📌 روايات متفرقة

رواية الهوى اسرار وهواجيس واحلام كاملة جميع الفصول

رواية الهوى اسرار وهواجيس واحلام كاملة pdf بقلم الجود بنت آل مطلق


رواية الهوى اسرار وهواجيس واحلام pdf كاملة من الفصل الاول للاخير هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية الهوى اسرار وهواجيس واحلام pdf كاملة من الفصل الاول للاخير صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية الهوى اسرار وهواجيس واحلام كاملة من الفصل الاول للاخير حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية الهوى اسرار وهواجيس واحلام كاملة من الفصل الاول للاخير

رواية الهوى اسرار وهواجيس واحلام كاملة pdf بقلم الجود بنت آل مطلق

رواية الهوى اسرار وهواجيس واحلام كاملة بقلم الجود بنت آل مطلق

يمكنك تغيير حجم الخط والتباعد بين الاسطر عن طريق علامة الاعدادات اعلي يسار الصفحة
عرفتك صدفهٍ بيوم من بين الأغراب
‏وغديت بكل يومٍ أدور عنك وأحاتي
‏قربت منك وقلبي من الحب مرتاب
‏بسبّه بقايا التجارب بذكرياتي
‏لكني فتحت للمحبه بصدري الباب
‏ولقيت فيك جميع اوصافي و رغباتي
‏أقول إنّي ما أحبك وأنا والله كذّاب
‏ياشلون ما أحبك و إنت كل اسّراري
-
" الهَوى اسّرار وهَواجِيس واحّلام
والىَ متّى واحّلام وصِلك بعّيده ؟ "
...
~ تعَريف بالشخّصيات ~
ابو سطّام ( نهيان )
شايب بأواخر العُمر ، ابَ لأربع عيَال فقط ..
ام سطّام ( وفاء )
متوفية ..
~ بطَلنا ~
سطّام " الهاجَس " وبّكر نهِّيان
بعد وفاة والدته ، غادر الشرقية وسَكن بنجَد العذّية " الرياض " وحيد بين اقلامه والوانه ، لُوحاته الجميلة جدًا ، مرسَمه هو الحُضن الوحيد اللي احتواه واحتوى هواجيسه ، لَه من العُمر " ٣٠ "
~
سلمان ، لَه من العُمر " ٢٧ "
هذام ، لَه من العُمر " ٢٦ "
سلطان ، لَه من العُمر " ٢٤ "
-
ابو وِصال ( منّير )
شايب عايش بالدّيار ، اكبر هُمومه المزاين بنهاية كُل عام ، عايش بين ابَله وعزّبته ، م حرَم عياله شيء واكبر مُحفز لهم ..
ام وِصال ( عفيّفة )
القَلب الحُنون لعيالها ، تساعدهم بكُل شيء يلجأون لها فيه ، تحَب منّير من بدايتهم والحين م بقى بينهم الا الاحترام ..
وِصال بّكر منّير
اول ذَكر لمنّير واخرهم ، مُحامي يعشق المُحاماة والقانون وحَل القضّايا ، وورثّها لأُخته اسّرار ، لَه من العُمر " ٣٠ "
~ بطَلتنا ~
اسّرار
بنَت وِصال اللي م يرفض لها طلب ، دلوعة وجدًا ولا كأنها من بنات الديرة ، مُدعية عامة وقاتلة احلام المحُاميّين مثل م سمّوها كذا ، شخصية شرسة فالمحكمة ، ومَلاك خارجها ، قوية الشخّصية ، سليطة اللسَان ، لَها من العُمر " ٢١ "
-
~ اقَرب الناس لأبطالنا ~
~ مطّلق
هو الشخص اللي لّقب سطّام بالهَاجس ، اثر هواجيسه الكثيرة ورسمه الاكثّر ..
راعي حَلال يدُور الرزق ، يعيش فالديرة مع بطلَتنا وبينهّم صلة قرابة ، لَه من العُمر " ٣١ "
-
~ عقّد
" اقرب انسانة لقلَب مُدعيتنا اسّرار "
خفيفة الرُوح ، لذيييييذة الطّباع ، حُلوة المظَهر ، مُحامية ضّد دَفتر اسّرارها بالعَمل بس خَارجه جسّد برُوحين ، عاشقة لوِصال ، لهَا من العُمر " ٢٣ "
~ البِدايّــــة ~
انحنى بظهره يميّل ع كُرسيه وفرشاته بيده ، زفر بضيق وهو يتأمل الرسمة قدامه ، خالية من الملامح مليئة بالسّواد مثل م هو يشوف حياته بالضبط ، كان يميل للألوان السوداء بدرجاتها والبيضاء بدرجاتها والرمادية كمتوسط بين اللونين ودمّج لهم ، يسأل نفسه ويقول : طيب وباقي الألوان ؟ ألوان الصيف والربيع المُنعشة ؟
ابتسم بخفه ونطق بصوته الشجّي : ماتت مع امي ، واندفنت معها !
يقصّد الألوان المعروفة وكيف انه نساها بعد وفاة امه ، ايه هي الألوان اللي هو بنفسه يشوفها حوله كثير ، زُرقة البحر قدام عيونه ، ولُون السماء وقت الغروب قدامه ، كيف تعكس اللون الأحمر والبرتقالي وتدمج معهم لُون اصفر من اشعتها المُنطفئة وهي تختفي تدريجيًا ورا البحر وتعكس عليه الوانها بطريقة جميلة جدًا وتسُر العين ، احد لوحات الرحمن عز وجل اللي يعجز عن رسمّها اي رسام ..
~ في آواخر صيف ٢٠١١ ~
بليلة وفاتها قدام عيون عيالها كلهم ، يذكُر ان سلمان قاله بهذيك الليلة : امي تعبانة مره وتقول تبي البحر وهو هايج !
وكل م تذكر ردّه يموت بحسرته ، وقت قال : مالك شغل فيها طلعها البحر !!
استحالة ينسى طول عمره تَرجي سلمان له ويدري م تبّدل حال سلمان الا بهذيك الليلة ، تغييروا الاخوان ع بعضهم لا سلمان ظَل سند لسطّام ولا سطّام بيكون أخ لسلمان مره ثانية ، عاش دقايق من الهدوء لكن سرعان م سمع صراخ اهل البيت من الطابق السُفلي وجّل م خطف مسامعه كلمة سلطان اللي دّوت بالقصر " أُمي ماتت ! " ..
~ بجناح سطّام ، الجبيّل ٢٠٢٣ ~
شهق وجمّد وجهه من تذكر كل شيء ، مشى يتجول بغرفته ببيت اهله واخذ نفس عميق ، زفره يتقدم يشوف البحر والموج يشُق الصخور ويضرّب بها ، زفر بقرف من شاف اخر مكان وقفت رجول أُمه عليه ، ايه نفسه المكان اللي توفت فيه وفاء ، الساحل اللي قدام باب بيتهم ، سحب الستارة يحجُب من عيونه رؤية مكانها والبحر بالوقت نفسه ، مشى ورمى نفسه ع فراشه واخذ نفس عميق وسرعان م دخل بهواجيسه ..
~ فالطابق السُفلي ~
دخل سلطان بعد م رجع من دوامه وابتسم للخادمة اللي تقدمت تاخذ معطفه اللي لابسه اثر الشتاء ، دخل للصالة ونطق : سلام عليكم يأهل البيت !
ابتسمت انفال ونطقت : هلا عليكم السلام سليّط
ضحك بخفه لها وجلس وقال : هاتيه حبيّب عمه
ابتسمت تشّيل رواف بين يدينها وتمّده بهدوء لسلطان ، خذاه بين يدينه وابتسم يبوس راسه وقال : وين ابوه التيس ؟
كان يقصد اخوه اللي يكبُره بسبّع سنين ' سلمان ' ، سرعان م نطق وهو طالع من غرفته بشعره الشّبه مبلول واللي يوضح انه ماخذ شور ونطق بحدة : انت التيس يالورع !
جلس وضحك من ضحكهم ونطق : وين ابوي وهذام ؟
انفال : باقي م رجعوا
لفّ لها سلمان ونطق : للحين ؟
هزت راسها بنعم وقال سلطان : ووين ام الحلوين ؟
لفّ سلمان لأخوه وقال : رايحة لبيت اهلها مع عيالها ليه تسأل ؟
زفر سلطان بقرف ورجعت به الذاكرة لصدمتهم بذاك اليوم ..
~ اخر ايام العزاء ~
كيف كانوا ملتمّين بالصالة يواسون بعضهم ع فقدان أُمهم ، رفعوا عيونهم لدخول ابوهم للبيت ومعه حرمة تصغُره بالسّن ، يتذكر كيف فزّوا كلهم وكانوا خايفين من الفكرة اللي راودتهم ويدعّون ربهم م تكون صدق ، يذكر كيف نطق سطّام بقلّة حيلة وقال بهمس : لا يارب انا في وجهك !
وتبعه علطول صوت نهيان اللي انتشر فالبيت وقت نطق وقال : هذي زوجتي الثانية وام عيالي مضاوي !! واحترامها مفروض ماهو بمرغوب والكل يسمع وينصّت وم ينرد عليها الا بأبشر ولبيه واذا سمع..
قاطعه صوت سطّام وقت نطق بغضّب : اجل اعتبر انك فقدت بكّرك ي ابو سلطان !
مشى يجُر خلفه هذام وسلطان ولفّ من انفلتت يد سلمان عن يده ، وقال سلمان له ببرود : شفيك انفعلت ؟ ابسط حقوقه يعرس ..
~ فالصالة ~
زفر بتوتر من انعاد عليه المشهد اللي يتمنى انه مات ولا حضّره ، لفّوا جميع من دخل هذام للبيت وقال بهمس : سيارة سطّام برا ! معقولة جاء وم قلتوا لي ؟
سلطان ابتسم وقال : ايه وصل من المطار الساعة ٩ اليوم وانت بدوامك
هذام تقدم وقال : نسيت اسلم سلام عليكم
ردّوا كلهم السلام ونطق سلمان : اسمعوني اظن جاء لأن عنده علم ان ام الحلوين عند اهلها
هذام زفر بقرف من طاريها وقال : م الومه يوم يهّج لا شافها هذي عيني عينها تتلّصق بسطّام ولا كأنها زوجة ابوه !
سلطان قام وقال : الله يكفيه شّرها
سحب مفاتيحه ومحفظته من على الطاولة وكمل وهو يقول : بطلع اشوفه هذام تجي ؟
ابتسم هذام يبتعد عن رواف ونطق : ايه جاي
قام ومشى مع سلطان يرقّون للطابق الثاني متجهين لغرفة سطّام ..
~ بعيد جدًا فالرياض ، حيّ الياسمين ~
بمُنتصف الزحمة والبيوت ، فِيلا ضخمة بمسبحها الخاص وحديقتها الخاصة ، النخل يحّف جدران البيت حّف ، تصميم الفِيلا اللي يدُل ع فخامتها
فالحوش طلعت من المسبح ورفعت شعرها ترجعه لوراء ، ابتسم ونطقت بغنج صوتها : يعني م حتِجي ؟
ابتسمت لها وقالت : قلت لك م ودي والله
عِقد بعبُوس نطقت : اسرار حموتك لو فاتِك المنظَر ! والمويه قد ايش مُنعشة
ضحكت اسرار وقالت : منعشة ايش والناس نايمين ؟ درجة الحرارة ١٦ وبعدين يشين الحجازية اذا هددت ترا م بخاف كذا
شهقت عِقد وقالت بغضّب : لااا ! وتسُبي الحجاز وبنت الحجاز كمان !! انا رسميًا حقتُلك
طلعت من المسبح تركض خلف اسرار ، نطقت وهي ميته ضحك : عِقد بس بلا مبزره !! وراي فاينل ترا
عِقد تقدمت تمسكها ونطقت : عادي ترا م يضُره الفاينل لو انتظَر شويا بس ! تعالي يزيتونه ننبسِط سوا
ضحكت وقالت : لا امانه خليني اذاكر
نطقت تعاندها : اخليكي ؟ مستحيل انسي الموضوع دا مرره
جلست بتعب وجلست عِقد بجانبها ونطقت : انتي جيتي عندي عشان تنبسطي مو تجلسي تزاكري ! وبعدين شويا ويجي وصال يوديكي للديرة المعفِنة حقتكُ
ضحكت بصوت عالي وقالت : بس ماني بالمود ! خلاص بترك الكتاب بس انا نفسيًا م ابي اسبح بترغميني ؟
قامت بكل قوتها ونطقت : لا حسحبِك معايا
صرخت من صارت عِقد تسحبها ، وشهقت اول م طاحوا فالمسبح البارد رُغم انه تحت شمس الرياض ، بوقت الشتاء والبرد ذابح سُكان نجد ، الصيف اجمل وقت بالنسبة لبنت الحجاز ' عِقد ' تعشقه وتحبه مثل حُبها لأهل المدينة المنورة وأهلها ، عكس اسرار اللي تكره الصيف وتعشق الشتاء والبرودة اللي تلامس يدينها وتصافح وجنتيها ، طلعت تصارخ وقالت : الله يقرفك يشيخه !! برد !
ضحكت عِقد وقالت : بس سويت اللي براسي دحين ارجعي لكتابك يالكئيبه !
طلعت اسرار ورفعت عيونها للشمس اللي قّلب لونها للأبيض ، طاقتها مُنخفضة نفس بطلتنا بالضبط ، زفرت دفئ انفاسها براحة كفيّها ، ودخلت تركض ونطقت : ع بالك الرياض جِدة ولا المدينة ولا ينبع ؟ صحصحي ي ماما
ضحكت عِقد وقالت : مو مشكلة تصيّر نجُدكم حِجاز لعيون بنت سِت المُدن !
طلعت تمشي ورا اسرار ودخلت داخل الفِيلا ..
~ فالجبيّل ، غرفة سطّام ~
مشى سلطان وفتح الباب دخلوا بهدوء ، اثنينهم يمشون ورا بعضهم ، توسّطوا الغرفة وصرخوا : اررحب !
فزّ سطّام من هوجاسه ونطق بأبتسامة عريضة : البقى ي اخواني
سلموا على بعضهم ونطق سلطان : نورت الجبيل قسم بالله
ابتسم ع جنب وبخفه وقال : بنورك ي سليّط بنورك
هذام ابتسم يرجع يضّمه وضحك سطّام وقال : عيال شفيكم ؟
هذام ضحك بصوت عالي وقال : واحشنا يخي كم لنا من اخر مره شفناك ؟
ابتسم بهدوء يشّد ع اخوه ونطق : من حقك انت ولا مدير اعمالي اللي وراك لا ينطق بحرف
انفجر سلطان يضحك عالي وقال : اصلاً م قلت شيء !!
هذام ابتسم وقال : عشان خاطري تنزل ونشوفك فالصالة وترا ام الحلوين ماهي بفيه وش رايك ؟
سطّام لفّ لهذام ونطق : ام الصبيان وانت الصادق
ضحكوا اثنينهم وقال سلطان بضحك : حرام عليك والله ان ورد و إلياس يهبلون !
صّد عن سلطان يناظر ساعته بيده ورفع راسه من نطق هذام : معلينا بتجي تحت ؟
هز راسه بنعم ومشوا معه وطلعوا من الغرفة ونزلوا للطابق السفلي ، مشى معهم ونطق : سلام عليكم
ابتسمت انفال ابتسامة عريضة وقالت : عليكم السلام يالله حييّه !
ابتسم بهدوء بدون م يلفّ لها ونطق : الله يبقيك ي أم رواف
قام سلمان وقبل ينطق قاطعه سطّام ونطق : استريح
زفر بغضّب وقال : عليكم السلام
جلس سطّام ولفّ لسلطان اللي تكلم وقال : مطول هنا ؟
ابتسم وقال : امدا ازعجتكم ؟
فزّوا كلهم من دون سلمان ونطق سلطان بحدة : حشا وكلا !
ابتسم بهدوء وقال : يومين وراجع تخاويني ي مدير اعمالي ؟
فزّ هذام ونطق : بجي خذوني معكم !
سلطان : وش تبي خوي ؟
ضربه هذام ونطق : دز يحيوان اكبر منك ترا !!
سلمان نطق : بس انت وياه ! اعقلوا
قامت انفال ومشت تعدّل حجابها تفتح الباب ، دخل نهيّان وابتسم لها من باست راسه ونطقت : ارحب ي عمي
نطق بأبتسامة : البقى ي بنتي
لفّ للخادمة من تقدمت تاخذ جاكيته ، ورجع يناظر بالصالة من بعيد م يشوف من فيها بس يسمع اصواتهم ، نطق وهو يمشي بعصاته اللي يعتليّها رأس أسد ، لفّ لها وقال : سطّام موجود ؟
ابتسمت وهزت راسها بنعم وقالت : ايه ي عمي ابشرك جاء
ضحك نهيّان بسخرية وقال : تبشريني ؟
مشى يدخل وقال : سلام عليكم ماشاءالله اشوفكم كلكم متواجدين ؟
فزّوا العيال له عكس سطّام اللي قام بهدوء عكسهم كلهم ، تقدموا يسلمون ع رأس ابوهم واكتفى سطّام بأنه ينطق : انا استأذنكم
ومشى يتخطى ابوه بدون م يسلم عليه ، سحب جاكيته من عند الباب وطلع علطول ، ضحك بسخرية من شاف القهوة والحلى وقال : اشوفكم ضيفتوه وهو عاصّي وعاق بأبوكم !
سلطان زفر بقرف من المّوال اللي ينعاد ونطق : ليته شرب فنجال ! م خليته يتهنى
لفّ بقوة من ضربه سلمان ونطق بحدة وهمس : اقطع واخس ي كلب !!
ضحك بأستهزاء ومشى يطلع من البيت يلحق سطّام ، عكس هذام اللي جلس بهدوء ويراقب سلمان قدامه يصُب لنهيّان قهوة ..
~ فالديرة ~
ع صوت مسجل الددسن ، دق العّود وابتساماته العريضة من ورا لطمته ودندنته وهو يقول : من بلاه الهوى ربي يعييّنه ! اما صابه الهم ولا مات مغبوون
نزل ورفع عيونه الخُضر للشمس وهي تتوسط السماء ، تقع فوق راسه بالضبط جاعله من ظلاله تحته ، زفر بقرف من الحرّ وسحب العلف من الصندوق ومشى وفتح شبك الغنم ، نزل العلف ورجع يشيل اكياس الشعير ، انتهى بعد ربع ساعة ومشى يرجع للددسن دخل يده بجيبه يسحب جواله الكشاف وضبط نظارته وبدأ يشوف الاسماء واتصل على ضاحي ، ووصله صوته الثقييل وهو يقول : هلا مطلق ؟
مطلق ناظر الساعة بالددسن ونطق : ولد ! رحت تجيب ظبيه ؟
ضاحي فزّ من فراشه اللي فالمقلط ونطق بحدة : ايه فالطريق
مطلق هز راسه بتكرار وقال : اعجل عليها ولا تأخرون بالرجعة
نطق ضاحي وهو يراكض فالمقلط ويلبس ثوبه وقال : ابشر
سكر مطلق وصرخ ضاحي ونطق : يويلك ي ضويّحي !
مشى يركض ولبس الزبيرية حقته ، اللي اكل الزمان معها وشرب ، مقطوعة وحالتها حاله لكن تمشي اموره وهذا المهم ، ركب الشاص وشغله ولا اشتغل ، شهق وقال : لا يالأكحل ماهو بوقتك !
نزل ولفّ عيونه لحوش جدانه ، حوش كبير جدًا يجمع فوق تسع بيوت ومسجد ع قد الحال ، صرخ وقال : نااايف
لفّ نايف عليه وقال : هلا ؟
ضاحي : بتروح تجيب منيرة ؟
هز راسه نايف بنعم ونطق ضاحي : اجل اخذ ظبيه معكم
نطق نايف بكل سخرية وقال : وانا ملزومٍ فيها ؟
صغّر عيونه ضاحي ولعنه تحت انفاسه ونطق : الله لا يشكر فضلك دامها كذا
رجع للشاص وضرب المكينه ونطق بحدة : يالأكحل ادعس نفدا خشمك لا يجي مطلق ويدعس خشمي !
رجع وسمى بالله وشغله واشتغل وصرخ وقال : الله اكبر !!!
دعس علطول متجهة للجامعة في مُنتصف الرياض لأجل يأخذ اخته ظبيه ..
~ فالجامعة ~
طلعت ورفعت شعرها عن عيونها وابتسمت من شافتها ونطقت : ظبيه خلصتي ؟
ابتسمت ظبيه وقالت : ايه بتعشون عندنا الليلة ؟
جلست اسرار ونطقت : اف مدري عندي فاينل بكره برضو انتي كيف امتحانك ؟
ظبيه لفّت لها وقالت : زي وجه ضاحي يبنت العم
ضحكت اسرار بصوت عالي وقالت : عزتي له !
ظبيه ابتسمت وقالت : عزتي لي والله طّول ولا جاني انتي من بتطلعين معه ؟
اسرار دخلت اغراضها وقالت : وصال اكيد ! اذا خلص دوامه بيجي وبعدين مدري متى بيقتنعون اخوانك تجين معي وتروحين معي !
ظبيه ابتسمت بحزن وقالت : ضاحي وده يفتك مني اصلاً بس العّلة مطلق اللي م يبينا نحتاج لأحد من بعد وفاة امي وابوي الله يرحمهم ..
اردفت اسرار وهي تسمعها : الله يرحمهم
كملت ظبيه وقالت : اشترى الشاص من عمي نايف ومسك ضاحي وغصبه يكمل دراسته وانا سجلني بالجامعة وهو وانا مدري اني م بفلح فيها بس م يبينا نحتاج للعباد وفوقنا معبود وعلى راسنا مطلق !
ميّلت راسها اسرار ونطقت : الله يعينك يارب وشّدي حيلك ذكريني وش تخصصك ؟
ظبيه ابتسمت وقالت : كم مره بقوله ؟
ضحكت اسرار بفشلة ونطقت ظبيه : ادارة اعمال
ابتسمت اسرار وقالت : ماشاءالله حلو وله مستقبل ! شّدي شوي وان شاءالله خيير
ابتسمت ظبيه وقالت : خير خير
لفّت تسحب جوالها من وصلها اتصال ورفعته تشوف اسم وصال ' خلّف ابوي ' ابتسمت وردت : وصااالي
ضحك وقال : عيونه يبنتي تأخرت عليك ؟
هزت راسها بنفي تدعّي انه يشوفها ونطقت : لا لا بطلع الحين
ابتسم وصال وقال : يالله انتبهي
سكرت ولفّت لظبيه ونطقت : بتجين معنا ؟
هزت راسها بنفي وقالت : اشوفك فالليل ؟
ابتسمت اسرار وقالت : اذا قدرت
مشت تركض وهي تلبس عبايتها ، تبي تبشره انها ادت اختبار للتاريخ ، وضامنه الفُل مارك فيه ، اخر ترم لها وتتوظف عند وصال ومكتبها جاهز بضمانة اخوها ، ضحكت تشوفه واقف وبجانب سيارته سيارة عقّد ، ابتسمت وقالت : عِقدي !
لفّت عِقد ونطقت بحُب : زيتووونه
ضحكت تضّمها ونطقت : كيف ؟ بشري
ابتسمت تلّف تسلم ع وصال ونطقت : ابشركم قفلت ع المادة بفُل مارك ومضمون !!
صرخت عِقد تضّمها من جديد وربّت وصال ع راسها ونطق : بطلة بنتي ! هذي ثمار تعبك وحصدتيها والباقي اسهل ان شاءالله نمشي ؟
ابتسمت وقالت : توكلنا على ربنا
لفّت عِقد لهم وقالت : اشوفكم بعدين تمام ؟
اشرت لها اسرار وقالت : ليش م تجين عندنا فالبيت الليلة ؟
عِقد كشرت بوجهها ونطقت : نو سوري م احُب ديرتكم
ابتسم وصال ونطق : تعالي بتنبسطين
ضحكت وقالت : دام انتَ وعزمتني ؟ م حَرُدك !
شهقت اسرار وضحك وصال يركب ونطقت : يخفيييييفه
ضحكت وقالت : اُسكتي تعرفي اني م اتحملُه
ركبت سيارتها ونزلت نظارتها الشمسية ، حجابها ع كتوفها وكيرلياتها وسَمّار جسدها ، فاتنة بِنت المدينة المنورة ، انطلقت بعد سيارة وصال رايحة لبيتها تتجهز للعشاء اللي بيصير الليلة فالديرة على الرغم من انها تدري وش مناسبته ..
~ فالديرة ~
وصلوا بعد ساعة ونص من المسافة وابتسم وصال وقال : كم باقي وتتخرجين ؟
لفّت له ونطقت بأبتسامة عريضة وقالت : مجهز لي شيء ؟
هز راسه بنفي وسرعان م ضحك وقال : مفضوح ؟
ضحكت معه وقالت : مرره وصال مفضوووح !
ابتسم وقال : هي هديتين الاولى ماش مقدر افصّح عنها والثانية بتشوفينها الحين
ابطئ من سرعته ودخلوا سور عائلة حمد آل يزيد ، وقف عند بيتهم ونزلت تشوف عقود اللمبات تحتضن سماء اسوار بيوت اهلها ، قطّبت بعدم معرفة وهمست : الله يستر !
ابتسم ونطق : وش رايك ؟
لفّت وسرعان م انفكت عُقدة حواجبها وشهقت وقالت : لا ي وصال م تسويها !!
ضحك بصوت عالي وقال : الله يعطيك خيرها ويكفيك شرها
نزلت دموعها وركضت تضّمه وقالت : هذي لي ؟؟
ابتسم وقال : طبعًا ! ومو عشان حُب عشان افتك من مشاويرك
ضحكت وسط دموعها وضربت صدره بخفه ، ضحك وضّمها له وقال : دموعك غالية ي أم المحاجر الخُضر
ابتسمت تمسح دموعها والمسكره اللي ذابت ع وجنتيها واسفل عيونها ، اخذت المفتاح ونطق : ناخذ فيها فرة ؟
هزت راسها بنفي وقالت : الليل وش رايك ؟ ماني فاضية لوجع الراس وكلام اعمامنا وانت اخّبر بهم
ابتسم وقال : انتي ابخّص
لفّت من شافت عفيفة طلعت وقالت : يالله يعيالي بتتغدون ؟
ابتسم وصال وقال : وش مسويه لنا الغالية ؟
دفعته اسرار تركض داخل ونطقت بفرحة : كل شيء تسويه امي حلو !
ضحكت عفيفة تضّم اسرار لها وقالت : لا حرمني ربي عيونك الخُضر الحلوة ي بنيتي
ابتسمت تشّد ع امها وتنطق : ولا حرمني الله دفى حضنك
مشى وصال من عندهم وقال : يويلي ماشاءالله تعالي يبنتي شوفي !
ركضت وشهقت وقالت : وش الرضى اليوم ! سيارة ومنسف ؟
ابتسمت عفيفة ونطقت : اول م عرفت ان بكره اخر فاينل لك وبعدها بتبدأين تطبقين عند وصال قلت اسوي لك شيء يفرحك لبكره
ضحكت بفرحة ونطقت : احبببكم انتوا احسن اهل فالدنيا
جلسوا حول السفرة وبدأوا يأكلون ونطقت : وش هديتك الثانية ؟
ابتسم وصال وقال : بعد ثلاث ليالي بتعرفينها
ابتسمت وقالت : متأكدة ان كل شيء تسويه حلو !
ابتسمت عفيفة تشوف دفئ حديثهم ، وحنيّة وصال على اسرار ، ورُوح اسرار فالبيت وقد ايش تضيف البهجة له ونطقت بين انفاسها : عساني م اخلا منهم ولا اعدم
صحت من شرودها من نطقت اسرار : أمي ؟
ابتسمت وقالت : لبيه ي أمي ؟
ابتسمت لها اسرار ونطقت : وش سالفة العقود اللي معلقينها فالبيوت ؟ فيه عرس وانا مدري ؟ ولا تسوون لي حفل تخرج من وراي
ابتسمت عفيفة وقالت : ماعندي علم
ابتسم وصال بهدوء يغُمز لأمه وزفرت اسرار بملل تكمل اكلها وتشرب اللبن حقها ، انتهت ومسحت شفايفها بالمنديل وتقدمت تبوس راس عفيفة وتنطق : سلم يمييّنها يالله
مشت تركض لغرفتها فالطابق الثاني ، وفتحت شباك غرفتها الحديدي تشوف ساحة البيوت قدامها ، عقُود اللمبات والفرشات الحُمر اللي بدأوا العيال يشتغلون فيها ويفرشونها قدام ساحة البيوت كاملة ، صدّت بسرعة من لمحَها بجاد وسكرت الشباك علطول ، تنفست بسرعة ونطقت : م امداه يشوف حتى
شغلت المكيف الصحراوي ، جدّلت شعرها ولبست قميص الروز وفرشت سجادتها وصّلت الظهر ومن انتهت من صلاتها رفعت سجادتها وفرشت فراشها ع الارض وانسدحت وغفت علطول بعد يوم متعب وسهر ليالي سابقة ..
~ فالجبيّل ، بأحد المطاعم ~
دخل سلطان للمطعم وسرعان م تلقى ردة فعل من الجنس اللطيف وبدأوا يتهامسون فيما بينهم ويمدحون بجماله ، عشريني لكن بملامح اكبر وبهيئة اكبر بشوي عن عمره ، ابتسم يرفع عيونه لأخر زاوية فالمطعم وشافه يرسم ، انطلق له وم زاد هيّمانهم فيه الا الشخص اللي هو متجهة له ، سطّام اللي صار له ساعة قاعد والكل عينه عليه ، المطعم قريب من جامعة البنات واغلب الزباين اذا مو اكثرهم كانوا بنات ، نطق بحدة : مالك داعي تطلع ! يخي واجهه ليش كل مره تهرب ؟
رفع حاجبة سطّام ونطق بغضّب : تعقب ماهي هروب ! ويويلك ارجع اسمعك تقولها ثاني !
سلطان سحب الكرسي وجلس وقال : حقك علي يخوي بس م ينفع كل م جاء اخذت اغراضك ورجعت نجد
نطق سطّام بهدوء : وهذا اللي بيصير
فزّ سلطان وقال : تعقب !! بتروح ؟؟
قام سطّام واخذ شنطة رسمه ومعداته ولفّ لسلطان وقال بعُمق صوته : اترك مشاكلي مع ابو سلطان وركز بالشغل ترا بتطلع رسمة لأوروبا خلك حذر ترا قيمتها ماهي بسهلة
زفر سلطان بتعب وقال : بتطلع من فرعكم بنجد ؟ ليش تبيني انتبه لها وانا فالبحر
صدّ سطّام عنه وقال : سهلة م يبي لها تفكير لأنك مدير اعمالي
طلع من عنده بدون يحاسب حتى ، زفر سلطان بغضّب ونطق بحدة صوته : الله يهديك ي سطّام متى بتنتهي هالسالفة !
دفع حساب قهوة اخوه ومشى يطلع وابتسم وقال : لها ١١ عام شلون ابيها تنتهي بيوم وليلة

دفع حساب قهوة اخوه ومشى يطلع وابتسم وقال : لها ١١ عام شلون ابيها تنتهي بيوم وليلة
ركب سيارته وشاف مكان سيارة سطّام خالي ، سحب جواله وسرعان م اتصل في هذام ..
~ في قصَر نهيّان ~
كان واقف ع الشُرفة ويعض طرف شفايفه ، لفّ ونطق : تمام تمام اشوفه قدامي وصل بحاول فيه وانت استعجل
سلطان : يالله يارب !
قفل هذام ومشى يدخل للصالة وكان بينطق للي بدأ يرقى الدرج ويده تتمسك بالدرابزين ، لكن اثنينهم انصدموا من نطقت مضاوي : هلا باللي له الخافق يهلي ! جيت وانا ماعندي علم ؟
شّد ع قبضته وحسّ باللهيَب يولع بصدره ، مشى يكمل خطواته للأعلى مايبي يحتك فيها ولا يتكلم معها حتى ، حان وقت رحيله لنجد اكثر من اي وقت مضى ، واستحالة يكون فيه احد بيمنعه
مشى لها ونطق : مضاوي ياليت تستوعبين انك زوجة ابوي ! وتتركين اخونا بحالة !!
مضاوي ضحكت بسخرية وقالت : من متى صار لك لسان انت ؟ اقول ثمّن كلامك ولا تتعدى حدودك قدامك مضاوي الشيخة زوجة نهيّان !
ابتسم بسخرية ونطق : اجل ركزي ع اخر جملة قلتيها زين ؟ بعدها اعملي بها
مشى يرقى ورا سطّام وتنفست بغضّب ، نزلت نظرها ليدينها اللي ترجف اثر خوفها منهم ، هُم رجال بطول وعرض واشّناب ولحَى وهي انثى ببداية الثلاثين ! ، مشت ترجع للصالة لعيالها الاثنين ..
~ في جناح سطّام ~
دخل هذام وقفل الباب وراه ، مشى وشافه واقف بمنشفته وزفر براحة ، كان متوقع يدخل ويشوفه طالع بشناطه وبيسافر علطول بس م يدري ليه ارتاح نفسيًا من شافه داخل بيأخذ شاور ، لفّ يناظر عيون سطّام من نطق وقال : نعم ؟
هذام فرك كفوفه ببعضها ونطق : ادري اني ماني قريب منك وادري انك م تشوفني قريب كثر سلطان والدليل انك اخذته هو بالذات يكون مدير رسماتك واعمالك فالخارج وفالسعودية ! وانا والله م احسده بالعكس كلكم اخواني لكن جيت انا بنفسي اطلبك وعساك م تردني خايب
جلس سطّام عاري الصدر ومنشفته تحاوط خصره وتُّول صغيرة ع رقبته مخصوصة لشعره ، اشر بجانبه ومشى هذام وجلس ، مسح كتف اخوه ونطق : شوف ي هذام سالفة اني افضّل سلطان عليك هذي انساها من مخك انا وظفته بشركتي قبل سنة لأنه تخرج ولا قبلوه الا بجامعة عبدالعزيز في جِده وصعب عليه يروح هناك ويرجع وانت اخّبر باللي حصل
ابتسم هذام ونطق : صادق والله واسف اذا حسيتني زعلان منك
ابتسم بخفه وماتسمى ابتسامة ، ولفّ وقال : ووش طلبك ؟
استَهل وجه هذام ونطق : قُل تم !
ابتسم ع جنب وهو رافع حاجبة ونطق : تم ! والله انه تم
ضحك بفرحة العيد وقال : تكمل يومين عندنا نبي نُفر ونطلع البحر انا وانت وسليّط
اشر ع عيونه رُغم مخاوفه من البحر وقال : عيوني لكم
ضمّه وابتسم يحاوط هذام وينطق : جعل من جابتكم للجنة
ابتسم هذام بحزن ونطق : امين
وقف يتركه ولفّ وقال : اجل م بشغلك تجهز بنطلع ناكل اكل بحري
ابتسم سطّام ونطق : تمام اخلص شاور واشوف الشُحنة واخلص اشغالي وننطلق
اشر له هذام بأوكيه وطلع يقفل الباب وراه ، مشى يدخل الحمام لأجل ياخذ شاور طويل ، يحتّويه هو وهواجيسه ، اول م دخل ضرب يده بقوة بالمغسلة وانجرحت ، جلس وهو يرجف بغضّب ونطق : شلون خليته يحسّ انك م تحبه ! امك امنتك ع اخوانك خسرت سلمان والحين تبي تخسر هذام ؟؟ عسى روحي تطلع دامني حسسته بهالأحساس ! انا غير مرغوب ومتقبل هالشيء رغُم مرارتّه انتبه تخلي هذام يحسّ فيه انتبه !
مسح عَرق جبينه ودخل تحت الماء البارد ، يغسل نفسه ويغسل همومه معه ، انحنى بضُعف ونطق بين انفاسه : اخ الله ياخذني ويفكهم مني ومن معاناتي ويفكهم من شخص عالق بتاريخ ١٨ ديسمبر من ٢٠١١ ! شخص عجز يتخطى وينسى شلون توفت امه قدام الشاطئ والموج يلامس رجولها ! الفوبيا تصاحبني من عُمر ١٩ وزاد خوفي عليهم اثنينهم من الازرق المليان بالغموض خوفي ياخذ مني احد ثاني وخوفي اصحى وانا فاقدٍ غالي علي وانا م تخطيت وفاة الاغلى !
مسح ع صدره جهة قلب وقال : برد وسلام ع قلبي متى بينسى ويعيش ؟ متى بيطلع من مأساة ٢٠١١ متى ؟!
غمض عيونه يتذكر كل شيء بالتفصّيل ..
~ فالجبيّل ٢٠١١ ~
طلع يركض بكل سرعته وم حسّ ولا علم بنفسه الا وأمه بين يدينه متوفيه ورجوله تلامس الموج ، كان مصدوم ويحاول يشيلها وأخوانه يصارخون مصدومين ومفجوعين ، همس بخنقه : يارب لطفك يارب !
كانت بين يدينه متوفيه آثر السرطان الي انتشر بآخر فترة من حياتها وتمكن من كبدها بالكامل وانتشر في صدرها ، الكل عرف انها م توفت من البحر وهذا شيء كبير ريح سطّام لكن م زالت الفوبيا تصاحبه ، هو كان واقف بنفس الموقف ببداية طفولته وهو صاحب التسع سنوات ، وقت توفت بنت مُربيته اللي كان يعتبرها اخُته غرقًا قدام عيونه ، ووفاة امه م زاد النار الا حطّب وكره سطّام البحر وشوفته تمرضه ، بهذيك الليلة كان يشوف الكل يسانده الا سلمان اللي كان مستحقرة وكارهه ولا يعتبره شيء ، مجرد رسخَت براسه فكرة ان سطّام هو السبب بمقتل أمه رغم انها م ماتت غرق مثل م يزعم سلمان لليوم هذا ..
~ فالديرة ~
بدأوا الناس يوصلون وبدأوا رجال آل يزيد يرحبون بالضيف والعاني ، عوايدهم ماهو جديد ، ريحة العطور الرجالية الثخينة وريحة العود والعنبر والبخور تستقبل الضيفان
أبو بتال : نايف ! وين مطلق ؟
لفّ نايف لعمه ونطق : مدري والله اسأل ضاحي
لف أبو بتال لضاحي اللي ينسف شماغه وراه ونطق : اخوك وين ؟
ضاحي رفع حاجبة وقال : جاي الحين
صد أبو بتال عن ضاحي ونطق تحت انفاسه : على اساس يهمكم مطلق ؟
لفّوا كلهم من تقدم أبو بجاد ومسك يد ولده بجاد ونطق : م نبي ولا غلط تفهمون ؟
الكل رد بالإيجاب ومشى مطلق ونطق : كان ناقصنا فرشات وجبتها وفرشتها انا والضبع بجاد و..
قاطعه أبو بجاد من نطق : حي عينه ولدي
وفجأة الكل بصوت واحد اثنوا عليه رُغم ان مطلق هو اللي شيّك ع الأوضاع وشاف وش ناقص عليهم ، عضّ شفايفه يضحك بسخرية ونطق : ليه مستغرب ماهو جديد ؟
مشى ضاحي وخبط كتفه وقال : اطلق حجاجك وانا وراك ي مطلق !
ابتسم يشّد حزامه بأخوه ومشوا يتوسطون الحوش ..
~ في بيت منّير ~
في غرفتها تتأمل زينها وجمالها ، لفّت من دخلت عفيفة ونطقت بحُب : بسم الله عليك الرحمن يبنيتي ! بسم الله على بنتي استودعتك ربي من كل حاسد
ضحكت بخجل وقالت : أمي حبيبتي وشهالزين والطّلة ؟
ابتسمت عفيفة وجلست وقالت : ناقصك الطقم اللي جابه أبوك
ابتسمت تميّل براسها وتنطق : يحبيبي هو ! م يحتاج التكاليف
ابتسمت تفتح عقد الذهب والطقم كامل قدامها ، ومدت يدها المليانة تجاعيد واللي مزيّنتها بالبناجر والحنا ، انحنت براسها لأمها من تقدمت تلبسها ونطقت : كاملة والكامل الله وعقبالك يبنتي
ضحكت بعدم فهم وقالت : ننزل ؟
هزت راسها عفيفة بنعم ومشوا ينزلون للحريم وقسمهم ، طلعوا للحوش ورفعت عيونها تشوف الشراع اللي حاطينه بينهم وبين الرجال ، أصوات الرجال المرتفعة والحريم م قصروا ، لفّت بعيونها من شافتها ضايعه وابتسمت ونطقت بصوت شبه مرتفع : بنت ! عِقد
لفّت عِقد بسرعة كبيرة ونطقت : اف حنجلط اخيرًا حصلتِك !
