوسطَة حنجرتّها و السبب هو وجُود طرف الخيط الليي راح يوصلها ل صدر عائلتها العظيم بعد سنين طويلة من فرّاق مرّ تجهل اسبابُه
-
وهذا هو صوت كفرَات شنطتّها الليي موجودة فيه كل اغراضها انسكَب وسط مسامعها دليل انسحابها من هذا البيت الليي حواها ل سنين و سنين
و قدامها ب مسافه بسيطّه ابن عمّها
" فهيّد " الليي مافارَق جهاز الجوال الاسود مسامعُه و الشيء الوحيد اللي تعرفه عن المُتصل انه رجُل "
ل ترجع تنظُر ب فهيّد الليي ماتعرف عنه شيء كثر انُه صاحب ابتسامة مريحة و طويل القامّة و انه واحد من عيال عمّها الكُثر ...
فهيّد الليي تشبثّت فيه تشبّث معنوُي وقت عرفت انه هو المرسَال ...هو محرّك الانتقَال و الليي حوّل حياتها من مكان ل مكان
تعالَى شعورها .، و تصاعدت رُوحها .،و تالقت ملامحها المنطفئة وكأن ينبُوع نجمِيي انسكب فيها
جدّ .، جدّة .،اعمام .، عمّات .، عيال عمّ .، بنات عمّ .، عائلة .، سند .، نسب و دمّ ..
هذا كل ماتحتاجه و هذا هو اللي تحقق لها و الليي كانت تبغاه طوال سنينها الليي مرّت وقت عيشتها في بيت اللاعب المشهور ...
مثل كذا كانوا يرددون عنها بنات المدرسة و بنات الجيران
" كيَان الليي ساكنَة ب بيِت اللاعب المشهور" ...
كانت أمها تقول لها " من ينكرّ الطيّب و يجحد المعروف قليل أصل ..." و هي ابداً ماهِيي قليلة اصل ولا هي جاحدة طيب لان استحاله تنكر فضل خالتها صديقة امها و زوجها عليها مستحيل تنسى السنين الطويله الليي سكنت فيها عندهم بعد وفاة أمُها مستحيل تنسى معاملة خالتها لها الليي تعاملها معاملَة حتى بنتها ماحصلت مثلها نتيجة توصيات أمها لها واللي نفذتها ب حذافيرها
لكن كانت دائماً تحس ب فجوَة عميقه داخِلها .، تجويّف ثقيل وواسع يسكن صدرَها
و هذا هو وقت امتلاء هالفجوة الليي ماراح تمتلىء الا ان رجعت ل حُضن عائلتها و هذي هي الفجوة العميقه تستشعر بدايات تقفلّها من توقفت خطواتها مُقابل سور هذا القصر العظيِم ...
كانت مُستمره ب المشِي خلّف ابن
عمها فهيّد الليي انتهى من مكالمتُه و الليي التف عليها و ابتسامَة نبتت على ثغرُه واتسعت اكثَر من التف عليها وقت انفتح باب القصر الكبيِر و الليي تمتم ب قولُه العريِض و ب صوتُه الجهورِي وهو يرفَع طرف شماغُه عن كتفُه
" يشهد الله تو ماشعشع النور ببيّت مهنّا ...نورتيي الدار و الديره يابنت العمّ ..."
ماكانت تعرِف هل المفترض ترُد او لا و حتى لو كانت تبغى ترُد ماتعرف وش المفترَض تقولُه ؟ هي بالعُون كانت تقدَر ترُد على عمّها " اللاعب. " قبِل الليي عاشت عنده سنين و سنيِن
ف كيف تقدر ترُد على هذا الليي ماعرفته الا من يوم و ليلَة ؟. انزاح هذا الباب الأسوَد العريض ب مجرد ما انتهى فهيّد من ترحيبُه و بين اياديِه شناطها السوداء الكبيرَه
ف هو بيدُه شنطتيِن و بيدها هي شنطَه واحدَه
مجموعَة من الحُراسّ المُغلفين ب بذلاّت سوداء رسميَه اقتربُوا منه و اخذُوا الشناط من يدُه و من يدّها
كانت تنظُر فيهم و بتحركاتهم وكأنهم فرِيق خاص لهم عمل واحد و وجهة واحدَة
كان كل شيء تستقر عينَها عليه وسط حديقة القصر هذي البعيدة كُل البعد عن الضيّق مايمر ّ ب سهولَة بالنسبة لها و تعطيه كامِل حقه ب التأمُل ...
كانت تعتقِد ان قصر عمّها " اللاعِب هو اكبر قصر ممكن تشوفه و تعيش فيه ب كامل حياتها
الا ان اعتقادها هذا انكسر ب مجرَد ما هربت انظارها و استقرَت على هذا القصر الليي امامَها ... قصر شاهِق و عالِيي و تقسّم ان داخلُه اكثر من خمسِين غُرفَه لشدَة كبرُه و اتساعُه ...
ماتدري كم من الوقت مرّ وانظارها تتجوّل على هذا القصر ب ذات الوقت الليي تمشي فيه خلف فهيّد و كأنه مرشِد سياحِيي و هي السائحة الخاصه فيِه ...
رفعت انظارها لُه و قت ناداها ب اسمَها " كيَان "
نظرَت لُه ب تردد كبيِر والتفت ل ذات البُقعه الليي اشرّ فيها ب عينُه السوداء ب ذات الوقت الليي مصرّه ابتسامته على عدم مفارقة ثغرُه
نظرَت و اسرفَت بالنظرّ ب المُسن و المُسنّة الليي كانُوا موجودِين ببدايات الحديقه و مايبعدون عن باب القصر غير ببعض الأمتار
كان المُسن مغلّف جسدُه ب ثُوب ابيَض و شماغ ويتراقص فوقها عقال أسود مع ملامِح و تجاعيّد تعطي دليل قاطع ل كُبر سنّه و وسط يدُه عصا بنيّة متكىء عليها و يتبادل الاحاديِث مع مسنّة ماتبعدُه ب العُمر ب جلابيّة ممزوجة ب الوان زاهيَة مع ساعة ذهبيه و بقعة كبيره من الحنَا موجودة ب راحة يدّها
يتوسط معصمّها ساعة ذهبيَه ملتفه ب اتقان حول معصمّها و طرحة سوداء شفافه ملتفه حول ملامحها و غطت معظَم خصلات شعرها الليي كساها الشيّب الليي مهما حاولت سترُه ب الحنى و السدر ماراح تقدر تخفيِه ...
كان في داخِلها رتُوش ذكريَات تخُص جدها " مهنّا " و جدتَها " ذهّب "
و لكن تفجرت كل الذكريات حولهم وقت شافت هالمسنيّن
عصَا مهنّا ..و ساعة جدتّها ذهّب الذهبيّه ...
هذي كانت ادلّة كافيه لها ل تبين لها هويتهم و تاكدَت اكثر وقت سمعَت تمتمَة " فهيّد " وسط قولُه الباسِم
" ياجدِي و يا جدتِيي لقونّيي بالكُم ..."
التفُوا هالمسنيّن عليه ب مجرَد ما انسكب وسط مسامعُهم صوت فهيّد ...و استقامت اجسادُهم المُتعبة وارتفعوا
من على الكُرسي وقت لمحوا قطعَه سوداء مختبئة خلفُه ...
الذهُول ب ذاتُه سكن ملامحهم الا انُه تلاشى وابتعد تماماً وقت رمى فهيّد جمُلته التعريفيه عنها بدُون اي تمهِيد " كيَان ياجدِي ... بنت عمِيي راكان الله يرحمُه ... كيَان الليي وصيتنِي
اجيبها من بيت اللاعِب ياجدّي ... الجدَة ذهّب اللليي تفتحت بساتين من ورد وسط ملامحها المُجعده و دُموع حزينَة دمرت وجنتها وقت فتحت اياديّها بارتجاف عظيم مُهلك وهيي تمتم
" و ربّك يا فهيّد وربّك ؟؟...تعالييي يانظر هالعين انتي تعالِيي ..."
ب ذات الوقت الليي تمتم الجدّ مهنّا الليي هوَا على الكُرسي و كأن عظامُه عيّت تحملُه زود وهو يتمتم
" لا اله الا الله ... يالله يارب اني في جاهك ..."
كيَان الليي ماكانت تدري كم من الوقت مرّ حتى انتقلت من الاختباء خلف جسد فهيّد للاختباء ب شكِل اكبر وسط ثنايَا الجدَة ذهّب اللييي احتضنتّها ب دمارّ هائل ... احتضنتها وكأنها ل اول مره تجرّب احتضان انسان ... احتضنتها وكأنها مرّت ب كساد عاطفيي حادّ ... احتضنتها وكأنها تحاول تتدارِك هذي الكارثَة العذبَه الليي داخِلها ..."
ب ذات الوقت الليي انتقلت من حُضن
جدتها ذهّب ل حُضن جدها مهنّا الليي ذابت ليونة جسدّها وسط طيأت صدرُه الدافئة ... و كأن عطر العود و البخور الفاخر الليي ينُبع من جدّها
تحوّل ل مرض مُعدي و انعدى جسدها منِه ك دليل قاطع ل شدَة احتضان جدّها مهنّا لها ... طالما امنَت ان صدر العائلة مافيه
اي شيء بالدنيا يقدَر يوازيِه ب العذوبه و الدفء لكن ماتوقعت ل هذا الحد و هذي الدرجة ..
تمنّت ان جدها مايفكها من احتضانُه و كأن جدها سمع امنيتَها وما ازاحها من حُضنه ابداً تحت دمعّات جدتها ذهّب لها واللليي ماتوقف سيلّها ابداً :" يابعد كل الغواليي يالغاليه يابنت
الغالِيي ... راح راكَان و بقت بنتّه و قطعة منّه ... يالله يارب انك تصبر قلبيي ماعاد به حمِل ل كل هذا ..."
الرجل العظِيم الليي مختبئة بين ثناياه كان يكفكِف دمعُه ب اطراف شماغُه الفاخرَه المكويَه ب دقَه رُغم انه كان عنده علّم ب حضورها الا انه ماكان يدرِي ب أنها راح تحضر ب هالوقت حتى انه فهيّد ما اعطاه خبرّ ب رّدها لُه ... ل ذا السبب كانت ردة فعلُه ب هالشكل
ف هذي حفيدتُه الغاليَه ... الليي انقطعت اخبارَها هي و أمها عنُه و هذي هي رجعت ل حضنُه من جديد
كانت تتنقّل مثل الدميّة بين دفء مهنّا و بين حنيّة ذهّب
ياكثِر ماتمنّت الوصُول ل هذا الدفء ل ثنايا رُوحها
ويتغلل ل داخلها و تهدأ الاعاصير و الرياح الليي كانت تستشعرها ...و يبتعد هذا البرّد المُصاحِب لها من بعد كل سنيِن عمرّها ..
و بعَد دقائق تعجز عن وصف مرورَها جلسَت بين جدها و جدتّها بين مهنّا و بين ذهّب و كأنها تستمِد من مهنّا السنّد و العذوبَه و من ذهّب الحنية الطاغيَه و الرحمة المتدفقه و كأنها تحاوِل تعويض جسدها عن كُل الفراق المرّ الليي ذاقتُه بعد وقت طويل كأنها تحاوِل تعويض جسدها عن كُل
الفراق المرّ الليي ذاقتُه بعد الوحدَة و الشعور ب عدم الراحة و الانتماء قبل ...
" علّم اعمامَك و حريمهُم كلهم ...خبرّ العايلة كلها ب أن بنت راكان وسط اهلها و ناسها ..."
من بعد مارمى جدها مهنّا هذا الامر على فهيّد اختفى فهيّد من قدام انظارُهم بعد ماقال ب جملتُه و ذات ابتسامته الليي رفضت الاختفاء
:" ابشر "
و من بعد اختفاء فهيَد عن المكان ماتوقف تدافُع الاشخاص الكُثر سواء رجَال او نساء وسط هالقصر و الليي عرفتُه انهم اعمامَها و نسائهم و مجموعَة بنات كانوا بعضهم ب عمرَها و بعضهم اكبر منها متجمهرِين ب جهة قريبه منهم و عرفت بعدها ب أنهم بنات عمّها
و من جهة ثانية مجموعة شباب ملتفين حول بعضهُم اعمارهم مختلفَه واشكالهم ب ذات الوقت مُختلفه و عرفت بعدها ب أنهم اولاد اعمامَها ...
مع مجموعَة رجّال كُثر كانوا يقتربون للسلام المتلهف لها ل تعرف بعدها ب أنهم اعمامَها .. اشقاء ابوَها وخلفهم كومَة من النساء بعضهم نساء
اعمامها و بعضهم عماتّها ... كان هالمنظر افضل و اروع و اجمل منظر تعيشه بحياتها ..هي ضايعه وسط اهلها و ناسها وعائلتها و كلهم هذولا اساميهم تنتهي ب ذات نهاية اسمَها
انتماء و تقرّب حنُون استشعرتُه و هي بينهم ووسط احضانُهم ....
التأمُل المتدفق ب اعلى و اقصى مراحله حالياً بالنسبة لها و ماكان فيه شيء يستحق التأمل و كسر انتباهها وسط كومَة عائلتها الا شيء أبيَض استشعرتُه عن بعد امتار طويله عنُهم
وقت التفاف الكُل حولها و وقت تجمهر اهلها واهتماهم فيها كان هُو واقِف ببقعه لوحدُه و ينظرّ فيها ب عدم ادراك
ماكانت تعرفُه وما ارتكَز بعقلها الصغير بهاللحظات غير ثلاثه
فهيَد و جدها مهنّا و جدتها ذهّب
ف ماكانت تعرف مين هذا الشاب صاحِب النظرّات الليي عجز عقلها يستوعِب مسراها و مُبتغاها .، هو اكيد انُه طرف من هالعائلة او فرّد منها .، لكن ليِه منعزِل و مُبتعد عنهم ؟
وما كانت تدري هل هُو فعلاً مبتعد عنهم تنفيذ ل اوامِر افراد عائلتها او هو مُبتعد عنهم ب ارادتُه و من مُبتغاه ابتسامتُه الساخطة هذِي تربكّها و تفجعّها
ابتسامتُه هذي الليي من لمحتها و كأنها متجهة ل موعّد مع الرُعب
ارتخَى جسمَها وسط حُضن جدّها و هيي تلمُحه يتراجع للخلف و كأنه همّ بالذهاب و يرسل لها جُرعات من ابتسامتُه الساخطة هذِي رغم انها ابتسامات عاديه الا انها حستّها ك اشارات و ارسالات منّه على شكِل تهديد او انُه مُبتغَى ناوِي يسويّه و هذي الابتسامة كانت هيي الدليل
عرفت بعدها هويته من سالت جدّها ب كُل لطف و طمانينة الارض " مين هذا ؟ نسايّ ..،" نسايّ ولد عمِك ..."
ماكانت تدري هي ليه سالت جدّها عنه
؟. و ليه اول جملة تقولها وسط اهلها و ناسها و عائلتها هي جملة استفساريَه عن هذا الطويل صاحب الابتسامة المُرعبة ؟. هل هو بسبب ابتسامتُه هذي الليي كانها تشير ل تهديد و وعِيد لها ؟. او هل هو بسبب الخُوف نتيجة تصرفاته الغريبه اهمّها انُه مبتعّد عن برواز العايلَة
ومايشاركهم الصورة ؟.
لكن صدّق شكّها و احساسها اليافع الليي داخِلها
هي كان معها حق حِين ما ارتاحت له و لابتسامتُه ف هذا هُو فرّق شمّل العائلة ... تسبب ب حرِيق كارثيي مدمّر ل فلّة عمَها بعد حضُورها لعائلتها ب خمِس شهور وقت اقامَة عشاء بسيط كل خميس ك عادة العائلة
هذا هو ابن العمّ المُنعزِل " نسايّ " اشعّل نيران اللهَب في فلّة عمُه ب ذات الوقت الليي كل افراد العائلة فيها
افراد عائلتها الليي مالحقت تستقر روحها اليافعه معهم
اهلها و ناسّها و اقاربها الليي كان ممتلىء صدر المكان ب اصواتهم و ضحكاتهم و حبهّم و مزحهُم
تدمرّ الشمِل .، اصوات الضحكات العالية تلاشّت و اختفَت وماصار بدالها الا صوت الهدوء المُرعب المخيف .، صرخات باكية و نغمَات مرعوبَه ... دخان اسوّد و نيران التهمَت كل ماحولها بدون اي تفكير ب شأن الليي تلتقيه قدامّها ...
ضحايّا ضحايّا كُثر راحوُا ب هالحريق و ذابت اجسادهم و انقطع نفسهم و انتهت رحلتهم ب هالحياة ...
فرحتها العارمة ب ان عندها اعمام كُثر اكثر من عشر أعمام .. تدمرّت .، ف هذا هم اعمامها ماتُوا واحد خلفهم الثانِيي ف بدل ماكانُوا عشرة صارُوا اربعَه
-عشقها الازلِيي للاطفَال تدمرّ و تلاشى ...نتيجَة اصوات صرخاتهم الصغيرَة الليي تداخلَت مع النيران المُلتهبة الليي استولت عليهم بالكامِل ...
-
ماعادت عائلة مهنّا بعد هالحريق مثل سابقِ عهدها .، واولهم القلب الكبير و عمود العائلة الجدّ مهنّا الليي كانت تصيبُه نوبّات قلبيه متكررة نتيجة فراق اولادُه عنّه ... كيف قلبّه
يستحمل فرَاق جموع كثيييرَه من اولاده و احفاده و حفيداته ب كل
الأعمَار ؟.
كيف ضاعت عائلتهم بسبب ذاك
الحريق المتسبب له ابن العمّ الغريب " نسايّ " ... هو المتسبب ب كل شيء ...
هو الليي كان يمارِس طيشُه ب كُل تفنن و اشعل السيجارَه لمحاولاتُه ب تجريب الدُخان تقليداً ل شلّة الشباب الليي يدخنون ب اخر الحارَة
هو الليي رمَى سيجارتُه المُشتعله ب اهمَال ب القرّب من اسطوانَة الغاز المليئة ب الغاز و خرَج تارِك الانفجار الحادّ خلفُه وهو نظيف و انيق تماماً ما صابُه اي خدّش
ياليتك انت الميّت يا نسايّ المنسِيّ وولا افراد عائلتِي الليي مالهم اي ذنّب وولا لهم اي حيّل او قوَة
ياليتك انت المحترّق يا نسايّ المنسيّ وولا يكون عمِيي غانّم و عمِيي راشد و عمِيي مناف و عمِيي حامد و عمِيي سيف و عمِيي ناصر من عدّاد الموتى بسببّك ...
كلهم ماتُوا بسببّك و ضاع شبابهم اليافّع نتيجة طيشك و اهمالّك .. ف السيجارة و اسطوانة الغاز مالهم ايّ يد انت المتسب يا نسايّ المنسيّ انت.
هو السبب ب هدم فرحتها ب رجوعها ل عائلتها .، هو السبب وراء كُل جملة رمتها زوجة عمّها خالدَة لها حين قالت لها " جيتي و جبتي المصايب معك يا بنت راكان .. فالك ل هالعايلة ماهو ب طيّب ابد .."
هو السبب وراء كل همسات الحكِيي الليي انرمت من نساء اعمامها لها حين ارتكز لفظ " شؤوم " عليها ..
و المُستفز ب الموضُوع ب اكملِه ان جدّها مُصر على عدّم رميي كامل اللوّم له ... جدَها تشتعِل نيرانُه العصيبه المشابهة ل حريق العائلة العظيم حيِن يذكرّ اسم نسايّ ب الشينَة ...و يدافع عنه ب كل مافيه من حيّل و قوَه الكُل كان غاضب منه .، الكل كان كارهه و مُصطلحَات و جمّل مهلكة الكرّه و البغض و الغلّ كانت تترامى عليه الا انهم يبتلعون السكاتّ و كأنهم يبتلعون جمرَة قهر اذا كان الجدّ مهنّا موجود و ما احد يقدَر يتكلّم عن نسايّ حفيد. الجد مهنّا الأكبر بالشينَة سواء ب وجودُه او غيابُه
نسايّ اول حفيد للجد مهنّا و اول فرحتُه
او
نسايّ " ولد الفارسية "
مثل ما كانت زوجة عمها خالده تطلّق هاللقب عليه و مثل ما تحِب تناديه .. غرِيب امرها ...
كيف تحولّت ملامحها من الفرح الجنوني للحُزن المهلّك بسبب صفحَات قلبتّها و قرات مافيها ...
كانت كُل صغيره و كبيره كل شاردة و واردَة تمددها ب دفتر ذكرياتها هذَا ..
و هذي هي بدَت تتجوّل بين صفحاتُه .. و رجع لها ذات شعور الفرح المُتدفق اللذيذ المُنعش وقت قرات حدّث رجوعها ل عائلتها و انضمامها لهم من جديد
و رجع لها ذات شعور الحزن الملتهب
الحار الحارّق وقت قرأت حدّث كتابتها ل حريق العائلة المدمرّ الليي تشتت كل العائلة من بعدُه و قلّ عدد افرادَها
رُغم مرور سنين طويله على هذا الحدث الا انها عجزَت تنساه و كأنه صار ب الامس .، و اصوات الصرخات الباكيه و عبارات الاستنجاد و عبق الحريق و الدخان الاسود ل هاللحظه مافارق خيالَها
كان مصرّ دفتر ذكرياتها الرمادِي هذا على تذكيرّها ب هالحدثيِن المهمّة يعني مهما حاولت نسيانها تصرّ هذي الصفحات على عدم مفارقتّها كانت وفيّه حيل وفيّه هالذكريات معها و هي ابد ماتبي هالوفّاء ابد
و الا هاللحظه ماتعرف ليه ما تمحِيي هالصفحات و تقطعها من دفترها ؟. ليه ماتبعد كل الامها ؟. ليه ماتزيح هالحدث الليي كل ماتقراه تحاول تاذكر هل هي كتبته ب حبر القلم او ب دموعها ؟. ل ان بكل مره تقراه تتحوَل صفحة الحدث هذِي ل نهرّ حزين نتيجة انهمار دمعها الحزين هذا ... لكِن الشيء المطمئن بالها و مريحّها و تستشعر النعمة هذي كل يوم
ان ابن عمّها ذاك المنسِي مايشاركهم العيش ب هالقصر .، ساكِن ب دار ل وحدُه و هذا و الله اعظم مواساة و اعظَم شيء استشعرَت فضلُه ب حياتها
و من نور الصبح ل احلام المبيت و هي تشكرّ الله ب أنها ماعاد لمحتُه و باذن الله ماعاد تلمحُه ابداً
عدلَت نظارَة امها الطبيّة على عيونها السودّاء بعد ميلاّنها عنها كبر حجمَها بالنسبَه ل تقاسيم وجهها على لحظَة طرّق الباب ل تدخُل المساعدَة و هي تمتم ب قولها الهادىء و ترنيمّها المتناغِم :" كيان ؟. مامَا كبير يبغى انتِي تحت .."
تبسمّت ل انتشار طوارِي جدتّها ذهَب وسط عزلتّها الهادئة ل تتذكَر ان الليلَة راح تقدَر تنام عند جدتّها بما ان جدّها مو متواجِد ..يا ماكانت هذي عادتّها المفضلَة و راح تبقَى المفضله طوالة عُمرها اقفلَت دفتر ذكرياتها الرمادّي لتبتسِم و هي تعتدِل ب طولّها ؛" جايّه
-
-
بجهَة ثانية « الصبَاح » -
كان جالِس ب حديقَة البيت كونُه الحارِس الخاص ب هالقصِر
والمسؤول عن ضيوفُه و زوارّه ...
عصاته الخشبيَه كانت تتراقص امامه بواسطة يدُه اللي تحركها كيف مابغَت ... كان يتأمل كل ماحولُه من وجُود بتمللّ لان شغلتُه تفرض عليِه هالشيّء كونه حارِس .. و ب مجرَد ما استشعَر وجود انفاس تشاركُه الهواء التفت على الجسد الرجولِيي الشاهِق الليي بان قدامُه والليي انتشر عبَق عطرُه الرجالِيي ب كل الوسَط و يقسّم داخله ب انُه انهَى من رش زجاجة عطر كاملَة عليه ل شدة انتشار عبق عطرُه بالمكان كان طُوله منتشر بالمكان وساحب كل الاضواء منه ... طُول مُخيف خاصَة ان تلاقَى طولُه هذا مع عرض اكتافُه ينتُج منظرّ مُرعب ممزُوج ب مظهر مثير مالُه مثيّل ...
ب بنطلُون اسوَد قاتّم يفضح طوله
اكثر و اكثر مع بلوزَة بلا اكمَام ب اللون الاسوَد ب ذات الوقت و اللي فضحَت الثلاث عضلاّت البارزه وسط بنية جسدُه الحديديَة
رجُل ب جلّد ابيَض مغلّف ب شعرّ نبَت ب اجزاء مبعثره و مختلفه من ذقنُه
عيون كبارّ سودَاء واسعّه .،رأس يعلُوه شعرّ ناعِم جداً و ماكان الطول من نصيب نحرُه فقط و انفُه بعد اخذ كامل حقُه من الطُول المحبب بالاضافة ل ثغرّ صغير تحاوطُه شفايِف لونتها السجائر بالاسود
هذي هي وسامتُه و هذا هُو مظهرُه ...
كان مُستمر هذا الحارِس ب تاملّه و الغريب ان ب كل مرَه يلمحُه و كأنه يلمحه للمره الاولى ماكأن له اكثر من اربع سنين وهو حارِس ل قصرُه و المفترض انه يكون شبع تماماً من شوفتُه الا ان هذا الرجل الليي امامه مُلفت مُلفت ب شكل كبير ...صحَى على صوتُه الرجولِيي الحاد الليي رغم انه الان ب اعلى مراحل روقانُه الا انه يستشعر انه ب اعلى مراحل الغضب :" فيه شيء ياعمّ صادِق ؟. هالشوّف وراه شيء؟. العم صادِق الليي صحى من غفوة تأملّ شاقَة على حركة يدُه الليي نبهته ب الاضافة ل جملتُه الليي هبّت الرُعب داخلّه و زاد الطيّن بلّه ابتسامتُه اللي ترعبُه و تشق حدُود داخله من الخوف ل يقوم واقِف وهو ياشر ب راسه بالنفّيي :" لا لا طال عمرَك ..العذر والسموحة ..هوجست شوي ...
ل ينظرّ بالعمّ صادق من اعلى ل اسفَل ل ثوانِيي معدوده
و بمجرّد ما احرَق العم صادق ب نظراتُه رمَى سيجارتُه الليي اخذّها على الرِيق ب اهمال على الاَرض
ليتجه للقسّم المفضل و المقرّب و المُحب ل قلبُه القسم الليي يغير حالته المزاجيه و يهدىء اعصابُه و يحييه من جدّ و جديّد
قسم " الحيوانات. "
من هاوّي ل تربية الحيوانات الى مدرّب حيوانَات مُحترِف و فنّان
قسّم كامِل يحمِل كل حيوانات الارّض فيه من
" الاسد " سيَد المكان الى اصغر حيوان بالوجُود كلهم يحملهم هالقسّم ..
نشوَة فرح و شعور ماله شبيه يسكنُه ب مجرّد مايكُون مع حيواناتُه و يعتزّل ب عزلتُه المُرعبه معهُم ...زئير الاسد اصدر فجوَة بالجدران ل شدّة قوتُه .زئير مُفجع .،مُرعب.،مُهلِك ...و
كأنه و كأنه رافض أشد الرفض انُه يبقى
اسيرّ ل هالقفص
الا انّ هذا تبسّم ب شدَة و سعة ماتناسب ابداً رهبَة المكان
الا انُ ثغره يتسِع ب كل مره ينسكِب صوت زئير الأسد ل مسامعُه و كانُه يستمِع ل معزوفَه انيقَه و ترانيّم
جياشَة ماكانه يستمع ل صوت حيوان مِفترس مُخيف خطيير ..
تبسّم وهو يدخِل يدُه بين سياج القفَص ب ذات الوقت الليي اقترَب الأسد ذا الشعر الكثيّف المائل للبنّي ناحيتُه و انغرزت يده وسط خصلات شعرُه ويبتسم ب هلاّك مدمرّ ب مجرد ما صار الأسد الغاضب يدُور عنده و كأنه حصَل على مهدىء اعصابُه
ماتوقف سيل هلاك ابتسامتُه الليي انمزج وسط صوتُه وقت تمتم ب قوله :" " يا صبَاح الخير للوجه السموح.. وحيا الله ملك المكان "
ماكان الردّ غير زئير هادىء مُعاكس تماماً للزئير الغاضِب ببدايَة دخولُه .، يتكلّم مع الاسد الليي يتوسط القفَص الليي ماتوقف ثغرُه عن كشف انيابه الحاده واسنانه المفترسه و فكّه المُخيف و كأنُه صديقه الحميّم او اخوُه الشقيِق
او مثل قطّة بالشارع ما كأنه اخطر حيوان بالوجود
لكن هو ك مدرب حيوانات مُحترف روضّه و كسَر شوكتُه و عرف نقطة ضعفُه ل ذا السبب مستوى الراحة بينهم ب ازدياد ..
سحَب يدُه بعد ماداعب خُصلات شعرّ حيوانه المُفضّل ل يتجه ل حيوان خطرّ و مفترِس ثانِيي ب نفس القسّم ... ليتجِه ل حيوان " الذئب " الليي لونه مابين الرمادٍي و درجات البيِج ..ذئب عربِيي ثغرُه يسيل لعابُه و يلهث كل مافِيه ك علامة للجُوع الا انُه هذي كانت عادتُه الدائمة العادَة المُرعبَة والخاصه فيِه
ل يبتسِم وهو يدخل يدُه وسط القفص مكرر ذات الحركة وهو يمسَح على جلّد الذئب الخشن .. ليتمتم وهو يلمَح استكنانُه وسط مبسمّه العذب :" " كيف ليلتك يا الذيّب .. عسى بقية إخوانك ما زعلوك؟"
يتكلّم و كأن كل الحيوانات الليي تحت جناحُه ابنائه و هو والدهُم والمسؤول عنهم و كأنه يحاول يوطد العلاقه بينهُم اكثر و اكثر ... ما انزاحت ابتساماتُه عن ثغرُه ابد الا انه يلمع و يتالّق اكثر وقت يكُون بينهم ووسطهُم
ليتجِه للنسرّ الجارِح صاحب العيون الجاحظه و الحادّة المُغلف بالريِش الأسود ... ليبتسِم لُه و كأنه شقيقه الأصغَر ليثبتُه على معصمُه و يمسَح على ريشُه الاسود ب يده الثانيه وهو يتأملُه ب تدفُق
و كأن ابتسامتُه تقسّم على صمودها و ثباتها على ثغرُه و عدم مفارقتُه .، ليتمتم وهو يقرّب النسر لُه :" " وأنت ولا يزعل لك خاطر يا وضّاح .. والله إن لك من المحبة الشيء الكثير .. وعسى صباحك خير ".... ليمسح على ريشه اكثر و بحنان اكبر و كأنه يرتّب مظهرُه ... ليرجّع النسر الجارح ل محلّه
و استمرّ هذا الحال معُه مع كُل
حيواناتُه الليي يتراسُون القسم هذا كُله " فهّد .، دُب..، نسور جارحَة..نمرِ كل الحيوانات المفترسه الليي تخطر
ب عقل انسان موجودة عندُه
اساساً اختصاصُه الاول هو الحيوانات المفترسة و من بعدها يندرجون تحتُه باقيي الحيوانات ...
اخَذ جهازُه الجوّال من جيبُه ب ذات الوقت الليي ثبّت طائرُه المفضل و الملوّن " الببغَاء " على معصمُه
كان يتفقدّ اي اتصال من " ضامِيي " او امِير "
ك عادتهم ب كل صبح و مساء يتصلُون عليه و يشتكُون من عدم ردّه و يتشرهون عليه ب قولُهم ايه احنّا ماترد علينا .، و لو انه
جدي مهنّا كان من الرنه الاول تشيل الجوال .."
و فعلاً شاف مكالمتين من " ضامِيي.."
و رسالة من أميِر كان محتواها
" جدّك مهنّا مدري وش بلاه اليُوم ..وكاد ان وراه شيء مضايقُه ..."
تغيرّت ملامحُه وتعكر صفوَها ل شيء اشبه بالاستغراب الممزوج ب التوتُر ل يتصلّ على ضامِيي
رفَع جوالُه ل مسامعه ينتظر ردُه وهو يخرُج مع ببغاءه من القسِم حتى يقدر يسمع الا انه مالقى اي ردّ من ضامِيي حاوَل يهدىء نفسه و فعلاً نجَح ف ضامِي راح يجيّه الليلَه و ان ما جاه اكيد راح يرمي عليه ب اتصال محمُول و بعدها راح يعرِف مضمون الرساله الليي ارسلها امير ... قصرّ الجد مهنّا ...
-
غُرفَة بالدُور السفلّييي ... -
كان ب كُل مره من يحاول يستعيد ب ذاكرتُه مواقِف ل عمتُه " رحمَه " غير الحزّن المخيّم على صدرَها وملامحها مايلقى اي شيء غيرُه ...ماعدا رتُوش فرَح بسيطه و كم ضحكة و ابتسامة ..اوقاتها الباقيَة كلها مغلفّه بالحزن
الليّل ماتنام الا اواخرُه و مخدتّها
الناعمَة تشهّد على كُل دمعَه حزينه او بمعنى ادّق سيول من الدموع تذرفها كُل ليلَة ... احترقّت وجنتَها من شدة الدمُوع ل حزنّها المرّ على " بناتَها " ...بناتَها الليي اخذهُم منها زوجَها من اكثر من عشر سنيِن وولا عاد شافتُهم وولا شافُوها ... كانت غير طايقه العيش عندُه و تختار الموّت وولا انها تظلّ معُه و وقتها خيرّها بينه و بين بناتَها ...و هي اختارت الطلاّق لانها عارفه وموقنه اشدّ اليقين ب ان بناتها ماراح يتحملون فراقها و زوجها عديم مسؤوليه و راح يشكلّون حِمل ثقيل عليه ف مايكون عنده خيار الا انه يرجعهم ل امهم و هي وقتها تكون هي المنتصرَه بطلاقها منه و بوجُود بناتها عندّها
لكن مرّت سنه وراها السنَه و بكل مره تقول اليوم راح يجون .اليوم راح يجيبُهم الا ان مالهم اي اثَر لا لزوجها وولا لبناتّها ... كانت تعرف انها هي المُلامه والغلط كله غلطّها هي ا هي اللي استغنت عنهم برضاها هي الليي رمتهم على ابوهم البغيّض الفضّ عديم المسؤوليه و الرحمة ... وماكانت تقدر تقول ل احد من اخوانها لان كان عندها شبه يقين ان راح ينفتّح هالباب الكبير و راح يبانون بعده بناتَها الثنتِين ويرجعون لحضنها من جدّ و جديِد حتى ان موقع غرفتّها بالدور السفلي مقابل باب الدخُول ...ل هواجيسها ب ان ان جو بناتها راح تشوفهم واول وحده راح تشوفُهم ...و انتظرت حيل انتظرَت وماكانت تقدر تطلّب من احد من اخوانها و ابوها مهنّا لانه الحق كله عليها هي تركتهم برضاها واساساً كانت تتوقع انهم ماراح يوقفون معها لان الغلط غلطها و هي وافقت برضاها و ابو البنات ما اخذ البنات غصب عنّها لجل يوقفون معها ...دام هي قررت ف تتحمل مسؤولية قرارها ...غير كذا هي ماكانت توضح ل اي احَد شوقها القاتِل و لهفتها الداميّة ووجع روحها و غصَّة قلبها على بناتَها
الوحيد الليي يدرِي ابن اخوّها المتوفِيي هذا الجالس بجانبّها و يدُه بيدّها يشد عليها ب كل مافيه و كأنه يحاول يرسل لها اشعاعات قوّة و تماسُك من داخله ل داخِلها ... كان الدمع مغرّق وجهها و كُل صبح تستفتِح نورُه باقار بكاء حارقه تورّمت روحها منّه ...
كان صعب و حِيل عليه ب انُه يشوف عمتُه الليي مقامها بالنسبه له تعدّى مقام الأُم ب هالشكل و بهالضيِق و كأن الليل كله اظلم على صدرَها ... كان صعب عليِه وتتفجرّ نيران الضيق داخلُه من يشوفها منغمسه ب حزنها اللي زاد و حِيل ب الفتره الاخيرَة لأن قبل كانت تكابِر و كانَت تخفيه عن كُل اللي حولها وهو الوحيد اللي كشف حرقتّها ووجعّها و عرِف سببُه ...و كانت تحمِد الله في سرّها ب انُه هو الليي كشَف حزنّها المميّت هذَا وولا احَد غيرُه خاصة انها راح تتصاعد روحها من فرّط الكُتمان لازم تشارِك حزننا ل احد ومافيِه افضلّ من " ضامِيي " ل حمِل هالسرّ و لمشاركتُه ..
كان يراقِب بكائها الليي التهبت وجنتها بسببُه ل يتمتم وهو يشدّ على يدَها
:" ماودّك تخفيّن هالضيِق ياعمه ؟. ترا ليي نصيِب منه ... والله حرام هالليي تسوينّه ب حالِك ..
-
لينسكِب وسط مسامعُه ردّها ب صوتها المبحوح المليىء ب الغصَه وكأن سلسلة من نيرَان احرقت جوفَها ؛" "وش لي حِيلة يا ضامي .. هذا همي وأنتي تدري به .. وأنت تدري بعد إن لي روح من الشوق ملتهبة "
ليصيبّها ردُه وعيونُه ما انزاحَت عن منظرّ دموعها الحزينّة الليي يقتلُه قبل لا يقتلّها و كل مايسمّع ونينَها هذَا يجيّه احساس انه ودّه يحرق الاخضر قبل اليابِس لجل يحقق مُناها :"" " وانتِ تدرين إن الهم هذا يأخذ
مني كثر ما يأخذ منك .. وحنا تكلمنا بالموضوع هذا واجد ياعمة ..
ل يسكّت ل ثانيّة و يتمتم ب نبرّة انسكبَ الاصرار و الثقّه التامَة فيها :"
أنا عطيتك وعد إنك تنامين بأقرب الليالي قريرة عين بشوفتهم ...عينِي خيّر "
ليصيبُه استفسارَها المغلّف ب بنغَمة امل ذابت روحه منها :" " ومتى هالليلة ياضامي متى ؟"
ل يرُد ب قولُه :" قريب .. "تمتم ب هالكلمَة و عينُه كانت مثبتّه
على شاشَة جواله اللي كسرَت ظلام الغرفه النسبّي على اسم " نسايّ " ..
ل يصمّت جوالُه وهو يدور ب عينُه على اجزاء غرفة عمتُه الليي تالقّت عينَها الباكيَة و كأن الضوء بدل مايكُون من الشمّس صار مصدره منها و هي تمتم بقولها :" " صدقني بعد هالليّلة الي بتقر عيني فيهم .. والله لايكون من نصيّبك وحدة منهم.. والله لتصير نسيّبي لو صارو بحضني من جديد"
رجّع الجهاز ل جيبُه وهو مايدري هذي المرَه الكمّ الليي تعيد لُه عمتُه هالجملة ... ب كل مره يعيد وعدُه لها ب انه راح يرجّع لها بناتها تمتم ب هالقُول و بهالوعّد ب ان وحده من بناتها راح تكُون من نصيبُه ..ماكان يعلّق كثير على كلامها هذا ل انه اساساً ماكان مهتّم ب شيء غير ان بناتها الثنتين يرجعون لها و يكملون باقي عمرهم معها
و ماكان ردُه غير الابتسامة السريعه و كأنها كمالة للموقف بس ل يتقدّم ناحيَة عمتُه رحمَة و يغرّس قُبلة على يدّها و هو يتمتم ب قولُه
:" اشوفِك الليلة ياعمّة ... مهنّا ملزّم يبينَا هاللحِين ...
ل تهز راسها رحمَة ب الايجاب و هيي تبتسِم لُه بعد مارمت ب سهام نظراتها الحانيّة له ... ل يخرُج ضامِيي من غرفَة عمتُه وهو يعدّل طرف شماغُه الحمراء الليي انتثرَت على كتفُه و عينُه على جوالُه و مشى ب شكل مُستقيم ناحية الباب اللي مايبعد ابداً عن غرفَة عمتُه .. ل يرفَع نظرُه من الجوال على المتكىء ب جانِب الباب و الواضِح من وقفتُه ب انه على موعد مع الانتظار ..
ل يعتدل ب قامتُه من لحظة ما شاف ضامِيي
:" الخمس دقايق صارت نص ساعه ؟. من اليوم و رايِح ماعاد اصدق وعودّك الليي لها يدّ ب عمتِك رحمَة
ضامِي اللي اخرج جوالُه من جديِد وهو متجاهل عتابّ " أمير" حول تأخرُه عند عمتُه ليتمتم باستفسار ب صُوت شبه هامِس وهو يدور ب سواد عينُه ب المكان
:" كلمّك نسايّ اليوم ؟. لقيته داقّ عليي ...
ل يرّد أمير ب ذات هدوئه المُريح وهو يشدّ على جكيتُه الاسود اللي اظلّم على ثوبه الابيض
:" لا ... بس راسلتُه بخصوص جدّك
..ل يصيبُه ردّ ضامِي اللِي اتجه للجلسَه
الليي كانت ب نص الحديقه المطلّه على القصِر
" اشوف جدي وش الليي يبيه منا بالاول ...
و عقبها اكلمّه ... "
و بمجرَد ما رمى ضامِي هالجُملة اتجَه للجلسَة اللي فيها جدّه و اعمامُه
الاربعَه و عيال اعمامُه اللي كانت ب الحديقَه و بجانبُه أمِير ...
ليجلِس بعد مارمَى السلاّم و ذات الشيء سوّاه أمير الا ان نبرَة أمير كانت اقل جهورية من نبرَة ضامِي اللي جلَس على مقرَبة منه ..
الجد مهنّا الليي كأنه كان على نارّ الانتظار حتى يجتمِع الكُلّ حتّى يرمِي ب كل اللي ب داخلُه و يرتاح من كل شيء ...و فعلاً من لحظَة ما حضرُوا ضامِي و أميّر بدّا الجد يتمتم ب قولُه باسترسال تامّ بنبرَة رغّم ضعفها و هلاكها الا انها كانت حادّه و حازمَة :"
" كلكم هاليُوم مجتمعين بمجلسي .. وتعرفون سبّب طلبي لحضوركم على عجل .. أنا رجال بلغ فيه الهم ما بلغ .. ولاعندي نيّة أكمل باقي حياتي و.......
حفيداتي كل وحده بصوب .. ابي ترجعُون بنت عمتكم مزون الله يرحمهها و بنات عمتكم رحمَة اللي انفطرت روحها على بناتها ...
" ليرفع عصاته الخشبيه و هو يأشر عليهم بعشوائية
:" وجّب عليكم تلمون الشمل الي تشتت من سنين طويلة "
ضامِي الليي اغمَض عيونُه ب شده وهو يسمَع كلام جدّه مهنّا خاصة من جاب طاري عمتُه رحمه اللي هي بنتُه ... كان الذهُول ملتف حول ملامحه تماماً حول ان وشلُون الجد مهنّا درى عن عذاب العمه رحمّه ل بعد بناتها و هي الليي محرصّه ان ولا مخلوق من اهل البيت يدرِي غيرُه ؟. لكن ما اعطى مجال ل ذهولُه الداخلي هذا ب عدم سمّاع كمالة هالحديِث
ل يرّد عمُه بدِر زوج خالدَه الليي كان يتكلّم بنبرَة حادّه معميّها القهر :" " وأنت تدري يبَه.. من هو السبّب في ضياع هالعائلة .. ولا يخفى على احد ذا الموضوع ...الصغير يدري قبل الكِبير "
ل يرّد ضامِي الليي فهمّ مغزى كلام عمُه بدرّ و عيونُه ما انزاحت عن العم بدِر الليي كان اكثَر
" تعرف مقصد جدي من كلامه ياعمِي ..لا تحرّف الحكي وتجيبه لمنحنى كلنا مانبي مسمعه "... الجدّ الليي ضرَب ب عصاتُه على الأرَض و كأنه بيعيد انتباه الموجودِين عليه و هو بالعُون ماسِك اعصابُه نتيجة كلام بدرِ اللي فهم مغزَاه وهو يردد ب قولُه
:" باقِي شيء من مصايِب الدنيا مارميتها ب ظهر ولد اخُوك ؟. كان عقلّك ضارِب مابه مشكلَة نذكرّك ... الحرِيق صار من سنننين طويلله و حفيداتِي من و هم صغار مالّهم طارِي ...هذي هي بنت راكان رجعَت ابي بنت اختك مزُون الله يرحمها و بنات رحمة ...
العمّ بدر الليي تصدد ب غضَب العمّ بدر الليي تصدد ب غضَب
تحت ابتسامات سريعه استقرّت على ثغِر ضامِي و أمير من لحظَة ما ردّ الجد مهنّا على العم بدِر ...لأن العم بدِر اكثر واحد كارِه ل نسايّ و أي شيء فيه خرّاب و ضيَاع يكون نسايّ هو السبب بنظرُه ليسكّت الجد ل ثانيَه و من بعدها يتمتم ب قولُه وهو ينظُر ب احفاده الشباب اللي على يسرَاه و بعيالُه الاربعَه اللي كانوا مصطفين على يمينُه :"
تعبت وأنا ابوكم بناتي .. حفيدات مهنّا بديار مجهولة .. وأنا يديني ماعادت تطولهم .. سنين تغربلو وتغربلت من شوقي لهم .. ولا تقولون مادورّت عليهم طوال هالسنين
ولكن ب كل مرة مالقى لهم اي طارِي .. ولاعاد لي قوة ولا عاد بي لأجل أنتظر يحن علي الكِبر ويسمح لي بشوفتهم قبل تنؤخذ هالأمانة"انتفض المجلِس ب عبارات الجزَع حول جملَة الجد مهنّا الاخيره مثل :" جعل عمرك طويل ...وش هالحكي يبه ؟.. الله يطوّل ب عمرك ياجدّ ..وش هالفال ؟."
الا ان الاصوات اختفَت وماعاد فيه غير صوّت مهنا حين اصمتهم ب قوله :" " خلونا من هالحكي .. كل رجال له يومه وأنا شايب الهم كسى شيّبي .. واليُوم جمعتكم لأجل ينشال هالحمل والهم من على كتُوفي ! من اليوم تدورُون حفيداتِيي .. الرجال المحازم .. سندي وعزوتي .. يأخذون هالحمل عني .. يفزعون لبناتي ويرجعونهم لحضن هالعائلة " مجلِس الحريّم ...
كانت يدّها مستقرَه على ستايِر شُباك
الصاله
الفاضِح ل اجزَاء الحديقه ... كانت منغمسَه بالنظَر على رجالّ العائلة و ب كُل جهدها تحاوِل قرائة ملامحهُم
كانت تشوف نظرَات حادّه ...غضّب على حافة الانفجَار ...انكسار ب ملامّح جدَها مهنّا اللي نادراً ماتصيبه هالحالَه ...
ازاحَت خُصلات ليلّها للخلَف لتمتم و انظارها مانزاحت عن الشُباك تحاول
التقاط اي شيء من ملامحهم :" الظاهر بدّا الاجتمَاع ... و جدّي وزع المهام ...بس الوجيِه ماتطمّن ..."...
تمتمت ب هالكلام ك ردة فعل عاديَه نتيجة نظرَها ل ترُد زوجة عمّها حسنه
:" اجتماع ليش ؟. فيه موضوع مهم يعني ؟."
ل ترُد العمة خالدَه الليي كانَت جالسَه على طاولَة الطعام المنتشر فيها اطباق الفطور ... :" :" سلامة فهمِك ؟. مين باقي من اهل البيِت مادرّى عن مهنّا و حفيداتُه ...وعن إجتماعهم الي بيلمون فيه بناتهم "
ل ترُد زوجة عمها حسنه الليي من انتهت خالده من قولها بان على ملامحها اثار التذكر و كأنها كانت في موجة نسيان عميقَه .. كانت الابتسامّة الساخرة على الحَال مستقرّة على ثغرَها :"
" و ش هالعايله الليي بناتهم كل وحده مرمية ب ديره ؟.
ل ترُد خالدَه و هيي تضحَك ب استنكار
ساخِر :" " إحمدي ربك بس إنهم فكرو يسوون هالإجتماع ويرجعونهم .. "
-
كانَت فعلاً مستنكرَة كلام حريم اعمامها هذَا و كارهة نفسها اكثَر لانها هي من ابتدَت الحوَار ...مُتعجبه و حِيل من نساء اعمامها الثنتين ذُولا الليي قدام الجدّة ذهّب يكونون ب وجَه و من وراها ب وجّه ...و للتو كانت ب ترُد الا ينسكب وسط مسامعهم صوت عصاة الجده ذهّب دليل مجيئها ...و فعلاً جلسَت على كرسيّها المخصص على طاولَة الطعّام بعد ما انتشر
صوتها وهي تصبّح :" صبحكم الله ب الخير .. ل ترُد باستعجال على جدتها ب قولها :" صباحك نُور ياجدَه ..
وبمجرد ما انتهت من تصبيحتها ردُوا حريم اعمامها على جدتها ب ردودهم المُتفرقه ..
كانَت تحِس انها غاضبه من شيء و ماكانت تعرف وش هالشيء اللي معكر صفوَها و خاطرها ؟. هل ممكن نتيجة نفَاق حريم اعمامَها اللي قدام الجده ب حال و وراها ب حَال ... ممكن ممكن هذا السببَ لان ماتعكر خاطرها الا من بعد الكلام اللي رموه حريم اعمامها عن بنات عمتّها المفقودات ...
و زادّت خطواتها بشكل اسرَع و هي تسمعهم ينادونها بقولهم :" شذا .. يا شذا ..تعالي افطرِي وين رحتِي ؟. كان صُوت مرة عمها خالدَه الليي التفتت بقولها المُتعجب :" علامها هالبنت ؟. من بعد خطاويها عنّي لجل ماتسمعنِي يوم اني اناديها ؟."
تبسمّت الجدّه ذهَب و هِيي تتأكد من التفاف طرحتها على ملامحِها :" انطقِيي اسمّها زين و ترُد عليِك .."
- "
يتعكر صفوّ مزاجها و يضيِق خاطرها و يتصاعد شعور الغضب فيها من احَد يغلّط ب اسمَها ... ماكانت تحِس ب أن اسمَها ب كل هالصعوبَه حتى اغلبية اللي حولها يغلطُون فيه وولا هي قادره تعطيهم مبررّ على ندائهم لها ب هالاسِم
لتتوقَف خطواتها من لمحَت " كيَان " الليي كانت تعدّل شالَها الأسود الليي يحمِي نحرّها من هالبرّد
و تزيح خصلات شعرّها الليي طالَت للخلّف .... انتبهَت كيَان لها و تبسمّت و هي تلمّح بدايَات الغضب فيّها ل تتكلّم ب صوتَها الهادِي :" علامِك ؟.
ل تنهالّ عليها ابنّة عمها الغاضبَة هذِي بقولها الواحِد عقله راح يطير دامه بين
جدرّان هالبيت ... من 1٩ سنَه و انا اقول للخليقَه اسمِي " شدا " ب الدال مو ب الذال .. معقولَه ماعادت العرب تفهم ؟. وش هالبليّه ياربيي ؟"
كيَان الليي اتسّع ثغرَها دليل ابتسامتها اللي كانت ببدايتها والان اتسعَت نتيجة كلاَم شدَا المحشوّ ب الغضب ...
ل تغيّر كيان الموضوع لان لو استرسلت مع شدَا ب هالموضوع راح تصير مجزرة و كوارث من عصبيتّها و غيرتها على اسمَها
"؛ فيه احد من العيال تحت والا عادي أنزل ؟."
ل ترُد شدَا و نيتّها تروح الغرفه المقابلّه لها :" لا جالسين بالحديقه ...مجمعّهم جدِك لجِل بنات عماتّك ..."
ماتنبّهت ب أن شدَا دخلت للغرفَه المُقابله لها لانها اتجهَت للشُباك المُطل على الحديقَه ل تلمَح جماعة من رجال العائلة تحت بدوا ب الانسحَاب ...و ب ذات الوقت الليي كانَت تنظُر فيه مع الشُباك لاح لَها طارِي بنات العمّة الثلاّث الليي كانُوا مثل حالتها الا انّها هي رجعَت ل صدر العائلة ب عكسُهم هم الليي الا الان ماينعرِف اراضيهم ويِن ...
" شتات " بنت العمّة مزون ...و " وهّم " و " سرَاب " بنات العمَة رحمّة ...
لثانيَة من الزمن رفرَف ب ذاكرتّها ملامِح و أشباه لهُم حاولَت ب كل مافيها ب أنها تتذكرُهم اكثَر و اكثَر ...بنات عمتّها رحمه ماكانت تشوفهُم كثير بما انّ ابوهُم اساساً ماكان يجيبُهم ب كثرَة ف ما كان فيِه نصيب لهم ب اجزاء ذاكرتها على عكّس " شتَات " الليي ماتذكُر لها غير موقف واحِد بس وقت كانُوا ب عز الطفُوله وماتذكرّ لها غيرُه ... لكن من احاديث جدّتها ذهّب و عمتّها رحمه عن بناتها و عن شتَات تحِس انهم عاشوا معها زمنّها كُله و عرفَت اصغر تفصيل من شخصياتُهم ...و طبعاً هذا الكلاَم و هذي الاحاديث الصادرَة من جدتها و عمتّها كانت عن تذكرُهم لهم وقت كانُوا صغر. فما عندهم اي علّم هل تحولت شخصياتهم و هذا الفراق الطويل غيرهُم او للحينهم باقيّن على
حالُهم ؟ ب نفس هاليِوم ...« بعد العشَاء» .. -
-
قاعَة افرّاح ...
-
-
كان المُتعارف عند كُل الحُضور ان هذا الوقت الليي المفترَض تبدا فيه مطربَة الزواج او ب المعنى العامّي " الدقاقة " ب احياء الزوّاج ...
و صار ترقبهم و حماسُهم اكثَر و اخطر و اعمّق من لحظة ماعرفوا هويّة الدقاقَه الليي راح تحييّ عرّس هالليلَة ... من اول مالمحُوا اسم فرقتّها ببدايَة طاولّة الاستقبال .. فرقتها الليي تسمّت على اسمَها
" فرقَة الشتّات للافرَاح .." صارّ شغفهم اقوّى و توقعاتهم زادت حول ب أن هالليلة راح يكون الطرّب ب اعلى مراحله و راح تكُون هالليلَة غير عن كل الليالي لانهم عارفين اي زواج هي تحييّه راح يكون من الزواجات المرسوخَة ب الذاكرَة واستحالة انها تنسّي ...
التفَت ارّقاب الحُضور على باب القاعَه الكبيِر الليي انفتَح و الليي عارفين كل المعرفه مين الليي راح يكون خلفُه ... مطربتّهم و رئيسة فرقة الافرَاح " شتّات ."
و فعلاً صدق توقعهم و اتسع ثغر ابتسامتهم بشكّل مُلفت و مُهلك ... كل الانظار اتجهت عليها و على الجَسد الرويّان الغض الليي استقرت خطاويه ب القاعَه و خلفَها اعضاء فرقتها الليي يساعدونّها و الليي هم ذراعها اليمين ب احيَاء الحفِل ...
ك دورهم المُعتاد " دقاقات .."
كانوا خمس بنات اعمارهم مقاربَه ل عمرّها مستقر ب اياديهم الطبّل الخاص ب الدقّ او بمعنى عام " الطارّ تراقص المايّك المتصِل ب مكبرات الصوت المنتشرَة ب كل زوايَا القاعَة " السماعّات " وسط يدّها ...قربتُه اكثر من ثغرَها و هي تبدا ب الدخُول للقاعه و هي حاسة و مستشعره نظرات الكُل عليها و تعودت اساساً على هالشُعور للحد الليي صارت ماتستغنَى عنُه رغم ارتعاشها اللهيّب منه
بدّت ب موّال ترحيبي للمعازيِم ك بدايتها ب كُل عرس تبدا ب اغانيي الترحِيب ب الاول ... رسمت على بستان وجهها ابتسامة زاهيّة .. كانت ماسكة طرف فُستانها الطويل حتى تقدَر تمشي ب توازنّها المُعتاد وما تتعثّر فيِه بمجرّد ما انتهت من غناء الموّال انتشر صوّت الدق ب القاعَه و بدّت ب تلحين الاغنية اكثر و اكثَر و بمجرد ماتلمح تفاعُل الحضُور يزدّاد غناها و ادائها اكثر و اكثَر
اغنية ترحيبية دارجة ب المنطقه و معروفَه لكن منها كانت غير و بادائها تحولت هالاغنية ل مراحل اكبَر
حولت كل شيء عادي ل مختُلف ببراعه و تالّق ماله مثيّل
كانت تمشِي ب غصنّها الريّان من بداية القاعة وكانت مستمرَه ب الغنّاء و الترحيب بالمعازيم عن طريق الغناء و خلفها اعضاء فرقتها حتى اعتلى طرَف كعبها بدايَة الكُوشة مُتجهة ل مكان المطربه المُعتاد ب هالقاعة ... اصطفُوا كل اعضاء الفرقَه ب
جانبّها الا انها هي كانت تتفتّل ب كُل اجزاء الكُوشة و بكُل الاتجاهات ... الطرّب انتشر ب القاعه .. صوتّها
العذّب خاصة لتمرسها الجنوني ل هالاغنية للحد الليي اتقنتّها وصارت محترفَه فيها ...و ماكانت تحتَاج للدفتر المكتوبه فيه الكلمَات ل انها من كثرة ادائها ل هالاغنية ب الاعراس تعودّت عليها و حفظتها تماماً وماكان هالحال فقط عندها بل عند كُل اعضاء فرقتّها الليي كانُوا يرددون بعض الجُمل خلفَها ...
و اغنيَة وراها الثانيَه ..ماكان فيه مجال للركوّد ابد
دقّ .. طرَب ... اصوات عاليه ...غطارِيف ...ترحيبات و اغانِيي منوعّه ... بخُور منتشر ب القاعَه ... وحضور قوّي ل هالمُطربة اللي من اول اغنية غنتّها احيّت القاعه و اشعلّت الحماس ب كل حُضورها ...
وما توقف سيّل اغنياتَها ..ساعه وراها الثانيَه و هيي اغنيه وراها اغنيه مره ترحيب و مره تهانِيي و مره اهدّاء و مره اغانِييي منتشره بالفتره الاخيرة لكن كانَت تاديها بطريقتها
كانت تتقّن هوايتها هذِي ببراعه ...
وتمتلك القُدرة على إحالة اللحظات البسيطة إلى حكايا مُتألّقة ... لها قدرة تاثيِر عظيمة و مفعولها ب تغيير
المزاج المعكر ل مزاج صافِيي عظيم و قوي جداً ....
ماكان الوقت يُشعر فيه ب حضورَها وماكانُوا يعرفُون كيف وصلوا للنصف الاخير من الليّل و هم توهُم
يستشعرُون انه العرّس بدَا و ان تو الليل ب اولُه ... و من بعد ما انتهت زفّة العروسّة الليي كانت مثل الراحَة لها كونها موجودَة ب فلاش و جاهزة يعني ماراح تضطر انها تغنِي ..و ظلّت تستقبل طلبات الحضور الجددّ اللي لقائهم فيها هذا لقائهم الاول .. الليي يبغى رقمها و الليي يبغى يتواصل معها ل زفاف قريب خاص فيهم يتمنَى تحييّه و يكون نصيبه مثل هالزوَاج ..
و انهّت هالزوَاج ب قولها و صوتها اللي توزع على كُل المسامع نتيجّة المايِك المرتبط ب سماعات القاعه الكبار
:" حياكم الله ياجماعة الخير ع العشَاء ...هنا و عافيَه يارّبب "وما طالّ وجودَها ب القاعَه استقامت ب غصنّها الريّان و هي تمتم ل فرقتّها مثل كلامها المُعتاد بعد كُل زفاف و هيي تلمَح الحضور الليي بدوُا ينسحبون من القاعة مُتجهِين ل قاعة العشاء
" يمديّكم تروحون ل بيوتكم حبايِبي ... و بيجيكُم المقسُوم ب حساباتكم بعد بكرَة ... لا خلا وولا عدَم منكُم يارّب ..."
ل تاخُذ شنطتّها الليي كانَت خلف كرسيّها الخاص ب الكُوشة و بيدّها الثانيَه عبايتّها ووسط انغماسَها ب لمّ اغراضهَا صادفتّها أخت العرِيس الليي تقدمت ناحيتّها و كُل سعادَه و فرح الكُون انسكبت داخِل عيونَها ل تبتسّم و هي تشُد على يدّها ":
ياجعِل هالصوّت ماينقطِع حسّه الله يوسع خاطرك مثل ماوسعتِي صدورنا الليلَه ..."
حاولت تخفِي علامات الارهاق على ابتسامتّها و نجحت نوعاً ما ل ترُد على اخت عريس هالليله :" الله يرفع قدرك ...ابد ماسوينّا شيء وياجعله
زواج الهنَا يارب .. تعودّت على نوع العبارات الشكرّ و العرفَان هذي اللي دائماً تكُون مسّك ختَام أي زوَاج تحييّه و تحضرُه ..."ضامِي ...
نوعاً ما علاقتُه ب ابناء عمُه
متزعزعَه نتيجة وثاقُه القوّي و
اتصالُه ب ذاك المنسيّ " نسايّ " المكرُوه عند كل رجال هالعائلة المنتشرين ب المجلِس باستثناء الجدّ مهنَا و أمِير الواقِف ب الحديقَه .. لكِن ماكان يهمُه اي شيّء يقطع علاقتُه ب مدرب الحيوانات ذاك وولا هو قادر يكرهه مثلهُم رُغم انه "ابُوه " توفّى ب ذاك الحريق الليي اشتعَل من تحت يدُه ... و لكِن الحِقد اعمى بصيرة اعمامُه و عيالُهم
لانهم لو تفكرُوا ب الحدَث كامِل بشكِل منطقِيي ماكَانوا راح يوجهّون كل هالمشاعر المضادّة للحُب ل نسايّ ...
كان الهدُوء محتضنُه من لحظة انتهَاء اجتماع الصباح مع جدُه الليي بدورُه أعطاه الضُوء الأخضر على الليي كان بيسويه فعلاً حتى بدون هذا الاجتمَاع هو فعلاً يبي يرجّع بنات عمتُه رحمَة ل حضنّها ليحافظ على ماتبقى من روحها الذائبة المتورمَة ... ل يلتقِط جوالُه الأسوَد ب يّد و يدُه الثانيَه تهُز فُنجال القهوة اللي يتوسط راحتّها ب خفَة ... ل يحاول التقاط اسم " فراس " صديقُه الليي يشتغِل ب المطار
كان مُستصعِب فكرَة انه يتصل عليه ب هالوقت المتأخِر من الليِل ل يدخُل على خانَة الرسائِل و يكتُب له رسالَة كان محتوّاها
:" فراس... صباحك خيِر ياصاحبِي ... اعذرني لجِل اني اراسلِك ب هالوقت بس خاطرِي ب شيء ومحد يقدَر ينفذُه لي غيرَك ... ابيّك تدوِر على أخِر سفرَة سافرّها رجّال اسمُه " مشعّل بن عبدالله ال سلمَان .." و ابِي الدولَة الليي سافرّها لاهِنت ... ادري ابتعبك معِي بس تكفَى الموضُوع ضروري حيّل ومايحتمل تأجِيل زوّد .."
و ارسَل هالرسالَه ل صاحبُه و ما توقّع ب انه راح يجيه الردّ ب هالسرعه ل اعتقادُه ب أن فراس نايم هالوقت ل يكُون ردّه ": صباحك خِير ياهلابِك ... ابشرّ مع ان هالموضُوع حسّاس شوِي و دقيق لكن لجلِك راح أحاوِل اطلع معلومات عنّه و راح اوفِيك ب اللي يصير اول ب اول .."
شبِه ابتسامة استقرّت على ثغرُه نتيجة رسالَة فراس
وهو بكل مافيه يتمنى انُه فعلاً يلقى طرف خيِط ل زُوج عمتُه او اي خبَر عنه لانه اذا لق زوج عمتُه معناها راح يلقَى البنّات ... -
ب نفس القصر ...« الحديقَه »... -
أمِير ... طارديِنِك من القعدَه ؟. ماينلامُون
...وشلُون يتشاركون المكان مع ذليّل ؟."
التف على هذي النبره الرجوليه الليي قطعَت خلوتّه المعتادّه ... نظرّ فيه من أعلى ل اسفَل ب ذات الابتسامة الباردّه الليي يحترق منها هذا اللي قدامُه ل يرّد عليه ببرُود قاتِل و يدُه متكتفَه على جكيتُه الأسود :" حضرَة المُلازم سهلّ ؟. عاش من عافِك ؟."
تتورّم رُوحه و تنتفخ من الغضب من ترحِيب هذا المتطفّل على عائلتهُم الليي مايتغيّر ترحيبُه و مهما حاول يخفِيي اثار غضبُه هذِي الا اثارّها تعانّد وتظهرّ على ملامحُه :" ماودّك تفارِق ب الليي مايحفظِك و تضيّع ب ارض ربي الواسعه بعيد عن أرض مهنّا ؟. تراك ماعدّت ذاك الصغِير الليي ناشبه يدُه ب ثوب جدتِي ذهّب ؟."
ل يرُد أمِير ب ابتسامتُه الباردّه المناسبَه ل انخفاض درجة الحراره وانتشار البارد القاسيّ ب الجو :" و انت ما طاح لسانِك من كثرَة هالحكي اللي مابُه فود ؟.
و كانِك تبي الفكّة مني لجل انِي على قولتِك دخِيل و ماني من هالعايلّة رُوح اقنّع خالتِي ذهّب و ابد من هالثانيه ابعد عن هالدارّ و اهلها ...
سهلّ الليي فعلاً كان مرتفع مقدار الغيّض عنده من جدتُه ذهّب المتعلقه تعلّق جنونِي ب أمير اللي ماهو من احفادّها ابداً الا انه يقترِب لها هِي فقط و هي اللي ربتُه مع احفادَها و الكل يعاملُه معاملة حسنّة ماعدّا سهلّ الليي يبغضه و يبغض وجودُه و حِيل :" و انت ماعندّك غير هالرّد ترميه ب وجهِي ب كل مره افتح معك هالسيره ؟."
أمِير الليي ادخَل يدُه وسط جُيوب جكيتُه و نسمات الهواء كانت تحرّك اطراف شماغُه و ابتسامتُه اللي تشعلّ الغضَب ب خاطر سهلّ مافارقتُه ابداً ل يرُد ب نبره متناغمه و هادئة .:" لانك تفتح الموضوع ذاتُه ب كل مره و نفس الكلام تعيده ل درجة صرت حافظُه ف شيء وارِد ب اني راح ارد عليِك نفس الرّد ... حاوِل توسّع افاقَك شوِي لجلّ اتناقش انا زوّد معك ب هالنقاش العقيّم ..."
سهلّ الليي اكثر شيء يبغضُه فيه هدوئه هذَا ..الهدُوء الليي مميزُه عن كُل شباب العائلة ...الهدُوء الليي يحبّه جدُه مهنّا و دايم يثنِي عليه ...الهدُوء اللي مافيه قوه ب الكُون تقدّر تزيحُه ل يرّد ب نبره منفعلّه :" اصلاً انت لو ودّك تفارِق عنّا كان قدرّت تقنع جدتِي لان محد يغلبّك ب هالاسلوب التافه اللي يحبُونه العجايّز ..لكِن انت
ماعندّك كرامَة رامِي نفسّك علينَا و مشاركنَا كل شيء بس لانك واحد من قرايِب جدتِي ذهّب " ل ياشر بيدُه دلالة البعّد و يتمتم ب قولُه الساخِر " هه ياخال أبوي حكّ ظهرِي ..."أمِير الليي ماتوقف سهمّ نظراته المتوجهة على سهلّ نظرَات اشعلّت النار زِود ب صدر سهلّ لانه للحظه استشعر ب انه طفِل صغير قدامُه و قدام هدوئه الطاغِي هذا :" المتعارف عند الكُل ب أن هالبيت بيت الجدّ مهنا الله يطوّل لنا ب عمرُه ...من يكون
هالبيت تحّت اسمِك و بتوقيعِك تعالّ و حط هالورقَه ب وجهِيي و بعدها من عيوني الثنتين راح اطلَع ...لكن هاللحِين لاتكثرّ كلام معِي و لاتشغلنِي ورايّ قمَر و نجُوم و سهيّل يحتروِنيي أتأملهُم ..."
و بمجرّد ما انتهى من رمِي كلامه هذا ب نبرتُه العاليك الهدُوء رجَع ل خلوتُه ب تأمُل السمّاء الواسعَه المزينّة ب النجُوم المنتشرَه ب سرّف فيها تارّك هذا السهلّ اللي تتحول شخصيته الطيبَه تماماً ل شخصية شريره حين يصادِف أمِير و يحترّق اكثر من هدوئه هذَا ل يتركُه و يدخُل ل ناحيَة المجلِس تارّك صفو مزاجه و خاطرُه يتكدّر نتيجة حوارُه مع أمِير ... غُرفة الجدّة ذهَب ... -
كانَت لوهلّه تراقب جدتّها المنغمسَة بالعبادَه بعد ماخفضّت من صوت التلفزيُون الليي كان نورُه هو النور القوي وسط ظلام هالغُرفه النسبيّ
و لوهلّة ثانيه ترجع ل دفترّ ذكرياتها الرمادِيّ و تقلّب بين صفحاتُه و كأنها تحول موجَات مشاعرّها مع كُل صفحة تضمّ حدث معين له مشاعِر خاصّة ...
كانَت تتخلّى عن نظارتّها الكبيرَه ب حضور جدتّها اللي دائماً تامرها ب ازالتها عن عينها خاصة من عرفت ان حفيدتها هذِي ماتعاني اي ضعّف بالنظَر و تتحوّل ب انثى ثانيه تماماً من تزيِح نظارتها هذي
ازاحَت ليلّها المُبعثر للخلّف و كأنه طرحَة من حريِر و قت انتثر على اكتافَها ... بجامتّها البيضَاء هذي العاكسّة ل بياضَها كانت علامَة و دليل و بُرهان ب أنها راح تتجه ل موعدها مع النوم الا انها لازم تسجّل كل احداث هاليُوم المهمَة ومافيه ادفَى من غرفة جدتّها الهادئة للكتابَه ...
وعّت من غفوة كتابتّها و انغماسها الكُلي على نداء جدتّها اللي شاركتها السريِر و اللي للتو تنتبِه لوجودَها :" لبيِه ياجدّة ؟.
الجدَة ذهّب اللي جلست ب جانبها و انظارّها الصغيره مرتكزه على دفترّها وش تكتبِين يا امك ب تالي هالليّل
؟.
كيَان الليي مامنعّت نفسها من التبسّم ل تتكلّى ب قولها :" همسّات الحكي الليي صارت ب هاليُوم ... نكتبها لجل باكِر ..."الجدّه ذهَب اللي دائماً تشوف هالدفتر بيدّها و زاد وجوده بيدَها ب الفتره الاخيره و توقعت انُه يخُص جامعتّها خاصة من فهمت كلام كيان غلط من قالت
" لجل باكِر " ب عكس مقصد كيَان ب أنُه ب تخليِه ذكرَى لجل تتذكرّ كل شيء ب مقبلات الأيَام ...
ل تبتسِم الجده الليي لعبّت ب شعرَها اللي طالّ ب شكل اكثَف و اخطَر :" خلينَا منه هاللحين و علمينِي ..." ل تسكُت ل ثانية ." وش قولِك ب عيالّ عمِك ؟."
كيّان اللي اعتدلَت ب جلستّها و هِي تاخُذ الدفتر و تضمُه ل صدرها ب ذات الوقت اللي تمتمت ب استغرَاب :" عيال عمِي ؟. مين فيهُم ياجدة ؟." ل ترُد الجدّة ب مجرد ما انتهت كيان من استفسارها :" كلهم ..كلهم ..
ل ترُد كيان ب اجابة دبلوماسيّه رسميّه و اثار الاستغراب مرتكزه ب ملامحها :" و نعم الرجال ..تربيَة جدي و ش تهقين اقول فيهم ؟."
ل تبتسِم الجدّة و هي تمسَح على شعرّها :" ياحيّ منطوقِك ياحبيبتِي ... " ل تسكُت ل ثانيه " .. ماودّك تساليني عن شيء ؟. مابه شيء يجُول ب خاطرك بعد كلامِي ذا ؟."
كيَان اللي تفجرّت دوامة اسئلة ببالها اي شيء يخُص اولاد عمّها تتوتَر منّه الا انها كانت عارفه ان كل شيء راح يبيّن ب الوقت المُناسب لتخيّب ظن
الجده ب قولها :" لا ياجدَة سلامتِك ل تعتدِل بطولها و هي تاخّذ شالّها
حتى يحميِها من برّد الليِل " : انا مابِي نوم هالوقت ياجدَة انتي نامِي نوم العافيّه .."
وما انتظرَت اي ردّ من جدتّها و انسحبَت من الغرفَه تحت نظرَات جدتّها الليي اتبعتها حتى اختفَت عن عينَها ..
-
-
ان جاه استفسَار حول افضل وقت من اوقات حياتُه يستمتع فيه راح يجاوِب ب دون تفكيّر ب هاللحظه اللي هو قاعد يعيشها ب كلَ لذه اللحيِن ...
واقف ب نص الحديقَه وامتلت الحديقه ب حضُوره المُهلِك . و قدامُه جنّس منافِيي له تماماً
واساساً مايصنّف من ضمن البشَر ابداً
لانُه ب اختصار مخلُوق من " الحيوانات " او بمعنّى ادق " ملك الحيوانات و ملِك الغابَة " ..
واقِف مُقابل " الأسد " بالضبّط و
كأنهم ببدايَة معركه او ببدايّة سيطرَه و رمِيي نفوذ معينَة
نظرات حادّة .. مليئة بالغضب المُخيف
وصف أنيابه الحادة مُستقرة أمام الأنظار .. كان مكشّر عن هالأنياب بكل شراسة وكأنه ينظر لفريّسة رح تكون الليلة عشاه
يقُابله هالمرُوض .. والمدرب الهادِي واللي تتراقص العصا بيّن كفينه .. على مُحياه تتراكم إبتسامات هاديّة وهو يتأمل وجه الأسد ونيته بأنه ينقض عليه وينهي حياته الليّلة .. ولكنه مُوقن إنه بنهاية المطاف ماراح يكون احد منتصر غيرُه رُغم ان واضح ب أن هذا الأسد ببداياتُه الا انه هو عشقه البدايات الصعبه والشاقّه و المُرعبَه هذِي ... عشقُه الازلِيي ب انّه يبدا يشد رباط الحُب بينهّم و رباط الامان و الراحة بالمقام الاول ...
يحِب و حيل يشُوف التغيرات على هذا الحيوان و كِيف انه يكون ب حال و بمجرّد ما يكُون هو مدرّبه الخاص يتغيّر تغيّر جذري و يكون ب حال ثانِيي معه هو فقَط ...
نشوَة فرح و شعور ماله شبيه يسكنُه ب مجرّد ما يبدَا ب ترويّض او ب كسِر شوكَة حيوان مُفترِس جديِد ... ياه ياشعور الانتصار الليي يحسُه وقت ينضم له نجاح جديد .. و نجاحُه هو ...ب ان يكون هذا الاسد تحت جناحُه
مثله مثل باقي الاسود والنمور و الفهوّد و الذئاب و الضبَاع الليي عندُه و الليي كلهم مرُوا ب نفس هالموِقف ..
و بدا ب معرفتُه و حنكتُه و فراستُه ب التدريبات الليي تقرّب هذا الاسد منِه ... حركَات و اشياء تخليِ معيار الراحة والحُب بينهم يزدَاد ... مره ينقلِب الاسد عليِه و مره هو يسيطر عليِه ... مرَه يكون رأس الاسد قاسي و غضبُه ب ازدياد الا انُه يعرف كيف يهدىء اعصابُه و يعرف ردود الفعل المنُاسبة عند اي فعل يصدر من الأسد و زئيرّه المرعب للكُل الا لُه هو الا انه تستقر ابتسامات هاربه على ثغره ب كل مره ينسكِب صوت زئير الأسد ل مسامعُه دليل غضبّه الحارّق تبسّم بعد ما أشر على حُراسُه الليي اقتربُوا ناحيتُه اثناء تقدمُه للأسد الليي تمدد على الأرّض ليظهر صف اسنانُه المنتصر وسط شفايفه الليي تلونّت باللون الاسود من اثر السجايِر
ليغرِز يدُه وسط خصلات شعر الاسد الكثيفه جداً المائلة للبنِي و يتمتم ب قولُه :" تعبنّاك الليله صحيح ؟. معليه يا ملِك المكان غلوه غلوتين و تصيّر خوينّا ..."
ليستقِيم ب طُولُه بعد ما رمَى كلمة :" خذُوه" ل حراسّه الكُثر الليي نفذُوا امره حول رجوع هالأسد للقفَص الحديدي الكبير الاشبَه ب السجوّن
بللّ جفاف ريقُه المنتصر بالماء الليي يتوسّط قارورة الماء الليي ب جانبُه و خناجِر عيونّه الحادَه التفَت على باب قصرُه الكبير اللي مايسكنه غيرُه هو و حرّاسُه الكثُر ... ل يلمَح جسّد رجولِي يشبهه غالباً ب الطوّل و عرَض المناكِب ...جسَد و ملامِح تابعَه للجدّ مهنّا و لزيّهم الخاص و لعبقّهم الرجولِيي الليي متفقين كل احفاد مهنّا عليِه ... ل يبتسِم بعدَ ما اقفَل قارورة المَاء تحت نبرَة شبيهه هذَا المرحة :" هديّت حِيل العرَب ...وباقي ما اكتفيت و هديّت حيل هالحيوانَات ...خاف الله يامسِلم ...
مُدرب الحيوانات هذا المنسيّ الليي مامنع من صفّ اسنانُه الاستثنائيي من الظهُور
وكانت واضحة علامَات البهجة على ملامحُه الفارسيه الحادّه ل يكمّل ب ذات المرَح :" وولا رَاح اكتفِي ليّن اهدّ حيل اللي حولِي كلهم ..." ليقترِب منه و يُلاصق خدّه ب خدّ ابن عمُه الاقرَب بالعُمق ل أخوه :" ياحيّ الله ضامِي ...حيَاك حيَاك تعال ..."و بمُجرد ما انتهَى من السلاّم من ضامِي الليِ يكون ب حالَ مع عامّة الناس و يتحوّل ل انسانيتُه وشخصيتُه الطبيعيه بس مع اثنيِن
" أمِير و هالنسايّ المنسِي " : هاه بشرّ ؟. قسم حيواناتَك زادوا الضحايّا فيه بعد والا بعده مثل ماهُو ؟. ..لا بالله مستحيل انسى وقت وريتني صوره له اخر مره تقول غابّه مو قسم ...
نسايّ الليي ازاَح قفازُه الاسوَد اللي
فاضِح اصابعُه و مغطي راحة يدُه ل يبتسِم خاصة ان اعصابُه الان ب اعلى مراحلها لانه توّ انتهى من تدريّب
الاسَد و اكتملّت ليلتُه ب حضور ضامِي لا تقُول ضحايّا .. قُل سُكان لا
تنسى إنهم ببيّتهم ومع أبوهم .
ليكمِل تحت سيّل ابتسامات ضامِي الليي مقابّل له ب جلستُه وسط هالحديقَه الليي تكفّي ل اربع قصورّ ضخمَة :" الا وينهُوا فيه أمِير ؟.. علامُه ماجاء معَك ؟."
ل يرُد ضامِيي عليِه وعلى طرف ثغرُه ابتسامَة ل طارِي أمِير و حالُه هالفتره :" .."أمِير تحت أرّق
عقاب هاللحِين ... جدتِيي مشدده الحصار عليه هالفتره ...تبيه تحت أنظارَها فتره طويله لجّل جلسته عندك الاسبوع اللي فات و ذاب قلبها من بعدّه عنّها ف اللحين صارت متحفظَه عليّه و تبيه دايم الدوّم حولها .."نسايّ الليي استنزَف ثغرُه ل شدّة ابتسامتُه هالليله :" أوه عاد أمِير عند ذهّب غيير غيير ...يابعد هالحيّ والله ياذهّب ..."
ل يسكُت ل ثانيه و يرتفِع حاجبُه اللي مايقل حدّه عن خناجر عيونُه وهو يتمتم ب قولُه :" و كِيف أحوال مهنّا وأحفادُه ؟. ويش جديدهُم ؟."
ضامِي الليي أمعَن النظرّ فيه رُغم انه من لحظَة ماجَاء وهو ممعّن النظر فيِه لكن هالمرَه كانت ب زيادّه وللحظَه من الزمّن يحِس ان نسايّ ماينتمِي لهُم وولا له علاقه فيهُم و كأنه تابِع ل أهل امه الفارسيه و خوالُه :" " ب كلَ مره اجيك و تسالنِي هالسؤال يجينِي
احساس للحظَه انك قاعد تتكلّم عن ناس غرّب ماكأنهم عيال عمّك و اهلك و ناسِك ؟."
ل يصيبُه ردّ نسايّ المائل للسخريَه الغير اعتياديّه منه و هو يعدّل ياقَة قميصُه السودّاء المفتوحة الاربعه الازارير الاولَى :" " وهو هذا الواقِع .. الشهايّد و الاوراق تثبّت ان عيال مهنّا اعمامي و أحفاد مهنّا عيال عمِي
بس هم بالنسبَه ل نسايّ ماهم الا اجانيب و اغراب .. لاهُم اللي يبونِي وولا انا اللي راح اموت من دونهم .."ل يرُد ضامِي اللي بكلّ مره يثبّت له نسايّ انه هو ب كامِل الغنّى عن هالعايله و رجالّها باستثناء القلّة منهم :" عموماً الاجابَة مثل عادتّها " اسمّك محرّم ذكرّه ب المجالِس ...و الوحِيد اللي يتغنّى ب اسمِك باعذَب لحن و قدّام كل عدوينّك هو جدِي مهنّا ...وولا احَد يقدرّ يراددُه ب شيء يخصّك .."
نسايّ الليي رجعَت ابتسامتُه للظهُور من جديِد و ب شكل ادفّى و اخطَر
...كان و مازال جدّه مهنّا واقف معُه حتى وقت حياة أبُوه المتوفِي كان ومازال جدُه مهنّا هو الاساس و المهمّ :" "
ما يهمني حبُهم يا ضامي وأنت تدري .. من هم أصلاً ؟
أنت تدري ما يهمني عُقب مهّنا أحد "..
ليسكُت للحظَه من الزمّن ويبدا ب رمي استفسارُه بعدها :" الا على طارِي مهنّا ؟. ويش احوالّه الغالّي ؟. أمِير ارسل لي رسالّه الصبّح روعّت قلبي عليه ..
ل يرُد ضامِي عليّه بعد مارمى تنهيدة اطمئنان و كأنه بهالتنهيدَه يريّح قلب مدرّب الحيوانات هذا :" " لا معليه خلاف تطمّن ... بس كان يبينا ب كم موضوع يخصّ بنات عماتِيي ...
وإنتبه .. ترى له نيّة كبيرة بأنه يطب عليك بدون علمك .. يبي يتأكد بنفسه إنك تركت التدخين ...
نسايّ الليي كأن كلاَم ضامِي الاخيِر لُه ذكرّه ب موعد غرامُه مع هالسيجارَة .. ليأخذها ب خفّه و هدُوء مُفزع مايليق غير ب سموّه ل يثبّت السيجارة ب ثغرُه و غطّى طرفّها ب يدُه الثانيَه و اشعّل الولاعَه ل تبدّا هالسيجارَة بالاحتراق المُلتهب
ل يرّد ب ثقَه تامّه ماتخيِب ابداً :" " أنا بمكان مايهيأ أحد يطبّه بدون علمي .. و كلّك علم" .. ضامِي الليي تبسّم ب أسَى على عشقُه الجنونِي للسجايّر وماينكرّ ان نسايّ ب شتى الطُرق حاول يترّك الدُخان بس ماقدرّ ابداً متعلّق فيه تعلّق اسطورِي ليدخُل بموضوع جديد و كأنه تذكرّ شيء
:" " منت ناوّي تكسرّ هالخشونَه والعنّف ب جنّس ناعِم يلّطف المكان شوي ؟...
نسايّ اللي انتشّر في الهواء اجزَاء من الدُخان من نفثُه العميق للسيجارَة لينظُر ب ضامِي ب ذات النظرّة الليي محد يفهم مغزاها غيرُه :" دخلتّك لهالسؤال ماريحتنِي ؟ وش اللي طرا عليك ؟"ضامِي اللي دخلّ في دوامة ابتسامات لانه كان موقّن ب أن نسايّ راح يشك بالموضوع الا انه اكمَل ب نبرة
المغلوب على امره اللي ابداً ماتليق ب شخصُه
:" تراي مرسَال لك هالليلَه ...لاتاخذ و تعطي و جاوّب ؟. ماودّك تتزوَج ؟"
نسايّ الليي تحولّت تراكمات ابتسامتُه ل ضحكَة مابيّن الرُعب الممزوج ب فخامة مثيرة ليجاوِب وسطّ نظراتُه :" " قلّ للي راسلِك
لو عندك جنّس ناعم يقبل يعيّش حياة البراري معي .. فأنا ماعندي مانع "
ليسكُت ل ثانيَه من الزمّن تحت ابتسامات ضامِي ل يكمّل بعدها و كأنه تذكرّ شيء :" عاد تعرِف ياضامي وش هاللي تاكدت منه هاللحين ؟. ان جدي ماسمانيّ نسايّ عبث ..هذا انت بترجع بيتكم و انا للحين ماقهويتك
ضامِي بابتسامة موازيّة ل ابتسامة نسايّ :" قليل سنعّ من يومَك ...بس نعمة انك انتبهت لجل بكره ماتنزل فيك
القصايد و تاخذ صيّت شيِن على هالفضيحة ..
نسايّ اللي رماه ب قارُورة الماء ب خفه تحت ابتساماته الممزوجة ب نبرة صوته العاليه ب قوله
:" ياعم صادّق ...قهوة قهوة لاهنّت .. -
-
انسحبَت من القاعّه بعد ماتمّ استلام المبلغ المُتفق عليه ب الكامّل من اخت العريِس الليي هي تواصلت معها ب الاول ...
و بمُجرد ما خرجَت من القاعه تخلّت عن قنَاعها هذا الخاص ب الاعرَاس ل ترجَع " شتّات " البنت العاديّة بعد
ماكانت " شتّات " مُطربة الأفرَاح ..كانَت تراقّب الطرِيق من سيارة سواقّها الخاص الليي يتوسطّها جسدّها ...
و دخلّت ب دائرَة شعورها هذا الليي مايفارّقها للحدّ اللي اعتادت عليِه و صارت تفقد وجوده داخِلها ان مازارها ب لحظه من اللحظَات ...من تكُون ب مناسبه او زوَاج او حفلّه تعّد الساعات حتى تصِل ل بيتها و من يتحقق مُراد الساعات الماضيه و ترجّع لبيتّها تصيبَها ذِيك الوحشّة القاتلَة و تتمنَى تخرُج من البيت و تصادِف اي انسَان ب الشارّع ...
تناقضاتها غريبَه تحّب الوحده الا انها تتهرّب منها و رُغم انها " مُتزوجة "
الا انها ماتحِس ابداً انها فعلاً مُرتبطة ... اساساً حتى زُوجها لو يضرُب كتفُه ب كتفّها و هي مارّة بالشارِع ماراح تعرفُه .." سنين و هي متزوجة الا ان حياتها حياة عزباء تماماً ...
ب كُل ليلَة يمرّ عليها شريط ذكرياتها هذا و تقضي ليلَها كُله و هِيي تسترّد كل حدث بحياتها صار ذكرَى
بدايَة من وفَاة أمّها " مزُون " ل روحتها مع أبوها و سكنّها ب منطقه بعيدَه عن " الرِياض " ل اهتمَام صاحِب ابوها فيِها و اللي بنفس الوقت يكُون جارهم ل حد ارتباطها ب رجُل ماتعرف عنّه غير اسمُه ....
من لحظَة ما تمّ خصام حادّ بين أبوها و أهِل أمها اخذَها أبوها معُه للحد
الليي ذاكَ اللقاء كان أخِر لقاء بين اهل امّها و بينَها ... سكنَت ب شقّه مع أبوها الليي ربَاها ل حد ماصار عُمرها 1٣ سنَه و من بعدّها انطلقت رُوحه للسمَاء و كأن روحه التهبت على فرّاق أمَها ف قرر يقدّم زيارَة ابديه لَها ...
صار ايجارّ الشقَه بعد هذا كُله على صاحِب الشقه المُقابله لشقتّها او ب معنى ثانِيي " صديِق أبوها " أبو البنات الثمانيَه الليي صارت هي تاسعتهُم لكن هي ب شكِل ابعد كان هو من يسدد أجار الشقه اللي تسكنّها و هُو المسؤول عن اكلَها و شُربها و أغراضهَا و مصروفَها
و ماكانَت متقبلّه انها ترجَع ل اهل امّها نتيجة الخلاف اللي صار بين أبوها و بينهم ...و ب ذات الوقت ماقدرَت تروح ل اهل أبوها ل أن ابوها اساساً كان هو من يصرُف عليهم يعنِي ماراح تستفيد من روحتها لهم أبداً الا انها راح تزيدهم همّ فوق همّهم ل ذا السبب ظلّت ب هالشقَه الليي تورّمت رُوح جارُهم ابُو البنات الثمانيَه و حسّ ب انها صارَت حِمل ثقيل عليه هو ب العُون يقدر يدفع اجارّ شقتُه ف كيف يكسر ظهرُه ب أجارّ ثانِيي ... كانت دائماً تلمَح مصطلَح " العالَة" على الجارّ هذا ابو البنات الثمانيَه ... دائماً تلمح ب أنه تمللّ منها و ندَم على شعور رأفته بالبدايَة لها
لتتغيّر حياتها على الورَق فقط من عزبّاء ل متزوجَة .... تزوجَت رجُل يقال ب أنه غنيّ و لشدَة غنّاه كان يوزّع صدقَات على كُل الأُسر المُحتاجة وللعوائل الساكنين ب الاحياء الفقيرَه ...و شرَح جارهم هذا لُه معاناتُه مع هذي البنت الساكنة ب الشقّه المُقابله ل شقتُه لوحدَها و كأنه جاه الفرَج من وافق هالرجُل الغنيّ على الزواج فيّها ماكانت تذكُر اي شيء عنّه و اساساً
والمحت غيّر طُوله المُلفت وثوبُه
الابيض و شماغُه الحمرَاء بالاضافَة ل اسمُه و انها انتقلَت بعدها للعيّش ب شقّه ب حي ثانِي ب عماره من
عماراتُه ...
