📌 روايات متفرقة

رواية يا نجم وهج في حلة سهيل pdf كاملة جميع الفصول

رواية يا نجم وهج في حلة سهيل pdf كاملة من الفصل الاول للاخير بقلم الجود بنت ال مطلق

رواية يا نجم وهج في حلة سهيل pdf كاملة من الفصل الاول للاخير هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية يا نجم وهج في حلة سه يل pdf كاملة من الفصل الاول للاخير صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية يا نجم وهج في حلة سهيل كاملة من الفصل الاول للاخير حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية يا نجم وهج في حلة سهيل كاملة من الفصل الاول للاخير

رواية يا نجم وهج في حلة سهيل pdf كاملة من الفصل الاول للاخير بقلم الجود بنت ال مطلق

رواية يا نجم وهج في حلة سهيل كاملة بقلم الجود بنت ال مطلق


« البدايــة ، الأحد صباحًا »
فتحت عيونها بصدمة من أستوعبت أن ضرب الباب اللي تسمعه كان بواقعها مو بأرض أحلامها ، ركضت علطول وفتحته ونطق بحدة من فتحت : يعني ماني فاهم ماودك تداومين ؟؟
فركت عيونها بتعب ونطقت : كم الساعة ؟
عزيز رفع معصمه ونطق : أبشرك تحت الخط الأحمر
شهقت بصدمة وقالت بغضّب : كله منك !!
توسعت عيونه بصدمة وقال بسخرية : لحظة وأنا وش دخلني ؟
كانت تركض قدامه تجفف وجهها وكفيها من المويه ، سحبت جلال صلاتها وصرخت فيه تنطق : يا عزيز !! اذلف شغل السيارة أنا جايه
دق لها تحية ونطق بأبتسامة : على خشمي ياوهج الدنيا لا تبطين
هربت من ثغرها إبتسامة عريضة وسرعان ما أخفتها تكبر لصلاة الفجر ، أنتهت من الصلاة ورفعت سجادتها وجلالها ومشت تسحب شنطة الميكب وتحطها بشنطة الدوام ، زفرت بضيق ونطقت : بسويه فالمستشفى
فتحت الدولاب ولبست سكرب الدوام ، مسكت اللابكوت الأبيض بيدها وأخذت عبايتها وتحجبت وخرجت من غرفتها ، وصلت للطابق السفلي تشوف السفرة ممدودة والواضح أن الكل أفطر وخرج ، عضّت شفايفها تسحب توست بالمربى ومشت تهرول للمخرج ، فتحت باب القصر وركضت لسيارة عزيز ، ركبت ونطقت : حرك !
أبتسم يضغط على الدواسة وينطلق بسيارته خارج أسوار القصر متجهين لعملهم فالمستشفى ، زفرت بتوتر تضبط حجابها ونطقت : ما قلت لك لا نتابع فلم !
عزيز : طيب ؟ غصبتك تتابعين معي وصحيت قبلك
وهج عضّت شفايفها السُفلية لثواني ونطقت : ايه هذا اللي صادمني
ضحك عزيز بخفه وقال : سهالات الدكتور باسل بيمشيها لنا
كانت ترطب وجهها بالكريم وأردفت بهدوء : يارب..
« حلّة سهيل ، صباحًا »
جالسين حوالينه قلوبهم مستوجعه من حالته ، زفرت الجوهرة بضيق ونطقت : الله يهديك يا سهيل علمني وش بلاك ؟
زادت حرارة جسده وبدأ عرق جبينه يتصبب ، شّد على فراشه ونطق بصوته المبحوح أثر التعب : هاتوا لي نجم
زفرت شاهرة بغضّب ونطقت بسخرية : تارك الجماعة اللي حولك وتسأل عن واحد ما درى عنك ؟ عجيب والله يا سهيل !
مسكتها الجوهرة ونطقت بهمس : مو وقتك !!
ضحك سهيل بسخرية وقال : اتركيها يا أم رماح
سكنت الجوهرة تصغي لكلامه ، دخلت العنود تركض ونطقت بفرحة : جاء نجم جاء يا سهيل !
قامت شاهرة بغضّب تخرج من المجلس وسرعان ما قامت نجلاء لأجل تتبعها لولا صوت أبوها اللي نطق : أجلسي يا النجلاء
لفّت عليه ونطقت : أبشر
رجعت بمكانها ينتظرون دخول نجم بعد فترة طويلة من آخر ظهور له بالحلّة كلها ..
« أعلى السطح »
عضّت شفايفها تشوفه ارتجاله من سيارته وبجانبه شجاع ، ابتسمت إبتسامة عريضة وهمست بحُب : ‏ياحي هالشوف و ياحي هالزول وجهٍ عسى كل العرب فدوةٍ له !
فزّت من انضربت من خلفها ونطقت : يا وجعاه روعتيني !!
ضحكت أشجان بسخرية وقالت : وش تسوين ؟
نزلت رأسها بهدوء وتقدمت أشجان تشوف وضحكت علطول من خجل غرور وكملت تنطق : جاء حبيب القلب ؟
عضّت شفايفها لثواني ونطقت : جاء حبيب فؤادي !
صرخت أشجان تضّمها وقالت : أنزلي تحت خليه يشوفك
توترت غرور وسرعان ما هزّت رأسها بنفي تنطق : لا لا أبدًا مو وقته تعرفين جدي تعبان وطالبه أكيد فيه شيء كبير
التفتوا على صوت جمان وهي تنطق : طلعتوا هنا ؟ امشوا جدي يقول الكل يجي للمجلس
توسعت عيونها بصدمة وقالت : شفتي ؟
أشجان بتوتر مفاجئ : الله يستر
مشوا كلهم ينزلون من السطح لمجلس سهيل ، وقفت عند المراية ووقفت أشجان تنطق : والله حلوه أمشي
أبتسمت لها ونطقت : عيوني شوشو اسبقيني
هزت رأسها ومشت تاركتها خلفها ، نزلت برقعها على وجهها وعدلت كحل عينها وأخذت نفس تنطق : بسم الرحمن علي من الحسد و الأعيان !
أبتسمت بغرور معتاد ومشت بثقة لمجلس جدها ..
« مجلس سهيل »
تقدم يدخل المجلس ووراه شجاع ، وقف عند الباب ينزل جزمته وينطق بجهورية صوته : سلام عليكم !
دخل وأردف شجاع من خلفه بالسلام ، الكل وقفوا لهم يردون السلام عليهم ماعدا سهيل ، ترك الجماعة وأمه وتوجه لجده علطول ينحني له ويسلم على رأسه ويقبّل كتفه ، جلس على ركبته ونطق بتوتر : ما عهدتك تسلم علي جالس يا سهيل !
ضحكت شاهرة بسخرية ومسكتها الجوهرة تسكتها ، رفع عيونه يشوف نجم جالس قدامه ببدلته العسكرية والتراب والطين يملأ ملامحه الحادة ، زفر بغضّب وقال : شجاع !!
فزّ شجاع لصوت جده ونطق : أرحب !
صدّ نجم وألتفت لشجاع اللي مبتسم وخايف ، وقف يبعد ويسمح لشجاع يتقدم ، سلم شجاع على سهيل ونطق : لبيه يا أبو رماح ؟
سهيل سحبه بخفه ونطق : وراكم تباطيتوني ؟
أبتسم يقبّل كتفه وينطق : جعل عمرك طويل ، دوامنا !
سهيل : أنا مريض يا شجاع !
توسعت عيونه يرفع رأسه ويتأمل وجه جده ، وفعليًا جّل ماشافت عينه هو الآلم والتعب ، تربع قدام جده ومسك يمناه يقبّلها وينطق : وش صابك جعله بعدوينك ؟
سهيل رفع رأسه يشوف نجم تاكي على جواله ، أبتسم يدري بنجم وأن باله مع حديث سهيل و شجاع ، رجع نظراته لشجاع اللي نطق : أعمامي عندهم علم ؟
هزّ رأسه بالنفي ينطق : هم مثلكم ، دوامهم !!
ضحك شجاع بخفه وقال : الحين أجيب القبيله عندك
زفر سهيل بضيق وقال : واللي يسوى قبايل من يجيبه يا شجاع ؟
ضحك شجاع مره ثانيه يرفع عيونه لنجم وينطق : أجيبه و أدعس عليه
فزّوا سهيل ونجم ينطقون بالوقت ذاته : تعقب !
ضحك شجاع بصوت عالي يوقف وينطق : لا مافيكم الا العافية
زفر سهيل بغضّب ووقفت شاهرة تنطق بحدة : اللي تزهمه من صباح ربي جاء ولا معه دواك يا سهيل ! وأنا أقول العن الشيطان وعلمنا ما صابك !
وقفت الجوهرة بغضّب ونطقت : وأنا أقول العني الشيطان وأتركي حفيدي بحاله !
ضحكت شاهرة بسخرية وقالت : الشايب ماهو بطيب وأنتي تفكرين بالحفيد ؟
وقفت العنود تنطق بتوتر : بس يا أم رماح بس يا أم نجلاء مايصير الكلام ذا !
صرخت شاهرة بغضّب وقالت : أنتي يا الحيه سدي فمك !!
شهقت العنود بصدمة من كلمة شاهرة بوسط أهلهم وبمجلس سهيل ، أستغفرت الجوهرة بضيق ونطقت : خليها منك يالعنود !
ضحكت شاهرة وكادت تكمل لولا أرتفاع صوت نجم اللي قاطعها وهو يقول : مروان جاي أدخلوا داخل !
وقفت نجلاء تنطق بسخرية : قصدك مروان اللي أكون عمته وهم يكونون جداته ؟ ولا تبي تدور عذر تطردنا من مجلس أبونا !
نزل البريهه يثبتها على كتفه وينطق : محشومين لكن بناتكم ما يحّلون له !
توسعت عيونها لثواني وقالت بصدمة : فهمنا بس كلنا متغطين عنه !
رفع عيونه لغرور اللي واقفه عند الباب وسرعان ما صدّ عنها ينطق : شجاع عاوني في سهيل
هزّ رأسه شجاع ينطق : طيب
تقدم لفراش سهيل ونطق بحدة : توو ما بدأ الشتاء امدا ذبحك البرد يا سهيل ؟
كان يقصد اللحاف الثقيل اللي يغطي رجوله ، سحبه من عليه وسرعان ما تعالت شهقات الحريم كلهم ، توسعت عيونه بصدمة يشوف رؤوس أصابع القدم عند سهيل بدأت تتلون باللون الأسود وريحتها عفنه جدًا ، عضّ شفايفه ونطق بهمس : غرغرينا !
رفع عيونه بحدة لشجاع اللي واقف مصدوم ونطق : أبو مسلط !
أستوعب شجاع وانحنى يساعد نجم يشيلون جدهم ، ألتفتت غرور من صوت مروان اللي جاي من خلفها ينطق : طريق يا ولد !
أبعدت عن الباب تدخل للمجلس ودخل مروان من خلفها ينطق : أبوي ينتظره فالمستشفى !
شجاع هزّ رأسه ونطق : عاونا يا أبو رماح
زفر سهيل بغضّب وصرخ ينطق : تعرفوني ما اواطن المستشفيات والأمراض اللي فيها !! تبون تذبحوني ؟
نطق نجم بحدة : ما يضرك يفيدك يا سهيل أترك العناد عنك !
مشوا يطلعون وهمس سهيل اللي ساكن بين أياديهم : شنطة علاجي
ألتفت نجم لفراش سهيل وسمعت غرور وفزّت تركض لفراشه ، زفر بقرف يصدّ عنها ويمشي خارج البيت ، أخذت الشنطة الصغيرة ومشت تركض للخارج ، وصلوا لسيارة مروان وركب سهيل قدام ومروان بجانبه ، سكر الباب ولفّ لسيارة شجاع لكن سرعان ما ألتفت لصوتها وهي تنطق : نجم !
تقدم لها يمشي بخطوات ثابتة وهو يلبس البريهه ، وقفت علطول وبدأت تتراجع بخطواتها وهو يتقدم معها ، وصلوا لمدخل المجلس وسحب نجم الشنطة من يدها ونطق : الحوش فالصباح مليان عمال يشتغلون بالمزرعة ولا ما تشوفين يا بنت نجلاء ؟
عضّت شفايفها ونطقت : بس..
مشى يتجاهل كلامها راجع لسيارة شجاع ، زفرت بضيق وسرعان ما توردت ملامحها من أستوعبت إنه غار عليها وبالحقيقة هذا مجرد وهم لا أكثر ، ركب السيارة وألتفت شجاع له ينطق : وراك أنت وغرور ؟
زفر بغضّب ونطق : سهيل ينتظر !
صدّ شجاع بضيق يحرك ورا سيارة مروان للمستشفى ..
« المستشفى »
طلعت من دورة المياه تركض للداخل وهي تلبس اللابكوت الخاص فيها ، أبتسمت كيناز تنطق : يويلك توقيع تحت الخط الأحمر الثاني !
زفرت وهج بغضّب ونطقت : ناز مو وقتك !
ضحكت كيناز على خروج ليلى من المكتب تنطق : جوجو متأخره !!
دخلت للمكتب تشوف عزيز فيه يحاول بالمدير ، عضّت شفايفها من نطق : والدكتورة وهج بعد !
عزيز مسح كفوفه ببعضها ونطق : أول تأخير مشها يا طويل العمر
ضحك أبو مروان ونطق : تعالوا وقعوا طيب
تقدمت خلف عزيز اللي مد كفه لها وتمسكت فيه تخفي توترها ، هي ولأول مره تقابل المدير وكله بسبب طيش وسهر مع عزيز ، أبتسم بخفه من حسّ فيها تشدّ على كفه ورجع خطوتين سامح لها تتقدم ، مسكت القلم برجفتها الواضحة ووقعت علطول ، رفعت رأسها تهمس بـ : السموحه منك
أبتسم أبو مروان ونطق : كل شيء تمام يا دكتورة
مشت تطلع من المكتب وألتفتت تشوف عزيز تاكي على الجدار ومبتسم ، زفرت بضيق تنطق : وسخ والله ما أسامحك
عزيز سحبها مع يدها يضمّها وينطق : مالك حق صراحة أنتي بإرادتك التامة سهرتي معي !
حاوطت ظهره ونطقت : خوفي يأثر علينا بعدين
عزيز نزل نظراته لها ونطق : وشو ؟ التأخير
هزّت رأسها بالإيجاب وضحك بخفه ينطق : يعقبون قصدك عشان سفرتنا ؟
وهج أبعدت عنه من بدأوا جميع من فالممر يتهامسون ونطقت بخجل : لا تحضنّي قدامهم مره ثانية !
عزيز ضحك ونطق بحدة : خالتي يا جماعة خالتي !!
ضحكوا كل من فالممر وأبتسمت وهج بخفه تنطق : معتوه
عزيز مسك كتوفها ونطق : ماعليك بنسافر وبنشوف أمي وبننبسط معها
وهج : ايه حرام تروح التذاكر وهي حاجزتها لنا
عزيز : كلمتي جدي ؟
وهج أبتسمت وقالت : أميري ؟
ضحك عزيز ونطق : من هالنبره واللقب عيب عليه ما يوافق
ضحكت تدفعه وتنطق : يالله على قسمك
عزيز : دقي علي إذا بغيتيني
وهج هزت رأسها له وسحبها يقبّل رأسها وينطق : ودعتك ربي ياوهج الدنيا
أبتسمت بوسع ثغرها له تودعه بيدها وتشوفه يمشي عنها يتجه لقسم الجراحة ، دخلت كفوفها بجيوب اللابكوت حقها وألتفتت بصدمة من دخلوا عساكر ومعهم شايب كبير بالعمر ، هي بالفعل ميّزت الدكتور مروان خلفهم يركض وهمست : الله يستر !
دخلوا لمكتب المدير ومشت تهرول لمكتبها ، دخلت وقفلت الباب تنطق : بنات طلبتوا أكل ؟
كيناز : لا بس تعالي معاي أكل
تقدمت تجلس على طرف مكتب كيناز وتنطق : صدعت من الفراش للحين وأنا أركض !
ضحكت ليلى ونطقت : لو يحطونك بسباق الهجن سبقتي الناقه
ضحكت كيناز ونطقت : تبين تستخدمين الرياكشن ولا كيف ؟
وهج زفرت التعب ومشت لمكتبها تجلس ونطقت : غبيه
نطقت ليلى بعصبية : ياشينكم اضحكوا طيب !
كيناز ضحكت تنطق : ضحكت طيب !!
دق باب المكتب ودخل سليم ينطق : وهج ينادونك
رفعت رأسها بتعب ونطقت : يوه مالي خلق !
ليلى : ايه حرام سليم أتركوها ترتاح شوي
سليم : طيب وحده تجي بدالها
وقفت كيناز تضبط لبسها ومشت تنطق : ريلاكس بيبي بروح بدالك
أبتسمت ترسل قُبلة بالهواء لكيناز اللي ضحكت تنطق : وصلت
خرجت من المكتب مع سليم ونطقت : مين ؟
سليم : مكتب الدكتور باسل
هزّت رأسها ومشت للمكتب ودقت الباب ، دخلت بعد ماسمعت صوته يأذن لها بالدخول ، رفعت الماسك على وجهها وتقدمت تنطق : بغيتني ؟
أبو مروان : عندي حالة طوارئ وبغيتك تخدميني مثل ما خدمتك قبل شوي بموضوع التأخير
ما كانت كيناز مستوعبه شيء ونطقت : سم
أبو مروان ألتفت يشوفها واقفه وما قدر يميز بين وهج وكيناز بحكم الماسك اللي على وجه كيناز وكمل كلامه ينطق : أبوي تعبان وعرفت أنك دكتورة طب منزلي
هزّت رأسها بالإيجاب وكمل أبو مروان ينطق : ودي تمسكين حالته الصحية ولك مني اللي يرضيك
سحب الملف والأوراق ونطق : تعالي وقعي
تقدمت كيناز تسحب القلم ووقعت علطول ، ضحك بخفه ونطق : شكلك هديتي عن قبل
كان يقصد رجفة وهج قبل دقايق ، أبتسمت كيناز ونطقت : حمدلله
أبو مروان : جهزي نفسك الإسعاف برا
هزّت رأسها بالإيجاب وطلعت من المكتب علطول ، نزلت الماسك تنطق : يمه صدق كتمه مكتبه !!
مشت للمكتب الخاص فيهم ودخلت تنطق : جوجو الإسعاف ينتظرك
رفعت وهج رأسها ونطقت : ليه ؟ ماعندي حالات منزلية اليوم
كيناز جلست على مكتبها تنطق : عندك حالة جديدة
توسعت عيونها بصدمة وقالت : لا يكون وقعتي ؟؟
كيناز هزّت رأسها وصفقت ليلي بصدمة تنطق : برافو ناز !!
وهج مسحت وجهها ونطقت : أنا رفضت عشرين مليون حالة منزلية عشاني تعبت من المشاوير والحين ورطتيني بوحدة جديدة !
كيناز : ايه بس وشلون أعرف حشرني باسل السايكو ذاك ووقعت غصب عني !!
ليلى ضحكت بسخرية وقالت : تقدرين تقولين لا صح ؟ ولا نسيتي كيف وهج تعبت من الحالات المنزلية !
كيناز نطقت بغضّب : تستهبلين ؟؟ مادريت وبعدين ليه دخلت هالتخصص دام تعبت منه آسفه بس مو مشكلتي !
طارت عيون ليلى تنطق : ناز صاحية ولا ايش ؟؟
وقفت وهج تنطق بحدة : خلاص أنتي وهي أنتبهوا للمكتب وإذا جاء عزيز قولوا له أنا ماشيه
ليلى عبّست بملامحها تنطق : بس جو..
قاطعتها وهج وهي تنطق : خلاص ! حصل وبرضى فيه
مشت تطلع من المكتب تتجه للمخرج ، انفتحت أبواب المخرج ووقفت تشوف نفس العسكري واقف عند الإسعاف ، تقدمت لهم وألتفت مروان ينطق : تفضلي
هزّت رأسها ومشت تصعد الإسعاف وتجلس بالكرسي المخصص ، عضّت شفايفها من لمحت الشايب منسدح ويناظر فيها ، صدّت وسرعان ما رجعت عيونها عليه بصدمة من نطق بغضّب : سلمي يابنتي داخله على يهود !
توردت ملامحها بفشلة وقالت : سلام عليكم
صدّ سهيل عنها ينطق : عليك السلام والرحمة
ضحك مروان ونطق : بقفل الباب الله يقويك تتحملين للبيت
هزّت رأسها له وقفل مروان الباب الأيمن بينما قفل شجاع الباب الأيسر ومشت الإسعاف تتجه لحلّة سهيل ..
« حلّة سهيل ، العصر »
دخلت سيارة شجاع للحوش وفتح شباك موتره ينطق للسوداني بركات : بركات لا تقفل البوابة
هزّ رأسه بالإيجاب وكمل شجاع للداخل ، نزلوا من السيارة وفزّ نجم من سمع طلق ناري بحوشهم ، سحب سلاحه ونطق : أخو نجد !
شجاع نطق بصدمة : وش العلم !!
ألتفت يشوف مسعود يركض وهو يبكي ، ركض نجم وسحبه مع ثوبه ينطق : ورع وشفيه ؟؟؟
مسعود نطق وسط دموعه : أحسـ..أحسب الرشاش فاضي !!
طارت عيونه بصدمة وركض علطول خلف الحوش ، ركض شجاع معه وسرعان ما ركضوا من شافوا : محمود طايح ويصارع الآلم
صرخ نجم ينطق : شجاع انقلع من وجهي وروح لسهيل !!
شجاع نطق بصدمة : وذا وش بتسوي فيه ؟!
نجم نطق بحدة صوته : بدور حل لحّد يدري وقول نجم اللي أطلق بسلاحه وسد حلق الورع مسعود !
هزّ رأسه ومشى يركض من شاف الإسعاف وصلت والطاقم الطبي مع وهج نزلوا سهيل للمجلس حقه ، نفض ملابسه ونطق بصدمة : وش سويت يا مسعود السوداني لا يموت !
دخل للمجلس يشوف وهج تلبس القفازات الطبية وألتفت من نطق سهيل : وش تبي ؟
نطق شجاع بتوتر : وين مسعود ؟
سهيل نطق بحدة : وش يدور مسعود عندي ؟ عند أمه داخل !
دخل شجاع للبيوت ونطق بصوت عالي : يا مسعود !!
مسح وجهه وشنبه ينطق : رحنا فيها..
« عند المزرعة »
كان نجم واقف عند رأسه بعد ماربط رجله ونطق : بس يا محمود ما تذبحك رصاصة !
كان محمود يأن من الآلم ونطق : والله لأشتكيه والله..
سكر نجم فمه بالقماش اللي من ملابس محمود ونطق : يصير خير !
كان محمود يحاول يوصل لحجر قريب بدون ما يشعر نجم فيه ، وفعلاً وصل لها وسحبها بقوة وضربت بجبين نجم اللي نطق بحدة : العن ثواك !
وصرخ محمود بإسم « بركات » اللي واقف عند البوابة ، لكن ألجمه نجم من رفع ذراعه الضخمة وسدد ضربة شّلت حركة محمود وارتخى فاقد الوعي ، غمض عينه اليمين من سال الدم ووصل لها ونطق : قذر تأكل من فلوسنا ياولد الحرام !
وقف ماسك جبينه وهمس بغضّب : امداك تموت يا شجاع !
زفر غضبّه ومشى يرفع محمود على كتفه ومشى خلف البيوت يدخل للمخزن ، طرحه على الأرض ونطق : النزيف ماوقف للحين
سحب حزامه وسلاحه من خاصرته ومشى للبركة بمُنتصف المزرعة ، فك الماء وبدأ يغسل رأسه ويتوضأ ، ركضت من فوق السطح من سمعت صوت الماء ، ابتسمت من نزع نجم جاكيت بدلته وبقى بالقميص الأسود ، رفع شعره من وجهه ومشى يستقبل القبلة وكبر يصلي العصر ، عضّت شفايفها تتأمل أشعة الشمس بوقت غروبها وهي تضرب ملامح نجم وتبرز حدّة وجهه ، كانت ثابته تتأمل لحّد ما سلم وطاحت عينه عليها وعلى شعرها اللي تلاعبه النسايم ، شهقت تنزل وصدّ نجم يستغفر بغضّب وينطق : الواحد يخلص من صلاته ويشوف إبليس قدامه ؟ مايصير
زفر يتعوذ من الشيطان ومن شر نجلاء ويمشي من المكان ..
« داخل البيوت »
طلعت أم شجاع تركض من سمعت صوت شجاع ونطقت : جيت ؟؟
أبتسم شجاع ينطق : جيت يا أمي
ضمّته أم شجاع ونطقت : وحشتني يانظر عيني
قبّل رأسها وقال : ما يوحشك غالي يالغاليه
أبعدت عنه ونطقت : يا أسيل تعالي
طلعت أسيل من غرفتها وشهقت تنطق : شجاعي !!!
ضحك شجاع من ركضت وضمّته ، رفعت رجولها تحاول خصره وتنطق : جيت قبل الفاينل والإجازة يعني بنطلع كشتات وبنسافر صح ؟
ضحك شجاع ينطق : أنتي انزلي وأبشري
ضحكت بخفه تنزل وتنطق : وحشتنا والله البيت بدونك أنت ونجم كئيب
شهقت أم شجاع ونطقت : والنجم جاء ؟؟
أبتسم شجاع وقال : لا بالله جاي لحالي ؟
ضحكت أم شجاع ونطقت : ريمان ولدك جاء
طلعت أم نجم من المطبخ ووقفت تشوف شجاع ، عضّت شفايفها من تغورقت عيونها بالدمع ونطقت : وينه !
خرجت نجد من وراها تنطق : اما جاء !
صدّ شجاع يتنحنح وهو ما لمحها من الأساس ، شهقت من ضربتها أمها بخفه ونطقت : الولد هنا
ضحكت نجد وقالت : مسرعك قلبتي علي ولا عشان نجم جاء ؟
كشرت أم نجم تنطق : أنتبهي تقولين كذا قدامه
نجد رفعت شعرها من وجهها ونطقت : مين كذب عليك وقالك بطلع أسلم عليه ؟
أم نجم زفرت بضيق وقالت : نجودي أكيد ما قدر يجي لميلادك عشان دوامه !
نجد زفرت بزعل ونطقت : لا تبررين له أمي خليه يجي ويبرر لي ويعطيني أسبابه ووعد مني أعذره !
صدّت تدخل داخل للمطبخ وتكمل شغلها ، مشت أم نجم ونطقت : وينه يا شجاع ؟
ألتفت شجاع لها ونطق : من هو ؟
أم شجاع أبتسمت وقالت : نجم
طارت عيون شجاع من نسى من مسعود ونطق : وين مسعود يمه ؟؟
أم شجاع : أكيد فالمشب الخارجي مع دحيم ليه ؟
شجاع : بعلمك
ركض من عندهم وهو يسمع أسيل من وراه تقول : بالله شجاع خذ لك دش
ضحك بسخرية وقال : أوريك يا أسوله
ضحكت من ضربتها أمها ونطقت بألم : أمي ما تشوفين الدم والطين بثيابه ؟
أم شجاع : انكتمي وروحي ساعدي نجد
زفرت بضيق ومشت للمطبخ ، ألتفت أم شجاع لـ أم نجم اللي نطقت : ما قال لي وين ولدي ؟
أم شجاع مسكت كتفها ونطقت : وأنتي تسألين ؟ أكيد برا نجم مايدخل البيت
أبتسمت بخفه ومشت تطلع للخارج ..
« مجلس سهيل »
أنتهت من تنظيف الجرح ونطقت بأبتسامة عريضة : حمدلله يا عمي لحقنا عليك !
سهيل زفر بضيق وقال : وش لحقتوا عليه يابنتي ؟ ضاع الزمان وضيعني معه
ضحكت بخفه وقالت : هالأمور ماهي من إختصاصي وأقصد رجلك بصير أجيك يومين بالأسبوع وأعقم لك جرحك
سهيل أبتسم بخفه ونطق : تحت آمرك يا الدكتورة !
وهج : طيب أول شيء ما ألومك لمن طلبتني أجيك لأن بيتك بعيد عن المستشفى !
سهيل : والثاني ؟
أبتسمت وهج تنطق : ثانيًا ما أبيك تأكل أشياء مضرة بصحتك وتداوم على علاجاتك
سهيل ثبت عيونه على عيونها ونطق : والأخير !
وهج مسكت ذراعه ونطقت : من أقرب الناس لك ؟
سهيل : نجم سهيل !
ضحكت بسخرية توقف وتنطق : بتخليني أسافر الفضاء يا عمي عشان أقول له ينتبه لك !
ما رد سهيل ورتبت وهج أغراضها ومشت تطلع ، وقفت عند الباب تشوف المنطقة الكبيرة اللي تحفّها الأسوار من جهاتها الأربعة ، زفرت بضيق ونطقت : كل هالأراضي ولا قدروا على البلاط ؟ ليش الدنيا تراب وطعوس ؟
ألتفتت تشوف البيت من الخارج ، أبتسمت وقالت : وبيوتهم قديمة بس ليه أحسها مليانه بحنية الأرض كلها ؟ ان شاءالله مايكون إحساسي غلط
مشت تطلع من الحوش الصغير ، أبتسمت من نسايم المزرعة قدامها وسرعان ما تلاشت ابتسامتها من شافت مكان الإسعاف خالي ، هي تتذكر أنها أرسلت الطاقم الطبي قبل دقايق لمن قربت تنتهي من سهيل ، بلعت ريقها ونطقت بخوف : شدعوة نسيتوني !
ألتفتت يمين وشمال وماكان للناس حسّ والشمس غابت ، زفرت بضيق ونطقت : بروح أقول للعم أنهم نسوني..
قاطعها صوت حديد البوابة وهو ينفتح ، دخل أحد العمال للحوش وأبتسمت من شافت الإسعاف بالخارج واقفه ، تقدمت من عند بركات اللي ودعها وهزّت رأسها له ، خرجت من الأسوار تركب الإسعاف وانطلقوا للمستشفى ..
« المستشفى »
كان واقف عند المخرج ينتظر الإسعاف ، زفر بغضّب ونطق : وينك يا وهج !
ألتفت يشوف الإسعاف من بعيد ، تقدم لها ونطق : ما بغيتوا
وقفت سيارة الإسعاف ونزلوا الطاقم الطبي ووهج معهم ، تقدمت له وضحكت من ضمّها ، حاوطته ونطقت : أنا بخير يا خواف
عزيز مسح شنبه يرجع بخطواته وينطق : ومين قالك أني خايف ؟ بس شليت هم جدي صراحة
ضحكت وهج ونطقت : خواف وكذاب
عزيز دخلها تحت ذراعه ونطق : احترميني ولا أكبر منك على الفاضي ؟
وهج رفعت حاجبها ونطقت : خالتك ياكلب !
ضحك عزيز يقبّل جبينها وينطق : تبين نتعشى برا ؟
وهج : تدري ما أكلت الا توست وشوي من فطور ناز ؟
عزيز : يعني نتعشى ؟
وهج هزّت رأسها بالنفي تنطق : حرام ما أكلت معهم الفطور وتبيني ما اجتمع معهم على العشاء ؟
عزيز أبتسم يفك لها باب السيارة وينطق : أبد لطلباتك نلبي ياوهج الدنيا ودك بالبيت ؟ للبيت نروح الحين
ركبت السيارة وقفل عزيز بابها ومشى للباب الخاص فيه يركب ويمشي لقصر مترك آل ساير ..
« قصر مترك »
قفل الباب وراه ومشى يعلق معطفه وينطق : تتوقعين موجودين ؟
أم سمو رفعت نفسها تعلق معطفها وتنطق : عمتي وعمي أكيد بس الصغار ما أظن
أبو سمو : تعالي
دخلوا للصالة الضخمة وأبتسم أبو سمو من شاف أمه جالسه ومندمجه بأحد المسلسلات الخليجيه ، تقدم يسلم عليها وينطق : أمي شخبارك ؟
رفعت أم أمير عيونها ونطقت بأبتسامة : بخير يا أمي متى وصلتوا ؟
تقدمت أم سمو تسلم عليها ونطقت : وحشتينا ياعمتي بالحيل
أم أمير : يا جعله ما يوحشك غالي يا هنادي تعالي يابنتي تعالي
جلست أم سمو بجانب أبو سمو اللي نطق : جبنا لكم هدايا بمناسبة قرب الشتاء
مسحت أم أمير عيونها ونطقت : وين أمير ؟
رفع رأسه أبو سمو ونطق : لبيك ؟
مسكته أم سمو ونطقت : نسيت الزهايمر
أبو سمو مسح كف والدته ونطق : جبت لك هدية يا أمي
أم أمير : وخر خل أشوف وش بيصير فالمسلسل ! أبيه يشغلني عن غياب أمير
عضّ شفايفه من قربت دموعه تنهمر ورفع رأسه يوقف ، مشى للممر من سمع صوت المفاتيح بالباب ، دخل عزيز ووهج وراه ووقف بصدمة ينطق : جدي !
أبتسم أبو سمو ينطق : تفاجأت صح ؟
طاحت الشنطة من كتف وهج ونطقت بذهول : بابا !!
أبو سمو ضحك ونطق : اسم الله عليك يا بابا تعالي
ركضت له بسرعة وضحك يشيلها من الأرض وينطق : بشويش علي ولا نسيتي أني شيّبت ؟
ضحكت وسط دموعها ونطقت : بابا ما تشيّب وأنا بنتك
ضحك يشّد عليها ويقبّل كتفها بحنّية ، قبّلت جبينه وخده وخففت عليه من أستقرت على الأرض تنطق : ماعورت ظهرك صح ؟
أبو سمو أبتسم ينطق : فداك يا بابا
تقدم عزيز يسلم على جده وينطق : كيفكم وكيف الويلز معكم ؟
أبو سمو : حاجه فوق الخيال هالولاية ولازم لها سفرة ثانية معكم
عزيز : دندن وغن يا أبو الغالية
تقدمت وهج تهرول من شافت أمها بالصالة ، نزعت اللابكوت حقها وضحكت من نطقت أمها : يا هلا بضياء روحي ووهجها !
ضمّت أمها تنطق : يا حي شوفك وزولك ولقاك ياجنتي يا عساني أبطي مافقدتك
قبّلت جبين أمها وابتعدت تنطق : شخباركم ؟
ألتفتت تشوف جدتها تتطالع بالتلفزيون وأبتسمت تنطق : يمه شخبارك ؟
رفعت أم أمير عيونها ونطقت : بخير يا وهوجه وينك ما شفناك على الفطور اليوم
أبتسمت بدهشة تنطق : مصدومة أنك تتذكرين صراحة !
ضحكت أم أمير تضربها بخفه وضحكوا كلهم يجلسون على الكنبات ، جلس أبو سمو ينطق : وين الوالد ؟
عزيز نزل جواله ونطق : الحين يجمع كتايب وعساكر ماهو فاضي يجتمع معنا على أكل
رفعت أم أمير حاجبها ونطقت : والله طلع للفصعون لسان !
ضحكت وهج ونطقت : ينصر دينك عليك فيه عذبني
عزيز رفع الوسادة يرميها على وهج وينطق : يا خبيثه دوبي عازمك على عشاء !!
وهج طلعت لسانها تستفزه ونطقت : بهرب قبل يشوتني عزيز
أم أمير ضحكت بسخرية وقالت : عشنا تخافين منه وأنتي خالته ؟ اجلسي ما يلمسك وأمير موجود
ضحك أبو سمو ونطق : بدلوا وتعالوا
ركض عزيز وصرخت وهج تهرب منه للدرج وتصعد للطابق الثاني ، شتمها تحت أنفاسه ونطق : معليه أوريك يا وهجان !
ضحكت بصوت عالي وقالت : كلب وش الأسم ذا بعدين قولي خاله وهج !
عزيز : تبطين ما سمعتيها يالعشرينيه
وهج أبتسمت تنطق : قرب يدخل الثلاثين وأزعجنا !
ضحك عزيز من نطقت بصوت عالي : أقلها ماني ثلاثينية جادة
قفلت باب غرفتها وزفرت بتعب تنطق : الله يسامحك يا نازي من الصباح للعشاء وأنا برا البيت
مشت للستاند اللي بمُنتصف غرفتها وكتبت بجدول المرضى اللي هي ماسكة حالتهم « العم سهيل » ، تقدمت تفتح  جوالها وتسجله عندها بالتقويم وهمست : بأختار يوم الأحد والأربعاء !
قفلت جوالها ومشت تسحب منشفتها وتدخل للحمام ..
« حلّة سهيل »
دخل المشب الخارجي وسحب مسعود من ياقته ، شهق مسعود برعب ونطق : وجع يا شجاع !!!
شجاع نطق بحدة : يالسربوت اللي صار اليوم لا يطلع
مسعود بلع ريقه ونطق : وخر ولا والله أن أعلم أبوي
دفعه شجاع ووقف يمسك رأسه يضحك بسخرية وينطق : وش تعلم أبوي صاحي أنت تعلمه بسواد وجهك ؟
حكّ مسعود رأسه ونطق : شجاع ترا علمت دحيم
توسعت عيونه بصدمة وقال : ليه يا مسعود ليه !
مسعود : بس معليك يا أخوي دحيم ستر وغطى
شجاع : دحيم أخو توأم الفلس ولا نسيت
مسعود ضحك ونطق : والله جمان يجي منها بس البلاء أشجان
صدّ شجاع ينطق : ليتك سديت فمك وبس
مسعود : من أرسلك علي ؟
شجاع : نجم
شهق مسعود وقال بفزع : يويلي ويلاه أشهد أني ميت
ضحك شجاع يطلع من عنده ، ركض دحيم من الحمام راجع للمشب وألتفت من نطق شجاع : اللي صار اليوم لا يطلع والله لا أخليكم تسوقون فالبر
توسعت عيون دحيم بفرحة وآشر على خشمه ينطق : على خشمي !!
ضحك شجاع بخفه ومشى يطلع للحوش ..
« الحوش الأمامي »
طلعت أم نجم وأبتسمت بوسع ثغرها من شافته عند النخل ، تقدمت ورفعت يدها تسحب برقعها على وجهها وتنطق : نجمي
ألتفت نجم عليها ونطق : أكلمك بعدين
قفل جواله وتقدم لها ينطق : أرحبي يا أم نجد
ضحكت تضمّه وانحنى يقبّل كتفها وينطق : وش الحال ؟ طمنيني عنكم
أم نجم مسكت ذراعه ونطقت : بخير يا أمي تعال نتمشى
زفر نجم بتوتر خوفًا من محمود اللي ممكن بأي لحظة يصحى ، شّدها يستوقفها وينطق : تعالي لبيتي
أم نجم هزّت رأسها بالإيجاب وقالت : أبشر يا حضرة المقدم
شّدت على ذراعه ونطقت : أنا ونجد ندخل ننظفه بين فترة والثانية مدري متى بتعرس وتسكن فيه
نجم حكّ شاربه ونطق : والله ما جاء ببالي هالموضوع نهائيًا
أم نجم عضّت شفايفها تنطق : متى فكرت بنفسك يا نجم ؟
نجم : ماعليك فيني يا أم نجد أهم حاجه إنكم في خير ونعمة ولا هو بناقصكم شيء
أم نجم : جدك بيسوي عشاء بكره
نجم : ما عطاني خبر زعلان علي بالمره
ضحكت بخفه ونطقت : ياكثر اللي زعلانين عليك
ألتفت نجم عليها ونطق : كيف ؟
أم نجم : نجد زعلانه منك
رفع حاجبة بدهشة وقال : بالله ؟
أم نجم ضحكت وقالت : بس لا تقولها إني علمتك تعلن الخصام علي !
نجم : ايه لا ماعليك بس تبلط البحر بنت رماح
ضحكت أم نجم تضربه بكفه وتنطق : والله ؟ يعني ما بتراضيها
نجم تقدم يفتح باب بيته وينطق : اللي يزعل بدون سبب يراضي عمره يا أم نجد
دخلت معه وقفل الباب وراها ينطق : وش أكرمك يا الشيخه ؟
أم نجم أبتسمت تنطق : أنت الضيف
نجم : حاشا وكلا ماني بضيف
أم نجم : قد دخلته صح ؟
نجم : وشهو البيت ؟
هزّت رأسها بالإيجاب وكمل ينطق : ايه دخلت أخذ دش وأبدل ثيابي المهم ترتاحين وش أكرمك
أم نجم سحبته يجلس بجانبها وأبتسمت تنطق : اسمعني ماجيت عشان أرتاح جيت أسلم عليك وأعلمك بأختك وأنها زعلانه عليك وأدري بك بتراضيها إذا مو عشانها عشاني وأنا أمك
قبّل نجم جبينها ونطق : على وين ؟ مستعجلة
أم نجم : اي والله يا ولدي ورانا عشاء بكره وأبي أخلص التجهيزات كلها وأحطها بالثلاجة لبكره
نجم : الله يسهل لك ودك أساعدك ؟
أبتسمت تضّمه وتنطق : لا عدمتك يا أمي
قبّل كتفها ينطق : تحت آمرك يا أم نجد
أبعدت تشّد بكفها على خده وتنطق : أم نجم قبل نجد !
رفع حاجبة وقال : بالله ؟ المعذرة منك ما كان عندي خبر
ضحكت توقف وتنطق : نشوفك معنا بكره ؟
نجم : بتشوفوني كثير هالفتره ولا يهمك
أم نجم : أسعد خبر جاني يا أمك
مشت تطلع ومشى يتبعها ، ألتفتت عليه تنطق : وين ما بترتاح ؟
نجم : وين أرتاح لبى عينك والشايب سهيل زعلان
أم نجم كشرت تنطق : ركضت لجدك ولا أختك رضاها تثاقل عليك ؟
نجم : نجد دلوعه وأدري وش مزعلها بس سهيل ما أضمن عمره
أم نجم زفرت بضيق تنطق : الموت مايعرف عمر ولا جنس
نجم : الله الله
أم نجم : بتراضيها !
بلل شفايفه يهزّ رأسه بالإيجاب ، تقدم لمجلس سهيل يدخل ..
« مجلس سهيل »
دخل وقفل الباب وراه ، تقدم يدخل المجلس ورفع رأسه من شاف أعمامه كلهم وأبوه بجانب جده ، رفع صوته يسلم ووصلته أصواتهم العالية يردون السلام ، تقدم يسلم على خشم أبوه وكتفه وينطق : وش حالك ؟
رماح : بخير نحمد الله ونشكره وأنت ؟
نجم فرك جسر خشمه ينطق : نسلم عليك
جلس رماح ينطق : الله يسلمك ويحفظك
تقدم يسلم على عمه أبو شجاع ومن بعده عمه أبو مروان ومن بعده عمه أبو دحيم وتقدم لعمه أبو منيف ، أبعد عنهم يتوسط المجلس وينطق : وشحالكم جميع ؟
ردوا عليه بالردود المعروفة « طيبين ، الله يسلمك ...» تقدم يجلس بجانب سهيل ، مسك عصاته ونطق : وش حال الشايب ؟ جعله بخير ولا يشقى علشاني
سهيل مسك ذراع نجم ينطق : ها قول تم ولا تشقيني
ألتفت يناظر بعيون سهيل ونطق بدون تردد : تم وأنا نجم سهيل
سهيل نطق بحدة صوته : تملك على بنت النجلاء يوم الجمعة !
أرتعد داخله وأيقن إنه طاح بين آمرين لا ثالث لهما أما يرضى سهيل عليه ويضيع مستقبله ولا يفكر بنفسه ولأول مره ، كان ساكت لدقايق طويلة ورفع ناظره من نطق رماح : رد على جدك يا نجم !
طال السكوت وزاد التوتر ، كان شجاع يآشر له لكن نجم مارفع عينه ، أبتسم أبو غرور ينطق : والله أنه أطيب من يناسبني يا نجم
شّد على عصى جده بحسرة ورفع عيونه ينطق : ماهو بصاير الا اللي يطيب خاطرك أنا فداك
ضحك سهيل واستهَل وجهه ينطق : علموا القاصي والداني عندنا عرس يوم الجمعة
وقف نجم يفك أزرار ثوبه بإنزعاج وينطق : تمسّوا على خير
طلع من المجلس وفزّ شجاع وأحمد معه ، ركضوا يلحقونه ونطق بحدة : هاتوا عجلان وتعالوا النفود
ركب سيارته وشغلها يخرج من الحوش

إهداء لهؤلاء القابعين بغرفهم ، منعزلين عن العالم أجمع ، متعايشين مع أنفسهم متصالحين مع ذاتهم ، لا يسعّون الطريق لإرضاء الناس ، يقرأون أسطري بلهفة الحُب الأولى وشعلة الحرية يلاقونها هنا ، يجسد خيالهم قصة لا يتناساها العقل ولا يقف عن حُبها القلب ، نعم أنتم حبان قلبي ..
26
‏ ‏يا نجمٍ وهج في حلّة سهيل
4
يوم جاء وجهك صباحٍ فيه مال الضيق داعي
‏جادت الدنيا سلام ... وسافرت بالعين قرّة
‏للسماء قبلة عيونك ولأوَّل دروبك مساعي
‏لأخرك نجمٍ قديم ، وفي وهَج وجهك مجرّة
‏كيف أشوفك في فتور من الهوى وأنت اِندفاعي ؟
‏شايفٍ فيك أجمل أيّامي ... ملذات ومسرّة
-
[ الأبطال ]
~ نجم بن رماح بن سهيل آل جراح ~ ٣٣ ~
~ وهج بنت أمير بن مترك آل ساير ~ ٢٦ ~
-
~ عائلة آل جراح ~
الجد سهيل آل جراح
لواء متقاعد ، شديد البأس كلمته مسموعة في المجالس وله مهابه بصدور الرياجيل .
له من الزوجات ثلاث حريم [ الجوهرة آل جراح " بنت عمه وأول حريمه "
- شاهرة آل زابن " أم النجَلاء " 
- العنود آل جابر " آخر حريمه وأصغرهم سنًا " ]
له من الجوهرة ستة رجال
البِكر ~ رماح بن سهيل ~
عقيد ومن كبار الشرطة وذراع أبوه اليمين ، عصبي شديد وسليط لسان .
زوجته ~ ريمان بنت سليمان ~
لهم من الذرية إثنين :
~ بطلنا ~
نجم ، ضابط بالقوات المسلحة ، شخص هاوي لعمله وصارم في شغله وبمنصبه ، شخص غامض شديد الغضب ، ربى في بيئة قوية وقاسية وعاش بين الرمال والأسلحة
~ نجد ، آخر ذرية رماح ، طالبة جامعية بآخر سنة بكالوريوس لغات وترجمة
-
~ مسلط بن سهيل ~
ثاني رجال سهيل ، متقاعد أثر اصابة فالقاعدة الجوية
زوجته ~ سهام بنت مسعود  ~
لهم من الذرية ثلاثه :
بِكر مسلط ~ شجاع ~
ولد عم نجم وذراعه اليمين ورفيق دربه
~ أسيل ~ ثاني ذرية مسلط وسهام
~ مسعود ~ آخر ذريتهم وأشقى عيالهم
-
~ نجلاء بنت سهيل ~
أول بنات سهيل وآخرهم ، كلمتها مسموعة بمجلس أبوها وبين أخوانها ، لها من الذرية بنت وحيدة
~ غرور ~ لها من أسمها نصيب ، مغرورة وتحب ذاتها
-
~ عائلة آل ساير ~
الجد مترك آل ساير
عميد في قطاع الأمن الدبلوماسي ، ما يرضى دق الشوّك على أفراد عائلته
زوجته ~ مزنه بنت مانع ~
حنيتها تطغى على البعيد قبل القريب ، تعاني من مرض الزهايمر الشديد
بِكر مترك ووحيده ~ أمير ~
طيار مدني عاشق لوظيفته ، ورث من أمه الحنية على أهله وحَرم بيته ، ومايرضى شيء يمسّهم بأذى
زوجته ~ هنادي بنت يوسف ~
لهم من الذرية ابنتين :
~ سمو ~
بِكر أمير وهنادي ، إنسانه طموحه لمستقبلها ومستقبل ولدها ، تكمل دكتوراه خارج البلاد
~ عزيز ~
طبيب جراحة دماغ وأعصاب ، شخص ناجح في عمله ومحُب له
-
~ بطلتنا ~
وهج ، دكتورة طب منزلي ، إنسانه بشوشة متوهجة تنثر الإيجابية بكل خطوة تخطيها ، إنسانه شغوفه بالحياة ومحبة لأهلها وعملها

ركب سيارته وشغلها يخرج من الحوش ، ألتفت أحمد ينطق بصدمة : وأبوي حشره ماترك له خيار !
زفر شجاع بغضّب ينطق : قسم بالله إنه شيء يغبن !
أحمد خبط كتفه ينطق : امش نلحق عليه ونجيب عجلان
هزّ شجاع رأسه ومشى يركب موتره وركب عمه أحمد معه وانطلقوا لبيت عجلان جارهم ..
« النـــفــود »
وقف سيارته عند مكانهم المعتاد ، مشى يتلطم بغترته ووقف عند باب الخيمة يتأمل نجوم المجرة بسماء النفود ، زفر بغضّب ونطق : وش عثرت فيه يا النجم !
دخل للخيمة يشعل النار ويزيد حطبها ويدري أن مايحترق ألا رأسه والتفكير بالمصيبة اللي طاح فيها ، تعوذ من إبليس يجلس وينطق : أدخل بمصيبة محمود وتطلع لي مصيبة بنت نجلاء و النجلاء ؟
رفع رأسه من وقفت سيارة شجاع اللي يعرف صوت محركها زين ، رفع صوته ينطق : اقلطوا يا رجال
دخل شجاع ينطق : البقى يا رجال
جلس بجانب نجم ودخل عجلان ووراه أحمد ، جلسوا حول الضوّ ونطق عجلان : أبك وش العلم تراهم ساحبيني من فراشي
ألتفت له شجاع ينطق : العرس الجمعة يا عجلان
عجلان رفع حاجبة وقال : عرس من !
أحمد آشر على نجم ينطق : الرجال ذا
توسعت عيونه بصدمة وقال : نجم !؟
نجم عدّل جلسته ينطق بغضّب : غيروا الموضوع
عجلان : يا عيال وش صاير ؟؟ غبت عنكم يوم وصار ذا كله
شجاع تقدم يمسّك يمناه وينطق : وش نغيير تستهبل أنت ؟ لازم نلاقي حل
نجم : أيه وش حلك يا شجاع ؟ أزعل الشايب مني ؟
أحمد ضحك بسخرية وقال : الشايب أبوي وأقولك والله مايدوم لك العمر كله
نجم قاطعه ينطق : الله يطول بعمره !
أحمد : ألحق عمرك ومستقبلك ذا زواج ماهو لعب جهال !
عجلان : وأحمد والله صادق
وقف نجم ونطق شجاع : على وين ؟
نجم نطق بحدة : والله أشغلني محمود وانتوا هنا ما ودكم تغيرون الموضوع أنا أستأذنكم
طلع من عندهم غاضّب ووقف شجاع بيتبعه وسرعان ما أستوقفه صوت عجلان اللي نطق : خله يا شجاع
زفر شجاع ينطق : الله يخارجنا في ذا الليل
تقدم أحمد لهم لأجل يخططون ويشوفون كيفية الخلاص من هالدوشة كلها ..
« قصر مترك »
نزلت للطابق الأول وهي تكلم سمو ، ضحكت بسخرية وقالت : لا بالله ؟
سمو نطقت بضحكة : اي والله ولدي يشكي لي منك وش مسويه له !
وهج : أوريك يا عزيز
ضحك بصوت عالي وقال : يمه تراها تعنفني
وهج : بعنفك الحين ثواني سوسو
ضحكت سمو تنطق : في وجهي يا وهج والله ما تمسينه !
عضّت شفايفها تنطق : عشانك بس وعلميه يحترم خالته
قفلت الجوال ومشت للطاولة وألتفتت من نطق عزيز : وش ودك تصير رسميات بيننا ؟
وهج كشرت تنطق : لا بس وقف تشتكي يالبزر عند أمك
عزيز : ما اشتكيت بس الوالده بخاطرها تهاوشك أساسًا
ضحكت بصدمة تجلس وتنطق : جدي وينه ؟
أبو سمو : ما بيجي اليوم
همس عزيز لوهج ينطق : متى شفناه من الأساس ؟
رفسته من تحت الطاولة تنطق : انطم مو وقته
صدّ للصحن حقه وسرعان ما رفع عيونه بصدمة من أنفتح الباب ودخل أبو أمير للداخل ، مسكت الخادمة جاكيته ومشى يدخل ينطق بصوته الرخّيم : سمّوا بالله أنا جايكم
أبتسم أبو سمو ينطق : عاش من شاف زولك يا والدي
غسل يدينه وألتفت ينشفها ومشى بخطوات ثابتة للطاولة ينطق : ماشاءالله ناقصنا سمو
أبتسمت أم سمو تنطق : سنة وترجع ان شاءالله
جلس على كرسيه يترأس الطاولة وينطق : لا سلام على طعام أكلوا ولاحقين علي
أبو سمو : الله يرفع قدرك يا والدي
رفع عيونه لوهج ونطق : وهج
رفعت عيونها له بصدمة وقالت : سمّ
أبو أمير نطق بحدة : وين كنتي اليوم كله ؟
ألتفتت بتوتر لعزيز ورجعت تطالع بعيون جدها ، نزلت عيونها على صحنها تنطق : بالمستشفى ليه ؟
هي أخفت عن صاحباتها السبب الأساسي بعدم قبولها لأي حالة مرضية خارج حدود المستشفى واللي يكون جدها مترك بعد سالفة حصلت لها قبل أشهر عديدة ، وأكتفت بحالة وحدة بعد تأكد وحذر شديد من مترك لسلامة حفيدته بهالمكان ، عضّت شفايفها ونطقت بهمس : عزيز !
رفع عزيز عيونه لها ونطق : شفتي اللي كان عند الباب لمن خرجنا ؟
ألتفتت له ونطقت بعبوس زائف : ايه يا حرام ان شاءالله لحقوا عليه
ضحك أبو أمير بسخرية وقال : يصير خير يا وهج ، يصير خير
مسح شفايفه ينطق : بالعافية
قام من الطاولة ومشى يدخل مكتبه ، كانت ترجف بفزع من تذكرت كيف كانت حالته لمن عرف أنها تعرضت للتحرش من قبل المريض اللي كانت تعالجه لمدة طويلة وبدأت تتعلق فيه ، طاح مترك بهذيك الفترة بالبيت تعبان وما رجع لحالته الطبيعية إلا من بعد ما وعدته وهج ما تقبل بأي حالة مرضية منزلية إلا بعد ما يشيك هو عليها ، وقفت برعب تنطق : عافية عليكم أنا بنام
طلعت تهرول تعدي الدرجة والثنتين والثلاث لحّد ما وصلت للطابق الثاني وركضت لغرفتها ، قفلت الباب وراها بالمفتاح ونطقت : يارب ما يكشفني يارب أنا حسيت بالطمأنينة عند العم سهيل وأبي أساعده وأرجع لروتيني الطبيعي يارب مايصير شيء لا لي ولا له !
عضّت شفايفها بتوتر تمشي لسريرها ، انسدحت تفكر بكل الاحتمالات والأشياء اللي ممكن تحصل ، هي فعليًا ما شافت شيء مثير للشكوك حول سهيل وبحلّة سهيل كاملة ، عكس المريض السابق اللي ومن بعد ما فعل فعلته القذرة أخذتها الأيام لوراء وبدأت تلاحظ أشياء كثيرة ما كانت مباليه لها ، وبعد تفكير طويل نامت وهج وغادرت لعالم أحلامها ..
« حلّة سهيل »
دخل بسيارته للحوش وتقدم له بركات ينطق : يا أخويا نجم
رفع عينه له ينطق : هاه يا بركات ؟
بركات بقلق : أنتا شايف وين محمود ؟ صاير لو حاجه
صغّر نظراته ينطق بحذر : ليه عسى ماشر ؟
بركات زفر بضيق ينطق : اسألك بس
نجم نطق بحدة : الشايب مرسله بعيد عند شغله وبيرجع هالجمعة
بركات أبتسم ينطق : الله يطمنك يا سيدي والجمعة يوم كبير لنا كلنا
مشى نجم ينطق : الله الله !
تقدم يدخل المزرعة ويمشي بمحاذاة النخل ، رفع عيونه للسماء ينطق :
لا تلوم الحظ يا نجم لما خانك
الحظوظ والله أرزاق ومافيها زعل
غير خلها دايم على طرف لسانك
هي أقدار وقدر الله وما شاء فعل !
-
تقدم للمخزن يفتحه بالمفاتيح اللي بجيبه ، دخل للداخل وقفل الباب وراه ينطق : سلام عليك يا محمود
ألتفت يشوفه راضخ بدون حراك ، زفر بغضّب ينطق : محمود !
فزّ محمود اللي كان يمثل ونطق : ايش تبغى مني !!
نجم سحب سكينته ونطق : بطلع الرصاصة عشان ماتموت يالحمار أمسك غترتي وعضّ عليها
هزّ رأسه بالنفي ينطق : بالله عليك ما تسويها !!! روح فيني المستشفى يا نجم
نجم : مابعد غفلت عنك يا محمود والشكاوي
صرخ يبكي وينطق : والله ما أشتكي والله
نجم : تصبر تصبر
سحب نجم غترته يربط على رجله وينطق : كنت بكتمك بها بس أصرخ يا محمود طلع الآلم اللي فيك محد بيسمعك إلا ربك ثم الجدران وأنا
بدأ نجم يسحب فالرصاصة تحت صرخات محمود ، طلعها وزفر بغضّب ينطق : يالتيس لا تتحرك !!
سخن طرف السكين ومن لمع لونها الأحمر بعيونه سحبها يكوي الجرح وينطق : خلصنا خلصنا
وقف يشوف حال محمود اللي من شّدة الصراخ أغشي عليه ، سحب غترته يمسح يدينه من الدم وينطق : جاني أخس وأعبر منك وما سويت سواتك !
مشى يطلع ويقفل الباب وراه بالقفل ، مشى متجه لبيته ووقف من نطقت غرور : نجم
شّد على غترته بغضّب وكمل خطواته ورجع يوقف من نطقت : يعني ما بتكلم خطيبتك ؟
زفر بغضّب ونطق بسخرية : الكلام بيننا يا رجال مابيني وبينك شيء وباقي ما قررنا لا يغرك حكي الحريم ويرفع من معنوياتك القرار بالأول وبالأخير عندي !
مشى لبيته متجاهل باقي كلامها ، دخل البيت وقفله ينطق : لا الوضع مصخرة ما صار لنا ساعة متكلمين ووصل لبركات العلم ؟
مشى لغرفته ونطق بسخرية : أكيد النجلاء ماصدقت على ربها يوقف سهيل معها وينفذ كلامها بس ماهو على حسابي تبطي والله عظم !
وقف بمُنتصف الدرج يستذكر كلام أمه وأخذ نفس ينطق : آه يا نجد
رجع بخطواته ومشى للمغسلة قبل يخرج ، غسل يدينه بالصابون وتبعه بالماء وترك غترته عليها ومشى يخرج من بيته ..
« بيت رماح »
كانوا بغرفتها ينتظرونها ترجع بالأكل ، دخلت وقفلت الباب وراها تنطق : بسم الله وين راحت نوير ؟
أسيل : بالحمام
نجد أبتسمت تجلس وتنطق : أجل اقربوا وسمّوا
تقدموا أسيل وشمايل ونطقت شمايل : صدق نجم وغرور بيتزوجون ؟
نجد رفعت عيونها تنطق بسخرية : تبطي غرور ما خذت أخوي
أسيل ضحكت تنطق : وش هالثقه وأنتي زعلانه منه ؟!
نجد : ماله دخل بس أنا أدري مستحيل نجم يرضى فيها
خرجت نوير من الحمام وجلست تنطق : كويس جيتي بالأكل قبل يجيني عجلان ويتلني مع شوشتي
ضحكوا البنات ونطقت شمايل بحدة : هيه غسلتي يدك ؟؟
زفرت نوير تقوم للحمام ونطقت أسيل بقرف : ياتبن !!!
ضحكت نجد ونطقت : ياخي نوري ماهي صاحيه
شمايل : وسخه أحد يطلع من الحمام ولا يغسل يدينه ؟؟
رجعت نوير تجلس ونطقت : أعوذ بالله تراني أنسان والأنسان ينسى شفيتس أنتي !
نجد : خلاص أكلوا
بدأوا يأكلون ونطقت أسيل : صح نجد ترا نجم وافق فالمجالس وقدام كل أعمامي
نجد زفرت بغضّب تنطق : أسيل تعشي وفكيني
شمايل : ورب المصحف جنون لو أخذها بعد سواياها فيك أنتي وعمتي ريمان !
نوير : وش عليكم خلوهم يعرسون ودي بالفعاليات !
نجد ضحكت تنطق : نوري اعرسي وسوي لنا فعالية
كانت أسيل بتنطق لولا صوت الحجر بالشباك ، شهقوا البنات برعب ونطقت نجد : من ذا البزر ؟
مشت للشباك وفتحته تشوف نجم واقف ، شهقت ترجع للداخل ونطقت : بنات نجم !
ضحكت أسيل ونطقت : أكيد عمتو ريمان قالت له
صرخت نجد بقهر ونطقت : أمي بتعطبها بيني وبينه
شمايل : وش بتسوين بتنزلين ؟
نوير ضحكت تنطق : والله مالها وجه تزعل أحد يزعل على يوم ميلاد وحرام بعد ؟
نجد : نوري قفلي فمك
نوير مسكت اللقمة وتنطق قبل تأكلها : ألذ شيء أقفل فمي به
ضحكت شمايل تدفعها وتنطق : تافهه
وقفت نجد تمشي ونطقت : بنات بطول تحت إذا خلصتوا شيلوا الأكل معكم وقفلوا غرفتي
أسيل : ماعليك وقولي لي وش بيصير
نجد : تمام
سحبت جلال صلاتها ومشت تطلع من الغرفة ، فتحت باب الحوش وطلعت تشوفه جالس بعيد عند الأشجار ، تقدمت تمشي بهدوء له ونطقت : نعم ؟
نجم : تعالي
زفرت بغضّب وقالت : مفروض أنت اللي تجيني !
نجم رفع عيونه ينطق بحدة : وهذاني جيتك يابنت رماح !
نجد ضحكت بسخرية وقالت : بعد إيش ؟
وقف ينفض ثوبه ويدينه وتقدم ينطق : كل هالزعل وشايله بخاطرك عشان ميلادك ؟
نجد : ايه ومن حقي أزعل أنت حتى عمري ماتعرفه
نجم وقف قدامها ونطق : كم عمرك يا نجد ؟
توسعت عيونها بصدمة ما توقعت أنه ما يدري ، امتلأت محاجرها بالدموع وسرعان مانطق : أربعة وعشرين وتزعلين على أشياء سخيفه ما تستاهل زعلك ؟
عضّت شفايفها ونطقت : أكرهك
نجم رفع حاجبة وقال : أحسن لك
ضربته وسرعان ما سحبته تحتضّنه ، مسحت على رأسه ونطقت : كلام يوم الجمعة صدق ؟
كان فالت يدينه ونطق بهدوء : صدق
أبتعدت عنه تنطق : إذا ودك بالشيء ذا وودك ترتبط بغرور ما بقول شيء بس لو أدري إنك مجبور..
قاطعها صوته وهو يقول : وش بتسوين ؟
زفرت بغضّب وقالت : بحرق شوشتها هالمغروره وأعلمها كيف تتلزق بأخوي !
نجم : ونعم والله يابنت رماح
ضحكت بخفه وقالت : بس صدق بتملك عليها ؟
نجم : رضيتي علينا ؟
نجد : لو مارضيت ما بأخذ وأعطي معك
نجم مسكها يمشيها معه وينطق : أجل تمسّي على خير يابنت رماح نخاف نكثر معك وتزعلين بدون سبب وش عاد يرضيك علينا بعدها ؟
عضّت شفايفها من حسّت أنها ضايقته بهالموضوع ونطقت بهدوء : آسفه ، سوو اللي تبيه وتحبه وتلاقيني أول من يدعمك
هزّ رأسه بالإيجاب يدخلها ويقبّل رأسها ويمشي ، استوقفه صوتها وهي تقول بحدة : نجم ترا تخرجي بعد كم أسبوع يويلك يفوتك ولا تنسى هديتي !!
نجم رفع يده لها بدون ما يلتفت ونطق : على خشمي !
مسحت دموعها بعنّف وقالت : استودعته ربي
قفلت الباب ومشت تدخل ، مشى يدخل مجلس سهيل ، فتح الباب بهدوء وميّل برأسه يشوف سهيل نايم ، طلع يقفل الباب وراه ومشى للمزرعة ، فرش له فرشة وانسدح تحت النخيل ..
« بيت جابر »
دخلت البيت بغضّب ومشت تدخل مستعجلة ، وقفت من مَرت على الصالة ونطقت نجلاء : بنت غرور !
ألتفتت غرور تنطق : أمي بنام
نجلاء رفعت حاجبها وقالت : تعالي طيب
تقدمت غرور تجلس وتنطق : سمّي ؟
نجلاء : وشفيك زعلانه ؟؟
غرور عبّست بملامحها تنطق : أمي ما يبي يكلمني !
نجلاء أبتسمت تنطق : وليه زعلانه هو مصدوم ومطشم كلها للجمعة ويرضخ بِكر رماح !
غرور ضربت الكنب ونطقت بحدة : ما أضمن نجم للجمعة ! خلي جدي يغصبه يخطبني من بيت أبوي يوم الأربعاء !!
نجلاء : بس ؟ ماطلبتي شيء
أبتسمت بأنتصار تقبّل خد أمها وتنطق : أحبك يا أحسن أم بالدنيا
مشت تطلع من عندها لغرفتها وهي تدندن وتغني ، مشت لدولابها تشوف أجمل فساتينها لليوم الأربعاء ، طلعت جوالها تتصل بأشجان ووصلها صوتها وهي تقول : لبيه ؟
غرور : شوشو تخيلي وش
أشجان فزّت بحماس تنطق : وش وش ؟؟
غرور أبتسمت وقالت : نجم بيجي الأربعاء يخطبني وبتصير شوفه شرعية بعد
أشجان صرخت بفرحة ونطقت : أخيرًا انتصر الحب وبعدين وشو له شوفه وهو حافظ ملامحك ؟
زفرت بغضّب تنطق : يا كذابه متى شافني أساسًا ؟؟
أشجان ضحكت تنطق : علينا يا غروري ؟
غرور نطقت بغضّب : اف بقفل باي
قفلت الجوال ونطقت بحدة : مريضة صدق كلهم حاسديني أعوذ بالله منهم !
كملت تجهيزات ليوم الأربعاء بكل ذرة حماس داخلها ..
« صباح الأربعاء ، قصر مترك »
عدت الأيام بدون أي حدث يذكر ، صحت بحماس من نومها ونطقت بفرحة : بشوف عمو سهيل !
ضحكت تكتم حماسها وفرط شعورها وهمست : أعوذ بالله من هالحماس
دخلت الحمام تأخذ شور طويل لأجل تستجمع طاقتها لليوم الطويل بحكم المسافة ، خرجت من الحمام وبدأت تتجهز بهدوء وروقان ، أنتهت من مكياجها الروتيني واللي يعتبر خفيف جدًا وبسيط ، طلعت من الغرفة ولبست اللابكوت الخاص فيها ومشت تنزل للأسفل أبتسمت تنطق : صبحهم بالخير
رفع أبو سمو عيونه ينطق : أنتي والله الخير يا بابا
أبتسمت تنطق : أحبك مره
أبو أمير وقف ينطق : وهج تعالي بكلمك قبل أخرج لدوامي
هزّت رأسها تقول بهدوء : تمام بفطر وجايه
مشى جدها يخرج من البيت ، رفعت عيونها لأمها ونطقت : وين عزوز ؟
أم سمو : يقول ما عنده حالات اليوم وبيخرج مع أصحابه
وقفت وهج بالتوست حقها ونطقت : تمام بوسيه لي بيوحشني ، أنا ماشيه بقول لجدو يوصلني للمستشفى
هزّ أبو سمو رأسه ينطق : الله يحفظك يا بابا
خرجت وقفلت الباب وراها ومشت لجدها تنطق : جدو
ألتفت أبو أمير لها ينطق : تعالي يا جدو
مشت له ونطقت : نتكلم بالسيارة ؟ أبي أكل وأبيك توصلني اليوم
هزّ أبو أمير رأسه ينطق : أمشي طيب
مشت تطلع معه وتركب سيارته ، ركب السيارة ومشى من القصر ينطق : وش عندك اليوم ؟
وهج مسحت طرف شفايفها من المربى ونطقت : عندي مريضين
أبو أمير : بالمستشفى ؟
ضحكت بتوتر تنطق : أجل جدو
أبو أمير أبتسم ينطق : الله يوفقك متى بتخرجين ؟
وهج : صراحة صاير الدكتور باسل شديد بالخروج
أبو أمير : يعني متى ؟
وهج : مدري على الساعة عشرة الليل تقريبًا
توسعت عيونه بدهشة ينطق : الله أكبر !
وهج نطقت بقهر زائف : يقهر مره بس شسوي خايفه يكتب علي ملاحظات ولمن أطلبه الإجازة عشان السفرة يرفض
أبو أمير : بترجعين مع مين ؟
وهج مسحت عرق جبينها بدون ما يحسّ ونطقت : عزوز لا تشيل همي
وقف عند باب المستشفى ينطق : ودعتك الله
أبتسمت تقبّل يده وتنطق : في أمان الله
نزلت من السيارة تمشي للمستشفى ، دخلت ومشت لأحد الشبابيك تناظر منها وأبتسمت من غادر ونطقت : بمشي من الحين عشان أرجع بدري !
ركضت للطاقم الطبي الخاص بحالة سهيل ونطقت : سلام شخباركم ؟
رفع كمال عيونه ينطق : أهلاً دكتورة وهج
أبتسمت له بكلافة تنطق : بروح لوحدي اليوم ما يحتاج تجون صراحة وانتوا شايفين الأحد وش صار حرفيًا ما احتجتكم بشيء
وقفت سميرة تنطق : بس..
وهج قاطعتها تنطق : المدير ؟ اتركوه علي معسلامة دعواتكم
خرجت تركض علطول ونطقت : يارب ما أشوف ليلى وناز !
ركبت الإسعاف مع السائق ونطقت : المريض سهيل
هزّ رأسه وشغل الإسعاف يتجه لحلّة سهيل ..
« حلّة سهيل »
بعثر شعره بغضّب وهو يمشي للباب اللي يندق بقوة ، زفر بغضّب يفتحه وينطق : عله !
نزل عيونه يشوف مسعود واقف ونطق : الجني ؟ وش جايبك مع صباح الله
مسعود نطق برعب : جدي يدعيك للفطور ويقول بيزعل عليك لو ماجيت
ركض للمجلس بدون ما يسمع رد نجم ، مسح وجهه بكفوفه ونطق بضيق : وش هو ترند صاير فالحلّة ؟ الكل يبي يزعل مني
رجع يدخل للداخل ويتجه للحمام ، أخذ دش سريع وفرش أسنانه ومشى يلبس ثوبه ويخرج من البيت ، زفر بقرف من برودة الصباح ومشى يدخل للمجلس ورفع صوته يسلم وردوا جميع السلام ، جلس على السفرة ينطق : استريحوا
رفع كُم ثوبه ومدّ يده للأكل يأكل ، رفع عيونه لشجاع ونطق : متى دوامك أنت ؟
شجاع : بعد أسبوع ليه ؟
نجم : اسأل
شجاع : وش سويت بالمعزب ؟
فهم نجم مقصد شجاع بـ« محمود » ونطق : بنسرح له بعد شوي
رفع مروان حاجبة ونطق : منهو المعزب ؟
أحمد : يازينك ساكت
زفر بغضّب يكمل أكله ، رفع نجم عيونه لسهيل اللي نطق : نجم
رجع ناظره على الصحن ونطق : آمرني
سهيل : بعد ما يسرحون تعال بكلمك بموضوع
هزّ رأسه بالإيجاب وهمس لشجاع بقهر : لعنبو حظي يا شجاع امتحني ذا السهيل جعل أرضه يعمها السيل
ضحك شجاع ينطق : تستاهل ما جاك محد قالك تعطيه وجه !
نجم وقف ينطق : قم
شجاع : ما خلصت
زفر بغضّب ينطق : الحقني ولا تبطي
مشى يطلع من المجلس ، مشى للمغاسل الخارجية يغسل يده من السمن ومشى يرفع ثوبه ويهرول للمخزن ، وصله وفتح الباب بالمفتاح ينطق : محمود عادك حي ؟
ما وصله رد من محمود وتقدم يشوفه نايم ، قرب منه ونطق : الحمى تطبخك !
زفر بضيق ومشى يشوف شجاع ونطق : شجاع الرجال ذابحته الحمى
شجاع : علمتك أنه حالته بتنتكس
تكى على الجدار ينطق : وش الحل ؟
شجاع : نهربه مع عجلان يوديه للمستشفى ؟
زفر بغضّب ينطق : تحسب الموضوع من بيوديه ماعندي فيه لو أوديه أنا بس حالف يشتكي على الجني مسعود
ضحك شجاع بخفه ينطق : الله يقطعك حشّم أنه أخوي !
نزل رأسه ينطق : ما بخبل من مسعود إلا أنت
شجاع : أسمع جاتني فكرة
رفع رأسه يناظر بشجاع وكمل شجاع : الطاقم الطبي اللي يجي لسهيل نسحب منهم نفر بدون محد يدري ونقول له عن السالفة ونخليه يعطي محمود مسكن ونخلص !
عدّل نجم وقفته يمسّك أكتاف شجاع وينطق بجدية : ما طرت علي !
شجاع : وأنا والله توو أستوعب
مشى نجم للنخل وتبعه شجاع ، جلسوا سوا ونطق : وش الخطة ؟
شجاع : تذكر يوم ارسلتني أشوف مسعود ؟
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق : ايوه ؟
شجاع عدّل جلسته ينطق : دخلت للمجلس اسأل سهيل عنه قلت يمكن شافه ولا شيء وطاحت عيني عليهم
قاطعه نجم ينطق : كم عددهم ؟
شجاع : أربع مع السايق حقهم
نجم : حلو كلهم رجال ؟
شجاع هزّ رأسه بالنفي ينطق : لا ثلاث حريم ورجال واحد
زفر نجم بضيق ينطق : وش الحل ؟
شجاع : علمتك بستعطفه وبقوله سالفة مسعود كاملة واخليه يعالج محمود
نجم : طيب أسمعني لا تستعجل إذا شفت الحريم بدأوا يعالجون سهيل القطه من بينهم
شجاع هزّ رأسه ينطق : ازهله يا أبو رماح
نجم وقف ومدّ ذراعه لشجاع اللي تمسك فيه يوقف معه ونطق : بعدي والله يا الشجاع خلك مراقب للوضع وأنا بروح أشوف سهيل وش يبي
شجاع : تم
مشى نجم من المزرعة يتجه لمجلس سهيل ، ألتفت من انفتحت البوابة ودخلت الإسعاف ، صفر نجم لشجاع اللي آشر له وكمل مشي للمجلس ..
« بيت رماح »
مسحت دموعها بقهر تسمع طبطبة أم شجاع لها ، ألتفتت لها تنطق : ما أقدر يا سهام أشوفه يخطب وحده مو كويسة لا لي ولا لبنتي ولا تنفع زوجه له هو بالمقام الأول !
أم شجاع نطقت بجدية : بس خلاص امسحي دموعك نجم رجال كبير مستحيل ينجبر على شيء ماوده فيه
زفرت نجد بغضّب وهي ماسكة دموعها قدام دموع أمها ، نطقت أسيل بصدمة : ما أبي أفتن بس دخلات نجلاء وطلعاتها من مجلس جدي ما تطمن !
ألتفتت أم نجم تنطق : شايفه ؟؟
زفرت أم شجاع تأشر بتهديد لبنتها ، سكتت أسيل ورجعت أم شجاع تنطق : طيب يا ريمان عندك شك أنهم ممكن يغصبون نجم على شيء هو كارهه ؟
أم نجم هزّت رأسها بالنفي تدري بولدها وقساوة رأسه ، أبتسمت أم شجاع تنطق : خلاص وكلي آمرك لله وبتتيسر
وقفت نجد تنطق : ونتركه يتزوج ببنت عجايز النار !؟
ضحكت أسيل ونطقت : حبيبي نجد هي إبليس بكبره
أم شجاع نطقت بغضّب : بس أنتي وهي !
دخلت شمايل تركض وأم منيف خلفها ، جلسوا وتقدمت أم منيف تنطق : الحقوا الحقوا !
وقفت أم نجم تنطق بصدمة : وش صاير بعد !!
أم منيف : جاتني شمايل تقولي سهيل يبي يكلم نجم يخطب اليوم
مسكت رأسها تنطق : لا لا لا !
طاحت على الكنب تبكي وتجمعوا الحريم عليها ، عضّت شفايفها تمنع دموعها تنزل بعد ما شافت إنهيار أمها وسحبت جلالها تطلع من البيت ، نطقت بغضّب : مابيوقف هالمصخره إلا أنا !
بدأت تهدي من خطواتها من شافت شجاع واقف عند باب بيت نجم وعيونه على الحوش ، تقدمت له تنطق : وين نجم ؟
وقف شجاع بسرعة وضرب كوعه بالباب مسبب كهرباء مزعجة بكامل ساعده ، رفعت حاجبها وقالت : وشفيك واقف عند الباب تحرس العريس ولا إيش ؟
عضّ شجاع شفايفه بألم ونطق : الواحد يسلم يا غليص رماح !
توسعت عيونها بصدمة وقالت : وش دعيتني ؟
شجاع : سلامتك والعريس على قولتك عند سهيل
زفرت بغضّب تنطق : حسايف وقتي اللي ضيعته عندك
شجاع أبتسم ينطق بهمس : أنا طالبك تضيعينه دايم عندي
ألتفتت له وسرعان ما خزّته تمشي لمجلس جدها ..
« مجلس سهيل »
زفرت بتوتر تدخل للمجلس ، وقفت عند الباب من سمعت نقاشهم داخل وقت نطق سهيل : تروح تخطبها الليلة من بيت أبوها
زفر نجم بغضّب ينطق : ما أشوف للخطبة داعي مثل ماوصل العلم لبركات أكيد عند جابر علم بملكة بنته !
سهيل : ولو يا ولدي هذا طلب البنت..
وقف ينفض يدينه وينطق : علمتك مالها داعي
سهيل زفر بغضّب ينطق : كلامي ماله داعي ؟
نجم شّد على ثوبه ينطق : يا سهيل جعل أرضك يعمها السيل أسمعني نفداك..
مدّ سهيل أصبعه قدام نجم ينطق : أنت اللي أسمع كلامي يا نجم !
رفع رأسه يغمض عيونه من غضبّه ، تقدم له يجلس ويزفر ما في داخله وينطق : سمّ ؟
سهيل : تروح لبيت عمتك وتخطب البنت من مجلس أبوها
وقف نجم علطول ونطق : أعتبره خالص
أبتسم سهيل من وافق نجم ونطق : بعدي يا نجم
خرج من المجلس ووقف من شهقت وهج وكان بيصطدم فيها ، أبتعد عنها يخرج من المجلس وزفرت برعب تنطق : الحمدلله عدت على خير !
دخلت للمجلس تنطق : صباح الخير !!
سهيل : صباح النور
تقدمت بهدوء تبدأ شغلها هي ماحبت تسولف بعد النقاش اللي سمعته ومن أنتهت وقفت تنطق بهدوء : بتركها ساعتين ترتاح بعدها برجع أقفلها لك وين أقدر أجلس ؟
سهيل نطق ببرود : بتجيك شمايل وروحي معها
هزّت رأسها ووقفت تخرج من عنده للحوش ..
« عند نجم »
خرج من المجلس ويحلف أنه يحترق من العصبية ، مشى رغم نداء نجد له وتجاهل صوتها تمامًا ورجعت لبيت أبوها من الغضّب ، وقف عند سيارته من مسكه شجاع ينطق بصدمة : نجم ما جاء إلا وحده !
ألتفت له بعدم فهم ونطق : وش تقول أنت
توسعت عيونه بصدمة من أستوعب ، فوق محنة نجلاء وبنتها اللي طاحت على رأسه ما يجي الممرض اللي كان أمله الوحيد في مصيبة محمود واللي سببها الطفل مسعود ، واللي مايقدر يأجلها خوفًا على مسعود ومستقبله المجهول في حال موت محمود بالمخزن ، فتح باب موتره ومدّ يده للصندوق داخل الموتر ، سحب سلاحه ومشى يقفل باب السيارة ، وقف شجاع بصدمة ونطق : وش ناوي عليه !
نجم : خلك عندك
مشى يشوفها خارجة من مجلس سهيل ، رفع غترته يتلطم شّد على سلاحه اللي ورا ظهره وألتفت من تقدم شجاع ينطق : بتخدميننا ؟
فزّت وهج برعب ونطقت : هاه ؟
شجاع : أخوي الصغير
رفعت حاجبها وقالت بتوتر : وش فيه ؟
سحب نجم سلاحه يثبته على جبينها وينطق : طال النقاش يا الدكتورة أمشي قدامي !
طارت عيونها بصدمة من السلاح اللي تثبت بجبينها..

سحب نجم سلاحه يثبته على جبينها وينطق : طال النقاش يا الدكتورة أمشي قدامي !
طارت عيونها بصدمة من السلاح اللي تثبت بجبينها ، نظرت بعيونه بحدة ونطقت : أبعد سلاحك !!
تقدم شجاع بيمسّك سلاح نجم لكنه نطق : لا تفكر ، أدخل للشايب ولا تحسس أحد بشيء !
ركض شجاع يدخل للمجلس ويقفل الباب وراه ، تقدم نجم يوقف وراء وهج وينطق : أمشي
ضحكت بسخرية وقالت : لا يكون تحسب أن السلاح يرعبني ؟
دفعها بسلاحه تتقدم ونطق : مافيه مشكله بيرعبك اللي ماسك السلاح
زفرت بغضّب تمشي معه ، وصلوا ورا البيت والمزرعة بجانبه ، عضّت شفايفها تفكر وسرعان ما تعثرت تطيح ووقف نجم ينطق : قومي مامعنا وقت
شالت من الرمال بيدها وألتفتت لنجم بترميه لكنها عشّق سلاحه وأبعد عنها ينطق : والله ما أنتي بهينه يا الدكتورة ! أمشي لا أفجر دماغك !
نفضت يدها ونطقت : والله لا أندمك على رفعة السلاح
وصلوا لباب المخزن ونطق نجم : أفتحي الباب
سكنت لثواني مرعوبة ، هي بذاكرتها شريط مظلم للتحرش واللي نجت منه بصعوبة والحين هي قاعدة تستدرج بسلاح لمخزن بعيد كل البعد عن الناس ، عضّت شفايفها لثواني ونطقت بهمس : لا تبكين مافيه شيء يستحق دموعك !
ألتفتت تشوفه ينتظر ونطقت : تبيني أفك لنفسي باب أنا في غنى عنه ؟
زفر بغضّب من حرارة الشمس وكثرة هرج وهج ، أطلق بالرصاصة تشطف خصرها وأنكسر القفل ، شهقت وارتعش جسدها بالكامل ، رفعت عيونها له ونطق : فكيته لك أدخلي
تيقنت أنه جاد برفعة السلاح وما كان تهديد وبس ، تقدمت تدخل وشهقت من شافت محمود ممدود على الأرض ووجهه ناشف ، جلست علطول ونطقت : هذا أخوكم ؟؟
نجم جلس قدامها وبينهم محمود ونطق : شوفي وش يحتاج وعطيني علاج له وينتهي شغلي معك
وهج رفعت عيونها له ونطقت : لا لحظة وش صاير هنا ؟
زفر بغضّب يفرك عيونه وينطق : ياكثر هرجك
وهج نطقت بسخرية : أكيد بسأل آسفه بس ما بورط نفسي بطيش عيال !
نزل السلاح من على جبينها ينطق : حضرة الدكتورة طيش العيال اللي تقولينه كان سببه طفل بعمر العشر سنوات يلعب بمزرعة جده ولقى سلاح وظن أنه فارغ ولمن رفعه تعثر من ثقله وأطلق وبالخطأ تسبب بإصابة عامل المزرعة اللي موجود قدامي أنا وأنتي ، أوعدك ما يجيك ضرر من جهتي بس عالجيه وفكيني من الضغط اللي على عاتقي !
سكنت تتأمل ضعفه وصدق كلامه ، نظرات نجم لها ما عهدوها أهله لأنه القوي دايم بنظرهم وهو الشخص اللي يسندون أنفسهم عليه ، هزّت رأسها ونطقت بهدوء : بساعدك لو قلت لي كذا من البداية وتركت السلاح !
نجم وقف ينطق : المعذرة فاتتني دروس كثيرة في فن التعامل مع الآناث !
مشى يخرج من عندها ، ضحكت بهدوء تنطق : حلوة ذي !
بدأت تعالج محمود وأنتظرت دقايق لحّد ماصحى ، أبتسمت تنطق : لا تخاف أنت بخير
نطق محمود بدهشة : ايّ والله كويس !
توسعت عيونها بصدمة وقالت : لا بخير وجدا بعد !!
وقفت وهج تمشي من عنده ، طلعت للخارج ووقف نجم يمشي لها ونطق : بشري ؟
وهج أبتسمت تنطق : بخير وهذي وصفة من عندي اصرفوا له العلاج المكتوب وخلاص
مسك الوصفة يناظر فيها وتوسعت عيونه من ثبتت وهج كفها على الوصفة تنطق : بالسلامة ولو تبي دروس فن تعامل علمني
ضحكت تمشي من قدامه ، فك لطمته ومشى يدخل متجاهل صدى ضحكاتها اللي دوت بأقصاه ، سفط الورقة يدخلها بجيبه ونطق : شا محمود ؟
ضحك محمود ينطق : والله أول مره أحس أني كويس ماشاءالله يا زول جايب لي بت دكتورة سمحه !
رفع حاجبة ونطق بحدة : أهد فكك يا محمود والله أهده !
ضحك محمود يجلس وينطق : زح عني أنا ماشي للمزرعة
وقف محمود وصرخ بألم من رجله ، وقف نجم ينطق : ضاعت علومك أعقل أعقل
طلع نجم من المخزن وتركه مفتوح وباله مرتاح ، محمود طيب وبخير وبكذا نجم تجاوز أحد المصايب اللي واجهته من رجع للحلّة ، مشى للبوابة ورفع صوته وهو يقول : يا بركات فك الباب
نقز بركات يفتح البوابة لنجم ونطق : بيت الجار أبو عجلان ؟
مسح كفوفه ببعضها ونطق : ألتفت لشغلك
رفع عيونه يشوف شمايل ووهج واقفين بمُنتصف الحوش ، زفر بغضّب ينطق : أخت منيف أدخلوا داخل ولا ما تشوفون العمال ؟؟
زفرت شمايل بغضّب تنطق : ياشينه شيناه !
وقفت وهج تنطق : ليش ندخل مافهمت ؟
شمايل : مرضان ياختي فقعوا كبدي بنتظره يطلع وبنرجع تعالي معي
وقفوا وألتفتت شمايل من تقدم شجاع يطلع من مجلس سهيل ، رفع حاجبة وقال : ماشاءالله تبارك الله وش مقعدكم هنا ؟
شمايل زفرت بغضّب تنطق : وش دخلكم ياخي ؟ العمال فالمزرعة وانكتمنا من البيوت !
شجاع نطق بحدة : أقول لا يكثر الحكي أدخلوا بسرعة !
مشت تدخل وتبعتها وهج ، وقفت من همس لها شجاع ينطق : العذر والسموحة منك وامسحي اللي صار بوجهي
أبتسمت له بخفه تنطق : كله يهون لأجل أخوك الصغير لا تنسى تعرفني عليه
أبتسم شجاع ينطق : يوه أحسن لك ما تعرفينه !
ضحكت وألتفتت لشمايل اللي نطقت : تعالي !
هزّت رأسها لشجاع ومشت تهرول للمجلس ، طلع يركض ورا نجم لبيت جارهم أبو عجلان ..
« قصر مترك »
خرج من غرفته للصالة ونطق : أنا ماشي بغيتوا شيء ؟
أبو سمو أبتسم ينطق : الله يحفظك ولا تنسى أنت اللي بتأخذ وهج من المستشفى
ميّل رأسه يشوف الساعة بمعصمه وينطق : حلو الحين بتطلع أساسًا
ألتفت أبو أمير ينطق بصدمة : كيف تطلع الحين ؟
عزيز : ايه الساعة وحدة الظهر ينتهي دوامها بيوم الأربعاء
وقف أبو أمير ينطق : متأكد ؟
عزيز ضحك بغرور ينطق : عيب عليك تسأل يا أبوي أنا حافظ جدولها أكثر من جدولي !
ضرب الطاولة بغضّب ينطق بحدة : بتجيب أجلي بنتك يا أمير بتجيب موتي بيدينها !!!
طلع غاضّب ووقف أبو سمو بصدمة ينطق : وش صاير ؟؟؟
عزيز بلع ريقه برعب ينطق : والله ما أعرف !
أم سمو : أطلع وراه يا أمير أطلع
هزّ رأسه بالإيجاب ومشى يهرول للخارج ، زفر عزيز بفزع وخرج من البيت يلحق جدانه ..
« حلّة سهيل ، العصر »
جالسين بصالة سهيل ، أبتسمت تنطق : الله يغنيك يا شمايل ماقصرتي
شمايل أبتسمت تنطق : والله مجيك هو الغناة غيرتي جوي بالمره !
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : بالخدمة كل أحد وأربعاء !
أبتسمت شمايل تنطق : بنأخذك الجمعة بعد إذا وقتك يسمح ؟
عقدت حواجبها بإستنكار تنطق : شلون ؟
شمايل : عندنا ملكة يوم الجمعة ووالله ماترديني تعالي ننبسط سوا وأعرفك على أهلي
توسعت عيونها بدهشة تنطق : يارب ليتك ما حلفتي
شمايل ضحكت تنطق : عشان أضمن مجييك
عضّت شفايفها بتوتر من تذكرت يوم الجمعة ويك إند للناس كلهم ومستحيل تطلع برا البيت بدون ما يشك فيها جدها ، رفعت عيونها من مسكت شمايل فخذها تنطق : بتجين ؟
وهج ميّلت رأسها تنطق : ما أوعدك
شمايل : بالله وهج حاولي لو تجين مع أهلك والله اللي مرحبا بس تعالي
وهج : ان شاءالله تسمحين لي ؟
شمايل : الله يحفظك تعالي أوصلك للباب
وقفت وهج على دخول غرور للبيت ، رفعت حاجبها وقالت بدهشة : من ذي ؟
شمايل همست لوهج تنطق : أمشي جات إبليس
مافهمت وهج ومشت تطلع مع شمايل وتبعتهم غرور ، وقفت وهج عند باب المجلس تنطق : بغيت شيء ياعمي ؟
سهيل أبتسم ينطق : بغيت أشوفك الجمعة
أبتسمت تنطق : بحاول والله بس ما أوعدكم
سهيل : الله يسهل دربك
ألتفتت من نطقت غرور بسخرية : ركبتك تنزف ولبسك طين ! من وين جيتي أنتي ؟
نزلت عيونها تشوف ركبتها ونطقت بتوتر : ايه طحت أول ما جيت بس مو مهم !
خزّتها غرور من فوق لتحت ومشت تدخل للداخل ، زفرت شمايل بغضّب تنطق : بنتف رأسها ذي !
ضحكت وهج وقالت : مو مهم قلت !
ضحكت شمايل من فهمت ونطقت : صادقه والله المهم وهج أشوفك الجمعة ؟
وهج : من عيوني
أبتسمت تضّمها وتنطق : دامك حبيتيني أضمن لك نوير ونجد وأسيل
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : ونعم فيكم والله أنا استأذن
شمايل : في أمان الله
مشت تخرج من عندهم وهي تتأمل المزارع والأشجار والنخيل ، والحلال بآخر الحوش الضخم ، أبتسمت تنطق بهمس : يا حلاة العصر هنا !
تقدمت للبوابة المفتوحة وخرجت ، ألتفتت تشوفه نفس الشخص اللي هددها جالس ومعه شخص ما ميزته وثالثهم نفس الشخص اللي أعتذر منها ، شهقت من التقت عيونه بعيونها وسرعان ما شح بنظره بعيد عنها ، عضّت شفايفها تركب الإسعاف وتغادر للمستشفى ..
« على أحد الطرق السريعة »
كان مترك على أعصابه بيحلق على المستشفى ، زفر أمير بخوف ينطق : أبوي الله يرضى عليك هد السرعة !
أبتسم مترك بسخرية ينطق : بلحق على بنتك وأنت آخر همك
انحنى أمير برأسه وفضل الصمت ، يمكن تكون وهج دنياه بخطر فعلاً وهو ولا على باله ، يمكن عطاها الحرية بشكل كبير ومنحها الضوء الأخضر بكل الأمور ، عضّ شفايفه يحصنها داخله ، تنحنح عزيز ينطق : عجزت أفهمكم يا جداني ليه العجلة ؟ وإذا وصلنا وما لقيناها ؟ طبيعي ترا يمكن خرجت مع صاحباتها..
صرخ مترك فيه ينطق : أنت أقطع لا أسمع لك حسّ !
أبتسم عزيز بصدمة ينطق : الله يسامحك رجال طولي وعرضي وشنبي وتسكتني ؟
مارد مترك عليه وزفر عزيز يرجع ظهره للخلف وينطق بهمس : بعصتوا خرجتي مع العيال !
رفع أمير عيونه للخط وتوقف العالم عنده من دخلت عليهم سيارة بشكل مفاجئ وماقدر مترك يتفاداها ، شهق عزيز من سحب مترك الفرامل واصطدموا ببعضهم ..
« المستشفى »
وصلت له بعد مشوار أقصر من المعتاد ، لأن السايق دل الطريق وصار يعرف المختصر بسهولة ، أبتسمت بالخفى تنطق : نسيت اسأله عن أسمه !
دخلت للمستشفى توزع إبتسامات وتسلم على الداخل والخارج ، دخلت لدورة المياه ورفعت شنطتها تفتحها وتمدّ يدها تلقط جوالها من داخلها ، زفرت أنفاسها تفتح الجوال وسرعان ما تبققت عيونها من الإتصالات من جدها مترك وأبوها وعزيز بنفسه ، رفعت رأسها تناظر انعكاسها بالمراية وسرعان مانطقت : يارب ما انكشفت !!
دخلت جوالها فالشنطة وغسلت يدينها ووجهها ، مشت لغرفة الملابس وخلعت ملابسها تناظر بالجرح اللي سببه نجم بركبتها ، عضّت شفايفها وبدأت تعالج نفسها تتجاهل الإتصالات وبداخلها يفور رعب وذعر من فكرة أنهم إكتشفوا خطة علاجها لـسهيل ، أنتهت ووقفت تلبس سكراب باللون الكحلي متواجد بدولابها ، لبست اللابكوت وخرجت من الغرفة للممر ، رفعت جوالها وميّلت رأسها تنطق : عزوز أرحم
أتصلت عليه وسرعان ماوصلها صوته وهو يقول بصراخ : وهج ياحيوانه أنتي وين ؟!!
وهج أبتسمت تنطق : بسم الله بالمستشفى ليه ؟
عزيز : كنتي برا صح ؟ والله فيك !!
وهج مسحت عرق جبينها تنطق : عزيز وشفيك ؟؟
عزيز نطق بحدة : أحمدي ربك بس كانت بتقوم القيامة اليوم على رأسك من مترك !
طارت عيونها بصدمة تنطق : إيش !!!
عزيز : وربي
وهج نطقت بتوتر : وينكم طيب ؟ جاء للمستشفى وسأل !
عزيز ضحك ينطق : أستغفرك يا ربي بس حمدلله صار لنا حادث
صرخت برعب تنطق : إيش منجدك ؟؟؟
عزيز عضَ شفايفه ينطق : بسيطه مره والغلط على الرجال وكويس بعد إنه عنيد ومصّر يكون الغلط علينا والحين ننتظر نجم
سكنت لثواني من نطق اخر جملته ، ماتدري ليه تذكرت لمن سألت سهيل عن أقرب شخص له وضحكت من جديد من تذكرت رده تنطق : أجيكم ؟ وينكم
عزيز : لا لسى بعيدين ولنا فوق الساعة ننتظر نجم
وهج : طيب يا حبيبي بطلع مع البنات وبخليهم يوصلوني للبيت وبصور لك كم صوره أبيك توريها لمترك العصبي عشان يهجد شوي
عزيز : سوي اللي تبينه بس لا تنسين تصورين ولا ترسلين لي نزليها بالسناب وأنا بدخل على أساس ما عندي علم
وهج أبتسمت تنطق : أحبك تدري ؟
عزيز ضحك بخفه ينطق : محد مايقدر يحبني أساسًا
ضحك بصوت عالي من قفلت بوجهه ، زفرت بتوتر تركض للمكتب ، فتحت الباب ونطقت : أوف كويس ليلو باقي موجودة
ليلى أبتسمت تنطق : وييينك اليوم ؟
وهج : كان عندي مريض
ليلى : كويس لحقتي علي نطلع سوا ؟
تقدمت تضّمها وتنطق : تعرفيني ما أقولك لا مشينا
ليلى أبتسمت تحاوطها وتنطق : لبى قلبك جوجو
زفرت وهج بتعب تجلس على الكرسي وتنطق : اجهزي وخلينا نمشي
ليلى : تعبانه نهون ؟
وهج أبتسمت تنطق : لا والله بس بغيت أجلس
ليلى ضحكت بخفه تقول : أشوى
ميّلت رأسها تتذكر موقفها اليوم ، وعضّت شفايفها من بدأت تتخيل نهايات مختلفة ، لو عاندت وأطلق نجم وقتلها ، لو صرخت وضربها أو سوا فيها شيء ، أبتسمت تنطق : لا واضح عليه جنتل !
ألتفتت ليلى عليها من نطقت وقالت : بسم الله تسولفين مع نفسك ؟
رفعت عيونها بخرشة تنطق : هاه ؟
ليلى ضحكت بصدمة وقالت : هاه ؟ مين الجنتل ؟
عضّت شفايفها توقف وتنطق : بحكي لك اللي صار كله
ليلى قفلت أنوار المكتب تقول : الله يستر عاد أنتي ريشه ماتصدقين تهب نسايم الحب وتطيرين بالعجه !
ضحكت بصوت عالي وضحكت ليلى تقفل المكتب ، مشوا يوقعون خروج ويمشون ..
« القاعدة »
دخل نجم مع اللواء ركن كايد ، كان يستمع له بإنصات شديد ومركز لكن قاطع تركيزه جواله معلن إتصال ، زفر بغضّب يقرأ أسم سهيل ، رفع رأسه ينطق : سهيل حضرة اللواء
كايد أبتسم ينطق : خذ راحتك وسلمنا عليه اللواء سهيل !
نجم هزّ رأسه يضرب تحية واستراح ، مشى يطلع يرد على جواله وينطق : أرحب
سهيل نطق بحدة : يعني سويت اللي برأسك وهمشت لكلامي ؟!
نجم : اللواء ركن كايد آل راجح يرسل سلامه لك
زفر سهيل ينطق : الله يسلمه ولعاد تغيير الموضوع
نجم : ما غيرته خشيت أنسى
سهيل : وينك فالقاعدة ؟
نجم رفع عيونه يشوف البروق قدام عيونه على حلّة سهيل والأرض اللي وراها ، تنحنح ينطق : الله الله
سهيل : والخطبة
نجم : بدق على جابر وأبلغه
سهيل : الان قفل مني وأتصل عليه وأعتذر منه
نجم دخل من بدأت تمطر ينطق : شيء ثاني ؟
سهيل : سلامتك
نجم : ودعناك الله يا سهيل ويهنيكم الحيا
أبتسم سهيل ينطق : مراسيلك وطاريك يجيب المطر يا نجم
نجم وقف بمُنتصف الممر ينطق : جعل عمرك طويل
قفل الإتصال سهيل ، دخل جواله بجيبه ومشى راجع لمكتب كايد متجاهل سالفة الإتصال بـجابر ..
« حلّة سهيل ، بيت جابر »
رفع عيونه على دخول نجلاء للبيت ، زفر يوقف وينطق : أوهمتي بنتي فيه وبحبه وورطتيني معه عاجبك الحين ؟؟ مطنش ولا هو بمهتم لسالفة الزواج ولا جاء يخطبها من بيتي !
نجلاء زفرت بغضّب تنطق : وش فايدة كلامك ذا ؟ وأنت مفروض تروح له وتكلمه وجه لوجه ما تخليني كل شوي داخله وطالعه من عند أبوي !
ضحك جابر بسخرية ينطق : لا والله ؟ الحين صار واجب علي أتتبع الورع ذاك وأطلبه يجي ؟؟
نجلاء دفعته تدخل للداخل وتنطق : أجل سد حلقك ولا تزعجني ونجم ذا مصيره ينكسر رأسه ويستوعب ويرضى بقدره مع غرور !
جابر : قصدك القدر اللي أنتي مسويته لهم !
ماردت نجلاء ترقى لغرفتها بالطابق الثاني ، زفر بقرف يجلس وينتظر نجم يتحرك ..
« بالطريق السريع »
تقدم عزيز يمسك الرجال مع ذراعه وينطق : يا رفيقي والله الغلط عليك وبتتحمل مايجيك ! هذا هو جدي قالك تمشي ومسموح ومازلت مصّر على نجم ؟
الرجال وقف ينطق : كيف علي هاه كيف ؟
أمير نطق بحدة : خاش علينا وتسأل والله وجهك طويل !!
مترك مشى لهم ينطق : الزفت صغيرة الأمير ردت عليك ؟
عزيز ضحك ينطق : والله شكلك أخذت بخاطرك دام صرت تناديها صغيرة أمير ؟؟
ضربه مترك وضحك عزيز ينطق : بشوف سنابها
عقّد حواجبه ينطق : إيش سنابها ذا
فتح السناب ودخل على الستوري ينطق : هاه تشوفون تشوفون ؟
أمير أبتسم براحه ينطق : بنت أبوها والله
مترك مسح كفوفه ببعضها ينطق : أجل مشينا للبيت ولا تحسبون بعديها لها خلوها ترجع وأحقق معها
أمير قبّل رأس أبوه ينطق : على هواك يا الدبلوماسي !
مترك أبتسم يركب سيارة السايق وفزّ الرجال من أستوعب أن الغلط عليه ونطق : مسامح مسامح
عزيز ضحك بصدمة ينطق : لا حرام بالله ما تعرض من هنا شبر واحد وأنا يا عزيز بستقعد لك هي السالفة عناد ؟ أبشر بي
مترك : عزيز ألحقنا مع وهج لا ترجع بدونها
عزيز آشر على خشمه ينطق : تكرم عينك
مشى مترك يغادر المكان ومشى عزيز يركب سيارة جده ويصور لوحة اللي قدامه في حال أنه فكر يهرب ..
« حلّة سهيل ، المزرعة »
تقدمت نجد تخرج من بيت رماح ، وقفت تشوف شجاع زفرت بغضّب تنطق : هذا وش يسوي هنا ؟
رفع عيونه وأبتسم ينطق : غليص رماح على وين ؟
عضّت طرف لسانها بغضّب تنطق بهمس : ياشينه شيناه !
مشت تتخطاه وتقدم يتبعها وينطق : أكيد مع أسيل والبنات فالمزرعة ؟
شّدت نجد على جلالها تنطق : دام عندك خبر وشو له تلحقني !
شجاع دخل يدينه بجيوبه ينطق : نوصلك يابنت العم
التفتت عليه بغضّب ونطقت : ما يحتاج يابن العم !
ضحك بخفه من شاف نظرات نجم تنعكس عليها ، أبتسم ينحني برأسه وينطق : اللي ودك
زفرت تلتفت لطريقها وتمشي للمزرعة ، وصلت وتقدمت تجلس ونطقت بهمس : سلام بنات
أبتسمت أسيل تضّمها وتنطق : عليك السلام يا نجدي
عبّست بملامحها وسرعان ماضحكت من نطقت أسيل بصدمة : لا تقولين شجاع حارشك !!
هزّت رأسها بالإيجاب ووقفت أسيل تنطق : أخوي صاير قليل أدب !
نجد سحبتها تنطق : وش بتسوين يا مجنونه
أسيل زفرت تسحب يدها من نجد وتنطق : بهاوشه وبعلم أبوي
سحبتها نجد تجلس ونطقت : والله ما تلمسينه أركدي !
ضحكت شمايل تنطق : تستهبلين نجد ؟ تشكين من شجاع وتحطينه بوجهك بالوقت نفسه وشهالتناقص ؟
ميّلت شفايفها تمسك الدلة وتصب لنفسها قهوة ، ضحكت نوير تنطق : حسبي عليكم احرجتوها
رفعت نجد رأسها تنطق : شدعوة ؟
أسيل تقدمت تسحب خدودها وتنطق : لأنك ومن غير سبب حمرتي
ضحكت نجد بصدمة تنطق : شمايل مين اللي كانت معك اليوم ؟
شمايل نزلت فنجالها تنطق : بمشي أنك تحاولين تغيرين الموضوع عشانها ، هذي الله يسلمكم دكتورة سهيل واللي ماسكه حالته
نوير : ألعب ماشاءالله دكتورة ! كم عمرها ؟
شمايل : مدري ما سألت بس أكيد بعمرنا
نجد رفعت شعرها عن وجهها تنطق : ايوه يمكن خمسة وعشرين
شمايل أبتسمت تنطق بدهشة : المهم يبنات أنهزمت قدامها هذا وأنا بنت يويلي تبارك الرحمن كاملة والكمال لله !
عدلت أسيل جلستها تنطق : أوصفيها لي تحمست
شمايل : ما يحتاج بتشوفونها الجمعة
شهقوا البنات وضحكت شمايل تنطق : عزمتها ايه
ضربتها نوير تنطق بحماس : هاتي رأستس أحبه !
نجد ضحكت تنطق : تعجبيني شوشو ما يفوتك شيء
شمايل : والله ماني كذا بس ذي ما تتفوت بحاول أخليها تقابل منيف ويتزوجها
ضحكوا البنات ونطقت نجد بزعل : لو الحيه ما بتأخذ أخوي شبكتهم مع بعض بس فات الأوان حسبي الله
أسيل صفقت بحماس تنطق : خلوها لشجاع طيب !
رفعت نجد عينها وسرعان ما شحت بنظرها تسكت ، ضحكت نوير تنطق : حسبي الله عليكم وش ذا تقول مشافيح كل وحدة رمتها على أخوها
ضحكت شمايل تنطق : باقي أنتي أرميها على عجلان
رفعت نوير حاجبها تنطق : صاحية أنتي ؟ أنا حتى عنز أبوي مستخسرتها في عجلان
ضحكوا البنات كلهم وأبتسمت نوير تنطق : عموم من الذيبه اللي بتوصلني ؟
نجد : ايه عاد ورا عشان أرجع بدون رجول !
أسيل ضحكت تنطق : كويس إذا رجعتي حيه أساسًا !!
نوير : زودتوها
شمايل : هم الظهر ما يخلوننا نتنفس تبينا نطلع من الأسوار ونوصلك ؟
نوير أبتسمت بضيق وقالت : صادقين أجل بنتظر عجلان يجي
شمايل وقفت تنطق : بدخل أنا نعست
أسيل وقفت تتمسك بشمايل وتقول : معك والله
وقفت نجد ونطقت : بوصل نوير للبوابة تعالي نوري
وقفت نوير تضّم نجد وتنطق : عز الخوي والله
نجد ضحكت تحاوطها وتمشي معها ، عضّت نوير شفايفها تنطق بهمس : عجلان ما بيجي
ألتفتت نجد لها ونطقت : ليه عسى ماشر ؟
نوير : بكل مره أجيكم ما يدري إني عندكم ولو يدري ذبحني
رفعت نجد حاجبها تنطق : والله ؟ أنا أوريك فيه
سكنت ملامح نوير تنطق : لا طالبتس وش بتسوين ؟!
سحبتها نجد ونطقت بحدة : بركات فك الباب
طلع بركات وتوسعت عيونه ينطق : بس هُما قالو..
قاطعته تنطق : ظني محد مهتم ؟ فك عجل
تقدم بركات يفك البوابة ، رفعت جلالها عليها وطلعت ، مشت نوير معها ونطقت : يويل حالي ويلوموني العرب في نجد !
أبتسمت نجد تنطق : أحمدي ربك نجم ماهو بفيه ومطول أساسًا
نوير : تصدقين ماقد شفت نجم أخوتس ؟
ضحكت نجد تنطق : مافيه شيء مميز رجال عادي
نوير : ما ظنتي أنه عادي سيرته عند كل مجلس
نجد : ان شاءالله خير ؟
نوير ضحكت تنطق : خير خير
وصلوا لباب بيت جارهم أبو عجلان وتقدمت نجد تدق الباب ، شهقت نوير تنطق : لا يالخبله !!!
ضحكت نجد تنطق : أبي عجلان بكلمة رأس
نوير : نزلي برقعتس طيب !
ضحكت نجد بصدمة من نست منه ، سحبت برقعها وطلع عجلان ينطق : نويـ..
سكت من لمح نجد ونطق : من اللي معتس ؟
نجد : أنا نجد أخت نجم
طارت عيونه بصدمة وقال : ماشاءالله ؟ نجم يدري عنتس ؟
تقدمت نجد تدفع نوير للداخل وتنطق : أولاً ما وقع عليك تسألني وتحاسبني حمدلله أبوي حي ورأس نجم يشم الهواء ، خذيت نوري هالليلة وبأخذها الليالي الجاية وبرجعها بنفسي
عجلان ضحك ينطق : والله ماغير كأني أشوف نجم
نجد : طيب ؟
عجلان : طيب ياوخيّت نجم
مشت نجد ترجع للبيت ، ألتفت على نوير ينطق : والله فيتس تعالي
ضحكت تركض للداخل وهي تنطق : عجلان وخر !!
ضربها بالزبيريه حقته وضحكت بألم تنطق : الله يكسر يدك
قفل عجلان الباب ينطق : لعاد تطلعين بدون علمي
وقفت نوير ترمي زبيريته عليه وتنطق : أبوي يدري وش تبغى أنت !
دخلت وهي تسمعه يهاوشها ، ضحكت وهمست تنطق : يا لبى قلبتس يا نجد فكيتي أزمه
مشت للمطبخ وألتفتت تنوف عليها تنطق : رجعتي ؟
نوير : ايه يمه رجعت أساعدتس بشيء ؟
تنوف تقدمت تنطق : صدز أن نجم بيأخذ بنت عمته ؟
نوير ميّلت رأسها تنطق : مع الأسف
تنوف : وما لقى من العذارى إلا غرور ؟
نوير : مدري بس إحساسي يقول ما بتكمل
تنوف رفعت كفوفها تنطق : آمين ! ياحسرتي عليتس يا ريمان
نوير ضحكت تنطق : حتى هي ماهي راضيه
تنوف طلعت من المطبخ تنطق : أدري والله فيها يالله امسي امسي
مشت نوير تدخل غرفتها وتقفل الباب ، تقدمت لفراشها تدخله وتنام ..
« بأحد المقاهي »
سحب ذراعه بعد ما نزل كأس الشاي المثلج ونطق : تحتاجون شيء ثاني ؟
ليلى هزّت رأسها تزامنًا مع وهج ونطقت : لا يعطيك العافية
مشى النادل ونطقت بحماس : ايوه قولي 
وهج أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : شكلك بتطيحين معي
ضحكت ليلى تنطق : لأ شكرًا أنتظر قيس حقي يملأ عيني
وهج : الصدق مايملأها إلا التراب بس الشكوى لله
ضربتها ليلى بصدمة وضحكت وهج تنطق : آي خلاص أسفه !
ضحكت ليلى تنطق : قولي قولي
وهج : طيب ، وصلت الظهر تقريبًا هناك ودخلت عند العم سهيل وبديت أغير له بعدين قلت بتركها تتنفس قبل أرجع ألفها بالشاش
ليلى : حلو ؟
وهج : بعدها خرجت وما امداني إلا شخصين واحد متلطم والثاني جاء يركض من وراه
رفعت ليلى قهوتها تترشفها وهي تنطق : يمه طيب ؟؟
وهج أبتسمت تنطق : كان الثاني يتكلم وهو خايف ومرتبك عكس اللي متلطم كان راكد وواثق من جميع خطواته وقراراته وأحس لو أرجع اسأله بتعيد حركتك بيقولي ايوه
ليلى ضحكت تنطق : بس عرفنا مين الجنتل
ضحكت وهج تنطق : رفع سلاحه وثبته على جبيني
غصّت ليلى بصدمة وبدأت تكح تنطق : وش !!؟
تقدمت وهج تضرب ظهرها وتنطق : بقولك بقولك
ليلى نطقت بصدمة وغضّب : بتنجلدين لو أُعجبتي فيه هذا ماهو مسلسل ياحبيبي هذا هددك بالصريح !!
رجعت وهج تجلس ورفعت الشاي المثلج تشرب منه ، زفرت شعورها تنطق : أدري بس هو برر تصرفه
ليلى : تستهبلين أنتي صح ؟
وهج : ياخي والله وجهه ونظراته ما كانت تدل على شر
ضحكت ليلى ونطقت بحدة : لأنه يستعطفك يا هطف !
انحنت وهزّت رأسها مرارًا وتكرارًا تنطق : لا لا ما كان يقصد..
رفعت رأسها بصدمة من ضربت ليلى كتفها تنطق : مستعدة أحلف بالله إنه كان يستعطفك
وهج : خلاص اسمعي تبريره
ليلى : وش ؟
وهج : وهو فعلاً هذا اللي حاصل لأني مو بعمياء وشفت
ليلى ضحكت بسخرية تنطق : ايه اسلمي ؟
وهج : أخوهم الصغير صاوب عامل حرفيًا ليلو صغير عمره عشر سنين وكبر على الأسلحة من جده وأهله كلهم
ليلى ميّلت رأسها بحزن تنطق : ياعمري عليه
وهج : وكان يحسب السلاح فاضي ولمن رفعه تثاقل عليه وسحب الزناد بالغلط
شهقت ليلى بصدمة تنطق : تكفين لا
وهج عبّست بملامحها تنطق : شايفه
تنحنحت ليلى تعتدل ونطقت : بس يأكل تراب ماهو مبرر لتصرفه مايعرف يتعامل بطريقة غير ؟
وهج أبتسمت تنطق : المعذرة فاتتني دروس كثيرة في فن التعامل مع الآناث !
عقّدت حجاجها لثواني تنطق : إيش ؟
ضحكت وهج تنطق : كان كذا رده
طارت عيونها وقالت بصدمة : شعنده مسوي فيها ردود دبلوماسية !
ضحكت وهج ترفع كتوفها بعدم معرفة ، عضّت ليلى شفايفها تنطق : ياليت كنت موجودة وقتها والله لا أضربه بين عيونه يفشل مختم مسلسلات المافيا وجاي يطبق عليك وحضرتك ماسويتي شيء يذكر !
كانت مغطيه وجهها وتضحك بشّدة ، ضحكت ليلى تنطق : حيوانه المهم كيف وجهه ؟
أبعدت وهج كفوفها ومسحت دموعها من الضحك تنطق : قلت لك ما شفته كويس بس عيونه تبارك الله وصوته كذا شتوي
ليلى : وش أبي بصوته وعيونه بتزوجهم ؟؟ أبي وجهه
غصّت بصدمة تنطق : وش زواجه ليلو !!؟ مين جاب سيرة الزواج !
نزلت عيونها لكوبها تخرب الرسمة على قهوتها وتنطق : مدري جسيت النبض وشكلكم بتتزوجون
وهج نطقت بصدمة : لا لا شيليها من مخك وبعدين لمتى يعني أقولك أن إعجابي بالشخص بريال حرفيًا قلبي فنادق كل يوم مع واحد وبعدها أنساه
ليلى : ايه كلنا كذا بس يا شاطره هذا بتشوفينه كل مره تروحين للمكان ذاك لحّد ما يتعافى سهيل
رفعت كأسها تناظر بالناس والشوارع المحيطة بالمقهى ، ماتنكر أنه ما مر عليها شخص مثل نجم وشخصيته وغموضه والضعف اللي شافته بوسط قوته ، أخذت تشرب من كأسها ووقفت من أنتهت تنطق : نمشي ؟
ليلى وقفت تنطق : الحساب ؟
وهج مسحت طرف خشمها تنطق : النص بالنص لو نتهاوش مثل آخر مره بيدفع المحاسب
ضحكت ليلى من تذكرت ونطقت : تم
نزلوا من الطابق الثاني وتوجهوا للكاونتر يحاسبون وخرجوا من المقهى متجهين لقصر مترك أولاً بعدها منزل ليلى ..
« القاعدة ، الثالثة فجرًا »
كان يتابع جدول دوامه بالأيام القادمه وقاطع اندماجه إتصال جابر ، رفع عيونه يشوف الساعة بمكتبه ونطق : وش مصحيك الفجر يا جابر ؟
رفع جواله يرد ويفتح السبيكر رجع عيونه على جدوله ينطق : نعم ؟
جابر نطق بغضّب : من الليل أنتظر وآخر شيء نعم ؟
نجم رفع عيونه على جواله ونطق : تنتظر وش ؟
جابر : إتصالك ؟
نجم حكّ دقنه ينطق : ايه بس ما أذكر أني وعدتك بإتصال ؟
جابر رفع حاجبة ينطق : ما كلمك جدك !
جلس يقفل الملفات ونطق : كلمني
مسك جابر رأسه من برود نجم ونطق : نجم صحصح يا ولدي
رفع رجله على رجل ونطق : وش ولدك وش بغيت مع صباح ربي يا جابر ؟
جابر : ملكتك على بنتي الجمعة
نجم : طيب ؟ من اللي كذب وقال أبيك تذكرني
جابر : ما خطبت البنت من مجلسي يا نجم
نجم رفع حاجبة وقال : بالله تصدق راح من بالي
زفر جابر بغضّب ينطق بداخله « ياصبر » رجع الجوال عند أذنه ونطق : تعال بعد الظهر
وقف نجم ينطق بسخرية : صاحي أنت من يخطب الظهر ؟
جابر نطق بحدة : طولتها وهي قصيرة يالورع ! أسمع العلم مابكرر كلامي تجي بكره وتخطب بنتي ولا والله ما تحصل الملكة سامع ؟؟
ضرب نجم المكتب ينطق بغضّب : عساها ما حصلت ما خبرت أني بيوم قلت لك أبيها ! والعلم بيوصلك أنت وأعلمك من الورع فينا !
طارت عيون جابر بغضّب ينطق : تقول عني ورع يا نجم !!
نجم نطق بحدة : اللي ينبش للحكي لا يزعل إذا جاه ، زواجي ببنتك مبني على أساس والأساس ذا خاطر الشايب سهيل ولا نذر علي ما قربت بيتك ولا بنتك !
قفل الجوال بوجهه ودخله بجيبه ينطق : ماشاءالله صباح الخير يا نجم
مشى يقفل أنوار مكتبه ويطلع منه ، طلع ورجع علطول من شّدة المطر ، سحب سحاب جاكيته ينزعه ويثبته فوق رأسه ونطق : صيبًا نافع
ركض لموتره الوحيد بمواقف القاعدة ، فتحه ودخل بسرعة للموتر وطاح سلاحه على الأرض ، انحنى يجيبه وتوسعت عيونه من لمح جرح بيده ، رجع بظهره وقفل الباب ينطق : من وين جاء ذا ؟
أخذ بفكره لوراء وسرعان ما تذكر ، لمن طاحت قدامه مدّ يده يساعدها وجرحه سيخ حديد طالع من شبك المزرعة ، لكنه أرتبك ونطق سابقًا بـ : قومي مامعنا وقت
نزل سلاحه بالدرج ونطق بدهشة : والله ما لك لزوم فالمساعدة ولا تبي تسوي فيها الجنتل بعد ما عطبتها ؟
شغل الموتر وتنحنح ينطق : نقول ان شاءالله وصلت الفكرة لحضرة الدكتورة
حرك من المكان يتأمل المطر وضرب الصواعق وأصوات الرعد ، يتذكر نظرة الهلع بعيونها أول ما رفع السلاح ونظرة الاطمئنان لمن برر لها بطريقة ما عهدها فيه ، ونظرة الفضول بآخر تواجد لها فالحلّة لكنه ما سمح لها تشوف وجهه وصدّ عنها بعيد ، فرك يدينه ببعضها ونطق : صديت منك لأني قريتك ، اللي كانت بلحظة ذعر مني سامحتني وقدمت لي معروف وساعدتني اي بالله بصد منها !
عضّ شفايفه ونطق من غير شعور : صديت خايف أفك لك باب عن المخاليق سكرته صديت قبل أسمعك تقولين ليتني شحيت قبل ألمح ولو ظِله !
شّد على قير موتره وضغط على الدواسه يزيد من سرعة موتره يتوجه لحلّة سهيل ..
« قصر مترك »
سلمت من صلاتها ونزلت من غرفتها على أصوات المساجد والتسليم من صلاة الفجر ، تقدمت للصالة وأبتسمت من شّمت ريحة المطر ونطقت بفرحة : يا مرحبا بالشتاء ولياليه الطويله !
جلست بالصالة وشغلت التلفزيون ، ضحكت من شافت أحد المسلسلات الخاصة بجدتها ونطقت : جده كيف تتحمل السخافه ذي ؟
بدأت تقلب بالقنوات وثبتت على قناة تعرض أحد الأفلام ، رفعت عيونها من سمعت صوت ونطقت بخوف : يمكن صوت الرعد ؟
شهقت من صرخ عزيز وراها وصرخت برعب ، ضحك يحتضّن كتوفها وينطق : بسم الله عليك أنا أنا
عضّت ذراعه وصرخ بألم ينطق : بعلم أمي !!
صرخت فيه ودموعها اخذت مجراها : علمها ياكلب حسبي الله على..
حضّنها يضحك وينطق : لا لا ياوهج الدنيا
عضّت شفايفها تمسح دموعها وتنطق : عدوينك
قبّل رأسها يضحك بخفه وينطق : ياجعله في ضلوعي يا أبو دموعٍ غالية !
ضحكت بوسط دموعها ونطقت : بسم الله عليك عزوز لا تقول كذا أساسًا كانت بالخاطر
مشى معها للمطبخ ونطق : افا ليه ؟
وهج أبتسمت تنطق : أحداث صارت أمس
ساند ظهره على الرخام فالمطبخ ونطق : قولي إيش ؟
دخلت هنادي للمطبخ ونطقت : يالله صباح خير وش عندكم ؟
عزيز أبتسم ينطق : ماسكها تحقيق يمه هنادي
ضحكت هنادي ونطقت : وشو تحقيقه بعد ؟
ضحكت وهج من نكبها عزيز ونطقت : ماعليك منه ماما وصباح الخير
هنادي ضربتها بخفه تنطق : وسخه تبين تصرفيني ؟؟ الآن تقولين وأنا أسمع
طلع عزيز لسانه يقهرها ونطق : تستاهلين أنتي اللي جبتيها على نفسك
آشرت له تهدد وضحك ينطق : شوفيها تهددني
أبتسمت ببراءة لأمها ونطقت : يكذب المهم أجلسي بحكي لكم وش صار
جلست هنادي ورفعت وهج نفسها تتربع فوق الرخام ، أخذت نفس ونطقت : بس بدون صراخ خايفه جدي يسمع
هنادي : الله يستر منك
ضحكت وهج وبدأت تقص عليهم نفس الموقف اللي حصل لها مع نجم ، وبكل مره ترجع تحكيه يأخذها الشعور ويصور لها شكله وتبريره اللي آسرها ووقفت عنده الزمان بطوله وماقدرت تتخطى نظرته ، وصلت لجزء التهديد وشهقت هنادي توقف وفزّ عزيز ينطق بغضّب : وش أسمه أبن الـ..
ضحكت بصدمة تقاطعهم ونطقت : يالله وش قلت أنا ؟؟ ما تشوفوني قدامكم بخير ؟
هنادي كانت مذعوره وتشوف بنتها من قريب ، نطق عزيز بحدة : ايه بخير بس تخسين لو رحتي مره ثانية وبعدين رجعتي للمرضى المنزليين ما تتوبين أنتي ؟؟
زفرت بضيق تنطق : تذكر مريضتك اللي ماتت بين يدينك رغم نجاح العملية ؟ وقلت ما برجع للجراحة ورجعت بعدها بفترة ؟؟
ضاق صدر عزيز وعبّس وجهه ينطق : ايه ؟
وهج نطقت بجدية : خلاص يا ناس أنا تضررت وتخطيت السالفة ليه تبوني انحبس فيها وأتخوف من كل شيء بسببها ؟ برجع لحياتي الطبيعية وأساعد كل من يطلب مساعدتي
مسكت هنادي كفوفها تنطق : بس يا ماما مو على حساب حياتك ؟ والتهديد مستحيل أسكت عنه !
وهج : ماما ما كان مقصده يهدد بالقتل كان يبيني أوافق أساعده بمعالجة شخص
عزيز نطق بغضّب : ومن هالشخص ؟؟
كملت وهج لهم الحكاية كاملة وتغيرت نظرتهم للموقف ، ما زال الإصرار عند هنادي لكن عزيز ركد لأنه يعرف بالمواقف ذي وكيف الإنسان يتصرف ، أبتسمت تنطق : المهم برجع أنام والعلم وعطيتكم بكمل مع مريضي ومافيه حاجه بتوقفني إلا الموت تبوني أموت ؟ وقفت
زفرت هنادي بضيق تنطق : أسم الله عليك يا وهج روحي !
قبّلت جبين أمها ووقفت تنطق : لا تقولين لبابا أمانه
أبتسمت بهدوء تنطق : عندي ولا يهمك
أرسلت لهم قبلة بالهواء ونطقت : أشوفكم لمن أصحى
طلعت من المطبخ وجمدت من نطق مترك بحدة صوته : وهج !

مسكت هنادي كفوفها تنطق : بس يا ماما مو على حساب حياتك ؟ والتهديد مستحيل أسكت عنه !
وهج : ماما ما كان مقصده يهدد بالقتل كان يبيني أوافق أساعده بمعالجة شخص
عزيز نطق بغضّب : ومن هالشخص ؟؟
كملت وهج لهم الحكاية كاملة وتغيرت نظرتهم للموقف ، ما زال الإصرار عند هنادي لكن عزيز ركد لأنه يعرف بالمواقف ذي وكيف الإنسان يتصرف ، أبتسمت تنطق : المهم برجع أنام والعلم وعطيتكم بكمل مع مريضي ومافيه حاجه بتوقفني إلا الموت تبوني أموت ؟ وقفت
زفرت هنادي بضيق تنطق : أسم الله عليك يا وهج روحي !
قبّلت جبين أمها ووقفت تنطق : لا تقولين لبابا أمانه
أبتسمت بهدوء تنطق : عندي ولا يهمك
أرسلت لهم قبلة بالهواء ونطقت : أشوفكم لمن أصحى
طلعت من المطبخ وجمدت من نطق مترك بحدة صوته : وهج !
بلعت ريقها بذعر من كشفت عن الحقيقة بنفسها والأكيد أن مترك سمعها ، عجزت تلفّ وتواجهه ظلت ساكنه بمكانها مصدومة وتفكر بطريقة تخارجها من هالمصيبة ، ألتفتت من ناداها مره ثانية ينطق : أمشي يابنت أمير أمشي !
عضّت شفايفها وآشرت لأمها وعزيز ما يتدخلون ، دخلت مكتبه وقفلت الباب وراها ، تقدمت تدخله ونطقت : بفهمك
مترك مسح وجهه ينطق : أجلسي و فهميني كيف قدرتي ترجعين لشيء أنا رافضه و استحالة أرجع أقبل به لك !
مسكت كفوفه تنطق : أكيد سمعت تبريري لماما وعزيز ؟
مترك : سمعت
أبتسمت وهج تنطق : كيف تبيني أأكد لك أني بخير هناك وماعلي خوف والتهديد اللي صار الشخص اللي هددني تسرع وأعتذر وبرر لي والله يا جدي ما كان يبي يأذي شعره مني !
مترك نطق بسخرية : اللي حصل حصل وحصل بسبب غفلتي وانشغالي عنك لكن لا تتوقعين أرجعك للمكان ذاك سامعه ، وأسم الكلب اللي هددك يوصلني كامل !
توسعت عيونها بصدمة وتلاشت بسمتها تنطق : مستحيل تكون جاد بكلامك ؟
مترك ضرب ذراع الكنب ينطق بحدة : أنا بغيت أموت يوم دريت بسالفة تحرش الدنيء حامد أن كنتي ناسية أسمه أرجع أذكرك ليه لا !
شّدت على بدلته ورفع عيونه يقابل عيونها ، كانت تذرف الدموع بصمت ، والأكيد أنها ما نست لكنها تتناسى تبي تعيش ما تبي يحجزها هالموضوع لسنين أطول ، كفاية الأشهر اللي قضتها بالبيت ومن غرفتها للحمام ، تمسك بذراعها ينطق : أنتي غالية يا وهج والناس ما تلقى مثل وهجك بالدنيا إلا مره كيف تبيني أفرط فيه مره ثانية كيف ؟؟
شهقت تبكي وسحبها لحضّنه ينطق : إذا أنتي مستعدة تغامرين أنا ماني مستعد أشوف حالتك بالأشهر اللي راحت ترجع !
حاوطت ظهره ونطقت بنبرة باكية : بس أنا ما أبي أنحبس بالماضي واللي حصل صفحة وطواها الزمن ومستحيل وهج ترجع أقوى بدونك يا مترك !
أبتسم يقبّل كتفها ينطق : آخ يا وهج
رفعت عيونها تمسح دموعها وتنطق : دخيلك أرضى ووافق أبي أروح أعالج مريضي وأرجع وأنا مرتاحه ومو شايلة همك
صدّ ماوده يضعف قدام عيونها ووجهها ، حاوطت لحيته بكلتا يدينها ونطقت : مترك آل ساير !
ضحك مترك يغمض عيونه ، قبّلتها بحُب تنطق : جدو حبيب وهج وروحها وسندها !
ما كان منه رد كان مستمتع عليها وماوده يرضخ لها بسرعة ، تقدمت تجلس على فخذه وتنطق : جدو دخيلك وافق والله بس أعالجه وأتأكد أنه بخير بترك هالشغله لأجلك بس حرام أخلي عمو سهيل..
قاطعها من وقف ونطقت بصدمة : بسم الله !
ألتفتت تشوف جدها ونظرات الصدمة تعتريه ، عضّت شفايفها بتوتر ونطقت : وش سويت بعد ؟
انحنى لها مترك ينطق بصدمة : سهيل ؟؟
هزّت رأسها بالإيجاب وكمل وهو يقول : عطيني أسمه كامل
تنحنحت تنطق بهمس : والله ما أتذكر إلا لقبه
مترك آشر لها ونطق : هاتيه
وهج : سهيل آل جراح
ضرب مترك الفازه وطارت شظايا الزجاج بالغرفة ، شهقت وهج تنطق : لا اله الا الله وش جاك ؟؟!
نطق مترك بحدة : تخسين تطلعين من البيت هالأسبوع أفضى وأجيك يا وهج واذلفي من وجهي على غرفتك !!
رجعت بخطواتها وفتحت الباب ، نزلت دموعها علطول وركضت لغرفتها تحت أنظار هنادي ومزنه وعزيز اللي جالسين ينتظرونهم ، وقف عزيز ومسكته مزنه تنطق : أجلس يالفصعون لا تتدخل بينها وبين جدها
عزيز نطق بحدة : وهج تبكي ! وأنا أهدم الدنيا فوق اللي مبكيها لو أنه أمير !!
سحب يده وطلع مع السلالم يلحق عليها ، جلست هنادي تستغفر وتنتظر يجيب لها عزيز خبر ..
« حلّة سهيل ، بيت نجم »
قلب البيض بالطاوة ومشى يسحب الصحن ، نزل البيض بالصحن وتقدم بالطاوة ينزلها بالمغسلة ، أخذ الزعتر يحطه على اللبنة ، سكب الشاهي حقه ومشى يخرج بالحوش الخاص ببيته ، كان بيته يقع أمام المزرعة والبركة الضخمة وهالشيء خلف منظر جميل جدًا لحديقة بيته ، جلس يسمي بالله ويبدأ بالفطور ، ضربت نجد الباب بقوة تنطق : نجم أدري أنك بالبيت صرعتني بريح البيض !!
غمض عيونه ينطق : ياصبر أيوب على بلواه وأشهد أنك يا بنت رماح بلاء !
تقدم يدخل البيت ، فتح لها الباب ودخلت علطول ونطق نجم : تفضلـ..
مسح وجهه وشنبه ينطق : وش بغيتي ؟
نجد : جوعانه بفطر معك
نجم : لا أطلعي
رفعت حاجبها وقالت : يوه أعوذ بالله والحسد !
مسك الباب قبل يقفل ونطق : أطلعي
نجد : جابر قلب المجلس على رأس جدي يبيك تخطب بنته
نجم مسكها مع يدها يسحبها للخارج ، وقفت عند الباب ونطق بجدية : مالك دخل بسوالف الرجال ولا تتدخلين فيها خليك في بيت أبوك
ميّلت رأسها تنطق : عجيب ! أول مره أشوف أبو يبي الفكه من بنته بس ما ألومه محد يتحمل غرور
ضحكت علطول وقالت : أدري ما تبيهم يوجعونك فيني بس ما أنت قادر تفصح عن مدى شعورك لأختك
مسحت على كتفه تنطق : فاهمتك ما يحتاج
سحب يدها وقفل الباب بوجهها ، توسعت عيونها بصدمة وقالت : حقير !!
ألتفتت وشهقت من شجاع اللي خرج من العدم خلفها ، أبتسم ينطق : بسم الله على روحك !
عضّت إصبعها بخوف تنطق : من وين جيت أنت ؟؟
شجاع تكى على الجدار ينطق : غليص قول صباح الخير صباح الزفت صباح الاي شيء بس لا تسألني كل مره من وين جيت وكيف جيت وليه جيت !
دفعته من قدامها تنطق : أسمي نجد غليص هذا خويك !
ضحك شجاع ينطق : ويمكن ودي تصيرين خويتي ؟
رفعت حاجبها ونطقت بسخرية : معاد إلا هي اخاوي شايب
توسعت عيونه بصدمة وقال : أمحق وش شايب ؟؟
مشت نجد تنطق : إلا شايب ونص عمرك ثلاثين !
مسح شجاع شنبه ينطق : بس رجال وشجاع وأتحداك تنكريـ..
ألتفت شجاع ما شافها وفزّ من نطق نجم : تسولف مع من أنت ؟
صرخ شجاع ينطق : مع الجني جعله يشلك !!
رفع نجم حاجبة ينطق : تجي تفطر ؟
شجاع نزل عيونه يصدّ ونطق : لا سابقك بالفطور
قفل باب بيته ينطق : عافية
مشى شجاع معه ونطق : بتروح للشايب ؟
هزّ رأسه بالنفي ونطق : بروح لبيت جابر
توسعت عيون شجاع ونطق : وكاشخ بعد ؟؟
نجم : عريس لزوم نكشخ
ضحك شجاع ينطق : جازت لك الفكره ؟
ضرب صدر شجاع ونطق بحدة : لا تتلف أعصابي مع صباح ربي يا شجاع ركز يا أخوي ركز يكفيني جابر !
شجاع نطق بحدة : وش عندك كاشخ له طيب ؟
نجم : ما كشخت لأحد أنا يوميًا ألبس كذا واليوم سبحان الله طرى لك تمدح لبسي وقررت أسوقها عليك يا ورع
ضحك شجاع يدفع نجم وينطق : قول كذا من البداية والله من الفضاوه فيك يا ذا الرجال
نجم : وش سوى محمود ؟
شجاع : ورطته في شغله مع الشايب ووصاه يطلع من المزرعة لأربع ليالي ويرجع
هزّ رأسه ينطق : أزين ما سويت وكيف مشى ؟
شجاع : أقولك يناقز تقول غزال
دق نجم الباب ينطق : أنت رح لمجلس سهيل وعلمهم أني خطبت البنت من جابر
خبط شجاع كتفه ينطق : أبشر والله يسهل لك
ركض شجاع من عنده لمجلس سهيل ، فتحت نجلاء الباب ونطقت : حمدلله على السلامة طاح اللي في رأسك ؟
دخل نجم ونطق : وين جابر ؟
نجلاء : فالصالة تعا..
قاطعها دخول نجم للمجلس وهو يقول بحدة : خليه يجيني
شّدت على قبضتها تشتمه داخلها ، دخلت للصالة بغضّب ونطقت : جابر نجم فالمجلس
فزّت غرور بصدمة تنطق : جاء ؟؟
خزّتها نجلاء وجلست غرور تشوف نظرات أبوها ، أستغفر يضرب الملعقة بالصحن ويخرج من عندهم ، عضّت شفايفها تنطق : أسفه ما قدرت اكبت فرحتي
زفرت نجلاء بغضّب تنطق : اكبتيها لا اكبتك الحين !
جلست تكمل أكلها وزفرت غرور بتوتر تكمل أكلها وكل تفكيرها بالحديث اللي يصير بمجلس أبوها ..
« مجلس جابر »
دخل ينفض يدينه وتقدم يجلس وينطق : وش بغيت ؟
تنحنح نجم يفكّ زر ثوبه الأول ، ماسك نفسه بصعوبة لا يقوم على جابر ويهد فكه ، زفر بقرف ينطق : جاي أخطب بنتك على سنة الله وسنة نبيه الكريم !
عدّل جابر جلسته ونطق بإبتسامة ساخرة : مرحبًا ألف يا نجم
ألتفت جابر للباب اللي يدق وتقدم يفتحه ، دخل سهيل وخلفه رماح ومسلط وأحمد ، أبتسم جابر ينطق : ارحبوا زارتنا البركه وأقولها وأنا صادق
فزّ نجم يساعد سهيل وأبتسم ينطق بهمس : أخيرًا فكرت بنفسك ياولدي وقررت تتزوج وتطمئن
نطق نجم بسخرية : فكرت بخاطرك عندي يا سهيل لكن بيجي اليوم اللي بفكر بنفسي فيه
جلس سهيل وتقدم نجم يجلس بجانب أبوه ، ألتفت من مسكه رماح ونطق : سمّ يا أبو نجد ؟
رماح : زين سويت وخذيت بنت عمتك يقولون العرب القريب خير من البعيد وأنا أبوك
نجم رفع عيونه بقهر من اللي قاعد يصير ومن الشيء اللي هو بيقدم عليه ونطق : الله الله !
رماح أبعد يده يهمس : بعدي والله يا نجم !
دخل شجاع وعجلان للمجلس ونطق : ما تأخرنا ؟؟
ضحك سهيل ينطق : أدخلوا أدخلوا
دخلوا وجلسوا قبال نجم ، آشر عجلان بيده ونطق بدون صوت : أنت بخير ؟
سخر نجم يصدّ عنهم وينطق بحدة صوته : جيناك اليوم وماحن على بعض أغراب يا جابر واليوم ودنا نزود القرابة قرب وأنا نجم بن رماح بن سهيل آل جراح طالبٍ بنتك غرور بنت جابر بن فايز آل حسين على سنة الله وسنة رسوله !
أبتسم جابر ينطق : والله مرحبا بك يا نجم وبأهلك اللي أعدهم مثل أهلي نقول ان شاءالله والقابلة جمعة تجمع بين أساميكم وبين قلوبكم بإذن الله تجمع !
صرخت تحضّن أشجان وتنطق : الدنيا ماهي شايلتني والله يا شوشو ماهي شايلتني !
وقف نجم ونطق بجدية : سوينا اللي علينا أنا أستأذنكم
وقف أحمد يمسك ذراعه وينطق : وبما أني عمه بأخذ العريس منكم ونشوفكم بكره ان شاءالله
طلع نجم وأحمد متمسك فيه ، ألتفت من نطقت غرور : خالي أحمد
دفع نجم ونطق بحدة : اسبقني
مشى نجم يغادر وتقدم أحمد ينطق : هلا والله بعروستنا
ضحكت بفرحة تنطق : أنتبه على حبيب القلب
مسك أحمد بطنه وأبتسم بشكل زائف ونطق : لا توصين حريص
ألتفت على شجاع وعجلان ونطق : أدخلي
دخلت غرور وخرجوا ثلاثتهم ، نطق أحمد بدوخه : بدوخ قسم بالله وش المغص ذا ؟؟
ضحك شجاع ينطق : والله يا نجم كان يتكلم من آخر أمعائه ماهو طايق جابر ولا هو بطايق يناسبه
ضحك أحمد ينطق : ايييه عيونه تقول شيء ولسانه يقول شيء ثاني
عجلان نطق بجدية : عادكم بتمشون ؟ الولد هج وأنتم هنيا تسولفون
أبتسم أحمد ينطق : ما تشوفه هناك ؟ عشاني أنا عمه قلت له ينتظرني
ضحك شجاع ينطق : حميد مشى نجم يا عمه
ضحك عجلان يركب موتر وينطق : تخاوينا يا عمه ؟
زفر بضيق وقال : أطلب الله يا حميد
ركب بينهم وركب شجاع على باب الراكب وحركوا يلحقون نجم ..
« قصر مترك ، غرفة وهج »
كان يضرب الباب بتعب وهو جالس ، عدى به الوقت وهو ينتظرها تفتح ، تقدمت تمسح دموعها وتفك الباب ، انسدح عزيز ونطق : وش الخاله ذي ؟ لي ساعة أدق
عضّت شفايفها وبكت بدون صوت ، فزّ واقف وسحبها لحضّنه يقفل الباب وراه وينطق : أبوي أنا وأمي
حاوطت رقبته تبكي وتنطق : كان بيقتنع والله لكن من سمع أسم سهيل أشتط وعصب وأحترق ما أدري ليه !
أبتسم عزيز يقبّل جبينها وينطق : أجل فيه شيء أو بينهم معرفة
مسحت دموعها تزفر بتعب وتنطق : ظنك ؟
عزيز : ليش لا اسألي أمير بيهل لك المسبحه
وهج : طيب أنت عارف أنه منعني أطلع من البيت ؟
عزيز وقف يضخم صوته وينطق : لا الشايب زودها !!! الحين أجلده لك
ضحكت وهج وأبتسم ينطق : ايوه هذا اللي كنت أبي أشوفه
دفعته تنطق : جد عزوز أنا معزومة الجمعة وحرام ما أروح
رجع يتقدم لها ويجلس قدامها وينطق : أنتي أصغر حفيداته حاولي فيه بس بعد صلاة الجمعة بكره وأنا بنفسي أضمن لك موافقته
وهج أبتسمت تنطق : بحاول
عزيز : اسمعي لا تقولين شيء له إلا لمن يجي أمير هو ما يرضى يكسرك قدام أمير لأن خاطر أمير عند مترك عظيم يكفي أنه بِكره ووحيده !
صفقت بكفوفها تنطق بحماس : تدري أني أحبك ؟
وقف عزيز ينطق بغرور : محد يقاومني أساسًا الكل يحبوني
رفعت حاجبها وضحك يخرج من عندها من رمت علبة المويه عليه ، تقدمت للمغسلة تغسل وجهها وترجع لسريرها ، زفرت بضيق تنطق : أف إيش بينه وبين سهيل ؟؟
دفنت وجهها بمخدتها بغيض ونامت بدون ما تشعر ..
« النـــفــود »
وقف موتره وطفى المحرك ، نزل منه ومشى للعريش جلس فيه ينتظر الرجال ، وصل موتر عجلان ونزلوا ، صرخوا أحمد وشجاع من نطق مسعود : أخيرًا شفت محلكم قبل أموت
نطق عجلان بصدمة : من وين طلعت يالجني ؟
مسعود : ركبت فالصندوق
رفع دحيم رأسه ونطق : ذبحتني الشمس وصلنا ؟
زفر شجاع بضيق ينطق : أنتم تبون الموت ؟
طمر مسعود ونطق : ترا بعلم أبوي !
سحبهم أحمد مع اذانيهم ينطق : علمه وأنا عمك علمه
مشوا للعريش ورفع نجم عيونه يشوف دحيم ومسعود مع أحمد ، ألتفت لشجاع اللي رفع كتوفه بعدم معرفة وقال بسخرية : هذا اللي ناقص
عضّ مسعود كف عمه أحمد وركض لنجم ينطق : نجم وينك ما نشوفك ولا صدقت أنك نجمة وما نشوفك إلا من بعيد لبعيد ؟
نجم سحب أذنه ينطق : وتنكت بعد سواتك ؟
مسعود : يوه محمود ؟ أبشرك حي تقول قطوة عنده سبع أرواح
زفر نجم بغضّب ينطق : شجاع أقبض لسان أخوك لا أقبض روحه !
وقف مسعود ينطق بسخرية : يا شينك دحيم مشينا نلعب فالطعوس
ركض دحيم مع مسعود وتقدموا الرجال يجلسون ، زفر عجلان بضيق ينطق : والله اللي بليت عمرك يا نجم
نجم : درينا والله ما يحتاج تذكروني كل شوي ، عطوني حل
شجاع : تستهبل أنت ؟ وش حله أنت رميت نفسك بنفسك معاد به حل
أحمد : إلا أن كان به معجزة تحصل بكره وما تتم الملكة عاد بنشوف
ضحك عجلان ينطق : جاك أبو المعجزات وين عايشين بأفلام كرتون ؟
نجم عدّل جلسته ينطق : يا رجال خله صدق شجاع معاد معنا حل
عجلان : وش يعني بتتزوج ؟
نجم : وش رأيك أنت ؟
أحمد : مصيبة نجم أنه ما يقوى الرفض على أبوي وأبوي أستغل الفرصة
شجاع : لا ياحبيبي سهيل محرض من بنته نجلاء !
نجم رفع حاجبة وقال : وين شايفها ؟
شجاع : يا حبيبي لها أيام تدخل وتعلمه يكلمك وطبعًا السوسة ورأس البلاء كله هي بنتها
عجلان ضحك ينطق : الجلطه هي البنت وش شافت في نجم والله لو كنت بنت إني ما أقبل به !
ضحكوا كلهم عكسه اللي ظل صامت ، وقف ينفض ثوبه وينطق : أنا ماشي للقاعدة وببطي فيها لا تنتظروني ولا تنسون الورعان
شجاع وقف ينطق : بجي معك
ألتفت نجم له ونطق : ما عندك مشكلة عز الخوي يا شجاع
أبتسم يحتضّن أكتافه وينطق : لبى عينك يا أخوي ولا يضيق لك خاطر
نجم : شيء ما ودي به مستعد أحلف لك أنه ما بيتم
شجاع : وش يعني تقول أنك مجهز شيء ؟
نجم : والله ولا شيء
شجاع هزّ رأسه ينطق : نشوف
ركبوا الموتر وحركوا للحلّة لأجل بدلاتهم العسكرية ومن بعدها للقاعدة ، ومن خلفهم مشى عجلان وأحمد نطق مسعود بسخرية : أجل ما وده بالعرس ؟
أحمد : سد حلقك مالك دخل
مسعود : عمي حميد تبيني افركش أم العرس ؟
ألتفت أحمد لمسعود ونطق : وش بتسوي يالشيطان ؟
مسعود : ازهلوني لو أكب على العروس ماء حار
صفق عجلان رأسه ونطق : متعطش لآجلك ولا وش ؟
مسعود : أمزح طبعًا بس يعني تبوني أخربها
أحمد أبتسم ينطق : تصدق بديت تعجبني بس أسمع لا تسوي شيء لين أعلمك طيب ؟
مسعود : أبشر بعزك
ركب الصندوق وتبعه دحيم ، ضحك عجلان ينطق : صاحي بتورطنا مع الورع ذا ؟
أحمد : ماندري يمكن يطلع من وراه شيء ينقذنا وينقذ نجم
ركب عجلان وركب أحمد وتوجهوا بدورهم لحلّة سهيل ..
« حلّة سهيل ، العشاء »
الحلّة كلها تتزين بالعقود والسجاد الأحمر ، العمال خارجين داخلين ، نطق سهيل بحدة : الصحون طلعوها يا عوال وحطوها فالمطابخ عشان الفواكة والمفطحات بكره
ركض منيف ينطق : كم صحن ؟
سهيل : كل الصحون اللي فالمخزن والدلال والبراريد العرب واجدين يا ولد نايف
رجع منيف ينطق بتعب : شجاع جدي يقول كل شيء
شجاع : أني خابر سهيل بيعزم كل اللي فالنفود !
زفر مروان ينطق بغضّب : دق علي وأنا فالمستشفى وحسبت فيه شيء آخر شيء يبيني أخدم ؟؟
رمى شجاع الصحن عليه ينطق : ايه بالله يالأمير بتخدم مثلك مثلنا حتى أنا جايك من القاعدة
تمسك مروان بالصحن وزفر بغضّب يطلع من المخزن ، ضحك منيف ينطق : وش عندك عليه ؟
شجاع نطق بغضّب : ما أداني الدلع ورانا شغل قد شعر رأسي ورأسك وذا فاضي يتشكوى !
منيف : إلا أقول وين نجم ؟
شجاع وقف يشيل ثمان صحون بيده ونطق : فالقاعدة
منيف توسعت عيونه بصدمة وقال : ماشاءالله متعافي يا شجاع
شجاع : ألحقنا عجل
ألتفت منيف وسحب كم صحن ورفعها ينطق : أبوك يالشيطان والثقل !!
عدّها وضحك من أكتشف أنه شال صحنين فقط ، تقدم يلحق شجاع ويساعد الباقيين تحت إشراف الشايب سهيل ..
« بيت جابر »
كانوا يجهزون التقديمات بكره والعطور اللي بيستخدمونها والبخور والعود وأنواعه ، وبالجوال كانت غرور تحجز كوفيره تجهزها لزواجها بكره ، هي بالفعل جهزت فستان زواجها واللي يكون ناعم وفخم بالوقت نفسه ، أخذت شيء بسيط بحكم موقع بيتهم اللي يتواجد بمُنتصف الصحراء ومناخه الصحراوي ، عضّت شفايفها توقف وتنطق : الحضور ؟
نجلاء أبتسمت تنطق : شوفي جدتك هي اللي ماسكه اللسته
هزّت رأسها ومشت تدخل للمقلط وتنطق : جده
ألتفتت شاهرة عليها ونطقت : أرحبي يا قبلة العرب كلهم أرحبي يالغرور
ضحكت بغرور وعزة نفس ونطقت : الحضور معك ؟
شاهرة : ايه خلصت منهم وكلمتهم بيجون أعمامك وعماتك بطلب من أبوك والباقيين معارفنا
غرور : تمام حبيبتي
وقفت تخرج من عند جدتها ، طلعت الدرج ومشت للسطح ، ركضت تشوف سيارات الرجال وزفرت بغضّب من ما لمحت سيارته ونطقت : يستهبل حضرته ؟ العرس بكره ومن الصباح المعازيم بيكونون فيه وهو للحين ماشرف !
ألتفتت بصدمة من شافت مروان على السطح المقابل ، شهقت تركض للداخل وأبتسم مروان من شافها تركض منه ، دخلت وقفلت الباب وراها تنطق : امبيه شافني مروان !!!!
هزّت رأسها مرارًا وتكرارًا ونطقت بخبث : بقول لنجم وأشوف غيرته على خطيبته !
ضحكت تنزل من السطوح وتكمل إشراف على باقي المقاضي والأشياء اللي بتتحضر قدام العربان بكره ..
« القاعدة ، فجرًا »
كان نايم بهدوء على كنب موجود بمكتبه ، لكنه وسرعان ما فزّ من نومه ينطق بصدمة : نجم !
غطى وجهه بكفوفه يتذكر تفاصيل حلمه ، إيه هو متأكد أنها نفس الدكتورة ظهرت بحلمه ومن غير سبب ، عضّ شفايفه ما يتذكر تفاصيل الحلم لكنه وبعد سنين طويلة تظهر أنثى بأحلامه هو شيء ما يرغب فيه أساسًا ، وقف يمشي لمكتبه ويسكب له ماء بالكأس ويشربه دفعه وحدة ، رفع عيونه لساعة الحائط ونطق بهمس : أذن الفجر
طلع من المكتب وتوجه للحمامات ، دخلها ومشى للمغسلة يفتح الصنبور ويغرق وجهه ورأسه بالماء ، توضأ ورفع يشوف انعاكسه ونطق بصدمة : وش سر ظهورها بأحلامي ؟
هزّ رأسه بالنفي ماوده يشغل باله فيها ويفكر بها بكثرة ، مشى يطلع ويرجع لمكتبه ، فرش سجادته وكبر يصلي ومن أنتهى من التسليم رفع سجادته وخذا مفاتيح موتره وسحب جاكيته وخرج من المكتب يقفله بالمفتاح ، خرج من القاعدة على أشعة الشمس الخامدة بسبب الشتاء وقسوة برودته ، ركب موتره يشغله وينطق : ما يبي لها إلا النمر !
دعس دواسته يغادر القاعدة ويتوجه لبيت زميله بالعسكرية « نمر » ..
« قصر مترك ، العاشرة صباحًا »
الكل مجتمعين فالصالة وحول طاولة الطعام ، أصوات طرق الملاعق والسكاكين على الصحون وأصوات المضغ هي السائدة أمام الصمت الغريب ، زفرت بتوتر تتأمل جدها وطريقة أكله ، كان مستعجل غير عن العادة ولا رفع عينه عليها ، عبّست بملامحها تشوف أبوها يأكل ومركز بصحنه ، الوضع مريب وغريب بالنسبة لها ، هي ما عهدت تكون طاولتهم بالهدوء المزعج عندها ، مررت أنظارها على عزيز اللي أبتسم لها ونطق بدون صوت : أصبري
هزّت رأسها بالإيجاب وكملت تأكل ، أبتسمت مزنه تنطق : وش الجدول اليوم ؟
مترك نطق ببرود : لا تحسبوني ولا تحسبون وهج اليوم
رفعت عيونها بصدمة له ونطق أمير بإستغراب : ليه عسى ماشر ؟
مترك : ولا حاجه ودي أجلس بالبيت معها
مزنه : بخاطري نكشت مع الجو الحلو ذا
عزيز أبتسم ينطق : قسم بالله جوي يا العوده تفهمين !!
ضحكت مزنه ونزلت رأسها لصحنها تكمل أكل ، ألتفت أمير على وهج اللي هزّت رأسها له بالنفي ودموعها تحجرت بعيونها ، زفر بضيق يلتفت لأبوه وينطق : ودي والله أطيعك يا والدي بس مواعدها اليوم لأن جدولي فاضي ومافيه رحلات لليوم وهي بالمثل
مترك زفر بغضّب ينطق : ودك تعرف الموضوع ؟
أمير : ياليت والله
مترك : بنتك مهددة بسلاح واللي مهددها واحد من آل جراح !
ميّل رأسه بعدم فهم ينطق : من آل جراح ؟
ضرب مترك الطاولة ونطق بحدة : ولد خالي سهيل !
أمير رفع حاجبة ينطق : ما عرفته والله بس وش قصة التهديد
مترك زفر بعصبية يمسح كفوفه ببعضها وينطق : قصتي مع سهيل طويلة يبي لها قعدة والصلاة ورانا
أمير مسك كتف مترك ينطق : بعد الصلاة ما ورانا شيء
مترك وقف ينطق بحدة : وهج ما تطلع شبر واحد من البيت بدون علمي سامعين ؟؟
زفرت بغضّب توقف وتركض لغرفتها ، زفر أمير بضيق ونطق بهدوء يعكس مدى زعله : تم بس لا تضيق خاطري يا أبوي
عبّس مترك بملامحه يصدّ عنهم ويمشي خارج القصر ولحظات وتبعوه عزيز وأمير لصلاة الجمعة ..
« غرفة وهج »
رفست الأرض بغضّب تنطق بسخرية : ونسيت أخذ رقم شمايل لو حدتني الظروف أعتذر منها !
مشت بضيق لدولابها تفتحه وتشوف فستانها الأحمر ، عضّت شفايفها لثواني ونطقت : حسافة الأحمر طيب
قفلت الدولاب ومشت من سمعت صوت جوالها معلن إتصال ، رفعت جوالها تقرأ الأسم وأبتسمت تنطق : ليلو !
ليلى أبتسمت وقالت : أهلين جوجو كيفك ؟
وهج عضّت شفايفها تنطق : بليز لا تسألين
ليلى : افا ليه وش مزعلك وش صاير ؟
وهج : جدي سمع بالسالفة والحين معاقبني ما أخرج أبدًا
ليلى زفرت بضيق تنطق : أما عاد تمزحين !؟
وهج : ياليت بس للأسف
ليلى : بس عادي بتداومين بكره وأشوفك ولا ؟
وهج أبتسمت تنطق : ايه بس أنا معزومه اليوم لملكة
ليلى : ملكة مين ؟
وهج : والله ما أعرف بس اللي عازمتني أعزها ولا ودي أكسر خاطرها بأول عزّمي
ليلى : اوه عاد كذا ضروري تروحين
وهج : قاعدة أدور حل والله أدور
ليلى أبتسمت وقالت : وين عزيز خليه يساعدك
وهج : بنشوف
ليلى : تبين شيء ياعيني ؟
وهج أبتسمت تنطق : بوسي نفسك لي
ضحكت ليلى تنطق : أبشري وصلت
قفلت وهج جوالها ورفعت رأسها تتأمل غرفتها وتفكر بحل لعناد مترك ، بخاطرها تحضر من دون ما تعرف وش ممكن يواجهها هناك ..
« بيت نمر »
وقف موتره عند البوابة ومشى يدخل ، أبتسم نمر ينطق بحدة وجهورية صوته : يا مرحبا تتبعها مرحبا يا أبو جراح !
رفع نجم ذراعه ينطق : البقاء يا مرحب !
تقدم يسلم عليه سلام الرجال ويحبّ خشمه ، أبتسم نمر ونطق : أشتقت لجراح ولا لي ؟
نجم تقدم ينطق : تبغى الصدق ولا ولد عمه ؟
ضحك نمر ينطق : أدعه
صدى صوت نجم بالمكان وهو ينادي للعوبر « جراح » ، ركض جراح من سمع صوت نجم وأسرع يرتمي عليه ، رفعه يبوس خشمه وينطق : والله ذا اللي جابني لك
نمر : الله يسامحك
رفع نجم عينه لنمر ونطق : أشوفك فالقاعدة كل يوم لحّد يصجنا
ضحك نمر يجلس بالجلسة الخارجية وينطق : وش الهبوب اللي جابتك لي ؟
نجم : هجيت من العرس
نمر توسعت عيونه ينطق : بالله ؟ من ؟
نجم : المودمي اللي قدامك
وقف نمر بصدمة ينطق : هو أني أدعي عليك ؟
انسدح نجم يغمض عيونه ونطق نمر بحدة : أنت تبي سهيل يدفني معك ؟ قم قامت قيامتك !
فتح أحد عيونه ونطق بهدوء نبرته : أخو من طاع الله !
نمر : قم يا أبو جراح قم ألحق عرسك
نجم رفع حاجبة وقال : أنت بتعض على شحمه ولا أقوم عليك ؟
نمر : صاحي ! منجدك بتخمد وعرسك قايم ؟
نجم غمض عيونه ونطق : أبو سعود لا أسمع نفس إذا جاء العصر وأنا ما قمت قومني
هزّ نمر رأسه ومشى يدخل للداخل ، فتح عيونه يشوف جراح جالس بحضنه ، سحب نظارته الشمسية يحطها على عيونه ونطق بثقل صوته أثر النعاس : أبو جراح وش هالزين ؟
رفع العوبر رأسه من النظاره اللي على عيونه ، زفر نجم ينطق : حقت شجاع لا تكسرها كسر رأسي !
غمض عيونه ينام ويبعد كل البعد عن الواقع والأحداث اللي قاعده تحصل ..
« قصر مترك ، الظهر »
دخلوا للبيت ومشى مترك ينزل جزمته ويدخل للصالة ، انسدح على فخذ مزنه اللي أردفت بدهشة : من أنت ؟؟
مسك كفوفها ولفّها حول رقبته ، عضّت شفايفها بتوتر ونطقت بحدة : لا يشوفك مترك !
مترك زفر بضيق ينطق : أنا مترك
توسعت عيونها بصدمة وقالت : مترك ما شيب مترك عاده شباب
غمض عيونه ورجع يفتحها من نطقت : من مضايق أبو أمير ؟
أبتسم يقبّل كفوفها وضحكت تنطق : مترك لا تزعل وهج عليك
جلس يشوف وهج جايه وآشر لها ينطق : تعالي يا بنت أمير
تقدمت وهج وجلست تنطق : سمّ ؟
مترك : وش جدولك أنتي وأمير ؟
وهج : ما أدري والله بس أنا معزومه على ملكة
مترك زفر بضيق ينطق : بتروحين بس بشرط
توسعت عيونها بفرحة تنطق : أبشر أي شيء تبيه أبشر !
مترك : أجي معك
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : تمام ماعندي مانع
فزّت تقبّل جبين جدتها وتهمس لها : أعشقك يامزون دنياي أعشقك يا يمه
أبتسمت مزنه تنطق : أمطرت المزن من ضحكتي يا وهج الدنيا
عضّت شفايفها وضحكت من نطق مترك بغضّب : مفروض تبوسيني أنا
ضربته مزنه تنطق بسخرية : وش حاشرك بيني وبينها ؟
مترك : شوفي وتضربني بعد
وهج رفعت كتوفها بقلة حيلة تنطق : هذي المزون ما نقدر نقولها شيء
ضحك مترك وألتفت من دخل أمير ينطق : أبوي تعال للمكتب
وقف مترك ونطق : خليك جاهزة
هزّت رأسها بالإيجاب ومشت تضّمه ، أبتسم يحاوطها ونطق بهدوء : كسر ظهري أمير يوم أنجب درتين ما ينقال لهم إلا تم وأبشروا ، لو أنك ولد ما شفتي الدلع ذا ولحقتيني للعسكرية
ضحكت وهج تنطق : اوكيه حمدلله أني بنت
أبتعد عنها يمشي للمكتب ، دخل يقفل الباب وراه ومشى يجلس على كنب بجانب أمير اللي نطق : أسلم
مترك زفر بضيق ينطق : لي فوق الثلاثين عام ما تكلمت عن الموضوع
أمير : تقصد اللي حصل بينك وبين ذاك آل جراح ؟
مترك : سهيل بن هزاع آل جراح
أمير : ومن يكون ؟
مترك : ولد خالي هزاع
أمير : خالك الواقف ؟
مترك هزّ رأسه بالإيجاب وقال : ايه خالي أخو أمي
أمير عدّل جلسته ينطق : طيب وش اللي حاصل ؟
مترك : دخلنا العسكرية سوا ودخلت الأمن الدبلوماسي وسهيل أختار القوات المسلحة أختلفنا واجد لكن كل واحد أختار الشيء اللي يحبه
أمير : حلو
مترك : بيوم من الأيام سولفنا عن مشاريع وشركات وعقود ومن ذا الحكي لين ما خططنا على نادي للعسكر المتقاعدين والغير متقاعدين
أمير : طيب حلو وش بعده ؟
مترك : بدينا بالمشروع على أساس يكون نادي أو معسكر لنا وحطيت فيه حر مالي كامل ولا بخلت على سهيل بقرش واحد وبدأ هو معي وشوي شوي حتى بدأت تظهر ملامح الحوش والأسوار ، بعدها أكتشفت وجود مزرعة ضخمة ما كانت من ضمن المخطط ولمن أقولك يا ولدي ضخمة أقصد بها ألفين نخلة !
توسعت عيونه بصدمة وقال : ماشاءالله تبارك الرحمن عدد كبير والله !
مترك : وبهذيك الفترة أنشغلت فالدوام ومعاد رحت أشيك على سهيل والمكان حقنا
أمير : كم قعدت ؟
مترك : حول السنة
أمير : وكنت تدفع ؟
مترك هزّ رأسه بالنفي ينطق : قلت له وقالي لعاد تحط فلوسك لين تعود علي وأنا وافقت وبذاك اليوم رجعت وشفت المكان كله بيوت أساسها عمر وما بقى إلا أشياء بسيطه وجيت اسأل العمال قالوا ذي حلّة سهيل وبيوت أهله وعرفت من اللحظة ذيك أنه لعب علي وخذا حلالي له ولأهله ويوم قابلته وجه لوجه أنكر وقال مالك عندي شيء وعويذ الله من شرك ؟؟ من شري أنا ! أنا اللي خذيت قوت يومي وبنيت معه لأجل أكسب من كم دخل يسوي فيني كذا ويقول كفني يا مترك شرك !
مسح أمير وجهه بصدمة ينطق : سود الله وجهه وجعل كيده في نحره !! وأنت أكيد عندك الحوالات والتواقيع والعقود
زفر مترك بحسرة ينطق : الفلوس سلمتها له كاش والتواقيع والعقود موجودة لكن ليومك ذا يا أمير ما أدري وين ديارها !
أمير : حقك بيظهر لو بعد سنين بس بسألك ليه ما رفعت عليه قضية ؟
مترك : ماكان معي فلوس وغادرت المكان كله ودفنت جميع أوراقه وطويت صفحة سهيل وعهدت على نفسي أسامحه ما دامه مختفي ولا يجيني ويجي أهلي !
أمير : وسالفة السلاح ؟
مترك : تقول أحجية وفيها قطع مفقودة ووهج ما تبي تتكلم بطلع معها اليوم وأحضر ملكة صديقتها وفالطريق بحاول أخذ منها أجوبة
أمير : ودك أروح بدالك وترتاح أنت ؟
مترك وقف ينطق : ما دام بدت السالفة مني وما وقفت سهيل عند حده يوم كنت ضعيف اليوم ماني ضعيف وأنا بنفسي بأنهي الموضوع وأوقفه عند حده !
أمير هزّ رأسه بالإيجاب ينطق : على هواك أنتبهوا لأنفسكم وعطوني خبر
خرج مترك من المكتب ومشى بالصالة يجلس وينتظرها تنزل ..
« غرفة وهج »
كانت طايره من الفرحة وتتجهز بكل حُب وأناقة ، وقفت تثبت روجها بلون " Velvet  " ونطقت بزعل : يا ليت سمعت كلام ليلو وأخذت روج أحمر
مشت تضبط شعرها وتقدمت تلبس كعبها الأحمر ، أبتسمت وقالت : جايز لي الأحمريكا بالمره !
ضحكت تمسك عبايتها وتخرج من غرفتها ، وقفت تتأمل زجاجه عطرها ونطقت : لا بأعطر عندهم أحسن
مشت تنزل مع السلالم على صوت أمير وهو ينطق : فزّي لها يا أرض وفزّوا يا مخاليق !
ضحكت بخجل تنطق : بابا
حضّنها أمير يحصنها وينطق : رمش عين بابا أنتي رمش عينه
أبعدت عنه تنطق : ماما كيف ؟
هنادي تقدمت تحصن بنتها وتقبّل جبينها تنطق : أستودعك الله يا وهج روحي
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : ودعتكم ربي
أمير : في حفظه يا بابا
طلعت من القصر ومشت تسكر عبايتها ، ركبت سيارة مترك تنطق : أعطيك الموقع ؟
مترك : حصني نفسك وعطيني الموقع
وهج : جدو ما عندي الموقع بس بدل المكان
مترك : يالله
أبتسمت تعدل جلستها وتضبط مكان شنطتها وشنطة الميكب حقها ، هي تحسبًا لبعد المسافة قررت تجيب شنطة الميكب لو أحتاجت تجدد شيء فالميكب حقها ، أخذت نفس طويل وزفرته تتأمل الخط ..
« حلّة سهيل ، العصر »
رجع يجلس على كرسيه اللي فالدكة بعد صراع مع عياله ، زفر رماح بغضّب ينطق : الله يهديك يا أبوي الولد ما طار بيجي !
سهيل نطق بحدة : ومتى ان شاءالله لا أمتلأ المجلس بالرجال !!
مسلط : بيجي يمكن أنشغل بشيء مهم
سهيل : لا والله غير يلعب ! ومقفل جواله بعد يا ضيعتي في خلاه !
زفر بغضّب ينطق بهمس : أحمد
ألتفت أحمد على أخوه رماح ونطق : سمّ ؟
رماح : طلع نجم لو أنه في سابع أرض ولا ترجع إلا وهو معك
هزّ رأسه بالإيجاب يمشي ويطلع من الدكة ، زفر بضيق من شاف السيارات بدأت تزدحم عند البوابات والعرب من كل جهة ومكان وصلوا ، ركض من الباب الخلفي ينطق : شجاع !
وقف شجاع من عند الخيام اللي بنص المزرعة ونطق بعلّو صوته : هلا !
أحمد صرخ يناديه : تعال تعال وأنا عمك
رفع شجاع ثوبه وركض للجهة اللي يجي منها صوت أحمد ، وقف يحاول يلمحه وآشر له أحمد وأنطلق شجاع من شاف أحمد ، وصل وطلعوا علطول من الأسوار ونطق : وش العلم ؟
أحمد : رماح موصيني أجيب ولده
توسعت عيونه بصدمة وقال : نجم ما قد وصل ؟؟
أحمد : أبشرك
شجاع : أن تلف مخي وضاعت صحتي ذمتي في رقبة ذا النجم
ضحك أحمد ينطق : والله أنه يعجبك مقفل جوالاته وكأنه يقول طز لأبو أبوكم !
ضحك شجاع ينطق : يعجبك قسم بالله بس افحمني
ركبوا موتر أحمد ومشوا في رحلة للبحث عن عريسهم ..
« بيت نمر ، المغرب »
فتح عيونه من لعق جراح وجهه ، أبعده ووقف ينطق بصدمة : الساعة كم حسبي على نمر ؟!
سحب جواله يشوف الإتصالات ورفع عيونه للساعة السادسة مساءًا ، عضّ شفايفه يركض للمغسله الخارجية ، كان جراح يركض ويقفز عليه ، غسل وجهه ويدينه وتوضأ ومشى يطلع من البيت ، ركب موتره وفتح جواله على إتصال أحمد المليون ، فتحه ينطق : لعن إبليس حرقت جوالي وأنا راح بي النوم بجيكم قفل !
صرخ أحمد ينطق : ويينك بجيك بالبشت والثوب
نجم : ماني بصوبك بروح للحلاق وبرجع لكم
أحمد : أذن المغرب يا نجم ما معنا وقت !
نجم زفر بغضّب ينطق : معليه بتصرف مع السلامة
قفل الجوال ودعس للحلاق ، نزل يركض ونطق : كويس نجيب خلاص صلاة ؟
نجيب : ايوه بابا خلاص
نجم خبط كتفه ينطق : أعجل أعجل
فك نجيب محله ودخل نجم يركض ، كبر يصلي وأبتسم نجيب يشغل اللمبات ويضبط الكرسي ، ومن أنتهى نجم من صلاته وقف وتقدم يجلس ، قرب نجيب منه ونطق : كيف ؟
نجم : خفف شوي من اللحية وحلق مدرج أعجل
نجيب : شنب ؟
نجم : تعقب
ضحك نجيب وبدأ يحلق نجم ، ومن الصغر ماكان نجم يسمح لنجيب يقرب من شنبه حتى قبل يكون عنده شنب من الأساس ، أبتسم نجيب ينطق : كيف أنت في حلق هادا شنب ؟
نجم : بالمقص ماني أقربه بالمكينه !
هزّ رأسه وكمل يحلق ، أنتهى بعد عشرين دقيقة ، وقف نجم يدفع وينطق : تبغى تحضر عرسي ؟
توسعت عيون نجيب بصدمة ينطق : كيف كدا بابا ؟
نجم : ماهو من خاطر لكن ودك تحضره ؟
نجيب نطق بحزن : لا ليش كدا مافي كويس كدا لما يكون هادا زواج من حب أنا يجي أرقص سوي كل شيء تمام ؟
نجم خبط على كتفه ينطق : أطلب الله يا نجيب
طلع مستعجل للمغسلة ، دخل ووقف شارو ينطق : بابا كيف حال ؟
نجم : عطني الثوب عجل
سحبه من الستاندر يمدّه لنجم ، لبسه قدامه ونطق : تبغى تحضر العرس اللي محد يبيه ؟
شارو هزّ رأسه بالنفي ، رفع حاجبة ونطق : ما أقدر أقولك شيء لأن محد لايمك
طلع من المحل لموتره وركب ينطلق لحلّة سهيل ..
« سيارة مترك »
بدأت تبان ملامح الخط لمترك ودل الطريق ، ألتفت لوهج بجانبه ونطق : الملكة عند سهيل ؟
هزّت رأسها بالإيجاب ونطقت : عشان خاطري ما ترجع وعشان خاطري مهما كان اللي بينكم ما تخرب فرحتهم !
تمسكت بذراعه تطلبه ، كان داخله يحترق هو راجع لنفس المكان اللي عهد على نفسه ما يدخله مره ثانية ولو شبر واحد ، هو حرم على نفسه النظر للمكان ذا ، والحين راجع بعد ثلاثين سنة والبيوت عامره بأهلها والنخيل أثمر بالبلح والتمر ، راجع يكرر على نفسه عذاب ومرارة شعور ما نساها طول عمره ، شّد على الدركسون ينطق : ما مشينا كل المسافة ذي عشان نرجع ولا ؟
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : أحبك !
أبتسم ينطق : قولي أعشقك مثل ما تقولينها لمزنه !
قبّلت خده تنطق : طيب أعشقك والله
ضحك بخجل يصدّ عنها وضحكت تنطق : أبوي والله
ضحكاتها وحركاتها وطريقتها بالتعبير عن مشاعرها كانت كافية يكمل طريقه وهو مبسوط ولا كأنه راجع لمكان ما يبيه ، وقف من وصل للبوابات اللي ما أشتاق لها أبدًا ، يتأمل النخيل والأشجار نافست السور بطولها ، عضّ شفايفه بحسرة عكس القابعة بجانبه ، كان الحماس يأكل داخلها وودها تدخل وتشوف شمايل والبنات اللي وعدتها بالمره السابقة ..
« حلّة سهيل »
ضرب مترك هورن سيارته وفك بركات له الباب ، دخل يوقف مع السيارات ووقفوا رجال آل جراح يجوبون للضيف ، وقف مسعود من العتبه يركض ونطق : أرحب يا عمي
مترك انحنى له ينطق : الله يسلمك يا ولدي
مسعود : معك حريم ؟
مترك : اي والله معي حفيدتي
مسعود : تشوف الرجال طال عمرك ؟ وأنا بدلها للحريم
مترك زفر بضيق ينطق : أنتبهي لنفسك وأن حصل شيء دقي علي
هزّت رأسها بالإيجاب ونطقت : تكفى يا أبوي
مترك : ما عليك ما بنخرب فرحتهم
زفرت بتوتر ومشت تتبع مسعود ، وصلوا للمدخل ونطقت : وش أسمك ؟
مسعود نطق بصدمة : أخوك يا شجاع وش بغيتي بأسمي ؟
ضحكت من صغر حجمه وفصاحة لسانه ونطقت : ولا شيء عشان أناديك إذا بغيت شيء
مسعود : على حسب أنتي حلوه ؟
ضحكت بصدمة ترفع شيلتها عن وجهها ، توسعت عيونه بصدمة ينطق : مسعود أسمي مسعود !
أبتسمت تنطق : شكلك اللي صاوبت العامل ؟
مسعود : أنتي تعرفيني ؟!
وهج : أعرفك
مسعود : من سعد حظي يوم مثلك يعرفوني
ضرب رأسه ينطق : أدخلي
ركض يبتعد عنها ، وقفت تضحك وتمشي للداخل ، عضّت شفايفها بتوتر من شافت الازدحام عند المدخل والكل يتنافس على المراية ، شّدت على شنطتها تنطق : وينك يا شمايل
سحبت شيلتها تغطي وجهها بذعر من أشكالهم ونظراتهم لبعضهم ، وقفت تنتظر ظهور شمايل بحكم أنها ما تعرف أحد غيرها ..
« قسم الرجال »
سحب مترك صندوق العود من سيارته ومشى لخيام الرجال ، بنظره ما يستاهلون إلا تراب لكنه ما يرضى النقص على نفسه وعلى آل ساير كلهم ، تمنى أنه جاي مع ولده لكنه ما وده يورط أحد معه ، تقدم يوقف وينطق : سلام عليكم
نطقوا بصوتهم الجهورّي وبلحظة واحدة يردون السلام ويرحبون به ، شّد سهيل على عصاته يوقف غصب عنه وبالرغم من تعب رجوله ونطق : أرحب يا الفارق عن رجال آل ساير كلهم أرحب يالعقيد مترك بن مقرن آل ساير !
هتفوا الرجال بالتراحيب الحارة من عرفوا من يوقف قدامهم ، أبتسم ينطق : الله يسلمك يا سهيل !
مشى سهيل رغم ألم رجوله وتقدم يسلم على مترك ويبّوس خشمه ، خبط مترك كتفه ينطق : الله يعزك
نطق سهيل بحدة : ياصبي خذ من عمك
فزّ دحيم يشيل الصندوق من مترك ، مسك ذراعه يمشي معه لصدر المجلس ونطق : والله أنه أعز ما جات به الدنيا مقابلك اي والله
مسك مترك على فخذه ينطق : الله يرفع قدرك
سهيل : والله أني ما أدري وش أقول
زفر بغضّب ينطق : ما بيننا شيء ينقال يا سهيل أرتاح وريحنا
شّد على ركبته يكبح دموعه ونطق : أنا طالبك يا مترك ما تسري إلا و..
قاطعه ينطق بهمس : ما جيت أبارك لكم ولا جيت اخرب عليكم فرحتكم خلني ساكت كافي خيري شري !
سهيل انحنى برأسه يخفي دمعة الحسرة والشوق لرفيق دربه وولد عمته مترك ، كان مترك شامخ واقف مسند نفسه بنفسه رغم كبر سنه عكس سهيل الهزيل اللي تمكن التعب منه ، تقدم شجاع يصّب لمترك قهوة ونطق : سمّ
مسكها مترك ينطق : إسلم
رفع سهيل عيونه لشجاع ونطق : وين العريس ؟
شجاع : وصل أبشرك
سهيل : ها زين عجلوا علينا
هزّ شجاع رأسه ومشى يكمل صّب للرجال .. 
« مجلس سهيل »
دخلت شمايل للصالة ونطقت بصدمة : يا ساتر يالبشريه !
شهقت وهج من لمحتها تنطق : شمايل !!
ألتفتت للصوت ونطقت بصدمة : وهج !!!
ضحكت تتقدم لها ونطقت شمايل بدهشة : أرحبي يا جعل العرب كلهم فدا لك أرحبي
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : الله يسلمك يا روحي !
شمايل : ماني مصدقة جيتي !!
وهج : بعد منازعات وحروب وافقوا أهلي
شمايل تقدمت تسلم عليها مره ثانية ونطقت : فدا أهم شيء جيتي
وهج : أبي أنزل عبايتي
شمايل : ماودي أدعي على اللي نزلك في بيت سهيل تعالي معي
ضحكت وهج تنطق : واحد أسمه مسعود
شمايل زفرت بقرف تنطق : يا فارق يا مسعود
ضحكت وهج تمشي معها ونطقت : ليه وينكم كلكم ؟
شمايل : في بيت عمي رماح أبو العريس
هزّت رأسها بفهم ومشت وراها ، دخلوا للبيت والهدوء اللي فيه ، ضحكت شمايل تنطق : ماعليك من أسيل مهجدتنا عشان ما تعفس الكوفيره مكياجها
هزّت رأسها ونطقت : اوكيه هذي أسيل ؟
شمايل : عطيني عبايتك
نزلت عبايتها وشهقت شمايل تنطق : أموت على الأحمر !!
رمت أم نجم الوساده عليها تنطق : أذكري ربك على البنيّه
أبتسمت وهج وقالت : عرفيني عليهم حدي مستحية !
ضحكت شمايل تنطق : هذي خالتي ريمان أم العريس وهذي خالتي سهام أم أسيل وهذي أمي الحلوه سرور وهذي خالتي تنوف أم نوير وهذي نوير
آشرت نوير بيدها وابتسمت وهج تنطق : تشرفت فيكم أنا وهج
أبتسمت أم نجم تنطق : بسم الله عليك لك من أسمك نصيب والشرف والله لنا
أبتسمت لهم ومشت شمايل تنطق : مشينا لنجد أخت العريس
هزّت رأسها ومشت معها ، طلعوا الدرج ومشت تفتح الباب ، شهقت نجد تنطق : وجع يا شمايل بنت نايف وجع
ضحكت تدخل ونطقت بهمس : جات وهج
رفعت نجد حاجبها تنطق : من وهج ؟
دخلت وهج ووقفت نجد بصدمة تنطق : ماشاءالله ماشاءالله ولابسه أحمر تبين تسرقين عقول الأوادم بأول لقاء ؟
ضحكت وهج تتقدم وتسلم عليها وتنطق : حياتي من ذوقك
نجد : أنتي والله الذوق كله
ضحكت شمايل تنطق : ترا نجد خفيفه عند البنات
ضربتها نجد تنطق : ياتبن بتشك فيني لا والله أني على الفطرة
ضحكت بصدمة وقالت : لا لا !
شمايل : عطبتيها الله يسلمك
نجد : إلا ما قلتي أسيل خلصت ؟
شمايل : لا تخيلي
نجد مسكت رأسها بصدمة تنطق : صرعه وربي
ألتفتت لوهج اللي ساكنه ونطقت : وهج يا روحي وين مسويه مكياجك ؟
وهج أبتسمت لنجد ونطقت : بنفسي سويته
شهقت نجد بصدمة تنطق : يالبيه لقينا الحل تسوين لي ؟
ضحكت وهج بصدمة تنطق : إذا ودك
نجد سحبتها تنطق : منك ؟ اي والله ودي
عضّت شفايفها تتقدم وتفتح شنطة الميكب حقها ، بدأت تحط الموسترايزر على وجه نجد ونطقت شمايل : أجل دامكم بديتوا أجيب أكل ؟
نجد : ايه بالله جعت
مسكت كتف وهج تنطق : والأحمر وده ؟
أبتسمت وهج تنطق : ما نقول لا
شمايل أبتسمت تنطق : أزهلوني
مشت تطلع من عندهم ، رفعت وهج نفسها تنطق : أتركيه ينشف وين أقدر أحط أغراضي ؟
نجد وقفت تنطق : تصرفي براحتك البيت بيتك بدخل الحمام وأجيك
هزّت رأسها ودخلت نجد للحمام ، مشت تنزل أغراضها وتعلق عبايتها ومشت تشيك على شكلها فالمراية وأبتسمت تشوف روج أحمر ، سحبته ومسكت الوايب تمسح شفايفها وبدأت تحط منه ..
« عند نجم »
وصل على ركض أحمد له ونطق : جهز البشت بجيب الكبك حقي من غرفة نجد وأجيك
أحمد ضربه ينطق : أعجل علي
مشى يركض وشماغه على كتفه وطاقيته وعقاله على رأسه ، دخل مع الباب الخلفي تحت الدرج ، وركض يطلع للأعلى علطول ، فتح الباب والدولاب بجانبه ، فتحه بدون ما يشيك على الغرفة وجلس على ركبته يدور للكبك بالدرج ، أنتهت من الروج وأبتسمت تطبطبه على شفايفها وتعطرت من عطرها وألتفتت توري نجم ظنًا منها أنه شمايل ، زفر بغضّب من ما حصله بمكانه وألتفت يوقف ويقفل الدولاب ونطقوا باللحظة نفسها
نجم بغضّب : بنت رماح وين الكبك حقي ؟؟
وهج بأبتسامة عريضة : شرايك باللون ؟؟
جمد نجم يشوفها قدامه ، هو ميز صوتها عن ألف حنجرة وأكدت له عيونها أنها هي الدكتورة ، كانت مصدومة وعجزت تتحرك حركة وحدة ، طاح شماغه من كتفه عند كعبها ، توسعت عيونها بصدمة من تذكرت صوته وعرفته ، هو نفس الشخص اللي هددها بالسلاح ، ايه نفس عيونه ونظرته الحادة ، شهقت ترمي الروج عليه وسرعان مارفع يده يصدّ رميتها وطاح الروج وأنكسر ، انحنى يجيب شماغه وتقدم لها ، شهقت ترجع بخطواتها للخلف ، ثبتت يدينها على صدرها وغمضت عيونها بذعر ، سحب الكبك حقه وما قوى يتحكم بنظراته اللي توجهت لوجهها القريب منه ، أختلط ريح عطرها بشماغه وثوبه والعكس عندها بريحة العود ، بلع ريقه وزفر بغضّب يصدّ عنها ويرجع بخطواته ، خرج من الغرفة وزفرت برعب تفتح عيونها ، طلعت نجد من الحمام تنطق : وش اللي طاح ؟
أستنشقت ريحته بفستانها وأردفت بتوتر : طيحته بالغلط
تقدمت نجد تجلس على سريرها وتنطق : فدا ما أستخدمه أساسًا
جلست تخفي ربكتها ونطقت : فيه مويه ؟
وقفت نجد ونطقت : ايه بروح أجيب لك
هزّت رأسها خوفًا من أنه يرجع ونطقت : لا خلاص خليك
أستنكرت نجد تصرفها وترددها ونطقت : دخل أحد ؟
رفعت عيونها بصدمة تنطق : لا
نجد : متأكدة وضعك ما يطمن أحسك مرتبشه
أبتسمت بكلافه تخفي ربكتها من بعد نجم ونطقت : شدعوة بس عشاني ما تعودت
دخلت شمايل مصدومة ونطقت : نجد الكوفيره خلصت تروحين لها ؟
نجد ألتفتت تشوف رجفة وهج ونطقت : ايه
تقدمت تخرج وسحبت من الصحن فطيرة لها وطلعت ، قفلت شمايل الباب ونطقت : دخل عليك ؟!
رفعت عيونها لها وقالت بصدمة : مين !
شمايل تقدمت تجلس بجانبها وتنطق : نجم !
شّدت على شنطتها بجانبها من عرفت أسمه ، وضح لها كل شيء وأنه هو أقرب شخص لسهيل ، هزّت رأسها بالنفي ونطقت شمايل بأستغراب : وش عنده طلع مختبص ؟!
توسعت عيونها ونطقت بفضول : كيف يعني ؟
شمايل زفرت بغضّب تنطق : ما علينا أقربي نأكل وتسوين لي مكيب خفيف
تقدمت وهج تأكل ونطقت : نجد كم عندها أخوان ؟
شمايل : بس هي ونجم
توسعت عيونها بخيبة آمل من ربطت الأحداث برأسها والعريس هو نجم ، رفعت عيونها للسقف تتذكر ماحدث قبل دقايق قليلة ..
« خيمة الرجال »
دخل نجم وسلم على ضيفانه ومشى يجلس بين أبوه وجده ، ألتفت سهيل لمترك ينطق : جاي لحالك ؟
مترك : جاي أنا وحفيدتي اللي هددتوها بالسلاح !
رفع سهيل حاجبه ينطق : وش تقول يا مترك ؟
ضحك مترك بسخرية ونطق : ماعندك علم ولا تكتم على الموضوع !
نطق سهيل بجدية : جعلها بعافيتي أن كإن عندي علم وساكت عنه وش السالفة !؟
مترك : الذراع اللي حملت السلاح وهددت حفيدتي ببترها بنفسي وأن ما سويتها ما أكون مترك !
سهيل نطق بحدة : حقك وأبسط شيء تسويه وأنا معك لكن من هي حفيدتك !
مترك نطق بفخر وعز : الدكتورة اللي تعالجك وهج بنت أمير بن مترك !
توسعت عيونه بصدمة وقال : تفتري علينا حفيدتك ؟؟
وقف مترك بغضّب ينطق : وش تقول !!؟
وقف سهيل بصعوبة وفزّ نجم واقف بجانبه ينطق : وش علمك يا سهيل ؟
ألتفت سهيل عليه ونطق : لحظة
رجع نظراته على مترك ونطق بحدة : أسمعني يا مترك حفيدتك تدخل تعالجني وتطلع ما قد تعرضها أحد ولا يمكن يمسّها إنسٍ ولا جن !
مترك نطق بسخرية : ايه طبعًا يخسى يلمسها أحد وأسكت عنه واللي رفع عليها السلاح مصيرها الأيام تطلعه يا سهيل
سهيل : ماودي أغلط عليك لكن ماعليك شرهه دامها ساقتها عليك
كان يسمعهم ومصدوم ، هو ما تخطى الأحمر اللي شافه والحين قاعد يخوض حوار مع جدها وعن موضوعهم والتهديد ، شّد على ذراع سهيل ينطق : خلاص العرب يطالعون فيك
نطق مترك بغضّب : أجل تقول أني مخرف وجايك على سالفة مختلقه ؟؟ ماعليه لا نستعجل على رزقنا بيننا الأيام يا سهيل وأنتظر لحظة وقوفك على باب بيتي تنتظر العفو مني !
طلع مترك غاضب وزفر سهيل بضيق يصدّ ، انحنى نجم يهمس له وينطق : أنا اللي هددت الدكتورة بالسلاح
توسعت عيون سهيل بصدمة يرفع نظراته لحفيده ، هزّ رأسه بعدم تصديق ينطق : لا
نجم : ما يحتاج تكبر الموضوع الرجال معه حق وحنا الغلطانين بحقه لكن خلنا نخلص من الملكة وأعلمك..
قاطعه سهيل اللي طاح بين يدينه ، توسعت عيونه يمسك جده وركضوا الرجال يساعدون نجم ، ركضوا فيه للمجلس ونطق نجم بحدة : شجاع خلك عنده
هزّ شجاع رأسه بالإيجاب وركض نجم يرمي البشت حقه ويطلع من المجلس ، كانت هذي فرصته ينجو من الملكة وغرور النجلاء ، مسك مسعود ونطق بحدة : رح للخيام وعلمهم أن الشايب ماهو بطيب والعرس تكنسل
دق مسعود تحية ونطق : آمرك سيدي اختصر جدي علي غلي الماء صراحة !
ركض مسعود ورفع نجم عيونه يشوفها تناقش مترك ، تقدم لهم علطول ينطق : يا أبوي الله يعافيك
ألتفت مترك عليه بغضّب ونطق : سمّ وش بغيت ؟
رجعت وهج خلف جدها من شافته ونطق : والله ما بغيت إلا سلامتك لكن الشايب طاح علينا من بعدك والمستشفيات بعيدة ومالنا إلا الله ثم حفيدتك
شهقت وهج بصدمة ونطقت بهمس : جدو !!
زفر مترك بغضّب وكان على وشك الرفض لكن رد نجم صعقه بصدمة من قال : تعالجه ويصحى وأسلم لك اللي هددها بنفسي
رفع مترك حاجبة ونطق بجدية : وعد ؟
نجم نطق بحدة : نجم ما يرجع بكلمته !

نجم نطق بحدة : نجم ما يرجع بكلمته !
زفر مترك بضيق يصدّ وينطق : بنشوف يا نجم
مشت تخرج من خلفه وتقدمت تلحق نجم ، كان يمشي قدامها وألتفت لها من نطقت : ما معي أدوات ولا معدات طبية !
نجم رجع يلتفت لقدام ونطق بجدية : تنفع الإسعافات الأولية حضرة الدكتورة تنفع
هزّت رأسها تلحقه ونطقت : تنفع بس ما أدري وش فيه
دخل للمجلس ونطق بغضّب : وش البشرية ذي كلها ؟؟ كتمتوا الشايب شجاع عجلان جيبوه لبيتي !
ألتفت لرماح اللي نطق : والملكة ؟
نجم نطق بحدة : لا أبوها على حساب سلامة سهيل
رماح زفر بضيق ينطق : بنأجلها سهيل ما بيرضى تتكنسل
نجم نطق قبل يخرج : تصرفوا ما همني !
طلع وألتفت بين الزحام يشوفها واقفة بعيد ، تقدم لها ونطق : تعالي معي
رفعت رأسها لنجم وتقدمت تتبعه ، وصلوا لبيته وفتح باب المدخل لها ونطق : خليك داخل بيجيبون سهيل ويطلعون خذي راحتك
ترك مفاتيحه فالباب ومشى يتجه للمجلس ، عضّت شفايفها تدخل للبيت ، سمّت بالله وشغلت الأنوار ، كان بيته مودرين على قديم ، جلست على الكنب بالصالة وسرعان ما وقفت تنطق : بجيب شنطة الإسعافات الأولية
توجهت للمطبخ وبدأت تفك كل دولاب قدامها تدور ، زفرت بتعب تنزل شيلتها وعبايتها ، توجهت للمدخل وكادت تغلق الباب لكنها شافتهم جايين وسهيل بين أياديهم ، ركضت للمطبخ تتخبى فيه ودخل منيف يفك الباب ودخلوا مروان وشجاع وعجلان وأحمد وبينهم سهيل ، نزلوه على الكنب ووقف شجاع ينطق : طلعنا ؟
دخل نجم وهزّ رأسه بالإيجاب ينطق : ايه أطلعوا
مشوا يطلعون ووقف شجاع ينطق : وش بتسوي ؟
كان يمرر نظراته يبي يشوف وين أختفت ، طاحت عيونه على عبايتها وشنطتها بجانب جاكيته وفروته ، زفر بغضّب من صوت شجاع يشح بنظره عن أغراضها وينطق : هاه يا شجاع ؟
شجاع نطق بحدة : وش بتسوي أقول !
نجم : مشينا
طلع نجم وتبعه شجاع وقفل الباب من وراء شجاع ، رفعت رأسها من المطبخ تشوف الصالة فاضية ومشت تركض وصدى كعبها يضرب بالأرض وبمسامع اللي مسند ظهره من خلف الباب ، قفلت الباب بالمفتاح وأرخى يمناه من على المقبض من تأكد أنها قفلت على نفسها ، مشى يغادر مع الرجال ويعتذر من الضيوف ..
« بيت جابر »
دخلت جمان تركض تدور لأشجان مع الزحمة والرقص وأصوات الطبول والألحان ، عضّت شفايفها لثواني ونطقت بصدمة : يا راسي كيف أقول لهم أن الملكة تأجلت !!
لمحت أشجان بجانب غرور وركضت لهم علطول ، أرتطمت بكم حرمه وظلت تردد كلمات الاعتذار حتى وصلت لهم ونطقت بتعب : أشجان
ألتفتت أشجان لها ونطقت : هلا ؟
جمان سحبتها للمطبخ ونطقت أشجان بتوتر : وشفيك لا تربكيني !
أخذت نفس طويل وزفرته تنطق : قولي لغرور الملكة تأجلت جدي طاح على الرجال
شهقت بصدمة تنطق : تستهبلين صح !!؟
جمان رفعت حاجبها تنطق : وش بستفيد ؟
أشجان بتوتر : ما أقدر أقول لغرور كذا تستهبلين !
جمان ضحكت بسخرية وقالت : كل هذا وأنتي أقرب وحدة لها يالله أهم شيء علمت الباقي عليك
طلعت من المطبخ وزفرت أشجان بغضّب تنطق : بتقتلني !
تقدمت تطلع وشافت نجلاء تمشي ، ركضت لها تمسكها وتنطق : عمة بقولك شيء
ألتفتت نجلاء لها ونطقت : أخلصي وش ؟
أشجان بربكة نطقت : جدي طاح على الرجال
توسعت عيونها بصدمة وقالت : هاه !
سكتت أشجان وصرخت نجلاء تنطق : وقفوا الدق لحظة !!
وقفوا الطقاقات وتوقفت الألحان والمعازف ، رجعت نظراتها الغاضّبة على أشجان ونطقت : وش قلتي أنتي ؟
أشجان شّدت على فستانها تنطق : جدي طاح على الرجال والملكة تأجلت
زفرت شاهرة بغضّب توقف وتنطق : وش تقول ذي !
وقفت غرور تنطق بأستغراب : أمي وش صاير ؟!
وقفوا الضيوف ودفعت نجلاء أشجان من طريقها ، مشت تجلس غرور وتجلس بجانبها ، شّدت على كفوف أمها تنطق : لا توتريني وش صاير ! ليه وقفتي الدق ؟؟
انحنت نجلاء تهمس بأذن بنتها ونطقت : جدك مالقى يطيح على الرجال إلا اليوم وتأجلت الملكة
عضّت شفايفها تمنع دموعها تنزل ونطقت بحدة : أكيد نجم ولا شدعوة نأجلها طاح ترا ما مات !
ضربتها نجلاء بخفه تنطق : وجع لك تراه أبوي !
ضحكت غرور تبعد عن أمها وتنطق : لا تمثلين المحبة قدامي بطلع أكلم نجم
نجلاء أبتسمت للضيوف بكلافه ونطقت : اذلفي يمكن تقنعينه
مشت غرور لمنتصف الصالة ونطقت بأبتسامة عريضة : كملوا وشفيكم ؟
بدأت الألحان والدق ووقفوا الحضور يصفقون ويرقصون ، أبتسمت غرور ترقص وتتمايل بغنج وتكبر ، ألتفتت تسحب الفرو الخاص بفستانها تحطه على أكتافها من البرد ، طلعت من بيت أبوها ونطقت بحدة : مسعود !
ألتفت مسعود بصدمة ونطق : أعوذ بالله منك يا إبليس
سحبته مع أذنه تنطق بحدة : أسمع بس يالورع وين نجم !!
مسعود بألم : فكي أذني يا حيو..
دفعته وطاح على رأسه ونزف وبكى مسعود ، زفرت بغضّب تمشي وتتجاهله تمامًا ، طلت برأسها تشوف الرجال بدأوا يطلعون ويركبون سياراتهم ، لمحت نجم بينهم وعضّت شفايفها لثواني تفكر ، ألتفتت خلفها تشوف مسعود يبكي بحضّن أسيل أخته اللي وقفت عاجزه تفهم وش فيه يبكي ومن السبب بالضربة اللي برأسه ، رجعت أنظارها على نجم وشافته يتجه لبيته ، ركضت مع الحديقة حقته وزفرت بغضّب تشوف السور المرتفع ..
« بيت نجم »
أبتسمت بوسع ثغرها من شافت سهيل يتحرك ، تقدمت تضبط شيلتها وتنطق : أخيرًا رجعت لوعيك !
رفع سهيل عيونه عليها ونطق : بنتي الدكتورة يا مرحبا
ضحكت بخفه وقالت : كيف حالك طيب ؟
سهيل رفع نفسه بصعوبة ينطق : طيب طيب وين أنا فيه
جلست بجانبه ونطقت بأستنكار : في بيت أقرب الناس لك غريب ما عرفته
رفع سهيل حاجبة ينطق : نجم ؟
هزّت رأسها بالإيجاب وكمل سهيل ينطق : محد يدخل بيته بناه بدون ما يأخذ رأي أحد وبالمكان اللي كانوا العرب يتهاوشون عليه ويوم جهز ذا البيت ما سوا عزيمة ولا شيء دخله وأخذ دش ولبس بدلته وطلع للقاعدة !
ضحكت بصدمة وقالت : وش هالسطاوه !؟
رفعت عيونها وألتفت سهيل للباب اللي يدق ، وقفت وهج تنطق : حمدلله تطمنت عليك أنا ماشيه بغيت شيء ؟
سهيل هزّ رأسه بالنفي ينطق : سلامتك وسلامة الشايب مترك
أبتسمت تنطق بهدوء نبرتها : سلمك ربي يا عم سهيل
مشت للباب وفتحته ، دخل نجم بإندفاع وشهقت وهج ترجع بخطواتها للخلف ، زفر بضيق يقفل الباب وراه ويرمي شماغه على الكنب ، فزّت وهج من سمعت صوت خلفها وألتفت نجم لنفس الصوت ونطق : استريحي يا دكتورة !
رفعت حاجبها وقالت بصدمة : شلون ؟
نجم ببرود : جدك سرى لبيته
تقدم يسحب سلاحه من على طاولته ويتوجه للصوت اللي صدر من الحديقة ، جلست بصدمة بجانب سهيل تنطق : كيف ؟ يعني راح وخلاني !
أبتسم سهيل ينطق : أزين ما سوا مترك خليني أشبع من حكاويك يا بنتي
أبتسمت بنص ربكتها ونطقت : تسلم والله يا عمي لكن ملحوق على الحكاوي ودي أعرف وين جدي !
وقفت ومشت تتبع نجم ، سحب باب الزجاج المطل على الحديقة يفتحه ووقف بصدمة يشوف غرور واقفة ويدها مجروحة أثر قفزتها من فوق السور ، عضّت شفايفها لثواني ونطقت بحدة : ليه تأجل الملكة ؟؟
توسعت عيونها من ظهرت وهج خلف نجم ونطقت بصدمة : أنا أعرفك !!
ألتفتت وهج يمين يسار ونطقت : أنا ؟
ألتفتت نجم على وهج اللي واقفه خلفه وأبعد يصدّ عنها وينطق : جدك طايح يابنت جابر وأنتي تفكرين بالملكة وليه تأجلت
دخلت غرور بغضّب تنطق : هذا هو جدي طيب وبخير ! وبعدين مين هذي اللي معك ؟؟
توسعت عيون وهج بصدمة وضحكت تنطق : أنا دكتورة سهيل
صرخت غرور بوجهها : انطمي محد كلمك !!
زفرت وهج ونطقت بسخرية : همجيه
تقدمت غرور لنجم اللي واقف خلف سهيل ، جلست بجانب جدها تنطق : جد راضي عليه ؟
سهيل مسك رأسه ينطق : غرور أقصري من صوتك وأنا جدك رأسي والله يوجعني
مسحت طرف خشمها ترفع عيونها لنجم وتنطق : ليه تأجلها وتفشلني قدام العرب ؟؟ ليه ما حسبت حساب كلام الناس
زفر نجم يبعد عنهم ويتوجه للمطبخ وينطق : لأنه وبإختصار ما يهمني كلام الناس يهمني صحة سهيل الباقي كلام فاضي
عضّت شفايفها ترفع عيونها بحقد على وجود وهج بينهم ، أخذت وهج شنطتها وتقدمت للمطبخ تنطق بخجل : نجم
ألتفت نجم عليها وهمس ينطق : سمّي ؟
شابكت يدينها ببعضها تنطق : سمّ الله عدوينك بسألك عن جدي وش حصل له وليه راح بدوني ؟
نجم سكب له شاهي ينطق : والله ما ذكرت أني خويه عشان أعلمك ، ارتاحي الليلة أنتي ضيفه عندنا
خرج من جانبها ونطقت بصدمة : مستحيل البرود !
مسك فروته يسحبها ويمدّها لغرور ينطق : غطي نفسك يا بنت جابر
أخذت فروته تناظر بعيون وهج اللي ساهيه وتفكر بجدها وتحت أثر الوهم اللي عايشه غرور بداخله تحسب وهج غيرانه ، أبتسمت تنطق : شكرًا
سهيل : أبو رماح
تقدم نجم يبعد شماغه ويجلس ونطق : سمّ ؟
سهيل : وين مترك ؟
نجم همس ينطق : برا بس ما ودي تطلع مع زحمة ذا الرجال
أبتسم سهيل ينطق : بعدي والله
ألتفتت غرور لهم تنطق : متى بتخليها ؟
انسدح ينطق : عودي لبيتك يا بنت جابر لما حددنا وقت بيجيك العلم ولو كان من بركات يا سلام !
ميّلت شفايفها بعدم فهم ونطقت : شدخل بركات ؟
ضحك سهيل من فهم ونطق : والله اللي ما أنت بساكت خل بركات منك
أبتسمت غرور تنطق : لا جد ما فهمت
رفع رأسه يشوف وهج تتصل بجوالها ، زفر بضيق ينطق : والله البلشه
وقفت غرور تنطق : بتوصلني ؟
مسح وجهه يسحب شماغه ويتلطم به ، ألتفت ينطق : يا دكتورة
ألتفتت وهج عليه ونطق بجدية : تعالي معي
شّدت على شنطتها تهمس بغضّب : يا كثر ما قلت تعالي معي !
مشت له ونطقت بحدة : جدي وينه ؟!
نجم : يابنت الحلال جدك برا
توسعت عيونها بصدمة وقالت : وليه الكذب ؟
ضحكت غرور بسخرية تنطق : حاسبيه أحسن..
قاطعتها وهج وهي تنطق بحدة : انطمي محد كلمك !
شّدت على فروة نجم بغضّب تسكت ، رفعت عيونها على نجم ونطقت : ممكن أفهم ليه كذبت !
طلع نجم للخارج يشوف الحلّة فاضية ومظلمة والبيوت تقفلت بسكانها ، تقدم يخرج وطلعت غرور خلفه ونطق بحدة : بنت جابر تدلين بيت أبوك ؟
زفرت بغضّب تمشي وتغادر ، طلعت وهج وراهم وشافته واقف ينتظرها ، تقدمت له ونطقت بجدية : أنا ما أعرفك ولا أنت تعرفني وأتمنى ما يتكرر اللي حصل شلون تكذب وتقول جدي راح !
زفر بضيق وقال : علمتك ما خذيت دروس فالتعامل مع..
نطقت وهج بغضّب : بعلمك كيف تتعامل معي بعملك
رفع حاجبة بدهشة من غضّبها ينطق : تحت أمرك يا عذبة الأطباع
صدّ يمشي ووقفت وهج بصدمة من كلمته ، شّدت على شنطتها بربكة ومشت تتبعه ، وصل للبوابات ونطق : بركات
فزّ بركات من نومه يمسح عيونه وينطق : ايوه ؟؟
نجم : فك فكوا رقبتك
ضحك بخرشة يفتح الباب لهم ، طلع نجم يشوف سيارة مترك وتقدم له ينطق : العقيد مترك !
فتح مترك بابه ينزل ونطق : نجم ؟
نجم : كلامي وما برجع فيه واللي هدد بنتكم بيجيك في مجلسك الجمعة الجاية
زفر مترك ونطق : وش يأكد لي أن اللي هدد بنت أمير بيكون متواجد ؟
نجم نطق بحدة : حضوري بيأكد لك يا حضرة العقيد زهب عمرك آل جراح كلهم بيقفلون مجالسك بالحضور وجايين بإعتذار يناسب مقامك وسموها بنت أمير !
مترك أبتسم ينطق : نشوف يا نجم سهيل !
هزّ رأسه نجم يمشي راجع ورفع عينه بدون شعور عليها وهي تركب ، صدّ يدخل للداخل ويركب موتره ما بيروح محل لكن وده يستكن لحاله ، قفل بركات البوابات وغادرت سيارة مترك كونها آخر السيارات بالنسبة للحضور وبمغادرته أنتهت أمسية آل جراح بأقل الخسائر ..
« بيت رماح »
كانت ماسكة الصحن وتطبل عليه ونجد تهزها على الدقة وتتمايل بخصرها ، ضحكت شمايل تنطق : عاشت نجدنا !
وقفت نوير وهي تطبل على الصحن ونطقت : عاشت عاشت
ضحكت أم نجم تنطق : ياجعل أفراحنا دايمة وعلى حسّ نجلاء وبنتها
ضحكوا البنات والحريم منها ، أبتسمت أسيل تبعد رأس مسعود اللي نام بحضّنها ووقفت تربط الشيلة على خصرها وترقص مع نجد ، رفعت شمايل صوت السماعة وضحكوا البنات ونطقوا بصوت واحد : الشكوى لله !
وقفت أم شجاع ترقص على « قفلوا باب المشاريه » مع البنات وصرخت أسيل تنطق : يهوه عاااشت أمي !
ضحكت أم نجم توقف وتنطق : نرقص بعرس نجم باللي يختارها قلبه ان شاءالله !
كانت تصفق وأم نوير تصفق معها ، شمايل منسدحه وحاضّنه رأس مسعود وتصفق وتعزز ، جلست نجد بتعب تنطق : وين دكتورة قلبي ؟
شمايل عضّت شفايفها تنطق : حسايف راحت ولا كان جبناها تنبسط معنا حتى عشاء ما تعشت الله حسيب غرور !
زفرت نجد بزعل تنطق : ياعمري عليها نعوضها ان شاءالله
انحنت أسيل عليهم تنطق : بيضان النوايا بيضان الوجيه !
ضحكوا البنات عليها ونطقت نجد : اي والله لا أحدٍ يشره علينا ولا نشره عليه !
زغرطت شمايل وفزّ مسعود وضحكوا البنات ، تقدمت أم شجاع تشيله وتنطق : بسم الله عليك يا أمي
ضمّها ومشت تطلع لبيتها ، ضحكت أم نجم تنطق : عشتوا
طفت شمايل السماعة ونطقت : عاشوا عاشوا نكمل بعرس نجد ان شاءالله
ألتفتت عليها بحدة ونطقت : خليني أنجح وأعدي فاينل آخر سمستر وأبشري بتزوج
شمايل وسعت عيونها بعدم فهم ونطقت : وش ترطنين أنتي ؟
ضحكت نجد تنطق : Never mind Shosho
« لا تهتمين شوشو »
وقفت شمايل تنطق بحدة : تسبيني أنتي ؟؟
ضحكت أسيل شريكة نجد بالقسم ونطقت : لا تقولك ما يحتاج تعرفين
شمايل خزّتهم تطلع لبيت أبوها ، ضحكت نجد ونطقت : بتنامين ؟
أسيل : ايه والله دايخه
نجد : أجل بكره بعزمكم على حسابي
أسيل رفعت حاجبها تنطق بسخرية : ايه بنشوف آخر شيء تتشحذين نجم يعطيك
ضحكت نجد ترميها بالكعب وتنطق : لا يا تبن ما تعايريني كذا
ضحكت أسيل تطلع من بيت رماح ووقفت نجد تقفل النور وتمشي لغرفتها ..
« سيارة مترك »
ألتفت يشوفها تتأمل الطريق ونطق بهدوء : كيف سهيل ؟
ألتفتت وهج عليه ونطقت : بخير وصحى
سمعت مترك يهمس بالحمد والشكر لربه وأبتسمت تنطق : على أني ما أدري وش صاير بينكم بس ما زلت أشوف الألفة والمحبة بعيونك أنت وياه
تنحنح مترك ينطق : هو صحيح الألفة موجودة لكن ما تمحي سواد أفعاله
وهج تكت بيدها ونطقت : قول لي وش صار
أخذ مترك نفس وزفره وقص الحكاية كاملة لوهج اللي وبمجرد سماعها للحكاية كرهت كل شيء يخص سهيل وحلّته ، شّدت على ذراع جدها بغضّب ونطقت : وأنت شلون تركته يأكل من حلالك ويسكن أهله وربعه بدون ما تقول حرف واحد !
أبتسم مترك بضيق ينطق : لأني مثلك يا بنتي أنتظرت تبرير سهيل وجاني بأبشع طريقه
وهج نطقت بحدة : لا تخبص بين الأمور اللي سواه سهيل ما هو قليل وتبريره فالتراب ما رجع لك بفايده وحده !
مترك : ربك كريم يا وهج بيجيه له يوم حاملٍ مقسوم فعايله لي
زفرت بغضّب تغطي وجهها بكفوفها وتنطق : مستحيل أرجع له مره ثانية مستحيل !!
مترك نطق بفضول : ليه ؟
رفعت رأسها بقوة ونطقت بصدمة : منجدك باقي تسألني ؟ لأنه آذاك وأنا مبدأي بالحياة أهلي خط أحمر عريض واللي يمسّ أهلي بفعل شين أحرقه عشر أضعاف فعلته !
أبتسم مترك بإنتصار ينطق : ما بقول شيء غير الحمد لله أن قرارك جاء من قناعة ذاتك يا وهج
زفرت بغضّب تتحسف على كل شيء سوته لسهيل ، شّدت على فستانها الأحمر من تذكرت موقفها مع نجم بغرفة نجد وكلامه الصادق بأنه يسلم نفسه لمترك ، عضّت شفايفها تغمض عيونها بحرج من تذكرت كلمته لها وسرعان ما تبخرت ذاكرتها من نطق مترك : تتعشين معي ؟ ما عشونا قصار العمار !
ضحكت له تنطق : اي والله حدي جوعانه
أبتسم لها مترك ينطق : يخسى الجوع وأنا جدك
ضحكت وهج بصوت عالي ونطق مترك بضحكه : سفري ولا محلي ؟
وهج أبتسمت تنطق : سفري خل نأكل بالبيت وأحسب حساب عزوز معنا
دخل مترك لخدمة السيارات ونطق : يعقب الفصعون
ضحكت وهج تنطق : جدو حرام والله
مترك : خلاص لعد يصيح علي بطلب له
توسعت عيونها بصدمة وسرعان ما ضحكت ، ضحك مترك وتقدم يعطي الموظف طلباته وطلب وهج ، استلمه من أنتهى وتوجه لقصره ..
« قصر مترك »
وقف عزيز منها ونطق بفرحة : هذي الخاله ولا بلاش ! طلبت جدي يجيب لي عشاء
ضحك أمير ينطق : وين بتلاقي مثل وهج ؟
نطق عزيز بغرور : شدعوة هي اللي وين بتلاقي مثلي
ضحكت هنادي بسخرية تنطق : متربي على يدها ما يحتاج نفس الطبايع
ضحك عزيز يجلس وينطق : يا جعلني افداها بروحي
رفعت مزنه حاجبها تنطق : ماشاءالله ماشاءالله خوش قعدة رومانسية
ضحكوا جميع وصدّت مزنه تخفي ابتسامتها ، رفعت عيونها للباب على دخول مترك شايل وهج بيده نايمه ، وكعبها بيده الثانية ، كانوا مصدومين لحّد ما نفضهم مترك ينطق : بتقوم ولا أقوم عليك ؟
فزّوا أمير وعزيز يجيبون الأكل من السيارة ، تقدمت هنادي تنطق : عمي بتوجعك عطني ياها
رفع حاجبة وقال : وعلى أساس بتقدرين عليها ؟
سكتت تشوفه يمشي فيها للدرج ، عضّت شفايفها بتوتر وخوف على صحة مترك وألتفتت من نطقت مزنه : وهج ما توجع أحد وأخص مترك وهج مثل النسايم خفيفة روح وجسد
تقدمت هنادي وجلست تنطق : الله يستر خفت تكون ثقيلة عليه ويوجعه شيء
نزل مترك ونطق بتعب : هنادي يا بنتي
فزّت واقفه ونطقت : لبيك ؟
مترك : احفظوا أكلها متى ما صحت عطوها تأكل ما كلت شيء من صباح ربي !
مزنه نطقت بدون ما تحط عينها على مترك : وأنت ؟
أبتسم مترك ينطق : مأكل يا رأس المال عند مترك والغناه
تقدم لها يلاحظ خجلها ويسمع ضحكات هنادي ، قبّل كتفها وكفها وجبينها ونطق : بروح أريح خاطرك بشيء ؟ أشري وأرمي عمري ويفنى لك جعلني والله فدا خطاويك يا أم أمير
شّدت مزنه على كفوفه تقبّلها وتنطق : ريح وتصبح على الخير
وقف مترك ونطق بسخرية : قولي تصبح علي يا مزنه ليه الخجل يا أم العيال ؟
ضحكت هنادي وسكتت من ألتفتت مزنه عليها ، توسعت عيونها تضحك وتنطق : عمتي وجهك أحمر !
نطقت مزنه بغضّب : ما يستحي حتى وأنا وهو بهالعمر ما زال كلامه ذرب وأسلوبه عذب وما زال مترك يرخي مزوني !
أبتسمت هنادي تنطق : الله يخليكم لبعض وعسانا ما ننحرم منكم
وقفت مزنه تنطق : امين يارب
مشت لغرفتها بما أنها ما تنام مع مترك ، بطلب منها ولا ما يتركها مترك لكن طلبته وما قوى يكسر خاطرها رغم رغبته فيها طول الدهر ، وقفت هنادي من تأخروا أمير وعزيز ومشت تخرج للحوش ، توسعت عيونها بصدمة من شافتهم يأكلون على العشب ، نطقت بحدة : يويلكم من عمي !
ضحك أمير ينطق : والله حرام نرمي الأكل
جلست هنادي تمدّ يدها وأكلت ثم نطقت : نحفظه لهم ليش نرميه
شهق عزيز ونطق بصدمة : كييف تأكليين شيء ماهو لك !؟؟
توسعت عيونها بصدمة وقالت : وجع شفيك ؟
أمير : حبيبي أكلتي يعني تعتبرين شريكة معنا بالجريمة
ضربته هنادي تنطق بحدة : دخلتوني معكم عشان حبة بطاطس ؟؟
ضحك عزيز ينطق : والله لو هي حبة هيل أن أحسبها
ضحك أمير بصوت عالي وعجزت تقوى قدام ضحكته ، عضّت شفايفها تضحك بخفه وتنطق : دوم بس قوم لا تغصّ
غمز عزيز لجده ينطق : خايفه عليك يا جدي
ضحك أمير يضمّ رأسها له ويقبّله ينطق : لبى كبدها
صدّ عزيز يضرب أسفل صدره وينطق : عليك يا كبدي سلام الصابرين
فزّ من رمى أمير عقاله عليه وضحك ينطق : عافية عليكم أنا كثرت وبيذبحني الكوتش بكره
ركض يدخل وألتفت أمير على هنادي ونطق : تأكلين ؟
هزّت رأسها بالنفي ونطقت : شبعانه والله مشينا ندخل الجو بارد
رفع الأكل ومشى فيه للداخل ودخلت هنادي تتبعه وقفلوا الباب وراهم ..
« ملبورن ، أستراليا »
فتحت عيونها بتعب ومسكت رأسها من الألم الفظيع اللي تحسّ فيه ، عضّت شفايفها تتأمل المكان اللي نامت فيه وسرعان ما توسعت عيونها بصدمة تنطق : أنا وين ؟؟
شّدت اللحاف على جسدها وظلت بمحلها مصدومة وتدعي الفكرة اللي طرت على بالها ما تكون صحيحة ، نزلت نظراتها لجسدها وشهقت تبكي من وجدت نفسها عارية تمامًا ، وقفت مصدومة ومتألمة من رأسها تدور جوالها ، خرج بين من الحمام ونطق : Oh Smo you're finally up !
« اوه سمو لقد أستيقظتي أخيرًا ! »
شّدت سمو على لحافها ونطقت بحدة : What've you done to me !!
« ماذا فعلت بي !! »
ضحك بين ونطق بسخرية : So you don't remember ?
« إذًا أنتي لا تتذكرين ؟ »
بكت سمو بصدمة ونطقت : This can't happen !
« هذا لا يمكن أن يحدث ! »
أبتسم بين يتقدم وصرخت ترفع الزجاجة الموجودة قدامها بوجهه ونطقت : Benjamin stay away from me b !
« بينجامين أبقى بعيدًا عني ! »
رجع بين بخطواته ونطق بصدمة : Chill out babe !
« هدئي من أعصابك عزيزتي ! »
صرخت ترمي زجاجة الواين قدامه ومشى للباب بصدمة ينطق : I'd better leave you alone
« يستحسن أن أتركك لوحدك »
خرج من الشقة وركضت سمو من سمعت صوت جوالها ، وقفت تشوف رقم أمها تتصل فيديو ، شهقت تبكي ومشت تترك الجوال يرن للحمام ، دخلت وأخذت دش طويل مليان تساؤلات عن الليلة الماضية ، متى فقدت الوعي وكيف وصل بها الحال كذا ، لكن عجزت سمو تتذكر شيء واحد من اللي حصل بالليلة الماضية ، خرجت خجلانه من ربها أولًا ثم نفسها ثانيًا وأهلها وثقتهم ، كيف فتاة بالأربعين من عمرها تقع بالخطأ ذا ، جلست ومسكت رأسها تتذكر جميع أحداث يومها السابق ، كانت بالمكتب تدرس للعصر وخرجت بعدها تتقهوى مع صاحباتها وبعدها تتلاشى بقايا الذاكرة من هذي النقطة ، كانت تسمع طنين الجوال بأذنها ومتجاهله قلق هنادي تمامًا لأنها حاليًا تحاسب نفسها على اللي صار لها رغم أن مالها ذنب ، شّدت على منشفتها تتذكر سالفة تحرش أختها وهج وكيف اهتزت العايلة كلها لمن عرفوا وكيف تعبت وهج رغم أنها حول أهلها كيف وضعها الحين وهي بعيدة كل البعد عنهم ومغتربة بمكان ما يكن لها ولا ذرة من شعور الحنية ، وبحالتها هذي قد تكون وبأسوء الاحتمالات تعرضت للأغتصاب ، شهقت تبكي واحتضنت نفسها تهدي من روعها ودها تتخطى اللي يصير لأجل تقوى تروح للمستشفى وتحلل ، هي من شدة التفكير والخوف بأهلها تناست من أختبارها اللي يعقد مساء اليوم ، وقفت للباب تغير كلمة المرور وقفلته مرات عدة وسحبت المفتاح عنه ، مشت لفراشها تضّم نفسها فيه وتنام بعيد عن كل القلق والذعر اللي يحاوطها حاليًا من كل أتجاه ..
« قصر مترك ، منتصف الليل »
تثاوبت بتعب وألتفتت من تقدم أمير ينطق : للحين تدقين عليها ومن صباح ربي أكيد نايمه وأنتي تعالي نامي !
هنادي نطقت بخوف : ما أدري حاسه فيها شيء وأساسًا قالت لي أمس العصر لمن خرجت من المكتب أدق عليها الصباح عشان تروح لأختبارها
أمير أبتسم ينطق : يا بنت الحلال ما فيها شيء وأكيد بتصحى تعالي نامي
عضّت شفايفها بتوتر ونطقت : خايفه يكون صار لها شيء ويعصب عمي ويحط اللوم عليك وأنك ما سفرتها بمحرم
أبتسم أمير بسخرية ينطق : يحطه علي أنا أدرى بمستقبل بناتي ومثل ما حط لوم وهج علي وتحملته بتحمل سمو لن ما أغلى من وهج إلا سمو الأمير
تقدمت تقفل جوالها وتنسدح بجانبه ، كان يقبّل كتفها ويريح بالها ويهدي ضميرها لحّد ما أستسلمت للنوم بأحضانه ..
« حلّة سهيل »
نزل من موتره ومشى لبيته ، ألتفت لباب مجلس سهيل المفتوح وتقدم يدخله ، رفع سهيل رأسه ونطق : حي الله نجم سهيل
تقدم نجم ينطق : الله يبقي سهيل
جلس بجانب جده ومسك سهيل ركبة نجم ينطق : وش بخاطرك ؟
نجم : سلامتك وش مصحيك !
سهيل : مابعد نمت عشان أصحى
نجم : وش بخاطرك ؟
سهيل أبتسم ينطق : ما عليك مني وش سويت للدكتورة ؟
صدّ نجم يخفي رغبته بالسؤال عنها وعن أسمها وعن رغبته بخوض مليون حوار عنوان مقدمته وهج ، ألتفت لسهيل ونطق : وصلتها عند أبوها
سهيل : ما هو أبوها وأنا جدك حفيدته
نجم : اللي هو
سهيل : وش قلت لمترك ؟
نجم : عرفته من القطاع الدبلوماسي
سهيل هزّ رأسه بالإيجاب وكمل نجم يقول : علمته يزهب عمره ويجهز مجلسه الجمعة الجاية
رفع سهيل حاجبة ونطق بعدم فهم : ليه ؟
نجم : بعتذر منه
ضحك سهيل بسخرية ينطق : ووشو له يجهز مجلسه ؟؟
انسدح نجم ينزع شماغه وينطق : لما حضر النجم توقف الرجال صفوف وتفتح مجالس يا سهيل والترحيب يبدأ من لحظة حضوري !
ضحك سهيل ينطق : تعجبني حاسب لنفسك ألف حساب
نجم : حاسب لنفسي عد النجوم بالثريا وعد الحصى بالثراء !
سهيل : وش ناوي عليه يا نجم ؟
نجم : زهب عمرك يا حضرة اللواء
أبتسم سهيل ينطق : ننتظر خبر منك يا حضرة المقدم
غمض عيونه ينطق : أرقد يا سهيل جعل أرضك يعمها السيل
غمض سهيل عيونه وتاره يفتحها يتفقد نجم بجانبه نايم لحّد ما طغى النوم عليه ونام ..