ابتسمت تضمها وتنطق : شرفتينا يبنت المدينة
ابتسمت وقالت : امانه م تقولي كدا م بيننا اشبك ؟
ضحكت وقالت : سمّي مدي لي عبايتك
عِقد : الصراحة فشلة جايه بعباية فوشي بس والله م كُنت عارفه بيكون فيه حضور زي دا ! ماشاءالله اش المناسبة حكيني ؟
اسرار ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : شلون اصارحك ان م عندي علم
عِقد زفرت بملل وقالت : فيه حاجه جديدة يعني ؟ عُمرك م عرفتي حاجه ي زيتوونه
ضحكت اسرار وكملت عِقد تقول : ايه وين وصال ؟
اسرار : ليه ؟
عِقد : اداني القلم حقُه وابي ارجِعُه
اسرار : م دام الميانة موجودة شوفيه في بيتنا
مشت عِقد تدخل ولفّت للمراية ، رفعت حاجبها وابتسمت تضبط شكلها ونطقت : والله مررره حلوه !
ضحكت ومشت وشافته يطلع ومن شافها وقف بمكانه بدون م يتحرك ، اخذت انفاسه بجمالها ووقفتها قدامه بهالشكل ، اكتفى بأنه ينحني براسه ويناظر رجولها ونطق : جيتي ؟
عِقد اخذت نفس طويل ونطقت بتوتر : اكيد حَجي !
ابتسم بهدوء من سمع صوتها وقال : امريني يبنت الحجاز ؟
تقدمت له ومدت يدها ع جيب ثوبه وحطت القلم ونطقت وهي تتأمل وجهه السَمح : اديتني القلم قبل شهر وتوو اتزكرُه شكرًا مره
ابتسم يضبط القلم ورفع عيونه ونطق : استأذنك ولا بيننا شكر ي زميلة العمل
طلع بدون اي رد ثاني ، رفست الأرض ونطقت : عمى ! بس كِدا زميلة عمل ؟؟ الله يقرفوه يشيخ
مشت بعصبية ووقفت بنُص الصالة ونطقت : بس ورب الأيمان حلو !
ضحكت تطلع لأسرار برا وتجلس بين الحريم ..
~ فالجبيّل ، صالة قصر نهيّان ~
نزل بالشورت والتيشيرت الصيفي ونطق : سليّط جاهز ؟
سلطان قام وابتسم من شاف طقم هذام وقال : هلابي يالاصفر انا !
ضحك هذام ونطق : اصفر احسن من العشب اللي لابسه
ضحكوا اثنينهم ونطق سلطان : وين سطّام ؟
م كمل كلمته الا ونطق سطّام وهو ينزل وقال : جيت تأخرت ؟
هزوا رؤوسهم بالنفي علطول ، ضحك سلطان وقال : اهين ذوقك ! ثوب واحنا نقولك بنطلع ع اليخت واكل بحري وحركات !!
حكّ راسه وابتسم وقال بهدوء : اطقمي كلها في نجَد !
لفّوا من مشى سلمان ونطق : وين رايحين ؟
صدّوا سلطان وسطّام عنه عكس هذام اللي ابتسم وتقدم ومسك كتوفه ونطق : قول تم ي أبو رواف
ضحك سلمان وقال : بتطلعون مكان ؟ تم !
سلطان لفّ له وقال بهدوء : اجل هيّا سلمان روح بدل وتعال بنطلع لليخت
سلمان هز راسه ومشى يطلع لغرفته يبدل ، رجعوا يناظرون بسطّام ونطق : لو جيت معكم..
قاطعه سلطان من نطق بحدة : بتجي تحسب بنتركك ؟
سطّام زفر بضيق وفكّ ازارير ثوبه ونطق وهو يجلس ع عتبة الدرج : بنكد عليه وانا ماني راضي ولا ابي انكد بس ماهو بيدي
هذام : طيب ليه م تتصالحون الليلة وتكسب أخوانك كلهم بجنبك
بلل شفايفه ونطق بسخرية : الكلام سهل تتوقع واحد بيسامحني وهو حاطني براسه السبب الأول بوفاة أمه ؟
مشى يطلع وركض سلطان وراه ونطق : اجل اشوفك اذا رجعنا ؟
هز راسه بنعم وقال : ان شاءالله
طلع ولفّ سلطان ع هذام وسلمان ونطق : كان بيجي ؟
سطّام نطق من فوق م وده يحسسه بتأنيب الضمير وقال : لابس ثوب تتوقع اجي اليخت بهالشكل ؟ انبسطوا
زفر سلطان بحزن وقال تحت انفاسه : اخ ي سطّام اخ
سلمان : كويس الحمدلله مشينا ؟
ضحك بسخرية يشوف فرق التعامل بينهم ونطق : وش كويس انت بعد ؟
سلمان لفّ لسلطان وقال : سلطان انكتم
هذام مشى يطلع ونطق : والله قهر كنت ابيه يجي
طلعوا من البيت وهو يراقبهم ، ابتسم يشيّل شناطه كلها ومعداته وطلع من غرفته يقفل نورها وقفل الباب ولفّ وارتطم بمضاوي اللي نطقت : بسم الله علي ! م تشوف ؟
توسعت عيونه من لبسها ، هي من محارمه لكن م قدر يطيّل النظر وصدّ علطول ونطق : كنتي جايتني ؟
هزت راسها بنعم وقالت : شفت أخوانك طالعين كلهم وانت مو معهم وجيت اسأل ليه م رحت !
حكّ جبينه وهمس لها : ولقيتي اجابتك
مشى يتخطاها وتبعته علطول ، مسكت ذراعه وسرعان م نفض يده ونطقت : بتروح الرياض ؟
لفّ وقال بحدة : احشمي أبو سلطان اللي نايم وانتي تتملشين فالبيت بهالمنظر وبدون حياء ! ولعاد اشوفك عمري كله تتعرضيني فاهمة ؟
ضحكت بسخرية وقالت : طيب تدري فالجمعات يقولون لأنفال انها حَرم سلمان ويقولون مضاوي حَرم سطّام ؟ يحسبوني زوجتك
توسعت عيونه بصدمة وقال : حلو ؟ وانتي اقتنعني بالفكرة ؟
مضاوي مسكت ذراعه وهمست : عادي شالمشكله ؟ اخلي ابوك يطلقني واخذك..
قاطعها من نفض يده يبعدها وزلقت مع الدرج ، مدّ بيمسكها مع خصرها لكن الحياء منعه وسرعان م مسك ذراعها يثبتها علطول ، صرخت بشكل زائف وبصوت عالي وضربت يده تفلت نفسها للدرج ، وصلت لأخر عتبة وهي تصارخ وميته ألم ، زفر برعب من المنظر ومن شاف الدم فالصالة ارتخت عظامه وملامحه ، شهقت انفال وهي شافت كل شيء ومشت تركض ووصلت جنب سطّام وشافت المنظر وشهقت برعب ونطقت تحت انفاسها خوفًا من مضاوي وحركتها المرعبة : مو صاحية !! رمت نفسها لأجل تتبلى عليه ؟؟؟
لفّ لها سطّام ونطق بصدمة : م سويت شيء والله !
لفّت له انفال بهدوء وكانت بتنطق بس سبقها صوت نهيّان اللي صرخ وقال : مضاااوي ؟!
مشى يتعداهم وانصدم مكانه من شافها غرقانه بدمها ونطقت بصراخ : سطّام رماني من الدرج وسقطّ جنيني ي نهيّان !
لفّ يسحب جواله واتصل ع سلمان ونقل له الخبر ورد عليه بالإيجاب وانه جاي فالطريق ، ونطق بصراخ : والله ما اعديها لك تسمع ؟؟
شّد بقبضته ومشى يبي يتعداهم ويمشي للمطار لكن استوقفته عصا نهيّان اللي حسّ انها اخترقت ضلوعه من قوّ الضربة ، توسعت عيونها بصدمة وقالت : لا يعمي ماله..
صرخ بوجه انفال وقال : انكتمي واطلعي غرفتك !!
شهقت ونزلت دموعها بحرقة ع سطّام ومشت تركض لغرفتها ، دخلوا وركضوا العيال كلهم يدخلون للصالة وشهق هذام من شاف مضاوي تصارخ وركض لها هو وسلمان يساعدونها ، شالوها ونطق سلمان بحدة : استفردت فيها يوم شفت البيت فاضي يقليل الخاتمة !
نطق كلمته وطلع فيها للمستشفى وأبوه معه ، مشى سلطان ونطق بصوته : خيرية حليمة دُرة تعالوا !
مشوا الخَدم يطلعون له وشهقت حليمة من شافت سطّام يكح دم من الضربة اللي توسّدت ضلوعه ، ركضت له وشافها سلطان وانتبه لسطّام ونطق برعب : أخو سطّام !
~ فالديرة ~
يلعب بسبحته ويدندن اغنيته اللي تعلق فيها له سنين ونطق : من بلاه الهوى ربي يعييّنه صابه الهم ولا مات مغبوون
لفّ لوصال ونطق : عريسنا
ابتسم وصال وقال : ارحب
مطلق بسخرية : بالله م حصلت الا وداد ؟
وصال رفع حاجبة وقال : هاه كأننا بدينا نغلط يولد عمي
مطلق ضحك وقال : ابد مبروك ومنها للأمام يبو منّير
وصال ابتسم وقال : عقبالك يالشيخ
مشى مطلق من لمَح الضّو بدأ جمرها يأكل حطبها ، ونطق لضاحي : تعال نجيب الحطب
ضاحي مشى بالدلال ونطق : مقدر مشغوول يالأخ
زفر بملل ومشى لوحده متجهة ورا البيوت لأجل الحطب ..
~ في بيت مطلق ~
رفعت راسها تمسح عرق جبينها ونطقت : اوف تعبت !
دخلت اسرار وعِقد وراها ونطقت : ظبييه ! ليش م ناديتي احد يساعدك ؟
ظبيه ابتسمت بأنتصار واستَهل وجهها ونطقت : اسرار الله يزوجك يشيخه تعالي
ضحكت عِقد بصوت عالي وقالت : حلوة الدعوة بس لا !
تقدمت اسرار وشمرت اكمام فستانها ونطقت : وش اسوي ؟
ظبيه : انا بجلس عند اللحم بس ادخلي للمخزن وهاتي البهارات
مشت اسرار تدخل للمخزن وتقدمت عِقد وقالت : اوكيه وانا وش اسوي ؟
ظبيه : عِقد مابي اتعبك معنا والله
ضربت كتفها بخفه ونطقت : عيب عليكِ ظبيه !
ظبيه ابتسمت وضمّتها وقالت : والله هلكوني والله
حاوطتها عِقد وقالت بحزن : بنتي أنا !
ظبيه ابتعدت وقالت : سلطة ؟
عِقد ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : اوكييه !
مشت وفتحت الثلاجة وطلعت الخضار وقالت : صح ظبيه تعرفي وش المناسبة ؟
ظبيه : ايه زواج وصال ووداد غريب م قالت لك اسرار
دارت الدنيا فيها وطاحت الطاسة من يدها ، شقهت ظبيه برعب وقالت : خوفتين..
توسعت عيونها من شافت دموع عِقد وسرعان من نطقت بصوت عالي لعِقد اللي طلعت تركض : عِقد !! بنت
طلعت اسرار ونطقت : ذي ولا ذي ؟
لفّت ظبيه بصدمة وقالت : خلي البهارات منك عِقد تبكي !
توسعت عيونها بصدمة وقالت : ايشش !! وينها ؟
ظبيه برعب وتوتر : مدري مدري طلعت اول م قلت لها ان المناسبة زواج وصال ووداد
صرخت اسرار بصدمة ونطقت : هاااه !!! تستهبلين انتي ؟
ظبيه صرخت وقالت : اييش !! لا تقولين انك م تدرين وانتي اخته !؟
اسرار رفعت طرف فستانها وقالت : جعلها في وجهي لو كنت ادري ! بس حسابي معاه بعدين
ظبيه مسكت راسها وقالت : ليش ما قال لك ؟
اسرار نطقت بغضّب : هذي مفاجأته اللي رفض يقولها لي ؟ تسلم ي حبيبي اجل تسميها مفاجأة ذي !
مسكت ذراع ظبيه ونطقت : ثواني وجايه
طلعت تتبع عِقد اللي اختفت تمامًا من الأنظار ..
~ خلف بيوت آل يزيد ~
جالسة فوق الحطب وتبكي بحرقة ، ضرب يدها فيه ونطقت بحرقة صدر : انتي الغبية اللي اوهمتي نفسِك وشوفي اش صار الحين !
رفعت راسها بسرعة من نطق وقال : أبو مشبب صدق !
طاحت سبحته فالأرض وفزّ لها يرمي شماغه وينطق : بنت ! وش تسوين هنا بدون عباية
عِقد صرخت بقرف وقالت : ايوو يمُقرف ابعد شماغك عني !!
توسعت عيون مطلق من اللهجة وقال : أخوك يالهَاجس انتي من انتي منه ؟؟
مسحت دموعها ولفّت شماغه ع كتوفها ونطقت : م يخُصك اظن !
مشت توقف وتعثرت بالحطب ومدّ يده لها وتمسكت فيه وقالت بهمس : شكرًا
مشت تركض للداخل وشماغه ع كتوفها ، ابتسم وقال : من بلاه الهوى ربي يعييّنه !
ظَل واقف لدقايق يستذكر المشهد وريحة عطرها الطاغية ولهجتها المعسولة ، عضّ شفايفه وقال : اعنبوها ذي بنت من !
لفّ لصوت بجاد اللي يناديه وقال : جاي جاي
مشى وسحب له كم حطبة ولفّ للأسوارة اللي موجودة وابتسم يلتقطها بيده ويقرأ الأسم ' عِقد ' مشى يدخله بجيبه ويرجع للرجال ..
'
انتهى البارت ادعموني بنجمة وكومنت عشان اتحفز اكملكم 🩵
" بدأت الأحداث تقريبًا عطوه حقه ولا تنسون النجمة الجميلة يجميليني🥹"
لفّ لصوت بجاد اللي يناديه وقال : جاي جاي
مشى وسحب له كم حطبة ولفّ للأسوارة اللي موجودة وابتسم يلتقطها بيده ويقرأ الأسم ' عِقد ' مشى يدخله بجيبه ويرجع للرجال ..
~ عند البوابة ~
مشت ولفّت يمين ويسار ، زفرت بقهر ونطقت : م ابي احتفظ بشيء ثاني لهم انا رايحة ومستحيل ارجع ثاني !
مشت ترجع داخل وهمست لأحد الصغار الموجودين ونطقت : هيه اسمع !
لفّ عليها معاذ وقال : هلا ؟
عِقد : شفت اللي عند النار ؟
لفّ معاذ يشوف مطلق بعُرضه وعقاله وطاقيته اللي تعتلي راسه بدون شماغ ، ابتسم له ورجع يشوف عِقد ونطق : مطلق ؟
ابتسمت وقالت : م اعرفو بس ايوه هو عادي تناديه ؟
مشى معاذ يركض رايح لمطلق ، وصل عنده وقال : مطلق فيه بنت تنشد عنك
لفّوا العيال كلهم وشّد مطلق ع الخيزرانه اللي بيده ونطق : تسلم والله !
مشى يتجاهل صرخاتهم وضحكهم ، طلع من البوابة ولفّ وشافها ، ابتسم ورمى سوارتها ونطق : سريتي بدري يبنت !
مسكت اسوارتها وشهقت وقالت : ليَ ساعة ادور عليها !!
رفعت عيونها له ، توسعت عيونها بصدمة من شافت لون عدساته وبالمثل كان عنده ، ضحكت بخفه ونطقت بهمس : ماتشي ماتشي !
سمعها تهمس وقال : وش هو ؟
تقدمت مسافة ورمت شماغه ومسكه ونطقت : سوالف الغيرة اللي سويتها قبل ماهي بقاموسي ابدًا واتمنى م اشوفكم مره تانية يالمنافقين
ميّل راسه ونطق : وش تخبصين انتي ؟
عبّست بملامحها وفركت خشمها تمنع نفسها من البكاء وهي ادرى ان فيه موجة بكاء جايه ، اخذت نفس ونطقت : اجل حَيتزوج ؟
مطلق وهو يفرك يدينه اثر البرد : منهو وصال ؟
هزت راسها بنعم وقال : ايه ببنت عمه ودا..
قاطعته من بكت علطول ونطقت : اظن م زكرت اني ابي اعرف اسمها !!
توسعت عيونه وقال : أخوك يالهَاجس ليه تبكين ؟!
مسحت دموعها بعنّف وقالت : اتمنى تختفوا من حياتي
مشت تركب سيارتها وتمشي ، ابتسم ورجع يدخل وقال بهدوء : أغرب وأجمل من شافته عيني
دخل يركض من بدأت العرضة وضحك لأنه يحب يقلبها جنوبي علطول ، دخل الصف وعفسه وقلبوا معه وصاروا صفين صف نجدي وصف جنوبي ، ضحك بصوت عالي يضبّط نظاراته عليه وينحني معهم والخيزرانه معه ويحتضنها ، مشى وصال يضحك ودخل بصف مطلق وبدأوا فالعرضة النجدية جميع ..
~ فالجبيّل ، قصر نهيّان ~
رجعوا من المستشفى بخبر سيء وهو فقدان طفل مضاوي الثالث من نهيّان ، دخل بغضّب الأرض ووقف سطّام من شافه ونطق سلطان بحذر شديد : والله م تلمس..
انلجم من الكف اللي وصل لخده من ابوه وصرخ نهيّان يقول : انكتم !!
رفع عيونه لسطّام ونطق بحدة وعيونه تطلع شرار : اسمع علم يوصلك ويتعداك ! عندك خيارين لا ثالث لهم ي تختفي من عيوني وانا من هالمنبر متبري منك ولا انت ولدي ولاني ابوك..
قاطعه ضحكته وقال : وش الجديد ؟
شّد ع عصاته ونطق بحدة : وأخوانك لا تعرفهم ولا يعرفونك وسلطان ينسحب من المنصب المخيس اللي عندك ووظيفته عندي انا فالشركة ! تسمع ؟ تختفي لا اسمع عنك ولا خبر ولا والله ان ارفع قضية عليك واجرجرك فالمحاكم !! اجل تلمسها واذا دافعت عن نفسها ترميها بكل برود من ع الدرج !؟
توسعت عيونه وضحك بهدوء وقال : ودعناكم الله والله معي وشايف وحاضر لكل شيء ماببرر ولا بقول شيء بس امانه برقبتك ولدك وبكّرك اللي خسرته كليًا وانا عزيز نفس وولد وفاء واوعدك اوفي بطلبك لا انت أبوي ولاني ولدك !
مشى وانحنى ينزل ويبوس خشم سلطان وقال : انا معك لو تبي تلحقني لنجَد والله لا ارحب واهلّي فيك يعضيدي
مسك سلطان رقبة اخوه وتلامست خشومهم وباس خشم سطّام وراسه وقال : والله اني معك !
صرخ نهيّان ونطق : تطلع من شووري !! والله أن أغضب عليك واسلمكم لربكم
سطّام نطق بحدة : يرجال إحفظ كلامك واعمل به اجل تسلمنا لربنا وانت متبري مني وتحرمني من إخواني اتق الله م تضمن بكره ي نهيّان !
مشى سلطان يجهز اغراضه وطلع سطّام ، شّد ع قبضته وزفر النيران اللي شّبت بصدره لهَايب ، ركب سيارته وضرب الدركسون مرارًا وتكرارًا ليّن نزفت اصابعه ، رفع راسه وضحك بصوت خفيف ومرعب ونطق : اجل يتبرى مني ع حسابها ؟ والله لا اندمك ي نهيّان بن سلطان آل عقيل ولا لا أكرهك فيني ! انتظر وشوف وش بيسوي الهَاجس
لفّ من ركب سلطان ونطق : انطلق واطلق حجاجك والله وتالله اني وراك ومحزمك وسندك احرقهم وانا ولاعتك اكسرهم وانا عصاتك دمرهم وانا قنبلتك والله اني معك ولا بخليك لأحد امش يخوي ولا تابه لهم ابونا مات مع امنا وانا وانت للنهاية ! والله م يبعدني عنك الا الموت والكفن
ابتسم سطّام وقال : لا قلنا سلطان انشهد انك عن سلاطين لبى كبدك ! لا خلا ولا عدم يعضيدي
مشى يبتعد عن البيت وعن الجبيّل ككل ، انتهت روايتهم فيها وبتبدأ حياة جديدة فالرياض تحديدًا ..
~ فالديرة ~
عضّت شفايفها لثواني ونطقت بحرقة : اخ ي عِقد وينك عن جوالك !!
قفلت جوالها ورمته ، لها ساعة كاملة تتصل بعِقد لكن م وصلتها اي اجابة ، لفّت من دخل وصال وانتهى عقد قرآنه ، مشت له وصفقته بكل قوتها ونطقت : ليش ؟ هاه ليش تفرط فيها وانت تدري بحُبها لك لييش يحيوان !! اجل تخلي عِقد وتاخذ وداد وانت تدري كيف وداد تعاملني ؟؟
ابتسم وصال ومسح دم شفته من نزل ونطق : انتي غبية وعِقد اغبى منك ! اجل اخذ وحدة الكل شافها وشبع نظره فيها ؟ وحدة رخيصة وارخص نفس..
رجعت تصفقه ونطقت بحدة وعيونها تطلع شرار ودموع حارة تنسف وجنتيها : تقذفها قدامي !! بدأ تأثير عمي نايف ؟؟ ولا ذا تأثير وداد وقرف وداد ؟
شّد ع قبضته ونطق : م ابي اضربك !
ضحكت بسخرية ونطقت : تعقب تسمع ؟ تعقب يالحثالة
رفع يده وضربها بكل بشاعة وقوة يد ، طاحت ع الارض ع دخول منّير للبيت وتوسعت عيونه بصدمة من المنظر ونطق بحدة : الله يبتر يدك يالحيوان !!
مشى يسارع خطواته ونزل عقاله لكن نطقت اسرار وقالت بضحك : اتركه بخاطره من اول المسكين لكن بان كل شيء وبانت شخصية وصال حبيب ودادّه
وصال نطق بصراخ وحدة : اموتك تسمعين !! انتي م ينفع معك اللي يتجمل فيك..
قاطعته وقالت : تمّن علي بسيارة ؟ اشري دبلها واشريك معها سامع ؟
مشى يدفعها ويحاصرها ع الجدار ونطق بصراخ : بنت !! تعقبين تسمعين تعقبيين والسيارة برجعها الظاهر م نفع معك شخصية الاخ الحنيّن
اسرار بعصبية : الله ياخذها من حنيّة يشيخ !
دفعته عنها ومشت تطلع لغرفتها ، لفّ وصال وشاف ابوه منزل عقاله ويناظره بصدمة ونطق : وش الاسلوب ذا مع اختك ؟
تقدم وصال ونطق بحدة وهمس : كلنا ندري انها ماهي اختي وقفوا كذب !
ارتخت ملامح منّير ونطق : انطم لا تسمعك انطم
ضحك وصال ومشى لغرفته ، مسك منّير راسه بصدمة ومشى يطلع لغرفتها ..
~ فالحوش ، قدام بيت مطلق ~
لفّ بعيونه وشاف ضاحي جاي ببراد شاهي وضحك من سمعه يقول : وبن مشبب للمزيون نظرة ! حط نفسي رهينة
ضحك وقال : ومن بلاه الهوى ربي يعييّنه !
جلس ضاحي ونطقوا سوا : صابه الهم ولا مات مغبوون
ضاحي بأبتسامة عريضة : شاهي ي مطلق ؟
مطلق ابتسم وقال : ايه يبو مشبب
صبّ لأخوه ومد له البيالة وخذاها مطلق وقال : شفت لي بنت احلف لك وانا شفت كل بنات عمي وربي يشهد علي ي ضويّحي انه مالها شبيه !
ضاحي نطق بصدمة : اوله ! منهي ؟
مطلق : مدري بس كانت تبكي وتحلف معاد تشوفنا ومدري وش
ضاحي : يعني نقول طارت ؟
هز مطلق راسه بنعم وقال بضحك : م هقيت انها بتتّل قلبي وتروح لكن نتخطى ؟
ضاحي ضرب كتفه وقال : اكيد يبو مشبب اعطيك لبكره اذا تتذكرها عشاك بكره علي
مطلق : عرض مُغري بتذكرها عشان العشاء
ضحك ضاحي وابتسم مطلق ، فتحت نُص الباب وقالت : تعالوا داخل ابي اسولف معكم
مطلق : أخو ظبيه ! ابشري
مشى ضاحي يشيل البراد ويدخل مع مطلق ، جلسوا فالصالة اللي سقفها مصنوع من سعَف النخل ونور البدر يتخلخلها ، ابتسم وقال : طفي الأنوار
مشت ظبيه وطفت النور ورجعت تجلس ومدّت بيالتها وصّب لها ضاحي شاهي وقالت : كيف العشاء ؟
سحب يدها مطلق يبوسها وينطق : سلم يميينها يالله
ضاحي ابتسم وباس راسها وقال : وظبيه مسويته ؟ بغوا يأكلون اصابعهم
ظبيه بضحك : والله ؟
ضاحي : اووه وش تقوليين بس
ضحكت وضحكوا معها ونطقت : بالعافية عليكم بس وعلى اسرار وعِقد
نبض قلبه من سمع اسمها وشّد ع شماغه ينزله ، استنشق ريحتها فيه وانقبض قلبه وقال : انا ساري بخمد
ظبيه ابتسمت وقالت : م امداني اسولف
مطلق بتوتر : لاحقين ع بعض بشوفكم لين اموت
ضحك ضاحي ونطقت ظبيه برعب : لا تقول كذا عمرك طويل
مطلق ركض يدخل وقال : وانتوا فيه يارب
دخل للمجلس وفرش فراشه ، انسدح وشّد ع لحافه وقال بحدة : مطلق ي مطلق !
رمى شماغه بعيد عنه ، زفر بضيق من تبدل حاله وتذكر مواقف سابقة وكثيرة ضحك وقال : اذا بنات عمي وخوالي م سلكت معهم بتاخذ الحجازية ؟
غمض عيونه وسرعان م دخل بأحلامه يتناسى عِقد واللي جابوا عِقد ..
~ في مطار الملك خالد الدولي بالرياض ~
نزلوا من الطيارة وابتسم سطّام وقال : نورت نجَد كلها ي سليّط قلبي
ابتسم سلطان ونطق : بنور اهلها منوره
مشوا وتقدم سلطان من شاف كوفي واشترى كوبين قهوة وتقدم ومدّه لسطّام واخذه منه ، ابتسم يشرب منها وقال : ايه سطّام وش الرسمة اللي بتطلع اوروبا ؟
سطّام : يبن الحلال امش نريح لاحقين ع الشغل وبكره بنداوم امش
ضحك سلطان ومشى مع سطّام يطلعون ، وصلوا لقصر سطّام فالرياض ونزلوا واضواء القصر شغاله ، قطّب حواجبه وقال : فيه احد سابقنا ؟
سطّام نطق : ايه أمي حليمة
سلطان ابتسم وقال : يالله حييّها !
دخلوا وتقدمت بالمبخرة وبخرتهم ونطقت : ارحبوا يعيالي
ابتسم سطّام يضمّها وينطق : البقى ي أمي حليمة
حاوطته وقالت : اجرك كبير تحملت الشيبه طول عمرك يولدي والباقي تساهيل
سلطان ابتسم من بعيد م يقدر يقرب منها لأنها ارضعت سطّام بس وكانت ممرضة وفاء ومربيته ، اكتفى بأنه يقول : البقى حليمة
حليمة ابتسمت لسلطان وقالت : نخش ؟
اشروا لها بالإيجاب ودخلوا للقصر ، اخذ نفس طويل وعميق وقال : اسمع انا طالع بكره كشته مع اخوياي من الثانوي بتجي معي ؟
سلطان ابتسم وقال : كثر خيرك يبو نهيّان بس م ودي
سطّام بسخرية : انا أبو وفاء لو سمحت
ضحك سلطان بصوت عالي ونطق سطّام : تعال غير جو
سلطان : لا والله بخلص اشغالي والخريجين اللي قدموا لشركتنا بشوف وادور ع لُقطة واقبله موظف حكومي عندنا
سطّام : اجل تصبح على خير
حليمة نطقت : لحظة م راح تتعشون ؟
سطّام ابتسم بهدوء ونطق بتعب : كثر خيرك ي أمي حليمة بس حيل تعبان
سلطان : والله صادق بس بتعشى انا
ابتسم سطّام ونطق : عافية عليكم
طلع للطابق الثاني اللي يُنسب له وجناحه بالكامل ، حليمة لفّت لسلطان وقالت : الله يكسر يده بطنه وضلوعه ماهي بخير
سلطان مسح وجهه وشنبه وقال : والله مدري وش أسوي قسم بالله تعبت منهم اثنينهم هذا أبوي وهذاك أخوي ، غديت بين نارين !
حليمة مسحت ع ذراعه وقالت : وش تبي أسوي لك ؟
سلطان : اي شيء بروح اخلص شغلي شوفيني فالمكتب
نزل للبيسمنت ' القبو أو الطابق اللي يكون تحت الارض ' فتح الباب الذكي بالرمز ودخل وحطّ وسادة لأجل م يتسكر ع حليمة اذا جابت الاكل له ، ثبت الباب ومشى ينزل للمكتب وفتحه وشغل التكييف وفتح الشباك يشوف الحديقة ، مشى لمكينة القهوة وضبط له فنجال واخذه ، جلس ونطق : بسم الله بدينا
~ فالديرة ~
مسحت دموعها بعنّف ولفّت من دخل منّير ، ابتسمت بهدوء وقالت : أبوي اسفه اذا نكدت عليك..
قاطعها من باس خدها وراسها وضمّها له ونطق : انتي اغلى واثمن من جابته لي الدنيا شلون تبيني ازعل واتنكد منك ؟ انتي هدية من عند ربي ولو اني مقصر لكن م ارضى ومستحيل ارضى ع احد يمسّك بضرر !
ضمّته تبكي بحضّنه ونطقت : م كان كذا والله فيه شيء شلون صار الزواج كذا بسرعة
منّير : لا كان كذا ووصال له سنة يجمع فلوس وانا اساعده لأجل مهر وداد
مسحت دموعها ونطقت : شلون م كنت ادري وليه وداد وانتوا اثنينكم تعرفون قد ايش هي م تحبني !؟
منّير ابتسم بهدوء ومسح ع راسها وقال : يبنتي وصال يحب وانا مستحيل امنعه عن حُب حياته وحاولنا في نايف ليّن وافق وعطانا البنت والله لو تشوفين فرحته البارح ورقصه تقولين ذا م تزوج ذا ملك الدنيا بمرته ومافيها !
ابتسمت بهدوء وقالت : يعني كان مبسوط ؟
هز منّير راسه بنعم وكمل : بس نكد عليه نايف وبجاد ودخل وهو يدعي انه م يشوفك وصار اللي صار
اسرار : وش قالوا له ؟
منّير : يهددون ببنتهم وانه اذا م سوا اللي يبونه بيجبرونه يطلق
شهقت وقالت برعب : ووش اللي يبونه ؟
ابتسم منّير ونطق : هنا بسكت تصبحين ع خير وتراه اخوك ويحبك وم يرضى عليك وانتي تدرين
اسرار : مقدرت انام اصلاً بروح اشوفه
قامت ونزل منّير لغرفته ومشت وفتحت باب غرفته ونطقت : صاحي ؟
لفّ عيونه لها وسكر ملف القضية اللي قدامه وقال : تعالي يبنتي
ميّلت شفايفها وبكت بدون صوت وهي تشوفه ، ابتسم بضيق وقال : تعالي اقّلها ابكي بحضني وانا اسمعك واداريك !
مشت تركض ودخلت بحضّنه وابتسم يحتويها ويشّد عليها ، باس راسها مرارًا وتكرارًا ونطق : والله اني حيوان وكلب وم اسوى التالية من الغنم وجعل يدي العطب اذا مديتها ثاني مره والله اني اسف ولو م سامحتيني حقك وابسط حقوقك يبنتي بس تكفين قولي لي انك بخير ولعاد تبكين كسرتي خاطري
اسرار ببكي نطقت : تستاهل وايه تيس دامك خذيتها وهم يهددونك فيها ؟؟
وصال مسح وجهه ونطق : اخ سالفة طويلة
اسرار : طيب قولها !
اخذ نفس طويل ومسح وجهه وراسه ، تمسك بيدينها ونطق ..
~ فاليوم الثاني ، بعد صلاة الجمعة ~
طلعوا من المسجد ، طلع أبو بجاد يدفع أبوه حمد ع الكرسي المتحرك ونطق : مطلق بتروح لحلال أبوك ؟
مطلق هز راسه بنعم ومشى بدون يعطيه اي أجابه ثانيه ، ركب الددسن وانطلق لشبك الابل والغنم اللي يبعد عشرين كيلو ، ضبط نظارته ع عيونه وقال : يالله يارب مع ذي الجمعة المباركة يكون يوم خفيف وارجع البيت بدري ، مسك الخط ولفّ بقوة من مرت بجانبه جي كلاس وابتسم سطّام ونطق : تعجبني الاختلافات !
مطلق بصدمة : يهب ولا تسّد يالموتر !!
صدّ مطلق لقدام يسوق وناظر بالمراية يشوف سيارته وراه تبتعد ونطق بهمس : وين ذا سارح ؟
صدّ لقدام وكمل طريقه للشبك والعزبة ، وعند سطّام ابتسم يشغل ليست الاغاني حقته وردد معها : بديت اطيب بديت احسك بك خارج حدود ..
سكت وتنهد علطول وشهق من طبّ بقوة وطلع قدامه فالشاشة انذار فالكفر الخلفي ، سحب فرامل ورفع راسه بصدمة ونطق بحدة : بسم الله عيين ابو ددسن م صّلت ع النبي !!
نزل وهو يرجف من المنظر ولفّ ورا سيارته ، عضّ شفايفه من شاف جنط الكفر منكسر ، زفر بغضّب ورفع يده يناظر ساعته ومشى يفتح باب السيارة ونطق بحدة : لعنة الله عليك يشيخ !
رمى جواله من عدم توفر اي اتصالات او حتى نقطة ارسال ، رفع عيونه للشمس اللي صقعته براسه ، رجع يركب وشغل السويك واكتفى فيه لأجل يهوي ع نفسه من حرّ وقيض الرياض ..
~ فالديرة ، بيت منّير ~
طلعت وهي تضبط حجابها ونقابها بيدها ، لفّت وم شافت احد موجود ابتسمت وركبت سيارتها وعلقت نقابها قدامها ، أمامها ساعتين سفر بخط نائي ، لفّت من وصلها اتصال وهي تحرك سيارتها ردت وقالت : هلا وصال ؟
وصال : طلعتي ؟
هزت راسها بنعم تدَعِي انه يشوفها وقالت : ايوه تبي شيء ؟
وصال ابتسم ونطق : لا لا بس خبريني اذا وصلتي للمكتب وترا ما بتكونين معي لأنك مُدعية عامة لا تنسين
اسرار ضحكت وقالت : مستحيل انسى لأني بساوي شهادتك وكل مجهودك بالأرض أخ وصال
ضحك بصوت عالي وقال : بنتي !
ابتسمت من انتصفت الخط ومشت فيه مسافة بعيدة وهي ع الجوال ويتناقشون هي ووصال عن سالفة وداد ، زفرت بملل وقالت : وهي ما منها ولا معها ؟ خلّ تسوي شيء
وصال : تخيلي بس ان اهلها كلهم مخبيّن سالفة كبيرة وبس اللي يدري عنها اختها منيرة وبجاد ! والحين أول م عرفوا اني احبها وتزوجتها صاروا يهدوون بشيء لا انا ولا هي نعرف عنه ويقولون اول م يطلع الخبر على العامة والكل يدري عنه بتنتهي اسرار معه
اسرار عضّت شفايفها لثواني ونطقت : الله يستر
وصال : وشفيك ؟
اسرار : مدري قلتها عن سالفتك وقلتها عشان فيه جي كلاس واقفه وتأشر
قطّب وصال حواجبه وقال : لا توقفين
اسرار رفعت حاجبها بعنّاد ونطقت : ليه ؟
وصال : يمكن قاتل متسلل
ضحكت وقالت : متى بتطلع من البيت ؟
وصال : دوامي اليوم فالبيت بشتغل ع القضية هنا ولا تنسين اذا وصلتي للشركة قولي لي
اسرار : تم
سكرت الجوال وهدأت من سرعتها ، وقفت جنب سيارته ونزلت شباكها ولوهلة غفلت عن وجهها المكشوف ، طاحت عينه بعينها وسرعان م شهقت ونزلت وجهها وسحبت نقابها وسكرت الشباك ، ربطته كويس وضبطته وهي تضحك ، لفّت عليه وقالت : سلامات ؟
سطّام تكى ع باب سيارته وقال : الله يسلمك بس م ظنتي بتقدرين تساعديني
اسرار : وش المشكلة طيب ؟
سطّام : انكسر الجنط
اسرار رفعت راسها وقالت : المشكلة مافيه ارسال هنا تجي بسيارتي ؟
سطّام حكّ راسه وضحك بخفه وقال : يمكن اني قاتل ؟
اسرار بعدم خوف نطقت : ويمكن اني القانون !
سطّام ابتسم وقال : وين ؟
اسرار اشرت بيدها قدام وقالت : ولد عمي عند غنم ابوه قدام نروح له واكيد بيساعدك
سطّام نطق يوضح لها ان الفكرة مستحيلة: سيارتك سبورت م فيه الا مقعدين ؟
اسرار نطقت بعنّاد : ايه ومستحيل تسوقها اركب !
زفر بضيق على حاله وقال : العذر والسموحة ي اختي
اسرار احتدّ صوتها وقالت : ماني اختك ولا شيء فاعلة خير احسن من انك تتشلوط هنا محد درى عنك
دخل يدينه بجيوبه يخفي ربكته ، يكره انه يكون ثقيل على شخص وخصوصًا انها انثى ومايعرفها ، لفّت له وشافته واقف وقالت بهمس : صبرك يارب !
رفعت صوتها وهي معصبة من الشمس وقالت : بتركب ولا شنو ؟ اخرتني
نزل من سيارته ومشى يوقف واستظلت من الشمس به لثواني ، شّدت ع قبضتها وهمست تحت انفاسها : بسم الرحمن عليه والطول ! اطول من وصال بأضعاف !!
انحنى لها وقال بصوته الرخّيم : تثقين بغريب ؟
ارتبكت من نبرته وقالت : بكيفك
ابتسم من مشت وأسرع بخطواته يوقف قدامها ، شهقت برعب وقالت : ي مجنووون !!
مشى وفتح الباب اللي جنبها وركب وقال : ماشاءالله وكالة ؟
لفّت له بصدمة وقالت : متخلف !
شالت شنطتها من عند رجوله وابعّد علطول ، حطتها بينهم وفكت البريك وانطلقت بسرعتها ، ابتسم بخفه ونطق تحت انفاسه : وش هالبنت !
وفعلاً م اخذت ثلاث دقايق الا والشبوك والابل والغنم قدامها ، لفّت بهدوء وقالت : تعال
نزل سطّام معها ومشت ونطقت بحدة : ضاحي
ضاحي رفع راسه ومشى يطلع لها وقال : هلا وش جابك ؟
تقدم لهم وهمس لها : ومين ذا ؟
اسرار : سيارته متعطلة وبمكان زفت مثل الديرة ساعدوه تمام ؟ انا وراي مقابلة عمل
ضاحي : اسرار ! خذي راحتك وبعدين بنتفاهم
ضحكت بسخرية لأنه غار عليها من الغريب ، ومشت تركب سيارتها وتنطلق للرياض ..
~ عروس البحر الأحمر ، جِدة ~
نزلت من سيارتها ومشت للساحل ، وصلت وصارت تلّف بعيونها وشّدها صوت يناديها : بنت أيمن !
عِقد ضحكت من شافتها وصرخت : أروى !!
أروى ابتسمت ابتسامة عريضة ومشت تركض لها ، حضّنتها بحُب وشوق وقالت : وحشتيني !
أروى : والله وانتي كمان
عِقد : كيف ماما وبابا ؟
أروى ضحكت وقالت : يوصلو سلامهُم من زيلامسي
عِقد ضحكت وقالت : مين معانا اليوم ؟
أروى : فريد اخويا وأحمد اخويا وانا وانتي
عِقد : وحشتوني كلكم !
أروى : ع فكرة حَتقولي ليش جيتي فجأة
عِقد بتوتر نطقت : شدعوة ؟ م فيه حاجة بس عرفت انكم كُلكم في جِدة قلت والله م حَتفوتني ! مجنونة انتي اخيرًا طلعتوا من المدينة
أروى : يعني م فيكي حاجة ؟ امس صوتك م كان كويس
عِقد : بس اخذت برد
أروى ابتسمت وقالت : ترا بنرجع بكرا للمدينة
عِقد : خير ؟؟
ضحكت تركض لليخت ولحقتها عِقد ، طلعت وصرخت : أحمد !! يواحشني !