ماكانت اساساً راح توافق و اساساً وقتها كانت ببدايَة مُراهقتّها الا انها وافقت بس للتخلُص من نظرَات الجارّ اللي مُصر ب كُل مره يلمحّها فيِها ب ارسال مفهوم العاله و الهمّ الثقيل لها ...
كانت هالمره هي أول و اخر مره تلمح فيها زوجَها ..
وماتنكِر انها فعلاً مرتاحة ل انه مايعِيش معها مثل أي زوجِين ل أنها.
تعرف ب أنه اخذها رأفه ب حالها فقَط ...
صحَت من غفوَة ذكرياتها الشاقّه هذِي على سائقها الخَاص الليي هي وظفتُه عندها و هي من تدفَع لُه حقُه ف بعد مرور كل هذي السنين و توظفّها ب هالوظيفه تغيّرت حياتَها ب الكامِل ..
تركَت شقّة زوجَها ...توقفَت عن سحب الفلُوس من الحساب الليي فتحه لها و يسكُب فيه كل شهر مبلغَ و قدرُه لها ... ل تكتُب رسالة طلَب طلاّق لتعطيها حارِس العمارَة الخاصه فيه حتى يوصلها له كونها مو قادره ابداً تتواصل معُه وولا هي قادره تكمّل حياتها كِذا متزوجة و غير متزوجَة ... و فعلاً توقعَت ب.....
ب ان الطلاق تم من ذاك الوقّت لان بنظرَها مافيه اي شيّء يُجبر زوجها على بقاء بنت اخذها رأفه على ذمتُه
ل ترجَع لشقتّها القديمه ذاتها ...الشقه المُقابلَة للجارّ الليي اشتعلّ ب لحيتُه الشيّب و
الشقه المُقابلَة للجارّ الليي اشتعلّ ب لحيتُه الشيّب و انتصرَت خصلات شعره البيضاء على خُصلاته السودَاء و صارَت هي المسؤولة عن نفسَها
وهي من تصرف على حالّها من وظيفتَها هذي الليي اغلبية من حولها الجُهلاء يستنكرونَها ...
نزلَت من السيارَة وبيدّها شنطتَها و هي تقفَل طرف عبايتّها حتى ماتفضَح فُستانّها اللامِع ...دخلت شقتّها و اقفلَت الباب على نفسّها و تاكدَت من قفل كل الشبابيِك
لتتخلّص بعدها من كل الزينَة المنتشرَة على ملامحها و جسدّها و ترمِي ب نفسها على السريِر و تدخُل ب علاقة قويّة مع النوّم العميق نتيجة الانهَاك الشديِد بعَد ليلَة طويلَة اخذَت من وقتها و جهدها و طاقتها الكثيير ... اليُوم الثانِي : قصرّ الجد مهنّا ...« الصباح » ...
-
-
كانَت من سابِع المُستحيّلات تتوانَى
وتتخلَى عن عادتّها الصباحيّه هذي ...و تكاثفَت هالعاده ب الفتره الاخيرَه ...بالفترَه اللي سكنَت فيها اختها عندهُم بعد مارجعّت و تطلقَت من زوجها الليي مافيه مثلّه ب عيون الكُل و اللي ابشَع انسان ب نظرّها ...
دخلّت للغرفَه المقابله للدرَج تماماً ... غرف ّتها تفسها قبل ماتتزوج و بقيت على حالها حتى رجعَت لها بعد الانفصَال ...
طرقَت الباب ل ثلاّث مرات لتدخُل بعدها و يحتضِن عينّها الانثويّه الفاتنَة اللون الابيض المنتشر ب كُل الغرفه ... للحظه من الزمَن تحِس ب أن هالغرفَه المفترض تكون غرفة ب مُستشفى ف هناك هو مكانها الأنسب ... لكِن استحاله تنسى وسواس اختّها بالنظافَه ...
" خفُوق " أختَها اللي اللون الابيض استحالَه يفارقّها سواء قبل زواجَها او بعدُه ... لانها تعيِش بوسواس نظافه مرضِي ... ف بنظرها اللون الابيض فضّاح ل كل ماحولها يعني عندها فرصَه ل شوفّة البُقع و كُل شيء مضادّ للنظافَه ...
ارتفعت انظارَها للجسّد الانثوي اليافِع المتوسّط السريِر ... ب خُصلات ليّل طويلَه و كأنها ب هالخُصلات تتحدّى الليل ب طولُه و سوادُه ...مع وجّه دائرِي قمرّي يتفجرّ الحُزن منه سوّاء عن طريق الملامِح الذابله الحزينَه ...او عن طريق دمعات عينها الحزينَه الليي جرّحت وجنتَها ...
كانت خفُوق عباره عن نُسخة مصغرّة من عمتّها رحمَه
ف هِي الثانيَه زوجها المريِض ذاكّ اخَذ اولادها الاثنين الصغارّ منها ... " عبدالله و عبد الرحمَن " ... ف خفُوق اختها خسرّت حضانَة عيالَها من قدرّ زوجها " عبّاس " بانه يثبّت ب المحكمَة ب أنّها ماهِيي كفّو ل اخذ حضانَة الاولاد نتيجَة للضررّ القوي
اللي صاب اولادها وقت طاحُوا من " السيكّل " قبل ثلاثة أشهر ... ل ذا السبب صارَت حضانة الاولاد ل ذا السبب صارَت حضانة الاولاد
عند أبوهم اللي حلَف يمين عظيّم ب أن عيالُه راح يكونون معاه ...
و صار اتفاق ودّي بين ابوها و اخوها و بين عباس
ب أن ايام الاسبُوع يكونون عندُه و ب عطلة الاسبوع يكونون عند أمهم
و فعلاً تمّت الموافقَه من عبّاس تحت شرُوط طويلَة عريضَه و نفّذ بعدها عباس وعدُه الا انه ب اخر اسبوعِين انحرمَت خفُوق من شوفة أولادَها ل ذا السبب اعتزلّت غُرفتها و دخلّت ب موجات بُكاء طويلَة عريضه من مالقت اي استجابَه من عبّاس لَها و الواضِح ب أنه تراجَع عن وعدُه هذا ...
اتجهَت شدَا لها والتفت ذراعّها وسط ليونّة ه الأم الذابلَة المحترقة على شوفَة أولادّها ومهما حاولَت تخفِي هالشيء ماتقدّر تخفيه عن " شدَا"
اللي تمتمت ب نبرتها الحزينَة و ملامحها المدللله صابّها الزعّل على حال اختها اليومِي هذا :" و انتِي من نورّ الصبّح لين مايسوّد الليل و انتي هذا حالِك ؟. وش سوّت لك نفسِك لجل تزعلينها هالكِثر ياخفُوق ؟."
هذِي الأم اللي احترق جوفها على شوفّة اطفالَها و تعرّقت الصور اللي بيدّها ل شدَة قبضتّها عليّها و بكامل ودّها يكونون عيالَها بين يديها بدالّ هالصور اللي تحرق القلّب
ل ترُد بنبرة هشّة حاولّت تقويّها عبث
:" خلينِي ب حالِي و رُوحِيي ل جامعتِك ..."
شدَا اللي بشتى الطُرق حاولت ب روحها المرحّة تزيّح حزنها هذا الا انها فشلَت :" و انتي ماعندِك غير هالجملة تقولينها لي ب كُل صبّح ؟. ماهو سنّع هذا انك دافنة روحك ب غرفتك و مقضيّه يومِك كله بكاء
و نُوح و هم و غمّ ؟. خلاَص آدم قال لِك راح يشوف لك حلّ مع هاللي مايتسمّى ...بس تكفِين اطلعِي لنا انزلي تحت عند جدتي و حريم اعمامِي ...ردي على خالده مثل قبِل ...سولفي مع كيَان ترا مسكينه اشتاقت لك حِيل ...شوفي علوم العايلَة ... ماهو ب حال هذا ياخفُوق ..."
ماكان فيه أي ردّ من خفُوق اللي من مالقتّ شدا اي ردّ منها انسحبت من غرفتها ب خيبتها كالعادَه ل تدخل خفُوق بعدها النسخة المصغرّة من عمتها رحمه ب موجة بكاء حادّه و الاكيد المؤكد ان سبايب هالدُموع متمحور حول اولادها ... ب جهة ثانيه
..« مجلس الرجال اللي يتوسط الحديقه » ...الظُهر ...
- آدم
كان للتُو مُتجه ل ناحيَة الحديقَه و هذي هي جيتُه من عند طليِق اختّه خفوق طليقها
الصعّب ذاك " عبَاس " بعد مادار بينهم حوار عمِيق ما خرّج اي احد منهم ب أي فايدة منه ...
كل الرجّال كانُوا ب مجلس الحديقه نتيجة جمال الجوّ و برودتُه رُغم ان الوقت حالياً الظُهر ... الكُل كان موجود ماعدَا الجد مهنّا اللي اكيد انه ب مجلس النساء حالياً ... اعمامُه الاربعه " بدر و خالِد و علّي و مروَان " بالاضافه ل ضامِي و أمِير و سهَل
و للتو كان بيرمِي السلاّم الا يسمَع جملّة شبه مسموعَه من أمِير كان موجهها ل ضامِي اللي كان مِستمع له و مُبتسِم :"
" واحد من اصاحِبي يشتكِي من اخوه ...يقُول ان امّه مدلعته ب زياده و كل شيء ب هالدنيا يخاف منّه ... قلت له حق من ودى اخوك عند نسايّ يعلمه المراجِل و يرجعّه محد يعرف يعّلم المرجلة غير نسايّ والله يرجعه رجّال مضبوط .."
تورّمت ملامحُه دليّل الاحمرار الحارِق الليي سيطر عليِه و السبب ذكر اسم " نسايّ .."
ليتمتم ل أمير الهدُوء : " أتفقنا مايجي طاري هالمغضوب بمجلس من مجالسنا .. تفهم أنت الحكي ولا لا؟"ماكان عندُه اي مشكلة مع أمِير لكن ينسى كل حدودُه وقت ينذكر اسم نسايّ
ليصيبُه رد ضامِي اللي كان مزيِج من الغضّب الحاد الممزُوج ب توازُن ماله مثيّل لانه يعرف نهاية هالحوار اللي ب كل مره يعيد فيه نفس ردُه و كلامه
:" " سيّرة نسايّ لا تنجاب بالشيّنة
قدامي .. تقضب لسانك وتسكت عن سيرته بالشينة في مجالسنا .. ولو تبي تنبّح برى المجلس فالساحة لك "
ب هاللحظَه كل اللي بالمجلِس كان لهم نصيبهم من هالحدَث اللي فهموا انه بسبب ذكر اسم " نسايّ "ل يرُد سهلّ اللي كان ب اخر الجلسَة و حرارَه تخرج من جسدُه نتيجة عصبيتُه :" " تشبه ولد عمك بالكلب يا قليّل الرجولة ؟ وتدافع عن قتّال أبوك ؟ والله إنك رخمة ويبي من يربيك "
ضامِي اللِيي توجهت حناجرّ عيونُه ل سهلّ اللي استحاله يكون فيه أحد بالعائلة حاقد على نسايّ كثرُه ل يرُد :" " هذاك قلتها .. وأبوي مات بهالحريّق ولا شلت بالخاطر على ولد العم .. لأنه كان صغير .. توه طايِش ...مُراهق ...مايفقه .. حتى أبوه مات بالحريّق يا سهلّ .. حتى هو تغربل يكفي ماجاه
أمِير اللِيي بالمعنى الحرفي تعّب من هالحوار اللي ترد الف مره قدامُه و بسببُه هو والادهى من كذا انُه مايقدّر يراددهُم لان اغلبيتهم و اولهم سهلّ هو بالنسبَه لهم من برّا العايلة ف ماراح يسمعون له
ل يرُد عمُه علّي الليي كان هو
واخوانُه الثلاثه موجهيّن كرههم ل نسايّ ب شكِل خرافّيي و اكثرهم هو و اخوه بدِر :" " ودامك تدري إن الخليقة كلها ماتت بسببّه .. ليه تدافع عنه قدامنا ..؟
ضامِي اللي حرّك يدُه ك علامة ل قلّة الحيله منهم و من جدالهم الميّت هذا ل ينظر ب أمير اللي همّس له بشكل غير مُلاحظ :" لو تقول اللي تقوله ماراح تقدر تسكتهّم ...تجاهَل ..."ل يختّم ضامِي كلامُه نتيجة همس أمير بقولُه :" " انتم لاتجيبون طاريه قدامِي ب الشينه لجل انا ما اجيب طاريه بعد لا بمديح وولا بمذمّه .."
وتقفلّت الافوَاه من جملّة ضامِي هذي اللي كانت مثل السوّط القاطِع اللي انهم فيه الحوار ل يجلِس وهو متجاهل تماماً همسات الحكِي من هاللي حولُه ... وهو عارِف أشد المعرفه لو الجدّ مهنّا موجود محد قدَر يتفوّه ب حرَف عن نسايّ ...
- _
ب نفس الوقت .. داخل القصر ...غُرفة شدَا ..
-
تكوّن ب اعلى مراحِل السعّد من توافِق أم صديقتها المُقربة " شادِن " على ان بنتها شادِن تجّي كم ساعه عندَها ...
الكُل يعتبِر ب أن شادن صديقة " شدَا" وحده من اهل البيت ...ف الجدَه ذهّب و كيان و خفُوق كلهم يودونّها بشكّل
كبير جداً ...وماينلامون أبداً ف شادِن لها وجه مريّح جداً و لسان ب ريق عسّل و الملل مايمرّ بجانب سوالفها ابداً ...
كانَت واقفه ب جانِب شدَا اللي واقفه ك عادتها ب جانِب الشُباك المُطل على الحديقه اللي يتوسّطها رجال العائلَة ...اللي كانوا كُثر الا ان بعضهم انسحبُوا من المكان ل تمتم بابتسامة مرحَه ونظرّها هلى مجلس الرجّال اللي قدامهم
: " هذولا القبيّلة عيال عمك؟"
ل ترُد شدَا الليي تاخذ اكبر جائزة من ناحيَة حبّها للسوالِف وانغماسها فيّها ومن الموضوع الواحد تخرّج الف موضوع غيرُه لتتوجه ب انظارَها على جلسة الشباب اللي بالحديقه حرام عليّك .. هذولا ولا شيء
لو جيتي قبل سنييين كان خفتي من
كثرهم .. بس عاد نساييّ ماقصر شافهم كثير قال خلنا نقللهم .."
شادِن اللي تبسمّت لوهلّه حتى انسكَب اسم نسايّ ب مسامعها ل ترِد ب ذهُول قاتِل :" نسايّ ؟"
انسكب وسط مسامعها صُوت شدَا اللي لوهله من الزمن تذكرت ب أن رغم علاقتها القويه ب شادن الا انها ماتعرِف اي شيء عن رجال العائلة على عكس معرفتها الكُلية بالنساء .:" " ايه ...نسايّ المنسي مثل ماتناديه كيَان ...ولد عمي غانم الله يرحمه ...
ساكن ب قصر لوحدُه هو و حراسّه عاد تخيلِي عنده كل حيوانات الدنيَا
..من الأسد ملك الغابه و نازِل ... "
و ازيدك بعد أمه فارسيّه و عاد ما نشوفه هالنسايّ خيّر شر .. على إسمه بالضبط ناسيّنا .. و لولا حب ذهب ومهنّا له كان حنا بعد نسيّناه .."
شادِن اللي كانت ب موعد مع الذهُول حالياً ل شدَة الكلام اللي انسكب ل مسامعها بداية من اسمُه ل وظيفتُه ل جنسية أمه و لعلاقته فيهم .."
ل تكمِل شدَا الليي الكُل ينزعِج من كُثرة ثرثرتها لتأشرّ على شاب دخّل للتو للمجلِس ب ثوب ابيض و غُتره مكويّه ب دقّه ل و شفتِي هذا اللي توّه جاي ؟. هذا "
آدم " اخوي ب اخر سنَه ب الجامعَه ...تذكرين اللي دايم اسولِف لك عنّه .."
ل تهز شادِن راسها ب الايجاب و هي مستمره بالنظرّ للتعرف على هذي العائلة اللي مثل الاعجوبه ب نظرّها
ل تكمّل شدَا اللي ما احد يتحمّل كثرة كلامها سوا شادِن ..ل تأشر على رجُل
ب ملامِح هاديّة ممزوجة ب فخامَه شبه واضحة نتيجة الهدُوء اللي طغَى عليه و كأن نبرتها تغيرَت وقت تكلمت عنّه
:" " و هذَا اللي جالس عالطرَف اسمه أمِير عمري ب حياتي ماشفت أحد هادي كثرُه ... ماتحسين بوجودُه ابد يقرّب لجدتّي ذهب تقدرين تقولين جدتِي ذهّب تصير خالة أمه
و جدتِي من كثر ماتحبُه مجهزه له قسم خاص عندنَا و هو اغلب وقته عندنا ماعدا كم يوم بالاسبوع يروح فيها ل اهله
و عاد عنده عادَه هالامير " بآخر الليل .. دائماً تلاقين عيونه ما تدور إلا على السماء ووسّعها .. آدم يقول مستحيل تمر ليلة ما يتأمل سماها فيها "
شادِن اللِي كانَ أمير شبه واضح لها نتيجة موقعّها المعاكس نوعاً ما ل موقع شدَا الواضح لها شكله تماماً
ل تكمِل شدَا اللي كانت تنتقل بالتعريف عن شباب العائلة واحِد واحِد ل تأشر على رجال ب ثُوب بنيّ و غتره بيضاء انتثرت على عراضة كتوفُه ب ملامح خليجيّه بحتَه و حاده جداً
:" " و شايفه هاللي ب جنبُه ؟. هذا ضامِي ولد عمِي ناصر الله يرحمُه ... يشتغِل مترّجم لُغات بالسفارَه ...عنده اربع لُغات تقريباً ...أنيق بشكل ماتتخيلينُه ...مرّتب و ذُوق ذُوق هالولّد ...و ماباقي دوله بالدنيا ماراح لَها مترّ العالم كُله ... " يحبّ نسايي كأنه قطعة من قلبه
وبرغم كل شيء صار إلا إنه ما يرضى أحد يدوس لنساييّ على طرف ..
وأمير بعد نفس الشيء "
ل تأشر بعدَها على رجُل جالس ب اخر الجلسَه ملامحه عابسَه تماماً ب ثُوب أبيض و جكيّت بُني مع شماغَ مرفوعه للاعلَى :"
" و شفتي ذاك اللي جالس ب اخر الجلسة ؟. ذاك سهلّ ولد عمي سيف الله يرحمه ...يشتغل ب المباحث ...عصبي و حارّ يمكن لان طبيعة شغلّه حتمت عليه انها تخليه كذا و تراه الوحيّد الي عكس إسمه ..
صعب "
و عاد يكرَه نسايّ و أمير بشكل ماتتخيليننه
لان على قوله ان نسايّ ذبَح ابوه
و لان أمِير مو من العايله ليه ياخِذ قسم كامِل برُوحه مثله مثلهم ؟ و لانه صاحِب نسايّ بعد
و هالشيابّ الاربعه اعمامِي و ابوي اللي بالوسط
" ل تلتف على شادن اللي مركزه معها تماماً و تمتمت ب قولها :" ليه احسِك منتي كارهه نسايّ مثلهم ؟. مو هو سبب الحريق ؟. ل ترفَع شدا كتوفها بعدم اهتمام :" جدّي و جدتِي واقفين معُه و انا اي شيء جدي و جدتي يسوونه راح اسويِه
ل تسكت لوهله من الزمن ثم تكمّل بقولها :" و ترَا عندي عيال عمّ باقي ...بس كل واحِد ببيتُه ...لان من بعد سالفة الحريق جدّي حلف عليهم ان مانتجمع كلنا ب مكان واحِد لحل لسمح الله ان صار شيّء ماياذي العايله كُلها ... عاد ما اشوفهم كثيِر ."
و فيه ولد عمّ بعد لنا اسمُه فهيّد كان موجود معنَا بس قبل سنتيِن سافَر ل برّا بيكمل دراستُه عاد مادري متى يرجَع ...نظام دراسته غريِب ..."
شادِن اللي حسّت للحظه ان الاجوّاء حاده وسط مجلِس الرجّال لتنظُر ب شدَا اللي ب ذات الوقت كملّت النظَر ل ترمِي معلومه اخيرَه :" عاد تدريّن ؟. على طاري الحرِيق و طاري نسايّ ...تدرين ان جدتِي ذهّب اكثر اثنين تحبهُم ب حياتها وروحها معلقَه فيهم هُم أمير و نسايّ ؟"
والسبب طبعاً بما ان نساي هو حفيدها الاول و اول فرحتّها ...و أمير عاد هذا غِير بالنسبَه لها ...ماتقدر تعيش يوم بدون ماتشوفه او تسمع صوتُه على الاقل ... "
لتبتسِم شادّن اللي كانت مُتكتفَه وترني انظارها على شدَا :" من بعد جدّك طبعاً ؟"
لتبتسِم شدَا الليي كانَت تعدل اسوارتها اللي تتراقص على معصمّها :" و ذي يبغى لها تفكير ؟."
مهّنا عند ذهب بالدنيا ومافيّها .. هو بكفة والعالم بكفة ثانية ...تدرين ان جدّي كان يتزوج و يطلّق ماكان احد يقدر يتحملّه ...جدي شخصيتُه شوي غريبَه و الوحيده اللي عرفَت له هي جدتِي ماتوقف سيل ابتسامات شادِن المشابهة لابتسامات شدَا اللي تذكرّت حال خفُوق اختها ل تستقيّم ب طولها : شدَا اللي تذكرّت حال خفُوق اختها ل تستقيّم ب طولها : انا رايحَة اشوف خفُوق اذا فيه احد عندها ...لجل نروح لها و تسلمين عليها ..."
ل تتقوّس شفاة شادِن دليِل الحُزن اللي بدا ينتثر على ملامحها على ذيك الأم اللي احترق جوفها على اطفالّها :" للحينها على حالها ؟. ما استجدّ شيء ؟."
ل تهز شدا راسها ب الايجَاب و اختفّت ضحكتها لحظة طارِي خفُوق ... لتنسحب من الغرفه تاركَة شادن خلفها ..مُتجهة ل غرفة خفُوق اختها اللي عارفه زين كيف راح تكون وضعيتّها و حالتها حالياً :" باكيَه.مُنهاره.تلتهِب من الشوّق
-
-
آدم .
كان يخرج في غضّب و يدخل في غضب غيرُه و كأن مافيه شعُور ملازمه ب هاليوم و هالفتره سوا الغضب بداية من ذكرّ ذاك المنسِي القاتّل ب المجلِس ل حد حالة اخته الليي تورّم الروح و تذوبّها من الحُزن ... كان عارف ب انه راح يلقاها مثل ماهِي مافيه اي شيء مُختلف فيها الا انها تنغمس بالحزن اكثر و اكثر ... صور عيالها الليي مالها بيت غير يدّها تطلّب المساعده و النجده للتحرر من يدّ هذي الأم الليي ماتشبع من الشُوف
كان عارِف ب أنه راح تنهار اكثَر من راح يقولها عن موقفه اليوم مع " عبَاس " طليقها ... وقت راح له ب شركتُه الكبيرَه و الواسعه و الضخمَة
كونه اشهر رجُل اعمال بالمنطقَه وقت دخَل عل مكتبُه الخاص و امتلى المكان ب حضُوره و هو رئيسُه و سيدُه و تحت أمره
كان مظهره من الخارِج يوحِي ب أنه أصعب رجُل بالوجُود و كان مُستنكِر كيف قدرَت أخته تعيش سنين طويلَه مع رجال مثل هذَا ؟. كيف قدر جسدها الغضّ اللين بالاقتراب والعيِش مع هذا الضخّم صاحب العضلاَت الحادّه الصلبَه القويّه و اللي اكيد خلفها تماريِن شاقّه خلت جسدُه ب هالشكِل
طوال عمره كان رافِض ب أن اخته تتزوج هالرجُل لكن ماكان ب يدُه حيله ف ابوه هو من اقنع اختُه بالزواج منه
...لان والد عباس صديّق ابوه المقرّب و نيته كان ب زيادة هالقُرب ف زوّج ابنته الكبيره ل ولد صاحبُه
و لكن الواضِح ان خفوق ماقدرت تتحمّل شخصيتُه الصعبَه ل ذا السبب قررت الانفصال عنّه ولكن انلوَت ذراعّها ب وجُود عيالَها اللي خسرَت حضانتهُم وهذا هم الآن تحت جنّاح عبّاس المُستفز ...
استحاله ينسى ابتسامتُه الجانبيه المُزعجة وقت شافُه وهو يتمتم ب قولُه و فنجان قهوتُه السادّه يتراقص بين اصابعُه و ثغرُه
:" حيّ الله اللي كان ودّنا طول العمر يكون نسِيب
تو مانورت الشركَة.. ماقدرّ ب ان مايرُد عليه و بكل مافيه حاول يهدّىء من ثوران اعصابُه اللي تضيّع من صوت عبّاس المُستفز مثل ماقلّت ربي ماكتَب ب أن
هالنسَب يطوّل والحمدلله انه انقطَع ...بس خلّ كرامة للعِيش و الملّح اللي كان بينّا و جاوبنِي ليه نقضّت العهد اللي كان بينّا ...ماهو من سلوّم الرجال انها ترجع ب كلامها و الا ؟."
-
كان يصعُب و جداً التاثير على هذا المدعُو عبّاس و يصعُب و جداً استفزازُه و ظهور انفعالاته لانه كان بارِع و حِيل ب ببرودة الاعصاب :" عمِي علي اللي هو ابوك مايدري انك واقف قدامي هاللحين صحيح ؟.
..عموماً راح اجاوب على قد سؤالك و ماراح اعطِي اهميه ل سؤالك اللي بعده ابَد ... الاجابَه ب كل اختصار انِي مسافِر ل
دبّي من اكثر من اسبُوع و استقريّت هناك ...كلك علم انا رجل أعمال و شغلِي يحتّم علي اني ارحَل من ديره ل ديرَه ...و اكيد اني راح اخذ عيالِي معِي فهمت هاللحين ليه عيون أمهم ماشافتُهم ؟."
ل يرُد آدم اللي تورمت رُوحه من الغضب اللي حاول يكتّمه ب دون اي فايدَه :" يعني يرضيك ان امهم تبكّي دم من شوقها ل عيالها ؟. على الاقل اعطيِت خبرّ ...ارقامنا كلنا ب جوالِك نقّ اللي تبي و ارم علينا خبر انك ب تهجّ عنا ... و لا بعد من نتصل عليه مايلقينّا بال و هاللحين يجاوب ب كل برُود وولا كأنه مسوِي شيء "
ليصيبه ود عبّاس اللي تحولت نبرتُه ل نبرَة طفل دليل سخريتُه :" انتم دقيتوا ؟. ما انتبهت..
آدم اللي اجتمعت شياطين الارض تحتُه و كأنها تدفعه ل قتل هذا الجلمود الصخرّي :" مو لأنَك كسبت قضيّة الحضانَة ل مره حس بالِك انت الفايّز و انت المتحكم ب كل شيء و الآمر الناهِي ؟ لا ياعبَاس لا
ترا خفُوق و اهِل خفوق ان جنّوا و الله لايحرقونك حرق وولا يفكرُون بطوايفِك ... ف خلنّا حبايب و خلاّن و رجّع العيَال ل أمهم
يكرَه يلمح ابتسامة هالعبّاس هذِي الليي تخليّه ب اعلى مراحِل الغضب اللي ارهقُه :" كان فيِك وباهلَك خير جرّب ...و نشوف مين اللي راح يكسب القضيّه ب كل مرَه ؟. ..
ليرجّع ظهرُه الحديدي على ظهر الكرسِي و هو يقلّب بالملف الازرق بين اياديِه و علامات روقّان و هدُوء مافارقت وجهه ابداً :" و وصلّ للي راسلتك هالكلام ...تبي ترجع ل عيالَها وميته من شوقها و ولّها ؟. الحل بيديها و هي اللي تقدر تنهِي عذابها بيدّها ترجع ل ذمتّي و ترجع زوجتِي
و لها اللي تبيِه ... كل شيء راح يكون تحَت أمرها و عيالها محد راح يشيلهم من حضنّها و وصل لها بعَد ان عبدالرحمن له يومين اكله مى عدِل و عبدالله حاله من حالها ماينَام الليل من شوقُه لها و عبدالله حاله من حالها ماينَام الليل من شوقُه لها .... علمها انها مو بس هي اللي قاعده تتعذَب ف خلها ترجَع الامور مثل سابِق عهدها و ترتاح و تريحنا كُلنا ...
انتهَت المُحادثة .... -
صحى من غفوة ذكرياتُه هذي اللي روَاها ل خفُوق الليي ب مجرّد ما انتهى تمتم لها ب قولُه :" ماعليّك منه ...ماتبينه محد راح يغصبّك ...هو بس ابوي اللي مقوّي شوكتَه علينا ... ابوي يبيك اليوم قبل باكر ترجعين لُه ...
لجل كذَا عبّاس ماهمُه احد دام ابوي معُه ...يعرف مكانته عند ابوي و يعرف تاثير ابوي عليِك ... كان ينظُر ب خفُوق الليي تفجرّ وجهها الذابِل
ب الاحمرَار ...خفُوق اللي ماتوقّف بكاها المكتُوم الخفِي ...خفُوق اللي ما اكتملت فرحة طلاقها منِه ف هذا هو اخذ اولادها منَها .... كان يعرِف ب أنها راح تبكِي الان و فعلاً هذي هي انساب دمعها الحزين على وجنتها من جدّ و جديِد ...رغم انها مو ضعيفَه مو ضعيفه ابداً لكن عرف ذاك العبّاس نقطَة ضعفها و هذا هو يلعب ب اوتار قلبها المُلتهب على كيفُه ...
ماقدِر آدم يشوفَها كذَا وولا هو متحمِل أبَد لكن مابيدُه شيء بسبب أبوه اللي بس لو درى انه قابل عباس اليوم راح يرمي عليه أشد عقَاب لانه رافض اي احد يتدخل ب موضُوع خفُوق و عبَاس غيرُه ... و نوعاً ما متطمّن على خفُوق من ناحية أبوه لان مثِل ما أبوه يحب عباس ف هو يحب بنته خفُوق اضعاف مُضاعفه ...
و من اول ماخرَج و قلبه يعتصِر على أختُه اللي فعلاً رجعت لعادتها البكائيّة مثل عصفور مبللّ مكسور جناحُه خاصَه من قال لها عن حال اولادَها اللي مثل ماضاعّت هِي من بعدهم هم تشتتُوا تماما من بعدها ...
ل يلمح شدَا اللي كانت تُعدل قميصّها و هي متجهة ل غرفَة خفُوق ليستوقفها ب قولُه :" وش اللي تبينَه ؟. خفُوق تعبانة هاللحين ... شدا اللي نظرَت ل باب غرفة خفوق ورجعت بالنظَر ل آدم ل تمتم ب رجاء حزِين :" صديقتِي تبي تقابلّها ..ترا خفوق تحبَها و حِيل راح يتغيّر حالها شوِي .."
ل يرُد آدم بنبرَة حاسمه قطعت كل النبرات بعدُه
:" قلتلك ماتبي تقابل أحد ...هِي باسوا حالاتها اللحين ...خليّها ب حالها و بين نفسَها ... "
شدا اللي كساها الحُزن تماماً على اختها اكِيد آدم واجه عبّاس مثل ماوعدها و أكيد ان ردّ عباس دمرّهم من وجه آدم المسوّد و من حال خفُوق اللي تكاثف حُزنها ب الدُور السفلّي - -
بالليِل ..
-
غُرفة العمه رحمَه -
كانَت هالليله مثل باقِي الليالي ب النسبه لُه ..استحاله تنتهِي بدون
مايمرّ على عمتُه رحمَة اللي خف مقدَار حُزنها من لحظة ماقال لها عن علّم جده مهنّا اللي هو ابوها عن حالها و انه اعطاه
الضوء الاخضر لجِل يجيب البنات ل حُضن العائلة من جديد
و هذا هُو رمى عليها خبَر ب انه بدا بالبحَث عن زوجها اللي من سابع يقين ب أن بناته معه او بالقليل عنده علّم عنهم ..
و من لحظة مارمى هالخبر على عمتُه رحمة تفتحَت الورود ب وجهها ...خفّ احمرار ملامحها من اثر البُكاء القاتِل و سكن بدالُه بريق و لمعَان ماله مثيّل و عمره ب حياته ماشاف عمتُه ب كل هالفرحَة ...اذا هِي بس من رمى عليها خبر انه بدا ب خطوات البحث صار فيها كذَا اجل لو يكونون بناتها بحضنها ويش راح يصيِر فيها ؟."
كانت باعلى مراحل الفرَح و اقصى مقادير السعّد ...ماغفى جفنها لشدَة الشعور الحلو اللي سكَن صدرها و مافارق نظرها الباب الكبيِر الخاص بالبيِت ل أنها للحظه من الزمن تحس بان المنظر اللي تخيلته لسنين و سنين راح يتحقق راح تشوف بناتها الثنتين
مقبلاّت من هالباب كانت يدّها وسط يد ضامِيي و سيل ابتساماتها مستمرّ بالانسياب ماتوقف ابداً كانت تشرّح و تتكلم عن اكثر الاشياء اللي موجودَه ببناتها
لتمتم بنبرّة ارتوى فيها الفرَح و عقلّها متجه ل زاوية ب ذاكرتها قديمه جداً :" سرَاب ...سرّاب بكرِي و اول
فرحتِي .... وجهها مرسوم رسم ب عقلِيي و فيها علامة هالبنّت ...او بمعنى ثاني بناتي كلهم فيه شيء نادر يميّزهم و حِيل
سراب فيه ب طرف نحرهها وحمة كبيَرة حيل يا ضامي .. زودٍ على كذا لها وحمة كبيّرة بعد بساقها .. ولكن وحمة نحرها كبيّرة وواضحة مثل الشمس
لتبتسِم اكثر و هي تتذكر وهّم ذيك الصغيرَه المبتسمَة دائماً و تحجز لها مكان ب قلب كل من طاحت عينُه عليّها
:" و وهَم مغرُوس بيدّها بقعَه من الكحّل ... تلقى الكحّل ب وسط معصمّها ...ماراح تكون واضحَة مره بس هي بقعه دائريه سودَاء فيها من و هي صغيرَه و مانمسحت من يدها ابد ...
" متميّزين بهالعلامات يا ضامِي .. قليّلين الي يشبهونهم فيها .. ومستحيّل تلقى زيها باللي حولك كان مُبتسم تماماً و مُستمع ل رنين عمتُه اللي تتغنّى ببناتها و بوصفهُم و حتى الكفيف راح يلمّح مصطلح الفرح ب ذات نفسُه يتراقص وسط ملامحها ...
و توه كان بيرُد حتى يهتزّ جوالُه الأسود وسط جيبُه ... ل ياخذُه و تآكل الخوف قلبه حول سبب الاتصال ب هالليل و مين المتصل اصلاً ؟."
للحظه من الزمن جاء ببالُه انه نسايّ لكن انكسر توقعُه هذا وهو يلمح رقم صديقه اللي يشتغِل بالمطارَات " فراس " يترأس شاشة جوالُه نظر ب عمتُه رحمة لوهلَه للحظه من الزمن جاء ببالُه انه نسايّ لكن انكسر توقعُه هذا وهو يلمح رقم صديقه اللي يشتغِل بالمطارَات " فراس " يترأس شاشة جوالُه نظر ب عمتُه رحمة لوهلَه
كانت ب اروع و ابهَى حالاتّها و حتى انها تنبهَت ل اتصالُه للحد الليي سكتت فيه و ما استرسلَت ب الكلام
و ضامِي الليي من لحظه ما لمح اسم " فِراس " اعتدَل ب طوله و هو بكل مافيه يحاول يصطنع الطبيعيّه لجِل مايوتر عمتُه معه وولا يبي يعلمها ب خطوات بحثُه لانه الا الان مايدري وش اللي مخبيه فراس واللي ب جعبتُه اخبار تسر الخاطر والا تكسرُه
ليتمتم :" عن اذنّك ياعمه ...دقايق بس ماني ب مطوِل .."
وماسمِع ردها اللي كان :" خذ راحتك حبيبي .."
ل يخرُج من الغرفه متجه للحديقه وهو يحاول يوازِن مشيته و يخليها طبيعيه اكثر ليقفل باب القصر خلفُه ب ذات الوقت اللي ردّ فيه على فِراس ب قوله
:" لبيه يافِراس ؟. ياهلابك فِراس الليي ردّ عليه ووسط يدُه مجموعة ملفات و اورَاق و لو ان ضامي قدامه اللحين راح يلمح الاستغرابات و التعجّب الليي ب ملامِح فراس :" هلابِك ياضامِيي ..وشلونِك ؟."
ضامِيي الليي للحظه استشعر انه يمشِي تحت الجمِر ل يرّد ب لهفه واضحة جداً :" ب الف خِير ..بس بشرّ ؟."
انتقَل الاستغرَاب من فراس ل ضامي لحظة تمتم فراس ب قولُه :" انا لقيّت اللي طلبته ياضامِي
" ليسكت ل ثانيه و يتمتم بعدها "
ياضامِي هالرجّال له سنين و بنيِن ماطاحت رجوله باراضي السعوديَه ...انت وشلون ماعندَك خبر ؟."
ضامِيي الليي مافهَم أي شيء بس اللي فهمه ان فراس وراه شيء مايسرّ :" ماني فاهم كيف يعنِي ؟."
ل يرُد فراس اللي كان وسط مكتبُه ب المطارّ و بين اياديه اورَاق :" يعني ياضامي هالرجَال له سنين طويله ماجاء السعوديه ...اساساً هو مو مستقر فيها والدليل مدة زياراته البسيطه ل هالمنطقه ...اكثر منطقه كان يرُوح لها هي الكويّت ...حتى ان اخر سفره سافرها من هالمطار هي على الكويت و من بعدها ماجاء
للسعوديه ومانزل ب هالمطار ضامِيي هو كان هذا اللي يبغاه ...بس يبغى طرف خِيط لاي بقعه من هالارض حتى يعرِف فيها مكان زوج عمته اللي مالقى له أي اثر ...ليكمّل ب كل ما اعطاه الله من اهتمام :" طيب كان معه أحد وقت يجي السعوديه ؟. يعني معاه احد غيرُه .." ليسكت ل ثانيه و يكمل بعدها " و بالتحديد بنات ؟."
ل يرُد فِراس ب قوله :" السنين الاخيره لا كان يجي برُوحه ...بس فيه مرَه جاء فيها السعوديه و معاه بنّت وحده بس و بعدها رجَع من غيرَها ... ونفس ماقلتلك اخر مكان سافر له من مطارنا هو الكويت ..."
ليسكُت فِراس للحظه ليسكُت فِراس للحظه :" اعذرني ياضامِي هذا اللي قدرت اعرفُه بس ...و الله كان ودي ادور اكثر بس هذي كشوفات سريّه المفرُوض ما افتش عنها ابد ..."
ل يصحى ضامي من الغفوه اللي انغمس فيها نتيجة المعلومات اللي عرفها من فِراس ل يتمم ب حفاوه :" ياحبيبي انت والله انك مشكور و ماتقصر اصلاً لولا الله ثم انت ماكان عرفت اي شيء عن هالرجال ...وتطمن ما احد راح يدري ب هاللي صار بينا ابد ...بس تكفَى ابسالك متى اقرب رحلة للكويِت ؟."
فِراس اللي ابتسم للحظه من الزمن على كلامه و من بعدها تمتم ب قولُه على علمُه السابق وهو يفتَح ملف ثانِيي خاص ب هالاجراءات :" اللي اعرفُه انه بعد ساعتيِن ... يعني على الساعه 1٢ تقريباً ..."
ضامِيي اللي اتجهت خناجِر عيونه السوّد ل ساعته الجلَد الملتفه باتقان حول معصمُه ليلقى الساعه حول تسعه ليتمتم ب قرار حاسِم :" قصّ لي
تذكره للكويِت .... الليله مسافر ب جهَة ثانيّة ... -
شقَة « شتات » .. -
كانت طبيعَة شُغلها تحتّم عليها ب أنها تسهرّ اغلب ساعات الليِل ...و النهار تقضي اغلبُه ب النُوم ...
و هذا هي صحوتها من النوَم او بمعنى دقيق هذا هو وقت بدايَة يومّها و تحركها من السريِر ...
كان صوت التلفزيُون واصل لاعلى المراحِل ...كانَت تبغى تستشعر بوجُود احد حولّها ..بوجود اصوات و ازعاج تكسر هذا الهدُوء المُخيف اللي فيها و الوحده المملّه الليي هي فيَها و رغم انها اوقات تفضلّها الا انها تجيها حالات تتمنَى وجود اصوات حولَها ... و اغلَب اللقنوات الموجوده ب شاشة التلفزيون هذي هي القنوات الرياضيه لانها اكثر القنوات اللي فيها اصوات و ضجيجِ و صُراخ ...كانَت دائم الدُوم يسكنها شعور الخوف اللي عجزت تعترف فيه ل نفسّها ...خُوف من معرفة احد ب انها ساكنه لوحدها ...خُوف من مالها أي والي او أي ظهر او أي احد من بعَد الله ...كانت تتاكد من اقفالها للشبابيِك و لكل الأبواب ... ل ذا السبب تكون شاشة التلفزيون ب غالب الوقت على القنوات الرياضيه حتى ان كان فيه سارّق او اي شخص ناوي لها ب أي نيه من يستمع ل اصوات المُباراه راح يتاكد من وجُود رجال و راح يتوانى عن فعلته ان كان ناوي عن شيء ...
كانّت هذي الكنبه السوداء صاحبّة القماش الوثير تستشعر ب نعمة الحظ العظيِم كون جسد مُطربة الافرَاح هذي استقرّ عليها ومو بس هالمره ب كل مرَه ماتجلس غِير عليها ... اخذَت دفترّها البني الصغير جداً و هي تقلّب بين اوراقه حتى تشوف مواعيدَها مع زباينّها ل تلقى موعِد قريب بعد يوميِن
ل زوَاج ب قاعه قد راحت لها قبل ل تلقى موعِد قريب بعد يوميِن ل زوَاج ب قاعه قد راحت لها قبل ..، لتغلقُه و هي ترمِي تنهيده دافيَه تدفىء فيها نفسها و جسدها اليافع من هالبرّد ل تلُف وشاحّها حول نح َرها و تثبت نفسها أكثر على الكنبَه ... و تعِيش صراعها الدائم مع انكساراتها و شعورَها هذا اللي ما احد يعرفه غيرَها و غير شقتّها البارده هذِي لانها كل ماتخرج للناس تلبس ثوّب القوَه و الفرَح و شعور تقبّل الحياة رُغم انها هي عكس هذا تماماً .. و رُغم تاكدها من اقفال كُل شيء من كل زوايا و غُرف هالبيت الا انها ماتنبهَت للعيِن الليي كانت تراقبها و اللي عارفه اتفه تفصيّل من تفاصيلها و ماغاب جفنّ هالعين للحظه عنّها-
قصرّ الجد مهنّا
ضامِيي ..
مستقر على معصمُه جكيتُه الثقيّل و بيِن يدُه الثانيه شنطَة سفر صغيرَه و كل من لمحها راح يتأكد ب ان المكان
المتجه له ماراح يطوّل فيه و فعلا ماراح يطوّل ب هالسفره ب مجرد مايتحقق غرضُه راح يرجَع
ل يصادِف ب وقت خروجه من القصر ...كبيَر العايلة و سيّد القصِر اللي نظر فيه من أعلى ل أسفَل ل بتمتم ب قولُه وصوته الدالّ على كبر سنّه
:" ضامِيي ياجدّك وين رايِح ب تالي هالليّل ؟."
ضامِيي الليي كان ب اعلى مراحِل
استعجاله الا انه ماقدر يتجاهَل مهنّا ل يتوقف وهو يبتسم ب استعجال :" اعذرني ياجدّي ماكان فيه فُرصه لجل أشوفك و اعلّمك ...بس انا لزوم اروح
للكويِت ب أقرب وقت الجد مهنّا اللي كان عارِف طبيعة شُغل ضامي الليي يلزّم عليه السفر ب كثرَه هذا غير طبيعَة ضامِي المعروفه ب كثرته للسفر حتى لو ماكان عنده شيء مهم :" لا ولا يهمّك يا جدّك بس وشهوله رايح ؟. يعني شغلّ والا شيء ثانِيي ؟."
ضامِي الليي ماخبّر أي احد عن موضوع بنات عمتُه يبي هُو ب نفسُه يتأكد من كل شيء و يخبرّهم مايبي يعطيهم همسات أمَل على موضوع مو عارف نهايتُه
:" ايه بالله شغل ياجدي ماراح اطوّل
يوم يومين و انا راجع ل يرّد الجد اللي كان هز راسُه بالايجَاب و الا الان ب ثوبُه و شماغُه الليي مايتخلى عن لبس غيرها ابداً
:" توصل بالسلامه حبيبي ...مع ان كان ودي ترُوح معي ل نسايّ لجل اعلمه بالموضوع اللي انت خابرّه .
ضامِي اللي رد ب قوله :" انت بتروح له الليله ياجدي ؟.
ل يرُد الجدّ اللي كان واقف عند باب القصر و ضامِي مقابِل له :" لا باكر ب عون الله ..بس كان ودّي تكون معي لجل تقنعه زود والله اني ل
هاللحين ماني مصدَق انه فرّح قلبي و وافَق ل يبتسِم ضامِي وهو يعدّل جكيتُه قبل مايطيح عالارض :" وش هالكلام ياجدِي ؟ و كأنك جاهل ب نسايّ اللي مايطيع امر احد بالدنيا هذي كلها غيرَك ؟ ل يبتسِم ضامِي وهو يعدّل جكيتُه قبل مايطيح عالارض :" وش هالكلام ياجدِي ؟ و كأنك جاهل ب نسايّ اللي مايطيع امر احد بالدنيا هذي كلها غيرَك ؟."
ل يبتسِم الجدّ مهنّا وهو يتكىء على عصاه اكثر :" الله يحفظُه و يحفظَك ...و توصل ب السلامَة ياجدّك .."
ل يبتسِم ضامِي اللي لمَح جدُه دخل للقصِر ل يرسِل رساله ل أمير و نسايّ ب روحتُه للكويِت ... مايقدر ينتظر أمير اللي اكيد انه عند الجده ذهّب الان يظلَ عندها بالساعات و ب نفس الوقت لازم يعطي خبر ل نسايّ ...
ل يتجه بعدها ل محادثتُه مع نسايّ وهو ب طريقه ل بوابة الخرُوج ل يكتب رساله محتواها
« من تفضى ..كلمنِي ..»
امَا عند الجد مهنّا اللي كان صوت خطوات عصاتُه تنبيه كافِي على حضورُه ل أي مكان ... رُغم وجود المصعَد الا انُه صعّد الدرَج ب خطواتُه اللي كانت دليل معاناته من وجعّ سنينُه الجليلَة اللي صابته و صابت قلبُه الكبيِر
-
ب الدور العُلوي .غُرفة كيان -
كانت تستشعِر انقفال سحّاب فُستانَها
الليي كان يتمايَل على جسدّها اليافِع
تحت نبرَة شدا المُستغربة :" والله عجيب أمرِك ...من متَى و انتي تروحين ل عرُوس و طقطقه ؟. العادَه لابسه نظارتِك و بيدّك كتابِك و جالسَه ب غرفَة جده على قولتك أهدى مكان .."
كيَان الليي رفعت حريرّها الاسود للاعلَى و هي واقفَه ك غصن خيزرَان يافع مُقابل المرايَه وتلمَح كل تفاصيل فُستانها اللي كان بين الاعتياديه و الفخامَة
ل ترُد على شدا ب ذات هدوئها المُثير :" يرضيّك جده ترُوح للزواج برُوحها ؟. و هي مريضه و يالله تعدّي خطوه من الّم ساقها ؟..
شدا اللي طبعت راحة يدها على جبينها ب خفه علامه للتذكرّ و كأنها نست هالموضوع :" الله يذكرك انا وشلون نسيّت ...ايه زين تسوين لجلّ تمشينّها و تساعدينَها ...ياربي جدَه اللي
ماتترك عرس الا و ترُوح له حتى و هي ب عز تعبها .."
كيَان اللي كانت ترمي تنهيدَات بين ثانيه و الاخُرى بعد ما انزلت يدها عن شعرّها الليي غطَى عُري ظهرَها ب اكملُه ...و توها ب ترُد على شدا الا دقات الباب الهادئة استوقفتّها ل ترُد ب قولها ب صوت مسموع للي خلف الباب :" مِين ؟.........
كانت تعتقد انها خفُوق او وحده من العاملاَت لكن ماتوقعت ابداً ب انه يكووون ......
يكون مهنّا ب ذات نفسه اللي نادراً مايجِي ل غرفتّها :" انا ياجدّك ...ادخِل ؟."
شدا اللي حسّت ب وجُود شيء ب خاطر جدها ل كيان يعني وجودَها مالُه أي داعِي لتفتح الباب تحّت استعجال كيان ب اخذ جكيتها ل تغطي فيه عُري ظهرها و صدرها و نحرّها الفاضح نتيجة الفُستان
لتبتسم شدا لجدّها اللي قبلَت راسُه و تبسّم لها جدَها بقوله :" وينها فيه اختك ؟.من زمان ماشفتها وولا نزلت معكم .."
لتبتسم شدا ب توتُر وتحاول تصطنِع الطبيعيّه لان ابوها موصيّها هي بالذات ب أن ما احد يقول للجّد ب حال خفُوق ابداً :" بغرفتها ياجدِي ...تلقاها نايمه هاللحِين .."
ل يهز راسه الجد مهنا وسِط ابتسامتُه وهو يلتفِت ل كيان :" زيِن حبيبتي زيِن ..."
شدا اللي تبسمّت له اكثر و انسحبت ب كُل خفة العالميِن ..ل يلتفت بعدها الجدّ على كيَان اللي رسمت ابتسامة اكبَر على ثغرّها ل يتمتم وهو يجلس على الكنبه الجانبيه اللي تتوسط غُرفتها وهو يأشر بيدُه المجعدّة على المكان اللي بجانبُه
:" تعالي يا قـرة العيّن .. لي خبر ودي أعلمك إياه الليلة وبأخذ رأيك فيه"
كيَان اللي عدلت جكيتّها فوق فُستانها اكثَر واجزاء من ملامحها شبه واضحة نتيجَة سواد شعرها المنتشر عليِها لكن ماقدر يمنع ابتسامتّها اللي كانت
استثنائية وسط شفايفها المحمرّة و كأنها جمر مُشتعل
عيوني لك يا جـد .. أنت آمر
بس"...
و بمُجرد ما رتكىء عودها الريّان على الكنبَه استقرت يد الجد على ظهرَها وابتسامته الليله بالذات ماتوقفَت ليتمتم ب نبرتُه الحانيّة :" " جعل تسّلم هالعين يابنت راكان .. ومحد يأمر عليك وأنا أبوك .. مثل ماقلت لك بأخذ رأيك .. وتعرفيني ما أبي لك إلا كل خير .. ولا ودي يصيّبك ضر من الدنيا كثر ماودي يصيبّك الفرح والخير ..."
ياه يا هالبدايات اللي تكرهها و جداً نتيجة هذا الشعور المُربك اللي يصيبها نتيجة كلام جدّها اللي تمتم ب قوله وهو يمسح على شعرها " وخبرك كبيَر بولد عمّك .. " لتنلسِع ب كهربّاء قريه من قال " نسايّ
واللِي يبي يكون أقرب لك من غيره .. ويبيَك زوجة له .. وأنا الود ودي توافقِين .. الود ودي تكونين معه بنفس البيّت .. لأجل ما يصيَبك ضر من هالدنيا ..."
ل يلتزم السكّات ل ثانيه وهو يستعيد ذكرى جيتّها ل هالقصر قبل سنين طويلَه ...وقّت اول جملة سمع فيها صوتها كانت جملة استفساريّه عنه ..
:" "
" و تراه ترك التدخِين من مبطّيي ...و ولا يعيبُه شيء ...ماعليك يا ابوك من كلام نسوان اعمامك عنه ... ترا كله كذب ب كذِب والله مافيه منه انا مربيّه ومُنى عيني تكونين نصيَب أول أحفادي .. ولا غاب عن بالي إن أول جملة تغنى بها صوتك هو سؤالك عنه "لجل كذا " ماودي ترفضين .. ووودي تكونين زوجة نسايّ .. وش
شورك وأنا أبوك ؟
وش شورك وأنا أبوك ؟"
-
ليتمتم ب نبرَه تذيّب القلب مائلة اكثر ل نبرَة رجّاء طويِل ..: ادري ماراح تردينِي وخاطري عندِك ماهو بقليّل ..
ولا فيه غير هالحكي؟
لحظَات من السكَات كانت مثل الحاجِز بين الجدّ مهنا و بين كيَان اللي تمنّت يكون عندها ضعِف بالسمّع اعاقّه ابديه وولا تسمَع هالكلام ..رعشه حادّه صارخة مرّت على روحها حتى اقصاها طوَال هذي المُحادثه اللي يتراسها ذاك المنسيّ " نسايّ "
شيء غير مفهوم ..شيء غير معقِول وولا مقبُول
ارتعشّت يداها و جف ريقّها ..و انفاسها تثاقلّت و كأنها نست للحظه كيف تتنفس ...دقات قلبّها تزايَدت بعنّف قاتِل و ابتسامتها المُهلكة ذيك اختفَت تماماً ...
ليه يطلب منها جدها بالذات هالطلب ؟؟.
و ليه يطلبّها ب هالنبره اللي تكسُر كل مافيّها ؟؟.
كيغ يكون ذاك المنسِي هو زوجها و أبو عيالَها ؟.
كيف تنام وسط حُضن القاتّل الفض المتهور ؟؟."
كانت مستعده تكُون وسط حرّب ووسط دمّ و قتل و خراب وولا انها تكون زوجته مُاعندها مشكلة ب أن تكون مسجونه وسط مناجّم و كهوف تحت الارض ووسط ظلاّم وولا قطعة نور تمرّها وولا تكون وسط قصرُه
مُستعدة تنام وسط سرير مليان ب المسامير و الاشوَاك وولا تُكون وسط صدرُه و بين ذراعِيه ...
مُستعده يلتف حول خُصرها سلسلة من جمر و نارّ وولا تكون يدُه ذيّك الجلفاء الحاده وسط خُصرها
مُستعده لكُل هذا وولا انه يرتبط اسمها ب جانب اسمُه ...
ماكان فيّه غير ابتسامته المرعبه ذيك وسط ذاكرتّها وماكان فيه صُوت غير صوتّه اللي نادراً ماتسمعه وتتعمد اساساً انها ماتسمعُه
ماكان فيه شيء مُقابل لها الأن غير ذاك المنسّي و حدث الحريِق اللي سطرته ب دفترها ..
التفّت على الجدّ لتمتم بنبرة مخنوقّه جداً الا ان الجد ثبت يدُه مقابل ملامحها :" ماراح اسمع منك شيء ياجدِك اللحين ...خذي وقتّك و الشور كله شورك يا حبيبتِي ..."
اعتدل ب طولُه المُسن وهو يتكىء على عصاتُه ل يتجِه ناحيّة الباب ومايتخيل غير مشهد واحِد ببالُه و بكل مافيه يتمنَى يتحقق ... و من لحظة ماوصَل للباب التّف على
رنينّها الانثوِي من قالت:......
اليُوم الثانِيي ....الفجر ..اول الصُبح -
ماطالت الرحلَة ابداً من السعوديه للكويت وولا حس فيها ابداً مترجِم اللغات هذا الليي من لحظة ما نزل ل مطار الكويِت و انتهى من الاجراءات اتجه ب شكل مُباشر للسفاره السعوديَه ب الكويِت وهُو ينتظر بدء الدوام الرسمِي ...لانه عارف ان كل المعلومات اللي راح يحتاجها ب شكل عام راح يلقاها ب السفارَه كان جالِس وسط سيارة الأجره مُقابل السفاره ب الوقت اللي لمَع جوالُه ب اسم " نسايّ " اللي اكيد الان اللي انتبه ل جواله اللي دايم مهمله ..مسح ب يده على ملامحه المُرهقه ب خفه ل و كأنه يحاوِل يبقى ب اعلى مراحل تركيزُه و انتباهه ..ل يرفع الجوال ل مسامعُه ليتكلّم وسط ابتسامتُه
:" هاللحين اللي فضيّت ؟. لتتجرّع مسامعه رد نسايّ اللي كان للتو خارِج من غرفتّه الخاصه متجه للحديقَه :" لا بالله انِي فاضي من مبطيّ بس هقيتك نايِم دامك ب سفر ...و بعدين تعال وش هاللي بين ليلة والثانية بسافر للكويت ؟. علامِك ؟."
ل يرُد ضامِي اللي عينه ما استقرت على شيء كثر على بوابة هالسفارَه :" يارجال سالفه طويله اعلمك ب همها بعديِن المهم اسمعني جديّ جايك اليوم ...اصلاً تلقاه هاللحين بالطريق تعرفُه مايجيك غير ب اول الصبّح .."
نسايّ فهم مقصد ضامِي من ابلاغه هالمعلومه ب الذّات ف هو نبهه قبل و هاللحين قاعد ينبهه ل يتنهدّ :"
ماعليِك كل شيء بالحفِظ و الصون ل يكمِل بعدها ضامي اللي قال :" و ايه صحيح قبل انسى تراه جايّك بيعطيِك هويّة العرُوس ...الظاهِر خلص منها و جاي يلف عليِك هاللحين
" ل يكمل بابتسامَة مرحة " يا عريِس
ماكان ضامِي عارف ايش حالة نسايّ النفسيه حالياً من هالمُوضوع لكنّه عرف انه نوعاً ما مُستاء من تكرار هالموضوع وواضح هالملل من نبرة صوتُه من قوله وهو متجهه ل قسمُه المحببّ :" " وكأن نص ديِنكم هو الي بيكتمل لامني تزوجت .. يا هالنسايّ اللي دابل كبدك أنت ومهنَا وتبغون
تفتكون منه تبسّم ضامِي وسط ارهاقُه اللي مامنّع جمال ابتسامتُه الجانبيه :" " لا بالله بتزورنا الراحة لامن صار قُربك جنس ناعِم لعلك تهدي من بأسك .. لكن مازارك فضُول من هي الي بتكمل معها نص هالدِين؟"
ماكان فيِه اي ردّ من نسايّ و اللي كان فعلاً منزعج ضامِي من برُوده و اهمالُه ل موضوع مهم ب حياتُه مثل هذا ...الا انه اكمل ضامِي ب قوله :" " عاد يبيِك تاخذ كيان"
ماغابت عن مسامعه نبرَة نسايّ المستنكرَه او ب معنى ادّق مُستغربّه او مذهوله او مُتعجبّه ل يسأل وهو يدخُل ل قسمُه الخاص ل يبدا بالتصبيحة الدائمة ل حيواناتُه و بنبرته البارده :" و منهِي هذي بعد ؟."
ل يرُد ضامِي اللي هز راسُه ب قلّة حيله من ابن عمه هذا اللي نسى افراد العائلة الا انه مصرّ على تذكيرُه فيها :" كيان بنت عمّي راكان ...كيَان اللي جاتنا يمكن قبل تسّع سنين ...كيان اللي كانت ساكنه ببيت اللاعب المشهور ال .."
ل يقاطعُه نبرة نسايّ اللي كأنه بدت ذكراها تغزُو اجزاء عقله
" إية .. بنت راكان ماغيرها ليه وقع عليها الإختيّار بالذات.. تعرف؟"مامنع ضامِي نفسه من التبسّم المذهُول
و عينُه على مبنى السفاره الكبيِر :" " شكلك تحسبّ نفسك ولي عهد
قال وقع عليها الإختيَار .. يارجل منزلتك بقلب مهنّا بنفس منزلتها ..
لجل كذا اختاركم ل بعض »نسايّ الليي شمرّ اكمام قميصُه المتكرر لونُه عنده ب كثرَه عن معصمُه و عينُه على طيورُه الجارحّة اللي اول ابتسامه من ابتساماته ب هاليوم كانت من نصيبّها ل يرّد ببروده القاتل وولا كانه يتكلّم عن اهم مرحلة من مراحل حياتُه
:" " مامن مشكلة .. كلهم بهم الخير دام مهَنا بيكون راضي .. هي ولا غيرها سوى ."
كان شبه توقّع ببال هااضامّي حول ان السبب الاول و الاخِير ل موافقة نسايّ على الزوَاج بعد هالعُمر كله هو بسبب رجُل واحد
« جدُه مهنّا» و كأنه الان عرف اسباب هالبرُود المستفز كله
:" " إيَة قل ماهمك من هالكلام إلا رضا مهنّا "
ل يتجرّع عبارات الايجَاب من نسايّ اللي كان يوكلّ نسرُه الجارحّ
" إيي بالله ماودي يضيَق مني أبد .. وكل الي يبيّه مني يبشر به "
ل يلتزم السكّات ل ثانيه من الزمن و هو ينتقِل ب توزيع الاكِل بين طيورُه الجارحَة كلّها رُغم انه حاط حُراس ب قصرُه الكبير هذا الا انه هو فقط مايحتاجهم الا وقت الترويِض :" متى راجِع ؟"
ل يصيبُه رد ضامّي اللي رد ب نفس الردّ اللي رماه على جده مهنّا
:" ..ماني مطوّل . -
-
قصر الجدّ مهنّا ..تكملة الحدث
كانَ جسدّها ملاصق للباب الليي للتو خرّج منه جدها مهنّا وهو ب اعلى و ارّق و اقصى مراحل فرحُه و ارتبّك فكّه من شدَة الفرح نتيجة الكلمه اللي رمتها عليه ماتدري وشلُون نطقت هالكلمه ...وماتدرِي ايش السبب اللي دفعها للموافقّه على ابشَع رجُل ممكن تعرفه ب حياتها هل هي نبرة جدّها اللي
اضعفت قلبّها ؟؟.هل هي مكانّة جدها و تلميعه ل ذاك المنسي و رمي عليه اجمل الاوصاف رغم انه هو عكس هالكلام تماماً ؟.ماتدري عن اي شيء و كأن كل شيء صار لها هاللحظه عباره عن فلم هندِي صنع ب استعجَال
كل اللي تعرفُه انها هي غير راضيه و مافيه ادنى شعُور ب الفرح داخِلها ...هي وافقت بس لجل شيء واحِد و هالشيء ابداً مو متأكده منه وولا عندها فرصه اصلاً حتى تتأكَد ... رمّت جكيتها ب اهمال على السريّر و كُل حزن العالمين ب صدرّها ..ليش هي بالذات ؟. ليه مو شدَا ؟.ليش ما انتظر بنات عماتّها اللي قاعديّن يرجعونهم للعايله ؟. ليش هي بالذّات يربطّها ب اكثر انسان تكرهه بهالوجُود؟؟
كانت متجاهله دقّات شدا المتكرره على الباب و مناداتها لها ب قولها « كيان ..كيان وشفيك ؟؟ افتحي الباب..كيان »
ماكانت تبغى تشوف أحد وولا تتفوّه ب حرف ل أحد و هي حالياً بين شيئين يا انها تستجمع نفسها و تنزِل ل جدّها وتتراجع ؟. او انّها تبقى على حالها و على نفس تفكيرها اللي دفعها للموافقه امَا شدا اللي فعلاً كانت ب اعلى مراحِل الضجرّ و الزعَل من مالقت اي ردّ من كيان اللي متاكده ان فيه شيء خلا حالها كذَا ..ماترد عليها ...مقفله على نفسها الباب ...و خروج جدّها ب اعلى مراحِل الفرح و كأنه كان ب موعد مع البهجَة ... لتتنهّد ب ملل قاتِل " يعني انا اللحِين اسولف مع ميّن ؟. خفُوق مقفلَه على نفسها الباب و انتي هاللحين لحقتيّها ...ياربي عجَل ب جية
بنات عماتِي لا انهبلّ
+
الوقت الحالي ..الكويّت « ضامِي» -
من لحظة ما انتهى من اتصالُه مع مدرب الحيوانات ذاك انتظَر دخُول الموظفيّن للسفارَه و لحظه وراها الثانيه و ساعه ورا ساعَه انسحَب من سيارة الاجره هذِي بعد ما أكدّ على السائق انه ينتظرُه لانه هو عارف ب انه ماراح يطوّل لان كل اللي يحتاجه معلومات بسيطه عن زُوج عمته و
يقدر ياخذها ب عشر دقايق و سُرعان ما اتجه عند القسم الخاص لهالاجراءات ليتمتم مع الموظّف اللي يكلمه من خلف مكتبُه
:" السلام عليكم اخوي .."
ل يرُد عليه المُوظف ب زيّه الرسمي :" ياهلا ..أمرنِي ؟"
ضامِي اللي اشغلّ كل تنبيهاته
وحواسُه ب هالمُحادثه وهو يتمتم ب قوله و عيونُه ارتكزت على الموظّف
:" ما يامر عليك ظالم ...اخوي بس كنت بسالك عن رجال يقال لُه مشعل بن عبدالله بن سلمَان ... هو رجال سعودي و كان مُستقر بالكويِت بس كنت ابي اعرف معلومات عنه و عن احواله لاهِنت
المُوظف الليي امعّن بالنظر الطويل ب ضامِي الواقف ب ثوبُه السعودّي فقط بدون اي شيء يغطِي خصلات شعره الكثيفَه ل يهز راسُه بالايجاب للحظَه بعد ما اتجه لجهازُه الكمبيوتر و ظلّ يبعثر ب لوحة المفاتيح و بعدها اتجَه للرفوف الكُبرى اللي بالجهة الجانبيه من المكتَب ...ل يخرّج ملف قديّم جداً حتى ان مكانُه كان ب الاخِير ...و بدا يقلّب بصفحاتُه للحد اللي تحولّت ملامحُه من الهدُوء التام ل لاستغراب و الاستنكار ل يرمِي ب معلومه بدُون اي تفكِير ب تاثيرَها على هذا الواقف قدامُه
:" اخوي الرجّال ميّت من سنين
طويلَه لحظَات سكوّت عاصفَه و حادَه جداً كسرّها هذا الصخري اللي انصعَق كل مافيه و نسى للحظه كيف يلملم الكلمات و يتكلّم
:" ميييّت ؟؟." العم مشعل ميّتت ؟؟...
ليتمتم الموظف باستغراب منِه و لوهله من الزمَن توقّع ب أنه هذا الرجُل ماهُو جادّ ابداً ب ذهوله هذا لان الرجل اللي يسئل عنه ميت من سنين طويله استحاله انه مايدري :" الله يرحمُه ...من سنين طويله ب الحِيل ...وشلُون ماتدري و انت جاي تسال عنه ؟
ل يرُد ضامي الليي التهبت ملامحه من الغضب الممزُوج ب ذهول قاتِل.. اتسعت خناجر عيونُه زوّد ..و تاه كُل مافيييه هو للحظه يبغى يستوعب انه مات حتى يستوعب انه من سنين طويلَه ليتمتم ب حدّة ماتليق ابداً ب شخصُه المهم و بالمكان الحساس اللي هو فيه :" ماهو انا اللي مفروض اسئل هالسؤال ؟. انتم وشلون مابلغتونَا ؟.وشلون تتصرفون فيه على كيفكُم ؟؟. اهله و ناسه ماعندهم خبر ؟؟
ل يرّد الموظف اللي بدا يخرُج عن اطار الهدُوء هو الثانِيي
:" اخوي لو سمحّت نقص صوتك و اوزن كلمتّك ...احنا اللي علينا سوينَاه و اعطينا خبر ل اهله اللي اساساً كانوا ساكنين ب هالبلد و تمّ الدفِن و تمّ كل شيء و هذي هي شهادة الوفاه .." ل يمدّ الملف المليان بالاوراق ل ضامِي و يدُه كانت ك حاجِز ومثبته على ورقَه و كأنُه يخاف ل ضياعها من جديد وسط الورق .."
ضامِي اللي ماعاد به محلّ للتفكير وولا جزء للعقِل نسى اصلاً وشلون يفكر نسى و شلون يرّد اذا مات من سنين طويله اجل بناتُه وين ؟. و ليه
اهلُه ماعلموهم ؟. و كيف ماعرفُوا ب هالخبر ؟؟.
ضاعت اعصابُه تماماً وهو يتمتم ب سؤال اخِير و للحظه من الزمّن حَس ب أن طريقه لبحثه عن بنات عماته راح يكون طويّل و صعب الا انه راح يكمّل لان مابباله حالياً ملامح غير ملامح عمتُه رحمه اللي تورمت روحها على بناتها
" وين كان ساكن هو و اهله ؟...و كان معاه بنتين وينهم فيه ؟؟."
ل يرُد الموظّف اللي يحاول ينهي هذا الحوار اللي كان اغرب حوار سمعُه ب حياتُه و يرتاح من ملامح و حدة هذا الصخري اللي مقابل له :" كان ساكِن ب بيت ب حِي عادِي ب هالمنطقه
لكن من اللحين اقول لك البيت هذا
مافيّه أي احد ...»
ضامِيي اللي رمى تنهيدات قطعت وريدُه ل ياخذ ورقَه فاضيّه من مكتَب الموظّف و يسحب قلم ب عشوائية حتى مايدري وش لونُه
:" اكتب لي عنوان البيت هنا ... و انا اتصرَف ..»
و بمُجرد ما انهى ضامِي جملتُه هذي ب نبرته المُخيفه الحادَه ...نقل
الموظف عنوان البيت الموجود ب الملف الخاص ب هالرجُل ل يمدها ب استعجال ل ضامِي و كأنه يحاول يتخلّص منه و يتخلّص من هذا اللقاء اللي مايدري وش نهايته و يارب تكون
هذي نهايته اختفَى جسّد ضامِي من امامه واللي انتقل من السفارَه ل ناحيّة البيت الموجود بالورقه ب سيارة الاجرة ذاتها ... النوم اللي كان منسدل على ملامحه انزاح تماماً ...صار مُرهق اكثر و لكن ارهاق عقلي اكثر من ارهاق جسدِي نتيجة قلة النوم ... للحظَه حس ب أن زوج عمته المتوفِي هو من حاوَل ب أن بناتُه مايرجعون ل أمهم و قطع مل الطرق عليها و الا وشلون مايدرون حتى و لو كان ب بلّد
ثانِيي حتى و لو كان ب بلّد ثانِيي ...هو و شلون مايدرِي ؟؟. ماينكر ان علاقة عائلتُه ب اهل زوج عمته معدومه تماماً و كل شيء مشترك بين العائلتين انقطَع وممكن ل هالسبب ما احد درى عن حال هالرجُل الليي توقع يكون فيه كل شيء الا انه يكون ميّت و دامه ميّت من سنين طويله بناته ويش حالهم ؟. و كيف مات ؟. ووقت موته مين كان معه ؟؟، و بناتُه على قيد التنفس او لا ...اسئلة كثيره مايدري كيف يحلّها و من خلال اسئلته هذي كُلها مايدري وشلون وصل للبيِت الليي كان واضح تماماً ان مافيه سُكان أبداً بيت مهجُور و مُظلّم و الحي اللي
كان فيه عادي جداً ..وقف مُقابل البيّت اللي كان مُقفل ب قفّل و معلق على جداو البيت ورقه مكتُوب عليها
" للبيع يُرجي التواصل على هذا الرقّم ...و من بعدها ممددّ رقم طويل ب خط واضِح و عريض ..»
ليقطّع شتاتُه المُرهق رجُل مُسن كان توه جايّ من الخارِج و الدليّل الاكياس اللي كانت تتوسط يدُه ليلمَح جسد رجُولي ب زيّ مرتب و أنيِق الا ان حالة هالرجُل مُرهقه جداً وواضح هالشيء على ملامحُه للاعمى قبل البصير :" شرايّ للبيت ؟."
التف ضامِي عليّه وتترامى على هالمُسن نظرّات ضامي اللي كانت مزيج بين الهدُوء والريبَه ...ل يقترب ضامي منه اكثَر و مرّ بباله شيء ولوهلّه تمنى لو فعلاً يصير وماراح يتأكد الا ان سئل هالرجل ...ليسئله ب لهفه حاول يخفيها عبث
:" وين سكّان هالبيت ياعمِي ؟. عندك علّم ؟؟."
ضامي كان متوقِع ب أن هالرجُل لحق ب اهل هالبيت و عنده معلومات عنهم نظَر ل كبرّ سنُه توقع لوهله ب أن يكون هذا الرجل جارهُم من سنين لان واضح هالفقر على هالرجّال ف اكيد ب ان بيتُه واحِد وماعنده مقدره انه يغيرُه و اخر شيء كان يعتقدُه ب ان توقعه هذا يصيّب خاصه من تمتم هالمُسن ب قوله و بلكنته الكويتيه الاصيله
:« الله يرحمه و يغفر له و يغمّد روحه الينه ...الريّاّ عطاك عمرَه من سنيِن و بنين ...»
تاثير هالخبر الا الان ما فارق جسّد هالضامِي ويحترق تماماً وقت يعرف انه مات و من سنين بعد
:" واللي معه ؟. بناته ؟.وينهم فيه ؟"
ماكَان يدرّي ب أن كُل مايحتاجُه ضامّي وسط خاطر هالرجُل اللي ريحّه تماماً بالاجابه ياحافظ عليهم هالبنيّات سالفتهم
سالفه بس ماقلتلي اخوي انت شنو تبي منهم ؟. هم يصيرُون لك ؟."
ضامِي الليي ما بقى فيه جُزء جسدي او عقلِي ما تاه لغمض عيونه بشده وهو يتمتم بقوله :" ياعم تكفى خل الاسئلة اللي مالها فود و علمني وينهم فيه هالبنات ؟؟."
ل يرّد العم اللي استشعر جديّة هذا الصخري الواقف قدامُه :" ياولدِي البنيّه العودَه اخذّها العامل الهندي اللي كان يشتغّل عندهم .و
الثانيّه مينونَة و ابوها وداها ل مستشفى الميانين عندكُم ب الرياض المُتوقّع ب أن هاليوم ماراح ينتهِي الا و كل صدمات و ذهُول الارض ماراح تفارقه هو الا الان ماتجاوز خبر موت الأب ل يصدّم بعدها ب ضيّاع بناته اللي كل وحده ب ديرَه ليقترّب اكثر من الرجال ل يحاول ياخذ معلومّات اكثر ومايمديه يستوعِب روحة سرّاب للهِند ل تجيّه صاعقَة جنُون وهّم ..
:" منهو ه العامل ؟..و من متى اخذها ؟؟. "
المُسن اللي كان يحس نفسُه ب تحقيّق و هاللي قدامه ماهو الا اخطر مُحقق بالوجُود ماقدر يستحمل هالنبره و هالغضب ل يجيّب
": اسمُه عليّ خان ..من توفّى ابوهم خذّاهاو رباها ويا زوجته و عياله و مثل بنته .."
ضامِي اللي مسح على ملامِحُه اللي تفجرّت من الارهَاق اللي مايعالجُه اي شيء وهو يتجرّع اخبار بنت عمتُه
الكبيرَه " سرَاب " ليبدأ بعدها يسأل عن الثانيَه اللي ممكن تنهارّ عمتُه وقت تدرِي ب أنها ب المصحة النفسيّه
" و الثانيه ؟.وشهو مرضّها لجل تروح الطب النفسي ؟."
ل يرُد المسن اللي ندم اشد الندّم انه هو من بدا هالحوار المُرعب :" مادرِي ...بس سمعت من اهالي الفريِج انها مينونّه وماتثبّت و تسوي سوايّا اللهم ياكافِي ماتدش العقّل ... و ابوها من لاعت جبده منها وداها الطب النفسي عندكُم .."
للحظه من الزمّن لاحّ ل ضامِي كلام فِراس له وقت قال ان مرّه رجع ومعه بنت و بعده رجع للكويت من دونّها تنهدّ تنهيدات و كأنه يحاول يرجع التنفُس له ل ينظُر للمسّن اللي من لحظة ما حسّ ب سكوته و انشغاله بالتفكير دخل لبيتُه واقفل الباب ...
و ما كان من ضامي غير يجمّع شتاتُه و يستجمع نفسه و يقوّي حاله و يرجع ل تركيزُه ....و دامُه عرف كل هالاشياء ف ما باقي شيء على رجُوع البنات ل حضن امهم
دامه عرِف كل هالمعلومات
يعني اختصار سفرته للكويّت اللي خرَج منها و كلّه علم عن :
سرَاب اللي تسكن بالهند عند رجُل يدعى
" علي خان"و وهّم الليي مقرّها بالسعوديه ب احد المصحّات النفسيه ..."
دائماً وقت الصبَاح يكون خاص ب الطيُور و الحيوانات الاليفَه و يكون هم شغله الشاغِل و هم اساس اهتمامُه
اما من العصر و ما بعد هو وقت الحيوانات اللي اساس اختصاصه « الحيوانات المُفترسة » ...
و هذا هُو على معصمُه ببغّاء ملُون ب الوان مُبهجة و تفتّح نفس و تسر نظر كل من شافُه ...لا ارادِي تبسّم ب ذات الوقت اللي انفتَح الباب الاسوَد الكبير المؤدي للحديقَه اللي هو فيها حالياً ...الباب الاسود اللي خلفه مجموعة حُراس كُثر معطيّهم هوية و اسماء الرجَال اللي مسمُوح لهم الدخُول من اول مايجون و اللي هم " جدُه مهنّا .. ضامي ..امير ... و شخص رابع صديق لُه هو فقط " ...
و غالباً اصحابه الشباب ذُولا مايجون غِير ب الليّل الوحيد اللي يجي ب اول الصبح هو «مهنّا» ..
كل ابتسامات الكُون استقرّت وسط ثغرُه حالياً دليِل البهجة العارمه اللي سكنت ثغرُه وهو يلمَح مهنّا اللي رغم كبرّ سنه الا ان هيبتُه انتشرَت ب المكان و حضورُه القوّي يلفت كل الانتباه ...
تبسّم وقت تمتم ب نبرَة مسموعه لُه و غالباً تدُل على
شيء اشبَه ب الخوف اللي يحاول مايوضحُه
:" ياولد الطريق أمان والا لا ؟.
نسايّ الليي اقترَب منه بعد ما نقل ببغائه من معصمُه ل معصم الحارس اللي يبعده ب كم خطوَه :" بعدك ماتعودّت على توقيتّك ياجدِي ؟. قلتلك النهار و نوره دايم أمان ..»
الجد مهنّا الليي اقترَب هو الثانِي منه ودائماً هالمعلومه اللي رغم معرفته لها الا انه ينسَاها عاد مدري عنك انت و غابتّك هذي
..اسئلك بالله باقي حيوَان بالدنيا ماحطيته تحت جناحَك ؟،."
نسايّ اللي ماتوقّف سيل ابتسامتُه ابد وهو يقترِب من جدُه مهنّا ويبدا يسلم عليه ب حراره ... ماكان يعطِي حُضنه أي احد او بمعنَى ادق الحُضن عنده شيء كبير و اللي يحتضنُه لازم يكون و اصل ل مرحلة كبيره جداً و رغم ان جده علاقته فيه قويه و حِيل الا انه ب ذات الوقت مايحتضنه خاصه ان جده مهنّا عارف ذا الطبع فيه
ل يتكلّم نساي وهو يتجرّع النظر ل وجه جدُه و لمظهره بشكل كامل و لبخوره اللي مايغيره ابداً :« يشهد الله ان الشُوق هزّ ضلوعِي عليِك يا الغالِي ..وشلُون مهنّا ؟»
ل يرُد عليه الجد مهنّا « لو انك لنا مشتَاق ماكان صديّت و حتى صوتِك قطعتّه عنَا ...« ل ياشر ب نظرُه الحاد اللي كل احفاده تشاركُوه فيه على الجوَال اللي بجيب قميصُه و نصفه واضِح » الظاهر هالجوال مابه رقم غير رقم ضامِي و أمير والا ؟.„نسايّ الليي قبلّ يده اللي كانت على كتفُه بعد ما انزلّها : « يصير مره تزورنِي ياجدّي بدون ماتشرّه ؟. »
الجد مهنّا :" لاتخلي للناس ممسّك عليِك اجل
و باب بعاتبونك منه .."
ل يرّد نسايّ الليي اقترَب من الجلسة الصغيرَه المجهزة ب حديقتُه و اللي كانت عباره عن طاولّه و حولها اربع كراسِي و كانَت تليّق جداً ب ضيُوف نسايّ القلَه :« والله ادري اني غلطان و حقّك علينا ...تعال حيّاك حيّاك ...الا وين جدَه العاده ماتجي من دونها ..»
ل يرُد الجد اللي جلس ب هدوء على الكُرسي و يقابلُه حفيده الاكبَر هذا :«جدتّك رجولها قامت عليها ياولدي ... يالله عندها القدره تدور وسط بيتّها مالها حِيل ل زوارات ابد ..»
نسايّ اللي تبدلت ملامحُه تماماً :« ياجعلُه باللي مايدانيّها ...سلامتها والله ياجدِي خلها خلها ترتاح ..»
ل يرُد الجدّ ب نظراته الجانبيه :« من تطيّب ان شاء الله تطلّ عليك لاتخاف بها خيّر هي ماهي ب مثلّك ..»
نسايّ اللي تراكمت ابتساماتُه و تحولّت ل ضحكة رنّت ب المكان ليتمتم بعدَها ب قوله :« لو انّك رجال ثاني منت مهنّا الغالي والا كان صارَت علّوم على هرجك ذا .. »ليتمتِم مهنّا ب مرحه المعتاد اللي مايظهر الا قليّل
:" اجل الحمدلله اني مهنّا والا وش يفكني منك انت ؟. عز الله انرفعت جنازتي الليله ..»
نسايّ اللي اعتلَت ضحكاتُه اكثر و اكثَر ل يتمتم بعدها ب صوت مسمُوع للعم صادِق اللي غرفته ب نهايك الحديقة :" قهوة ياعمّ صادق قهوَة .."
و التف بعدها ل مهنّا اللي عارف سبب زيارتُه له اكيّد بيحدد معُه موعد الخُطبه و الزوّاج و يتفقون على كُل شيء و الشيء الاول والاخير يبي يسمع مهنّا موافقة نسايّ بالضبط مثل ماسمع موافقَة كيّان و بعد كل هذا كل شيء راح يتمّ عنده ..»أمَا مهنّا اللي كان الكُل مستغرب من سلامَة صدرُه ل قاتِل اولاده ب غض النظر عن انه حفيدُه او لا ...
كانُوا كل من يساله عن سبب صفاء قلبه حُول نسايّ يتمتم ب قوله :" كان بعده مُراهق ..طايش ... ماهو قصدّه يذبّح ابوه و اعمامُه ... هو ب ذات نفسه حلف لي و من حلف بالله ف صدقُوه .."
الا انُه فيه شيء مُحتفظ فيه مهنّا ب صدرُه وما باح فيه غير ل ذهّب ...
كان ممكن يكون مهنّا الان من عداد الموتَى و يكون دُعاء " الله يرحمه " تابع ل طاري اسمُه بدل مايكون
" الله يحفظُه "ممكن يكون الان راقد وسط المقابِر لولا الله ثم ولده الاكبر " غانم " ابو نسايّ ..الليي هو من انقَذ ابُوه الجدّ وهو السبب من بعد الله ب نجاة اخوانُه البقيّه وهو اللي ساهم ب انقاذ حياة اغلب الموجودين من بعد الله ...
وكانه يحاول يصحح غلط ولده ل ذا السبب انهدّ حيل مهنا و انكسر ظهرُه ب وفاة ولدُه غانّم وماكان عارِف وشلُون يجازيّه و يكافئه على اللي سوّاه الا ان اهتم ب ولدُه و وقف معه و كان له سنّد و عزوة و ظهَر ... و هذا هُو الجد مهنّا يحاول يرجّع نسايّ للعائلة ل ذا السبب اختار يزوجه وحده من حفيداتُه يبي يقربُه من العائلة ب اي شكل من الاشكال و هذي
هي علامات القُرب بدأت ب الليِل ...
-
قصرّ الجد مهنّا ... -
« أمير »كان و ما زال هو أمير الهدُوء والسكينّة و الركُود
ومافيه أي احد ينافسُه ب هالصفَه اللي ماتوضّح اكثر غير عند عادتُه و عزلتُه الليليّه هذي ..
كان ب موعّد غرامِي مع النجُوم اللي منتشره هالمره ب زياده ب السمّاء حتى انقطعَت خلوتُه الليليّة المُعتاده هذي من انسكب وسط مسامعه رنيّن جوالُه اللي كان يلمع ب اسِم « ضامِي » و كان عنده علم مُسبق ب أن
ضامِي حالياً ب « الكويِت » ...
ل يرفع الجوال ل مسامعه و يرّد ب رنينه المتناغم الهادىء و يدُه وسط جكيتُه المغطي جزئ ثوبُه الابيض العلوِي : « لبيه »
ل يتجرّع نبرَة الاستعجَال من ضامِي اللي كان تو خارج من الفُندق متجه للمطار بعد ماقصّ تذكرتُه اليُوم فور خروجه من ذاك الحيّ
« تكفى يا أمير ابطلبّك طلبه وماعندي أحد غيرِك لجل ينفّذ هاللي بقول لك عليه .»
أمِير اللي تغيرّت ملامحُه من اقتحّام ضامِي له ب هالكلام حتى بدون لايسلّم او يمهدّ لهالموضوع اللي بيقوله الا انه كمل معه
؛" ضامي وش هالكلام ؟. ادخلّ بالموضوع قول علامِك ؟."
ل يكمِل ضاميّ الليي ركب سيارَة الاجرة ذاتها اللي بقيّت وفيه معُه طول هالرحله و بين اياديه شنطتُه ذاتها اللي رجعّها مثل ماهِي
:« ابيِك ترُوح لمستشفيات الطب النفسِي
هاللحين و تسأل عن بنت اسمها
" وهم بنت مشعل العبدالله " ...ابي تعرِف وش حالتها و ويش هو نوع مرضها ؟. و كيف حالتها اللحين ؟.
ابي تعرِف كل شيء عنها ...»
لحظَات الهدوء اللي كان فيها هالامير بدت ب التلاشي تماماً وصار مكانها استغرّاب مُذهل من الكلام اللي رماه ضامِي ...مافهم وولا استوعب أي شيء لان اساساً ضامي ما اعطاه فُرصه :" ضامي وش اللي صاير ؟. وش اللي استجدّ عندك ؟.»
-
ل يقاطعه ضامِي ب قوله المُستعجل :" ادري اني قطعت راحتّك و دخلتك ب امور انت ب غنى عنها بس تكفى يا أمير مافيه فُرصه لجل اشرح لك
هذي بنت عمتِي عرفت اخبارها هي و اختها اليُوم من جارهم القديم ب الحيّ ... ابي تعرف كل شيء عنها
ولا تسوِي اي شيء لين اجي انا ..انا بعد ساعه طيارتي ع الهنِد و من ارجّع اختها معِيي راح اعطيك خبر
...هاللحين سو اللي قلت لك عليه ضامِي اللي ماكان حابّ يخيّب رجاء عمتُه الملتهبه روحها على بناتّها ابد ...مايبي المنظر اللي تخيلته من سنين و سنيّن مايتحقق ...يبي يرّجع البنات الثنتين ب نفس الوقّت حتى مايكون سعدّها ناقِص .دامها حزنت عليهم كلُهم لازم تفرح بهم كُلهم
أمِير الليي اقفل جفونُه للحظه من الزمّن وهو يردد ب قوله بنبره بعيده كل البعد عن الاستيعاب " الهنِد ؟."
ليجيبُه ضامِي اللي ياخذ تنهيده بين
اللحظه والثانيه و كأنه يحاول يرجع النفس ل صدرُه اللي نسى كيف يتنفّس
:" اختها الثانيَه ب الهنّد ... سالفتهم سالفه وهمهم همّ يا أمير ...حسبي الله و نعم الوكيل بس .."
ليلتزم السكات للحظه من الزمن ثم يتمتم ب قولُه
« المهم اللحين سو اللي قلت لك عليِه ...و علمني بالتفاصيّل ..»
أمِير الليي اتجَه ل قسمُه الخاص من القصِر المقارب جداً للحديقَه ل يأخذ مفتاح سيارتُه و محفظتُه وهو يتمتم ب ذات الوقت المتجه فيه ل سيارته « ابشر ابشر .. و انت بعد علمني
باللي يصير معك »
و ما طال اتصالهم الغريب هذا و اللي كان اغرّب اتصال بينهم طوال حياتهم الاثنيّن كُلها ..لا أمير اللي فاهِم اللي صار مع ضامِي وولا ضامِي عنده فرصه حتى يشرّح ل امير الوضع الصعّب جداً ... و بمجرد ما ركب امير سيارتُه و بدَا يحرّك الا يسطع جواله دليل وصول اشعار ل يفتحُه و يلقاه من ضامِي اللي ارسل جُملة بسيطه جداً و اللي هي
«ب وسط معصمّها بُقعة كحِل لجل تتأكد اكثر »« خفُوق » ... -
ماكانت تدري نهاية حُزنها هذا ايش ؟. و ماكانت تدري نهاية حبستها ب غرفتّها البيضاء هذي ايِش ؟."
كانت متاكد ب انه راح يجي يُوم و راح يقنعّها ابوها علي للرجعه ل طليقّها الجلمود ذاك ...
و متاكده ب ان هاليوم جايّ لا محالَه .. اخذّت نفس واحد خلفُه الثانِي و كأن مجرَى التنفس انقطع عندّها
ل تحاوِل تمحي اثار حُزنها اللي لو مهما سوت راح يبان ل كل العيُون احمرار بشرتّها و ذبُول عيونها اللي كانت دايّم الدُوم مُشعّة ..
عدلّت قميصها السُكري الليي لونه متكرر بدولابها كثيّر لاعتقادها ب انه اذا اتسخ راح تعرّف و راح تغيّره مُباشرة
وسواس النظافَه هذا اللي مُلازمّها من سنين طويلَة كان يحتّم عليها امور كثيرَه و يقرر عنها قرارات و هي مالها الا الاستجابه ...
لتنزِل للاسفَل وهذا هو خروجها الاول بعد ايام و ليالي طويله قضتّها ببكاء مرّ و قاتِل ...كان القصِر هادىء جداً رغم انه دائماً هادىء الا ان هالمره ب زياده ل تلمَح شدا اللي كانت بالدور السفلّي مشغلَه التلفزيُون و بيدّها مناديِل تمسح فيّها طرف بلوزتّها اللي صارت ضحيّة العصير اللي انكب عليّها تمسح فيّها طرف بلوزتّها اللي صارت ضحيّة العصير اللي انكب عليّها
و اللي اتسخت بلوزتها ب الكامِل و شدَا اللي ابتسمت ب شكل ماله مثيل وقت شافت اختها قدامَها اللي قطعت عزلتها المؤلمة ذيِك
ل تنظر بعدها ببلوزتها و تذكرّت حالة اختّها المريضه بالنظافَه و منظر بلوزتها هذا ممكن يكون ابشع منظر تشوفه ب حياتها لتمتم ب استعجال وسط ابتسامتها :" ابغيرها والله
ابغيّرها ..هذاني رايحة ..