انسدح نجم ينزع شماغه وينطق : لما حضر النجم توقف الرجال صفوف وتفتح مجالس يا سهيل والترحيب يبدأ من لحظة حضوري !
ضحك سهيل ينطق : تعجبني حاسب لنفسك ألف حساب
نجم : حاسب لنفسي عد النجوم بالثريا وعد الحصى بالثراء !
سهيل : وش ناوي عليه يا نجم ؟
نجم : زهب عمرك يا حضرة اللواء
أبتسم سهيل ينطق : ننتظر خبر منك يا حضرة المقدم
غمض عيونه ينطق : أرقد يا سهيل جعل أرضك يعمها السيل
غمض سهيل عيونه وتاره يفتحها يتفقد نجم بجانبه نايم لحّد ما طغى النوم عليه ونام ..
« قصر مترك ، فجرًا »
صحت مفجوعه من صوت جوالها ، رفعته تقرأ أسم سمو أختها وفتحته علطول تنطق : يا صباح الخير سمو الزين ؟
أبتسمت سمو بقلق تنطق : صباح النور وهج الدنيا صحيتك ؟
أبتسمت تنطق : تبين الصدق ولا ولد عمه ؟
تنهدت سمو تنطق : مو وقته حولك أحد ؟
وقفت وهج تبتعد عن السرير وتنطق : بسم الله سمو فيك شيء يا حبيبة أختك ؟
عضّت شفايفها ما ودها تبكي وتنهار قدام أختها الصغيرة وظلت ساكته رغم نداء وهج عليها ، نطقت بحدة : سمو !!
تنحنحت تنطق : معك
وهج نطقت بغضّب : ايوه وش فيك ؟ تكلمي !
رفعت سمو رأسها من نادتها الدكتورة ووقفت تنطق : وهج بكلمك اصبري
وهج توسعت عيونها بصدمة وضحكت تنطق : تستهبليـ..
قاطعت كلامها من قفلت وعضّت شفايفها بغضّب ، ألتفتت تدور ما تدري لمين تروح ، زفرت بغضّب تنطق : مستحيل أقول لماما وأقلقها وأنا ما عندي العلم الأكيد !
مشت تخرج من غرفتها ، شبعانه نوم بس جوعانه حيل ، دخلت المطبخ ومشت للثلاجة تدور شيء تأكله ، فتحتها وأبتسمت تنطق : جدو !
ضحكت تطلع أكلها ومشت للمايكرويف تسخنه ودخلته تشغل عليه ، رفعت جوالها تدخل الواتس ورفعت حاجبها من شافت رقم غريب مرسل لها ، دخلت على الشات تقرأ المكتوب : سلام كيفك ؟
وبالرسالة الثانية : أنتي الدكتورة ؟
شافت وقت الرسايل وكان قريب قبل نصف ساعة ، ردت بـ : عليكم السلام بخير ، ايه مين معي ؟
دخلت على الملف الشخصي وكانت صورة رجل قدرت عمره فالستين لابس بدلة عسكرية ، دخلتها تكبر لأجل تقرأ أسمه على صدره واللي كان « رماح بن سهيل آل جراح » ، خرجت من الصورة تقرأ أسم الشخص وكان « نَ » ، زفرت بتوتر تنطق : مين وكيف جاب رقمي ؟! معقولة شمايل ؟ بس ليش حاطه أسمها حرف النون !
عضّت شفايفها وألتفتت على صافرة المايكرويف معلنه أنتهاء التسخين ، سحبت أكلها ومشت للصالة ، رفعت عيونها على الساعة وكانت الثالثة فجرًا ، أبتسمت تنطق : كيف عرفت أني سعودية ! أكل مضغوط الساعة ثلاث الفجر
ضحكت بسخرية وبدأت تقلب بالانستقرام على صور فساتين وطلعات وتتوريال ميكب وحتى طبخات ، رفعت عيونها لإشعار الواتس اللي وصلها من نفس الرقم يقول ..
« مستشفى النساء والاطفال ، أستراليا »
دخلت غرفة الدكتورة وجلست ، عضّت شفايفها بتوتر ونطقت : I'm afraid that I got raped !
« أخشى أنني تعرضت للإغتصاب ! »
بدأت الدكتورة تطرح عليها مختلف الأسئلة وكان النفي من جهة سمو ، كانت تسألها لو هي تشعر بألم في عدة مناطق لكن سمو كانت تنفي ذلك تمامًا ، سكتت الدكتورة ومشت مع سمو يحللون ومن أنتهت نطقت : How much does it take ?
« كم يستغرق ذلك ؟ »
الدكتورة كلارك : A few hours
« بضعة ساعات »
زفرت بتوتر وتعب تنطق : Okay, I left my phone number on your desk. I'm leaving to take a test
« حسنًا لقد تركت رقم هاتفي على مكتبك سأغادر لخوض أختبار »
الدكتورة كلارك أبتسمت تنطق : Good luck with your test and Smo don't worry about the analysis
« حظًا موفقًا مع إختبارك و سمو لا تقلقين بشأن التحاليل ! »
هزّت رأسها ومشت تطلع من المستشفى ، رفعت جوالها تتصل على وهج ..
« قصر مترك »
كانت تتأمل الإشعار ورفعت إصبعها بتدخله لكن وصلها إتصال سمو وزفرت بغضّب تنطق : يا حيوانه وربي لو ما تتكلمين !
سمو نطقت بخيبة آمل : تعرفين بين صح ؟
وهج : ايه يا شينه اللي كان يحاول يغش منك ؟
سمو : ايه
وهج : وش فيه بعد ؟
سمو عضّت شفايفها صعب عليها تنطق الكلمة وهي لسى ما تأكدت من التحاليل ، كان وجه الدكتورة يبشرها بكل شيء كويس لكن الشكوك كانت تطغى ، زفرت بتوتر تنطق : قبل شوي طلبني أغششه بالإختبار اللي اليوم
زفرت وهج بغضّب تنطق : بيتصفق ذا تراه فلها !
أبتسمت سمو ونطقت وهج : متى إختبارك ؟
سمو : بعد أربعين دقيقة
وهج : تمام وش مسويه ؟ وقبل شوي وين كنتي ؟
سمو نطقت بتوتر : بالمقهى أخذت لي قهوة ورايحة الكلية
وهج أبتسمت تنطق : بنجيك بعد كم أسبوع كم نسبة حماسك ؟
عضّت شفايفها تمنع دموعها تنزل ونطقت : كيف عزيز ؟
زفرت وهج بعصبية تنطق : تسوقين أمها سمو ؟ اسألك عن حماسك لشوفي وتسأليني عن ولدك العاق ؟
ضحكت ونزلت دموعها بحرقة ، جلست على أحد المقاعد ونطقت : وحشتوني يا وهج وحشني ولدي وحضنه وأمانه ودفء حكاويه !
عدّلت جلستها تنطق : سمو تكفين لا تقولين إنك تبكين ؟؟
مسحت دموعها بعنّف وقالت : أنا ؟ شدعوة
وهج : ايه أشوى بغيت أجيك علطول
سمو أبتسمت تنطق : والله كنت متحمسة بس حاليًا ما أبغى إلا الستر
ضحكت وهج تنطق : تراك دافوره شدي حيلك يا مصطفى
عضّت شفايفها ونطقت : بإذن الله أرفع رؤوسكم
وهج : ايه منزمان ما حشينا باقي معك وقت صح ؟
سمو وقفت تتوجه لأحد المقاهي ونطقت : ايه معي وقت
وهج : تخيلي رجعت للطب المنزلي
سمو : متى تركتيه أساسًا ؟
وهج : مو بعد السالفة ذيك..
قاطعتها سمو وهي تنطق : ايه ايه رجعتي للبيوت قصدك ؟
وهج هزّت رأسها بالإيجاب ظنًا منها أن سمو تشوفها ونطقت : ايه
سمو نطقت بتعزيز : تعجبيننييي
ضحكت وهج تنطق : أحبك مره
سمو : أموت فيك ، ايه وش بعد ؟
وهج : وش صار على قيس حقك ؟
سمو رفعت عيونها تشوف لوحة الطلبات ونطقت : نيار ؟
وهج : ايه أبوه لعزوز
ضحكت بسخرية وقالت : وهج وشفيك ! خلعته إنتهت الحكاية
وهج : أدري بس ما رجع ينشد عنك يعني ؟
سمو هزّت رأسها بالنفي تنطق : هنا في ملبورن يخسي العلم عندكم فالسعودية
وهج أبتسمت تنطق : والله أزعج أبوي وجدو وأزعجني أنا بعد وبعدها بفترة أختفى قلت يمكن لحقك
سمو : أهم شيء عزوز ما يروح معه ؟
وهج رفعت كتوفها بعدم معرفة ونطقت : والله ما أدري بعدين وش دخلك أبوه خليهم بتحرمينه من ولده ؟؟
سمو نطقت بغضّب : ايه اللي حرمني أكمل دراستي وحرمني الطلعة من البيت وهو ما يرجع إلا آخر الليل وما أدري من وين جاي ينحرم من ولده
وهج : عشان كذا ما أبغى أتزوج
سمو : كفو عليك والله أصلاً وصولك للسابعة والعشرين وأنتي لسى عند أهلي أحسن شيء مو مثلي مالت علي
ضحكت وهج تنطق : صدق متى جبتي عزوز ؟
سمو ضحكت تكمل وتنطق : تزوجت وأنا لسى ثمنطعش وجبته بالتسعطعش
ضحكت وهج بصدمة وقالت : وماما جابتني بعدك ؟؟ وش الغش ذا
سمو : ماما قالوا لها معاد تقدر تنجب من بعدي لأن ولادتها فيني تعسرت وسبحانه كيف قدرها تجيبك مع إنك تعبتيها ودخلت العناية بعدك بس حمدلله على وجودك ووجودها الله يطول بعمرها
وهج أبتسمت تنطق : ايه قالت لي وامين يارب
وصلت سمو للمحاسب بعد سرى طويل ونطقت : وهجي بقفل تمام ؟
وهج أبتسمت تنطق : براحتك وبالتوفيق
أبتسمت سمو تنطق بصدق شعور : أحبك ياوهج الدنيا وما تدرين كيف غيرتي مزاجي تمامًا والله مسكين اللي ماعنده وهج ومسكين اللي ماعرفك بحياته
وهج أبتسمت بخجل تنطق : يوه خلاص لا تمدحين !!
ضحكت سمو تنطق : باي حبي
قفلت الجوال ومشت وهج لغرفتها تنتظر الأذان لأجل تصلي وترجع تنام كم ساعة ، جلست على سريرها وفتحت الواتس تشوف نفس الرقم مرسل ، شهقت بصدمة وقالت : نسيت منه !!
دخلت على الشات ولقت ثلاث رسايل محذوفه ، ضربت السرير بغضّب تنطق : ياخي لا !
عضّت شفايفها ترسل بفضول : وش حذفت ؟؟
ضغطت على زر الإرسال ورفعت رأسها من سمعت صوت الأذان ووقفت تتجه للمغسله ، توضأت وصلت الفجر ومشت تمسك مصحفها ، قرأت ورد يومها ورجعته بمكانه ، رفعت سجادتها ومشت لسريرها ، دخلت الواتس وزفرت بغضّب من ما لقت إجابة ، دخلت تحذف رسالتها وتقفل جوالها ، انسدحت تحاول تعرف مين وغلبها النوم كالمعتاد ونامت ..
« حلّة سهيل ، بيت جابر »
رفعت عيونها لعجلة غرور وهي تحاول تجمع كم صنف من السفرة ونطقت : خير خير وين رايحة ؟
غرور أبتسمت تنطق : بفطر مع جدي وخطيبي
زفرت نجلاء تجلس وتنطق : روحي وأنتبهي لنفسك
هزّت رأسها ومشت تسحب ثلاث كاسات شاي ومدّت يدها على البراد ومسكته نجلاء تنطق : يا غبيه خليه يسوي لك شاهي
أبتسمت غرور بوسع ثغرها تنطق : تمام
طلعت من البيت تمشي للمجلس ، نزلت برقعها ودخلت للمجلس تتأكد من وجودهم ولقت جدها لكن نجم ماله أثر رغم أغراضه وجواله وشماغه اللي بجانب سهيل ، أبتسمت تسلم ونطقت : وش حالك يا جدي ؟
أبتسم سهيل ينطق : يالله حييّها بنت النجلاء
أبتسمت تنطق بهدوء : الله يطول بعمرك
رفعت عيونها لوجود الجوهرة ونطقت : كيفك يا جده ؟
الجوهرة نطقت بهدوء : بخير نحمد ربي ونشكره
رجعت أنظارها على سهيل ونطقت : جيتك بالفطور اللي يحبه قلبك بس بنشدك وين رفيقك ؟
ضحك سهيل ينطق : ما تقصرين يا غرور ورفيقي بيجيك الحين
شّدت على الصينية بحماس وألتفتت تشوف الجوهرة واقفة والعنود تناديها ، مشت تخرج ودخل نجم ينطق : مرحبا
أبتسمت الجوهرة تضّمه وتنطق : مرحبا باللي لما جاني دبل كبدي ولما أنه غاب عني ولو ساعه تباطيته يا مرحبا بحبيب جدته
كان مرخي ذراعينه وهو ما عهد إنه يضّم أحد ، قبّل كتفها ورأسها ينطق : ناقص عليك شيء ؟
الجوهرة أبتسمت تنطق : لا يا ولدي سلامتك
نجم : أجل خليني أشوف الشيبه
أبتسمت الجوهرة تبتعد عنه وتنطق : خذ وقتك
مشت وتبعتها العنود تنطق : نجم شخبارك ؟
رفع نجم ذراعه على صدره ونطق : يا مرحبا يا أخت غيث طيبين ونسلم عليك
أبتسمت تنطق : الله يسلمك
مشت تتبع الجوهرة ، دخل نجم ونطق : بنت جابر وش عندك ؟
جلس بجانب سهيل عند أغراضه ونطقت غرور : جبت لكم فطور
نجم ألتفت على سهيل ينطق : بالعافية أنا ماشي
سهيل مسكه ينطق بترجي : لا تكسر بخاطرها بالنهاية هي خطيبتك أكل لقمه وحده عشاني لو ماهو عشانها !
أبتسمت من تقدم نجم يسحب الخبز ، مسكت كُم ثوبه تنطق : جبت فروتك وين أحطها ؟
سحب نجم ذراعه ونطق : نزليها هنيا لما مشيت خذيتها
غرور : نجم
رفع عيونه عليها ونطقت : تسوي لنا شاهي ؟
أبتسم سهيل ينطق : والله اللي جبتيها
كان ساكن ويتأملها بدون صوت ، عضّت شفايفها بتوتر من نظراته وتقدم يقرب لها ، كانت تحلف أن صوت ضربات قلبها تنسمع من قوتها ، شهقت من ضرب رأسها ونطق : المعذرة بس كان على رأسك جرادة
صرخت برعب توقف وصدّ نجم يوقف وينطق : ودكم بالشاهي علموا بركات يسوي لكم بدال ما تعلمونه عن الخطبي والزواجات
سحب شماغه ومشى يطلع من عندهم ، ضربت الأرض بقهر ووقفت تنطق : بروح أبدل وأجيك
ضحك سهيل ينطق بسخرية : شلي فطورك معك يا بنت نجلاء وقولي للي سواه عطبت يده على الفطور اللي ما أعطيه الغنم !
توسعت عيونها بصدمة وقالت : جد..جدي أنا اللي سويته !
عدّل سهيل جلسته ونطق : أجل الله يعوض نجم
حسّت ببلعومها يحترق من الغصة ومشت تركض للخارج بفطورها ، كانت تبكي بحسرة ، ولا شيء من اللي رجته حصل ورجعت لبيت أبوها مكسورة لا من نجم ولا من سهيل ..
« المزرعة »
كان مثبت الرشاش على كتفه ويصيد الزجاجات اللي يصفها عجلان قدامه ، تقدم شجاع يشوف نجم مركز بالرشاش وعجلان عنده ، جلس بجانب عجلان ينطق : غريب رجع هنا ؟
عجلان : حتى أنت لاحظت ؟
شجاع : ايه أجل الموضوع خطير
ركض أحمد ينطق بصدمة : من اللي يطلق ؟؟
آشروا شجاع وعجلان على نجم اللي لابس سماعاته ومركز على الأهداف الموجودة قدامه ، تقدم أحمد ينطق : الله يأخذكم أحسب قامت الحرب علينا
ضحكوا أثنينهم وتقدم يجلس بينهم ، زفر عجلان من التفكير ونطق : آخر مره جاء هنا ليه ؟
شجاع ضحك ينطق : عشانه طاح في ممثله أجنبية شافها بمسلسل أتذكره كان يقول ليتني حرامي عشانها شرطية
ضحك أحمد بصدمة ينطق : أحلف
ألتفت نجم عليهم وأطلق فوق رؤوسهم ، صرخوا عجلان وأحمد عكس شجاع اللي كان متعود على صوت الطلق والرصاص ، تقدم ينطق بحدة : شجاع ما عندك دوام ؟
شجاع رفع عيونه له ينطق : إلا ليه ؟
نجم نطق بغضّب وهو يعيد تلقيم السلاح بالرصاص : ليتك تسرح لدوامك وتبدأ يومك بشيء تستفيد منه ماهو الهرج والحكي معهم كأنكم حريم !
وقف أحمد ينطق : حشم أني عمك
رفع حاجبة وقال بسخرية : حميد أزعجتنا تراك أصغر مني ؟
أحمد نطق بحدة : حتى ولو عمك يعني عمك يا كلب
رفعه نجم وبطحه وصرخ أحمد بألم ، وقف يبتعد عنه وينطق : أبو مسلط ألحقني كان ودك تخاويني
مشى عجلان يرفع أحمد ويساعده ونطق : شجاع حاول تلقط منه شيء
شجاع : يا أخوي سالفة الممثله كانت قبل حوالي خمسطعشر سنة !
ضربه عجلان ينطق بصدمة : تستهبل أنت ؟؟ يعني له خمسطعش سنة ما جاء المحل ذا ؟!
شجاع هزّ رأسه بالإيجاب ينطق : وربي ما قد جاه مثل كذا صح يجي معنا ويضرب كم وحدة بس ما يلبس السماعة ويركز ويضرب كم هدف يحاول يشغل نفسه وبعدها علطول يقرر يمشي للقاعدة الموضوع فيه بنت وسلامتكم !!
مشى شجاع يلحق نجم ونطق أحمد : معقول غرور ؟
عجلان : مافيه غيرها شكله طاح وبيرضخ للعرس
ضحك أحمد بألم ونطق : كسر ظهري كسروه
ضحك عجلان ينطق : تستاهل يا عمه
ضربه أحمد ونطق : اذلف لبيتكم يا أسوء جار فالتاريخ
مسكه عجلان ينطق : بالله كم عمرك ؟
أحمد : بيني وبين نجم سنة وعشر شهور بس يحب يهايط ولد أخوي
ضحك عجلان ينطق : وبيني وبينك سنتين ياحبيبي
توسعت عيونه بصدمة وقال : اسألك بالله أنت أكبر من نجم وشجاع ؟؟
عجلان هزّ رأسه بالإيجاب ونطق : وأنا ونجم وشجاع أكبر منك
زفر ينطق بسخرية : واحترامي واجب عليهم المهطف
دفعه عجلان ينطق : بس تخسى تفرضه عليه يا هطف !
ركض عجلان يطلع من البوابة وهو يضحك على صراخ وشتايم أحمد عليه وعليهم ..
« بسيارة نجم ، أمام القاعدة »
فتح جواله ينزل من السيارة ونزل شجاع معه ، عدّل البريهه على رأسه وفتح الواتس يقرأ الرسايل ، كان مندمج ولاحظ شجاع أنه راح بعالم ثاني ، تقدم يخبط كتفه وينطق : مشينا
قفل الجوال ومشى يدخل مع شجاع اللي كان يلاحظ أصغر وأبسط التصرفات من نجم عشان يحكم عليه بالأدلة والبراهين ، دخل المكتب ودخل شجاع معه ينطق : أبوي بيسوي لك عشاء
نجم : أكرمكم الله وشو له الكلافه ؟
جلس شجاع ونطق : يا رجال مامن كلافه إلا وش الجدول الويك إند الجاي ؟
نجم رفع عينه لشجاع ونطق : تونا بيوم السبت وأنت تفكر بالويك إند ؟
شجاع : ياخي أنت ما أنت على بعضك فيه شيء ؟
رفع حاجبة بدهشة ينطق : توكل على الله يا شجاع
شجاع ضرب المكتب بخفه ينطق : وربي إني حاس وش علمني
وقف يرجع الملفات ونطق : اذلف
شجاع : بنت صح ؟
ألتفت على شجاع بصدمة ونطق : شجاع !
شجاع ضحك ينطق : لا تكون هي بس
أنقبض قلبه من وضح توتره وربكته ونطق بهدوء يعكسها تمامًا : من هي ؟
شجاع نطق بسخرية : غرور !
نجم زفر بربكة يتقدم ويمسك كتوف شجاع وينطق : الله عليك كيف عرفت ؟ ولا مكشوف
نطق شجاع بصدمة : وربي ما توقعت بس الله يزيدها وتعرسون ونفتك
دفعه خارج المكتب ونطق بحدة : لا تشوفك عيني وأترك منك الكلام الزايد السكوت زين واللي سكوته ساتره يا شجاع يمكن يعريه الكلام !
أبتسم شجاع يضرب تحية وينطق : أبشر ولا تنسى غرور
ضحك يغادر وزفر نجم يدخل لمكتبه ويتجاهل كلام شجاع ، ألتفت من تقدم الضابط ينطق : حضرة المقدم
نجم : مرحبا ؟
الضابط : اللواء ركن كايد يبيك برا
هزّ رأسه بالإيجاب يمشي والضابط خلفه ، طلع يشوف المطر يرش والجنود صافين صفوف ، تقدم مع اللواء ركن ينطق : سمّ ؟
كايد : قدامك جنود وأخترت يكون تدريبهم على يدك يا نجم
نجم ضرب تحية ينطق : تحت أمرك
كايد : بتنطلق معهم في مهمة بعد شهر دربهم على أساس ذلك
هزّ رأسه بالإيجاب ونطق كايد : استرح
مشى كايد من جانب نجم والضابط خلفه ، ألتفت يشوفهم وضربوا تحية للواقف قدامهم ، زفر يضبط لبسه ونطق بإنتصار داخلي : والله ولقينا اللي بيشغلنا عن سهيل والجماعة
رفع صوته بحدة وعيونه عليهم : ثابت يا عسكر !
كانوا واقفين ينتظرون منه آمر ثاني ، تقدم لهم ونطق بجدية : أنا المقدم نجم آل جراح مدربكم الحالي حتى إصدار قرار ثاني من جهة اللواء ركن كايد آل حمد ، أسترح
استراحوا جميعهم وبدأ نجم فيهم واحد تلو الآخر تدريب من النوع الثقيل ، جميعهم خريجين برتبة ملازم أول ويسعون للترقية من تحت تدريبه مثل ماهو يسعى للترقية على تدريبهم وتأهيلهم وخوض أحد المهمات الصعبة معهم ، مر اليوم على نجم وهو تحت المطر وضرب الصواعق وما رفت عينه جفن عنهم كان يشتغل بجهد كبير وهمة عالية ، شيء عهدوه الكل وكيف أن نجم يحب العمل ومجتهد فيه والكل شاهد على ثمار تعبه اللي جناها بعرق جبينه ..
« المستشفى »
دخلت وأبتسمت من سبقها عزيز ونطق : تشترين لي قهوة ؟
وهج : طيب بس مو الحين عندي شغلة بسيطة أحلها وأجيك
عزيز مسك كتوفها يقبّل رأسها وينطق : وهج الدنييييا كلها
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : أبعد كم مره بقولك !
ضحك يبتعد عنها وينطق بصوت عالي : حبيبة روحي أنتي
بدأوا الممرضين كافة يتهامسون فيما بينهم ، عضّت شفايفها تمشي وتهمس بخجل : والله أني خالته العاق !
تقدمت لمكتب المدير ، زفرت بغضّب من فعايل عزيز وبدأت تنظم نفسها ، مسكت المقبض وانفتح من الجهة الأخرى ، وقف مروان بوجهها ونطق : معليش
مر يتخطاها وتقدمت تضرب الباب ، زفر أبو مروان بغضّب ينطق : مروان أنقلـ..
سكت من شافها واقفه وتنحنح يجلس وينطق : دكتورة وهج صح ؟
هزّت رأسها بالإيجاب ونطق : شفت إيميلك
ظلت واقفه مكانها تشتم اللحظة اللي فكرت تدخل فيها عليه ، الأكيد أنه معصب ومستحيل يقبل رغبتها ، رفعت رأسها من نطق : تفضلي !
قفلت الباب وراها ومشت تتقدم ، جلست على المقعد أمامه ونطق بجدية : أنا ما لقيت الدكتورة الكفو اللي تأخذ مكانك ولا ودي أضغط عليك بسالفة تأخيرك عن الدوام وأجبرك على خدمة الوالد الله يطول لنا بعمره
وهج : بس أنا معاد عندي المقدرة على علاجه
أبو مروان : وهج تصبرين عشان خاطري هالأسبوع ؟ وتذكري كل مره ساعدتك فيها بموضوع التأخير
عضّت شفايفها لثواني تفكر بإجابة ، هي معاد لقت الألفة والراحة اللي كانت تلاقيها بكل مرة تشوف سهيل ، بعد حديثها المطول مع مترك ورؤيتها لوجه جدها وتعبه وحسرته وانهياره رغم ثباته ، كل حاجه لمحتها وسمعتها كانت كافيه وزود في أنها ما تضمن حياتها وراحة بالها عند سهيل ، رفعت عيونها ونطقت بهدوء : بس هالأسبوع ؟
أبتسم أبو مروان ينطق : ايه ايه
وقفت وهج ونطقت : أتمنى تكون جاد معي لأني بعد أسبوع ما راح أكون متوفرة عندي جدول ومرضى غير والدك
مشت تعطيه ظهرها وتخرج ، زفرت بتوتر تنطق : رد ؟
سحبت جوالها من اللابكوت الخاص فيها وفتحت الواتس وشافت أربع رسايل ، أبتسمت تدخل وتقرأ المكتوب بالأربع رسايل :
هلا والله وهج ، ليه حذفتي ؟ عشاني حذفت يعني ، أنا نجد وودي أتكلم معك عن اللي صار بغرفتي لأني شاكه بشيء ، متى بتجين للحلّة مره ثانية ؟
ضحكت بصدمة وقالت : نجد ؟؟ يا صدمتي
بدأت تمرر أصابعها على الكيبورد ولآخر لحظة قبل ترسل حذفت كلامها وكبست على زر الرسائل الصوتية وبدأت تسجل ، أنتهت من التسجيل وقفلت جوالها تنطق : معقولة سجلت رقمها عندي بعدين أتصلت على نفسها ؟
رفعت عيونها تشوف عزيز جالس والبنات حوله يسولفون معه ، تقدم ووقفت ينطق بصدمة : جات الحكومة سلام !
سحبها مع ذراعها يدخلها تحت ذراعه وينطق : القهوة ؟
وهج ضحكت بسخرية تنطق : تخسى خلهم يطلبون لك معهم
رفع حاجبة بإستغباء : مين ؟
وهج دفعته عنها ونطقت : اللي كنت داقها حنك معهم
مشت وضحك يناديها لكنها تجاهلته تمامًا ، دخلت المكتب ونطقت : سلام بنات
وقفت كيناز تنطق : يا واحشني !!
أبتسمت بكلافه تنطق : ناز رجعتي ؟
أبتسمت كيناز تحتضّنها وتنطق : أبشرك خلصت التكليف !
ألتفتت تشوف ليلى وأبتسمت لها تنطق : وكيف ؟
كيناز : حلو بس يتعب صراحة المهم كويس شفتك قبل أمشي
وهج جلست على مكتبها تنطق : وين ؟
كيناز : عندي إجازة يومين جيت أوقع وأمشي
وهج : حسافه كنت بفطرك على حسابي
كيناز : نعيدها بعدين قمري
مشت تخرج من المكتب ، ألتفتت ليلى تنطق بحماس : ايه ؟ وش حصل بالملكة !!
وهج : ولا شيء مهم
ليلى رفعت حاجبها وقالت : أقول
وهج أبتسمت تنطق : خلاص خليني أخلص بعدها نطلع سوا
ليلى ضحكت بسخرية وقالت : جوي الخفيف جوي
ضحكت وهج توقف وتخرج تكمل شغلها في حدود المستشفى ..
« حلّة سهيل ، المغرب »
دخلت بموتره ووقف ينزل بدون شجاع ، زفر بتعب ينزع البريهه مع على رأسه ويمشي لبيته ، ألتفت يشوف نجد واقفه عند باب المجلس وتتنصت ، مشى نجم لها ورفعها على ظهره ، صرخت برعب ونطق بحدة : أقطعي صوتك يا بنت !
ضربته برعب وقالت بحدة : وجع وجع ما تعرف تطلع صوت بغيت أموت !!
مشى فيها لبيته ونطق : أنا ما قلت لك تبتعدين عن سهيل ؟
نزلها ورفع حاجبة يشوفها تبتسم ونطق : وش ؟
نجد ضحكت بخجل تنطق : ياخي يازينك وأنت خايف علي
صدّ يستغفر وفتح الباب ومشت تدخل معه ، جلست على الكنب تنطق : واضح تعبان أسوي لك شيء ؟
ألتفت نجم لها ونطق : وش تعرفين تسوين ؟
ضحكت بصدمة وقالت : لا كذا إسقاط بحقي وبأخذ بخاطري ترا
نجم : ودك تأخذين ولا ما ودك مطبخي لا تعفسينه
وقفت تعانده ونطقت : خذ لك دش وتعال تقهوى معي
طلع نجم من عندها ومشت للمطبخ تسوي كيك سادة وشاي ، أنتهت وحضرتها بصينية ومشت للصالة ، جلست وسحبت جوالها تفتح الواتس ، أبتسمت بوسع ثغرها من شافت رسالة صوتية من وهج على دخول نجم للصالة وبدون ما تنتبه عليه شغلت الصوت وهي تنطق : هلا بك والله يا نجد انصدمت صراحة كيف خذتي رقمي ؟ والله يا حياتي أنا جدولي مع جدك الأحد والأربعاء وأبشري لمن أجيك بنتكلم عن كل شيء ودك تعرفينه بس ضروري تقولين لي كيف خذتي رقمي !
ضحكت بفرحة من سماع صوتها وسوالفها ورفعت رأسها وسرعان ما تلاشت فرحتها تنطق : نجم..
كان واقف يستمع لكل شيء لكن ملامحه ما كانت تبشر بالخير ، كان وكأنه غاضب من اللي سمعه وأنه ما كان يرغب بسماع صوتها ، وقفت نجد ونطقت : بسم الله متى جيت ؟!
تنحنح يتقدم ويجلس معها ونطق : الحين جيت
زفرت براحة وجلست تنطق : كويس أصب لك ؟
نجم : عشان جهدك بأخذ كاسه
ضحكت تصّب له ونطقت : خوفي معاد تقوى تقوم ؟
أخذها منها وترشفه ينطق بدهشة : حليو
ضحكت تضرب كتفه ونطقت : بالله نجم خلك كذا دايم سولف لي عن أحداث يومك وعن ما يجول بخاطرك
ارتخى نجم وثبت رأسه على ذراعه ينطق : ما ودي أعلقك فيني ويصير مثل قبل وتزعلين يا دلوعه
ضحكت بخفه وقالت : لا لا أوعدك ما أزعل بس أوعدني تحضر تخرجي
صدّ عن عيونها ونطق يغير الموضوع لأنه ما يضمن حياته فالميادين : من كنتي تراسلين ؟
رفعت حاجبها تنطق : وحده أعرفها ليه سألت ؟
نجم : بدون سبب
نجد : وش سويت اليوم ؟ واضح التعب بوجهك
نجم زفر يرجع نظراته لها ونطق : مأجورين بإذن الله
نجد أبتسمت تنطق : ان شاءالله
نجم : وش سويتي اليوم ؟
ضحكت له من كرر سؤالها ونطقت : والله ولا شيء من الغرفة للصالة ومن الصالة للمطبخ وكررها
غمض عيونه يسمع سوالفها ونطقت : بتحضر تخرجي ؟
فتح عيونه ونطق بهدوء نبرته : متى هو ؟
نجد : باقي بعد الإجازة ذي عندي دوام وبعدها فاينل وخلاص أتخرج
نجم آشر على خشمه ينطق : أن كان الله أحيانا على خشمي لأكون أول الحضور كم عندي نجد ؟
أبتسمت بفرحة تنحني على كتفه مثل ما عودته وضحكت تشّد على ذراعه وتنطق : ياحظ نجد بنجم سماها !
ألتفتت له تشوفه دون إبتسامة بشكل هي ما عهدته ، رفعت عيونها له ووقفت تنطق بربكة : لا تسحب..
قاطعها يوقف يشيل الأغراض وينطق : نجم ما يرجع بكلامه
عضّت شفايفها تمنع دموعها تنزل ، أبدًا ما عجبها الحال اللي وصل له أخوها ، شّدت على جلالها تشوفه واقف يغسل بالمطبخ ومشت تخرج من عنده ، قفلت الباب وسمحت لدموعها تنزل ، شهقت تطيح وتبكي على كل شيء بعدها عنه ، ما كانوا كذا أبدًا كانوا ينامون بسرير واحد لكن من وصل نجم لسن الخامسة عشر بدأ سهيل يتكي ويتكل عليه ، رفعت عيونها بصدمة من نطق شجاع : افا يا غليص من مبكيك ألعن جده !؟
وقفت تمسح دموعها وتنطق : محد بس تكفى
تقدم شجاع يقرب منها ونطق : لا تقولين تكفى يمين بالله أحرق روحي عشانك أنتي آشري بس !
نطقت نجد بصوت باكي : لا تعلم نجم
رفع شجاع عينه بحدة لباب نجم ونطق : أجل هو اللي مبكيك ؟
هزّت رأسها وتقدم شجاع بيضرب الباب ، فزّت تمسك ذراعه وتنطق : تكفى يا شجاع
نطق شجاع بحدة : أنا طالبك ما تكفيني !
رفعت نجد عيونها له وارتخى شجاع يرجع بخطواته ، أبعدت عن الباب ومشت تتخطاه مصدومة من اللي صار ، شجاع كان لوهلة بيطيح نفسه بمشكلة ومع نجم عشانها بكت ، دخلت البيت علطول ومشت تطلع لغرفتها ، دخلت وفتحت الشباك تشوفه ما زال واقف على باب نجم وتوسعت عيونها بصدمة من نطق :

قد يعجبك أيضاً
غرورك اللي علم الطاووس نفش ريشه بقلم r_55shog
غرورك اللي علم الطاووس نفش ريشه
2.8M
71.9K
حسابي بالاستقرام r_55shog
جَرح الأيهم بقلم ll118i
جَرح الأيهم
2.5M
174K
النبذه :- فَي ذَلك المَنزل الدافئ ، المَملوء بالمشاعرِ يحتضن أسفل سَقفهِ و بين جُدرانه تِلك الطفلةُ الَتي كَبُرَت قَبل أونها نُسخة والدها الصغيرة ذات الثَغر الضاحِكِ...
سَحابة حب بالوجدان تبرق منازلها من طويق للوادي  بقلم rwoix_
سَحابة حب بالوجدان تبرق منازلها من طويق للوا...
10.2K
258
دكتور بعد وفاة اقرب صديق له تتغير شخصيته للجمود والصلابه يجبره ابوه يتزوج بنت صديقه من الديره وبيوم زواجه يكتشف انها بكماء غير قادره على الكلام
وأنا فِي مَوج حُبك شراع يتهادىٰ  بقلم nine_823
وأنا فِي مَوج حُبك شراع يتهادىٰ
758K
19.7K
"لو كان الإنسان وحده لما استطاع أحدٌ هزيمته، لكن يُهزم المرء بأشيائه التي يحبها" روايتي الاولى اتمنى تنال اعجابكم🤍📜 وأنا فِي مَوج حُبك شراع يتهادىٰ
اهيم بها حبا  بقلم rwevjj
اهيم بها حبا
136K
2.5K
حسابي انستا تعالوا التنزيل فيه كل يوم @ rwevj
الحياة اليومية لزوجي السبعينات و تربية الأطفال بقلم momallmylife
الحياة اليومية لزوجي السبعينات و تربية الأطف...
22.7K
1.1K
مكتملة 148 فصل   كان لين وي وزونغ شاو متزوجين مرتبًا ، وانفصلا لمدة أربع سنوات ، وأنجبا طفلين ، لكن الزوج والزوجة لم يكونا أقرب من الأصدقاء العاديين.   اعتقدت لين وي أن...
غريب يدوّر في طرف عينها حضن ووطن  بقلم irwaya9
غريب يدوّر في طرف عينها حضن ووطن
262K
10.6K
ما بين نسمات الشتاء والنار والحطب بين أشجار النخيل والليمون والنعناع بين صهيل الخيول وتغريد الطيور بين برودة أمواج البحر ونعومة الرمل بين أوتار العود وخيوط الإبرة أحداث...
يا ديار نجد يا منبع العشاق لاتزعلين
‏علامي اشوف لمعت عيونك الواسعه ؟
‏بكاك حرقت زعل والا الوله والحنين ؟
‏دمع الوله اهون من الدمعة الـلاسعه
5
‏الارض من ضيقتك ضاقت على العالمين
‏مقاس خصرك ؟ ترا ما عادها شاسعه
‏عيني نديمت سهر والوضع مزري وشين !
‏لا تحسبيني شجاع وعيني لحالي معاكسه
-
زفر بضيق يوقف ويمشي تحت نظرات نجد له ، ما كانت حاسبه حساب لشجاع ولو واحد من مليون ، عضّت شفايفها تنفي برأسها وتبعد كل الأفكار اللي راودتها ، قفلت ستارتها ومشت من زود الحنين تفتح ألبوم صورها هي ونجم ، نزلت دموعها بحرقة تحتضّن الصور لأن الشخص اللي يشاركها الصور ذي استحالة يرجع بنفس الحالة ، نجم غيره سهيل وحمله أشياء محد يقدر يتحملها ، دخل العسكرية بعد الثانوي ومن إصرار سهيل كملها ، كان حلمه يكون طيار لكن أندفن كل شيء ورجع نجم من العسكرية بشخصية غامضة هادئة وسريعة الغضّب ، دفنت وجهها بالمخده ، هي اليوم انبسطت معه رغم قلة حكيهم إلا أنها طولت وهي تأخذ وتعطي معه ، لاحظت الذبول بوجهه والتعب على عاتقه وتحلم لو تساعده وتسوي المستحيل عشان ترجع تشوف غمازات خده لما ضحك وابتهج ، أستسلمت للنوم وهي حاضّنه صورها معه بأيام طفولتهم ..
« بيت ليلى »
تقدمت بالهوت تشوكلت تجلس وتمدّها لوهج ، أبتسمت تأخذه ونطقت ليلى : ايه ؟
ضحكت وهج تترشف من كوبها وتنطق : شافني
شهقت ليلى بصدمة وقالت : الجنتل ؟؟؟
كانت تمرر أصبعها على الكوب ونطقت : نجم
صرخت ليلى بحماس تنطق : وهج النجم !!
ضحكت بصدمة وخجل تنطق : مكثره حكايات ومسلسلات ؟ وش هالأسم ؟؟
قربت ليلى ونطقت بحماس : ما عليك وش صار ؟
عضّت وهج شفايفها تكتم ضحكتها ونطقت : دخل غرفة أخته بالغلط وشافني فيها
ليلى : أبصم لك بالعشره أنه ضاع !
ضحكت تصدّ من توهجت بالأحمرار ، ضحكت ليلى ونطقت : بعد بعد وش صار ؟
وهج : كنت بهاوشه عشان كذب علي
ليلى رفعت حاجبها وقالت : كذب في إيش ؟
وهج : قالي جدي راح وتركني
ضحكت ليلى ونطقت : وأنتي ما فهمتي وده يوصلك الرجال
ضحكت وهج تنطق بسخرية : لا !
ليلى : وش قلتي له ؟
وهج : كنت بهاوشه وقال لي ما أعرف أتعامل معك وصرخت أقاطعه وقلت بعلمك تخيلي وش رد علي ؟؟
كبحت ليلى صرختها تنطق : تكفين وش !؟
وهج أبتسمت بخجل وقالت : تحت أمرك يا عذبة الأطباع !
صرخت ليلى وضحكت وهج تنطق : ليلو بس بس !
وقفت ليلى بحماس تنطق : يمه صدق قلبي يضرب بقوة وأنا مال أهلي دخل !!
ضحكت وهج تنطق : الصدمة جاني رقم غريب يرسل لي وأسمه نون انخرشت وقلت هو خلاص
صرخت ليلى بصدمة وقالت : يمه جاب رقمك بعد !!
وهج : لا يا غبيه طلعت أخته
ضحكت ليلى ترقص وتنطق : عادي أي شيء من ريحة الحبايب
سحبتها وهج تجلس ونطقت : يا معتوهه خلاص سمعت اللي فيه الكفاية وقررت ما أرجع هناك مره ثانية
عبّست بملامحها تمسك كف وهج وتنطق : ليه عسى ماشر وش حصل ؟ وش سمعتي ؟
وهج : سالفة طويلة بكمل الأسبوع ذا وخلاص
ليلى أبتسمت تنطق : أهم شيء أنتي الباقي طز واللي تشوفينه صح سويه
أبتسمت وهج تنطق : هدمت أحلامك يا وهج النجم ؟
ضحكت ليلى تضربها بخفه وتنطق : صراحة ما زلت أحس فيه آمل
ضحكت وهج تشرب آخر بقايا الهوت تشوكلت وتوقف ، ضبطت لبسها ونطقت : جدو برا بطلع
أبتسمت ليلى ونطقت : كويس أنا أهلي بيرجعون الحين
ضمّتها وهج وأبتسمت ليلى تحاوطها ونطقت : باي حبيبي
وهج أبتسمت تبعد وتنطق : لا تكثرين أحلام
ليلى : لا تخليني أجمعك فيه غصب !
ضحكت وهج تطلع من عندها ، أبتسمت تركب مع جدها ونطقت : غريب جيت أنت ؟
مترك : خلصت دوامي أنتي كيفك يا بنتي ؟
وهج : بخير حمدلله وترا كلمت المدير
مترك أبتسم ينطق : ايه وش قال ؟
وهج : يقول ما بيده حيله وما يقدر يلقى دكتورة بديلة وبضطر أكمل هاليومين وخلاص
مترك زفر بضيق ينطق : سهالات دامها يومين
سكتت وهج متخوفه تقابله مره ثانيه ، هي أكتفت منه وما ودها تتعمق فيه ، هي منجذبة له وما تنكر لكن قررت تبعد وبدأت تتناسى وبداخلها كانت تدعي ما تضطر تشوفه ولا تلمح ظله ، ألتفتت لمترك اللي نطق : تبين قهوة شيء ؟
هزّت رأسها بالنفي ونطقت : لا والله شبعانه إذا ودك خذلك
مترك : لا ما أشربها بس عشانك
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : لا عدمتك
مشى يتوجه لقصره ووقف يشوف سيارة غريب عند بوابات القصر ، تقدم يدخل للداخل ونطق : وهج أدخلي
رفعت عيونها له وقالت : وش فيه ؟
مترك : ما فيه شيء أدخلي
نزلت من السيارة ومشت تدخل للقصر ، قفلت الباب وراها ورفعت الستارة بجانب الباب وتشوف سيارة الغريب تدخل للحوش ، ألتفتت بعيونها تشوف جدها يتوجه له ، نزل الغريب وتوسعت عيونها بصدمة تنطق : نيار !!
شهقت من نغزها عزيز ونطق : تراقبين من ؟؟
زفرت بغضّب تنطق : عيدها وأقص لك يدك
ضحك عزيز ونطق : أبشري أصلاً تفداك الذراع وعزيز كله
أبتسمت علطول وضحك يقبّل كتفها وينطق : خفيفه ماش
مشت تطلع لغرفتها وألتفت عزيز يشوف الحوش فاضي ، رفع كتوفه بعدم إهتمام ومشى لغرفته ..
« المستشفى ، ملبورن »
دخلت سمو لمكتب الدكتورة كلارك ، أبتسمت لها ونطقت بهمس : يارب استودعتك نفسي
جلست بالمقعد قدامها ونطقت : Let's say good news
« لنقول أخبارًا ساره »
أبتسمت الدكتورة كلارك تنطق : The tests are negative
« التحاليل سلبية »
توسعت عيونها بصدمة وقالت : So ?
« إذًا ؟ »
الدكتورة كلارك : You were not raped !
« لم تتعرضي للإغتصاب ! »
شهقت ونزلت دموعها وقالت بصوت مسموع : يارب الحمدلله لك يارب !
أبتسمت الدكتورة توقف ووقفت سمو تنطق : Thanks a lot
« شكرًا جزيلاً »
هزّت الدكتورة رأسها لسمو ومشت تخرج ، ضحكت تمسح دموعها ونطقت : ياربي ما أدري وش أسوي من الفرحة قسم بالله رجولي مو قاعدة تشيلني !!
شّدت على شنطتها تخرج من المستشفى على إتصال هنادي ، أبتسمت تنطق بفرحة : ما نزلت رأسك يا أمي وما ينزل رأسك ورأسي يشم الهواء !
ردت علطول تنطق بكل شعور : أرحبي يا مهجة الروح أرحبي يا أحلى أم بالدنيا
نطقت هنادي بقلق : وش عند سمو الأميرة ما ترد وش فيك ؟
أبتسمت وقالت : والله كنت أذاكر وأبشرك اختبرت ولا ضامنه الفل بعد !
أبتسمت هنادي تنطق : أمي أنتي أمي يا واحشتني
أبتسمت وقالت بفرحة : هانت يا حياتي مابقى إلا هالسنه وأخلص
هنادي : الله يعطيك الصحة والعافية ولا يوريني فيك مكروه يبنتي أستودعك ربي سبحانه
سمو : وياك يا مهجة الروح
هنادي : ودعتك الله
سمو أبتسمت تنطق : الله يحفظك سلمي لي على الكل
هنادي أبتسمت تنطق : يوصل يا ماما
قفلت الجوال ومشت تتجه لشقتها ، جهزت خطة لنفسها وسهرة على مسلسلها المفضل ، توجهت للسوبر ماركت قبل الشقة تشتري مفرحات الليلة وبعدها للشقة ..
« حلّة سهيل ، بيت نجم »
دخل غرفته وجلس على مكتبه يفتح الملفات اللي أرسلها نمر ، وموقع بيت مترك ومعلوماته كاملة ، دقق بالأوراق ونطق : أسمها سمو ؟

« حلّة سهيل ، بيت نجم »
دخل غرفته وجلس على مكتبه يفتح الملفات اللي أرسلها نمر ، وموقع بيت مترك ومعلوماته كاملة ، دقق بالأوراق ونطق : أسمها سمو ؟
ما ركز كثير على الباقي وقفل الملف يتجه لفراشه ، فتح جواله  ودخل الواتس يرسل لنمر ويعطيه خبر أن الملفات وصلت ، قفل الجوال وانسدح يتأمل السقف ، كان يفكر بأشياء كثيرة ومنها الملكة اللي تأجلت بالحظ ، هو ما كان بالمزاج ومستحيل يكون أبدًا ولا بيقدر يتعامل مع أنثى تدخل حياته وبدون ما يكون راغب فيها وخاصة أنها بنت جابر آل حمد ، رجع يستذكر إحداث الأسبوع الماضي ، زفر بضيق من تذكر التدريب اللي لازم ينهيه ويكونون العساكر جاهزين بغضون شهر وضاق زيادة من تذكر المهمة المجهولة ومدتها الغير معروفة لحّد الآن ، رفع حاجبة بدهشة مِن تذكر الأحمر بليلة الجمعة فجأة وعن غير سبب ، بهذيك الليلة ما عاد نجم يعرف نفسه حق المعرفة تبدل حاله من اللحظة ذيك ، شّد على فراشه من مر طيف عطرها وشّدة إحمرار وجنتيها وكأنها قررت تتلون مع لون فستانها ، وقف يعبث بشعره اللي وصل لحاجبيه ، أنقبض قلبه من تذكر نظرته لها وهي قريبة منه وطاحت أنظاره على حُمرتها وعذَب مبسمها ، وقف يمشي بالغرفة ونطق بحدة : بطلع للرجال لو أجلس ثانية لوحدي بيطير ما بقى من عقلي !
مشى يسحب السديرية السوداء ويطلع من بيته ، مشى خلف البيوت وضحك عجلان ينطق :
طالبك طلبه وذا جاهي
تقلط على بيالة الشاهي
-
ضحكوا أحمد وشجاع وكملوا بيتهم ينطقون :
في مرتعٍ بالحياه زاهي
-
تقدم نجم لهم يجلس بيتهم وينطق معهم :
ياعوين من فارق احبابه !
-
أبتسم أحمد ينطق : وش خطتكم لبكره ؟
عجلان : أنا الشخص الوحيد اللي لا تسأله وش خطته وأنت تدري بها
ضحك شجاع ينطق : من البيت لشبك الغنم ومن شبك الغنم للشعب يرعى الغنم ولما أنه أذن المغرب رجع للشبك وقفل عليهم ورجع للبيت
ضحك أحمد ينطق : حمدلله أبوي جاب عمال
نجم نطق بسخرية : والعمال يشتغلون بالمزرعة الحلال محد يقربه إلا سهيل
شجاع : لا عشانه ما يسرح للبل والغنم يحسب أن السوداني هو اللي يرعاها
عدّل أحمد جلسته ينطق بصدمة : يا عيال منجدكم أنتوا اللي ترعونها ؟؟
نجم انسدح يرخي ظهره ونطق : الله الله
عجلان : ماهو برجال اللي ما يرعى حلاله وإبله
شجاع : والله أهلكنا سهيل وبكره..
سكت شجاع يحسب ونطق بفرحة : حمدلله على نجم !!
رفع نجم عينه على شجاع وضحك شجاع ينطق : زهب عمرك يا الراعي
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق : رجلك برجلي يا أبو مسلط ها قل تم
توسعت عيون شجاع بصدمة وقال : تخسى تذكر قبل أمس يوم طلبتك تجي معي وعيت علي !
رفع نجم نفسه يجلس ونطق بهدوء : من اللي يخسى ؟
ضحك عجلان ينطق : جنيت على عمرك يا شجاع
أحمد : شجاع وأنا عمك قول أنا اللي أخسى
رفع شجاع حاجبة بغضّب ونطق : إلا نجم بن رماح هو اللي يخسى
سحب شماغه ينزله على الفرشه ومسك عقاله وألتفت لعجلان وأحمد ينطق : غطوا عيونكم بتصير مناظر لا تسر المشاهد
وقف شجاع يتحدى نجم ونطق : ودك نتطارح ؟
تقدم له نجم ونطق : وش لي إذا طرحتك على القاع ؟
شجاع أبتسم بتحدي ينطق : أسرح بدالك للحلال
رفع حاجبة بدهشة ينطق : عجبتني
شجاع : وأنا وش لي ؟
نجم : وش ودك علمني ؟ وش بخاطرك يا الشجاع
شجاع أبتسم من تذكر نجد وأنها رغبة عمره وأمنية قلبه وكل أحلامه ، رفع عيونه يشوف عيون نجم اللي تشابه عيونها ، شّد على ثوبه ما يقدر يفصح بمشاعره لأنه متأكد بأنه راح يخسر نجم ومستحيل يرجعون مثل قبل ، صحصح من سرحانه على ضربه نجم له وهو ينطق : شكله شيءٍ كبير ؟
شجاع انحنى برأسه ونطق : خلنا نقول مستحيل يا النجم
نجم نطق بعدم إهتمام : عمومًا إذا طرحتني لك اللي تبي
شجاع : ولو إنه الشيء المستحيل ؟
نجم نطق بسخرية : من قالك بتفوز ؟ عجل بس
ضحك عجلان ينطق : ياخي يعجبني نجم
ألتفت نجم عليه ونطق : الله يرفع قدرك..
قاطعه من رفعه شجاع وبحركة سريعة من نجم قدر يتماسك لكن ما زال فالجو ، نزل عيونه بصدمة ينطق : ماهو برجال اللي يغدر يا شجاع وما هقيتك غدار !
ضحك شجاع ينطق : أطرحك ؟
كان نجم يطول الحوار مع شجاع لأجل يقدر يحرر نفسه ونطق بهدوء : بعيدة عن شواربك يابن الحلال !
سحب نفسه للخلف ورفع شجاع ويرميه من خلفه ، طاح على الأرض وثبته نجم بركبته ينطق : طرحتك خلك عند كلامك يا الغدار !
ضحك شجاع يبعد ركبة نجم عن صدره ويرفع نفسه ، صافح نجم ونطق : ودي لكن عندي دوام من ست الصباح
ضحكوا أحمد وعجلان بصدمة من جحفلة شجاع لنجم ، كان واقف مصدوم وهو يصافح شجاع اللي فلت يده ومشى يجلس ، ضحك عجلان يصفق وينطق : تعجبني يا شجاع عطيته يمين لا يسار
ضحك شجاع ونطق : لا يضيق صدرك يا أبو رماح
رجع نجم لمكانه يجلس ونطق بهدوء : وضعك مشكوك به يا شجاع تغدر وتقول كلام وترجع فيه ما جاز لي من مغيرك ؟
ابتسم شجاع ينطق : أعذرني يا نجم ماهو واجب علي أجوز لك كل يوم لكن الجايات أحسن أبشر
ألتفت نجم له ونطق بحدة : ماهو واجب عليك تجوز لي لكن واجب عليك تتحلى بسمات الرجال وأنا ولد عمك !
ضربت كلمات نجم بصدر شجاع اللي شحب وجهه وسكت ، كان الصمت سيد الموقف لحّد ما وقف أحمد ينطق : أتوقع كفاية لليلة تمسوا على خير وواحد منكم يشيل الصينية والبراد معه
مشى أحمد يغادر ووقف شجاع معه ينطق : كثر خيرك يا ولد عمي ويجي منك أكثر
مشى يغادر المكان ووقف عجلان ينطق بضحكة : لا تنسى الصينية !
رفع نجم عيونه ونطق : أسر أسر
ضحك يمشي من عنده وتقدم نجم للأغراض ونطق بسخرية : سروا وخلوا الأغراض علي !
مسك البراد يصّب له بياله شاهي وجلس يراقب النجوم بالسماء رغم الغيوم اللي تدل على قدوم الأمطار الغزيرة ، شّد على سديريته من أشتد البرد ومشى يوقف ويشيل الأغراض معه ، نزلها عند مدخل الحريم في بيت سهيل عشان تلمحها جدته الجوهرة بكره ، دخل لبيته وقفل الباب وراه ومشى للكنب ورفع عينه على الشماعة بالصالة وتذكر عبايتها وشنطتها ، زفر بضيق ينطق : وش بها الأيام علي ؟ ما خبرتني كذا !
انسدح يغمض عيونه ويمنع نفسه عن التفكير بأي شيء ثاني لحّد ما أستسلم للنوم ونام ..
« قصر مترك ، المجالس الخارجية »
دخلت الخادمة والقهوة والشاهي معها ، نزلتها على الطاولات ونطقت : شيء ثاني بابا ؟
رفع مترك عينه لها ونطق : لا
خرجت من عندهم ونطق نيار : أكرمك الله يا أبوي
مترك : تقهوى وأنا أبوك تقهوى
تقدم نيار يصّب لمترك اللي رفض ونطق : تسهرني مالي بها
هزّ رأسه يرجع يجلس ونطق مترك بجدية : وش جابك ؟
شّد نيار على فنجاله ينطق : ودي أرجع سمو على ذمتي من جديد يا أبوي
مترك : بس البنت طابت نفسها وما عادت تبغاك !
نيار نطق بضيق : وأنا والله أدري لكن عجزت أنساها وصعب علي أتناسى وأنا ودي بها وشاريها والله شاريها وشاري زعلها وتبشر بالرضاوة بس كلموها
مترك : شف حياتك يا ولد عبدالعزيز ما عندنا بنت لك
عضّ شفايفه يستذكر حفاوة الاستقبال له سابقًا والحين محد يقابله منهم إلا مترك ، هو لمح وهج وعرفها قبل دقايق لكن مترك أجبرها تدخل كان يتمنى يكلمها ويأخذ رقم سمو الجديد منها ، رفع عيونه بضيق خاطر ونطق : حياتي هي سمو وعزيز يا أبوي كيف أعيش حياة ثانية بعيد عنها وعن ولدي !
وقف مترك ينطق بحدة : كان قلت هالكلام لنفسك يوم رحت عنها وخنتها مع اللي ما تتسمى لا تجي عندي تطلب العفو وأنت مخطي ولا فكرت تجيها وتعتذر منها إلا بعد ما رفعت طلب الخلع للمحكمة وخلعتك !
زفر بضيق يصدّ عنه وينطق : والله أني عارف وأني ما أستحي على وجهي ولا عندي دم يوم أجيك وأطلبها منك بعد فعايلي لكن الإنسان يا أبوي يغلط وأنا غلطان والخطأ راكبني من ساسي لرأسي ما قلت شيء وأنكرت بس وش فيها لو جيت وأعتذرت وطلبتها من جديد ؟ بس كل مره تردوني صارت تراودني الشكوك إنها تزوجت واحد ثاني وأنتوا ساكتين
ضحك مترك بسخرية ينطق : ولو هي متزوجة بصفتك من نعطيك خبر ؟
وقف مترك ينطق : أرجع لبيتك يا نيار ولو أنك جاد بكلامك تعالي المره الجايه بأهلك ماهو تجيني آخر الليل ولحالك وتبيني أخذ كلامك على محمل الجد ! وأتمنى تكون سمو كابوس لك قبل تخطي أي خطوة وتتذكر كيف فرطت فيها وفي ولدك عزيز !
رفع عيونه بصدمة من كلام مترك ونطق بهدوء يعكس الحريق اللي داخل صدره : أبشر مايصير إلا اللي يطيب خاطرك !
مشى يغادر المكان ومشى مترك يطلع ويقفل باب المجلس الخارجي ويمشي لقصره ..
« غرفة وهج ، صباحًا »
طلعت من الحمام بالمنشفه والماسك على وجهها ، ريحة النظافة وريحة طيبها وعطرها ، بدأت تتمايل بهدوء على إيقاع الأغاني اللي باللست حقتها ، رفعت كوب قهوتها تترشف منه وترجعه بمكانه ، تقدمت تشوف السكرب حقها واللابكوت جاهزه من يدين وتحت إشراف الخادمة روزا وريحة البخور فيها ، أبتسمت تنطق : أحب روزا ياخي !
تقدمت ترطب جسدها وتتعطر بعطور الجسم ، لبست وخلصت تسحب اللابكوت حقها وتنطق : يا صباح الروقان اللي أنا أعيشه
لبست شوزها ومشت تخرج من غرفتها ، أبتسمت تشوف جدها يمسح شفايفه ويوقف من الطاولة معلن انتهاءه من الفطور ، وقف أمير ونطق : كويس نزلتي نشوفك قبل نسافر
عبّست بملامحها تنطق : بابا خربت أم روقاني !
ضحكت هنادي تنطق : ما بنطول
تقدمت تضّم أبوها وأمها ونطقت : على وين هالمره ؟
أمير أبتسم يقبّل جبينها وينطق : رايحين لسمو
شهقت بصدمة وقالت بصوت باكي : لا ما تسوونها وتشوفونها وأنا مو معكم !
نطق عزيز بضيق : شفتي كيف غدروا فينا
هنادي : عند أبوك رحلة للقولد كوست وبننزل على المترو لها ما بنطول أساسًا
عضّت شفايفها تمنع دموعها تنزل ونطقت : بوسيها لي
أبتسمت هنادي تقبّل وجنتيها وتنطق : لا تبكين يا دلوعه صار عمرك سبعة وعشرين بلاش دلع !
ضحكت بوسط حزنها تنطق : بشتاق لكم
أبتسم أمير ينطق : وش تقولين عني يا وهج والله أني أشتاق لك وأنتي جنبي !
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : لا عدمتك يا أميري
ضحك يرفعها لحضّنه ونطقت هنادي بغيرة زائفه : ماشاءالله خوش قعدة صدق !
ضحكت تضّم أمها لصدر أبوها وتنطق : أحبكم
ضحكت هنادي تنطق : وأنا أحبك بعد
أمير أبتسم ينزلها ويبتعد للباب ينطق : يالله يا هنوده تأخرنا
تقدمت هنادي تأشر لبنتها وأبتسمت وهج تنطق : ولو قدرتوا تسحبون سمو معكم ترا عادي
ضحكوا يطلعون من القصر وألتفتت لعزيز تنطق : مشينا ؟
رفع رأسه لها وسحب كوب الحليب حقه ينطق : مشينا ياوهج الدنيا
أبتسمت تمشي قبله ووقف عزيز يتبعها ، ألتفت لجدته مزنه اللي خرجت من غرفتها ونطقت : من أنت ؟؟
شال أغراضه ونطق بأبتسامة : يالله صباح خير يا مزوني
تقدم يسلم عليها وهي تتأمله بهدوء ، أشر لروزا ينطق : أدويتها
هزّت روزا رأسها بالإيجاب ومشى يطلع من القصر ، قفل الباب وراه وتقدم يمشي تحت أشعة الشمس ، ركب السيارة ونطق : غريب هدوء مترك
ألتفتت وهج عليه ونطقت : حسيت !
شغل السيارة ومشى ينطق : بخلص اليوم بدري ما عندي إلا مريض واحد أشيك على عمليته اللي أجريتها له قبل أسبوع وش ودك نسوي ؟
عضّت شفايفها تضحك وقالت : عزيز اليوم يوم سهيل !
ضرب الدركسون بقهر ينطق : يا شين سهيل شيناه ياشيخه أسحبي على أبوه وأمشي أخرجي معي !!
ضحكت تنطق : ما أقدر يوم الأحد دايم مهم لأني أغير على رجوله لو جيتني الأربعاء كان ممكن أسحب
عزيز زفر بضيق يصدّ عنها وينطق : لنا الله يا عزيز تقولك يمكن بعد !
ضحكت تضّم ذراعه وتنطق : ليه ما تجي معي ؟
ألتفت لها ونطق بسخرية : فكينا منه أقولك اليوم فاضي وتبيني أقضي يومي عند سهيل ؟
ضحكت وهج ونطقت : بكيفك قلت أطرح الفكرة عليك
عزيز : طيب متى تخلصين ؟
وهج أبتسمت تنطق : العصر تقريبًا لأن المسافة تلعب دور
زفر بغضّب ينطق : راح اليوم يقلع أبو الشغلة !
وصلوا للمستشفى ووقف عزيز سيارته ونزلوا ، مشت معه ونطقت : أقهويك ؟
مشى عزيز يتخطاها وينطق : سري بس
ضحكت تدري أنه زعلان لكن ما تقدر تحط أي شيء فوق عملها ، دخلت علطول للمكتب تسجل حضورها ومشت تطلع للمواقف ، أبتسمت تنطق : كويس عبدالاله سبقتني !
أبتسم عبدالاله ينطق : توكلنا على الله
ركبت بالخلف ومشى عبدالاله بالإسعاف لحلّة سهيل ..
« حلّة سهيل »
زفر بغضّب من حرارة الشمس ونطق بحدة : وين راحت غيوم البارحة !؟
سحب شماغه يتعصّب به ويمسك العصا لأجل يتحكم بالغنم ويوجههم ، وقف من وصل منطقة خضراء لأجل ترعى الغنم وجلس يلعب بالحصى ، زفر يرفع عيونه وينطق : والتدريب يوم بغيته..
قاطع كلام من طاحت عينه على الذيب اللي يتقدم بهدوء للغنم ، وقف بصدمة يسحب العصا وما معه سلاح غيرها ، نطق بحدة : ألعن ثواه من وين طلع لي ذا !؟
تقدم يهش الذيب بالعصا حقته ورفع ثوبه تحسبًا لأي هجوم ، عوى الذيب وأنطلق على نجم اللي ثبت بمكانه ولا تحرك ، مسك فكه بقوة لأجل ما يعضه ، وكان الذيب يصارع برباعيته ، تمزق ثوب نجم وأنصاب بصدره وذراعينه ، سحب شماغه يلفه على رأس الذيب وينطق بحدة : لو ما حرم رسول الله أكلك والله لا أتعشى عليك !
ربط فكه بقسوة وعقد شماغه عليه ووقف الذيب عن الحركة تمامًا ، مسك العصا وبدأ يهشه وركض الذيب يغادر المكان ، نفض يدينه ونطق بهدوء : راح الشماغ
مشى يهرول للغنم ، بدأ يسوقهم للشبك من جديد ونطق : والله ما يبغى لكم إلا التبن والشعير أبرك من الأرض الناشفه ولا كان بيروح نصكم على يد سبع !
دخلهم للشبك وقفل عليهم ومشى لشبك البل ..
« مجلس سهيل »
أخذت نفس عميق وزفرته تدخل عنده ، رفع عيونه وأبتسم ينطق : يا مرحبا ببنتي الدكتورة
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق بهدوء : الله يسلمك يا عمي
جلست ترفع بطانيته وتنطق : كيف رجولك ؟
سهيل : ما عليها معاد هي توجعني
هزّت رأسها تنطق : حمدلله
فتحت الشاش وعبّست من شكلها رغم التحسن الصغير إلا أنه ملحوظ ، بدأت تعقمها ومن أنتهت وقفت تنطق : نخليها تتنفس شوي ؟
أبتسم سهيل ونطق : اللي ودك
ألتفتت بصدمة لصوت مسعود اللي نطق بصراخ : الذيب كلى نجم !!
طارت عيونها بصدمة تنطق : إيش ؟؟
دخل نجم من خلفه وسحب أذنه ينطق : أنا ما قلت لك لا تعلم أحد ؟
ضحك سهيل بسخرية ينطق : يعقب الذيب !
مسكت صدرها تحاول تهدي نبضات قلبها من الصدمة ، كانت تشوف يدينه مجروحه والدماء تلطخ ثوبه الأسود الممزق ، رفع عيونه لها ونطق : مسعود اذلف ألعب مع دحيم
هزّ رأسه وطلع يضحك من عندهم ، تقدم يسلم على سهيل ونطق بهدوء : وش بلاك كذا ؟
نجم : سالفة الذيب صدق لكن يبطي عظم يأكلني
ضحك سهيل ونطق : بعدي والله رحت للبل ؟
هزّ نجم رأسه بالإيجاب وكمل سهيل ينطق : أنتجت كايده ؟
ارتخى نجم بتعب ينطق : مالك لوا لكن سألت السوداني وقال قربت
سهيل : أني خابر أنها قربت
نجم غمض عيونه ينطق : الله الله
كانت واقفة مصدومة كيف كذا حديثهم هادئ رغم إصابته بجروح قد تكون بليغة ، رفع سهيل عيونه ينطق : علمني باسل عن رغبتك
ألتفتت بصدمة له ونطقت : كيف ؟
سهيل : ماودك تجين عندي مره ثانية وأن ذا آخر أسبوع لك
نطقت وهج بإستنكار : ايه بس ما توقعت يقولك
سهيل : لا قالي وأحترم قرارك لأني ماودي أجبرك على شيء لكن يابنتي أنا تعبت من المستشفيات وتغيير الدكاتره والله مالقيت مثلك وماشعرت بالراحة مع أحد قبلك وودي تفكرين فيها قبل تقررين قرارك النهائي
جلست وهج قريب منه ونطقت : ما كنت مستعدة أخوض معك هالحوار وما أدري وش أقولك وش مبرري لك لكن أنا صارت لي ظروف شخصية ولأجلها معد صرت أقدر أقطع هالمسافات عشانك وراحتي أهم ولا تهون يا عمي
فتح عيونه ونطق بسخرية : واجبك وبيئة عملك إنك تقطعين مسافات للمرضى اللي ما يقوون على الجيه للمستشفى ولا ودك تجيك فلوسك وأنتي على مكتبك ؟
شّدت على شنطتها ونطقت تكلم سهيل متجاهلة كلام نجم تمامًا : لكن قال لي الدكتور باسل بيلقى لك الدكتورة اللي تنفعك وأبشر ولا يهمك أنا معك لحّد مايلاقون بديلتي
زفر سهيل بضيق ينطق : الله ييسر لك كل أمورك والله ما شفت منك إلا كل خير وأنها خسارتي أنا ما هو أنتي
نجم نطق بسخرية : الله أكبر يا سهيل محد خسران ولا شيء !
ألتفت له ونطق : أدخلي يابنتي عند شمايل بيجوني عرب وأنت قوم زهب عمرك
هزّت رأسها بالإيجاب ونطقت بهدوء : شكرًا لك على كل شيء ومثل ما قال ولدك محد خسران نحمد الله ونشكره !
فتح عيونه يشوف القلق بعيونها على حالته رغم غضّبها منه ووقف يلتفت على سهيل اللي نطق : وين ؟
نجم رفع ثوبه ينطق : ببدل وأجيك
مشى يخرج من المجلس وأبتسمت لسهيل تنطق : بشوف شمايل
هزّ رأسه لها ومشت تخرج وراه ، شّدت على أغراضها ونطقت بداخلها : من واجبك تسألينه لإنك دكتورة ولا الواضح لي إنه ما يستاهل
عضّت شفايفها ووقفت بصدمة من ألتفت عليها ينطق بهدوء نبرته : مدخل الحريم من الجهة الثانية يا حضرة الدكتورة
زفرت وهج تنطق : أدري
رفع حاجبة لها ونطق : وش بخاطرك ؟
تقدمت وهج له ونطقت بغضّب : أولاً بصحح لك معلوماتك العقيمة أنا ما أخذ راتبي وأنا جالسه بمكتبي لا تخاف ما شبهتك بعد !
ميّل رأسه بدهشة منها وآشر لها تكمل ونطقت بحدة : عندي مرضى داخل حدود المستشفى وخارجه لكن بحدود منطقتي وأقدر عليهم ماهو بمثل بعد سهيل عني !
رجع يدينه خلف ظهره ونطق : ما شبهتيني ؟
سكنت لثواني تتذكر كلامها وشهقت من أستوعبت ، تقدم لها ورجعت خطوة للخلف ونطق بسخرية : عمرك شفتي مودمي يشابه النجوم ؟ ما ظنتي وترا قدام سموك نجم !
رفعت حاجبها مستنكره الأسم ونطقت بهمس مسموع : سموك ؟
هزّ رأسه لها ونطق : أسمك سمو ؟
توسعت عيونها بصدمة ومن ردة فعلها تأكد أنه أسمها ، لكن ما كانت دهشتها تأكد له أبدًا كثر ما كانت منه وكيف عرف أسم أختها ، صدّ عنها يمشي وتقدمت بدون تفكير ثاني تمسك طرف ثوبه وتنطق : أقل شيء أسمح لي أشوف جروحك
ألتفت لها مندهش من طلبها رغم نقاشهم الحاد قبل ثواني ونطق : أنا بخير ما يجيني شيء ريحي ضميرك يا عذبة الأطباع
سحب ثوبه ومشى يدخل لبيته ، كانت واقفه مصدومة من كل شيء ، مصدومة من غروره وعزّة نفسه وكيف حاسب لنفسه مليون حساب ولا يرضى الرذيله لا عليه ولا على أهله ، وصدمتها العظمى كانت من سماعها لأسم أختها ، هي ما فكرت أبدًا تصحح معلوماته لأن يومين وتغادر هالمكان ، ألتفتت تشوف ثلاث بنات إحداهم هي خطيبته ، شّدت على شنطتها تمشي للبيت اللي راحت مع شمايل له بالمره الماضيه ، وصلت لباب بيت رماح وطرقت عليه ، خرجت نجد من المطبخ ومشت تتوجه للباب ، فتحته وشهقت بصدمة وضحكت تنطق : وهج !
أبتسمت وهج تنطق بهدوء : أهلين
ضحكت تضمّها وتنطق : والله جيتي بوقتك
حاوطتها بدهشة من التقارب بينها وبين نجد تنطق : سمّي وشلون أخدمك ؟
ابتعدت نجد عنها تنطق : يمامي تهبلين باللابكوت بس ما يفوز على الأحمر !
أبتسمت بخجل تنطق : نجد أرجوك !
ضحكت تسحبها للداخل وتنطق : سويت قهوة بس مالقيت لي رفيق وأمي راحت مع حريم الجماعه عند وحدة توفى رجلها
جلست وهج ونطقت : الله يرحمه
جلست نجد تنطق : امين ايه اخبار علوم ؟
وهج : ولا شيء بس وصلك علم
نجد رفعت شعرها عن وجهها تنطق : وش ؟
وهج زفرت تنطق : نجم أخوك..
فزّت نجد بذعر تنطق : بسم الله وش فيه ؟؟
وهج أبتسمت تهديها وتنطق : بسم الله عليك أنتي مافيه شيء وما يجيه شيء على قولته
نجد نطقت بخوف : وش صار طيب ؟!
وهج : ما أدري وين يبي يوصل أخوك صار يتعارك مع السباع بدل البشر
ضحكت نجد تنطق : سباع ؟ أكيد الذيب اللي عند الجبل بعدي والله يا نجم
توسعت عيونها بصدمة وقالت : بالله بس كذا ؟
ضحكت نجد من صدمتها ونطقت : لازم تتعودين عاد
وهج : وليه أتعود ؟
نجد : مو تجين عندنا عشان جدي ؟
وهج أبتسمت تنطق : بس هذا آخر أسبوع لي
شهقت نجد بزعل ونطقت : حسافه أرجوك قولي غيرها !
وهج : يمكن تطول لو ما حصلوا دكتورة كويسة لحالة جدك
رفعت يدينها بالسماء تنطق : جعلهم ما يحصلون تكفين انبسطت عليك والله ما أرضى وبحارش جدي عليك
ضحكت وهج تنطق : ياعمري نجد رقمي معك كل ما أشتقتي إتصلي وحتى لو ما لقوا بديلة في حال تعافى جدك مصيري أروح
عضّت شفايفها تنطق : بغيت أدعي بس تذكرت
ضحكت وهج بصدمة تضربها ، ضحكت نجد ونطقت : ايه وش جاه نجم ؟
وهج مسحت كفوفها تنطق : والله مره حالته تخوف بس رفض يخليني أشوفه
ضحكت نجد تنطق : منجدك ؟ هو ما يخلي أمي تشوفه إذا تعب ينعزل عن العالم وأحيانًا نحسبه ميت لكن هو كذا دايم
وهج نطقت بصدمة من شخصيته : بس الصحة مافيها مكابره ؟؟
نجد : نروح نشوفه ؟
وهج رفعت كتوفها بعدم معرفة تنطق : براحتك ولو تقنعينه يكون أفضل لأن ممكن مخالب الذيب مليانه جراثيم ومو ممكن إلا أكيد !
نجد وقفت تشيل القهوة وتنطق : أجل تعالي
وهج هزّت رأسها بالنفي ونطقت : لا لمن يقتنع بجيك
نجد : قومي ماعهدنا نجم يرفض لنجد طلب
وهج وقفت بقل حيلة تنطق : نشوف
مشت تخرج مع نجد من بيت رماح لبيت نجم ..
« الأمن الدبلوماسي ، مكتب مترك »
دخل أحد العساكر للمكتب ومعه ملفات ، أبتسم مترك ينطق : ما بغيت يا أبو منصور
أبتسم زيد ينطق : المعذرة منك حضرة العميد بس كلفني البحت عن نجم وقتي كله بس بقولك شيء سمعته من اللي نقلوا لي معلوماته
مترك رفع حاجبة ينطق : وش هو ؟
زيد : لا تخلي نجم خصيمك لأن ما بتلاقي إلا الهزايم
أبتسم يمدّ يده وينطق : عطنا نشوف من يكون نجم
مدّ زيد الملف لمترك ينطق : سمّ
مشى يغادر ويقفل الباب وراه ، فتح مترك الملف الخاص في نجم وأبتسم ينطق : مقدم موعود بالترقية بعد إتمام مهمة كُلف بها ماشاءالله عليه لو أستمر على كذا بيوصل رتبتي بعمر صغير !
بدأ يقرأ كامل الملف ويتذكر كلام نجم ونظرة عيونه ، فعلاً من ما تذكره عن نجم حكم أنه ماهو برجالٍ سهل ، زفر ينطق : بنشوف الجمعة يا نجم أنت عند كلامك ولا لا
قفل الملف ومشى يخرج من مكتبه يتوجه للمستشفى ..
« حلّة سهيل ، السطوح »
زفرت غرور تمشي وألتفتت من نطقت أشجان : بتسوينها ؟
أبتسمت بسخرية تنطق : أكيد خطيبي مصاب
جمان رفعت حاجبها تنطق : بس يا فاهمه شلون تعالجينه ؟
غرور : ما يخصك أنتي
مشت تنزل من السطوح ووقفت من شافت نجد ووهج متوجهين لباب بيته ، رفعت حاجبها تهرول لهم ونطقت بضحكه : ماشاءالله من عندنا اليوم ؟
ألتفتت نجد على وهج ونطقت : أحد جاها ذي
رجعت تلتفت لغرور ونطقت بحدة : يا معتوهه أنقلعي لبيتك
ضحكت غرور رغم قهرها من حركة نجد ومشت لباب بيته تضربه ، زفرت نجد تنطق : يا صبرك يا روحي
ضحكت وهج بخفه تنطق : شكل علاقتكم مع العروس ماش ؟
نجد : لا شعب ولا حكومة يبيها عروس النار !
توسعت عيونها بصدمة وقالت : اوكيه أحسن لي أسكت
تقدمت نجد تدفع غرور من الباب وتنطق : وش جابك ولا يقال فازعه الحين ؟
كانت غرور بتتكلم لكن قاطعها نجم من فتح الباب ، توسعت عيونه بصدمة وقال : عندنا ضيوف ماشاءالله ؟
عضّت شفايفها من شافته بخير تمامًا وتأكد كلام نجد بعيونها ، هو ما أحتاج لأحد وعالج جروحه بنفسه ، كانت لصقات الجروح تملأ أصابعه ولمحت شاش ملفوف على رقبته من تحت ثوبه ، خرج من بيته يقفل الباب ونطقت نجد : هاجمك الذيب ؟
نطق نجم بسخرية : أنا اللي هجمت على الذيب ومزعت إذنيه وأنا أخوك
ضحكت نجد تنطق : عاش نجم عاش !
ألتفت يشوف غرور ونطق : بنت جابر ؟
كانت تشوف نظرات وهج لمناطق مختلفة بنجم ورفعت عيونها تمسك كفوفه وتنطق : أنت بخير..
قاطعها من سحب كفوفه بسرعة كبيرة ونطق بحدة : ياليت يكون فيه مسافة بيننا يا بنت جابر لا يكون يُخيلك أن الملكة صارت وأنا ما عندي علم !
زفرت بغضّب تنطق : هذي جزاتي اسأل عنك ؟
نجم أبتعد عنها ونطق : ما ذكرت أني غصبت أحد يسأل عني
مشت غرور تغادر وألتفت لنجد ينطق : الرجال بيوصلون وأنتي باقي واقفه هنا ؟
نجد ضحكت تنطق : ياخي تعجبني والله
مسك نجم كتوفها ومشاها قدامه ينطق : تدلين بيت رماح ؟
نجد : ايه بيت أبوك ؟
دفعها بخفه ينطق : ايه بيت أبوي ليه تسألين
نجد : لأنك قلت أسمه خفت صرت تحسبه سهيل
نجم رفع حاجبة ينطق : وسهيل جدي لكنه ما يحب أناديه كذا وأختصر علي والله
ضحكت نجد تنطق : بناديه سهيل مثلك
نجم : عشان يقطم رقبتك
نطقت بجدية : ما يمسها وأخوي وراي
مشى نجم ينطق : أدخلي داخل
زفرت بغضّب وقالت : يا شينك !!
ألتفتت بنظراتها ونطقت بصدمة : وين راحت وهج ؟؟
فزّت من رمى نجم الحصى عليها ينطق : ألعن أبو الشيطان أدخلي يا نجد !!
ركضت تدخل لبيت أبوها ، مشى من تأكد أنها دخلت ودخل المجلس ووقف يشوف وهج تقفل رجول سهيل بالشاش ، تقدم لهم ينطق بحدة : أعجلوا العرب بيوصلون بأي لحظه
سهيل رفع عيونه لنجم ينطق : أذن الظهر ؟
نجم : ماهو بعيد
سهيل : بيوصلون بعد الأذان خل البنت تركز..
قاطعتهم وهج اللي وقفت ونطقت : خلصت أساسًا بجيك الأربعاء مثل موعدنا وأشوف وضعها
سهيل : الله يحفظك ويرعاك يابنتي
مشت ووقف نجم خلفها ونطق سهيل : وين ؟
نجم : بوصلها للبوابة وأجيك
تقدم يركض يتبعها وألتفتت برعب من سمعت صوت خطوات وراها تنطق : بسم الله !
ثبت يدينه خلف ظهره ونطق : كل أحد وأربعاء أجل ؟
رفعت حاجبها بعدم فهم ونطقت : كيف ؟
نجم : مواعيد سهيل عندك
هزّت رأسها بالإيجاب وكمل وهو يقول : والأربعاء آخر مواعيده عندك
وقفت وهج تنطق : ليه هالكمية من الأسئلة ؟
وقف نجم ينطق وعيونه على البوابات : ودي أخذ قرارك الأخير عشان أدور دكتور ثاني
تكتفت وهج تناظره ونطقت : قراري منتهي من وقت طويل الأربعاء آخر يوم لي فهالمكان وما فيه شيء يخليني أرجع له
رفع حاجبة يهزّ رأسه بالإيجاب وينطق : تؤمنين بالمعجزات ؟
رفعت حاجبها تنطق : شدعوة ؟
مسح جسر خشمه ونطق : ولا شيء الله يستر عليك والعذر منك على كل مابدر مننا كلام كان ولا أفعال وماهو آخر عهدنا بك يا..
قاطعته تنطق بهدوء : وهج
ألتفت لها وأبتسمت تنطق : أسمي وهج !
أنقبض قلبه يتأمل إبتسامتها وكيف كان واضح معنى أسمها على إنسانه مشرقه مثلها ، فلت ذراعينه يرخيها ورفع عيونه من نطقت وهج : أشرح لي شلون واثق بنفسك وكلامك ؟ وكيف قدرت تقول ماهو آخر عهدكم بي ؟
مشى نجم ومشت وهج تتبعه للبوابات ونطق : الجمعة الجاية بخليك تؤمنين بالمعجزات وكيف تتغير القرارات الصعبة حتى لو بعد إتخاذها
ضحكت بسخرية وقالت : وش بتملك مره ثانية ؟
رفع حاجبة ينطق : ليه لا ؟
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : لا تنسى تعزمني مع أني عارفه مين العروس
نجم نطق بسخرية : والله إنك ما حزرتي
ميّلت شفايفها بعدم فهم وألتفتت من فتح بركات البوابة وتقدمت تخرج ونطقت : عمومًا تشرفت فيكم كلكم لكن الظروف أقوى مني ومنكم..
قاطعها نجم وهو ينطق بحدة نبرته : يصير خير يا الدكتورة
عطاها ظهره ومشى يدخل للداخل ، عضّت شفايفها ونطقت بعبوس : نفسي أعرف هو ليه واثق !
ألتفتت من ضرب عبدالاله هورن ومشت تركب ، أنطلقت الإسعاف عائدة للمستشفى على صوت مأذنة المسجد تعلن دخول صلاة الظهر ..
« سيارة عزيز »
كان واقف ينتظر وهج توصل بعد إتصالها أنها راجعة ، ألتفت علطول للي واقف عند الباب وأبتسم يفك الأمان ، ركب مترك ونطق عزيز : زارتنا البركه
أبتسم مترك ينطق : الله يسلمك وين خالتك ؟
عزيز : والله كلمتني تقول خلصت وجايه
مترك : ودكم نطلع مطعم ؟
أبتسم عزيز ينطق : تم والله
مترك : أجل بسبقكم بسيارتي وأرسل لك الموقع
عزيز : طيب
فتح مترك الباب ونزل يتجه لسيارته ، رفع عزيز عيونه للإسعاف وأبتسم من شافها تلوح له بذراعها ، آشر لها ومشت تركض لسيارته ، فتحت الباب تركب وتنطق : شفت ماضيعت عليك يومك
عزيز ضحك ونطق : كفو عليك أهم شيء أنجزتي ؟
هزّت رأسها بالإيجاب تنطق : كفوك الطيب ايه حمدلله أنجزت بس ياخي غريبين
عزيز : أوف ليه ؟
قشعر جسدها تنطق بهدوء : جلفين بزيادة وفيهم خشونه مو طبيعية
ضحك عزيز ونطق : حتى البنات ؟
هزّت رأسها بالإيجاب ونطقت : بس أكيد لأنهم يعيشون بنص النفود !
توسعت عيونه بصدمة وقال : يا ساتر وش يدورون بالبر ؟ ما غير القيض والشموس
وهج : بس والله مكانهم خيااااال
عزيز : عندهم إبل ؟
رفعت كتوفها بعدم معرفة وقالت : ما شفت صراحة بس فيه مزرعة كبيرة وما أستغرب صراحة مقدرتهم المالية حسبي الله بس
ألتفت لها ونطق : وش بعد ؟
وهج : سالفة طويلة بينهم وبين جدو
عزيز : أحلفي !
وهج مسحت كفوفها ونطقت : والله
عزيز : الله يفكنا الشر محد ناقص ولا به أحد فاضي !
وهج : ما ظنتي يفكرون يأذوننا
عزيز أبتسم يمسك كفها ويحطها على صدره وينطق : إلا ما قلت لك جدو عزمنا على مطعم أنا وأنتي
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : يا عمري ما يبينا نرجع للبيت علطول
عزيز : ايه يا حياتي هو يحسب باقي يأثر فينا مغادرة جدي أمير وجدتي هنادي
ضحكت تضربه بكفها على صدره وتنطق : يا وسخ
ضحك بسخرية ينطق : والله ما نستاهل الغداء
ضحكت تصدّ عنه وتنطق : أسكت أسكت !
ضحك يكمل طريقه ومن وقف عند أحد الإشارات فتح الموقع على الشاشه ومشى يتبعه ..
« في أرقى المطاعم العالمية »
رفع ذراعه يأشر لعزيز اللي من شافه أبتسم ومسك ذراع وهج يمشي معها لجدهم ، جلسوا ونطقت : كيف حالك جدو ؟
مترك أبتسم ينطق : بخير ماعليك
ثبتت ذراعها على الطاولة تتكي عليها ونطقت : جدو بسألك
ألتفت مترك عليها ونطق : اسألي يا جدو
وهج : من كان موجود عند البوابة البارحة ؟
رفع عزيز حاجبة بدهشة ونطق مترك : نيار
شهقت بصدمة وقالت : وع وش جابه ؟
دقها مترك بعيونه يذكرها بوجود عزيز وألتفتت له تنطق : سوري عزوز
أبتسم عزيز لها ينطق : ما أزعل منك ياوهج الدنيا لا تعتذرين
رجعت تناظر بجدها ونطقت : وش يقول ؟
مترك : سالفته طويلة بس ما عندنا اللي يرجيه
عزيز : جدي بطلبك إذا جاء مره ثانية ياليت يكون عندي خبر
رفع مترك حاجبة ونطق : عشان ؟
عزيز زفر بضيق ينطق : ودي أشوف أبوي وأسلم عليه وأنا أدري ماهو بطبعك يا مترك تقطع الأرحام ؟
مترك : ما يصير إلا اللي يطيب خاطرك
وهج نطقت بصدمة : بس سمو رفضت..
قاطعها مترك ينطق : هذا إذا رجع ولد عبدالعزيز
سكتت من رد جدها اللي ألتفت للنادل يعطيه الطلبات وألتفت مره ثانيه عليهم يسألهم : وش تبون تتغدون ؟
عزيز : على ذوقك
وهج : مشتهيه بحري
ضحك عزيز ونطق : تستهبلين صح تراك في نجد ؟
أبتسم مترك ينطق : وإذا تصير نجد بحر لأجل وهج
ضحكت بدهشة تنطق : يقولون كل فتاة بأبيها معجبة وأنا في مترك معجبة !
أبتسم لها يطلب لها كم صحن بحري ، زفر عزيز يصدّ عنها ينطق : أشم ريحة حريق يا جماعه !!
ألتفت مترك عليه بصدمة وكمل ينطق : اها مو مهم طلع قلبي
ضحكت وهج بصدمة تنطق : يا غبي
ضحك عزيز من نظرات مترك ونطق : أمزح معكم تكفى لا تنقد
كانت تضحك على ردوده وضحك مترك من ضحكها ، زفر عزيز وضحك معهم ينطق : ايه الله يزوجك يا خالتي ضحكيه
مسحت دموعها ورفسته برجلها تنطق : بس بس بطني !
ضحك عزيز يصدّ عنهم ومن هدأت وهج بدأوا يسولفون ينتظرون أكلهم ..
« على متن الطائرة »
جالس بمقعد الطيار ويقود الطائرة متوجهًا لسنغافوره ومن بعدها يكمل طريقه لأستراليا ، ألتفت يشوف هنادي مساعدته بالطيران المدني وأبتسم يشّد على كفها ، كانت تتأمل الغيوم وألتفتت له تنطق : لبيه ؟
أبتسم أمير ينطق : لبيك يا هنوده
ضحكت بخجل تنطق : جعت ؟
أمير : ما يجذبني أكل الطيارة
سحبت حزامها تكفه وقفت تنطق : تحت أمرك سيدي الطيار أجيب لك أطلق غداء
أبتسم أمير ينطق : تسلمين يا مساعدة الطيار !
مشت تخرج من عنده ورجع عيونه للمسار قدامه ، توجهت لمطبخ درجة الأعمال وأخذت لهم صحنين وبدأت تحط فيهم من كل صنف ، تقدمت تفك الباب وتدخل ، نزلته على الطاولة بينهم ونطقت : أميري نأخذ وقت مستقطع ؟
أبتسم يثبت الطائرة على وضع الطيران الآلي ولفّ بمقعده للطاولة وبدأوا يأكلون ، أبتسمت تنطق : ترا ما قلت شيء لسمو
ضحك أمير ينطق : أحسن ما سويتي خليها مفاجأة !
هزّت رأسها تنطق : عاد جوك !
ضحك ينحني برأسه وتوسعت عيونها بصدمة من كح تنطق : أوف كم مره بقولك لا تضحك وأنت تأكل
« على متن الطائرة »
جالس بمقعد الطيار ويقود الطائرة متوجهًا لسنغافوره ومن بعدها يكمل طريقه لأستراليا ، ألتفت يشوف هنادي مساعدته بالطيران المدني وأبتسم يشّد على كفها ، كانت تتأمل الغيوم وألتفتت له تنطق : لبيه ؟
أبتسم أمير ينطق : لبيك يا هنوده
ضحكت بخجل تنطق : جعت ؟
أمير : ما يجذبني أكل الطيارة
سحبت حزامها تكفه وقفت تنطق : تحت أمرك سيدي الطيار أجيب لك أطلق غداء
أبتسم أمير ينطق : تسلمين يا مساعدة الطيار !
مشت تخرج من عنده ورجع عيونه للمسار قدامه ، توجهت لمطبخ درجة الأعمال وأخذت لهم صحنين وبدأت تحط فيهم من كل صنف ، تقدمت تفك الباب وتدخل ، نزلته على الطاولة بينهم ونطقت : أميري نأخذ وقت مستقطع ؟
أبتسم يثبت الطائرة على وضع الطيران الآلي ولفّ بمقعده للطاولة وبدأوا يأكلون ، أبتسمت تنطق : ترا ما قلت شيء لسمو
ضحك أمير ينطق : أحسن ما سويتي خليها مفاجأة !
هزّت رأسها تنطق : عاد جوك !
ضحك ينحني برأسه وتوسعت عيونها بصدمة من كح تنطق : أوف كم مره بقولك لا تضحك وأنت تأكل !!
ضحك أمير وتقدمت تضرب ظهره ، رفع عيونه ونطق : هنادي
رفعت عيونها له ونطقت : لبيه ؟
أمير : هذي آخر رحلة لنا كـطيارين
رفعت حاجبها بعدم فهم وشهقت من تذكرت أن رحلة أستراليا هي آخر الرحلات قبل التقاعد ، عضّت شفايفها لثواني ونطقت بسخرية : وصلنا لمنتصف الستينات وش باقي تنتظر ؟
ضحك أمير ينطق : ما أنتظر شيء طبعًا بس أذكرك قلت خرفت مثل أمي
ضحكت بصدمة تضربه وتنطق : تراك ولدها وش دخلني أنا !
تقدم يشدّ على الدركسون بيده ، فك القيادة الآلية وتقدمت تجلس بجانبه ، أبتسمت تشوف الشيب تمكن من أمير وكيف كان وشلون أصبح ، أبتسمت تنطق بهمس : حمدلله اللي سخرك لي وقضيت الأربعين عام من حياتي برفقتك يالأمير وبرفقة بناتنا
شّدت على كفه وأبتسم يقبله وينطق : حمدلله أنك قررتي تطلعين لي بهذيك الليلة من بدّ بنات أعمامي كلهم ولقطتك علطول لأنك درة ما تجين بالعمر إلا مره يا هنوده !
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : أحبك يا شايب قليبي
ضحك بخفه ينطق : وأهواك يا عجوزي !
ضحكت على اللقب اللي أطلقه عليها ونطقت : أمير بسألك سؤال
ألتفت لها ينطق : سمّي ؟
هنادي : عمي مترك متقاعد ؟
هزّ رأسه بالنفي وشهقت تنطق : ماشاءالله ماشاءالله بس متى ناوي ؟
أمير زفر بضيق ينطق : أبوي الله يهديه جبروه يتقاعد ورفض يقول مادام القوة تسري فيني لا تهدوني مثل الضعوف !
هنادي : بس متعافي الله يحفظه
ضحك أمير ينطق : عسكري من وهو بالعشرينات تتوقعين ما يكون ؟
هنادي : بس ما يترقى صح ؟
هزّ أمير رأسه بالإيجاب ينطق : وترا دوامه خفيف بس يشرف ويوقع على معاملات بسيطة يعني ما عاده مثل أول
هنادي أبتسمت تنطق : الله يحفظ عمي ويطول بعمره
أبتسم أمير ينطق : امين
رفع عيونه من الرادار للسماء وأبتسم من جمال المنظر ، هو من حبه للطيران ولهنادي دخلها معه للمجال وساعدها بالدراسة ووكلها تكون مساعدته عمره الطويل ، يتذكرها بسّن الثامنة عشر لمن تزوجها وهو بسّنه العشرين وكيف أنجبوا سمو بآخر سنة ثانوي لها وأول سنة بأكاديمية الطيران له ، لطالما كان أمير سند لها بكل شيء وما عمره نقص عليها بحاجة دايم كان واقف خلفها تسند عليه كل أثقال الدنيا وجور الأيام وهمومها ، والحين هو بآواخر الستينات وهي بمنتصفها وما زالوا بجانب بعضهم البعض بقمرة القيادة اللي خلدت لهم ذكريات جميلة ومشاعر عظيمة ..
« حلّة سهيل »
داخل مجلس سهيل أبتسم أبو سعاد ينطق : وش صار على ملكتكم يا آل جراح ؟
رفع رماح حاجبة بإستنكار ينطق : العرب يدرون وش حصل بهذيك الليلة بس بعض البشر يحبون الحكي !
أبو سعاد نطق بسخرية : وأن طاح الشايب ما فيه إلا العافية وهذا هو قدامنا كلنا مافيه شيء
رماح : وجعله دوم بصحة وعافية طول عمره وش أنت تحسبنا كارهين ؟
أبو سعاد : ايه ايه بس عطيناكم بنتنا..
قاطعه نجم اللي نطق بحدة صوته : محد تجمّل علينا بالعطايا والتمر اللي جانا من نخلنا أقصر الحكى والبنت نعدها بنتنا سكنت وربت بيننا وكبرت على يدينا !
وقف جابر ينطق : صلوا على النبي يا الربع وأن حددت أنا ونسيبي نجم الموعد علمناكم
كانت نظرات السخرية تعتريهم ، ضحك أبو صلاح ينطق بهمس : أمحق نسيب
وقف أبو سعاد ينطق : أكرمكم الله يا آل جراح ولنا موعد معكم جميع لا تخالفونا
نطق سهيل وعيونه عليهم : ماعليه ماعليه
مشوا يغادرون المجلس وتقدم نجم لجابر ينطق بحدة : الملكة بتصير وبدون علمهم سامع !
توسعت عيونه بصدمة وقال : وشلون ؟؟ ذول أهلي
نجم : والزواج زواجي والمكان مكاني لا ألمح ظلالهم
أبتسم سهيل ينطق : ونجم صادق يا جابر وحن عرب نمشي على سنة رسولنا أقضوا حوائجكم بالكتمان
زفر جابر بقلة حيلة ونطق : اللي ودكم بس حددت موعد ؟
نجم صدّ عنه ينطق : عندي تدريب الصبح ولا يمديها الليلة لكن متى ما حددت بعلمك
ألتفت يشوف سهيل ونطق : لا تنسى من مترك آل ساير !
سهيل : ما نسينا
نجم : عطهم علم
كانت وجيههم حائره وينتظرون تبرير سهيل اللي بدأ يتكلم لهم عن الجمعة والاعتذار وحتى رفعة السلاح على الدكتورة ، وقف شجاع يخرج من المجلس ومشى نجم يتبعه ، خرجوا للحوش ونطق بهدوء يعكس غضّبه : شجاع !
ما ألتفت شجاع له وركب موتره ، تقدم له وضرب الشباك ، زفر بضيق يفتحه وانحنى نجم ينطق : ما هقيت الحقيقة توجعك يا شجاع
ضحك بسخرية ينطق : قلت جاي تعتذر لكن لا كيف تعتذر وأنت نجم ؟!
خبط نجم كتفه ينطق : ماني مخطي ولو أني مخطي أشهد بالله أني لأعتذر !
دفعه شجاع بكل قوته وتعثر نجم بالحصى لكنه تماسك قبل يطيح ، مشى شجاع بسيارته ونطق بسخرية : مترك آل ساير يسأل عنك قلت أعلمك
دعس بموتره يغادر المكان ، زفر من شّدة البرودة ودخل يده بجيب ثوبه يرفع جواله ويتصل على نمر ، وصله صوته بعد ثواني ينطق : أرحب يالنجم الساطع
تنحنح يمشي لبيته وينطق : عطني رقم مترك
رفع نمر حاجبة بدهشة ينطق : مترك بن مقرن ؟
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق : الله الله
نمر : وش عندك ؟
نجم : يا أبو سعود نفداك أعجل علي ولا تكثر كلام
ضحك نمر ينطق : بس بشرط تجي تتقهوى عندي ومنها تشوف جراح
نجم زفر يرفع عيونه للسطوح ويشوفها واقفه تناظره ونطق بهدوء نبرته : أعتبرني عندك
ما أنتظر رد نمر وقفل الجوال ومشى يرجع بدربه للمواقف ، أبتسمت غرور تنطق : على وين ؟
هزّ رأسه ساخر يستغفر ويكمل خطاه لموتره ، ركبه ومشى يحرك بدون رد متجه لبيت نمر ، عضّت شفايفها بغضّب وألتفتت لأشجان اللي رفعت رأسها تنطق : راح ؟
ميّلت شفايفها بضيق تنطق : أحس فيه وحدة بحياته
ضحكت جمان بسخرية تنطق : أعوذ بالله مو لهالدرجه !
ألتفتت أشجان لها بغضّب تهددها تمشي ، وقفت تنفض ملابسها وتنطق : أثقلي شوي بس شوي وشوفي كيف بيبدأ يهتم ويلاحظ وجودك يا غبيه !
نزلت من السطوح وجلست غرور تنطق : شلون تتحملينها ؟ ولا توأمك بعد !
أبتسمت أشجان تنطق : ماعليك منها ولا تهتمين لكلامها !
أبتسمت غرور تنطق : طبعًا ما بهتم وبعدين نجمي يحتاج الاهتمام وواضح عليه أنه فاقده والغبيه أختك تبيني أثقل عشان ينسحب علي !
أشجان نطقت بضحكه : ايه ايه خليك كذا وبتشوفين كلها كم يوم ويرضخ ويطيح اللي برأسه !
وقفت غرور تنطق : بروح أشوف جدي
وقفت أشجان تنطق : ماني رفيقتك
ضحكت بغرور تنطق : يا حياتي ما طلبتك من الأساس
مشت تغادر وشّدت أشجان على كفوفها بغضّب ومشت تدخل للداخل من البرد ..
« قصر مترك ، مكتب مترك »
كانت تمرر أناملها على ذكريات العسكرية الخاصة بجدها ، أبتسمت تقرأ الرسايل الموجودة قدامها ، كانت تفتحها وحدة ورا الثانية ووقفت من قرأت أسمه ، سهيل ومن غيره هو المتواجد أمامها بأحد الصور ، كان صاحب وجه بغيض ونظرة مرعبة تكاد تحلف أنه ماهو نفس الشخص ، زفرت بغضّب تنطق : كيف فرطت بصديقك !
رفعت نفسها تشيل الصور وتلمّها من جديد لأجل ترجعها بالصندوق الخاص فيها لكن شدّ أنتباهها صورة وقعت على الأرض قدام عيونها وسرعان ما شهقت تنطق : يا حبيبي يا أميري !
كان أمير بصغر سنه واقف بجانب سيارة حمراء تخص مترك ، شالتها ترجعها للصندوق وترفعه فوق الرف ، وقفت تنفض ملابسها وتخرج من المكتب ، أبتسمت لجدتها وتقدمت لها تنطق : يمه شلونك اليوم ؟
رفعت مزنه عيونها بتعب ونطقت : من أنتي ؟
جمد وجهها هي متعودة على هالسؤال بس ما عهدتها تسألها وهي كذا تعبانه ، شهقت توقف وتنطق بحدة : روزا !
مشت تخرج من المطبخ ونطقت بهدوء : ايوه وهج ؟
وهج نطقت بصدمة : جدتي تأكل أدويتها ؟؟
هزّت روزا رأسها بالإيجاب تنطق : ايوه أنا كل يوم سوي هذا دواء
ألتفتت تشوف كيف التعب أهلك روحها وتعبها ، عضّت شفايفها تسحب جوالها وتتصل على مترك ، كانت مزنه ترجف وتناظر بوهج لكنها ما تعرفت عليها أبدًا ، ظلت وهج تتصل على جدها عشرات المرات لكن دون جدوى ، زفرت تمسح وجهها ودموعها اللي انسابت على وجنتيها ، ألتفتت لجدتها تشوفها مقفله عيونها وشهقت تركض لها ، تمسكت بكفوفها تنطق بذعر : يمه شوفيني شوفي وهج يمه !!
ما كان من مزنه رد وصرخت وهج تبكي بصدمة ، فتحت عيونها بضعف ونطقت : لا يحزن قلب مترك ولا يهل دمعه
عضّت شفايفها تهزّ رأسها بالنفي وتنطق : لا لا تقولين كذا
شهقت تبكي وتنطق : ياربي لا تختبرني بها يارب أحفظها
تقدمت لجدتها تضّمها وزاد بكائها من ارتخت مزنه بيد حفيدتها ، كانت رجفتها كل مالها تهدأ ووهج تصرخ وتبكي وروزا القابعة خلفها ماهي أحسن منها ، أبعدت وهج تتركها تستلقي على ظهرها ، ألتفتت تمسح دموعها وتشوف روزا تبكي ، زفرت بغضّب تنطق : حاولي تتصلين ببابا مترك
هزّت رأسها ومشت تركض للتلفون الثابت ، رفعت وهج جوالها تتصل بعزيز اللي خرج مع أصحابه ، زفرت تنتظره يرد وأخيرًا وصلها صوته وهو يقول : لبيه ؟
شهقت تبكي وتنطق : عزيز جدتي ماهي بخير ومحد عندي ولا أدري وش أسوي تكفى تعال !!
وقف عزيز ينطق بصدمة : جايك الحين
قفلت منه ومشت لجدتها ، مدّت يدها بعد تردد لرقبتها وشهقت بخوف تنطق : حمدلله
ركضت روزا للصالة ونطقت : وهج بابا جاي
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : ياربي يا حبيبي
انحنت تمسح على رأس جدتها وتقبّله ، عضّت شفايفها ونطقت بصوت باكي : ما راح أتركك تخليني وأنتي ما حضرتي زفافي تسمعين يا مزوني ؟ لو تركتيني ورحتي ما راح أسامحك
رجعت تقبّل جبينها وألتفتت من دخل مترك ونطق بذعر واضح على ملامحه : كيف حال مزون !؟
عضّت شفايفها وبكت بدون صوت ، تقدم لها يحتضّنها وينطق : ليه الدموع يا وهج ليه يا أبوك ؟
شّدت عليه ونطقت بحدة : خوفتني وأنت ما رديت على إتصالاتي !
أبتسم يقبّل رأسها وينطق بتعب : خليني أشوفها
دخل عزيز مذعور ونطق : يالله لا تفجعنا وش صاير ؟؟
مترك : كويس جيت تعال ساعدني فيها
نطقوا عزيز ووهج بالوقت نفسه : لا ما ينفع..
ألتفت لها وألتفتت له ، أبتسم ينطق : لازم الإسعاف يشيلها يا جدي
مترك رفع حاجبة ينطق : يا شين فلسفتك أنت وياها جدتكم مافيها كسر ولا هي طايحة بس نايمه !
أبتسمت وهج تنطق : بس لازم يشوفونها هم
مترك تقدم ينطق بحدة : عبدالعزيز !
ألتفت عزيز لجده بصدمة وركض يساعده ونطق مترك : سم بالله
رفعوها ومشت وهج للسيارة تسبقهم ، فكت الباب وركبوا مزنه وركب مترك بجانبها ينطق : سوق أنت يا عزيز
هزّ رأسه وقفل مترك الباب ، مشى يركب بمكان السايق وركبت وهج بعد ما جابت عبايتها بجانبه ، دعس يخرج من المكان للمستشفى ..
« بيت نمر ، المغيب »
دخل للحوش يطفي موتره وينزل منه ، أبتسم نمر يوقف وينطق : ما بغيت !
تقدم نجم ونطق : سلام عليهم !
ضحك نمر يسلم عليه سلام الرجال ، تقدموا يجلسون ونطق نجم : وين الجراح ؟
نمر : خلنا نشوفك أول ونهرج معك وبعدها اسأل عنه
تكى نجم على المركى وتقدم نمر يصّب له قهوة ، مسك الفنجال ينطق : أسلم
نمر : الله يسلمك علمني وش بغيت بـمترك ؟
زفر بسخرية ينطق : ما صبر مترك يواجهني ويسألني عني قام يسأل العربان والرايح والجاي عن نجم و أنا ما أداني ذا الطبع !
نمر رفع حاجب ينطق : وش يبغى بك ؟
نجم : أنت عطيتني الرقم عشان أعرف وش يبغى ؟
ضحك نمر ونطق : أصبر ما هو سهل أجيب رقم مترك
صغّر نظره يتأمل المكان على المغيب ونطق : هونت
ألتفت نمر عليه ونطق : وشهو ؟
نجم : ما أحتاج رقمه بنزوره في بيته وأعرف وش يبغى بي
نمر : اللي ودك
نجم صدّ يشوف جراح وصفّر له ينطق : تعال وأنا أبوك
نمر زفر بضيق ينطق : نجم خذه من عندي
ألتفت له ينطق : صاحي عشان يتعشى على السوسه مسعود وتقبع بيني وبين شجاع زيادة ؟
ضحك نمر بصدمة ينطق : سألتك بالله وش بينكم ؟؟
نجم فزّ من هجم عليه جراح ومسكه يثبته بحضّنه ، ألتفت لنمر ينطق : مابيننا شيء كبير لكن تحسس أبو مسلط ورضاوته علي لو يطلع عشر بكار !
أبتسم نمر ينطق : وافي وسنافي يا أبو جراح وتراني عازم شجاع بيجيني بعد صلاة المغرب
رفع حاجبة بدهشة ينطق : بالله ؟
هزّ نمر رأسه بالإيجاب وكمل نجم ينطق : حياه الله ما من غريب
عدّل نمر جلسته ينطق : كويس خفت تحز بخاطرك
وقف نجم يبعد جراح عنه وينطق : لحقنا الصلاة ؟
وقف نمر معه ينطق : توكلنا على الله
مشوا يطلعون من الحوش للمسجد القريب لأداء صلاة المغرب ..
« حلّة سهيل »
طلعوا من مسجدهم اللي يتواجد بداخل حوشهم ، مسح شجاع رأسه وسحب شماغه يتلطم من البرد ، وصل لقدام البيوت وشهق من أنسحب خلف النخل ينطق : خيل البل صدق !!
ضحكت نجد بصدمة تنطق : أسفه
توسعت عيونه بصدمة ينطق : يا مرحبا والله يا غليص رماح
أبتسمت بخفه تنطق : هلا هلا أسمع يالشايب تدري وين نجم فيه ؟
زفر يصدّ عنها ويشوف أعمامه وعيال عمه طالعين من المسجد ، ضرب ساقه تنطق : هيه أكلمك !
دخل يدينه بجيوب ثوبه ونطق بهدوء : لا ما أدري وين هو فيه
عضّت شفايفها تفكر ونطقت بعدها : طيب تتوقع يطول برا ؟
ألتفت يناظر داخل عيونها وينطق : أمرني يا أريش العين
شّدت على جلالها بخجل منه ونطقت بهدوء : أنا والبنات ودنا نطلع سوا عشان صاحبتي من اللي أعرفهم جدتها تعبانه
شجاع : الله يشفيها لكن الإتصال يكفي يا غليص ولو هي صاحبه حق وحقيق تعذرك !
عبّست بملامحها تنطق : تكفى يا شجاع لا تخليني أندم أني جازفت وجيت فالمزرعة عشان أقابلك وأطلبك
فك لطمته يمسح لحيته ويفتل شاربه ، زفر بضيق ينطق : اعنبو قلبٍ يردك أجهزي أنتي واللي بيجي معنا وقابلوني من الباب الأقصى
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : يا جعل عيني ما تبكيك يالشايب
مشى وضحك بخفه ينطق : لا تخليني أحلف ما تطبينها
ضحكت تنطق بجدية : لا لا أمزح
نزعت جلالها تبيّن عبايتها من تحته ، هي كانت متأكده أنها قادرة تقنع شجاع وفعلاً كانت قدها ، مرّت من عند الجهنمية وأبتسمت تركض راجعة للداخل ، فتحت باب الصالة الخلفي ووقفوا شمايل وأسيل اللي نطقت : بشري تكفين
زفرت بزعل زائف ونطقت : عيّا
رمت أسيل جوالها ونطقت بغضّب : شفتي يعني لو رحت أنا كان دعسني مو رفض والحين أنتي ورفض بعد !؟
رفعت شمايل حاجبها تنطق : حسافه لو طلعنا بتكون أول طلعة لنا بحياتنا تقريبًا بدون علم أهلنا
ضحكت نجد بصوت عالي تنطق : أجهزوا شجاع بالسيارة
شهقت شمايل وصرخت أسيل تنطق : سألتك بالله نجد !!!
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : ما يقدر يقولي لا أساسًا
دفعتها شمايل بقهر تنطق : كلبه وربي خفت
وقفت نجد وضحكت تنطق : لازم نمر محل ورد عشان جدة وهج ولا تحسون ؟
أسيل أبتسمت تنطق : ايه لازم المريض ما يغير نفسيته إلا الورد وبنجيب شوكلاتة بعد
ضحكت شمايل بسخرية تنطق : اللي يشوفكم يقول حافظين ديار نجد حفظ وأنتوا حتى خرجه للسوق ما رحتوا إلا وأنتم وراعين امشوا بس فشلتونا !
ضحكوا يخرجون خلفها وشهقت شمايل تدفعهم للداخل من جديد وتنطق بهمس : عروس النار توايق من السطح
زفرت نجد بغضّب تنطق : ياجعل العمى يطس عيونها الجنيه كيف نطلع الحين ؟؟
زفرت أسيل تجلس على الأرض وتنطق : هي ما تطفش ؟ ما عندها حياة ؟ وش ذا !
جلست نجد تفكر ونطقت بحدة : نطلع ولا علينا فيها
شمايل : لا تكفين أهجدي
رفعت أسيل جوالها ونطقت : بنات شجاع يدق
تقدمت نجد تنطق : ردي بكلمه
فتحت الإتصال ونطق بحدة : عادكم بتظهرون علي ؟
زفرت أسيل تنطق : وش نسوي شجاع غرور توايق علينا من السطح
شجاع : شوفوا باقي موجودة ؟
طّلت شمايل برأسها وشهقت تنطق : لا مشينا بسرعه
ركضوا البنات للخارج ، وصلوا للباب وشهقوا من نطق مسعود : ماشاءالله على وين ؟
صرخت أسيل بغضّب تنطق : ميمي أذلف وبشتري لك قراند
أبتسم ينطق : عندي أشتري لي فيفا
هزّت رأسها تنطق : أبشر بس انقلع من وجهي
صدّ يمشي ونطقت شمايل بصدمة : معاد به بزران وش قاند وفيفي ؟؟
ضحكت نجد تنطق : لا حبيبي شوشو أسمها فيفا مو فيفي عبدو !
ضحكت أسيل بصوت عالي وزفرت شمايل تسحبهم وتنطق : محد سألكم امشوا
ركبت أسيل بجانب شجاع ونطقت : بستخدم بطاقة نجد لو بتوافق كل مره
ألتفت شجاع يرمي زقارته من الشباك وينطق : عشان أبو رماح ما هو بفيه ولا والله ما تقولون كذا من حدود البيت
رفعت نجد حاجبها تنطق : طيب مشينا قبل يجي نجم
قفلت شمايل الباب ومشى شجاع ينطق : تعرفون المستشفى ولا وش ؟
نجد : ايه أرسلت لي أسمه
هزّ رأسه ينطق : عطيني أشوف
غفلت نجد عن خلفية شات الواتس اللي كانت وجهها ومدّت الجوال له ، مسكه وثبته على فخذه الأيسر ومشى يبتعد من الحلّة ، نزل عيونه يشوف وجهها وغمازاتها وضحكاتها بالصورة وسرعان ما قلب الجوال يرميه على أسيل ويحلف أن حاله أنقلب معه ، زفر ينطق بحدة : أسيل دليني !
مسكت الجوال بأستغراب ونطقت : طيب شفيك بسم الله ؟
دخلت للموقع وما ركزت بالخلفية لأنها حافظه ملامح نجد اللي كانت ساكنه بربكة من حركته ، صدّت للشباك تتأمل الطريق بالليل تهوجس بفعلته قبل ثواني عكس شمايل اللي قلبها يرفرف وهي تشوف الغيوم ورش الأمطار على زجاج الشباك ومبسوطه جدًا ..
« بيت نمر »
فارشين قعدتهم على الأرض وشابين الضو والدلة على الجمر وريحة البُن الأشقر فايحه ، ألتفت لنجم اللي يتأمل السماء وساكت ، زفر بضيق ينطق : شكل معاد هو رفيقنا !
نجم رفع عيونه ينطق : يمكن أنشغل بحاجه وأصلاً بمشي بعد شوي
نمر : يا أبن الحلال أجلس لك شوي
نجم : اللي يشوفك يقول قدني ساري
ضحك نمر ينطق : والله أني طفشان وكل شيء فالبيت عشان إصابتي
غمض عيونه ينطق : أجر وعافية يا أبو سعود
أبتسم نمر يقلب الجمر بالضو ويضبط الأعواد ، ألتفت لصوت جوال نجم ، فتح عيونه ووقف يمشي للجوال ، رفع عيونه للسماء اللي هلت مزونها ومشى يهرول للمدخل يسمع ضرب المطر بالقاع ، أبتسم نمر اللي جالس تحت العريش ونطق : وش علمك هجيت للمدخل كان رجعت علي ؟
آشر له نجم ينطق : بجيك بجيك
فتح الجوال ونطق : هلا عجلان ؟
عجلان : يا ولد أنتوا طيبين ؟
رفع حاجبة بإستنكار ينطق : ايه ليه ؟
عجلان حكّ رأسه ينطق بحدة : أحلف !
زفر بتوتر ونطق : ان شاءالله إن الربع طيبين
شهق عجلان وتوسعت عيونه ينطق : ما أنت في الحلّة ؟
نجم نطق بحدة : لا وش عندهم ؟
عجلان : مدري شفت شجاع طالع معه ثلاث من حريمكم ومشى
نجم : تدري وين راح ؟
هزّ رأسه بالنفي يدّعي أن نجم يشوفه ونطق : مالك لوا يالنجم
نجم زفر ونطق : قفل يا عجلان قفل
سكر عجلان ومشى يركض لنمر ، وقف فوق رأسه ونطق نمر بحدة : وجع مليت المكان بالماء أقعد !
نجم : أكرمك الله يا أبو سعود..
قاطعه نمر ينطق : صاير عندكم شيء ؟
نجم رفع كتوفه بعدم معرفة ونطق : مابه إلا العافية أرتاح
مشى يعطيه ظهره ويركض تحت المطر لسيارته ، زفر بضيق ينطق بعلّو صوته : طمنا يا أبو جراح !
آشر له نجم قبل يركب وفتح الباب يركب موتره ويشغله ويحرك علطول ..
« سنغافورة العاصمة »
حركت السكر بقهوتها ورفعت عيونها له تنطق : خلصت ؟
أبتسم بضيق ينطق : حمدلله على التمام وحسن الختام بدينا مسيرتنا سوا وأنهيناها سوا جاهزة لمقعد فئة الأعمال والإقلاع إلى أستراليا ؟
عضّت شفايفها تمنع دموعها تنزل ونطقت : ممنونه على كل لحظة عشتها معك وعلى كل إقلاع كنت أنت قائده ما قدرنا نحبب بناتنا بالطيران لكن قدرنا نوريهم قد إيش نحبه
أبتسم يرفع يدها ويقبّل تجاعيد كفها ، رفع عيونه لها ونطقت بكل حب : جاهزة للراحة الأبدية !
ضحك بسخرية ينطق : والله مو متعود خايف أهجم على الطيار وأقوله أنا بقودها
ضحكت تضرب كفه وتنطق : بتتعود يا أمير بتتعود
أبتسم وسرعان ما شّد مسامعهم النداء الأول لطائرتهم ، وقف يمسك شناطهم وينطق : هيا توكلنا على اللي ما تنام عينه
مسكت ذراعه ونطقت : بسم الله توكلنا على الله
توجهوا للبوابة المنشودة وصعدوا على متن الطائرة وفعلاً ومن دون شعور توجه أمير لقمرة القيادة ، وقفت المظيفه تنطق بصدمة : Sir !
« سيدي ! »
أبتسمت هنادي تبرر لها أنه مجرد رغبة برؤية القمرة الخاصة بالقيادة ، هزّت المظيفه رأسها من فهمت وأعتذر أمير ، أبتسمت تنطق : it's all good no need for apologies
« كل شيء جيد لا حاجه للاعتذار »
مشى أمير بضيق يدخل لفئة الأعمال ، أبتسمت تقرأ المقاعد المذكورة بتذاكرهم ، تقدمت تجلس بجانبه وزفرت بضيق تشوفه يتأمل الشباك ، يعشق الغيوم ومنظرها وما تعود يشوفها من الشباك الصغير كان دايم يتمتع بالمنظر قدامه بالمقدمة والحين هو بمنتصف المقصورة ، لكن الحقيقة المرّه إنها أشياء بقت بذاكرته وقصة طيران وطيار عظيم وأنتهت ..
« المستشفى »
خرج الدكتور ووقفوا كلهم له ، تقدم مترك ينطق : بشر ؟
أبتسم الدكتور له ينطق : حالتها الصحية متدهورة لكنها استقرت ويستحسن تكون تحت الملاحظة لو حصل شيء لها تكون عندنا ويكون التدخل أسرع
شّد مترك على البريهه حقته بكفه ونطق : أقدر أشوفها ؟
خبط الدكتور كتفه ينطق : للأسف من ورا الزجاج فقط وبالسلامة
مشى يغادر وتقدموا عزيز ووهج لجدهم ، أبتسم يبدل ملامح وجهه ما وده يوجعهم بحالته رغم ضيق صدره على رفيقة عمره اللي تسكن السرير الأبيض والأجهزة تعانق كل جهة فيها ، أبتسمت وهج تنطق : بخير ماعليك والله بخير وبترجع للقصر وأنا متأكده وواثقه مزنه ما يهدها شيء !
زفر حرارة صدره ينطق بحشرجة : بإذن الله
عضّت شفايفها من صوت جدها وتقدمت تمشي ، أخذت دقايق ورجعت بملابس المستشفى ونطقت : سمحوا لي أدخل وبخاطري أكلمها
هزّ مترك رأسه لها بدون ما يرفع عيونه ، آشر لعزيز ووقف معها ، زفرت بضيق تنطق قبل تدخل : خلك جنبه ولا تحسسون بابا وماما بحاجه
هزّ رأسه بالإيجاب ونطق : سلميني عليها
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق بتفاؤل : بتطلع ونسلم عليها كلنا
عطته ظهرها ومشت تدخل ، قفلت الباب وتقدمت لسرير جدتها وأبتسمت تمسك كفها وتنطق بضيق : مزوني شّدي على كفي لو تحسين فيني
أنتظرت ثواني معدودة مالت للدقايق ، عضّت شفايفها ترفع عيونها للسقف لأجل ما تبكي ، يخوفها طاري الغيبوبة ويرعبها الفقد ، فقدت الأمل وزفرت تنطق : حاولي..
قاطعتها مزنه من شّدت على كفها وشهقت وهج تبكي وتنطق بفرحة : حمدلله حمدلله لا طيبه وبخير إن شاءالله وأجر وعافية يا حبيبة حفيدتك !
نزعت الماسك وانحنت تقبّل كفها ، أبتسمت تمسح دموعها وتنطق : أسفه أعرفك ما تحبيني أبكي ولا يعجبك منظر دموعي بس أنا فرحانه ومشتاقه لك مشتاقه لعيونك ونظراتك
غمضت عيونها تثبت كف جدتها على صدرها وتنطق بالدعاء داخلها ، زفرت توقف وتمسح وجهها وتنطق : المره هذي بسامحك وبخليك ترتاحين المره الجاية بتفتحين عيونك الحلوة عشاني تمام ؟
أبتسمت تنحنح وتنطق : شدعوة يمه ما أبكي بس صوتي زكم فجأة !
وقفت تبتعد وترجع الماسك على وجهها وتنطق : أنتبهي لنفسك بجيك بأقرب وقت
فتحت الباب وخرجت من عندها ، وقف مترك وأبتسمت تنطق : والله بخير وأوعدك ما أتركها لحّد ما ترجع معي للقصر !
أبتسم يحتضّن حفيدته ويسمح لدموعه تنهمر على كتوفها ، توقفت الدنيا عندها من حسّت بملح دموعه على كتفها
وقفت تبتعد وترجع الماسك على وجهها وتنطق : أنتبهي لنفسك بجيك بأقرب وقت
فتحت الباب وخرجت من عندها ، وقف مترك وأبتسمت تنطق : والله بخير وأوعدك ما أتركها لحّد ما ترجع معي للقصر !
أبتسم يحتضّن حفيدته ويسمح لدموعه تنهمر على كتوفها ، توقفت الدنيا عندها من حسّت بملح دموعه على كتفها ، عضّت شفايفها تمنع دموعها تنزل ونطقت بهدوء نبرتها ورجفة صوتها : ليه يا سيدي الدموع ؟
شّد عليها وشهق وأنكسر قلبها من سمعته يشهق ، حاوطت ظهره تمسح عليه وتنطق : جدو لا توجعني يكفي تكفى دمعك يكسر بخاطري والله يكسرني !
مسك كفوفها يقبّلها وأنساب دمعها لحركته ، مسك صدره من التعب ومشت وهج توصله للمقعد وتنطق : لا تتعب لو مو عشاني عشانك ما يصير أعتني فيكم اثنينكم والله !
أبتسم مترك رغم ضيق صدره ووقته وفكره ، أبتسم لأنها من جات للدنيا وهي أول سبايب فرحته ، رفع عيونه من انحنت تقبّل جبينه وتنطق وهي تعضّ شفايفها تخاف تبكي وتنهار : لا تشيل همي والله أمزح معك بعتني فيك وفي مزوني لأنها وظيفتي ولأنكم أعز المخاليق بعيوني
أبتسم يهزّ رأسه لها ما وده يتكلم وتبكي ، أخذت نفس طويل تبعد الغصه من حلقها وتنطق : أرتاح يا شيخ آل ساير !
ضحك بخفه ينطق بهمس : من عيوني
عضّت شفايفها تصدّ عنه وتتقدم تمشي للاستقبال بنفس الطابق ، وقف كريم ينطق : أغراضك جوا
هزّت رأسها ومشت تدخل ، سحبت شنطتها وخرجت بطقم العمليات للممر نفسه ، فتحت جوالها على إتصال نجد ، أبتسمت بدهشة تنطق : أهلاً ؟
زفرت نجد بغضّب تنطق : وينكم فيه ؟!
رفعت حاجبها بعدم فهم ونطقت : هلا ؟
نجد : وصلنا المستشفى
توسعت عيونها بصدمة وقالت : تمزحين نجد !
نجد : لا للأسف وبعدين مفروض ترحبين وش ردة الفعل الخايسه ذي
شّدت على شنطتها ونطقت : ما ودي أنكم جيتوا ليه الكلافه
نطقت نجد بسخرية : ما قد شفتي وش معنا يا نصابه انطمي بنجيكم عشان جدتك مثل ما تجينا عشان جدنا !
أبتسمت وقالت بفرحة : زين سويتوا كنت محتاجه أجلس معك وأسولف ضايق صدري مره
عبّست نجد بملامحها تنطق : يا عمري يا وهج أبشري والله بالرفقه بس دليني وينكم ؟
وهج أبتسمت تنطق : لبى قلبك الدور الرابع يا حياتي
أبتسمت نجد تنطق : الآن !
قفلت وضحكت وهج تلتفت جهة المصعد ، ثبت يده على كتفها وشهقت تنطق : ياربي يا عزيز !
ضحك بخفه يحتضّنها وزفرت بغضّب تنطق : كم مره بقولك طلع صوت أي شيء بس لا تجيني تتختل وتمشي على رؤوس أصابعك
قبّل جبينها ينطق : أبشري ما تتكرر !
أبتسمت تشّد على ذراعينه اللي تحاوطها ونطقت : تبشر بالجنة يا حبيب خالتك
رفع حاجبة بصدمة ينطق : هذي تأشر علينا ؟
اتجهت بعيونها للجهة اللي يناظرها عزيز وأبتسمت تبعد ذراعينه عنها ونطقت : هلا بنات !!
أبتسمت شمايل تركض وضحكت وهج تحتضّنها ، شّدت عليها ونطقت : يا واحش روحي يا وهجي
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : ما يوحشك غالي ميلو
أبتسمت شمايل تنطق : وه ميلو بعد جعل ميلو فدا وجهك يا شيخه !
تقدمت نجد تسلم عليها وتحتضّنها ، أبتسمت وهج تنطق : تهدون ورد وجيتكم أغلى من الورد وربي يشهد !
أبتسمت أسيل تتقدم لها وتسلم عليها ، أبتسمت تنطق : أسيل وحشتيني مرة
أبتسمت بخجل تنطق : ما يوحشك غالي حبيبتي
شمايل : عاد نوير ما قدرنا نجيبها تعرفين جارتنا وكذا
أبتسمت وسرعان ما ضحكت من تذكرتها ونطقت : حسافه الجايات أكثر ان شاءالله
رفعت عيونها على خروج شجاع من المصعد ، رفع حاجبينه لها من عرفها وأبتسمت بخفه تنحني له برأسها ، تقدم عزيز له ونطق شجاع : أرحب يا رجال !
نطق عزيز يمدّ كفه لشجاع : سلمه يا رجال !
سلموا على بعض سلام الرجال ونطق شجاع : أعذرني والله جيت بيديني خاوية ولا في ذمتي أنكم تستاهلون الشحم يا آل ساير !
أبتسم عزيز ينطق : جيتكم و تعنيكم يغني عن الشحم وأنا أخوك
رفع شجاع عيونه على مترك وتقدم ينطق : الشايب هنا
هزّ عزيز رأسه ومشى خلف شجاع لمترك ، عضّت شمايل شفايفها بحسرة من عزيز ونطقت : حسافه طلعت متزوجه !
ضحكت أسيل بصدمة تنطق : صدمة وربي
شمايل : جدًا راحت على منيف المنحوس
أسيل ضربتها بخفه تنطق : لا تسمعك !
ألتفتت نجد عليهم ونطقت : وش يتهامس بكم ؟!
شمايل أبتسمت بفشلة وقالت : اسأل أسيل إذا تبي الحمام معي
أبتسمت وهج تنطق : أدلكم ؟
شمايل : لا يا روحي ارتاحي
زفرت أسيل براحة تنطق بهمس : بغيتي تورطيننا !
همست لها شمايل تنطق : انطمي
تقدموا من بعد ما مشت وهج لجهة مترك ، كان واضح التعب عليه عشان كذا حلف شجاع عليه ما يوقف له ، أبتسم مترك ينطق : بيض الله وجيهكم جميع والله ما ودنا أنكم تكلفتوا
نطق والسبحة بين يدينه : وجهك أبيض ولا به كلافه يا عمي وكلها في ذمتي حق وواجب
مترك : الله يغنيكم ويطول عماركم
شجاع : وياك نفدا خشمك
ألتفت مترك يشوفهم محاوطين وهج من كل جهة ، الورد بيد نجد وصندوق الشوكولاتة بيد أسيل ، أبتسم ينطق : الله يحفظكم يا بناتي
أبتسمت نجد تنطق : وياك يا عمي
ضربتها أسيل بخفه تنطق : وش دخلك تردين تبين شجاع يذبحنا
رفعت عينها على شجاع اللي تحلف أنه أحرقها بعيونه ، رجعت خطوتين للخلف ونطقت بهدوء زائف : شدعوة ما أرد عليه وهو كبر جدي !
شمايل : كفو عليك والله تعجبيني ردي ولا عليك في أطول شارب
أسيل نطقت بغضّب : ايه وأنتي عززي لها وإذا حلفوا معاد يطلعونا أبكوا عندي وقولوا أقنعي شجاع !!
ضحكت نجد بسخرية تنطق : أنا أقنعته وبرجع أقنعه لا تسوين متجمله
كانت وهج تخاطب جدها وتعرفه عليهم ، أبتسم ينطق لها بهدوء : أجلسي مع ضيوفنا ولما سروا علميني
هزّت رأسها له ومشى مترك يخرج للبيت ، مشى عزيز لها ونطق : بروح معه تبين شيء ؟
هزّت رأسها بالنفي تنطق : سلامة قلبك وأنتبه لنفسك ولمترك
أبتسم يقبّل رأسها وينطق : بعيوني وأنتبهي يا عيوني
رفعت ذراعها تحاوط رقبته وأبتسم يحاوط ظهرها وينطق : بجيك بالليل لا تنامين
أبتسمت وقالت بحدة : لا أجلس عند مترك
ضحك بخفه ينطق : أبشري
تركته ومشى يبعد ووقف من شاف نجم بآخر الممر جهة المصعد ، تقدم نجم له وتخطاه عزيز بحكم أنه ما يدري مين هو ، ركب المصعد ونزل علطول ، تقدمت تسمع سوالف البنات وسرعان ما سكتوا من نطق نجم : ماشاءالله تبارك الله شايفين الساعة يا الهانم أنتي وياها ؟؟
رفعت عيونها بصدمة له تنطق : بني آدم يسلم ويتحمد للناس بالسلامه وأنت جاي تهاوش ؟
ألتفت لها يرفع حاجبة وينطق : محد خصك بكلمة حضرة الدكتورة !
كانوا البنات مصدومين ويراقبون بصمت ، ضحكت بصدمة تنطق : صار عذرك ما يجمل بشاعة أفعالك وجيتك للمستشفى بهالشكل وهواشك للبنات أبدًا ما يعني إنك ما تعرف تتعامل مع الظروف هذي بس تدري وش يعني يعني إنك عديم تربية..
قاطعها نجم من تقدم لها ورجعت وهج للخلف بصدمة ، زفر ينطق بهمس : الإتصالات ما هي مقصره وأن كانت أفعالي ما تعجبك ما بحاول جاهد لأجلك تعجبك وكلامي كان لثلاث من أهلي وما كان إلا خوف عليهم من دقّ الشوك وظلام الليل وأشرار النفوس !
زفرت بغضّب تصدّ عنه وتنطق : تبرير أقبح من ذنب !
بلل شفايفه ينطق بسخرية : بالسلامه يا عذبة الأطباع
صدّ عن عيونها ومشى وتبعوه البنات بدون أي كلمة ثانية منه ، زفر شجاع ينطق : ما تشوفون بأس ودعناكم الله
هزّت رأسها له تنطق : ما يجيكم البأس !
شّدت على الماسك تبعده عن وجهها بغضّب من أختفى وهم من بعده وما بقى بالممر إلا هي لوحدها ، جلست بصمت ودهشة تفكر كيف مشوا وراه بدون ما يكرر كلامه لهم وكأنهم مسيرين له و ممتثلين لأوامره ، مسحت عرق جبينها وزفرت بغضّب تنطق : قسم بالله مو طبيعي هالادمي ومتأكده مثل أسمي أني لمحت الضعف متخبي داخل عيونه ومندفن تحت قوته وسلطته هذي !
غمضت عيونها تتذكر حديثها معه قبل ثواني ، ضحكت بخفه من تذكرت لقبها اللي تعودته منه ونطقت : حاسه لو قابلته بظروف غير ممكن يكون فارس أحلامي بس بهالشكل والأفعال سوري بس لا وكبر رأسه بعد !
ارتخت على المقعد تغمض عيونها بتعب وتستسلم للنوم ..
« مواقف المستشفى »
قسى في ممشاه لأن قلبه ما زال واقف عند عيونها ، هزّ رأسه ونطق بحدة : أبو مسلط لا هنت مثل ما جبتهم رجعهم أنا ماني خويكم للحلّة !
ركب الموتر بدون ما يسمع رد شجاع وبالأصح ماهو قادر يسمع صوت غير صدى صوتها بذاكرته ، شّد على الدركسون يأكد رغبته ويثبت على قراره رغم لخبطة شعوره ، هي كل الحضور وكل الوجود والجماعة والأوادم ، هي بعض الكل وكل البعض بداخله ، كان متخوف من حقيقة شعوره لكنه بكل مره يخوض معها حوار أو مجرد تلاقي أعيُن ، يأكد رغبته فيها وهو متأكد وجازم أنها مستحيل تخذله وبتكون له العوض بكل خسارة واللذة بكل مرارة ، فتح شبابيك موتره يصافح بذراعه أمطار الليل ويستقبلها بشعور جديد ، يشعر بأنه ولد من جديد وما هو متخوف من النتايج هو بيقدم على قراره واللي يصير يصير ، بيجازف بكل شيء ولو تكلفه روحه هو متأكد أن النهاية بتعجبه جدًا ، وأخيرًا بيحدد نجم قراره النهائي لنفسه ومن دون ما يأخذ شور أحد ، ما هو مهتم أبدًا بقرار الشيبان ونظرتهم له بعدها ، غمض عيونه بلذة شعور يتنفس هواء الشتوية البارد ، مقفل نور موتره ويمشي بالظلام الحالك ، القمراء تنور سماه والنجوم لطالما كانت مأوى نجم وملاذه الوحيد ، يتأمل السماء وظلامها الدامس وشعاع القمر وجمال منظره وما ينسى الغيوم السوداء اللي تحف القمر وتنثر زخات المطر على الأرض ، يمينه وشماله النفود والرمال أماكن هو متعود عليه وأماكن كبر فيها ، قفل الشبابيك من أشتد عليه البرد ومشى للخيام بمُنتصف النفود ..
« حلّة سهيل »
نزلوا الأربعة ونطق شجاع : ادخلوا بهدوء وكل وحدة تروح لبيت أهلها
أسيل نطقت بهمس : وأنت على وين ؟
شجاع زفر ينطق : بشوف نجم
نطقت شمايل بصدمة : قسم بالله طار عقلي يوم دخل علينا نفسي أعرف كيف عرف !؟
نطقت نجد بسخرية : قسم بالله أخوي ذا لو ندفن أنفسنا بنص النفود لقانا !
شجاع تقدم يدفع أسيل وينطق : ادخلوا خلصوا لا تورطوني
أبتسمت نجد تنطق : شكرًا على كل شيء سويته الليلة
شمايل أبتسمت تنطق : صدق تغيرت نظرتي عنك يا شجاع خلك معنا كذا دايم تكفى
ضحكت أسيل تنطق : مين قدك يتغزلون فيك قدام عيني !
ضحك بسخرية ينطق : ادخلوا يا خبلان
دخلوا البنات وأبتسم يركب موتره ويتوجه للنفود لأنه أول مكان بيفكر نجم فيه ..
« النـــفــود »
بأواخر ساعات الليل ، قريب الفجر ، جالس عند باب الخيمة وشاب ضوه تنور عليه فالظلام ، ألتفت يشوف موتر شجاع وصدّ عنه يزين الجمر فالمنقل ، تقدم شجاع يهرول من البرد ونطق بهدوء : سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وصباح الخير
رفع عيونه ينطق : عليكم السلام ورحمة الله وبركاته لا واضح مروق ؟
أبتسم شجاع ينطق : نحمد الله ونشكره على الروقان ونسأله يديم علينا سبايبه
رفع حاجبة بدهشة ينطق : من ؟
رفع عيونه للغيوم وللقمر اللي بات مغطى بالكامل ، زفر يقرب يدينه من النار وينطق : نجد يا أبو رماح وشوفة نجد بعز الأمطار والحيا أشهد أنها تبري العلة
زفر نجم يصدّ عنه ، هو خطر بباله أخته لكن سرعان ما محى الفكرة من رأسه ينطق : الله الله !
أبتسم شجاع أنه قدر يفصح عن مشاعره لها وقدر يفصح قدام أقرب الناس له بأسمها وبدون أي خوف ، ألتفت لنجم اللي تقدم له يسلم على خشمه وفزّ شجاع له ، مسك نجم كتفه ينطق : أرتاح يالشجاع أرتاح
نطق شجاع بصدمة : مرتاح وش طرى لك !
رجع نجم يجلس ونطق بهدوء نبرته : اللي يزعل أهمشه وأرمي بخاطره عرض الحايط ولا أشغل بالي به لأني ما أقول شيء إلا وأنا حاسب حسابه وكل كلامي مثمنه يا أبو مسلط لكن أن كان هو شجاع اللي زعلان علي لا بالله بنحني وأحبه على خشمه وأطلبه يرضى علي ولو أني ما غلطت وأن كاني غلطت فأنا أسف وحقك علي يا الرأس الطيب !
أبتسم شجاع يتقدم ويحاوط كتوف نجم وينطق : ما يطول الزمن بي وأنا زعلان منك مسامح ويفداك كلي يا رفيق الدرب الطويل
ألتفت نجم عليه ودفعه ينطق : الله يرفع قدرك يا شجاع بس وش الحركات ذي ؟؟
ضحك شجاع يطمر على نجم ويضّمه وينطق : خلني أحضنك
كان واقف بصدمة ، ضحك شجاع ينطق : لف يديك على ظهري يا أبوك
ألتفت بعيونه للجمر وسحب جمره بالملقط ونطق : أبشر يا أبوك والله أن قد تعلم بوجهك فك فكوا نحرك !
صرخ شجاع من حسّ بالحرارة قريب من خشمه ، أبعد يضحك بهستيريا لحّد ما خار على الأرض يرجف من الضحك ويمسك بطنه ، عضّ شفايفه يمنع شعور الضحكه اللي راوده وأخيرًا بعد سنين طويلة من آخر ضحكات ضحكها من قلبه ، تقدم شجاع يضرب كتفه وينطق : يا جعل العرب يفدون ممشاك يالنجم أعنبو اللي ما يحبك
رفع عيونه لشجاع وفتح ذراعينه ينطق : تعال يا الرأس الطيب
أبتسم شجاع يتقدم ويضّم نجم ، حاوطه بكل قوته وضحك شجاع ينطق : يا جعلني فداك صدق
أبتسم بخفه وبالكاد تسمى إبتسامة ونطق : مجار من الفدا
أبعد شجاع ونطق بفرحة : ايه أبتسم يا نجم فاقدين نجوم تسكن وجنتيك !
رفع حاجبة بدهشة ينطق : وشو ؟
ضحك شجاع يضربه بقهر وينطق : رجع للبؤس أمحق حياه صدق !
رفع عيونه بتجاهل كلام شجاع عن غمازاته اللي هو بنفسه نسى منها ، ميّل شفايفه ونطق : عادها فيه ؟
ألتفت شجاع يشوف غمازته اليمنى واضحة جدًا من ميّل شفايفه جهتها وضحك ينطق : ايه بالله عانها ذي
نفخ خدوده من الداخل ونطق : سرينا ؟
شجاع : بسبقك
هزّ رأسه ومشى شجاع يوقف ويخرج من الخيمة لموتره ، ردم الجمر بالرماد وقفل باب الخيمة ومشى يطلع ، زفر البرودة وتكونت سحابه طفيفه من البخار أمام شفايفه نتيجة زفيره ، ركب موتره وضرب هورن لشجاع يعلمه يمشي ، هزّ رأسه لنجم ومشوا يغادرون النفود ..
« أمام ناطحة سحاب في ميلبورن ، أستراليا »
رفعت جوالها تتأكد من الوقت ونطقت بهدوء : تقريبًا بتخرج الحين
زفر أمير بتعب ينطق : صار لك ساعة تقولين تقريبًا وشكلي بطلع لها فوق !
شهقت هنادي تنطق : شوفها شوف بنتنا !
كانت تلفّ السكارف حول رقبتها وبيدها كوب قهوة ، مشت تخرج مع الباب الدوار ووقفت تضبط سكارفها ومن رفعت عيونها فلت الكوب من يدها وحاوطت قهوتها الأرض بقسوة وسرعة إنتشار ، كان العالم واقف عندها ويمشي ببطء ، والدينها واقفين أمامها وإستحالة يكون حلم لأن أشكالهم متغيرة جدًا عن آخر مره شافتهم بالسعودية ، أكملت عامها السابع والأخير في أستراليا وآخر لقاء مع أهلها كان قبل ما يقارب الأربعة أعوام ، عضّت شفايفها وبكت بدون صوت ، أبتسم أمير يتقدم لها وينطق : سمو الأمير !
شهقت من سمعت صوته وانحنت تدفن وجهها بالسكارف حقها ، أبتسم وسرعان ما تبلل وجهه بدموعه ، تقدم لها يحتضّنها بشوق بلهفة بحنين لأول بناته وبِكره اللي لطالما كانت فارقه بعيونه ، شّدت عليه تبكي وتنهار بعلّو صوتها تستنشق ريحته اللي فقدتها ، أنهارت وجدًا بين يدينه اللي تمكنت التجاعيد منها ، قبّل رأسها ونطق : ليه يا بابا ليه
حاوطت رقبته تتعلق فيه ما ودها تروح وتبعد عنه ، هي ما تكلمه كثير لأنها ما تجيد التواصل عن بعد وخصوصًا مع أمير ، والآن تخاف وبشدة إنه يكون حلم ويتصحى منه ، كذا سوا فيها الاغتراب وخلف داخلها الكثير من الشوق ، عضّت شفايفها تمسح دموعها وتنطق : يا الله !
أبتسم يحاوط وجنتيها بكفوفه وينطق : بسم الله على روحك يا بابا
أبتسمت تقبّل جبينه وخشمه وتنطق : يا كثر الشوق يا أبوي
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : أمي !
أبتسمت هنادي تمسح دموعها أثر حُضن سمو الأمير الدافىء جدًا ، حضّنت بنتها تمسح على ظهرها وتنطق : تحسفت الحين بعد دموعك ليتني قلت لك !
ضحكت بوسط دموعها ونطقت : قسم بالله أعز وأغلى من يجي يا هني صباح بدأ فيكم آخ يارب
شّدت على بنتها تنطق : بسم الله عليك من الآخ يا أمي
تقدمت تحاوط أكتافهم وتنطق : ما أبغى أصحى لو كان حلم ولو كان حقيقة دخيلكم لا تروحون وتتركوني أجلسوا معي لحّد ما أخلص !
أبتسم أمير ينطق : بس ؟ تآمرين يا سمو المحبة
ضحكت تمسح دموعها اللي مستمرة بالنزول ونطقت : أشتقت لهالأسم والله أشتقت
أبتسمت هنادي تنطق : عندك شيء بالكليه ؟
هزّت رأسها بالنفي ونطقت : كنت نازله أفطر بس
أمير : حلو نفطر سوا
أبتسمت تطلع جوالها وترفعه تنطق : سيلفي ؟
أبتسموا بالصورة وصورتها بحُب تكتب عليها « عاش من شافكم بابا وماما وهني عيني من تهنت فيكم ، نورتوا أبو ملبورن ! » تقدمت تمشي معهم مبسوطة وجدًا فيهم لأقرب المطاعم اللي تقدم وجبة الإفطار ..
« حلّة سهيل ، بيت نجم »
صباحًا وبعد ما أنتهى من فطوره طلع بسلة الغسيل للسطح ونزلها وبدأ يسحب ملابسة واحد ورا الثاني ويعلقها ، رفع عيونه على غرور اللي تتأمله بدهشة وزفر يصدّ عنها وينطق بقرف : بلاء يبليها أن كأن كل ما رفعت عيني لقيتها أعوذ بالله منك يا إبليس !
أنتهى من تنشير ثيابه وملابسه ومشى يدخل للداخل ، قفل باب السطح ونزل للطابق الأول ، جلس على الكنبه ما عنده شيء يسويه ، التدريب صار مرتين من كل أسبوع والأبشع أن أحد هاليومين يصادف يوم الأربعاء ، زفر بضيق من تفكيره المفرط فيها وفي كيف تقضي يومها ، وقف يسحب سديريته ويلبسها ويلفّ طرف شماغه فوق عقاله ويخرج من بيته ، مشى للمواقف وتوقف عند باب المجلس من نطق له سهيل : نجم أدخل وأنا جدك أدخل
زفر يمسح وجهه ويدخل للمجلس ، رفع عيونه على سهيل ينطق : صباح الخير
أبتسم سهيل ينطق : صباح النور
تقدم يسلم عليه وينطق : وش وقعك نفداك ؟
سهيل : ما عليه طيب وبخير
جلس نجم بجانبه ونطق : وش أخدمك فيه ؟
سهيل : وش صار على موضوعك
رفع حاجبة بعدم فهم ينطق : الملكة ؟ بملك ولا يهمك
توسعت عيونه بصدمة ينطق : تملك على من ؟؟
نجم نطق بتردد : موضوع بنت جابر قصدك ؟
ضحك سهيل بصدمة ينطق : لا أنا اللي فهمتك ولا أنت اللي فهمتني
كان مذهول ولا هو فاهم شيء ، أبتسم سهيل ينطق : موضوع مترك آل ساير
نطق نجم بسخرية : طيب نفس الإجابة الأولى !
ميّل رأسه بعدم فهم ينطق : وشو ؟
نجم : سلامتك يا سهيل وخلكم جاهزين الجمعة
وقف ينفض يدينه وينطق : عندي شغل تبي شيء خاطرك بشيء ؟
هزّ رأسه بالنفي ينطق : جاهزين والله يحفظك
نجم رفع كفه ينطق : في أمان الله
خرج من المجلس ومشى لموتره يركبه ، شغله ومشى يخرج من أسوار الحلّة ..
« المستشفى »
قضت ليلتها بصعوبة بالغة وما صدقت تشوف شمس الوهج شارقه ، شددوا على حالة مزنه بعد تدهور حصل فالفجرية ومن وقتها ما ذاق النوم عينها ، شّدت على ركبتها بتعب تجلس وتنطق : ومنعوا الزيارة فوق منعهم أني أدخل أرافق معها !
زفرت بضيق وتعب من وضعها ، أهملت عملها ومرضاها ، تنام على كرسي من حديد لا منه ولا عليه ، وكل هذا لأجل خاطر مزنه ولأجل تتعافى وترجع أقوى من قبل ، وقفت تتأملها من خلف الزجاج ونطقت بهدوء : طالبتك لو باقي لي عندك خاطر ما تستسلمين يا مزون القلب !
عضّت شفايفها من حسّت بحرارة غصتها وصدّت ترجع للمقعد ، رفعت عيونها للإتصال اللي وصلها وفتحته تنطق بهدوء : هلا ماما
أبتسمت هنادي تنطق : فكي الكام يا ماما
أبعدت وسرعان ما توسعت عيونها بصدمة تناظر شكلها بالكام قبل تقبل الدعوة ، كانت مبهذله وواضح عليها التعب وأنها ما نامت كويس وغير كذا ملابسها والمستشفى بيخليهم يشكون ، كانت تشوفهم قاعدين بحديقة وسمو بينهم ، ركضت لآخر الممر المظلم وتفتح الكام ، ميّل أمير رأسه ينطق : ظلام يا أبوك ما نشوفك !
أبتسمت وهج تنطق بتعب : أنا أشوفكم وهذا المهم
كانوا صامتين والواضح أنهم بدأوا يشكون ، زفرت وهج بضيق تفكير تنطق : يالله نسيت أقولكم ما عندي دوام اليوم عشان كذا أنا بظلام وبعدين كنت أشيك على جدولي بكره وفجأة إتصلتوا !
أبتسمت هنادي تنطق : كويس فالبيت وين الباقين ؟
توسعت عيونها بصدمة تنطق بهمس : يوه يا ماما !!
قربت هنادي الجوال منها تنطق : قلتي شيء ؟
ضحكت بصدمة تنطق : لا حبيبتي عزيز بالدوام وجدة نايمة وجدو بدوامه بعد
أبتسمت سمو تنطق : ناقصنا أنتي وعزيز فؤادي !
أبتسمت وقالت : يا عيوني يا سمو قريب ان شاءالله يالله انبسطوا بسكر أبي أنام !
هزّت هنادي رأسها بالإيجاب تنطق : مع السلامة يا ماما
سكرت الجوال وزفرت بضيق تمشي للمقعد ، انسدحت وثبتت رأسها على شنطتها بتعب وبدأت تزداد رجفتها ، شّدت على عبايتها لعلها تتمكن من تدفئتها ، غمضت عيونها قسرًا تجبر نفسها على النوم وفعلاً قدرت تنام بعد دقايق طويله ..
« قصر مترك ، بداية الليل »
رفع معصمه يشوف الساعة لأجل يجاوب على سؤال جده ونطق : الساعة عشرة إلا ربع
مترك زفر بضيق ينطق : راح موعد الزيارة يعني قرارهم بخصوص حالة مزنه صحيح !
جلس عزيز بضيق ينطق : ايه ممنوع نرقى للطابق أساسًا
مترك : ووهج ؟
عزيز : ما أحرق صدري إلا وهج يا جدي ما عندها حتى بطانية تحميها من برد المستشفيات !
مترك : وش بنسوي طيب ؟
عزيز مسك جبينه ينطق : ننتظر ونشوف
انسدح مترك على الكنبة يتأمل السقف وسرعان ما غمض عيونه بتعب يستسلم للنوم ، بينما كان عزيز مشغول الفكر مع وهج وشلون بتتصرف ، إذا هو بلبسه الثقيل والصالة الدافية بردان هي شلون وضعها وكيف بتتصرف ، أرسل لها لو تقدر تدخله لأجل يعطيها بطانيه لكن ما وصله رد منها ، ظل ينتظر طويلًا لحّد ما طاح الجوال من يد اللي كان نايم نوم عميق ولا شعر حتى بصوت الجوال وارتطامه بالأرض ، كان التعب والثقل واضح على ملامح آل ساير جميع بعد سقوط مزنه ودخلوها للعناية المشددة ..
« المستشفى ، منتصف الليل »
ضغط نفس الرقم بالمصعد وصعد للأعلى للطابق المنشود ، وصل وأنفتح له باب المصعد ينزل عنه ، تقدم بالممرات الطويلة يشوفها نايمة على أحد الكراسي اللي تقابل غرفة جدتها ، وصل لعندها ووقف يقابلها ، كان بدنها يرجف من البرد شتاء والمستشفى كامل مُكيف مركزي لأجل العدوى والأمراض ، ميّل رأسه ما يدري شلون يساعدها ، مشى راجع بخطواته يقرأ أسماء الغرف الموجودة بالطابق لحّد ما وصل لغرفة أسمها « مستودع » ، فتح المقبض لكن كان مغلق بمفتاح ، زفر بغضّب وسحب سكينته الصغيرة وبدأ يحاول يفك القفل ، بعد دقايق طويلة وعزيمة مستغربة وهو بنفسه مستنكرها قدر يفك القفل ، مشى يسحب أحد البطانيات الثقيلة وأحد البطانيات الخفيفة ، خرج من الغرفة ومشى راجع لها ، فتح البطانية الثقيلة يغطيها فيها بالكامل ، رفع حاجبة بدهشة من شّدت على نفسها وأحتضّنت البطانية بشّدة ، تقدم لها ينحني وزفر بضيق ينطق : كيف أرفع رأسها بدون ما ألمسها !
أنقسم تفكيره لرغبة ورهبه وبدأ حرب داخلية بين رغبته بلمس ولو شعره منها ورهبه لأنه ما يرضاها بحق نفسه وبحقها هي من بعده ، تقدم يقرب لها وينطق بهدوء نبرته : أرفعي رأسك يا عذبة الأطباع !
فتحت عيونها بخفه ترفع رأسها ، ثبت البطانية الخفيفة أسفل رأسها ووقف يراقب الممر ، شّد على قبضته من الغضّب اللي أجتاحه فجأة ومن دون سابق إنذار ، هو متأكد أنه لمح رجل بجانبها بهذيك الليلة ، ليش وقع الاختيار عليها هي بالذات ترافق بهالمكان ولوحدها تنام بهالظلام ، سحب شماغه من على رأسه يفرشه على الأرض ويجلس بجانب الكرسي اللي هي تنام عليه ، ما عهد هالحنية تجي منه وتنبع من داخله وما يكون كارهه لهالشيء بالعكس جاء وتعنى لها وخاطر بنفسه وبوظيفته لأجل يوصل لهالطابق ويوصلها ، تمكنت منه وجدًا بليلة جمعة ، يزينها الأحمر وتزهو فيه ويزهى بها ، شّد على قبضته من هدأت أنفاسها وقدرت تدفأ وتنام بعمق ، لكن وبالرغم من راحتها ما قوى يغادر ويتركها لوحدها بهالمكان ، وقف لأجل يصحصح من نعاس داهمه يشوف مزنه داخل الغرفة نايمة والأجهزة عليها ، زفر يصدّ عنها ويرجع أنظاره على اللي سلبته كله ، تقدم لها ينحني لأجل يتأكد من هدوءها ، كانت هادئة جدًا حتى النفس ما ينسمع منها ، مسح وجهه بكفوفه ومشى يرجع لمكانه ، جلس بهدوء وغمض عيونه يسّند رأسه وباله مشغول عليها يمكن تكون معها حمى من شّدة البرودة وهو ما يدري ، لكنه يدرك أنه ما يقدر يقرب منها أكثر من اللازم ويدري أن ما بيدينه حيله ، هو ما قدر يقرب أكثر حتى يشعر فيها كان تارك بينهم مسافة الأكيد أنه يشتمها والآن بات باله مشغول جدًا نام بعد تفكير عميق ومن هدأت الأصوات فتحت عيونها بصدمة

هو ما قدر يقرب أكثر حتى يشعر فيها كان تارك بينهم مسافة الأكيد أنه يشتمها والآن بات باله مشعول جدًا نام بعد تفكير عميق ومن هدأت الأصوات فتحت عيونها بصدمة ، رفعت رأسها وسرعان ما توسعت عيونها برعب من شافته قدامها نايم وما كان صوته مجرد خيال ، أبعدت البطانية عنها وسحبت الخفيفة من تحت رأسها ، تقدمت بهدوء له وشهقت بخفه ما هي مصدقه اللي تشوفه ، اللي كان قبل ليلة قاسي وحاد الطباع يتواجد قدامها بالجانب الحنون اللي ما توقعته يتواجد فيه ، عضّت شفايفها لثواني ونطقت بهدوء نبرتها : أف يا نجم أف
سحبت البطانية الخفيفة تغطيه فيها ، لفّت عليه تشوف قربه منها وأبتسمت بهدوء تستنشق طيّبه وريحة العوده ، أبعدت عنه توقف وتمشي لزجاج جدتها تتأملها وتراقب وضعها ، في جهة أخرى هربت منه إبتسامة نابعة عن دهشته منها ، كيف قدرت تمثل عليه بدون ما يشعر فيها إنها صاحيه ، أو هو من زود هيمانه فيها ما فكر يركز عليها إذا هي نايمه أو لا ، فتح عيونه بهدوء يوقف ويمشي تجاهها ، زفر ينطق : ‏زودٍ على عذوبة أطباعك ما هنى لك نومك خايفه البرد يجيني ؟
ألتفتت له بصدمة تنطق : أنت حقيقي ؟
صدّ عنها ينطق بسخرية : وش ودك ؟
شابكت كفوفها ببعضها تنطق بقلق وبنفس واحد : متى جيت وكيف جيت وليش جيت !!
توسعت عيونه بصدمة ينطق : بشويش حضرة الدكتورة داخلين تحقيق ؟؟
أبتسمت بفشلة وقالت : لأني مصدومة هم مانعيني أنزل ومانعين عزيز يجيني عشان احترازات السلامة والعدوى
تكى على الزجاج الخاص بغرفة مزنه ينطق : من هو عزيز ؟
رفعت حاجبها تنطق بسخرية : مثل ما عرفت أسم سمو ما ظنتي غفلت عن عزيز
بلل شفايفه ينطق : يمكن غايتي أسمعها منك ؟
وهج : أنا أكون خالته
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق : عندي علم
توسعت عيونها تنطق بسخرية : ليه تسأل طيب ؟
أبعد عن الزجاج يعدّل وقفته وينفض يدينه ، رفع عيونه عليها ينطق بداخله : ‏دخيلك دامك سكنتي القلب ووريده وخذيتي النبض والإحساس أحذري تخيبين رجاي فيك وتخونين وتقتلين ما بقى من روحي بلا أسباب !
صدّ يمشي وهي واقفه تناظره بذهول ونطقت : نجم !
شّلت حركته من نطقت بأسمه وبصوتها العالي ، أبتسم بخفه ينطق بصوت شبه مسموع : ودعناك الله يا عذبة الأطباع
غادر الطابق وسكنت تحسّ بوحشة من راح ، هي أعجبت فيه لكنها ما تناست من سالفة جدها وكيف تأذى وبشدة من سهيل وأهله ، عضّت شفايفها تنطق : الله يحفظك
رفعت عيونها للساعة بالسقف وسرعان ماوسعت عيونها بصدمة ، كيف أشرقت الشمس وكيف عدى الوقت بسرعة وهو برفقتها وبدون ماتشعر أنهم قضوا الليل كله سوا ، ألتفت للدكتور اللي تقدم لها ونطق : معليش حضرة الدكتورة تركناك الليل كله بدون مكان ترتاحين فيه
ميّلت رأسها بعدم فهم ونطقت : يعني جيت مو عشان جدتي ؟
كان مرتبك وتقدم يفتح لها الغرفة الخاصة بجدتها ، أبتسم لها ينطق : حمدلله أستقرت حالتها وبننقلها للغرفة فوق وتقدرين ترافقين معها
تقدمت وهج له ونطقت : مين أرسلك ؟
أبتسم بربكة ينطق : محد تفضلي معي سجلي بياناتك
زفرت بغضّب تنطق بهمس : ياربي منك يا نجم !!
تقدموا الطاقم يطلعون سرير مزنه للقسم وبعد ما عبأت وهج بياناتها صعدت للغرفة تدخلها ، دخلت تشوف السرير حقها والجناح الضخم ، أبتسمت بدهشة من شافت ورد بجانب سرير جدتها وتقدمت تقرأ الكرت ، عبّست بملامحها من شافته فاضي تمامًا ومشت تشيله وتحطه قدام سريرها ، أبتسمت تنسدح ونامت علطول أثر التعب وسهر الليالي ..
« حلّة سهيل ، الجمعة صـباحًا »
طلعوا من المسجد بعد الصلاة ونطق أبو منيف : الفطور في بيت أمي يا جماعة
هزّ رماح رأسه بالإيجاب ونطق : كلكم تعالوا لحد يخالفنا
مشوا جميع لبيت الجوهرة يلبون دعوتها للفطور ، مشى نجم يمشي بإتجاه مخالف عن طريقهم يتوجه لمجلس سهيل ، دخل للمجلس ونطق : علامك ما جيت تصلي معنا ؟
رفع حاجبة بغضّب ونطق : تعال شلني على ظهرك !
جلس بجانبه ينطق بصدمة : لا والله ما أنت على بعضك وش في خاطرك يا سهيل ؟
سهيل : ما جاتني الدكتورة الأربعاء ولا جيتني أنت
ميّل رأسه وتذكر أنها مرافقه مع جدتها ، رفع عيونه ينطق بجدية : أكيد عندهم ظرف ولا ما بيخالفون موعدهم وأنا كان عندي تدريب وعندك علمٍ به
سهيل : ايه معذور وش صار على موضوع مترك ؟
نجم : بنمشي قبل العصر عشان نلحق صلاة العشاء عندهم تعرف الخطوط والمسافات
هزّ رأسه ينطق : اللي ودك قم ألحق الفطور
نجم وقف ينفض ثوبه وينطق : وأنت ؟
سهيل : بتجيني به أخت غيث
هزّ رأسه ومشى يغادر المكان ، طلعت غرور بوجهه وشهقت برعب تنطق : يمه من وين طلعت !!!
رفع حاجبة بدهشة ينطق : من وين يعني ؟
كانت الشمس على وجهها وما ركزت أنه نجم إلا من صوته ، عضّت شفايفها لثواني ونطقت : ما دريت أنك نجم
مشى يتخطاها ويدخل بيت الجوهرة ، سلم بصوته العالي ومشى يدخل للداخل ، جلس على السفره بجانب عيال عمه وبدأوا يأكلون فطورهم ، رفع رماح رأسه ينطق : نجم يا أبوك عادك صامل على موضوع شايب آل ساير ؟
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق : الله الله زهبوا عماركم ولحد يخالف كلامي من كبيركم لصغيركم !
أجابوا له جميع بالإيجاب ما عدا أحمد اللي نطق : والله عندي شغله وأنا عمك أن كان خلصتها لحقتكم وأن كان ما امداني أعذروني
نجم : معذور يا حميد معذور
همس جابر بالقرب من أبو دحيم ينطق : وش سالفة ساير ؟
أبو دحيم : يعتذرون منه على شيءٍ حصل
جابر : وشهو ؟
رفع كتوفه بعدم معرفة وقال : لما وصلنا لمجلسه بنعرف
زفر جابر بضيق ينطق : مدري وش ورا نجم ذا !
كملوا أكل اللي خلص قام يكمل أشغاله لهذا اليوم ..
« قصر مترك ، العصر »
كان عزيز يشرف على التحضيرات والتجهيزات بالمجلس للضيوف اللي ما عنده أي أدنى فكره عنهم وعن من يكونون ، كان يطبق كلام مترك وتوجيهاته له ، ما كان فالقصر أحد غيره ، مترك يزور مزنه ووهج ما زالت بالمستشفى مع جدتها ، زفر بتعب يجلس وينطق : روزا لا حطي الطيب والعود على الطاولة بآخر المجلس
هزّت رأسها ومشت تكمل ترتيباتها ، خرج من المجالس الخارجية ومشى لداخل القصر ، رفع جواله يتصل على جده وينطق : متى واصل ؟
مترك : الحين بجيك وصلوا الضيوف ؟
هزّ رأسه بالنفي يدّعي أن مترك يشوفه ونطق : لا يا طويل العمر
مترك أبتسم براحة ينطق : أشوى جايك
عزيز : الله يستر عليك وهج بتجي معك !
مترك : أبد كيف تجي وتترك جدتها ؟
عزيز : يالله يالله أستعجل
قفل مترك وصنّم عزيز بصدمة من سمع أصوات السيارات أمام البوابات الخارجية ، مسك رأسه ينطق : لا تكفى !
ركض يخرج للخارج ويشوف عيسى يفك البوابة لهم ، كان بيصرخ ويرفض لكن فات الأوان ودخلوا بالفعل ، شّد على ثوبه ما تعود يرحب بالضيوف ونطق داخله بيأس : تكفى ألحق يا جد ألحق !
وقفوا سياراتهم بالحوش الضخم وعزيز مصدوم من كمية البشرية اللي نزلوا من السيارات ، وقف عند مدخل المجلس ينطق بصوته الجهورّي : ارحبوا يالله حييّهم !
رفعوا آل جراح أصواتهم يردون عليه وأهتز داخله من هول المنظر وعلّو الأصوات ، ارتخى بصدمة من لمح مروان والدكتور باسل من بينهم ونطق بهمس : وش قاعد يصير ؟؟
كان يشوف سهيل وخلفه أولاده ومن بعدهم أحفاده كلهم ، وفعلاً حضروا آل جراح من كبيرهم لصغيرهم ، أجبر نفسه يبتسم لهم وداخله مصدوم ، دخلت سيارة مترك واستهَل وجه عزيز له ، مشى ينزل من سيارته بسرعة ونطق : يا مرحبا يا آل جراح الله يحييكم اقلطوا اقلطوا
تقدموا يسلمون عليهم كلهم وضيفوهم فالمجلس ، دخلوا ومن جلسوا كلهم نطق سهيل : الله يسلمكم ويغنيكم ويجمل حالكم يا آل ساير وماهي غريبة عليكم
أبتسم مترك ينطق : حق وواجب حق وواجب !
وقف رماح ووقف نجم معه ، وقف مترك وألتفت لعزيز يهمس له : قم !
وقف بصدمة ونطق رماح : جايين ومتعنين وقاطعين مسافات وأبسط شيء نسويه في حقكم وما جينا إلا عشان نعتذر منكم ونطلب السماح
هزّ مترك رأسه ينطق بحدة صوته : جيتكم والله تعزّ علي لكن ما عندنا اللي ترجونه إلا في حالٍ واحد !
وقف سهيل ينطق : لو تطلب رؤوس الرجال ما تغلى عليك أطلب يا مترك !
زفر مترك بضيق من كلام سهيل له ، هو فقد سهيل بدنياه لكن الجرح ما برى ، رفع عيونه ينطق : وين اللي هدد بنتي ؟
تقدم نجم يتوسط المجلس ونطق : قلت بسلمه بنفسي وأنا ما أرجع في كلامي يا مترك
رفع حاجبة ينطق بحدة : وينه يا نجم وينه !
تقدم يمشي لجهة مترك ، وقف قدامه ونطق بحدة صوته وعيونه بعيون مترك : أنا اللي غلطت بالتصويب وأنا اللي طرحوني منصاب وأنا اللي ما هقيت الهوى يتمكن مني وأنا اللي ذبحتني بموتٍ أحمر وأنا الشجاع وأنا الصنديد وأنا والله ندّ للشجعان وأنا اللي أصبحت طريحٍ لمنتوقة العنق ‏وزاهية الخد ونحيلة الخصِر وأنا اللي أصبحت هيمان في نجل عيونها الوساع أنا قدامك سووا فيني ما تبي لكن لا تردني وأنا جايك بجماعتي من أكبر شيبانهم لأصغر صبيانهم أنا نجم بن رماح بن سهيل أطلب كريمتكم على شرع الله وسنة نبيه !
وقفوا رجال آل جراح بصدمة من طلب نجم ، وقف جابر ينطق بصدمة : وش قاعد يقول هاه ؟ وش قاااعد يقول..
قاطعه صوت سهيل اللي نطق : أقطع يا جابر !
أبتسم مترك بسخرية ينطق : تمرد عليكم كلكم وقال كلمته بدون ما يشاوركم ولا حتى ألتفت لأطول شارب فيكم ؟
شّد رماح على كتف مسلط ينطق : نجم..
طاح نجم على رجوله ورمى شماغه ، فزّ مترك يرفع شماغه وانحنى عزيز يرفعه ، رفع عيونه بضيق ينطق : أنا في وجهك يا مترك ما تردني أنا جيتك معهم لا تردني لهم لحالي !
كانت أنفسهم تغلي حسرة ، كيف تمرد عليهم ولا فكر يشاورهم وبدون رأي منهم نطق برغبته وبصوته العالي ، أبتسم مترك يشّد على كتوف نجم وينطق : أنت تنحط فوق الرأس يا ولدي وأبشر باللي يطيب خاطرك والله ما ترجع لهم خايب تبي وهج ؟ ما تغلى عليك !
تقدم عزيز ينطق بصدمة : لحظة لحظة لا نتحمس ترا باقي بنأخذ شورها طبعًا !
أبتسم بوسع ثغره وبانت نجوم وجنتيه ، مسح كفوفه ببعضها ينطق : اللي تبونه أنا كلي تحت أمركم !
أبتسم عزيز ينطق : محشوم يا أبو رماح !
تقدم رماح يمسك ولده وينطق : سرينا سرينا يا نجم !
ألتفت لأبوه ونطق : ماني رفيقكم بسري للقاعدة
زفر رماح بغضّب ينطق بهمس : تتهرب ؟ مردك للمجلس اللي أنت خابره !
مشى يتخطى ولده بغضّب منه ، ألتفت نجم لشجاع اللي تقدم ينطق : من شفت نجومك تشع وأنا جاي أبارك !
بلل شفايفه يلفّ شماغه على أكتافه وينطق : الله يتمم يا الشجاع
شجاع : اللهم امين والله يعطيك مرادك يا أبو رماح الليلة فيه محتوى كايد لا تخالفنا فالنفود أنا والعيال
مسح وجهه وفتّل شنبه ينطق : تم اسبقوني
تقدم مترك لنجم من فضى المجلس وغادروا جميع ، ألتفت له ينطق : أرحب
أبتسم مترك ينطق : البقى يا مرحب أسمعني يا نجم ما بنعطيك رد فالفترة الجاية لين يرجعون أهلها من السفر ويتشاورون فيما بينهم
نجم : أبد خذوا راحتكم بس عطوني الرد في غضون أسبوعين
رفع مترك حاجبة ونطق : وش عندك ؟
نجم : عندي مهمة
هزّ رأسه من فهم ونطق : كم ؟ ولا ما عندك علم
رفع كتوفه بعدم معرفة وقال : والله ما عندي علم
أبتسم مترك يخبط كتفه وينطق : أجل أستريح والرد بيجيك وعسى الله يتمم ونعم الرجال يا نجم
تقدم يسلم على مترك ويحّب خشمه وينطق : ونعم بحالك ولا عليك زود يا أبو الأمير !
أبتسم مترك ينطق : شكلك دريت أني اسأل عنك قمت تسأل عني ؟
نطق نجم بسخرية : عندي شجرة العايلة كاملة خاف وأنتبه مني !!
مترك ميّل رأسه ينطق بسخرية : ما نخاف يالنسيب وأن كنت ذيب فالرجال ذيابه !
نجم رفع كفوفه ينطق : والله معاد أدري وش أقول بعد النسيب عسى الله يتمم
ضحك مترك وأبتسم بخفه ينطق : ما ودي أطول عليكم أرتاحوا ولا تستعجلون بشيء ودعناكم الله وبشروني
هزّ مترك رأسه بالإيجاب ينطق : ما يضيع لك تعب بأذن الله وأنتبه لا ينهشونك الجماعة !
صدّ نجم يمشي وينطق : يا رجال بعيدة على شواربهم
ضحك مترك وخرج نجم بموتره يغادر المكان ، ألتفت مترك على عزيز اللي نطق : أبشرك وهج دقت علي تقول كتبوا خروج لجدتي !
أبتسم بفرحة ينطق : الحمدلله وجه خير علينا ولد رماح
تكى عزيز على كتف جده ينطق : وش سالفته من وين جاء والله ما فهمت منه إلا أنه جاي يخطب خالتي
مترك : هو حفيد سهيل يالدلخ
شهق بصدمة ينطق : صح !! كيف ما ركزت لمن قال أسمه وبعدين من عاد يتقدم لبنت كذا ؟ وقسم بالله تقول فلم رعب
دفعه مترك ينطق : وخر مني يا المايع وبعدين وش عرفك بفعايل الرجال !
أبتسم عزيز بفشلة ينطق : جرحك وصل
صدّ مترك يتحسّب على عزيز ، ضحك بصدمة ينطق : وش في أمه شخصن !!
توسعت عيونه من قفل مترك الباب ونطق بحدة : جدي والله لو ما تفك الباب !! تراني أطول منك
فتح الباب يناظر بعزيز اللي قمط وتقدم بهدوء ومن وصل للباب ركض بسرعة للداخل ورمى مترك عقاله عليه ، ضحك يقفل باب غرفته وينطق : حافظ حركاتك هذي حافظها !
مترك : أطلع إذا أنت على رجال !
ضحك عزيز ينطق : قديمه تستدرجني عشان تخنقني والله ما أجيك
زفر مترك يتجاهله ويمشي لغرفته يتصل على وهج ..
« المستشفى ، جناح المرضى »
منسدحه على سريرها وتكلم ليلى ، صرخت ليلى بحماس تنطق : وقسم بالله الحب يا جاهلينه ولا يسرق بطانيه عشانك !!
شهقت وهج تنطق : أصبري جدي يدق !
صرخت ليلى بتهديد تنطق : لا تقفلين حطيني أنتظار !
ثبتتها على الانتظار وفتحت المكالمة تنطق : أهلاً جدو
مترك : هلا يا جدو وينك فيه ؟
وهج : بالغرفة مع جدتي
مترك أبتسم ينطق : صدق كتبوا لكم خروج ؟
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : ايه ايه بنطلع بعد يومين تخيل مزوني صحت وأكلت عشاءها وعطوها أدويتها ورجعت تنام
أبتسم مترك ينطق : يارب لك الحمد
وهج : ايه وش عندكم من أخبار ؟
شّد على يده يدفن الكلام داخله وينطق : ما به شيء
هزّت رأسها تنطق : فهمت تبي شيء ثاني أمرني ؟
مترك : أنتبهي لنفسك ولجدتك
أبتسمت وقالت : لا توصي حريصه مع السلامة
مترك أبتسم بخفه ينطق : ودعناكم ربي
قفلت المكالمة ورجعت لإتصال ليلى تنطق : ليلو ؟
ليلى : هلا والله موجودة موجودة
وهج : ياخي حاسه أني أزعجت جدتي شكلي بسكر
شهقت ليلى تنطق : ياربي هذي اللي بذبحها صدق ! مافيه ما بتقفلين لو تراسليني فالشات وأنا أسولف ما عندي مشكلة
ضحكت بصدمة تنطق : لا وع كأني في بث مشاهير
ضحكت ليلى تنطق : غبيه
ضحكت وهج وسكتت من شهقت ليلى تنطق : لحظة كيناز تتصل علي
وهج : دخليها معنا
زفرت ليلى بغضّب تنطق : أقول فكينا منها شوي وأجيك
ضحكت تنطق : طيب
تعلقت بالانتظار وأبعدت جوالها تدخل الواتس ، فتحت الشات مع نجد وزفرت من ما شافت رسايلها لها يومين ، عضّت شفايفها تهمس : معقولة سحب جوالها ؟!
خرجت من الشات تدخل قروب عائلتهم ، أبتسمت تتأمل صور أبوها وأمها وسمو فالأيام اللي قضوها سوا ، خرجت تشوف ملفين "pdf" فتحتها تشوف رحلة طيران لهنادي وأمير من أستراليا للسعودية ، أبتسمت تقرأ التاريخ ونطقت بتفكير : بعد يومين ؟
شهقت برعب من نطق ليلى بحدة : وش اللي بعد يومين !!
عضّت إبهامها تنطق : حسبي الله على عدوينك طار عقلي !
ضحكت ليلى تنطق : بسم الله عليك بس وش اللي بعد يومين
وهج : أبوي وأمي بيرجعون إلا وش قالت كيناز ؟
ليلى : صراحة معاد أقدر أجاملها تبينا نفطر سوا بكره
وهج هزّت رأسها بالنفي تدّعي أن ليلى تشوفها ونطقت : ماش توقيتها غلط ما أقدر أترك مزنه أبدًا
ليلى : وأنا عناد ما بطلع معها
ضحكت بخفه تنطق بهدوء : خلاص انقلعي بنام
أبتسمت ليلى تنطق : طيب ليه انقلع !
وهج : باي !
قفلت بدون ما تسمع ردها ، غمضت عيونها ورجعت تفتحها تشوف سرير جدتها أو بالأحرى ورد نجم قدام وجهها ، شالته تفتح الدولاب وتدخله فيها ، قفلته وصدّت تنطق : أحسن حل صراحة
غمضت عيونها وشّدت على بطانيتها ، نفس البطانية اللي جابها لها من المستودع ، كانت تشوف طيوفه وصدى حروفه قدامها ، هزّت رأسها تبعد الأفكار عنها ورجعت تجبر نفسها تنام وبعد وقت طويل قدرت تنام ..
« القاعدة ، مكتب نجم »
مشى يخرج من مكتبه من أنتهى من شغله ، سحب المفتاح يقفل الباب ويدخل المفتاح بجيبه ، مشى يلتفت ووقف يشوف اللواء ركن كايد خلفه ، رفع ذراعه يضرب تحية له واستراح من نطق كايد : أستريح يا نجم
تقدم يسلم عليه وينطق : أوامرك ؟
كايد : بتطلع بالكتائب الجمعة الجاية
رفع حاجبة بدهشة ينطق : كانت المدة أسبوعين وش حصل ؟
كايد : هذي الأوامر وما عليك إلا التنفيذ يا حضرة المقدم
هزّ رأسه بالإيجاب ونطق بحسرة : على خشمي
أبتسم كايد ينطق : عليه الطيّب يا نجم
مشى يغادر المكان وزفر نجم بضيق يمشي للخارج ، قصرت المدة وقّلت المهلة المحددة عن اللي قالها لمترك ، ما يقدر يخبره أنه يبي القرار النهائي في أقل من سبع أيام ولا يقدر يروح للمهمة وهو ما سمع قرارها ، خرج للخارج على هطول الأمطار الغزيرة ، ضّم يدينه فوق رأسه ومشى يركض لموتره ، وصله وهو مبلل بالكامل ، ركب موتره وسحب البريهه من على رأسه المبلل وخلخل أصابعه ينثر شعره اللي يوصل طوله لحاجبيه على وجهه ، زفر يسحب جواله ويتصل على عجلان اللي وصل صوته وهو يقول : أرحب يا عريس
رفع عيونه للمطر على الزجاج الأمامي ينطق : ما بستغرب العلوم تنتشر فالحلّة أسرع من إنتشار اللهيب فالهشيم اليابس !
ضحك عجلان ينطق : عادك خوينا ؟
نجم : عادكم فالخيام ؟
عجلان : الله الله وأحمد توه يوصل
نجم نطق بترجي : تكفى يا عجلان ركب لنا بكبسة لحم والله أني جوعان
أبتسم عجلان ينطق : حماتك تحبك قده على النار يطبخ
استهَل وجهه ونطق بهدوء : ينصر دينك يا عجلان !
عجلان : عجل علينا
نجم : جايكم
قفل الجوال ونزله على فخذه ومشى يخرج ويتجه للنفود ..
« النـــفــود »
سحب فروته يلبسها فوق بدلته ، فتح باب موتره ونزل يركض للخيمة من المطر اللي يضرب القاع بكل قوته ، دخل الخيمة ونطق : سلام عليكم
وقف أحمد ينطق : عليكم السلام أقرب وعلمني اللي يقولونه العيال صدق ؟؟
تقدم يجلس وينطق : الله الله
شهق أحمد ينطق : لا لا ما تسويها !
شجاع : والله سواها الذيبان
أحمد : كذا وبدون ما يأخذ شور أحد ؟؟
نجم نطق بحدة : يا رجال افحمونا بالشور حقهم لا بالله ما خذيت رأي أحد ولا شاورت رجالٍ فيهم !
تقدم عجلان بالصحن يجلس وينطق : سموا بالله وكملوا سوالف
تقدموا يجتمعون على الصحن ورفع نجم عينه ينطق : بيض الله وجهك يا عجلان
عجلان : والله لو تدعي لي من اليوم لبكره ما صار أبيض
ضحكوا أحمد وشجاع عليه ونطق نجم بسخرية : أجل سود الله شعرك !
ضحك عجلان ينطق : ايه كذا تمام
أبتسم بسخرية يكمل أكل ، رفع عيونه من نطق عجلان : ايوه وكيف تكون العروسة ؟
رفع حاجبة ينطق بحدة : لا كذا بعشيك تراب بدال اللحم والرز أنتبه !
ضحك شجاع بصدمة ينطق : هذا جزاه وهو معشيك ؟؟
عجلان : ما يستاهل إلا التراب
ضحك أحمد ينطق : شفيكم ما فهمتوه ؟ يغار يغار
نجم : ما امداها يا حميد
شجاع : أجل برر كلامك
نجم : أمزح مع عجلان لكنه شدها شوي الله يهديه
أبتسم عجلان ينطق : لا دام تمزح خلاص حتى أنا أمزح
كملوا عشاهم على السوالف الخاثرة ومن أنتهوا تقريبًا وقف عجلان ينطق : آخر واحد السفره عليه
فزّوا العيال واقفين ما عاد نجم اللي ما أستوعب وظل ساكن بمكانه ، ضحك عجلان بسخرية ينطق : أبرك وأسعد تستاهل قم الله لا يهينك وشل السفره وغسل الصحن والقدر
وقف نجم بصدمة ينطق : طيب..
قاطعه عجلان يدفعه وينطق : عريس ان شاءالله لو أمير عند أمك يا حبيبي شل شل
رفس نجم يد عجلان ينطق : خلاص لا تنافخ !
ضحك عجلان يمشي ويخرج للمغاسل ، وقف المطر وزان الجو بشكل عجيب ، سحب السفره بغضّب يلفّها ويحطها فالصحن ويمشي للمطبخ ، ألتفت يشوفهم يضحكون ويسولفون ونطق بحسرة : أوريكم يالجحلط !
ضحكوا العيال عليه ومشى يتجاهلهم ويدخل المطبخ ، حط الصحن بالمغسلة ومشى يشيل القدر ، فتح الغطاء وسرعان ما توسعت عيونه بصدمة ينطق : الله يعجل بيومك يا عجلان !!
كان أسود وبقايا الرز محترقة ومتلاصقة بقاع القدر ، ثبته يملأه بالماء الحار ومن تعبأ بالكامل قفله بالغطاء ينطق : يالله وخالقي ما ألمسه !
سحب الصحن يغسله ومن أنتهى منه غسل يدينه ومشى يخرج ويتوجه لموتره ، أبتسم عجلان ونطق : تعال كمل سمره
ألتفت عليه ينطق : أقول صمّها لا أجي وأبرك فوقك
ضحك عجلان بصوت عالي ينطق : تقلع بس
ركب موتره يشغله ويرجع للحلّة بنعاس شديد بعد ما امتلأ بطنه ..
« حلّة سهيل ، المجلس »
وقف جابر بغضّب من هدوئهم ينطق بعصبية : ما أدري كيف للحين ساكتين ولا عاجبكم أنه تقدم لبنت غريب على حساب بنت عمته اللي للحين ما ملك عليها حتى وكل ما سألتوه قام يسكتكم ويسلك لكم !!
وقف رماح ينطق بغضّب : كلنا في نفس الموقف حتى حن ما كان عندنا علم ألعن الشيطان اللي رابض بين كتوفك وأجلس ننتظره يجي ويبرر موقفه
ضحك جابر بسخرية ينطق : وش يبرر ووش يترك ؟ بيجي ويرمي عليكم كم كلمة ويمشي والله معاد هو يشوفكم شيء ولا ما كأن سوا سواته الله يسود وجهه ووجيهكم !
زفر رماح يستغفر ويجلس ، كان سهيل يحترق على نار هاديه من كلام جابر عنهم ومن فعلة نجم اللي تسود الوجه ، رفع عيونه ينطق بحدة : الزواج ما بيتم أرتحت ؟
جلس جابر ينطق : بنشوف وش آخرتها
ركض مسعود يدخل للمجلس وينطق : جدي نجم جاء
رفع سهيل عيونه على مسعود ونطق بحدة : خله يجيني ذا الساع !
مسعود : أبشر
مشى يخرج للحوش وينطق : نجم جدي يبيك
فرك عينه بتعب ينطق : علمه أني تعبان وبمسي وعدنا بكره الصباح
مسعود نطق بصدمة : لا لا يبيك ذلحين !
مسح وجهه يستغفر ونطق بحدة : مسعود اذلف مني
مشى يتخطاه ويتجه لبيته ، وقف من نطق سهيل بغضّب وعلّو صوت : نجم !! أدخل لا أطلع عليك
زفر بضيق ينطق : يا صبر
مشى يرجع وأبتسم مسعود ينطق : ما علمتك أنه معصب
هوش لمسعود اللي صرخ برعب من نجم ونطق : وأنا ما علمتك تذلف ؟؟
ركض يتبعد عن نجم اللي مشى يدخل المجلس ، وقف عند الباب ببدلته المبلولة والنعاس والتعب الواضح على ملامح وجهه ، رفع شعره عن وجهه ينطق : سمّ يا سهيل ؟
ضحك جابر بسخرية ينطق بهمس : طويل وجه !
ألتفت نجم له ونطق بحدة : أرفع صوتك لو أنك رجال !
صرخ سهيل بغضّب ينطق : رفعناك في كل مجلس وحطينا رأسك فوق كل رجال ويوم غرك المدح رفعت خشمك علينا ورحت تطلب البنت من أهلها وبدون ما تأخذ شور أحد منا ؟!
زفر بغضّب ينطق : أنا في غنى عن زايف المدح والإعجاب ولا يوم قلت لراعي الطبل طبّل لي وأنا معادني صبي تمشي عليه قرارتكم دون حول منه ولا قوة ورأيه مهمش ومدفون !
كانوا ساكتين وتقدم نجم لهم ينطق بحدة : أنا رجال الشنب خطّ في وجهي ولحيتي عن لحى بعضكم وأتحدى أطول شارب يوقف بوجهي ويقولي أن كلامي غلط !
ما زال الصمت من جهتهم ومحد قدر يعارض كلامه ، ضرب الجدار ينطق : سكت في موضوع بنت جابر عشان خاطرك يا سهيل ولا ما ذكرت أني طلبت البنت منكم وسكتت وما قلت شيء قضمت الغيض ودفنته داخلي لكن في موضوع آل ساير لا والله ما يوقف قدامي إلا الموت ودكم توقفوني أذبحوني وهاكم سلاحي يا ربعي !
رمى سكينته على الأرض ينطق : والله ما يردني عن بنت أمير شيء والرجال منكم يطلع قدامي ويواجهني !!
وقف بصدمة من هدوئهم ونطق بصدمة : شفتوا آخرتها جاء ورمى كم كلمة وسكتوا ؟؟
انحنى جابر يسحب سكينة نجم وينطق : أنا اللي بوقفه عند حده !!!
نطق سهيل يقاطعه بحدة : حتى لو هي رغبتك ومناك ما بيحصل الزواج وأن كأنك صامل ملك على بنت عمتك وأنت أبخص بالباقي !
سحب سكينته من يد جابر يهمس : لا يكون صدقت أنك رجال وطلعت تواجهني ؟
دفعه جابر ومشى يخرج من المجلس ، ألتفت نجم على سهيل ونطق : وأرجع أكرر ما بيصير إلا اللي أبيه ومثل ما قلت يا سهيل أنا أبخص بحياتي وبقرارتي وبمستقبلي وآخر كلامي عندي تدريب طول الأسبوع وبنهاية الأسبوع بطلع مهمة ما أدري كم مدتها ودعناكم الله
مشى يغادر المجلس ويمشي بتعب لبيته ، فتح الباب ودخل يقفله وراه ويمشي لغرفته ، وصل ورمى نفسه على سريره بتعب من أحداث اليوم ونطق بهدوء : يالله إنك تيسرها ولا تعسرها علي

مشى يغادر المجلس ويمشي بتعب لبيته ، فتح الباب ودخل يقفله وراه ويمشي لغرفته ، وصل ورمى نفسه على سريره بتعب من أحداث اليوم ونطق بهدوء : يالله إنك تيسرها ولا تعسرها علي
غمض عيونه يستسلم للنوم ، ينتظره يوم حافل بالأشغال الشاقة والتدريب القاسي لأجل يخرج بكتائب جاهزة لمهمة آخر الأسبوع ..
« بيت جابر »
دخل بيته غاضّب وقفل الباب خلفه بقوة ، ألتفت لنجلاء اللي ركضت له تنطق : وش صاير ؟!
زفر بغضّب ينطق بسخرية : ولد أخوك اللي نشبتي بنتي ونشبتيني فيه راح وتقدم لوحده غريبة
شهقت نجلاء بصدمة وكمل ينطق : ولا شاور أحد فجعنا كلنا بمجلس الرجال !
تقدم يتخطاها وتمسكت فيه تنطق بدموع : تكفى لا تقول شيء لغرور أنا بحلها
أبعد يدها عنه ينطق بسخرية : الموضوع منتهي ومستحيل أحد يقدر يوقف نجم عنها أنا شفت كيف رمى نفسه قدام أهلها شفت كيف يبغاها وكيف كانت بالفعل رغبته الأولى !
شهقت تغطي فمها بصدمة وتنطق : مستحيل من هي من ؟؟ من تكون !
رفع جابر أكتافه بعدم معرفة ينطق : ما أعرف لكن آخر شيء سمعت أبوك يقوله قبل أخرج كان يقول ملّك على بنت عمتك وبعدها أنت أبخص
أبتسمت بأمل تنطق : حلو يعني بنتي الأساس !
جابر نزل عيونه بحسرة على بنته ينطق : ما ظنتي
نجلاء : طيب وش أسم أهلها أكيد تدري
حكّ جبينه ينطق بتردد : أظن ساير أو حاجه زي كذا
نجلاء أبتسمت بخبث تنطق : تكفيني هالمعلومة
مشت ومسكها جابر ينطق بحدة : هيه يا مجنونه وش بتسوين ؟
نجلاء نطقت بتحدي : صادق محد يقدر على نجم لكن بقدر على البنت وبسهوله بخليها تنفر منه وما يبقى له بالدنيا ذي كلها إلا بنتي
نطق بسخرية : يعني بتخلينه ينحد على بنتك !
نجلاء أبتسمت تنطق : هذا آخر حل وبعدين شفيها لو أنحد عليها ؟ بيتزوجها ومع الوقت بيّلين وبيحبها وبكذا أكون حققت مناها و أرضيت غرورها !
دفعها جابر ينطق بقرف : أعوذ بالله منك ومن شرورك أتركي بنتي في حالها !!
ضحكت بسخرية وقالت : أقول أنت لا تنسى أنك ساكن في بيتي يضمك ويحميك ما هو مثل بيتك عند أهلك ! ولا تنسى فضلي أنا يا نجلاء عليك يا ولد الراعي !
زفر بضيق يستغفر ويخرج من عندها لغرفته ، تقدمت ترجع لمكانها وتتصل على كل حرمه تعرفها وتسألهم عن آل ساير ، زفرت تقفل من آخر حرمه خطرت في بالها ونطقت بحدة : عمى محد يعرفها ! من أي جحر طلعتي لنا يا الحيه !
شهقت من تذكرت أم جمال وعلطول بحثت عن أسمها وضغطت رقمها تتصل عليها وتنتظر ردها ..
« بيت رماح ، غرفة نجد »
كانت مايّله برأسها على الشباك الضخم تتأمل السماء الخالية من الغيوم والنجوم تملأها ، شعرها يداعبه النسيم البارد ومستمتعة بريح المطر على التراب وريح المزرعة قدامها ، غمضت عيونها تأخذ شهيق وتشبع حواسها أوكسجين ، قطعت نفسها لسّت ثواني وزفرته براحة ، أبتسمت بخفه وسرعان ما شهقت بصدمة تفتح عيونها من نطق شجاع : اي والله خّلوا هبايب نجد تنثر شعرها !
دخلت بسرعة وقفلت الستاره الستان بينهم ، مسكت صدرها تهدي من سرعة نبضات قلبها ، طّلت برأسها تشوفه تحت شباكها يدخن ، زفرت تنطق بهمس : أف يالشايب توني أخذت دش ومبخره غرفتي !
تقدمت تقفل الشباك ووقفت من نطق شجاع بعد ما زفر دخان زقارته :

قد يعجبك أيضاً
غرورك اللي علم الطاووس نفش ريشه بقلم r_55shog
غرورك اللي علم الطاووس نفش ريشه
2.8M
71.9K
حسابي بالاستقرام r_55shog
جَرح الأيهم بقلم ll118i
جَرح الأيهم
2.5M
174K
النبذه :- فَي ذَلك المَنزل الدافئ ، المَملوء بالمشاعرِ يحتضن أسفل سَقفهِ و بين جُدرانه تِلك الطفلةُ الَتي كَبُرَت قَبل أونها نُسخة والدها الصغيرة ذات الثَغر الضاحِكِ...
سَحابة حب بالوجدان تبرق منازلها من طويق للوادي  بقلم rwoix_
سَحابة حب بالوجدان تبرق منازلها من طويق للوا...
10.2K
258
دكتور بعد وفاة اقرب صديق له تتغير شخصيته للجمود والصلابه يجبره ابوه يتزوج بنت صديقه من الديره وبيوم زواجه يكتشف انها بكماء غير قادره على الكلام
وأنا فِي مَوج حُبك شراع يتهادىٰ  بقلم nine_823
وأنا فِي مَوج حُبك شراع يتهادىٰ
758K
19.7K
"لو كان الإنسان وحده لما استطاع أحدٌ هزيمته، لكن يُهزم المرء بأشيائه التي يحبها" روايتي الاولى اتمنى تنال اعجابكم🤍📜 وأنا فِي مَوج حُبك شراع يتهادىٰ
اهيم بها حبا  بقلم rwevjj
اهيم بها حبا
136K
2.5K
حسابي انستا تعالوا التنزيل فيه كل يوم @ rwevj
الحياة اليومية لزوجي السبعينات و تربية الأطفال بقلم momallmylife
الحياة اليومية لزوجي السبعينات و تربية الأطف...
22.7K
1.1K
مكتملة 148 فصل   كان لين وي وزونغ شاو متزوجين مرتبًا ، وانفصلا لمدة أربع سنوات ، وأنجبا طفلين ، لكن الزوج والزوجة لم يكونا أقرب من الأصدقاء العاديين.   اعتقدت لين وي أن...
غريب يدوّر في طرف عينها حضن ووطن  بقلم irwaya9
غريب يدوّر في طرف عينها حضن ووطن
262K
10.6K
ما بين نسمات الشتاء والنار والحطب بين أشجار النخيل والليمون والنعناع بين صهيل الخيول وتغريد الطيور بين برودة أمواج البحر ونعومة الرمل بين أوتار العود وخيوط الإبرة أحداث...
‏علامك يا نــجد فزيّتي وقفلتي الشباك ؟
جاك الشجاع والشوق معلّم في يمينه
‏طيحتي بالهوى ماهو بالمطيح الدارج الشكاك
‏مطيحي مطيح شجاع ٍطيحته تحزن معادينه
‏امريني وش بخاطرك والله أن قلبي ما يعصاك
‏لي قلبٍ يبغاك وأنا في ذرى وجهك لا تخلينه !
-
أبتسمت ترجع شعرها خلف أذنها وتنطق بهدوء نبرتها : عوّد لبيتكم يالشايب شباكي على بيت نجم وأخاف يسمعك !
أبتسم شجاع ينطق : تخافين علي ؟
ضربت رأسها بخفه تنطق : شجاع !
مسك صدره ينطق بدهشة : لعنبو غيرك لبيه ؟!
ضحكت بخفه تقفل الشباك ، أبتسم يلتفت يمين وشمال ومشى يغادر قبل أحد يشوفهم ، وبالجهة الثانية خلف النخلة الطويلة اللي بجانب السطح كانت متخبية خلفها وتسمع حديثهم كله ، شهقت بصدمة تنطق : هذي آخرتها يا شجاع تحبّ نجد وتتغزل فيها بالصريح ولا كأنك تخون ثقة نجمي فيك ! لكن طبّك والله في يديني وأن ما كشفتك قدامه ما أكون أنا غرور
ضحكت بسخرية مصدومة من اللي شافته ومشت تنزل وتدخل بيتهم ..
« بيت جابر ، المجلس »
أبتسمت توقف وتسمع آخر كلام أم جمال ، هزّت رأسها تنطق : ما قصرتي يا بعدي وعازمينك قريب على زواج بنتي
أبتسمت أم جمال تنطق : الله يكرمك ان شاءالله أول الحاضرين
نجلاء : ايه ان شاءالله يالله توصين ؟
هزّت أم جمال رأسها بالنفي تدّعي أن نجلاء تشوفها ونطقت بهدوء : صح يا أم غرور ودك برقم أم البنت ؟
شهقت نجلاء وأبعدت الجوال تخفي حماسها ورجعته على أذنها تنطق : ايه ولا عليك آمر تعرفين صديقتي من الطفولة وضيعتها من سنين مثل ما حكيت لك يعني
أبتسمت أم جمال تنطق : والله بسم الله عليها هنادي من أرقى وأجمل وأطيب الحريم اللي قابلتهم حرمةٍ ذربه شايله نفسها وأهلها كلهم وما أستغرب لمن جيتي تسألين عليها بعد السنين اللي حكيتيها لي !
زفرت نجلاء تتهزأ فيها بصمت ونطقت : ما عندي إرسال عجلي يا أم جمال !
أم جمال : برسله لك واتس الآن
هزّت رأسها بالإيجاب تدّعي أن أم جمال تشوفها ونطقت بعجلة : يالله صدق من محاسن الصدف اللي سمعنا فيها صوتك ودعناك الله
أبتسمت أم جمال من طيبة نجلاء بدون ما تدري عن صادق نواياها ، هزّت رأسها تنطق : يا حبيبة قلبي يا أم غرور عسى الله يتمم على بنتك و..
قفلت نجلاء الجوال ونطقت بقرف : وع ما تسكت ذي !
مشت تخرج من المجلس وتنتظر رسالة أم جمال ، أبتسمت بخبث تنطق : أجل هنادي ؟
ضحكت بعلّو صوتها ونطقت : والله لا أصير كابوسك وكابوس بنتك الحيه يا هنادي !
مشت تطلع الدرج لغرفتها ، رّن جوالها معلّن رسالة وصلتها وأبتسمت تنطق : تونا بدينا
قفلت الجوال ومشت تنسدح على فراشها وتنام بهدوء لأجل الأحداث والمخططات اللي بتقولها لأمها شاهرة اللي بتكون ذراع نجلاء اليمين فالقادم ..
« المستشفى ، ظهرًا »
سلمت من أنتهت من صلاتها ووقفت تنطق : يمه بتصلين ؟
هزّت مزنه رأسها بالإيجاب تنطق : اي بالله بصلي يا بنتي
تقدمت وهج تشيل طاولة الإفطار من حضن مزنه وتدفع سريرها توجهه للقبلة ، ضحكت من بدأت تحجبها وضحكت مزنه تنطق : يا جعلها دايمه يا وهج دنيانا لكن خلصي وأنتي تضحكين راح وقت الصلاة
أبتسمت تقبّل جبين جدتها وتنطق : تقبل الله حبيبتي
أبعدت عنها مبسوطه في التحسن الكبير اللي تشوفه بجدتها ، حتى صارت تسولف كويس وتتذكر أغلب أحداث اليوم بدون نسيان ، جلست ترفع جوالها وتشوف رسالة من عزيز ، فتحتها وشهقت من كثرة الرسايل وضغطت رقمه تتصل عليه ، أنتظرت ثواني ووصلها صوته وهو يقول : لبيه ؟
وهج : هلا عزوز وش الرسايل ذي كلها !
عزيز نطق بقلق : شوفي والله ما أقدر أمسك لساني وخايف أتكلم وتنفعلين وتكلمين مترك ويجي يدعس رقبتي !!
وقفت بخوف تنطق بحدة : عزيز أمي وأبوي بخير ؟؟
ضرب رأسه بتعب ينطق : شوفوا الحماره وين راح تفكيرها ؟ ايه بخير علامك استخفيتي !
وهج : أسكت خفت والله طيب دامهم بخير وش غيره ؟
ألتفتت على مزنه اللي نطقت بصدمة : فيهم شيء ؟؟
أبتسمت ونطقت بعجلة تهدي جدتها : لا لا يمه طيبين وبخير
أرتاحت مزنه وضحكت وهج تنطق : يا عمري يا مزوني طيرت عقلها !
عزيز : لأنك حماره
رفعت حاجبها تنطق بحدة : شكلك نسيت أني خالتك ؟
عزيز : سوري ما أحترم خاله أصغر مني وأقصر مني سلامات يا أبوي وين !
وهج : طيب طيب أوريك
قفلت الجوال بوجهه ونطقت بهدوء : زفت صدق ما ينعطى وجه
ضحكت مزنه تنطق : أنتي اللي دلعتيه
وهج : أدري والله ونادمة أشد الندم
مزنه : بس ما لقيت أحد يحبك مثل عزيز والله أنك عزيزة عليه ولا يرضى عليك كلمة وحدة تمس خاطرك !
أبتسمت وهج تنطق : وهذا اللي لاوي ذراعي على عزوز
ألتفتت من دخلت الممرضة ومعها أدوية مزنه ، ودخل الدكتور خلفها ، رجعت بسرعة تسحب الستاره وتبقى خلفها ، كان يكلم مزنه ويسألها عن وضعها وكيف صارت ، وبعد حديث طويل أبتسم ينطق : خلاص الليلة تكتبون خروج والحمدلله على السلامة
أبتسمت مزنه تنطق : الله يسلمكم
خرج الدكتور وفتحت وهج الستاره تنطق : أخيرًا قضت الأيام وبنرجع للقصر !
هزّت مزنه رأسها بالإيجاب تنطق : حمدلله على كل حال وحمدلله على العافية
وهج : اي والله الحمدلله
مزنه : أقولك يا بنتي
أبتسمت تقرب من جدتها وتنطق : لبيه وأبشري من الحين
أبتسمت مزنه تنطق : أبغى أكل بطاطس
ضحكت وهج بصدمة تنطق : بس ؟
مزنه : وأبيه بالكاتشب
أشرت بأصبعها على عينها اليمين ونطقت : من عيني اليمين قبل اليسار
مزنه أبتسمت تدفعها وتنطق : يالله يالله جعت
ضحكت تمشي وتلبس عبايتها ، ضبطت حجابها ومشت تخرج للممر ، أبتسمت من شافت جدها ونطقت : جدو !
ألتفت مترك عليها ينطق : يا مرحبا يا بنتي
أبتسمت تسلم عليه وتنطق : كيفكم ؟
مترك : طيبين الحمد لله وأنتوا ؟
وهج : حمدلله جدتي بخير وبنطلع الليلة وغيره ؟ مافيه شيء
مترك أبتسم ينطق : حلو حلو أمير عجل برحلتهم ومشوا الفجر اليوم وبيوصلون على العشاء ان شاءالله
توسعت عيونها وقالت : بالله ؟ ما قالوا لي
مترك : بيقدرون يطلعونها الحين ؟
ميّلت شفايفها بعدم معرفة تنطق : ما أعرف تبي نحاول ؟
هزّ رأسه بالإيجاب ونطقت وهج : بس وشفيك مستعجل ؟
مترك : ما أبغى أمير يوصل وهي فالمستشفى
هزّت رأسها من فهمت وتقدمت للاستقبال تكلمهم ، بعد فترة قصيرة قدرت تقنع الدكتور بمساعدة مترك اللي حط المسؤولية بالكامل على عاتقه ووضح للدكتور أستعداده ، طلعت تساند جدتها اللي تمشي ونطقت بهمس في أذن وهج : ما جبتي البطاطس !
توسعت عيونها تضحك بصدمة وتنطق : والله راح من بالي
زفرت مزنه بغضّب تنطق : عشاني اللي موصيتك
قبّلت كفها تنطق : يمه لا تقولين كذا
دفعتها مزنه تمشي لوحدها وتنطق : وخري بروح أجيب لي من الدكان
أبتسمت وهج تركض ورا جدتها يخرجون من المستشفى ..
« حلّة سهيل »
هزّ مسعود رأسه يسمع تعليمات جده ونطق بحدة : أبشر بلفّ البيوت كلها وأقول لهم
سهيل : خلهم يعجلون ويجهزون قبل يقبل العصر !
دق تحية ومشى يركض للبيوت ينقل لهم كلام سهيل ورغبته بالخروج في كشته جماعية ، وما هي دقايق إلا والأصوات مرتفعه والسيارات متجمعة والأغراض من يد للثانية ينقلونها ويرتبونها فالسيارات ، ألتفت شجاع ينطق : منيف مدّ لي قدور الذبايح
منيف : وش بنذبح خروف ؟
هزّ شجاع رأسه ينطق : يقوله سهيل
منيف : طيب طيب
تقدم يشيل القدور ويناولها لشجاع اللي بدأ يصفها فالشنطة الخاصة بالجمس القديم ، قفل الشنطة ينطق : خلصنا صح ؟
تكى مروان ينطق : ايه ما بقى شيء
شجاع : وش دراك وأنت ما شليت شيء ؟
مروان : تستهبل صح !
ضحك منيف ينطق : حرام عليك يا شجاع شل الصحن
شجاع : الله أكبر الله لا يشكر فضله
مشى يركب الجمس وضحك منيف ينطق : مروان أمش لا يفصل عليك زيادة
زفر مروان بغضّب ينطق : يعض على شحم
مشوا يركبون بجانب شجاع ، ألتفت لسهيل اللي خرج مع رماح ومسلط من المجلس ونطق : شجاع ركبوا البنيات معكم يساعدونكم فالأغراض ويجهزون الغداء لين نجيكم
شجاع هزّ رأسه بالإيجاب ينطق : طيب
فتح الباب ينزل من الجمس ويمشي لبيت أبوه ، دخل للبيت ينطق : أسيلوه !
طلعت من المطبخ وهي تأكل سلطة ونطقت : خير ؟
شجاع : أمشي وجيبي معك البنات كلهم
رفعت حاجبها تنطق بحدة : كلهم !!
شجاع : يعني اللي بيساعدونك والجيدات منهم
هزّت رأسها تنطق : طيب بس لا تقول أنك تسوق الجمس القديم
ضحك بصدمة يرمي عليها علبة المويه اللي لقاها جنبه وضحكت تصرخ وتنطق : يا تبن !!!
شجاع : خلصيني والله ما أخليك
طلع من عندها وضحكت تمشي لجوالها ، رفعته ودخلت القروب بالواتس تكتب فيه وتبلغهم جميعًا ، قفلت جوالها ومشت تنزل الصحن بالمطبخ وتخرج منه ، لبست عبايتها وبرقعها وطلعت تتبع شجاع ..
« القاعدة »
مسح عرق جبينه ينطق بحدة صوته رغم تعبه الشديد : ثابت يا عسكر !
وقفوا جميع امتثال لكلمته ، ميّل البريهه حقته لأجل تظله من الشمس الحارة اللي هو مستنكرها بعزّ الشتاء ، بلل شفايفه ونطق : نستكمل بكره على خير
عطاهم ظهره ومشى يخرج من الميدان ، دخل المبنى وزفر بقرف ينطق : وش الحر ذا أعوذ بالله !
رفع حاجبة من سمع صوت جواله داخل مكتبه ونطق : من ذا اللي ما لقى يدق إلا بالقوايل
فتح المكتب ورفع عيونه بصدمة ينطق : أرحب يا أبو سعود !
أبتسم نمر يوقف وينطق : هلا مرحبا يا أبو جراح
تقدم يسلم عليه وينطق بهدوء : وش المناسبة السعيدة اللي رجعتك للقاعدة ؟
نمر : جيت أجدد أوراقي وأسلم خطتي العلاجية للواء كايد
هزّ رأسه ينطق : يالله حييّه وش أكرمك ؟
نمر : والله ما ودي إلا إنك ترد على جوالك اللي صمخ أذني
أستوعب صوت الإتصال القادم من جواله وتقدم يفصله من الشاحن ويرفعه يشوف الرقم المجهول ، طلع من المكتب وقبل يقفل الباب نطق : أعذرني يا أبو سعود
هزّ نمر رأسه له ينطق : معذور
قفل الباب وفتح الإتصال علطول ينطق : مرحبا ؟
زفر مترك ينطق : ما بغيت يالنسيب
توسعت عيونه يعتدّل بوقفته وينطق : أرحب !
أبتسم مترك ينطق : وصلني خبر أن مهمتك تقدمت من ناحية الوقت
هزّ رأسه بالإيجاب يدعّي أن مترك يشوفه ونطق : الله الله
مترك : وعلامك ما قلت شيء ؟ ولا هونت
نزع البريهه من على رأسه يبعثر خصلات شعره وينطق : مالك لوا ما هونت بس ما بغيت أعجلكم
أبتسم مترك ينطق : أجل سجل رقمي عندك وسلمنا عليك وبإذن الله يجيك الرد قريب
ميّل رأسه ينطق : أبشر توصي تآمر ؟
مترك : سلامتك
نجم : في أمان الله
قفل الإتصال وأبعده عن وجهه يسجل رقم مترك ، فتح نمر باب المكتب ينطق : نجم تطلع معي ؟
كان يقرأ ومندمج برسايل القروب فالواتس عن الكشته ولا رد ، تقدم نمر يخبط كتفه وينطق : أبو جراح !
رفع عيونه على نمر ينطق بحدة : وش بلاك أنت
ضحك نمر ينطق : تخاويني ؟
هزّ رأسه بالنفي ونطق نمر بصدمة : افا !
نجم : ها قول تم والله ما تردني !
نمر رفع حاجبة ينطق : تم والله ما أردك وش بغيت ؟
نجم : تقلط على الكشته وتقابل الرياجيل كلهم
توسعت عيون نمر بصدمة ينطق : أهلك ؟! الله ينكبك يا نذل
رفع كتوفه ينطق : مالي شغل أنت اللي حلفت
مشى نمر بقلة حيله يتبع نجم وينطق : بجي معك
نجم : تعال حيّ الخوي والله
نمر : يقالك بترقعها ؟
كبح ضحكته ومشى يركب موتره ، ركب نمر معه وأنطلق نجم للحلّة لأجل يبدل ملابسه وبعدها يتوجه لمكان الكشته المحدد ..
« حلّة سهيل »
ضرب شجاع الدركسون وزفر بغضّب ينطق : حسبي على العدو والتأخير !
أسيل : باقي جمان
ألتفت أشجان تنطق : جمان ما بتجي أساسًا !
رجعت أسيل تعدّ البنات ونطقت بصدمة : وين نجد ؟؟
شمايل : نجد بتجي مع نجم قالت لي
شجاع : يعني أمشي ؟
غرور زفرت من الضيق ونطقت : ايه دخيلك وفك الشبابيك  صرعوني ورا !
ضحكت شمايل بصدمة تنطق : والله ؟
ضغطت شمايل عليها زيادة ونطقت : هاه كيفك الحين أزيد ؟
زفرت تصدّ عن شمايل وتنطق : مريضه !
مشى شجاع ونطق بهمس : حسافة الانتظار وسيدة العذارى ماهي بينهم
ألتفت مروان ينطق بهمس : من هي ؟ جمان !
توسعت عيونه بصدمة ينطق : وجع وجع أقول بيت قصيد طرى في بالي !
ضحك مروان ينطق : بسم الله وش دراني !
زفر شجاع يصدّ ويناظر الطريق بصمت ويستمع بصبر لشكاوي غرور بالطريق ..
« بداخل السوبر ماركت »
تتجول بالممرات وهي متمسكة بحفيدتها ، زفرت وهج بتعب ونطقت : يمه وريتك كل براندات البطاطس اللي تبيع كاتشب ورفضتي ممكن توصفين لي شكل اللي تبينه ؟
ميّلت مزنه رأسها تنطق : وش باندات ذا !
ضحكت بخفه وتوسعت عيونها من ركضت مزنه تنطق : لقيته لقيته !
تقدمت وهج لها وضحكت تنطق : لا أنا رسمي بنجلط يمه وريتك ذا مليون مره وقلتي لي لا
فتحت مزنه كيس البطاطس تأكل وتنطق : وش دراني ما عرفته منك مغير تقلبينه يمين ويسار ومستعجله لو أنك رايقه مثلي كان عرفته
مشت وضحكت وهج من نطقت مره ثانية : بس والله لذيذ
حضّنت وهج ذراعها تنطق : والله محد لذيذ غيرك يا أمي
مشت تخرج وشهق الموظف وضحكت وهج تنطق : بحاسب أنا بحاسب
ألتفت لها ينطق : اللي ودك ، كاش ولا شبكه ؟
رفعت جوالها تنطق : شبكه
حاسبت وخرجت من السوبر ماركت تتبع جدتها ، أبتسمت تشوف مترك يفك لها الباب ويساعدها تركب ، مندهشة من كمية الحُب اللي تشوفه بعيون مترك وبأفعاله لمزنه ، وعلى الرغم من السنين اللي عدت ومضت ما قّل مقدارها بقلبه وبكل يوم يزيد غلاتها بداخل صدره ، تقدمت تركب بالخلف ونطقت : تعبتني مزونك يا مترك !
أبتسم مترك يقبّل كفها وينطق : يهون التعب وتهون الأعتاب الثقيلة في ظل ضحكه من مزوني والله تهون !
توهجت خجل من كلامه تصدّ وتسحب ذراعها منه ، ضحك بعلّو صوته ينطق : يا جعل عمري فداك يا مزنه
أبتسمت بخفه تنطق : مجار يا مترك إلا ما قلتوا لي وين بنروح ؟
مترك : بخاطرك نروح مكان ؟
هزّت رأسها بالنفي تنطق : ودي نرجع للقصر
مترك : هذانا رايحين له
أبتسمت وهج تنطق : وأمي وأبوي جايين بعد
هزّ مترك رأسه بالإيجاب ينطق : الله يحفظهم ويستر عليهم أمير قال لي إذا وصلوا الرياض بيتصل علي
هزّت رأسها تميّل به جهة الشباك وتتأمل الطريق الطويل للقصر ..
« الــبرّ ، عند خــيام الرجال »
وقف أحمد من سمع صوت سيارة وأبتسم يشوف سيارة نجم وسرعان ما تلاشت إبتسامته ونطق بصدمة : الكلب جايب معه ضيف !
ألتفت سهيل ينطق : منهو ؟
رجع أحمد بخطواته وألتفت على أبوه ينطق : نجم جايب نمر
أبتسم سهيل ونطق : ونمر منا وفينا ماهو غريب !
قاموا الرجال لوجود نمر ونطق سهيل بتحذير : لا تفتحون موضوعنا البارحه قدام الضيف سامعين ؟
هزّوا جميع رؤوسهم ممتثلين لكلمة سهيل ، تقدم نجم يسلم بصوته الجهورّي ومشى نمر من خلفه يسلم ، من أنتهى نمر من السلام جلس بجانب نجم وألتفت على سهيل اللي نطق : وش حالك يالنمر ؟
أبتسم نمر ينطق : بخير جعلك بخير أنتوا وش وقعكم ؟
جميعهم ردّوا بصوت واحد - الحمدلله - وأبتسم نمر ينطق : جعلها دايمه
أبتسم رماح ينطق : أبطيت علينا يا نمر
نمر : والله كنت في مهمة حتى ما كملتها رجعت من إصابة وجلست الفترة كلها أتدرب لحالي في بيتي
ألتفت على نجم يخبط كتفه وينطق : ما خلاني النجم الساطع وبين فترة والثانية يسيّر علي
نطق رماح بقلق : ما قالنا نجم عن إصابتك
نمر ميّل رأسه ينطق : والله أنا اللي طلبته يا عمي ما ودي أتكلف على أحد وأنا ما فيني إلا العافية
تقدم مسعود يصّب له قهوة ويصّب لنجم بجانبه ، أبتسم يمسكها وينطق : الله يسلمك يا مسعود العود !
ضحك مسعود ينطق : يشهد الله علي أني أحبك أحس محد يقدرني بالدنيا ذي كلها إلا أنت
ضحك نمر ووقف شجاع ينطق بحدة : اذلف هناك بس
نمر : خله علامك عليه ؟
رجع شجاع ونطق : رافعٍ ضغطي !
ضحك نمر وسرعان ما ألتفت على سهيل اللي نطق : حمدلله على سلامتك يا ولدي وأنت منا وفينا ما بيننا كلافة وأن كان تكلفنا فأنت في ذمتي تستاهل
ثبت نمر كفه على رأسه ينطق : جعلكم في زود والله يسلمكم جميع
رفع نجم حاجبة بدهشة من نطق سهيل : مشتهين كبسة من يدينك يا نجم !
وقف ينفض ثوبه وينطق : بشرط يقوم شجاع معي
توسعت عيونه بصدمة ينطق : يا نذل
ضحك نمر عليهم ونطق بسخرية : خلك ذوق شوي بس شوي من نذالته
آشر نجم على صدره ينطق بصدمة : افا أنا نذل ؟ حرام عليكم
مشى بسرعة من وقف شجاع يرميه بالعقال ونطق بسخرية : قوم بس الله لا يهينك ورانا غداء
مشى شجاع وراه ينطق : وشرايك تصمها ؟
رفع حاجبة ينطق بسخرية : بدعس رقبتك لا تغلط !
دفعه شجاع يرجع وينطق : هيا شوف من يساعدك
سحبه نجم يحتضّنه وينطق : عاد لا تصير مايع
ضحك شجاع ينطق : طيب وخر كتمتني مع الحر ذا
نجم : والله مدري وش جاكم والكشته بعزّ القوايل !
شجاع : يقالك تغيير جو ليت سهيل يستغل وقت فراغه بالنوم وأنا أخوك
ضحك نجم بخفه ينطق : بس والله برد فالبر
هزّ شجاع رأسه ينطق : انشهدنه برد
قرب شجاع من نجم يمشون ووصلوا خلف الصخرة ، بدأ نجم يشتغل وشجاع يساعده بتقطيع لحم الذبيحة اللي سلخها العامل شفلوت ، أنتهى نجم من اللحم يسحب البصل ، تقدم شجاع يحط القدر على الغاز ويشبّه ، نزل نجم الصحن وبدأ شجاع يحرك بهدوء ..
« خــيام الحريم »
أبتسمت من سمعت صوته وهو يسلم على الرجال ونطقت بهمس لأشجان : جاء نجمي !
أبتسمت أشجان تنطق : بس يقولون جايب ضيف
رفعوا عيونهم على نجد اللي تقدمت تنطق : سلام عليكم
دخلت جمان خلفها وسلمت مثلها ، ردّوا جميع الحريم السلام وكملت الجوهرة سالفتها ، ميّلت شفايفها بعبوس تنطق : متأكدة ؟ مين قالك
أشجان : يقوله مسعود لدحيم أخوي
غرور : ومن هو الضيف ؟
رفعت أشجان كتوفها بعدم معرفة وقالت : وش يدريني بعد
ألتفت أشجان على جمان تنطق : جاء معكم ضيف ؟
هزّت رأسها بالإيجاب ونطقت : ايه نجم يقول لحد يجينا وبعدين وش عندك تسألين
كانت أشجان بتتكلم لكن قاطعتها غرور من وقفت وتوسعت عيون جمان تنطق بسخرية : مو صاحية بتروحين ؟؟
غرور زفرت بقرف تنطق : جمان فكيني شرك بالله
جمان رفعت حاجبها تنطق : حبيبي ركزي يعني لا أنتي تحّلين لنجم عشان تنشبين بوجهه أربع وعشرين ساعة وغير كذا فيه ضيف !
رفعت رأسها بغرور تنطق : ما طلبتك تشرحين وبعدين خطيبي وأنا أبخص باللي أسويه معه ياشين اللقافه صدق ولا عشان عندك أخو ومحرومه تسوين شيء تبغينه ؟ تذكري أني وحيدة النجلاء وبِكر جابر ومحد يقول كلمه فوق كلمتي !
ضحكت جمان بسخرية تنطق : يا حرام والله كل هالشو عشان توضحين أنك ما غلطتي ؟ مسكينه صراحة
صدّت جمان تكمل قهوتها وتستمع لحديث جدتها الجوهرة ، زفرت بغضّب تنطق بهمس : الله يشلك يا مريضه
مشت غرور بقهر تغادر الجلسة كلها وتتجه لمكان الطبخ ، أبتسمت من شافته رافع ثوبه الأسود ومتشمر ويشتغل ، وقفت خلف الصخرة تسترق السمع لحديثه مع شجاع اللي نطق : زين ما سويت خلك على بنت آل ساير وأترك عنك شيطانة نجلاء يعني تخيل فوق أن أمها نجلاء جدتها شاهرة مستحيل تلاقي حسنة وحدة فيهم !
رفع عيونه لشجاع ينطق : ما جانا الرد باقي ليه مستعجل
شجاع : أدري بك صامل ولا أنت راضي إلا إذا جاتك الموافقة
نزل اللحم فالقدر ونطق يغير الموضوع : حطيت البهار ؟
عبّس شجاع بملامحه ينطق : الله الله
سكب الماء الحار وقفل القدر بقوته ينطق : عطني الصمام
مدّ شجاع الصمام لنجم وثبته بمكانه ، وقفوا أثنينهم وشهقت توزي نفسها خلف الصخرة ، عصّب نجم رأسه بشماغه يلتفت على شجاع اللي نطق : رجعنا ؟
نجم : بروح الخلا اسبقني وبجيكم
هزّ شجاع رأسه بالإيجاب يرجع ومشى نجم بالجهة المعاكسة يلبّي نداء الطبيعة ، تقدم شجاع وشهق بصدمة من ثبتت غرور عصا خشب حادة على عنقه ودفعته بقوتها على الصخرة ونطقت بحدة : أسمعني يا ولد الخال والله لو عاد سمعتك تحرض نجم علي لا أعلمه عن سواتك في نجد أخته من ورا ظهره والله ما أرحمك وتدري بغلاة نجد عند نجم وكيف ما يرضى عليها ولك أن تتخيل ردة فعله لو عرف أنك تختلي فيها وتتغزل وتطرب وتحكي الشعر عشانها !
نطق شجاع بصدمة وعيونه عليها : أذكري الله يـ..
قاطعته غرور وهي تشّد على العصا وتنطق بحدة : تراك ما بعد عرفتني يا شجاع والله ما أرحمك أبعد عن نجم ولعاد تشوفك عيني عند أخته وترا والله لو ألمحك أو أسمع مره ثانية عنك وإنك تحرضه علي أني لا أقوله وترا الدليل بين يديني ولا تقول بنت جابر ما قالت !