أحمد ابتسم وقال : حبيبي وانتي كمان واحشتنا كلنا !
فريد تقدم ومسك يدها يسحبها لحضّنه وقال : قليلة ادب اخر العنقود ! وش القطعة الخايسة دي ؟
عِقد ضحكت وقالت : اشغال والله
فريد : بس كويس جيتي كنتي الناقصة والله
عِقد ميّلت راسها وقالت : ورب الايمان احُبَك !
فريد ضحك وقال : وانا قد اكبر حاجة بالدنيا احُبِك
أحمد : ننطلق ؟
أروى : ناقصنا ربى ويزيد والله
أحمد : مو همَ تزوجوا ؟ خليهم يشيخة
عِقد ضحكت وقالت : تعجبني أحمد عاشوا السناقل
انطلق باليخت يتوسط البحر الأحمر ، جلست بعيد عنهم ورفعت جوالها تشوف إتصالات اسرار ، زفرت وقالت ببكي : حَندمك ي زيتونه والله بتزعلي مني مثل م زعلتيني
رمت جوالها بعيد عنها ، اخذت نفس البحر وميّلت راسها تتأمل الموج اللي يصفق بالقارب ويعاكس اتجاهه ، نزلت يدها تلامس البحر بكفّها الرقيق ، اقل م يسويه يعقم جروحها بملوحته وينسيها الألم ويركد حرارة قلبها ببرودة موجه ..
~ في الرياض ، النيابة العامة ~
نزلت وهي متنرفزة من اللي صار ونطقت بقرف : مستحيل يكون اللي صار صدفة !
رفعت جوالها واتصلت ع وصال ووصلها صوته وهو يقول : وصلتي الشركة ؟
اسرار : انا الحمارة اذا باقي بسمع لك ! وشدخلني بشركة المحاماة والاستشارات القانونية !! صحصح وصال انا مُدعية عامة واشتغل فالنيابة !
وصال انفجر يضحك وقال : نسييت !
اسرار زفرت بملل منه وقالت : توصي ؟
وصال ابتسم وقال : بالتوفيق وطمنيني يقاتلة أحلامنا يالمحاميين
اسرار : باي حبي
وصال : في حفظه يبنتي
قفلت وارخت يدينها ، مسكت باب سيارتها من حسّت بدوخة وحسّت بضُعف ، اخذت نفس عميق تصحصح وترشفت من قهوتها ونطقت بجدية : تطمحين للارتقاء ؟ ايه نعم وبتسوينها بس يويلك تقولينها فالمقابلة محد ناقص تجلسين فالبيت سنين !
ضحكت ورفعت راسها تشوف الخريجات جايين ، ابتسمت بثقة وقالت : اسرار بنت آل يزيد هنا وأسمها بينتشر فالمملكة العربية السعودية كاملة
شّدت ع شنطتها ومشت بكل قوتها تدخل النيابة العامة ..
~ فالعزبة ~
ضاحي التفت من اختفت سيارتها وقال : ايه ؟
سطّام ابتسم بخفه ونطق : اسلم
ضاحي تشمر وقال : متعود تطمّر ع سيارات البنات ؟
سطّام توسعت عيونه بصدمة وضربه ضاحي ع فكه ، طاح ع الارض ينزف ومصدوم يحاول يبعد ضاحي عنه ، هو يرفع حديد وجسمه رياضي وعنده عضلات وبضربه وحدة بيطيح ضاحي فالمستشفى ، برزت عروق جبينه ، شّد ع قبضته ومسك فك ضاحي ونطق بحدة : اقتلك هنيا وادفنك محد جاب لك سيرة تسمع ؟؟
ضاحي توسعت عيونه وصرخ : تعقب يالخيخه !
وقف سطّام ع رجوله وقال : اذا ابوك رجال مدّ يدك ثاني
وبكلمته ذي ضرب ع الوتر الحساس بعيال مشبب في فقد ابوهم ، لكن سرعان م انقذ الموقف مطلق ووقف بوجه سطّام ، نفس الطول ونفس الهيئة لكن الشخصيات شتان بينهم ، ضاحي صرخ بغضّب وقال : فكني فكني علييه !! يقول عن ابوي الله يرحمه ماهو برجال !!
مطلق لفّ لضاحي وقال بهمس : كاسرٍ خشم الرجال انكتم لا يرفع قضية عاد واضح انه ولد تجار
رجع يلفّ لسطّام اللي ساكت ونطق : اسف م دريت
مطلق : يرجال حصل خير وحن اللي مفروض نعتذر ع خشمك
سطّام ابتسم وقال : لا والله م حصل شيء
مطلق : اجل والله م تردنا وتعلمنا بكل السالفة اللي جابتك هنا وانت تتقهوى عندنا فالبيت
سطّام : م ودنا نكلف
مطلق ابتسم وقال : قدني ذا حلفت
مشى سطّام وركب الشاص وركب ضاحي جنبه ، عمّ الصمت بينهم والكهرباء واضحة جدًا ، زفر بضيق وقال : ي أخوي المعذرة م دريت ولا ودي انها تحز بخاطرك وانا ماشي
ضاحي لفّ له وقال : شلون ماشي ؟
سطّام : م قدرت ارد الرجال ولكن بالوقت نفسه ماودي اكلف عليكم عشان كذا بس ابي مكان فيه ارسال وبتصل ع أخوي وامشي
ضاحي بعصبية : تستهبل ؟ والله م يخليك مطلق والله م تروح وحن عازمينك ع القهوة
سطّام زفر بقرف ونطق تحت انفاسه : الهمني صبر أيوب يارب
مشى مطلق يركب ونطق : ضاحي انزل احس اني نسيت شبك الصخال فاتح وانا حارمها من امهاتها
تأفف ضاحي وسكر الباب بقوة ، التفت مطلق بسرعة ونطق بغضّب : اخوك يالهَاجس والله م اعديها لك !
توقفت الحياة عند سطّام وشّد ع ثوبه من سمع الكلمة من نفس الثغَر وبعد احدى عشر عام ..
~ فالنيابة العامة ~
استقرت بمكتبها وقبلوها فورًا بعد توصيات من وصال ومن عِقد ومن بروفسور كليتها ، نزلت شنطتها وعبايتها وعلقتها كلها ، المكتب محد يدخله ابدًا وخاص بالنساء ، بدأت تقرأ عند قضايا هالأسبوع بس بالها مشغول مع الغريب اللي وصلته لعيال عمها ، زفرت بملل ومسكت جوالها وفتحت الواتس وم حصلت رد من عِقد ، نطقت بغضّب : تشوفين ولا تقرأين يبنت أيمن ؟؟
زفرت بعصبية من عرفت انها م حصلت الفرصة تبرر لعِقد ان مالها شغل فاللي حاصل ولا لها علم بأن وصال تزوج ، اتصلت ع ظبيه وقالت : الو ؟
ظبيه ابتسمت وقالت : هلا اسرار
اسرار : عطيني رقم مطلق
ظبيه برعب نطقت : ليه عسى م شر ؟؟
اسرار بجدية قالت : بسرعة ولا تكثرين اسأله مامعي وقت
ظبيه : ابشري بس انتي بخير ؟
اسرار : ايه ظبيه شفييك ؟
سكرت الجوال وزفرت بضيق وقالت : يارب م سويتوا للرجال شيء
ضربت يدها بالمكتب مرارًا وتكرارًا ونطقت : انتي الغلطانة تعرفين كيف اعمامك وعيالهم متشددين وتركبين غريب سيارتك ولا توصلينه لهم !؟ برافو اسرار
مشت تدور بمكتبها تنتظر الرسالة ولفّت من دق الباب ونطقت : مين ؟
نطقت مريم : انا سكرتيرت الدور مريم
اسرار تكتفت ونطقت : تفضلي
دخلت مريم وشافت اسرار واقفة ، وواثقة من وقفتها ونطقت لها : بغيتيني بحاجة ؟
مريم : لا استاذتي بس ابا اخذ اسمج عساس نطلع لج لوحة صغيرة تحطينها ع مكتبج بأسمج
اسرار زفرت وجلست وقالت : تعالي
مريم جلست وقالت : انتي اسرار بنت محمد بن حمد آل يزيد صح جذي نحطه ؟
اسرار مسحت وجهها ورجعت شعرها لوراء وقالت بهمس : من الابتدائي وانتوا مصّرين ان اسم ابوي محمد
مريم قطّبت حواجبها وقالت : امري ؟
اسرار : ايه صح
مريم قامت وقالت : خلاص بتوصل قبل ينتهي دوامج تحتاجين شي ثاني استاذتي ؟
هزت راسها بنفي وقالت : سلامتك
مريم : الله يسلمج
طلعت وقفلت الباب وراها ، ولفّت اسرار من وصلتها رسالتين وفتحتها وشافت رقم مطلق ورسالة تتبعها : نت الديرة
ضحكت بخفه ومشت تتصل فيه ..
~ فالجبيّل ، قصر نهيّان ~
نزل هذام طالع لدوامه وشاف زول انفال ونطق : يوولد
رفعت حجابها ع راسها ونطقت : هذام تعال شوي
مشى لها يشوفها جالسة فالصالة لوحدها ونطق : سلام عليكم وين الناس ؟
انفال بضيق نطقت : هلا عليكم السلام كلهم برا عمي بالشركة مع سلمان ومضاوي راحت الصالون
جلس هذام وقال : وانتي ؟ فيك شيء صاير شيء بينك وبين سلمان ؟ مزعلك ادق وجهه ؟!
ابتسمت من عرفت انهم دايم معها لو على حساب اخوهم وقالت : لا لا ان شاءالله وم بيصير بيننا الا الخير والمحبة
هذام : ان شاءالله بس طيب ؟ فيه شيء واكيد لأن لك يومين مانتي على بعضك
انفال همست وقالت : مو قادرة احس اني كاتمة الحق وعلى قوله العلماء الساكت عن الحق شيطان أخرس
هذام ابتسم وقال : اسلم وش الحق اللي سكتي عنه
انفال : مضاوي..
لفّوا من دخلت مضاوي للبيت وقالت : انفال نادي الخدم وتعالي ساعديني
انفال زفرت بخوف وقالت تحت انفاسها : تكفى يارب قوّني واقدر اتصرف انا خايفه خايفه !
هذام شاف الساعة بيده ونطق : يووه تأخرت انفال نتكلم بعدين
انفال مسكت كُم بدلته وقالت : اسمع
لفّ لها وقال : سمّي ي أم رواف ؟
انفال : الليلة الساعة ١١ عند الشاطي ؟
هذام هز راسه بنعم وقال : ابشري على خشمي
ابتسمت وقالت : شكرًا هذام
مشى يضحك ومرّ من جنب مضاوي ونطقت : موفق
هذام رفع يده لها ومشى يركب سيارته ويغادر القصر ، دخلت للقصر وقالت : قاطعت شيء ؟
انفال هزت راسها بنفي وابتسمت بهدوء وقالت : لا يروحي حياك
دخلت مضاوي للقصر داخل وسكروا البيبان وشالوا كل اغراضها ..
~ بمُنتصف البحر الأحمر ، جِدة ~
جالسين يطالعون أحمد وفريد يسوون باربكيو ، لفّت وقالت : أحلى وأطعم باربكيو اللي يكون فوق الموج
أروى ابتسمت وقالت : وبدون ازعاج جوالات
فريد : أجل تعالوا يلا بنأكل
جلسوا حول الطاولة وبدأوا يقطعون اللحم ويأكلون ، ابتسمت بلذاذة ونطقت : امم طعييّم !!
أروى : والله انتي الطعيمة يبنت !
عِقد ميّلت راسها تمسك كف أختها وقالت : حبيبي روري
فريد : ايوه سِت عِقد ؟ م بتحكيننا عن اللي صاير ؟
عِقد ارتبكت ونطقت : قلت الكلام لأروى م فيه شيء ينحكى ! أخذت أجازة من عرفت انكم بجِدة وخلصنا
أحمد : م مشت بسرعة تكلمي
زفرت بغضّب وقالت : اش جايه انبسط معاكم بتعكروا عليّا ولا ايش ؟ ماني فاهمة !!
فريد بحدة نطق : تكلمي يابنت ! فيه احد مسوي لك حاجة ؟
بكت علطول وقالت : ايوه ! اللي احِبُو تزوج راضيين ؟ خلاص انبسطتوا ؟ شفتوا دموعي وصار جوكم خيياااال !
أروى نطقت بصدمة : وصال ؟
عِقد لفّت لها بغضّب ودموعها بعيونها : لا تقولي اسم الواطي دا تاني سامعة ؟
فريد نطق بحدة صوته : وليش البُكى ! ليش تزعلي وهوا م اداكي اهتمام من الأول ! وعلى فكرة كنت اقولِك وماكُنتي راضية تسمعي مني
عِقد : ايوه استاز فريد انا غلطانة وانا حُمارة وم اعرف ولا حاجة فالدُنيا مبسوط ؟
قامت تمشي بعيد عنهم ، متجهة لمُقدمة اليخت تاركتهم بحُزن ع حالة اصغر بنت ببيت أيمن وخنساء
قامت تمشي بعيد عنهم ، متجهة لمُقدمة اليخت تاركتهم بحُزن ع حالة اصغر بنت ببيت أيمن وخنساء ..
~ قدام العزبة ، بسيارة مطلق ~
لفّ له وتأمل عيونه ، الخُضر ونظاراته اللي م عهده يلبسها ابدًا ، الشعر ملئ وجهه وتشكل لحية وشنب ، قدامه شخص يحلف انه ماهو بالصغير اللي كان معه بطفولته ، دمعت عيونه وشهق يبكي ، ولأول مره يبكي بعد وفاة أُمه بعشر سنين ، لفّ له بصدمة ونطق : أخو سطّام !
سطّام نطق وهو يحسّ بالأشواك بحنجرته : أنا سطّام
توسعت محاجره الخُضر وقال : انا في وجهك يالله !!
سحبه سطّام لحضّنه يبكي على كتفه ، شّد مطلق عليه وقال بصوته المهزوز : سطّام يا أخوي اذكر ربك
شّد سطّام وشهق يبكي بأرتفاع صوته ، قطرت دموع مطلق بصدمة ونطق : جددت العهد يالهَاجس بجيتك ي أخوي واجتمعنا هواجيسك مرهً ثانية
ضحك سطّام ونطق : يواحشني يواحشني ي مطيليق !
ضحك مطلق من نطق الأسم اللي فقده ١١ عام ، وقال بأرتفاع صوته : طلاق ان تتذكى لك ناقه !
ابعد سطّام يمسح دموعه مع وجهه ولحيته وقال : أعقب ! اعرست ولا عزمتني ؟
مطلق : يخوي دخلت الثلاثين ولا اعرست
سطّام : اجل من تطلق ؟
مطلق : محزمي وسلاحي
ضحك سطّام ورجع يضمّ مطلق ، يستنشق ريحة الذكريات والماضي بوجود أُمه ، ابتسم مطلق ومسح ع راسه وقال : اذكر ربك العرب بخير بس مشتاقين لك والأرض ناشفه وجيتها وأرويتها ولو ان م انت بساقي
فهمه علطول وانه يقصد صدره بالأرض ، وابتسم بشوق للألغاز مطلق واشعاره وقال : عساني م انحرم من الأرض ولو انها عجاج وقيضّ ! اشهد بالله انها بعيوني جنات ومطر
ركب ضاحي وقال : بسم الله شفيكم ؟
مطلق مسح وجهه وشنبه وقال : ذا سطّام
طاحت الطاسه بحليب العنز اللي فيها من يد ضاحي وقال بصراخ : بكّر نهيّان !!؟
سطّام انفجر يضحك ودوّت ضحكته ولأول مره ، وسحب مطلق زبيريته يرميها على ضاحي اللي قام يناقز فالجو ويرقص ويرحبّ ، ضحك يركب وقال : يرجال نروي الأرض بالحليب مشينا نكرمه ؟
مطلق ابتسم وقال : والله انه أعز ضيف يجي والله انه أطيب من اكرمه
سطّام ابتسم وقال : يجعلني قبل زولك ي مطيليق
ضاحي مسك راسه وقال : يولد متغيير ! اجل حلالك اسرار وسيارتها
ضحك بصوت عالي يضمّ ضاحي ، انصدم من حركته لكنه قابله بصدر رحب وضمّه له وقال : الحمدلله ع سلامتك والحمدلله شفناك مره ثانية ي أخونا
سطّام تنهد ونطق : عادت الحياة اي والله
مد يده ورا كتف مطلق يضمّه له ، ضربت رؤوسهم ببعضها ونطق مطلق : أطيب راس يبو وفاء
ضحك بهدوء وقال : وأطيب ساس يبو مشبب
مطلق ضحك وقال : رحمة الله ع مشبب
سطّام تنهد وقال : ورحمة الله ع وفاء
لفّ مطلق بصدمة ونطق : لا تقولها يالهَاجس !
سطّام : تطلب الحل ي مطلق لها عشر سنوات بقبرها
ضرب مطلق الدركسون ونطق : الله يجعله بضلوعي عنك وش سويت !!
سطّام نطق بحدة : ضلوعك طيبة ان شاءالله اذكر ربك ووش سويت ي مطيليق لي عشر سنوات عايش بذاك اليوم وبكذب لو اني قلت توو حسيت بالحياة
ضاحي بخفه دم نطق : اكيد عشانك شفتني
مطلق : سد حلقك لا احشيه تراب
ضاحي قمطّ ونطق : سمّ
سطّام : وانت صادق ي ضويّحي
ضاحي ابتسم وقال : لبى كبدك ي سويّطم
ضحك وقال : يالبييييه
دعس مطلق وهو مجهز ناقه عند المسلخ لعزيمة عند اهله بكره لكنه استعجلها لسطّام ..
~ النيابة العامة ، العصر ~
قفلت التلفون اللي ع مكتبها ومشت تمشي للشماعة واخذت عبايتها وشنطتها ولبست وخلصت ، مشت تفتح الباب ونطقت مريم : استاذتي وصلت لوحتج تبين ادش بدالج اسويها ؟
اسرار رمت المفتاح ونطقت : بأمانتك
مريم : من عيوني
مشت تطلع واتصلت ع عِقد ووصلها صوتها وهي تقول : ايوه ؟
وقفت بمكانها ونطقت : عِقد !! يالسخيفة
عِقد : اش بغيتي ؟
اسرار ضحكت بصدمة وقالت : ترا م كنت ادري عن شيء لا تتهميني ي صاحبتي وتجي منك وانتي اقرب الناس لي !
عِقد : بصدق كلامِك أنا دحين ؟
اسرار : انتي وين بجيك واخليك تصدقيني غصب
عِقد ضحكت بسخرية وقالت : جِدة موفقه
سكرت الجوال وضحكت اسرار تدخل الحجوزات ، مشت للأستقبال ونطقت : م عندي قضايا للأسبوعين الجاية بأخذ أجازة
موظف الاستقبال : بلغي المدير ودربك خضر
مشت تتجاهله وتدخل قسم الإدارة ، وبغضون دقايق قدرت تقنعهم وتسحب اول إجازاتها اضطرارية لأجل صاحبة عُمرها ، ابتسمت تنطق : جايه للصيف والبحر والتان جايه اقلب مودك ي عِقد وانسيك وصال
تقدمت لسيارتها تفتحها وتركب متجهة لبيت عِقد ..
~ فالديرة ~
جالسين فالمجلس لوحدهم ، راسها ع فخذه ويسولف بأجتماع اونلاين عن القضية ، رفعت راسها ونطقت : وصال خلص يخي
ابتسم يسكتها ونطق : تم م بقى شيء اصلاً اشوفكم بكره ؟
الكل مجتمعين ونطقوا بالإيجاب ، سكر اللابتوب وانحنى يبوس خشمها وينطق : عيوني ؟ لبيه ي وداديّ
ابتسمت وقالت : شرايك نسافر ؟
وصال : والله ودي بس اقنعي الشايب ابو راس يابس هو رفض تجين ببيتي تبين يوافق نسافر سوا ؟
زفرت بملل وقالت : وش نسوي طيب ؟ ترانا متزوجين
وصال رفع كتفه بعدم معرفة وقال : والله قولي الكلام ذا اللي شاده حيلك فيه علي لأبوك وشوفي وش رده
قامت بغضّب وقالت : اصلاً انت م همك وم تبي تسافر معي وكل همك شغلك !
وصال رفع حاجبة وقال : ايه همي شغلي اللي بيعيشك ويعيشني معك ! لعاد اسمع هالكلام
وداد : ايه م همك الا نفسك وتحطها فيني وتضمّني معك عشان م تحسسني ! تراك واضح ماخذني من عند اهلي عشان ايش ؟!
مشت تدخل وبكت علطول وسحبتها منيرة وأمها ، سكروا الباب ولفّت تشوفه مع الشباك وكيف طلع معصب وقافلة معه ، بكت وقالت : حرام عليكم !!
منيرة نطقت بحدة : حرمت عليك عيشتك انطمي وسوي الخطة خليه يهج ويطلق ونأخذ المؤخر ونكسب شوي !
أم بجاد نطقت بعصبية : هو صعب يطلق بس كسره سهل ي فيك ي في بنت عمه اللي يحسبها اخته
وداد بكت بحرقة صدر وقالت : سووها بأسرار بس انا ابعدوا عني
منيرة ضحكت وقالت : ان حصل وقبعت بينهم معاد بنقرب منك اصلاً
بكت وداد تدعي تخرب حياة اسرار لأجل تأخذ وصال ويبتعدون عن اهلهم ، وطلعوا منيرة وهديل من عندها وتركوها منهارة تبكي فالمقلط ..
~ بيت مطلق ~
دخلوا ثلاثتهم وابتسم وقال : يالله كل شيء على حاله
مطلق جلس وابتسم يقول : وش لنا فالتغيير ؟ اجلس نتقهوى ونقابل وجهك السمح ونعرف اخبارك ي عين أخوك
جلس سطّام ونطق : وشلون ابدأ ؟
مطلق : م حيث م بدأت آلامك
سطّام : يطويل العمر والسلامة بدأت قبل عشر سنوات وزودٍ عليها سنة ، وفاة الوالدة خلّف داخلي ألم اواجهه ليومك ذا ولا خفّ والله ي مطيليق وانه م تحسّن حالي الا بعد مقابلك
ابتسم مطلق ومد فنجاله بيمينه ليمين صاحبه ورفيق دربه الطويل ورغم السنين اللي جوفت بينهم فراق طويل ، خذا الفنجال ونطق : عمرك طويل
مطلق ابتسم وقال : وانت من أهم اولوياته يالهَاجس ومضمون العمر هو انت والله
سطّام ابتسم وقال : لا خلا ولا عدم
لفّ مطلق لجواله اللي دق ورفعه وقال : اخو العيال !
سطّام نطق بحدة : وشفيك ؟
مطلق ابتسم يهديه وقال : م فيه الا الخير بس به رقم غريب مفجر جوالي اتصالات
رفع يرد وقال : مرحبا ؟
اسرار نطقت بغضّب : ذبحتوه ؟؟
مطلق : هاه ؟
اسرار : مطلق انا اسرار ذبحتوا الرجال اللي جبته اليوم ؟؟
مطلق ابتسم وقال : ايه بالله
اسرار شهقت ونزلت دموعها وقالت : اييش !!
مطلق : ذابحين له ناقه وبنذبح شاة لمجهودك العظيم وجميلك اللي اموت م نسيته
اسرار وقفت سيارتها جنب الخط وقالت : وش تقول انت ؟!
مطلق : بقفل وبحذف رقمك يبنت عمي خوفي يمسك خير ماهو بشر ويكون مني
اسرار عضّت شفايفها لثواني من لطافة مطلق وقالت : دربك خضر
سكر الاتصال وبالفعل حظر رقمها لكنها م سوت شيء ، تُظن انها بيوم من الأيام يمكن تحتاج لمطلق ، سجلته عندها وكتبت ' أخو ظبيه ' سكرت جوالها ودعست للديرة تبي تشوف وش اللي صار للغريب ..
~
وصلت وفتحوا لها البوابة ، دخلت بسيارتها وأخذت نفس عميق من شافتهم مجتمعين بمُنتصف الحوش ونياقهم معهم وأنظارهم عليها ، طفت سيارتها ونزلت تقفلها وتمشي لبيت مطلق على الرغم من وجود مطلق مع اعمامها ، دخلت البيت ونطقت بعّلو صوتها : ظبي..
قاطعها خروجه من المجلس قدامها ، وجهه يميّل للعصبية وجدًا ، عروق جبينه واضحة ، صدّت عنه تمشي من جانبه بس لفّت من الصراخ اللي برا ومن ارتفع صوت مطلق ، سدّت اذانيها برعب وقالت بهمس : يارب سلم مطلق يارب
طلع يركض ولفّ مطلق عليه بعصبية وقال : انا م قلت لك لا تجي ؟؟
أبو بجاد ضحك بسخرية وقال : هلا والله بولد نهيّان ! هلا والله باللي كلى من خبزنا وشرب من مانا عُمره كله ويوم خلصت حاجته سافر وخلانا !
سطّام قطّب حجاجه وقال : وش تخربط انت ؟
أبو بجاد ضحك وقال : نسانا الله يسود وجهه
مطلق نطق بحدة : م عمرك طليّت بوجهه والحين اشوفك تحاسبه على شيء هو ماله دخل فيه !
أبو بجاد صرخ بعصبية : تسكت يالكلب اذا اكبر اعمامك تكلم تسمع ؟
مطلق نطق بعصبية : كنت تطردنا اذا جينا عند بجاد انا وسطّام والحين تهاوش على وش ؟!
أبو بجاد نطق بحدة : انت صادق اكلته من اكلك اللي يجيك مني انا ! وشربته من المويه اللي م يصرفها الا انا ! فالحين تسكت لا اوريك نجوم الليل بعزّ القايلة وقليل الخاتمه اللي وراك حرام م تكتب له ناقتي يعزمنا بالأول ويسّد جميلنا وبعدها خير !
مطلق بلع ريقه وقال : ناقتك ؟ كلها حلال أبوي شلون تنسبها لك وبكل ثقة تهاوش عليها ؟؟
أبو بجاد صرخ وقال : حرام م تكتب له وحلال مشبب من حلالنا ي اخوانه وان انكتبت له تعرف زين ي مطلق وش بسوي !
شّد ع قبضته من عرف انه يقصد أخوانه ، ضاحي وظبيه ، مسح وجهه وشنبه وقال : ليه تحرم ؟
أبو بجاد بحدة نطق : بس ! حرام حرم الدم انه م يذقوها وان نذبحها للشيخ بكره
سطّام كان وجهه مجهّم ومصدوم ، تقدم وسحب مطلق وقال : خلاص اقطعوا الشر وعزيمتكم الجمعة الجاية ببيتي لفّ على مطلق وقال : يخوي واصلاً م بيننا تعال عندي متى م فضيت لبيتي
مطلق فزّ يبوس خشم سطّام وينطق : حرام م يكتب لي انا ي مطلق شيء ! حالنا واحد يخوي والسالفة ماهي مقياس قدر !
سطّام ابتسم وقال : تحّب الكعبة ، اجل بترضى بقهوة عصر يبن مشبب ؟ بكره ؟
ابتسم مطلق وقال : بعطيك رنه
ضحك سطّام ورفع عيونه يسمع أبو بجاد يقول : تم لقاءنا الجمعة الجاية ونشوف جميلك فينا يبن نهيّان
كان أبو بجاد واقف بثقة بين اخوانه وعيالهم ، مشى سطّام ومشى مطلق معه وقال : شوف ضاحي برا جاب موترك
سطّام : م تقصرون وترا سجلت رقمي عندك
مطلق : خلاص اجل بيننا تواصل والعذر والسموحة اضطريت تسمع شيء ماودي والله انك سمعته واضطريت تعزم ناس ثقيلين وأنفسهم شينة
سطّام : عيب عليك اخوان وم بيننا هالكلام !
مسك جيوبه وقال : ثواني اجيب جوالي
مطلق : وانا بسبقك لضاحي
افترقوا ورجع سطّام يدخل بيت مطلق ، مشى للمجلس وسمع اصواتهم والواضح انهم فيه ونطق : يولد
رفعت حجابها على راسها ومسكت طرفه تغطي به وجهها ، وظبيه فزّت تدخل لأن مطلق بينهيها لو يشوفها قدام الغريب بقميصها ، دخل ونطقت اسرار : شوف لو يمسّ مطلق شيء ويطلع من وراك..
قاطعها وقال : م يمسّه شيء مني
اسرار : اصلاً شلون تعارفتوا
سطّام انحنى ياخذ اغراضه ونطق : يكثر م تسولفين معي وانتي م تعرفيني ! قلت لك لا تثقين بالغريب واسألي مطلق اللي تخافيني لأجله وبيقولك من انا بالنسبة له
اخذ اغراضه ولفّ من نطقت : انت م انت بغريب انت بلاء لا أكثر ولا أقل !
سطّام : تشرفت فيك
مشى يطلع من بيت مطلق ، وطلع مع البوابة وأنظارهم عليه كلهم ، ركب سيارته ونطق ضاحي : ماشاءالله الله يعطيك خيرها ويكفيك شرها وجعلها اردى م تركب يبن وفاء
ابتسم له وقال : قديمة لها سنين معي لكن الله يرفع قدرك وعقبال م افر الرياض فيها معك انت ومطيليلق
ابتسم وقال : في امان الله ولا تباطى
سطّام اشر بأصبعه ع خشمه وقال : على خشمي
مطلق ابتسم وقال : عليه الشحم وبيننا اتصال م كملنا سوالف
سطّام : ابشر
قفل شباكه ومشى راجع للرياض ، ودخلوا مطلق وضاحي وتقفلت البوابة ، مشوا للبيت وقابلوا اسرار طالعه منه ونطقت بخوف : خشمه وشفيه ؟
مطلق وهو يناظر الارض : ضاحي ضربه
شهقت وقالت : م قاله شيء ؟؟
مطلق : ذا سطّام خويي 
اسرار : اوه م اعرفه بس معنى كلامك انه مشاها ؟
ضاحي ابتسم يناظر عيونها وقال : خايفه علي ولا وش ؟
توسعت عيونها وقالت : ايش ؟
ضرب ضاحي على راسه وضحكوا يدخلون للبيت ، ضبطت نقابها ولحقتهم لبيتهم وقالت : اغبياء كلكم اغبياء !
مطلق لفّ لها وقال : تبين شيء ؟
سكرت الباب وراها بقوة وقالت : ايه شيخ مطلق بتقولي كل السالفة
توسعت عيونه بصدمة وبلع ريقه بخوف ، يخاف وكثير انها تسأله ذاك السؤال ، اللي اجابته بتنهي حياتها وممكن تكون ميتة وهي على قيد الحياة ، شّد ع قبضته وقال : اي سالفة ؟
اسرار : مطلق بلا استهبال تعرف مقصدي وم بطلع الا والسالفة كلها معي
مطلق : سالفة سطّام ؟
ميّلت راسها بمعنى كمل وقالت : ايه ذاك سطّام
زفر براحة وقال : ابد تذكرين ولد كنت اجيبه دايم معي من المدرسة وكنا نذاكر سوا ونلعب سوا ؟ كان شكله غريب عننا ونظيف ولطيف عكسنا ؟
ابتسمت وقالت : اوه عرفته واو يالصدف ! اخرتها طلع خويك اللي لو يشّد حيله دخل كرت العايلة ؟
مطلق ضحك وقال : قريب ان شاءالله يدخلها
اسرار فهمت ان مطلق ناوي يزوج سطّام لظبيه ، تنهدت وقامت وقالت : انتبهوا منه م ارتحت له صراحة
مطلق : معليك م يمسّني شيء منه ارتاحي يبنت عمي
طلعت وسكر مطلق الباب وراها ، دخلت بيتهم وضبطت شنطتها بملابس صيفية وملابس بحر ، قفلت شنطتها وانسدحت تشوف موعد اقلاع طيارتها ..
~ فالليل ، قصر نهيّان ~
دخل هذام للبيت ومدّ اغراضه لدّره اللي تقدمت تاخذها ، مشى من جانبها يدخل ويسلم وم كان فيه احد موجود ، طلع لغرفته وفتح جواله يتصل على سلطان : الو
سلطان ابتسم وقال : ارحب هذامي
ابتسم وقال : وينكم غاطسين مالكم حسّ ؟
سلطان : بخير ونسلم عليك انت وش صار عندكم ؟
هذام تنهد وقال : أبوي للحين يهاوش وظنتي معاد بيسمح لك تدخل البيت بالمرّه
سلطان ضحك وقال : عاد ميت على بيته انا يشيخ بيت سطّام اكبر واوسع وتحسّه شَرح يخي
هذام : اجل بجيكم الويكند الجاي
سلطان ابتسم وقال : ايه تعال فيه عزيمة سطّام مسويها لمطلق
هذام ابتسم وقال : ولد مشبب ؟ يالله لك الحمد على تجديد العهد ! شخباره ؟
سلطان : والله للحين م رجع سطّام بس باخذ العلم منه
هذام : اجل بنخمد والله مابي اطول عليك
سلطان ابتسم وقال : نوم العوافي حبيب قلبي
ابتسم وقال : يعافييك يالعضيد
قفل الجوال ورفع الملفات اللي رفض معظمها ووافق على اقّلتها ، فتح الملف وقرأ الاسم : ظبيه بنت مشبب بن حمد آل يزيد
نزل عيونه لدرجاتها والدورات اللي اشتركت فيها ، ابتسم وقال : حلو ماشاءالله السي ڤي حقها يفيدنا وبقوة !
طبع بالطبعة ' مقبول ' ووقع على ملفها واخذ الرقم يتصل عليها ، هو م كان عنده علم بإسم مطلق كامل ولا جاء على باله من الأساس ، ردت ونطقت : الوه ؟
سلطان ابتسم وقال : سلام عليكم معك شركة اتش اس للوحات العالمية ، اخت ظبيه ؟
ابتسمت تشّد على قميصها بكفوفها ونطقت : ايه انا ظبيه
سلطان : ابشرك انقبلتي ودوامك الاحد
شهقت ونزلت دموعها وقالت : الاحد بكره ؟
ابتسم يشوف الساعة تخطت ١٢ ودخلوا بيوم السبت وقال : ايه نعم طال عمرك لاتنسين نسخة ملفك واوراقك كاملة
ظبيه : تمام
سلطان : موفقة يارب
قفل ونزلت تسجد وبكت بفرحة وقالت : اخيرًا بساعد مطلق اخيرًا برد له جميله ولو اني م بقدر الحق جميله عُمري كله
طلعت تركض وهي ترقص وقالت : انقبلت بوظيفة !!
فزّوا من المجلس ونطق مطلق : سألتك باللي خلقك وسواك !
ابتسمت تبكي وقالت : والله ي مطلق والله
ضمّها له وباس راسها وقال : مبروك ينظر عيني مبروك !
ضاحي ابتسم وقال : توسطي لي
غمز لها وضحكت ولفّ مطلق يضربه وينطق : اعقل لا والله ان اعقّلك !
ضاحي : بيجيني ارتجاج فالمخ منك !
مطلق ضربه وقال : لا ذيب م يمسّك شيء
ضحك يضمّه ويضمّون ظبيه معهم بشكل عفوي ، وبقلوبهم يحملون لها خالص الدعاء والتوفيق ..
~ فالمجلس ~
انسدح على فراشه وهمس بحقد : م يحق لك تتكلم ولو عرفت يستحسن تعرف من بتال العلم لا يجي منك !
غمض عيونه يسترجع الأحداث قبل حوالي ١٩ عام ..
~ بعيد جدًا عن الديرة ~
نزل يسحبه مربّط وعلى راسه قماشه ، صرخ يستنجد فيهم وكان جّل م يقوله : تكفى ي أبو مطلق ! تكفى ي أبوي !
صرخ بتال ' أبو بجاد ' ونطق : اسكت !! اجل تطلع عن شور ابوك وشور اخوانك وتتزوج ريم ولنا سنين نحذرك منها ومن اهلها ؟ حجازيه م ندري وش اصلها عديمة الاصل وفوق خبث فعايلك تجيبها عند حريمنا وتسميها قدامهم شيخة الشيخات وسيدة الحريم كلهم ! وتسكنها بأكبر بيت وتطلعني منه عشان وش ؟ عشان ريم ؟
صرخ محمد ونطق : عشاني بكّر حمد وأخوك الكبير فكني ي بتال !!
سدحه ع الارض وقال : انطق الشهادة ي محمد
نزلوا من السيارة حمد ومشبب ومطلق بعُمر الاثنى عشر سنة معهم ، كان يستند على ولده مشبب ويركض رغم كبر سنه ، صرخ وقال : اترك اخوك انا راضي عن..
انلجم من انطلق الرصاصة من سلاح بتال برأس محمد ، وصرخ مشبب يترك ابوه ويركض لأخوه ، ركض يركب سيارته وينطق : نهاية الكلاب اللي تنسى اهلها ! يموتون موتة كلاب
دعس وتركهم بالبر بعيدين بالحيّل عن الديرة ، صرخ وقال بصوته العالي : مطلق تعال ي أبوك ساعدني تعال !! نلحق عمك
ابعد مطلق عن جده ومشى يساعد ابوه وبالفعل ركبوه فالسيارة ولفّ وشاف الشايب خارٍ على وجهه ، صرخ وقال : أبوي !!
كان مغمى عليه من منظر محد يتحمله حتى الشجاع القوي ، منظر يشوف واحد من عياله يقتُل أخوه بدم بارد وبدون م يرف له جفن ، شاله مشبب وركض فيه للسيارة ومشوا للمستشفى ، لكن فارق محمد الحياة من اول م اخترقت الطلقة راسه وصار لهم حادث مروري بالطريق بعد م اخذوا منيرة ' أم مطلق ' وتوفوا مشبب ومنيرة وتسبب الحادث بشلل لحمد بجميع اعضاء جسده ، حتى لسانه وفقد كل حواسه وعايش معهم لكن روحه غادرت مع اكبر عياله محمد ويتليّه مشبب ، وبالنسبة لمطلق اصاب بيدى اليسرى ولليوم ذا مايقدر يشيل فيها ولا يستند عليها ، ودخل غيبوبة وكان بين الحياة والموت ، بالحادث المروري نجو اثنين بس ظلّ الحادث بذاكرتهم وكأنه حصل امس ، وبالنسبة لأسرار صار الكل يرميها على الثاني وتكفّل فيها منّير من حُبه لمحمد واخذتها عفيفة ورضعتها وكفلتها وسمتها بنتها ، ولا نقصّوا عليها بشيء ، وللأسف كشف بتال ان مطلق شافه وهدده بأخوانه وانه ممكن يصير لهم نفس م حصل لعمهم محمد ..
~ فالصباح ، الساعة الخامسة فجرًا ~
طلعت بشنطتها وأغراضها وركبتها بسيارتها ، ومشت حدّ م وصلت باب مجلس جدها ، اخذت نفس وهمست : ماله داعي كل م شفتيه تبكين !
دخلت تمشي ونطقت : سلام عليكم يبوي
ابتسم من شافها واستهَل وجهه وصار يتراقص براسه يميّله يمين وشمال ، ابتسم ودمعت عيونها ومشت له تبوس راسه وتضمّه ، ابعدت وقالت : يبوي انا مسافرة واذا احتجت شيء مطلق عندك تبي اجيب لك شيء من الحجاز ؟
هز راسه بنفي وباست جبينه وقالت : بجيب لك مو شغلي !
ابتسم وضحكت وقالت : تعال ساعدني نبدل فراشك
استند أبو محمد عليها ورفعته بصعوبة وثبتته بالمركى ، مشت تلفّ بطانيته ومفرشه اللي تحته وحطتها بكيس وفرشت له فراش جديد وبخرته ونطقت : شرايك ي حمد ؟ صح اني ذيبة بنت ذيب ؟
هز راسه بنعم وهو يتأمل ملامح محمد فيها ، مشت تبخر فراشه وتشبّ نار مجلسه وتسوي القهوة والفطور ، مشت له واكلته بحذر وعناية تامة ، ابتسمت من شربته الشاهي وتلذذ فيه وقالت : بالعافية يبوي بالعافية ع قلبك يحبيب حفيدتك انت يبو عيون خُضر كلها جاذبيه !
اشر عليها يقصّدها بأخر كلامها وضحكت تبوس خشمه وتنطق : ورثتها منك
هز راسه بنفي وقالت : الا ونص !