تعدّت ب خطواتها خفُوق اللي كانت ب اسفل الدرّج و هي ب وسطه الا انها توقفَت من سالتها خفُوق
:« وين الناس ؟. جدة نامت ؟
ل ترُد شدا و هي تهز راسها بالنفي :« جدة و كيان راحوا ل زواج ولد ام ناصِر ... و حريم اعمامِي ب غرفة الضيوف ..و عمتي رحمة ب غرفتها
وما انتظرَت من خفُوق ردّ ل تتجه للاعلى تغيّر بلوزتها اللي تلطخت ب العصير حتى ترجع تكمل متابعة التلفزيُون ...»
اما خفُوق الليي التفّت للجهة اليمنى من الدرَج ل تلمّح غُرفة عمتّها رحمَة ...عمتّها رحمة شبيهتها ب الحال الا انها هِي توّها ب اول حالها على عكس عمتّها اللي صار لها سنيّن على حالها المُتعب هذا
كانت متطمنه من عدم وجود ضامِي عندها ل ان شدا توها كانت موجودَة و جالسه ب كل اريحية بالصاله ل تدخُل عندها و توها ب تدق الباب اللي كان مفتُوح أصلاً الا ان عمتها رحمَة لمحتّها
:" خفُوق ؟. حياك حبيبتي تعالِي
خفُوق اللي ماغاب عنها تالّق عمتها الواضِح الا انها مهما كانت متالقّه فيه رتُوش حزّن وسط ملامحِها
لتتجه ناحيتّها و ترمي ب قبلّه على طرحة عمتّها
:" وشلون حالك ياعمَه ؟."
ل ترُد العمه رحمة اللي كانت تنظُر ب جمالّها اللي بدا بالبهُوت و لعدم تزينّها مثل قبل من كانت مضرب مثل لكل بنات جيلّها ب الجمال و الاناقه الان كل همها ان ملابسها تكون نظيفه فقط « حالِي من حالِك ...مابيننا فرق
يابنِت اخوي »
خفُوق اللي رفعت انظارّها الذاهلّة لها المتوقع ان كل العائلة عرفت ب حالتها الحزينَة هذي نتيجة شوقها ل اولادها
ل تكمّل العمة رحمة :« وش حال عيالِك اللي مايخطون خطوة من دونِك ؟. تدرينهم هاللحين متعشيّن والا لا ؟. قادرين ينامون ب راحة ؟. عيونهم جف دمعها على فرقاك ؟. خاصة
عبدالله اللي روحه معلقه فيك يا امه ؟.
بتظليّن على حالك لين تصيرين مثلي صحيح ؟.
" ل تسكت ل ثانية من الزمن " ليه
ماتاخذينِي عبرة ب حياتِك ؟ شوفي حالي أنا : بناتي اكثر من 1٥ سنه مرت و انا مادري عنهم ... كل وحده فيهم ب ديره وما اعرف عنهم غير اسمائهم واشباه ملامحهّم
هاللحين اكيد كبرّن و صايرات عرايّس و انا ولا عندي خبر عنهم
...ميتّات،عايشَات،وين ديارهم ؟ تزوجوا
والا لا ، صرت جدّة والا بعدني أم
تخلّت عن بناتها ؟
للحيني مادري ابوهم وش عبّا ب راسهم عنّي ...مادري وش نظرتهم لي اللحين ..يحسبونِي مرتاحة و متهنيّة و عايشة حياتي ومايدرون اني ابكي دمّ لجل بس المح زول وحده
فيهم ...مايدرُون ان عيني احترقت و انا انظُر بباب القصرّ من صبح ربي لين العشيّه لجل ان جو اكون انا اول من يشوفهم ... »
سكوّت تام وقف ك الحاجز بين خفُوق و بين عمتّها رحمَه اللي سكبّت كل مابداخلها ل ابنة اخوها الحزينه هذِي الليي ضاعت كل ابجديّتها من كلاَم و اعترَاف عمتّها رحمَة اللي خفّ تالق وجهها نوعاً ما وهي تمتم ب هذا الكلام الكئيّب ل تكمِل العمه رحمه :" علميني هاللحين وش استفدت من طلاقِي من ذاك اللي مايتسمّى ؟. ماغيّر انحرق جوفي على بناتي و انحرموا منِي وولا ادري وين ديارهم ووين ارضهم من سماهّم ... آخ بس لو يرجع فيني الزمّن ...»
خفُوق اللي ماكانت عارفه ايش المفترض تسويّه ل عمتها رحمه حتى تخفف من كلامها المحشو بالحُزن هذا الا انها اقتربت منها وشدّت على كفوفها و كأنها تحاول تعطيها قُوة هشّة من داخِلها ...و دخلت ب موعد عميق مع التأمل ب عمتها رحمَة الذابله المنكسرة الحزينه النادمَة ..و كأن عمتها رحمه تعطيها اشارَات وتنبيهات ووصايَا ... هل ممكن عبّاس يحرمها من اولادّها طول العُمر مثل ماهاجر زُوج عمتها مع بناتُه ؟. و هذا هو عبّاس سافَر فيهم يعني هم الان حتى ماهم بنفس البلَد ...
تجويف عميق سكّن صدرّها و آخ لو يقف ابوها ب صفها بدَل وقوفه ب صف عبّاس كان قدر يرجع اولادها ب كُل سهوله ...آه و كم من آه ممكن تسّد حالها ؟... ماتدري ش نهاية قصتّها العقيمه هذي ؟.وولا تدرِي وش هي الخطوه الجايه ب حالتّها او ب معنى ادّق هي عارفه وش المرحلة
الجايه لكنّها غير مُتقبلتّها ابداً «أمير »
هذا ثالِث مُستشفى للامراض النفسيّة يخرُج منه ب خيبَة جديده نتيجة عدم وجُود الاسِم اللي يبغاه فيِه ...
عمرُه ب حياتُه ماتوقّع انه ممكن يعدّي من امام مستشفى نفسِي ف كيف انرمى فيه الحال ل يدخُل هالاماكِن اللي اخر اماكِن تطري ببالُه ...
و ماباقي حالياً غير مستشفييّن تقريباً و ب كل مافيه يتمنى انها تكون موجودَة ب واحد منهُم لجل يرتاح ضامِي و يرتاح هو بعَد ...
و ب ذات الوقت اللي كان رايِح فيه ل سيارتُه اهتزّ جوالُه دليل وجُود اتصال جديد ل ياخذه بعد معرفته ب هويّة المُتصل :" هلابّك يا نسايّ ؟."
ل يصيبُه رد نسايّ الليي كان هالوقت دائماً يمتلي بوجوده او او وجُود ضامِي : انت وينِك ؟. مو على اساس تجينِي الليله ؟."
أمير اللي رمى تنهيدَة ب ذات الوقت
اللي ركبّ فيه سيارتُه و شغلّها : اعذرني تكفى والله طلع لي ضامِي ب سالفه ماتدخل العقِل وال
" لينقطِع سيلّ كلامُه للحظه من الزمن وهو يضرُب جبينُه ب خفّه علامه ل تذكُر شيء :" ياربي انا وشلُون نسيّت ...خالتي ذهّب
نسايّ الليي التزّم السكات طوال تمتمة امير اللي مافهم منها أي شيء :« أمِير علامِك ؟. وش به ضامِي ؟.و علامها جدتِيي ، انت وش فيك ؟
أمير اللي يحاول يستجمع نفسُه وهو يتذكرّ وعدُه للجدّة ذهب ب انه هو اللي راح يرجعّها للبيت من بعد الزوَاج و لكن انشغل ب موضُوع ضامِي و
نسيها تماماً :" لا تطمن مابها الا
العافيَه ...بس تذكرت انها راحت ل عرِس و نسيّت ارجعّها اكيد انها احرقت جوالي من الاتصال
ل يرُد نسايّ اللي التزم السكّات ل وهله :" انت عقلّك بكبره مابه شيء كثر ذهّب وشلون تنساها ؟. علامِك يا أمير ؟. "
أمير اللي اكمَل :" ياخوي ضامِي طلبني طلبّه ..فيه موضوع يبغاني اخلصُه له لجل كذا انشغلّت
ل يرُد نسايّ اللي ابتسّم الا ان اثار ابتسامتُه ماوصلَت ل مسامع أمير :" و جدتي ذهّب ماقالوا انها تعبانه
؟.وشلون تروح ل عرُوس و عزايّم ؟.
ل يرُد أمير اللي حرّك ووجهتُه
للمُستشفى اللي ماهو بعيّد حيِل ليبتسِم تقول انها خويتها من عُمر وماتقدر
تفارقّها ...لجل كذَا ماقدرت ماتلبّي الدعوه »
نسايّ اللي اتجَه ل داخِل قصرُه الكبير اللي مايسكنُه غيرُه هو و حُراسُه :« ارقد و آمن يا أمير و كمل شغلك اللي وصاك به ضامي انا اللي راح ارجعّها
أمِير اللي انصعَق و انسحق و انذهَل تماماً :" نسايّ وش هالكلام ؟. انا هاللحِين ارسل واحد من السواقين والا آدم يرجعها وش يجيبك انت ؟."
ل يرُد نسايّ اللي عرف ب أن أمير مايبي احد من اهل القصر يشوفُه خاصة اعمامه اللي يبغضونُه و حيل الا انه ردّ وهو ياخُذ ثوبه البنيّ المكوي ب دقه من دولابُه وهو يبتسم ابتسامته الساخرّة ذيك
« اعطنِي اسم القاعَه و منّها اتطمن على جدتِي اللي يقولون انها مريضَه وولازارتني اليوم
أمِير اللي فعلاً توتَر و حيل من جيّة نسايّ للقصر بعد كل هالسنين ...ومايبي يكون هو السبب و آدَم اكيد هالوقت نايِم و سهلّ اصلاً رقمه مو عندُه ...و ذهّب وصتُه قبل ماتنزل انه هو اللي يجيّها ل يرد ب محاولة اخيرة ل نسايّ :" تكفى يانسايّ تعوذ من ابليس و اعوانه ..قلتلك انا ارجعّها لا ت
ل يقاطعُه نسايّ ب نبرَة قطعّت كُل
الكلام من بعدُه
" ارسِل اسم القاعَه و رُوح كمل
شغلّتَك اكيد انها مهمة جدتِي ما احد بيرجعّها ل بيتها غيري ماراح ادخِل لحدود القصر الفرعوني ...تطمن"و انهَى اتصالُه الحاسّم هذا من أمِير
اللي فعلاً تشتت الآن و تاه كُل مافِيه ...و كُل دواخلُه تدعِي ان تمر هالليلة على خِير ... و ماكان عندُه ادنى فُرصه او حيلة ل يرسل موقع القاعه ل نسايّ وهو يرمِي تنهيدة ثقيلّه و حرّك سيارتُه حتى يكمِل اللي طلله منُه ضامّي اللي رسلّ له رساله كان محتواها « وش صار معّك ؟»
الا انُه مارّد ...يبي يمر على كل المستشفيّات النفسيه حتى برمِي النتائج مرَه وحده و هذا هو ب طريقه ل مستشفى مدة وصولُه ربع ساعة
تقريباً ب غُرفة من غُرف ...« الطب النفسِي» غُرفة بعيدَه عن الجُنون و فقدان العقّل و خفتُه ... الغرفة الاساسيّه
للمُستشفى هذا : « غُرفة المديِر » ...
كان يحاوِل يستجمّع نفسُه وسط كركبتُه الاداريّه هذي حول كل مرضى المُستشفى
لان هالوقت تقريباً هو اهدَى وقت للتفكيّر ب عكِس النهار الليي كلُه يضيِع وسط صرخَات المجانيّن او ب معنى ادق
« الضحايّا » .. لأن كل المرضَى اللي جمعهم هذا المُستشفى تعرضّوا ل دواهِي و امور و عواصّف حياتيه
دمرّتهم و خلت هذا مصيرُهم نظَر ب العامله اللي نقلت كوب القهوه السادّه من الصينيه الحديديه اللي بيدها ل تثبتها على مكتَب المديّر و هي تمتم ب منتهَى الهدُوء :" ودك ب شيء ثانِي طال عُمرك ؟."
ل يرُد عليها المدير ب قولُه و عينه تدور وسط الملفات المنتثره على مكتبُه :" لا شكراً ...تقدرين تتفضليّن
و بأثناء فتح العامله للباب قابلتها ممرضَه تمتمت ب قولها فور دخولها و الواضح امر مُستعجّل
:" دكتُور اسفه فيه شخص يبي يقابلّك
...يقول موضوع ضروري وما يتحمّل التاجِيل حاولت ب كذا مره امنعه بس مصرّ يقابلك ..»
المدير اللي تحولت ملامحُه الهادئة ل هدوء مُستغرب اكثر و اكثر ممزُوج ب ريبَه شديدة
:" و ماقال لك ميّن يكون ؟."
ل ترُد الممرضه :« لا يادكتور بس هو جاء سئل عن مريضة اسمها " وهّم " و من عرف انها ب مُستشفانا اصرّ يقابلِك حالاً ..»
الدكتُور الليي اتسعت محاجرّ عيونه ب شدَة من سمع الاسِم ل يتمتم ب استعجَال ؛« دخليه دخليِه
و بمجرّد ما خرجت الممرضه اللي رمت ب قول ؛" حاضر دكتور
دخل هذا الرجُل بعدّها ب دقيقه و اللي انتشر حضورُه وهدوئُه ب المكان كُله و انظارُه تدور على المكان الغريّب اللي دخل ب اعماقه
وهو يرمي السلاّم ب رنينُه المتناغِم :" السلام عليكُم
ل يرّد المدير اللي أشرّ له على
الكُرسي الليي بجانِب مكتبُه :" و عليكم السلام يا مرحبَا ...حياك تفضّل
ليجلّس أمير الليي يحاوِل ينهي حضوره ب هالمكان المُهيب بالنسبَه له و اللي مايطيق ابداً وجودُه اكثر هنا ليلتّف على المُدير الي حس بانه لقى
الفرّج
ل ينغمِس ب الكلاَم مع أمِير عن كُل تفاصيل و معلومات
المريضة « وهّم » اللي موجوده ب هالمُستشفى و بدا ب قولُه
:" ادري ان وقت الزياره خلّص و اعتذر حِيل لاني جيت ب هالوقت ...بس الموضوع ضرُوري واجد و اظن قالت لك الممرضه انا من طرَف مين ..»
ل يرُد المدير اللي كان ب أعلى مراحل ذهوله ل ظهور أهل المريضَه " وهّم " بعد كل هالسنيِن :" لا حيّاك الله
..." ل يلتزم السكات للحظه من الزمن "
بس السموحة حبيت اسالِك انت تقرّب لها ؟.لان اللي اخبره ان هي ماعندها اخوان حتى اهلها مو ساكنِين ب هالبلّد ..."ل يرُد أمير الليي حالُه حالياً صعب جداً ومايحس نفسه انه اهلّ ل هالمُهمات اللي مايعرف يصنّفها تحَت اي بنّد ..وولا هو عارِف نهاية هالطلب ايش
الا انه وعّد ضامِي ل يرد ب كل اختصار
:" من طرف خوالّها ..
ل ينتشر السكّات ب الغُرفه للحظه من الزمّن و تمتم بعدها أمير ب قوله و ببدايتُه للموضوع
:« انا بس حبيت اسئلك و ادري راح اتعبّك معاي و اعذرني ...بس ابي اعرف هو وش نوع مرضها ؟. وكيف وضع علاجّها حالياً ؟."
ل يرُد المديّر الليي هذا اللي قدامُه واللي ينظر فيه بهدوء و ريبه ...ممكن يكُون اكثر انسان محترّم قابلُه : « "
وهّم مرضها ماهو بخطّير عليها .. كثر ماهو خطيّر على اللي حولها ! مرضها غريّب علينا وجداً لدرجة الموضوع تطلب مننا سنين طويّلة لأجل نكون على وعي كبير به .. هالمريّضة أول ما تعجبها شخصيّة معينة سواء بفيّلم أو مسلسل تبدأ تعيّش قصة هالمسلسل بنفسها .. ولأجل يوضح لك الموضوع أكثر بضرب لك مِثال !
لو شافت مقطع لوحدة تنتحر رح تبدأ تقلدها وتعيّش حالتها وفعلاً تلجأ للإنتحار لو ماكان عليّها رقابة ! ولو شافت مقطع عن وحدة تبي تهُرب .. رح تفتح كل الأبواب الي قدامها بس لأجل تهرب ! يعني بإختصّار أي مقطع من مسلسل او مشهد تلفزيوني يعجبها تبدأ تعيشه وتنفذه وكأنها هي البطلة ...
عدم استيعاب كُلي سكّن هذا الهادىء الليي ل اول مره يكون متنبّه و مركز ل هالحد و ل هالدرجة ومايدري هل هو طول عمره مركّز والا نتيجة هذا الكلام اللي سمعه و هذي الحاله اللي ل اول مره يسمّع فيها صار تركيزه ب اعلى و اقصى المراحِل ؟؟؟.
رفّ جفنُه للحظه و نفث نفس عميّق ب ذات الوقت اللي اكمل فيه الدكتور : رفّ جفنُه للحظه و نفث نفس عميّق ب ذات الوقت اللي اكمل فيه الدكتور : « عانينَا معها بالبدايه بشكّل كبير ..عادي عندّها تدمرّ كل شيء لو احد اخذ الشاشه او الايباد او اي جهاز خاص ب الافلام و المسلسلات اللي تشوفّها و ممكن بعدها ترجع ل حالتها الطبيعيّه بعد مرور فتره زمنيه معينَة
مثل ساعه او ساعتيّن ترجَع مثل ماكانّت أمير اللي انصعّق انصعاق تام و انخطف لونُه تماماً ومسامعه تتجرعّ كلام الطبيب هذَا اللي رماه له بدون اي تمهيّد او مقدمات ل يسأل بعدها و الواضح ان هالمحادثه راح تكون مليانه ب الاسئلة : « " علمني عن علَتها بالضبط هي كذا من البدايَة ؟»
ل يرُد المديِر الليي ماغاب عن عينُه
تبدّل ملامح هذا الهادىء اللي قدامه اللي الواضح انه موضوّع وهّم وصل ل اقصى مراحل ذهوله و تركيزُه
: « " لا ماكانت حالتها كذا بالبدايّة .. كانت مريّضة بدرجة معقولة ولكن وجودها بهالمكان لفترة طويّلة أثر بشكل سلبي على حالتها وزادها سوء ناهيّك إن علاجها أنقطع وصرنا ما
نعطيّها العلاج اللازم بسبب إنقطاع دفع فلوس وجودها هنا .. وأنت تخيّل مدى هالسوء " وحاولنا كذا مره
نتواصل مع اهلها حتى يجون و يستلمونها بس مافيه اي رد
اظلّم الليل كُله ب ملامِح أمِير من اللي سمعُه الواضح ان المده اللي قضتها ب المستشفى كانت طويلَة و جداً و الا كيف تاثرت باللي حولها حتى انتكست حالتها ..؟ رغم انه الا الان يحس فيه حلقه مفقوده و اشياء كثير مو فاهمها لكن اكيد ضامِي راح يفهمُه كُل شيء بعد مايوصل له اللي سمعه من الدكتور اللي تمتم ب لهفه ؟؛ ليتمتم الدكتُور اللي توقف للحظه ثم تمتم ب قوله
:" انت جاي تستلّمها ؟ماتبي تشوفّها ؟."
اللي تمتم ب لهفه ؟؛ ليتمتم الدكتُور اللي توقف للحظه ثم تمتم ب قوله
:" انت جاي تستلّمها ؟ماتبي تشوفّها ؟."
أمِير الليي التف عليه ب سرعه ب استنكار كبيّر
:" لا يادكتُور ما اقدر اشوفها ليسكت ل ثانية " يعني انا راح استلمها هالفتره
بس انا ودي تتأكد من هويتّها اكثر ب معرفتك لان انا ما اقدر اشوفّها .امّها تقول ان ب وسط معصمّها فيه بقعة كحّل سوداء كبيره كا
ل يقاطعه الدكتور اللي ابتسّم وهو يهز راسه ب النفي :" ترا ما بحياتها
لبست عباة وولا تعرف للطرحة وولا تعرف ان انت محرم لها او لا يعني كذا والا كذا راح تشوفها معليك هاللحين انادِي ممرضتها الخاصه
كانُوا يتبادلون الكلام حول وهّم و كل تفاصيلّها غير مبالييّن و غير منتبهِين ابداً للشخص الثالث اللي كان طرّف ب هالمُوضوع والواقِف ب جانّب الباب مُنصت ل اتفه همّس نطقوا فيه المدير و ضيفُه هذا
« ضامِي »
اقلعّت الطائرة من ساعتين تقريبَاً متجهة للهِند و اللي قبل اقلاعُه اخّذ كل معلومَات الرجل الهندي اللي يُدعى « عليّ خان »
و هالمعلومات وصل لها عن طريق المكتب الخاص لاستقدام العماله الوافدَه ..
"
اسمُه عليّ رحيم خان ....عمرُه ٤٤ عام ...حضر لهالمنطقه مع زوجَه وبنت صغيرَه ...ساكِن ب مدينة « مومباي الهنديّة » واللي تعتبر المدينة الاولى ب الهند ... واللي فيها اكثر من عشرة مليون نسمَة
الواضح انه راح يتعِب حيل حتى يلقى ذيك السرَاب و اللي مره ورا مره يتاكد انها هي فعلاً سرَاب و لا هو قادِر يستحوذ عليها و يضمها تحت جناحُه
غفّت جفونُه ب ارهَاق وهو يتجرّع خلاف الرجل و زوجتُه اللي كانوا ب نقاش حاد ب المرتبه اللي خلفُه ...
و رغم حدة حوارهُم اللي كان عن امور عائلية بحت الا انُه نام ..ف له يومين كامله ماغفت فيها عينُه خاصه ان باقي طريق السفر طويل ..حيل طويل .. السعوديّة « ب قاعة من قاعات الافراح » ...
الواضح انها تحتاج ل جلسّة مساج عاليّه ل آلام رجلها هذي اللي ماتوقفَت عن الازدياد ... ماقدرّت ماتشارِك أم العريس ب فرحتها ببكرَها الاول و من بعد رقصها هذا بالذات زاد معيّار الالَم للحد اللامعقُول ... و هذا هي خرجَت من القاعه بعد ما وجبّت ام العريِس الليي صديقتها من سنيِن و هي عارفَه ان أمير بالخارِج ل انه قال لها الساعه 11 و انا برَا .احتريِك للفجرّ لو ودِك ..
و هذي هي الساعه 11:٣٠ حالياً يعني اكيد هو الان برَا
و هذي هي بدت ب البحث ..كانت
عيونّها اللي تحوفها تجاعيد علامة ل كُبر سنّها تدُور ب الشارّع حول سيارة امير السوداء الصغيرَه و كل استغراب العالمين صابّها حول وينُه فيه ؟. و ليه ماجاء ؟. و اول مره يغيب وما يجي ب وعدُه رغم انه اكثر انسان حريص و دقيق ممكن تعرفُه ب حياتها ..
الا انُه جاها صوت اشبه ب الهمّس من خلّفها و كان كل من يسمع هالهمس يعرف ان صاحبه الان مُبتسم :" " لو نقولك مشتاقيّن لك وعشان كذا صرفّنا أمير وجينا بنفسنا عشان نرجعك تقبلين هالشُوق يا أم غانِم ؟."
ارتعّد صدرَها و ضاع قلبها وسط ضلوعها و للحظه توقعت انه توقف عن النبض لتمتم ب جزَع و هي تلمَح ملامحه عن قُرب :" " نسااييّ .. يا وجة القطاعة .. وينّك عن جدتك مادريت عنها هالفترة كلها ؟؟."
بمجرّد ما انتهت من الكلام اخذتُه ل حُضنّها و هي مُتجاهله الوقت و
المكان اللي هم فيّه الان .. ليصيبها رد حفيدها اللي ابتسّم و سط ظلامً المكان النسبِي ل أن الضوء كان ب جانب القاعه فقط :"
" لا لانبدأ العتاب بوسّط هالشارع يا أم غانم .. والله ما بينتهي وبنسّد الطريق على العرب كلهم"
ليقبّل راسَها قُبلة طويله وهو يستشعِر التفاف يدّها حُول ظهرُه لينزّل يدها ب طريقه محبوبه و هو يتمتم تعالي للسيّارة ياطويَلة العمر ..
وننتهي من شرهتك هناك "...
و فعلاً اخذها ل سيارته الجُمس السودّاء المُغايره تماماً ل سيارَة أميِر الصغيره و اللي يتشاركون فقط ب اللُون ..
و فعلاً انتقلت الجدَه للجلوس قدّام ب جانِب نسايّ اللي ركَب سيارته الشغالّه و اللي مبطىء السُرعه تماماً حتى يستفرد ب جدتُه و يتحاور معاها اطول فتره ممكنَه ...
و للتو بيحرّك حتى تقطع هدوء المكان الجده ذهّب اللي تمتمت ب قولها :" اصبِر ...باقي خويتي ..بنت عمِك داخل انتظِر ..»
نسايّ اللي ثبّت يدِه على مقوّد السيارَه ...ل يلتزم السكَات ل ثانيه وهو يتمتم ب هدِوء بارد جداً وسط ابتسامتُه : « و ننتظر ..ابشرِي ..»
•
كانت تعرف هوّس شدا الاسطوري ب الورّد ب كل انواعه و الوانه ..و تورّمت مسامعها ل شدة وصايا شدا لها قبل ما تمشِي انها تجيب لَها ورد من الزوَاج ب اي طريقه و ب اي شكِل ...و هذِي هي اخذّت من الورّد الطبيعي الاحمرّ الموجود على طاولتها هي و جدتّها و اللي كانت هدية من اهل الزواج ..ل تاخذها و ترميها ب حضن شدا ...
ماكانت حابّه تخلي جدتها تخرُج
لوحدها بين زحمة السيارات و المعازيّم و الناس خاصَة حول الّم رجلها الا انها هي عارفه انها بمجرد ماتبان قدام القاعه راح يوصلّها امير للسياره و يساعدها ب الركوب نفس ماسوا وقت خرجوا من البيت ...
كانت ترتاح و كثير من يكُون أمِير هو السائق و من تكون وسط سيارتُه اكثر من اولاد عمها الباقين و اكثر من كل سواقيّن العائلة ..كانت ترتاح و كثير ب سيارتُه حتى انها ماتخجل منه وقت تبغى شيء من البقاله او تبي قهوه او غيرّها على عكس البقيه ...
سترَت فِستانّها الفاضِح ل ساقّها من خلال العباه و هي تكرر حركة جدتّها و تدوِر على سيارَة أمِير
ل تلتف ل بورِي السياره السوداء الكبيره اللي واقفه ب يمينّها و كانت واضحة يد جدتّها ذهَب من برّا
خاصه ان مافيه احد غيرها قدام
القاعه لان العرس الا الان ما انتهى و المعازيم ما مشُوا اقتربت من السياره ببطىء شديد و مره وراها الثانيه تتاكد ان هذي فعلاً جدتّها ... و لكن هذي مو سيارة أمِير
توقف عقلها عن التفكير ل وهلَه ل يصيب بالها توقع ان واحد من اولاد عمها حضَر ل اخذها خاصه ان سيارة جدّها قريبه جداً من شكل هالسياره
ل تفتّح الباب و تركَب خلّف جدتها ب المرتبه الخلفيّه
و كُل انظارها اتجهت نحُو السائق لتتاكد اكثر هل هو من اولاد عمّها او لا ؟."
« وينِك حبيبتي تاخرتِي ؟»هي متأكدَة ان هذا استفسَار جدتّها ذهَب اللي رد عليها هاللي ب جانبها ب قوله :" ماباقي احد ياجدّة ؟."
ل ترِد الجدة ب قولها :" لا حبيبِي بس حنّا تجمدّت في مكانَها و حسّت ب تدفق الدم في جسدّها
حرارة جلدها ماتوقفت عن الارتفاع رُغم انهم ب ليلة من ليالي الشتاء القاسي .، قلبها ينبض ب شكل مُتسارّع ،.ومابقى مفصل من مفاصلّها ما ارتجَف
ماكانت راح تعرفُه لولا صوتُه الرخيّم الحادّ هذا ...الصوت اللي كان كابُوس و رِعب ب حياتّها مع انها قليل ماتسمعُه ...صوته اللي رُغم كل من
يسمعه راح يتاكد انه ب اعلى مراحِ روقانُه لكن ب النسبه لها كان لا ...وشلُون ماتعرفه ؟.
وشلُون ماتميزّه و تتاكد من هويتُه ؟.
ياربي هي وش اللي اقحمّت نفسها فيه ؟.
ياربِي هي وش اللي دخلّت نفسها فيه و رمت ب حياتها هالمرمَى ؟.
كانت تلمحه وهو يرفع شماغُه المنتثره على كتفُه للاعلَى ب ذات الوقت اللي تخلّى عن اقفال ازارير ثوبُه العلويَة ..
سترّت جسدها ب العباة اكثر ...شدّت على اكمام العباة للحد اللي غطّت فيه كفوفّها و كأنها تحاول تكون غير مرئيَة له .. التفت انظارها عن هذا الصخرّي للجدّة اللي تمتمت ب استغراب :" ليه ماتحرِك حبيبي ؟."
ل يصيبّها ردُه الساخِر وسط نظراته المليئة بالهدوء و الريبه و برودة الاعصاب
: " ننتظر الأخت تقفِل بابها .»..
التفّت بمجرد ما انتهى كلامُه الساخط هذا ل تلمح بابها اللي فعلاً كان مفتُوح ... الان عرفت مصدر الهواء الرطب و الدافىء اللي اجتاحّها ...ياربِيي هي وشلُون ما انتبهت ؟."
ل تستجمِع نفسّها و تقفل الباب ب ذات الوقّت اللي تمتمت فيه الجدّة
بابتسامتها : « "لا يا بعد هالقلّب . بنات الكرة الأرضيّة كلهم خواتك .. ولكن هالبنت بالذات ماعمرها بتكون لك إخت » . ماكانت ناقصه ابداً تعليقات الجد ذهب هذي ابداً ..كانَت تحس ان الليِل ثقيّل و مظلّم جداً على صدرّها و هي ماتسمَع اي ردّ ل ابن العمّ البعيّد هذا اللي تمتم بعد ما التزم لحظات من السكُوت ..كانت متاكده انه كان بيتفوّه ب كلام لكِن الجده ذهّب قاطعته وهي تبدا
حوارّ معُه : « " علمني يا ولد غانم .. وش صار يومنّك غايّب عني هالفترة كلها ؟."ابتسامتِه الساخطّة ..ابتسامته المرعبة اللي تكرهها ممكن اكثر منه هو ومن شخصه .،ابتسامتُه اللي تظهر من خلال شفاهه المائلة للرمادِي هذِي ل يرُد وعينُه على الطريّق الا انه ب كل لحظة والثانية يلتّف ل جدتُه : « " والله كل هم زارني دون وجهك يا جدة .. ولكن وش أسوي .. أنتِ أعلم
بالظروف الي تحدّني من كل صوب .. ولكن علميني أنتي وش صار بدوني ؟... أشوفك بكل زواج لك حضور و مكان ..ولكن لنسايّ والله إني مريضة..
أفا بس صار كذا نِظامك ياجدة ؟. "ل ترُد الجدة اللي صغرّت عينها من خلف بُرقعّها دليل ابتسامتها و ضحكتها و هي تمتم ب قولها
: « والله اني صادقه و هذاني مأخذة بنت راكان معي لأجل تكون عصاتي وتساعدني بهالزواج .. خبَرك عتيَق بأن عظامي من زمان الأوليّن "... المتوقع ب ان كل ردود جدتّها راح تكون ب رعايتها و لازم تُذكرّ فيها الا انها مالقّت اي شيء او اي ردة فعل حول تلميحات جدتها من هذا الجلمود الصخري
كان يبتسم فقط يبتسّم ابتساماته اللامُباليه و اللي غير مفهوم مغزاها ابداً ...
كان هذا اطول طريِق تسلكه ب حياتها وماكانت تدري هل هو فعلاً طويل ام انها هي ل شدَة تمنيها ب انها توصل ل غرفتها و التخلص من كل هذا الجو المُربك حست انه بطيىء ؟."
كانّت مُلصتقه ب الباب تماماً و كانها تحاول ب ان ذاك مايلمحها ابداً بعد ما تمعنّت فيه ب الكامِل ..نظرَت ل سيارته .،حتى سيارته باهتّة مثله وما بها اي رُوح ... ل تسقُط انظارَها على شيء ابيَض ب القُرب منّها و كأنها مخفيه او ان احد حاول اخفائها .، كانت تحاول تنشغِل ب شيء بعيد عن هذا السائق .،ل تشدّ هالشيء ل
ناحيتها لتتسع محاجِر عيونّها و ترتجِف يدّها اللي للحظة تحِس ب انها يابسَه تماماً و هي تلمَح بكّت الدُخان الابيض ب وسط سيارتُه و اللي الا الان غلافُه عليه وما فُتح دليل انه توه جديّد و ما اُستعمّل ...
رفعت أنظارّها لُه ب ذات الوقت اللي شدّت فيه على بكت الدُخان اللي توسّط يدّها و ارتفعت حرارتها اكثر و اكثر و لو تخرُج للملأ راح تحرق كل من حولّها ...
و مرّت مدّة هذا الطريِق الثقيّل اللي ماصدقّت انتهائُه
و نزلّت من السياره للحد اللي نسّت الورد داخلُه .،
ماكانت عارفَه هي كيف راح تكمّل حياتَها معُه ؟.
اذا هو وهو طريّق ماتحملّت ابداً و بس تتنتظر متى توصل و تتخلى عن وجودها ب سيارته و منطقته الخاصه هذي ف كيف اجل تكمّل حياتها معُه ؟."
ل تدخُل ل غرفتّها باستعجَال و بدون مرور ب أي مكان غيرُه .، و هي بس تنتظر متى تنتهِي جدتها ذهّب من توديع ذاك المنسيّ حتى تنزِل لّها
انتظرت ل مدّة ربع ساعه تقريباً و كانت فيها ب أعلى مراحِل التوتُر و القلّق للحد اللي نست فيّها تمسح زينتها و تنزع فُستانها .، نزعّت عبايتَها فقط
ل تاخُذ بكت الدُخان ب يدّها و حملتُه ب طريقه غير واضحَة ل أحد .، ل تنزع كعبّها و تنزِل للاسفَل عند غرفة جدتّها .، وهي تستشعر وجُود سبب قوي يفك خطبتها من ذاك المنسِي .، ماراح تتحمّل والله ماراح تتحمّل الارتباط فيه ابداً ... و كأن هذا اللقاء اكدّ لها اللي ببالها ب انها ماراح تتحمّل العيش معُه تحت سقف واحد
ابداً و بمُجرد نزولها و تأكدُها ان مافيه أي احد من العيَال لان هالوقت مايدخل غير ضامي و ضامي حالياً مو موجُود .،لتتجه عند غرفة جدتّها و هي تسحَب طرف فُستانّها البنفسجِيي للداخِل ...دخلَت و هي مصرَة تماماً على اللي بتسويِه و مافيه اي قوَة بالارض راح تمنعّها الا انّ وجُود ذات الرجُل اللي انتقلّ من السيارّه ل يشاركها غرفة جدتّها بعد بعثرّها تماماً وشلّ كامل اركانها .،انصعقّت انصعاق كُلي و المتوقع ب ان هالليلة ماراح تنامَ نتيجة هالتوتر و القلق والارتجاف اللي سكنّها فيه.،كان جالِس بجبروتُه على كرسي جدتّها الخاص ب الصلاَه ..،و ممعّن ب النظر فيها و كأنه يتابِع حلقه أخيره من فلم رُومانسِي دافىء .،
تخزنّت صورتها تماماً ببالُه .، و مو بس صورتها .، نظراتها .،ارتباكها.،احمرار ملامحها .،اتفه تفصيّل فيّها عدم استيعاب مرّ و قاتل صابها .،انخنقت تماماً و ماتدري ليه للحظه من الزمن حست انها لازِم تكون ب أبهَى منظر قدامه وماتدري وش السبب ؟. هل هُو بسبب اناقتُه المثيره ؟.و الا من هدوئه الفخّم ب هاللحظه ؟.و الا من نظراته الساخطّه ؟.و الا من ابتسامته هذي اللي لو بيدها تبعدها عن ثغرُه تماماً وماعاد تلمحها ابد
كان وقوفها قدامه نتيجة صدمتها بوجوده ب غرفَة جدتّها كافِي حتى يحفظ ملامحّها و ماتوقف سيل نظراته عنها و كأنه يحاول يحفظ اقصى مايمكن حمله من ملامحِها ...،"ب مجرّد خروجها و تعثرّها بعد صدمَة ارعدتّها و دمرتّها و شلّتها تماماً .، التفت الجده المُبتسمّه عليِه و ماتوقف تالق عيونها
: « " " وهذي هي بنّت راكان .. والأهم حُرم نسايّ بن غانم المستقبليّة .. وهاللحين علمني وش رايّك بها؟ »
ليصيبّها ردُه بعد اصرارها عليه ب انه ينزل ل غرفتها حتى يشوفها ب عذر
« الشوفة الشرعيّة » رغم انه كان رافض و حِيل الا انها اجبرتُه للنزُول ب شتى الطرق و بكل الحيّل لان كان ودّها منظر كيان و اطلالتها الليلة
بالزواج يغيّب عن خناجر عيونُه و لازم يكون ل عيونه نصيب من هالشُوف ليرُد وهو يعتدل ب طوله الفارِع و عينه التفت على ساعته السودَاء وكأنه بنتظر موعد محدد
: « " مابِها عيّب يا جدة .. الله يخليها لأهلها »
-
ل ترُد الجدّة اللي انفعلّت نتيجة برودُه البغيض هذا و صوت بناجرّها احدَث رنيّن وسط هدوء الغُرفَه وما توقفت ابتسامتّها و هي متاكدة انه راح يرجع ل قصرُه الان : « " إلا الله يخليَها لك .. دامها بتصيّر زوجتك »
مامنّع نفسُه من التبسّم طوَال هذي الليلَة وتكاثفَت ابتسامتُه وسط جُدران هالغُرفه .،، لاول مره يدري ب أن جدته عندها طريِق يقدر يقدر يمرّه بدون مايمرّ من قدام الحديقه او من باب القصر الكبير الاساسِي .، ب هالطريقه هو دخَل حتى ما احد من الاعمام او من الحرّاس او من السواقيّن ي لمحُه ... ل تستقرّ انظارُه على اعمامُه الأربعه الجالسين ب الحديقه و معهُم سهلّ اللي ماكان يشاركهم الحديّث .، تذكرّ كل شيء ب هالقصر .،نفسه نفسه ماتغيّر .،تذكر وقت جلساته مع ضامي و أمير و وقت فطوره مع جدُه و جدتُه.،تذكر علاقته المعدومه ب أبوه للحد اللي ولا مره نداه ب هالنداء .،تذكر كل شيء و كل شيء مرّ قدامه
بس من نظره للقصر و دخوله ل غرفة جدتُه و لمحه ل جلستهم الحاليه ب الحديقه ... ب جهة ثانيّة « آدم »
-
" صاير خاطره هالفتره يتكدرّ و
يضيّق بين كل لحظه و الثانيَه ..و ب ذات الوقت صفو مزاجه ياسرّع مايتعكر ...صار نادِر وجودُه ب القصِر لان ان كان داخلُه راح يشوف ضعف اخته و بكاها و قلّة حيلتها وراح يعيش ضعفه من جديد انه مايقدر يحامي عن اختهز
و ان كان خارجُه راح يطري له ذكر " نسايّ " اللي خلاه ابوه ب عينُه ابشع رجل بالدنيّا ل ذا السبب صار وجوده غالباً بين اصحابُه او بالتحديد صاحِب واحد مافيه غيرُه .. كان صعب و حيل بالنسبه ل شخصه
تكويّن العلاقَات و الاستمرار فيّها نزل من سيارته متجه عند صديقه « سالِم »
سالِم صاحب التخيلاّت الواسعه ..و الهواجيس المثيره ..و الترانيّم العاشقَه
كان واقف سالِم ب جانب سيارته .، و ابتسامته ماتوقفّت و عيونه مثبته ب مكان واحد و سارِح ومنغمس ومسترسل ب السرحّان و كأنه قدام منظر بديع الجمَال ما كأنهم واقفين ب وسط حديقه عادية جداً الا انها هادئة
آدم اللي اقترَب منِه و اتجه ل ناحيته بعد ما وقف سيارته بعيّد ليتمتم و هو ينظُر بالمكان المستقره فيه عيون سالِم : « " وش أحوالك .. طمنيّ عنك ؟»
رغم انهم ب جامعة وحده و كلهم ب ذات الصف اخر سنه ب الجامعة الا انهم مايتلاقون كثير فيها و ان تلاقُوا يكون موضوعهم عن الدراسة فقط
ل يرُد سالِم اللي التف عليه ب عيونُه اللي ماتوقفت عن البرِيق : « " حالي والله بيّن الغمَام طاير .. دام آخر وجة شفته قبل وجهّك كان وجة هالغزال .. الله يستر على قلببي يا آدم »آدم اللي التف عليِه و كانت ملامحه مزيج بيت الهدُوء والاستغراب و السخرية من كلام سالِم هذا اللي تمتم فيه بدون اي مُقدمات : « " لا إله إلا الله .. وش هالخفة كلها يارجل؟ وش هالغزال اللي لعبّت بك ؟.
ل يرُد سالم اللي التف عليه و كان يعِض على شفايفُه للحد اللي توقع ب أنها راح تنزُف : « " من يلومني يا آدم ؟؟ والله والله ماشفت مثلها بحياتي آدم اللي كان ب موعد مع السكّات من كلام سالِم الغريب اللي تمتم ب قوله و عيونه نظرّها بعيد
« ازين و اخطر و اعذّب غزَال شفتّها „ هذي حبيبتِي يا آدَم ..حبيبتي اللي
ل يقاطعُه آدم اللي تحول تماماً مثل سهمّ نارّي و له شكل مثل الصاعقّه ...تلظّت حرايق عيونُه و عروقه برزت دليل عصبيّة مفرطَه وهو يضرُب كتف سالم ب خفّه و كأنه
يحاول يصحيَه من سكرتُه و خمرتُه : « انا توي ادري ان صاحبّي مايستحي و قليَل اصل و فهم .،توي ادري ان مابك غاريّة على محارمّك و اللي يهواهم قلبّك ياسالّم انا توي ادري انك رخمه و مافيك خيّر .»
ل يرُد سالِم و سكرته مازالت ب محلّها وهو يحاول يمتص غضب آدم الحارّ هذا :" على هونّك يا صاحِبي .،
ماوصفت غزالِي ل غيرّك ...لا ت
ل يقاطعُه آدم الليي شدّ على جكيتُه الثقيِل و عينُه مستقرّة على سالِم و ماكانت نظرّاته الدائمة كثر ماكانت نظرات غضب و احتقار و اللي ولا عمره توقع انه ممكن ينظر بها ل سالِم .،هو عارف ان سالِم راعِي بنات و جواله بيغمى عليه من كثر الارقام النسائية اللي فيه بس ل اول مره يتكلم عن وحده و يوصفها قدامُه ؛" انا رايِح .،و ان رجعت سالم خويي اللي اعرفُه تدلّ بيتي و رقمِي ب جوالِك ..»
-
-
كان للتوّ راح يخرُج من قصرّ جدُه ب ذات الطريقه اللي دخَل فيّها .، و فعلاً خرج من غرفة جدتُه بعد ماودعّها ب.، غيّر مسارُه ف بدل مايكُون
مسارُه ل خارج القصر صار مسارُه ل ناحية الحديقه.،كان يسمع سوالف اعمامُه الاربعّه وانغماسهم بالضحك و الكلاّم و سهلّ اللي كان للتُو اعتدل ب طوله و كأنه بينسحب من الجلسَه .، ماكان لا أمِير وولا ضامِي وولا مهنّا فيه ماغير سهلّ الليي اتسعت خناجر عيونُه وكأنه شاف شيء محرم شوفُه ب ذات الوقت اللي تمتم هو ب قولُه ب ذات ابتسامته الساخرَة و ثقته
المعهوده وهو على اعتاب جلستهم : « ماشاء الله.،العائلة السعيدّة
...ناقصكُم البرواز ..»
-
اختفى الصوّت و كل من بالمجلس قام واقِف و هم يلمحون ذاك المنسيّ متجه ناحيتهم .،اسودّت ملامحهم و اتسعت محاجر عيونهم دليل الغضب و هم يلمحونه بعد كُل هالسنيّن اللي حتى اخباره مايدرُون عنّها ،.
ل يرّد العم بدر اللي تورّمت روحه من القهر و الغيّض وهو يشوفه قدامُه : ليه ؟. ودّك تذبح النص الثاني بعد مثل سواتّك السوداء ؟»
ل يرّد هذا المنسيّ اللي رمَى ب نظره عليهم كلهم و ياخُذ فنجان قهوه من الوسط ويسكُب له من القهوه الموجوده ب طقّم الضيافه و كأنه هذا بيته و هم كلهم ضيوفه :والله النص الأول كان كسّر ظهر .. ياليتكم كنتو بدالهم .ولكن قدر الله وماشاء فعل .. ولكن مانرد لك طلب ياعم نكمل الشوط الثاني ابد مانخليها ب خاطرّك ..»
ب كل مره كانُوا يحاولون فيها
يسمعون كلام ابوهم الجدّ مهنا و يحاولون يصفّون نيتهم ناحيتُه تفشل كل هالمحاولات .،لانهم مو شايفين انه نادّم او انه طلب مسامحتهم او جاء ب شكل منكسر او ذليّل حتى فعلاً يصدقون كلام الجدّ .،كانوا ب كل مره يحاورونه و يسمعون كلامه يحسون انه كان مُتعمّد و قاصد انُه يشعلّ الحريِق و نص العائلة ترُوح من
ضمنهم اخوهم الاكبر أبُوه .،ل ذا السبب ماهم قادرين يسامحونه لان المعنى الحرفي للاستفزاز كان فيه وهو منبعُه و مصدرُه ليتمتم العم عليّ « أبو آدم » :الله يهّد حيلك ياولد الإيرانية ال*****.. علمني من وين بيجي منك خير يا مقصور الرجاء؟"
و كأن النار اللي اشتعلت قبل سنين .،تلظّت وسط صدرُه و خناجر عيونه الحادّه اتسعت للحد المُرعِب .،هي اساساً بدون اي شيء ترعِب ف كيف الان و كل جنون وشياطين الغضب سيطرّت عليه اسوّد وجهه و تاه كُل مافيّه.،يعرفون وشلون ياذونُه و يستفزون و يخرجون اسواء مافيّه ليتمتم بنبرته العصبيه الحادة اللي تقطع كل النبرات اللي بعدها : " " الله يهدّ حيلك أنت والسامعين كلهم .. لا تجيَب طاري أمي على لسانك لأجل ما تصير علوُم أنت في غنى عنها .. وخييّري يعم كل مكان . . إلا لكم أنتو بالذات والله إني أستنقصه" ...
ل يرّد سهلّ اللي كل كرُه الكون متجمعّ داخله ل نسايّ لانه فقد ابوه ب الحريّق هو الثاني وماهو متحمّل شوفته ابد : " " وش العلم اللي جاييّ لأجله .. إقصر شرك عننا وخلصنا ؟."
كانت سرعة تحولُه غريبه ف توه الان كان ب اعلى مراحل الغضب للحَد اللي عادي يذبّح فيها اللي قدامُه اما الان رجع ل طبيعتُه المُستفزّه و الباردة ليبتسِم ب قولُه : « " هالشّر ماظنتِي بينقصر .. أنا هنا بأي لحظة ودي أكون فيَها .. والأهم إن هنا لأن
خطيّبتي وحدة من سكّان هالقصر »كان عارِف ب ان هذي راح تكون ردة فعلُهم .، جنون الغضّب .،عدم رضا كُلي .، رفض قاطّع ل هالموضوع للحد اللي ماصدقُوا فيه كلامُه ل يرّد العم مروَان : « " وش تهذر به يا مدهال الشر؟
ل ينسكب ل مسامعهم رده الحارّق وهو مستلّذ تماماً ب شوفتهُم ب هالحال ل اسباب تخصُه
« اللي سمعتّه .راح تشوفون وجهي كثيّر ...احجزوا لي مكان ب مجلسكم "
كان هذا هُو غرّض الحد مهنّا من كُل هالخطبة .، يبي يرجّع نسايّ للعائلة .،يبي يشوف وجهه كل يوم مثل
مايشوف وجه ضامي و آدم و سهلّ و غيرهُم .،. يبي يكون له حضور و له مقعّد خاص ب هالمجلِس .، يبي ينهي هالخلاف اللي ماظنتّي راح ينتهِ و اللي استمرّ ل اكثر من تسع سنيّن .، يبي اعمامه يشوفون وجهه دايم .، يبيهُم يتعودون على وجودُه و ينحسّب على هالعائلة و على سكَان هالبيت .، لجل كذا زوجُه وحده من حفيداتُه و من بنات اعمامُه .، هذا اللي يبغاه مهنّا و هذا اللي وصلُه نسايّ لهم لكن ب طريقه هم مايبغونها وولا يستلطفونّها وولا يتقبلونها اصلاً.،هم ب العون يتقبلّون وجودُه ف كيف يتقبلّون هالكلام اللي رماه عليّهم ؟."
ل يبدا العم خالِد ب الردّ اللي كان من لحظة وجوده ملتزّم السكّات و يتأمّل ب ابن اخوه الغائب هذا و كيّف نضجت و تغيرت ملامحه اللي تابعه ل خوالُه و كأنه ماله اي علاقَه فيّهم و للحظه بدا يفكرّ منهي اللي بيتزوجها رُغم ان فيه توقّع واحد ببالُه حول هويّة البنت « " علمني .. من الي رضى يزوجك
بنته .. من هي اللي تققصدها ؟.»
ل ينسكب وسط مسامعهم ردُه وهو يعتّدل ب طولُه المايِل وتكتفّت اياديِه ب هدُوء و برُود تامّ للحد اللي صار ينافِس أمير ب هالصفه : « " أما عن عمي فالله يرحمّه .. واما عن اللي رضا يزوجنِي ف هو تّاج رأسكم واللي بدونه أنتو عبارة عن حفنة تراب لفحة ريّح تهدمكم .. فووسسعّو صدوركم لأني طيفي بيبقى أسيّر هالمكان لسنيّن طويلة .."
توقعّ ردة فعلهم هذِي و عدم رضاهم هذا الواضح للاعمى قبل البصير لكن ماتوقّع انه ل هالحدّ و ما توقع ب يكون خبر وجوده عندهم ب يسوّد و جوههم ل هالحدّ و بيرجف ب
اجسادهم من الغيِض ل هالدرجة .، لكن ماينكِر انه فعلاً انبسّط و حِيّل بعد على ردّة الفعِل هذي لان مثل ماهو غلط ب حقهم مرّه هم غلطوا ب حقه الاف المرّات ومو من هالفتره كثر انه من زمّان من وقت ماكان صغيّر ...
ل ينساب ل مسامعُهم دخُول الجدّ مهنّا و عصاته اللي نبهّت كل الوجود على حضورُه وهو ينادي ب صوتُه
الجهورّي : « نسايّ » ...
التَف على جدُه الليي كان للتو خارِج من المجلِس الداخلّي و حس ب انه راح تنهار عظامُه من لمّح طوُل حفيدُه ب الحديقَه من الشُباك الخاص ب المجلِس .، ليصيبُه ردّ نسايّ لُه : « لبيّه يالغالِي ؟.»
ل يتمتم و عينُه المحشوّه ب نظرَات كلها ريبّه و عدم رضا على اولادُه و من ثم ينقلّها ل نسايّ اللي تمتم لُه ب صوته الجهورّي ذاتُه
؛ « الحقنِي ..»وما انتظرّ منهم اي رد سواء بالقول او الفعِل ل يتجِه ل ناحيّة باب القصر الكبير و اللي كل سيارات العائلة مستقرّة حولُه .. و يضرُب ب عصاتُه ب الارّض ب حزم دليّل غضبه المُرعب
أما مدرب الحيوانات هذَا الليي انزّل فنجان قهوته بجانب صينيّة القهوَة و يرمي ب نظراته اللي يكرههها كل من شافها ل يبتسِم ب ابتسامته المعهوده اللي ما احد يتطمّن لها أبداً : « نسلّم عليكم يالربِع .»
و انسحَب من المكان هُو الثانِيي تاركهُم يتآكلون من الغضب خلفُه و يعرف انه هو حديث المجلس الان ل يوصلّ عند جدُه اللي واضحة علامات الغضّب عليه و حِيل : « انا ما قلت لك أنا اخبرّهم ب نفسِي و بطريقتِي ..ليه ماتطيّع امرِي ؟»
ل يصيبُه ردّ حفيدُه الليي تبدلّت نظرات الاستفزاز و الغيّض و البرود ل تتحول ل نظرات هادئة تماماً
: « افا يامهنّا .. انا عصاك اللي ما تعصاك ...بس انا ادري و انت تدري بعد ياجدي سواء قلت لهم انّت والا قلت لهم أنا ..ردة الفعل راح تكُون نفسّها صدقني مابينفع فيهم لا تمهيّد ولا غيرُه ...لجل كذا اختصِر عليّك .
الجدّ مهنّا اللي فعلاً كان عارِف انه ب كل الاحوال عدم الرضا راح يكون هو راي عيالُه و احفادُه و عارف بعد ان كلاَم نسايّ صحيِح ب ان ردة الفعل راح تكون نفسّها لكن ماينكِر ان حفيدُه هذا مازالّ نفس ماهو ماينفِذ غير اللي يمليه عليه عقلُه و الليي يحسّه ب انه ممكن يطيب خاطرُه يسويّه ليتمتم و اثار الغضب الا الان واضحة على ملامحُه : « ليه ماعلمتني انك جايّ .وش هاللي هببتّه يانسايّ.؟»
ل يرُد نسايّ اللي حالته كانت معاكسة ل حالة جدُه الغاضبّة و كثِير : « ساقنِي الدرّب ل قصرّك ياجدِي ...النصيّب طلَب و ربي كتّب ان جدتِي تروح ل عرّس و انا اللي ارجعّها بدل أمِير ..»
« ادري انك غضبان علي و حيّل ..و حقّك علي ..بس لو تفكِر بها ياجدِي راح تتاكد ان هذا اللي المفروض يصيّر و من زمَان و انا اختصرّت عليك السالفه و الطريق بدل ما انت جالس ب لحالك تفكرّ وشلون تفتح سيرتِي اللي محرّم ذكرها ب مجالسكُم
- -
« الطب النفسِي » -
مو بس سمعّها اللي ضاق من الفاجعّة اللي ممكن هالفاجعة اكبر فاجعّة
تصيبها ب حياتها ، حتّى قلبّها و روحها ضاقُوا من الهمّ و الغِربال طوّال هالمحادثه بيِن مدير المستشفى و ضيفُه هذا اللي بياخذ بنتّها من حُضنها بعد كل هالسنيِن .،بنتها اللي ربتّها ب نفسَها و تعلّقت فيها و رمت كل آمالها عليّها خاصة من عرفت ان مالها أهل وولا احد يسئل عنها او احد رضى يستلمّها و ماتوقعّت ل وهلَة ان ممكن يشعّ نور عايلتها اللي انطفَى من سنيّن و تنوخِذ « وهّم » من
صدرّها و حُضنّها .. هذا اللي ماراح تقبلّه وولا عمرّها راح تقبلُه ...»
كان مستوى السمّع عندها حالياً ب أعلى مراحلُه ف من أول ماسمعّت ب جملَة ذاك الرجُل المريّب
« امّها تقول ان ب وسط معصمّها فيه بقعة كحّل سوداء كبيره » ...اتجهَت ل ناحيّة غرف المرضَى بعد ماثبتت صينيَة القهوَة ب اهمال وسط مطبخ المُستشفى الصغيّر ...
هالجملة كانت اخر جُملة تسمعّها ومايرّن ب مسامعها ومايتردد ببالّها
غيرَها ل تدخُل ل غرفَة من غرف المُستشفى البيضاء وعيونها متسعّه و انفاسها تلهّث و كأنَها سارقَه و متمرسَة للسرقّه ...
ل تلمَح سريّر صبيّة ب ثوّب ابيض منغمسّة ب نوم مُريح واضح على ملامِحها المسترخيّة و المُرتاحة
ل تتجِه ل ناحية الصبية النائمَة هذِي و تلتقِط يدّها المتدليّه على السريِر ل تخرّج من جيب مريلة الطبخ اللي
مستقرّة على جسدّها « كُحل أسوّد » كان مايفارق جيبّها أبداً .. او بمعنى ادّق شيئين من مساحِيق التجميل ماتفارق مريلتها هذي
« الكحُل و مرطّب شفاه ناعم و حيوي»
ل تلطّخ معصَم البنت النائمة هذي بدائرة من الكحل الأسوّد .. غمقّت الدائرة ب شكِل واضِح ل تأخذ بعدها قطعة مناديل تمسَح فيها بقعة الكُحل هذي او بمعنى ادّق تخففها ف ماصار باقي غيّر اثارَها ...يعنِي ب معنى صريح صارت مشابهة للعلامَة الموجودة ب معصّم ذيِك البنّت الخاصه فيها ...»
: « و بمجرّد ما انتهَت اخذّت ملف المريضه « شموخ » اللي ل تثبته وسط طاولة المريضَة الثانيّة ..المريضه اللي كانت شاهدة ب نظرها ل كل هذا و مُبتسمه و بين ايديّها جهاز جوّال ب حجم كبيِر ...راقبّت هالحدث ب كل هدُوء و هِي تنظُر ب العاملة « سنّاء » الليي بدلّت بين الملفِين ل تكون شموخ بدل ماكانت وهّم
و تكون ذيك المريضة النائمة اللي تشاركها الغُرفة و بين اياديّها دُمية هي وهّم
و من بعد ماتمّت المُهمة و تمّ تبديل الملفَات ... التفّت العاملَة سنّاء اللي كان الكُحل يتدحرج بين اياديّها
..اتجهت ل ناحيتّها و هي تبتسم لها ب طريقتها المحبوبة التملكيّة و هي تاخّذ لحافها و تمتم ب قولّها : الوقت تأخر ..ماودّك تنامِين ؟.»
لتنظُر فيّها بنظراتها اليانعة الطفوليّة
البريئة و اللي كُلها حيَاة لتزيّح خُصلات شعرها القصيرَة للخلف و هي تنظّر ب امها سنّاء بشكّل مطوّل ...ل تبتسِم بعدها فجأه ب ذات الوقت الليي اخذّت جهازها الجوَال ب خفة من يدّها بعد ما اقفلّت جهاز الشبكة عنّها ...
لتسمَع صوّت الباب الليي كان دليِل كافِي ل دخُول احد للغرفه ..و مين غيرُه ذاك الهادىء اللي راح ياخذ وهمها منها ؟
و فعلاً من التفّت ل تلمحُه دخَل بهدوئه و ركودُه المعتّاد و عينُه استقرّت على سرير الصبيتيّن اللي ب الغرفه الا انه ازاحّها مباشرّة و استقرت انظارُه على الأرّض ...ماهو حابب هاللقاء ابداً لكنه مجبرّ و مُضطرّ ف ضامِي أمنُه ومابه غيره اهل ل هالمُهمه ..
نظر بالباب بريبّه وهو ينتظِر ممرضتها اللي امرّها الطبيب ب ان تكون معه ب ان تحضُر
ظلّ ينتظر و ينتظّر ويدُه وسط جكيّته المرمِي فوق ثوبُه وولا هو قادر يرفع نظرُه ابد كل اللي شافه و عرفه ان فيه مريضتين ب هالغرفه ووحده منهم هي
« وهّم »
الا ان التفّ على صوّت انثوِي و الواضح ان هالصوت صوت امرآه عاقلّة
: « تدور على أحد ؟. » أمِير : ......
ل يتردد عليه نفس الصوت مره ثانيه : ترا لي سنين و بنين ب هالمستشفى و اعرف كل اللي فيّه ...علمنّي
...يمكن أقدر اساعدِك .
رفع انظارُه عليها ل يلمحها ذات العاملة اللي تحضر القهوه و الشايّ لضيوف المدير و ضيوف باقي الدكاترَه
نظرّ فيها ل ثوانِي و تمتم ب نبرَة عاديّة جداً لان فعلاً ذيك الممرضه تاخرت ف المدير ارسله على هالغُرفه للحد ماتحضر الممرضه : « وهّم
..وهّم بنت مشعَل ..تدليّنها ؟
ل يصيبُه رد العاملة سنّاء اللي ابتسمت ب ارتبَاك تامّ و ب كل مافيها تدعِي ان كل شيء يمرّ حسب ماخططت له هي ..لو بس الليلَه
ل تقترِب من سريَر المريضة النائمة اللي ب حضنّها دميَة : هذي هي ...هذي وهّم بنت مشعَل " لتسكت ل ثانيه و بعدها تمتم ب قولها " انت اخوّها ؟."
أمير اللي رفَع انظارُه ناحيّة اول سرير صادفُه ل يقترّب ب خطواتُه لوهلّة مُتجه فيها عند الطاولة الصغيره المرتكز عليها الملف المزيّف ...ماكان يشوف غير الملّف و يدّ بيضاء متدليّه من السرير نتيجة الانغماس ب النوّم ب ذات الوقت اللي اخّذ فيه الملف و بدا يتفقدّه و يتصفحّه تحَت ارتجّاف هذي العاملة العظيّم
و بمجرد ما انهت كلامها ردّ عليها ب قوله المتوازِن بعد ما اقفل الملّف : « لا ..بس من طرف خوالّها ..»
ل تمتِم ب سؤال مندفع و كأن اجابة هالسؤال فيها حياة او موُت : « بتستلمّها متى ... الليلَة ؟.
ل يصيبها ردُه وهو يثبّت الملَف على الطاولة الصغيرَه اللي ب جانب السرير وهو ياشر ب راسه ب النفِي :« ماهو الليلة ...بس قريّب »شعور دافىء من الراحة سكّن صدرَها ..لو بس تنجو الليلَه من حيلّتها وما يلمَح ه الرجُل ذيك النائمة ب السرير الثاني .،راح يتمّ كل شيء و يكون ل صالحها
اتسع مبسمّها اكثر و هي تلمَح ارتفّاع نظَر هالرجُل للمريضه « شُموخ » و كأنه مجبرّ على النظر فيها .،اعطاها نظرة خطافيّة سريعَه و كأنه حفظ بدايات ملامحِها .، و عكس هالنظرات السريعة كانت
نظرّات على يدها المتدليّه و كأنه يحاول يتاكد من شيء و يتعمق حول تأكدُه ...
و هذا هُو اعطاها ظهرُه متجّه ناحيَة الباب .،ل تندفع بسرعهَ خلفُه حتى تقفّل الباب بعد خرُوجه الا ان خُصرّها اصطدِم ب حافّة الطاولَة ليهوى جسدّها على الارَض ب ذات الوقت اللي بان فيه قلم الكحل الاسود اللي رمته ب اهمال وسط جيّبها من فرط التوتّر و الارتبَاك .
ب ذات الوقت اللي التّف هالرجُل عليها و انتقلت انظارُه عليّها وهو يسمَع و يتظر ب قلم الكحل اللي تدحرّج ل نهاية الغرفة سكوّت تامّ اجتاح الوسط
اتسعت انظارُه ل حدّ مهوّل كل الهدوء اللي كان فيِه اختفى عنّه تماماً ..،مايدري كم المده اللي قضاها وهو ينظرّ ب قلم الكحل الاسوّد ليتجه ب اندفّاع مُخيف ناحية المريضة شُموخ النائمة ليلتقّط يدّها ب كل قوّة و عينه تدور حول البُقعه اللي شافها من دقائق تحت شهقّات و ارتجافات هذي العاملَة ليمسَح بيدُه حول هالبقعّه اللي طبّع اثر منها في يدُه
ب ذات الوقت اللي وعّت فيه شُموخ من نوّمها نتيجة القبضه الثقيلَه اللي طبعّت على يدّها و هي تنظر ب العامله سناء و بهالرجُل ب كلّ غرابة العالمين الغرابة الممزوجة ب خوف
اما امير اللي كل ذهول الارض سكنُوا ملامحُه و الرعّب مافارقه ابداً ..الرعب المُذهل حوّل هذي الحيلَة الليي كشفّها ب الصدفّه..الحيلة اللي مايدرِي السبب اللي دفع هالعاملة ل هاللفعلّه ..كانت عيونه متسعه ب شكل مُخيف و حرارة جسدُه ارتفعت اثر الغضّب ليلتف على العاملة اللي اتجهت للسريّر الثاني و تغيّرت ملامحها تماماً : " " وش كنتي ناويّة عليه ؟ وش كنتي بتسويّن ببنت مشعَل يالظالمة؟"
انشحَب وجه هالعاملّة تماماً.،غابت كل المشاعر من ملامحها ماعدا مشاعِر الحزن و الخوف و الفقد اللي مافارقتّها ابداً لتتجه عند السرير الثانِي.،عند ذات البنت اللي سوّت كل هالحيلة عشانها.،عند البنت اللي بحضنّها جهازّ الجوّال الكبير و اللي كانت تنظُر فيهم و ماتوقفت عن الابتسّام .،ماكأنها هي اساس هالموقف و هالحيلَة كلها .،لتتجه عند وهّم اللي بحضنّها جهاز الجوال و تاخذها لحضنّها و هي تنتفض وسط دموعّها " بنتي هذي بنتي انا واقص يد كل من بياخذها منّي
انصعق انذهل انسحّق تماماً كل المشاعر اللي يمر فيها الانسان مرتُه كله ب هالليلَه
نظرّ ب قطعة البنت البيضاء اللي تتوسط حُضنها و هدُوء تامّ فيها ل يرفع نظرّه الحار جداً عليها و كأنها خناجر راح تسيّل دمها كله الان : " " تبدليّن بين أنساب الخَلق ؟ تبدليّن بين بنات ما يفقهون من هالحيّاة شيء ؟ هذا وجهِي إن ما خليّتك تذوقيّن الويل ليرتفع صوته بشكّل مفجّع هز اركان الغرفه البارده كُلها : " هاللحظة تفارقيّن من قدام عيوني .. وتتركين الغرفة قبّل أجرم بحقك .. وأشربك المُر... فارقي تسمعين ولا لا؟؟"
الا انها مانفذت امره ابداً و ظلت حاضنّة وهّم للحد اللي راح تكسرّ فيه ضلوعّها من كُثر احتضانَها .، خاصة انه داهمّها احساس ان هالليله هي اخر ليلة راح تكون وهّم ب حضنّها .،وهّم اللي ربتها سنين طويله و هي اللي تعرّف كيف ترجعها ل صوابها ...وهّم اللي اعتبرتها بنتّها و ربتّها كانها قطعّه منها
ل تنظر ب هذا المُرعب اللي واقف قدامّها واللي تظر فيها ب نظرات وعيد ...ل يتجه ناحيَة الباب ونص جسده ب الغرفه و نصفُه الثاني ب الخارِج لمحته يتكلم مع وحده من الممرضَات القلّة اللي كانوا ب المُستشفى ل يرجع بعدها ل نظراتُه الحارقّة لها .،و ماهي الا دقيقتين حتى يحضُر المديّر اللي كان ب اقصى مراحل فجعتُه : " وش فيه ...وش اللي صايِر ؟."
ل يجيبّه امير ب نبرة حاسمَة قطعّت كل النبرَات من بعدُه : « " شطّب أوراق خروج بنت مشعَل من هالمستشفى ، مالها جلسّة بمكان يتواجد فيها هالبلاء والمرض.. كمل هالإجراءات وهالليّلة بأخذها معي ..»
قصرّ الجد مهنّا ...
تورّم راسها تماماً من ثرثرَة شدا و رنينها المزعّج و هي تسالّها بدون توقُف : « مو حرام عليك توعدين و تخلفين ب الوعّد ...تدرين ان خلاف الوعّد صفه شينه ؟؟. وين الورد اللي قلتلك يا كيّان و انتي وعدتيني فيه ؟.وين وردي يا كيّان ؟. معقوله عرس مافيه ورّد ؟. ليه ماتردين ...وبن
وردي ياكيّان ؟ "
شدا اللي انتفضت من نبرَة كيان الحادَة اللي مخطُوف لونّها و متبدله ملامحها و مرتفع الدّم ب كل جسدّها من اول مارجعت من الدور السفلّي : « بس ياشدا بسسس .... خليني ب حالليييي شدا اللي تمتمَت ب تجاهُل ل حالة كيّان الضايعة والمشتته تماماً لانها ماتدري بوجوُد نسايّ ابداً .،لو بس تدري شدا انه كان موجُود راح تعرف تغيّر حال كيان هذا .،لان كيَان مايتغير حالها و يتبعثر كُل مافيّها الا بوجود نسايّ او ب ذكو طاريه : « مو شغلِي.،انتي وعدتينِي.،مانمت من اليوم احتريِك و اخِر
كيّان اللي اعتدلّت ب طولَها و غضب
و انزعاج الكون كله فيّها بعد مابدلّت فستانّها و رمتُه ب الخزانه ب اهمّال و كانها ماتبغى تشوفُه ل انه راح يذكرّها ب كل شيء الا ان صُوت شدا انقطع من وجُود العم علّي ابو شدَا اللي من يلمحه يستحيّل يبدا ب نقاش معُه دليل غضبّ عارم ساكنُه
ل تستقرّ انظاره على كيَان اللي اغلب ملامحها تغطّت من شعرها اللي كانت
للتوّ ب ترفعُه ل تستقرّ انظاره على كيَان اللي اغلب ملامحها تغطّت من شعرها اللي كانت للتوّ ب ترفعُه : « مستانسَه ب خطبتك من هالمغضُوب ؟. فرحانه ل انك ب تصيريّن صاحبة قصرّه ؟؟.
شفتي هاللي بيصيّر زوجك ...شفتِي الدمّ الدمّ راح تبكينه بدل دمعَك يوم تكونين وسط بيتّه و تحت ظلّه ....انتي المفرُوض تنزلين عينّك ب القاعّ من اليوم ورايح دامِك راح تتزوجينّه ...فكي نفسك من هالبلاّء دامك للحين على البرّ و انزلي ل جدك و ارفضيّه و انا ازوجك بكرَه اللي احسن منه و من اشكالّه ...»
كان ردّ هذول الثنتين سكوّت واجِم و هدُوء قاتِل و صدمّة مرّه .،لاول مرَه يكون العم علّي ب اعلى مراحل غضبه هذي و يبُوح ب اللي بداخله بهالاندفاع حول ذاك المنسِي
ل يلتّف على شدا ب غضَب : ويِنها فيه اختّك ؟؟....
شدا اللي انتفضَت ب جزّع و هي تقف خلف كيّان الساكنَة : ب غرفتّها يبه ...
ل يتجِه ب كل جبروتُه ناحيَة غرفة ابنته الكبرَى
: « خفُوق » الليي دقّ الباب ل مرَه وبعدّها دخل وهو ينادي ب اسمها ب حدّة هادئة : خفُوق ؟.»
و من لحظَة دخولُه لمّح شنطتيّن كبارّ واقفّه ب جانِب الباب .،ذات الشنط اللي جات فيها وقّت طلاقها من ذاك الليي كل الطرّق تتجِه له و لرجوعها لُه ...
ليبتسم العمّ علي وهو اللي كان متوقّع ب ان ليلتُه هذي كئيبه و حيل دامها انتهت ب ذاك المنسيّ
:« ايه بالله هذي خفُوق بنت ابوها...ماهِيي اللي تسلّك سلِك امها المطلّقه اللي مابها فُود ...»
رفعّت انظارها الذابلّة عليه و كأن ليل
اسود تحَت عينّها ماهِي هالاّت منتثرة ل شدّة حُزنّها ... نظرت ب ابوها اللي تالّق وجهه من الفرحَة ب عكس وقت طلاّقها كان مسوّد من الضيّم و الهمّ « ادري ب اللي ب تقوله يبّه...لجل كذا اختصرّت عليك حكِي ما ابي
اسمعُه...لاتحكّي عن امي زوّد و
هذانِي جاهزّة كانك ب ترجعني ل زوجِي هاللحين ف الجوّاب قدام عينِك ...» ...
لوعّة قاتلة ..و اختناق عظيّم
يستشعرُه كل انسَان قلبه من حجرّ ف كيِف بقلب ابوّها اللي مكانتها ب مكانّة عبّاس ب ذات الوقت ليتمتم ب حنيّة مستغربَه
: « والله عبّاس مابه عذاريِب ...بس لو تعلميني عن السبب اللي خلاك تنفصلين عنه ؟؟.»ل ترّد هذي الحزينه اللي تحاول تصطنّع قوه هشّة
: « لو قلت لك اني ما ابيّه يبه ..ما ابيه بدون ما ازيد وولا انقص كلمه ...ما تكفِي ؟.»
ل يرّد العم علي اللي كأن الغضب بدا يزور ملامحه من جديد : « لا مايكفِي ...علميني وش عيبّه لجل تعوفينَه ؟. .." ليسكّت ل ثانيَة " انا راح ابلّغ عباس هالوقت و باكر بتباتيّن ببيتِك ...آدم راح يرجعِك لُه »ل تمتم خفُوق اللي غمضّت جفنّها ب قوه و سلاسل من جمرّ تحرق ب جوفها : « بس يبّه انا عندِي شرّط ... " تنهدّت ل ثانيه ثم تمتمت " آدم يقول انه مستقرّ ب دبي ..ما ابي اسافِر معُه يبه ...ابي ارجع ل بيتِي اللي قريب منكُم ...»
ل يرّد العم علِي اللي كأنه ينهِي الحوّار : « ادم راح يسافر معّك و يرجعّك لُه ...اسبوعين ب الكثيّر تفضينّها هناك و بعدها ينتهِ شغلّ عباس و ترجعُون تصبرّي هالاسبوعين بالغربه يابنتِي
بس ..»
و بمجرّد ما رمَى ب كلامُه هذا خرَج من الغرفَه تاركّها ب سيّل بكائهَا المرّ و الوفِي هذَا ... تملكّها الحزن ب الكامل حالياً...لانها فعلاً حسّت ان كُل شيء صار جدّي ..و ايام بقائها ب هالبيت صارت قليلة و معدودَة ...راح ترجّع ل ابشع مكان ب نظرّها
ل منطقة رجل الاعمال ذاك
الخاصّة...دُموع عينّها نشفت الا ان قلبّها مستمرّ بالنزيِف ومافيّه شعور مرّها هالفتره غير قلّة الحيلة الشعور اللي تبغضُه و حِيل
كل من يشوفّها يعتقد انها موقعّه اتفاقيه دائمة مع الدموع و الحزن .، فقدت الاحساس ب طعم كُل شيء مافيّه غير طعم مرّ يتصاعد بروحها للحد اللي صارت ماتستشعِر غيرُه ...
- - - -
خالدَة .. زوجة العم بدِر " -
-
نظرّت ب عمها مهنّا اللي كان واقف ب جانِب باب القصِر الكبيِر ...وجهها كان مخطُوف تماماً من لحظة خروجها من المُناسبَة...انشحّب لونها تماماً و اختنقت انفاسها و هي تمتِم ب السلام لعمّها مهنّا ب قولها
: زين ياعمِي انك هنيّا و برُوحك
التف عليها الجدّ مهنّا اللي كان يراقِب سيارة نسايّ اللي توّه حرَك من القصِر ... ليدقق ب صوتها لوهلّة ليتمتم بعدها : خالده ؟. علامِك ؟."
ل تمتم خالدَة اللي تغطي عبايتها ب الكامِل
: « ياعمي شفت لك شوفّه تعقّل المجنون و تخبّل العاقِل ...ياعميي حلم حلم هاللي فيه انا حلّم » ..
الجد مهنّا اللي فعلاً مابه حيل الليله ابد واحداث كثيرة صابتُه الليله اتعبته و حِيل ليتمتم ب انزعاج : " ايه طيب انطقي علامك ساكتَه ؟.وبعدين وين كنتي فيه ب تالي هالليل ؟؟. »
ل ترّد العمه خالّدة ب قولَها : ياعمِي انا تونِي كنت ب عرِس صديقتِي ام ناصر تخبرّها؟."
ل يتمتم الجدّ مهنّا اللي وصل الغضب فيه اعلى المراحل : والضيّق استولى على كل جهات قلبُه : " إنطقي يا خالدة .. نشف الدم بعروقي علامِك ؟
ل يصيبُه رد خالدَه الليي هيئتّها و ظاهرها و كل من يلمحّها راح يتأكد انها كانت ب عزيمَة والغالّب ان هالعزيمَة كانت " زواج " لتمتم بدون أي تمهيّد ل ان الموضوع اساساً بكل الاحوّال صعّب و قوِي و يحيّر كل العقُول : " مزُون بنتك .انخلّقت من جديد "
كانّت متوقعه تبدّل ملامح عمّها هذِي ف للتو كان غاضّب و حادّ و الآن ذهوّل اسطوري طغى على كُل ملامحُه و للحظة توقّع انها مو ب وعيّها او انها غير مدركة ل هالكلام اللي تفوّهت فيه
: " ياكافِي الشرّ ..انهبلتِي يامراه ؟
ل ترّد خالدَه اللي انتفضّت من الخُوف و ذبلَت اطرافها ب الكامِل ل تبتلّع ريقها و تمتم ب نبرَة واضحه كل معاني الصدّق فيها
: " والله ياعم إني صادقة .. بنتك مزون شبيهتّها وبنتها كانت قدام عيوني تترنّح قبل ساعات .. والله إن عظامي للحين تتنتفض شتّات ماغيرها صارت دقاقة بأفراح العرب ياعم. الجدّ مهنّا اللي اقفَل جفونُه المجعدّة تماماً ومافيه وجه يرفرف ب ذاكرته الا وجِه بنتُه الكبرّى مُزون اللي توفَت قبل حادثَة الحريّق وقت كانت بنتَها هذي اللي صارت شبيهتّها ب اعمارّها الاولى ...حنيّن و لهفه طاغيّه سيطرت على دواخلُه قبل لاتسيطِر على ملامحُه
و برنيّن موجعّ ممزُوج ببدايات فرح عظيمّة
: " " اللي تقولينه صدق ياخالدة ؟ هذا الي أسمعه حقيّقة ؟ لقيتيها .. لقيّتي بنت مزون .. وينها .. بأي مكان علميني .الليلة ..الليلة أجيها "ليصيبُه ردّ خالدَه اللي كانت تحاول تنظمّ انفاسها بدون اي فايده : ايه بالله ياعمِيي أقولك شفتها بعيوني وسألتها وتأكدت .وخذيت رقمها من أم ناصر "
الجدّ اللي سكنّت خاطرُه فرحة قاتلَة.،فرحة عظيمّة ومن سابِع مستحيل يخلّي هالفرحة تنقطِع من بعد مابعثرت قلبُه و احييت عظامه من جديد ليتمتم باستعجال : "
" نادي لي سهّل .. ناديه وهاتي هالرقم بسرعة "
لترُد خالده اللي رجعَت ل عادتّها و لشخصيّتها الاصلية،.لان بالاصل هي مايهمّونها البنات كثر ما انها تبغى تسوي اي شيء حتى يرضى عنّها عمها مهنّا
: " " بس ياعمي .. البنت فضحتنا .. البنت دقاقة وبطارتها بهالعرسان تدقها ."
لينسكِب ذهُول خرافّي تام على ملامِح الجدّ مهنّا و تضيّع كامل ابجديتُه من كلاَم خالدَه هذا ب الذّات
: " " دقاقة .. خلصت الوظايّف يعني الله يهديها ؟
" ليرمي تنهيدّة قطعت كل عروقُه " عساني للهم يومني تركتها لأجل تنحد على هالدق "ماتوقَف تحريّض خالدة ابداً ف للحينّها مصرّة تنتمي لنا ؟؟ ... قصّت وجهي قدام الناس والله ان الفشيلة اكلتني و استحيّت اقول انها بنت اخت زوجِيي "...
الا انها انتفضّت تماماً و كأنها ملسوعَه من رنيَن عمها مهنّا الحاد مين قطع سيّل تحريضاتها هذا : خالددده ... خلاص ..أنتهى شغلك هنا وولا يطول الهرج .. روحي نادي لي
سهلّ بسرعة بجهة ثانيَة ..ب نفس الليلَة .. « سيارة نسايّ » ...
-
كانّت يدُه مستقرّة على مقوَد السيارة ...و خناجر عيونّه السوّد المُرعبة مصوّبه نحو الطريق بدون أي حركَة
كان بارّع و جداً ب اخفَاء مشاعرُه و اخراج عكّس مابداخلُه ومافيه أي احد من هالعائلة عنده هالصفَه غيرُه محد يعرِف اللي ب نسايّ الا نسايّ ذاتُه
رُغم انه مايدرِي هل هو فعلاً كذا والا هو يبي يعطيّهم فكرة انُه هو كذَا ؟. « مايهتّم ..البرود المُستفز هو عنوان تصرّفاته و ردّات فعلُه...»
ماتوقَف تحريّض خالدة ابداً ف للحينّها مصرّة على تعبئة رأس عمّها : بس لازم نوقفها عند حدّها ياعمِيي ..هذي بتطيح سمعتنا ب القاع والا ناسي انها خُصلاّت شعرَها هذي اللي صارّت مثل ليّل الشتّاء القاسِي ؟. مافيه اي كلمَة يقدر يوصِف فيها اللي شافُه لان كلّ مافيّها كان يصرُخ ب انوثَه حاده قاتلة و خطرّة ..
رُغم انه كان اكبّر و حِيل من انه يهتّم ب جمال ملامِح و ارتواء جسّد ...كان بعيّد كُل البعد عن هالتفكيرّات و هالمسميّات لان علاقته ب الجنس الانثوي كانت شبِه معدومّة ..من وقت كان صغيّر للحد هذا .ف هو ماعمره شاف أمه ومايعرف اي شيء عن خوالُه ... وماعنده اخوات ...الانثى الوحيدة اللي ب حياته كانت الجدّة ذهَب .. و رتُوش خفيفه تزور باله حول عماتُه و بنات اعمامُه اللي مايصادفهم الا قلييل ..
لكِن هو وقّت خبرُه ضامي ب اختيار جدِه له ب ذيك البنّت عقلُه الباطن بدا يفتّش عن أي ذكرّى لها ببالُه .،عن اي صوره او مشهد او حوَار ..ف ما لقيي غير قطعة بنَت بالمرحلة
المتوسطة ضاعت كُل ملامحها ب نظارة كبييرره ...و شعرّ ناعِم جداً يصل لاكتافّها ...و كُل اللي يذكرُه انها كانت عاديّه و اقل من عاديّه ... و كُل اللي يذكرُه انها كانت عاديّه و اقل من عاديّه ... والدليل انه مايهتَم للجمَال و مرادفاتُه رضَى فيها ووافق عليّها
ل ذا السبب انذهّل و انصعق تماماً وقت دخلّت عليِه للحّد الليي انهمرَت و ضاعت كُل ابجديتُه ومابباله غير صورتِين .،صورتها ب الماضي .،وصورتها الليله اللي كسرّت كل ماضِيها ،. هز راسه بالنفِي و كأنه يحاول يطرّد شيء من اجزاء عقلُه .،و كأنه يمحِي صورَة مصرّة على بقائها ب قوة
اقفل جفنُه للحظه ورجّع فتحُه وهو يتمتم بصوت مايسمعه غيرُه
: « " إصحى على نفسك يا نسايّ .. مكياج كله مكيّاج ...»
لكن هل المكيّاج لُه القدرّة على ظهور جسدّها المُلتهب ب هالطريَقه .. و هل لُه القدرّة على ظهُور خُصرّها الدامِيي بهالشكِل الموجعّ ؟. و المكياج هل لُه القدرَة على تالّق نحرَها الطويِل ل باقي تفاصيّل انوثتّها الخطرَة ؟. مسَح على ملامحُه ب ارّهاق ويحاوِل يذكرّ نفسه انه ارهَاق من قلّة نومُه و لاهتمامه الزائد ب حيواناته مو ل شيء ثاني ابداً ...
لياخُذ جوالُه اللي سطّع ب اسم أمير دليل وجُود اتصال منِه ل ياخذُه و عينُه للحيّنها مصوبه على الطريِق لصيبه ردّ امير الملهوف السريّع
: " وش صارّ يا نسايّ. ؟"
ل يصيبُه ردّ نسايّ اللي بعدُه هو ذاتُه ماتغيّر فيه أي شيء سواء من داخله او ظاهرُه لتستقرّ ابتسامة على ثغرُه و بردُه البارِد : " انت ويش ودّك يكون صايِر ؟."
ل يصيبُه رد أمِير الليي مازال
بالمُستشفى واقف عند غرفه من الغرف و خفّت اثار عصبيتُه الليي نادراً ماتظهَر عليّه لانُه بارّد الاعصاب بشكّل مايصدقه عقل انسان
: " انك وصلّت خالتِي ذهّب ل بيتها وماقابلّت غيرها ؟."
ليجيبُه نسايّ اللي استرخى اكثر وهو يكلمُه خاصة ان طريق قصرُه بعيد و
حيل عن قصرّ الجد مهنّا .،قصرُه قريب من البرارِي : " اجل تمّ ..ذا الليي صار .."
أمير اللي سكَت ثوانِيي وبعدَها ابتسّم رُغم ان حاله بعيد جداً عن التبسّم : " الظاهر انِي من مواليّد أمس لجل تسايّرني ب هالقُول ..."
ليبتسِم نسايّ اكثر وهو ياخُذ سيجارتُه الاخيرَة من بكَت الدُخان اللي كان ب جيّب ثوبُه البني الجانبِي
:" والله اني ماودّي اكدّر خاطرك ب هالليل ...بس كِل اللي انت ماتبيّه صار ...بس ماعليّك حلينَا الامور و انت مالَك علاقة .. "و اكمَل حوارُه مع أمير اللي لاول مره يحسّه مو على بعضه لجل كذا ماطوّل الاتصال معُه و انهاه ..
و هذا هو نسايّ اللي دخل أعتاب هالقصر .. كان نفسه تماماً الي خرج منه .. لا كرهه تغير .. ولا حتى مشاعره تِجاه أي شخص يسكن
هالقصر « تغيرّت » "ب جهة ثانيَة قاعة افرَاح . -
كانَت تنظُر ب المرآة الاربعينيَة الشامخة الليي متجهة نحوّها.،واللي شيء اشبَه ب كهربّاء لاسعه مرّت جسدها و هي تحاول التدقيق ب
ملامِحها.،كانت لوهله تستشعِر انها قد لمحتّها .،الملامح المغترّة هذي شافت مثلّها.،الا ان شعورها هذا انخمّد تماماً لانه كان شعور لحظّي مالُه أي دليِل على عكس نظرَات هذي المرآه لها و اللي كأنها تعرّفها من عُمر و من سنيّن طويلَه.،
توقعَت ب انها مثلها مثل باقي الحريم .،ب كُل نهايَة زواج يجونها ويطلبون رقمّها لاعراسهم و افراحهُم
الا ان هذي بدّت تسالها من قالت : " انتي اسمِك شتّات ؟.
نظرّت فيها ب استغراب تامّ ممزُوج ب ابتسامة الا انها جاوبتها ف هي اسم فرقتها على اسمها " الشتات
" : ايه ياخالَه ...اسمِي شتّات "ل ترُد هالمرآه اللي تقسّم ان ماباقي فيها جُزء منها ماتفحصتُه لتتمتم : ويش اسم ابوك ؟.و امك من تكُون ؟. وين ساكنه فيه و عند ميِن ؟."
استنكرّت تماماً اسئلتها الاندفاعيّة هذِي.،اسئلتها هذي اللي عارفه اساسها و غايتّها لتعتدِل ب طولّها
و هي تمتم : " السموحة خالتِي.، اللي تبينه ماهو عندِي."
ل تاخُذ اغرَاضها باستعجّال و تودِع اعضاء فرقتّها و تخرُج من القاعه بعد ما تاكدت من استلام المبلغ.،رفعت طرف فستانها حتى تقدر تمشِي و كل اثار الانزعاج موجودة على ملامحِها ...
تعرِف غرض هالنساء,.وتعرف هالاسئلة ايش غايتها.،
هي ماصدّقت انها تخلّصت من قيّد
رجُل انكتب عليها لقب مطلّقه عبث و هي حتى شُوف ماشافتُه.،هي ماصدقت انها تحررَت من زواج و ارتباط فاشِل ف ما عندها حالياً اي استعداد انها ترجَع تعيّد هالتجربة اللي بنظرها
فاشلة و حِيل .. بعد يومِين
-
- ضامِيي .«الهِند...مُومبايّ.» -
كان هذا هو وقت رجُوعه للفنّدق بعد يوم شاق و مُتعِب و حيّل ...و طبعاً اليومين الماضيَه مامرّت عبَث ف عرِف مقرّ المدعو " عليّ خان " بعد تعّب و عنَاء و لكن تحطمّت كل فرحته و آلامه من لقى البيت فاضِي
ومايسكنُه أي أحد
"
كان موجُود ب الفندق اللي هو يسكنُه حالياً جلسَة ل شرّب القهوه خارج حدُوذ الفندق.،ب ساحته الخارجيّة ...طاولات كُثرّ و ثلاث كراسِي حوّل كل طاولة .، و كُل من يسكن هالفندق من الطقات الثريّه المخملية اللي طبعاً هذا المترجِم واحِد منهُم
كانّت سيارته السودّاء الكبيره و الطويلة جداً واللي حولها اربع حُراس بالاسوَد حول هالفندّق هي الثانيه
رُغم انه نادراً ما يرسلّ ل حراسّه و يطلُب سيارته اللي تعدت مراحل الفخامة ...لكن هالمرّه متوقِع وموقّن ب توقعه ب أنُه راح يطوّل ب هالسفرَه و يحتاج حُراسه معُه لكن هالمرّه متوقِع وموقّن ب توقعه ب أنُه راح يطوّل ب هالسفرَه و يحتاج حُراسه معُه لانه يدور عن « سرَاب » ...اللي هي فعلاً سراب و كل مايقُول انه قرّب الفرَج و بدا ب لقاها تتقفّل بوجهه كل البيبان ومايحس ب نفسه الا انه وسط متاهة و دوامة مايعرف كيف ابتدت وولا يعرِف كيف راح
تنتهِي .. طلَب قهوتُه ب ذات الوقّت اللي عينُه مستقرّة على عازِف كمَان .،كان يظهر ب منتهى الر ّقة و الهدُوء وهو يضمّ عود الكمان بين يديِه و له عزّف يمر للقلب قبل مايوصل للآذان ...وامامُه راقصَه صبيّة تتحرّك و تتراقص اجزاء جسدّها على عزّف اوتارِه ...