نطق شجاع بصدمة وعيونه عليها : أذكري الله يـ..
قاطعته غرور وهي تشّد على العصا وتنطق بحدة : تراك ما بعد عرفتني يا شجاع والله ما أرحمك أبعد عن نجم ولعاد تشوفك عيني عند أخته وترا والله لو ألمحك أو أسمع مره ثانية عنك وإنك تحرضه علي أني لا أقوله وترا الدليل بين يديني ولا تقول بنت جابر ما قالت !
أبعدت عنه ومشت ترجع قبل أحد يشوفها معه ، ما قدر يتكلم ويبرر خايف وجدًا على حُبه الي باقي ما أزدهر وبدأ ربيعه ، شّد على شماغه بين يدينه ونطق : إلا نجد لا توجعوني فيها !
رفع شماغه يتعصّب فيه ويمشي ، هو قرر ما يرد على غرور حاليًا لكن مصيرها تنكشف الأمور لكن يبيها تنكشف بطريقة ما تضره وتضر نجده بالمقام الأول ، تقدم يجلس بجانب عمه أحمد اللي ألتفت له ينطق : شجاع علامك ؟
رفع عيونه لعمه ينطق : وش يا حميد
مدّ أحمد أصبعه يمسح قطرات الدم من رقبته وينطق : طحت ؟
توسعت عيونه بصدمة يشتّم غرور بداخله ، سحب المناديل ونطق بعجلة : لا يرجال به شجرةٍ هناك وظني أنها جرحتني !
هزّ أحمد رأسه ينطق بهمس : بعديها لك لكن لا تحسبني بخليها تمر مرور الكرام !
صدّ شجاع عن أحمد يستمع لسواليف الشيبان ، رفع عيونه يشوف القلق بعيون نجم ، تقدم لشجاع وجلس بجانبه ينطق : سمعت صوت عندك فيه شيء ؟
كان ساكن ويناظر في رفيق دربه ، يتمنى لو يفهم نجم كل شيء من عيونه ويعذره لأن الهوى ما عمره كان بيد أحد ، ولا أحد قدر على الهوى وتغلب عليه ، شّد نجم على كتف شجاع ينطق : يالشجاع أحاكيك !
انحنى برأسه يوقف وينطق بهدوء نبرته : لا يا أخوي ما عندي شيء ولا حصل شيء
سكت نجم يشوف شجاع يقفي ويغادر ونطق : على هواك
وقف أحمد ينطق : بشوفه وأجيكم
هزّ نجم رأسه بالإيجاب ومشى أحمد ، وقف نجم وتقدم يجلس بجانب نمر يسولف معه ويستمع لحكي سهيل مع أعمامه ..
« خــيام الحريم »
رجعت غرور وجلست علطول قبل أحد يلاحظ غيابها ، صدّت شمايل عنها للبنات تنطق : شوفوا وش مهببه الحين !
ألتفت نجد عليها تنطق بضحكه : مين ؟
شمايل : عجوز النار
أسيل ضحكت تنطق : ليه وين ذلفت من الأساس ؟
رفعت شمايل كتوفها بعدم معرفة وقالت : وش دراني بس طولت
زفرت نجد تنطق : الحين نشبت في نجم وكرشها ورجعت
تقدمت جمان تجلس بينهم وتنطق بهدوء : سلام بنات
ألجمتهم بوجودها بينهم وما نطقت وحدة فيهم بحرف واحد ، ضربتهم شمايل تنطق : وجع شفيكم ؟ ردّوا السلام
رجعت تناظر في جمان ونطقت بهدوء : عليكم السلام
ألتفتت أسيل على نجد وأبتسمت نجد بفشلة تنطق : هلا والله عليكم السلام جمان شلونك ؟
أبتسمت جمان تنطق : بخير بخير وأنتوا
همست أسيل بأذن نجد تنطق : يمه وش جابها ما أرتحت !
ضربتها نجد ونطقت : بخير حمدلله
جمان : أدري لخمتكم بس مو قادره أبلع غرور أكثر من كذا
رفعت شمايل حاجبها تنطق : غريب وش مسويه لك ؟
زفرت جمان بغضّب تنطق : كل سواليفها عن نجم والله طفشتني طلعته من خشمي
ضحكت أسيل ونطقت نجد بسخرية : شكلك نسيتي أنه أخوي ؟
ألتفت نجد على أسيل اللي تضحك وضربتها تنطق بهمس : لا تخليني أحلف ما أغششك فالفاينل
سكتت أسيل لثواني ونطقت بصدمة : لحظة أساسًا أسمك بعيد عن أسمي !
نجد : أسكتي قلنا
أبتسمت جمان تنطق : ما أقصد أخوك بشيء فالنهاية هو ولد عمي بس فهمتي كيف اقرفتني بالسواليف عنه
هزّت نجد رأسها بالإيجاب تنطق : الله يعين
سكتت جمان تتأمل الهدوء اللي ما كان موجود قبل تجي ، هي مضطرة تستمر معهم لحّد ما يرتاحون لها ، ألتفتت على شمايل اللي نطقت بحدة : أسيل صمخ ما تسمعين جدتي !
رفعت أسيل رأسها وأبعدت السماعة عن أذنها تنطق : وش أسوي نجوده تبيني أسمع أغنية على ذوقها
ضحكت نجد تأخذ سماعتها من يد أسيل وتنطق : تبين الصدق أسيلي والله ما سمعت جدتي أنا بعد
ضحكت جمان وألتفتت شمايل عليها تنطق : ماشاءالله أضحكي معهم وصيري مثلهم وجننيني زيادة !!
سكتت بصدمة وضحكت نجد تضّمها وتنطق : شوشو حرام عليك روعتي البنت !
زفرت شمايل تضرب أسيل اللي فزّت بألم ومشت لجدتها ، رجعت شمايل تناظر جمان وتنطق : سوري حياتي بس كنت أحذرك ما تصيرين مثلهم خليك زيي مثلاً اشي رزانه اشي حلاوه اشي ثقل ماهو مثلهم السبايك !
رفعت نجد حاجبها تنطق بحدة : شكلك نسيتي أن أخوي وأخوها عساكر ؟
ضحكت شمايل بسخرية تنطق : يا بقره منيف فالشرطة العسكرية يعني شرطي على أخوك وأخوها !
نجد : أما ما تمشي الرتب ؟ يعني بالله وش رتبته منيف ؟
شمايل : نقيب أظن
نجد ضحكت بإنتصار تنطق : نجم مقدم ولا أبشرك عنده مهمة يعني بيترقى
ضحكت جمان على سوالفهم ونطقت : ياليت دحيم كبير ويكون عندي أخو كبير
ألتفتت نجد عليها تنطق : ما أنصحك حياتي وبيكبر دحيم ان شاءالله وبيكرهك بعمرك
أنصدمت جمان تنطق : علاقتك مع نجم حلوه !
رجعت نجد أنظارها على شمايل اللي خزّتها بمعنى تسكت ، أبتسمت تنطق : ايه تجنن طبعًا بس أقصد حوسه ويجلس يتآمر وكذا
هزّت جمان رأسها من فهمت ونطقت : ايه إذا على التآمر ما هو جديد على نجم
ضحكت شمايل تنطق : وين راحت أسيل ؟
وقفت نجد بربكة تنطق : بروح أشوفها
شهقت شمايل بخفه تتمسك فيها لأجل ما تتركها مع جمان اللي تقريبًا تعتبر علاقتهم سطحية معها ، غادرت نجد وشّدت شمايل على قميصها تشتّم فيها وتهدد ، كان الصمت سيد الموقف من ناحيتها وناحية جمان اللي ساكنه على جوالها وتنتظر البنات يرجعون ..
« خلف خــيام الحريم »
تقدمت نجد تتبع أتجاه صوت أسيل ووقفت من سمعت صوت شجاع معها ، رفع عيونه علطول لأنه شعر بوجود أحد وهو ناوي يخطي كل خطواته الجايه بحذر ، رفعت جلالها تنطق بهدوء : فقدتها وجيت أدور عليها معليش
صوتها أحياه وروى ظماه لكنه أجبر نفسه يصدّ عنها ، سكتت من صدّته ظنًا منها إنه صدّ لأجل وجود أسيل معهم ، ألتفتت أسيل عليها تنطق : بجيك نجوده
هزّت رأسها ومشت تدخل للخيام من جديد ، ما كان يحسّ بشيء غير حرارة تشعل بصدره لهيبها ، شلون قوى يصدّ عنها وهي كل إتجاهاته ، شلون قدر يسفهها ويتركها حائره وهي كل إجاباته ، رفع عيونه بصدمة على أسيل اللي نطقت : طيب لا تخوفني وش فيه مسعود !
هو كان جاي لأخته وهو فاتح قلبه وصدره ، كان على وشك الإفصاح بحبه اللي سكن داخله أعوام طويلة ، لكنه وبآخر لحظة تردد وغير الموضوع لمسعود أخوه ، أبتسم لها ونطق بهدوء : ما فيه شيء بس أقول خلي أمي تمسكه اقذانا واقذى الرياجيل !
هزّت رأسها بالإيجاب تنطق : جبه بعطيه جوالي يقعد عليه
ضبّط شماغه ورجع علطول ، زفرت أسيل ترجع للداخل ، مشى شجاع ووقف من تقدم أحمد له ينطق : حرام بالله أن قد تعلمني وش في خاطرك !
هزّ رأسه ومشى مع أحمد يبعدون عن المخيم كامل ..
« قصر مترك »
دخلت مزنه ومترك خلفها يساعدها ، أبتسم عزيز ينطق بفرحة : زارتنا البركة..
سكت من نظرات جده اللي نطق : تحمد له بالسلامة وش زارتنا البركة ؟ تراه بيتها
ضحكت مزنه عليه ومشت ، زفر عزيز بزعل ينطق : يالله أهم حاجه ضحكتي يا ست الدار الله يسامح متركِك بس !
توسعت عيونها بصدمة تنطق : أسمه مترك يا الفصعون
أبتسم مترك وضحك عزيز ينطق : مسويه خجلانه ؟ والله أن داخلك ميت فرح
ألتفتت عليه تهدده وضحك عزيز وضحك مترك ، دخلت وهج تنطق بدهشة : خوش قعدة رومانسية ؟ وش يضحك !
سحبها عزيز يحتضّنها ويشيلها بحضّنه ، صرخت وهج تنطق : عزيز لا لا بدوخ والله بدوخ
صار يدور فيها وينطق بفرحة : لا والله الحين رجعت الحياة ورجع الوهج يشعشع بدنياي أرحبي يا الفارقه في عيوني أرحبي أنتي بالذات !
ضحكت تحاوط رقبته وتنطق : أحبك والله بس خلاص بدوخ !
ضحك يهديء من حماسه وينزلها ، تمسكت فيه من داخت وضحك ينطق : قولي أبشر ، نطلع كوفي سوا ؟
أبتسمت ترفع عيونها عليه وتنطق : أبشر بعزّك يا حبيبي أنت تآمر قبل تطلب مني كيف لا وأنت على كل البشر بديتك ؟
ضحك يكمل معها الأغنية اللي لطالما شغلتها وهج له ونطق بفرحة : ما أردك قرب ولا بعد يا مجنني لو على روحي تآشر والله ما رديتك !
قبّل جبينها ينطق بحب : ما أسمح له يأخذك مني !
سكنت لثواني ورفعت عيونها تنطق : مين ؟
ألتفت على مترك اللي وقف وصفق له بدون صوت وقرأ شفايف جده وهو يقول : برافو !
رجع نظراته على وهج ينطق بربكة : محد يا غبيه بس قلتها كذا متى ودك نطلع ؟
نطق مترك بحدة : مافيه طلعة جدانك بيجون اليوم !
ألتفتت على جدها تنطق : ايه صح أمي وأبوي جايين
حكّ رأسه من نسى عن جيتهم ونطق : صح نسيت والله
زفرت وهج بتعب تنطق : باقي تبون شيء ؟
انسدح مترك على الكنب بالصالة ينطق : وين رايحه ؟
وهج : بطلع غرفتي ودي أريح شوي
زفر عزيز ينطق : ما ودك نطلع عصرية ؟
هزّت رأسها بالنفي تنطق : هلكانه بروح أنام
مشت تطلع الدرج تتوجه لغرفتها ، دخلتها بتعب وشغلت التكييف بعزّ الشتاء ومشت للسرير ، نزلت عبايتها وجزمتها ورمت شنطتها ، تثاوبت تنسدح وتسحب لحافها وسحبت الماك حقها تشيك على اللي فيه قبل تنام ، رفعت عيونها من إشعار وصلها من الإيميل ، دخلته وهي مرهقه تقرأ سطر وتعدي عشرين ، بدأت عيونها تتقفل قبل تقرأه بالكامل ونامت واللابتوب حقها شغال ، كان الإيميل يتمحور حول موضوع بديلتها في خطة علاج سهيل وفعلاً لقى أبو مروان بديل دكتور شاب قادر على المهمة ، أنتهت أيامها في حلّة سهيل تمامًا وما بيكون قدامها أي سبب ثاني ترجع هناك إلا في حال حصلت معجزة ما ، تقفل الماك تلقائيًا بعد كم دقيقة وهي أمامه نايمه بعمق ..
« المخـيـم ، مساءًا »
غابت الشمس وبدأ يشتّد البرد ، أمر سهيل بالمغادرة بعد الانتهاء من الغداء اللي تأخر بسبب عدم وجود شجاع ولا أحمد ، دخلوا أثنينهم ونطق شجاع بهدوء : ليتكم بديتوا
أبتسم مسلط لولده ينطق : أجلس يا أبوك ما فاتنا شيء
جلس شجاع وتقدم أحمد يجلس بجانب جابر وبجانب أخوه نايف ، أبتسم سهيل ينطق : سمّوا بالله
ألتفت نجم على شجاع اللي بدأ يأكل بجوع ونطق : وين رحت يالشجاع ؟ كملت التحضير لحالي
ضحك أحمد ينطق بسخرية : والله إنك كذاب ذا ماهو بتحضيرك
صدّ عن أحمد اللي قفطه ونطق : بس بالله كيف ماهو حليو ؟
أبتسم شجاع ينطق : حلو حلو بس من اللي ساعدك
أحمد : يا رجال تلقاه مستفزع في نجد..
سكت أحمد من نظرة شجاع وتذكر حديثهم الطويل ..
« عـلى أحد الـطعوس »
كانوا جالسين بجنب بعض يتأملون مغيب الشمس ، ألتفت أحمد على شجاع ينطق : أنت ما أنت بطيب والعلم سلامتك
ضحك شجاع بحسرة ينطق : أنا والله اللي بعمري أنا اللي ما أخذت حيطتي وحذري وتماديت واجد والحين ؟ طاح الفأس على الرأس وصار واجب علي أبعد عنها !
توسعت عيونه بصدمة ينطق : الموضوع فيه بنت !!
رفع رأسه يتأمل المغيب ونطق بهدوء : نجد ما تتقارن فالبنات وشتان والله بينهم
شهق أحمد ينطق بصدمة : لا تكون نجد بنت رماح ؟!
عضّ شفايفه ينطق بهمس : الله الله
مسك أحمد ياقة ثوب شجاع وينطق بحدة : أسمع يا شجاع والله ما تلقى من حبها إلا المصايب ووجع الرأس لعنبو غيرك أبوها رماح وأخوها نجم وهي وحيدتهم من البنات والله ما يعطونك !
صرخ شجاع فيه ينطق بحدة : وأنا وش ينقصني !؟ أنا ولد عمها وأقرب لها من الغريب ورتبتي عالية وراتبي أعلى وشقتي فالرياض جاهزة وش ينقصني يا حميد علمني ليه ما يعطوني ليـه !!
حاوط أحمد وجه شجاع بكفوفه ينطق : يا شجاع رماح أكبر أخواني وأشّدهم والله ما يقتنع ولو أنك ولد أخوه
سكت أحمد يشوف نظرات الخيبه تعتري ملامح شجاع ونطق يكمل : خلنا من رماح طيب نجم ! وش بيكون رده وهو يسميك يا أخو نجد !! وإذا طلع مهمات يوصيك على نجد وش تتوقع يعطيك البنت بدون ما يكسر فيك ويهدم ! وأنت خنت ثقته فيك وهدمتها ؟؟
أخذ شجاع نفس طويل وزفره ينطق : ما خنته يا حميد لا تقول كذا !! أنا أحرم نفسي من النظر فيها عشانه أنا أكتب فيها القصيد وأقوله قدامه لأني ما أقدر أوضح له أكثر أنا أغرد الألحان على شباكها كل صبح وأنشد القوافي لعيونها آخر الليل من عرفت عمري ويوم درت عني تبيني أستسلم وأخلي نجد ؟ لا حرام بالله ما كان خليتها !
عدّل أحمد جلسته ينطق : حلو يعني نجد تدري بك ؟
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق : ايه تدري ما عادها صغيرة ولا جاهله
أحمد : طيب وش خطتك ؟
شجاع : ودي أمسك نجم وأعلمه بكل شيء لأنه إذا رضخ لي نجم ماعاد همني رماح وسهيل لكني بصبر لتخرج أسيل وتخرجها وبعدها بشوف كيفني قايل
وقف أحمد ينطق بجدية : أنا معك أصفق الرياح وأضرب الرماح وشق البحر فيهم حطني على خط النار وعوّد والله ما يلمسونك ولا يردونك عن مرادك وأنا ولد سهيل تبي نجد ؟ والله ما تغلى عليك نجيبها ونجيب ديارها كلها !
أبتسم ببشاشه ينطق بصدمة : الله يجعل يومي قبلك يا حميد !!
حضّنه وأبتسم أحمد يحاوطه بشّدة ويمسح على ظهره يطمنه ..
« على صـحن الرجـال »
رفع حاجبة بدهشة يرد على أحمد : وش دراك أن نجد اللي ساعدتني ؟
أبتسم أحمد بربكة يمسح على ظهر شجاع وينطق : أعرف طعم السلطه حقتها
انحنى نجم برأسه يكمل أكله ، نطق شجاع بهدوء : قفلوا الموضوع الضيف..
قاطعه نجم بسخرية ينطق : يعني بحكي معكم عن أختي ونمر موجود ؟
شجاع رفع عيونه ينطق بحدة : حتى لو أنه على صحن الشيبان !
نجم : ما سمع روقنا يا أخو..
قاطعه أحمد وهو يكح بصدمة وينطق : الله يصلحك يا نجم وش أخوها ؟ شجاع كبر ونجودتي كبرت بعد
رفع حاجبة ينطق بسخرية : طيب ؟
أحمد : يعني من شوري وأنا عمك نزوجهم
كح شجاع بصدمة وضحك أحمد بربكة من نظرة نجم له وبدأ يضرب على ظهر شجاع وينطق : بسم الله عليك يا عمك بسم الله !
ألتفت رماح عليهم يمدّ اللبن وينطق : عطوه يشرب وش جاه ؟
زفر نجم ينفض يدينه وينطق : وش الشور ذا يا حميد ؟!
سحب أحمد اللبن من أخوه ومدّه لشجاع يشربه ، رفع عيونه على نجم ونطق : بالله ماني صادق ؟
فرك جسر خشمه بغضّب ينطق : أحمد بن سهيل ! فكنا واللي يرحم شيبانك !!
ألتفت شجاع بخيبه على أحمد ووقف ينطق : وش اللي ما أعجبك في كلامي يا نجم بن رماح ؟
رفع سهيل عيونه عليهم ونطق بهدوء : امسّوا امسّوا ولا ما ملأ عينكم الضيف !
وقف رماح ينفض يدينه ويمشي لهم ، سحب أثنينهم للخارج ونطق بحدة : علامك استخفيت وشلون تكلم عمك بالطريقة اللي قبل شوي !؟
رفع حاجبة بدهشة ينطق : اسأل أخوك وش قايل قبل شوي !
ألتفت رماح على أحمد ينطق : وش مهبب يالعنقود ؟
زفر أحمد بضيق ينطق : ولا شيء كنا نسولف طبيعي بس شّدها ولدك
توسعت عيونه بصدمة ينطق : أحلف ومن اللي قايل نزوج نجد بشجاع ؟!
طارت عيون رماح ينطق : نعم ؟؟
ضحك أحمد بصدمة ينطق : مزحت بس وبعدين وش ردة الفعل البايخه ذي منكم ؟ وش شايفين في شجاع عشان تنفرون منه كذا ؟!
مسك نجم كتف أحمد ينطق : شجاع عن مليون رجال وما منه أثنين بس السالفة وما فيها أنه ما عنده ذي السواليف ولا يمكن يسويها شجاع والكل يدري أن عنده أختين أسيل ونجد والموضوع اللي قلته لا عاد ينعاد نخاف بعدين تكبر الفكرة في رأسه ويقوم الرجال يتعلق على شيء مستحيل يحصل !
ضحك أحمد ينطق : وش ردك يا أخوي
زفر رماح يصدّ وينطق : ما عندي رد دامها مزحه مثل ما قلت
مسكه أحمد ينطق بحدة : ولو حصلت وجاء يوم ودق بابك شجاع يطلبها منك
مسك نجم رأسه بصدمة يصدّ عنهم ، ما يتخيل ولد عمه ورفيق دربه يسويها أو حتى يفكر فيها ، هو ترك نجد عند شجاع مرات ما تنعد ولا خاف لأنه واثق في شجاع وواثق كيف يشوف شجاع نجد مثل ما يشوف أخته أسيل ، زفر بغضّب يرجع أنظاره عليهم وينطق : يا أبوي الله يحفظك..
قاطعه رماح ينطق بحدة : أنت علامك اختبصت ؟؟ ترا نجد بنت عمه ماهي أخته !
ارتخت ملامحه ينطق بصدمة : بس شجاع ما يبيها ! شجاع ما يسويها فيني يا أبوي ما يكسر ثقتي فيه ويحب أختي !!
مسك رماح أكتاف ولده ينطق بجدية : وأنت عزّ الله روعته بطريقتك ذي وكسرت مجاديفه حتى لو بغى يجي بيخاف من ردة فعلك هد من روحك يا ولدي !
رفع كتوفه يبعد يدين أبوه عنه وينطق : مستحيل يسويها
ضحك أحمد يشوت نجم وينطق : يا شينك جالس تعيدها عشان تمنعه ولا هي بخاطره من أول !
رفع حاجبة ينطق بسخرية : أنت ساس البلاء
ضحك أحمد يصدّ عنهم ويمشي لموتره ، خرج مسلط وولده شجاع يساعدون سهيل ، تقدم رماح لنجم يهمس له : تكلم مع ولد عمك يا نجم !
مشى رماح يمسك أبوه وينطق : أتركه لي يا شجاع
أبعد شجاع ومشوا عمه وأبوه يساعدون جده يركب الموتر ، ألتفت على نجم اللي نطق : عندك مهمات قريب ؟
هزّ رأسه بالنفي ينطق : مالك لوا
نجم : زين أنتبه لها إذا غبت عنها
رفع عيونه لنجم ينطق : من ؟
ضحك بصدمة يمشي ويغادر المكان ووقف شجاع بضيق من ردة فعل نجم ، رفع عيونه على غرور اللي مشت من قدامه وتقدم يمشي خلفها ، زفرت بغضّب تنطق : وش كنتوا تسولفون عنه ؟؟
أبتسم بسخرية ينطق : عن زواجي من نجد
توسعت عيونها بصدمة توقف وتنطق : مستحيييل !!
تقدم يتخطاها وينطق : ظني بعرس بها وأنتي ما قد اجتمعتي مع نجم
رفعت أصبعها بوجهه تنطق بحدة : اسمعني..
دفع باب الجمس القديم على أصبعها وشهقت تسحب يدها بألم ، ضحك يركب وينطق : جربي تكررين حركتك معي عصر اليوم والله لا أدفنك تسمعين ؟ وقولي بِكر مسلط ما قال !
عضّت شفايفها تمنع دموعها تنزل ومشت تركض لموتر أبوها ، ضحك بسخرية ينطق بصوته الجهورّي : الخلا مناك
تقدموا البنات ونجد بينهم ، رفعت عيونها له لكنه ما أنتبه لها ظنًا منه إنها رجعت مع نجم ، ركبوا وقفلت شمايل الباب تنطق : وين منيف ؟
ألتفت شجاع لها ينطق : مدري عنه أخوك ذا
خرج منيف يركض بعد ما دفن الضو ، فتح الباب وركب بجانبه ينطق : اشوا مروان ذلف ؟
ضحك شجاع ينطق : ايه ما تشوفني مبسوط !
عم الصمت للحظات وما مشى شجاع ، ضربت شمايل كتف أسيل تنطق : خلي أخوك يمشي قبل تجي عجوز النار !
ضربت أسيل كتف شجاع علطول تنطق : تنتظر أحد ؟؟
ضحك من ضربتها ينطق : لا والله بس كنت أنتظر الجمس يحتر خلاص الحين ماشي
ضحك منيف من نفاذ صبرها ينطق : ما ألومها حتى أنا بغيت اسألك
ضحكت أسيل وطارت عيون شمايل تنطق : عشنا والضحك أقول صميها لا أصم فمك الحين !
سكتت بصدمة تنطق : أعوذ بالله شفيك أنتي ؟؟
ألتفتت شمايل على نجد الساكنه بينهم ونطقت : إلا ذي وشفيها ؟
رفعت نجد عيونها لها تهمس : بطني يوجعني
شهقت أسيل تنطق بهمس : ما غيرها ؟
هزّت رأسها بالنفي ونطقت بهمس : لا لا يا بنت ألم غريب شكله من طبخ نجم الله لا يوفقه
ضحكت شمايل بصوت عالي تنطق : أخوك يا حماره !!
عضّت شفايفها تكبح ضحكتها وتنطق : أستغفر الله
حضّنتها أسيل تمسح على بطنها وتنطق : بسم الله على قلبك في غرور ولا فيك
زفرت شمايل بقرف من طاريها تنطق : صدق في الغرغرينا ولا فيك
ضحكت نجد وصرخت أسيل تنطق : يا تبن بترجع في جدي !
مدّ شجاع ذراعه يضرب رأس نجد وينطق بحدة : أسيلوه وجعاه والصراخ وجع !!!
وسعت شمايل عيونها بصدمة وضحكت تنطق : يقالك لقب جديد لها أستغفر الله !!
فطست أسيل من الضحك من ردة الفعل على عيون نجد بعد الضربة ونطقت : بطني بطني !!!
ضحكت شمايل بصدمة تنطق : الله يقلعك يا شجاع ضربت البنت وأنت تحسبها أسيل ؟!
توسعت عيونه بصدمة ينطق : من هي ؟؟
لانت ملامحها من سؤاله ، هي تعودت عليه يعرفها من ريحتها ومن مشيتها ، كيف الحين يسأل ولا كأنه اللي كان يتعرف عليها من صوت خطاها ، شّدت على عبايتها تنطق بهمس : لا تقولين !
سكتت شمايل وألتفتت أسيل لها بصدمة تنطق : شدعوة ؟
رفعت عيونها عليه وهو يسوق ويسأل بدون جواب ، ما كان فالجمس القديم مرايه تخليه يتأكد بنفسه لأجل كذا ظل يسأل ، زفرت بضيق تنطق بحدة : أنا نجد !
أخذ نفس عميق من سمع صوتها وزفره ، ما وده يعاتبها على صمتها وكيف قدرت تحرمه أبسط رغباته ، هو بالفعل قطع نصف المسافة بدون ما يسمع صوتها والحين يوم قربت الحلّة قررت تتكلم ، الحقيقة وده يعاتب عمره ، كيف ما شعر بوجودها وهي خلفه تمامًا ، كيف قدرت غرور تشغل باله بمصايبها وكيف قدرت تنسيه من أطهر ذنوبه وأعذب أمانيه وأصعب أحلامه ، ألتفت لها بكل جسده يترك الطريق بعدم إهتمام كيف لا وهي كل إهتماماته ، رفعت عيونها تلتقي مع عيونه ، رضى الخاطر وأختفى الزعل وذاب القلب من عذاب عيونها ونعومة حكيها ولو أنها ما حكت ، القليل منها كثير والكثير قليل وهو فيها طماع ، خاض معها مليون شعور فيه لحظة ، أبتسمت من فرط خجلها تصدّ عنه من قرأت عيونه ، وألتفت بصدمة على منيف اللي شهق ينطق بحدة : أنتبه الخط !
بلل شفايفه ينطق : منتبه له ما عليك
زفر منيف يعدّل جلسته وينطق : واضح بسم الله عليك
كمل الطريق وداخله مبسوط جدًا ويدعي لأحمد بكل لحظة ، لأنه وببساطة قدر يفصح ولو بنصف شعوره قدام نجم ورماح ، ألتفت على مكان منيف ورجع يتأمل الخط الطويل ، أبسط أمنياته تكون هي بجانبه ، رأسها على كتفه وإيده على خصرها ، أبتسم بوسع ثغره ينتظر وبينتظر لأنه واثق بعد الانتظار بيتحقق كل شيء وبعد حديث أحمد اليوم أصبح البعيد قريب وصار الكثير قليل ، قليل وتصبح ديار نجد ملك لقلب الشجاع ..
« قصر مترك ، غرفة وهج »
فكت الباب بهدوء وألتفتت على أمير تنطق : في أقل من أسبوعين فاجأنا بناتنا
ضحك بسخرية ينطق : كله منك تعبتيني
ضحكت تدخل للغرفة الباردة جدًا والشبيهة بثلاجات الموتى ، أرتعش بدنها تنطق : بسم الله برد !!
قفل أمير المكيف وشغل الإنارة الأرضية الخافته ، تقدموا لسريرها ووجدوها دافنه نفسها داخله واللابتوب حقها بالأرض طايح ، ضحك أمير من وضعها ينطق : وش جاها ؟
رفعت هنادي كتوفها بعدم معرفة وقالت : أمي أنا بتمرض الحين
تقدم أمير يقبّل جبينها وينطق : بابا وهج ما ودك تسلمين علي ؟
فتحت عيونها بتعب تنطق : بابا أمير قفل النور وتعال بحضني
ضحك من ردها الغير طبيعي والواضح أنها ما زالت تحت تأثير النوم ، ضحكت هنادي تنطق بحدة : بنت !
فزّت برعب وضحك أمير يحتضّنها وينطق : بسم الله على روحك يا بابا
فركت عينها تنطق بهدوء : جيتوا ؟
ضحكت هنادي تنطق : جينا وشفنا الترحيب ماشاءالله
أبتسمت وهج تآشر لها تقرب وتنطق : أحبك ما تزعلين علي والله تعبانه
تقدمت هنادي تشاركهم الحضن الجماعي وتنطق : من يقدر يزعل عليك بس من ؟
قبّلت كتف أمها تنطق : أحبكم والحمدلله على السلامة يا حبايب روحي بس والله والله نعسانه
غمضت عيونها وضحك أمير ينطق : والله ما أخلي الحضن بخاطرك
ميّلت شفايفها بعدم فهم ونطقت : مدري وش قلت لك بس أحبك بابا
وقفت هنادي تقفل النور وتتفتح باب الشرفة الضخمة لأجل تتهوى الغرفة ويتغير هوائها ، تقدمت للسرير تدخل معهم وتغمض عيونها ، نامت وهج بسكينه وهدوء بحضن أبوها وأمها اللي كانوا يحتاجون حضن من صغيرتهم بعد تعب وسفر درب طويل ، أغلقت أبواب القصر وأطفأت أنواره معلنه نوم جميع سكانه ..
« القاعدة ، منتصف الليل »
جالس على مكتبه وموجود جسديًا لكنه غير حاضر ذهنيًا ، جلّ تفكيره في رأيها وقرارها موافقتها كان أو رفضها ، حكّ أسفل دقنه ينطق بسخرية : أنا ماشي الخميس وينك يا مترك
فتح جواله يشوف آخر إتصاله بمترك ، هو ما خاض معه ولا ربع محادثة بسبب عدم رد مترك على الإتصال وأكتفى برسالة أرسلها بعد إتصال نجم بساعات طويلة يكتب « أنتظر » ، قفل جواله وميّل كرسيه يتأمل السقف بهدوء ، هدوء شديد ما يسمع بالمكتب إلا صوت دقات عقارب الساعة وصوت أنفاسه ، غمض عيونه وضحك بسخرية من حاله ، يكره الانتظار لأنه شخص ما تعلم كيف يصبر وخصوصًا لمن يكون الموضوع يخصه ، يضحك لأنه كل ما أبعد عن البشر وأستكن بمكان لحاله عادت له الذكريات معها والأحداث اللي عاشوها سوا ، من جمعة الأحمر للممر المستشفى ، أبتسم على جنب يهمس بثقل نبرته أثر التعب : الله لا يبيح الكبك ولا فستانك الأحمر ! آخ يا عذبة الأطباع
عضّ شفايفه يكبح إبتسامات خرجت منه ، غمض عيونه وضمّ ذراعينه له لأجل ينام وفعلاً في دقايق قدر ينام ويغوص بالأحلام ..
« حلّة سهيل ، بيت جابر »
تقدمت للطاولة بعد أنتهاء الفطور تشيل الصحون ، زفرت بغضّب تنطق : غرور تعالي ساعديني !
أبتسمت غرور تنطق قبل تغادر للسطح : أمي اتركيهم لي بالمغسلة بغسلهم بعدين
صرخت نجلاء فيها تنطق بحدة : ما عندك لا شغل ولا مشغلة مغير تراقبين بخلق الله تعالي !!
ما ردت غرور اللي بالفعل خرجت للسطح ، خرجت شاهرة من غرفتها تنطق : علامك على البنت خليها تتأمل في خلق ربي ترا التأمل من العبادات وعليه أجر
ضحكت نجلاء بسخرية تنطق : تعلميني في بنتي ؟ هي تراقب وتتجسس والأجر والله في طاعتي ومساعدتي بس لمين أقول !!
زفرت تدخل للمطبخ وترفع أكمامها وتبدأ تغسل الصحون ، تقدمت شاهرة تنطق : ما علينا بتروحين اليوم ؟
رفعت عيونها لأمها تنطق بإستغراب : وين ؟
شاهرة : لحرمة آل ساير
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : طبعًا بروح
شاهرة : زين وش بتسوين عندها ؟
أنتهت نجلاء وسحبت المناديل تنشف يدينها وتنطق : خليها علي
مشت تخرج من المطبخ وتطلع الدرج لغرفتها ، وقفت تشوف ظهر غرور وهي تراقب الداخل والطالع ونطقت بحدة : حسبي الله عليك بنت !!
شهقت غرور تنطق : يالله ! يمه وشفيك ؟!
نطقت نجلاء بتهديد : البيت يبي له تكنيس أدخلي نظفي وسوي لك شغلة خلي إذا تزوجتي نجم ما يرجعك علي ! أنا خارجه
مشت لغرفتها وركضت غرور لها تنطق : على وين ؟؟
صرخت نجلاء من الغرفة تنطق : نظفي وأنتي ساكته
زفرت بغضّب تسحب المكنسة العصا وتبدأ تنظف ..
« قصر مترك »
تقدمت روزا لأجل تشيل بقايا الأكل من الطاولة لكن سرعان ما وقفت من أنتبهت لوجود هنادي ، وقفت هنادي تمسح فمها وتنطق : تعالي روزا خلصت !
أبتسمت روزا وتقدمت تنظف ، مشت هنادي تغسل وترجع للصالة ، جلست تشوف مزنه مندمجة على مسلسلها وأمير نايم على الكنبة الثانية ، ألتفتت لوهج اللي ركضت تنطق بحماس : أمي أنا طالعه لبيت ليلو وجدي بينزلني عندها ويرجعني برضو معه
هزّت هنادي رأسها بالإيجاب تنطق بإبتسامة : تمام حبيبي سلميلي على ليلى وجمانه
أبتسمت وهج تنطق : ما أدري إذا خالتي جمانه موجودة ولا لا بس أبشري مع السلامة
أبتسمت لها هنادي تنطق : في أمان الله
شافت وهج لحّد ما سكرت الباب وراها ووقفت هنادي تمشي لجوالها اللي يرن ، سحبته ترفعه وتقرأ الرقم الغير معروف ، ميّلت رأسها تنطق بهمس : مين ؟
ضغطت الزر تقبل المكالمة وترفع على أذنها تنطق : الو ؟
شهقت نجلاء تنطق : سلام عليكم !
جلست هنادي على الكنبة المنفردة تنطق : هلا عليكم السلام
نجلاء : شخباركم ؟
رفعت حاجبها تنطق بهدوء : بخير وصحة مين معي ؟
أبتسمت نجلاء تنطق : أنا أم فتون
هنادي : المعذرة منك بس مين أنتي ؟
رفعت نجلاء حاجبها تنطق بحذر : أنتي هنادي ؟
هزّت رأسها بالإيجاب تدّعي أن نجلاء تشوفها ونطقت : وصلتي آمري ؟
أبتسمت نجلاء بإنتصار تنطق : يا أهلين والله ما بغيت أوصل لرقمك
أبتسمت هنادي تنطق : هلا هلا
نجلاء : أنا مره كبيرة بالسن وعندي بنيه في سن بنتك
هنادي : الله يحفظها لك يارب
زفرت نجلاء بغضّب تبعد الجوال عن أذنها لأنها ما تدري عن أسم وهج ولا عمرها ولا أي تفصيل يذكر عنها ، ولا هي قادرة تسحب كلام من هنادي اللي كانت متحفظة بأجوبتها ، رجعت الجوال على أذنها تنطق : معك معك الشبكة ما تلقط هنا
زفرت هنادي تنطق : طيب وش بغيتي ؟
نجلاء : يوه وش كنت أقول ؟؟
توسعت عيونها من هالحرمة الغريبة ونطقت بسخرية : كنتي تقولين أن عندك بنت في سن بنتي
نجلاء : ايه ايه وبنتك يا هنادي سوت جميل في حقي وحق بنتي مستحيل أنساه وودي أشكرها بس عجزت ألقى لها درب ولا ودي أثقل عليكم
هزّت رأسها من فهمت ونطقت : يا خالتي الله يعافيك بنتي تشتغل لله وتعالج المرضى بدون مقابل ما يحتاج ذا كله
كانت نجلاء مصروعه على سريرها وتهمس بتكرار : قالت لي خالتي ؟؟!
قربت هنادي الجوال من أذنها تنطق : قلتي شيء ؟
وقفت تعدّل جلستها ونطقت بصدمة : وأنا ملزمة أجيب معي كرامة تيس لبنتك الممرضة و ان شاءالله ما ترديني !
ضحكت هنادي بصدمة تنطق : دكتورة يا خالتي مو ممرضة وبعدين وش تيس الله يهديك !؟
زفرت نجلاء تنطق بحدة : يا ليت ترسلين لي موقعكم لو أجيب حافظة جريش مع السايق
هزّت هنادي رأسها بالإيجاب تنطق : بس جريش ؟ التيس خليه فالشبك كثر خيرك
نطقت نجلاء بقرف : طيب طيب
هنادي : الحين أرسل لك الموقع ذكريني وش أسمك ؟
نجلاء : أم فاطمة
أبعدت هنادي الجوال ورجعته بصدمة تنطق : مو كنتي أم فتون ؟
ضحكت نجلاء بفشلة وقالت : عندي بنات واجد لا تستغربين
ضحكت هنادي بصدمة تنطق : ايه الله يخليهم لك في أمان الله
قفلت الجوال ووقفت تنطق : وش هالمره الغريبة !
رفعت مزنه رأسها تنطق : وش عندها داقه من صباح ربي
جلست هنادي تزفر وترفع أكتافها بعدم معرفة ، رجعت مزنه أنظارها على التلفزيون وتنطق : وش تبي ؟
أبعدت هنادي جوالها عن وجهها تنطق : ما أدري تبي تشكر وهج ومدري إيش وتقول بترسل جريش
أبتسمت مزنه تنطق : تسوي خير
ضحكت هنادي تنطق : ما قبلت إلا عشانك
مزنه : مع أن حقك طعيم بس يتعبك تقولين
أبتسمت هنادي تنطق : عمتي طريقتي مع روزا أخليها تصلح لك ؟
هزّت مزنه رأسها بالنفي تنطق : لا عيب في حق المره
أبتسمت تفتح الواتس وترسل لنجلاء الموقع ، قفلت جوالها وكملت سوالف مع مزنه ..
« سيارة مترك »
ألتفت لها من ركبت وقفلت الباب تنطق : مشينا ؟
أبتسم مترك ينطق : بنمشي وبس ؟ إلا بنحكي
أبتسمت بفضول تنطق : وش بنحكي عنه ؟
مترك : طيب يا بنتي المفترض إننا حكينا كلنا وخلصنا بس أنتظرتك البارح وما صحيتي وقلت لأبوك وأمك يرتاحون
وهج أبتسمت تنطق : راحت علي نومه
مترك : والمفروض بعد ما أفاتحك بالموضوع نهائيًا وأمير ماهو فيه لكن أبطيت على الرياجيل وهم ينتظرون قرارك
ميّلت شفايفها لثواني تنطق بهدوء : رياجيل مين ؟ وليه ينتظرون قراري ؟ لا يكون سهيل لأن لقوا دكتور بدالي !
أبتسم ينطق وهو مركز بطريقه : فطينه يا بنتي بسم الرحمن عليك لكن ينتظرون قرار لحاجه مصيرية وأكبر من سهيل
رفعت عيونها له تنطق بفضول : وش ؟
مسك كفها يشاركه لكفه وينطق : نجم تقدم لك
توسعت عيونها بصدمة من نطق بالثلاث كلمات للتو ، الدنيا لفّت فيها ورجعتها لكل لحظة عاشتها معه ، وأشتعل فضولها والأسئلة تفجرت داخلها بين كيف ومتى ووين وليه ، رفعت عيونها لجدها اللي لاحظ رجفتها ونطق : بالهون يا بنتي القرار الأول والأخير بين يديك
غمضت عيونها بصدمة تحسّ بحرارة تجري بدمها ، عضّت شفايفها تهمس داخلها بـ : لا يارب !
ألتفت عليها ينطق : خلاص اهدأي تبين تعطيني قرارك الليلة فالبيت ؟
هزّت رأسها بالإيجاب ونطقت بربكة : ايه
شّد على كفها ينطق : بس ضروري جدًا تعطيني الليلة آخر كلام لأن الرجال ينتظر
ألتفتت تشوف بيت ليلى ووقف مترك ، هزّت رأسها ونزلت من السيارة تركض لبيت ليلى ، زفر بضيق يمشي لدوامه بعد ما تأكد إنها دخلت ..
« القاعدة ، مكتب نجم »
فتح نصف عينه على الإتصال الظاهر على شاشة جواله وصوت رنين الجوال المزعج ، سحبه يقرأ الأسم ، زفر بضيق يرد وينطق : هلا عجلان ؟
صرخ عجلان بصدمة ينطق : ويينك الأرض منقلبه فوق تحت !
رفع حاجبة يوقف بصدمة وينطق : وش السالفة !!
عجلان : دخلت قبل..
قاطعه نجم اللي صرخ ينطق : عجلان عجل أنطق !
زفر عجلان ينطق : الله يسامحك قطعت سالفتي
لبس جاكيته وخرج من المكتب ينطق بحدة  : ما بتتكلم يعني ؟
عجلان : بنت جابر طاحت من السطح
توسعت عيونه بصدمة رغم ضحكته اللي كبحها ينطق : علمنا غير العلم ما ينفع ! جايكم
قفل الجوال ومشى لموتره يركب وينطلق متوجه للحلّة ..
« بيت ليلى »
أبتسمت تفتح لها الباب وهي بالروب تنطق : أهلين يا واحشني
حضّنتها بقوة وضحكت ليلى بصدمة تنطق : بشويش بسم الله عليك شفيك !!
زفرت وهج بتوتر تنطق : تقدم لي !!
صرخت ليلى بصدمة تنطق : الجنتل ؟؟
ضحكت بخفه تهزّ رأسها بالإيجاب ، صرخت ليلى ترقص وتهزّ بفرحة ، قفلت وهج الباب وراها ومشت تنطق : بس بس تعالي ساعديني !
زغرطت ليلى بحماس تنطق : مساعدة إيش ؟ يا ويلك لو ترفضين
ضحكت تسحبها ومشوا سوا للصالة ، جلسوا على الكنب ونطقت ليلى بضحكه : تمنيت أني طالبه قيس يجيني بدال الجنتل حقك
ضحكت تغطي وجهها بخجل وتنطق : جاني فالمستشفى قبل ثلاث ليالي
توسعت عيونها بصدمة تنطق : واه جوجو وش قلة الأدب ذي تذكريني طيب ودقي وقولي لي !
زفرت وهج خجلها تنطق : ما توقعت يتقدم لي وما أدري متى جاء أساسًا
رفعت ليلى حاجبها تنطق : أقول حكيني عن كل شيء من المستشفى للخطوبة
عدّلت وهج جلستها وقربت ليلى منها وبدأت تحكي كل تفصيل مهم كان أو غير مهم حدث بينهم بليلة المستشفى ، أنتهت ونطقت ليلى بصدمة : قسم بالله يحبك وميت عليك بس يكابر بالله وش أسمه !!
أبتسمت وهج تضربها بخفه وتنطق : لا تقولين كذا ما أحس بوافق
سحبت ليلى السليبر حقها تنطق : جربي بيبي عشان يجيك يمشي مليون
ضحكت بصدمة تنطق : بقولك السالفة وبشوف..
قاطعتها ليلى تضحك بسخرية وتنطق : تفشلين تحسبين بغير رأيي ؟
وهج : أسمعيني بالأول !
ليلى أبتسمت تنطق : ايوه أسلمي أسمعك
وهج : أول حاجه ما أدري متى جاء مثل ما قلت لك ما كان عندي خبر وتوو جدي صدم عيشتي وقال لي برضو لازم أعطيه قراري الليلة لأنه ينتظر
ليلى رفعت حاجبها تنطق : ترا لاحظت إنك سحبتي علي وما عطيتني أسمه شدعوة بديتي تغارين ؟
ضحكت بصدمة ترفسها وضحكت ليلى بألم تنطق : اح اح الغيرة ذبحتها ذبح
سحبت وهج الشمعدان من الطاولة تنطق : بفجر رأسك وش غيرته ؟؟ وبعدين تعرفين أسمه نجم !
أنفجرت ليلى تضحك بصدمة وتنطق : وع يا موقفي نسيت من الحب نسيت !
رفعت وهج حاجبها تنطق : وش حبه بعد ؟
مسحت دموعها ونطقت : حبكم حبيبي ما أقصد أحبه لا يخسى عند قيس حقي
وهج : ياليل يا ليلو المهم خليني أكمل سالفة أهله مع جدي..
قاطعتها ليلى تنطق بصدمة : لحظة وقف تصوير منجد !
ميّلت وهج شفايفها تنطق : شفيك ؟
مسكت أكتاف وهج تنطق بحدة : يا بقره أنتي بتتزوجين بالجنتل ولا بأهله ؟!
زفرت بضيق تنطق : بس حتى..
دفعتها ليلى وانسدحت وهج على الكنب ، وقفت تنطق بسخرية : ما عندك سالفة جوجو يا ويلك ما توافقين
رفعت عيونها على السقف ونطقت : صراحة لو ما دريت عن الموضوع وافقت علطول
تخصّرت ليلى بصدمة تنطق : هذا جدك اللي متضرر منهم قلطهم بمجلسه وسمع لهم ولا أنتظرك توقعين على الصلح وفوق ذا ينتظر ردك يعني ما قفل الباب في وجهه ورفضه بدون ما يرجع لك !
وجهت أنظارها على ليلى تنطق : أقنعتيني
أبتسمت ليلى تجلس وتنطق : حلو وش بخاطرك نفطر يا عروس ؟
ضحكت بصدمة تنطق : أسكتي بليز
رفعت ليلى حاجبها تنطق : ما ودك تفطرين ؟ بكيفك
ضحكت وهج بصدمك تشّد شعر ليلى بقوة وتنطق : ليلو ودك تتكفخين مع الصباح ؟
رفعت كفوفها تستسلم وتنطق : خلاص أمزح
أبعدت وهج عنها تنطق : بسرعة نفطر ونمشي للمستشفى
هزّت ليلى رأسها بالإيجاب تكلم خادمتهم بالجوال وتعلمها وش يبون على الفطور ..
« حلّة سهيل »
دخل بموتره يشوفهم متجمعين عند المدخل ، قفل موتره ومشى ينزل منه ويتوجه لهم ، وقف بينهم ينطق : هي سالمه ؟
رفع رماح رأسه لصوت ولده ينطق : ايه طيبه وبخير
كانت بين يدين خوالها وتبكي بألم ، رفعت عيونها عليه تنطق : نجم توجعني يدي مره وهم ما يبوني أروح للمستشفى
جلس القرفصاء يناظر فيها وينطق : وشو له مستشفى عطيني أشوف يدك
أبتسمت بوسط دموعها ومدّت يدها له ، ضحك أحمد بإشمئزاز ينطق : شدعوة غوغو ترا سطح أبوي ما يجي حتى دور ومن قصره أقدر أنط وأتلزم بالجدار ولا شكلك ما تدرين عن معاناتنا قبل مع الحراميه وأنا خالك ؟
رفعت حاجبها بغضّب تنطق : بس أنا بنت أكيد بتعور
ضحك بسخرية ينطق : لا والله وأنا خالك غير تبين الاهتمام من بعض العرب
ضحكوا خوالها وعضّت شفايفها بخجل تشتّم أحمد ، كان رماح ماسك ذراعها لنجم اللي يتفحصها من بعيد لبعيد ، زفر رماح ينطق بتعب : يا أبوك عينت شيء ولا مغير تتفلسف على حسابي ؟
رفع عينه لأبوه ينطق : لا بالله ما عينت شيء سليمه سليمه
زفر جابر براحة ينطق : حمدلله عدت على خير
رفعت ظهرها من حضن أبوها وصرخت تمسك رقبتها بألم ، فزّوا العيال ونجم من ضمنهم يصدّون ، زفر منيف ينطق : وجع فقعت طبلتي
زفر نجم بغضّب ينطق بسخرية : مروان وش مقعدك ؟!
وقف مروان بصدمة ينطق : هاه ؟ لا ولا شيء
رفعت عيونها لنجم وداخلها ينبض فرح ، هي ولثاني مره شافت غيرته عليها ولو أنه على حساب تعبها ، ألتفتت بصدمة لخالها باسل اللي جلس ينطق : سلامات سلامات يا بنتي وش جاك ؟
آشرت على السطح تنطق : طحت من فوق
توسعت عيونه بصدمة ينطق : لا بأس ان شاءالله بس وش مطلعك فوق من الصباح وأنا خالك ؟
عبّست بملامحها وقطرت دموعها ، أبتسم أبو مروان يتقدم لها ويشوف رقبتها ، زفر بضيق ينطق : فيها شيء لكن ان شاءالله ما هو كسر
توسعت عيون جابر بصدمة ينطق : لا حول ولا قوة إلا بالله توو نجم يقول ما فيها شيء
ضحك أبو مروان يرفع عيونه على نجم وينطق : ونجم دكتور وأنا ما أدري
رفع حاجبة بدهشة ينطق : لا يا رجال غير شفت ذراعها والصدق ما فيها شيء أما رقبتها وشلون تبيني أقرب منها ؟!
هزّ رأسه ينطق بهدوء : أدري يا عمك أدري هاتوا يا جابر
مشى جابر يشيلها بين يدينه ويتبع أبو مروان ، تكى شجاع بتعب على الجدار ينطق : فزيت من الصحن قلت قد هي ميته
ضحك أحمد ينطق : أحسن ما صار لها عشان تتعض
زفر نجم بغضّب ينطق : أنا أبي عجيلان بكلمة رأس
ضحكوا أحمد وشجاع ونطق أحمد : جاك يا مهنى ما تتمنى !
ألتفت على صوت عجلان وهو جايهم يسلم ، رفع حاجبة ينطق بحدة : أقرب يا أبوك أقرب
وقف عجلان يرفع طرف ثوبه وينطق : عليكم السلام
ركض راجع وأطلق نجم رجوله يلحقه بكل سرعته ، صرخ عجلان ينطق بصراخ : عشانها بتصير مرتك فالمستقبل قلت تجي تفحصها وشفيك أنت !!
سحبه وطاح عجلان وعثر لنجم يطيح عليه ، صرخ بألم ينطق : الله يكسرك كسرت ضلوعي يالمتعافي !!
تقدموا شجاع وأحمد لهم ، ضيّق كفوفه على رقبة عجلان ينطق : لا عاد تفكر فيني دخيلك لا تفكر
هزّ عجلان رأسه ينطق : سمّ
تركه ووقف بمساعدة شجاع ، زفر عجلان بغضّب يوقف وينفض ثوبه ويدينه ، ألتفت على نجم ينطق : قلت يمكن تصير معاقه..
رفع أكمام جاكيته وصرخ عجلان ينطق : أمزح والله بسكت خلاص !
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق بحدة : ايه أدب !
زفر عجلان ينطق : شكلي بترك الحلال وبسجل فالعسكرية
ضحك شجاع ونطق نجم بسخرية : العسكرية تبي لها شجعان !
رفع حاجبة ينطق بحدة : وش قصدك ؟
نجم : قصدي يا طويل العمر في اللي خاف مني وقال أمزح بسكت خلاص ؟
تقدم عجلان ينطح برأسه جبين نجم وينطق : أنت ما بتصبح مثل المسلمين وتقول أذكارك صح ؟
احتدت نظرته ونطق بهمس : ذكرناه قبل نعرفك يا عجيلان
نطحه عجلان وضحك يركض وينطق : التيس إذا رفع ضغطي نطحته يا نجم وأنت تيس وما كان ينقصك إلا نطحتي
مسح جبينه بألم يرفع عيونه على عجلان اللي رافع طرف ثوبه ويرقص ، وأحمد وشجاع طايحين على الأرض مغشي عليهم من الضحك ، ضحك بخفه ينطق : عليه رأس يا رجال تقولون قدر ضغط !
ضحك عجلان بصدمة ينطق : قول ماشاءالله ولاك !
رفع حاجبة بدهشة ينطق : أدعس صرت شامي من ورانا يا عجيلان ؟
عجلان : بدكم تبوله ؟
ضحكوا جميعهم ونطق نجم : تعال حبّني يالخبل
...
انتهى البارت ادعموني بنجمة وكومنت عشان اتحفز اكملكم 🤎
« وحشتوني مره ورجعت ببارت طويل يحبه قلبكم ، لا تقصرون »
ضحكوا جميعهم ونطق نجم : تعال حبّني يالخبل
أبتسم يركض راجع لنجم وتمسك برقبته يحتضّنه ، ضحك بخفه يعتصره وينطق : بعدي يا ولدي بعدي
ضحك عجلان يتركه وينطق : يا جعل اللي يكرهك يا نجم ما يعيش
توسعت عيونه من حُب أهله له ومن حُب عجلان ، انحنى برأسه ينطق : أستغفر ربك يا عجلان
ضحك شجاع ينطق : وهو صادق
شهق أحمد بصدمة ينطق : يمه لا تكفون أستغفروا أبي أعيش !
رفع حاجبة بصدمة ينطق : لا بالله ؟
ضحك أحمد ينطق : والله زيرو قبول وأنا عمك
شهق أحمد من مدّ نجم ذراعه لأجل يضربه ونطق : أفقع !
ناظره بسخرية ينطق : تعال ما بسوي لك شيء
وقف أحمد بعيد عنه ونطق شجاع : وش مسوين ؟
زفر نجم بتعب يفرك وجهه بكفوفه وينطق : بدخل بيتي أخمد لا تجوني إلا الظهر
غمض عيونه يتثاوب بتعب ويسمع سوالفهم ، رفع ذراعه لهم ينطق : سلموني عليكم
أبتسم عجلان ينطق : الله يسلمك نوم العوافي
هزّ رأسه لعجلان ينطق : يعافيك
تقدم لبيته وألتفت على نجد اللي ركضت له ، دخلها بينه وبين جاكيته ينطق بصدمة : وش مطلعك كذا ؟!
رفعت رأسها له تنطق : كنت عارفه أنك لحالك
قبّل جبينها ينطق : ماهو عذر خلي برقعك عليك تراك صايره محط أنظار !
رفعت حاجبها بعدم إهتمام ونطقت : من يومي محط الأنظار
دخل معها لبيته ونطق بهدوء : من وين لك هالثقة يا بنت رماح ؟
قفلت الباب وراها تنطق : من أخوي الكبير
انسدح على الكنب يناظر السقف بتعب ، كان يستصعب عليه يترك عيونه مفتوحة ، غمضها يشعر بحرارتها من التعب والنعاس اللي يسكنها ، تقدمت تجلس بجانبه وتثبت يدينها على صدره تنطق : نجم
همهم لها وأبتسمت من عرفت أنه ما زال صاحي ونطقت : سمعت أعمامي أمس يسولفون فالمجلس
نطق بتعب شديد وواضح في صوته اللي بدأ يثقل : أنتي ما بتخلين سوالف الرجال لين يصير فيك ما صار على بنت جابر !
رفعت حاجبها بصدمة تنطق : وشفيها غرور ؟؟
فتح عيونه ونطق بهدوء نبرته : لا تتشمتين
كبحت ضحكتها  من شافت ملامحه تميّل للضحك ، عضّت شفايفها تنطق : طيب قول !
غطى وجهه بالوسادة ينطق بضحكه : طاحت من السطح
صرخت نجد تضحك ونطقت : ياربي لك الحمد
توسعت عيونه وضحك علطول من دعوتها ، سحبت الوسادة وضحكت من ضحكته ، صدّ عنها ونطقت بضحكه : يا جعل ضحكتك يا أخوي عن مسامعي ما تغيب
أبتسم بخفه ينطق : أنا من ليلة الجمعة وأنا ماني بطيب
ميّلت رأسها تثبته على صدره وتنطق : وش صار الجمعة ؟
مسح شعرها ينطق بهدوء : جمعتين وأنا في شقى وعنى وعسى ربي يفرجها من عنده
زفرت نجد بضيق تنطق : سمعتهم فالمجلس يقولون إنك رحت تخطب بس ما ركزت بالباقي والحين أنت تقول جمعتين وأنت متعني والشقى هد حيلك وش اللي حاصل يا نجم ؟
أبعدها يعدّل وضعه ويجلس على الكنب ، رفعت نفسها من الأرض وجلست بجانبه ، ألتفت لها ونطق : أدعي تتيسر لي ولا تتعسر وبإذن الله أجيك وأعلمك
رفعت يدينها للسماء تنطق بضيق : الله ييسر لك يا أخوي ويناولك مرادك قول آمين !
غمض عيونه ينطق بـ " آمين " بكل شعوره ، فتح عيونه ونطق بهدوء : بتخليني أريح شوي ؟
هزّت رأسها بالإيجاب ونطقت : بس سؤال قبل أطلع
رفع عيونه لها وكملت تنطق : متى مهمتك وكم بتقعد فيها ؟
زفر بضيق من تذكر المهمة ، مسح جسر خشمه ونطق : بمشي بكره الليل وما عندي خبر كم بقعد
عبّست بملامحها تنطق : أمنتك بالله ما تروح بكره إلا وأنت جاي..
قاطعها يوقف وينطق بحدة : صاحية أنتي ؟ ما طرى علي أسري وأنا ما سلمت على نجد وأم نجد !
أبتسمت تضّمه وتنطق : جعلنا ما ننحرم يارب
مسح على ظهرها ينطق : ولا منكم
أبعدت عنه ومشت تخرج من بيته ، تقدم يقفل الباب وراها ويطلع لغرفته ، شغل التكييف وقفل النور ، تقدم للشباك الضخم اللي يطّل على بيت أبوه وسكره بالكامل ، نزع بدلته ودخل الحمام يأخذ دش ، أنتهى من الشاور اللي يعتبره سريع جدًا وأغلق صنبور الماء وخرج من الحمام ، سحب شورته يلبسه ويمشي لفراشه ، لفّ لحافه عليه من شّدة البرد ودخل بعميق نومه ..
« قصر مترك ، الظهر »
زفرت بغضّب تقفل من جابر بعد ما أخذت منه العلم وعرفت بوضع بنتها ، ألتفت السايق ينطق : ماما هنا ؟
رفعت عيونها تشوف القصر وشهقت بصدمة من ضخامته وفخامة تصميمه العريق ، ما فيه إختلاف عن حلّة أبوها لكن الفرق بإنه حديث أكثر من بيوت سهيل ، هزّت رأسها بالإيجاب ومسكت حافظة الجريش تنزل من السيارة ، تقدمت للبوابة وضربت الباب الصغير ، تقدم عيسى يفكه وينطق : كيف أساعدك ؟
رفعت حاجبها تنطق بسخرية : لا تساعدني ولا شيء وخر من دربي
وقف يمنعها تدخل ونطق : لو سمحتي من تبين ؟
زفرت نجلاء بغضّب تنطق : هنادي !
أبعد عن طريقها وضحكت بسخرية تمشي للداخل ، توسعت عيونها من جمال الحديقة والحوش الخارجي الضخم ، كان المكان مزفلت والرصيف يحفّ المداخل والمخارج ، الأشجار مقصوصه ومرتبة بشكل متقن ورهيب ، أبتسمت تمشي للمدخل الرئيسي ، ضربت الباب أكثر من مره وتقدمت روزا تفك الباب ، وقفت بصدمة تشوف حرمة بعباية رأس وبرقع والتراب يلطخ أطراف عبايتها وبيدها حافظة أكل ، رفعت حاجبها تنطق بحدة : شليها مني وأنتي تطالعين فيني
شهقت روزا من دفعت نجلاء الحافظة عليها ودخلت تمشي ، وقفت هنادي بصدمة تنطق بهمس : عمتي جات !
ألتفتت مزنه عليها ونطقت بهدوء : يالله حييّها وكثر خيرها
أبتسمت نجلاء تنطق : سلام عليكم يا عرب أنتم مقيلين ؟
تقدمت هنادي بصدمة لها تنطق : هلا هلا عليكم السلام !
تقدمت تسلم عليها وتنطق : وين أحط عبايتي ؟
ألتفتت هنادي على روزا تنطق : روزا بتأخذها منك
ألتفتت نجلاء على روزا تنطق : ايه زين
أبتسمت هنادي بصدمة تنطق : تفضلي معي
مشت نجلاء مع هنادي وتقدمت تسلم على رأس مزنه اللي نطقت : تحبين الكعبه يا بنتي
جلست على الكنب ونطقت هنادي : وش نكرمك ؟
نجلاء : قهوة سعودية إذا فيه
وقفت هنادي تمسك الترمس وتسحب الفنجال ، بدأت تصّب لنجلاء وتنطق : أعذرينا توقعت على كلامك بترسلين الأكل مع السايق وما جهزت شيء بس فيه تمر وكيك يعني
هزّت رأسها تنطق : والله كانت النيه بس حسيت عيب لازم أجي
تقدمت تمدّ الفنجال لها وتنطق : لا والله أرتاحي
مسكت الفنجال تترشف منه وتنطق : مرتاحه
ألتفتت مزنه على هنادي بعد ما تفحصت نجلاء تنطق : هنوده تعالي ساعديني بروح غرفتي
تقدمت هنادي لمزنه بصدمة تنطق بهمس : شيء يوجعك ؟
تمسكت في هنادي ومشت معها لغرفتها ، زفرت بغضّب تنطق : ما فيني شيء بس المره ماهي بطيبه !
ضحكت هنادي بخفه تنطق : ما حسيت بس غريبة شوي
مزنه : بدخل الحمام وبجيك خليك معها
هزّت رأسها لمزنه تنطق : أبشري يا عمتي
قفلت مزنه باب غرفتها ومشت هنادي ترجع لنجلاء ، جلست بالكنب اللي يقابلها تنطق : ايوه عرفينا عليك أكثر
نجلاء أبتسمت تنطق : بعلمك بس وين بنتك ؟
هنادي : ايه بنتي بدوامها
زفرت نجلاء بغضّب تنطق : الله يوفقها
أبتسمت هنادي تنطق : يارب أجمعين
لاحظت هنادي أن نجلاء ما تركت برقعها وكانت تفحص بعيونها القصر بطريقة غريبة ، زفرت هنادي توقف وتشيل صحن الكيك تنطق : لا تستحين
أبتسمت نجلاء تأخذ من الصحن وتنطق : الله يعطيك العافية
رجعت هنادي تجلس وتنطق : جيتي لوحدك ؟
هزّت رأسها بالإيجاب وكملت هنادي تنطق : من وين أنتي ؟
زفرت نجلاء تنطق : بعيد والله ماني من عندكم
هزّت هنادي رأسها تنطق : بالله ؟ وين
نجلاء ضحكت بربكة تنطق : ما أعرف أوصف لك لكن أبشري بخلي بنتي ترسلك الموقع بعدين
أبتسمت هنادي تنطق : يا حبيبتي أرتاحي بس اسأل لأن لهجتك غريبة علي شوي
ضحكت بصدمة من تركيز هنادي ونطقت : ما ركزت إذا بيني وبين كلامكم إختلاف
ضحكت هنادي بصدمة تنطق : لا لا ما أقصد شيء
ضحكت نجلاء معها تنطق : فاهمتك
خرجت مزنه من الغرفة ومشت لهم ، تقدمت تتمسك بطرف الكنب وتنطق : هنادي كلمتي وهج عن اللي خطبها ؟
ألتفتت بصدمة على مزنه اللي نست تمامًا وجود نجلاء بينهم وتكلمت بأريحية ، جلست مزنه ورفعت عيونها على نجلاء ونطقت بصدمة : من أنتي ؟!
ضحكت هنادي بصدمة تنطق بهمس : عمتي معها الزهايمر
وسعت نجلاء عيونها تنطق : اها معذوره أجل !
هنادي : لا والله لسى ما كلمتها بس أكيد عمي كلمها
هزّت مزنه رأسها تنطق : ايه أكيد
رفعت الريموت وشغلت التلفزيون وبدأت تتابع حلقات مسلسلها ، ألتفتت هنادي على نجلاء اللي نطقت : بنتك وهج هي الدكتورة ؟
هزّت رأسها بالإيجاب تنطق : ما كان عندك علم رغم إنها عالجت بنتك
أبتسمت نجلاء تنطق : والله راح من بالي أسمها الحين تذكرته
أبتسمت هنادي وكملت نجلاء تنطق : وبتعرس ماشاءالله ؟
زفرت هنادي بضيق تنطق : والله يا أم فاطمه ما زلت حايره بموضوع الخطبة المفاجأة ذي وتعرفين لازم نسأل عنه وكذا
عدّلت نجلاء جلستها ورفعت برقعها تنطق : عطيني أسمه وأعطيك كل علومه تراني شاطرة في الأمور ذي
توسعت عيونها بصدمة من صِغر سن نجلاء ولا كأنها مره كبيرة فالعمر ، ميّلت رأسها بخجل تنطق : المعذره قلت لك خالتي قبل والواضح لي إنك صغيره !
ضحكت نجلاء تنطق : عادي كثير يغلطون عشان صوتي
هنادي : ايه صراحة صوتك أكبر من شكلك ويمكن بالجوال أكثر ما أدري
نجلاء : ما علينا تعرفين أسم العريس ؟
هزّت هنادي رأسها بالإيجاب تنطق : نجم بن رماح آل جراح
شهقت نجلاء بشكل مفجع ودرامي تنطق : آل جراح ؟؟
مسكت هنادي صدرها بفجعه تنطق : ايه ان شاءالله خير ؟
عضّت نجلاء إصبعها بتحذير تنطق : ولا يطرى عليك تعطين بنتك لهم !
بلعت مزنه ريقها تنطق : على أي أساس قلتي هالكلام ؟
تغورقت عيونها بشكل زائف تمامًا لكنه مقنع وبشّدة ، عضّت شفايفها وبكت بدون صوت تنطق : زوجوني ولدهم الصغير وطلع حق دعاره وأبوه سهيل هو اللي يتستر عليه ولو تبون الأدلة بجيبها لكن نصيحة من قلب أخت لكم ما تفرطون في بنتكم ! أنا مشيت على مدح الناس القريبين من آل جراح ورفعت آمالي أني بأخذ رجال يصوني ويدلعني لكن للأسف كان يصحيني على ضرب ويخليني أنام أبكي من الضرب والقسوة اللي كنت أعيشها
مسحت هنادي وجهها بصدمة تنطق : لا حول ولا قوة إلا بالله !
زفرت مزنه تمدّ المنديل لها وتنطق : حسبي الله على كل ظالم يا بنتي لا تبكين أنتي ضيفه وفي قصر آل ساير مفروض تدخلين على فرح وترحيب وتطلعين مبسوطه من الضيافه وحسن الاستقبال ماهو زين كذا ولا أرضى فيه أبد !
رفعت نجلاء يدينها تنطق بحسرة : حسبي الله عليهم ونعم الوكيل !
عضّت هنادي شفايفها بقلق تنطق : وشلون حليتيها ؟
شهقت نجلاء تبكي أكثر وتنطق : ما كان عندي حزام ولا سند أشد ظهري فيه كنت واقفة فالمعركة ذيك لحالي وقدرت عليهم وبلغت الشرطة على مخدرات لقيتها في مزرعتهم الكبيرة !
شهقت مزنه بصدمة تنطق : أعوذ بالله من الطاري !
كانت هنادي ماسكه رأسها بصدمة وتستمع لفلم نجلاء وحكايتها الصادمة ، عضّت شفايفها تمسح دموعها الزائفة ونطقت : وتخيلوا من مسك البلاغ ؟
هزّت هنادي رأسها بالنفي تنطق : لا تقولين أسمه لا مستحيل
ضربت الطاولة بغضّب تنطق وهي تبكي : إلا بقوله نجم هو اللي مسكها ايه نجم اللي فازع يبيكم تزوجونه ! وتستر على القضية كاملة وطلقني من عمه ورجعت لبيت أهلي وبعدها بسنين قدر الله وتزوجت من إمام مسجد في حارة أهلي وحمدلله قدرت أتخطى كل شيء معه ومع بناتي وعيالي
وقفت هنادي بصدمة تمسك رأسها ، وقفت نجلاء تتقدم لها وتحتضّنها تنطق برجفة زائفة : والله يا هنادي لازم تفرحين أن ربي ساقني لكم قبل تعطون بنتكم لواحد مجرم يتلبس العدالة والأمن وهو خرطي !
أبتسمت هنادي تحاوطها وتنطق : مدري وش أقولك بس أنا من البداية ما كنت مرتاحه
أبعدت نجلاء بقرف تنطق بحدة : شفتي ؟ والله ما فيهم خير وأن دخولهم دخول شر الله يكفيكم الشر
نزلت برقعها ورفعت عيونها على هنادي اللي تأثرت بالكامل لأنها تخاف وجدًا على وهج بعد حادثة سمو وزواجها الفاشل ، وقفت مزنه تنطق : ماشيه ؟
رفعت نجلاء معصمها تشوف ساعتها وتنطق : اي والله أبطيت على بنتي وهي فالمستشفى خلوني أروح أشوفها
هزّت مزنه رأسها بالإيجاب تنطق : سلامتها ما تشوف مكروه والله يحفظك يا بنتي وبيتي مفتوح لك أربع وعشرين ساعة
رفعت ذراعها على صدرها تنطق بأبتسامة ممنونه : الله يسلمكم ويحفظكم ويكثر خيركم وسلموني على وهج ودعتها ربي من عيال الحرام وبنات الحرام !
أبتسمت هنادي تنطق : اللهم آمين يوصل سلامك
مشت نجلاء تخرج للمدخل ، مسكت عبايتها من روزا تلبسها وتنطق : إذا خلص الجريش أرسلي لي الحافظة على الموقع اللي بيجيك
أبتسمت هنادي تنطق : ان شاءالله وكثر الله خيرك
أبتسمت لهنادي وصدّت وسرعان ما تلاشت إبتسامتها ، مشت للباب تفتحه على دخول وهج للقصر ، وقفت بوجهها وأبتسمت بسخرية تتخطاها ، ألتفتت وهج عليها وهمست بإستنكار : من هذي ؟
خرجت نجلاء تركض للسايق وتركب معه ، زفرت بتوتر من لمحت مترك عند المجالس ، ألتفت السايق عليها ونطقت بحدة : أمش جعلك المرض أمش !
دعس السايق يغادر المكان متوجه لحلّة سهيل ، أبتسمت بإنتصار هي قدرت على الحريم والأكيد أنهم بيقدرون يأثرون على قرار الرجال ، مسحت كفوفها ببعض تهمس بداخلها : أنتظر يا نجم الرفض القاسي اللي بيوصلك !
ضحكت تتأمل الطريق مبسوطه من طريقتها في تنفيذ خطتها بإحكام ..
« المستشفى ، غرفة غرور »
دخلت كيناز للغرفة الخاصة بـ غرور ، فتحت الستارة تنطق : سلامات سلامات
رفعت غرور عيونها بتعب تنطق : الله يسلمك
تقدمت تفحص عيون غرور برأس القلم اللي يحمل كشاف صغير ، ميّلت رأسها تنطق : كويس تركيزك
زفرت غرور بضيق تنطق : فكوها من رقبتي !
أبتسمت كيناز تجلس بجانبها وتنطق : شوفي يا غرور الطوق هذا ضرره أكثر من نفعته عشان كذا ما بتلبسينه طول الأسبوعين يكفيني تلبسينه أربع ساعات في اليوم لمدة أسبوعين وبعدها أرميه خلاص ، أتفقنا ؟
أبتسمت بفرحة كبيرة تنطق : طبعًا !
ضحكت كيناز توقف وتنطق : شاطره وبالسلامة مره ثانية
رفعت غرور ظهرها تنطق بألم : أسمعي متى أقدر أطلع ؟
ألتفتت كيناز لها تنطق : الليلة ان شاءالله بس يجيك الدكتور اللي ماسك الشفت ويفحص رقبتك من باب التأكيد وبعدها بالسلامة
هزّت رأسها بخفه تنطق : طيب
أبتسمت كيناز تغلق الستارة وتغادر الغرفة ، رفعت عيونها للسقف بتعب تنطق : كيف بسوي زواجي وأنا لابسه الزفت ذا
دخلت نجلاء للغرفة تنطق بذعر : غروري ؟؟
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : تعالي يا أمي
فتحت نجلاء الستارة الخاصة فيها ونطقت بصدمة : بسم الله عليك بالحساد ان شاءالله وش جاك ؟!
زفرت بضيق تنطق : طحت من السطح
ضحكت نجلاء تنطق بسخرية : ما علمتك تنظفين وتهجدين ؟ شوفي اللي ما يسمع كلام أمه وش يصير فيه
عبّست بملامحها تنطق : أمي !
ضحكت نجلاء تقبّل جبينها وتنطق : سلامتك يا أمي
أبتسمت بخفه تنطق بهدوء : أمي نجم بيطلع لمهمة قريب مره وما ودي يروح وهو لسى ما تزوجني
عدّلت نجلاء جلستها تنطق بسخرية : وأنتي ليه مستعجله ؟ محد بيأخذ نجم منك خليه يروح وإذا رجع بالسلامة نسوي لكم زواج يتكلم عنه القاصي والداني واللي يسوى واللي ما يسوى بعد !
ميّلت رأسها بهدوء ونطقت بتعب : خايفه يصير له شيء أو يرجع ويهون !!
نجلاء : مستحيل يا غبية جدك وخوالك كلهم فوق رأسه وهو بنفسه قال لأبوك الملكة بتصير لكن بدون ما يدرون أهل أبوك الفلس !
رفعت حاجبها تنطق بهدوء : يعني بيملك قبل يمشي ؟ هذا والله اللي أبيه !
أبتسمت نجلاء تنطق : ايه الملكة لا تشيلين همها بس الزواج صعب شوي لأن ما وصلنا مهر ولا معنا وقت
هزّت رأسها بالإيجاب ونطقت : خلاص بكره الخميس ملكتنا الحين بنام تعبانه
وقفت نجلاء تنطق : يصير خير ما بيطلع للمهمة إلا وهو مملك عليك بس نامي أنتي الحين وأرتاحي وأنا بطلع أشوف أوراقك وأجيك
غمضت عيونها تنام بتعب ، مشت نجلاء تطلع للاستقبال لأجل تشوف حالة بنتها الصحية ..
« مكتب وهج »
قفلت الملف قدامها من وصلها إتصال ، رفعت جوالها تقرأ أسم « نجد » ، أبتسمت بربكة توقف وتنطق بهدوء : روقي لسى ما عطيتي أخوها جوابك !
عضّت شفايفها تقبل المكالمة وتنطق : هلا والله نجد !
أبتسمت نجد تنطق : يا مرحبا والله شخباركم ؟
أبتسمت وهج تنطق : طيبين وأنتوا
نجد : وحشتينا والله والبديل دكتور رجال يعني الله يسامحك قمعتي أمنا فالبيوت زيادة !
ضحكت بصدمة تنطق : شدعوة ما فهمت !
أبتسمت نجد تنطق : وش يفهمك الحين ؟ المهم أنتي وش علومك وش مسويه ؟
أبعدت جوالها عنها تهمس : معقوله ما عندها علم ؟ أو تنتظرني أفتح الموضوع معها ! لو كذا مستحيل
رجعت الجوال على أذنها تنطق : ما فيه شيء جديد صراحة
أبتسمت نجد تنطق : يا حياتي يا وهج أكيد اشغلتك الحين
زفرت بضيق ترجع على كرسيها وتنطق : خرجت من الدوام بس شغل وكذا
نجد : يا عمري موفقه شكلي دقيت بوقت غلط
وهج : بس اوعديني تتصلين الليلة أو بكره الليل !
أبتسمت نجد تنطق : الليلة ما أقدر حريم الجماعة يجتمعون كل أربعاء بكلمك الخميس الليل ويك إند وحركات سهر وكذا
ضحكت وهج تنطق : كلي لك نوني
ضحكت بفرحة تنطق : حياتي جوجي ودعتك الله
وهج : في أمان الله يا عمري
قفلت نجد ووقفت وهج تمشي للباب ، ألتفتت على الإتصال اللي وصلها ومشت تقرأ أسم كيناز ، زفرت تقبل المكالمة وتوسعت عيونها من كيناز اللي نطقت : ما تلاحظين أنك صايره باردة تجاهي ؟
رفعت حاجبها بصدمة تنطق : وش باردة بعد خطيبي وأنا ما أدري ؟ أعرفي تنتقين الكلمات بالأول بعدها تعالي عاتبي !
وقفت كيناز تنطق بسخرية : لا تقلبين الموضوع علي جد ما تلاحظين كيف صايره تتعاملين معي أنتي وليلى ؟ ولا كأننا دخلنا الطب ثلاثتنا وأجتهدنا سوا وجانا القبول بنفس المستشفى يعني بإختصار كبرنا سوا والحين كذا تسوون فيني ؟
تكتفت وهج ونطقت بهدوء : ناز محد سوا لك شيء بالعكس أنتي أذيتيني ودخلتني شيء أنا فعليًا كنت في غنى عنه لا تقولين بيئة عملك ومدري وش سهيل اللي ورطتيني معه صار بلوه على رأسي ولا أقدر أتخلص منه !
ضحكت كيناز تنطق بحدة : يا ليت تركزين أن الإدارة بهذاك اليوم نادوك بالأسم ما نادوني يعني سواء رحت أنا للمكتب بدالك أو أنتي رحتي ما كان بيفرق شيء وكنتي بتواجهين سهيل اللي تقولين أنه بلوه وبعدين ترا أدري إنك ما صرتي ماسكه حالته الصحية وأدري أن أمجد مسكها بدالك !
ضحكت بصدمة تنطق : لا جد فوق شينها قوت عينها ! سوري بس مالي خلق لك ولغبائك
قفلت وهج الإتصال بوجهها ، زفرت بغضّب تمشي للصالة ، خرجت وصلت للباب ، فتحته وسرعان ما ضربت نسايم الهواء وجهها وأبتسمت تستنشقها بتعب ، فزّت من حسّت بقطرة مطر على جبينها ، عضّت شفايفها من بدأ المطر يرش وضحكت بخفه تنطق : آخ يالمواساة الربانية !!
غمضت عيونها تسمح للمطر يبللها بحُب وبدون ما تكون منزعجه منه ، هي تعودت تغسل همومها تحت زخات المطر من وهي صغيرة ، سكنت من وقفت تشعر بالقطرات فجأة ، فتحت عيونها بصدمة وضحكت تشوف ليلى ، أبتسمت ليلى تنطق : بتمرضين يا معتوهه أمشي ندخل
أحتضّنتها وشهقت ليلى تصرخ : لا تبللين ملابسي !!
ضحكت تبعد عنها وتنطق : أمشي ندخل سوا وبدلي من عندي
زفرت ليلى تقفل المظلة من دخلوا للقصر ونطقت : جبت لك قهوة
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : كيف أزعل وأنتي بحياتي ؟
توسعت عيونه بصدمة ينطق بحدة : مين مزعلك ألعن جده !
فزّوا ثنتينهم من عزيز وضحك ينطق : بسم الله عليكم
ألتفتت ليلى تنطق بحدة : وجع من وين طلعت أنت !!
ضحكت وهج بخوف تنطق : قسم بالله بغى يوقف قلبي !
ضحك بخفه ينطق : كنت بغرفتي وجيت من سمعت طاري القهوة
رفعت ليلى حاجبها تنطق بسخرية : وحاسب حسابك بعد ؟
زفر بغضّب ينطق بهمس : خاله أفزعي لي !
ضحكت بصدمة تنطق : وقت المصالح تناديني خاله ؟
دفعها على ليلى ينطق بحدة : والله ما أطلعك من البيت
مشى يغادر القصر ونطقت ليلى بضحكه : الله لا يشكر فضلك بطلعها أنا !
ضحكت تمشي مع ليلى لغرفتها بالطابق الثاني ..
« القاعدة ، عصرًا »
دخل نجم مكتب اللواء ركن كايد ، ضرب تحية ينطق بحدة صوته : الكتايب جاهزة للمهمة وأنا جاهز !
أبتسم كايد يضرب تحية لنجم وينطق : أستريح ووافي يا نجم كنت متأكد إنك الشخص المناسب للمهمة ذي الله يوفقك ويسدد رميك تقدر تنطلق ليلة الجمعة
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق : بإذن الواحد الأحد أني قدها ، بغيت شيء ثاني ؟
هزّ رأسه بالنفي ينطق : دربك خضر حضرة العقيد مقدمًا
أبتسم بفخر واعتزاز بنفسه ينطق : جايبينها جايبينها ودعناك الله
ضرب تحية ومشى يغادر المكتب ، دخل مكتبه يرتب أغراضه لأجل يكون جاهز بكره ، أنتهى بعد ربع ساعة وخرج من مكتبه يقفله ويمشي ، وقف من شاف ضرب المطر على القاع اللي أصبحت مبتله جدًا ورطبة ، زفر يركض لموتره ويركبه علطول ، قفل الباب وارخى ظهره على المرتبة ، رفع جواله يبحث عن أي رسالة أو إتصال من مترك لكن ما كان منه أثر ، دخل الواتس يشوف آخر رسالة بينه وبين مترك وكانت « أنتظر » وهو أنتظر وطال أنتظاره ونفذ صبره ووقته على وشك ينتهي ، عضّ شفايفه ينطق : لا تخيب رجاي !
قفل جواله ومشى يغادر المكان راجع لحلّة سهيل ..
« قصر مترك ، مساءًا »
بعد ما غادرت ليلى القصر بساعة ، كانت جالسة بالصالة إتباع لتعليمات أمها وعلى أساس تحدد قرارها الليلة ، ساعة كاملة تفكر بقرارها وتحدد مصيرها بينها وبين نفسها بدون تدخل خارجي ، رفعت عيونها على دخول مترك للقصر وخلفه أمير ، تقدموا يسلمون ووقفت تضّم أبوها ، أبتسم يحاوط ظهرها وينطق : فيك شيء ؟
هزّت رأسها بالنفي تنطق بهدوء : متوترة من موضوع حديثنا الليلة ذي
أبتسم مترك ينطق : ما فيه شيء يدّعي للتوتر يا بنتي
تقدمت هنادي تنزل الصينية اللي تحمل براد الشاهي ، وبدأت تسكب لهم في كاساتهم ، نزل أمير الكأس حقه قدامه ونطق : ايوه أسلم يا والدي
مترك : زي ما تدرون نجم ولد رماح تقدم لوهج وأنا من شوري توافقون عليه الرجال ما منه إثنين وعلى ضمانتي وتدري يا أمير ما كان قبلت بإي واحد يجيني يخطب وتدري بعد أني ما أرد اللي يستاهل ونجم بشهادة مني يستاهل وزود بعد !
أمير أبتسم ينطق : حلو بس القرار بالأول والأخير بيدك يا وهجي إذا ما ودك ترا غيره ملايين وأنا أبوك لكن استخيري..
قاطعته هنادي توقف وتنطق بذعر : بس سمعتهم ماهي كويسه أبدًا يا عمي !
ألتفت مترك عليها ونطق بإستنكار : منهم ؟
هنادي : سهيل آل جراح
رفع حاجبة بدهشة ينطق : من اللي قالك
وقف أمير بصدمة ينطق بحدة : سهيل ما غيره ؟!
وقف مترك من أشتد النقاش ينطق : صلوا على النبي
صّلوا عليه جميع وزفر مترك ينطق بصدمة : مين وصلك كلام
أمير ضحك بصدمة ينطق : أبوي !! ناسي وش سهيل مسوي فيك ؟ توك قبل كم أسبوع تشتكي منه عندي والحين تبي بنتي تروح عند واحد ما خاف الله في خويه ولا صّان ماله !؟
شهقت هنادي بصدمة من بدأت تسترجع كلام نجلاء وكيف إنها فعلاً صادقه ، رفعت عيونها تنطق بحدة : أسفه يا عمي بس ما عندنا بنت لهم خلهم يتوكلون على الله !
أمير : طبعًا ومستحيل أخليها توافق عليه !!
وقفت وهج تنزل كأسها وتنطق بهدوء : أنا سمعت قصة سهيل ومترك كاملة والصدق أني استوجعت وما صرت أقبل سهيل مثل قبل لكن مستحيل أظلمه وأقول إنه كان سيء معي بالعكس إنسان مسالم وكريم وراعي واجب وبناتهم برضو عسولات وما شفت منهم شيء..
قاطعتها هنادي بسخرية تنطق : ما شفتي منهم شيء وولدهم رافع السلاح على رأسك ؟؟؟
طارت عيون أمير بصدمة ينطق : إ..إيش !؟
ألتفتت لأمها بصدمة وضحكت تنطق : مو على أساس ما تقولين له ووعدتيني !
تقدم أمير يمسك أكتافها وينطق بحدة : وما تبيني أعرف ؟ ليه يا بابا متى صرتي تخبين علي..
قاطعته من مسكت وجنتيه ونطقت : بابا ما حصل شيء والرجال أعتذر وجاي يخطب..
ضحكت هنادي بصدمة تنطق : هو نفسه أسود الوجه !؟
زفر مترك ينطق بحدة : بس بس أتركوا البنت تقرر !
ضحك أمير ينطق بسخرية : بدال ما أخذ حق بنتي فالمحاكم وأشوف الكلب اللي مهددها تبيني أرميها عليه ؟ معليش يا والدي بس ما لقيت وهج فالشارع عشان أفرط فيها

ضحك أمير ينطق بسخرية : بدال ما أخذ حق بنتي فالمحاكم وأشوف الكلب اللي مهددها تبيني أرميها عليه ؟ معليش يا والدي بس ما لقيت وهج فالشارع عشان أفرط فيها !
مسح مترك وجهه بالكامل وزفر ينطق : القرار بيدها أتركوها تقرر
ألتفت أمير على وهج ينطق بسخرية : وعساك ناويه توافقين ؟
ضحكت بصدمة تنطق : أنتوا خليتوني أتكلم من الأساس ولا سمعتوا وجهة نظري عن الموضوع !
تقدمت هنادي تمسك ذراع أمير وتنطق : ولا يطري عليك توافق !
زفرت وهج بغضّب تنطق بحدة صوتها : يا ساتر أنا اللي بتزوج ولا أمير ليه تحرضينه علي أبي أفهم !؟
ألتفتت هنادي على بنتها وتقدمت لها ، مسكت ذراع وهج ونطقت بهدوء : القرار لك وأنا أدري لكن في حال كان عندنا ولو ذرة شك إنه رخمه وما يستاهلك بنرفض بدون ما نرجع لك حبيبي وهذا اللي حاصل الآن ومعاد أبغى أسمع كلمة تحريض أنتي بنتي وأنا أدرى بمصلحتك !!
سحبت ذراعها من أمها ورجعت بخطاها للخلف ، ضحكت بصدمة تنطق : يعني تقولين مالي رأي ؟ أنا أنثى عمري ستة وعشرين سنة مالي رأي ؟! ولا تبيني أمشي على قرارك مثل سمو وكلنا شفنا وش حصل في سمو بعد ما زوجتيها من عندك ؟ ولا ناسية براء اللي جاء يخطبني وأنا أدرس ثانوي وكنتي تمدحين فيه وتبيني أوافق وأنا لسى ما دخلت تسعطعش ! أمي أسفه بس المره ذي أنا اللي بمشي قراراتي وبخوض التجربة وبجربها لوحدي معه تدرين ليه ؟ لأني ما أصدق اللي أسمعه مثلك أنا أصدق اللي تشوفه عيوني وشافته عيني وما لقيت أحنّ منه خلاص أتركوني أقرر وأشوف حياتي !
صفقت هنادي بصدمة تنطق : لا ماشاءالله طلع صوتك الحين أشوف !
أبتسم مترك ينطق بهدوء : الله يوفقك يا بنتي عطيني آخر كلام..
قاطعه أمير ينطق بحدة : رافضين ماله نصيب عندنا أجل تقابله وهو مهددها وفوق ذا ساتره عليه ومكتمه على الموضوع عشان ما يوصلني علم ؟؟ وهجي متى صرتي كذا متى !
جلست بتعب تمسح وجهها وتهمس بـ : لا حول ولا قوة إلا بالله !
ضحك مترك من ولده وتقدم يمسكه وينطق : الرجال جاك بقبيلته كاملة من أكبر شيبانهم لأصغر صبيانهم لحّد عتبة باب القصر يعتذرون وأنت وين يا أمير ؟ لاهي في أستراليا وترا ماهو عذر ولا هي أفعال رجال تحكم على الرجال وأنت ما كنت حاضر ولا كنت شايف نجم وشايف شهامته ورجولته وحدّة كلمته وقساوة قراراته جاء وأعتذر وتقدم للبنت ورمى جاهه وصاح بأعلى صوته يتعزوى فيني ويرتجي ما أرجعه للرجال خايب وما زال واقف على حدّ الهاوية ينتظر قرارها إما يرجع وهو فايز فيها وإما فلا ، أسمعني يا أمير والله وفي ذمتي ما تلاقي مثل نجم رجال !!
ألتفتوا على عزيز اللي دخل وقفل الباب وراه ، أبتسم ينطق بهدوء : هلابي العائلة الكريمة متجمعين وش عندكم ؟
آشر مترك بأصبعه ينطق بحدة : وذا عزيز يشهد على حال نجم بهذيك الليلة
توسعت عيونه بصدمة ينطق : بسم الله من نجم ؟
ضحكت هنادي تنطق : تنتظر من عزيز يشهد ؟
تقدم عزيز لهم وجلس بجانب وهج ينطق : وش فيك ؟
رفعت رأسها له تنطق بهدوء : ولا شيء
أبتسم لها ورفع عيونه على جده ينطق : ايه عرفته نجم اللي خطب وهج ؟ علمتهم ؟ ليه ما قلت لي
مترك : ما هو مهم دام أمير رافض وجالس يبني أفكار خاطئه عن الرجال
رفع عزيز حاجبة بدهشة ينطق : أما رفض ؟ حرقنا قسم بالله الرجال رمى شماغه عندنا وطاح على ركبه عشان نوافق ومحد سانده من أهله وأساسًا سمعت كلام أبوه له كان يتهدده ويقول الوعد فالمجلس ومدري وش والحين تبون ترفضون ؟
جلست هنادي تترشف من الشاهي حقها وتنطق : لأننا سمعنا عنه أشياء ماهي حلوة
ضحكت وهج تنطق بسخرية : سمعتي وصدقتي سبحان الله وبعدين مين الحرمة اللي كانت عندكم اليوم ؟! أكيد هي اللي تكلمت عنه وقالت عنه أشياء مو حلوة !
ألتفت مترك على هنادي ينطق : من هي صدق ؟
رفعت أكتافها بعدم إهتمام ونطقت بحدة : مو مهم هي من بس المهم أن ربي ساقها لنا وحكت كل شيء عن العائلة المشؤومة هذيك ومستحيل أسامحك يا عمي لو أجبرت بنتي توافق وحاولت تغسل تفكيرها ومستحيل أسامحك أنتي بعد !
وقف عزيز بصدمة ينطق : لا حول ولا قوة إلا بالله يا جماعة الخير روقونا !
ضحك مترك بصدمة ينطق : والله الواحد معاد يدري وش يقول يعني جاتكم وحده ما تخاف ربي ونقلت لكم صورة شنيعة وقبيحة عن الرجال وصدقتوها وهي غريبة ؟ وأنا أبوكم كلكم ما صدقتوني أنا اللي عيشتكم من خيري ولأني بكلامي ذا جالس أمّن عليكم لا بالله أنتم أهلي ولا لي بعد الله أحد غيركم لكن مصدوم من طريقتكم في ظلم مستقبل بنتكم على كلام مبني على فراغ ، عمومًا مالكم فالطويلة وهج وش قرارك يا بنتي خليني أريح ضميره
مررت أنظارها عليهم كلهم ، نظرات خيبة من أمها هي ما عهدتها منها أبدًا ، لطالما كانت هنادي فخورة في كل قرار تتخذه وهج وتدعمها فيه ، لكن هالمره ما كانت في صفها أبدًا ، نظرات صدمة وكسرت خاطر من طرف أمير ، عضّت شفايفها مستوجعه من نظرته ، تدري إنها عودته يكون أول شخص تروح له لو في يوم تعرضت لمشكلة بسيطة كانت أو كبيرة لكن المره ذي خذلته وأخفت الأمر عنه تمامًا ، غمضت عيونها تصدّ عنهم وتحرم نفسها من النظر لهم ، كادت بتحصل وكانت وهج بتنطق بقرارها لكن مسكها مترك وقاطعها تمامًا يسحبها معه لمكتبه ، قفل الباب وراه من دخلوا وأبتسم ينطق : تبين ترتاحين ؟ أنا ما رضيت على الزواج إلا بشرط واحد وهو أني محتاج لفرد مننا يدخل بعميق آل جراح ولمن يتمكن منهم ويأمنونه يأخذ حقي من يدينهم وهذا اللي بيصير يا وهج أنتي أنثى متمكنه جدًا وبتقدرين تخلينهم ما يشكون فيك أبدًا
رفعت حاجبة بعدم فهم تنطق : كيف ؟
حكّ مترك دقنه الكثيف الأبيض ينطق : سهلة تعرفين فالشهرين اللي بتقضينها عندهم وين يحتفظ سهيل بأوراقه وملفاته وجميع أغراضه الشخصية وتبحثين عن ورقة من نسخة وحدة عليها توقيعي أنا والحوالات بالمبالغ كاملة اللي حولتها لسهيل وبعدها أنا بنفسي أخلعك من نجم !
ضرب سهم الصدمة بصدرها وبقسوة ، ما توقعت تكون الخطة كذا من الأساس وتكون جايه من مترك ، أبتسم مترك ينطق بسخرية : ولا عن نجم لا بالله يا بنتي رجال وما مثله أحد لكن عيبه إن كنيته آل جراح !
ضحكت تنطق بصدمة : يعني بالأخير راح أكون مجرد أداة لأجل تأخذ حقك من سهيل ؟ وش مقصره فيه المحاكم ولا خايف تواجهه ؟!
ضحك مترك يمسك كتفها وينطق : ما هي مسألة خوف بس ما معي دليل والدليل مدفون في رمال النفود وبين جدران بيوت سهيل ومحد بيقدر يوصل للدليل إلا أنتي
مسكت ذراعه تشّد عليها وتنطق بهدوء : أنا مستعدة أخذ حقك بالكامل بس ما أضمن أطلع..
أبتسم مترك ينطق بهدوء : عارف من إيش خايفه خايفه يتمكن نجم من قلبك ومعاد تقويّن تتركينه ؟
هزّت رأسها بالإيجاب تنطق بتردد : ايه يعني فالنهاية بيكون زوجي..
سكتت من خجلها وضحك مترك يقبّل جبينها ، أبتسم يبعد عنها وينطق : ما عندي علم وش حصل بينك وبينه فيما مضى ولا أضمن لك المستقبل من جهة شخص بيكون مسماه زوج وبتكونين أنتي حُرم بيته ورأس ماله وشريكة حياته لكن لا سمح الله وضعف قلبك قبل تلاقين الورقة وصارت مسامعك تذوب قدام أبسط حروفه وبدأ خافقك يكُن له شعور مستعد أتخلى عن حقي مقابل سعادتك لكن اللي بطلبه تدخلين وتلقين لي الورقة بأسرع وقت !
عضّت شفايفها تمنع دموعها تنزل ونطقت بصوت متقطع : ان..ان شاءالله بحـ..بحاول أنجز وألقى الـ..الورقة !
أبتسم مترك ينطق : على هونك يا بنتي ، وش أقول للرجال ؟
زفرت توترها تشعر بحرارة بدنها ، من سمعت كلام جدها وكيف وصف شعور طبيعي يحدث بين زوجين أختل توازنها وصار نطق أبسط العبارات بالنسبة لها مجازفة ، صعب جدًا عليها تنطق بـ إيه أو ترفض بـ لا ، كلمات تعودت تنطقها وتعبر عن رغبتها في خوض تجارب كثيرة أو رفضها تمامًا ، لكن هالمره كان صعب عليها تنطق ، كان جلّ ما تفكر فيه هي حالاته معها ، كان عصبي شديد مع أهله وشافت حالته ذي قدام عيونها ، وتتذكر كيف تقدم يبرر لها إنه خايف عليهم وطلب منها ما تتدخل ، لكن في ممر المستشفى شافت شخص آخر تمامًا ، شخص ركض وكسر باب وحاول يورط نفسها في مشاكل هو في غنى عنها لأجل يعطيها شيء يأويها وبطانية تتدفأ فيها ، تتذكر الحوارات الكثيرة اللي خاضتها معه وكيف قضت الليلة كلها معه بدون ما تشعر بالدنيا حواليهم ، تتذكر ربكتها وخربطة دقات قلبها بكل مره يناديها بـ عذّبة الأطباع ، رفعت كفوفها بعدم معرفة تنطق : محتاره
ضحك مترك ينطق بحدة : عجلي على الرجال يا وهج !
ضحكت بربكة وزفرت ربكتها تنطق بهدوء : موافقة !
أبتسم يقبّل رأسها وينطق : الله يوفقك ويسعدك يارب بسم الله توكلنا على الله !
رفع جواله وأتصل على نجم ، زفرت بتوتر تنطق : جدو عادي تفك سبيكر ؟
ألتفت مترك عليها ينطق : ليه ؟
ركضت بكل سرعتها قبل يرد ، سحبت جواله من يده ورفعته تفتح سبيكر ، شهقت بصدمة من نطق بصوته : مرحبا
ضحك مترك يأخذ جواله منها وينطق : هلا والله بالنسيب !
جلست بربكة تستمع لحديثهم ، رفع حاجبة ينطق : ما دام فيها النسيب نقول جايب البشاير معك ؟
أبتسم مترك ينطق : أنت ماشي بكره ؟
نجم : الله الله
دخل أمير للمكتب وقفل الباب وراه ، تقدم لمترك ينطق بهمس : هذا اللي بيناسبني ؟
هزّ مترك رأسه بالإيجاب وأبتسم أمير ينطق : الو
وقف نجم ينطق بإستنكار : هلا مرحبا !
أمير : أنا أمير يا نجم
توسعت عيونه ونطق بهدوء : أرحب
أمير : الله يبقيك ويسلم عمرك وش حالك ؟
نجم : بخير نحمد الله وأنت ؟
أمير : نسلم عليك
نجم : الله يسلمك من الشر يا الأمير !
أبتسم أمير ينطق : أنت تدري أني ما كنت موجود لمن جيت وتقدمت لبنتي والأكيد أني ما بعطيك بنتي إلا بشروط !
زفر نجم يبعد الجوال عن أذنه ويهمس : المفروض البنت اللي تتشرط الحين البنت وأبوها عزّ الله لقمتها !
رجع الجوال يسمع أمير يناديه ونطق بهدوء : معك معك
أمير : الزواج على ورق فقط تصير حُرم لك بالأسم ما تقرب منها ولا تقرب لك ولمدة شهرين فقط
رفع حاجبة بدهشة ينطق : أسلم !
ألتفت أمير على مترك ومرر أنظاره لها ، هو سمع حكيهم بالكامل وصار عنده خلفية عن الموضوع وكيف قدر مترك يقبل في نجم وإنه يكون نسيبهم ، أبتسم يرجع أنظاره وينطق : بتتزوجها بعد ما ترجع وبتكمل عندك شهرين بعد الشهرين أنا بعطيك قراري يا إما تكمل عندكم ولا الله يستر عليكم وما حصل نصيب بس ونقفل على الصفحة ونطويها ! لا تسألها عن شيء لأن ما عندها خبر باللي حاصل وإن فكرت تسألها بكون أول شخص تواجهه بعد سؤالك !
بلل شفايفه ينطق بسخرية : ما همني عطني إختصار الكلام ؟ البنت موافقه !
أمير : ايه موافقه متى تقدر تجي ؟
جلس نجم ينطق بجدية : حلوا عصر الخميس وأنا عندكم
أمير : لنا لقاء
قفل الجوال وألتفت على مترك ينطق : بنشوف وش نهايتها يا أبوي
نزل الجوال على المكتب بقوة ومشى يخرج من عندهم ، وقفت وهج تنطق : جدو تبغى شيء ؟ أنا ماشيه
هزّ رأسه بالنفي ينطق : الله يحفظك
مشت تخرج من عنده ، ألتفتت على الصالة اللي ما بقى فيها إلا عزيز اللي وقف من شافها ، أبتسمت تحتضّنه وحاوطها علطول ينطق : وافقتي ؟
هزّت رأسها بالإيجاب وعضّت شفايفها تبكي بدون صوت ، شّد عليها ينطق : ليه البكاء طيب أجبروك !
هزّت رأسها بالنفي ودفنت وجهها برقبته ، مسح على ظهرها ما يدري وش فيها ، ما يدري إنها وافقت لأجل تدخل بيته وتصبح منهم وفيهم وبعدها تخونه ثقته وتخذله لأجل تأخذ حق جدها من جده ، عضّت شفايفها تمسح دموعها بقهر وتنطق : بطلع أنام شكرًا عزوز
مسك وجنتيها بكفوفه ينطق : على إيش شكرًا يا أمي وأبوي أنتي ؟
أبتسمت بخفه تقبّل كفوفه وتنطق : لا عدمتك يا روح خالتك
سحبها يحتضّنها ويقبّل رأسها بقوة ، زفر بضيق ينطق : ما يهنى لي أخليك تنامين وأنتي زعلانه ودك نخرج ؟
رفعت عيونها له تنطق : عادي
أبتسم ينطق بهدوء : يالله تجهزي أنا بالسيارة أنتظرك الليلة أطلبي اللي خاطرك فيه والله ما يردك منه شيء نخلص راتبي عليك تعالي بس
أبتسمت تمشي لغرفتها لأجل تبدل ملابسها ، زفرت تسحب عبايتها وتلبسها وتخرج لعزيز ..
« حلّة سهيل ، بيت نجم »
جالس على الطاولة بالحديقة الخلفية الخاصة فيه ، يهوجس بكلام أمير ويفكر بحقيقة الموضوع اللي يخفونه آل ساير ، هو ما عنده أي خلفية عن حادثة سهيل ومترك وكيف كانوا عيال خال وقرايب وشلون قلبّوا أعداء وقاطعين لصلة الرحم فيما بينهم ، رفع عيونه على شجاع اللي يدخن قدامه ، صدّ يوقف وينطق : متى ودك تذلف ؟
ضحك شجاع يوقف وينطق : افا طرده وأنت ماشي بكره ويمكن معاد تشوفني مره ثانية !
رفع حاجبة بدهشة ينطق : شف شف !
أطفئ شجاع شعلة سيجارته ينطق : من غير شر ما خليتني أكمل
مشى نجم يدخل ودخل شجاع معه يقفل باب الزجاج ويدخل للداخل ، ضحك من شاف نجم فاتح له الباب ، مشى له ونطق : يعني ؟ طرده صدق !
نجم : اذلف
ضحك يخبط كتف نجم وينطق : لا تنسانا من الموادع سلم علينا بكره !
هزّ رأسه ونطق بتعب : طيب
شجاع : تمسى على خير
نجم : ساري الخير !
قفل الباب من خرج شجاع وأغلق إنارة الطابق السفلي بالكامل ، مشى يطلع الدرج وكل تفكيره بالمكالمة أو بالأخص في اللي أطلقت شهقه خفيفه ببداية المكالمة ، ضحك بسخرية ينطق : كانت موجودة بينهم وأمير يقولي ما عندها خبر باللي حاصل ؟ هاتوها وأنا أطلع الحكى من بطنها !
مسح وجهه وشنبه ودخل غرفته ، بدأ يجهز ملابسه وشنطه كاملة وبعد ساعة كاملة أنجز وأنتهى من كل شيء ، سحب منشفته وفتح باب الحمام الخاص فيه ، دخل يفتح الصنبور على الماء البارد ، نزع ما يغطي بدنه ودخل تحت الماء شديد البرودة ، زفر حرارة بدنه وبدأ يتروش بشكل طبيعي ولا أثر البرد عليه ، كان بكل مره يبي يخلص بسرعة يحط الماء على البارد لأجل ينجز ، خرج بعد ربع ساعة من أسفل الماء يقفل الصنبور ، مشى للمراية وسحب عدّة الحلاقة ونطق بهدوء نبرته : له له عريس حق وحقيق !
ضحك بخفه وبدأ يخفف من دقنه ويحلق حدود شاربه ، أنتهى وغسل وجهه وسحب المنشفه ينشفه ، قفل النور وخرج من الحمام ، مشى للغرفة يلبس شورت وتيشيرت أسود بدون أكمام ، رفع عطر العود الرجالي وبخ على رقبته وصدره ونزله يقفله ، مسك دهن العود يمسحه على دقنه وعلى شاربه ، قفله ومشى لسريره ، دخل فيه يدفن نفسه بداخله لأجل ينام لكن عصر بكره شاغل باله وما تركه ينام أبدًا ، كان يفكر إذا يطلبهم شوفة شرعية وتقر عينه فيها قبل يمشي للمهمة ، وبس تطري عليه فكرة إختلاف العادات والتقاليد يتردد ويرجع ألف خطوة للخلف ، زفر نجم من سمع صوت أذان الفجر ونطق بسخرية : بعدي والله يا النجم !
وقف على حيله ومشى للكنب اللي بغرفته ، سحب اللحاف الخفيف من عليه يلفّه على خاصرته لأجل يغطي ركبه ، أستقبل القبلة وكبر يصلي ، وبآخر صلاته وقبل التسليم رفع كفوفه يدعي له وفجأة وعن غير سابق إنذار صار يلفظ أسمها بين دعواته ، أنتهى وسلم ووقف ينطق بأدعية ما بعد الصلاة ، مشى لسريره ومسك جواله ، فتح الواتس يرسل لشجاع : شجاع أنا ما رقدت ومصلي لا تجوني خلوني أرتاح شوي
قفل الجوال وسحب الوسادة يدفن وجهه فيها وينام بعد ليلة طويلة مليانه تفكير ..
« قصر مترك ، ظهرًا »
داخل غرفتها وبين جدرانها كانت نايمه بعمق أثر سهرة لوقت متأخر مع عزيز ، فتحت عيونها بثقل وتعب تسمع صوت هنادي ، كانت واقفة بمُنتصف الغرفة تتلفظ بأوامر جدية لروزا اللي تنفذ وترتب طاولة المكياج الخاصة بـ وهج ، رفعت رأسها بتعب تنطق : ماما كم الساعة ؟
ألتفتت هنادي عليها تنطق بهدوء : كويس صحيتي يا ماما قومي خذي لك دش وتعالي أجهزي ما معك وقت
ألتفتت وهج على الشباك وتوسعت عيونها من شافت الشمس قدام وجهها وهذا إن دّل كان دليل واضح أنهم بمُنتصف النهار والظهر ، وقفت وهج على حيلها ومشت تركض للحمام ، خرجت بسرعة من نست منشفتها وضحكت هنادي تمدّها لها وتنطق : سويت لك قهوة معي عشان تروقين يا عروسه
أبتسمت لأمها ودخلت الحمام تهمس بإستنكار : وش صاير هنوده مروقه لا يكون ؟ أكيد قالوا لها عن حقيقة زواجي !
ضحكت بسخرية من وضعها ومشت تفتح الصنبور ، أخذت دش سريع وخرجت علطول ، مشت تأخذ كوب قهوتها وتوقف تشوف جمال الجو والغيوم اللي أخفت أشعة الشمس خلفها ، ألتفتت وهج على هنادي اللي نطقت : وش ودك تلبسين اليوم ؟ تعرفين أكيد بيطلبون شوفة شرعية
أبتسمت تعضّ شفايفها وتنطق بهدوء نبرتها : أحمر
توسعت عيون هنادي تنطق بصدمة : لون خطير !
وهج : أعرف وما اخترته إلا لأسباب شخصية
هنادي : طيب صاحبتي أم عهود تعرفينها صح ؟
جلست وهج بالروب تنطق : المصممة ؟
هزّت هنادي رأسها بالإيجاب تنطق : ايه هي عندها فساتين تجنن باللون الأحمر ودك نشوفها ؟
وهج : ايه ما عندي مشكلة بس متى توصل ؟
هنادي أبتسمت تنطق : لا عيب عليك عندي ما تبطي !
أبتسمت وهج تنطق : تمام نشوفها ؟
رفعت هنادي جوالها وقربت وهج من أمها ، دخلوا على الموقع وأختارت وهج فستان توب ساده أحمر طويل ، وقفت هنادي تنطق : ان شاءالله ساعة وهو واصل أجهزي أنتي
وقفت وهج تنطق : وش قررتوا ؟
ألتفتت لها هنادي قبل تخرج ونطقت : قاعدين نمشي على قراراتك
رفعت حاجبها بسخرية تنطق : كتب كتاب ؟
هزّت هنادي رأسها بالإيجاب تنطق : ايه وعشاء كبير جهزي نفسك وألبسي طقم الالماس اللي جابه أمير لك خليهم يعرفون من ناسبوا !
ضحكت بسخرية وقالت : بيعرفون من القصر ما يحتاج الماس
ضحكت هنادي تنطق : أدري بس ألبسيه
مشت تخرج وتقفل الباب وراها ، جلست وهج على الكرسي قدام تسريحتها ، رفعت كوب القهوة تترشف منه ، نزلته وبدأت تتجهز على رواق ..
« حلّة سهيل ، بيت رماح »
ماسك فنجاله يتقهوى مع أهله ، نزله على الطاولة وألتفت على ريمان اللي نطقت : بتتكلمون ولا إيش ؟
زفر رماح بغضّب ينطق : تجهزوا بنروح لكتب كتاب نجم
شهقت نجد بصدمة تنطق : خلاص بتملك على غرور !؟
زفرت ريمان توقف وتنطق : نجد قومي ساعديني وأنا أمك ذولي ما عندهم إلا اللعب ورفعة الضغط !
بلل شفايفه ينطق بسخرية : أم نجد صلي على النبي وأجلسي
ألتفتت عليه تنطق بحدة : جننتني يا نجم سكت لمن أجلت الملكة وقلت بيفكر ويعقل وما زلت مصّر..
قاطعها يوقف وينطق بهدوء : كتب الكتاب في قصور آل ساير لحّد يخالفنا
مشى يغادر بدون ما يسمع ردة الفعل من ريمان ، ألتفتت على رماح بصدمة تنطق : وش آل ساير ؟؟
وقف رماح ينزل فنجاله الفاضي وينطق : أبد يا طويلة العمر ولدك..
قاطعته تنطق بهدوء : ولدنا
زفر رماح ينطق بهمس : يا الله منك يا أم نجم
تقدمت تثبت ذراعينها على صدره وتنطق : ايه يا أبو نجم ؟
نزل عيونه يشوفها ويتأمل دلعها وحلاها اللي ما تغير إلا زاد ، تنحنح يبعد عنها ، ضحكت نجد تنطق : أمشي يا أبو نجد لأجل تأخذ راحتك ؟
ضحكت ريمان تهمس لها : كفو تعجبيني
زفر يصدّ عنهم وينطق : يوم الجمعة اللي راحت خطب نجم بنت أمير وحفيدة مترك آل ساير
ميّلت شفايفها بعدم معرفة تنطق : من هي تعرفونها ؟
تقدمت نجد تنطق بحدة : جد والله من ذي !
ضحك رماح بسخرية ينطق : الدكتورة يا بناتي الدكتورة اللي مسكت حالة أبوي وراحت
شهقت نجد بصدمة تنطق بحدة : وهج !!!
مشى رماح وقبل يغادر بيته نطق : الله الله تجهزوا
خرج من عندهم ومسكت نجد رأسها تنطق : كيف ؟ هي متزوجة !!
شهقت ريمان تنطق بصدمة : يويلي أنتي صادقه ؟!
نجد : ايه والله كان معها واحد ما يشبهها عشان أقول أخوها وكان يبوسها ويحضنها !
ريمان : يمكن ولدها ؟
ضحكت نجد بصدمة تنطق : صاحية يمه ؟ أنا ممكن أكون أم بس هي لا يويلي على الرقه
جلست ريمان تنطق : أوف عجزت أتذكرها
جلست نجد بجانب أمها تنطق : يمه اللي جابتها شمايل وكانت لابسه أحمر
شهقت ريمان بصدمة تنطق : بسم الله تبارك الله أخيرًا بدأ أخوك يبصر ويعرف لنفسه !! لا بالله طحنا لنا على درة قومي قومي نجهز ونعلم اللي ما بعد درا الليلة زواج نجم على وهج !
ضحكت من حماس أمها ووقفت معها تنطق : يالله يالله بنقل الخبر وأوصله لغرور وأحرق دمها
ضحكت ريمان تركض لغرفتها ومشت نجد تسحب جلالها وتخرج للحلّة لأجل تنقل الأخبار ..
« مجلس سهيل »
ضبط بشته الأبيض على ذراعه ورفع رأسه يستمع لكلام أبوه ، وعلى الرغم من عدم رضا رماح عن الزواج لكن ما ترك فرصة لأي شخص يتكلم ، كان واقف قدام أخوانه وأبوه ونجم على يمينه ، نطق رماح بحدة : آخر كلام أنا ماشي الآن أن كان لي خاطر عندكم لا تخالفوني !
ضحك سهيل بسخرية ينطق : ونروح نزوجه من حفيدة مترك ؟ صاحي أنت تبيني أحرق مكاني بيدي !
زفر بغضّب ينطق بحدة : أجل تحاكى عن موضوعك أنت ومترك قدامنا جميع وأنت ساكت ومكتم !
رفع سهيل عيونه على نجم ينطق : أسمعني يا نجم سهيل بعض الأحيان وأنا جدك وعند مواضيع معينه ما يتجرأ الواحد يتحاكى يعلم عنها لأن وده هو بنفسه ينساها ويدفنها بعميق صدره ، ولكن بالنسبة لدخول حفيدة مترك علينا تراه مدخل مشاكل وشر والله يفكنا من المشاكل ومن شرور الأنفس !
نجم صدّ عنه ينطق : فال الله ولا فالك يا إبن هزاع
مشى يغادر المجلس ووقف رماح ينطق : بتخاوينا يا أبو رماح ؟
آشر له سهيل يقرب منه ، مشى رماح يتقدم لأبوه وينحني له ، خبط سهيل كتفه ينطق : ما بعد جاء اليوم اللي أترككم فيه وأنا ولد هزاع قوموا جميع عندنا عرس ونبهوا الغايب يحضر لحّد يخالف طريقنا !
أبتسم رماح يساعد أبوه يوقف ، زفر سهيل ينطق : على الله توكلنا
وقفوا جميع أولاده يمتثلون لكلامه ، مشى ونطق قبل يغادر مع رماح : هاتوا حريمكم معكم يا عوالي ينبسطون !
خرج من المجلس وركبوا الجيب مع نجم ، قفل باب الموتر ونطق : مشينا
حرّك نجم يمشي ويغادر الحلّة ، وبالنسبة لجميع أولاد سهيل توجهوا للبيوت ولحريمهم اللي وصلهم الخبر من نجد ، بدأوا يتجهزون جميع بعجلة لأجل ما يخالفون أبوهم ..
« بيت جابر »
ضربت الباب بقوة ولآخر مره بعد ما ضربته عشرين مره ، فتحت شاهرة ونطقت بحدة : كسر قولي آمين !
ضحكت نجد بسخرية تنطق : وين غرور ؟
رفعت شاهرة حاجبها تنطق بحدة : وش تبين بها ؟!!
نجد : أوف بسرعه وينها ؟
زفرت شاهرة بغضّب تنطق بحدة : أوف بوجهك يالوقحه ! وجابر رايح يجيب غرور من المستشفى هي وأمها
ضحكت نجد ونطقت بزعل زائف : حسافه بتفوتني ردة فعلها هي ونجلاء..
قاطعتها شاهرة تنطق بحدة : عمتك ماهي نجلاء بس عمتك !
نجد : ايه ايه مو مهم حبيت توصلين لهم يحضرون ملكة أخوي نجم على وهج بنت الأمير وما يخالفونا وأن كان ودك تجين أنتي بعد الله يحيك الموقع موجود بقروب العايلة وأتمنى من كل قلبي تهدين شوي يا حياتي ماهو بزين لصحتك ترا شوي ويطق لك عرق أعوذ بالله !
ضحكت تركض وهي تسمع شتايم شاهرة ، مسكت قلبها بصدمة تنطق : وش سويت يا نجم وش سويت !!
قفلت الباب بالمزلاج بقوة ومشت تدخل تنتظر بنتها وحفيدتها يرجعون ..
« قصر مترك ، قبل العصر »
العقود تزيّن سماء المكان والسجاد الأحمر يجمّل القاع بعذّب لونه ، ريحة العطور ودهن العود واصله لأخر الشارع تنبه الغايب وتعلم الحاضر إن قصر مترك يضّم ليلة تتوهج بوهج وليلة خميس يسطع بها حضور النجم ، كان واقف يشرف على كل شيء ، ماوده يشوف نقص خصوصًا بحضور سهيل ، رفع عيونه على شرفتها اللي تقع بواجهة القصر ، أبتسمت تآشر بيدها له وضحك بخفه ينطق : أدخلي من البرد !
رفعت صوتها تنطق : ما أسمعك ؟
صدّ عنها لأنه يعرفها ما تتحمل البرد ، ضحكت من صدّ ومشت تدخل من حسّت بالبرد ، زفر مترك بغضّب ينطق : وش ذا ؟
تقدم عزيز له والحطب بيده ينطق : أنت طلبتني حطب !
نطق مترك بحدة : جايب لي عيدان وتسميها حطب ؟ هذا والله اللي يبيني امردغه بالعيدان اللي جايبها !
شهق عزيز يرميها ويركض ، طاحت وتكسرت على البلاط قدام أبواب المجالس ، توسعت عيونه بصدمة ينطق : الله يكسرك يا عبدالعزيز !!
ضحك عزيز بصدمة ينطق : عزيز يا جدي عزيز
رمى مترك أحد الأعواد عليه وصرخ عزيز يركض ، دخلت سيارة أمير للحوش على صراخ مترك اللي نطق بتهديد : عشر دقايق معك جب حطب مثل الرجال ووالله لو تبطي علي لأشب الضو بثيابك !
ضحك أمير ينزل من سيارته وينطق : وش السالفة ؟
تقدم عزيز لأجل يختبي خلف أمير لكنه فزّ من صرخ منرك وأختفى من قدام أمير قبل يبرر له ، ضحك أمير يمشي لـ مترك ونطق : أكثر شخص مبسوط أنت كيف لا وأنت بتأخذ حقك على حساب بنتي !
رفع مترك حاجبة ينطق : إيه بأخذ حلالي ومن حقي أنبسط بس السالفة حقتك على حساب بنتي ومدري وش هذا حوار دار بيني وبينها وأظن وضحت نفسي وبينت ووضعي لها وفهمتني ما يحتاج تفهم أنت !
مشى يغادر المكان بدون ما يسمع صوت أمير ، ضحك أمير ينطق بسخرية : علامه طشم الوالد ؟
مشى يدخل للمجالس وتوسعت عيونه بدهشة ينطق : لا لا وش التجهيزات ذي ؟ الله يستر لا يكونون يحسبونه زواج حقيقي !
ضحك يخرج ويمشي للقصر لأجل يتجهز ويلبس ..
« غرفة وهج »
رفعت رأسها لروزا اللي دخلت والفستان الأحمر بيدها داخل الكيس حقه ، أبتسمت تنطق : نزليه هنا
تقدمت روزا تنزله وتغادر الغرفة ، رجعت أنظارها على المراية قدامها وبدأت تكمل الميكب حقها ، أنفتح الباب وزفرت تنطق : يا روز..
قاطعتها ليلى اللي نطقت بضحكه : ما حزرتي !
ضحكت بخفه تنطق : أهلين وسهلين ليلو
أبتسمت ليلى تتقدم لها وتسلم عليها ، أبعدت تجلس على السرير ، ألتفتت وهج عليها تنطق : جات خالتي معك والبنات ؟
هزّت رأسها بالنفي تنطق : جيت لوحدي قلت أجهز معك واساعدك لو بغيتي شيء ووافقت أمي
وهج : حلو متى بيوصلون هم ؟
ليلى : أظن بعد العصر لأن جدك قايل كذا ولا ؟
رفعت وهج حاجبها تنطق : أما بعد العصر ؟
ليلى : مدري عاد ايوه وين فستانك ؟
آشرت وهج عليه وصرخت ليلى بصدمة تنطق : شف الحيوانه أخذت أحمر !!
ضحكت وهج بخفه تنطق : ليلو خلاص خليني أكمل ميكب
ليلى : الرجال بيعطيها سيفون لكلام مترك بعد الأحمر وبيكنسل أبو الزواج اللي بعد ثلاث أشهر !
وهج : مين هّل لك السبحة ؟
ليلى ضحكت بسخرية تنطق : وحده أسمها وهج مسويه مجنونة الحين
عضّت شفايفها بهدوء تنطق : أمانه أنا ؟
ليلى : لا أنا
زفرت تصدّ عن ليلى وتكمل المكيب حقها ، رفعت ليلى الكام الصغيرة حقتها وبدأت تصور فلوق تحتفظ فيه لنفسها بعدين ، جلست بجانب وهج وبدأت تسوي الميكب حقها مع وهج ، قضوا الظهرية كاملة يضحكون ويلطخون بعضهم بالبودرة ويلعبون ، مسكت مثبت الميكب تبخ منه على وجهها وتنطق بهدوء : أعشق ريحته
ألتفتت على ليلى اللي تكلم أمها وتسألها وهي تقول : وصلتوا ؟
جمانه : ايه يا بنت ما بقى أحد إلا وجاء أساسًا أنتي وينك ؟
شهقت ليلى تنطق : أما عاد وصلوا الناس ؟
ضحكت جمانه بسخرية تنطق : بس بسألك صليتي العصر ؟
عضّت شفايفها تهمس : أمي حاسبيني بعدين بسكر
بدأت جمانه تهاوش وقفلت ليلى تنطق : جوجو وين جلال الصلاة حقك ؟
آشرت وهج عليه ومسكته ليلى تتحجب فيه وتنطق : تصلين ؟
ضحكت وهج تبعد جوالها عن وجهها وتنطق : ايه خلصي بصلي
رفعت ليلى حاجبها تنطق : هالقصر كله والفخامة وآخرتها ما عندك إلا جلال واحد ؟
وهج : صلي صلي لا أقوم عليك
ضحكت وسكتت علطول من كبرت تصلي ، ميّلت أنظارها على جوالها تشوف الساعة خمسة العصر ، وقفت تمشي للشرفة لأجل تشوف من وصل وكم وصل عدد الحضور ..
« حوش القصر »
دخل الجيب الأسود ونجم يسوقه ، وقفوا بين السيارات اللي موجودة بالحوش ، رفع سهيل عيون ينطق : قد جاهم أحد ؟
نطق رماح من الخلف : والله شكلهم الحوش مليان !
زفر سهيل بضيق ينطق : مزينّا وحنا أهل المناسبة واصلين متأخر !
نجم : عيّن خير يا سهيل
قفل موتره ونزل منه ، نزل رماح ومشى يفك باب الراكب ويساعد سهيل ينزل ، نزل سهيل ومشى بهدوء يتأمل المكان وهمس بـ : ماشاءالله تبارك الرحمن
ألتفت رماح عليه ينطق : الله يبارك لهم ماشاءالله اي والله ماشاءالله
مشوا يدخلون للمجالس بدون نجم ، فتح باب السيارة الخلفي وسحب السيف بصندوقه ينزله على الأرض ، رفع عيونه يشوف عزيز وآشر له ، تقدم عزيز ومن وصل له أبتسم ينطق : حيّ عريسنا
ألتفت نجم له يبعّد عن باب الشنطة ويسلم عليه ، باسوا خشوم بعض ونطق نجم : أبو حميد الله لا يهينك أمسك
ميّل عزيز رأسه يهمس بـ : أبو حميد ؟
ألتفت نجم له ينطق بحدة : سمّ ؟
أبتسم عزيز يمسك كراتين الهيل وينطق : سمّ الله عدوينك ولا شيء
نجم : ودها للمجلس وأرجع لي به حد غيرك ؟
عزيز : لا والله بس أنا وفيه صغار جايين مع أهلهم أناديهم ؟
زفر نجم بتوتر ينطق : حلوا هاتهم معك
مشى عزيز ونطق بتعب : يا ثقل الكراتين تقول معبأة صخر ماهو هيل !
ألتفت نجم ينزل باقي كراتين الهيل ، سحب صناديق العود والعطور وزفر يرفع عيونه ، طاحت عيونه على الأنثى القابعة بأعلى القصر وبين حدود شرفتها ، طاح صندوق العود وأنكسر على البلاط ، دققّت بإتجاه نظراته وشهقت من عرفت إنه لمحها ، دخلت علطول وقفلت باب الشرفة وسحبت الستاير ، ركض عزيز ومعه سبعة من الصغار ، تقدم يمسك كتف نجم وينطق : كل ذا توتر ؟
رفع حاجبة ينطق بحدة : زلق من كفي
ضحك عزيز ينطق : طاح الشر يالنسيب
انحنى يمسك شماغه لأجل ما يطيح وبدأ يجمع العود ، رفع عينه على الشرفة نفسها وزفر بغضّب ينطق بهمس : وطالعه من الشرفة بالروب ؟ لو شافك أحد غيري بتتحملين الدية وبتدفعينها ريال ينطح ريال ؟
زفر يرفع عيونه على عزيز وينطق بحدة : وش عادك تنتظر ؟
فزّ عزيز ينطق بصدمة : وش أسوي ؟
نجم : خلهم يشلون الكراتين معك عجل يا أبو حميد
زفر عزيز ينطق : أسمي عزيز
وقف نجم يخبط كتفه وينطق : خلك عجل وأترك مني الحكى
مشى للمجالس وبيدّه السيف ، زفر عزيز بغضّب ينطق : تعالوا شلوا الأغراض معي
تقدموا الصغار يساعدونه ونطق أحدهم : وين الحلويات ؟
عزيز : شل يا أبن الحلال وبعدها بعطيك
مشى معهم يتجهون للمجلس وبيدينهم الأغراض اللي جابها نجم ..
« غرفة وهج »
سلمت من صلاتها ونطقت بصدمة : وجع وشفيك ؟
جلست وهج تتنفس بصعوبة ، تقدمت ليلى لها ومسكت وجهها تنطق : وهج !
بلعت ريقها تنطق بربكة : ما شافـ..ما شافني مستحيل !
توسعت عيونها بصدمة تنطق : من !؟
رفعت عيونها تشاهد صدمة ليلى ، شّدت على كفوفها تنطق : نجم
أبعدت ليلى وضحكت بفرحة تنطق : يا لبيه عيونه عيون صقر إذا كان الموضوع فيه وهج ! أيلايكت جد
سحبت الوسادة ترميها عليها ، ضحكت تنطق : بلبس فستاني وبسبقك تعرفين أشوف أوضاع الرعية وراجعه لك
هزّت رأسها توقف على حيلها ، بدلت ليلى بجامتها ولبست فستانها ، أبتسمت وهج تناظرها ونطقت : على قلبي الليموني
ضحكت ليلى تنطق : أستعجلي يا عروسة قلبي
سحبت شنطتها ومشت تخرج وتقفل الباب وراها ، زفرت بتوتر تجلس على السرير وتتأمل بالفستان ..
« الحديقة الخارجية »
دخلت ليلى وأبتسمت من جمال المكان ، وأصوات الأغاني والألحان وريحة العطور والورد والرمان ، تقدمت ترقص معهم ضحكت من شافت أختها مروج ، تقدمت ترقص معها وتنطق : كويس لبستي الفوشي
ضحكت مروج تنطق : وكويس أخذتي الليموني
ألتفتت على الحضور ونطقت بصدمة : لسى ما وصلوا شكلهم
مروج رفعت صوتها تنطق : ما أسمعك أرفعي صوتك
قربت ليلى منها تنطق : أهل العريس
هزّت مروج رأسها بالإيجاب تنطق : تعالي نجلس
مشت ليلى معها للطاولة اللي أمها جالسه فيها ، جلسوا وأبتسمت تنطق : جبتوا سكره معكم !
ضحكت رسيل تنطق : شايفه
جمانه : كانت بتتركها رسيل بس حلفت عليها تجيبها
ضحكت ليلى تشيلها من الكرسي حقها تنطق : بس رسيل مو حرام صوت الميوزك على أذونها الصغيره !
رسيل : يا بنت الحلال ما فيه إلا العافية خليها تنبسط
مروج : عمرها أربع أشهر وتبينها تنبسط ؟
ضحكوا كلهم ونطقت جمانه : ليلى وين عروستنا ؟
أبتسمت ليلى توقف وتنطق : بسلم على خالتي هنادي وأشوفها لكم
ضحكت مروج تنطق : أسحبيها معك
غمزت لها ليلى تنطق قبل تمشي : أزهليني
مشت للطاولة اللي هنادي ومزنه جالسين فيها

ضحكوا كلهم ونطقت جمانه : ليلى وين عروستنا ؟
أبتسمت ليلى توقف وتنطق : بسلم على خالتي هنادي وأشوفها لكم
ضحكت مروج تنطق : أسحبيها معك
غمزت لها ليلى تنطق قبل تمشي : أزهليني
مشت للطاولة اللي هنادي ومزنه جالسين فيها ، وقفت هنادي من لمحت ليلى وأبتسمت تنطق : أهلاً ببنتنا
ضحكت ليلى بخفه تنطق : هلابكم شخبارك يا خالتي ؟
هنادي : بخير يا عمري وأنتي كيفك ؟
تقدمت ليلى تسلم على رأس مزنه وتنطق : والله بخير كيف حالك يا جدتي ؟
أبتسمت مزنه تنطق : طيبه وبخير
ليلى : جعله دوم ، مبروك لعروستنا الله يجعله زواج الدهر
جلست هنادي تنطق : امين
ليلى : خالتي بسألك وين أهل العريس ؟
هنادي : باقي ما وصلوا ؟
ضحكت ليلى تنطق : ما تعرفينهم !
ضحكت هنادي تنطق بسخرية : وكيف أعرفهم ؟
ضحكت ليلى تمشي للداخل ، ألتفتت على المجالس الداخلية وتقدمت لها لأجل تصور التوزيعات والمرايا ..
« حلّة سهيل »
دخلت سيارة جابر للحوش وصفّ بالموقف ، طفى المحرك ونزلوا نجلاء وغرور معه ، عقّد حجاجه من شاف الرجال يركبون سياراتهم وحريمهم وعيالهم معهم ، تقدم ينطق بهدوء : نايف وش السالفة ؟
ألتفت نايف عليه ونطق : منيف أعجل أنت وأختك !
قفل الجوال وأبتسم ينطق : هلا جابر ؟
جابر : وش عندكم ؟
تقدمت نجلاء تسلم على أخوها نايف ، أبتسم ينطق : حمدلله على سلامة بنتك
نجلاء : الله يسلمك يا أخوي إلا وين رايحين ؟
نايف : ما شفتوا القروب ؟!
ألتفتت نجلاء على جابر اللي رفع أكتافه بعدم معرفة ، رجعت أنظارها على نايف تنطق : وين نلاقي الوقت أساسًا ؟ لا للأسف ما شفنا وين بتروحون ؟
نايف : قبل أسبوع تقدم نجم على بنت آل ساير
زفرت نجلاء تصدّ ونطق جابر : طيب عندنا خبر
أبتسم نايف ينطق : حلو الليلة الملكة عند قصور آل ساير
توسعت عيونها بصدمة وألتفتت على غرور خلفها ، سمعت ما نطق به خالها نايف وفلتتّ جوالها يصتدم بالرمال ، غمضت عيونها تنطق بصدمة : إيش !
ركضت نجلاء ومسكت ذراعها تنطق : غرور..
قاطعتها من صرخت تنطق : وش قاعد يقول هاه !! مستحيل نجم يسويها فيني مستحيل !
تقدم جابر ينطق بهدوء نبرته : أمشي ريحي نفسك إذا تعبتي ما بينفعني نجم ولا أي زفت غيره !
مسك بنته ومشى معها ، وقفت وسحبت ذراعها منه ، زفرت بغضّب تنطق : لا بتجهز وبتوديني لهم تسمع ! هيّن والله لا أحول عرسه جحيم والله وما أكون أنا غرور !!
زفر جابر بضيق ينطق : يا بنتي أرتاحي مالك ومال السوالف ذي ؟! خلاص ما حصل نصيب بينكم عيشي حياتك مثل ما هو فكر يعيش حياته مع وحده أختارها قلبه ! ليه تتعبين نفسك على شيء ما يستاهل تعبك ليه !
عضّت شفايفها تمنع دموعها تنزل ونطقت بصدمة : وحده أختارها قلبه ؟ آسفه أبوي بس من متى عندك خبر !؟ ليه ما فكرت تقولي وتفيقني من أحلامي ؟ ولا يوم تعلقت فيه تجي تقولي أعيش حياتي ! صعبة أعيش حياتي ونجم هو الحياة وأنا على قيده حية ! بتقولي مجنونه قول ما عاد يهمني لكن زواج هالليلة ما بيتم لو أحرق روحي لكن ما يتم !
قطرت دمعة قهر من عيونها باللحظة اللى أنتهت من كلامها ، زفرت تمشي وتتخطى أبوها تدخل للبيت ، صفق لنجلاء ينطق : مبسوطه ؟ صنعتي منها شيطان جاهز يدمر حياة بنت مالها ذنب بهذا كله !؟
ضحكت نجلاء تنطق : جدًا وبكون بصفها لأجل نوقف المهزله اللي حاصله مو مثلك توهمها أنها بتكون بخير وبتعيش حياة سعيدة بعيد عن نجم
ضحك بصدمة ينطق بحدة : أنتي اللي كبّرتي نجم بعينها ياخي أنتي وش من بشر !
تقدمت تمسك كتفه وتنطق بهمس : اللي ودك حبيبي بشر ولا ملاك ولا شيطان كل الفئات متاحة !
ضحكت من دفعها عنه ومشت تتبع بنتها ، زفر يستغفر ويدخل للداخل ..
« قصر مترك ، المـغرب »
دخلت سيارات آل جراح جميع ووقفوا بالمواقف الموجودة ، نزلوا كلهم وتقدم عزيز لهم ينطق : يالله حييّهم الحريم مناك يا عمي
ألتفت مسلط على الجهة اللي يآشر عزيز عليها و أبتسم ينطق : طيب يا ولدي طيب
ألتفت على أسيل بنته ونطق : شفتيه ؟
أسيل : ايه
مسلط : أدخلوا منه
مشت تسحب نجد معها ، زفر عزيز من أنظارهم ومشى يسلم على الرجال ، همست لأسيل تنطق بحدة : تستهبلين ذا زوجها صح !؟!
سحبت أسيل نجد مع ذراعها : وجع مدري أمشي
تركت ذراع أسيل تنطق بربكة : بروح اسأل !
شهقت أسيل تنطق : نجد !!
مشت تهرول راجعه لعزيز من دخلوا أعمامها غافلة عن سيارة شجاع اللي دخلت للحوش ، ألتفت عزيز لها بصدمة ينطق : بشويش !!
رفعت عيونها له تنطق : وش تقرب لك العروس ؟!
ضحك بصدمة ينطق : جايه تركضين عشان تعرفين وش تقرب لي ؟
عضّت شفايفها تنطق : لا تقول إنك من أخوياء نجم !
أبتسم يهزّ رأسه بالنفي وينطق : العروس تكون خالتي
شهقت بدهشة تنطق : أمانه !
عزيز : ليه وش كان ببالك ؟
شّدت على كفوفها تنطق بربكة : زوجها
ضحك بصوت عالي وضحكت بصدمة من ضحكته ، هو دايم يحط نفسه بهالمكان ويحرج وهج معه ، ضبّط شماغه ينطق : ما أنتي أول وحده تقولين كذا
أبتسمت تنطق بربكة : طيب مشكور وآسفه على الإزعاج
عزيز : موجودين ولا به إزعاج !
عطّته ظهرها ووقفت بصدمة من سمعت صوت شجاع ينطق بحدة : غليص !
توسعت عيونها بصدمة وأطلقت رجولها تركض ، كان صعب عليها مع الكعب إلا إنها ما وقفت أبدًا رغم مناداته لها ، دخلت علطول للقصر متجاهله شجاع اللي ألتفت على عزيز ينطق : وش عندك !
رفع عزيز حاجبة بدهشة ينطق : أحلف ؟ طيب سلم يا أبن الحلال
سحبه شجاع مع ياقته ينطق بحدة : أهد فكك والله !
رفع عزيز يدينه بإستسلام ينطق : اهدأ يا الأخو كانت ضايعه ووصفت لها الباب !
دفعه شجاع يتركه ومشى يتخطاه يتجه للمجلس وهو يتهدد نجد بداخله ، ضبط عزيز ياقة ثوبه ينطق بسخرية : وش ذا الأسم !
ضحك يمشي للمجالس وهمس بـ : غليص !
قابل نمر اللي خرج من المجلس ينطق : عزيز صح ؟
عزيز : أرحب
نمر : سألت جدك عنك
هزّ عزيز رأسه ينطق : آمرني
أبتسم نمر ينطق : وين المجالس الداخلية ؟ عندي إتصال مهم ولا ودي أرد بمكان مزعج مليان تراحيب
ضحك عزيز ينطق : صح المجالس الداخلية عازلة للصوت بس يمكن ما يمسك النت داخلها تبي أعطيك رمز الشبكة ؟
نمر : إذا تقدر لا هنت
مشى عزيز مع نمر متجهين للمجالس الداخلية ، فتح عزيز الباب يتأكد من خلوة المكان ووقف ينطق : سجل عندك
فتح نمر جواله يسجل الرمز السري بجواله ، أبتسم لعزيز ينطق : الله يعطيك العافية ما قصرت
خبط عزيز كتفه ينطق : خذ راحتك
ومشى عزيز يغادر للمجالس الخارجية ، ألتفت نمر يمسك الباب قبل يقفل ، دخل وقفل الباب وراه يفتح الإتصال ونطق بهدوء : أرحب حضرة الفريق الأول جبران !
سحب أحد الكراسي وبدأ يستمع لحديث الفريق أول ، وبالجهة الثانية ضبطت روجها ومشت تدخل لأجل تصور البوفيه والتجهيزات والتحضيرات كاملة ، سحبت الباب الضحم بقوتها تدخل وشهقت من رجع عليها وتقفل ، زفرت بعدم إهتمام ورفعت الكاميرا خاصتها وبدأت تصور ، متجاهلة القابع خلفها بالظلام وبإحد الطاولات الخلفية ، من لمح الليموني ببداية المجلس نسى الإتصال والفريق أول اللي يكلمه ، كان يتأمل طولها ورقتها وجمالها ، إنحناء خصرها وسواد شعرها ، رفعت جوالها من وصلها إتصال من وهج ، مشت تمسك مقبض الباب الضخم وبدأت تحاول تسحبه لكن دون فايدة ، زفرت تنطق : جايتك بس كيف أفك باب المجلس ؟
كبحت وهج ضحكتها تنطق : أنتي داخل ؟
نطقت ليلى بتعب : ايوه داخل قهرني !
ضحكت بسخرية وقالت : ادفعيه برا يا غبيه
وقفت بصدمة تدفعه وأنفتح بسهولة ، نطقت بصدمة : تضحكين ؟ أوريك
قفلت الجوال وخرجت تاركه كاميرتها بالداخل ، فزّ ينطق بحدة : معك !
جبران : أجل أشوفك بكره وضروري تسوي اللي قلت لك عليه وخلاص أعتبر أمرك محلول
ضرب الطاولة بقهر ينطق : أنقطع صوتك عشان الإرسال ما سمعت شيء طال عمرك
زفر جبران ينطق بحدة : ورا ما تكلمت !
مشى نمر يتجه للكاميرا اللي على الطاولة ينطق : كنت أناديك ما سمعت ؟
جبران : لا والله تعالي بكره بدري وأعلمك يا العقيد نمر
نمر : ودعناك الله
قفل الجوال وألتفت على ليلى اللي دخلت لأجل تأخذ كاميرتها بعد ما لاحظت إنها مفقوده ، صدّ عنها علطول ينطق : يا بنت !
رفعت حاجبها بصدمة من الشخص اللي معطيّها ظهره ، زفرت بغضّب تنطق لصاحب الأكتاف العريضة : سوري بس ممكن اسألك مين أنت وكيف قدرت تدخل ومين سمح لك تدخل !!
أبتسم نمر ينطق بسخرية : ألتزم حقي بالصمت حضرة المحققة
نطقت ليلى بغضّب : أبدًا ما يضحك وبشتكيك للسلطات المعنية ! وش يضمني إنك ما كنت تحّط شيء لنا بالغرفة ؟
رفع نمر شارته العسكرية ينطق : السلطات المعنية معك وتحت آمرك !
تقدمت تقّرب منه لأجل تشوف الشارة من قريب ، توقفت أنفاسه من سمع صوت كعبها يتجه له وشعر بحركتها خلفه تمامًا ، سحبت الشارة من يده وألتفت نمر بصدمة لها ، قرّبتها من وجهها تشوفها ورفعت عيونها له ، تقدم يسحب شارته منها وينطق بحدة : لو فكرتي تسوينها مره ثانيه..
وسعت ليلى عيونها بصدمة تنطق : تشيل كنت بشوفها من قريب أنت أول عسكري أصادفه بحياتي
سكن يتأملها من قريب وسمعها تهمس بـ : غير جدو مترك طبعًا !
رفعت عيونها تناظر بداخل عيونه ، شّلت حركته وحبسّت أنفاسه تمامًا ، حافظت على التواصل البصري معه لدقايق معدودة وقدرت تكون محط أنظاره لفترة طويلة ، زفر الثقل من صدره ينطق : من أنتي بنته ؟
أبتسمت له وسرعان ما تلاشت إبتسامتها من سمعت صوت الباب ينفتح ، ألتفتت عليه بصدمة تشوف مروج اللي نطقت لأختها بصدمة : ليلى !
توسعت عيونها تلفّ خلفها وما كان له أثر ، رفعت عيونها على الباب بآخر المجلس تشوفه يتسكر ببطء ، زفرت براحة تنطق : ايوه ؟
مروج : أهل العريس وصلوا
مشت تمسك الكاميرا خاصتها وتنطق : بالله ؟
خرجوا من المجالس الداخلية متجهين للحديقة ..
« المجالس الخارجية »
ألتفت على قدوم نمر من خلف البيت ، رفع حاجبة بدهشة ينطق : من وين أنت جاي يالسربوت ؟
ضحك نمر بصدمة ينطق : الله يقطعك يا نجم روعتني !
تقدم يوقف بجانب نجم وينطق : وش عندك برا يا عريس ؟
نجم : أبغى أكون أول من يقابل الشيخ
وجّه نمر نظراته على نجم ينطق : ليه عسى ماشر ؟
زفر نجم بغضّب ينطق : عشان أدعس رقبته
ضحك نمر بصدمة ينطق : شيخ يا نجم شيخ أتق الله !!
ألتفت على نمر ينطق : أبو سعود ودك أحول عليك بداله ؟
كبح ضحكته ينطق : نعتذر منك ، بس وش له تدعس رقبته
مسح نجم وجهه وفتّل شنبه ينطق : باقي أقل من ساعتين وأكون بالقاعدة وحضرته ما وده يشّرف
توسعت عيونه بصدمة ينطق : نسيت إن عندك مهمة !
نجم : راعي الحاجة ما ينساها يا نمر
خبط كتف نجم ينطق : أدخل وريّح شوي ويجي
خرج شجاع من المجالس ينطق : وصل ؟
ألتفتوا عليه وهزّ نجم رأسه بالنفي ، زفر شجاع ينطق : مطول
نجم : لو أدري علمتك !
ضحك نمر ينطق : معصب نصيحة لا تلعّب بأعصابه
مشى يتخطى شجاع ويدخل ، تقدم شجاع له ينطق : هدّ يا أبن عمي الأمور طيبه !
زفر بغضّب ينطق : باقي كتب الكتاب والعشاء وتقولي طيبه ؟ ما معي إلا ساعة ونص !
مشى يرجع للمجالس وتبعه شجاع ، ألتفت عليه من سمعه يهمس بـ : و الشوفه
ضحك شجاع ينطق : هذي مفروض حطيتها قبل العشاء !
نجم : تبي الصدق ولا ولد عمه ؟
شجاع : لا بالله أبغى الصدق
نجم : العشاء ما بيمديه وأنا أخوك بشوفها وأمشي
أبتسم شجاع ينطق بسخرية : أني خابر قدك بتشبع منها ما يحتاج عشاء
رفع حاجبة ينطق بسخرية : الله الله
مشوا للداخل وجلسوا ، ألتفت نجم على رماح اللي نطق : عاد الشيخ بيأتي ؟
رفع أكتافه بعدم معرفة ينطق : عساه ما يتأخر بس
رماح : الله يعين ورطتنا يا ولدي ولا وشو له ذا كله
نجم : محد ضرب يدينكم وقالكم تعالوا
ضحك رماح بسخرية ينطق : وتحسبني بخليك تروح لحالك ؟
صدّ نجم ينطق : أجل لا تمنن علينا نفدا خشمك
مشى أمير لجهة نجم ووقف قدامه ينطق : نسيبنا
رفع عيونه يناظر الواقف على رأسه ونطق : أرحب
أمير : الشيخ برا تعال نستقبله
وقف نجم ووقف رماح ، وقفوا جميع الرجال على دخول عزيز والشيخ بجانبه ، تقدموا يسلمون عليه وأبتسم ينطق : ماشاءالله تبارك الله أخيرًا بعد سنين زاركم الفرح يا مترك !
مترك : الله يبارك بعمرك يا مسلي
الشيخ مسلي : دخلنا على بركة الله
جلسوا بصدر المجلس وألتفت مسلي على نجم ينطق : عريسنا ؟
هزّ نجم رأسه بالإيجاب ينطق : مرحبا
مسلي : لا ماشاءالله عليك رجال ونعم الرجال ، وين والدك ؟
رفع رماح يده ينطق : ما عليك زود حاضرين
مسلي : وأمير موجود ، من شهودكم لهذه الليلة المباركة
وقف سهيل ووقف مترك يتقدمون للطاولة ، ألتفت مسلي على مترك ينطق : إثباتات الجميع ؟
سحب نجم بطاقة الأحوال الخاصة به يمدّها للشيخ ، بدأ يسجل البيانات الكاملة ورفع رأسه ينطق : حضرة العريس وولي العروس كرروا من بعدي
زفر نجم يعدّل جلسته ، ألتفت مسلي على أمير ينطق : قل زوجتك أبنتي
وجّه أنظاره على نجم ينطق : زوجتـ..
وقفوا جميع بصدمة من دخلت للمجالس حاملة بيدها سلاح ..
« سابقًا ، الحديقة الخلفية »
بعد ما أنتهت هنادي من السلام تقدمت لمزنه تنطق بربكة وذعر : عمتي
ألتفتت مزنه عليها تنطق : علامك ؟
هنادي : تذكرين الحرمه اللي جاتنا و ذمّت بأهل العريس وبالعريس ؟
مزنه : اي بالله أذكرها
آشرت هنادي بيدها الراجفة تنطق : مو كأنها ذي !!
ألتفتت مزنه بصدمة للجهة المقصودة وصعقّت من اللي لوحت بيدها لهم ، ضحكت نجلاء تنطق : دامها خربانه خلهم يدرون المساكين !
وقفت غرور تنطق بحدة : وين محلها حضرة العروس ؟
رفعت عيونها لحفيدتها تنطق : أجلسي يا بنتي
ألتفتت على شاهرة وضحكت تنطق : الليلة يا قاتل يا مقتول !
شهقت نجلاء من رفعت غرور السلاح ومشت ، صرخوا الحضور جميع وصعقوا رعبًا من شافوا السلاح بيدها ، كانت تمشي متجاهله صراخ نجلاء وراها ، أرتطمت بـ ليلى اللي دخلت للحديقة وألتفتت بصدمة من لمحت السلاح ، كذّبت نظرها ورجعت تأكد وسرعان ما شهقت من لمحّته بيد غرور ، صرخت بغضّب تنطق : وين متخبية فيه العروسه ؟؟
شهقت هنادي تركض ووقفت ليلى بوجهها تنطق : بشويش يا خاله لا توضحين لها أنتي مين وتبلشينا !
عضّت هنادي شفايفها وبكت بدون صوت تنطق : وبنتي !
زفرت ليلى تنطق بجدية : تتوقعين تلاقي لها درب بهالقصر الكبير ؟
هزّت رأسها بالنفي وأبتسمت ليلى تنطق : خلاص اهدأي
ضحكت غرور تنطق بسخرية : يعني محد بيتكلم ؟
تقدمت نجلاء تنطق : بنت !
صرخت بوجه نجلاء تنطق : أنتي اللي دخلتي نجم وكبّرتيه بعيني والحين أنتي بتتحملين نتيجة أفعالك !!
عضّت شفايفها تمنع دموعها تنزل ونطقت بهدوء : غرور يا بنتي لا تسوين فيني كذا..
صرخت بحدة وعيونها على أمها تنطق : بس بس ما أبي أسمع منك شيء ولا أبي أسمع صوتك من الأساس !
شهقت نجلاء من خرجت غرور من القصر متوجهه للمجالس الخارجية ، رفعت عيونها للقصر ووقفت بصدمة من لمحت الأحمر بالشرفة ، عضّت شفايفها من كمية الجمال وشّدت على السلاح ترفعه على الأنثى القابعة أعلى الشرفة ، الحسد والكره أعمى بصيرتها ، قطرت دموعها المالحة وضغطت على الزناد وأطلقت على الشرفة بعدم تركيز ، صرخت وهج من أنكسرت الجرّة وسقطت النبته وتناثر الطين منها ، رجعت للخلف مذعوره وقفلت باب الشرفة على نفسها ، من أنطلقت الرصاصة ركضت ليلى برفقة أخواتها وهنادي للطابق الثاني ، وبالنسبة للرجال ما وصلهم الصوت بحكم بُعد المجالس وعزّلتها تمامًا عن الأصوات الخارجية ، زفرت بغضّب تمسح دموعها بحرقة وتتوجه للمجالس فورًا..
« الزمن الحاضر ، المجالس »
سحب جابر شماغه بصدمة من تأكد إنها بنته وتوجه لها لأجل يغطيها ، رفعت السلاح بالسقف وأطلقت عليه تنطق بحدة : لحّد يقرب مني !!
رفع حاجبة بدهشة ينطق : بنت جابر !
وجهّت السلاح عليه تنطق بسخرية : ولك وجه تناديني ؟
أبتعد عن الطاولة يخرج يواجهها وينطق : موضوعك معي حلّيه معي وبهداوة ماله داعي التهديد والتخويف والسلاح بكبره !
عضّت شفايفها تضعف وجدًا قدامه ، كيف لا وهو القلب والصدر داره ، شّدت قبضتها وضغطت الزناد ، توجهت أنظار الجميع بصدمة للرصاصة اللي استقرت بالجدار مسببة جرح بأعلى كتف نجم ، فلتت السلاح من يدها وسقطت فاقدة الوعي بيدين مروان اللي نطق بحدة : عمي جابر ألحقني !
ركض جابر يغطي بنته ويخرج فيها من المجالس ، تقدم نمر لنجم ينطق : أنت طيب ؟!
هزّ رأسه بالإيجاب وشّد على أذنه من الألم آثر صوت الرصاصة ، ألتفت خلفه على جهة الشيخ وأنسابه ينطق : أنتوا بخير ؟
مترك : بخير بخير
زفر أمير بغضّب ينطق : من هي البنت !
سحب نجم شماغه يغطّي إصابته وينطق : بطلع أشوفها وأجيكم
ضحك أمير بصدمة ينطق : وناوي تلحقها بعد ؟؟
زفر يخرج ويتجاهل صدمة أمير وسؤاله ، تقدم لسيارة مروان ونطق بسخرية : وأنت ما صدقت تلاقي فرصة ؟
رفع مروان رأسه ينطق : إيش ؟
ألتفت نجم على غرور اللي نطقت بحدة : ما يخصك أظن !
صدّ عنها يتقدم لجابر وينطق : شل بنتك فضحتنا عند العربان
وقفت تدفعه بقوة وتنطق بحدة : أنا صرت فضيحة ؟! عفوًا بس مخك مو قاعد يستوعب ولا إيش ؟
رفع حاجبة بدهشة ينطق : بنت جابر أدحري الشيطان لا أحاسبك على كل مصيبة صغيرة وكبيرة سويتيها اليوم !
تقدم جابر ينطق بحدة : لحظة من أنت عشان تحاسبها !!
صرخ نجم بوجهه ينطق : بصفة القانون وبصفتي المقدم نجم !
تقدم ورجعت بخطواتها للخلف ، زفر بغضّب ينطق : اللي واقف قدامك ماهو ولد خالك اللي عهدتيه قدامك شخص شّديد بعمله ومستحيل يسامحك على أي فعل ومستحيل يمشي لك الرصاص اللي أنطلق من سلاحك اليوم !
ألتفت على جابر وكمل ينطق بحدة : بنتك داخله بسلاح ما ندري هو مرخص ولا لا وفوق ذا أطلقت قرابة الثلاث طلقات وأصابت شخص في وحدة منها !
توسعت عيونه بصدمة يستمع لنجم وهو ينطق : وإن مشيتها أنا تتوقع العميد مترك يمشيها ؟ ولا جيرانه العساكر ؟ تتوقع ما يسألون وتتوقع ما يداهمونك الحين !
تمسكت فيه ونطقت بصدمة : أنا ما صاوبت أحد بس أطلقت على..
صرخ يبعدها عنه ويسحب شماغه يرميه على الأرض ، قرب منها ينطق بحدة وعيونه عليها : هذا وش يا بنت جابر !!
شهقت بصدمة تناظر الدم اللي على ثوبه بجهة كتفه ، عضّت شفايفها تنطق بصوت باكي : أنت اللي حديّتني
رفع حاجبة بدهشة ينطق : بالله ؟ أنا الغلطان الحين ؟ ما ذكرتني واعدك بشيء وأخلفت وعدي عشان تسوين ذا كله !
مسحت دموعها ونطقت بهدوء : من وأنا صغيرة كانت أمي تسولف لي عنك وتقولي أنك تحبني كانت تحكي لي قصص مليانه حب ومشاعر واليوم فقت يا نجم اليوم عرفت إنها كلها من نسج الخيال ولا تمس الواقع بصلة !
انحنى يشيل شماغه من الأرض ويثبته على كتفه ، قربت منه ونطقت والعبّرة تختنق صدرها وتحرق حنجرتها : وبيوم من الأيام جاتني والبهجة تشعشع بوجهها وقالت لي إنك خطبتني وأن أحلامي تحققت ، نجم أنا كبرت على حبك وكان واجب علي ومفروض أنا قضيت سنيني وطفولتي أراقبك وأحاول أتقرب منك ومرت السنين وأنا أنتظر جيتك من السطوح والحين تبيني أستغني عن كل شيء وعنك !
نجم : انظلمتي في شيء والحين جايه تظلميني بشيء أنا مالي يد فيه ؟
ذرفت الدموع وهي تسمع كلامه كيف قاسي وبارد ، شّدت على قبضتها تنطق : ما جيت أظلمك جيتك من باب المحبة وأبيك تشرع بيبانك لي ليه ترّدني وتقفل الأبواب بوجهي ؟؟
مسح وجهه وشنبه يلتفت بأنظاره على جابر وينطق : خذ أهلك البيت لما رجعت من المهمة تصافينا
ضحكت بسخرية تمسح دموعها وتنطق : أنا خطيبتك وأرجوك أستوعب وش يعني خطيبة أنت ماشي لا ملكت علي ولا تركتني أروح وأشوف حياتي أنت تبيني ولا ما تبيني !؟
ألتفت نجم عليها ينطق بهدوء : ايه طال عمرك أنتي خطيبتي اللي أجبروني أخطبك من أبوك وأتقدم لك عشان خاطر سهيل ولا ما عمرك كنتي بالحسبان يا بنت جابر ولا بتكونين !
غرور : شكرًا مره على كل شيء !
ميّل رأسه لها ينطق : ما سوينا شيء الله يستر عليك وما حصل نصيب !
صعّقت من تراجع بقراره وفركش خطوبتهم ، ألتفتت بصدمة وما شافته ، كانت ماشي يبتعد عنها ، هي ضغطت عليه والنتيجة كانت نفوره منها ، شهقت تبكي ونطقت بصراخ : رح الله لا يوفقك ولا يكتب لك التوفيق بحياتك مثل ما ضيعت حياتي وعمري عليك والله ما أسامحك طول عمري حسبي الله عليك وعليها وان شاءالله إن الطلقة الأولى ما خابت وأصابتها !
توقفت حركته وألتفت عليها بصدمة ينطق : إيش ؟؟
صرخت غرور تنطق : ايه اللي توايق من الشرفة تنتظرك أطلقت عليها وان شاءالله إنها ميته وحق المظلوم ما يروح !
ركض عزيز بصدمة من كلامها يصرخ بأسم أمير ، خرج أمير مفجوع وركض يلحق حفيده ، ألتفت نجم عليهم ومشى يتبعهم ووقف من مسكه مترك ينطق بحدة : البنت طيبه يا نجم طيبه تعال وقع وبعدها أنت أبخص
زفر يغمض عيونه ويغطي وجهه ، وجّه مترك نظراته على كتف نجم ونطق بهدوء : أنت بخير ؟
فتح عيونه ينطق بهدوء : بخير خلنا نشوف الشيخ ونخلص من هالليلة !
مترك : أمش
رجعوا للداخل ومشى نجم يجلس بجانب الشيخ ، عرق جبينه يصّب من آلم الرصاصة اللي جرحت كتفه ومرّت منه ، كانت عينه على مترك اللي واقف عند أبواب المجالس ينتظر أمير يرجع ، مر الوقت ودخل أمير للمجلس يمشي بجانب أبوه ، جلسوا وزفر يعدّل ثوبه وينطق : العذر والسموحة تأخرنا عليكم
مسلي : خير ما حصل خير جاهزين نبدأ ؟
هزّ أمير رأسه بالإيجاب وألتفت مسلي على نجم ينطق : جاهز يا عريس ؟
زفر الألم ينطق بحدة صوته : الله الله
بدأ مسلي يعيّد ما بدأه لحّد ما وصل لنطق أمير بـ : زوجتك أبنتي وهج على شرع الله وسنة رسوله
ألتفت مسلي على نجم اللي نطق بربكة : قبلت هذا الزواج وقبلت بها زوجة لي
أبتسم مسلي ينطق بهدوء : حمدلله على التمام وحسّن الختام أعلنكم زوجًا وزوجة تقدر توقع الآن
زفر ربكته يسحب القلم ويوقع أسفل أسمه ، قلبه مؤمن إنها المختارة وعقله متيقن إنه مستحيل يندم على هالمجازفات كلها ، خايف وبشّدة يزوره الندم بأيامه الجايه برفقتها ، ما أخذ بكلام أمير وإنه زواج على ورق ، هو تزوجها لأنها رغبة قلبه الأولى ولأنها هزمته بدون ما تطلق إنذار الحرب ، هي تمكنت منه وهو مستسلم وراضي أتم الرضى ، هو شاف فيه إنسان ثاني برفقتها إنسان عجز يتعرف عليه ، وقع وسحبوا الكتاب لأجل توقع هي بعد وتتم الشوفة ، بقى من وقته أقل من نصف ساعة وبعدها بيغادر شهرين وبيرجع متلهف ومشتاق لها ، متخوف يدخل ويشوفها ومعاد يقوى يتركها ، هو ما زال خايف عليها من جنون غرور لكنه واثق بكلام مترك وما ريّح ضميره ولو شوي إلا شوفك أمير مره ثانية ، غمض عيونه من الألم اللي يشعر فيه وأبتسم بخفه يسلم على أبوه ، كان كل شيء مثل الحلم بعيونه ، هو أدرك إن الرصاصة تمكنت منه ويدري إنه بدأ يدوخ ويتعب لكنه ظل واقف على رجوله ينتظر خبر من عزيز اللي غادر بالكتاب قبل دقايق ، أنتهى السلام وهو باله مع عزيز ما يدري سلم على من وترك من ، كان جلّ ما ينطقه هو « الله يبارك فيك ، العقبى عندكم » ، رفع عيونه من دخل عزيز مبتسم ونطق : الف مبروك وهنيا لك يا نجم ما خذيت درة بيتنا ومهجة روحنا !
أبتسم لعزيز ينطق بصوته الجهورّي : الله يبارك فيكم جميع وأبد بالحفظ والصون
تقدم مترك له ينطق : معك وقت للشوفة والعشاء ؟
نجم : ما ظنتي يمديني على العشاء لكن حاضرين لسموها
ضحك مترك ينطق : مشينا أجل
خرج نجم مع الباب وألتفت على شجاع اللي لبسّه البشت الأسود ينطق : لحّد يلمح جرحك يا عريس
رفع حاجبة بدهشة ينطق : بقولهم متحنّي
ضحك شجاع ونطق بفرحة : الله يوفقك يا أبو رماح
وقفوا مترك وأمير وعزيز عند باب القصر ، أبتسم يدخل للقصر بدونهم على زغاريط أهله ، ضحكت ريمان بفرحة تنطق : تعال يا نجم تعال وأنا أمك
تقدم يسلم عليها وينطق : جعل يومي قبل يومك يا أم نجد
مسحت دموعها تحتضّنه وتنطق : أسم الله عليك يا أمي والله يوفقكم ويبني بيتكم
مسح ظهرها ينطق بهدوء : آمين اللهم آمين
ألتفت على نجد اللي زغرطت وضرب رأسها ينطق : بس يالخبله بس
ضحكت تتمسك برقبته وترفع رجولها ، عضّ شفايفه بألم يرفعها وينطق : عقبالك باللي يخاف الله فيك ويصونك يا بنت رماح
ضحكت تنطق بهدوء وهي تبتعد عنه : أنت خلني أتخرج بعدها نفكر بالزواج
أبتسم بألم يبعد عنها وينطق : وين أروح ؟
ألتفت على هنادي اللي تقدمت بالمبخرة والعود ، أبتسمت تسحب شماغه وتطيّبه وتنطق : يالله حيّ عريسنا
أبتسم بربكة ينطق : الله يسلمك
هنادي : أنا أم وهج يا نجم
نزلت المبخرة على الطاولة وأبتسمت تحتضّنه ، توسعت عيونه بصدمة يستمع لها وهي تنطق : أنا ظنيت بك ظن سوء وبسبب وحدة ما خافت الله فيك وفينا لكن اليوم تبيّن لي إنك رجال ونعم الرجال يا نجم رجال أثق فيه وأثق بسلامة بنتي عنده الله يوفقكم ويجمع ما بينكم على خير يا ولدي
ما قوى يرفع يدينه ويحاوطها ، أكتفى بمصافحتها وأبتسم ينطق : جعلني عند حسن الظن لكن ما معي وقت..
ضحكت هنادي تنطق : علموني أن وراك مهمة ؟ تعال تعال
تقدم يتبعها ويتوجه للمجلي الداخلي ، فتحت هنادي الباب ونطقت : خذوا وقتكم سوا
دخل نجم وقفلت هنادي الباب خلفه ، ألتفت وهج عليه وتوهجت وجنتيها خجل من طاحت عيونه عليها ، تقدم لها وأبتسم بخفه ينطق : حيّ الله عذبة الأطباع !
رفعت عيونها بخجل من تقدم يسلم عليها ، لفّ يده خلف خصرها وميّل رأسه يقبّل خدها ، رفعت يدينها على أكتافه تنطق : الله يسلمك ويخليك
زفر نجم كل الحمل والثقل من على صدره ، حاوط خصرها وشّدها له ينطق : بشويش على كتفي
أبعدت عنه تقابل وجهه ، أشتد حيّاها وأبعدت عنه وما زالت يدينه تحاوط خصرها ، زفرت تنطق بربكة : عسى ماشر وش فيه كتفك ؟
سحبها له يحتضّنها وينطق : أنا ما هقيت الليالي تجمعني فيك خلي السؤال وكتفي والجرح على خير ولا تقلقين الجرح في حضنك يبرى حضرة الدكتورة
أبتسمت بخجل تنطق بربكة : طيب ممكن أشوف جرحك ؟
رفع حاجبة بدهشة ينطق : بتمارسين مهنتك علي ؟
مسكت كفوفه تبعدها عنها وتجلس على الكنب ، جلس بجانبها ونطق : ما معي وقت يا عذبة الأطباع
نزعت بشته وشهقت بصدمة تنطق : من إيش بسم الله !
كان ذايب من قربها وعذّب حكيها وواضح من عيونه ، زفرت بتوتر تنطق : ساعدني وفك أزرار ثوبك
نجم : ما أقدر كتفي يوجعني
رفعت حاجبها بصدمة تنطق بهمس : سبحان الله الحين أوجعك
بلل شفايفه ينطق بسخرية : لا بس أذكرك أني ما طلبتك تعالجيني..
قاطعته من رفعت دقنه وفكّت أزرار ثوبه ، نزل عيونه لها ورفعت عيونها له ، زفرت بربكة تسحب كُمه وسحب ذراعه يساعدها ، توسعت عيونها من شافت الجرح تنطق : رصاص !
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق بهدوء : لا هي أول وحدة ولا آخر وحدة
رفعت حاجبها تنطق بسخرية : بتسوي فيها القوي يا ضابط ؟
قرب منها ينطق بهمس : أنا فعلاً قوي جربي حظك وشوفي
كان متوقع تلمس جرحه أو تحط له مرهم يحرق ، لكنه صعّق تمامًا من مسكت وجنتيه برقة كفوفها تقرب من وجهه ، زادت نبضات قلبه وغمض عيونه يرتخي بين يدينها ، ضحكت بخفه تدفعه على الكنب وتنطق : خلك ثابت يالقوي !
مشت للدولاب تسحب وتأخذ شنطة الإسعافات الأولية منه ، قفلته ورجعت له تنطق : يمكن يوجعك شوي بس تحمل
نجم : ما يوجعني بس خلصي الوقت يداهمني
رفعت أكتافها بعدم إهتمام تنطق : بكيفك بس تحذير
سحبت فنيلته تشّقها بالمشرط ، عضّت شفايفها من عُمق الجرح وزفرت تنطق : كويس الرصاصة مو موجودة بس برضو يحتاج خياطة !
فتح عيونه بتعب ينطق : عطيني الإبرة والخيط لو ما تقدرين
رشت من المطهر وما أهتزت فيه شعره ، ما تنكر إنها أنصدمت من قوته وصموده قدام شيء يعتبر حارق للأشخاص ومسبب كبير للألم لكنها تجاهلت وبدأت تعقم جرحه وتخطيه بدقة وجهد ، سحبت الشاش تنطق : ساعدني الحين
رفع ظهره وحاوطها بذراعينه ، بدأت تلف الشاش خلف ظهره وحول كتفه ومن أنتهت وقفت تنطق بسخرية : صراحة خوش ملكة !
وقف يدخل ذراعه بحذر شديد داخل كُمه ، ألتفت عليها ينطق : أبشري بالعوض
وهج : واضح مستعجل وتقول ما عندك وقت وش وراك ؟ ومن البنت اللي كانت ماسكه سلاح بيدها ؟
تقدم نجم يقبّل جبينها وينطق : ليلك طويل يا حضرة الدكتورة وأنا وقتي ما يسعفني
رفعت عيونها له تنطق بهدوء : طيب قول لي وش عندك ؟
نجم : عندي مهمة طال عمرك
ميّلت شفايفها بعدم فهم وسرعان ما توسعت عيونها تنطق بهمس مسموع : نفس اللي كان جدو يروح لها ؟ اللي تأخذ منك أشهر وأحيانًا سنوات ؟
أبتسم نجم بخفه ينطق : كم شهر وأنا راجع توصين تآمرين ؟
هزّت رأسها بالنفي تنطق : الله يحفظك
مشى يتخطاها ويتجه للباب ، ألتفت لها من نطقت بحدة وعيونها عليه : يا ضابط !
بلل شفايفه ونطق بهدوء : سمّي
تقدمت له وضحكت بسخرية تنطق : ما ودك تلبسني الدبلة ؟
توسعت عيونه ينطق بصدمة : عند مقامك الصاحي يغدي مجنون لا تشرهين 
أبتسمت وهج تنطق بحدة : ستر وغطى لا تشيل هم
سحب نجم الدبلة ومسك كفها يلبّسها ، أبتسمت من رفع كفها يقبّله وهو مغمض عيونه بحُب ، عضّت شفايفها تصدّ عنه وتسحب دبلته ، رفع كفه وأبتسمت بخفه تلبّسه وتنطق : الله يجمعنا على خير بكون في انتظارك حضرة الضابط ولا تنسى تعطيني خبر إذا رجعت
رفع حاجبة ينطق بهدوء نبرته : بتلاقيني بحضّنك ولا يهمك
توسعت عيونها بصدمة تشوفه يخرج ويقفل الباب خلفه ، خرج وأبتسم من شاف أهله ورفع كفه لهم ينطق : ودعناكم الله والدكتورة من الأمانات عندكم
كان يسمع كلمات التوديع تخرج من أفواههم لكنه ما قدر يرد على وحده منهم ، رفع جواله يشوف إتصالات اللواء ركن كايد الفائته وأدرك إنه تأخر ، ركض لسيارته وتقدم مترك له ينطق : قلت ما يمديك على العشاء ؟
نجم : لا بالله ما يمديني الله يستر عليكم وبالعافية
مترك : الله يحفظك ويسدد رميك يا ولدي
ألتفت نجم يشوف سهيل متوجه له ، أبعد عن مترك وركض لجده يقبّل جبينه وكتفه وينطق : العذر والسموحة منك يا سهيل أدري إن خاطرك شايلٍ علي الشيء الثقيل لكن أبشر بالرضاوه ولا ودي أروح وأنت ما رضيت عني
خبط كتفه الأيسر المتعافي ونطق بهدوء : الله يحفظك ويستر عليك ، طابت النفس وما بقى إلا الحسايف !
ترك نجم ومشى يركب مع رماح ويغادرون المكان ، هو متأكد إن سالفة غرور وصلت له ويدري بغلاة غرور عند جدها كونها حفيدته من بنته الوحيدة ، شّد على قبضته وركب موتره يتوجه للقاعدة ..
« حلّة سهيل ، منتصف الليل »
داخل بيت رماح تحديدًا غرفة نجد ، جففت شعرها بالمنشفه وسحبت البخور تبخره ، زفرت بقرف من شمّت ريحة سجاير وفورًا أردفت بـ : الله يقطع إبليسك يالشايب !
تقدمت تناظر بحذر وزفرت من شافته أسفل شباكها ، أبتسم من لمح زولها ينطق :
وينك ياللي تهاونتي الغياب
ابطيتي عنّي وأنا شوقي عجل !
مدري هو إنك من اللقاء تهاب
وإلا صدك عن اللقاء يا نجد خجل ؟
-
عضّت شفايفها بهدوء تنطق : اسأل اللي يتصدد مني عند الخيام !
شجاع : لو بنبدأ عتاب عاتبتك عن وقفتك جنب الغريب اليوم !
زفرت تسحب جلالها وتنطق : وش دخلك فيني ؟! ما هو أنت اللي بديت تحمل
زفر دخان سيجارته يرميها وينطق :
عاتبيني يا نجد كان يرضيك العتاب
وأجرحيني كان جرحي لك دواء
-
رفعت حاجبها تنطق بحدة : بنام تبغى شيء ؟
رفع عيونه لها ينطق : بترضين ولا أطلع عليك ؟
توسعت عيونها بصدمة تنطق : ما عندك سالفة ولا هي أنا اللي تراضيني بأبيات زارفها من منتديات تعب قلبي !
رفع طرف ثوبه ينطق : أخو مسعود صدق !
نجد : والتبن فيك وفي مسعود وأعلى ما في خيلك أركبه
قفلت الشباك بقوة وصّنم شجاع تحت ، زفر بصدمة ينطق : هي علامها شّدتها ؟ ولا قررت تزعل يوم أفتكيت من نجم !
مشى يغادر المكان وقفلت الستاير تنطق : بس هرج وكلام فاضي !
مشت تنسدح على سريرها وتتأمل السقف ، قربت الفاينل وقرب تخرجها وبكل يوم تدرك هالاشياء يزيد قلقها ، نجم غادر اليوم وما بتشوفه شهور قدام ، عضّت شفايفها من فرط التفكير وغمضت عيونها تنام ..
« بيت جابر »
قضت ليلتها كاملة تفكر فيه وكيف رفضها ، تفكر كيف سمحت لأمها تلعب عليها مثل الدمية وكيف قدرت تصدق كلام أمها المبني على كذبات مالها حد ولا نهاية