ضحكت من ابتسم بأقصى مقدرته ، قامت وقالت : اذا رجعت بخليك تأخذ شور ولا فالخيال
هز راسه بنعم ومشت تطلع وتمشي لسيارتها ، ركبت وشغلتها ومشت تتوسط الخط تبعد عن الديرة ، شافت المدة بين موقعها والمطار ساعتين ، زفرت بملل وقالت : تهون لأجل بنت أيمن
وقفت عند محطة البنزين تفّلل سيارتها ، نزلت للسوبرماركت ودخلتها تتمشى بين الأرفف وتأخذ لها سناكات ، لفّت من نطق وراها : اسرار ؟
توسعت عيونها من شافته وقالت : ايوه ؟
ابتسم وقال : ماشاءالله وش جابك هنا ومن صباح الله ؟
اسرار صدّت عنده تطالع المنتج بيدها واردفت : مسافرة
بجاد : لحالك ؟
هزت راسها بنعم وقالت : بغيت شيء ؟
بجاد ابتسم وهمس : بغيتك
دققّت بعيونه ونطقت : ايش ؟
بجاد : ابد سلامتك وتمنيت ان وصال معك ماهو كذا تسافرين يبنت عمي بدون محرم
اسرار ابتسمت وقالت : دام وصلنا لهالنقطة اشوفك ع خير
مشت تتخطاه وتدفع حسابها وطلعت تركب سيارتها بعد م خلصت من البنزين وانطلقت للمطار ، ابتسم يمسك قلبه وقال : يويل حالي اجل ذي تسافر لحالها ومحد يراعيها ولا ينتبه لها ؟
مشى يطلع ونطق : والله ي بجاد لا يدري ابوك انك تحبها لا يذكيك ويعشي الجماعة على لحمك
ركب سيارته ومشى خلفها لأجل يحميها ، هو بنظره انها ضعيفة وتحتاج سند وفالصدق اسرار عن رجال قبيلتها كلهم سند وذخر وظهر لنفسها ..
~ الرياض ، بيت سطّام ~
جالس على طرف سريره ، بيده لوحة صغيرة الواضح انها لبيته وماراح تنعرض فالشركة وللبيع ، يرسم باللون الأسود ويهوجس ..
وقت نطقت له : انت م انت بغريب انت بلاء لا أكثر ولا أقل !
ابتسم بهدوء وقال : حمار ! احد يقول تشرفت فيك ؟؟
مسح على شنبه ونطق : بس ضغطتها كلمتي وهذا الأكيد
استوعب وتوسعت عيونه بصدمة ، بكل حياته اللي مضت كان يهوجس بحادث أمه ولا شيء غيره ابدًا ، والحين اسرار تتوسد هواجيسه ، انسدح ونطق بصوته الرخّيم : من انتي ي اسرار ؟
مسح وجهه وضحك بخفه وقال : اعقل اعقل
طلع من غرفته ينزل للفطور فالحديقة من سمع صوت حليمة تناديه منها ، جلس ع الطاولة وقال : سلطان متأكد وصلت اللوحة لتايلند ؟
سلطان رفع التابليت حقه وشاف خُطة اللوحة ومكتوب عند اخر خطوة ' تم التسليم ' ومُضيئة باللون الاخضر ، ابتسم وقال : معليك وصلت تأكدت من المبلغ ؟
سطّام : لا ذا ماعليه خوف اصلاً كل لوحاتي دفع مسبق
سلطان : يعني وصلك ؟
هز راسه بنعم وكمل يأكل ، جلست حليمة وقالت : تبون شاهي ؟
سلطان : انا لا يكفيني كوب قهوتي
لفّت لسطّام اللي يهوجس بنُص لقمته ، ابتسمت وقالت : سطّام يروح أُمك تبي شاهي ؟
رفع عيونه وقال بهمس : اسرار ؟
توسعت عيونه وغصّ بلقمته يكح ، ضحك سلطان ونطق : بسم الله علييك ! وش جاك ؟
سحب الكاسه من يد حليمة وشربها ، شهقت وقالت : حااار !
طيح الكاسه من يده وركض للحمام ، شغل الماء البارد وانحنى يتركه يلامس شفايفه ، فتح فمه يتمضمض ويغسل وجهه كامل ، رفع عيونه وقال : يوه وش جاني ؟
طلع يركض راجع للسفرة ونطق : بخير بخير معليكم
سلطان : اسمع اجل ترا هذام بيجي للعزيمة
ابتسم وقال : احلف ؟
سلطان : والله كلمته وقال تم
سطّام : الله يحييّه والله حاسرتني روحتي بدونه
سلطان ابتسم وقال : يرجل ! اصلاً م طرى عليه يجي معنا
سطّام : افا ليه ؟
سلطان : م يخلي مطعمه
سطّام : الا كيف شغله ؟
سلطان : وش تقول ! عالمي والكل يمدح السي فود هناك
سطّام ابتسم وقال : موفق حبيب أخوه
سلطان : كان بيوظفني اصلاً بس من سمعت انك تبي مدير اعمال قلت والله م تفوتني
ضحك سطّام بخفه وقال : م طرى علي احط احد بدالك بس لو مطلق كان موجود سبقك
سلطان : كلنا ندري وش يعني مطلق لسطّام
حليمة : م عندكم دوام اليوم ؟
سطّام : انا بكون طول اليوم فالمرسم لحد يجيني
حليمة ضحكت وقالت : اوه شكل في هواجيسك شخص جديد ؟
سلطان : مطلق ؟
سطّام ابتسم وقال : انا فدا مطلق وأهله
مشى يقوم ويأخذ كاسه شاهي معه ، كان يقصدها ' بأهله ' ولا يدري شلون وصلت له علطول ، تمكنت منه بتصرفاتها الغريبة والغير مخططة ، تسوي كل شيء يخطر ببالها بدون اي خطط وهو يدري انها تحاسب نفسها عليه بعدين ، تصرفات طفلة هو كذا يشوفها ، ممكن انحرمت من شيء بس ماهو واضح عليها لما تعيد النظر فيها ، بتشوف انثى مستقلة قوية وثابته ثبات الجبال الراسية ولو ان خلفها قصص وسرٍ كبير ، جذابة في طريقة تحدثها معه وعباطتها وسخريتها جذابة ، في نظراتها ولون عيونها جذابة ، يعترف انها تمكنت وبالسهل منه عكس توقعاته بنفسه انه الشديد والصعّب القوي وبنفس اللحظة هو من سابع المستحيلات يضمن قلبه وتقلباته مرات يحب ومرات يكرهه ولا هو يضمن الظروف والوقت ابد كيف تعصف به وتوديه لأبعد مكان وكيف تهب مع النسناس والبراد ..
~ في بيت أحمد ، جِدة ~
صحت من نومها بإنزعاج من نور الشمس الحارة ، مشت للحمام وفتحت الدش ودخلت تأخذ شور ، انتهت منه وطلعت وبدأت جلستها بالماسكات والكريمات اللي تثبت لون التان اللي سوته على اليخت بالليلة الماضية ، رفعت عينها لجوالها اللي يدق ومشت تاخذه ونطقت : ايوه ؟
اسرار : بجلدك خلاص عاد !
عِقد ضحكت بخفه تبعد الجوال عنها وتفتحه سبيكر ونطقت بعصبية زائفه : اش تِبغي مني ؟ اتركيني فحالي !
اسرار صرخت بعصبية : ارسلي الموقع لا اهبدك ترا مرفوع ضغطي !!
فزّت عِقد ونطقت : زيتونه انتي في جِدة !؟
اسرار : لا في صنعاء ! ايه في جِدة ارسلي موقعك
ضحكت وقالت : يالله قد ايش احُبِك !
اسرار : واضح الحب ماشاءالله
ضحكت وضحكت اسرار معها وقالت : دحين ارسِلُه !
اسرار ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : يالله انتظرك
قفلت الجوال وفعلاً ماهي ثواني الا ووصلتها رسالة من عِقد باللوكيشن حقها ونطقت : وحشتني رسايلها الوسخة !
مشت تطلع من المواقف اللي أمام البحر وتتوجه للوكيشن الخاص بعِقد ، وصلت وضربت بوري ، وشوي وانفتح الباب وطلعت عِقد بـ سمَار بشرتها الغير معتاد ، وشعرها حيوي بشكل مميز يمكن لأنها بالحجاز وهي تنتمي له ، ركبت ونطقت : م وحشتِك صح ؟
لفّت اسرار وقالت : تعالي يحيوانه
ضحكوا من ضمّوا بعضهم ، شّدت عليها وقالت : اخ وحشتيني اوي !
اسرار ضحكت وقالت : م يوحشك غالي حُبي
نزلت اسرار من السيارة وفتحت الشنطة ، اخذت بيدها الباقة ومشت تركب ومدّتها لعِقد ونطقت : على اني م غلطت بس م هنى لي نومي وانتي زعلانه ويروح وصال ويجي غيره ! والله انك اغلى عندي منه وانك كل شيء بدنيتي وشلون اخليك زعلانه واروح ؟
ميّلت راسها وبكت بصمت ، واخذت الباقة ونطقت : بالله هدي كم حبة !
اسرار ابتسمت وقالت : م تغلى عليك لو انها عشرين مليون وردة ! انتي الورد يخجل بمقامك ويزهر اذا لامس يدينك
عِقد ابتسمت وقالت : ي بنت ! والله هدا مو كلامِك ! مين جالس يمليك ؟؟
اسرار ضحكت وقالت : مطلق
رفعت حواجبها وضحكت اسرار وقالت : ايوه ؟ شخبارك
عِقد : لحظة ! هو قاعد يسمعنا ؟
اسرار ابتسمت وقالت : ليه م تبينه يسمعنا ؟
عِقد عدلت جلستها وقالت : اسرار تستهبلي معايا ؟
اسرار ضحكت بصوت عالي وقالت : لا لا بس ساعدني شوي بالكلام قبل اقابلك
رجعت ظهرها على المرتبة ونطقت : ايوه اشوا
اسرار مشت تحرك وقالت : علومك ؟
عِقد : بنت حموتِك ترا !!
ضحكت وقالت : وش اسوي لهجتي كذا !
عِقد : لا كنتي تقولي اخبارك ودحين علومك ؟
اسرار : انا بسكت احسن
ضحكت عِقد وقالت : لا امانه حكيني عنك
اسرار : انا على حالي والله انتي وش صار معك ؟
عِقد : والله ولا حاجة تخطيت اخوكِ من هديك الليلة ودحين تخيلي لقيت الكرش المناسب !
اسرار ضحكت وقالت : العب يالبلاير !
عِقد : هدا اسمو سرعة تخطي وتجاوز شخص مو بلاير البلاير ي شطوره هو احُب ثلاثه بالوقت نفسو !
اسرار : اسلم ووينه الكرش ذا ؟
عِقد : اغار عليه م حوريك !
اسرار توسعت عيونها وقالت : امحق جيبي الورد
ضحكت بصوت عالي وقالت : امزح م معاي صورته شوفتوه امس عند البحر
اسرار : بترجعين نجَد ؟
عِقد : دوامي بيرجعني غصب
اسرار : كويس متى ؟
عِقد ضحكت وقالت : بكرا !
صرخت وقالت : الله لا يوفق عدوك !! وانا ماخذه أجازة !
عِقد : اماااانه ! كم عطوكي ؟
اسرار : م عطيتهم مدة بس قلت بأخذ اضطراري وعطوني
عِقد : خلاص اسمعي اليوم نسوي اللي نباه ونمشي الفجر ؟
اسرار : تم
ابتسمت وعلطول نطقت : مشينا باونس ؟
اسرار : فاضية يالبزر تلعبين ؟
عِقد : والله مرره ممتع !
اسرار : ابي البحر
عِقد : خلاص نركب اليخت ؟
اسرار : فكيني من اخوانك بس انا وانتي
عِقد ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : بتتحملي سواقتي ؟
اسرار : م فيه مباني ولا جدران فالبحر بتحمل
ضحكت وقالت : خلاص امشي للشاطيء اللي قدام الفيلا
رجعت اسرار تاخذ اليوتيرن للشاطيء ، وصلوا بعد مدة قصيرة ونزلوا ، لفّت تشوفها تكلم أحمد واخر شيء قالته له هو : تمام يعني تحت الحجر الصغير ؟
وشوي وسكرت ومشت لها وقالت : مشينا يبنت نجَد
اسرار ابتسمت وقالت : اخاويك يبنت الحجاز
نطقت عِقد بحُب وهي تتدور ع الرمال : وخاويتك على اهدابك ! وان ضاع مستقبلي ماني بسامح لك ، يكفيني الماضي اللي ضااااع بأسبابك
ضحكت اسرار وقالت : ي بنت الأوادم م معنا وقت امشي
عِقد : أتمنى انك تحسستي لأني اقصُد اخوكي !
ضحكت اسرار بصوت عالي ومشت عِقد تضحك معها ، ركبوا اليخت وسحبت عِقد المرساة ومشت تمسك المقود وتنطلق وبعد مدة توسطوا البحر ، طلعت بعد م طفت المحرك وقالت : انبسطي !
فصخت اسرار عبايتها ومسكت شعرها تحرره ، لفّت وقالت : جبت مشروبات طبيعية
عِقد جلست وقالت : جوي الفريش ! بتسبحي ؟
اسرار رفعت عيونها للبحر وقالت : انا مسبح حدي تبيني اموت ؟
عِقد : امانه م تعرفي ؟
اسرار : اعرف بس فالمسبح لأني اضمن القاع بس البحر محد يضمنه
عِقد : بنت البحر تضمنه معليكي لا تخافي انا معاكي
اسرار ابتسمت وقالت : هذا اللي زادني رعب اصلاً
ضحكت من ضربتها عِقد وقالت : اش تقصدي يمعفنه !
اسرار : م بسبح اخاف البحر
عِقد : ليش زيتونه ! تخيليه مسبح كبير طيب ؟
اسرار : فيه عوامة ؟
ضحكت عِقد بصوت عالي وقالت : فيه
اسرار : خلاص توكلنا على خالق البحر والله يستر من بنت البحر
ابتسمت تشرب عصيرها وقالت : الحين حر ماينفع بنسبح ع المغرب
شهقت اسرار وقالت : حرام بالله م اطب اجل ! يمه صاحية انتي تبيني اسبح فالظلام !!
عِقد : طيب ؟ م حيطلع حاجه بلا دلع !
اسرار : العصر طيب ؟
عِقد : الساعة خمسة تمام ؟
اسرار : طيب
صدّت تناظر البحر من كل اتجاه يحّفهم ، بأياديهم كاساتهم ، ابتسمت من قربته من كاسها وتصوروا سوا ..
~ فالديرة ~
صحى من نومه وزفر بقرف من الحر ، مشى مغمض عين وفاتح الثانية ، ورتب فراشه ومشى يحطه فالمخزن ورجع يرتب المجلس ويفتح شبابيكه ، فصخ ثوبه وفنيلته ومشى يفتح باب الحمام ويدخله ، فتح الدش ودخل تحته وشهق من احرق جلده وضرب الجدار بحسرة ، رفع يده من حسّ بالألم وزفر بتعب وقال : متى بيزين الحظ وبتزين الحياة ؟
طلع يلفّ منشفته على خصره ودخل داخل البيت ، هو من عهد نفسه وهو م يدخل البيت لأجل تأخذ ظبيه راحتها بعيد عنه وعن ضاحي اللي ينام فالمقلط ، ضرب الباب وقال : ظبيه
طلعت من المطبخ ونطقت : اوف اول مره اشوفك كذا ! ماشاءالله طلعت معضل
ابتسم مطلق وقال : اسمعي بدخل اخذ دش عادي ؟
ظبيه ابتسمت وقالت : يعمري ي مطلق ايه عادي هذا بيتك ولا ناسي ؟
مشى وهو يناظر ممشاه ، يخجل منها ويخجل انه يكون سبب احراج لها ويكره انه يكون ثقيل عليها ، رفع راسه يتأمل عيونها من لمست شعره وقالت : غرق ؟
مطلق مسك كتوفها يثبتها وقال : حرق جلدي موية المجلس
ظبيه ابتسمت بحزن ودموعها تغورقت وقالت : جعله بعمري
مطلق باس راسها بقوة وقال : بعمرك العافية
ضمّته وابتسم يبوس كتفها وقال : م هنا خلاف ي ظبيه
ظبيه مسحت دموعها وقالت : م ابي الشوك يمسك !
ضحك وقال : افا م يهزمني وانا اخوك
مشى يدخل حمامها وابتسم من شاف أنواع الشامبوات والصوابين ، هي بنت ديرة بس بمكافأة الجامعة ودلع مطلق لها م بخلت على نفسها بشيء ، وبرزت بجمال أُمها منيرة وعيونها العسلية وشعرها الحرير اللي يلامس اخر ظهرها ، جميلة ويزهاها الجمال ومن حق أخوانها يغتّرون بجمالها ، ابتسم وقال تحت انفاسه : لا عدمت الظبي ولا خليت من جماله
دخل يتروش بسرعة وطلع بدون م تحسّ فيه ، فتح الدولاب اللي بالمخزن وسحب احد ثيابه يلبسه ، وطلع وابتسم من شافها حاطه الجمر والعّود يعتليه ويزين ريحة المجلس بأحتراقه ، مشى يتبخر ولبس شماغه وبخره معه ، مشى للمقلط ونطق : ضويّحي !
فزّ ضاحي من نومته ونطق : لبيه يابه !
ابتسم مطلق وقال : جعله فالجنة
قام يركض وباس راس مطلق وقال : لبيه ي مطلق ؟
مطلق : رتب فراشك وتعال الغداء
ضاحي حكّ راسه وضحك وقال : كم قد الساعة ؟
مطلق : قد حن عصر امش
مشى مطلق ودخل ضاحي يرتب فراشه ، طلع من البيت يشوف كل اهله في بيوتهم من شمس الديرة ، سحب مسبحته وصار يلعب بها بين يدينه ، مشى لمجلس جده المفتوح اربع وعشرين ساعة للضيفان وللجماعة ، دخل ونطق : سلام عليك يبو محمد
أبو محمد ابتسم ورفع يده يأشر لمطلق ، تقدم يبوس راسه وقال : استريح جعلني قبلك
غمض عيونه بقوة بمعنى الأمتنان وقال : وش وقعك ؟ طيب ؟
هز أبو محمد راسه بالإيجاب وابتسم مطلق وقال : حد جاك اليوم ؟
هز راسه بنعم وقال مطلق : عيالك ؟
هز راسه بالنفي وكمل مطلق يقول : احفادك ؟
هز راسه بنعم وقال مطلق : بنيّات ولا صبيان ؟
أبو محمد رفع سبابته بمعنى الأولى وقال : م خبري حد البنات يجون هنا ؟ منهي !
أبو محمد آشر على عيون مطلق ، توسعت عيونه بصدمة وقال : ظبيه !!
خمن أنها أخته لإنه يشوفها عيونه ، لكن ارتخى وطفت نيران غيرته من هز جده راسه بالنفي ورجع يأشر على عدسة عيونه ، جلس ثواني ونطق : عيوني ؟ نفس لونها تقصد
هز راسه بنعم وقال مطلق بأبتسامة : مابه الا انا وبنت محمد
هز أبو محمد راسه بنعم وقال مطلق : بيض الله وجهها
مسح أبو محمد على صدره بمعنى الحُب ، وابتسم مطلق يبوس راسه وقال : حتى هي تحبك من حُبك لأبوها الله يرحمه ويغفر له
قطرت دموع أبو محمد وانحنى مطلق يبوس كفته وقال : حسبي الله على كل ظالم صوتك م نسمعه لنا تسع عشر عام !! لكن ربي يبو محمد يسمع صوتك ادع واشك لخالقك انا ماشي ان بغيت شيء اضغط الزر وبينبهني
ابتسم بهدوء وهز راسه بنعم ومشى مطلق يطلع من عنده ، مطلق حاط بسيارته جهاز انذار والزر الخاص فيه مع أبو محمد ولحد يدري عنه الا هو ، يدري لو يعرف عنه أبو بجاد بيكسره على راسه ويدري انه اكثر واحد ينتظر الشيبه يموت ..
~ في عزبة منّير ، العشاء ~
سلم من انتهى من صلاته وقام ينفض سجادته ، رتبها وحطها بسيارته ورجع لمحله ، انسدح بهدوء ورفع عيونه بصدمة من شاف البعير وسرعان م دعس كتفه الأيسر وصرخ منّير بألم وصار يصارع ، والبعير هايج ويرفع نفسه ويرفس بكل قوته الأرض ومنّير ، كان يصارخ ويصارع بصعوبة وألم مُميت ، شهق وسحب ذراعه كاملة مكسورة وصرخ يركض والبعير يركض وراه بشكل مرعب ، ركب سيارته وانطلق علطول يبتعد عن العزبة ، رفع جواله واتصل على مطلق ووصله صوته وهو يقول : مرحبا
منّير : تكفى ي مطلق تكفى وانا عمك
فزّ مطلق وفزّوا العيال معه من نطق : وش العلم ؟!
منّير اخذ نفس وقال : الحق عمك تكفى.. تكفى ي مطلق
تقفل الخط ونطق مطلق : أخو سطّام !! قوموا يرجال منّير فيه شيء
صرخ وصال بصدمة : هااه ؟ من ؟؟
ضاحي نطق بخفه دمه المعتادة : ابد والله ميحد حمد
ضربه مطلق وقال : ماهو بوقتك هات مفتاح الشاص بسرعة
مشوا العيال يرجعون لأهلهم بدون مبالاة عكس مطلق وضاحي ووصال ، ركبوا الشاص وحرك مطلق يمشي للعزبة ، لفّ وصال وقال : وش جاه ؟ علّمك وش قالك ؟
مطلق : مدري تكفاني وقفل وتكفى تهز الرجال
ضاحي ابتسم وقال : ومطلق رجال !
لفّ ضاحي لوصال وقال : بتعلم اختك ؟
مطلق ضحك بسخرية وقال : وش دخلها ماهو بأبوها
وصال : يعتبر ابوها
مطلق : عيشتوا بنت محمد فالحياة الزائفة ذي كلها شوفوا لا طلعت الحقيقة وش بيصير اول من بينفر منها انتوا ! تحسبونه عار المصيبة بنت اخوه ! ووش سوا منّير بن حمد ؟ بغى ينتحر اول م رموها عليه عشان عياله قليل وعفيفة م تنجب بعدك احد ! وقفوا ذا الفلم كله
وصال صرخ بعصبية : وش تبينا نسوي استاذ مطلق ؟؟ نعلمها بالحقيقة ونقولها ما حن بأهلك ؟ هذا اللي تبيه يصير
مطلق نطق بحدة : وين امها ؟ ولا هددوها بتال ومنّير وانتهت السالفة ! اجل الصح بعيونك هو اني اخطف بنتها واهددها بأني اقتلها عشانها اجنبية وماهي من اهلنا !! وصار ذا كله في ريم وهي حداد بثالث يوم !! مستوعب دخلوا عليها الشياطين وقالوا لها الكلام اللي متأكد انها ماتت من سمعته وتركت بنتها مجبورة لأجل سلامتها من نفس الشياطين
وصال : اللي صار صار ليه ترجع تعيد فالسالفة بعيوننا اسرار بنت منّير وتنسب له خلاص..
قاطع مطلق كلامه وقال : تعقب تنسب لمحمد بن حمد ! وريم بنت خالد
صدّ وصال يستغفر بغضّب ، ضاحي لفّ لمطلق وقال : تعرف وش صار لعمي محمد ؟
مطلق هز راسه بنفي وقال : لا بس اللي متأكد منه انه بليلة فقدنا ثلاث رجال ! محمد ومشبب وحمد
قطّب ضاحي حواجبه وقال : حمد !
مطلق مسح وجهه وشنبه من نطق بحدة : ي نعى وجهي ي حمد طريح فراش له تسع عشر عام ! الله يبلاه بمصيبة اللي كان سبب في حالته
ضاحي رفع عيونه للطريق وقال : سيارة عمي
وقف مطلق وركضوا كلهم للسيارة ، فتحوا الباب وكان الدم مغطي جانبه الأيسر ، رفع ثوبه مطلق وشاف عظام كتفه وعضّ على طرف ثوبه وركض فيه للسيارة وانطلقوا للمستشفى ..
~ في بيت سطّام ، المرسم ~
جالس على كرسيه ويرسم بهدوء ، رفع عيونه للوحة وقال بهمس : منزمان عن مطلق
سحب جواله يتصل عليه ووصله صوته وهو يقول : مرحبا يدهر قلبي ورجعانه
ضحك سطّام ونطق : والله ان صوتك حياة يرجل
مطلق مسح بشماغه شعره وقال : لبى كبدك وش بغيت ؟
سطّام : اتطمن
مطلق : ابد فالمستشفى
فزّ سطّام ونطق بحدة : سلامتك وش اسم المستشفى جاي
مطلق ابتسم وقال : خيرك سابقك يبو وفاء بس منّير تمشكل مع البعير وفاز البعير
ضحك سطّام ونطق : لا تستهبل
مطلق : حرام اني صادق
سطّام ابتسم وقال : اجل جايكم لسلامته
مطلق : يشيخ ليتنا افتكينا منه شيطنة اعوذ بالله
سطّام : لا حول ولا قوة الا بالله ! ابو من هو ؟
مطلق : الحرمة وصال
سطّام ابتسم وقال : لو اني م اذكر وصال كان حسبته بنت
مطلق ابتسم وقال : كان عندهم بعد نظر يوم سموه
ضحك بصوت عالي وضحك مطلق بهدوء ، مسح عيونه وقال : الله يقطعك ي مطيليق اسمع شرايك تجيني ؟
مطلق : يمكن اقدر بكره لأن دوام الظبي بكره وعندكم
سطّام : حلو يعني تمر قهوة عصر ؟
مطلق : هو اني اذبحك ؟ دوامها صباح نتقهوى صباح شيبان حنا !
سطّام ابتسم وقال : المعذرة يالمشخصن
مطلق : سر امها بس ودعتك الله
سكر وضحك سطّام ونطق : طينتهم وحدة
انحنى يميّل وبدأ يهوجس ، ابتسم من جاته فكرة وهي ان اسرار اخت مطلق بحكم عيونهم ، وصار يفكر ينزل لديارهم لأجل يشوف اخت مطلق ببيت مطلق ، ابتسم وقال : الاكيد انها اخته قابلتها عند المدخل وكانت فالمجلس بعد ! اجل ان تمت خطبتها منه
ضحك بشكل لطيف ، هو طاح م يدري في مين ، م يدري بأن ظبيه ممكن تعترض طريقه لو تقدم وقال لمطلق ابي اختك ، هو طاح لأسرار ولا يدري بالوحل اللي تعيش فيه ، سرها الكبير ان اهلها قتلة وخاطفين لبعضهم وكيدهم في انفسهم وكل شيء مخفي من سنين خوفًا من بتال وسلطة بتال ، هو من طاح الشيبه حمد وبتال انتقل من ولي عهد لملك وحاكم ، صار الامر الناهي عندهم ولحد يتعدى كلمته ، ومنّير ترك كل شيء وانشغل بحلاله من سنين وصار بتال الوحيد صاحب السلطة ..
~ في اليخت ~
منسدحين بهدوء جانب بعضهم ، يتأملون القمر بكل هدوء وهمست عِقد : احسك زعلانه
اسرار : مدري احس فيه شيء صاير
عِقد : وين ؟
اسرار : فالبيت
عِقد قامت تجلس ونطقت : اذكري الله مافي حاجة ان شاءالله
اسرار : والله مو متطمنة نرجع ابي اكلم أمي
عِقد : ولا يهمك بس م تقلقي
اسرار هزت راسها بنعم ومشت عِقد باليخت ترجع للشاطئ ، وصلوا واتصلت على عفيفة ووصلها صوتها وهي تقول : ارحبي
اسرار ابتسمت وابعدت عن عِقد ونطقت : البقى ي أمي فيه شيء صاير ؟
عفيفة : لا يبنيتي ليه ؟
اسرار : لا بس بغيت اتطمن
عفيفة ابتسمت وقالت : يبعد روحي طيبين وبخير ونسلم عليك
اسرار ابتسمت وقالت : الله يسلمكم
سكرت وابعدت الجوال واتصلت على مطلق وعطاها مشغول ، زفرت برعب وقالت : يالله يارب كلهم بخير
نزلت جوالها وقالت : عِقدي بروح اخذ ثلج عشان باقي العصيرات والايسكريم واجيك اذا دق جوالي قولي لي
عِقد ابتسمت : يارب وصال عشان اشرشحوه !
ضحكت اسرار تمشي للدكان القريب ، وانسدحت عِقد وسرعان م رفعت راسها من حسّت بشخص يلامس اصابع رجولها ، صرخت وقالت : مييين !!
رفع جمال راسه وضحك وقال : خوافه اشبك تصارخي !
عِقد توسعت عيونها ورفعت المنشفة على راسها وقالت : م شُفتك عشان كدا صرّخت !
جمال : سويتي تان ؟
هزت راسها بنعم وقالت : بس حبكي مو عاجبني
ابتسم وقال : والله مره خيال يزهاكي
ابتسمت ولفّت لجوال اسرار اللي دق وقالت : بس لحظة
ردت علطول بدون م تشوف الاسم وسمعت صوته وهو يقول : مرحبا دقيتي علي ؟
شّدت على الجوال من ميزت صوته ونطقت : ايوه اكيد اتصلت فيك اسرار
توسعت عيونه بصدمة وقال : هاه !
عِقد : اش م سمعتني ؟ اقولك انتظر ثواني وهيّا حتجي تكلمك
مطلق قام وقال : أخو سطّام أخوه !
عِقد توسعت عيونها وقالت : اوف انت تستعبط ولا كيف !
مطلق : انتي من انتي ؟
عِقد تكتفت وقالت : م يخُصك !
مطلق : عطي بنت محمد جوالها اعجلي
عِقد ابعدت الجوال وقالت بصوت هامس : اف يقرف
رجعت تمشي وم شافت جمال ونطقت : حسافه راح جمال !
شّد على جواله ونطق : وش هو !!
رفعت الجوال وقالت : اش قولت ترا مو سامعتك
مطلق : جمال من ي بنت ! جايين مع عيال ؟
عِقد : ايوه ؟ شكلك م استوعب كلامي لسى !! غيرتك على خواتك م تجي عندي وتبرزها على راسي ماني فايقة والله
مطلق احتدت نبرته ونطق بغضّب : اخو العيال شكلك معرفتي من هو مطلق !
عِقد : لا للأسف ولا لي الشرف
سكرت بوجهه وزفرت بقرف ، شافت اسرار جايه ونطقت : اخيرًا ! امشي نرجع ورانا عفش وطياره
اسرار ابتسمت وقالت : تمام فيه احد دق ؟
م ردت عِقد ومشت ولحقتها اسرار راجعين للفيلا ..
~ فالديرة , بيت أبو بجاد بعد الحادثة بأسبوع ~
أكبر بيوت آل يزيد ، بيت محمد سابقًا وبتال حاليًا ، الأنوار تضيء الحته كلها ، واصوات الرجال فالمجالس الضخمة وتحمدهم بسلامة منّير ، عشاء كبير وذابحين بكرّه وثلاث خرفان كرامة له ، طلع مطلق من المجلس من حسّ انه ضاقت به الوسيعة ، سحّب بوكيت دخانه ومشى يجلس بعيد ويشعل بصدره حرايق ، لفّ بعيونه من شاف سطّام طالع من المجلس وابتسم يناديه ومشى له وقال : ماشاءالله ماشاءالله للحين م اقلعت ؟
مطلق : منهو ؟ وين اطير ؟
ضحك سطّام يجلس جنبه وقال : الدخان م تركته
مطلق : زوجتي م اقوى بدونها
سطّام : اذا على كذا كم زوجة عندك ؟
مطلق : ثلاث
ابتسم سطّام ونطق : منهم ؟
مطلق سحب مسدسه من محزمه وقال : والله لا اثور فيك وش تبي بحريمي !
ضحك سطّام وضحك مطلق معه وقال : ابد والله بكرتي مكحولة هي الأولى واليابانيه الثانية والدخان الثالثة
سطّام : وش اليابانيه ؟
ضحك مطلق بصوت عالي وطلع مفتاح الددسن من جيبه وانفجر سطّام يضحك معه ، مشى بجاد لهم وقال : مطلق ابوي يبيك
مطلق مسح وجهه وشنبه ورمى زقارته وقال : وش يبغى بتال ؟ هو م وده يعتق مطلق ؟
بجاد : امش اخلص
استحقر بجاد سطّام ومشى يعدي من جانبه ، ابتسم سطّام على جنب وقال : ماشاءالله يالتربية
مطلق ابتسم وقال : امسحها بوجهي لبى كبدك وادخل لا تخلي اخوانك لحالهم
سطّام : يعقب محشوم وجهك من هالأشكال واخواني عند سيارتي بروح لهم
طلع أبو بجاد وصرخ بسخرية: متى ودك تعزمنا يولد نهيّان ؟
مطلق همس : صبرك يارب
ضحك سطّام وقال : بكره مستعجل على رزقك ؟
أبو بجاد ضحك يرجع للمجلس ولحقه مطلق اللي مشى لهم ومشى سطّام معاكس اتجاهه يبتعد عن البيت ، وصل لورا بيت مطلق ورفع راسه من شاف أخوانه عند سيارته ولفّ لجهة احد البيوت وشافها ، ابتسم وسحب كراسته الصغيرة وقلم الرصاص ومثل م توقع نزلت بدون نقابها وطرحتها على كتوفها ، كانت مستعجلة تشيل الأغراض من وصال ، بس سطّام دقيق وبس لو يأخذ ثواني يحفظ تفاصيل الشخص ولو انهم بليلة سوداء بقمر مُعتم ، ابتسم من اختفت من أمامه وبدأ يرسمها بشكل دقيق ومخيف نوعًا ما لأنه نسخها وكأنها جالسه قدامه لساعات طويلة بدون حراك ، كان مُغرم بملامحها وبشكل جنوني ، يرسم ومنحني ووقفت اصابعه عن الرسم من حسّ بظل يغطيه من الكُبس اللي بأعلى البيت ، رفع راسه بهدوء وشاف انثى واقفة على راسه ونطقت : وش تسوي عند مدخل الحريم ؟
توسعت عيونه من استوعب نفسه وطلع من هواجيسه باللي دخلت احد البيوت مستعجلة ، صرخ احدهم ونادا : منيرة !
ابتسمت ترفع لثامها على وجهها وتنطق : لبيه
دخلت من جنبه بسرعتها لأجل يستنشق ريحة كانت تظُنها منيرة فاتنة ، بس سطّام سحب شماغه بتقرف من ريحة الطبخ اللي عالقة بملابسها ومشى لحّد م وصل لسيارته ، لفّ من نطق هذام : وش تسوي ؟
سطّام لفّ لهم وقال : جيت اناديكم تعالوا نرجع للمجلس
سلمان : م ودكم نسري ؟
سلطان : والله ودنا بس عيب بحق مطلق
سطّام : بنتعشى ونمشي
مشوا الأربعة راجعين للمجلس ، لفّ بهدوء وهمس : يده سالمة ؟
سلطان ابتسم وقال : ابشرك قطع خفيف بس سلمان يكبرها شوي
سطّام ابتسم من تذكر طفولته مع سلمان وكيف كان اكبر درامي عرفه سطّام ، مسح طرف ثوبه وقال : زين زين
كانوا رايحين لسيارة سطّام لأجل يد سلمان اللي انقطعت من سكين الفواكه ، وم حضروا الا عشان عزيمة سطّام لمطلق وأهله بكره في بيته ..
~ بيت منّير ~
وقفت تشوف الرجال فالحوش منتشرين ، لمحت قفى ظهره ميزته بشماغه البُني المرتب وساعته اللي تبرق بيده ، خاتمه وجزمته ، مميز بين اخوانه توسعت عيونها من عرفت انه خوي مطلق والأكيد ان اللي معه اهله ، مشت تصّد من شافته بيلف ودخلت تركض وشهقت تبكي من شافت عفيفة تبكي وقالت : يمه !
بكت عفيفة زيادة من بكاء اسرار وقالت : يروح امك وابوك م حصل شيء يفداك منّير بروحه وتدرين بس لا توجعيني وتوجعينه بالبكي
غطت وجهها من حسّت بحرارته دليل احمراره ، رفعت وجهها وشافت منيرة داخله بكراتين العصير ، مسحت عيونها وسمعتهم يتهامسون تسنيم ونهال ووداد ومنيرة اللي جلست معهم ونطقت بصوت واضح : تبكي من اسبوع عليه وكأنه ابوها !
لوهلة حسّت الدنيا ضبابية بعيونها ، م سمعت شيء بعد كلمة منيرة ومشت تطلع لغرفتها ، فتحت شباكها من حسّت بجمر صدرها واخذت نفس عميق وطاحت تبكي عند الشباك ، تبكي من قهرها وتبكي لأنها معاد هي اسرار الصغيرة صارت الأحداث ترتبط بعقلها ولا ودها تصدق شيء في أهلها أمانها ومكانها الدافئ بالأيام القاسية ، مسحت دموعها بعنّف وقالت : انتي اسرار بنت منّير يعني عفيفة امك ومنّير ابوك ووصال اخوك انتهى !!
رفعت عيونها للي واقف عند باب المجلس يتأملها ، صدّت بقرف وهمست : وبجاد ذا ماعنده حياة غيري ؟ كل م شفته حصلته يتأمل جعل عيونه تبقق !
مشت لحمامها وغسلت وجهها ومشت تنزل ، شافت ظبيه جالسة ونهال جنبها تسولف معها ، جلست جنبهم وقالت ظبيه : يهنيك سلامة ابوك
نهال ابتسمت بسخرية وقالت : ايه صح يهنيك سلامته
نطقت اسرار وهي تتأمل صحن التمر : الله يسلمكم
لفّت عفيفة ونطقت : اسرار تعالي شوفي ابوك
قامت بكل سرعتها ، له اسبوع فالمستشفى وطلع اليوم ، ومن شافته بالجبيرة بكت ، ابتسم بألم وقال : لحد يوجعني !
مشت تركض له تضمّه وابتسم يحاوطها وقال : انا بخير ليه الدموع ؟ تحسبوني مت !
مشى أبو بجاد وسحبها بكل قوته ودفعها على الباب وقال : الرجال برا هنا م تستحين !!؟
شهقت من ضرب ظهرها فالباب ورفعت عيونها بصدمة لمنّير اللي صدّ يمشي ، صرخ أبو بجاد بغضّب : م عندنا حريم يطلعون بالشكل ذا وان كأنك م تربيتي م عندي مشكلة اعيد تربيتك !
كانت مصدومة ولأول مره تتعامل ، صح صار لها اسبوع ملاحظه تقلباتهم بس توقعت عشان السفرة حقتها ويمكن بجاد نشر بهارات واجد بغيابها ، هي شافته وقت تبعها للمطار ، بس م توقعت يوصل التعامل بهالشكل ومحد يدافع عنها ، هي شافت وصال ومنّير كيف مشوا يرجعون ولحد وقف بوجه بتال ، احترقت عيونها وهي تناظر فيه بحدة وبقوة عين ، صرخ بوجهها وقال : عينك تنزل !!
رفضت أوامره وظلت بمكانها واقفه وشعرها كاشف وصدرها واضح ويزينه عقد الذهب بنحرها ، جلابيتها المخمل عليها ويزينها الذهب بيدينها وأذانيها ، احترقت كبده من منظرها يشوف نظرات محمد عليها ويشوف شامة ريم تتوسد خدها قريب من مبسمها ، هو يذكر تفاصيل ريم لأنه دخل عليها هو ومنّير وقت كانت بحداد وفاة محمد ، وبهذيك الليلة بكل بشاعة وصف انفتن بملامح حرم أخوه ، وعرف بهذيك الليلة ان ابسط حقوق محمد يناديها شيخة الشيخات وسيدة على الحريم كلهم ، بس من غيضه سحب التراب بأنسانية معدومة ورماه بوجهها ، شهقت من دخل بعيونها ودفعها برجله يسكر الباب بكل قوته وكانت تسمعه يسّب ، كانت تشاهق وتبكي ومحد قام لها يشوفها ويداري خاطرها ، م تدري ليه صاروا معادين فجأة ولا تدري وش غير أهلها بيوم وليلة ، حسّت بيد رقيقة على كتفها ورفعت عيونها أمل انها تشوف عفيفة لكن انصدمت من شافت ظبيه تسمي عليها وتمسح على راسها ، عيونها تحرقها من الرمال والحجاره الصغيرة ، حمراء ودموعها م وقفت ، صرخت تبكي وضمّت ظبيه بكل قوتها ونطقت : بسم الله على قلبك تعالي ي حبيبة قلبي
مسكتها تطلعها معها من ورا البيت ، غطتها بجلالها ومشوا تحت جلال واحد ، ركض ضاحي لهم وقال : عسى م شر ؟
ظبيه نطقت بغضّب : بتال الكلب ضربها
توسعت عيونه بصدمة وقال : ووصال وينه !!