كان متعوّد على هالمناظر ب كل دولة يرُوح لها خاصة ل شخص ب مثل منصبه و شخصُه لفّ العالم كُله و يوم وراه الثاني يكتسِب لغات جديدَة ..
و هذا هم الناس بدوا يعطونهم " الفلوس" لان هذا هو مقصد هالعازف و راقصتُه...ويتعمدون انهم يكونون ب هالاماكن اللي يكثر فيها الاغنيّاء و حِيل
وصلّ طلبُه ليعتدِل ب جلستُه.،ب ذات الوقت اللي انزَل نظرُه على جوالُه ل يتصِل على « أمير »
ف المرّات الماضيَة انشغل و حيل ب موضوع ذيّك السرَاب وما اخذ اخبار اختها المفقودة الثانية
لياخذ جوالُه باستعجال وهو يتمتم ب لهفة
: « " بشرني يا أمير .. وش صار معك؟ لقيّتها وتطمنت عليها ؟."أمِير اللي كان ومازالّ موجود بالطب النفسي من الصُبح لليّل .،طوله اليافع مافارّق باب غرفَة ذيك الوهّم اللي
كانت ب اعلى مراحل هدوئها و الوحيدة اللي تدخلّ لها هي ممرضتها الخاصَه .، كان ب اعلى مراحل تركيزُه و انتباهه خاصة بعد حادثَة العاملة سنّاء اللي كانت تبكِي ب جنون على فراقها ل وهّم خاصة انها ماراح تشوفها ب ما ان المدير طردّها
ليرمي كُل مافيه ل ضامِي ب صوته المُرهق الهادي
: « " طيّبة ياضامي ماحولها شر .. ولكن أنا حارس على بابها .. والله يالقيّت لك شوفة تفجع القلب .. لقيت لك ظالمة كانت تبيّها تبقى حبيّسة هالمستشفى .. وكانت بتبدل هالملفات مع وحدة ثانية .. والله إني للحين منهبّل ولا قدرت أتحرك خطوة وحدة من هالمكان .. وهذا غير إني مقدر أطلعها إلا إذا حضرت أنت عشان نطلعها سوى "..
ضامِيي الليي انتقلّ له فاجعة أمير هو الثانِيي .،اقفل جفنُه ب قوّة و سكن الضيق قلبه ب الكامِل : « " وش هالبلاء .. لاحول ولاقوة إلا بالله ...الواحد يلقاها من وين والا من وين ؟."أما أمير اللي كان متذكرّ كيف تعاملَت سناء مع وهّم و للحظه توقع ان وهّم بنت طبيعيَة .،كيف انها كانت تراقِب سنّاء و شهدت فعلتّها الا انها ماتكلّمت للحد اللي توقع انه فعلاً وهّم موافقة على فعايِل سنّاء لها كيف انها كانت تراقِب سنّاء و شهدت فعلتّها الا انها ماتكلّمت للحد اللي توقع انه فعلاً وهّم موافقة على فعايِل سنّاء لها
: « " هذا غير إن هالحرمة مسيطرة عليها يا ضامي .. هالبنت ماتطلع من شورها أبد
ليرّد ضامِيي الليي رمى تنهيّدات و كأنه يحاول يرجع انفاسُه له ومايلوح لك ذاكرته غير ملامح عمتُه رحمة اللي احرقت جواله من الاتصالات لان غيبته طالت وماكانت تدري ان كل هالغيبه لجلّ يرد بناتها :« " زيّن زيّن .. خلك قريب منهم ليّن أجيك .. أنا مارح أطول كلها كم يوم وأجي »
ل يصيبُه ردّ أمير اللي كان واقِف ب جانب غرفَة وهّم
:« " بشرني عنك أنت .. لقيّتها؟؟"
ضامّي اللي الضيق حجزّ مكان كبير في ملامحُه.،والارهاق يتسلل لجسدُه للحدّ الليي يتعبُه..،و لاول مرَه يحسّ ب انه فشلّ في مهمّة و انه كُل شيء قاعد يسويه مافيه فائدة رغم ان كُل شيء سواه مايميِل للفشلّ ابداً ل يرُد ب نبرّة ضائعة وبعيدة تماماً مثل ذيك السرَاب اللي ب كل مكان يتخيّل وجودها .،يبي يلقاها و يرتاح
: « " تدري انه هالرجال ساكن ب مومباي ؟. تدري ان هالمدينه هي المدينة الاولى بالهنّد و فيها اكثر من عشرة مليّون نسمة ؟هذا وين القاه فيه ؟„
ليلتزّم السكات ل ثانيّة و يرُدد بعدها ب قولُه : "
" بس رحّت لبيته القديم اللي كان يسكنُه.،عرفت مكانُه من مكتب العمالة الوافدة بس البيت كله فاضيي مابه مخلوق يا أمِير ..»أمِير اللي تنهدّ هو الثانِي و لاوّل مره يحس ب انطفَاء ضامِي ل هالحدّ .،رغم انه توقع دامُه لقى أختها ف هذا الشيء راح يكون دافع لجل يلقاها
للحد اللي اكمل ضامِي بذات الهدوء المنطفِي
: « " كل الي بيّن يديني هاللحظة .. جيرانهم
ومالي رجاء إلا بربي لعلهم ينطقون بكلمة تدلني عليّهم .. وواحد منهم عطاني عنوان بيّته الجديد .. وبكرة بشوف والله ييسر ل يبتسِم بسخرية مُشابهة ل ابتسامة ابن عمه ذاك المنسيّ : « " ما احد ساعدنا ب هالحادثه ..سواء بالكويّت او بالهند كثرّ هالجيرَان يا أمِير ..»
- - -
امَا بجهة ثانيّة
-
خفُوق ...« دُبي »
ماتدرِي هالمره هي المره الكمّ اللي تقرا فيها حرُوف هالرساله اللي كانت تشوف ملامح عبّاس فيّها .،ملامحه الساخره الباردة المُستفزّة واللي
ارسلّها ليلَة موافقتّها على رجوعها ل ذمتُه واللي كان محتواها
: « " ولو تعدي سنة .. وتتبّعها ميّة سنة .. ويعدي من حيّاتك ميّة شخص غيري .. مارح تكون نهايّة طريقك غيري .. ومارح يكون لك غيري .. لو رضيّتي بهالكلام من أول اليوم .. ماكان تجرعتي هالمُر بدون سبب...قلتها لك قبل و ارجع اذكرك فيها من جديد
« انتي مردّك لي »تكرّه و حِيل دورها حالياً .. دورَها بعد مارجعت مثل ماكانت عليه وهو اللي انتصرّ و كسَب وهو اللي تحقق مبتغاه وغايتُه ..."
كانت منكسرَة تماماً وقت رجعّت على ذمتُه .،الا انها ب شتى الطُرق حاولت تخفي انكسارّها هذا خاصة عن « آدم » الليي كان رفيقها ب هالرحلّة الليي كانت ب مثل عذاب دائم بالنسبَه لها .، ماكانت تبغَى آدم يلمح ضعفها و حزنها زُود لانه راح يتعذّب هو الثاني لانه مايقدر وولا له اي حيلة على ازاحة حزنها هذَا ولانها تعرف آدم مايكسرُه شيء كثر اخواتُه خاصة حزنهُم
ملامحها شاحبّة تماماً ووجها ذابل وكأنها مخلُوق فارّق الحياة وافنّت دموعها تماماً
الا ان ملامِحها رجعّت للبريّق تماماً من لحظة مادخلَت هذي الفلّة الكبيرة الكئيبَه و اختبؤوا اولادَها في حُضنها الانثوِي الدافىء
كان صراخهم الطفوليي دليل فرحهُم العامرّ مسيطر على اجزَاء هالفلّة الكئيبة الباردة .،احتضنتهُم و بالغت ب احتضانهم للحد اللي تستشعر ب انها راح تكسِر ضلوعّهم الصغيره .،كل حزنّها اختفى و استبدل ب فرّح عظيم ف هذي هي شافت اولادّها اللي بتكمّل شهر ماسمعت همسُهم حتى.،مابقى مكان ب ملامحهم مارمّت بقبلّها عليهم .، على جبينهُم ووجنتهم واياديهم و خصلات شعرُهم .. يمينها عبدالله و يسارّها عبدالرحمّن اللي هم الثانيين كانوا ب اعلى مراحل الضيّاع و التيه و الحزن من دونها
الا ان ابتسامتها اللامعه اختفت تماماً من التفّت مسامعها ل ابغض صوت ممكن تسمعه ب حياتها صوت هادىء و فيه من الغرور الشيء الكبير الغرُور المُريّب اللي مايتطمّن له قلب انسان ..
كان ب ثُوب اسوّد بدون اي شيء تغطي خصلات شعرُه السودّاء و جسدُه الرياضِي مستقرّ ب وسط كنبَة طويلة الا انُه وقف وقت لمح دخولّها ليبتسِم ب ابتسامته المستفزّة وهو يتمتم ب قوله
: « " تو مابان النُور ببيتنا "
شدّت اولادها وسط حُضنها اكثَر ب ذات الوقّت اللي انزّل عبدالله الصغيّر طرحتّها اللي كانت مرمية ب عشوائيّة على شعرَها لأنها هي ازاحتها عن ملامحها لكنّها بقتها على شعرّها
انزلت انظارها للارّض و كان كرهها العظيّم له واضح للاعمى قبل البصيّر رُغم انه ابو اولادها و عاشت معه سنين كثيرَه الا انّها ماقدرت تتاقلّم و تعيش زُود لانها استحاله تنسى انها " انجبرّت عليه " وابوها وقت زواجها ما اخذ برايها رما عليها امرُه هذا و كأنه يعطيها خبر عادي جداً و بدون ماياخذ رايها ابداً مع اسباب ثانية محتفظة فيها ل نفسها ..
نظرّت ب عبدالله و هي تمسح على خصلات شعرُه و ابتسامتها و اخيراً رجعت ل ثغرها رغُم كل الصغوطات اللي حولها و هي تمتم
: « وين غرفتكم حبيبي ؟ ليبتسم عبدالله اللي ازهرَت روحه من وجودها : فوق
ل تتجه للدور العُلوي و يدها ب يد عبدالله اللي كأنه يعرفها على البيِت و عبدالرحمن الصغيّر الليي ماسك
بعبايتّها و وين ماتروح هو خلفّها و بيدُه حلاوَة يستلذها ب متعه اكبرّ وهو ب جانب أمُه أما آدم اللي كان ينزّل اغراض اختُه وشناطها الكبيرَه و كان مُبتسم و حيّل على تألق و فرحة خفوق اللي رجعت ب مجرّد مارجعُوا اولادها لها و مُو بس السعّد والفرح كان واضح على اولاد خفُوق
حتى هذا الحديِدي اللي كان مُبتسّم و لاول مره بحياتُه من وقت عرِف عبّاس شافه يبتسم ل هالحدّ الا ان بدت علامات هالابتسامة تتلاشى نوعاً ما
ل يقترِب منه آدم ووجهه اسوّد تماماً من شافُه وبدون مايسلّم عليه او يرمي كلمة ترحيّب تمتم ب تبرة تهديد و وعيّد « " لا تظن لأنها صارت تحت ظِلك من جديد .. إن لك الحق تأذيها ولا تكسّر لها خاطر .. ولا تنتظر أبوي يصفح ويعتذر ويرجعها لك مرة ثانية .. والله لو أدري إن بقلبها بس جرح معك لتذوق الويَل مني ياعبّاس "كان عارف ان ردة فعل عباس راح تكون هذي الابتسامة اللي للحظه يحس ان مايبتسمّها الا له هو بس ومافيه شيء يثير غضبه كثر ابتسامته هذا و صوته الرايق هذا وقت ردّ عليه : « " على هُونك .. لا تعكر صفو المزّاج الي تزيّن يومنّها رجعت »
ماكان فيه أي ردّ من آدم الا رد واحِد ب ذات النبره التحذيرية المخيفه : « عاد العلّم وصلك ..و ذنبك على جنبك »
و انسحَب تماماً من هالفلّة الكئيبه ب نظرُه او بمعنى ادّق انتقل له كره اختُه ل عبّاس للحد اللي صار يحس اي مكان عبّاس فيه ماهُو الا ابغض مكان ب الوجُود
-
-
قبل هالوقت بدقائق -
الكُره بحد ذاتُه و كامِل مفرداتُه رمَاها على « آدم» اخو ذيِك الخفُوق .. هو قال لُه بعد ساعتين راح يكون معها وسط فلّته و الان عدت دقيقتيِن وهو الا الان ماجاء وولا جابَها
هو عادته و حِيل يكرّه عدم الالتزام ب المواعيّد ف كيف الان يتاخر آدم ب أهم موعد بالنسبَه له ؟. الموعّد الليي اشعّل فتيّل الحياة فيه من جديد الموعّد الليي رفعُه بين الغمام بعد
ماكان ب اسفلّ سافليّن من فرّط الفرَح الليي تشرّب ملامحه ب ب الكامِل
كان يعصِف و يرعّد من فرط الانتظار و ذابت اعصابُه تماماً .،وما انزلح طوله من جانب الشُباك ابداً و يقسّم انه حفظ كل اجزاء الشارِع و عدد السيارات و عدد البيوت ل شدّة الانتظَار اللي احرّق كُل مافِيه
ازدادت نبضّات خفاقُه بشكّل جنونِي و كأنُه مخلُوق ب ايامُه الاخيره و هو يلمحّ عودها الطرّي ينزل من سيارة آدَم وتقف ب جانب الباب ل حد ما اقفل آدم السيارة بالوقت اللي الكُل كان ينظر لها ب اعتياديّة هو الوحيد اللي كان ينظرّ فيها ب كل هالعُمق بين الكل يتجاهلّ تفاصيلَها الصغيره و الغير واضحة كان هُو باعلى مراحل انتباهه لها كانت واضحة على ملامحه مهما انكرّ كانت في داخله طوال الوقت في ثغرُه و في عينُه و في راسه كانت ومازالت عذابه و شوقه و الشيء الوحيّد الجميل اللي يتذكره حتى يرجّع شغفه للحياة كان واضِح حزنّها القاتِل بسبب جيتها ل منطقته الخاصه بالوقت اللي هو كان يعدّ الساعات بس لجل تعيّد الحياة لهالبيت من جديِد
كان يلمَح احتضانها المُربّك ل اولادَها اللي كانوا حيلتُه الوحيدة و اللي راح يظلّ يشكرهم و ممتن لهم طول عمره لانهم هم السبب من بعد الله حتى ترجع ل ذمتُه من جديّد
مايدري وشلُون ماتحركّت ذراعه لها و كِيف قدرّ على الاحتمَال وما شدّها و دفنّها في ثنايا حُضنه المُلتهّب
لعلّه يخفف حمم شُوقه المُرعب الكارثِي بنت ب منتصف العشريّنات شديدة البياض .دعجاء العيون.قوامها ممتلىء .كان مستقر خمار اسود على شعرّها ب الوقت اللي انزلُه طفلّها للحد اللي بان لها شكلها ب الكامِل.،كان مُندفع مُندفع تماماً الا انُه ماهرّ و حِيل ويتقن الصبرّ و فنونُه وصابته رغبه عميقه في عناق ابدي
تمتم لها بقولُه لانه يبغى تنتبه لوجوده يبغاها تعرف ان فيه شخص ثالث هنا محترّق و مُلتهب لنظرة منها بَس : « " تو مابان النُور ببيتنا »
اقفل جفنُه بشدّة وهو يلمح نظراتها المستعرّة النارية هذِي و اللي ازاحتها تماماً عنه و كأنه حتى نظراتها هذي مستخسرتها فيِه لمحها و هي تتجِه مع اولادّها للدور العلوِي و انظارُه الليي بعيدة تماماً عن اللي داخله مافارقتّها و كأنه يتابع حلقة اخيرة من فلّم رومنسِي وسط لفحات الشتاء القاسي
كان يستمّع ل نبرات ادم المهدده الا انُه مستحيل يسمح ل أي أحد بتعكير صفو مزاجه و خاطرُه .، كل شيء خارج حدود هالفلّة صار مو مهم دام الانسانة المهمّة وسطها
اقفل باب الفلّه بعد خروج آدم الغاضِب و عينه تدور على الدور العُلوي و سيل ابتساماته ماتوقّف .،ياه لو تدري هو وش كثر يحبّها ماكان غابت عن نظرُه دقيقه ياه لو تدري هو وش كثرّ يحبها ماكان عاملتّه ب هالجفّاء ابداً من اول ماتزوجّها وهذا كان اسلوبّها و حالَها ل ذا السبب ماكان يوضح لها اللي داخله لانه شايِف كل مصطلحات الكُره و النفور بعيّونها ناحيتُه وولا يدري أصلاً هو ليِه حبّها و عشقّها ل القد ؟للحد اللي حاول ب شتى الطُرق حتى بس ترجع ل ذمتُه
كانت عيونه تلتهّم الدور العلوِي و ابتسامتُه ليّنت كُل ملامحُه ليرجَع على كنبتُه ذاتّها و يرجّع ل شرّب قهوتُه من جديِد وهو ب أرّق و أرقَى وأروَق مزاجاته اليُوم الثانِيي : « الهند » ... : مومباي
-
-
كان يتشارَك مع أمير في عادة او بمعنى ثاني صفه وحده و هي « التأمُل» يعطون كل المناظِر حقّها وينتبهون ل أدق تفاصيلها من هذي العاده و لكن الاختلاف بينهم ان أمِير كامل تأمله كان من نصيب السماء و النجوم و القمر و الكواكِب والفلّك على عكسُه هو كان متأمل ب شكِل عام .، كل شيء حوله ما يتوقَف عن تأملُه و شخصيتُه الصامته والجديّة هذِي ما اكتسبها الا من هالصفَه ينظُر للسمّاء و لجوّ هالمدينة الحارّ اللي حرارتُه تكوي الوجُوه ينظُر ل هذا النادِل الليي يتحرّك ب دون توقَف ل تلبية طلبات الزبائن اللي هو من ضمنهم.،الرجالّ الهنود الكُثر المتتشرين ب ساحة مقهى الفندق هذا و اللي كلهم يعتبرُون من الطبقه الفارهة .، هذِي الراقصة الصغيرة الليي ماتوقفت عن الرّقص طوال الايام الماضيّه و تتحرّك على كُل دقّة وتَر الا انها الان مُتوقفه و تنظُر ب الشارِع و بالموجودِين ب كل تيّه و ريبَه نتيجة عدم وجُود الرجل العازف المعتاد معها و ثلاث صبيّات ب الزيّ الهندي المُعتاد ملامحهم مليئة ب الحياة ومنغمسات ب الكلاَم و تبادلُه واياديهم ممتلئة ب اكياس كثيره وهيئتهم تدل انهم كانوا ب رحلة تسوّق
كان هذا حالُه طوال الايام اللي فاتت وقت نزُوله من غرفتُه المحجوزة ب هالفندُق ل حد ما يستقر ب هالمقهى الموجود ب ساحة الفندق الخارجيّة .، و من بعدها يتجِه للبحث عم ذيك السرّاب اللي يوم ورا يوم و ساعه ورا ساعه يتاكد انها فعلاً سرَاب و يستشعر ب السخرية على حالته هذِي اللي اشبه ب البحث عن شيء مالُه وجُود
و أمله الاخِير كان ب البيّت اللي الان مُتجه له و كُل مافيه يدعيي و يتمنى ب انه يكون ذاك المدعو علي خان موجُود فيه
و هذِي هي سيارتُه السوداء الطويلَة جداً و اللي غطت اغلب مساحة الشارع توقفَت
ل يستقيم ب طولُه ب بذلته الرسميّه السودَاء و جكيتُه الاسوَد مستقرّ على معصمُه .، اخذ محفظتُه و جوالُه و نظارتُه ل يتجه ناحية السيارة الطويله هذي الليي حولّها اربع حُراس ب لباس اسود خاص موحّد و من لحظَة ما استقرّ جسده وسط سيارتُه و مقاعدّها الوثيرَه المُريحة ارسَل ل حارسُه الخاصّ
« حسّان» موقِع البيِت اللي ب دوره ارسلُه للسوّاق اللي فوراً حرّك ل ذا الموقِع
كانت كل امانيّه منصبّه حول هالبيت اللي رايحه.،يارب يكونون فيه واللي يبغاها موجودَة فيه.،غايتُه و غرضُه من كل هذا يلقاها قدّام عينُه و يرتاح و يريّح نطر عمتُه.،و انطوى الطريّق من شارع الفندق الفخّم ل حِي عادي و جداً من احياء هذي المدينة اللي عباره عن عالَم ل وحدُه ل شدة وسعها و كثرة اماكنّها استقرّت سيارته المعاكسة تماماً ل حال هالحيّ مقابل بيِت ب اخرِ الحارة .، وكُل اهالي هالحيّ صارت هالسياره و هالحرّس حديث السنتهّم و عنوان مواضيعهم ب هالوقت و هاليُوم ...
نزَل من السيارة و هو يتمتم ل حسّان ب هدُوء مريّب و انظاره تتفحّص هالبيت : « انتظرُونيي هنَا ..ماني ب مطوّل ..»
ل يرد حسّان اللي واقف ب جانب السيارة ب انصياع تام : « ابشر طال عُمرِك ..»
ل يتجه مترجِم اللُغات هذا ناحية هذا البيت اللي مايعرِف يعطيه اي مُسمى ؟. عادي ؟. فقير ؟. بيطيِح على راسهُم ل شدة تلفه ؟.
ل يتوقف قدام الباب و يطرقُه ل ثلاث مرّات بعد ما نفث نفس عميق و كأنه يطرد مشاعرِ ماهو ناقص تزوره ب
هاللحظه المصيّريه
اعتذر عن التأخير ولاكن اكتب اول روايه لي وانشغلت فيها بكمل وانزل بارتين
قراءه ممتعه ولا تنسوا ذكر الله🫶🏼
.......
ماطال وقوفُه مقابل هذا الباب الحديدِي المصدّي من انسكب ل مسامعه صوت امرآه ب لغه هنديّة بحتَة
: « انا قادمة ..من هُناك ؟."»
كانت امرآه هندية ..عمرها تقريباً بالاربعِين ..ب لُون أسمر و عيون سوداء وغطاء شعر ب اللون الازرق مستقر على راسها و ثُوب مائل للبنفسجِي باهت جداً يحتضن جسدّها مع ملامح هنديّة بحَت و ما كان فيها ذاك الجمال الكبيِر ...
ل تنظُر له من لحظة ما فتحت الباب ب ذهول اسطورِي و نظرَات قاتلّة .. مريبه ...كيف ل رجُل ب هذا المظهر وفي منتهى الفخامة يقف ب حيَ متهالك مثل هذا ؟.
كان رجُل ب بذلة رسميّة سودَاء
كاملة.،و ملامح عربيّة بحتَة و خصلات شعر سوداء قاتمة مُنسابه على جبينُه و عيونُه.، و واضِح ثرائه للاعمى قبل البصير ل تبتلع ريقها ب خُوف لان من سنين طويله مالمحت هذي المناظر ابداً
ليصيبها ردُه ب لغته الهندية الصحيحة و كأنه ابن هذا البلد : " مرحباً ....عذراً على التطفّل و الحضور من دون موعِد و لكن هل هذا منزل السيّد علي رحيم خان ؟ .."ل يصيبه ردّها و بكامل محاولاتها تحاول تصطنع الطبيعية و هي ترتب نفسها .، ماتدري ليه حسّت ب انها لازم تكون ب ابهى منظر قدامُه : " " نعم ، و لكن من أنت ؟ ولماذا تسأل عن بيّت زوجي ؟"
ل يرّد عليها ب رنينه الرجولي المتوازّن
: « " أنا هُنا لأمر بالغ الأهمية .. إن كان هنا الآن فأرجو أن تناديه لي .. أحتاج للتحدث معه "..
لتمسَح يدّها ب طرف غطاء شعرّها و هي ترُد رغم استغرابها من اتقانه المبهر للغه لانه واضح اشد الوضوح انه من العرَب : " هو هنا الآن .. ولكن لا يسّتطيع التحدث معك .. أبلغني عن هويتك أولاً .."
ضامِي اللي هربت ابتسامة و استقرّت على ثغرُه و رمى تنهيدة راحة كبيره وقت عرَف انه موجود وماهالمراه الا زوجتُه : " أنا إبن أحد أصدقائه .. ولا يوجد لي متسع من الوقت لشرح نفسي لك .."
تذكرّت ب ان هي و زوجها عاشوا سنين طويلة ب الخليج ف من الاكيد ان زوجها له علاقات كثيرة وقتها ل ترّد و هِي تبتعد عن الباب و هي
باعلى مراحل انذهالها و انبهارّها : " حسناً مادمت إبن صديّقه فتفضل
لابأس "
ل يدخل مترجم اللغات هذَا ل هذا البيت المهترىء و العادي جداً الا انه نظيّف و ماخلى جوّه من عبق البهارات والتوابلّ الحارَة
ل ينظر ب رجُل مُسّن ب ملامح هندية تماماً مستقر على سرير ب غرفَة صغيرة الحجم و مجموعة اكياس ادوية كثيررة بجانبه ..و كُرسي متحرّك قديم بجانب سريرُه ...و مافيّه شيء يتحرك سوا نظرُه
ل يصحى من غفوة نظراته ل هالرجُل على صوت زوجته اللي اشرّت له على مقعَد ب الصالَه اللي لاتذكرّ ل شدة صغرها : " تفضلّ تفضلّ
ضامِي اللي جلَس وهو ينقل نظرُه بين هذا الرجُل اللي غرفته المفتوح بابها مُقابلّ له وهو ينظر ب زوجتُه ويبدا يستفسر : " " ماذا حصل له ؟؟"ل ترّد زوجتُه ب ملامِح حُزن :" تعرض لحادث مؤلم قبل سنوات طويلة .. و اصيب ب شللّ كامِل ..و هكذا اصبَح حالُه "
ب مجرّد ما انتهت من جملتّها السريعة هذي تمتمت ب قولها : ابق هُنا ريثمَا أعود
ضامِيي اللي نظرّ فيها و هي تتجِه
لجهة ثانيه من جهات هالبيِت اللي يعتبرّ مثل غرفة من غُرف قصرّ جده مهنّا ل ينظُر ب الرجل اللي يدعى علي خان
المرمي عالسرير وماعندّه القدره على الحركة او القيام ب شيء والدليل على حياته هو قلبه اللي بنبض و انفاسُه الضيقّه إبَحثي عن أفضل فستان لديّك ..
وتزيّيني بأبهى الأدوات .. بسرعة"
كانت للتوّ متجهة للنوّم رغم انهم ب الصباح الا ان جُملة أمها هذِي قطعت كل هذا ل تمتم بنبرتها الهنديَة : " ماذا .. مالذي يحصل معك ؟."
ل ترّد الام ب همّس مُستعجّل " إلبسي وأخرجي على عجل .. لا تتأخري
انقطع سيّل نظراته على هذا المُقعد من حضور المراه ذاتها و بيدها جكّ ماء و كاستين و هي تمتم ب استحيّاء : « نعتذر منك .. ولكن لايوجَد قهوة لدينا ...الحال مزرِي كما ترا
ليصيبها ردُه المستعجل و هو يهز راسه ب النفي وهو يدخل ب صلّب الموضوع
: « " لابأس .. لم آتِي لكي آرى مدى كرمكم .. أتيّت بسبب إبّنة عمتي .. إبّنة الرجل الذي عملتم لديه عندما كنتم في الكويّت
لمَح توقفّ يدها عن سكّب الماء و ارتعاش جسدّها الكلي و نظراتها اللي التهمتُه ب الكامِل بالوقت اللي هو اكمل فيه
: « " تدعى سرَاب ... الابنة الكُبرى للرجل اللذي كان يعمل عنده زوجك .. علمّت ب انها خرجت من الكويت ب صحبته ل هذه المنطقة ... ل هذا
السبب انا اتيت ل اصطحابها معِيي و ارجاعّها الا ديارَها .
عذراً ولكن هل هي موجوده ؟.
كان واضح انصعاقها الكُلي بنبرة صوتها من قالَت
: « " ماذا .. إبّنة عمتك؟؟؟ هل تقول الحقيقة؟"»
ارتفَع حاجبه دليل استنكارُه ل صدمتّها هذي
: " ومابّها نبرة صوتك هذه؟ أليسّت هنا؟"
لترّد عليه وهي تحاول ترتيب انفاسها
" بلى بلى ، إنها هنا وأين ستكون إن لم تكن معنا؟ لقد بقيّت معنا لأكثر من خمسة عشر عاماً وأصبّحت كفرد من أفراد عائلتنا لذلك تفاجأت بوجود أحد من جهة والدتها بعد مرور كل هذه الاعوام " ..
ل تقوّم واقفه وحرارة جسدّها ارتفعت تماماً لتمتم له :« انتظرنِي لحظّات من فضلِك ..»
وما انتظرت منه أي رد و هي تتجه ب كل استعجال الدنيا ناحية الغُرفة اللي كانت فيها قبل دقائق و بدأت ب رمي الكلام دفعه واحده دليل فاجعتّها الكُلية
: « " بالان ، آتى ولد عمة انجلي لأخذها من هنا .. ولا أستطيّع إرسالها مع هذا الرجل لأنها لا تستحق أن تعيّش كما يعيّش هو .. ما رأيك يا بالان أن تذهبي أنتي ؟ كما تعلميّن أن بلدهم بلد مزهر فيّه خيراً كثير ، بالاضافة ل مظهره و هيئته .، هيئته
تبدو رائعة مما يدل على ثرائهم
الفاحش .. فكري معي بالحيَاة التي قد تعيّشينها إن أصّبحتي أنتي أنجلِي
بالان : « ابنة علي خان » : اللي اساساً راقبّت و استشعرت وجُود رجُل غريب و عظيّم ببيتهُم لان طلب امها لها قبل دقائق اربكّها .، لكن من شافت الضيف اللي عندهم فهمت مغزى امها لتبتسم ل امها ب طمّع موازي ل طمعها و هي تاشر ب الايجاب بمنتهى اللهفه و الحماسة .. »وماهي الا دقائق حتى تظهر المرآة و بنتها بالاَن على اساس انها
« انجلي » .. انجلي سرَاب ..
ليصيبه ردّها و هي تقف بجانب ابنتها اللي لابسَة بنطّال عادي مع قميص طويل يصل ل ركبتيّها و شال طويِل يستر نحرّها
" هذه هيّ إنجلي التي تبّحث عنها "
كان ينظر بالصبيّة السمراء هذي .، اللي كانت عادية الجمال الا ان جسمها مشدود و ممشُوق تماماً ليتمتم ب استغراب و نظرُه الفاحم عليها
"انجلي.. من هذه؟."لتبتسم المرآه و هي تحاول تصطنع الطبيعبه بكل مافيها و اخفاء توترها هذا اللي راح يكشفها
"آه لقد نسيّت إخبّارك .. انجلي هو إسم سراب المُتعارف عليه هنا .. لأن إسم سراب صعب نطقه وغير وارد بهذا البلد .. فلم نشأ جعلها تشعر بأنها منبوذة بسبب إسمها
ضامِي اللي نظَر ب ملامح البنت تماماً واللي كانت منزله انظارها ب الارّض و كأنها عرُوس وماهذا الا بطلها و عريسّها ليعتدل ب طولُه
" حسناً لابأس .. لايهم الإسم قدر مايهم معرفة أنها بخيّر .. وقدر مايهم إننني رأيتها .. كيَف حالك سراب ؟"
" أنا بخيّر .. كيف حالك ؟"
ماكان يستشعر بوجود أي حميمية او تقارُب او صلة دم ورحِم بينهم ابداً ...ماكان فيه ادنى شبه على انها من اصول عربيّه ومافيه اي شبه من عمتُه رحمة ابداً الا انه تمتم ب قولُه
" أصبّحت بخير الآن .. بما أنني وجدتك وبعد جهد جهيَد .. وجبّ علي إخبّارك أنني حجزت تذكرتين للسفر والرجوع للبلد غداً مسّاءً .."
لتبتسم الأم و بنتها ب مكرّ و طمع ماله مثيّل وهم يهزُون راسهم بالايجَاب واللهفه و لمعَة الفرّح سيطرت على عيونهم ..تحت انظار المُسن " علي خان " اللي غير راضي على هذا الفعّل كُلياً ولكن مابيدُه حيلَه للتوضيِح و التبرير خاصة ان هذا الشاب الثرّي انسحب من البيت .."
السعودية - الليّل ..« قصر الجد مهنّا » ..
-
سهلّ ... -
كان الاستغراب محاصرّه تماماً حول طلّب جده الغريب له ليلَة أمس ... حين أعطاه رقّم و طلب منه معرفة موقع صاحبة هالرقِم ...
ب شتى الطرق حاول يعرّف الهويَة و فعلاً نجَح
و سواء قال له جده عن توقعه حول صاحبة هالرقم
او ما قال لُه راح يعرّف ...
و هذا هو موقِع الشقّه بين يديِه
...ليتجِه عند جدّه اللي كان ينتظرُه ب الحديقه و المتضح على كل من شافُه انه ب اخرّ مراحل الانتظارّ و القلق استولى على ملامحه المسنّة تماماً
ليلتفت على سهلّ اللي شافه مقبّل ناحيتُه و قبل لايتمتِم سهلّ ب قول أي شيء قاطعُه جده اللي كان يتفحَص ملامحه المُرهقة
: « سهلّ ياجدك فيك؟ تعبان؟
ليبتسِم له سهلّ بطبيعية بحته وهو يهز راسه بالنفي
: « سلامتِك ياجدي ...ابد مافينِي شيء و لكن تعب الشغلّ و كلك علّم ..»
الجد اللي كان متضح عليه عدم التصديِق و لكن مررّ الموضُوع من خاطرُه وهو يتمتم ب قوله
: « زيّن وش صار باللي قلت لك ؟.» سهلّ اللي رد ب قوله
: « اللي تبيه صار ...عرفّت الشارّع و العماره و رقم الشقه بعَد ..»
ل يرّد الجد ب قولُه و انهال الفرّح
على ملامحه المجعدّة ب الكامِل : اجل توكلنا على الله ...هاللحين اودينِي ل ذا العمارَة ذا اللحين .
« الليل » ... -
ب ذات المقهى اللي طول يومه فيه .. الطاولة نفسها و الكرسي نفسُه و النادل نفسه و المناظر نفسها و الاصوات نفسها ...
الا ان فكرُه كل مرّه ب جهة .، ف بالصباح كان خايف ان يروح ل موقع البيت وما يلقى أحد فيه و تكبر
خساراته و شعوره الفاشل وقتها .، و الان فكرُه كان حول المنظر اللي شافه اليُوم ..
عمتُه رحمة قالت له ان « سرَاب » من صغرها كانت
" كثيفة الجمال " ...ف اللي شافها اليوم كانت أقل من عاديَه و واضح عليها اهتمامها البسيط ب نفسها
ماكان يحِس ب أي شعور ألفه او قُرب أو دمّ وقت عرّف ب هويتّها ..ماكان يحس ان هذي فعلاً ابنة عمتُه و احساسه هذا ملازمه من النظرَة الاولى ... هو اكثر انسان يؤمن ب الحدس و اكثر انسان يقوده احساسه و توقعُه ...
يحس فيه حلقة مفقوده ب هالحدث و يحِس ب عدم اكتمال الصوره بشكلها الصحّ ...
اعتدَل ب طولُه ب شكل كامِل وهو يتجِه ل سيارتُه ذاتها اللي محاوطينّها الحرَس ..
تذكرّ ب انه ما اخذ جوازها و بطاقتها المدنيّة و هويتّها ل انه يعرِف ب انه راح يتأكد اكثر ان شافُه حول ان فعلاً هذي اللي شافها هي سرَاب .. و لوهلَة تذكر الوحمّات اللي قالتها له عمته رحمه واساساً مانساها ابد ..الوحمتين اللي مستقرّين ب جسدها
وحده بنحرّها و الثانيه ب ساقّها ... و ان وحمة نحرها هي الواضحة ب شكل اكبَر على كلام عمته رحمة بالضبط
ركب سيارته و سلّك نفس الطريق ب هالوقت المتاخر من الليل ب حجّة « اخذ اوراقها للسفر » بينما هو يبغى يتأكد و بطريقتُه ...
و فعلاً وصل للبيت و لذات الشارع اللي صار هادىء و جداً و انسدل الظلام عليه كلُه ..
ل ينفتح الباب ب واسطة البنت نفسها " سرَاب " اللي كانت مستعدة للنوّم حتى انها لابسه ثوب ابيض خفيف حتى تنَام و لكن صوت الباب استوقفها
توقفت نبضاتها تماماً و جفّ ريقها ب اكمله من لمحت ذات الرجل الثرّي اللي اندفع عليها و ثبّت يدُه على فكّها و رفع ملامح وجهها للاعلى بدون اي تمهيّد الشال اللي كان ساتر رقبتها بالصبح ماله ظهور الان و انكشف نحر هالبنت تماماً الخالي من اي وحمّه
و ماكان لازمه انه ينظُر ل ساقها ف دليل واحد يكفي ب ان هالبنت ماهِي ابنَة عمتُه
لتنفجرّ ملامحه من الغضّب المرعب .، ارتفعت حرارتُه واسوّد وجهه و برزَت عروقُه كُلها و كأن نيران ملتهبه مستقره ب نظرُه
ب ذات الوقت اللي جات الزوجة و اللي ماتدري وش اللي صار لكن شكله ارعبّها تماماً وقت صرّخ ب صوت هد اركان البيت كلها : « أين هييييي ؟؟.»
كانت بالان " بنتها " تُصارخ ب خوف كارثي ب ذات الوقت اللي كانت ترتجف الزوجه وسط ذهولها الكلي من رجوعه ب هالوقت المتاخرّ من الليل
« ماذا تفعل ؟ هل شربّت الويسكي
لتجن بهذه الطريقة ؟"
ليصيبّها ردُه اللي يملاه جنون غضب مُرعّب : « " هل ظننتِ أن لعبتك الساذجة ستمرّ علي ؟. هل يبدو مظهرِي غبيّ لتستغفليني بهذه الطرييّقة الطفولية؟
« ليتمتم ب صوّت جنونّي حادّ » :
أين هي سّراب .. أخبريني بمكانها هذه اللحظة والا ستريّن مني مالا يخطر ب عقلك
ارتجّاف قاتل سرى ب جسدّها و بابنتّها اللي اختبئت خلفها ب خوف من هذا المجنون الغاضِب و لكن مازالّت مصره هالمراه على الكذِب
« " هل جننت ؟ هذه هي انجلي
لماذا أكذب عليك ؟ "
اقفلت جفونها بشده و هي تحتضِن بنتها من بدا ب تكسير كاسات الزجاج اللي قدامُه ب شدّه و ارتفعت حرارة جسده تماماً وهو يردد : «
" لا تغضبيّني أكثر من هذا .. أخبريني أين مكانها قبل أن أخبر عنك السفارة .. أقسم إني
سأبّكيك دماً "
المرآه اللي ضعفت تماماً و ذابت قوّاها ..الواضح انها انكشفت حيلتّها و خدعتها تماماً ف ما كان لها اي مجال
للانكارَ اللي ادعته بالبدايه : « "
حسنا إهدأ .. هدئ من روعك .. لا تغضب لهذه الدرجة ولا تدخل سفارتكم بالأمر الصغير هذا "
ل تلمحه وهو يتحرّك ب كل الجهات و كأنُه يحاول الحفاظ على اعصابه قبل ان يتحوّل ل مجرِم هذه الليلة ليرجع لعاميتّه العربيه ف هذي حيلته للتفريغ عن غضبه : " الله لا يوفقك .. كانت بتحتالني ببنتها وتقول صغير .. والله لو منتي بحرمة بس لتشوفين وجه ضامِي الثاني "
ليرجّع للغته الهنديّة المُتقنَة ب ذات نبرات الغضب القاتل : " أين مكانها ؟ أخبريني به الآن"
ليصيبُه ردّها المرتجفف الممزوج ب قهرّ فضيع
: « " إنها تمكث ب شارع ال « ...» .. بجانبّ صاحبها عازف الكمَان . . إسأل عن الراقصة أنجلي وسيدلوك عليها ..»
ما ان انتهت من رمِي هالجملة حتى انسحب هالبركان الغاضّب مثل سهم نارِي مُرعب ...ركّب سيارتُه و بكل استعجال الارض امرّ سائقه ب انه يوديِه ل ذات الشارع اللي هو ماكث فيِه ..الشارِع الموجود فيه الفندق الشارع الفخم شارِع الاغنياء
غرز يده وسط شعرُه و اقفل جفونُه ب شده بعد ما انصعّق و انسحقّ و انذهلّ تماماً ...انشحَب لونُه و تاه كُل مافيّه وهو يتذكر ذيك الراقصه الصغيرَه اللي ماكان يلمَح غير تحركاتّها وقت كانت ترقص قدامُه ...كيف كانت تتفتّل ب جسدّها الغض قدامُه حتى يعجّب فيها و يرمي عليها سيل من المالّ .. كيف كانت تقف مقابل له هو بالذّات و كأنها حاضرَة لجله هو فقط و ترقص له فقَط على انغام الكمَان الليي تتحرّك
على اوتارِه ..كيف كان ينظُر فيها و كأنه يشاهد عرض مسرحِي على مهلّ
عدم استيعاب ...ذهوّل عظيم ...صاعقه دمرّت كل خلاياه .
اكثر من خمس ايام قضاها ب الهند كان من الممكن من اليوم الاول ياخذُها لانها من اليوم الاول كانت ترقص قدامُه
كيف كانت قدامُه وهو مايدري كيف كيف ؟؟."
اشتحن صدرّه ب قهر عظيّم وهو يدعي انُه يلقاها مكانّها ...تو الان قبل مشواره هذا كانت قدام عينُه
و بدون عازف الكمان المختص فيها ..كانت لوحدها لوحدها ..واقفه ب جانب محلّ و تنظر ب كل المارّة ب كل تيّه
وصل للمكان أخيراً لينزِل باستعجّال غريب و مُريب ويلفت كل الانتباه وهو ينظر ب كل اجزاء الشارِع وعينه ماتبحث غير عن جسّد راقصه صبيّه
دارّ بكل الاتجاهات و كُل الاماكن الا انه مالها أي اثر
صارخ ب عالي الصوت على حرّاسه لجل يدورُون عليها
مابقى أحد ماسئلُه عنّ الراقصة " انجلي" الا ان عدم المعرفه كانت ردهُم
كيف ان هالمخلوقه ب كل احوالها سرَاب ...كان دايّم يشوفها الا انه ماقرّب منها و لمسها ...و الآن وقت
يبي القُرب ضاعت من جديّد لاول مره يلمح اسّم له صفات حاملُه .. لاوّل مره يفهم معنى اسم « سرَاب » ب حذافيرُه
الذهول طاغي عليه ...و القلق ب ذات الوقت حول ان وين تكون ب هالليل ؟؟. و كِيف اهل ذاك البيت المشؤوم مخلينها ل هالوقت ب هالليل و هي بنت راقصه ب روحها ؟؟
كيف ان بنت عمتُه هو عرضُه و شرفُه و سمعتُه بين يديها ترقُص قدام الرجّال ب وسط الشوارع و كأنها لحم رخِيص لمجرد التسليه فقط ؟؟."كيف انه هو كان من ضمن هالرجال و كان حاله من حالهُم ..بس ماكان يدري والله مايدري
دارّت خناجر عيونه بكل الاماكِن ل يلمح بعدّها ب نظرُه على قطعّة بنت ب ساريّ هندِي ساتر صدرّها فقط اما خُصرها القاتِل و ظهرها مكشُوف تماماً ...و شعرّ طويِل أسوَد يتراقص ويتحرك مع تحركاتها
و ملامح كانت مزيّج مابين سحرّ العروبة ومابين بلاد الهند و نقطة سودّاء مابين عيونّها الواسعه دليل على انها مو متزجة كانت واقفه ب جانِب محلّ مغاير للمحلّ اللي كانت واقفه قدامه قبل مايعرِف ب هويتّها ...اتظارّها تايهة و ضايعه و منغمسة ب تأمُل الناس القلّة
الموجودين ب هالشارِع ...
لتصدُر شهقه بانت من اخر وريد من قلبّها نتيجة
دخول هذا الحديدي الليي حست بانكسار يدّها من التفّت يدُه على حول معصمها
وكأنّ سلسلة من نارّ ملتفه حول يدّها
اقترّب منها شدّها ل ناحيتُه بقوّه و كأنها لُعبة ويقطع سيل سرحانّها الحزِين هذا ا و ثبّت يدُه على فكّها ليبان
له نحرّها ب الكامل اللي نفث اعمق نفس في حياتُه وهو يشوف الوحمّة السوداء الكبيره اللي وسط نحرّها
تماماً ليشدّها ب قوَة ناحيتُه متجه فيها ل سيارته و غضبُه ماتوقّف ابداً و المتضح ب ان ماله نية ب التوقّف
و بكُل مره تحاوِل المقاومة و نزّع يدها من يدُه الصلبة هذي تفشلّ كل محاولاتها ..ما اعطاها اي فرصه للتعريف عن نفسُه او للتمهيّد لفعلتُه
كل اللي سوّاه اقتحَم المكان ...قطع سرحانها و هدوئها ...استقرّت يده حول يدّها و اخذها
وهذا هو تعريف « الخطف » بالنسبه لها ...
كانت تنظُر فيّه ب عدساتّها السودّاء ب ذهول طغى على كل تفاصيلّها ...
نظراتها كانت كلها خوف و رعب و رجَاء ...غارقَة بالفزع من للمداهمة الكبيره هذي وماتدري كيف انتقلّ جسدها من الشارّع لحُضن هالسيارة الكبيرَه الاشبه بالقطار و اللي ماركبت مثلها في حياتّها
كان الشارّع فاضي الا من قلة مالهم لا حيّل او قوة
حاولت تصرُخ ب عالي صوتها الا انها ماقدرت ابداً كل شيء الجمها كل شيء
تقوقعّت على نفسّها اكثر و هي تلمح جنون غضبُه و محاولاته ب ترتيب انفاسُه ..كانت عيونُه مستعرّة تماماً وملامحه الهادئة الرايقه اللي دائماً تشوفها اوقات مكوثه ب المقهى اختفت تماماً وسكنت بدالها ملامح مشتعله غاضبه جنونيّة ... كان يلمح ارتجافها الكُلي العظيّم و هي ملتمه على نفسها ب اخر مقعد بالسيارّة الواسعه اللي مايسكنها غيرُه و غيرّها ..
كيف ان هي و اختّها كانوا ضحايَا حيلاّت من نساء غريباتً التفكير و جداً
كيف ان وهّم لشدة تعلق العاملة فيها حاولت تبدل بينها و بين مريضة ثانيه
و كيف المرآه الهنديه هذِي اللي ل شدة طمعها و جشعها خلّت بنتها تنتحل شخصية ثانيه بس ل تحقق غايتها ... تنهّد تنهيدة رتبت كُل انفاسُه و هو يستشعّر راحة عظيمة سكنت حنايا صدرُه ..
و بذات الوقت اللي كان الجوال مُرتفع ل مسامعُه وهو يتمتم ب كل غضب الدنيا و جنونُه غضبه اللي ماتوقف ...يكره الاستغفال و حيّل ف كيف يُستغفل ب أهم موضوع في حياته
ليأمر حارسه حسّان اللي كان يكلمُه ب الجوّال بنبرّة قطعت كل النبرات بعدُه لشدّة حدتها و خطورتها
: : روح جيب اوراقها من بيت ذيك اللي ماتتسمى ...
ليكمل و نظرُه الحادّ عليها وعلى
الساري الهندِي الفاضِح اللي لابستُه و
فاصِح اغلب تفاصيّل جسدها والغضّب يتكلم بداله هاللحظة
: « و جيب معك اي زفت نسترّها فيه
" جسدّها ب الكامِل مُستقرّ ب جانِب
الباب و ارتفعت نبضات قلبّها بالكامِل
_______________________________________________________________________ عند شتات
من لحظة ما انقطعت سهرتّها الكئيبه هذي ب طرقات باب شقتّها ب هالوقت
كانت انفاسها تنقطع ل شدة تسارّعها ملامحها تبدلّت و كل خوف العالمين اللي رفضت تعترف فيه سكّن صدرَها
وماكان لها حيلَة غير انّها تسأل ب صوت حاولت تحشيه ب القوة : من الي جنَب هالباب ؟"
لينسكب ل مسامعّها رد مُسنّ واضح تماماً :
" أنا .. إفتحي يا أبوك شتّات اللي السخرية كان لها نصيب من ابتسامتها السريعه هذِي : و مِين انت ان شاء الله ؟.
ل يصيبها ردّ المُسن ذاته الليي انشقّت اضلاعُه لشدة اللهفه و الوله و الشُوق ل شوفة صاحبة هالصوت
: « " أنا .. أنا مهنّا يا أبوك .. أنا أبو مزون
أنا جدك الي تعثرت حياته من فقدك"
كان بيدّها آله حاده لتوقعها ب أن سارِق بيقتحم بيتّها و سرعان ماطاحت هاآله من لحظة مارمى هالمُسن ب التعريف عن نفسه ...ذبلت عظامّها و ارتجفت مفاصلّها و هي تقوم ب فزع و تنظر من فتحة الباب ل هالرجُل ...و كيف ماتعرّف جدها مهنّا اللي هو الوحيد من اهل امها اللي عندها
صوره له ؟.
و كيف ماتعرّف جدها مهنّا الليي كان يتغنّى ابوها ب حبه و بالمدح فيه رغم كل الخصامات اللي بينهم ؟
و ذهول كلّي صابها حُول كيف عرف مكانها ؟. و كيف عرف عنها و ليه بدا يدورها بعد كل هالسنين ؟؟"
الا ان عقلها رفض التصديق و هي ترد بقولها وش هاللي تحكيه بأنصاص
الليالي ؟ روح من جنب الباب ولا بيصير شيء مايعجبك "
كان عارِف مهنّا ب ان ردة فعلها راح تكون ب هالشكِل و عارف ب انها ممكن ماتتقبل وجودُه ابداً لكنّ استحاله ينزاح من قدام هالباب بدون مايشوفها
: " ليه ما تصدقيني يابنتي ؟ أنا جدِك اللي بقى يدور عليّك سنين طويلة يا شتّات .. أنتي بنت راجِح ولك من العمر ٢1 سنة وأمك مزُون بنتي .. يعني بنت مهّنا وذهب.. بعد هالحكي كله منتي بمصدقة إني جدك يابعد عيني؟"اعتقاد خُرافي صابّها من نبرة صوته و من شكلُه أصلاً انه هذا هو فعلاً جدّها مهنّا ...اللهم ان خصلات شعره البيضاء انتصرت على خصلاته السوداء
و ملامحه نضجت أكثَر
مالقت اجمل من الاطمئنان اللي سكنّها نتيجة تراكمات حروفه و نبرتُه الحانيّة هذي الليي مرّر بقلبها قبل سمعّها و اللي نتيجتّها فتحت الباب ببطىء شديد ليظهَر لها جسّد جدّها مهنّا و عصاتُه اللي ماتفارِق يدُه ابداً وابتسامة عميقّه طغت على كُل ملامحُه و اتسعت ب عمق لا نهائي من لحظة ما استقرّ نظرُه على تفاصيّل هالانثى اللي قدامُه اللي كانت ببجامَة نوم رماديّه و شعرَها مفلّوت و الواضح ب انها كانت مُستعدّة للنَوم للمرَه الاولى تحِس انها محظوظة و جداً كونها ذاقَت و جرّبت الاختباء في حُضن الجد مهنّا ...
للمره الاولى تحس ب انها متجمعة و ملتمّة بعيدة كُل البعد عن التبعثر و التفرّق و الشتات ...
انغمسّت انغمَاس حنون وسط ثناياه الدافئة وهو يشدّها ل داخلُه و ذات شعورُه وقت جات كيّان لقصرُه رجع له بشكِل اكبر مع شتّات ... وتجمعّ دمعُه الحزين
ب شكل مهوّل وهو يلمَح النسخة المتشابهة من ابنتُه المتوفاه واقفه قدامُه و استقرّت وسط حُضنه الآن ماكَان يدرِي كم من الوقّت مرَ و هي وسط احضانُه و كأنه يجمِع شتاتها و كسرّة ظهرها و فقدّها و حُزنها
لينهي كُل هذا ب قبلّة على خصلات شعرّها
ب ذات الوقت اللي استشعرت فيه هالشتات ذوبّان الشيء الاشبه ب الكُره من وسط قلبّها من ناحيَة مهنّا فقط ...
ل طالما ابوها المتوفي كان يحبّ جدها و حِيل بعَد و دايم مان يستثنيّه من كُل شيء و من كل خلاف صار بينه و بين خوالها ل ذا السبب فتحت له الباب و دخلته بيتها و لو كان غيره كان من سابِع مستحيّل تكلمه اصلاً .. لتجلس ب جانبه و تسمع ل كلامه وهو يتمتم ب قوله المبتسم : «": " وشلونك ياجدك ؟. وش غربلت بك هالدنيا ؟.والله ان عظامي تتنافض ماني مصدق هالشوّف .. يالله يارب اني في وجهك .."
كتفّت يدّها و احتضنَت جسدها و هي ترُد بهدوء مُريب : « الحمدلله ياجدي ...عايشة..»
ل يرّد الجد اللي كان مُبتسم و حِيل و تصنّف هاللحظه من اسعد لحظات حياته اللي يستحيل و حيل انه ينساها « " والله ان روحي ردّت وقت دريت
عنك و عن اراضيّك ...ادري انك شايله ب قلبك علينا و حيل مير انك ماتنلامين ..
علميني ياقرة القلب ...ويش سوت بك الليالي و انتي ب ليا ظهر و عزوة و سند ؟" ..
ماكانت شبيهة أمها فقط ب الملامِح ف هي اخذت من منطوقّها و رزانة عقلها و توازن كلامها حين تمتمت ب نبرّة اكتفاء مالها مثيل : « " مثل ماهو بواضح قدام عيونك ياجدي .. هذاني بخيّر .. تحت سقف يأويني وجدران تحفظني .. وبأمان ربي .. عشت وربيّت نفسي بنفسي .. وكبرت وتعلمت وأشتغلت على نفسي
والحمد لله .."
شيء مثل الطمانينه سكنتها من جديد من ابتسامة جدّها هذي اللي كانت اشبَه ب شعور فخرّ عظيِم او ابتسامة فرحة عظيمة كونه لقى نسخة اخيرة من ابنته مزون : « « مير ودِي اعلمِك ان ايامك ب هالبيت صارت
معدوده ..انتي لازم تجين لاهلك و خلاّنك ... خوالك وربّع امك ذابت روحهم لجل يشوفونِك ...اللي مضى مضى و هاللحين انتي تحت جنَاح جدِك مهنّا اللي بيشيلّك ويحطك بين عينّه و
هدبّها ..». تلاّشت ابتسامتّها نتيجة كلامُه اللي كان ردّها عليه
: « « السموحة ياجدِي ..انا ماودِي اظلّ عند احد و تحت ظلّ مخلُوق اجل وشلون أظلّ عند ناس اهانوا
ابوي و ذلّوه ؟.
ليتمم الجد بنبرة مسيطرة عليها شعور قلة الحيلّة والاستسلام و الندم الكُلي : « « والله ان كبدي منفطرَة على ابوك اكثرّ منك على فعايل عيالي الشينه معاه و اللي تهاوشوا معه لجل
موضُوع ماينقال من كثر ماهو صغيّر و ما يستاهل هالجفا كله ..لكن يشهد الله اني قابلته و استسمحته و خذيت ب خاطرّه قبل لايودع هالدنيا تراه
نسيبي الغالي قبل لايكون ابُوك و معزته من معزة امك المرحومة ف طيعي شوري يابنتي و ارجعِي معيي و لو احد ضايقك ب كلمة بس علميني فيِه والله لاذوقّه الويل
ليلتزم الصمت ل ثانيه من الزمن و بعدها تمتم ب نبرَة رجاء ما احد يتفوق عليه فيها ..ذات النبرة اللي نتيجتها وافقت كيان على زواجها من ذاك المنسيّ
: « « اسئلك بالله وشهي حالتّك و انتي ساكنة بنية ل وحدك بشقة كنها محكر حمام من ضيقها ؟. ماودّك ب احد يرد لك الصوت يلاسنك و تلاسنينه ؟. عاد عندك بنت خال ماتسكّت ابد و من سالفه وحده تطلع لك الف سالفه غيرها .، و ادري بك
راح تونسيّن معاها « يقصُد شدا »
...و انا ماعاد بي حيّل افارق وجه بنتي بعد ماشفتّه ابي القطعة الاخيرة من مزُون تكون قدام عيني دايِم الدوّم ماودي اكون ب مكان و هي ب مكان
وش قولك يابنتِي ؟."
كانت مستمرة ب الرفَض تماماً رغم ان كل شيء يدفعها ل رمي نفسها لهالعائلة لكن ذابت كُل حصونّها من كلام جدها الاخيِر و نبرته الحانيّة هذي اللي لعبت ب قلبها و كثِير و اخذتها ل عالم و دنيا ثانيَه
ماراح كلام ابوها عن بالها ابد وقت كان يستثني الجدّ مهنّا من كل شيء وماعمره طراه ب الشينه و رفعه للغمام من كُثر ما يمدحُه ل ذا السبب تمتمت ب قولّها دليل موافقتها ف هِي مهما انكرت انها متقبلة عيشتها ل وحدها ف هِي اكبر كاذبَه
ل تمتم بشبه ابتسامة : « أنا موافقة ياجدِي ...ولا تسالنِي وش اللي خلانِي اوافق لان انا بروحي ما عندي علّم ..»
لتلزم السكَات ل ثانيه و من بعدها تمتم ب اتزان و اصرار كبير : «انت دامك عرفت مكانيي و حالتي و عيشتِي اكيد كلّك علم ب شغلتِي و انا متاكدة انك تعرف ويش اشتغل ..« نفثت نفس عميق » انا ماراح اترّك الدّق ياعمِي و لو ويش ماصار ..حياتي ماراح تتغيّر ان كنت ببيتي او ان جيت عندّك
كان متاكد و حيّل الجد مهنّا من هذي النقطه و عارِف دامّها قضت كل هالسنين ب هالشغله استحاله تتركها خاصه انّها هي الليي خلتّها تكتفي ب نفسها وماتكون هم ثقيل على الثانيين لكن تمتم ب محاولة أخيرة : « بس يابنتِي هذا ماهو سلّكنا ..و
هالطريق ماهو طريقنا انا كلي علّم ان ظروفك اللي حدّتك ل ذا الدّق لكن صدقيني من اليُوم و رايح كل شيء تحتاجينه يوصل لك قبل ماتطلبينّه ..يعني ماراح تحتاجيّن انك تروحين للعرّوس و تدقين ..»
ل ترّد شتات ب جزَع كبير : « هذا اللي عندي ياجدِي و اذا ماوافقت على شرّطي ذا ماراح احي معك و راح اظلّ ببيتي اللي شالني طول هالسنين وولا هو عاجز يشيلني بسنيني المقبله بعد ..»الجدّ مهنَا اللي هز راسه ب اسى وماكان عنده حلّ الا الرضا : « ابشري ب سعدّك اللي ودّك فيه يصير و هاللحين لمي اغراضك و باتي هالليلة عندِي ..»
شتّات اللي كانت عارفه ب ان مرّد جدها راح يوافق خاصه انها التمست شفقته الكبيره لوجودها و شوفتها دايم الدوّم ..وماكان تحتاج ل ضمانات ل ان بمجرّد ما يختلّ هالشرط ذا ب الايام الجايه راح تعرّف وشلون تتصرَف : « ماعليِه ياجدّي انت هاللحين روح ل بيتك و اعطنِي اسبوع و اكون عندكم
ان شاء الله .. الا ان الجد مهنَا قاطعها من تمتم وهو يسترخي اكثر على الكنبة : « ماني ب طالع الا و انتي معي و اذا مالك خاطِر الليلَة ب الروحة انا بباتّ عندِك لين تقولين توكلنا على الله ..»
شتات اللي مامنعت نفسها من التبسّم و هي تزيح خصلات شعرّها للخلف اللي كانت منتثره على بجامتها الرمادية الثقيلة : « ياجدِي فديت راسّك يعني انت هاقي اني ما اكون قد كلامِي واغيّر مكاني وماعاد تلقانيي ..انا اعطيتك كلمة بس ودي استعدّ لشوفة خوالي عقب هالسنين .،»الا ان الجدّ مهنّا اللي عدّل خدادية الكنب وهو يثبت عصاته جنبّه و ماله نيّة ب مفارقتها ابَد : « اللي عندي قلته ودك تقعدين ب هالبيت قاعد معك لين ترجعين معي جيبي لي لحاف بس الظاهرّ مباتي ببيتك هالليله يابنتِي ..»
شتّات الليي ما اختفت ابتسامتها ابداً الليي نادر ماتزورها ببيتها لتتجه ل تحضر غطاء ل جدّها
تحت انظار ذات العُيون اللي تراقبّها دائماً الا ان هالعيّن هالمره كانت ب منتهى الارتباك و ب منتهى التوتُر الممزُوج ب بدايات حُزن .. « ضامِيي » -
-
ماتوقف سيّل تأملاتُه ل هذي الانثى اللي تشاركُه السيارَه ...اذا هو و هو مايدرِي ب هويتّها ماتوقف عن تأمل رقصها و تحرّكاتها المتوازيه مع عزف الكمان
ف كِيف الأن من عرّف ب انها هِي ذاتّها الشيء الاساسي اللي جاء ل هالمنطقه لجلّها. ؟ كيف الآن من عرف انها هي ابنة عمتُه الكبرّى ... كانت خناجِر عيونّه السوّد تخترّقها تماماً ..كانت مزيّج و عذب و قاتِل من سحرّ العروبَة الآخاذ و من فتنَة بلاد الهنّد .، و سحِر الهنديّات الليي الكُل تغنّى ب جمالُهم .. جسّد منحُوت و ممشُوق مشابّه ل عود خيزرّان طرِي و رويَان ساترُه سارّي هندِي مغطّي كل انحاء جسدّها ماعدا خُصرّها الدامِي و اغلّب ظهرّها بناجِر ذهبيّة كثيررة تزيّن معصمها كانت ترّن وسط هدُوء هالسيارة و كانت دليل ل تحرّكاتها .. مع زمّام ذهِبي يزيّن انفَها المسلُول ....و نقطَة سوداء بين عيونّها اللامعَه ...و شعرّ اسود ب خصلات حمرّاء اضافَت له منظر و رونق خاص ماله مثيّل ...
و نقُوش حنّاء تزين ساقيِها المكشوفَه و بنهايَة ساقّها خلاخِل كثيرّة تصدّر صدى خاص فيّها لوحدها ...
ساقها اليُمنى فيها خلخالين و ب ذات الشيء ساقها اليُسرى ...كانت مشابهة تماماً ل فنانات وعارضات بُوليود الشهيرّات هذا اذا ماكانت تعدتهم ب مراحِل .. كانَت ب منتهى الهدُوء الغريب و المستنكر ب مثل حالتها .، كيف انها ماخافت وولا صرّخت وولا طلبت المساعده من أحد كونه اخذّها من الشارع ب طريقه مشابهة للخطّف ...كيف انه يلمح هدوء و سكون مُريّب حتى انها كانت ساكنة تماماً ب مقعدّها وولا حتى نظرّت فيِه ...كان واضح حُزن باهت يسكن ملامحها .،مهما حاولت تخفيّه كان واضِح عليّها
.،حُزن عميق و مدفون داخلها و تشعّب هالحزن حتى ظهر على
ملامحها العربيه اللي اختلطت و ضاعت وسط بلاد الهند
كان مصرّ يبدا حوار معها ليعرّف كيف راح يكون التعامُل معها و ب أي لغه رغم انه شبه متأكد و عارِف : « ليه أحسك ما انتِي ب خايفه ؟
سرَاب : ......
اقفلّ جفنُه للحظه من مالقى أي رد منها غير نظرَات هادئة مُريبه ليتمتم بعدها ب لغتّه الهندية المُتقنة
: « لماذا تبدين ب مظهر عدّم الخوف؟. لماذا أشعر ب أنك لستي خائفه ؟.»
و تأكد توقعُه من ردّت عليه ب
هنديتّها الآخاذة : « " و ممّ أخف ؟" .. يبدوا لي انك س تحقق لي أمنية تعبت في انتظارّها ؟
أمنيَة ؟. يحقق لها أمنية ؟. مافهم مقصد جملتها هذي أبداً لوهلّه توقع انها مشابه تفكيرّها ل ذيك المرآه و ابنتها ب انها تكون طمعانة فيِه و بغناه
خاصة انه الا الان مايدري كيف قدر المدعو علي خان ب انه يسفرّها معه ؟. و كيف سمحُوا له ؟، و ايش هي الامنيه اللي تقصدّها ؟.
ماكان يدرِي ضامِي ب أنّها طوَال هالسنين كان نص عقلّها و نصف قلبها و نصفها كلها عند أختها
« وهّم » حتى إنّها صارت راقصه بس حتى تقدرّ توفرّ المَال حتى تقدرّ تسافر و تلتحِق ب اختها و تعرف اخبارها اختها اللي ب كذّا مرَه و بكل الفرص حاولت تتواصل معها و تعرف اخبارها و احوالها الا انها ماقدرّت
وضاق و ضاق كُل مافيّها من انشلّ ابوها
الثانِي اللي ربّاها
" علي خان " لانه لو كان موجود كان قدر يساعدها ب تجميع المال هذا هو سبب هدوئها و رضاها تي تبغى تروح السعوديه ب أي شكل بس لجل تشوف اختها ..
أمَا ضامِي اللي ماقدر يفكرّ بمنطقيه ..طوال هالرحلة أصلاً ماقدر يفكرّ بمنطقيه و نارّ تتلظَى فيه من يتذكر انظار الرجَال عليها وقت ترقُص
وتتفتّل ب جسدها قدامهُم .. ليتمتم ب عاميتُه ب نبرة حاده مستشرّة ب
همس مايسمعه غيرُه : « " الله لا يعطي سوايّاك خير .. كأنك تركتينا بأسفل قاع .. وين أودي وجهي ؟ بأي طريقة أفاتح عمتي رحمة بفعلتك هذي الله لا يعطيّ اللي خلاك كذا خير ..
الله لايعطيه خير "... بعد يومِين ... --
لسعودية .. قصر نسايّ .. -
/
العم صادق .
كان له ايام محددَة يغسلّ فيها سيارَة نسايّ اللي يوقفّها ب اخِر الحديقَه ..و هاليُوم من ضمّن الأيام المخصصه ل هالشغلَه ...
كان بنهايات التنظيّف .، تنظيف السياره اللي كانت مغبرَة فقط و اللي ماتعب ب تنظيفها ابداً ..و كان نظرُه على مدرّب الحيوانات هذا اللي كان واضح ب أنه باخر مزاج من مزاجاتُه و انُه يعاني من موضوع شاغلّه و معكر صفوه و خاطرُه ...مابقى حارِس ماصارَخ عليه و ما بقَى شيء ما اشتكى من وجودُه .، حتى حيواناتُه ماصبّح وولا مسى عليهم هالمرَه ... كان بيدُه جوالُه و بيدُه الثانيَة قارورة ماء و يدُور ب الحديقه ب دون هدَف ب بنطلُون ازرّق قاتم فضح ساقيّه الطويلَه مع بلوزَة كتّ فضحت الثلاث عضلاّت الليي تترّك شعور اعجاب و قوة لكل من شافّها ..
انتهَى من غسل السياره و تنظيّفها من الخارِج لينتقل بعدها للداخِل ..و هذي المرحلة الاصعب ب نظرُه لأن اعلب اغراض نسايّ الخاصة يخليها بسيارتُه ف على الغالب تكون اغراض كثيره ..و اول مافتَح الباب الخلفي
اللي كان واقف عندُه وانصدددم!
لقى مجموعة كبيرة من ورّد أحمر ثقيِل منتثر ب اغلّب اجزاء المقعدّ ذهُول اسطوري سكّن ملامح العم صادِق الليي كان ينقل نظره الصادّم بين الورد و بين هذا المدخّن المتعكر جوه الليله ..
كان واضح ان الورّد له مده طويلة بالسياره و الدليل علامات الذبوّل اللي بدت تظهرّ عليه ..
ليأخذ العم صادق الباقه و ابتسامات كثيره استقرّت وسط ثغرُه و هو ينظُر ب نسايّ اللي كان يدخّن ويعرِف العم صادق عادتُه هذي مايدخن الا اذا كان معلق مزاجه ب موضوع ما و كان مقصَد العم صادق هو ترويقتُه و تلطيف جوه حين تمتم ب نظرّات له وسط ابتساماته
: « " والله وتغيّرنا .. صرنا نعطي حب ونأخذ ورد يا مدرّب الحيّوانات "
لمحّ التفاف نسايّ عليه ليكمِل تعليقاته اللي راحت بعيّد : « " و اختيارك في محله طال عمرك
.، اصلاً البنات يموتون على الورد الحمر "...
تمنَى ان لسانه انقطَع و لا تمتم ب هالجُملة اللي ب مجرّد ما انهاها نظر فيه هذا المدرّب القاسِي نظرات زلزلت كيانُه ونبرته الحاده كانت حاضره حين قاطعُه و كأنه يحاول يصحيه و يقطع كل توقعاته
: « عمّ صاددددق ..»اختفت ابتسامة العم صادِق تماماً و ارتعّد صدرُه من حدّة هذا المدرّب اللي اكمَل بحدته المفجعة
: « " هالكلام ما يطلع من رجالّ الشيّب مشتعِل ب رأسه .. عيّب ياعم أنت رجال بكبّر أبوي ما ودي أغلط عليّك وأقلل من قدرك "...
ل يكمل ب نبرة تهديد : « " أخلاقي
معدومة هاللحظة .. لا تخليّني أنفجر فيّك وأذوقك بأسي .. وأنت تعرف وش هالبأس .. »
وتصدد للجهة الثانيه ب مجرد ما انهى كلامُه المعكرّ و الحاد هذا .. و العم صادق اللي رجَع يكمّل شغلُه ب منتهى الخوّف و التوتر و هو كارّه لقافتُه هذِي و نسى مين هاللي قاعد يكلمُه .. و كان ودّه يسأل نسايّ عن كيف يتصرف ب الورد لكن حالة نسايّ حالياً ماتشجع ابداً ..
أما نسايّ اللي فعلاً ماكان يدري عن هالورد و ماكان يهمّه أصلاً ..لأن
مزاجه كله معكرّ من عدم وجود لا أمير وولا ضامِي حولُه ..و كأنُه صابّه ادمان على شوفتهم ومو معتاد انه يمرّ اكثر من اسبوع مايشوفهم فيه و اتصالتهم بسيطه جداً ...
ليكمّل تدخينُه الكثيّف و المفرّط تحت سطوع جواله دليل وصُول رساله واللي نتيجتها بدت تهدأ ملامح هذا المدرّب
و كانت هالرساله من ضامِي و كان محتواها
: « .. أنا ب الريَاض يانسايّ .. رجعَت ابشرّك ..»
و بمجرّد ماشاف هالرسالَة دخّل على رقم ضامِي بسرعه و بدا ب الاتصال عليِه : كان يحاول يتناسى و يتغافل عن نظرات هالناس ناحيتُه نتيجة هذي الانثى اللي معُه ... اغلّب الموجودين ب المطارّ سواء مسافريِن او راجعِين من سفرّ و الموظفيّن و سواقين التاكسي الموجودين ب كثرة عند المطار اغلب نظراتهم كانت عليِها و ماكانَت نظرّات عابرَة كثر ماكانت نظرات تفحصيّه تشعلّ كل دواخلُه ..،
ماتتغطَى و كان صعب عليه انه يجبرّها انه تتغطَى او بالقليل تستُر شعرّها ...الواضح ب ان شخصيتها حازمّة و حادَة وصعب اجبارّها على شيء هي ماهي متعودّه عليه و عارفتُه ... و نعمة كبيرة انها رضت تلبس عباية تستُر فيها جسدّها و الا ويش يخلصّه الليله ؟.
كل اللي يبيه حالياً انه تنتهي اجراءات السفرّ ب اسرع مايمكِن حتى يتخلّص من هالمكان العام و من جموع هالناس و نظراتُهم ... كان يلمَح فِراس صديقه اللي كان يشتغل ب المطار و اللي كان طرَف خيّط ل كل هالاحداث و اللي انصعق كلياً وقت شاف هذي الانثى الهنديّه خلفه و لكن ماقدِر ابداً ب أنه ينغمِس بالنظر مثل البقيه كونُه يعرِف
هالضامِيي ..
و انطوَى الطرِيق ب اسرّع شكِل من المطَار للشارِع اللي يتوسطه مشفى الطبّ النفسِي بعد مابلّغ أمير ب انه الليلَه راح يرجعُون البنات ل قصرّ جدُه
و يرجعُون للعائلَة ماغاب عن انظارُه اللهفه القاتلّة الليي تسكُن ملامِح هالانثّى اللي ب جانبُه من لحظة ماتوقفت السياره قدام مبنَى مستشفى الطب النفسِي ..
ماكانت عارفه ان امنيتها اللي سنين و سنين و هي تحاول تحقيقها تحققت حالياً ب كل هالسهوله و بظرّف يومين من خطّف هالرجُل لها اللي ب كُل مره تحاول تسأله عن سبب اخذه لها تتراجع .، ماتدري وش السبب ..لكِن ممكن نتيجة الاثر المربّك اللي يتركه
هالمترجم في صدر كل من يشوفُه . من لحظَة مانزّل نزلت خلفُه وماتوقفّ سيل مراقبته لها كل دقيقه و الثانيه يتأكد ان كانت خلفُه أو لا ...و امنيته هاللحظَة انه يخلّص غرضه من
هالمشفى و يرجع ل قصرّ جده و يرتاح من انظارّ الناس ناحيتُه
عدّل شماغُه اللي انتثرَت عاى كتفه و رفعها للاعلَى
ب ذات الوقت اللي كان متجه فيه ل داخِل المشفَى اخذ جوالُه و تحرّكت اناملُه على الشاشه للحظات من الزمن ل يقفل جوالُه بعدها ..
و توّه ب يدخله ل جيّب ثوبُه صدرّ منه رنيِن نغمة دليل وجود اتصالّ واللي سطع جوالُه ب اسم « نسايّ » داهمته لحظة استغراب سريعَه حول سرعَة الرّد اللي عند نسايّ و طبعاً هالشيء مُستغرب عليه الا انه لا المكان و لا الوقت وولا
الحاله اللي هو فيها يسمّح باجراء مكالمه والواضح انها راح تكون طويلة مع نسايّ اللي له ايام كثيرة ماكلمه وهو اللي ماتعوّد يمر يوم بدون مايكلمه او يراسلُه ..
و بمجرّد ما رفض المكالمة ب ذات السرعه اللي رسل فيها الرساله الاولى رسل الرسالة الثانيه اللي كان محتواها : « دقايق و أكلمِك ..لايطلع خلقّك ..»
كان لازم يرسل هالرساله لانه يعرف ردة فعل ابن عمه المنسي ذاك ان احد تاخر بالرد عليه او اقفل الجوال وقت اتصالُه ...
التَف ل هذي الحزينة الحازمة اللي خلفُه للمره اللي مايدري الكمّ ل شدة التفافه حتى يتأكد ان كانت موجودة او لا .، و سرعان ماوصَل للغرفه اللي ارسلّها لُه أمِير و اللي من اول ماوصل للدور لمَح أمِير اللي كان يتنَاوب ب الحراسة عند هالغُرفه
باستثناء اوقات محدده يغيب فيها ل حتى ينَام بس ...
تنبّه ل أمير اللي كان مائل باتكائه عند باب الغرفه بملل واضح و سُرعان ما اعتدلت وقفتُه و بانت ابتسامته وقت لمَح ضامِيي اللي بمجرّد مايكون بالسعوديه يتخلَى عن بذلاته ومايلبس غير ثوب و شماغ و هذا هو ضامِي قدامه ب ثوُب بنّي قاتِم و شماغ ملتفه ب طريقة ضامي المُعتاده ..و خلفُه انثى ب عبايَة تستر جسدها فقط اما شعرها و ملامحها كُلها واضحّة ..
نقل نظرُه ل ضامِي اللي سلّم عليه ب سلامهم المعتاد و تبادلُوا السؤال عن الحال و الأحوال ب ذات الوقّت اللي دخلَت الانثى اللي خلفُه للغرفه اللي كان يحرّسها من بعد جملة رماها ضامي عليها
واللي كشف امور كثيره من خلال حراستُه لها طوال هالايام ...
- - -
كانت كُل اللي تبغاه ان سفن تفكيرّها ترتاح و ترسيّ ب ميناء تفهمُه و واضح لها ..، ارهقها التفكير و حِيل رغّم انها لو سالت هذا المترجم اللي كان صديق رحلتها الطويلَة كان جاوّبها ...
ماكان همّها شيء كثر شيء واحد هو « وهّم» وهم و شوفة وهّم ...
و ماكان فيه طريقَه للروحة و ل شوفة اختها الا ب رفقَتُه .،رغم ان تدفعّ عمرها كله لجل بس تعرِف سبب اخذُه لها ب كل هالحرقَه و هالغضّب و بهالطريقه .،؟
مين يكون ؟. و كيف يتقن اللغه الهندية وهو ابن العرّب ؟. و ليِه ياخذها هي ب الذات و كأنه ينتشلّها من الاسفَل و ياخذها ب رحلّة للغمَام .. كانت هالمره هي المره الثالثه اللي تركب فيها طيارة
ف المره الاولى كانت وقت كانت صغيره و راحت مع ابوها اللي تكره نطق اسمه للكويت و هذا هو مُناها تحقق وقت لمحّت مبنى الطب النفسِي ...المبنى اللي كانَ غايتها الوصول له ب أي شكِل من الاشكال ..ف القطعه الاخيره من
عائلتها موجوده ب هالمبنَى ..
و كأنها بدَت تفهم و الشيء اللي بدَت تفهمه ان هالرجُل لُه علاقه فيها و في اختها
و ايش هالعلاقه ؟. ماتعرف .،وولا يهمها ان تعرِف ..
لمحتُه وقت الّتف عليها و يإشر
بخناجر عيونُه الحادّة الممزوجة ب هدُوء مُريب على الغرفه وهو يتمتم ب اللغه اللي تفهمها : « يوجد شيء يخُصك بالداخِل..»رمّت ب نظرّها الباهت على الغرفه و من بعدها رجعت ب نظرها المُريب عليه .، ليبتعد شاب يشابهه ب الطُول و السكّات الا ان ملامحه اهدى منّه عن باب الغُرفه اللي نفثت نفس عميق و دخلّتها ..
أمَا ضامِي اللي مسح على ملامحُه المرهقه ب تعب و جُهد جازّع و كأن جبال مالها محل الا قلبُه و خاطرُه ليتمتم وهو يأشر ب عينُه : « وش هالدبره اللحين مع هالبلا ؟.»
أمِير اللي تمتم ب نظرَات عتب و كأنه يعارضه عن قوله ب شدَة : / " أي بلا الله يهديّك ؟ هذاك وقفت على بيّبان الدول .. دولة دولة لأجل تلقاهم .. وتقطعت خطاويّك لأجل تركض وراهم .. هالحيّن صارو بلاء؟ علامك أنت؟"
ضامِي اللي تصدد للجهة الثانيه و حَس بعدم استيعاب كلّي و هالتفكير صار يزوره ب كثرَة ب كل مره يصير قريب ل بيت جدُه : «ماهو بالقصّد يا أمير و انت تعرف نيتّي زين .« ليلتزم السكات ل ثانية .»
بس بالله عليّك يرضيك هالحال اللي هم عليّه ؟ وحدة مريّضة ولو مافي احد واقف على رأسها ضاع عقلها زيّادة .
..والثانيه « تلظت نار داخله من وصل ل هالنقطه » والثانيه تستعرض بجسمها بالشارع .. مابقى جزء مخفي بجسدها عن هالرجال وتسكّع قدامهُم ب طولها و رقصها .. هذا الظاهر قدامي اجل الخافي وش تظنه بيكون؟"
أمِير اللي ماهُو قليل استيعاب حتى يفهّم مقصَد ضامي ب أن هاللي كانت خلفه كانت راقصّه الا انه سئل حتى يتأكد أكثر رغم ان الموضوع واضح و حيّللل : " الله المستعان.. رقّاصة ؟؟سّراب ؟؟"
ضامّي الليي ردّ ب و الحدّة كانت مثل الحبل اللي التف حوله : هذا وأنت بس دريّت بشغللتها .. لامنك شفتها كيف بيصير حالك؟ والله مابقى بي حال صاحي يا أمير"
التزم السكّات للحظهه من الزمن و اتجه خياله ل مشاهد ثانيه : / يارجل كيف بنعطي العمة رحمة خبر عنهم ؟ لامنّها درت عن هويّتهم وحالهم اللي يقطّع القلب والله لتموت بأرضها .. وتتحسّر عليهم وهي باقي ما تهنّت بوجودهم أمِير الدقيّق و جداً اللي ب كل مره يكلّم ضامِي يفهّم جزء جديد من هالحدَث اللي راح ينضم ل اندر احداث حياته ليتمتم ب استفسار مؤكد وسط ذهولُه الاسطوري
: « وأنت اكيد منت ب خبل لأجل تروح لها وتقول لها وفيّت بالعهد وهاك بناتك اللي من دهر ماشفتيهم .. تدري إنها بتطيّح بمكانها"
ضامِيي اللي تبسّم ب سخريَة على هالحال الغريّب المعوّج : « " و أي تمهيّد بينفع يا أمير ؟ ظنّك لو مهدت ولا حطيتها قدام الأمر الواقع بتتغير ردة فعلها ؟ والله لتبقّقى نفسها .. ماغير الله يربَط على قلبها ..»ب داخِل الغُرفة سرَاب
-
-
ماتوانّت للحظه عن دفّن هذي المريضه في حُضنها .، و ماكانت تحتاج أحد يدلّها على اختها الصغيرَة بعد كل هالسنين الطويلَة اللي ماشافتها فيها ... راح تعرف ب شتى الطرق راح تعرّف اختها .. خاصه ان الغرفه ماكان فيها غير مريضه وحده .، و ذاك الحديدي الغاضب اللي جابّها ل هالمكان هو من قال لها ان فيه قطعة تخصها ب هالغرفه .، و من لحظة مالمحَت هالمريضه مالاّح وجه ب ذاكرتها الا وجه وهّم .
ماتغيرّت ابداً الا احلّوات اكثر رغم كل الظرُوف و كُل العنّاء اللي صابها ..
جسّد ليّن ب طُول انثوي مُلفت و شعرّ يصل ل نهاية كتفَها ناعِم ماعدا اطرافُه ملففه ب طريقه انثويّة مالها مثيل ببشرَة بيضَاء و ملامح صغيرَة تعطّي ل كل من شافها انها ب عمر 1٥ سنه ماكانها ب 1٨ سنه ..
ب ثوب مستشفى أبيض خاص بالمرضَى و بيدّها جهاز ب حجم كبيّر .، و عيونها ما التفّت للحظه عن هالجهاز و عن مُشاهدتّه .. هذيّ وهّم و هّم اللي كانت تسّد عقال أبوَها ب ظهرها لجل مايضرّبها و يقطع العقال على جلدّها ..وهّم اللي ابوها ماتحمّل حالها الغريّب و تخيّلاتها وهلوساتها و وسواسّها ل ذا السبب رماها ب الطب النفسِي خاصة من شكاوي الجيرَان الفارغيّن عنها و ان مكانها الطب النفسي هناك راح تلقى رعاية أكثر .، رغم ان هلوساتها و تخيلاتها كانت بسيطَه وماكانت تحتاج الروحة للطب النفسي اللي دمرّ حالتها اكثر و اكثر
و بدَل ماتختفّي و تخف هالتخيّلات عنها تطورّت اكثر و صارَت بدل ماتتخيّل تكون مكان هاللي تشوفُه صارّت تعيشُه و تنتحِل شخصيتُه .. ماكانت تدرِي عن حالة اختها تماماً و ماكانت تدري عن التطورات اللي صابت حالتها لكنها كانت موقنّة ان حالتها زادت سوء و تشعبّت اكثَر ...
كانت تعرِف اتفه تفصيل عن وهّم اختها .، وهّم اللي ماترفُض اي حُضن ياخذّها .،ماترفُض وجود اي شخص ب جانبّها .، ماعندها مشكله لو كُل الموجودين بالمُستشفى يجون يتابعون معها افلامها و مُسلسلاتها
ل ذا السبب مارفضَت حُضن سرّاب وولا نفرّت منه ل ذا السبب مارفضَت حُضن سرّاب وولا نفرّت منه بل العكس دفنت نفسها في حُضن اختها اكثر و اكثَر .. و ماهي الا ثوانِي حتى ترفع وهّم نفسها من حُضن اختّها
و ترمِي ب انظارها عليه.، نظرة وراها النظرة و خلف كُل نظرة مجموعة من قصص و ذكريّات مرّه عاشوها هالثنتيِن تحت جناح ابوهم في صغرّهم .، رُغم تغيّر ملامح سراب و اختلافها و اتباعها ل جمال هندّي الا ان هالتغيّر ماقدر يمحِي نظرَة سرّاب النظرة الحنونة اللي ماتصوّبها الا على وهّم .، مُستحيل هالتغير يقدَر يمحي ملامِح سرّاب اللي من و هي صغيره و ملامحها مرسومة ب دقّه و اتقان
لشدة ترتيب ملامحها ،
تحولَت نظرات وهّم تماماً من الهدوء المُريّب للهفه قاتله و شُوق مرّ و وجع خطيّر .، رجعت ل دَفن نفسّها ب حُضن سراب من جديد ب شعور اقوى و قبضة أثقل و انهيَار جسدي ماله مثيّل .، ف هذي سرَاب .، سرَاب اللي لو ب تكتب محاسنِها ماراح يكفيّها حبرّ هالكون كّله .. و الشيء الاول اللي رفرف ب ذاكرتها من اول ماشافت سرَاب ...
وقّت وقفت سراب حاجِز بينها و بين عقال أبوها اللي كان المفترَض يكون على جسدّها هي الا ان سرَاب ردتُه ب ظهرّها قبل مايتطبّع على وهّم و جسدها الصغير ...تذكرّت كيف كانت هي تبكِي ب عكس سراب اللي كانت محتضنتها و تتجرّع ضرب ابوها لهم ب العقَال اللي كان بيده دايم الدُوم و على أتفه سبب يضربهم فيِه و كأنه ما انخلق هالعقال الا لتتطبع اثاره على أجسادهُم .."
ماتوقف سيّل ابتسامات وهّم ف وجُود سراب عندها حالياً كان شيء مرادف للطمانينة و الراحة اللي مرتها ب طعم و بشكِل ثاني ..
ب ذات الوقّت اللي كان نظرّ سرَاب على ملف وهّم اللي فيه كُل معلوماتها و اللي كان كله كتابه ب اللغه العربيه .، ظلّت تنظُر فيه و تتفحصُه اكثر و اكثر و يدّها الثانيه مازالت مُلتفه حول جسَد أختَها ..،
لتبتسِم لوهلّة و هي تلتف على اختها بعد مارجعّت الملف ل مكانُه وتمتم ب همّس ب لغتها الأم
: " تراني أفهمك وأفهمهم .. بس خليّه سرنا الأول سوى ..زين ؟."
وهّم اللي تبسمّت اكثر و هي تلمح سرَاب اللي رفعت سبابتها ل ملامحها علامة السكّات و هي تمتم ب همس و كأنها تشجعها على السكات
: اششش ..."
وهّم اللي تبسمَت اكثر و اكثر بانتعاش عظيّم و هي تهز راسها بالايجاب و تكرر حركة سرَاب و ترفع سبابتها ب القرب من أنفها : اششش ..."
سرَاب اللي تبسمّت اكثر و طبعّت قُبلة على شعرّ وهّم و تركتها ب جوّها الخاص و لمسلسها هذا اللي تتابعُه
وماكانَت تحتاج تلّم اغراضها ل أن اساساً كل اغراض وهّم القلة مُجمعّة
ب جهة ثانيَة ... شتات
-
-
طوال اليومين اللي مضَت مافارقها ...ظلّ قاعد عندَها وماغاب عنها دقيقه .، اللهم يطلع للمسجد يصلي و يرجَع .، لانه عارف انها تحتاج وقت حتى تستعّد وتهيىء نفسها ل شوفة أهل امها بعد كل هالسنين .، كان عارف انها نوعاً مو متقبلة الفكره و حتى انها ب ذات نفسها قالت له انها بترجع لجله هُو مو لجل خوالّها ... و وصل للغمام من شدّة فرحتُه وقت جاته ب صباح اليوم و اعلنت لها انها نوعاً ما مُستعدّة وولا تبيه يغيب عن عائلته اللي مافارقهم يُوم بسببها
كان يراقبّها و هي تتفتّل حولُه .،
تجمّع اغراضها الكثيرَة و اللي كفّت ل اكثر من ثلاث شناط سفر كبيرَة ... كان يُراقب تفاصيلّها و هدوئها ومحاولة الحفاظ على تركيزّها و هي تجمّع اغراضها .، كان ينظُر فيّها ب حنية و عذوبَة مُتدفقّة .، رغم انه كان متلهف لشوفة كُل حفيداتُه لكن لهفتِه ل شتات كانت غير .، غير و ايش السبب ؟. مايدريي ..
كان يراقب بقايا الحُزن المنتثر على ملامحها .،والليل الاسود الموزع تحت عيونها او على مايقولون : هالات
مهما حاولت تخفي حزنّها الا انه يصرّ على الظهور .، مهما حاولت تلبس ثوب الفرح و السعاده باقي فيه فجوّة للذبول و الحزن فيها وماراح تمتلىء
ب ذات الوقت اللي كان الجد مهنّا يُراقب فيِه حفيدتُه ب شكل غير مُباشر .، كانت هي تعطي ترقبها الكامل على شقتّها .، شقتّها هذي اللي حملتّها ل سنين و سنين و سنيييين
شقتها هذي اللي شهدت على كل صراعاتها النفسيه
و على كُل انهياراتها و على كُل انكساراتها .، شهدت على ذبولّها و ضعفها و حزنها و بكائها اللي ماتظهره قدام العلّن
شقتّها اللي كانت الشاهده الوحيده على شخصية شتات الحقيقه شتات الانثى الواضحَة بعيد عن ثوب مطربة الافراح و بعيد عن الثوب اللي تظهرُه للناس
كان صعب و جداً ب انها تفارقها خاصه انها ماحطت ببالها يوم ان اهل امها يفقدونها و يتذكرون ان لهم حفيده مرمية ب شقّه لوحدها ...