« بيت جابر »
قضت ليلتها كاملة تفكر فيه وكيف رفضها ، تفكر كيف سمحت لأمها تلعب عليها مثل الدمية وكيف قدرت تصدق كلام أمها المبني على كذبات مالها حد ولا نهاية ، عضّت شفايفها تفتح جوالها وتقلبّ بالملاحظات القديمة ، كانت تقرأ كتاباتها عن نجم وجميع صوره المرفقة بكل رسالة ، حنّت لشعور البدايات معه ، بدايات حُبها له بأيام المراهقة والطيش ، تتذكر كيف كان نجم يضحك بوجهها ويعطيها من الحلويات اللي يجيبها لأخته نجد ، فقدت كل شيء وفقدت قلب ما ظنت إنها كسبته من البداية ، رفعت عيونها من إشعار وصلها ودخلت الواتس على محادثة عمها شايع ، قرأت محتوى رسالته اللي كان يقول فيها : لبيه ، وش خاطرك فيه ؟
أبتسمت من سالت دموعها على وجنتيها ، مسحتها ووقفت تعدّل جلستها وتكتب : نسافر ؟
رد عليها علطول كاتب : تم على وين ؟
أبتسمت تكتب له : تتم أفراحك عمو ، بعطيك خبر أول ما أرسي لي على محل
شايع : أجهز عفشي يعني ؟ ولا ما بنطول
غرور : إلا بنجلس شهرين جهز نفسك يالعزابي
أرسل إيموجي ضحكات وأبتسمت تقفل الجوال ، سحبت الدعامة من رقبتها وأنسدحت تستسلم للنوم ..
« بمكان آخر ، قبل الفجر »
على أحد الطرق السريعة ، داخل موتره متوجه لمهمته بالشمال وعلى الحدود الشمالية للمملكة العربية السعودية ، أبتسم بخفه ينطق : هي كانت لابسه أحمر البارحة ؟
مصدوم كيف قدر يغادر الرياض ويتركها خلفه ، عضّ شفايفه ينطق بهدوء نبرته : تحمد ربها إن وراي مهمة ولا وش يفكها مني !
أستوعب من سمع صوت عُدي ورفع اللاسلكي ينطق : كرر يا الجارح ؟
سحب عُدي اللاسلكي ينطق : طال عمرك ودك نستريح فالبر ونكمل المشوار مع مشرق الشمس ؟
رفع نجم عيونه للصحراء اللي على مدّ ناظره ، مالها بداية ولا لها نهاية ، زفر من لمح مكان مناسب ونطق : ألحقوني
عُدي : آمرك سيدي !
رجع اللاسلكي بمكانه ولفّ الدركسون يدخل البر ، توجهت السيارات الحربية والمدرعات من بعده ، وقفوا بالمكان اللي وقف نجم موتره فيه وبدأوا يشيّدون الخيام لأجل تكون لهم ذرى من البرد القارس ، فتح درج سيارته وسحب ورقة قديمة منه ، أخذ قلمه من جيبه وكتّب أولى قصايده فيها ،
« يا كثرها تسليمة يوم ألاقيه
لي عين تكتب له وله عين تقرى
ولا حل طاريه تجاهلت طاريه
ما كني أدري عنه وأنا به أدرى
بسكات يغليني وأنا حيل مغليه
لا تيلفون ولا مواعيد غدرى
ليت الزمن يرجع وأنا أعلمه ليه
ولا الحظوظ من المقابيل تشرى
كل العذارى في الوفاء ما تساويه
كنه اليمين وباقي الغيد يسـرى
قولوا له إني مارتضي بالبدل فيه
كلا مال قارون ولاعرش كسرى
يرتاح ماغيره ملأ عين هاويه
غلاه نهر النيل والقلب مجرى
2
وأكبر دليل إني الى غاب أحاتيه
كم لليلة بفقده على كف مسرى
وإن قالوا إنه بالرياض وأزريت لا أجيه
وجهت وجهي كل ما نمت حدرى »
-
سفط الورقة ودخلها بجيبه يرفع رأسه لمجيء عُدي ، وقف يسكر موتره وينطق : حيّ الله الجارح
ضرب عُدي تحية ينطق : الله يبقيك سيدي ، المخيمات جاهزة
مشى قدامه ينطق : أستريح وأتبعني
أستراح عُدي وتقدم يتبعه ، مشى لأكبر الخيام الموجودة ونطق بهمس : به ربعٍ قريب يا الجارح
رفع عُدي حاجبة بدهشة ينطق : وين وأنا أتلهم لك الحين
جلس على الكنبه الموجودة بمُنتصف مكتبه ينطق : ما لنا نية بالهجوم ودنا نوصل للحدود بدون خساير
عُدي : آمرك سيدي ، غيره ؟
أنسدح نجم وغمض عيونه ينطق : خلوا عيونكم صقور وكلكم أذان صاغية إذا حصل خير ما هو بشر بلغني ، تقدر تتفضل
ضرب تحية ينطق بحدة صوته : حاضر سيدي !
مشى يغادر الخيمة ويقفل الباب خلفه ، وقف يحرسّها ويحرسّ نجم من الخارج ، أذانه مفتوحة وتركيزه وعيونه متوجهة على البر وحدود المعسكر كامل ..
« قصر مترك ، الفجر »
أول صباح لها والدبلة تحتضّن إصبعها ، هي ما نامت من البارح ومن التفكير في الشوفة وما حصل بينها وبين الضابط مثل ما تسميّه ، مسكت شعرها تلفّه وترفعه ، رفعت عيونها تتأمل نفسها فالمراية قدامها ، بدأت تمرر الدبلة على إصبعها وزفرت بغضّب تنطق : مستحيل ما مدحت الأحمر !
غمضت عيونها بغيض وغطت كامل وجهها بكفوفها ، هي متأكدة إنه بدأ يميّل لها بعد ما شافها في ملكته ، كيف قدر يمشي بدون ما يقول للأحمر القابع قدامه كلمة عذبة وحده من بحور كلامه العذب ، أبعدت كفوفها تنطق بربكة : أصلًا ما كنت طبيعي بالمره 
سكنت ثواني ورجعت تنطق بخفه : نسيت من الدبل وكنت بتمشي وتتركها لو ما ذكرتك
ضحكت بصدمة تنطق : معقولة كل الإهتمام يروح لمهماتك إذا كان عندك مهمة ؟ لا كذا بزعل منك وبتتعب تراضي فيني بالمستقبل !
وقفت تسحب جلالها وتستقبل القبلة ، كبّرت تصلي الفجر وقبل التسليم رفعت كفوفها للسماء تدعي لنفسها وما نست نصيبه وقسمت له من الدعاء ، تخاف المستقبل البعيد وتخاف من طيّات الزمن وقسوة الأيام ، سلمت من صلاتها ومشت لفراشها تنسدح وهي ما زالت بجلالها ، غمضت عيونها تستسلم للنوم بعد تفكير ليلة كاملة في الشوفة وفيه ..
« حلّة سهيل ، قبل الظهر »
بين الجدران وداخل بيت رماح ، جلست على الكنب بجانب أمها تنطق : الغداء لهم ؟ يعني جد بتعزمينهم
أبتسمت ريمان تنطق : ايه طبعًا حرام ما شفنا عروستنا ولا تهنينا فيها البارح كله من هالغرور الله يحرقها !
ضحكت نجد تقبّل رأس أمها وتنطق : عشتي يا أم العريس
ضحكت ريمان تنطق : تعيشين يا أخت العريس
رفعت جوالها لأذنها من ضغطت على رقم هنادي ، ألتفتت على نجد اللي سحبت الجوال تنطق : لا حبيبي تبين تسمعين لحالك ؟ وش الأنانية ذي حتى أنا أبغى أسمع بعد..
قاطعتها ريمان من سحبت الجوال ونطقت بحدة : يا كثر هرجك كان قلتي لي أفك سبيكر ورحمتيني !
ضغطت السبيكر وحطت الجوال قدامهم تنطق بهمس : قال أنانية قال !
ضحكت نجد تنطق بسخرية : يمه علامك شخصنتي الموضوع مزاح !
ضربتها على كفها من سمعت صوت هنادي تنطق بهمس : اصه اصه
أبتسمت ريمان تنطق : يا مرحبا
رفعت نجد حاجبها ومسكت كفها بألم توقف وتنطق بهمس مسموع : مرحبا وأنتي ضاربتني ترا بشكيك لحقوق الطفل
ضغطت ريمان كتم وسحبت السليبر حقها ترميه على نجد اللي صرخت ، صرخت ريمان تنطق بحدة : جحش وش كبرك وتقولين حقوق الطفل جيبي جزمتي و أنقلعي من وجهي للمطبخ !
صرخت نجد تنطق : والله ما أجيبها
توسعت عيونها بصدمة تنطق : تحلفين علي بعد !! هيّن يا نجوده هيّن
طلعت لغرفتها وزفرت ريمان بغضّب تنطق : حسبي عليك إلا نعم !
قفلت السبيكر ورفعت الجوال لأذنها تجيّب على هنادي اللي صار لها دقايق تنادي لها ..
« المــعسكر »
خرج من خيمته وألتفت عُدي عليه ، خبط كتفه ينطق بثقل صوته : سرحنا يا الجارح ؟
أرتكز عُدي ونطق بحدة : اللي ودك طال عمرك !
نجم : قلهم أجهزوا ورانا مشوار طويل للحدود ، ما بنوقف ولا بتكون فيه محطات إنتظار بلغّهم وأتبعني
مشى نجم وضرب عُدي تحية له ينطق : حاضر سيدي
ركب موتره وزفر يشوف الضباب اللي تشّكل قدامه أثر البرد الشديد ، بلل شفايفه ينطق بسخرية : لا خوش عريس جد !
رفع عيونه للرمال وموجها الهادئ ، وجود الشمس لا يشكل فارق كبير وما زال البرد مكتسح المكان ، ألتفت يشوف الجنود ركبوا مركباتهم والدبابات والسيارات المدرعة ، شغل موتره ورفع اللاسلكي ينطق : توكلنا على المولى سبحانه !
مشى يغادر المكان وجميع القوات المسلحة خلفه وتحت آوامره حتى إشعار آخر ..
« قصر مترك ، الظهر »
تقدمت تفتح باب غرفة وهج ودخلت تنادي على أسمها ، أبتسمت من شافتها تغطي نفسها باللحاف ، تقدمت تسحبه منها وترميه على الأرض ، ظلت تنادي عليها وهي تفتح الستار وتفّك باب الشرفة ، رفعت رأسها بتعب تنطق : أمي ما نمت إلا الفجر وش بغيتي ؟
جلست هنادي على طرف السرير تنطق : حماتك عازمتنا
رفعت حاجبها تنطق بهدوء نبرتها : وش عندها مستعجلة
رفعت هنادي كتوفها بعدم معرفة تنطق : تقول ما تهنت بشوفتك
ضحكت بسخرية وقالت : ما ألومها صراحة من المجنونه ذيك
هنادي : منجد مجنونه ان شاءالله تتعاقب على فعلتها !
وهج : ما أظن صراحة كل أهلها عساكر أكيد بيسترون عليها
زفرت هنادي توقف وتنطق : ما علينا منهم والزواج على ورق بنخلص حاجتنا ونحرق أوراقهم ونطوي الصفحة اللي جمعتنا فيهم
رفعت حاجبها تنطق بسخرية : ايه طبعًا سهل عليكم القول لأن محد بيأكلها غيري لو يكشفوني بروح في ستين داهية !
هنادي : ما يصير لك شيء وأنتي حفيدة مترك..
قاطعتها وهج من ضحكت ونطقت : ماما لو تركزين جدو ترك منصبه وتقاعد بس يداوم عشان يشغل يومه !
هنادي : طيب يا ذكية جدك له أربعين سنة عسكري تتوقعين محد يوقف بصفه ؟
وقفت وهج تنطق بحدة : أنا ماني خايفه من شيء إلا أن زواجي ينتهي عشان حاجه مصدومة شلون رضيتوها فيني لكن تدرين ماما ؟
ميّلت هنادي رأسها وكملت وهج تنطق : بمشي على كلام مترك
هنادي : وش كلامه ؟
وهج : ما يحتاج أقول تعرفين الكلام ما يجلس ببطنك وقت طويل
زفرت هنادي تنطق : أنا ماني نادمه على شيء وأبوك كان من حقه يعرف !
توسعت عيونها بصدمة تنطق : بس وعدتيني يظل بيننا
هنادي : ما وعدتك بحاجه قلتي لي أمانه وقلت لك عندي ولا يهمك
ضحكت بصدمة تنطق : لا بالله ؟ والأمانه وش أستاذة هنادي
هنادي : خلصيني بتروحين للغداء عند حماتك
مشت وهج تتخطاها وتنطق بسخرية : طبعًا وكل ما قالت حماتي تعالي لبيت وجيتها !
دخلت الحمام وقفلت الباب وراها ، خرجت هنادي متنرفزه من وهج اللي شغلت الدش وصوت ضحكاتها ملأ المكان ..
« حلّة سهيل ، بيت جابر »
نزلت من الطابق الثاني بعفشها وشناطها ، رفعت شاهرة عيونها لغرور ، خرجت نجلاء من المطبخ ونطقت بصدمة : أوف على وين !
صدّت غرور وألتفتت على أبوها اللي جالس بالصالة ، تقدمت له وأبتسمت تنطق : عمو شايع عطاك خبر ؟
أبتسم جابر ينطق : ايه يا أبوك عندي خبر
غرور : دق علي يقول أنا برا بسافر ويمكن أرسل لك اللوكيشن حقي تعال أنت وجدتي وأمي مقدر أكلمها لأني شايله عليها كثير وخايفه أزعلها
قبّل جبينها ينطق بهدوء نبرته : أنتبهي لنفسك وخليك قريبة من عمك
حضّنته وأبتسم يحاوطها ، شّدت عليه تهمس بـ : أبشر !
وقفت تشيل أغراضها وتخرج من البيت ، تقدمت للبوابات وزفرت تنطق : بركات ما فتحت له !؟
ألتفتت بصدمة على شجاع اللي نطق : وش مطلعك للعامل !
رفعت حاجبها تنطق بسخرية : مضيع يا الأخ ولا تحسبني نجد ؟
تقدم شجاع لها ينطق بحدة : ما عندنا بنات يطلعون للعمال لا نجد ولا غيرها
غرور : وخير تراني لابسه برقع أذلف بس
ألتفتت لبركات وزفرت بغضّب تشيل شناطها وتفتح الباب الصغير ، خرجت لعمها متجاهله شجاع اللي نطق بصدمة : أخو مسعود !
خرج خلفها ووقف من شاف شايع ، زفر بقرف ينطق : وا كبدي كبداه ذا شويعه ؟؟
ألتفت بصدمة على عجلان اللي خرج من العدم ونطق : افييه أنت تشوف !
صرخ مذعور وأنفجع عجلان معه ينطق بصراخ : وجع وجع علامك !؟؟
دفعه شجاع ينطق بحدة : الله يعجل عليك يا عجيلان طار عقلي من وين طلعت أنت !!
زفر عجلان ينفض ثوبه وينطق : أكل تراب طيرت قلبي !
ركب شايع وألتفت عليهم وضغط الدواسه ، فزّ الموتر يقلع وخلّف وراه عجه ضخمة ، شهقوا أثنينهم وكح شجاع يدخل وينطق : الله يجعله المرض
دخل عجلان خلفه ينطق : سلال يسّله ان شاءالله !!
شجاع : قومه يومه رخمة لو إنه رجال كان وقف حرام إن اعبي جوفه تراب
تقدم أحمد لهم وكوب الشاهي بيده ينطق : أف أف منهو ؟
عجلان : الحمار شايع
رفع حاجبة بدهشة ينطق : شايع بن سرحان آل حمد ؟
شجاع : الله الله
أحمد : اخيه صدق وش جابه ؟!
شجاع : خذا بنت جابر وذلفوا جعلهم ما يعودون
أحمد : وش عندهم صدق ؟
رفع شجاع كتوفه بعدم إهتمام ومشى للمزرعة ، ألتفت على العمال اللي يشتغلون فيها وزفر ينطق : أشهد بالله أن أبو رماح فقيده !
أبتسم عجلان ينطق : اي والله
أحمد : الله يرده بالقريب العاجل وهو بخير وطيب
رددّوا بـ « آمين » وكملوا طريقهم لمكانهم المعتاد خلف البيوت وتحت عريش النخل ..
« سيارة شايع »
ألتفت عليها يشوفها تتأمل الخط بهدوء ، أبتسم ينطق : غرور وأنا عمك وين الوجهة ؟
ألتفتت غرور عليه تنطق : الشمال عندي حاجه أبغى أخلصها
شايع : ان شاءالله قصدك شمال العالم مو شمال السعودية ؟
ضحكت بسخرية تنطق : وش لي في شمال العالم ؟ ايه أقصد شمال السعودية
زفر شايع بضيق ينطق : وأنا من زين وجهي جايب ملابس صيفية والشمال بردها يذبح الأوادم
غرور : عادي نروح للسوق هناك وأجيب لك أحلى ملابس
شايع : طيب وش شغلتك ؟
غرور : سرية شوي بس شوي
ضحك شايع ينطق : يعني ما بتقولين لي ؟
هزّت رأسها بالنفي تنطق : مو الحين بس وعد أقولك
شايع : على هواك يا بنت أخوي
أبتسمت تتأمل المسافة الطويلة اللي بيمشونها ، هي تأكدت من موقع نجم ظهر اليوم لمن توقف وأستقر بشمال المملكة ، هي ثبتت جهاز تعقب داخل شناطه بوقت سابق ، رايحة للشمال ولوحدها متوجهه له وجايبه معها خطة تراهن على نجاحها بكل ما تمّلك ، أبتسمت تنطق بداخلها : مين قال أنتهينا ؟ أنا وأنت باقي ما بدينا عشان ننتهي !
عضّت شفايفها بفرحة تدعي تعدّي المسافات وينقضي الوقت وتوصل للشمال بأسرع وقت ممكن ..
« حلّة سهيل ، بيت مسلط »
زفرت بغضّب تقفل الملزمة وتلتفت على شمايل اللي تسولف ، سكتت شمايل وألتفتت على نجد تنطق : وجع صدق علامك تناظريني كذا ؟
زفرت نجد بغضّب تنطق : قومني أنتي من جيتي وأنتي تهدرين فوق رأسي وما خليتيني أذاكر !!
زفرت أسيل تنطق : جد شوشو قومي انقلعي عننا ولا عشانك مرتاحة خلصتي دبلوم والحين متوظفه وتشتغلين اونلاين بعد !
توسعت عيونها بصدمة تنطق : جعلكم الساحق وأنا من صباح ربي أهدر ومحد معي !
نجد : لا والله محد معك روحي لجمان مو صارت خويتك ؟
وقفت بصدمة تنطق : وجع لكم صدق معليه يا سلقه أنتي وهي
مشت تخرج وتقفل الباب وراها بقوة ، ضحكت نجد ورجعت تفك الملزمة وأسيل معها لأجل يذاكرون لأختبارات الميد تيرم ، ألتفتت على صوت البوابة وتقدمت لها ، فتحت باب غرفة بركات وما كان له أثر ، زفرت تشتمه وتتقدم للباب ، سحبت طرحتها على رأسها وفتحت الباب ، تقدم عزيز يدخل وشهقت تقفل الباب على رأسه وتنطق بصدمة : أخت منيف أخته !!!
صرخ عزيز بألم ينطق : رأسي يا أخت منيف رأسي !
تركت الباب ولفّت تعطيه ظهرها ، عدّلت طرحتها ووقفت من نطق عزيز : أخت منيف ؟
زفرت تلتفت عليه وتنطق : من أنت ووش بغيت هنيّا ؟
عزيز : أمسكي هذي باقي الأغراض وصليها لبيت العريس وقولي له كثر خيرك وجاد الله عليك لكن القصر امتلأ
رفعت حاجبها تنطق بسخرية : بتردون الهدايا يا آل ساير ؟
بلل شفايفه ينطق بسخرية : خذينا الكثير وردينا القليل من التمر والهيل والمطابخ ما ناقصها شيء الله يكثر خيركم
شمايل : بالعافية أتركها عندك بيجيك بركات ويشيلها
رفع عيونه يلمّح طرف وجهها وأبتسم من صدّت بغضّب تمشي ، كان يتأمل ممشاها بالجلابية وصوت غوايش الذهب بيدينها ، عضّ شفايفه ينطق : حظك يا منيف
ألتفت وصرخ بصدمة من نطق منيف : وش حظي به ؟
توسعت عيونه من صدمة عزيز وأبتسم ينطق : اها أنت من أهل ساير صح ؟
عضّ عزيز إبهامه ينطق بصدمة : ايه الله يصلحك
ضحك منيف ينطق : معليش والله فجعتك
عزيز : لا يا أخوي ما حصل شيء
منيف : أجل دامني لحقت عليك والله ما تروح إلا وأنت شارب قهوة معي
عزيز : والله أني مستعجل لكن دامك حلفت أبشر
أبتسم منيف ينطق : كيف عرفت أسمي ؟
تقدم عزيز يتبعه ونطق بربكة : سمعته أمس
منيف : وأنت وش أسمك ؟
عزيز : أسمي عزيز
جلس منيف بالدكة الخارجية ينطق : يالله حيّ عزيز
أبتسم يجلس ونطق بهدوء نبرته : الله يبقيك ويسلم قلبك
منيف : وش تشتغل يا عزيز ؟
عزيز : طبيب جراحة
توسعت عيونه بصدمة ينطق : ماشاءالله تبارك الرحمن هذا المستقبل الصح ماهو العسكرية
أبتسم عزيز ينطق : كلها فيها البركة والله يوفقك
منيف : ايه وش حظي به ؟
زفر عزيز يصدّ بوجهه عن منيف ويتأمل بيوت الطين قدامه والنخل والأشجار تغطيها ، ما يدري شلون يصرف وينسيه ، أبتسم بفرحة من رنّ جواله معلن إتصال واصل ، رفعه ونزل الفنجال ينطق : وجب علي أمشي والله
لفّ الجوال وأبتسم منيف من قرأ أسم مترك ينطق : الله يستر عليك ما كملت فنجالك
خبط عزيز كتفه ينطق : أكمله وأنا أقهويك فالقصر
منيف : نعتبرها عزمّي ؟
عزيز : بكره وأنا صامل يا منيف
أبتسم منيف ينطق : دربك خضر
مشى عزيز يغادر ورفع ذراعه لمنيف ينطق قبل يمشي : لا تخالفني
ضحك منيف ينطق : أبشر أبشر
ألتفت عزيز قبل يخرج من البوابة وشافها جالسة عند عتبة الباب ترمي الحّب للدجاج قدامها ، أبتسم من رفعت عيونها له ينطق بهدوء نبرته : بحاسبك على جرحي قريب يا أخت منيف
رفعت حاجبها بعدم فهم وآشر بأصبعه للجرح بأعلى جبينه ، توسعت عيونها بصدمة وأبتسم يعطيها ظهره ويمشي ، فتح إتصال مترك ينطق : أرحب
زفر بغضّب ينطق بحدة : ما بغيت وينك من جوالك !
عزيز : الشبكة ماهيب زينه عندي
مترك : وصلت الأغراض ؟
ركب السيارة يثبت جواله ويشغلها ، شّبك الإتصال بالبلوتوث على الشاشة قدامه ينطق : ايه طال عمرك
مترك : لقيت نجم ؟
عزيز : لا ظنتي ما رجع هنا بعد الشوفة شكله مسك خط طوالي
هزّ مترك رأسه من فهم ونطق : الله يحفظه ويحفظك أنت راجع ؟
عزيز : ايه خاطرك في شيء ؟
مترك : مالك لوا أنتبه للخط
أبتسم عزيز ومدّ أصبعه ونطق قبل يقفل الخط : أبشر ودعناكم الله
مترك : في حفظ الله
قفل الإتصال ورفع عيونه يشوف الخط الترابي وأسوار الحلّة تحاوطه من يمينه وشماله ، النخل يتعدى السور بالطول مخلّف منظر جميل جدًا للمشاهد ، رفع عيونه على المراية يشوف الجرح اللي بجبينه ، أبتسم من مرّ طيفها قدامه ، عيونها السود وصفّة رمشها المهيبة ، نظراتها الحادة وصوتها المبحوح ، خوفها منه وردة فعلها السريعة جدًا ، ضحك بسخرية ينطق : بناتهم عجيبين أولها غليص والحين أخت منيف نشوف وش ينتظرنا بالجاي !
سكن يركز ناظره بالطريق وتاره على الشاشة يضغط على قائمة الأغاني لأجل يستمع لشيء في مشواره الطويل ، لفّ دركسون سيارته يطلع على الخط السريع بعد مسافة ربع ساعة على الخط الترابي وأسوار الحلّة الممتدة لمسافات طويلة فالصحراء ، أستوى على الخط وضغط البنزين يزيّد من سرعته متوجهة للرياض ..
« ميلبورن ، أستراليا »
خرجت من محطة الميترو وتقدمت بإتجاه ناطحات السحاب ، ألتفتت بسرعة من حسّت بشخص يتبعها ، زفرت بخوف وغيرت مسارها تمامًا ، لو كان إحساسها بمكانه وإنه فعلاً فيه شخص يتبعها بتكون في أمان تام إذا ما توجهت لشقتها الجديدة ، ألتفتت بهدوء ولمحت شخص لابس أسود من أعلى رأسه لأسفل قدميه ، أقشعر بدنها بالكامل وبدأت تعجّل من خطواتها لحّد ما صارت تركض وهو يركض خلفها ، وصلت لأماكن مهجورة ودخلت بين الأزقة لعل وعسى تضيعه ، وقفت من لمحت جدار بآخر الزقاق ، عضّت شفايفها وبدأت تدعي ما تلفّ وتلاقي الشخص المجهول خلفها ، ألتفتت وشهقت من كان خلفها تمامًا ومدّ ذراعه يسحبها لحضّنه ، سحب الماسك من على وجهه ينطق بصوت متقطع أثر ركضه خلفها لمسافات طويلة : ويـ..وين كنتي نـ..ناويه توصلين !؟
ارتخت عيونها من ميّزت نبرة صوته ، سالت دموعها تبلل وجنتيها وشهقت تنطق : نيار !
شّد عليها ينطق بهدوء نبرته : لبيه يا عروق الخافق ودنياي
عضّت شفايفها تمنع شهقاتها تخرج ، أبعد عنها يحاوط وجنتيها بكفوفه وينطق : أحرق روحي لأجل أسمع أسمي من منطوقك مره ثانيه
تمسكت بكفوفه تنطق : كيف قدرت تجيب مكاني ؟
تقدم لأجل يقبّل جبينها لكنها رجعت خطوة للخلف ، أبعدت كفوفه عنها تنطق : نيار أبعد أنا ماني حليلتك
رفع حاجبة ينطق بحدة : يخسى اللي يقول ما أنتي حليلتي إلا زوجتي وغصبًا عن اللي ما يرضى !
كانت تكلمه ودموعها تجري ، عضّت شفايفها تمسح دموعها وتنطق : الشيخ يقول ، أنا خلعتك
مسح وجهه وشنبه وزفر ينطق : أنا أبيك وشاري زعلك ومستعد أدفع دم قلبي بس ترضين وترجعين لي ولعزيز تعبت يا سمو تعبت من الشتات وتعبت أجمع بقايا سكنت داخلك تعبت أكذب على نفسي وأقول بنساك والله ما مر يوم واحد بدون ما تطرين على بالي والله تعبت
عضّت شفايفها وبكت بدون صوت ، تقدم لها ومدّت ذراعها بينهم ، وقف من ذراعها اللي أستقرت ببطنه ونطق : خذي من عمري ياسمو العمر لين ترضين بس لا تبكين علي والله ما استاهلك ولا استاهل دموعك والله أني كلب ما أسوى وأن الخطأ يركبني كلي بس أنا في وجهك لا تبكين !
سحب ذراعها يرفعها لوجهه ويقبّلها بلهفة مشتاق ، خذلته دموعه وأخذت مجراها على وجنتيه ، سحبت ذراعها منه ومسحت دموعها تنطق : ما قلت لنفسك كذا لمن خنتني مع نجلاء قبل عشرين سنة
تقدمت تدفعه وتنطق بحدة : عشرين سنة وأنا غافله عنكم وما عرفت إلا بعد ما جابت بنت منك ولا البنت هاذي تصير سنيّنة وهج أختي والحين جاي بكل برود تدور لي وتعتذر بأي حق تجي هاه بأي وجه تحسب بتلعب علي بدموعك ؟!
زفر بضيق ينطق بحدة : يا سمو العمر أسمعي مني وافهميني تكفين لا تضيعنا على شيء ما يسوى تكفين لا ينتهي اللي بيننا وأنتي باقي ما فهمتي حقيقة الموضوع !
رفعت حاجبها تضحك بصدمة وتنطق : لا بالله ؟ وش باقي تبي تصدمني فيه وش !
سحب المنديل من جيبه بدون ماتحس فيه وتقدم يكتمها فيه ، صرخت لكن فات الأوان وقدر نيار يفقدها وعيّها ، شالها بين يدينه ونطق : ليلنا طويل يا سمو والمكان عيّا يصفى لي بنروح لمكان هادي وتسمعين كل شيء وأنتي هادية ورايقه
مشى فيها لسيارته اللي واقفه قرب المحطة ، ركبها بجانبه وقفل الباب يتوجه لباب السايق ويركب ، شغل سيارته ومشى يغادر المكان ..
« الحدود الشمالية ، المغرب »
جلس على الكرسي يتأمل بر الحدود بين السعودية والأردن ، سحب الورقة نفسها من جيبه وفتحها يقرأ قصيدته ، بلل شفايفه ينطق بهدوء نبرته : نسيت أكتب التاريخ
سحب القلم من جيبه يسّجل تاريخ ملكته عليها ويكتب بأسفل التاريخ « الموت الأحمر » قفل الورقة ووقف يسفط الكرسي ويشيله معه ، تقدم لسيارته وألتفت على زابن اللي تقدم له ينطق : زبن الأمور المهمة !
ضرب زابن تحية للواقف قدامه ينطق : آمرك سيدي ؟
نجم : أستريح ، جهز المعسكر لأن ودي أمر المدينة أخلص شغله وأرجع
أستراح زابن ينطق : ايه نعم طال عمرك كل شيء على أتم الاستعداد تقدر تمشي
خبط كتفه ينطق : خلك قريب ما بتطول شغلتي
زابن : خذ راحتك يا طويل العمر
ركب موتره يشغله ويحرك من المكان ، ألتفت زابن على الحدود ومشى راجع للمعسكر ، بالجهة الثانية داخل موتر نجم سحب شماغه من المقعد الخلفي وأسند الدركسون يثبته على فخذه ، فتح المراية أعلى رأسه وبدأ يضبط شماغه على وجهه يلفّه أثر البرد ، كانت عيونه تتنقل من الطريق للمراية ، قفلها من أنتهى وتلطم بشماغه ، مسك الدركسون بيده ورفع عيونه للطريق يشوف أنوار المدينة قدامه ، نزل عيونه على اللاسلكي من نطق عُدي : حضرة المقدم ؟
سحب اللاسلكي ينطق : معك يا الجارح
عُدي : وقف موترك جنب الخط الآن !
رفع حاجبة بدهشة ينطق : عسى ماشر ؟
زفر عُدي بضيق ينطق : سيدي اللي ظاهر لي على الشاشة هو أن فيه جهاز تعقب في شنطة موترك
هدأ من سرعته ولفّ الموتر يوقفه جانب الخط ، نطق قبل ينزل من الموتر : بشوفه
قفل اللاسلكي وفتح الباب ينزل ويقفله ، تقدم للشنطة يفتحها ويسحب أغراضه وملابسه ، بدأ يقلب بينها ويبحث جاهد عن الجهاز ، رفع رأسه لسقف الموتر ورفع ذراعه يسحب الجهاز الملصق بإحكام على سقف السيارة ، رماه على الخط يدعسه برجله يدمره تمامًا ، قفل الباب ومشى يركب الموتر ويسحب اللاسلكي ينطق بهدوء نبرته : بشر ؟
أبتسم عُدي ينطق بسخرية : رجال دربك خضر
قفل اللاسلكي يرجع بمكانه ويكمل طريقه للمدينة ..
« قصر مترك »
زفرت بغضّب تنادي من أسفل الدرج على وهج ، نزلت تركض بعبايتها ونطقت : تأخرنا صح ؟
هنادي : ما يهمني صراحة أمشي
زفرت تنطق بسخرية : ماما عاد لا تشخصنين ترا الموضوع حبّي !
فتحت هنادي باب القصر على دخول عزيز اللي نطق : أوف على وين يا آنسات ؟
دفعته هنادي تنطق بعصبية : أبعد ما معي وقت
ضحكت وهج تمشي خلف أمها ويركبون مع السايق ، وقف عزيز ينطق : والله عيب عليكم !
خرجوا من أسوار القصر متوجهين للحلّة ، ألتفتت على هنادي اللي ساكنه وتتأمل الطريق ونطقت : ماما نجيب معنا شيء ؟
هنادي : زي ؟
وهج : ورد حلى ولا هدية رمزية أي شيء
ألتفتت هنادي عليها تنطق : ما يحتاج أنتي هدية وكبيره عليهم بعد
أبتسمت بخجل تنطق بربكة : والله أعشقك لا تزعلين علي
أبتسمت هنادي تنطق : طلعتي خفيفه مره
وهج : طالعه عليك حياتي !
ضحكت هنادي من الحقيقة وضحكت وهج معها ، ألتفتت تسّند رأسها على الشباك وتلعب بدبلتها ، زفرت بضيق من تذكرت برود نجم معها بليلة الشوفة ، غمضت عيونها تصفّي ذهنها وتتناسى منه ورجعت تفتح تناظر الطريق الطويل ..
« حلّة سهيل ، العشاء »
دخلت لصالة البيت وضحكت بسخرية تنطق : سحبت عليكم ؟
رفعت ريمان عيونها على نجلاء الواقفه على الباب ، وقفت تنطق بحدة : أطلعي برا محد سمح لك تدخلين
ضحكت نجلاء تنطق : بالله عليك ؟ بيت أخوي منتظره أطلب الأذن منك !
دفعتها ريمان للخارج وخرجت معها تقفل الباب وراها ، رفعت أصبعها بوجه نجلاء تنطق : بيتي ماهو بيت أخوك سامعه ؟ وضفي وجهك قبل يجون ضيفاني
ضحكت نجلاء تغادر المكان ، كادت تدخل للبيت لكن شافت مسعود يركض متوجه لها ، أبتسمت تنطق : وصلوا ؟
هزّ مسعود رأسه بالإيجاب وآشر على هنادي اللي تقدمت تمشي ووهج خلفها ، أبتسمت ترفع صوتها ترحّب وتهلي ، أبتسمت هنادي تنطق : الله يبقيكم ويسلمكم
ألتفتت ريمان ورفعت حاجبها من شافت مسعود واقف ، زفرت تنطق بهمس : وش تنتظر ؟
مسعود : أبغى أشوف زوجة نجم
ضحكت وهج من سمعته ونطقت : يعني بهالسرعة نسيتني ؟
ميّل رأسه ينطق بتردد : أنتي تعرفيني ؟
ضحكت ريمان تدفعه وتنطق : روح لأمك وخلها تجيني الضيوف وصلوا
هزّ رأسه ومشى يركض ونطق من بعيد : بجيك أصبري يا حلوه
ضحكت ريمان وضحكوا هنادي ووهج معها ، تقدمت تدخلهم وهي تنطق : الله يصلحه ، تفضلوا الله يحييّكم يا نجد تعالي !
ركضت نجد بالمبخرة والعودّه تحترق أعلاها ، أبتسمت من شافت وهج وتقدمت تسلم عليهم ، أبتسمت هنادي تنطق بهدوء نبرتها : طاب طيبك
مشت تدخل وعلقّت ريمان عباياتهم ، نزلت نجد المبخرة على الطاولة وتقدمت تحتضّن وهج ، ضحكت بخفه تحاوطها وتنطق : وحشتك صح !
عبّست بملامحها تنطق : بالحيل قسم ومقهورة أننا ما شفناك بالملكه
أبتسمت ريمان بوسع ثغرها من منظرهم ، زوجة ولدها اللي ما بتلاقي مثلها مثيل وبنتها الوحيدة ، صارت تدعي وتحصّنهم من غير شعور وتقدمت تسلم على وهج ، أبتسمت وهج تنطق بربكة : خالتي ؟
ضحكت ريمان تنطق : ريمان
توسعت عيونها بخفه تنطق : عاشت الاسامي يجنن أسمك مره خالتي ريمان
ضحكت نجد تنطق بهمس : لا يسمعك رماح تمدحين فيها !
ضحكت بصدمة تنطق : لا دام يزعله هالشيء ما أكرره
ضحكت ريمان تدفع نجد وتنطق : ما عليك منه تغزلي وأمدحي لين تشبعين والله محد يتكلم وأنا معك يا بنتي
ألتفتت ريمان على نجد ونطقت : وشفيك ؟
نجد : ما حبيت ليه تقولين لها بنتي !
ضحكت وهج تسحبها لحضّنها ، ضحكت نجد تنطق : ترا أمزح بس بشوف وش تقول أمي
ريمان : أقول بخريها وتعالي ساعديني
أبعدت عن وهج تنطق : صح نسيت تعالي
سحبت المبخرة تمدّها لوهج اللي سدلت شعرها فوق تصاعد دخان العودّه ، أبتسمت تبعد وتنطق : طاب طيبك وعاش حبيبك
أبتسمت نجد تنطق : آمين ومن يقول يعيش
مشوا يدخلون للصالة وتقدمت وهج تجلس بجانب أمها ، جلست نجد وسحبت الدلة والفناجيل وبدأ تصّب ، جلست ريمان تنطق : يالله حيّ أهلنا
أبتسمت هنادي تنطق : الله يسلمك يا ريمان
ريمان : وش أخباركم ؟
هنادي : بخير نحمد الله ونشكره
أبتسمت وهج تنطق : حمدلله كويسين
ألتفتوا على سهام وأسيل اللي دخلوا ، تقدمت سهام تنطق : يالله حيّ ضيفانا
وقفوا هنادي ووهج ونطقت هنادي : البقى يا حبيبتي
مشت تسلم عليهم وأبتسمت من شافت وهج تنطق : ماشاءالله يا سعد عينك يا نجم
بلعت ريقها بخجل تنطق بربكة : حياتي والله تسلمين
كانت وجنتيها تتوهج خجلاً من كلام سهام ، جلست هنادي وتقدمت أسيل تنطق : هلا بـ وهج هلا !
أبتسمت تسلم عليها وتنطق : هلا بك أسيل شخبارك ؟
جلست أسيل تنطق : بخير ماعلينا وأنتي ؟
وهج : حمدلله أموري ماشيه
أسيل : دوم يارب
أبتسمت لها ورفعت الفنجال تشرب القهوة ، بدأوا الأمهات بالسوالف المعتاده ، وقفت نجد تنطق : بنات تعالوا
وقفت أسيل تمسك يد وهج وتسحبها ، ألتفتت لهم بصدمة توقف معهم ، ألتفتت هنادي لها وأبتسمت تنطق : شوي وأجيك
همست هنادي لها تنطق : لا تبعدين
هزّت رأسها بالإيجاب ومشت تخرج مع أسيل ونجد ، زفرت بقرف من البرد تنطق : بنات برد مره وين بتأخذوني !
أبتسمت نجد تنطق : أعطيك فروتي ؟
وهج : إذا عـ..
قاطعتها أسيل اللي نطقت بضحكه : شدعوة تعطينها فروتك وبيت زوجها قدامنا ؟
ضحكت نجد تضرب كف أسيل وتنطق : أعشقك ياخي
ضحكت أسيل تنطق : أكثر عمري
صفقت لهم بصدمة تنطق : برافو والله
ضحكوا يسحبونها لبيته ، زفرت نجد من البرد ونطقت : ان شاءالله تارك المفتاح تحت السجاد
انحنت ترفع السجادة وضحكت ترفع المفتاح ، زفرت وهج تنطق : بنات عيب والله
أسيل : طبعًا عيب علينا لأن محد بيدخل غيرك حياتي
فتحت نجد الباب ودفعت وهج للداخل وسحبت المفتاح تعطيه لوهج ، أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : عقبال ما نشوفك قريب تفتحين الباب لنا ، بتلاقين جاكيتاته والفرى حقته فوق بغرفته بنروح نجيب شمايل ونويّر ونتقابل بالمزرعة يا حبيبة نجم
قفلت الباب بينها وبين وهج بدون ما تسمع صوتها ، زفرت وهج تلتفت للبيت المظلم ، سحبت جوالها من جيبها بذراعها الراجفة وشغلت الفلاش ، رفعته تضيء المكان وصرخت برعب من شافت انعكاسها بالمراية ، زفرت بغضّب تنطق : أعوذ بالله من الشيطان !
تقدمت تشغل الأنوار وضحكت بسخرية تنطق : قال حبيبة نجم قال ما تدري أن أخوها قطعة جليد تمشي بين الأوادم
طلعت الدرج تمشي للطابق الثاني ، شغلت النور بالممر وتقدمت تفتح باب غرفته ، شغلت النور بالزر اللي موجود على جنب الباب ، دخلت وسحبت الفروة السوداء قدامها تلبسها ، نزلت ناظرها لرجولها وسرعان ما توسعت عيونها بصدمة تنطق : أستر علينا يارب حتى بالكعب طويلة ؟!
ألتفتت على المراية الضخمة بغرفته وأبتسمت تضبط شكلها ، مسكتها ترفعها وقفلت النور ومشت تنزل مع الدرج ، قفلت أنوار الطابق السفلي وسحبت المفتاح من الداخل وخرجت تقفل الباب وراها بالمفتاح ، دخلته بجيب فروته ومشت تتوجه للمزرعة ، هي أصبحت تدّل الأماكن بعد شغلها هنا لفترة طويلة تحت خدمة سهيل ، أنحنت برأسها تشتم ريحة الفروة ، توردت ملامحها من وصلتها ريحته القوية وزفرت ترفع رأسها وتكمل ممشاها للمزرعة ..
« ملبورن ، بيت الغابة »
فتحت عيونها بتعب تمسك رأسها ، مررت بنظرها تفحص المكان وشهقت تجلس بصدمة من تذكرت حادثة جون واللي حصل لها قبل شهر تقريبًا ، مسك كتفها ينطق : بسم الله على روحك
زفرت تهدّي نفسها ورفعت عيونها له تنطق : أنا وين !
جلس بجانبها وسحبت البطانية تغطي نفسها وتبعد عنه ، زفر ينزل كاسة الحليب بالزنجبيل قدامها وينطق : الليلة بتسمعيني وبتفهمين مني كل شيء وبعدها القرار لك وأوعدك مهما كان قرارك ما أتدخل فيه وإذا كان رفض أوعدك ما تشوفين وجهي بحياتك مره ثانية !
بعد كلامه ووعوده حسّت إنها لازم تسمعه لأجل تكمل باقي الأحجية الناقصه بعقلها وتريح ضميرها من التفكير ، رفعت عيونها له تنطق : بتتحاسب على حركة المنديل
ضحك بخفه ينطق : كلي لك
سحبت كأس الحليب وقبل تشربه نطقت : وش يضمني..
سكنت من أندفع لها ومسك كفوفها يشرب منه ، أبعد ينطق : أضمني الحين
عضّت شفايفها ترفع شعرها عن وجهها وتنطق : أسمعك
زفر نيار بضيق ينطق بهدوء نبرته : بدأت الحكاية قبل أكثر من عشرين سنة لمن كان سن عزيز سنة وحدة أو أقل بوقتها تعرفت على نجلاء وما أحكي لك شلون أغوتني بفترة كنتي أنتي مشغولة مع عزيز ولاهيه عني وما أقول كذا دفاع عن نفسي لا والله
هزّت رأسها له وكمل نيار حكايته ينطق : تعرفت عليها عن طريق خويي ومدري إذا تتذكرين بس وقتها أنا نمت برا البيت مره ومن بعدها أنقلبت حياتي
زفر سمو تنطق بحزن : ليلة عشرة أوقست
عضّ شفايفه ينطق بهدوء نبرته : أنا دخيل عيونك يا سمو العمر لا توجعيني بنبرة صوتك وتهدمين داخلي
عضَت شفايفها تترشف من الحليب وتتجاهله ، بلع ريقه وزفر يكمل وينطق : كنت نايم بالإستراحة مع العيال وغفلت عن الحبوب اللي حطّوها لي بالشاهي ولمن تعاطيته بدون دراية فقدت وعييّ وبعدها بساعات طويلة صحيت على صوت صراخ حرمة مع إننا كلنا رجال وما عندنا أحد ، فزيت مفجوع ومن بديت أستوعب كانت تآشر علي وتبكي وقتها عرفتها علطول من صوتها وما كان فيه أحد غيرنا بالديوانية ، ركضت لها وصرت أنادي عليها وصرخت تبكي زيادة وكانت تترجاني أتركها وأنا مصدوم وما أدري وش سالفتها ، دخل علي خويي اللي يكون أخوها الكبير من أمها وبدون ما أدري وبدأ يضربني وأنا جاهل عن اللي حاصل وأترجاه يوقف ويعلمني
شهقت تغطي عيونها وتبكي ، هي تتذكر منظره لمن دخل عليها وقال لها إنه تشاجر مع أحد الباكستانيه اللي فالحي بدون سبب ، واليوم وبعد أعوام طويلة قدرت تعرف حقيقة منظره ، مسح على كتفها ينطق : بس يا ضلعٍ من ضلوعي إلا بالله ضلوعي كلها بس دخيلك لا تبكين عشاني !
عضّت شفايفها تمنع دموعها تنزل زيادة ورفعت رأسها تنطق : تركت الكذبة تكبر بيننا لين خسرتك
زفر بضيق ينطق بحدة : لأني حيوان ما أسوى
رلعت عيونها له بتعب تنطق : أكرهك ضيعتني وضيعت ولدنا أكرهك ما أبغى أكمل ما أبغى
مسك كتوفها يقرب لها وينطق : أنا في وجهك تسمعيني
صدّت تغمض عيونها بحرقة وزفر نيار يكمل وينطق : عدا الأسبوع والثاني وخويي مختفي وبعد قرابة الشهر ضرب باب بيتنا وخرجت له علطول
ضحكت بسخرية وقالت : عصر الرابع من سبتمبر
عضّ شفايفه كيف ما نسّت التفاصيل والتواريخ وأبتسم ، أبتسم لأنها ما زالت تحب ولو ما حبّت ليه ما زالت تحتفظ بأدق التفاصيل لنفسها ، لو ما تحبّ أحرقت الذكريات وتجاهلت كل شيء حصل ، أبتسم يتأمل فيها ودّه يكتفي منها ويملأ ناظره بها ويشبع شوقه لها ، لأنه ما يضمن وجوده بعد نهاية الحكاية ، فرك كفوفه ببعضها وكمل ينطق : حكى لي عن كل شيء وحقيقة قرابته من نجلاء وإني متورط معها وبيننا جنين يسكن ببطنها ، بعدها جنّ جنوني وطحت عليه ضرب كيف يتهمني وكيف يورطني مع أخته بدون ما يخاف الله فيني وفيكم كيف تجرأ ينطق بكلامه ، وقتها داهموني عساكر وشلوني وفرقوا بيني وبينه وأخذوني للمستشفى ولمن وصلت لقيتها ومدّت لي ورقه وهي تبكي ، كنت أصارخ بوجهها وأقول لها ما بفتحها أنتي كذابه ولو جبتي مليون دليل بتظلين كذابة وشيطانه ووحده ما خافت ربها وأتهمت رجال متزوج وعنده ولد ، سحبها مني وفتحتها ومن شفت الكلام المكتوب وأن الجنين مني أنفجعت وهربت علطول ومن شدة خوفي نسيت إنه مستحيل تأخذ نوعية دم للكشف وفحص الأبوة من أول شهر وهي ما جلست حتى أسابيع وبحكم أني دكتور نساء وأطفال بدأت الصورة تتضح لي وجلست أدور وأبحث عن الشخص اللي سوا الفحص لها وبعد قرابة العشر سنوات كنت قاعد أمشي بحياتي معك ومع عزيز داخلي يحترق عشر سنين وأنا أولع على نار هادية تحرقني من كل إتجاه طبعًا كان عندي علم إنها جابت بنت لكن ما فكرت ولا جاتني الجرأة أروح وأشوف البنت لأني كنت شاك بالحقيقة في هذا كله ، وبعدها بعشر سنين وصلنا إتصال وتركتك تجاوبين عليه وبعدها أنتهى كل شيء خرجتي من البيت وأخذتي عزيز معك ومن وقتها ما شفتكم مره ثانية
زفرت تنزل الكأس من يدها وتنطق : تبي تدري وش سمعت بهذاك الإتصال ؟
ألتفت عليها يتأمل عيونها الحزينة وزفر ينطق : أتمنى مع إني أدري وش سمعتي
وقفت سمو ودفعت الطاولة برجلها ، طاح الكأس وتكسر ووقف نيار يمسك ذراعها وينطق : ما خلصت..
ضحكت تقاطعه ورفعت يدها تضربه كف على وجهه وتنطق بحدة : قالت لي أنا نجلاء وصلي لنيار أن بنته دخلت الجامعة تخصص أزياء بنتك دخلت الجامعة بشر باركت لها !!
سحبها مع خصرها يشّدها عليه ويثبت جبينه على جبينها ينطق : البنت طلعت بنت جابر سرحان آل حمد ما هي بنتي يا سمو العمر
سكنت تناظر بعيونه القريبة منها ونطقت بصدمة : إيش ؟
رفع رأسه يقبّل جبينها وينطق : الله يأخذني كيف فرطت فيك حتى لو مالي ذنب باللي حصل كله كيف قدرت أتركك تقفين بدون ما أركض وراك وأرمي عمري لك وأفنيه لأجل ترضين بس ما كان لي وجه وما كان بيديني دليل بس هالمره معي الدليل وإني مجرد ضحية لناس ما خافوا الله !
عضّت شفايفها من شّد على خصرها يحتضّنها وسكنت تسنّد رأسها على صدره ، زفر بضيق ينطق : بعد ما تركتي البيت بشهر ضرب باب البيت وفزيت مثل المجنون أركض للباب وأدعي بكل خطوة تكونين واقفه قدامه ، فكيت الباب ودخل رجل بالخمسين من عمره وسأل عني وجاوبته وسألني إذا يقدر يدخل وقلطته فالمجلس ، جلست معه وبدأ يسرد لي كل حاجه وكيف دفعته فلوس الدنيا لأجل تعيشني بكابوس أتمنى أموت لأجل أتحرر منه ، سلمني ورقة فحص الأبوة الحقيقي وأن جابر هو والد غرور ونجلاء تكون زوجته صعقت وفزيت فرحان ، تركته بالبيت وركضت للقصر ولمن وصلت كان أبوي مترك واقف عند الباب ورفض يدخلني ومن بعدها أيقنت إني خسرتك للأبد كنت فرحان أبيك تسمعيني وتعرفين كل القصة مني وحمدلله ولو طال الغياب وخذتك طيّات الزمن تلاقينا وسمعتي كل شيء مني والحين القرار بين يديك يا سمو العمر
مسحت دموعها وحاوطت ظهره بشّدة ، توسعت عيونه بصدمة من عرف ردها وبحركة بسيطة ، عضّت شفايفها تمنع دموعها تنزل ونطقت بهدوء نبرتها : الله يأخذ اللي ضيعنا وكان سبب في خراب بيتنا وشتاتنا سنين طويلة حسبي الله فيها والله يذوقها من نفس الكأس بأقرب الناس لها !
قبّل جبينها ينطق بفرحة تشابه قدوم العيد : آمين يا بعد من راح وقعد آمين
دفعته عنها ونطقت بإبتسامة عريضة : خلاص أنتهى كل شيء بس ما يغير حقيقة أني طليقتك
ضحك من شاف إبتسامتها ينطق : يا شيخه بعد الإبتسامات ذي بجيب الشيخ وأعقد عليك !
ضحكت تصدّ عنه وتنطق : تجلس معي لين أنتهي من دراستي ونرجع السعودية سوا ؟
آشر على عيونه ينطق : من عيوني بس كم يبي لك ؟
سمو : آخر شهر ان شاءالله
مسك رأسه ينطق بصدمة : أنا في وجهك يارب تبيني أقابل حسن وجهك شهر كامل بدون ما أقرب لك ؟
ضحكت سمو تنطق بحدة : عاد لا تصير دلوع
ضحك نيار ينطق : ما هي مسألة دلع يا سمو العمر أنتي محد يقاومك وما بقول محد بقول نيار بن عبدالعزيز آل صارم ما يقاومك !
ضحكت تغطي وجهها وتنطق : خلاص !
أبتسم يتقدم لها وفزّت ترمي البطانية عليه وتركض ، ضحك منها ونطق : خلاص في وجهي وشنبي ما أقرب لك
عضّت شفايفها لثواني ونطقت : بنام وبكره نسافر سوا للعاصمة وتعقد علي بقصر مترك آل ساير
رفع حاجبة بدهشة ينطق : أحلفي ؟
ضحكت تقفل الباب وراها وتنطق : والله أرتاح الحين
ركض للباب يفتحه وكان مقفل بالمفتاح ، قرب منطوقه للباب ينطق : سمو تكفين أنتي صادقه ؟
ضحكت تنطق بحدة : أنقلع نام ولا بكنسل
أبعد عن الباب يرفع كفوفه مستسلم ونطق : أبشري
مشى للصالة وانسدح على الكنب يصرخ بحماس بفرحة بكل شعور فيه يصرخ ، هو بيسافر معها وبيعقد عليها وتصير حليلته مره ثانية وهالمره بيحرص ما يمر عليها نسمة زعل وما يكون هو أول سبايب ضحكاتها وفرحها من جديد ، بيعوضها عن كل شيء وهي وجودها بجانبه أكبر عوض له عن ما مضى ، نام بعد تعب السفر والليلة الطويلة هذي بس كانت أحن نومه وأجملها ..
بيعوضها عن كل شيء وهي وجودها بجانبه أكبر عوض له عن ما مضى ، نام بعد تعب السفر والليلة الطويلة هذي بس كانت أحن نومه وأجملها ..
« حلّة سهيل ، المزرعة »
تقدمت تمشي بهدوء لحّد ماوصلت عندهم ، رفعت نوير رأسها وشهقت تنطق : المزيونه !
ضحكت نجد من شافت صدمة وهج ونطقت : حَرم النجم !
صرخت نوير بصدمة وضحكوا البنات كلهم ، ألتفتت بصدمة على نجد تهمس لها بصوت مسموع : ما قلتوا إنها متزوجة !!
أبتسمت وهج تنطق : ماشاءالله طلعتوا تغتابوني ؟
ضحكت نجد بصدمة تنطق : لا يا بنت الحلال بس ذاك اللي كان معك دايم كنا نحسبه زوجك
توسعت عيونها بصدمة ومن أدركت إن المقصود هو عزيز زفرت بغضّب تشتمه داخلها ، ضحكت أسيل تنطق بربكة : بس خلاص سألناه وقال إنك خالته !
نوير : أمانه يا نجد تزوج نجم بها مثل ما قلتي ؟!
نجد : شفتي ؟
تمسكت نوير بكتفها تنطق : أجل طالبتك تدعين على عجلان اللي كتمني في ذا البيت
ضحكت نجد وزفرت نوير تصدّ عنها ، وقفت أسيل تنطق : طولت شمايل بروح أشوف..
قاطعتها وهج اللي شّدت على فروة نجم ونطقت : أرتاحي أنا واقفه قولي لي وينها وبجيبها معي لإني أبغى دورة المياه
زفرت أسيل براحة تنطق : يا عمري يا وهج شوفيها بمكتب جدي واسأليها عن محل الحمام
هزّت رأسها بالإيجاب ومشت راجعة ، زفرت من شّدة البرد تدخل كفوفها بجيوب الفروة ، وسعت عيونها بخفه من حسّت بشيء داخل الجيب ، سحبتها تخرجها وسرعان ما شهقت من شافت صورة فورية ليده والروج الأحمر اللي رمته سابقًا عليه يلطخها ، قلبّت الصورة وعضّت شفايفها بهدوء من قرأت المكتوب « سبيب الهوى حُمرة صويحبي الله يبيحه » ، ضحكت بخفه تنطق : غبي ! الحُمرة ترجع لأخته
رجعتها بمكانها ومشت تدخل من مدخل جديد بالنسبة لها ، تقدمت للباب المردود اللي يكون المدخل الوحيد بالمكان ، قربت منه تتأمل ما بداخله من فتحة الباب ، عضّت شفايفها تشوف سهيل جالس على كرسيه قدامها ورماح قدامه ويتحدثون عن موضوع يعتبر مبهم لمجرد إنها ما حضرت بدايته ، شهقت بصدمة ترجع بخطواتها من سحبت شمايل الباب ووقفت بصدمة تنطق : وهج ؟
وقف رماح وألتفت سهيل للأنثى الواقفه أمام شمايل ، حكّ دقنه من أستوعب إنها تحتضن فروة ولده تدفي نفسها بداخلها ، زفر يصدّ عنها وينطق : أبو هزاع بحاكيك بعدين
هزّ سهيل رأسه لبِكره اللي تقدم يخرج ونطق يستوقفه بمكانه : سلم على بنتك يا رماح
رفع حاجبة بدهشة للي أصبحت أمامه تمامًا والمقصودة بكلام سهيل ونطق بحدة صوته وعيونه عليها : ما عندي بنت غير نجد ، تمسى على خير !
خرج من المكان بغضّب شديد من حضور وهج ومن فروة نجم اللي تغطيها بالكامل ، ألتفتت على شمايل اللي نطقت بحدة : وش تسوين هنا أنتي ؟!
لفّت إنتباهها كيف قفلت شمايل باب المكتب وكأنها تخشى وجود وهج بهالمكان ، وبالفعل الورقة اللي بتنهي الحكاية كانت بداخل أحد الإدراج فالمكتب القابع أمام ناظريها ، كان كل شيء مشوش بالنسبة لها من غضّب رماح بدون أي سبب يذكر ومن حذر شمايل المشكوك بأمره لكنها قررت تخرج من الشوشرة وتردف بـ : ضيعت طريقي
أبتسمت شمايل تخفي ربكتها وتنطق : طيب المكان ذا محظور لا تجين صوبه أبد جدي ما يحب !
هزّت رأسها بالإيجاب تنطق : ما يهمني أبغى دورة المياه
ضحكت شمايل تخرج معها وتنطق : شوفيه أقصى اليمين الباب الحديد الأزرق اللي حوله أشجار
ألتفتت على الباب المقصود بآخر المزرعة ومشت تتخطى شمايل وتتوجه له ، زفرت شمايل تمسح جبينها وتعدّل جلالها ، ألتفتت على سهيل اللي خرج بمعكازه ونطق : أزلجي الباب يا بنت نايف !
هزّت رأسها بالإيجاب تتقدم لجدها وتنطق : أعاونك ؟
هزّ رأسه بالنفي ينطق : بالقفل لا تنسين وأربطي المفاتيح في جلالك
خرج من المكان وتقدمت تقفل الباب بالمزلاج وتثبت القفل عليه وتغلقه بإحكام ، عقّدت على المفاتيح ومشت للمزرعة علطول ..
« الحدود الشمالية ، طريف »
خرجت من الحمام تعدّل روبها ، توجهت للسرير تجلس على طرفه وتسحب جوالها ، فتحته على الموقع المباشر لـ نجم ، سحبت الشاشة للأسفل تحدث الموقع وشهقت من أختفى الموقع تمامًا وظهر إشعار مكتوب عليه « فُقد الهدف » ، رمت جوالها ووقفت بغضّب تنطق : كيف ألاقيه الحين ؟!
زفرت غضبّها تفتح الدولاب اللي رتبت أغراضها فيه ، سحبت منه بجامه لها ، رطبت جسدها ولبستها ، تقدمت للمرايه تمشط شعرها وتتركه براحته ، خرجت من الغرفة للصالة اللي يتواجد فيها شايع ، ألتفت لها ينطق : نعيمًا !
تقدمت تجلس بجانبه وزفرت بزعل تنطق : الله ينعم عليك
رفع حاجبة من نبرتها ينطق : افا زعلانه ؟
غرور : تلخبطت عندي شغلة ويمكن تطول قعدتنا هنيّا !
شايع : فدا فدا نطول ما هي مشكلة
أبتسمت غرور تنطق : لا خلا ولا عدم
أبتسم لها شايع ينطق : وش بتعشيني ؟ ترا ميت جوع
رفعت حاجبها تنطق بسخرية : أطلب كثر خير المطاعم
شايع : أما عاد من بدايتها كذا ؟
غرور : معليش عمو بس مشغولة وماني جوعانه صراحة
شايع : أجل دامك مشغولة أنا بطلع للعيال
ميّلت رأسها بعدم إهتمام تنطق : طيب
وقف شايع ينطق : تعرفين أخوياي فالديره ذي وبشوفهم
غرور : خلهم يعشونك لا ترجع تدور أكل
ضحك بكلافة يخرج من عندها ويقفل الباب وراه ، زفر بغضّب ينطق بهمس : مقصورة حبل وطويلة لسان !
ركب السيارة يشغلها ويرجع أنظاره على البيت اللي استأجرته غرور لهم وزفر ينطق : الله يصبرني عليها بس
مشى يغادر المكان ووقفت تتأكد من رحيله ، قفلت الستاير ترجع للكنب وتنطق : فوق المبلغ اللي دفعته عشان البيت ذا يبيني أعشيه سلامات صدق هذا كيف يتحملونه أهله !
سحبت الجوال تحاول بشتى الطرق تعرف موقع نجم اللي أنقطع بخط شبه نائي ..
« حلّة سهيل ، بيت رماح »
نزلت صحن المفطح ورفعت رأسها على سهام تنطق : نادي البنات يجون يأكلون ويدخلون من البرد !
هزّت سهام رأسها بالإيجاب ومشت تخرج للمزرعة من الباب الخلفي ، وقفت ريمان تدخل للصالة وأبتسمت لهنادي تنطق بهدوء : الله يحيكم للعشاء كرامة لك ولبنتنا وهج
أبتسمت هنادي توقف وتنطق : الله يكثر خيركم ويغنيكم
مشت تتبع ريمان للمقلط ورفعت عيونها على بنتها اللي دخلت وخلفها باقي البنات ، ضحكت ريمان تنطق : ماشاءالله تبارك الرحمن ما زانت الفروة إلا عليك !
أبتسمت بخجل تنطق : يا عمري
ريمان : اقلطوا يا صبايا
دخلت سهام ومعها تنوف ونطقت : بركات ما هو بفيه والمسيكينه لها ساعة تدق الباب
ضحكت ريمان بصدمة تنطق : طيب يا تنوف ورا ما دقيتي ؟
زفرت تنوف تنطق : ياختي ما عندي رصيد
كادت هنادي تنوقف لكن مسكتها تنوف تنطق : أرتاحي ملحوق على السلام
أبتسمت هنادي لها تنطق : الله يرفع قدرك
تنوف : يالله حييّهم عرفونا عليكم
أبتسمت ريمان تنطق : وهج زوجة ولدي وأمها هنادي
ألتفتت تنوف بصدمة تنطق : ولدك من ؟
ضحكت سهام تنطق : يعني على أساس عندها ذرية من البنين ؟ هو ما بلا نجم !
شهقت تنوف بصدمة تنطق : وش قلة الحيا طيب أعزمونا
هنادي : والله أبيك تعذرينهم كل شيء صار فجأة ولا أنتي تنحطين على الرأس من فوق وما فاتك شيء باقي الزواج ان شاءالله
أبتسمت تنوف تنطق : حبيتها يا بنات ماشاءالله ماشاءالله !
ضحكت هنادي تنزل خواتمها فالشنطة وتنطق : الله يحبك
تنوف : والقمر ذا كله لنجم ؟
رفعت وهج عيونها بصدمة وسرعان ما توهجت خجل ، ضحكوا البنات ونطقت نوير : شفتي يمه ؟
ضحكت تنوف تنطق : أستحت الله يطعني عنها !
أبتسمت شمايل تنطق : لا ضاعت خالتي تنوف دام العرق الجنوبي طق !!
ضحكوا كلهم وجلست ريمان تنطق : تعشوا تعشوا الله يحييكم
سمّوا بالله وتقدموا جميع يأكلون ، ألتفتت على أمها تهمس لها : ماما خذي خواتمي معك
فتحت هنادي شنطتها ونزلت وهج خواتمها وشمرت فروته تتقدم للصحن تأكل ..
« الحدود الشمالية »
طفى موتره ينزل منه ويتلفت على عُدي اللي تقدم له يضرب تحيته وينطق : حياك الله يا طويل العمر حليت أمر جهاز التعقب ؟
هزّ نجم رأسه بالإيجاب ينطق : أستريح يالجارح تقدر تجيب لي مالك الجهاز نفسه ؟
عُدي : طبعًا لكن بيأخذ مني وقت
نجم : لا تستعجل عليه ما هو مهم لكن لا تغفل عنه وأنجز
هزّ عُدي رأسه ينطق : آمرك سيدي ، شيء ثاني ؟
مشى نجم بدون ما بعطيه أي رد ثاني ورجع عُدي لموقعه ، دخل الخيمة وجلس على الكنب بمُنتصف المكتب ، فتح الجوال القديم ودخل شريحته فيه وشغله ، أدخل رقم شجاع وأتصل عليه وبعد ثواني وصله صوت شجاع العالي وهو يقول : أرحب أرحب يالله حيّه !
نجم : البقى يا مرحّب البقى يالرأس الطيب
جلس شجاع تحت النخل ينطق : شكلهم بيرجعون ؟
رفع حاجبة بدهشة ينطق : تحاكيني ؟
ضحك شجاع ينطق : مالك لوا نفداك أحاكي عجلان
نجم : وش حالكم عساكم طيبين ؟
شجاع : طيبين أبشرك نسلم عليك
أنسدح نجم وزفر بتعب ينطق : بخير سلم لي على الجماعة كلهم ولا تنسى أحد
شجاع : بتقفل ؟
نجم : ودي أريح شوي وراي أيام طويلة
زفر شجاع بضيق ينطق : والله مالك لزوم والمراح !
أبتسم بخفه ينطق بسخرية : أوامر يا الشجاع ما بيديني حيله
شجاع : الله يوفقك ويسدد رميك ويرجعك بالسلامة
نجم : سلم لي على العرب كلهم وأخص السلام..
قاطعه شجاع اللي نطق بخبث : بنت الأمير ؟ أبشرك عندي بوصلها سلامك
فزّ من محله يوقف على رجوله ، كان يقصد سهيل لكن رد شجاع صدمه وما كان رد متوقع أبدًا ، عضّ شفايفه يبعثر شعره وينطق بهدوء نبرته : وش حاجتها عندك ؟
ضحك عجلان ينطق : أشوف النبره تغيرت !
رفع حاجبة بدهشة ينطق : وأنت تسمع سوالفي من ليل ولا طرى لك تسلم ؟
ضحك شجاع وأبتسم عجلان ينطق : عليك السلام يا النجم الساطع وش وقعك نفداك ؟
رجع يجلس بمكانه وارتخى للخلف ينطق : بخير جعلك بخير ، ايه علمني يا شجاع وش جاب الدكتورة عندكم ؟ لا يكون رجعت لسهيل
شجاع : مالك لوا يابن عمي دعتها حماتها للعشاء ولبّت حَرمك الداعي
سكن بمكانه هادىء يعكس تمامًا شرارة فضوله ، لأول مره يلاحظ إنه إنسان فضولي ، يبي يشوفها بين أهله وفي بيت أبوه ، استفاق من سمع منادى شجاع له وهمهم له ، ضحك عجلان ينطق : داخ الصبي أجل لو شفتها يوم دخلت بيتك وطلعت منه تتدفى داخل فروتك ؟
ألتفت شجاع بصدمة على عجلان ينطق : أحلف !!
عجلان : قسم بالله نوير علمتني قبل شوي يوم وصلتهم للبيت
زفر بغضّب ينطق بحدة : وبنت سعد ما تعرف إن سوالف الحريم تقعد بين الحريم ؟
شجاع : ما عندك مشكلة بأدبه أنا
ضحك عجلان ينطق : والله ما سألتها بس كانت تعلم أمي وسمعت حكيهم
دفعه شجاع ينطق بهمس : خلاص بتحرق الصبي ويقطع الخطوط عشانها !
رجع عجلان يهمس لشجاع : لو نركز محد خلاه يدري بوجودها فالحلّة إلا أنت !
رجع شجاع الجوال على أذنه ينطق : بتريح ؟
نجم : الله الله
شجاع : الله يحفظك وأمانتك نفسك يا بِكر رماح !
قفل نجم بدون ما يقول شيء ثاني ، دخل رقم أمه وأتصل عليها ، جلس ينتظر لحّد ما أنقطع الخط ، زفر بغضّب يدخل رقم نجد ويتصل عليها ، هو ما عهد بعمره إنه يتصل على القبيلة كلها عشان يسمع صوتها ويسلم عليها ، كان يقتصر الموضوع على شجاع بكل مره ، يتركهم وراه متشفقين على سلامه اللي يوصلهم من شجاع لكن هالمره أحرق جوالاتهم لأجل عذبة الأطباع ، رفع شعره عن وجهه يرجعه للخلف وينطق بحدة : أرفعي السماعة يا نجد !
أنقطع الإتصال وزفر بغضّب يكرر المحاولة للمره الثانية منتظر أي صوت من الجهة الثانية ..
« حلّة سهيل ، غرفة نجد »
دخلوا للغرفة وأبتسمت تنطق : وش ناوين عليه ؟
جلست شمايل ورفعت عيونها لوهج تنطق : بلوت تكسير روس !
توسعت عيونها بصدمة تنطق : أوف مالي فيها تعلميني ؟
شمايل : أعلمك ليه لا
جلست نجد تنطق : أول شيء بنلعب وبتشوفين كيف نلعب
شمايل : يا حماره لازم أحد يقابلك
ضحكت نجد بسخرية تنطق : أسيل تقابلني أنتي اللي دوري أحد يقابلك
جلست أسيل مقابلة لنجد وزفرت شمايل تنطق : من يعني أنادي جمان ؟!
رفعت نجد كتوفها بعدم إهتمام تنطق : تصرفي يا حماره
دفعتها شمايل وضحكت نجد ، رفعوا عيونهم لوهج اللي نطقت : ودي ألف المكان وأتعرف عليه أكثر
ميّلت شمايل رأسها بعدم فهم ونطقت : ما فهمت
ضحكت أسيل تنطق : والله ولا أنا
أبتسمت وهج تنطق بربكة : أقصد دلوني عليها وبناديها
نجد : يالبى اللي تبغى تعرف الحلّة
أسيل : يا حظ الحلّة يا ليتني حلّة سهيل يا شيخ !
غطت وجهها بيدينها لأجل تخفي عنهم خجلها الزائف ، رفعت رأسها لهم تنطق : بنات خلاص مالكم داعي
شمايل : أخاف تضيعين أجي معك ؟
زفرت وهج من تبيّن لها إستقعاد شمايل وشكها المبالغ فيه ، أبتسمت بكلافة تنطق : اللي ودك
وقفت شمايل ومشت تتخطى وهج وتخرج من الغرفة ، صدّت وهج تمشي واستوقفها صوت نجد اللي نطقت : وهج بالله جيبي جوالي معك
هزّت رأسها لها ومشت تخرج من الغرفة ، نزلت لشمايل اللي تنتظرها بأسفل الدرج ، حاوطت أكتافها تنطق : ما كنت أبغاك تتعبين بس تحبين العنى يا ميلو !
ضحكت شمايل تنطق : افا عليك ليه أتعنى كلها كم خطوة جدراننا على بعضها ليت القلوب مثلها ، تعالي من هنا
وقفت وهج تنطق : ايه صح نجد تبي جوالها
آشرت شمايل جهة الجوال اللي يسكن على كنب الصالة وتقدمت وهج تأخذه ، مشوا سوا يخرجون من البيت ، نزلت أنظارها للجوال اللي يهتّز بيدها أثر وضعه على الصامت ، توسعت عيونها من قرأت الأسم على شاشة الجوال « نجم » ويتبعه قلب أسود وإيموجي ضابط ، وقفت شمايل بصدمة للي ظلت واقفة بمكانها ونطقت لها : هونتي ؟
رمت وهج الجوال على شمايل اللي مسكته بسرعة ونطقت بحدة : علامك أنتي !؟
رجعت شعرها للخلف تنطق بربكة : نجم يتصل !
توسعت عيونها بصدمة تنطق : إييش ؟!!
رفعت الجوال وبالفعل كان رقمه ظاهر على الشاشة ، مسكت رأسها تنطق بصدمة : الله يستر ما عمره دق وأخباره تجينا من صوب شجاع !
تقدمت وهج لها ونطقت بخوف : طيب أفتحي يمكن صاير شيء
رفعت شمايل حاجبها تنطق بسخرية : أحلفي ؟
فتحت الإتصال وسلمت الجوال لوهج تنطق بهمس : زوجك ما يحل لي كلميه أنتي والحقيني إذا خلصتي
مشت تغادر المكان وعيون وهج تتبعها لحّد ما أختفت داخل أحد البيوت ، زفرت بتوتر ترفع السماعة وتصلبت بمكانها من سمعته ينطق : يا بنت !
وعن غير المتوقع منها في مثل هالمواقف قدرت تنطق بهدوء نبرتها : ايوه ؟
توسعت عيونه ينطق : الظاهر العقل ودّع ، بنت رماح ؟
هزّت رأسها بالنفي تدعي إنه يشوفها ونطقت : لا
وقف بصدمة ينطق بحدة : حضرة الدكتورة ؟
وهج : ايوه
جلس وأبتسم ينطق : يالله حيّها علامك متوترة ؟
توسعت عيونها بصدمة وقالت : أنا
نجم : لا بالله أنا ، وش الردود المختصرة ذي ؟
مسحت طرف خشمها من البرد وسرعان ما فزّت تعطس ، أبتسم ينطق بعد سماعه لحمدلله : يرحمك الله
أبتسمت بخفه تنطق : يهدينا ويهديكم الله
نجم : ما نفعتك الفروة ؟
توسعت عيونها بصدمة تنطق : كيف عرفت !
نجم : علمني الطير
سمع ضحكتها الساخرة وأبتسم ينطق : أدخلي من البرد ماني بحولك أدفيك ولا له داعي أجيك وأنتي مريضه ونبلش معك
مسكت طرف خدها اللي أصبح يشتعل خجل من أولى الدقايق معه ، زفرت خجلها تنطق : أنا دكتورة ما يجيني شيء
نجم : وش جنون العظمة ! أدخلي الله يرحم والديك
ضحكت بخفه تنطق بهدوء نبرتها : أنت كيفك ؟
نجم : الحين بخير
رفعت عيونها للسماء تنطق : ان شاءالله دايم
نجم : دقي دايم
عضّت شفايفها بهدوء يملأها شعور وخوف بالوقت نفسه ، تخاف تُجبر على إنها تكسر قلبه وتخليه يتحسف على إندفاعه لها ، مسحت طرف خشمها تنطق : نجم
نجم : مرحبا ؟
زفرت تنطق بحدة : أنتبه لنفسك كويس أبيك ترجع للرياض قطعة وحدة
ضحك بصوت عالي ودوّت ضحكته بمسامعها ، أبتسمت بدون شعور تنطق : دايمه يارب
غطى وجهه ينطق بهدوء نبرته : بأسبابها يارب
عضّت شفايفها خجلاً تستمع له ينطق : ليه تبيني أجي الرياض بقطعة وحدة ما فهمت ؟
وهج : عشان أنت بحرب الحين صح ؟
هزّ رأسه بالنفي يدعي إنها تشوفه ينطق : لا أحرس الحدود مهمة لي وتدريب للعساكر المستجدين
رفعت حاجبينها تنطق : اوكيه كون بخير لأني بعاتبك !
رفع حاجبة بدهشة ينطق : عاتبيني يا عذبة الأطباع
ضحكت بخفه ونطقت تغيير الموضوع : ماهيب عوايدك تدق
فتّل شاربه ينطق بسخرية : من علمك ؟
نطقت بضحكه ساخرة : الطير نفسه !
بلل شفايفه ينطق بجدية : من رفعت سلاحي على جبينك الصافي وأنا ما عدت أعرف نفسي ولا هي طبايع نجم المعهوده لكن الله يبيح صويحبي
أبتسمت من تذكرت الصورة ونطقت : سبيب الهوى ؟
توسعت عيونه بخفه ينطق : لا حلو جوي نسيتها فالجيب
ضحكت بعلّو صوتها تنطق : للأسف
نجم : ما عليه تشوفينها أنتي ولا يشوفها غيرك يا عذبة الأطباع
أبعدت الجوال من لمحت جمان وشمايل ، دخلته بجيب فروته وصدّت عنهم تتجه للمزرعة ، من حسّت إنها أبعدت رفعت الجوال تنطق بهدوء : نجم
نجم : معك معك
جلست تحت النخل وبنفس المكان مع البنات سابقًا ، عضّت شفايفها بهدوء وزفرت تنطق : بتكلم معك عن شيء
عدّل جلسته ينطق : لبيه ؟
أبتسمت بخفه تنطق : لبيت حاج ، أنا ما أضمن وش بصبح عليه بكره وأكيد إن الأوادم كلهم كذا
غمض نجم عيونه ينصّت لها وينطق بهدوء نبرته : الله الله
سكتت لثواني معدودة تتأمل النخيل فوقها والسحاب المتشتت بالسماء والنجوم الساطعة في ظلام الليل ، زفرت بتوتر تنطق : بقولك وش القصة الحقيقة خلف ستار زواجي منك !
سكنت بمكانها تنتظر ردة الفعل منه والإجابة على كلامها لكن ماوصلها صوت ، أبعدت الجوال بتوتر ظن منها إن الخط أنقطع لكن سرعان ما زفرت براحة من شافته باقي على الإتصال ، رجعت الجوال على أذنها تنطق : نجم معي ؟
ما وصلها صوته وأبتسمت بضيق تنطق : أخذت إجابتي ودعتك الله
أبعدت الجوال عنها تغلق الإتصال ، تمسكت بسعف النخل على الساق توقف نفسها وتستند عليه ، رفعت ناظريها تشوف النخيل اللي على مدّ نظرها ، ماله نهاية أبدًا والظلام داخله مهيب ، ألتفتت لأجل تعود بأدراجها لكن سرعان ما صرخت تفزّ من مسعود اللي صرخ وراها وطاح يضحك ، عضّت إبهامها تسمي بالله وتهدي نفسها ، ألتفتت بصدمة للي طايح عند رجولها وبيده صخله صغيرة ، وقف يشيلها بين يدينه وينطق : الحلوه وش تسوين هنيّا ؟
جلست وهج القرفصاء تنطق : خوفتني يا مسعود
عضّ شفايفه يتأملها وينطق : جعلني الوجع قولي آمين !
ضحكت بصدمة تنطق : بعيد الشر !
رفع الصخله لها ينطق : شوفي عنزتي سميتها غرور
توسعت عيونها بصدمة تنطق : إيش ؟
مسعود : الصدق ما ألومك يوم أنفجعتي بس مشاعر العنزه وين !
ضحكت مصدومة من الطفل اللي قدامها ، زفر يرفع الصخله وينطق : بوديها لأمها جويعه المسيكينه
هزّت رأسها له ومشى مسعود ينطق : لا تروحين للبنات أنتظري هنا عشان شمايل تضربني وأنا ما بجي عشان سواد عيونها أبغى اسولف معك أنتي
ضحكت وقالت بصوت مرتفع : ما عليك منهم بدخلك غصب
ضحك يركض للشبك وأبتسمت تصدّ عنه ، زفرت بضيق من الحمول الثقيلة على صدرها ، كان ودها تعلمه ويدري بالموضوع لأجل يعذرها لو جبرتها الظروف تنفذ كلام مترك ، كان ودها تشاركه الهموم وتدري إن صدره وسيع لها ، هي ما زالت مصدومة من إندفاعه وعذب كلامه لها لكن تدري إنه الحب وأفعاله ، كيف حبها ومتى حبها أسئلة تطرحها على نفسها من لحظة معرفتها بإنه جاء يخطبها ، ما تدري وش حصل عنده فالجهة الثانية وليه فجأة أنقطع حسّه لكنها أعطت نفسها سبب لأجل ما تقلق عليه وهو إن النوم غلبه ، والسبب جاء بعد ما لاحظت الهدوء عنده وصوته الهادىء نوعًا ما ، فتحت الباب ووقفت مندهشة من أمها اللي سبقتها ولبست عبايتها ، ألتفتت على الواقفة عند الباب تنطق : خلصيني ألبسي السواق برا
هزّت رأسها بالإيجاب تتقدم لعبايتها وتسحبها من المعلاقه ، رفعت عيونها لهنادي اللي همست لها تنطق : والفروة ذي أبعديها مني هناك !
عضّت شفايفها تسحب الصورة وتحطها بجيب بنطلونها ، نزلت الفروة تعلقها بدال عبايتها على دخول نجد اللي نطقت بضحكه : شدعوة خذيها معك
أبتسمت هنادي تنطق : ما يحتاج نخليها لصاحبها
ألتفتت على وهج تنطق بحدة : أمشي !
أبتسمت بخفه لنجد تتقدم لها ، سحبت جوال نجد من جيبها وتمدّه لها وتنطق : سلمي عليك وعلى البنات وحماتي بعد
رفعت حاجبها بدهشة تنطق : وش جاب جوالي معك ؟
وهج : أنتي طلبتيني أجيبه
ضحكت تنطق بسخرية : الله يرحمني قد نسيت يا جوجو
أبتسمت وهج تنطق : معليش والله
فتحت نجد جوالها وشهقت بصدمة تنطق : كلمتي نجم !!
صرخت ريمان من الصالة تنطق : اسألك بالله ؟
ضربتها بخفه تنطق : شاطره ما تعرفين تتكلمين بهدوء ؟!
نجد : مستحيل ما عمره دق علي لو يغيب بالشهور !
رفعت أكتافها بعدم معرفة وتقدمت ريمان تنطق : والحين ما كمل يومين إلا وهو داق أنتي جيتك خير علينا يا بنتي خير !
زفرت نجد بغضّب تنطق : وتقولين لا تعصبين من أخوك وأعذريه شوفي وش سوا دق عليها ومهملنا !
دقت نجد بخفه وصدّت تنطق : بشري كيف حاله ؟
ألتفتت وهج على صوت السيارة برا الأسوار ، رجعت أنظارها عليهم تنطق : بخير يسلم عليكم وترا دق عشانك يا نجد لو بيدق علي رقمي عنده بس صادف إن جوالك معي وبس أنا ماشيه وما ودي تشيلين على أخوك وهو ماله نيه بهذا كله
خرجت من الباب وألتفتت ريمان على بنتها تنطق بحدة : غبية أنتي ؟؟ كيف تقولين كذا قدامها أنا أسعى عشان أكسبها بصفي وأنتي كذا تسوين !
زفرت نجد بضيق تنطق : يا ليت ما تركت جوالي بالصالة كنت أبغى أسمع صوته ولو مره كنت أبغى صوته يهون علي غيابه يا أمي !
أبتسمت ريمان بضيق تحتضّن بنتها وتنطق : أخوك بخير وأكيد دام جاته فرصة بيستغلها ويدق عليك مره ثانية بس المره الجايه خلي جوالك حولك ما تدرين متى يدق
أبتسمت تحاوط أمها وتنطق : أبشري وان شاءالله يكون دايم بخير
أبعدت ريمان تنطق : ان شاءالله ، تعالي ساعديني فالبيت
دخلت للداخل ومشت نجد للباب تقفله ، مشت تتبع أمها وبدأوا يرتبون البيت والمطبخ بعد العشاء ، زفرت بتعب تخرج من المطبخ وتتجه للدرج ، ألتفتت لدخول أبوها للبيت وأبتسمت تكمل طريقها وهي تسمعه ينطق : أرقدي يا نجد أرقدي
ضحكت بخفه ونطقت قبل تقفل باب غرفتها : أبشر
قفلت الباب وشهقت من البرد اللي تسلل لغرفتها من الشباك وتقدمت لأجل تقفله ، وقفت بصدمة من شمّت ريحة سيجارته وانحنت للأسفل تشوفه جالس بنفس مكانه ، زفرت بغضّب تنطق : ها وش جديدك من المنتدى ؟
رفع عيونه لها ينطق بسخرية : دخان وشتاء ولياليك يا نجد عوايد أحبها مابه شيءٍ جديد ، أنتي وش جديدك ؟
أبتسمت بسخرية تنطق : شجاع بسألك
شجاع : اسألي عن أحوالي أو أحوال القلب كان ودك
نجد : نجم دق عليك ؟
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق : على أساس أعلمكم بكره بس شكله وصلكم خبر
عضّت شفايفها بحسرة تنطق بهمس : لعبت علي وملأت عقلي بالأوهام وآخر شيء ؟ دق علي عشانها !
نزلت عيونها على شجاع اللي نطق بفضول : علامك يا بنت ؟
قطرت دمعة القهر من محاجرها وزفرت تقفل الشباك والستاير ، نزل عيونه على قطرة الملح اللي أستقرت على كتفه ، رجع يناظر للشباك بصدمة وزفر بضيق ينطق : ما لاق الدمع على خدك الغض يا نجد الله حسيبه سبيب الدمعة !
مشى يغادر وقلبه ينقبض داخل صدره ، يخاف من فكرة وجود شخص ثاني بحياتها ، تكون جاهدة بحبها له ويكون جاهز لأجل يكسرها ، هو لاحظ بالوقت نفسه من كل لبلة دموعها وغضبّها وحزنها وهالأشياء ما تتوافق مع شخصيتها فالنهار ، شّد على قبضته ينطق وهو يصّر على أسنانه : ان شاءالله إنها دموع شوق لأخوها وتكفير لذنوبها !
قرر يقفل الموضوع عند هالنقطة ومشى راجع للبيت أبوه ..
« مطار ميلبورن ، أستراليا »
أبتسمت من نظراته عليها ، ضحكت ترميه بالجواز حقها وتنطق : وشفيك تناظر ؟
نيار : مصدوم منك
رفعت حاجبها بعدم فهم ونطقت : وش تقصد ؟
ضحك نيار ينطق : حتى بصالة الانتظار حاطه بيني وبينك كرسي تحسبيني بأعضك ؟
ضحكت بصدمة تنطق : أنت ايه تعض ليه مصدوم ؟
« مطار ميلبورن ، أستراليا »
أبتسمت من نظراته عليها ، ضحكت ترميه بالجواز حقها وتنطق : وشفيك تناظر ؟
نيار : مصدوم منك
رفعت حاجبها بعدم فهم ونطقت : وش تقصد ؟
ضحك نيار ينطق : حتى بصالة الانتظار حاطه بيني وبينك كرسي تحسبيني بأعضك ؟
ضحكت بصدمة تنطق : ايوه تعض !
رفع حاجبة بدهشة ينطق : لا بالله ؟
ضحكت تصدّ عنه تستمع للنداء الأول لرحلتهم ، وقف بجانبها ينطق : ينادون لنا
هزّت رأسها بالإيجاب تشيل شنطتها الصغيرة وأبتسم يشيل شنطته وباقي أغراضها بيده ، تقدموا للبوابات المغادرة يخرجون ويصعدون على متن الطايرة المتوجهة بإذن الله للسعودية - الرياض - ..
« قصر مترك ، الظهر »
نزلت الدلة ورجعت تجلس بمكانها تستمع لحديث مترك ، سكنت شاردة الذهن بعيدة كل البعد عن حديثهم وما يتكلمون عنه ، شغل بالها وما تنكر كيف سكن صوته وأختفى تمامًا ، ما تدري وش حصل معه لكنها قفلت على الموضوع بإجابة وحده وهو النوم ، وما زالت تفكر بردة الفعل الغاضبّة من أخته والغيرة على أخوها الغير جيدة أبدًا ، وتدري لو تستمر نجد على هالنهج بتخسرها كليًا ، عضّت شفايفها من تذكرت رماح وأبتسمت إبتسامة ساخرة تهمس بداخلها : ما نسيتك يا الشيخ رماح !
رفعت عيونها على مترك اللي يناديها وفزّت تنطق : سمّ
أبتسم مترك ينطق : وين وصلتي ؟
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : الحدود الشمالية !
ضحك مترك من فهمها عكس علامات الاستفهام اللي تعتري هنادي وأمير بجانبها ، ألتفتت وهج على هنادي تنطق : ماما جد بكلمك
هنادي : ها يا ماما ؟
وهج : وش مشكلتك مع الفروة البارح ؟
هنادي : لأنك تدرين أنتي ليه وافقتي وأحنا ليه وافقنا ما يحتاج إتقان التمثيلية لهالدرجة !
رفعت حاجبها تنطق بسخرية : لا يحتاج رماح ضدي ونجد غيور على أخوها وما أظن تسمح للشوك يدقّه وأخيرًا وليس أخرًا شمايل ذراع سهيل اليمنى وبرضو هي شاكه بوضعي !
عدّل مترك بجلسته ينطق بصدمة : شلون ذراعه اليمين ؟
وهج : مثل ما فهمت أو مثل ما فهمنا كلنا سهيل يوضح للكل إن نجم ذراعه اليمين وكنت أتمنى يكون لأنه زوجي وبقدر أتمكن منه بسهولة لكن الحقيقة الصادمة كانت شمايل
أمير : يعني ؟
وهج : بتطول السالفة ، الأنثى تقدر تهزم أشجع الرجال لكن ما تقدر تجابه أنثى مثلها !
ضّمت هنادي كفوفها تنطق : طيب ؟ والحل
وهج : ما أعرف صراحة لكن بحاول أتقرب من شمايل وأوضح لها إني معهم ماني ضدهم لكن ما أضمن لكم نجاح الخطة
مترك : السالفة فعلاً أكبر من ما نتوقع لازم تحذرين من رماح لأنه لو يمسك عليك خطأ واحد أو يعرف نقطة ضعف وحدة بينتهي كل شيء قبل يبدأ ، وبالنسبة لنجد ما فيه أخطر من أخت تشيّد نيران الحرب لخاطر أخوها حاولي ما تطولين المواضيع معها وإن طالت لا تطرقين لنجم أبدًا ، وأخيرًا شمايل وبالفعل ما أنكر كانت صدمة بالنسبة لي ما هقيت سهيل يأمن حوايجه عند بنيّه لكن الوكاد إنها تدفن أسرار كبيرة داخلها والبنيّه ماهي سهلة وتعتبر الأخطر..
قاطعته وهج وهي تنطق بـ : فعلاً خطيرة !
مترك : محلوله ان شاءالله لا تفكرين تبدين ردة فعل عن الموضوع حتى لو تخرج الورقة اللي أبيها قدام عيونك تسمعين ؟
هزّت رأسها بالإيجاب تنطق : تمام
أمير : الأصح هو ننتظر نجم
رفع مترك فنجاله يترشف منه وينطق : وبالفعل هذا اللي بيحصل
ألتفتوا على عزيز اللي دخل للقصر ينطق : سلام على من أتبع الهدى
ردّوا جميع السلام وأبتسم يتقدم لوهج ، وقفت تحتضّنه وتنطق : أمداك تشتاق ؟
عزيز : مفروض أكابر بعد سحبتكم علي أمس لكن ما به مشكلة أشتاق لك ليه لا
ضحكت تشّد عليه وتنطق بهمس : أجل لو يأخذني نجم
رفع حاجبة بغضّب ينطق : بأخذ روحه تسمعين !
ضحكت بصدمة تدفعه وتنطق بنفس النبرة الهامسه : وش أسوي أحبه !
جلس عزيز متنرفز ونطق بهمس مسموع : حبته قرادة !
ضحكت تضرب فخذه وتنطق : تغار على خالتك ؟
عزيز : حياتي أنا ما كبرتك معي بالساهل وما درستك طب معي بالساهل عشان يجي حضرة الضابط ويخطفك من بين يديني
زفر مترك ينطق بسخرية : زوجها وش لك بينهم ؟
زفر عزيز بغضّب ينطق : يا صبر
هنادي : وجدك الكبير صادق وبعدين يأخذها لبيته ما يخطفها وش الكلام ذا
عزيز : يا عمري عليك يا يمه تحسبين مصطلحاتك هذي تنفع مع نجم ؟ أنتي لو تشوفينه بتفهميني الرجال بايع حياته بدون مقابل والدليل إنه رفع على خالتي السلاح وللحين ما تحاسب وفوق ذا جاء وخطبها وملّك عليها وضرب فيكم كلكم عرض الجدار ومحد تكلم وأخذ حقه واللي يبيه وتبيني أعامله بشكل عادي ؟ لا والله ولا طرى لي هذا يعامل معاملة خاصة
ضرب أمير الطاولة ينطق بحدة : وتحسب كل شيء أنتهى ؟ أخذ بنتي وخلاص ! أصلاً أول غلطات عمره اللي بتكلفه الكثير والكثير هو إنه جعل من وهج زوجه له !
عزيز : وش بيصير مثلاً وهج تخاف من الصراصير تحسب بتخوف الضابط ؟ ما هقيت
هنادي : محد جاب طاري الخوف لأن اللي بيجيه منها أكبر من الخوف وأنت خلك بعيد عن المواضيع ذي
ضحك عزيز بسخرية ينطق : تخافون أوصل علم ؟
مترك : لو بنخاف خفنا من وهج اللي بلحظة تفصح عن كل ما بصدرها
رفعت عيونها لجدها بصدمة ، هي فعلاً كادت تفصح عن كل شيء وعن حقيقة الزواج لكن إختفاء نجم المفاجىء منعها وغير مسار خطتها تمامًا ، وقفت بصدمة تنطق : نسيت أن ليلو عزمتني بطلع أتجهز
وقف عزيز معها ينطق : بوصلك أنا
هزّت رأسها له ومشت تطلع الدرج لغرفتها ..
« الحدود الشمالية ، طريف »
تقدمت تجلس قدام شباك غرفتها وفتحت الإتصال تنطق بهدوء : ما بغيتي !
أبتسمت أشجان تنطق : ما فضيت الصدق إلا الحين ، كيفك ؟
غرور : ماني بخير أبدًا
أشجان : افا وش صاير ؟
غرور : ضيعت نجم فالشمال كله
زفرت أشجان بضيق تنطق : قولي غيرها !
غرور : والله ما أدري كيف وشلون حصل لكن حصل
أشجان : طيب وش بتسوين ؟ بترجعين ؟
توسعت عيونها بصدمة تنطق : مستحيل هذا آخر حل أسويه
أشجان : صاحية أنتي وكيف بتجيبين نجم فالشمال وبمكان أنتي ما ربيتي فيه وما تدلينه !
غرور : بحاول أكيد بيجي اليوم اللي بيطلع فيه قدامي
أشجان : وأحسبي حساب الفلوس اللي معك بتخلص قبل تلاقينه
زفرت بغضّب تنطق : أشجان داقه علي عون ولا فرعون ياختي قولي شيء يجيب الخير ولا أنطمي صدق ماني ناقصتك
أشجان : حلو لمن أذكرك بالواقع تعصبين ؟ بالتوفيق
قفلت الجوال بوجه غرور اللي وقفت مصدومة وزفرت تنطق بسخرية : والله طلع لك يالقطو لسان !
رمت جوالها بغضّب ومشت تخرج من الغرفة وهي تتوعد بنجم ولقياه بالديار الشمالية ..
« المعسكر ، ظهرًا »
دخل عُدي وأبتسم بخفه من شاف الجوال طايح على الأرض وقائده نايم بعمق ، ضرب تحية ينطق بعلّو صوته : مساء الخير سيدي !
فزّ نجم من الكنبه وكبح عُدي ضحكته ينطق : بسم الله عليك
رفع عيونه بحدة له ونطق : أحلف ؟
عُدي : المعذرة منك
وقف نجم ينطق بهدوء نبرته : أستريح يالجارح ، كم الساعة ؟
عُدي : أذن الظهر يا طويل العمر
مسح وجهه بكفوفه وأبتسم من تذكر مكالمتهم ، هو بالفعل نام على صوتها ونام بعمق وبشكل متواصل بدون ما يفزّ أو يصحى ، صدّ عن عُدي ينطق : توكل على الله ، بخلص وأجيكم
عُدي : طردة محترمة لكن مقبولة دام وجهك ضحك !
رفع حاجبة بدهشة ينطق : الجارح !
ضحك عُدي يضرب تحية ويغادر الموقع ، صدّ عن الباب ينطق : يا بري حالي خليتها لحالها ونمت يا النجم ؟!
توسعت عيونه بصدمة من سمع صوت طلقات نارية وسحب سلاحه من خصره يركض للخارج ، فتح باب الخيمة وأنصدم من الاشتباك القوي الحاصل قدام عيونه ، ركض عُدي له ينطق بحدة : حضرة المقدم أدخل للداخل !!
ألتفت نجم عليه بصدمة ينطق : وش صاير ومن العدو ؟!
عُدي : كان كلامك صحيح بأول ليلة لنا هنا وكان العدو عوض السياف يحوطنا من كل جهة !
نجم : من هو ذا ؟
عُدي : أدخل عددنا أكبر وما ظنتي إنه يعلن الحرب مجرد تهديد ولا فيه أحد يرسل رجاله بوضح النهار ؟؟
دخل نجم ورجع سلاحه بالحزام على خاصرته ، جلس عُدي ينطق : هذا طال عمرك رجل أعمال من كبار القوم في الحدود الشمالية ، ما يواطن العساكر وحصل إن المعسكر يتواجد داخل أراضية !
زفر نجم ورفع عيونه على عُدي ينطق بسخرية : عرفته وقد سمعت به ومن سوء حظه إنه فكر يهاجم معسكري يزهب عمره نجم بذاته ينهيه وينهي سلالته هنا المملكة العظمى الدنيا ماهي لعبة بين يدين ورع كبر وحوالينه خدم وبيده ملعقة من ذهب !
وقف عُدي يضرب تحيته وينطق : وش أوامرك طال عمرك ؟
نجم : ما عندي شيء حاليًا وما برد حتى آخذ الأذن من اللواء ركن كايد آل حمد بعدها خير
هزّ عُدي رأسها بالإيجاب وألتفت على الهدوء والسكينة خارج الخيمة ، رجع أنظاره على نجم ينطق : بظنك خلص الشو ؟
وقف نجم ينطق : خلص تقدر تنصرف
خرج عُدي من المكان وتقدم نجم لمكتبه ، رفع اللاسلكي وأدخل الشفرة بينه وبين اللواء الركن ، كبس الزر ينطق : من النجم للشاهين حول ؟
وبالجهة المقابلة رفع كايد اللاسلكي ينطق : معك يا النجم
زفر نجم بغضّب وكبس الزر وحكى كُل الأحداث اللي حصلت ظهر اليوم بدون ذكر أسماء أبدًا ، هي طبايع نجم كذا يحب الأمور تبقى بينه وبين اللي حوله ، فتّل شاربه من أنتهى ونطق : وش نصايحك ؟
كايد : ايه بس أنت ما ذكرت لي أسماء ؟!
نجم : ما أملك أسماء حاليًا ، أحتاج أتحرك وضروري تعطيني آمر إما أبيدهم عن بكرة أبيهم ولا ألزم محلي !
رفع كايد أكتافه بحيرة ينطق : مهمتك تحرس الحدود يا حضرة الضابط وما كان ودّي تشغل نفسك وتفكيرك بأشخاص داخل الدولة..
قاطعه نجم ينطق بحدة : بس اللي شافته عيني ما كانوا رجال يهابون الدولة ويحسبون لرجالها ألف حساب !
كايد : ما أدري لكن أفعل اللازم يا النجم واللي تشوفه صح أفعله وأنا خلف ظهرك ما يجيك شيء
وقف نجم ينطق : آمرك سيدي ، أنتهى
قفل اللاسلكي ومشى يغادر الخيمة لأجل يجهز نفسه وعساكره لإشتباك خطير جدًا ..
« حلّة سهيل ، المجالس »
رفع شجاع عيونه على أبوه اللي تقدم يدخل ، سلم وردّوا جميع السلام ومشى يجلس بجانب ولده ، ألتفت على شجاع اللي همس له : وش العلم ؟
مسلط : خطّاب وما خطّاب ونشوف النصيب لمن
زفر يصدّ عن أبوه ويتأمل المجلس الكبير وسهيل اللي جالس بصدر مجلسه ورماح على يمينه كالعادة ، دخل الشايب سعد وعجلان خلفه ، رفع سهيل ذراعه ينطق : أقلط يا أبو عجلان
تقدم الشايب سعد يدخل للداخل بينما مشى عجلان يجلس بجانب شجاع ، دخل أحمد كونه آخر الرجال وسلم ومشى علطول يجلس بجانب عجلان وشجاع ، زفر يمسح شاربه وينطق : وش صاير ؟
عجلان : والله مدري..
قاطعتهم شجاع اللي نطق بـ : مغير خطّاب
توسعت عيون أحمد بصدمة ينطق : ماشاءالله على البركة البنيّات واجد والله يرزقهم بالصالح
همس عجلان لشجاع ينطق : علموك منهو ولده ؟
هزّ شجاع رأسه بالنفي ينطق : مالك لوا لكن البشت اللي لابسه عمي رماح ما يطمن !
ألتفت أحمد لأخوه رماح اللي جالس بجانب أبوه ولابس بشته ، زفر بتوتر ينطق : ما ظنتي به شيء ريح بالك
عجلان : مستحيل أصلاً للحين ما حصل عرس نجم تهقون بيفكر يزوج نجد
أنقطع كلامه من سحبه شجاع مع ياقته ينطق بحدة وعيونه تطلع شرار : أذبحك يا عجيلان !!
فزّ أحمد بينهم ينطق بهمس : بس أنت وياه بس !
دفع شجاع عجلان يتركه ووقف يعدّل ثوبه ، أرسل نظراته على عمه رماح اللي يناظره بالمثل وزفر يصدّ عنه ويجلس ، زفر أحمد يبدل بمكانه مع عجلان لأجل يجلس بجانب شجاع ، ضرب كتفه ينطق بهمس : شجاع أسمعني
ألتفت له بغضّب وزفر أحمد بضيق على ولد أخوه اللي يفور قدامه ، بلل شفايفه ينطق : مستحيل يجازف رماح في بنته وهي لسى تدرس مستحيل وإن خابت ظنوننا فيه ومعاد منه رجاء ريمان مستحيل ترضى وياليت تحط نجم على رأس الحربة !
زفر شجاع ينطق بحدة : ما بعطي أحدٍ فرصة وبذكي الكلب اللي فكر يحط عينه على ديار نجد !!
ضرب أحمد فخذه ينطق بصدمة : الله يستر
وقف سهيل ورماح ووقفوا رجال آل جراح كافه ، وقف شجاع يلتفت للباب وعلى دخول سليمان آل مناحي ، شّد على قبضته يهمس لأحمد : جاك أبوها بنفسه تظن إنها بترفضه ؟
أحمد : مستحيل يمكن رماح كاشخ عشانه نسيبهم
دخل قضعان آل مناحي وولده هويدي خلفه ، تقدموا يسلمون على سهيل ورماح ومن أنتهى السلام جلسوا بدون ما يعطون إنتباه لباقي رجال سهيل اللي جلسوا بعد ما آشر لهم سهيل يجلسون ، جلس عجلان ونطق بغضّب : تخطروا الرجال كلهم وما سلموا إلا على رماح وسهيل وبعدها جلسوا بكل برودة وجه ؟
أبتسم أحمد يجلس وينطق : لا ترجي من بني مناحي شيء
جلس شجاع وزفر ينطق : أنا على نار أساسًا من حركتهم بس خلوني اتأكد من سبب تواجدهم عشان أفلت عمري عليهم ونشوف يطلعون حيين ولا ميتين
ضحك عجلان ينطق : أمسك شياطينك وخل العصر يعدي !
أبتسم سليمان ينطق : جينا نوصلكم ونجدد عهدنا بكم يا أهلنا وطالبين القرب منكم
مسح وجهه بغضّب ينطق : ما قلته ؟
مسكه أحمد ينطق بحدة : أصبر نشوف من طالبين
شجاع : بنشوف واللي فيه خير منكم يمسكني
زفر أحمد بتوتر يرفع عيونه على أبوه اللي نطق : يا مرحبا بكم والساعة المباركة يا أبو قضعان
أبتسم سليمان ينطق : رماح كيف حال بنتي ؟
أبتسم رماح بخفه ينطق : بخير يا عمي
ألتفت سليمان على ولده قضعان ونطق : قضعان جايكم بولده وطالب بنتكم على سنة الله ورسوله
سهيل : حياكم الله أنت وأهلك وجماعتك كلهم ، بس من هي البنت اللي طالبينها ؟
أبتسم هويدي ينطق : جاي أتقدم لبنت عمتي نجد
فزّ شجاع واقف ونطق بحدة : تعقب !
ألتفتوا الرجال على شجاع ووقف أحمد يهمس له ، زفر بغضّب ينطق : البنت لولد عمها أضرب الباب
وقف رماح بغضّب ينطق : أحسن تكلم بالنيابه عني ؟ مسلط أمسك ولدك !
وقف مسلط وصرخ شجاع ينطق : والله ما يقربها وأنا حي لو أدخل في قضية دم !
زفر سليمان ينطق بحدة : وش يقول الورع ذا وش قضيته ؟ يهددنا بالعلن ولا وش علمه !
ألتفت سهيل لسليمان ينطق : لا يا رجال
رجع أنظاره على شجاع اللي بين يدين أبوه وزفر ينطق بحدة : مسلط شل ولدك وأطلعوا !!
زفر مسلط من ثقل الكلام وطرد أبوه الصريح له والضغط اللي عليه من جهة شجاع ونطق : تعال يا ولدي معي تعال !
نزل نظراته لأبوه ونطق بحدة : الكلام ذا ما ينقال لأبوي ورأسي يشّم الهواء ، أنا أطلع وهو يجلس ولا أسمع حرف واحد
نطق سهيل بغضّب : تختصر علينا وعليه ، أقلع من وجهي وبيننا كلام يا بِكر مسلط !
توجهت نظراته على إبتسامات هويدي الاستفزازية وزفر نيران صدره يشتمه بداخله ، خرج من المجلس وتوجه لشباك غرفتها ، رفع طرف ثوبه يربطه فوق خصره ويمسك الحجاره بيده ، رماها على شباكها المغلق وأنتظر لكن ما طلعت نجد أبدًا ، ألتفت على أحمد وعجلان اللي يمشون جهته ، زفر يصدّ عنهم وأنصاغ سمعه لصوت أحمد اللي نطق : وش ناوي عليه يا الشجاع ؟
ضحك عجلان بسخرية ينطق : تكفى أخطفها وهربها من أهلها نفس الأفلام
رمى شجاع الحجاره على رأس عجلان اللي شهق بآلم وزفر ينطق : أعقل أعقل
أحمد : بدال ضرب الشباك دق على نجم ما بيقدر على سهيل بعد الله إلا نجم !
زفرت بغضّب تفتح الشباك وتنطق بحدة : كسر ان..
سكتت من شافته تحت وبجانبه عجلان وعمها أحمد ، شهقت ترجع للداخل وتسحب جلالها ، لبسته وطلّت بالأسفل تشوف عجلان يبتعد عن المكان وأحمد خلفه ، رجعت أنظارها لشجاع تنطق : يا الشايب أذاكر وش تبي !؟
شجاع : أنزلي وتعالي مع باب المطبخ
رفعت حاجبها بصدمة بسخرية تنطق : ولا ؟
رمى الحجاره بغضّب على الأرض وزفر ينطق بحدة : نجد لا تستفزيني !
نجد : أخلص ولا ؟
شجاع : أنزلي ولا طلعت عليك
أخرجت لسانها تستفزه وتنطق : أطلع أشوف
قفلت الشباك وزفر بغضّب ينطق : حسبي الله !
مشى خلف البيت وفتح باب المطبخ ، تلطم بشماغه ومشى يطلع من المطبخ ، ألتفت للداخل يشوف ريمان جالسه مع أمه وزفر براحة ينطق : كويس ببراقعهم
انحنى وركض مع الدرج لغرفتها ، فتح الباب وصرخت وسرعان ما سكتت من رمى شماغه على وجهها ينطق : اصه
وقفت بصدمة تنطق : صاحي أنت أطلع برا لحد يشوفنا الحين ونبلش
تقدم لها ينطق بحدة وعيونه عليها : لا معاد معي صح ولد الكلب يبي يأخذك مني..
سكن يتأمل عيونها المصدومة وزفر يصدّ عنها ، ألتفتت عليه تنطق : لحظة لحظة من اللي بيأخذني ؟
تقدم يجلس على طرف شباكها وينطق : ولد خالك
ميّلت شفايفها بعدم إهتمام تنطق : مو مهم تقدر تخرج عشان أكمل مذاكرة ؟
رفع أصبعه عليها بغضّب ينطق : نجد الرجال بالمجالس يطلبونك وأنتي تبين تكملين مذاكرة وشو الوضع أحر ما عندي أبرد ما عندك !!
زفرت تنطق بهدوء نبرتها : ما بوافق يا الشايب لحد يصجنا !
وقف شجاع يتقدم لها وينطق بنفس نبرتها الهادئة : وإذا ما تركوا لك قرار ؟
رفعت كتوفها بعدم معرفة تنطق : بأطلب الله
زفر بغضّب ينطق بحدة وصوت هامس : أطلبيه ما أنجبر على قتل ولد خالك
رفعت حاجبها بصدمة تنطق : لا منجد أستخفيت !
شجاع : ما بعاتبك وأصيح عليك لأن الموضوع هيّن بالنسبة لك لكن والله ما أنتي بهيّنه عندي وأنتي تدرين يا أخت نجم
عضّت شفايفها بهدوء تنطق : بس ما توصل قتل شدعوة ؟
زفر بضيق ينطق بنبرة حزن : ليه كلهم يوجعوني فيك ؟ ليه مستكثرينك علي ؟ وش اللي بيني وبين عمي عشان يلوّي ذراعي فيك وأكون أنا ضحية ؟ وش اللي ينقصني عن باقي الرجال ؟
تقدمت له لأجل تهدئ باله وتطمنه ، لأجل تقوله إني معك ما رحت محل ولا بخطي خطوة بحياتي بعيد عنك ، لكن أستوقفها صوت أبوها وفزّت برعب تنطق : يا الشايب !
شّد على قبضته من تركته بدون مواساه ، بدون ما تنطق بحرف واحد ، تمنى لو نطقت بشيء عكس السكوت اللي صار ، لو طمأنته ولو إنها عاتبت العتاب في حقها دواء لجروحه ومرارة أيامه ، ألتفت لها بيأس يسحب شماغه من على كتفها وينطق بحرقة صدر : أنا دخيل عيونك السود لا يأخذونك مني !
نطقت بحدة وعيونها عليه : ما بوافق ريح ضميرك بس أفلت بعمرك قبل يشوفونك عندي !
زفر يركض للشباك وصرخت نجد بأسمه ، رمى نفسه وثبت على الأرض وركض للمزرعة علطول ، دخل رماح مفجوع من صرخة بنته وألتفت عليها بجانب الشباك ، مسكت قلبها ونطقت بداخلها : وقف قلبي الله حسيبه !
تقدم رماح لها ينطق بصدمة : نجد يا بنتي ؟
ألتفتت بسرعة على أبوها تنطق : ايوه
رماح : فيك شيء ؟
هزّت رأسها بالنفي تنطق : لا ، ليه سألت ؟
مسك كتوفها يحاوطها بكفوفه وينطق : سمعت صوتك وجيت أركض أحسب فيك شيء ؟
رفعت حاجبها تنطق بسخرية : جيت عشاني صرخت ولا عشان تهدم مستقبلي مع رئيس السربته هويدي !
توسعت عيونه بصدمة ينطق : وش ذا الحكي ؟؟
نجد أبعدت كفوفه عنها ومشت لسريرها تجلس وتفتح كتابها ، أبتسمت بإستفزاز تنطق بحدة : زواج الحين ما بتزوج حتى لو حجت البقر على قرونها ولو سمحتوا أمسكوا مسعود ما خلاني أذاكر للفاينل وهو بس يرمي الحصى على شباكي
ألتفت رماح على الشباك وزفر ينطق : مسعود نحل أمره لكن لزوم نعطي الرجال كلمة !
زفرت تترك قلم التخطيط من يدها وتنطق : ليه تستصعب كلمة لا على الرجال لكن علينا يا أهل بيتك سهلة جدًا ؟
ألتفت لها ينطق بحدة : الناس ما هم أجانب ولا غريبين أهلك وناسك ليه تبغين الرفض ؟ ولا تبين تسوين سواة نجم أخوك
نجد : والله عرف لنفسه نجم ومحد يقدر ينكر حتى أنت يا أبوي طاح له على قمر جمال خُلق وأخلاق وعقل ورزانه ووظيفه ماشاءالله عليها ، وما أمانع أمشي على نهجه بالأخير هو يكبرني وأشوفه قدوتي !
زفر رماح ينطق بحدة : كلامي واضح ما بسمح لكم تلعبون بسمعتنا مره ثانية وهالمره قراري اللي بيمشي ، اليوم بس بوقف بصفك وأقولهم عندها إختبارات وما ودها تشغل نفسها تعالوا بعد شهر ويصير خير
شّدت على القلم بيدها تنطق : ما بوافق لو بعد سنين
ضحك بسخرية ينطق : نشوف يا بنت رماح
خرج من الغرفة يقفل الباب وراه بقوة ، زفرت بضيق تصدّ عن الباب لكتابها وتكمل دراستها ..
« بيت ليلى ، بعد العصر »
فتحت صندوق البيتزا تسحب لها قطعة وتأكلها ، رفعت عيونها على ليلى اللي نطقت : ايه ؟ وش بيصير
أبعدت باقي القطعة تنطق : لا تسأليني ورطوني بمهمة أكبر مني وأساس الورطة كيناز !
أبتسمت ليلى تنطق : ماذا لو ما وقعت ناز ؟
سحبت وهج قطعة ثانية تدفعها داخل فم ليلى وتنطق بحدة : ماذا لو سديتي فمك بقطعة بيتزا ؟
ضحكت ليلى تأكل وزفرت وهج بضيق تنطق : تصدقين كنت بقوله كل شيء
ليلى : مين الجنتل ؟
هزّت رأسها بالإيجاب وشهقت ليلى تعدّل جلستها وتنطق بحدة : ايوه وش قال !؟
صغّرت عيونها بإستغباء تنطق : لا بالله ؟
ضحكت ليلى تنطق : يعني ما قلتي ، طيب ليه وش منعك !
وهج : لأن الغبي بدال ما يركز بكلامي نام وتركني
ضحكت ليلى بصدمة تنطق بخبث : ضاع عند صوتك أجل لو يشوفك كلك وش بيصير فيه ؟
وهج : وقته ماشاءالله !
أبتسمت ليلى تكمل أكلها وتنطق : طيب وش قررتي تسوين ؟ هل بتخونين ثقته فيك وتنفذين كلام جدك ولا العكس !
مسحت وجهها بتعب تنطق : ولا شيء إذا رجع بقرر
ليلى : حياة الشقى صدق المفروض زواج تقليدي وفرحة عمر مو زواج على ورق وتخطيط كبير وسوالف ديون مأخوذه وحقوق أصحاب مدفونه بأراضي سهيل !
ألتفتت على ليلى تنطق بهدوء : زواجنا ماهو على ورق مثل ما يظنون
ليلى : والفايدة صفر أساس الزواج ورقة مترك وورثه ومحد يقدر ينكر هالشيء !
وهج : للمعلومية جدي تنازل عن حقه في حالة وحدة بس
ليلى : ايه ؟؟
عضّت شفايفها بهدوء وزفرت خجلها تنطق : إذا وقعت له وحبيته قبل ألاقي الورقة
وقفت ليلى بصدمة تنطق : الحين نقش عفشك ونوديك عنده وحبّوا بعض أمانه !
وهج : الواضح نجم وقع وخلص..
قاطعتها ليلى تنطق بحدة : ايه حتى أنتي وقعتي وخلصتي ولا ناسية إنك أعترفتي لي أمس بمشاعرك تجاهه ؟
توسعت عيونها بصدمة تنطق : أنا ؟ متى صار هالحكي
ليلي : صار صار يا بنت الحلال بس سبحان الله فجأة نسيتي يلا دقي على مترك وقولي له إني حبيته وحبني خلاص باح الورث
ضحكت بصدمة تنطق : ليلى بالله صحصحي وأعقلي
زفرت ليلى تنطق بحدة : ياخي حرام عليهم يحطونك داخل هاللعبة البايخه والله حرام !
زفرت وهج تصدّ للتلفزيون ، ما ودها تطيل التفكير وتغرق داخله ، سكتت وقررت بلحظة إنها تتجاهل أي تواصل عن موضوع الورث والورقة ، زفرت ليلى تكمل أكل والصمت يعم المكان ..
« الحدود الشمالية ، مساءًا »
ألتفت على عُدي اللي تقدم يضرب تحية وصدّ عنه ينطق : أستريح
أستراح عُدي ينطق بحدة صوته : طويل العمر النمر وصل وبينضم لك بأوامر من اللواء الركن
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق : حيّ الله أبو سعود
تقدم نمر ينطق : أبقاك الله
مد كفه يسلم على نمر ويسأله عن أحواله ، جلس بجانبه على مرتبة المدرعة ينطق : وش عندنا الليلة ؟
نجم : مجرد تهديد ورد ثأر عن ما حصل ظهر اليوم
رفع نمر حاجبة ينطق بدهشة : أوف وش اللي حاصل
نجم : ما عندنا علم جاء واحد وقرر يتحدى الدولة ويستعرض بعضلاته وجايين نرد عليه
نمر : منهو عليه طيب ؟
نجم : عوض السياف آل حمد
توسعت عيونه بصدمة ينطق : قريب للواء ركن
ميّل رأسه بعدم فهم ينطق : إيش ؟
نمر : عوض من معارف كايد وبرضو يرجعون بالفخذ نفسه مع جابر أبو غرور والأكيد إن عندك علم ، ولا ؟
أنصعق بصدمة كيف ترابطت الأمور وعادت لغرور ، زفر بغضّب ينطق : ما عندي علم
نمر : غريب سمح لك كايد ؟
نجم : قلت له ما عندي لك أسماء حاليًا
نمر : ورطت نفسك يا نجم ، والحين وش الخطة
زفر يعشّق سلاحه وينطق : لا تحسب إني برجع بكلامي بداهم مكان عوض ونشوف وش يطلع من بلاوي داخله
وقف نمر يمسك كتفه وينطق : بس أنت كذا بتعلن شرارة حرب بينكم وبين آل حمد كافه ولا تنسى أنهم أنسابكم وكنت أنت على خطوة من إنك تملّك على بنتهم !!
نجم : سهلة نكمل الكذبة وعلى أساس ما عندنا علم
نمر : نجم محد بيصدق لو يوصلهم طرف علم إنك اللي قدت الجيوش لباب عوض ، لأنهم يعرفون أنت من ويعرفون سلالتك بالكامل أنا قول صل على النبي ولا تلعب بالنار خشية تحرق نفسك
نجم : سهلة نكمل الكذبة وعلى أساس ما عندنا علم
نمر : نجم محد بيصدق لو يوصلهم طرف علم إنك اللي قدت الجيوش لباب عوض ، لأنهم يعرفون أنت من ويعرفون سلالتك بالكامل أنا قول صل على النبي ولا تلعب بالنار خشية تحرق نفسك !
وقف يثبت سلاحه على كتفه وينطق بحدة : النار ما تضرني أعطيه نار داخلي واللي عنده يبذله بيحرقني ؟ أشعله !
لبس الماسك الأسود ومشى يتخطى نمر اللي وقف ينفض يدينه وينطق : والله إني معك يالنجم في شر ولا في قدا
ركبوا المركبات الخاصة للمداهمة اللي بتحصل في غضون ساعات قريبة ..
« قصر السياف ، العاشرة مساءًا »
أبتسمت تنزل فنجالها وتنطق بأبتسامة عريضة : وحشتينا يا بنت الخال !
ضحكت غرور بخفه تنطق : والله لو ما وصلتني رسالتك ما كنت عرفت إنكم هنيّا !
سماح : ايه ايه كلنا هنا
غرور : سماح بسألك سؤال
نزلت فنجالها تنطق بهدوء نبرتها : اسألي
غرور : أمي دايم تقول لأبوي يا ولد الراعي واللي أشوفه في البيت ذا ما يجي من رعي !
ضحكت سماح بسخرية تنطق : أبوك أخو أمي غير الشقيق فهمتي ؟
توسعت عيونها بصدمة وقالت : أمانه من أم ؟
هزّت سماح رأسها بالإيجاب تنطق : يعني جدتي تزوجت جدي حازم السياف وجابت أمي وخالي مازن وخالي عُبود وبعدها تطلقت وتزوجت جدك سرحان فهمتي ؟
غرور : فهمتك
سكتت بصدمة من تشعب عائلتها من جهة أبوها ، ألتفتت بصدمة على صوت عوض اللي نطق بحدة : يا أم عوض !
فزّت سماح تغطي رأسها وتنطق بخوف : عمتي ماهي بموجودة..
قاطعها من دفع الباب وشهقت غرور بصدمة من دخل عليهم ، وقف بمُنتصف الصالة وضحك بسخرية ينطق : افا ما قلتي إن عندنا ضيوف ، ها يا سماح ؟
شّدت على جلالها تنطق بربكة : مادريت..
قاطعها من صرخ فيها ينطق بحدة : أذلفي من وجهي !!
سحبت جوالها ونظرت نظرة خاطفة لغرور المتصلبة بمكانها وزفرت تهمس لها بـ : آسفه
مشت تركض خارج المكان تاركه غرور بالبيت لوحدها ، أنقطع تنفسها من لمس كتفها ينطق بهدوء : من أنتي بنته ؟
شّدت على الكنبة تنطق بهمس مسموع : شل يدك عني !
ضحك بسخرية يقفز ويستقر بجانبها ، أبتسم بخفه ينطق بهمس : ما معي وقت للهياط ، من أنتي وكيف دخلتي لبيتي ؟
ألتفتت عليه بصدمة تنطق : بيت سماح..
قاطعها من نطق بحدة وهو يهمس : بيت زوج سماح
توسعت عيونها بصدمة تنطق : أنت زوجها !؟
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق بحدة : بتقولين من أنتي ولا أخذ إجابتي بأسلوبي الخاص ؟
شهقت توقف وتنطق بحدة : زوجها وتسوي كذا فيها تطردها وتلمس بنات الناس داخل بيتها !؟؟
وقف يحاصر رقبتها بكفه ويرميها على طرف الكنب ، صرخت بألم من ظهرها اللي ضرب بذراع الكنبة ، قرب منها ينطق بهدوء نبرته : ياكثر هرجك وفي حاجات ما تخصك ، والظاهر إنك ما بتتكلمين !
وسعت عيونها على مصرعيها من أصبح يعتليها وصرخت فيه تنطق : غرو..غرور بنت جابر !
أبتسم بإنتصار ينطق : حفيدة سرحان وسهيل ؟
هزّت رأسها بالإيجاب وسحب منديل من جيبه يكتفها ويثبته على خشمها ، كانت تصارع بكل قوتها لكن ما حركت في عوض ساكن ، أبتسم يهمس بأذنها قبل تغيب عن الوعي : بننبسط سوا يا بنت وأوعدك ما نطول
هو بالفعل نسى أسمها أثر الجرعة اللي تعاطاها قبل يدخل للبيت ، كانت خطته يضرب سماح مثل ما تعود لكن وجود غرور أجبره يخليها البديلة ، أبتسم من ارتخت بين يدينه غائبه عن الوعي تمامًا ، ضحك بسخرية يشيلها بين يدينه ويتوجه فيها لجناحه الخاص ..
« حلّة سهيل ، المزرعة »
زفرت بضيق تقفل كتابها وتستمع لحكي البنات ، ألتفتت شمايل على جمان تنطق : جمان غرور وينها ؟
رفعت كتوفها بعدم معرفة تنطق : مدري بس أكيد أشجان عندها علم تبين اسألها ؟
هزّت رأسها بالنفي تنطق : لا فكيني منها
سكتت بصدمة وألتفتت على نجد اللي ضربت شمايل ونطقت بصدمة : توأمتها ترا !
ضحكت جمان بسخرية تنطق : لا والله عادي أشجان ترفع ضغطي أحيانًا
ميّلت أسيل رأسها تنطق : أحيانًا ؟
ضحكوا جمان وشمايل على أسيل عكس نجد اللي ظلت ساكته ، ألتفتت شمايل عليها تنطق : والله ما أنتي طيبه علامك يا نجد !
زفرت بضيق تنطق بهدوء نبرتها : أسيل شفتي شجاع ؟
توسعت عيونها بصدمة تنطق : لحظة نجد تسأل عن شجاع ؟
زفرت بغضّب تنطق : ياختي خلصيني شفتيه ولا لا ؟
هزّت أسيل رأسها بالنفي تنطق : لا بس جدي دعاه وأظن بيجي الحين
وقفت نجد تنطق : حلو بروح أكمل مذاكرة وأنتي شدي حيلك وأتركي السوالف
أبتسمت أسيل تنزل نظراتها على كتابها ، رفعت شمايل حاجبها تنطق بسخرية : بتكملين مذاكرة بدون كتاب يا بنت عمي ؟
وقفت نجد بمكانها وأبتسمت ترجع أدراجها ، شالت كتابها بين يدينها ونطقت : معاد معي من العقل نقطة كله من المعلومات
شمايل : الله العالم هي معلومات ولا شيءٍ ثاني
عضّت شفايفها تنطق بربكة : وش تقولين أنتي ؟
سحبت شمايل البراد تصّب لها شاهي وأبتسمت بسخرية تنطق : ما عجبني سؤالك عن شجاع
ضحكت بسخرية تنطق : ليه ما عجبك ان شاءالله !
رفعت عيونها على نجد تنطق : من غير سبب علامك أشتطيتي يا أخت نجم ؟
زفرت نجد بغضّب تنطق : نجد ، أسمي نجد يا أخت منيف !!
مشت تغادر المكان تاركه شمايل والبنات خلفها ، شّدت على كتبها وزفرت ضيق صدرها ، هي ما تقدر تنكر إنها شايله بخاطرها على نجم ولا ودّها تسمع أسمه بجانب أسمها بالفتره الجايه كلها لحّد ما يراضيها ، رفعت عيونها على شجاع اللي ماشي إتجاه أبوها ، عضّت شفايفها بهدوء تنطق : الله يستر منك والله ما ترتاح لين تسبب مشكلة بينك وبين أبوي !
تقدمت توزّي نفسها خلف الجدار وتشوف أبوها وشجاع قدامها ..
« خارج الأسوار ، خلف بيت عوض »
سحب نجم الماسك الأسود من على وجهه ، زفر يبعد شعره اللي أصبح طويل عن عيونه ، رجع خصلات شعره للخلف وألتفت جهة الريح يسمح للنسيم تداعب شعره ، فتّل شاربه ينطق : أبغاه يشوف وجهي
ضحك نمر ينطق : أقنعه يا الجارح ولا سووا شيء !
ضحك عُدي يرفع أكتافه بقلة حيلة ينطق : ما بيديني حيلة
أبتسم على جنب ينطق : طبعًا ولا منتظر تأمرني ؟
أبتسم عُدي ينحني برأسه وينطق : حاشا وكلا يا طويل العمر
زفر نمر يدفع نجم وينطق : يا شينك لا صرت الآمر الناهي
نجم : أستغفر الله ، ما قلنا شيء ؟
ضحك نمر يتخطى نجم ويتقدم للفرقة خاصته لأجل يوجههم ويعطيهم الأوامر ، رفع عيونه على عُدي ينطق : جاهزين ؟
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق : منتظرين إشارة
نجم : بدخل لوحدي وآمن المنطقة وإذا سمعت صوت صفير داهم المكان ، مفهوم يا الجارح ؟
ضرب عُدي تحية ينطق بحدة صوته : آمرك سيدي !
خبط نجم كتفه ينطق بهدوء نبرته : أستريح
صدّ عنه يمشي بخطواته للسور العالي ، نزل نظراته للجندي اللي ثبت يدينه لأجل يساعد نجم بالصعود لأعلى السور ، رفع رجله يثبتها على كفوف الجندي ودفع نفسه بمساعدة الجندي للأعلى ، تمسك بالجدار وزفر يرمي نفسه من وراه ، شّد نمر على سلاحه ينطق بداخله : الله يكفيك شر نفسك يا أخوي
كانوا جميعهم واقفين خلف البيت وينتظرون إشارة من نجم اللي دخل وأنقطع بينهم التواصل ..
« داخل البيت »
سحب سلاحه يعشّقه ويتقدم بخطوات ثابتة نحو الباب الزجاجي ، فتحه بهدوء يصوب بسلاحه كل شيء يتواجد أمامه ، شهقت بصدمة تترك الكأس الزجاجي من يدها ، صدّ عنها من عرف إنها أنثى ، زفر ينطق بحدة وعيونه على خطواته : أجلسي وثبتي يدينك خلف ظهرك ، خليك بمكانك وألزمي الصمت !
جلست سماح ونفذت كلام نجم على الفور ، ألتفت على السور الخلفي وأطلق صافرته يوصلهم الإشارة ورجع أنظاره بسرعة فائقة على سماح اللي واقفة وراه وبيدها فازة ورد ، سحبها من يدها ينطق بحدة : وأنا أبن أبوي !!
شهقت من طاحت الفازة على الأرض تنطق بتردد : آسـ..آسفه برجع مكـ..مكاني !
آشر بسلاحه على زاوية المطبخ ينطق بحدة : هناك ولا تتحركين هذي مداهمة رسمية لا تشغلين رجال الدولة عن غير سنع !
توجهت للزاوية تضمّ نفسها وعيونها تهل دمعها ، شّدت على كفوفها من شافت العساكر حاوطوا المكان كله ، ركض نمر بفرقته لجهة الباب الزجاجي حيث يتواجد نجم هناك ، تقدم له يهمس بـ : أنت طيب ؟
هزّ رأسه بالإيجاب وألتفت نمر على سماح الساكنه في أحد زوايا المطبخ ، رجع نظره على نجم اللي رفع أكتافه بعدم معرفة ينطق : بنته أخته زوجته ما عندي أدنى فكرة عن من تكون
خبط نمر كتفه ينطق : أتركها لي وأنت أنطلق مع الشباب ذول وأمسك عوض
صدّ نجم يخرج من المطبخ والعساكر خلفه ، تقدم نمر لها ينطق : من تكونين ؟
رفعت سماح عيونها له تنطق : سماح
جلس القرفصاء أمامها وحافظ على المسافة بينهم ، زفر ينطق : بالنسبة لعوض ؟
شّدت على كفوفها بحزن : زوجته ، مع الأسف
توسعت عيونه بصدمة ينطق : أنتي تدرين بإيش زوجك متورط !
هزّت رأسها بالإيجاب تنطق : ايه ومستعدة أقدم أفادتي لكم بكل بلاويه بس أرجوكم أنقذوا بنت جابر من بين يدينه !!
طارت عيونه بصدمة يوقف ويسحب اللاسلكي ، كبس الزر ينطق بحدة : النجم !
سحب نجم اللاسلكي ينطق بهمس : وش تبغى ؟
ألتفت بصدمة على سماح ينطق : غرور ؟
وقفت بصدمة من عرفها وبكت بدون صوت تنطق : ايه ايه بنت خالي أرجوك أنقذها
زفر يشتم غرور ومصايبها اللي ما تخلص ، رجع يكبس على الزر وينطق : غرور بنت جابر عندك
وقف يتصلّب بمكانه ووقفوا العساكر من خلفه ، كبس الزر ينطق بحدة : إيش قلت ؟
بكت سماح بشدة تنطق بحدة : أخذها للجناح حقه فالطابق السفلي الباب الأول على اليمين !!
كبس نمر على الزر ينطق بحدة : الدور السفلي الباب الأول على يمينك يا النجم !
رجع اللاسلكي وآشر للخارج ينطق بهدوء نبرته : خليك برا أنسه سماح
مشت تخرج ومشى نمر خلفها للخارج ..
« قصر مترك ، منتصف الليل »
دخلت سمو لوحدها بعد ما وصلها نيار وتوجه لبيت أهله ، أبتسمت تمسح دمعة الشوق من وجنتها وتقدمت للباب الرئيسي ، أخذت نفس عميق وزفرته ، فتحت الباب ودخلت تجرّ شنطتها خلفها ، كان القصر هادئ بسبب الوقت المتأخر ومعظم الأنوار مغلقه ، توجهت نظراتها فورًا على عزيز اللي خرج من غرفته يجفف شعره المبلول ، عضّت شفايفها من أنهمر دمعها ومن نطقت بصعوبة : عزيزي ؟
بلع الغصة اللي أحرقت جوفه بالكامل ينطق : أمي ؟
أبعدت شنطتها وركضت له ، وبالمثل رمى عزيز منشفته على الأرض وأنطلق يركض لها ، ارتمت بحضّنه وحاوط ظهرها يشيلها بين ذراعيه ، دفنت وجهها برقبته تبكي وتستنشق ريحة ضناها وأحب المخاليق لقلبها ، شّدت على شعره تنطق وسط دموعها : كيفك يا ضناي وفلذة قلبي
مسح على ظهرها ينطق وسط أنهياره : بخير بشوفك يا رضاي وجنتي والله توني صرت بخير
ضحكت تمسح دموعها وتبعد عنه ، حاوطت وجنتيه بكفوفها تنطق بأبتسامة عريضة : كبرت يا ماما وصرت أطول مني !
ضحك عزيز يمسح دمعته وينطق : كنت أطول منك قبل تروحين بعد ؟
ضحكت تشّد على ذراعه وتمشي معه للصالة ، جلسوا جنبًا لجنب وأبتسم عزيز بضيق من شافها تبكي ينطق : أضحكي يا أمي إن تبسمتي صار الكون بيدي وإن تكدرتي يضيق الفضاء في عيوني !
مسحت سمو دموعها وزفرت ترتخي على صدر ولدها ، أبتسم يرجع بظهره ويحاوط رأسها على صدره ، كانت تستنشق نداه وعبيره مبسوطه جدًا فيه وتحمد الله إنها عاشت وشافته مره ثانية ، مسكت يده تقبّلها وانحنى يقبّل رأسها وينطق : أمي وحشتيني كيفك وعلومك وش صاير بدنياك وين الناس ؟
رفعت عيونها له تنطق بهدوء نبرتها : آسفه إني كنت رافضة أتواصل معك بس كان قلبي يوجعني كنت أبكي بكل ليلة أكلمك فيها وأنهار بالأسابيع لأني مشتاقه لك يا عزيزي ولأجل أجازف وأخلص مشوار الدكتوراه قطعت التواصل معك
أبتسم عزيز ينطق : جعلني قبلك كيف قويت أبكيك وكتفي بعيد عنك
مسحت على صدره تنطق : بسم الله على روحك يا ماما
أبتسم يقبّل رأسها مطولاً ، أبعد ينطق : تريحين ؟
هزّت رأسها بالإيجاب تنطق : والله تعبانه
كتم أنفاسه يشيلها وصرخت بصدمة تنطق : والله ما غير نيار
ضحك بخفه ينطق بسخرية : ذا الشبل من ذاك الأسد
رفعت حاجبها تنطق : نزلني !
هزّ رأسه بالنفي ينطق : أمي والله بتجي نومة معك تعالي تعالي
ضحكت تحاوط رقبته ومشى يتوجه لغرفته ، رماها على السرير وضحكت ترمي مخدته عليه وتنطق : بدينا عقوق
ضحك ينسدح بحضّنها وينطق : أعوذ بالله وش الكلام ذا ؟
ضربت رأسه بخفه تنطق : نام نام
حاوط ظهرها وأبتسم بوسع ثغره ينطق : مبسوط بجيتك ومبسوط برجعتك مبسوط بشوفتك يا أغلى من مشى على الأرض
أبتسمت تخلخل أصابعها بين خصلات شعره وتنطق : من زود الفرحة فيك يا عزّي وعزيزي زانت نفسيتي وأحلّوت ملامحي والله ما أكذب
سحب يدها من شعره يقبّلها وينطق : الله لا يبيح الغرب خذوك مني سبع سنين وزود خلوني أفقد شوفك كل صبح وأشتاق أسمع صوتك يتردد بمسامعي طيلة الليل خلوني أشوفك ذكرى عزيزة علي بعيدة كل البعد عن ناظري ، أشتقت لك يا أمي
تمردت دموعه ودفن وجهه بحضّنها لأجل ما يضيق صدرها بدموعه ، أبتسمت تمنع دموعها تنزل وحضنتّه تنطق بهدوء نبرتها : أنا هنا خلاص أنتهى كل شيء والشهادة بستلمها إلكتروني معاد برجع بس أطمئن ونام يا عزّ سمو !
شّد على ظهرها يغمض عيونه ومن هدأت أنفاسه أيقنت إنه غاص بعميق أحلامه ، قبّلت جبينه تغمض عيونها وسرعان ما تبعته لعالم أحلامها ..
« حلّة سهيل »
وقف وتكتف يناظر في عمه اللي نطق بحدة : وش كنت متوقع يصير بعد سواتك عصر اليوم ؟
شجاع : ما هي مسألة توقع أنا وضحت رغبتي قدام الرجال
رفع رماح حاجبة بدهشة ينطق : البنت بنتي يا شجاع !
شّد شجاع على كفوفه خلف ظهره ونطق بحدة وعيون على عمه : ونعم فيك وفي بنتك يا عمي لكن ديار نجد ما تنتمي إلا لقلب الشجاع !
رماح : ونعم الرجال يا الشجاع لكن أنت تبني أحلامك وأنت ما تدري وش في قلب نجد
خرجت من خلف الجدار تتوجه لهم ، زفرت تقاطع حديثهم وتنطق بربكة : نجد شجاعة وقلبها ما ينتمي إلا لشجاع
توسعت عيونه بصدمة يلتفت على صوتها الأحب لمسامعه ، ضحك رماح بسخرية ينطق : أختصرتي الموضوع وأنا أبوك شدي حيلك وتخرجي
ألتفت على شجاع وخبط كتفه ينطق : وأنت أنتبه لنفسك من المهام والمداهمات
تقدم له بكمل باقي كلامه وهو يهمس : ما دام نجد تحبك ما بمسح لك تحزنها وتبكي محاجرها تسمع يا شجاع ؟
أبتسم شجاع بوسع ثغره ينطق :
أم المعنّق والمحيا والقبال
‏أملّ أنا الدنيا ونجد ما ملّيتها
5

قد يعجبك أيضاً
غرورك اللي علم الطاووس نفش ريشه بقلم r_55shog
غرورك اللي علم الطاووس نفش ريشه
2.8M
71.9K
حسابي بالاستقرام r_55shog
جَرح الأيهم بقلم ll118i
جَرح الأيهم
2.5M
174K
النبذه :- فَي ذَلك المَنزل الدافئ ، المَملوء بالمشاعرِ يحتضن أسفل سَقفهِ و بين جُدرانه تِلك الطفلةُ الَتي كَبُرَت قَبل أونها نُسخة والدها الصغيرة ذات الثَغر الضاحِكِ...
سَحابة حب بالوجدان تبرق منازلها من طويق للوادي  بقلم rwoix_
سَحابة حب بالوجدان تبرق منازلها من طويق للوا...
10.2K
258
دكتور بعد وفاة اقرب صديق له تتغير شخصيته للجمود والصلابه يجبره ابوه يتزوج بنت صديقه من الديره وبيوم زواجه يكتشف انها بكماء غير قادره على الكلام
وأنا فِي مَوج حُبك شراع يتهادىٰ  بقلم nine_823
وأنا فِي مَوج حُبك شراع يتهادىٰ
758K
19.7K
"لو كان الإنسان وحده لما استطاع أحدٌ هزيمته، لكن يُهزم المرء بأشيائه التي يحبها" روايتي الاولى اتمنى تنال اعجابكم🤍📜 وأنا فِي مَوج حُبك شراع يتهادىٰ
اهيم بها حبا  بقلم rwevjj
اهيم بها حبا
136K
2.5K
حسابي انستا تعالوا التنزيل فيه كل يوم @ rwevj
الحياة اليومية لزوجي السبعينات و تربية الأطفال بقلم momallmylife
الحياة اليومية لزوجي السبعينات و تربية الأطف...
22.7K
1.1K
مكتملة 148 فصل   كان لين وي وزونغ شاو متزوجين مرتبًا ، وانفصلا لمدة أربع سنوات ، وأنجبا طفلين ، لكن الزوج والزوجة لم يكونا أقرب من الأصدقاء العاديين.   اعتقدت لين وي أن...
غريب يدوّر في طرف عينها حضن ووطن  بقلم irwaya9
غريب يدوّر في طرف عينها حضن ووطن
262K
10.6K
ما بين نسمات الشتاء والنار والحطب بين أشجار النخيل والليمون والنعناع بين صهيل الخيول وتغريد الطيور بين برودة أمواج البحر ونعومة الرمل بين أوتار العود وخيوط الإبرة أحداث...
محرم علي أجيها إلا بالحلال
‏ما عفتها من يوم ما حبّيتها
‏تشوفني من بد خلق الله لحال
‏والله يهدم ضلوعي أن خلّيتها
‏من زينها معاد للباقي مجال
‏لفت على قلبي وحطت بيتها
‏وعيونها اللي كحلها روس رجال
‏الله يسود وجهي أن كان بكّيتها
-
شّدت على جلالها تتخطاهم من شدة حياها وخجلها ، زفرت بخجل تنطق : أوريك يا الشايب !!
أبتسم رماح وأستهَل وجهه بعد الأبيات ، وزادت فرحته من نطق شجاع : الله يسود وجهي أن كان بكّيتها يا عمي
مسح كف ولد أخوه ينطق : وجهك أبيض يا ولد أخوي
أبتسم شجاع ينطق : لكن أنا في وجهك ما تردني أنا ما تجريت وتشجعت وأفصحت بشعوري وشعري وقصيدي قدامك عشان تردني أنا في شنبك يا عمي !
شّد على كف شجاع ينطق بحدة : أنت في وجهي ما يردك عنها إنسٍ ولا جن ، أطلق حجاجك يا شجاع ما يستاهلها إلا أنت يا ولدي
زفر براحة يقبّل جبين عمه وينطق : الله يخليك لنا
أبتسم رماح ينطق بسخرية : عاد لا أشوفك توطوط عند شباكها وتحطون المصايب في رأس مسعود المسيكين !
ضحك شجاع بعلّو صوته ينطق : جعلني قبلها ما علمت علي
ضحك رماح بسخرية يهزّ رأسه بالإيجاب ويتخطى شجاع وينطق : أرقد يا شجاع
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق : أبشر بشوف البنات دخلوا من المزرعة
رفع كفوفه من أنهمر المطر وأبتسم ينطق بهدوء نبرته : الحمدلله ما ضاعت من يديني الحمدلله تفهم عمي وما ردني ، زرعت المحبة وقريب بقطف ثمار محبتي عسى الله يتمم وتقر عيني فيك يا نجد !
تقدم يتوجه للمزرعة لأجل يتأكد من البنات ، وصل للسجادة الحمراء الخالية منهم وأبتسم يصدّ راجع للبيوت ..
« الحدود الشمالية ، بيت عوض »
نزل من آخر درجة ووصل للطابق السفلي ، تقدم للباب المنشود ورفع سلاحه ، دفع الباب بقسوة مستخدم ساقه وأنفلج أثر الضربة ، توسعت عيونه على مصرعيها من لمح جسدها مرمي على سريره وأثار الضرب تملأه ، دخل للغرفة وقفل الباب وراه بغضّب ، ركض لجهتها وزفر ينطق بحدة : وش مطلعك من الحلّة يا بنت جابر تبين تذبحيني !!
ألتفت على رأس السرير وطاحت نظراته على رسالة ، سحبها يقرأ ما بداخلها وتمنى لو تركها مكانها لأنها ما زادته إلا قهر ، عضّ شفايفه يكرر قراءة ما بداخلها :
سمعت إن البنت خاطرها فيك يا نجم وقلت أسهل الأمور عليها ، أنبسط بتصير أب قريب وأنتبه تطلع الحقيقة لأن أول المستهدفين هي غاليتك بنت أمير !
تحياتي وأشواقي - بِكر عُبود السيّاف -
مزق الورقة بغضّب شديد وسحب كأس المويه يسكبه بالكامل على وجه غرور اللي فزّت مرعوبة ، سحبت اللحاف عليها بصدمة ورفعت عيونها له ، أمتلأت محاجرها بالدمع تنطق برجفه : نجم !
زفر يلتفت عليها وينطق بحدة : لعنه يا العلّة ، أستري نفسك وأمشي معي !!
انحنت برأسها خجلاً منه ، شّدت على اللحاف متقرفه من نفسها ، مشى جهة الباب وأستوقفه صوتها وهي تقول : لا تخليني لحالي !
نجم : عند الباب عجلي علي
طلع من الغرفة وفزّوا فريق العقيد نمر له ، زفر بغضّب ينطق بهدوء يعكس العواصف بداخله : أنتهت المداهمة وقدر عوض يهرب ، تقدرون تنصرفون
خرجوا جميعهم من الممر وألتفت نجم على غرور اللي خرجت من الجناح تنطق بصوت باكي : ما قرب مني صح ؟
نجم : أدعي يا بنت جابر تكون كذبة أدعي !
مشى يغادر المكان وهي تتبعه ، خرجوا من البيت وركبت غرور بسيارة نجم ، زفر يلتفت على نمر وينطق : وين البنيّه اللي كانت بالمطبخ ؟
رفع نمر أكتافه بعدم معرفة ينطق : الصدق مدري ، ليه ؟
خبط نجم كتفه ينطق بهدوء نبرته : ولا شيء سرينا
ضرب تحية لنمر اللي أبتسم له ينطق : أستريح يا نجم
استراح ومشى يركب سيارته ، ألتفت عليها ووجدها نايمه وواضح عليها التعب والإرهاق ، زفر يصدّ لقدام وينطق بداخله : تعبك ذا ما يبشر بالخير أبدًا !
شغل الموتر يتوجه لأقرب مستشفى موجود بالمنطقة ..
« بأحد الأماكن المهجورة »
نزلت من السيارة وأبتسمت تتقدم له ، نفث دخان سيجارته ينطق : وش قال أبو نوره ؟ تهزمني النجلاء وأنا ندّ فرسان ؟
ضحكت نجلاء بكبر تنطق : ان شاءالله إنك ندّ فرسان
ضحك عوض وألتفت يضرب زجاج سيارته ، خرجت سماح من السيارة وأبتسم يحاوط كتفها وينطق : لو ما كانت النجلاء جنبي ما صرت ندّ فرسان !
ميّلت رأسها بعدم فهم ونطقت : خلصني وش سويتوا ؟
ضحكت سماح تنطق : أبشرك مشت الخطة مثل ما خططنا لها وأحلى
نجلاء : واللي شاف غرور نجم ؟
هزّ عوض رأسه بالإيجاب ينطق : ايه ، الولد طايح لها أول ما سمع أسمها ركض فازع لها
ضحكت نجلاء تنطق : وأنت وش سويت لها
عوض : مثل ما خططنا بس صار شيء لم يكن بالحسبان
رفعت حاجبها بصدمة تنطق : وش بعد !؟
عوض : بنتك قوية ولعلي ضربتها بدون ما أشعر
نجلاء : ما يهمني أهم شيء أزوجها وأرتاح ، ما قربتها صح ؟
ضحك عوض بسخرية ينطق : وش لي بها وعندي سماح ؟!
أبتسمت سماح له من تقدم يقبّل جبينها ، أبتسمت نجلاء تسحب الظرف من شنطتها وتنطق : صح ما هو مثل اتفاقنا بس هذي دفعة أولى
سحبت سماح الظرف وفتحته تشوف المبلغ الرمزي ، ضحكت تنطق : يكفينا ماحنا محتاجين وأنتي تدرين
زفر عوض يرمي سيجارته وينطق : لا تنسين اللي طلبتك ترا ما سويت ذا كله إلا عشان تتوسطين لي عند سهيل !
أبتسمت نجلاء تنطق : ما نسيت وبيجيك اللي تبيه بس أنتظر
عوض : بنتظر وبشوف لو ما تمشي الخطة مثل ما أتفقنا ترا العواقب بتكون وخيمة
مشت تركب السيارة وتطلع من عندهم ، رفعت جوالها تنطق بحذر : لو مشت الخطة مثل ما يقولون بيتصل نجم فيني أو بتتصل غرور..
قاطع كلامها إتصال نجم عليها ، ضحكت بإنتصار تنطق : والله ووقعت يا ولد رماح في مصيدتي !
آشرت للسايق يمشي ويغادر المكان ، رفعت الجوال بعد ما فتحت الإتصال تنطق : نجم ؟
نطق نجم بحدة : وينك فيه ؟!
ضحكت بخفه تنطق : كلمتني غرور الصباح وهذاني جايه بالطريق ليه فيه شيء غريب متصل وأنت في مهمة !
نجم : برسل لك موقع مستشفى تعالي ونتصافى يا بنت سهيل !
قفل الإتصال وضحكت بسخرية تنطق : أجي يسلم رأسي وشلون ما أجي
فتحت الموقع اللي وصلها من رقم غرور وتوجهت له علطول ..
« قصر مترك ، غرفة وهج »
سحبت حجابها تلبسه وتضبط الماسك على وجهها ، سحبت اللابكوت تلبسه وتخرج من الغرفة ، تقدمت للدرج تنزل ورفعت عيونها على أختها اللي تصعد لها ، توسعت عيونها وصرخت بصدمة تنطق : سمو !؟!
زفرت سمو بضيق تنطق : شدعوة مبكره كنت جايه أفاجئك ونفطر سوا فالشرفة !
صرخت مره ثانية تركض لأختها اللي نزلت الصينية على الدرج وفتحت يدينها لها ، حضّنتها بقوة تنطق : لا ما تسوينها فيني ليه ما عطيتيني خبر !
ضحكت سمو تحاوطها وتنطق : لأني ما أبيك تتكلفين
ضربت ظهرها بخفه تنطق : وبتكلف تحسبين بخليك كذا بدون استقبال ؟ ماش لسى ما عرفتيني
أبعدت سمو عنها تنطق : وهج والله ما يحتاج
سحبت وهج وجهها تقبّل وجنتها وتنطق : أقول أسكتي الغالي لعيونك يرخص والناس ما تأخذ الدكتوراه إلا مره بالعمر أسمحي لي أحتفل فيك !
عبّست بملامحها تنطق : أحبك وحشتيني كثير يا الطايشه
ضحكت وهج تنطق : فاتك الكثير يا سوسو بس بعوضك ان شاءالله
دخلت ذراعها بذراع وهج تنطق : تعالي نفطر وحكيني عن ما فاتني
ألتفت وهج عليها تنطق : جاهزة للصدمة ؟
سمو : جاهزة وأنتي برضو تجهزي
رفعت حاجبها بدهشة تنطق : عندك شيء غير الشهادة !
أبتسمت سمو تسحب الكرسي وتجلس على الطاولة ، جلست وهج مقابلتها ونطقت بحدة : هيه أنتي تكلمي وش عندك
سحبت سمو الخبز تنطق : قولي بالأول بعدين بقول
أكلت لقمة وزفرت وهج تسحب الخبز منها وتنطق : تزوجت
كحت بصدمة تصرخ بـ : إيش !!!
توسعت عيونها تسحب العصير وتسكب لأختها ، مدّته لها تنطق : أشربي وسمّي بالله مره ثانيه !
شربت سمو العصير وأبعدته تنطق : لحظة وش قلتي !؟
وجهت وهج نظراتها الخاطفة على القصر تنطق : وين الناس ؟
سمو : جدي وجدتي خرجوا للمستشفى
رفعت حاجبها تنطق بحدة : وش فيهم !؟
سمو : ما فيه شيء يقولون تحاليل وأمي وأبوي نايمين وعزّي نايم بعد ، ايه كملي وش تزوجت تستهبلين صح !
أبتسمت ترفع إصبعها وشهقت سمو من شافت الخاتم ، صدّت تكمل فطورها ونطقت سمو : كيف ووين ومين ومتى وليه !؟؟
ضحكت وهج بصدمة تنطق : بشويش بشويش !
ضربت سمو الطاولة تنطق بحدة : وهج لا تجننيني وتكلمي !!
وهج : كيف ؟ لا تسأليني ، وين هنا في القصر قبل أسبوع تقريبًا ، مين ضابط إسمه نجم ما نعرفه ، متى قلت لك من أسبوع ، ليه اسألي أمي وأبوي متأكده الخبر منهم أحلى !
زفرت سمو تفكر وتهمس بإسمه : نجم ؟
وهج : ما تعرفينه
سمو : طيب ليه جد اسأل ؟
وقفت وهج تنطق بهدوء نبرتها : تأخرت على العمل والسالفة يبي لها قعدة
وقفت سمو مع أختها تنطق : ما عندي مشكلة أنتظرك بس ما أرضى أسمع السالفة من غيرك !
أبتسمت وهج تضّم أختها الكبيرة وتنطق : حيّ صباح يبدأ فيك يا سموّي
أبتسمت تحاوط صغيرتها وتنطق : استودعتك ربي وحصني نفسك يا وهجيّ
هزّت رأسها تنطق وهي تمشي : ما نسيت خبرك الصادم بتقولينه الليلة تمام ؟
ضحكت تهزّ رأسها بالإيجاب لوهج اللي خرجت تغادر القصر مع السايق وتتوجه للمستشفى ..
« بيت الإيجار ، طريف »
كانت تبكي بحضّن عمها شايع اللي يحاوطها ويحاول يهدي بالها والصدمة تعتري ملامحه ، زفرت نجلاء بغضّب تنطق : وينه أسود الوجه ؟؟ خلاني أجيك فالمستشفى وهو مختفي !
رفعت غرور رأسها تصرخ بوجه أمها بغضّب وتنطق : ماله ذنب بأي وجه تبينه يجلس !!
وقفت نجلاء بغضّب لكن أستوقفها صوت الطرق على الباب ، توجهت له علطول وسحبت المزلاج تفكه ، ظهر نجم أمامها وبكل قوتها مدّت ذراعها توجهها على وجهه لكنه تصدى لها بسهولة ينطق بحدة : ألويها لك ولا يهمني من تكونين !
دفعها بغضّب نحو الصالة ودخل يقفل الباب وراه ، زفر يجلس على الكنب وينطق : وش قررتوا ؟
ضحكت نجلاء بصدمة تنطق بحدة : بتتزوجها وأنت ما تشوف الدرب تسمع ؟؟
ألتفت نجم على شايع وغرور اللي تتخبى خلفه ، مسح وجهه وشنبه ينطق : طلعت التحاليل ؟
هزّت رأسها بالنفي تنطق : يقولون بدري مستحيل يظهر لهم شيء ولازم أقل شيء أسبوعين أو أكثر
زفر يشتمهم جميعًا من نجلاء لعوض بداخله ونطق بهمس غاضّب : بلشني الله يبلشه في عمره
رفع حاجبة بدهشة على نجلاء اللي نطقت بحدة : مثل ما أغويتها تتبع خطاويك وتجيك للشمال وبعد اللي حصل غصب عنك تتزوجها تسمع !؟
وقف ينفض ملابسه وقبل ينطق قاطعه صوت غرور اللي وقفت بغضّب تنطق : ما أبغاه يتزوجني بالطريقة ذي ما أبغى أظلمه معي ولا أظلمني معه كفايه جاء ينقذني منهـ..
قاطعتها نجلاء اللي صفعت وجهها بغضّب تصرخ بوجهها وتنطق : أسمعي يابنت الستة وستين مثل ما هربتي من البيت بدون علمي وركضتي وراه تتحملين أنتي وياه والعلم وصل لأبوي إنكم هاربين من الجماعة سوا..
شّد على سلاحه بخاصرته يقاطعها وينطق بحدة : ثمني كلامك يا بنت سهيل ولا بتدفعين الثمن غالي !
ضحكت بسخرية تنطق : بتنكر ؟ أنت لمست بنتـ..
قاطعها من رفع السلاح على جبينها ينطق بحدة وعيونه تطلع شرار : أدفنك يا نجلاء تسمعين أدفنك هنيّا !!
تقدم شايع لنجم ينطق بصدمة : ألعن الشيطان يا نجم
صرخ يعشّق سلاحه وهو يناظرها : الله يلعنها !
ضحكت بسخرية تنطق : أطلق يا ولد أخوي
شدّ على سلاحه يرجعه بحزام خاصرته بعد كلمتها ، ألتفت بغضّب على غرور ينطق بحدة : وش كاذبه عليها ؟ ولا الخبث والدجل وراثي عندكم
ميّلت رأسها بضيق تنطق : ما قلت شيء !
جلست نجلاء ونطقت بسخرية : سهلة تزوجها فترة حملها وأستر عليها..
قاطعها يوقف وينطق بحدة : لو هامك تسترين عليها لهالدرجة زوجيها عوض السيّاف !
مشى يخرج وقبل يقفل الباب ألتفت عليها من نطقت بضحكه إستفزازية : مثل ما وصلك تهديد السيّاف تراه وصلني وأنا وأنت ندري زين من هو مستهدف ، بكيفك يا نجم
قفل الباب بوجهها وزفر بغضّب يمشي لموتره ، وقف مقابل باب موتره وفزّ يضرب كفر الموتر بغضّب ، خبط الكبوت بذراعه ورفع عيونه على الشمس الدافية بأعلى السماء ، زفر ضيقة صدره يلبس نظاراته الشمسية ، تقدم يفك الباب ويركب الموتر ويشغله ويخرج من المكان ..
« حلّة سهيل ، بيت جابر »
سحبت عصاتها توقف وتمشي لجوالها اللي يرن بالصالة ، دخلت للصالة وجلست تسحبه وتفتح الإتصال تنطق : الو ؟
زفرت نجلاء تنطق : أمي وش حالك ؟
أبتسمت من سمعت صوت نجلاء تنطق : بخير يا بنتي وأنتم وش سويتوا ؟
مسحت دموعها الزائفة تنطق : اخ يا أمي والله مدري وش أقول
مسكت شاهرة صدرها تنطق بربكة : بسم الله عليكم وش فيكم !؟
شهقت تطلق العنان لبكائها تحت صدمة أمها ، مسحت دموعها تنطق بنبرة حزينة : أمي اللي كنت خايفه من حصل
شاهرة : يا بنتي تكلمي وأنتي تبلعين الكلام !
نجلاء : تعرفين إن نجم فالشمال صح ؟
هزّت شاهرة رأسها بالإيجاب تدّعي إن نجلاء تشوفها ونطقت بنبرة غضّب : ايه ودام السالفة فيها ذا الفاجر ما أستغرب دموعك !
صرخت نجلاء تبكي وتنطق : كذب على غرور عشان تلحقه يا أمي وعطاها موقعه بالضبط ويوم وصلت ضربها لين فقدت وعيها و..
سكتت تكمل بكائها ووقفت شاهرة بغضّب تنطق : البنت فيها شيء ؟؟
عضّت شفايفها تكبح ضحكتها وتنطق بنفس النبرة الحزينة : حامل من أسبوع !
شهقت شاهرة بصدمة تنطق بحدة : الله لا يربحه أسود الوجه الله لا يوفقه ولا ينور دربه حسبي الله عليه ونعم الوكيل !!
مسحت دموعها ونطقت : علمي أبوي يا يمه أنا أستحيت أكلمه..
قاطعتها شاهرة اللي نطقت بغضّب : لا تستحين مفروض هو اللي يستحي على دمه ويدفن نفسه ولعاد نشوف وجهه دنيانا كلها لكن هذي أخرت التطبيل يا سهيل !
قفلت الجوال ترميه على الكنب بغضّب ، سحبت عصاتها ومشت تخرج من البيت بغضّب متوجه لمجلس سهيل ..
« المستشفى »
خرجت من مكتبها وسرعان ما أبتسمت من شافت مسعود وشجاع بجانبه ، تقدمت لهم تنطق : سلامات
ألتفت شجاع عليها وأبتسم ينطق : حيّ الله زوجة أخوي
أبتسمت بخجل تنطق : الله يسلمك وش عند مسعود ؟
شجاع : ما يهجد الله يصلحه ويهديه
ألتفتت عليه وأبتسمت تنطق : سلامتك وشفيك ؟
زفر مسعود بغضّب ينطق : ما فيني شيء شوفي دحيم
رفعت رأسها وضحكت من شافت دحيم بالسرير اللي جنبه ، ألتفتت على شجاع تنطق : أختصر لي اللي حاصل
شجاع : تضاربوا على السوني مسعود أنكسر إصبع رجله ودحيم يشكي من رأسه
كبحت ضحكتها تتوجه لسرير دحيم ، تقدمت له تنطق بهدوء نبرتها : ماشاءالله عليك أنت أكبر صح ؟
آشر لها بالإيجاب وألتفتت تنادي نيرس الطوارئ ، تقدمت جازي لها تنطق : وهج وش عندك في الطوارئ ؟
أبتسمت تهمس لها بـ : أهل زوجي
ضحكت جازي تنطق : وأنا أقول
وهج : شوفي دحيم وأنا بروح لمسعود
توسعت عيونها بصدمة تنطق : وأنا وش عرفني وين مسعود وين دحيم ؟
آشرت لها وهج على دحيم تنطق : هذا دحيم روحي شوفيه
هزّت رأسها بالإيجاب تتقدم لدحيم ، عكس وهج اللي توجهت لسرير مسعود ، رفعت رجله وزفرت بضيق تنطق : فعلاً مكسور الله يصلحك
رفع حاجبة ينطق بحدة : عادي ما يوجعني..
قاطعه شجاع من ضربه بطرف الشماغ على عينه ينطق بحدة : انكتم !
غطى عينه ينطق بألم : مخشت عيني يا كلب !!
سحب شجاع أذنه ينطق بحدة : مسعود والله يوم ما تعشي وتحترم نفسك
رفعت كفوفه يستسلم وينطق : خلاص أبشر أنا الكلب
ترك أذنه ينطق بسخرية : أعقل لا أعقّلك
ألتفت على وهج اللي واقفه بصدمة تناظرهم ، أبتسم يصدّ عنها وصفقت بكفوفها تنطق : ماشاءالله عليكم متأكدين إنكم إخوان ؟
بكى مسعود بزيف ينطق : شفتي..
سكت علطول من قرب شجاع لوجهه ينطق : مسعده يا البكايه اصه اصه !
طارت عيونه بصدمة ينطق : أعقب وأنا ولد مسلط !
أبتسم على جنب ينطق : ونعم
ضحكت بسخرية تنطق : لا فعلاً إخوان دام الهياط بدمكم
أبتسم مسعود ينطق : ما شفتي شيء
ضحكت تنطق : بأخذك نسوي أشعة ونرجع عشان نتأكد من خطر الإصابة
هزّ مسعود رأسه بالإيجاب ومشت تنادي كريم يساعدها ، ومشى يشيل مسعود ويحطه على الكرسي المتحرك ويتوجه به للغرفة الأشعة السينية ، تقدمت لجازي تنطق : فيه شيء ؟
هزّت جازي رأسها بالنفي تنطق : لا يا شيخه بس رضه خفيفة برأسه
أبتسمت براحة تهمس بـ : حمدلله
جازي : ومسعود ؟
وهج : يا عمري شكل إصبع رجله مكسور
خبطت جازي كتف وهج تنطق : ما عليك بسيطه ان شاءالله
أبتسمت تتوجه للأشعة ، وبعد ما يقارب الأربعين دقيقة رجعت تدفع مسعود ، وقف شجاع ينطق : بشري ؟
وقفت الكرسي وتكتفت تنطق : أبدًا مو بشارة !
كبح ضحكته يصدّ عنها وزفرت تنطق : تقدر تشيله ؟
مسح وجهه وشنبه ينحني لمسعود وينطق : اشيله يا دكتورة اشيله
رفع مسعود على السرير وتقدمت وهج تسحب الأدوات الطبية وتبدأ تعالج إصبع مسعود ، لفتها بحذر وبدأت تجبّرها ومن أنتهت وقفت تسحب القفازات من يدينها ، ألتفتت لشجاع تنطق : ما يحتاج غيار وما بتطول يعني شهر بالكثير وتعالوا مره ثانية نفكها بس أهم شيء ما يرهقها ويحاول الشهر ذا ما يمشي عليها
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق : حاضر
أبتسم مسعود ينطق بسخرية : شجاع شلني
تقدم يشيل مسعود ويهمس بإذنه : شلك جني قول آمين
ضحك بسخرية ينطق : يقلع أبو الفله لو داري كسرت رجلي كلها
ضحكت بصدمة تنطق : مو صاحي !
شجاع : أمسحيها بوجهي
أبتسمت بوسع ثغرها من تذكرت أول لقاء بينها وبين نجم ، وباليوم ذاك قال لها شجاع نفس الكلمة ، مدّت ذراعها لرأس مسعود تبعثر شعره وتنطق : قلتها لي كثير ، محشوم !
شجاع : أمسحيها بوجهي
أبتسمت بوسع ثغرها من تذكرت أول لقاء بينها وبين نجم ، وباليوم ذاك قال لها شجاع نفس الكلمة ، مدّت ذراعها لرأس مسعود تبعثر شعره وتنطق : قلتها لي كثير ، محشوم !
أبتسم مسعود ينطق : لا تقطعين الوصل يا الحلوه !
مشى شجاع وسرعان ما صرخ مسعود من قرصه شجاع ينطق بحدة : تغازل زوجة أخوك ياللي ما تنتخي !!
رفع حاجبة ينطق بحدة : طيب ما هي بمرتك أزعجتني !
شجاع : مرت نجم يا الحمار
زفر بغضّب يصدّ عنه وينطق : عارف ووالله إن ذي كثيرة على نجم
طارت عيونه بصدمة ينطق : أنت من وين تجيب الحكى تراك أبو العشر سنين !!
مسعود : العمر مجرد رقم عزيزي !
مسح شجاع وجهه بصدمة وتوجه للمخرج علطول ، أبتسمت ترجع بخطوات واثقة للمكتب الخاص بها ، فتحت الباب وزفرت بتعب تنطق : كيفك ؟
رفعت كيناز عيونها تنطق بهدوء نبرتها : بخير وأنتي ؟
جلست على مكتبها تنطق : ناز علاقتنا هالأيام مو معجبتني والأكيد ماهي معجبتك
وقفت كيناز ترتب مكتبها وتنطق : عاجبتني ، موفقه
تقدم تتخطى وهج اللي ظلت مكانها مصدومة ، زفرت بغضّب تنطق : أفعل خيرًا شرًا تلقى أعوذ بالله والنفس الشينه
تقدمت لمكتبها تأخذ حاجاتها وتقفل أدراجه ، زفرت توقف وتخرج منه ، تقدمت لمكتب الاستقبال توقع خروجها ورفعت عيونها على سليم اللي نطق : وهج صدق الإشاعات اللي طالعه عنك ؟
ميّلت شفايفها بعدم فهم ونطقت : مثل ؟
سليم : تزوجك ولد الدكتور باسل عشانك عالجتي شايبهم ؟!
ضحكت بصدمة تنطق : تزوجت بس هذي الإشاعة الصحيحة الباقي تلفيق وسواليف ، سلام عليكم
همس يردّ عليها سلامها ومشت تخرج من المستشفى ..
« حلّة سهيل ، مجلس سهيل »
دخلت للمجلس بغضّب تنطق بحدة : سهيل !!
رفع حاجبة بدهشة ينطق : نعم ؟
زفرت الجوهرة تشيل الصحون من قدام سهيل وتهمس بـ : اللهم أجعله خير
أبتسمت العنود تساعدها بالصحون ، وقفوا يخرجون من المجلس وضحكت شاهرة بسخرية تنطق : ماشاءالله مجمع حريمك ولا أحتلت تدعيني ؟
سهيل : تعوذي من أبليس ما دعيت أحد اللي يبيني يدل مجلسي يا أم نجلاء
تقدمت بغضّب تنطق : شكل ما وصلتك سّواد فعايل حفيدك ؟
ألتفت رماح عليها يقفل جوالها ونطق سهيل : من حفيدي ؟
ضحكت بسخرية تنطق : نجمك يا سهيل
رفع رماح حاجبة ينطق بحدة : نجم ؟!
شاهرة : خرطي ما فيه مهمة ولا شيء يخرط عليكم ويوم تأكد إنها مشت عليكم سافر الشمال ودعى بنت نجلاء له والجاهلة من حبها له لحقته
وقف رماح بصدمة ووقف سهيل يتمسك بولده ، ثبتت كلتا يدينها على عصاته تنطق بحدة : اختلى فيها وأبشركم البنيّه حامل !
صعقت صدورهم بصدمة من الخبر ، شعر رماح بالحرارة تصعد لأعلى رأسه وصرخ ينطق بحدة : وش تقولين يا عمه !؟
شاهرة : جعل العمى يطس عيونك أنت وولدك !
زفر رماح بغضّب ينطق : تتبلين على ولدي وتدعين علي وعليه لا احترمتي شيّب رأسي ولا حشمتي مجلس أبوي !
سحب سهيل عصاته ينطق بحدة : شلون وصلك الخبر ؟
شاهرة : من نجلاء
ضحك رماح بسخرية ينطق : يعني الأم تدري ببنتها وسامحه لها ؟
سهيل : بس أنت ! روح لمكتبي ذا الساع وأتصل على نجم لا أجيك إلا وهو معي على الخط
تقدمت تشّد على شماغه وتنطق بحدة : أنت ما صدقت كلامي وتبغى تسمع من البزر اللي طبلت له وسّود وجهك ؟!
زفر سهيل بضيق ينطق : لا أحد يكدر العصر علي بأكلمه وأشوف وش الموضوع
رفعت إصبعها بوجهه تنطق بحدة : إذا كلمته وطلع يقول نفس ما قلت..
قاطعها سهيل ينطق بحدة : شيلي إصبعك من وجهي يا أم نجلاء !
زفرت بغضّب تنطق : أنا معادني موجوده مالي مكان عند رجال يسفهني ويصدق بزر علي !
سهيل : البيبان مفتوحة الله يستر عليك
ألتفتت على رماح ونطقت بحدة : حرمتوهم من بعض ورحتوا تزوجونه غصب بالغريبة وبديتوها على بنت عمته والحين تحملوا نتيجة فعايلكم !
مشت تخرج من المجلس وألتفت سهيل على رماح ينطق بحدة : أنت عادك مقابلني !؟
استفاق رماح ومشى يركض للمكتب ، زفر سهيل يرمي سبحته على الجدار وينطق بغضّب : أزين لك يا نجم ما يكون الكلام صح لأن من بعدها حتى أنا ما بكون وراك وأدافع عنك !
زفر يخرج من المجلس يتوجه لمكتبه الخاص ..
« المعسكر ، الحدود الشمالية »
مضّت ساعات طويلة وهو ساهي بالتفكير بداخل موتره ، يعضّ أصابع الندم لإنه نام بهذيك الليلة وحرم نفسه سؤالها عن رقمها ، كان بخاطره يشكي لها همومه لإنه متأكد إن ردة الفعل بتكون أفضل من ردة فعلها بعد ما تسمع من غيره ، شّد على القير يزفر بضيق وينطق : أشهد بالله إنهم حملوني حملٍ ثقيل وشيءٍ مالي فيه طاقه أحرقوني الله يحرقهم !
غطى وجهه بكفوفه وزفر يمسح وجهه وشنبه ، فتح باب الموتر على الهبوب والكثبان الرملية ، نزل ومشى يبعد عن المعسكر ودّه يضيع في البر ويتحرر من هالثقل ، ألتفت على صوت رنّ الجوال بداخل جيبه ، رفعه وشّد عليه من قرأ أسم « سهيل » على شاشة الجوال القديم ، طاح على رجوله بأحد الطعوس البعيدة يرفع عيونه للنجوم اللي تملأ السماء رغم الظلام الحالك ، فتح الإتصال ينطق بثقل نبرته : مرحبا
زفر رماح بغضّب ينطق : سرا الليل وأنت ما ترد وينك من جوالك ؟!
نجم : أرحب يا أبوي مشغول والله
ضحك رماح بسخرية ينطق : مع بنت جابر ؟
طارت عيونه بصدمة ينطق بحدة : وش ذا الحكى نفداك !!
سهيل : نجم
رفع عيونه للسماء ينطق : حيّ الله نجم سهيل
قرب سهيل من الجوال ينطق بضيق : وش اللي حاصل يا ولدي وش الكلام اللي طالع عنك ؟
شّد على الرمال بيده ، قيدوه فيها وأصبحت النجاة شبه مستحيلة ، كلمة وحدة ممكن تكون خطيرة عليها وهو ما يرضى نسايم الهواء القاسية تجرح ندى خدها ، ما يهون عليه يمسّها الضرر منه ، زفر يرخي يده ويحرر الرمال منها ، غمض عيونه يستمع لسهيل اللي نطق : علمني يا أبوك علمني وش بخاطرك
رفع رماح عينه على شمايل اللي دخلت وقفلت الباب وراها ، تقدمت لهم وفتحت الدفتر وجهزت قلمها تنطق : جاهزين يا نجم
أبتسم نجم بخفه من فهمه سهيل ونطق : كان ذنب بيدين ناعمه جنيته لكن الأمور أبد ماشيه و خطأي طاهر طاهر هذا
سكت لثواني ورجع ينطق : بس هذا كل اللي عندي
قفل الجوال ووقف ينفض ثيابه ومشى يتوجه للمعسكر ..
« حلّة سهيل ، المكتب »
زفر رماح بغضّب يوقف وينطق بعصبية : هذا هو أعترف !
أبتسم سهيل ينطق بهدوء نبرته : شمايل وأنا جدك طلعي لي أول حرف من كل كملة قالها
رفع رماح حاجبة بدهشة وتقدم لشمايل اللي بدأت تحل الأحجية ، أنتهت من الأحرف كلها ونطقت : خلصت
سهيل : عطيها عمك يقرأها
رفعت الدفتر لرماح وسحبه يقرأ : كذب نجلاء مخططه ؟
أبتسمت شمايل بوسع ثغرها تنطق : داهية هالنجم
وقف سهيل وأبتسم ينطق : نجم ما يرضى الظليمه ولا يرضى على عمره الظلم !
أبتسم رماح يقبّل جبين شمايل اللي فزّت بصدمة تنطق بربكة : عمي !
ضحك رماح بفرحة ينطق : أبوي طالبك أكسر عين هالشاهرة
زفر سهيل بملل ينطق : خلها تولي ما صدقت تجي منها
ضحكت شمايل بصدمة ونطق رماح بصدمة : وش يعني ؟
سهيل : مثلوا كلكم على إن كلامها طلع صح اللي ما تخاف ربها لا هي ولا بنتها
ضحك رماح بسخرية ينطق : يعني بتخليها تقلع من تلقاء نفسها ؟
مشى سهيل للباب ينطق : الله الله
خرج من المكتب وضحكت شمايل تمشي مع عمها ، ألتفت رماح عليها ينطق : لو ما خذا نجم بنت أمير كان زوجتك ياه
توسعت عيونها بصدمة وقالت : مالك لوا يا عمي ما ودي به ولو ما يبقى من الرجال إلا نجم ما خذيته !
ضحك بصدمة ينطق : افا ؟؟
قفلت المكتب بالقفل تنطق : مع كامل تقديري واحترامي لك ولدك غثيث ويفقع الكبد
مشت تتخطى عمها وتخرج من المكان ، وقف يحكّ رأسه وضحك بخفه ينطق : صادقه والله
مشى يتبعها ويخرج من المكان متوجه للمجلس ..
« قصر مترك »
وقفت سيارات آل صارم عند البوابات ، أبتسم نيار بوسع ثغره من حضور أهله وإنهم ما كسروا بخاطره ، فتح عيسى البوابات لهم وتقدموا جميع آل صارم يدخلون لحوش قصر آل ساير ، وقف مترك من المجالس الخارجية يشوفهم ووقف عزيز وأمير معه ، وبالجهة المقابلة ضحكت بسخرية تنطق : وهذا هو موضوعي الصادم
شهقت وهج بصدمة تنطق : اصرعيني وقولي إنك راجعه لنيار ؟!
وقفت هنادي بصدمة تنطق : تخسين ؟؟
ضحكت بصدمة تنطق : افا يا هنوده
ركضت هنادي للشباك وضحكت بصدمة تنطق : حمدلله اللي جمع شملكم بعد هالسنين
رفعت وهج حاجبها تنطق بسخرية : ماشاءالله كل هالمحبة عشان الموضوع يخص نيار لو كان نجم الله أعلم وش كان ممكن يحصل
أبتسمت سمو تنطق : شدعوة يا الغيوره ؟ وبعدين حسيت نجم حبيب من أسمه
زفرت وهج تصدّ عنها وتنطق : لا تحسين
ضحكت تدفعها وتنطق بحدة : يمه من الغيورين
عضّت شفايفها بهدوء تنطق بسخرية : من ما يغار على نجم ؟
توسعت عيون هنادي بصدمة تنطق : يا شينك أنتي وياه
ضحكت وهج بسخرية : خلينا بحالنا وألتفتي على سموك ونيار !
مشت تطلع لغرفتها بالطابق الثاني وألتفتت سمو بضيق على أمها تنطق : أمي زعلتيها !
هنادي : تزعل ما قلت إلا الحقيقة والحقيقة دايم مرّه
سمو : بس مو كذا قدامها
أبتسمت هنادي بوسع ثغرها تنطق : جات خالتك كيان وبناتها
أبتسمت سمو تهمس لأذن هنادي : بنتكلم بعدين !
زفرت هنادي تنطق : معليه معليه
فتحت سمو الباب وأبتسمت أم نيار تنطق : سمو !
ضحكت بوجهها تنطق بفرحة : خالتي
سحبتها تضّمها بشوق وأبتسمت سمو تحاوطها ، تقدمت ربى تسلم على هنادي ونطقت بوجه بشوش : كيفكم يا خالتي هنوده وحشتونا قد الدنيا والله !
أبتسمت هنادي تنطق بحب : والله وأنتم حمدلله عدت السالفة ورضوا الصغار ولو إنهم ما تناقشوا معنا
ضحكت كيان تتقدم وتسلم على هنادي ونطقت : والله مثلنا ما تكلم نيار إلا ظهر اليوم !
سمو : قلت له ما يتكلم
ضحكت وجن تنطق بسخرية : ندري لو بيده تكلم من قبل
ضحكت سمو تتقدم للصالة وتنطق : اقلطوا الله يحيّيكم يا أهلي
تقدمت كيان وبناتها خلفها يجلسون وبدأت سمو تصّب لهم قهوة ، رفعت وجن عيونها لهنادي تنطق : خالتي وين وهج ؟
ألتفتت كيان تنطق بصدمة : منجد وينها واحشتنا
كادت هنادي تنطق لولا دخول وهج اللي نطقت بضحكة عذبة : أهلاً !
وقفوا كلهم لها وأبتسمت كيان تنطق : جات الزين كله ولا تهون سمو !
أبتسمت سمو تنطق بضحكة : حبيبتي
أبتسمت وهج تسلم عليهم وتنطق : شخباركم وحشتوني !
كيان : يا جعله ما يوحشك غالي قولي آمين
ثبتت يدها على قلبها تهمس بـ « آمين » داخلها وما طرى ببالها غير نجم سماها ، عضّت شفايفها تجلس وسرعان ما رفعت عيونها لمنطوق وجن : تزوجتي يا خاينه !
ميّلت رأسها بخجل ترفع إصبعها وتنطق : خلينا نقول تملكت
زفرت ربى تنطق : آخ مين سعيد الحظ ؟
ألتفتت وهج على أختها اللي نطقت : غيورة ما بتقول إسمه
ضحكت كيان تنطق : مستحيل بهالسرعة !؟
ضحكت وهج تنطق بهدوء نبرتها : نجم الجنتل مان
صرخت وجن تنطق بحماس : ألعب !
ربى : يا ربي وتناسق الأسماء وهج ونجم
ألتفتت كيان بصدمة على بنتها تنطق : لاحظت !
ضحكت وهج ونطقت كيان : كويس رجعت بنتنا لنا ولا كان فاتنا شكلك بالفستان الأبيض !
وسعت هنادي عيونها تنطق : الله يسامحك يا كيان وش الكلام ذا ولو ما حصل الصلح بعزمك شدعوة هي
وهج : فعلاً
أبتسمت كيان تنزل فنجالها وتنطق : لبى والله قلوبكم وسعد حظ نجم وأهله يوم طلبوا القرب وخصوا فيه بنتي وهج
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : حبيبتي والله
كملت ليلتهم على هالنهج ينتظرون خبر من الرجال والسوالف والسؤال عن الحال ماشيه بحكم المدة الطويلة اللي قطعوا بعضهم فيها ..
« المجالس الخارجية »
دخلوا مع الأبواب المشرعة وعلى ريحة العود وترحيب آل ساير فيهم ، أبتسم نيار من لمح ولده بجانب أمير وتقدم له بالأخص ، دفع أمير عزيز ينطق : تقدم لأبوك
تقدم عزيز له وأبتسم بخفه ينطق : أرحب يا الغالي
توسعت إبتسامته من نطق عزيز ونطق : أنت اللي أرحب في ذمتي
حضّن ولده بشويش خايف من نفور عزيز وتردده لكن ما هي ثواني إلا وحاوطته يدين ولده من كل إتجاه ، شّد على ظهره ينطق : وحشتني يا أبوك
قبّل عزيز كتف أبوه ينطق : حيّ حسك وطاريك يا أبو عزيز
قطرت دمعة شوق من محاجر نيار وغطى وجهه بكتف ولده ، تنحنح عزيز ينطق : ما به إلا الخير لا توجعني يا أبوي
شّد نيار على ظهره ينطق : الشوق هدّ حيلي يا عزوز والله هدّ روحي
رجع يقبّل كتفه ورفع لرأسه ينطق : بسم الله عليك وعلى روحك يا والدي ما هنا إلا الخير
أبعد نيار وأبتسم يقرّب لوجه ولده ويحبّ على خشمه وفزّ عزيز لأبوه ، شّد مترك على ذراع أمير ينطق : ما قد شفته فرحان هالقد !
أمير : مين ما يكون لازم يفرح لشوفة أبوه يا والدي
أبتسم مترك ينطق : هان كل شيء بعيني وأنتهى من شفت فرحته وحرّ سلامه
أبتسم أمير لنيار اللي تقدم له يسلم عليه ، قبّل جبين أمير ينطق : وش وقعك يا عمي والله العظيم إني مشتاق لكم
أبتسم أمير ينطق : بخير نسلم عليك وأهم شيء حليتوها فيما بينكم وحنا الليلة بنمشي تحت أمركم أنت وسمو
قبّل كتفه ينطق بفرحة : ما تقصرون
ألتفت على مترك ينطق بهدوء نبرته : أبتسم يا أبوي الله يخليك مليّت من عبوسك في وجهي والله مليّت
أبتسم مترك بوسع ثغره وضحك نيار ينطق : دام السن الذهبي لمع فأنا حاليًا في قمة السعادة والفرح عسى الله يتمم
تقدم يقبّل جبين مترك ويسلم عليه ، شّد مترك على كف نيار ينطق بحدة : لو ما أنت بغالي وأبوك وجدانك غالين ما فتحت لكم بابي مره ثانيه ، لا تضيع الفرصة من جديد تكفى يا ولد عبدالعزيز !
نطق عبدالعزيز بحدة وعيونه على مترك : يعقب إما ذلحين
ضحك نيار ينطق : خطفتها من لساني يا أبوي
تقدم عبدالعزيز يسلم على عزيز ونطق : سميّ جده وحبيب فؤاده وش حالك يا أبوك ؟
أبتسم عزيز ينطق : بخير نفداك وأنت ؟
عبدالعزيز : مشتاق لك والله
رجع عزيز يحتضّن جده وأبتسم أمير ينطق بسخرية : غرت منك يا عبدالعزيز
ضحك عزيز ونطق عبدالعزيز : شف النذاله أنت تشبع منه كل يوم وحاسدني على هالثواني ؟
ضحكوا كلهم وأبتسم مترك ينطق : اقلطوا على ملفاكم !
تقدموا جميع يجلسون ورفع مترك عيونه على الشيخ مسلي ونطق : أرحب يا مسلي !
وقفوا الرجال للشيخ وتقدم مسلي ينطق : البقى يا مرحب ماشاءالله تبارك الرحمن عقدين في أقل من شهر ؟
ضحكوا كلهم وألتفت عبدالعزيز بنظرة إستغراب ينطق : عقدين ؟ من زوجتوا لا يكون حفيدي
ضحك عزيز بصدمة ينطق : لا لا مستحيل بدري أصلًا !
رفع نيار حاجبة ينطق : ماشاءالله شلون بدري أستاذ عزيز وأنت داخل الثلاثين السنة هذي !؟
عزيز : أفهمها يا أبوي ما لقيتها !
ضحكوا كلهم ونطق مسلي : الله يديم الأفراح عليكم وان شاءالله ما تنتهي السنة هذي إلا وأنا مزوجك يا عزيز
ضحك عزيز بفشلة ينطق : بإذن الله يا عمي
ضرب عبدالعزيز فخذ أمير ينطق بهمس : من زوجتوا ؟
أمير : ملكة وهج كانت قبل أسبوع
توسعت عيونه بصدمة ينطق : ماشاءالله تبارك الرحمن
ألتفت مترك على عبدالعزيز ينطق : عبدالعزيز وين باقي عيالك
أبتسم عبدالعزيز ينطق : والله كل واحد في مدينة مشغولين وما قدروا يلحقون وبالنسبة لجمال بيجي بعد شوي
دخل جمال للمجلس ينطق وهو يلهث : بالأصح جيت !
وقفوا الرجال وضحك عزيز ينطق : أرحب يالخوي
ضحك جمال يسلم على مترك وأمير وألتفت على عزيز ينطق : وش تبغى العهد قريب توني شايفك
ضحك عزيز ونطق : جد تعال بسألك
جلس جمال بجانب عزيز ينطق : وش ؟
عزيز : وش صار عليك بالعمليات اليوم ؟
زفر جمال بضيق ينطق : فقدنا المريض والله
خبط عزيز كتفه ينطق : تصير تصير الله يرحمه برحمته الواسعة
جمال : آمين وأنا عمك
دفعه عزيز ينطق بصدمة : وش دخل يا مريض واضح بخاطرك تقولها !
ضحك جمال بعلّو صوته ينطق : نيار شف ولدك يقولي مريض
ألتفت نيار على أخوه الصغير وولده يآشر لهم يسكتون بتهديد ، صدّ جمال وألتفت على عزيز اللي نطق : أبوك يالحماس أنا الوحيد اللي بحضر زواج أمي وأبوي
جمال : الله يشفيك يا عمك
ألتفت عليه بصدمة ينطق : عضّ على شحم بس
ضحك جمال من جديد وألتفتوا جميع عليه ، غطى وجهه بشماغه ينطق بهمس : الله لا يوفقك لعاد تضحكني !!
ضحك عزيز بخفه ينطق : فشلتنا
أبتسم مسلي يتنحنح وينطق : جاهزين ؟
هزّوا رؤوسهم بالإيجاب زفر ينطق : على بركة الله
بدأوا مراسم عقد القلوب تحت إبتسامات نيار وفرحته العظيمة بسمو عمره الطويل ، ألتفت مسلي على نيار ينطق بفرحة : نيار بن عبدالعزيز آل صارم تقبل بـ سمو بنت أمير آل ساير زوجة لك من جديد وتتعهد بأن تكون لها سندًا وزوجًا للدهر المديد ؟
أبتسم نيار ينطق : قبلت بها زوجة وشريكة حياة وأتعهد بذلك
ألتفت على أمير اللي نطق : راضين عليه وبإذن الله يكتب لهم مع هالعقد عمر جديد طويل تحفّه السعادة من كل إتجاه
وقفوا جميع ونطق مسلي : أعلنهما زوجًا وزوجة
تعالت الضحكات على رقص عزيز والتباريك من كل جهة ، شال الكتاب بين يدينه ينطق : بوديه لعروسة قلبي توقع
ضحك نيار ينطق : بجي معك
أبتسم عزيز ينطق : تعال جعل ما يجي..
قاطعه مترك اللي ضربه بعصاه ينطق : أمس أمس
ضحكوا كلهم وتقدم عبدالعزيز مع أمير يودعون مسلي عند البوابات بينما توجه العريس وولده لعروستهم ، وبالجهة الأخرى ركضت ربى بفرحة تزغرط وتنطق : وقعوا أبشركم
وقفت سمو تضبط شكله وألتفتت لوهج تنطق : كيف ؟
أبتسمت وهج لها تنطق : تهبلين بسم الله عليك
أبتسمت تشّد على ذراع أختها بفرحة ، دخل عزيز وأبتسم من شاف عماته ينطق : هلا هلا باللي واحشيني !
ضحكت وجن توقف وتنطق : هلابك
تقدم يسلم على جدته وينطق : وش حالك يا يمه ؟
أبتسمت كيان تحبّ خده وتنطق : بخير يا يمه وأنت ؟
أبعد عزيز عنها ينطق : بخير بس الوالد مستعجل شوي
ضحكوا كلهم وتقدم عزيز لأمه ينطق : وقعي فديت روحك
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : أحبك
غمض عيونه من تقدمت تقبّل جبينه ، أبعدت توقع ومن أنتهت زغرط عزيز ونطق مترك بصدمة : والله ما أخليك يا عزيز
ضحك بخرشة ينطق : يمه سمعني !
ضحكوا كلهم وزغرطت هنادي بفرحة تنطق : بوجهي ما يجيك
آشر عزيز عليها ينطق : أشهدوا تكفون عشان ما تسحب علي..
قاطعته ربى اللي سحبته تسلم عليه وفزّ لها ينطق : أرحبي !
ضحكت تنطق بسخرية : وحشتنا يا القاطع
ضحك يحاوطها وينطق : ما باليد حيلي كنت متحيز لطرف أمي
رفعت وجن حاجبها تنطق بسخرية : لو جد متحيز كان قاطعت جمال معنا !
رفع أكتافه بقلة حيلة ينطق : إلا جمال ما أقدر عليه
تقدمت تسلم عليه وأبتسم ينطق بعلّو صوته : أدخل يا عريس
زفرت سمو بتوتر رغم اللقاء اللي حصل بينهم سابقًا ، لكن هالمره علنيًا وقدام أهلهم وبالحلال ، عضّت شفايفها تستغفر من أدركت ما حصل بينهم وضحكت من تقدم لها من بدّ الناس كلهم يحتضّنها وصرخوا كلهم بفرحة ، عضّت شفايفها من المطبخ تصدّ عنهم وتزفر بضيق ، مقهورة على نفسها وعلى حقيقة زواجها ، كل هالمحبة والفرحة لسمو ونيار تخليها تجن غيرة وحسرة عليها وعلى نجم ، هي ما شافت مثل هالترحيب الحار والدافئ لمن جاء نجم ، مترك ابدأ إبتسامات زائفة لأجل يوصل مراده وأمير أكتفى بالصمت والنظرة الغاضبة ، وبالنسبة لهنادي كانت تجامل لأجل سمعتها بين الحاضرين ، شّدت على فستانها بغيض هي ما تعاتب أختها ولا هي مقهورة من الحب اللي يقدمه نيار لها لكن متضايقة من أهلها وتشوف إنه يحق لها تكون ، نطقت بحسرة داخلها : الله يعوضني بمحبتك لي ويبعد عننا يا الضابط كل نفس فيها شر لنا ويحرسنا بعينه التي لا تنام من كل الحاسدين
همست بـ « آمين » آخر كلامها ورفعت جسدها على الرخام وارتخت بتعب تتأمل الحديقة الخلفية من الشباك الضخم بمُنتصف المطبخ ..
« بيت الإيجار ، طريف »
وقف موتره عند الباب وتقدم ينزل منه ، زفر يعدّل ثوبه ويرفع باقة الورد يتقدم للباب ، يدري إنه مراقب من كل إتجاه وبالفعل كان أحدهم يلتقط صور بضحكة ساخرة ، ألتفتت نجلاء على الباب ونطقت بحدة : قومي أفتحي له
وقفت غرور بتعب وإرهاق من التفكير في مستقبلها والليلة اللي خاضتها بدون وعي مع عوض ، شّدت على فستانها تتقدم للباب وفتحته ، رفعت عيونها له ولنظرته الحادة اللي تشوف فيها حريق واضح يحرق روحه ، نزلت عيونها بخجل منه للورد وتمردت إبتسامة من ثغرها لحظة التقاط الصورة ، فركت طرف خشمها بخجل تنطق : ما كان لها داعي
زفر نجم بغضّب ينطق : أقول خذيها وأدخلي من الشارع !
أخذتها من ذراعه وتقدمت تفسح له مجال ، دخل وقفل الباب وراه ، أبتسمت نجلاء تنطق : حيّ الله عريسنا
جلس ورفع عينه عليها ينطق : لا ما هو أنا العريس
ألتفتت غرور بصدمة له وسرعان ما ألتفتت للباب والطرقات عليه ، وقفت نجلاء بصدمة تنطق : تستهبل أنت ؟
ارتخى نجم على الكنب يتكتف وينطق بثقة : هذي توصيات من الشيخ سهيل لو ما عجبك كلميه أنا مالي رأي ولو كان عندي ما خدمتك
مشت للباب ونطقت بغضّب لبنتها : تغطي !
ضحك بسخرية ينطق : مفروض تغطت من أول
سحبت غرور جلالها وفتحت نجلاء الباب وسرعان ما توسعت عيونها بصدمة من شافت أخوها باسل ومروان بجانبه وحور خلفهم ، أبتسم باسل ينطق : ما بتفتحين بابك لنا يا خيتي ؟
أبعدت بصدمة تنطق : حياكم يا أخوي !
دخلت حور وولدها بجانبها ودخل مروان يسلم على نجلاء اللي رفعت رأسها تقبّل جبين أخوها وتنطق : الله يحييكم
تقدم مروان يسلم عليها وأبتسم من شاف نجم ، وقف نجم يسلم على عمه وينطق : هلا بأبو مروان !
باسل : عاش من شافك يا نجم وحشت الحلّة كلها قسم بالله
أبتسم بخفه ينطق : الله يسلمك ولا يوحشكم غالي
تقدم مروان يسلم عليه ونطق نجم : حيّ العريس
أبتسم مروان يهمس له : ما أدري كيف أشكرك
نجم : افا بس ما تغلى عليك غرور
ضحك ينطق : بعدي جبت الورد ؟
نجم : وأنت جبت الدبل ؟
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق : افا عليك ايه وش وقعك ؟
أبتعد نجم عنه ينطق : طيب وبخير وصحة وعافية
أبتسمت حور تنطق : دايمه يا نجم أمك تسلم عليك السلام الواجد
رفع نجم ذراعه يثبتها على صدره وينطق : الله يسلمها من النار ومن يسمع أنا ماشي..
قاطعه باسل من نطق بحدة : عيب والله ما تمشي إلا وأنت متعشي معنا
أبتسم بخفه ينطق : عشانك حلفت يا عمي ولا والله إني مشغول !
وقف شايع من سمع صوت الباب ونطق : شكله الشيخ
نجم : ايه بالله هو أدخلوا يا حريم
مشت نجلاء بصدمة للداخل وتبعتها حور وغرور خلفهم ، رفعت جوالها بصدمة تتصل على أمها ، مرت ثواني طويلة حتى أنقطع الخط وزفرت تفتح الواتس على رسالة صوتية من أمها ، شّدت على كفها بصدمة تفتح الصوت وتثبته بالقرب من أذنها تستمع لقول أمها : أنا معادني في الحلّة أبوك طردني ولعاد لي رجعة للحلّة طمنيني عنكم ؟
زفرت بغضّب تشتم الوضع اللي انحطوا فيه ، رفعت عيونها على حور اللي نطقت : الملكة بتصير الحين وبترجع غرور معنا وإن كان ودك تجين ما بنقول لك لا
أبتسمت بصدمة تنطق : والزواج ؟
حور : ما أحنا مستعجلين على شيء نبغى الأمور تتضح وبعدها خير ان شاءالله
ألتفتت غرور بصدمة تنطق : أي أمور ؟
خبطت حور على كتفها تنطق : بعد اللي صار لك رفضت يا بنتي لكن نجم أقنع خالك وأكد له إن الأمور طيبه وما فيه شيء ان شاءالله وإن الفاسق اللي قرب لك ما لمسك أصلًا
رفعت نجلاء حاجبها بصدمة تنطق : ونجم واثق لهالدرجة ؟ أنا نفسي ما وثقت في بنتي !
حور : لا لا خير خير بإذن الله
رفعت عيونها على أمها بغضّب ورجعت نظرها لحور تنطق بإبتسامة عريضة : مشكورة يا خالتي ما رديتوني واوعدكم أكون أفضل كنه
أبتسمت حور تحتضّن غرور وتنطق : بنتنا مو كنتنا يا غرور أنتي بين أهلك ما رحتي للغريب
حاوطتها تجبر نفسها تتقبل الفكرة وإن أيامها مع نجم أنتهت قبل تبدأ ، جات عشان شيء والحين راجعة ما تبي من الدنيا شيء إلا الستر ، بلعت غصتها بحسرة تنطق : شكرًا مره
جلست نجلاء بصدمة ومسكت رأسها ، كل شيء تلاشى وطار بثواني ، أمها معاد هي موجودة بالحلّة وهذا يعني إنها بتتبع أمها بالقريب العاجل وطلب عوض ما راح يتنفذ ولا بتقدر تتوسط له عند أبوها ، شّدت على كفوفها بصدمة تتذكر كلام عوض وإن العواقب الوخيمة تنتظرها ، عضّت شفايفها ورفعت عيونها بضيق على حور اللي تسولف على غرور وتحاول تطمنها بشتى الطرق ، ألتفتت على غرور اللي كانت تجبر نفسها تتأقلم وتستجيب للأنثى القابعة قدامها اللي بتكون بعد ثواني حماه لها

ألتفتت على غرور اللي كانت تجبر نفسها تتأقلم وتستجيب للأنثى القابعة قدامها اللي بتكون بعد ثواني حماه لها ، رفعت نجلاء ذراعها تمسح عرق جبينها وسرعان ما نزلت عيونها على رسالة عوض اللي كتب فيها : أرسل الصور لبنت أمير ؟
أبتسمت بفرحة هي ولو ما قدرت تجمع نجم ببنتها بتحرص تخرب على وهج ونجم ، أرسلت موافقتها له وقفلت جوالها ، وقفت تتوجه للباب وأبتسمت من شافته جالس بزاوية الكنب ومغمض عيونه بتعب ، نزلت عيونها للدبلة اللي بيده وأبتسمت تنطق : خربت علي حياتي وأنا مستعدة أجازف بكل ما بقى لي لأجل أخرب عيشتك !
رجعت للخلف من تقدم شايع بالكتاب وطرق الباب ينطق : غرور تعالي وقعي وأنا عمك
أبتسمت حور تساعدها توقف ووقفت بصعوبة ، تقدمت للباب وسحبت القلم من يد عمها ، أستوقفتها الذكرى لليالي الحلّة لمن كانت بأعلى البيوت تنتظر قدوم نجم لملكتهم وألتفتت على السطح المقابل ولقت مروان هناك ولمحت إبتسامة عريضة على ثغره طمأنتها بشكل كبير ، أبتسمت توقع وتستودع ربها باقي خفايا مستقبلها ، أبتسم شايع يقبّل جبينها وينطق : مبروك يا بنت أخوي
أبتسمت بخفه تنطق : الله يبارك فيك
تقدم خالها باسل وأبتسمت من أحتضنّها بين يدينه ، حاوطته بهدوء وضحكت بخفه من نطق : شفتي وش الرغبة ووين النصيب ؟ زين ما رحتي بعيد وخذيتي ولد خالك
غرور : شايفه شايفه
ميّلت نظرها تشوفه يشيل مفاتيح موتره وجوال العمل ويدخلها بجيبه ، تقدم يوقف قدام المرايه ويضبّط شماغه ألتفت على عمه ينطق : الله يبارك لهم ويجمع ما بينهم على خير ومروان شرواي وأحسن مني
أبتسم مروان ينطق : حاشا وكلا من يساويك يا نجم سهيل ؟
أبتسم بخفه يسلم عليه سلام الرجال وينطق : ودعناكم الله مالي بالعشاء ومشغول
ألتفت باسل عليه ينطق : قد حلفت يا نجم
زفر يصدّ عنه وينطق : حضروه أجل
تقدم مروان يسلم على أمه وعلى عروسته ، ومشى باسل يجلس على الصحن وجلس نجم بجانبه ، ألتفت على ولد أخوه ينطق : ايه متى تخلص ؟
نجم : ما كملت أسبوعين حتى
باسل : أوف أجل مطول ؟
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق : ما وراي شيء
باسل : اي والله صادق الله يعينك ويسدد رميك يا ولدي
نجم : اللهم آمين
أبتسم باسل ينطق بسخرية : وش حقيقة الموضوع ترا جيتك بعد كلامي مع أبوي كيف طرى عليك مروان ؟
مدّ يده للأكل يسمّي بالله ويأكل ، أنهى لقمته ونطق بحدة وعيونه على عمه : من أول ملاحظ وشايف رغبة مروان في بنت جابر و الأكيد إنك تدري بحقيقة الخطبة بيننا
هزّ باسل رأسه بالإيجاب وكمل نجم ينطق : أنا ما بغيتها والله يشهد على كلامي ماهو عيبٍ فيها لكن القلب ما هو صوبها وعلمت سهيل عن مروان وكلمكم وجيتم وإن دل كان دليل جازم على كلامي وإن مروان خاطره فيها
باسل : اي بالله خاطره فيها عسى الله يبني بيتهم
همس نجم بـ « آمين » ورفع عيونه على عمه اللي نطق بسخرية : أجل القلب صوب ديار آل ساير ؟
بلل شفايفه ينطق بسخرية : الله الله
ضحك باسل ينطق : الله يوفقك يا ولدي وييسر لك جميع أمورك
نجم : ومن يقول
جلس شايع ينطق : ومن يسمع
رفع نجم عيونه على شايع وزفر ينفض يده من الأكل ويوقف ، رفع باسل عينه على نجم ينطق : ماشي يا أبو رماح ؟
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق : أخرتني يا أبو مروان
أبتسم باسل ينطق : ودعناك الله
رفع كفه ينطق بعلّو صوته : جعله عرس الدهر يا مروان وأبشر بالمعونه واللي يطيب خاطرك والله يبي بيتك يا أخوك
أبتسم مروان يتقدم له ويسلم عليه ، همس بإذن نجم ينطق بحدة : يويلك تكلف على نفسك والعرس بعد عرسك ان شاءالله
خبط نجم كتفه ينطق : عجل ولا تربط عمرك فيني أنا مطول وأقولها وأنت تسمع
مروان : وأنا ماني مستعجل على شيء يا ولد عمي
نجم : أجل نتقابل بالحلّة ودعناكم الله وسلمونا على الجماعة وإطلبوا منهم الحل والسماح
زفر باسل ينطق بحدة : وش ذا الكلام يا أبوك الله يطول بعمرك !
أبتسم يصدّ عنهم ويخرج من المكان ، قفل الباب وراه وبدأ يراقب المكان بأنظاره وسرعان ما ضحك بسخرية ينطق : والله لعبت فيهم يا النجم لعب !
تقدم لموتره يفتحه ويركب ، قفل الباب وشغل الموتر يحرك من الموقع متوجه للمعسكر ..
« قصر مترك ، منتصف الليل »
ألتفتت على دخول عزيز للقصر وضحكت بسخرية تنطق : وش عندك جاي متأخر ؟
عزيز : تعشيت مع أهلي وجيت
وهج : وش قررتوا ؟
ميّل رأسه بعدم فهم ونطق : في إيش بالضبط ؟
رفعت وهج نفسها من الكنب تنطق : وين بتسكن ؟
ضحك عزيز بسخرية ينطق : ايه برجع لبيت أبوي
زفرت بضيق تنطق : عزيز أجلس معي !
أبتسم لها ينطق : ودي بس أنتي بعد كم شهر بتروحين لبيت نجم
وهج : طيب نعقد إتفاقية ما تروح إلا إذا رحت أنا
تقدم عزيز يجلس بجانبها وينطق : من عيوني الحين أكلم أبوي ما ينتظروني
أبتسمت بفرحة تثبت رأسها على صدره وزفرت بضيق تنطق : أنت الوحيد اللي ما ودي تتغير علي وما أضمن بيت أبوك وأهله يغيرونك علي
أبتسم يقبّل رأسها وينطق : لاحظت سكونك اليوم ونظراتك وش مزعلك من منكد عليك ألعن جده ؟
حاوطت بطنه بذراعيها تنطق : ما فيني شيء
عزيز : ما بضغط عليك لكن إذا بغيتي تتكلمين أنا موجود دايم يا وهج الدنيا
غمضت عيونها وسرعان ما تمردت دموعها عليها ، عضّت شفايفها تمنع دموعها تنهمر ، شّد عليها من حسّ بدفء أنفاسها ومن شعر فيها تبكي ، مسح على رأسها ينطق بضيق : الله يأخذه اللي بكاك !
دفنت وجهها ببطنه وزفر ينحني عليها يحتضّنها من كل إتجاه ، زفر يقبّل شعرها يستنشق عبيره ، أبعد ينطق : من قولي لا تخفينه عني علميني من هو عشان أحرق دنياه اللي بكى محاجرك
رفعت رأسها تمسح دموعها وزفرت تنطق : رأسي صدع بروح أنام
شّد على ذراعه ينطق بحدة : نجم ؟
رفعت عيونها الحُمر أثر البكاء بصدمة له تنطق : جاك خبر منه ؟
أرخى يده يترك ذراعها من ردها اللي أكد له إنه ما هو نجم اللي مضيق صدرها ، هزّ رأسه بالنفي ينطق بأستغراب : شلون يجيني خبر عنه ؟
تنحنحت تنطق بهدوء نبرتها : مدري يمكن سمعت جدي يتكلم ؟
أبتسم عزيز ينطق : ما سمعت وأوعدك إن سمعت بجيك طوالي
أبتسمت بخفه ومدّ ذراعه يحاوط وجنتيها وينطق : يكفي تضحكين يا وهج الدنيا
ضحكت بخفه وضحك ينطق : هذا هو !
تقدمت تحضّن رقبته ونزل ذراعيه يمسح على ظهرها ، زفرت ضيق صدرها تنطق : حمدلله إنك موجود
عزيز : ودايم موجود يا ريحة أمي أنتي
قبّل كتفها وأبتسمت تبعد وتقبّل وجنته ، أبتسم لها ووقفت تنطق : بطلع أنام وأنت ريح شوي
هزّ رأسه بالإيجاب ووقف معها ، توجهت للدرج تطلع لغرفتها ومشى عزيز يعاكس إتجاهها ويتوجه لغرفته ..
« غرفة وهج »
دخلت وقفلت الباب وراها ، تقدمت تجلس على كرسيها قدام التسريحة ، فتحت الجوال وضحكت بخفه من شافت رسالة ليلى اللي كتبت فيها : أصلًا نجم أطلق من نيار وش فيهم ذول !
ضغطت رقمها وأبتسمت من نطقت بغضّب : ساعة عشان تتصلين ؟!
رفعت وهج شعرها خلف إذنها ونطقت : كنت أبغى أجلس مع نفسي شوي
شهقت ليلى بصدمة تنطق : يا وسخه بكيتي !؟
أبتسمت وهج بخفه : شويه بس
زفرت ليلى بضيق تنطق : بيندمون على كل شيء سووه لك وقولي ليلى بنت صالح ما قالت !
ضحكت بخفه تنطق : أتمنى ما أضطر أنا أذوق مرارّة الندم
ليلى : ليه يا حبيبتي زوجك منصب ورتبة وإسمه يذكر بكل مكان وأهل زوجك عسولين مثل ما قلتي ليه تندمين ؟
وهج : ما أعرف بس حاسه بضيقة الله ييسر بس
ليلى : يا عمري عليك أجيك بكره ؟
وهج : كفاية تداومين وحشتيني
ليلى : تعبت شوي بس أبشري بداوم بكره الحين نامي وبنام أنا بعد
غمضت وهج عيونها بتعب تنطق : بنام مصدعة مره
ليلى : خذي لك دواء ونامي بس أهم شيء ماكله ؟
فتحت عيونها بتعب تنطق : يعني نص ماكله
ضحكت ليلى تنطق : ما يضرك ان شاءالله
وهج : أشوفك بكره ليلو ولا تنسين بوسي نفسك لي !
ليلى : وأنتي بعد جوجو
قفلت وهج وفتحت أول دولاب وسحبت الدواء منه ، أخذت حبه منه ومسكت كأسة الماء تشربه ، وقفت تنزل الكأس وتدخل بفراشها ، قفلت النور من جانب السرير وفتحت اللابتوب حقها ، دخلت الإيميل وطاحت عينها على إيميل قبل ساعات ومحتواه صور ، زفرت بتعب من أشتدت عيونها ومن زاد صداعها وأبعدت اللابتوب تقفله ، ألتفتت على وسادتها تدفن وجهها داخلها وتنام بعمق ..
« حلّة سهيل ، العاشرة صباحًا »
رفع عينه على نجلاء اللي دخلت مع الباب ، شّد عصاته يرفعها وينطق بحدة : إطلعي مني لا تشوفك عيوني !
عضّت شفايفها وبكت بدون صوت تنطق : أبوي..
قاطعها يوقف ووقفوا كل أخوانها معه ، زفر أحمد يوقف بجانب أبوه اللي نطق بحدة : طلعوها مني !
ركض نايف لأخته يسحبها ، بكت بعلّو صوتها ترتجيه وتنطق : يا أبوي مالي إلا الله ثم أنت وحيدتك من البنات يا أبوي !
أنقبض قلبه من كلامها ونطق بثقل : خلوها
تركها نايف وشهقت تركض له ، ارتمت بحضّنه وزفر ينطق بحدة : أحرقتي نفسك يا بنتي
رفعت عيونها له ونطقت بنبرة حزينة : آسفه والله ما اتعاودها والله..
قاطعها سهيل ينطق : روحي لبيت أمك ولما حليتي المشاكل اللي سويتها وكفرتي ذنوبك ووضح مستقبل بنتك تعالي بيباني لك مشرعة
سكنت بصدمة ودفعها سهيل عنه ينطق : خذوها مني
تقدموا نايف وعبدالكريم يمسكونها ، زفرت تتركهم وتنطق بحدة وعيونها عليه : أبوي لو طلعت مالي رجعه
عضّ سهيل طرف إبهامه بضيق وزفر رماح يصرخ بوجهها : أوها أقطعي صوتك وأمشي برا !
تقدم يسحبها من ذراعها للخارج ، دفعها يبعدها عنه وينطق بحدة : تلوين ذراعه عشانك وحيدته من البنات ؟!
ضحكت بسخرية تنطق : وش لك ؟ إطلع منها
رماح : لي إنك شوهتي سمعة ولدي وشهرتي فيه وورطتيه مع أهل السيّاف وأقدر بسهولة أجرك بالمحاكم يا بنت شاهرة !
تقدم لها ورفع إصبعه بتهديد ينطق : الحين تنقلعين من الحلّة كلها ولا تشوفك عيوني ولا قسم بالله إن أدفنك ما يهمني أختي الغير شقيقة ولا وحيدة سهيل أدفنك تسمعين وقولي العقيد رماح بِكر سهيل ما قال !
زفرت بغضّب تنطق : رفعت عزومك علي يا أخوي وسويت مثل سواة ولدك ؟
ضحك بسخرية ينطق : طبخٍ طبختيه يا الرفله أكليه أنتي بنفسك خليتي نجم عدوك واللي يعاديه نجم يلاقيني أول الناس بوجهه !
صدّ يعطيها ظهره ويرجع للمجلس ، شّدت على جلابيتها ومشت لبيتها ، رفع سهيل عيونه على رماح ينطق : أوجعتها
جلس رماح بغضّب ينطق : جعلها الوجع
ضحك أحمد بسخرية تنطق : ما أنت صاحي يا رماح
ألتفت على أخوه ينطق : رفعت سكري قسم بالله
مسك باسل ذراعه ينطق : أفحصه لك ؟
أبتسم من حفّوه أخوانه ينطق : ما يحتاج
مسلط : باسل قابلت نجم ؟
هزّ باسل رأسه بالإيجاب ينطق : ظني ما ذاق شيء إلا عشانا البارح
رماح : افا أجل نحف ؟
باسل : شويه بس واضح عليه
سهيل : يرجع سالم ويبشر بالكرامة
رفع رماح نفسه يقبّل جبين أبوه وينطق : ما له داعي يا أبوي
أبتسم سهيل ينطق : وش دخلك ذا نجم سهيل ما هو حيّ الله !
أرتفعت أصواتهم ينطقون بـ « الله الله » ، ضحكت الجوهرة من دخلت للمجلس تنطق : ماشاءالله حيّ أصواتكم يا عيالي
وقف أحمد ينطق : تعالي يميمتي
تقدمت تجلس بجانب سهيل وتنزل الفطور ، أبتسم سهيل ينطق : جعل حسّك عننا ما يغيب
نطقوا عيالهم الستة بـ « آمين » ، وأبتسمت تقبّل كف سهيل اللي سحب ذراعها يقبّلها ، أبتسمت برضى تنطق : أفطروا
دخلت العنود ووقفت تنطق : أجي ؟
ضحكت الجوهرة تنطق بسخرية : أخت غيث وش الكلام ذا ؟
ضحكت بخجل من نطق سهيل : أقلطي يا سيدة الغنادير
تقدمت تجلس بين عبدالكريم ومسلط تسمّي بالله ، مدّوا جميعهم أياديهم للصحن يفطرون والسوالف والضحكات تملأ المجلس ..
« المستشفى ، مكتب البنات »
رفعت عيونها على الباب وأبتسمت براحة من دخلت ليلى مستعجلة ، ضحكت بتوتر تنطق : تأخرت صح ؟
زفرت وهج تنطق بضحكة : كنت بقتلك لو ما جيتي
أبتسمت ترفع باقة الورد من خلف ظهرها ، توسعت عيون وهج بصدمة تنطق : ليلو..
قاطعتها ليلى تنطق بسخرية : مو مني لا تشكريني
رفعت عيونها تقابل عيون ليلى ونطقت بصدمة : مين ؟
ليلى : سليم يعني مين
زفرت تجلس على مكتبها وألتفتت ليلى عليها تنطق : شفيك نكدتي ؟
هزّت رأسها بالنفي تنطق : ولا شيء مستغربة إنه ما زال مصمم
ضربت ليلى المكتب تنطق بحدة : اخ لو الجنتل موجود ويهدّ فك سليم ينرفزني !!
ضحكت بصدمة تنطق : يسويها والله
ليلى : حمستيني لا تخليني أجيبه الحين
عضّت شفايفها بهدوء تنطق : أحسن ما تسوين !
صرخت ليلى بحماس تنطق : بنتي عشقانه
غطت وهج وجهها بكفوفها تنطق : ليلو أعقلي
ضحكت ليلى تنطق : وش بتسوين بالورد ؟ ليه ما تصورينه يمكن أخته نقالة علوم ؟
وهج : حتى لو بتنقل هو ما يتصل فيها أساسًا بس بأخذها وأرميها على سليم
وقفت تسحب الباقة وضحكت ليلى تنطق : كفو والله
فتحت الباب ومشت تخرج ، تقدمت بالورد للاستقبال وركضت ليلى خلفها ، وقفت ووقف سليم بصدمة ، ألتفتوا جميع الموظفين في الاستقبال لوهج الواقفة على رؤوسهم وبيدها باقة ، زفرت بغضّب ترميها على وجهه وبدورها سقطت على الأرض تنثر أوراقها ، رفعت كفها بوجهه تنطق بحدة : شايف دبلتي ولا إيش ؟ أنا وش قلت لك آخر مره ؟!
ألتفت بصدمة على ليلى اللي رفعت أكتافها وضحكت ، عضّ شفايفه ينطق بهمس : ما أعيدها بس قصري صوتـ..
طارت عيونها بصدمة تصرخ بوجهه : إيش ؟؟
طار وجهه من أنضرب على فكه وشهقت بصدمة تلتفت على عزيز الواقف بجانبها وسرعان ما لمحت الإسعاف برا والطاقم يركضون لها ، زفر بغضّب ينطق : أقلع وجهك يا نجس !!
ألتفت عليها يسحبها من ذراعها ، صدّت ليلى بخجل من الموقف وضحكت تهمس بـ : لقيت الجنتل حقي !
ركضت خلفهم وتجمعوا الناس بين سليم والإسعاف بالخارج والسكيورتي انتشروا بينهم يحاولون جاهدين يقللون من الازدحام ، وقفت تسحب ذراعها وتنطق : عزيز وش فيه ؟؟
وقفت ليلى بينهم ونطقت : صراحة كفو عليك
ألتفت بنظرته الحادة على ليلى وسرعان ما ارتخى من لمح بنات آل جراح وشجاع معهم يهمس : أهل رجلك
ألتفتت وهج بصدمة تنطق : يارب ما شافوا شيء !
توجهت للمدخل تركض لهم ، خرج مروان من مكتب أبوه بصدمة من وصله الخبر ، تقدم لشجاع ينطق بصدمة : فيكم شيء ؟! وش صاير
زفر شجاع بغضّب ينطق : إنقلبت السيارة وهم سارحين للجامعة الصباح ودوبه وصلنا خبر
تقدمت وهج بصدمة لهم تنطق : صار لكم شيء ؟
ضحكت أسيل وسرعان ما أنفجرت تبكي ، مسح شجاع وجهه ينطق : انطمي يا أسيلوه
زفرت تلتفت على شجاع وتنطق : أخو مسعود لو سمحت من حقها تبكي اللي مرت فيه مو سهل !
شجاع : الله أكبر تدخل داخل وتبكي براحتها ما هو قدام الناس وتحت مسامع عيال الحرام !!
ألتفتت على أسيل تهمس لها : أخوك صاحي ؟
مسحت دموعها ونطقت بهمس : ايه بس غيور
ضربت وهج رأسها بصدمة تنطق : يارب الصبر من عندك
آشرت للطاقم الطبي يدخلونهم للطوارئ ، مشت تخرج وأبتسمت من تقدمت شمايل لها تسلم عليها ، أبعدت عنها تنطق : أنتي معهم ؟
شمايل : لا بسم الله علي بعيد الشر
ضحكت بصدمة تنطق : من كان في السيارة طيب ؟
شمايل : بنات الجيران ونجد وأسيل والتوأم بنات عمي عبدالكريم
وهج : كلهم بخير ؟
شمايل : ايه بس نجد تشكي من رجولها عشانها كانت قدام
ميّلت شفايفها بضيق تنطق : يا عمري وينها ؟
شمايل : جابوها بالإسعاف قبلنا
هزّت رأسها من فهمت ومشت تدخل ، تبعتها شمايل ودخلوا للمستشفى ، وقفت قدام عزيز وليلى تنطق : عزيز
ألتفت عزيز وطاحت عينه على شمايل ببرقعها وعيونها الوساع تلتفت بحذر يمين ويسار ، زفرت تضّبط برقعها وأبتسم بدون وعي من شاف غوايش الذهب بيدينها ، فزّ من ضربته وهج على صدره تنطق : وين وصلت يا ولد أختي ؟!
تنحنح عزيز ينطق : هلا والله ؟؟
ألتفتت شمايل من نطق وزفرت تصدّ وتتوجه للغرفة اللي واقف شجاع عندها ، زفرت وهج تنطق : دور لي نجد أكيد نقلوها للعمليات
رفع عزيز حاجبة بدهشة ينطق : من نجد ؟
ليلى : أخت نجم
مسح وجهه وشنبه وقال : لا حول ولا قوة إلا بالله أبشري الحين أشوفها
وهج : ثواني بجي معك
ركضت لشمايل وشجاع تنطق بربكة : نجم عنده خبر ؟
هزّ شجاع رأسه بالنفي ينطق : ما بنقوله لإنهم ما بيسمحون له يجي وبس بيجلس تحت ضغط بدون فايدة
هزّت رأسها بالإيجاب ومشت ترجع لكن أستوقفها شجاع من تقدم لها ينطق بضيق : نجد الأحباب لا تروح
أبتسمت بضيق تنطق : بعيد الشر عنها لا تقول كذا ان شاءالله إنها بخير لا تشيل هم
شجاع : أقدر أجي معكم
ألتفت على أسيل تنطق : وأختك ؟
شجاع : أخت منيف عندها
هزّت رأسها بقلة حيلة تنطق : تعال
عدّل شماغه يمشي وراها يتوجهون للبوابة اللي واقف عزيز عندها ، زفر شجاع من شاف عزيز وصدّ عنه ، تقدم عزيز اللي ما شل بصدره أي ضغينه على شجاع ينطق : خطاكم الشر ولا بأس عليكم
رفع شجاع رأسه لعزيز ينطق بحدة : الله يسلمك
زفر بغضّب يصدّ عنه ويهمس بداخله : ويبعدك !
تقدم عزيز ينطق بهمس : وش فيه منفس ؟
توسعت عيونها بصدمة تهمس له : أسكت لا يسمعك وبعدين أهله صاير عليهم حادث تبيه يضحك ؟
أبعد بصدمة عنها ينطق : أعوذ بالله حتى أنتي منفسه ولا عشانك أرتبطتي فيهم ؟
ضحكت بسخرية تنطق : دخلنا ؟
هزّ رأسه بالنفي ينطق : بدخل أنا أكلم جمال وأجيكم
هزّت رأسها له ومشى عزيز يدخل ويقفل الباب الزجاجي خلفه ، شّد على قبضته ينطق بحدة : وش بلاه دخل لحاله !؟
وهج : يتأكد من وضع نجد..
قاطعها من ضرب الباب الزجاجي ينطق بحدة : أفتحي الباب يا زوجة أخوي لا أقلب المستشفى على رأسه !
توسعت عيونها بصدمة تنطق بجدية : ما يصير يا أخو مسعود أنت في مستشفى مليان بالمرضى كبار سن كانوا ولا صغار التصرفات هذي تسويها في الحلّة مو عندي هنا !
فتّل شاربه بغضّب يوقف قدام الباب ، زفرت بصدمة تنطق بهمس : وش هالورطة ليه منفعل كذا بالرغم من إنه تارك أخته خلفه ، معقول نجم موصيه على أخته ؟
عضّت شفايفها بقلق من غاصت بالتفكير وقطع حبل أفكارها خروج عزيز وجمال بجانبه ، تقدم لهم ينطق بحدة : وش سويت ان شاءالله طلعت بشيء ؟
أبتسم عزيز بصدمة من انفعال شجاع ونطق : بالفعل نقلوها للعمليات
توسعت عيونه بصدمة ينطق : سألتك بالله فيها شيء ؟!
رفع عزيز أكتافه ينطق بهدوء نبرته : أنا جراح ما أقدر أجزم إنها بخير أو العكس بعيد الشر لكن يبي لها إنتظار
ألتفت شجاع بحدة على جمال ينطق : والتيس اللي جنبك !!
أنفجر عزيز يضحك بصدمة من أطلق شجاع هالمسمى على عمه ، توسعت عيونه بصدمة يآشر على نفسه وينطق : أنا ؟
شجاع : أنت والحمار اللي يضحك !
غطت ثغرها تكبح ضحكتها وتنطق : أخو مسعود
ألتفت عليها ينطق : أصبري يا بنت أمير
رجع نظراته على جمال ينطق : تحاكى وأنت ساكت
جمال : مثل ما قال عزيز
مسح وجهه وشنبه ومشى يغادر المكان متوجه لغرفة أسيل وتوأم عبدالكريم ، ألتفتت على عزيز تنطق : وش صاير ؟
دخل يدينه بجيوب اللابكوت ينطق : زي ما سمعتي ..
« قبل دقايق معدودة »
دخل الغرفة اللي تتواجد نجد فيها والدكاتره متجمعين حولها ، زفر الدكتور مساعد ينطق : يا أختي ما فيك شيء !
رفعت عيونها على عزيز تنطق بصدمة : ولد أخت وهج !!
توسعت عيونه بصدمة من عرفها ينطق : اها غليص صح ؟
ضحكت بصدمة تهزّ رأسها بالإيجاب من تذكرت شجاع ومشت توقف على رجولها وتنطق بهدوء نبرتها : أشد ظهري فيك ؟
ميّل رأسه ينحني لها وينطق : وش بخاطرك ؟
أبتسمت نجد تنطق : خاطري في أخوي وما بيرجع إلا إذا قلتم إني مهددة بالشلل
توسعت عيونه بصدمة ينطق : أعوذ بالله بتتفاولين على نفسك عشان يرجع ؟ طيب يخلص مهمته ويعود
هزّت رأسها بالنفي تنطق : أنت ما سمعت كلام أعمامي فجر اليوم كانوا يقولون إنه تورط مع السيّاف وأهله
رفع رأسه على الدكاتره وطاقم التمريض ينطق بحدة : اقلطوا ؟
زفر مساعد يخرج وتقدموا جميعهم للباب يخرجون ، قفل الباب خلفهم ونطق : أستريحي وقولي لي كل شيء
تقدمت للسرير تجلس ومشى عزيز يجلس بجانبها ، زفرت بخجل تنطق : ماهو بزين نختلي
ضحك بسخرية ينطق : ما بعد طمعت فيك يا أخت نجم
توسعت عيونها بفشلة تصدّ عنه ، حكّ شاربه ينطق : أسلمي
نجد : بنكذب عليهم فترة مؤقته إني مقدر أمشي
عزيز : بعدها ؟
نجد : إذا رجع نجم خلاص أمشي
ضحك ينطق بحدة : منجدك أنتي ؟
زفرت نجد بغضّب تنطق : ما صدقت يصير الحادث عشان أجيب عذر ويجي نجم يا تكون لي عون يا أقلب وجهك
بلل شفايفه ينطق بسخرية : معك والله بس كيف صار الحادث
نزلت عيونها تسكن بمكانها ، طارت عيونه بصدمة ينطق بحدة : مستحيل أنتي سبب الحادث ؟!؟
رفعت عيونها له تنطق بجدية : بس ما عليك أنقلبنا في طعس يعني مستحيل أحد يموت
وقف بصدمة ينطق : ولو مات أحد ؟؟
رفعت أكتافها بقلة حيلة تنطق : يومه
مسك رأسه يضحك مصدوم منها ، أبتسمت تنطق : لا تفضحني يا الدكتور
سكنت لثواني بتوتر وقرأت أسمه بالبطاقة تنطق : عزيز !
رفع حاجبة بدهشة ينطق : لا بالله ؟ شايف عيونك ترا
رفعت عيونها له بقهر تنطق : قهر كنت بصيدك بس ما مشت
ضحك بسخرية ينطق : قال تصيدني قال
مشى يخرج وتقدمت خلفه علطول تنطق : ما بتبلغ عني صح ؟
عزيز : أدخلي وبكلم اللي سماك غليص
نجد : شجاع
ألتفت عليها وأبتسمت تنطق : أسمه شجاع
هزّ عزيز رأسه لها ينطق بضحكة ساخرة : مافيه مشكلة شجاع شجاع !
هزّت رأسها بالنفي تنطق بصدمة : ما قصدي شيء بس أعلمك
عزيز : وأنا ما قلت شيء
نجد : أهم شيء يقتنع شجاع بالفكرة لأنه هو اللي بيوصل الخبر لنجم لا تنسى قول مهددة بالشلل وبالفترة الجاية لازم ما تمشي
هزّ رأسه بقلة حيلة يمشي للخارج وأستوقفه صوتها وهي تقول : عزيز خلها بيني وبينك ..
« المعسكر ، الحدود الشمالية »
رفع البريهه ينزعها من رأسه ويثبتها على كتفه ، زفر بغضّب ينطق : يبي لها حلاق والله
ألتفت عُدي بصدمة ينطق : شعرك !
ألتفت عليه ونطق بإستنكار : الله الله ، علامك انصدمت ؟
عدّل عُدي جلسته ينطق : تبي نصيحتي طال عمرك ؟
هزّ نجم رأسه بالإيجاب وأبتسم عُدي ينطق : الشعر الطويل زين عليك
رفع حاجبة بدهشة وفزّ عُدي بصدمة ينطق : لا لا ما عرفت أقولها والله خانني التعبير !!
ضحك بسخرية ينطق : افا عليك فاهمك يا الجارح أقعد
رجع بمكانه ينطق بحرج : أعذرني يا سيدي
وقف نجم يمدّ ذراعه لعُدي اللي تمسك فيه يوقف معه ، خبط نجم كتفه ينطق : أنا عارفك زين يا الجارح ولأجل معرفتي مشيتها لكن غيري بيوديك في ستين داهية
انحنى برأسه بفشلة ينطق : المعذره منك
دفع نجم جبينه وأرتفع رأسه ينطق بحدة : رأسك لا ينحني إلا لربك
أبتسم يضرب تحيته لنجم اللي صدّ ينطق : أستريح
مشى للخيام ورفع باب خيمته يدخل ، تقدم لنمر الجالس على الكنبة ينطق : عندي لك مفاجأة
جلس نجم بجانبه ينطق : خير ان شاءالله ؟
فزّ جراح على نجم وأبتسم ينطق : حيّ ولدي
بدأ جراح يلعق وجه نجم اللي أبعده عنه ينطق : بس بس يا جراح مليتني يا أبوك !
ضحك نمر ينطق : حظه ذا العوبر دامك ما تضحك إلا لحضوره
ألتفت على نمر ينطق : لأني ملزوم فيه
فزّ نمر ينطق بحدة : تكفى أسكت حفظت السالفة من كثر ما تعيدها ، هجمت عليك أمه وذبحتها وبعد ما ماتت أكتشفت إن عندها رضيع خذيته من مكانها وسميته جراح عشانه جرحك في خصرك خلاص !
رفع حاجبة بدهشة ينطق : علامك طشمت يا العقيد ؟
نمر : سد حلقك
آشر نجم على نمر وميّل نمر رأسه بعدم فهم وسرعان ما فزّ من هجم جراح عليه وخدش ذراعه ، بلل شفايفه ينطق بسخرية : أعتذر مني أشوف
هش نمر جراح اللي ظل متصلب وعيونه عليه ، ألتفت على نجم ينطق : أبعده الله لا يبارك فيه ولا فيك
صفر نجم لجراح اللي رجع له ، زفر نمر ينطق بصدمة : هذا وأنا مدخله بيتي ومأكله ومشربه أمحق طلع حتى الحيوانات غداره مثلها مثل البشر ، أجل وين الخلاص الحين ؟
ميّل نجم رأسه بسخرية ينطق : وشفيك قلبتها فضفضة ترا خدش !
زفر نمر ينطق بحدة : ببرك فوقك أنكتم يدي تنزف وأنت تنكت !!
نجم : اسين عليك يا أبو سعود
ضحك بسخرية ينطق : من وين جبتها ذي ؟
أبتسم نجم ينطق : عجلان يقولها مأخذها من خواله الجنوبيين