اسرار نطقت ببكي : يحسرتي ان اخوي بينهم ولا سوا شيء وحسايف ان ابوي قدامي ولا حرك ساكن
صرخ بعصبية وقال : تبكين لعنبو لحية تبكيك !!!
مشى يركض للمجلس ودخل بكل قوته وصرخ على أبو بجاد وقال : م عاش من يبكيها وعيال عمها حييّن !
فزّوا الرجال كلهم ، وانطلق مطلق ونطق : من هي العن جدك !؟
ضاحي نطق بحدة : بنت محمد !
لفّ مطلق راسه وناظر عيون بتال اللي يضحك ومشى له ومسكه مع ياقته يرفعه وقال : ملفك في يدي ي بتال امسك ارضك لا اشهد عليك واحرضها ترفع قضية وهي اللي تمسكها ولا ناسي انها مدعية !! والله لأجرجرك فالسجون حرام معاد تعرف ارضك من سماك فاهم ؟ بنت محمد لعاد تعرضها وهي في وجهي منك وتعرف وش يصير للي يتعدى مطلق
ضحك بتال يهجد عياله اللي فزعوا له وقال : اعرس بها دامها بوجهك
مطلق ابتسم وقال :تحسّب بوقف كذا ؟ عادي وين المشكلة بنت عمي وانا اولى بها
شّد بجاد على قبضته وقال : يبه العنوا ابليس اللي راكبكم خلاص !
ضحك مطلق وهمس بأذن بتال : صح لازم قبل اعرس بها تعرف ان بكّرك ميتٍ على خطاها فالقاع
مشى ولفّ أبو بجاد بحدة على بجاد اللي يناظره بصدمة من عرف وش همس مطلق في اذنه ، مشى له وقال : صدق ذا الحكي !؟
بجاد نزل راسه ومسك كتفه بتال ونطق : صدق !!
هز راسه بنعم وهو يناظر رجوله ، حسّ ان الدنيا تلف فيه من شاف بكّره يهز راسه بالإيجاب ، صر ع اسنانه ونطق بحدة وهمس : هييّن ي بجاد والله لا اكرهك فيني قبل اكرهك في بنت محمد
رفع راسه وهمس : تكفى يبه لا يمسَها شيء مني تكفى
دفعه بحدة ومشى من جنبه ، مسح وجهه ومشى يركض ورا ابوه ..

~ بيت مطلق ~
دخلوا داخل البيت وجلست بالصالة ، رفعت عيونها اللي تحرقها لظبيه اللي جلست جانبها ومدت لها قطرة عيون وقالت : اذا م خفت بنروح للمستشفى ويويلك تعترضين !
هزت راسها بمعنى ' تمام ' ومشت ظبيه تتقدم وتقطّر بعيونها وشهقت من حرارتها والألم الفظيع فيها ، ابتسمت بهدوء وقالت : اجر وعافية يروحي انتي وحسيبه ربي ذاك الشايب
اسرار تنهدت بقهر وحسرة وقالت : امين حسبي الله ونعم الوكيل
ظبيه : اذا م تحركوا اخوك وابوك اعرفي وتيقني ان ضاحي ومطلق م بيسكتون
اسرار ابتسمت وهي مغمضة وقالت : محظوظه فيهم الله لايحرمك وجودهم صدق سند
ظبيه : امين امين ولا يحرمني منك
قوسَت شفايفها وبكت بدون صوت ، تقدمت ظبيه وضمّتها وهمست : تكفين خليك قوية
شهقت وبكت بأعلى صوتها ، تبكي من حالها وحال اهلها اللي انقلب بعد سفرتها ، تبكي من التعامل الشين اللي يجيها على انها م آذت احد هي حتى الرمضى اللي تمشي عليها م اشتكت منها ، ولا الهواء اللي تزفره اشتكى ، اسرار خفيفة على القلب تهَب مع النسايم والنسناس ، وتنزَل مثل المطر على ارض ذبحها الضمى ، وتشرق مثل شمس فجر يوم عيد ، محد قد اشتكى منها هم عندهم أسباب هي تجهلها وهي عندها قوة وجبروت هم يجهلونه ، هي قنبلة موقوتة اذا انفجرت بتنهي حياة بتال وطغيان بتال ، هي على صغرها تكبره وتسبقه وتنهيه ولا يحسّ فيها ولا يلحق خطاها ، هي بنت محمد بقوة محمد ونباهة محمد وذكائه ، وهي بنت ريم بغنج ريم ولطافة ريم وهَلاك ريم ، جمعت بين الجمال والفطنة والذكاء ، لو ترتبط كامل الأحداث برأسها المشوش بتفتك بتال وتقضي عليه بضربة وحدة بس ..
~ فالديرة ، سيارة سطّام ~
ركبوا السيارة ولفّ لمطلق وقال : لا تنسى تجي بكره معهم تمام ؟
مطلق وهو ماسك شماغه بيده : طيب طيب
سطّام ميّل راسه يدري ان مطلق متضايق ، ابتسم يضمّه وحاوطه مطلق بيد وحده وقال : معليك بخير
سطّام : م ظنتي بس لنا لقاء بكره
مطلق : من الحين جهز حد في قسم الحريم ترا بتال بيجيب الجماعة كلهم حريم ورجال
زفر سطّام بغضّب وقال : يسوقها ذا !
مطلق : قلت لك م ينعطى وجه
سطّام : خلاص محلوله ان شاءالله ودعتك الله
مطلق : في امان الله يالهَاجس
ركب سيارته وانطلق يطلع من اسوار بيوت آل يزيد ، لفّ مطلق يشوف بجاد يتجه له وضحك وقال : بنبدأ فالفلم من الحين ؟ والله لا احوسك ي بجاد
بجاد صرخ وقال : والله م تكتب لك !
مطلق ضحك وقال : ووش اللي يمنع ؟
بجاد دفعه وصرخ بوجهه : انا اللي بمنع ! لا تخليني اسوي سالفة م تتقفل الا بالمحاكم !
مطلق : بتذبحني ؟
بجاد ضحك بسخرية وقال : لا بس والله اذا م جيت الحين لأبوي وقلت له انك تمزح او كنسلت اني لا اسوي سالفة تموت م تنساها يمطلق
مطلق : موفق بس
مشى يتجاهل فكرة بجاد اللي ضحك بصوت عالي وقال بحدة : لحد يندم ويتندم بعدين !
مطلق : يرجال اعلى م في خيلك اركبه
دخل بيته وسمع صوت بكي فالداخل ، تنهد يشوف ضاحي فالمجلس وهمس : للحين تبكي ؟
ضاحي : تقول ظبيه عيونها توجعها
مطلق زفر بضيق وقال : خلوها تطلع لي
ضاحي : بتروح بها للمستشفى ؟
مطلق هز راسه بنعم ومشى للمخزن يبدل ملابسه ، دخل ضاحي ونطق من خلف الباب : ظبيه البسوا انتي واسرار وتعالوا بنروح للمستشفى
ظبيه لفّت لأسرار اللي م زالت مغمضة من مدة طويلة وتبكي بهدوء ، شافتها تميّل وشهقت تمسكها وقالت : ضاااحي تعاال
ضاحي رفع طرف ثوبه وركض يدخل وشافها بين يدين ظبيه مغمى عليها ومحاجر عيونها حمراء ، توسعت عيونه لأنه استوعب انه يشوف وجهها واردف : سبحان من سواك وابدع في حلاك !
مشى مطلق ودخل وقال : اخوك يالهَاجس !
ركض لها من غطتها ظبيه بشكل كامل وشالها بين يدينه ، كان يناظر قدامه ويهمس بتكرار : يارب سامحني..
ركب سيارته وثبتها جنبه واتصل بسطّام ، وفور اتصاله وصله صوته وهو يقول : ارحب ؟
مطلق بقلق : يالهَاجس اقرب مستشفى تشوفه احجز لنا سرير
سلطان نطق : سلاماات فيك شيء ؟
مطلق : لا لا بس وحدة من اهلي طاحت علينا
سطّام : معليك بسيطة ان شاءالله وابشر
مطلق : يالله وعلمني وين موقعه
سطّام ابتسم وقال : كيف تبيها بس ؟ ارسلها على جوالك الكشاف
مطلق مسك راسه وقال : تصرف
سطّام : بيجيك اول م تدخل الرياض مفرق وادخل معه يمين وبعدها بتّل سيده لحّد م تشوف المخرج واطلع معه وبتشوف المستشفى
مطلق : طيب شوي واجيكم
سلطان : انتبه للخط
سكر مطلق وسرعان م تذكر حادث ابوه وامه بهالمنطقة بالضبط ، شاف جرّة السيارة على الخط وبدأ قلبه يدق وعيونه تطلع شرار ، عضّ شفايفه ونطق بحدة وهمس : الله يذوقك م ذوقتني ي بتال !
لفّ على اللب تتكي على كتفه ، سحب شماغه يلفّه على راسها ويهمس : انتي بحسبة خواتي ظبيه وصافيه واللي م يغار على اهله ماهو برجال !
رجع يناظر الطريق الطويل قدامه والمسافة المتبقية للرياض ..
~ فالجبيّل ، قصر نهيّان ~
طلع بشناطه والبشّت حقه يلفّه على ذراعه ، كشخته اللي تبرز اسمه وتبرز شخصيته وهيبته ، نهيّان بن سلطان آل عقيل ، وزوجته مضاوي بنت سياف واولاده ورد وإلياس ، متجهين لأكبر عزايم سطّام لخويه مطلق وآل يزيد كلهم ، بيتعنى ماهو حُبًا في سطّام الا لأجل يغيضه ويشوف احترام سطّام له قدام الناس كلهم ، ابتسم بسخرية وقال : م اكون انا نهيّان اذا م خليتك تبوس فوق راسي قدامهم !
مضاوي : بنأخذ انفال ؟
نهيّان : م طرى لي اخليها لوحدها بنتي هي
مشى يدق باب غرفتها وثواني وطلعت بأغراضها ورواف اللي بالعربية حقته ونطقت : جاهزين ي عمي ؟
نهيّان : ايه يبنتي امشي
نزلوا كلهم متجهين للمطار ومقلعين من الجبيل والشرقية كاملة للرياض وديار نجَد ..
~ فالمستشفى ~
مشى يركض وهو شايلها ومن شافه سطّام انطلق له بالسرير المتحرك ومعه الطاقم الطبي كامل ، بأسم سطّام وكنيته المعروفة بنجَد والشرقية م اخذ وقت الا ولقى سرير فاضي ، نزلوها على السرير وانطلقوا يدخلونها للطوارئ ، لفّ لسطّام ونطق : تعبناكم يرجال اعذرونا
سلطان ابتسم وقال : م بيننا ي مطلق !
سطّام مسح كتفه وقال : وتعبك عندي راحة وربي شاهدٍ على كلامي
مطلق مسك راسه وجلس وقال : لا عدمتكم يعيال نهيّان
سطّام : الا من هي اللي طاحت ؟ اختك
مطلق هز راسه بنعم وكمل سطّام : سلامتها والله يبلغك شفائها يارب
مطلق : امين يارب
صدّ سطّام وقام من عندهم وقال : بطلع اخذ نفس واجي
مشى يطلع من عندهم للخارج ، سحب كراسته من جيبه وجلس وهمس : يارب الخيرة فيما اخترته
بدأ يرسم نفس ملامحها بس بوضعيات مختلفة ، يتلذذ بتفاصيل حببته فالحياة ، صار يتمنى يعيش لأجل يشوفها عكس م كان يتمنى يموت ويرتاح من حادثة امه اللي عالقه براسه ، زفر بتعب وقال : تعبانه من ايش ؟ اروح اسأل ؟ خوفي يفهمني غلط وانا مابي اخسره !
هز راسه بنفي وقال : لا لا خلاص انسى ولازم انسى ! يمكن يشوفني طامع بأخته ومطلق عنده الدنيا كلها بعد اهله
قام ينفض ثوبه وقرر انه يتخطى السالفة كلها وضروري يتخطى لأنه م يفكر ولا يبي يخسر مطلق ابدًا ، دخل للمستشفى وم حصلهم ، زفر بضيق من تذكر اجواء المستشفى أيام شهادة وفاة أمه ، هو خاطر بنفسه لأجل مطلق ، فتح ياقة ثوبه ورفع رأسه يأخذ نفس عميق ويزفره ، لفّ من سمع صوت بكاء ، انقبض قلبه من تذكر بكاء حليمة على وفاة وفاء ، هز راسه يصحي نفسه من هواجيسه وقام يفتح باب الطوارئ ويفتح الستارة ، رفعت راسها لصوت الستارة بعيونها اللي مغطاة بشاش ، بكت وقالت : انا ويين !؟
لفّ يطلع من سمع صوت مطلق ، قلبه انتفض من ملامحها الربانية ، تقدم له مطلق وقال : من وين انت جاي ؟؟
سطّام : شكلها صحت لأنها تبكي
مطلق زفر بتعب وقال : يارب اسرار قوّ اسرار
شّد ع قبضته من سمع اسمها وتأكد انها هي اللي داخل طايحة ، دخل وهو صاد بعيونه ونطق : اسرار
بكت علطول وقالت : مطلق عيوني وشفيها !!
مطلق : اذكري الله يبنت محمد اذكري الله !
شّدت على غطاء المستشفى وبكت بدون صوت ، شهقت تنزل راسها وتبكي ، مين محمد اللي تتبع اسمه وتُنسب له ، بكت لأنها تدري انه ابوها بس ماهي مصدقة او بالأصح م تبي تصدق انها ماهي بنت منّير ، تقدم وضرب السرير وقال : اسمعي عيونك بخير بس حطوا مرهم لأنها التهبت واذا غيروا لك مره ثانية بنطلع من المستشفى
مسحت طرف خشمها بعنّف وقالت : متى نطلع ؟
مطلق : متى م تبين
ابتسمت لأنه يداري خاطرها بدون م يقصد ، هو وجودة بس يحسسّها بالأمان وانها بخير اذا هو حولها ، طلع ورجعت تنسدح تنتظر الغيار الثاني لأجل تطلع ..
~ حيّ الياسمين ، فيلا عِقد ~
جالسة فالصالة وحاطه ماسك على وجهها ، زفرت بملل وقالت : وزيتونه م تبغى تدق وتطمني عنها !
دخلت المكالمات واتصلت علطول ، انتظرت ثواني مالت للدقايق ، وتقفل الاتصال ، زفرت بقرف وقال : يعني حتجبرني اتصل فيه ؟!
اخذت نفس طويل وكتبت رقم مطلق ، هي تحفظ بسرعة وحسّت انها مضطرة تتصل عليه ، عدلت جلستها وقالت بتوتر : اتصل ولا انتظر ؟ اوف وظبيه م ترد برضو !
اتصلت بالغلط وشهقت ترمي جوالها ، قفزت تبتعد عن الكنبة ، مشت من شافت الثواني بدأت تنحسب وتسمع صوته الثقييل ، شهقت تحط يدينها على فمها وسحبت الجوال وقفلت علطول ، طاحت ع الارض ترجع ظهرها على الكنب وصرخت من دق وقالت : بنت ! اشبك ؟؟
ردت وحطته على اذنها وسمعته يقول : الو ؟ مرحبا
عِقد اخذت نفس وقالت : انتَ مطلق ؟
مطلق : ايه نعم من يسأل ؟
عِقد : كويس اسمع اسرار فينها ؟
مطلق : عندي من انت ؟
عِقد : م حتعرفني حتى لو اقولك
مطلق مسح وجهه وشنبه وقال : بنت الحجاز ؟
عِقد ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : بشحمها ولحمها
كان يمرر اصابعه على شاربه ويسمع صوتها ، اخذ نفس عميق وقال : اسرار عندي
عِقد : تمام تعطيها الجوال
مسك عقاله يبي يشوفها مره ثانية ويتجدد هواها في صدره ،
وقال : فالمستشفى
شهقت وقالت بصوت مهزوز : اش فيها !! بسم الله
مطلق : بخير بخير بس تعالي عندها
عِقد : دحين حجي اي مستشفى ؟ انتوا فالرياض !
مطلق ابتسم من اللهجة ، هو مستنكر مره لكنه حُبه طغى وعشق يسمعها ، حط عقاله على راسه وقال : ايه فالرياض ومستشفى ******
مشت تسحب مفاتيحها ونطقت : جايه انتبه لها تمام ؟
مطلق ابتسم وقال : طيب
سكرت الجوال وانحنى يميّل وضحك وقال : ‏صدرٍ من  الضيقه إنهدت ضلوعه ! عسى أهل المدينة يبنونه ويشيدون لهم بيتٍ فيه
غمض عيونه يتذكر سؤالها وكلامها وحكيها وابتسم من استوعب كيف خذت رقمه ، معقولة حفظته معقولة بدأ يهمها معقولة بدأت تفكر فيه ومعقولة بان لها وتوضح شعوره ؟ معقولة بيطلع من حياة انه يكون مسؤول ويصير فيه شخص مثل حنيّة عِقد مسؤول عنه ! ابتسم يدعي تضبط الأمور وترتاح الأنفس ويقدر يقرب لبنت سِت المدُن , تقدم سلطان ونطق : يالشيخ سطّام تعب مايحب أجواء المستشفيات باقي تبي شيء ؟
مطلق قام وقال : وينه فيه ؟
سلطان ابتسم وقال : قالي م اعلمك عشان م تشوف حالته
مطلق عقّد حجاجه وقال : يعقب ! والله م يروح الا وانا شايفه
سلطان : ي مطلق لا تحسفني اني علمتك خلاص بطلع وبيصير بخير واصلاً بتشوفنا بكره في قصر سطّام
ارتخت ملامحه من سمع ' قصر سطّام ' هو يدري من قديم ان سطّام ولد عزّ وولد نعمة بس م يدري ليه تأثر الحين ، هو ليه محروم من هالأشياء اللي تعتبر عادية جدًا بالنسبة لآل عقيل ، شّد ع قبضته وقال : ودعناكم الله
سلطان ابتسم وقال : في امان الله والحمدلله على سلامة اهلك
مشى يطلع وتمسك سطّام فيه ، شماغه على كتفه ووجهه مسود وثوبه مو منظم وازراره مفتوحة ، في حالة يرثى لها ، مشوا من شافوا سواقهم صادق واقف وينتظرهم ، لفّ وقال بصوته المتعب : هذا وش جابه ؟
سلطان : م تذكر ان هذام وسلمان راحوا ع سيارتك ؟
سطّام : طيب شلون صادق جاء من الجبيل
ابتسم سلطان من عرف ان سطّام بدأ يهلوس ، صادق سواق وفاء وحليمة ممرضتها وانتقلوا قبل سنوات مع سطّام بس هو من يتعب يبدأ ينسى ، تمسّك بسلطان وهمس : م ودي اقول اني معُجب فيها ولا ودي توصل معي لمرحلة الهيام ودي ارجع وانام واصحى وانا ناسيها م ودي قلبً ضعيف ينهلك زود ي سلطان
سلطان ابتسم وقال : مين هي ؟
سطّام عضّ شفايفه يسكت نفسه ، م وده يلفظ اسمها ومعاد يقدر ينساها ، ركبوا السيارة وانطلق صادق للبيت ، لفّ على جواله اللي دق ورفعه يرد وينطق : هلا سلمان
سلمان : وينكم راجعين ؟ شفت صادق يطلع
سلطان : ايه جايين
سلمان : كويس لأن سطّام م يداني المستشفيات
سلطان ابتسم وقال : ليتك ترجع تداريه
سلمان دخل يديه بجيبه ومشى فالحوش الكبير ، قدامه جميع انواع السيارات الفارهة والمسبح الكبير جدًا ، يحّف البيت النخل وجميع انواع الأشجار المختلفة ، رفع عيونه يشوف السماء ونطق : انكسر ضلعي وفقدته وهذا هو سطّام
سلطان : بس الكسر يلتئم ي سلمان ! لا تموت الصبح وانت زعلان عليه انا اعرفه زين
لفّ يشوف سطّام نايم بكل براءة وهمس : اعرف سطّام انه مستحيل يشيل بخاطره بس م وده ينكد عليك عشان كذا م يكلمك
سلمان : اجل خير لي انه بعيد عني وخير له ان سلمان بعيد عنه واسمع ابوي وانفال ومضاوي جايين ترا
سلطان توسعت عيونه بصدمة وقال : نعم !!
سلمان : والله دق علي وقال وش عندك وما عندك وعلمته اني داق مشوار عشان عزيمة وقال بجيكم
سلطان نطق بحدة صوته : تستهبل سلمان !! انت عارف ليه أبوي جاي ومع ذلك خليته يجي ! يبي يذل سطّام قدام الحضور بكره !
سلمان بحدة صوته صرخ وقال : سلامات يالتصعيد ! ترا كلها يسلم عليه وهذا غصب وواجب على رقبة سطّام احسن م يموت الصباح وهو عاقٍ في أبوه توفت أمه وشبعت موت ورا م يعوض في أبوه ؟ بس انتوا تشوفون وتحاسبون الغلط لا جاء علي ولا اللي تنام معه لك أسبوعين م تشوف أغلاطه ولو كانت تغطيه من راسه لين ماطاه فالأرض !
قفل وم ترك لسلطان كلمة ، زفر بغضّب وقال : والحين وش السواة !
لفّ للطريق وعرف انهم قربوا من البيت ، لفّ يصحي سطّام ونزلوا من دخلوا للحوش ورفع راسه يشوف سلمان يمشي ويدخل داخل ، زفر بضيق وهو مايدري شلون يقول لسطّام ان نهيّان ضمن قائمة الحضور بكره ..
~ فالمستشفى ~
دخلت تركض بعبايتها البنفسجية وكشختها الهادية والبسيطة ، زفرت بغضّب وقالت : الماسك م اخد وقتو ! اوف ي زيتونه اوف
مشت للريسبشن وقالت : سلام عليكم
الموظف : يهلا عليكم السلام كيف اقدر أخدمك ؟
عِقد : عِندكم مريضة اسمها اسرار محمد ؟
الموظف : ايه فالطوارئ تعالي معي
مشى ومشت عِقد وراه وبعد مسافة تعتبر طويلة شافته قاعد على الكرسي وابتسمت براحة ، لفّت للموظف ونطقت : يعطيك العافية
الموظف : ابد م سويت شيء
مشى يرجع ونطق مطلق : سلامات انت ؟
وتقدمت لمطلق توقف قدامه وقالت : انتَ بخير ؟
رفع عيونه يشوفها قدامه ، بهالمنظر اللي م عهّده مطلق ابدًا ، عباية ملونة ومكياج خفيف وشعرها خارج من الطرحة ، شّد ع قبضته من تذكر انها حذرته مرتين م يتدخل فيها بشكل عام ، انحنت وقالت : مطلق انتَ كويس ؟
نزل عيونه للي جالسة جلسة القرفصاء قدامه وقال : بخير شوفي اسرار داخل
اشر بيده وقامت تدخل ، صدّ لقدام وقال : بالسر اغار وبالسر اخاف تنفرين من غيرتي وتروحين لغيري ! وهو لو انه بيدي والله لا اغطيك بشراع ماهو بعباية !
زفر بعصبية ورجع ظهره ع الكرسي ، مثّل البرود بنجاح قدام نظرات عيونها ولا هو واقف على جمرٍ حكيها يشعله وشكلها يحرقه ، هو يغار عليها من ناظره فكيف نظرات الموظف لها ، زفر بضيق وقال : حلو انت تحترق وهي ماهمها شيء !
غمض عيونه مايقدر يبعد ، وصل مرحلة صدق فيها الحُب من النظرة الأولى ، كان يقول انها خرافة لكنه وبدون م يشعر صار يعيش هالخرافة وبكل بساطة يغرق فيها ، هي لو انها النار اللي تحرقه بيحبها لين يرَمد وهي لو انها الماء اللي يرويّه فمنها الحياة وفيها الغرق وهو على قيّدها حي ، تلامسه بنعومتها وتداوي جرحه بصوتها ، هو يدعي بس تلتفت وتشوف اللي غرق ورفع رايته البيضاء لها ولحُبها ، هو انجذب من ليلة بكائها م يدري على وش ، وكانت تعاتب ولا يدري ليه تعاتبه ، هي قبلّت بشماغه وغرقته بريحة العنبر والياسمين ويكفي ان كتوفها ضمّت شماغه ، اتعبته ويكذب ويقول انه بخير ، اهلكته ويدري انها الطب والعلاج ، بس هو وين وهي وين ، م يبي يجي يوم وتبتعد هي وترحل لأرض الحجاز ، هي وجودها في نجَد هو م يعرفه ، خايف ينام ويصحى ويشوفها ذكرى انحبست واندفنت فالماضي ، يبيها تلّون ماضيه وتحيّي حاضره وتجمَل مستقبله ، هي مستحيلة وهو يعشق المستحيل ، هي جميلة وهو هاوي للجمال ، هي ناعمة وكفوفه ذبحها الجفاف ، هي عذبة وجوفه ميتٍ ظمى ، هي نديّة وصدره يزهر بندّاها ..
~ بغرفة اسرار ~
دخلت تركض لغرفتها وفتحت الستار وشهقت ونزلت دموعها وقالت : زيتونه !
كانت نايمه فما سمعتها ولا صحت ، بكت علطول ومشت تمسك يدينها وتهمس : اشبك ي روح صاحبتك ؟ مين سوا فيكي كدا ! مين تجرأ يبكيكِ ويعورِك !
صحصحت وهمست : عِقد ؟
عِقد ابتسمت ابتسامة عريضة وسط دموعها وقالت : ايوه انا جيت يحياتي
اسرار ابتسمت وقالت : الممرضة قالت اذا بكيت بطول وانا م اشوف
عِقد شهقت تبكي وقالت : اشبك قولي !
اسرار : بس بخيت حاجة فالبيت على عيوني
عِقد : امانه بس كدا ؟
اسرار هزت راسها بنعم ، هي كذبت لأن عِقد م بتسكت وبتنتقم واسرار م ودها احد ينتقم لها ، حسّت بشفايف عِقد تلامس جبينها وهمست : اجر وعافية يحبيبتي
اسرار ابتسمت وقالت : امين يبعدي
عِقد : كتبو لك خروج ؟ ولا اروح اكتب لك ؟
اسرار : روحي بالله
عِقد : على قولتك على خشمي
ضحكت اسرار وقالت : عليه الشحم
عِقد شهقت بقوة وقالت : اييووو اش يسوي الشحم على خُشمي ! انقلعي عني
قامت وضحكت اسرار بصوت عالي ، وضحكت عِقد تطلع ولفّت وم شافته وهمست : وي فين راح !
مشت للريسبشن وكتبت خروج لأسرار بضمانتها وانها هي اللي بتعتني فيها ، ابتسمت وقالت : حلو يدكتور يعني على الظهر الساعة اتنين افُك الشاش عنها ؟
هز الدكتور راسه بنعم وقال : ايوه حضرتك
عِقد : خلاص تمام عندي ولا يهمك
مشت ترجع للغرفة وزفرت بضيق وقالت : نفسي اعرف وين اختفى ؟
مشت ودخلت داخل غرفة اسرار وقالت : يلا ياستّي مشينا
قامت اسرار بهدوء وجلستها على الكرسي المتحرك ، ابتسمت وقالت : جبت لك عباية معايا تبغيها ؟
اسرار : ايوه اسعفيني
لبستها العباية الكحلية وضحكت تقول : سوري الحين عرفت اني لازم اشتري عباية سوداء
اسرار : اجلطيني وقولي ان هذي فوشي ؟
عِقد ضحكت وقالت : لا حُبي الفوشي تحلمي فيها هدي قديمة عندي لونها كحلي انبسطي فيها
اسرار ابتسمت وقالت : حلو كويس بس بتنجلدين
ضحكت عِقد تمشي تطلع من المستشفى ، لفّت وشافته يدخن وجالس على باب سيارته ، مشت لعنده وقالت : مطلق خلاص اخدتها ترا
لفّ لها وقال : طلعوها ؟
هزت راسها بنعم وقالت : ايوه م تشوفها ؟
صدّ يبتسم وقال : اوصلكم ؟
عِقد : لا ولا يهمك معاي سيارتي واسرار عندي
مطلق : وين عندك ؟ مجتمعك يختلف لو تركزين شوي
قطّبت لثواني ثم استوعبت انه يقصد وقت المكالمة وجمال ، ضحكت بسخرية وقالت : يعني م تفهم..
قاطعها بجدية وقال : انا اغار على بنت عمي اللي بحسبة خواتي
اسرار نطقت : معليك هي تسكن ببيت لحالها فلا تخاف رغم اني مدري عن ايش تتكلمون
عِقد : م تتزكري وقت اتصل وانا اللي رديت ؟ كان جمال واقف قدامي ويحسب اننا نطلع مع شباب
مطلق : انتي اللي قلتيه انا سألت وانتي اللي شهدتي على نفسك بتنكرين ؟
عِقد رفعت حاجبها وقالت : كنت اتطنز معاك بس تفكيرك مقفول مع الأسف !
شّدت اسرار على الكرسي ونطقت : مطلق انت قلت لأحد شيء عن مكالمتك مع عِقد ؟
مطلق : لا
عِقد : ايوه م اظن يقول بس ليش تسألي ؟
اسرار بحدة نطقت : لأن اهلي تغيروا وعينك تشوف وكل التغيير جاء بعد سفرتي ! قلت لأحد شيء !؟
مطلق ابتسم وقال : حلو الحين بتركبيني الغلط يبنت محمد ؟
اسرار صرخت بوجهه وقالت : بنت منّير لو سمحت وايه الغلط راكبك من ساسك لراسك !
حكّ شاربه ونطق : ولو اني مسوي فيك كذا ليه بتعنى واوديك المستشفى ؟
اسرار ضحكت بسخرية وقالت : سهلة ! ضميرك أنبك وجيت تصحح الغلط اللي سويته
مطلق اشر بأصبعه ع خشمه وقال : ابشري على خشمي انا الغلطان وانا اسف بس لا تحز بخاطرك يبنت محمد محد يستاهل تزعلين عشانه ولو انه انا
اسرار شّدت قبضت يدها م تبي تبكي ونطقت : الله ياخذك وتقول لا تحز بخاطري !! انت كسرت خاطري واحرقته ! انا صرت م اعرف اهلي وانا بينهم تغيروا علي وكسروني وارسلوني للمستشفى وانت تقول لا تحز بخاطري ! عساك تذوق م ذوقتني واردى
عِقد توسعت عيونها وقالت : ااششش خلاص ي زيتونه
مشت فيها لسيارتها وركبتها وقالت : بروح ارجع الكرسي ثواني واجي
اسرار نطقت بتعب : تمام
سكرت الباب ومشت تركض له وقالت : مطلق
لفّ لها وقال : سمّي ؟
عِقد : ليش قلت كدا واضح مالك ذنب بالموضوع دا كلو ! اش كنت مفكر انها تسوي تشكرك !
مطلق : انا عارفٍ عمري وانا مصدق نفسي ولا يهمك يبنت الحجاز
عِقد ابتسمت من قال كلمتها ' ولا يهمك ' وبنفس نُطقها لها وقالت : بس برضو لا تشيل بخاطرك انت كمان ماني فايقة اراضي زيتونه واجي اراضيك
تكى ع سيارته وقال بهمس مسموع : شوفتك ي سيد الغنادير ترضيني وتكفيني
هي سمعته وحمّرت وجنتيها ونطقت : انتبه لنفسك
مشت من عنده تهَف على نفسها ، وركبت سيارتها وانطلقت لبيتها ..
~ الجمعة ، ديار آل يزيد ~
طلعوا من المسجد ولفّ أبو بجاد لمطلق وقال : متى العزيمة ؟
مطلق زفر بقرف ونطق : بعد المغرب وحن هناك
أبو بجاد ضحك وقال : ترا حريمنا معنا
مطلق قال وهو ماشي لبيته يبتعد : الله يحيّيهم
رجع أبو بجاد وبالفعل انتشر العلم فالبيوت وكل بنت قابلت مرايتها ومكياجها وبدأوا يكشخون ، مشت منيرة وجلست قدام مرايتها وابتسمت تتأمل نفسها وقالت : ان شاءالله ماهو اخر زيارة ي سطّام
ابتسمت بنشوة انتصار من عرفت ان اسرار م بتجي ، هي سمعت وصال يسولف لوداد وعرفت وتيقنت انها م بتكون من قائمة الحضور ، بدأت ترسم وتتفنن بمكياجها على وجهها ، دخلت نهال وهي مستعجلة وصرخت بحماس : مناير تخيلي سمعت نايف يقول ان عنده أخوين عزاب !
منيرة ضحكت وقالت : طيب داريه شفتهم البارح
نهال جلست قبالها وهمست : كشخيني معك !
منيرة تأففت ونطقت بغرور : حتى لو اكشخك محد بيطالع بوجهك قومي عني !
تغيرت ملامح وجه نهال وقامت تخرج من عندها ، زفرت بقرف وكملت مكياجها على صوت الراديو وأغاني طلال المداح ..
~ حيّ الياسمين ، بيت عِقد ~
جلست على الكنبة تشوف اسرار بالشاش على عيونها ، تقدمت ومسكت الشاش تفكه وهمست : خلاص جاء وقت نفكو
اسرار ابتسمت وقالت : امانه وانا حسبت بجلس فيه اليوم كله خليني اقول لوصال اني بجي
عِقد : اش لا تجيبي سيرتو قُدامي ! انا وياكي حنروح سوا !
اسرار ابتسمت وقالت : بتجين للعزيمة ؟
عِقد : ايوه ليش م اجي ؟ اش ينقصني !
اسرار ابتسمت وهمست لها عِقد : فتح فتح ابا اشوفك ي زيتون !
فتحت عيونها وتوسعت عيون عِقد بصدمة وقالت : اوميقاد !
اسرار : اشوفك بس شفييك ؟
عِقد ابتسمت بتوتر : حلو اهم حاجه تشوفيني تخيلي تعيشي حياتك بدون عِقد ؟ وي حتى التخيل يعور صراحة
اسرار تنهدت وقالت : حمراء ؟
عِقد : شوييا
اسرار انسدحت وقالت : اذا جاء العصر وم تعدلت م بنروح
عِقد ضحكت بسخرية وقالت : تحسبي بوقف عليكي ؟ لا حُبي سوري بس حروح بدونك
اسرار ضحكت وقالت : طيب
ضحكت عِقد تقوم من عندها وتدخل للمطبخ ، اخذت نفس طويل وزفرته ، طالعت بالكيك حقها اللي داخل الفرن ونطقت : حتجي معايا
لفّت تشوف جوالها ومشت له ، ميّلت راسها وقالت تحت انفاسها : مستحيل انُه باقي زعلان ادق اشوفو ؟ ولا لا حيقول اني خفيفه واحُبُه !
رمت جوالها ومشت تطلع وم شافت اسرار فالكنب ، مشت تطلع لغرفة ملابسها وابتسمت تقول : منزمان م نسقت لها
دخلت تطلع لها فستان فوشي وسحبت فستان أبيض لأسرار ، ابتسمت بأنتصار ونطقت : حنحرقهم كُلهم !
مشت تطلع باقي الكماليات من كعوب واكسسوارات وعلقتها كلها بجانب اللبسين ..
~ في غرفة اسرار ، بيت عِقد ~
دخلت وقفلت الباب وراها ومشت تدخل ، فتحت الحمام ودخلت تشوف عيونها بالمراية ، وقفت بصدمة هي بخير وتشوف كويس بس حمراء ، شّدت ع قبضتها ونطقت بحرقة صدر : والله لا احرق يدك اللي سببت لي ذا كله !
زفرت بغضّب ومشت تنسدح ، تسترجع اللي صار لها فالأسبوع الماضي استلمت أولى قضاياها وكانت خلع ، ضحكت بخفه ونطقت : انا مدري ليه يتزوجون دام بتطلب خلع
مالت براسها بهدوء ودخلت بأعماق احلامها ..
~ فالمغرب ، بيت سطّام ~
القهوجيين يدخلون للمجلس ويرتبون ، البوفيه قدام المدخل الرئيسي وكل حاجة بمكانها المناسب ، ابتسم سلطان من انتهى من كل شيء وبقى العشاء وبينزل بوقته ، التفت لسطّام اللي واقف ويهوجس وابتسم وقال : سطّام كل شيء جاهز
سطّام ابتسم وقال : مدير اعمالي م يحتاج
ضحك بصوت عالي وقال : شفيك منفس طيب ؟
سطّام : شايل هم الحريم وأمي حليمة بتتعب معهم
سلطان : شدعوة انفال موجودة
سطّام رفع حاجبة وقال : اسألك بالله كويس ! متى جات ابي اسلم عليها
سلطان : قبل شوي جات مع سلمان بتحصلها داخل
مشى سطّام يدخل وقال : أم رواف
ابتسمت وقالت : ارحب سطّام !
تقدمت للباب وضبطت حجابها وفتحت الباب وابتسمت تشوفه وقالت : قرة العين شوفتك بأتم حال وعساك دايم بخير
سطّام ابتسم وقال : وانتي بخير وصحة وعافية والله يجزاك عني الف خير والله كنت شايل هم حريمهم
انفال ضحكت وقالت : افا عليك بس عندي
سطّام : ونعم يبنت عمي
ابتسمت وقالت : معليك زود
مشى سطّام يرجع للمجالس وهي رجعت للصالة ، شيكت على كل شيء ولفّت للسجاد الصغير اللي انكتب عليه ' حياكم الله بضيافة آل عقيل ' ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : اخ يكبر حظي بأهلي
جلست تشوف رواف نايم جنبها ، سحبت جوالها وبدأت تصور سناب لصاحباتها وأهلها ..
~ قدام الباب ~
نزلوا من ٣ جموس كبار ، وتقدم مطلق يضبط نسفه شماغه وانفتح الباب ونطق سلمان : اقلطوا ي مرحبا
نطق مطلق وقال : سلمان باب الحريم وينه ؟
سلمان ابتسم وقال : ناسي والله المعذرة ادخلوا من الباب الخلفي
مطلق لفّ لهم بنظرته الحادة وهمس : من ورا
مشوا الحريم كلهم ومشى لظبيه اللي اشرت له ، تقدم يمسك يمناها وينطق : عيوني ؟
ظبيه : متوترة اسرار بتجي ؟
مطلق : م عندي علم تبيني انشد لك ؟
هزت راسها بنعم وقال بصوته الثقييل : وصال
لفّ وصال له وقال : اسرار بتجي ؟
وصال هز راسه بنعم ومشى يدخل ، ابتسمت براحة وقالت : اوف الحمدلله
مطلق : ادخلي عيني عليك واستودعتك ربي
باس راسها ومشت تدخل ، شافها لحّد م اختفت من قدامه ومشى يدخل ، دخلوا على صّف عيال نهيّان ببشوتهم وينتصفهم سطّام ، اخذ نفس ومشى لهم ، سلم عليهم كلهم وحضن سطّام ونطق : جعله ماهو بآخر عهدنا سوا
سطّام ابتسم وقال : امين امين اقلطوا يرجا..
قاطعهم صوت نهيّان اللي صدع بالمكان ونطق : سلام عليكم
فزّوا عياله له وانحط سطّام بالأمر الواقع ، هو مهما كانت العلاقة بينه وبين أهله سيئة مستحيل يوضحها للعامة ، عرف انها خطة واضحة من أبوه لكنه تقدم وقال : ارحب
ابتسم نهيّان له وقال : الله يبقيك يبكّر نهيّان
لفّوا الكل يشوفون الهيبة في ممشى سطّام والدقل والرزانة بوقفة نهيّان ، سلمان وهذام وسلطان واقفين ينتظرون سطّام يسلم وبعدها بيسلمون ، صافح أبوه وباس على راسه وكتفه ويده ، ابتسم نهيّان بأنتصار يشّد ع مصافحة سطّام وهمس له : تجي بالطيب ولا بالغصب !