ل ذا السبب كان تولعها و تعلقها فيها اكبر و ادفى و اخطر ..
التفّت على جدّها بعد ما حاولت تتدارّك حُزنها الخامّد و عباية سوداء خالية من الزينه تسترّ جسدها و الطرحة اللي كانت مُثبته على نحرّها و الغطاء اللي كان بيدّها .، و ثلاث شناط كبيره كانت ب جانبها
لتمتم ب صوت مختنّق : انا جاهزه ياجدِي
ل يرتفع الجدّ مهنا من جلستُه وهو يتمتم ب عزّم « توكلنا على الله اجلّ .. والله ان
النور بيشعشع زوّد بجيتِك ايه بالله
تبسمّت ب حنيّة ل جدها و هي تعطي نظرات اخيرَة ل شقتّها اللي اول شيء وصّت جدها عليه انها تظلّ ب اسمها و ما احد يسكنها بعدها و ماعندها اي مشكلة تدفع اجارها حتى لو ماكانت ساكنّة فيها ...المهم ب انها ماتصيّر ل غيرّها .. ب جهة ثانية ... -
دُبي عبّاس
-
كان يتذكرّها ب استمرار و بدون توقّف و بدون اسباب .، كانت و مازالت هي ملكَة ذهنه و المتصرفه فيِه .، حتى وهو وسط شغلّه و مشاريعه و استثماراته
كان عقلّه عندها .، وما يشتت تركيزه احد كثرّها ب شتّى الطُرق حاول يعيد تركيزُه من جديد و هذا هو قاعد يحاول .،
كان يتلذذ ب فنجان القهوه السادة اللي ب جانبُه و اللي ممكن هذا ثالث فنجان يطلبُه ب محاولة ب انه يرجع تركيزُه اللي ضاع .، ليلتفت ناحية الباب حين سمع دقاتُه المعروف صاحبّها زين
و مين غيرُه « ابراهيم » صاحبُه ..
اللي دخّل للمكتَب والابتسامة مافارقتُه و استحالة تفارقّ ملامح ابراهيم البشوشَة اللي تمتم ب قولُه و المرح طغى على نبرة صوتُه و عيونه على عبّاس « الوجه ينافِس الشمس من
ضيّه هاليوم ورا هالنور سرّ ؟. » ..
لينسكب ل مسامعُه ردّ عباس الليي رجّع ظهرُه العريض على ظهر الكُرسي و هو يحرّك قلمه الاسود بين يديه ب خفّه و ابتسامة هاربه استقرّت على ثغرُه من عرِف انه مفضوح و حِيل مفضوح خاصه عند صديقُه الوحيد ابراهيم
: « " يبَان هالنور هالقد يا إبّراهيم ؟. وأنت تدري مثل ما أنا أدري .. محد عنده القدرة على عبّاس ومزاجه إلا وحدة " »ابراهيم اللي اتسع مبسمُه اكثر نتيجة ابتسامة عبّاس هذي اللي زينّت ملامحُه الحاده الجامدَة
: « " أجل معنى كلامك إن أم العيّال رجعت ؟
ل يصيبه ردّ عباس اللي تنهد تنهيدة قطعّت ضلوعُه
و وصل فيه الشُوق أقصاه و الرعشّة القاتلة كانت مُستحلة صوته حين قال
: « " وفيِه غيرها ؟ يا تلّ قلبييي يا إبَراهيم إي والله ابراهيم اللي هز راسه ب اسى وهو يتمتم ب عتّب و تحذير : «" والله إنك بتبقى تتحسّر على قربها طول عمرك .. وبتبّقى تحبها من بعيد ليّن تفنى .. لامنك بقيَت على حالك هذا
ل يصيبُه رد عبّاس اللي مايتغيّر و يستشعر ب انه استحالة يتغيّر لينظر فيه ب هدوئه المُريّب بعد ما اختفت ابتسامته : « وشلُون اغيّر شخصية ملازمتنِي من ٣٠ سنه ؟. كيف بغيّرها بكم سنة يا إبّراهيم كيف ؟
ماكان يصعّب على ابراهيم اللي يعرّف اشد خصوصيات عبّاس ب تناقض عبّاس الرهيّب و بالدوامة المهلكة اللي هو فيّها .، كيف انه يحمّل كل هالعشق ل ذيك الخفُوق وولا يقدرّ يقول لها او ب القليلة مايقدرّ يوضِح لها لو بالفعلّ .. : « " يا عبّاس يا بعد عيني .. أنت الي تسويه خطأ وعيّن الخطأ بعد .. يارجل حبَها يبان بوجهك مثل ضوء القمر لابان .. وهذا الشيء واضح لنا حنا اللي تفضفض لنا .. هي كيف بتعرف ؟ بالله عليك فهمني ، لامنك ماقلت لها تراني يا بنت الناس أحبّك وأعزك .. كيف بتعرف إنك تتشفق عليها وميّت على قربها؟ كيف بتعرف إن سواياك الأخيرة معها ماهو إلا بسبَب شوقك لها ؟ ياعبّاس المرأة تحب الشخص الي يدللها بحكيّه .. تحب الشخص اللي يعترف لها ويحسّسها بحبه .. مهب شخص يعذبها بسكوته و كأنها ساكنة مع جمادّ مايعبر مايتكلم مايقُول حتى جلسَة مايجلس معها ؟... إسمع نصيحتي وأنا أخوك .. مهَد لعمرك الطريق وبعدها توكل وعلمها ولو هي كيف بتعرف ؟ بالله عليك فهمني ، لامنك ماقلت لها تراني يا بنت الناس أحبّك وأعزك .. كيف بتعرف إنك تتشفق عليها وميّت على قربها؟ كيف بتعرف إن سواياك الأخيرة معها ماهو إلا بسبَب شوقك لها ؟ ياعبّاس المرأة تحب الشخص الي يدللها بحكيّه .. تحب الشخص اللي يعترف لها ويحسّسها بحبه .. مهب شخص يعذبها بسكوته و كأنها ساكنة مع جمادّ مايعبر مايتكلم مايقُول حتى جلسَة مايجلس معها ؟... إسمع نصيحتي وأنا أخوك .. مهَد لعمرك الطريق وبعدها توكل وعلمها ولو بكلمة بسّيطة .. وهي بتكون عندها عن مية جملة »
ماكان فيه أي ردّ من عبّاس الليي حفَظ هالكلام كله من ابراهيم من سنيّن طويلة من اللحظة اللي عشق فيها ذيّك الخفُوق لكن ماقدر .، ماقدّر يتعامَل معاها ب طريقه تودّها وولا يعرِف أصلاً ...كل حياته جدَ ب جدّ و كأنها واحده من موظفينُه ماكانها زوجته و تستاهل معاملة خاصة ... خاصة ان شخصية خفُوق عاطفيّة جداً
وماتناسبها شخصية عبّاس هذي ابداً
ليكمِل ابراهيّم ب نبرة تحذيرية مصيرية
": هذي هي الفرصه جات عندك من جديد و لو ما استغليتّها صح راح تبكيّ دم طُول عمرِك ...ترا هي مابيجيّها وحيّ و يعلمها عن اللي ب خافقِك لها ...لو مانطقّت انت وماعدلت اسلوبك معاها عمرها مابتعرِف و عمرها ماراح تميّل لك ...»
-
-
-
« قصر الجد مهنّا ..» -
-
« غرفة العمَة رحمَة .. كان هذا حالها دائم الدُوم ب كل ليلة و بكُل وقت و من سنين طويلَة ...
ماتنّام و ما تصحى الا و نظرّها على باب القصرّ الكبير
لأن موقع غُرفتها و موقع سريرّها يسمَح لها ب شوفَة الباب فقط و هي متعمده اختيار هالغرفه نسبَه للمشهّد اللي تخيلته من سنين طويلَة ...
كانت الغرفه ظلاّم تماماً الا من نور الصاله النسبي اللي سطَع بعض منه ب غرفتها ...
و هذا هو حالها من نور الصبح ل أحلام المبيت و عينها على الباب و مافيه غير مشهد واحد ب عقلها ومافيه ملامح الا ملامح الحُزن عليها .، ومافيه صوت يصدر منها الا صوت أنين ممزوج ب دعاء أم محترق قلبّها و بعض الاذكارَ اللي تطهرّ فيها لسانها ..
لكن ماتوقعت ب أن هذا المشهَد الليي مافارّق بالها للحظَه راح يتشعّب اكثر ل يصير واقّع ..واقّع اللي من شدتُه توقعَت انه خيّال ..."
ارتفعّ جسدَها الاربعينِي عن فراشّها حين انفتَح الباب و ظهرّ من خلفُه اجساد انثويَه لينّة ..، جسد بنتّن بجانب بعضهُم و ينظرُون ب القصرّ الكبير هذا ب ريّب و هدُوء مرادف للخُوف ..
وحدَة منهم طويلة القامّة ب شعر اسود طويِل و بجانبّها انثى ب شعر قصيّر ملفلفه اطرافُه ب ملامح ناعمه جداً و بجسّم انثوي و بطُول قصير مُلفت .. انتفضّت ب عُنف و جزّع قاتتتل منظر صادّم بعثر كُل اعصارات تفكيرّها و دمرّ قلبها المحترق و سكن ب ملامح ذهول بدل ملامح الحُزن اللي كانت فيها ..
تنفست
تنفست تنفسّت و هي تستشعرّ اختناق عظيّم و شيء يسد حنجرتّها خلاها غير قادرة على التتفس أبداً
شعوران تصاعدّوا فيها ل درجة مُرعبه ..شعُور الصدمَة و شعور الفرحة .. الا ان شعور الصدمة كان أقوى حست ب أن اعصابها ضاعت تماماً ..جفّ ريقها و ضاعت كل مفردات المنطقيه و الاستيعاب منها و هي تلمح اقتراب هالبنتين ل ناحيتّها و دخولهم ل غرفتّها
و خلفهُم ابن اخوّها المتوفي ذاك المُترجّم اللي طلّ واقف عند الباب خشيّة ان يصيب عمتُه شيء وهو يشاهد اللقاء الاسطوري و الخُرافييي ب نفسُه
انعدّم صوتها و اختفى تماماً و بكل مافيها حاولت توضحُه و هي تلمح اقترّاب هالبنتين منها و عيونها ماكانت تنتقل الا بين ملامحهُم ... شعور كاسّح دمرّها تدمير و هي تشدّ البنت الصغيرَة ل حضنّها و ماكانت تدرِي هل هي فعلاً بنتها الصُغرى او هذا احساس الامومة اللي ارتفع عندها الان تماماً
ل تشدّ الانثى صاحبة الشعرّ الطويل ل حجرّها الامومي من جديّد و هي تستشعر امتلاء صدرّها ب قطع منّها .. ببناتها .، هي متاكدة انهم بناتها بناتّها
ربي ما كسرّ فيها .،ربي استجاب لها و استشعر حرقتّها و حزنها و فاجعتها ووجعها ببناتها و هذا هو ردهم لها و لوسط دارّها و وسط حُضنّها ..
ضاع صوتها تماماً وسط بدايات بكاء انهياريّة
: « " يارب .. لو كان حلم عسَاني ما صحيت منه .. يارب لو كان علَم ف لك الحمد .. لك الحمد ليَن ينقطع صوتي من هالحمد .. قرت هالعييّٰن ..ياربي اني في وجهك. ... بناتي .، ايه بالله بناتِي
يالله يارب الطف فينننيي ... يالله يارب ارفقق ب قلببي ...ياويل حالك يارحمَة .. يالله يارب تلطف فينِي ..»وزعّت قبلاتها الممزوجة بدموعها على ملامِح البنت الصغيرة « وهّم اللي كانت مبتسمّة و منغمسة ب حُضن امها اكثَر و كأنها هي اللي تحتاج أمها مو أمها اللي ذابت قلبها من كثر ماتبغاهُم » امطرّتها ب القُبل .، على وجنتيّها و على جبينها و على يدها و على شعرّها الاسوَد الناعّم
و بذات الوقت امطرّت بنتها الثانيَة الساكنّة و اللي كانت تحرّكها مثل ماتبي ... اغرقتهت ب القُبل و ادخلتّها وسط حجرّها اكثر و اكثَر ...
رفعّت عينها للاعلَى واحمرّت عيونها و غرقت ملامحها من اثر دمعها
الحزين : يالله ياربب لك الحمد و الشكرّ ...يالله يارَب وشلون اطلع من جزّاك ...بناتييي يا اهل البيت بناتي
كل شيء كان يدل على عدم الاستيعاب كان موجود وسط هالغرفه ووسط ملامح رحمة بالذّات رجع تالق وجهها .، انقطع
ونينها .، مات حزنّها و سكن بداله ورّد و بساتين من الورّد .. فرح ماهو طبيعِي و سعاده ب حياتها ماذاقت مثلّها ...كيف انها كانت يائسة و قانطة ب انها ماراح تشوفهم و كيف الأن يتوسطون حضنها من جديِد ...و ماهم ب حلّتهم و مظهرهم الصغير اللي تركتهم فيه .، ف هم الان صايرَات كبار و عرايِس نفس جملتها و نفس ماكانت تقول قبل : « بناتي هاللحين صاروا عرايس ..»
-
أما ضامِي اللي كان واقف او بمعنى أدق « متكىء » على باب الغُرفه وهو ينظُر ل تفاصيل و احداث هاللقى الليي توقّع ب أنه راح يكون اسطوري بالنسبة ل حال عمته بس ماتوقع ب أنه ل هالكثّر و لهالحدّ اللي كان ب أي لحظه راح يحسها راح تطيح من طولها او راح يصيب قلبها شيء خاصه من انعدّمت عن الكلاَم للحظات من الزمن ...
كان شايف الفرّح تقريباً ب وهّم الليي كانَت منغمسة ب حضنّها و تدخل نفسها اكثر و اكثر ب حُضن امها ب عكس ذيِك الراقصَة الهنديّة الليي ماكان فيه اي شعور على ملامحّها حتى أساساً وقت قال لّها عن من يكون و انه راح يرجعها ل أمّها رفضت رفض قاطع اللقى فيها رفضَت أمها و رفضت الرجُوع لها و لولا صرخته الحازمة و أمرّه القاطِع ب نبرته اللي ماتحكى نبرة فيها بعدُه ماكان جات و ماكان لقت أمّها .، خاصه انه هددها ب أنه راح يحرمها من وهّم .، رغم ان هذا مو اسلوبه وولا طريقة تعامله لكِنه كان مُجبر و كان مُضطرّ ... ومايدري ل متى راح ترضى هذي السرّاب على هالحالَ ،.؟"
كان ناوِي يقُول ل عمتُه رحمَة عن حالهم قبل حتى ماتعرف بنفسها و تنصدّم .. ب أن بنتها الكُبرى ماتعرف العربيه و إن بنتها الثانيه تصيبها حالات تخرج عن العقل فيها .، لكِن ماكان حالّ العمه رحمه يسمح أبداً لأنها اساساً ماتفوّهت معاهم ب كلمة دافنتهم في حُضنّها وماتردد جملة الا : « الحمدلله»
لينسحِب من القصرّ حين دخَل جدّه خلفُه و خلفُه انثى مغلفّة ب السوّاد و عرِف مين هي ب ذات الوقت اللي عرِف الجدّ مهنَا ب هوية البنتين اللي كانوا معه هو و أمِير لانهم وصلوا ب نفس الوقّت ..
انتشرّ الخبر في البيّت كُله ومافيه فرحة تضاهِي فرحة مهنّا و ذهّب
هاللحظه الا فرحة العمه رحمّة كان الجدّ مُتجه ل غرفك بنته رحمَه و عينُه تتفحّص بناتها اللي بحضنّها و هو يحاول يوقف ارتجافات بنته الغيرّ مُصدقه : قرّت عينك يارحمة ..قرّت عينك و حيّ هالشُوف .. رحمّة الليي كانت تهز ب راسها بالايجاب و ماهي قادرة ترد ابداً ضاعت ابجديتها تماماً و بناتها مافارقوا حضنّها للحظة وما زالوا ب عبيّهم السوداء بدون اي طرحة او غطاء .،
ليتمتم الجدَ اللي واصل بين الغمّام من فرحته و كان عندُه يقين تامّ بعد الله ب ضامِيي .، لانه يعرِف اذا ضامِيي وعدّ ب شيء يجيبه لو فيه الف حاجز بينهم
: « ماشاء الله تبارك الله .، عندك فلقتيّن قمر ماعمري شفت مثلهم ... حياكن ياجدّي حياكِن ..»
أمَا ب الصاله كان حُضن الجدّة ذهَب من نصيّب مطربة الافراح هذِي الجدّة ذهَب الليي انفجرّت باكية
خاصة من شافت ملامحِها اللي كانت طبق الاصل و النسخة الاخيرة من مزُون و اللي للحظة توقعت ب أن بنتها المتوفاة رجعّت للحياة ...
أمَا شدا و كيّان اللي كانوا بالدور العلوّي ويراقبون الاحداث من الاعلى و ما احد فرحان كثر شدا الليي كانت مبسوطة ان بنات عماتّها رجعوا للعيش معهم من جديد لان خفوق اختها رجعت ل زوجها و كيان كم اسبوع و تتزوج هي الثانية ف ماراح يكون فيه احد عندها .. لكن اللحين صاروا عندها ثلاث .، ثلاث غير
خفوق و كيّان .. و كيَان اللي كانت حبيسة غرفتها طُول الايام اللي فاتت و الشيء اللي خرّجها من الغرفه هو وجود
« شتات » رغم انها ب اقصى مراحل السعّد من رجوع بنات عمتها رحمة بعد لكن رجوع شتات كان عندها غِير غِير ...
ل أن شتات كانت هي الليي تذكرّ لها موقف او مواقف قليلة معّها .. و كانت لهفتها لها اكثر و اكثَر ..
« كانت هالليلة استحالة تنسّي عند افرَاد آل مهنّا كلهم ... ف ب هالليلة تحققت غايَة الجد مهنّا اللي وصى احفادُه عليّها ...رجعُوا بنات بناتُه بعد سنين من البحث عنّهم و معرفة حالهُم ... رجعوا ل كنف العائلة من جديد و صاروا منها و فيها و محسوبين عليّها ..»
" بِرواز العائلة الي أنحرق بحبال من نار .. أستقام هالمرة .. وأنولد من رحم المعاناة من أول وجديَد .. بأفراد غابو عن إطاره سنيّن طويلة .. وهذي هيّ أطراف هالإطار تلم شتّاتهم بعد سنين طويلة من الفراق .. ويادفء
هالليّلة بين ثنايا فرحتهم العميّقة".
بعد مرُور يومين -
« غرفة كيان » -
مافارقت غرفتها ابداً كانت حبيستها طوال الايام الماضيّه ., اعصابها تلفت .، تركيزها ضاعّ و توازنها انفقَد والسبب موضُوع واحِد خلاها غير متُصلة ب الواقع ابداً ...و رغم ازعاج القصرّ و لمّة البنات و كثرة الزيارَات عند جدتها ذهّب الا انها كانت بعيدَة تماماً عنهم
كانت حبيسة مشاعرها تجاه الحياة الجديدة اللي تنتظرّها .. وما بيدها الا دفترها الرمادي اللي سطرّت فيه اتفه تفصيل من تفاصيل حياتها..."
كانَت ساكنة تماماً و ما يتردد ببالها الا شيء واحِد انه لازم تنهِي هالموضُوع الليلَة و ترتاح من كُل هذا ..
و مايتردد داخلها الا سؤال واحِد : هي ليه تكرَه ذاك المنسيّ ؟."
ظلّت تعدد اسبَاب الكرّه اللي مسجلتّها في دفترَها هذا اللي كان الشاهد الوحيد على كُل شيء صار لها تلاشت كُل الوجيه اللي ببالها وما بقى غير وجهه وملامحُه ... انسحبت كل الاصوات من مسامعها وما بقى غير صوته الرخيّم الحادّ اللي تبغضُه ...
تذكرت انطباعها الاول .، انطباعها الاول لُه وقت شافته وقت رجوعها ل عائلتها .، و انطباعها عنّه انه مُرعّب و شريّر و ابتسامتُه ما تتطمن لها ابداً
تذكرّت بعدها حدث الحريق اللي هزّها تماماً و قلّب عائلتها وشتتها و موّت ارواح كثيرَة .، و كل هالشيء صار بسببُه .،
كيف انُه صار قاتِل .، قاتِل أبوه و اعمامه و عيال اعمامُه ..، والفقيدة الكبرى بالنسبه لها موت ابوه «غانم»ابوه اللي اكبر ذنوبُه انه خرج من صلبّه هذا المنسِي
عمها غانم الليي كان هو السبب الاول ب رجوعها ل اهلّها وهو اللي عرّف مكانها وهو الليي بدا ب حبل البحث .، عمها غانِم الليي هو منقذها وقت صارّ الحريِق .، عمها غانِم اللي كان فقيدّة و حزن ل حالُه ب غض النظر عن الضحايّت البقيَه
تذكرّت كيف ان ظلّ هالكُره له يتشعّب داخلها للحد اللي صار واضح على ملامحها و بتصرفاتّها .، كيف انها ماتحِب ذكرّه و تبغض طاريّه و من اول ماتبدا جدتها ب الكلام عنه هي تنسحب من الجلسة كُلها .. تذكرّت بعدها كذبُه على جدّها وقت قال لها انُه ترك التدخين من مدة طويلة و تفاجئت وقت رجوعها معه من الزوَاج بوجود بكّت دخان جديد ب سيارتُه .، ب المعنى انه ماترك التدخين الا الان و انُه مستمرّ ب شرب السجاير .،
السجارّة اللي كانت الشرارة الاولى ل حريق العائلة العظيم
و من جهة ثانيَة تذكرّت اسلوبُه .، ملامحُه .، طريقة كلامُه ابتسامتُه طريقة تفكيرُه و عدم ندمُه على كل سواياه
هذي كانت اسباب كرهها الليي سطرّتها داخل دفترها الرمادي هذا
هل هذي اسباب منطقيّه حتى تكرهه و تبغض ذكره و طاريه ؟. كانت تفكر بينها و بين نفسها و تسأل نفسها هذا السؤال ل تجاوب بعدها ب دواخلها
ايِه مقنعه و منطقيّه و لو فيه شيء ابغَض من الكرّه و اكبَر منّه كان وجهتّها لُه بدون ترددّ ... عرفت الان القرار النهائي .، عرفَت وقررّت و اختارَت
هي تعبّت من هالموضوع اللي هدّ حيلها و حِيل ماتبِي تكون بين ناريّن وماتبي تفكرّ ب هذا الموضوع اللي ماتدري وش نهايتُه .، ماتبغى زواج مثل كذا هي .، تبغى زواج يكون واضِح و عريّس يكُون واضِح يا انه يكون صالح او طالح .، ماتبي عريس جزء من اهلها واقفين معه و يمدحونه و الجزء الثاني يبغضُه و يكرهه تعبت من الغموض والتفكير و حيل وولا تبي مستقبلها يكون كله مشاكِل و تعّب و بهذلة و هدة حيل
استقامت ب طولها و عدلّت شالها الاسود حول نحرّها و هي تلف خصلات شعرّها للخَلف و هي مقررَة و منتهية حياتها مع ذاك المنسيّ .، مُستحيلة
هي ب العون تحملّت شوفته ب ليلة الزواج ف كيف أجل وقت يقترّب منها و يلمسها ؟.
تبسمّت ب سخرية و بدت تلوّم نفسها داخِلها هي ليه مارفضت من البدايه بدل هالمعمعه هذي كُلها ..
نزلّت للدور السفلّي و هي ل اول مره بحياتها تكون واثقَه ب قرّار مثل هالقرّار .،وماعمرها ب حياتها تسلحّت ب شعور قوة ب مثل هالمره خلاص تبغى ترتاح من ذكرّ ذاك المنسي و حتى لو زعّل جدها راح تعرف بالنهاية راح يتفهمّها ...
و صلت ل غرفة جدّتها .، راودها شعور ب انها لازم تعطي خبرّ ل جدتها ذهب ب الاول و تخلي كل المهمه
عليها و هي اللي توصلّ قرارها ل جدّها مهنّا ..
لمحّت شدا اللي كانت ب المطبّخ اكيد تحضرّ القهوة و الشايّ لجلستها المُعتادة مع البنات
اللي المفروض هي من زمان تكون معهم وماتكون حبيسة الغرفه تفكر ب موضوع المفروض منتهي من زمان .. خاصة ان الجو هالايام غائم والشمِس نورها بارّد و يجبر القلب دخلّت ل غرفة جدتّها لكن مالقت لها أي وجُود و للتو كانت ب تخرُج الا تلمَح جسدّه الصلّب المشدود يتوسط الجلسة الرجاليه اللي ب الحديقه و اللي قريبة و جداً من غرفة جدتّها ...تراجعّت للخلَف ب فزع خطيّر و هي تلمحُه واقف ب ثوّب اسوّد قاتم مع جكيت جلّد أسود ب ذات درجة ثوبه و شماغ حمرّاء مرفوعه ب طريقته المعتاده للاعلى و نظارة شمسيّة سوداء غطّت خناجر عيونه السوّد الحاده ..
وشلون جاء ؟. و كيف يجِي و كل اهل القصر رافضين وجوده ب استثناء قلّة ؟."ماتبي تفكر خلاص ماتبي تفكرّ و شوفتها له حالياً خلتها تصرّ اكثر على قرارها و ليه ؟. ماتدرِي
كانت مقرره ب مجرّد ما بتنام عند جدتّها الليلة راح تقول لها عن قرارها اللي لا رجعة فيه الا انها توقفت خطاويها و انغرست ب الارَض وقت انسكّب ل مسامعها جُملّة من صوته الحاد :
-
-
-
ب بقعه قريبة جداً من غُرفة الجدَة .. -
-
« " يا جعل هالوجة يتلاشى ، وهالنسّب ينقطع ذكره يا ولد الإيرانيّة ال ***** " »
كانت هذي جُملة صادرة من العم علّي الليي اشتحنّ ب غضَب تعوّد عليه و مايفارقه ب مجرّد شوفة المنسيّ هذا ... و كان هو الوحِيد الليي يغلّط على أمُه و كأن بينه و بين أمه خلاف ماله حلّ ..
ليتمتم العم مروّان هو الثانِي ب غضب موازّي ل غضب اخوه عليّ و ممكن اكثر : " كم مرة قلنا لك مجلاسنا محرمة على أمثالك؟ .»
لينتفّض هذا المدرّب ودمُه الحار ارتفع تماماً هاللحظه .، كان جيب ثوبه الاسود العلوّي مفتوح ليكشف عن بروز عروق عنقّه الواصلّه اقصاها ل شدة غضبُه و غيضُه و بنبرَة عاليّة جهوريه ماقدر يخففها ابداً دليل جنون الغضب اللي صابه : « لا هالملامح ب تغيّب و لا هالوجة بيتلاشى وبيبقى غريّمكم سنين طويّلة ليّن تتلاشون أنتو من شدة ضيّقكم منه .. ولا النسّب بينقطع والله إن صدى هالإسم بيرن بمسامعكم ليّن تفنون من هالدنيّا "..
العم بدرّ اللي كان اكثر واحِد رافّض ان نسايّ ياخذ كيَان .، ياما كانت كيَان لها مقام عالِي ب قلبه ومستخسرّ نسايّ فيها و حِيل : « " والله يا هالولد مالقيت أحد مثلك .. البجاحة تمشي بعروقك .. وإن كان ظنك إن رأسك كبّر لأنك مفكر ببنت راكان ف شيّل هالفكرة من رأسك لأنك تخسي ..»
نسايَ اللي نسى تفكيره ب المنطقيه تماماً و نسى
كل اجزاء العقِل و مافيه غير الغضب الطاغي على ملامحه و نبرة صوته و خاطرُه : « رأسي كبيّر من قبل
شوفتك ومن قبّل تنذكر بنت راكان .. مهب بأنا الي تلعب بموازيني مراه ..»
العم بدرّ الليي سابّق اخوانُه ب الرّد لانه هو اكثر واحِد كارهه و اكثر واحد يحب كيان ومايبيه ياخذّها و لو ويش مايصير : « " إييية لأنها أكبّر وأرقى من إنها تنتسب لقاطع طرق مثلك .. لواحد ردييّ قتال .. شيَلها من رأسك يانسايّ.. لأنك لو تطول السماء ما طلتها "
نسايّ اللي كان جايّ حتى يبارّك و يسلم على عمته رحمة بعد رجوع
بناتّها حتى انُه اعطى جده مهنّا خبر و اعطَى ضامِي بعد لكن ماشاف اي احد منهم حالياً مالقى قباله غير اعمامه الاربعه اللي كل واحد شايل سيفه عليه ليتمتم ب غضب الدنيا و جنونُه
: « " والله وخالق هالسّماء .. لا أنتو ولا بنتكم تطلعون ب مقدار ذرة بعيوني .. وأنا رجالّ دوم الدوم بالثريّا وعيني بكبرها ما تنحني للثرى ليخرّج عن حدود العقِل تماماً ويزيّد جرعة كلامُه هذا خاصة قبال اعمامه اللي همهم الاول و الاخير يهينونه على اهون سببّ ليكمّل ب كلام قوّي و مُهيّن اكثر و نبرته الجهوريه هذي اللي ترتفع حيل وقت الغضب كانت عاليَة و حيّل : « " ولا فرقت معي .. لا نسبّكم وولا بنت راكان هاللي ما أشيلها من أرضها .. ولاني راضي لا بقربها ولا بميّت عليها .. ولولا مهّنا اللي مكبّر قدركم .. واللي عرضها علي .. ماكان رضيّت بهالزواج من أساسه ... »قالّ له ب انه راح يجِيي قريّب العصر و هاللحِين للتو خرجت صلاة الظهرّ .، كان يمشي باستعجال رُغم كبر سنّة و بطىء خطواته المُتعبّة و قت شاف سيارتُه ب ساحة القصِر .. ليتمتم بعد ماسمّع اخر كلام نسايّ اللي رنّ ب اجزاء الحديقه و انتشرّ فيها ب شكِل جهورِي و واضِح
: « " نسايّ .. وش الي تقوله ؟
يوصل لمسامعك الي يقوله لسانك ؟ "
نسايّ الليي ب كل مافيه حاول مايوضح استفزازُه و قهرّه من هالموضوع و قدام اعمامه اللي اجبروه يخرّج اسوأ مافيه
ل يتجه عند جدُه اللي كان عند باب القصرّ و اللي من لحظَة ما وصل عنده نسايّ اخذُه ل ساحة القصر الخارجيّة
وللتو كان بيتكلّم حتى يهدىء من
غضب مهنّا العارِم اللي انهانَت حفيدته وسط مجلسه و من مين ؟. من اللي بتصير زوجته و هو بنفسه وافق عليها ..
لكن نسايّ قاطعه حين تمتم ب تبرير و هو ياخذ نفّس قطّع كل عروقه : « " ياجدي تكفى افهمنِي .، لاتصير مثلهُم انت بعد ....»
ل يقاطعه الجدّ اللي اتسعت عيونه الصغير دلالة ل كبر سنه و علامه ل غضبه المتراكم و المتدفّق
: « ويش اللي افهمه ؟ انك ارخصت ببنت عمّك وسط بيتِي و قدام اهلها و جماعتّها ؟ والا انك قلت عنها كلام ماينسمع ووصلتها للقاع ؟
والا انك
ليقاطعه نسايّ اللي مو متحمّل كلام جدُه هذا ابداً وولا هو متحمّل غضب جدُه اللي ل اول مره يشوفُه كذا و بهالحاله : « " ياجدي والله هذا ماهو بالمعنى ب كلامي .. ياجدي هم يبغون يوجعوني فيها .. يبغون يكسرون قلبي فيّها .. لامنهم درو إني أبيها ولا عيني عليها .. بيكسرون مجاديّفها .. بيعذبونها بسببي ياجدي ...يبغون يلقون لي ممسّك لجل ياخذون ب حقهم منيّ ومافيه ممسك يقدرون علي فيه غيرها ياجدّي ..»الجد اللي الا الان كان غاضِب و ولا هو لاقي قرابَة بين كلام نسايّ اللحين و بين الكلام اللي قاله وسط المجلس ؛ « " ماني بورع لأجل تضحك علي بهالحكي .. كلامك الي كان بحدود مجلسي ماهان علي .. ترا مثل ما انت حفيدي هي عيوني الثنتيّن ...مابقى احد ماسمَع اللي قلتّه و ولا بق ل يقاطعه نسايّ اللي مافيه اي احد راضي يفهم مقصدُه من هالكلام للي رماه على اعمامُه اللي مسخريّن حياتهم لجل بس ينهونُه و ماكان ب يده غير الحلفان لجل صدق ي صدقه جده لانه من اعماق قلبه كان هذا مقصدُه و هذا غرضه من الكلام اللي تمتم فيه من ورا قلبه
: « " والله ورب نسايّ يا جدي .. إنه هالحكي من ورا قلبي .. وحكي كان بس لاجل يسمعونه .. لاجل يتاكدون اني ما ابيها ولاجل يرتاحون انها
ماراح ترتاح معي و راح يجي يوم و تطلب الطلاق اللي ماراح يصيّر .. لاجل يكون تفكيرهم فينا كذا ياجدي لامنهم فكرو كذا بنرتاح .. بنرتاح من همهم .. بتبقى حياتنا طيبة .."
الجدّ مهنّا اللي كان ضايع تماماً بين نسايّ و كلامه تماماً و ولا هو قادر يفهمه و لاول مره مايفهم نسايّ
بس اللي يعرفه ان صفوه و خاطره تكدروا تماماً ليتمتم ب ذات غضبه اللي ماخفّ : « " هذا ماهو بحال يا نسايّ .. هذا ماهو بحال يرضيّيني .. ألقاها من أي جهة يا ولد غانم ؟ من أحفادي .. ولا من عيالي ؟؟ والله يا طفح كيل صبري .. ولا عاد لي حيّل وقوة على هواشاتكم ذي .. ابنهي هالمواقف الي تغربلنا فيها بسبّبكم "ليكمل بعدها ب نبرة حازمة قطعت كل النبرات من بعده : « " وإن كان هالكلمة الأخيرة لي بهالموضوع .. ف ترى ملكتك مع زواجك بعد أسبوعين من الآن يانسايّ ..ولا عندك عذر .. وماني ب قابل بهالعذر أصلاً .. "
نسايّ الليي ماكان فيه أي شعُور على ملامحه اللي تصددت للجهة الثانيَه و هو يتجرّع نبرات غضب جدُه و اللي يأمر و ينهِيي و كأنه يعطيه خبر فقط .، لكن هذا جدّه وولا ودُه يزعلُه زوّد ليتمتم ب نبرَة هادئة مستغربك تماماً منّه « ماني ب متعذرّ ...اللي تآمر به
..»
رفَع شماغُه للأعلى وهو يعيد لبس نظارتُه و للتو بيتجِه ل سيارتِه كونه يبي يمشي ماهُو طايّق المكان أبد و ولا هو طايِق دورُه حالياً وهو يتلقى الاوامِر و هو اللي طوال حياته ما احد يقرر عنّه .،رغم ان الموضوع تماماً مايهمُه لكن مايحب الفروض ابداً مايحبها
لكن استوقفه كلام جدّه حين قال : « « ماراح تعتب سيارتك قببل ماتحقق اللي جيت لجله ...خلك عند أمير داخِل لين يبرّد الجو و بعدها تسلم على عمتك ..»الخاص و اللي أكيد ان أمير داخلُه .،
ماردّ على جدُه أبد و كان رده ب الفعل فقط حين اتجَه فعلاً ل قسَم أمير و هو كارِه كُل شيء واولهم اعمامه
ماكان خاطره ابد ان جدّه مهنّا او اي احد من العائلة يسمع اللي صار الا اعمامُه .، كان ودّه يحلّ الموضوع هو بنفسع و يوقف اعمامه عند حدّهم لجل مايدمرون حياته هو و زوجته بعدين
ل ذا السبب جاء ل ذا السبب جاء ب وقت أبكرّ و متعمد ان جده مايكون موجود .، و كل شيء كان راح يكتمل لولا حضور جده ب الوقت الضايع ..
ب ذات الوقت اللي تنهّد الجد مهنّا و هو يتجِه ل ذات الجلسة القريبه من القصرّ و جداً ل يقابل اولاده اللي اثار الغضب و الغيض للحين طاغيه على ملامحهم ليتمتم لهم ب نبرَة تحذيرية آمرَه : « هاللي صار اليوم ما ابي مخلوق يدري به ...لا من العايلة وولا من دونها ... يندفن هالكلام هنَا و لا من شاف و لا من سمع و الا ما بيصير خير أبد ... تسمعُون ؟؟ »
ماكان فيه اي رد من اولادُه اللي كانوا يتصددون للجهات الثانيه دلالة ان الكلام هذا مو عاجبهم
و اساساً مهنّا ما انتظر منهم ردّ لانه ب مجرَد ما رمى ب جملته الآمره هذي اتجه ل داخل القصِر ..
- "امَا عند شدَا ...
كانَت للتوّ خارجه من المطبخ بعد ما آمرت المساعدات ب تحضيّر القهوَة و الشايّ و يجيبونَها للدور العُلويي ..
و بين اياديها جوالها اللي كانت اناملها تتلمسُه و واضح جداً انها كانَت تُراسلّ و انها ب محادثه ..
الا انها وقت اقتربت من الدرج رفعَت انظارّها ل تلمّح جسدّ كيَان اللي كانت للتوّ خارجة من غرفة الجدَة ذهّب
ب طريقه اشبه ب الركض للحدّ اللي مالمحت فيها ملامحها بشكل واضح حتى تعرف وش اللي فيها ؟،."تمتمت لها حتى تستوقفها و هي تلمحها تخطي درجات الدرج ب استعجال : كيّان .. كيان وش فيك ؟"
لكن ماكان فيه أي رد من كيّان و ماكان فيه غيرّ شالها الاسود اللي طاح منّها ب نص الدرج .، تحت استغراب شدا اللي اخذت الشالّ و للتو كانت ب تصعد لها لكن سمعت ارتطام باب غرفتها القوي دليل اقفالها لُه
كعادتها ف كيان لها ايام كثيره وهي حبيسة غرفتها اصلاً انذهلت من شافتّها بالدور السفلّي لتلتّف على جدّها من لحظة ماسمعت صوت عصاتُه وهو ينظر ب شدا ب هدوء مُريّب : وين كيان ؟.»
شدا اللي انتثر الاستغرّاب ذاتُه على ملامحها بداية من فعلة كيَان الى جدها مهنّا اللي اندفع ب الدخول و سئل عنّها ل ترّد : فوق ياجدي ..بغرفتها ..
مالقت أي ردّ من جدها مهنّا اللي اكمل خطاويّه الهادئة و اللي ممزوجة ب ريبَه للدور العُلوي و تحديداً : مالقت أي ردّ من جدها مهنّا اللي اكمل خطاويّه الهادئة و اللي ممزوجة ب ريبَه للدور العُلوي و تحديداً « غرفَة كيّان » ..
كان فعلاً مُتعب و مُرهق من هالحال الاعوج اللي مايدري وش نهايته بين عياله و بين ذاك المنسيّ ...اللي واقفيّن له على اتفه شيّء و يدورون عليه الشارَة .، و زاد هالمعيار من لحظة معرفتهم ب انه راح ياخُذ ابنة اخوهم كيّان اللي لها مقدار خاص عندهم كلهم لازم يحِل هالموضُوع و باسرع وقت و يلقى له نهاية اللي مايدري وش راح تكون نهايته ؟. لكنُه لازم يلقى نهاية و بأسرَع وقت .،
و هذي هي بدا ب اول خطواتها .،
نفث نفس عميّق و انظاره مصوبه على باب غُرفة كيّان البنِي .. ثلاث طرقّات متتاليه صدرت منه ب ذات
الوقت و هو ينادي ب صوت مسموع ؛ كيان ؟.
لارد
رجّع طرق ل ثلاث مرات ثانيِه و كل تركيزُه حول كيّان حالياً اللي مايظهر منها اي رد : افتحي الباب ياكيان ..
ماينكر انه خاف عليّها و حيل ل ان مو من عادة كيّان تنام هالوقت وولا هو من عادتها تقفل الباب الا ب اوقات محدده وهو طبعاً مُستثنى بالنسبه لها ف تفتح له الباب ب أي وقت يجي فيه ..،
تنهد و للتو كان بينسحب ل تحت وهو مقرر ب ذاته انه يكلمها ب وقت ثانِي لكن صوت انفتاح بابها استوقفُه .،
ماظهرّ له وجهها الشيء الوحيد اللي شافه ان قفل الباب انزّاح ليدخُل ب استعجَال داخِل الغرفه و انظارُه تدور في الغرفه ل شوفة جسد و زول حفيدتُه
اللي كانت للتو خارجة من غرفة
الملابِس و ملامحها محمرّة تماماً و متفجرة من الاحمرَار و خصل من حريرّها الاسوَد غطّت بعض ملامحها اللي يحاوِل يتفقدّها ب نظراته ونبرتُه الخائفة هذي
: « بك شيء ياجدِك ؟.» -
ل يصيبُه ردها الهادىء و هي تحتضّن جكيتها الساتر جزء جسدها العلوي اكثر و ماكان واضح على ملامحها أي شعُور سواء حزن او فرَح ل تجاوب ب دوبلوماسية : لا ياجدي سلامتك .، آمِر ؟.»
الجدّ مهنا اللي ماكان عنده ذرّة شك وحدة حول ان كيّان كانت موجُودة و قت حدوث هذا الموقف القاتل بين عياله و بين ذاك المنسيّ ل ذا السبب توقع انها مريضَه او صابتها نزلّة برد لكن كل هذا مامنعه انه يبدا يفتح معها الموضوع ب اندفاع تامّ : « طيب ياجدِك أنا جايّ لجل أعلمك ب اخر الاخبار و اخذ رايِك فيها مع ان ادري ان ماعندك مانع ان ليتوقف سيّل كلماته من مقاطعة كيّان له ب نبرتها الحازمة : « ماعندي مانِع .، و أي شيء تبيه أنا موافقه عليِه ..»
الجد مهنّا اللي مصطلح الذهول ب حد ذاتُه استقرّ ب ملامحُه .، توقع ب أن كيان راح تنفجّع و راح ترفُض موعد الزوّاج القريب جداً هذا .، حتى انه جهّز الردود ل كُل اعذارّها
لكن ماتوقع ابداً رضاها السريع هذا ليتمتم حتى يتأكد اكثر :
« يعني انتي راضيَة ياجدّك تكون الملكة و الزواج بعد اسبوعين اليوم ؟. يابنتي قولي الصدق لاتحيريني زود ..»
كان واضِح الاختصار الممزوج ب جموّد ثلجي ب اجاباتها حيِن تمتمت ب قولها : ايّه موافقَه ...»الجد اللي ماينكِر انه انزاح حمل ثقيل عن خاطرُه رغم انه الا الان منذهل و مُستغرب منِها لكن ماسمَح ل استغرابُه يوقفُه او يثير اسئلة بباله لانه فعلاً مُرهق و تعب حيل من هالموضوع اللي دامه بداه لازم ينهيّه
ليبتسم و هو يرّبت على كتفَها الليّن : « الله يوفقك ياقرة عينِي ...خلاص آجل توكلنا على الله ..»
ليتوقف ل ثانيه من الزمَن ليزيح حريرّها الاسود عن ملامحها و عيونَها ل تنكشف له ورقة وجهها المحمرّة تماماً و مو بس ملامحها حتى عيونها كانت محمرّة و ذابلَه و مابقى تفصيل من تفاصيل وجهها ما اخذ نصيبه من الاحمرار ل يتمتم ب حذر و خُوف
« : انتي تعبانه ياجدّك ؟.. علام وجهك كذا ؟. »
ل يصيبُه ردّ كيان الليي ب كل مافيها حاولت تصطنِع الطبيعيَه رغم انها بعيده كُل البعّد عنها .،، ماكانت تدرِي كيَان ب وجُود الجدّ مهنا و قت الحدَث لأن اخر كلام انسكَب ل مسامعها و اخر صوت سمعته صوت ذاك المنسيّ الرخيِم و توقفت كل الاصوات من بعدّها و ماتدري وش اللي صارّ بعد كلامُه الجهورّي هذا اللي كان ب عز الحديقه لأنها بعدها ب دقيقه استجمعت نفسها و خرجت من غرفة جدتّها ب خطوات خفيفه ل أن كُل الثقل اللي كان فيها استقرّ ب صدرَها ...
: « اليوم البرّد قوي .. يمكن ل ذا السبب .، تطمن ياجدي ..»
ماتدري هل مشى عذرّها على جدّها مهنّا او هل استساغه او لا لكن
كان مُجبر الجد مهنّا على التصديق ل أن ماعنده أي خيّار ثانِيي و هو عارف لو ظلّ ليله كله يحاول يعرف اللي ب جوفها ماراح يقدر أبد .، ليهز راسه ب الايجاب و يبتسم لها : « ارتاحي اجل ياجدك .، و ما به شيء يسوى تتعبين نفسك عشانه .، و انا هاللحين انزل و اقول للعاملة تسوي لك شراب دافِي يخفف عليك ..»و بمجرد ما تمتم ب هالكلام تبسم لها ابتسامة أخيرة و خرَج من غرفتّها تاركّها خلفُه و هو ماعندُه أي نظرَة او لمحة عن الكوارث اللي تصير حالياً ب
جوفها .
ب ذات القصر لكن ب غرفه ثانيه و حدث ثانِي و شخصيّات ثانيه ... « الله لايبيحه .، الله لايحللّه على فعايله السوداء اللي مثل قلبه .، الله لايبيحه دامُه ظلمني و ظلم هالبنات و احرّق جوفي عليهم
كانت هذي جُملة العمه رحمَة الليي كانت تضرّب افخاذَها ب حرقَة و تهتز من الغيّض المرّ اللي صابها و هي تسمَع احوال بناتها و زوجَها قبل من ابن اخوها
ضامِي اللي استغفرَ ب همس مسموع ليتمتم بعدها وهو يحاول يهدىء عمتُه : استغفري ربك ياعمه الرجال عند ربّه .، انتي اهدي اللحين و طولِي بالك انا بس قلتلك لجل تعرفيّن حالتهُم و تقدرين تتصرفين و تتاقلمين معهم
ل ترّد العمه رحمه اللي رجعَت للدمُوع من جديّد و اللي لها اكثر من يوميِن مفارقتّها .، عرفت الان وقت تتكلم مع سرَاب وولا ترّد عليها .، عرفت الآن تصرفات وهّم الغريبه الليي جهاز
الجوال الكبير مايفارق يدّها حتى و هي نايمَة ب حضنّها .، و تصدر منها افعال غريبَة دائماً ل تمتم ب حرقّة مُلتهبة « الا الله يسامحه دامه غربلني و
غربل هالبنات .، و انا اقول ليه أحاكي سرَاب وولا ترد علي ؟. طلعت خنت حيلي ماتفهمنّي .، و الا الثانيه اللي ياليت روحِي طلعت وولا دريت ب حالها ....حسبي الله عليك يا مشعّل كانك احرقت قلبي على بناتِي
ل تلتف على ضامِيي الليي كان منتتبه ل أدق تفاصيل العمه رحمة ل خوفه ان ممكن يصيبها شيء نتيجة معرفة حال بناتها اللي مايسرّ الخاطِر أبد
ل تمتم ب قولها المحترّق : « هو قبل ما يطلقني يا ضامِي قال لي ان عمرك ماراح تشوفين بناتِك و راح احرق قلبّك عليهم ...و هذا هو تحقق مناه و قوله و اشتعلّت روحِييي عليهّم .، ويش يضره لو جابهم لي دامُه مو كفو يربيهم وولا له خلق لهم ؟. ويش يضره لو رجعهم لي وولا رماهم هالرميّة ؟.لكن هو يبي يحرق قلبي الظالم يبي يذوّب روحيي ياضامِي
ضامِي اللي تنهدّ تنهيدة قطعت عروقُه .، وهو ينظر ب فتور ب عمته .، الظاهر ان عمتُه ماراح ترتاح أبد وماراح يجف حبر دمعّها ابد : « خلك ب هالحال ياعمه واتركي اللي مضى .، و انا اهم شيء عندي هاللحين ان عندك دراية ب حال البنَات يعني راح تقدرين تتصرفين معهم و ولا راح تستغربين حالتهّم وهّم ان شاء الله كم شهر تستمر ب
دواها و ترجع ل طبيعتّها .، المهم سرَاب ياعمه .، هالبنت عاشت طول عمرها ب ديار ثانيه و عادات و تقاليد و أديان ثانيَه
راح تستاحش هالمكان ب البدايه و يمكن مايعجبها العيّش هنا , لكن ان شاء الله فتره و تعدّي
و ماكان ردّ عمتّها رحمة غير رمشها اللي رفّ دلالة للايجَاب و الرضا ب هالحَال اللي ماتدري وشلون توصفّه .، ل لكن رغم كل اللي عرفته عن بناتها مازعلّها بالمعنى الكبير ل أن اهم شيء عندها إن بناتها عندها ب أي شكِل من الأشكَال و تحت أي ظروف اهم شيء تحت عيونها و ب قربها
ل تقُوم متجهة ل غرفتّها تاركة ضامِي خلفها اللي الواضح انّه بيجري اتصَال طارىء .
-
-
ب بقعه قريبه جداً من هالمكان .. سرَاب ، أنجلي .، سرَاب .، أنجلي . -
كانَت تحاول تفهّم حياتها هذي اللي تلخبطت وتبدا ب ترتيبها ل تبدا ب اسمها .، ماتدرِي شلون راح تتعوّد على اسم جديِد بعد ما حفظت مسامعها اسم
« انجلي» طوال حياتها ب الهند .، رغم انها عارفَه ان هذا مو اسمها لكِن ماكانت تبغَى تتدفق الذكريات المربوطه ب هالاسم ب عقلّها
نظرَت في وهّم اللي ب دنيّا ثانيه و بعالم ثاني و كأنها غير مُتصلة ب الواقع أبداً ...و ما بيدّها غير جوالّها و منسجمّة و تضحك و تتغير ملامحها تماماً نتيجة هالمسلسل اللي تتابعُه
نظرَت ب الغرفه الواسعه و حيّل .، غرفة اللي تدعى أمها و اللي رغم كثرة الغُرف ب هالقصر الشاسِع الا ان العمة رحمة أصرت ان بناتها يظلّون ب غرفتها و ينامون عندها لانها الا هاللحظه تستشعر عدم استيعابها ب وجودهم .، ماتبي حتى يغيبُون عن عينها للحظَة .،
كان واضخ الرضَا التامّ على وهّم و كأنها كانت محبوسة و تحررَت ب عكسها هي اللي واضح على ملاحها شعور عدم الانتماء ل هالبقعه و لهالغرفه و لهالعائلة و لهالأم اللي كانت متقدمة ناحيتّها و ابتسامة تنافس الشمس من ضيها كانت مُستقرّة على ثغرّها
سرَاب اللي كانت ترميّها ب نظرَات مافهمتها رحمة ابداً او انها تحاول ماتفهمّها .، سراب اللي كانت ماتحس ب وجود أي ترابط بينها و بين
هالمرآه ماتحِس ب شعور امومة او شعُور انها فعلاً قطعة منها
ل ذا السبب من شافتّها متقدمة ناحيتها انزاح جسدّها المشدود من علو السريِر ل توقفّها العمه رحمة و هي تلمَس يدّها ب حنَان مُتدفق ماله مثيّل و كأنها تحاول تغرّقها ب حنان الأم اللي ضاع منها وولا تجرعتّه
الا ان سرَاب نفضت يدها منها ب سرعه و كأنها ملسوعَه و هي تمتم ب نبرَة عاليّة و نظرّات عيونَها السودّاء اتسعت عليِها و كأنها لمست شيء محضور لمسُه لتمتم ب هنديتّها الآخاذّة
: « "؛ ابتعدي عنيي ...،لا شأن لك بي
ماكان واضِح أي علامة فهّم على العمة رحمَة و لكن حتى لو مافهمت ف ردة فعل سراب كانت واضحة .، نظراتها المستنكرة .، و يدّها اللي نفضتها عنها .، و بعد خطواتها عنّها
ليتراقص وسط مسامعهم صوت
رجُولي ثالَث ممزوج ببدايات حدّة ب نبرة هندية بحتة مشابهة ل نبرَة هذي الراقصَة : « الّم احذرّك ب عدم تكرار هذه النبرَة مع والدتّك خاصة ؟ سرَاب و العمة رحمة اللي التفوا ب ذات الوقت لناحية البَاب ل يلمحوا مترجم اللغات هذَا الواقف ب طولُه المُثير ب جانِب الباب .، ب ثوبه الكُحلّي الغامّق الثقيل حتى يحميّه من برد هالشتاء القاسِي ... و خناجر عيونه اللي بدّت تحتّد تعلقن ب هذي الراقصَه اللي تخلّت عن لبس السارِي الفاضِح و هذي هي الان ب بجامَة بيت عاديّة و لكن عليها هي كانت بعيده عن العادية تماماً
ل ترّد ب هنديتّها اللي ما احد يفهمها غيرُه
: « أبعد هذي المرآه عن طريقِي .، انا ليس لدي أم .. لا اريد رؤيتها أبداً ..»
العمة رحمة اللي ماكانت فاهمة شيء رغم ان فعايّل سراب توضِح لها كُل شيء لتمتم ب قولها : « يمه ضامِي .، علمني سراب ؟.وش تقُول ؟.». ل يرّد ضامِي اللي بدت موجات الغضب تظهر عليه الا انه حاول يتحكّم فيها و يسيطر عليها قبل لاتسيطر عليّه ليبتسِم ل عمتُه ب حنية مالها مثيل
كان مضطرّ .، مضطرّ انه يغيّر كلام سرَاب الصدقَي ل عمتُه بس لجل عمتُه
: « « ابد ياعمه .، بس تقول انها ماهي مصدقة انها رجعت ل حضنّك من جديد .»
رغم ان واضِح ان هالكلام بعيد كل البعد عن هذي السرَاب ف ملامحها و ردود فعلها و بعدها عن امها كان هو الدليّل ل كذبُه .، لكن من مثل ب حالة رحمة كانت تصدّق اي شيء و كأنها تدور أي شيء حتى ينفي لها ردة فعل سراب الشديده هذي
لتبتسم و هي تمسح على شعر سراب الاسود ب تردد : « يابعد عيني هي .، قول لها ياضامي بعد انها ماراح تبعد عن حضني أبد ..»
ل تنطُق سرّاب الليي ازاحَت يدّ العمه
رحمة عنّها ب شدَة و هي تتراجع ب خطواتها ل جهة ثانيه بعيده عن جهة الموجودة فيها العمة رحمة و تمتم ب هنديتّها ل هذا الصخرِي الواقف ب
موقعه اللي ماغيرّه ب جانب الباب : « " أظن أيّضاً أنني أخبرتك .. إنني يتيّمة الأبوين ولا أحد لي بهذه الدُنيا سوى « وهم » .. هل أخبّرك بلغة غير هذه اللغة كي تفهم ؟"»
ماكان عنده لحظة شكَ ب انها فعلاً تفهم لغه غير الهنديّة و ب ذات الوقت ماكان يهمّه لانه هو يفهم اغلب اللغات ب عكس رحمة اللي ماتعرف غير العربيه
ليتمتم ضامِي ب اللغه الهندية اللي ما احد يفهمها غيرّها و ب ذات التهديد و نبرتُه بدت ب العُلو دليل غضبُه اللي بدا يتصاعد
: « " كفّي عن جنونك هذا .. لقد سئمت حقاً منه .. لاتجعلّي تمردّك يشعلّ غضبي أكثر ...»العمه رحمة اللي كانت واقفه ك الحاجِز بينهم رغم وجود أمتار كثيره بينهم .، كانت تنقل انظارّها بين ضامِي و بين سرّاب اللي ماتبغى اي احد يقترِب منها غير وهّم لانها اساساً مافيه أحد مصبرّها على الجلسة ب هالمنطقه و ب هالمكان غير وهّم ل تمتم ب نبرة أمومة متسائله : " ضامي يا أمك سراب وش تقول ؟ ليه متضايّقة ؟ عسى ما ضايقتها ؟
لتتغيّر ملامح ضامي تماماً من يكُون الحوار موجّه ل عمتُه ب عكس ملامحه الحاده المُرعبه وقت يكلّم ذيك السرَاب .، ليبتسِم ابتسامة لينّت
ملامحُه اللي طغت عليها الحدّة : « " لا ياعمة عسّاك الجنة .. احد يتضايّق من هالوجة الليي كله رضا؟ تقول إنها صارت بخيّر يوم انها شافتّك .. وإنها ليالي طويلة وهي فاقده حنانك .. وحالياً جالسة تشكرني لأني رجعتها لك ضامِي اللي ماكان حابّ يكسر فرحة عمته الهشّه هذي ابداً حتى لو كانت هذي الحقيقه ان بنتها اللي بكت دمّ على شوفتها ماتبيها .، هي ماتبي هالحقيقَه و تبي اي شيء يكذّب عيونها و يكذّب سمعها حول هذي الحقيقه المرّه
سرّاب اللي كانت تنظُر ب رحمة و و تنقل نظرّها الحاد بين هذا المترجَم و ماغاب عنها الورود اللي تفتحت ب وجه العمه رحمة كلام ضامي الأخير : « " ب ماذا تهذي ياهذا ؟ وماذا تخبّرها لكي تنبّسط عضلات وجهها هكذا ؟ ألم تخبّرها بكلامي هذا؟ هل لفقت وكذبت عليها ل يرّد ضامي اللي فعلاً بدا يخرُج عن اطارّ العقل و عن حدود المنطقيّه رُغم انه ب كل مافيه يحاول يمسك اعصابه من قال ب ذات اللغه الخاصه فيها
: « " اصمتي قبل أن أنفجر بك لا تؤذيّها بتصرفاتك كي لا تريني بوجهك دائماً لا أريد أن أتمادى بإيذائك لذلك كوني مطيعة .خيراً لك "
العمة رحمة اللي فعلاً تعبت من النظرّ و تعبت و هي تحاول تفهم كلمَة وحده من هذول الاثنين اللي كانت واقفه مثل الحاجِز بينهُم و حاسَة ان سراب تقول كلام مهّم و هذا الليي زعلّها ب انها ماتقدر تفهم عليها
: « " ها .. وهالمرة وش قالت ياضامِي ؟ ترجم يامك كلامها على طول ، أضناني التعب وأنا روحي تحترق على فهم كلمة منها
ضامِي اللي تحولّت نظراتُه تماماً و لانّت ملامحه و هو يبتسِم ل عمتُه و يبدا يحرّف ب كلام سرّاب الحاد ل يحولّه ل كلام يذيّب القلب و يأنس الروح
: « " ياعمة صلي عالنبي ، وش بتقول يعني غير إنها راضيّة فيك ؟ كل كلامها مختصرة إنها ودها تقضي باقي حياتها عندك، وتنسى كل الأيام اللي مرت بدونِك
سرّاب اللي التهبت روحها من الغضَب ل تحريفُه ل كلامَها ل ترتجِف من غضبّها الانثوِي المُلفّت
: « أنا أعلم بأنك تكذب عليها
دعني أفهمك بطريقة أخرى اذاً أنا أكرهها .. وأكرهك أنت أيّضاً .. وأكرهه وجودي هنا ولولا وهم
الصغيّرة لتمردت عليَكم .. لذلك لا تجبرني على الإنفجار أنا أيّضاً فصبري له حد و ب لحظَة سريعّه انتقلت للاختباء خلف أمها العمة رحمَة من لمحَت تقدم خطواته ناحيتها و كأنه بيتهوّر و
يأذيّها ب ذات الوقت اللي قال فيِه ب أخر لحظات الغضب الجنوني ......
و ب لحظَة سريعّه انتقلت للاختباء خلف أمها العمة رحمَة من لمحَت تقدم خطواته ناحيتها و كأنه بيتهوّر و يأذيّها ب ذات الوقت اللي قال فيِه ب أخر لحظات الغضب الجنوني : « " لا تكرري مثل هذا الكلام مرة أخرى.. أقسم لك لو إنها تفهم كلمة واحدة مما تقولين وتبّكي الدمع بسبّبك لأكسر لك قلبك وأبّهت لك روحك ..لذلك إلتزمي الصمت إن كنتي لن تسعديَها وإبقي هادئة ." ليتمتم بنبرة حاده وعاليية و حيل „ هل فهمتِيي ؟؟»
ل يقاطعُه كلام العمه رحمة اللي ارتفعت روحها للغمام من شدة الفرح كون ان سرّاب احتمت فيها
ماكانت تدري هل تشكرّ الله كون بنتها الكبرى شافتها جهة أمان ؟. والا تشكرّ غضب ضامي الأخيّر اللي دبّ الرعب فيِها ؟.والا تشكر تهورُه حين تقدّم ب خطواته ناحيتّها لين صار ب نص الغرفه ؟، والا تشكر سرّاب و خوفها اللي دفعها لها ؟. والا تشكرّ مين ؟.
لتمتم و هي تمدّ يدها حول سرَاب اللي كانت رغم اختبائها خلف امها ترميّه ب نظرات حارقَه مستعرّه
« " ياكافي .. علامك ياضامِي خوفتها ؟ خلاص إهدأ وأنا أمك بإذن الله ماتعودها مرة ثانية ، مع ان مدرِي وش قالتلك لجل تهبّ هالهبّه ..بس لا تخوفها ولا توجعها بعصبيّتك
ليرجّع ضامي ب تثبيّت شماغُه اللي انتثرت على كفُه من جديد و ذات النظرّات الغاضبه اللي رمتها عليه هذي السرّاب رماها عليه هو الثاني بشكلّ مضاعف و مُرعب من تمتم ب قوله : « عشانِك بس ياعمَة ..»
و بمجرّد ما رمى جملتُه هذي انسحَب من الغرفه ب كبرّها حتى لايتهوّر و يرتفع غضبُه أكثر .، كان متجه اصلاً ل ناحية المجلّس لكن الجملة اللي رمتّها سراب بالبدايه ل امها هي اللي استوقفتّه .، لانه كان عارف ان هذا الحدث راح يصير لا محاله
أما سرّاب اللي كانت تكرَه العقال و جداً و هذا هو السبب اللي دفعها للاختباء خلق امها لانها عارفه ب ان هالمرآه هي الوحيده اللي راح تحميّها من هذا الرجُل و عقالُه .، لوهله لاحّ لها اندفاع ابوها لها و قت ينزّل عقاله و يكون ضحية هالعقال ظهرها
لوهله توقعت ان ضامِي هو أبوّها رغم ان ضامي حتى ما لمست يده عقاله ابداً
و بمجرّد ما راح انسحبت من خلف جسد أمها اتجهت ل جهة السرير الثانيَة و خبئت جسدها وسط فراشه الوثيّر .، حتى وقت تنام ماكانت تجي ب جانب امّها .، كانت دائماً و هم هي اللي ب المنتصف و هي بالطرف الايسر و امها ب الطرف الأيمَن
كانت تقطَع كُل الطرّق عن الاتصال ب أمّها .. اللي ماتقبلّتها ابداً وولا تحس ب ان راح يجي يوم و تتقبلّها دام اهم الايام اللي كانت تحتاجها فيها مرت .، ف ما تحتاجها حالياً ابداً
قسّم أمير ..
" الواحد يحمد الله ان ظلّ عقله ثابت و ما طار من هالعايلة اللي تخبل العاقل و تركّد المجنون .."
"
كانت هذي جملة مدرب الحيوانات هذا الليي ارتفع دمّه من الغضب و الغيّض و اللي ماصدق يصلّ ل قسم أمير الخاص حتى يبُوح فيه ...
ليصيبه ردّ أمير اللي أنذهَل و تاه كل مافيّه من اول مالمح جسّد نسايّ الحديدي يتوسّط قسمُه .، يعني معناه هو موجود ب حدود القصر اللي محظور من دخوله كون اغلّب من فيه رافضينُه .، ذهول ممزوج ب عدم استيعاب مُريب و تجمدّت ملامحه تماماً واتسعت عيونه من قال : " نسايّ ؟؟."
ل يتمتم نسايّ الليي يتمتى لو كان دخانُه معه ل اول مره يحِس ب انه يحتاج سيجارّة ب اقرّب وقت .، مافيه غيرَها تقدرّ تخفف عصبيتُه الحارّة هذِي ل يلتف على أمِير و بنبرته العاليه المُستهزئة
: « " لا هذا قريَنه اللي قدامّك يا أمير .. نسايّ أجل عيونك من تشوف ؟؟ "أمير اللي مو قادر يستوعب وجودُه حتى يستوعب موجة غضبه العاليه هذي و الدليل تحركاتُه ب القسم و مشيه روحة و جيّه و كأن فيه شيء داخله يحاول يتخلص منه و رغم كل ذا للحينه محافظ على هدوئه اللي ما احد ينافسه فيه ب شبه ابتسامة سكنتّه
: « "مدري والله .. وجودك بالمكان هذا استغربتّه لدرجة إني ظنيّتك خيال .. وش صاير ؟ ليه هالعصبية كلها بعيونك؟ .."
نسايّ اللي كان يحمد الله على وجُود أمير ب هالوقت ووجُود مكان يقدر يبوح فيه ب اللي ب خاطرُه و مايقدر يبوح ب اللي فيه الا ل ضامي او امير و هاللحين مافيّه غير أمير اللي قدامه اللي اكثر واحد يتحمّل غضبه : « " تكفى يا أميّر علمني .. عيال مهنّا وش يتعاطون ؟ ليه كل هالهم بوجيهم ؟ ليه كل ما قابلتهم أحس إني أشتعل نار ومايرتاح لهم بالّ لين يطلعون نسايّ ابشع رجالّ ب الدنيا ؟."
أمِير اللي كان حتى قسمُه هذا هادىء مثلُه و اللي كان عباره عن جناحّ مصغّر و اللي هو اثثه و سوّاه ب نفسُه ف اي احد يبغى يعرف طابع أمير يدخُل قسمُه هذا
ل ينظرّ ب نسايّ ب ذات الوقت اللي شغلّ فيه آلة القهوة اللي تتوسط ركنُه ل يتمتم ب رنينه المتناغم الهادىء : « " يا نسايّ يا ولد غانم يا بعد هالقلب .. ظنّك ما انت بالمخطي ؟ ليه تعطيهم على هواهم ؟ ليه تجادلهم بكل مرة وتعصب وتهَلك عمرك لأجلهم ؟ يارجل إشتر راحة بالك .. إشتر رأسك ورضاك .. وخلهم يحترقون ب ضيقهم لا تشوفهم شيء حتى ما تهلّك عيونِك ...»
نسايّ اللي الا الان كان يدور ب كُل الاتجاهات و بدّت علامات غضبُه تتلاشى منه نوعاً ما ل يرّد على كلام أمير هذا : «نسايّ اللي الا الان كان يدور ب كُل الاتجاهات و بدّت علامات غضبُه تتلاشى منه نوعاً ما ل يرّد على كلام أمير هذا : « " يارجل ما أقدر .. دمي حاار العصبية تتفجر ب كل مافيني لامني لمحتهم .. والله والله وربّ العبّاد إنهم مثل الشوكة بحلقي .. مستحيل أتهنى بيومي دامني شفتهم ..."ليصيبُه رد أمير ب صوته الهادىء و كأنه معزوفة موسيقيه هادئة للروقان فقط : « " ما ظنتي إن هالكره كله بسبَب هالحريق وبس .. ولو إني أدري إنه سبب كافي بس يا نسايّ حقدهم مبالغ فيه .. صح إن أعمامك موتاهم ماهم قليل ولكنك منت بقاصد .. هذاك فقدت أبوك بنفس الحريق .. صدقني لهم سبّب ثاني .. لهم مصدر حقد ثاني "
ليلتزم السكّات أمير ل ثواني و هو يتمتم ب هدوء بعدها ويتظر ب نسايّ ب استفسار : " قهوة ؟."نسايّ اللي ماكان ناقص روقان أمير هاللحظه لانه كان تحّت قيّد كلماتُه اللي رماها قبل ثواني .، مستحيّل نسايّ ينسى انهم فعلاً كانوا يعاملونه ب جفاء مرّ حتى من قبل حدث الحريِق .، و مو بس همّ حتى أبُوه اللي ماحسّ له ب شعور واحِد اللهم انه ابوه ب
الشهايد و الاوراق فقط ..
نظر ب أمير أمير اللي كان و مازال يحسّه عبارة عن لُوح ثلجّي .، قليلة عصبيته و لكن ان بانّت تكون من العيّار الثقيل .، مايذكر متى لمَح أمير معصّب او فيه بدايات عصبية دائماً هادىء و رايِق ومافيه أي شيء يعكرّ صفوه و خاطرُه ... ليرّد وهو يحاول ي رجع ل طبيعته رغم ان الا الان ملامح الغضب فيه
: « " بحريقة هم وكرههم .، والله ما أرتفعو بعيني بمقدار ذرة .. الله يفكني منهم بس ..»
ل يقطّع بعدها ب دقيقه هدوئهم هذا نبرة رجوليّة مذهوله : « "نسايّ ؟."
ل يلتفّون اثنينهُم على ضامِي اللي كان للتو جايّ عند قسم أمير ك عادتُه لينصدم ذات صدمة أمير ب وجود نسايّ الواضح ان اثنينهم مايدرون ب المجزرة اللي صارت ل يرجع غضَب نسايّ من جديد تحت تبسمّات أمير
: « " أنهبلتو أنتو ؟ عسى بعيونكم بلا لأجل تشبهون علي ؟ كل من هب ودبّ قال نسايّ ؟ أجل من تشوف قدامك ؟ جنية ؟ ولا رجل كهف ؟"
ضامِيي اللي فعلاً اخر شخص توقع وجودُه هنا وولا حسّ فيه ابد .،
ليرتفع ب عينُه على نسايّ خاصه ان ضامي هو الثانِي للتو تخلّص من حدّة عظيمَة تلفت اعصابُه مع ذيك السرّاب ل يرّد بعدها ب حدة موازية ل حدة ابن عمه هذا : لا تنافخ لا اهفّك ...»ليرّد نسايّ اللي اقترَب منه و صارُوا مقابلّ بعض تماماً خاصه انهم يملكون الطول ذاته تحت تبسّم أمير اللي ماتوقف : « كانّك بايع عمرك و تدور منيتّك ..أقرب"ل يرفع ضامي يدّه لوهله ل ناحية كتفه علامة الاستسلاّم وهو ينفث نفس عميق « " لا يارجل صل عالنبي تراي
أمزح معك .. لا تظن إني أسد وتحاول تروضني .والله مالي خلق
كان أكثر شخص يشبه نسايّ هو ضامِيي و مو بس ب الطول و بنيّة الجسد .، حتى ب الصفّات .، يملكون نفس الغضب و نفس التفكيّر نوعاً ما لكن الفرق ان ضامِي يوضّح صفاته الحسنّة ب عكس نسايّ اللي ما احد يعرف عُمق طبعُه الحسن الا من يعرفه و يعاشرّه و يعيش معه
و ضامِي كان يقدر يتحكّم ب عصبيتُه و يقدر يخفيها عن اي احد مايبيه يشوفها ب عكس نسايّ اللي يفورّ دمه الحارّ ب شكِل سريّع وولا احد يقدر يوقفه اذا ماتوقف هو من نفسه كانت هذي تحليلات أمير من النظر بس و الليي كان يقيّس السكُر وسَط الاكوَاب و هو يتمتم ب أسى و عدم رضا على هالحال و ابتسامته ما اختفت ل يعيّد كلمته من جديد : قهوة ؟.
ل يرّد نسايّ اللي ب كل مره يحاول انه يهدأ يرجع يستفزّ من جديد : « " هذا والله الليي يبيّيني أدفنه هاللحظة هالروقان بطلعه من روحك يا أمير
ضامِي اللي نظر ب أمِير اللي دايم الدُوم اساساً هو و اياه يشرُبون قهوه ب قسم أمير و ماكان ينقصهم غير نسايّ
ل يرُد ضامي : « " معليَك منه يا أميَر .. هات بس قهوة هات ب الليل - لكن ب دولة ثانية دبي
« خفُوق »
كان تألق وجهها واضِح و جداً ل كل من شاف حالتها قبل حين بعدها عن عيالها و حالتها الآن وقت صاروا ب قربها و بحُضنها
تشافت جُروحها و ازهرّت ملامحها و بدت ترجع ل بريقها شوي شوي ...و رجعت ل اناقتها و تزيّنها من جديد سواء ب الملابس او ب المكياج او ب الشعر و العطور و غيرّها ف هذِي هي اللون الابيض ما فارقّها و لكن هالمره ماكان ب قميّص و ثيّاب مثل ماكانت وقت حزنها لا هالمره فساتين ناعمه و أنيقه تليق ب طابعها و شخصّها
من لحظة مجيئها ل هالفلّة و هي ماتنام الا عند عيَالها بينهم و بجانبهُم لأن الشيء اللي خلاها ترجع ل شيء عايفتُه هو « عيّالها»
كانت تغلل اناملّها الطويلَة وسط
خصلات شعرّهم السوداء الناعمة و تلعب ب خصلات شعرّهم ب رفق و ابتسامتها ما اختفّت ابداً .الجو هادىء و الليل أسدل ب ستارُه على المكَان الا انها الّتفت وقت استشعرّت ب وجُود خطوات قريبه ل هالغُرفه تعرِف ان هذا وقت رجُوعه من شركتُه اللي يقضي كُل يومُه فيها و فعلاً انتشر عبق عطرّه الثقيِل ب هواء الغُرفه و كأنه يعطي تنبيه و انذارّ ل وجوده ب هالمكان غطّت ساقها المكشوفّه ب طرَف اللحاف الثقيّل و تاخذ جكيتّها الاسوَد حتى تسترّ فيها عُري فُستانها و من لحظة : ماتبغاه أبداً يلمح زينتها هذي .، لأنها هي مو قاعدة تتزيّن حتى تفتنُه او تحرّك جموده هذا .، هي قاعده تتزيّن لأن هذا طابعها و شخصيتّها من يوم ماعرفَها .،
كانت مُستغربة تماماً من زيارته لهالغرفه الليله .، لانه له ايام كثيره ماكان يمرّ على غرفة اولاده ابداً وما تدرِي هل هو بالايام الماضيه هل فعلاً كان هاجرّ عياله ومايتطمن عليهم و الا لانها هي موجودَه اعتزلّ هالغرفه ؟.
حاولت تصطنِع الطبيعيه و تصددَت عيونها ب كل الجهات و هِي تلمحُه دخل الغُرفه ،، حست ان كل الغرفه صارت سوداء من لحظة ما توسَط جسدُه المحتضنه ثوب أسود اركانّها حست ب انعدام التنفُس و عدَم اطمئنان لحظِي صابها .، تكره تحس ب هالشعُور لانها ب كل مره تشوفه راح تتذكرّ كل كوارثها النفسية
هي اصلاً ببداية زواجها ماكانت تكرهه و ب ذات الوقت ماكانت تحبُه .، ما اذاها ب شيء و ب ذات الوقت ما
اسعدّها بالاشياء اللي هي تتمناها و تحبها طول عمرها
ياما كانت شخصيتُه صعبه و مُهلكة و مُتعبه ب النسبة لها .، كانت شخصيته عباره عن امتحان صعب بالنسبَة لها خاصة انها انثى تتعب حِيل ل درجة مالها اي حيل تفكر ب حلول لكن رغم هذا صبرّت عليه السبب الاول خوف من ابوها اللي اجبرّها عليه ومايسمع ل اعذارها ابداً .، و السبب الثاني لانها ماتبغى تكون " مُطلقة " خاصة ان أمها بعد " مُطلقة " كانت خايفه و حِيل خايفه من العواقب اذا انفصلت عنه .،
كانت عباره عن شخصية عاطفيّة
طوال سنين مراهقتّها و انوثتها كانت
تتمنَى رجل على مقاس قلبها تماماً .، رجل يعوضها عن فقدان امّها و بعدها عنها و رجُل يحترم قراراتها و رجُل يعاملّها ك أنثى و كحبيبة يتغنى ب غزله فيها .، يسطرّ لها عواطفُه و مشاعرُه والاهم انها تفهمه تفهم ان كان هالشخص يكرهها او يحبّها .، يكون واضِح
لكنها ذُهلت من اكتشفت ان زوجها عباره عن لوح ثلجّي جامِد مافيه أي شعُور .، ماتذكر متى جلس معها او سافَر معها او تخلى عن شغلُه و ظلّ معها .، طوال نهارُه وهو ب الشغّل ومايجي غير ب أخِر الليل .، كان يتعامل مع بيته و اولاده و كأنه سائح و نزيل في فُندق .، كانت شخصيته صعبه و حيل ب النسبه لها مو هذا الرجُل اللي حلمت فيه و مو هذا الرجُل اللي ودها تقضي معه باقي عمرّها .. ل ذا السبب تطلّقت منّه و ماتدري هل هذا القرار جاء ب وقته او تاخرّت فيه و حتى وقت طلقها هي ماكانت تكرهه عادي كان انسان عادي ب النسبه لها و راح ب خيره و شرّه
هي كرهته وقت لوّا ذراعها ب عيالَها و حرمها منهم
هي كرهُته كونه غصبّها على رجوعها ل ذمتُه .، هنا بدت تشتعل حممّ الكره داخلها ناحيته و الا هي قبل ماكانت تكرهه
ابداً و تطلقت منه فقط لانها استشعرت ب ان شخصيتها العاطفيه ماتناسب وماتتاقلم مع شخصيتُه الصعبه هذِي
كانَت جالسَة ب طرّف السريِر .، و اولادها الاثنيِن نايميِم ب الطرف الثانِي منه .، واحِد ب الوسط و الثاني ب طرف السرير الثانِي المُلتصق ب الجدار
تصددت ل كل الجهات الا وجهتُه و هي تلمحّ اقترابُه تماماً من طرف السرير اللي هي مستقرّة عليِه و اساساً هذا مدخَل السرير الوحيد ل أن السرير طرفه الثاني مُلتصق ب الجدارّ
ارتفعّت حرارَتها تماماً وهي تلمَح
انحنائه و نزولُه ل مستوى السريّر و يقبّل عياله الاثنين المنغمسين ب النوّم وولا هم داريين ب وجودُه اصلاً ...
لان ماكان إنحناءه على السريَر بسبب رغبته بتقبيّل عياله .. ولا كان الشُوق لشوفة عيالهم وهم نايّمين وجهته !
كان تفكيره بعيد تماماً عن هالأشياء اللي واضحة لمرأ العيَن الا عِين هذي الخفوق "" كانت هالإنحناءة عميّقة .. عميّقة حيل
من شَدة رغبته الكبيّرة بقُربها .. ولو بس لمسّة حانيّة من أصابع كفُوفها .، فمُجرد ما أنحنى .. إسّتقر كتفه العرِيض على طرف كتفها الرقيّق
" وضربّة كتفه اللي تجمعت فيه كل مشاعر الشُوق بكتفها .. و تلطّخ ذراعه الصلبّه ب ذراعها الليّن
كانت كافيّة وحيييل لتفُك سيّل المشاعر المتشفقة عليها
" خاصة انه عارف بعد طريقته هذي ب رجوعها على ذمتُه من جديد استحالة تشاركُه مكان واحِد يعني قربها صار اصعب و اصعب واصعَب ...
لمحّ محاولاتها ب البُعد عنه و الالتصاق ب ظهر السرير اكثَر خاصة انها كانت هي الحاجز بينه و بين عياله
ممكن هالقبلة هي اطول قبلة ب حياتُه وجهها ل اولاده .، و ممكن هالمره مايستشعر شيء سوا استشعاره ب قرّب جسد هذي الخفوق منه اللي حاولت ب كل مافيها تبعّد و مايتلامس ليّن جسدها مع صلابتُه ابداً لكن كل محاولاتها هذي ضاعّت ف هذا هي ماتشوف شيء سوا كتفه العريّض و قُربه البغيّض
"و واحِد عاشق مثل مدير الاعمال هذا استحالة تغيّب عنه نظرتها الكارهة هذِي و استحالَة يغيب عنه عدم كلامها معُه و استحاله يغيب عن ناظرُه محاولاتها الفارغه ببعدّها عنه ب شتى الطُرق ليبدأ ب الكلام بعد ما اعتدل ب طولُه وخناجرُه الحادّة تدور عليها ليتمتم ب ذات نبرتُه الهادئة : « " عيالي .. تبيّيني أبّتعد عنهم بعد ؟؟ ..
ما أسلم عليّهم ووما أغرقهم بالحنّان ؟؟"
خفُوق : ....
عبّاس الليي ماتوقف سيّل نظراتُه عنّها وولا ظنه يجي يوم و راح يتوقّف ل يستجمّع نفسُه و ينسحِب من الغُرفة و كلام صاحبه ابراهيِم الليي كان يرّن ب داخلُه ب مجرّد ما طاحت عينه عليها تلاشى كله و نساه تماماً و هذا هو حاله دايم الدُوم ...
و توُه كان بيتجه ناحية الباب و يخرج
من الغرفه اللي ودّه ينحبس فيها طُول عمرّه الا يستوقفُه ندائها ب اسمُه اللي زعزع صمودُه و دمرّ توازنُه ل يلتّف عليها و حس قلبه اللي لفّ ماهو
جسدُه ..
وكأن نظراتُه دفعتها للبوح ب اللي تبيه حين تمتمت ب طلبها المُختصر تماماً : " بعد اسبوعين زواج بنت عمِيي .، ابي نرجع السعوديَة قبله ...ممكن؟."
انتشرّ السكات للحظات من الزمّن مرت سريعه عند خفوق و مرّت ك الدهر عند عباس اللي ردّ ب ردُه السريِع هو الثانِيي و اللي توقّع ل وهله ب أنها راح تمتم ب شيّء يحرّك جمودُه و يشجعُه على اللي ودّه فيه من سنين
" نهاية هالاسبوع بتكونين بينهم ...تطمنِي ..»
و انسحَب تماماً من الغُرفه ... مرَه جديدة كان نتايِج موقفه معها " الصمّت " الصمت اللي ماكان باختياره ابداً و ماكان حالة رضا نهائياً ... لكن كان هالصمّت متشبث فيه و وفّي معه بشكل مُهلك .، ب كُل الطرّق حاول يغيّر شخصيتُه .، ب كُل الطرق حاول يحررّ الكلمات اللي داخلُه و اللي ما تناسبّ اي انثى غيرَها
لكن مايقدر مايقدر ابداً و ليه ؟.مايدرِي
ب جهة ثانيَة و بمنطقَة ثانيّة -
-
انتشَر خبرّ زواج كيّان من ذاك المنسِي بين اجزاء القصر و ساكنيّه .، و طبعاً العدد الاكثر كان رافض تماماً هالزوَاج .،
و اولّهم الاعمام و حريمهُم و اولاد العمّ الموجودين باستثناء " ضامِي"لكن ماكان لهم لا حيّل او قوة دام الجد " مهنّا" امر هالشيء راح يتنفّذ لو على قص الرقّاب و برضاهم او غير رضاهُم
و طوَال هالفترّة ماكان فيه أي شعُور ب الفرح او التوتر اللي يصاحب اي عروس بالنسبة ل كيَان
.، ب عكِس اغلَب اهلّ القصر اللي يحاولون ينتهون من التجهيزات ب اسرع فترة ممكنَه لأن يفصلهم عن هالزواج اسبوعِين بس
كان جسدّها الغض موجود ب الصالة العُلوية و بيدّها كوب قهوتّها المرَه .، و انظارّها مُستقرة على مكان واحِد والاكيد ان اللي تفكرّ فيه بعيد كل البعد عن هالمكان اللي حظى ب نظراتها
ل يتراقص ل مسامعها نبرَة زوجة عمّها بدر اللي قطعّت خلوتها المُريبة من تمتمت ب قولها :
"
ابوك كان ينضرب فيه المثل ب نخوتّه و عزة نفسه و كرامتُه .، هقيتك ماخذه من صفاته بس اللي قاعده اشوف عكس هالحال .، راضية
تاخذين واحد منزّل سمعتك للقاعّ . كيان : .... -
خالدَة اللي رما ب مسامعها زوجها بدرّ عن الحدث الاخير مع ذاك المنسيّ .، خاصه ان العم بدر كان ب فوران من
الغضَب و مالقى قدامه غير زوجتُه خالده ل يصب هالكلام لها و الا راح ينفجرّ من الغضب ان كتم أكثر .، ل تكمّل خالدة اللي ماكانت تدري هل فعلاً كيّان تدري عن الكلام اللي قاله نسايّ وسط المجلس او لا ل تردد ب قولها : ترا الهرج يسري .، و ما ظنتي ان ماعندك خبرّ باللي قاله ذاك المغضُوب عنّك والا ؟"
كيّان : .....
خالدة اللي اقتربت ب خطواتها أكثر و هي تتلفت ب نظرها ب الدور كامِل ل تنتبه موجود أحد او لا لتكمّل بعدها بقولها
: " ماظنتي وصل لمسامعك .. لو وصل ماوافقتي عليه وساويّتي مابقى من كرامتك بالقاع معه .. ولو وصل و بعدك موافقة ف هذي مُصيبة لأنك بتطيحين من عيننا زود "
كيّان : .....
خالدة اللي مازالت مصرّة و مسترسلة بالكلام و بدَت ب سكّب الجمل اللي قالها زوجها بدر لها وقت حكى لها عن الحدث : " و كانك ماتدرين ف من واجبنا نرمي لك الخبر دامك صاحبة الشأن .."
لتلتزّم السكات للحظه من الزمن و هي
تقترِب منها و تمتم ب همس : هاللي مايتسمى مابقى كلمة تسمّ البدن وتهيّن النفس و ترخصها ماقالها ب حقّك .، قدام اعمامِك كلهم .، ارخصّك ب وسط مجلس جدك و وسط بيتك و دارك "
-
كيّان : ....
لتقترّب منها أكثر و تبخّ من همسها الخبيث
اكثر و اكثَر : " يقول إنك ثرى وهو الثريّا وماعمر الثريا ناظرت للثرى أبد " ...
-
كيّان : ..
ل تتوقف ل ثانيه و بعدها تكمّل ب ذات الهمس حتى ما احد يسمعها ل أن مايهمها شيء الا صاحبة الشأن هذي : " يقول إنه سماء وإنك قاع .. وإن إرتبّاطك فيه ماهو إلا تقليل من شأنه .."
كيّان : ...
خالدة اللي ممكن اكثر وحدَة من النساء تبغضّ نسايّ تماماً مثل زوجها العمّ بدر خاصه ان لها ضحايا ضاعوا ب الحريِق ل تكمّل و عينها تلتف على كيّان و هي متاكدة انها تسمعها حتى لو كانت باردّة هالبرود الثلجي كُله : " " يقول إنك معروضة عليه .. مثل الغرض لامنه أنعرض لأجل ينبَّاع .."
" يقول ما يبيك .. بس كرامة لخاطر جده رح يتزوجك "
ل ترفع راسها و تعتدل بطولها بعد ماكانت منحنيّة ب خفه عند مسامع كيّان : " والله عقب هالحكي لو رضيتي فيه .. إنك تستاهليّن حكيه وزود .. وتستاهلين تخسرين نفسك عشانه "
ل تبتسم ابتسامة أخيرة و هو اهم شيء عندها إن كيّان صار عندها علم ب حكِي نسايّ عنها ماكانت تدري ان كيّان ب ذاتها حضرت الحدَث ب حذافيره وماكانت تدري ب أنها زادت الطيّن بله
: " هذاني عطيتك العلم ووصلته لباب إذنّك .. اللي علي سويته .. وتوضيّح صورة هالمغضوب قدام عينك كان حق علي "... ب جهة ثانيه ب نفس البيت .. -
« شتّات »
شعُور ان فيه أحد غيرها ب المكان اللي هي فيه مافارقها .، شعُور انها ب مكان فيه افراد كثرّ كان يصيبها ب الألفه أكثر و أكثر .،
ماتنكر انها كانت مُرتاحة و مُرتاحة كثير بعَد خاصه من تكون مع جدّها " مهنّا "
كانت تتأمَل ب كُل شيء حولها .، ب جناحها هذا الليي كان على مقاس شقتها كُلها .، ب مجموعة هالحرّس الكُثر اللي محاوطين القصر و كأنه قصرّ ملكِيي .، ب حالها و احوال هالموجودين عندَها .،
ماقابلت خوالها و ولا ودها تقابلهم أبَد .، و حتى لو فرضاً قابلتهم صدفه ماراح ترمي عليهم التحايا ب الطرق المعهوده اللي هم يتمنوها او ب الطرق المتعارف عليها عند باقي النّاس
كانت تستثني بنات خوالها و اجدادها عن طريقة التعامل هذي .، ف بنات خوالها وقت صار الخلاف بين ابوها و خوالها كانُوا اطفال مثلها مالهم لا حيل او قوة .، و جدّها ابوها كان دائماً يستثنيه ف هي راح تستثنيه بعد كانت ب ذات الوقت مكملَة ب شغلها
ف للحينها تستلم طلبات من الزبائن اللي يطلبونها ب الاسم
ب ذات الوقت اللي انفتح الباب و دخلَت منه شدا اللي بين يديّها صينيَة فيها كاسات عصيّر ثلاثَة و ثبتتّها ب الوسط و ملامحّها شاحبة تماماً و كأن مامرتها حياة ابد ب ذات الوقت اللي ابتسمَت شتات وقت شافتها لتمتم ب قولها : ياابببعدهم كلهم يا شذا "
ماكانت تدري شتات ب الخطأ العظيم والمصيبَة اللي نطقتّها و الليي التفت عليها شدا و الغضب الخامد بدا يسكنّها نوعاً ما .، هذا حالها من اي احد يغلط ب اسمها لكن هالمره استثنّت شتات ل ترّد بقولها
: " لو اني ب مزاجي الدايِم كان اخذت حقي منك على هالمصيبه اللي تلفظتي فيها .، بس والله اني تحت خبر سمعته نشف الدمّ ب عروقي .."
شتات اللي استقرّت يدها على جبينها و كأنها تذكرت شيء نسيتُه ل تبدا بالاستفسار بعدها وسط تبسمّها : ياختِ جديدين اعذرينَا .، و بعدين علامِك ؟."ل ترّد شدا اللي عدلت جلستّها و التفّت كلها ناحية شتات و هي تمتم ب قولها و بنبرتها المنكسره و المذهوله تماماً و هي تمدّ كاسة العصير ل شتات
: " عجزت افهم عقُول هالعائلة .، حتى بنت عمِي اللي سنين و بنيّن و احنا مع بعض اكتشفت اني ما افهمها ابد
ليصيبّها رد شتات اللي استقرّ كأس العصير بيدَها و هي تسأل ب بدايات تأكيد : " كيان ؟."