نجم : اسين عليك يا أبو سعود
ضحك بسخرية ينطق : من وين جبتها ذي ؟
أبتسم نجم ينطق : عجلان يقولها مأخذها من خواله الجنوبيين
غمض نمر عيونه ينطق : أطلع أنت والقطو حقك بريح شوي
نجم : ودك أفك القطو عليك ؟
زفر نمر وأبتسم نجم بخفه ، دخل جراح القفص حقه وقفل عليه ، وقف ينفض يدينه ويخرج من الخيمة ، رفع عيونه للسماء والمطر اللي يهطل ، مدّ ذراعه قدامه يملأها بالمطر وأبتسم ينطق :
غيثٍ هنّي ينعش القاع
ذكرني بعذبة الأطباع !
-
بلل شفايفه يتقدم ويمشي تحت المطر ، شبهها بالغيث لأنها تنعش ذاكرته بطيوفها وتحيي قلبه بخيالها ، صغّر نظراته وسحب سلاحه يعشّقه ويثبته على كتفه ، سمّى بالله وأطلق وصاوب أحد الدخلاء اللي جاي من أطراف الحدود ، ألتفت عُدي عليه بصدمة ونطق نجم بحدة : أنتم بتجلسون غافلين وإلا والحدود مليانه بالعدو !
تقدم عُدي له ينطق بحدة : المعذره يا طويل العمر المطر..
خبط نجم كتفه ينطق بحدة وعيونه على العساكر خلفه : ما أبغى أسمع أعذار هذاني تحت المطر وشفته وهو على بعد عشرة كيلو والمره الجاية بتكون عشرة أمتار فقط ، نتكلم عن وطن يا عسكر !
ضربوا تحية جميع وضرب نجم تحية لهم ينطق : أستريح
استراحوا جميع ونطق عُدي : أرتاح..
نجم : أنا بمسك الليلة أنت أرتاح
أبتسم عُدي ينطق : اللي ودك فيه
مشى نجم يطلع للحصن بأعلى الهضبة ، دخل فيه وسحب القناصة يلقمّها بالرصاص ويثبتها بمكانها ، فتح العدسة وقرب عينه منها يراقب المكان ..
« حلّة سهيل ، مجلس الحريم »
دخلت ريمان بالقدوع تنزلها على السفرة وتقدمت تجلس بجانب سهام ، زفرت الجوهرة تنطق : وين ذلفت شاهرة ؟
شهقت العنود بصدمة تنطق : أم رماح ما عندك علم ؟
الجوهرة : لا والله يا العنود وش العلم
عدّلت حياه جلستها وكملت العنود تنطق : راحت بيت أهلها
الجوهرة : بس ؟
العنود : ومعاد لها رجعة
شهقت حياه بصدمة تنطق : إيش ؟ ليه !؟
ألتفتت العنود عليها تنطق : والله ما أعرف يا أم دحيم
حياه : مستحيل عمي يخليها
ضحكت سهام بسخرية تنطق : إلا أصلًا الطرده جاتها من عمي
ضحكت ريمان تضربها وزفرت الجوهرة تنطق : من اللي قاله يا أم شجاع ؟
سهام : مسلط يقوله
الجوهرة : ومن وين سمع مسلط ؟
ألتفتت العنود على الجوهرة تنطق : من سهيل أكيد !
سهام : الله الله سمع من عمي
وقفت حياه تنطق بربكة : طيب نجلاء عندها خبر باللي حاصل ؟!
ريمان : لو هي تجلس معنا وتقابل أهلها بيكون عندها علم
زفرت حياه تنطق بسخرية : الله يا ريمان والفضاوه اللي عند نجلاء ؟ مشغولة ببنتها وزواجها
أبتسمت حور تنطق : أنا بعد مشغولة بزواج ولدي ومع ذلك جيت وجلست مع عماتي وسمعت سواليفهم وخذيت أخبارهم
زفرت ريمان تنطق بسخرية : أم دحيم ما عاد عرفت شلون تعذرها هذاني أجهز لزواج نجم وما سويت سواتها !
الجوهرة : خلاص أنتي وهي ، أم دحيم
ألتفتت حياه على الجوهرة تنطق : سمّي يا عمتي ؟
الجوهرة : روحي نادي نجلاء وتعالي أنتي وياها
هزّت حياه رأسها بالإيجاب وخرجت من المجلس ، ألتفتت الجوهرة على حور تنطق : أم مروان وش قصة الزواج ؟
حور : الموضوع ما حصل قدام عيوني يا عمتي جاني باسل وقال مشينا للشمال ورحت معه وقالي السالفة بالطريق
الجوهرة : يعني سهيل اللي موصيّه ؟
هزّت حور رأسها بالإيجاب تنطق : ايه وحمدلله كان مروان راضي ويبغى البنيّه وقبلت فيها لأني أعرفها
فزّت سهام تنطق بصدمة : هذا البلا إنك تعرفين غرور وتوافقين عليها تكون زوجه لولدك !!
حور : حرام وش أسوي بعد أرفض وأقوم الدنيا ؟ أساسًا باسل ما بيعطيني فرصة أقوله رأيي فيها لأنه خرج من مجلس عمي وهو خلاص مزوجهم
ريمان : الله يهديها ويصلح قلبها هالغرور
زفرت الجوهرة بغضّب تنطق : البنت مالها ذنب كل هالدوشة تبدأ وترجع لحضّن شاهرة بنت زابن !
سهام : عمتي لا تنسين نجلاء..
قاطعتها نجلاء اللي دخلت ونطقت : وشفيها نجلاء !؟
توسعت عيون سهام تنطق : شفيك مشتطه يا أم غرور نوينا نكشت وقلت لا تنسون تعلمون نجلاء
أبتسمت ريمان بسخرية تصدّ بوجهها عن نجلاء اللي تقدمت تجلس ونطقت بحدة : وأنتم ماشاءالله فاضين للمكشات وأمي ماهيب فيه ؟!
رفعت العنود حاجبها تنطق بسخرية : وش تبين نسوي يا نجلاء ؟ ندخل بحداد عشانها ما هي بموجودة !
وقفت نجلاء بصدمة تنطق : أعنبوكم أنتم أهل !؟!
ضربت الجوهرة بعصاتها تنطق بحدة : أقطعي وأخسي يا قليلة الأدب قومي اذلفي من وجهي الشرهه علي أنا يوم أخلي أم دحيم تناديك !
زفرت نجلاء تخرج من المجلس ووقفت حياه معها ، ألتفتت الجوهرة بحدة عليها تنطق بغضّب : أجلسي يا حياه لا تخليني أتحسف إني زوجتك ولدي عبدالكريم !
عضّت شفايفها بربكة تجلس وزفرت الجوهرة تستغفر ربها ..
« المستشفى »
دخل السبحة بجيبه ومشى لنفس الوجهة ، تقدم من شاف عزيز وجمال يتقهوون قدام باب العمليات ، رفع حاجبة بدهشة ينطق : ماشاءالله مروقين ؟
زفر جمال ينطق : يا أخوي تراك أشغلتنا
سحب شجاع الكوب من يده ونطق بحدة : والله لا أروشك بالقهوة ذي وبعدين محد أشغلنا إلا أنت شغلت بالي عليها وبدال ما تتقهوى مع الزلابه اللي جنبك عطني خبر عن نجد وطمن قلبي عليها !
زفر جمال بغضّب ينطق : يا أخوها المريضه نجد مهددة بالشلل السفلي وأجريت لها عملية وبتجلس يومين إلى أربع أيام عندي وتحت ملاحظتي وبعدها بقرر وش بيصير فيها
ارتخت يده وفلّت الكوب منها يهوي على الأرض ، تقدم عزيز يمسك شجاع وينطق بصدمة : سمّ بالله يا شجاع !
ألتفت بصدمة على جمال ينطق بسخرية : فيه أحد ينقل خبر مثل كذا بالطريقة هذي !؟
جمال : أعرف إني غلطان بس رفع ضغطي وأنا عمك
رفع عزيز حاجبة ينطق : من وأنا عمك واضح ما حسيت بالذنب !
ضحك جمال يهمس بإذنه : ما أقدر أمثل وأنا داري إنها خطة
رفسه عزيز وشهق جمال بصدمة ، سحب شجاع ذراعه من عزيز ومشى يغادر المكان ، أبتسم عزيز ينطق : كويس أظن مشت عليه وبيروح يكلم نجم الحين
جمال : وكل الفضل يعود لي لو ما قلت له بالطريقة المفاجئة ما مشت
ركضت وهج لهم تنطق : شجاع جاني وخذا البنات ومشى وش سويتوا له ؟؟
جمال : والله يا خالة عزيز ما سوينا شيء
رفعت حاجبها تنطق : الدكتورة وهج أسمي !
ضحك جمال بصدمة ينطق : ترانا في مستشفى مو بميدان عسكري الله يهديك يا وهج
ألتفتت على عزيز تنطق بحدة : دق خشمه عشاني
ألتفت جمال بضحكة ساخرة ينطق : ما يقد..
قاطعه عزيز من ضربه على خشمه وسرعان ما خار على الأرض من أختل توازنه ، ضحكت ترفع نفسها تقبّل خد عزيز وتنطق بفخر : تدري إني أحبك ؟
أبتسم عزيز ينطق : محد ما يقدر يحبني أساسًا
زفرت بعبوس تنطق : أوف يا عزيز !
سحبها عزيز يحتضّنها وينطق : يا عيون عزيز ؟
وقف جمال يرفس ظهر عزيز اللي طاح وطاحت وهج معه ، أبتسم يمسح خشمه وينطق بسخرية : عصفورين بحجر مشى يتخطاهم ونطق بعلّو صوته : تستاهلون وأنت يا الزلابه على قولة شجاع الله يفتح عليه ، أفزع لعمك المره الجايه ماهو لخالتك
توسعت عيونه بصدمة من لسعته وهج بسماعاتها الطبية ، فزّ من حسّ بحرارة اللسعة ونطق بحدة : الله يحرق عدوينك !
رفعت حاجبها تنطق بحدة : ما أحتاج فزعة أنا أجيك بنفسي وادقك دق تسمع ؟!
زفر بألم ونطق بحدة وهو يفرك مكان اللسعة : أنتي كيف أخت سمو ؟ كيف إبليس أخو لملاك !
وهج : الحقيقة إن كلامك يمثل وضعي بينك أنت ونيار
تقدمت تتخطاه ووقفت تنطق بسخرية : تصدق عاد أنت ونيار كلكم على بعضكم شياطين حسنتكم الوحيدة عزيز
مشت تخرج من الممر وألتفت جمال بصدمة على عزيز اللي طايح ويضحك ، تقدمه له يجلس القرفصاء وينطق بصدمة : أجل شياطين وأنت أضحك عشانها تسبني وتسب أبوك غير والله أن أعلمه
مدّ عزيز ذراعه ووقف جمال ينطق : خالتك تقومك
مشى يتجاهل ذراع عزيز اللي وقف ينفض ملابسه وينطق بضحكة : طيب ليه زعلت وتحسست ولا عشانها قالت الحقيقة ؟
زفر جمال بغبنه ينطق : حرام لو ما هي متملكه إن أتزوجها وأعلمها الشيطان بأم عينه !
ضحك عزيز بسخرية ينطق : وش بتسوي ؟
جمال : بعرس عليها من أول ليلة
ضحك بعلّو صوته يدفع عمه وينطق : عيب عليك هذي وهج ماهي حيّ الله !
ضحك جمال ومشوا يخرجون من المستشفى ..
« داخل الجمس »
زفرت أسيل من حسّت بالغثيان تنطق : شجاع وقف
ألتفت أخوها عليها ينطق : شفيك ؟
سرعان ما فزّت ترفع نفسها وتنطق : شجاع بستفرغ !
زفرت شمايل بقرف تنطق : أفتحي الشباك وتنفسي ما فيك شيء
فتحت أسيل الشباك وطلعت رأسها ، رفعت جزء من البرقع وزفر شجاع ينطق بحدة : دخلي رأسك عادنا فالمدينة !
وقف شجاع عند الإشارة وزفرت أسيل بتعب ، رفعت عيونها على السيارة اللي صفت جانبهم وتوسعت عيونها من عرفت الشخص اللي بداخلها ، ألتفت عمر على أخته اللي صرخت بصدمة تنطق : أسيل !!
رجع بنظراته للسيارة اللي تناظر أخته فيها ، وتلاقت عيونه بعيون أسيل اللي توردت ملامحها من لمحته على أرض الواقع ولأول مره ، زفرت توترها المفاجئ وأبتسمت تلوح لصاحبتها سيدرا ، طارت عيون شجاع يصرخ فيها وينطق : ألعن ثواك من تسلمين عليه !؟؟
شهقت أسيل بصدمة من نست وجود شجاع بجانبها ، هزّت رأسها بالنفي تنطق بتوتر : وجع ان شاءالله صديقتي بالجامعة شفيك أنت !
ضحكت جمان بصدمة تنطق : سيدرا بنت جاسر صح ؟
هزّت أسيل رأسها بالإيجاب ونطقت : شجاع بالله وقف أبغى اسألها عن الفاينل اللي اختبروه اليوم
زفر شجاع بسخرية ينطق : تستهبلين تراه شارع رئيسي ماهوب حوش سهيل
زفرت أسيل ترجع نظرها للشباك ومرّت سيارة عمر أخو سيدرا ، ألتقت عيونها بعيونه وشّدت على كفوفها ، أبتسم عمر لها وسرعان ما أحمرت خجلاً من إبتسامته العفوية ، أخذ المخرج وأبتعد عن طريقهم ، هزّت رأسها تتناسى شكله وإبتسامته للتو ، عضّت شفايفها ما تخفي الحُب من طرف واحد اللي تكنه لعمر ، وابتدأ حُبها له من جوال سيدرا وقت توريها صور العائلة بكل إجازة وعيد ، كانت تتجاهل جميع من في الصورة وتركز على عمر ، هي خجولة وما تقدر تفصح بمشاعرها خوفًا من إنها تخسر سيدرا اللي تكون الأمل الوحيد لأجل يعيش هالحُب المبني على صور ومقاطع ، لكن بعد الإبتسام فقدت كل حواسها وغاصت فالبعيد تبحر بحُبه وبجماله ورجولته ، شّدت على فخذها من تذكرت كيف لفّ بالدركسون يأخذ المخرج وشحّ بنظره عنها ، شهقت من نطق شجاع : وشفيك تتعصرين ؟
زفرت بتوتر تنطق : تعبانه شوي !
صدّ شجاع يكمل طريقه للحلّة ، هو فكر وأنتهى وقرر يتصل في نجم ويقوله كل اللي حاصل ، بالأخير نجم بكل مره يغادر لمهمة يحط نجد أمانه عند شجاع والآن شجاع بنفسه ما يضمن سلامتها ولأجل كذا قرر يعطي نجم خبر ..
« قصر مترك ، الصالة »
دخلت هنادي وتقدمت تجلس ، رفعت عيونها على وهج اللي جالسه قدامها وتطقطق على اللابتوب حقها ، ألتفتت على أمها من نطقت : شرايك نسهر مع سمو ؟
وهج : ما عندي مشكلة بس خليها تجي عندنا أنا وأنتي أكثر وعزيز موجود بعد
هنادي : وش الكسل ذا قومي معي
زفرت وهج تنطق : مو مسألة بس ما فيني حيل ألبس عبايتي
هنادي : بكل الأحوال بتلبسين
وهج : تقصدين نسهر في بيتها ؟
هزّت هنادي رأسها بالنفي تنطق بسخرية : لا يا شاطره نسهر برا
دخلت وهج على الإيميل تشيك على المرضى ورسايلهم ، ألتفتت على أمها اللي تقدمت لها تنطق : خلاص سكريه وقومي !
زفرت تقفل الإيميل وتوقف مع هنادي اللي توجهت تأخذ عبايتها من روزا وتلبسها ، تقدمت وهج تلبس عبايتها وتنطق : بس بشرط نمر على الكوفي اللي أحبه
هنادي : لو تبين نجلس فيه بعد
أبتسمت تحتضّن أمها وتنطق : ياليت منك يا أمي إثنين
أبتسمت هنادي تقبّل جبين بنتها وتنطق : والحمدلله إن فيه منك يا وهج بعايلتنا
تقدمت تخرج وتبعتها هنادي ، مشى عيسى بالسيارة يصفها قدام الباب ، أبتسمت وهج بصدمة تنطق : ماما ؟
تقدمت هنادي لعيسى وفكت الباب تنطق : Only Ladies
*فقط السيدات*
هزّ رأسه من فهم ونزل من السيارة ، ركبت هنادي وضحكت وهج تركب بجانبها وتنطق : عاشت بنت يوسف !
أبتسمت هنادي تنطق : عشتي يا بنتي !
حركت السيارة تخرج من أسوار القصر ، ألتفتت لوهج بنظرة خاطفة ورجعت نظراتها للطريق تنطق : دقي على أختك
وهج : أرسلت لها وقالت تمام
هزّت هنادي رأسها بالإيجاب تنطق : ان شاءالله ما تطول ودي نرجع قبل يجي أبوك
توسعت عيون وهج من تذكرت ونطقت بحدة : جد ماما وين أمي مزنه ؟؟
زفرت هنادي بضيق تنطق : كثرت زياراتها للمستشفى فالفترة الآخيرة وآخر زيارة كانت قبل يومين
وهج : ايوه ؟
هنادي : قالوا لنا بتجلس عندنا لسلامتها
وهج : وين طيب إيش المستشفى ؟
ألتفتت هنادي عليها تنطق : مستشفاك
زفرت وهج تنطق بصدمة : والله عيب عليكم ما تقولون لي عيب الحين بتشيل بخاطرها علي بتقول وين بنتي الدكتورة تشتغل معي تحت نفس السقف ولا تسلم علي !
هنادي : تعرفين عمتي ما تقول كذا
وهج : أنا بشرهه على نفسي تبينها ما تشرهه ؟
هنادي : قولي ما عطوني خبر وبس
مسحت وهج كفوفها تنطق بسخرية : الخطأ خطأي ما سألت عنها إلا توو
هنادي : كلنا ننشغل يا وهجي لا تحملين نفسك شيء فوق طاقتك !
أبتسمت من كلام أمها وألتفتت على بيت نيار ، ضربت هنادي هورن وفتحت سمو الباب تخرج ، خرج نيار خلفها ونزلت وهج لأجل تركب أختها اللي تكبرها قدام ، أبتسمت سمو تسلم على خد وهج وتنطق : شدعوة خليك ما أعرف أكون معزز !
ضحكت وهج وألتفتت على نيار اللي نطق : وهج شخبارك ؟
أبتسمت له تنطق : بخير نسلم عليك
نيار : ما شفتك يوم جيت للقصر
ضحكت بسخرية تنطق : بالله ؟
ميّل نيار رأسه بعدم فهم وضحكت تنطق : شلون يعني أطلع قدامك ؟
ضحك بسخرية ينطق : وخير يعني أختي الصغيرة ؟!
ثبتت كفوفها على صدرها تنطق : جعلك دايم فالوجود يا نيار
نيار : ودعتكم ربي أنتبهوا لأنفسكم
هزّت رأسها بالإيجاب وتقدمت تركب بالخلف ، لوحت سمو له وأبتسمت من أرسل لها قبلة بالجو ، صدّت من نطقت هنادي : بسم الله على نيار مليح !
أبتسمت سمو تنطق بحب : خُلق وأخلاق الله يخليه لي دايم
ضحكت وهج بصدمة تنطق : وع شوفوا كيف تمدح زوجها !
ضحكوا كلهم وصدّت وهج بعيونها تفتح جوالها ، دخلت الهاتف ورفعت حاجبها من لمحت الرقم الثابت الموجود من ضمن المكالمات الفائتة ، ضغطت عليه ورفعته لأذنها ، فتح الإتصال ونطقت وهج بإستغراب : هلا مين ؟
ضحكت نجد بفرحة تنطق : والله إني ذيبه حفظت رقمك !
ضحكت بصدمة تنطق : أهلاً بالشيخة راعية الخطط
أبتسمت نجد تنطق بسخرية : كيف بس ؟ ان شاءالله مشت
وهج : حرام عليك طيرتي قلب شجاع !
شّدت على سلك التلفون تنطق : آخ لا تحسسيني بالذنب كذا
رفعت وهج حاجبها بدهشة تنطق : أسمعي بينكم شيء ؟
عضّت نجد على السلك تنطق : بيننا خطوبة
شهقت وهج بصدمة تنطق : لا عاد تستهبلين !!
ضحكت نجد تنطق : كلام بس وأبوي موافق
وهج : حلو حلو مره !
نجد : بس زوجك رافض
ضحكت وهج تنطق : كيف عرف ولا دق عليك مره ثانية ؟
نجد : لا يا بنت السالفة قديمة أيام كان نجم موجود ولا ما عاد دق علي
زفرت وهج تنطق بهدوء نبرتها : ماله دخل بينكم مو هو خذا اللي يبي خلاص يترك شجاع يقرر مع مين يكمل حياته !
أبتسمت نجد تنطق : عاشت زوجة أخوي عاد إذا جاء كلميه مثل ما كلمتيني تكفين ما هو تصيرين خوافة
ضحكت وهج تنطق : أبشري أنتي كيفك كيف عمليتك ؟
نجد : بخير بس طفشت وما ذاكرت المادة اللي عندي بكره
شهقت وهج بصدمة تنطق : عندك فاينل !؟
نجد : ايه كان عندي اليوم ما قالوا لك شيء البنات ؟
هزّت وهج رأسها بالنفي تدّعي إن نجد تشوفها ونطقت بصدمة : لا ما كلمتهم أصلًا بس شجاع قالي كانوا سارحين للجامعة بدون ما يقولي السبب !
ضحكت نجد تنطق : بقولك شيء بس لا تنصدمين
وهج : قولي أشوف
نجد : أنا اللي سويت الحادث
ميّلت رأسها بعدم فهم ونطقت : كيف ؟
نجد : لفيّت الدركسون وأنقلبنا فالطعوس
شهقت وهج بصدمة تنطق : يا ويحك يا نجد !
ضحكت نجد تنطق : وما سويت عملية كل هذي خطة عشان سببين الأول يرجع نجم قبل تخرجي والثاني أبغى أخذ فل مارك بدون تعب
مسكت وهج رأسها تنطق : لا ما أقدر أجازف
نجد :  لا تفكرين تتكلمين ياختي لا تخليني أندم إني فكرت أقولك
زفرت وهج بتوتر تنطق بجدية : نجد يا حبيبتي المسألة أكبر منك ومني نفترض وصل الخبر لأخوك ومن الخوف عليك يمسك خط بسرعة جنونية وحصل فيه خير ما هو شر ان شاءالله وش بيصير فيك !
نطقت نجد بنبرة حزينة : الخبر ذا ما يحرك في نجم ساكن
مسحت جبينها تنطق بغضّب : طز في نجم وأهلك طيب ؟ أمك وأبوك جدك وجدتك !؟
زفرت نجد تنطق بحدة : وهج الخبر وصلهم خلاص أنا خطيت خطوة معاد فيها رجعة أنا ما تفاؤلت على نفسي هالفأل عشان تخرب الخطة كلها !
وهج : يعني الجزء الأهم من خطتك نجم يرجع ؟
هزّت نجد رأسها بالإيجاب تدّعي إن وهج تشوفها ونطقت : ايه
وهج : خلاص أنا أكلمه يرجع
ضحكت نجد بصدمة تنطق : لا كذا أحذفك معه من حياتي !
زفرت وهج تنطق بسخرية : نجد شدعوة تغارين عليه مني ؟
عبّست نجد بملامحها تنطق : ايه
وهج : طيب نجرب ؟
زفرت نجد تنطق : ما أبغى خايفه يجي عشانك مو عشاني
وهج : بكلمه عشانك وبقوله إنك أرسلتي لي دعوة تخرجك وبسأله وش ذوقك ووش تحبين عشان أجيب لك هدية ومنها أذكره !
شهقت نجد تنطق : والله حلوه !
ضحكت وهج تنطق : شفتي الدنيا سهالات ماله داعي كل هالشو وآخر شيء ما تضمنين رجعته ، عطيني رقمه وأنا أكلمه لمن أرجع
فزّت نجد واقفه ونطقت بحدة : طيب أبشري والله الحين أعطيك بس خلي جوالي يفتح ، أوف يويلي وش بسوي ما ذاكرت مادة بكره ولـ..
قاطعتها وهج وهي تضحك وقالت : بشويش خلي الكذبة تمشي على الجامعة وأرتاحي يومين أنتي كم عندك مادة ؟
جلست نجد تنطق بتوتر : أربعة ليه ؟
وهج : ورا بعض كلها ؟
هزّت نجد رأسها بالنفي تدّعي إن وهج تشوفها ونطقت : لا
وهج : حلو يعني أول مادتين بعدها أوف بعدها مادتين ؟
نجد : الله عليك
وهج : خلاص أرجعي يوم الأربعاء على أساس إنك صرتي أحسن
نجد : طيب بكلم شجاع أصبري
أبتسمت وهج تنطق : حافظه رقمه بعد ؟
نطقت نجد بدون وعي : اللي أحبهم ما أنسى أدق التفاصيل فيهم ومن ضمنها رقم الجوال
ضحكت وهج تنطق : بعتبر نفسي محظوظه ؟
ضحكت نجد تنطق بربكة : يا حبي لك يا وهج محظوظه فيك والله حمدلله إنك زوجة أخوي حرفيًا أنتي الحسنه الوحيدة في نجم الأشهب !
ضحكت بعلّو صوتها تنطق : يا طعمك قسم بالله طعيمة !
نجد : خليني ألحق على شجاع
وهج : تمام ودعتك الله وقولي لجمال يشيك عليك
نجد : طيب مع السلامة
قفلت وهج الخط وشهقت بصدمة من لاحظت وجودها فالسيارة لوحدها ، ضحكت بسخرية تنطق : الوقت معها ومع أخوها يطير ومن دون شعور الموضوع وراثة ولا إيش الحكايه !
فتحت الباب تنزل وتقفله ، ضبطت عبايتها وتقدمت للكوفي تدخله ، تقدمت للطاولة اللي يجلسون حولها هنادي وسمو ، جلست وألتفتت هنادي تنطق : مين كان يكلمك ؟
أبتسمت وهج بسخرية تنطق : المعتوهه نجد
سمو : مين نجد ؟
هنادي : أخت نجم
رفعت حجاجها بفهم تنطق : اها كيفها ؟ سمعتك تقولين عملية
ضحكت وهج تنطق : غبية هالبنت بتجيب لي الجلطة !
ضحكت سمو تنطق بفضول : وش مسويه ؟
وهج : سالفة طويلة بس بخير ماعليك
هزّت سمو تلتفت على هنادي اللي نطقت : طلبنا لك مشروبك
أبتسمت وهج تحتضّنهم بذراعيها وتنطق : أحبكم
حاوطوها يبتسمون معها وأبعدت من تقدم النادل بطلباتهم ، سحبت مشروبها وأبتسمت تترشفه وتتلذذ ، نزلت نظراتها على جوالها ورسالة نجد برقم نجم ، أبتسم داخلها بفرح وأخيرًا لقت الوسيلة اللي تقدر منها تتواصل معه بأي مكان وبكل وقت ، عضّت شفايفها تقلبّ جوالها وتكمل حديثها المطول مع أمها وأختها ..
« حلّة سهيل ، المزرعة »
تقدم يسند ظهره على النخلة ويرفع ناظره تجاه السماء والنجوم ، زفر ضيق صدره وقلقه عليها ، هو أأكد على البنات ما يتكلمون عن نجد رغم أسئلتهم اللي ما تنتهي عنها ، ومثل ما تأكد إنهم ما بيتكلمون هو بدوره أخفى عنهم حديثه مع جمال عن حالة نجد سابقًا ، نزل عيونه من رنّ جواله يطلعه من جيبه ويفتح الإتصال ينطق : هلا مرحبا ؟
زفرت نجد براحة تنطق : شجاع !
توسعت عيونه فرحة وهدأت أعصابه وجميع حواسه من وصله صوتها الشجي ، أبتسم بوسع ثغره ينطق : عروق قلبه
أبتسمت بخجل تنطق : أوف يا الشايب مو وقتك !
ضحك ينطق بسخرية : أنا في وجه شيبانك لا تحرميني صوتك ولقياك يا نجد الأحباب ، كيف قلبك أنتي طيبه بشريني عنك ؟
أبتسمت نجد تنطق : بخير جعلك بخير وبقولك السالفة من بدايتها بس أول شيء أبيك تسويه تركب الجمس وترجع لي
فزّ يبعد عن النخلة وينطق بحدة : وش صاير !
نجد : ما بقول إذا ركبت الموتر علمني
رفع شجاع طرف ثوبه يعضّ عليه ويركض لجهة الجمس ، ضحكت بخفه من وصلها صوت أنفاسه وتخبط الجوال ، وصل للباب يفتح الجمس ويركب ، قفل وألتفت على أحمد اللي طلع من المجلس يأشر له ، زفر يترك ثوبه وينطق : ما هو وقتك يا حميد
ضحكت نجد تنطق : شجاع
فتح السبيكر ورمى الجوال على حُضنه ينطق : لبيه يا نجد العذية لبيه ؟
ركض أحمد وزفر شجاع يفتح الشباك وينطق : لا تجي يا أخوي
ألتفت على الجوال ينطق بحدة صوته وهو يهمس : نجدي لا يطلع لك حسّ ثواني بس !
قلبّ الجوال ورفع عيونه على أحمد اللي نطق : أول شيء أنا عمك ماني أخوك وبعدين بجي معك والله لا أجي !
زفر شجاع ينطق بحدة : حميد ترا بنزل عليك وأكسر وجهك فارقني هناك !!
تقدم أحمد يركب بجانبه وينطق بسخرية: والله ما أصوم ثلاث ليالي عشان سواد عيونك صاحي أنت وحرك يالله ونشوف من بيكسر وجه الثاني !
زفر يرفع الجوال ويقفل السبيكر ، ثبته على إذنه ينطق : أرحب غليص ؟
شهقت بصدمة وطاحت على السرير تضحك ، بلل شفايفه ينطق بهمس : خشني صوتك لا تذبحيني حيّ !
ضحكت بسخرية تنطق : بختصر عليك يا الشايب
ألتفت على أحمد اللي نطق : أسمه غليص ؟
هزّ شجاع رأسه بالإيجاب وكمل أحمد يقول : حسبي الله على أمه وأبوه وش الأسم ذا !
شجاع : حرام إنه يسواك في عيني ويسوى الجماعة والعرب كلهم والكفار بعد
توسعت عيون أحمد بصدمة ينطق : سلامات صدق منهو عليه وش قومني ما أعرفه ؟
شجاع : غليص رماح تعرفه ؟
ميّل أحمد رأسه ينطق : الشخصية البدوية ولد رماح أخو شيخ القبيلة أبو صايل ؟
ضحكت نجد وضحك شجاع ينطق : الله الله
ضربه أحمد من فهم ونطق بصدمة : والله إنها بنت
شجاع : أحلف ؟ ما دريت والله
شهق أحمد من فهم المقصد كامل ينطق : نجد بنت رماح !!
ضحكت نجد تنطق : وصلت خير عمو أحمد
أبتسم من سمعها ينطق : وين مسريته تالي الليل ياللي فيك ما يخطيك !
شجاع : أحد شكى لك ؟ خلها تسريني راضي عنها وأجيها على وجهي وش مزعلك ؟
توسعت عيونها تبعد الجوال عنها وتصرخ بالوسادة من فرط خجلها ، أبتسم شجاع ينطق : إذا طاريها يسريني لأبعد محل وأنا في مكاني ما تبيني أتعنى لها وهي طالبتني ؟
أبتسم أحمد يرمي عقاله وينطق : يويل رماح لو ما يزوجك ! أقلع إبليسك تمنيت إني بنت عشان تحبني مثل ما تحب نجد
ضحك شجاع بسخرية ينطق : والله اللي ما حبيتك مثلها
زفرت تهفّ على وجهها من أحترت ونطقت بحدة : يا الشايب بتسمع الحكاية ولا وش !
شجاع : أسمعك لباك أسمعك
أبتسمت تنطق بكل السالفة وتضم لها خطة وهج تحت صدمة شجاع وأحمد اللي بجانبه ، أنتهت من كلامها تنطق بربكة : شفيك سكتت ؟
ألتفت شجاع على أحمد المصروع بجانبه ورجع نظراته على الخط ينطق بصدمة : معاد معي من العقل شيء سعّد من جاك الحين وضربك على رأسك عشان تفكرين مره ثانية !
ضحك أحمد بصدمة ينطق : وهو اللي بيصير صدق الله لا يخليني إن خليتك !
ضحكت بصدمة تنطق : شدعوة حتى وهج ما انصدمت كذا
صرخ شجاع بحدة ينطق : أنتي ما فكرتي وش كان ممكن يصير !!
زفرت نجد تنطق بزعل : شجاع لا تصارخ علي !
ألتفت بصدمة على عمه ينطق : حميد أذبحني أنا طالبك

زفرت نجد تنطق بزعل : شجاع لا تصارخ علي !
ألتفت بصدمة على عمه ينطق : حميد أذبحني أنا طالبك
مسح أحمد وجهه بقرف ينطق : مثلوا مسرحية صح لسانك أحسن ؟ وش لا تصارخ علي تكفون لا أنا هاج من غرور ونجم تصيرون مثلهم !
ضحكت نجد تنطق : تشبهني في غرور ؟
أحمد : لا تنتظرين مني تفرقة كلكم بعيني واحد
زفر شجاع ينطق : بس كويس دقيتي وما وصل الخبر لنجم
نجد : لو تدري إن كل هالشو عشان يرجع نجم
ضحك أحمد بصدمة ينطق : كل ذا حب فيه ؟!
زفرت نجد تنطق بغضّب : يخسى محد يحبه إلا أمي ذا المقرود
ضحكوا أثنينهم ونطقت نجد بحدة : بطلع من القسم ونتقابل عند الاستقبال
شجاع : إذا شفتي مروان أبعدي عنه
ألتفت أحمد ينطق بأستغراب : شدعوة ولد عمها !
شجاع : فكنا
ضحك أحمد ينطق : تستهبل تراه متملك ولا نسيت إنه خذا غرور !؟
شجاع : والمتملك يقدر يعرس مرتين ولا ؟
ضحكت نجد تنطق بسخرية : كذا كثير يا شجاع هذا وأبوي معطيك الضوء الأخضر وموافق عليك !
قفلت الجوال بدون ما تسمع رد ثاني منهم ، ألتفت أحمد عليه بصدمة ينطق : كلمت رماح مره ثانية ؟
هزّ شجاع رأسه بالإيجاب ينطق : ايه بس مانيب متطمن كيف بتكون ردة الفعل من نجم
أحمد : أخطبها قبل يرجع طيب !
زفر شجاع ينطق بهدوء نبرته : أعقب
أحمد : ترا بيبلشك وقول عمي حميد ما قال
ضحك شجاع بسخرية ينطق : دام فيها عمي حميد ما بقولها وخله يبلشني فدا لأبو رماح لبى كبده
زفر أحمد يصدّ بنظراته للطريق وينطق : قسم بالله إنكم ما تعشمون
أبتسم شجاع ينطق : محد قال لك تصير أصغر مننا كلنا
أحمد : ما دريت ولا كان قلت لأمي جيبيني قبلهم !
ضحك شجاع يحتضّن كتف أحمد اللي أبتسم بخفه له ، أبعد ذراعه وكمل طريقه للمستشفى ..
« قصر مترك »
دخلت بالسيارة وزفرت بتوتر تنطق : رجعوا صح ؟
ضحكت وهج تنطق : شكله والله شوفي سيارة بابا
وقفت هنادي السيارة ونزلت وركض عيسى يركبها ، مشت تضبط عبايتها وتقدمت لوهج تدخل ذراعها بذراع بنتها ، مشوا مع بعض لحّد باب القصر ووقفوا من فتحه أمير ينطق بحدة : ماشاءالله تبارك الرحمن وينكم من ليل ؟!
تقدمت هنادي تدخل ونطقت بهمس : أوف أمير لا تصحي عمي الحين ونبلش به كنا في بيت نيار نزور سمو في بيتها !
دخلت وهج تنطق : أنا بنام تبون شيء قبل أرقى ؟
هزّت هنادي رأسها بالنفي تنطق : سلامتك يا بنتي
ألتفت أمير ينطق : وهج
وقفت تلفّ عليه وتنطق : لبيه ؟
تقدم أمير يحتضّن أكتافها تحت ذراعه وينطق : لقيتي الورقة
هزّت رأسها بالنفي تنطق بسخرية : من كثر زياراتي لمكان سهيل ؟
أمير : والله يا وهجي إني مانيب متطمن من المكان ومن الناس نفسهم اللي فيه وخايف عليك وخايف من إنهم يأذونك
أبتسمت وهج تنطق : بابا معليك محد يقدر يمسّني بضرر أساسًا لأني زوجة ولدهم ولو إن بعضهم كارهه وجودي بينهم لكن ما يقدرون يأذوني
رفع أمير حاجبة ينطق : من اللي كارهه وجودك
ضحكت وهج تنطق : إحساس ما أدري إذا صدق ولا لا وأنت لا تأخذ إحساسي على محمل الجد !
سحبت نفسها من ذراع أبوها تطلع لغرفتها ، زفرت بربكة تنزل شنطتها وعبايتها على الكنبة وتسكر الباب وراها ، مشت للسرير تجلس وترفع جوالها ، فتحت الواتس على رسالة نجد بالرقم الموجود قدامها ، أبتسمت تضغط عليه وتكبس على خيار - الإتصال بهذا الرقم - ، رفعت الجوال على أذنها وزفرت بتوتر تنطق : ان شاءالله يرد بس
مضى بها الوقت حتى أنقطع الإتصال بينهم ، زفرت بضيق تنطق : أجرب مره ثانية ولا بصير بثرة !؟
عضّت شفايفها تتأمل الرقم قدامها وأخذت نفس ترجع تتصل فيه ، رفعت الجوال ونطقت بحزم : آخر مره إن رد كان بها ما رد..
قاطع صوتها من نطق بثقل نبرته أثر صحوته من نومه : مرحبا ؟
رمت الجوال على المفرش قدامها وزفرت تنطق : خلاص اهدأي اللي تبينه حصل ليه كل هالتوتر !
مدّت يدها لأجل تأخذ جوالها ولاحظت رجفتها من غير سبب مقنع ، زفرت تنطق بربكة : الو ؟
فزّ من مكانه ينطق بصدمة : أرحبي وألف لبيه ، لبيه ياصوتك وحسّك وطاريك !
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : الله يبقيك ويسلم قلبك من كل شر ، شلونك ؟
مسح وجهه لأجل يصحصح ونطق بهدوء نبرته : قبل السؤال ولا بعده يا عذبة الأطباع ؟
عضّت شفايفها بهدوء تنطق : لا واضح إنك بخير حمدلله
أبتسم بخفه ينطق : بخير جعلك بخير !
وهج : صوتك متغير علي لا يكون صحيتك من نومك ؟
ارتخى على الكنب يثبت ذراعه اليمين خلف رأسه وينطق : الله الله
توسعت عيونها بصدمة تنطق : أعتذر منك بس ما توقعت قلت تنام في نص المكالمة مو قبلها !
ضحك بسخرية ينطق : أعتبره عتاب ؟
ضحك بخفه تنطق بربكة : لا العتاب اللي ينتظرك بيكون أقوى صدقني !
نجم : خفايف منك ما تضريني يا بنت أمير
أبتسمت تنطق بحدة : أقول لا تثق فيني كثير ترا إحتمال أغدر بك
رفع حاجبة من حسّ بشعور غريب ، ما يحب طاري الغدر ولو إنه جاء من باب المزح ، زفر ينطق بحدة : يغدر بي الوقت وأصحابه إلاك ‏لا تجيبين طاري الغدر ، أنتي ما كنتي شيء عادي أنا شفت فيك الآمان أنتي عكاز أسند عمري عليه دربي الطويل ولا أخشى إنه يغدر بي يوم ويميل !
رفعت شعرها عن عيونها تحسّ بحرارة داخل بلعومها ، عيونها أصحبت بالفعل تحرقها أثر حبس الدموع ، كلامه كان مثل الجمر اللي يحرقها من كل إتجاه ، هي في موقع غير عن موقعه ، هي تدري إن الغدر حاصل له منها ولا تقدر تفصح وتعطيه تحذير ، بعد كلامه أصبحت المهمة أصعب بكثير عن ما مضى ، أصبح كل شيء مستحيل قدامها بعد حروفه العَذبه ، وبالفعل وقعت في بحور حُبه قبل تلاقي الورقة وتدّل دربها ، أبتسمت تمسح دموعها من سمعت نداءه لها تنطق : معك ما رحت
أبتسم ينطق بسخرية : ظنيت إنك نمتي كنا بنتعادل لكن للأسف حرمتني لذة الانتصار والواضح إن العتاب صار متمسك فيني !
وهج : أوف منك نسيتني السبب الأساسي في إتصالي بك !
نجم : ما هو عتاب ؟
هزّت رأسها بالنفي تدّعي إن نجم يشوفها ونطقت : لا ، محتاره بحاجة وأبيك تساعدني فيها
عدّل جلسته ونطق بحدة : شّدي حزامك فيني وقولي
ضحكت وهج بصدمة تنطق : لا ما أحنا داخل حرب عشان أشد حزامي فيك بالهداوة يا ضابط !
بلل شفايفه ينطق بهدوء نبرته : تحت آمرك يا دكتورة !
وهج : طيب ركز معي الموضوع يخص نجد
رفع حاجبة بدهشة ينطق : بنت رماح ؟
توسعت عيونها بصدمة وزفرت بغضّب تنطق : أختك !
أستنكر نبرتها الغاضبة ونطق بإستنكار : بشويش لا يرتفع صوتك ، وش وقعها نجد فيها شيء ؟
وهج : لا كويسه بس تدري بتخرجها صح وإنه بعد أسبوعين
هزّ رأسه بالإيجاب يدّعي إن وهج تشوفه ونطق : الله الله
وهج : طيب وش أهديها ؟
عمّ الصمت بعد سؤالها وفزّت تنطق بربكة : ولا أحسن نهديها سوا دامك بتحضر ؟
فتّل شاربه من طال صمته وأصبح تفكيره أعمق ، زفر ينطق بهدوء نبرته : ما أدري وش تحب
توسعت عيونها بصدمة تنطق : شلون يعني ما تدري وش أختك تحب ؟
زفر نجم ينطق بغضّب : أسمعي يا الدكتورة أنا دخلت العسكرية ونجد أم العشر سنين يعني آخر علمي باللي تحب هي العرايس وألعاب البنيّات الصغار !
ضحكت بسخرية تنطق : ما هو عذر يا الضابط نجد بخير وما توفت بعيد الشر ، يعني البنت قضت حياتها بجانبك ما فكرت تسألها وش تحب ؟
استصعب عليه يرد وفضل الصمت ، زفرت وهج تنطق : أترك السؤال نجم أنت ما فكرت تهدي أختك ووحيدتك في السنين اللي مضت ؟! آخر علمك بالهدايا وهي بعُمر العشر سنين !؟
مسح وجهه وشنبه ينطق بغضّب : أنا مشيت في درب ما أودّه مشيت تحت أوامر سهيل وما رديت عليه بحرف واحد وقبلت مصيري وراضي عن وضعي الحالي ، ليه تنبشين الماضي يا بنت أمير !
توسعت عيونها بصدمة تنطق : العسكرية ما كان قرارك !
هزّ رأسه بالإيجاب يدّعي إن وهج تشوفه وزفر ينطق : ايه
شهقت بصدمة تنطق : مستحيل أنت ضيعت عمرك عشان خاطر سهيل ؟!
زفر نجم ينطق بسخرية من حاله :
الواقع محطم والأحلام فليّن ‏
والنفس تبكي ما سمعتوا نحبّها !
-
ميّلت شفايفها تمنع دموعها تنزل ونطقت : أسمح لي اسألك وش كانت طموحك وأحلامك ؟
أبتسم من تذكر الماضي ونجد بين أحضانه ، وقت كان في التاسعة عشر من عمره ، صبّي محب للحياة نشيط ضحوك بشوش الوجه ..
« قبل قرابة الأربعة عشر عام »
تحت النخيل في مزرعة سهيل ، سحب نجد الصغيرة بحضّنه وأبتسم يآشر للسماء وينطق : تشوفين الطيارة يا نجد ؟
رفعت عيونها للمكان اللي يآشر أخوها عليه وهزّت رأسها بالنفي تنطق : لا وينها ؟
ضحك يرفعها بين كتوفه ويركض بعيد عن المزرعة ، كانت تصرخ وتضحك من عجلة أخوها ، ألتفت على صوت أبوه اللي ينطق بحدة : نجم لا تطيح أختك !
نزلها بين ذراعينه ينطق : ما تطيح وهي مع نجم
نزل نظراته عليها وهي تضحك وتآشر على السماء تنطق : طيارة يا نجم شوف طيارة !!
ضحك يرفع عيونه معها وينطق : ان شاءالله تشوفيني طيار وأسفرك معي بكل بلدان العالم
ألتفتت عليه تنطق : تبي تصير طيار ؟
هزّ رأسه لها بالإيجاب ونطق بهمس : بس خليه سر بيننا !
هزّت رأسها له وشهقت من سحبها يدور فيها تحت ضحكاتها اللي تملأ أرجاء المكان ..
« الحاضر »
بين خيام المعسكر أنتهى من الحكاية تحت صدمة وهج ، زفر ينطق بضيق : جيبي لها طيارة
أبتسمت بضيق تنطق : نجم !
نجم : والله أقوله وأنا صادق
فتحت اللابتوب قدامها وأبتسمت تنطق : طيب ندور على هديتها سوا ؟
نجم : عسى نلاقي شيء زين
بدأت تدخل كلمة المرور وتفتح جهازها ، أبتسمت تنطق : صار لي كم يوم مو فاتحة الإيميل عطني ثواني أشيك عليه
نجم : حقك
وهج : تبي طيارة بريموت كنترول ؟ ولا هيكل طيارة وهي تركبه
رفع حاجبة بدهشة ينطق : وش هيكل أشوف إن الأولى أزين
زفرت تنطق : طيب ما قلت شيء بس أعطيك أكثر من خيار للهدية
غمض عيونه ينطق بسخرية : وأنا ما قلت شيء
كان الهدوء سيد الموقف ، أناملها تبحث عن أهم الرسائل ، وبدوره يمرر أنامله على شعره ينتظرها تنتهي ، طال الموضوع وزفر ينطق : أنا بخمد وأنتي ما بعد خلصتي هديتك
ضحكت بسخرية تنطق : محد ينام الساعة..
سكتت بصدمة من شافت الوقت قدامها باللابتوب ، عضّت شفايفها تنطق : شدعوة الساعة ثلاثة الفجر !؟
ضحك نجم بعلّو صوته ينطق : حتى ما أمداني أرد عليك
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : ضحكتك حلوه
حكّ جبينه ينطق : سبيبها أحلى
زفرت بخجل تنطق لأجل تغير الجو : ما عطيتك إجابتي بسالفة الغدر
زفر بغضّب من أنقلبت ملامحه ينطق : لا حول ولا قوة إلا بالله
أبتسمت وهج تنطق بربكة : نجم أنا تخيرت قبل أوافق عليك
وقف يعدّل جلسته وينطق بإستغراب : شلون ؟
وهج : لمن جيت تخطب أنا ما كنت موجودة بالقصر وظليت تنتظر قرابة الأسبوع لأن محد جاء عندي وقالي إن جاك خطاب لكن خرجت مع جدي مره من المرات وقالي كل شيء لكن طلع الموضوع أكبر من إنه يكون موافقة وقرار وأكبـ..
أنقطع صوتها من هول الصدمة ومن ضغطت على أحد الإيميلات وظهر قدامها ..
« حلّة سهيل ، بيت مسلط »
وبين جدران غرفة أسيل ، كانت نجد تركض بين الملخصات لإختبارها النهائي غدًا ، زفرت بغضّب تنطق : عجزت أفهم القاعدة ذي !
رفعت عيونها على أسيل اللي ساهية عنها وتقلب صفحات الكتاب بهدوء ، فرقعت إصبعها قدام وجه أسيل وسرعان ما فزّت تنطق بربكة : بسم الله شفيك !
رفعت نجد حاجبها تنطق بسخرية : أنتي اللي شفيك وين وصلتي !؟
بللت شفايفها تعدّل جلستها وتنطق : موجودة وش تبين ؟
مسكت رأسها بتعب تنطق : أنفجر رأسي والله والمصيبة ولا معلومة رسخت
أسيل : بالعكس مادة بكره تافهه صح كلامها كثير بس والله مويه
تكتفت نجد تنطق بحدة : دامها مويه أشرحي لي
زفرت أسيل ترفع شعرها وتشمر أكمامها ، قربت من الكتاب تنطق : بعطيك الزبدة
تقدمت نجد لها تنطق : ايه من أول الله يرضى لي عليك عطيني الزبدة والكبسة لو تبين
ضحكت أسيل تنطق : تافهه
بدأت تشرح لها كل جزئية ووش ممكن يجي منها ، متجاهلين وجود شجاع خلف الباب يسند ظهره عليه ويسمع حكي أخته مع حبيبة قلبه ، فزّ برعب من نطق مسعود بحدة : وش تسوي ياللي ما تنتخي !؟
وبالغلط ضغط على المقبض وأنفتح الباب وطاح شجاع على أرضية الغرفة ، رفعت رأسها بصدمة تسحب لحافها وترميه على نجد اللي شهقت بصدمة ، دخل مسعود للغرفة ونطق بحدة : الكلب ذا مـ..
صرخ من ضرب شجاع ساقه المصابة ينطق : أنطم جعلك المرض !
رفع عيونه على أسيل المصدومة ونطق : جيت أوصل لك كلام عمتي أم نجم
ميّلت رأسها بعدم فهم ونطقت : وش ؟
وقف شجاع ينفض ثوبه ويسحب مسعود اللي يبكي معه ، مشى يخرج ونطق قبل يقفل الباب : نسيت أربشني مسعود
قفله وراه وضحكت نجد بعلّو صوتها ، ألتفتت أسيل عليها ونطقت بحدة : أوف أكره أخواني يفشلون !
مسحت نجد دموعها تنطق : يا شيخه أحمدي ربك إن شجاع ومسعود أخوانك قسم بالله أقوى ميكس
ضحكت أسيل تنطق : مو مهم تعالي نكمل
غطّت نجد جسدها باللحاف تنطق : تحسبًا يعني
ضحكت أسيل تكمل شرح لها تحت إنصات نجد التام وتركيزها الشديد مع كل كلمة وحرف تنطق به أسيل ..
« الصالة »
رمى مسعود على الكنب وجلس بجانبه ، ألتفت عليه بصدمة ينطق : أنت ملعون ؟
زفر مسعود يمسح خشمه وينطق : إلا أنت وش تسوي عند البنات فوق وغرفنا تحت !!
زفر شجاع يمسح وجهه وينطق : أي بنات ؟ تقصد أختي وخطيبتي ؟!
طارت عيونه بصدمة ينطق : إيش !!
شجاع : وش إيش أنت لو تسمع علوم الرياجيل كان دريت وش أقصد
عدّل مسعود جلسته ينطق : أمانه خطبت أخت نجم !
شجاع : الله الله بس لا يطلع الحكى
رفع حاجبة بدهشة ينطق : ليه ؟
زفر شجاع ينطق : لأني خطبتها كلام بس والكلام دار بيني وبين عمي رماح يعني محد يعلم
مسعود : اها بس حتى ولو نجد ما تدري وأنت فازع لها الله يفشلك
رفع حاجبة بدهشة ينطق : مسعود أكسر رجلك تسمع ؟؟
رفع أياديه بمعنى الاستسلام ينطق : أتوب والله
زفر بغضّب يوقف ويتوجه لغرفته وهو يستغفر ، دخلها ونطق بغضّب قبل يقفل الباب : أنا ورا ما سويت سوات نجم وبنيت لي بيت وأفتكيت منكم !
ضرب الباب بغضّب وخرجت سهام بصدمة تنطق : هذا شجاع ؟!
هزّ مسعود رأسه بالإيجاب ينطق : الله يخلف عليك يمه أجل ذي آخرتها يبني بيت ويفتك مننا ؟
جلست بجانب صغيرها تمسح على شعره وتنطق : أعترف وش مسوي لأخوك ؟
رفع عيون البراءة بوجه أمه ينطق : أنا ؟ ما سويت شيء !
ميّلت شفايفها تنطق بسخرية : سعّودي ؟
ضحك بسخرية ينطق : بس نرفزته شوي وهو الله وكيلك نار معاد يبغى أحد يمزح معه !
ضحكت سهام تنطق : ولو يا ولدي يبقى كبيركم وشايفه تعاملك أنت وأسيل معه الله يصلحكم
مسعود : يا شيخه ينقلع
توسعت عيونها بصدمة تنطق : أنا شيخه ؟
فزّ مسعود ينطق بصدمة : شيخة الشيخات لبى وجهك !
عضّ شفايفه من حسّ بألم ورجع يجلس بهدوء ، ضحكت تضرب كتفه وتوقف راجعة لغرفتها ..
« الشمال ، قصر السيّاف »
نزل نظراته على شاشة جواله وزفر ينطق : يعني ؟
زفر عوض بغضّب ينطق : ما ظنتي تقدر عليها
ضحك حازم بسخرية ينطق : لأنك حمار يا ولد عُبود حمار لعبت عليك البنت وسويت لها كل اللي تبيه !
عضّ شفايفه بغضّب ينطق : بحاسبها على كل شيء والله لا لحاسبها !
حازم : ورني شلون بتأخذ حقك يا عوض عُبود حازم السيّاف !
نطق بإسمه كامل يذكره من يكون ، شّد على قبضته ينطق بحدة : قلت لها العواقب وخيمة وما صدقتني وأول العواقب روحها !!
وقف يغادر وقبل يخرج أستوقفه صوت جده اللي نطق بحدة وعيونه عليه : لا تنسى تسلم على الضابط نجم وتعلمه كيف نتعامل مع اللي يتعدون على حدودنا
هزً رأسه بالإيجاب ينطق : أبشر
خرج من عنده وزفر حازم يوقف وينطق : عُبود !
وقف عُبود لأبوه ينطق : سمّ
حازم : وصل سلامي لجابر ولد سرحان وقوله أحسن الله عزاه في مرته !
بلع عُبود ريقه ينطق بربكة : بس يا أبوي سرحان من جماعتنا..
قاطعه حازم من ضرب عصاته بالأرض ينطق بغضّب : خير ان شاءالله حاسبني أحسن !!
عُبود : ما قصدي يا أبوي بس لو يطلع طرف علم إن لنا يد باللي حصل بيقومون آل حمد جميع ضدك !
ضحك حازم ساخر ينطق : بيقومون علي وأنا شيخهم
عُبود : اللي ودك يا أبوي
مشى يغادر المكان ومشى حازم يجلس بمكانه ..
« المعسكر ، الحدود الشمالية »
وقف من سمع أصوات بالخارج ولاحظ صمت وهج المفاجىء ، زفر يرفع عيونه للباب وينطق : بنت أمير ؟
ضحكت بصدمة تقرأ المكتوب بالصور المرفقة لها والرسالة الموجودة قدامها « لا مهمة ولا خرابيط هذا هو تزوجني وتركك وأزيدك من الشعر بيت أنا حامل ، وننتظر مولودنا بإذن الله - غرور - » ، حسّت بحرارة دمها وهو يجري بعروقها ، عضّت شفايفها تفتح الصور وتكبر على إبتسامة غرور ، سحبت الصورة تثبتها على نجم والورد بيده ، كان يناديها لكن دون فايدة ، كانت عيونها تحترق قدام منظرهم مع بعضهم ، وكل ما تتذكر رسالة غرور تحترق زيادة ، من كثر ما هي تحس بالقهر باللحظة ذي تبخرت كل مشاعرها اللي تكنها له ، هي كانت بتفصح له بكل شيء وتتنازل عن الورقة بحكم إنها حبته وتبي تعيش معه حياة عادية سعيدة بسيطة ، وتبعد كل البعد عن الحقوق وأخذ الثأر لكن باللحظة هذي صارت ما تشوف غير الورقة قدامها ، وألزمت إنها بتنهي كل شيء مثل ما أنهى نجم مشاعرها له وبهالشكل القاسي ، قفلت اللابتوب وشّدت على فراشها تنطق : أتمنى ما تذوق السعادة بحياتك معها وعسى ربي يعوضني خير منك
توسعت عيونه بصدمة ينطق بحدة : عسى ماشر يا الدكتورة من اللي نكد عليك !
ضحكت بسخرية تنطق : تصدق وش كنت بعاتبك عنه
رفع سلاحه من بدأ يحسّ بالعدو يحاوطه ونطق بحذر : قولي وعاتبي لين يطيب خاطرك والله إننا حاضرين بس لا تقفلين وأنتي ضايقه
عضّت شفايفها تمنع دموعها تنزل ونطقت بحدة : كنت بعاتبك لإنك ما مدحت الأحمر بملكتنا لكن الحين عرفت ليه كنت مستعجل بهذيك الليلة ذوقتني المُر وأوعدك لا تتجرع من نفس الكأس اللي ذوقتني
رفع حاجبة بدهشة ينطق : الضابط اللي ماسك مهمتي هو اللي عجلني بذيك الليلة ، وما نسيت أحمر جابني من اقصاي تبيني أنسى الأحمر اللي لبستيه بملكتنا ؟
أبتسم بخفه من تذكر الأبيات اللي كتبها لها وكان ينتظرها تسأل لأجل ينشدها لها بكل شعور لكن ما وصله صوتها وزفر ينطق : فيه أحد يحاوط خيمتي واللاسلكي بعيد مني تبين تسمعين الإشتباك بشكل مباشر ولا تقفلين لسلامة قلبك !
كانت ملقيه الجوال بعيد عنها وتجهش بالبكاء ، حزينة للمدى اللي آلت اليه الأمور وأنتهى كل شيء قبل يبدأ ، والأسوء من هذا كله هو النهاية القاسية لها ، خذلها وخانها وغدر فيها قبل تتجرأ تأخذ خطوة وحدة بدرب خذلانه ، شّدت على شعرها من غبائها وثقتها العمياء فيه ، كذبت أهلها وحمته خلف ظهرها من قسوة كلامهم والحين ذاقت مرارة أفعالها ، ما تدري بأي وجه تطلع لأهلها بعد اللي حصل وبعد ما أنتصرت غرور عليها شر هزيمة ، زفرت تمسح دموعها وتتذكر وعودها لنجد ، رفعت الجوال ونطقت بإبتسامة مكسورة : أوعدني آخر الوعود وآخر الحكي وقبل الختامية أوعدني تحضر تخرج أختك ولا تكسر قلبها بإنتظارك مثل ما سويت لي أوعدني تكون قد كلامك وتفرحها بشوفتك
ما كان عنده أي أدنى فكرة باللي قاعد يصير ولا هو بالموقف المناسب لأجل يفكك أحجية كلامها المبهم بالنسبة له ، زفر بقلة حيلة ينطق : وعدتها وقلت لها على خشمي أكون أول الحاضرين وأنا عند كلامي ووعودي ، الحين قولي لي وش بخاطرك يا عذبة الأطباع ؟
مسحت طرف خشمها تنطق بحسرة : ما بخاطري شيء طابت النفس وطاب الخاطر وطاح من عيني نجم ، كنت أراهن على نوره.
أغلقت المكالمة تحت صدمته وسرعان ما ألتفت بصدمة على الرجل الملثم واللي يكسيه السواد من رأسه لأخمص قدميه ، سحب سلاحه لكنه تأخر وسرعان ما أردي على الأرض مصاب ، تقدم الرجل نفسه ورفع السلاح على رأس نجم ينطق : آخر كلام ؟
شّد على إصابة كتفه وزفر ينطق بحدة : من أنت !
سحب اللثام من وجهه وأبتسم ينطق : كابوسك
توسعت عيونه على مصرعيها من لمح وجه عوض وسرعان ما فقد وعيه بسبب ضربة السلاح بوجهه ..
« غرفة وهج »
رمت جوالها بغضّب ووقفت تتوجه للشرفة ، فتحت الستار وخرجت من غرفتها ، ضربت سور الشرفة بغضّب وأطلقت العنان لصرخاتها المقهورة ، رفعت عيونها على الحوش تتذكر وقت شافها بالروب وهو ينزل الهدايا من سيارته ، قطرت دموع الحسرة على وجنتيها تحرقها حرق ، زفرت بتعب من أرهقت روحها بالتفكير فيه ، بالرغم من غضبّها ما زال آخر كلامه شاغل بالها ، إنه محاصر واللاسلكي وأي كان ما قال مو قريب منه ، شّدت على قبضتها تنطق بحدة : تمنى الموت قبل تضطر تواجهني وورقة أملاك جدك كاملة اللي يعود أصلها لجدي بيدي !
زفرت حرارة أنفاسها تسمح للأكسجين يجدد روحها ، بهالليلة ولدت إنسانه مختلفة تمامًا ، إنسانه تتوهج نيرانها وبدورها تحرق كل من يواجهها ، تتنفس للإنتقام وتتجه اليه فورًا ، توجهت للداخل وتركت شرفتها مفتوحة ، ارتمت بأحضان فراشها تستسلم للنوم وتتهرب من واقعها المُر وما عاشته من قساوة في دنيا أحلامها ..
« على أطراف المعسكر ، الحدود الشمالية فجرًا »
فتح عيونه بصعوبة بالغة وسرعان ما أقشعر بدنه أثر الماء البارد اللي أنسكب عليه ، كح يخرج الدماء من بلعومه ويرفع عيونه بحدة على اللي يتواجد أمامه ، أبتسم عوض ينطق بسخرية : صح النوم حضرة الضابط
ميّل رأسه بسخرية ينطق : لو إنك بعدتني عن المعسكر وأخذت راحتك
ضحك عوض بصدمة ينطق : وش أفهم من كلامك !
بصق أمام عوض ونطق ساخر : لا تلعب دور البطل بمكاني
أطلق صافراته وضحك عوض ينطق : وش تخبي يا ضابط ؟
أبتسم بخفه ينطق : عليك به يا ولدي
ألتفت عوض على جراح اللي يركض إتجاهه ، هجم على وجهه وأطلق نجم صافرته الثانية وسرعان ما خرجوا القناصين وركضوا العساكر من المعسكر يتجهون لجهة الصافرة ، توسعت عيون عُدي بصدمة يركض تجاه نجم ، سحب السكين يفك عقدة الحبل من يدين ورجول نجم اللي وقف ينفض بدلته وينثر شعره من الماء ، عضّ شفايفه من ألم كتفه وأبتسم بخفه يضرب تحية لعُدي اللي بدوره فزّ يرفع تحيته لقائده ، توجه نمر للمكان خلف المعسكر وسرعان ما صرخ من شاف الليزر على رأس نجم ، ألتفت نجم عليه بصدمة وركض نمر يرمي نفسه على نجم وبالفعل إخترقت الرصاصة جسده ، توجهت جميع الأسلحة للمكان اللي أنطلقت منه الرصاصة وسرعان ما ألتفت نجم على جهة عوض اللي بدوره أختفى تمامًا ، شّد على إصابته بغضّب ينطق : إنسحاب آمر للجميع ، إنسحاب !
رجعوا جميع العساكر وزفر ينحني لنمر وينطق : وش جنيت على نفسك يا أبو سعود !
أبتسم نمر بألم ينطق بهدوء نبرته : والله ما يمسونك يا أبو رماح ورأسي حيّ !
رفع عيونه للعسكر بقهر وضيق ينطق بحدة : أطلبوا إسعاف وبلغوهم بإصابة العقيد نمر بن سعود الصميل !
ركض عُدي للخيمة ورفع اللاسلكي يبلغ جميع الوحدات الموجودة ، مسك نجم ذراع نمر ينطق : تحمل وأنا أخوك
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق : أنا طيب..
أنقطع صوته من فزّ يكح دم ، صرخ نجم ينطق : يا الجارح !!
ركض عُدي له ينطق : بلغت يا سيدي والوحدات بطريقها لنا والإسعاف معهم !
زفر يثبت يده على مكان إصابة نمر ويضغط على الجرح لأجل يمنع النزيف ، رفع عيونه بصدمة على الليزر اللي تثبت على صدره وألتفت على عُدي اللي ركض ، ترك جسد نمر ورفع قدمه يرفس عُدي ويبعده ، أنطلقت الرصاصة وأخترقت ساقه ، طار بعيد عن جسد نمر وانضرب رأسه بأحد الصخور المدفونه تحت الرمال ، غمض عيونه وفتحها على بزوغ الفجر وإشراقة الشمس ، وفقدان النجوم لتوهجها مثل فقدانه لوعيه بعد ثواني معدودة ..
« قصر مترك ، صباحًا »
نزلت تخطي خطواتها مع الدرج وهي تعدل اللابكوت حقها وتلبسه ، زفرت تنطق بهدوء نبرتها : صباح الخير
ألتفتوا جميعهم من على الطاولة للي تعطيهم ظهرها وتتوجه للمطبخ ، ميّلت هنادي رأسها تنطق : صباح النور وهج ؟
دخلت المطبخ وسحبت أكياس الشاهي الأخضر ، سخنتها بمويه وثبتتها على عيونها ، تحسّ بدفء الأكياس على عيونها وهي ماهي بحاجة الدفء أبدًا ، هي تشتعل ولا يمكن تخمد نيرانها إلا بحالة وحدة واللي تكون إنتصارها على نجم ورؤيتها لملامحه الذابله

دخلت المطبخ وسحبت أكياس الشاهي الأخضر ، سخنتها بمويه وثبتتها على عيونها ، تحسّ بدفء الأكياس على عيونها وهي ماهي بحاجة الدفء أبدًا ، هي تشتعل ولا يمكن تخمد نيرانها إلا بحالة وحدة واللي تكون إنتصارها على نجم ورؤيتها لملامحه الذابله والمكسورة ، أبعدت الكيس بصدمة من نطق عزيز : سلامتك يا وهج الدنيا ؟
أبتسمت تخفي إنكسارها ونطقت : تابعت فلم كسر قلبي
رفع حاجبة بدهشة ينطق : افا والدموع ذي كلها عشان فلم وش كان عنه ؟
عضّت شفايفها تمنع دموعها تنزل ونطقت بسخرية : زوج خذل زوجته وخانها
ضحك عزيز يحتضّنها وينطق : يا دلوعه عشانك متزوجة تأثرتي ولا إيش !
مسحت دمعتها بسرعة لأجل ما يلمح عزيز ضعفها ، أبعدت عنه تنطق : بفطر مع ليلو بالمستشفى
عزيز : أوصلك ؟
هزّت رأسها بالنفي تنطق بربكة : ما يحتاج بطلع معها
مشت تتخطاه وتتوجه للباب متجاهلة نداء أبوها ، خرجت من القصر وزفرت بتعب تنطق : ضروري أخطط قبل أترك نفسي بالانهيار والنحيب !
مشت فالحوش الكبير وتحت النخيل ، تتوجه للبوابات المتواجدة أمام ناظرها ، ألتفتت بصدمة على صوت جدها القادم من جهة المجالس ، تقدم مترك يحاوط يدينه خلف ظهره ويمشي بهدوء وثبات ، زفرت تعدّل شكلها وعبايتها وترفع رأسها له ، أبتسم لها ينطق : صباح الخير يا وهج الخير
أبتسمت بهدوء تنطق : صباحك نور وسرور يا مترك الغالي
أبتسم يقبّل رأسها وسرعان ما رفعت أصابع أقدامها تقبّل جبينه وكتفه وتنحني لكف يده ، سحب كفه يقبّله بعد تقبّيلها له ونطق : مستعجلة ؟
ألتفتت على البوابات وما لمحت سيارة ليلى ، وجهت أنظارها عليه من جديد تنطق : لا بغيت شيء ؟
مترك : تعالي بحاكيك
مشى يغادر ويعطيها ظهره متوجه لمكتبه الخارجي ، زفرت ترفس الأرض بغضّب وتنطق بحدة : شاطره الحين جلسة تحقيق كاملة
عضّت شفايفها من ناداها وركضت وراه تنطق : جايه !
وصلت للباب وزفرت تدخل ، رفعت عيونها له من نطق : قفلي الباب وراك
مدّت يدها من دون ما تلفّ وقفلت الباب وراها ، آشر لها بجانبه ينطق : أقربي يا بنتي
نزلت شنطتها على الأرض وتقدمت له تجلس ، أبتسم بخفه ينطق : من اللي ضيق خاطرك ؟
زفرت بضيق من حسّت بحرارة الغصه بآخر بلعومها ، ألتفتت عليه تنطق : تفكيري الطويل بموضوعك
رفع حاجبة بعدم فهم ينطق : أي موضوع ؟
نطقت وهج بحدة وعيونها عليه : أنا أتخذت قرار و مافيه رجعة ، ورقة أملاكك بتكون على مكتبك الجمعة !
أبتسم مترك ينطق : عساك على القوة يا بنتي لكن تسمحين لي اسأل من اللي خلاك تفكرين الليل كله بالموضوع وتتأخذين قرار مثل كذا
وقفت وهج تمتمع عن الإجابة وتشغل نفسها بالنظر بساعة يدها وتنطق : جهز أوراق الخلع مثل ما أتفقنا وخلص كل شيء مع المحكمة أبغى ينتهي كل شيء بيوم الجمعة مثل ما بدأت كل هالأحداث من هاليوم
وقف مترك بجانبها ينطق : نجم ؟
ألتفتت عليه وأبتسم بضيق ، يشوف الحزن بعيونها من نطق بإسمه وبثواني تتبدل نظراتها للإنتقام ، سحبها يحتضّنها ويمسح على ظهرها ، زفر بغضّب ينطق : كنت أظنه رجال وقد كلامه وأفعاله ، مدري وش حصل بينكم لكن ما أبيك تستغربين لأن هذا فعايل أي واحد من نسل سهيل الغدر والخيانه وكسر الخواطر
بلعت غصتها وأبعدت تنطق : حقك بيظهر قريب
مترك : وانتقامك بيبدأ قريب
صدّت تبعد عنه وترفع شنطتها على كتفها ، فتحت الباب وألتفتت عليه تنطق : أنا استأذنك
أبتسم مترك لها ينطق : إذنك معك يا بنتي
خرجت تقفل الباب وراها وأبتسم مترك ينطق بسخرية : رفعنا شأنك يا سهيل وأنت واحدٍ بلا شأن وحفيدك مثلك هاويّ مذله ما تحبون الحشيمه !
جلس بمكتبه يفتح جواله وبدأ بإجراءات الخلع فورًا ..
« أمام بوابات الجامعة »
نزلوا من باص السايق وألتفتت نجد على جمان تنطق : أسيل معك قلم ؟
ضحكت جمان تنطق : أنا جمان
فزّت نجد وضربتها تنطق : كلكم واحد يا بنت عمي معك قلم ؟
هزّت رأسها بالنفي تنطق : اسأل أشجان ؟
عبّست بملامحها تنطق : فكيني محد رايق لها مع الصباح
مشت جمان تدخل ووقفت نجد تنتظر أسيل ، زفرت تسحب شنطتها من تحت المقعد لكن دون جدوى ، وجهت نظرها بسرعة للسيارة اللي وقفت خلفها وشهقت من قربها ، رفعت نفسها تركب الباص وصدّت تحاول بشتى الطرق تفك شنطتها من مسمار المقعد القديم ، نزلت سيدرا وتوجهت للباص من عرفته ، أبتسمت تتقدم بحذر جهة أسيل وضحكت تفزعها من خلفها ، شهقت أسيل بصدمة تنطق : اللهم أجعله خير !!
ضحكت سيدرا تنطق : صباحك فجعة عسى ما طارت المعلومات ؟
زفرت أسيل تعدّل جلستها وتنطق : وتسألين بعد !
ضحكت تجلس بجانبها وتنطق : وش باقي تسوين فالباص
ألتفتت أسيل لشنطتها العالقة أسفل المقعد ونطقت : شوفة عيونك
تقدمت سيدرا تسحب معها وزفرت تنطق : ثواني بنادي عمور
توسعت عيون أسيل بصدمة تنطق : لـ..
زفرت بتوتر من توجهت سيدرا لشباك سيارته وطرقت عليه ، فتح الشباك يلبس نظارته الشمسية ، أبتسمت سيدرا تنطق : أخوي العزيز
عمر : وش باقي تسوين الأختبار قرب
سيدرا : علقت شنطة صاحبتي أسيل تعال ساعدنا
زفر ينزل من السيارة ، شهقت من شافته ينزل وصدّت تسحب شنطتها بقوة ، عضّت شفايفها بهدوء من حسّت فيه واقف خلفها ، أبتسمت سيدرا تنطق : أبعدي خليه يشوف
ألتفتت عليه وزفرت تنطق : معليش ازعجناك معنا
رفع حاجبة من تذكر عيونها وأبتسم بخفه ينطق : ما منكم إزعاج
تمسكت بالمقعد تنطق : شوي بس
رجع لأجل يعطيها مساحة لكن ظهره أرتطم بسيارته ونزلت أسيل وتوسعت عيونها من قربه ، بلل شفايفه ينطق : المعذره
فزّت لجهة سيدرا اللي ضحكت تنطق : هيا عمور عشان يمدينا نلحق القاعة
رفع المقعد وسحب شنطتها بسهولة ، ألتفت على خلفية جوالها وأنتفض كيانه من لمح جمالها الطاهر والورد على أذنها وكإنه ينبت من وجنتيها ، عيونها العسلية أثر تعرضها لأشعة الشمس وخضار المزرعة خلفها ، وما ينسى الفستان الأبيض اللي تلبسه وبدوره يرسم ملامح جسدها الفاتن ، قلبّ الجوال وزفر يشيل شنطتها ، مدّها لها وعيونه عليها ، رفعت عيونها له تنطق بخجل واضح : أعتذر منك !
رفعت يدها وأبتسم من لاحظ رجفتها ، سحبت شنطتها بسرعة وصدّت تركض لنجد اللي نطقت بحدة : أحترقت من الشموس وينك فيه !؟!
سحبتها مع ذراعها تنطق بتوتر : أمشي !
ضحك عمر بسخرية ينطق : بعتبر إعتذارها شكر
أبتسمت سيدرا تنطق : شكرًا يا حبيبي بالنيابة عن أسيل
مشت تدخل للجامعة وزفر يقفل باب الباص ، رفع عيونه على أخته اللي تلوح له وأبتسم يرفع كفه لها وينطق : بالتوفيق بشريني !
ضحكت تنحني برأسها وتدخل للداخل ، ألتفت على السايق ونطق بحدة : صلح مقاعدك لا أصلح وجهك !
طارت عيونه بصدمة يناظر بعمر اللي ركب سيارته ووقف بمكانه ينتظر أخته ..
« كافتيريا المستشفى »
دخلوا سوا وتوجهت ليلى تسوي قهوة لهم ثنتينهم ، مشت وهج تخرج مع الشرفة وتجلس على أحد الطاولات المجاورة لسور المستشفى ، تتأمل السيارات وزحمة الناس عند باب الطوارئ ويأخذها هوجاسها للبعيد ، تفكر فيه ويتعبها هالتفكير ويضعفها وهي بوضعها الحالي ما هي ناقصة ضعف أبدًا ، عضّت شفايفها وبكت بدون صوت ، بكاء ما تسميه تفريغ مشاعر سلبية كثر ما هي كاتمة صرخاتها المقهورة ومانعه نفسها قطعيًا إنها تبكي ، رفعت عيونها للسماء تمسح دموعها ، تتمنى تواجهه وتنفجر قدامه ، تتمنى تشوفه وبالرغم من كل شيء ، تارة ودها تدخل بحضّنه وتسمع منه وتتطمن عليها وإنها ما زالت الأولى بقلبه ولو إن غرور والطفل المنتظر بينهم ، وتارة أخرى تتمنى ما تقابل وجهه إلا بعد ما تنفصل عنه وينفصل أسمها عن أسمه وتبقى وهج المتفردة بنفسها اللي تتوهج بحُبها لذاتها ولأحبائها وعائلتها الصغيرة ، تبقى هي ولا شيء آخر تنفصل كليًا عن كونها وهج لنجم منطفي من زمن طويل ، رفعت عيونها وأنقطع حبل تفكيرها من جلست ليلى تنطق : حكيني عن كل شيء نبرتك فجر اليوم كسرت قلبي !
أبتسمت بخفه تنطق : أنا بخير ماعليك
ميّلت رأسها بضيق تنطق : اللي أشوفها قدامي ما توحي لي أبدًا إنها بخير
زفرت وهج تنطق : يعني وش منتظره مني ؟
ليلى : تفسرين لي وش حاصل !
ضحكت وهج بسخرية تنطق : تعرضت للخيانة ولأنها من الجنتل أخذت أقوى ضربة موجعة بحياتي كلها
شهقت ليلى تغطي منطوقها بصدمة ، زفرت وصدّت تتأمل الحشد أمام سيارات الإسعاف والشرطة ، مسحت وجهها تنطق : الله يستر تعالي يمكن يحتاجوننا
وقفت ومسكتها ليلى تستوقفها وتنطق بحدة : المستشفى مليان ممرضين ودكاترة أجلسي وفضفضي لي ريحي ضميرك وانثري همومك عندي كفاية تهرب يا جوجو
عضّت شفايفها تسحب يدها من ليلى وتنطق بحنقه أثر حبسها لدموعها : لمن أنتهي من كل شيء وانتقم منه ومنها بجيك وأنفجر عندك ونبدأ نتخطى سوا
زفرت بضيق على حال صديقتها اللي عطتها ظهرها ومشت تخرج من الكافتيريا ، ألتفتت ليلى على الازدحام وصراخ العساكر وكبار الضباط ، وقفت بصدمة من لمحته ، إيه نفس الشخص اللي قابلته وقت كانت تصور توزيعات ملكة وهج ، طايح على أحد الأسرة والطاقم الطبي العسكري يدفعونه ، شهقت تبعد الكرسي وتركض للطابق السفلي بكل سرعتها ، تقدمت تسحب وهج اللي شهقت بصدمة تنطق : شفيك !
أتخذت طريق السلالم بدال المصعد ونزلت وهي تجر وهج خلفها ، ما تركت لها مجال وظلت تركض وهي متمسكه فيها ، وصلوا للطابق الأول ونطقت وهج وهي تلهث : بنت ليلى !
ألتفتت ليلى عليها ونطقت بصدمة : هو هو أعرفه والله أعرفه
مسكت أكتافها بصدمة تنطق : فهميني مين تقصدين ؟؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة تنطق : ما أعرف أسمه وهج بس هو العسكري اللي صادفته وقت ملكتك أنتي والجنتل
رفعت حاجبها بصدمة تنطق : عسكري ؟
زفرت ليلى تتركها وتركض جهة الباب الرئيسي ، توجهت وهج اليها ووقفت بصدمة من لمحت رماح ببدلته العسكرية ووراه كم هائل من الضباط يمتثلون لكلامه ، شّدت على اللابكوت حقها وسرعان ما صدّت عن رماح اللي ألتفت لجهتها ، مشت تجاه مكتبها بخطوات ثقيلة ، قلبها منقبض خايفه تلتفت لأحد الأسرة وتشوفه طريح فراش بأحدها ، وقفت وأنشلت حركتها من سحبها رماح مع ذراعها ، وقفت بصدمة تناظر بوجهه ونطق بحدة : وهج ؟؟
عضّت شفايفها تهزّ رأسها بالنفي وسرعان ما تغورقت عيونها بالدمع ، قرب لها يحتضّن أكتافها وينطق : وهج يا بنتي ولدي لا يروح !
تمرد دمعها من سمعت كلمته تبكي ، صدّ رماح من عيونها الحزينة ونطق : أنا دخيلك لا ترملّين عمرك ولا تذوقني الفقد في فرحتي الأولى وبِكري أنا في وجهك تشوفينه وتطمنيني عنه مستعد أدفع الثمن غالي فيما مضى وبكل شيء سيء سويته لك ومستعد أقبلك من بناتي وزوجة ولدي..
قطعت كلامه من سحبت نفسها من يدينه تمسح دموعها وتنطق بنبرة حادة رغم إرتجاف صوتها : المؤمن ما يلدغ من نفس الجحر مرتين وأنا قبلت بحالة أبوك وشوف وين وصلتوني كسرتوا مجاديفي وهدمتم أحلامي ودفنتم أغلى مشاعري شلون أأمن نفسي عندكم مره ثانية علمني شلون ، ومن الأساس أنت وشلون قويت تجيني من بد الدكاترة هذول وتكلمني أعالج ولدك بعد اللي سواه فيني !
وقف رماح بصدمة ينطق : وش سوا لك نجم ؟
ضحكت بصدمة تمسح دموعها اللي ما وقفت عن الانهمار تنطق : عجزت أفهمكم كيف تدعون البراءة وكأن شيء لم يكن !
ركضوا الطاقم الطبي العسكري بسريره ، وقفوا قدام رماح وشهقت تغطي وجهها وتصدّ عنه ، ألتفت رماح على مروان ينطق : مروان يا ولدي خلك معه
هزّ مروان رأسه بالإيجاب وركض مع الطاقم الطبي العسكري للعمليات ، قرب رماح منها ينزع البريهه من رأسه ، سحبها لحضّنه يمسح على ظهرها ، عضّت شفايفها من أستنشقت ريحته في أبوه ورفعت عيونها عليه تنطق : أتركني الله يخليك خلاص أتركوني تعبت والله
قبّل جبينها ينطق بحدة : ما أتركك إلا بعد ما تقولين لي كل شيء حصل بينهم ومستعد أحلف لك أكون بصفك ولو كان ضد ولدي طريح الفراش
مسحت دموعها ترفع عيونها له وتنطق بحدة : ما يحتاج تكون بصفي أنا الصف من أوله لآخره وإن نقصني شيء أكمله بنفسي ما شكيت لأحد !
أبعدت منه تنطق بهدوء نبرتها : ما بقى لي عندكم شيء لكن عندي رجاء أخير
ميّل رماح رأسه ينطق : والله إنه تم يا بنت أمير
وهج : تعطوني موعد تخرج نجد بجي أبارك لها وأعطيها هديتها وأمشي
رماح : الجمعة تخرجها من الجامعة ما عطتك موعد ؟
هزّت رأسها بالنفي تنطق : ما كلمتها لكن بإذن الله أكون من ضمن الحاضرين وإن صحى ولدك وصل سلامي الحار له وقول ما حصل بيننا نصيب الله يستر عليكم ، سلام عليكم !
أبعدت عنه تخرج من المستشفى كامل تحت صدمة رماح اللي زفر يلبس البريهه وينطق : الله يهديك يا ولدي وش مسوي لبنت الناس !
ركض جهة العمليات ووقف مع العساكر ينتظرون خبر ..
« أمام باب الطوارئ »
ركض شجاع من لمحها وتقدم لها ينطق بحدة : زوجة أخوي !
ألتفتت وهج من ميزت صوته ، تنحنحت تنطق بهدوء نبرتها : أهلاً بأخو مسعود كيفكم كيف مسعود ؟
نزل شماغه يثبته على كتفه وينطق بضيق : سعّودي طيب لكن ما جيت أنشدك عنه..
قاطعته من لمحت عزيز تنطق : ما فيه شيء غيره أساسًا لا تنسى تجيبه نشيك عليه وبالسلامة ان شاءالله
مشت تتخطاه وألتفت بصدمة عليها وهي تحتضّن عزيز ، زفر يصدّ عنهم وينطق : أبك العلم وش بغيت اسألها وين أرض نجم !
مشى يدخل للداخل يتوجه للاستقبال ويسألهم ، زفرت وهج تنطق : خلص دوامي
ضحك عزيز بسخرية ينطق : هو بدأ أصلًا ؟
خبطت صدره تنطق بتعب : مالي خلق وقعت وخلاص بخرج
عزيز : شسالفة الإسعافات ذي كلها ؟
رفعت أكتافها بتصنع لعدم المعرفة تنطق : ما أعرف أنا ماشيه
هزّ رأسه لها ينطق : ودعتك ربي أنا بدخل أشوف
أبتسمت بخفه له تنطق : طمني
ضحك ينطق بحدة : قصدك أنقل لك العلوم ؟
ضحكت بخفه تتجه لسيارة التاكسي الموجودة أمام المستشفى ، ركبت وقفلت الباب وراها تنطق : قصر العميد مترك آل ساير
هزّ رأسه بالإيجاب ومشى يتجه نحو القصر ..
« حلّة سهيل »
مجتمعين كلهم بالمزرعة ، ألتفتت الجوهرة من سمعت صوت الباص ومسحت دموعها تنطق : لا توضحون للبنات حرام مداومين من الصباح
هزّت ريمان رأسها تمسح دموعها وتنطق : أبشري
وقفت سهام تنطق : بوديهم داخل وبحضر الغداء
توجهت للبوابة تنطق : بركات فك الباب
فتح بركات الباب للبنات اللي دخلوا وصوتهم واصل آخر الحلّة أثر الحلطمة على الاختبار والاسئلة ، أبتسمت أسيل تحتضّن أمها اللي نطقت بضحكه : تبون تأكلون ؟
هزّت نجد رأسها بتعب تنطق : اي والله يا عمه
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : مسويه لكم أحلى معكرونة لحم بالدنيا
عضّت أسيل شفايفها تنطق : آخ يا جعلك الجنة يا أمي
دفعتها للداخل تنطق : ومن يسمع يارب
سحبت نجد وجمان تنطق : أمشوا وراها وأنتي يا أشجان نادي غرور وتعالوا بيت عمك مسلط
هزّت أشجان رأسها بالإيجاب تتوجه لبيت جابر وتلتقي بغرور لأول مره بعد آخر مكالمة بينهم ، وقفت قدام الباب وزفرت تدقه ، فتحت غرور الباب ووقفت بصدمة تنطق : وش جابك ؟
زفرت أشجان تنطق : وين عمتي نجلاء ؟
زفرت غرور تنطق : مشت لبيت جداني عشان جدتي
أشجان : يعني محد بالبيت غيرك
رفعت حاجبها تنطق : أشجان وش باقي تبين مني !؟
زفرت أشجان تتقدم لها وتحتضّنها ، وقفت بصدمة وسرعان ما أنفجرت تبكي بحضّن بنت خالها ، تبكي بحرقة على كل شيء حصل فيها ، كيف أصبحت لعبة ما تقدر بثمن بيدين أم خبيثة وشريرة ما يهمها بالكون إلا نفسها ، عاشت حياة ماهي بحياتها وظلمت نفسها مع نجم وظلمته معها ، خسرت كل شيء ومابقى بدنياها إلا زوجها مروان اللي مستحيل تفرط فيه وتخسره هو بعد ، زفرت أشجان تنطق بحدة : خلاص يا زفت أنا مصفقني الاختبار لا تخليني أبكي معك !
مسحت دموعها تنطق بسخرية : أنقلعي على الأقل تدرسين
أبتسمت أشجان تنطق : تجين تتغدين معنا ونفكر في تسجيلك مع بداية الترم الجاي ؟
هزّت رأسها بالإيجاب تنطق : عاد اليوم صحيت مروقه ومتأملة إن الأمور بتزين
دخلت أشجان ذراعها بذراع غرور تنطق : وش صحيتي عليه ؟
أبتسمت غرور تنطق بربكة : شوفي ما بتفهمين لكن بشرح لك بعدين
هزّت أشجان رأسها وكملت غرور تنطق : ما طلعت حامل
شهقت أشجان بصدمة تنطق : يا ويحي على إيش مستعجلين وأنتم حتى عرس ما سويتوا !!
ضحكت بصدمة وسرعان ما توردت ملامحها خجل تنطق بحدة : وجع ماهو مروان يا غبيه !
صرخت بصدمة تنطق : من أجل !؟
دفعتها غرور تنطق بحدة : شوشو وجع صدق !
تقدمت أشجان لها تنطق بحدة : وجع أنتي قولي وش صار عليك بأسبوع الشمال
أبتسمت غرور تنطق : راضية بكل شيء صار وأشوفه خيره رجعت إنسانه جديدة مستقرة عاطفيًا ومتزوجه من شخص يشغل منصب كبير وقريب جدًا مني حمدلله على كل شيء
أبتسمت أشجان لها تنطق : واضح ماشاءالله محلوه بشكل !
ضحكت بغرور تنطق بسخرية : أنا دايم حلوه
ضحكت أشجان تنطق بصدمة : كل شيء تغير إلا غرورك
غرور : أحد يغير طبعه ومعنى أسمه يا هبله ؟
أبتسمت أشجان تنطق : مشينا وقولي لي من وين جاء الحمل ذا
زفرت غرور بضيق وبدأت تحكي الأحداث اللي حصلت بأسبوع الشمال بالتفصيل الممل لأشجان ، أنتهت تحت صدمة أشجان اللي نطقت بحدة : يعني وش طلع كذاب ؟
هزّت غرور رأسها بالإيجاب تنطق : ايه الموضوع كله كذب
زفرت أشجان براحة تنطق : كويس هيا تعالي نتغدى
دخلوا لبيت مسلط ورفعت سهام عيونها لهم تنطق : أبطيتوا
أبتسمت غرور تنطق : دخلت الحمام وأنتم بالكرامة وقلت لأشجان تنتظرني
أبتسمت سهام لها تنطق : أجل إلحقوا قسمكم
تقدموا يجلسون بجانب البنات يتغدون سوا والسوالف عن أحداث اليوم والاختبار تملأ جلستهم ..
« المستشفى ، غرفة العمليات »
دخل عزيز للعمليات مباشرة ، وقف بصدمة من لمح نجم ورفع رأسه لأحد الأطباء العسكريين اللي نطق : تدخلنا وأخرجنا الرصاصات من قدم المقدم ومن كتفه
هزّ رأسه يتوجه لهم وينطق بجدية : ملاحظ ماشاءالله الشغل متقن !
تقدم يعقم الجروح ويبدأ بخياطتها ، زفر بضيق من تذكر نفور وهج من المستشفى وكأنه خُيل لها كل شيء ، رجع يحمد الله بداخله وإن الأمور طيبه ونجم طيب ، رفع عيونه لمؤشراته الحيوية وأبتسم ينطق بهدوء : ما يهدك الرصاص يا نجم !
ضحك أحد الأطباء العساكر ينطق : تعرفه ؟
أبتسم عزيز من أنتهى ينطق : يصادف إن بيننا معرفه
هزّ الدكتور رأسه لعزيز وكمل ينطق : خلاص خذوه للإفاقة وأنا بطلع أطمن أهله
تقدم دكتور الإفاقة يسحب سرير نجم ويخرج من غرفة العمليات ، تقدم عزيز للمغسلة يغسل يدينه ويرمي القفازات اللي أستخدمها ، سحب مناديل وتقدم يخرج من العمليات وسرعان ما أندفعوا رجال آل جراح له ، أبتسم يرفع ذراعيه بالسماء وينطق : بشويش !
ارتخى رماح من شاف إبتسامة عزيز ينطق : بشر ؟
عزيز : كل ماله ويزيد إعجابي في نجم ماشاءالله تبارك الرحمن ما تأثر أبدًا وأبشركم إنه طيب وبخير ويمديكم تشوفونه بعد شوي بس أنتظروا يستعيد وعيه
خبط شجاع كتف عزيز ينطق : ما قصرت والله وطمن بنت أمير معك
ألتفت رماح بصدمة لعزيز ينطق : أنت عزيز ؟
سحب عزيز كمامته ينطق : ايه عزيز
ضحك رماح يحتضّنه وتوسعت عيونه بصدمة يمسح على ظهر رماح اللي نطق بفرحة : جمايلكم علينا واجد يا آل ساير
أبتسم عزيز بخفه ينطق : أستغفر الله هذا واجبنا والله
أبتسم شجاع له ينطق : ما قصرت الله يبيض وجهك
أبعد عزيز عن رماح ينطق : ووجيهكم أنا استأذنكم
رماح : إذنك معك يا ولدي
مشى عزيز يغادر المكان وألتفت رماح على شجاع يحتضّنه ، أبتسم عُدي اللي يراقبهم وصدّ يخرج لأجل يأخذون راحتهم كأهل ، أبتسم شجاع يحاوط عمه وينطق : يهنيك سلامة نجم يا عمي
زفر رماح براحة ينطق : يهنيك خير يا الشجاع والحمدلله على سلامة أخوك
أبتسم شجاع يبعد عنه من تقدم طبيب الإفاقة ينطق : أهل الضابط نجم ؟
هزّ رماح رأسه بالإيجاب وأبتسم صلاح ينطق : واحد منكم يتفضل معي لأن نجم أستعاد وعيه
دفع شجاع عمه ينطق بحدة : وصله سلامي
زفر رماح ينطق : يوصل يوصل
تقدم يتبع الطبيب صلاح للغرفة ، دخل وقفل صلاح الباب خلف رماح ، ألتفت نجم على الباب وسرعان ما فزّ لأبوه ، تصلب رماح يضرب تحية لولده اللي ردّها من فراشه ، قطرت دموعه يحتضّنه بشّدة ، أبتسم بألم ينطق : بالهداوة يا والدي أوجعتني !
قبّل كتف ولده المصاب ينطق بحدة يخفي فيها رجفة صوته : والله كأنها بضلوعي يا ولدي حمدلله على سلامتك وخارج من الشر
مسح ظهر أبوه ورجع يقبّل جبينه ينطق : الله يسلمكم جميع من كل شر
أبتعد رماح عنه يمسح وجهه بكفوفه وينطق : قبل أنسى شجاع برا يسلم عليك
ألتفت نجم على الباب ونطق : علامه ما يدخل ، رفضوا ؟
هزّ رماح رأسه بالإيجاب ينطق : أنت طيب ؟
رفع حاجبة بدهشة ينطق : ايه رجلي توجعني بس آلم أتحمله ليه ؟
رماح : أنت تدري إن عزيز اللي دخل لعمليتك ؟
نجم : حفيد أمير ؟
هزّ رماح رأسه بالإيجاب وأبتسم نجم ينطق : ما قصر الله يبيض وجهه
رماح : انشهدنه ما قصر
أنفتح الباب ودخل مروان وخلفه شجاع ، ضحك شجاع بسخرية ينطق : واسطات
ضحك مروان يتقدم لنجم ويسلم عليه ، أبعد ينطق : كيف صرت ؟
نجم : بخير يا عرب وش قومكم ؟
فزّ بألم من حضّنه شجاع بقسوة يضرب ظهره وينطق : آخ أسحب كلامي الله يحفظ ذا الرأس الطيب
ضحك شجاع يبعد عنه وينطق : تستاهل طيرت عقلي أنت وأختك في أسبوع !
رفع حاجبة بصدمة يلتفت على رماح وينطق : علامها نجد !؟
ألتفت رماح بصدمة على شجاع ينطق : وش صاير !
ضرب شجاع رأسه يهمس بداخله : ألا لعنك الله يا شجاع
رفع رأسه لهم أثنينهم ينطق بربكة : تأخرت فالجامعة ودق علي الباص واربشني بس
زفر نجم يصدّ عنه وينطق بحدة : مغير ؟
هزّ شجاع رأسه بالإيجاب ونطق رماح : لا الأمور طيبه
وقف رماح ينطق : إسمحوا لي يا رجال
رفع نجم عيونه لأبوه ينطق بهدوء نبرته : ماشي ؟
رماح : بمشي جايك من دوامي ومعي فرقة من الضباط يوصلون سلامهم لك بس بكلمك على إنفراد بالأول
نجم : الله يسلمهم
تقدم شجاع يسحب مروان ويخرجون ، قفل شجاع الباب وراه وألتفت على مروان اللي نطق : نطلع بكرامتنا ؟
رفع حاجبة بدهشة ينطق بحدة : بتذلف ولا كيف ؟
توسعت عيونه بصدمة ينطق : حسافة الواسطة بس
مشى يغادر وضحك شجاع بسخرية ينطق : واسطة قال
تقدم للباب يثبت أذنه عليه لأجل يرضي فضوله بعد ما غادر مروان ، عدّل نجم جلسته ينطق : وش الموضوع ؟
رماح : زوجتك
ألتفت على أبوه ينطق بحدة : وش موضوعها
ضحك رماح بسخرية ينطق : لا تجنني أنت وياها وش صاير بينكم أعترف وش مسوي لها !
آشر نجم بإصبعه على صدره ينطق : والله ما سويت شيء
زفر رماح يمسك رأسه وينطق بحدة : نجم !
رفع حاجبة بدهشة ينطق : أحلف لك أنا وبعدين علمني وش قالت لك !
رماح : قالت كلام كثير عن كسر المجاديف والغدر وإنها معاد تأمن نفسها عندك وبآخر كلامها قالت ما حصل بينكم نصيب ومشت تطلع من المستشفى
زفر بغضّب يمسح وجهه وشنبه ومسك اللحاف يرميه ، طارت عيون رماح ينطق بحدة : ولد أنت صاحي ؟
وجه نظراته لقدمه وزفر ينطق بحدة : عطوني عكاز
ضحك رماح بسخرية ينطق : ومنتظرني أستجيب لك ؟ أنتظر لحّد ما تستعيد عافيتك بعدها كلمها وأنت بكامل وعيك
ضرب الفراش بذراعه ينطق بحدة : وش اللي ما بيننا نصيب وش ضريتها به !
رفع رماح أكتافه بعدم معرفة ينطق : أرتاح الليل وفكر بكل شيء حصل بينكم أنا ماشي تبي شيء ؟
هزّ رأسه بالنفي ينطق بغضّب : سلم لي على الربع فالحلّة
مشى رماح يغادر وينطق قبل يفتح الباب : يوصل أرتاح أنت
مشى يخرج وفزّ شجاع بصدمة ، قفل الباب وراه ينطق بحدة : وش عادك تنتظر ؟
أبتسم شجاع يحكّ رأسه وينطق : أنتظرك يا عمي
زفر رماح بسخرية ينطق : يعني ما بتتعدل ؟
ضحك شجاع يمشي خلف عمه وينطق : المعذره يا عمي بس وش اللي صاير بين بنت أمير ونجم
ألتفت رماح بصدمة عليه ينطق : المصيبة إنك تفضح نفسك وش لك لزوم بينهم ؟
ضحك ينطق بسخرية : لا والله بس عشاني قابلتها أول ماوصلت
ألتفت رماح بفضول ينطق : ايه وش قالت لك ؟
رفع حاجبة بدهشة ينطق : ماشاءالله حلال عليك حرام علي ؟
ضرب ظهره ينطق بحدة : مسوي تنكت أقول تكلم لا أحرم نجد عليك
طارت عيونه بصدمة ينطق : أعوذ بالله من قهر الرجال وش دخل نجد الحين !
رماح : يعني ما بتتكلم ؟
فزّ من أدرك الموقف اللي هو فيه ينطق باللي صار بينه وبين وهج أمام باب المستشفى ، زفر رماح ينطق : اللي بينهم كبير
شجاع : هذا اللي أقوله البنت ماتبي أحد ينشدها عن نجم هذا وهو زوجها وخارج من العمليات وطلعت بدون ما تنشد عن حاله
رماح : بس أنا شفت عيونها وهي تبكي وقهرها الواضح من كلامها وأنا ضد الرجال اللي يقهر الحريم ولو إنه ولدي أنا معها بكل خطوة تخطيها ولو إنها ما أحتاجتني
هزّ شجاع رأسه بالإيجاب ينطق : صادق والله وأنا حاضر لو بغيتوا شيء
مشى رماح يخرج من المستشفى وهو ينطق : ايه عشان نجد ولا ما هو حبٍ فيني وأنا عمك
توسعت عيونه بصدمة ينطق : أنا طالبك لعاد تسوق الطواري لها ، تلوّي ذراعي يا عم
ضحك رماح يخبط كتفه وينطق : يا جعله الحمى اللي ما يحبك يا شجاع والله يخليك ذخر لها وسند وين نلاقي رجال بمقامك هالأيام
سحب ذراع عمه لأجل يقبّلها لكن قاطعه رماح من سحب ذراعه ينطق بإبتسامة : الله يرفع قدرك يا ولدي
أبتسم يقبّل جبين عمه وينطق : لا عدمتك يا أبو نجد !
ضحك رماح من نطق شجاع بإسمها يمشي مع الفرقة اللي حضر معهم ، غادروا المكان وألتفت شجاع على موتره يتقدم له ويركب ويغادر المستشفى متوجه للحلّة ..
« قصر مترك ، غرفة وهج »
مضت ساعات وهي تراقب الصور وتزيد لهيبها حطب ، عضّت شفايفها تنطق بسخرية : ما كان يبيّن لي إنه يحبها ويبيها والحين متزوجها وحامل منه ، لله درك يا الضابط !
ألتفتت على صوت جوالها اللي يرّن وقفلت اللابتوب توقف وتتوجه له ، جلست على السرير ورفعت حاجبيها بصدمة من شافت رقمه ، قلبّت الجوال ورفعت عيونها للسقف تفكر هل تواجهه وترد أو تحرمه جميع أنواع الإتصال لحّد ما ينفصلون بشكل تام ، غمضت عيونها من قفل الجوال ورجع يتصل هو بالفعل صمم على الإتصال لحّد ما ترد وتفتح جوالها ، رجعت تفتح عيونها وترفع جوالها لها ، وبدون شعور منها فتحت الإتصال تثبته على أذنها وتسمع صوته اللي لطالما أحببته وهو يقول : وهج !
أنتفض قلبها من نطق بإسمها وبالصريح لأول مره ، شّدت على يدها تشتم نفسها من فكرت تفتح الإتصال ، صرخ مره ثانيه ينطق بإسمها لكن هالمره نسّبها له : وهج النجم !
قطرت دمعتها شوقًا لكن سرعان ما مسحتها بعنّف تنطق : وهج بس
ارتخى من ردّت عليه ونطق : حاضر تحت آمرك
ضحكت بسخرية تنطق : وش باقي مني تبي تهدمه
زفر بغضّب ينطق : لا تخاطبيني بأسلوب أنا ما استاهله وعلميني وش بخاطرك ؟
مسحت دموعها بعنّف تنطق : أنت ما تستاهل شيء أنا تأكدت إني كثير عليك والحمدلله لحقت نفسي قبل تضيعني
رفع حاجبة بدهشة ينطق : الله يضيعني كان ضيعتك حاكيني وعلميني وش مضيق صدرك
ضحكت وسط دموعها تنطق : سبق وضيعتني من يدك يا الضابط ووهج ما تجي بالعمر إلا مره !
قطعت الإتصال بينهم تقفل جوالها نهائي ، زفرت ترمي نفسها على مخدتها وتغمض عيونها ، تحاول بشتى الطرق تتناسى منه وتنسى صوته اللي يجول بداخلها ويحمل إسمها ، لكن سرعان ما ارتخت ونامت نوم عميق ..
« بعد ليلتين ، الجمعة فجرًا »
وقف شجاع موتره قريب من باب المجلس وألتفت على نجم ينطق : أصبر أساعدك
فضل الصمت يومئ برأسه لشجاع اللي سحب المفتاح وتقدم لبابه ، فتح الباب وأستند نجم على كتفه ينزل من السيارة ، ثبت معكازه ونطق بهمس : ما قصرت
أبتسم شجاع ينطق : يالله حيّ النجم الساطع توها زانت الحلّة
رفع حاجبة بدهشة ينطق : الله يبقيك يا الشجاع أسمع
ألتفت شجاع عليه ينطق : أرحب
نجم : الليلة تخرج نجد وأسيل ؟
شجاع : الله الله
نجم : بطلع بيتي أريح ولحد يقول لنجد إني فيه
خبط شجاع صدره ينطق : أبشر بعزك
مشى نجم بخطوات ثابتة يتوجه لبيته ، وقف قدام الباب وأنحنى يحذر يسحب مفتاحه من تحت الزوليه ، رفع ظهره يدخل المفتاح وهمس بـ : بسم الله توكلنا على الله
فتح الباب ودخل يقفله وراه بالمفتاح ، تقدم يمشي بحذر للكنبه ويجلس ، رمى العكاز جنبه ورفع جواله يتصل على نمر ، مر يومين بالفعل على تواجدهم بالرياض لكن دون أي تواصل أو أخبار ، زفر من ماوصله صوت وأغلق الخط ، فضل يعيد الكره ويحاول يوصلها ، ضغط على رقمها اللي إتصل فيه حوالي السبعين مره بالليلتين اللي مضت ، زفر بغضّب من قطع الخط بالرد الآلي « عزيزي المتصل إن الهاتف المطلوب.. » ، رمى جواله بجانبه وسحب اللحاف الموجود على ذراع الكنب ينسدح ، شهق بآلم قدمه وزفر يعدّلها ويغطي نفسه ، غمض عيونه ينام بعمق بحكم إنهم فالفجر وباقي الوقت معه ..
« قصر مترك »
ألتفتت هنادي على صوت جوالها اللي يرّن وتقدمت له ، جلست ورفعته تقرأ أسم « ريمان » ، ألتفتت وهج عليها تنطق : من ؟
ضحكت هنادي بسخرية تنطق : حماتك سابقًا
رفعت حاجبها تنطق بسخرية : حلوه سابقًا لا يكون وصل خبر من المحكمة وأنا مدري ؟
هزّت هنادي رأسها بالنفي تنطق : لا مع الأسف
توسعت عيونها بصدمة تنطق : ردي طيب !
فتحت هنادي الإتصال وألتفتت على وهج اللي همست بـ : فكي سبيكر
زفرت تفتح السبيكر وتنطق : هلا والله
أبتسمت ريمان تنطق : هلا بك يا أم وهج شخباركم ؟
هنادي : والله طيبين نحمد الله وأنتم ؟
ريمان : بخير الله يسلمك فاضين اليوم ؟
رفعت عيونها على وهج تضغط ميوت وتسمعها من همست بـ : قولي ليه ؟
فكت الميوت تنطق بهدوء نبرتها : ليه ؟
ريمان : تخرج بنتي نجد الليلة وأبغاكم من ضمن الحضور تشاركوني فرحتي فيها
ضغطت ميوت ورجعت أنظارها على وهج تنطق : شرايك ما عندنا شيء نروح ؟
وهج : أساسًا أنا وعدت نجد أجي وفعلاً بروح
هزّت هنادي رأسها تفتح ميوت وتنطق : ماشاءالله بالله ؟
أبتسمت ريمان تنطق : صوتك يجي متأخر بس ايه ايه
ضحكت هنادي بربكة تنطق : المكان اللي أنا فيه ما يوصل صوتك
ريمان : لا الحين أزين
هنادي : أجل أحسبي لنا يا ريمان بنكون من الحاضرين بإذن الله أنا وبناتي والله يوفقها وعقبال زفافها
أبتسمت ريمان بوسع ثغرها تنطق : والله أعز من بيجي حاولوا تجون بدري
آشرت وهج للساعة تنطق بهمس غير مسموع : بعد العصر
نطقت هنادي بعجلة : بعد الظهر ان شاءالله بنكون عندكم
ضربت وهج رأسها وزفرت هنادي تسمع ريمان تنطق : يالله إنك تحيّيهم
أبتسمت هنادي بفشلة تنطق : الله يبقيكم
ريمان : أجل ما أطول عليك
هنادي : الله يستر عليك
قفلت الإتصال تنطق بحدة : كم معي قلب يا وهج !
زفرت وهج تنطق : ماما حتى لو ما سمعتيني مين يروح بعد الظهر بليز !
وقفت هنادي تنطق بجدية : إحنا ومثل ما ورطتيني قومي تجهزي !!
مشت تخرج من الصالة وتتوجه لغرفتها ، وقفت وهج بضيق ترقى الدرج لغرفتها ، دخلتها وفتحت الدولاب تتأمل فساتينها ، أبتسمت بخفه من لمحت أحمر ملكته بأول لقاء بينهم وأحمر ملكتهم بآخر لقاء بينهم ، ضحكت بسخرية تسحب فستان أحمر مخصر وطوله قصير بالنسبة للفساتين السابقة ، عضّت شفايفها تنطق بحدة : أتمنى تكون فيه عشان يكون آخر لقاء بيننا راسخ بذهنك في عمرك الطويل اللي بتعيشه معها !
تقدمت تسحب منشفتها وتدخل حمامها ، شغلت الدش تملأ البانيو الخاص بها ، رمت الكرة بداخل المويه وبدأت الفقاعات تصعد للأعلى ، أبتسمت من بدأت الريحة الاخاذه توضح ورفعت قدمها تدخل بالمويه ، أخذت دش طويل وخرجت منه كالقطن وريحتها العذبة تفوح ، تقدمت تجلس على تسريحتها وتبدأ بالترطيب وبعده سحبت عطر الجسم ترشه على كامل جسدها ، عضّت شفايفها بهدوء تسحب شنطة الميكب آب وتبدأ فيه ، قررت يكون مكياجها جريء نوعًا ما ويبرز ملامحها بطريقة جذابة ومختلفة ، يميّل للسموكي وأبرزته أكثر بروج أحمر قاتم ، سحبت المجفف تجفف شعرها وتبدأ تسرحه بالطريقه اللي حددتها مع اللوك اللي بتكون عليه الليلة ، أنتهت بعد ربع ساعة من شعرها بالكامل وأبتسمت تتوجه لفستانها ، ثبتت المبخر الإلكتروني أسفله وسحبت عطرها تعطر الفستان وترفعه ، أبتسمت بخفه تسمّي بالله وتلبسه ، قفلت السحاب وأنشد على جسدها يبرز ملامحه الفاتنه ، ألتفتت على عزيز الواقف عند الباب وضحكت بصدمة تنطق : متى جيت أنت !
أبتسم عزيز يتقدم لها وينطق : دوبي جيت شدتني ريحة العطر والحمدلله لحقت أشوفك وش هالزين يا وهج الدنيا ؟
أخذت لفه بمكانها تنطق بحماس طفلة صغيرة : شرايك ؟
ضحك يقبّل جبينها وينطق : تبارك الرحمن أخاذه حصني نفسك ودعتك الله
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : أحبك
رفع حاجبة وشهقت تسحب المبخر وتنطق : بحرقك لو قلت مين ما يقدر يحبني !
ضحك بعلّو صوته ينطق بسخرية : خلاص خلاص أبشري وأنا أعشقك يا أطلق وأجمل خاله على وجه الدنيا
دخلت هنادي تنطق بعجلة : هيا يا وهـ..
قطعت كلامها من لمحت بنتها بالأحمر اللي يناسبها بشّدة وتقدمت لها تنطق : بسمك اللهم أحصن بنتي من كل عين لامة وشيطان وهامة !
ضحكت تنطق بهدوء نبرتها : هذا الحب يا جاهلين المحبة !
أبتسمت هنادي تنطق : هيا ألبسي عبايتك
هزّت رأسها تسحب عبايتها وتلبسها ، جلست على الكنبه الصغيرة تلبس كعبها الأحمر ، رفعت عيونها على عزيز اللي نطق : ودي أجي معكم تتوقعين يمديني أكشخ
هزّت رأسها بالإيجاب تنطق : أحسدك كله ثوب وشماغ وطلع ملك جمال
أبتسم ينطق بسخرية : وبعدين لا تلوميني لو أغترت !
ضحكت وضحك عزيز يخرج ركض لغرفته ، وقفت تأخذ شنطتها والروج اللي سبق ووضعت منه وجوالها وعطرها ، شهقت من نست أمر الاكسسوار وتقدمت للصندوق الموجود على تسريحتها ، أبعدت الطرحه من رأسها وبدأت تنسق حلق تلبسه بإذنها ، وبعد دقايق طويلة قدرت تثبت على قرار ، زفرت تلبس الطقم كامل وتركض خارج غرفتها ، أصطدمت بروزا ونطقت بعجلة : روزا شوفي غرفتي
هزّت روزا رأسها بالإيجاب لوهج اللي ركضت تنزل مع الدرج ، وقفت بصدمة من شافت مزنه داخله للبيت بيد مترك ، ضحكت بفرحة تنطق : آخ والله كنت محتاجتك والله وحشتي دنياي وجفّت عروقي ما زارها المزن يا مزون عمري
أبتسمت مزنه بوسع ثغرها تنطق : غابت الشمس وأنطفى وهج الشموع من أيامي وفقدت عافيتي أثرها تعيش بالقصر ولا تذكرتني !
ركضت لجدتها تحتضّنها بشّدة ، أبتسمت مزنه تسند نفسها على حفيدتها وتحاوط ظهرها ، قبّلت كتف وهج تنطق : لمن الشياكه ذي كلها ؟
أبتسمت وهج تنطق : شياكة إنتقام لا يغُرك
ضحك مترك من فهمها وشهقت مزنه تنطق : تعوذي من الشيطان لو قايله كاشخه لزوجي ماهو بأحسن !
ضحكت وهج بصدمة تنطق : ما يستاهل
ألتفتت مزنه على مترك اللي مبتسم وزفرت تضربه وتنطق بحدة : أسمعيني ترا مترك بيتركك بدون زوج لا تسمعين منه !
ضحكت تآشر بإصبعها على خشمها وتنطق : أبشري
زفر مترك ينطق بحدة : الله يسامحك يا مزوني هذي آخرتها
رفعت حاجبها تنطق بسخرية : ماقلت إلا الحقيقة أترك البنت تعيش حياتها مع رجلها وركز على ما تبقى لك من عمر !
ضحكت وهج وتقدمت تخرج ، زفر يصدّ ويتبع حفيدته تحت تهديدات مزنه له ، نادى بإسمها وألتفتت عليه تنطق : لبيه ؟
تقدم مترك لها ينطق بجدية : أوراق الخلع قدمتها ويبي لك فترة حتى يصدر الحكم
هزّت رأسها بفهم تنطق : غيره ؟
مترك : إذا ما قويتي تجلبين لي حقي أنا راضي تام الرضى عنك لا تضغطين نفسك وانبسطي اليوم
تقدمت تتمسك بذراع جدها وتنطق بجدية : أنا روحتي للمكان ذاك ماهو مراح تسلية بروح أجيب حقك وأنتقم لنفسي وأنهي كل شيء وأقطع صوت الذليل وأختم المشاوير وأمحي أسبابها !
خبط كتفها ينطق بحدة : أضربي بهم الأرض ولا تسميّن يا بنتي !
أبتسمت تضرب تحية لجدها اللي ضحك ينطق بحدة صوته : أستريحي !
أبتسمت تودعه وتتوجه لسيارة عزيز ، فتحت الباب تركب وترفع رأسها لأمها اللي نطقت : سنة !
ضحكت تنطق بسخرية : أعتذر حبيبتي مزنه اللي آخرتني
ضربت هنادي كتف عزيز تنطق : توكلنا على الله
مشى بسيارته يغادر المكان ويتوجهون جميعهم للحلّة ..
« حلّة سهيل ، العصر »
فتحت باب غرفة نجد تتقدم لها ، ألتفتت نجد على أمها اللي نطقت بإبتسامة : خلصتي ؟
هزّت نجد رأسها بالنفي تنطق : لسى بدري على إني أجهز
ضحكت ريمان تنطق : طيب تجين الصالة عندي لك مفاجأة
رفعت حاجبها تفكر بكل الاحتمالات ، زفرت توقف من ريمان اللي سحبتها وتقدمت تمشي مع أمها وتنطق : قولي وش ؟
ريمان : لو بقول كيف بتبقى مفاجأة ؟!
عضّت شفايفها تتقدم للصالة ، وقفت بصدمة من شافته بثوبه وسديريته ، يده المكسورة والمثبته على رقبته بالقماش الأسود ، وقفته على معكازه ورجله المصابه ، شهقت تركض له وأبتسم يرمي معكازه ويحتضّنها ، ضحكت وسط دموعها من ثقل عليها وأدركت إنه أصبح يستند عليها ، تقدمت ريمان تسمح دموعها وترفع معكازته له ، مسكها وأبعدت نجد تقبّل خده وتنطق : ماتدري شلون فرحت بشوفك يا أخوي والحمدلله على سلامتك وش جاك ؟
حكّ شاربه ينطق بهدوء نبرته : خفايف وألف مبروك يا أحلى خريجة تخرجك ومنها للأعلى يا أخت نجم
جلس يستريح وتقدمت تجلس بجانبه وتنطق : جيتك هدية وأتمنى إنك ما تكلفت على نفسك يا روحي
رفع حاجبة بدهشة ينطق : أجل أجيك ويديني خاوية ؟
ضحكت بفرحة تنطق : جبت شيء ؟
نجم : طبعًا لكن على قولة أم نجم المفاجأة تبقى مفاجأة بدون ذكر أي تفاصيل !
هزّت رأسها بفهم تنطق : اوكيه بطلع أكمل تجهيز وأوعدك نسهر مع بعض
أبتسم بخفه ينطق : أبشري
قامت تركض لغرفتها وتقدمت هنادي تنطق : كيف رجلك اليوم ؟
زفر يناظرها ونطق بقلة حيلة : ذبحتني ما عرفت أرتاح منها
زفرت ريمان تنطق : لا بأس يا ولدي خذيت علاجك ؟
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق : المعازيم واجد ؟
هزّت رأسها بالإيجاب له تنطق : ايه ليه
نجم : ما فيني من وقف للرجال
ضحكت تنطق بسخرية : ما أقصد الرجال أقصد الحريم عزمت كل معارفي وصديقاتي
ألتفت على أمه وده يسألها عن عذابه وأمانه ، عن جنته وناره ، عنها ومن غيرها عذبة أطباع ، أبتسمت من فهمت نظرته ووقفت تتوجه للمطبخ ، زفر بضيق يصدّ عن أمه وسرعان ما رفع عينه من سمعها تنطق بأغنية أبو نوره : الحظ الليله كريم محبوبتي معزومه من ضمن المعازيم !
توسعت عيونه من فهم إنها بتكون من ضمن الحضور ، بلل شفايفه ينطق بسخرية : أشهد إنك صادق يا أبو نوره وإن راعي الهوى مفضوح !
غمض عيونه يرخي ظهره على كنب الصالة ويرتاح ، رفع يده يفك أول أزرار ثوبه الأسود ويزفر براحة ، أرخى عضلات جسده وسرعان ما فتح عيونه بصدمة من حسّ بنبض في قدمه المصابة ، زفر يرفعها على الكنب وهو حابس أنفاسه ، أطلق نفسه بصعوبة ورجع يغمض عيونه يرتاح ساعة ..
« أمام البوابات »
فزّ بركات من ضرب عزيز الهورن له ، تقدم يسحب البوابة ويفتحها لأول الحضور ، دخل عزيز للحوش ووقف بجانب السيارات ، قفل السيارة وألتفت على جدته ينطق : من وين بتدخلون ؟
هنادي : مع باب الحريم
عزيز : يعني تدّلون !
هزّت رأسها بالإيجاب وتقدمت تنزل ، فتحت وهج بابها تنزل وتتقدم مع أمها ، ألتفتوا على عزيز اللي نطق : أنا وين أروح ؟
ضحكت وهج تآشر على باب المجلس وتنطق : أرفع صوتك وبيقومون لك
تقدم عزيز يعدّل شماغه وينطق بعلّو صوته : يا أهل المحل !
فزّوا عيال سهيل من المجلس ورفع منيف صوته ينطق : يا جعلها ترحب ملايين
أبتسم عزيز يتوجه لصوت منيف وينطق : البقى يا منيف !
وقف رماح من عرف الصوت ينطق : مرحبا يا عزيز مرحبا
وقف سهيل ودخل عزيز للمجلس يسلم عليهم كلهم ، زفرت هنادي تنطق : دّل ؟
ضحكت وهج تنطق : ايه ايه أمشي
تقدموا لباب بيت رماح وضربت هنادي الباب تنطق : يا أهل المكان جاكم ضيفان !
ركضت ريمان للباب تنطق بفرحة : ارحبوا ارحبوا يا أهلنا !
أبتسمت هنادي بكلافة تنطق : الله يبقيك ويسلمك
تقدمت وهج تسلم على ريمان اللي نطقت : مافيه أحد خذوا راحتكم
نزلت وهج عبايتها وزفرت تنطق : ماما حاولي تشغلينهم شوي وأجي
توسعت عيونها بصدمة تنطق : وين بتروحين !

نزلت وهج عبايتها وزفرت تنطق : ماما حاولي تشغلينهم شوي وأجي
توسعت عيونها بصدمة تنطق : وين بتروحين !
همست وهج لها تنطق : بجيب ورقة الأملاك إما اليوم وإلا ما عاد بلاقي فرصة
هزّت هنادي رأسها بالإيجاب تنطق : صح أنتبهي لنفسك !
علقت وهج عبايتها ونطقت : ما عليك وشوفيني بترك عبايتي عساس ما يشكون وقولي إنها بالحمام تكشخ
هنادي : طيب طيب !
مشت بهدوء تتقدم للصالة وتتأكد من عدم تواجد ريمان ، غافلة عن نجم اللي منسدح على كنبة الصالة ، ألتفتت على هنادي ومشت تخرج من البيت ركض ، زفرت هنادي تعدّل لبسها وتتقدم للصالة ، رفع رأسه لها وتوسعت عيونها بصدمة تنطق : نجم !
خرجت ريمان من المطبخ تنطق : قوم يا ولدي سلم على حماتك
شهقت مصدومة وتقدمت له تنطق : لا بأس عليك وطهور ان شاءالله
رفع نفسه يسلم عليها وهو جالس وأبتسمت بخفه تنطق : أرتاح أرتاح
قبّل جبينها ينطق بهدوء نبرته : يالله حيّيهم وش وقعكم طيبين ؟
جلست هنادي وهزّت رأسها بالإيجاب له تنطق : حمدلله بخير أنت وش جاك بسم الله عليك !
أبتسم بخفه يعدّل جلسته وينطق : خفايف
هنادي : هذي كلها وخفايف الله يهديك
رفع عيونه للباب من أستنشق ريحة عطرها ، زفر يسحب معكازه ويوقف بصعوبة ، ألتفت على هنادي ينطق : وينها ؟
توسعت عيونها بربكة تنطق : من هي ؟
ميّل شفايفه بسخرية ينطق : مرتي !
جلست ريمان تصّب قهوة ونطقت : بتجي تعال تقهوى
نجم : بطلع لمجلس سهيل من جيت ما سلمت عليه بشوفها قبل أطلع
ألتفتت ريمان على هنادي المرتبكة ونطقت : أم وهج شفيك ؟
أبتسمت هنادي تنطق بربكة : ما فيني شيء
ريمان : طيب وين وهج ؟
وقفت هنادي تنطق بعجلة : أظن بالحمام تتجهز أنا بناديـ..
قاطعها نجم من آشر عليها تجلس ونطق : أنا بروح لها أرتاحي
تقدم نجم يغادر الصالة ، رفعت إبهامها تعضّ عليه بتوتر وألتفتت على ريمان اللي سحبتها تجلس بجانبها وتنطق : أرتاحي بسم الله عليك خليه يروح يشوفها ويجلسون مع بعض من الملكة ما شافها ولا شافته
هزّت رأسها ورفعت الفنجال تترشفه بقلق ، تقدم بهدوء للمدخل وأبتسم من لمح عبايتها ، توجهت أنظاره للحمام وزفر ينطق : يا ولد !
كان حريص جدًا على عدم تواجد أحد البنات بالمكان ، هو ما يضمن أسيل ولا شمايل اللي أغلب وقتهم عند نجد ، دخل للحمام وكان خاوي من الأشخاص ، رفع حاجبة بدهشة وتقدم للباب يطرق عليه ويهمس بإسمها : وهج ؟
ما وصله صوتها وطرق من جديد ولكن دون أي حركة ، فتح الباب وكان الحمام بدوره أيضًا خاوي ، بلل شفايفه بسخرية ينطق : والله إني داري من ردة فعل هنادي !
تقدم يخرج من الحمام ويتقدم للصالة ، رفعت هنادي عيونها له بتوتر واضح تنطق : لقيتها ؟
هزّ رأسه بالنفي ينطق : لو لقيتها معاد رجعت لك
وقفت ريمان بصدمة تنطق : بسم الله وين راحت البنيّه ؟
وقفت هنادي معها بصدمة تستغل الموقف وردة فعل ريمان وتنطق بحدة : بنتي وينها !!
رفع حاجبة بدهشة ينطق بحدة : بس أصواتكم لا ترتفع الرجال قريب !
شهقت هنادي تتمسك بكفوف ريمان وتنطق : بنتي وين يا ريمان بنتي ويين !
نجحت بحركتها في إنها تشغل قلق ريمان وتوترها ، ألتفتت بصدمة على ولدها تنطق : روح شوف وين مرتك !
زفر يعطيهم ظهره وينطق بحدة : لحد يطلع من البيت الحلّة كبيرة ويمكن إنها ضيعت طريقها بطلع أشوفها
نزلت نجد بصدمة من الأصوات العالية تنطق : بسم الله عليكم شفيه وش صاير ؟
رفعت هنادي عيونها لنجد تنطق : نجد يا بنتي وهج عندك ؟
هزّت رأسها بالنفي تنطق بربكة : لا والله يا خالتي وتوني أدري إنكم جيتوا
أبتسمت هنادي بقلق تنطق : تعالي
تقدمت نجد تسلم عليها وألتفتت على نجم الواقف على عتبة الباب ويراقبهم ، أبتسمت تنطق : كيفكم يالله حيّيهم وين وهج وش صاير ؟
هنادي : طيبين وان شاءالله إنها قريب
ألتفتت نجد على نجم اللي نادى عليها ومشت له ، وقفت قدامه تنطق : لبيه ؟
نجم : الرجال وصلوا بطلع أجيبها قبل أحد يشوفها وأنتي اسبقيني لبيت أعمامي كلهم شيكي على كل زاوية تسمعين ؟
ضحكت تضبّط سديريته وتنطق : ولا يهمك يا الغيور !
زفر يحكّ شاربه وينطق : ألبسي جلالك وأنتبهي أحد يشوفك
سحبت جلالها تثبته على رأسها وتتقدم للممر اللي يجمع أبواب البيوت ببعضها ، وعاكس نجم طريقها حيث توجه للمزرعة ومن خلف البيوت ومكتب سهيل ..
« عند بطلتنا »
خرجت تركض ووقفت أمام ممر النخيل اللي يجمع ست بيوت ببعضها ، غير بيت رماح اللي مدخله على واجهة الحلّة ، زفرت تنطق بتوتر : وين ألاقي شمايل الحين !
تقدمت بحذر لأول باب تطرق عليه ، مرت ثواني وفتح مسعود الباب وهو يعرج ، توسعت عيونه من شافها بالأحمر وزفرت براحة تنطق : كويس مسعود شخبارك ؟
أبتسم بوسع ثغره ينطق : الحين صرت بخير
ضحكت بسخرية تنطق : أسمع عادي أطلب منك طلب ؟
مسعود : عيوني تدللي ؟
آشرت على البيبان الباقية تنطق : وين ألقى شمايل ؟
آشر مسعود على باب بيت عمه نايف ينطق : ذاك الباب وراه بتلاقين العفريته شمايل
ضحكت تمسح على شعره وتنطق : شكرًا مره !
توجهت للباب المقصود وطرقت عليه ، تقدمت شمايل تفتح الباب وقفت بصدمة تنطق : وهج !
خرجت من البيت لها تنطق : وش ذا اللبس ؟!
زفرت وهج تنطق : ما بتسلمين يعني ؟
أبتسمت شمايل تسحبها للداخل وتنطق : ايه بس أدخلي لا يشوفك أحد يالله حيّيها
أبتسمت وهج تسلم عليها وتحتضّنها ، حاوطتها شمايل وبدون شعور سحبت وهج المفتاح المعلق بجلالها ، أبتسمت تخفيه خلفها وتنطق : شخباركم ؟
شمايل : بخير أدخلي
وهج : خليني أرجع لأمي وأنتي تعالي لبيت عمك رماح
رفعت حاجبها تنطق : اها عشان تخرج نجد وأسيل جيتوا
هزّت وهج رأسها بالإيجاب ونطقت شمايل : بس ليه جيتي ؟
خبطت وهج كتفها تنطق : عشان اتأكد إنك فيه
ضحكت شمايل تنطق بسخرية : جيتي تتأكدين من وجودي وما رحتي لنجم ؟
زفرت من طاريه تصدّ وتنطق : بشوفه معليك
شمايل : أجل نتقابل فالليل جيتيني وأنا محتاسه بالحلى والقهاوي للرجال
ضحكت وهج تنطق : عساك على القوة حبيبتي
فتحت شمايل الباب لها وخرجت وهج ، ألتفتت على شمايل اللي نطقت بحدة : أدخلي للبيت الحين لحد يشوفك وينهبل نجم علينا
ضحكت تمشي لبيت رماح توهم شمايل ومن أغلقت شمايل الباب سحبت كعبها تنزعه عن رجولها وتركض جهة المزرعة ، زفرت بضيق تنطق : أي جهة !؟
ألتفتت يمين تشوف البوابات والدكة الخارجية ، زفرت تصدّ للشمال وأبتسمت من لمحت الحمام الأزرق اللي دخلته سابقًا ، ركضت له وشهقت من دقّتها شوكه ، زفرت بضيق تسحبها وتتوجه للمدخل اللي يوجد فيه باب مكتب سهيل ، دخلت وزفرت تنفض رجولها وتلبس كعبها ، ركضت للباب وسحبت المفتاح وعضّت شفايفها بغضّب تشتم شمايل وتعداد المفاتيح الموجودة ، بدأت تجربها واحد ورا الثاني وبعجلة منها لحّد ما وصلت للمفتاح المقصود ، زفرت تدفع الباب وتدخل ، ألتفتت عليه تغلقه خلفها وتتقدم للمكتب ، بدأت تفتش كل دولاب موجود قدامها عيونها لكن دون جدوى ، مضى وقت طويل عليها وهي داخل المكتب وتعيش تحت ضغط وتوتر عالي ، زفرت ترفع شعرها خلف أذنها وتفتح آخر دولاب موجود ، بدأت تبعثر الأوراق اللي داخله ووقفت من توجهت عيونها على أسم « مترك بن مقرن آل ساير » ، شهقت بفرحة تسحب الورقة وتقرأها بالكامل ، نصف الأملاك مسجلة بإسم جدها والنصف الثاني يتشاركه سهيل معه ، كل شيء موجود قدامها ومسجل بالأرقام ، أخذت وقت وهي تقرأ الوثيقة غافلة عن اللي أصبح قدام الباب بالفعل ، رفع حاجبة يسحب سلاحه ويعشّقه ، دخل المكتب بهدوء تام يتوجه للهيئة اللي تتخبى خلف المكتب وأصوات الأوراق ، يمرر نظراته على المكتب اللي أصبح بحالة يرثى لها والأوراق والوثائق بكل مكان ، توقفت عن الحركة تمامًا من دهس نجم على أحد الأوراق القديمة وأصدرت ضجيج ، وقفت بصدمة وفزّ يسحب سلاحه يثبته على جبينها ، تمامًا مثل أول لقاء حصل بينهم ، وكأنهم يشعرون إنه آخر لقاء بينهم وقرروا يختمونه بنفس الطريقة ونفس الوضعية لكن تحت ظروف مختلفة تمامًا ، نزلت عيونها على إصابة قدمه ورفعت عيونها بصدمة على إصابة كتفه ، كان متكي على معكازه بصعوبة ومتمسك بسلاحه بكل قوته ، هي سبقته بخطوة وأرسلت الورقة لجدها عن طريق الإيميل متجاهله الرسالة اللي تتواجد مع الورقة بنفس الظرف ، نزل نظراته بدوره يتفحصها يتأملها يتشبع منها ، أبتسم على جنب من لاحظ إنها تتزين باللون الأحمر كعادتها ، زفرت بتوتر من إبتسامه خرجت منه ونطقت بسخرية : هالمره أطلق
بلل شفايفه ينطق بسخرية : ليه متعطشة لموتك يا الدكتورة ؟
تقدمت خطوة وحدة وألتصقت فوهة المسدس على جبينها بالضبط ، رفعت عيونها بحدة له تنطق : أطلق !
شّد على سلاحه وغمضت عيونها بذعر ، أبتسم بخفه ينطق : ليه متلبسه هالشجاعه كلها وداخلك يرجف خوف ؟
فتحت عيونها بخفه تتأمل نظراته عليها ، عضّت شفايفها تمنع دموعها تنزل ونطقت : لا تخليني أخرج وطيوفك تصاحبني عمري كله أذبحني وخلني أموت على يدك الموت أهون من إني أخرج وأنا ما زلت..
كادت بتنطق بالكلمة اللي بتتركها حبيسة بين يدينه ، لو نطقت تدري إنه مستحيل يخليها تروح منه ولو بفارق خطوة وحدة ، كلمة من أربعة أحرف تشكل شعورها له ، رفع حاجبة بدهشة ينطق : ما زلتي إيش يا بنت أمير ؟
أخفت الورقة داخل شنطتها بصعوبة وهي ما زالت تحافظ على التواصل البصري معه ، مسكت سلاحه وأرخى نجم يده لها ، ثبتته على صدرها تنطق بهدوء نبرتها : أطلق عليه عشان تضمن موتي
زفر بغضّب ينطق بحدة : ما زلتي ؟!
لاحظت إصراره وقرأته بالفعل ، هو ما بيقدم على خطوة ثانية حتى تكمل جملتها الناقصة ، أرخت نفسها ونظراتها ونطقت بحدة : ما زلت وللأسف أحبك وهذي علّتـ..
قاطعها من رمى سلاحه ومعكازه يجلس على مكتب سهيل يسحبها مع خصرها له ، يقبّلها بلهفة بشوق بجنون عاشق ، أولى القُبل بينهم ويخاف تكون الآخيرة ، توسعت عيونها بصدمة وسرعان ما ارتخت بين يده ، تبادله ودموعها تنهمر على وجنتيها ، رفعت ذراعيها تحاوط رقبته ، شّد على خصرها وأبعد بخفه عنها ، جسر خشمه يحتضّن أرنبية خشمها ، عضّت شفايفها تفتح عيونها تزامنًا مع فتحته لعيونه ، ظلوا على هالحال ثواني معدودة حتى كسر حاجز الصمت ينطق بثقل صوته وعيونه عليها : يبغى لي عشرين مليون قلب أحبك فيه ، حسايف إني أحبك بقلب واحد !
هربت من ثغرها إبتسامة خجل ، بلل شفايفه يقبّلها مره ثانية ويبعد عنها ويرجع ينطق بهدوء نبرته : أنتي كثيرة على قلب واحد !
زفرت بخجل من توردت ملامحها تنحني برأسها عنه وتحجب أي تواصل بصري معه ، رفعت عيونها له من نطق : لا تعذبيني وتصدّين ما معي إلا ذراع وما طاعتني تترك خصرك
ميّلت رأسها تنطق : أنا أساعدك
مسكت ذراعه تبعدها عن خصرها وتوقف بعيد عنه ، نزل شماغه وطاقيته من شعره يبعثره قدام عيونها ، يعذبها فيه ويجعلها تتمنى ما تبتعد عنه ، رفع عيونه عليها من نطقت بضحكه ساخرة تخفي خلفها آلام عديدة : وينها زوجتك الثانية وأم مولودكم الجاي ؟
رفع ذراعه له يآشر لها تقرب منه ، هزّت رأسها بالنفي ونطق بهمس مسموع : والله ماهو أزين لك أجيك أنا ، تعالي !
عبّست بملامحها ورفعت كفها بقلة حيلك تتمسك بكفه ، أبتسم بخفه يسحبها له ، يحتضّن خصرها مفتون فيه وأصبح أقوى ثاني نقاط ضعفه بعد ثغرها المعسول ، ثبتت ذراعيها على صدره وأبعدت تناظر داخل عيونه ، تنحنح ينطق : ‏حسك هو وجودي ووهجك لنجمي وأنتي بالدنيا كلها عندي وأنتي في قلبي الأولى وأنتي الأخيرة لا يتبعك أحد ولا يسبقك أحد أنتي المتفردة عنهم ولا لك شبيه يا عذبة الأطباع إلاك !
كان كلامه وهو يتأمل عيونها وجالس بالقرب منها كافي إنه يطمئن قلبها ويكذّب كل شيء قرأته ويمحي ما شافته عيونها ، ميّلت شفايفها بحزن تنطق : ودك أكذب عيوني وأصدق حروفك يا نجم ؟
أبتسم بسخرية ينطق : وش شافت عيونك لباها
عبّست بملامحها تنطق بحدة : أنت وغرور..
قاطعها من نطق : والورد بيدي ؟
توسعت عيونها بخفه تومئ برأسها للأمام ، وتناظر بعيونه بصدمة من كمل ينطق : سالفة طويلة مختصرها إن الورد كان لمروان في كتب كتابه على غرور وصدف إنها فتحت لي الباب
رفعت حاجبها تنطق بسخرية : يمكن تكذب علي ؟
سحب جواله يفتح تسجيلات صوتية للشيخ وهو يعقد قرآنهم ، وفتح الصور يوريها التواقيع والأسماء الموجودة فيه من شهود وعرسان ، ألتفتت عليه تنطق بتعجب : مصدومة الصراحة
نجم : من الحقيقة ؟
شهقت تضحك وتنطق : لا منك !
ميّل رأسه بعدم فهم ينطق : شلون مني ؟
مسكت رأسها بصدمة تنطق : كيف جيت لهنا ولحقت على كل شيء قبل ينتهي وكأنك تدري بكل حاجه مسبقًا !
بلل شفايفه ينطق بسخرية : أجل توك ما شفتي شيء
خبطت صدره تحضّنه ، مسح على ظهرها يسمعها وهي تردف بـ : أنت اللي ما شفت شيء جدي رفع أوراق الخلع
طارت عيونه بصدمة يبعدها عنه وينطق بحدة : منجدك ؟!
ضحكت بصدمة تنطق : للأسف
زفر بغضّب يفتّل شاربه وينطق : ولا يهمك أحرق الأوراق وأهدم المحكمة !
ضحكت ترفع معكازه وتنطق : عاش عاش أمن الدولة بيهدم قانون وعدل الدولة ؟
مسك معكازه يوقف ويسحبها من خصرها له ، أبتسمت بخجل وأنحنى يقبّل وجنتها وأبعد ينطق : لأنك أنتي الدولة والديار وكل الأوطان وأنا أمتثل لقوانين عشقك وأحيا على حبك وأرتوي من ثغرك وأموت على حدود خصرك !
عضّت شفايفها بخجل وزفر ينطق : لا تعضّينها قدامي
أبعد يترك خصرها ويتقدم للباب ، تقدمت له وألتفتت من نطق وهو رافع حاجبة : وش كنتي تسوين هنا ؟
توسعت عيونها بصدمة من تذكرت الإيميل اللي أرسلته لجدها سابقًا تنطق : ولا شيء
آشر بذراعه على المكتب والحوسة ينطق : كل ذا ماهو شيء ؟
زفرت بربكة تنطق : شمايل وصتني على شيء ومالقيته
هزّ رأسه لها يقفل الباب وراه ، هو فعلاً ملاحظ ربكتها لكن قرر يمشي الليل بدون اسأله لأن مصير الأمور بتبيّن ، وقفت من غطى كتوفها بشماغه ينطق بحدة : ماشاءالله ما قصرتي في الأختيار !
لاحظت عيونه اللي تتوجه على رجولها المكشوفة وزفرت تنطق : ما حسبت حساب الخرجه
زفر بغضّب ينطق : أمشي
كان واقف وراها بالضبط مسبب لها مشاكل بالمشي من قربه ، دخلت مع باب بيت أبوه ودخل وراها ينطق : بطلع للرجال لا تتعدين شبر واحد من هنا سامعه ؟
زفرت تتقدم له وتلبسه شماغه ، ثبتت عقاله على الشماغ تنطق بحدة : لا تتآمر علي مره ثانية تسمع ؟
بلل شفايفه ينطق بسخرية : أقعد بس ، يا بنت !
ثبتت إبهامها على شفايفه تمسح آثار روجها ، أبعدت تقفل أزرار ثوبه وتنطق بهدوء نبرتها : أشوفك الليلة ؟
زفر يفك أزراره من العذاب اللي يشعر به ، رغبته الشديدة فيها وحالاً ، صدّ عنها ينطق بحدة : على خير أدخلي داخل
مشى يغادر المكان وضحكت بسخرية تقفل الباب وراه ، ألتفت على شمايل اللي تخرج من باب بيت أبوها ونطق بحدة : بنت نايف !
ألتفتت بصدمة عليه تنطق : خير ؟
تقدم يدخل للممر وزفرت ترفع حاجبها له ، وقف قدامها ينطق : وش طلبتي وهج تجيب من المكتب ؟
ميّلت رأسها بعدم فهم تنطق : وهج ؟ والمكتب !
هزّ رأسه بالإيجاب وشهقت بصدمة من تذكرت وجود وهج المريب عندها سابقًا ، سحبت طرف جلالها وضحكت بصدمة تنطق : الحقير..
قاطعها من نطق بحدة : أوبا ألزمي حدك يا أخت منيف قاعدين نتكلم عن مرتي !
ضحكت بسخرية تنطق : ألزم حدي ؟ ورا ما حققت معها وش تبغى من مكتب جدي !
ضبّط شماغه ينطق : جعله يفداها اللي يشناها ، أنا ماشي الموضوع أنتهى وأفضلك تنسين إني فتحته معك !
زفرت بغضّب تنطق : المفتاح ؟
نجم : فالباب محد شله
مشى يغادر الممر متوجه للمجلس سهيل ، هو قرر يوقف ورا ظهرها على حساب جده ، أنتهى زمان التهور لأجل يكون سهيل في أتم الصحة ، لكن الحين بيوقف ينتظر وش ممكن يخرج من وراها ، تقدم للمجلس ينطق بحدة صوته : سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رفع سهيل عيونه لحفيدة ينطق بصدمة : نجم !
أبتسم أحمد يوقف وخلفه عجلان المصدومين ، أبتسم شجاع يغمز له وزفر نجم بسخرية يصدّ عنه ، تقدم لجده يسحب ذراعه ويقبّلها ، أبتسم سهيل ينطق : لا بأس عليك وطهور طهور يا نجم سهيل
رفع ظهره ينطق بحدة من شعر بآلم : الله يسلمكم جميع
تقدم رماح ينطق بحدة : دحيم هات كرسي لنجم
ركض دحيم للخارج وزفر بتعب يعدّل وقفته ينتظره ، ألتفت رماح عليه ينطق : متى جيت ؟
نجم : الفجر
هزّ رماح رأسه وتقدم يمسك الكرسي من دحيم ، جلس نجم ونطق : أستريحوا
ظلوا واقفين بمكانهم وزفر رماح بضيق ينطق : عندي لك خبر
رفع عيونه على أبوه ينطق : وشفيه ؟
رماح : نمر مات عسى الله يرحمه ويغفر له
توسعت عيونه بصدمة من حسّ بآلم شديد بصدره ، مسك صدره ينطق بصدمة : وش تقول من اللي مات !
ركض شجاع بصدمة لعمه ينطق : شلون يعني مات توني كلمته !!
ألتفت رماح بصدمة ينطق : والله كلموني الدكاتره اليوم ونقلوا لي الخبر
طارت عيون شجاع بصدمة ينطق : حسبي الله عليهم يتفاولون على الرجال !
دخل عزيز للمجلس وألتفت نجم عليه ، أبتسم بصدمة ينطق : حيّو النسيب !
وقف نجم بمساعدة شجاع يسلم على عزيز ، أبعد عنه ونطق نجم : وش وقعك يا عزيز ؟
أبتسم عزيز ينطق : طيب نحمد الله وخطاك الشر
نجم : ما يجيك
تقدم عزيز يجلس بمكانه وألتفت نجم على شجاع ينطق : أمش معي
هزّ شجاع رأسه بالإيجاب وتقدم يساعد نجم ، خرجوا من المجلس ونطق بحدة : وش سالفة أبو سعود ؟
شجاع : يا أخوي طيب وبخير ويسلم عليك يقول إنه دق عليك وما رديت عليه
نجم : متى كلمته ؟
شجاع : قبل أربعين دقيقة كذا
زفر من تذكر إنه بالوقت ذاك كان معها فالمكتب والله عالم وش دار بينهم ، عضّ شفايفه ينطق : خلاص أجل أدخل وأنا بدق عليه
مشى شجاع يدخل للمجلس ورفع نجم جواله ، أسند ظهره على الجدار وأتصل على رقم نمر ، أخذ ثواني ووصله صوته العالي وهو يرحب ويهّلي : أرحب يا عزّ الرفيق أرحب في ذمتي مرحبا تكسيك بالورد من رأسك لحد ماطاك جعلني والله فداك يا أبو رماح !
أبتسم بوسع ثغره ينطق : البقى يا مرحب ! وش حالك يا أبو سعود بشرني عن صحتك ؟
نمر : والله في زحام من النعم اللهم لك الحمد ونسلم عليك
نجم : الله يجعلك في زود وينك فيه لا عدمتك ؟
نمر : والله فالمستشفى باقي صحيت البارح والأمور مستتبة
نجم : اللهم لك الحمد عدت بخيرها وشرها أجل نتقابل على خير الصبح باكر ؟
أبتسم نمر ينطق : اللي ودك نفداك
نجم : ودعناك الله أنتبه لنفسك تكفى يا أبو سعود معاد لك من الدنيا إلا أنا لا تشغلني فيك !
ضحك بسخرية ينطق : نسيت قطوتك !
بلل شفايفه ينطق بسخرية : ايه القطو اللي بغى يشلع يدك
ضحك نمر وأبتسم نجم ينطق : ريح لك شوي
هزّ نمر رأسه بالإيجاب يدّعي إن نجم يشوفه وينطق : لا توصي حريص يا سعادة العقيد نجم
قفل نمر علطول بدون ما يسمع رد من نجم اللي وقف بصدمة ، هو ترقى رتبة بدون ما يكون عنده علم ، ضحك بسخرية يدخل للمجلس ..
« قصر مترك ، المكتب »
سبق وفتح الإيميل وجالس ينقل المعلومات للمحامي ، قرر يرفع قضية على سهيل ويخلص منه بإسم القانون ، أبتسم ينطق بهدوء نبرته : وش صار على أوراق الخلع ؟
المحامي نوار : ما زلت أنتظر قرار من المحكمة العليا
مترك : يعني كم يبي له ؟
نوار : أسبوع بالكثير
زفر مترك ينطق : خلاص وصلك الملف ؟
هزّ نوار رأسه بالإيجاب يدّعي إن مترك يشوفه ونطق : ايه
مترك : حلو أكلمك بعدين لا ترفع للمحكمة شيء
نوار : ولا يهمك أنتظرك
قفل مترك الجوال وقفل الحاسوب المكتبي خاصته ، وقف ينفض ثوبه ويتقدم للباب ، فتحه يخرج للصالة وينطق : أمير
ألتفت أمير على أبوه ينطق : لبيك ؟
مترك : روح رجع مرتك وبنتك عزيز ما يتكل عليه
وقف أمير ينطق بإستغراب : وينهم فيه أساسًا ؟
جلس مترك ورفع رأسه لولده ينطق : حلّة سهيل
زفر أمير بغضّب ينطق : نفسي أعرف وش يسوون هناك !
مترك : معزومين
رفع أمير حاجبة ينطق : على ؟
توسعت عيون مترك بصدمة ينطق : وش عرفني بعد !
زفر يصدّ عن أمير اللي مشى يغادر القصر متوجهًا للحّلة ..
« حلّة سهيل ، بيت رماح »
ألتفتت هنادي على ريمان اللي تشتغل بالمطبخ ورجعت أنظارها بسرعة على وهج تنطق : قولي إنك أنجزتي !
زفرت وهج تنطق : ايوه لقيتها
شهقت هنادي بفرحة تنطق : سألتك باللي خلقك
وهج : والله وأرسلتها لجدي
هنادي : خلاص أجل حمدلله هذي آخر زيارة لنا..
قاطعتها وهج من نطقت : لكم أنا ما بروح مكان
رفعت حاجبها تنطق بسخرية : تستهبلين ناسيه إنك طلبتي جدك يرفع أوراق الخلع
وهج : بالأصح طلبته يجهزها لكن ما أعرف كيف رفعها للمحكمة بدون ما يرجع لي عمومًا أنا ما بروح محل
زفرت هنادي بغضّب تنطق : لا تجننيني وهج وش جاك ؟
وهج : كنت شاكه بحاجه ولأجلها أنتقمت واستعجلت لكن الحين توضحت لي هالحاجه وقضينا
هنادي : ووش هي هالحاجه ؟!
رفعت وهج عيونها على نجد اللي نزلت لابسه فستان تايقر ماسك وبيدها قبعة تخرجها ، أبتسمت توقف وتنطق : له له وش الزين ذا كله تايقر بعد ياحظ سعيد الحظ بس !
ضحكت نجد تتقدم لها وتنطق : عمري وهج وين كنتي ؟
خرجت ريمان بصدمة تنطق : بسم الله وين كنتي يا بنتي !
ضحكت وهج بربكة تنطق : كـ..
قاطعتها شمايل اللي نطقت بضحكه : كانت عندي !
ألتفتت بصدمة على شمايل اللي ماسكة مفتاح المكتب بيدها ، أبتسمت ريمان تنطق : زين أجل خوفتينا عليك يا بنتي
أبتسمت بربكة تتقدم لنجد وتسلم عليها ، أبتسمت نجد تنطق بهمس : ريحة العطر حلوه ؟
أبتسمت وهج بوسع ثغرها تنطق : أكثر من حلو
ضحكت نجد بخجل تنطق : آخ يا حلوك شفتي نجم ؟
هزّت رأسها بالإيجاب تنطق : بس ما زال الشوق
نجد : ما عليه تسهرون معي ان شاءالله
جلست وهج تنطق : ان شاءالله
جلست شمايل بجانبها تهمس : كان قلتي تبين المفتاح
ألتفتت عليها ونطقت بعدم فهم زائف : أي مفتاح ؟
ضحكت شمايل بسخرية تنطق بهمس : كلمني زوجك وفضحك لا تلفين معي وتدورين !
رفعت وهج حاجبها تنطق بسخرية : بالله ؟ أجل كملي جميلك وخذي العلم كله من عنده ليه مزعجتنا ؟
زفرت شمايل تنطق : الورقة اللي أخذتيها والرسالة عطيني ياها قبل تكبر الأمور ولو كبرت ماهو بصالحك !
ميّلت شفايفها بسخرية تنطق : للأسف الأمور كبرت وأصبحت خارج حدود سيطرتي وبالمناسبة أعلى مافي خيلك أركبيه
صدّت عن شمايل اللي زفرت بغضّب تنطق : يعني واثقة في نجم لهالدرجة وإنه بيكون معك ضد أهله !
زفرت بملل تلتفت عليها وتنطق : أثق في نفسي وقفلي الموضوع محد ناقصك
وقفت شمايل تهمس لها : حسافة إني دخلتك قلبي
وهج : باقي بدري على إنك تخسريني بس مدري شفيك مستعجلة عمومًا عسولتي أنتي الخسرانه
مشت شمايل تخرج من البيت ، ألتفتت هنادي على وهج تنطق : شفيها المريضه ذي !
أبتسمت وهج تنطق بسخرية : مسكينة مسخنه يا حياتي عليها
زفرت هنادي تأكل من الحلى والتوزيعات ، وقفت وهج ونطقت هنادي بصدمة : لا عاد وين رايحه ؟
وهج : بيت زوجي بكلمه هناك وأجيك ما بطول
زفرت هنادي تنطق : الله يعيني عليك !
ضحكت ترسل قُبلة بالجو لأمها وتتقدم للخارج ، ألتفتت قبل تخرج على نجد اللي ركضت تنطق : ضبّطي قبعتي قبل تروحين !
أبتسمت تنطق بسخرية : طيب معك دبابيس شعر ؟
هزّت نجد رأسها بالإيجاب وبدأت وهج تثبتها على شعر نجد الويفي ، أبعدت من خلصت تنطق : خلاص
أبتسمت نجد تنطق : أحبك
أبتسمت بخفه تنطق : وأنا بعد
دخلت نجد للداخل وألتفتت وهج على فروته الموجودة وأبتسمت تأخذها ، لبستها ومشت تخرج لبيته ، ألتفتت بصدمة على أصوات الرجال العالية القادمة من المجلس ، زفرت بتوتر تركض لبيته وتفتح الباب ، صرخت من أرتطمت فيه وعضّ شفايفه يقفل الباب خلفها ، زفر بآلم من ذراعه ينطق : تستهبلين أنا وش قايل !
زفرت وهج بتوتر تنطق : فجعتني الله يفجع عدوينك
نجم : وش مسوين لك ؟
ميّلت رأسها بعدم فهم وكمل ينطق : عيونك تحكي
زفرت تتمسك بكفه وتتقدم للكنبه ، مشى معها يجلس بمكانه وتقدمت تجلس بجانبه وتنطق : قلت لشمايل شيء ؟
زفر بغضّب ينطق : يبي لي أقص لسانها مسّكها سهيل تنظيف المكتب ونفخت خشمها !
ضحكت بصدمة تنطق : أمانه يعني ماهي ذراعه اليمين ؟
ضحك بسخرية ينطق : أي ذراع وأي خرابيط ذي كويس لو نفعت في بيت أبوها
وهج : المهم واضح إنها ما بتعدي الأمور هذي كلها
نجم : ليه وش قايله لك ؟

وهج : المهم واضح إنها ما بتعدي الأمور هذي كلها
نجم : ليه وش قايله لك ؟
زفرت وهج تنطق : تقولي أعطيها الورقة..
سكنت بصدمة ترفع عيونها عليه وأبتسم ينطق : ايوه ايوه كملي أي ورقة ؟
عضّت شفايفها بهدوء تنطق : ورقة تخص جدي لا تسأل عن التفاصيل
مدّ نجم ذراعه يبعد شعرها عن وجهها وينطق : ما بسأل بس قولي لي عشان أكون على بينه ويكون عندي خلفية لو صار لك شيء أعرف كيف أتصرف
انحنت تبعد يده عن وجهها وزفر يسحبها منها ، بللت شفايفها تنطق بهدوء نبرتها : كم تعتقد إنك تعرف سهيل ؟
تكى نجم على ذراعه ينطق بسخرية : ربيّت على يده وهو اللي سماني محد فالحلّة ذي كلها يعرف سهيل أكثر مني
زفرت بتوتر تنطق : حلو تعرف بسالفة مترك وسهيل ؟
رفع حاجبة بدهشة ينطق : مترك ؟ فاتني هالفصل أعذريني !
رفعت عيونها للسقف تنطق بيأس : الأمور ما بتمشي على ما نحب
نجم : مستعد أجابهم جميع لأجلك بس أرجيك حاجه وحده
ميّلت رأسها بعدم فهم ونطقت : وش هالحاجه ؟
مدّ ذراعه يتمسك بكفوفها وينطق : ما أبغى أشوف الخوف بعيونك دامك معي شّدي عمرك فيني وأنطلقي
هزّت رأسها بالإيجاب وتقدم يقبّل جبينها ويهمس بشكل مسموع : ودعتك ربي
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : مستحيلة هالحنية كلها بداخلك
رفع رأسه لصوت عجلان اللي يناديه ، أبتسم بخفه لها ينطق بسخرية : المستحيل والله سحر عيونك
وقف يتوجه للباب وسرعان ما ألتفت بصدمة ينطق : هذي فروتي ؟
توسعت عيونها بصدمة تضحك ، عضّ إبهامه ينطق بعلّو صوته : لعنبو عدوك يا عجيلان جايك جايك !
خرج من عندها وقفل الباب وراه ، أبتسمت بخجل توقف وتتوجه لحديقة بيته ، خرجت منها وقفلت الباب الزجاجي خلفها تنطق بإستغراب : من وين جات هالغرور ؟
كانت تقصد دخول غرور من هالجهة بأحد الليالي السابقة ، أبتسمت من لمحت باب صغير وتوجهت له ، فتحته وخرجت تقفله ، ألتفتت وسرعان ما شهقت بصدمة من شافت غرور واقفه بجانب نجم ..
« سابقًا ، بيت جابر »
مشت للصالة بعد ما أنتهت تجهيز وشياكه ، ألتفتت بصدمة على دق الباب القاسي وتوجهت له فورًا ، فتحت الباب وميّلت رأسها تنطق : شمايل ؟
دخلت شمايل تنطق بربكة : تعالي معي بحاكيك
مشت شمايل للصالة تجلس على أحد الكنبات وزفرت غرور تغلق الباب وراها ، تقدمت تجلس أمام شمايل وتنطق : هلا ؟
شمايل : تدرين إني ما أواطنك وتدرين إني مستحيل أطلب منك شيء
ضحكت غرور بسخرية تنطق : شكل الموضوع فيه طلب ؟
هزّت شمايل رأسها تنطق : بالرغم من كل شيء أنتي عندي أغلى وأقرب من الغريب
ميّلت شفايفها بعدم فهم تنطق : شمايل أختصري !
شمايل : زوجة نجم..
قاطعتها غرور من ضحكت بصدمة تنطق : سبحان الله وتوقعاتي صابت وش مسويه هالجنيه ؟
زفرت شمايل بغضّب تنطق : دخلتها العصر بيت أبوي وسلمت علي وبخفة يد سحبت مفاتيح مكتب جدي وراحت له
شهقت غرور بصدمة تنطق : وجع وجع وش تبي فالمكتب ؟؟
أبتسمت شمايل تنطق : ما يغيب عني شيء يا بنت عمتي عرفت وش خذت لأني حافظه كل إنش فالمكتب وكل درج وورقة ووثيقة وقلم كل شيء عندي علم فيه وسمعت كل حديثها مع نجم ولازم نستخدمه ضدها عشان نسترجع الورقة اللي أخذتها وبما إنك كنتي محور حديثهم جيتك
توسعت عيونها بصدمة تآشر على نفسها وتنطق : أنا ؟!
أبتسمت شمايل بكلافة تنطق : ايه أنتي يا غرور وبعدين مفروض ما تستغربين إنك محور الحديث !
أبتسمت بغرور تنطق بسخرية : صادقه طيب وش تبيني أسوي
زفرت شمايل بقرف تنطق بحدة : لازم نوهمها إنك زوجة نجم الثانية ونخليها تخسر ثقتها فيه لأن الواضح من عتابهم اللي حصل فالمكتب ماهي أول مره تخسر ثقتها فيه والمره ذي ما ظنتي تسامحه وترجع له
زفرت غرور بربكة تنطق : طيب وش مفروض علي أسوي ؟
شمايل : أنا خذيت دبلة مروان وهو يتوضأ قبل شوي وبينشغل عنكم ومعليك أضمن لك ما يشوفكم
هزّت غرور رأسها بالإيجاب وكملت شمايل تنطق : أضربي نجم بساقه المصابة وخليه يستند عليك تسمعين ؟
أبتسمت تنطق بسخرية : ما عليك لعبتي
وقفت شمايل تنطق بهدوء نبرتها : هيا قومي وأنا بزيد نيران وهج حطب
زفرت تخرج من البيت ووقفت غرور بحماس ، هي فقدت الشخص اللي كان يعزز لها فقدت أمها وبدأت تفكر بعيد عن نجم لكن ما تنكر حُبه المدفون داخلها واللي بتسوي كل شيء لأجل تبقيه على قيد الحياة بداخلها ، توجهت للباب وخرجت علطول تبحث عن نجم ..
« الحاضر »
عضّ شفايفه بألم ينطق بحدة وعيونه عليها : بنت جابر !
أبتسمت تغيضه وتنطق بهمس : سلامتك ما لمحتك والله
زفر بغضّب يبعد لكن الألم كان أقوى من رغبته بالبعاد ، انحنى يستند عليها وينطق بهمس وهو يحترق : عطيني معكازي
رفعت عيونها له بصدمة تنطق : أنت شايف وينه ؟ الجدار أقرب
ألتفت على معكازه اللي رفسته غرور بدون ما يشعر بعيد عنها وزفر بقرف ينطق : قربيني من الجدار !
أبتسمت تنطق بربكة : ساعدني ما بقدر أقربك منه وأنت تستند علي بهالثقل !
رفع قدمه المصابة وتوسعت عيونه على مصرعيها أثر الألم الفظيع اللي يشعر به ، العرق بدأ بالفعل يصب على جبينه وجسده كله مشدود ويشعر بنبض شديد في قدمه ، وبالجهة الثانية كانت واقفة بصدمة ، إنكسار عظيم وخيبة أمل كبيرة تشعر فيها تجاهه ، ألتفتت على شمايل اللي نطقت بضحكه : فديت اللي تساعد زوجها !
شّدت على فروته بصدمة تهزّ رأسها بالنفي ، صعب عليها جدًا تفكر إنه لعّب عليها للمره الثانية بدون ما يعطي بال لخاطرها ، ضحكت شمايل تنطق : كنت بقولك آخر الليل إنها خطة بيني وبينه هو وزوجته الثانية غرور لكن غرور ما قدرت تكبح نفسها عنه
زفرت تضرب يدها بالباب وتنطق بحدة : أنطمي !
تقدمت لوهج تمدّ ذراعها وتنطق : هاتي الورقة وأبشري معاد تسمعين صوتي حتى
عضّت شفايفها تنطق بصدمة : مستحيل كلامك صح وصور عقد قرآن غرور ومروان !؟
آشرت شمايل على مروان الواقف بجانب منيف تنطق : تشوفين معه دبلة ؟ الصور أنا مسويتها عشان تمشي الليلة ونكشف حقيقة نواياك
ألتفتت بكسرة خاطر لمروان تدّعي تلمح بيده دبلة ويريح ضميرها لكن خابت ظنونها من شافته واقف ويدينه خاوية ومافيه أي دبلة تحتوي أصابعه ، بالفعل أختفى نجم من قدامها وغرور معه وما بقى إلا معكازه يحتضّن الأرض ، غمضت عيونها بصدمة تحسّ بالدنيا تلفّ فيها وهي بمكانها ، فتحت عيونها بصعوبة على شمايل تنطق بحزن : الله يخليك بعطيك اللي تبينه بس قولي لي إن كل كلامك كذب ، حتى لو كنتي صادقه شمايل أكذبي عشاني عشان خاطري اللي مايتحمل كسرة ثانية أرجوك لا تهديّن حيلي !
شّدت على كفوفها ما تتحمل مسؤولية كبيرة مثل مشاعر أنثى تجاه زوجها ، لكنها بنفس اللحظة تفكر بحياتهم الجاية لو ضاعت الورقة وضاع حلال جدها ، رفعت رأسها بصدمة على وهج اللي تمسكت بكتوفها تهزّها بقسوة وتنطق بحدة ودموعها بالفعل أخذت مجراها : أرجوك لا دخيلك لا !!
رفعت كتوفها بقلة حيلة تنطق بربكة : هذي جزاة اللي يصدق بكلام نجم والحين عطيني الورقة !
زفرت من لاحظت تبدل نظرات عيونها وكأنها بدلت شعورها ، مطر عيونها اللي وقف عن الانهمار ، ووقفتها الثابتة عكس رجفتها قبل ثواني ، نزعت الفروة من على جسدها ترميها على الأرض اللي الطين يملأها أثر الأمطار ، زفرت تمسح وجنتيها وتنطق بحدة : قلت لك ما أدري عن إيش تتكلمين !
توسعت عيونها بصدمة تنطق : تستهبلين أنتي ؟
نزعت دبلتها وهي تشعر إنها نزعت روحها بهاللحظة ، تشتم نفسها وتخجل من ذاتها ، كيف سمحت له يتجاوز حدوده معها ويلامس ثغرها لأول مره ، يحتضّن خصرها بين ذراعه وخشمها يعانق خشمه ، زفرت بإشمئزاز تمشي بخطوات واثقة وتتخطى شمايل اللي أصبحت قابعة خلفها مصدومة من عدم نجاح خطتها ، هي ما يهمها نجاح أو فشل علاقة نجم في وهج ولا تسعى لتفرقتهم كان مسعاها الوحيد الورقة وفشلت بإنها تأخذها ، خبطت رأسها بصدمة متفشلة من نفسها وكيف أجبرتها وهج تترجى غرور وتنفذ أحد الخطط معها ، زفرت تنطق بغضّب : الخطة فيها غرور ما أستغرب لو فشلت !
مشت بغضّب تبحث عن غرور اللي أختفت تمامًا متزامنة مع إختفاء نجم ..
« الممر القابع بين أبواب البيوت »
زفر يدفعها بقسوة بعيد عنه ، رفع عيونه لها بحدة وهو مستند على الجدار ينطق : انقلعي جيبي معكازي وبنتفاهم بعدين يا بنت جابر وكل سواليفك ذي توصل لزوجك !
طارت عيونها بصدمة تنطق : تستهبل صح ؟ أنا جايه عشانه أصلاً بس صدمت فيك وضربت رجلك بدون قصد وساعدتك بعد وكذا تجازيني !؟
ضحك بسخرية ينطق : خطتك الفاشلة ذي مع من يكون ما تمشي على مسعود تتوقعينها تمشي علي !
رفع إصبعه بتهديد يكمل كلامه بحدة : لكن بتركك لمروان وهو يتفاهم معك واللي خطط معك ما بقوله شيء الله يسامح..
توسعت عيونها بصدمة تقاطعه وهي تصرخ بإسمها : شمايل !
انحنى يبتسم بسخرية هو ما كمل كلامه وأرغمها تفضح شريكتها بالخطة الفاشلة ، رفع عيونه على مروان اللي تقدم لهم ينطق بصدمة : غرور ؟
شهقت بخوف من وجوده وألتفت بصدمة على نجم الطايح على الأرض يركض له ، انحنى يرفعه وتمسك نجم فيه ، وقفه على حيله وبدأ ينفض ثوبه ، أبتسم بخفه له ينطق : مروان لا هنت معكازي بس
آشر عليه وهزّ مروان رأسه يلفّ على لحظة مرور مسعود وصرخ يزهمه وينطق : مسعود هات عصا نجم
ألتفت مسعود وركض للعكاز يجيبه ، رفع نجم عيونه عليها وهزّت رأسها بالنفي ، أبتسم بسخرية يهمس بإذن مروان بكل شيء ويزيد من عنده بهارات ، توسعت عيونه بصدمة وهو يسمع كلام نجم اللي يعتقده صحيح بنسبة كبيرة ، لأن ما فيه شيء يبرر وجود زوجته قدام ولد عمها بهالشكل ، شّد على قبضته بغضّب ينطق بحدة : خلاص يا أبو رماح عندي لا تشيل هم
أبتسم نجم يمسك معكازه ويستند عليه ، ألتفت على مسعود ينطق بحدة : مسعود !
فزّ مسعود ينطق : سمّ
أبتسم بخفه ينطق بهدوء نبرته : دلّني على محلها
أبتسم مسعود من فهمه ينطق : توني شفتها تعال معي
تقدم يمشي بخفه ، يدري إن الجهة المتضررة من الخطة هي وهج واللي نفذ الجهة الثانية هي شمايل ، درس كل شيء وجابها بديهيًا ، يدري بعقل البنات وشلون يفكرون ، وقفوا عند باب بيت أبوه ونزل نظراته لمسعود اللي نطق : بروح أناديها
مسكه نجم قبل يدخل ينطق : أصبر يا أخوي أصبر
وقف مسعود بإستغراب ينطق : وشفيك ؟
نجم : قولها فيه واحد إسمه عزيز يبغاك
أبتسم مسعود ينطق : حاضر أبشر
مشى يدخل للداخل وزفر بغضّب من شاف شمايل ، تقدم يمسك أحد الكاسات اللي يوزع فيها زنجبيل حار ، رماه على فخذ شمايل اللي فزّت تصرخ بألم ، فزّ مرعوب ونطق بنبرة باكية وبشكل زائف لكنه متقن : آسف ما شفتك آسـ..
سحبته سهام خلفها تنطق : خلاص يا أمي ما صار شيء
مسح دموعه يضحك بخفه ويتوجه لوهج اللي تضبّط روجها ومكياجها عند المرايا ، ألتفتت من حسّت بشخص يسحب طرف فستانها وأبتسمت تنطق : مسعود !
أبتسم لها ينطق بسخرية : أحرقت العفريته شمايل
توسعت عيونها بصدمة ووجهت نظراتها بصدمة على شمايل اللي تبكي بألم والبنات حولها ، ضحكت بخفه تنطق : كفو
ضحك بعلّو صوته يرفع كفه لها ، غطت منطوقه بصدمة تنطق : أسكت لا تسمعك
ضربت كفه ونطق بهمس : فيه واحد إسمه عزيز
هزّت رأسها بالإيجاب تنطق : ايوه ؟
مسعود : يبغاك برا وتعالي مع ذا الباب
ركض من الباب الخلفي يخرج وزفرت تمشي للباب ، خرجت منه وقفلته وراها ، ألتفتت بصدمة على نجم وزفرت بغضّب ترجع للباب وزفرت ترفسه من لاحظت إنه مايفتح من الخارج ، أو بالأصح هي ما عرفت شلون تفتحه ، وجهت نظراتها الغاضبة عليه وأبتسم ينطق : نسيت أطلبك حاجه ثانية..
قاطعته من رفعت إصبعها بوجهه تنطق بحدة : إصحك
رفع حاجبة بدهشة يسحبها مع يدها وينطق بحدة : وين خاتمك ؟ مسرعك بعتي نجم واللي وراه ودونه !
عضّت شفايفها بهدوء ورفعت عيونها بصدمة من نطق بحدة : ما قلت لك لا تعضّينها قدامي ؟
ضحكت بصدمة تنطق : ما كنت بصدق فيك بس ظهور مروان قدامي بدون دبلة ما يبي له تفسير !
مسح شنبه وعوارضه ينطق بحدة : على هالشنب يا بنت أمير لو ما هي حركات شمايل يوم صلينا المغرب والدبلة قدام عيوني شايفه وهو ينزلها عشان يتوضأ بس كيف وصلتها ما عندي خبر
مسكت رأسها بصدمة تنطق : مستحيل..
قاطعها من سحبها وراه ومشت بصدمة تنطق : وش تسوي ؟
ترك يدها وصفّر بصخب يزهم مروان بعلّو صوته وينطق بحدة : أبو باسل !
كلها كم ثانية وخرج مروان من المجلس قدام عيونها يلتفت على الجهة اللي خرج منها صوت نجم ، رفع ذراعه وأبتسم مروان من لمحه يتقدم له ، ألتفت عليها يوزيّها خلف ظهره ، زفرت بتوتر تنطق : نجم !
آشر بإصبعه على منطوقه وخشمه يقول لها تسكت ، وقف مروان وسحب نجم ذراعه لها ، توسعت عيونها بصدمة ونطق مروان بصدمة : ولد علامك ؟
ألتفت عليه ينطق بحدة : أعميك لو لمحتها صدّ !
طارت عيونه بصدمة من فهم يصدّ عنهم وأبتسم يرجع بنظراته لها وينطق بهمس : الحاجه الثانية لا تصدقين فيني شيء ما سمعتيه مني
هزّت رأسها بالإيجاب تنطق بصدمة : خلاص أتركه
ترك ذراع مروان اللي سحبها ونطق بحدة : وش العلم ؟
رفع نجم حاجبة بدهشة ينطق : حرك بس
زفر بغضّب ينطق : والله إنك أنت وشجاع من نفس الطينه
مشى يغادر ووقف نجم بصدمة ينطق بإستغراب : وش دخل شجاع ذلحين ؟
ألتفت عليها ومشى يحاوط كتوفها ، قبّل رأسها ينطق بصوته الثقيل بجانبها : ‏لا يهمك كلامهم فيني ولا فيك جمره العذال يا عذب الطبايع نهايتها رماد
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق بحدة : بس هذي آخر مره تسمع
ضحك بخفه يآشر على خشمه وينطق : معاد لي وجه أدافع عن عمري لكن أنتي في وجهي ما تذوقين اللي ذقتيه مره ثانيه ولا بسمح يكون فيه من الأساس !
خبطت كتفه وعضّ شفايفه بألم يهمس بـ : فدا فدا
ضحكت تنفض ملابسه وتنطق بهمس : تعرف عشان ذيك لمستك
ميّل شفايفه يلمح غيرتها وأبتسم ينطق : أبشري أغسل ست والسابعة بالتراب تعرفين سنة النبي بعد لمس النجاسة
ضحكت بصدمة تحتضّنه وارتخى بين يدينها يحاوطها ، قبّل كتفها بحنّية يردف بجانب إذنها : بقولك آبيات وأبغاك تذكرينها دايم وتحفظينها زيّن ؟
هزّت رأسها بالإيجاب موافقة على طلبه وأبتسم ينطق بهدوء نبرته :
أنتِ ما دامك معي والعمر بيدينا
أشبك يديك بيدي للشوق يدعينا
أنت يا كل الفصول
لا يغيرك العذول
شوف قلبك وش يقول
والله إني مشتريك
ما أبي غيرك شريك
أترك الدنيا وأجيك ،، والله أتركها وأجيك
-
أبعدت عنه وأبتسمت بخفه تنطق : صح لسانك ؟
أبتسم لها ينطق : صح بدنك لباك
مدّت يدها لشاربه ترتبه وتنطق بحدة : لو ما حرق مسعود شمايل رحت لها وأحرقت دنياها الحقيره
فزّ يعضّ إصبعها وشهقت بذعر منه ، ضحك بعلّو صوته ينطق : فداك أخت منيف وما قلتي إلا الصدق
زفرت بخوف تسحب إصبعها وتنطق : وش هالأفتراس !
قربّ من إذنها يهمس لها : وش تبين بشنبي يا بنت !
رفعت حاجبها تنطق بسخرية : ولا شيء كنت أرتب مظهره
عضّ شحمه إذنها وفزّت بين ذراعه وأبتسم ينطق :
وشلون بعطيك السلامه و الأمان ؟
‏وأنا فهد وأنتي غزال مذيَّره !
-
ضحكت بصدمة تنطق : حلو مجهز تبرير الشراسة ؟
أبعد عنها ينطق بسخرية : ما عندي تبرير قدام حضرة جنابك تعالي لي بزيّنك وحلاّك وأطلبيني أخفي رغبتي ؟
توسعت عيونها بخجل تصدّ عنه ، أبعد يغادر ووقف يلتفت عليها وينطق : أدخلي لحد يشوفك ولا تسرين مع أهلك برجعك أنا
هزّت رأسها بالإيجاب تنطق : صرت بينك وبين أختك معاد بيدي حيلة
ضبّط شماغه ينطق بسخرية : أدخلي
مشى يغادر المكان وصرخت تضرب الجدار بخجل ، كيف يقلبّ حالاها ويبرر لها ويجمّل نفسه بعيونها ، كيف ما تقدر تغضب منه ساعات إلا وهو كاسيها بالأعذار وطيّب الأحرف وعذب الكلام ، يلجّمها ويخجلها أمامه ويغرقها داخل بحور شعره وآبياته ، يتغزل بها ويحرك فراشات جوفها ، عضّت شفايفها تركض للباب ، وقفت تنحني للمقبض وزفرت تسحبه وأنفتح ، أبتسمت بخفه تنطق : كويس ما فتحته قبل
دخلت للداخل وتوسعت عيونها من الظلام اللي يكسي المكان ، أبتسمت من لمحت ريمان تآشر وتقدمت لها تنطق : بسم الله وش صاير ؟
ضحكت ريمان بخفه تنطق : الحين بنزف عرايسنا
ضحكت من فهمت إن مسيرة نجد وأسيل بتبدأ الحين ، وتقدمت توقف بجانب هنادي اللي همست لها تنطق : عساهم يخلصون
ألتفتت على أمها تنطق بإستغراب : ليه فيه شيء ؟
هنادي : أبوك برا
رفعت حاجبها بصدمة تنطق : ليه جاء ؟
رفعت هنادي أكتافها بعدم معرفة تنطق : الله يستر تجهزي
هزّت رأسها بالنفي وسحبتها هنادي بذراعها تنطق بحدة وهي تهمس : ما جاء أبوك إلا وفيه حاجه حاصلة أمشي وما أبغى أسمع رفض لا تشقيني
سحبت ذراعها ونطقت بسخرية : كلمي زوجي هو رافض أمشي معكم
زفرت هنادي تشتم نجم بداخلها وتصدّ ، أبتسمت بخفه ترجع نظراتها على الستار اللي خرجوا من خلفه نجد وأسيل وبيدينهم أعواد نجوم الليل تشعشع بالمكان ، ضحكت جمان تشغل الأنوار وصرخوا الحريم يصفقون ، أبتسمت سهام بفرحة تزغرط وتنطق بعلّو صوتها : عقبال ما نزفكم عرايس
ألتفتت أسيل على أمها بخجل تنطق : أمي !
ضحكت سهام تنطق : وش ؟
زفرت تصدّ عنها وتلتفت على مسعود اللي تقدم لها يركض وينطق : أبغى من الطراطيع ذي !
أبتسمت تنطق بضحكه : ما معي والله شوفها مع نجد
أبتسم مسعود ينطق بصوت واضح : خطيبة شجاع عطيني طرطيعة
طارت عيونها بصدمة وسكتوا جميع الحريم بعد منطوق مسعود ، عضّت شفايفها بفشلة وضحكت سهام تزغرط وتنطق بفرحة : امين يارب
ضحكت ريمان تنطق : ان شاءالله والله ونعم في شجاع
غطت وجهها بفشلة وأبعدت يدها من حضّنتها وهج تسحبها من بينهم ، ضحكت وهج تنطق : شكله سولف قدام أخوه الصغير ومسعود ما قصر كب العشاء
مسحت عرقها بربكة تنطق : مستحيل شجاع يتكلم
توسعت عيونها بصدمة تنطق : يعني منجد ؟
هزّت نجد رأسها بالإيجاب تنطق بخجل : خلاص وهج قفلي على الموضوع أساسًا خطبته كانت كلام مع أبوي
أبتسمت وهج تومئ برأسها وتنطق : ما قلت شيء
زفرت بخجل تركض لغرفتها ، ضحكت وهج تنطق بسخرية : نجد الكيكه ؟
نطقت بغضّب قبل تقفل الباب : قطعوها مع أسيل شوي وأجيكم
أبتسمت وهج تصدّ عنها وتتقدم للكيكة الضخمة ، ألتفتت على هنادي اللي نطقت : أبوك يقول بكلم نجم بس ما بتقعدين هنا لوحدك
زفرت بضيق تهمس لأمها : ماما خلاص نأكل الكيك ونخرج سوا
مسحت هنادي وجهها تنطق : ما أكل كيك مسويه دايت
رفعت وهج حاجبها بصدمة تنطق : الله ! يا هالدايت اللي ما بدأ إلا توو ، عمومًا أنا مو مسويه وبأكل تنتظريني ؟
زفرت هنادي تنطق : خلصي
مشت تخرج من البيت وأبتسمت وهج على أسيل اللي مدّت لها كيكة وبدأت تأكل منها وتتمايل بخفه على الأنغام والموسيقى ..
« غرفة نجد »
نزعت عبايتها من أشتد عليها الحّر وتقدمت تجلس بجانب شباكها ، أبعدت الكاب خاصتها وعضّت شفايفها من سحبت شعره من شعرها أثر الدبابيس ، زفرت ترفع جوالها وتتصور ، تاره تغطي وجهها بالكاب وتبيّن عيونها الوساع وصفة رموشها المذهلة ومرات تغطي عيونها وتبيّن ثغرها وغمازاتها ، أبتسمت توقف وسرعان ما شهقت تلتفت على شجاع اللي صفّر لها ، زفرت بغضّب تنطق : بحاسبك عشان تمسك لسانك قدام مسعود !
رفع حاجبة بدهشة ينطق : الله أكبر وش مسوي بعد ذا الجني
آشرت بإصبعها عليه تنطق بحدة : اسأل نفسك يا الشايب العايب !
توسعت عيونه بصدمة ينطق : افا عايب ؟ هذا وأنا جايب لك ورد !
ضحكت بسخرية تنطق : بالله ؟ وش عرفك بالورد أنت حدّك تمر نخلنا ولا النعناع
ضحك بخفه وأبتسمت تنطق : حبق ؟ لا شكله ريحان !
رفع الباقة الضخمة اللي تتزيّن باللون الأبيض يبتسم بوسع ثغره من لمح صدمتها ، كان كثير على قلبها منظره والورد بيده وإبتسامته العريضة تزيّن ثغره ، عضّت شفايفها تنطق بهمس : تعال من ورا بأخذها منك
آشر بإصبعه على خشمه ينطق : على خشمي
ركضت تلبس عباية تخرجها وتلبس الكاب ، زفرت تضبّط شعرها وتنزل للأسفل ، تقدمت للباب تفتحه وأبتسمت من مدّ لها الورد وهو معطيها ظهره ، بللت شفايفها بهدوء تنطق بربكة : شكرًا يا شايبي !
سحبتها من يده ومدّت له حبة شوكولاتة من توزيعاتها ، ضحك بسخرية ينطق : الحلاو تعويض عن الحضن ؟
رفعت حاجبها من خلف الباب تنطق : بدري عليك
أبتسم ينطق بهدوء نبرته : عاد إحساسي ما يخيب والحضن أقرب لي من رمش عيني والأيام بيننا يا أخت نجم !
أبتسمت بتحدي تنطق بحدة : تعقب وبنشوف وبالمناسبة شكرًا على الورد مره شكرًا
شجاع : أنا من بعد شايبي ضعت والله إنها عن الحضن أستغفر الله
ضحكت تقفل الباب وأبتسم يرجع للمجلس ، تقدمت للمرايا وألتفتت على أسيل اللي تقدمت لها تنطق بصدمة : حيوانه من وين لك الورد ؟
أبتسمت بخفه تنطق : من الشايب
ميّلت رأسها بعدم فهم تنطق بإستغراب : معقولة جدي ؟
ضحكت تهزّ رأسها بالإيجاب وتنطق : يقول ذي لي ولك
شهقت تغطي ثغرها وتنطق بصدمة : يا عمري ! بس عندي حساسية من التوليب أبعديه مني
أبتسمت نجد تنطق : يالله أهم حاجه وصل الشعور
ضحكت أسيل تنطق : منجد
مشت ترجع للصالة وتوسعت عيون نجد بصدمة تنطق بربكة : جايب لي نوع ورد وهو يدري إن عند أخته حساسية منه !
عضّت شفايفها تتصور فيه وألتفتت من لمحت فلاش خلفها وأبتسمت تنطق : وهج روحي والله
أبتسمت وهج تنطق : صورتك صورة خيال !
تقدمت نجد لها تنطق بحماس : وريني
سحبت وهج جوالها خلفها تنطق بسخرية : قولي لي بالأول من مين الورد ؟
زفرت بخجل تنطق بهدوء نبرتها : شجاع
توسعت عيونها بصدمة تنطق : طلع حبيّب أخو مسعود !
ضحكت نجد تنطق : بس عندي
ضحكت بسخرية تنطق : معليش أنا أدعمكم ومستعدة أوقف قدام أي شخص يخرب عليكم
نجد : أمسكي نجم وكثر الله خيرك
رفعت حاجبها تنطق بجدية : ما نسيت وعدي اللي قلته لك بالمكالمة وبإذن الله أقول له نفس الكلام بأقرب وقت يفتح فيه موضوعكم
أبتسمت نجد تحتضّنها وتنطق : يا حظي فيك !
أبتسمت بخفه تحاوطها وتنطق : ما سويت شيء لسى
أبعدت نجد تنطق بحدة : هيا وريني ما نسيت ترا
ضحكت ترفع جوالها وتفتح على الصور ، ضغطت على صورتها وشهقت نجد تنطق : واو !
أبتسمت وهج تنطق : أرسلها لك ؟
هزّت رأسها بالإيجاب تنطق بجدية : منجدك ؟ أكيد !
أرسلتها لها وأبتسمت نجد تنزلها بقصتها على السناب وتكتب عليها " وآخر دعواهم أن الحمدلله رب العالمين " ، ألتفتت على وهج تنطق : وهج عطيني سنابك
أبتسمت وهج تطلع الكود قدامها ولقطته نجد بكاميرا جوالها وأبتسمت تضيفها ، زفرت وهج تنطق : خليني أشوف بابا وأجيك
توسعت عيونها بصدمة تنطق : حرام يا ويلك تروحين !
رفعت أكتافها بقلة حيلة تنطق : ان شاءالله ما أضطر أمشي
توجهت نحو الباب ولبست عبايتها وطرحتها ، تقدمت تخرج من البيت وتتوجه للبوابات ، لكن من طريق ما تضطر فيه تواجه الرجال فالمجلس ، مشت من خلف الدكة الخارجية والأشجار اللي عندها تخرج أمام البوابة على الفور ، أبتسمت تنطق بهدوء نبرتها : بابا
ألتفت أمير عليها وانحنى يحتضّنها وينطق : لبيه يا بابا
أبتسمت تبعد عنه وزفر ينطق : وين نجم ؟
رفع نجم ذراعه ينطق بحدة صوته : أرحب
تقدم أمير يسلم عليه وينطق بصدمة : لا بأس عليك وسلامات
رفع نجم رأسه لأجل يقبّل جبين أمير اللي رفض وأبتسم نجم من مقاومة أمير يقبّل خشمه وينطق : ما يجيك بأس
تقدمت وهج له وأبتسمت توقف بجانبه ، حاوطها بذراعه ينطق : تسمح لي أرجعها للبيت بنفسي ؟
أمير : شلون بتسوق وأنت بالحالة ذي
نجم : ما عليك أتصرف
أبتسم أمير يسحبها من خلف نجم وينطق : مره ثانية
زفرت بضيق تنطق : بس بابا..
قاطعها ينطق بحدة وهو يهمس : أركبي السيارة
ألتفتت عليه وأبتسم لها بخفه ينطق : تعالي حبيّني ولا جيتك
توسعت عيونها بخجل وزفر أمير يخرج وينطق : استعجلي
زفرت توترها تتقدم له ، انحنى لها يقبّل وجنتها قريب من ثغرها وزفر يبعد ويغطي وجهها ، زفرت تبعد الطرحة من وجهها وتنطق : ما أشوف
رجع يغطي وجهها وينطق : أمسكي ذراعي أنا أوصلك
تمسكت بذراعه
رجع يغطي وجهها وينطق : أمسكي ذراعي أنا أوصلك
تمسكت بذراعه ومشت تتبعه بقلة حيلة ، ألتفت عليها وأبتسم ينطق : ما فاد الغطى وجهك الطاهر مثل القمر يتوهج لا غطاه الغيم
أبتسمت وهج بوسع ثغرها تنطق : أحبك
زفر يصدّ عنها وينطق بحدة وعيونه على الطريق الترابي أمام بوابات الحلّة : لا تخليني أحلف على الشايب ما يأخذك
عبّست بملامحها تنطق : عبيط كنت تقدر تقول أكثر !
سحبت ذراعها منه تتوجه لسيارة أبوها وأبتسم يفتّل شاربه ، ركبت وحرك أمير وأبعد نجم عن سيارة عزيز اللي وقفت خلفه ، أبتسم عزيز ينطق : نشوفكم على خير
نجم : الله يحفظكم
مشى عزيز يغادر المكان ودخل نجم يتلفت على بركات اللي تقدم يقفل البوابة ، زفر ينطق بحدة : بركات وين محمود ؟
رفع بركات أكتافه بعدم معرفة ينطق : ده رايح له أيام
زفر بغضّب يصدّ عنه ويتقدم للدكة الخارجية ، ألتفت بصدمة على صوت سهيل اللي يناديه ومشى إتجاهه ، دخل للمجلس وزفر من شاف شمايل بجانبه ، بلل شفايفه ينطق بسخرية : بشري لقيتي عنده كريم حروق ؟
زفرت بغضّب من استهزاء نجم بحرقها ، آشر له سهيل يجلس ونطق بجدية : مرتاح نفداك
سهيل : وش خذت من المكتب ؟
ارتخى على الجدار ينطق بإستنكار : منهي ؟
زفر سهيل بغضّب ينطق بحدة : الدكتورة
رفع أكتافه بعدم معرفة ينطق : ما ظنتي إنها مأخذه شيء يمكن بنت نايف مضيعه شيء وحطته في زوجتي
ضحكت شمايل بسخرية تنطق : وش دراك إن اللي ضايع ورقة ؟
ضحك بعلّو صوته ساخر منها ينطق : ورقة ؟ متى قلت ورقة أنا وذلحين عرفت منك يا غبيه
زفرت بغضّب لأن نجم صعب يتلاعب أحد فيه ، نجم داهية ويقدر يقلب الطاولة على من كان يكون وبلمحة بصر ، عدّل وقفته ينطق : أنا بريح بخاطرك شيء قبل أمشي
رفع سهيل عيونه الغاضبة على نجم ينطق : ما ربيتك على يدي هالسنين الطويلة عشان تخضع لها وتحميها ورا ظهرك وتدفن حقيقة إنها سراقه ووحدة ما تخاف ربها تبي تخرب عيشتنا اللي بنيتها بتعب يديني وعرق جبيني
رفع نجم حاجبة بدهشة ينطق : أذكر الله يا سهيل حلالك ما بيضيع لو هو بتعبك مثل ما أنت تقول لكن إن ضاع فهو بينك وبين ربك وأنت تدري وش عاقبة الظالم !
ضرب سهيل الأرض بعصاه ينطق بحدة : وتجادلني وتتهمني إني ظالم عشانها !!
دخل رماح بصدمة للمجلس ينطق : وش العلم !
ألتفت ببرود على أبوه ينطق بهدوء نبرته : والله ما أعلم يمكن كلامي أوجعه عشانه صدق
مسك رماح ولده ودخلوا باقي أعمامه ، تقدم مسلط لأبوه ينطق بصدمة : بزينك على عمرك يا والدي !
زفر بغضّب يصدّ عنه وينطق : أسود الوجه ذا مخلي حرمته تسرق ورقة أملاكي من مكتبي والله العالم وش نواياها !
ألتفت رماح بصدمة على نجم ينطق : صدق هالحكي ؟
ضحك بسخرية ينطق : وده صدق ولا كذب وش الفايدة من النقاش ذا كله والورقة لو صدق على كلامهم معها خذتها وراحت يعني تظنون إنها بترجع عشان خاطر سهيل ؟!
زفر نايف ينطق بحدة : شمايل أدخلي داخل !
وقفت شمايل بصدمة وألتفتت على جدها اللي نطق بحدة : أسمعي كلام أبوك يا بنت !
زفرت بغضّب تخرج من المجلس ، ألتفت عبدالكريم على نجم ينطق بحدة : لو طلع الحكى صدق والورقة راحت معها ترا نهايته ما بتعجب ولا واحد فينا وأولنا أنت يا نجم !
رفع حاجبة بدهشة ينطق : ليه خايفين دام الأملاك كلها بتعب يدين الشايب وعرق جبينه على قولته !
زفر مسلط ينطق : الموضوع أكبر من أملاك يا ولدي
آشر بإصبعه على سهيل ينطق بحدة : والمشكلة مشكلتكم حلوها بكيفكم لا تدخلوني أنا وحرمي بينكم !
ضحك سهيل بسخرية ينطق : نسيت إنك أنت اللي دخلتها بيننا وفشلتنا ودفنت رؤوسنا بالتراب في قصر مترك !
مسك مسلط كتف سهيل ينطق بهمس : أبوي صل على النبي صل على النبي !
دفع مسلط من جانبه ينطق بحدة : ومثل ما دخلتها بيننا وتزوجتها بدون ما تأخذ رأينا حنا يا شيبانك ورميت كلمتنا عرض الجدار بتطلقها وأنت ما تشوف الدرب !
توسعت عيونه بصدمة وقاموا الرجال كلهم يهدؤون سهيل اللي يحترق بمكانه ، ألتفت بصدمة على أبوه ينطق : تسمع أبوك وش يقول
صرخ سهيل ينطق بحدة : أبوه جدك يا كلب جدك ياللي ما تسوى التالية من الغنم حسايف التربية..
قاطعه نجم من رفع صوته ينطق بحدة : أي تربية تكلم عنها ولا قصدك دفن الأحلام والرأي إلا حسايف إني طعت كلامك ودخلت العسكرية وأحرقت عمري عشان ترضى يا سهيل
ألتفت على مروان اللي واقف بصدمة عند الباب مع العيال يآشر عليه وينطق : لو إني سويت مثل سواة الرجال ذا ودخلت طيران ورميت بكلامك مثل ما تقول عرض الجدار كان عرفت إن الله حق يا سهيل ولا غبنة مروان وإنه أكبر أحفادك اللي ما سمع كلامك وتبع خطاوي أبوه ودخل الطب وتخرج وصار من كبار الأطباء حرّت بصدرك وطلعتها فيني عشاني اللي بعده وللأسف إني بلعتها دخل صدري وكضمت الغيظ وسكتت لكن ذلحين والله يعقب أطول شارب فيكم يبعدها عني !
ألتفت باسل عليه بصدمة ينطق : نجم وش هالكلام !
زفر رماح يمسك ولده وينطق بحدة : بس يا ولد بس أحترم مجلس جدك
زفر سهيل بغضّب ينطق : إني ما سمعت كلام أم نجلاء ودلعتك وهذي آخرتها يا نجم لكن والله إن تطلقها
دفع أبوه عنه وضرب صدره ينطق بحدة صوته وعيونه على سهيل : والله إني على دربها وفي غرامها لين لحظاتي الأخيرة ما تنزح لين نجم سهيل ينزح من مقره !
خرج بغضّب من المجلس وخرجوا أحمد وشجاع خلفه ، ضحك سهيل بسخرية ينطق : والله اللي عقبت يا نجم !
ركض شجاع يسنده من بدأ يتعثر بخطواته ، ألتفت عليه بحدة وزفر ينطق : وخر مني يا شجاع
تقدم أحمد يسنده من الجهة اليسرى ينطق : وش اللي يوخر والله إننا معك يا ولد أخوي في السلم ولا في الحرب !
ارتخى يسمح لهم يساندونه ونطق شجاع : وين نروح ؟
نجم : حوش الشايب سعد نشوف وش أوضاع عجيلان
توجهوا للبوابات وتقدم بركات يفتحها لهم ، خرجوا وزفر أحمد ينطق : أسمع أعتذر عن السؤال بس الأوضاع كلها ضدك
ألتفت نجم عليه ينطق بإستغراب : وش سؤالك ؟
أحمد : قد دخلت عليها ؟
طارت عيون شجاع يصدّ عنهم وزفر نجم يهزّ رأسه بالنفي ، زفر أحمد بضيق ينطق : الحفيد هو اللي بيحجب سالفة الطلاق من عيون أبوي
ضحك بسخرية ينطق : والله اللي ما كان طلقتها سواء كان فيه حفيد ولا لا ماهي بهينة عندي يوم أبيعها عشان خاطر أبوك !
خبط شجاع كتفه ينطق بجدية : بس لا تحط رأسك برأسه وأنتبه منه والله لا يحوسك ويسوي اللي برأسه وأنت غافلٍ عنه
وقفوا عند باب بيت أبو عجلان وتقدم أحمد يطرقه ، زفرت نوير اللي تكنس الحوش ومشت تسند المكنسة على الجدار ، مشت للباب تفتحه وتنطق : من ؟
صدّوا نجم وشجاع وزفر أحمد ينطق : وين عجلان ؟
توسعت عيونها بصدمة تنطق : عجلان راقد ورا الحوش روحوا له مناك
قفلت الباب وزفر يتقدم للعيال وينطق : قفلت في وجهي حتى ما سمعت ردي
ضحك شجاع ينطق بخبث : وراك حمّرت يا حميد ؟
طارت عيونه يغطي وجنتيه وينطق : صمها لا أحوسك أنت وديارك
ضحك بصدمة من فهم مقصد عمه وإنه يقصد نجد بدياره ، زفر نجم ينطق بحدة : عجلوا مشينا
تقدموا من خلف بيت الشايب سعد ووقفوا خلفه بالضبط ، ركض شجاع وطمر يتعلق بالسور ، أبتسم من لمح عجلان متلطم ونايم ، نزل وألتفت على نجم اللي نطق : موجود ؟
ضحك شجاع بسخرية ينطق : ايه موجود
غمز أحمد لشجاع وطمروا من خلف السور ، طارت عيونه بصدمة ينطق : كذا يا حمير ؟
ضحك أحمد ينطق بسخرية : روح مع الباب معادك بمتعافي يا نجم
زفر يصدّ ويتوجه للباب الرئيسي للبيت ، وقف قدامه وضرب الباب من جديد ، زفرت نوير تنطق بهمس : مرض صدق ما يفهم ذا !
توسعت عيونه بصدمة ينطق : قد فيني من المرض ما يكفيني يا بنت الشايب سعد !
طارت عيونها تشهق وتغطي ثغرها بصدمة من أدركت إنه نجم ، فتحت الباب وركضت داخل البيت ، فتحه يدخل من سمع صوت الباب الداخلي ومشى يدخل متوجهًا لخلف الحوش ..
« المستشفى ، الغرفة السابعة والأربعون »
دخلت ليلى وتقدمت لسريره تنطق بربكة : المريض نمر ؟
رفع رأسه لها بصدمة ينطق : سمّي ؟
سحبت العصا الخاصة بالمغذي تنطق : كيفك اليوم ؟
أخرجت أحد الإبر والأدوية من جيب اللابكوت حقها وبدأت تسحب من الدواء للإبرة ، ألتفتت عليه من لاحظت جموده تنطق : أنت كويس ؟
زفر يهزّ رأسه بالإيجاب وينطق : الصوت ماهو بغريب علي
ألتفتت له بخفه تنطق بهدوء نبرتها : شلون ؟
مسك طرف اللابكوت حقها يلفّها عليه يلاحظ صدمتها ، أبتسم يتركها وينطق : ما علمتيني من أنتي بنته ؟
زفرت تغرز الإبرة بداخل كيس المغذي وضحكت بخفه تنطق : لا كويس ذاكرتك بمحلها
نمر : ماهي مسألة ذاكرة أنتي أعظم من النسيان
توسعت عيونها بخفه تنطق : بالله !
ألتفت على أسمها الموجود على بطاقة تضعها بأيسر صدرها ، رفع عيونه لعيونها ينطق : عمرك سمعتي بقصة ليلى والنمر ؟
ضحكت بصدمة تنطق : أعرف ليلى والذيب
رفع حاجبة بغضّب ينطق بحدة : يعقب الذيب !
توسعت عيونها بصدمة تنطق : اوكيه يعقب بس بشويش على نفسك
تقدمت تمسك ذراعه وارتخى نمر يتأملها ، ضبّطت إبرة المغذي بيده ورفعت عيونها له من نطق : تصيرين لي ليلى وأصير لك قيس وأحبك مثل محبة قيس لمعشوقته ليلى ؟
عضّت شفايفها بخجل تنطق بربكة : نمر يا نمر وش قاعد تقول !
أبتسم بخفه ينطق : ونقص للعالم حكاوي ما عهدوها ؟
ضحكت بخفه تنطق : ونصير ليلى والنمر ؟
هزّ رأسه بالإيجاب ومسك رأسه بخفه ينطق : خوفي والله أكون تحت تأثير العلاج
ضحكت بعلّو صوتها من أكتشف الموضوع ، أبتسم من ضحكاتها ينطق : جعلها دايمه
مسكت كتوفه ترخيه على الوسادة وتنطق : تدوم صحتك أرتاح
مشت تخرج من غرفته وخبط رأسه بقهر ينطق : أجل قيس وليلى ليتك راقد يا أبو سعود !
غمض عيونه بقهر من بدأ مفعول الدواء وغطّ بنومه عميقة ..
« قصر مترك ، مُنتصف الليل »
دخلت بخطوات ثقيلة أثر المسافة الطويلة بحكم عدم معرفة أمير بالطرق المختصرة ، مشت تتوجه للدرج لأجل تصعد لغرفتها لكن أستوقفها صوت جدها اللي نطق : وهج
ألتفتت عليه ونطقت بتعب : جدو تعبانه شوي نتكلم بكره
آشر لها بجانبه ينطق بجدية : تعالي
زفرت بغضّب تمسح وجهها وتتقدم للصالة ، دخلوا أمير وهنادي وخلفهم عزيز ، جلست مقابلته وأبتسم بسخرية ينطق : ما ودك تجين بقربي ؟
شّدت على شنطتها ونطقت بسخرية : لأني أدري إنك تبي اللي معي ما تبيني ولا تبي قربي
ضحك مترك بخفه ينطق : لو أبيها جيتك وخذيتها ما شكيت ولا ذليّت منك ، تعالي !
وقفت بغضّب تتوجه له وتجلس بجانبه ، مدّ ذراعه لشنطتها وأستوقفته تمنعه وتنطق بجدية : لا تنسى الإتفاق اللي بيننا
رفع حاجبة بدهشة ينطق : أي إتفاق ؟
زفرت تنطق بحدة صوتها وعيونها عليه تنطق بكل حرف قاله لها سابقًا بملامحها الغاضبّة : إذا سمح الله وضعف قلبي قبل ألاقي الورقة وصارت مسامعي تذوب قدام أبسط حروفه وبدأ خافقي يكُن له شعور وهذا اللي حاصل ، أنت بلسانك قلت إنك مستعد تتخلى عن حقك مقابل سعادتي !
ضحك بسخرية يسحب الورقة من شنطتها ويوقف ، وقفت معه بصدمة تستمع له وهو ينطق بضحكه ساخرة : بس أنتي ظهر اليوم قلتي لي كلام يناقض كلامك حاليًا
توسعت عيونها بصدمة تنطق : إيش !
أخفى الورقة بجيبه ينطق بجدية : طلعتي من القصر لغايه وحدة وهي إنك تأخذين حقي منهم وتدرين وش قلتي لمن طلعتي ؟
ميّلت رأسها بصدمة وأبتسم يكمل وينطق : قلتي لي جهز أوراق الخلع وقلتي حقي بيظهر قريب
زفرت الضيق اللي تشعر فيه ونطقت : طيب بس..
قاطعها من نطق بحدة صوته وعيونه عليها : وقلتي تبين كل شيء ينتهي قبل ينتهي يوم الجمعة وهذا اللي حصل أنتهى كل شيء بنفس اليوم !
توسعت عيونها بصدمة تتمسك بصدرها وتنطق بصدمة : جدو وش سويت !!
زفر يخبط كتفها وينطق : تم الخلع والله يعوضك يا بنتي
سحب الأوراق يحطّها قدام ناظريها ويمشي يتخطاها متوجه لمكتبه وهي بدورها خارت على الأرض بصدمة وشهقت تغطي ثغرها ، تسمح لدموعها بالإنهمار وتسمح لنفسها بالإنهيار ، ركض عزيز لها ينحني لأجلها لكنها صرخت بحرقة تبعده عنها ، زفر بغضّب يصدّ عنها ، زفرت هنادي تسحبه مع ذراعه وتنطق بهمس : أتركوها تعيش حزنها
سحب ذراعه بغضّب يخرج من القصر ، مشت هنادي خلف أمير اللي دخل غرفته لأجل ما يسمع نحيب أصغر بناته وإنكسارها ، عضّت شفايفها تحاول توقف شهقاتها ، تسترجع هواها واللي فات ، شهقت تبكي بحرقة من تذكرت آخر لحظاتهم سوا ، كان يتغزل فيها بالصريح لكن من أعترفت له قبل تمشي صدّ عنها ، كانت تتمنى لو قالها لها وسمعتها منه لآخر مره ، كانت بتعيش عليها وتحيى ولو إنها أصبحت ذكرى ، كم تتمنى لو إنها حضّنته وشبعت منه ، تتنهد بحسرة لو كانت تدري وش ينتظرها قبل تمشي كانت جادلت على بقائها معه وما سابقت خطواتها لأجل تعيش هالكم من الآلم ، الندم شعور بتذوقه صباح وعشي ومساء ، والأمل أصبح شعور مستحيل تعيشه مره ثانية ، أمل إنه يجي ويعتذر لكل دمعة نزلت من محاجرها ، غطت عيونها تحتضّن نفسها وتبكي ، تبكي على كل شيء ، تشعر إنها سبب حريق نفسها وهذا اللي يزيدها ندم ، هي من طلبت الانفصال وهي اللي أقدمت وأرسلت الورقة لجدها ، والحين ما فيه شيء يطبطب عليها وينسيها شعور الندم ، هم ما تركوا لها فرصة ترجع تلبس الدبلة اللي بقت بشنطتها للوقت الحالي والحين ما فيه أي سبب يخليها ترجع تلبسها ، ظلت بمكانها تبكي لساعات طويلة لحّد ما أستسلمت للنوم تتهرب فيه من واقعها ..
« حلّة سهيل ، بيت نجم »
يشعر بإن الليل عدى بالفعل وما بقى على المأذنة والنداء للفجر وقت طويل ، ألتفت على صوت جواله وتقدم يرفعه ، رفع حاجبة من الرسالة النصية يفتحها وسرعان ما توسعت عيونه بصدمة من قرأ مضمونها ، رفع نفسه يعدّل جلسته ويقرأها مره ومرتين وثلاث ، يكذب عيونه بعقله ويخدع عقله بقلبه ، كان يرجف بغضّب من حقيقة الموضوع المُرّه ، مترك فعلها حق وحقيق بدون ما يرجع لقراره ، وقف يشّد على معكازه مصدوم من حدوث الأمر بالرغم من عدم وجوده أو حتى الاستماع لرأيه عن الموضوع ، يحسّ إن الموضوع هيّن لإنه لو تقدم لها مره ثانية بترجع حليلته لكنه يتذكر وقوف مترك بوجهه وهذا اللي بيمنعه من إنه يفكر يقرب منها حتى ، غمض عيونه بغضّب يفكر بردة فعل سهيل وفرحته ، يدري بإنهم مستحيل يخلونه يخطي خطوة ثانية لقصر آل ساير ، زفر يرجع للكنبه وينطق بسخرية : بينبسط سهيل ذلحين خصوصًا إنها جات منهم بيطير من الفرحة !
دفن وجهه بين كفوفه يفكر بحل هو أكيد ما بيوقف مكتوف اليدين لكنه يجهل أمور كثيرة ويحتاج شخص يملك الخبرة الكافية بهالأمور وبقضايا الخلع والطلاق ، مسك معكازه ووقف يخرج من بيته ، الرسالة كانت كافية لجعل النوم يفر هارب من عيونه ، والأكيد إنه ما بيذوقه لأسابيع قادمة حتى تنحل الأمور وترجع وهج حليلته ، ركب موتره يشغله ويزفر بتعب ، ضبّط المراية فوق رأسه ولمح عيونه الغاضبّة وصدّ ينطق بحدة : سهالات يا نجم ما تحتاج إلا رجل وحده بالسواقه وذراعك اليمين سليمة !
خرج بحذر من الأسوار بعد ما فتح له بركات البوابة وأنطلق صوب العاصمة ..
« مجلس سهيل ، صباحًا »
دخلت الجوهرة مستنكرة صوت سهيل المرتفع وضحكاته مع هالصباح ، تقدمت تجلس بجانب بِكرها رماح وتنطق بصدمة : علامه أبوك أستخف ؟
ألتفت رماح عليها بصدمة وضحك سهيل بعلّو صوته ينطق بسخرية : بدال ما تقولين دايمه وخطاك الشر يا سهيل ؟
رفعت حاجبها تنطق بحدة : لا والله أحكي بجدية علامك البسمة من الإذن للإذن !
خبط سهيل كفه على مركاه ينطق : الذليّل يحلف علي البارح ما يطلقها واليوم اللي يراهن عليها ويساويها بمقامي هي اللي خلعته !
طارت عيون رماح بصدمة من فهم سبب فرحة أبوه ينطق بصدمة : يا والدي أنت صادق !
ضحك سهيل يرفع الأوراق اللي وصلها له بركات من المحكمة يسلمها لبِكره وينطق : وأسود الوجه ماهو بالحلّة نشدت بركات عنه وقال طلع قبل الفجر !
هزّت رماح بصدمة تنطق : وش مكتوب يا ولدي اقرأ لي !
ضحك سهيل بسخرية ينطق : هذي آخرت اللي ما يسمع كلامي وجعل حاله من أردى لأردى
رفع رماح عيونه لأبوه بصدمة ينطق : أبوي شكلك نسيت من يكون نجم ونكرت كل جمايل..
قاطعه سهيل من نطق بحدة : والله لو يتجمل من هنيّا لباب مكة ما غطى جمايلي عليه وعليكم جميع ، قوم أذلف من وجهي لا تعكر مزاجي مع صباح ربي !
زفر رماح بغضّب يوقف ويخرج من المجلس ، وقفت الجوهرة تتبعه وألتفتت من نطق سهيل : زهبوا الفطور يا أم رماح
رفعت حاجبها تنطق بسخرية : تدّل علف الغنم ؟ يشبعك زين يا ولد عمي !
طارت عيونه بصدمة وضحكت الجوهرة تخرج من عنده ، هي كاسره شوكته بحكم صلة القرابة بينهم وإنها تكون بنت عمه ، ما يقوى يرفع يده عليها ولا يسيء لها بلسانه ، شّد على عصاته بغضّب يصدّ عنها ، سحب صحن البلح يأكل منه يتناسى جمرة صدره بعد الكلام اللي خرج منها ..
« قصر العدل ، عصرًا »
مسك جبينه من الصداع اللي ملازمه طوال ساعات النهار ، وقف وسرعان ما طارت عيونه من أصطدم بشخص ، رفع عيونه له بصدمة ينطق : ما تشوف !
تطايرت أوراقه بكل مكان وزفر ينطق بهدوء نبرته : أعتذر منك
رفع عيونه على نجم وعبّس بملامحه من شاف العكاز وذراعه المصابة وإضافة لملامح التعب والإرهاق اللي تعتريه ، تمسك بذراع نجم ينطق بربكة : سلامتك وآسف يا أخوك لكن والله ما لمحتك
زفر نجم يزيح ذراع عمر عنه وينطق : ما حصل شيء
زفر عمر يبتسم بخفه وينطق : تشرب قهوة على حسابي ؟ أرجوك خلني أكرمك ولا تردني
مرر نجم نظراته على الأوراق المنتشرة بالممر ينطق بهدوء نبرته : بشرط ؟
انحنى عمر يومئ برأسه للأمام وينطق : أي حاجه تحت آمرك
نجم : أساعدك بأوراقك وتساعدني بموضوعي
أبتسم عمر من مدّ نجم كفه وبدوره يمدّ كفه ويصافحه ، زفر نجم ينطق : توكلنا على الله
انحنى بخفه يساعد عمر اللي ركض بسرعة لأجل ما يتعب نجم معه يجمع أوراقه وجميع الوثائق اللي تطايرت من ملفه بلحظة إصطدامه مع نجم سابقًا ، أنتهوا ووقف يساعد نجم وينطق : ما قصرت رغم إني الغلطان وهذا دليل على كرمك بيض الله وجهك وأوعدك إن أبذل قصارى جهدي لأجل أخلص موضوعك لا تشيل هم
خبط نجم كتفه ينطق بتعب : ما سوينا شيء وهذا الواجب !
تقدم عمر يفتح باب مكتبه ويسحب المفاتيح ، ألتفت على نجم ينطق : أستريح
دخل نجم للمكتب وجلس على أحد الكنبات المقابلة للمكتب ، قفل عمر الباب خلفه ونطق : تشرب شيء ؟
ألتفت نجم عليه ينطق : شاهي
أبتسم عمر ينطق : مخلوط ؟
نجم : ما به مشكلة
فتح الباب ينطق بعلّو صوته : يا أديش ثنين شاهي مخلوط
هزّ أديش رأسه بالإيجاب ينطق : دقيقة بابا دقيقة
نطق عمر قبل يقفل الباب : أستعجل !
قفل الباب وتقدم ينزع جاكيته وينزله على كرسيه ، تقدم يجلس على الكنبه المقابلة لنجم وينطق : ما عرفتنا ؟
رفع حاجبة بدهشة يربّك عمر اللي أبتسم بتوتر يمدّ كفه وينطق : معك المحامي عمر بن جاسر آل سيف !
بلل شفايفه ينطق بسخرية : حيّ الله محامينا ، معك العقيد نجم بن رماح الجراح !
توسعت عيونه بصدمة يسحب كفه من قدام نجم وينطق بربكة : أبقاك الله عقيدنا كيف أقدر أخدمك ؟
نجم : موضوعي طويل ننتظر الشاهي ؟
رفع عمر رأسه على أديش اللي دخل والكاسات معه ، أبتسم بخفه ينطق : وصلت
أخذها من أديش ينزلها على الطاولة وينطق : شوكريا أديش !
أبتسم أديش يخبط كفه على جبينه وينطق بإنجليزيته المكسرة اللي تغلب عليها لهجته الهندية : welcome !
*العفو*
خرج من المكتب وأبتسم عمر ينطق : أسلم
زفر نجم ينطق بجدية : وش شروط الخلع ؟
رفع حاجبة بدهشة ينطق : ما توقعت موضوعك يتمحور عن الزواج أبدًا !
ميّل رأسه بعدم فهم ينطق : وش كنت منتظر ؟
ضحك عمر ينطق بسخرية : مدري عن أسلحة ولا فساد
مسح نجم وجهه ينطق بهدوء نبرته : ليت موضوعي كان بسهولة تلقيم سلاحي ولا إنهاء خدمة فاسد !
توسعت عيونه بصدمة ينطق : فعلاً موضوعك أسهل يا سعادة العقيد بينك وبين زوجتك قضية خلع ؟
هزّ رأسه بالإيجاب وأبتسم عمر يكمل : وأكيد ما أنت راضي
زفر بغضّب يصدّ عنه وينطق : الله الله
ضرب عمر الطاولة ينطق بإبتسامة عريضة : خلاص ما يتم الخلع
رجع نظراته بهدوء على عمر ينطق بسخرية : وقع الخلع بيننا حضرة المحامي
توسعت عيونه بصدمة ينطق : شلون ؟!
رفع أكتافه بخفه بعدم معرفة ينطق : تسألني في شغلك ؟
عمر : عشان كذا أقولك مستحيل يقع الخلع وأحد الطرفين ماهو راضي
زفرت يرفع كاسة الشاهي يترشف منها ، رفع نجم عيونه على عمر وضحك بسخرية ينطق : ما حضرت عشان أبدي رأيي
طارت عيونه بصدمة يكح بالشاهي ، مسح طرف شنبه ينطق بسخرية : صحة صحة !
شرب عمر من الماء ينطق بحدة : الله يسلمك ويخليك وموضوعك أقدر أنهيه بجلسة وحدة الخلع باطل والواضح إنهم خدعوك
زفر بغضّب ينطق بحدة : وشلون باطل والرسالة واصلتني
هزّ عمر رأسه بالإيجاب ينطق : مغشوش قلت لك وأهل زوجتك جايبين محامي قدر يلعبها صح ويزور أدلة كثير
غمض عيونه يخفي غضبّه وزفر ينطق : لا تحاكيني في أمور ما أفهمها وش أدلة وش تزوير !
عمر : بينكم أطفال ؟
رفع حاجبة بدهشة ما يدري ليه موضوع الذرية شاغل بال الجميع ، زفر يهزّ رأسه بالنفي وأبتسم عمر ينطق : أجل يا هو مزور إن بينكم أطفال وأنت سيء فالتعامل معهم وهذا خيار لا يمكن حدوثه لإنه ما يقدر يزور
نجم : خلصني وش الدليل الثاني ؟
عمر : وهو الأكيد والأسوء إنك عنفتها وعدمت نفسيتها وكرهتها بالعيشة معك
توسعت عيونه بصدمة ينطق : أنت تقوله صادق ؟
هزّ عمر رأسه بالإيجاب ينطق : بس لا تشيل هم بمسك القضية وأطيح كل التهم اللي عليك وبدون مقابل
أبتسم نجم بخفه ينطق : والله مدري وش أقولك يا أبو جاسر بيض الله وجهك وما تقصر نفداك
أبتسم عمر بوسع ثغره ينطق : ولو ما بيننا شكر وأنا لسى ما بديت بس تقدر تشكرني وتعزمني على عرسك
خبط نجم كتفه ينطق بسخرية : ولا يهمك أول الحاضرين !
وقف عمر ووقف نجم معه ، تصافحوا ونطق عمر بتساؤل : وين نتلاقى على خير ؟
نجم : في بيتي برسلك الموقع
رفع عمر جواله يسجل رقم نجم وينطق : تشرفت فيك يا الجراح
ثبت ذراعه على صدره ينطق بحدة صوته : الشرف لنا يالسيف
أبتسم عمر وتقدم نجم يخرج من المكتب ، توجه لمخرج القصر ورفع جواله من وصله إتصال غير معروف ، فتحه ينطق بحدة : الو ؟
أبتسم عمر ينطق بسخرية : سجل رقمي عندك
ألتفت نجم خلفه يشوف عمر اللي رفع كفه له وأبتسم يقفل بوجهه ويغادر المكان ، توسعت عيون عمر بفشلة وألتفت على الناس بالممر وزفر من تأكد محد سمعه يرجع لمكتبه ..
« قصر مترك ، غرفة وهج »
متمددة على سريرها تتأمل الغروب وألوانه المتوهجة اللي تنتشر بعرض السماء ، قماش الستاير اللي يتحرك أثر الهواء ، جو أقل ما يقال عنه كئيب ، مثل مزاجها تمامًا ، صدرها والضيق اللي يكتمها رغم كمية الأكسجين اللي يوصلها ، عضّت شفايفها من قررت أحد دموعها تحتضّن مفرشها الأبيض ، تفكر فيه وتعيش بجانبه وتتواصل معه بخيالها ، تتذكر الموقف اللي حصل بظهيرة اليوم ..
« سابقًا ، صالة القصر »
صحت من نومها بإنزعاج من سمعت صوت جدها بالقرب منها ، هي متأكده إنهم ماهم على وفاق لدرجة تسمح له يقترب منها ، فتحت عيونها بتعب وسرعان ما شهقت من لمحت جوالها بيده ، هو بالفعل أنتهى من جوالها الجديد بشريحته الجديدة ورقمه الجديد ، قاطع تواصلها في جميع أفراد الحلّة بشكل تام ، زفر بغضّب ينطق : خلاص أنضجي وأتركي حركات المراهقات عنك أنا متأكد إني شرحت لك مليون مره كيف بتكون نهاية هالسالفة !
صرخت بغضّب تنطق بحدة : من سمح لك تمدّ يدك على جوالي من !؟
صدّ عنها يغادر ومسكت الجوال الجديد ترميه على الجدار وتحطمه لأشلاء ، ألتفت عليها بصدمة وزفر يكسر شريحتها قدام عيونها ، هي بالفعل كان عندها علم بكيفية نهاية الأمور لكنها ما توقعت أبدًا إنه بيكون بهالسوء والقساوة ، آخر شيء تتذكره هو ركضها لغرفتها ودموعها تحجب الرؤية بشكل واضح لها ..
« الحاضر »
أشعة الشمس وقت الغروب تداعب وجهها وشعرها بشكل دافء ولطيف ، شعور الدفء اللي فقدته من قبل خمسة عشر ساعة