ابتسم بحدة وقال بصوته الرخّيم : عمرك طويل يبو سطّام
ابتسم يضحك بصوت خفيف وينطق : وفي عمري الطويل عساني م اخلا منك ي سطّام ولا اعدم
ابتعد سطّام ويحلف بأبتعاده ان دمه يغلي ، عروقه برزت ويحسّ بحرارة في سائر بدنه ، صار يستنشق ويزفر نيران صدره ، لفّ لسلطان اللي اشر له بمعنى ' اهدا ' وصدّ يمشي لضيوفه ونطق : اقلطوا يرجال
مشى نهيّان ومشوا وراه رجال وشيبان آل يزيد ، دخلوا للمجالس الضخمة والثريات اللي تتمسك بسقوفها ، منظر مهيب ويسّر الناظرين ، كانت عيونهم ع الاثاث وفخامته والقهاوي والحلى وتنظيمها كان أجمل مكان زاروه بحياتهم كلها ، العيال يصورون ومبسوطين والشيبان سوالفهم تنسمع من اخر المجلس ، ومثل م تعودوا رجال نهيّان كانوا جالسين بجانب ابوهم في منتصف المجلس ، نهيّان الوحيد اللي بقى ببشته والباقين لأجل الدخولية فقط ، جالس جنب أبوه ويأشر للقهوجين يرجعون يصبون ، متوتر لأنه بيمين أبوه ، هو كذا تسوء حالته وبقوة ينكتم ويضيق صدره ، يتذكر أيام حياة أمه كيف كان بجانب نهيّان وم يسوي شيء الا وأبوه معه ويسانده ، لفّ من مسك كتفه مثل م عهده سطّام وهمس له : تكفى لا تتعبني تكفى يكفي خلاص
نهيّان قطّب حواجبه وقال : وشفيك ؟
سطّام اخذ نفس وزفره وقال : بطلع انا شوي وجايكم
مشى يطلع للحوش ، فك ازرار ثوبه ولفّ للي لابسة عباية سُكريه وفستان فوشي وبكامل زينتها ، حكّ بين حواجبه ونطق : باب الحريم من ورا
عِقد ابتسمت وقالت : اوكيه سوري
سطّام صدّ وقال : عادي
لفّت وقالت : زيتونه مو من هنا
اسرار تقدمت وقالت : يبنت الحلال كلها مدخل واحد
سطّام لفّ بكل قوته من تأكد انها هي ، شافها تدخل وتوسعت عيونه وقال : ايه امشوا من ورا المسبح وبيدخلكم على قسم الحريم
اسرار مشت ولحقتها عِقد ، لمحها ليّن دخلت هي وعِقد ومشى يرجع للمجالس ، دخلت وقالت : سلام عليكم
قامت انفال ومضاوي ونطقوا : عليكم السلام
واختلفوا بالترحيب ، مشت اسرار تمد عبايتها للخدم ومشت لهم تسلم ، ابتسمت انفال وقالت : شخبارك انتي ؟ عرفينا
ابتسمت اسرار وقالت : حمدلله وانتي ؟
انفال : بخيير انا انفال زوجة سلمان بن نهيّان
اسرار ابتسمت بكلافة وقالت : ونعم وانا اسرار بنت محمد آل يزيد
ابتسمت انفال بوسع ثغرها ونطقت : يالله حيّيها
مشت تسلم على مضاوي وتوسعت عيونها من نطقت مضاوي : وانا زوجة نهيّان بن سلطان
هي تحلف ان اللي قدامها بسّنها او اكبر منها بسنة ، صغيرة جدًا وهمست : أبوهم ؟
مضاوي ضحكت بسخرية وقالت : ايوه !
اسرار ضحكت بصدمة وقالت : ماشاءالله ماشاءالله
مشت تتخطاها ولفّت لصدمة أهلها بقدومها ، ضحكت لهم وقالت : العهد قريب
نطقوا بصوت واحد : عهدك مايزال
مشت تجلس بجانبهم ومشت عِقد تجلس بجانبها ، اخذت نفس ومدت يدها للقهوجيات تأخذ لها فنجال ، بدأت تترشفه بهدوء وتتأمل زينة البيت ، صالة ضخمة جدًا وتتميز بالبياض واللوحات السوداء بمختلف فئاتهم ، ابتسمت تتأمل الرسمات وكانوا كلهم يحمّلون رمز 'HS' واللي يرمز لشركته الخاصة ' الهاجس سطّام ' كانت تتأمل كل زاوية وكل صغيرة وكبيرة ، هي طبعها كذا وتحّب تدقق بالأماكن اللي تزورها لأول مره ، ابتسمت من لمحت ظبيه ونادتها وقامت لهم وضمّتهم تسلم عليهم ، جلست وقالت : لو تشوفون فرحتي اول م دخلتوا
ابتسمت اسرار وقالت : جعله دوم ابتسامتك
عِقد مدّت يدها تشّد على كف ظبيه ونطقت : حياتو انتي
ظبيه : وش هالكشخه صدق دايم فارقة !
اسرار ابتسمت بخجل وقالت : بسكّ عاد لا تمدحين زيادة وينتفش ريشي !
ضحكت ظبيه وقالت : اوف ولا أم الفوشي
عِقد بحدة نطقت : ايوه انا امدحيني حنفُش ريشي وادخلُه بعيونها !
لفّوا من شافوا عِقد تناظر منيرة بحدة وانفجروا يضحكون بجانبها ، استحقرتها ونطقت : يع يصبايا مُقرفة مره !
اسرار : يحظها بحسناتك
خزّت اسرار ونطقت : انقلعي عني
ضحكت اسرار ولفّوا كلهم لمضاوي اللي نطقت : انتوا كلكم أهل مطلق ؟
هزّوا رؤوسهم بالإيجاب ونطقت سلوى : ايه نعم واسمنا آل يزيد ماهو أهل مطلق
مضاوي ضحكت وقالت : معليش م عرفنا الا مطلق من سطّام
صدّت ظبيه من جدتها ونطقت بهمس : حظوظكم تعانق السحاب دامكم أهلٍ لمطلق !
صدّت اسرار ولفّت عِقد وقالت : تُحبِيه ؟
اسرار توسعت عيونها بصدمة وقالت بضحك : اخوها
شهقت عِقد ونطقت بحدة : اش منجدك !!؟
ظبيه ضحكت بسخرية وقالت : مسويه توك تعرفين ؟
عِقد : ورب الإيمان دوبي اعرف !
ظبيه : ايوه اخوي مطلق وضاحي
عِقد ابتسمت وقالت : بس م تشبهي لُه ! عشان كدا م ركزت
ظبيه : ايه يشبه ابوي وجدي وانا طالعه لخوالي وأمي
اسرار نزلت عيونها لجوالها وشافت ' موكلة الخلع ' ضحكت وقالت : موكلتي بتزعجني الحين
عِقد : متى جلستكم الثانية ؟
اسرار : بكره اظن
قامت ترد على جوالها وتمشي ، دخلت ممر طويل وفيه باب كبير ، مشت تفتحه وتنطق : الو شيهانه ؟
شيهانه ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : كويس الحمدلله رديتي فاضية ؟
اسرار : ايوه يحياتي سمّي ؟
دخلت المرسم وقفلت الباب وراها ، بدأت تتأمل اللوحات الضخمة والعريضة والطولية وبمختلف أحجامها وانواعها بس تتمسك وتخضع لنفس اللون ودرجاتها في منها الأسود بالكامل والأبيض والرمادية ، مصدومة من التفاصيل المُهلكة بكُل رسمة ، وتستمع لشكاوي شيهانه لها ، جلست ع كرسيه الخاص ومررت أناملها على فراشيه ، ونطقت : منجدك قال كذا ؟
شيهانه : وخالقي انه قالها وجالس يكرر علي اسفه ويقول معاد بتتكرر
اسرار : انا مالي شور
شيهانه تنهدت وقالت بضيق : بس اسرار م دقيت الا وانا ابي منك حل ! اوافق نرجع سوا ولا اخلعه وانهي كل شيء بالجلسة بكره
اسرار ابتسمت وقالت : والله ودي اخدمك بس تذكري كل شيء سواه وشوفي قبل كيف كان يعتذر وتعذرينه ويرجع يسوي نفس الأغلاط واستخيري وكلميني
شيهانه شهقت وقالت : صح ! يخسى بس بكره نخلعه سوا
ضحكت اسرار بصوت عالي وقالت : تم نخلعه ولا يهمك وسوا بعد دخلتيني معك
ضحكت شيهانه وقالت : اجل اشوفك بكره على خير انتبهي لنفسك
اسرار ابتسمت وقالت : على خير وانتي برضو
سكرت جوالها ورفعت عيونها وجمّد وجهها من شافته واقف عند الباب ، مسك مقبض الباب وقال : خير ان شاءالله ؟ وش الوقاحه وقلة الذوق ذي ! اجل فتحنا لكم أبواب بيوتنا وكذا تجازوننا
قامت توقف وهي تشوف عروقه كيف بارزة ونبرة صوته كيف غاضبة ، تقدم يدخل وقفل الباب وراه ونطق : تسرقين هاه ؟
رفعت حاجبها وقالت : اسرق !
سطّام ابتسم وقال بحدة : ايه قدامك لوحات تقدر بالملايين وش بيوقفك ؟
اسرار ابتسمت وقالت : أنتبه ! اقلبها ضدك 
سطّام احتد صوته وقال : وتهددين محد يدخل هالمكان ابدًا الا انا !! وم اطيق مخلوق يمشي بمرسمي !؟
اسرار لفّت بتطلع ونطقت : المعذرة منك م عرفنا انك تعامل ضيوفك كذا ولا كان م قربنا بيتك بكبره
توسعت عيونها بصدمة من سحبها مع يدها ووقفت قدامه بالضبط ، رفعت راسها تشوف وجهه وأنفاسه الغاضبة اللي تضرب وجنتيها ، نزل بيده على كامل ذراعها وارتعشت بصدمة لكنه ثبتها ومسك لوحته الصغيرة اللي بيدها ونطق : بتروحين فيها ؟
هي وقت كانت تكلم شيهانه شافت اللوحة هذي عند الفراشي ومسكتها تتأملها ونست منها ، بس من قربه لها م قدرت تنطق بحرف واحد ولا تبرر ربع تبرير ، مسح وجهه وشنبه وقال : تكلمي ! قبل تروحين طلع لك لسان وسويتي فيها البريئة وترمين علي الغلط واني م اعرف اتعامل مع ضيوفي ! ضيوفي كرامتهم وضيافتهم فالصالة يطلعون من حدودها ويتجاوزون حدود بيتي هذول اسمهم لصوص وحرامية !!
كانت ترجف من قربه منها وكلامه لها ، لفّ من سمع صوت خطوات ونطق وهو يناظر بمحاجرها الخُضر : اطلعي برا !
قرب الصوت من الباب وتحرك مقبض الباب لفّ وشافها م زالت بجانبه ، زفر بغضّب يسحبها من يدها ووقف ورا أضخم لوحاته وهمس : م عندي مشكلة انا بس أهلك معقدين وش بيقولون لو يشوفونك هنا معي ؟ قلت لك اطلعي ورا م سمعتي ؟
كانت واقفة بدون حراك ولا حتى صوت ، وجمدت عظامها بعد كلامه الصحيح مليون فالمية ولا قدرت ترمش حتى من التفكير لو فعلاً احد شافهم سوا ممكن ينهون حياتها بداعي الشرف والغيرة ، مشى يطلع من ورا اللوحة وشاف بجاد واقف عند الباب ونطق : نعم ؟ تبي شيء
بجاد نطق بتوتر : ابي الحمام
ضحك سطّام ونطق : برا فالحوش
مشى بجاد بيسكر الباب ولفّ سطّام شافها ، مشى لها بعد م تأكد من عدد لوحاته وقال : شوفي الحديقة اطلعي فيها
رفعت راسها وشافته واقف عندها ونطق : لا يحسون انك هنا انا ماشي
مشى يطلع ولفّ لحليمة اللي جات ونطقت : شفيك ؟
سطّام لفّ يقفل باب المرسم وقال : ولا شيء لحد يدخل المرسم فيه أعمالي وكل شيء يقدر بملايين الدولارات انتبهي له وعينك عليه أمي حليمة !
حليمة مسحت على كتفه وقالت : عندي ولا يهمك
ابتسم وقال : اجل شوفي لي درب بطلع اغير ثوبي
حليمة : ليه عسى م شر ؟
سطّام : اذا انكتمت بلبس لازم اغيره وانتي تعرفين
حليمة مشت معه ونطقت بصوت عالي : تغطوا سطّام بيجي
رفعوا الحريم بمختلف الاغراض لأجل يغطون انفسهم الا عِقد اللي لفّت وشافته يدخل وقالت : هدا هو صاحب البيت ؟
ظبيه ابتسمت وكانت بتتكلم بس قاطعها صوت حليمة وقت قالت : سلطان بيدخل
وقفت بصدمة عن الحراك من شافته ، هو نفسه اللي لمحته مرات عديدة فالشركة ، غطت وجهها بيدينها ونطقت : اخ وش بيصير لو يدري مطلق اني اشتغل عند أهل سطّام !!
مشى يفتح باب جناحه ، ودخل ياخذ شور كامل ، شغل الماء ودخل تحته وسرعان م بدأ يهوجس بها وفيها وبالأحداث اللي حصلت ، غارق لكل تفاصيل شافها الليلة ، لمحها بكل وضوح وسمع حكيها وصوتها اللي م غادر عقله ابد وللحين تصدع ضحكتها وقت المكالمة براسه وبخلايا عيونه تتجدد ملامحها ، ابتسم من ركز على شامتها اللي تحتضن خدها وهمس تحت انفاسه : أرفق ي حّب الخال على ناعم الخد !
طاير فيها ولو انه م يعرف عنها الكثير ، يكفي انها تشيله لسابع سماء وهو بمحله ، يكفي انها توديه للبعيد وهو جالس بدون حراك ، يكفي انها تعيشه فصول السنة الأربعة بلحظة ، غمض عيونه وشاف طيفها ينعكس قدام عيونه ، اكتفى بأبتسامة يظهرها وشّد ع قبضته يفتح من جديد ..
~ فالحديقة الخلفية ~
طلعت تركض وشهقت بصدمة وقالت : خلاص اهدأي
كانت تعيش أزمة في تنظيم دقات قلبها ، جلست على الرصيف اللي يشّق الحديقة نصفين ، مسحت طرف عيونها من الدموع ونطقت : هذا هو سطّام ؟!
قامت تنفض فستانها ومشت بالحديقة تأخذ نفس وتتأمل الورود والأزهار والعشبيات بأنواعها من توليب وفُل وجوري وأقحوان وحتى النعناع والريحان ، مشت تتقدم من جذبتها زهرة تختلف عن بقية البستان ، مشت لحتى م وصلت لها واخذت نفس تنحي لها كانت تسبح بوسط بركة صغيرة ، ضحكت وقالت : عندهم نيلوفر !
كانت النيلوفر فارقه فالبركة عن النيلم جوزي والنيلم الأصفر ، تتأمل جمال المكان ساهية عن اللي يتأملها من شرفة جناحه ، يرسمها ويتأملها قدامه ، لفّ من سمع صوت سلطان اللي نطق : ماشاءالله بمنشفتك ؟ والضيوف
سطّام دخل بسرعة وقفل باب الشرفة ونطق : جايكم
مشى سلطان لباب الشرفة يفتحه وقال : بأخذ نف..
قاطعه من صرخ وقفل الباب وقال : لا سليّط !
لفّ بصدمة وقال : وجع شفيك انهبلت !!
سطّام ابتسم بربكة ونطق : شدعوة بس ابي البس والهواء بيلفح وجهي
مشى سلطان منخرش وقال : سبحانه ربي ولا قبل شوي م لفحك
طلع من الغرفة ، مشى لدولابه واخذ نفس وبدأ يلبس وضحك بخفه وقال : وشفيني مستحيل تكون غيرة !
ضحك بصوت عالي من الحُب اللي غمرة ، هو شلون حَب بسرعة ووقع لها بدون اي مجهود منها ، طلع للمجالس ورجع يجلس يسمع سوالفهم وهو بعالمه وهواجيسه الخاصة اللي عنوانها ' اسرار ' ...
~ قدام باب المرسم ~
ابتسم من سمعهم وضحك يقول : لوحات بملايين ؟!
مشى يفتح باب المرسم ودخله يتأملها بصدمة ، هو كان يحسب انها كذبة لكن من شاف الفن قدامه والمعدات الضخمة والواضح عليها انها غالية الثمن ، تقدم لأحد اللوحات اللي يغطيها القماش ، ابتسم يسحبه وشاف لوحة لبنت تتزين بالريش الأبيض ، لكنها بدون ملامح ، وغير واضحة ابدًا ، كانت مغلفة ومكتوب عليها ' completed ' واللي يوضح انها مكتملة ، ضحك وقال : يلعن الأصفار مكثرها !!
كانت قيمتها بـسبعة ملايين يورو ، والمشتري اسمه : أندريه خوسيه .
ضحك بجاد وقال : جاتنا فلوس تعيشنا لين نموت ! عشان ايش ؟ لوحة !!
ضحك يسحبها بالستاند الخاص فيها ، رفع جواله واتصل على نايف اخوه وقال : نايف خلك برا وانتبه لحد يشوفك
نايف : يالله م فيه احد اعجل
طلع يدفعها بكل سرعته ، وسحبها هو ونايف يطلعون برا فالشارع وقال نايف : وشذا يولد ؟
بجاد : هذي اللي بتعيشك سنين وانت بعزّ !
نايف ضحك وقال : لوحة ؟
بجاد : بملايين
غصّ نايف يكح وقال : هاااه !!!
بجاد ضحك يركبها بشنطة الجمس وقال : تمت
نايف : يالبييييه ي بجاد انت صادق ؟
بجاد : اي والله بس لحد يدري بنبيعها ونكسب منها
نايف ابتسم وقال : تم تم
دخلوا البيت وقابلهم هذام ونطق : تحتاجون شيء ؟
نايف جمّد وجهه بصدمة وبان توتره عكس بجاد اللي دفع نايف للمجلس وقال : سلامتك
مشى معه وقال : يحمار لا تفضحنا !
نايف بلع ريقه بتوتر وقال : وقسم بالله انخطف لوني اول م طلع بوجهي
جلسوا فالمجلس ينتظرون العشاء وبعدها بيرجعون للديرة ، دخل هذام ونطق لسلمان : عينك عليهم ماهم عاجبيني
سلمان ابتسم وقال : بس هم ؟ انا الكل ماهم عاجبيني !
ضحك هذام وقال : صادق مابلا مطلق وضاحي هم المقبولين والشيبه حمد
سلمان : ماش ولا احد حتى مطلق ذا غريب
هذام : حرام عليك
لفّوا لسطّام اللي دخل وقال : اقلطوا للعشاء يرجال
قاموا كلهم يمشون لغرفة المعيشة ، ابتسموا من شافوا الصحون وكرامتهم عليها ، ابتسم أبو بجاد وقال : كثر خيركم
سطّام ابتسم بكلافة وقال : حق وواجب اقلطوا يالله حييّهم
مشى مطلق وقال : والله ان اطلعها من بين جنوبك ! وشذا يولد كثرت حرام عليك !
سطّام باس خشمه وقال : اقسم بالله اني م تعنيت ودفعت الا لك وان كأنها كثير فأشهد بالله انك تستاهل وان كأنها قليلة فتسدها المعزة والخوة اللي بيننا
ابتسم مطلق وقال : لا جعلها صدقة لأمك ووالدي ماهي قليلة وكثر الله خيرك يالهَاجس وتعطي من زود ! ونردها لك بالأفراح
ابتسم سطّام وقال : عاد تراني ناوي
ابتسم مطلق وقال : على وش ؟
سطّام : نطلب القرب منك
مطلق توسعت عيونه وقال : علي الحرام انها مرحبا تتبعها مرحبا تردفها مرحبا ليّن م يبقى من تراحيبنا مرحبا !
ضحك سطّام وقال : العشاء وبعدها بنتكلم
مسكه قبل يجلسون وقال : من ؟
سطّام همس له وهو يغمز : اختك من يعني ؟
طار قلب مطلق لسابع سماء ورجع ، واستهَل وجهه بفرحة كبيرة ، سطّام بنظره مناسب وأكثر لظبيه ، وجات من سطّام ماهو منه وهذا شيء يخليه يحّب يده وجه وقفى ، جلس يتعشى وهو طاير فالجو يعانق النو ، سمى بالله يتعشى ويدعي تتم ..
~ على عشاء الحريم ~
جلسوا كلهم حول الصحون ونطقت انفال : الله يحيّيكم حق وواجب والله انكم تستاهلون الشحم
ردوا عليها بمختلف الردود ، جلست بجانب مضاوي وقالت : وين اسرار ؟
جلست اسرار بجانبها وقالت : موجودة رحت اغسل
ابتسمت انفال وقالت : الله يحيّيك يحياتي
ابتسمت اسرار ولفّت تشوف عِقد بجانبها تاكل سلطة ، ابتسمت ومدت يدها تاكل ، مضاوي ضحكت وقالت : م تاكلين لحم ؟
عِقد ميّلت شفايفها وقالت : م احُبُه !
مضاوي ابتسمت وقالت : والله فاتك
عِقد : كويس خليه يفوتَني
انفال ضحكت تضرب مضاوي وقالت : انتي مانتي منهم صح ؟
نزلت عيونها على صحن السلطة ، هي كانت بتصير قريبة جدًا من اسرار لو تزوجت وصال ، ابتسمت اسرار وقالت : لا صاحبتي هي
انفال : حجازية ؟ من وين
عِقد ابتسمت بخفه وقالت : سّت المُدن المدينة المنورة
ابتسمت انفال وقالت : تشرفنا ب عِقد
عِقد : الشرف لي حياتو
مضاوي : انفال
لفّت انفال لها وقال : هلا ؟
مضاوي : الصغار م كلوا !
انفال : رواف م ياكل تصرفي بعيالك
شهقت اسرار وقالت : عيالها ؟
انفال ضحكت وقالت : انا عندي رواف وهي عندها ورد وإلياس
اسرار نطقت بصدمة : واه ماشاءالله الله يحفظهم لكم
مضاوي وانفال نطقوا بصوت واحد وقالوا : امين
عِقد : كم اعماركم ؟
انفال : انا ٢٥ ومضاوي توو السنة ذي دخلت ٣٠
اسرار ابتسمت وقالت : مرره مو واضح ماشاءالله
عِقد : لا صراحة واضح
لفّت اسرار وعيونها متوسعة بمعنى التهديد ، صدّت عِقد بخوف تناظر الصحن وضحكت اسرار بفشلة ، لفّت انفال لظبيه اللي معهم على الصحن وقالت : وانتي ظبيه اخت اسرار ؟
ظبيه ابتسمت وقالت : لا بنت عمي بس اعتبرها اختي
انفال : اسفه عائلتكم تلخبط
ظبيه : لا كثرت الجمعات بتتعودين
اسرار ابتسمت بتوتر وقالت : م اظن بتكون فيه جمعة ثانية ؟
هي قالت كذا لأجل م تضطر تشوفه مره ثانية ، لكن لفّت لأنفال اللي قالت : م يحتاج نجتمع احنا يالبنات مره حبيتكم
اسرار اكتفت بالأبتسام لأن ردود ظبيه تكفي ، خلصوا من العشاء ودخلوا للصالة وتقدمت مضاوي مع انفال يبخرونهم ويعطرونهم ، مشت منيرة بعد م خلصت عبوة العطر عليها ونظرات الصدمة تعتلي وجه انفال ، طلعت للحوش ومشت من عند المسبح وشافتهم الأربعة مع أبوهم ، وسمعت كلامهم وكان نقاشهم حاد نوعًا ما ..
~ عند المسبح ~
تجمعوا وجاء نهيّان وقال : نعم ؟
سطّام صدّ عن أبوه وقال : اسلموا أنا ي أبو سلطان ابي اقدم مبلغ وقدره لمطلق
نهيّان زفر بملل وقال : خلّها مع المهر اجل
توسعت عيون سلطان وقال : مهر شنو ؟!
هذام : وسلطان صادق مهر ايش ولمين ؟
سلمان رفع حاجبة وقال : وشفيكم سطّام قبل شوي تقدم لأخت مطلق قدامي انا وأبوي
نهيّان : وقالي م اتدخل بقراراته وهذا اللي بسويه
سطّام : عيال جات فجأة لحد ينكد علي
سلطان نطق بصدمة : ع البركة يالشيخ م بنقول شيء
هذام ابتسم بصدمة وقالت : مبروكين مبروكين والله يتمم اذا كان فالأمر خير لك وخير لها
نطقوا كلهم بصوت واحد : امين
سطّام : يعني شوركم ؟
هذام : نفس م قال أبوي
سلطان ابتسم وقال : صادق أبوي مع المهر
نهيّان : نرجع للضيوف ؟ وخل الوضع طبيعي
سطّام مسك كتف سلطان وقال : تمام اسبقوني
خبط كتف سلطان وقال : بحاكيك
سلطان : طبعًا بيننا ليل طويل بتقول كل شيء
ضحك سطّام وقال : تمام امش
مشى سلطان يلحق أبوه وأخوانه ولفّ سطّام وانلجم من شاف الانثى اللي شافها بهذاك اليوم عند باب بيتهم وقت كان يرسم اسرار وخاصمته ، نطقت بصدمة : اهين ذوقك م حصلت من بنات آل يزيد الا ظبيه ؟
توسعت عيونه بصدمة وكملت تقول : ولا عشانها اخت مطلق الوحيدة ؟!
نشف دمه وجمدت عظامه ومعاد قدر يتحرك ، ناظرته من فوق لتحت ومشت معصبة ، مسك راسه وقال : اخ ي سطّام اخ !
رجعت به الحادثة لوراء وقت كان أول لقاء بينهم ، من قالت له : ولد عمي عند غنم ابوه قدام نروح له واكيد بيساعدك
ضرب راسه مرارًا وتكرارًا هو في أيش ورط نفسه ، ليش توه يستوعب اللي صار وتوه يصحى ويعرف انها ماهي اخت مطلق إنما بنت عمه ..
~ مُنتصف الليل ، مرسم سطّام ~
كانت تمسح الرخام والتحَف ، فتحت بابه وابتسمت بفخر وقالت : ماشاءالله طلعت رسمة جديدة ؟
مرّ هذام وسمعها وقال : هلا حليمة ؟
حليمة : قصدي اللوحة اللي خلصت قبل شوي
تقصد لوحة رسمها سطّام لأسرار بس ، وعلى الرغم من معرفته لملامحها رفض يرسم لها ملامح ، قد تسمى غيرة وقد تكون غيره ؟ شاف طرف فستانها وقت دخلت للبيت وكان بالريش وانطلق يضيف لمساته الساحرة وينثر الريش على اللوحة بشكل فاتن ومميز ، غلفها من جّف الغراء وبصم مكتملة عليها وأنهى كل شيء بأقل من نص ساعة ، ابتسم هذام وقال : ماشاءالله الله يبارك له
ابتسمت تهمس بآمين ، مشى يطلع لجمعتهم فالحوش ، سحب كرسيه وجلس وقال : ع البركة طلعت رسمة ؟
سطّام م رد وهو يهوجس وبيده كاسة شاهي ، لفّ سلطان وقال : للحين لا بس بتطلع الليلة
ابتسم هذام وقال : الله يبارك لكم
ابتسم سلطان ونطق : امين
عدّل جلسته وزفر بضيق ، ليه استعجل ؟ ليه طاح هالطيحه وليه تطير منه بقراره هو ، مسك راسه وقال : انا شسويت !
لفّ سلمان ونطق : وش بعد ؟
احتدت نظرة سطّام وقال : سلطان
سلطان ابتسم من توتر الجو وقال : هلا هلا ؟
سطّام : بطلع لفرنسا
سلطان ابتسم وقال : يعني اقتنعت تلبي دعوة أندريه ؟
هز راسه بنعم وقام يقول : بالعافية عليكم
طلع من عندهم ومشى للطابق الثاني ، فتح باب جناحه وسكر الباب وراه ونطق : وش بسوي الحين وش الحل لمصيبتي ؟
مشى ينسدح وزفر بغضّب ، غطى وجهه بكفوفه وقال : يارب الخيره
غمض عيونه بينام لأجل سفرة فرنسا لحضور افتتاح فندق أندريه خوسيه ، مقهور لأنها نسبيًا طارت من أحلامه قبل تدخلها بشكل كلي ، نامت عيونه ودخل بوسط الأحلام يغرق فيها اكثر واكثر والواضح انه بيكون المكان الوحيد اللي يجتمع فيه الهاجس بأسرار ..
~ فالديرة ~
وصلوا ووقف ينتظر من دخلوا بيوتهم ، رجع للسيارة وسحب اللوحة بهدوء وقال : تعالي ي أغلى كنوزي
ضحك يدخلها مستودع أبوه او بالأحرى بيت بتال القديم ، سكر عليها بالقفل ومشى يرجع لجلسة العيال بمنتصف الحوش ، جلس ولفّ لضاحي اللي يغني ونطق : صوتك نشاز انطم !
رفع صوته ضاحي يغني وينشد ، صرخ بجاد عليه ودفعه وطاح من الدكة ، فزّوا نايف وبتال يحامون مع بجاد ، قام ضاحي وابتسم بحدة وقال : تحامون عليه من عدو ؟ ترا عاد حن عيال عم الله يفرق بيننا وبينكم !!
مشى ينفض ملابسه وقال وهو يمشي : بيجيك الوقت اللي تكون فيه لحالك وبستفرد فيك بس انتظر
دخل بيته ولفّ يشوف مطلق منسدح على المركى وشماغه على صدره والعقال فوق راسه ، ابتسم وقال : لو اقولك بجاد طيحني بتفزع ؟
نطق مطلق بصوته الثقييل : والله لا ادري انك صادق ان احرقه
ابتسم وقال : مغير امزح معك
مشى يدخل للمقلط وقفل الباب وراه ، زفر بغضّب يدري ان الكثرة بتغلبه وهو شجاع ويدري ان خاطر مطلق معكر ولا مشغول بشيء ، بالوقت ذا مطلق مفروض نايم بس اذا كان ينتظر شيء مستحيل يذوق النوم عينه وفالواقع مطلق ينتظر متى يجي سطّام يتقدم لظبيه في بيته وماخذه فرط التفكير والهوجاس بعيد عن النوم ..
~ حيّ الياسمين ، بيت عِقد ~
دخلوا وفصخت كعبها ومشت تنسدح على الكنب ، مشت اسرار تجلس بجانبها وتنطق : ليل طويل والله
عِقد : م حبيتهم صراحة
اسرار : مو مهم اصلاً مين قالك بنرجع نشوفهم ؟
عِقد : صح بس الله يستر من أهلك مشافيح فشلونا ! شوي ويصورو دورة المياة عمى شوي ثقل !
ضحكت اسرار وقالت : بمشي للديرة
قامت عقد تجلس ونطقت : اقول وربي م تتحركي ! نامي والصباح رباح
اسرار : اجل شورك وهداية الله بروح انام
مسكتها عقد من يدها وقالت : م تنامي الا لما تقولي لي فين كنتي ؟
اسرار جلست وقالت : متى
عِقد : مو رحتي تكلمي موكلتك ! ايوه بعدُه اش صار ؟
بلعت ريقها بتوتر من تذكرت كل اللي صار بينها وبين سطّام وقالت تنكر كل شيء : ولا شيء شفت حديقة وطلعت فيها
عِقد : اوكيه طينتكم وحده
ضحكت بصوت عالي من فهمت قصدها ، رفستها ونطقت : حيوانه ! والله شفت نيلوفر مستحيل يفوتني
شهقت عِقد وقالت : هاه ؟ نيلوفر شلون قدر يعيش فالرياض ؟؟
اسرار : مدري تسأليني ؟
عِقد : بس ستل نفس طينة أهلك
اسرار فلّت شعرها ونطقت بغرور : لا حبيبي أنا ‏اللي ينقال عني من كثر ماهي بـ قمة في السلوم وفي المباديء صاروا العرب يشكّون إن طينتها ماخوذةٍ من راس قمّة !
زغرطت عِقد ونطقت بفخر : عاشت بنتي ! عاشت زيتونة قلبي
ضحكت اسرار وقالت : تصبحين على خير حبيبي
عِقد : انتي الخير يعمري
دخلت غرفتها وسكرت الباب ، ارخت جسدها تستند على الباب ونطقت : يارب م يصير شيء ويارب اصحى على خير يارب !
مشت تدخل تأخذ دش ، انتهت منه وطلعت تلبس بجامتها وتنسدح تتأكد من جلستها بكره ، ومن انتهت قفلت اللابتوب وحطت كل شيء بجانب راسها ونامت علطول ..
~ صباح السبت ، بيت سطّام ~
صحى على أنفجار جواله إتصالات دولية ، زفر بقرف ونطق : برد برد خلاص عاد !
رفع جواله وهو فاتح عين واحد لكن سرعان م توسعت عيونه بصدمة ورد علطول ينطق : oh hello Mr. Andre Jose !
*اوه ، مرحبا سيد أندريه خوسيه !*
أندريه : Finally Mr. Sattam !!
*اخيرًا سيد سطّام !!*
سطّام مسح وجهه وشنبه وقال : Sorry for late response I was sleeping , whatever how can I help you ?
*المعذرة على ردي المتأخر كنت نايم ، معلينا كيف اقدر اساعدك *
أندريه : I appreciate the time difference between France and Saudi Arabia but I'm asking for my painting?
*اقدر الاختلافات الزمنية بين فرنسا والسعودية لكن اتسأل عن لوحتي ؟*
ابعد سطّام الجوال عنه وقال : خذا الله راس عدوك ي سليّط
ابتسم وقال : Sorry but I'll check it again for you please give me some time because I just woke up
*اعتذر بس معليك برجع اشيك مره ثانية فرجاءً عطني وقت لأن توو صحيت*
أندريه : Okay
*حسنًا*
قفل جواله وزفر بقرف يسحب منشفته ويدخل الحمام ، شغل الدش ودخل تحته يأخذ دش سريع ويطلع ، لبس وخلص ومشى ينزل وقال : سلطان
سلطان قفل لابتوبه وقال : ارحب اكيد جاك الخبر
سطّام جلس وقال : اتصل أندريه ويقول م وصلته اللوحة واستفتاح فندقه بكره
سلطان مسك راسه وضحك بصدمة وقال : يعني م وصلك العلم !؟
سطّام سحب قهوته يترشفها ونطق : وشفيك ؟
سلطان : اللوحة م طلعت للشحن اصلاً
سطّام : غريب ؟ شيكت ع مرسمي ؟
سلطان : ماهي موجودة اللوحة ! سطّام اللوحة انسرقت
توسعت عيونه بصدمة من تذكر اسرار ، قام بصدمة يوقف ونطق بحدة وهمس : مستحيل !
سلطان نطق بغضّب : لا يسند اخوك ماهو مستحيل اللوحة اختفت تقول الأرض انشقت وبلعتها
كان يقصد بالمستحيل انها تسوي شيء زي كذا ، ضحك بصدمة ونطق : كذا يجازون المُحب ؟
سلطان عضّ اصبعه ونطق : سطّام ! صحصح وش قاعد تقول !؟
سطّام سحبه يجلس وقال : أهلنا وين ؟
سلطان : فالجبيّل رحلتهم كانت اليوم الفجر
سطّام : اخت مطلق تتذكر سالفتها ؟
سلطان : ايه سعيدة الحظ ؟
سطّام ابتسم وقال : اخ بس
سلطان ضحك وقال : يالخفيف !! صحصح يكوتش اللوحة أهم والحين ترجعنا لسالفة خطيبتك المستقبلية
صار يضرب بكفوفه ونطق : تشوف ؟ راحت خطيبتي على قولتك
سلطان تلاشت ابتسامته وقال : شلون ؟
سطّام : اللي ابيها م طلعت اخت مطلق وانا حسّت الدنيا
سلطان ضرب راسه بخفه وقال : لا ي سطّام لا ! وش سويت انت الحين !؟
سطّام : اللي طاح لها اخوك الثور هي اللي سرقت اللوحة فأنا اقولك انه مستحيل تسويها !
سلطان ضحك بصدمة وقال : الحين فكنا من مشاعرك شلون شكيت فيها وشلون قاعد تدافع عنها ؟ ومين هي اصلاً ؟
سطّام : هذي يطويل العمر اسرار بنت محمد بن حمد آل يزيد ! سمعت مطلق امس يقول بنت محمد ولفّت له وقت طلعوا بيسرون ، انا بالنسبة لكيف شكيت فيها شفتها فالمرسم وصارت بيننا سالفة فيه..
قاطعه سلطان ونطق : قول السالفة !
ابتسم سطّام ونطق بصوته الرخّيم : كلام بس وشفت معها لوحتي الأولى الصغيرة ذيك عرفتها ؟
هز سلطان راسه بنعم وكمل سطّام يقول : وبعدها تخاصمنا وسمعت صوت وشفت ذاك بجاد
تقرفت ملامح وجه سلطان وقال : يكرهي زيرو قبول !
ضحك سطّام وقال : وخفت يشوفها فصرفته وطلعت وتركتها فالمرسم وبالنسبة للسرقة البنت م تعطي الفايب ذا ابدًا وغير كذا شفتها وهي طالعة م كان معها شيء واللوحة كبيرة جدًا ماهي سهلة تطلعها وترجع للبيت محد لمحها ؟
سلطان : يعني تبريها ولا وش ؟
سطّام هز راسه بنعم وقال بجدية : لو تبي احلف لك ان مالها دخل ابدًا
سلطان : الله يستر والحين وش بنسوي ؟
سطّام : برفع قضية عليها
انفجر سلطان يضحك بصوت عالي وقال : منجدك ؟؟
سطّام اخذ كوب قهوته وقال : وانت صدقت تبرئتي لها ؟ مليون فالمية الخطأ راكبها وهي اللي سرقتها شكلها عرفت انها هي اللي بالرسمة
سلطان ابتسم وقال : وانت رسمتها ؟ اخ يالخفيف
سطّام صدّ يناظر كوبه وقال : وش اسوي ذبحتني هواجيسي فيها
سلطان : متى بنطلع للمحكمة لازم نفتح ملف للقضية ونرسله لأندريه نسكته شوي
سطّام اخذ نفس وترك كوبه على الطاولة وقال : مشينا الان للمحكمة
قاموا اثنينهم يطلعون للمحكمة الجنائية العليا ..
~ فالديرة ~
وصلت للبيت ونزلت تدخل البيت ، فتحت الباب وشافت حمد جالس بالكرسي المتحرك وسلوى بجانبه ، مشت لهم وقالت : صبحهم وربحهم
ابتسم حمد ولفّت سلوى ونطقت : انتي مافيك حياء ؟ اجل ترجعين البيت الصباح !!
ابتسمت بهدوء تتقدم لجدها وتبوس فوق راسه ، مشت لسلوى لكنها ردتها وقالت : ابعدي لا تقربين مني
اسرار : ابشري يجدة ولا تزعلين كنت اشتغل على قضية وخلصت اخر جلسة وطلعت راضية حمدلله بالنتيجة
سلوى زفرت بغضّب وقالت : محد يبي يعرف اسرحي لبيتكم
مشت تودع جدها وترجع لبيتهم ، دخلت وقالت : يمه
عفيفة ابتسمت من الصالة وقالت : تعالي يبنتي تعالي
دخلت اسرار وقالت : أولى القضايا وفزت فيها
حضّنت امها وبدأت تبارك لها ، لفّت لمنّير اللي جالس يقرأ فالجرايد ومنشغل عنهم ، جلست وقالت : يبه ؟ م بتبارك لي
منّير : كم خذيتي منها ؟
جمّد وجهها بصدمة بس م وضحت واجد ونطقت : ولا شيء لوجه الله قبلت فيها
ضحك بسخرية وقال : اجل ليه ابارك ؟
اسرار : اذا فالسالفة فلوس بتبارك ؟ حلو نظامك
نطق بحدة صوته وقال : احترمي نفسك يبنت !
اسرار ضحكت وقالت : لحظة ؟ وش سويت !
مشت تطلع لغرفتها ولفّت عفيفة وقالت : عشان بتال تمرد بترجع لشخصيتك القديمة ؟!
منّير : انا م يصحيني الا اخوي بتال ! اجل اعيشها معي واخرتها م ترد الجميل ؟؟
عفيفة وقفت بصدمة وقالت : تراها بنتي ولو تسوون المستحيل م بعدتوها مني !
منّير ضحك وقال : دخلتي بالجو صدق ؟
عفيفة نطقت بعصبية : اذا رضعت مني مثل م رضع وصال ولدي وولدك تصير بنتي وبنتك وغصب عن أطول شارب فيكم تسمع !!
منّير رفع حاجبة وقال : بنشوف اذا م هربت هي منك م أكون انا منّير
رمى الجرايد على وجهها وطلع بغضّب وقفل الباب وراه بقوة ، شهقت ونزلت دموعها بحرقة على اسرار اللي سمعت كل شيء من عند الدرج وتوضح لها ماضيها المجهول ، كانت تبكي وتشاهق بس بدون صوت كاتمة نفسها بيدينها ، طلعت تركض ودخلت غرفتها ودفنت وجهها بوسادتها تصارخ وتضرب بفراشها تبكي بحرقة دم ، هي عاشت معهم حياتها كلها ولا عمرها بيوم حسّت بالغربة بس بيوم وليلة قرروا يرجعون لشخصياتهم المخفية ، داخت من كثر بكائها وطاحت نايمه ..
جمّد وجهها بصدمة بس م وضحت واجد ونطقت : ولا شيء لوجه الله قبلت فيها
ضحك بسخرية وقال : اجل ليه ابارك ؟
اسرار : اذا فالسالفة فلوس بتبارك ؟ حلو نظامك
نطق بحدة صوته وقال : احترمي نفسك يبنت !