ل ترّد شدا ب استرسال عظيّم و انتقل ذهُول الدنيا فيها : " و فيه غيرها ؟. تخيلي انها انخطبت والمصيبه لو تعرفين مين اللي خطبها ..."
شتات كونها جديدة على هالعائلة و على هالقصر اللي كله اسرار ب أسرار وما تعرف اي شيء
" مافهمت .. ليه هالصدمة لأجل
إنها أنخطبت؟"
شدا اللي نفثت نفس عميق من ردّت ب قولها
: "" شتّات أنتي ماتدرين هالبنت تختار الموت ولا تختار تناظر بنظرة بس لنسايّ ولد عمي غانم مرة تكررهه الاغلبية شاهد بهالقصر على كرهها له حتى الجماد لو له قدرة على الكلام لنطق من صدمته؟. حتى طاريّه من ينذكر تترك القعده ب كبرّها .، غير كذا شخصياتهم متضادّة و حِيل
وكانها تتكلم عن شيء غريب و
مُتضادّ : " هو فضّ و متهور و
مجنُون .، على عكسّها هِي هادئة و راكزة و حِيل والله ان عظامي تنتفض للحين من اول ماسمعت ب الخبر و اللي صدمني اكثر انها وافقت بدون ماتعترض ابد
ل تكمّل ب ذات الذهُول و هي تتذكرّ كيان الليي ما خطّت خطوة واحده للتجهيز ل زواجَها لا من ناحية
الفستان وولا من ناحية المصورّة و الجهاز و الزينَة و المسكّة و الزفه .، ولا شيء ماجهزّت أي شيء : " " و اللي يزيد ذهولي اكثر إنها وافقت ك كلام بس لان من لما تلمحينها ما تفكرين إن هالبنت على وجه زواج على رجال هي وافقت عليه بكامل إرادتها لا قضت لزواجها ولا ضحكت ولا أنبّسطت تقل مجبورة
ل ترّد شتات اللي لمحت كيّان بس وقت جيّتها ل هالقصِر .، ماقابلتها بعدها ابد الا وقت ي تقابلون صدفه بالممرّ او ب غرفة الجدَة ومايصير بينهم تبادل كلام كان بس تبادل ابتسامات بينهُم لأن واضح على كيّان انها ماهي ب حال سوالف ابد : و تلقينها فعلاً مجبورَة ماتدريِن ب الخوافِيي
ل ترّد شدا اللي بدت تعارض كلامها تماماً بداية من ملامحها و من بعده من كلامها هذا حين قالت : " لا شتات مُستحيل .، جدي هو المسؤول عنها و جدي مُستحيل يجبرها هي بالذات على الزواج او على شيء ما تطيقُه .
ل تحرّك راسها بخفه و كأنها تحاول ترجع ل صوابها ويدها استقرّت على راسها و كانها مريضة " مدري مدري انا خلاص تلف مُخي
ماني قادره افكر .، يارب بس يعدّي ذيك الليلة على خِير
-
-
غرفة العمة رحمَة «وهّم»
-
كانت هالحلقه اللي تتابعها حالياً هي الحلقه الأخيرة من مسلسلها هذا اللي رُغم طولُه و طول مواسمُه الا انها خلصتُه ب ايام معدودَة ل كثرة شغفها و تولّعها فيه كانت فعلاً حزينة على فراقها ل هالمُسلسل اللي صار جُزء منها و من حياتها حتى إن شخصياتُه كانت
تحسهم منها و فيّها .،
كانت حزينة على فراق هالبطله خاصّة .، البطلَة
" ميساء " اللي ب نظرّها عانَت و كافحت و تعبّت لين حققت كل اللي تبيه و اهمها معاناتها مع حبيبها و عائلتها
كانت حزينة على كُل شيء و هذا كان حالها ب نهاية كُل مسلسل تشوفُه و توصلُه .،يعني ماهو شيء جديد "ظلّت انظارها تترقّب اتفه تفاصيِل هاللقطات و كُل تحركات هالممثله و هالشخصية و عالمها ب هالمسلسل
وهالنظرّات كلفتها اشياء كثير .، كلفتها ب أنها تخليها غير متصلة ب الواقع أبداً
و كأن هالشخصيَة خرجَت من جهازها و تلبسّت وهّم
و كأن هالشخصيَة وسعت نطاقها و استقرّت في جسد وهّم و تفكيرَها .، اللي رجعت لها هالحاله .،رجعت لها الحاله اللي تجيها بعد كل مُسلسل تنهيّه .، تبدا تعِيش حياة البطلة ب حذافيرّها ..سواء كانت حياتها صالحة او سيئة
-
-
ب جهة ثانية ب نفس القصر ..." -
مجلس الرجَال الداخلِي
-
كانوا موجودين الأعمام الاربعه فقط و كان واضح عليهم عدم الرضَا ب هالزواج اللي بيصيّر و لكن مالهم اي حيلة ب محاولَة تعطيّل هالزواج ل أن ورا هالزواج رأس العائلة الجد مهنّا اللي كان يقول
:" تعبنا من النكدّ و الهم .، نبي نفرَح .."
ل ذا السبب ابتلعوا جمرَة القهر بسكّات و اضطرُوا يتجهزون هم الثانيين خاصة ان هذا اول زواج ل احفاد مهنّا .، يعني الوف من الناس راح يحضرون لهُم ل مكانة مهنّا و عيالُه بينهم
و كانُوا يتبادلون المواضيّع المختلفه و المعتاده عندهم
الا ان سيّل كلامهم انقطّع من دخُول جسد انثوي ليّن للمجلِس و جملّة هزت اركانهُم صدرَت من هالانثَى اللي كانت عينها ب الارض و التوتُر و القلّق سكنها ب الكامِل لتمتم ك محاولة تمهيّد : " " ابي اقول لكم موضوع .، و يارب تفهمونُه و وتستوعبونُه .، ادري انه صعب عليكم بس لازم يكون عندكم علّم فيه "
التفت الارقاب ناحيتّها و توحّد الصوُت ماكان صعب عليهم ب انهم يعرفون ان هالبنت ماهي الا بنت من بنات اختهم رحمة اللي حضرُوا من وقت قريّب ل هالقصِر
ليتمتم العم بدر اللي ماكان عارف هي ايت وحده فيهم الكبيره او الصغيره : " انت ايت وحده من بنات رحمَه ؟. سرّاب و الا وهم ؟.
ل يصيبهُم رد وهّم اللي صوتها كان متغيّر تماماً و حالها مُختلف ب شكل كبيِر .، شكلها نفسه لكن مشاعر ملامحها مختلفه و تجيب الريبّة تماماً لتمتم ب نفِيي قاطِع : " انا ميساء هربت من بيّن ألف معركة عشان أتواجد هنا عندكم
الأعمام اللي استقرّت انظارهم عليها مابيّن تعجب و ذهُول و استغراب من كلامَها و ماكان عندهم أي خلفيه عن نُوع مرضَها ابداً .، و تعجّب الدنيا كله سكنهم من اسمها لان رحمة ماعندها بنت ب هالاسِم
لتكمّل ب ذات اسلوب التمهيّد : " أبيّكم تسمعوني زين وأبيّكم ما تخافون ولا تهاوشوني لأن هذا مو بإرداتي"
ماكان يرفرف ب ذاكرتها الا المشهد الاول بين ذيك الشخصيّة وقت قابلت عائلتها ب هالخبر اللي بين ضلوعها .، للحد اللي حاولت تغيّر فيه نبرة صوتَها لتمتم و هي تقفّل جفونها : "
انا متزوجة .، متزوجة بالسرّ من رجال احبه و يحبني .، و عندي منه ولد و بنت "
كانت مسترسلة ب الكلام و نسّت هويتها و واقعها و اسمها : " ولكن هربت عشان أهله كشفو علاقتنا .. وقررو يقتلوني " عشان كذا جيت عندكم ، عشان تحموني وتحمو عيالي منهم
انصعاق اسطوري سكّن كل اركان هالمجلِس .، الاعمام اللي ذبلت مفاصلهم و هم يسمعون هالكلام اللي تفوهت فيه بنت اختهم هذِي الصغيرَة .، اللي كانت امهر ممثلَه لشدّة اتقانها ل ملامح الشخصيّه و للمشاعر اللي تناسب هالكلام اللي تفوّهت فيِه .، الجد مهنّا فقط اللي كان يدري انها مريضَه لكن ماكان يدري ب نوع مرضها النفسي و الاهم من هذا ان الجد مهنّا مو موجود حالياً .، الاعمام الاربعه فقط اللي كانوا موجودين ب هالمجلس و شهدُوا كلام وهّم ليتمتم العم عليّ ب فوران غضب و تلظّت النار ب عيونه : " يالله اني برحمتك من هالمتخلفة علامها انهبلت؟"
ل يندفع صوت العم بدرّ اللي كان منصعق تماماً من قولَها : " وش تقول هذي ؟ يادافع البلاء عننا"
ب هالوقّت كان حُضور ضامِي و أمير اللي كانوا يتبادلون الكلاَم ب قسم أمير و الان خرجُوا ل يتجهون ل اهل القصر و يشوفون أحوالهم .، ضامي اللي وقف مذهول تماماً من وجودها و أمِير اللي تصدد للجهة الثانيَه ب مجرد ماتردد ل باله وجود انثى ب مجلس الرجال ل ذا السبب تصددد للجهات الثانيه بدون تفكير
و ب ذات الوقت اللي تمتمت وهّم بقولها المُنفعّل و كأنها فعلاً عاشت تحربة ذيك الشخصية و تقمّصتها ب شدة : " قلتلكم الموضوع راح يكون صعب عليكم بس انا مالي غيركُم .، ابغاكم تتعرفون عليه صدقوني ب تحبونُه و تعرفون ان اختياري كان ب محله ... " هو جايَ هاللحين و معاه عيالِيي ابيكم تستقبلونه و تعرفونه ب الاول بعدين تحكمون و انا راضية ب حكمكم كيف ماكان "ل تتراكم نبرات العم مروان لتتحول ل صرّاخ هز البيت و هو ينادي أخته لجل يوريها حال بنته : " رحمة يارحمة .، تعالي امسكي بنتك هذي اللي بتفضحك بين الله و خلقّه ياربي رحمتك
ل يكمّل العم علي الليي يمسك راسُه بين اياديّه وكانه عاجز عن الاستيعَاب .، كيف ابنة اختهم يكون هذا حالها ؟. و كيف تجيهم ب هالطريقه و ب
هالمكان و تعلمهم ب هالخبر الخفّي ؟.
: " " هذي علامها وش تبربر به؟. انشهد ان بعقلها فتك "اما وهّم اللي ردة فعل اعمامها كانت مشابهة تماماً ل ردة فعل عائلة البطة
بالمُسلسل : الرفض القاطع . .، ل ذا السبب تهيضّت مشاعرها اكثر و تلبستها الشخصية ب شكِل مُخيف و بدّت ب قول عبارات وفاء ل زوجها
: " صدقوني ماراح اتركه .، انا احبه تفهمون ؟ ل يوقّف العم بدر الليي غضب الدنيا وجنونه سكنوه حالياً وهو يرفع نبرة صوته على ضامِي اللي واقِف مذهُول هو الثاني : " " ضامِي تعال شوف هالبلاء اللي جبته لنا شوف وش تبربر فيه
ليكمّل العم عليّ الليي يضرُب يده ببعضها علامة الاسى و قلة الحيلة و وقوع المصيبة : عز الله لو كلامها صح ان سمعة آل مهنّا بتصير بالاراضي ب ذات الوقت اللي كانت العمه رحمة تدُور ب البيّت كله تدور على وهّم اللي ما تخليها تفارق غرفتها و مو بس وهّم حتى سرَاب .، كانت مخليه بناتها طول الوقت قدام عينّها و تحت جناحها و ماتدري كيف تغافلتها وهّم و خرجت
ب ذات الوقت اللي تمتم فيه ضامِي وهو يقِف بين وهّم و بين اعمامُه خوف ان ممكن يسوون لها شيء او يدفعهم غضبهم و حميتّهم لاذيتها : " ياعمّي على هونكم عليها .، انتم فاهمين الموضوع غلط ياعمة رحمة خذيها ل داخِل .."
اما العمه رحمة اللي فعلاً دبّ الرعب ب قلبها على وهّم لتتجِه عند بنتها اللي واقف ب جسدّها اللين ب نص المجلِس الكبير و قدامها خوالّها اللي كل واحد فيهم ينافس الثاني ب غضبُه : يمه وهّم ويش جابك هنيّا .، تعالي تعالي
و فعلاً اخذَت بنتها ل حضنّها و هي مو عارفه وش اللي قالته لهم ؟. ووش اللي جابها ل هالمكان .، ماكان يهمها شيء غير ان بنتها ترجع تحت ناظرّها من جديد تحت عبارات وهّم الكثيره واللي ماتوقفت مثل : " يمه احبه و يحبني .، يمه انا تزوجته بالسرّ بس هو قريب راح يعلن زواجنا .، يمّه اهله راح يفرقوننا عن بعض تكفين سوي شيء .، و غيرها و غيرها من الجُمل اللي تهلّوس فيها واللي كانت تحت قيّد ذيك الشخصية اللي بدت تكرر كلامها بعد
العم بدر الليي ثبّت نظره على ضامي و بنبرته اللي مازالت محشوّه ب الغضب : وشلون يعنِي ؟. ماسمعت البلاوي اللي قالتها ؟. ربي سترّ علينا و ماكان فيه رجال ب المجلس و الا كان رحنا فيها
ليصيبهم ردّ ضامِي وهو يحاول يشرح لهم حالتها ب اختصار لانه عارف انه ماراح يفهمونه : " ياعمِيي البنت مريضه .، يعني تتخيّل الاشياء اللي تشوفها و تبدا تعيشّها .، اشياء ماهِي ب حقيقه ابد ياعمِييي ..."
أما بالنسبّة لأمير اللي كان واقف خلف ظهر ضامِي .. وصاد بنظره عنها ويدينه على أطراف وجهه .. يحاول بشتّى الطُرق يحجب عن عيُونهم إبّتساماته الضاحكة .. واللي رُغم هيّبة الموقف والرعب الكبيّر الي يسكن أطراف المجلسّ مامنع نفسه من الضحك الخفي اللي ب شتَى الطُرق حاول يخفيه و فعلاً نجَح وما بانّت تراكمات
ابتساماتُه ل لموجودين ب المجلس خاصة من تمتم العم بدر ب قوله الغاضب : " " ولو يا ضامِي .. دام إن عقلها بحجم عقل البزران وجبّ عليكم توقف على رأسها .. أو تعلمنا بمرضها الي بيغربلنا .. الخطأ متلبّسك أنت وهاللي وراك الي رجعتوها لنا وهي مجنونة وحنا ياغافلين لكم الله"
ضامِي اللي اهذ نفس عميق يرتب فيه انفاسه اللي انقطعَت : " " لا حولل ولا قوة إلا بالله .. صل على النبي ياعم وش هالحكي ياللي ما يرضي لا عقل ولا قلب .. لا تسّمعك عمتي رحمة ويحز بخاطرها .. هالبّنت ماهي بمجنونة ولا بزر لأجل تستنفصها كذا .. هذا مرض والمرض مافيّه شماتة ياعم .. وإن كأنك تبيّني أوقف حارس على بيّبان غرفتها ماعندي مشكلة .. المهم ما ينحكى هالحكي من جديد !"
ب مجرّد ما انهى ضامِي كلامه المندفِع هذا بنبرتُه العاتبَة انتشر السكّات بالمكان .، و كأنهم للتو يستوعبون ان هاللي فيها فعلاً مرَض نفسِي كانت هي ضحيتُه .، ماعرفوا وش يسوون و صارت وهّم هي حديث هالمجلس .، ف من جهة يقولون لو كان فيه رجَال غُرب ب المجلس و سمعوا المصايب اللي تلفظت فيها ويش راح يصير ؟. و من جهة عاتبيّن على ضامِيي و أمير اللي جابُوها و هي الا الان ما تعافّت .، لكن وضح لهم ضامِي ب طريقته ان اكبَر غلّط في حق مرضها انها تظلّ ب المصحة .، لان هي ما انتكسَت حالتها الا من هالمصحّة
ل يلتف ضامِي على أمِير اللي كان مُلتزم السكّات تماماً و ما تفوّه ب كلمَة و للتُو كان بيكلمُه الا قاطعه أمِير من شاف ارهاق ضامِي الواضح من كلام اعمامُه له و عليه : نمشي ؟."ل يرف جفن ضامي ب الايجَاب و ينسحبون هالاثنين من المجلِس ب كُل هدوء و انسيابيه
-
-
اما بجهة ثانية بالليِل
آدم
كان أكثر واحد من العيَال مايجلّس ب القصر أبداً .، وجوده قليل و حِيل مايجي فيه غير وقت النُوم و كم ساعة زمان بس لجل يتطمّن على شدا و يشوفوه أبوه بعد ..،"
كان غالبيّة وقتُه مع صاحبُه « سالم » رغم انه بالفتره الاخيره اكتشف فيه ل يرف جفن ضامي ب الايجَاب و ينسحبون هالاثنين من المجلِس ب كُل هدوء و انسيابيه
-
-
اما بجهة ثانية بالليِل
آدم
كان أكثر واحد من العيَال مايجلّس ب القصر أبداً .، وجوده قليل و حِيل مايجي فيه غير وقت النُوم و كم ساعة زمان بس لجل يتطمّن على شدا و يشوفوه أبوه بعد ..،"
كان غالبيّة وقتُه مع صاحبُه « سالم » رغم انه بالفتره الاخيره اكتشف فيه و آدم اللي قاطعُه و اعتزل عنه ل ايام معدوده ماصادفه وو لا حتى كلمُه او اجرى معه مكالمَة لأن على قولُه ان ان رجع نفسه سالم صاحبه القديم راح يرجع له .، و هذا هو انسكَب صوته وسط مسامع سالِم ب استفسارَات من خلالها راح يعرف حاله صاحبُه الهايّم هذا : " للحينِك على ما انت ؟. و موضوعك نفسه ؟. ان كان نفس الموضوع ف خليني امشي من هاللحين
و كأن سالم كان غير مُتصل ب الواقع ابداً و كأنه للتو ينتبِه ان فيه رجَال يشاركُه المكان .، وفعلاً هو تو ينتبه ل يلتّف على آدَم و يبدا يرددد كلامُه بباله ل يبدا يرد عليه ب قلّة حيلة تماماً و كأنه المغلوب على أمرُه : " " يارجل خاف الله بهالقلّب .. تشوف مالي غيّرك لأجل أفضفض لك ! هالقلب فاض فاض حيّل من حبها .. خلني أقلل من الثقل اللي فيه لك "ل يصيبُه رد آدم اللي التف عليه ب حدّة مناسبة ل شخصيتُه خاصه انه يبغَض الكلام ب هالأمور .، امور. العُشاق و البنات و الزواج و ماغيرَها ليهز كتف سالم بشدَه وكأنه يحاول يوعيّه : " أنت اللي خاف ربّك .. هذي صارت و بتصير من شرفك ماهو بصحيّح ترمي قدام مسامعي أوصافها ياسالم تكفى لا تطيح من عيني زود و كف لسانك عنها "
ليترّنم صاحبُه سالِم ب نبرَة كلها يأس ل أنه عارف هالليي مشغله خياله و مدمرّه قلبه مستحيل راح تكون له ب يوم من الايام و كان الموضوع عادي عنه لولا انه شافها و ياليتُه ماشافها : " والله مالي حيّلة يا آدم أنا مانيّب شاعر .. لأجل أكتب بها هالقصايّد ويرتاح هالقلب ومانيّب رسّام لأجل ألون باللوحة وجهها وأتأمله وتنصب الراحة بروحي ولالي صوت مزيُون لأجل أشل المواويّل حب فيها .. مالي غيّرك !.
ل يلتزم السكّات للحظه من الزمن و هو يتأمل ب ملامح آدم الحادَة واللي كانت مرتكزه عليه : " " انا لو ما تكلمت ومافضفضت ل احد عن اللي شفتُه و عن وصايفها راح انجنّ و راح انهبِل .، كفّ مسامعِك عن هواجيسي هذِي و لا تلقينّي بال لكن خلك موجود .، خل احس ان فيه احد حولِي لجل من اهلوّس فيها محد ينقد عليّ و يقول هذا مجنون و منتهِيي ..و " تراني مانيّب ب رخمة و قليل مرّوة بس اللي شافته عينِي ماينسكت عنَه و حتى لو مانطق فيه لسانِي راح يوضّح على وجهي
آدم اللي طغاه الذهُول الخامّد على ملامحُه ب شكل هادي و حِيل .، ل أول مره يلمح صاحبه ب هالحَال و لأول مره يكون تركيز و خيال و هواجيس سالم تجاه بنت وحدَه بعد ماكان جوالُه بيغمى عليه من ارقام البنات الموجودين فيه .، اما الان لا ماصار لسانُه يلّج الا ب بنت وحدَه و اللي مايبي يقُول اسمّها و كأنه حفظ على بقايا غيرتُه و مايطريها غير ب : « الغزال »ليتمتم ب عدَم رضا نهائي : " انثر اللي بداخلِك والله يطهر سمعِي عقب حكيك .. وخلنا نشوف وش هالنهايّة معك ومعها .."وكأن كلام آدم هذا ل سالِم يعطيه تصريّح و موافقَه ل رضاه البسيّط ان يذكُر طارّي حبيبتُه قدامُه رُغم انه مو راضي مو راضِي أبد لكن يعرِف شخصيَة خويّه و يعرِف حالته هذي اللي ل اول مره يشوفه فيها و توصل فيه ل هالدرجة .."
- -
ومرت الأيّام مثل غمّضة عين .. يوم ورى يوم وأسبّوع وراه أسبوع .. وهذا احنا نقف مقابل أعتَاب الليّلة الموعودة .. الليّلة اللي غيييييير عن كل الليّالي على كل فرد من أفراد عائلة آل مهّنا .. بكل شعور فيَها غير .. سنيّن طويلة الفرح غايّب عنهم .. والحزن مخيّم عليهم ! ولكن هالليّلة بينثرون عن أكتافهم حزن السنيّن الماضيّة .. هالليلة بظنونهم رح تكُون ليّلة فرح وبس .. ليّلة رح تكسو الضحكات وجههم .. ومارح ينجرون ورى طاري الحزن أبد .. ورغم الهُدوء ومرور الأيّام اللي مضت بسهولة تامة وغريّبة محد ظن إن الفرح مُمكن يغيّب ...
(زواج كيان)
« صدقيني بينهبّل »
كانت هالكلمتين صادرة من شدا الليي كانَت مركزَة انظارّها على كيَان اللي للتو انتهَت من المكيَاج و اللي اصرّت شدا ب انها هي ترُوح معاها المشغَل و هي تتطمن على شغلها ب نفسها .."
التفَت عليها كيَان ب نظرَات استغراب خامدَة ل تكمّل بعدها شدا ب نبرَة ملهوفه و متحمسه و شغوفة اكثر و هي توضح مقصدها الواضح اصلاً : « " مربي الحيوانات اللي مابعمره تأمل وجة يحمل كل هالحلاوة بتفاصيله .. لو يلمح طرف خدّك تخدرت أطرافه .. الله يجمّله بالصبر هالليلة"»
كيَان الليي تصددَت للجهة الثانيَه ب كُل هدوء العالمِين و السكَات الطاغِي كان هُو اللي منتشر فيها و ما فيه غير شدا اللي تتكلّم عندَها تحاول تخرجها من سكّاتها المرّ هذا و كأنها تبث الهواء ب مخلوق ميّت
: « " تدرين ؟.لو تسمعِين كلام خفُوق عن القاعه و تحضيرات الزواج و المعازيم اللي حضرُوا راح ترتفع معنوياتِك حيييل .، ماخلّت و ولا بقّت و هي تمدح ب كل شيء .، مع ان كل شيء صار بسرعه بس النتيجة اسطورية "» ...."
ل يصيبَها ردّ كيَان الهادي و جداً من تمتمت ب قولها و هي تنقل نظرها بين شكلها بالمراية و بين شدا
: " خلصتِ من كلامِك ؟»
شدا اللي تسلل الفرَح ل داخلها كون كيان بدَت تتأمل نفسها بالمرايه و تعدل شعرَها والاهم انها بدت ب حوار ل ترّد عليها : " " ايه .. بخاطرك شيء ؟"لتمتم كيَان ب هدوء : " خاطرِي انك تروحين للقاعه اللحين دامك متشفقة هالكثر للزواج ...عشان تساعدين أختك وتخلصين باقي التفاصيل اللي تحتاج آخر اللمّسات واللي انا وصيتّك عليهم ب البيت .. أنا مطولة شوي تعرفين عروس "
ل ترّد شدا اللي اعتدلت ب طولَها و رمت جوالها داخل شنطتها ب استعجال و كأنها تنتظر الشارة ل أنها هي انتهت من كل شيء ب عكس كيَان
" أجل تمام دام الوضع كذا .. ودامني أصلاً تطمنت إنهم مارح يقلبونك مهرج كل اللي كنتي تحتاجينه وحده تبرز تفاصيّل وجهك وجماله وهذا اللي حصل الحمد لله .. يالله باقي بخاطرك شيءّ ؟"
ل ترّد كيان اللي كانت تنظُر ب ملامحِها اللي برزّت و ظهرَت ب شكِل مُلفت و كبير من لمسات مكياج بسيطه كان دورها بس تألق ملامحها المنطفئة اكثر
: " " لا ... انا راح ارجع مع السايّق من المشغل للقاعَه على طُول .."
ل تبتسم شدا و هي تمسح على كتفها ب خفه " اجَل اشوفك هنَاك ان شاء الله
..هيا مع السلامه و شوي و تجيك مصففة الشعر و اعطيتها تفاصيل التسريحة لاتخافين .."
و ما كان من كيّان الا تترقبّها من المرآه و تهز راسها ب الايجاب للحد اللي اختفت فيه عن عينَها .."ب جهة ثانيَة « قاعة الأفراح » .. -
قسم الرِجال ...
-
عند بوابَة القصِر ..
- كان الحال مكركّب نوعاً ما .، ماكانت الكركبة في حالهم الظاهري كانت الكركبه في دواخلّهم .، دواخِل الاعمام و دواخِل سهلّ و آدَم و باقي اولاد العمّ اللي ما شبّوا الا على كُره " نسايّ " و كأنه مبدأ من مبادئهم اصروا
الاعمام على غرسه فيهُم ..
- ب عكس الجد مهنّا اللي كان مبسُوط و حِيل بعَد و اللي من فرحه يبغى يطيِر و ب ذات الوقت يشاركونه الفرحة ضامِي و أمِير اللي كان كل واحد عنده شغلَه حالياً .، ...
نسايّ اللي كان واقف عند سيارتُه ب اطلالتُه النهائيَة ثُوب أبيَض مكوّي ب دقَه على مقاس طولُه الشاهِق و عراضَة جسدُه و مناكبُه ،. و فضَح عضلاّت ذراعه الصلبّه ل شدة ضيقُه من الجزء العلوِي .، مع شماغ حمرّاء مزيّنه ب عقَال أسود و استثنى هالليله ب أنه يرفع شماغه للاعلى مثل عادتُه .، خلى شماغه على عادتها تنتثِر على كتفُه .، مع جزمَة سودّاء لامعه و جديدَه وكبكّ يد فضيّ مُناسب مع ساعته الجلّد السودَاء اللي نابعه عن ذوق خاص ماله مثيّل ...، وماكانت اطلالتُه مختلفه بس من الاغراض المحسوسه .، لا .، حتى عوارِض ذقنه اللي كان يحبها ب أن تكون ثقيله هالمره خففّها و رتَب عوارِض فكّه حتى يكون مظهرُه ب أنه فعلاً عريِس و هالتغييرَات مازادتُه الا فخامَة ممزوجة ب اثارة و شبوبيَة مالها مثيّل .، و كان عبق عطرُه عباره عن بخُور ثقيّل ممزُوج بعطرّه الرجالِيي اللي مايغيرُه ابداً ليتكوّن تركيب ل عبق موجعّ و فخم يصدر منِه .."
كان واقف بجانب سيارته السوداء
الكبيره و بيدُه جوالُه ل حتى يقطَع هدوء حالتُه اللي ماكأنه عريِس ابداً ل شدة هدوئه و برودُه صوت ابغض عم من اعمامُه اللي كان واضِح الحقّد فيه و عدم الرضا ل خسارتُه كون كيّان صارت زوجَة هذا المنسي اللي قدامُه : " " لاتحسب نفسِك الربحّان يا ولد غانِم والله انك تبطِيي ...بعدك ماشفت شيء ... "
ل يصيبُه رد ابن اخُوه البارِد هذا اللي مايرتفع غيضُه الا ان جات سيرَة أمه و اللي كان حالياً ب اهدى مزاجاتُه : " وشدعوه ؟. حنا داخلين حرَب ياعمي ؟."
ل يصيبُه رد العم علِي اللي كان ب
جانب أخوه حين قال ب ذات الغيض : " " لابالله معركة كرامة .. وخل عندك علم محد بيخسر بها غيرك .. و محد بينهان فيهَا غيرك .."
ل تهرب ابتسامَات و تستقرّ على ثغرُ هذا المنسي وهو يهز راسه ب أسى باسِم : "
" إستهدوا بالله بس .. مهب لأن بنتكم صارت تحت شوري قمتم تهبلون بالكلام .. عيّب ياعم كبرنا على حكي البزران اللي تقوله .."لينهِي هذا الحوارّ اللي تعوّد عليه هالمنسِي و على طريقة انتهاء اعمامه له حين قال العم بدر ب نبرَة حامية : " " بنتنا مصيرها بترجَع لنا و ترجع تحت جناحنا من جديد ..و بتشوف "...
و بمجرد ما انرمى هالكلام اتجهوا هالاثنين ل داخِل القاعه ف هم
مجبورين يقابلُون الضيُوف و
مايغيبون عن مناسبة مثل هذي ..، خاصه ان المعازيم يجونهم من كُل حدب و صوب ل أن الكل يبغى يشُوف زواجات عائلة آل مهنّا ... نسايّ اللي تبسَم ببرُود ساخِر على حالهُم هذا و اللي على كلام جدُه ب أنه راح ينتهي ه الحال ب مجرَد ما يتمّ هالزواج و هو ماله الا ينتظِر و يشوُف
ب الوقت اللي جاء فيِه ضامِي اللي وقفّ سيارته ب الجهة الجانبية للقاعه و بين اياديه بشّت و كان خلفُه أمِير و يبعده ببعض الخطوات و كلهم متجهين ناحيتُه
: " تخيَل .. لفيت هالمحلات كلها بس عشّان ألبي رغبتك وأجيَب لك هالبشت اللي كله سواد الله لايسوّد قلوبنا .. تعرف عريّس وماينرفض لك أي طلب ب ذات الوقت اللي جاء فيه أمير و هو يثبّت قطرَات من عطره العوّد حول معصمُه و كأنه ينهي اطلالته هو
الثاني ل يبتسم ب قولُه : "
" والله شوريي عليك يا نسايّ .. تستغل هالميَزة دام مفعولها بيبقى يوم واحد بس .. آمّر ؟."
ليبتسِم نسايّ اللي اخذ البشت من يَد ضامِي و بدا يتمتم ب قولُه : " والله لو لكم حيّل والا قوة و تبون تسوون فيني معروف .. خذو عيّال مهنا من بين عيوني .. خلوني أخذ راحتي ب هالليلة "ب مجرد ما انهى كلامُه تراكمت
ابتسامات ضامي و تحولَت ل ضحكة ل يقول بعدها : " عاد لنا حيَل على كل شيء إلا على عيال مهنا ..
" ليبدا ي عاتبُه ب خفه " وبعديّن يارجل أنت مشيت كلامك عليهم .. المفروض تروح ترز طولك ذا عندهم وتملاهم قهر .. ليه تنقهر أنت مانيّب فاهم "
ل ينظر فيه أمير بعد وهو يهز راسه ب قلة حيلة و ب ذات الوقت نبرته كانت ممزوجة ب عتب لأن من كلام نسايّ واضح ان اعمامه اختلُوا فيه و كرروا موالهم الدايّم : " " يارجل هذا عصبي .. العصبيّة تسري بعروقه حتى وهو المنتصر تلقاه يا منقهر يا زعلان .. مدري متى بيروف بروحه .."
ل يرّد عليهم نسايّ و هو ينثر البشت الأسوَد على جسدُه من رمى نفس عميق : " محد بيفهمني .. ياعالم أنا ما يبقى بي عرق صاحي من ألمحهم .. شياطيّن والله .."
ضامِي اللي بدَا يعدَل البشت على نسايّ أكثر و يتفحصه على طوله أكثر وهو يبتسِم : " الله أكبر بس يا ملاك آل مهنّا .. أقول إلبس بشتك وأنت ساكت .. خذيت وجه بزيادة وقمت تتعالى علينا..."و ماكان رد نسايّ الا ابتسامَة خاصه من رمَى عليهم أمير الساعه و اللي المفروض الآن يحضرون كل المعازيم و لازم يكون العريس موجُود ..
-ب جهة ثانيَة ... « قاعة الحريم ..» " شتات "
-
ماتذكُر متى آخر مره حضرَت زواج ك ضيفه عاديه مثلها مثل باقي المعازيِم .، لأن من ساعة ماوعّت عالدنيا و دخلت ل أول مره قاعه افراح ب حياتها كانَت ب هيئة مُطربة أفراح وماقد حضرَت زواج ك انسانه معزومة عليه ل قلّة معارفها ..."
هذي هي المره الأولَى الليي تكون ب قاعة و تنظر لها من نظرة المعازيم بعيد عن دور المطربة .، رُغم انها اقترحَت ب وّد على كيَان انها تغنى ب زواجها لكن ماكان واضح على كيّان القبول مو ل كرّه فيها لكن من الجملة اللي قالتها حين قالت لها : « خبّي صوتك ل مناسبات و أفراح أرقى ...هالليلة ماتسوى ..» ...
كان واضِح على كيّان عدم الرضا و حِيل بعد .، و من جهة ثانية جدها مهنّا اللي اصرّ ب هالزواج ب أنه يعلِن ل كل الناس ب رجوع حفيداته تحت جناحُه من جديد يعنِي راح تكُون عند جهة جدتها و حريم خوالها بعيد كل البعد عن مكان المطربة
و صدمة الحُضور ما تصدّق ل شدة ذهولهم ان مُطربة الافراح المشهورة والمعروفه على مستوى هالمنطقة ماتكون الا حفيدة من حفيدات آل مهنّا ... !
"
عدلّت طرَف فُستانَها الكُحلِيي الغامّق الماسِك تماماً على جسدَها و ب ذات الوقت ماتوقفت يدها عن تعديِل خُصلات شعرها اللي تتمرّد على ملامحها .، و من جهة ثانيه كانَت مُراقبَة اخت شدا " خفُوق " الليي ماتوقفت للحظه عن النظَر لها و
مُراقبتها المُراقبة المحبوبَة .، و ما اكتفت خفُوق ب مراقبتها من بعِيد بس ف هذي هي تقترِب منها ..
ممكن مدة معرفتها ب خفُوق اربع ايام فقَط ،. لانها للتو استقرت ب السعوديَة بعد ماكانت ساكنة ب الامارات .، و مع بعثرَة الزواج و تجهيزاته ماكان فيه وقت حتى يتعارفون ب شكل اكبر ..خاصة ان خفُوق كانت في بيت زوجها و ما حضرت عندهم الا مرتين تقريباً
لتتقدم عندها خفُوق بابتسامتها الآخاذة من قالت
: " ياكُبر حظيّ دام المُطربة اللي
مصرّة اني اجيبها ب عرس اخواني ل كثرّ حبي لها ماتكون الا بنت عمتِي ...والله ل هاللحين ماني ب مصدقة ..."شتات اللي تبسمّت لها و ماكانت عارفه ايش المفترَض ترّد عليها الا انها قالَت ب رنينها الانثوي الواضح : " و لو ودّك تجددين زواجِك و اغني لك ب عرسك انتِي بعد ماعندي مانِع ..."
" ايه بالله ودّي ...ماغير وش يفكنا من لسان العرَب يقولون وش هالمهبوله اللي تسوي لها عرس بعد كل هالسنين ؟."
كانت هذي جُملة خفُوق اللي رمتَها على شتّات اللي اكتفت ب الابتسام فقَط و اتجهوا بعدها هم الثنتين عند الجدة ذهَب و العمَة رحمة اللي كانوا واقفين عند باب الاستقبَال ...و ماغابت عين العمه رحمة لوهله عن بناتها اللي كانُوا جالسين ب طاولة قريبه منها حتى بس تتطمن عليهم .."
كانت أجواء الزفاف فعلاً آخاذه و مُلفتَه و مُبهرة ب شكِل كبييير .، سواء من القاعه الفخمَة جداً او من الكوشَة و زينتَها اللي نابعه عن ذوق راقي ماله مثيّل او من لبس العاملات و طريقة تعاملهم ؟."
الكُل كان فرحَان ب هالزفاف ماعدا حريّم الاعمام اللي كانُوا يظهرون الوّد و الفرح و يكتمون البغض و الزعلّ .. خاصة « خالدة » اللي توقعت ان كلامَها ل كيان راح يخرّب هالزواج وممكن يخلِيها ترفُضه ومايتم هالزواج كلُه .، لكن بعد ايش ف هي خلاص صارت زوجتُه و ملكتها كانت اليوم العصِر عليه و تمّ كُل شيء .. لكن ماكان بيدها أي حيلة تماماً مثل زوجها و اخوانُه .."و شدَا اللي كانت تدور ب فستانّها الناعِم المنفوش اللابق تماماً لشخصيتها و طابعها المرِح مع قصّة شعرَها اللي زادتها نعومَة و براءة مالها مثيل و كأنها بنت ال 1٤ سنه ما كأنها ب السنة الاولى من الجامعة و ب عُمر ال 1٩
و بيدها المُبخره اللي يفوح منها اطيب انواع البخُور و بجانبها شادِن اللي ماكانت تختلف عنها كثيِر كانوا متشابهات و حِيل الا ان شادن شعرها اطوّل اكثَر .. و بدت مراسِم الزوّاج .، و بدَت المُطربة ب الدقّ و صوتها اللي كان يرّن ب أركان ه القاعه و اللي كانت من اختيار شتّات اللي اصرّت ان هالمطربه هي اللي راح تحييّ الزوَاج .، و توافدُوا الضيُوف اللي كانوا من كل الفئات حريم كبار و نساء و بنَات و أطفّال للحد اللي امتلت القاعه تماماً ..،"
و الكُل كان يسئل عن البنَات الثلاث الجدد اللي انضموا ل عائلة مهنَا و قامت شدا ب المهمة ف هذي هواياتها ب أنها تحكي عن عائلتها او تعرّف عن أفرادَها و استمرّ الزوَاج للحَد اللي اقترَبت زفّة العروسة اللي ل حد الآن مالها أي آثر .."
ماكان الموضُوع مُستغرّب الا عند البنات ف الساعه اللحين قريب ال 11 و المفترَض تكون زفة العروسة اللي المتعارف عندهم ب انها تكون بعد ساعة يعني ع الساعه 1٢ ..."
شدا اللي حاولّت تطمّن نفسها وتقنِع نفسها ان مافيه شيء غرِيب و هذي بدّت تتصل على كَيان اللي مافيه منّها أي رد ... اصطنعت الطبيعية و بدت تتصل مره و مرتين و ثلاث و عشرّ .، و مافيه أي رد منها ..."
ماغاب توتر و اضطرَاب شدا عن
خفُوق اللي كانَت مُشرفة على كُل شيء ب القاعه ل تقترب منها و هي تزيّح فستانها الطويل حتى تقدر تمشِي : علامِك ؟."ل ترَد شدا اللي حاولَت توازن انفاسها : " كيان للحين ماجات ؟. و ادق عليها من اليوم ماترّد .."
خفُوق اللي انصعقَت انصعاق تامّ و هي تقترِب اكثر من شدا لانها تذكرت ان غرفة العروسة كانت مقفله و
توقعت ان كيان تبغى تاخذ راحتَها ل ذا السبب ماتفقدتها
: وشلُون ماجات ؟. شدا تكفين المعازيم ينتظرونها .."
ب ذات الوقت اللي سمعت كلامهم الجدَة ذهّب اللي كانت تبغى تتطمن على كيان ل أن استحالة يخفى عليها حال كيان ب الايام الماضيه ف تبغى تشُوف حالها اللحين و ب ذات الوقت ب تشوف طلّتها ب الابيض لكن اللي انصدمت منه انها دخلَت الغرفة الخاصه ب العروسة و لقتها فاضية تماماً الا من بعض اغراضها ل تتجِه عند خفوق و شدا اللي كانُوا واقفين ب ممر بين القاعه و بين الممر الخاص ب الغُرف ...
لتمتم ب استفسار حادّ : " " بنت عمِك وينها فيه ؟"
شدا و خفُوق اللي التفوا عليها ب ذات الوقت ل ترّد خفُوق وهي تنفث نفس عميق : " ماندري ياجدة ماندري .، للحينها ماجات الجدة اللي اتسعت عينها الصغيرَة و هي تمتم و يدها على عصاتها : " ويش اللي ماعندك علم ؟." العرس صار ب نصه و الزفه قربت و هي ماجات للحين "
ل ترُد شدا اللي تحس ب أنها هي المُلامة ل كل هذا ل انها هي اللي كانت معاها اخر شيء : " " ما أدري والله ما أدري .. هي قالت بتجي مع السايّق وللآن مامنها حس .. لي ساعة أتصل عليها جوالها مغلق
تمتمت ب هالكلام ب ذات الوقت اللي تكررر فيه الاتصال للمره اللي لا تعد من كثرها .."ل يرتفع صوت الجده ذهب ب دُون وعّي منها و هي تضرب ب عصاتها ب الارض ب حزِم مُفجع : " " شلُون مغلق .. وش هالحكي اللي ينقال .. عروس بليّلة زواجها جوالها مغلق ولا لها حس .. فيه زواج بدون عروسة ؟ إنهبلتي يوم انك تركتيها لوحدها ؟.""
شدا اللي تراجعت ب خطوات للخلف ب خوف من حزّم جدتها هذا و هي
تخبىء نصف جسدها خلف خفُوق : " " جدة والله هي اللي قالت لي انها ب تتاخر عشان كذا انا جيت مع آدم قبلها .."الجدَة الليي ارتفعت حرارتها و تصاعد الدمّ ب جسدها ل شدة غضبَها و هي قاعدة تفكرّ ب العواقب اللي اكيد راح تكون خطيرَة ان صار اللي ببالها : " ووشلون هاللحين ؟؟. البنت وينها ؟؟. كلمي ذا المشغل الزفتت وشوفي وش صار عندهم ؟"
كان واضح نوعاً ما الجوّ المتوتر اللي فيِه الجدة ذهَب و البنَات ل حريم الاعمام و للعمة رحمَة و ل شتات اللي جوّ كلهم ناحيتهُم .، كانوا المعازيم يعتقدون ان هناك زفّة معتاد عليها ب الزواجات قبل زفة العروسه او انهم يتجهزون ل زفة العروسة ماكانوا ي عتقدُون ان العروسة اساساً مالها وجُود ..
" حتى السواق اتصل عليييه وولا يرّد كانَت جُملة شتات اللي كيان راحت مع سايقها الخاص و ماكان صعّب على شتات ب انها تفهَم الموضوع من كم حوار نطقُوه و من ملامحهم المُريبه و القلقه .."
ل ترد خفُوق : " و يمكن صاير لهم حادث .،"
ل يصيبهم ردّ الجدة اللي كان على مسامع كل افراد هالعائلة اللي كانوا حريم الاعمام و العمة رحمة و البنات من قالت ب نبرة حادّه ل شدة غضبها :" -لو صار لهم شيء كان درينا .،. ما خلونا كذا نضرب اخماس ب اسداس وولا احنا عارفين شلون نتصرّف .."
خالدَة اللي اخفّت ابتسامتها الواسعَة جداً .، كانت تحسب ان كيّان سوت كذَا من الكلام اللي قالته لها ماكانت تدرِي ان كيّان من يوم ذاك الحدث و هي مقررَة لتمتم ب اصطناع للتوتر اللي هم فيه : " هاللحين وش الدبره ؟. المعازيّم يحترون زفة العروس .، الوقت تاخرّ .، عز الله انفضحنا الليلة .."ل تمتم خفُوق اللي تحاوّل تدارِك الوضَع و عينها على المعازيم الكُثررر : " " خليّنا نقلطهم على العشّاء .. عالأقل نمرر وقت لحتى نفهم سبّب غيابها طول هالوقت ""
لتمتم حسنة اللي كانت زوجة العم
مروَان المشابهة نوعاً ما ل خالدة لتمتم ب قولها : " " ما أقول غير الله يستر .. والله يعدي شر هالليّلة على خير وما ينفضح إسم آل مهنا .."
و فعلاً قلّطوا المعازيم على العشَاء اللي المفترض يكون بعد الزفَة و ماكان غايب عن أنظار المعازيِم شدة التوتر و القلق اللي كانوا فيه أهل الزوَاج ل تتقدم وحدَة ناحية خالدة لتبدا تسألها : " " وش هاللي حاصل يا خالِدة ؟.".. ماخبّرنا تروح العروسة بدون ما نشوف وجهها .. وش سر هالليّلة ؟."
كانت هنا فرصة خالدة قوية ل تحقيق مُرادّها و فضح هالعائلَة و خصوصاً ذاك المنسيّ لتمتم باصطناع لعلامة الفُضح : " " لا تسألين .. والله يا سالفة هآل مهنا سالفة ! ساكتين وبالعين ألسّنتهم من خوفهم من هالذهب . . البنت ماجاءت ولا أنسّمع حسها طول اليوم .. والله أعلم وين أراضيّها "ل ترّد الضيفه اللي تغيرّت ملامحها تماماً : " " اللي سمعته قالُوا انها راحت ل بيت رجلّها صحيح ؟"
ل ترّد خالدَة اللي بواسطتّها بدا ينفضِح الخبر هذا اللي الكُل حاول يخبيّه حتى يسترون على ه الفضيحة
: " "وين ياحظي ؟.. هذا عذر يتعذرون لكم فيه .، البنت لهم ساعة يتصلون عليها و ماترد لا هي وولا سايقها والله اعلم وين ديارها "كيف عروس ماتجِي ب يوم زواجها ؟. اجل ل مين هالكوشة ؟. و ينها فيه ؟. و مع مين هاربة ؟. ل هالدرجة ماتبي زوجها ؟. اجل ليه وافقَت ؟. .. ويش صاير ؟ الله يسترنا ب ستره .."
كان هذا الكلام اللي يتداوَل بين المعازيِم اللي وحدة عرفت و قالَت للي ب جنبَها و اللي ب جنبَها قالت لامراه ثانيه سالتها .، و لحظة و راها الثانيَة بانّت السالفه للمعازيِم اللي بدُوا يقل وجودهم دليل خروجهم من القاعة و انتهاء الزواج ب نظرهم ب فضيحَة .، كان عادي نوعاً ما ان ما كانت العروسة موجودة ل أن الاغلب يعتقد انها ماحضرت للقاعه وماتبغى الزفَه ف تتجه لبيت زوجها ب شكل مُباشر
لكن لولاَ خالدة و حسنة حربم الاعمام ما فضحوا الموضوع ماكان أحد عرِف
خاصَة ان الكوشة كانت مزينة ب شكل ماله مثيّل و الكوشة ماتتزين الا ان كان فيه زفة أكيدة للعروسة .."ب مكان ثانِيي ..مُغاير تماماً ل هالمكان ..
كانَت تنظُر ب جوالّها الليي احترّق تماماً من شدة الاتصالات ..." كانت مقفلَة الصوت و تلمَح اسمَاء
المتصليّن فقط .، شدا و خفُوق و الجدة ذهَب ...ماتوقف للحظة جوالّها اللي بيغمى عليه من اتصالات هالثلاثَة بالذّات ..
و مو بس جوالها حتى جوال السائق حقها اللي وصتُه انه يقفّل جوالُه هو بعد ل أن ب مجرد مايرّد عليهم راح يعرفون موقعها هي ويِن و هذا اللي ماتبيه ..."ب مكان ثانِيي ..مُغاير تماماً ل هالمكان ..
كانَت تنظُر ب جوالّها الليي احترّق تماماً من شدة الاتصالات ..." كانت مقفلَة الصوت و تلمَح اسمَاء
المتصليّن فقط .، شدا و خفُوق و الجدة ذهَب ...ماتوقف للحظة جوالّها اللي بيغمى عليه من اتصالات هالثلاثَة بالذّات ..
و مو بس جوالها حتى جوال السائق حقها اللي وصتُه انه يقفّل جوالُه هو بعد ل أن ب مجرد مايرّد عليهم راح يعرفون موقعها هي ويِن و هذا اللي ماتبيه ..."الآن تحِس ب انتصارَها الانثوِي
البسيط ب نظرّها .، الان لقتّ ردّ و انتقام ل كل اللي سوّاه فيها .، سواء من ناحية الحريق او من ناحية الكلام اللي كان هو شرارة نارّها هذي ..."
و ماكان هو فقَط المقصوّد ب انه يفضَح و ينكسر تماماً ب هالحركة لا .، كُل اعمامها و جدها بعد
لأن ماكانت راح تعرف عن كلامه ذا لو ما سمعته .، ماكانت راح تعرِف لان ولا واحد من اعمامها وو لا جدّها قالوا لها و الكل سترّ عليه هذا وعلى قولتهم يكرهونه اجل كيف لو يودونُه ؟،"استحالة تنسى شعورَها القاتّل وقت انرمَى على مسامعها الكلام .، استحالَة تنسَى كسرَة القلّب والخاطر و الرُوح اللي مرّت فيها ...كانت تبغى توريه و توريهم ان حتى لو أبوها و أمها
أموات هي تقدَر تاخذ حقها ب يدّها .، وماتحتاج جموع رجال هالعائلة حتى يوقفون معَها ..."
استحالة تنسى بكائها طول الليل .، استحالَة تنسى ان جدّها ب الذات هو اللي عرضَها عليه و كأنه يبغى يتخلص منها مثل ماتخلّص عمها علي من خفُوق
و كُل ماتحاوِل تهدىء و تتوانى عن فعلتّها هذِي يرجع كلامه الصادر من صوته الرخيّم يرُن ب اذنَها ..."
الآن هي فعلاً مُرتاحة وماهمها ايش راح تكون العواقب اللي اكيد راح تكون خطيرَة ...الشيء المهم عندها انها رجعّت كرامتَها و ردّت لعريسها المنسي و لرجال العائلة حركتُهم فيها ..
لتمتم ب هدُوء : " أنوَر لفلف ب الشوارِع ل حد ما اقولك نرجع للبيت .."و فعلاً نفّذ أنور كلامها و بدا يلفلف ب الشوارِع بدون أي نيّة ل مكان مُحدد و ابتسامتها ماتوقفّت و هي تلمح الاتصالات الكثيره اللي احرقّت جوالها .."
-
-
-
ب جهة ثانية ..
« لك أنسة شدا سدقيني مابعرف عنا شيء .، هيّ خرجت من عنّا شيء قبل ساعتين من هلاّ .."كانت جُملة عاملَة المشغّل اللي كانت تعرف شدا حِيل و تفاجآت من اتصالها المندفع و السريع
ل ترُد شدا الليي الدنيَا قايمَة قاعده و كأن اعصار قوِي مرّ ب الزواج و دمرُه تماماً :" طيب ماقالت لك وين رايحة ؟ ماقالت لك شيء ابد قبل ما تطلع ؟. جولِي كيّان للحين ماجات شوفي الساعه قريب 1٢ و نص .."
جولِي اللي انفجعَت تماماً هي متاكده كيّان ع ال ٩ طلعت من عندها ل ترُد : " والله مابعرِف قلتلِك هي خرجت من عندي بكيّر .، لك هي حتى شعراتا ماخلتني سرحهن انشغل بالي معِك والله .. « " وش الدبره اللحين ؟. و الله للحين مانِي مصدق انها هي بالذات تسوّي هالسواه .." »
كانَت هذي جُملة أمير المنكسرَة و اللي كانَت ممزوجَة ب ذهول طاغِي جنوني ماله مثيّل
ل يصيبه رد ضامِي اللي كان يتأمَل ب نسايّ اللي كان يسلم على وفود
المعازيم اللي ماتوقفوا عن الاندفاع ا يتمتم ب ذات حالة أمير : " " نسايّ المهم هاللحين و شلون نعلمه ؟. أمير الموضوع ترا صعب حِيييل
ل يرُد أمير ب اندفاع مُستعجل : " " إقطع هالحكي .. والله لو ينسّمع هالكلام لينتهي هاليوم بأسوء مايكون"
ل يرُد ضامي اللي باقي له خطوات قليلة و يُوصل ل مرحلة الجنون و هو يتخيّل ردك فعل نسايّ اللي أكيد راح تكون خطيييييرَة : « " شلون نقطعه يا أمير .. مصيره يعرف مابقى شخص بهالمكان الا درى بهالمصيبة تبيه
يخفى عن العريس ؟ أمِير اللي كان مايبي يقولون لُه وسط جموع الناس هذِي كان مقصده
يقولون له ب مكان مايجمع غيرهم و ب ذات الوقت يتخيل ردة فعل نسايّ : « " والله خايف يا ضامي ...خايف يشب النار بكل هالمكان ويدمر كل اللي ماتدمرّ ..»
ضامي اللي نسى وشلون ي تنفس ووشلون يكون انسان طبيعِيي ل يتمتم " " اسمع حاول تسايسه لين يطلع
برا المجلس .، و نعلمه هنَا ...تكفى لايدري من اعماميي .."
أمِير اللي تنهد هو الثاني و هذا أصعب موقف مرّ فيه ب حياتُه كلها .، صعب حيّل عليهم الاثنين يزفّون خبر مثل هذا ل خويّهم .، صعب حِيل صعب .."
و فعلاً نجَح أمير ب انسحَاب نسايّ من القاعه ب كُل خفَة العالمين و ب شكِل مايوترّ الضيُوف ار يستغربونه
و هذا هو نسايّ الحفيد الأكبر واقف قدامهم ب مكان مايضمّ غيرهُم و عينه عليهم ليبدا ب قولُه : " " وش هاللي تتهامسون فيه ؟ لكم ساعة وأنتو مختفين وهاللحين ماينسمع صوتكم ؟؟"
ماكان غايّب على نسايّ همسات الرجَال اللي كانت فعلاً مُلفتَه ب هالليله و توقَع انهم يتكلمون ب أصله و فصلُه خاصة ل أصل أمه و من مالقى من أمير و ضامِي أي رد سوى نظرات متبادلة بينهم تمتم ب قولُه : " " وش اللي حصل ؟ ليه ألمس بهالمكان الغرابة ؟"ل يبدأ ضامِي ب الكلام اللي مايعرِف وشلُون يقولُه و ولا هو عارف وشلون يمهّد .، خاصة ان الجد مهنّا عند بوابك الحريم الخلفيه الآن .، يعني ماراح يقدر يساعدهم الجد مهنّا اللي اكثر واحد يقدر يهدّي نسايّ ان اشتعل ب غضبُه
:"
" أول شيء روق وعّدل مزاجك .. ولا تثُور علينا "
نسايّ الليي ذبلت اعصابُه تماماً ل يرميهم ب نظرات من خناجر عيونه الحادَة : " " أقول تكلم ترى بدت النار تشتعل بصدري .."أمير اللي هز راسه ب قلَة حيلة : " " لا كديّنا خير دام من البداية كذا .."
نسايّ اللي فعلاً تسلل التوتُر الحاد ل صدرُه خاصة من ملامحهم و نظراتهم ل بعض ومايدري ليه ربَط همس الضيُوف ب المجلس ب الشيء اللي يبونه فيه ضامِي و أمير : " " انطقوا هالحكي قبـ...."
ل يقاطعه ضامِي من قال وهو يرف جفنُه بتوتُر : " " طيّب صل على النبي وهد عمرك .. لازم تسمع الموضوع بهدوء لأجل تستوعبه"نسايَ اللي كان ينقل انظاره بينهم الاثنين وأعلن صبره افلاسُه تماماً : " " طيب ياضامي واللي يرحم والدينك تكلم "
- -
و انتقلت عقارب الساعه اللي كانت مثبته على الساعه 1٢ ل تشير على الساعه ٢ بالليِل ...
كانت أطول ليلة على كل افراد عائلة آل مهنّا اللي رجعُوا ل قصرّهم بعد ما انكسرت الفرحة تماماً و صارَت سيرتهم على لسان كُل الحضور اللي ماينعدون من كثرهم ...
-
و خفيفَة جداً على العروسة اللي المفروض تنزّف هالليلَة على ولد عمها الحفيد الأول ل مهنّا ...."و هذِي هي توقفَت خطواتَها مُقابل القصِر بعد ساعات كثيره قضتّها ب اللفلفه بين الشوارِع و بين الهدُوء التامّ ب عكس نيران اللهّب الليي اشتعلَت ب كل افراد العائلَة ..."
كانُوا الرجَال موجودين ب المجلس الخارجِيي و الحديقه فاضية تماماً على غير العادة ... و من اول مادخلت للقصر بعد مافتحته ب مفتاحها الكُل التّف على اللي دخَل حالياً ...
جدها مهنّا و جدتها ذهّب و عمها بدر و زوجته خالدة اللي اول من فضحت السيرَة ....و العمَ عليّ اللي كان موجود هو ب ذات الوقت ....لواضح انهم يحترُون جيّتها ... و هذِي هي توقفَت خطواتَها مُقابل القصِر بعد ساعات كثيره قضتّها ب اللفلفه بين الشوارِع و بين الهدُوء التامّ ب عكس نيران اللهّب الليي اشتعلَت ب كل افراد العائلَة ..."
كانُوا الرجَال موجودين ب المجلس الخارجِيي و الحديقه فاضية تماماً على غير العادة ... و من اول مادخلت للقصر بعد مافتحته ب مفتاحها الكُل التّف على اللي دخَل حالياً ...
جدها مهنّا و جدتها ذهّب و عمها بدر و زوجته خالدة اللي اول من فضحت السيرَة ....و العمَ عليّ اللي كان موجود هو ب ذات الوقت ....لواضح انهم يحترُون جيّتها ... " " ضاع عقلك ؟ إنهبلّتي إنجنيتي
أنتتييي ؟؟ ودك بضياعنا من جديد ؟ ودي تشوفيني ميت من حرتي قدامك ؟؟ ."
« أنا غصبتك عليه ؟؟. علميني انا اجبرتّك انك تاخذيننه ؟؟. مو انتِ ماخذتتته ب رضاككك ؟؟"
ويش صار هاللحين و قلب هالموازييين ؟؟"
ل ترُد بعدها الجده ذهّب اللي انهدّ حيلها تماماً و هي توقف : " " وش هاللي صار يا كيَان .. وش هاللي سويتيه وكسرتي ظهرنا به يابنيتي ؟ هذا فعل بنت آل مهنا .. كذا تكسرينا يابنتي ؟؟
العم بدر اللي فعلاً كان مبسُوط على كسرَة ذاك المنسِي و على اللي صار فيه من يّد هالكيان لكن ب ذات الوقت غاضب لأن مو بس نسايّ الليي صار هالحدث من نصيبه .، كلهم اخذُوا نصيبهم منه ل يتمتم ب غضبه اللي مايتغيّر : " " والله إنه بحق .. لو مو خايف من السجن كان قتلك اليوم على يدي يا خسيسة .. تهربين بيوم زواجك .. ماخفتي على سمعتنا ؟ "يرُد العم عليّ الليي فارّ غضبُه تماماً
: " " هذي ويين والسمعة والكرامة وييين يا بدر .. هذي سفيه لازم نعلمها ونأدبها من جديد .. ورب العباد ان العيب صار لابسنا لبس "
ل ترُد خالدة اللي لبست ثوب الزعَل و الضيّق اللي يعكس تماماً مابداخلها : " " اي والله مابقى فم مقفل بهالقاعه ، الكل يتكلم فيها والكل يقول هربت بيوم زواجها والله اعلم بخباياها .."انتشَر السكَات ب المكان ل لحظات من الزمَن وماتوقعُوا ابداً ان هالكيّان تبدا ب الكلام بعد ايام قضتها ب السكوت و اللي الليلة عرفُوا سبب هالسكُوت القاتل كُله حين تمتمت ب شبه ابتسامَة : " ليه هالعتاب كله يا أهل أبوي ؟. و كأن هالخطأ كله خطاي و ذنبي ؟."
ليرُد عليها العم بدِر اللي استفزّ فعلاً من هدوئها اللي يربك الكُل هذا : " " شيّن وقوي عين يابنت راكان .. إية خطأك وذنبك ولا لك أي حق بكلمة وحدة تقولينها "ل ترُد كيان ب نبرتها اللي ممكن هالمرَه هي المره الاولى اللي يسمعونها تتكلم ب كُل هالثقه القوية بدون أي خوف : " لي من الحكي كثيير ياعم ياللي أنا مثل بناتَك ..وأنت غافل عن سبّب هالخطأ .. أنتو السبّبب أنتو الي حديتوني أخطي هالخطوة .. أنتو الي تركتوني أتزوجه .. و انتم اللي ربطتُوه فيني .."
ل يرّد الجد مهنّا الليي هدوئها الواثِق اربكُه .، هدوئها ماطمنُه .، الواضِح ان ورا ضلوعها اشياء و اشياء و هاللحين حان وقت كشف الاوراق و حان وقت العلّم ليتمتم بنبرته اللي كانت مزيج بين الحده و الليونه
: " وش هالحكي يا كيّان .. تبين تختل موازيني ؟ أنا جبّرتك عليه ؟ أنا ماتركت لك مجال للرفض ؟؟ ليه جايّه هالوقت لأجل تحطين الغلط فينا ؟ وش هالسوايا وأنا أبُوك .."
و هنَا فعلاً كيّان فجرّت مخزون الصمّت الليي تجرعتُه طوال الايام الماضيه .، الآن فعلاً طغى عليها الكلام ب أنواعُه .، الآن باحت ب كل اللي ب جوفّها ب انفعال انذهل منه كل
الموجودين : " " الموازين مختلة من لما سكت كل من بالمجلس بالليّلة اللي ولد عمي تكلم فيني قدامهم .. والغلط لابّسهم لبس
ومو تارك لي ولا مجال للعفو والصفح .. صح ياعم بدر ؟ يا إخوان أبوي ؟ علموني لو بنت من بناتكم كان رضيتو تتزوج رجال أهان كرامتها هالكثر قدامكم ؟ كان تطمنتو تتركونها بيديّن رجال يشوفها ثرى يا إخوان أبوي .. والا لأن راكان تحت التراب وخيَال
بجنبه ظنيتو إن هالكيّان مالها سند ؟ مالها كلمة ولا لها أحد يدافع عنها ؟ مخطيييّن و حييل لو كان هذا ظنكم !
أنا أشيّل نفسي وأكون سند لعمري ولا علي من أحد .. والاحد اليلي يفكر يهيّن لي كرامة أو يدوس لي على طرف .. أوصل آخر حد من كرامته للقاع .. وهذا اللي حصل والي بيحصل من اليوم .. أنتو أرخصتوني وأنا شخص يعز نفسه عن كل هالمذلّه .."
كانَت تحاوِل انها ماتوضِح دمعها الحزيِن لهم .، كانت تحاول بشتى الطرق تتسلّح ب قوتها لين النهاية .. الكل بلا استثناء ب نظرَها كسروَها و ارخصوها .. رغم انها بالبداية كانت مُستثنية الجد مهنّا عن اعمامها لكِن من عرفت انه الجد هو اللي عرضها على عريسها المنسِي ذاك ضمتُه معهم .، لأن كلام نسايّ عنها و سكوت أعمامها كُوم ..و فعلة جدها كوم ثانِيي ..
ل تتجِه عند جدتّها ذهَب اللي الوحيدة اللي كانت محزنتها .، لان الجدة ذهب كانت اكثر وحده مستانسه و يعزّ عليها حيل ان فرحتها ما اكتملَت .، لكن الشرّ عمّ على الاغلبيه و الخير خصّها هي بس .."
ل تجلس ب جانِبها بدون ماتتفوّه ب كلمة و ما لقت من جدتها الا انها شدت على يدها .، و هنا ذهّب عرفت ان فيِه شيء مخفي عنَها .، كيّان ما تخرُج عن حالها الطبيعي هذا الا ان كان فِيه شيء ..."
- - -نساي
( حتى بنت عمُه عافته ماتبيه ) ( معقولة تركته لأنه قاتل أعمامها ، واضح مانسيت فعلته )
( هذا الي كنا ننتظره ، من الي بيرضى بواحد مثله )
( والله عيب ، حتى بنت العم هربت منه وماتبيه )
يا لنسايّ المسكييين هذا اللي كان يجُول ب اجزاء عقِل هذا المنسيّ الليي مايدرِي وشلُون وصَل ل عتبة باب هالقصِر ؟،. مايدري كم اشارة قطَع ؟. مايدرِي كم مخالفة أخذ ؟. ل أن هو مايهمه كُل هذا ابد .، ف هو طول عمره متمرّد
لأن المهم عنده يلمَح ذيِك .، يلمَحها و لو لمحها بس يعرف وشلُون يتصرَف بعدّها ب التصرُف اللي هي تستاهلُه .."
" كانت هيئته ما تبشرّ ب الخير ابد .، و كُل من يلمح ملامحه الفارسيَة هذي يعرف انها تحمِل بطياتها شرّ ماله مثيِل ..، كان داخِل مثل طلقَة ناريييه راح تميّت كل من صابتُه .، كان يسحَب شماغُه خلفه .، و ازرار ثوبه العلوية مفتوحة
من ناحية نحرُه وكشفت عن بروز عروق نحرُه اللي وصلت اقصاها من الغضب و الغيظ ..
و مافيه أي قوة ب الارض تقدَر توقّف خطواتُه المشابهة ل اعصارّ اللي راح يدمرّ كل من حوله
ف مين يقدر يوقِف ب وجه غضب نسايّ هذا ؟ وصل ل اعتاب الباب اللي دفعُه ب كُل قوَة و صوت الباب هز القصر و اركانُه ب كل مافيّها و الكُل انتفض ب فزَع من صوت الباب اللي ضرّب
ب قوة و كأن صاعقه تسببت ب هالصُوت ..."
كانت خناجر عيونه ماتدُور الا عليها .، ماكان فيه ملامح تلوح بباله الا ملامحها ..، ما عبرّ كل الموجودين من العائلة و مايدري هل كل
الموجودين الآن محارمه او لا .، اساساً ما عطاهم أي أهمية
من لحظة ما استقرَت خناجر عيونُه عليها و وشلُون مايعرفها ؟."
و وشلُون مايعرِف الليي تغيرّت فكرته عنها تماماً من بعد هالليلة ؟ ف من بعد ماكانت ابنَة عمّ راح تكُون من نصيبُه .، صارت ابنَة العمّ اللي عافتُه و تركتُه ب ليلة عرسهم كيِف تكون جالسة ب كل هالهدُوء و هي اللي خلت ألسن كل العرَب تنطلق عليه ؟.
كيف تكوُن ملتزمة ب هالسكينَة و هِيي الليي دمرّت شيء ما احد يقدر يوصل لُه أبد ؟؟..."
كان هذا الغضب اقوى غضب مرّ فيه ب حياته كلها و لاول مرَه كل
هالموجودين يلمحون حالته المفجعه و المُرعبه هذيييي و الليي كل من يشوفه ي ترك ب داخله شعور ان هالليلة راح تصيِر مذابِح و راح تنرفع جنايّز ..."اندفَع ب سرعة ناحية الكنبَة اللي كانت
جالسة عليها و
اندفَع ب سرعة ناحية الكنبَة اللي كانت جالسة عليها و اللي كانت ب جانب الجدَة ذهّب و استقرَت يدِه حول معصمّها للحد اللي استشعرَت ه الكيّان التفاف سلسلة من نارّ حول يدها ما كأنها يد ادمي بشريَه
الا ان جسد الجد مهنّا و الجدة ذهَب وقفت ك الحاجِز بينهم .، الجدة ذهب اللي كانت مخبية كيان خلف ظهرَها و قدامها الجدّ مهنا اللي يحاول يخمّد نارّ حفيدهم المنسيّ هذا حين قال ب نبرة جهوريَة ناريّة مُفجعه خلت كل من في القصر يجي و يعرف الموضوع و ملامحه اللي كانت مسوّدة تماماً : " "ماهقيّت هالحركة من أعز بّناتك ياجد .. ماهقيّت هالهقوة إي بالله ..."
ل يرُد الجد مهنّا اللي لو بس وصلَت كيّان ل يد هالمنسي ماراح تنجو من يده أبداً : " " صل على النبي يانسايّ .. كلنا ندري إنها سوت شيء يسود الوجة ولكن إهدأ وأنا أبوك .."
أما نسايّ اللي ارتفعت حرارة جسدُه تماماً .، و تصاعد الدمّ فيِه و وصل غضبه ل أقصاه وهو يلمَح ابتسامتّها هذي اللي كأنَها ب اعلى مراحلها سعدّها ب حالُه هذا و هي فعلاً هذا اللي كانت تبيه : " " مامن هدوء بعد هاللحظة .. ياااكثثر ما تحليت بهالهدوء لين فكرو صغار العقول إنهم بيقدرون يتمردون علي .. لاوالله يخسون"
ل يحاوِل الجد مهنّا اللي فشل ب اطفاء نارُه هذي
: " " مهب وقت هالحكي .. مهب وقته"
ل يرّد هالمنسِي اللي تلّظت النار داخله و كأن الحريق اللي تسبب فيه قبل سنيِن استقرّ فيه و تمكنّ منه واشعلِه تماماً : " " الا وقته وزمااانه .. وانا الليلة ماخذها ماخذها لو بها قصّ رقاب ...و اللي خلق هالسماء بلا عمّد ل اعرف وشلُون اربيها و اربيكم .."
و فعلاً ب غضُون ثواني و بلمحة سريعَه استقرّت يده من جديد على معصمّها .، لكن هالمره بشكِل أقوَى للحد اللي حتى الجدّ مهنَا ماقِدر يفكّها منِه
كانَت كيّان هادية تماماً .، و كأن الهدوء منبعُه منها
لأن كل شيء هي تبيه صار .، و بالشكل اللي تبغاه هو .، و كل اللي ب جوفها قالته ل اعمامها و جدّها .، و اخذت ب حقها من هالمنسيّ اللي هي حالياً مثل الفريسة بين يديِه .، ماقاومتُه ابداً وولا حاولت تخليِص نفسَها حتَى .، كان يحرّكها ب الشكل اللي هو يبيه
-
.، كان يحرّكها ب الشكل اللي هو يبيه .، و لأنها عارفه ب أن هذي راح تكون ردَة فعله الطبيعيَه .، و مردُه ب يطلّقها .، لأن مافيه أي احد طبيعي عنده كرامه يقبّل يخلي وحده عافته قدام الله و خلقُه على ذمتُه .، الا اذا كان هالنسايّ مختلّ و مجنون .."
و ماكان يهمّها كلامهم عنها و عن سمعتَها دام اهلها الاقراب اللي من لحمها و دمّها ارخصوها ف ماعاد يهمّها كلام الناس ابد
و فعلاً خرَج من القصرّ و هذي الانثَى خلفُه و يدّها الناعمَة تماماً وسط يدُه الصلبّه الليي صار معصمها ضحية صلابتها .، كانت باردة و هادئة تماماً وماهي قاعده تفكرّ ب العواقب اللي اكيييد راح تكون خطيرَة
ب ذات الوقَت اللي خرجُوا الاعمام من المجلِس من الرسالة اللي رسلتّها خالدَة ل زوجها بدر عن وجُود
هالمنسي اللي هز القصرِ ب كبرُه .. ل يتمتم العم بدر ب ذهُول غاضِب من وجودُه لأن ماتوقَع أبداً ب أنه يرجع للقصِر ل أن ب مثل حالتُه راح ينقطع أمله دام الشخص الوحيد الخاص فيِه ب هالقصر عافه و مايبيِه و اهانُه : " " هالرجل معدوم كرامة .. ماله من الرجولة شيء .. أنت تبي بنت هربت منك وماتبيك؟؟"
ل يكمِل العم عليِ ب قوله و اللي كان حاله مشابه ل حال أخوه بدر : " " والله يابدر هالوجه وجه رجال مغسولٍ بكل شيء إلا الكرامة .. هقِينا لا صار هالشي بيحس على نفسه وبينسحب بروحه .. ولكن ماحسّ على دمه ..."ل يرّد العم مروَان و كأنه ينهي مهزلَة هالليلَة و ثلاثتهم كانوا واقفيّن مُقابِل نسايّ و كأنهم راح يمنعونه يخرج فيها : " " أجل إسمع ياولد غانِم البنت عايفتك وما تبيّك .. وحرام ما تأخذها هالليلة ولا تطب يدينك يدينها .. وهاللحين فارق قبل تصير مذابِح هالليلة .."
جنون العضب تزاحم فيّه للحد اللي دمرُه .، كل من يعرف نسايّ و يعرِف غضبُه يعرف ان هالمرَه غضبه غير تماماً عن كُل مره من رعشة يده و بروز عروقُه و احمرار وجههه من الغيّض و الغضَب و صوتُه الدوّي الليي دمرّ اركان القصر كُلها و من قبضتُه المُفجعة ل يَد الكيّان اللي ب جانبُه و اللي ضاع طولَها تماماً ب النسبَه لُه ...« " لابالله أنتو الي ما تفهمون .. هالبّنت صارت زوجتي .. شرفي وعرضي وكرامتي
يعني أنا ببقى نذل وخسّيس لو فكرت أرضخ لسوايّاكم اللي ماتدل إلا على رخصِكم »
تناثرت كلِماته مثل البنزيّن الحارِق واللي يشعل ما تبقى من جمر خامِد .. كان ينطُق بها وكأنها جمر من لهب جوفه اللي مشتعل هاللحظة وأكمل بنفس النبّرة الحادة : هالبنت مأخذها
الليلة مأخذها لو كلفني الموضوع أرواحكم الي تتباهون بها .. تعرفوني سلبّت منكم شيء ماهو بهيّن .. وماهو بصعب علي هاللحظة أشبّ هالنار فيكم وأسلبكم حيّاتكم"" و سويتها قبل و مو بصعب علي ابد انيي اعيدها بعد ...و انتم تدرُون "
تراقص الرُعب بصدورهم لدرجة إن كلامهم إنتهى .. ووجُوههم كانت عاجزة عن كبّح علامات الصدمة
والذهُول اللي تسربّت بشكل كبير لهم ! كلام نساييَ هالمرة كان كبير .. وثقيل حيل
ولا بيقدرون يعدُونه .. أو يطلعون عن شُوره ولو بالشيء القليل .. لأن الشّرار الحارِق اللي يوضح بعيونه ماكان هيّن ! ومن شدة الرهبّة .. انزاحُوا هالثلاث اعمام من امامُه .، شيء غرِيب فيه و يترّك شعُور ل كل من قابلُه ب شعور السُلطة و الارتخاء و الرضا ...
و هذا هُو مستمرّ ب أخَذ هالانثَى معُه اللي ل أول مره يرتفع مقدار غضبُه من ابتسامة .. ماكان يهمُه الناَس و ولا كلام الناس ب شكل خاص و كبير كثر ماكان يهمُه نفسُه و نظرتُه ل تفسُه .، كان كل تفكيرُه حالياً ان نتايج هالليله راح تصير يعني تصير .، و نتايِج هالليلَة تقُول ان هالانثى لازم تكُون وسط قصرُه و هذا هو راح يحقق هالنتايِج مهما كلفه الموضُوع
ل يشدّها اكثر ل سيارتُه و هم يتمتم ب ذات نبرتُه الجهوريَة
«" تعالـــــي انتيييي .. ..قدامِيييي »ما احَد قدر ينام هالليله .، و وشلون يجيهم النوم بعد كل هالفعايل اللي صارت ،.؟و بعد ماصارت سيرتهم من شرق البلاد ل غربَها ...
الجد مهنّا الليي ماغاب عن عيونه ابد و شلون ذاك المنسيّ اخذ كيان ب هيئته اللي ماتبشر ب الخير ابد و اللي كانت مثل الفريسَه الخامدة وسط يدِه ما احد قدر يوقفه لا من كبير و ولا
من صغير ...
اخذ عصاتُه ب استعجاله المناسب ل عمرُه و ثارّ الخوف داخلُه على كيَان من لحظة ما انطلقَت سيارة نسايّ من قدام القصِر و كأنها سهم نارِي سريع ما احد قدر يلحقه ...
ما شاف عيالُه تحركوا .، و ولا واحد فيهم حاول يخلّص كيان من بين يديه و لانه عارف ان ما احد يقدر اصلاً على نسايّ غيرُه هو ...
و استعجل ب خطواته و هو يشوف سيارة ضامِي الليي توقفت قدام القصِر و ملامحه بتراقص فيها القلق تماماً والاكيد انه يدور على نسايّ .، ضامي اللي استحالة ينسَى ردة فعل نسايّ وقت رمى عليه الخبر اللي ب كل مافيه حاول يهونه عليه رُغم انه صعب ومايتهوّن ابد .، مستحيل يرتاح ضميرُه ان صار ب نسايّ شيء .، ماكان حاب ان نسايّ يتلقى هالخبر الكسير منه و من أمير لكن ماكان بيده حيلَه .، يعرف منهم وولا يعرف من عدّاه ..
ليلتَف على جيّة الجد مهنّا اللي تمتم ب عالي الصوت : " الحق على المجنون ولد عمك ذا ...لا يذبح البنِت
ماكان صعَب على ضامِي اللي دمر ملامحه الذهُول معرفَة اللي صار .، ف من سرعة نسايّ الجنونيه و وصوله للقصر ل حد جملة جده مهنّا هذي راح يعرِف ان ذاك المنسيّ راح يكسر كل الكلام اللي طلَع عليه و راح يجيب زوجته ل وسّط دارُه و كأنه يقول لهم شوفوا لا هربَت و ولا شيء .، هذي هي ب بيتي
ل يتجه ل سيارته اللي للحين ما قفلّها ب كل استعجال ب الوقت اللي ركب قدام الجدّ مهنا و وجهتهم ل بيت نسايّ واضطربت عقولُهم و هم بس يفكرُون وش راح يسوِي فيها ؟. لأن الكُل يعرِف نسايّ وقت يصيبه جنُون الغضب و كأن ب هالوقت كُل شيء مصرّ على عرقلة طريقهم .، بدايَة من نقطة التفتيِش الى زحمة الريَاض الغنية عن التعريف .، الى اشارات المرور اللي يحسونها هالمرَه ب ان عددها يتزايد و مدتها مثل الدهَر .، و ماكان عندُهم ادنى فكرة حول كِيف نسايّ تعدَى كل هالامور ؟.
لينتهون من زحمَة الطرُق و يمسكُون خط قصر نسايّ اللي كان بعيد نوعاً ما و قريب من جهة البرارِي
و هذا هم وصلُوا بعد مرور اكثر من نص ساعه على وصُول نسايّ ل قصرُه قبلهم نزَل الجد مهنّا ب كُل استعجال الدنيَا و كأن فيه موضوع مصيري داخِل لازم يحلّه .، و فعلاً تدمرّ الجرس ل شدة ضغطه عليه حتى ينزاح هالباب من قدامُه و عيوننه تلتف حول المكان العادة
يكون موجودين حرّس كثير ب هالساحة اما الان الساحة خالية تماماً و مافيها أي حس ...
الجد مهنّا كان يحس ب أنه يتقلّب على الجمر و ان اثقل جبَل ب الدنيا مستقر على جسدُه من شدة التوتر و ولا هو فاهم شيء ابد .، و خايِف من نسايّ و جنونُه ل ان نسايّ ماعنده علِم حول هي ليه سوت كذا ؟. على عكسه هو اللي عارف السبب ...
اخيراً انزاح هالباب من قدامُه ل يظهر له طول حفيده الشاهِق اللي ماكان عليه غير ثوبُه اللي مافارقه ومافيه اي شيء على راسُه و وسط يدُه .، ل يندفِع الجد مهنّا ب الدخُول و عينُه تراقب حديقَة القصر الواسعه و هو يتمتم ب عالي الصُوت دليل خوفُه اللي عجز يخفيه وهو ينقل نظره بين الحديقه الكبيره و بين حفيدُه الصخرّي الصامت هذا
:
" ويش هببت ب البنت يانسايّ ؟. وين البنت ؟. ويش سويت فيها يا نسايّ ؟؟."
ل يصيبُه رد هالمنسِي الساخرّ اللي كأن هدوء أمِير المميز فيه انتقل له هاللحظه ب عكس ثورانه و جنون الدنيا اللي كانت فيه من ساعة : «اشوف قلبك يغلي على قرة عيونك ؟. ماهقيتَك تسكت عن فعلتّها ابد يالمهنّا .، مير جزاها عندِي .، و انا اعرف وشلون اربيها .. »
-
الجد مهنّا اللي كان يدقق ب ملامح حفيده الفارسيّه البحتَه و كأنه يدور عن اي شيء يدُل على الانكسار و القهرّ و الجنون و الضيّق .، يبغى يشوف نتايِج فعلَة كيان فيِه لأن اكيد راح تظهر مشاعِر نسايّ الحقيقه و هو ب وسط بيته و ب دارُه ب عكِس ردود فعلُه قدام الناس .، لكن مالقى اي شيء يدل ل وهله على كل هاامسميات اللي ذكرها فوق .، و كأن وجهه خالي معدوم من كُل المشاعر ل يرُد بعدها ب نبرتُه الملتفه ب حبال
الحدّة خاصة من رده : " " انت ب راسَك شرّ .، و ببالك موالّ يا طولُه و ودك تغنيّه فيها
لكن والله و محمد رسول الله يا نسايّ لو تفكرّ بس انك تاذيِها او ت
ل يقاطعُه ردّ هالمنسي وهو يأشر بيدُه الصلبَه ب الهواء امام وجه جدُه علامَة ل ايقافُه وهو يقُول ب نبرة هادئة ماكانه ذاك المجنون اللي شافه قبل تقريباً ساعة : " على هونَك يا المهنّا .، ماني ب ردّي لجل استقوِي عليها .، لكن حقي اعرف وشلون أخذه .، و حط علم عند عيالك .، ان دربهم معي توه بدا .، هم بعد جايهم الدُور ..صبرهم عليّ بس ..."
نسايّ اللي كان يحاوِل يدور اي شيء لجِل يفهم الاسباب .، اي شيء يطفي النيران الملتهبه اللي داخلُه .، اي
شيء يعطيها سبب حتَى ترفضه و تهينُه و تكسرُه ب هالطريقه و قدام كل الخلايِق لكن مالقى غير اعمامُه .، خاصة كلام اعمامه الاخير له ب اول ساعات العرِس كان هو الدليِل ل يرّد الجد مهنَا وهو يبعثر كل الافكار ب راسُه و نبرته هدّت نوعاً ما : " انت فاهم الموضوع غلَط يا ولد غانِم .، و هي بعد فاهمة الموضوع غلط .، هي سمعت هرجك الرخيص عنها قدام اهلها و اعمامها .، ل ذا السبب سوت اللي سوتّه ..
-
ما بحياتُه تكلّم عنها ب الشينَه الا ب اخر مره زارّ فيها القصر حين قابَل اعمامه ل ذا السبب اول ماطرَا بباله هو هذا الكلام اللي رماه لجل يحفَظ كرامتُه و يحمِي حياتُه معَها على حسَب تفكيرُه .، كل من يعرِف نسايّ ب الشكل العميق مثل ضامِي و أمير و الجد مهنّا راح يعرِف ان نسايّ مقدار النرجسيّه عنده مُرتفع .، عنده حُب ذات ب شكِل مُهلك ل نفسُه .، من وهو صغِير و هو كِذا مايسمَح ل أي احد يرمِي كلمة غلَط ب حقُه بدون مايرّد عليه و حتى لو كان ذا الشيء عندُه غالِي و مهمّ .، كان يبدّي نفسُه دائماً على كُل ما حولُه .، كان يعطيها الأولويّه ل ذا السبب بدا يرجع غضبُه اللي خمّد نوعاً ما من عرف سببّها ، ل انه هو ب نظره انه هو الصحّ ل انه هو قال ه الكلام لجِل يحميّ حياته معها من تدخّل اعمامه اللي مسخريّن حياتهم لجِل بس ياذونُه : « " ما يتساوى الحكي بالفعل ياجد ما يتساوى ، أنا رجل الله أعلم بنيتي يوم نطقت هالحكي ، وهي بنت نيتها كانت
واضحة تبيَ تكسرني وتفضحني .. ولكن والله ما يتحقق مرادها ..»
ل يتمتم الجدّ اللي عارف مهما وضّح و قال ل نسايّ ماراح يستوعبُه ابد : " " بس كلكم غلطـ..."
ليقاطعُه حفيده المنسيّ هذا وهو مو طايِق شيء أبَد و يتمنى لو انِه مادرى او انّها عاقبته ب الحكي مثل ماهو سوّا ما هو ب مثل فعلتها هذي ابد " ياجد تكفى والله يحفظ لنا وجهك .. لا تحملني الغلط وأنا ما أخطيت .. وش ذنبي اللي بتحملني إيّاه ؟ إني رجل أهله يكرهونه وأضطريت أقول كلام ما ينسّمع عشان ما يأذونها ؟؟
وهذا جزايي ياجد .. هذا العشم وهذا القهر .. عشان كذا تكفى خلني أتصرف أنا بنفسي مع زوجتي .."
الجدّ اللي رمى نفس عمِيق و ماهُو عارِف وش يسوي مع هالمنسيّ اللي هدوئه ذا ما طمنه ابد خاصة انه الا اللحين ماشاف كيّان و ولا طلب شوفها لانه عارف ان كيّان ماراح تقابلُه و ينتظر بس يبرّد الجو لجل يقابلها " " راسك يابس و الحكي مقطُوع
طريقه معَك .، ادرِي ان ب راسك بلاوي شرّ .، لكن والله يا نسايّ لو تاذيها او يصيبها خدش ما احد بيوقف ب وجهك غيري .، لا تحدنّي على الردَى زُود يا نسايّ و لا تخليني اندم زياده اني زوجتكُم ..."
-
ل يصيبُه رد نسايّ الساخِر من قالّ : " " هدّ بالك يا المهنّا .. ترى ينقال عني متوحش .. ولكن ماوصلت
لهالمواصيل الي تفكر فيها "ليرُد بعدها الجدّ مهنَا اللي كان مُلتزم الصمّت و طوال الطرِيق كان يفكر ب فعلة نسايّ اللي الكُل كان واقف ضده وقت أخذها ل قصرُه لكن ما احد فكرّ ب أن فعلاً فعلتُه ب مكانَها ل أن لو ماكانت ببيت زوجها راح يطلَع كلام ماله أخِر فوق الكلام اللي انقال عنَها اساساً : " و أجل أنا ثقتي فيّك كبيرة يانسايّ .. أنت رجل وبن رجل وماعلى هالحكي كلام لأنك سترت على هالموضوع وقطعت ألسن نااس ماكانت لهم نية يسكتون عنها .. لأجل كذا بروح وأخليها عندك.. لأني واثق فيك .."
الجدّ ماكان ناوّي ياخُذ كيان معه ابد لانه يبيها تتحمّل مسؤولية فعلتها هذي اللي بدتّها .، يبيها تتحمّل جنون نسايّ اللي لعبَت فيه .، لكن ب ذات الوقت ماكَان لايمّها ابد ل ذا السبب وصَى نسايّ عليها ل انه يعرف دامها صارت تحت جناحُه ماراح يقدر ياخذها ابد ..."
و ماهِي الا ثوانِي بسيطه حتَى انتهى ه اللقاء و خرج الجدّ مهنّا ل ضامِي اللي كان ينتظرُه ب السيارَة وماقدر يدخُل لانه مايعرف كيف الوضع داخل ابداً .. ب جهَة ثانيَة ...ب نفس هالقصِر .. -
كانَت تتحسس معصمَها ب محاولة ب أنها تخفف ألمُه نتيجة يد ذاك الصخرّي اللي دمرتُه و اللي للحظه حَست ب أن معصمَها راح يتفتت ل شدة قبضتُه النابعه عن غضب الدنيا و جنونَها ..."
كانَت مُستقرة ب جسدّها على الجدَار وسط هالغرفه الصغيرَه المُغلقه الاشبَه ب قبُو او غرفة قديمَة و مهجورة ب هالقصر اللي كان نسخة مصغرّه عن قصر جدّها مهنّا ..."استحالة تنسَى هالطريق اللي قضتُه من قصر جدها ل هالقصر .، استحالة تنسى وشلُون شافت ذاك المنسيّ عن قُرب استحاله تنسى وشلون تعدى كل الاشارات و الطُرق اللي اكيد اخذ لستة من المخالفات بسببها
استحاله تنسى شعورها وقت كان يسوق السياره و اللي حست ب أن ب اي لحظة راح يصير لهم حادِث و ينتهي طريقها معه اللي مرده راح ينتهِ لان الحياة بينهم مُستحيلة ...
استحالة تنسى وقت انزلها من السيارَة بدون أي مقاومة منها و رماها ب هالغرفه الفاضيه من كل شيء الا منّها كانت تسمَع أصوات غريبَه ب نظرّها و غير مفهومه او ممكن هي مفهومه بس هي عاجزة عن استيعابها
كانت تتسلل هالاصوات ل مسامعها اللي ل لحظه تحس ب أنها وسط غابة او وسط فلم وثائقي او وسَط قناة مهتمة ب الحيوانات و الحيَاة البريّه ..."
كانت تحمَد الله ان ذاك المنسيّ مو موجود لانها ماتبيه يلمَح خوفها هذا ابَد
ماتقدر تنكر ان فعلاً شعور الخوف تسلل ل صدرَها لأن الاصوات ماكانت طبيعيَه ابد للحد اللي كانت تحِس ب أن هالحيوانات تشارِكها الغرفه هذي
و ماكانت تدري ان فعلاً قسم الحيوانات الخاص ب ذاك المنسِي مايفصل بينه و بين الغرفه هذي الا جدار واحِد فقط
كانت تتصاعد انفاسها .، حضنت جزء جسدها العُلوي المغلف ب عبايتها اللي تغبرَت ب شكِل كبير و كأنها تحاول تتسلّح ب قوتها الهشّه هذي للحَد اللي انفتَح هالباب ل يبان لها جسد هذا المدرب المدعُو
" زوجها ."
كانَت بيدُه السيجارَة اللي كانت هي الوحيده اللي تدرِي ب حجم معاناتُه و ب حجم اي شعور يصيبُه وقت
يتجرعّها ب شدّة يكون حجم ضيقتُه و غضبُه كبير اما وقت يتجرعّها ب خفَه و بُطء هنا واضح انه رايق و دورها ماهو الا تزيد روقانه
كان مكيَاج الزوَاج اللي حطته بس لجل شدا ماتشِك الا هالحد مستقر على
ملامِحها رغم انه بهت نوعاً ما .، و شعرَها على طولُه لانها اساساً ما سرحتُه و ليه تسرحُه و هي ماراح تحضر العِرس ..."