« الحاضر »
أشعة الشمس وقت الغروب تداعب وجهها وشعرها بشكل دافء ولطيف ، شعور الدفء اللي فقدته من قبل خمسة عشر ساعة ، رفعت عيونها للشباك من سمعت صوت هطول المطر ، وقفت على حيلها تتوجه للشرفة وتفتحها كاملة ، شهقت تضحك من ضرب المطر وجهها وتبللت بالكامل ، خرجت للشرفة تقفل باب غرفتها لأجل ما تنحاس بالأمطار الغزيرة ، تقدمت تتمسك بجدار السور تراقب عيسى اللي يركض خلف العم صلاح لأجل يدخلون من المطر ، أبتسمت من شافت مزنه جالسه ومترك بجانبها ، زفرت تصدّ عن مترك من لاحظ وجودها ، مسح وجهه ينزل فروته ويغطي مزنه فيها ، قبّل رأسها ينطق بهمس : وهج فوق ناديها أنا بمشي
رفعت حاجبها تنطق بسخرية : ليه ما تناديها أنت
زفر مترك ينطق يصدّ عنها وينطق : مالي وجه
عبّست بملامحها تراقبه وهو يمشي خارج القصر ، رفعت عيونها تآشر لوهج اللي ركضت من تأكدت إن مترك رحل ، كبست زر السلم وطاح للأرض ، زفرت مزنه تنطق : يا بنتي ذا حديد أنتبهي من الصواعق !
ضحكت تنزل بشكل مستعجل وتركض لجدتها ، ضحكت مزنه من ارتمت وهج بحضّنها ، سحبت الفروة تغطي حفيدتها وتنطق بإستغراب : من أنتي وريني وجهك ؟
أبتسمت وهج ترفع وجهها لجدتها ، هي تدري إنها تعاني من الزهايمر وبكل مره تسألها مزنه هالسؤال تكسر ضلعٍ من ضلوعها ، عضّت شفايفها من صبّت دموعها مثل صبّ المطر ، تلطخت دموعها بالمطر وظلت تراقب نظرات جدتها المستغربة ، حاوطت وجنتيها تنطق بتساؤل : ليه زعلانه ؟
مسحت دموعها بسرعه وأبتسمت بخفه تنطق : أحد يزعل وهو مقابل حسن وجهك ؟
أبتسمت مزنه توسع من عيونها وتنطق بلهفة : وهجي
ضحكت وهج تحضّنها وتنطق : ضلوعها لبيك يا أمي
مسحت مزنه على ظهرها تنطق : أنتي تبكين !
زفرت تبعد عنها وتنطق : لا يا حبيبتي هذا المطر
أبتسمت تهمس بـ : ايه أشوى
وأبعدت وهج عنها توقف من الكرسي وتفلت فروة مترك من عليها ، نزعت شيلتها تحت ضحكات وهج المصدومة ، تقدمت تنطق بضحكه ساخرة : تعالي لاعبيّني وأنتي تضحكين
وقفت وهج تركض لجدتها وتتمسك بكفوفها ، تارة يدورون بمكانهم وتارة يراقصون بعد وتارة أخرى يلعبون غميضة ، ضحكت مزنه بتعب تجلس تحت النخل وتنطق : زين ما فيه غيرنا ويه يالفشله لو أحد شافنا !
ضحكت بصوت عالي تجلس بجانب جدتها وتنطق : ينقلعون ولا يهمك أحد أساسًا معاد فيه شيء يصبرني على هالقصر إلا أنتي يمه
أبتسمت مزنه تسحب وهج لصدرها وتنطق : يعقب اللي يضيق صدرك وأنا حيه ودقي على زوجك خلينا نتقهوى تحت غيث المزون معه ومنها أنشد عنه
أبتسمت بضيق ترفع أكتافها بقلة حيلة وتنطق : ما أقدر أدق عليه جوالي خربان
آشرت مزنه على جوالها الموجود تحت فروة مترك تنطق : خذي جوالي بسرعه يا بنتي !
أبتسمت توقف وتركض للجهة اللي يتواجد فيها جوال مزنه ، سحبته من تحت الفروة وركضت للمجالس الخارجية ، آشرت لمزنه اللي هزّت رأسها بالإيجاب وأبتسمت تفتح جوال جدتها القديم وتسجل رقمه اللي تحفظه عن ظهر قلب ، زفرت بتوتر تضغط على زر الإتصال وتقربه من إذنها ، عضّت شفايفها من مسك الإتصال ترفع رأسها للأمطار الغزيرة ، فزّت من وصلها صوته وهو يقول : مرحبا ؟
ألتفتت بصدمة على مزنه اللي تقدمت لها تسحب الجوال منها ، هزّت رأسها بالإيجاب من نطقت مزنه : رد ؟
أبتسمت مزنه تنطق بربكة : الو ؟
ميّل رأسه مستنكر الصوت ينطق : أمي الجوهرة ؟
هزّت رأسها بالنفي تدّعي إن نجم يشوفها تنطق : لا يا أمي أنت نجم ؟
أبتسمت وهج تقرّب إذنها عند جدتها اللي ضحكت من حركة حفيدتها ، عدّل جلسته ينطق بإستغراب : ايه طال عمرك نجم ، سمّي وش بغيتي ؟
مزنه : أنا مزنه بنت مانع آل ساير
كان مستنكر الأسم لكن من وصلت للقبها وسع عيونه بصدمة ينطق بحدة : أرحبي
أبتسمت وهج بوسع ثغرها وسرعان ما شهقت من نطقت مزنه بضحكه ساخرة : أرحبي لي ولا للي ملصقه إذنها تسمع صوتك ؟
زفرت بخجل ترفس الأرض وتنطق : أمي !
أبتسم من سمع صوتها ينطق بسخرية : لا أما هي لها ترحيبة خاصة ومكانه داخل الضلوع جعلني والله أفداها
خبطت ظهر وهج تنطق : تعالي أسمعي وش هو يقول
هزّت رأسها بالنفي تنطق بربكة : أعرف ما يحتاج أسمع
زفرت مزنه وتقدمت وهج تنطق بهدوء نبرتها : نجم أنت قريب ؟
فزّ واقف على معكازه من سمع صوتها ينطق بحدة صوته : أقرب لك من هدَب عينك لباك
عضّت شفايفها بخجل تنطق بربكة : طيب أسمع ترا يمه عازمتك تعال وأستعجل قبل يرجعون مترك وأمير وزوجته !
ضحك يمسك صدره وينطق بحسرة : نعى وجهي يا عذب الطبايع مزعلينك ؟
هزّت رأسها بالإيجاب تدّعي إن نجم يشوفها وسرعان ما لاحظت رجفة ثغرها وهي تنطق بـ : ايه
نجم : جايك على وجهي خليك قريب من الجوال عشان لو وصلوا قبلي تعطيني خبر
شّدت على قبضتها تكبح دموعها وتنطق برجفة صوتها : أنسى مستحيل أرجعك وأنت جاي أدخلك بطريقتي !
أبتسمت مزنه تنطق بسخرية : القصر قصري دخلي وطلعي منه اللي ودك يا بنتي أهم شيء يضحك حجاجك
أبتسمت من كلام جدتها وسرعان ما ضحكت بصدمة من نطق نجم : جايها وبحبّ فوق رأسها على ذا الكلام اللي يثلج الصدر
تقدمت مزنه تنطق بعجلة : قفل ؟
هزّت وهج رأسها بالنفي تنطق : لا ليه سألتي ؟
سحبت الجوال من حفيدتها تنطق بربكة : أدري إنها قلة حيا يوم أطلبك..
فزّ بصدمة ينطق بجدية : لا والله محشومه وآمريني !
مزنه : تجيب جدتك الجوهرة معك عشان أشغل عمري معها وأنت تأخذ راحتك مع وهج
أبتسم يأشر بإصبعه على خشمه وينطق : والله على هالخشم
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : عليه الطيّب يا أمك ، ودعناك ربي وأنتبه تسرع مع هالأمطار
أبتسم بخفه ينطق : أبشري
قفلت الجوال وزفرت وهج تنطق : يمه ليه قفلتي كنت بودعه
رفعت حاجبها تنطق بسخرية : بنت أعقلي بيجيك هالحين وشو له تودعين الله لا يجيب طاري الموادع !
أبتسمت تدخل ذراعها بذراع جدتها وتمشي تحت زخات المطر الهاديه يتوجهون للداخل لأجل يبدلون ثيابهم المبلولة ..
« المستشفى ، غرفة سبعة وأربعين »
دخل يمشي بهدوء وبيده باقة ورد ، رفع نمر عيونه بصدمة ينطق : حيّ أبو رماح وحيّ طاريه !
أبتسم ينزل الباقة على الطاولة ويتقدم لنمر اللي وقف بصعوبة على شانه ، دخل بحضّن خويه وهو ما يحب هالنوع من السلام إلا مع من يغليها لكن غلبه الشوق ، قبّل كتفه وأبعد يسلم على خشمه وينطق بحدة : خطاك الشر يا عين نجم !
أبتسم نمر يجلس على طرف سريره وينطق : جعله ما يجيك يا عضيد نمر
جلس على الكرسي مقابله يبعد معكازه وينطق : علوم جديده أخبار يا أبو سعود ولا ؟
خزّه نمر ينطق بسخرية : صاحي أنت والله ظنّي من يوم رجعنا من المهمة وأنا يا أخوك مقابل هالجدران والأجهزة
بلل شفايفه ينطق بسخرية : أحمد ربك أقلها تمشي !
ضحك نمر ينطق : لا جد اسأل وش صار لكم بعد ما هاجمونا عيال الحرام ؟
نجم : صار اللي صار وشوفة عينك محروم من المشي أربع إلى ست أشهر
أبتسم نمر يخبط فخذه وينطق : سهالات يالنجم وراجع أقوى ومبروك الترقية تستاهلها لكن وقف لا تلحقني !
ضحك بسخرية ينطق : الله يبارك فيك ولاحقينك خير ولا شر !
رفع نمر عيونه على الباب من أنفتح ودخلت ليلى تدفع عربية الأكل له تاركه العاملة المخصصة بالأكل خلفها ، أبتسمت بخفه تنطق : معليش بس بعطيك دواء قبل الأكل وودي أحرص وأشوفك تأكل
أبعد نجم بخفه وفزّت تنطق : أستريح أخوي
عدّل جلسته وألتفت على نمر اللي نطق بربكة : متى راجع للميدان ؟
رفع حاجبة بدهشة ينطق : تسوقها ؟
مدّ نمر يده بهدوء يضرب ركبة نجم المصابة وفزّ نجم ينطق بهمس : لعنه وش علّتك !
زفر نمر يأشر عليها بعيونه وطارت عيون نجم بصدمة من فهم خويه ، أبتسم نمر من تقدمت ليلى له تنطق : أمسك وسمّ بالله
أخذ الحبة منها يأكلها ويدفعها لجهازه الهضمي بالماء اللي مدّته ليلى له ، مسح وجهه وشنبه يوقف وينطق : وراي مشوار يا أبو سعود بغيت شيء ؟
أبتسم نمر ينطق : بغيت سلامتك نفدا خشمك
شّد على معكازه ينطق : أجل ودعناك الله
نمر : في أمان الله يا نجم
توسعت عيونها بصدمة من عرفت الشخص الموجود قبالها طوال فترة تواجدها بينهم ، تنطق بصدمة : نجم !
وقف عند الباب وألتفت عليها مستنكر ينطق : نعم ؟
شهقت تغطي ثغرها بصدمة ، رفع نمر حاجبة بدهشة ينطق : تعرفون بعض ؟
طارت عيونه بصدمة ينطق بحدة : لا والله إما ذلحين أن تجيك الزبيرية تمشي طبالين يا صبي ! أستح
هزّت رأسها بالنفي بصدمة تنطق : لا لا بس أنا بيستي وهج
ألتفت عليها بصدمة ينطق : أخوك يا صبي لا تقولين إسم محارمي قدام الرجال !
ضحك نمر بسخرية ينطق : أمحق إسم زوجتك بستي ؟
توسعت عيونها تضحك بصدمة ، ألتفت على نمر ينطق بإستغراب : جد وش ذا بستي ؟
غطت وجهها تصدّ عنهم وهي تضحك ، أبتسم نمر ينطق بخفه : دايمه دايمه
رفع حاجبة بدهشة ينطق : أعقل يا أبو سعود ما هقيت إنك رهيف
ضحك نمر يتأملها وزفر تجم يتقدم للباب وينطق قبل يخرج : أنا ماشي أخرتني
خرج من عندهم وتقدمت تمسح دموعها وتنطق : قهر ما سألته عن وهج..
شهقت تغطي ثغرها بصدمة من نطقت بإسمها ولاحظت إستنكاره لحركتها ، تقدمت له تهمس بـ : ما بيرجع صح ؟
توسعت عيونه يضحك وينطق بسخرية : وإذا جاء أنتي في وجهي
أبتسمت تدفع العربة ورجعت أنظارها على نمر اللي نطق بجدية : تعالي وش معنا الكلمة اللي قلتيها ؟
ضحكت بسخرية تنطق : يعني أقرب صديقة لها
رفع حجاجه من فهم ينطق : اها طيب أسمعيني أنا بديت أحس بخمول طبيعي صح ؟
هزّت رأسها بالإيجاب تنطق : أرتاح بجيك الصباح
هزّ رأسه يغمض عيونه ومشت تقفل النور وتخرج ، قفلت الباب وراها ورفعت لافته « الرجاء عدم الإزعاج » ، أبتسمت تغادر المكان وتتوجه لمكتبها ..
« قصر مترك ، بعد العشاء »
جالسة مقابلة لجدتها المشغولة بالجريدة ، زفرت ترفع ساعة معصمها وتنطق بهمس : يمه تأخر صح ؟
زفرت مزنه تنطق : اي والله وأنا بردت
توسعت عيونها بخفه توقف وتنطق : أشغل النار ؟
هزّت مزنه رأسها بالإيجاب وتقدمت وهج للحطب ، ألتفتت بصدمة من نطق عزيز : خليه علي
أبتسمت ترفع ذراعيها وتحاوط رقبته ، أبتسم يمسح على ظهرها وينطق : الله يجعلها دايمه هالبسطات
أبعد عنها ولاحظ صمتها وإبتسامتها الهاديه ، أبتسم بخفه يقبّل جبينها وينطق : لا تسولفين يكفيني ما أشوفك بحالة مثل حالتك البارح تكفين
هزّت رأسها له وتقدم يسحب من الحطب ، جلست وتقدم عزيز يقبّل جبين مزنه وينطق : وش فيك بردتي يا بعد كل الأوطان ؟
ضحكت وهج بخفه وزفرت مزنه بسخرية تنطق : خلك بشغلك يالفصعون
أبتسم يشّب النار وينطق : الله يسامحك يا جده
رفعت عيونها له تنطق : أسمع
ألتفت عزيز لها ينطق بهدوء نبرته : لبيه ؟
مزنه : أمير وهنادي وينهم ؟
عزيز : ما قالوا لكم ؟
رفعت حاجبها بصدمة تنطق : سافروا ؟!
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق : تقول يمه هنادي إن جدي تعب البارح بعد وهج وجاء لعندها ولقاها مقفلة على نفسها وبعدها معاد قوى يقابلها وحجزوا علطول وسافروا
ضحكت بصدمة تنطق : كان يقدر يتكلم ويصحيني من نومتي تدري ليه لأن كنت بسمع له وبحضّنه وببكي بين يدينه نفس قبل لأني أشتقت لبابا قبل يوم إنه كان يحاول فيني لكن الحين لو أموت ما أرخيت سمعي له !
زفرت مزنه تنطق بهدوء نبرتها : طويل العمر بدال ما يرضيك ويسفرك سافر يتهرب منك ؟!
ضحكت بسخرية توقف وتصدّ عنهم ، لفحات الهواء الباردة تصافح وجهها الندي ، عضّت شفايفها تمنع دموعها تنزل ، زفر عزيز يجلس وينطق : تنتظرون أحد ؟
هزّت مزنه رأسها بالإيجاب تنطق : صديقتي الجوهرة
ضحك بسخرية ينطق : أقعد والصداقه !
ألتفتت عليه بغضّب تنطق بحدة : ورع !
ضحك بعلّو صوته ينطق : لبيك لبيك
زفرت تصدّ عنه من تقدم يقبّل كفوفها ، أبتسمت بخفه تحاوط رأسه وتنطق بهمس : أمك العوبا وينها ؟
ضحك بصدمة ينطق : مستانسه مع الدكتور نيار
زفرت مزنه تنطق بهدوء نبرتها : دق عليها خلها تجيني تسلم علينا وتسمر معنا
أبتسم يسحب جواله ويأشر بإصبعه على خشمه وينطق : على خشمي
أشرت له تنطق بعجلة : عجل عجل
ضحك يرفع جواله ويتصل بأمه ، مشى يغادر المكان ووقفت مزنه تتقدم لحفيدتها ، حاوطت أكتافها تقبّل شعرها وتنطق بإبتسامة عريضة : مسك يا بنتي مسك
أبتسمت وهج ترفع رأسها لجدتها وتنطق : يمه ما أدري كيف برجع أتقبل ماما وبابا مره مزعليني وشرهانه عليهم كثير وبرضو مترك حقك ذا !
رفعت حاجبها تنطق بسخرية : ما هو حقي دامه زعلك وأشرهي عليهم حتى يراضونك ويرضون غرورك ودلالك بنتي يا وهج !
أبتسمت بهدوء تنطق بحزن : تدرين وش سوا فيني مترك !
ميّلت رأسها بعدم فهم تنطق : من مترك ؟
عضّت شفايفها تغطي وجهها بكفوفها تمنع دموعها ، تركتها مزنه ورجعت بخطواتها للخلف تنطق : وش جابك يا بنت هنيا وين أهلك !
شّدت على أسوار الجلسة الخشبية ، ترفع عنقها وتبعد السكارف منه تسمح للهواء يدخل لداخلها ، ألتفتت بضيق على مزنه اللي نطقت : تعالي معي نتصل على أهلك
زفرت تمسح على صدرها وتنطق : يمه أدخلي داخل تعبتك معي والواضح نجم ماهو جاي
تقدمت تحاوط أكتاف مزنه اللي تناظرها بإستنكار وتنطق بهمس مسموع قريب من وجهها : ماشاءالله تبارك الرحمن من أنتي عليه ؟
تقدم عزيز لهم ينطق : أما عاد كنسلتوا ؟
مدّت ذراعها تسحب عزيز وتمسكه بمزنه ، تمسك بجدته العودة وألتفت على خالته ينطق : وهج وش صاير ؟
قطرت دمعة سريعة ومسحتها بشكل أسرع تنطق ببحة صوتها : دخلها تعبانه وقول لروزا تعطيها أدويتها
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق بحدة : وش هالنبره ؟ راجع لك
تقدم يساعد مزنه يدخلون للقصر ، ألتفتت على الجلسة والنار المشتبّه ، تقدمت تجلس على الكرسي اللي كانت جالسه فيه سابقًا ، سحبت معصمها تشوف الوقت اللي ركض فيهم بدون حضوره ، رفعت عيونها على القبة الزجاجية والنجوم الواضحة بالسماء ، أنسابت دموعها على حرير وجنتيها لأجل تسقي مشتلها ووردها ، عضّت شفايفها من أدركت إنها قاعدة تحرق كل بساتينها بدموعها المالحة الحارة ، مسحتها بهدوء وزفرت ضيق صدرها تنطق : يارب أستودعتك روحي يارب تعبت والله أهلكت روحي..
قاطع دعائها صوت البوابات من أنفتحت ، فزّت علطول ترفع السكارف على أكتافها العارية ، حيث إنها كانت تتزيّن بـ توب عنابي قاتم وجينز بني ، توسطت الحوش وارتخت ملامحها من دخلت سيارة نيار ، زفرت تصدّ عنهم وترجع للجلسة المحاطة بالأشجار من كل مكان تتخبى وسطها ، جلست على كرسيها تسمع أصوات ترحيب عزيز بعائلته الصغيرة وضحكاتهم سوا ، أبتسمت بضيق تقلبّ الجمر قدامها وتنتظر خبر منه ..
« حلّة سهيل ، الثامنة مساءًا »
دخل للأسوار وتقدم بركات يقفل البوابات ، قفل موتره ينزل منه ويسند نفسه على معكازه ، تقدم متوجه لبيت سهيل لأجل يكلم الجوهرة لكن أستوقفه صوت سهيل اللي نطق بعلّو صوته : هذا صوت موتر نجم
ألتفت وطاحت عينه على عيون سهيل اللي نطق بإبتسامة عريضة : أرحب يا نجم سهيل !
زفر بغضّب من لاحظ إبتسامة سهيل اللي تدل على الشماته ، تقدم بهدوء يدخل للمجلس وينطق بهدوء نبرته : الله يبقيك يا سهيل
رفع سهيل كفه لحفيده وسرعان ما تناولها نجم يقبّلها ، أبتسم يسحب كفه من نجم لأجل يقبّلها بعده ، زفر رماح من لاحظ التوتر بالمكان ينطق : أبوي متى نسوي العشاء ؟
أبتسم سهيل يأشر على المكان بجانبه وينطق : أجلس يا نجم
زفر يفتّل شاربه وينطق : مستعجل..
قاطع كلامه سهيل وهو يقول بغضّب : أجلس يا أبوك أجلس
مسح شاربه وتقدم يجلس بجانب سهيل ، ألتفت عليه من ضرب المركى ينطق : بكره ماشين للخيام وبنبات فيها ثلاث ليالي
تثاوب بملل يصدّ عنهم وينطق : لا تحسبوني معكم مشغول بالرياض
رفع حاجبة بدهشة ينطق بسخرية : ما بتحضر عشاك ؟
ميّل رأسه بعدم فهم ينطق : عشاء ؟ لإيش !
سهيل : سلامتك وترقيتك
رفع ذراعه على صدره ينطق : ما تقصرون لكن محتاس بشغله ومطول لا تنتظروني
سحب سهيل ذراعه ينطق بجدية : لا بتجي وأقصر الشر يا نجم تراني متغاضي عن حركاتك البارح عشان خاطر رماح !
سحب ذراعه من سهيل ينطق : أعذرني مشغول مع مرتي ندور بيت وإن قدرت ألحق أبشر بجي
طارت عيونهم بصدمة من كلام نجم ، مسح شاربه وأبتسم بخفه ينطق : أنا استأذن
وقف يخرج من المجلس تحت صدمة سهيل وعياله وأحفاده ، هو رمى بدعوتهم عرض الجدار وبدأها عليهم كلهم ، بلل شفايفه ينطق بسخرية : والله الورطه ذلحين بشتري لها بيت
دخل بيت سهيل وأبتسم بخفه يكمل : أصلاً ما طرى علي أخليها تسكن فالحلّة وتستاهل والله اللي طلعت من قصور تسكن بقصور !
أبتسمت ريمان بصدمة تنطق : تكلم نفسك ؟
ألتفت عليها بصدمة ينطق : إيش ؟
ضحكت بعلّو صوتها تحتضّنه ، حكّ رأسه بفشلة يحاوط أمه ، أبتسمت تبعد عنه وتنطق : وش بغيت هنا ؟
ألتفت من أستوعب أصوات البنات والحريم ، هو كان يفكر فيها وباله معها لأجل كذا ما أستوعب ، زفر ينطق : وين الجوهرة ؟
ميّلت رأسها بإستنكار تنطق : أناديها ؟
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق : ونادي بنت رماح معك ما سلمت عليها زيّن
أبتسمت تدخل للمجلس ، تقدمت للجوهرة تهمس بإذنها وتنطق : حفيدك يبيك
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : أجيه يسلم رأسه وشلون ما أجيه
أبتسم من سمعها ينطق : لا عدمتك يا أم رماح !
وقفت تتقدم للباب وآشرت ريمان على نجد اللي أبعدت رأس أسيل من حضّنها ووقفت تخرج مع جدتها ، قبّل جبينها وكفها ينطق : تخاويني يا بنت عبدالكريم ؟
أبتسمت تشّد على كفه وتنطق : أخاويك لأبعد مدى ولنجم سهيل أخاويك !
ضحك بخفه ينطق : أجهزي وأنتظريني بموتري
هزّت رأسها بالإيجاب وألتفتت بصدمة على سهيل اللي دخل البيت ينطق بحدة : مالك لزوم في الجوهرة وأنتي والله ما تعدين عتبة الباب وراه !
رفعت حاجبها تنطق بضيق : ليتك ما حلفت يا سهيل ما صدقت يدلعني نجم ويطلعني معه
ألتفت على جده ينطق بحدة : وش قومك عليها خلها تطلع وتستانس
ضحك بسخرية ينطق : كان طلعت نجد تستانس ؟
شّد على معكازه ينطق بحدة : لا تدخل نجد..
قاطعته الجوهرة من نطقت بهمس : عوضني بعدين يا ولدي وأساسًا مقدر أخلي حريم أعمامك بمجلسي وأمشي
زفر بغضّب يهزّ رأسه لها ومشت ترجع للمجلس ، ألتفت على نجد يمسك كفها ويسحبها وراه ، شّدت على كفه تنطق بهمس : بشويش يا أخوي !
عضّ شفايفه بغضّب ينطق : ما بعد أوجعتك يا أختي !
توسعت عيونها بذهول تنطق : وش قصدك ؟
دخلوا بغرفة الحريم وألتفت يقفل الباب وراه ، رجع يلفّ على نجد وينطق بسخرية : وش قصتك أنتي والشجاع ؟
توسعت عيونها بصدمة تنطق بربكة : وش قصته !
رمى معكازه قدامها بغضّب ينطق بحدة : نجد يا ويلك تلفيّن يمين يسار تكلمي قبل أكسر رأسك !
تكى على الجدار بغضّب وزفرت تنحني وترفع عكازته ، تقدمت له تمدّها له وتحتضّن ذراعه ، تمسك فيها يسمح لها تساعده وزفر ينطق : ورد وحركات ذكور ماهي حركات رجال لو يبيك طق الباب وطلبّك على شرع الله وسنة نبيه !
عضّت شفايفها تساعده يجلس على الكنب وتقدمت تجلس بجانبه ، رفعت عيونها له تنطق : طلبني يا نجم
رفع حاجبة بدهشة ينطق : بنت !
فزّت تنزل عيونها عنه وزفر بغضّب ، كان يظنها تقصد ليلة الخيام وهذا بالنسبة له ما هو طلب كثر ما كان شجاع يشرح رغبته فيها ، شّد على عكازه ينطق بحدة : إي طلب تسمين ذاك طلب !
عضّت شفايفها بهدوء تنطق : طلبني من أبوي ووافق
ارتخت عيونه بصدمة من سمعها ، مسك فكها يلفّها عليه وينطق بصدمة : متى يا نجد ؟
بلعت ريقها بقلق تنطق : ما أعرف بس أنت كنت بمهمة
ترك فكها يصدّ عنها مصدوم ، كانت تسمعه يتمتم وينطق بغضّب : يعني زوجوك وأنا بعيد !؟
توسعت عيونها بصدمة تتمسك بوجنتيه وتنطق بصدمة : لا يا نجم لا ما تزوجته حتى خطوبة ما حصلت ومستحيل تحصل وأنت مو موجود ومستحيل أسمح إلا و ذراعك بين ذراعي وتوصلني له
نظر داخل عيونها ينطق بهدوء نبرته : أخاف عليك يا بنتي
ميّلت رأسها بربكة تفلت يدينها وتنطق : من إيش تخاف ؟
نجم : شجاع ما يناسبك
ارتخت عيونها بضيق تنطق : ليه ما يناسبني ؟!
زفر بغضّب ينطق : أنا ما أبيك تأخذينه يا نجد !
ضحكت بسخرية تنطق : بس كذا تحسب الموضوع بالبساطة ذي ؟
مسك كفها بين كفوفه ينطق بجدية : ايه الموضوع بالبساطة ذي شجاع ولد عمنا ونعم والله فيه ما أقول شيء لكنه عسكري راتبه ما يكفيه وأنتي دلوعه وطلباتك ما تخلص وتزعلين لو ما أحد جاب لك اللي تبينه !
ضحكت بصدمة تنطق : نجم !
رفع حاجبة بدهشة ينطق : الصدق ولا ؟
زفرت تصدّ عنه وأبتسم ينطق بهدوء نبرته : هذاك زعلانه عشاني رفضته وأنتي تبينه
ضحكت بعلّو صوتها وأبتسم يحتضّنها ، حاوطت ظهره تنطق بإبتسامة : أنت محد قدر يوقف بوجهك لما طلبت وهج وأنا يا أخوي ما أبيك توقف بوجه شجاع
ضرب ظهرها بخفه ينطق بسخرية : أروح أقطع إذنيه ذا الكلب وش مسوي فيك يا بنتي وش هالمحبة !
أبتسمت بخجل تنطق بربكة : أهم شيء توافق عليه قبل أستخدم سلاحي عليك
أبعدها عنه ينطق بضحكه ساخرة : إي سلاح يا نجيد ؟
ضحكت بخفه تنطق بهمس : وهج
رفع حاجبة بدهشة يوقف ، أبتسمت توقف معه وتنطق : شكله نفع وافقت ؟
ألتفت عليها ينطق بسخرية : لا طبعًا وباقي بنتكلم عن الموضوع وعن سلاحك الفتاك يا بنت رماح
ضحكت بسخرية تنطق : طيب ما يصير إلا اللي ودك فيه بس علمني وين رايح ؟
حكّ طرف شاربه ينطق بحدة : بروح ألعن شكل سلاحك وأرجع
رفعت حاجبها تنطق بضحكه ساخرة : ليه تلعن شكله ؟
عضّ شفايفه يضرب صدره وينطق : لأني أنا الجاني بسلاحٍ رفعته على صافي جبينه لكن الله يعلم كيف أصبحت المجني عليه
أبتسمت بدهشة تنطق : تستهبل رفعت السلاح عليها !
فتّل شاربه ينطق بسخرية : ومرتين لكن أخوك رخمه قدام حضرة جنابها
ضحكت بصدمة تنطق : مستحيل وش هالحب كله !
رفع أكتافه يتقدم للباب ، فتحه ونطق بجدية : أرجعي للبيت مع أمي لا تروحين لحالك
أبتسمت تهزّ رأسها بالإيجاب تنطق : أنتبه لنفسك
سحبها يقبّل جبينها وينطق : لا تقطعين هالعاده عني فقدتها يا نجد العذيّه !
أبتسمت تقبّل خشمه وتنطق : لا تخليني معلقه بين مراح ورجعه فقدت وجودك الدايم يا نجم سماي !
أبتسم بضيق يحتضّنها لصدره ، توجعه كلماتها ويدري إنه بالحيل مقصر لكنه ما يشك ولا ذرة بغلاته عندها ، انحنى يقبّل كتفها وينطق : ودي ألحق على بنت أمير ، ودعتك الله
هزّت رأسها بالإيجاب تنطق : في حفظه ورعايته
خرج من البيت يتقدم لموتره ، ألتفت على شجاع اللي نطق بصدمة : تعال وين رايح ؟!
زفر بملل ينطق : يا أخوي وش تبغى ؟
شجاع : أنت صاحي بتشتري بيت وتخلي بيتك !
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق بجدية : وين المشكلة ؟ وبعدين أدري خاطرك في بيتي خذه يفداك
توسعت عيونه بصدمة ينطق : أسكن فيه لحالي !
أبتسم بخفه ينطق بسخرية : ايه معليك الموضوع ذا بنتناقش فيه زيّن يا الرأس الطيّب
ركب موتره وزفر شجاع بربكة يرجع للدكة مع العيال ، مشى وألتفت على منيف يفتح شباك موتره على منطوق منيف : تعال نسهر يا نجم بلوت وشاهي ؟
رفع كفه بداعي الاعتذار ينطق : المره الجايه ودعناكم الله
خرج من الحلّة ومسك الخط متوجه لقصر مترك ، يدري إنه متأخر وجدًا لكنه بيحاول يسابق عقارب ساعتها قبل يخيب ظنها وتفقد الأمل بجيته ..
« قصر مترك ، العاشرة مساءًا »
طلبّ نيار من عزيز يرافقهم لعشاء في أحد المطاعم ومضت ساعة على رحيلهم ، بينما قررت وهج تعطيه فرصة ذهبية وتنتظره ساعة أخرى ، لكن هالساعة قضت وأنتهت من دقايق ، زفرت بضيق تمشي بالحوش الضخم ، تحت النخيل والأشجار اللي يغطيها الندى ، قفلت البوابة وألتفتت تعود أدراجها للقصر ، شهقت تفزّ مرعوبة من صفّر نجم اللي متكي على أحد جذوع الشجر ، ميّلت رأسها بعدم تصديق تنطق : آخ نجم !
فتح ذراعه لها ينطق : يا عيون اللي عيونه ما شافت حلّا إلا حلّاك ولبيك يا عذب الأطباع وبنهاية الحكي أسمي على روحك من الآخ جعلها والله بأقصى ضلوعي ، أقربي وتعالي حبيّني
فلتت السكارف من يدها تركض له ، أحتضّنت رقبته بشّدة وغمض عيونه يحاوط خصرها ويثبت طرف خشمه على كتفها العاري ، يستنشق ربيعها ونداها ، رفع رأسه يطبع ثغره بهدوء على كتفها يقبّله بعمق ، غمضت عيونها
غمضت عيونها بخجل وهي تشعر فيه يقبّلها بشغف ويتجاوز كل الحدود متوجه لعنقها ، أبتسمت بخفه تنطق : بشويش !
رفع عيونه لها ينطق بهمس : ضايقتك ؟
عضّت شفايفها بخجل تزفر من شعرت بحرارتها ترتفع ، مدّ ذراعه لشعرها يرجعه خلف إذنها وأبتسم من لاحظ ربكتها ينطق بسخرية : بالهون على حالي لا تقربين إذا بتعذبيني !
زفرت تنطق بربكة : ما أقصد بس شكلك مو مستوعب إننا بالحوش وبعدين ما سألتك كيف دخلت ؟
رفع حاجبة بدهشة ينطق : حلو جوك وتغير الموضوع
زفر يبعد عنها ويمشي للجلسة اللي كانت تنتظره فيها سابقًا ، ركضت خلفه تدخل ذراعها بذراعه وتنطق : عاد يا الضابط لا تصير زعول
عضّت شفايفها من ظل على حاله وفضّل الصمت ، سحب ذراعه يجلس بأحد الكراسي ويسند عكازته بجانبه ، رفع عيونه لها ينطق : أجلسي لا تدوخيني
لفّت للكرسي اللي يقابله وتوجهت له ، شهقت بصدمة من سحبها مع خصرها يجلسها بحضّنه ، ألتفتت عليه من نطق بحدة : وين رايحه تخليني وتخلين حضّني ؟
ظلت متجمدة بمكانها ، وجنتيها تشتعل خجل وما تشعر بالراحة لإنها تدري بإصابته وخايفه تسبب له ألم عن غير قصد ، أبعدت شعرها وأبتسم من لاحظ تصلبّها يمسح على ظهرها وينطق : افا أرتاحي يا أبوي ما يجي منك وجع وإن جاء فداك
ألتفتت تناظر بداخل عيونه ، زفرت ترتخي بين يدينه من أكد لها إنه مرتاح ، رفعت ذراعها تلفّها خلف رقبته تنطق : شلون دخلت ؟
بلل شفايفه ينطق بحدة : لي ربع ساعة أراقبك وما عليك مني إلا قولي لي وش مجلسك بهالشكل والباب مفتوح ؟
توسعت عيونها بصدمة تنطق : أمانه ربع ساعة وأنت هنا ؟
هزّ رأسه بالإيجاب وأبتسمت تكمل : مستحيل يجي أحد بهالساعه وخصوصًا لقصر مترك !
رفع حاجبة ينطق بسخرية : أنا جيت يا بنت أمير !
قرّبت له تلامس خدها لخده وتنطق بهمس : أنت مو أي أحد
ميّل رأسه يقبّل وجنتها وينطق : يا ويش عاد إبي أنا من الدنيا والله لو أموت ذلحين إني راضي..
قاطعته تثبت إصبعها على منطوقه وتنطق بحدة : أعوذ بالله فال الله ولا فالك..
شهقت تسحب إصبعها من عضّها وضحك بعلّو صوته من نطقت بغضّب : نسيت إنك مفترس الخطأ خطأي !
لفّ ذراعه خلف خصرها يشّدها عليه وينطق بالقرب منها وأنفاسه تضرب عنقها : اسمحي لي أفترسك
لاحظت قُربه منها وأبتسمت بوسع ثغرها تستغل الفرصة وتعضّ طرف إذنه ، أبتسم بخفه ينطق : تسمين ذي عضّه ؟
ضحكت بحسرة توقف عنه ، مسك ذراعها ينطق والإبتسامة تزيّن ثغره : افا وين يا بعد من راح وقعد ؟
ميّلت رأسها تنطق بهدوء نبرتها : لإني بكون في خطر لو طولت الحكي معك
رفع حاجبة بدهشة ينطق : وليه ان شاءالله تكونين بخطر ؟
ضحكت بصدمة تسحب كفها وتنطق : بن رماح ما أنت قاعد تلاحظ كمية الحلاوة والعذوبة اللي موجودة بكلامك ؟
وقف يشّد على معكازه يناظر بعيونها ، بلل شفايفه ينطق : أنا ما عمري جيت كلي إلا معك ‏أنا رجال يخطط لكلامه ويثمّنه بمجالس الرجال لكن كل حرف قدام سموك يتلاشى مع مهّب هواك ، معك أنا إرتجالي بكل شيء ، أحبّ إرتباكك معي وأحبّ ضياعي فيك ، رضاي بك وإنك مهربي من كل العرب وإنك أول وجهاتي ، أنتي ملاذي وكتفي وملجأي ، أهرب من كل أوجاعي لك وإن حصل وخفت ألاقي فيك أماني ، والله شاهد إنها باللحظة التي تقولين لي كيف أنت ما أتذكر أي شيء كان قبلك وأقول لك أنا بخير بك ولك ومعك ، أنا ما عندي الخبرة السابقة بالغزل والمديح لكني قدامك ما أحتاج لخبرة أنتي محور الكلام وأساس الموضوع وهذا كافي يخليني أنسج لك أحلى الأقوال وأعذبها وأنا معك حبّ التملك محتويني ودي إن كل حاجه فيك لي أنا
عضّت شفايفها بخجل تنطق بربكة : آخ يا نجم والله كثير علي كثير والله وشلون أوفيك وأرد على حروفك..
حاوط ظهرها ينطق بهدوء نبرته : يكفيني ما تصديّن وتقفلين بوجهي بابك ويكفيني كل ما جيتك ظامي تبليّن الريق بشهد ثغرك
ميّلت شفايفها وزفر ينطق بحدة أثر رغبته بتقبيّلها : يشهد الله إن جمرة ثغرك تحرقني بلهيبها وتجبرني أميّل
توسعت عيونها بخفه من ميّل رأسه يقبّل ثغرها ، يتعجب من تبدل أحواله بكل مره يلامس ثغرها ، تهبّ به مع المهبّ وتعصف به ، تارة تبردّ حريق صدره الدايم وتارة تزيده حطب ، تسفره لأبعد محل وأقصى مدى وهو بمحله ، تعذبه وتمنعه يبعد عنها ، وكل هالأحاسيس وهي ما نطقت بحرف ، كل لحظة يتعمق أكثر ويعذبّ حاله أكثر ، تركها من خبطت صدره بدون ما يبتعد عنها ، رفع عيونه يقابل عيونها الخجولة ، فزّت تبتعد عنه وتعطيه ظهرها ، عضّت شفايفها بخجل تهفّ على نفسها وسرعان ما توقفت عن الحركة من حاوط بطنها يقبّل كتفها وينطق : ‏ماعلى الدنيا ومافيها حسوفه دامني ذقت رحيق ثغرك ولمحت ورد خديّك
دفن وجهه خلف إذنها يستنشق ربيع شعرها ، غمضت عيونها تشعر به أقرب لها من وتيّنها ، زفر وأقشعر بدنها تفتح عيونها من حسّت بأنفاسه ، بلل شفايفه ينطق : أنا فتحت لك صدري عن قسوة الأيام وأنا دخيلك لا تضربين الصدر برمحٍ واسع الحد مضرابه
ألتفتت بجسدها تقبّل دقنه بعمق ، غمض عيونه يشّد ذراعه على خصرها ، أبعدت ترفع عيونها له وتنطق بهمس : وأنا دخيلك لا حدتنا أشد الظروف تحرق روحي بأقدامك وهي تسابق لدرب الجفا همر مدمعي
قبّل جبينها ينطق بصرامة : أنتي في ذرى شماغي من حدّ سيف الظروف ما يجيك وفي صدري مكانك عن شقى الدنيا وأتعابها 
أبتسمت بوسع ثغرها من كلامه وطريقته الخاصة في تهدئتها ، حاوطت أكتافه تحتضّنه وأبتسم بخفه يمسح على ظهرها ، أبعدت عنه تنطق : ما تحسّ إنه برد الجو ؟
ألتفت على القصر ، هو فعليًا ما يشعر بالبرودة مثل ما هي تشعر فيها وبسرعة بديهية نطق يجاوب على سؤالها بسؤال : بردتي ؟
هزّت رأسها بالإيجاب تغطي أكتافها العاريه ، سحب شماغه يحاوط به أكتافها وينطق بجانبها : تعالي أوصلك للمدخل
عبّست بملامحها تنطق بضيق : ماشي ؟
وقفوا عند باب القصر وأبتسم بخفه ينطق : ما ودك أسري ؟
مسحت طرف خشمها تنطق : ما ودي بس أخاف يحتاجونك
تكى بجسده على طرف الباب ينطق : أحلفي علي طيب حسسيني إنك تبيني
توسعت عيونها من طلبه الغريب وضحكت بسخرية تنطق : يا عبيط تدري إني أبيك أقلط بدون حلفان !
حاوط ظهرها يمشي معها ويدخل للداخل ، آخر ذاكرته بالمكان ذا كانت أيام ملكتهم وكان على عجلة من آمره بهذيك الليلة ولأجل كذا ما هو متذكر المكان بشكل واضح ، توجهت فيه للدرج تنطق بربكة : ما أعرف وين أوديك نطلع لغرفتي ؟
أبتسم بسخرية ينطق : ابلشتك بس بغيت أوصلك ولا ودي أثقل عليك أنا ماشي
توسعت عيونها بصدمة تضرب صدره وتنطق : خير بس كذا وبعدين ما خبرت إني شكيت أقول والله إن تجي معي
ضحك بخفه ينطق : ما كانت بدون حلفان وش حصل ؟
دخلت وهج ذراعها بذراعه تنطق بسخرية : عشان أسم الفلم اللي عصرت مخي لأجل أتذكره ماهو عشان سواد عينك
بلل شفايفه ينطق بسخرية : عيوني عسلية يا بنت !
ضحكت تمشي معه وتساعده يرقى الدرج معها ، وصلوا للطابق الثاني ومشت تسبقه لغرفتها لأجل تشيك عليها ، هي واثقة بجهد روزا لكنها تشك بفوضويتها ، طرق الباب بخفه ينطق : أجيك ؟
أعطت نظرة أخيرة للمكان وزفرت بتوتر تنطق : ايوه
دخل للغرفة وقفل الباب وراه ، عضّت شفايفها بخجل تنطق بربكة : أفرش على الأرض ولا بنتابع على الكنبه ؟
نزل عقاله وطاقيته على طاولتها جنب مكياجها ، سحب الكبك وساعته ينزلها بجانب أغراضها ، أبتسمت عن غير شعور من لاحظت جمال بصمته رغم بساطتها ، رفع عيونه يلاحظ إبتسامتها ومسك عكازته ينطق : تعالي
أبعد المفرش يدخل بسريرها تحت صدمتها وتوترها ، خبط بيده المكان بجانبه ينطق : أقربي الأرض والكنبه توجعني
تقدمت له تجلس بجانبه وتمدد رجولها بجانب رجوله ، سحب البطانية يغطيهم وألتفت من نطقت : أهم شيء مرتاح لأن الفلم بيطول ؟
سحبها يقربّها منه يغمض عيونه وينطق بهمس قريب من مسامعها : اي بالله مرتاح..
ما ركزت معه كثر تركيزها بريحة العود اللي بثوبه ، زفرت ترفع شاشة لابتوبها وتحط الفلم من موقع الأفلام ، تأكدت من الترجمه تلتفت عليه وسرعان ما توسعت عيونها من شافته نايم بعمق ، ضحكت بخفه تعدّل الوسادة ورا ظهره بدون ما يشعر فيها ، قفلت اللابتوب تنطق بهمس : ما عاد لك فايده وحضرة الضابط نيّام !
انسدحت بجانبه تتأمل السقف ووقفت عن الحركة من سحبها يثبت رأسها على صدره ، أبتسمت بخفه تغمض عيونها تستمتع لنبضات قلبه الهادئة داخل صدره ، كانت تنام بنفس الوضعية هذي مع أبوها والحين هي ممتنة لنجم اللي عوضها غيابه عنها ، غفت بعمق وهي بين أحضانه ..
« حلّة سهيل ، العاشرة صباحًا »
الكل مستنفر بحكم العشاء الكبير اللي بيصير الليلة في الخيام ، العيال يجهزون كل شيء تحت أوامر سهيل وإشرافه عليهم ، خرجت من بيت أبوها تضبّط جلالها الأبيض على رأسها وتتقدم للجمس بالبهار اللي نست أمها تحطه ، فتحت أول جيب ودخلت البهار بالعزبة ، قفلته وألتفتت على شجاع اللي تقدم لها ينطق : غليص ؟
سحبت الجلال على وجهها تحرمه لذة النظر ، عضّت شفايفها تبتسم بهدوء وتنطق : شايبي ؟
أبتسم بوسع ثغره ونطق بهمس : من الشايب لشايبك ؟ أنا في الجنة يا حميد !
ضحك أحمد من شافهم سوا ينطق : أبوي لا يشوفكم
مشت نجد وألتفت شجاع عليها ، سحب طرف جلالها بلحظة هي كانت مرخيه يدها فيها ، طاح على كتوفها يكشف شعرها الأسود الكثيف ، توسعت عيونه يصدّ عنها وسرعان ما ألتفتت بصدمة عليه ، سحبها له يغطيها بشماغه وينطق بربكة : ما لمحتك لكن دخيلك لا تخلين أحد غيري يلمحك..
قاطعته من مسكت طرف جلالها ترجعه على رأسها وتبعد عنه ، زفرت بتوتر تنطق : ليه سحبت جلالي ؟
رفع عيونه ليدها اللي تمدّ له شماغه ، خذاه منها يتعصّب به وينطق : بغيت اسألك عن شيء بس أنسي ماهو وقته ، أعتذر
ميّلت رأسها تنطق بربكة : لا تعتذر عن شيء ما حصل
مشت ترجع لبيت أبوها تاركته خلفها والحيرة تعتري ملامحه ، زفر بعدم فهم ينطق : وش اللي ما حصل ؟
ألتفت من ضربه منيف ينطق بسخرية : وش تفكر فيه
زفر بغضّب ينطق : منيف أنت شغلك الشاغل تفجع المسلمين ؟
زفر يشتم العدو ورفع منيف أكتافه ينطق : بسم الله وش قلت
ألتفت على سهيل اللي نطق بحدة : نجم بيّن ؟
هزّ شجاع راسه بالنفي ينطق : قالك ما بيجي شلون تنتظره يبيّن
شّد سهيل على عصاه ينطق بغضّب : دق عليه يا ولد مسلط ما يرد علي
زفر شجاع يستغفر ومشى سهيل يرجع للمجالس ، تقدم أحمد لهم ينطق بحدة : الحين بيستقعد أبوي وما بنمشي إلا إذا جاء نجم
رفع شجاع جواله يتصل على نجم ، تقدم مروان لهم ينطق بهدوء نبرته : عيال شفتوا ساعتي ؟
زفر شجاع ينطق : مره دبلة والحين ساعة وش جوك أنت ؟ بزر قسم بالله
ضحك أحمد ينطق بسخرية : المصيبة إنه أكبر مننا كلنا
مروان : والمصيبة العظمى إني ما أشوف أي إعتبار لفارق العمر بيننا
ضحك شجاع بسخرية ينطق : روقنا ترا سنتين
رجع جواله بجيبه وألتفت على منيف اللي نطق : ما رد ؟
هزّ رأسه بالنفي ينطق : بروح أشوف عمي رماح وأجيكم
ضحك أحمد ينطق بسخرية : قصدك غليص رماح ؟
توسعت عيونه يتهدد بأحمد وينطق بحدة : هيّن يا حميد
منيف : وش غليص رماح ؟
مروان : مدري بروح أشوف مرتي وأجيكم
ضحك عجلان اللي تقدم لهم ينطق : أقعد بس يا مرتي
زفر مروان يغادر المكان وأبتسم أحمد ينطق بسخرية : أرحب تكفى قول إنكم جايين
هزّ عجلان رأسه بالإيجاب ينطق : ايه شايبكم عزم شايبنا
ضرب أحمد كف عجلان ينطق بفرحة : أشتقت للكشتات عسى نجم يعيد التفكير بالموضوع ويجي
توسعت عيون عجلان ينطق بصدمة : ما بيجي المخيس !
رفع منيف أكتافه بعدم معرفة ينطق : البارح قال ما بجي والحين الشايب استقعد له استقعاد
زفر عجلان ينطق : أصلاً مدري وشلون نجم مستحمل سهيل لو منه عطيته في وجهه قسم بالله معاد أستحي
ضحك أحمد ينطق بسخرية : هو فعلاً ما أستحيت وحشمت إنه أبوي
ضحك منيف وأبتسم عجلان ينطق : مع كامل إحترامي يعني
خبط أحمد كتفه ينطق : بعد ما عطبها
تقدم عبدالكريم بالخرفان ينطق بحدة : عاونوني أعجلوا !
تقدموا كلهم يساعدونه ويركبون الخرفان بصندوق الددسن ..
« بيت رماح »
تقدم يهرول ووقف من وصل للباب يضربه وينطق بعلّو صوته : يا ولد
تقدم رماح للباب ينطق بهدوء نبرته : نعم ؟
أبتسم بخفه ينطق : عمي إتصل على نجم
زفر رماح بغضّب ينطق : أبوي ما بيخلي الولد يشوف حياته !
رجع يدخل ونطق شجاع بعجلة : أجيك ؟
جلس رماح على الكنب ينطق : ايه ايه تعال مابه أحد
تقدم يدخل للداخل ويجلس أمام عمه ، رفع رماح عينه على شجاع ينطق : أبوي قالكم شيء
شجاع : ظني ماهو بمخلينا نمشي إلا إذا جاء نجـ..
أنقطع كلامه من رفع رماح ذراعه ونطق : الو
سكت شجاع وألتفت على أسيل اللي دخلت تركض وتوجهت للدرج اللي يؤدي لغرفة نجد ، توسعت عيونه بصدمة ينطق بحدة : بنت وجع ان شاءالله تعالي سلمي على عمك
ضحك رماح بخفه ينطق : خلها وش قومك عليها
زفرت تتقدم للصالة ، أبتسم رماح يحتضّن أسيل وأبتسمت تقبّل جبينه ، أبعدت من نطقت نجد بغضّب : أسيل خلصيني تعالي شوفي الفستان حلو علي ولا لا
ركضت لها وجلس رماح يكلم نجم ، زفر شجاع يشّد على فخذه ويهمس بين أنفاسه بسخرية : الله حسيبها أول مره بحياتي أتمنى أصير بنت عشان تأخذ رأيي في فستانها
مسح وجهه وشنبه ينطق بحدة : وخزياه يا الشجاع هذي آخرتها !
ألتفت على رماح اللي نطق بضيق : يا أبوك تعال عشان خاطري وإن كان ودك تعال مع مرتك واللي فيه خير يفتح حلقه بس تعال !
فتّل شاربه يتنحنح وينطق بثقل صوته أثر صحوته من نومه : أبشر يا أبو سهيل بكلم مرتي وأعطيك خبر بس أمشوا لا تنتظروني بجي معها
رماح : طيب ما بننتظرك بس تعال وبعدين صح النوم يا طير المحبة بيأذنون لصلاة الظهر وأنت توك صحيت ، صليت الفجر ؟
هزّ رأسه بالنفي يدّعي إن رماح يشوفه ونطق بسخرية : ما كنت بقوم أصلًا إلا من إتصالك
ضحك رماح بسخرية ينطق : أعقب يا نجم
أبتسم بخفه ينطق بهدوء نبرته : خلني أشوف كيفني قايل وبرد لك خبر ودعتك الله
رماح : في أمان الله
قفل الجوال وألتفت على شجاع ينطق : قوم علم جدك إن نجم جاي وزوجته معه
شجاع : عمي تدري إني فضولي وتدري إني أدري إنك مثلي
رفع حاجبة بدهشة ينطق : شجاع أنت ما بتصبح ؟
شجاع : بس سؤال
زفر رماح يتكي على الكنب وينطق : عسى ماشر ؟
شجاع : هو جدي ما قال إنها خلعت نجم وش صاير ؟
رفع أكتافه بعدم معرفة ينطق : والله يا شجاع عجزت أعرف اللي بين نجم وبينها بينهم شيء أكبر من إنه ينتهي بهالطريقة والدليل إن نجم عندها وما رجع لبيته البارح ، وسالفة الخلع أساسًا سهلة إذا ما حضر كلا الطرفين فالخلع باطل
رفع حاجبيه ينطق بهدوء نبرته : بالله يعني هم متزوجين الحين ؟
ميّل رأسه ينطق بسخرية : حسايف إني عطيتك نجد على هالغباء
ضحك بصدمة ينطق بسخرية : تكفى يا عمي لعاد تجيب طاري نجد خوفي أصدمك أكثر وتحرمها علي
ضحك رماح يخبط كفه على ركبة شجاع ينطق : عمك رجال وكلمته وحده وإن كان الله مدنا بالعمر وجاتني بنتي تكلمني عن جاهزيتها كلمتك تجي
أبتسم شجاع يحطّ كفه على كف عمه وينطق : والله ونعم فيك يا عمي لكن بنشدك ليه ما أخطبها بشكل علني تعرف أضمن لي
وقف رماح ووقف شجاع معه ، مسك كتفه ينطق بهدوء نبرته : ما حن مستعجلين على شيء لكن إن كأنه بخاطرك كلم مسلط وأخطبها الليلة قدام الناس
توسعت عيونه بفرحة ينطق : أشهد بالله إنه ودي ، تم !
سلّم على خشم عمه وكتفه ، مسح رماح على كف شجاع ينطق : الله يحميك يا ولدي
أبتسم شجاع يمشي على خروجها مع أسيل بعباياتهم ، ألتفت عليها وصدّ ينطق : أسيل تعالي
مشى يخرج من البيت وزفرت بتوتر تنطق : بجي معك
ألتفتت أسيل عليها بصدمة تنطق : بشوف وش يبي مني وأجيك
مشت نجد وزفرت أسيل تخرج معها ، ألتفت عليها من خرجت يعدّل وقفته وينطق : وين أسيـ..
قاطعته تنطق بربكة : بتقول الي بتقوله قدامي وكل شيء بتقدم عليه بيكون عندي خبر فيه مو بصير خطيبتك الليلة ؟
رفع حاجبة بدهشة ينطق : ‏أجل طرفي يا ديار نجد بابك الليلة أنا جاي أشوفك
خرجت أسيل تنطق بعجلة : شجاع وش تبي ؟
ألتفت على أخته ينطق : تخاويني ؟
رفعت نجد حاجبها تنطق : على وين ؟
أبتسم بخفه بدون ما يلتفت عليها ، ميّلت أسيل رأسها بعدم فهم وسرعان ما شهقت تنطق بصدمة : للمدينة ؟!
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق : ما بنطول بجيب شيء وبنمسك خط من الرياض للخيام
هزّت رأسها بالايجاب تنطق بحماس : طبعًا بجي معك
أبتسم يمدّ ذراعه ويمسكها ، سحبها جنبه يهمس بإذنها : أسبقيني للددسن !
توسعت عيونها بخفه تنطق بضيق : لا تكفى قول غيرها
ضحك بسخرية ينطق : عجلي
مشت بقلة حيلة تتوجه للددسن وألتفت على نجد ينطق : غليص
رفعت عيونها له تنطق بهدوء نبرتها : ها يا الشايب
شجاع : الفستان اللي قلتيه قبل شوي ألبسيه الليلة
توسعت عيونها بصدمة تنطق : صاحي أنت فالخيام والبر وتبيني ألبسه
شجاع : وش المشكلة ألبسيه عادي أنا حبكت معي أشوفه عليك
زفرت بغضّب تنطق بربكة : طيب وش قلت لأسيل ؟
عطاها ظهره يغادر وهو ينطق بعلّو صوته : قلت لها تخاويني يا غليص وإذنيك تسمع لا تنسين الفستان
رفعت حاجبها بصدمة تنطق بحدة : أقصد لمن شاورتها بإذنها يا الشايب !!
ضحك بسخرية يختفي من قدام عيونها ، صدّت بغضّب ترجع للداخل ..
« قصر مترك »
مشى يتجول بغرفتها ، هو ولج للمكان بآخر الليل وما كان قادر يشوف أغلب أركانه ، فتح دولابها وأبتسم بخفه من شاف الفستان اللي كان سبب بإنه يوقع لها ، سحبه يحطه قدامه يسترجع تفاصيله وينعش ذاكرته من جديد ، رفعه يستنشق عبيره وأبتسم يرجع بمكانه ، قفل الدولاب وفتح الدرج الصغير اللي مليان بالبياض ، جميع اللابكوت اللي تمتلكها موجودة بهالدرج ، ميّل رأسه من لمح لون وردي بينها ومدّ ذراعه يرفع اللابكوت الأبيض ، توسعت عيونه بخفه من لمح كرتون ألعاب طبية للأطفال ، وسرعان ما تمردت ضحكة خفيفة منه ، فتح الصندوق يتأمل الأغراض الطبية من سماعة طبية ومشرط وو.، قفله يرجعه بمكانه ويقفل الدرج ، مرر نظراته للمكان المليء بالحياة ، نباتات وألوان وأشعة الشمس تملأ المكان بالدفىء ، مشى للباب وألتفت من لمح بابين واحد على شماله والثاني على يمينه ، تذكر إنه جاء مع الباب الأيمن البارح وتقدم بفضول للباب اللي يقع على شماله ، فتحه وتوسعت عيونه بخفه من شاف حمامها الخاص بأغراضها الخاصة ، حكّ رأسه ينطق بهمس : والله يبي له دش
أنفتح الباب من خلفه ودخلت روزا وبيدينها ملابس الدوام الخاصة بوهج ، صرخت من لمحت رجال ما تعرفه كليًا بغرفة وهج ترمي الملابس اللي أنتهت للتو من كيّها عليه ، توسعت عيونه بصدمة منفجع من الأنثى صاحبة الملامح الآسيوية ، غطى عيونه يصدّ عنها وينطق بحدة : بنت !
طارت عيونها بصدمة تصرخ وتركض للخارج ، ألتفت على الباب ونزل نظراته على ملابس وهج اللي تغطيه ، زفر يتقدم للغرفة وينزلها على الكنب بشكل مرتب ، رفع نفسه من دخل عزيز والعصا الخشبية بيده وروزا تتخبى خلفه ، نطق عزيز بذعر : وينه وينه ؟!
آشرت روزا لداخل الحمام تنطق بخوف : Here !
*هنا*
رفع حاجبة بدهشة يوقف خلفهم وهم داخلين للحمام الضخم ، ألتفت عزيز يمين يسار وزفر بربكة ينطق : روزا مافيه أحد لا يكون تهلوسين يالعجوز !
خبطت كتفه تنطق بنبرة باكية : والله هذا كان موجود بعدين أنا مافي عجوز !
زفر عزيز يلتفت وألتفتت روزا معه ، أبتسم نجم بخفه ينطق : بشروا لقيتوه ولا أساعدكم ؟
صرخت مفجوعة وصرخ عزيز معها ، ضحك بعلّو صوته ووقف عزيز يمسك قلبه بذعر ينطق : الله لا يربحك يا روزا
ألتفتت عليه تأشر على نجم وتنطق ببكاء : شوف شوف
مسح وجهه ينطق بصراخ : يا غبيه هذا هازبند ماما وهج
توسعت عيونها بصدمة تلتفت على نجم ، رفع حاجبة بدهشة ينطق : والله ماعلم وش قال لكن الوكاد إنه صادق النسيب
أبتسمت تمسح دموعها وتنطق بوسع ثغرها : ماشاءالله كثير حلو أحلى من هذا عزيز
ضحك بسخرية ينطق : جحدتك يا أبو نيار
ضحك عزيز يدفعها للخارج وينطق : جهزي الفطور بس
ضحكت تخرج من عندهم ، تقدم يسلم على نجم وينطق بعجلة : أخذ راحتك والله إني متفشل منك لكن ما دريت إنك فيه
خبط نجم كتفه ينطق بسخرية : ماعليه درس قبل تدخل غرفة خالتك تضرب الباب فرضًا إنها ما صحت قبلي ؟
كانت مزحة برزّحه لأجل يعلم عزيز حدوده مع زوجته ، طارت عيونه بصدمة يتنحنح وينطق : صادق والله أجل أنا استأذن !
خرج من الغرفة وألتفت من نطق نجم : خلها تجيني
هزّ رأسه له وزفر يشتم روزا اللي حطته بهالموقف مع نجم ومشى يأخذ خطواته للأسفل ..
« داخل المطبخ »
كانت تتمايل بخفه على أغاني فيروز ، مسكت الموز تقطعه مع سلطة الفواكه اللي تحضّرها ، أبتسمت مزنه تنطق بفرحة : ياجعلها دايمه هالتضاحيك
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : ويديم أسبابها
غمزت مزنه لها وضحكت وهج علطول تهزّ رأسها بالإيجاب ، ضحكت مزنه تنطق بسخرية : وينه مستحيل إنه سرى وأنتي متكشخة وتسوين الفطور من بدري بيوم إجازة
أبتسمت بخفه تنطق : مين قالك إنه إجازة دوامي الظهر اليوم
مزنه : خلي الدوام على جنب وعلميني هو موجود ؟
دخل عزيز يجلس على الطاولة بجانب مزنه ، رفع عيونه على وهج ينطق بحدة : زوجك يبغاك
ضحكت مزنه تصفق بفرحة وتنطق : يالبيه روحي له بسرعة وأنزلوا أفطروا معي بالحديقة
توسعت عيون عزيز بصدمة ينطق : ماشاءالله ولا الحمار عزيز له سنة يطلبك نفطر برا والحين عشان نجم بتفطرين برا ومعه !
زفرت تدخل قطعة فراولة بفمه وتنطق بضيق : أسكت يالفصعون أسكت وزود عليها لا أشوفك تفطر معنا
وقف يبتلع الفراولة بصعوبة وينطق بحدة : أصلًا وراي دوام
مسكته وهج تضحك وتنطق : لا والله..
قاطعها يقبّل جبينها وينطق : والله عندي دوام بالعافية عليكم وسلموا لي على نسيبي
مشى يرجع لجدته العودة ويقبّل جبينها وكفها ، أبتسمت تمسح على رأسه ونطق بهمس : أمزح معك يا مزوني لا تنكدين ولا شيء لكن بتعطيني وعد تفطرين معي الجمعة قبل الصلاة
أبتسمت تهزّ رأسها بالإيجاب وتنطق : وعد
أبتسم يقبّل كفها من جديد ويغادر ، رفعت مزنه صوتها تنطق : أنتبه لنفسك ودعناك الله
رفع كفه من دون ما يتلفت لهم ونطق : في حفظه ورعايته
ألتفتت على وهج من خرج عزيز تنطق بحدة : وأنتي للحين واقفه فزي لزوجك شوفي وش يبغى !
نزلت السكين والتفاحة ومشت للغسالة تغسل يدينها ، أبعدت المريلة عنها وتوجهت للدرج تطلع لغرفتها ، تقدمت لباب غرفتها تفتحها وتدخل بهدوء ، بللت شفايفها بتوتر تنطق بهدوء نبرتها : نجم ؟
رفع عيونه ينزل جواله وينطق بإبتسامة : لبيك يا وهج نجم !
تقدمت تمسح كفوفها بطرف فستانها الأبيض ، وقف لها ينطق : هم قضوا حياتهم كلها يشوفونك كل صباح بهالزيّن كله ؟
أبتسمت بخجل من انحنى يقبّل خدها ، زفرت وهج خجلها تنطق : لا تبالغ تخليني أغتّر يالجنتل
ميّل رأسه بعدم فهم ينطق : لبيه ؟ وش دعيتيني ؟
أبتسمت بدهشة من أستوعبت تنطق : أنسى !
لفّ ذراعه خلف خصرها ينطق : علميني أنتي تسبين ولا تمدحين
ضحكت تحاوط رقبته وتنطق بسخرية : شيل الخيار الأول من بالك وتعال أفطر
ثبت جبينه على جبينها ينطق بهمس : قبل نفطر ودي أخذ دش
توسعت عيونها بخفه تنطق : أجيب لك من عند عزيز ؟
أبتسم ينطق بهدوء نبرته : خلينا نحل موضوع الدش بالأول
ميّلت رأسها بعدم فهم تنطق : شلون يعني ؟
أبعد عنها يلفّ حول نفسه وينطق : شوفة عيونك ما أقدر أخذ دش بنفسي
توسعت عيونها بصدمة تنطق : مستحيل !
صدّت تعطيه ظهرها وضحك يسحبها لحضّنه ينطق : بالهداوة يا عذبة الأطباع
غطت عيونها بكفوفها تنطق بربكة : نجم أتركني مستحيل أسويها
أبعد يدينها عنها ينطق : لا بتسوينها وأنا معك ليه كل هالتوتر زوجك ترا ومكسور واجب عليك تساعديني إن ما جات منك وعن حب أجيبها من شرع الله
عبّست بملامحها ورفع دقنها ينطق وعيونه تناظر بداخل عيونها : تبيني أجيبها من طريقة عملك بعد يا الدكتورة ؟
ضحكت بخفه

عبّست بملامحها ورفع دقنها ينطق وعيونه تناظر بداخل عيونها : تبيني أجيبها من طريقة عملك بعد يا الدكتورة ؟
ضحكت بخفه تنطق بربكة : اوكيه بس شلون أسوي
ضحك بعلّو صوته وزفرت تنطق بربكة : لا تضحك جد ما أعرف وبعدين ما عندي أخو صغير بس أنا وأختي !
أبتسم يهمس لها بنبرة خبيثة : حلو أنا أول رجال تشوفينه
طارت عيونها من جرأته ومشى يتخطاها متوجه للحمام ، غطت ثغرها تهمس بـ : حسبي الله..
« بـالددسن »
زفرت أسيل بغضّب تنطق بحدة : شجاع سوق زين !
أبتسم يعدّل طاقيته وينطق : هي كذا تبين ولا دحدري
خزّته تستغفر ، فتح الراديو وأبتسم من سمع صوت الفنان الراحل طلال مداح ، بدأ يدندن معه وينطق :
دا اللي حصل من بعد ما قضيت أعشار السنين
يتهدم المبنى وذاك الحب اللي ساسه متين
ما بــين طــرفة عين راح الحبــيب الزيـــن
وراحت معه أحلى ليالي حبي الغالي الثمين
-
ألتفت على أسيل اللي نطقت بفضول : وش عندك بالمدينة
شجاع : بشتري شبكة ودبلتين وتعرفين ماني ذويق وخذيتك تساعديني
ميّلت رأسها بعدم فهم تنطق : شبكة ؟ ودبلتين ؟ لمين !
أبتسم بوسع ثغره ينطق : أخوك الليلة عريس
شهقت بفرحة تنطق بحدة : منجدك شجاع مين سعيدة الحظ ؟
شجاع : نجد
غطت ثغرها بصدمة تنطق : مستحيل أنت ونجد !!
ألتفت عليها ينطق بسخرية : افا ليه مستحيل ؟
أبتسمت تخبط كتفه وتنطق بصدمة : ما أعرف دايم تتناقرون
شجاع : من سبك حبك مفروض فهمتينا من أول
ضحكت بفرحة تنطق : والله أنا أكثر وحده مبسوطه حتى يمكن أكثر منكم يالعرسان نجد حبيبة قلبي وأخوي عضيدي آخ يارب تمم على خير
ضحك متعجب من فرحة أخته وبنفس الوقت مبسوط في ردة فعلها ، تمتم بـ « آمين » من كل قلبه ، ألتفت على أسيل اللي نطقت بحماس : عاد أخترت الشخص الصح أنا أكثر وحده تعرف ذوق نجد وتعرف تجيب رأسها
أبتسم ينطق بهدوء نبرته : أخوك فطين لا توصين
أبتسمت ترفع صوت المسجل وتمسك كفه ، بدأت تراقصه بفرحة وهو يضحك معها ، كملوا طريقهم للرياض وصوت فرحتهم سابقتهم للعاصمة ..
« المخـيـم ، بعد الظهر »
وصلوا جميع وبدأوا العيال يشيلون وينزلون الأغراض ، زفرت نجد تتقدم لشمايل وتنطق : أنتي لك كم يوم ما أنتي طبيعية أحسك متغيرة علامك ؟
زفرت شمايل تنطق : أوف وش اللي فيني متغير يا أستاذة نجد ؟
ميّلت نجد رأسها تنطق بسخرية : ها شوفي ردك شلون
مسكت شمايل ذراع نجد تنطق : إلا أقول أسمعيني
نجد : هلا ؟
شمايل : صدق إن أخوك بيجي مع مرته
رفعت أكتافها بعدم معرفة تنطق : مدري بس ان شاءالله يجون
شمايل : ايه الصدق ان شاءالله ودي أعتذر من وهج تأنيب الضمير موجعني لي كم يوم
نطقت نجد بإستنكار : اح وش مسويه لها !
زفرت شمايل تسحب ذراعها وتنطق : وش لزومك بيني وبينها
ضحكت نجد تنطق : لا ما تغيرتي
ضحكت شمايل تتوجه لخيمة الحريم ، ركضت نجد خلفها وسرعان ما وقفت من سمعت صوت نجلاء ، ألتفتوا الحريم كلهم من تقدمت نجلاء تنطق : سلام عليكم
تقدمت شاهرة من خلفها تنطق : سلام عليكم ورحمة الله
وقفوا الحريم كلهم يردّون السلام ووقفت الجوهرة والعنود بجانبها ، بحكم إنهم حريم سهيل مشوا قبل الجميع يسلمون على طبينتهم شاهرة ، أبتسمت العنود تنطق : عاش من شافك يا أم نجلاء
زفرت شاهرة بتعب تنطق : والله ما بغيت أرجع بس ما ودي أكسر خاطر سهيل اللي تعنى وجاني يطلبني أرجع
زفرت الجوهرة من لمحت الذهب بيدين شاهرة ، أبتسمت بكلافة تنطق : حمدلله على سلامتكم أقلطوا ما من غريب يا بنت زابن
أبتسمت شاهرة بخفه للجوهرة تنطق : من بعدك يالعودة !
زفرت الجوهرة تصدّ عنها وتدخل للخيمة ، تقدموا الحريم كلهم والبنات يسلمون على نجلاء وشاهرة ، توسعت إبتسامة شاهرة وأستهَل وجهها من ركضت غرور لها تنطق : أرحبي يا بعدهم كلهم
ضحكت تحتضّن جدتها وتنطق : الله يبقيك ويطول بعمرك يالغالية
ألتفتت على أمها تسلم عليها وتقبّل جبينها ، أبتسمت نجلاء بخفه تنطق : كيفك أنتي وزوجك ؟
نطقت شاهرة بحدة : علميني بالصدق هو زين معك ولا شين
ضحكت حور بصدمة تنطق : شدعوة يا عمه كلنا نعرف مروان وكيف حنيّن
شاهرة : أسكتي عشانه ولدك تطبلين له
ضحكت غرور تنطق بربكة : لا يا يمه صدق مامن مروان إثنين بس إنه شديد شوي بس رجال ومعذور
هزّت شاهرة رأسها تنطق : ايه أشوى
تقدمت تجلس بجانب الجوهرة وتنطق : صبّوا لي يا بنات
مشت أشجان ترفع الدلة وتسحب فنجالين لجدتها شاهرة وعمتها نجلاء ، بدأت تصّب لهم والحريم يسولفون عن مختلف المواضيع ..
« بداخل خــيام الرجال »
زفر أحمد بقلق ينطق لأخوه نايف : يا أبو منيف وش سالفة أبوي والإتصالات اللي ماخلصت
نايف : والله ما أعلم يا حميد
دخل سهيل للخيمة ومسلط بجانبه يساعده ، تقدم يجلس بصدر المجلس وينطق بفرحة : الليلة عندنا خطّاب
أبتسم رماح ينطق : أشوف إنك كلمته يا مسلط
ألتفت مسلط بعدم فهم ينطق : لبيه ؟
رماح : أقصد ولدك
مسلط : وش فيه ؟
نزل رماح فنجاله ينطق بحدة : هاو إذا ما كان شجاع اللي خاطّب من ؟
سهيل : وش جاب طاري شجاع ذلحين ؟
نطق مسلط بإستغراب : هو مكلمك شيء ؟
ضحك رماح بسخرية ينطق : ايه وأنا ما قصرت فضحت الرجال وخربت مفاجأته
ضحك مسلط ينطق : وشو قايل لك ؟ طالب من ؟
سهيل : أسمعوني وأتركوا منكم بِكر مسلط
عدّل باسل جلسته ينطق : أسلم
ألتفتوا جميع على سهيل اللي نطق بجدية : الليلة بيجون آل مناحي طالبين بنتك يا رماح للمرة الثانية..
قاطعه رماح ينطق بحدة : شجاع طالبها بعد وعطيته كلمتي..
ضرب سهيل عصاته بغضّب ينطق : أعنبو الشيطان أسمعني ولعاد تقاطع كلامي وتسوي سوات ولدك أسود الوجه !
ضحك رماح بسخرية ينطق : لو هو أسود وجه على قولك ما سويت عشاء عشانه وعزمت القاصي والداني يا أبو هزاع ؟
زفر سهيل بغضّب ونطق عبدالكريم بصدمة : رماح سلامات ؟
رفع رماح حاجبة ينطق بحدة : ألبخ وأحترم شيّب أخوك الكبير !
زفر عبدالكريم يستغفر وينطق بهدوء نبرته : أسلم يا أبوي
آشر سهيل على مسلط ينطق : مسلط أقعد وأنت واقف فوق رأسي
مشى مسلط يجلس بجانب رماح ، ألتفت رماح على أخوه ينطق بهمس : خلك معي الليلة بنوقف في صف ولدك ولا تخاف أبوي كبر وأستخف يبي يدمر عيشة الوراعين !
هزّ مسلط رأسه بالإيجاب ينطق : الله يستر يا أبو نجم
خبط رماح كتفه وألتفت على سهيل اللي نطق بجدية : أنا جبرت مروان يتزوج بنت عمته وهذا هم أفلحوا ولو إنها كانت لنجم اللي تمرد على كلمتي وعلينا كلنا وبشوفة عيونكم خطب بنت الناس بدون ما يشاورنا وهذا هو ما توفق ومن محاكم لمحاكم وفي ملعنه ما لها حد..
قاطعه أحمد اللي نطق بصدمة : طيب ذلحين شجاع يبي يتزوج بنت عمه وش اللي ما عجبك يا أبوي ؟
رفع سهيل عيونه بصدمة ينطق بحدة : أقطع وش لك بالسواليف ذي يالداشر !
ضحك أحمد يخرج من الخيمة ، زفر نايف بضيق ينطق : الله يهديك يبه وش داشر الرجال متوظف وشايل عمره !
نطق سهيل بغضّب : أطلع معه أنت بعد ولا أسكت ما إبي أسمع صوت لين أخلص !
باسل : صلوا على النبي يالربع ، أسلم يبه
سهيل : هويدي جاء وخطب قدام الرجال قبل الذليل اللي تسمونه شجاع !
رفع عجلان حاجبة بدهشة يوقف ويخرج من الخيمة ، رفع الشايب سعد عينه وزفر يرجع نظراته على سهيل ، مسح مسلط وجهه وشنبه ينطق بحدة : شجاع مأخذ من إسمه نصيب والكل يشهد على كلامي حتى أنت يبه ، بس عشانه ما تقدم لبنت عمه صار ذليل ؟ يمكن ما جهز نفسه ويمكن ماهو بمستعجل ؟
رماح : إلا مستعجل وطلب نجد مني قبل هويدي..
ضحك سهيل بسخرية ينطق : لو إنك صادق بكلامك كان ما وقفت في وجهه ذاك اليوم وقلت له تكلم بالنيابة عني غير تعقب يا رماح وما أردى منك إلا ولدك !
شّد رماح على ثوبه بحسرة ، هو فعلاً وقف بوجه شجاع بهذيك المرة ، صدّ سهيل ينطق بحدة : البنت مالها رأي عندنا وبتمشي على كلام شيبانها وكلام أبوها
زفر رماح ينطق بضيق : ما عندي إلا نجد يا أبوي وتبيني أفرط فيها ؟
رفع سهيل حاجبة ينطق بسخرية : ما قلنا أذبحها يا رماح أذكر ربك وأمش على كلامي طعني يا أبوك !
وقف مسلط بصدمة ينطق : وخاطر شجاع يبه ؟
ضحك عبدالكريم ينطق بسخرية : الله أكبر والخاطر
ضرب رماح المركى بجانبه ينطق بحدة : أبو دحيم ورا ما تعشي مع المسلمين والله ما ترضاها لبناتك !
سكت عبدالكريم يصدّ عنهم ، ألتفت مسلط على سهيل ينطق بجدية : الأقرباء أولى بالمعروف والبنت لولد عمها يا إبن هزاع
ضحك سهيل بسخرية ينطق : يا دبشه وهويدي ولد خالها
ضحك الشايب سعد ينطق بهدوء نبرته : علامك الرجال خانه التعبير ومن رأيي تمشي على كلام رجالك ولا تكسر بخطرهم ، زوج شجاع يا سهيل !
أنطلق أحمد يقبّل جبين الشايب سعد وينطق : لبى قلبك يا عم سعد ليت كل الناس مثلك
ضحك عجلان ينطق بحدة : أقول لا تحتك في أبوي
ضحكوا بعد ما سمعوا رد عجلان ومناقرته مع أحمد ، عدّل سهيل جلسته يزفر بضيق وينطق : أجل أسمعوا
ألتفتوا جميع عليه ونطق رماح : وش بعد ؟
سهيل : دامكم تبون تزوجون شجاع وينه فيه ماهو موجود ؟
مسلط : بنت مسعود موصيته بغريضات من الرياض
ضحك سهيل ينطق بسخرية : حلو إن جاء قبل هويـ..
صرخ أحمد ينطق بحدة : لا لا تكفى يبه خلها قبل أذان المغرب
زفر سهيل بغضّب ينطق : لعاد تقاطع كلامي تسمع ولا لا
آشر أحمد بإصبعه على خشمه ينطق : على خشمي بس طالبك تخليها مثل ما قلت لك
صدّ سهيل ينطق بحدة : إن أرتفع صوت الأذان لصلاة المغرب وهو مابعد ظهر حرام بالله إن تحرم عليه نجد وأطول شارب فيكم يجادلني !
فزّوا عجلان وأحمد يركضون لأعلى طعس موجود لأجل يمسكون نقطة إتصال ويحرقون جوال شجاع ، زفر رماح ينطق بهمس : مسلط قوم قوم ندق عليه مع أحمد وعجلان
وقف مسلط يخرج من الخيمة وخرج رماح خلفه ، رفع طرف ثوبه يهرول لمكان أحمد وتبعه رماح ، ضحكت نجد بصدمة وهي تشوف أبوها يركض وعمها أحمد ينط فوق الطعس وهو رافع جواله بالسماء ، ميّلت شفايفها تنطق بسخرية : وش عندهم ؟
ألتفتت على أمها اللي نطقت : من ؟
أشرت بيدها عليهم تنطق : أبوي وأعمامي
ضحكت ريمان بسخرية تنطق : سهام تعالي شوفي
نزلت سهام فنجالها وتقدمت لريمان ، توسعت عيونها وهي تشوف مسلط ورماح وأحمد وعجلان منتشرين كل منهم ماسك منطقة ورافعين جوالاتهم بالسماء ، ضحكت بخفه تنطق : بسم الله الرجال أستخفوا !
وقفت نويّر وسحبتها شمايل تنطق : خير أقعدي
ضحكت نجد تنطق : لا أتركيها أخوها معهم أساسًا
ضحكت نويّر ووقفوا الحريم وحدة تلو الأخرى ، ضحكت الجوهرة تنطق : الله أعلم وش عندهم مستنفرين كذا
ضحكت ريمان تنطق : عندي إحساس إن السالفة فيها نجم
زفرت شاهرة ترجع مكانها وفزّوا الحريم من دخل جابر يسلم بصوته العالي ، أبتسمت غرور تنطق : أبوي !
ألتفت عليها من نادته وأبتسم ينطق : بجيك يا أبوك
لفّت بنظرها على أمها تنطق : تعالي سلمي معي
زفرت نجلاء تنطق بنبرة غاضّبة : أبرد وجه مطلقني وبطولة عين جاي لعزيمة أهلي
توسعت عيون غرور بصدمة تنطق : إ- إيش ؟!
نجلاء : روحي له يبقى أبوك بعد كل شيء ، بس أسمعي لحد يدري
هزّت رأسها وهي تحسّ بإنكسار فضيع ، فوق خسارتها لحُب كبرت عليه فقدت أمها وأبوها ، بالرغم من إنهم ما كانوا زوجين أبدًا والدليل إنها ما تملك إخوان لكن ما تدري شلون بتتعايش مع فكرة انفصالهم ، وجودهم سوا سابقًا كان يطمئنها ولو إن أغلب وقتهم كانوا يتخانقون ، سحبت جلالها تغطي رأسها ومشت لخيمة الرجال لأجل تسلم على أبوها ..
« قصر مترك ، غرفة وهج »
بداخل حمامها دخلت تجلس مقابلته ، سحبت الصندوق بجانبها تنطق : تستخدم نوع شامبو معين ؟
رفع حاجبة ينطق بسخرية : لا صراحة مره خذيت فيري ومرات تايد على حسب
طارت عيونها بصدمة تنطق بحدة : أتمنى إنك تستهبل
ضحك ينطق بجدية : أقول ناوليني المقص
وهج : قلنا شاور ما تخليني أصير حلاق مره وحدة
بلل شفايفه ينطق بسخرية : أخسى وأعقب قصي الثوب
تمردت إبتسامة تزيّن ثغرها من شتم نفسه عشانها ، عضّت شفايفها تسحب المقص وتتقدم له ، كانت تهلكه بأبسط تفاصيلها ، قُربها منه وحذرها الشديد بالتعامل معه ، حنيتها ومحبتها ، أشياء كثيرة تعتبر ثقيلة على صدره ، انحنى يقربّ لها ويهمس بضحكه ساخرة : أنتبهي تجرحين رقبتي ولو إنه ودك
رفعت حاجبها تنطق بسخرية : لا تخليني أجرحها
ميّل رأسه يقابل عنقها ونطق وأنفاسه تضرب نحرها : فدا يا الجرح وطبّه
أقشعر بدنها تنطق بربكة : نجم أسكت وأبعد خلني أركز
رفع حاجبة بدهشة ينطق : وين أطير ؟
ألتفتت عليه ووقف نفسها من أدركت قُربه منها ، صدّت علطول وأبتسم بخفه ، قصّت كُم ثوبه ونزعته بحذر شديد ، زفرت براحة تبتسم وتمسح عرق جبينها ، ثبتت عيونها عليه تنطق : خلصنا أسهل جزء وباقي الصعب ، عاونّي
آشر بأصبعه على عينه اليمين ينطق : أبشري أعاونك من عيني اليمين قبل اليسار
أبتسمت تفك الماء وتبدأ توازنه على الدافىء ، ألتفتت عليه من نطق : خليه بارد
توسعت عيونها بدهشة تنطق : شتاء يا حضرة الضابط ؟
غمض عيونه ينطق بهدوء نبرته : الروح مشتيّه من مبطي الماء البارد ما يضرني يا حضرة الدكتورة
زفرت وهج تميّل صنبور الماء جهة البارد ، دخلت يدها وفزّت من برودته تنطق : متأكد ترا مره بارد ؟
فتح عيونه وزفر يهزّ رأسه بالإيجاب لها ، نزع باقي ثوبه وعضّت شفايفها من بقى نجم عاري الصدر أمام ناظريها ، وقف يسند نفسه على الجدار وألتفت عليها يصفّر ، توسعت عيونها من فهمته وصدّت علطول ، نزع ما عليه وسحب المنشفه النظيفة اللي أحضرتها له ، لفّها حول خاصرته ورجع يجلس على طرف البانيو ، أبتسم من شاف ربكتها وهي تقرأ مكونات أحد الصوابين ونطق بهمس : أقربي أبطينا على فطوركم والظهر بيأذن
ألتفتت بحذر عليه وزفرت بتوتر تنطق : يمكن أذن بعد
نجم : أجل خليني ألحق على الصلاة
هزّت رأسها تسحب الطاسه تغطسها بالموية الباردة اللي بدأت تغطي جسده ، كان رافع قدمه المصابة بحيث ما يمسّها الموية وبالمثل ذراعه ، خلخلت أصابعها بشعره وبدأت تسكب الماء بهدوء ، كان شكله آخاذ والماء يملأه ، مسحت كتفه الأيمن وأبتسمت بخفه من مسك كفها ، سحبه لثغره يقبّله بعمق وأبعد يهمس بـ : عساني ما أنحرم
انحنت تقبّل كتفه وتنطق والخجل يطغى عليها : ولا منك
أبعدت عنه وكانت هالقبلة كافية إنها توديّه في ستين داهية ، انحنى يميّل ويثبت رأسه على فخذها ، عضّت شفايفها  من أشتعلت وجنتيها خجل ، سحبت الشامبو وبدأت تغسل شعره ومن صوبّه كان ثابت بدون ما يرّف له جفن يتأملها ، بعد دقايق أنتهت بالكامل ونطقت بخجل : الباقي عليك خذ راحتك وإذا خلصت وأحتجتني أنا موجودة بالغرفة
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق : حاضر يا العفّ الخجول
تقدمت للباب تخرج وتقفله خلفها ، زفرت ترفع رأسها وتنطق بهمس : فوق حلّاه كلامه معسول !
ضحكت بخفه ووقفت من أستوعبت إنه ممكن يسمعها ومشت تدخل غرفتها وتنتظره ، بينما كان ينزع المنشفه بحذر ويكمل الإغتسال بشكل طبيعي لكن بصعوبة أكبر من اللي عهدها ، أنتهى ووقف يمسك عكازته ويشّد المنشفه على خصره ، تقدم بهدوء يفتح الباب وسرعان ما وقفت له تنطق بربكة : أنت بخير ؟
هزّ رأسه لها يمدّ كفه لشعره ويبعثره تارك الماء يتطاير منه ، عضّت شفايفها بدهشة تنطق : خلني أتركك تلبس براحتك هذا ثوب من عند عزيز إذا ما قدرت نادني
تقدم يجلس على طرف الكنب وينطق : الملابس هيّنه وأقدر عليها ، خليك قريب بكلمك بموضوع
هزّت رأسها بالإيجاب تنطق : صح لو تبي تأخذ من عطوري عادي لأن عندي عطور تناسب الجنسين بس قولي وش بتختار  بالأول
رفع عيونه لها وهو ماسك المنشفه ، فزّت تخرج من عنده وضحك بسخرية ينطق : يا زيّنك زيّناه
بدأ يلبس ومن أنتهى وقف يقابل المرايه ، زفر من لاحظ ضيق الثوب عليه من جهة أكتافه وذراعيه ينطق : نلبس فروة وتمشي الأمور
ألتفت للباب يناديها ، فتحت الباب تقفل جوالها وتنطق بهدوء نبرتها : أوبس..
ضحكت بخفه وزفر بغضّب ينطق : نفس ملاحظتي أمري لله ولا ودنا نأخذ من ثياب أبوك وجدك !
تقدمت تجلس أمامه وتنطق بسخرية : كنت أظن عزيز أضخم شخص بقابله بحياتي بس تغيرت نظرتي الحين !
تكى على دولابها ينطق : الله يرفع قدرك يا بنت أمير بس وش الحل عنده فروة هالعزيز ؟
هزّت رأسها بالإيجاب تنطق بدهشة : صح الفروة غالبًا أوسع بكثير من الثوب
نجم : درينا جيبيها وخلصيني
ألتفتت عليه ترفع حاجبها وتنطق : بسم الله وش الأسلوب ذا ؟
رفع عيونه لها ينطق بهدوء نبرته : لبيك أعتذر بس كتفي موجعني
صدّت عنه تخرج من الغرفة ، فك أول الأزرار يفلت يده بصعوبة ، نزع الثوب عنه يرميه على الكنب ، جلس يرفع رأسه ويغمض عيونه ، يحسّ بنبض يمتد من كتفه لساعده ، دخلت بالفروة ونطقت بسخرية : تستهبل ليه نزلته ؟
فتح عيونه بصعوبة ينطق بحدة : عندك مسكن نسيت علاجي
ميّلت شفايفها بذعر تتقدم له وتنطق : نجم أنت بخير ؟
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق : بخير بس عطيني مسكن
وهج : تمام بس وش بتلبس ؟
غمض عيونه يمسك كتفه بألم وينطق بحدة صوته : وهج !
فزّت تركض لدولابها وتسحب صندوق الأدوية منه ، أخرجت مسكن ألم وركضت راجعه له ، مسكت أسفل دقنه تنطق بحدة : فكّ
فتح فمه ودخلت الحبة بجوفه ، لفّت تمسك كأس الماء وتثبته على ثغره ، بدأت ترفع الكأس بحذر وأبعدته من تأكدت إنه بلع الدواء ، نزلته على الطاولة ونطقت بهمس مسموع : لا ترفع صوتك علي مره ثانية تسمع ؟
فتح عيونه بخفه ينطق : لا تستفزيني بالأسئلة البايخه بوقت غلط
رفعت حاجبها تنطق بسخرية : قاعده اسألك وش بتلبس بعد ما رميت ثوب عزيـ..
قاطعها من رفع أصبعه على وجهها ينطق بحدة صوته وعيونه عليها : ما طلبتك المسكن مرتين وما جبيته ؟ ها الثالثة ثابته يا حضرة الدكتورة
مسكت أصبعه تلفّها بقوة وترجعها لصدره ، وقفت بغضّب تنطق : الخطأ خطأي لمن فكرت اسأل عن حالك ، دام هالسؤال بايخ بالنسبة لك وعد مني ما تسمعه ثاني
مشت تتخطاه ومسح وجهه وشنبه بعصبية ، وقف يستند على عكازه وينطق بنبرة صوت مرتفعة لأجل تسمعه : تجهزي بنمشي للمخيم
نطقت تتجاهل كلامه : تعال للفطور !
ضحكت بسخرية تنطق بهمس : حشى صار غداء
تقدم يلبس الفروة اللي جابتها وينزل ، أستنكر تواجدها بمُنتصف الدرج ، تقدم ينزل ورفع حاجبة بدهشة من نطق مترك : ماشاءالله النسيب موجود ؟
ألتفتت عليه من حضّن خصرها ينزل معها ، زفرت تحاوط ظهره وتتقدم معه ، مشى مترك خطوة للأمام يقبّل جبين حفيدته اللي رفعت رجولها تسلم على جبينه ، مدّ كفه لها وانحنت تقبّلها ، ألتفت على نجم يسلم عليه وانحنى مترك برأسه تارك من نجم يطبع قُبلة على جبينه ، آشر على الصالة ينطق بإبتسامة : أدخلوا
نطقت وهج ببرود : عندي دوام
نجم : وأنا بوصلها أكرمك الله وخيرك سابقك
مترك : اللي ودكم لكن علمني ذلحين هو سهيل موجود فالمخيم ؟
رفع حاجبة بدهشة ينطق : أي مخيم ؟
ألتفتت عليه وألتفت عليها مندهش ، أبتسمت تخبط صدره وتنطق : أظن على نبرتك قبل شوي سمعك سابع جار
أبتسم يحّب عتابها وطريقة زعلها ، شّد على خصرها وأستقامت بصدمة ، همس قريب من أذنها : متعافي جدك ماشاءالله ولا سهيل أصيح عنده ما جاب خبري
توسعت عيونها تخفي ضحكتها عن جدها ، أبتسم وألتفت على مترك ينطق : الله الله
مترك : أجل وصلها وعوّد علي بمسك الخط للمخيم معك يا أبو رماح
نجم : ماعندك مشكلة لكن وهج..
فلتت من ذراعه بصعوبة تنطق بربكة : برجع مع عزيز هو فالمستشفى أساسًا
ألتفت عليها يحذرها بعيونه ، ما كان وده تتكلم بالنيابة عنه وتقترح الذهاب مع شخص غيره ، أبتسم مترك لها ينطق : أجل جيبي أغراضك عشان يوصلك ويرجع علي أصلاً بحاكيه بموضوع قبل نمشي للمخيم ولا ودي نتأخر
هزّت رأسها بخفه وأخذت طريقها لغرفتها لأجل تجيب أغراضها ، دخلت مزنه من الحديقة تنطق بدهشة : هلا هلا أمي
ألتفت نجم عليها وأبتسم بخفه ينطق : هلا بك يالله إنك تحيّها !
تقدم لها يقبّل جبينها وكتفها وكفها ، مسكت وجنته بكفها تنطق بإبتسامة عريضة : بسم الله عليك تبارك الرحمن الله يحفظك ويخليك يا أمي والحمدلله على سلامتك
مسك كفها يبعدها عن وجنته ويقبّلها ، أشرت على الكنبه تنطق : تعال أحاكيك شوي
ألتفت على الدرج وتقدم من لاحظ تباطؤ في قدوم وهج ، جلس بجانبها وتقدم مترك يجلس مقابلهم ، ألتفت عليها من نطقت بنبرة عتاب تشابه نبرة حفيدتها قبل لحظات : أبطيتوا علي وذبحتني الشمس
ضحك بخفه ينطق بهدوء نبرته : شمس الشتاء باردة ما تضرك لكن لا تزعلين وأبلش بينك وبين حفيدتك
ضحكت بخفه تنطق : مزعّلها ؟
رفع عيونها عليها وهي نازلة ونطق : هي دلوعه
ألتفتت عليه من أدركت إنه يتكلم عنها ، عدّلت اللابكوت حقها تنطق : نمشي ؟
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق : نمشي
تقدم يخرج وقبل يغادر لفّ على مزنه ينطق : أبشري بالعوض
أبتسمت ترفع كفها له وتنطق : رأسك العوض الله يحفظكم
نطق مترك بتأكيد : لا تنسى عوّد علي
هزّ رأسه ومشى يغادر المكان ، لوحت وهج لهم قبل تخرج وقفلت الباب وراها ، تقدمت للجيب الأسود تفتح الباب وتركب ، كانت أول مره تركب موتره فيها ، أبتسم يسحب كفها ويقبّله ، ألتفتت عليه بدهشة من نطق : زارتنا البركة أنا وموتري يا عذبة الأطباع
سحبت كفها تصدّ عنه وأبتسم ينطق : يتغلى ويدري بغلاه الله حسيبه علق القلب بهواه
هربت إبتسامة من ثغرها تصدّ عنه لأجل ما يلمحها ، عضّ شفايفه لحّد ما بانت غمازته من لمح ثغرها الباسم ، ألتفت عليها ينطق : خاطرك بشيء ؟
هزّت رأسها بالنفي تنطق بهدوء نبرتها : وصلني المستشفى تأخرت
وقف عند أحد الإشارات يسحبها مع كفها ، لفّ ذراعه خلف ظهرها ينطق : المستشفى لعمي باسل واللي جابه رجال يفتح حلقه !
رفعت حاجبها تدفعه عنها وترجع لمكانها ، قفلت الحزام لأجل تمنعه يكررها وألتفتت عليه تنطق بسخرية : ما أحد يملك الجرأة يتكلم عني أو فيني..
قاطعها من رفع صوته بحدة وهو ينطق بإبتسامة عريضة : بعدي والله !
توسعت عيونها تضحك بخفه وتنطق : بس الموضوع مو موضوع هيّاط مثل ما تحسب موضوعنا محافظة وإلتزام بالوقت
وقف عند أحد المقاهي المعروفة يدخل من مسار السيارات ، زفرت بضيق تنطق : نجم بتأخرني
خبط صدره ينطق بسخرية : عندي ولا يهمك
ألتفت خلفه وزفر من ألمه كتفه ، رجع مكانه يناظر بعيونها ، عدّلت جلستها تنطق بربكة : وشفيك تناظر ؟
آشر للخلف ينطق بهدوء نبرته : ناوليني جاكيت الدوام من ورا
شهقت من أستوعبت إنه لابس فروة على سروال وفنيله ، ضحكت بعلّو صوتها تنطق : الله لا يفشلنا !
بلل شفايفه ينطق بسخرية : خلصي قبل يحرك اللي قدامي
فكت حزامها تمدّ نفسها لوراء ، أبتسمت من لاحظت نظافة سيارته وبدلته المعلقة بجانب الباب ، فكت سحاب الجاكيت تفكه وتشيله ، رجعت بمكانها ونطق بهمس : ان شاءالله ما يكون فيه كاميرات
ضحكت بخفه وهي تشوفه ينزل الفروة بحذر ، تركها أسفله ونطق بعجلة : أقربي مني ولبسيني !
ضحكت تقربّ منه وتلبسه جاكيته ، قفلته تمسح على كتوفه وتنطق : ماشاءالله ماشاءالله رزّه صراحة بس أنتبه يلمحون سروال السنه والفروة !
ضحك بعلّو صوته يصدّ عنها وضحكت معه ، فتّل شاربه ينطق بسخرية : الله يقطع إبليسك
سحب الشماغ من كتفه ورفع عينه على الموتر اللي حرك ، زفر يتعصّب بالشماغ ويتقدم لشباك الطلبات ، ألتفت لها ينطق : وش في خاطرك ياللي ساكن الخاطر ؟
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : تدري إنك داهيه ؟
رفع حاجبة بدهشة ينطق : اي بالله أدري ، عجلي
ضحكت تنطق بهدوء نبرتها : أبغى ماتشا
ألتفت على الدركسون يهمس بإستنكار : ويش أنتي يا الماتشا
رفع عينه على الموظف من نطق : تفضل ؟
تنحنح نجم يعدّل نفسه وينطق : واحد ماتشا
الموظف : تمام ، إضافات شيء ؟
ألتفت عليها وأبتسمت تهزّ رأسها بالنفي ، رجع للموظف ينطق بعزّم يخفي ربكته خلفه : لا
الموظف : شيء ثاني ؟
حكّ طرف شاربه ينطق بتساؤل : به شاهي ؟
ضحكت وسرعان ما غطّت ثغرها من رفع يده قدامها يحذرها من دون ما يتلفت ، أبتسم الموظف ينطق : فيه شاهي كيف تبيه ؟
نجم : مخلوط
الموظف : حاجه ثانية ؟
هزّ رأسه بالنفي ينطق : لا هنت
الموظف : ولا هان مغليك
قفل الشباك يتقدم للإمام وينطق : ما هانت ولا هان طاريها جعلني والله فدا مواطيها
ميّلت شفايفها بخجل تتمسك بكفه وتنطق : يفداك اللي يشّناك
مدّ ذراعه بصعوبة يجلب طلبهم ويحرك للمستشفى ، نزل نظراته على الطلب وتوسعت عيونه بصدمة ينطق : أبو رماح صدق الأخضر ذا ويش هو ؟
ضحكت بعلّو صوتها تنطق : مستحيل نجم !
ألتفت عليها ينطق بجدية : سألتك بالله تشربينه ؟
وهج : مو كثير على حسب المزاج اليوم أشتهيته ، تجرب ؟
أبعد وجهه من مدّت الكوب له وضحكت ترجعه ، رفع الشاهي ينطق بحدة : أما بعد ما عقّب الشاهي مشروب وسلامتك !
ضحكت تنطق بسخرية : وين بتروح بعد ما توصلني ؟
نجم : بمشي للحلّة بغير ثيابي وأرجع لمترك ليه تبين شيء ؟
لفّت المصاص بدال مشروبها تنطق : ما بطول فالمستشفى تنتظرني ؟
لفّ الدركسون بذراع يتوجه لمدخل المستشفى ، كانت تنتظر إجابته لحّد ما وقف قدام المدخل ينطق : أنتظرك الدهر كله لا تبطين !
عدّلت الماسك على وجهها تنطق : ما بطول
هزّ رأسه يزفر بغضّب وينطق : والله ما ودي تنزلين كذا لكن المشكى على الله
أبتسمت بوسع ثغرها من لاحظت غيرته تنطق : يا غيور النقاب مو آمن لي بداخل المستشفى والمرضى
ألتفت عليها ينطق بسخرية : يصير خير لا تبطين 
ضحكت بخفه تنطق : تمام أشوفك بعد شوي ؟
هزّ رأسه يرفع كأسه ويترشف منه ، قفلت الباب وتبعتها عيونه لحّد ما دخلت وتقدم يعدّل موقفه ..
« الرياض ، بأحد أسواق الذهب والمجوهرات »
زفرت أسيل تفّك الأكياس وتنطق بتعب : شجاع خلاص هذا عاشر محل ندخله متأكد بتملك ولا بتفتح محل !
أبتسم شجاع ينطق : والله ودي أصرف كل راتبي من الفرحة
ميّلت رأسها تنطق بسخرية : هو بقى منه أصلاً ؟
شجاع : علميني بعد عنها
أسيل : دام ما بقى شيء تشتريه وما أنت راضي نمشي خذ لها زمام تراها مسويه في خشمها
توسعت عيونه مذهول من أوصافها ، صدّ يتقدم لأحد المحلات ويدخلها ، زفرت أسيل تشيل الأكياس وتتبعه للداخل ، وفي الجهة الأخرى ، عند أصوات الخرفان المحملة بالصندوق وداخل الغمارة ، كان جواله مستقر على المرتبة بوضع الصامت ، والإتصالات تظهر على الشاشة بعدم توقف ، مضّت بالفعل ساعات الظهر الأولى ومابقى على أذان العصر شيء ، وجميع من فالمخيم على أعصابهم ينتظرون شجاع يرفع سماعة جواله ، خرجوا من المحل ينطق : وش باقي ؟
توسعت عيونها بصدمة تنطق : وقسم بالله ما عاد أجي هات مفتاح السيارة !
ضحك بسخرية ينطق : مفروض تتحمسين أكثر مني
رفعت حاجبها تنطق بسخرية : أقول مشينا
توجه للموتر يدخل المفتاح بفتحة الباب ، لفّه لليمين وفتح الباب ، تقدمت أسيل من خلف الصندوق تتوجه لبابها ، شهقت من صرخ الخروف بإذنها ونطقت بحدة : عمى طيرت قلبي !
زفرت تفتح الباب وتحمل الأغراض عند مكان رجولها ، رفعت عبايتها تركب وتقفل الباب معها ، توسعت عيونه وسرعان ما ضحك ينطق : نسيت المفتاح فالباب !
ضحكت أسيل تنطق : من الظهر وأنت مرتبش كله من هالنجد
مسك عجلة الشباك يلفّها ومن أنفتح جزء منه طلع يده يسحب المفتاح من الباب ، دخله بمكان التشغيل وعشّق القير يشغلها ويحرك ، متجاهل جواله وبلحظة قرر يرفع جواله على إتصال نجم ، أبتسم يرفع الجوال لأذنه وينطق : حيّ أبو رماح حيّ الله النسيب
تكى نجم على الدرج بجانبه ينطق : وش نسيبه بعد ، أقول أسمع شجاع
شجاع : أرحب
زفر نجم ينطق : وينك فيه ؟
شجاع : في سوق الذهب بغيت شيء ؟
نجم : زيّن قريب مني
شجاع : ليه وينك فيه أنت ؟
نجم : عند المستشفى ، أوصيك على شيء ؟
لفّ شجاع الدركسون يطلع للخط العام ونطق : لبيه يا النجم الساطع
نجم : وأنت جاي بتجي مغسلة الشرق على يمينك جيب ثوبي الأسود منها لا هنت
شجاع : صور لي الفاتورة
زفر نجم يفتح الدرج وينطق بهمس : والله ما أعلم ويني حاطها
شجاع : نجم بقفل أقبلت على الخط الرئيسي وبه كاميرات
نجم : طيب أنتبه ولا تبطي معاد فيني من راح للحلّة ورجع
شجاع : دقايق بس ، مع السلامة
قفل الإتصال ورمى شجاع جواله بجانبه يسحب حزامه بسرعة ويمسك الدركسون ، زفرت أسيل بربكة تنطق : أنتبه للخط
رفع عينه يتأكد من طريقه ونزل نظراته يقفل على الحزام ويرفع عينه بسرعه للشارع ، خبطت كتفه تنطق بحدة وهي ترفع برقعها وتبعد شيلتها : وجع !
أبتسم يسحبها لكتفه وينطق : ليه يا عين شجاع ؟
قبّل رأسها وأبتسمت بخفه تنطق : أستغفر الله
ضحك يشّد عليها وينطق : يا المخفه كذا بيلعب عليك الرايح والجاي ولا تدرين يعقبون وأنتي أخت الشجاع
ضحكت تبعد عنه لأجل يركز بالطريق ، هي لوهلة تذكرت عمر اللي صادفته مرتين وبهالمرتين قدر يتمكن منها وبقوة ، عضّت شفايفها تنطق بداعي تغيير الموضوع : وين نجم ؟
شجاع : عند المستشفى وترانا قربنا خلي عينك على يمينك شوي المحلات يمكن تلاقين محل مغسلة الشرق
هزّت رأسها بالإيجاب تركز أنظارها على المحلات ، أشرت عليها بيدها تنطق : شوفها
أبتسم شجاع يدور موقف وينطق : حيّ عينك يا بنت مسلط !
وقف ومدّ ذراعه يلفّ العجلة ويقفل شباكه للنصف ، نزل من السيارة ينطق : ما بطول أفتحي شباكك إذا بغيتي وتغطي
هزّت رأسها بالنفي تنطق : لا برد شباكك يكفي
سحب المفتاح يقفل على أخته اللي سحبت الشيله تضبّط برقعها ، دخله بجيب ثوبه ورفع طرفه يركض لجهة المغسلة من أرتفعت أصوات المأذن لصلاة العصر ، تقدم له ينطق : لحظة صديق !
هزّ العامل رأسه بالنفي ينطق بحدة : لا لا صلاة خلاص أنا سكر
مسك شجاع كفه ينطق : يا رجال ولا بأخذ نص دقيقة
سحب كفه من شجاع ينطق بجدية : لا ما يقدر يجي صلاة صلاة
زفر شجاع ينطق بحدة : اللي يشوفك بتركض للمسجد أصلاً عاده ما أقام وبعدين أنا عريس يا صديق
زفر العامل ينطق بقلة حيلة : جيب فاتورة
أبتسم يدخل خلفه للمغسلة ، دخل ذراعه في جيبه يسحب جواله ويفتح الواتس ، توسعت عيونه بصدمة من الرسايل الكثيرة وزفر يدخل محادثته مع نجم ، رفع الجوال على العامل وتقدم يسحب ثوب نجم وشماغه وملابسه البيضاء الداخلية ، مدّها لشجاع وأبتسم يمسكها وينطق : شكرًا صديق أنت ميه ميه
هزّ العامل رأسه لشجاع اللي ركض خارج المغسلة ، فتح باب الموتر يركب ويمدّ الثوب بأكياسه وينطق : أمسكيه معك
هزّت رأسها بالإيجاب تأخذ ثوب نجم عندها ، قفل الباب وشغل الموتر يمشي للمستشفى ، كانت عين على الجوال وعين على الطريق ، زفر يفتح فويس أحمد وهو يقول : يا تبن الله لا يربحك وينك من الجوال !!
أنتهى الفويس وأشتغل اللي بعده تلقائي : أسمع شجاع ترا هويدي جاي للمخيم وناوي بنت رماح وهالمرة أبوي واقف معه معك لأذان المغرب إذا ما جيت أبوي بيزوجه
توسعت عيونها بصدمة تنطق : منجدهم هذول لعبة هي !
بلل شفايفه ينطق بسخرية : يا بنت الحلال أعلى ما في خيله يركبه هويدي ذا
زفرت بتوتر تنطق : شجاع ماشاءالله والبرود كأنك ما تعرف جدك
خبط صدره ينطق بجدية : أنا خطبتها والبنت موافقه علي وأبوها موافق بيخالف الشرع سهيل ؟
ميّلت رأسها بعدم فهم تنطق : يعني ؟!
شجاع : ما يجوز لرجال يتقدم لبنت وهي مخطوبة وموافقه على خطيبها وتبين الصدق وين هويدي ووين الرجولة ؟
ضحكت بصدمة تنطق : أستغفر بس
ضحك بخفه يستغفر ويكمل طريقه بكل روقان للمستشفى ..
« قصر مترك »
دخل نوار مع مترك للمشب الخارجي ، جلس مترك ينطق : أستريح حضرة المحامي
جلس نوار ونطق : مستريح يا طويل العمر
مترك : وش المناسبة السعيدة اللي جابتك لعندي ؟
نوار : والله يا حضرة العميد درست قضية بنتك شوي ورجعت اقرأ كلامك اللي سجلته أنا في الإفادة وسمعتك قلت إن الزواج كان لأجل مبتغى معين ولمدة معينة صح كلامي ؟
هزّ مترك رأسه بالإيجاب وكمل نوار ينطق : حلو يعني الزواج باطل من الإساس والخلع ما منه ولا عليه وهذا الكلام حسب شرع الله ما جبت شيء من عندي بس بسألك
نطق مترك والدهشة تعتري ملامحه : اسأل ؟
نوار : سألتك بالله تعطيني جواب صريح وصادق ، أحد الزوجين كان يعرف إن الزواج لأجل غرض وموافق عليه ؟
حكّ مترك دقنه اللي يملأه الشيب ، رفع عيونه على نوار يهزّ رأسه بالإيجاب ينطق : ايه بنتي تدري
زفر نوار بضيق ينطق : أجل الله يعوض عليكم وعليه
وقف نوار ووقف مترك معه
زفر نوار بضيق ينطق : أجل الله يعوض عليكم وعليه
وقف نوار ووقف مترك معه ينطق : تقهوى
أبتسم بخفه ينطق : أكرمك الله
خرج من المكان ورجع مترك يجلس بمكانه ، ينتظر نجم لأجل يروح معه للمخيم ويفتح الحسابات مع سهيل ، حسابات ظّلت منسية سنين طويلة ، رفع عيونه على سيارة عزيز اللي دخلت للأسوار يتقدم له وينطق : وين خالتك ؟
نزل عزيز يقفل سيارته وينطق بعجلة : بتجي مع زوجها أنا طالع أتجهز
سكت مترك يصدّ للبوابات ، دخلت سيارة نيّار وسمو معه ، نزلوا من السيارة بكامل أناقتهم ، ملابس شتوية وشياكة بر بحّت ، تقدم نيّار ينطق بإبتسامة عريضة : مرحبا يا أبوي
أبتسم مترك له ينطق : يا هلا وسهلا
سلم على خشمه وتقدمت سمو تقبّل كفه وأبتسم يقبّل جبينها وينطق : كيفك يا بنتي ؟
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : بخير ومبسوطة من رجل وهج وكيف عزمنا للعشاء اللي مسوينه أهله له
ميّل رأسه بعدم فهم ينطق : نجم عزمكم ؟
هزّ نيّار رأسه بالإيجاب ينطق : اي بالله دق علي وعرّف عن إسمه ولزم علي أجي مع ولدي عزيز
زفر مترك ينطق : ايه ماهو بغريب عليه
أبتسمت سمو تنطق : وصلوا
وقف جيب نجم الأسود قدام باب القصر ، ألتفتت عليه قبل تنزل من نطق بحدة وعيونه عليها : ألبسي شيء يدفيك لا أشوف كشف رجولك وظهرك !
ضحكت بسخرية تنطق : بشويش يالغيور وبعدين أكيد بر ما بلبس شيء أنيق !
نجم : بجيك أشوفه ترا
ضحكت تقفل الباب وتتقدم لباب القصر تدخله ، نزل يضبّط شماغه وثوبه الأسود ، فتح الباب الخلفي يأخذ السديرية الرمادية ويلبسها ، ألتفت على مترك الواقف بجانب أنثى ما تعرّف عليها وعلى يمينهم نيّار ، مسك السبحة يتقدم لهم وينطق : يالله حيّ أبو عز !
أبتسم نيّار ينطق بإبتسامة : الله يبقيك ويسلمك يا نجم !
تقدموا يسلمون على بعض سلام الرجال ، أبتعد عنه ينطق بتساؤل : افا سلامات ؟
نجم : الله يسلمك
رفع نيّار حاجبة بدهشة ينطق : من إيـ..
قاطعه نجم يخبط على كتفه وينطق بجدية : مابه شيء تطمن
تقدم يتبع مترك اللي آشر له يلحقه ، وقف بمكانه من نطقت سمو بهدوء نبرتها : سلامتك يا نجم ما تشوف شر وما عليك وهج تعتني بك زيّن لا تشيل هم
ألتفت عليه والابتسامة تزيّن ثغره ، نطق بسخرية : ما بها شك والله يسلمك يا أم عز
ضحكت بخفه وتقدم يدخل للمجلس ، زفر نيّار ينطق : خير وش هالتضاحيك كلها ؟
توسعت عيونها بصدمة تضحك ، أحتضّن أكتافها ينطق : أركبي السيارة بس لا تخليني أفصل
ضحكت تتقدم للسيارة وتنطق : معقولة غيرة ما حبيت أبدًا !
فتح لها الباب ينطق بسخرية : والله حبيتي ولا ما حبيتي ماهو برجال اللي ما يغار على حَرم بيته !
أبتسمت تقبّل وجنته وتنطق : أموت على الغيور طيب !
ضحك يقبّل كفها وينطق : وش تغير الآراء السريع ذا ؟
رفعت أكتافها تنطق بسخرية : ما أعرف
بلل شفايفه ينطق بسخرية : أبعدي يابعدهم
عدّلت جلستها على المقعد وقفل نيّار الباب يتوجه لباب السايق ويركب بجانبها ينتظرون عزيز يطلع لأجل يمشون ..
« بداخل المشب الخارجي »
جلس نجم يثبت عكازته بجانبه وينطق : أسلم يا أبو أمير ؟
تكى مترك على المركى يلتفت له وينطق بجدية : موكّل محامي ؟
رفع حاجبة ينطق بحدة : ماهيب عوايد نجم لكن الحذر واجب يا مترك ، قبل تكمل ترا الخلع باطل وما حصل إنفصال بيننا
ضحك مترك بسخرية ينطق : الزواج كله من الأساس باطل يا نجم سهيل !
شّد على عكازته من سمع الكلمات اللي خرجت من مترك ، هو جمّعه بإسم جده يبيّن له خسارتهم ، زفر ينطق : وش قصدك يا مترك ؟
مترك : الزواج كان على شرط معين ومدة معينة ولا ناسي يا بِكر رماح ؟
ميّل رأسه بصدمة من تذكر المكالمة اللي دارت بينه وبين أمير سابقًا ، المدة كانت شهرين وبشرط ما يقرب من وهج ، بلل شفايفه ينطق بسخرية : وبعدها تظنك بتأخذها مني ؟
ضحك مترك ساخر ينطق : هي اللي بتنفر منك ولا نسيت إنها ما تحّل لك ؟
ضرب يده على الطاولة اللي بينهم ينطق بحدة : إلا زوجتي وحليلتي وحَرم بيتي غصبٍ على أطول شارب فيكم وما بعد جاء العقد اللي بيننا هيّن عشان تبطّله شروطكم التافهة
زفر مترك ينطق بجدية : ما زلت مقعّدك قدامي عشاني أبغاك توصلني لجدك ولا غيره قدك من ورا البوابات !
وقف نجم بغضّب يشّد على عكازته وينطق بسخرية : ما بعد غاب نجم سهيل ووين ما حضر تدّل محله !
وقف مترك يواجه نجم ، هو بالفعل أدرك إن مابه أحد عاقل يحطّ من نجم عدوٍ له ، كان كلام الضابط لمن سلّمه ملف نجم صحيح ، هو الآن يواجهه ويشعر بنيران نجم تشيّد من يمينه وشماله ، زفر يبلع ريقه وينطق : توكل !
بلل شفايفه ينطق بسخرية : بأخذ مرتي ولا توصي يا العميد متوكلين على الله من قبل نواجهك !
خرج من المشب وزفر مترك يخرج خلفه ، رفع صوته بحدة وعيونه عليها ينطق : مرتك اللي تقولها وافقت تتزوجك عشان تأخذ حقي وقدرت بأقل من شهرين تخليك تثق فيها وتأخذ الورقة والحوالات بالمبالغ المالية من مكتب جدك وما بقى إلا كم خطوة وأرفع قضية على جدك وأسلب منه كل حلاله وأقلعك واللي معك من بيوتكم !
فتحت سمو باب السيارة تنطق بصدمة : بسم الله وش الحاصل ؟
ظلت وهج متصلبة بمكانها بعد كلام جدها ، تشوفه واقف قبالها وبينهم عدة مترات ، عضّت شفايفها تنحني برأسها تحجب النظر بينهم ، لكن سرعان ما رفعت رأسها من نطق بحدة : حضرة الدكتورة أركبي الموتر !
زفر مترك بغضّب ينطق : وين تركب صاحي أنت !؟
مدّ ذراعه لها تحت أنظار الكل ، ركضت له تتمسك بذراعه ، لفّها خلفه ينطق بسخرية : النقطة اللي غفلت عنها يا مترك إني ما كنت مهتم لكلام ولدك بهذاك اليوم وسألته بعجلة إذا البنت موافقه ولا لا وبالنسبة لشرط ولدك وإني ما ألمسها أنت عارف زيّن كيف قابلتني اليوم مايحتاج أزود
توسعت عيونه بصدمة وأبتسم نجم من ضربته وهج بخفه ، زفرت بخجل تهمس خلفه : يا شينك !
ألتفت عليها ينطق بسخرية : ما ترك لي خيّار ولو ما سكت بقوله شلون أخذت دش اليوم
ضحك من ضربت صدره تنطق بتهديد : أذبحك قبل يذبحك مترك تسمع ؟!
بلل شفايفه ينطق بعلّو صوته :

قد يعجبك أيضاً
غرورك اللي علم الطاووس نفش ريشه بقلم r_55shog
غرورك اللي علم الطاووس نفش ريشه
2.8M
71.9K
حسابي بالاستقرام r_55shog
جَرح الأيهم بقلم ll118i
جَرح الأيهم
2.5M
174K
النبذه :- فَي ذَلك المَنزل الدافئ ، المَملوء بالمشاعرِ يحتضن أسفل سَقفهِ و بين جُدرانه تِلك الطفلةُ الَتي كَبُرَت قَبل أونها نُسخة والدها الصغيرة ذات الثَغر الضاحِكِ...
سَحابة حب بالوجدان تبرق منازلها من طويق للوادي  بقلم rwoix_
سَحابة حب بالوجدان تبرق منازلها من طويق للوا...
10.2K
258
دكتور بعد وفاة اقرب صديق له تتغير شخصيته للجمود والصلابه يجبره ابوه يتزوج بنت صديقه من الديره وبيوم زواجه يكتشف انها بكماء غير قادره على الكلام
وأنا فِي مَوج حُبك شراع يتهادىٰ  بقلم nine_823
وأنا فِي مَوج حُبك شراع يتهادىٰ
758K
19.7K
"لو كان الإنسان وحده لما استطاع أحدٌ هزيمته، لكن يُهزم المرء بأشيائه التي يحبها" روايتي الاولى اتمنى تنال اعجابكم🤍📜 وأنا فِي مَوج حُبك شراع يتهادىٰ
اهيم بها حبا  بقلم rwevjj
اهيم بها حبا
136K
2.5K
حسابي انستا تعالوا التنزيل فيه كل يوم @ rwevj
الحياة اليومية لزوجي السبعينات و تربية الأطفال بقلم momallmylife
الحياة اليومية لزوجي السبعينات و تربية الأطف...
22.7K
1.1K
مكتملة 148 فصل   كان لين وي وزونغ شاو متزوجين مرتبًا ، وانفصلا لمدة أربع سنوات ، وأنجبا طفلين ، لكن الزوج والزوجة لم يكونا أقرب من الأصدقاء العاديين.   اعتقدت لين وي أن...
غريب يدوّر في طرف عينها حضن ووطن  بقلم irwaya9
غريب يدوّر في طرف عينها حضن ووطن
262K
10.6K
ما بين نسمات الشتاء والنار والحطب بين أشجار النخيل والليمون والنعناع بين صهيل الخيول وتغريد الطيور بين برودة أمواج البحر ونعومة الرمل بين أوتار العود وخيوط الإبرة أحداث...
ذبحتيني بنظرة عينك وأنا أحاكيك
‏تقولين ولا كأنك تمرين .. في بالي
‏وأنا من كثر ماغليك مانيب أطاوع فيك
‏يموتون ما وصلوا لـ طاريك عذّالي
4
‏أحبك ولا فكرت في ساعة أخليك
‏وأنا داري اني عندك أغلى من الغالي ؟
-
ضحك يدفن وجهه بعنقها من صدّت خجل ، زفرت بخجل تنطق بربكة : آخر شطر أنتبه تشكك فيه
حاوط ظهرها يقبّل كتفها بعمق وينطق بثقل صوته : يا ويل حالي
أبعد عنها يسحبها خلفه ، تقدم يفتح لها باب موتره ، رفعت عبايتها تركب وأبتسم يقفل بابها ، تقدم من خلف السيارة وألتفت على عيون مترك اللي تحترق ، بلل شفايفه يفتّل شاربه ويركب موتره ، ضحكت سمو بصدمة تنطق : ماهو بهيّن ذا النجم !
ركب بجانبها يشغل موتره ، ألتفت عليها من نطقت : يا المهايطي أنتبه من مترك لأنه مستحيل يسكت ويخضع بسهولة
مسك كفها يثبّته على القير وينطق بسخرية :
‏اليا تعلوينا على رأس ما طال
‏حسّادنا يا جعلهم ما يقلّون
‏حنا مواقفنا عظيمات وجزال
‏يعطونها الجحدان ولا يقرّون
‏نقلط على القاله مقاليط الأبطال
‏لا قاموا الخبلان عنها يحيدون
‏والهرجه اللي مالها قيد وعقال
‏هي تعقب واللي وراها يعقبون !
-
ضحكت بصدمة تنطق : ناوي تحرق عمرك يا العقيد ؟
سحبّ كفها يقبّله وينطق بهدوء نبرته : أحرق عمري واللي وراي ودونّي ما شكيت ولا أنحرم من مسكة كفوفك
أبعد عن كفها يحرك موتره ويخرج من حوش القصر ، مسك خط البر يمرر يده على المسجل ، أبتسمت تنطق بسخرية : وش هذي خلني أسمع ذوقك !
بلل شفايفه ينطق بسخرية : ماهو بذوقي ذوق حميد
ميّلت رأسها بعدم فهم تنطق : مين حميد ؟
رفع حاجبة بدهشة ينطق : أحلفي ؟
ضحكت بصدمة تنطق : لحظة مو من أهلك هو ؟
زفر ينطق بهدوء نبرته : شلون يعني إذا كان من أهلي عادي تدلعينه وتسألين من يكون !؟
خبطت كتفه بخفه تنطق : يا عقيد أهلك هم أهلي وبعدين ما أعرف أسمه أكيد بناديه مثل ما ناديته أنت
عضّ شفايفه بخفه ينطق : خلي عنك حميد شوي
ميّلت شفايفها بعدم فهم وسرعان ما توسعت عيونها خجل من نطق : يا ويل حال نجم لا سمع الرتبة من ثغرك يا عذابي أنتي !
أبتسمت تنطق بسخرية : طيب مين حميد ؟
سحبّ كفها وصرخت بصدمة من مسك إصبعها يعضّها تنطق : نجم خلاص ما بسأل أتركني
ضحك يقبّل إصبعها وينطق بسخرية : أحمد أصغر أعمامي وأصغر مني
توسعت عيونها بصدمة تنطق : أصغر منك !؟
أبتسم بخفه ينطق : الله الله
ضحكت بصدمة تنطق بفضول : ما أعرف ليه اسألك الحين بس كم عمرك !
بلل شفايفه ينطق بسخرية : ما بيننا فرق لا تخافين يا الصغيرة
تمسكت بذراعه تنطق بجدية : مواليد عام كم ؟
رفع حاجبة بدهشة ينطق : ثلاثة وثلاثين
توسعت عيونها بصدمة تنطق بحدة : تمزح !
نجم : صغير قلت لك يالعشرينية
أبتسمت بسخرية تنطق : الصراحة صغير توقعت على هيبتك عند الرجال ورزّانتك إنك صاك الأربعين
أبتسم يناظر فيها وينطق بحدة : يعني ؟ تمدحين يا الصغيرة ولا تذمين ؟
عدّلت جلستها تنطق : اللي تبيه ولا تناديني صغيرة مره ثانية !
مدّ كفه يشّد على فخذها وينطق بجدية : الخطأ خطأي يا عذب الطبايع أنتي أكبر من مرور الأوادم وأكبر رجالها وأنتي أكبر الهقاوي جيتي أكبر منها ، أنتي أكبر همّ عشته في سرور وأنتي أكبر من الدنيا وقد المقام وأنتي علامة فارقه أكبر من المقارنات ، أكبر حتى من وهج نورك بداخل صدر نجم
أبتسمت تثبت يدها على يده وتنطق : وإن قالوا لي نافخه خشمك بالله مو من حقي وأنا معبأة من كلامك ، تخليني أغتّر يا نجم أنتبه !
أبتسم بخفه ينطق : دليّني عليه بس وأنا أعلمه يحق لك ولا لا
ضحكت بخفه تشابك أصابعها بين أصابعه وتنطق : ما قلت لي مين جاب لك هالثوب ؟
ألتفت عليها ينطق بنفس النبرة : ما وريتني وش لبستي ؟
رفعت حاجبها تنطق بجدية : أوها أنا سألت قبلك !
نجم : شجاع اللي جابه وريني خلصي
ضحكت تصدّ عنه وتنطق : لمن أنزل..
قاطعها ينطق بحدة : أنا أقولك وش بيصير بتنشغلين مع الحريم وبتنسين وأنا بيأخذوني الرجال بالشكاوي والكلام الحار ووجع الرأس وبنسى ، وريني الآن
ميّلت رأسها تنطق بصدمة : تستهبل شلون أوريك ؟
نجم : مدري تصرفي أوصفي لي وريني اللي تشوفينه
زفرت تنطق بهدوء نبرتها : لبست بنطلون جلد أسود وبلوزة شتوية سوداء برضو والجاكيت هذا الرمادي أظن ؟
أبتسم ينطق بثقل صوته وعيونه على كفها : ولو غيرتي في كل شيء ما تتركين الأحمر ولا تزيحين عنه
ضحكت من لاحظت إنه يناظر بلون مناكيرها ، بللت شفايفها تنطق بسخرية : هاللون سلاحي وأنا مهددة من كل شيء حتى منك أنت شلون أجيك بدونه ؟
سحب كفها يقبّله وينطق وعيونه عليها : ما جاب في أبو رماح العيد إلا هاللون عساه ما ينحرم منه ومن راعيه عذب الطباع
ضحكت تشابك كفها بداخل كفه ، شّد عليها يكمل سواقه بيده اليسار اللي بدأ يحركها على خفيف ، تتجرع الماتشا بلذة وكفها بكفه ، يستمعون لأغاني عشوائية من الراديو وماسكين خط شبه نائي وكله رمال من أوله لآخره ، بدأت الشمس تغرب وقرب أذان المغرب ، ترك كفها يقفل المسجل وينطق : وش قولك أأذن ونصلي هنيّا ولا نكمل ؟
ميّلت شفايفها بحيرة تنطق : على حسب كم باقي إذا مطولين فوق أربعين دقيقة نصلي هنا وإن قربنا وكانت المدة أقل من نصف ساعة لا أفضل لنا نكمل
حكّ طرف شاربه ينطق : والله ما أعلم لكن ما بعد أذن خلينا نكمل ونشوف
هزّت رأسها ترفع جوالها وسرعان ما قفلته تزفر من ما لقط ولا برج ، دخلوا بعمق الصحراء ، بالفعل عدى حلّة سهيل بكيلو مترات طويلة ، غابت الشمس وبدأ الليل يليّل وهم مازالوا ماشين ، رفع عيونه من لمح سيارة نيّار وخلفه سيارة ما تعرف عليها لكن توقع إنها لعزيز أو مترك ، صدّ عنهم يركز بطريقه وينطق بهدوء نبرته : زيّن دلّوا أهلك
ألتفتت على السيارات خلفهم ونطقت بإبتسامة : ايه أشوى !
ضغط على البنزين أكثر يسرع ويبتعد عن نيّار اللي لاحظ سرعة نجم ومشى خلفه وبالفعل مترك اللي كان آخرهم وبجانبه مزنه ، متوجهين جميع لخيام آل جراح ..
« المخـيـم ، المغرب »
خرج أحمد من الخيمة وهو حاس إن الدنيا مقفلة بوجهه والضيق لقى مجلسه داخل صدره ، أستقبل القبلة وبناء على كلام سهيل بيكبر للصلاة يأذن ، ألتفت قبل ينطق على الددسن ودخول شجاع للأسوار المخيم ، توسعت عيونه بفرحة يركض لجهة الموتر وهو يرحبّ ويهليّ ، قفل شجاع الموتر ينزل وأبتسم من حضّنه أحمد ينطق بحدة : الله يأخذك ويأخذ نجد عيشتوني بقلق ما عشته حتى بأيام الثانوية !
ضحك بسخرية يخبط كتفه وينطق : معوض يا أبو سهيل وصلوا ؟
أبعد أحمد ينطق بعدم فهم : من بالضبط اسأل وبعلمك
شجاع : آل مناحي
هزّ أحمد رأسه بالإيجاب ينطق بضيق : الأمور بتنفجر وإنفجار ماهو في صالحك يا راعي هالتأخير !
بلل شفايفه ينطق بسخرية : أجيها بيديني ؟
زفر أحمد ينطق بسخرية : وش هالعفش كله ترا خطبة ولا أنت ناوي تمّلك ؟!
شجاع : ايه بمّلك دخلنا ؟
هزّ أحمد رأسه بالنفي ينطق : أسبقني أنا بأذن بس أدخل قبل الأذان
ضحك يتخطى أحمد ويتوجه لخيمة الرجال ، دخل يسلم بأعلى صوته على نداء أحمد للصلاة ، أبتسم سهيل ينطق بسخرية : عليك السلام ما بغيت ؟
تقدم يسلم عليهم ومن وصل قدام جده نطق : موصيتني أميمتي بحاجات ، آمرني ؟
سهيل : هو صحيح إنك خطبت بنت رماح..
سكت سهيل لثواني وبديهيًا هزّ شجاع رأسه بالإيجاب ينطق : الله الله
عدّل سهيل جلسته ينطق بجدية : خلني أكمل سؤالي هو صحيح إنك خطبت بنت رماح عقب ما خطبها هويدي ؟
شّد على ثوبه ينطق بحدة : لا تلفّ وتدور يا جدي ودها كانت عقبه ولا قبله البنت ما بيأخذها غيري وأقصروا الحكى !
ضحك قضعان ينطق : أكسر الشر يا شجاع تخطب على خطبة أخوك هذي ماهي من سلوم المرجلة ولا درسناها بعقيدتنا !
ألتفت على قضعان ينطق : لا جيت تنصح أنصح مثل الرجال ولا خل نصيحتك في بطنك ، العقيدة يا المطوع قالت في حال وافقت البنت على الخطيب لكن اللي شفناه كلنا إن عمي رماح ردّ ولدك وقاله البنت تدرس جامعة
عدّل قضعان شماغه ينطق بسخرية : طيب وش أقول أنا من اليوم ؟ رجعنا بعد ما عطانا رماح الموعد وهو بعد تخرجها وهذانا جينا نكمل اللي بديناه وعن موضوع الرفض والموافقة ما بعد وصلناه وبنشوف ذلحين مع بعض
زفر رماح بضيق ينطق : شجاع أجلس
ألتفت على عمه بغضّب ينطق بحدة : والله ما يأخذها لا هو ولا ستين ألف بقرة مثله تسمعون !
زفر سليمان ينطق بجدية : سهيل أمسك لسان حفيدك
رفع سهيل عيونه على شجاع ينطق بحدة : الرأي بيـ..
قاطعه دخول نجم اللي نطق بصوته الجهورّي : سلام عليكم
ألتفتوا جميعهم على مترك اللي دخل خلف نجم ونيّار وراه وآخرهم عزيز ، وقف سهيل بصدمة وعيونه على مترك ، رفع كفه بالسماء ينطق بعلّو نبرته : أرحب يا شيخ آل ساير !
تقدم مترك له ينطق : الله يسلمك ويخليك يا سهيل
دخل أحمد ينطق من باب تغير الجو والموضوع : الصلاة يا عباد الله !
أنتهى السلام وشجاع مشتطّ وعينه على هويدي ، زفر من سحبه عجلان ينطق : تعوذ من الشيطان وتوض
شغل الماء يتوضأ ويغسل وجهه مرارًا وتكرارًا ، هو ما صرف هالفلوس اللي صرفّها عشان ما يتهنى بلقياها وتقر عينه بشوفها ، عضّ شفايفه يستودعها الله ويوكل أمره لربه ، صفّ مع الرجال محسن ظنه بالله وهو ما زال يدعي إن الأمور تتيسر ويشوفها وتنكتب له ما هو لغيره خرجوا جميع الرجال من الخيمة يصفّون ويكملون الصفوف لأداء فريضة صلاة المغرب ، ألتفت نجم على أحمد ينطق : وش اللي حاصل ؟
كاد بينطق لولا رماح اللي كبّر وكبّروا خلفه يصليّ بهم ..
« خــيام الحريم »
زفرت سمو بتوتر تنطق بربكة : وهج تعرفينهم زيّن ؟
هزّت رأسها بالنفي تنطق بسخرية : نصهم لسى ما أعرفهم بس معليك ما يحتاج تعرفينهم كلهم
تقدمت مزنه تتنحنح وتنطق : سلام عليكم
ألتفتوا الحريم بإستغراب للصوت وإستنكار للأشكال ، أبتسمت ريمان من لمحت وهج توقف وتنطق بفرحة وإبتسامة عريضة : يا مرحبا ببنتنا وأهلها
زفرت غرور تصدّ عن فرحة ريمان وتهمس بغيض : بنتنا ؟
وقفت مع الحريم تسلم ، أشرت الجوهرة بجانبها تنطق : تعالي يا أم أمير
أبتسمت مزنه تتقدم وتجلس بجانبها ، نزلت وهج عبايتها وألتفتت على سمو اللي نطقت بربكة : يروعون
ضحكت بخفه تنطق : باقي ما شفتي شيء
تقدمت نجد تنطق بإبتسامة : عطوني عباياتكم بنات
ألتفتت سمو عليها تنطق : يا حلوك ماشاءالله
أبتسمت نجد بخجل وضحكت وهج تنطق : هذي أخت نجم !
توسعت عيون سمو تنطق : ماشاءالله !
مسكت عباياتهم تنطق بخجل : خير ما قلتي
وهج : هذي أختي الكبيرة سمو
أبتسمت نجد تنطق : معليك ملاحظه من أول ، تبارك الله
أبتسمت سمو لها وتقدمت وهج تجلس ، جلست سمو بجانبها ، رفعت عيونها على شمايل اللي تقدمت تنطق : عرفينا ؟
زفرت وهج تنطق بهدوء نبرتها : أختي سمو ، سمو هذي شمايل بنت عم زوجي
لاحظت سمو نظرة أختها ونطقت ببرود : هلا هلا
تقدمت أسيل تجلس معهم ، أبتسمت وهج لها تنطق : أسيل يا عمري مبروك التخرج نسيت أبارك لك ذاك اليوم
أبتسمت أسيل تنطق : الله يبارك بعمرك ما حصل شيء عادي
تقدموا توأم عبدالكريم وخلفهم غرور ، جلسوا في مثل الدائرة حول البنات ونطقت جمان : بنات إقدعوا
مدّت الفطاير والحلى قدامهم ، مسكت أسيل الدلة تصبّ لهم قهوة مع التقديمات ، ألتفتوا الحريم على صوت رماح اللي نطق بحدة صوته : يا أم نجم !
وقفت ريمان تنطق بهمس : وش عنده ؟
أبتسمت سهام تنطق : شوفي وتعالي
ركضت بعد ما كرر النداء تنطق : جايه جايه
خرجت من الخيمة وتقدم رماح لها يغطيها بجسده ، رفعت عيونها له تنطق : لبيه ؟
لفّ ذراعه خلف ظهرها يسحب طرحتها ويرفعها على شعرها ، ألتفت خلفه على خروج نجم من خيمة الرجال وزفر ينطق : أخوك جاي بولده وناوي يخطب بنتنا
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : سألتك بالله ؟؟ يالله حيّهم
خرج سليمان وولده قضعان وخلفهم هويدي ، عدّلت طرحتها بعد ما آمرها رماح وصدّ بغضّب ، أبتسمت تتقدم لأبوها وتنطق : أرحب يا الغالي
أبتسم سليمان يحتضّن بنته ويسلم عليها ، قبّلت كفه تنطق : وش وقعك يا أبوي ؟ عساك بخير
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق : بخير جعلك بخير
تقدم قضعان يقبّل جبين أخته الكبيرة وأبتسمت تنطق : يالله حيّ أخوي عزوتي
أبتسم ينطق بهدوء نبرته : الله يسلمك ويطول بعمرك
ألتفتت على هويدي تنطق بضحكه ساخرة : متى كبرت أنت وجيت تخطب ؟
ضحك بسخرية يتقدم يسلم عليها ، أبتعد ونطق بهمس : ما بيني وبين بِكرك إلا سنة وتقولين إني صغير ؟
ألتفتت على نجم اللي تقدم لهم ونطقت بسخرية : نجم صغير بعيوني لا يغُرك الحجم والهيبة
رفع حاجبة بدهشة ينطق : أم نجد !
ضحكت تتقدم لولدها ، انحنى بحذر يقبّل جبينها وأبتسمت تهمس له : صرت تحرك ذراعك ؟
نجم : على خفيف
زفر رماح ينطق بحدة : تكلمين البنت ولا أكلمها أنا
ألتفتت على زوجها تنطق بربكة من لاحظت ملامح وجهه الغير مبشرة بالخير : أنت موافق ؟
هزّ رأسه بالنفي ينطق بهمس : أشوف إن ولد أخوي أولى !
توسعت عيونها بصدمة من كلامه ، زفر نجم بغضّب ينطق : وش صاير على إيش موافق ؟
ألتفت سليمان على حفيده تنطق بإبتسامة عريضة : خاطبين في أختك يا ولدي
شّد على قبضته لحّد ما تلونت أصابعه بالبياض ، زفر غضبّه ينطق : لمن ؟
آشر هويدي على نفسه ينطق : أنا يا ولد عمتي
بلل شفايفه ينطق بسخرية : والله وما قال يا ولد خالي
ضربته ريمان على صدره تنطق بحدة : أستح يا نجم هذول أهلي ومقامهم من مقامي وأنا أمك !
صدّ عنها يلتفت لأبوه وينطق : ومن ولد أخوك بعد اللي تشوفه أولى ؟
رفع رماح حاجبة ينطق بحدة : شجاع
مسح وجهه وشاربه ينطق بسخرية : ظنيت إني وضحت لشجاع موقفي بهذيك المرة لكن يبغى له من يدّق وجهـ..
قاطعه خاله قضعان من نطق بحدة : ما تبي ولد خالك ولا ودك بولد عمك ، وش يرضيك يا نجم ؟
ألتفت على خاله ينطق : البنيّه ما أمداها تسمي بالله وتفكر بمستقبلها بعد التخرج وأنتم متحزبين عشان تشوفون من بيأخذها ؟
ضحك سليمان بسخرية ينطق : أي مستقبل ؟ المرأة مالها إلا بيت زوجها من بعد الثانوية وزين إن بنتك يا رماح كملت جامعة
رفع حاجبة بغضّب وكاد بينطق لولا صوت أمه اللي قالت : هذي حياتنا أول يا أبوي
سليمان : بنرضى ونسكت لكن وش باقي بعد الجامعة لا يكون تبونها توظف ؟!
ضحك نجم بسخرية ينطق : ايه بشهادتها اللي خذتها بعد تعب وسهر ليالي وبتحصد ثمار تعبها وبتتوظف وبترفع رؤوسنا ورأسها من قبلنا ما دامها أخت نجم تدندن وتغني وتطلق حجاجها ما شكت من بأس ورأس أخوها يشّم الهواء !
كان الهدوء يعم المكان لدرجة إن جميع الحريم بالخيمة سمعوا الحوار اللي دار بين سليمان ونجم ، أبتسمت نجد فخورة كونها تملك أخ مثل نجم ، ألتفتت على وهج اللي نزلت فنجالها وأبتسمت لها تهمس : شايفه قلت لك يحبّك
ضحكت وسرعان ما تبللت وجنتيها تنطق : ولا بشك في غلاتي عنده
أبتسمت وهج ترفع عيونها لباب الخيمة من نطق هويدي بعجلة : تم ومايصير إلا اللي يطيّب خاطرها لكن لا تردوني ووافقوا
ميّل رماح رأسه ينطق بسخرية : الشور شورها يا هويدي
أبتسم نجم يكمل وينطق : وحنا كلنا وراها وممتثلين لإجابتها سواء كانت موافقة ولا رفض !
أبتسمت ريمان بربكة تنطق : أكيد بتوافق ولا وين بتلاقي مثل هويدي
مسح رماح وجهه بغضّب يستغفر ، ألتفت نجم على أبوه ينطق بسخرية : هي تشوف شيء أنا وأنت ما نشوفه ؟
ألتفت رماح عليه ينطق : مدري عنها وبعدين وراك ما توافق على شجاع يا نجم ، تدري إنه يغليّك ولا بيقدم على شيء أنت ما أنت راضي عنه !
زفر نجم ينطق : بعيد عن الغلا والمعزة أثنينهم يتشابهون وما بينهم الفرق الكبير ، هويدي ضابط شرطي وشجاع ضابط فالقوات المسلحة وهويدي ولد خالها وشجاع ولد عمها ، أنا موافق عليهم أثنينهم لكن تحت مسمى خطوبة فقط أتركها تعيش حياتها بدري على العرس
رماح : أقول لا بالله ما يأخذها..
مسكه نجم يقاطع كلامه وينطق : وش قال سهيل ؟
زفر رماح بغضّب ينطق : يبغى هويدي
ضحك بسخرية ينطق : أجل زين إنك ما حلفت الشايب ناويها والثالثة ثابته ، بغاها في مروان وما زبطت وبغاها فيني ولا جات على كيفه تهقى يخليها تروح من يده هالمره ؟
رماح : هذا اللي مخوفني
ألتفتوا أثنينهم على ريمان اللي نطقت : خلاص موافقين
ميّل رأسه بعدم فهم ينطق : سألتي نجد يا مره ؟
هزّت رأسها بالإيجاب ورفع نجم حاجبة بدهشة ينطق : عودوا للخيمة بكلمها لحالي
أبتسمت ريمان تنطق : ما يحتاج شوفها بالمجلس الشرقي
زفر يتوجه للخيمة الكبيرة ، دخلها يشوفها جالسه بجانب مرته ، تنحنح ينطق بهدوء نبرته : ما بطولها وهي قصيرة عطيني ياها على بلاطة ، أنتي موافقه على هويدي ؟
رفعت عيونها بصدمة له ، زفرت وهج توقف وتنطق : بالله هذي ملامح وحده أختارت اللي تبيه ؟
تمعن بالنظر في لبسها اللي وصفته له بداخل موتره سابقًا ، البنطلون الأسود ، جاكيت الفرو المختلط بين درجات الأسود والرمادي ، ولون الأحمر بأظافرها ، توترت من هدوءه ونظراته لها وسرعان ما نطقت بربكة : بترككم على راحتكـ..
قاطعها من نطق بثقل صوته : أجلسي مرتاحين
تقدم يجلس مقابل أخته ، زفرت وهج تأشر له إنها بتمشي وسرعان ما توسعت عيونها من نطق بحدة : بنت أمير أجلسي بكلمك بعد ما أخلص من نجد !
تقدمت تجلس بجانبه وتهمس : وبعدين ورفع الصوت ؟
ألتفت عليها يثبت ذراعه على فخذها ، فزّت تبعده عنها وأبتسم ينطق بسخرية : بشويش !
مسحت وجهها تنطق بخجل : شكلك مو شايف أختك ؟
رفع عينه على نجد ينطق بهمس : لا شايفها يا عذب الطباع ، نجد
ألتفتت عليه بربكة ومدّ ذراعه يشّد على ركبتها وينطق : أم نجم تقول إنك موافقه على هويدي إذا كلامها صح ليه الحزن يطغى على ملامحك ؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة تنطق : أنا حسيت براحة عظيمة من صوت هويدي وكلامه وملامح الحزن ما جات إلا عشاني عارفه إن به واحدٍ ينتظرني
زفر نجم ينطق بعجلة : شجاع بيعيش لا تظنين إن رفضك له بيذبحه ، أنتي موافقه على هويدي ؟
هزّت وهج رأسها بالنفي وغمضت عيونها بحسرة من نطقت نجد : ايه موافقه عليه وخطوبة فقط والرأي الباقي عندكم شوركم وهداية ربي
هزّ نجم رأسه بالإيجاب ينطق : ايه يصير خير
وقفت تخرج من الخيمة وهي تشعر بتزعزع داخلها ، ما ودها تسمع صوته ولا تشوف وجهه بعد اليوم ، لإنها تدري إنها كسرته بالفعل ودفنت رغبته فيها وأحرقت أشعاره لها ، أخمدت شرارة الحُب بينهم ووافقت على غيره ، قطرت دمعة تحرق وجنتها بالملوحة ، توجهت مع فتحة الشبك الصغيرة تخرج من أسوار المخيم ، تحسّ الدنيا ضاقت عليها وموجعها شجاع وبقوة ، لكن مرتاحة إنها أرضت خاطر أمها ومتيقنة إنها ما بتلاقي إلا اللي يسّر خاطرها ..
« قبل دقايق ، المجلس الشرقي »
وقفت ريمان مقابل بنتها ، تركت ذراعها وزفرت نجد بربكة تنطق : أمي ؟
ريمان : أظن سمعتي الكلام ولا ؟
هزّت رأسها بالإيجاب تنطق : سمعت بس أبغـ..
قاطعتها ريمان تنطق بجدية : أسمعيني يا نجد إن بغيتي رضاي والتوفيق في حياتك وافقي على ولد خالك ، شجاع غالي وعزيز ما أختلفنا لكن ما الحبيب إلا القريب
شّدت على فستانها اللي لبسته بناء على طلب شجاع ، عضّت شفايفها وبكت بدون صوت تنطق : ما أقدر أخليه يمه ما أقوى أتركه وأروح مع غيره
زفرت ريمان تحتضّن بنتها وتنطق بهدوء نبرتها : كلنا ما تجينا الدنيا على كيفنا وهذاي تركت ولد عمي وتزوجت أبوك وأنا مجبورة وماني راضية فيه وشوفي كيف صارت حياتي
مسحت دموعها تنطق : بس ما ودي أعيش مثلك أنا ما أبغى أترك ولد عمي
أبعدت عنها تنطق بحدة : أوف غديت بينك وبين أبوك وش جاكم على أهلي ؟
توسعت عيونها بصدمة تنطق : ما فهمت
ريمان : أبوك يبيك لولد أخوه وأنا أبيك لولد أخوي وشوفي أنا مستحيل أجبرك على شيء بس الولد حنيّن ووحيد أمه وأبوه يعني ما عنده بعد الله ثم والدينه إلاك !
نجد : أنا موافقه لكن ما بيحصل شيء غير الخطوبة
رفعت ريمان حاجبها تنطق : وليه ان شاءالله ؟
تكتفت نجد تنطق بجدية : لين ما أكسر كلمة جدي سليمان وأتوظف وبعدها خير
زفرت ريمان تنطق بهدوء نبرتها : تعرفين جدك من الجيل القديم صعب يعجبه شيء لكن أبشري ما يصير إلا اللي قلتيه
مسحت دموعها ومشت ريمان تتخطاها وتخرج من الخيمة ، غمضت عيونها بخوف تتذكر الكلام اللي سمعته من جدها سليمان لهويدي ، وإنه ما بيتردد يسلم السلاح لحفيده لأجل يقتل شجاع في حال وقف بطريقهم ..
« المجلس الشرقي »
وقف ووقفت وهج معه تنطق بصدمة : مستحيل تسويها صح ؟
رفع حاجبة بدهشة ينطق : أسوي وش ؟ نجد موافقه ولا ما سمعتيها
زفرت وهج بغضّب تنطق : أسمعني
حاوط ظهرها ينطق وهو يعضّ على طرف إذنها : لبيه
أقشعر جسدها تزفر وتبعده عنها ، تجلس وتأشر له بجانبها ، أبتسم بخفه يجلس وزفرت بحسرة تنطق : أنا دخلت عليها بعد ما طلعت أمك من عندها نجم البنت مغصوبه والأكيد إن هذا كله من ورا أمك
بلل شفايفه ينطق بسخرية : بشويش تراها خطوبة ما تهش ولا تنش ، ولا نسيتي إني خطبت بنت جابر وخذيتك والظاهر اللي حصل معي بيحصل معها
زفرت ترفع عيونها للخارج وتنطق بصدمة : ما ظنيت إنها بس خطوبة !
ألتفت معها يشوف الشيخ داخل الخيمة على تراحيب سهيل ، شّد على عكازته ينطق بحدة : أدخلي
وقفت معه تنطق بصدمة : لحظـ..
قاطعها من نطق بحدة صوته وعيونه عليها : قلت أدخلي يا بنتي !
مشى يخرج من الخيمة وزفرت تركض لجهة خيمة الحريم ..
« خارج أسوار المخـيـم »
تقدمت نجد تمشي بحذر للكثبان الرملية قدامها ، أبتسمت بذهول من لمحت شجرة عملاقة بمُنتصف هالرمال ، توجهت لها وسرعان ما فزّت من نطق : من هنا ؟
رجعت بخطواتها وتعثرت تطيح على الرمل الناعم ، أبعد زقارته عن حضُن ثغره وتقدم لها ، رفعت عيونها بصدمة وسرعان ما ارتخت من لمحته ، شّدت على قبضتها بالرمل ما كانت تبغى تشوفه ولا حتى تسمع صوته ، عضّت شفايفها من انحنى يقرّب لها وينطق بصدمة : غليص ؟
تمردت دموعها عليها نجرف الدرب الطويل على ناعم خديها ، توسعت عيونه من لمح بريق دمعها ، كانت تغطي ثغرها وخشمها وشعرها ، تحرمه ملذاته وتمنعه يتهنى بها ، رمى زقارته وزفر ينفض ثوبه وينطق :
7
علامك يا نجد ضايقه وينتثر دمعك وأنا فوق البسيطة
‏والله لأسابق بالرضا دمعك قبل لا يجرح أهدابك
-
غمضت عيونه تدفع نفسها وتحتضّنه بدون شعور ، توسعت عيونه بصدمة من حسّ فيها ترتمي بأحضانه ، يشمها ويشعر بها وحلف بالله ما يردّها عنه ، حاوط ظهرها ينطق : أرحبي في ذمتي ذمة والله إن ياسع صدر الشجاع نجد العذية
قبّل كتفها بعمق يستنشق نداها ويستشعر دموعها على كتفه ، تنهد ينطق بإبتسامة عريضة تزيّن ثغره : ما قد صبرتي لين أجيك داخل ؟ ما أقولها من تغليّ لا حرام إني ميتٍ فيك لكن دام قدها بخاطرك أموت ما رديتك عن حضني والله يغفر الذنب
شّدت عليه وأبتسم ينطق بهدوء نبرته : يا ويل حالي
خلخلت أصابعها بشعره تستنشق ريحته المختلطة بين عُود وحطب ودخان وعطر قوي ميزّته ، ما دامها الأوله والأخيرة وعدت نفسها ما تتركه حتى يتشبع منها وترتوي منه ، مسح على ظهرها يرجع يقبّل كتفها ، أخذت نفس عميق وزقرت تبعد عنه بخفه وزفر يرخي ذراعينه ولو الودّ وده ما خلاها لكنه عصى عمره وتركها ، مسحت دموعها تنطق بضيق : أنا أسفه يا شجاع أسفه إني خذلتك بس ما كان بيدي حيلة
رفع حاجبة بإستنكار ينطق : لا تعتذرين والله إني فدا لماطاك بس علميني وش حصل وليه تبكين جعل ربي يبكي من بكاك !
رفع عيونه بصدمة من سمع أصوات الرجال العالية وميّز صوت نجم منهم ، وقف ينفض ثوبه ويمدّ كفه لها ، ولأول مره ما ترددت نجد وأخذت كفه لكفها ، مسكها يتوجه للمخيم وينطق بحدة : الله يستر
ألتفت عليها من نطقت بنبرة حزينة : انهّد حيلي بس كان لازم يكون لهالشيء نهاية
رفع حاجبة يرفض تمامًا إنه يصدق الفكرة اللي طرّت عليه ، بلع ريقه ينطق : أنا دخيل عيونك الوساع لا تقولينها
تغورقت عيونها بالدمع تصدّ عنه ، سحبها مع كفها ينطق بحدة : أنا في وجه أبوك وشيبانك ما تسوينها ما تخلين قلب الشجاع ‏، أنا يا نجد حبيتك وانا عمري ما تجاوز العشرين بنيت من صغر سنّي معك أحلام وأمنيات لا تهدمين الأحلام وتحرقين الأماني وتقفين !
هزّت رأسها بالنفي تسحب كفها من كفه ، زفر يحسّ برأسه يغليّ من الغضّب ، رفع طرف ثوبه وركض لجهة الرجال ..
« خــيام الرجال »
دخل شجاع وألتفت نجم عليه ، ترك ثوبه يتقدم لسهيل وينطق بحدة : تبغى تأخذها أكسر ضلوعي أول وعنّها تسكن فيها
ضحك سهيل بسخرية ينطق : الشيخ بيملك وأنت..
قاطعه نجم ينطق بعجلة لأجل يهدي شجاع : محد بيملك وبزيّنك على عمرك يا شجاع بشويش يا أخوك !
ألتفت على رماح ينطق بحدة : هذي آخرتها يا عمي كلامك وين راح وين العهود وين ما وعدتني به ؟
زفر رماح بغضّب ينطق : لا تحسبني راضي عن المهزلة اللي حاصلة لكن نشوف وش آخرتها صدق
وقف مترك ينطق بحدة: يا رجال جراح صلوا على سيد المرسلين
تمتموا جميع الرجال بالصلاة عليه وأتم التسليم ، زفر يكمل كلامه وينطق : الليلة ما أحد بيطلع زعلان وخاطره ضايق والنصيب بيسوقه ربي لراعيه لحد يستعجل على نصيبه
سهيل : خير ما قلت يا أبو مقرن لكن البنت موافقه على ولد خالها
أبتسم هويدي ينطق بربكة من تواجد شجاع : أجل خير البرّ عاجله
أنطلق شجاع عليه وسرعان ما مسكوه أحمد وعجلان ، صرخ فيه ينطق بحدة : الخير لما عجّلت بموتك يالردي !
زفر مترك ينطق بحدة : لا حول ولا قوة إلا بالله ، وش مزعلك يا ولد دامها وافقت على ولد خالها ؟
ألتفت على مترك ينطق بحدة : تراني ساكت ومحشمك عشان كبر سنّك بس ياليت ما تتدخل في أمور تجهلها
ألتفت مترك على نايف ينطق : وش أسمه ؟
نطق نايف بضيق : شجاع
أبتسم يتقدم له وينطق لعجلان وأحمد : خلوه أتركوه !
تركوه وزفر شجاع يعدّل وقفته قدام مترك ، أبتسم له ينطق بهمس : تحبها يا شجاع ؟
نطق بعلّو صوته وبين الرجال يهزّ صدورهم :
اي بالله أحبها والمحبه عطا وحقوق
‏عسى الله يقربني من اللي أفداها بعيني !
-
خبط مترك على كتفه ينطق : وأنت يا أبو..
سكت يتأمل هويدي اللي فزّ بربكة ينطق : ما تعنيت وجيت من الطايف إلا عشاني أبيها وأحبها وأغليها..
أنقطع حسّه وشهق عجلان من غفل عن شجاع اللي رمى الطاسه المعدنية على رأس هويدي ، كبح نيّار ضحكته يصدّ عنهم ، أنفجر أحمد يضحك بصوت عالي ، ركضوا الرجال لهويدي اللي غاب عن الوعي بالفعل ، فكّ أزراره بغضّب ونزل عقاله ينطق بحدة : تخسى وتهبى وتعقّب يا الردي !
ألتفت مترك عليه ينطق بسخرية : الظاهر لو ما عطيناك البنت بتحرقنا كلنا
مسح وجهه وشنبه ينطق : يا أنا يا الموت الليلة ويا قاتل ولا مقتول..
قاطعه قضعان اللي أشهر السلاح بوجهه ونطق بحدة : الموت ماهو بعيد وإن كأنك مستعجل عليه ترا ماحن قصار فعايل !
شهقت وهي تتأمل المنظر وبالفعل اللي خافت منه حصل ، ركضت للخيمة وصرخت ريمان تنطق بحدة : نجد !
فزّوا الرجال من وقفت بينه وبين سلاح خالها ، بلعت ريقها تنطق بحدة : تكفى يا خال كل الحلول إلا هالحل
طارت عيونه بغضّب وهو يشوف أخته تتوسط مجلس الرجال ، مدّ ذراعه يسحبها له وينطق بحدة : أذبحيني وش جابك هنيّا يا غبية !
رفعت عيونها على نجم تنطق بدقن راجف : تكفى يا نجم لا يأخذون شجاع تراه ماهو صاحي ولا عاد منه رجاء وبيرمي عمره عشان ما أوافق تكفى أمسكه !
هزّ رأسه بالإيجاب يهمس بحدة : أنقلعي داخل
مدّ نجم ذراعها يسحبها أحمد ويتوجه بها لخيمة الحريم ، ألتفت نجم ينطق بحدة صوته وعيونه على خاله : نزل سلاحك يا أبو سليمان !
رفع قضعان حاجبة ينطق بتهديد : الشيخ ينتظر وذا البزر أزعجنا ومدّ يده على ولدنا ، ماهو بصاحي !
نجم : نزل السلاح كلمتي وحدة
زفر سليمان يمسك ذراع ولده ويهمس : نزله نزله
نزل قضعان السلاح وتقدم رماح يسحبه منه ، زفر بغضّب يشتمهم ويرجع لمكانه ، ألتفت باسل اللي يحاول يصحي هويدي ولمح شجاع يهمس له وينطق : ألطمه تكفى !
ضحك بخفه يصدّ عن ولد أخوه ، نزل نظراته على هويدي اللي طايح ومثل ما طلبه شجاع صفق وجهه بقوة ، فزّ هويدي مفجوع وأبتسم باسل ينطق : لا تخاف بسم الله عليك أنا دكتور
عضّ مروان شفايفه يكبح ضحكته من فعلة أبوه ، كح بصدمة يمسك رأسه وينطق : والله ما أخليه
رفع مروان حواجبه ينطق بسخرية : لا زين الذاكرة سليمة ؟
ضحكوا عجلان وأحمد وعزيز خلفهم ، ألتفت أحمد على عزيز ينطق : تعال أنت حبيتك ومنها تكون بديل لشجاع لأن الظاهر إنه بينهي حياته
ضحك عزيز بسخرية ينطق : وش هالفأل أعوذ بالله من شرك
ضحك أحمد ينطق : والله هذي الحقيقة يا أبو العز خذها ولا خلها
ألتفت نجم عليهم ينطق بحدة : بس أنت وياه !
ضرب أحمد تحية ينطق : أبشر
زفر يصدّ عنهم وينطق بجدية : وش ناوين عليه ؟ ملكة !
بلل عزيز شفايفه ينطق بسخرية : ملكة وفالبر ضبّان ؟
ضحكوا عجلان وأحمد معه ورجع نجم يلتفت عليهم ..
« خارج الخــيام »
زفر أحمد ينطق بحدة : الله ينكبك كله منك !
توسعت عيون عزيز بصدمة ينطق : خير والله حلوه بس ماش النسيب نفسيه
عجلان : أما تشوفها حلوه ؟
ألتفت عليهم بصدمة ينطق : ومن السلق اللي توو يضحكون ؟
أحمد : الإبتسام بوجه أخيك صدقه ولا يا أبو السعد ؟
هزّ عجلان رأسه بالإيجاب ينطق : صح نتصدق عليك
زفر عزيز ينطق : آمري لله ، والحين وش الحل ليه شجاع مشتط عادي وإذا ما تزوجها بيموت ؟
عجلان : أنا أوافقك الرأي والظاهر إن نهاية هالهياط والاندفاع شينه
زفر أحمد ينطق : والله ما ترضاها لو إنك بدالها أنت وياه
عزيز : لا برضى وين المشكلة ماحصل نصيب والله يوفقها ؟
أبتسم عجلان ينطق : الصدق ما برضى ماشاءالله عليك يا عزيز دمك بارد
زفر عزيز ينطق بهدوء نبرته : ماهي مسألة بس بالله ماهو بحرام اللي يسويه بنفسه ؟
أحمد : الحب ما أحد يضمن نفسه فيه والحب ماهو بيد أحد
مسح عزيز وجهه ينطق وهو مغمض : الله يناوله مراده وينصره على الخكري ذاك
ضحك عجلان ينطق بصدمة : ذلحين كنت بقولها !
ضحكوا كلهم وسرعان ما سكتوا من خرج منيف يركض وفزّوا العيال له ، أخذ نفس ومسكه أحمد ينطق بحدة : أخلص علي وش صار ؟!
نطق منيف بضيق : خذاها يا عيال
صدّوا كلهم وزفر أحمد بضيق ينطق : الله يأخذ عمره
منيف : تعالوا نعاون عماني في شجاع..
قاطعه عزيز من رفع رأسه بصدمة ينطق : وش صار فيه ؟
منيف : طلع هويدي موقع من أول ويوم خذيتها يا حميد ترجعها للخيمة وقعت هي بعد ، طاح عليهم من الحسرة
ضرب صدام الددسن بغضّب ينطق : الحماره !
نزل عزيز شماغه على كتفه ينطق : من يلومها صارت بين أهل أمها وأهل أبوها وغير كذا واضح وافقت عشان ما يجيه شيء منهم
أحمد : قصرت جابت آخرته يوم فكرت تروح لغيره
منيف : يا عيال أمشوا !
رفع أحمد طرف ثوبه يركض معهم من ركضوا ، يدخلون داخل خيمة الرجال ..
« سابقًا ، خــيام الحريم »
مسحت دموعها تنطق بحرقة صدر : ما أقدر أشوفه كذا
زفرت سهام بضيق تنطق : وافقي عليه يا نجد ولا تحرقين قلب ولدي !
رفعت عيونها على سهام تنطق وهي تضرب صدرها : وبعدها وش يصير يموت قدام عيوني ويحرق روحي يا عمه أنتي ما تعرفين أهل..
قاطعتها ريمان تنطق بحدة : بس يا بنت !
مسحت أسيل دموعها تنطق بنبرة مكسورة : كان مبسوط فيك اليوم تكفين لا تخلين نهاية فرحته حزن أرجوك نجد لو مو عشاني عشانه هو عشان كل شيء دفع دم قلبه وعرق جبينه فيه
ألتفتت ريمان على دحيم اللي ركض لهم بالكتاب وخلفه مسعود ، مسكته تأخذه من يده وتنطق : وقعي يا نجد
صرخ مسعود يضرب دحيم على خشمه وينطق ببكاء : يا كلب تبي تكسر قلب أخوي !
فزّت أشجان لأخوها دحيم تشيله من الأرض ، مسح مسعود طرف خشمه ونطق بحدة : إذا وقعتي والله لا أحرقك مثل ما حرقت العفريته شمايل
ضحكت وسط دموعها تسحب القلم ، كانت يدها ترجف والرؤية مشوشة عندها ، زفرت وهج تصدّ عنهم وتمسح دموعها ، كان عقد الحزن والضيق عليهم كلهم ، ماهو بس على شجاع ونجد ، القصة اللي أنتهت قبل تبدأ ، شهقت من وقعت تبكي بحرقة ، غطت الجوهرة عيونها بشيلتها تبكي ، صرخ مسعود ينطق بحرقة : لا ليه توقعين ! لا لا أنتي وحدة ما تخاف الله في من يحبها !! أنتي كسرتي قلبه الله يكسر قلبك أنتي هدمتي فرحته الله لا يذوقك الهنا..
قاطعته أسيل من حضّنته تبكي بشكل مرعب ، حاوط أخته يبكي معها ، على صغر سنه وحجمه كان كلامه نابع من أعماقه ، كان مقهور محسور على أخوه ، مسحت سمو دموعها تنطق بهمس : يا عمري عليهم !
تقدمت وهج تحتضّن نجد اللي حاوطتها بشدة ، سامحه لنفسها تنفجر تنهار ، وقفت معها تنطق بحدة وفي وجه ريمان : اللي ما يشتري ثمن سعادة أولاده بماء عيونه ما عليه حسايف ، والحسايف كثيرة عليك طلعتي أردى وحدة فيهم كلهم !
شّدت على ظهر نجد من ارتخت بيدينها تنطق بصدمة : نجد !
ألتفتت بصدمة على البنات تنطق بحدة : سمو تعالي ساعديني فيها
ركضت سمو لأختها وما كان واقف مع نجد إلا هم ، أسيل كانت منهارة عند أمها وريمان كان صعب عليها تتقدم لبنتها بعد كلام وهج ، زفرت وهج بضيق تنطق : يارب ألطف بقلبها ووفقها ولا تزيدها حسرة فوق حسرتها
آشرت لسمو وتقدمت تساعدها ، رفعوها بنات أمير يشيلونها للمجلس الشرقي ..
« خــيام الرجال ، قبل لحظات »
ألتفت على رماح ورجع يناظر في نجم ، زفر نجم من نظرات شجاع اليائسة ينطق : ما بيحصل إلا الخير وإن ما حصل نصيب خيره يا الرأس الطيب قدرك ومعزتك موجوده من قبل يكون عندنا خوات وأنت تدري !
هزّ رأسه بالنفي ينطق والغصة تحرق جوفه : أبشر بعزك يا أبو رماح وعسى ديار نجد في هَوى غيري مالها نصيب !
شّد نجم على كتفه ينطق : بإذن الله بس أنت ريـ..
قاطعهم دحيم اللي رجع مغطي خشمه بقطعة قماش والكتاب بيده ، نزل الكتاب وأبتسم الشيخ ينطق : هويدي تقدر تسلم على مرتك
وقف شجاع على رجوله بصدمة ينطق : إ-إيش !؟
فزّوا الرجال بصدمة ونطق رماح بحدة : ما يأخذهـ..
قاطعه سهيل اللي نطق بحدة : أقطع يا رماح البنت موافقه وش لك فيها ؟

وقف شجاع على رجوله بصدمة ينطق : إ-إيش !؟
فزّوا الرجال بصدمة ونطق رماح بحدة : ما يأخذهـ..
قاطعه سهيل اللي نطق بحدة : أقطع يا رماح البنت موافقه وش لك فيها ؟
ضحك رماح بسخرية ينطق : يبه لا تهبل بي ويني أنا ووش موقعي بالإعراب وين توقيع ولي آمرها كذا بارده مبرده يسلم على مرته ؟!
سكتوا آل مناحي وتنحنح الشيخ ضاري ، ألتفت على ولد عمه قضعان ونطق بهمس : هيا حلّها ولا تورطني معهم..
أنقطع صوته من طاح شجاع بطوله على الأرض وضرب رأسه بزواية منقل الحطب الحديد ، فزّ نيّار يساعد نجم ومسلط ، صرخ رماح عليهم ينطق : وين عزيز نادوه بسرعة !
خرج منيف يركض لأجل يجيب عزيز ، رفع رماح عينه على الشيخ ونطق بحدة : والله إنك منهم وفيهم ومسوي بتلعبها علينا ؟
رفع نجم عينه بصدمة من نطق أبوه يناظر بالشيخ ، ضحك بصدمة ينطق : بالله فازع لهم أجل لا تخاف تراك بين يدين ضباط ورتب !
دخلوا الشباب مع منيف وانحنى عزيز يجلس على ركبته وينطق بصدمة : لا حول ولا قوة إلا بالله وش حصل هنا !؟
زفر نجم ينطق : أرخى عمره للقاع يحسبها بتحّن عليه ، آخ منك يا شجاع !
عزيز : الان ننقله للمستشفى إصابته بالرأس وما ندري وش ممكن يصير له خلهم يعاونونك يا النسيب وأنا بتصل على جمال
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق بحدة : تقاربوا وساعدوني فيه
تقدموا الشباب يشيلون شجاع ويطلعونه من الخيمة ، وقف نجم بصعوبة يتمسك بعكازته وينطق بحدة : بيننا حكي يا أبو سليمان وكلام طويل عن السلاح اللي مو مرخص والتهديد الصريح والزواج الباطل هذا كله والشيخ اللي أحلف إنه من دمكم يا آل مناحي ، ولا تنسى فوق ذي كلها إنكم مسيّتوا  أختي وشرفها بزواج باطل !
خرج من الخيمة وأبتسم رماح من كلام ولده ، ألتفت على ضاري اللي رفع بشته يركض خارج الخيمة ، ضحك مترك بسخرية ينطق : أرتاح يا رماح أجيبه لك بمكالمة
ألتفت على مترك ينطق : مرتاحين يا أبو أمير
زفر سهيل ينزل نظراته على ذراع مترك اللي مسكت ذراعه ورجع يرفع عينه له من نطق : أسامحك على كل شيء ، كل شيء أوجعتني فيه يا ولد خالي بس تزوج هالشجاع ببنت عمه
ميّل رأسه بعدم فهم ينطق : أنت ما خذيت الورقة والأملاك ؟
هزّ مترك رأسه بالإيجاب وكمل سهيل ينطق : قريت كل شيء موجود بالظرف ؟
زفر مترك يبعد ذراعه عن سهيل وينطق : وش تقصد !
سهيل : وش المسامحة فيه طيب ؟ ظنيتك قريت الكلام الموجود داخل الظرف وجيت عشان نتصالح هنيّا ؟ لا يكون ظنّي غلط يا ولد عمتي ؟
مترك : وش دخل الظرف والوثيقة الحين ؟
سهيل : اسأل عمرك يا مترك وش جابك ؟
مترك : أنا جاي هنا عشان أطلبك تسددني ولا أحاكمك يا سهيل !
ضحك سهيل بصدمة ينطق : ما سويت شيء عشان تسامحني عليه ولو قريت كل الكلام مثل ما تقول بتعرف إن الحق كله معي والزعل اللي حصل بيننا وقطع الأرحام ما كان له داعي
وقف مترك يوجه نظراته لرجوله ، وقف على هالحال لثواني يسترجع كل شيء قرأه ، يسترجع كل لحظة مرّ فيها وهو يقرأ الورقة ، قرأها على الإيميل وقرأها من النسخة الأصلية لكن ما عنده أي أدنى فكرة عن اللي قاعد سهيل يتكلم عنه ، رجع يرفع عيونه على سهيل وينطق : وش تقول يا سهيل ؟
سهيل : ما قريت الرسالة صح ؟
رفع حاجبة بدهشة ينطق : أي رسالة إحك يا ولد خالي ؟!
مسح سهيل على كفوفه ينطق : كان همك وشغلك الشاغل تأخذ الوثيقة وتركض للمحكمة تطلب حقوقك وما قدرت تأخذ من وقتك ثواني بس تفتش الظرف وتقرأ كل محتوياته ؟
بلع مترك ريقه بصعوبة ، يشعر إنه غلط غلطة عمره لمن أستعجل ورفع قضيته للمحكمة ، شّد على ثوبه ينطق بصدمة : وش تقول أنت وش تحكي عنه يا سهيل أي رسالة وأي ورقة ؟
سهيل : ظنّك إني تركت حفيدتك تفلت بالورقة لأني عاجز أمسكها ؟
توسعت عيونه وهو يسمع تكملة كلام سهيل بصدمة ..
« المجلس الشرقي »
فتحت عيونها بخفه ترفع رأسها ، ألتفتت سمو عليها تنطق بإبتسامة مطمئنة : حمدلله صحيتي أنتي بخير ؟
هزّت نجد رأسها بالإيجاب تنطق ببحة صوتها : أنا وين ؟
أبتسمت سمو تنطق : تعرفين أنا مين ؟
ضحكت بخفه ترجع رأسها للخلف وتنطق : عيب عليك سمو
سمو : أشوى خوفتيني
نجد : ليه ظلام ؟
سمو : قفلت وهج النور قبل تخرج وأنا أصلي ومن خلصت جيتك وصحيتي عمومًا إحنا بالخيمة اللي بالزاوية
غمضت نجد عيونها من تذكرت كل شيء ، زفرت بضيق تهمس بـ : المجلس
ميّلت سمو رأسها تنطق : ما أعرف صراحة بس ممكن..
قطع كلامها دخول نجلاء للخيمة وهي تنطق بحدة : وين اللمبات وش في الدنيا ظلام ، من فيه ؟!
زفرت سمو توقف وتنطق بهدوء نبرتها : بسم الله علينا الرحمن الرحيم وش فيك أنتي ؟
ضغطت غرور على الأزرار وأشتغل النور ، ضحكت نجلاء بسخرية تنطق : ماشاءالله وش مجلسك بالظلام مع بنت أخوي ولا تعبيّن رأس بنتنا وتشيشينها علينا ؟
توسعت عيونها بصدمة تنطق بهمس مسموع : أعوذ بالله منك مريضة والله !
ألتفتت على نجد وسرعان ما شهقت من سحبتها نجلاء مع شعرها تنطق بحدة : هيه أنتي شكلك ما عرفتي من أنا وإن ما مسكتي لسانـ..
أنقطع حسّها من ضربتها سمو كف على وجهها دوى صوته بأرجاء المكان كله ، رفعت إصبعها بتهديد تنطق بحدة وعيونها على نجلاء : شكلك أنتي ما عرفتي من أكون ، أذلفي من وجهي محد طايقك ترا عمى يعميك متخلفه !
تقدمت نجلاء خطوة لكن مسكتها حياه تنطق بربكة : بس يا نجلاء..
قاطعتها ضحكة سمو وهي تنطق : واو شوفوا الصدف كيف تجي سبحان الله أنتي نجلاء مغيرها ؟
زفرت بغضّب تنطق بحدة : من أنتي ما أعرفك وقربي والله لا أنتف شوشتك
تقدمت سمو عناد في كلام نجلاء ، مسكت خصلة من شعر نجلاء تلفّها حول إصبعها وتنطق بهمس : اللي ترمي نفسها على كل رجال ؟
طارت عيونها بصدمة وكادت تنطق لكن ألجمتها سمو اللي سحبت خصلتها تنطق بحدة : أصحك تتكلمين وبس هزي رأسك بإيه أو لا ، فاهمه ؟
هزّت نجلاء رأسها بالإيجاب والصدمة تعتري ملامحها ، رجعت سمو تسألها وتنطق : أنتي أم غرور ؟
هزّت رأسها وضحكت سمو تترك خصلتها وتمسح إصبعها متقرفه ، مدّت يدها تنطق : أنا أم عزيز وزوجة نيّار 
فتحت عيون نجلاء على مصرعيها وما قدرت تتحرك أبدًا ، ضحكت سمو تسحب ذراعها وتنطق : تبين الصدق مالي النية ولا الشرف إني أصافح وحده رخيصة مثلك
توسعت عيون غرور تنطق بحدة : بس أنتي وش قاعده تقولي والله لو ما تسكتين..
قاطعتها وهج اللي نطقت بضحكه ساخرة : وش بتسوين لو ما سكتت يا ست غرور ؟
ألتفتت على وهج ونطقت بغضّب : أنتي متى تفهمين وتنطمين إذا محد كلمك ؟!
تقدمت وهج لها تنطق بسخرية : إذا تعلمتي تحترمين الرجال اللي تسمينه زوجك وبطلتي تقزرين زوجي وغيره
ضحكت سمو تصفق وتنطق بصدمة : شاطره نجلاء ورثتي الشغلة لبنتك ؟
ضحكت وهج تمسك كتوف غرور وتلفّها للباب ، أشرت بإصبعها له تنطق : توكلي
مسكتهم حياه تنطق بصدمة : أمشوا أمشوا !
خرجوا من المكان وصرخت سمو تحتضّن وهج وتنطق بفرحة : أعشقني صفقتها كف يدي عورتني منه
ضحكت وهج تنطق بصدمة : يا مجنونه مين صفقتي ؟
ضحكت نجد تنطق : عمتي نجلاء وأقديتي الصدق
ضحكوا كلهم ورفعت نجد نفسها تعدّل جلستها ، زفرت بضيق تنطق : تعشيتوا ؟
هزّت وهج رأسها بالنفي تنطق : جيت أشيك عليك وبطلع لأخوك يناديني
بللت شفايفها تنطق بربكة : ليه وش صار ؟
رفعت أكتافها تبعد عن سمو وتنطق : بروح الحين أشوف
غمضت نجد عيونها تنطق بهمس : ان شاءالله إنه بخير
خرجت وهج من الخيمة ترفع طرحتها وتخرج من البوابة ، تقدمت لموتره وألتفت نجم عليها ينطق : ‏أقربي لا يأخذ الخلاء حيّز بيننا
تقدمت له ورفع ذراعه يحاوط كتفها ، قبّل رأسها ينطق : ترجعين مع أهلك ؟
رفعت عيونها له تنطق بهدوء نبرتها : بتروح ؟
نجم : الله الله
زفرت بضيق تنطق : وش صار عندكم بعد ما وقعت نجد ؟
نجم : ما حصل شيء العقد باطل أبوي ما وقع والشيخ ولد عمهم ولا خالهم
توسعت عيونها بصدمة تنطق : مستحيل وش حياتكم أنتم وش قاعدين تعيشون وش كمية الجهل ذي !
بلل شفايفه ينطق بسخرية : أدخلي من البرد وطمنيني إذا رجعتوا
هزّت رأسها بالإيجاب تنطق : لا تسكت عن اللي حصل !
آشر بإصبعه على خشمه ينطق : على خشمي يا عذبة الأطباع
أبتسمت وهج بخفه تنطق : ما تبي أخاويك ؟
رفع حاجبة بدهشة يهزّ رأسه بالنفي وينطق : بنشغل عنك
هزّت رأسها له تنطق : الله يحفظك أنتبه لنفسك
قبّل خشمها ينطق بحدة وعيونه عليها : أدخلي من البرد !
زفرت بخجل تبعد عنه وتدخل المخيم ، زفر يركب موتره ويتوجه للمستشفى ..
« خــيام الرجال »
كانوا جميع رجال سهيل واقفين خلف أبوهم ، وبالنسبة لنيّار كان واقف بجانب مترك اللي ضحك بصدمة ينطق : وش تقول أنت ؟
سهيل : أقول ما لك شيء عندي وفلوسك اللي تزعم إنك دفعتها بالحلّة أقول إنك كذاب وفي وجهك بعد !
زفر مترك بغضّب ينطق بحدة : أسمع يا سهيل جحدت قبل ثلاثين سنة وسكت عشان ما معي دليل لكن هالمره الدليل معي ويا تدفع يا تتعفن ورا جدران السجون !
فزّوا جميع عياله خلفه ورفع ذراعه يوقفهم ، زفر ينطق بسخرية : أدفع وش صاحي أنت ؟
مترك : الوثايق تقول إن عليك فوق أربعين يا ولد الخال !
سهيل : ايه يصير خير
مسح مترك كفوفه ينطق بغضّب : يعني ما بتدفع ؟
هزّ سهيل رأسه بالنفي ينطق بهدوء نبرته : بدفع بس ما أضمنك يا ولد عمتي
ميّل رأسه بعدم فهم ينطق : وش تبي عشان تضمن ؟
سهيل : القرب وإرتباط نسلي مع نسلك
أبتسم مترك بسخرية ينطق : حفيدك الضابط وحفيدتي الدكتورة ؟
أبتسم سهيل ونطق : تحسب ما وصلني العلم وإن الزواج باطل ؟
زفر رماح بغضّب ينطق : لا حول ولا قوة إلا بالله أنتم ما بتتركونهم بحالهم ؟!
مترك : وأبوك صادق لكن ولدك رأسه يابس وعنيد !
رفع رماح حاجبة ينطق بحدة : وليه ان شاءالله باطل أتحفوني ؟
مترك : الزواج اللي يعُقد عشان مصلحة أو مدة معينة باطل وما يعتبر زواج صحيح
ألتفت رماح على سهيل اللي كمل كلام مترك : وزوجة ولدك اللي حاطها فوق الكل موافقة عليه عشان تأخذ حق جدها ولمدة شهرين وقول وفعل جابت الورقة بأقل من شهرين !
زفر مترك ينطق بحدة : بنت أمير فوق الكل ولا تحتاج شهادتك يا ولد هزاع
زفر رماح يمسك رأسه ويجلس ، رفع عيونه على مترك ينطق بصدمة : يعني بنتك تحرم على نجم ؟
هزّ مترك رأسه بالإيجاب ينطق : علمته بس ما نفع معه العلم كلموه وتصرفوا معه
سهيل : وبما إن زواج نجم باطل لازم نجدد الثقة والعهد بزواج ثاني ولا يا ولد مقرن ؟
زفر مترك ينطق : ما يمديها يا سهيل ما عندي إلا بناتي وكلهم متزوجين
ضحك سهيل ونطق مترك بتساؤل : في بالك أحد ؟
سهيل : يعقد ولد نيّار على بنت نايف
فزّ نايف ونيّار مع بعض مصدومين ، بلع نيّار ريقه بصدمة ينطق : لا يا أبوي وش قاعدين يقولـ..
قاطعه مترك اللي نطق بجدية : تم حددوا موعدكم ونتمم على خير
مسح نايف وجهه يجلس بمكانه ، أبتسم سهيل ينطق : معليه معليه وبيوم العقد بتجيك فلوسك كلها كاش يا أبو أمير
مترك : على خير
ألتفت على نيّار اللي كانت الصدمة تعتري ملامحه ، مسكه مع ذراعه ونطق : أجل نستأذن
سهيل : في حفظه
خرجوا من الخيمة ونطق نيّار بحدة : شوف يا أبوي مستحيل أجبر ولدي على شيء هو ما يبغاه
زفر مترك ينطق بحدة : لا اله إلا الله أنت نشدته ؟
نيّار : أقولك قبل اسأله وبنشوف وش نهايتها !
خرج من المخيم وزفر مترك يأشر لدحيم اللي تقدم يركض ، مسك كتفه ينطق : قول للحريم أسّروا أنا برا أنتظر
هزّ دحيم رأسه بالإيجاب يركض للداخل ، وقف عند باب الخيمة ينطق بعلّو صوته : الشايب مترك بيمشي ويقول سرينا
وقفت سمو ووقفت الجوهرة تساعد مزنه ، تقدمت وهج تلبس عبايتها وزفرت تلتفت على الجوهرة اللي نطقت : أعذروني العشاء تأجل عشان اللي حصل لكن أبشروا بالعوض
أبتسمت مزنه تنطق بإبتسامة : رأسكم العوض والله يحفظكم
خرجت مع حفيداتها ، زفرت سمو تنطق بهمس : بنت تجين معي أنا ونيّار ؟
هزّت وهج رأسها بالنفي تنطق : ودي بس أبغى أرتاح
خبطت سمو كتفها وتقدمت لنيّار ، أبتسمت تتمسك بكفه وقفل جواله يقبّل جبينها ، رفعت عيونها له تنطق بإستغراب : ليه ضايق ؟
مسح وجهه وشنبه ينطق : أركبي مافيه شيء
رفعت حاجبها تنطق بسخرية : علي !
قبّل خدها يستنشق عبيرها ، تعمق بقبّلته وضحكت تدفعه عنها وتنطق بخجل : بشويش يا ولد عبدالعزيز !
بلل شفايفه ينطق بسخرية : محلّاك يا بنت أمير !
ضحكت تتخطاه وتتوجه لباب الراكب ، ركب نيّار ومن قفلت سمو بابها شغل سيارته يتبع مترك ..
« المستشفى »
دخلوا الشباب يركضون خلف النقالة اللي مستلقي شجاع عليها ، الدم يقطّر من خلف رأسه بشكل مرعب ، زفر مروان يدخل لمكتبه ويتجهز للدخول مع ولد عمه للعمليات ، وبالمثل فعل عزيز ، ركض لجمال اللي واقف ينتظرهم ومجهز لهم غرفة فالعمليات ، زفر جمال بربكة يسلم على عزيز وينطق بحدة : وش صاير ؟
مسح عزيز وجهه ينطق بضيق : أول مره أشوف الحب قادر فعلاً إنه يهّد حيل بني آدم !
ميّل جمال شفايفه ينطق بسخرية : عاد بلا عبط وأنا عمك
ضرب عزيز كتفه ينطق : والله ما العبيط إلاك حتى بأسوء الأوقات تذكرني إنك أخو أبوي
ضحك جمال بصدمة ينطق : شوف الكلب ما يبي يقول عمي !
ضحك عزيز يلتفت على مروان اللي تقدم لهم ، مسك ذراعه ينطق : بتدخل أنت ؟
مروان : مدري أنا ولا أنت أو الدكتور جمال..
قاطعه جمال اللي نطق : جمال بس ما بيننا رسميات
زفر مروان ضيقة صدره يبتسم بخفه وينطق : يعلم الله إني خايف الضربة ماهي بطيبة
مسح عزيز ظهر مروان ينطق : تفائل بالخير يا مروان
جمال : بدخل أنا وخلوكم قريب إذا أحتجت شيء تجوني
هزّ مروان رأسه بالنفي ومسكه جمال ينطق بجدية : مشاعرك تطغى عليك يا مروان ماهو بزيّن لا لك ولا له !
زفر بضيق يهزّ رأسه بقلة حيلة ، تقدم نجم لهم وأبتسم عزيز ينطق : أرتاح يا النسيب وخذ مروان معك
نزع شماغه يحطه على كتفه وينطق : وين شجاع ؟
جمال : دخلناه غرفة العمليات تقدرون تستريحون
دخل جمال للغرفة وزفر عزيز ينطق بهمس : نجم بالله أمسك مروان الولد مرتبش وخايف صعب ندخله لغرفة العمليات وهو بالحالة ذي
هزّ رأسه يلتفت على مروان وينطق بحدة : أبو باسل ألحقني
نزع مروان القفازات من يدينه يرميها بسلة النفايات ويتبع نجم ، أبتسم عزيز ينطق : حيّ والهيبة هذا وهو شكله أصغر من مروان !
ألتفت على جمال اللي يناديه وتقدم يدخل للداخل ، زفر أحمد ينطق بربكة : ها وش سووا ؟
نجم : صل على النبي يا إبن الحلال توهم ما بدأوا
مسح عجلان ظهر أحمد ينطق : أنا ماشي يا عيال بس في ذمتكم تطمنوني
هزّ أحمد رأسه بالإيجاب ينطق : ايه ألحق أهلك وخلك معهم الشايب سعد مافيه حيل
وقف عجلان ينطق : نجم تعال معي شوي
رفع حاجبة يتمسك بعكازته ويوقف ، تقدم يتبع عجلان للخارج وينطق بحدة : أبو السعد وش علمك ؟
عجلان : والله إني مستحي منكم لكن مالي إلا الله ثم أنتم
خبط نجم كتفه ينطق بجدية : عيب عليك حن أهل يا عجيلان ، أبشر بسعدك ودندن وغنّ !
أبتسم عجلان ينطق بهدوء نبرته : الشايب يبغى يزوج وخيتي ولا أدري من اللي يستاهلها وأقدر أضمن وخيتي عنده
نجم : أبشر بعزك من تبي منا والله إن يفدونك رجال جراح كلهم
بلع ريقه بربكة ينطق : ما جاء في بالي غيركم أنت وشجاع وحميد
ضحك بسخرية ينطق : وش أسوي أنا بينهم ؟
عجلان : زواجك باطـ..
أنقطع حسّه من فزّ نجم يتمسك بياقة ، مسك ذراع نجم ينطق بصدمة : الكلام ما جاء مني يا أبو رماح تعوذ من الشيطان !
شّد نجم على قبضته ينطق بنبرة حادة : أنتبه تعيدها يا عجيلان أحرق اللي وراك ودوّنك ولا تهمني عشرة ولا جيرة !
بلع ريقه يهزّ رأسه بالإيجاب ينطق : أبشر باللي يطيّب خاطرك وأعتذر منك يا أخوي
زفر نجم يدفع عجلان ، مسح وجهه يستغفر ، زفر عجلان بضيق ينطق : نتحاكى بعدين يا النجم
نطق بدون ما يتلفت عليه : الله يستر عليك
مشى عجلان ونزل نظراته على صوت رنيّن جواله ، أبتسم بخفه لأنه وصاها تطمنه إذا وصلت ، سحبه من جيبه وسرعان ما تلاشت إبتسامته من لمح الرقم الغريب ، فتحه ينطق بإستنكار : هلا ؟
أبتسم عمر ينطق : هلا بك أنت يا نجم
رفع حاجبة بدهشة ينطق : من معي ؟
ضحك عمر بصدمة يمسك قلبه وينطق : جرحتني
توسعت عيونه ينطق بحدة : ولد !
ضحك بعلّو صوته ينطق : أمزح معك يا إبن الناس أنا المحامي عمر
بلل شفايفه ينطق بسخرية : وشو له ذا كله الله يهديك ، أرحب
أبتسم عمر ينطق : الله يسلمك وينك ؟
نجم : آمرني
عمر : ضروري أشوفك
نجم : أنا بجيك..
قاطعه عمر ينطق بجدية : لا والله بجيك أنا وينك ؟
زفر نجم ينطق : ليتك ما حلفت
أبتسم عمر ينطق : وأتمنى ما تخليني أصوم يا الجراح
نجم : برسلك موقع البيت وأقلط فالمجلس لين أجيك
ضحك عمر ينطق : لا يا أخوي وين المجلس وش يدّلني له ؟
نجم : دق علي إذا وصلت وأنا بمشي للحلّة ذلحين
عمر : تمام أجل نتقابل هناك
قفل الجوال وتقدم لموتره يركبه وينطلق للحلّة ..
« حلّة سهيل ، العاشرة ليلًا »
رفعت رأسها تمسح دموعها بعجلة من دخلت أمها ، زفرت سهام تنطق : أسيل روحي شوفي المجلس يبي له ترتيب ولا لا وأنا بجيب القهوة معي
ميّلت رأسها بعدم فهم تنطق : وش السالفة ؟ رجع أخوي ؟!
هزّت سهام رأسها بالنفي تنطق : ريمان إتصلت علي تقول نجم جايه ضيف ومحد بالحلّة غيرنا قومي ساعديني
ضحكت بصدمة تنطق : يمه ماهو بمنجدك أنتي كيف رديتي عليها أصلاً وهي اللي هدمت فرحة ولدك ورمته فالمستشفى هي وبنتها !
زفرت سهام بغضّب تنطق : ما بقطع علاقتي في أهلي عشان نصيب ماحصل وما بجبر أحد على ولدي ، واللي تقولين عنها بنتها تكون بنت عمك وأختك نجد اللي كبرت معك وكبرتي معها وذلحين قومي قومي ساعديني !
بلعت ريقها بحسرة وقامت بقلة حيلة تتوجه للمجلس ، فتحت الباب وأخذت نظرة خاطفة على المكان ومن تأكدت من خلوه خرجت بدون جلال ، الهواء يلاعب شعرها ويداعب وجنتيها ، دخلت للمجلس تشغل الأنوار ، زفرت من لاحظت بعض الوسايد مايلة والبعض الآخر طايح ، بدأت ترتب بشكل سريع وتفكر بطريقة تكلم فيها نجم وتقنعه ، رفعت الصينية الوسخة والبيالات والفناجيل اللي عليها ، نزلتها عند المدخل ورجعت لداخل المجلس ، ثبتت الحطب فوق بعضه وأشعلته ، أخرجت جمرة مدفونه تحت الرماد تحطّ العود عليها ، بدأت تلفّ بالمجلس وتبخره ، أبتسمت بخفه تنثر شعرها على الجمر وتبخره بريح العود ، رفعت شعرها ترجعه خلف أكتافها ووقفت تفتح الشبابيك لأجل يتهوى المكان ويتجدد الأكسجين فيه ، رفعت رأسها من سمعت نداء أمها وتوجهت لها علطول ..
« المخـيـم »
تأكد عبدالكريم من خروج أهلهم كلهم بعد خروج الشايب سعد وأهله مع عجلان ، تقدم يطفي ماطور الكهرب ، خرج يقفل أسوار المخيم ويركب الجمس ، ألتفت على أبوه ينطق : مشينا ؟
هزّ سهيل رأسه بالإيجاب ينطق : توكلنا على الله
مشى عبدالكريم وتبعوه الباقين راجعين للحلّة ، المسافة بعيدة جدًا ، خط قرابة الساعة والنصف لأجل يوصلون ، ألتفت سهيل على نايف ينطق : لا تعلم شمايل أنا بحاكيها
هزّ نايف رأسه بالإيجاب ، أخذ وقت طويل يفكر بالموضوع ولاحظ إن كل شيء في صالحه وفي صالح بنته ، ولأول مره يشعر إن الحق مع أبوه ، لا هو بالفعل بدأ يدعي إن عزيز ما يرفض ، هو كان يتمنى يزوج شمايل لمروان لكن بعد ما تدخل سهيل وعطى مروان لغرور أنسحب ، جاء العوض في عزيز ، جراح معروف له إسمه وصيّته ، ينحدر من عائلتين شريفة عريقة ، آل ساير خواله وآل صارم أعمامه ، أبتسم يدعي من أعماقه بعد ما وافق على كلام سهيل وإنه يترك زمام الأمور عنده ، تقدم الجمس الثاني اللي يسوقه باسل ينطق : ولد عبدالكريم !
ما ألتفت عبدالكريم وزفر باسل يضرب بوري له ، ألتفت عليه ينزل شباكه وينطق بعلّو صوته : عسى ماشر ؟
باسل : بوقف أعبي بنزين
هزّ عبدالكريم رأسه بالإيجاب ينطق : طيب طيب
وقفوا عند المحطة وزفر رماح ينطق : وش عندهم ؟
ريمان : يمكن يبغون شيء من الدكان
ألتفت رماح على نجد خلفه ينطق : نجدي يا بنتي خاطرك بشيء ؟
هزّت رأسها بالنفي تهمس بـ : لا
زفر رماح يوقف بجانب باسل ينطق : وش عندكم ؟
باسل : أعبي بنزين ما بيكفيني للحلّة
رماح : أجل بسبقكم
هزّ باسل رأسه ينطق : الله يستر عليك وأنتبه للخط
رماح : في أمان الله
مشى رماح يغادر المحطة بينما ظل باسل ينتظر الجمس يفلل وعبدالكريم اللي وقف عند الدكان يشتري أغراض ..
« حلّة سهيل »
وقف سيارته خارج الأسوار يرفع نظره للنخل اللي يتعدى الجدار ، زفر بربكة ينطق : من اللي يسكن بهالمقطعه ؟
تقدم للبوابات وكاد يطرق لكنه أنفتح له ، ميّل رأسه متفاجئ يهمس : معقولة وصل قبلي ؟
دخل يسمّي بالله وسرعان ما توسعت عيونه من شاف وسع المكان وشراحته ، لدرجة إن الأسوار يكاد ما يشوفها من كبر الحوش ، النخل يغطي كل زاوية منه بشكل جميل ، والأشجار بمختلف أنواعها ، رفع طرف ثوبه يمشي بخطوات ثابتة ، تقدم للدكة الخارجية وألتفت على باب المجلس ينطق : الظاهر إن ذا هو المجلس ؟
تقدم له ينزل نظراته على الحذاء المصفوفة عند الباب ، نزل خاصته يتقدم ويدخل ، وقف بمكانه وأنقطع صوت نفسه من شافها داخله ، جالسه بالقرب من النار ، وتلاعبّ الجمر بالملقط ، عيونها العسلية اللي تعكس شرار اللهب قدامها ، أرتبطت الأحداث برأسه لكنه أصر على نفيها ، بوجهة نظره مستحيل يصادفها بهالمكان ، بالرغم من النخل اللي لمحه بخلفيتها بهذاك اليوم ، نفس بريق العيون العسلية ، نفس الوجنة من الجانب ، شّد ذراعينه على جيوب ثوبه مندهش ، ريحة عطرها تخالط ريحة العود بالمجلس ، مع ريحة النخل والطين وإحتراق الحطب ، رفعت عيونها مستنكرة هيئة أحدهم ظنًا منها إنها أمها ، سقط الملقط من يدها وشهقت من أحرق قدمها توقف بصدمة ، بلعت ريقها مصدومة من وجوده بهالمكان وبهالوقت بالذات ، فكرة إنه يكون الضيف فكرة مستحيلة ما طرت على بالها أبدًا ، توسعت عيونها من تأكد إنه عمر تنطق بربكة وصوت متقطع : عـ..عمر !
أبتسم بدهشة ينطق : شلون تعرفين بأسمي ؟
شهقت من نطق ووقعت كل الشكوك بداخلها وأصبحت واقع وحقيقة ، رفعت جلالها اللي أخذته بعد إصرار من أمها ، عضّت شفايفها من بدأت تشعر بإن قدمها تشتعل ، تقدم يدخل للداخل وينطق : أجلس هنا ؟
هزّت رأسها بالإيجاب تنطق بربكة : أستريح شوي ويجيك نجم
جلس عمر ينطق بهدوء نبرته : ما بتقولين لي شلون عرفتي أسمي يا أسيل ؟
تلخبطت نبضات قلبها وكادت تحلف إن عمر يسمعها ، لأول مره تتأكد من معلومة إن الأسماء تختلف وتتغير بالنسبة للي ينطقها ، حبّت أسمها ألف ومليون مره بعد ما نادها به ، تتمنى ما يخرج من الحلّة وتظل تسمع عمر يناديها لآخر العمر ، رفعت عيونها له تنطق بهدوء نبرتها : سمعت بالكثير عنك من سيدرا والان إذا تسمح لي..
قاطعها من نطق بعجلة : ما بتضيفين أهل سيدرا ؟
توسعت عيونها من جرأته لكنها انصاغت لكلامه ، رفعت الدلة تصّب له قهوة وتمدّها له ، أبتسم يمدّ يده ويأخذها بحذر شديد يتأكد من عدم وجود أي تلامس بينهم ، رفع عيونه لها من نطقت بـ : سمّ
أبتسم بوسع ثغره ينطق : أسلمي يا أسيل
زفرت تنطق بعجلة من ألم قدمها : شلون دخلت ما سمعت صوت
عمر : تركت سيارتي برا ما حبيت أضيق عليكم
عدّلت جلالها تنطق بربكة : تمام خذ راحتك إذا تبغى شيء
سكنت تتأمل نظراته فيها والطريقة اللي يتأملها ، عضّت شفايفها وأبتسم ينطق : أبغى سلامتك
شّدت على جلابيتها تخرج من عنده ، توسعت عيونها من فارق الحجم بين جزمته وخاصتها ، لبست جزمتها تركض خارج المكان تتوجه لبيت أبوها ، زفرت بخجل تدفن وجهها بجلالها وتصرخ ، قلبها ينبض بشكل مرعب وفقدت السيطرة بمشاعرها ، كيف تمكنت من الخروج قطعة وحدة ما تدري ، آخذها عن حزنها وعالمها بكم كلمة أجل لو تقضي الليل الطويل بصحبته ، تحسد نجم بشدة على وجود عمر معه ، أبتسمت تحتضّن صدرها بذراعيها وتنطق بهدوء نبرتها : الله يديم لي هالعمر لعمري عُمر !
ضحكت ترفع عيونها على سهام اللي تناديها وركضت لأمها ..
« قصر مترك »
رفعت عيونها على صوت الباب ورجعت تناظر بجدها اللي نطق : وهج قومي فكي الباب لأبوك وأمك
توسعت عيونها بخفه توقف وتتوجه للباب ، فتحته وأبتسم أمير وخلفه هنادي ينطق : وهج دنياي !