اسرار ضحكت وقالت : لحظة ؟ وش سويت !
مشت تطلع لغرفتها ولفّت عفيفة وقالت : عشان بتال تمرد بترجع لشخصيتك القديمة ؟!
منّير : انا م يصحيني الا اخوي بتال ! اجل اعيشها معي واخرتها م ترد الجميل ؟؟
عفيفة وقفت بصدمة وقالت : تراها بنتي ولو تسوون المستحيل م بعدتوها مني !
منّير ضحك وقال : دخلتي بالجو صدق ؟
عفيفة نطقت بعصبية : اذا رضعت مني مثل م رضع وصال ولدي وولدك تصير بنتي وبنتك وغصب عن أطول شارب فيكم تسمع !!
منّير رفع حاجبة وقال : بنشوف اذا م هربت هي منك م أكون انا منّير
رمى الجرايد على وجهها وطلع بغضّب وقفل الباب وراه بقوة ، شهقت ونزلت دموعها بحرقة على اسرار اللي سمعت كل شيء من عند الدرج وتوضح لها ماضيها المجهول ، كانت تبكي وتشاهق بس بدون صوت كاتمة نفسها بيدينها ، طلعت تركض ودخلت غرفتها ودفنت وجهها بوسادتها تصارخ وتضرب بفراشها تبكي بحرقة دم ، هي عاشت معهم حياتها كلها ولا عمرها بيوم حسّت بالغربة بس بيوم وليلة قرروا يرجعون لشخصياتهم المخفية ، داخت من كثر بكائها وطاحت نايمه ..
~ فالمحكمة الجنائية العليا ~
دخلوا ومشوا يأخذون موعد لكن بحكم سمعتهم وكنيتهم دخلوا علطول ، مشى سطّام وابتسم يصافح نافل ونطق : يالله حيّيهم عيال نهيّان
جلسوا ونطقوا : الله يبقيك
نافل : كيف اقدر اساعدكم اليوم وخطاكم الشر مقدمًا
سطّام : الشر م يجيك ابد جيتك ابلغك بلوحة مسروقة من لوحاتي
نافل عضّ طرف إبهامه ونطق : امم.. حلو بلغت الشرطة ؟
هز سطّام راسه بنفي وكمل نافل : اجل نبلغهم ولا تشيل هم فيه احد شاك فيه ؟
رفع راسه وقال : ايه بقولك الأسم بس للحين مدري
نافل : اسلم
سطّام : اسرار بنت محمد آل يزيد
نافل سجل اسمها عنده ونطق : بس ؟
سطّام : ايه ايه والظاهر أنها هي لأن محد براسي غيرها
نافل : طيب وش تقرب لك ؟ لأن نعرف انك ترسم داخل بيتك
سطّام مسح شاربه وقال : م تمسّني بصلة ولا بدم
نافل : خلاص أجل بنتحرى ونشوف ومتى م شكيتوا بأحد غيرها قولوا لي لا تخلوني بدون علم
سطّام : ابد معليك
نافل : ايه سطّام بيتك فيه كاميرات مراقبة ؟
هز سطّام راسه بنعم وقال : بس عند البوابات والمداخل والمخارج
نافل ابتسم وقال : خلاص اجل نجيبه يعني نجيبه سهالات لا تشيل هم
سلطان ابتسم وكمل الشطر يقول : لو كان تحت الحراسة
ضحكوا وقال سطّام : بشيك لك عليها وبرد لك خبر
نافل : تمام وخذ راحتك
طلعوا ونطق سلطان بحدة : والله م اعديها يالخفيف ! حستني وحست عمرك !! م فيه غيرها اللي مشكوك بأمرها ليه التردد ؟
سطّام : وتحسبني بالسهولة عطيته أسمها بس عطيته وانا عارف اني بضيعها وبتطير من يدي
سلطان بغضّب نطق : وش هي حمامة ؟ روقنا لا احوسك
ابتسم سطّام وقال : م بتفهمني والله
مسح سلطان وجهه وشنبه واستغفر وقال : امش امش
طلعوا من المحكمة ووقف سطّام بصدمة من شاف الشرطة يحاصرون سيارته ، تقدم مع سلطان ونطق : عسى م شر ؟
الضابط محمود : في أمر القاء القبض عليك ، أنت سطّام بن نهيّان ؟
هز سطّام راسه بنعم وكمل الضابط : بأتهام أنثى بأوائل العشرينات من عمرها
سطّام توسعت عيونه بصدمة وقال : لحظة نفهم ! اتهمتها بشنو ؟
سلطان : يرجال غلطانة الحين !
الضابط محمود : ماهنا خلاف فالمحكمة تقولها انها غلطانة
مسكوا سطّام وكلبشوه ، وقف بصدمة يستسلم لهم ونطق : بتقول لي ولا شنو ؟ اتهمناها بأيش ؟
الضابط محمود : سرقة لوحة تُقدر بـسبع ملايين يورو
سطّام : طيب هي فعلاً سرقتني ! ولا ليه بكون عند المحكمة ؟
الضابط محمود : م عندي علم بس بتجي معي للقسم
لفّ لسلطان وقال : محلولة ي سليّط لا تنسى أندريه الحين تعطيه الملف حق القضية
سلطان بتوتر اردف : لا تشيل هم انت بعد محلولة بوكل محامي ونشوف وش قصة اسرار
شالوه وأخذ سلطان مفتاح السيارة ، ركب السيارة وشاف الساعة سبعة صباحًا ، مشى للشركة ماوده يلتهي بهالسالفه وينسى من أندريه ، توجه للشركة علطول ..
~ شركة 𝐻𝒶𝒿𝑒𝓈𝒮𝓊𝓁𝓉𝒶𝓃 ~
دخل سيارته بالمواقف ونزل منها ، لفّ يشوفها عند المصعد وركض علطول ينطق : لحظة !
لفّت ظبيه للي جايها يركض وشهقت من ضربت يده برأسها ، هو م انتبه انها قريبة من الباب حق المصعد وكان يبي يوقفه قبل يسكر ، دخل وقال : اسف والله اسف م قصدت
ظبيه ابتسمت بهدوء وقالت : م حصل شيء
ضبط ثوبه وشكله وتقدم يضغط الطابق الثلاثين ، توسعت عيونها من استوعبت انه سلطان اللي قابلته قبل يوم ببيته ، لفّت تشوفه مشغول بالتابليت اللي بيده ، صدّت برعب وم صدقت يفتح الباب للطابق العاشر ونزلت علطول من المصعد ، تسكر الباب وطلع سلطان للطابق الثلاثين ، طابق نائب المدير التنفيذي والمدير التنفيذي ، دخل وابتسم يشوف مشهور وقال : صباح الخير أبو ماجد
مشهور ضحك وقال : انت الخير
ابتسم يتقدم يسلم عليه وقال : وش الجدول اليوم ؟
مشهور : ابد حرقنا بالأتصالات مدير اعمال أندريه
سلطان : محلولة بإذن الله
مشهور : وش السالفة اصلاً ؟
سلطان : انزرفت اللوحة
شهق مشهور وقال : اتق الله !
سلطان رفع أغراضه ينزلها على مكتب السكرتير مشهور وسحب الكرسي وجلس جنبه وقال : وقسم بالله
مشهور جلس وقال : والحل ؟
سلطان : مدري وضب لي اجتماع سريع مع طاقم التحرير والتنظيم والتنسيق بعد شوي تمام ؟
مشهور : وطاقم النقل والشحن ؟
سلطان : مالهم دخل اصلاً م وصلهم شيء وكل الأوراق والمستندات عند التحرير فالطابق العاشر
مشهور : خلاص ازهلني
مشى سلطان يأخذ اغراضه ويدخل مكتبه ، فتح مشهور اللابتوب وأرسل إيميل لكل من يوجد بالطابق العاشر بداعي الاجتماع اللي بيكون بعد نصف ساعة من ألان ..
~ فالديرة ~
طلعت وكوب قهوتها بيدها ، نزلت نظارتها وحطتها فوق رأسها من شافت الشرطة تحاصر حوش أهلها ، وفجأة أشروا عليها بتال ونايف وأبو بجاد وراهم يبتسم ، قطّبت حواجبها ومشوا لها رجال الأمن ونطقت : فيه أيه !
ابتسمت الشرطية سهى ونطقت : فيه بلاغ عليك
اسرار : تمام نتفاهم
الشرطية سهى مشت وراها تكلبشها ونطقت : ابشري بالقسم نتفاهم زين
اسرار شهقت من طاح كوبها فالأرض وقالت بحدة : لا انتوا تستهبلون معي !
الشرطية سهى : يحق لك توكلين محامي وتلتزمين بالصمت لأن كل شيء تقولينه ممكن يتسجل ضدك خصوصًا اخر كلامك لأنك تعبثين مع الجهات المسؤولة !
اخذت نفس طويل وزفرته ونطقت : حلو نظامك ي سطّام
ركبوها السيارة وحركوا من أسوار الديرة ، نطق أبو بجاد بغضّب وقال : شفتوا ؟ حقت دعارة ومشاكل وجابت الشرطة لبيتي الحين وش بنقول للعربان ؟ الله يبلاها ببلاء ويفكنا منها
دخل للمجلس ودخلوا العيال معه ..
~ في بيت عِقد ~
حطت آخر لمسات ميكب دوامها ومشت ، سحبت جوالها من سمعت أتصال وصلها وردت تقول : ايوه زيتونه صباح الخير
اسرار بعصبية : صباح الزفت والله ! تعالي قسم شرطة الرياض الان !
شهقت وقالت : بنت اشبك !! اش مسوية ؟
اسرار بهمس : لا تخليني اسب وتعالي
قفل الاتصال ومشت تركض لغرفتها ، اخذت مفاتيح السيارة وطلعت تسكر بيتها وتمشي للسيارة ، ركبت وانطلقت للقسم علطول ..، وصلت بعد فترة ونزلت تمشي داخل القسم ووصلت للغرفة ووقفتها الشرطية سهى ورفعت عِقد بطاقتها ونطقت : أنا محاميتها
الشرطية سهى انحنت على جنب ودخلت عِقد وقفلت الباب وراها وقالت : اسرار اشبك ؟
اسرار : مدري اقول تعشى علي ولا انا تغديت عليه انا بلغت وبالصدفة طلع هو مبلغ بعد
عِقد : مين هو ؟
اسرار : اجلسي طيب
جلست عِقد وقالت : حكيني اش صار ؟
اسرار : ابد والله صح انا بلغت على سطّام أمس ؟
هزت عقد راسها بنعم وقالت اسرار : هو بلغ الصباح علي وم فيه وقت عند الشرطة ماشاءالله داهموني حتى قهوتي م خلوها تحدر وشوفيني هنا
عِقد : يعني بفهم ليش بلغ ؟ متأكد انك سرقتيه ولا ايش ماني فاهمة !
اسرار : يبنتي يسولف واجد بقلبّها عليه وخليني اشوفه كيف بيطلع نفسه
عِقد مدت الأوراق وقالت : وقعي اني محاميتك وأنتي بوجه بنت سّت المُدن والله م يقربو مِنك !
ابتسمت اسرار توقع واخذت عِقد الأوراق ووقعت انها موكلتها ، ابتسمت بفخر وقالت : بس أخاف من اللي معاهم فلوس دايم محامييهم يكون قوي
اسرار : حن أقوى وبتصير كارثة دام تحدى محامية ومدعية عامة والله لا اطلع تاريخ ولادته بعد
عِقد : بأخذ كفالتك وبتطلعين معاي
اسرار : هيا روحي ولا تطولين
عِقد ابتسمت تبوس خد اسرار ونطقت : اف كيف فرطوا فيك ي زيتونه !
ضحكت اسرار وطلعت عِقد من عندها ونطق الضابط فواز : نعم ؟ مين سمح لك تدخلين
رفعت بطاقتها وسحبها بقوة يقرأها ونطقت : بشويش !
الضابط فواز ضحك بسخرية وقال : واذا محامية ؟ وش عرفني انك محاميتها وهي موكلتك !
زفرت بغضّب تسحب الملف من شنطتها ، سحبه بقوة وقالت بحدة : حَتندم والله !
قرأ الأوراق وتوقيع اسرار وعِقد ، مد لها الملف وقال : تفضلي
سحبته منه بقوة وانصدم وقالت : ادخل اي مكان ابيه بدون م تقولي اتفضل سامع ؟
مشت تتخطاه وتطلع من الجهة اللي هي فيها ، دخلت ممر طويل وابتسمت ونطقت : استاذ سطّام ؟
رفع سطّام راسه ونطق : هلا ؟
عِقد : اكيد م عرفتني
سطّام قام يوقف وقال : كيف اقدر اخدمك ؟
عِقد بثقة كبيرة نطقت : لا ولا حاجه بس اقولك لا تحط مني عدوة لك
سطّام رفع حاجبة وقال : ايوه ؟
عِقد قربت منه ونطقت بهمس : وأنتبه تلعب بذيلك حولي انت م تعرف حجم قوتي ولا تعرف مين مصدر قوتي !
نزل عيونه لبطاقتها وقرأ اسمها ' المحامية عِقد بنت أيمن ' مشت تتخطاه تكتب كفالة اسرار وتطلع علطول ، مسح وجهه وشنبه ورجع يجلس ونطق : وش تحس فيه ذي ؟ أجل م تبيني اعادّيها ؟ اعادّيها واطى على رأسها بعد
رفع راسه من دخل وصال ونطق : سلامات ي أبو نهيّان وخارج من الشر
وقف سطّام يبتسم ونطق : م يجيك والله يسلمك
وصال : سلطان كلمني وقال أجي اطلعك
سطّام : كويس بعده ؟
وصال : والله اذا بخاطرك أصير محاميك تكرم عينك
سطّام ابتسم وقال : والله م ودي أكسر بخاطرك وم عندي احد للأمانه ونجرب شغلك ي أبو منّير
ابتسموا يصافحون بعض وكتب كفالة سطّام وطلعوا علطول من القسم ..
~ فالديرة ~
كان يعضّ طرف ثوبه ويحَلب النعجة ، صرخ من بدأت ترفس ونطق بصوته الجهورّي : ي ضويّحي عادك بتجي !
ضاحي ركض يدخل الشبك وبيده ثنتين من الصخال ، حطها عند أمها وبدأ مطلق يرضعها ، سحب طاسه الحليب بعيد منهم ولفّ لجواله اللي فوق المطارة ويدق ، رفع عيونه وقال : الزم النعجة مني
مسكها ضاحي ومشى ينفض ملابسه ، طلع من الشبك ومشى لجواله ورد علطول وقال : مرحبا ؟
عِقد : اهلين مطلق
سحب مسواكه من جيبه وقال : هلا هلا
عِقد ابتسمت وقالت : فيه قضية بحق اسرار تساعدنا ؟
مطلق جلس على المطارة وقال : اسلم وش مسويه بنت محمد !
عِقد : م سوت حاجه بس خويك مريض
مطلق : والله م اعلم وش تقولين بس اسلمي
عِقد : اف مطلق ركز معاي
مطلق ابتسم وقال : سمّي
عِقد : اوكيه ببدأ اشرح الحين مو كنا أمس بعزيمة خويك سطّام ؟
مطلق : الا بالله
عِقد : حلو ماشاءالله بديت تستوعب
مطلق وقف يمشي من الشمس وقال : والله يبنت الحجاز تكلميني وانا أحلب النعجة وشمس الضحى تضرب نخاعتي
عِقد وقفت بصدمة من اللهجة البدوية ، تقرفت من كلمته وقالت : يشيخ الله يقرِفك ! انا سألت عن اش قاعد تسوي ؟
ضحك بصوت عالي وكان بيتكلم بس لفّ لضاحي اللي ماشي له وقال : اسلم يبو مطحس !
عِقد توسعت عيونها وقالت : اش مطحس دا برضو !
مطلق عضّ شفايفه يكتم ضحكته وقال : ايه ايه ضاحي جنبي ويسلم عليك
استوعبت وابتسمت بخفه وقالت بهمس : بس أنا كلمتك عشان اسرار مو موضوعنا الحُب واني حبيبتك ليش تتستر علينا ؟
مطلق ابتسم وقال : ماشاءالله العقبى عندنا ان شاءالله ولا يهمك
ضحكت من نطق بكلمتها وقالت : اش قاعد تقول ! خلاص بكلمك بعدين سجل رقمي عندك
مطلق : على خشمي
عِقد : علي الشحم صح ؟
انفجر يضحك عليها وقال : يعقب الشحم
عِقد ابتسمت وقالت : خلاص اشوفك بعدين باي
مطلق ابتسم وقال : في حفظ الله ورعايته
قفل الجوال ولفّ لضاحي اللي نطق : وش ابو مطحس ذا
مطلق : رفيق لي قديم
ضاحي : امش الله يصلحك امش وم عيّن ابو مطحس يدق عليك الا فالضحى !
مطلق ابتسم وقال : يدق جعلني فدا عيونه بأي وقت وبأي حزّه
ضاحي لفّ بصدمة وقال : لا خطأ يبو مشبب خطأ
مطلق مشى يركب الددسن وركب ضاحي جنبه وقال : منهو صدق ؟
مطلق : يخوي تراك أزعجتني سكرت الشبك ؟
هز ضاحي راسه بنعم وكمل مطلق : اجل كتّم
سكت ضاحي يلفّ للشارع اللي اعلتاه مطلق وتوسطه ..
~ مكتب وصال ، مكتب القانون والمحاماة ~
يحتسي كوب شاهي ويرسم بهدوء ، يناظر بوصال اللي يقّلب بالأوراق ويقرأ ، صدّ لكنه رفع عينه من نطق : مين هي اللي رفعت عليك بلاغ ؟
سطّام زفر بملل وقال : اسرار بنت محمد
كح وصال بصدمة ونطق : هاه ؟
سطّام رفع حاجبة وقال : سلامات ؟
وصال قام يوقف من الصدمة وقال : أختي
توسعت عيونه بصدمة وقال : مستحيل !
وصال : والله العظيم بكذب يعني ؟!
سطّام قام بغضّب وقال : انتوا شنو ؟ وحده ترفع بلاغ والثانية تجي تهدد والثالث يقول أختي ! انتوا أيش ؟؟
مسك ياقة ثوب وصال ونطق بحدة وهمس : وبعدين اسمك وصال بنت منّير لا تخليني احوس بوجهك الحين !
وصال نطق بتوتر : يبن نهيّان الزم ارضك ! أختي من الرضاعة
سطّام : شلون الف وأبعد وارجع اطيح فيكم ؟
وصال اخذ نفس من ابتعد سطّام عنه وقال : اذكر ربك واجلس بكلمك بموضوع
سحب شماغه بغضّب ورماه على الكنب وقال : حلها يالله
جلس وصال وقال : علاقتي فيها ماهي ذاك الزود بهالأيام وبالوقت ذا بالتحديد
سطّام رفع حاجبة وقال : بتوقف معي ضد أختك !
وصال ابتسم بسخرية وقال : ماهي شقيقة انا وحيد أمي وأبوي اساسًا وايه بوقف معك ضدها
سطّام غطى وجهه بكفوفه وهمس تحت انفاسه : الله حسيبه م عرف معنى الأخت بس م بعطيه دروس تعلمه الحياة بعدين
رفع راسه يناظر عيون وصال ونطق : تمام انا معك لو ايش يصير ويحصل وبأي مبلغ تبيه بس طلعني من هالدوشه !
وصال ابتسم بأنتصار ، هو قرأ بالأوراق الجديدة أن عِقد محاميتها وهو يعرف نقاط ضعفهم ثنتينهم ووقت انه يستخدم كل قوته ويسحقهم ، رفع راسه وابتسم ينطق : أبي من ٥٠ ألف
~ بيت عِقد ~
جالسة بالصالة ، لفّت للي تناظر من المطبخ وتقول : شرايك بكوب ماتشا ؟
اسرار : لا واللي يرحم والديك
عِقد كشرت بملامحها ونطقت : حقتلك
مشت تسوي كولد برو لهم وانتهت وطلعت تمشي للصالة ، جلست وقالت : اش صار بينكم ؟
اسرار عبّست من تذكرت كل شيء ، كيف حاصرها وكيف بوجوده أخفى صوت تنفسها ، وكيف قطع تواصلها مع العالم وحافظ على تواصل الأعين بينهم ، تتذكر ملامحه وكأنها تشوفه قدامها وتذكر طريقة توبيخه ومن حسّرتها بلغت بنفس الليلة ووقت كانت ببيته برضو ، أخذت نفس طويل وزفرته ولفّت لعِقد وقالت : ولا شيء غير اللي قلته لك
عِقد : مين سرقها طيب ؟
اسرار : بجاد
عِقد ضحكت بسخرية تشرب قهوتها وتنطق : مو عشانك م تحُبيه تتهميه !
اسرار : لا جد بجاد دخل علينا
كحت بصدمة تعدل جلستها وتترك القهوة على الطاولة وسحبت اسرار من رجولها ، ضحكت من توسدت حُضن عِقد ونطقت : الا هدا م حكيتيني عنُه !
اسرار انسدحت على فخوذها ونطقت : دخل وصرفه سطّام فأكيد انه مشتبه به
عِقد : طبعًا اصبري تنادي مطلق يجي ؟
اسرار قطّبت بحواجبها وقالت : لحظة شدخل مطلق ؟
عِقد : انا حكيتوه عن اللي صار صراحة لازم يعرف
اسرار صّرت ع اسنانها بغضّب ونطقت : انتي منجدك تتكلمين ؟؟
عِقد : سوري بس ازا باقي تحسّبي انُه هوا اللي حكى لهم فأنتي غلطانة وبقوة ولازم تصحصحي شويا
اسرار : ومين غيره ؟!
عِقد : بجاد ولا نسيتي انُه مشى وراكي للمطار ؟
اسرار مسحت وجهها بيدينها وقالت : وليش تبينه يجي ؟
عِقد : عشان يسمع سوالفنا ويفهم السالفة وغير كدا تكون عينُه على بجاد ولا ؟
اسرار ابتسمت وقالت : بعتذر منه وبقوله يجي
عِقد ابتسمت وقالت : هدي بنتي اللي اعرفها يجماعه !
سحبت جوالها تبحث عن أسم ' أخو ظبيه ' واخذت نفس تتصل فيه ، وصلها صوته وهو يقول : مرحبا ؟
اسرار : هلا مطلق
مطلق : رضيتي علينا يبنت محمد ؟
اسرار ابتسمت بفشلة وقالت : اسفه والله..
قاطعها وهو يقول : افا والله ماهو بيننا الأسف يبنت عمي
اسرار : طيب وش رايك تجي انت وظبيه وضاحي لو تبي بعد
مطلق : وين اجي ؟
اسرار : فالرياض برسلك الموقع وتعالوا
مطلق : اخواني ماهم فيه وصعبة اجي بمكان انا وانتي فيه والله م ودي يمسّك شيء مني وتوجعيني فيك
اسرار : مطلق والله محد يدري تعال بس !
مطلق اخذ نفس وقال : تكفين مابي اوجعك وتوجعيني
اسرار ابتسمت وقالت : تعال طيب ؟
زفر بقلة حيلة وقال : سمّي يبنت محمد
ابتسمت وقالت : يعيش مطلق !
ضحك بخفه وقال : وتعيش بنت محمد
قفل جواله وانفجرت تضحك من تذكرت نوع جواله ، ولفّت لعِقد المصدومة وقالت : اشبك ؟ قفل بوجهك اقتُلُه !
ضحكت اسرار تهز راسها بالنفي وابتسمت عِقد تقول : اش فيكي طيب ؟
اسرار وهي تضحك نطقت : جواله كشاف وانا اقوله برسلك الموقع !!
عِقد توسعت عيونها بصدمة وقالت : مستحيل جوالُ كشاف
رفعت جوالها من دق وطاحت تضحك ، عِقد كانت واقفة بصدمة وسحبت الجوال ترد وقالت : مطلق جوالك كشاف ؟
مطلق توسعت عيونه وقال : انا دقيت عليك ؟
عِقد : جاوبني ؟ تبى اشتري لك جوال ؟
مطلق : خيرك سابقك يبنت الحجاز بس وين الموقع وصفوه لي
عِقد مسكت راسها بصدمة وقالت : ويقولي وصفي لي ! اضخم فيلا بحيّ الياسمين هوا بيتي
مطلق توسعت عيونه وقال : تسلم يبو مطحس على الوصف وبعدين طلعت جاي لبيتك ؟ حلوى وسلوى
عِقد ميّلت راسها وقالت : مين سلوى وحلوى ؟ حتجيب احد معاك ؟
مطلق ضحك وقال : مجازي صح ولا لا ؟
عِقد : وجازي كمان حتجي ؟
مطلق ابتسم وقال : معسلامة يبنت الحجاز
عِقد : حطلع لك برا تمام ؟
مطلق عدل جلسته ونطق بحدة : أخو العيال ! ادخلي ولا اشوفك عند البيبان
عِقد نطقت بأستغراب : اشبك ؟ كيف حتدخل وتعرف بيتي ؟
مطلق : اعرف اعرف لا اشوفك سامعه ؟
عِقد : ايوه سمعتك
مطلق : يالله يبو مطحس ودعتك الله
عِقد : اوف وجايب ضاحي معاك برضو
ضحك بصوت عالي يقفل الجوال ، لفّت وم شافت اسرار ودخلت داخل بيتها ..
~ شركة 𝐻𝒶𝒿𝑒𝓈𝒮𝓊𝓁𝓉𝒶𝓃 ~
دخلوا الموظفين لغرفة الاجتماعات ، مشت لمكانها على الطرف من شافت اسمها ، ولفّت بصدمة للي ضربت فيها وركضت تجلس بالمكان الخاص فيها ، ضحكت لجين بكلافة ونطقت : م بيعرفون اجلسي بمكاني
ظبيه نطقت بصدمة : وش تشوفين فرق ؟
لجين : بكون جنب سلطان تستهبلين !
ظبيه صدّت بغرابة ونطقت بهمس : عليك ياكبدي سلام الصابرين
مشت تجلس بمكان لجين بآخر الطاولة ، رتبت اغراضها ولفّت للجين اللي حطت اسمها قدامها وقالت : م ودي يقولون لي ظبيه !
مشت وهي تقول بهمس : يع يالأسم من وين جايه ذي
شّدت على أوراقها وحطتها قدامها ، فتحت شنطتها تطلع اللابتوب حقها ولفّت من وقفوا دليل دخول سلطان ، وقفت بهدوء وأردفت بسخرية : وشو سلام ملكي ؟
ضحك عماد جنبها وصدّت بصدمة منه ، مستنكرة المكان وبقوة لكن واجب بحق مطلق تكمل بشغلها للنهاية ، سلطان ابتسم وقال : اهم شيء ظبيه وعماد موجودين ؟
ظبيه رفعت يدها ولفّت لعماد جنبها ، ابتسمت له بحنّية من شافته مُصاب بمتلازمة داون ويضحك بهدوء ويضبط نظاراته عليه ، سلطان ابتسم وقال : حلو ركزوا معي
جلس وكمل كلامه يقول : احد اللوحات انسرقت ومافيه وقت ابدًا يرسم سطّام فيه لوحة ونرسلها عشان كذا نبي حلول منكم وكيف بتحلون هالمشكلة وركزوا ترا سبب بقائكم هو بحلولكم
الكل بدأ يفكر بحلول مناسبه والبعض طرح فكرته ، لكن كانت ردود افعال سلطان سيئة نوعًا ما ويعطيهم الرفض علطول ، ابتسمت من سحبت أوراق ظبيه وحلول ظبيه اللي كانت مجهزة حلول من الإيميل اللي وصلهم بعنوان الاجتماع ، هي وقت ارتطمت فيها سحبت الورقة بدون م تحسّ ظبيه عليها ، لفّت لسلطان وقالت : استاذي تسمح ؟
سلطان عدّل جلسته وقال : تفضلي
لجين : سهلة ندور بالأرشيف عندنا اذا فيه رسمات قريب تكتمل وم بتأخذ وقت طويل نضيف عليها طلبات الزبون ونرسلها لأن شعارنا المعروف هو انه احنا اللي نحدد الرسمة وشكلها ونوعها والتفاصيل من الزبون
ابتسم سلطان ونطق : برافو عليك قسم بالله برافو !
ابتسمت وقالت : م سوينا شيء
سلطان : تعالي لمكتبي وبكلم سطّام يجي عشان نناقش معك الفكرة
مشهور ابتسم وقال : والقهوة علي وش تشربين ؟
لجين بخجل أردفت : اي شيء يمشي
سلطان : خلاص يجماعة الخير موفقين وشكرًا مره على مجهودكم الواضح !
كان يضرب بكلامه لليّ م نطقوا بحرف ومنهم ظبيه اللي كانت تحوس تدور ورقتها اللي نظمت فيها أفكارها وحلولها وسرعان م توقف الزمن فيها وهي تسمع كلام لجين ورجع فيها الوقت لحّد م ارتطمت فيها ، شَدت ع قبضتها هي تأخرت وبقوة ، زفرت قهرها ومسحت على صدرها تنطق تحت انفاسها : حسبي الله ونعم الوكيل
طلع سلطان يثني على لجين ولجين تمشي معه ، أخذت اغراضها وطلعت من الاجتماع ، رفعت راسها م ودها تبكي وتنزل بحور عيونها ، جلست بمكتبها وطاحت براسها عليه تبكي بهدوء وتطلق سراح عيونها من الغرق ..
~ مكتب وصال ~
وقف ونطق بصدمة : ايش ؟
وصال : أبي من ٥٠ ألف وفوق
سطّام : كذا مبالغة وبقوة
وصال ابتسم وقال : والله هذي أسعاري
سطّام : خلاص خرجنا منها وبدفع لك
وصال ضحك بسخرية وقال : دفع مسبق
كان سطّام بيرد بس هو يعيش على هالأساس ، صدَ يستغفر وقال : هاك رقم سلطان وارسل له رقم حسابك
وصال : خلاص معي رقمه اصلاً
سطّام : موفق بنبدأ الصباح بكره لأن مالي خلق
وصال ابتسم وقال : ابد خذ راحتك اشوفك على خير بكره
سطّام : هلا هلا
طلع يمشي ويشيل الورقه اللي رسم فيها ، هو يقدس رسماته وم يرضى يخلي رسمة وراه ، ابتسم وقال : كوب الشاهي معي
وصال : عافية
سطّام : تعافيك
طلع من المكتب ورفع يتصل على صادق ويرسله الموقع لأجل يجيه ويرجع للبيت ، قفل وشاف اتصال سلطان ورد يقول : ارحب سليّط عمري
سلطان ابتسم وقال : البقى يالعنيف البقى
ضحك من فهم مقصده وهو معنى اسمه ، تقدم يجلس على كراسي أمام مكتب القانون والمحاماة وقال : لبيه ؟
سلطان : ضروري تجي الشركة
سطّام : والله م فيني بغيت شيء ؟
سلطان : لقينا حل
لجين نطقت بصدمة : ازعل ! انا اللي لقيته
ابتسم سلطان وقال : او بالأحرى لجين هي اللي حصلته
سطّام : اخلص وشهو ؟
سلطان ضحك وقال : واضحة قافله معك
سطّام : خلاص اذا رجعت للبيت تقوله حلها لي طيب ؟
سلطان : ابد اللي تشوفه
سطّام : ودعتك الله
سلطان : في حفظه وراعيته
قفل الجوال ومشى لصادق يركب معه ويتجه لبيته ، سحب جواله يتصل بمطلق ووصله صوته وهو يقول : مرحبا باللي عجزت القى عذاريبه
سطّام ابتسم وقال : البقى باللي تحبه كل اسبابي البقى
مطلق ابتسم وقال : لبى كبدك يالهَاجس أمرني ؟
سطّام : والله سلامتك وينك فيه كأن عندك صوت سيارة
مطلق : محرك للرياض
سطّام رفع ظهره من المرتبة ونطق : حلو ! تعال نسهر سوا
مطلق : دامها سهرة بدري اجيك ذالحين ؟
سطّام : ايه تعال
مطلق ابتسم وقال : معزوم بخلص واجيك
سطّام : اوه ! خلاص تم بس لا تحسب علي
مطلق : أعقب يرجال
سطّام ابتسم وقال : اشوفك قريب يبو مشبب ؟
مطلق : عيوني لك يبو وفاء
سكر سطّام ولفّ من دخلوا للبيت وشاف حليمة تضبط قعدته ، ابتسم لها وشافته وتقدمت تفتح بابه ونزل يقول : استريحي أمي حليمة استريحي
باس فوق راسها وقال : شخباركم ؟
حليمة ابتسمت وقالت : بخير وانت ؟
سطّام : اذا خذيت دش وبدلت ملابسي بكون بأحسن حال
حليمة : جهزت ملابسك خذ دش وتعال اكل غداك
سطّام ابتسم وقال : ابشري
دخل للبيت يطلع لغرفته ، مر من قدام المرسم وتذكر كل شيء صار بهذيك الليلة ، عضّ شفايفه ونطق : والحين بيننا حروب وبلاغات وقضايا وش نهايتها معك ي اسرار ؟ ليه احسك مليانه بالأسرار ليه اشوف بنظراتك انك غارقه وتستنجدين لسنين طويلة ليه احسك كاتمة حزنك وبوحك وأنينك لأيام مظلمة !
مشى يتمسك بالدرابزين يرقى لفوق ، دخل غرفته ومشى يدخل حمامه يأخذ دش حق الصباح الطويل ..
~ بيت عِقد ~
جالسين بالمجلس اسرار بعبايتها ونقابها وعِقد بعبايتها ، زفرت بملل وقالت : تصدقي أول مره البس عبايتي وانا م حخرج مكان !
اسرار : اجل تطلعين قدامه بلبسك ؟
عِقد : اصلاً متى حيوصل ؟
اسرار : شوفي فيه صوت اتوقع وصل
عِقد ابتسمت توقف وقالت : لأنُه ذيب والذيب يجي على طاريه
مشت تطلع للباب وضحكت بصدمة وقالت : شوفي سيارتُه ببيتي !
اسرار ضحكت وقالت : متعود بيتك على البورش والموستينق والجي كلاس ! خليه يجرب الدداسن شوي
عِقد مشت للي نزل من سيارته وقال : صرفت سطّام عشانكم
عِقد : احسن لك اش تبغى منُه دا بالله !
لفّت وراه وقالت : وي فين ضاحي وجازي وحلوى وسلوى ؟
مطلق : يعني م كنتي تستهبلين ؟
عِقد : اشبك ؟
مطلق مسك راسه وضحك بخفه وقال : امشي بس الشمس لعبت بأعداداتي
عِقد : بالعكس شمس العصر مره خييال
اسرار ابتسمت له وقالت : متفشله صراحة
مطلق دخل للمجلس يشوفها وقال : م حصل شيء اجلسوا وعلموني وش السالفة
عِقد : حكينا بالأول شايف تصرفات غريبة على بجاد ؟
مطلق : اووه حسايف جيتي والموضوع بجاد
عِقد ابتسمت وقالت : ياريت م تستعجل هو اللي سرق من خويك
مطلق رفع حاجبة وقال : أخوك يالهَاجس ! اسلم كيف عرفتوا ؟
اسرار : مجرد احساس لا تتكلم عندهم علطول
مطلق : وكيف جاكم ذا الاحساس ؟
عِقد : متل م جاء لخويك سطّام بالزبط !
مطلق : لا تقولون انه اللي رفع البلاغ عليك ؟
اسرار : للأسف وانا رفعت عليه أمس
مطلق ابتسم وقال : حلوى ي سلوى كليتوها مع بعض ؟
عِقد : اشبك تقول حلوى وسلوى مين هما !
اسرار ضحكت وقالت : يعني حلو
عِقد قربت منه وقالت : الله لا يشقيني حلو متعبتك شيء ؟
مطلق همس وقال : حلاوتك اللي متعبتني ومشقيتني
رجعت بمكانها علطول وهي مصدومة ، ابتسم يضبط نسفه شماغه وقال : وش الحل ؟
اسرار : ابد عينك على بجاد ووين يروح ويجي وعطنا خبر
مطلق : تم ازهلوني ، غيره ؟
عِقد : لا سلامتك
مطلق ابتسم لها وقال : الله يسلمك يبو مطحس
عِقد بتوتر قامت وقالت : م تقهويت ؟
مطلق : فنجال واحد يكفيني
اسرار قامت تشيل جوالها وتنطق : شوي وبجي
قامت من عندهم ، ودها تأخذ راحتها شوي بعيد عن سوالف البلاغات اللي بتصير قضية وبتبدأ بجلساتها قريب ، سحبت نقابها من على وجهها واخذت نفس طويل تمشي داخل البيت ، جلست عِقد بربكة وقالت : تبى حلى معاها ؟
مطلق ابتسم وقال : لا
عِقد : اسفه بس احسك مو مرتاح عشان اسرار راحت
مطلق : م فرقت معي
عِقد اخذت نفس ونطقت : متزوج ؟
مطلق : قريب ان شاءالله
عِقد : ماشاءالله مين العروس ؟
مطلق : م ودنا نفصح وتهجين
عِقد نطقت بأستغراب : اش تقول ؟
مطلق : سلامتك وأنتي ؟
عِقد : لا اش زواج انا باقي صغيرة
مطلق : ليه يحسرة كم عمرك ؟ عندنا وداد خذت وصال وهو أكبر منها بعشرين سنة
شهقت بصدمة وضحك يقول : امزح معك امزح !
عِقد : وبعدين كم مره حقولك م تجيب اسمُو عندي !
مطلق : كم عمرك ؟ وذا بيتك ولا بيت أهلك
عِقد : عمري تلاته وعشرين وايوه بيتي لوحدي بس اسرار تسكُن معايا أغلب الوقت
مطلق : أخو العيال تسكنين لحالك ؟
عِقد : ايوه اشبك مستغرب
مطلق عضّ شفايفه ونطق تحت انفاسه : حسايف أسميه رجال اللي تاركك هنيّا بدون ولي ولا والي ! حسايف انه م يغار على ظّلك ويخليك على هواك ، حسايف انه يدري بعيال الحرام وتاركك بدون شخص يحميك بعد ربك اي والله حسايف !
قام يترك فنجاله وقال : كثرت عليك ووجودي من أساسه غلط أنتبهوا للباب وللداخل والخارج
عِقد : لا والله مو غلط اشبك مطلق
مطلق : ولا فيني اللي مكفيني يبنت الحجاز
عِقد : خلاص م حزعجك اكتر اشوفك بعدين ؟
مطلق ابتسم وقال : وداعتك نفسك وبنتنا
عِقد : بعيوني زيتونه ولا يهمك
مطلق ابتسم وقال : نقول يحظ من هو في عيونك اي والله !
عِقد اخذت نفس تتأمل محاجر عيونه اللي تعكس لون عيونها بالضبط وأردفت : انتبه لنفسك وللطريق كمان
مطلق : قفلي الباب بعدي لعاد اشوفه مشرع للرايح والجاي
ابتسمت تمشي معه ورفعت راسها تشوف فرق الحجم بينهم ، يكثر الفروقات اساسًا وبالأصل م فيه ذرة شبه بينهم ، كأنها الصيف بحرارته وانتعاشه ولذاذته وكأنه الشتاء ببرودته وقسوته ونسيمه ، تشابه أشعة الشمس بمنظرها وأشراقتها ولونها وتصرفاتها ويشبه عتمة القمر بظلامه وهدوئه وسكونه ، تضاد بكل حاجه بس م تدري ليه تنجذب له وتنكر الفكرة بالرغم من كلامه المعسول لها ، بس هي ومطلق مستحيل م تدري هل بيحصل هالمستحيل ولا بينتهي قبل يبدأ ..
~ فالجبيّل ، قصر نهيّان ~
رجع هذام للبيت ولمح سيارات كثير ، زفر بملل وقال : أم الحلوين أهلها موجودين ؟
مشى يتكي على سيارته ولفّ وشاف سلمان نايم بسيارته ، ضحك بصوت عالي وقال : أبو رواف !