لمحتُه واقف ب طولُه عند الباب و ما تحرّك و نوعاً ما واضحة ملامحه لهَا نتيجة الظلاّم البسيط اللي يحيِط
هالجزء من الحديقَه .، ل يفاجئها ب نبرتُه اللي تكرهها تماماً مثل كرهها ل ابتسامته هذي اللي ماتبشر ب الخير أبد
: " لو قلتي لنا إنك ما تحبيّن الزواجات وإزعاجها .. كان ماكلفنا نفسنا وتعنيّنا لك
ماكانت تدرِي هل هو فعلاً عرِف ب سبب فعلتها هذي او لا ؟. و ماكان يهمّها أصلاً دامها هي تعرِف ل يكمِل بعدها و هو يتكىء على جدار الغرفه المُقارب من الباب وامتلئت الغرفه ب عبق الدخُان اللي تبغضُه و حِيل .، الان عرفَت سبب تلوّن شفايفُه الرماديه الغامقة هذي اللي تعكُس لون شفايفها تماماً
: " ماعاد عرفنا وش نقول .. سوّد الله وجه من تعنّى ولا بيضه الله "
انتهى وقت السكُوت ب النسبه لها .، الليله كل الكلام لها الليله ماهي مجبرة تخفي عنه او عن غيره شيء رغم انها مستخسرة كل الابجدية فيه
ل تكمل ب ذات السخريَه الموازيّة ل سخريتُه و ب رد بسيّط ل كلامُه هذا
: " الكلافَة مو بين الأهل ..."ل يستقرّ ردُه وسط مسامعِها حِين قال و هو اللي ماغابتّ نظرُه عنها للحظه و ماكانت عارفه هل هو اعجَاب ب شكلّها او تقرُف ؟، ماكان واضِح اي شيء ب نظراته ابد : " وظنك بعد سواياك بنفهم إن تقدرين هالأهل ؟.
.. تساهلت كثييير .. ياااكثر ما تساهلت .. ولكن من هاليوم والله إن تبدأ الصعوبة .. بما إنك رضيّيتي تبدين بالصعب وتنغمسين ب العميق ف
لك اللي تمنيتيه .
ماكانت تبي مخططاتها تنهدِم .،. ل أنها هي قاطعه عهد على نفسَها ب أنّها ماراح تكمل حياتها معُه لو ايش ماصَار .، و ماكانت تبغى تعترف ان كُل شيء صار ضدها هي كانت متوقعَه ب أن بعد فعلتها
هذي نسايّ راح يطلقها من ذات الليله لكن بدل ماتاخذ ورقة طلاقها و هي ببيت جدها صارت ب وسط بيتُه
لكن عندها قدرة كبيره ب اخفَاء و تززيف اللي يدور ب داخِلها ل ترّد عليه ب قولها و ب ذات ابتسامتها اللي هو بعد بدا يكرهها : " " اللي يخاف من البحر ما يطبه .. واللي له قوة عليه وعلى امواجه تلاقيه يتوّه بين اعماقه .. وانا وحده ما أهاب البحر يا نسايّ ...و الدليل اللي صار ب هالليلة .."
ماكانت تدري عن تاثير كلامها عليِه ابد .، خاصة جملتها هذِي اللي تأكد له انها هي ب كامل ارادتّها سوّت هالسوايا و و لا هي نادمة ابد وهذا اللي بيثيرّ جنونه الخامِد الا انه ردّ ب منتهى الهدُوء و بنبرَة كلها يقيّن مابه ذرّة شك : " " عندي وقت طوييل وحيل حيل .. لأجل نعرف أنتي قوية لهالدرجة اللي تتفاخرين فيها .. و الا تهابيّنه وتمثليّن القوة .. لك من وقتي كثيييير ....." يازوجتي .."
كان يكرر هالكلمة و كِثير .، ممكِن نتيجة تأثير فعلتها ب هالليله عليه ؟. و كأنه يأكد ل نفسه قبل يأكد للي حوله ب أنها هي فعلاً زوجتُه و وسط قصرّه و تحَت أمرُه ...•
ماطال وجودُه عندّها ل أنه لو ظلّ زياده راح يذبحَها و ينتهِي من هالليله كُلها اللي كلها عباره عن انكسار و استفزاز و قهرّ ...
ليتجِه ناحيَة الباب بعد مارمَى سيجارتُه المقاربه على الانتهاء قدامَها
ومايفصل بينهم غير بعَض الامتَار و ماكانت فاهمة مقصده من حركتُه هذِي ولا اعطاها فُرصة حتى تفكرّ اكثر
حين اعطاها ظهرُه يبي يطلع الا انُه
لف عليها وهو يفتح الباب كامِل خاصة من لمَح التفافاتها هذي ل كُل الجهات و هو اللي عارف ان اللي بغاه يصِير صار ف اللي يسمَع هالاصوات خاصة صوت حيواناتُه المفترسَة استحالَة يعدي وقته ب سهولة
و ماكان صعب انه يلمح خوفها هذا اللي حاولت تخفيِه عنه هو ب الذّات
ل يفتح الباب كُله ك علامَة للسمَاح ب خروجّها و تتراقص ب داخلُه جمله حول سبب عفوّه عنها هالليلة " ... لأجل خاطر مهنّا اللي تعنى ..."ب جهة ثانية - قصر آل مهنّا ... -
بدا الليِل يلّم نجومُه و يرحَل لجل يسدل الفجرّ ستاره على المكان .، ما احد رفّ له جفن بعضهم من حزِن على الزواج اللي ما اكتمل و بعضُهم من قهرّ و القهرّ كان من نصيب أعمام نسايّ كونه مشى كلامه عليهم و اخذ بنتهم غصِب عنهم و قدام عينهُم ...خاصة كانوا كارهِين ضعفهم الواضح قدامُه
و ب غرفة شدا اللي كانت تحتوِي شدا و خفُوق اختها و شتّات و ب غرفة شدا اللي كانت تحتوِي شدا و خفُوق اختها اللي بقَت عندهم بالليلَه هذي و ما راحت ل بيتَها و شتّات اللي اساساً كل وقتها مع شدا و الا مع جدها و جدتّها .."
ماتوقف سيّل كلامهم عن اللي صارَ و عن فعلَة كيّان اللي علّمت على العائلة كلَها .، و كأنهم الان عرفُوا سبب هدوئها القاتِل قبِل .. ب الوقت اللي تمتمت فيه شدا ب قولَها ب لهفَه كونَها حسّت ب أن فيه شيء راح يصير ب هالعرس وما خاب ظنّها : " " قلت لكم .. مو قلت صحح؟ قلت هالهدوء وراهه مصيبة لها أول مالها تالي .. قلت لكم كيّان مستحيل هدوءها يكون طبيعي " ...
ل تلتف عليها خفُوق اللي كانَت تمسح مكياجَها قدام المرايَة و هي اللي
مُتجاهلة اتصالات عباس الكثيرة لها و ماخذه ب اللي صار الليله عُذر : " " ولكن ماهقيّت هالفعل يكون من كيَان .. كنت أظنها أرق من نسمة .. يبّان بها الرقة .... لكن البنت واضح مجروحة و واجِد .."ل ترُد شدا الليي تعدّل كُم بجامتَها
الملونّة و هي تمتم ب غرور محبوب : " " ياعمري يا اختي .. كل بنات آل مهنا رقِيقات ومنبّعنا الرقة .. ولكن أي واحد يفكر يأذينا نصير مفترسات والله .. مثل ماصارت كيَان .."
ل يصيبهم رد شتات اللي كانت جالسَه ب طرف سرير شدا و ماسحة مكياجها و مرتبه شعرَها و لابسه بجامتها الباردَة ل تشاركهُم رأيها و هي اللي واقفه مع كيَان رغم ان ماتعمقت فيها كثِير : " " سواتها بعيوني صحيحة .. أي أحد يفكر يأذيني أو يقلل من
مقداري رح يلقى مني الجرح بس .. ومعها حق على اللي سوته لو انا بمكانها رح أسوي
أكبر من كذا "
ل يصيبهُم استفسار شدا اللي ماراح تنام ب بقايا هالليلة من التفكِير : " " تهقون يحرمها من الجامعة ؟. ماهقيته يطلعها من البيت بعد فعلتها معه ..انتم ماشفتوا شكله يوم اخذها ؟ ."
ل ترُد خفوق بعد ما اغلقت جوالها ب الكامِل : " نسايّ صح فضّ و متهور على قولتك ..
لكن ماهو ب متخلّف ل هالدرجة لجل يمنعها من دراستها .."شتات كانت مُستمعه فقط و اوقات تشاركهم الرأي .، خفوق و شدَا هم اللي ترتاح نوعاً ما معاهم عكس باقي سكان القصر اللي ماتعرف غير اساميهم فقط
و عكس باقي بنات العائلة .، ف كيَان بمجرد ما جات للعائلة كان حالها مقلُوب و بنات خالتها رحمَة غالب الوقت عند امهم اللي تخاف عليهم من الهواء الطاير ف سرَاب ماتتكلم العربيه و اختَها تواصلها قليل مع الناس و عقلها تفكيرُه و حالته غريبه جداً ل ذا السبب مخليتهم خالتها رحمة قدام عينها دائماً ... ل تصحى من تأملها هذا على جُملة شدا اللي قالتَها ب توتُر مرِح : اصلا اجتماعهم مع بعض كان كارثه
.. فكيف بعد اللي حصل ؟ ما اقول غير يارب لطفك "... ل ترُد عليها خفُوق اللي رفعت شعرها للاعلى و بدَت تربطُه لانها تبغض النوم و شعرها مفتُوح : " " اللي جمعهم سوى ، قادر على جمع قلوبهم يا شدا "
ل تلتفت على نبرة شدا الاشبه ب نبرة سخرية محبوبة
: " " اسمعوا هالكلام من يقوله؟"
شدا كانت تقصُد ب جملتها هذي حال خفُوق و عباس اللي صار لهم سنيِن متزوجين و الا الان قلوبهم ماتصافت وولا مالت ل بعض .، ف كيف تبغى كيّان و نساي يحبُون بعض و هم بعد كل هالمده ماتحرّك فيها اي شيء ل حالها مع زوجها ؟."
خفُوق اللي نظرَت فيها لوهلَة من الزمَن و ماكان صعب عليها ب انها تفهم مقصدَها .، ل تمتم ب قولها و هي خارجة : " تصبحُون على خِير .."
شدا اللي تنهدت و هي تراقب اختها لين خرجَت
و شتّات اللي ما سالت أكثر و ولا فهمت كلام شدا اللي ماهي الا ثواني حتى رجعت تفتح الموضوع من جديد و تسأل شتات اللي ماتعرف نسايّ اصلاً عن كُل الاستفسارات اللي تجي ب بالَها و كان أهم شيء عندها ان تقابل كيّان و كُل املها ب انها ممكن تشوفها ب الجامعَة ...
-
-
-
أما ب اليُوم الثاني قريب العصِر ..
امتدَت يده اللي يتوسطَها كوب قهوَة أسود ل ناحيَة رفيقُه الوحِيد ب هالمكان وهو يستفسر ب نبرتُه الهادئة تماماً
: علامها حبال الضيّق ملتفه حولَك ؟."ليلتفت عليه مُترجم اللغات هذَا و نظر فيه للحظه من الزمن .، اخذ كُوب القهوه من يد أمِير ب ذات الوقت اللي ردّ عليه ب تراكمات ضيّق استقرت ب صوتُه : "اول مره من سنين طويلَه الاقي هالفرَح كله ب وجَه نسايّ ..، ماهقيت ان بعد هالفرح ه الوجّع كله ..."
ماكان ضامِيي الوحيد اللي متضايق على حال نسايّ الليي الا الان مقفِل جهازُه ب ذات الوقت أمير لكن الفرق ان ضامي تفضحُه ملامحه خاصة ان كان فيه مشاعر حزِن يتعكر مزاجُه و يقلّ هرجه ب عكس أمير الليي ضيقُه داخلُه و ما احد يدرِي به ل يرُد على ضامِيي ب منتهى الهدُوء ل أنه هو بعد يعرِف ان نسايّ ماراح تطُول حالة انكساره هذي : " " هونها وتهون يا ضامييّ .. نساييّ أكبر من هالحكي وأكبّر من هالمشاعر ..وبإذن الله ماهيّب صعبة عليه وبيتعداها"
ل يسكت أمير ل ثانيَه تحت عدم رد ضامِي و يتمتم بعدها ب قوله :" ترانِيي اعرِف كيَان مثل ما أعرف نسايّ .، تعرف عايش بينكم من يومِي و مو صعب عليّ اعرف شخصيات هالعائلة كلها .، كيَان مُستحيل تقدِم على هالفعله بدون سبب .، فيه فعل اساسي ل ردة فعلها هذي يا ضامِيي .، رُوح شوف ولد عمّك ويش سوَا لجل حدّها على ذا الشيء ...
ضامِيي اللي نظَر ب أمير المُستكن تماماً و كلامُه كان يتردد ب بالُه صحيح يعرف كيان مثل مايعرف نسايّ ل ذا السبب صدمته كانت كبيره لانه ماهُو عارِف وش الشيء اللي خلاها تسوي كذا و كان تفكيره مثل نسايّ ان اعمامه لهم يد ب الموضوع ل يتنهدّ تنهيده يحاول فيه ترتيب انفاسه : " والله ان مدرِي عن احوال سكان هالقصر و كيف يفكرون .، انا داخِل عند عمتِيي .."
-
-
-
غرفَة العمَة رحمه ... -
-
كانُوا بناتها اكثَر ثنتين من هالعائلة بعيدين تماماً عن الاهتمام ب اللي صارَ وما اعطوا اي ردَة فعِل مثل باقي بنات العائلَة و خاصَة سرّاب اللي طوال وجودها ب الزواج كانت تنظر للناس ب كُل غرابة الدنيَا .، تحس نفسَها وسط مجتمع و ناس و روتين و جو ثاني تماماً .، كانت تحس ب عدم انتماء ل هالناس كلهم ف هي اذا امها ماتحس معها ب أي مشاعر او أي قرب ف كيف راح يكون حالها مع الأغراب ؟.
و وهّم اللي رغم انها تفقَه أغلب الاشياء الا انها ب ذات الوقت ماتهتم .، ف هِيي متى تعطي ردة فعل ؟. اذا تلبستها شخصية ب مسلسل .، او اذَا احد اخذ منها جهازَها الجوّال الكبير او اذا تقفل نظام الشبكة عندها .، هنا تدمرّ الدنيَا
و هذا كان حالهم طوال الايَام الماضيَه و بالغرفه حالياً مافيه غير رحمَة اللي كانت تمشِط شعرّ وهَم بنتها و كأنها تمارِس عادات و طقوس نع بناتها كان المفترَض تمارسها معهم من زمَان .، و وهّم اللي كانت معطيه الحرية ل امها ب انها تمشِط شعرّها
و انظارها تدور حول جهازها اللي تنقلُه بينها و بين أمها و هي توريَها مقطع الفيديو و تبتسِم ب لهفَه قاتله : " شُوفِيي
العمه رحمة اللي كانت تهز راسها ب قلّة حيلة و هي تمتم ب قولها : " يايمه لاتشوفين هالبلاوي ياحبيبتي ماهي زينَه .
العمة رحمة كانت فعلاً خايفه عليَها ل أن على كلام ضامِي ان ل تكرر نظرّها على فيديو معين او على مشهد معين او طولّت ب متابعة مسلسل ل نهايتُه ف هذا خطِر عليها و راح تبدأ تعيشه و العمة رحمة ما تبي اخوانَها يلقُون اي سبب حتى يرجعُونها للطب النفسي اللي هو سبب دمار عقلها كُله
لكن وهّم تغيرَت ملامحها للزعَل من كلام أمها و اخذَت الجهاز ل حضنها و اتجهت ل بدايَة السرير و تخبَت خلف الفرَاش و هي باقيه معلقه أنظارها على جهازها و تعيد و تزيِد ب هالمقطَع ..."
اما العمه رحمه اللي هزت راسها ب النفي دليل عدم رضاها على هالحال اللي تدعي ربها ليل نهار انه مايطول .، و ب ذات الوقت ماتبي وهّم تزعل منها و تنفر منها بعد يكفِي عليها سرَاب
ب الوقت اللي رفعت انظارها للشخص الواقف عند الباب من تمتم : " وشلون حالك ياعمَه ؟."العمة رحمه اللي تبسمّت و اساساً هو اللي رجع بسمتّها لها من بعد الله ل ترُد ب نبرَة محبوبة
: " بخير و باحسن حال يا نظر عينِي .."
ليبتسِم هذا الضامِيي ل ابتسامتها ليعتدِل بوقفتُه وهو يدور ب نظرُه على الغُرفه وماكان صعب عليه يعرف ان اللي متخبيه وسط هالسرير ماهي الا وهّم من صوت الجوال الصادِر منه : " وكيف أخر الاحوال مع اللي خبري خبرك ؟. بعدها على حالَها الاعوج ؟."
ياسرع ما فهمَت مقصده من كلامه اللي يقصُد فيه ذيِك السرَاب ل ترُد ب قولها و هي تصطنع الرضا " ساعات وقت اجي اضمّها تعطيني
وجَه وما تبعّد عني .، و ساعات تهجرني نفس العاده .، بس مايهم اهم شيء انها تحَت عينِي ..."
ضامِيي اللي نفث نفس عميِق و كأنه يكتم شرارات الغضب الليي بدَت تسكنُه و لوهله تردد ل باله كلام أمير حين قال له عن علاقة سرَاب ب أمها : " البنت سنين و بنين ماشافت امها و الله العالم ابوها ويش عبّا ب راسها زود .، و ما تدري هي وش عاشت و ايش شافت .، اللي عليك توضِح لها حالة امها من عقبهُم و انها كانت تبكي دمّ و تنُوح عليهم ...وضح الصورة زود يا ضامِيي ..."ليبدا بعدها يسأل وسط كومة تنهيداتُه : " هي وينها فيه اللحين ؟."
لتبتسم العمة رحمَه ب قولها : " فوق عند شدا .، حسيتها طفشت من جلستها عندي و طلبت منِي انها تطلَع عند البنات و سمحَت لها ..."
ل يهز راسه ضامِي ب الايجّاب و هو مازال ب مكانه ب جانب الباب ل
ينسحب من وقفته عند غرفة عمتُه و يدور ب انحاء الصالة السفليه اللي كان مسموح للعيال يظلّون فيها لكِن كل العيال تغيرَت غرفهم بعد حضور بنات العمة رحمه اللي صاروا يشاركونهم الدور السفلي ب استثناء ضامِيي اللي هو اساساً استثنى نفسُه .، حتى انُه كان معطي نفسه الاحقيّة انه يدخل ل غرفة عمتُه ب أي شكِل من الاشكال ل انه مايتخيل ابداً ان هالدار اللي احتوته من يوم هو صغير ينحرم منها .."
ل ياخذ جوالُه وابتسَم ابتسامة كبيرَة و هو يلمَح نسايّ اللي كان مقفل جوالُه من ساعات طويلَه و الان يشوف ان رسايلُه استلمها و قرأها بعد يعني نسايّ فتح جوالُه من جديد
ل أن كان هو و أمير مو قادرين يروحون له لين يشوفون انه في حال يسمح لشوفتُه .."
رغم ان نسايّ مارد على رسايله لكن يكفيِه انه فتح جواله و شافها .."ل يرمي جواله داخِل جيب ثوبه و بمنتهى الصدفه رفَع انظارُه للاطلالة الزجاجيّة ل جهة الحديقه الخلفيه ل تكُون هنا المصيبة الكُبرى و الفاجعَة الكُبرى ب نظرُه ... هنا كانت الشيء الغير مقبُول و الغِير معقول ب نظرُه ..."
كيف ان عمتُه تقول انها عند شدا فوق و هِيي ب أبشع حال ممكن يشوفها فيه ؟."كيف ان عمتُه تقُول انها عند شدا و عي بين العماله الهنديه قاعدَه ترقُص وسطهم ؟. سواقين العائلة اللي كانُوا من الهند .، عمّال البقاله الكبيره اللي ب هالحاره .، كُل عُمّال و السواقين اللي من الهنّد مرتكزِين وسط حديقة القصر الخلفيه و هذي السرَاب وسطهُم ب ذات حالها الفاضِح قبّل ترقُص وسطهم ب رقصها الهندِي المُحترف و بخصرّها المعوّج و بخلاخِلها الكثيرة اللي ترّن وسط اسماعهم
وكأنها كانت مغناطيس جذَب ل كل عامِل من بلاد الهنّد موجود ب هالحارَة .،. عامِل نظافه .، سواقين العائلة عمال البقاله كان قبل يعتقد انّها كانت ترقُص مُجبرة حتى بس تدبرّ فلوس و تقدر ترجع فيها السعوديه و تشوف اختها حتى انه بدا يصدق هالاعتقاد للحد اللي بدا يتقبلّها لكن الان لا وهو يشوفها بينهم و كيف كانت انظارهم الجائعة عليها و على منحنيات خُصرها و كيف شعرَها يتطايّر مع تحركَاتها و ابتسامتها هذي اللي بخلّت فيها على امها موسعتّها تماماً بينهم .، كيف ان واحد منهم كان يغنّي ب اللغه الهنديه و البقيه كانوا يصفقّون لها فقط و هِي اللي ترقُص على طرب دندنتهم و غنائهم وتصفيقّهم
ب الوقت اللي طلعَت فيه العمة رحمة و بيدها كيس علاَج و هِيي تمتم ب قولَها و ماهي داريه تماماً عن حال هذا اللي قدامّها : " ضامِي حبيبي بسالَك فيه كم دواء من ادوية وهّم تلخبطت علي و ماعرفت جدوله
لتنبتِر الجملَة وسط لسانها حين تمتَم ه الضامي اللي واقف ك جمادّ مقابل
الزجاج المُطلّ على الحديقه الخلفيه و اشتحّن تماماً من ااغضَب المشابه تماماً ل غضب ابن عمه ذاك وهو يقول : " بنتِك وش تسوي وسط
العمّال و السواقين ياعمّه ؟
و بمجرّد ما تمتم ب هالاستفسار اللي رغم انه عارف اجابتُه اتجه ب كُل مافيه و بكل استعجال العالمين و كأن شياطين الارض تدفعُه لخروج أسوا مافيِه وهو مو قادر يستوعِب لو ه السراب طاحت بيده الان ايش ممكت يسوي فيها
كانت العمة رحمه خلفه و تناديه ب كل النداءات و ولا يُرد كانت عارفه ان الموضوع فيه بنتها الكبيرَه و هي
راحت كأنها منقذه ل بنتها من يد ه الضامِي اللي استحاله تنسى كيف تحولّت ملامحُه من الهدوء والاعتياديه ل ملامح شرسة و مُخيفة و من نظرات طبيعيه هادئة ل نظرات مشتعله وجنونيه احتدت ملامحه و بشدَه و تضاعّف الاحمرار الحاد ب عيونُه اللي من لحظَة قُربه ل هالبقعه اللي تتراقص فيها ه السرَاب كُل العمالَه الهنديّة انسحبوا من المكان لأن جيته ماكانت تبشرّ ب الخير أبد و من تمتم ب عالي الصُوت اللي كُله غيرّة على محارمُه ممزوجة ب حدَة
مدمرّه :
و من تمتم ب عالي الصُوت اللي كُله غيرّة على محارمُه ممزوجة ب حدَة مدمرّه :لا ابو هالوجيه انت واياه اذلفُوا من هالمكان حسبي على من جمعكّم
-
سرَاب اللي من لحظة ما داعّب ملامحها صوتُه توقفت و انقطَع حسّها الموسيقِيي و حبل رقصّها و من لحظة بعد ماتوقفوا عن التصفيق و الغناء
ماعاد فيه أي أحد من ابنتء بلدها ب نظرها حولها و يد غليظّة و شديدَة استقرّت على ذراعَها الطرّي ويهزّها ب عتّاب حار : إنهبلتي ؟ ضاع عقلك مع ضياعك انتي ؟ ناسية دينك وناسية انك لنا عرض واننك بنا شرف .. تقومين تهزين خصرك هالمنعوج للسواقيّن بدون ما تهابيّن شيء ؟؟
ماكان عنده اي فرصة حتى يهاوِش ب اللغه اللي هي تفهمّها لان ماعاد به اي ذرّة عقل و تلفت خلايا مخُه هو ب العون يحاول ينسى رقصها للرجال ب الهنّد ف كيِف تعيد الكرّه و ترقُص ل رجَال غرب بعد ؟."
ب الوقت اللي جات العمة رحمة ك الحاجز بينهم و كأنها تحاوِل تحمِيي بنتها اللي هي بعد صُعقّت من منظرَها اللي ذبلّت عظامَها منِه لكن كان هدفها الأول حمايتَها من ه الضامِيي اللي
اكمل ب قوله : " " انتي بعتي نفسك ؟ ليه ليه تحبين تجنين على روحك الشقاء ؟ ليه ماتبلعين جمرة وتبقين بمكانك بدون ما تسوين لنا مشاكل
وتضيعين راحتنا بهالحركات و
هالفعايل ؟
كانَت ممثلة بارعَه .، ف هذي هي تمثّل عدم الفِهم و التشتت و الضيّاع من قوله رغم انها فاهمة كلامُه ب حذافيرُه .، رمّت علامات الخوف على ملامحها و جسدها اختفى خلف جسد أمّها اللي قالت : " على هونّك يا ولدي هي ماتفهم خلاص خلاص خلها عليِ بس لا تقرّب صوبَها و الله لو
ليقاطعها ضامِي اللي ماهو متحمّل شوفتَها قدامه ب هاللبس الفاضِح و ب هالشكِل الزاهيّ اللي شافوه فيها كُل العمالة اللي انفتنوا فيها و ب جسدها للحد الاقصَى و اللي اكيد راح تكون ببالهم ليتصدد للجهة الثانيه و هو يدعي ربه يرزقه الصموّد والصبرّ ب ذاته عليها : " خذي بنتك من قدامي ياعمَه لايكون ذا البلا اللي لابسته اخر لبس تلبسُه و ما انتظرهُم يمشُون من قدامه هو اللي ابتعَد و ولا هو طايق شيء بعد ما تاكد تماماً ان باب الحديقه الخلفي مقفل تماماً
اما العمة رحمه اللي اخذت بنتها سرَاب معها و هي تدعِيي ان ما احد يلمحها هي و بنتها ب هالشكِل .، و ولا هي عارفه وشلُون سوت سراب كل ذا ؟. و هي اللي فهمتّها ب انها رايحة عند شدا فوق
تنهدت ب راحة من اول مادخلَت هي و بنتها الغرفه ل تقفّل الباب ب الوقت الليي بانَت علامات الانزعاج و عدم الرضا على سرَاب اللي اتجهت ل غرفة تبديل الملابس و بدلت ملابسِها و نزعت اساورِها و تخبئت ب طرف السرير جانب وهّم و كأنها تذكرّ نفسها ب أن فيه شيء مخليها تصبر على هذا الحال المرّ
كانت فعلاً مبسوطَه قبل ب انها لقيت ناس نفس حالتها .، لقت ناس من نفس بلادها و يتكلمون نفس لغتها .، ناس متعوده على ملامحهم و اشباههم .، كانت تحِس ب انتماء كبيِر لهم لانها للحظه حسّت ب انها هي وسط الهنِد
واللي كأنها بدت تودع الغرابه و الضياع اللي هي فيه لكن كل هذا انهدَم من لحظة ما تعكرّ صفوهم ب حضورُه ..."
لكن سُرعان مارجعت ابتسامتها و وناستها نتيجة الشيء اللي كان يتراقص داخِلها كان هو السبب بظهور ابتسامتَها .، غطّت نفسها ب غطاء السرير الوثير و كأنها تحاول تخفِي ابتسامتها هذي للي حولَها .، الوحيده اللي كشفت ابتسامتها و تحوّل ملامحها هي وهّم لانها كانت ب جانبها ب السرير..."
- -
و بنفس اليُوم عند اخت هذي الراقصة __ الساعه 1٠ ب الليِل ..."
-
-
" ؛ ماتوقَف نظرّها عن تحرّكات و افعال هذي الانثى اللي تتوسط مقطع الفيديو اللي تشاهدُه ب جوالّها .، كان هذا حالَها ب مجرَد ما تنتهِ من مشاهدة مواسم طويلة او حلقات كثيره من اي مسلسل .، تقضي اغلب وقتها ب مشاهدة هالمقاطِع .، و كأنها تحاول تلهّي نفسها فيهم حتَى تلقى مُسلسل على مقاس ذائقتّها .، كُل حياتَها
مقضيتها بالمشاهدة من مسلسل ل مسلسل و من مقطع ل مقطع .، و اكثر المقاطع اللي تكرر مشاهدتّها تتلبس شخصيتها بعَد خاصة ان كانت فاهمة قصة هالمقطع .،"
و هِذي هي الان تشُوف مقطع ل أنثى تحب المغامره و تعشق التجربة .، انثى حركيّة و مرنَه .، كانت تقريباً ب عمرَها و عندها لياقه بدنيَه كبيره ..."
كانت وهّم تنظُر فيها و هي تفتَح شُباك الغُرفة المُطلة على حديقة بيتهُم .، و ماكان شُباك الغرفه بعيد كثير عن الارض .، لكن ب ذات الوقت كان خطِر و ممكن يتسبب ب اعاقَة ب اقدامَها او كسوُر قويه يصعب جبرّها ..."
كانَت الانثى اللي تتحرك ب الجوَال ب برامج للتجربه و المغامرات و نفذّت هذا التحدِي اللي رمُوه عليها بنات الجيرَان و بنات عائلتها .، و فعلاً فتحت هالانثى الشُباك و هوّت ب جسسَدها من الشُباك للحد اللي لامست فيه الأرض .، كانت هالانثى تخفي تألم أقدامها و تبين العكس ل أن كان المهم عندها تطير من هالشُبّاك و تدخل ب جو المغامرة و تجربة اشياء و حركَات جديدَة ..."
"
لتقفِل وهم جوالّها و هي تتنقل ب نظرها ب الغُرفة اللي مافيها الا سرَاب اللي كانت نايمَة و العمة رحمة خرجَت من نص ساعة تقريباً من شافت ان كل بناتها متجهات للنُوم ..."
ل تنسحِب وهم من السريِر و هي تعدّل كم بجامتَها الورديّه الفاتحَة و تربط شعرها القصير ب ربطة سوداء ب عشوائية و خصل كثيره تمردّت واستقرت على ملامحها ..."
خرجت من الغرفه و صعدت للدُور العلوّي و هي تفتَح شباك الصاله العلويه الخاصة ب مجلس الحريم واللي مافيها احد الان ابداً
اتجهَت ناحية الشُباك و هي تلمَح المسافَة بين الشُباك و بين الأرض اللي كانَت مُعاكسة تماماً للمسافة اللي نفذتها البنت اللي بالمقطَع .، لكن هذا كان اخر شيء تفكر فيه وهَم .، يا ما كانَت تبغى تجرّب ذا الشيء وقت كانت بالمستشفى لكن كانت العاملة سناء هي اللي واقفة ب وجهها و تمنعها .، اما الان مافيه أي شيء راح يوقف ب وجهها ..."
و فعلاً فتحت الشُباك و رفعت جسدها الطرّي و جلست جالسه و هي مادَة ساقيِها للاسفَل .، يعني ب معنى أدَق جالسَة على حافَة الشُباك و كأنها تنتظر العدّ التنازلي حتى ترمِي ب نفسَها من الشُباك بدون اي تفكير ب العواقِب اهم شيء تجرّب ذا الشعور اللي كان حلمها من زمَان ..."
- - -
" كان مُستغرِب من عدم وجود ضامِي من العصِر .،حتى انه يتصل عليه و ولا يلقى له أي رد .، كان كذا كثير عليه لا نسايّ و ولاضامِي و كل واحِد ب همُه و حالتُه .، و ماكان عنده تسليّه و رفيق ل ليلُه غير سلاسل هالنجُوم .، كان ب خلوتُه الليلية
المُعتادة و تأمله ل كل هالكواكب و النجُوم اللي منظرها هذا المنتشر ب السمّاء اشبَه ب جوّ شاعري و قصيدة عاطفيّه و شيء يثلِج الاعصاب يستحِيل وصفُه ..."
بيدُه كوب قهوتُه ف هذا انسب وقت ب النسبه لُه ل مشاركة كوب من القهوة مع هالمنظَر .، مرّتب مواعيد قهوته ب دقه .، كوب ب النهار و كُوب بالليل مايحِب يكثّر أبَد او يخلف هالترتيب ..."ب امتـــــــار و امتار و البقعه اللي اسفل هالشُباك كانت عباره عن رُخام أبيض قاسِي راح تتهشّم لا محالَة لو فعلاً نفذت اللي ببالها و هوّت ب جسدَها عليِه ماكان صعب عليه يعرف هويتها .، و مين غيرها ؟. ف هذا فصل من فصُول حالتها العقليه الغريبه .، و اللي ساعده ان هاللعبة كانت
واسعه واسعه حيلل
و ب الوقت اللي هوّت فيه وهَم ب جسدها على الارض و ابتسامتها ماغابت عنها ابداً و ممكن هالموقف كان احلى موقف ب حياتها
ماكانت تدرِي ان ممكن طيحتها هذي ان ماماتت منها راح تكون مُعاقه ب القليل يعني ب كل الحالات خطيرره .، كان اهم شيء عندها تجرب ذا الشيء اللي من وقت كانت ب المصحّة ودها تجربه .، للحظه عاشت حالة ذيك البنت و كأنها هي اللي فيها روح المُغامرة
و كأنها هي اللي تحدوها اللي حولَها رغم ان مافيه اي احد تحدّاها ..."ليرتدّ جسدها وقت لامَس جسدها
ارضيّة هاللعبَه الليي خاصة ب القفِز و اللي بدت تتنفس ب لهفَه من اول ما شافت انها ماصار لها اي شيء .، و انها الا الان عايشه وكأنها كانت متوقعه ب انها راح تمُوت كانت ردة فعلها مشابهة تماماً ل ردة فعل ذيك الانثى اللي بالمقطع و اللي كل من يشوف ملامح وهم حالياً يقول هذي تخلصت من اقوى انجاز ب حياتَها ... و سوت شيء مجنون و نجت منه ب اعجوبه ..." التفت انظارها على الجسد الرجولي اللي ب طرَف هاللعبه اللي هو عليِها و اللي كان يتنفس ب سرعَه وكأنه هو اللي راح يمُوت لكن كل هذا ماكان واضِح لها لانها الان ماتفكر غير ب ابتسامتَها و انها فعلاً حققت اللي ببالها و اللي تبيِه .،
ماكانت تدري هذا مِين أصلاً رغم ان ملامحه مو غريبَه عليِها .، لتنسحِب من اللعبه و هي تنظر فيه و ما توقف سيّل ابتساماتَها و ما هي الاثوانِي حتى تنظُر للشباك العُلوي و ترجع تنظُر فيه و هي مُبتسمَة
مايدري كم الوقت اللي مرّ حتى غابت فيه عن عينُه و الاكيد انها اتجهت للبيِت و اللي مطمنه ان مافيه اي احد من العيال حالياً يعني راح تدخُل للبيت ب كل اريحيَة ..." كان ينظر فيها باستنكار و توتر و ارتباك شديِد لكن سرعان ماتلاشت هالنظرات من تلاشت وهَم من قدام عينه ليهز راسُه ب الاسَى و قلّة الحيلة ب الوقت اللي ماتوقف سيل ابتسامتُه ابداً ثبّت اللعبه بشكل اقوى لان ممكن تكرر فعلتها من جديد
و رجَع بعدها ل موقعه ذاتُه و اخذ كوب قهوته و بدا يرجع ل خلوتُه و ولا كأن شيء صار و ولا كأن فيه انثى كانت على وشك الانتحار .، و ولا كأن اي حدث صار و كأن هاللي صار عباره عن فاصل بسيط قطع عليه خلوتُه .،"
لانه يتذكر كلام الدكتور ب حذافيره وقت قال لو تبغى تنفّذ وهَم شيء ما احد يقدر يمنعها و مافيه قوه تقدَر تردعها .، ل ذا السبب خلاها تطيّح حتى يتحقق مرادها و يطيح اللي براسها ل ان لو جاء مثلاً و انقذها او دق على عمته رحمه او على اي شخص ب القصر كان يقدر يلحق عليها و ينقذها لكن هو مايبي يسبب ضجة من ذا الحدث المدمرّ ابداً لان لو دروا الاعمام عنها راح يستنكرون فعلتها اكثر وممكن يرجعونها المصحّة وما احد راح يحترق قلبه عير العمة رحمه ..."
و هذا هُو كل شيء كان ب صفه و ب أقل الاضرار .."
رجَع ل نظرُه و تأمله ب النجوم ب الوقت اللي لمح فيه ضامي اللي للتو دخَل البيت و ملامحه رغم انها هادية الا ان فيها شيء من الضيّق وبقايا غضب ليبتسِم أمير الليي بيدُه كوب قهوته وهو يقول : " جاكُم نسايّ الثاني .، خير يالطيب علامِك ؟."ضامِي اللي نظر فيه و ب ملامحُه الهادية و لابتسامتُه الرايقَه جداً : " " من أي طينة انت ؟."
ل يرُد عليه أمير اللي استقرت ابتسامة هاربة على ثغرُه بعد مافهم مقصده : " " طيَنة الي مشتري راحة باله .. تعال بس "
ليرف جفن ضامي بالنفي وهو يقُول : " خلّك انت مع نجومَك بس .، وراي شغِل باكر ..."
و توُه بيدخل للبيت الا رجع نظر ب أمير : " كلّمك نسايّ اليوم ؟. رد عليك ؟."أمير اللي رفّ جفنه بالايجاب وهو يقول : " سالتُه وشلونَك قال لي الحمدلله .، و عقبها قال اكلمَك اخر الليل ...بس "
ضامي اللي نوعاً ما ارتاح دامُه رد على واحد فيهم
و توه بيدخُل ل داخِل الا يلمح سهلّ اللي دخَل من بوابة الق ِصر ب ثوب أبيض بدون شماغ و يدُه اليمنى
مضمّدة تماماً و ملامحه نوعاً ما ضايقَه و كأنها ضيقة ألم خفّي ل يرتعد ضامِي وهو يقول : " يالله اني في وجهَك .، علام يدك ياسهلّ ؟."ليرفع انظارُه سهلّ ناحيتهم ل يلمح ملامح ضامِي المنتفضه عليه و ملامح أمير الهادئة ل يتمتم ب هدُوء مريّب : " اصابه بسيطه ...عطّها كم يوم و تخّف .."
ل يرُد ضامي بمجرد ما انهى سهلّ كلامه وهو يقترب منه : "اي اصابه بسيطه شوف وجهك وشلون صاير ...توجعّك صح ؟. ليصيبه رد سهّل الضايِق : هذا أنا وهذا شغلي من سنيّن طويلة .. باقي ما تعودت ؟."
و اتجَه ل داخِل القصرّ وهو يتمنى بعد ان ما احد يقابله ويساله لانه ماله خلق ابداً و ولا له مزاج يسولف مع احد يبي ينَام و بس ..."
و من بعدها كرر فعلتُه ضامي هو الثانِي و اتجه بعد ل نومُه
اما اميِر اللي التزّم السكات طوال محادثة سهلّ و ضامِي لانه يعرف ب مشاعِر الكره اللي يكنّها سهلّ لُه و اللي مايدري وش سببها ظلّ على حاله مكمّل ب خلوتُه الليله
هذِي مع كوب قهوتُه و ينتظر اتصال نسايّ .
ب قصر ثاني و بأحد غُرفه -
طوَال المده اللي فاتت كان جسدّها حبيس ه الغرفه اللي كانت واحده من عشرات الغرف الموجوده ب هالقصر اللي كان نسخة مُصغرة عن قصر جدَها و مافيه ملامح تشوفها الا ملامِح الخادمة الاسيويه اللي موجودة فيه و تقُوم ب تحضير طلباتها و اوامرِها حتى انها الوحيده اللي ترتاح معها كانت حبستها اختياريَه هي من ذاتها ماتبي تطلَع من هالمكان ابد ...
بس هاليوم زادت ضيقتها من كونها حبيّسة هالجدران الأربعة .. وكونها من فترة طويّلة ما أسترقت النظر لأشعة الشمسّ اللي كانت تسّطع على روحها ..."
و مافيه شيء يخلي الشمس تتخلل ل داخل هالغرفه الا الشُباك اللي اتجهت و فتحُته
وبدأت تنشر نظراتها التائة للمكان الي يعتبر بنظرها غريّب وما تعرف عنه أي تفاصيل .."
ل تشدّ على الستاره ب شدَه و هي تلمُحه وسط حديقتُه ،. كان راح يكون منظر عادي جداً بالنسبه لها لو كان ل وحده لكن اللي شافتُه غييير الان عرفت مصدر الاصوات اللي سمعتها ب اول ساعتها ب هالمكان .،
" ماكان من وحي خيالها ، ولا هلوسة غريّبة كانت فعلاً أصوات حقيقة
" كانت تحس للحظه ب انه راح
يتوقف نبضَها .، ارتفعت حرارتّها و تعرّق جسدها و هي تشوفُه وسط حيواناتُه المفترسَه و كأنه صديقهم الثالِث .، كيف كان الجوال بيدُه و يدُه الثانيه مغروزه وسط شعرّ حيوان الاسد الكثيِف اللي كان مُلاصق ل جسد هذا المدرّب و كأنه مايبي يفارقُه ابد .، و كيف كان هالمنسِي يبغثر شعره ب خفَه و كأنه يبغثر شعر ولد صغيِر ما كأنه اخطر حيوان ب الوجُود
تعرقت يدها اللي شادة فيها على الستارَه و هي تثبت ظهرها على الجدار اكثر
هي وش اللي دخلت نفسها فيه ؟"
" وهالحيّاة الجديدة اللي لحد الآن واقفة مثل الغريّبة على أعتابها ، وش نهايتها ؟"
تبعثرّت تماماً من صوت طرقات الباب اللي تمتمت ب صوتها الانثوِي الشبه واضح : " مين ؟."
هزت راسها ب خفه و كانها تذكر نفسها مين راح يزورك يا كيّان غير ذا العامله ؟."و فعلاً لقت اجابة سؤالها من فتحت الباب و شافت العاملة اللي كانت واقفّه واللي تمتمت ب عربيتها المكسرّة : " ماما يبغى شيء ؟."
كيَان اللي أشرت لها بيدها ب أن تتجه ناحيتَها و نظرها ينتقل بين العاملة و بين المتظر اللي خلف الشباك : " تعالي و قفلي الباب معك ..."
و فعلاً نفذت العاملة طلبَها ل تقفل الباب و تقترب ناحيتها ل تأشر كيان ب نظرَها على المنظر الأليف اللي بين هذا المدرب و حيواناتُه : " الحيوانات هذي وين مكانها ؟. لها مكان
مخصص صح ؟."
ل تهز الخادمة راسها ب الايجَاب و استحالة تنسى ان قبل تشتغل هنا كانت حالتها مثل حالة كيان الخائفة هذي : " " يس يس ماما .، فيه قسم كبير موجود حيوان كُله و مفتاح مع بابا نسايّ .، هنا بيت مافيه شيء .."
كيّان اللي فعلاً ماكانت تدرِي عن وجود جموعّ الحيوان هذا ببيت نسايّ لان اساساً ما احد كان يفتح سيرته قدامها و بكل مره تنفتح سيرته كانت هي تنسحِب من الجلسة كلها .، و من مدة بسيطه عرفت انه مدرب حيوانات بس توقعت انه يدرب حيوانات اليفه و بسيطه ماتوقعت ل هالحد و ل
هالدرجة .
لتتجِه ب النظَر ل ذات البقعه اللي كان فيها ذاك المنسيّ مع حيواناته لكن اللي اكتشفت ان مافيِه أي أحد موجود .لا ذاك المنسي و ولا حيواناتُه اللي
كانت حولُه فجآه تلاشوا من قدامها
اغلقت الشباك ب سرعه و هي تحاول ترتِب أنفاسها اللي تبعثرت و تفرقت و ضاعت تماماً
و كانت تردد ب توقع داخِلها دام عنده قسم كامل ل حيواناتُه ف أكيد ان عنده انواع كثيره و حيوانات أكثر استحالة يحط قسم على كم حيوان بس
اتجهَت ناحية السرير ل ترمِي ب جسدها عليه و بيدها جوالَها اللي كان من ضمن اغراضها اللي انرسلت مع السواق لها ب صبُح اليوم
كانَت مُصرّة انها ماتخرج من الغُرفه رغم انجذابها الكبير ل ذا القصِر اللي ودها تتفقدُه و تكتشفُه اكثر و اكثَر لكن ماكان خاطرها تتصادَم مع نسايّ ابداً و ولا ودها تحتَك فيِه و تنتظِر بس الفرصه المناسبة لجّل تنفصِل منه ب اسرَع و اقرب وقت
كانت تتمنى لو دفتر مذكراتها موجود معها .، كان ودّها تدون كُل شيء فيه .، هذي العادة اللي ما فارقتها ابداً اتفه تفصيل ب حياتها تكتبُه فيه .، لكن للاسف ماكان من ضمن اغراضَها رغم انه هو الاهم و المهم
و مرت ساعة وراها الساعه و لحظه وراها الثانيَه لين ما ليّلت الدنيَا و انتشر الظلاّم ب المكان .، و كَيان على حالَها تتبعثر و تدور ب هالغُرفة .، و ماكان فيه اي ظهور ل نسايّ ب حديقتُه هذِي حتى الشغاله ماكانت موجُودة لان
-
حتى الشغاله ماكانت موجُودة لان المتوقع انها نامَت ل أن العشاء اذن من زمان ..."
ل يسطع النور من شاشة جوالها دليل وجود اشعار .، ل تلقى الاشعار كان رسالة من شدا بنت عمها و كان مُحتواها : " دفترِك الحبيّب و باقي اغراضك الخاصة ارسلتَها ب شنطة مع السايق ...هاللحين ب توصلِك .، عساك مانمتِ ؟."
مامنعت نفسها من التبسُم نتيجة الامتنان اللي تسلل ل داخلها ناحيَة شدا ... ماكان يهمها شيء كثر دفتر مذكراتها اللي شدا الوحيده اللي تعرف مقدارُه العظيم عندها ..."
ل ترمي ب نظرَة على الحديقه الخاليه تماماً من ذاك المنسي و من حيواناتُه ..."
و ماهي عارفَه كيف روتينُه و كيف يقضي يومه و ايش هي طقوسُه؟. و وين مكان وجودُه حالياً لكن كل ذا أخر اسبابها لكن سببها الاساسي هو ارادتها ب انها تستكشِف هالمكان و هالجُزء عن قُرب نتيجة حبستها الطويلة ب الغُرفة و اللي مافيه اي مكان ثاني راحت له غير ذا الغرفة ..."
و فعلاً خرجت ب الحديقة الواسعة جداً واللي اوسع من مساحة القصر حتى لان كل شغُل نسايّ ب هالحديقة و بدَت تمشي ب كل بطىء و هدُوء و عاجبَها الجو جداً و اساساً ماكانت راح تخرُج لو ماقالت لها العاملة ان حيوانات نسايّ لهم قسم خاص مفتاحه ب يد نسايّ يعني ماهِي سايبَه ب المكان ابداً و هذا اللي طمنّها و خلاها تكمل مشي تبعثرَت تلعثمَت و هي تلمَح حيوان « النمرّ » يدُور و يتمشَى ب الحديقه .، هي متأكده انها وقت خرجت ماكان فيه أي أحد ف من وين خرج هذا الحيوان
؟. كانت تلمَح انيابه الحاده .، و مخالبّه القاتلَه و جلّدُه المُخطط و عيونُه المفترسَه .، كان اللعاب يسيِل من فمُه و كأنه له ايام و ايام ما اكل اي وجبَه ..."
نست كيف تتنفس .، نست كيِف كانت و ايش المفترض تسويه حالياً ؟. و ما تعرف ايش هي ردة الفعل المُناسبه و كل دعواتها انّصبت حول انه يارب مايلمحها .، يارب ماينتبه ل وجودَها .، نظرّ للمسافة الطويلة اللي كانت بينهم . لكن كل دعواتها و تمنياتها ضاعت و هي تلمح التفافتُه نحوّها .، و كيف استقرت انظارُه المفجعّه عليها .، و كِيف ظلّ واقف مكانُه وهو مطوّل
بالنظر فيها غمضَت عيونّها و انقطع نفسها من كثر ما تبعثَر تعرّق جسدها كُله و هي ماتبي تتوقَع و تعرف وش اللي راح يكُون مصيرَها هاللحظَة .، طرى ببالها كل الافلام الوثائقيه اللي شافتها هاللحظه .، كرهت نفسها و كرهت فضولها و كرهَت العاملة الليي وضحت لها عكس اللي شافته اللحين .، ماعندها اي فرصة للهرب لأن كُل اطرافَها تخلُوا عنها هاللحظه ومو بس اطرافها حتى صوتها مو قادره ترفع صوتها حتى تنادي احد وحتّى دموعها مو قادرَة تبكِي ابداً و كأن كل دموعها الحزينة تجمدَت لمحتُه يقترب منها و يقترب اكثر و اكثر و خوفها هذا كان هو الدافِع له حتى يقترِب لها بشكل اقوَى
غمضت عيونها ب قوَة وهي اللي متقوقعه على نفسها ب جانِب البوابة و مايرّن ب مسامعها غير صوت النمرّ المُفجع هذا تجمعّت على نفسها اكثر و هي بس تنتظر اللحظَه اللي تصيِر بين يديّن النمِر هذا وينقطع نفسها و تنتهي مسيرتها ب هالحياة
لكن ب لحظَه فجائية من الزمن تبددّ كُل هذا .، و يد غليظَه استحاله تنسى ملمسها استقرّت و تمكنَت من ذراعها .، و جسَد رجولّي صلَب صار حاجِز بينَها و بيِن هذا النمرّ المُفترِس ..،. ماصارت تشوف قدامّها غير اللون الاسوَد نتيجة قميصه الاسود اللي لابسه الخاص بالتدريِب .، واللي سترّها هالجسد الرجُولي نتيجَة الحُراس الثلاثه الليي رجعُوا حيوان النمر لقفصُه من جديد واللي عرض مناكبُه منعهم من لمح طرّفها للحَد الليي خرجُوا من القسِم و اتجهُوا ل خارِج هالحديقه الواسعه
كانَت مغمضه عيونها تماماً وكأنها تنتظر اللحظَه الليي يهاجمها هالحيوَان وينهِي انفاسها ب هالحيَاة .، لكن ب مجرد ما تباعد صوت هالنمرّ عن اسماعها للحد اللي اختفَى تماماً فتحت عيونها . كل اللي تعرفُه ان هالذراع الغليظه
اللي هي شادة قبضتها عليها ضاعت و تدمرَت تماماً لشدة قبضتّها كانَت تعرف انه هو .، و ما هو صعب عليها تعرِف عبَق عطرُه المشابه ل طابعه الصعّب و المُستفز .، كانت تعرف انه ذاك المنسيّ اللي هي متخبيَه خلفُه تماماً وما تشوف أصلاً غير ظهرُه و نصف جانبُه ..."
ماكانت مستوعبه انها نجَت
و ماتنكر انها نجت ب اعجوبَه و دمرّت ذراع هالمنسيّ لشدة ضغطها عليِه .، ل تتنفَس اكثر وقلبها زادت نبضاته و هي تلمح باب ذاك القسِم بعدهُ مفتُوح ل يرجع خوفها من جديِد ..."
ب ذات الوقت اللي تمتم فيه هالمنسيّ ب غضبُه اللي مستحيل يفارقُه خاصة ان هذا وقت تدريبُه ل حيواناتُه و اللحين هي خربت عليه كل تخطيطه و شغلُه : " انتِ وش اللي مطلعك ب هالوقت ؟. هذي والله البلشششه ..."ماكان فيه أي رد من كيَان الليي ل حد الان تحت تاثير هذا الحدث المُخيّف .، و هي اللي ما بحياتها قرّبت من حيوان اليف حتى تقابِل حيوان مُفترِس .، خاصة ان جلدها مصاب ب حساسيّه قويَه و حساسيتّها تجاه الحيوانات كانت قويَه و حِيل ل ذا السبب ماعندها اي تواصل معهم ..."
ل يكمِل نسايّ اللي ابعد يدُه عنّها و فك يدَها من ذراعُه و نفض جسدُه عنها و كأنه مايبغَى اي قُرب جسدي بينهم ل يرجع ل جنُون غضبُه اللي اهدى ب كثير من اخر موجة غضب صابته : " " ضاقت عليَك رحاب غرفتك لأجل تضيقيّن على محيطهم ؟.".. ماحذروك نسايّ اللي كانت بيدُه عصاه الخشبيّه و راحة يدُه ساترّها قفازه الاسود الا انه فاضِح اصابعُه ومو مغطيها ب الكامل .، مع بنطلونُه الأسود و القميص الاسود الضيّق اللي يكشف عن الثلاث عضلاَت المستقرّة على ذراعُه .، هذا كان لبسه الدائم و الخاص ب التدرِيب .، ليلتَف عليها وغضبُه بدا يزدّاد خاصة انها خربَت عليه تدريبُه و عكرّت صفو مزاجه و خاطرُه و هو خلقه متعكرّ عليها : " " محد طلبك تفرضين شورك .. ليه نازلة ؟ليه مابقيتي بغرفتك؟"
و هنا فعلاً كيَان ردّت عليه ب الوقت اللي قامَت واقفَه خُوف ان نسايّ يبعِد و يرجع لها الخُوف من جديد خاصة ان باب قسم الحيوانات بعده مفتُوح يعني معناته ان الخطر للحين ما انتهَى : " " كان عندي كم غرض كان لازم أخذهم عشـ..."
ضاعَت مفردات اللغه من لسانَها و هي تلمَح حيوَان ثانِيي يخرُج من القسِم
لكن ماكان نفس الحيوان اللي كان عندها من دقايِق كان حيوان مُختلف لكن يتشابهون كلهم ب انهم « مفترسين » .... كان صوت عوائه اكبر دليل انه حيوان ال ذئب ...
اللي من اوَل ماشافتُه رجعّت تخبّت خلَف ظهرّ هالمنسِي مرَه ثانيَه و هي ب كُل مافيها تحاول انها ماتنزل منها دمعه و ولا يسيّل اي شيء من عينَها نتيجة ذا الخوف اللي ماعمرها عاشتُه وماكان فيه أي وسيلَة أمان حالياً غير هذا المنسيّ الليي هي خلَف ظهرُه و يدّها مُسقرّة على جزء من قميصُه وكأنها تتاكد انه راح يكون موجود و انُه ماراح يمشِي ...."
ماهِي ناقصة ابداً تعليقات نسايّ
الساخرَه لها هذي ابداً حين قال : " وين القوة الي كنتي متسلّحة فيها واللي ارضِك ماهي شايلتِك من كبرّها ؟."
ب ترّد عليِه و هي تتخبى خلف ظهرُه أكثر و كأنها ب شتى الطُرق تحاوِل ب أن هالذئب مايشوفَها ل ترُد عليه مُجبرَة ل أن مالها اي وسيلة حماية
حالياً غيرُه " قوتي مع بني آدم مثلي .. مو مع
حيوانات بأنيّاب .. تكفى نساييي بعده عني .. بعدددهه"
كان يقدَر هالمنسيّ ياخذ حقُه منها ب تخليّه عنها ب هالحال و يقدَر يرميّها وسط حيواناتُه و تعيش شعور الخُوف لجل تذوق الشعور المرّ اللي ذاقُه و كذا ينتصِر ل ذاته و يصيرُون متعادليّن نوعاً ما .، يقدر لكن اللي صار انُه تعكرّت ملامحه للضيّق وهو ياخُذ نفس عميِق و كأنه يحاول يهدي نفسه من قال : "على الأغلب إني بتعب معك
كثييير .. كثير بتعب يابنِت راكان . ليمسكها مع معصمّها من جديد وهو ينظُر ب حيوان الذئب اللي كان يتفتَل بالحديقَه و كأنها ارضه و خاصة فيه : " تعالِيي .، يالله الصبرّ بس
و فعلاً أخذَها معُه ل حتى وصلّها عند بوابة القصر الداخليَه البعيده ب مسافات عن حديقتُه هذِي
ليتمتم لها ب تهديد و وعِيد بعد ما تخلّص من ملمس جسدها المرتعِش بجانبُه : لا تطلعيّن ولا تخطين خطوة دون علمي .. هالمرة كان نمرّ بس بإستقبالك .. المرة الثانية بتركهم كلهم يهجمون عليك و بشوف مين بيفكك منهم ؟.
مالقَى منها غير نظرَات كُره ممزوجَة ب قهرّ و نوعاً ما عارِف السبب اللي هو ب أنها احتاجَت لُه و هي اللي ب كل مافيها حاولَت انها تنكرّ خدماتُه وماتحتاجَ منه شيء ابداً ...لكن كل ذا تبددّ لانها فعلاً احتاجتُه و احتاجتُه ب قوَه والمتوقع ب انها راح تحتاجه كثييير دامَها وسَط ارضُه و دارُه
علامات الخوف بدت تتلاشى من ملامحِها و هي اللي كانَت ودها تشكرُه ك ردة فعل طبيعيَه ان احد قدّم لها معرُوف لكن ردة الفعل هذي تقدّم للكل الا هالمنسيّ لكن ردة الفعل هذي تقدّم للكل الا
هالمنسيّ اللي ماقابلَها غير ب
السخريّه و بالتهديد و ب الهوَاش .، ل تبتعد من قدامُه متجهة ل غرفتَها و هي تحلِف داخلها انها ماراح تعتّب هالحديقة هذي ابداً و اللي ندمت كل الندم على فضولّها اللي دفعها تكتشف هالمزرعه و الليي اضطرَت فيها تحتّك ب هالمنسي اللي فرّض شخصيتُه عليِها ..."أما نسايّ اللي من بعَد ما اختفت عن عيونُه الحادَه التَف على حيوانُه المفترس اللي ب عينُه اكثر حيوان اليف ب الدّنيا.،ليقترِب منه و يضمّه ب شدَه و كأنُه قابل صديق من زمان ماشافُه وهو يردد
: " اتفقنَا انك ماتقرّب على بنِي آدم غيري يالذيّب وما اخلفَت الاتفاق ...يشهد الله انك كفُو ... و ماسويت مثل اخوك اللي حسابه عندي ..." قصده « النمر »
وظلّ مستمر ب الحكي مع ذئبُه المائل للبنّي هذا و كأنه يفهم لغتُه و كلامه
كانوا الوحيدين اللي يستاهلُون حُضنه هم حيواناتُه هاللي اقرب من رُوحه عليه .، كانت هذي قاعدتُه من سنين يبغض تقديم الاحضان للبشر و يشجّع على تقديمها لحيواناتُه ....."
- -
ب جهة ثانيَة ..فلّة عباس الموجودة بالسعوديَة .
- - -
ماتدرِي كم مرّ من الوقت و هي واقفه قدام تسريحتَها ب عُذر تمشيّط خصلات حريرّها المُبللّ ... كانت تفكر ب أشياء و أشياء و أشياء ...و خاصة تفكيرها مائل للمقارنَة .، المقارنة بين حياتها الباردَه و حيَاة غيرّها ... بين حياة صديقاتَها مع ازواجهم و بين حياتها هي .، كانت فعلاً تحِس ب الخيبه الكبيره على برُود حياتها هذِي اللي تنحسب عليها ب انها متزوجَة رُغم ان حياتها كأنها حياة عزباء تماماً لولا وجُود اولادها و وجود شخِص ثالِث يتسلل للبيت ب اخر الليِل و ما تشوفه ابداً و ولا تبي تشوفه أصلاً..."
كانت فعلاً متضايقه و شعورّها مرّ هاللحظه و خاصة انها ب ذات الوقت تفكيرها عند كيَان و كيف حياتَها مع انسان كل الخلايق يعرفُون انها تكرههُ ؟.
تحب تفكرّ بالاشياء اللي تضايقها كثييير ل ذا السبب كُل تفكيرّها عند ذاك العبّاس اللي كان اول و أكبر اسباب ضيقها..."
انتفضَت و كأنها ملسوعَه من القبلَه اللي استقرّت على كتفَها العارِيييي و كأنها انصعقت ب كهربَاء قويَه دمرّت كُل مافيها
التصقت ب التسريحَة اكثر و التفت ل جهة هذا الرجل الصخرّي و هي تسأل نفسها كيف ما انتبهت ل وجودُه ؟. و كِيف يتقدّم ويخطِي هالخطوة وهو عارف اشد المعرفه ان هي ماتبيّ قربُه ابد ؟. وهو عارف هي ليه رجعت ل
ذمتُه ل تنظُر ب ملامحه المُستفزة ب نظرّها و الفاتنة ب انظار الغيّر .،
كِيف كان ب اعلى و ازهَى و احلى اطلالاته ب ثوبُه الكُحلي الغامّق مع شماغُه الحمرَاء اللي لافّها ب طريقته المعهودَه .، كيف ما تنبهَت ل عبق عطره هذا اللي انتشر ب الغُرفه .؟"كانت راح تعاتبه كونه دخل غرفتها الخاصَه اللي فيها اغراضها و احتياجاتها لانها ماتنام الا عند اولادّها و هذِي فقط ك اسم انها غرفتها .، لكن ماسالته و فضلّت انها تسكُت حتى تعرف غايتُه من هالافعال المرفوضه كلها ..."
ل يطرُق صوته الهادي المتوازِن باب مسامعها وهو يحاوِل يرسّم ابتسامَة تزيّن ملامحه اكثر و وما طاحت عينه لحظه عنها : " " الليّلة ناوي نطلع و نتعشى برى ...موافقَة ؟.""
كان ب شتَى الطُرق يحاوِل ينفذ كلام صاحبُه وتوصياته له و حتى لو فشلّ ب الكلام اللي صعب عليه و حيل راح يحاول يقرّبها منه ب الفعايل .، حتى انُه غيّر جدول شغله تماماً حتى يكون اغلب وقتُه معاها يبغاها بس تتعوّد على وجودُه ليرفع انظارُه لها اللي مانزلت عنها اصلاً من قالَت و تي تحاول تبعّد كل المسافات عنه : " " نطّلع بأي صفة سوى؟ .."
رُغم انه كان مبسوُط مبسوُط و حيييل ب انها بدَت او قررت تتكلّم معه لكن ما تخيّل سؤالها هذا ابداً الا انُه ردّ ب توازنُه المعتاد توازنُه و شخصيتُه المُهيبه الصعبه اللي تعكس تماماً
مابداخلُه : " " ليه تحكين بالألغاز ؟ بصفة إني زوجك .. أول مرة تشوفين زوجيّن يتعشون سوى؟"خفُوق اللي كأنها لقت الشارَه حتى تكبّ كل ما بجوفها لُه و توضح نمط حياتها معُه .، حياتها المُستحيلة ب نظرَها خاصة ان نفسيتها المنحدرَة الان ماكانت ب صفّ عبَاس : " " لا ماهيّب بأول مرة .. بس هذا مو محيط علاقتنا .. أنا وأنت ندريي إني رجعت لأجل عيالي مو لأجل تكون زوجي "
ل تسكت ل ثانيه من الزمَن و هي تمتم ب كلاَم و كأنها تحُط شروط و حواجز بينهم : " انا ابيك تحط ب بالك شغله .، انا مارجعَت ل ذمتك لجل نرممّ هالحياة الزوجيَه الفاشلَة .، انا جايّه لجل شيء واحد وما ظنتي هالشيء يخفاك .، انا اعيد و اقول لك انا جاية لحل عيالي و بس .،. اعتبرنِي مربيّة .، اعتبرنِيي انسانة ثانيَه ومين ماتكون .، بس لا تنظر لي ب نظرَة الزوجة و ولا تنتظر مني شيء سواء نفسي أو جسدِي .، السنين الضايعه اللي قضيتها معَك على ما اظن انها تكفي و توفّي وانت كنت الفائز الوحيد فيها .، و اذا تبي مراه و زوجة لك .، تزوّج .، ربي حللك بدل الوحده اربَع .، بس انا اعتبرنِي وحده غير مرئية .، لا تشوفني و ولا تهتَم فيني وما احتاج منك ولا شيء .، و بس الشيء اللي مصبرنّي اني اكُون على ذمتّك هو عيالي .، عيالِي بس ياعبَاس ...."انتشَر السكّات الثقيل ب الغُرفه و الهدُوء اللي معتادين عليه لكن هالمره كان ب شكِل اقوى .، كان واضح لها جسّد عباس صاحب العضلات القويه .، المتوازن المُهيب .، ملامحه الصعبه الجامدَه .، لكن ماكانت تشوف عن الكوارِث اللي صارت داخلُه .، و كِيف ان اول خطواته للقرّب منها تحطمت و ضاعت تماماً .، كيف انه انكسرّ و تبعثرّ و حس انه هوا من برج عالِي من رفضها الصريح لُه .، رُغم انه كان عارف ب رفضها لُه لكن رفضها اللفظي لُه و بصوتها الرنّان هذا ذبحُه ذبحُه حييل و دمرّ كل شرايين صدرُه .،
مايدرِي وشلون استجمَع نفسُه و ولا يدرِي شلون ماصابتُه اعاقه كلاميّه لكن اللي يعرفه انه لازِم يرّد ماهُو متعوّد على الرفض هذا ابداً .، كيف تقُول لُه ب انه يعتبرها غير مرئيه و هي الشيء الوحيد اللي يحس ب قيمة عيونه من يشوفها .، كيف تبغاه ينام مع انثى غيرّها و هو اللي يلتهب و يحترق كُل مافيه ان رجل غيرُه لمح طرّفها ؟. ل يرُد ب رّد منافي تماماً للي داخلُِِه و ردودُه هذي هي اللي بعدتها عنّه و لا هو قادر يغيّرها : " " تراني عازِمك على وجبة عشاء
وكأس عصير .. ماعزمتك على غرفة النوم لجل يصير حالِك كذا ..."
ل يلتزم السكّات ل ثانيَه وهو ي كمِل كلامُه مايبي يظهر ب مظهر الضعيف قدامها ابداً رغم انه هذي الحقيقه هي نقطَة ضعفُه الوحيده : " عموماً زين جات منك ...عن الخسايِر .."
وما انتظرّ منها اي رد سواء ب القول او ب الفعل لانه عارف ردة فعلها اصلاً .، لينسحِب من الغُرفه و من الفلّه ب كبرَها بعد ما اخذ محفظتُه ومفاتيحه و جوالُه و مازالت اثار قُبلته اللاسعه على كتفها مستقرَه على شفتيّه و صُوت انفاسها و ملمسّها الانثوِي الليّن ما انزاَحت اثارُه ابداً و ولا يظنّها راح تنزاَح ف هذي اول قُبلة بعد مدة طويلة من الفرَاق .، و كل شيء الليلة بيّن له ب انها راح تكوون ا............
و كل شيء الليلة
بيّن له ب انها راح تكُون القبلَة
الاخيرة ...
-
-
-
اليُوم الثانِيي ...: -
الجامعَة ...
كانت أجسادهم اللينَه مستقرَة ب قاعة من قاعات الجامعة.، ومستقر على الطاولة اللي امامُهم ثلاث ملزمّات و مقرر دراسِي و اوراق كثيرَه
شدا و بجانبِها شادِن الليي بيدّها قلم و بحُضنَها دفتر صغير .."
شدا الليي كانت تحرّك شفايفها ب كثرَه حتى ما يخفّ روج شفايفها بعد ما ازاحَت بحريرّها القاتم السوّاد للخلَف حتى مايضايقها : " وين السؤال اللي تقولين ماعرفتيِه ؟. ب أي صفحة ؟."
شادِن اللي كانَت منزله راسها للاسفَل وانظارها تدور وسط الدفتر اللي بيدّها و شعرَها الطويِل جداً المعاكس ل شعر
شدا منتشره خُصلاته حُول الدفتَر ل ترفع انظارها و تمتم ب انزعاج : ليلي كلُه قاعده ادور حلُه و لا لقيتُه بوريك اياه لحظ
ل لتتوقَف حروف ابجديّتها عن الكلام حِين دخُول أنثى ناعمَة جداً مشابهة لنعومتهم الثنتين لكن هي كانت ب
شكل أكبَر ب جسد طرّي و مُتناسِق و يصرّخ من الانوثَه و وجه دائري قمرِي و اناقه انثويه بسيطه مالها مثيّل .، مع عُيون فاتنة جداً و شعرّ اسود طويِل مغطي كل انحناءات ظهرَها لتمتم شادِن ب لهفَه : " شوفي شوفي ذيِك البنت هذيك ام القمِيص الازرق
لتلتَف شدا ناحية الانثى اللي للتو تدخُل القاعَه ب هدُوء تام و ولا احد تنبه ل دخولها الا شادِن : ماهقيتك ماتعرفينها .، هذي غزَال درست معانا ب مادّه الترِم اللي فات
لتبتسِم شادن و هي تتامّل هالانثى المدعوه ب " غزال" : " حلوه يا شدا .، حِيل حلوه .، ب عمري ماشفت مثل عيونها و شعرَها "
شدا اللي تعجبَت من اعجاب شادن الكبير فيِها رغم ان شادن ب ذات الوقت ماتقلّ عنها ب الجمَال ابداً كان ب نظر شدا ان فعلاً غزال و شادِن شبيهات ب الجمَال ف كل وحده فيهم لها جمال مساوي ل جمال الثانيه .، لتلتفت ناحية المدعوه غزال اللي كانت هادية تماماً و بيدها كتابها و شنطتّها و جالسة ب مقعد مقارب ل مقاعدهم نوعاً ما و ما كان معها صديقات ابداً كانت لوحدها فقط ؛ " غزال ؟ عاش من شافِك اخيراً جمعتنا مادة من جديد ؟."ل تلتفِت لها هالمدعوّه غزَال و اللي كانت ب نظرّ شادن انها الانوثه ب حد ذاتَها .، و ماكان صعب عليها تجهلّ شدا ف كل من يصادف شدا استحاله تغيب عن عينه
ماكانت عارفه ايش النفترض ترُد لان علاقتها فيهم نوعاً ما رسميه و من زمان ماقابلتهم و ماكان ردّها لهم الا ابتسامَة واسعَه
لتمتم شادِن بعد ب مرحها المعتاد : " أنا بمقام بنّتك ياغزال "شدا اللي لفّت عليها ب نظرات ذهُول ممزوجة بابتسامة : " وش تقولين أنتي ؟ أي بنت لا يضيّع مخك هنا
لتبتسم شادِن ب مرحّها ذاتُه و هي تنقل نظرها بين شدا و غزال اللي مستمعه لهم : " " مو معنى الشّادن صغير الغزال ؟ أنا أجل بنتها "
شدا اللي مامنعت نفسها من الضحكَة و هي تهز راسها ب اسى و تنظُر ب غزَال اللي تراكمت ابتساماتها و تحولّت ل ضحكة : " حس بالي عندك سالفه .، ماعليك منها يا غزال «لتلتفت على شادن " خلصيني بس و وريني السؤال لا اقوم و اخليك
شادن اللي تبسمّت اكثر ب مرحها المعتاد و هي تهمِس ل شدا :
"ضحكت ضحكت .
شدا الليي تبسمّت هي الثانيه واللي تغير مزاجها المتعكر و المتوتر نوعاً ما لانها كانت خايفه على كيان خايفه ان ماتشوفها بالجامعة بعد اللي شدا الليي تبسمّت هي الثانيه واللي تغير مزاجها المتعكر و المتوتر نوعاً ما لانها كانت خايفه على كيان خايفه ان ماتشوفها بالجامعة بعد اللي صار و بعَد ما صارَت بين يدين نسايّ ....
ل تلتفِت على شادِن اللي مدت لها الدفتَر اللي يحتويه سؤالها و هي تمتم ب قولها المرِح : " هذا هو السؤال .، خذي وقتِك فيه لين تبدا المُحاضرة اللي يارب مايتكرر السيناريو المعتاد فيها بعد ..."
ل تلتَف شدا عليها ب نظرَات اللي
متوقعه شيء من جملة شادن هذي و شبه متأكدة منه و مقصد شادن منها : " بلاك ماجربتِي احد يغلط ب اسمِك اللي تعزينّه و حِيل .، و بعدين حبيبتي انا وحده مسالمة و حالي حال نفسي خليهم ينطقُون اسمي عدِل ويمشون معي سيده لجل انا بعد ما اكرر السيناريو على قولتِك ..."
لتبتسِم شادِن بشكِل اوسع و هي تهز راسها ب قلة حيلة : " و ياخِي ليه ذا الزعَل كله يصيبك من ينادونك الدكاتره ب شذا بدل شدا ؟. ترا مردّه حرف واحد ..."
ل تلتفِت شدا ناحيتّها و بين يدينها دفتَر شادِن اللي الموضوع عندها سهل تماماً عكسها هي اللي اي شخص
يبغى يثير غضبها « يغلط باسمها »
: " و ويش اللي راح ينقص منهم وقت ينادوني ب شدا ؟. بينقص عُمرهم والا بتصيبهم امراض مُزمنه ؟. عاد تدرين ؟. صايره اكرَه وقت التحضير و حِيل بسبب ذا الدكاترَه اللي يوقفُون عند اسمِييي ويستخفّون دمهُم فيه و يرفعون ضغطِيي منهم زُود ..."
شادن اللي تراكمت ابتساماتها و تحولَت ل ضحكة على حال شدا و كيف تحمرّ بشرتها البيضاء دليل بدايات الزعَل ل ذا الموضوع : " هم يشوفونك تعصبين و تزعلين وهم عاجبهم ذا الشيء لجل كذَا ب كل مرَه يعيدون ذا الموّال ..."
شدا اللي نفثت نفس عميِق و هي تحاول تهدىء من ب غضبها الانثوِي الشبه هادىء هذا ورفرف ب ذاكرتها كُل مواقفها مع الدكتورَات و الدكاترَه اللي يدرسونّها وقت يغلطون ب اسمها و كِيف هي يثور غضبّها و تنسَى نفسّها وتنسى هويّة اللي قدامَها
: " و هالموال راح ينعاد مره و مرتين و عشِر لو ما نطقُوا اسمِي عدل و اذا انتِ تعبتي من هالحال مرَه انا تعبت منه اكثَر منّك ... "
و تاهت انظار شدا من جديد وسط دفتر شادن اللي بيدَها و تبسمَت شادِن أكثر على حال شدا هذا و غضبّها اللي يتعبّها و حيل لكن يونّسهم ل ذا السبب الدكتورات و الدكاترَه يحبون يثيرونُه لانه تعجبهم و حِيل ردة فعلها ... و كملَت قضاء وقتها مع شدا ل حد بداية المحاضره و ب ذات الوقت كانت تنقُل نظرها على ذيِك الغزَال الهاديَة و اللي تشوفَها شادن الجمال ب حد ذاتُه رغم ان شادن تساويّها ب الجمال هي الثانيه وما يتجادل احد على جمالهم هم الثنتين ابداً ..."
ب جهة ثانيَة ....« شركَة عبّاس » ..
كان صوتُه الرجوليي العاليِ طاغي على كل انحاء شركتُه .، ممكن هذي هي المره الاولى اللي يشوفون فيها مديرهم كذا .، او بمعنى ادق هذي من المرات القليله اللي كان فيها مديرهم يفرّغ غضبه الجاهلين سببه فيهم ..."
كل من يشتغل ب هالشركة من اكبر منصب ل اصغره مُلاحظ تغيّر حال مديرهم " عباس " اللي غالباً ماكان هادىء هو الثاني او ب معنى واضح قليل الغضب و كثير الاستفزاز و اكثر واحد يفصل حياته الشخصية عن شغلُه و ماهم عارفين ويش اللي جرا له اليُوم ؟. « " وش ذا القهوه اللي ماتنشرب ؟. كم عمرك انتتت لجل ماتعرف تعدل فنجال قهوه مثل الخلايق ؟، كم لك هنا و كم لك تعرفني و انا دايم الدوم اقول قهوتي ساددده تفهم والا ماتفهم انت ؟؟. ..»
كانت هذي جُملته للشايِب المختص ب تحضير القهوه و الشايّ ب شركتُه .، و الليي كانوا اكثر ناس هو محرّص ان ما احَد يرمي عليهم كلمَه سواء منه هو او من اي واحد من موظفينه ...."و ماكان ردّ هذا العامِل المُسن غير انه ينسحب من المكتَب حتى يعدّل الفنجال اللي متاكد انه سوّاه مثل العاده و يعرف قهوة مديره هذي تماماً : " سمّ طال عمرك .. هاللحين اعدلُه ...
ب ذات الوقَت اللي خرَج فيه العامِل المُسن دخل واحد من موظفينُه و بيدُه اوراق بعد ما طرَق الباب وهو يتمتم ب قوله بنبره محترمة جداً : " طال عمرك هذي الملفات الليي ..„
ل يقاطعُه رد عبَاس الحارّ و الحارِق جداً : ة " لي اسبوع و انا انتظر الملفات هذي تنتهي و تجينني و صار لي دهر و انا انتظظظر و الاقي
تاخييير ؟.
ويش اسوي فيكم هاللحين ؟؟."حسابكُم عندددي مابعد انتهى و الاستهتار هذا انا اعرِف دوّاه ...فارِق من قدامِيي و كل المواعيد اللي عندي اليوم الغيّها ...."
الموظف اللي كان مذهول و جداً و هذي المره يمكن هي المره الاولى اللي يشوف فيها مديرُه اللي دايم كان مثلُه الاعلى ب الشغل ب هالحال وماكان عنده رد غير انه ينسحِب حتى لاتصيبه العواقب الخطيره من غضب مديرُه اليوم ..."
خلاَ المكتب عليه تماماً ومافيه غير صوت انفاسه المُتصاعده الغاضبَه ومايشُوف غير تبعثرّ حالته و بعد النوم و الراحة عن عينُه من بعد كلامها الاخير منها لُه وهو مقضي ليلتُه كلها ب مكتبُه .، حتى مظهرُه اللي دايم مميَز و ب أعلى مراحل الاناقه كان غير اليُوم .، كانت ازاريره العلويه الخاصة بثوبه الكُحلي مشرعّه كلها .، حتى شماغُه مالبسها غير من شاف ان الصبّح بان و حتى انه لبسها ب عشوائيَة ...والمشكله ان ما احد يدري ب اللي فيه غير نفسُه ونفسُه ابد مو راضية تساعدُه .."ب ذات الوقت اللي كان منغمس فيه مع نفسُه دخل ابراهيِم حتى بدون
مايطرُق الباب و بدون حتى مايسلّم : " انا ابفهم انت علامك اليوم ؟. شرّك واصل مواصيله ب الشركة ؟.وش فيك ؟،ويش اللي صاير لك ؟؟. منقلب حالك ومابقى موظف ماصرخت عليييه .؟ حتى العم عبد المنّان « العامل » الليي انت بالذات محرّص ان ما احد يكلمُه او يعاملُه ب طريقه عوجَاء تقوم انت تسوي فيه كذا ؟. الشرّ يجي منك ؟. خير ان شاء الله ؟؟."
عباس اللي نظَر فيِه و تنبه ل وجودُه وماهو ناقص ابراهيم ب الذات لانه يعرف ان ابراهيم ب الذات يعرف اللي فيِه ليتمتم بصوته الميّت اللي يحاول يرجع الحياة فيه : " ابراهيم تكفى مالي خلق أحد و ولا لي خلق أسولف .، اكلمك بالليلل هاللحين ما .."
ل يقاطعُه ابراهيم اللي اقفل الباب و جلس على الكُرسي الخاص ب المكتب : " اجل اكيد مايبيلها اكيد انها ام العيّال .، هي اللي قالبه راسِك و مضيعه عقلِك لا عاد تقول
ل يقاطعُه عباس اللي ضرَب الطاوله ب كل يديِه ب حزّم و كأن هالموضوع بالذات ممنوع الكلام فيه : " ابراهيم تكفى ما ابي اغلط عليك انت بعد .، الموضوع ذا ما ابي اسمعه ابد .، ما ابي اقول لك اللي صار و ولا ابي منك نصايح و ولا ابي شيء .، اللي عليك بس انك تخلنيي ب حالي
ابراهيم اللي كانت هالمره ممكن هي
المره الثانيَه يشوف فيها عباس كذَا لان المره الاولى شافه ب هالحاله الضايعه وقت طلاقُه الاول ل خفُوق و هذي المره الثانيه واللي اكيد حالته هذي ماصارت الا من سبايبها .، كانت عندها قدرَة هائلة ب اللعب ب نفسيتُه مره تخليِه ب اسفل سافليّن من الهمّ
و مرَه تخليِه بين الغمام من الفرَح ... ل يقوم واقف وهو مقرر الكلام معه بعدين : " تأكد اني الليله راح اكلمِك عن هالليي لاعبه ب عقلِك وقالبه
حالتِك ماهو ب حال هذا ياعباسسس .، لعنبوا القلب اللي عندّك تكلم انطِق ابعرف ل متى و انت ساكتتتت ؟؟."
ل يرُد عليه عباس اللي ب مجرد ما انهى ابراهيم كلامُه تمتم ب قولُه و بكل مافيه يحاول يحافظ على اللي يبقى من اعصابُه : " ماعاد ابي اسمع
سيرة ذا الموضوع ثاني مره يا
ابراهيييم .، ماعاد ابي ولا شيء .، من اليوم ورايح انا اعرف شلُون
اتصرَف .، و انا اعرِف اغيّر طبعي ذا الليي ذابحني انا قبل لا يذبحك انِت .، بس لا عاد تفتح ذا السيرَه لا هاللحين و ولا المرات الجايَه و بكل مره تشوفني تغاضى عن حالي و مثلّ انك ماتعرف قصتي ابدد
ابراهيم ما كان عارِف ان هالكلام اللي تمتم فيه عباس من فرط الغضب و ناتج عن شعور حسرَه ؟.و الا فعلاً عباس ما يبييه يتدخل ب
حياتُه ؟.و ولا يبي اي مشورَ منه ؟.
ل يتنهّد ب تعَب وهو اكثر واحد فاهم شخصية عبَاس الليي نادر ما يتكلَم و ان تكلّم مايتكلم غير ب شكل رسمي تماماً و اكثر ناس ضايعين ب صمتُه هذا هم عيالُه و زوجتُه ...
استحالَة يغضب منه او يحزّ ب خاطره كلامه لان عباس مردُه يهدى ويفهم منه كل شيء و هاللحين افضل حلّ يخليه ب حالُه ...
- - -
ب جهة ثانيَه -
الليِل
"
كان و ما زالَ يحب اللقى ب الليِل و حِيل .، و يحِب التفكير و التأمل و التخيّل و ماصابتُه هالحاله الا وقت شاف غزالتُه الخاصَه ... اللي قلبت كل عقله و لخبطت كل موازينه "
تبسّم و هو ينظُر ب صاحبه و شريكه بهالمكان و بهالجُو و بالكلام و بالعُمر « آدم » و الليي جالِس ب جانبُه ب هالحديقَه الهاديَة تماماً ومافيِه شيء يتحرَك ويسليهم فيها غير لفحات نسناس هالهواء البارِد .، ...
ليحاوِل يقطع هالصمّت اللي مُستغرب و حِيل بينه و بين آدم وتزايد هالصمّت بالفتره الاخيره ف آدم صار مُستمع أكثر من مايتكلم ..."
ليتمتم ب استفسار هادىء و هو يشُد على جكيتُه الجلّد البُني اللي ساتِر جزء ثوبه الابيض من الجهة العُلوية : " كأن البرّد زايد ب هالليلَه ؟."
ليلتَف عليه آدم الصامِت و الليي كان مكتفِي ب لبس ثُوب بُني قاتّم فقط و بيدُه قهوته الساخِنه الليي اخذها من المقهى المُقارب ل هالحديقه ب الوقت اللي نفث فيه نفَس اختلط مع نسناس هالهواء البارد
: " البرّاد اللي ما أحد يرده و اللي الكّل يتمناه و وده فيه .."
ليبتسِم سالم اللي تراكمت انفاسه وتحولَت ل تنهيدة وهو بيبدا ب الكلام و رجع ل سيّل تأملاتُه المصوبه ب الفراغ و كأنه رجَع ل فتح الموضوع اللي ما عندهم غيرُه اصلاً " والله مدري هي الدنيَا برّد والا
البرّد في ضلوعِي ؟."
ماكان فيه أي رد من آدم غير الاستماع وهو يشُوف حال سالم اللي بدا يتغير و اللي اكيد لاحّ له وجه و ملامح ذيك الغزَال و كأنه بدا ينغمِس ب ملامحِها بخيالُه و مافيه أحد عذّب خيالُه غيرَها ومافيه أحد سرق النوم من عيونه غير عيونها
تاهت عيونُه و زادت تنهيداتُه و بدت ابتساماتُه الخاصة فيها تظهر من جديد وهُو يلتَف على آدم ب قولُه : " يصِير اتكلَم فيها لأن ما احس بقيمَة كلامِيي الا ان سولفت عنَها .، استأذنتك قبِل و ودي استأذنك هالمره بعد ...مسمُوح ؟.
ل يرُد آدم الليي هز راسُه بالموافقة ب هدُوء وشيء من عدم الرضا تسللوا ل داخلُه لكن ماقدر يرّد سالم اللي هو اكثر واحد يعرف شخصيتُه يعرف ان سالم لازم يتكلَم و احتمال يموت وينفجر لو ما تكلّم
: " اسمعَك ..."و هنَا بدت اوصَاف سالِم تتزايَد و بدت ابجديتُه تنهمِر و حروفُه تتراكمّ و تتركَب لتكوين كلمات و جُمل تقدر تعطيَها حقها من الوصف رغم ان كل مفردات اللغه تضيّع عند وصفّها ب نظرُه ل تتوه ملامحه و تتغير نظراتُه و يرتخِي جسدُه و عضلات يدُه و كأنُه مستسلم تماماً ؛ " من يوم شفتّها ما اذكر اني غفيت ليلَة كامله بدون
هواجيسها و طيوفَها يا آدم .، " العيون يا آدم عيونها تقتِل القلب و هو ب عز الحياة. و شعرَها ماله شبيه الا انه يشبه ليل هالشتَاء القاسي و الحيران ..."" التزم السكَات ل ثانيه و انظارُه مصوبّه ب الفراغ وهو يتذكر وقت لمحها كُلها و شاف كل تفاصيلّها ومبسمّها و عذوبتَها و جسدها و كل اوصافها
ليكمِل : " وشفايفها حمرّ مثل الجمر أو يمكن مثل خاتم سلمان
ليرمي تنهيده بعثرت اتفاسُه زود مع ابتسامة مافارقته ابد. : "
وأسنانها صفيّن أحياناً أظنها من لؤلؤ ومن مرجان
أول ما تبَتسم ينورون وأحس ب أن هالنوور يغشاني ..." ماكان فيه أي رد من آدم غير السُكوت وهو يسمع ترانيم صاحبه الهايّم هذا والجوّ الشاعري العاشق اللي هو فيه حالياً ليكمل سالم ب قولُه وهو يشد على جكيتُه ب شدَه من البرّد اللي تشرّب ضلوعه و ولا يدري هل هو سبب هالبرّد من الجو والا من شيء ثانيي : " تصدق ؟. مره قررَت اني ابدا ب حساب كل مره اغلط هالغلط واسولف فيها و اوصفها عند احد غريب و من ذاك الوقت لين هاللحين صرت اغلط بالحساب بعد .، الموضوع كأنه اني اضيّع شيء من تركيزي اذا كان الموضوع يخصّها او له علاقه
فيها . لينظُر ب آدم للحظه وهو يبتسِم : " بس اللي مطمّن قلبيي اني ب كل مره اتذكر انا اسولف فيها عند مين ؟. اكتشفت اني ما اجيب طاريها غير عندِك و ذا اللي مريحنِي لأني اشوف نفسي فيك و بكل مره اجلس معَك احسنِي جالس مع رُوحيي اصيّر شفاف و واضِح بشكل ماتتخييله
تبسّم لُه آدم وهو يرمي ب نظراته عليِه وكان هذا ردُه لكلام سالم فيه
كان يبان ب سالِم الشغف واللهفه وقت يتكلّم عنَها ب عكس المواضيع الثانيَه و اللي تخص الجامعة و الدراسة و غيرَها و للحظه يحِس ب أن سالم راح يصير شاعِر بسببَها ليتمتم ب قولُه وهو يحرّك كوب مشروبه الساخن ب خفه :" من وين طاحت عينك عليها ؟
كان توّ يتذكر آدم انه ما سأل سالم
هالسؤال حول كيف شافها ؟. كيف عرفها ؟. حتى يصيبُه هذا الجنون فيها ل يرُد عليه سالِم اللي كان مبسُوط من تجاوّب آدم معه ل أن كان ب كل مره يتكلم عنها يشوف من آدم الرفض و عدم الرضَا ب أنه ينذكر اسم و اوصاف بنت بينهم .، ليبتسِم وهو
يجاوِب آدم : : " قُرب باب بيَتنا .. أو يمكن باب اللقى ...تخيّل قريبة منيي وعشرة كيلو ما بييننا .. بس مالي قدرة على القرب منها أبببد .. مصيبة لاكانت حبيبتك بنت جارك .."
و هنَا اغلب الاسئلة اللي كانت تجوُل ببال آدم عرف اجابتَها حول من تكون و كيف عرفها و شافَها و ماهي الا بنت جيرانُه .، و هنا اخفى آدم غضبه و عدم رضاه من جديِد على سالِم اللي
كان خايف انه يبدا يتمادى على عرض جارُه بالاول كان عدم رضاه حول ان كيف سالم يوصف حبيبته قدام صاحبُه ؟. والان تراكم عدم الرضا داخلُه من عرف ان حبيبة سالم ماهِي الا بنت جيرانهُم ... تنهدّ وهو مالُه الا انه يستمع ل هواجيِس و ترانيّم سالم هذا الليي هو وعدُه انه يسمَع له ..
-
-
-
ب جهَة ثانيه ...
قصر الجَد مهنّا ...
غُرفة الجدة ذهَب ..." -
كانت دائماً غُرفتها يكون بابها مشرّع للكل ب كل وقَت و ب كُل حِين و ل مين ماكان ...." و تصادفَت هاللحظَه ب أن يجتمعُون ب نفس المكان
حفيدَها سهلّ مع ذاك البارِد الهادىءّ « أمير » و اللي اكثر شخص يبغضُه هالسهلّ ومايشوفه غير دخيل و مُتطفل على العائلة مع اسباب ثانيَه مكنونه داخلُه ..."