توسعت عيونها بخفه توقف وتتوجه للباب ، فتحته وأبتسم أمير وخلفه هنادي ينطق : وهج دنياي !
عطته ظهرها تتجاهله من حزن يسكنها ، من ألم هو متسبب فيه ، من وجع وكسر قلب كان في هروبهم منها بدل مواساتهم لها ، سحبها مع ذراعها يحتضّنها ، عضّت شفايفها تمنع دموعها تنزل ، هي أقسمت باللحظة ذي ما تنزل دموعها ، أبعدت عنه بعد ثواني وتقدمت هنادي تتمسك بكفوفها وتنطق بإبتسامة : أمي وهج رجعنا بعد ما خلصنا من المفاجأة اللي سويناها لك
ميّلت رأسها بعدم فهم تنطق : مفاجأة ؟
أبتسم أمير يهزّ رأسه بالإيجاب وينطق : دامك لسى ما تزوجتي قررنا ننبسط معك بآخر لحظاتك قبل توديع العزوبية !
ضحكت بصدمة تنطق : مستحيل أنتم هربتم عشان ما تواسوني !!
هنادي : أكيد مالنا وجه والمواساة يا أمي سويناها لك برا السعودية تحديدًا في أستراليا عشان سمو تستلم شهادتها ومنها نأخذ عطلة كلنا ، ما عدا جدك مشغول مع جدتك هنا تعرفين مراجعاتها ومواعيدها
هزّت رأسها بالإيجاب تضحك وسرعان ما أنهمرت دموعها ، تقدمت تحتضّنهم على دخول سمو وشناطها خلفها ، ضحكت تنطق : مافي وقت هيا هيا !
ضحكت بصدمة من عجلة أختها ، وأبتسمت تشعر بحنّية أمها وطريقتها بإحتضانها ، أبعدت عن أمها وأبوها تنطق بحماس : أكلم نجم..
قاطعها أمير من نطق بضحكة : لا واللي يخليك خوفي يسمع صوتك ويهوّن أنا كلمته ووافق
ضحكت بخجل تنطق : اوكيه دام كلمته ما يحتاج أكلمه أنا
هزّ أمير رأسه بالإيجاب ينطق : ترا جينا نأخذكم ونرجع للمطار لا تطولون
أبتسمت مزنه تنطق : هذا العشم فيكم يا أمير وهنادي ما رضيتوا تتركونها زعلانه
أبتسمت هنادي ونطق أمير : هذي صغيرتي وفلذة قلبي كيف أتركها زعلانه ولا أراضيها ؟
توسعت عيون هنادي تنطق بعلّو صوتها : صح وهجي ترا ليلى بتجي معنا بعد
صرخت من الأعلى تنطق : ماما مستحيل !
ضحكت هنادي تنطق : هيا خلصينا
زفرت تنادي روزا من أبتلشت بالتجهيزات ، نزلت سمو شناطها تنطق : بجهز أغراض عزيز
ركضت لغرفته وتقدم أمير يسلم على أمه وأبوه ، جلس من نطق مترك : تقهوى يا أبوك
سحب الدلة يصّب له منها وينطق : اي بالله خلني أتقهوى وأشوفكم وأخذ علومكم قبل أمشي
مزنه : طيبين الحمد لله وزيّن اللي جيتوا وشفناكم
جلست هنادي بعد ما سلمت عليهم تنطق : وش صار بسالفة..
قاطعها أمير ينطق بهمس مسموع : أرجوك هنوده مو وقته أبدًا خلي هالسفرة والإجازة تعدي على خير
هزّت رأسها بالإيجاب تنطق : تمام أجل بقفل الموضوع
مترك : كلمت سهيـ..
قاطعه أمير من نزل فنجاله بغضّب ينطق : يا والدي الله يرضى لي عليك قلت ما أبغى أسمع عنهم شيء !
رفع مترك حاجبة ونطق بحدة : ما بتكلم عن موضوع بنتك أقولك عن موضوعي وإني طالبته يدفع قبل أحاكمه
مسح أمير وجهه وشنبه ينطق : حتى موضوعك ما أبغى أدري وش حصل معه ، أنت رجال عاقل يا والدي ما تحتاج نصايحي وأدري بك بتخلص منه وبتأخذ حقك كامل !
صدّ مترك بغضّب وزفر أمير يسحب كف أبوه ويقبّله ، أبتسم بخفه ينطق : لا تزعل من أمير يا أبو أمير
سحب كفه من أمير ينطق : الله يستر عليكم
وقف أمير ومسكته هنادي تنطق بهمس : أتركه لا تنكد عليه زيادة
بلع ريقه بحسرة يغادر المكان ، ألتفتت هنادي على سمو اللي خرجت ومعها أغراض عزيز تنطق : ماما خلصتوا ؟
هنادي : إحنا جينا بدون أغراضنا بس ننتظر أختك
زفرت سمو تنطق : يا وهـ..
قاطعتها وهج اللي نزلت بعجلة تنطق : هذاني جيت !
ضحكت هنادي تنطق : هيا أجل مسويه لكم جدول خطير بنطلع بدون الرجال ونتسوق ونتمشى على الشاطي حاجات خيال وبتعجبكم
أبتسمت وهج تنطق : والله محتاجه وجدًا محتاجه أصفي ذهني وأفرغ كل الأشياء السلبية اللي تسكني قبل الزواج
سمو : حددتوا زواجكم ؟
هزّت رأسها بالنفي تنطق : بالله عليك تشوفينه يفضى لي ؟
زفرت سمو من تذكرت الأحداث اللي حصلت تنطق : أنا ما تحملتهم ساعات شلون هو اللي عايش بينهم هالسنين كلها متحمل ما أدري
زفرت وهج تنطق بهدوء نبرتها : الله يعينه
تقدموا يركبون السيارة ويتوجهون للمطار اللي أتفقوا مع عزيز يقابلونه هناك ..
« حلّة سهيل ، المجلس »
دخل نجم للمجلس ووقف عمر ينطق بإبتسامة : يالله حيّ الضيف
رفع حاجبة بدهشة ينطق : أعقل يا أبو جاسر
ضحك يحتضّن نجم ويسلم على خشمه ، آشر له نجم ينطق : أستريح وأعذرني طولت عليك
عمر : لا والله مرتاح وما قصروا
مرر نجم نظراته على القدوع والقهوة ينطق : بالعافية وأسلم علمني وش المناسبة السعيدة اللي جابتك للحلّة ؟
زفر عمر ينطق بهدوء نبرته : أول حاجه الحمدلله على سلامتك صرت تحرك يدك ؟
نزل نظراته على ذراعه ينطق : على خفيف
رجع نظراته على عمر اللي نطق : أبو رماح أنت تدري إني بطرفك في القضية ؟
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق : الله الله
عمر : طيب يا طويل العمر الزواج..
سبقه نجم بالكلمة ينطق بغضّب : باطل
توسعت عيونه بخفه وزفر نجم يصّب لنفسه شاهي ، بلل شفايفه ينطق بسخرية : داري إنه باطل لكن ما ودي أعترف ويأخذونها مني
عمر : ليه يأخذونها اللي تسويه غلط يا نجم مفروض باغتتهم وجيت بأهلك للمره الثانية والشيخ وتقدمت لها من جديد وبالشكل المناسب
ترشف من الشاهي ينطق بسخرية : واللي سويته المره الأولى وش كان ؟ لعب عيال !
زفر عمر وضرب نجم المركى بغضّب ينطق : أنا رميت عمري عند أقدام أهلها عشان ما يردوني ويوافقون وش الغلط باللي سويته علمني وشو !
عمر : الغلط ما جاء من صوبك يا أخوي لكنه جاء منها ومن أهلها هي موافقه عشان غرض معين وزمن محدد والظاهر إنها أنتهت من كل شيء عشان كذا رفعت الخلع عليك
ارتخت مسامعه بصدمة ينطق : شلون رفعت الخلع علي ماهو جدها الفاسق !
ضحك عمر بصدمة ينطق : هي وش قايله لك !؟
نجم : قالت لي توك ما شفت شيء وإن جدها رفع الأوراق
صفق عمر بصدمة ينطق بحدة : البنت وأهلها لعبوا عليك بطريقة إحترافية لدرجة إنك ما لاحظت شيء يا حضرة العقيد ، الخلع جاء من جهتها بتوقيعها وبإسمها وبكل شيء يخصها من معلومات !
هزّ رأسه بالنفي ينطق بصدمة : أنا في وجهك يا الله
دفن وجهه بذراعيه ينطق بهمس مسموع : ما عليه ما عليه يا أبو رماح الخلع باطـ..
قاطعه عمر اللي رفع صوته بغضّب ينطق : الزواج من الأساس باطل الخلع ما يهش ولا ينش يا نجم لا توهم نفسك !
بلع ريقه يرفع رأسه وينطق : وش العلم يا رجال وش السواة !
عمر : لو لك شفٍّ فيها بعد ذا كله تقدم لها بشكل طبيعي وتزوجها ما عليك خلاف
فتّل شاربه ينطق بحدة :
1

قد يعجبك أيضاً
غرورك اللي علم الطاووس نفش ريشه بقلم r_55shog
غرورك اللي علم الطاووس نفش ريشه
2.8M
71.9K
حسابي بالاستقرام r_55shog
جَرح الأيهم بقلم ll118i
جَرح الأيهم
2.5M
174K
النبذه :- فَي ذَلك المَنزل الدافئ ، المَملوء بالمشاعرِ يحتضن أسفل سَقفهِ و بين جُدرانه تِلك الطفلةُ الَتي كَبُرَت قَبل أونها نُسخة والدها الصغيرة ذات الثَغر الضاحِكِ...
سَحابة حب بالوجدان تبرق منازلها من طويق للوادي  بقلم rwoix_
سَحابة حب بالوجدان تبرق منازلها من طويق للوا...
10.2K
258
دكتور بعد وفاة اقرب صديق له تتغير شخصيته للجمود والصلابه يجبره ابوه يتزوج بنت صديقه من الديره وبيوم زواجه يكتشف انها بكماء غير قادره على الكلام
وأنا فِي مَوج حُبك شراع يتهادىٰ  بقلم nine_823
وأنا فِي مَوج حُبك شراع يتهادىٰ
758K
19.7K
"لو كان الإنسان وحده لما استطاع أحدٌ هزيمته، لكن يُهزم المرء بأشيائه التي يحبها" روايتي الاولى اتمنى تنال اعجابكم🤍📜 وأنا فِي مَوج حُبك شراع يتهادىٰ
اهيم بها حبا  بقلم rwevjj
اهيم بها حبا
136K
2.5K
حسابي انستا تعالوا التنزيل فيه كل يوم @ rwevj
الحياة اليومية لزوجي السبعينات و تربية الأطفال بقلم momallmylife
الحياة اليومية لزوجي السبعينات و تربية الأطف...
22.7K
1.1K
مكتملة 148 فصل   كان لين وي وزونغ شاو متزوجين مرتبًا ، وانفصلا لمدة أربع سنوات ، وأنجبا طفلين ، لكن الزوج والزوجة لم يكونا أقرب من الأصدقاء العاديين.   اعتقدت لين وي أن...
غريب يدوّر في طرف عينها حضن ووطن  بقلم irwaya9
غريب يدوّر في طرف عينها حضن ووطن
262K
10.6K
ما بين نسمات الشتاء والنار والحطب بين أشجار النخيل والليمون والنعناع بين صهيل الخيول وتغريد الطيور بين برودة أمواج البحر ونعومة الرمل بين أوتار العود وخيوط الإبرة أحداث...
ما خالفت دربها لو إن الجفى صابني منها
هي الوهج لظلام الليل وأنا نجم سهيل !
-
ضحك عمر ينطق بجدية : ها والله إني معك دام خاطرك فيها وما عافها بس بسألك بعد ذا كله مازلـ..
قاطعه نجم ينطق بحدة : ماني رجال يسمع عن مرته ولا يسمع منها واللي مخليني صامل عليها هو إني متأكد إن مالها يد باللي حصل وكل شيء وصلك مزيفه الشايب العايب مترك ولا ولده خبيث العمل أمير
ضحك عمر بعلّو صوته ينطق : أجل أنا أستأذنك
مسكه نجم ينطق بحدة : والله ما تسّري الوقت تأخر والطريق طويل أرقد عندي في بيتي ولما أصبحت وأفطرت أمسك الخط
زفر عمر ينطق بربكة : ليه تحلف يا الجراح ما ودي أثقل عليك
رفع حاجبة بدهشة ينطق : يا السيف أرفق على عمرك ما من ثقل أنت ضيف وإن ما أسعتك الحلّة تأسعك العيون !
أبتسم بوسع ثغره ينطق : محروم اللي ما صادف وهج نجمك في عمره ومحظوظ عمر يوم إنه صادفك
أبتسم نجم يخبط كتفه وينطق : الله يرفع قدرك يا السيف
هو أرتعد من سمع إسمها وقبض غضبّه يستمع لنهاية كلام عمر ، يغار على عذَب إسمها من ثغر الغريب ويغار من النسيم اللي يداعب وجنتيها ، وقف يمشي لبيته ويدّل عمر على المحل ..
« المستشفى ، أذان الفجر »
خرج جمال والتعب هدّ حيله ، زفر يبعد الكيس عن شعره ويرمي القفازات بسلة النفايات بينما يخطي خطواته خارج غرفة العمليات ، عاجز تمامًا عن هضم حقيقة إن ضربة شجاع تسببت بخلل كبير في جهازه العصبي وأصبح مهدد بالشلل النصفي ، رفع عيونه على وجود عزيز قدامه ينطق بصدمة : ما قلت إنك بتسافر ؟
زفر عزيز ينطق بربكة : بعلمك بس قولي وش صار على شجاع ؟
مسح جمال وجهه يرفع كفوفه لشعره يبعثره ، زفر بضيق ينطق : الضربة جات بأسفل رأسه وتأثر منها جهازه العصبي
توسعت عيون عزيز بصدمة ينطق : سألتك بالله !
جمال : بس أنتظره يصحى عشان نشخص حالته وأقدر أحكم إذا بيقدر يمشي بعدين أو بيكمل حياته مع الشلل النصفي
شهق عزيز يغطي ثغره بصدمة وينطق : لا حول ولا قوة إلا بالله ، هو وينه الحين ؟
آشر جمال خلفه ينطق : ينقلونه لغرفة الإفاقة
عزيز : أنتهت العملية ؟
جمال : ايه وخيطت جرحه وحمدلله نجحت العملية بس زي ما قلت لك لازم أتأكد منه إذا صحى
هزّ عزيز رأسه يعطي عمه ظهره وسرعان ما وقف من نطق جمال بعجلة : أسمع عز
ألتفت له يرفع حاجبة بدهشة وينطق : لبيه ؟
جمال : لا تقول لهم شيء لحد ما أتأكد من موضوع العلاج الفيزيائي وإذا بيخضع له شجاع أو لا
خبط كتف جمال ينطق بهدوء نبرته : أبشر وأرجع البيت ريح
تثاوب جمال بتعب ينطق : أشوفك اليوم بالليل ؟ لازم تعلمني وش صار على رحلة أستراليا اللي لك سنة تخطط لها آخر شيء ما رحت
ضحك عزيز بخفه ينطق : ما عليك نتقابل على خير
توجه جمال لغرفة تبديل الملابس وتقدم عزيز لغرفة الانتظار ، وقف مسلط وأحمد وباقي الشباب ، مسك مسلط كتف عزيز ينطق : بشرني عن ولدي يا عزيز !
عزيز : أبشرك يا عم نجحت العملية
أبتسم مسلط يغطي وجهه ويدعي ربه ، زفر أحمد براحة ينطق : الله يبشرك بالجنة وما قصرت ، متى نقدر نشوفه
بلع عزيز ريقه ينطق بجدية : حاليًا صعبه شوي لأن ما يقدر الطاقم الطبي يحدد المضاعفات إلا بعد ما يفيق المريض ونتأكد منه بعدها خير ان شاءالله ، أبيكم ترجعون للبيت لأن وجودكم ما بيأثر لا سلبي ولا إيجابي على شجاع وأدعوا له
خرج عزيز من عندهم وتقدم منيف يتمسك بعمه ينطق : وهو صادق خلونا نرجع ونطمن الجماعة هناك
زفر مسلط ينطق بغضّب : ما بمشي خطوة وولدي..
قاطعه أحمد ينطق بحدة : سمعت وش عزيز يقول ولا ما سمعت وجودك ما بيطلع شجاع ورحيلك ما بيأثر عليه أمش يا أخوي ولا تتعبني معك
مشى بقلة حيلة مع أحمد وخرجوا الشباب خلفهم ، ألتفت منيف على مروان ينطق : أبو باسل عاد أنت دكتور وتعرف فالحاجات ذي إذا طلع شيء علمنا ما أضمن الدكاترة بعض الأحيان يتكتمون
هزّ مروان رأسه يخرج من المستشفى وينطق : معليك الله يشفيه ويعافيه يارب
زفر منيف ينطق : يارب
تقدموا مع الباقين يركبون السيارة ويتوجهون راجعين للحلّة ..
« حلّة سهيل »
هدأ عبدالكريم من سرعة الجمس ينطق بإستغراب : من ذا موتره ؟
ألتفت سهيل على السيارة اللي واقفه أسفل النخل وبجانب السور ، رجع نظراته على عبدالكريم ينطق : يمكن ضيف
رفع حاجبة بدهشة ينطق : ضيف ؟ ذا الحزة ؟
زفر سهيل ينطق بحدة : وش عرفني أدخل أبغى أمسي قبل الفجر
تقدم عبدالكريم يدخل للحلّة ودخل خلفه باسل ، نزلوا كلهم يدخلون بيوتهم وتقدم سهيل يدخل للمجلس ، وقف رماح ينطق : أبطيتوا
رفع عيونه ينطق : من الضيف ؟
رفع رماح أكتافه بعدم معرفة ينطق : ضيف عند نجم
سهيل : زيّن ما خلاه يسري
تقدم رماح يساعد أبوه ينسدح ونطق : يا أبو رماح ما ودك تريح نفسك ورأسك من البزران وتخلي كل واحد منهم يشوف حياته ؟
زفر سهيل ينسدح على جنبه وينطق : أنا زوجتكم كلكم يا عيالي وهذاني أشوفكم تعيشون حياتكم على ما تحبون
رماح : يا أبوي جعل يومي قبل يومك الزمن تغير
سهيل : يعني ؟
سحب رماح اللحاف ينطق : يعني تترك كل واحد فيهم يقرر كيف ومع من يعيش لا توجع رأسك وتوجعهم معك والله يا شجاع إنه في حالة ما يعلم بها إلا الله وأخص بكلامي نجم اللي كل شوي تلويّ ذراعه بحرمته وتعايره بها وإنها خلعته تحسب إنه ما يتوجع من حكيك ؟
زفر سهيل يغمض عيونه ورجع رماح ينطق بهدوء نبرته : وأنا وأنت ندري زيّن إن نجم ما يستاهل ذا التعامل محد وقف معك وأمتثل لكلامك هالسنين كلها بدون ما يقول لا أو يعصي كلامك إلا ولدي وما هو بقصور فالباقين
مسح سهيل دمعته اللي تمردت من خده ، أدرك إنه عذّب نجم بحياته وبدون ما يلتفت له ويسأله وش خاطره فيه ، تنحنح ينطق : خله يجيني بكره ويفطر معي وماله إلا اللي يطيّب خاطره
أبتسم رماح يقبّل جبين أبوه وينطق : بيجيك وبنجيك كلنا معه تمسى على خير
وقف رماح يخرج من المجلس ويتوجه لبيته ، دخل يقفل الباب وراه ويتقدم للصالة ، أبتسم من شاف نجد نايمه وباقة التوليب أمامها ، تحتضّنها بشدة وبدون ما يعرف رماح السبب ، تقدم لها يشيلها ويصعد بها لغرفتها ، ضحك بخفه من لاحظ قوة قبضّتها على الباقة ، نزلها على سريرها يشيل الباقة من يدينها وسرعان ما عبّست بملامحها تشّد عليها ، تركها بخفه يلتفت بغرفتها يبحث عن بديل ، أبتسم يتأمل صورها مع نجم وهم صغار وصورهم كلهم كعائلة ، لاحظ صورة فيها شجاع وهو شايل نجد بين يدينه وبجانبهم نجم شايل أسيل بأول مرحلة دراسية لنجد وأسيل ، ضحك من غمرته المشاعر يمسح عيونه ، مرر نظراته على الرف يلمح إطار فارغ وميّل رأسه ينطق بفضول : وش مقرره تحط فيه ؟
ألتفت بصدمة من نطقت بإستنكار : أبوي ؟
أبتسم يتقدم لها وينطق : لبيه يا عين أبوك
عضّت شفايفها تنطق بربكة : وش صار على الشايب ؟
ميّل رأسه بعدم فهم وسرعان ما توسعت عيونها بفشلة تنطق : شجـ..شجاع !
ضحك بسخرية ينطق : الشايب نجحت عمليته
رفعت نفسها تعدّل جلستها وتنطق بصدمة : أي عملية وش فيه وش حصل له يبه !؟
مسح على شعرها ينطق بهدوء نبرته : عثر بالحبال اللي ماسكه الخيمة وطاح على ظهره وضرب رأسه بالمنقل
شهقت بصدمة تسمح لدموعها بالانهمار ، عضّت شفايفها تهزّ رأسها بالنفي تنطق : طاح عشاني عيّت عليه صح ؟
زفر رماح ينطق بحدة : ليه تقولين كذا ؟
ضربت المفرش تنطق بغضّب وبريق دموعها واضح : لأني وحدة غبية وما تخاف الله في واحد حبّها ، أبوي أنا فرطت فيه وخذلته وغدرت فيه وهو ما يستاهل ذلحين شلون أهدي ضميري شلون وهو طريح فراش بالمستشفى !
توسعت عيون رماح يحتضّنها وينطق بصدمة : بس يا نجد وش ذا الحكي كله ، عيب يا أبوك والله عيب !!
شّدت على ظهره تنطق بحدة : ليتني بداله يبه يا ليتني
زفر رماح بغضّب ينطق بهمس : وش سويت فيها يا شجاع !
مسح على ظهرها يقبّل كتفها وينطق : خلاص أرتاحي وأبعدي هالورد من وجهك لا تتحسسين منه
أبعد عنها يشيل الورد ويلتفت من نطقت : أتركه جنب رأسي
زفر يثبته بجانبها وينطق : أرقدي يا نجد وبكره خير
عطاها ظهره وسرعان ما وقف يرجع نظرته لها من نطقت : أوعدني ما تروح تزاوره إلا وأنا معك
رفع حاجبة بغضّب ينطق : بس يا نجد بس شجاع ماهو بزوجك ولا يحّل لك شجاع ولد عمك وش تروحين معي تسوين ؟
مسحت دموعها تنطق بربكة : أقصد لمن تروحون كلكم
رماح : بيكون عندكم خبر كلكم ما يحتاج يوصلك خصيصًا !
بلعت ريقها تنطق بضيق : أبوي وشفيك كذا تكلمني ؟
رماح : لأنكم ساويتوا رأسي بالتراب أنتي وأمك ومعاد لي وجه أكلم فيه أخوي مسلط ، كسرتوا قلب الرجال وهدّيتوا حيل أهله فيه والأفضل لنا كلنا معاد تقربين من شجاع ولا حتى تسألين عنه وذلحين أرقدي !
خرج بدون ما يسمع ردها وظلت مكانها مصدومة ، تدري إن الخطأ خطأها لكن ما تحملت تسمع أبوها يأكد لها بهالشكل ، عضّت شفايفها تبكي بدون صوت وتدفن وجهها بمخدتها ، أستمرت على هالحال حتى هدأ صدرها وأنتظمت أنفاسها معلنة خلودها للنوم ..
« قصر مترك ، السادسة صباحًا »
دخل عزيز للقصر يقفل الباب وراه ، زفر بتعب يرمي المفاتيح على الكنبة وينزل جزمته ، رفع عيونه ينطق بضحكه ساخرة : أوف على وين يا مزوني ؟
ألتفت مترك عليه بصدمة ينطق : وين كنت فيه يا الداشر ؟
رفع كفوفه يستسلم وينطق : بالمستشفى يا حضرة العميد
مزنه : بنسافر أنت ما رحت معهم ؟
هزّ رأسه بالنفي ينطق : بوافيهم بعد أسبوع
مترك : زيّن ما سويت خلك حول أبوك بيكلمك بموضوع
ميّل رأسه بعدم فهم ينطق : اوكي بس بتقولون وين رايحين ؟
مترك : بنراجع لجدتك فالهند
ضحك بسخرية ينطق : هلابي بتقابل كرش أحلامها شاروخان !!
رمت العلبة عليه تنطق بحدة : أسمه سلمان خان يالفصعون !
ضحك بعلّو صوته وضحكت مزنه معه ، أبتسم مترك ينطق بسخرية : أمشي لا تخليني أهوّن وتقعدين بها لا مراجعات ولا خان ذا
ضحكت تدفع مترك اللي ضحك بخفه يمشي للخارج ، لوح عزيز لهم يودعهم وينطق : الله يحفظكم
مترك : ودعناك الله أنتبه لنفسك وللقصر
آشر بإصبعه على خشمه ينطق : على خشمي
خرجوا وتقدم عزيز يراقب سيارتهم لحّد ما خرجت وقفل عيسى البوابات ، صرخ يرقص وينطق : مستحيل أنام ساعة والقصر بكبره لي لحالي !!
فتح التلفزيون يدخل على اليوتيوب ويشغل أغاني ، رفع الصوت لآخره يرقص ويتنكس ، ألتفت ووقف بصدمة من شاف صرعة روزا وراه ، أبتسم بفشلة يطفي الأغاني وينطق : نسيت إن جدتي روزا هنا ما سفروك معهم تشوفين ورعانك ؟
رفعت حاجبها تنطق بحدة : أنا مافي جده أنا باقي صغير !
زفر يتوجه لغرفته وينطق : لازم أشوف لها حل وأطيرها من القصر
دخل غرفته يقفل الباب وراه ، نزل نظراته على صوت جواله يسحبه من جيبه ويرفعه قدام عيونه ، أبتسم يفتح الإتصال وينطق : هلا وسهلا أبوي
نيّار : عزيز أنت قايل لجدك إنك بتقابلني ؟
ميّل رأسه بعدم فهم ينطق : جدي ؟
ألتفت نيّار على سمو اللي تناديه ونطق : ايه جدك مترك
هزّ رأسه من فهم ينطق : لا هو اللي قالي أجيك للبيت أنت وينك ؟
توسعت عيون نيّار ينطق بحدة : تستهبل أنت وجدك أنا في دبي وبعد شوي رحلتنا لسنغافورة
عزيز : بالله يعني بيتنا فاضي ؟
نيّار : لا جمال طلبني أعطيه المفتاح وتعرف أخوي الصغير ما قدرت أردّه
رفع حاجبة بدهشة ينطق : والحمار عزيز ولدك وفلذة كبدك ؟
ضحك بسخرية ينطق : عزيز عنده القصر بكبره واللي يساوي بيتي عشر أضعاف
ضحك عزيز ينطق : إلا أبوي وش كنت بتكلمني فيه ؟
نيّار : لا تشيل هم متى ما جيتنا هناك بعلمك
عزيز : أجل نتقابل على خير ودعناك الله
نيّار : الله يحفظك..
أنقطع صوته من نطقت سمو بعلّو صوتها : عزّي رجع عيسى شناطك ؟
لفّ نظره على الغرفة ينطق : ما أعرف يمكن ورتبتها روزا بس ما فيه شيء قدامي الحين
زفر نيّار ينطق : ما سمعتك بس بقولها مع السلامة
قفل الجوال يضحك بخفه ويتوجه لسريره ، رمى نفسه عليه يرفع عيونه على السقف وينطق بهدوء نبرته : يا ليت ما راحت وهج معهم
زفر يغمض عيونه وسرعان ما غفى بعمق من فرط التعب ..
« حلّة سهيل ، الحادية عشر صباحًا »
رفعت طرف قميصها تكمل عجن ، زفرت شمايل تنطق بغضّب : والأميرة نايمه وأنتي هنا تكرفين عشان فطور أخوها
أبتسمت أسيل تتذكر كيف فزّت لمن أكتشفت إن عمر موجود ، دخلت للمطبخ ركض لأجل تطبخ لهم بدون ما تشتكي تاركه سهام مصدومة ، رفعت عيونها على شمايل تنطق : شوشو لك ساعة تتحلطمين لو ساعدتيني أصرف
ضحكت شمايل بسخرية تنطق : أساعدك بشيء لنجم ؟ مستحيلة أنسي !
أسيل : طيب أنقلعي وأنتي واقفه فوق رأسي
شمايل : أقول وش خططتي بعد الجامعة ؟
زفرت أسيل تبعد الطاسه والعجين تنطق : شمايل وقته !
رفعت حاجبها تنطق بسخرية : وش قلت أغير الموضوع
أسيل : روحي اسألي أمي متى أودي الفطور
توسعت عيون شمايل تنطق : سلامات وش تودينه أكيد بيجي أحد يأخذه أو مسعود الجني ما بيقصر
زفرت أسيل تنطق : مسعود نايم تعبان من البارح
دخلت غرور للمطبخ تنطق : واو يا الريح حسيت إن أسيل اللي تطبخ
دخلوا أشجان وجمان خلفها ، ضحكت أسيل تنطق : غريب صاحين ؟
غرور : مروان صحاني وهو طالع وقلت أقوم
نطقت أشجان بتساؤل : ايه وش الأخبار بينك وبينه قدرتوا تكونون أزواج ولا باقي ؟
مدّت غرور يدها تأخذ تفاحه وتنطق : عيب ما يخصك أستحي !
ضحكوا البنات كلهم ونطقت شمايل : من دق الباب لقى الجواب يا ست أشجان
زفرت أشجان تنطق : الناس فالصباح مروقين إلا أنتم أعوذ بالله
خرجت من المطبخ ونطقت أسيل بدون ما تلتفت : غرور بكسر يدك
سحبت غرور يدها من الفطاير المخبوزة بالفرن ، زفرت بضيق تنطق : أسيل حبة وحدة حبة تكفين
ضبّطت حرارة الفرن تنطق : ولا حبة ولا شيء ولا تخلصين التفاح علي باقي بسوي فطيرة تفاح
فزّت شمايل تنطق بحدة : لا عاد والله لا أكل منها !
ضحكت أسيل تنطق : بنات وجع عندنا ضيف !
تكتفت نجد تنطق بسخرية : ومن هو هالضيف اللي ما خليتي صنف إلا وسويتيه له
زفرت تصدّ عنها وتدخل العجين للفرن ، أبتسمت نجد تدخل وتنطق : صباح الخير بنات صحيت مروقه بعد إنهيار
أبتسمت شمايل تنطق : صباح النور من صحاك ؟
نجد : الشمس ضايقتني
زفرت أسيل تضرب الرخام وتنطق : غرور بكسر يدك !
حطّت غرور الفطيرة داخل ثغرها وضحكت ، تقدمت أسيل تشيل الصحن من عندها وتنطق : طفلة والله
أبتسمت غرور تمسح على بطنها وتنطق : صادقه الطفلة اللي هنا تطلب ماهو أنا
صرخوا البنات كلهم وشهقت غرور تنطق : بسم الله وشفيكم الله ياخذكم روعتوني !!
نطقت جمان بصدمة : غرور أنتي حامل !؟
ضحكت بخجل تكمل أكلها ، شهقت أسيل تمدّ الصحن لها وتنطق : يا روحي أكلي جعله بالعافية
ضحكت تتقدم للصحن وسحبته أسيل تنطق : أمزح بس خذي وحده ثانية عشان ما يكرهني اللي ببطنك
بلعت شمايل ريقها تنطق بهدوء نبرتها : تمزحين غرور ؟
ألتفت غرور لها تنطق بضحكه خجولة : بنات شفيكم وحده متزوجة أكيد بتحمل
زغرطت نجد بفرحة وضحكوا البنات كلهم ، تقدمت جمان تمسح على بطنها وتنطق : عسى هالحمل يعقلّك ويبعدك عن المشاكل قولي آمين
رفعت حاجبها وضحكت من نطقوا كلهم بـ « آمين » ، بلعت آخر لقمة تنطق : أكرهكم
ضحكت نجد تنطق : شعور متبادل يا عمري ، كم صار لك ؟
غرور : ما أعرف ما رحت المستشفى بس حللت بالبيت مع أشجان ولمن قلت لها ما فرحت لي مثلكم زعلتني
شمايل : يا شيخه لا تهتمين الله أكبر والرأي المهم
ضحكوا كلهم وألتفتت أسيل على سهام اللي نطقت : أسيل خلصتي ؟
هزّت رأسها بالإيجاب ونطقت نجد : عمه سهام
ألتفتت سهام لها تنطق : هلا ؟
نجد : غرور حامل
شهقت سهام ودخلت ريمان خلفها تنطق بصدمة : بالله ؟؟
زفرت غرور تنطق : نجد أنطمي
ضحكت نجد وتقدمت سهام تنطق بفرحة : يالله صدق غرور الصغيرة بتصير أم
ريمان : ولو إنك شقية بس فرحت لك يا أمي
أبتسمت غرور تحتضّنهم وتنطق : أحبكم والله وخاله ريمان
أبعدت ريمان عنها تنطق : سمّي ؟
زفرت غرور بضيق تنطق : أسفه لكل شيء خايس سويته لك أو لنجم ولدك وأوعدك ما أكررها
صفقت جمان بفرحة تنطق : يا بنات والله عقلت هذي مو غرور
غرور : من عرفت اليوم الصباح عاهدت على نفسي أكون أم بما تعنيه الكلمة من معنى وأحاول قد ما أقدر أصلح كل شيء خربته وأجهز للبيبي حقي بيئة متصالحة سعيدة خالية من المشاكل
أبتسمت سهام تنطق : زيّن ما سويتي والله يتمم لك
ريمان : قلتي لأمك ؟
هزّت رأسها بالنفي تنطق بضيق : ما أبغى أشوفها خايفه أتأثر بها زيادة ، ما أبغى أكون أم للبيبي حقي مثل ما كانت أمي لي وقررت أسافر مع مروان أو نسكن برا الحلّة
دخلت حور تنطق بإبتسامة : ماشاءالله على إيش مجتمعين
أبتسمت غرور بفرحة تنطق : أمي حور
ألتفتت حور لها تنطق : لبيه يا أمي ؟
زفرت غرور تتمسك بكفوف عمتها وتنطق : أنا حامل
صرخت حور بصدمة تسحبها لحضنّها وتنطق : كذابه غرور كذابه !
ضحكوا كلهم وزفرت نجد تصدّ عنهم تمسح دموعها ، رغم كل شيء صار فيهم من طرف غرور إلا إنها قدرت تحرك شعورهم وتفيض دموعهم عليها فرح ، تنحنحت أسيل تنطق : بشيل الفطور مع نجد
ألتفتت نجد عليها ونطقت أسيل بتأكيد : صح ولا لا ؟
هزّت رأسها بالإيجاب تنطق : أكيد صح أبشري
تقدمت تشيل الصحون والأغراض الباقية مع أسيل ويخرجون ، زفرت نجد من لفحها الهواء تنطق : أنبسطت مره لغرور
أسيل : يا حليلها تحسر والله كل شيء صار لها كان من ورا رأس أمها والحسنة الوحيدة اللي سوتها عمتي نجلاء هي إنها زوجتها مروان
ضحكت نجد تنطق : ماهي بهي اللي زوجتها جدي وعمي باسل هي كانت رافضة
ضحكت أسيل تنطق بسخرية : أعوذ بالله أجل الله يفكنا وبنتها من شرها
زفرت نجد تنطق : أسيل ما أنتي زعلانه علي صح ؟
ميّلت شفايفها تنطق بهدوء نبرتها : كنت بس ما قويت وأنا أشوف شجاع فيك
أبتسمت تحتضّنها وشهقت أسيل تنطق : نجد أنتبهي لا يطيح الفطور !
ضحكت بخفه تبتعد عنها وتنطق : ذلحين بتقولين السناعه والكرف والنفخ ذا لمن ؟
زفرت أسيل تنطق بحدة : أول شيء أنا سنعه من قبل تولدين
ضحكت بعلّو صوتها تنطق بسخرية : نسيتي إني أكبر منك ؟
رفعت أسيل حاجبها تنطق : الله عاد والفرق ترا كله يوم
نجد : طيب خلصيني من الضيف ؟
رفعت أسيل أكتافها تنطق بخجل : وش يدريني ؟!
زفرت نجد تدفعها وشهقت أسيل تنطق : والله لو طحت ما يحصل لك طيّب !
ضحكت نجد تضرب باب المشب ، تقدم نجم يخرج ورفعت أسيل الصينية له ، زفر يثبت ذراعه تحتها ونطقت أسيل بحذر : نجم ثقيلة بتقدر ولا ؟
رفع حاجبة بدهشة ينطق : أتركيها وأدخلوا
أرخت قبضتها ودخل نجم بالصينية ، زفرت تلتفت على نجد وتنطق بصدمة : ماشاءالله متعافي وأنا بذراعين يالله أمشي
ضحكت نجد تضرب كتفها وتنطق : بسم الله على أخوي !
أبتسمت بخفه من سمعت صوت عمر وهو ينطق : سلّم يمينهم وكثر خيرهم
دفعت نجد تركض للداخل وركضت نجد خلفها تناديها بدون جواب منها من فرط الخجل والشعور ..
« القولدكوست ، أستراليا »
بأحد شُرف ناطحات السحاب المطلة على الشاطيء ، أبتسمت من خرج أمير ينطق : صغيرة أبوها
ضحكت بسخرية تنطق : بابا بدخل الثلاثين بعد ثلاث سنين وأنت باقي تقولي صغيرة ؟
ضحك يحتضّن رأسها ويقبّله ، رفع رأسه ينطق : ولو إنك فالستين صغيرة بعيوني يا بابا
ضحكت بسخرية وتقدم أمير يجلس قبالها ، لفّت بنظرها تتأمل المحيط ، أبتسمت تنطق بهدوء نبرتها : الصمت في حرم الجمال جمال
زفر أمير يقفل عيونه ويستنشق الهواء ينعش صدره بكمية الأكسجين الموجودة ، رجع يفتح عيونه وينطق : صدقتي جمال المحيط حكاية ثانية مليانه شعور
ألتفت عليها من نطقت بتساؤل : متى بيجي عزوز ؟
رفع أكتافه بعدم معرفة ينطق : يقول بعد أسبوع عاد مدري عنه
وهج : طيب كم ناوين نجلس هنا ؟
أمير : على أساس عزيز موجود نجلس أسبوع ونرجع بس الحين بيأخرنا أسبوع ثاني
زفرت تنطق بهدوء نبرتها : طيب أبغى شريحة
زفر أمير ينطق : كلنا نبغى بس المحلات مقفلة
وقف يمسح كتفها وينطق : لا تطولين الجو بارد وما نبيك لا سمح الله تصابين بنزلة برد ونبلش فيك
ضحكت تهزّ رأسها بالإيجاب وتعدّل السكارف على أكتافها ، وقفت تتمسك بدرابزين الشرفة وتأخذ نفس عميق وتطلقه ، كان الجو أقل ما يقال عنه خيال ، أصوات صفق الموج بالصخور ، سطوع القمر بظلام الليل يصاحبه نسيم عليل ، رفعت عيونها على السماء تتأمل النجوم ، أبتسمت تغني أحد معزوفات أبو نوره وعيونها على أحد النجوم الساطعة :
كنت اشوفك مثل نجمٍ فالسماء ساطع وعالي
يا بعيد وجابك الله لين عندي وصلك
-
صفقت سمو تنطق بسخرية : وش سويت فيها يا نجم ؟
ضحكت بصدمة تنطق : فجعتيني متى جيتي ؟
تقدمت سمو توقف بجانبها وتنطق : نيّار سبقني للأحلام وقلت أجي أشيك عليكم
وهج : وش رأيك إذا ما فيك نوم نطلع نتمشى على الشاطيء ؟
أبتسمت سمو تنطق : ما أقولك لا هيا أمشي
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : أحبك تدرين ؟
ضحكت سمو بغرور تنطق : مين ما يحبني أصلاً ؟
توسعت عيونها بصدمة تنطق : وجع صدق وأنا أقول من عزيز طالع عليه !
ضحكت بعلّو صوتها تنطق : حبيب أمه
زفرت وهج تخرج من الشقة وسرعان ما تبعتها سمو تقفل الباب وراهم ..
« المستشفى ، الرياض »
دخل الممرض لغرفة نمر ينطق بإبتسامة : بنكمل خطة علاجك في بيتك بناء على طلبك
هزّ نمر رأسه ينطق : متى أقدر أخرج ؟
الممرض : الآن حاب تتصل على أحد في ما إحنا قاعدين ننقل أغراضك ؟
نمر : ايه عطني جوالي لا هنت
مدّ الممرض الجوال لنمر اللي فتحه وضغط بدون تفكير على رقم نجم ، أنتظر ثواني معدودة حتى وصله صوته وهو يقول : أرحب يا أبو سعود !
أبتسم ينطق بهدوء نبرته : الله يبقيك ويطول عمرك ، فاضي ؟
ألتفت نجم على عمر اللي يغسل يدينه بعد الفطور ونطق : ايه آمرني
نمر : كتبوا لي خروج
أبتسم نجم بخفه ينطق : خارج من الشر نفدا خشمك
ضحك نمر من فهم مقصد نجم ، ونطق بحدة : تعقب ما أنخلقت لي السجون !
ضحك نجم بسخرية ينطق : ما قلنا شيء
نمر : أعرفك خبيث
نجم : أجيك ؟
هزّ نمر رأسه بالإيجاب يدّعي إن نجم يشوفه ونطق : ايه لا هنت
نجم : ولا يهون مغليّك جايك ذلحين
نمر : أنت فالحلّة ؟
زفر نجم يرفع عينه على أحمد اللي يأشر له ونطق : الله الله
نمر : أنتظرك لا تبطي
خرج نجم من المشب ينطق : حاضر
قفل الجوال ووقف نمر بمساعدة إثنين من طاقم التمريض ، جلس على الكرسي المتحرك ودفعوه خارج الغرفة لأجل يكمل أوراق خروجه ..
« بـجهة أخرى »
داخل جدران الغرفة الزرقاء ، بين درجات الحرارة المنخفضة ، أعلى المفرش الأبيض يقبع جسده غارق في اللاوعي ، يحلم ويشعر إن الحلم قضى عليه عشرة أعوام ، تزاوره طيوفها لكنه ما يدري من تكون ، طريح فراشه منهّد حيله ما يشعر بأي شيء حوله ، حتى أطرافه يشعر إنها مشلولة وأصبح تحريكها شبه مستحيل ، كم كان يتمنى يستفيق ويسترجع وعيه ويخرج من قضبان الكوابيس اللي يعيشها ، يسمع حديث الأطباء فوق رأسه لكنه عاجز على الإجابة والرد عليهم ، يصرخ يستنجد فيهم لكن لا جدوى ، أقترب جمال من المفرش يسحب القلم خاصته ، سمى عليه وتقدم يمرر القلم على قدم شجاع ، توسعت عيونه وزفر بضيق ينطق : لا حول ولا قوة إلا بالله
زفر عزيز ينطق بربكة : ما تحركت ؟!
هزّ جمال رأسه بالنفي وتقدم عزيز يرفض التصديق ، سحب القلم من بين أصابع جمال ينطق : وخر بجرب أنا
زفر جمال يبتعد عن السرير ، تقدم عزيز يتمسك بقدم شجاع وينطق بحدة : أبو مسلط حاول معي أرجوك لا تخذلني وحاول !
مرر القلم على قدمه وما تحرك فيه ساكن ، حتى أصابعه ما شعرت بدغدغة القلم لها ، غطى عزيز وجهه بكفوفه ينطق : يارب ألطف به يارب
زفر عزيز بيأس وسرعان ما رفعت الممرضة عيونها على المؤشرات الحيوية لجسد شجاع ، ألتفتت على جمال تنطق بربكة : وش فيه وش صار ؟
زفر جمال يتقدم لشجاع اللي كان تحت الصدمة ، ما يعرف عن إيش كانوا يتكلمون أثر عدم شعوره بالقلم لكن كانت ردود فعلهم كافية إنها تطيّر ما بقى معه من عقل ، جن جنونه وهو يسمع صدمتهم وطلب عزيز بالمحاولة مره وثنتين ، إرتفاع مرعب بضربات قلبه ، حسّ بحراره تدخل ذراعه وما كان إلا مسكن عطاه جمال ، زفر يلتفت على عزيز : طلعنا ؟ أتركوه يرتاح ومتى ما صحصح شفنا وضعه مع دكتور العلاج الطبيعي
أرخى جسده بصدمة من فهم مقصدهم وموضوع حديثهم كله ، لكن ما تمكن من التعبير عن صدمته وسرعان ما غفى من المسكن يعود لعالم اللاوعي يقابلها ، الأنثى اللي تنادي بإسمه من آخر العالم ، تصرخ بإسمه وتنخاه ما يتركها ويستسلم ، ما كان قادر على تحديد هويتها ومن تكون لكن كان صراخها يفزعه ويقلقه ..
« خارج أسوار الحلّة »
خلف أحد جدران البيوت المهجورة ، رفع رأسه للجيب الأسود اللي خرج من حلّة سهيل ، أبتسم بسخرية ينطق : أوبا حضرة العقيد ؟
ألتفت على معيض اللي نطق : عوض لنا عشرين ساعة نراقب هالمزرعة متى ندخل ؟
مسح شاربه ينطق بسخرية : ليه العجلة قول لعبدالوهاب يلحق عقيدنا بس لا يتعرض له
هزّ معيض رأسه بالإيجاب ينزل من الفان ، ركض لسيارة عبدالوهاب ينطق : ألحق الجيب الأسود
عدّل عبدالوهاب جلسته ينطق : وش أسوي له ؟
معيض : ولا شيء بس شوف وين متجه وحاول تأخره إذا شفته رجع بدري
عبدالوهاب : قاله عوض ؟
هزّ معيض رأسه بالنفي ينطق : أنا أقوله شكل عوض يهاب هالعقيد ومنعنا ما نخش ونحرقهم عن بكرة أبيهم تعبت وأنا مغير أراقب بهالجدران !
بلل عبدالوهاب شفايفه ينطق : إن رجع بدري بتدخل وترا كلها من تحت رأسك لا تورطني
معيض : معليك وإذا أبطى لا تسوي شيء كويس تجي منه
حرك عبدالوهاب ورجع معيض للفان ، قفل الباب وسرعان ما شهق من رفع عوض على رأسه السلاح ينطق بحدة : وش قلت له ؟
بلع ريقه بربكة ينطق : وش تقـ..تقصد ؟
صرخ عوض بغضّب يعشّق السلاح وينطق : معيض !

صرخ عوض بغضّب يعشّق السلاح وينطق : معيض !
طارت عيونه برعب ينطق بحدة : يا أخوي قلت له إذا قرر الضابط ذاك يرجع بدري يماطله بس
زفر عوض يرجع سلاحه الكاتم بحزامه ينطق : بدخل الليلة
معيض : تعرف شكلها ؟
رفع حاجبة ينطق بسخرية : ليه قررت أراقب الوضع يومين ؟
هزّ معيض رأسه يطلع رأسه مع الشباك يتنفس ، طيّر عوض عقله وأربشه ، زفر يتأمل الحلّة يهمس بشكل مسموع : بنحرق المكان ؟
سحب زقارة من البوكيت ينطق : بالأصح أنت اللي بتحرق المكان ما أبغى أشوف نقطة خضّار تسمع ؟
هزّ رأسه بالإيجاب يرجع نظره على النخيل الكثير وزفر بضيق يفكر شلون بيقدم ويحرق هالجنان والخضّار كله ..
« شاطئ القولدكوست ، أستراليا »
أبتسمت بوسع ثغرها من لامست رجولها الموج البارد ، رفعت رأسها على سمو اللي تقدمت وبيدينها ايسكريم ، مدّت لها تنطق : وش تبـ..
قاطعتها وهج تسحب ايسكريم الماتشا من يدها وتنطق : الماتشا طبعًا !
زفرت سمو تنطق بحدة : توقعت أغريك بالتشوكليت
ضحكت وهج تنطق : سوسو تبينه ؟
ألتفتت سمو عليها تنطق بإشمئزاز : بعد ما لحستي منه ؟
أنفجرت تضحك بعلّو صوتها وزفرت سمو تدفعها وسرعان ما شهقت من ضربها الموج ، ضحكت سمو تنطق : أحسن يا معفنه المره الجايه أحترمي أختك الكبيرة
ضحكت تركض لها وتنطق : أنتي ما كنتي تدرسين في ميلبورن ؟
هزّت سمو رأسها بالإيجاب تنطق : ايوه ليش سألتي ؟
أخذت قضمه من الايسكريم تنطق : وشهادتك ؟
أبتسمت سمو بوسع ثغرها تنطق : نسيت أقولك صرت دكتورة قبل
ميّلت رأسها بعدم فهم تنطق : طيب أنتي دكتورة
سمو : لا يا غبيه شهادتي حقت الدكتوراه وصلت بالبريد قبل أربع أيام وقررت أصير دكتورة بالإدارة وأشتغل بالمديرية العامة للشؤون الصحية بالرياض
شهقت وهج تغطي ثغرها تنطق : فخورة فيك والله فخورة !
ضحكت سمو من تقدمت وهج تحتضّنها ، حاوطتها تنطق بسخرية : الهواء قوي أنتبهي يجي الايسكريم على شعري
ضحكت تبتعد وسرعان ما تلاشت إبتسامتها من أدركت إجابة سمو وألتفتت عليها بصدمة تنطق : يعني أخذتي شهادتك ؟!
هزّت سمو رأسها بالإيجاب تنطق : ايوه يا بنت شفيك ؟
وهج : بس ماما ما قالت لي كذا
رفعت حاجبها تنطق بتساؤل : وش قالت ؟
قضمت على آخر الايسكريم تبتلع البسكويت ، زفرت تمسح ثغرها وتنطق : قالت السبب الأساسي بجيتنا هو إنك تستلمين شهادتك
زفرت سمو بغرابة تنطق : غريب هذا وهي مباركة لي لمن صورت لها الشهادة
وهج : سمو أنا مو مرتاحة
دخلت ذراعها بذراع أختها الصغيرة تنطق : شدعوة حبيبتي طيب قولي لي وش قالت لك من أسباب ثانية ؟
وهج : قالت بنسوي حفلة توديع عزوبية
سمو : حلو طيب ليش مو مرتاحة ؟
زفرت وهج تنطق بربكة : ما أعرف الله يستر
أبتسمت سمو تسحب أختها وتركض قدامها ، شهقت من سحبتها سمو تركض معها ، ضحكت وهج تنطق : بس بس متأكدة إنك أربعينية ماشاءالله !
ضحكت سمو تخبط كتفها وتنطق بسخرية : شدعوة من الأربعينية أنا ؟ حبيبتي أنا توني دخلت الثلاثين
ضحكت بعلّو صوتها تطيح على الرمل ، ضحكت سمو تطيح بجانبها ، انسدحوا بجانب بعضهم البعض ، يتأملون السماء ويشعرون بالموج يلامس أقدامهم ..
« داخل موتر نجم ، الرياض »
قفل نمر الباب وألتفت على نجم يصافح كفه ويسلم على خشمه ، أبتسم من نطق نجم : يا مرحبا يا أبو سعود
نمر : الله يبقيك ويسلم قلبك
نجم : خارج من الشر وآخر الأوجاع ان شاءالله
أبتسم نمر ينطق : ما يجيك الشر يا أبو جراح
ضحك نجم بخفه ينطق بسخرية : ما بتسلم على المودمي
ألتفت نمر بصدمة على عُدي اللي جالس بالخلف وضحك ينطق بحدة : أرحب يا أبو ناجي !
ضحك عُدي يسلم على خشم نمر وينطق : الله يبقيك يا أبو سعود والحمدلله على سلامتك راجع أقوى يا وحش كلي ثقة فيك
رفع حاجبة بدهشة ينطق : وأنا ما شفتك تقول لي راجع أقوى هذا وأنت في فرقتي حسايف يا الجارح
بلل شفايفه ينطق بسخرية : عاد لا تصير عبيط يا نجم
ضحكوا من ضرب نجم الدركسون ينطق بحدة : يا حياة الشقى صرت نجم حاف أنت ما يعرف لك إلا الدوام يا أبو ناجي
مسح وجهه ينطق بضحكه : تبيني أقولك سيدي ؟ سرّ أمها بس
ضحك نمر وصرخ يمسك بطنه بألم ، زفر نجم بغضّب ينطق : تقولها من فوق خشمك بس خلني أرجع أستلم
رفع عُدي أكتافه بقلة حيلة ينطق : بروتكول ما أقدر أقول شيء
بلل شفايفه ينطق : وين عليها ؟
مسح نمر دموعه ينطق : البيت أبغى أريح
رفع حاجبة بدهشة ينطق : أما عاد البيت ؟
نمر : ليه وين مخططين عليه ؟
عُدي : نطلع كوفي نتقهوى أو نروح نتابع فيلم فالسينما
نجم : صل على النبي وأسمعني
ألتفت نمر عليه ونطق مع عُدي : عليه الصلاة والسلام
نجم : نطلع كشته الجو أمطار وبراد وحيا
زفر عُدي ينطق : أحلف لك يا نمر إنه ما قد طبّ السينما وعشان ما يورط عمره قال كشته
ضحك نمر ينطق : والله أنا لاني معك ولا معه وصلوني البيت وكثر خيركم
فتّل شاربه ينطق بسخرية : وأنت صادق وش دراني بالسينما اللي تقولها يا الجارح لكنها ما بتزيدني مرجلة وترفع شأني عند الرجال عشان أسعى أعرفها
توسعت عيونه بصدمة ينطق : صعدتها الله يعافيك !
ضحكوا كلهم ونطق نجم : أوصلك بيتك يعني ؟
هزّ نمر رأسه بالإيجاب ونطق عُدي : أجل أسمع نجم بدّلك على موقع ونزلني فيه
نجم : افا ما بتخاويني ؟
أبتسم يخبط كتفه وينطق : أكرمك الله ما ودي أثقل عليك
نجم : اللي ودك ما من تثقيل
وبالفعل مشى نجم على المسار اللي قام عُدي بتحديده ، فتح الباب ينزل ويقفله ، تقدم مع شباك نمر ينطق : يالله ودعتكم ربي وراجعين أقوى والله يا القاعدة إنها ما تسوى بدونكم
أبتسم نمر يخبط كتفه وينطق : في أمان الله
رفع عينه على نجم ينطق : أبو رماح
رفع كفه له ينطق : في حفظه ورعايته
أبتسم يبتعد عن الموتر ويدخل أحد البيوت ، غادر المكان متوجه لبيت نمر ، ألتفت عليه ينطق : ماتحتاج أحد يساعدك وأنت ساكن بذيك المقطعة ؟
أبتسم نمر ينطق وهو مغمض عيونه : جراح عندي
زفر نجم بسخرية وسرعان ما فزّ بصدمة من صرخ نمر ينطق بصدمة : جراح لحاله !!!
مسك نجم صدره ينطق بصدمة : الله يروعك روعتني !
ألتفت على نجم ينطق بحدة : جراح محد جاه صح ؟!
رفع حاجبة بدهشة ينطق : جعله ما يعود وش عليك منه ماهو حقي ؟
نمر : لا بس خفت عليه لكن حسافة دامك تقول كذا
ضحك نجم بسخرية ينطق : ليه ؟
نمر : ما تستحي على وجهك فوق ما أنت سارقه من حضن أمه تعامله كذا راميه عندي ولا تطّل بوجهه أبلشتني الله يبلشك
ضحك بعلّو صوته يضرب الدركسون وضحك نمر بخفه ينطق : دوم يا حمار بس أنتبه للموتر توني طالع من المستشفى وأنا في وجهك ما تردّني له
ألتفت عليه ينطق بسخرية : تنكت يا أبو سعود ؟
نمر : ما بوقف تنكيت دامك ضحكت بوجهي
أبتسم بخفه ينطق : جعلني ما أبكيك نورت الحلّة والله العظيم
خبط نمر ذراعه ينطق : بنور أهلها يا الجار عاد لا تبطي سيّر علي
نجم : معليك أزهله كل ليلة وأنا وشجا..
سكن فجأة من تذكر وضع شجاع ، ألتفت نمر عليه ونطق من لاحظ تغير ملامحه : بسم الله عليك وش جاك !
بلع ريقه يفكّ أول أزرار ثوبه ، هو ما أمسى البارح من فرط تفكيره في شجاع ، هو ما سمح لنفسه ينهار لأن ثقته بالله كبيرة ثم في شجاع ، يدري إنه ما طاح في أشّد العواصف عشان يطيح من خفيف النسمات ، شّد على الدركسون وألتفت بصدمة على نمر اللي صرخ بإسمه ينطق : لبيه ؟
زفر نمر ينطق بغضّب : شجاع فيه شيء ؟
نجم : لا طيّب وبخير ان شاءالله ، عسى الله يقومه بالسلامة
توسعت عيونه بصدمة ينطق : لا اله إلا الله وش جاه بسم الله عليه ؟
مسح وجهه وشنبه ينطق بضيق : طاح طيحةٍ تكسر الخاطر
نمر : بسم الله عليه كيف قال ؟
نجم : داخ وضرب رأسه بالمنقل الحديد ومن البارح وهو فالعناية ورافضين نشوفه
شّد نمر على فخذه ينطق بصدمة : لا حول ولا قوة إلا بالله يعني البارح طاح ؟
نجم : الله الله
زفر نمر بضيق ينطق : ولا دقيت علي وعلمتني الله يسامحك عشان أدق على أبو شجاع وأنشد منه
نجم : كلهم يدرون إنك فالمستشفى ومعذور يا أبو سعود أقولها وأنا ولد عمه
نمر : الله يقومه بالسلامة
تمتم نجم بـ « آمين » ، ألتفت على نمر اللي نزل لبيته وتقدم يتبعه لأجل يسانده ، مسك المفتاح وضحك نمر ينطق : أسند عمرك يا نجم أنا طيّب
زفر يعدّل وقفته ويفتح الباب لنمر ، دخلوا للمجلس وتقدم نجم يساعد نمر ويفرش له مكانه ، رفع رأسه لنمر ينطق : ضبطت محلك إذا بغيت تجلس هنيّا تلقاه زيّن
أبتسم نمر ينطق : ما قصرت يا أبو رماح لا عدمتك
نجم : ولو يا رفيقي حق وواجب ، تبغى شيء ثاني ؟
هزّ نمر رأسه بالنفي ينطق : سلامتك نفدا خشمك
وقف نجم يستند على عكازته وينطق : الله يسلمك أجل أنا ماشي وترا حن قرّاب لا بغيت شيء أتصل لا تتردد
نمر : ما تقصرون
نجم : ودعناك الله وأنتبه زيّن لعمرك
خرج من المكان يتوجه لموتره ، وقف لثواني يسحب جواله من جيبه ، رفع حاجبة بدهشة من ما لقى أي إتصال أو رسالة منها رغم إتصالاته اللامتناهية لها ، بلع ريقه ينطق بحدة : جايك يا بنت أمير جاي وبنعرف زيّن وش سبب القطعة هذي
ركب موتره يشغله ويخرج من حوش نمر متوجه لقصر مترك ..
« القولدكوست ، أستراليا »
خرجت من الحمام والضباب يتصاعد خلفها دليل على الوقت الطويل اللي قضته تحت الدش ، تقدمت تجلس على طرف السرير وتسحب جوالها ، ظلت تجفف شعرها بيد ويدها الثانية تفتح الجوال ، زفرت من قرأت لا توجد خدمة ورجعت تقفله ، وقفت تفك شنطتها وتطلع لها بجامة تلبسها ، سحبت الشنطة الصغيرة الخاصة بأغراضها الشخصية ، بدأت ترتبها على التسريحة لإنها ما بتحتاجها فالشنطة طول الوقت بالأسبوعين الجايه ، لبست بجامتها وتقدمت تجلس على الكرسي وتشغل المجفف ، بدأت تجفف شعرها ومن أنتهت مسكته تسوي له جديلة ، سحبت الكريمات المختلفة وبدأت تحطها على بشرتها وختمت بمرطب شفايف ، أنتهت وزفرت توقف وتخرج من غرفتها ، أبتسمت من جمال المنظر مع شرفة الصالة الضخمة وتوجهت للمطبخ ، فتحت الثلاجة وزفرت بضيق من لقتها فاضية تمامًا ، عضّت شفايفها بهدوء تنطق : أتوقع بننزل نتسوق بكره ومنها نأخذ الشرايح
تقدمت لغرفتها وسرعان ما وقفت بصدمة من تذكرت إنها تملك سناب نجد مسبقًا وبإمكانها تتصل فيها بدون شريحة ، ركضت لغرفتها وقفزت على السرير بحماس ، تدري إن باله ينشغل بسرعه ويقلق عليها أو بالأصح هو بالفعل أصبح يغلي من الغضّب والقلق ، رفعت جوالها وفتحه تدخل على برنامج السناب وتدخل على أسم نجد ، ضغطت على علامة الإتصال وسرعان ما ضحكت من غبائها تنطق : اخ منك يا وهج ما فيه واي فاي !
خرجت من البرنامج تدخل الإعدادات ، أبتسمت من لقت شبكة برقم شقتهم ، وزفرت ترجع خصلتها خلف أذنها تنطق بهمس : شلون أعرفه الحين ، معقولة كاتبينه بمكان معين ؟
وقفت تخرج من غرفتها وتتوجه للصالة بدأت تقلب المكان فوق تحت ، رفعت عيونها بصدمة من وقف أمير فوق رأسها ينطق : بسم الله الرحمن الرحيم وش تسوين ؟
بلعت ريقها تنطق بربكة : أبغى الباسورد
رفع حاجبة ينطق : أي باسورد وليه تبينه ؟
تأكدت بالفعل إنه يخفي شيء ورا هالسفره وأسئلته الغريبة ، صدّت عنه تنطق بسخرية : باسورد وش يعني أكيد الواي فاي عشان أنزل الستوري اللي صورتها
أمير : ما يحتاج نامي ترانا بكره طالعين بدري من الصباح عشان الجدول طويل
وهج : بنام إذا نزلت قاهرتني وهي تحمل
زفر أمير ينطق بحدة : وهج ما أنتي بزر عشان تعانديني قومي نامي !
رفعت حاجبها تنطق بسخرية : ليش أنفعلت ممكن أفهم ؟ بعدين وش المزعج بإني أنزل صور فالستوري حقي ؟
مدّ أمير ذراعه ينطق بحدة وعيونه عليها : أزعجتيني بالصوت صحيتيني من نومي وأنا تعبان
وهج : بس أنا ما طلعت صوت وسؤال أنت ليش مدّيت يدك ؟
أمير : جيبي الجوال أنا أنزلها لك
ضحكت بصدمة تنطق : بابا توك تقول إنك تعبان وتبغى تنام والحين تقولي بتنزلها لي عطني الباسورد وقضينا !
سحب الجوال من كفها ينطق بغضّب : أدخلي غرفتك نامي لا تختبرين صبري
وقفت بصدمة تنطق بحدة : رجع لي جوالي !
خرجت هنادي من غرفة النوم تلفّ جسدها بالروب الحرير تنطق : بسم الله وشفيكم ؟!
كان بريق عيونها يلمع لكنها رافضة بشكل قطعي تذرف الدموع ، زفر أمير يمدّ جوالها لهنادي وينطق : ما فيه شيء أدخلي وخذي جوالها عندك مع جوالاتنا عشان أخذها الفجر أركب الشرايح فيها..
قاطعته من نطقت بحدة : ما أبغى شريحتك عطني جوالي وأحتفظ بالباسورد والشريحة لك أنا أقدر أوصل للباسورد بنفسي !
طارت عيون هنادي تنطق بحدة : وهج خير وش هالأسلوب ؟
تقدمت لهم تنطق بحدة : باقي ما شفتوا شيء عطيني جوالي ماني وهج الصغيرة عشان تمشوني على كيفكم متى تستوعبون إني سبعة وعشرين وإني على ذمة رجال !
ضحك أمير يصفق بصدمة وينطق : هذي آخرتها يا بنتي ؟
وهج : معليش بس تصرفاتكم تخلي الشخص يتجرد عن مبادئه وأخلاقه وما يعرف مع مين يتكلم حتى !
هنادي : أول شيء والله لو توصلين الثمانين بتظلين بنتنا الصغيرة وآخر عنقود بيتنا ثاني شيء أنتي على ذمة أبوك الرجال اللي تقولينه زواجكم باطل وأنتي تدرين وأخيرًا لو تفلت أعصابك وتفكرين ترفعين صوتك على أبوك ولا علي ما يصير لك طيّب سامعه !
ضحكت بصدمة تصفق وتنطق بهدوء نبرتها : صراحة واو صدق أبهرتوني لازم يكون في جائزة على التمثيلية اللي سويتوها ، أجل حفل توديع عزوبية ما أشوف إلا توديع لكل شيء غير العزوبية قولوا لي وش باقي مخططين عليه ؟
زفر أمير بغضّب ينطق : أسمعيـ..
قاطعته تنطق بحدة : بابا ترا أدري إن سمو أخذت شهادتها عن طريق البريد السعودي ووصلتها للرياض قبل أربع أيام استلمتها بيدينها من ملبورن !
زفرت هنادي تشتم لسان سمو وتنطق : ما كنا ندري
ضحكت بصدمة تغطي وجهها وكملت هنادي تنطق : خططت للسفرة هذي أنا وأبوك من أسبوع وبما إنك تقولين إنها وصلتها قبل أربع أيام حابه أقولك ما كان عندنا علم ولا ليش بنكذب عليك ؟
أبعدت كفوفها تنطق بغضّب : ماما ما أنتي مستوعبة قد إيش وضعكم مريب أنا ما صرت أرتاح معكم وأنا الغبيه اللي قررت أرتمي بحضنكم وأعطيكم فرصة ثانية وأنتم تسعون لتخريب حياتي وزواجي اللي ما حصل وما زلت أخطط له !
زفر أمير يجلس وينطق : أسمعيني وأجلسي أجلسي يا وهج !
بلعت ريقها بصعوبة تشعر بالغصة تحرق جوفها ، تقدمت تجلس وتنطق : أتحفنا وش باقي ؟
أمير : أخذناك هنا لأجل تتخطين كل شيء صار بالرياض وما ترجعين إلا وأنتي جاهزة ذهنيًا وشعوريًا
رفعت حاجبها تنطق بإستغراب : أتخطى وش بالضبط وأتجهز حق إيش ؟
جلست هنادي بجانب أمير تنطق : كنا بنقولك بهذيك اللحظة لمن عطاك جدك أوراق الخلع بس ما توقعنا إنهيارك وقررنا نقفل الموضوع بشكل نهائي عشان ما نضغط عليك
زفرت وهج تنطق بغضّب : واللي تسوونه وش ؟ أنتم ضغطتم علي بشكل كبير أنتم ما عندكم فكرة عن الكسور والجروح اللي سببتوها لي أنتم هديّتم حيلي كله !
ضرب أمير الطاولة بغضّب ينطق : قلت لك لا تطيعين أبوي ومفروض ما وافقتي في المقام الأول يا شاطره الحين الغلط راكبك من ساسك لرأسك لا تحاولين تلفيّن وتدورين وترمين الخطأ علينا أنتي الغلطانة !
شّدت على الكنب الجلد تحفر أظافرها فيه وتنطق بحدة : أنا وافقت على شرط وهو إنكم تتنازلون عن كل شيء في حال حبيته وأنا والله ما ذبحني إلا حبه أرجوكـ..
قاطعها أمير ينطق بحدة : ما شرطتي علي شيء شرطتيه على جدك واللي بينك وبينه ما يخصني ولا لي فيه ، كلامي معك واضح زواجكم باطل وما بخلي حياتك تنتهي على زواج فاشل معك أسبوعين تتخطين هالحب اللي تقولينه وبعدها لنا كلام عن التجهيز اللي بتسوينه
وقف يغادر الصالة يدخل غرفته ، عضّت شفايفها من حسّت بلهيب يحرق أهدابها ، أنسحبت تنسدح على الكنبة تتأمل نظرات أمها لها ، وقفت هنادي تتوجه لها وسرعان ما رفعت وهج ذراعها بوجهها تنطق بصعوبة أثر الغصة المتربعة بمُنتصف حنجرتها : أتركيني لوحدي أرجوك
زفرت هنادي تنطق بضيق : الله يسامحك يا بنتي
عطت وهج ظهرها تتبع أمير لغرفتهم ، شهقت من أنقطع نفسها وسرعان ما أنفجرت محاجرها تبلل وجنتيها ، رفعت رأسها ومددت ذراعيها بجانب رأسها ، دموعها تنساب على جانب وجهها تلامس إذنيها ، مسحت طرف خشمها ومسحت دموعها تعضّ شفايفها ، زفرت ضيق صدرها تأخذ نفس عميق وتزفره ، فقدت الأمل بكل شيء ، كل الأبواب تقفلت بوجهها ، أي وجهة تفكر تسلكها تنسد ويصبح اللجوء لها مستحيل ، هي في دولة غير عن دولته ، ديار بعيدة كل البعد عن داره ، ولع الحنيّن حطب ضلوعها ، شلون تقوى تنسى وتتخطى وهي أصبحت منه وفيه وله ، تعيش داخل قصور صدره ويحميها بحُبه وبإسمه وبرتبته ، شغل تفكيرها سالفة التجهيز اللي ما تدري عن إيش تتمحور ، تجهيز من أي نوع كان هالسؤال يتراود داخل رأسها لحّد ما غفت بتعبها على الكنبة ..
« قصر مترك ، المغرب »
ضرب بوري أمام البوابات وأنتظر ثواني مالت للدقائق ، زفر يطفي الموتر وينزل ، شّد على عكازته يتوجه للباب الصغير ، ضربه بيده لكن دون جدوى ، ألتفت على عيسى اللي تقدم يركض من بيت أحد الجيران وخلفه جماعته من السواويق والخدم ، أبتسم ينطق بربكة : معليش يا أخويا
نجم : حصل خير وين العرب ؟
عيسى : روحوا خارج البلاد
توسعت عيونه بصدمة ينطق : وشو ؟
هزّ عيسى رأسه بالإيجاب ينطق : آي والله روحوا تبى تدخل ؟
هزّ نجم رأسه بالنفي ينطق : كلهم راحوا ؟
عيسى : آي بالله
زفر يخبط كتفه وينطق : موفق
رجع عيسى لشلته وتقدم نجم لموتره ، ألتفت على سيارة عزيز اللي صفّت خلف موتره ونزل ينطق بإبتسامة عريضة : يالله حيّ النسيب
تقدم يسلم عليه وينطق بحدة : الله يسلمك ، وين أهلي ؟
ضحك عزيز بسخرية ينطق : عاد لا تسوي فيها مجنون يقولون عندك علم
شّد على معكازه ينطق بغضّب : أخلص علي وين خالتك
تنحنح عزيز ينطق بربكة : سألتك بالله ما عندك علم ؟
هزّ رأسه بالنفي ينطق بحدة : أبو نيّار !
عزيز : سافروا برا
مسح وجهه وشنبه ينطق بسخرية : يعني سوا أمير اللي في رأسه
ميّل رأسه بعدم فهم ينطق : كيف ؟
نجم : وين سافروا ومتى يرجعون ؟
عزيز : راحوا أستراليا ما أدري وش الولاية ولا أدري كم بيجلسون هناك
نجم : يعني تقول لي إنها في الجهة الثانية من العالم ؟
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق : للأسف
رفع حاجبة ينطق بهدوء نبرته : أنت وش مجلسك فالرياض ؟
عزيز : عشان شجاع
ارتخت ملامحه ينطق بربكة : بشرني عنه
أبتسم عزيز بضيق ينطق : بإذن الله طيّب وبخير
نجم : ان شاءالله ، الإتصال ما ياصل لها ؟
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق : لا لازم تطلع شريحة وترسلك رقمها الجديد
زفر نجم يخبط باب سيارة عزيز وينطق بحدة : مالها لزوم وهالسفره
عزيز : جات فجأة بدون تخطيط
نجم : عندك رقمها الجديد ؟
هزّ رأسه بالنفي ينطق : ودي والله أخدمك لكن أنا مثلك للحين أنتظر رسالة منهم ولا شيء
نجم : إن وصلك شيء علمني
عزيز : أبشر وتأكد لو أستلمت وهج شريحة بتتصل عليك بدون ما ترجع لي
هزّ رأسه بخفه ينطق : معليه وأنتبه تقول إسمها مره ثانيه فالشارع ، ودعتك الله
ركبت موتره يمشي ويغادر المكان ، زفر بغضّب يضرب الدركسون ، بلع ريقه يسحب شماغه من على رأسه ويرميه على المقعد بجانبه ، لفّ الدركسون على المخرج يمسك خط الحلّة ، فكّ الحزام يضغط على البنزين ويمشي بسرعة قصوى ، أصبح يشعر بتواير موتره وهي تشّق الأرض من شدة سرعتها وحرارتها ، ضرب الطبلون على المية وفوقها ثمانين للميتين بدون ما يمسك فرامل ، كذا يفرغ غضّبه بالقيادة المتهورة ، رفع رجله من البنزين يلفّ الموتر على البر ويدخله بسرعة جنونية ، صعد أحد الطعوس يوقف على أعلاها ، المغيب قدامه والرمال تحفّه من كل صوب ، مسح وجهه وشنبه يغمض عيونه ، فتح عيونه يزفر وينطق بحدة نبرته :
5

قد يعجبك أيضاً
غرورك اللي علم الطاووس نفش ريشه بقلم r_55shog
غرورك اللي علم الطاووس نفش ريشه
2.8M
71.9K
حسابي بالاستقرام r_55shog
جَرح الأيهم بقلم ll118i
جَرح الأيهم
2.5M
174K
النبذه :- فَي ذَلك المَنزل الدافئ ، المَملوء بالمشاعرِ يحتضن أسفل سَقفهِ و بين جُدرانه تِلك الطفلةُ الَتي كَبُرَت قَبل أونها نُسخة والدها الصغيرة ذات الثَغر الضاحِكِ...
سَحابة حب بالوجدان تبرق منازلها من طويق للوادي  بقلم rwoix_
سَحابة حب بالوجدان تبرق منازلها من طويق للوا...
10.2K
258
دكتور بعد وفاة اقرب صديق له تتغير شخصيته للجمود والصلابه يجبره ابوه يتزوج بنت صديقه من الديره وبيوم زواجه يكتشف انها بكماء غير قادره على الكلام
وأنا فِي مَوج حُبك شراع يتهادىٰ  بقلم nine_823
وأنا فِي مَوج حُبك شراع يتهادىٰ
758K
19.7K
"لو كان الإنسان وحده لما استطاع أحدٌ هزيمته، لكن يُهزم المرء بأشيائه التي يحبها" روايتي الاولى اتمنى تنال اعجابكم🤍📜 وأنا فِي مَوج حُبك شراع يتهادىٰ
اهيم بها حبا  بقلم rwevjj
اهيم بها حبا
136K
2.5K
حسابي انستا تعالوا التنزيل فيه كل يوم @ rwevj
الحياة اليومية لزوجي السبعينات و تربية الأطفال بقلم momallmylife
الحياة اليومية لزوجي السبعينات و تربية الأطف...
22.7K
1.1K
مكتملة 148 فصل   كان لين وي وزونغ شاو متزوجين مرتبًا ، وانفصلا لمدة أربع سنوات ، وأنجبا طفلين ، لكن الزوج والزوجة لم يكونا أقرب من الأصدقاء العاديين.   اعتقدت لين وي أن...
غريب يدوّر في طرف عينها حضن ووطن  بقلم irwaya9
غريب يدوّر في طرف عينها حضن ووطن
262K
10.6K
ما بين نسمات الشتاء والنار والحطب بين أشجار النخيل والليمون والنعناع بين صهيل الخيول وتغريد الطيور بين برودة أمواج البحر ونعومة الرمل بين أوتار العود وخيوط الإبرة أحداث...
السماء منّي وأنا منها وهذي القاع قاعي
وين ما حطت رحالك في بلد بـأجيك نجم
-
مدّ ذراعه يفتح شبابيك موتره ، رجع يقفل عيونه يفكر بحل ، هو متأكد إن ذي فرصة أمير بما إنها ما هي على ذمته ، يخاف يقدم ويزوجها من رجال ثاني ، بلع ريقه يفكّ زر ثوبه ، غاص بالتفكير بهالمكان الهاديء وسرعان ما أنجرف خلف أحلامه ..
« حلّة سهيل ، المشب »
زفر نايف يضّبط الشبة ، رفع عينه على أبوه اللي يشرب شوربة عدس ينطق : وش صار على موضوع بنتي ؟
زفر سهيل ينزل الملعقة وينطق بحدة : شرايك تقوم تخطب الولد لبنتك !
زفر نايف بضيق ينطق : ما أقصد يا أبـ..
أنقطع كلامه من دخل بركات متصاوب بأماكن مختلفه ، آشر خلفه وسرعان ما طاح طريح بينهم ، فزّوا الرجال بصدمة ونطق سهيل بحدة : علامه وش جاه !؟
ركض أحمد وخلفه مروان ومنيف ، زفر رماح يسحب سلاحه ويخرج خلفهم وسرعان ما تبعوه أخوانه ، بلع سهيل ريقه يسحب عصاته ويضغط بركات فيها ، ما تحرك بالرغم من ضغط سهيل القاسي ، زفر بقلق يتصل على الشرطة ، رفع عينه بصدمة على عوض اللي دخل للمشب وهو رافع سلاحه ، قفل الباب وراه ينطق بهمس حاد : قفل الجوال
بلع ريقه ينزله لكنه ما كبس على زر إنهاء المكالمة ، أبتسم عوض ينطق بسخرية : أخيرًا قابلتك يا الشايب سهيل ولو إنك بتودعنا بعد شوي
شّد على عصاته ينطق بحدة يعكس الذعر بداخله : الموت حق ومحد ميتٍ قبل يومه ، من أنت ووش بغيت ؟
ضحك عوض بسخرية ينطق : لا تسوي فيها الحكيم والساطي وداخلك يرجف خوف
سهيل : لا مسّني الخوف بيكون على عيالي وأحفادي اللي طلعوا من عندي ولا أدري وين أختفوا ولا إما أنت فما تخوف النمل يا الجبان
زفر عوض بغضّب يعشّق سلاحه وينطق بحدة : جبان أنت ناويـ..
قاطعه سهيل من نطق بحدة : ايه نعم جبان تخاف من صوت طلق السلاح حقك !
نزل عوض عيونه على الكاتم حقه ورجع يرفعها من نطق سهيل بغضّب : خايف من إن آل جراح يسمعونك ويدرون وين محلك ويجون يفترسونك عادك تفكر تجادلني يا الجبان !
بلع ريقه بغضّب ينطق : عندك كلام آخير تبيني أوصله لهم ولا وصية ؟
زفر سهيل يهمس بكلام مفهوم وينطق بعدها بصوت شبه عالي : فهمت ؟
رفع حاجبة بصدمة ينطق : أنت قلت شيء ؟
تنحنح سهيل يأشر له يقرب منه ، زفر عوض يتقدم له وسرعان ما صرخ من ضربه سهيل بالعصا على ساعده وطاح السلاح من يده ، ضربه بقوة على ساقه وطاح على الأرض يتلوى من الألم ، سحب السلاح بعصاته ينطق بسخرية : توقعت بيطلع منك مستوى
كان عوض يصرخ بألم من كفه وساقه ، رفع عصاته يضربه على رأسه وينطق بسخرية : الرخمة عوض ولد الهلامه عُبود ولد الزلابة حازم آل حمد ، تحترم نفسك ولا تشهر السلاح عند أنسابك وبالأخص وجه شيخهم سهيل بن هزاع !
كان يتألم من كل مكان ، رفع سهيل عيونه بصدمة على اندلاع الحريق بمزرعته الضخمة ، الحرارة كانت بصدره ما كانت أبد في نخيله وحلاله ، ضرب كتف عوض بالعصا ينطق بحدة : تحسب بتنكسر هامتي إذا أحترقت حلّتي ؟
مدّ عوض ذراعه على جزمته يخرج سكينته لكن بحذر ، ظل صامت رغم ضربات سهيل له وتهديداته الصريحة ، مسك سكينته وبدأ يسحبها بحذر وبدون ما يشعر سهيل فيه ، أبتسم يرفع رأسه ويقابل بعيونه عيون سهيل الغاضبّة وينطق : بحرقك مع حلّتك يا ولد هزاع !
سحب السكينه وفزّ يضرب بها صدر سهيل بكل قوته ..
« أعلى السطوح ، سابقًا »
كانت غرور واقفة بنفس وضعيتها ووقفتها تراقب المكان ، نزلت نظراتها تنشغل بتقشير البرتقال اللي أخذ منها وقت حتى بدأت تشم ريحة حريق ، رفعت رأسها بصدمة تنطق بهمس : ريح حريق بالزرع
ألتفتت على جهة الشعاع الأحمر ، مصدومة من منظر النخل اللي عهدته منذ الصغر صامد يحترق وبكل سهولة يتدمر ويتحول لرماد ، لكن سرعان ما صرخت من شافت شخص غريب يقابلها على جهة السطوح المقابلة ، بيده جركل بنزين أحمر والأكيد إنه المتسبب بالحريق ، توسعت عيونها على مصرعيها من رفع سلاحه يشهره بوجهها تفلت صحن البرتقال على الأرض من أطلق عليها النار ودوّت صرختها بالمكان كله ، شهقت بصدمة تفتح عيونها من ما شعرت بإصابة ، كانت الرؤية مضببة أثر دموعها ، أنقطع نفسها من قررت تنزل عيونها تشوف أمها طريحة قدامها والدماء تملأ ملابسها من كل مكان ، نجلاء خاطرت بحياتها لأجل بنتها ورمت نفسها للموت لأجلها ولأجل جنين يقطن فيها ، نجلاء بالفعل سمعت كل حرف طلع من غرور صباح اليوم وكانت جايه وهي مستعدة تعتذر لها وتوعدها تقدم لها أحسن معاملة

نجلاء بالفعل سمعت كل حرف طلع من غرور صباح اليوم وكانت جايه وهي مستعدة تعتذر لها وتوعدها تقدم لها أحسن معاملة وأجمل حياه بعد اليوم ، لكن كل شيء خططت له أنتهى قبل يبتدي من شافت بنتها مهددة تحت سلاح ، ما تدري كيف ومتى فكرت ترمي نفسها وتتصاوب بدال وحيدتها لكن الشيء الوحيد اللي تدري به إنها فخوره باللي سوته ومستعدة تكرره لو رجع بها الزمن لوراء ، هذا ثمن كل شيء سيء سوته لغرور ومتأكده إنها بتكبر بعين بننها للمرة الأولى والأخيرة ، متأكده إن غرور بتحكي اللي حصل وبتماري بإسم أمها بعد وفاتها ، هي حزينة جدًا إنها ما بتقدر على شوفة أولى أحفادها لكنها سعيدة إنها كانت سبب أساسي بنجاتهم ، تمسكت بيد غرور اللي كانت ترجف بشكل كبير وتناديها بنبرة باكية وصوت متقطع : يمـ.. يمه تكفين لا تروحين ، يمه أرجوك محتاجتك جنبي لا تخليني !!
كان ودها تتكلم وتعتذر وتبوح عن اللي بخاطرها للي تبكي قدامها لكن كل شيء أنتهى من بدأت تشعر بفقدان ذاتها وخروج روحها ، بدأ صدى صرخات غرور يتلاشى ، بدأت تفقد الشعور بضربات بنتها ، وأنسابت يدها من كف بنتها تطيح على أرضية السطح ، لحّد ما غابت عن الحياة ما هو بس عن الوعي ، تعالت صرخات غرور من خفت قبضة أمها وتركتها تسقط على الأرض ، جنّ جنونها وصارت تصرخ بأعلى صوتها ، ألتفتت بصدمة ودموعها ما وقفت على مروان اللي ركض لها ووقف مصدوم من شاف عمته طريحة والدم منتشر حوالينها ، توسعت عيونه على مصرعيها من أستوعب الموقف وبحكم إنه دكتور هرع لجثتها يحاول بشتى الوسائل يرجع النبض لجسدها ، صار يضغط على صدرها بدون توقف وبدأت غرور تهدأ ، تقدمت له تهمس بنبرة كسرت ضلوعه : ما أسامحك لو تركتها تموت ، أنا ما عندي بعد الله إلا هي لا تخليها تروح مروان لا تخلي أمي تترك الدنيا وهي ما شافت حفيدها !
بلع ريقه بصعوبة وكمل يضغط على صدرها ، بدأ العرق يتصبب من جبينه ، هو جايها مفجوع من الحرايق اللي تحصل بالمزرعة ، أقلقه صراخها وجاها لكنه تمنى إنه ما جاء بعد منظر عمته ، حملته حمّل صعب بثقل الجبال ، ما يدري شلون بينقل لأعمامه خبر وفاة أختهم الوحيده وأولهم ما يدري شلون ينقله لزوجته ، هو ما كان عنده علم بحملها ومن كثر الخوف والقلق اللي يعتريه ما عطى باله للموضوع بكبره ، لكن موقن إن حصل خير ما هو بشّر فهو مكتوب ومقدر ..
« المزرعة »
رغم ظلام الليل الدامس إلا إنهم يشعرون إنهم بعزّ القوايل من حرّ اللهيب وضياء نيرانه ، أندلعت ألسنة اللهب بكل مكان وصار الأمر شبه مستحيل إنهم يطفونها ، وقف رماح بقلة حيلة يتأمل حالهم ، صابتهم هالمصيبة بأسوء فتراتهم ، سهيل ما عاد هو مثل أول والمرض هدّ حيله ، نجم مختفي عن الأنظار من الصباح ولا يفتح جواله ، شجاع طريح فراش فالمستشفى ما يدرون هو حيّ ولا ميت ، عجز من كل ناحية عجز ، كان يشوف مسعود ودحيم الصغار يركضون للبير ويجيبون ماء ، رفع عينه على منيف الوحيد الموجود حتى مروان بنفسه أختفى ، عجز وقلة عدد كانت كافيه إنها تطيح سقف أماله بإنقاذ مزرعتهم وحلالهم ، ألتفت للباب اللي يؤدي للبيوت وصرخ ينطق بحدة : مسلط طلع الحريم وأزهم البنيات يعاونونا هالنيران ما بيغلبها إلا الله ثم كثرة عددنا !
همهم مسلط لكلام أخوه الكبير وركض يصرخ بالداخل وينادي كل من فالدار ، أستنفروا الحريم على صراخه يطلعون وبلحظة ما شافوا الحريم النيران أعتلت صرخاتهم المكان ، زفر مسلط ينطق بحدة : وين نجلاء ؟؟
ألتفتت سهام على زوجها تنطق برعب : مدري وش اللي صاير !
زفر مسلط يدخل للداخل يدور على أخته ، ألتفتت نجد بصدمة على أبوها اللي يحاول يطفي النيران وسرعان ما ركضت تتوجه له وتساعده ، ركضت شمايل تتبعها ومن بعدها أسيل والتوأم ، خساره كبيره حلّت على الحلّة ، فوق خمسين نخلة أحترقت وتناثرت مع النسيم ..
« بين الكثبان الرملية »
فتح نجم عيونه من شمّ ريحة حريق ، فرك عيونه بنعاس يخرج من موتره ويستند عليه ، توجهت نظراته فورًا على الضوء الخارج من حلّة سهيل ، وقف مفجوع من هول الكارثة اللي تحدث أمام عيونه وتبعد عنه كيلومترات قليلة ، رغم بعد المسافة كانت الحريقة ضخمة بشكل مرعب ، بلع ريقه وتوجه لموتره يركب ويشغله ، مسك القير يحطّه بالريوس ويفك الهاند بريك ، ضغط على البنزين لكن الموتر ما تحرك ، موتره جيب أسود ما تضّره كثر الرمال ومتعود عليها ، ألتفت بالمراية ينصب ناظره على الكفرات ، ضغط البنزين وزفر بغضّب ينطق : لعنه وقتها تغرز !
رجله مصابة بكسر مضاعف وذراعه أصبحت بحالة جيدة لكن تحتاج وقت حتى تتعافى بشكل كامل ، ما يقدر يساعد أهله ولا يخارج عمره من الوضع اللي أنحط فيه ، رجع الموتر على وضعه السابق وسحب الهاند بريك ينزل منه ، مسك عكازته يبتعد بخطواته عن موتره ، وقف على بعد مسافة وتوسعت عيونه بصدمة كل كفرات الموتر غاصت بالرمال حدّ النصف ، هالشيء مستحيل يصير لأنه ما تحرك لكنه ما أخذ وقته بالتفكير وتوقع إنها منه لمن حاول يرجع للخلف ، تقدم للموتر يطفي محركاته ويقفل أمانه ، مشى يغادر المكان مشيًا على الأقدام ..
« سابقًا ، عند نفس المكان »
وصل عبدالوهاب رسالة من عوض بإنه ما يسمح لنجم بالقدوم للحلّة ، وبالفعل نفذ الكلام وهرع لمكان موتره وبحذر شديد وقف أمام الشباك يتأمل نجم الغارق بنومته ، بلع ريقه بصعوبة وتقدم للكفرات يدفنها بطريقة تجعل من فكرة خروج نجم مستحيلة ، بعد دقايق طويلة أنتهى عبدالوهاب وركض للخط يركب موتره ويبتعد عن المكان ..
« أستراليا ، شقة أمير »
ألتفتت على صوت طرق الباب وتقدمت تنطق من خلفه : Who is it ?
*من ؟*
ضحكت سمو من خلف الباب تنطق : عشنا والله والانقليزيه الممتازة أنا سمو أفتحي
زفرت هنادي بسخرية تفتح الباب وتنطق : نعم ؟ ما عندك شقة أنتي كل شوي مزعجتنا
ضحكت سمو بعلّو صوتها وضحكت هنادي معها ، دخلت للصالون تجلس على الكنب وتنطق : وين وهج مالها حسّ ؟
تقدمت هنادي تكمل طبختها ونطقت : خرجت مع أبوك
توسعت عيونها بخفه تنطق : بالله ؟
هزّت هنادي رأسها بالإيجاب وكملت سمو تنطق بزعل زائف : ما هقيتها من أمير يطلع وحده من بناته ويخلي الثانيه
ضحكت هنادي تنطق بربكة : والله الثانيه عندها زوجها
تكتفت سمو تنطق بسخرية : لا والله على أساس وهج عانس ؟
صدّت هنادي تفتح الدرج وتنطق بهدوء نبرتها : حاليًا ايه
سمو : أوف خلاص والله درينا إن زواجهم باطل وترا عادي نكلمه يجي هنا ولوحده ما يحتاج نشوف جنون أهله ويتزوجها على الشاطيء بالله مو رومانسي وخيال ؟
جلست تمثّل المشهد وركعت على الأرض ، تعالت أصوات ضحكاتهم من رمتها هنادي بعلبة البهارات تنطق : قومي قومي من البلاط حسايف إنك الكبيره وهذي حركاتك !
مسحت دموعها ونطقت : شدعوه ماما وبعدين غيرت جوك صح ولا لا ؟
زفرت هنادي بتوتر تقلبّ المعكرونة ، رفعت عينها على باب الغرفة خايفه تصحى وهج اللي تنام بداخلها ، الباب مغلق عليها والأكيد إنها بتصدر صوت عالي وإزعاج تطالب بخروجها من تصحى ، ألتفتت بسرعه على سمو اللي نطقت : بسم الله ماما شفيك ؟
ألتفتت على المكان اللي تطالع فيه هنادي ونطقت بتساؤل : شفتي شيء ؟
مسكت هنادي أكتاف سمو تنطق بحدة : لا !
شهقت برعب من حركة أمها وإنفعالها تنطق : اوكيه شفيك روعتيني !
سحبتها هنادي تتوجه فيها للمدخل وتنطق بربكة واضحه بصوتها : شوفي نيّار بيأكل معنا أحسب له أو لا
توسعت عيونها بصدمة تنطق : بس مامـ..
قاطعتها هنادي من دفعتها خارج الشقة تنطق : بلا ماما بلا بطيخ
قفلت الباب وزفرت سمو بغضّب تنطق : بس نيّار ما هو موجود !
زفرت تتوجه لشقتهم وتدخلها ، قفلت الباب وراها بقوة تنطق بحدة : تصرفاتها غريبة وكأنها تخبي شيء عني
توجهت للمطبخ تفتح الثلاجة الفارغة وزفرت تقفلها من جديد وتتوجه لغرفة النوم ترتب وتحاول تشغل نفسها ..
« غرفة وهج »
فتحت عينها وما زالت تحافظ على بقاء الأخرى مغلقه ، تتفحص المكان هي ما كانت بغرفتها بآخر شيء تتذكره ، على حسب ذاكرتها هي كانت نايمه بالصالون بعد المشادة الكلامية اللي صارت بينها وبين أهلها ، رجعت تغمض عيونها وتنطق بسخرية : تحاول تراضيني يا أمير ؟
توقعت إن أبوها شالها للغرفة لأجل ترتاح ، الجزء الأول من توقعها كان صحيح لكن السبب ما كان ، تقدمت للباب وكانت على وشك تفتح مقبضه لكن أستوقفها صوت أمها من الداخل ، تتكلم من المطبخ والواضح إن معها جوال وفيه شريحة ، شّدت على قبضتها من نطقت هنادي بضحكه ساخرة : ايه باقي نايمه لو صحت بتسمع إزعاجها وهي تحاول تخرج من الغرفة
توسعت عيونها بصدمة وانحنت لفتحة الباب تشوف قفل الباب ، زفرت بغضّب تنطق بهمس : كل هذا عشان ما يدري نجم عني ؟
مسحت وجهها وتقدمت تدخل للحمام ، غسلت وجهها وتوضأت تصلي اللي فاتها ، جلست على السجادة تفكر بحل ، هي فالطابق السادس عشر ومغلقة عليها غرفتها ، وقفت ترتب سجادتها وتجلس على طرف سريرها ، تتأمل المحيط من نافذة غرفتها الضخمة ، سحبت شنطة اللابتوب حقها تفتحه ، زفرت تنطق بهمس : أرجوك أشتغل
سجلت رقم عشوائي للشبكة لكن دون جدوى ، حاولت بشتى الوسائل توصل لابتوبها بالشبكة لكن ما قدرت ، ألتفتت خلفها من سمعت ضجيج قادم من فتحة التهوية للشقة القابعة بجانبهم ، ركضت لها وطلعت على الكرسي ، شهقت من سمعت صوت قريب لجهتها تنطق بحدة : Excuse me sir I'm here !
*المعذره سيدي أنا هنا !*
وقف الجار منصدم من إتجاه الصوت ، بدأ يلف بمكانه ووهج توجهه لمكانها ، لحّد ما تقدم لفتحة التهوية ينطق بصدمة : Yes ma'am ?
*أجل سيدتي ؟*
بدأت وهج تنظم تنفسها وتسلسل الأحداث الأخيرة له ، وإنها ما تبغى أي شيء منه إلا رقم الشبكة الخاصة بشقتهم ، بلع ريقه ينطق بهدوء نبرته : Ma'am you sure you don't need help !
*سيدتي أنتي متأكده إنك لا تريدين المساعدة !*
ضحكت وهج تنطق بسخرية : come on I'm totally fine
*بحقك أنا بخير تمامًا*
زفر بتوتر ينطق : okay then your password is Room1607
*حسنًا إذًا كلمة السر الخاصة بك هي Room1607*
ضحكت تشكره وتتوجه لسريرها ، جلست ومسكت لابتوبها لأجل تسجل كلمة السر لكنها ألتفتت للباب بصدمة من سمعت أصوات المفاتيح ، قفلت اللابتوب تدفعه أسفل السرير وترجع على نفس وضعيتها السابقة ، فتحت هنادي الباب ووقفت تتفحص الغرفة ، زفرت تهمس : باقي ما صحت ؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة ومشت تخرج لكن هالمره تركت الباب مفتوح خلفها ، رفعت وهج رأسها ومن تأكدت من خلوة المكان رجعت تسحب لابتوبها من أسفل السرير ، رفعته وسجلت الكلمة وأبتسمت بنصر من أشتغل ، دخلت تطبيق الفيس تايم تتصل على نجم ، مسك الإتصال وأبتسمت بفرحة ، متلهفه لصوته وحكاويه ، مرت الدقيقة حتى أنقطع الإتصال بدون أي رد أو صوت من جهة نجم ، زفرت تعاود الكره مره مرتين عشر .. ، لكن على كل المحاولات ما قدرت تنجح فيها وتوصله ، ضغطت على رقم ليلى وسرعان ما أجابت القابعة فالجهة الأخرى من العالم ..
« السعودية تحديدًا الرياض »
ضغطت على الزر الأخضر تقبل المكالمة ، أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : أخيرًا ما بغيتي تتذكريني !
زفرت وهج ترفع شعرها عن وجهها وتنطق : أسكتي بس
كانت ليلى بأحد الصالونات تضبط أظافرها ، ضحكت بخفه تنطق : أوف وش صاير ولا ما جازت لك القولدكوست بدوني ؟
وهج : ليلى أسمعيني ما معي وقت وبحاول أختصر لك
عدّلت جلستها تنطق بجدية : بسم الله فيك شيء ؟
وهج : لا تجين أنا بجيك
توسعت عيونها بصدمة تنطق : جوجو لا توتريني إيش اللي حاصل ؟!
زفرت وهج تنطق بحدة : بقولك كل شيء في مطار الملك خالد الحين أبغى منك كم حاجه تسوينها
ليلى : تمام حبيبتي أسمعك
وهج : أطلبي من الدكتور باسل يكتب لك خطاب أستدعاء طارىء لي عشان أجيكم بأسرع وقت
هزّت ليلى رأسها بالإيجاب تنطق : أبشري بس طمنيني أنتي بخير ؟
تأملت وهج بوجه صاحبتها القلق تنطق بضيق : لو تتم هالخطط على خير ان شاءالله بكون بأفضل حال
ليلى أبتسمت تنطق : الليلة ان شاءالله وأنتي في مطار الملك خالد جهزي أغراضك !
ضحكت تنطق بسخرية : تعجبيني
ليلى : هيا قفلي وأنا بروح أشوف الدكتور باسل أو ولده مروان
وهج : عاد قولي لهم زوجة ولدكم عساه يكتبها لك بساعتها
ضحكت ليلى تنطق بسخرية : يا عبيطه قفلي !
قفلت وهج وضغطت على رقمه تعاود الإتصالات عليه اللي وصلت فوق العشرين إتصال لكن دون أي فايدة ..
« حلّة سهيل ، الساعة العاشرة مساءًا »
ضجيج المطافي وأصوات صافرات الشرطة ، المكان أصبح رماد ، ثلاث ساعات حريق كانت كافية إنها تحرق المكان وتمحيه عن بكرة أبيه ، بيوت الطين هي الوحيدة اللي نجت من هذه الكارثة ، وصل نجم من دقايق وهو اللي أتصل على الإسعاف والدفاع المدني والشرطة ، وقف يتأمل المكان من البوابة المكان اللي لطالما ضمهم بين جدرانه ، المكان اللي تعودوا على مذاق تمر نخيله ، المكان اللي كانوا يستظلون تحته من القيض وحرّ الشموس ، أصبح رماد أصبح ذكرى صعب يكررونها أو يخوضون تجربة الحياة فيه مره ثانيه ، تدمرت الحلّة وتساوت بالأرض ، الخيام والعلف وبيت الضابط نجم ومجالس الشيخ سهيل ، والأهم من ذلك مزرعة النخيل الكبرى تدمرت وكأنها لم تكن ، ما زالوا فرق الشرطة يبحثون عن سهيل حي كان أو ميت ، زفر يصدّ عن المكان ويعطيه ظهره ، يشوف تدهور وضع أهله وبكاء حريمهم وصغارهم ، وفاة نجلاء كانت فاجعة أخرى هدّت بحيلهم وما يتوقع إنهم ناقصين فاجعة أخرى من طرف الرأس الكبير ، مسح وجهه وشنبه وأستغفر ربه يهدي من ذاته ، مشى هالمسافات كلها بدون ما يشعر بألم ويدري ومتيقن إنه ما بينام الليلة ، ألتفت جهة أبوه وتقدم له ينطق بهدوء نبرته : أحسن الله عزاكم والله يعوضكم خير يا أبو سهيل
رفع رماح حاجبة ينطق بحدة صوته : أحسن الله عزانا كلنا يا ولد رماح في فقد حلالنا وبيوتنا وبنتنـ..
تحشرج صوته من نطق بآخر كلمة يصدّ عن وجه بِكره ، وقف يبتعد عن المكان وزفر نجم يلتفت للضباط اللي خرجوا مع الفريق الطبي وفرق الإنقاذ ، توسعت عيونه من شاف جده يمشي بينهم يستند عليهم ، ثوبه مليان دم ومركبين عليه جهاز تنفس لأجل الدخان اللي أستنشقه ، صرخ نجم بأعلى صوته ينطق : سهيل حيّ وإن ماتت الحلّة ما يموت سهيل !
رفع عيونه على حفيدة وأغلى المخاليق لقلبه ، أبتسم بخفه ينطق بهدوء نبرته : حيّ شوفك وطاريك يا نجم سهيل
تقدم يسلم على كتف جده وينطق بجدية : خطانا الشر جميع وجعل ما صابنا تكفير لذنوبنا ووعد مني ألاقيه وأذوقه من الجمرّ لهيب !
سهيل : اللهم آمين وما عندي شك يا ولدي
تجمعوا رجال سهيل حوله يسلمون عليه ويطمنونه إنهم بخير ، بلع رماح ريقه بصعوبة ينطق : يا والدي أرتاح كلٍ بخير
هزّ سهيل رأسه ووقف بصدمة من ركضت غرور له ترتمي بأحضانه ، تبكي وتتألم من داخلها حزن على فقدانها لأمها ومن خارجها أثر لسعات الحريق على جسدها ، حاوطها ينطق بحدة : خلوها خلوا بنت الغالية
شّدت على ثوبه تشهق وتصرخ من مرارّة الغصة اللي تحرق جوفها ، مسح على ظهرها يسمي عليها ، تراجعوا خوالها كلهم يبتعدون عنها ، زفر رماح بغضّب ينطق : بتعلمه وبيطيح علينا أبوي
مسح عبدالكريم لحيته ينطق : هو كذا ولا كذا بيدري
رماح : فرق الظروف يغير من مدى قوة الصدمة ، لو يدري ذلحين ما أضمن لك سلامته لكن لو ننقل له العلم بعد ما يرتاح بتكون أهون !
عبدالكريم : خرابيط وكلام فاضي اللي كاتبه ربي بيصير
زفر رماح بغضّب يشتم عبدالكريم البارد ويعطي ظهره لهم يتوجه للضابط لأجل يحققون معه ، ألتفت على نجم الواقف أمام ريمان ويكلمها وتقدم لهم ينطق : ولد !
ألتفت نجم على أبوه ينطق : لبيه ؟
نطق رماح بغضّب : أمسك بنت نجلاء لا تعلم أبوي بحرف ما بيقدر عليها بعد الله إلاك أعجل !
زفر نجم ينطق : وين المشكلة خله يدري العزاء حاصل حاصـ..
أنقطع صوته وألتفت بصدمة على صرخات سهيل المتوجعة في فقدان بنته الوحيدة ، رفع طرف ثوبه يمشي بمعاكزه لجهة جده ، كان صوت بكاءه ونحيبه يكسر ظهور رجاله ، تقدموا له ونطق بحدة : ما فيكم رجال خليتوا أختكم تروح !
زفر نايف بضيق ينطق : ما بيدينا شيء مكتوب يا أبوي مكتوب
غطى وجهه يبكي بحسرة وغرور بجانبه تبكي ، جدتها تركتها لحظة ما عرفت وأبوها له كم يوم مختفي ، ما لها بعد الله إلا جدها وزوجها ، مسح مسلط دمعه تمردت عليه وتنحنح ينطق : كلنا مستوجعين نفداك غير ما باليد حيله
تقدم نجم مع منيف يقومون جدهم ، رفعت رأسها تناظر فيه ، ماتت المشاعر بداخلها المشاعر اللي لطالما كانت له ، أنتهى كل شيء مع رحيل أمها ، زفرت تبتعد عن جدها وتتوجه لمروان ، تشعر بإنها حزينه منه إنه ما قدر ينقذ حياة أمها بس بالوقت نفسه ما تقدر تلومه على وفاتها ، خرجوا جميع من المكان يغادرون وتقفلت بوابات الحلّة حتى إشعار آخر ..
« القولدكوست ، أستراليا »
أنتهت من تجهيز أغراضها وتنتظر الإشارة من صاحبتها ليلى لأجل تمشي علطول للمطار ، رفعت عيونها بصدمة للباب ولأمير الواقف قدامه ، بلعت ريقها تقفل شنطتها وزفرت بتوتر تنطق : بابا شفت فرشاة شعري ؟
هزّ أمير رأسه بالنفي ينطق : لا يا بابا تعالي الغداء
خرج من عندها وزفرت تمسح وجهها وتهمس بـ : الحمدلله
كادت على وشك تنمسك وتنكشف كل أوراقها وخططها بالهروب من أستراليا والرجوع للمملكة ، تقدمت تدخل للحمام وتغسل وجهها ، مررت الماء على رقبتها ترفع نظرها للمراية وتنطق بحدة : أنا قدها لحالي ما أحتاج أحد ولو ما قدرت ليلى عليها أنا لها وأنا وهج !
أبتسمت ترسل قُبلة لنفسها وتخرج للصالة ، جلست على الطاولة بجانب أبوها وألتفتت له من مدّ جوالها ينطق بهدوء نبرته : ما لقيت شرايح
أبتسمت تنطق بسخرية : ما يحتاج الستوريز أنحذفت
أبتسم بخفه يصدّ عنها ويرفع عيونه لهنادي ، وقفت وهج تتوجه للمطبخ ، آشر أمير بيده للي تناظره بمعنى وش صاير ، رفعت أكتافها بعدم معرفة تهمس له : أنسى خلاص دامها جات منها
زفر أمير ينطق بهمس : هدوء وهج ما يطمن شلون تبيني أنسى
ضحكت هنادي بسخرية تنطق : ليه وش ممكن تسوي ؟
ضرب أمير فخذه ينطق بحدة وصوت مسموع : وهج أقلعت من السعودية ووراها سديم نجم يحترق لهفه لها ، نجمٍ يعكف الصعب ويحلّه ويحرق الدنيا ونفسه لأجل يرضي وهج وبنتنا ما عليها قصور لو حطت شيء برأسها ما يفلت من يدها إلا وهي مأخذته غصب عني وعنك تسمعين !
زفرت هنادي تنطق بربكة : أترك منك هالخرابيط باقي العرض متاح ؟
رفع حاجبة بدهشة ينطق : أي عرض وش تقولين هنوده ؟
مسكت هنادي كفه تنطق بإبتسامه ساحرة : موعد غرامي بأفخم المطاعـ..
قاطعها يضحك من جات وهج تجلس ، أبتسمت وهج تنطق : بابا وش صار على الجدول الطويل والخرجات اللي من الصباح بدري ؟
أبتسمت هنادي تنطق : أبوك كنسل كل شيء عشاني
ميّلت رأسها تكبح ضحكتها وتنطق : سمعتك وان شاءالله إن اللي سمعته غلط
زفرت هنادي تنطق بحدة : ليه غلط ؟
ضحكت وهج تنطق بنبرة إستفزازيه : أمي شخباري والمواعيد الغراميه ولا شكلك نسيتي إنكم بأواخر الستينات ؟!
رفعت حاجبها بغضّب تنطق : على هالكلام مافيه خرجه من الشقة تسمعين !
ألتفت أمير على هنادي ينطق بهدوء نبرته : تمزح معك يا هنادي
هنادي : لا خلها تنثبر بالبيت
زفرت وهج تنطق بزعل زائف : ماما كنت أمزح وتقولين ما تغيرتوا شوفيك ما صرتي تتقبلين شيء مني !
ركضت لغرفتها تقفل الباب عليها ، زفر أمير ينطق بحدة : شاطره ما خليتها تأكل
مسحت هنادي شفايفها تنطق : خلها تتأدب..
قاطعها أمير وهو ينطق : هنوده البنت تمزح شفيك ؟!
هنادي : قوم لا يروح علينا الحجز
غادرت الطاولة ووقف أمير بعدها يستغفر الله ويتوجه للغرفة لأجل يجهز ، فتحت الباب بهدوء تراقب حركتهم ، خرجت هنادي ووقفت عند الطاولة الصغيرة بالصالون تنطق بنبرة حزينه : أمير بترك لها البطاقة هنا لو بغت تخرج
أبتسمت بسخرية تنطق : يا حبيبتي يا ماما تحسبين لو خرجت برجع ؟
هزّ أمير رأسه يقبّل كتفها ويخرج معها من الشقة ، صرخت تقفز وتنطق بفرحة : جايه ان شاءالله وبحاسبك على الجوال المقفول
ضحكت بسخرية تنطق : الحقيقة دايم مقفول مافيه شيء جديد لأنه مستحيل يكون نجم لو رد من أول مره !
توجهت للابتوب تفتح إيميلاتها وتشيّك لو وصلتها الرسالة ، هي ما تكترث في حال وصلتها أو لا ، وسواء نجحت ليلى أو فشلت هي بترجع للرياض وبدون تفكير ، تركته مفتوح قدامها وسحبت جوالها تسجل كلمة المرور ، أبتسمت تدخل السناب وتتصل على نجد ، لكن حال آل جراح كلهم ما كان يسّر الخاطر وصعب يكونون فاضين للإتصالات حتى تهدأ أمورهم ، وبالفعل كررت الإتصال أكثر من مره لكن محد يرد ، زفرت تقلب بجوالها ودخلت الواتس ، تقرأ رسايلهم مع بعض رغم قلتّها إلا إنها غير بكل شيء ، أبتسمت ترسل له وتخط يدها تكتب له : أنا راجعه السعودية
أرسلتها وسرعان ما شهقت من دخل على الشات وظهرت علامة " مُتصل " أسفل إسمه ، زفرت تمسح على صدرها ورجعت ترفع جوالها ، كان يكتب لكن ما وصلها أي رد ، نبضها تلخبط قدر يقلبّ حالها وهو يقطن بالجانب الآخر من العالم ، كانت تتأمل المحادثة لحّد ما أرسل : دقي علي
زفرت بتوتر زادت ربكتها لكن لطالما كانت وهج عبيطه تحب المزاح ، أبتسمت تنظم نفسها وترسل له : ما أنت محرم لي شلون أدق عليك ؟
أرسل لها علطول يرد : حلو شيخ مبارك من اللي أحرقت جوالي إتصالات قبل !
خرج من المحادثة وهي تضحك بعلّو صوتها ، قوة تأثيره عليها مستحيله هو قادر يغير مزاجها بمراسليه ، مسحت دموعها تضحك بخفه وتكتب له : بالله أجل دام وصلتك إتصالاتي ورا ما رديت !
أنتظرت دقايق معدودة ورجع نجم يتصل ، كتب لها : أنشغلت يا عذب الطباع ، خلصيني دقي علي دقيت عليك بس ما يمسك الخط
دخلت على الفيس تايم تتصل على رقمه ، فتحه علطول ينطق بهدوء نبرته لأن حولّه رجال : ‏يا حيّ صوتك لا عدمته وأنا حيّ ويا مرحبا بالصوت ويا حيّ راعيه ، حيّ الله اللي مخليني ومسافر للغرب
أبتسمت بوسع ثغرها تمسك صدرها تحاول تهدئة الأمور ونبضاتها ، بللت شفايفها تنطق بخجل : ما قويت البعد وهذاني أجهز شناطي راجعه
فتّل شاربه ينطق : مرحبا والدار دارك والنجم يفداك والقلبّ والله مسكنك ليّن أفنى
زفرت ترجع شعرها خلف أذنها وتنطق : صوتك تعبان ومن الحين لا تحاول تغير الموضوع وتسدح لي كل دواوين الشعر عندك وقولي فيك شيء ؟
ضحك بسخرية متعجب منها ، كيف تفهمه وتعرف وش بخاطره ، بالعادة ما أحد يعلم وش الخافي في صدره أو بالأصح ما أحد فكر يسأل ، لكن هي عرفت من نبرة صوته وسألت ولزمّت عليه يتكلم ، رتب شاربه يرفع عيونه على أبوه اللي يناديه ونطق : جايك نفداك
زفرت تنطق بضيق : بتقفل
نجم : لا ليه أقفل تعالي معي بشوف وش يبي مني القائد
أبتسمت بخفه تنطق : نجم صاير عندكم شيء ؟
ما رد عليها وأبعدت الجوال بصدمة من سمعت صوت مزعج ، هو بالفعل رمى جواله في مخباه ومشى لأبوه ، كانت تسمع طرف الحديث والباقي مشوش ، ألتفتت علطول على اللابتوب من وصلها إيميل ، فتحته وأبتسمت من تمّ الحجز وطلعت تذكرتها ، قفلت اللابتوب تحطه بالشنطة ، تقدمت تسحب شنطتها وتخرج من الشقة ، وقفت عند الباب من شافت سمو ونيّار سوا ، تكتفت بصدمة تنطق : ماشاءالله على وين يا الهانم ؟
ضحكت تنطق بربكة : فجعتيني حسبتكم ماما وبابا
نيّار : وين بتروحين ؟
وهج : للمطار توصلوني ؟
أبتسمت سمو تنطق بحدة : أحتزمي نوصلك ليش لا
ألتفتت على نيّار المصدوم وزفر ينطق : نوصلك والله يعوض
ضحكت سمو تتمسك بذراعه وتخرج معه ، تبعتهم وهج متوجهين للمطار ، رفعت جوالها وما زال نجم على الخط لكن الصوت أنقطع تمامًا ، زفرت بضيق تقفل وتخرج مع الفندق تركب سيارة نيّار وترمي بشناطها جانبها ..
« بيت هزاع آل جراح »
زفر من شافها قفلت ورجع جواله بجيبه يتقدم للدكة ، كان سهيل يبكي الليل طوله حزين على بنته وعلى الحال اللي أنجبر يعيشه ، ما كان عنده خيار ثاني إلا إنه يرجع للبيت اللي نشأ فيه ، بيت أبوه واللي يبعد عن الحلّة كيلومترات طويلة ، جلس بجانبه ينطق : ما شفتوا أحد ؟
تنحنح سهيل يعدّل جلسته وينطق : غرور تقول واحد رفع السلاح عليها ويوم أطلق جات الطلقة في نجلا..
أنقطع صوته ودفن وجهه في شماغه

أنقطع صوته ودفن وجهه في شماغه ، يا كبر الحريق اللي في صدره حريق أكبر من حريق حلّته ، رفع وجهه من شعر بيدّ نجم على كتفه ينطق : وحدّ الله يا سهيل وأدخل عند الرجال لا تخلي عزاء بنتك كذا !
كان الفضاء ضيق في عيون كل شخص منهم ، بيت ضيق سبب خلافات بين الحريم وعيالهم ، لكن أغلبهم متيقن إنها أزمة وبتمشي ، وقف على عصاته يستند على نجم اللي بدوره يستند على معكازه متوجهين للمجلس في أول أيام العزاء ..
« مطار الملك خالد الدولي ، الرياض »
بعد سفر من أستراليا لمطار العاصمة سنغافوره ومن بعدها للدبي هبطت طيارتها وأخيرًا بالعاصمة السعودية الرياض ، زفرت تنزل منها وتتوجه للصالات ، سفر يوم كامل ماهو بالشيء السهل ، جوالها مقفل ولسى ما دخلت شريحتها السعودية ، ما تدري وش صار بعد هروبها من عائلتها بأستراليا وبالأصح ما تبي تدري ، أتصلت على نجم أكثر من مره لكنه ما رد وتوقعت إنه ما زال مشغول ، مشغول بحاجة هي ما تدري وش هي من الأساس ، ما تدري وش المصيبة اللي طاحت على رؤوس أهله ورأسه ، تقدمت للبوابات وأبتسمت بوسع ثغرها من شافته ، من غيره رفيق دربها وتوأم روحها ، أخوها وأبوها وحبيبها وولدها عزيز بن نيّار ، اللي بدوره هتف بصوته الجهورّي : يا جعلها ترحب ملايين ما أسفهلت الرياض إلا من بعد هالجيّه يا وهج الدنيا !
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : من يرحب يبقى يا حبيبي
تقدم لها يحتضّنها وبعد السلام مسك شناطها ونطق بسخرية : سفرة نخطط لها من بداية العام وآخرتها لا أنا رحت ولا أنتي طولتي كلها يومين ورجعتي
ضحكت بضيق تنطق : عشان كذا يبي لنا نخطط على سفرة أنا وأنت بس وبعدين بهالسنه أنا تزوجت وأنفصلت ورجعوا أبوك وأمك وجدي طلعت له سالفة رد الثأر من تحت الأرض !
أبتسم بخفه يقبّل جبينها ، زفرت تبتسم وتنطق : تعبت أبغى أرجع لحياتي قبل..
قاطعها من نطق بسخرية : قبل نجم ؟
ركبت السيارة تنطق بحدة : قبل توقيع كيناز الزفت
قفل لها الباب وتقدم يركب بجانبها ، سكر بابه ونطق بعدم فهم : كيناز ؟
هزّت رأسها بالإيجاب تنطق : بدأت الحكاية من توقيع
عزيز : بس الحكاية ما كانت كلها سلبية فيه أمور إيجابية ومنها نجم والله إنه ونعم الرجل
زفرت وهج تتأمل الطريق وتنطق : برجع لدوام الطبّ المنزلي
أبتسم عزيز ينطق : جاتك مصايب أكبر من المصيبة اللي خلتك تعتزلين الطبّ المنزلي وقررتي ترجعين له ؟
ضحكت تضرب كتفه وتنطق : زفت تدري إن كلامك صحيح
عزيز : ما تبين تشوفينه ؟
وهج : ما هو على رغبتي أنا هو ما بيجي يشوفني
رفع حاجبة بدهشة ينطق : وش اللي يخليك متأكده لهالدرجة تراه كان متقطع على شوفتك قبل يومين !
بللت شفايفها تنطق : أبغى أرتاح عزوز
سكت عنها يتوجه للقصر لأجل يلبي طلبها ، زفرت تتأمل الطريق قدامها وتفكر فيه ، تفكر بأصوات الرجال البارح وصوته المتغير وتبريره إنه مشغول ، غمضت عيونها ترتاح وتريح بالها بعد هالرحلة الطويلة ..
« مطار القولدكوست ، أستراليا »
جنّ جنونهم من عرفوا إن وهج ماهي فيه ، ألتفتت بغضّب على سمو تنطق بحدة : يا ويلك لو أعرف إن لك يد بهالسالفه !
أبتسمت سمو تنطق : أسهل لك الموضوع ؟
رفعت حاجبها وتقدمت سمو لها تهمس : أنا اللي وصلتها للمطار ، وهج ماهي بزر عشان تمشي على قراراتكم وبعدين ما أنتي ملاحظه طريقة معاملتك لها بآخر فتره ؟
شّدت على قبضتها وكملت سمو تنطق : كله عشان سالفة هالزواج معاد صرتي تعدينها بنتك ومعاد صرتي تهتمين لها ، ماما البنت محبوسه بغرفتها هنا كأنها رايحه سجن مع مساجين ماهي رايحه إجازه ومع مين مع أهلها !
زفرت هنادي تصدّ ومسكت سمو فكها تنطق بجدية أكثر : ماما لو لي خاطر عندك تتركينها تمشي بالطريق اللي هي تبيه وتحدد المسار اللي هي تبيه وتكتب قراراتها اللي هي تبيها ومرتاحه لها ومتأكده منها ، أتركيها تعيش بالطريقه اللي تحبها كفايه تعذيب نفسي وقفي تخسرين بنتك عشان شيء ما يسوى !
سكتت هنادي لأن ما عندها شيء تقوله ، هي غلطانه لكن صعب تعترف بغلطها ، بلعت ريقها تهمس بـ : يصير خير
غمضت عيونها تصدّ عن سمو وتتوجه للكراسي حيث كان أمير يجلس ، زفرت سمو بغضّب ترفع شعرها للخلف ، تقدم نيّار منها يهمس : سويتي اللي عليك وأكثر ولو ما تغيير شيء ماهو أعرفي إنه ماهو بخطاك
أبتسمت بخفه من أحتضّنها تنطق بسخرية : تعال ليش تقول بوجه أختي الله يعوض ؟!
ضحك ينطق بحدة : لأني يا أختها راجع لك فاتح فمي من الجوع وفجأة تطلعون لي بمشوار جديد وغير كذا البنزين غالي في الغرب وأنتي أدرى !
ضحكت تحاوطه وتنطق بسخرية : أجل الله يعوضك
ضحك يسحبها معه لكراسي الإنتظار ، قرر أمير يرجع وهو بلحظة غضّب وحجزوا بالفعل وما ترك لهم حرية التعبير عن رأيهم ..
« المستشفى ، الرياض »
فتح عينه مصدوم عطشان ، يتلفّت يمين وشمال ، ما يدري كم مرّ عليه يوم وهو على هالحال ، ألتفت على زر بجانبه الواضح إنه بيفيده وبيستدعي أحد له ، رفع يده بصعوبة يتمسك بالزر ويكبسه وما هي إلا دقايق وألتفت على دخول ممرض للغرفة ، تقدم لسريره ينطق : حمدلله على سلامتك بفحصك وبتأكد من مؤشراتك الحيوية ، معي ؟
هزّ شجاع رأسه بالإيجاب ينطق بصوت مبحوح : كم صار لي
الممرض : أسبوع
توسعت عيونه بصدمة ينطق : الصلاة !
أبتسم الممرض ينطق : الله يثبتك لكن ما عليك قضاء يا شجاع أنت فاقد الوعي وداخل بغيبوبة مفاجئة من أسبوع
بلل شفايفه ينطق بهدوء نبرته : وياك..
أنقطع صوته من بدأ يكح فجأة ، قرب الممرض منه ينطق : تبي ماء ؟
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق : اي والله ظميان
ضحك الممرض ينطق : أبشر خلني اتأكد بس من كل شيء
هزّ رأسه بخفه وتقدم الممرض يشيك على كل شيء ، سحب القلم وزفر شجاع ينطق : كان غيرك أشطر
أبتسم بخفه يمرر القلم على رجل شجاع لكن هالمره شعر بدغدغة بأسفل قدمه ، تحركت أصابعه بشكل مفاجئ وضحك الممرض ينطق : الظاهر إني الأشطر
كان مذهول لدرجة إنه ما قدر ينطق بحرف واحد ، مصدوم كيف قدر يحسّ بحركة في أطرافه ، مسك صدره يدعي من كل قلبه ، هو لآخر لحظة فقد الأمل في إنه يرجع يمشي من جديد ، وبدأ يفقد الأمل في إنها ترجع ترغب فيه ، هو بنفسه ما كان بيسمح لها تضيع حياتها مع شخص مشلول ، رفع عيونه على الممرض اللي تقدم له بعلبة ماء ينطق : بشويش
مدّ ذراعه يرفع شجاع اللي بدوره بدأ يساعد الممرض ، شرب الماء حتى بلّ ريقه ورجع ينطق : أقدر أستعمل جوالك ؟
هزّ الممرض رأسه بالنفي ينطق : ودي والله أخدمك بس ممنوع بس علمني أنت من تبي ؟
شجاع : أرسل لنجم وعلمه إني صحيت أبغاه يجيني بأول زيارة
آشر بإصبعه على خشمه ينطق : على هالخشم أرتاح وشوي ويجيك الدكتور جمال
شجاع : عليه الشحم ، مرتاح مرتاح
خرج الممرض من عند شجاع اللي أبتسم بلهفة للحياة والحلّة وأهله ونجد بالمقام الأول لكن سرعان ما زفر يشّد على المفرش وينطق بحدة : تثيقل يا شجاع وكابر خلّها تعرف وش سببت لك من أوجاع
زفر بغضّب من بدأ يفكر بداخله إنها الدواء للداء ولو إنه منها ، هزّ رأسه يبعد الأفكار عن رأسه وينطق بجدية : بس يا ولد !
غمض عيونه يغفي لأجل ينسى منها لكن للأسف كانت هي أول وجه يقابله بمنامه ..
« بيت هزاع آل جراح »
عدّت الثلاث أيام برمشة عين وأنتهى العزاء وقضت نجلاء أول ليلتين لها بقبرها ، تاركه خلفها إبنه مستوجعه جدًا ومستوحشه الدنيا بعد فرقاها ، جميع النسوة فهالبيت كانوا منشغلين ما بين عشاء وتحضير وتقديم والرجال بالطرف الآخر يكرفون من أول مطلع الشمس لآخر الليل ، وبسبب إنعدام الإرسال بهالبيت القديم ما كان نجم يشيّك كثير على جواله ، أو يمكن ما كانت تجيه رسايل منها ، رجعوا جميع لأشغالهم وبدأ نجم يعيد ترميم المزرعة والحلّة ، حط هدف قدامه إن يعيدون فيها وبين نخيلها ، بيدفع كل شيء من حرّ ماله وبيقوّم كل شيء ويتممه على أكمل وجه ، يوقف على رؤوس العماله من العصر حتى آخر الليل ، بدأ يلاحظ فرق لكن ما زال المكان مدمور والرماد يعبث بالمحل ، ملامح الحلّة القديمه ما زالت مفقودة لكن بيكمل حتى يرجع كل شيء مثل ما عهده وأجمل ، رفع نظارته من على عيونه يرفع جواله وسرعان ما رجع يرميه بمخباه من ما حصل إرسال ، زفر يتقدم مع بوابة الحلّة الجديدة ، أبتسم يتأمل المكان ويعطي آخر الأوامر للعمال ويخرج على موتره متوجه لبيت هزاع ..
« قصر مترك ، مساءًا »
تقدم أمير بتعب يفتح الباب الرئيسي ، سافروا قبل يومين وتوهم وصلوا للرياض لأنهم ما لقوا حجز في دبي ، ألتفت على هنادي اللي همست تنطق : حتى لو قابلناها الحين لا تكلمها عن شيء ترا ما هو إلزامي تعيش الإجازة معنا هناك توعدني ما تقولها شيء ؟
مسح وجهه وشنبه ينطق بهدوء يعكس الغضّب اللي أجتاحه : وعد بدخل أريح تعبان والله
هزّت رأسها بخفه له تنطق : سلامتك يارب أجيب لك مسكن ؟
هزّ رأسه بالإيجاب ودخل يتوجه لغرفتهم ، دخلت تسمي بالله وسرعان ما ركضت لها روزا تسلم عليها وتساعدها بالشناط ، مسكت ذراع روزا تهمس لها : وين وهج ؟
روزا : مافي موجود ماما
ميّلت شفايفها بعدم فهم تنطق : وين يعني الوقت صار متأخر
رفعت روزا أكتافها بعدم معرفة تنطق : مافي معلوم
زفرت هنادي تتقدم للصالة ، جلست على الكنب تستغفر وتراقب المكان بعيونها ، سمعت نداء أمير لها وفزّت تنطق بسخرية : نسيت المسكن !
توجهت للمطبخ ووقفت تتكتف وتنطق بحدة : ماشاءالله عزيز موجود !
ألتفت عزيز اللي يأكل نودلز لها ينطق : هلا مرحبا والله متى جيتوا يمه ؟
تقدم لها يقبّل جبينها وينطق : يالله حييّهم أسفرت وأنورت
أبتسم تقبّل وجنتيه وتنطق : بوجودك يا حبيب جدتك وين الناس ؟
فهم مقصدها وإنها تسأل عن وهج لكنه أستغبى ونطق : موجود والله بس صدمتوني رجعتوا بدري ماهو على أساس تنتظروني أسبوع أخلص وأجيكم !
قرصت إذنه تنطق بحدة وهي تبتسم : تخلص وش يا الفصعون
ضحك بصدمة ينطق : لا يمه يكفي جدتي العوده تقولي فصعون الحين أنتي !
زفرت هنادي من ناداها أمير تنطق : أبطيت على جدك وخر مني آخرتني
أبتسم يبتعد عن طريقها على فتحة الباب ودخول مترك ، ألتفت عزيز عليه ينطق : أرحبوا يالله إنك تحييّه أعاونك
تقدم لمترك اللي نطق بتعب : العشاء جاهز ؟
عزيز : ايه نعم طال عمرك
زفر يتقدم للصالة ويجلس على الكنب ، دخلت مزنه على الكرسي وخلفها ممرضة ، أبتسم ينطق : إسقاط في حقي وحق وهج وش مقصرين فيه عندكم أطباء بالبيت وتجيبون ممرضة ولا قصور فيها طبعًا
زفرت منار تنطق بسخرية : بعد ذا كله تقول ولا قصور وش دسّ السم بالعسل ذا ؟!
توسعت عيونه بصدمة ما توقعها عربية أبدًا ، لكن من رجع يدقق بملامحها كانت تتميز بالجمال السعودي الأصيل ، بلع ريقه بصعوبة ينطق : حضروا العشاء يا روزا
ضحكت بسخرية تصدّ عنه من غير الموضوع وبدأت تساعد مزنه ، خرجت هنادي من غرفتها تنطق : يا حيّ هالشوفه حيّ الله عمي وعمتي
تقدمت لمترك تسلم عليه وأبتسم بهدوء ينطق : عزّ الله مقامك يا بنتي
أبتسمت تقبّل كفه وتنطق : مقامك عزيز يا عمي
تقدمت تسلم على مزنه اللي أبتسمت لها تهمس : غبنا خمس أيام وش سويتوا ووش ما سويتوا ؟
ضحكت هنادي تنطق : بعلمك بس تعالوا نتعشى
هزّت مزنه رأسها وسرعان ما نطقت بلهفة : اي والله بس قبل العشاء وين بنتي وفلذة كبدي ونظر عيني وين وهج روحي ؟
توسعت عيون منار بدهشة من هالحب اللي يخرج من جوف مزنه وتحمست أكثر تشوف مين وهج اللي ظَلت مزنه تحكي عنها بالأيام اللي مضت ، أبتسمت هنادي تنطق : والله صدقي ولا لا يا عمتي تونا الحين واصلين من المطار أنا وأمير وسمو وزوجها
ألتفت مترك ينطق بدهشة : بالله أجل نأجل العشاء وتريحون
هنادي : لا والله مرتاحين وبالعكس حدنا جوعانين !
مترك : اللي ودكم
زفرت مزنه تنطق : محد رد علي وين وهج ؟
هنادي : برا البيت وصلنا وهي مو فيه
جلس عزيز على الطاولة ينطق : وهج عندها شفت الليلة ما بتجي لا تنتظرونها
مترك : الله يقويها منار يا بنتي
ألتفتت منار على مترك تنطق : سمّ يا والدي ؟
مترك : تعشي معنا ولو إنه ماهو واجبك لكن أقل شيء نسويه
توسعت عيونها بصدمة تنطق : لا والله كثر خيركم يا والدي لكن لازم أمشي بس بشيك على والدتي وأخرج علطول أنتم تفضلوا لا تنتظروني
أبتسم عزيز ينطق بسخرية : ما يصير ترفضين بعد اللي سويتيه وأكيد إننا تعبناك مع جدتي
زفرت تنطق بربكة : أستغفر الله أي تعب هذا واجبي !
مترك : وعزيز صادق يا بنتي لو تأكلين لقمتين بس تعالي
ألتفتت على عزيز تشتمه بنظراتها ، فتّل شاربه يصدّ عنها وينطق بنبرة إستفزازيه : يالله حيّ من جانا ، أقلطوا
تقدموا جميع على الطاولة ، جلست على أطرف كرسي من الطاولة ، مرتبكة ما تدري وش قاعده تسوي بينهم ، مفروض تخلص واجبها وتمشي لكن أنجبرت تأكل معهم عشان النذل اللي يسمى عزيز ، رفعت عيونها من نطق مترك : وش سويت يا عبدالعزيز ؟
زفر عزيز ينطق : عبدالعزيز إسم جدي الله يسلمك أنا عزيز
مدّ مترك كراع الدجاجة له ينطق : تعرف تعضّ عليها وتعلمني ؟
ضحكت وسرعان ما سكتت بصدمة ، تنحنحت توقف وتنطق بربكة : معليش أنا لازم أمشي
وقف عزيز معها ينطق : لا شدعوة أستريحي واضح عجبك الجو ولا ؟
زفرت تنطق : الله يعطيكم العافية ويكثر خيركم أشوفك بكره تمام ؟
هزّت مزنه رأسها بالإيجاب تنطق : تمام يا بنتي تمام
خرجت من الصالة ووقفت قدام الباب تشيل أغراضها ومستلزماتها الطبية ، ألتفتت بدون محد يشعر فيها تستمع لحديث مترك وهو يقول : الصلح قام على زواجك من بنت نايف يا عبدالعزيز وتجيني الحين تقول ما سويت شيء خمس أيام ما كفتك تقدّم وتتخذ قرارك !
زفرت تخرج من حسّت بالتوتر ، تقدمت تركب الإسعاف وتتوجه للمستشفى العسكري ..
« داخل القصر ، على الطاولة »
بعد طنين كعبها وهي تخرج من القصر زفر عزيز يمسح وجهه وشنبه ، رفع عيونه على جده الغاضّب ينطق بهدوء نبرته : صلحكم أنتم وش له فيني وفي من أتزوج يمكن ما أبغى بنت نايف ؟
بلع مترك لقمته ينطق : بكره بنطلع للحلّة تسمع
عزيز : أبشر في كل شيء لكن لا تظنني بوافق على بنت أنا ما أعرفها ولا أبغاها عشان صلح وبعدين وش صلحه محسسيني حروب ونزاعات دول يا جدي ترا المسامح كريم ما هو عزيز الله يسلمك لا تورطني كافي اللي صار مع وهج !
وقف يغادر الطاولة والمكان بكبره ، يتهرب من الموضوع رغم إنه قال اللي بخاطره كله لكن ما يضمن مترك ، ركب سيارته يخرج من أسوار القصر راجع للمستشفى ..
« المستشفى ، المكتب »
دخلت ليلى تبتسم والأكل بحضّنها ، قفلت الباب وألتفتت على وهج تنطق : مين جوعانه معي ؟
زفرت وهج تبعد الأوراق من حُضنها وتنطق : ما فيه غيرنا يا عبيطه
جلست ليلى على الأرض تنطق : صاحيه أنتي تحسبين بحسب لكيناز معنا ؟
جلست وهج قبالها تنطق : وش يدريني عنك
ليلى : سمّي بالله وأنطحي فالك يا بنت أمير
ضحكت بخفه تشمر كُمها وتبدأ تأكل ، رفعت عينها على ليلى اللي نطقت : صح جوجو ترا ذاك قريب الجنتل صحى
ميّلت شفايفها بعدم فهم تنطق : وش قريب الجنتل ؟
ليلى : ما أعرف إسمه بس هذاك اللي يقرب لزوجك
توسعت عيونها بصدمة تنطق : أخو مسعود !
ضحكت ليلى تنطق : حلو جونا ولا وحده تعرف إسمه
بلعت لقمتها تنطق : شجاع
ليلى : ايوه صح شجاع صحى يقولون
وهج : مين اللي يقولون ؟
ليلى : الدكتور جمال
هزّت وهج رأسها بخفه تكمل أكل ، سحبت ليلى بطاطس من البوكس تغمسه بالكاتشاب وتنطق : وسمعت محمد يقول إن هذاك شجاع طلبه يدق على الجنتل يعني إحتمال يكون زوجـ..
توسعت عيونها من كحت وهج تغص وضحكت ليلى مذهوله تنطق : اوه ما دريت إن الشوق لاعب فيك لعب !
ضربتها وهج بالمنديل وضحكت تمدّ لها عصيرها ، فتحته وهج تشرب وتنطق بصدمة : بغيتي تجيبين آفتي !
أبتسمت ليلى تسمي عليها وزفرت وهج تنطق : بس صدق هو موجود ؟
ضحكت ليلى وضحكت وهج تضرب ركبتها ، غطت وجهها بكفوفها من نطقت ليلى : أستحت اخ الله حسيبك يا هالجنتل !
زفرت تبعد كفوفها وتنطق بجدية : خلاص أكلي قبل يبرد الأكل
عضّت ليلى شفايفها تنطق : تبيني أعلمك إذا جاء ؟
رفعت حاجبها تنطق بسخرية : ليلو أرجوك أكلي !
أكلت ليلى وأبتسمت تنطق : عيونك تقول حاجه ثانيه عشان كذا أبشري بعلمك إذا شفته
تأملت الإبتسامات اللي تمردت على ثغر صاحبتها وضحكت بخفه تكمل أكل ..
« بيت هزاع آل جراح »
قفل موتره ينزل منه ويتقدم للدكة قدام بيت الطين ، رفع سهيل رأسه ينطق : حيّ الله نجم ، وين غديت ؟
سلم ينزل زبيريته ودخل الدكة ، جلس بين عيال عمه ينطق : موجود آمرني ؟
زفر سهيل ينطق : عينتوا شيء
رفع نجم أكتافه ينطق بهدوء نبرته : باقي التحقيق قايم
سهيل : جيبوا لي قاتل بنتي وبيننا الحدّ وبيتنفذ شرع الله عليه
مسك رماح ذراع أبوه ينطق : أبشر بس لازم ننتظر والحكومة ماهي مقصره وأنا بنفسي واقف على التحقيق ومشرف ومابيصير إلا اللي يبرّد كبدك
تنحنح يضرب صدره وينطق بضيق وحسرة : ما يبرّد يا رماح لو مر عليه عام
نايف : أذكر الله يا والدي
زفر مسلط يصدّ عنهم ، أكثر واحد مكسور فيهم ، كيف لا وهو اللي شال جثة أخته لوحده بين ذيك النيران ، كل ما فتحوا الموضوع يفتحون جرح ما بعد برى ، زفر سهيل بغضّب ينطق : وين جابر أسود الوجه !
نطق رماح بسخرية : لعنته له كم يوم ما حن نشوفه
مسح سهيل وجهه ينطق بسخرية : وبنت زابن طالبه الطلاق ولا جات حتى في عزاء بنتها
وقف نجم ينطق بهدوء نبرته : يقولون إنها مسويه عزاء عند أهلها وجثمان بنتها عندنا
سهيل : بنتي أنا ما هي بنتٍ لها وهي تاركتها بيوم وفاتها هذي ما فيها خير !
نجم : أنا أستأذنكم بروح عندي كم شغله
وقف مروان ينطق : أنتظر بخاويك
خرج نجم وتقدم مروان يدخل البيت ، تنحنح يرفع صوته وينطق : يا ولد
نطقت الجوهرة بإبتسامة : تعال يا مروان
دخل يسلم على حريم أعمامه وعلى جدته ، رفع عيونه يقابلها ، مظهرها يكسر الخاطر ، أبتسمت حور من نظرات ولدها تنطق : غرور يا أمي قومي لزوجك
رفعت عيونها له تنطق بهدوء نبرتها : جايه
خرج من عندهم وأخذ كم دقيقة ينتظرها ، زفر ينطق بعلّو صوته : يا بنتي خلصي إني مواعد أبو رماح أخاويه
خرجت من المجلس تنطق : طيب ليه تناديـ..
قاطعها من سحبها لحضّنه ، شهقت ونزلت دموعها بحرقة تحاوط ظهره ، رجع بخطواته يدخل أحد الغرف القريبه من المجلس وينطق بهدوء نبرته قريب من أذنها : على هونك يا بعد كل المخاليق
رفعت ذراعيها تحاوط رقبته وأبتسم يقبّل كتفها بعمق ، تستنشق ريحة شماغه وتدفن وجهها فيه ، بيكون لها الأب والأم والأخ والأخت وكل أفراد عائلتها ، يعوضها خسارتها وبيغطي كل ثغرات الحياة ، مسحت طرف خشمها تبتسم وتنطق : مروان أسفه إني حملتك وفاة الغالية كنت مفجوعة ومكسور قلبي على فقدانها
انحنى يقبّل عيونها ويقبّل أرنبية خشمها ، غمضت عيونها من غمرتها حنيّته تنطق : لا عاد يأخذون مني شيء خايفه يأخذونك مني
أبتسم يقبّل وجنتها وينطق : ما بروح محل لكن على هونك ولا تنسين إن فيه روح بداخلك أنتبهي له ولك
هزّت رأسها بالإيجاب تنطق : تمام
قبّل جبينها بعمق ينطق : أحبك تدرين
ضحكت بخفه وأبتسم بوسع ثغره ينطق : ايوه هذا اللي أبيه
أبتسمت له تنطق : أنا بعد
ألتفت على صوت مسعود اللي يزهمه ونطق : تأخرنا ودعتك الله
خرج من عندها لمسعود اللي نطق بحدة : نجم بيمشي يقول أعجل عليه
ركض لموتر نجم يركب بجانبه ، ألتفت عليه من نطق بحدة : نفسي أعرف وش مأخرك !
حكّ مروان مؤخرة رأسه ينطق : الأهل
زفر نجم يحرك من المكان وتنحنح مروان ينطق : إلا ما علمتني وين الوجهة ؟
نجم : حلّة سهيل بشيك على كم حاجه
توسعت عيونه بصدمة ينطق : لا تقولي إن ما عندك خبر !
ألتفت نجم عليه ينطق بجدية : خبر إيش ؟
مروان : شجاع
رفع حاجبة بدهشة ينطق : بشرني يا أبو باسل
أبتسم مروان ينطق : أبشرك إنه طالبك أول واحد لكن ما رديت ودقوا علي بجوال العمل أعلمك
زفر نجم يشّد على الدركسون ، بدأ كل شيء يرجع لكن بشكل تدريجي وعلى خفيف ، كان فاقد شجاع فالأيام اللي راحت ولو إنه ما هو حابّ سالفة الخطوبة اللي حصلت قبل فترة إلا إنه فاقد شعور الأخ والسند جدًا وخصوصًا بهالأيام ، ما يدري شلون بيواجهه بعد لحظات وشلون بيقوله عن كل اللي صار لهم ، ضغط الدواسة بدون ما بطول تفكيره يطير للمستشفى ..
« بيت هزاع آل جراح »
خرجت من الباب الخلفي تنزل شيلتها على أكتافها ، أبتسمت بخفه من حسّت بقطرات المطر تلامس جسدها ، قربت من شبك الإبل المؤقت تنطق بسخرية : سبحان اللي كتب لكم عمر وخذا عمر نجلاء
شهقت أسيل تنطق بحدة : أستغفري ربك لا يرمحك البعير وتعرفين كيف تتشمتين
فزّت نجد برعب تنطق بحدة : وجع بغيتي تذبحيني قبل البعير الواحد يطلع صوت وهو جاي !
أبتسمت أسيل تنطق : يا حياتي والله عزتي لغرور تحزن قسم
نجد : أنا الوحيده إلا أشوفها محظوظه إنها نجت من أم كانت كأنها إبليس وجده كانت تسعى تدمر سمعتها ، كل اللي صار لنا من غرور كانت أمها وجدتها وراه لكن شوفيها ذلحين وش زينها حامل وزوجها حاطها فوق رأسه وحماتها ما فيه أطيب منها وش تبي بعد ؟
رفعت أسيل أكتافها تنطق بهدوء نبرتها : ما أعرف بس مافيه مثل الأم يا نجد
نجد : عارفه بس نجلاء عمرها ما كانت أم الله يرحمها يعني بس حاسه الموت كان أحسن لها
دفعتها أسيل للموتر تصعده وتنطق : الحين علميني ما بردتي ؟
هزّت نجد رأسها بالنفي ، على إنها أصبحت مبلوله إلا إنها رفضت تدخل ، ألتفتت على أسيل تنطق : ما جاء خبر منه ؟
أبتسمت أسيل بضيق تنطق : يا حظه فيك دامك كل يوم تسألين عنه
نجد : وش يا حظه ؟ حظه بوحده وافقت على ولد خالها عليه وطيحته فالعناية ؟ أنا اللي يا حظي في واحد مثل شجاع ، رغم اللي صار حاسه إنه بيقابلنـ..
أنقطع صوتها من سمعوا صوت منيف ينطق بحدة : من اللي عند الموتر ؟
وقفت أسيل تسحب نجد وركضوا يدخلون داخل قبل يلمحهم منيف ، زفرت بغضّب تنطق : وجع من وين طلع لنا ذا ؟
ضحكت أسيل تنطق : رسالة مبطنه عشان تدخلين قبل تمرضين
زفرت تدخل للغرفة اللي فيها ملابسها القليلة ، بعد الحريق كان صعب عليهم يلمون كل شيء ، أخذت لها قميص وملابس داخلية وتوجهت للحمام تقفل على نفسها وتدخل أسفل الدش ، ذبحها التفكير في شجاع وما لقت شخص تفضفض له ، أنشغلت بالحمام تبعد عن التفكير لمهلة من الزمن ..
« بيوت آل حمد ، الشمال »
وصل عوض من فترة وجيزة وبعد ما أكد لجده إنه رجال قول وفعل وخذا من الإطراء والثناء ما يشبع مسامعه خرج من المجلس متوجه للمخازن ، دخل وأبتسم ينطق بسخرية : حيّ الله جابر بن سرحان حيّ الله ولد العم !
صرخ جابر لكن مامن مجيب ، رجوله وأياديه مكلبشة وعلى فمه قطعة قماش مربوطة خلف رأسه ، جلس عوض ينطق : بشروا قالكم أسم نثبت التهمة عليه ؟
هزّ معيض رأسه بالنفي ينطق : للأسف شكله ينتظرك يا زعيم
سخر جابر من الأسماء اللي يطلقونها على بعضهم ، أبتسم عوض ينطق : تضحك ؟
رفع جابر رأسه له وصدّ عنه ، زفر عوض بغضّب ينطق : أسمع يا جبر..
قاطعه معيض وهو يقول : جابر
ضحك عوض بسخرية ينطق : ما يهمني يا تعطيني أسم يا أركبك التهمة وشوف من يخارجك ولمعلوماتك اختفائك الأيام اللي راحت وعدم تواجدك في عزاء مرتك ماهو شيء في صالحك وبالعكس بيفيدني لو بغيت أحط التهمة عليك وبيصدقوني علطول وبدون أي دليل حسّي
هزّ جابر رأسه بالنفي ، موقفه صعب جدًا واللي قاهره إن كل كلمة قالها عوض صحيحة ، خصوصًا بعد الفترة الأخيرة وكيف كانت علاقته مع آل جراح حساسة ، بلع ريقه من نطق عوض : بتعطيني أسم أقدر أثبت التهم عليه ويصدقوني وما يشكون فيني ؟
هزّ رأسه بالإيجاب وتقدم معيض يشيل القماشه من فمه ، كح يبصق طعم الدم اللي بجوفه ونطق بقلة حيلة : بعطيك أسم لكن تعطيني وعد تفكني ولا عاد تقرب لي ولو شفتني أمشي مع درب تروح مع الثاني ولا تسمح لي أقابلك مره ثانية
آشر بإصبعه على خشمه ينطق : أول شيء عطني الأسم بعدها شيء ببحث وبتحرى عنه وإن لقيته قد الثقة تصافينا على وعدي لك
تنحنح جابر ينطق : مترك بن مقرن آل ساير
أبتسم عوض بإنتصار لأنه عرف من يكون مترك ومن ما يعرفه وبيكون شعور لذيذ جدًا لو ثبتت التهمة على عميد متقاعد ، وقف ووقفوا معه ألتفت لجابر ينطق : إذا مشى الموضوع تركناك
خرج ومعه رجاله خلفهم صراخ جابر ، ركبوا سياراتهم يتوجهون لمركزهم لأجل يدرسون الخطة ..
« المستشفى ، الرياض »
تقدمت تجلس بجانب الطفلة الصغيرة تنطق بهدوء نبرتها : خلصنا الحين بنسحب الإبرة جاهزة ؟
هزّت الطفلة رأسها بالنفي تنطق بنبرة باكية : بتوجعني
زفرت وهج تنطق : أوعدك ما تحسين فيها بس قولي لي عندك دمى ببيتكم ؟
هزّت رأسها بالإيجاب رغم الخوف بعيونها ، أبتسمت وهج تكمل : كم عندك دمية وقولي لي إيش سميتيهم ومين أحبّ وحده لك ؟
بدأت الطفلة تسترسل بالحديث حتى أختفى التوتر بينهم وصارت تضحك وتسولف ، وبحذر شديد وخفة يد سحبت وهج الإبرة ووقفت ، ألتفتت الطفلة لها تنطق : سولفت معك كثير ونسيتي الإبرة وين بتروحين ؟
ضحكت وهج ترفع إبرة المغذي وتنطق : سحبتها من زمان وهذي ماما جات
دخلت أمها وأبتسمت لها تنطق : تقدرون تطلعون وبالسلامة ان شاءالله
خرجت من عندهم تسحب القفازات من يدها وتتقدم للإستقبال ، وقف سليم لها ينطق بربكة : عودًا حميدًا
أبتسمت له بخفه تنطق : الله يسلمك ليلى خرجت ؟
هزّ سليم رأسه بالإيجاب ينطق : ليلى ما كان إسمها مسجّل بالشفت بس أنا وأنتي
هزّت رأسها من فهمت تنطق : كم صارت الساعة ؟
دخل أياديه بجيوبه يدور لجواله ، من الربكة نسى إنه لابس ساعة يد ، زفرت وهج تنطق : سليم بيدك الساعة وش قاعد تسوي ؟
توسعت عيونه ينطق بتوتر : معـ..معليش !
دخلت يدينها بجيوب اللابكوت حقها تلتفت يمين يسار تراقب الممرات الفاضية ، رجعت نظرها عليه من نطق : الساعة ثلاث الفجر
همست تشكره وتمشي فالممر ، خلصت تقريبًا كل المرضى اللي عندها ، جلست بآخر الممر المظلم ترفع جوالها ، شافت عدد مكالمات ليلى لها وزفرت تفتح الجوال تتصل عليها ، أنتظرت ثانية وحده وتقفل الإتصال تعطيها مشغول ، رجعت جوالها بجيبها تغمض عيونها ، كانت تقاوم النوم بصعوبة ولمن قررت تستسلم أبتسمت تنطق : ما يقربّ لي شيء وحضرة الضابط موجود
تتذكر لمن فتح المستودع بالقسوة لأجل يغطيها ، تتذكر الليلة ذيك بكل تفاصيلها ، ما كان عنده سبب يظهر فيه لكنه ظهر ، كانت تراقب جدتها وغفت لكن اللي يراقبها ما غفى ، وبالفعل ومع التفكير الطويل نامت وهج بعمق وهي تحتضّن جسدها لها ..
« العناية المركزة »
جالس ينتظر رد من مروان اللي راح للأمن يقنعهم لأجل يفتحون باب الزيارة في هالوقت المتأخر ، رفع عيونه على مروان اللي بدوره يدفع الكرسي المتحرك الخاص في شجاع ، تغير مظهره من التعب والأدوية اللي كان يتعاطها في الأسبوع الماضي ، نحف بشكل كبير كأنه راجع من مجاعة ، وقف نجم على معكازه ينطق : حيّ الله شجاع حيّ الله الرأس الطيّب
أبتسم شجاع ينطق بهدوء نبرته : حيّو النجم الساطع !
أبتسم بخفه ينحني لولد عمه يسلم عليه ، رفع شجاع ذراعه يحاوط ظهر نجم وزفر نجم ينطق : تعرفني ما أداني الحركات ذي يا أبو مسلط
ضربه شجاع يضحك وينطق : ولا حق الشوق تقلع
دفعه وضحك مروان ينطق : بس أنت وياه لا تخلوني أندم إني أقنعت الأمن يطلعون شجاع
أبتسم نجم ينطق : مسوي بتمّن علينا وهم معطينك عشر دقايق بس
ضحك شجاع وزفر مروان ينطق : خير وبركة
شجاع : إلا علموني وش صار عليكم كيف الربع كلهم ؟
كان مروان بينطق بكل شيء لكن أوقفه نجم اللي نطق بعجلة : مأخذ مقلب بنفسك يا أخوي وش بيتغير مثلاً ولا عشان ما أنت فيه ؟
ضحك شجاع بسخرية ينطق : لا قلت يمكن سووا حاجه كشتوا شيء
هزّ نجم رأسه ينطق : ايه لا إما المكشات عز الله إننا كشتنا
شجاع : يالله حيّ ذي الوجيه الطيبة
أبتسم مروان ينطق : الله يبقيك ويسلمك
نجم : الله يسلمك ويطول عمرك
تقدم مروان ينطق : بشوفهم شوي وأجيكم
توجه لمكتب الإستقبال وألتفت شجاع على نجم ينطق : وش حال نجد العذية ؟
شّد نجم على معكازه ينطق بصدمة : أخو نجد ما قلنا بنقفل السيرة ؟
زفر شجاع ينطق : قفلت سيرة بنت أمير ؟
بردت ملامحه من طاريها وأرتخت قبضة يده ، أبتسم شجاع يكمل وينطق بجدية : مثل ما توقعت ، وأنت بعد لا تتوقع مني أقفل سيرتها وأنا من عهدت عمري وبيبان قلبي مشرعه لها
زفر نجم يمسح وجهه وشنبه ويستغفر ، ألتفت على مروان الجاي وخلفه رجلين أمن ينطق بحدة : ما ظنيتك مجنون يا شجاع بعد اللي صار فيك منها عادك تبغاها البنت باعتك وباعت محبتك وشرت راحة بالها مع ولد خالها وقفل السيرة أحسن لك..
قاطعه شجاع من نطق بحدة : الهوى ما هو بيدينا نقفله ونفتحه متى ما بغينا يا نجم وأنا على قول حياة بن جدلان سجليني في علم حبك فداوي أنا مجنونك عقب مجنون ليلى !
زفر نجم ينحني له يقبّل رأسه وينطق : أستودعك الله حنا ماشين وراجع لك قريب
هزّ رأسه بخفه لنجم وصدّ عنه يمسك دموعه بصعوبة ، كلام نجم كسر مجاديفه ، شلون شرت ولد خالها ، معقولة صار الزواج وخذاها هويدي ، مافيه قوة يرجع للحلّة مثل المغترب اللي ما لقى دفى دياره يلاقي الزرع اللي زرعه زاره الذبول وتستقبله أصعب خيبات الظنون ، بلع ريقه يدخل لغرفته بمساعدة رجل الأمن ، طلع على سريره يعطي الباب ظهره ويسمح للدمع ينهمر على خده ، أنتهى كل شيء وهو بعيد عنها ، تزاوره فالأحلام تخفف عنه حقيقة رحيلها ، غمض عيونه ينطق بحسرة :
لكن كذا يا نجد شاءت بنا الأقدار
يالله عسى برق وصالك يلوح
-
بلع ريقه يمسح دمعه ويغمض عيونه بحسرة ، يدعي ربه إن كل كلمة قالها نجم مجرد هروج ما هي حقيقة ، لحّد ما غفى بتعب من فرط التفكير ..
« إستقبال الطابق الأرضي »
وقف نجم بجانب طاولة الإستقبال بينما كان مروان واقف مع سليم ويسولف معه ، رفع حاجبة يقرأ أسماء الحضور والإنصراف ، طاحت عينه على إسمها وتوقيعها بوقت مبكر لكن كان وقعت إنصراف ، ألتفت على سليم ومروان وتقدم يمشي فالممر نفسه وسرعان ما وقف من نطق مروان : ولد مشينا لا نبطي على العرب
ألتفت عليه وزفر يعطي القابعة بآخر الممر ظهره يغادر مع مروان ، ألتفت سليم على خروجهم ورجع للمكتب يوقع إنصرافه ، زفر يخرج من المكتب يوقف بمقدمة الممر ، رفع أكتافه بعدم معرفة ينطق : يمكن عندها شغل في مكتبها
خرج من المستشفى يتوجه لسيارته ومن ركبها غادر المكان فورًا ..
« أمام بوابات الدخول »
نزل عزيز من سيارته يتوجه لمدخل المستشفى ، أخذ وقته يتمشى بأرجاء الرياض حتى هدأت روحه شوي ، ما يحب يقابل وهج وهو معصب يخاف يقولها شيء يعكر يومها ويعكر حياته ، رفع عيونه وسرعان ما أبتسم يرفع صوته وينطق : حيّ النسيب !
ألتفت نجم عليه مندهش ينطق : أرحب يالله حيّه !
تقدم يسلم على خشمه وينطق : سلامات وش عندك فالمستشفى ؟
نجم : الله يسلمك جاي لشجاع
توسعت عيون عزيز بصدمة ينطق : بالله عليك ؟
هزّ نجم رأسه بالإيجاب وألتفت عزيز على مروان ينطق : هلا وسهلا
أبتسم مروان ينطق : هلا بك وش الحال
أبتعد عزيز يصافحه وينطق : ماعلينا طيبين وبخير
نجم : أبو نيّار
ألتفت عزيز له ينطق : لبيه ؟
نجم : لبيت في منى مداوم ؟
عزيز : مالك لوا جاي أخذ بنتنا خلصت مناوبتها
ميّل رأسه بعدم فهم وأبتسم عزيز يهمس له : وهج مداومه ما شفتها ؟
توسعت عيونه بصدمة ينطق : اسألك بالله
ضحك عزيز يمشي للمستشفى وينطق : تعال تعال
ألتفت نجم على مروان ينطق : أبو باسل أسبقني وشويتين وألحقك
زفر مروان ينطق بهمس : مالك لزوم يا ولد عمي والبنت ماهي حَرمك عشان تروح تشوفها أخذ بكلامي وأمش سرينا !
شّد على قبضته من الوضع اللي أنحط فيه ، اللي يحبّها ويغليها صار ماهو محرم لها ، أبعدوهم عن بعضهم بحجة زواج باطل ، رغم إنه طلبها باللي يحبه الله ويرضاه وعلى شرعه وسنة نبيه وخذا موافقة أهلها بأحب ما يكون ، والحين أنتهى كل شيء ، قلبوا عليه ونكروا جمايله وجحدوا كل شيء سواه ، حتى مترك نفسه اللي كان يرحبّ به ويهلي ، زفر من حقيقة كلام مروان المرّه وتنحنح ينطق بحدة : ولد أختها معنا يا ولد عمي ماني مختلي بها !
عطاه ظهره يرجع لداخل المستشفى متلهف لشوفتها

زفر من حقيقة كلام مروان المرّه وتنحنح ينطق بحدة : ولد أختها معنا يا ولد عمي ماني مختلي بها !
عطاه ظهره يرجع لداخل المستشفى متلهف لشوفتها ، ينفطر فؤاده كل ما تذكر عدد إتصالاتها ورسايلها ، جات السعودية وما كان هو اللي يستقبلها ، تنحنح يضّبط ثوبه وشماغه بلل شفايفه يتقدم لعزيز اللي واقف عند الإستقبال ، ألتفت على نجم اللي نطق : وش العلم وين العرب ؟
عزيز : دخلت مكتبها تشيك على كم شغله قبل نطلع وتراها ما تدري إنك فيه
هزّ نجم رأسه بالإيجاب ينطق : أنشهد اللي حصل قاطع فؤادي
زفر عزيز ينطق بحدة : ولا أنا عاجبني لعب الشيبان فينا تصدق وش جدي يقول لي
نجم : أجلطني
عزيز : يبيني أخذ بنت عمك نايف
توسعت عيونه بصدمة ينطق : تمزح !
زفر عزيز بسخرية ينطق : يا ليت
نجم : وبتأخذها ؟
عزيز : شوف البنت ما عليه قصور وبنت حسب ونسب ويشرفني لكن أخاف من قصص الزواج والعقود الباطلة والظاهر إنها لعنه عندكم يا آل جراح
ضحك بسخرية وكمل عزيز ينطق : ما أقصد حاجه لكن بعد سالفتك أنت وشجاع معاد صرت أضمن حـ..
قاطعه نجم يخبط على كتفه وينطق : ما تنلام والله وعسى ربي يعوضنا خير
عزيز : وش ناوي عليه
زفر نجم يمسح جسر خشمه وينطق : ما في بالي شيء حاليًا ومشغول والله
عزيز : سلامات عسى ما عندكم خلاف ؟
نجم : لا بالله ندور على النجس اللي أحرق حلالنا
طارت عيون عزيز بصدمة ينطق : إيش !؟
ألتفت على كيانها اللي خرج من المكتب ، تمشي بثبات وبخطوات رزينه ، لابسه اللابكوت الأبيض تبرز هويتها وعملها ، أفخم الشناط تصاحب ذراعها ، شالت الكمام عن حسن وجهها بحكم الوقت المتأخر ، زفرت تدور بشنطتها وتنطق : عزيز أخذت جوالي ؟
ألتفت عزيز عليها ينطق : لا وين حطيتيه آخر مره
رفعت رأسها وأنقطع نفسها من شافته خلف عزيز ، ومن دون ما تطول تفكيرها رمت بأغراضها تنتثر أشيائها على الأرض تركض له ، أختفى صوت عزيز وأنطفى العالم حولها وما بقى إلا حضوره ، ترك معكازه يسحبها لحضّنه ، حاوطت رقبته تطيح عقاله عند رجولها وتشّد عليه وهو بدوره ما كان مقصر لو يشّد عليها شوي دخلت بضلوعه ، تنحنح عزيز يصدّ عنهم ويتوجه لأغراضها يشيلها ويجمعها لها ، شهقت تبكي من فرط شوقها له ، تخبط كتفه تعاتبه بدون كلام ، أستنشق عبيرها يغمض عيونه وينشر أنفاسه الدافية على رقبتها ، بينما كانت تضربه كان هو يمسح على ظهرها من باب الاعتذار ، كسرت بداخله ألف ضلع من شهقت في حضّنه ، ما كان يتألم من ضرباتها كثر ما تألم من بكائها ، شتم نفسه ألف وتسعين مره كيف قوى ما يرد عليها ، كيف ما هرب لأعلى الجبال لأجل ياصلها بمراسيله ومكالماته ، كيف قدر يقعد بمكان خالي تمامًا من الإرسال وهو يدري إنها تتصل عليه ، كيف ما عاود الإتصال وألف كيف تدور برأسه من الحسرة ، لكن هان كل شيء من شافها تركض له ، بادرت رغم زعلها والعتاب اللي يقطن داخلها ، بدت حضّنه عن كل شيء وجاته متلهفه ولو عليه من الذنوب جبال ما بيردّها عنه ، طبع شفايفه على رقبتها يقبّلها برقه ، يرسل فراشات لأسفل قدميها ، عضّت شفايفها بخجل تنطق بربكة : كذا تراضي الزعلان حضرة العقيد ؟
أبتسم بوسع ثغره من سمع صوتها ، فزّت من حسّت بأسنانه على رقبتها تضحك بصدمة ، تركت أكتافه لكنه عصاها يتشبث بخاصرتها ، زفرت تتأمل وجهه وتنطق : أنت بخير ؟
رفع حاجبة بدهشة ينطق : إلا فوق الغمام يا عذبة الأطباع
عبّست بملامحها تنطق : ليه ما جيت المطار وليه ما ترد على جوالك ؟
نجم : مشغول جعل يومي الأول
مسكت ذراعه تنطق بهدوء نبرتها : عمرك طويل
أبتسم على جنب ينطق : وأنتي معي وبين رمشي وعيني يا شيخة العمر والسنين وحسنة المقام والقوام ، آمين
تقدم يقبّل جبينها وينطق بهمس : الكاميرات ما تسجل صح ؟
ضحكت بصدمة من سؤاله المفاجئ تنطق : للأسف تسجل
زفر قدام وجهها يكشّر وينطق : عزّ الله أنفضحنا عند عمي
ضحكت بعلّو صوتها تنطق : وين المشكلة خلهم يشوفون قد إيش ولدهم رومانسي
نجم : لا واللي يسلمك أنتي تكفيني
ألتفتت على جهة أغراضها وأبتسمت من ما لقت شيء ، الأكيد إن عزيز أخذها لسيارته وقاعد يحتريها برا ، لفّت له تنطق : نجم متى ناوي تتقدم لي مره ثانية ؟
بعد اللي حصل بينهم وبعد ما تأكد بمقامه في قلبها نطق بكل جدية وهو صامل بكلامه : بكره جهزي نفسك
توسعت عيونها بصدمة تنطق : منجدك ؟!
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق : بجهز كل شيء في شهر وين تبين العرس يكون ؟
غطت ثغرها بصدمة ، عيونها تتلألأ وهي تسمع كلامه عن زواجهم المنتظر تسمح لمطر عيونها ينهمر ، أبتسم من ردة فعلها اللي آخذت قلبه ينطق : ‏ترشّين الماء على الرمضى وخلّك ظامي قدامك خافي الله !
ضحكت وسط دموعها تحتضّن ظهره ، أبتسم يمسح على ظهرها وينطق : شرايك بالحلّة ؟
هزّت رأسها بالإيجاب ، المكان خيال وجنة بين الكثبان الرملية على بُعده لكن مستحيل تلقى مثله ، رفعت عيونها له تنطق بهدوء نبرتها : طبعًا وبين النخيل والبيوت الشعبية والعقود حاجه من الخيال !
حطّت بداخله هدف ودافع قوي يخلص ويجدد المكان بأقل من شهر ، ردة فعلها هذي حرام تروح هباء ، لو بيده لأجل فرحتها يقلبّ المكان فوق تحت ويطلعه بأبهى حلّة ، آشر بأصبعه على خشمه ينطق : على هالخشم زهبوا عماركم أنا جايكم بكره والمهر جاهز
ضحكت تضرب صدره وتنطق : ما عطيتني أول مره أكيد بيكون جاهز
ضحك نجم بسخرية ينطق : كنت دارس الموضوع يا حضرة الدكتورة ما جاء التأخير من فراغ !
أبتسمت تقبّل وجنته لكن ردة فعل نجم غدرت فيها ، صدمته من قربت له لأجل كذا لفّ يبي يشوف وجهها ، توسعت عيونها بصدمة من لامست طرف شاربه بثغرها وسرعان ما أبتعدت عنه تركض للمخرج ، تلوح له بيدها وأبتسم بخفه ينطق : جايك بكره يا عذب الطباع
انحنى بهدوء يمسك عكازته ويأخذ عقاله ، أبتسم ينطق بصدمة : انحنى لها القلب والجاه
وقف يتوجه للمخرج خلفها ، يشوفها وهي تركب سيارة عزيز ، ركبت تقفل الباب وتنطق بربكة : مشينا ؟
ضحك عزيز من ربكتها الواضحه من صوتها ينطق : حاضر
مشى عزيز وألتفتت للخلف تشوفه يخرج من المستشفى ، عقاله على رأسه والشماغ يحتضّن كتفه ، عضّت شفايفها تصدّ عنه وتنطق بحماس شديد : بيجي بكره
أبتسم عزيز ينطق : بالله عليك ؟
هزّت رأسها بالإيجاب وكمل عزيز ينطق : وش ناويه تقولين للجماعة
عدّلت جلستها تربط حزامها وتنطق بصرامة : خلاص مصخت السالفة بوقف بوجه أي شخص يوقف في طريقنا !
عزيز : عاش رأسك يا خالتي وأنا وراك أضربي فيهم ولا تسميّن
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : عساني ما أخلا لكن لا تقول خالتي وش هالرسمية
ضحك عزيز يضرب رأسها وينطق : أنتي ما ينفع معك اللي يحترمك تحبين اللي يخنقك
ضحكت بصدمة تضربه دبل قوة ضربته وتنطق : المصيبة إنك البسه اللي أحب خناقها !
توسعت عيونه بصدمة ينطق : عيب عيب أحترمي إني أكبر
وهج : والله لو تموت ما تلاقي مني إحترام لو إنك أكبر بعشرين سنة هذي أمك أكبر مني ولا أحترمها
ضحك بصدمة يصدّ عنها ويركز بالطريق للقصر ، زفرت تفكر وش ينتظرهم بكره ووش ممكن يصير ، عضّت شفايفها تستودع ربها نفسها ، تضّم إسمه للدعاء وتقسم له منه ، غمضت عيونها تزفر التوتر اللي بداخلها ، لازم تكون قوية لأنه صمل وكان جاد بكلامه وما تبي تخذله أبدًا لو يوقفون كلهم بوجهها ..
« بخط الحلّة ، موتر نجم »
رفع حاجبة يلاحظ إبتسامات نجم المشكوك فيها ، تنحنح ينطق بجدية : ماشاءالله وش مأخرك !
ألتفت نجم عليه ينطق : الأهل
توسعت عيونه بصدمة من ردّها نجم فيه ينطق : وش صفيت عليه أنت والأهل ؟
نجم : بتقدم لها بكره
مروان : وكيف بتقنع سهيل ؟
نجم : ما بقنعه
ميّل مروان رأسه بعدم فهم ينطق : شلون ؟
زفر نجم ينطق بهدوء نبرته : سهيل معاد فيه حيل بيجي بدون نقاش ولا حتى صوت وأبوي أمره بسيط
مروان : أجل تبشر بمن يعزز لك وأنا ولد عمك
نجم : ترد الجمايل ؟
أبتسم مروان من تذكر كيف قام نجم على عقد قرآنه بغرور وما قصر في شيء ينطق بحدة : أحتزم أقول والله ما يصير إلا اللي يطيّب خاطرك يا أبو رماح !
أبتسم بخفه يخبط كتفه وينطق : بعدي والله وبإذن الله
دعس الدواسة يشّق الخط راجع لبيوت الشايب هزاع ..
« بيت هزاع آل جراح »
جالس بالدكة الخارجية ينتظر أي إتصال عن هوية المجرم ، خرج نجم متشمر ووجهه يملأه الماء ، الواضح إنه متوضئ لكن الوقت ما هو وقت صلاة ، ألتفت على ولده ينطق : أنتبه من الهواء لا يلفّ وجهك الغرق !
سحب شماغه يدفن وجهه فيه ينشفه ، توسعت عيونه بصدمة من شم ريحتها فيه ، زفر يستغفر ويهمس بـ : يالله طلبتك تغفر الذنب
كبر يصلي على التراب بجانب أبوه يقوم الليل ، هو يدري إنه سوى ذنب ولازم يطلب المغفرة من ربه ، أنتهى من صلاته يستغفر على بمكانه يرفع عيونه على أبوه من نطق : والله إنك مسوي حاجه أعرفك
تنحنح يوقف ويرفع معكازه ، ألتفت على رماح ينطق : الوقت تأخر وأنت هنا ما جاك النوم ؟
رماح : بعلمك بس علمني وش أنت مسوي
بلل شفايفه ينطق بنبرة صادقه :
أن كان حبي لها هو أعظم خطاياي
‏ما قلت يا نفسي عن حبها توبي
9

قد يعجبك أيضاً
غرورك اللي علم الطاووس نفش ريشه بقلم r_55shog
غرورك اللي علم الطاووس نفش ريشه
2.8M
71.9K
حسابي بالاستقرام r_55shog
جَرح الأيهم بقلم ll118i
جَرح الأيهم
2.5M
174K
النبذه :- فَي ذَلك المَنزل الدافئ ، المَملوء بالمشاعرِ يحتضن أسفل سَقفهِ و بين جُدرانه تِلك الطفلةُ الَتي كَبُرَت قَبل أونها نُسخة والدها الصغيرة ذات الثَغر الضاحِكِ...
سَحابة حب بالوجدان تبرق منازلها من طويق للوادي  بقلم rwoix_
سَحابة حب بالوجدان تبرق منازلها من طويق للوا...
10.2K
258
دكتور بعد وفاة اقرب صديق له تتغير شخصيته للجمود والصلابه يجبره ابوه يتزوج بنت صديقه من الديره وبيوم زواجه يكتشف انها بكماء غير قادره على الكلام
وأنا فِي مَوج حُبك شراع يتهادىٰ  بقلم nine_823
وأنا فِي مَوج حُبك شراع يتهادىٰ
758K
19.7K
"لو كان الإنسان وحده لما استطاع أحدٌ هزيمته، لكن يُهزم المرء بأشيائه التي يحبها" روايتي الاولى اتمنى تنال اعجابكم🤍📜 وأنا فِي مَوج حُبك شراع يتهادىٰ
اهيم بها حبا  بقلم rwevjj
اهيم بها حبا
136K
2.5K
حسابي انستا تعالوا التنزيل فيه كل يوم @ rwevj
الحياة اليومية لزوجي السبعينات و تربية الأطفال بقلم momallmylife
الحياة اليومية لزوجي السبعينات و تربية الأطف...
22.7K
1.1K
مكتملة 148 فصل   كان لين وي وزونغ شاو متزوجين مرتبًا ، وانفصلا لمدة أربع سنوات ، وأنجبا طفلين ، لكن الزوج والزوجة لم يكونا أقرب من الأصدقاء العاديين.   اعتقدت لين وي أن...
غريب يدوّر في طرف عينها حضن ووطن  بقلم irwaya9
غريب يدوّر في طرف عينها حضن ووطن
262K
10.6K
ما بين نسمات الشتاء والنار والحطب بين أشجار النخيل والليمون والنعناع بين صهيل الخيول وتغريد الطيور بين برودة أمواج البحر ونعومة الرمل بين أوتار العود وخيوط الإبرة أحداث...
‏هي أجمل خطاي و آخر حدود دنياي
‏و أصدق معاذيري و أطهر ذنوبي
-
ضحك رماح يخبط كتفه وينطق : عز الله ما عيّنا خير
أبتسم بخفه ينطق : مصلي وعسى الله يغفر الذنب ولا يحرمني منه
صدّ رماح يضحك من الحُب اللي أهلك ولده وما قصر في بنته ، لكن لطالما كان صوت رماح عالي على نجد ، لكنه ما يقوى على نجم ، ما يقدر يحرمه من شيء هو يبغاه ، ألتفت على نجم اللي نطق بهدوء نبرته : تخاويني
رماح : وين يا أبوك ؟
نجم : نخطب فيها
رماح : من نظرتك يا أبوك ظنتي ما فيها رفض
رفع نجم أكتافه وأبتسم رماح ينطق : نخطبها ليه ما نخطبها
أبتسم يقبّل جبين أبوه وينطق : لا عدمتك يا تاج رأسي
مسح على ظهر ولده ينطق : بكلم جدك لا تقوله شيء وقوم ريح لك شوي ورانا يوم طويل وبنأخذ أمك وأختك معنا الله لا يبيح اللي حدّنا على الصندقه ذي
ألتفت نجم على البيت الصغير ، الواضح إنهم يتزاحمون بالداخل لأجل يعيشون ، مثل ما هو يتزاحم مع عيال عمه وأعمامه وسهيل في المجلس ، رجع نظره على أبوه ينطق : ما علمتني وش مسهرك ؟
رماح : الحريق يا نجم من بعده ما أهنى النوم
نجم : جاك خبر من التحقيق ؟
هزّ رأسه بالنفي ينطق بحدة : لكن بيجي وإذا جاء بحرق اللي سبب لنا هالشقى وبذوقه مرارة أفعاله !
زفر نجم يخبط كتف أبوه وينطق : ما أحدٍ مقصر فيه لكن قوم أرتاح ولا والله ما أقوم
أبتسم رماح يحاوط بذراعه كتف ولده ويمشي معه ، أبتسم نجم يلتفت على أبوه من نطق : وش وقع رجلك ؟
نجم : والله عادها توجعني لكن أخف بكثير ومأجورين بإذن الواحد الأحد
رماح : بإذن الله وراجع أقوى يا بِكر رماح !
دخلوا للمجلس وكل واحد فيهم خذا الزاوية اللي ينام فيها ، انسدح نجم يسحب شماغه ويتلطم فيه ، أبتسم يستنشق عطرها لحّد ما غفى وكل تفكيره فيها وفي حضّنها ، غارق في تفاصيلها وفي عطرها الأخاذ ..
« مركز آل حمد »
بعد محاولات عدة قدر معيض يمسك الخط مع اللواء الركن كايد ولد عم عوض ، تنحنح ينطق : الو ؟
أبتسم عوض ينطق : ولد عمي
ميّز صوت عوض يصحصح وينطق : هلا مرحبا عسى ماشر عندكم ؟
عوض : لا والله على ما تحبّ وأنت ان شاءالله ما صحيتك
كايد : لا يارجل ما بيننا آمرني
عوض : أول مره أدق عليك يا ولد عمي وأبغى فزعتك أبغاك تخارجني من سالفة صارت
رفع كايد حاجبة بدهشة ينطق : ماهي أول مره يا عوض لكن وش علمك ؟
تنحنح عوض متفشل من رد كايد ينطق بحدة : أنت معي ولا ضدي ؟!
زفر كايد يرفع صوته وينطق بحدة : يا رجال أنا متزوج ومخلّف ما بقعد دايم أحل لك مشاكلك وراي وظيفة ورتبة وأنت قاعد تهدد منصبي !
وقف عوض يقفل السبيكر ويخرج من المكان ، خلفه رجاله مصدومين أول مره واحد يخاطب عوض بهالنبرة غير الشيخ حازم طبعًا ، سحب أحد الكراسي القديمة يجلس عليها وينطق بجدية : وعد إنها آخر مره لكن وقف معي
مسح كايد وجهه ينطق بغضّب : وش مهبب بعد ؟
عوض : تعرف آل جراح ؟
من إسمهم أنتفض كايد ، من ما يعرف آل جراح ، لهم أسمهم وصيتهم بصدور المجالس قبل أنفس الرجال ، هزّ رأسه بالإيجاب يدّعي إن عوض يشوفه ينطق : الله الله
عوض : تعرف حلّة سهيل ؟
كايد : ايه بالله أعرفها وأعرفها زين أخلص !
عوض : متهمني واحد من الجماعة إني محرقها !
طارت عيون كايد بصدمة يوقف على رجوله ويخرج من غرفة النوم ، قفل الباب وراه ينطق بحدة : منجدك الحلّة أحترقت !؟
عوض : والله ما عندي علم هذاني في الشمال لكن واحدٍ الله لا يبارك فيه حطها في رأسي ودامك حول آل جراح وتعرفهم علمهم إني جبت رأس اللي أحرقها ولا أبغى منهم شيء ولا تقول لهم إسمي حتى !
مسك كايد لحيته ينطق بصدمة : لا حول ولا قوة إلا بالله ومن يكون ؟
عوض : مدري ناسي إسمه بس لقبه آل ساير
كايد : كأني أعرفه ما تذكر شيء ثاني ؟
نطق عوض بنبرة زائفه : مدري تركي أو مترك
شابّ شعر كايد فوق الشيّب ، الدنيا قامت بين آل ساير وآل جراح ، هو يدري بالسالفة اللي بين الشيبان وأغلب قبايل المحل يدرون عنها ، لأجل كذا ما شكّ ذرة وحده في مصداقية كلام عوض أو كذبه ، تنحنح من نطق عوض بتساؤل : ان شاءالله إنك عرفته ؟
كايد : ايه ايه خلاص أعتبر موضوعك منتهي بكلم نجم بكره وأعلمهم
أبتسم عوض بإنتصار ينطق : بارك الله فيك وما قصرت يا ولد عمي وسامحني على الإزعاج لكن تعرف والله إني ارتعت روعه ومحد بلايمني
كايد : أبشر وفالوجود دايم يا ولد العم لكن أبغى اسألك شيء قبل أقفل منك
زفر عوض يبعد الجوال عنه ويهمس بـ : ياليل مطولك
رجع الجوال ينطق : معك معك آمرني
كايد : من اللي أتهمك قلت لي من الجماعة صح ؟
شّد عوض على جواله ينطق : الو ما أسمعك يا ولد روح في إرسال !
توسعت عيون كايد مستنكر رد عوض ينطق : الو تسمعني ؟
ركض عوض يبتعد عن المكان متوجه صوب الرمال ، وبحكم إنقطاع الإرسال أنتهت المكالمة بأقل الخسائر ، أبتسم يرجع للمركز الأرضي يسكر الباب وراه ، جلس وألتفت على معيض اللي ينتظر كلمته وأبتسم ينطق : حليتها وأنا ولد عُبود !
صرخ معيض وصرخوا الرجال يحتفلون ، أنهى حياة أنثى في أوائل الأربعينات ، أحرق الخضار ودمر الحياة في الحلّة وأتهم أحد كبار الشيوخ في الرياض ، والآن قاعد يحتفل بعد ما لاذ بالفرار من كل تهمة موجهة ضده ..
« قصر مترك ، غرفة وهج »
عجز يدخل النوم عيونها من فرط التفكير ، ألتفتت على الباب اللي أنفتح ومن بعده دخول أمير للغرفة ، فتح ذراعينه ينطق بإبتسامته اللي عهدتها وهج : بابا رجعتي ؟
رفعت ظهرها تعدّل جلستها ، ما قامت لأبوها لأنها مستوجعه من آخر مره ركضت لحضّنه ، زفر أمير من فهم ردة الفعل من طرف صغيرته يتوجه لفراشها ، انحنى أمير يقبّل رأس بنته ومن باب الاحترام وفتح أبواب الرزق والتوفيق اللي هي تحتاجه بيوم غد وقفت تمنع أبوها وبدورها رفعت نفسها تقبّل جبين أبوها وتنطق : ايوه جيت يا بابا أنتم متى وصلتوا ؟
أبتسم أمير يجلس بجانب بنته يمسح على شعرها وينطق بهدوء نبرته : جينا بدري أخبارك كيف الدوام ؟
وهج : بخير ، متعب بس حمدلله بأجره ان شاءالله
أمير : ان شاءالله ليش ما أنتي نايمه ؟
وهج : مشغول بالي شوي ، وأنت ؟
أمير : مشغول بالي معك يا بابا ، أبغى أعتذر لك من كل شيء سويته وأوعدك ما أتدخل ثاني بقراراتك واللي تبينه سويه بس أهم شيء أنتي مستخيره وهالشيء يرضي الله ثم والديك
تنحنح تبعد عن حضّنه تقابل وجهه ، رجعت شعرها خلف أذنها تنطق : نجم جاي اليوم يخطبني منك مره ثانيه
توسعت عيونه بصدمة ، توقع كل شيء إلا إن الموال يتكرر لكنه ما قوى يقول شيء وهو واعدها ، إذا هي مبسوطه وتبيه فهو مبسوط لها وبيوافق ، أبتسم يقبّل جبينها وينطق : الساعة المباركة يا بابا أجل ما بطول عليك ونامي يا عروسه
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : أحبك
أبتسم من وسع إبتسامها ينطق بسخرية : أكثر ويا حظنا بهالنجم دامه يخلي الإبتسامات من الإذن للإذن !
ضحكت بخجل وأبتسم أمير يوقف وينطق : نامي وأنا بكلم جدك لا تفاتحينه بشيء تمام ؟
هزّت رأسها بالإيجاب تنطق : أبشر ومره أحبك !
ضحك يعطيها ظهره وينطق : أنا بعد هيا نامي
خرج من عندها وصرخت بحماسة تدفن وجهها في مخدتها ، أنتهى الجزء الصعب وبقى السهل ، أقتنع أمير وجاها ناوي يعتذر وأطرى على نجم ، بس هذي أسباب كافيه تخليها سعيدة جدًا ، تنام سعيدة وجّل تفكيرها على بكره وأحداثه الحلوه ..
« بيت هزاع آل جراح ، العصر »
جميع من في المكان مستنفرين لسببين كل واحد فيهم أهم من اللي قبله ، ملكة نجم للمرة الثانية على حبيبة قلبه الأولى والأخيرة وخروج شجاع من المستشفى بعد إنقطاع دام أسبوعين تقريبًا ، خرج نجم مستعجل يسكر كبك معصمه الأيمن بصعوبة ، ضحكت نجد تتقدم له وتساعده ، ثبت نفسه مع معكازه ينطق بهمس : كيف شكلي ؟
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : زين يا نجم سماي
أبتسم من نطقت باللقب اللي أطلقه عليها وقت كانوا صغار ، هي ديار نجد بعيونه وهو نجوم السماء بعيونها ، سحب رأسها يقبّله وينطق : الزين زين عيونك يا نجد العذيّه !
تقدم يسلم على جبين أبوه اللي فتح البشت ينثره على أكتاف بِكره ، سلم على خشمه ينطق : عريس بالأوله والتاليه يا أبوك
أبتسم ينطق بهدوء نبرته : مالك لوا نفداك هي الأولى والأخيرة
ضحكوا أعمامه وبدأوا يسخرون منه ، ضحك مسلط ينطق : كلنا قلنا مثل كلامك لكن..
قاطعته سهام من نطقت بحدة : بدال الهرج الفاضي اللي من غير أفعال تعال وشوف ولدك جاء !
ضحك نجم بسخرية ينطق : جبت الهروج لعمرك ، مشينا ؟
وقف سهيل ينطق بحدة : أصبر يا شمايل !
هرولت لجدها توقف بجانبه ، ألتفت عليها ينطق : جبتي اللي وصيتك عليه ؟
هزّت رأسها بالإيجاب تنطق : أمسكه
مدّت الخاتم لجدها ومشى لنجم يوقف قدامه ، ألتفت على جده اللي نطق : عساه عرس الدهر يا نجم سهيل !
رفع نفسه يقبّل كتف حفيده اللي فزّ لجده يطيح معكازه وجزء بشته من كتفه الأيسر ، قبّل كتف سهيل وجبينه ينطق بحدة صوته : وأنت حاضر يا أبو رماح !
تقدم منيف يرفع بشت نجم وعكازته ، ألتفت على ولد عمه ينطق : لا هنت يا أبو نايف
أبتسم منيف ينطق : ولا هان مغليك
مدّ سهيل ذراعه يسحب كف نجم الأيمن ، يلبسه أغلى الخواتم بالنسبة لعائلة آل جراح ، يشّد على كفه وينطق : ما بطول عليك يا ولدي سلم على عضيدك
ألتفت بصدمة على صوت طلق النيران من سيارة مروان ، نزل شجاع من الموتر يمشي بهدوء على أقدامه ، السلاح على كتفه والطلقات تعانق وسع السماء ، تدوي طرب بأذان رجال آل جراح الواقفين وتدب الهيبة بصدور حريمهم ، أبتسمت بوسع ثغرها من خلف برقعها من لمحته ، متغير ايه نعم لكن ما زال يثير شعورها ويلعبّه ، عضّت شفايفها تخفي نفسها خلف أسيل اللي ضحكت بفرحة من زغرطوا حريمهم ، قبل عدة أيام كانوا مكسورين أشكالهم محزنه والكلام اللي طلع في حقهم ما يناسب مقامهم وهذا السبب اللي خلاّ سهيل يوقف من فراشه ، تقدم شجاع يسلم على نجم اللي أرتفع صوته وهو يرحبّ فيه ، أبتسم سهيل ينطق بعلّو صوته : بالأمس ضايقه صدورنا واليوم من سعتها تاصل للنجم وتعانق سماه !
أطلق شجاع وهتفوا الرجال من شدة إعجابهم بكلام شيخهم ، ألتفت شجاع على أسيل اللي نطقت : وأنا مالي نصيب من سلامك ؟
أبتسم يتقدم لها وسرعان ما أندهش من الواقفه خلفها ، مجرد ثواني لكنها كافيه إنها تنتشله من أرضه وترميه بغير أرض ، صدّت عنه بخجل تتبع خطوات أبوها لسيارته ، كانت عينه عليها لحّد ما ركبت ، غافل تمامًا عن أخته اللي تنشده عن حاله ، أبعدته تنطق بصدمة : شجاع يا أخوي خوفتني شفيك ما تتكلم ؟
ميّل رأسه بعدم فهم ينطق : هاه ؟
زفرت تستغفر وتنطق بهدوء نبرتها : أمش بس
ركبت الجمس مع منيف وألتفت شجاع على سيارة مروان يشوف غرور بجانبه ، زفر يفتح الباب ويركب بجانب منيف ، قفلت شمايل الباب الخلفي تنطق : مشينا
حرك منيف خلف أهله يتوسطون الخط متوجهين لقصور آل ساير بمُنتصف العاصمة ، يسيرون بطريق واحد خلف بعضهم البعض ، مسيرة ضخمه وموكب يناسب العقيد وآل جراح جميع ، الأغاني والفرحة تضج من سياراتهم وسبق وأرسل سهيل الدعوة على جميع معارفه ، بيحتفل بحفيده الأغلى في أفخم الأماكن ، قصر ولد عمته ونسايبه ..
« قصر مترك ، قبيل أذان المغرب »
واقف بجانب أمير ينتظرون حضورهم اللي كانوا على مشارف الوصول ، دخلت سيارات آل جراح وأبتسم أمير ينطق : صار الوقت اللي يرجع فيه الشمل يا والدي أبتسم وخلّ ومشي الليلة !
زفر مترك يرفع صوته ويرحبّ بآل جراح اللي بدورهم أقبلوا على صفوف آل ساير وأنسابهم آل صارم ، أرتفعت أصوات الرجال ينشدون زامل ترحيب في آل جراح :
4
يا مرحبا باللي لهم أحتمي عند اللزوم
‏وأتحيزم وأحتزم لا لحق راسي كلف
‏عيال عمي من يجيهم مقدر ومحشوم
‏عندهم للطيب مقعد وللقيمه ملف
‏أرحبوا ترحيب قرمٍ يرحب في قروم
‏لا حلفنا على الكرامه شيخم قام يحلف
-
رفعوا أسلحتهم يرمون في السماء ، ترحيب في ضيفانهم وجماعتهم ، صفّوا رجال آل جراح يردون على زامل آل ساير وآل صارم يقولون :
1
البقى عداد من شاف الثمينة والثميني
‏والسمينة يا الساير مالها إلا رجالها
‏المطيّة لاتجيب أسمها ماهي بالمعيني
‏والنجوم العالية ما ندّلها غير من وهجها
-
تداخلت الصفوف ببعضها وأرتفع صوت حبّ الخشوم ، وقف مترك مقابل سهيل ، يستذكرون جميع ما حصل بينهم ، لحظة وأقدموا لبعضهم ، فتح ذراعه لخوي دربه الطويل ، شّد مترك على ظهر سهيل يهّل مزونه ، وتلألأت مدامع سهيل كأنها بريق أفخم الجواهر ، كانت ليلة عظيمة ، بدأت المعازف والطبول ، إرتفعت السيوف وتداخلت البشوت بأذرع رجالها ، أبعد عن مترك يحبّ خشمه وبالمثل فزّ مترك يحبّ خشم سهيل ، صافحه ينطق بحدة :
‏يا مترك جددت العهد مع مساريك
‏لي عنك وعن حكاويك ومسراك مدّه !
-
شّد على كف سهيل ينطق بحدة صوته :
حنا تربينا على العهد ونصونه زين يا سهيل
ويا مرحبا يا رفيقٍ عساني ما أفقد زولّه !
-
تعانقت أذرعهم يدخلون مع صفوف الرجال ، يرقصون على دفَ الطبول وأعذب الألحان ، يتمايلون مع دقات العرضة النجدية ، أبتسم عزيز بفرحة ينطق : خش يا عريس !
رفع حاجبة بدهشة ينطق : معكازي ما تبيّن لك ؟
ضحكوا الشباب وأبتسم عجلان ينطق : أخش بدالك
توسط عجلان الصفوف يقابله جمال ويلاعبّه بالسيف ، أرتفعت أصوات الرجال أثناء اللعبّ بالسيوف ، أنتشوا في ليلة من أسعد الليالي ، تحت أنظار الحسودين يلعبّون ، يبينون للجميع إنه وإن حصل وطاحوا يرجعون أقوى عن اللي عهدوهم عليه ، رفع عيونه من بين البشوت والسيوف اللي تعانق السماء على شباكها ، أبتسم يصدّ من ما لقاها يصبر عمره ويشغل نفسه في اللعبّ والطرب ..
« بالجهة الأخرى ، شرفة وهج »
كانت فاتحه باب الشرفة لأجل تسترق السمع بأحسن صوره ، ثابته لأجل تنهي ليلى آخر لمساتها بشعر وهج ومن أنتهت فزّت على الطبول ، توسعت عيون ليلى تتمسك فيها وتنطق بحدة : هيه أنتي لا يكون نسيتي إنه زرقاء اليمامة ؟!
ضحكت بصدمة تنطق : معليك بكون حريصة هالمره
زفرت ليلى تنطق : ما يحتاج تكونين حريصة يكفيني تلبسين فستانك وتنزلين معي لأن الضيوف وصلوا !
ميّلت شفايفها بعدم رِضى تنطق : بس بلمحه
طارت عيون ليلى بصدمة تنطق : مشفوحة أنتي خليك ثقيلة شوي لا تخليني أنهار !
زفرت تسحب كفها من ذراع ليلى وتنطق : خلاص تفضلي بلا مطرود أبغى ألبس
ضحكت ليلى بسخرية تنطق : حياتي مشيها على غيري فجأة تقفل الباب بالمفتاح وتركض للشرفة وبعدين ألبسي قدامي عشان أربط لك خيوط فستانك من وراء يا عبيطه !
تنحنحت من فشلت خطتها تنطق : شفيك تحسبيني بتقطع لو ما شفته يلعبّ ؟
رفعت ليلى حاجبها تنطق بسخرية : هذا اللي واضح لي عزيزتي
طلعت لسانها تغيضّ ليلى وتنطق بحسرة : أصلاً مصاب يا ذكيه
سحبت فستانها على ضحكات ليلى خلفها ، رفعت عيونها على الشرفة وأصوات الطبول اللي أبت توقف في هالليلة ، لو ما أرتفعت أصوات المساجد معلنة دخول وقت صلاة المغرب ما وقف دفَ الطبل ، لبست فستانها وتقدمت ليلى تربط خيوطه من الخلف ، تزيّنت بفستان أوف وايت بفتحة ظهر واسعة تغطيها خيوط من الكريستال ، بمكياج خفيف أبرزت فيه ملامحها بطريقة مختلفة

بمكياج خفيف أبرزت فيه ملامحها بطريقة مختلفة وجمّلت نفسها بإكسسوارات تناسب لبسها كامل ، دخلت هنادي للغرفة تنطق بحدة : خلصتوا ولا لسى ؟
ألتفتت على أمها تنطق بربكة : ماما لا توتريني أرجوك !
ضحكت هنادي تنطق : شدعوة حلوه ما يحتاج تتوترين
أبتسمت بخفه تنطق : مدري أحس في حاجه ناقصه
ليلى : الكعب لا تنسينه
هزّت رأسها بالإيجاب تنطق : هيا اسبقوني
خرجت ليلى مع هنادي للطابق السفلي ، ألتفتت على إنعكاسها بالمراية ، تسحب الحُمرة وتطبع لونها الأحمر على ثغرها ، طبطبت لأجل يتوزع اللون وتقدمت تمسك كعبها الأحمر تلبسه ، الأحمر عهد ثابت بينها وبينه ، تنتشله من أهله وجماعته في حال لمحها به ، لكنها قررت تخفف من طابع الأحمر ، عدّلت شعرها وتقدمت تسحب جوالها وتخرج من الغرفة ، وقفت بدهشة من شافت نجد قدامها ، أبتسمت بخفه تنطق : غش سبقتيني
ضحكت نجد تنطق بعلّو صوتها : أرحبي يا الزين كله !
ضحكت وهج تتقدم لها تسلم عليها ، أبعدتها نجد تنطق : بسم الله عليك تهبلين مره
حركت كتفها تزامن مع حاجبها تنطق بغرور : أدري
ضحكت نجد تنطق : يا حلو الثقة هذي
ضحكت معها تنطق بسخرية : أمزح معك أنتي اللي تهبلين والله أعلم وش السبب
زفرت نجد تنطق بربكة : شجاع طلع من المستشفى
ضحكت وهج وزفرت نجد تنطق : وهج والله مالي وجه
ألتفتت عليها تنطق بتساؤل : كلمتيه ولا هذي تنبؤات للمستقبل ؟
نجد : لمحته بس
وهج : ايه قولي لي وش صار ؟
زفرت نجد تمسح جبينها وتنطق : ما شال عينه لين ركبت السيارة
ضحكت وهج تتمسك بأكتاف نجد وتنطق : خلاص يا حلوه واضحه
أبتسمت بخجل تنطق بربكة : تقولينه ؟
وهج : ولو ما قلته مفروض أنتي فاهمته
نجد : مدري ارتكبت بعد اللي صار
وهج : صح شغلتي بالي
ميّلت شفايفها بعدم فهم تنطق : بإيش ؟
تكتفت وهج تنطق بجدية : ليه وافقتي على ولد خالك ؟
زفرت نجد تنطق : غديت بين نارين نار شجاع ونار رضى أمي بس خلاص أنتهى الموضوع
أستغفرت وهج بغضّب تنطق : متأكده إنه أنتهى ؟
نجد : بالنسبة لي ايه
وهج : والله خوفي تغلبك نار أمك لو رجع مره ثانية
زفرت نجد تنطق : لا يخسى
ألتفتت وهج على صوت ليلى من أسفل الدرج ، أبتسمت تنطق : آخرتيني يا نجد
أبتسمت نجد تمشي معها ينزلون للطابق السفلي ، رفعت ليلى عيونها تنطق بسخرية : ماشاءالله الجنتل موصي عليك ؟
ضحكت وهج وعقدت نجد حجاجها تنطق : كيف ؟
ليلى : سلامتك حبي روحي أرتاحي وأنا بأخذ عروستنا
زفرت نجد ترجع للطاولة ، تشبثت بفستان ليلى تمشي معها بتوتر ، هالمره العدد أكبر والناس مجتمعة وأصواتهم العالية تملأ المكان ، ما خرجت قدامهم لسى والتوتر بدأ يأكلها أكل ، عضّت شفايفها تدخل للغرفة ، رفعت عيونها على ليلى اللي نطقت : بيجيك عزيز بعد شوي والكتاب معه وهالمره أنوي نية زواج لا تنكبينا بعدين !
ضحكت بصدمة تنطق : انقلعي بس
ضحكت ليلى تقفل الباب على وهج اللي زفرت بتوتر تتأمل المكان ، تعرفه زين وترعرعت فيه لكن أول مره تدقق فيه هالكثر من شدة توترها ..
« المجالس الخارجية »
بعد السلام عدّل الشيخ بشته يجلس ، ألتفت جهة اليمين ينطق : وين عريسنا ؟
وقف نجم يتكي على معكازه ، أبتسم الشيخ ينطق : أجلس يا ولدي
تقدم يجلس بجانبه وتقدم أمير يجلس بالجهة الثانية ، زفر الشيخ يقوم بمراسم الزفاف من السلام لحسن الختام ، ألتفت على أمير ينطق : كرر من بعدي
هزّ أمير رأسه بالإيجاب وكمل الشيخ ينطق : زوجتك أبنتي
زفر أمير يرفع عينه على نجم ، رجال ونعم الرجال ، هيبة حسب ونسب ، نظرته مرعبة وكأنه يناظر بداخل روحك ، رفع حاجبة بدهشة من طال صمت أمير ينطق بسخرية : لا يكون هونت يا أبو مترك ؟
ضحك الشيخ من عجلة نجم ينطق : على هونك يا ولد
بلل شفايفه يرفع عينه على أمير اللي بلع ريقه ينطق بصوت مهزوز : زوجتك أبنتي
ألتفت على نجم ينطق : قبلت هذا الزواج
أبتسم بخفه ينطق : قبلت هذا الزواج
أبتسم الشيخ يوقف ووقفوا الرجال فالمجلس ، تقدم يسلم على أمير وينطق : الله يبارك لكم
أبتسم أمير يسلم على الشيخ ، لفّ على نجم يسلم عليه وينطق : منك المال ومنها العيال يا ولدي وألف مبروك
نجم : الله يبارك فيك وعقبال غاليك
تقدم مترك لنجم يصافحه وينطق بجدية : الله الله في وهج يا أبو رماح
تنحنح ينطق بهمس بجانب أذنه : لا توصي حريص يا مترك يكفيني تبعد عننا وتفكنا شرك !
زفر مترك من تهديد نجم الصريح ، أبعد ومشى يسلم على أهله وباقي أخوياه ، بينما خرج عزيز بالكتاب لأجل توقع وهج ، وقف عند الباب ينطق بعلّو صوته : يا ولد ؟
ما وصله صوت وتقدم يفتح الباب بهدوء ، دخل يقفله وراه ألتفت وسرعان ما وقف بمكانه من لمحها ، عدّلت شعرها الأسود ترجعه خلف أذنها ، مسكت شنطتها تزفر وتنطق : أوف يا منيف !
فتحت شنطتها تسحب جوالها وترد على أخوها ، أبتسم من أكدت له هويتها ، هو بالفعل عرفها لكن فستانها ما يعكس شخصيتها الحقيقية ، عهدها بقميص روز وبناجر ذهب وظفيرة طويلة ، لكن أتضح إنه كان محروم ، فستان أسود ماسك على جسمها يبين له ملامحها أو مفاتنها بالأصح ، ما زالت متمسكة بالذهب في يدينها ويزهاها الذهب ، فتح أول ازرار ثوبه ينطق بحدة : آخ يا أخت منيف
ألتفتت بصدمة لجهة الصوت وسرعان ما توسعت عيونها على مصرعيها من شافت عزيز واقف عند المدخل ، كان منيف يناديها مرارًا وتكرارًا لكن دون جدوى ، كان صعب عليها التنفس وهو يحرقها بنظراته ، أبتسم من تلاقت عيونهم يرفع حجاجه لها وسرعان ما غطت وجهها بشعرها تركض لجهة الحوش ، بلل شفايفه ينطق بسخرية : ما هم قالوا النظرة الأولى حلال وعزّ الله إني حللتها
ضحك يتقدم للصالة ينادي بأسم وهج ، خرجت سمو من الغرفة تنطق : تعال يا أمي
مشى لها ينطق بهدوء نبرته : له له وش هالزين كله ؟
ضحكت من تقدم يحتضّنها تنطق : الزين أنت يا عزيزي بسم الله عليك حصنتك بالله
أبتسم يعدّل شماغه وينطق : طالع على سمو الزين والأناقة
ضحكت بخفه تمسك ذراعه تدخله للغرفة ، تنحنح يسكر ثوبه وينطق : خاله ما طفشتي تتزوجين من نفس الشخص ؟
رفعت وهج عيونها عليه تنطق بحدة : ماني ناقصتك فوق توتري تعال خلني أوقع وأرتاح !
ضحك يتقدم لها يمدّ الكتاب لها ، سحبت القلم من جيبه توقع عند أسمها وتنطق بكل ذرة شعور داخلها : وآخر دعواهم أن الحمدلله رب العالمين
زغرطت سمو بفرحة وأبتسمت وهج من انحنى لها عزيز يقبّل جبينها وينطق بإبتسامة عريضة : ألف مبروك والله يجمع بينكم على خير
ميّلت شفايفها تنطق بربكة : اللهم آمين وعقبالك يا عزوز
أبتسم عزيز من تذكر شمايل ينطق : والله قريبه لا تستبعدين
توسعت عيونها وصرخت سمو تنطق بحدة : ماشاءالله ومين هي سعيدة الحظ ؟؟
رفع أصبعه على خشمه ينطق بهمس : سر أبغى أتأكد من حقيقة مشاعري بعدها بعلمك
رفعت حاجبها تنطق بسخرية : عشنا والله
دخلت هنادي تنطق بعجلة : سمو أطلعي بسرعه أبوك عند الباب والعريس معه
رفعت طرف فستانها تركض للخارج مع أمها ، ألتفت عزيز على وهج ينطق بسخرية : أجلس معك ؟
ميّلت رأسها تأشر على كعبها وتنطق بحدة : لو ما ذلفت بتطلع للرجال وفي رأسك صعرور !
رفع يدينه يستسلم سحب الكتاب من عندها يستغفر ويخرج من الغرفة ، زفرت تهف بجوالها على وجهها ، كل ماله صوتهم يقرّب من الغرفة ، تنحنحت تنطق بهمس لنفسها : وهج شدعوة ولا كأنك كنتي في حضّنه البارح !
توسعت عيونها تغطي وجهها من زادت الطين بله ، أنعشت ذاكرتها بالأحداث اللي حصلت بينهم البارحه وفي وقت هي ما كانت محتاجه تتذكر ، زاد إحمرار وجنتيها وزاد توترها ، زفرت تضرب جبينها بخفه تنطق : أهني ذكائي صراحة وقته هو أتذكر !
وقفت على حيلها تمشي بالغرفة وتهف على نفسها بالجوال ، ما كان يجيها هواء لكن كانت تظن إن التوتر بيختفي بهالطريقه ، تقدمت للباب تحط أذنها عليه تستمع ، كان صوت أبوها جاي من وسط الصالة ، زفرت بتوتر من طال كلامهم فالخارج لكن ما قدرت تسمع كلامهم بوضوح ، سمعت كلمة قالها أبوها « ايه عندك » بآخر جملته وتوسعت عيونها بصدمة من سمعت صوت نجم القريب جدًا منها وهو يقول : توكلنا على الله
تحرك مقبض الباب وشهقت ترجع بخطواتها لوراء ، فتح الباب يدخل للداخل ويقفله وراه ، ألتفت على زوجته الواقفة وراه ، فتح ذراعيه لها يبتسم ويأكد لها إنه رجال قول وفعل بالأمس قالها تجهز واليوم تملّكها ، أبتسمت بخفه تتقدم له تسلم عليه ، طبعت خدها على خده وتسللت يده لخصرها يشّدها عليه ، أبتسمت من حدّة دقنه تنطق : عورتني أبعد
بلل شفايفه ينطق بسخرية : اسين
توسعت عيونها بدهشة تضحك وتنطق : الله من وين جات هذي ؟
أبعد خده القاسي عن لين خدها ، قبّل جبينها ينطق بين القبلة وجبينها : سالفة طويلة الله يسامح عجيلان
أبتسمت بسخرية تنطق : إلا بسألك سؤال وعادي لو ما تبغى تجاوبني
سحبها نجم يتوجه للكنب ، جلس وسحبها على فخذه يقعدها بحضّنه ، توسعت عيونها وتصلب عمودها ، مدّ ذراعه يبعد شعرها عن وجهها وينطق : ما عندي الخيار الثاني اسألي وأطلبي لو تبين عيوني جاتك ما تغلى عليك
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : يخليها لأمهـ..
قاطعها من حطّ إصبعه على ثغرها ينطق : أنا دخيلك قولي لي
ميّلت شفايفها بعدم فهم وكمل نجم ينطق : يخليها لي
ضحكت من كمية الجنون بطلباته ولا شلون يطلبها تخلي عيونه لها بالرغم من أمه هذا بحد ذاته جنون ، قربّت منه لأجل تطبع ثغرها على عيونه لكنه أستوقفها ينطق بتساؤل : يطبّع ؟
وقفت بالقرب من وجهه تنطق : إيش هو ؟
نزل نظراته لإصبعه اللي ثبته على ثغرها سابقًا وأبتسم من خلوه من إحمرار شفايفها ، رفع عيونه لها ينطق : عجلي يا الدكتورة وش سؤالك ؟
ثبتت يديها خلف رقبته تنطق بربكة : فكرت أجي معك للحلّة ونجهز سوا
رفع حاجبة ينطق بجدية : ما ينفع
زفرت تنطق بفضول من تغيرت نظرته : عسى ماشر ؟
نجم : العمال يا بنت أمير
وهج : وإذا بكون معك
هزّ رأسه بالنفي ينطق بهدوء نبرته : ما أختلفنا أنتي معي بكل حال لكن ماهو حولهم
وهج : طيب نروح قبل يجون
مسك دقنها يثبت وجهها وينطق بنبرة جدية : وهج
أبتسمت من نطق بأسمها تنطق : عيوني
نجم : أنا رجال ما أرجع في كلمتي وتشهد علي المجالس برجالها فكيف شيء أنتي طالبتني به
ميّلت رأسها بعدم فهم تنطق : شلون ؟
ترك دقنها ينطق بهدوء نبرته : قلت لك زواجنا فالحلّة وبعد شهر صححي لي لو أخطيت ؟
هزّت رأسها بالإيجاب تنطق : ايه صح قلته
نجم : بعد ما أطلع من عندك بتعشى وأمشي للحلّة بوقف على رؤوس العمال من لحظة تغيب الشمس لين مشرقها معي شهر إلا يومين أنجز فيه وأخلص لو تبين تشوفين أو تعدلين على شيء أبشري بيوم أقولهم لا يجون وأجيبك طيب ؟
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : طيب ، وين المهر ؟
ضحك بدهشة يفتّل شاربه وينطق : بحسابك ذلحين خليني أتغزل وأطرب على شوفك
ضحكت بعلّو صوتها من انحنى نجم على نحرها يقبّله ، طاح عقاله عند كعبها وفزّ يمسكه وينطق : الثالثة ثابته يا بنت !
توسعت عيونها بصدمة تنطق : لا تفتري علي وش ثالثه
عدّل عقاله ورفع شماغه يتعصّب فيه لأجل يثبت ، ألتفت عليها ينطق : ضيعت السموحة وهاتي ندى خدك أحبّه
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : مرتين لكن أنتبه من الثالثه
نجم : قلتها وأرجع أقولها مثل ما انحنى لك القلب ينحني الجاه
أبتسمت بخفه تتأمله وهو يعدّل مرزامه ، زفر من ما تعدّل على ما هو يحبّ ينزعه من على رأسه ، نزل الطاقية يبعثر شعره يفك حصار رقبته من أزرار ثوبه ، ألتفت عليها يحاوط وجهها بكفوفه ، يسحبها له يقبّلها بكل ذرة شعور بداخله ، ينثر نفسه ويتشتت قدام مقامها ، يدفع جسدها للخلف يثبتها ، خلخلت أصابعها في شعره الطويل وما زادته إلا رغبة فيها ، تعمق غرق ما صار يفرق بين الواقع وحلم رغباته ، مسكت وجهه بكفوفها تقطع حبال وصالها ، زفرت بتوتر تبلع ريقها وتنطق : نجم الباب مفتوح
كانت عيونه على ثغرها مما أدى لزيادة توترها ، رفع حاجبة بدهشة ينطق : خربتي علي كله عشان الباب مفتوح ؟
عضّت شفايفها بخجل تصدّ عنه ، ما تركت وجهه ما زالت متمسكة فيه بكلتا يديها ، تحسّ بأنفاسه تضرّب وجهها ، أبتسم على جنب ينطق : تبيني أقفله وأرجع لك ؟
رفعت عيونها له تنطق بهدوء نبرتها : ما معنا وقت أساسًا
قربّ منها يقطع المسافات بينهم ، يقطع نفسها ويلخبط نبضات قلبها ، مسافة شعره بينها وبينه ، ميّل رأسه وسرعان ما غمضت وهج عيونها بخجل ، أبتسم يفزّ واقف سحب معكازه من جانب الكنب لأجل يساعده بالمشي ، فتحت عيونها تشوفه يعدّل شعره ويلبس طاقيته ، زفرت بخجل توقف بجانبه وتنطق : أسويها لك ؟
سألت لأجل تتأكد من شعوره تخاف تكون زعلته ، لكن نجم فضّل الصمت وكمل يلبس شماغه ، عدّل بشته وتقدم للباب وقبل يخرج ألتفت لها يلبسّها الدبلة ، رفع عيونه عليها ينطق بنبرة حزينه زائفه : الله يبارك لنا ويعمر بيتنا من هاللحظة لآخر العمر أنتي في ذرى وجهي وشنبي
فتح الباب وتقدمت وهج له تمسك ذراعه ، ألتفت لها وزفرت تهمس له : ما زعلت صح ؟
نجم : ما معي وقت صح ؟
توسعت عيونها بصدمة من كلامه ، خرج من عندها يتوجه للمجالس الخارجية ، زفرت تمسك رأسها وتنطق بحدة : لا لا أبدًا ما هو وقته أوف يا نجم !
ألتفتت على غرور اللي وقفت تنطق بتساؤل : عسى ماشر عروستنا ؟
عدّلت فستانها تنطق بغضّب : لا ولا شيء
مشت ووقفتها غرور اللي مسكت ذراعها بقوة تنطق : بشويش خليني أسلم عليك وأبارك !
سحبت ذراعها من غرور تبتسم بكلافة وتنطق : هلا هلا
سلمت عليها تنطق بإبتسامة : ألف مبروك والله يألف بين قلوبكم وعساه عرس الدهر يا حبيبتي وأبد إن بغيتي شيء أنا موجوده
أبتسمت بهدوء تنطق : حبيبي ما تقصرين والله يبارك فيك
أبعدت عن طريقها تتوجه للحوش الخلفي ، وقفت قبل تخرج على دخول ريمان اللي نطقت بإبتسامة عريضة : وهج يا روحي مبروك خذيتي الغالي وأنتي أغلى منه عندي وان شاءالله أننا قفلنا على موضوع نجد ؟
زفرت وهج تتجنب سالفة نجد تنطق : الله يبارك فيك يا خالتي
أبتسمت ريمان تمسك ذراعها وتنطق : تعالي معي
خرجوا للحوش سوا ووقفوا الحضور كلهم من زغرطوا ليلى وسمو ، أبتسمت بربكة تتوجه لجدتها تسلم عليها اللي نطقت بضحكه : تبين العلم يا بنتي ؟
أبتسمت تهمس لجدتها : ايوه ؟
مزنه : لو منك وبعد اللي صار لكم المره اللي فاتت رحت معه من الحين لا زواج ولا خرابيط
ضحكت بسخرية تنطق : لا معليك المره ذي تحت السيطرة
أبتسمت مزنه تنطق : يارب وبعدين والله يا هو مزيون عسى الله يخليه لك ويخليك له
ضحكت بعلّو صوتها تحتضّن جدتها اللي بدورها ضحكت وحاوطت وهج ، ألتفتت على ليلى تنطق : ليلو حبيبي نسيت جوالي بالغرفة تروحين تجيبينه ؟
هزّت ليلى رأسها بالإيجاب ومسكت أسيل تنطق : أنتي اللي بغيتي الحمام ؟
أبتسمت أسيل تهزّ رأسها بالإيجاب وتنطق : ايه يا عمري
ليلى : حلو تعالي أوصلك معي
دخلوا للصالة وتوجهت ليلى للغرفة اللي يتواجد فيها جوال وهج ، أبتسمت من لاحظت حوسة المكان تنطق : أوف وش مسوي الجنتل ؟
تقدمت للباب الزجاج تبعد الستار من عليه ، تطّل على المجالس وسرعان ما جمدت مكانها من شافت نمر يلعبّ قدام نجم الثابت بمكانه لأجل إصابته ويلاعبّ خويه بالسيف فقط ، بعد نداء طال زفرت أسيل بتعب تدخل للغرفة ، ميّلت رأسها من لاحظت جمود ليلى تتقدم لها تهمس : بسم الله شفيك صنمتي بمحلك ؟
مررت أنظارها على الجهة اللي تشوفها ليلى وأبتسمت من شافت أخوها وعيال أعمامها يملؤون الصفوف ، كانت تشيك عليهم واحد تلو الثاني لحّد ما توقفت عنده ، عمر ومن غيره موجود بين الصفوف ، أبتسمت بوسع ثغرها تهمس بإسمه وسرعان ما فزّت ليلى تنطق بربكة : بسم الله أنتي ما رحتي للحمام ؟
ألتفتت عليها تنطق بحدة : عساس بتقولين لي وين مكانها وسحبتي الله يسلمك
ضحكت ليلى بفشلة تنطق : المعذرة بس محبوبي معزوم من ضمن المعازيم
ضحكت أسيل تنطق : يا حياتي أجل معذوره عندي وعندك الخير الواجد !
ضحكت ليلى بعلّو صوتها تنطق : مستحيل مين محبوبك خليني أقيم ذوقك ؟
سحبتها أسيل للباب الزجاجي تأشر على عمر ، زفرت ليلى تنطق : وينه أي واحد فيهم ؟
أسيل : أبو ثوب أصفر
أبتسمت ليلى من لمحته تنطق : والله مزيون
ضربتها أسيل وضحكت تنطق بسخرية : شوفي محبوبي يلاعبّ الجنتل
أبتسمت أسيل تنطق : اوه نمر بن سعود لا ذويقه
توسعت عيونها بصدمة تنطق : تعرفينه ؟؟
أسيل : منجدك طفشنا من كثر ما نشوفه شوي ويدخله نجم كرت العايلة
تكتفت تنطق بحدة : يحق له أحسن من أبو ثوب أصفر
طارت عيون أسيل بصدمة تنطق : شف شف !
زفرت ليلى تقفل الستاير وتخرج من الغرفة ، شهقت أسيل تمسك نفسها وتركض للخارج ، صرخت تنطق بحدة : وين الحمام ؟
آشرت ليلى عليه وركضت أسيل له ، ضحكت بسخرية تخرج للخارج على صوت هنادي وهي تضيّف الضيوف على العشاء ، تقدمت تجلس بجانب وهج وتنطق : ما بتتعشين ؟
هزّت رأسها بالنفي تنطق : مو مشتهيه روحي أنتي
أبتسمت ليلى تنطق : أكيد بموت جوع
تقدمت تجلس على الصحون وضحكت وهج بخفه تأخذ جوالها ، فتحت الواتس ترسل له ، كتبت له لكن قبل تسمح للرسالة تنرسل حذفتها كاملة ، زفرت تقفل جوالها تقوم من مكانها ، دخلت للقصر تمشي للصالة ، ألتفتت على خروج أسيل تنطق : أسيل حبيبي إلحقي العشاء
أبتسمت أسيل تنطق : ما بتجين أنتي ؟
هزّت رأسها بالنفي تنطق : لا عافية عليكم
خرجت أسيل وزفرت وهج تجلس على الكنب ، بداخلها شعور غريب عجزت ترتاح له ، موافقة أبوها وهدوء جدها وكذلك جية آل جراح وسهيل مع نجم للمرة الثانية بدون أي مشاكل ما تطمن أبدًا ، غمضت عيونها تستودع الله نفسها وزوجها وزواجها وبقية حياتها معه ، وبدون سابق إنذار غفت وهج بمكانها وبدون شعور بذاتها ..
« المشب الخارجي »
جلس مترك بجانب سهيل ، مبتعدين كل البعد عن المجالس ولعبّ العيال ودفّ الطبول ، كلاهم فضل الصمت لفترة طويلة قبل ينطق مترك كاسر للصمت : الله يرحمها ويغمد روحها الجنة وعظم الله أجرك يا ولد خالي ما دريت ولا كان جيت وتعنيت وقمت بالواجب لكني كنت مع أم أمير خارج المملكة تتعالج
ألتفت سهيل عليه يتنحنح وينطق بضعف : جزاك الله خير ومعذور يا ولد عمتي وما ترى بأس أم أمير
مترك : ما يجيك ، ما يجيك البأس
عدّل مترك جلسته يمسك ذراع سهيل وينطق : طفّ نيراني يا سهيل تكلم علمني وش الحقيقة ليه سويت فيني كذا ليه رضيت للزعل يدخل بيننا ثلاثين سنة !
شّد سهيل على عكازته ينطق : قريت الكلام اللي موجود بالرسالة ؟
هزّ رأسه بالنفي ينطق بحدة : ما خليت زاوية في قصري إلا وفتشتها ولا لقيت هالرسالة هذي ، تكلم يا سهيل لا أنا ولا أنت ضامنين مطلع الشمس تكلم وأدحر الشياطين والزعل تكلم وخلنا نرجع مثل زمان أول
سهيل : كتبت كل شيء فالرسالة في حال توفيت توصلك مع رماح لكن أقدمت حفيدتك وخذتها قبل أموت ، أنا يا مترك مالي وجه بعد اللي سويته لك لكن يعلم الله إني ما كنت أبغاك تتورط معي
ميّل رأسه بعدم فهم ينطق : أتورط ؟
سهيل : المقاول اللي كنت تحوّل المبالغ عليه
هزّ مترك رأسه بخفه ينطق : ايه ؟
زفر سهيل بغضّب ينطق : طلع نصاب ومبلغ علي وعليك بقضية فساد ولا وش اللي خلاني أتقاعد بدري ؟
توسعت عيونه بصدمة وكمل سهيل ينطق : تقاعدت بعمر نجم ذلحين كله عشاني تلبست التهمة ودفنت أسمك من دائرة الاتهامات وأدري بك يا أبو أمير رجالٍ كفو والله أدري وعشان كذا كنت أصدك وأقول لك كلام يكسر الحجر من قساوته لكن ما كان عندي حل ثاني لو أعلمك مستحيل تسكت وبترمي نفسك معي وأهلك يحتاجونك ويا مترك إن كنت بتعاتب حقك وأبسط حقوقك لكن لا تفكر إني بندم على اللي سويته أنا لو يعود بي الزمن سويت نفس الشيء !
هزّ رأسه بالنفي مرارًا وتكرارًا ، قطرت دموعه مصدوم من الحقيقة اللي كسرت بداخله الشيء الكبير ، كيف قدر يكره هالروح الطيبة ويتحسب عليه ليل ونهار ويرفع عليه ألف قضية وشكوى ويبعده عن حياته لمدة ثلاث عقود من العمر ، رفع سهيل رأسه وسرعان ما جمد بمكانه من شاف دموع مترك تنساب على وجنتيه بدون توقف ، الندم أكله من لحظتها ، تقدم يدفع المركى من بينهم ويسحب مترك له يحتضّنه ، أنهارت جدران مترك وأنفجر بين يدين رفيق دربه ، غطى سهيل عيونه من بدأت تحرقه يغمضها بقوة يمنعها من البكاء ، مسح على ظهره ينطق بنبرة مكسورة وصوت مهزوز : الليلة ليلة فرح يا مترك الليلة صرنا أنساب وزاد القرب قربين الليلة رجعت المياه لمجاريها ولو طالت بنا الليالي وباعدت بيننا السنين الليلة نفرح ونلعبّ ما نبكي جعلني قبلك ما تبكي يا رفيقي وأنا حيّ !
عضّ مترك على إبهامه بحسرة ينطق : ما بكيت إلا من رخامتي يا رفيقي أنا بدال ما أعذرك أتهمتك بأسوء الاتهامات أتهمتك بالخيانة وأتضح لي إن محد خان العهد إلا أنا أبكي لأني ما صنت العشرة والقرب وقطعت صلة الرحم قبل أعرف الأسباب اي بالله ببكي !
أبتسم سهيل يقبّل كتفه وينطق بحدة : لو إني محلك سويت مثل سواتك الغلط بيني وبينك يا مترك علي أنا لحالي ولا من يبغى يصون عشرة واحد قفل البيبان بوجه رفيقه وبنا بيوته على أرض كانت بتكون نادي للضباط ؟
تنحنح مترك يمسح دموعه بطرف شماغه ، رفع عيونه لسهيل ينطق بهدوء نبرته : سمعت إن الحلّة أحترقت معوض خير يا أبو هزاع
أبتسم سهيل ينطق ساخر : شكلها عينك صابت بعد ثلاثين عام
ضحك مترك يشّد على كف سهيل اللي ضحك معه ، ألتفت على مترك اللي نطق بصرامة : هالمره أبشر بالمعونه اللي تسدك وتبني بيتك وترجع حلالك كامل والله ما تردنّي أقل شيء أسويه لعل وعسى ينزاح الحمل من أكتافي
رفع سهيل أكتافه بعدم معرفة ينطق : ماهي بيدي بيد نسيبك
أبتسم مترك ينطق : أجل سهالات ومنها تتوطد العلاقة بيني وبينه
ضحك سهيل ينطق : افا يا مترك وش مسوي لنجم سهيل ؟
مترك : والله ولا حاجه دلع هالجيل !
ضحكوا أثنينهم وتقدم مترك يصبّ قهوة لسهيل ، مدّ له وأبتسم سهيل ينطق : أسلم ، جعله ماهو بآخر عهدنا بالمجلاس والتقهوي مع بعض
أبتسم مترك ينطق : الله يخليك يا أبو هزاع
كملوا ليلتهم بالمشب يستذكرون أحداث الماضي الجميل مع بعضهم ، يجددون العهد والذاكرة ببعضهم بعيد عن العالم من حولهم ..
« مدخل المجالس الخارجية »
تقدم لنجم الواقف يمسك ذراعه وينطق بصدمة : بتسري ؟
ألتفت نجم على أحمد ينطق : الله الله تخاويني ؟
أحمد : منجدك بدري يا ولد !
نجم : ما جيت إلا عشان أملك عليها ، ملكّت عليها وتعشيت وش عاد يقعدني ؟
أحمد : خلاص أجل بخاويك
نجم : زين بروح أشوف وش تبغى نجد وأجيك
هزّ أحمد رأسه ومشى نجم يرفع جواله يتصل عليها ، ثواني ووصله صوتها وهي تقول : وينك يا أخوي ؟
نجم : أنتي وينك ؟
نجد : عند موترك
ألتفت على جهة السيارات يشوفها ، توجه لها ينطق : جايك
قفل الجوال يدخله بجيبه ويتقدم لموتره ، وقف من سمع صوت شجاع يناديه ، زفر يأشر له ومشى شجاع يتبعه ، تقدم بجانبه ينطق : ولد بتسري ؟
نجم : تخاويني يا الرأس الطيّب ؟
رفع عيونه على نجد يوقف بمكانه بينما كمل نجم طريقه لحّد ما وقف قدامها ينطق : هلا ؟
نجد : تعبانه أبيك توديني البيت
قرب منها يحاوط كتفها وينطق : افا سلامتك وش جاك ؟
زفرت نجد بخجل تنطق : يا أخوي موضوع خاص بالحريم
أبتسم يصدّ عنها ويفتح لها السيارة ، تقدم يرجع لشجاع وألتفت عليها ينطق : أركبي يا نجد
هزّت رأسها تفتح الباب الخلفي وتركب ، هي لمحت شجاع بس عجزت ترفع عينها له وفهمت إنه جاي معهم لأجل كذا تراجعت للمرتبة الثانية ، تنحنح شجاع ينطق : سلامات ؟
رفع حاجبة بدهشة ينطق : شدخلك ؟
زفر يدفع نجم من كتفه ، أبتسم بخفه ينطق : بروح أشوف الدكتورة قبل أسري وأنت علم أحمد لأنه يبغى يسري معنا
هزّ شجاع رأسه ومن أختفى نجم من قدامه ألتفت على موتر نجم يتقدم له ، فتح الباب اللي ركبت معه وسرعان ما فزّ يمسكها مع كتفها ، شهقت نجد برعب من أنفتح الباب فجأة بعد ما كانت مثبته رأسها عليه ، تمسكت بذراعه بقوة ترفع عيونها عليه من نطق بصدمة : بسم الله على روحك !
بلعت ريقها تغمض عيونها بهدوء ، نزل نظراته على أظافرها المغروسة بذراعه ينطق بهدوء نبرته : بشويش
عضّت شفايفها تتركه وترفع نفسها ، رفعت عيونها له تنطق بضيق : لا تحاول تبيّن لي إن الأمور تمام بيننا ولا تحاول توضح لي إنك..
قاطعها من نطق بحدة صوته : الأمور تطيّب ويزين حالها لا من عيني قابلت عينك
زفرت نجد تنطق بنبرة أكثر خشونة : خلك شجاع وعاتبني لا تكذب علي وتقول إنك طيّب وبداخلك أوجاع سببها أنا !
أبتسم يمسك كفها يضمّه بين كفوفه ، رفع عيونه من كفها يتأمل سحر عيونها وينطق بلهفة مشتاق :
2

قد يعجبك أيضاً
غرورك اللي علم الطاووس نفش ريشه بقلم r_55shog
غرورك اللي علم الطاووس نفش ريشه
2.8M
71.9K
حسابي بالاستقرام r_55shog
جَرح الأيهم بقلم ll118i
جَرح الأيهم
2.5M
174K
النبذه :- فَي ذَلك المَنزل الدافئ ، المَملوء بالمشاعرِ يحتضن أسفل سَقفهِ و بين جُدرانه تِلك الطفلةُ الَتي كَبُرَت قَبل أونها نُسخة والدها الصغيرة ذات الثَغر الضاحِكِ...
سَحابة حب بالوجدان تبرق منازلها من طويق للوادي  بقلم rwoix_
سَحابة حب بالوجدان تبرق منازلها من طويق للوا...
10.2K
258
دكتور بعد وفاة اقرب صديق له تتغير شخصيته للجمود والصلابه يجبره ابوه يتزوج بنت صديقه من الديره وبيوم زواجه يكتشف انها بكماء غير قادره على الكلام
وأنا فِي مَوج حُبك شراع يتهادىٰ  بقلم nine_823
وأنا فِي مَوج حُبك شراع يتهادىٰ
758K
19.7K
"لو كان الإنسان وحده لما استطاع أحدٌ هزيمته، لكن يُهزم المرء بأشيائه التي يحبها" روايتي الاولى اتمنى تنال اعجابكم🤍📜 وأنا فِي مَوج حُبك شراع يتهادىٰ
اهيم بها حبا  بقلم rwevjj
اهيم بها حبا
136K
2.5K
حسابي انستا تعالوا التنزيل فيه كل يوم @ rwevj
الحياة اليومية لزوجي السبعينات و تربية الأطفال بقلم momallmylife
الحياة اليومية لزوجي السبعينات و تربية الأطف...
22.7K
1.1K
مكتملة 148 فصل   كان لين وي وزونغ شاو متزوجين مرتبًا ، وانفصلا لمدة أربع سنوات ، وأنجبا طفلين ، لكن الزوج والزوجة لم يكونا أقرب من الأصدقاء العاديين.   اعتقدت لين وي أن...
غريب يدوّر في طرف عينها حضن ووطن  بقلم irwaya9
غريب يدوّر في طرف عينها حضن ووطن
262K
10.6K
ما بين نسمات الشتاء والنار والحطب بين أشجار النخيل والليمون والنعناع بين صهيل الخيول وتغريد الطيور بين برودة أمواج البحر ونعومة الرمل بين أوتار العود وخيوط الإبرة أحداث...
‏أنا دونك لو صار عمري ثلاث أرقام
‏شجاع ولا شاف عيونك يرخص رقبته !
-
وقفت للحظات بدون ما تنبس بحرف واحد ، كانت آبياته كافيه بإنه يتركها حائرة غافلة تمامًا عن مصيرهم ، بلل شفايفه ينطق بسخرية : ما بتردين يا غليص ؟
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق بسخرية : تحسب بنسى كل شيء وأنسى تخاذلي ورخامتي بآبيات زارفها من منتديات تعب قلبي ؟
شجاع : يعقب اللي يقول إنك رخمة ودام صاحب الشأن راضي ومسامح وش عليك ؟
تنحنحت تعدّل جلستها ، شّدت على كفوفه تنطق بصوت مهزوز : ما دام الفرصة أتيحت لي فأنا أسفه يا الشايب أسفه على كل شيء تسببت لك فيه من أذى ولو تبي تسمع الحقيقة فأنت والله تستحق أفضل مني..
شّد على كفوفها يوسع عيونه ، يطلبها توقف من قاطعها ينطق بهدوء نبرته : ما أبغى أسمع هالكلام الفاضي اللي تخبينه تحت أسم حقيقة ، الحقيقة يا غليص أنا وأنتي وباقي الجماعة نعرفها ونعرفها زين بعد
هزّت رأسها بالنفي وزفر ينطق بحدة : أنا مخطط لكل شيء ومقفل على الموضوع أسكتي لا تخربين علي !
ميّلت رأسها بعدم فهم تنطق : أي موضوع ؟
زفر شجاع ينطق بنبرة أهدى عن اللي قبلها : بقول للربع إن عندي مواعيد ومراجعات خارج المملكة وبأخذك معي بعد ما أعقد عليك ومنها يصير شهر العسل هناك ها وش قولك ؟
توسعت عيونها بصدمة تخرج ضحكة من بين أسنانها ، أبتسم بوسع ثغره ينطق :
يا نجد مدّي الحسن وتمادي
‏وإشرحي لـ ليل مفهوم الوسامه
‏وإفتحي شبّاك تفكيري ونادي
‏كل نجم أخايله تارك علامه
‏إضحكي للغيم دام الجو هادي
‏مثلك أنتي له غلاه وله مقامه
‏رافقتك الشمس ياعذيّة فؤادي
‏لو تدور الارض عدّتك الملامه
‏القصايد مالها موقف حيادي
‏في عيونك يعلن الشعر انهزامه !
-
أبتسمت بوسع ثغرها من آبياته اللي طالما كانت بموضعها ومكانها الصحيح ، أختياره للحروف وتنقيته للكلمات عجيب يذهلها ويتركها عاجزة تمامًا عن الرد ، تقدمت لأجل تضّمه لكنها لمحت أحمد وفزّت تبعده عنها ، توسعت عيونه بصدمة وسرعان ما ضحك من نطقت : عمو حميد جاي وصح لسانك يا الشايب
حكّ طرف شاربه ينطق بهدوء نبرته : صح بدنك يا ملهمة آبيات القصيد بداخلي ونتعبرها موافقه ؟
شابكت كفوفها ببعضها تنطق بربكة : أي ؟
أبتسم شجاع ينطق بهمس : الحضن
زفرت تنطق بخجل قبل تقفل الباب : الموافقه تسمعها وأنت في المجلس تتقهوى مع أبوي !
قفلت الباب وضحك شجاع يلتفت على أحمد اللي نطق بذهول : الله أعلم وش اللي مخلي الضحكات من الإذن للثانية ؟
شجاع : أسكت تراك خربت علي أفضل لحظه
ألتفت أحمد يشوف نجد داخل الموتر وسرعان ما شهق يضرب صدر شجاع وينطق بحدة : وش تسوي عند محارمنا يا ولد !
ضحك شجاع بألم وينطق : الله يعجل باليوم اللي أقول فيه حَرمي أنا !
ضحك أحمد ينطق : بيجي بيجي لحد يصجنا
تقدم شجاع يركب بجانب نجم بينما تقدم أحمد بدور يركب بجانب نجد فالخلف بحكم إن شجاع ماهو محرم لها ، ألتفت عليها يشوفها نايمه بجانبه تتمسك ببطنها لشدة الألم اللي تشعر فيه أبتسم يصدّ عنها ويحاكي شجاع اللي قدامه ..
« أمام باب القصر »
خرجت مزنه تلتفت ليمين وشمال وسرعان ما أبتسمت من شافت نجم تتقدم له وتنطق : آمرك حضرة النسيب ؟
أبتسم يتقدم لها ويقبّل جبينها للمره الثانيه بهالليلة ينطق بهدوء نبرته : ما يأمر عليك ظالم وين الدكتورة ؟
أبتسمت تنطق بسخرية : للأسف تطلب المستحيل يا عقيد الحين بنتنا مبسوطه مع صاحباتها وأصلاً ما نسمح إلا بمره وحده
عقّد حجاجه ينطق : الموضوع بيدي وبنتكم زوجتي وحليلتي خليها تطلع لي بكلمها قبل أمشي يمكن ناقص عليها شيء ولا حاجه
هزّت مزنه رأسها بالنفي تنطق : عشنا وشفنا صرت الأمر الناهي بس أبشر بكلمها لك ولا تجلس بخاطرك
أبتسم بخفه ينطق : ما تقصرين يا أمي
دخلت مزنه لأجل تنادي وهج اللي بدورها كانت تودع الضيوف وتشكرهم على تلبية الدعوة ، وقفت خلفها تخبط كتفها بهدوء وتنطق : يبغاك برا
ألتفتت وهج على صوت جدتها تنطق بتساؤل : مين ؟
أبتسمت مزنه تنطق بسخرية : سيد القلب وأحلى الحلوين
ضحكت بصدمة تنطق : مزوني بشويش لا يسمعونك الناس ، وينه ؟
مزنه : عند الباب
تقدمت تتخطى جدتها تتوجه للباب ، قربت منه تنطق : نجم ؟
ألتفت على الباب ينطق : لبيه
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : لبيت في منى وش بغيت ؟
زفر نجم يتقدم للباب وينطق : به أحد ولا أجيك ؟
ألتفتت تتأكد من خلوة المكان وتنطق : لا تعال
دخل يوقف قدامها وينطق بإهتمام : تعشيتي ؟
أبتسمت وهج تنطق بسخرية : تبغى الصدق ولا ولد عمه
حاوط ظهرها بذراعه يسحبها له وينطق : أبغاك أنتي
توسعت عيونها تصدّ عن ملاقى عيونه ، زفرت بخجل وأبتسم من بان له طيف إحمرارها ، ينحني يقبّل أرنبية خشمها وينطق بهمس : أنا بسري تبين شيء توصين على شيء ؟
هزّت رأسها بالنفي تنطق : أوصيك على نفسك أنتبه لها زين
رفع حاجبة بدهشة ينطق : المفروض اللي يوصي أنا ، روحي أكلي ولا تشغلين بالك معي
أبتسمت تأشر بإصبعها على خشمها تنطق : على خشمي شرايك ؟
ضحك من عذوبتها وكيف تهلكه بتصرفاتها ، قربّ منها يقبّل ثغرها وينطق من أبتعد : عليه الطيّب ودعتك الله يا عذب الطباع
خرج من عندها وأبتسمت تقفل الباب وراه ، تقدمت للصالة تجلس وهي تشوف باقي الضيوف يخرجون وكل ما تمر عليها وحده تلاقيها سرحانه بعالم غير عالمهم ..
« بيت هزاع آل جراح »
وصلوا جميع وتقفلت الأبواب وانطفت أنوار الحلّة ، تقدم يمشي بعصاته للمجلس ، صدره شرح وهموم كانت بحمل الجبال تبخرت وأنجلت ، دخل للمجلس يتأمل عياله على كبر سنهم نايمين على الأرض ، يوجعه حالهم لكن ما بيدينه حيله سلم كل أمور حلّته لنجم ويدري إنه قدها وإنها بيدين أمينه ، مدّ ذراعه يستند على المركى وينزل بهدوء لحّد ما استوى على فراشه ، سحب بطانيته يغطي نفسه ويلتفت لعياله بأخر لحظه قبل ينام ، يلاحظ فقدان شخص منهم ايه رماح ماهو بفيه ، زفر يرفع جواله لأجل يتصل عليه يشوف وينه هو أدرك الحين إن رماح ما كان متواجد طوال الليلة بس حضر كتب الكتاب وبعدها أختفى ، زفر بغضّب من ما لقى نظارته الطبية وبدأ يدورها حوله ، خلف وسادته وأعلى المركى لكن دون جدوى ، وبحكم إنه يشوف البعيد قدر يشوفها عند رأس أحمد النايم وسرعان ما تذكر بأيام العزاء والإتصالات اللي كانت تجيه من معارفه اللي يعزونه كان يلبسها ويسلمها لأحمد لأجل ينتبه لها لا تضيع ، تنحنح ينطق بهمس : بسم الله
وقف يستند على الجدار ويمشي بحذر بينهم ، مدّ ذراعه يأخذها وسرعان ما ألتفت راجع لفراشه ، جلس ولبس نظارته وبدأ يقلب بالأرقام يدور على رقم رماح لكم قاطعه إتصال وارد وزفر يفتحه وينطق : الو ؟
أبتسم كايد ينطق : سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سهيل : عليكم السلام والرحمة من معي ؟
كايد : افا يا عمي أنا كايد آل حمد
زفر سهيل ينطق : ايه هلا هلا ، وش بغيت يا كايد آل حمد ؟
ضحك كايد ينطق بسخرية : عاد حنا أنساب..
قاطعه سهيل من نطق بحدة : كنا أعجل علي يا صبي وش عندك ؟!
تنحنح كايد يعدّل وقفته وينطق بجدية أكبر : ما دام تخطينا موضوع القرب والأنساب فأنا أعرف من اللي أحرق مزرعتك
توسعت عيونه بصدمة ينطق : لا تمزح معي بموضوع مثل كذا يا لواء !
زفر كايد ينطق : أمون عليك عشان أمزح معك أقولك أعرفه وأعرفه محله وأسمه وأنت ما أنت بعيد مني تعرفه حق المعرفة
أخذ به تفكيره لكل معارفه ، بدأ يتعرق الوقت ماهو بوقت طعنات من الظهر والطعنه اللي جاته في حلاله ومزرعته ماهي بهيّنه ، زفر ينطق بتعب وقلة حيله : من ؟
كايد : مترك بن مقرن آل ساير
ارتخت ملامحه يلعبّ بسبحته بدون ما يبدي أي ردة فعل مما أثار الفضول بكايد اللي نطق : معي ؟
زفر سهيل يرفع عينه على نور موتر رماح على الجدار ينطق : يصير خير
وقف يقفل المكالمة بوجه كايد ويمسك معكازه يتوجه للخارج ، مترك قام بالفعل بتبرئة نفسه من علم سهيل عن سبب إختفاءه وعدم حضوره للعزاء وإنه كان فالخارج يراجع مع زوجته ، قفل رماح الموتر ينزل منه وينطق : صبحك الله بالخير يا والدي وش عاد مسهرك ؟
زفر سهيل ينطق بحدة : وين أنت فيه من ليل هاه جاي للبيت الفجر !
أبتسم رماح يقبّل جبين أبوه وينطق : يا أبو رماح ماني ولد العشرين عشان تقلق علي طرى لي شغله ورحت أخلصها آمرني ؟
سهيل : وش الشغله ان شاءالله ؟
تقدم رماح يتمسك بذراع أبوه وينطق : إن كان ما حولك نوم شرايك نطلع للدكة ونسوي لنا براد شاهي ومنها ننتظر صلاة الفجر وأبشر بالعلم اللي يسر خاطرك ويونسه
سهيل : توكلنا على الله
جلسوا بالدكة ووقف رماح ينطق : بروح أركب بالبراد
هزّ سهيل رأسه بخفه ينطق : وين نجم ؟
رماح : وأنا راجع مريت على الحلّة وقابلته يقول بيخلص مع العمال وبيجي معهم يوصلونـ..
ألتفت على الددسن اللي وقفت على رأس الخط ونزل نجم من الصندوق يمشي بإتجاه الدكة ، آشر عليه ينطق : جابك الله
رفع يده بالسماء ينطق بعلّو صوته : سلام عليكم
أبتسم سهيل ينطق : عليك السلام يا عريس وعساك على القوة
تقدم ينزل زبيريته ويجلس بجانب جده ينطق : عسى عمرك طويل
رماح : أحسب لك معنا فالشاهي ؟
فزّ واقف وقبل ينطق سبقه رماح ينطق بحدة : والله ما تقوم أرحم عمرك أنا بسويه وأصلاً ما يعجبني شاهيك
ضحك بصدمة ينطق : أنت أبخص يا تاج رأسي
رماح : تعالموا وتشاوروا شوي وأجي
مشى رماح للبيت وألتفت نجم على سهيل ينطق : قد رقدت ؟
هزّ رأسه بالنفي ينطق : جاني إتصال طير النوم من عيني
ميّل رأسه بعدم فهم ينطق : عسى ماشر ؟
سهيل : تعرف كايد آل حمد ؟
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق : الله الله أعرفه كنت تابع له قبل الترقية وش بلاه ؟
سهيل : دق علي يعلمني بحاجه وللحظة بسيطة كنت ناوي أحرق الدنيا وأحرق الكلب اللي سوى فينا كذا
رفع حاجبة بدهشة ينطق : سهيل والله ما فهمت عليك
سهيل : قالي إنه يعرف اللي حرق مزرعتي يا نجم سهيل
توسعت عيونه يفزّ من مكانه ينطق بحدة : ومن هو الكلب ؟!
أبتسم سهيل ينطق بهدوء نبرته : ما بتكون ردة فعلك مثل ماهي لو قلت لك الأسم يا ولدي
ضرب نجم المركى ينطق بغضّب وهو معقّد حجاجه : أنا رجال عند كلمتي وأنت أكثر من يعرفني يا سهيل أنا وعدتك أحرقه وأذوقه لهيّب وجمر !
سهيل : خلنا ما نستبق الأمور وننتظر خبر من أبوك
زفر يمسح وجهه وشنبه يستغفر بمحله ، ألتفت على رماح اللي جلس ينطق : ايوه ؟
تنحنح نجم ينطق بحدة : أترك الشاهي وعلمني وش خبرك ؟
ألتفت على ولده ينطق بتساؤل : أعوذ بالله علامك تنافخ ؟
سكت نجم يغمض عيونه بغضّب ، ألتفت على أبوه الساكن بمكانه ينطق : وش قلت له عشان يشتط ؟
رفع سهيل أكتافه بعدم معرفة ينطق : صبّ لي بياله
مدّ نجم يده على البراد يصبّ لهم ثلاثتهم ، أبتسم سهيل ينطق : وش كانت قصيدتكم أنت والشباب كنت أسمعكم مع شباك مجلسي ؟
أبتسم نجم بخفه ينطق ببداية البيت وسرعان ما كملوا سهيل ورماح معه ينطقون بصوت واحد :
طالبك طلبه وذا جاهي
تقلط على بيالة الشاهي
في مرتعٍ بالحياه زاهي
ياعوين من فارق أحبابه !
-
ضحكوا أثنينهم من دونه ، رفع بيالته يترشف من الشاهي وينطق بهدوء نبرته : وش سويت ؟
رماح : دق علي عسكري من الأشخاص القايمين على القضية
نجم : أسلم ؟
رماح : الله الله وأطلع من قصر مترك رايح لهم وأول ما وصلت علموني عن مكانه وعلطول دخلت المكتب اللي هو فيه وبدون ما يتكلم مدّ لي ملف وأخذته ، طلع بداخله تسجيل كاميرات خط وصور لسيارة المشتبهين فيهم وبياناتهم وأبشركم إني متأكد من أنهم المجرمين من جركل بنزين في سيارتهم ولقطتهم الكاميرا بوقت طويل قبل الحريق بأيام لكنهم طلعوا على الطريق العام بعد الحريق بالضبط
زفر نجم ينطق بهدوء نبرته : اللهم لك الحمد
سهيل : أنا أعرفه لكن قبل تقبض عليه وعلى اللي معه لازم تعرف وش صار معي قبل شوي
ألتفت رماح على أبوه ينطق : من هو ؟
سهيل : تذكرت قبل البارح أسم الشخص اللي هجم علي
زفر نجم ينطق : واللي هو ؟
سهيل : عوض بن عُبود بن حازم آل حمد
طارت عيون نجم بغضّب يلتفت على أبوه وينطق بصدمة : صدق هالحكي ؟
هزّ رماح رأسه بالإيجاب ينطق : ايه هو
مسك نجم رأسه بصدمة ينطق بحدة : ما كفاه الحال اللي وصلني فيه أنا وأبو سعود ؟
رماح : هو اللي هاجمك فالمعسكر ؟!
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق بغضّب : للأسف لكن وش ينجيه من يديني أسود الوجه !
رماح : الحكومة ما هي مقصرة وبنأخذ حقنا من عينه بالقانون أهجد وأمسك أرضك
نزل بيالته بغضّب ينطق : اخ سعّد من حطه بين يديني ، وش سالفة كايد يا سهيل ؟
رفع عيونه على نجم ينطق : أتصل فيني
ميّل رماح رأسه بعدم فهم ينطق : ايه وش عنده بعد ؟
سهيل : قالي إنه يعرف من المتهم
أبتسم رماح يتكي على المركى ينطق بسخرية : ومن هو ان شاءالله ؟
سهيل : مترك
ضحك رماح بسخرية ينطق : بيتحاسب ان شاءالله هذا غير إنه يقرب للمتهم وجالس يغطي عليه ؟
تنحنح نجم ينطق بصدمة : والله جنون !
زفر سهيل يعدّل قعدته وينطق : علمتك بتتغير ردة فعلك
مسك نجم ركبة جده ينطق بجدية : أهم حاجه إنك ما وضحت له أو صدقته
هزّ رأسه بالنفي ينطق : قلت يصير خير وقفلت في وجهه
ضحك رماح يغمض عيونه وينطق : بعدي والله يا والدي
نجم : وش بتسوون ذلحين ؟
رماح : أنطلق تعميم على عوض وعبدالوهاب ومعيض بإلقاء القبض عليهم وننتظر من السلطات المختصة خبر
هزّ رأسه بخفه ينطق : أجل بأذن للفجر
سهيل : خله أنا بأذن
ألتفت على سهيل ينطق : اللي ودك
شرب المتبقي في بيالته ينزلها ويتوجه للمجلس ، أذن سهيل الفجر يدّعي المسلمين من أطراف البر لإقامة الصلاة ويعلمهم بدخول وقتها ، وقف رماح يتوجه للمغاسل وعلى طريقه وقف عند باب المجلس يطرق عليه يصحي أخوانه وعيالهم ، يصفون خلف سهيل اللي كبّر بهم يصلي ..
« قصر مترك ، غرفة عزيز »
نزل سماعة البي سي يوقف اللعبة من سمع صوت باب غرفته ، تقدم له يفتحه وأبتسم من شاف أمه ينطق : هلا بالغاليه هلا
ضربت صدره تنطق بتهديد : ليش باقي سهران ؟
ضحك يضمّها لصدره وينطق : ما حسيت بالوقت من اللعبة
حاوطت ظهره وأبتسم يقبّل رأسها يستنشق ريح شعرها وينطق : إلا وش باقي تسوين هنا يابعد هالروح ؟
دفعته عنها تتكتف وتنطق بحدة : بيت أهلي بتحاسبني بعد ؟
سحبها يقبّل كتفها وينطق بجدية : أعقب يا دنيتي
مشت معه تنسدح على سريره ، تقدم يسند رأسه على صدرها ينطق : أمي أعترفي وش مخليك تجلسين الليلة ؟
زفرت من أكتشف أمرها تنطق بغضّب : أوف من هي اللي تبغى تتزوجها ؟؟
ضحك بصدمة يرفع رأسه يناظر بوجهها وينطق : منجدك ؟
خلخلت أصابعها بشعرها ترجعه للخلف وتنطق : ما أبغى أصير الأم النشبه بس بخاطري أعرف من المحظوظه اللي حبّها وحيدي وشافها مميزة عن غيرها
هزّ عزيز رأسه بالنفي ينطق : صعب أعطيك أسم وأنا للحين ما أتخذت قرار نهائي بخصوص مشاعري وحددتها
سمو : مو لازم تحدد مشاعرك بس قولي مين هي
وقف يبتعد على السرير يجلس على مكتبه ، لبس سماعته يستأنف لعبته وأبتسمت تتقدم له ، مسكت أكتافه تنطق بهدوء نبرتها : ما أبغى أضغط عليك وبراحتك أنا أعتذر
ضغط الزر يوقف اللعبة ويلتفت عليها بالكرسي ينطق : والله ؟
هزّت رأسها وسرعان ما نطقت بحدة : والحين وخر أبغى أجرب اللعبة لو سمحت
وقف عن الكرسي ينطق بسخرية : طبعًا كلي لك تفضلي
جلست على الكرسي تلبس السماعة ، زفرت تبعدها عن أذنها وتنطق : ماما مقاس رأسك طبيعي ؟
ضحك بعلّو صوته ينطق : حلو بدينا إسقاط بحقي تراه إنتاجك هدي حبيبي !
رفسته على السرير وطاح يضحك
رفسته على السرير وطاح يضحك ، صدّت عنه تنطق : جد ولد أبوه !
مسح عزيز دموعه ينطق بضحكه : طيب شيء حلو ولا شين إني أكون ولد أبوي ؟
سمو : أقول أسكت وتعال علمني شلون أصغر حجمها ذي
ضحك يتقدم لها يقبّل رأسها وينطق : يا ناس الله يجعلني فداها
أبتسمت بوسع ثغرها له تحتضّن ذراعه ، سحب السماعة من يدها يصغّر حجمها ، لبسها ولفّ الكرسي للشاشة ينطق : أنطلقي !
توسعت عيونها بصدمة من بدأت الجولة وداهموهم الخصوم من كل إتجاه ، رفعت السلاح باللعبة ترميهم واحد ورا الثاني ، صرخ عزيز يعزز لها مندهش من إتقانها للعبة ..
« بيت هزاع آل جراح ، العاشرة صباحًا »
خرج خلف منيف يحكّ عيونه ، رفع عيونه على نداء عمهم عبدالكريم اللي نطق : ألحقوا على الباقي من الفطور غسلوا وتعالوا
زفر شجاع يتوجه للمغسلة يغسل ، ألتفت على منيف اللي طلع فرشاته والمعجون ينطق : بعد الحريق ما جبتوا أغراضي ؟
رفع أكتافه بعدم معرفة ينطق : اسأل أمك ولا أختك
رفع عيونه على شجاع يغمز له يستفزه ، دفعه مع كتفه ينطق بحدة : خلاص حشم !
ضحك منيف بسخرية ينطق : وجع أمزح
سحب شماغه من على كتفه يمسح وجهه ويتوجه للدكة ، جلس بجانب أبوه ينطق بهدوء نبرته : سلام عليكم
ردّوا أعمامه السلام وآشر سهيل على السفرة ينطق : أقرب
تقدم يمدّ يده على الخبز ويبدأ يأكل ، ألتفت على سوالفهم ينطق : يبه
ألتفت مسلط عليه ينطق : هلا ؟
شجاع : وين عمي رماح ونجم ؟
مسلط : عمك راح لدوامه ونجم عند الحلّة
وقف يترك ما بيدينه ينطق : بروح له توصون شيء ؟
توسعت عيون سهيل ينطق بحدة : ومن بيأكل ذا الخبر من بعدك ؟
نفض يدينه ينطق بإبتسامة : وش قومه نظيف
ركض لموتره وسرعان ما ألتفت على صوت مسعود اللي يركض خلفه ، زفر يمسح وجهه وشنبه ينطق : ما أنت بجاي يا مسيعيد من ذلحين ها فكني شرك
رفع حاجبة بدهشة ينطق بحدة : يا شينك بس أمسك مفتاح موترك !
ضحك بخفه يأخذ المفتاح وينطق : حبيب أبو مسلط ما تقصر
زفر يركض وينثر التراب على شجاع اللي انحنى يشيل الحيود ويرميها عليه ، زفر ينظف طرف ثوبه من التراب يتوعد في مسعود ، فتح أمان الموتر يركبه ويشغله ، انفتحت الباب اللي بجنبه والخلفي يركبون أسيل وشمايل ونجد ، ألتفت بصدمة على أسيل اللي نطقت بربكة : أنا في وجهك ما ترجعنا باليالله هجينا !
ألتفت على شمايل ونجد اللي تضبط حزام الأمان ، أبتسمت شمايل ترفع كفها وتنطق : سلام عليكم يا أطنخ ولد عم فالحياة
رفع حاجبة بدهشة ينطق : عليكم السلام يا انشب مخاليق فالحياة
عدّلت نجد قعدتها تنطق بهدوء نبرتها : أبغى الصيدلية ولا مافيه موافقه للي بيني وبينك
فزّ يغير موضع الموتر بالقير ويفك الهاند بريك ويحرك من المكان ينطق : مغير أبشري والله نحلق للصيدلية وليتك قلتي لي من أول ماله داعي المداهمة اللي قبيل
ضحكوا كلهم ونطقت شمايل بسخرية : خفيف !
توسط الخط يتوجه للحلّة ومن بعدها بيتوجه للرياض لأجل نجد وطلبها ..
« حلّة سهيل ، الظهر »
واقف عند النخل يستظل فيه ، يتأمل المكان اللي بدأ التغيير يوضح عليه وبشكل كبير كيف لا وأول أسبوع مرّ بالفعل ، أنتهى من زرع النخل الجديد بمكان النخل السابق ، خلص من المزرعة ونقل الحلال يرعى فيها من أول وجديد ، وألان بادي يشتغل بالمجالس الضخمة ، بحكم إنه بعد الزواج بينتقل للعيش فالرياض مع وهج أستغل مساحة بيته السابق بعد ما أحترق وبنى فيه مجالس جديدة تتمدد للمزرعة ، بحلّة جديدة مذهلة وفريدة من نوعها ، بيوت الطين ما زالت قائمة على حالها وما تأثرت بالحريق سوى لونها الخارجي واللي أنتهى نجم من صبغها باللون الأبيض وزيّن أطراف سطوحها باللون النيلي وأبوابها أيضًا ، مسح عرق جبينه ينطق : تأكد من استقامة الطريق يا محمد !
هزّ العامل رأسه بالإيجاب يكمل شغله ، مدّ طريق صخري من كل مدخل لآخر طرف بالمزرعة وهي زريبة الغنم ، ألتفت على صوت الموتر وزفر يفتح الباب ويخرج ويقفله من خلفه ، تقدم لشجاع اللي نطق بصدمة : وجع أفتح البوابة نبغى نشوف حلّتنا بعد لمساتك يا الأناني !
رفع حاجبة ينطق بحدة : الشمس لاعبه فيني لعب وش جابك ومن اللي معك ؟
شجاع : والله يا طويل العمر والسلامة جاي أشيك على أمورك ناقصك شيء جوعان كذا واللي معي الشيخة بنت مسلط وأخت منيف ونجد الأحباب
مسح جسر خشمه ينطق بغضّب : ما ناقصني شيء ورجعهم معك ذلحين
ضحك شجاع وزفرت أسيل تنطق : يعني لا منك ولا كفاية شرك خله يطلعنا من البر أنكتمنا !
رفع يدينه يستسلم وينطق : ما قلنا شيء يا أخت الشجاع لكن معكم وحده تلزمني
مرر نظراته على نجد اللي بدورها كانت تناظره ، تقدم يلف على الموتر ويوقف عن بابها ، آشر لها تنزل الشباك وزفرت تنزله ، قرب لها ينطق بهمس : سلامات وش حاشرك معهم ؟
نجد : تعبانه أبغى الصيدلية
رفع حاجبة بدهشة ينطق : وصيني وش تبين وأجيك به
زفرت بغضّب تنطق : متى تجيبه بعد ما أموت من الألم أبغاه ألان !
قبض على يدها ينطق بحدة : قصري صوتك وأنتي تكلميني ماني استاهل هالنطره !
صدّت شمايل عنهم تزفر بتوتر ، هي هربت من الغرفة لأنها ما كانت تفكر إلا في عزيز وفي ليلة البارحة ، والحين زاد توترها من نقاش عادي بين أخت وأخوها ، ما تعودت تشوفهم مع بعض لأجل كذا أتلفت أعصابها ، فتحت نجد الباب وعن طريق الخطأ ضربت رجل نجم المصابة وزفرت بتوتر تبتعد عن الموتر ، عضّ شفايفه بألم يقفل الباب بقوة ، كانت عين شجاع على نجم وسرعان ما فتح الباب يركض خلفه من لمح نظرته الغاضبّة ، مسك ذراعه ينطق بجدية : أستهد بالله ولا تنسى إنها وحيدتك ومالها بعد الله أحد غيرك ووالله اللي رفع سبع ونزل سبع إنها ماهي متعمدة وبعيد عن المشاعر أحاكيك يا رفيقي !
سحب ذراعه يدفع شجاع بغضّب وينطق بحدة : لا تتدخل بيني وبينها سامع وبتتحاسب على وجودها معك فالموتر ماهي أول مره يا أستاذ المشاعر أنت !
تقدم يستند على عكازته يتوجه لمكان تواجدها ، وقف من شافها تبكي وعيونها معلقة على شباك غرفتها الضخم ، هرموناتها متلخبطة بحكم فترة الحيض اللي تعيشها ، لأجل كذا انفعلت بشدة في المحادثة اللي حصلت بينها وبينه قبل دقايق معدودة ، تنحنح يستغفر ويتقدم لها ، قبّل رأسها وسرعان ما ألتفتت له تحتضّنه ، حاوط ظهرها يمسح عليه وينطق بهدوء نبرته : بالهون يا نجد العذيّه ، بالهون !
همست بالأسف تعتذر عن الضربة اللي سددتها له وأبتسم بخفه ينطق : طبّ ودواء لا تشيلين هم
أبعد وجهها يمسح عيونها بخفه ، زفرت تنطق بهدوء نبرتها : أمتلأ البرقع من دموعي الله يسامحك
رفع حاجبة بدهشة ينطق : وش سويت أنتي اللي ما أنتي على بعضك الله يسامح اللي موجعك
أبتسمت بخفه تنطق : أساسًا خف الألم شوي يعني ما عندي مشكلة أرجع البيت وتجيب لي العلاج بالليل إذا رجعت
حكّ رأسه يتأمل المكان وينطق : ما ظنتي بقعد لليل وأبشري بالعلاج ، سلامتك ما ترين بأس
تقدمت تتمسك بذراعه تسند نفسها عليه وتسمح له يسند عمره عليها ، فتح لها الباب وركبت وأبتسم يقفله ، تقدم لشباك شجاع وقبل ينطق مشى شجاع تاركه مذهول من تجاهله ، مدّ يده يمسح شاربه وينطق بحدة : والله صاير زعول !
زفر يراقبهم حتى استوى الموتر على الخط يتوجه للبيوت القديمة ، تقدم يدخل للداخل ويقفل الباب وراه ..
« قصر مترك ، غرفة وهج »
دخلت للغرفة ترمي اللابكوت حقها وتنزل شنطتها ، أنتهت من شفت الصباح وعلطول دخلت للحمام تأخذ دش سريع ، خلصت وطلعت ترفع جوالها وترسل لأمها تسأل عن الغداء وسرعان ما وصلها الرد من هنادي تأمرها تنزل له ، أبتسمت تتوجه لدولابها تطلع بجامتها وتجفف جسمها وشعرها وتبدأ باللبس ، رطبت كفوفها وذراعيها ووجهها ورقبتها ، انحنت ترطب أقدامها وسيقانها وتلبس جورب عليهم ، توجهت لتسريحتها تتعطر وتلف شعرها بمنشفته الخاصة وتتوجه للخارج تركض مع الدرج ، لفت تتمسك بالدرابزين وتكمل هرولة وقبل توصل لآخر الدرجات أنزلقت قدمها وشهقت تطيح على أسفل ظهرها تصرخ بألم من ضرب رأسها وتكسرت أظافرها أثر محاولتها السريعة بالتمسك بالدرابزين ، فزّت هنادي تركض لصوت بنتها ووقفت مصدومة من لاحظت عدم وجود سجاد على الدرج ، شهقت تركض لها تنادي بأسمها وتصرخ تستنجد بأسم أمير ، زفرت بألم تنطق بصوت مهزوز : ماما تعالـ..تعالي سانديني
مسكت ذراع بنتها وبيدها الثانية ثبتت وهج عليها ، ركض أمير وعزيز من الحديقة لهم ، أبتسمت بألم تنطق : كويس لبست منشفه على رأسي
سحب عزيز كرسي من الطاولة وتقدمت هنادي بمساعدة أمير يوجهونها له ، جلست تناظر بأظافرها وتنطق : حلو لقيت سبب أسويها قبل الزواج
ضرب عزيز رأسه بصدمة ينطق : صدق إنك في وادي وحنا في غير وادي !
ضحكت تلتفت على أمير اللي جلس على ركبته ينطق بذعر : بابا أنتي بخير ؟
هزّت رأسها بالإيجاب تنطق : بخير ماعليك بس ظهري يعورني شوي
أمير : بنادي الدكتور..
قاطعه عزيز من تكتف ينطق بحدة : والحمار عزيز وش بيطري ؟
ضحكت تمسك ظهرها وتنطق بترجي : عزوز يا حيوان بس !
أبتسم ينطق بسخرية : قهرني
ضحكت هنادي تنطق بصدمة : لا بخير دامك تضحكين شوفي أكلك قدامك خلصيه وتعالي أعطيك دواء وإن جاء اللي وهو باقي يعورك قولي لي أعلم أبوك
هزّت رأسها بخفه تنطق : ما عليكم ما يجيني شيء والدكتور الجراح عزيز موجود !
تنحنح يعدّل شعره وينطق : أحرجتيني الله يسلمك ويخليك
ضحكت بعلّو صوتها من رمى أمير حذيان البيت على عزيز اللي فزّ يركض للصالة وينطق بحدة : أحسن خليتها تضحك وبتزيد ألمها يا شطور
طارت عيون أمير يرفع طرف ثوبه ويركض بإتجاه عزيز اللي بدوره صرخ يركض للحديقة لأجل يحتمي ورا أمه ، ألتفتت على بنتها تنطق بنبرة أكثر جدية : ماما متأكده إنك بخير ؟
بلعت اللقمه تنطق بإبتسامة : والله بخير
انحنت هنادي تقبّل وجنتها وتنطق بهمس : عاد أفلمي على نجم خلينا نشوف حنيته قبل تروحين معه
ضحكت بسخرية تنطق : فكرة والله
ضحكت هنادي تنادي على روزا اللي خرجت من المطبخ ، آشرت على وهج تنطق : تعالي قصي أظافرها الغبيه ذي طيرت قلبي من محله
أبتسمت تكمل أكلها وتنطق بهدوء نبرتها : الله يسامحك إذا أنا غبيه مين الذكي
ضحكت هنادي تخرج للحديقة ، تقدمت روزا بصندوق العناية تنطق : جيبي أشوف
توسعت عيونها بصدمة تنطق : ماشاءالله وأنا أكل وفرضًا طار أظفر في أكلي !
زفرت روزا تسحب كفها الأيسر وسرعان ما شهقت بصدمة تنطق : ماما وهج هنا موجود دم !
وهج : الله يسلمك ما كنت أدري زين اللي علمتيني
زفرت تكمل شغلها بحذر شديد لأجل ما تزيد الألم والطين بله ، أنتهت وهج من أكلها تشرب اللبن وتمدّ كفها الأيمن لروزا اللي رفعت عيونها لها وسرعان ما ضحكت تنطق بسخرية : ماما وهج في شنب أبيض
زفرت وهج بسخرية تسحب منديل تمسح بقايا اللبن فوق ثغرها ، وقفت روزا من خلصت تنطق : الحين كويس
وهج : شكرًا روزا
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : أنا مافي سوي شيء
توجهت للمطبخ بعد ما رجعت صندوق العناية ، وقفت وهج بصعوبة تمسك بحبة الدواء تحطها على لسانها ، فتحت علبة ماء تشرب الدواء وتنزلها ، زفرت من ألم ظهرها تنطق بسخرية : كله عشان الأكل يا المشفوحه بغيتي تتكسرين قبل الزواج
ضحكت سمو تنطق : دليل الشفاحه إنك تجيبين طاري الزواج كل شوي ، سلامتك يا عين أختك
ضحكت تحتضّن سمو وتنطق : ماما ما تقدر تغفل عن أي تفصيل ماشاءالله
أبتسمت سمو تنطق بتساؤل : بالله كيف سويتي ؟
وهج : زلقت أتوقع عشان الكريم اللي حطيته على رجولي يالله جات سلامات
سمو : اي والله آخر الأوجاع ان شاءالله
أبتسمت تبعد عن سمو تتوجه للصالة ، جلست بهدوء على الكنب تنطق : تخيلي ماما وش تقول ؟
تقدمت سمو تجلس وتنطق : وش ؟
سحبت الترمس تصبّ لها قهوة ورفعت الفنجال لوهج اللي رفضته تنطق : بنفجر من اللبن والماء بعده
هزّت رأسها بخفه تقفل الترمس وتنطق : ايوه ؟
وهج : تقولي دقي على نجم وأفلمي عليه الشيخة تبغى تشوف حنيته قبل أروح معه
ضحكت بصدمة تنطق : تصدقين ماهي شينه
رفعت ذراعيها فوق تنطق : والله أستسلم
سمو : تدلعي عليه يا غبيه ترا يموتون في اللي كذا
رفعت حاجبها تنطق بسخرية : حبيبي نجم ميت علي من دون هذا كله بس أنتوا تحبون الدلوعات
ضحكت تصفق وتنطق بصدمة : أنا اللي أستسلم يا بنت وش هالثقه !
رفعت كتفها بغرور تنطق : بمحلها صدقيني
سحبت سمو الوسادة ترميها على وهج اللي ضحكت تنطق بحدة : يا زفت دوبي طلعت سالمه تبين تكسريني
رفعت حاجبها تنطق بسخرية : لا بالله بتنكسرين من وساده حبيبتي أنتي الدرج ما قدر عليك
ضحكت بعلّو صوتها تنطق : وربي لا أعلم بابا عليك يا حيوانه
سمو : بابا أستسلم من شاف عزيز ورا ظهري تتوقعين يقولي شيء عشانك ؟
وهج : اذلفي مني بس
غمضت عيونها من تعبها بعد الشغل فالصباح وما زادتها الطيحة إلا تعب ، تغفى بعد دقايق معدودة ..
« قسم الشرطة ، مساءًا »
خرج من القسم يزفر بتعب ، أنتهى من تسليم عوض وجماعته ، بأمر من النيابة العامة تم تحويلهم للمحكمة والأرجح إنه بيقام على معيض الحدّ لأنه قتل نفس وأما عن عوض وعبدالوهاب سجن مدته عشر سنوات ، نزع البريهه عن رأسه يركب موتره ، رفع كفوفه يغطي فيها وجهه يشكر ربه ويحمده على عطاياه ، قدر يأخذ حق أخته الوحيدة ويعاقب المجرم بالقانون ، يحمد ربه على حفظه لعقله وفكره وإنه ما هرع لأجل يأخذ حقها بيدينه ، شغل موتره يتوجه للبيت بعد يوم طويل جدًا ، رفع جواله يتصل على نجم وثواني ووصله صوته وهو يقول : أرحب
رماح : ابقه سلام عليكم
نجم : عليكم السلام يا مرحبا
رماح : وينك ؟
نجم : طالع من المستشفى ورايح للصيدلية ، آمرني
رفع حاجبة بدهشة ينطق : عسى ماشر وش عندك ؟
أبتسم نجم بخفه ينطق : ما يجيك أبد فكيت الجبيرة وهذاني رايح للصيدلية عشان أجيب غريضات لنجوده
أبتسم رماح ينطق بهدوء نبرته : الله يخليكم لبعض يا ولدي والحمدلله على سلامتك بترجع تباشر ؟
نجم : آمين آمين ، برجع الأحد الجاي بإذن الله
رماح : فقيد الميدانين يا أبوك العرب كلهم ينشدون عنك عودًا حميدًا يا بطل
نجم : الله يسلمك ما يفقدوني وأنت فيه
رماح : أنتبه للخط
نجم : أبشر توصي ؟
هزّ رماح رأسه بالنفي يدّعي إن نجم يشوفه ينطق : سلامتك
نجم : ودعناك الله
قفل رماح ينزل جواله بجانبه وينزع حزام أمانه بعد ما وصل لخط الديار الخالي تمامًا من كاميرات الحزام ، مدّ ذراعه يشغل النور العالي من أشتد الظلام وزفر يكمل المشوار ..
« الصيدلية »
دخل نجم يعرج بخفه وزفر يدخل ذراعه بجيبه يسحب جواله ، فتح الواتس يشوف رسايل نجد بأسماء الأدوية وركز بوقت الرسالة ينطق : مرسلتها الظهر بعدي والله لو تأخرت شوي ما لقت إرسال
تقدم للصيدلاني ينطق بهدوء نبرته : سلام عليكم
الصيدلاني : عليكم السلام
نجم : أبغى ذي طال عمرك
قرأ الصيدلاني الأدوية ينطق : أبشر
تقدم للأرفف يجيب الأدوية لنجم وتقدم يحطها على الطاولة ويبدأ يحاسب عليها ، أبتسم ينطق : مية وعشرة
زفر يهمس بداخله : ساهر هي ؟
مدّ بطاقته يدفع ويأخذ الأدوية بكيسها ، خرج من الصيدلية يتوجه لموتره ويركب ، قفل الباب يرميها جنبه يشغل الموتر ويحرك من المكان متوجه للبيت ، ميّل رأسه لصوت جواله وزفر يسحبه من جيبه يقرأ أسمها " عذبة الأطباع " أبتسم يرد وينطق : أرحبي يا قبلة الله حسن وأخلاق ومنطوق
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : الله يسلمك وينك ؟
نجم : قريّب أجيك ؟
ضحكت بخفه تنطق : لا أرجوك دوبي صحيت
نجم : صح نومك يا بعدي وشكلك نسيتي إني بعد أسبوعين برقد وأقوم على وجهك عمري كله
وهج : صح بدنك ولا ما نسيت ، جد وينك ؟
نجم : والله حولكم
وهج : خلاص تعال عازمتك على قهوة
أبتسم على جنب ينطق : اوه بدينا نلعب أدوار الزوج والزوجة في ذمتي إنه جوي !
ضحكت بصدمة تنطق : ماهي أدوار هذا واقع يا ذكي !
نجم : هذي تبيني ما أغلط وأنا أضيع عند صوتها
عضّت شفايفها بخجل تنطق بربكة : أنتظرك
نجم : لبى قلبك قفلي جايك ما أبغى الكاميرا تصورني
ضحكت بسخرية تنطق : صح عيب بحقك يا عقيد
قفلت وضحك يرمي جواله بحضّنه يتوجه لقصر مترك القريب من المنطقة اللي هو فيها ، وقف عند الإشارة يشوف الشارع ولمح بعينه محل ورد برأس الشارع ، أبتسم من أنفتحت الإشارة يتوجه له ، وقف عنده ينزل ويدخل له ، فرك يدينه ببعضها يتأمل الورد ، تقدم بدون ما يطول التفكير لباقة حمراء قرمزية ، سحبها من بين الورود بجانبها ، تقدم للبائع ينطق : بأخذها
هزّ رأسه بالإيجاب يحاسب عليها ، رفع عيونه على نجم ينطق بتساؤل : كرت ؟
قفل جواله ينطق بهدوء نبرته : وشو ؟
أبتسم البائع ينطق : تبغى معها كرت ولا مرسول مجهول الهوية ؟
نجم : لا الله يعافيك وش مجهول الهوية عطني كرت
آشر على الكروت وتقدم نجم يسحب كرت ، مسك قلمه وزفر يكتب آبيات توصفّ حاله من لحظة لقاه فيها :
4

قد يعجبك أيضاً
غرورك اللي علم الطاووس نفش ريشه بقلم r_55shog
غرورك اللي علم الطاووس نفش ريشه
2.8M
71.9K
حسابي بالاستقرام r_55shog
جَرح الأيهم بقلم ll118i
جَرح الأيهم
2.5M
174K
النبذه :- فَي ذَلك المَنزل الدافئ ، المَملوء بالمشاعرِ يحتضن أسفل سَقفهِ و بين جُدرانه تِلك الطفلةُ الَتي كَبُرَت قَبل أونها نُسخة والدها الصغيرة ذات الثَغر الضاحِكِ...
سَحابة حب بالوجدان تبرق منازلها من طويق للوادي  بقلم rwoix_
سَحابة حب بالوجدان تبرق منازلها من طويق للوا...
10.2K
258
دكتور بعد وفاة اقرب صديق له تتغير شخصيته للجمود والصلابه يجبره ابوه يتزوج بنت صديقه من الديره وبيوم زواجه يكتشف انها بكماء غير قادره على الكلام
وأنا فِي مَوج حُبك شراع يتهادىٰ  بقلم nine_823
وأنا فِي مَوج حُبك شراع يتهادىٰ
758K
19.7K
"لو كان الإنسان وحده لما استطاع أحدٌ هزيمته، لكن يُهزم المرء بأشيائه التي يحبها" روايتي الاولى اتمنى تنال اعجابكم🤍📜 وأنا فِي مَوج حُبك شراع يتهادىٰ
اهيم بها حبا  بقلم rwevjj
اهيم بها حبا
136K
2.5K
حسابي انستا تعالوا التنزيل فيه كل يوم @ rwevj
الحياة اليومية لزوجي السبعينات و تربية الأطفال بقلم momallmylife
الحياة اليومية لزوجي السبعينات و تربية الأطف...
22.7K
1.1K
مكتملة 148 فصل   كان لين وي وزونغ شاو متزوجين مرتبًا ، وانفصلا لمدة أربع سنوات ، وأنجبا طفلين ، لكن الزوج والزوجة لم يكونا أقرب من الأصدقاء العاديين.   اعتقدت لين وي أن...
غريب يدوّر في طرف عينها حضن ووطن  بقلم irwaya9
غريب يدوّر في طرف عينها حضن ووطن
262K
10.6K
ما بين نسمات الشتاء والنار والحطب بين أشجار النخيل والليمون والنعناع بين صهيل الخيول وتغريد الطيور بين برودة أمواج البحر ونعومة الرمل بين أوتار العود وخيوط الإبرة أحداث...
يوم جاء وجهك صباحٍ فيه مال الضيق داعي
‏جادت الدنيا سلام ... وسافرت بالعين قرّة
‏للسماء قبلة عيونك ولأوَّل دروبك مساعي
‏لأخرك نجمٍ قديم ، وفي وهَج وجهك مجرّة
‏كيف أشوفك في فتور من الهوى وأنت اِندفاعي ؟
‏شايفٍ فيك أجمل أيّامي ... ملذات ومسرّة .
-
أبتسم يمدّه للبائع يثبتها بأعلى الباقة ، أستلمها بعد ما دفع حسابها يخرج من المحل متوجه لقصر مترك ..
« قصر مترك ، غرفة وهج »
زفرت تعدّل شعرها من ورا ولفّت لأجل تشيك ، أبتسمت تسحب عطرها وترشه على عنقها ، قفلته ترجعه ومشت تخرج من غرفتها ، وقفت عند الدرج تتأمل السجاد اللي رجعته روزا عليه بعد ما أنتهت من التمسيح ، كان السبب الرئيسي في إنزلاق قدمها هو بلاط الدرج المبلول ، نزلت بهدوء تدخل للمطبخ ، سحبت دلة القهوة تحطها بالصينيه اللي سبق وجهزتها ، أبتسمت تشيلها وتخرج للحوش ، قفلت الباب وراها ومشت للقعده الخارجية تنزل الصينيه على الطاولة ، رفعت نفسها تزفر بتوتر وتنطق : وينه ويقول قريب !
شغلت أنوار القعده وأبتسمت تشيك على شكلها للمره الأخيرة ، ألتفتت على النور اللي أنعكس على البوابة وزفرت من خرج عيسى من غرفته يفتح البوابات ، دخل نجم للحوش يصف موتره بالمواقف ، مسك الورد بيده يفتح الباب وينزل ، قفل أمان موتره وتقدم للقصر ، ألتفت يسار من صفّرت وهج تلوح له ، أبتسم يتوجه لها والورد خلف ظهره ، توسعت عيونها بدهشة تنطق : فكيت الجبيرة واستغنيت عن العكاز وأنا مدري لو قلتي سويت لك شيء بهالمناسبة !
أبتسم بوسع ثغره تبيّن غمازاته ، سحب الورد من خلف ظهره ينطق : شوفتك تكفيني وأنا طالبك ما تحرميني هالزوّل
عبّست بملامحها تحتضّنه ، حاوط ظهرها ورفع حاجبة بإستنكار ينطق : ظهرك مكشوف ؟
هزّت رأسها بالإيجاب تنطق : ليش سألت ؟
أبعد عنها ينطق بجدية : مشينا ندخل داخل البرد لا يوجعك
أبتسمت بسخرية تنطق : هالمره ما علي خوف أنت حولي ولا ؟
مسك يدها ينطق : صاحية أنتي أقول أمشي معي
ضحكت من بدأ نجم يسحبها تنطق : القهوة طيب ؟
وقف يمدّ لها الورد وأبتسمت تمسكه ، آشر للباب ينطق : أدخلي وأنا بجيبها
ضحكت تتقدم للباب وزفر نجم يرجع للقعده الخارجية ، أبتسم ينطق بهدوء نبرته : الله يكثر خيرها ولا يحرمني منها
مسك الصينيه يمشي للقصر ، دخل وآشرت له يجي ، تقدم للصالة وأبتسمت تنطق : خذ راحتك ما فيه أحد 
جلس على الكنب وتقدمت وهج تحط الورد في الفازة ، أبتسمت تسحب الكرت وتنطق : اقرأه الحين ؟
نجم : على راحتك ذلحين ولا بعدين
رجعته بين الورد تنطق : بعدين الحين نسولف وأقهويك
أبتسم من تقدمت تصبّ له من قهوتها ، مدّت الفنجال له وتقدم يأخذه وينطق :
ياهني نجم شاف وهج وجهك من قريب
‏جالس معك سامعٍ صوتك متقهوي وقادع !
-
أبتسمت بوسع ثغرها تصبّ لنفسها وتتقدم تجلس بحضّنه ، تشبع نفسها من دلاله وحنيّته ، حاوطها بذراعه يقبّل رأسها ينطق : عساني ما أتبدل فيك يا عذب الطباع
أحتضنّته بيدينها تنطق : ولا منك يا وليف الروح !
بعد دقايق طويلة نزل فنجاله من أنتهى من شرّب الدلة ، انسدح يتمدد على الكنب وأبتسمت تحطّ رأسها على صدره ، خلخل أصابعه يلاعبّ خصلاتها ينطق : وش سويتي اليوم ؟
أبتسمت تنطق بهدوء نبرتها : بشرط تعطيني البرنت كامل باللي معك اليوم
آشر بإصبعه على خشمه ينطق : على خشمي
وهج : طيب داومت الصباح كان عندي شفت من بدري ورجعت الظهر أخذت دش وكنت ميته جوع كلمت ماما وقالت لي أنزل عشان أكل وزوجتك المشفوحه
سكتت فجأة من لاحظت إبتسامه عريضة زيّنت ثغره ، مات وحيّا عنده منطوقها من نسبت نفسها له وسمّت عمرها زوجة له ، ضحكت بدهشة تنطق : اوه الغمازات بانت أكيد فيه شيء
قبّل جبينها ينطق : أسلمي ؟
ضحكت تنطق بفضول : لا مع نفسك صراحة الحين تقولي وش سر هالإبتسامات !
نجم : ولا شيء يا نظر عيني كملي وش صار بعدها ؟
زفرت تقربّ أصابعها من شاربه وسرعان ما فزّ لأجل يعضّها ، شهقت تسحب يدها وتنطق بصدمة : ما تتوب ؟!
ضحك يغمض عيونه وينطق : ماش ما أنتي بمؤمنه
زفرت تخبط يدها على صدره وتنطق : يا ويلك تنام
أبتسم على جنب ينطق : مليتي مني ؟
ضحكت تهزّ رأسها بالإيجاب ، بدّل الوضعية ينسدح على جنبه الأيسر بينما كانت هي على جنبها الأيمن ، يقابل وجهها ويلامس برأس خشمه أرنبيتها ، عضّت شفايفها بخجل من إنعدام المسافة بينهم ، أبتسم نجم ينطق بهدوء نبرته : أبشرك ما يهنى لي نومي إلا في حضنّك بتحرميني النوم ؟
زفرت تقلب نفسها على ظهرها وتنطق : ما أحرمك بس لا تحرمني الحكي معك وحده بوحده يا عقيد !
مسك دقنها يلفّ وجهها عليه يقبّلها بعمق ، توسعت عيونها بصدمة من فعلته لكن ماهي إلا مسألة وقت حتى غمضت تبادله القُبلة ، تصلبّ ظهرها من حسّت بيدينه تتجول على ساحة خصرها ، فتح عيونه يبعد عن ثغرها من شعر بحاجتها للهواء ينطق : ضريبة التهديد يا دكتورة !
زفرت بربكة تحاول تنظم أنفاسها ، غمض عيونه وأبتسمت تدفعه وسرعان ما فزّ يسحبها مع خصرها ، صرخت من طاح على السجاد وطاحت تعتليه ، ضحك يزفر شعرها من على وجهه وضحكت تستسلم ، مسح على ظهرها المكشوف يرسل موجات لأسفل بطنها ينطق : أوجعتك ؟
هزّت رأسها بالنفي تنطق : أنا اللي أوجعتك ؟
نجم : ودي أذوق حنيتك وأشوف مدى خوفك علي ولا ودي أخوفك وأقول ايه وأنا كذاب مافيني إلا العافيه واللي يجي منك على كبدي مثل العسل
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : كنت بخوفك اليوم بس برضو فكرت مره ومرتين وحسيت الموضوع ما يستاهل على قولتهم أتدلع عليك
شّد على خاصرتها ينطق بهدوء نبرته : أموت على الدلع تدلعي وعلميني وش صار لك ؟
وهج : لو تركتني أكمل سالفتي علمتك
وقفت تمدّ يدها له وأبتسم ينطق : في حيل ترفعيني ؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة تنطق : لا مانع من التجربة
تمسك بكفها يساعدها ويوقف ، ضحكت بسخرية تنطق : نذل ساعدتني
جلس على الكنب يسحبها لحضّنه وينطق : لأني داري ما بتحتالين فيني
أبتسمت تخلخل أصابعها بشعره تبعثره وتنطق : صادق
أبتسم على جنب ينطق : كملي هالسالفة اللي ما ودها تخلص
ضحكت وهج تنطق : بعد ما كلمت ماما وقالت لي أنزل تحت كانت روزا ماسحه الدرج وشايله السجاد وأنا مرطبه رجولي ولابسه شراب ولمن نزلت ما أنتبهت..
قاطعها من نطق بحدة : طحتي !!
هزّت رأسها وعبسّ بوجهه يحتضّنها بشّدة ، أبتسمت تحاوطه وتنطق : شفت تعبيرك أوف يا ليتني ما تكلمت
قبّل ترقوتها بعمق ينطق بنبرة خوف : بسم الله الرحمن على روحك بضلوعي عنك يا أبوي أنتي !
أبتسمت بخفه تنطق بهدوء نبرتها : لا تقول كذا نجم !
حاوط بيدينه وجنتيها ينطق : لبيه وفداك نجم يا خلّف أهله
قبّل جبينها وأبتسمت تغمض عيونها ، يغمرها بمشاعره وأشعاره وحُبه وقُبلاته ، أحضانه وحنيّته بنظراته وهيامه فيها ، أبتعد ينطق بهدوء نبرته : باقي تبغين البرنت كامل عن يومي ؟
فتحت عيونها تهزّ رأسها بالإيجاب وتنطق : أكيد أبغى
ألتفت يعدّل الوساده خلف رقبته ينسدح ، آشر على صدره وأبتسمت تنحني له تثبت دقنها على صدره ، نثر شعرها على صدره ينطق : أنا دخيل الرمش والكحل والحُمرة والزين ودخيل راعيها لا يغيب عن عيني لحظة
غمضت عيونها بخجل تنطق : أوف بشويش علي
نجم : والله اليوم كنت مشغول وتعبان من الصباح وأنا عند الحلّة و فالظهر رحت المستشفى وطولت فالإنتظار لبعد العصر دخلوني وفكوا لي جبيرتي وطلعت للصيدلية أجيب أغراض لنجد ودقيتي علي يا حلاة اليوم وأعذب ناسه
ميّلت شفايفها بتساؤل تنطق : سلامتها وش فيها ؟
غمض عيونه ينطق : تقولي موضوع خاص بالحريم
ضحكت وهج من فهمت تنطق : الله يعينها ويسهل عليها
ما سمعت رده ورفعت نفسها وسرعان ما شّد عليها ، فتح نص عينه ينطق : ما أتفقنا
وهج : فعلاً ما أتفقنا تنام على الكنبه قوم معي
زفر يوقف ويمسك جيبه ، سحب جواله يشوف الساعة والواضح له إنه تأخر وجدًا على نجد ، رفع عيونه عليها ينطق : بمشي أصلاً
عبّست بملامحها تنطق : منجدك ؟!
هزّ رأسه بالإيجاب يوقف وأبتسم من حاوطت ظهره تنطق : لا ليش تمشي ما فهمت صاير شيء ؟
نجم : لا يا بنتي ما حصل إلا الخير لكن صعبه أرقد عندك
رفعت حاجبها تنطق بسخرية : صعبه ليه ؟ ماهي أول مره ولا هي الأخيرة وبعدين زوجي وش الصعب بالموضوع
نجم : أغراض نجد معي ما بعد وديتها لها
تركته ترجع بخطواتها للخلف ، تنحنحت تشيل الصينيه وتنطق : الله يستر عليك
توجهت للمطبخ وأبتسم نجم يدري إنه زعلها ، تقدم يتبعها وينطق : ما أعجبتني
ألتفتت عليه بصدمة تنطق : ما مشيت ؟
أبتسم يتقدم بخطواته لها ، يحتضّن خصرها يقبّل جبينها وينطق بهدوء نبرته : أمشي وخاطرك فيني ؟ وفي القعدة معي ؟ عزّ الله تحرم علي الروحه
أبتسمت بوسع ثغرها تحتضّن رقبته ، غمضت عيونها تزفر وتنطق : ما أبغاك تروح
نجم : والله ما أروح !
أبعدت تتمسك بكفه وتسحبه خلفها ، أبتسم يرفع جواله ويقفله نهائي ، طلعوا الدرج سوا متوجهين لغرفة وهج ..
« بيت هزاع آل جراح ، قبل العشاء »
زفر بغضّب يقفل جواله بعد الإتصال الألف على نجم ، ركض عجلان يوقف بجانب شجاع وينطق : هاه بشر ؟
مسح وجهه وشنبه ينطق بحدة : مقفل
زفر عجلان ينطق : وش السواة لا هو اللي رد ولا أنت اللي رضيت تملّك وهو ماهو بفيه !
شجاع : كنت بعلمه اليوم الظهر بس كان معصب يوم جيته وبعدين عصب زيادة يوم شافها معي تبيه ما يعصب لو درى إني تملّكتها ؟
عجلان : طيب والحل ؟
شجاع : أدق لين يفتح الجوال
تكتف عجلان ومشى أحمد يوقف بينهم وينطق : وش صار ؟
عجلان : ما رد الله يأخذ رأسه
ضحك أحمد يضرب رأس عجلان وينطق : شجاع ليه ما تجرب تسأل عزيز
ألتفت على أحمد ينطق : اسأله وش ؟
عجلان : لا تكفى !
زفر أحمد ينطق بجدية : ما معنا إلا ذا الحل دامها ما جات مع أهلها أكيد إن نجم عندها
شجاع : والله فكرة بس من الرجال اللي بيسأله
صدّوا عن شجاع يرجعون للمجلس ، زفر بغضّب يشتم نجم بداخله ويتوجه للمجلس وعينه على جواله يحاول يتصل عليه ، دخل ورفع عيونه على أحمد الواقف بجانب عزيز ، ضرب تحية له وضحك أحمد ينطق : بسألك
عزيز : آمرني ؟
أحمد : جيتوا كلكم ولا ؟
هزّ عزيز رأسه بالنفي ينطق : لا بس أنا وجداني وجدتي
أحمد : يعني خالتك ما جات ؟
عزيز : لا ما جات
زفر أحمد ينطق بهدوء نبرته : تقدر تدق عليها وتسأل عن ولدنا الداشر ؟
ضحك عزيز من أستوعب السالفة ينطق : تبشر بس وين بلاقي إرسال ؟
أبتسم أحمد ينطق : تبشر بالخير تعال معي
مشى للباب يرفس شجاع المبسوط ، ضحك ينطق بهمس : والله إنك رجال يا حميد
أحمد : على المرجلة ذي لو ما تقول لي عم نحرتك !
ضحك بصوت عالي ينطق : تخسى
خرج عزيز وسكت شجاع يدخل للداخل ، مشى يتبع أحمد ونطق : هنا فيه نقطة بس أرفع جوالك
هزّ رأسه يتصل على وهج ويرفع جواله ينتظر ردها ، خبط أحمد كتفه ينطق : بشرنا يا أبو نيّار
رجع يركض للمجلس وزفر عزيز يتوسط الخط ، رفع عيونه على صوت وهج وهي تنطق : هلا عزيز ؟
عزيز : تسمعيني ؟
هزّت رأسها بالإيجاب تدّعي إنه يشوفها وتنطق : ايه وشفيك ؟
عزيز : وهج نجم عندك ؟
ألتفتت تشوفه نايم داخل غرفتها ونطقت : ايه عندي ليه ؟
قفلت باب الشرفة لأجل ما تصحيه ، ضرب رأسه بصدمة ينطق : الليلة ملكة أخته وهو للحين ما جاء !
شهقت بصدمة تنطق بربكة : تستهبل صح !؟
عزيز : والله وبعدين مسويه ما تعرفين ؟
رفعت وهج شعرها تنطق بحدة : والله ما عندي خبر أوف صدق !
عزيز : مدري توقعت أمي قالت لك قبل تمشي للبيت
وهج : هو نايم الحين وش أسوي
ضحك عزيز ينطق بسخرية : ماشاءالله عليه النسيب يعرف يستغل الفرصة
شّدت على جوالها تنطق بحدة : عزيز سد حلقك !
حكّ طرف شاربه ينطق : طيب صحيه
عضّت شفايفها بفشلة تنطق : منجدك أنا اللي أقنعته يجلس !
عزيز : خلاص عطيه جواله وقولي أزعجني رد على اللي يتصل
هزّت رأسها بخفه تنطق : اوكي باي
قفلت وألتفت عزيز على أحمد الواقف عند مدخل البيت ، بجانبه أنثى متبرقعه لكنه عرفها من عيونها ، تقدم بدون شعور لحّد ما وقف خلف أحمد تماماً ينطق : أبشرك يا أبو سهيل
ألتفت أحمد بصدمة ينطق : بسم الله علي فجعتني !
رفع حاجبة لها وسرعان ما طارت عيونها تقفل الباب الحديد بينها وبينهم ، ضحك بسخرية ينطق : شدعوة ؟
أحمد : أمش وعلمني وش سويت
عزيز : ولدكم الداشر عندنا
عضّ طرف ثوبه بحسرة ينطق : الله يفشله المشفوح
ضحك عزيز ينطق بسخرية : ما نلومه لو واحد فينا صار فيه مثل ما صار لنجم وفالأخير رجع لزوجته بيستغل كل الفرص عشان يختلي بها
أحمد : صادق والله المهم خلني ألحق على شجاع يتصل فيه مره ثانية وما قصرت يا الشيخ
أبتسم يشّد على ذراع أحمد وينطق : افا عليك بس
أبتسم أحمد لعزيز اللي مشى للمجلس ، خرج شجاع يركض ونطق أحمد بعجلة : أعجل دق عليه !
رفع طرف ثوبه يركض للخط لأجل الإرسال يتصل به ..
« قصر مترك ، غرفة وهج »
تقدمت توقف فوق رأسه ، انحنت بهدوء تمسك جواله وسرعان ما فزّت من فتح عينه يمسك ذراعها ، صرخت بخوف تنطق : بسم الله !!
رفع حاجبة بدهشة ينطق : بسم الله على قليبك وش صاير ؟
تكتفت وهج تنطق بربكة : جوالك أزعجني معقول ما سمعته ؟
رفع نفسه يعدّل وضعيته وينطق لأجل يستوعب : لبيه ؟ جوالي ؟
هزّت رأسها بالإيجاب وضحك ساخر منها ، تجهمت لثواني تنطق : وش فيك تضحك ؟
مسك جواله يرفعه لها وينطق : أنا مقفل جوالي شلون أزعجك ؟
طارت عيونها بصدمة تمنت إن الأرض تنشق فيها وتبلعها ، انحطت في موقف ما تحسد عليه ، ميّل رأسه يبعثر شعره وينطق : وش صاير حضرة الدكتورة ؟
أخذت نفس عميق وزفرته تنطق بنفس واحد : طيب اليوم ملكة نجد وأنا لمن طلبتك تجلس مـ..
قاطعها ينطق بحدة : ملكة من ؟
وهج : نجد على شجاع
وقف يمسك شماغه يرميه على كتفه ، عدّل ثوبه يتوجه لباب غرفتها يفتحه ، مسكت يده على المقبض تنطق : نجم ما كان عندي علم والله العظيم
شّد على المقبض يفتحه ويسحب كفه من تحت كفها ينطق بحدة : يصير خير يا الدكتورة
خرج من عندها ينزل مع الدرج ، زفرت بغضّب تقفل الباب وراه تنطق بحدة : ما أفهم صراحة وش يسوون هناك بدوني !
بدأت تفكر أفكار سلبية بما إنها منعزله ومختليه بنفسها ، أفكار عن سبب وجود أهلها عند أهل زوجها بدونها ، تتسأل معقوله هذي خطة مدروسة لأجل تتكهرب الأوضاع بينهم وتصير مشحونة ، مسكت شعرها تهزّ رأسها بالنفي وترمي نفسها على فراشها ..
« بداخل موتر نجم »
قفل باب الموتر بقسوة يرمي جواله بجانبه ، غطى وجهه بكفوفه يتذكر كيف كانت رافضة يروح بالرغم من إنه قالها عن سبب روحته ، شغل موتره يخرج من المكان بسرعه جنونية ، يشعر بالغدر من كل جهة هو قابل نجد وشجاع ظهر اليوم ومحد فيهم تجرأ يكلمه ولمن قرر يمشي رفضت وهج رفض قطعي وجبرته يجلس لأجل يداري خاطرها ، زفر بغضّب يشق طريقه للبيوت قبل يصير شيء يندم عليه عمره كله ، يتوجب عليه يكون سند لها بهالليلة مثل ما كان طولة عمرها ، ولو إنه داري برغبتها وموافقتها على شجاع ما زال يتوجب عليه يسألها مره ومرتين عن موافقتها وتأكيد رغبتها بالزواج منه ، أكله التفكير في اللي قاعد يصير بالجهة الثانية لكن ما زال عند ثقته في رفيق دربه شجاع ، متأمل فيه ومستأمنه ما يقدم على شيء في الموضوع ذا كله وهو ما عنده علم أو ما ابدأ رأيه فيه ، عضّ شفايفه يضرب يده بالدركسون ، رغم إنها وقفت بوجهه وحلفت بالله إن مالها يد بالموضوع أعماه غضبّه وطلع من عندها بدون ما يسمع لها ، ضرب يده مرارًا وتكرارًا متحسف إنها تحبه وتحاول عشانه ، وبقناعته التامه هي ما تستاهله وهي كثيره عليه ، زفر يشتم نفسه بغضّب ينطق بحدة : والله ماهي تستاهل يا الرخمة !
كمل طريقه مقلع ما يدري كم ساهر صوره على سرعته الجنونية ذي لكن أهم ما عنده إنه يوصل قبل كتب الكتّاب ..
« بيت هزاع آل جراح »
طلع شجاع يركض من المجلس من سمع صوت موتر نجم ، أبتسم بوسع ثغره يرحبّ به ، نزل من الموتر يقفله ويتوجه لمجلس الرجال وقبله ولد عمه ، أبتسم بهدوء يحتضّن شجاع اللي حاوطه ينطق بفرحة : أرحب في ذمتي ذمه !
نجم : البقى يا مرحب وبشرني عساك ما وقعت ؟
ضحك شجاع يهزّ رأسه بالنفي وينطق : جيت قبل الشيخ يا الشيخ
رفع حاجبة بدهشة ينطق : بالله عليك ؟
شجاع : عنده ناس قبلنا يعقد عليهم وبيجينا بعد الساعه عشر
نجم : أسبقني شوي وأجيك
مشى يعطي شجاع ظهره لكنه وقف من نطق شجاع : أبو رماح
ألتفت عليه ينطق : أرحب ؟
شجاع : أعتذر منك والله إني كنت جايك الظهر عشان أعلمك بس يوم شفت إنفعالك خفت تكرشني وتحلف وأنا أبيها
أبتسم بخفه ينطق : ما عليه يا الرأس الطيّب يصير خير أدخل أدخل
أبتسم شجاع يدخل ومشى نجم للشارع ، رفع جواله يتصل عليها وتمتم بداخله يتمنى ترد عليه لكن ما كل ما تمنى جاه ، ما وصله صوتها اللي يحيّه ويميته ، ما سمع عتابها ولا ضحكاتها ، كرر الإتصال مره ومرتين لكن دون أي فايدة ، ألتفت على سيارة الشيخ وزفر يدخل جواله بجيبه يرحبّ فيه مع لحظة خروج أهله والجماعه ..
« داخل أحد الغرف »
مسحت ثغرها بعد ما أستفرغت كل اللي ببطنها ، زفرت تنطق بحدة : أسيل أذلفي من وجهي !
تخصرت أسيل تنطق بربكة : ياختي لا تحطيني بين نارين أدري إنك تعبانه وسلامتك بس حرام يشوفك شجاع بهالحاله قومي تزيّني
رمت الشبشب على أسيل اللي صرخت بألم تخرج ، فزّت تقفل الباب وراها بالمزلاج وتنطق بحدة : إذا جاء نجم بعلاجاتي أبشري بتزيّن وأطلع للشايب
توسعت عيونها بصدمة تنطق : وجعاه من الشايب !
تنحنحت تضحك وتنطق بفشلة : ما قلت شايب يا غبيه قلت عايب
رفست أسيل الباب الحديدي تنطق بحدة : ما أردى من ذيك إلا ذي !!
ضحكت ترجع للسرير ، تلحفت من قوة تعبها ، رغم الجو الحار إلا إنها تحس بالبرد داخل عظامها ، خلف الباب ألتفتت أسيل على ريمان تنطق : بشري جاء ولدك ؟
هزّت رأسها بالإيجاب ترفع أكياس الصيدلية وتنطق : أبشرك
ضحكت بفرحة تصفق بيدينها ، تقدمت ريمان للباب تضربه وتنطق : تبين أغراضك ؟
فتحت الباب علطول وفزّت أسيل تنطق : أعوذ بالله ماهي بصاحية !
خذت الأكياس ومدّت ريمان كفها تثبته على جبين بنتها ، أبتسمت تبعد وتنطق : كويس حسبت فيك حرارة هيا خلصي الشيخ وصل
بلعت ريقها بتوتر من أدركت حقيقة الموضوع تنطق : طيب أبعدوا بخلص وأجيكم ما أبغى أحد
قفلت الباب بوجه أمها وأسيل اللي نطقت بحدة : طيب ألبسي الطقم اللي جابه شجاع المره اللي راحت
ردت نجد من خلف الباب بالإيجاب وزفرت أسيل تخرج مع ريمان ، أبتسمت تدخل للحمام تفتح الصنبور وتدخل تحته ، ماء دافي ينعشها ، ما طولت إلا وهي خارجه من الحمام تنشف شعرها ، فتحت الشنطة حقتها تنطق بربكة : يارب فيه شيء كويس ما قدرت ألحق أخذ كل شيء بيوم الحريق الله لا يعيده !
بدأت تفتش بين ملابسها وأستوقفها فستان تخرجها ، هزّت رأسها بالنفي تكمل بحث وسرعان ما شهقت بفرحة من لقت الفستان اللي طلبها شجاع تلبسه بأول مره خطبها ، فستان أبيض ميد مخصر ومن أسفل طبقات ، توجهت للمراية القديمة تشوف شكلها وسرعان ما أبتسمت تنطق : حلو بس مره ما ينفع أبيض بهالوقت
ضحكت تلبسه وتحط كل آمالها إن ما يصير له شيء ، جففت شعرها الطويل وبحكم نعومته ما تعبت وهي تصففه ، سحبت مكياجها تسوي لنفسها مكياج بسيط تخفي ملامح التعب ، أبتسمت تعدّل روجها الأحمر وتنطق : على إن وهج كسرته لكنه صامل واللون ثابت وخطير !
ضحكت توقف وتمشي للكيس اللي جابته أسيل ، فتحت الصندوق وسرعان ما توسعت عيونها مذهوله من جمال العقد والطقم كامل ، سحبته ترفعه وتثبته على عنقها الطويل يا كثر ما يناسبها وتحليّه ، لبسته وأبتسمت تلبس الحلق والخاتم ، زفرت من التفاصيل اللي ما غفل عنها شجاع ، مقاس خاتمها بالمليمتر حاسبه ، زفرت بتوتر توقف وتلبس كعبها الأبيض وتلبس شيله على رأسها بنفس لون فستانها ، فتحت الباب وسرعان ما رفعت كفها من فلاش جوال أسيل اللي صورتها تنطق بفرحة : وش كثر حلاتك يا نجد !
أبتسمت بوسع ثغرها تضحك من أحتضّنتها أسيل ، حاوطتها تنطق بربكة : أحبك والله
أسيل : أكثر جعلني فدوه
أبعدت تمسح دموعها وتنطق : خلاص نمشي ؟
هزّت رأسها بالإيجاب تمشي بتوتر مع أسيل للصالة الرئيسية ، دخلت ووقفوا أهلها وجماعتهم ، بلعت ريقها من شافت أم هويدي وخواته بجانب أمها ، تقدمت تسلم على جدتها الجوهرة وجدتها العنود ، تقدمت تسلم على عمتها سهام اللي إنهارت تحصنها وتودعها ربها ، أبتسمت بربكة تسلم على أمها اللي أحتضنت بنتها تهمس لها : سلمي على زوجة خالك
بلعت ريقها تنطق بتوتر : بنسلم بنسلم
أبعدت عن أمها تلتفت على جدتها اللي نطقت : أجلسي يا نجد ما يحتاج تلفيّن المجلس كله
أبتسمت تجلس بجانب جدتها وبدأوا الحريم يتوافدون وحده ورا الثانية يسلمون عليها وينزلون هداياهم والكم الهائل من الأدعية ، أبتسمت بوسع ثغرها من شافت هنادي تنطق : أرحبي يا أم وهج
أبتسمت هنادي تسلم عليها وتنطق : الله يسلمك وألف مبروك وهذي مني أنا ووهج وتراها تسلم عليك وتبارك
أبتسمت تستلم الهدية برجفتها وتنطق : الله يبارك فيكم ما قصرتوا لبى قلوبكم ووصلي لها سلامي يا خاله تكفين
هنادي : أبشري يوصل
أبعدت هنادي ترجع لمكانها ونزلت نجد الهدية بجانب باقي الهدايا وباقات الورد ، رفعت نفسها تعدّل فستانها على وقوف أم هويدي أمامها تنطق : ألف مبروك والله ويا حظ من بتصيرين حلاله
بلعت ريقها تكتفي بالإبتسام بكلافة ، مسكت الهدية ووقفت بصدمة من شّدت عليها أم هويدي تنطق : لو ما صار اللي صار ووقف ولد عمك في طريقنا كان ذلحين حنا أنساب !
رفعت حاجبها تنطق بسخرية : سبحان الله لمن النيه ولمن النصيب ولا ؟
توسعت عيونها بصدمة تنطق : مبروك
تركت الهدية تمشي لمكانها ، ضحكت نجد بسخرية تنزل الهدية وتجلس بجانب جدتها ، ضحكت الجوهرة تهمس لها بـ : بعدي يا بنتي !
ضحكت تتمسك بكف جدتها اللي بدورها شابكت كفوفها بكفوف حفيدتها ..
« قصر مترك ، شرفة وهج »
جالسة على كرسيها لابسه قميص نوم وشورت ، أخذت دش طويل وطال تفكيرها فيه وخرجت من الغرفة تتهرب من الأفكار السلبية وما زالت تخوضها لحّد هاللحظه ، رفعت كوب الماتشا تترشف منه وتتأمل المكان حولها ، تمنت لو سمعها وصدقها قبل يقدم على فعلته ويخرج من عندها معصب ، كانت بتخاويه في مشواره لو سمعها لكن ما شافت لنفسها درب معه وهو بهالحاله ، هزّت رأسها ترجع نظراتها على اللابتوب والفلم اللي يشتغل ، تشغل نفسها عن اللي صار غافله تماماً عن جوالها المرمي على السرير ، شاشته اللي تضيء بإتصالات نجم المتكررة لكن دون جدوى أو رد من جهتها ، أبتسمت بهدوء من بدأت تندمج مع أحداث ومجريات الفلم ، الجو لطيف جدًا والنسيم هادىء يداعب روحها وينعشها ، ريحة الزرع بالمكان ولذة الماتشا بين يدينها ، تفاصيل بسيطة لكنها تعكس شخصيتها الهادئة ، كملت فلمها بهالمكان والهدوء التام لولا أصوات الشخصيات الخارجة من سماعة لابتوبها ..
« بيت نيّار ، الصالون »
مسكت جوالها تدخل السناب تقلبّ فيه ، ميّلت رأسها بفضول تدخل ستوري عزيز وسرعان ما شهقت برعب تنطق : مستحيل خطب !
فزّ نيّار من بين أوراقه ينطق بحدة : من هو ؟؟
لفّت جوالها تنطق وسط دموعها : عزيز !
طارت عيونه يركض لها ، سحب جوالها يقرأ الكلام بصدمة ، لحظات وتبدلت ملامحه للجدية ينطق : سمو منجدك ؟
مسحت دموعها تنطق بحسرة : كله عشاني ضايقته بالسؤال عنها آخ أكرهني
هزّها مع كتفها ينطق بحدة : يا سمو العمر صلي على النبي ملكة شجاع ولد عم نسيبكم !

طارت عيونه يركض لها ، سحب جوالها يقرأ الكلام بصدمة ، لحظات وتبدلت ملامحه للجدية ينطق : سمو منجدك ؟
مسحت دموعها تنطق بحسرة : كله عشاني ضايقته بالسؤال عنها آخ أكرهني
هزّها مع كتفها ينطق بحدة : يا سمو العمر صلي على النبي ملكة شجاع ولد عم نسيبكم !
عضّت شفايفها تمسح دموعها وتنطق بصوت خافت : جد ؟
ضحك بعلّو صوته يسحبها لحضّنه ، أبتسمت له تنطق بهدوء نبرتها : جد مو عزيز ؟
نيّار : بالله عليك يعني بيروح عزيز يخطب بدون ما يأخذ رأينا
زفرت بضيق تنطق : وليه لا شخص أمه وأبوه لاهين عنه ولا يأخذون أخباره وكبر بين يدين جده وجدته ومع خالته تتوقع يرجع لنا ولا يأخذ برأينا ؟
تنحنح يعدّل جلسته وينطق : أذكري الله
سمو : أنا غلطت وأعترف لكن سبب تشتتنا هو أنت !
زفر بضيق لأنه كان يدري وين بتوصل له وإنها بنهاية الحديث بتلقي به في دائرة مليانه تهم ، عضّ شفايفه يمسح وجهه وكفوفه وينطق : أذكري الله
مسحت دموعها ترفع رأسها وتنطق : ضيعنا طفولته بسببنا وايه نعم نستحق اللي يحصل فينا بعد الطلاق هجرته في بيت أهلي وهربت مثل الجبانه لأبعد نقطه فالأرض ليش ؟ عشانك وعشان الرياض وحواريها اللي تذكرني بك ، عشان كل زاوية وكل مقهى وكل مكان يرجعني لأيامك هجرت السعودية وهجرت عزيزي اللي أشوفك فيه هربت من ولدنا عشانه يذكرني فيك وبملامحك !
مسك كتوفها يهديها وينطق بهدوء نبرته : وأنا ما قصرت تركته وهو أقرب لي من رمش عيني تركته لأني ما كنت شجاع بما فيه الكفاية لدرجة تسمح لي أطلع بوجه أبوك وشايبك وأخذ ولدي من بين يديهم تركت بِكري عشاني أشوفه يعيش حياة سعيدة بدوني ولا تتوقعين ما كنت أشتاق ؟ سمو أنا أنام الليالي قدام بابكم عشان أصحى وأشوفه رايح لدوامه أنا حضرت حفل تخرجه وشفتك معه وعرفت بلحظتها إني مجرد زيادة عدد ووجودي وعدمي واحد في حياته لكن ما رجعت أفتح الموضوع ولا رجعت أفك له باب صح إننا أخطينا لكن تُبنا من خطانا ورجعنا نكون بيتنا..
قاطعته من نطقت بسخرية وسط دموعها : ايه وبدون ولدنا !
مسح على رأسه يرجع شعره للخلف وينطق بجدية : سمو بتغيرين الماضي ؟ الماضي وراح وشو له تنكدين علينا !
هزّت رأسها بخفه تنطق : صادق
غمضت عيونها وانحنى نيّار لها ، أنسحبت تثبت رأسها على صدره وتكتفي بصوت الهدوء ، تتعمق بتفكيرها وتصرخ داخلها لأنها ما تبي تتعبه أكثر وبرأيه هو كان ميت من شدة حزنها ، لطالما كان الألم صعب على قلبه ما يدري شلون يحصل بداخلها الان كان الألم بنظره يكفي لقلب ماله داعي يتعب قلبين وخصوصًا قلبها الحنيّن ، قبّل جبينها من باب المواساة لعله يأخذ من حزنها الجزء البسيط أو ينتشله كله ..
« بيت هزاع آل جراح »
أبتسم يشيل الكتاب ويركض تجاه الباب ، أبتسمت أسيل من شافت مسعود يركض والكتاب بين يدينه ، ألتفتت على الحريم تنطق : جاوا جاوا !
زفرت نجد بتوتر ترفع عيونها على أمها ، أبتسمت لأجل تهدي من ربكة بنتها الواضحه تنطق : قومي يا نجد !
رفعت نفسها توقف بثبات رغم تعبها ، تتمنى لو توقع وترجع لسريرها لكنها متشفقه لشوفته وملهوفه ، مثل ما هو واضح عليه بين الرجال ، يسبق السلام والترحيب ويأخره ، عقله وقلبه حاضرٍ معها ومع القلم اللي بيدها ، جسده بس المتواجد بين الحشود ، يتمنى لو يلمح مسعود راجع بالكتاب لأجل يستأذن ويختلي بها ، الليلة تحققت أحلام عمره الطويل أمنيات ظن إن ماله درب فيها ومستحيل تكون ، نجد العذيّه توسدت صدر الشجاع وانحنت بإبتسامة عذبه توقع عند أسمها وسرعان ما تعالت الأصوات عند الحريم وخرج من كان شجاع ينتظره ، يركض وشماغه أصبح على كتفه ، بخده طبعة روج مجهوله الهوية ، رفع الكتاب وصرخوا العيال اللي شهدوا على هالحُب شهور طويلة ، رمى مسعود شماغه من على كتفه بفرحة كبيرة تشابه إقبال العيد ، سلم الكتاب وأبتسم الشيخ يخبط على كتفه وينطق : جمع الله بينكما على خير وألف ألف مبروك !
ألتفت على نجم اللي تقدم له يبتسم بهدوء ، ضحك نجم من إبتسامة شجاع الغريبه يهمس بالقرب من أذنه : ألف مبروك يا الرأس الطيّب تستاهل كل خير ونعم الرجال يا شجاع والله الله في نجد لا تزعلها وتكدر خاطرها حرمت عليك !
حاوط نجم يحتضّنه بشدة وكأنه يصرخ بأعلى صوته ويقولهم إنه رجال قول وفعل ، ضحك نجم يحاوطه ويبادله الحضّن ، رفع عيونه على وجه هويدي اللي أصبح أسود من الغضب وزفر يكبح جماح نفسه لا يتجه له ويغير ملامح وجهه ، زفر يبتعد عن نجم اللي خبط صدره ينطق : أنطلق يا شجاع اللهفة بتذبحك وأنا ولد عمك !!
نزع بشته يثبته على ذراعه وينطلق ، ضحك أحمد ينطق بصوت عالي : وأنا يا كلب ما بتسلم علي بعد كل المجازفات اللي سويتها عشانك !
ضحك بعلّو صوته ينطق : جايك يا حميد جايك
ركض بكل سرعته لباب الحريم يوقف ، زفر يعدّل من شكله وينظم صوت أنفاسه ، رفع عينه على زوّل أمه من ورا الباب ينطق : يا ولد أجيكم ؟
ألتفتوا الحريم على صوته وضحكت ريمان تنطق : تعال يا عريس !
كان بيدخل لولا خروج أم هويدي وخواته المفاجئ ، أبتعد بسرعة يصدّ عنهم وينطق بسخرية : الله يبارك فيكم وعقبال هويدي باللي تناسبه
زفرت أم هويدي تعجل بخطواتها وتبتعد عن البيت ، ضحك بخفه يفتح الباب ويدخل ، أهله موجودين وباقي المعازيم سروا بسبب تأخر الوقت ، أبتسم من تقدمت أمه تسلم عليه ولفّ ذراعه يحاوط ظهرها ينطق : أستجاب الله لي ولك الدعاء يا يمه وصارت نجد زوجتي وحلالي
أنهمرت دموعها بدون سابق إنذار بعد كلام ولدها ورجفة صوته ، عضّت أسيل شفايفها تصدّ عنهم وتبكي ، أبتعد عن أمه يسلم على جدته العوده ويرد على مباركاتها ، ألتفت على ريمان اللي نطقت : أدري مالك فينا وإنك تدورها لذلك بسمح لك تهرب قبل تضطر تسلم علينا كلنا
أبتسم ينطق بلهفه : أنشهد بالله وينها ؟
ضحكت ريمان تأشر على المجلس المقابل تنطق : قفل الباب بينكم وبيننا
تقدم يعطيهم ظهره للباب ويرفع كفه ينطق بصوت عالي : الله يبارك فيكم جميع وعقبالكم !
ضحكوا البنات والحريم وأبتسم يفتح الباب ، غمض عيونه يأخذ نفس ويدخل ، فتح عيونه ووقفت نجد له ، جمدت يده على الباب يوقف عاجز عند مقامها ، شعرها الطويل يبرز جمالها ، شيلتها أصبحت تحتضّن كتوفها ، وقفتها وثباتها ، نظراتها الحادة وملامح وجهها الرقيقة ، رجفة يدينها ولخبطة أنفاسها المسموعة على الرغم من المسافة بينهم ، قفل الباب يرخي يدينه يترك بشته يهوي على الأرض ، أقبل بخطاويه لها يفتح يدينه ، عبّست بملامحها تتقدم له تحتضّنه ، حاوط خصرها يشدّها له ، يلفّ رأسه يدفن وجهه بعنقها الناعم ، غمضت عيونها بربكة من شّدة قربه ، شهقت بخفه من طبع ثغره على نحرها ، يضرب بأنفاسه على عروقها ينهي قُبلته الطويله ويهمس بدون ما يبتعد عنها : ما كذب أبو نوره يوم قال أحلى من العقد لبّاسه
أبتسمت بخجل تنحني على كتفه تثبت جبينها عليه ، رفع رأسه يقبّل رأسها يستنشق عبير شعرها ، ميت وهي تحييّ فؤاده ، ملهوف عليها وظامي وهي له بحرٍ عذّب يرتوي منها ويذبح الشوق والبعد دامها بيدينه ، أبتعد يثبت كفه على دقنها يرفع رأسها ويقابل حُسن وجهها ، عضّت شفايفها بخجل شديد تشعر إنها تتوهج إحمرار قدامه ، أبتسم ينطق بهدوء نبرته :
1

قد يعجبك أيضاً
غرورك اللي علم الطاووس نفش ريشه بقلم r_55shog
غرورك اللي علم الطاووس نفش ريشه
2.8M
71.9K
حسابي بالاستقرام r_55shog
جَرح الأيهم بقلم ll118i
جَرح الأيهم
2.5M
174K
النبذه :- فَي ذَلك المَنزل الدافئ ، المَملوء بالمشاعرِ يحتضن أسفل سَقفهِ و بين جُدرانه تِلك الطفلةُ الَتي كَبُرَت قَبل أونها نُسخة والدها الصغيرة ذات الثَغر الضاحِكِ...
سَحابة حب بالوجدان تبرق منازلها من طويق للوادي  بقلم rwoix_
سَحابة حب بالوجدان تبرق منازلها من طويق للوا...
10.2K
258
دكتور بعد وفاة اقرب صديق له تتغير شخصيته للجمود والصلابه يجبره ابوه يتزوج بنت صديقه من الديره وبيوم زواجه يكتشف انها بكماء غير قادره على الكلام
وأنا فِي مَوج حُبك شراع يتهادىٰ  بقلم nine_823
وأنا فِي مَوج حُبك شراع يتهادىٰ
758K
19.7K
"لو كان الإنسان وحده لما استطاع أحدٌ هزيمته، لكن يُهزم المرء بأشيائه التي يحبها" روايتي الاولى اتمنى تنال اعجابكم🤍📜 وأنا فِي مَوج حُبك شراع يتهادىٰ
اهيم بها حبا  بقلم rwevjj
اهيم بها حبا
136K
2.5K
حسابي انستا تعالوا التنزيل فيه كل يوم @ rwevj
الحياة اليومية لزوجي السبعينات و تربية الأطفال بقلم momallmylife
الحياة اليومية لزوجي السبعينات و تربية الأطف...
22.7K
1.1K
مكتملة 148 فصل   كان لين وي وزونغ شاو متزوجين مرتبًا ، وانفصلا لمدة أربع سنوات ، وأنجبا طفلين ، لكن الزوج والزوجة لم يكونا أقرب من الأصدقاء العاديين.   اعتقدت لين وي أن...
غريب يدوّر في طرف عينها حضن ووطن  بقلم irwaya9
غريب يدوّر في طرف عينها حضن ووطن
262K
10.6K
ما بين نسمات الشتاء والنار والحطب بين أشجار النخيل والليمون والنعناع بين صهيل الخيول وتغريد الطيور بين برودة أمواج البحر ونعومة الرمل بين أوتار العود وخيوط الإبرة أحداث...
‏أرحبي يا اللي تزاحم لك أسراب القلوب
‏كنها تزاحم الناس في مشعر مِنى
‏أشكريني يوم أحنّك من كبار الذنوب !
‏وأعذريني يوم أزيدك مع العنوة عنا
‏الضمير الحيّ نوعٍ من أنواع الحروب
‏وضميري لا لمح طيوفك ما ذاق نوم الهنا
‏ما قدر يكسب محبّتْك يا الظبي اللعوب
‏غير أنا يا شجاع وأعوذ بالله من كلمة أنا
‏إن تركتيني يا نجد قتيلٍ على مفرق دروب
‏أكتبي على قبري نجد العذيّه مرّت من هنا
‏وأحفري قبرك وزاني وطيحي دوب دوب
‏ودي أقابل حسنك لا قمت في دار الفنا
‏والله لا وجهك بعادي ولا قلبي بطوب
‏مير ميلي لين أشوف المنايا والمُنا
‏لا تشكّلتي مع ريح نجد وأنسام الهبوب
‏ما لقيت في دروبي كلام غير الله لنا !
-
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : ما خلصنا من قصايد تعب قلبي
ضحك يشّدها له يقبّل أرنبيتها وينطق : قليبي اللي أتعبتيه يا بنت الأجاويد
ضحكت رغم خجلها المفرط تتمسك بأكتافه ، عجزت تحاوطه وأكتفت بوضع يدينها حاجز يمنع أي تلامس بينهم ، عضّت شفايفها تنطق بصوت هامس : صح لسانك يا الشايب
رفعت عيونها لوهلة من طال صمته ، تصلبّ جسدها من أدركت إنه يتأمل ثغرها تبتعد عنه علطول ، رفعت شيلتها تحطها على شعرها وتنطق : طولنا على الناس
أبتسم يرجع بخطواته مقدر خجلها ، ولا مستحيل شخص مثله صبر ونال مراده يتركها بكامل قواه العقلية ، لكن ما هو مستعجل على شيء ولو إنه طلبّ ثغرها يلاقي ثغره في قُبلة عاطفية يشرح فيها مشاعره اللي عجز يشرحها بقصيده وبيت شعر ، فتّل شاربه يعطيها ظهره وينطق بهدوء نبرته : وشجاع يا غليص ما طولتي عليه ؟
حسّت وحزّت بخاطرها نبرته وكلامه تتوجه له ، وقفت خلفه تحتضّن بطنه وتسند رأسها على كتفه ، شّلت حواسه وحركته بالكامل ، شّدت عليه لأجل يعذرها الليلة ، هي تعبانه جدًا لكن ما زالت صامده واقفه على أقدامها عشانه ، ولا الأرجح وبأول يوم بتكون طريحة الفراش ، ما كان يدري قد إيش هي تعاني لأنها ما أفصحت على الألم اللي تشعر فيه ، وكيف تفصح وهو شيء يعتبر خاص فيها كأنثى ، وصعب بالنسبة لها أقل شيء بالوقت الحالي ، رفع يدينها لصدره ومن بعدها خذاها يقبّلها وحده تتبعها الأخرى ، أبتسم يتركها وسرعان ما ركضت تفتح الباب وتخرج من عنده ، تحسّ إنها بتستفرغ لا أكلت شيء وريحته القوية أثرت عليها كثير ، خروجها باكيه أفزع أمها وجميع من في الصالة حتى نجم بذاته فزّ واقف على رجوله وقبل يتجه للمجلس ركض خلفها لأجل ما يتسرع بالحكم على شجاع ، خرج شجاع بدون ما يلتفت وخرج للخارج ، دبّ الرعب بقلب سهام اللي خرجت خلف ولدها علطول ، كانت بتقفل الباب خلفها لكن سرعة نجم أوقفتها ، شهقت تركض للحمام ولحقها علطول لكن وقف من نطقت بحدة : نجم لا تجي !
انحنت تستفرغ بداخل المرحاض وزفرت ترفع عيونها ، تقدم يجلس بجانبها يمسح على ظهرها ، رمت ما بداخلها مره ومرتين ونجم ما رحل أو تركها كان بجانبها يمسح على ظهرها ويسمي عليها بداخله ، مسحت ثغرها بيدها الراجفة تتمسك بذراعه ، أبتسم لها بهدوء يساندها حتى وقفت على رجولها ، تقدمت للمغسلة تغسل وجهها وخلف رقبتها وعنقها ، سحبت العقد تنزعه وترميه بين يدين نجم اللي أكتفى بالصمت ووقف يساعدها ، سحب الشيله يبعدها عن أكتافها وينطق : تعالي بدلي ثيابك
تقدمت تتمسك فيه وتخرج من الحمام ، مشى فيها للسرير يجلسها وينطق : أرتاحي وعلميني وش أجيب لك
أبتسمت بوسع ثغرها تسحبه مع ذراعه وتحتضّنه ، انحنى لها لأجل ما يتعبها ، حاوط ظهرها يقبّل كتفها ويسمي عليها ، شّدت على رقبته تهمس بالقرب من أذنه : الأمور طيبه بس عشاني تعبانه ما قدرت أتحمل
يا كلمة ريحت بداخله الشيء الكبير ، أنزاح حمل ثقيل كان على صدره بدون أي سبب حقيقي ، أدركت السبب الرئيسي وراء وجوده معها ولذلك قررت تطمن قلبه ، أبعد يتقدم لشنطتها ، جلس يفتحها ويأخذ أدفىء شيء لقاه قدامه ، هزّت رأسها بالأيجاب لأجل ما تتعبه بالبحث ، بجامه قطن كانت كافيه بالنسبة لها ، نزلها جنبها وأبتسم يقبّل جبينها ينطق : أخذتي علاجاتك ؟
هزّت رأسها بالنفي وزفر بغضّب ينطق : كليتي شيء ؟
قاطعها قبل تجاوب ينطق بحدة : ولي وجه اسأل بالله هذا وجه وحده مأكله !
خرج من عندها ينطق بعجلة : ألبسي بجيك بالعيشه تعتاشين ويدفئ بطنك تأخذين علاجك وترتاحين شوي 
أبتسمت تنزع فستانها وتسحب البلوزة تلبسها ، رفعت رأسها وصرخت تنطق بحدة : وجع يا أسيل طيرتي عقلي !!
أبتسمت تقفل الباب وراها وتنطق : والله وجع لك وللحيوان شجاع طيرتوا قلوبنا يوم طلعتوا
ميّلت رأسها تنطق بسخرية : أوف ليه وش سوينا ؟
أسيل : هو طلع مستعجل وأنتي طلعتي تبكين
عبّست بملامحها تنطق بصوت باكي : بموت من بطني وأنتوا تحسبون بيننا شيء سلامات تونا ما صلينا على النبي
ضحكت أسيل ترفع أكتافها وتتقدم لنجد ، لبست بنطلون البجامه تنسدح على فخذ أسيل ، مسحت على شعرها تنطق بهدوء نبرتها : تبغين أجيب لك حليب ؟
هزّت رأسها بالنفي تنطق : نجم بيجيب ما بخليها بخاطره
أسيل : يا حلوه أمك مسكته وقالت له أنقلع للرجال وأن أسيل بتشوف نجد وهذاني عندك
زفرت بضيق تنطق : كنت مبسوطه وهو معي
ضربت أسيل كتفها تنطق بحدة : وجع حشمي خوفي وجيتي عشانك طيب !
مسحت على ركبة أسيل تنطق : ما قصدي يا وسخه ما بغلى منك أحد بس تعرفين يالله أشوف نجم
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : معليك أسوي لك حليب وتشربينه وبعدها تأخذين علاجك ولو تحسنتي نروح نسهر معهم
وقفت ترفع نفسها وتنطق بجدية : قولي والله !
أسيل : والله ما عندي مشكله بس أول شيء تعالي أشيل مكياجك الذايب ذا
ضحكت تتسمع لسواليف أسيل عن كل شيء حصل بهالليلة بينما كانت أسيل تنظف وجهها بلطف ، أنتهت تخرج من الغرفة لأجل تحضر الحليب وبالوقت ذا أنسدحت نجد ترتاح في أنتظارها ..
« المستشفى ، منتصف الليل »
رفعت عيونها بملل على الساعة تتأمل الوقت اللي يمر ببطء ، مسكت جوالها تتصل على وهج اللي رافضه ترد طول اليوم ، بدأت تقلق لكنه يصعب عليها الخروج وأكتفت بإنها تستودعها الله ، وقفت تلتفت على نطق ميان : ليلى بروح أكلم برا شوي وأجيك
هزّت رأسها لها وزفرت تفتح باب الثلاجة الصغيرة ، أبتسمت تأخذ لوح الشوكلاته الموجود تفتحه ، قفلت الثلاجة وقضمت منه سرعان ما بلعته ألتفتت علطول من سمعت صوت خلفها ينطق : لو سمحتي
دفنت اللوح بداخل جيوبها تنطق : تفضل !
تقدمت تجلس على كرسيها تعدّل جلستها ، رفعت عيونها على وجود نمر قدامها ، هزّت رأسها بالنفي مستنكرة وجوده بهالوقت وسرعان ما شهقت تنطق بصدمة : نمر !!
أبتسم يثبت يدينه على طاولة الإستقبال ينطق بالقرب من وجهها : لبيه ؟
توسعت عيونها بصدمة من أقترب منها تنطق بربكة : تفضل تفضل كيف أقدر أخدمك
رفع حاجبة بدهشة ينطق : الله يرفع قدرك !
خرجت من مكتب الإستقبال تتوجه له في الممر ، وقفت قدامه تنطق : ايوه عسى ماشر فيك شيء ؟
هزّ رأسه بالنفي ينطق : لا والله بأتم حال نحمد الله ونشكره
أبتسمت بخفه تنطق : الحمدلله يارب طيب وش جابك ؟
تكى على الطاولة ينطق بنبرة شك : مزعلك وجودي لهالدرجه طيب أنا استأذن
فزّت بصدمة تتمسك بذراعه تنطق بعجلة : لا والله ما قصدي بس خفت يكون فيك ألم ولا شيء !
ألتفت عليها وسرعان ما سحبت كفها تثبته خلف ظهرها ، أبتسمت بخفه وضحك ينطق : تسمحين لي ؟
تلاشت أبتسامتها من لاحظت إصراره على الرحيل تهزّ رأسها بالأيجاب ، غمضت عيونها وأبتسم يتقدم لها يمسح بإبهامه أثر الشوكولاته الموجود على خدها بالقرب من ثغرها ، طارت عيونها تفتحها على مصرعيها ، هي ظنّت إنه يستأذن للرحيل ما ظنّت تفتح عيونها وهو بالقرب منها ويلامس بكفه وجهها ، أبتسم يبعد عنها وينطق : ما بتقولين لي من أنتي بنته ؟
بلعت ريقها تنطق بحدة من شّدة خجلها : بنت صالح !
ضحك نمر من فرط لطافتها وهي خجوله ومتوترة ينطق بحدة : ونعم يا صالح !
توسعت عيونها بصدمة من رفع إبهامه يتذوق الشوكولاته اللي بقت على وجهها ، شّدت على كفوفها بتوتر تشتم اللحظة اللي قررت تأخذ فيها شوكولاته ، صدَت عنه تفرك جبينها وتنطق بصوت يكاد يكون مسموع : والنعم بحالك
أبتسم ينطق بهدوء نبرته : ودنا برقمه عشان نشكي له
ليلى : سلامات من إيش تشكي أخوي ؟
رفع حاجبة بدهشة ينطق بسخرية : من كلمة أخوي ذي !
زفرت بسخرية تصدّ عنه وتنطق : اوكي تعال أكتبه لك
مدّ جواله ينطق : سجليه أسهلك
مسكت جواله تسجل رقم أبوها ، أبتسمت تسلمه له وتنطق : نشوف بتطلع رجال وبتحضر في مجلسه ولا مثلك مثل غيرك وقت الجد ما نشوف إلا غبرته !
فتّل شاربه ينطق بحدة : ماهو كل رجال تسمى نمر يا بنت صالح والوعد في مجلس شايبك !
رفعت أكتافها بعدم معرفة تنطق : نشوف يا نمر
نمر : توصين تآمرين قبل أمشي ؟
أبتسمت تنطق من وراء فضول : وش السبب الحقيقي اللي جابك
نمر : شوفتـ..
قاطعته من نطقت بحدة : لا تقول عشان شوفتك ومن هالخرابيط قولي صدق وش جابك !
ضحك نمر ينطق بسخرية : بشويش يا بنتي جاي عشان أخذ علاجي ببدأ بالكورس الثاني على قولك
زفرت تنطق بغضّب : ماشاءالله وكنت ناوي تروح بدون ما تأخذ علاجك
أبتسم نمر يتأمل عيونها وينطق : لأني خذيته الآن !
كان يقصد إنها هي طبّه وعلاجه وهي بالفعل فهمته ووصل مقصده لكنها صدّت تتجاهل ، وبالأصل كانت تتفجر خجلاً منه وتمشي لأجل تصرف له الأدوية اللي طلبها ، أبتسم ينحني مع فتحة الزجاج يراقبها وهي تبحث بين الأرفف ، أبتسمت من وجدت الدواء تتقدم للنافذه الزجاجية وتمدّها له ، أبتسم يأخذ العلاج من يدينها وينتظر خروجها ، خرجت تقفل الغرفة وتتقدم له ، رفعت عيونها على اللي ظِل كتوفه توجه نظراتها على عيونه ، وقفت لثواني تركز بكل تفصيل يزيّن وجهه ، أبتسمت تصدّ عنه وتسبقه بالخطوات للمدخل ، مشى يتبعها ونطق بسخرية : لا يكون ما عجبتك ؟
رفعت حاجبها تنطق بإبتسامة مفاجئة : مو كأنك مستعجل تسمع إطراء ومديح مني ؟
رفع أكتافه ينطق بهدوء نبرته : اللي ودك تآمرين على شيء ؟
هزّت رأسها بالنفي تنطق : سلامتك وآخر الأوجاع
أبتسم لها يخرج بدون رد ، الرد الوحيد اللي كان ودّه فيه إنه يحتضّنها ويقولها : وين السلامه عند عذّب حكاويك ومقابل حسن وجهك !
فتح باب موتره يركبه ويغادر المكان فورًا ، تلاشت إبتسامتها يتلاشى معها كل توترها وخجلها ، شهقت بصدمة من تذكرت لوح الشوكولاته تفتح جيبها وسرعان ما تنهدت من شافت منظر الشوكولاته الذايبه ، نزعته عنها تتوجه لمكتب الإستقبال توقع إنصرافها وتتقدم للمخرج لأجل ترجع لبيتها ..
« بيت هزاع آل جراح ، الثالثة فجرًا »
خرجت للصالة بعد نومه عجزت توصفها ، نومة تعب غريبه جدًا وقصيره ، تحسنت جدًا عما كانت عليه لكنها صحت بوقت متأخر ، الأماكن مظلمة وماتسمع أي صوت حولها عدى صوت تنفسها ، فتحت باب الصالة بحذر شديد تخرج للخارج ، الشارع قدامها بمسافة بعيدة والدكة على يمينها ، المجلس مفتوح والنور مغلق ، النسيم هادىء والجو لطيف ، رفعت جلالها على شعرها تتقدم للدكة ، رفعت قدمها تمشي فالدكة ووقفت تعدّ السيارات وزفرت من لاحظت إختفاء سيارة نجم ، ألتفتت بصدمة على حركة بجانبها تشهق ، غطى ثغرها يثبتها وينطق بهمس : أنا أنا يا غليص !
هزّت رأسها له وزفر يبعد كفه عنها ، بللت شفايفها تجلس بجانبه وتنطق بتساؤل : ليه باقي صاحي ؟
شجاع : أنتظرك
ميّلت رأسها تتأمله قدامها ، سيجارته بين أصابعه وشعره مبعثر من الأمام رغم الشماغ اللي متعصّب به ، مشمر أكمامه وفاتح أزرار ثوبه ، مغري بشكل غير طبيعي ، عضّت شفايفها تنطق : أكلمك أنا
ألتفت لها ينطق بصدمة : وجاوبتك أنتظرك تقومين
نجد : كيف عرفت إني بقوم ؟
شجاع : عساس بتكونين نايمه الوقت كله ؟
زفرت بغضّب من بدأ الموضوع يطول تنطق : شجاع !
شجاع : عيونه ؟
ألتفت عليها يقابل عيونها ، رفعت حاجبها تنطق : ايوه وش هالحاله وش صار ؟
رمى زقارته بعيد ينطق بحدة : تضاربت خلاص ؟
توسعت عيونها بصدمة ، ما توقعت هالإجابة لكن بعد ما عادت النظر له تأكدت ، شكله فوضوي رغم إنه جذابّ لكن بالفعل شكله يوحي إن فيه شيء حاصل ، مدّت كفوفها تحتضّن وجنتيه وتنطق بنبرة قلقة : ليه خلاص ؟ علمني وش صار من هم ؟ قولي أوجعوك ؟
هزّ رأسه بالنفي يحاوط خصرها وينطق لأجل يهديها :
2
‏أنتي حبيبة شجاع ما ألتفت للضعوف
‏وأنتي مليكة من يشوف أمنياتك أمر !
-
عبّست بملامحها تشّد رقبته لها تجبره ينحني لها ، انحنى لها طوعًا يدفن وجهه بعنقها ، سحبت شماغه من على رأسه تخلخل أصابعها بشعره ، غمض عيونه يقبّل عنقها ويستمع لصوتها القلق وهي تنطق : ولد خالي ؟
زفر وأقشعر جسدها من أنفاسه اللي ضربّتها ، أبتسمت بخفه من أخذت الإجابة بس بطريقة غير مباشرة ، نزلت نظراتها عليه وسرعان ما ألتقط ثغرها يقبّله بشدة ، يلتحم بها وينفس عن غضّبه من اللي حصل معه بهالليلة ، يقنع نفسه ويأكد إنها حلاله وإنها مليكته وله حق وحقيق ، غمضت عيونها تبادله رغم رجفتها وربكتها ، بعد ثواني طويلة أبعد يفصل بينهم يتنفس بسرعة ، عضّت شفايفها بخجل شديد تصدّ عنه ، سحبته لحضّنها تمسح من أعلى رأسه حتى رقبته ، بقى على هالحال مرتخي على صدرها حتى أنتظمت أنفاسه ، أبتسمت تنطق بهدوء نبرتها : وش صار ؟
شجاع : طلعت من عندك ومشيت للمجلس وأنا في طريقي جاء اللي ما يتسمى وقعد يهدد ويرمي كلام كبير ماهو بقدّه وأنا سويت اللي علي وأكثر طلع نجم يفزع وفرعنا قبل تصير قضية دم
شهقت بصدمة تنطق : عشان كذا ما رجع نجم !
هزّ رأسه بالأيجاب ينطق : قلت لأسيل ما تخليك تنتظرينه وعلمتني إنك تبين تسهرين عشان كذا ما رحت أنام
شّدت عليه تنطق : يا حبيبي جعله
رفع عيونه يقاطعها يقبّل دقنها وينطق : مجاره يا روح حبيبك
أبتسمت بخجل تنطق : وين راح نجم ؟
شجاع : راح مع عمي رماح يستجوبون اليهودي ذاك
طارت عيونها تضحك بصدمة وتنطق : مستحيل يهودي !
زفر وضحكت تنطق : وش قايل هو عشان توصل هالمواصيل ؟
زفر شجاع ينطق بغضّب : مسّ شرفي وزوجتي بقول ذكر جبان وخليته يعضّ الأرض عضّ بفعل رجال !
أبتسمت نجد تنطق : ونعم السند يا الشايب جعلني ما أخلا
أبتسم بخفه ينطق : ولا منك يا غليص
ضحكت تدفعه عنها وتنطق بجدية : ما عاد أبي أشوفك تدخن تسمع ؟
آشر بإصبعه على خشمه ينطق : على هالخشم قدامك بس من وراك المعذره
ضحكت تضرب كتفه وأبتسم يسحبها لحضّنه ، قبّل أرنبيتها ينطق : صرتي أحسن ؟
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : ايه توني وجدًا
رفع حاجبة بدهشة ينطق : لا ترفعين سقف آمالي
غمضت عيونها تحتضّن أكتافه وتنطق : أكون بأفضل حال من أشوفك بخير فكيف وأنا معك وبين يديك
ارتخى عند كلامها يقبّل كتفها بشدة ، أبتسمت من بدأت تشعر بدموعه تنهمر بدون أي سبب وسرعان ما أنهمرت دموعها بدورها ، وجوده معها بهالمكان وشعور حُضنه عجيب ، هي تجرعت منه القليل بليلة المخيم وأدمنت تطلبه المزيد ، والآن صار كله لها مستحيل تحرم نفسها ثانية من أحضانه ..
« قصر مترك ، قبل الفجر »
فتحت عيونها من شعور البرد الشديد اللي تشعر به ، ألتفتت يمين وشمال مصدومة بوجودها في الشرفة ، وقفت بتعب تشيل أغراضها تتقدم لباب الشرفة ، دخلت تقفل الباب وراها ترمي اللابتوب على فراشها ، زفرت تتثاوب بتعب وتتحسس مفرشها حتى مسكت جوالها ترفعه وسرعان ما توسعت عيونها بصدمة من عدد إتصالاته ورسايله ، عضّت شفايفها تتصل فيه علطول وماهي ثواني حتى وصلها صوته وهو يقول بنبرة غضّب : صح النوم وهج !
أبتسمت تجلس على طرف السرير وتنطق : ما قدرت إلا على الإتصال ولا مستصعب تجي وتشوفني بنفسك
أبتسم على جنب ينطق بسخرية : ما لاحظتي صوتي يتردد ؟
بردت أطرافها توقف بصدمة ، تلتفت ببطء تشوفه منسدح على كنبها ، رفع جواله يقفل وضغط على زر الأبجورة بجانبه ، رمت جوالها على السرير ترفع عيونها له ، توسعت عيونه على مصرعيها من شافها لأول مره بلبس نوم قصير ، شورت وقميص أعلاه ، فزّ من مكانه يجلس وتقدمت له بخطوات ثابتة تنطق بتساؤل : شلون دخلت ؟
وقفت من لاحظت نظراته التفصيلية على جسدها ، تصلبّت بمكانها من أستوعبت هي وش لابسه تتنحنح وتنطق بطبقة صوت أعلى وأكثر صرامة : اسألك أنا !
بلل شفايفه ينطق بسخرية : أقربي ما أسمعك
شّدت على طرف شورتها تسحبه لأجل تغطي فخوذها ، زفرت بغضّب ممزوج بخجل شديد تنطق : أقولك شلون دخلت !
أبتسم من لاحظ ربكتها ينطق : من الباب شلون يعني
بلعت ريقها تنطق بهدوء نبرتها : متى جيت ؟
آشر بجانبه ينطق : أقربي مني تعالي
زفرت تبعثر شعرها شوي وتتقدم له ، أبتسم يمسك كفها يسحبها لفخذه ، جلست بحضّنه تنطق : ما سمعتك وش تقول ؟
رفع حاجبة بدهشة يموت بدلّعها ، حاوط خصرها بكف والكف الثانيه يمررّها على فخذها ، مسكت كفه على فخذها تنطق بحدة : ما أعتذرت !
نجم : أخطيت ؟
توسعت عيونها بصدمة تنطق : جنون يا عالم !
أبتسم يقبّل خدها برفق ينطق بدون ما يبتعد : أسف
حرّك كفه وتشنجت بمكانها ، طبع ثغره مره ثانية على خدها ينطق بثقل صوته : العاقل بعد لقياك يودعونه بالمراكز النفسيه وينكتب على حالته مجنون ، فلا تستنكرين جنوني وأنتي بحضّني !
أبعدت كفه توقف وتعطيه ظهرها ، تكتفت بغضّب ووقف خلفها يغطيها بحكم فارق الطول بينهم يحتضّن بطنها ، انحنى يدفن وجهه بنحرها يطبع قبّلاته بعمق يترك علامات وآثار خلف كل قُبلة ، ميّلت رأسها وأندفع نجم يحاوطها من كل جانب ، تفجرت مشاعره وظهر ضعفه قدامها ، طاح على وجهه معتذر ومتأسف وهايم بتفاصيلها ، وهي بدورها قبلت الإعتذار وقبلت الوصَل ، مرر كفه على خصرها يقوس عمودها الفقري ، أبتسم بخفه يقبّل ثغرها يروي ظمأه ، أنفضح بشعوره وأقبل باللي وراه ودونه ، بهالليلة أنشدت النجوم يا وصَلها الغالي هَلا ، شهّدت السماء ورذاذ الندى على النخيل وهبوب الأنسام ، شعشع صدر النجم بحبّ وهج ، وأطرب خافقه بعذوبتها ، بعد فراق طويل نال مراده وأصبحت حليلته ، وصَلها بعد العناء الكبير وكسر خشوم كبار الرجال ، ما تركها خلفه بعد ما أبعدوها منه ، حلفّ وأجزم وأقدم وخذاها ، صارت حرّم نجم ونجم قول وفعل ، بعد العقد وقبل يشهر بزواجهم علنًا ، أنتفض بمظهرها وما قوى يصدّ ويبعد ، ضميره مرتاح لأنه جلس مع أمير سابقًا وعلمه إنه بيكون فيه ، سحبها مع خصرها يقربّها له ، عطّته ظهرها خجلاً من إنها تقابل وجهه ، أبتسم بخفه يقبّل خلف أذنها ينطق بثقل صوته :
4
‏أنتي بوجهي وشنبي وأيسّر ضلوعي
سمّي على قلبي ونامي على ذراعي
وأنا بعد وصَالك علي الحرام تعرفيني
‏لو ماتشيلك الضلوع تشيلك عيوني
-
دفنت وجهها بذراعه وغمض عيونه يستنشق عذابه ونار صدره عطرها وريحة طيّب شعرها ، خصلاتها المتناثره على وجهه ، خافقه بأعلى الغمام يحوّم وأختلف حاله معها ، يحبّها وأمره منتهي بكلمة منها ، يطيح لها ويقوم بها بس لا تشكي من حاجه وهي على ذمته ، لو يحرق البلاد ويحرق نفسه عشانها غاليه والطلب رخيص ، أجتمعوا على المحبة وأجتمع نجم في وهج عُمره ، تضيء له سنينه الجايه وتتوهج بحبّه ، تنسيه ما مضى من سنين عجاف والجاي غيث ومطر ، حاوط بطنها بكلتا يديه ينام بأحضانها بعد ليلة عظيمة ترسخ فيها الروح والمشاعر والأحاسيس ..
« حلّة سهيل ، الحادية عشر صباحًا »
خرج من المجلس يتأمل المكان بأزهى حلّة ، أنتهى تقريبًا من كل شيء ، زواجه بيقام هنا بعد أقل من أسبوعين ، رفع نظارته الشمسية من عيونه يرفع جواله اللي يرّن ، رد على الإتصال ينطق بصوت مرتفع : أرحب يا عميد
مترك : هلا بك وينك يا عقيد ؟
أبتسم يرفع عيونه على المكان وينطق : في محلي ، آمر ؟
مترك : به عرب عندي ينشدون عنك وترا السبيكر مفتوح
رفع حاجبة بدهشة ينطق : سمّي ولبيه وتآمرين آمر
تكتفت بغضّب تنطق : وشو عقبه !
ضحك مترك من لطافتها في العتاب ينطق : ما قلنا ونوّهنا عليك ما تزعلها الحين تجي و..
قاطعته تنطق بنبرة صوت مرتفعة : لا لا خلاص أنا بروح له
ضحك نجم من خلف الجوال ينطق : عطها الجوال
خذته من جدها اللي ضحك يخرج من المكتب ، زفرت تنطق بضيق : وينك متى صحيت ؟
نجم : عند العمال لبى وجهك
قفلت السبيكر بتوتر تجلس على الكنبه الجلد ، رفعت رأسها تتأمل السقف وترجعه للخلف ، زفرت تنطق : كنت أبغى نفطر مع بعض بس الواضح إن عندك خطط ثانيه
نجم : أفطري هني وعافيه والخطط والله كرف وشموس ومقابل وجيه العمال اللي تقطع الرزق
ضحكت بعلّو صوتها وأبتسم ينطق : تروح روحي فدا قدام ضحكتك
عضّت شفايفها تنطق بنبرة جدية : لا تحاول باقي زعلانه
نجم : والله أجي وأرضيك بس ترا ماهو في صالحك !
رفعت حاجبها تنطق بسخرية : تهدد بعد
حكّ طرف شاربه ينطق : أخسى وأعقب ، وش يرضيك يا بنت الأمير ؟
وهج : بجيك وبدون ما أسمع رفض تسمع ؟
بلل شفايفه ينطق بسخرية : المشكى على الله ، كلي لك وجايك الآن خليك جاهزه
أبتسمت تنطق بتساؤل : لحظة بس خوفي ما تجيبني للحلّة خلك أنا أجيك مع جدو
ركب نجم موتره ينطق : خلي جدو في خير أقولك جايك !
وهج : بس توعدني نروح للحلّة
نجم : ودك نسهر فالحلّة أنا وأنتي والقمر ثالثنا ؟
توسعت عيونها بفرحة : ايوه والله ودي
نجم : أجل زهبي عمرك أنا فالطريق
هزّت رأسها تدّعي إن نجم يشوفها وتنطق : تمام أنتبه لك
لفّ الدركسون بذراع يخرج من البوابة وذراعه الثانيه مثبت الجوال بها ، أبتسم على جنب ينطق : سكري الجوال لا تعذبيني
ضحكت متفاجئه تنطق بفضول : أعذبك ليش ؟
نجم : بعد البارح ما أقوى أقفل الخط وأنتي معي
توهجت خدودها إحمرار وفزّت من دخلت سمو للمكتب ، رمت جوالها ورفع نجم حاجبة ينطق : أبشري بالعوض
ما وصله صوتها ونزل جواله على فخذه يفتح السبيكر ، بلعت ريقها تنطق بحدة : شفيك مدرعمه ؟
تخصّرت سمو تنطق بسخرية : شفيك محمره بسم الله وش كنتي تسوين أنتي ؟
زفرت بغضّب تنحني لجوالها وتنطق : سمو عندك ورع أكبر مني روحي أنشغلي فيه
ضحك من كان فالجهة الثانيه على كلامها ، ميّلت شفايفها تشوف دقايق المكالمة تمشي ، توسعت عيونها من سحبت سمو الجوال تشوف الأسم وسرعان ما ضحكت تنطق : عيب عليك والله عاجبك إنها تغلط على أختك الكبيره ؟
فتحت السبيكر وأبتسم نجم ينطق : لحد يقول لوهج شيء
سحبت الجوال من يدها وأخرجت لسانها تستفز سمو وتنطق بضحكة ساخرة : أجل أخته الكبيره يا ليتك نايمه بدال هالملحجه ، المهم حبيبي تدلّين الباب ولا ؟
رفعت حاجبها بغضّب تنطق : أقول لا يطيرك بكلامه ترا بالأخير مردّك لي ومعليك أدّل يا قليلين الخاتمه
ضحكت بعلّو صوتها ونطق نجم : يا ساتر قلبت علي ؟
سمو : أقول أكرمني بسكوتك قبل أخرب عليكم وأحرمها الطلعه من البيت
زفر نجم ينطق : لا حول ولا قوة إلا بالله !
بالنسبة لوهج كانت تضحك عليهم ، رفعت عيونها على سمو تنطق : خلاص بجيك الحين
أبتسمت سمو تنطق : سريع بابا يبينا في موضوع ، ونسيبنا لا تزعل أمازحك
أبتسم على جنب ينطق : وصل وصل
خرجت سمو وأبتسمت وهج ترفع الجوال تقفل السبيكر وتثبته على أذنها ، أبتسم ينطق : قولي لبابا لا ينتظرك على العشاء الليله
أبتسمت تحتضّن بطنها وتنطق : يعني خلاص نسهر ؟
نجم : الله الله ، كأنك هونتي ؟
وهج : لا طبعًا
رفعت عيونها على صوت أبوها تنطق : إذا وصلت دق علي
نجم : عيب في حق شيبانك بنزل أسلم عليهم وأخذك من عندهم
أبتسمت بخفه تنطق بهدوء نبرتها : اللي تشوفه ، أحبك
قفلت بدون ما تسمع كلمة منه ، تهربت بعد ما أعترفت تتركه لحاله بين بر وخط ، الإبتسامة تشق طريقها من الإذن للإذن ، يطرب سمعه ويدندن خافقه على هالكلمة اللي تذبحه وتحيّيه ، ضرب الدركسون بخفه يزيد من سرعة موتره ينطق بضحكه : ما تدري بعد أحبك إني بشق الخط عشان أجيها بسرعه
يحبّ يرد لها الشعور بالفعل أكثر من القول مع إنه شاعر صريح وآبياته شاعرية لكنه يركز على العطاء المتبادل ، يغرقها بقُبلاته وبالأصح محد يغرق كثره ..
« بيت هزاع آل جراح ، بعد الظهر »
جالس فالدكة يتأمل الصحراء اللي تمتد مدّ البصر ، ألتفت من جلس أحمد ينطق : أبوي وش حالش الله يطول لي بعمرك ؟
زفر يسحب عصاه وينطق : من زمان ما جيت تطلب فلوس وش عندك ؟
تقدم يمسك عصاته وينطق : وشو له العصا فكنا تكفى
زفر سهيل ينطق بحدة : أعجل وش عندك لا أصكها بين عيونك ذلحين
أحمد : أبغى أعرس
فزّ من رفع سهيل العصا يركض بعيد من الدكة وينطق بحدة : يبه وش قومك والله إني صادق وبعرس قبل نجم الخسيس !
ألتفت سهيل حوله يدور على شيء يرميه عليه ، رفع عيونه يصرخ بغضّب : أنت ما تقعد إلا إذا جبت موتي ؟!
نط أحمد محله متحسف ينطق : الشرهه علي أجيك لو رايح لأمي أصرف !
رمى سهيل عصاته وفزّ أحمد لكنها ضربت بعرقوبه ، صرخ يطيح وطلع مروان من الحمام يضحك عليه ، رفع عيونه ينطق بحدة : تضحك على عمك يا اللي ما تنتخي !
رفع مروان أكتافه بقلة حيلة يلتفت على جده اللي نطق : مروان هات عصاتي وأنا جدك
طارت عيون أحمد يسحبها ويقوم من الأرض ، زفر بغضّب ينفض ثيابه من الغبار وينطق : بعد ذا كله والله ما تجيك وأنا ولد الجوهرة !
ركض ووقف سهيل بصدمة ينطق بحدة : والله وما قال يا ولد الجوهرة !
ألتفت يصيح في مروان اللي ركض بدوره خلف أصغر أعمامه عشان خاطر الشايب ، خرجت الجوهرة من الصالة تنطق بتساؤل : ما سمعت وش قلت يا ولد عمي ؟
تنحنح سهيل ينطق بصوت عالي : شوفي ولدك العاق مأخذٍ عصاتي !
تكتفت تنطق بحدة : حط عينك بعيني يا سهيل !
زفر يجلس بهدوء ويرفع عيونه عليها ، تقدمت تنطق بنبرة صارمة : الولد جاك يعلمك إنه يبي يعرس وأنت وش سويت ؟
سهيل : وأنتي صدقتيه ؟
الجوهرة : أقلّها ما برميه وأكسر مجاديفه !
زفر سهيل ينطق : تعال يا حميد تعال
ألتفت أحمد على صوت أبوه وزفر يدفع مروان عنه ينطق : قوم أذلف من وجهي
ضحك مروان ينطق : لا تتحسس ترا ذا كله عشان خاطر الشايب
زفر يكمل طريقه للدكة ، أبتسم من شاف أمه يركض لها وينطق : إني والله داري ما يطيبّ الخاطر إلا من بعدك جعلني فدى رجولك
أبتسمت تحتضّنه وتنطق : أجلس وعلمنا من سعيدة الحظ
ضحك سهيل ساخر وزفرت الجوهرة تضرب ركبته ، تنحنح يعدّل جلسته ونطق أحمد : نوير بن الشايب سعد !
توسعت عيونها بصدمة وفزّ سهيل بفرحة ينطق : بعدي والله يا حميد أشهد إنك عرفت تختار وأنا أبوك
ألتفتت الجوهرة عليه بصدمة وأنفجر أحمد يضحك على أبوه ينطق : لا هنت يا أبو رماح بس كأنك زودتها شوي ؟
ألتفت على الجوهرة ينطق : وش قومك تطالعين فيني ماهوب أنتي اللي قلتي لي أسمع له هذاني سويت اللي قلتيه
مدّت الجوهرة يدها على أحمد بدون ما تقطع التواصل البصري مع سهيل تنطق : عطني عصى أبوك أشوف
طاح أحمد يضحك عندهم ووقف سهيل بهدوء ينطق : أنا أستأذنكم وزهب عمرك يا حميد نروح المغرب نشوف كيف سعد قايل
مسكت العصى بيدها وفزّ سهيل يهرول ، ضحكت بسخرية تتركها محلها وتوقف ، نزلت عيونها على أحمد المنسدح يمسح دموعه بشماغه تنطق : وأبوك صادق عرفت تختار زيّن وذرابه وسنع بسم الله عليها وعجلان وأهله يستاهلون ونعم الأنساب والله
وقف يجلس وينطق بصوت هامس : عندك صوره لها ؟
رفعت حاجبها تنطق بحدة : شكلك تبغى العصى بدال أبوك قم قامت قيامة العدو !
فزّ يركض للمجلس وينطق بهمس : ياربي وش قلت كله عشاني أبغى أشوفها !
دخل للمجلس وأبتسم يشوف أبوه منسدح ، ضحك يتقدم له وينطق : خلاص دخلت داخل بعدين ما هقيتك كذا يبه
ضحكوا أخوانه وزفر سهيل ينطق : أبين لها إن هيبتها موجوده عشان ما تزعل بس
مسح رماح وجهه وشنبه ينطق بسخرية : وافي يا والدي
سهيل : أقول سد حلقك أنت وياه ودقوا على وراعينكم نبي نقبل على الشايب سعد المغرب
طارت عيون عبدالكريم ينطق بصدمة : ماشاءالله تبارك الرحمن من زواج مروان ولد باسل والزواجات ما توقف عندنا
ضحك أحمد ينطق بسخرية : لا هو عشان نجم يتزوج وينفصل ويرجع يتزوج ويصير شيء ويرجع يتزوج تحسّها كثيره
ضحكوا جميع ونطق مسلط : كأنك كثرتها شوي ؟
أحمد : والله معاد حسبت
ضحك مسلط وأبتسم أحمد ينطق : بدق عليه أشوف وينه
نايف : دق على شجاع ومنيف معك
هزّ رأسه بالإيجاب يخرج من عندهم ، ألتفت سهيل على رماح اللي نطق : أحمد يبغى بنت سعد ؟
هزّ رأسه وقال : ايه يقوله
رماح : ونعم والله أجل أبد كلنا جاهزين ننتظر منك خبر
سهيل : أنا بقيّل ذلحين وقوموني بعد العصر
وقف رماح ينطق : أبشر
خرج من عنده وكل واحد فيهم قام يخلص أشغاله قبل الإجتماع بالمغرب عشان خاطر آخر العنقود ، أنسحب سهيل يغمض عيونه يهتني بما بقى من فترة القيلوله حتى يأذن العصر ..
« قصر مترك ، الجلسة الخارجية »
دخلت تسلم وأبتسم أمير يرحبّ فيها ، نزلت جوالها على الطاولة تتقدم له تقبّل جبينه ، أبتسم يسحبها لحضّنه يقبّل خدها ، ضحكت تحاوط ظهره وتنطق : يا عمري يا بابا
أمير : يا عمر بابا أنتي
أبتسمت هنادي تنطق : لنا الله
ضحكت وهج ونطقت سمو : والله صادقه لنا الله
ألتفت أمير على هنادي ينطق : أنتي القلب وهم العينين
أبتسمت هنادي تتمسك بكفه وتنطق : الله يخليك لنا يارب
أبعدت وهج تجلس بجانبه وتنطق : يمه منكم غيورين
ضحك أمير ينطق : ما عليك منهم يا بابا
سمو : لبيك بابا وش بغيت ؟
أمير : ودي أسمع حكاويكم كيف حياتكم كيف أزواجكم معكم شاغلين بالي هالأيام
هنادي : اي والله صادق لنا فتره ما جلسنا هالجلسه
أبتسمت وهج تنطق : أقدر جلستنا والله بس يمكن ما أطول لأن نجم جاي
أمير : معليك نجم ينتظر حكيني عنك كيفكم مع بعض قالي البارح إنه بينام عندك ووافقت له
تجهم وجهها وسرعان ما تفجرت وجنتيها خجلاً بعد ما تذكرت أحداث البارح تصدّ عن أبوها وتنطق : ايه ايه نام بس طلع الصباح عنده شغل
أمير : زين زين
أبتسمت هنادي تتأمل إنقلاب حال بنتها ، ما بتعديها لها وهذا الأكيد لكن ما بتحرجها الحين زود خجلها بسؤال أبوها تصدّ عنها ، أبتسمت سمو تنطق بخجل : طيب ممكن تستغربون بس أنا حامل
توسعت عيون أمير بصدمة ينطق : بالله ؟
وقفت هنادي بصدمة تنطق بفرحة : أحلفي !
ضحكت سمو من ردهم بينما لاحظت سرحان وهج ، صفقت بيدينها تنطق بحدة : بعض الناس بتصير خاله للمره الثانيه
ميّلت رأسها بعدم فهم تناظر بصدمة أمها وأبوها ، عادت التفكير بكلام سمو وسرعان ما شهقت توقف وتنطق بصدمة : مستحيل !
رجعت سمو رأسها للخلف تضحك وتنطق : اللي يشوفكم يقول إني عجوزه ترا باقي بالأربعين !
هنادي : طبيعي جدًا ننصدم بس فرحانين لك يا ماما
أبتسم أمير ينطق : الله يتمم حملك ، بأي شهر
جلست وهج تنطق بفضول : جد أي شهر ؟
سمو : ببداية الثاني
صرخت هنادي تحتضّنها وضحكت تحاوط ظهر أمها ، ألتفت أمير على صغيرته اللي متعلقه عيونها بحضّن أمها وأختها ، حاوط أكتافها ينطق : لا تحرميني هالفرحه
ألتفتت عليه بصدمة تنطق : بسم الله عليك بابا ليش تقول كذا الله يطولي بعمرك
حاوطت بطنه تدفن وجهها بصدره ، مسح على ظهرها ينطق : متى عرسكم ولا باقي ما حددتوا ؟
مسحت وهج طيف دمع عينها تنطق : بالملكه أتفقنا على نهاية الشهر ذا يعني بعد أسبوعين كذا وبنحدد التاريخ الليله أنا وياه
هزّ رأسه يقبّل رأس بنته ينطق : الله يسعدكم يارب
شّدت عليه تنطق بآمين داخل أعماقها ، أبعدت عنه من أنفتحت البوابة وفزّت سمو تنطق : بدخل إذا خرجوا نادوني
ركضت للداخل ووقفت وهج تعدّل عبايتها ، تقدمت للطاولة تأخذ جوالها اللي تركته سابقًا عليها ، دخلته بشنطتها وألتفتت على جيته ، بعد الوصَل صار شيء عظيم بالنسبة لها ، أصبح أقرب لها من روحها ، تشتاق له وهو واقف قدامها وتحنّ لمراسيله إذا رحل وتركها ، رفع كفه وأبتسمت من شافته ، رزته وثبات خطواته رغم التعب على ملامحه كان جذّاب ، دوّى صوته بالمكان يسلم ويدخل الجلسة الخارجية ، انحنى لها علطول يقبّل وجنتها ووقفت ثابته بمكانها ، توقعته يتوجه لأبوها لكنه بدأ بها ، همس بالقرب من أذنها ينطق بعمق نبرته : أكثر يا عذب الطباع
أبتعد عنها يتوجه لأمير الواقف يسلم عليه ، أبتسم يمدّ يده لهنادي اللي أحترمت مسافاته تصافحه وتكتفي ، أبعد يفرك يدينه ببعضها وينطق : وش حالكم جميع كيف صحتكم ؟
أبتسم أمير ينطق : بخير جعلك بخير ، أقرب تقهو
رفع كفه يثبتها على صدره وينطق : أكرمك الله لكن جيت أخذ المودمي ذا جعل يومي قبله وأمشي
أمير : اللي ودك الله يستر عليكم
تقدم لها يمدّ كفه وأبتسمت تشابك كفها بكفه ، ألتفت قبل يخرج ينطق : لا تنتظروننا على العشاء
هزّ أمير رأسه بالإيجاب يضحك ، خرج يعطيهم ظهره وهي خلفه تتبعه تتمسك بأصابعه ، سحبها بجانبه ينطق : خذي معك ملابس مرتبة تغيرت الخطة
ميّلت شفايفها بعدم فهم تنطق : شلون يعني ؟
نجم : بنحضر خطبة حميد وبعدها بنمشي للحلّة
وهج : تمام أنتظرني
قبّل أرنبيتها ينطق : على خشمي
أبتسمت تترك كفه وتتوجه للقصر ، مشى لموتره يركب ويرسل على القروب إنه جاي ، رفع رأسه يتأمل المكان اللي ترعرعت فيه ، أمعن النظر بكل تفاصيله يدفع نفسه الثمن بأغلى ما يكون لأجل تعيش معه بنفس هالحياه

أمعن النظر بكل تفاصيله يدفع نفسه الثمن بأغلى ما يكون لأجل تعيش معه بنفس هالحياه وما ينقصها شيء ، اللي عاشت بقصور وحواليها خدم ما تطلع إلا على قصر وحياة أجمل من اللي كانت تعيشها ، ألتفت على البوابات وعلى دخول عزيز ونيّار ، وقفوا موترهم ونزلوا وهو بدوره تقدم لهم يسلم ، أبتسم عزيز ينطق : أرحب أرحب
سلم على خشمه ينطق : أبقه وش حالكم ؟
نيّار : نحمد الله ونشكره وأنتم ؟
نجم : بخير جعلك بخير
عزيز : حميد بيعرس ؟
رفع حاجبة بدهشة ينطق : أشوف وصلك العلم ؟
ضحك عزيز ينطق بحدة : أكيد خلاص صرنا أعز الأخوياء
نجم : ماشاءالله عليكم
مشى نيّار لأمير وكمل عزيز ينطق : بتروح ؟
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق : الله الله
عزيز : معك محل ؟
ألتفت على خروجها من البيت ينطق : خالتك معي
زفر عزيز ينطق : تقدر تقول زوجتي معي مو بكذا تجرح رجولتي الله يستر عليك
ضحك نجم ساخر يعطي عزيز ظهره ويمشي لموتره ، ركب يشوفها واقفه عند الجلسة الخارجية ، تسلم على نيّار وسرعان ما أنفعل يصدّ عنها بغضّب ، كانت قريبه منه وتضحك معه مما أثار غيرته ، أبتسمت تنطق بهدوء نبرتها : بابا بنمشي تبون شيء كلكم ؟
هزّ رأسه بالنفي ينطق مع الباقين : سلامتكم
مشت لموتر نجم وأبتسمت من تقدم عزيز لها ، أحتضّنها وضحكت تحاوط كتوفه ، حاوط خصرها ينطق بصوت خافت : وش هالزين كله !
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : أحبك
فزّت من ضربّ نجم بوري ولمحت نظرته الغاضبّه ، ضحك عزيز يقبّل كتفها وينطق : بسم الله عليك طير قلبك ، أمحق نسيب !
زفرت تبتعد عن عزيز وتنطق : مع السلامه
عزيز : وين يا حب حتى أنا معزوم
توسعت عيونها بخفه تنطق : بالله ؟
هزّ رأسه بالإيجاب وأبتسمت تنطق : طيب تعال معنا
عزيز : لا وشو له أثقل عليكم وتعرفيني ما أمون مره بلحقكم بسيارتي
هزّت رأسها متفهمه تنطق : أنتبه لنفسك
رفعت نفسها تقبّل وجنته وأبتسم يسلم عليها خدادي ، أبتعدت تمشي للموتر ، زفر يمسح وجهه وشنبه ينطق : حشى والله لو بأخذها سنه ما صار كل هالسلام !
فتحت الباب تركب وزفرت تنطق : تأخرت ؟
صدّ عنها يمشي ويخرج من القصر ، لاحظت إنها تجاهلها تنزل شنطتها عند رجولها ، رفعت نفسها تنطق : إذا ما تأخرنا عادي نأخذ قهوة ؟
ثبّت كفه عند ثغره يكتفي بذراع وحده بالسواقه ، عضّ طرف شفايفه ينطق : القهاوي والقدوع هناك
وهج : أدري بس أبغى أتقهوى معك
نجم : وتبلشيني معهم إذا صبّوا لي ؟
ضحكت بخفه تنطق : بتنازل بس بشرط
أبعد كفه يعدّل جلسته ويسوق بكلتا ذراعيه ، مسكت ذراعه تنطق : تقولي وش فيك منفس
نجم : أنا منفس ؟
وهج : ايه دامك تمشي على روقان معناته ما تأخرنا طيب ليش زعلان ؟
أبتسم على جنب ينطق : ماشاءالله كنت منفس وصرت زعلان
هزّت ذراعه تنطق بجدية : أوف قول لي وش بخاطرك
رفع حاجبة ينطق بنبرة غاضبّة : حاولي ما تكررين اللي حصل مع نيّار حتى لو كان زوج أختك وترا ماهو واجب عليك تسلمين عليه ناهيك عن قربك منه قبل شوي وخففي أحضان وبوسات وأمسكي لسانك عن كلمة أحبك قلنا ولد أختك وتحبينه بس ماهوب كل شوي حلى هو ؟!
تركت يده مصدومه من غيرته اللي أثارتها بلحظات ، عضّت شفايفها تمنع نفسها تضحك على شكله العفوي ، أخذ قلبها بعصبيته وغيرته عليها ، شّد على الدركسون ينطق : أنا طبعي غيور على أمي وأختي حتى على بنات أعمامي أغار من وأنا صغير ربيّت على ذا الطبع وتعلمت إن اللي ما يغار ما فيه خير لا على أهله ولا حَرمه فكيف لو كانت الغيره عليك أنتي !
أبتسمت تسند رأسها على كتفه وتنطق : بس هم أهلي ومثل ما ربيّت أنت على الغيره أنا ربيّت على التفتح وإنه طبيعي جدًا أسلم على عيال خالتي وحتى أنسابنا اللي هم أهل عزوز لمن يجون يدخلون عندنا ونجلس جلسة وحده..
قاطعها من رفع جواله يتجاهلها وينطق بحسرة وصوت هامس : شوف وش أقول وهي تقول لي وش !
حطّ الجوال على أذنه ينطق بحدة : مشيتوا ؟
نطق شجاع من خلف الجوال : لا يا أخوي بدري حتى سهيل توه يقوم
نجم : زين زين
شجاع : وينك ؟
نجم : جايكم
قفل الجوال يرميه بحضّنه وينطق : بنروح عند أهلي بعدين بنطلع كلنا لأهل عجلان
زفرت تحطّ رأسها على الشباك بدون رد ، ألتفت عليها وزفر يسحب فرامل يجنب عن الخط ، شهقت تلتفت له ومدّ ذراعه يسحب الهاند بريك ، رفع عيونه لها ينطق : فيك شيء ؟
تكتفت تنطق بهدوء نبرتها : لا ، ممكن نمشي ؟
نجم : يحرم علي أمشي وأنتي كذا علميني أنا قلت شيء خطأ والله العظيم إني لا أعتذر
وهج : ماهو خطأ الخطأ إنك ما تتقبل كلامي وفكرة إني ترعرعت وكبرت على هالأشياء
نجم : يا بنتي أنا داري وما قلت لك كذا إلا حبّ وغيره عليك والله ما ودي أسمع كلمة أحبك من ثغرك إلا لي ولا ودي أشوف الأحضان والبوسات ذي لغيري أبغاك كلك لي تشوفيني أطلب شيء مستحيل !
رفعت حاجبها تنطق بجدية : وش المشكله لو قلتها لناس أعزهم وأحبهم تقارن حبي لك بحبي لهم ؟
فكّ أزرة ثوبه بغضّب ينطق : الشرهه علي يوم تكلمت
فزّت قبل يحرك الموتر تمسك فكه ، لفّت وجهه نحوها تنطق بحدة : نجم !
رفع عيونه لعيونها يرتخي بين يدينها وينطق : لبيه وعيونه آمري
حاوطت وجهه بكفوفها تنطق : ما أبغى يجي بيننا مثل هالزعل اللي ماله أساس وكله أفكار غلط بغلط
حاوط خصرها بذراعه يقربّها له ، قطع المسافات بينهم ينطق بهدوء نبرته : عشان خاطري لو لي خاطر ، قولي تم يا عذبة الأطباع
رفعت عيونها تبتسم وتنطق بسخرية : شف شف يقول لو لي خاطر محد ساكن بالخاطر وسالب تفكيري كله غيرك
شّد عليها يثبّت خشمه على وجنتها وينطق بثقل نبرته : قولي تم ولا تعذبين الحال زود عذابه
مسكت وجهه تبعده عنها وتنطق : والله تم بس أنتبه روجي يطبع وما يروح
رفع حاجبة بدهشة ينطق : مفضوح أنا لهالدرجه ؟
ضحكت بعلّو صوتها تنطق : جدًا
دفع نفسه نحوها يقبّل خدها وينطق : هذي تصبيره والوعد آخر اليوم
شابك كفه بكفها وصدّت بخجل للشباك ، مشى بالموتر يكملون طريقهم لبيت آل جراح ..
« بيت الشايب سعد »
زفرت تسنّد المكنسه على الجدار وتنطق بغضّب : حشى اللي يشوف هالتراب يقول ما كنست لي سنين وأنا قبل البارح كانسه !
ألتفتت على أمها اللي تقدمت لها تركض ونطقت : بسم الله وش فيه ؟
تنهدت تنوف تنطق بتعب : قبل شوي كنت عند أبوك وسمعت خبر لي أعوام أنتظر أسمعه !
تخصرت تنطق بفضول : عساه خير يارب
خبطت تنوف كتفها تنطق : خير خير قومي تجهزي وأكشخي لا أوصيك
ميّلت رأسها بعدم فهم تنطق : لحظة وش دخل كشختي في الخبر اللي تنتظرينه ؟
مسكت تنوف كفوف بنتها تنطق بحدة : يا نعجه أحمد ولد الشايب سهيل جاي يخطب فيك
طارت عيونها بصدمة وتجهمت بمكانها ، ضربت تنوف رأسها تنطق بحسرة : يا ويلي عليها قومي عجلي بيجون بعد المغرب
شهقت ترفع طرف قميصها وتركض لداخل البيت ، أبتسمت تنوف تتبع بنتها ، وقف عجلان بطريقها ينطق بصدمة : سلامات شفيكم تسعون !!
زفرت تدفعه وتنطق : ما علمك أبوك ؟
هزّ رأسه بالنفي ينطق بعدم فهم : يعلمني وش ؟
تنوف : أحمد جاي يخطب
عدّل شماغه ينطق بتساؤل : أحمد من ؟
تنوف : ما غيره ولد سهيل
توسعت عيونه بصدمة ينطق بضحكه : أقعد يا حميد والله حيّ النسيب
أبتسمت تمشي للداخل ومشى عجلان للمجلس ، دخل يجلس بجانب أبوه وينطق : صدق إن أحمد جاي يخطب ؟
هزّ سعد رأسه بالإيجاب وأبتسم عجلان ينطق : خلنا نضرب عصفورين بحجر
ألتفت سعد على ولده ينطق : وشو ؟
عدّل عجلان قعدته ينطق : يعني مثلاً مثلاً يأخذون نوير وأنا أخذ وحده من بناتهم
سعد : ما عندك مشكله بس من هي ؟
حكّ عجلان رأسه بعدم معرفة ينطق : والله مدري وأنا ولدك بس بقول لنوير وأنشدها من أحسن وحده
ضحك سعد ينطق بسخرية : قوم قوم جهز المجلس
وقف عجلان يفتح شبابيك المجلس ويشّب النار تحت إشراف الشايب سعد عليه وتوجيهاته ، بينما كانت تنوف تجهز بدورها قسم الحريم بمساعدة نوير اللي خلصت نفسها بسرعة بحكم إنها فضلت تكون بأهدى وأنعم إطلالة ، تقدمت تحط المبخره على الطاولة وتثبّت العودة عليها تبخر الصالة ، رفعت رأسها على دخول عجلان اللي نطق : القهوة جاهزه ؟
زفرت بتوتر تنطق : أذن المغرب ؟
هزّ رأسه بالنفي ينطق : على مشارف الأذان خلاص
توجهت للمطبخ ومشى خلفها ، شالت الفناجيل ترتبها على الصينيه وتمدّها لعجلان اللي أخذها منها ونطق : خليك هنا شوي وأجيك
زفرت من خرج تتأمل إنعكاسها في الصينيه الفضية ، عدّلت شكل شعرها ورفعت عيونها من رجع عجلان يركض ودخل يقفل الباب وراه ينطق : نوير أبغى أخطب حتى أنا عندهم
توسعت عيونها تضحك بصدمة وتنطق : منجدك ؟
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق : ايه وش بلاك تضحكين ؟
نوير : أقصد عشان ما عندك وظيفه
عجلان : والغنم اللي أتاجر بها
لفّت تعطيه ظهرها وتنطق : ما تعتبر وظيفه يا أخوي
عجلان : ما عليك مني وعلميني من تنصحين فيهم
نوير : عندك شمايل وأسيل
زفر عجلان ينطق : ومن شمايل منهم ومن أسيل ؟
ألتفتت عليه تنطق بصدمة : أمانه ما تعرفهم ؟
هزّ رأسه بالنفي ينطق : صاحيه أنتي كيف بعرفهم من الخبل اللي بيتكلم عن خواته
نوير : صادق والله المهم أسيل أخت شجاع وشمايل أخت منيف
أبتسم بخفه ينطق : ما فيه إلا هم الثنتين
نوير : إلا فيه بنات عبدالكريم التوأم جمان وأشجان
سكت لثواني وضحكت تقول : أعترف فيه وحده جازت لك
عجلان : والله شكلها بنت نايف
صفقت نوير بفرحة تنطق : شمايل أذرب وحده ما عرفتك والله إنك ذويق !
أبتسم يعدّل شكله وينطق : حمستيني يا حيوانه كيف شكلها !
ضحكت بعلّو صوتها تحتضّنه ، أبتسم يحاوط ظهرها وينطق : الله ييسر أمرك ويوفقك يا عين أخوك
شّدت عليه تنطق بإبتسامة عريضة : وياك يا حبيبي
أبتعد عنها يخرج من المطبخ ، تقدمت تخرج خلفه للصالة تجلس على الكنب تقابل أمها المنشغلة بجوالها وزفرت تتمنى يمشي الوقت ويروح التوتر اللي فيها ..
« بيت هزاع آل جراح ، قبل المغرب »
وقف موتره يقفله ، ألتفت عليها ينطق : تنزلين ؟
هزّت رأسها بالإيجاب تنطق : أكيد
نزلت وأنتظرها حتى قفلت الباب يقفل الموتر ، مشى لمجلس الرجال وعينه عليها ، دخلت مع الباب تهمس بـ : سلام عليكم
ألتفتت غرور عليها توقف وتنطق : هلا وغلا عليكم السلام !
أبتسمت بهدوء تنزل طرحتها على أكتافها ، تقدمت غرور تسلم عليها وأبتعدت تنطق : يالله إنك تحييها أجلسي تقهوي
جلست بجانب غرور تنطق : كثر خيرك غرور
غرور : بس فنجال عشان خاطري
أبتسمت بخفه تنطق : تمام صبّي
مدّت غرور ذراعها للدلة تصبّ لوهج ، رفعت عيونها على العنود اللي دخلت توقف ، أبتسمت العنود تنطق : هلا هلا بزوجة نجم
أبتسمت بخفه تسلم على العنود وتجلس ، مسكت الفنجال من غرور تأخذه ، أبتسمت غرور تتكي وتنطق : كيفكم طيبين ؟
ألتفتت عليها تنطق : حمدلله بخير وأنتي واللي ببطنك ؟
توسعت عيونها تتمسك بكرشتها الصغيرة وتنطق : أما واضح
ضحكت وهج تنطق : بالنسبه لدكتوره مع الأسف
ضحكت مع وهج تنطق : كلنا طيبين أبشرك
ترشفت من الفنجال تنطق : حمدلله
غرور : بتروحين للخطبة ؟
هزّت رأسها بالإيجاب تنطق : ايوه ما جهزتوا ؟
غرور : اوه لا أنا ما بجي تعبانه شوي
وهج : اها سلامتك من التعب
زفرت غرور تنطق بضيق : يا لبى قلبك والله وأعذريني يا وهج عن الكلام الشين اللي طلع مني قبل عسى ربي يوفقكم ويرزقكم بالذريه الصالحه ويسعدكم دنيا وآخره
ثبتت كفها على صدرها تنطق : يكفيني يكون هالكلام من قلبك ومعذوره والله
أبتسمت بخفه تنطق : ما عليك
خرجت نجد من الغرفة بعبايتها وخلفها أمها والحريم كلهم اللي بيروحون لبيت الشايب سعد ، وقفت لهم وشهقت نجد تنطق : يمه وهج !؟
هزّت رأسها بالإيجاب تضحك وتنطق : وش يمه وش شايفه أنتي
ركضت لها تحتضّنها وأبتسمت وهج تحاوطها ، ضحكت نجد تنطق : ما قصدي شيء ياختي بس أنصدمت يوم شفتك
ضحكت بسخرية على نجد تبتعد عنها ، تقدمت تسلم على الحريم كلهم وأبتسمت حور تنطق : ماشاءالله تبارك الرحمن هالزين كله لنجم ؟
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : الزين كله لي الله يسلمك
ضحكوا البنات وسكتت حور متعجبة من جوابها ، مسحت ريمان على كتفها تنطق : بسم الله حصنتك من كل عين تضرك بسم الله عليك
أبتسمت بخفه تنطق : عمري خاله ريمان
تقدمت تنحني تشيل شنطتها من جانب الجوهرة ، رفعت عيونها على وهج تنطق : حددتوا عرسكم ؟
هزّت رأسها بالنفي تنطق : لسى
ضحكت حياه تنطق بسخرية : خايفين يصير شيء وتقبع
ألتفتت لها بصدمة تنطق بحدة : لا أبشرك ما بيصير شيء بإذن الله بس أدعي ربي يفكنا من شر الحساد وخبيثين النوايا !
ضحكت أسيل بصدمة من رد وهج ، عدّلت شعرها وألتفتت على الجوهرة اللي نطقت : امين عسى ربي يفككم شر من فيه شر لكم
أبتسمت لجدة نجم تنطق : امين يا حبيبتي امين
دخلت شمايل للصالة تنطق : هيا أنتي وياها مشينا
وقفت بمكانها تنطق بدهشة : هلا وهج هلا
وقفت وهج تتقدم لها تسلم عليها ، أبتسمت تحاوط ظهرها تسلم عليها خدادي وتنطق : شخبارك وحشتينا ؟
أبتسمت وهج تنطق : بخير ما يوحشك غالي يارب ، أنتي أخبارك ؟
أبعدت شمايل عنها تنطق : على حالي مامن جديد
أبتسمت لها بخفه تصدّ عنها ، مشت شمايل للخارج وسرعان ما تبعوها البنات وباقي الحريم ، مسكت شنطتها تلتفت على غرور اللي نطقت : لا تقطعيننا
وهج : افا عليك والله ييسر لك ويتمم حملك
أبتسمت لها غرور تنطق : اللهم امين ودعناك الله
خرجت وهج من الباب تزفر بغضّب وتنطق : كعب بالرمل وش هالكابوس !
رفعت عيونها على نجم الواقف بين الرجال ، وقفت بمكانها من تقدم رماح لها ينطق : أرحبي
تنحنحت تنطق بصدمة : هلا عمي الله يبقيك
ألتفت نجم عليهم وزفر يصدّ يسمع كلام جده ، قبّلت جبينه وأبتسم يقبّل جبينها وينطق : وش حالك يا بنتي ؟
بلعت ريقها بربكة تنطق : الحمدلله أنت كيفك يا عمي
رماح : نحمد الله ونشكره ناقصك شيء بخاطرك حاجه ؟
هزّت رأسها بالنفي تنطق : الله يكثر خيرك
أبتسم رماح يشدّ على كفها وينطق : ها سلمينا عليك
تركها يتوجه لموتره وزفرت تكمل طريقها لموتر نجم ، ألتفتت عليه تشوفه يدخل كفه بجيبه ويفتح لها الموتر ، أبتسمت تركب وقبل تقفل الباب فزّت من مسك مسعود الباب ينطق بإبتسامة عريضة : المزيونه بتروح ما سلمت علي ؟
ضحكت تمسك صدرها وتنطق : روعتني الله يصلحك
طلع على التكايه يرفع نفسه لها ، أبتسمت تأخذه لحضّنها وأبتسم بفرحة يحاوطها وينطق : تكفين قولي لنجم يخليني أجي معكم
ضحكت تبعده وتثبت كفوفها على أكتافها تنطق : بحاول عشانك
أبتسم يقبّل جبينها وسرعان ما أنهارت تضحك من شدة لطافته ، لاحظت إنها عادة عندهم من الصغر تنطق : تحبّ الكعبه يا عمري أنت
نزل من الموتر على مجيء نجم ، فتح الباب يركب ونطق بحدة صوته : معليه يا رجال بنتصافى هناك
ضحك شجاع ينطق : علمتك غير أحسب لي معكم
ضحك بسخرية يقفل باب موتره ، ألتفت عليها من نادته ينطق : لبيه ؟
وهج : عادي تخلي مسعود يجي معنا ؟
شغل موتره ينطق بعدم فهم : مسعود ؟
هزّت رأسها بالإيجاب تنطق : حرام والله مره بخاطره يجي
نجم : هو وينه ؟
أشرت على مسعود ونطق نجم بحدة : مسعود قشع لا أتلك !
ركض مرعوب لموتر أبوه وزفر نجم يحرك ، ألتفت على صدمتها وأبتسم ينطق : تعودي كذا تعاملي مع الوراعين
زفرت بغضّب تنطق : حرام عليك إذا كذا تتعامل معهم شلون بتسوي بعدين ؟
أبتسم على جنب ينطق : قصدك مع عيالنا ؟
تنحنحت بخجل تنطق : أوف اللي هو حرام تسوي كذا فيهم
نجم : كلهم نفس الشيء ما يفرق معي سواء كانوا عيالي أو غيرهم ، هذول شياطين لو عطيتيهم وجه أبتلشتي بهم عمرك كله
زادت صدمتها وتجهمت بمحلها ، ألتفت عليها وسرعان ما أنفجر يضحك بسخرية ينطق : أمزح معك يا بنتي عمي شافه وهو جايك وحلف علي ما أخذه معي
ضربت كفه وضحك يتمسك بكفها ، سحبه لثغره يقبّله وينطق : ما وريتيني وش لبستي
سحبت كفها تنطق بحدة : ما بوريك بعد وتستاهل بعد ذا كله
ضحك ينحني على الدركسون وزفرت تضحك بخفه ، ألتفتت عليه تتأمل الغمازات الواضحه لها تنطق : دايم أضحك
بلل شفايفه ينطق بسخرية : دايم ضحكيني
أبتسمت تحاوط ذراعه تستند على كتفه ، قبّل رأسها ينطق : بتوريني ؟
ضحكت تضرب ذراعه وأبتسم ينطق : شكلها لا
وهج : مدري صراحه يبي لها تفكير
رفع حاجبة بدهشة ينطق : الله أكبر شدعوه ترا كلها لبس
ضحكت تبتعد عن كتفه وتنطق : دام الدعوه لبس ليش مصّر
زفر نجم يدعس ويزيد من سرعة موتره ، تنحنح ينطق بغضّب : وتسأل بعد إنا لله
صدّت وهج تنطق بجدية : قلت لك بفكر
نجم : أقول لا تنسين إني بنفرد بك
توسعت عيونها تلتفت عليه وتنطق بسخرية : طيب بعرف ليش تقولها وكأنك تهدد ؟
أبتسم بخفه يكمل طريقه ، مدّ كفه يثبتها على فخذها وزفرت تحط كفها فوق كفه تناظر مع الشباك الطريق المظلم الطويل المتجه للحلّة بحكم بيت الشايب سعد اللي يقع بجانب حلّة سهيل ..
« حلّة سهيل ، بيت الشايب سعد »
خرج عجلان من البوابة يشوف سياراتهم توقف قدام الباب ، زفر يفرك كفوفه قد إيش أشتاق لمنظرهم بهالمكان ، بعد الحريق صار المكان خالي من الصوت والحياة ، صوتهم الواضح قدامه جدد روحه وأبتسم بوسع ثغره يرفع كفه بالسماء ويرحبّ بالرجال ، تقدم يسلم على سهيل اللي نطق : الله يبقيك يا عجيلان وش وقعك ووقع أبوك ؟
عجلان : بخير نسلم عليك
هزّ سهيل رأسه بالإيجاب يتقدم للمجلس ، سلم على الباقين وأبتسم يوقف بوجه أحمد ، تنحنح أحمد وضحك عجلان يسحبه لحضّنه وينطق : نسيبي !
ضحك أحمد يحاوطه وينطق : إن قالها الله !
أبتعد عنه وأبتسم يضربّ تحية لنجم القادم من جهة موتره ، وقف يردّ التحية وينطق بحدة : أسترح يا أبو سعد
ضحك يتقدم له يسلم عليه ، حبّ خشمه ينطق : وش حالك يا عجيلان ؟
عجلان : أبشرك طيب وبخير وأنت يا النجم الساطع
نجم : مامن جديد دخلنا ؟
مدّ عجلان ذراعه ينطق : أقلط وعلمني متى الرجعه أشوفك كل عصر وأنا راجع بالحلال واقف عند العمال
مشى نجم وألتفت بدون ما يشعر عجلان يشوفها تمشي بجانب نجد يتوجهون لمدخل الحريم ، زفر ينطق بهدوء نبرته : قريب إن شاءالله على الأسبوعين الجايه
عجلان : ماشاءالله عليك والله الصمله !
نجم : هم وأنزاح تكفى يا عجلان
خبط عجلان كتفه ينطق : رجال يا أبو رماح رجال
نجم : مثلك وشرواك
زفر يدخل للمجلس ويتقدم للشايب سعد ، أبتسم من لمح نجم ينطق : حيّ الله اللي ما خلا حلال جده يروح
أبتسم يقبّل جبينه وينطق : الله يبقيك ويسلم عمرك وش حالك نفداك ؟
شدّ سعد على عصاته ينطق : طيب وبخير
نجم : جعلها دايمه
مشى يجلس بجانب شجاع اللي نطق بهمس : ها وش قولك ؟
زفر نجم ينطق بغضّب : ما أنت بجاي ريحني !
شجاع : طيب علمني وش عندك فالحلّة
نجم : وش لزومك ؟
زفر شجاع يصدّ عنه وأبتسم نجم يسمع لسواليف الشيبان ، تنحنح سهيل ينطق : زين ما لحقكم شيء من الحريق يا سعد
سعد : لا الحمدلله والله يعوضكم خير
سهيل : اللهم امين
عمّ الصمت المجلس للحظات حتى كسر رماح حاجز الصمت ينطق : مثل ما جاكم العلم حنا جايين نطلب بنتكم لأخوي أحمد على شرع الله وسنة رسوله
أبتسم سعد ينطق : الله يحييكم والساعة المباركة في ذمتي
أبتسم سهيل ينطق : الله يبقيك وأبد اللي تبونه تآمرون عليه والمهر نتفق عليه بعدين
سعد : الولد يبغى شوفه شرعيه ؟
ألتفت سهيل على أحمد اللي هزّ رأسه بالإيجاب وزفر يصدّ عنه وينطق : ايه لو ما عندكم مانع
سعد : أبد حقه لكن ما حن مستعجلين على شيء يا سهيل يشوفها وإن زانت الخواطر أتفقنا أنا وأنت بعدين على كلش
سهيل : أبشر يالله يا ولد لا نبطي على العرب
وقف أحمد بصدمة يخرج مع عجلان وسهيل ، ألتفت سهيل على دخول عزيز اللي نطق : لا تقولون قدكم سارين ؟
رفع سهيل رأسه ينطق بحدة : لا حول ولا قوة إلا بالله ما عهدت مترك كذا ولا من أنتم طالعين عليه ؟!
جمد عزيز بمحله ينطق بربكة : سمّ ؟
زفر سهيل ينطق بجدية : سلم يا ولدي داخلٍ لك على يهود !
طارت عيونه ينطق بعجلة : سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ضحك أحمد ينطق بسخرية : من النفضه قال السلام كامل
ضحك عجلان وزفر سهيل يتقدم للمدخل ، تقدم عزيز يسلم على أحمد وينطق : مبروك يا عريس خلصتوا ؟
أحمد : الله يبارك فيك وعقبالك ، والله عاد حن بنشوف
ضرب عجلان ظهر أحمد ينطق : وش قصدك يا قليل المروءة
ضحك عزيز ينطق : أجل خذ راحتك والله يسمع منك
سحب أحمد يهمس بإذنه وينطق : غير أحجزها لي
تعجب أحمد ينطق بفضول : من هي ؟؟
أبتسم عزيز ينطق بسخرية : أختو لمنيف
شهق بصدمة ينطق : في ذمتك صادق ؟!
ضحك يهزّ رأسه بالإيجاب وينطق : ايه يا أخوي أجل أكذب
فزّوا عجلان وأحمد من صوت سهيل القادم من الداخل وضحك عزيز عليهم ينطق : أدخلوا بس
سحب عجلان أحمد اللي ألتفت على عزيز ينطق : أبشر بسعدك راجع لك يا أبو نيّار !
هزّ عزيز رأسه لأحمد ينطق : وجهك السعد موفق
دخل للمجلس ينطق بصوت عالي : سلام عليكم
وقفوا الرجال لعزيز يسلمون عليه ، أنتهى من السلام يجلس بجانب نجم وينطق : حيّ النسيب وش مسوي
قفل نجم جواله ينطق : أنتظر إتصال خالتك
ألتفت على نجم بحدة يمسك الفنجال ، ضحك نجم يمسك كفه وينطق : أستهد بالله حلفت عليك تنزله
عزيز : والله لو ما تعقل إن يعلمّ الفنجال في جبهتك
بلل شفايفه ينطق بسخرية : خلاص أهدى من كذا
زفر عزيز ينزل الفنجال ويصدّ عن نجم ، أبتسم من شاف منيف بجانبه ينطق : يالله إنك تحيي منيف
رفع منيف عيونه على عزيز ينطق : الله يبقيك يا جراحنا
أبتسم عزيز ينطق : جازت لي الكلمة يا عسكري
ضحك منيف ينطق : يا حبّي لك يا عزيز
عزيز : ما تحبّ إلا اللي يحبّك اي والله
أبتسم منيف يصدّ عنه وزفر عزيز يسمع سوالف الرجال بينما ينتظرون عودة سهيل واللي معه ..
« مجلس الحريم »
جلس أحمد ورفع سهيل عيونه على عجلان ينطق : أقعد معهم يا عجيلان وعسى الله يكتب اللي فيه الخير
آشر بإصبعه على خشمه ينطق : على خشمي أرتاح يا عمي
خرج سهيل وتقدم عجلان يدق الباب وينطق : يمه تعالي
وقفت تنوف من سمعت صوت عجلان تتقدم لجهة الصوت ، أبتسم ينطق بهمس : خلي نوير تجي
أبتسمت ترجع للصاله علطول ، انحنت تهمس بالقرب من أذن بنتها : روحي لأخوك
ألتفتت على أمها تنطق بتساؤل : ليه وش يبغى ؟
زفرت تنوف تهمس بحدة : يا بنتي الله يرضى لي عليك من وين جايبه الغباء ذا أكيد عشان الشوفه قومي وجع !
بلعت ريقها توقف بصدمة وتمشي للمجلس ، أبتسمت تنوف للحريم تجلس بمكان نوير وتستلم صبّ القهاوي لهم ، شّدت على كفوفها ترفع عيونها على عجلان اللي معطيها ظهره تتقدم له تلمس كتفه ، ألتفت عليها ينطق : أدخلي
عضّت شفايفها بربكة تنطق : أنت بتجلس معي صح ؟
ضرب رأسه بخفه ينطق بهمس : أكيد حرام يختلي فيك !
عدّلت شعرها تنطق : كيف شكلي ؟
أبتسم عجلان ينطق : تهبلين
أبتسمت بربكة تتقدم مع أخوها تدخل للمجلس ، قفل الباب خلفهم وزفرت ترفع عيونها على أحمد اللي وقف بدوره ينطق : هلا أبوي هلا !
رفع عجلان عقاله ينطق : أخو من طاع الله !
ضحك أحمد يجلس وينطق : ونعم أتوب والله
شّدت على كفوفها تشعر باللهيب يسكن وجنتيها ، عضّت شفايفها تجلس بعيد منه وتقدم عجلان يجلس بينهم ، تنحنح أحمد ينطق : وشلونك ؟
رفعت عيونها له وسرعان ما صدّت تنطق : حمدلله
أحمد : نتوكل على الله ؟
هزّت رأسها بالإيجاب وأبتسم أحمد ينطق : ما بتسأليني شيء ؟
زفرت تشتم الحالة اللي تحصل لها وقت تتوتر أو تخجل من شيء ، فهي من عهدت نفسها كانت دائمة الصمت في مثل هالمواقف ، شّدت على كفوفها تنطق : لا ترجع لأبوي في سالفة المهر
عدّل جلسته ينطق : أسلمي بخاطرك رقم ؟
زفر عجلان ينطق بحدة : لا يا رجال بـ..
قاطعه أحمد ينطق بحدة : عجلان أطلع منها !
ألتفت عليها ينطق : آمريني يا نوير
بلعت ريقها تنطق بعجلة : سبعين
طارت عيون عجلان بصدمة وأبتسم أحمد ينطق : أبشري
أبتسمت بخفه تنطق بصوت هامس : تبشر بالخير
أحمد : باقي شيء ؟
هزّت رأسها بالنفي توقف وتنطق قبل تخرج : معنا وقت بيعرفنا على بعضنا زين
خرجت وألتفت أحمد على عجلان ينطق : يا ليتك مكرمنا بسكوتك !
وقف عجلان ينطق بصدمة : تستهبل أنت وياها المهر ثابت بقبيلتنا !
زفر أحمد يمسك عجلان بياقته وينطق بحدة : وأنا وش علي بقبيلتكم المهر عندنا العروس اللي تحدده وزين إنها تكلمت ولا كان جبرتوها على رقم !
تنحنح عجلان ورجع أحمد يشدّ وينطق بتحذير : هي في وجهي ما تناقشها عن اللي حصل !
هزّ عجلان رأسه بالإيجاب ينطق : أبشر وأنت أبخص
أرخى يدينه يترك عجلان ويخرج من المجلس ، ألتفت سهيل وفزّ أحمد لأبوه ينطق : الله يسامحك ليه ما رحت ترتاح ؟
خبط سهيل على كتفه ينطق : بعدي يا ولدي وزودها عشرين
أبتسم بوسع ثغره ينطق : تم !
ضحك سهيل بخفه يمشي مع أحمد للمجلس ، بإتفاق ثمانين ألف مهر لنوير ، تقدم يدخل للمجلس ينطق : اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
وقفوا الرجال وأبتسم الشايب سعد ينطق : الحمدلله أجل بشاورك يا سهيل على موعد الملكة وما يحتاج عرس وأنا أخوك
أحمد : أزين ما جاء
ضحكوا كلهم وألتفت على عزيز يتوجه له ، انحنى له يهمس بالقرب من أذنه : عادك صامل ؟
ضحك عزيز ينطق بسخرية : يا أخوي والله لو إني قايل لك قبل شهرين ترا توني أكيد صامل !
أبتسم أحمد يلتفت على جماعته وينطق بعلّو صوته : أجل جايكم بالبـ..
سحبه عزيز وطاح أحمد بحضّنه ، زفر بربكة ينطق بحدة : لا يا حميد وش تسوي لا لا !
ضحك أحمد ينطق : يا ثور ما قصدي عنك وخر
زفر بغضّب يدفع أحمد عنه وينطق : الثور أنت طيرت عقلي !
ألتفت على نجم بجانبه ، بلع ريقه بربكة من نظراته ينطق : بخاطرك شيء ؟
هزّ نجم رأسه بالنفي يوقف ويخرج من المجلس ، رفع جواله يتصل على وهج ، أبطت عليه والعزيمه على مشارف النهاية ، ما وصله رد وزفر يعاود الإتصال لكن قاطعه رقم نمر اللي أتصل عليه ، تنحنح يفتح المكالمة وينطق : أرحب يا أبو سعود
نمر : هلا بالشيخ فاضي ؟
زفر نجم يفكر بالموعد اللي بينه وبينها فالحلّة لكنه يعزّ نمر بد العرب كلهم ، مسح على شاربه ينطق : فاضي آمرني ؟
أبتسم نمر ينطق بشك : كأنها بدون نفس ؟ أبغاك بكره ماهوب ذلحين
ضحك نجم بسخرية ينطق : الله يطمنك أبشر بالخير بكره
نمر : بروح أخطب
رفع حاجبة بدهشة ينطق : في ذمتك !
نمر : والله
نجم : الله يبشرك ما بغيت
أبتسم نمر ينطق : ما لقيت اللي أبيها إلا من تالي
نجم : خلاص حاضرين بس دق علي
نمر : أزهل وعود لشغلك يا أبو رماح
أبتسم نجم ينطق : ودعناك الله
قفل الجوال يرفع عيونه على أسيل الواقفه ، أبتسمت ترفع كفها له وتقدم نجم لها ينطق : وش تبين ؟
أسيل : أسمع مدري كيف أقولها لك بس
سكتت وميّل رأسه ينطق بجدية : بنت فيه شيء ؟
توسعت عيونها بصدمة تنطق : لا لا بس وهج كـ..
فزّ يدخل بدون ما يسمع زياده من أسيل ، ضرب الباب ينطق : يا ولد بدخل شوفوا لي طريق
رفعت عيونها لظلاله على الباب تضحك وتنطق : جابته الغبيه
ضحكت نجد تنطق : نوير تغطي
أبتسمت نوير تسحب جلالها على رأسها وألتفتت نجد تنطق : تعال تعال
ضحكت أسيل تدخل من بعد ما دخل نجم ، جلس على ركبه يمسك كفوفها وينطق بنبرة قلقة : فيك شيء ؟
جلست أسيل تنطق : اخ حمدلله وربي أول ما طلعت لقيته بوجهي يالله يا شاطرات هاتوا الفلوس اللي عليكو
ضحكت نجد تمسك ذراعه وتنطق : نجم تحدي تحدي
ألتفت على أخته وبلل شفايفه بغضّب ينطق : تحدي أجل ؟
ضحكت وهج ترفع ذراعينها تستسلم وتنطق : والله فكرتهم مالي شغل
مسك ذراعها يسحبها معه يخرج من عندهم ، شهقت من كانت بتعثر بالكعب تنطق : بشويش لعبه ترا !
قفل الباب عليهم بغرفة جانبية ينطق بحدة : طار عقلي حسبت جاك شيء أنتفضت وجيتك أسعى فازعٍ لك وتقولين لعبه كذا بارده مبرده !
وهج : طيب قلت لهم بس أصرّت أسيل لأن الموضوع فيه فلوس ولا والله ما لي يد بالسالفه
زفر يفكّ أزرة ثوبه وينطق : وش اللعبه ؟
أبتسمت تشرح له بحماس وتنطق : طبعًا هي تحديات ولفت العلبه وجات على أسيل ونجد اللي تطلب وطلبتها تناديك بس خافت أسيل بالبدايه وترددت وإنك مستحيل تجي بعدين دخلوني بالموضوع وهذا اللي حصل
مسح وجهه وشنبه ينطق : ما يكبرون ويعقلون ذول
رفعت أكتافها بعدم معرفة تضحك ، نزل عيونه على الفستان الزهري اللي لابسته ، فاتنه وعذبه بشكل يتعبّه ، أيقن إنها اللي تحلي اللبس وترفع من مقامه ، تزهى بها الملابس أي شكل وأي لون ، توسعت عيونها تلفّ بمكانها وتنطق : صح شرايك ؟
أبتسم يغطي ثغره يصدّ عنها ، أبتسمت بدهشة من ردة فعله تتمسك بأكتافه وتنطق : ما جاز لك شكله
سحب كفها يعضّ أصابعها وشهقت تسحب كفها منه ، ألتفت عليها ينطق بحدة : هيا تجهزي بخطفك
عقدت حجاجها تنطق بغضّب : بعد العضه شلون تبيني أروح معك آسفه بس باقي ما فقدت عقلي !
سحبها من خصرها يعضّ خدها ويقبّله بعمق ، شهقت تحاوط وجنتيه بكفوفها وتنطق : نجم وش هالعنف !!
ارتخى بين يدينها يعشق عذوبتها وطريقة كلامها ، ينفضح ويتجرد من هويته قدامها ، ما يعرف نفسه ويغفل عن تصرفاته ويقدم بأفعال ما تمثله أبدًا ، يدوخ ويهيم ويبحر لأبعد الحدود وهو معها ، ضحكت ودوّى صدى صوتها بأقصاه ، أبتعد يفصل قُبلته يقابل وجهها ، المسافة بينهم شبه معدومة ، زفر ينطق بهدوء نبرته : لو تبين السلامة أتركيني
سحبته لها تقبّل ثغره تضيعه فيها أكثر وأكثر ، يعشق من يعانق ثغره بثغرها فكيف لو المبادرة جات منها ، حاوط خصرها بكلتا يديه يشّدها له ويتعمق بها أكثر ، أبتسمت تفصل بينهم وتنطق بحدة : أنتبه تعاودها ماهو بصالحك تهدد حفيدة العميد !
دفعته تعطيه ظهرها وتنطق قبل تدخل : طبعة الروج
سحب شماغه يتلطم به وينطق بنبرة تجهلها : أنا في موتري عجلي لا تبطين
خرج من عندها يترنح عجز يمشي بثبات ، لعبت بحاله وضيعت علومه ، أبتسمت تقفل الباب وتتوجه للصاله ، انحنت تأخذ شنطتها وعبايتها وتنطق : أنبسطت معكم بنات وبإذن الله لنا لقاء قريب
شهقت نوير تنطق بصدمة : أما عاد بتروحين ؟!
رفعت أكتافها بقلة حيلة تنطق : أنتم خربتوا على أنفسكم حلف بعد اللعبه ذي ما أجلس
توسعت عيون نجد توقف بغضّب وتنطق : وش الشخصنه ذي أصبري بأكلمه لك !
فزّت وهج تمسكها توقفها وتنطق : لا لا أساسًا تعبانه شوي ما نمت بعد الدوام
شمايل : نشبوا لك ياخيتي روحي الله يستر عليك ماعليك فيهم
ضحكت بخفه تنطق : عمري والله أحلى من ينشب وأبشروا بعوضكم
أبتسمت نجد تحتضّنها وتنطق : العوض شوفتك يا روحي
حاوطتها تسلم عليها وتبتعد ، لوحت لهم بيدها تخرج من عندهم ، تحجبت وخرجت من الحوش للشارع ، تقدمت لموتره تركب وتنطق : ليش ما نمشي للحلّة شوفها هنا
ألتفت عليها ينطق : وأخلي موتري تلعب به الشمس ؟
توسعت عيونها تنطق : شدعوه بنجلس للصباح ؟
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق : قفلي بابك
قفلت الباب وحرك نجم للحلّة ، دخل مع البوابة ونزل يقفلها من بعده ، تقدم لموتره ينطق : تسوقين ؟
هزّت رأسها بالإيجاب تنطق بحماس : والله ؟
ضرب مرتبته ينطق : أطمري ودخليها تحت النخل وتعالي لي عند العريش
أبتسمت ترفع نفسها وتتقدم لمكانه ، زفرت تنزل كعبها وتنطق : الأرض فيها شوك ؟
مسك كعبها يشيله عنها وينطق : لبقي الموتر وأدعيني ومالك إلا اللي يشلك بين يدينه
أبتعد عنها وأبتسمت تحرك الموتر بهدوء للمزرعة ، لاحظت تغير كبير في شكل المزرعة ، صار بين كل نخلة والثانية مسافة كبيرة توسع لسيارة عائلية ، وقفت الموتر تطفي المحرك وتقفل نوره ، فتحت الباب تنزع طرحتها عن شعرها وتتنفس من ضربت النسمات وجهها ، رفعت عيونها على نجم الواقف عند العريش وأبتسمت تنطق بهمس : بتدلع شوي
ضربت بوري وألتفت لها وسرعان ما ضحكت تأشر له يجيها وفعلاً نزل نجم شماغه وأغراضه يرفع طرف ثوبه يتجه لها ، وقف قدامها ينطق : أقربي وحطي يدك على رقبتي
رفع طرف ثوبه يعضّ عليه بأسنانه ، ضحكت ترفع ذراعيها تحاوط برقبته وانحنى يرفعها بين يدينه ، كف أسفل فخوذها وكف يحاوط خصرها ، رفس باب موتره برجله يركض فيها وسرعان ما صرخت تضحك بصوت عالي ، أبتسم بوسع ثغرها من صفق شعرها وجهه وأنتثر عبيرها بصدره ، شّدت عليه تترجاه يوقف ولبى لها يوقف عند العريش وينطق : وصلنا يا طويلة العمر
أبتسمت تنزل من بين يديه وتتقدم للقعدة تجلس ، مشى يتبعها يجلس بجانبها ويبعد المركى من بينهم وينطق : أقربي لا يأخذ الخلاء حيّز بيننا

مشى يتبعها يجلس بجانبها ويبعد المركى من بينهم وينطق : أقربي لا يأخذ الخلاء حيّز بيننا
أبتسمت تنسدح على فخذه وتنطق : وش الخطه ؟
نجم : أبد اللي تبينه نسويه يكفيني مقابلك وأنا أبوك
أبتسمت بخفه تنطق : متى العرس ؟
رفع عيونه على المكان والحلّة اللي أصبحت جاهزة بشكل كبير ينطق : عطيني يوم
وهج : أنت وش رأيك ؟
بعثر شعره يفكر وسرعان ما أبتسم ينطق : الجمعة
رفعت حاجبها تنطق بتساؤل : ليش الجمعة ؟
مدّ كفه يبعد خصلات من شعرها عن وجهها وينطق بهدوء نبرته : لأني قابلتك بيوم جمعة وعقدت عليك أول مره بيوم جمعة ووصلتك بليلة جمعة وأبغى أعلن زواجنا بيوم جمعة ، الجمعة يوم فضيل لنا يا مسلمين والجمعة يوم فارق بعيني يا نجم بهاليوم ألتم الشمل بيننا بإختصار أحب الجمعة مثل ما أحبك
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : ما ركزت على التفاصيل كثر تركيزك عليها صدمتني والله
أبتسم على جنب ينطق بغرور : ايه ماهي جديدة أنا الأفضل بكل شيء
رفعت نفسها من حضّنه تعدّل جلستها وتنطق : واثق ماشاءالله ؟
مدّ ذراعه خلفها ينطق : وعندك شك ؟
وقفت ترفع طرف فستانها وتنطق : ببدل ملابسي وأعلمك إذا عندي شك ولا لا
ضحك بخفه يغمض عيونه وينطق : وين بتبدلينها ؟
زفرت تنطق بحدة : وش دخلك !
مشت تلبس الشرقيه حقته تتوجه للموتر بمنتصف المزرعة ، زفر يبلل شفايفه يفتح عيونه ، أبتسم من شافها تحاول توازن خطواتها من حجم جزمته عندها ، فتحت باب الموتر تأخذ شنطتها وتقفله بعدها ، زفرت تنطق بصوت عالي : نجم وين أروح ؟
رفع أكتافه بعدم إهتمام ينطق : مالي دخل ولا ؟
وقفت بمكانها بعصبية ، زفرت تتوجه له تطلع على دكة العريش تنزل شرقيته ، رمت الشنطه وألتفتت له تنطق بغضّب : تعال ساعدني بالسحاب
وقف يتقدم لها يوقف خلفها ، دبّ التوتر بصدرها من شعرت بأصابعه على ظهرها ، رفسته بكوعها تنطق بحدة : خلصني !
تألم يثبت رأسه على كتفها وينطق : وهج وش هالعنف !
أبتسمت تصدّ تخفي إبتسامتها عنه ، من رد كلمتها له قبل ساعة فيها ، قبّل كتفها ينطق : تعالي معي
زفرت بتوتر تتبعه ، مسك شنطتها ينزل على التراب حافيّ الأقدام يترك شرقيته لها ، لبستها تمشي وراه حتى باب المجلس ، فتحه ينطق : الإناث أولاً
وقفت أمامه تزفر من طيّر الهواء شعرها ، أبعدته تتكتف وتنطق بسخرية : ماشاءالله أشوفك خذيت دروس في فن التعامل مع الإناث ؟
بلل شفايفه ينطق بسخرية : جبرني الوقت والهوى يا عذب الطباع ، أدخلي توو ما تبارك المكان
أبتسمت بوسع ثغرها تدخل للمجلس ، ما زال متمسك بهويته السابقه لكن تغييرات نجم الطاغيه أثرت عليه بشكل أجمل ، نزلت الشرقية تتوجه لمجلس سهيل ، المجلس اللي كانت تعالجه فيه بأول زياراتها للحلّة ، ما كانت تتوقع إنها بتصير مرتبطة بهالمكان وترتبط بشخص منه ، ألتفتت على نجم اللي أصبح خلفها بعد ما قفل الباب خلفه ، فتح السحاب يحررّها من الفستان ، سحب شماغه اللي أخذه سابقًا يغطي أكتافها وينحني يفك شنطتها ، شّدت على شماغه تزفر بخجل وتنطق : عطني إياها
رفع شنطتها لها وأبتسمت بخجل شديد تطلع لبسها ، بنطلون بني وقميص أصفر فاتح ، صفتها على طرف ورجعت للشنطة تطلع جزمتها السبورت وحزام خصر بني غامق ، انحنت تلبس شراباتها ومسكت بنطلونها ، تصلبّت من طاح شماغه من على كتفها الأيمن تترك البنطلون وتتمسك بالشماغ ، رفعت عيونها له تتلاقى بخاصته اللي ما تركتها للحظة ، كان يتأمل كل إنش منها ماهو مصدق إن هالملاك تكون مرته ، هي مليكته وحليلته بعد كل المصاعب فاز بها وأعظم فوز هي العوض في كل ما مرّ ، غمض عيونه يبتسم من أشرت له يناظر بعيد ، لبست ملابسها وأبتسمت تنطق : وش الألعاب اللي دايم تفوز فيها ؟
فتح عيونه يشوفها بأبهى حال وأجمل حلّة ، تشمرت تتخصر وتنطق بحدة : خايف أفوز عليك ؟
ثبت ذراعه خلف رأسه ينطق بصوت هادي : الرماية البلوت السباق وحلبّ الغنم والنياق
ارتخت يدينها تزفر بغضّب وتنطق : بس هذي مو ألعاب !
نجم : البلوت لعبه ولا تتهربين يا دكتورة ؟
رفعت حاجبها تنطق بتحدي : قوم وبهزمك بألعابك اللي تظن إنك تتقنها يا عقيد !
وقف يشمر أكمامه يتقدم لها ، انحنى يقبّل خدها ينطق بهمس : ما بشّد عليك لا تخافين
ضحك من دفعته بعصبية يتوجه للباب يخرج ، زفرت تجمع أشياءها ترتبها بشنطتها وتقفلها ، تركتها بالمجلس تمشي للخارج ، جلست عند الباب تلبس جزمتها ، شّدت على حبال الجزمة توقف بعزم وتتوجه بخطوات ثابتة للمكان اللي نجم فيه ..
« بيت نمر ، منتصف الليل »
جالس في حوشه ويلاعبّ جراح ، أبتسم يمسح على رأسه وينطق : جراح هل قد فكرت تأكلني ؟
تضيقت عيون جراح وفزّ نمر يهشه ، ركض بآخر الحوش ونطق نمر بذعر : الله ينكبك يا نجم قطوك يفكر يأكلني هذي أخرت العشرة فيه وين العشم
زفر يشيل أغراضه ويركض لداخل بيته ، قفل الباب بينه وبين العوبّر جراح ، زفر ينطق : والله أهج قبل أتعشم الموت على يد حيوان
رفع جواله من صوت الرسالة اللي وصلته ، فزّ وطاح جواله على الأرض من شاف رقم صالح والد ليلى ، تنحنح يضرب رأسه بخفه وينطق : ما هقيتني خواف
انحنى يرفع جواله من الأرض ويفتحه ، دخل الواتس وزفر يدخل على محادثة صالح أبو ليلى ، أبتسم وأطمئن من قرأ رد أبوها الإيجابي وحفاوة ترحيبه الشديد بنمر ، تقدم يجلس على المركى بمنتصف مجلسه يكتب رسالة لأبو ليلى يرد على ترحيبه ويعلمه إنه صامل وجاي بكره الصباح ، أرسلها وسرعان ما شهق ينطق بحدة : يا نمر يا تيس من يخطبّ الصباح تخطبّ بنت الفوال أنت !
ضغط ضغطة مطولة على الرسالة يعدّل الوقت وزفر يأكد على التعديل ، طلع من الواتس علطول وزفر بتوتر يقفل جواله ، نزله ووقف يتوجه لداخل البيت ، فتح باب غرفته ينطق بتساؤل : الحين مستحيل تجي تعيش هنا فالبر صح ولا ؟
زفر ينسدح على السرير يطيّل التفكير بمستقبله المجهول معها ، وقف للحظات ينطق : ليه مستعجل يا أبو سعود يمكن يرفضونك عشانك يتيم ؟
زفر من تذكر أمه الموجودة على قيد الحياة لكنها بعيدة كل البعد عنه ، لا تدق ولا تسأل وتجافي إتصالاته ومحاولاته كلها بإنه يوصلها ، يرسل لها الهدايا وترجع لباب بيته ، تعب من وضعه وحالته اللي أجبرته يعيشها لوحده ، توفى أبوه بعد ما توظف كضابط في حادث مروري مأساوي ، ما تسنى له يعيش لحظة التخرج مع أهله ، تخرج بدون أب يفرح فيه ويعلمه إنه كفو وأبيض وجه ورافعٍ رأسه بين العرب كلهم ، وبدون لهفة أم على خروج ولدها بعد ثلاث سنين ، أنطفأ كل شيء بحياته بعد وفاة أبوه ، هربت أمه لأهلها وقطعت كل أساليب الصلة بينهم ليتفاجأ بزواجها بعد وفاة أبوه بخمس أشهر ، هو يملك أخوان وخوات متيقن إنهم ما يدرون بوجوده ، واليوم قرر يبدأ فصل جديد بحياته بصحبة نجم اللي من لحظة مباشرته الأولى بالقاعدة وهو مخاويه ونعم الخوي نجم ، زفر يمسح دمعه تمردّت عليه يعدّل وضعية نومته ويغمض عيونه يبعد عن كل الأفكار السلبية ..
« بيت هزاع آل جراح »
خرجت بصينيه بيضاء أعلاها براد شاهي وبيالتين ، توجهت لخلف البيت وأبتسمت من شافته يدخن تنطق : وش قلنا ؟
فزّ يرمي سيجارته بعيد ويوقف ، نفض يدينه ينطق : أرحبي حيّ الله نجد العذيّه
ضحكت من ربكته تجلس قباله وتنطق : البقى يا الشجاع رحبت بالحامل وش صار على المحمول ؟
سحب الصينيه يبعدها عن طريقها ويسحبها لحضّنه ، ضحكت من غطاها بفروته ينطق : خليه يعيّن خير
عدّلت جلستها تنطق بتساؤل : كيف فكر عمي أحمد في نوير ؟
شجاع : من أول قافطينه
ضحكت بصدمة تنطق : مستحيل
أبتسم شجاع ينطق : للأسف من أول ما طاح نجم ما عينا خير
رفعت حاجبها تضرب ركبته وتنطق : أقول عيّن خير بس !
آشر بإصبعه على خشمه ينطق : على خشمي صبّي لنا شاهي
مدّت ذراعها للبراد تصبّ بكلتا البيالتين ، مسك بيالته ينطق بهدوء نبرته : يالله إنك تكثر خيرها وتكثر حبّها فيني
أبتسمت ترفع كفوفها بالسماء تنطق : يارب امين !
ضحك بخفه يترشف من الشاهي وسرعان ما ضربّ صدره ينطق بلذة : يا أطعم شاهي من أطعم مخلوق
رفعت كتفها تنطق بغرور : وش رأيك بس
شجاع : وتسألين ؟
أبتسمت بوسع ثغرها تترشف من بيالتها تستمع لسواليفه عن الليلة الحافلة بالنسبة لأفراد العائلة كلها ، عن رد الشايب سعد على أحمد وخططهم للملكة العائلية اللي بتصير فالأيام الجاية ، عدّلت جلستها تنطق : يعني أتفقوا على الملكة بين الأهل بدون زواج ؟
هزّ شجاع رأسه بالإيجاب ينطق : حميد يقول يبي يخلص قبل الزواج
زفرت تنطق بهدوء نبرتها : زواج أخوي ؟
شجاع : الله الله
نجد : ما علمك متى بيكون ؟
شجاع : لا والله ما قال شيء
رفعت بيالتها تشرب آخر الشاهي وتنزلها ، ألتفتت عليه تنطق : لا تأخذ عم أحمد قدوة لك
أبتسم من لمح الكلام الكثير اللي تخفيه داخل عيونها ، مدّ ذراعه خلف رأسه ينطق : ما فهمت عليك
زفرت بغضّب تنطق : كيف أخذ قرار مثل كذا يمكن نوير تبغى زواج وناس وحفل كبير وفستان أبيض كيف قدر يخليه زواج عائلي بيكون غداء بالظهر ويأخذها وخلصنا !
ضحك مندهش من إنفعالها ينطق : بشويش يا نجد والله لا بنت أمير أحسن منك ولا أخوك بأقل مني أبشري بعرس يخلي العرب سنين يتكلمون عنه
رفعت عيونها له تنطق بإبتسامة تخفيها : أوعدني
عدّل جلسته يقابل عيونها وينطق بحدة : وعد أزهلي بس
أبتسمت بوسع ثغرها تنطق : بعدي والله
أبتسم يحاوط وجهها بكفوفه يسحبها له يقبّل رأسها ، شّد عليها لو الودّ ودّه دخلها بين ضلوعه ، أبتسم برضى يحمد ربه بداخله على هاللحظه ، على وجودها بين يدينه على كونها حلاله بعد كل مُر وقساوة وقت مرّت فيه ، جات له على ما يحبّ وأهتنى بها فالنهاية ، رفعت عيونها له تنطق : باقي تبي شاهي ؟
نزل نظراته على البراد الفاضي ينطق : مالك لوا أرتاحي
أبتسمت بخفه تنطق : بدخل وأنت أدخل بعد
شّد عليها يهزّ رأسه بالنفي وينطق : أرتاحي عندي
توسعت عيونها بخفه تنطق : ما أنت صاحي صدق شلون أرتاح عندك وخر بس
ضحك من أبعدت يدينه عنها توقف ، أخذت الصينيه معها تنطق : أشوفك بكره يا الشايب
وقف يشيل الفرشه وينطق : هين هين يا غليص !
ضحكت تكمل طريقها للبيت تدخله وتقفل الباب وتبعها شجاع بدقايق يدخل للمجلس ينام قبل الفجر بساعتين ..
« حلّة سهيل »
ألتفت عليها من تقدمت توقف بجانبه ، رفع المسدس يثبت الكاتم عليه وينطق بنبرة ثقيله : تعالي
زفرت تمسك المسدس وتنطق : ما أعرف أرمي
وقف خلفها يثبتها زين وينطق بجانب أذنها : قد رميتيني ولا ضيعتي الرمية ما عليك خوف ، ثبتي السلاح
زفرت بتوتر من قربّ نجم ترفع المسدس وتنطق : كذا ؟
هزّ رأسه بالإيجاب ينطق : أطلقي !
ضغطت الزناد وأخطأت الهدف ، زفرت ترميه على الطاولة وتنفض يدينها ، رفعت عيونها عليه تنطق : يويلك تفتح حلقك أول مره أجرب !
رفع ذراعيه يستسلم وأبتسم يتقدم للطاولة ، مسك السلاح بكف يده يرمي ثلاث طلقات ، ألتفتت بصدمة على اللوح تشوف طلقاته بالمنتصف ، ضحكت تصفق بدهشة وتنطق : والله برافو عليك ماشاءالله
ألتفت عليها ينطق بسخرية : مسرعك نسيتي كيف فتحت لك باب المخزن بأول لقاء بيننا
ميّلت رأسها وسرعان ما تذكرت كيف رمى القفل بجانب خصرها يكسره ، عضّت شفايفها تنطق بجدية : عطني بجرب بس لا توقف وراي وترتني
دار بالسلاح يفرّه بكفه يوجه الفوهة عليه ويعطيها القبضة ، آشر برأسه على الهدف ينطق : أكليه أكل يا بنت أمير
مسكت السلاح توقف بمكانها السابق ، تثبت نفسها وتصوب المسدس على الهدف ، غمضت عيونها تطلق وألتفتت من صفق نجم يشجعها وينطق : بطلة !
توسعت عيونها تنطق بتساؤل : جبتها ؟!
أبتسم نجم ينطق : ما جبتيها بالأصفر بس بطلة
ألتفتت على الهدف تنطق بصدمة : وين طلقتي ؟
مسك المسدس يأخذه منها ويقفله بزر الأمان ، رفع عيونه على الهدف ينطق : طلقاتي كلها جات بالأصفر خلي عينك على الطلقة اللي بمحل ثاني وتعرفين وينها
رفسته بكوعها تنطق بحدة : مستفز
رفعت عيونها على الهدف وأبتسمت من شافت طلقتها بالدائرة الحمراء على حدود الصفراء ، لفّت عليه تنطق بثقة : إذا من أول محاولة جبتها بالأحمر لو أتمرن وأمارس الشغله وش بسوي فيك ؟
رجع سلاحه بالشنطه يقفلها ويحطها بالدولاب تحت الطاولة ، رفع رأسه عليها ينطق : ما أداني الثقه الزايده لكن تناسبني لا منها جات منك وأسمحي لي أتفلسف عليك شوي
أبتسمت بخفه تنطق : قول لي أسمعك
نجم : الهدف ثابت فما يعتبر إنجاز لو جبتيها واللون الأحمر مستوى جيد لكن مفروض جبتيه بالأصفر لأنه ثابت ، ذلحين توجبّ علي أخذك للبر تصيدين معي
شهقت توقف قدامه وتنطق : مستحيل أقتل كائن حي يكفيني هالهدف وعادي مين قالك أبغى أطور من مستواي
ضحك يحاوط خصرها يرفعها على أكتافه ، صرخت بصدمة تنطق : نجم لا نزلني بدوخ نجم !!
مشى فيها لشبك الحلال الجديد يفتحه ، نزلها يدخل وينطق بسخرية : تعالي وقفلي الباب وراك
دخلت خلفه وزفرت تسدّ خشمها تنطق : وع ليش فيه ريح هنا
ألتفت خلفها وسرعان ما فزّ يركض للباب يقفله ، ألتفت عليها بصدمة ينطق : الباب ليه مخليته مفتوح !
رفعت أكتافها بعدم معرفة تنطق : ليش لازم أقفله ؟
زفر يضرب جبينه بخفه ينطق : عز الله كديت خير يا أبو رماح
دخل للداخل ومشت تتبعه ، وقفت بصدمة من شافته يدخل بين النياق ترجع بخطواتها للخلف ، رفعت عيونها من برقّت السماء وأنتشر صوت الرعد بأرجاء المكان ، زفرت بخوف شديد تنطق : حبيبي أنا أقول نخرج واضح بتمطر هيا !
مدّ ذراعه لها ينطق : تعالي يا حبيبي تعالي
شهقت من انحنت أحد الناقات برقبتها على كتفه تصرخ وتنطق : أنتبه !
حاوط رقبة ناقته ينطق بصوت عالي : أرحبي يا الكايده أرحبي يا بنيتي !
قبّل وجهها مره ومرتين وارتخت وهج خلفه تتكتف ، ألتفت عليها ينطق : تعالي
رفعت حاجبها تنطق : ما أظن يحتاج أجي ماشاءالله شوف حفاوة الترحيب فيها
رفع حاجبة بدهشة ينطق : يا بنت وش جاك !
رفعت عيونها من بدأ المطر يرشّ ، زفرت تصدّ عنه وتتوجه للباب ، شهقت توقف من لمحت ناقه سوداء بالكاد شافتها من الظلام الحالك ، بلعت ريقها من أشتد المطر تلتف على نجم اللي رفع شماغه يتعصبّ به ينطق : يا لبيه محلى ريحة الذود تحت المطر
مشت بخطوات هادية له توقف خلفه وتنطق : بردت مشينا نخرج
ألتفت لها يحاوطها بذراعيه ينطق : تعالي في ذرى شماغي وتدفي مايجيك البرد وفي صدري مكانك عن شقى الدنيا وأتعابها
نزع شماغه من على رأسه يغطيها به ، أبتسمت تحاوط ظهره تغمض عيونها ، المطر يضرب الأرض بغزارة والنسيم يلفح وجهه لكنه ثابت لأجلها ، كمية الحنيّة والدفء بحضّنه هائلة ، يتوهج دفء عشانها وعشان ما تشكي وتقوله تعبانه ، فزّت تدفن وجهها بصدره من تقدمت الكايده لها ، حفرت أظافرها بظهره تنطق : نجم أرجوك خلها تبعد مني
صرخت من نفثت الكايده أنفاسها تنطق : بسم الله !!!
ضحك بعلّو صوته يهش على الكايده اللي بدورها أبتعدت عنهم ، انحنى يقبّل رأسها ينطق : بالهون يا دكتورة بالهون
ارخت أصابعها ترفع رأسها له ، أبتسم يقبّل أرنبيتها المبلولة ينطق : تسمحين لي أتمرد وأتجاوز كل الحدود ؟
عضّت شفايفها تغمض عيونها تكتفي بالصمت ، أبتسم من القبول اللي سمعه في صمتها ينحني إليها يقبّلها ، يرفعها بين يدينه يخرج بها من الشبك ، يدّل المحل لذلك ما أحتاج إنه يبعدها عنه ويفصل بينهم ، دخل لمكتب سهيل يقفل الباب خلفه ، خلخلت أصابعها بين خصلات شعره ، في مثل هالوقت كان المطر الغزير يغرق الحلّة ، وبالجهة المقابلة كان نجم يغرق أكثر وأكثر ، أدق تفاصيلها قادره على إنها تذبحه حيّ ، وصَلها للمره الثانية يأكد مشاعره ويأكد حبّه لها ، لفّ ذراعه خلف رأسها يقبّل جبينها يغمض عيونه ، غطاها بالشرشف الموجود ينام بجانبها على الكنبه المتواجده في وسط المكتب ..
« مكتب سهيل ، الثامنة صباحًا »
فتحت عيونها بتعب تنزل رجولها على الأرض ، شهقت تعطس وزفرت تنطق : حلوين
همست بـ الحمدلله داخلها توقف تلفّ الشرشف على جسدها ، خرجت من المكتب تمشي فالممر ، فتحت باب وجدته قدامها يفتح على صالة الجوهرة ، زفرت تنطق بصوت خافت : وين ألاقي حمام الحين أبغى أخذ شور
تقدمت لباب المدخل اللي ميّزته تفتحه ، دخلت لمجلس سهيل ركض تأخذ شنطتها وترجع علطول داخل ، على الرغم من الهدوء ووجودها لوحدها لكنها كانت خايفة ومتوتره لو خرج لها أحد من العدم وهي بشرشف خفيف يغطي جسدها ، فتحت جميع أبواب الصالة لحّد ما لقت الحمام تدخله وتقفل على نفسها ، نزلت شنطتها على المغسلة تفتحها تأخذ شنطة العناية الجسدية الخاصه فيها ، فتحت الدش وزفرت من برودة الماء تنتظر لكن دون جدوى ، خمنت إن السخان الخاص بالماء ما يشتغل
زفرت تنطق بصوت خافت : وين ألاقي حمام الحين أبغى أخذ شور
تقدمت لباب المدخل اللي ميّزته تفتحه ، دخلت لمجلس سهيل ركض تأخذ شنطتها وترجع علطول داخل ، على الرغم من الهدوء ووجودها لوحدها لكنها كانت خايفة ومتوتره لو خرج لها أحد من العدم وهي بشرشف خفيف يغطي جسدها ، فتحت جميع أبواب الصالة لحّد ما لقت الحمام تدخله وتقفل على نفسها ، نزلت شنطتها على المغسلة تفتحها تأخذ شنطة العناية الجسدية الخاصه فيها ، فتحت الدش وزفرت من برودة الماء تنتظر لكن دون جدوى ، خمنت إن السخان الخاص بالماء ما يشتغل وتقدمت تدخل تحت الماء ، شهقت من لمست برودة الماء جسدها ، حاولت تخلص الشور بأسرع وقت ممكن ، خرجت تجفف جسدها وتلبس بداخل الحمام ، خرجت والشرشف بيدها وشنطتها بيدها الثانيه ، زفرت تنطق بتساؤل : وينه راح مع الصباح ؟
دخلت للمكتب ترتبه وتنظفه ومن أنتهت خرجت تقفله ، توجهت للباب اللي يفتح على المزرعه من الخلف تفتحه وتخرج ، رفعت يدينها تخلخل أصابعها بشعرها تبعثره لأجل يتشف من الماء ، غمضت عيونها علطول من جاتها عطسه مفاجئه ، زفرت تمسح طرف خشمها وتنطق : لا أنا رسميًا زكمت
حمدت الله بداخلها تتقدم للمزرعه ، رفعت جوالها تتصل فيه وألتفتت من سمعت صوت جواله ، مشت لشبك الحلال المفتوح تشوف جواله على الأرض والتراب يملأه ، انحنت ترفعه ونفخت عليه تنظفه ، لفّت يمين ويسار لكن ما كان له أثر ، وبحكم إن النياق بعد ما كانت موجوده خمنت إنه طلع بها للخارج ، رجعت بخطواتها تتوجه لقدام البيت ، جلست عند عتبة باب المجلس ، نزلت نظراتها على جواله اللي بحضّنها يدق ، رفعته تقرأ الأسم " أبو سعود " زفرت تنزله بجانبها تنتظره يبيّن ، تقفل الجوال وتفتح جوالها تقضي وقت الأنتظار عليه ، رفعت عيونها من فتح باب المجلس الجديد اللي بناه على أرض بيته سابقًا ، أبتسم يتقدم لها ينطق : متو صحيتي ؟
وقفت تشيل جواله وتنطق : وين كنت ؟
تقدم لها يحتضّن رأسها يقبّله وينطق بهدوء نبرته : نمتي زين ؟
هزّت رأسها بالإيجاب وأبتسم ينطق : الحمدلله تعالي أفطري
مدّت جواله له تنطق : دق عليك واحد أسمه أبو سعود
رفع حاجبة بدهشة ينطق : ايه سمعت جوالي ، تعالي
مشت خلفه تدخل للمجلس ، توسعت عيونها من كمية الفخامة والمهابة اللي بناها بنفسه ، فكرة إنه جسّد هالمجلس وبناه في أقل من شهر فكرة جنونية ، أبتسمت تنطق : ماشاءالله عليك المكان خيال !
جلس يسحب براد الكرك من عند الضو ينطق : والله الخيال إني أبتدي يومي بك أقربي يا عذبة الأطباع أقربي
جلست على مقربة منه تنطق بخجل : هذا كان مكان بيتك صح ؟
أبتسم من لاحظ إنها تغير الموضوع يهزّ رأسه بالإيجاب وينطق : تهشم
أبتسم من لاحظ إنها تغير الموضوع يهزّ رأسه بالإيجاب وينطق : تهشم البيت وتداعت جدرانه من الحريق وقررت ما أبني عليه بيت جديد لي وفكرت بالمجالس لأني لاحظت بكل عزيمة نسويه ما يكفينا المجلس ونضطر نبني خيام للرجال والصدق تكسرت يدينا أنا والعيال من دق المسامير بالأرض فقررت أبني مجلس كبير يكفي فوق سبعين نفر
أبتسمت تتأمل المكان وتنطق بتساؤل : نجم إذا عادي اسأل بس من أحرق المزرعة ؟
زفر نجم ينطق بغضّب : واحدٍ خسيس يقرب لجابر وأصلاً ماهو مطمني غياب جابر هالفتره كلها !
ميّلت رأسها بعدم فهم تنطق : مين جابر واحد منكم ؟
مدّ لها الخبز والصحون ينطق : يعقب زوج نجلاء الله يرحمها
توسعت عيونها تنطق : أبو غرور ؟
نجم : الله الله ، سمّي بالله وأفطري
رفعت عيونها عليه من وقف تنطق : ما بتفطر معي ؟
هزّ رأسه بالنفي ينطق : سابقك يا بنتي بالعافيه ، بروح أشوف بركات وش سوى بالحلال وأجيك
لاحظت التعب بعيونه والواضح إنه ما ذاق النوم ، زفرت تسمّي وتأكل فطورها بينما طلع نجم يتصل على نمر ويمشي للشبك ..
« بيت هزاع آل جراح »
رفع جواله يلبس نظارته يبحث عن أسم نجم ، ضغط على رقمه من لقاه يتصل عليه ، زفر من عطاه مشغول ينزل جواله يرفع عيونه على أحمد اللي تقدم يجلس قباله ، زفر ينطق بجدية : وش عندك بعد ؟
ضحك أحمد ينطق : ما حددتوا يوم أنت وعمي سعد ؟
سهيل : إلا وأقلع من وجهي
تقدم يقرب لأبوه يحبّ ركبته وينطق : علمني متى علمني
زفر سهيل ينطق : الربوع الجاي هيا أقلع
وقف أحمد بصدمة ينطق : اليوم السبت ؟
رفع سهيل عصاته وركض أحمد ينطق : خلاص خلاص مشكور
زفر يعاود الإتصال بنجم وسرعان ما وصله صوته وهو يقول : مرحبا ؟
سهيل : وينك أنت ؟
نجم : في الحلّة ليه ؟
سهيل : متى زواجك
رفع عيونه على بركات ينطق : يا سهيل جعلك أرضك يعمها السيل لامني حددته علمتك ، سكر مشغول مع بركات
زفر سهيل بغضّب ينطق : أنت قلت بترجعون للحلّة قبل زواجي بيوم والقلب يا نجم متشفق على دياره
نجم : بإذن الله ما يجي الخميس الجاي إلا وأنت في مجلسك أرتاح يا أبو رماح ودعناك الله
سهيل : الله يستر عليك يا ولدي
قفل المكالمة وألتفت على أحمد ينطق بحدة : عادك هنيا !
دخل أحمد للصالة وشهقوا البنات ، رفع حاجبة ينطق بسخرية : سلامات أنتي وهي عمكم الله يخلف !
رمت شمايل الوسادة عليه تنطق بحدة : دق الباب قبل تدخل مره ثانيه يا عمنا !
رفع الوسادة وشهقت تغطي رأسها ، نزلها على الكنب ينطق بإبتسامة : تدرين إني ما أضربكم وتخسين ما بدقه
تكتفت أشجان تنطق : وفرضًا دخلت على أمهاتنا وهم كاشفين
بلل شفايفه ينطق بسخرية : من زينهم عجز أقول ريحي بس
ضحكت جمان بصدمة تنطق
ضحكت جمان بصدمة تنطق : عم أحمد ما أنت صاحي !!
أحمد : عيب عيب عمك أحترميني وبعدين وش مجتمعين عليه يا السرابيت
تقدم لقعدتهم وأبتسم يجلس من شاف براد شاهي ومكسرات ، زفرت أسيل تنطق : بيخلص كل شيء ذلحين
دفعها وشهقت تطيح على نجد ، ضحك ينطق : زواجي الربوع
رفعت شمايل كفوفها تنطق : يارب لك الحمد والشكر
ضحكوا البنات وزفر يسحب صحن المكسرات ينطق : قليلة أدب بعلم نايف عليك يربيك من أول وجديد
شمايل : والله إن داخلك ميت فرح خل عنك
ضحك بصدمة يضرب ركبتها من فضحت أمره ، أبتسم يعدّل جلسته وينطق : أقول ترا عيني عليك الأيام هذي
زفرت تضرب كفه وتنطق بحدة : لعاد تمد يدك ووش تقول ؟
أحمد : فيه واحد طلبك مني والصدق مدري وش شاف فيك وأنا عمك
شهقت بصدمة وكبحت غرور ضحكتها تنطق : خال حرام عليك !
ألتفت عليها ينطق : تخالفت ضلوع العدو وش مقعدك مع السرابيت وأنتي متزوجه وقريب بتصيرين أم حسبي عليك بتخليني أصير جد
ضحكت نجد تنطق بسخرية : جاتك لحظة إدراك متأخره ولا وش ؟
أحمد : أقول أسكتي لا ربح الله حظ العدو
مسكت أسيل ذراعه تنطق بجدية : عمو شفيك تدعي علينا هذا وإحنا سامحين لك تأكل معنا !
ألتفت عليها بصدمة ينطق : الله يخلف عليك يا مسلط ، أقولك العدو وتقولين أدعي عليكم ؟
زفرت أسيل تترك ذراعه من ضحكوا البنات ، رفع عيونه على شمايل اللي نطقت بتساؤل : سالفة الطلب أنت صادق فيها ؟
هزّ رأسه بالإيجاب يشرب بيالته دفعه وحده وينزلها ، وقف ينطق : بالعافيه عليكم أنا طالع لدوامي
مشى يخرج من عندهم وزفرت شمايل تستمع لسواليف البنات وبالها مشغوله بالموضوع اللي قاله عمها ..
« قصر مترك ، المكتب »
فتح الباب يدخل عند أبوه ينطق بتساؤل : بغيتني ؟
آشر له مترك يجي وتقدم أمير يجلس على الكرسي قدام مكتب أبوه ، نزل مترك نظارته يقفل الراديو اللي يقول أذكار الصباح ، زفر ينطق : وين بنتك ؟
أمير : أي وحده تقصد ؟
زفر مترك ينطق بحدة : وهج يا أمير بسألك عن سمو مثلاً ؟
عدّل أمير جلسته ينطق : ما دريت ، مع زوجها
مترك : درينا بس ما كأنها كثرت الروحات والجيات معه ولا ناسي إن الزواج ما قد صار
أبتسم أمير ينطق : ماهو تملكّها وخلص ؟
مترك : وإذا تملكّها يأخذها كل شوي معه
أمير : يا والدي أترك العالم يعيشون حياتهم هذي أول مره وأبشرك ما قد أقدم نجم على شيء إلا وجاء يستأذن
سحب مترك الراديو ينطق : دامك أذنت لهم فأنت أبخص
شغل إذاعة القرآن الكريم يكمل شغله ، وقف أمير ينطق : أبشرك إنه جاينا حفيد
كحّ مترك بصدمة يرفع عيونه على أمير ، ضحك بدهشة من ردة فعل أبوه ينطق : سمو يا أبوي !
مسك صدره بصدمة ينطق : والله ما أستبعد تجيني بخبر وهج
يتبع قريبا ان شاء الله
تعليقات