كان نادراً مايجتمعُون ب جلسة و هالمره اجتمعُوا ب نفس المكان لان هذا الوقت اللي مخصصه أمير للجدة ذهب و يقدر يشوفها ب راحته حتى البنات ماينزلون عند الجدة هالوقت لانه معروف ان امير عندها و سهلّ ب ذات الوقت جاء لانه ماكان يدري اصلاً ان هذا موعد أمير و حتى لو كان يدري ماراح يتغير شيء لانُه يحس ب انه هو الاولَى ب جدتُه منه و انه هو اللي لح الاحقيه كونه من سُكان و من افراد هالعائلة عكس امير اللي من افراد عائلة الجدة ذهب فقط
و كان نقاشُهم هالمره حُول ذيك مُطربة الأفرَاح المتواجدة بالدور العُلوي و جاء طاريِها بينهم من ضمن الاحاديِث القليلَه كون ولا احد قادر ياخذ راحته ب وجود الثانِيي ..."
ليتمتم سهلّ ب نبرَة سخريَه وهو يرمِي أمير ب نظراتُه من اعلى ل اسفَل وهو اللي جالس يمين الجدَة اللي كانت ب الوسط و أمير ب شمالها : " " : والله و اختلف الزمَان و ما عاد به رجَال .، اجل راضِي ان بنت من بنات المهنّا تمسَك الطارّ و تدقّه ؟،
" ل يلتف على الجدة ذهب " : اسمعِي ياجدة حبيب القلب ويش يقُول ...."
ل يرُد عليه أمِير الليي ممكن هالمره هي المره الاولى اللي يتناقشون فيها ب مواضيه بعيده عن ذاتهم و تخُص ناس ثانيَه وكان هدوئه و برودة اعصابُه توضَح للكُل : " وين المشكلة
؟ ماشوفه لاعيب ولانقص .
او ب معنى ادّق هو يتضايق من أي شيء يخصُه حتى انه كارِه المكان اللي يكون متواجِد فيه .، ليتمتم ب نبرَات غضب ببداياتَها : " " أنت شكلك انهبلت .. هذا حكي ينقال ؟ سود الله وجهك كانك راضي ينزل من قدرنا ..."
أمير اللي كانت انظارُه الهادئة مُستقرَة عليِه و يحس ب أي لحظة راح يقُوم ه السهلّ و يقتلُه ليرُد ب قولُه ب وجهة نظرُه هو : " " لا تفسرّ كلامي على كيفَك و
لا تشوف المووضوع من وجهة نظر خطأ .. المقصد انها كفو ما احتاجت لاحد ولا مدت يدها .اشتغلت على نفسها بنفسها والمكان كله حريم مثلها وين المشكلة ؟؟"
سهلّ تقريباً كان فكرُه مثل فكر اغلب رجال العائلة حول ان كِيف بنت من بنات المهنّا تشتغل بالاعرَاس ؟. و كان عارِف انها فعلاً كانت محتاجة لكن ذحين دامها رجعت للعائلة ف الاكيد ان جدُه و اعمامه ماراح يقصرُون معاها ل يرُد على أمير اللي ماهو متحمِل كلامُه أبد : " ماتحِس انك صاير مُتطفّل ب كلامك و ارائك اللي ما تهم أحد و ولا احد طلبهع ؟، .. أصلاً انت من عطاك الحق تتكلم بشيء يخصنا ..؟."
ل يرُد أمير اللي ماتحرَك فيه ساكِن و مافيه احَد يقدر يعكرّ صفو مزاجُه او يخرّج ابشع مافيه هو قال رايه ل سهلّ فقط مثل ما سهلّ قال رايه : " " انا اعطيت نفسِي الحق لجل اني عاشرتكم و عشت معكم مدَه طويله ...
و رايي اقولُه ب الوقت المناسِب و اشارك فيه سواء بغيته او لا .، البنت ماسوّت شيء غلط و هالطارّ اللي ماهو ب عينك شيء هو اللي خلا الناس يطلبونها ب الاسم و يوقفون بالدور عندها لجل بس تحيي اعراسهم .."
ليعتدِل سهلّ ب طولُه ويقف قدام أمير و الجدة ذهب اللي كانت بينهم وهو يتمتم ب نظرات لاسعَه و حارقَه ل أمِير : " " هذي بنت عمِتي انا و انا بس الليي لي الحق اتكلَم فيها لانها تمثلني انا .،،
انت مالك علاقة .، والا ناوِي تاخذها هي بعد ؟؟."
الجدَه ذهَب اللي خرجت عن سكاتّها و الندم طاغي عليها لانها هِي الليي جابت السيرَه بدُون قصّد بالبدايه لتمتم ب حده وهي تنقل انظارها بينهم
: " ايه تذابحوا تذابحُوا بعد قدامِي ...قوم قوم اذبحُه ويش تنتظر ؟.. ابد و لا كاني موجودة مالي لاقدرّ و ولا حشيمَه ..."
سهلّ الليي التّف ل جهتها و تغيرت ملامحه الحاده تماماً و كأنها بدت تليّن لها ل يرُد ب قوله الحانيّ
: " السموحة ياجدة جعلك الجنّة بس فيه خلايق هنا تطلّع الادمي عن طورُه .."
ب ذات اللي وقف فيه أمِير ب كُل هدوئه الليي يلفت فيه كُل الانظار ل يطبَع قُبلة على طرحة الجدة ذهَب ك قبلة اعتذار وهو يهمي ب قوله لها : " العذر و السموحَة ... استأذنِك
وما انتظر منها او من غيرها أي رد ل يخرُج من الغُرفه و اللي كل من يشوفه يعتقد انه زعَل او أخذ ب خاطرُه لكن هالموضوع كله و ولا ببالّ امير و ولا كانه صار مافيه أحد يقدر يحافظ على توازُن مزاجه كثر أمِير و كل من يحاول يعكرّ مزاجه يفشل تماماً..."
و بمجرَد ما انسحب من الغُرفة التفت الجده ذهب ب نظرَات عتّاب ل حفيدها المُلازم هذا الليي كان يتحسس يده المضمده : " " انت متى ناوي تكفّ شرك عنه ؟. ماتعبت ياسهلّ ؟. ابعرف بس ويش سوا لك لجل تكنّ له كل هالكره يا كافي ؟."
ل يرُد سهلّ بعد ماتصدد للجهة الثانيه ب ضيق واضِح : " " ياجدَة ماني قادِر اتقبلّه ابد ...واقف لي مثل الشوكة ب حياتييي ...كارهه من فعايله ماهو بيدي ..."ل ترُد الجدة و كأنها تنهِيي هالخلاف : " على الاقل احترمُه عشانِيي انت تعرف ب معزتُه و غلاه عندِي واني اشوفه كأنه واحد منكُم .، تربى ب حضنِي و قدامِيي و ان طلع من البيت انا راح اطلَع وراه ياسهلّ ..."
مالقت أي رد من حفيدها هذَا غير انُه التزم السكَات و خرَج من غرفتها والضيِق طاغِيي عليِه ومايصيبه هالنُوع من الضيّق الا ان كان الموضوع مُتعلق ب أمِير
اللي ماكرهه من هنَا و الطريِق هو اكيد فيه اسباب فجرّت فيضانات الكُره داخلُه و هالاسباب ممكن تكون ب نظر الغير تافهه لكن بالنسبه له عظيمة و مصيريَه و حِيل ...
- -
ب جهة ثانية ... « قصر الجد مهنّا ..»
-
ضامِيي .... -
ب كُل مره يتجه فيه ل غُرفة عمتُه رحمَة مايلُوح ببالُه احد غيرَها .، تجي صورة العمة رحمة بباله و سُرعان ما تنزاح و تستقر محلّها صورتَها ... وماكانت صورتها تستقر بباله ب الشكل اللي هو راضِي عنُه او ب الشكل اللي هو يحبُه كثر ماكانت صورتها بباله مؤذية مؤذية جداً ل أي احد مثل طابعُه و شخصُه ..."
وقف ب مكانُه المعتاد .، او ب معنى واضِح اتكىء على باب غُرفة عمتُه رحمة اللي تضمّها و تضم بناتَها
ومستحيل ينكر ان سبب زيارتُه ل غرفة عمتُه هالمرَه مو لجل يتطمن عليها فقط .، لا لجل يعرِف اخر اخبار بنتَها الكبرى ذيِك اللي ب نهاية الطريق راح يكون يباشر ب الطب النفسي لأن مصيرها راح تجننُه و تزيح كل مثبتات العقل اللي فيِه ...."استحالة ينسى انُه ب كل ليلَة يتاكد ان مافيه أحد من العماله الهنديَة حول قصرّ جده .،. كان خايف فعلاً كان خايف ان واحد منهم ل شدة فتنتُه فيها يفكر فيها بالسوء ويبغاها حولُه او يخطفّونها كُلهم ويكملُون تشبّع ب النظر ب رقصَها و زينّها على هواهُم ..."
من تتخلى عن لبس ذاك الساري الساخط و عن لبِس الملابس الفاضحة يرتاح حِيل يرتاح .، تماماً مثل لبسها
هاللحين اللي كانت بجامَة نوم كُحلية ب اكمام طويلة و باردَه جداً .، و شعرَها راميتُه للخلف لينتثر على
ظهرَها كُله ..، كانت هادئة تماماً و بيدَها ايباد ابيَض و يذكر هالايباد انه ل وحده من بنات عمه و على الاغلب انها شدا .، و بجانبِها وهّم الليي كانت جالسه ب جنبَها و بيدها جوالها هي الثانيه اللي مايفارقها اساساً .، ل ينظُر بعدها ب عمته رحمه اللي مانزلت نظرّها الامومي الحانِي عنهم للحد اللي ما انتبهت اصلاً لوجودُه .، كان منظر بناتها هذا و هم قدام عينَها بجانب بعضهم و بوسط دارها احلى منظر ممكن تشوفه ب حياتها ب غض النظر عن حالهم الاعوَج و الظروف اللي تعاني منها .،
ل يتنحنَح ب نبرَة مسموعَه و كأنه ينبه عمتُه لوجودُه ومو بس عمته اللي التفت عليه حتى ذيِك السرَاب اللي رفعت انظارَها السودّاء عليِه وماكانت انظارها النظرات العاديَه كثر ما كانت النظرات اللي عجز يفهم معناها و يفسرُه .، لكن واضِح انها نظرات بُغض و عدم رضا و قبُول ناحيتُه .، و ما طولت ب نظراتها عليه لترجع بعدها تنقلها للجهاز ..."
اما العمه رحمة اللي تبسمّت له و هي تشوف انظارُه مو عليها اصلاً : " ياهلا والله ب هالطول اللي جعلني ما انحرم منِه ..."
ل يلتف عليها ضامِي ب نظرُه و لاّنت ملامحه المريبَه هذي و تبسّم : " وياجعلني ما نحرم من ذا الوجه اللي كله نور
ل يسكُت ل ثانية و ينقُل نظرُه بينها و بين بكرّها الكبرى : " ويش الاحوال ياعمَه هاليومين ؟. لتبتسم العمه اللي فهمت مقصدُه ب الوقت الليي رفعت ذيك السراب انظارها من جديد عليه و كأنها فهمت انها هي المقصوده : " الاحوال تسرّ الحال فديت عينِك ...تطمّن
ماكان متطمئن ل هدوئها هذا ابداً لأن حتى علاقتها ب أمها ماكانت قاسية مثل قبل و ب نفس الوقت ماكانت العلاقه الطبيعيه الحنونه ماكان قادر يفهمها ابداً
: " الهدِوء هذا ما يطمّن .، ياخوفي هذا اللي يقولون عنه الهدوء ما قبل العاصفَه لتبتسم العمه رحمه وتمتم ب قولها : " ويش دعوه ياعمه هالكلام ؟..اذكر الله بَس
رجعَت نقلت نظرَها للايباد و كأن الموضوع ما يعنيّها ابداً رغم انها هي اساسُه وماهِي الا دقايق حتى يختفِي ظهورُه من الغرفَه اللي ظلّ متكىء على بابَها
-
-
-
ب جهة ثانيَة ...قبل هالوقت ب ساعه « قصر نسايّ »
كيَان -
مو بس هذا القصِر اللي وجهَت له مشاعر الكُره .، و مو بس ذيك العاملة الاسيويَه اللي كرهتها بعد .، حتَى ذاك المنسيّ تراكَم الكُره ناحيته داخلها بشكّل مهوّلل و مُهلِك .، لأن مصيره هالكُره راح يهلكَها ..."
المكان الوحيد اللي تحس انها مطمئنة فيه هي هذي الغُرفة فقط .، ل حد هاللحِين تحِس انها تحت تاثير اخِر موقف معه هو و حيواناتُه .، ل حد هاللحين تحس ان مشاعر الخوف ما فارقتها حتى نوم ماقدرَت تنام ولا حتى عينها غفت ل ساعة ...نومها مقطع و حالها مُتعب ..."
ماراح تقدر تتحمّل العيش ب المكان هذا لان مافيه اي شيء يشجعها على البقاء لا من ناحية الامان و ولا من ناحية الاشخاص الموجودِين فيه .، و ما تحس ان عندها اي وسيلة تفريّغ او ترفيِه ل نفسها .، قاعده تحس انها عزباء رُغم انها متزوجة .، قاعدَه تحس انها متخرجة رغم انها توّها ب السنة الثالثه ب الجامعة .."
ليتوقف تفكيرها للحظه من الزمن و يرجَع تفكيرَها حُول الدراسة .، اليوم المفترض تكون مداومة ب الجامعة .، لكن وشلُون تداوِم و هي وسط منطقة هذا المنسيّ اللي ماعمرها كرهت احد ب مقدار كرهها لُه ..."
ل تاخُذ نفس ك محاولَة ل تهدئة حالها و ترتيب نفسها المُتبعثر هذا .، ل تتجه ناحيَة باب الغُرفة و هي تفتحُه ب خفَه و هدُوء مايليق الا فيّها وما تشجعَت و فتحتُه الا بعد ما
لمحَت انقفال باب القسِم المُرعب ذاك ب عينّها .، طوال ليلَها كانت تتأمَل ب ذاك المنسيّ و بطريقة تدريبُه و علاقتُه الغريبه ب نظرَها مع حيواناتُه اللي يتحوّل انسان ثاني تماماً معاهُم .، و مو بس ليلة أمس حتى هالليلَة قضتّها كلها ب التأمل اللي ماتدري وش نهايتُه ؟.و ماتدري ل متى راح تظلّ هي على هذا الحال ..."
توسَط جسدها الانثوِي الليّن مساحَة الدور الثانِيي .، و اول شيء تشوفه من تخرُج من غرفتها هو الدرَج الطويل المؤدي للدور السُفلييي المشابه للدرج الموجود ب قصر جدهّا .، و فعلاً استقرت انظارَها عليه و تشجعّت و بدت تخطي ب خطواتها المتثاقلَة هذِي ل ناحيَة الدرج لانها لو ظلّت زياده ب غرفتَها احتمال تصاب ب الجنُون ماهي متعوده ابداً على هذي الغرفه اللي غير تماماً عن غرفتها قبل
و اساساً مافيه موضوع يدور ب بالها حالياً غير موضُوع جامعتّها اللي المفترض اليوم تكون مداومة فيها ...
رمت ب انظارها من الدور العُلوي ل كل اجزاء قصرّ هذا المنسِي اللي كان عبارة عن نسخة مصغرّه عن قصر جدَها ... كانت تنظُر ل كُل مافيه وهي اساساً ماكانت تدري هي ليه خرجت من الغرفه حالياً ؟. و كأنها ما تعضت من اللي صار لها ب ليلة أمَس ... لانها هي فعلاً من اول مادخلت هالمكان ماعادت تعرِف نفسها ابداً ..."
تبدلّ حالها وقت سمعَت صوت انفتاح الباب الداخلِي للصالّه و اللي ظهرَ منه هذا المنسيّ ب لبس التدريب الاسود الخاص فيه و اللي كل من يشوفه ب هاللبس و ب
هالحَال يعرف انه يا ببداية تدريبُه يا بالنهاية
عجزت تفهمُه .، عجزَت تماماً و ولا تدري هو وقت جابها هنَا ويش اللي يستفيدُه ؟. و وقت يشعرّها ب حاجتها لُه ويش اللي يتغيّر فيه ؟.
لمحتُه وقت رمى ب جسدُه المُنهك على الكنبَه وهو يخلع قفازاتُه و يرمِي عصاتُه الخشبيه ب خفه بالجهة الثانيه و خناجِر عيونُه الحادَه كانت تدور ب المكان بعشوائيَة و بدون هدف و الواضح ان عقلُه مشغول ب شيء من ملامحه اللي اشتدّت و احتدّت اساساً ماتذكر متى شافتُه ب دون ملامح حادة او غضَب ؟؟. ماكانت تتمنى انه يشوفَها ابداً او يلمح انها كانت تنظُر فيه ومنغمسَه ب النظّر و تأمل حاله هذا لكن تمنيها هذا خاب تماماً و هي تلمَح ارتفاع نظرُه لَها للحد اللي ارتعشَت تماماً وشدّت بيدَها على خشبَة الدرّج ...
ماكانت تبغاه يلمحها ب هالحالَة ابداً لانها تحِس انها غير مُستعده ابداً ان اعصابَها تتلَف ب هالوقت من الليّل وماهي ناقصه نبرته الساخرة هذي مع ابتسامتُه اللي من يوم عرفته و هي تبغضَها : " ترا المساحة هذي آمنَه ماراح يطلع لك نمر والا أسد من تحت الدرج ماله داعي يوضح خوفك هالكثر .. محد بيطب عليك وأنتي هنا . شدّت ب قبضتها على خشبة الدرّج و اصغَر طفل راح يلمَح نظرات الكُره الليي ماتوقف سيلّها لُه وكأنها ما
انخلقت الا لجل تكرررهه .
ل تنزِل ب خطواتّها الهادئة للاسفَل و الليي ب كل مافيها تحاول تحافظ على اعصابها رغم انها عارفه ان كل
محاولاتها راح تضيّع عندُه .، ل تتوقف عند اخِر درجة و هي تنظُر فيِه و بجسدُه العريّض و ب طوله الشاهق اللي حتى وهو جالِس كان يوضح للاعمى قبل البصيِر طولُه هذا
ليقاطعها بنبرتُه الليي تتعب مسامعها من قال وهو يرميها ب نظرَات مافهمت مغزاها و ولا راح تفهمها " ب وجهك حكّيي .، وش اللي
تبغينَه ؟."
ما طالّ سكوتها كثيِر و هي تحاول ب شتى الطُرق ما تنظُر فيِه لانها راح تنغمس ب عالم خاص لو نظرَت فيِه خاصة ب ملامحه الفارسية هذي ل تمتم ب هدوء تام : " الجامعة ...الجامعَة بديَت و أبييي
ليقاطعَها ب نبرتُه اللي توقف كُل النبرات من بعده و كأن هالموضوع موضوع مُنتهِيي منه : لا
تعكرّت ملامحها و طغى عليها الاستنكار رفعت انظارَها عليِه و هي تبتسِم ب ذهُول و للحظه شكَت انها ماسمعَت كلامه او بمعنى ادّق كلمته الواضحة جداً : مافهمت عليّك ؟ كيف لا ؟ وليه لا أصلاً ؟ "
لكل من يعرف نسايّ يعرف ان
استحالَة يفوّت موضوع الدراسَة و ممكن هو اكثر واحد كان ممتاز بين ضامِي و أمِير وماوصل ل هالمستوى لولا الله ثم دراستُه اللي حط كل حيلُه فيها . يعني استحالة يحرمها من دراستّها لكن شيء داخلُه يقول له انه يرفض و هالرفض يكون مبدئي و مؤقت بس لجل يعيد و يزيّد و يأكِد لها انه امرها ب يدُه و ايش اللي يدريِه انها ماراح تكررّ هربَها ؟ ل يرُد عليها ب كُل برود وهو يرجع يلبس جكيتُه الاسود الجلّد المنافي تماماً ل بجامة نومها البيضاء : " " لا بمصطلح العرب يعني (الرفض) وأنا رافض موضوع
الجامعة .. مو أنا صرت زوجك ؟ خلاص زوجك يقولك لا وأنتي واجب عليك تسمعينه ... "ارتفعت حرارتها من فرط الغضَب اللي تسلل ل صدرَها و احمرّت ملامحِها و تصاعد الدّم فيها و كل من يعرف ه الكيان يعرف ان الدراسة الشيء الاولي ب حياتَها و استحالة توقفها وهي ماباقي لها غير سنة و تتخرَج تبدلت ملامحها و تاهت انظارَها فيه : " " لا مو واجب ولا بيكون واجب بشيء راح يضرني .. وأنت مالك أي حق تمنعني من الدراسّة ومن الجامعة كلها.."
ل تمتم من فرَط غضبّها الانثوِييي الخاص فيِها و اللي واحِد مثله ماتعوّد عليه ابداً و هي تحاوِل ماتتاثر من نظراته هذِي اللي كأنه يرسل لها كلام ب قولُه ان هالموضوع صار مملّ و انتهى النقاش فيه : " " انت تدرِي لو ابغى ارُوح الجامعة كان رحّت من نفسي ولا سالت لا عنك ولا عن بيتَك هذا من بابه ل محرابه .، بس انا مسويه لك كرامه واعطيك خبر لان على قولتَك تتسمى زوجييي والا انا رايحَة رايحَة مافيه اي قوة تقدر تمنعني عن دراستي .."
ل يرُد عليها ب هدُوء تام و هو يرميها ب نظراتُه الليي ماعندها وقت حتى تفسرّها لانها اساساً ماراح تفهمها : " " صوتِك لا يعلَى لا اللي شفتيهم اخر شيء بالحديقه ارميك وسططهم ...و ان كان فيك خير و كانك قد كلامي جربي بس و دوري لك باب تطلعين منه .... و بشوف وشلُون تطلعيين ؟.."
كان يعرِف ان اي احَد طبيعِي بعيد عن الجنون اللي فيه راح يحذَر من موضوع قسمه المُرعب ذاك و هي من ضمنهُم .، ماكانت عارفه وش الكلمة المُناسبة اللي ممكن توصفه فيها و كانت تبحث ب نظراتها اللي مصوبتها عليه عن اي شيء يأكد لها ان المدح اللي سمعته من جدها و جدتّها ب
محلُه لكن مالقت اي شيء : " " تصدق ؟ ماعندي شك بمقدار ذرة إن قلبك بيطاوعك وبترميني لأنك شخص مخلوق من جماد
ماعندك مشاعر .و ولا عُمرك ب تحِس بأي شيء يقدر يحسه الانسان الطبيعبيي ..."
ب شتّى الطِرق تحاول تزرع فيه نفس الشعور المرّ اللي زرعه داخِلها لكن ماكان يوضَح أي تاثير عليه من كلامَها لُه .. و كأنها رمَت كلام عادي ل يرُد ب نبرة هدوء هي تكرهها و حِيل : " "أنعم وأكرم يابنت العم .. أنتي اللي هربتي وضيعتي المشاعر .. وأنا اللي أتهم بالبرود هاه ؟ كلمة قلتها و ما ارجَع اعيدها .. الجامعة تنسيّها من اليوم ورايّح .."
ل يكمَل بعدها ببرُود تام وهو بيدُه عصاتُه الخشبيّه و كأنه يرفّه فيها عن مللُه : " " و زين انك عارفه اني جمادّ و بدون مشاعِر لجل ماتنتظرين مني شيء .، و هاللحين لا تشغليني و روُحيي ل دارك ماني ناقصِك .."ليصيبُه ردّها الليي عارف اسبابُه و الليي يحمد ربُه انه خاض هالحوارّ معها لجل يعرف نظرتها حين قالَت ب نبرَة بعيده كل البعد عن هاللي تشوفه عينه فيّها وقالت،،،،،،
ليصيبُه ردّها الليي عارف اسبابُه و الليي يحمد ربُه انه خاض هالحوارّ معها لجل يعرف نظرتها حين قالَت ب نبرَة بعيده كل البعد عن هاللي تشوفه عينه فيّها
: " " أنت منت متهم وبس .. أنت مُدان بالبرود وجريمتك هي خلّوك من الكرامة والكبّرياء اللي ما لقيتها فيك .. دامك تقول إنك زوجي بعد كل الي سويته لك فأنت والله بدون كرامة "..."
ب لحظة كانَت عصاته الخشبيه تتراقص بين يدينُه الا انها انرمَت تجاهها لجهتّها لكن ما صابت جسدّها ابداً بالوقت اللي وقف فيه هالمنسيّ ب طولُه الشاهِق و رجع حالُه المعتادّ « الغضب»
المعاكس تماماً ل حالُه مع حيواناتُه وكان صوته الرخيّم يرن ب جدران هالقصِر
: " " هذي والله اللي تبيني هالليّلة أكفر فيها ..
ضاع عقلك؟ إنهببلتي هذا حكي ينقال ل رجال جمع فضايحك وستَرك ؟ أنتي يبّي لك كسر رأس وكسر قلب .. وصدقيني هالستّر ماهو لأجل عينك
ولا عيّن أحد . لأجل تنكسر عينك هذي اللي تعليّن بنظرها علي .. وهاللحين فارقي من قدامي ولا والله لأتركك تذوقين الضيّم "
ب مجرَد ما تخلى عن جلوسُه و وقف تغير مكانها و ارتفعَت ب كم درجة عن الدرج اللي هي فيه ك ردة فعل طبيعية من شافت عصبيتُه هذِي و من رميته ل عصاته ناحيتّها : " صدقني هالموضوع ما بينتهي هنا .. مصيره ينفتح من جديد و تشُوف ...الايام بينّا ..."و للتو كان نسايّ بيرُد عليها لانه مو متعودّ ان الطرف الثانب ينهي المحادثة لازم هو اللي ينهيّه و للتو كانت كيَان ب تطلَع ل غرفتّها الا قاطعهم صوت رجولِي كلهم الاثنين يعرفُونه اشد المعرفه و هالصوت مقداره غالي عندهم الاثنيين : " " جيت امسيّ عليكم بس الظاهر هالمساء ماهو بمساء خير ابد ..."
" ويش اللي صايرر؟.صوتكم واصلني و انا بعدني ما دخلت هالبييت "
كان صوت الجد مهنّا الليي كان صوت عصاته يسبُق صوتُه .، كان جايّ ل سببين اولها الاطمئنان على حالهم اللي هو تقريباً عارفه .،و السبب الثاني هو الاعتذار من حفيدتُه الليي ماقدر يعيش حياته ب شكل طبيعي و هي شايلة ب قلبها عليه خاصَة ان كيَان عند الجدّ مهنَا لها منزله عظيمه ما احد وصلها ل هاللحين
ليقترِب نسايّ منه بعد ما لانَت ملامحُه نوعاً ما لكن استحالك يغيب عن نظر جدُه مهنّا ملامحه اللي كان يسكنّها الغضب .. : "
ماعمره طلعَ حس عالي ببيتِي يا
مهنّا ...شوف عاد ويش اللي استجدّ هالفتره .."
ماكان صعب على هذي الانثى البيضاء اللي خلفُه تفهم مقصده من كلامُه اللي مافيه مقصَد غيرَها .، ماعلقت ابداً على كلامُه وماكان ردّها غير انها تقدمّت ب خطوات متردده ناحية جدَها الليي ماتدري هل هي اشتاقت لُه لجل كذا ب تسامحه ؟. و الا لان خاطر مهنّا عندها عالِي وهو الوحيد اللي ممكن تتقبّل اغلاطه
ل تقترِب و تسلّم عليه ب الوقت الليي احتضنها الجد مهنّا ك حُضن جانبي وهو يرمي ب قبلَة على جبينها وهو يتمتم باستفسار و ابتسامته مافارقت ثغره
: " وشلونك ياجدِك ؟."
« بخيير ..»
ماكان ردَها له غير هالكلمَة و من جهة ثانيه ماعارضت حُضنُه اببداً ..."
وماهي الا ثواني بسيطه حتى يجلِس الجدّ ب صدر الجلسَه و يبعدُه ب أمتار نسايّ اللي جالِس هو الثانِي و كيان اللي كانت جالسه ب جانبُه ومحتضنَه ذراعه و كأنها لقت مسافة أمان عن ذاك الأسوَد اللي يشاركها الجلسَة ...
ب الوقت اللي تمتم فيه الجد ب نبرته الجهوريّه المعاتبه : " " يابوك وش هالحالة الي أنتو فيها ؟ هذي حيّاة تنعاش ؟؟ "
خليتكوا اول الايام مع بعض قلت اخليهم يتفاهمُون توهُم عرسان جددّ ويبغون لهم وقت حتى يعرفون اطباع بعض بس اللي شفته و اللي سمعتُه مايبشر ب الخير ابددد...
" والله إن تببرأ منكم السّعادة لامنكم بقيتو كذا .. الحيّاة قدامكم وأنتو صرتو مرتبطين ببعض ومالكم حل غير ترضخون لبعض يابوك هذا الطرف يتنازل وذاك يتنازل والحياة تستمر ببعض التنازلات .. عيّب عليكم تتهاوشون وأنتو مخلصيّن العشرين سنة "
تصدد هالمنسي للجهة الثانيه وهو يبتسِم ب سخرية على جُملة جدّه « عرسان جددّ » و كأنه جاهِل طريقة الزواج و الارتباط والحدث الليي صار ... ب الوقت اللي كانت كيان فقط مُستمعه و ولاهي قادره اساساً تنخيّل ب أن كلام جدها يتحقق و تعيش مع هالمنسيّ حياك طبيعيَه مثل أي زوجين ....مستحيل مستتحييل هالانسان ما احد يقدر يعيش معه ابداً و ولا احد يقدر يتحمل طابعه الصعب و المُستفزّ لا هي و ولا غيرَها
و كأن الجد مهنَا هالمره يحاوِل يرممّ هالعلاقه الفاشلَه ب نظرَها و كأنه
يحاول يعدل التشوّه اللي صار بينهُم و لكن مالقى الرد اليقيني سواء من كيان او نسايّ لأن نسايّ اعتدل ب طولُه وهو يرميَها ب نظرَات للمره الالف عجزت تفهم معناها حين قال
: " انا بقول لهم يجهزُون القهوة .."
و ترَك جدُه مع كيّان اللي رجع احتضنَها من جديِد وهو متأكد ما احد يقدر على حفيدُه المدرّب هذي غير هالانثى البيضاء اللي ب حضنُه .، و لو ماكانت هي زوجتُه ما راح يتزوج هالمنسي أبداً لان الجد مهنّا متأكد ان كيان لها قدرة تحمّل كبيره و صبر مالُه حدود ومايدري هل الصبر هذا راح يتوقف سيله او لا ...
ليتمتم ب قوله بنبرة اعتذار تذوّب اقسى قلب : " أدري إن عتبك علي مو قليّل يابوك .. وأدري الزعل علي مستقر بصدرك .. بس والله ماخطر ببالي موقفك .. ولا ظنيت هالشيء بيصير
ليه كنت تظنين إني لاحسّيت آن هالشيء بيأذيك بقدم عليه؟؟"
انا والله لأني احب نسايّ مثل حبيّ لك و ماكان ودي غير اخليكم ل بعَض ...ماكان قصدي شيء ثاني ايه والله ..."
ياما كان الجدّ مهنا بالنسبه لها غير تماماً و ممكن صدمتها فيه كانت قويه ل شدة ظنها و غلاها لُه اللي كان ثابت و ولا اي شيء ممكن يزيلَه .، هي ان احد قال لها هالكلاَم ينذاب كل زعل داخلها ف كيف لو كان هالكلام من مهنّا اللي نبرته بس تقلّب كل موازينها
: " " عدّاك السوء ياجدي .. وهذا مو ظني فيك وأعرف للظروف أحكام .. ومابقلبي عليك إلا الحب اللامشروط والله "
ممكن هالكلام كان اعذب كلام يسمعه الجدّ مهنا اللي طوال الليالي السابقه كان خايف من ردة فعلها و ان ممكن ماتقبّل اعتذارُه ليلتسم وهو يقبّل خصلات شعرَها : " " الله يطمن بالك يابنيتي .. ويهدي الحال والأحوال مع ولد غانم "اختفت ابتسامتها تماماً و ضاقت ملامحها لتمتم ب قولها ل جدَها اللي دائماً هو يحل كل مشاكلها : " " على هالطاري .. شف لك معه حل ياجد تكفى .. ناوي يحرمني من الجامعة"
تمتم الجد ب ذهول مُريب " لا لا مهب نسايّ اللي يخطي هالخطأ .. أكيد مضغوط ومن يهدأ بيرجع له عقله ويوديك بنفسه للجامعة .. بس خفي عليك يابوك
هالضغط كله محد بيقدر يتحمله ..."بعد ساعَه ..
« قصر الجد مهنّا ...»
حمِل جبال كان مستقرّ على صدره .، و كان يحس الليل كلُه مظلّم على رُوحه .، لكن كل ذا انزاح و راح من انتهت الحواجز و ذابت بينه و بين حفيدتُه و هذا هو موعِد رجوعُه من قصر ذاك المنسيّ اللي ب كل مافيه يدعي و يتمنى ان الجيّة الثانيه تكون اوضاعها غير عن هالجيّة ..."
و ب ذات الوقت اللي دخل فيه قصرُه و عصاتُه تسبقُه صادفُه ضامي اللي كان توُه خارج من غرفة عمتُه وجاي من جهتّها و الواضح ان ضامي جاء من دوامه و بشكل مباشر اتجه عند غرفَة عمتُه لأن تذا وقت رجوعُه و لبسه و اناقته هذي تثبت ذا الشيّء ب ثوبُه الغامق هذا و شماغه المنتثره على كتفه ب طريقتُه الخاصة
ل يقترب ضامِي و يطبع قبله على شماغُه : " وشلونك ياجدِي ؟،"ل تستقر يد الجدّ على معصمُه وهو يبدا ب قولُه بدون أي قيود و بدون اي تمهيّد كونه غير راضي ابداً عن غفلة حفيده هذي : "
" يابعد هالعين مايصير اللي قاعد تسويِه
مايصيِر ياحبيبي تاخذ راحتك ب الروحة و الطلعه عند غرفة عمتِك ادرِي انك متعوّد عليها و تحسّها دارك الثانيَه والله يلوم اللي يلومك
بس هاللحين الحال تغيّر
هاللحين عمتك عندها بنات ..بنات مايجُوز انك تكشِف عليهم
و حتى لو كان حالهُم يهيىء ل ذا الشيء انت المفروض تصدّ عنهم من نفسك كل شيء تغيّر يا جدك وعمتك
و بناتها لهم حياتهم الخاصة اللي مايصير احَد يدري عنّها ابد .غرفة عمتك اللي كانت تحتويِك قبل تغير وضعها هاللحِين.ابيك تنتبه ياولدي بس انتببه
انتشر السكّات ب الوسط للحظات من الزمن و صار مثل الحاجز بين الجد مهنا و ضامي الليي من لحظة حضور بنات عمته ل حد هاليُوم ما جاء بباله هالشيء ابداً و ولا توقع هالنظره ابداً و ولا جاء بباله هالشيء اصلاً ياما كانت غرفة عمتُه مكانُه و امانُه و منطقه من مناطقُه الخاصة ياما كانت هالغرفَه هي عباره عن دارُه الثانية خاصة ان اقوى علاقّه بهالعائلة هي علاقَة ضامِي بعمتُه اللي كانت تفرّغ فيه حنيتّها اللي المفروض تكون من نصيب بناتها المحرومَة منهم
و كأن احد اعاد تشكيلُه من جديد
و كأن احَد ضرَب عقلُه حتى ينتبه ل هالحال كان صعب حيل صعب عليه ان يمر يوم مايدخل فيه غرفة عمتُه مو متعود و لا راح يتعود : " ماهو هالقصد ياجدِي بس انت تعرف ان السرَاب ماتعرف ل حكينا ابد لجل كذا انا اكون وسيط بينها و بين عمتِي ا
ل يقاطعه الجد مهنّا الليي ربّت على كتفه بهدوء : انا ماني جايّ احاسبِك و اعاتبك والومِك انا جايّ انبهِك بس واصحيك من غفلتِك .عمتك عندها بنَات و حالها تغيّر ما ينفع ابد تكثر خطاويك ل غرفتَها جاك العلِم يا جدّك ؟.
ل يرُف جفن ضامِي و اللي كان حاط يدُه ب جيب ثوبُه وهو يتمتم ب همس : " ابشر
-
ب الصالة العُلوية -
كانت تترأس الجلسة الجدَة ذهَب و بجانِبها شدَا و بجانبها الثاني شتّات الليي دائماً تكُون مع شدا و اساساً حتى وقت تبي تختلِيي مع نفسها شدا مو معطيتها أي فُرصة لان على قولتها مافيه أحد تسولف معُه غيرها ب الوقت اللي التفت ناحية جدتَها اللي تمتمت ب سؤالها و هي تنظر ب شدا : " ماشفتي بنت عمك اليوم ؟
ل تهز شدا راسها ب النفي ب علامات زعل طفوليّة لابقه جداً مع شخصيتها لانه خاب ظنها و ماشافت كيان : " لا امس و ولا اليُوم ياجدة الظاهر
حفيدك مو قادر على فراقها وحابسها عنده
لتمتم الجدة ذهَب ب سؤالها الثاني :" طيب و اختك ويش اخبارها ؟
ل ترُد شدا و هي لتمتم الجدة ذهَب ب سؤالها الثاني :" طيب و اختك ويش اخبارها ؟
ل ترُد شدا و هي تهز كتفيّها ب عدم عِلم : " والله ما ادري ياجدَة ما كلمتَها .."
ل تغمِض عيونها من اندفاع الجُمل الصادره من جدتَها دليل غضبَها : " وش هذا يا كافي ؟. وش ذا القطاعة ؟. اعوذ بالله اسئلوا عن بعض شوفوا اخبار بعَض محد يدري عن احد ماتقولون انكم اهل و قرابة .، و ذا
الخرَاب اللي بيدّك طول اليوم ويش تسوين فيه ؟. ماعندك ياحافظ خمس دقايق تدقين فيها على اختك تشوفين اخبارَها ؟. والا خلاص رجعت ل بيت زوجها نشيل ايدنا ؟.ياربي تراها اختك من امِك و ابوك دقي عليها تطمنِي وخذي اخبارها و علومَها ..."
شدا الليي عضت شفتيّها من اندفاع جدتها بالكلام ل تهز راسها ك مسايرَه حتى يخِف زعل جدتها : " ابشري ابشرِي هالليله اكلمِها بس انتِ لايضيق لك خلق و لا خاطِر .."اما شتات اللي كانت جالسة ب جانِب جدتّها و ب كُل مره و ب كل لحظة تذكرّ نفسها انها هي هنا لجل خاطر جدها و جدتّها فقط .، كان واضِح عليها عدم تقبُل عيشتها ب هالبيِت .، كان واضِح عليها شعور عدم الاستقرار و التعَب رُغم ان كُل شيء موفرّ لها و كل شيء تطلبُه يجيَها وماتنكِر انها ارتاحت من ذاك الشعورّ القاتل اللي كله حيرَة اللي كان يصيبها قبل حول انها تبغى الناس حولها و ب نفس الوقت تبغى تكون وحيده عشان ما احد يلمح انكساراتها .، كيف كانت تشغِل القنوات الرياضيه اللي فيها اصوات عاليه و ازعاج و ب نفس الوقَت ما حاولّت تقرِب أي احد او تخلي اي احد يسكُن معها .، ماقدرت تفهم نفسها ابداً حالياً هي مُرتاحة و ب ذات الوقت غِير مُرتاحَة ..."
ل تعتدل ب طولَها و هي تمتم : " بعد اذنِك ياجدَة .، انا نازلَة تحَت .."
لتبتسِم شدا ب مرَح و بيدها جوالَها و كالعاده تكلم شادِن :" تسويّن لك كوب قهوة حلوَة مثل عادتك كل ليلَة .."
تبسمَت شتات ب الوقت اللي ردَت
عليها الجدة بمبسمها الحانِيي : " خذي راحتك يابعد كل الغواليي .."ل تنزِل للاسفَل و هي عارفه اتمّ المعرفَه ان هالوقت ما احَد راح يدخُل من العيَال لان اساساً مدخلُهم من ناحية غرفة جدتها فقط
او انهم دخلُوا ل غرفهمّ من مدَة طويلة .، و استحالة تنسَى صوت خطوات عصا جدَها اللي سمعتَها للتوّ و فعلاً من اول ما نزلَت للدور تبسمّت و هي تلمَح جدّها مهنّا يرميها ب نظراتُه اللي ماتفهم معناها لكنها ترتاح و حِيل وقت يناظرها كذا و الواضح انه كان يناظِرها قبل ما تنتبه ل وجوده اصلاً .."
ل تتجِه ناحيتُه بعد ما رميت عليه السلام و قبلّت راسُه و جلسَت بعدها ب حانبُه وما ختفت ابتسامتها ابداً : ويش احوالِك يا جدّك ؟.
علامه وجهك مخطُوف ضيّه وكأن الحزِن ماله مسكِن غير وجهك ؟،"لتبتسِم شتّات لُه اكثر و كأنها
بابتسامتها تحاول تنفِي تفكيرُه و نظرتُه هذي لكنها فشلَت : " ابد ياجدِي تطمّن .، مافيني الا العافيَه .."
ليثبّت الجد مهنّا يدُه على يدّها و هو ينظُر لها ب يقيّن تام و ثقه شديدة حِين قال : " ان كان ماجازَت لك هالارَض وسكانّها ندور لك غيرَها اهم شيء انتِ مايضيّق لك خاطِر ياحبيبة الخاطِر ..."
تبسمَت شتات ب سعة اكثَر و اي احد يبغى يشُوف ابتسامات شتات النابعه من اعماقها يشوفها وقت تكون مع جدّها تكون شفافة تماماً قدامُه رغم انها تحاوِل تزييّف ب اخبارها وشعورها لُه الا انه يكشفّها وكأن له دهر عايش معها و عارفها ما كأن لها اقلّ من شهر ساكنة عنده ...
كان الجد مهنّا حاس ان شتات و ب ذات الوقت سرَاب كارهِين العيشة عندُه و ببيته و كأن حياتهُم السابقه افضلّ قرا هالشيء ب ملامح شتات اللي حاولت تنفيّها و تكذبّها لان شتات تحِس ب خزيّ و ب عار انها كيف ساكنَة ببيت ناس اهانوا ابوها و ذلّوه ؟، و ب ذات الوقت قرا هالشيء ب ملامِح سرَاب اللي ماكانت تتواصل معُه ابداً و تحسه انسان عادي مثله مثل غيرُه ويتعذرّ داخله ان السبب اللي خلا علاقته باردّه ب سراب هو عدم فهمها ل كلامهُم ل أن الكلام و الحوار افضل وسيلَة للتقرّب و الصلّة ..."
ما طالّ وجودها عند جدَها استاذنَت منه حتى قهوتها ما سوتّها لانها تحِس انها كيّفت و اخذت جرعتَها من ترويقة الاعصاب من خلال جلستَها مع جدّها و من اوَل ما صعدَت للدرج ب هدُوء لاحظَت وجود حريم اعمامها خالدَة و عايشة اللي كانوا يعتقدون انهم يتكلمُون ب همس رغُم ان كلامهم
مسمُوع جداً والاكيد انهم ما نتبهوا ل وجودَها و لجيتّها
وقاعدين يتكلمُون ب حريّة لان الجدَة ذهَب اتجهَت ل غرفتها ب الوقت اللي كانت فيه ب جلسة الصالة مع جدَها و شدا اكيد ب غرفتَها مستعدة للنُوم
" : الله يستر من من ذا الطقاقة ويش تعبّي ب راس عمي ؟. عاد هو ما يرُد لها طلب و كل شيء تقوله سمعاً و طاعة .."
ل ترُد عليها سلفتّها عايشة : " و ذا وجهي ان ماكانت ب تعطيِه خبر انها راح تكمّل ب دق الطارّ ؟. ياربي ذا البنت تبي تفضحنَا بين الخلايّق زُود ؟. بنات المهنّا مدري علامهن كل وحده حالها اردى من الثانيَه .."و للتو كانَت ب ترُد خالدَة الا ينقطِع سيّل كلامَها من الصوت الانثوِي اللي كان مزيّج بين الحدَة و الليونَة وماهو الا صوت ذيك مُطربة الافرَاح اللي تمتمت و عينها مُستقرّة ب عينهم : " : " ليش وش فيها الدقاقة ؟. " لتسكُت ل ثانية " او لحظَة طقاقَة على قولتِك ..."ويش الفعلّ اللي سوته لجل تطيِح من عينِك وتناظريِن لها ب هالدونيّة و هالسفالَة ؟."
نفثَت نفَس عالِيي و هي تمتم ب توازُن و جهوريَة
: " انا ادّق ب عرُوس الامرَاء و التجارّ والناس الطيبَة .، اشاركهُم افراحهم واحييّ زواجهُم و ارمِي عليهم التهانِيي والفرَح ...ماهو عِيب و ولا هُو نقص ابَد و ولا هو شيء يمّس السمعَة او الشرَف
.، و يكون ب علمكم بعَد انا راح اكمِل دقّ و راح اغني ب عرُوس كل الناس الطيبة و العزيزين على قلبِي و اذا كنتم متوقعِين اني راح اوقف دقّ بعد ماجيت و سكنت عندكُم ف خابّ ظنكُم و توقعكم ماهو ب محلّه .، ماراح يتغير شيء ابدد "...
-
-
-
ب جهة ثانيَة ... •
•
« بيت عبَاس ..» "كان مفعولَها قوِي مُذهل بتهدئة أعصابُه المفروض تصنّف ك طريقة مُستحدثة ل تهدئة الاعصاب وتعديل المزاج .، استحاله ينسى كيف تعكرّ يومه هذا كُله و قضاه ب أعصاب و غضب شدييد بعيد تماماً عن شخصيته الطبيعيَه و اللي ب مجرَد ما رجَع لبيتُه و لمحَها هدئت كل اعصابُه وارتخت تماماً وكأنها ما بحياتَها ثارّت واللي هدئتها كانت هي نفسها السبب ب اثارتها .."
غريب امرَها و عجيب مفعولّها عليه .، كيف انها تقدرّ تحركُه و تشكلّه بالطريقه اللي هي تبغاها كيف انها تكون المرض و العلاج ب ذات الوقت كيف انها تكُون فرحه و ضيقتُه وذبوله و لهفتُه
كيف انَها تكون التعب و الراحة و كُل شيء متضادّ ب هالدنيا عليِه ؟...."
كيف انه ما يحِس ب قيمة عيونه و نعمة النظر الا من يشوفها و يلمح تفاصيلها المُرهقة له و حِيل و ب ذات الوقت يعرِف انه هِيي ما تبي شوفُه و ولا تلمَح وجودُه حتَى
ف خلاص كُل الطرّق انقطعَت عليِه هي حارمتُه من قرّبها و من الكلام معَها و تحاول ب كل مافيها تقطع كل الطرّق بينهم .، لكن الشيء الوحيد اللي ماتقدر تقطعُه بينهم هو النظرّ .، النظرّ فقط ... كان البيت نظيّف تماماً و يصرُخ من لمعتُه كان نظيف ب شكِل مُبالغ فيه .، ب شكل غريب عند الكُل لكن عادي بالنسبه له لانه يعرف تفاصيلها يعرف ب مرضها وهوسها ب النظافَة هذا ..."
لمحها ترتّب كُتب اولادها ب الشنطَة متبعّه الجدوَل الدراسِي الخاص فيهم و ب ذات الوقت مشغلّه اغنيَة عاطفيَة مثلها تماماً و تغني معها ب شكل هامِس وغير واضِح ..."كان عارف انها غير منتبهه ل وجوده
و غير مُنتبهه ل نظراتُه الحارقَه هذِي لانها لو درت عنه راح تقفل الاغنيه و تلتزم السكات و تخلّي له المكان كُله
و هنَا تماماً اشياء كثيرَة ثارَت ب بالّ عباس .، و قرارات كثيرَة قررّها هاللحظَة وهو متاكد ماراح يكُون هالقرار لحظِيي و راح تستمرّ معه ومصرّ على تنفيذَها ماراح يستمرّ ابد و ما راح يتحملّ ابد ب انه يشوفها ب هالمظهرَ و ب هالشكِل و ب هالاطلالة ومايتنعّم فيها
ماراح يتحمَل ابداً انها تكون بين ثنايَا ڤلتُه ومايقدر حتى يمسَك يدها .، ماراح يتحمّل ب انه يشوفها كذا وما يدفنّها بين تضاريس صدرُه المُلتهّب .، مايدري كم من الوقت مرّ وهو رامِي خناجِر عيونُه عليها لكن يعرف ان المدّة اللي ظل ملازم فيها النظرّ كانت كافيه ل قلب كيانه و ضياع توازنُه ومافيه ل تبُث قرارات كثيرَه داخلُه ..،"
ل ينسحِب و هو متجِه ل غُرفة الخادمَة اللي كانت ب الدور الأرضي كان عبَق عطرُه الحاد و الثقيِل
يسبقُه ليوقَف قدام الغُرفة وهو يطرقّها ل ثلاث مرات تقريباً ل تفتح له الخادمة الباب اللي كانت توها متجهه للنوم و كُل من يشوف عبَاس ومظهره الخارجي مايدرِي ب كل هالصراعات و هالكوارث و هالعشق داخل صدرُه مظهرُه و طابعه ظالمينُه تماماً
و كالعاده الخادمة اللي اعتدلت ب وقفتها و انزلت عينها ب الارض و هي تمتم : " يس بابا عبَاس .."
ليرميَها ب نبرة آمره تقطع كل النبرات اللي بعدَها
: " بكرَه من الصُبح .، تاخذِين اغراضِك و تروحين ل بيت بابا كبير مع السواق زيِن ؟."الخادمة اللي كانت مستغربة تماماً من طلبُه و عرفت مقصده من قال البيت الكبير قصدُه بيت اهلُه هو لانه اساساً هو ماكان عندُه خادمَة من يوم تزوَج وما جابها الا يوم طلّق خفوق عشان تهتم ب العيَال ... ل تهز راسها ب الايجاب واساساً ماعندها ردّ غير هالردّ
: اوك بابا بكره انا يرُوح ..."
و هنا رفّ جفن عباس ب الابجَاب ليتجه بعدها للصاله السفليّة ك عادتُه و يجلِس على كنبتُه الخاصَه اللي كانت باللون البّني المشابهة تماماً للون ثوبُه الحالِيي
ل يجلس وسط ظلام الصالَة النسبِي و بيدُه جواله وهو يلقَى اتصالات مهولّة من اخوُه
و من صديقه ابراهِيم .، نفث نفس عمِيق وتصدد ب نظراته ل جهات ثانيه بعد ما رمى جوالُه ب اهمال ب جانبُه لانه عارف المواضيِع اللي راح يتكلمون فيها .، غرز يده وسط
خُصلات شعرُه وهو يبعثِر انفاسُه ل يرفع نفسِه ب الصدفَه ل يلمَح طيفها ببدايَة الدرَج والواضح انها كانت ناويَة تنزِل لكن وجودُه خلاها تتراجع و فعلاً تراجعَت خطواتَها للخلف و تحركَت ملامحها اللي كانت هادية دليِل ذهولها من وجودُه وماهي الا ثواني حتى تختفي تماماً من قدام عينُه
ل يرمي نفس عميق جداً ب الوقت اللي مسح فيه على ملامحُه ب ارهاق ..."
كانت شخصية عبَاس غريبة جداً و الكلام العادِي والمجاملات بعيدة تماماً عنه .، عنده صعوبة كبيره ب التعبييير حتى اتفه الكلمات يتعب فيها و حِيل و حتى طريقة حُبه غريبه مع زوجتُه و اولادُه .، ف هو يعشق اولاده و حِيل لكنه مايلاعبهم وولا يطلع معاهم و ولا يجلس معاهم ابد و ب ذات الشيء عند زوجتُه يحبها يعشقها ميّت عليها لكن مايغرقها ب رسايِل الحِب ما يوريها لهفتُه عليها مايوريها كميات العشقّ الحارق اللي يسكن صدرُه .، مايعرِف يطق حتى كلمة
" حبيبتي" مايعرِف ابداً و ب ذات الوقت مايعرِف يرمِي اي كلمة رسميه حلوَه يلاقي فيها صعوبَة و جداً رغم ان شغله يحتّم عليه ب ان يتقن المجاملَة و الاسلُوب الليّن لكن هو بعيد عن كُل هذا اسلوبُه رسمممي تماماً .، عنده صعوبة ب التعبييير دمرتُه تماماً و خلته يصحى لكن ب وقت متاخر و يحاول يلاحِق كل مافاتُه .." ..لان كل شيء جايز يسويِه الا انه يبخَل ب مشاعره تجاه اللي يحبهُم و يعاملهم معاملة خاصة بعيده عن شغله و حياته العمليَه لو بالقليل يحسسهم ب انه موجُود معهم ومنتبِه ل ادق تفاصيلهم ..."
-
-
-
اليوم الثانِيي .... الليِل ..." «قصر
الحد مهنّا..»كان الهدُوء بعيد تماماً عن اركان هالقصِر .، حالَة بحث عاجلة صابتهُم .، مابقى احد ما دوّر على ابنَة العمة رحمة الكُبرى « سرَاب » اللي مالقُوا لها أثر و مختفيه من العصِر .، مابقت غرفة ماتفتشت .، ما بقى احد ما سالُوه عنها و هل لمحها او لا ؟.
سالوا كل العاملات و كل المربيات و كل السواقِين متكاملييين مافيه احد ناقِص ... بكاء العمة رحمه ماوقّف و الكل قام يدور عن سرَاب .، حتى وهّم اللي فهمها بسيط بدت تبكِي ب انهيار لرغبتها ب وجود اختها معها ...
الجد مهنّا اللي كان يضرب ب عصاتُه و هذي ردة فعله ان احَد صار له شيء او صابه قلق : " لا تخلون دارّ الا و تفتشون فيها .، و انتِ ياشدا روحي دوري ب المخازِن و الغرف الفاضيية ..."
العمة رحمة الليي تفجرّ الدمع كله فيها و بكَت لين ذابت روحها و تدمرت
عيونها خاصة انها كانت خايفه و بتتقطع من الخوف لان كل توقعها راح انها انخطفت من خلال ذيك العمالة اللي رقصت قدامهمم
: " ياويلييي البنت وين راحتتت ؟. بنتييي بعدني ماشبعت منها وما تهنيّت ب لقاها ....تكفووون بنتِيي يا اهل البيت بنتتتييي ..."و هذا المترجمم الليي ما تمتم ب كلمة وحده لكن ملامحه كانَت ملتهبّه و محترقه وكأنه جمرّ محترِق وما احد قادر يكلمُه حتى مايصير ضحيَة من ضحاياه .،
اكثر واحِد دوّر ب كل اركان القصر هو
و اكثر واحد كرر بحثُه ل مرات متعدده هو
و اكثَر واحِد مرّ على كل السواقين و كُل العاملات و يسالهم ب لهجتهم الخاصَة عنها هو
و اكثر واحد ضاعت طاقتُه وشلّت انظارُه هو ..
مالها اي وججوودد .، والغريب ان اغراضها موجوددده
باستثناء اغراض بسيططططه .، بكاء عمتُه مدمرُه و مو مخليه يفكرّ ابددد ...، ومواساة جدتُه و جدُه ل عمتُه بعثرته بعدددد
يبي يفكر .، يبي يعرف هي وين راحت و وين ممكن تكون لكن مالقى اي اجابَه .، و صابُه نفس التفكير اللي مرّ عمتُه ان حدث رقصها قدام العمالة له علاقه ب عدم وجودَها ..."
ذابَت خطاويّه تماماً و ولا هو قادر يتحررك حتى عقله توقف عن التفكييير وضايع تماماً و ولا هو عارف من وين يبدا
ل ينقذُه من وسط هالمعمعه و وسط هالبكاء و الدموع والانهيارات و البحث اتصَال جوالُه الليي قفلُه ل ثلاث مرات بدون مايشوف المتصلّ و دق للمره الرابعه و كأن المُتصلّ مصرّ على الاجابَة و تو يبي يقفلّ الجوال الا يلمح اسم المتصل ب الصدفه ل يلقاه صاحبُه فِراس اللي يشتغل ب المطارات واللي اول ما سحب العلامة الخضرَاء جاه صوت فِراس المندفِع و اللي كانت عيونُه على بقعه محدده : " يا ضامِي الحق ..، البنت اللي جيت معاها من الهنِد موجودة قدامِي ب المطارّ ...."
-
-
-
« قصرِ نسايّ ...» -
العاملَة ..."
عيونها ما توقفَت للحظَة عن النظرّ ب هذي الانثَى المدعوّة „ كيان„ ..."رغم انها شافتها قبِل و لاكثر من مره لكِن الايام الماضيَه رفضت هالكيان كُل خدماتَها ومالمحتَها ابداً
و اليوم الصبَاح عرفَت ان هالبنت ماتكون الا زوجة صاحب القصر ذاك المنسيّ ل ذا السبب رجعت تتاملها من جديد و بنظرة ثانيه و بشكل ثاني و ب خيال ثانِيي ..."
بدايَة من حريرَها الاسوَد الثقيّل اللي يتراقَص على كتفها و ظهرّها الى بياض بشرتها المُريح جداً للعيِن المعاكس تماماً ل لون شعرّها .، ل عيونّها البنيّات الواسعَة مع جسدّها الغضّ اللي ماكان ممتلىء و ب ذات الوقت ماكانت نحيفه .، كان جسدها متناسِق تماماً و خُصرّها ضيّق جداً للحد اللي كفوف اليد تتقفَل عليِه .، ل حيويتّها المُفرطة و لانوثتها الآخاذة
رُغم انها قابلَت اناث كثيييِر من شتى البُلدان الا ان هالانثى ب نظرَها غِير .، لها ملامح مُتناسقه و مُريحة وب ذات الوقت مميزَة .، وماكانَت تتاملها ك انثى عادية لا كانت تتأملها و تتخيلها و هي ب جانب ذاك المنسيّ " تبسمَت ل خيالها و هي تتخيّل هالانثى ب قُرب ذاك الرجل صاحب الملامح الفارسيّة
" « قمة الرجولة مع قمَة الانوثة ..»
و كانت مُستغربة حول علاقتهم الغريبه لانها ماشافتهم ب جانب بعض او يتشاركون مكان واحِد ابداً ..."و استحالة تنكرّ ان اكثر شيء شدّها ب هالانثى هو جسمّها .، جسمّها مُلفت و مُغرِي و موجعّ ب شكل كبيييير ...
خاصة ان ملابِس كيان ب نظرها ضيقه ل ذا السبب شافت جسدّها وتفحصته اكثَر رغم ان ملابس كيان عاديَة جداً وماكان قصدها تبرّز جسدها ابداً لكن اللي صار العكس تماماً ..
ل تصحى من تأملاتها على التفافة كيَان ناحيتّها اللي رمتَها ب نظراتَها الجافّة تماماً : " فيه شيء ؟."
ل تهز راسها هالعاملَة بالنفي و تتجه بكل عجلة الدنيَا ل شغلَها كانت مُستغربة هالعاملة من تعاملّ كيان البارد معها ب عكس البدايات
من يوم ذاك الحدَث وقت سالتها عن حيوانات ذاك المنسيّ و من بعدها صارت كل ماتشوفها ترميها ب نظرات غضب و عتَاب جاهلة سببهُم .."امَا كيان الليي كانَت متكتفَه و بيدَها جوالَها وماتوقفَت عن الروحة و الرجعَه و كأنها ب حالة غضب او انها تنتظِر أحد و الاكيد ان ب جوفها موضُوع تنتظر الشخص المناسب حتى تناقشه فيه ...
ما بحياتها كانت غاضبَة كثر هالمرَه الليي فعلاً وصل الغضب اعلى مراحلُه عندها ...
ف هذي هي يوميِن مرّت وما استجدّ اي شيء ب موضُوع دراستها لا من ناحيَة جدَها اللي وعدَها و ولا من ناحيَة هذا المدرِب الليي ماشافتُه غير مرات ما تذكرّ ب اليومين الماضيَه ..."
و من جهة موضُوع اختفاء سرَاب الليي عرفتُه من شدا اللي كانت تبلّغها كل شيء يصير هناك اول ب اول ..."
اخذَت جكيتّها و لبستُه من حسَت ب قرّب خطوات قادمة ومعرُوف من هو صاحب هذي الخطوات المُتثاقلَه ..."
لمحتُه دخَل وماغاب عن عينَها نظراته المستغربه من وجودَها لان العادة تكون ب غرفتّها وما تخلي احد يجيِها و ولا تجي ل أحد لكنُه رغم كل هذا ما اهتَم ب شكِل كبيير ...
كان هالمره ب غير لبس التدريِب كان لابس قميِص رصاصِيي مرمِي فوقُه جكيّت اسوَد ثقيِل مع بنطلُون اسود ك العادَه و بنفس درجة جكيتُه ..."
التفت ناحيتُه من استشعرَت وجودُه واخذت نفس عمِيق و هي ترميه ب نظراتها المُعتادة اللي هو اساساً حفظَها لكن هالمره كانت ب شكِل أكبَر .،.."
كان عارِف السبب اللي خلاهاتوقف قدامُه هاللحظة واللي استجدّ بهالسبب اشياء كثير هو ماخلاها تدري عنُه ب القصد ..."
و للتُو كانت ب تفرّغ اللي ب داخلِها و بتبُوح ب الليي فيها الا انُه هذا المنسيّ قاطعها وهو يبتسِم ب سخريَة ب الوقت اللي جلس فيه على الكنبَة المنفردَة و بنبرتُه اللي تكرهها و حِيل لانها تشعل اشياءو اشياء داخِلها : " " والله صرتِ مثل بنات العايلة الأعلى يا بنت راكان .. خذو درب الهرب من بعدك "ل تتوقَف قدامُه ب ذات الوقت اللي متكتفَه فيِه ومن يوم عرفها لين هاللحين ماشاف غير هالنظرات على عيونَها الواسعَه هذي وكأن عيونها ماتعرف غير هالنظرَة ل ترُد ب نبرة موازيَة ل نبرتُه الواثقَه و المُريبة
: " ماعليهم شرهة لو كان سبّب هروبهم شخص مثلك
كانت جُملته هذي لها وقُود اضافي للنارّ المشتعله داخِلها و للحظه تحِس ب أن هالليلة ماراح تمرّ على خير من كثر التراكمات اللي كانت ب صدرها ضد هالمنسيّ الليي ما غابت عن انظارها ابتسامتُه الساخرة اكثر و اللي غير نبرة صوتُه ك تمثيل للبراءة و الضعف البعيد تماماً عنها : " يووه يا كيان فهميني انتِي من اللي معبي رأسك علي ؟ منتي بطبيعية أبد
كانت هالمره هي المره الاولى اللي يناديِها ب اسمها واللي احرقها اكثر انه نطقه وقت كان ب اعلى مراحل سخريتُه و بتمثيلُه ل دور البراءة و الضعِف الواضح ب نبرتُه المستهزئة ل ترُد و هي الليلَه هذي استحالة تنسى عندها لشدة الشعور المرّ اللي داخلها كيف ان كل شيء قاعد يضيع قدامها و ولا احد راضي يتحرّك
: " " ماني بحاجة ل احد لأجل يحرضني عليك أنت بلاء من نفسك وأنت اللي مشوه نفسك بنفسك وأنت شخص تستاهل الي يصير لك لأنك أناني ومايهمك غير سمعتك وغير سعادتك
الليلَة استحضرَت كل الاشياء اللي تبغضها فيِه واللي زرعوها اعمامها داخلها عنُه .، بداية من انطباعها الاول عنُه ل موضوع الحريق .، و ل موضوع كلامُه عنَها و اشياء كثير كثير كانت مخزنتّها داخلها ضد هالمنسيّ استحضرتها كُلها ف موضوع غيابها عن الجامعَة خلى الدمّ يتصاعد فيها و خلاها تضيع العقِل ومسبباته كلها
ل يصيبها ردة ب ذات نبرتُه الساخرة اللي كأنه طفل بريء ما كأنه ارعَب رجَال و ابغض رجال شافتُه ب حياتها كان رايق تماماً وكان يسايرّها و
يسايَر غضبها العادي بالنسبه لُه و هذا اللي ازعجها و حِييل : " اوووه ...لا لا كذا راح يزعلّك تعاملُنا حيل انتي كذا قاعدة تتمادِين حيِل ويبي لك من يقص لسانك لأجل تتعلمين الأدب
قال هالكلاَم اللي كان عباره عن شيء اشبه ب الوعِيد لكن قالها ب نبرتُه الساخرة اللي كلها هدُوء ممزوج ب ريبَه مع ابتسامتُه اللي تبغضَها ل ذا السبب ما اخذته ب عين الاعتبار و ولا راح تاخُذه اصلاً
ل تمتم ب جملَة لو عرفت ردة فعل هالمنسيّ عليها كان ما تفوّهت فيها ابدد .، لكن هي تتغير شخصيتها تماماً و تضيع طاقتها وقت تكُون قدامُه و وقت ما يعطي ردّ لمطالبِها و حقوقَها ل تمتم ب ابتسامَة ساخرَة هي الثانيَة : " و من ميِن بتعلّم الأدب ؟. منك انت ياللي تضرَب ب تربيتَك الأمثال ؟ و اللي سيرَة أمك اللي من ذهَب ب كُل لسان ؟
تراجعَت خطوتيِن للخلَف من ارعبّها وقوفُه و من لمحت طولُه الشاهق اللي ارتفع من على الكنبَة و خناجر عيونُه
الحادّة اتسعت بدشكِل مُرعببب وووو
تراجعَت خطوتيِن للخلَف من ارعبّها وقوفُه و من لمحت طولُه الشاهق اللي ارتفع من على الكنبَة و خناجر عيونُه الحادّة اتسعت بدشكِل مُرعببب هي اساساً بدون اي شيء و بشكلها العادي ترعِب ف كيف الأن وقت كُل جنون الغضب طاغيه عليه ؟
ل ترجع نبرتُه الحقيقه نبرته القاسيّة و المُرعبَه وهو ب كل مافيه يحاول يحافظ على أعصابُه اللي ب مراحلها الاخيره اللحين : " والله والله لأهدك وأنهيك لو تحاولين تتكلمين بالطريقة ذي مرة ثانية حدك ومكانك بالجملة الي تذكرين فيها أمي ولا تربيتها لي والله لأنسيّك كيف تعيشين .. وأخليك تتمنين الموت وما تلقينه "
ممكن هذي هي المره الثانية اللي تلمح فيها هالمنسيّ ب هالحاله ف المره الاولى وقت زواجهم وقت اخذها من قصر جدّها .، اشياء كثيرَة بالنسبَه لها ضاعت بسببُه وبهاللحظة ما لاحّ ببالها الا كلامُه عنها وعن اهلَها قبِل ل ترُد وهي تحاول تحافظ على قوتّها وتستمر ب هالكلام اللي بعيد عن شخصيتها تماماً : "" ليه الحق يزعلك ؟ هذي الحقيقة اللي الكل يعرفها أنت ولد الإيرانية اللي سيرتها بكل مجلس وأنت مذلول ومُهان بسببها ماجبِت شيء من عندِي هذا كلام كل الخلايق تعرفُه
ب لحظة من الزمن عجزت عن استيعابَها وعن حسبانها انتقل جسد هالمنسيّ من جانب الكنبَة ل يتجِه ل جانِبها وتستقرّ يده من جديد على معصمّها ب نفس المرَه الماضيَه وقت جابها ل قصرُه .، ب ذات اليّد الغليظه و القبضة الشديدَة للحد الليي رجع لها ألم معصمَها الخامِد .، جمرّ ملتهّب كان مُستقر داخِل عيونه دليل غضببه اللي هي اكثر وحده كانت ضحيّة غضبه الموجعَ و الخطير و المفجع هذا ... كان يسحبّها مع يدها خلفِه ب ذات الوقت اللييي تمتم فيِه ب اعلى و اخطر و اقوى نبراتُه اللي رنّت ب القصر كامِل و كل الروقان اللي كان فيه ضاع تماماً
: " اليوم موتك .. اليوم بنهي هالغرور اللي تتباهين فيه اليوم بكفر فيك
عنقُه محمرّ ، عروقُه ظهرَت كُلها .، ضاقت انفاسُه واسوّدت ملامحُه و كل هذي علامات ل عصبيتُه المُفجعه و هذي بين اياديِه خامدَة و تحاول مقاومته و فك يدها منِه ماكأنها هي السبب ب ثورانُه هذا كان لها طاقه و قوة غريبة باشعال نيران غضبُه ب طريقَه مالها مثيييل
حاولّت فك يدَها منه وجسدها ما توقف عن الارتعاش و هي تلمح طريقهم للحديقَه و ل ذاك القسِم الليي من اهم الاسباب اللي مايخليها تجي للحديقه .، توقفت نبضات قلبَها و حاولت ب شتى الطُرق توقف خطواتها لكِن بنيتّها و جسدها لا تذكر عند قوة هذا المُدرّب الليي بيد وحده فقَط ضيّع كل طاقتها الليي بيد وحده فقَط ضيّع كل طاقتها و قوتها و هالمره طاقته متضاعفه نتيجة غضبُه .،،"
ماكان يستمِع لها ابداً .، ماكان بباله شيء غير شيء واحِد حتى يرتاح من كُل هذا و من كل كلامها المسمموّم و كأنه ينتصر ل اشياء داخله ندم انها سكنتُه تجاهها ...
دخل و دخلّها معه وسط قسم حيواناتُه عند الجزئية اللي هي تبغضها أصلاً رماها ب الوسَط .، و خرّج من القسم كُله بعد ما اقفلّ الباب ب كُل قوتتتته و كل هالفعايل كانت تحت تاثير غضبُه اللي اكيد راح تكون مرفوضة لو كان ب حاله الطببعِيي ..."
اقفل الباب و خرَج ومافيه صُوت غير صُوت انفاسه المُتصاعدَة المُرعبَه .، نظراته ماتوقفت عن الاحمرار و جسده ماتوقف عن ارتجافة الغضب اللي سكننننه
اخذ بكَت دخانُه ب عنف و سحب له سيجارة و رمَاه ب عشوائيَة ب جانبُه و ماهي الا ثوانِي حتى اشتعلت سيجارتُه و بدا ينفث دخانّها ب قسوَة رُغم انه مُختنق حالياً المفترَض يبعد عن السيجارة تماماً لكن مايقدر ماقدر ابد .، هذي ردّة فعلُه ان صابُه جنون الغضب هذا
ينسى الدنيا و اللي فيِها ان كان الموضوع يخصّ أمه
ياما كانُوا اعمامُه اللي مو لاقيين عليه شيء و يبون يشفون غليلُهم منِه يجيبون سيرَة أمه و هنا يتحقق مرادهم تماماً ..."
مافيه شيء يثير اعصابُه الا موضوع امه ان جاء احد تكلم عنها ب الشينَة ينسى العقل و المنطِق كُله ..."
كان يتنفس ب شدَة وكأنه ركض اميال و اميال .، كانت عيونُه مصوبه ل كل شيء ب عشوائية وكأنه مايبغى يفكر ب شيء محدد ل مدى بشاعتُه ...
ساعه وراها الثانيَه و سيجارة وراها الثانيَة لعلّها تخفف موجات غضبُه هذي الليي مايدرِي كيف راح تخفّ لان الشعور اللي داخلُه مافيه أي كلمَة او اي حرف بالابجدية تقدر تعبِر عنُه ..كل شيء مسموح القُرب منه الا ....أمُه ...."
مايدري كم الوقت اللي مرّ وهو على حالُته هذي ،.مايدري كم ساعة مرت بالضبط بس اللي يعرفُه انها اكيد ساعات طويلَة لأن يعرف حالتُه هو وقت يكون غاضب يحتاج ساعات كثيره حتى يخفّ مقدار غضبُه الجنوني هذا .."
و ب ذات الوقت عارِف ان المده اللي مرَت كانت كافيه ل دخُول الرعب ل صدر ذيِك المدعوَة زوجتُه ... ل يرمِي سيجارتُه ب اهمال بعد ما خلّص غرضه منّها .، ل يتجِه ناحية قسم الحيوانات اللي كل التأكيد بباله انه اكيد انهم ما اذوّها لكن كل التأكيد ان تقطع قلبها من الرُعب و هو هذا اللي يبيه ...
و بعد مرور ساعتين اتجه ل يفتح الباب و خناجر عيونُه السوّد تدور حول القسم كامِل يدور على جسَدها ليلمحها متقوقعَه و ملتمّه على نفسها ب جانِب الباب تماماً اللي هو واقف عندُه
للحظه من الزمن توقع انها فاقده للوعي لعدم تحرّك جسدَها لكن ب لحظَة رفعت انظارَها عليِه لانها سمعت شيء بعيد عن صُوت الحيوانات المُفجع كان جسدَها مرتخي تماماً وكأن مافيه اي قوة .، كانت ملامحها محمرّة و اثار بُكاء واضحة كانت فيِه.، كان شعرها مُلتصق على ملامحِها
وانفاسها منقطعة تماماً وكأن مافيه اي نقطة هواء ب الجُو ..،
ملامحها الغاضبة والحاده اللي كانت فيها قبل شوي مختفيه تماماً ومافيه غير ملامح التعب و الارهاق والانهيار و فقدان الطاقه و انعدام التنفُس وكأنها مخلوق شبه ميّت و قريب يفارق الحياة ....
تغيرت ملامحه تماماً و انحنى ل مستوَاها وصار قريب منها جداً توقع راح يكون حالها كذا بس ماهو ل هالحد المؤذِي .، ماهو ل هالحد هذا اللي كانها راح تموت قريباً .، كانت مثبته يدها على الجدار و تحاول تقُوم ب ذات الوقت اللي مرّ على مسامعها صوته ب نبرّة مافهمتها : " كيَان ؟."
ماكان منها أي رد .، ف كل الحروف ضاعت منها من لحظة ما توسط جسدها الليّن هذا القسِم .، كيف انهدّت اركانها كُلها وقت كانت تطرق الباب .، كيف جفّ ريقها و انقطع نفسها من البُكاء ك ردة فعل طبيعية ل أي انسان يكونون محاوطينُه مجموعة من اخطر حيوانات العالم وممكن راح تكون الان غير موجودة لولا الله ثم هذا القفَص اللي كان ك الحاجز بينهم و بينها .، كيف انرعّب قلبها كُله و هي اللي ما بحياتها قابلت حيوان و هي تسمع اصواتهم اللي فجرّت مسامعها صوت زئيرهم المرعب و صوت عُواء الذئب اللي كان بجانبه ذاك النمرّ اللي كان ينظر فيها و الليي رجعت لها حالة خوفها ب موقفها معاهم ب ذاك الوقت .، كيف انها تلمَح مجموعة من اخطر الافاعِييي اللي كانوا يندفعُون ناحيتّها وكأنهم كلهم متفقين عليها و كأنهم كلهم لاقين شيء يتسلون فيه .، كيف كانُوا ينظرون لها و كل حيوان منهم يستعرض قوته وانيابه و مخالبِه قدامّها .،،"
وضعها كان مؤسف و مُحزن و مُخزي .، ماكان يتضح صراخها ل صوت الحيوانات اللي غطوا عليه .، كيف انها ساعات كثيرة عاشت اخطر انواع الرُعب و الخوف و كيف انها بعد هالموقف راح تتغير فيها اشياء كثيرة
وطبعاً تغيرَات للأسوا ...
اما نسايّ اللي كان يتظر فيها و كيف ذبلت خطواتَها و انخطف لُونها وماعندها ذرَة طاقه .، منهدّ حسدها تماماً و قلبها مُتعب وماهي قادرة تتنفس ابد .، فيه اشياء كثيره لو عرفتها كان راح يكون حالها اهوَن من هالحال اهمّها الافاعِيي اللي كان مسحُوب سمّها و موجودة ك مظهر فقط .، لكن هي ماكانت تدري عن كل هذا ..، استقرّت يده الصلبّه فوق يدها ك محاولة مساعدتها وهو ياخذ نفس من اعماقُه : " هاتي يدّك ...كيان .."
نفضت يدها منه ب قسوَة و عيونها ب العون تقدر تفتحها و صوت كحاتّها ماتوقف .، كانت تكُح ب شكل كبير و جلدها احمرّ تماماً دليل وجود
الحساسيَه و كيف انها رافضة مُساعدة هالمنسيّ اللي هو السبب ب كُل شيء هِي فيه ماتبي شوفته .، و لا تبي تسمع اسمه او صوته .، ولا تبي يدها تحتك بيدُه .، ولا تبي ولا شيء منه حتى فكرَها ماتبيه يزورها فيه ..."
ماتدرِي وش اللي جاب العاملَة الاسيويَة ل هالمكان لكن مايهمّها اهم شيء انها موجودة اهم شيء فيه احد يساعدها بعيد عن هالمنسيّ .، واللي نسَت عتبها على العاملة و سمحت لها تساعدَها حتى تتجِه ل غرفتها ذيك اللي ب كل مرَه تثبّت لها ذيك الغرفه انها هي امانها و مستقرّها ..."اما نسايّ اللي رمى نفس عميق من اول مادخلت لبوابة القصر الداخليَه واختفت عن عينُه .، خللّ يدُه وسط خُصلات شعرُه ومايدري هالنفس اللي رماه هو النفس الرقم كم ؟. لكن هذي كانت حيلتُه وعاجز يشرح هذا الحال اللي هو فيه .، لان مهما كان اكيد كسر خاطرُه حالها و مظهرها .، لكن ب ذات الوقت كان يرمي اللّوم عليها .، لو ما رمت بعباراتها المسمومة عليه ما كان هو وصل اعلى مراحل الغضب الغير مسؤول عن فعايله ب ذيك اللحظات
لو ما جابت طاري امه الليي حاط قدامها مئات الالوف من الخطوط الحمراء ماكان صار هذا حالَها ... لكن ب ذات الوقت ماينكرِ انها هي كانت ساكنه عند اعمامه يعني اكيد اعمامُه عبوا ب راسها كلام كثير مثلها مثل اولاد عمه البقيّه ...غير كذا هي ماقالت غير الكلام اللي سمعتُه و اللي كل الناس تعرفُه واللي دفعها ل هالكلام هو غضب من البدايه كان فيها مايدري وش سببه
لكن هو كذا مايتحملّ ما يتحملّ ابد و يتصرف تصرفات يندم عليها ب كل الندَم بعدين ب جهة ثانية « قصر الجدّ مهنَا..»
ارتطَم جسدّها الليّن ب حُضن أمها الليي احتضنتها ب الوقت الليي تمتم هالمترجم اللي كان شبيّه نسايّ تماماً واللي كان ب اعلى و اخطر مراحل الغضَب والدليل الاكبر نبرة صوته المُشتعله من قال : " " هذي البنت تستاهل السجن ياعمة .. بنتك ناوية تفضحنا .. بنتك صاحبي يتصل علي و يقول الحق على بنت عمتك .. والله لأقطع كل الطريق عليها
لو تعيدها .. والله لأخليها تتمنى الموت وما تلاقيه لو نوت السفر من جديد "الكُل انذهَل من دخول ضامي المُفجع و الغريب و الفجائي لهم و بيدُه قطعَة بنت مغلفه ب عباية فقَط ومايصدر منها اي صُوت
كان الجد و الجدة و العمة رحمة و وهم كان الجد و الجدة و العمة رحمة و وهم كُلهم موجودين ب الغرفه ليتمتم الجد مهنّا اللي وقَف بعد ماكان جالِس وهو ينقل نظرُه بين ضامِي الغاضب و بين بنتُه و حفيدتُه : " اهدأ يا ضامي اهدأ احمد الله ان ..."
ل يقاطعُه ضامِي اللي ماهو قادر يتنفس من القهرّ و صدره منكوّي تماماً كيف ان صاحبُه فِراس ما نساها و ما نسى شكلها و للحينه متذكرّها .، لان معرُوف و باتفاق الكُل ان كل من شاف سراب ولو ب الصدفه استحالة ينساها : " " ماحولي هدوء ولا بهدأ ياجدي .. انا آخر عمري يتصلون بي من المطار يقولون الحقو بنتكم يالمهنا . وين كرامتنا الي بحدود السماء
وييين وينن ؟. ليه حنا ناقصين فضايِح زِود ؟؟.""
ليلتف على عمتُه و شماغُه بيدّه و ازارير ثوبه العلوية مفتوحَة وهو يتمتم ب تهديد و وعِيد : "" هذا انا اقولك ياعمة
ووالله ما اعيد هالحكي .. لو تخطي هالبنت خطوة برى حدود البيّت .. مايبقى حجر صاحي بهالمكان هذا "
ليرفع بعدها خناجرّه الحاده ناحية سراب اللي كانت خلف أمها و كانت تفرُك ذراعها ب محاولة تخفيف الالم الناتج عن قبضتُه ليستحضر لغته الهنديَة رغم ان حاله مايسمح ابداً ليتمتم ب نبرَة كانت كافيه ل ارعاب كُل الموجودين : " اقسم انني سانهيك عن الوجود ان خطوتي خطوة واحدة للخارج .. فهمتي ؟؟ .."
وما انتظر منها او من غيرها اي ردّ و خرج للخارِج و صفع الباب خلفه ب شدَة .، العمه رحمة اللي ماكانت عارفه كيف تتصرف و ايش تسوي لفت على بنتَها وعي تنظرّ فيها
بدموعها اللي احرقت خدها : " ليه يا يمه ليه ؟. انا ماصدقت القاك لجل تغيبين عن عيني مره ثانيييه ؟.. ويش اللي شفتيه عندنا لجل يزعلّك ويخليك تبعدين عني ؟. ماهو كافي السنين العجافّ اللي عشتها بدونك انتِ و اختك ؟.. يالله ياربي انك ترفق ب حاليي ..."
كانت عارفه ان بنتَها هذي ماراح ترُد عليها لكن ماقدرت تكتم هالعتاب ب قلبها .، الجدة اللي خرجت بعد لجل تخلي الام مع بناتَها ب حالهُم و هي تهز راسها ب كُل آسى وماتدري متى هالحال الاعوج بيستقيم ...و ما كان فيه أي تحرُك او ردّ من سرَاب الليي للحينها عبايتها عليِها و تدور ب
انظارها ب الفرَاغ او ب معنى أدق ب مكان واحِد ب البقعه اللي كان واقف فيها ذاك المُترجم و ولا احد قادر يحلل معنى نظراتها هذي ابداً ..
- -
ب جهة ثانية و ببيت ثاني « فلّة عبَاس »
-
-
حاوَل ب أنُه يغيّر عادتُه اللي دمرتُه هو و ازعجت أهل بيته الللي هي التاخر ب التواجد ب شركتُه وبدا يغيّر بعض مواعيد شغلُه حتى يتفرّغ ويعطي وقت اكثر للتواجد ببيتُه و فعلاً نجَح و هذا هُو راجع للبيت ب وقت أبكرَ وكانت العادة يوصل البيت على
الساعه 1٠ او 11 بالليِل .، لكن حالياً من بعد ما صلى العشاء رجع للبيِت ..."ماكان يدرِي هل هي عندها خبر ب تواجدُه او لا
وان شافته هل راح يتردد ببالها سبب وجوده ب هالوقت و راح تتقبلّ وجوده بهالوقت او لا بعد كل هالمدّة ؟.
اليوم كُله ماشافها وهذا مؤذي ب شكل خرافي لعينُه و له هذي مصيبه اذا يمرّ يومه بدون مايشوفَها ...
و طبعاً كل هالتوقعات و هالهلوسات و هالافكار كانت ب داخله بس .، مظهره الخارجِي مايوحيّ ابداً بالي ب داخل هالانسَان ... كان بيدُه لابتوبُه الاسوَد ومحتضن جسدُه ثوب أسود سادَة بدون ولا شيء مستقرّ على راسُه وحولُه اوراق و ملفَات وملازِم .، لانه عارِف حالّ البيت و عارِف ان اغلب وقتها ب غرفتها او عند اولادها و هو تعب من التفكير و لو كان فاضي وما يشتغل راح يكون تفكيره حولها خطير لانه راح يتمَادى و راح يسوي فعايل راح ترفضها ه الخفُوق
ل ذا السبب قررّ يشغل نفسه شوي لان اهم شيء انه هو موجُود ببيتُه ب
اوقات ابكَر ... و راح يكتشف اشياء و اشياء تصير ب غيابُه رفَع انظارُه للاعلَى ب الوقت الليي اخذ فيِه نفس قطّع كل عروقه من لمحها ناويَه تنزل للدور السُفلي و كانَت مُبتسمة والاكيد ان ابتسامتها مو بسببُه لانها ب مجرَد ما لمحتُه اختفت ابتسامتها تماماً وكان واضح على ملامحِها الذهُول من وجودُه ب هالوقَت خاصة من نظرة عيونها المُستغربة اللي استقرَت عليِه .،
كانت ب مثل عادتها ببيتَها و حتى من قبل تتزوج كانت دائماً متزينه و أنيقَه و مُرتبَه و من يوم جات هالفلّة وهو هذا لبسها دائماً تلبس الفساتيِن او الملابس الغاليه و تتزيّن و تتعطر و تذكرّ نفسها دائماً انها هي قاعدة تتزين ل نفسَها لانها ياما تزينّت ل هذا الانسان وما اعطاها اي وجه او خاطِر ..." و حتى وقت يكون موجود ماتخرج قدامُه ب هاللبس لانها اساساً بمجرد مايجي هو من شركته هي تروح تنام ماتبي تلتقيه ابداً .،. ل ذا السبب صابها الذهُول من وجوده ب هالوقت المبكرّ
حاولت تعدّل فُستانها السكريّ اللي كان يوصل ل نصف الساقّ ب الوقت اللي اعطتُه ظهرها و نيتها ترجع ل غرفتها ماتبي تنزل وهو موجُود لكنّها توقفت خطواتها من سمعت نبرَة صوتُه
و من الجملة او الكلمتين اللي رمَاها واللي بعثرت كيانها من قال
: " فُستانِك ..." لياخذ نفس ل ثانية " فُستانِك حلو .."انغرست اقدامَها ب الارَض وكانها نسيت كيف تمشِي لتلتَف عليِه و هي تنقُل نظرها بين فُستانها السكرّي و بينُه .، ل وهله توقعَت انها سمعت غلط او انه مايكلمها لتمتم بدون وعي منها ل وهله توقعَت انها سمعت غلط او انه مايكلمها لتمتم بدون وعي منها " تقصدنِي ؟. فُستانِي أنا ؟."
ل ترجع تنظر ب فستانها و كانها لاول
مره تشوفه رغم انها حافظتُه تماماً و كأنها تحاول تدور عن شيء مميز فيه اجبرّ هذا الجليدي يخرج عن صمته ل يصيبها كلامه البسيّط من جديد وهنا تاكدت انها ما تتخيّل ونظراته كانت عليها
: " ايه ياخفُوق ... هاللون لايق بك .."
ماكانت تدري هذي الانثى اللي قدامُه عن الطاقه اللي استنفذّها ب قول هالكلام البسيط ابداً .، ماكانت تدري كيف حاول يستفرِغ كلامُه اكثر وده يمدحّ جمالها هي .، وده يمدح عيونَها الدعجاء المرهقه و ده يمدح خصلات شعرّها هذا اللي يهلكُه .، وده يمدح جسمّها الغض اللي ما كانها أم ل طفلين أبداً .، وده يمدح اكثر بس مايقدر .، مايقدر ابداً و ولا هو متعوّد و صعب حيل عليه كافي اللي قاله الليله حيل كافِي ...
رفع أنظارُه ل هذي الواقفه قدامُه و اللي فعلاً هو مُرهق حيل من جمالها هذا الليي يعذبُه و ولا هو قادر يتنعّم فيه .، نظر ب ملامحِها اللي احمرّت ل شيء اشبه ب الخجل مرّها .، رجعت خصلات شعرها للخلّف و عيونها تدور بين كل الاتجاهات الا اتجاهه تصاعدت أنفاسها و مارردت عليه لانها ماتعرف ايش اللي تقولُه اصلاً .، مذهولة حِيل مذهوله .، نظرَت ب فستانها من جديد كان سادَة تماماً باللون السكري سوصل ل نصف الساق و عاري الاكمام و شبه ضيّق كان عادي تماماً مافيه شيء يجبرّ الصامت على الكلام
ياما لبست لُه ببدايات زواجها انواع الفساتين و ب كل الالوان و بكل الموديلات ... لكن ماكانت تلقى منه أي تعليق سواء سلبي او ايجابِيي ..
كيف كانت قبِل من تجي من اي زواج او مُناسبة ماتغير لبسها وماتنزع زينتها لين يجي هو و يشوفها و تنذهل انه يجي ب وقت متاخر وما يقول لها غير
" تصبحين على خير .." ويروح ينام
فُستانها الاحمر و الاسود و الازرق و البنفسجي كلهم مالفتُوه وولا فيهم شيء ثارّ اعجابه .، فستانها السكريّ هذا هو اللي اخرجه عن صمتُه
كيف ان كلمتين فقط " فستانك حلو " اربكّها و خلاها تعيد النظرَ ب هذا الجليدي الصامِت اللي للحظه استشعرت بدا يذوُب جليدُه وينساب تحتها
ماكانَت تدري ه الخفُوق ب أنها من بداية زواجها ل يومها هذا و اتفه تفصيل منها او من فساتينها ماغاب عن عينُه ،.ومخزّن داخلُه وحاجز له مكانه خاصَة ب اجزاء عقلُه حتى انه كان حافظ ردود فعلها بالايام الماضية وقت مايعطيها اي تعليق عن لبسها او زينتها او انوثتها المُفرطة كيف كانت تختفي ابتسامتها و تذبلّ لهفتها و يسكن الحزن عينها و ماكانت تدري ب أنه وقت أشاح بوجهه عنها ب الوقت المناسب ب الوقت اللي هي تبيه و تختاره
كان مستمرّ ب شوفتها في كل الاوقات الغير مُناسبة الجامعة ...شدا -
كان هاليوم أتعب يوم بالاسبوع بالنسبَة لها ... لانه اكثر يوم في جدولها فيه محاضرات كثير .، و من جهة ثانية حالة بيتهُم و عائلتهم تجبرها على عدم التركيز من جهة كيان اللي ماتدري كيف احوالها وكيان كل ماتسالها ماتبرد قلبها ب الاجابَة .، و من جهة ثانيَة من عمتها رحمة و بناتها اللي ب كل يوم مدخلينها ب مصيبه و ب تعب جديد ..."
ماوعّت الا على همّس شادن لها من قالت
: " وينك فيه ؟. اصحي تحضيّر .." نظرت ب شادن و وجعَت نظرَت ب جموع البنات اللي حولها و عرفت ان المحاضرة انتهت من تمتم الدكتور المتواصل معهم عن طريق الشبكة ومو واضِح غير صوتُه من قال : " هيا يابنات انتهت محاضرتنا لليوم
و بأخذ الحضور .. من تسمع إسمها تعلمني .. إستعجلو ماعندي وقت ..."
كل البنات اعتدلُوا و الكل كان مرّكز مع الدكتور اللي بدا ينادي بالاسامي بالابجدية بداية من حرف ال أ
حتى وصَل ل حد حرف الشيِن و بدا ينادي ب قوله " شادِن سليمان ا