تحرك سلمان يفتح عيونه بشويش والتفت لهذام ، مشى يفتح باب الراكب ونطق : أجل مطولين ؟
سلمان تثاوب ونطق : اي بالله طولوا راحوا ولا لسى ؟
هذام : لسى يالشيخ ودك نطلع نفر الجبيل ؟
سلمان : باقي بملابس دوامي يخوي
هذام : أذن المغرب اساسًا امش نصلي فالمسجد ونطلع نتمشى
سلمان : سكر سيارتك وتعال
هذام ركب وقال : سكرتها حرك يبو رواف
شغل سلمان سيارته وهو يتثاوب ومشى يطلع من أسوار قصر نهيّان ، لفّ لشاشة سيارته من وصله اتصال من أبوه وفتحه علطول وقال : أرحب يبو سلطان
نهيّان : وينكم فيه ؟
سلمان : دوبي حركت من البيت
نهيّان : عارفين وش صاير مع سطّام ولا لا ؟
هذام رفع ظهره يركز ونطق سلمان : عسى ماهو بشر ؟
نهيّان : أخوك طايح بقضية واللي رافعتها بنت
هذام نطق بصدمة : شنو صاير !؟
سلمان : اعوذبالله ! وش مسوي ؟؟
نهيّان نطق بحدة : يويلك تفكر بأخوك وانه بيسوي شيء يمسّه ويمسّنا ! مغير سرقة لوحة وسوالف بشركته
زفر هذام براحة وقال : حمدلله أجل محلولة
نهيّان : انا معزوم عند أبو شهام بخلص واجيكم دوروا حجز
سلمان : الطيارة الخاصة ؟
نهيّان : فيه واحدٍ مأخذها ولا ناسي ؟
سلمان : مالك لوى نفداك رجعت اليوم العصر
نهيّان : حلو بنطلع الرياض بعد العشاء
هذام : بنصلي ونمرك
نهيّان نطق بعجلة : لا لا معي عبدالصبور بيوصلني
هذام : على هواك
نهيّان : بنتقابل بالمطار ودعتكم ربي
سلمان ابتسم وقال : في أمان الله يبو سلطان
قفل نهيّان ووقف سلمان عند مسجد حيّهم ، نزلوا يتوضؤن ويلبون نداء المؤذن للصلاة ..
~ في أحد مقاهي الرياض ~
جالس على طاولة لوحده ويدخن زقارته بهدوء ، يفكر ببنت الحجاز اللي شغلت تفكيره كله ولا لقى مخرج يخارجه منها بالعكس كانت كل الطرق تؤدي لها ، مسك راسه من حسّ بصداع أقتحم راسه بكل قوته ، أخمد نيران زقارته وسحب كوب الشاهي معه يطلع من المقهى ، زفر بضيق وقال : مدري ادعي على مكحولة ولا وادعي لها ؟
مسك جسر خشمه بأبهامه وسبابته يسوي له مساج ، سبب صداعه هو ضعف نظره والسبب الأساسي هو بحادث أبوه وأمه طار مطلق من السيارة وهذا اللي خرّجه سالم ، لكنه طاح وانضرب على عينه اليمين وصار يلازمه صداع دايم بدون حل وتبعه ضعف نظر ، زفر بضيق من زاد الصداع وعرف انه لازم يطلع نظاره جديدة بدال اللي كسرتها مكحولة ، مشى يركب الددسن وشغلها يمشي وهو مضيّق نظره من شدة الصداع ، سحب جواله من وصله اتصال ورد عليه يقول : مرحبا ؟
سطّام نطق بصوته الثقييل أثر النوم : هلا مطلق وينك ؟
مطلق : حولك
سطّام ابتسم وقال : تعال تعال الله يحيّيك
مطلق : الله يبقيك جاي
قفل الجوال ولفّ يدخل حيّ الصحافه ، مشى فيه وغمض عيونه لوهلة وفتحها وسحب فرامل بكل قوته من طلع قدامه بزران يلعبون ، أخذ نفس يناظر صدمتهم وأشر لهم يدخلون ومشوا يبتعدون عن الشارع ، زفر بصدمة ونطق : ربك ستر ي مطلق !
مشى يكمل طريقه ولفّ يدخل حوش سطّام ، نزل من سيارته وشافه واقف بشورته ويدينه بجيوبه ، مشى له وقال : أعقب وشذا اللبس ؟
سطّام ابتسم يسلم عليه وقال : لبس البيت
مطلق : ايه لبس البيت ؟
ضحك سطّام وقال : اجلس تبي شاهي ؟
مطلق هز راسه بنفي وقال : شوي
سطّام : علامك ؟
مطلق : مدري يولد ذابحني الصداع
سطّام قطّب حواجبه وقال : سلامتك من أيش ؟ وين نظارتك يمكن منها
مطلق هز راسه وقال : اني داري لكنها بلشتني انا ماني رجال أهتم وهي على ادنى حاجه تنكسر ولما جيت ابدلها سلخوني بالسعر !
سطّام رفع جواله وقال : تعرف مقاسك ؟
مطلق : معي المقاس بسيارتي
سطّام ابتسم وقال : عطني
مشى مطلق يفتح سيارته واخذ ورقة المقاس من الدرج وسكرها ورجع يجلس وقال : اسلم
سطّام مسكها ونطق بهدوء : الله يسلمك
مشت حليمة وقالت : اوه عندك رجال
سطّام لفّ لها وقال : ايه مطلق
وقفت حليمة بصدمة وقالت : انت مطلق ؟
مطلق نطق وهو يناظر سبحته : ايه
حليمة مسحت دموعها بصدمة وشوق وقالت : انا حليمة
مطلق رفع عيونه بصدمة يشوفها بنفس الهيئة بس الشيب تمكن منها ، ابتسم بهدوء وقال : جعل عمرك طويل ي حليمة
ابتسمت ومشت تجلس جنب سطّام وقالت : وياك يولدي شخبارك شعلومك منزمان عنك ؟
مطلق شّد ع سبحته وقال : والله على حالي
سطّام : مطلق يمكن عين ؟
مطلق رفع حاجبة وقال : عين كيف ؟
حليمة لفّت لسطّام ونطقت : تقصد حسد ؟ ليه وشفيه هو
سطّام : عشان لون عيونك يمكن ؟
حليمة : خلاص يأخذ عدسات بنية
مطلق فرك بين حجاجه بألم وقال : وش عدسات ذي ؟
سطّام : دام النظارات تقروشك ليه م تأخذ عدسات
مطلق توسعت عيونه بصدمة وقال بحدة : أعقب ! اخر عمري البس حقت النسوان ذيك !
سطّام ابتسم وقال : بأخذ لك شفافه محد بيدري انك لابسها حتى انت بتنسى منها
مطلق : ابدٍ امنعني منها
سطّام مسك ركبته وقال : طعني ي مطيليق !
مطلق أبعد يد سطّام وقال : قلت لك لا
سطّام : بطلبها ونجربها الليلة وعد مني اذا م اعجبتك ارميها
مطلق : م بجربها جربها لحالك
سطّام ضحك بخفه وقال : خير خير بنشوف
قامت حليمة من عندهم ، وطلب سطّام وقفل جواله يشوف مطلق منسدح وراسه على المركى ، نفسه مطلق الصغير م تغيير ، نفس الأسلوب ونفس الحركات والكلام ، لكن ماهو نفس الشخص تغيير وبشكل واضح ، يدري سطّام ان داخله كلام مستحيل يخلص وبداخله طفل تايه يدور لأمه ، هو من عرف مطلق وهو شايل أخوانه على كتوفه ولا عمره رحل وتركهم ، هو حتى الأكل يحسب لهم فيه ويدري سطّام ان الشخص اللي مغمض عيونه قدامه ضحى بأشياء كثيرة لأجل أخوانه ، تقدم ومسك ذراعه وفتح مطلق عين وحدة وقال : لبيه يالهَاجس ؟
سطّام : جيت تسمر معي ولا تنام عندي
مطلق قام بفشلة وقال : أعذرني وانا أخوك..
قاطعه سطّام من قام يضمّه ، مسح ع ظهره اللي يطابق حجم صدر سطّام ونطق : م بيننا أعذار يعيباه ي مطيليق
كان مرخي يدينه لكنه رفعها يحاوط ظهر سطّام ، أخذ نفس عميق من حسّ بحرارة بحنجرته ونطق : اخ
سطّام : اذكر الله يخوي
مطلق ابتسم بهدوء يخفي دموعه ، قام يبعد وقال : برجع لأخواني أشوفك على خير
كان بيتكلم بس غادر مطلق علطول يركب سيارته ويخرج من بيت سطّام ، شّد ع قبضته وقال : الله يجبر كسرك يعيون أخوك ويعطيك مرادك
جلس بهدوء يتأمل مكانه ومسبحته اللي تركها ، ابتسم يأخذها ويمشي داخل بيته ..
~ سيارة مطلق ~
ضرب الدركسون مرارًا وتكرارًا ، أخذ نفس عميق وزفره ونطق بحدة : تعقب م تبكي وأنت ولد مشبب وأخو ضاحي وظبيه وصافية تعقب !
هو من نطق بأسم صافية اللي كملت ثلاث اشهر م شافت أخوانها ، تذكرها وحسّ انها ممكن تشغله عن ضيقة صدره ، سحب جواله واتصل عليها لكن بدون جدوى ، م ردت عليه ونطق : لها اسبوعين م ترد وينها فيه ذي البنت ؟
قفل جواله يدخله بجيبه ومشى يرجع للديرة ، هو مازال يعيش مأساة فقدان والديه بحادث مروري ومازال يتذكر وقت خطوبته ورفض أحب البشر له سابقًا بسبب انه يتيم ، هو يخاف يحسّ بهالشعور مع عِقد اللي من الواضح له انها م تبي تتزوج وكل شيء تطلبه يجيها بعد لبيه وأمرك ، شّد ع الدركسون يكثر م ينخذل بهالحياة ، نطق بتعب وقال : تعدل ي حظي الردّي تعدل م ودي افقد الامل معها وانا م قد خضتها وحاولتها تعدل لأجلها ماهو لأجلي !
اخذ نفس طويل ولفّ يسحب جواله من وصله اتصال وقرأ اسم صافية ونطق : مرحبا ي وخيتي مرحبا ي ريحة أمي وأبوي مرحبا يالعودة !
سمع شهقة وبكاء بخفه وقال : أخوك ي صافية !
جوري أردفت ببكاء : خال مطلق.. أمي ماتت
توسعت محاجره لأقصى حد ، توقف العالم بلحظة ولا قدر مطلق يتحرك ، توو دعى ان حظه يتعدل ويجيه خبر وفاة أخته ذات الأربعين عام ، هو ماعاد وراه حيّل ولا قوة تسنده لخبر فقدان جديد ، كان الجوال عند اذنه ويسمع بكاء أكبر بنات صافية جوري وشهقاتها ، لفّ يعدل وجهته ونطق : اذكري الله يعيون خالك اذكري الله..
قاطعت كلامه الغصّة اللي تجمعت بحنجرته ، بلع ريقه بقسوة يحسّ انه يبتلع زجاج ، زفر بضيق وقال : جوري وين أخوانك وين أبوك
كانت ترجف وتبكي ونطقت : أبوي اللي قتلها ي خال أبوي ! سمعنا طلق رصاص وأنا مع خواتي داخل البيت
صرخ وقال : وش تقولين انتي هاه ؟ وش تقوليين !!
جوري بكت زيادة وقالت : بالغلط ي خالي أطلق عليها وهو يفرغ سلاحه !
مسك راسه بقوة من الصداع وقال : يالله ! يارب انا في وجهك انك خارجنا !
قفل الجوال علطول ومسكه يتصل على ضاحي ، لكن مرت دقايق وتقفل الجوال بدون رد ، أخذ نفس طويل وصرخ بأعلى صوته ، فك الطاره يعصب راسه بشماغه ودعس البنزين وم انتبه للمسمار اللي اخترق كفر موتره وطار مطلق وسيارته يتقلب بعيد فالبر وبهذاك المكان النائي ، صار عليه حادث بنفس موقع حادث أهله وبنفس السوء بحيث ان الحديد م رحم مطلق ابدًا وحطه بين يدين رب رحيم ورؤوف عليه ..
~ فالديرة ~
نزلت من سيارة ضاحي ونطقت : خلني لحالي
ضاحي نزل بسرعة وقال : اعنبو غيرك من مزعلك !
ظبيه : محد
مشت تدخل وحكّ راسه يناظر فيها ونطق : لا يكون مديرها ؟
مشى من شاف سلوى وحمد تاكين مع عيالهم فالدكة ، ابتسم وقال : سلامي سلامي وطيب الكلامي !
قفز يبوس على راس حمد ولفّ يحتضن سلوى ، ابتسمت تضمّه لها وتنطق : هلا بحبيب جدته
ضاحي : وشحالكم جميع
حريم أعمامه ردوا بمعنى واحد وأنهم بخير ، جلس قبال نجوى ونطق : وين عبداللطيف ؟
نجوى : خارج عشان دوامه
ضاحي ابتسم وقال : والله شكله معرس عليك
شهقت نجوى ونطقت صالحة بصدمة : وجع ضاحي وش ذا الفأل ؟
ضاحي كتم ضحكته وقال : انا اقول احساسي شفيكم ؟
نجوى ضربته وقالت : اعرف عمك م يسويها
ضاحي : يبنت الحلال يخسى يصير عمي
نطقت هديل بحدة : احترم نفسك وحشّم جدك وجدتك
انسدح بحضن سلوى ونطق : هي تسمح لي صح ؟
سلوى ضحكت وقالت : ايه جعل العرب يفدونك
ابتسم يبوس يدها ووقف وقال : أم بجاد وين العيال ؟
هديل رفعت راسها وقالت : مدري بس ظني انهم عند المزرعة
ضرب تحية لجده وجدته ومشى يركض ، سمع سلوى من بعيد تقوله : وين ظبيه م جات تسلم علينا
ضاحي نطق وهو يركض : متى م كيّفت أخت مطلق جاتكم
مشى متجه للمزرعة ووصل يدخلها ، لفّ بعيونه وشافهم بعيد ويتهامسون ، ضحك بسخرية وقال : خلّ نسمع فضايحكم دام مطلق ماهو بموجود يمنعني
تقدم ووقف وراء النخل يسمعهم ، كانوا يتكلمون عن فلوس بتجيهم بس فاته سبب هالفلوس ، وبعد دقايق انتشروا وطلع ضاحي يدندن ويقول : والله ان م وراء بجاد الا المصايب !
دخل بيتهم وانسدح بالمقلط وثواني وغفى علطول ..
~ بغرفة ظبيه ~
مسحت دموعها بعنّف وقالت : هو مصيرهم يسألونها شيء وم تعرف أجابته ومصيرها تنكشف
قامت وسحبت جوالها تشوف الاتصالات وميّلت شفايفها بحزن وقالت : ومطلق م دق علي !
كانت بتتصل فيه لكن وصلها اتصال من ' صفصف ' ردت علطول وقالت : ارحبي !
صافية وهي تلهث بفزع : الحقي على مطلق انتي وضاحي !!
ظبيه قامت توقف برعب وقالت : وشفيه ؟؟
صافية : زوجي اطلق رصاصه بالغلط وضحكت على بناتي وسويت نفسي مصابة ودقت جوري الكلبة عليه وهي تبكي واخلعت الرجال وظني معاد معه من العقل لحسّة !
ظبيه بحدة نطقت : طيب م دقيتي عليه تعلمينه ؟ وبعدين وقت ضحكك انتي وبناتك !
صافية : علمتك دقيت دقيت لين طلعت روحي م يرد علي
عضّت شفايفها السُفلية لثواني ونطقت : يويل كبدي على مطلق وين غدى ؟
صافية : صحي ضاحي كأني اشوفه منصرع فالمقلط
ظبيه : يالله يالله
صافية نطقت قبل تسكر : اسمعي طمنيني تراني حامل لا تخلوني اسقطه !
ظبيه صرخت بصدمة وقالت : يلعني م اخليك والحمل والولادة ! بس امسكوا بريك شوي !! حشى حتى حمود م كمل سنة !
صافية ضحكت بخجل وقالت : ظبيه !
ظبيه : لعنه !
قفلت بوجهها واتصلت على مطلق وجلست تكرر الاتصال لكن دون اي فايدة م وصلها رد ، مسكت عبايتها وسحبتها ومشت تركض للمقلط وفتحته ومثل م خمنت صافية كان ضاحي نايم بطريقة غريبة مثل عوايده ، صرخت وقالت : ضاااااااحي !
فزّ من نومته وقال : وجعااااه تسمعييين !
ظبيه : امش امش مطلق له ساعة م يرد
ركض يسحب مفاتيح الشاص وركض ولحقته ظبيه ، طلعوا وشافتهم سلوى ونطقت : وشفييكم ؟
ضاحي : مطلق مطلق
توسعت عيون حمد وانقبض قلبه ، كم يتمنى لو انه معهم يركض ويشوف وشفيه مطلق ، هو حتى م قدر يحرك اصبعه ويسأل ، أردفت سلوى ببرود : علموني وشفيه
ظبيه لفّت بصدمة ونطقت : متى صار يهمك ؟
سلوى : م يهمني بس نبي نشوف
ركبت ظبيه وصرخت على ضاحي اللي يحاول يشغل الشاص لكن من دون فايدة ، صرخ وقال : وشفييه ! انطمي شوي لو تكرمتي خليني اتفاهم مع الأكحل بهدوء
مسكت ظبيه راسها بقوة وسحبت جوالها تتصل بأسرار ووصلها صوتها وهي تقول : اهلين ؟
ظبيه بتوتر : اف اسرار تكفين الحقينا
اسرار فزّت من على الكنب ووقفت عِقد الفلم ونطقت : وشفيكم ؟؟ تكلمي
ظبيه برعب والغصة بحلقها : مطلق..
اسرار صرخت برعب : لا تفجعيني تكفيين ! وشفيه مطلق
فزّت عِقد وغطت منطوقها بصدمة ، ركضت اسرار تسحب عبايتها وعِقد تركض وراها وقالت : اشبو مطلق ؟
اسرار بتوتر نطقت : مدري مدري
سحبت المفاتيح لكن وقفتها عِقد وقالت : تبغي نوصل بعد يومين امشي على البورش
طلعوا يركضون وركبوا السيارة وانطلقوا لخطَ الديرة ..
~ الخرج ، بيوت آل عمر ~
دخل مشعل ومسك صافية ونطق : وش سالفة جوري تبكي ؟
صافية : مشعل اتركني شوي
مشعل : وش اترك ؟ صاحية انتي ؟
صافية لفّت له ونطقت : وش تبي تعرف ؟
مشعل : احد من اهلك صاير له شيء ؟
صافية عضّت شفايفها وبكت بدون صوت ، توسعت عيونه يضمّها له وينطق : ليه ليه ؟
حاوطت رقبته وهي تبكي ، شّد ع خصرها وقال : ليه ينظر عين مشعل ليه البكى ؟
صافية انهارت تبكي ونطقت : مطلق محد يدري وينه بعد م كلمته جوري وهي تبكي قفل جواله
مشعل ابتسم بهدوء يبوس راسها ونطق : الله يصلح جوري ويصلحك والمقالب
صافية اخذت نفس توقف بكاء ونطقت : م صار فيه شيء صح ؟
مشعل : مطلق أسد مشبب م يصير له شيء مطلق تراب ديرة قديم م يوجعه شيء لا تخافين
حضّنته بهدوء ومشى معها يجلس لأجل تهدي ..
~ طريق الديرة ~
كانت تسوق بسرعة جنونية واسرار تصارخ وتقولها : هدي يحيوانه !!
عِقد بتوتر نطقت : اسفه بس الموضوع فيه حياة وحياة مطلق برضو !
اسرار : انا وانا بنت عمه م خفت عليه !
عِقد : بس هوا وراه اهلُه وخطيبتُه !
اسرار صرخت وقالت : مطلق ماهو بخاطب !!
عِقد لفّت بصدمة وعلى لفّتها شافت سيارته ، شهقت تضرب فرامل وصرخت اسرار بصدمة ، ضرب راسها بالدركسون لأنها فاكه الحزام عكس اسرار اللي م أثر فيها الفرامل ، مسك راسها وقالت : أنا اوكيه معليكي !
سحبت منديل من حسّت بنزيف خشمها ، هي بالحالات ذي ممكن يغمى عليها لكنها تحملت وتمسكت ، نزلت تركض ولفّت اسرار وشهقت من شافت سيارته بعيد جدًا عن الخط ، ونزلت تركض ورا عِقد وهي تبكي وتقول بصوت عالي : يارب مطلق أرفق بمطلق !
عِقد وقفت من وصلت للباب وشافت يده ، صرخت وقالت بصوت باكي : مطلقق !!
فتحت الباب وطاح عليها ، صرخت برعب وقالت : لا ياربي اش اسوي ياربي !
ضمّته لها ومسكت راسه ونطقت : م حترُكه ! اتصلي بالأسعاف
رفعت اسرار جوالها وصرخت لعِقد : تكفيين م فيه ارسال
عِقد وقفت بكاء وحاولت تقوّي نفسها وتتجاهل اللي ينام بحضّنها والدم يسيل منه ، اخذت نفس وقالت : روحي على سيارتي للديرة حقتكو وتعالي بأهلِك !
اسرار : تمام
ركضت تركب السيارة وأنطلقت تبتعد عن عِقد ، أخذت نفس وبكت بدون صوت ، عضّت شفايفها تكتم شهقاتها ، تبكي على كتفه وشعرها على وجهه ، هو لو انه صاحي احتمال ينتهي ويموت بين يدينها ، ميّلت راسها وتحسست شعر لحيته على خدها ونطقت : م تروح تسمع وربي م تخليهم لوحدهم !
بكت علطول وقالت : اش صار فيك كنت بخير عندي اليوم !
كانت تشاهق وترجف ، هي م عمرها انتركت بمكان مثل كذا ولوحدها وم عمرها شافت دم بهالقدر ينزل من آدمي ، وهالآدمي تعرفه وبدأت الألفة بينهم وهي حاسة بهالشيء ومبسوطة فيه ، ابعدت شماغه عن راسه وغطت نفسها فيه وهي تبكي وقالت : م حترُكك والله م اروح وانت وراي
لفّته بصعوبة لثقل حجمه وشافت وجهه وصرخت تبكي ، كان الدم يغطيه حتى وجهه م ميزته ، اخذت شنطتها وأخذت منها مويه وصارت تغسل وجهه وهي تبكي بحرقة ، نشفت وجهه بطرف تيشيرتها وأردفت بدقن راجف : مطلق رد عليا أرجوك أرجوك ارجع لوعيك !
حطت جبينها على جبينه وهي منهارة وتبكي ، دموعها تنزل من محاجرها لوجنتيه ، رفعت راسها تشوف سياراتهم وسيارتها بينهم ، كانت ترجف وتشوفهم يركضون لها وله ومن ضمنهم ظبيه وضاحي اللي ميزتهم علطول من صراخهم بأسم أخوهم ، نزل ضاحي لهم ونطق : وشفيه وشفيه مطلق ! يويل كبدي علييك ي ابوي انت !
كانت ترجف بشكل مرعب ونطقت : م حيروح ويتركنا تسمعوني !
صرخت ظبيه تبكي ونطقت : تكفى ي مطلق لا تروح وتخلينا مالنا بعد الله الا انت تكفى لا تروح تكفى !
شّدت عِقد عليه ونطقت : ظبيه اسمعيني ! م حيروح مكان اشبك م يروح وانتوا بذمتو !!
تقدموا الرجال وابعد ضاحي ظبيه عنهم شالوه منها بس م تركته كانت متمسكه بيده ، لفّ أبو بجاد لها وسحب يد مطلق منها وطاحت ساعته بيدها ، بكت تشّد عليها وهي ترجف ولفّت بترجع ورفعت راسها من شافت هيئة شخص وراها ، كان وصال واقف وثوبه مليان دم من مطلق ومعه مفتاح سيارته وأغراضه ، بكت علطول وهي تشوفه واقف وأردف : بنت الحجاز
نطقت ببكاء : لا تقولي كدا ! م يليق الا على منطوقه !
وصال ابتسم بهدوء وقال : م يقرب لك يبنت أيمن ليه الدموع
شهقت تبكي وغطت وجهها بيدينها الغرقانه دم ، وانصعقت من حسّت فيه يضمّها ، وقفت بصدمة عن البكاء ورفعت عيونها بصدمة ونطقت : وصال !
وصال : اشش خلاص
كم تتمنى تحاوطه وتعيش بحضّنه دقايق معدودة تعتبرها حياة طويلة وسعيدة لها ، هي م وقفت عن حُبه بس قاعدة تجبر نفسها ، شّدت على قبضتها ونطقت : اش قاعد يصير ؟
شّد عليها يدخلها بضلوعه ونطق : تسرعت وجدا والله اني عارف بس تكفين قولي انك للحين تشوفيني مثل قبل
هي قلبتها براسها وسرعان م دفعته عنها ونطقت بصدمة : اش تسوي انت ! كيف تقرب مني وتضمني لك !؟
قرب من جديد وصفقته كف بيدها ونطقت بحدة وببحة أثر البكاء والصراخ : ابعد عني قبل احرقك هنا وادفنك !
ضحك وصال وقال : كرهتيني ؟
عِقد نطقت بصدمة : حسافة على وداد المسكينة !!
مشت تسحب شنطتها وتركض ولفّت من م شافت أحد حتى سيارتها ماهي فيه ، اخذت نفس ونطقت : طولك ياروح ! دحين بيقولي اجي معاه ؟
وصال أردف بسخرية : بنت أيمن تعالي معي
رفست الأرض بقوة ونطقت : حتتحاسب ي مطلق والله م انساها لك
مشت وركبت ورا وأنطلق وصال للمستشفى ، نزلت عيونها لساعته بيدها ورفعتها تحطها عند صدرها وهمست له بأدعية من أعماق قلبها ..
مشت وركبت ورا وأنطلق وصال للمستشفى ، نزلت عيونها لساعته بيدها ورفعتها تحطها عند صدرها وهمست له بأدعية من أعماق قلبها ..
~ مطار الدمام ~
دخلوا يمشون في صالات المغادرون ، لفّ هذام لعبدالصبور اللي واقف وبجانبه نهيّان وأشر لهم يقول : يبو سلطان
نهيّان لفّ والجوال بأذنه ووجهه شاحب ، وقف هذام يناظر بملامح أبوه ومشى بهدوء مع سلمان وسمعوه يقول : لا حول ولا قوة الا بالله !
سلمان فزّ ونطق : وشفيه يبو سلطان !؟
هذام شّد ع شنطته هو كان مقرر يروح ويجلس أسبوع عند سلطان وسطّام بس بدأ يتراجع ، يخاف مع الفقد ويخشاه جدًا ، قفل نهيّان ونطق : مطلق صار عليه حادث ولحد يدري عن وضعه
هذام انقبض قلبه وقال : لا اله الا الله !
سلمان : الله يقومه بالسلامة
نهيّان : وجبت السفرة لزوم نشوف أخوكم
سلمان : مشينا
مشوا يطلعون على أرض المطار يشوفون طيارتهم ، مسك نهيّان شماغه يضبطه وشّد على عصاته وهمس : الله يجبر بخاطرك ي بِكر نهيّان
ركبوا الطيارة وجلسوا بالمقاعد ولفّ سلمان لجهة هذام اللي يكلم سلطان ونزل عيونه يربط الحزام من أقلعت تغادر سماء الشرقية ..
~ بيت سطّام ~
طلع من الحمام مستعجل ويجفف شعره أثر السباحة من سمع صوت جواله يدق ، هو أشتهى يسبح بالمسبح بالرغم من البرد لكنه مقدر يطفي هواجيسه ولهيبها الا بهالشكل ، نزل عيونه وقرأ اسم ضاحي ورد علطول يقول : اهلاً
ضاحي مسح طرف خشمه وقال : هلا سطّام
سطّام : ارحب وشفيه صوتك ؟
انحنى ضاحي يبكي بدون صوت ونطق بصوته المبحوح : م..مطل..
شهق يبكي وطاح الجوال من يد سطّام ، وقف الدم بشرايينه من عرف الاسم قبل يكمل ضاحي ، هو م حسّ بنفسه الا وهو  بثوبه وبسيارته ومايحسّ بروحه اللي يحلف انها غادرت جسمه سرعان م عرف بالموضوع ، صار يقلب بشاشة سيارته وأتصل على الشخص اللي م يواطنه ولا يوّده لكنه دايم المرشد له ، أبوه ووالده وسنده وظهره والشخص اللي يكون سطّام بِكره ومن صّلبه ، وصله صوت نهيّان وأردف بدقن راجف : يبه مطلق ! يبه لا يصير له شيء
فزّ نهيّان يعرف م ينقال له ' يبه ' من منطوق سطّام الا والأمر يمسّه ، مثل أخر مره وقت توفى سكرتير سطّام السابق بحادث ، نطق بصدمة : يا أبوي ي سطّام وشفيه مطلق ؟
بكى مثل طفل تائه وضيع درب أمه وأبوه ، كان يشاهق ويقول بتكرار : مدري يبه مدري تكفى تعال تعال شوف معي وين مطلق ووش صار له يبه تكفى لا يروح مطلق ! لا يروح أخوي مثل م راحت أمي
نهيّان مسك قلبه وقال : جايك ي أبوي جايك اهدا انت ومطلق رجال قوي م يحصل له مكروه اهدا
فكّ ازرار ثوبه العلوية ونطق : اذا راح والله أموت يبه
نهيّان : لا حول ولا قوة الا بالله !
لفّ من شاف سلمان وهذام قدامه ونطق : أنا جاي جاي
قفل سطّام ورجع يتصل على ضاحي لكن م كان لضاحي رد ، عضّ شفايفه يكتم شهقاته ويثبت رجفة دقنه ، م يشوف الطريق من دموع عيونه ، يموت اذا صار لمطلق شيء ، ينتهي اذا اختفى طاري مطلق من الدنيا ، يختفي اذا اختفى أثر مطلق على الأرض ، اتصل على وصال وسرعان م رد وصرخ يقول : ويينكم !! وين مطلق ؟
وصال : اذكر ربك ي سطّام اذكر الله !
صرخ يبكي ويضرب الدركسون وينطق : وييينكم !
وصال نطق بصدمة : مستشفى *******.
قفل سطّام يتوجه للمستشفى بسرعة تضاهي رمش عينه ، يخاف م يلحق ويخاف يوصل على خبر يفجعه عمره الطويل ، دعى بصميّم قلبه ونطق : ‏لذاك الوجه اللي ذِكري يماري به و يطلق محيّاه يا جعل يومي ينكتب قبل يومه ! يجعلني م اذوق له ألم ولا حزن ولو يستوطن الحزن على قلبي والله اني راضي بس لا يمسّ مطيليق ذرة !
غطى وجهه يمسحه وينزل من السيارة من وصل ، ركض بكل سرعته وبجنونه بمعرفة خبر عن مطلق ، ومن بين الزحمة والدموع والخوف والذعر ألتقت عيونه بعيونها ، محاجرها اللي تغورقت بدموعها ووقف بصدمة يشوفها تركض له لحّد م وصلت له ونطقت : جيت !
ارتخى من سمع صوتها واطمئن قلبه ، م يدري شلون تحتفظ بهالراحة داخلها وتبعثها له بدون مجهود ، مسح شاربه ونطق : وينه طمنوني عنه
اسرار مسحت دموعها وقالت : صار عليه حادث بنفس مكان عمي وعمتي الله يرحمهم
سطّام انحنى بظهره يتساوى بطولها وينطق بتكرار : طمنوني عنه !
اسرار مسحت دموعها ورفعت كتوفها بعدم معرفة وقالت : ماندري
سطّام ابتسم وقال : طيرتوا قلبي عليه وين محله ؟
اسرار نزلت راسها وبكت علطول وقالت بصوت شبه مسموع : والله اسحب الشكوى والبلاغ بس مطلق لا يجيه شيء
سطّام ضحك يشوف البراءة بنطقها ومشى يتخطها وقال بجدية : بس انا م تهزمني العاطفة يبنت محمد ولا بسحب الشكوى الموضوع فيه سبعة مليون يورو ويفضل م نتكلم فيه بس قلت أذكرك دامه أول لقى بيننا بعد الشكوى وبعد المرسم
اسرار مشت معه ومسكت ذراعه وقالت بحدة صوتها وهي تناظر داخل عيونه : ولا هي اللي تهدمني كم كلمة تهديد وتكسر مجاديفي احرقك بحزني وأدمرك يولد نهيّان وارجع اقولك أنتبه
سطّام نزل عيونه ليدها ونطق : موافق ! وعلى حسب مقدرتك بنشوف لحّد إيش بتحرقيني
رفعت راسها بسبب طوله المبالغ فيه ونطقت : وين ودك ينتثر رمادك ؟
سطّام ابتسم بسخرية وقال : على لوحاتي اللي برسلها لك فالسجن
سحبت يدها بقسوة ومشت تتخطاه ومشى وراها يتبعها ، هي تتقلب وهي صعبة الفهم وهي مليانه بسرّ كبير ومليانه غرور ومليانه براءة هي مليون شخص بثانية وحدة هي أسرار مستحيل ينفهم وينتشر للعامة ..
~ فالجبيّل ، قصر نهيّان ~
صحت من سمعت أزعاج ونطقت بصوت ناعس : معقول رجعوا أهلها ؟
بدأت تستوعب ومن ركزت كان صوت رجل ولا هو من رجال نهيّان ولا نهيّان بنفسه ، مسكت مفرشها تقوم بهدوء وتسحب جوالها ومشت للباب وفتحته ، سمعت الصوت يقرب منها وسكرته بهدوء وبقت على فتحه صغيرة ، توسعت عيونها بصدمة من شافت رجل غريب متمسك بيد مضاوي اللي تضحك وراه وأردفت تحت انفاسها : مضاوي م عندها أخوان !!!
كانت واقفة ترجف بصدمة وتسمعها وهي تقول : لا ماهو موجود مسافر
شّدت على مسكة الباب ورجعت تقفله ، لفّت لجوالها وانصعقت من شافته يصور بنفسه ، هي متأكدة انها جات صدفه لكنها ابتسمت ونطقت : وش هالصدفه الحلوة ! اي والله محاسن الصدف
ضحكت ومشت ترجع على سريرها وقالت : بس عرفنا كيف نجيبك
دخلت الصور وبدأت تعدل عليه وتقصه بحيث م يتضح لمضاوي من وين كان مسجل ، وارسلتها لشهرزاد أختها ونطقت : بنت شوفي ابيك ترسلينه لمضاوي بس بأي رقم قديم عندك
عضّت شفايفها لثواني تنتظر رد من أختها وابتسمت من شافتها ' أونلاين ' وشوي وكتبت : أبشري تبين من رقم سواقنا الباكستاني ؟
ضحكت انفال وقالت : شوشو تعجبيني !
شهرزاد : ابك أبشري بعزك
قفلت جوالها وانسدحت وقالت : اتمنى انه زوج ثاني حتى لو هي متزوجة بس أهم شيء حلال !
غمضت عيونها ودخلت داخل نومها علطول ..
~ فالديرة ~
طلعت وداد بجلال صلاتها ومشت فالحوش حافيه ، اخذت نفس طويل وطلعت جوالها من وصلتها رسالة من بجاد وقالت : اف وقتك
فتحتها وحسّت بضربة على راسها من الصدمة ..
~ المستشفى ~
طلعت من حمام المستشفى تجفف يدينها من الماء ، هي غسلت نفسها وبدلت ملابسها وحتى عبايتها من الدم ، نزلت عيونها لساعة مطلق وقالت : حتطلع بخير وحلبسك ساعَتك !
رفعت عيونها وقالت بملل : حتتركني أتنفس ولا ايش تبى بالزبط ؟
مسك يدها وصال وقال : لا تكذبين عيونك فاضحتك !
سكتت تناظر عيونه وقالت : اش تقولك عيوني ؟
وصال : انك للحين تبيني
عِقد بسخرية قالت : تمام عندك سكين ؟ لأن صراحة م اتشرف بعيون كدا وحطعن عيوني لأني م اباها دام توصل لك كدا
وصال ابتسم يسحبها لحضّنه وينطق : طيب أحبك
ارتعدت وانتفض قلبها وارتعش جسدها من اعترافه ، ليه الحين وليه بالوقت اللي بدأت تجبر نفسها بالنسيان يرجع وبقوة وكأنه نادم منجد ، بغباء منها نطقت : لا تعورني وصال مره تانية !
وصال ابتسم يبوس طرف كتفها وينطق : تأمرين يبنت أيمن
بكت علطول من ضعفها وأشتياقها له ، هي جلست سنين تحبه واسرار تشبكهم وم كان عنده مانع ، كانت تصحى وتمسي على وجهه وصوته وسوالفه ، هي م قدرت تحاوط رقبته وتضمّه لها ولا قدرت تخليه يبعد ، هي ماتدري عاجبها ولا من أشتياقها معاد تدري ولا عندها مقدرة على التفريق ، ابعد منها ونطق : انا جنبك متى م بغيتيني قولي لي
عِقد اخذت نفس تمسح طرف خشمها ونطقت : خلك قريب
وصال ابتسم يرفع راسها وينطق : اقرب لك من روحك
ابتسمت بأشراقة ابتسامتها ومشى يتعداها ، زفر بقرف ونطق بهمس : خليك ضعيفة قبل الجلسة الأولى وخليني انهيكم من أول خطوة ونخلص !
لفّت تشوفه يمشي ونطقت : ياربي سامحني بس يارب مو قادرة ابعِدُو عني والله مو قادرة
مشت تدخل غرفة الانتظار الخاصة بالحريم مع اسرار وظبيه فقط ..
~ فالديرة ~
شهقت وطاح جوالها بحضّنها وطاحت هي معه تجلس ، لوحدها بهذاك الحوش الضخم وتناظر بمقطع وصال وعِقد ، همست بحرقة صدر : والله لا اندمك يالواطية ! أجل رجال متزوج وتتقربين منه
على الرغم من إن وصال قدامها هو الي أقدم وحضّن عِقد وكل شيء واضح لكن وداد م ترى عليه غلط ، رفعت راسها تشوف نهال ومنيرة وتسنيم يمشون جايين لها ، قفلت جوالها واخذت نفس وابتسمت تقول : جيتوا
منيرة جلست وقالت : طيب ؟
صدّت عن وداد وقالت : اسمعوني
جلسوا البنات حول بعض ونطقت تسنيم : وش ؟
منيرة : من منكم عندها علم باللي صار لمطلق ؟
وداد : محد ولا شايفتنا رحنا للمستشفى
منيرة ضحكت وقالت : زوجك هناك ورا م تسألينه ؟
وداد رفعت جلالها على راسها ونطقت : لأن يإختصار م يهمني مطلق
تسنيم شدّت على قبضتها وقالت : عادي اسأليه وشوفي
نهال ضحكت بسخرية وقالت : شكلك انتي الوحيدة اللي مهتمة لمطلق
تسنيم رفعت عيونها وشافت نظرة منيرة لها ونطقت : لا لا بس فضول
منيرة ابتسمت لها وقالت : امشوا ندخل طفش برا
تسنيم قامت وقالت : جدتي موصيتني اشوف كيس علاجها عطته ضاحي ونساه داخل
نهال : لا تبطين
هزت راسها بنعم ومشت ودخلوا الخوات مع بعض ، فتحت باب بيت مطلق وابتسمت بوسع ثغرها ونطقت : اخ ريحته تملئ المكان
مشت تدخل المجلس وشافت اغراض له ، تقدمت لها وهي غرقانه بتفاصيله ، هي تدري ان بينها وبين مطلق البين وانها صغيرة وجدًا عليه لكنها تهواه ، مشت تدخل وحصلت جوال ضاحي القديم فالمقلط ، تقدمت ومسكته وشغلته ونزلت بعيونها تدور رقم مطلق ، حصلته وسجلته ومشت تطلع من البيت وتقفله وراها وترجع لبيت أهلها ..
~ فالجو تحديدًا سماء نجَد ~
جالس يناظر مع النافذة ويهوجس ، هو خرج على عجلة وقت رجع البيت فالجبيّل ونسى اذا قفل أنوار المطعم ولا لا ، اخذ نفس وفتح جواله يتصل بولد عمه ، اخذ ثواني معدودة ووصله صوته وهو يقول : هلا والله هذام
هذام ابتسم وقال : هلا هلا عقيل بالله عليك تأكد لي من المطعم انا قفلت الأنوار ولا لا
عقيل ابتسم وقال : ويين انا مسافر
هذام : اسألك بالله ؟ طيب حسن ولا هاني موجودين ؟
عقيل : بتصل عليهم لا تشيل هم
هذام ابتسم وقال : م تقصر يالذيب
قفل الجوال ولفّ لسلمان جنبه وقال : لا تنكد على سطّام تسمع ؟
سلمان ابتسم ولا نبسّ بحرف واحد ، زفر بملل يلّف لأبوه اللي واضح شايل هم ، هبطوا على أراضي الرياض ومشوا ينزلون من طيارتهم ، دخلوا للمطار وابتسم هذام من شاف صادق ومشى له يسلم عليه ويركب السيارة وتبعوه نهيّان وسلمان ، انطلقوا لبيت سطّام وضيفتهم حليمة وجلسوا بأنتظار لجيّة سطّام ..
~ بعد ساعات ~
دخل البيت منهلك ويمشي بهدوء ، رفع راسه وشاف نهيّان ونطق : وصلتوا ؟ الحمدلله على سلامتكم
نهيّان تقدم له ونطق : يسلمك ربي كيف مطلق ؟
سطّام انحنى براسه على كتف أبوه وهمس : م شفناه ولا سمعنا عنه خبر
نهيّان مسح على ظهره ونطق : بخير بخير ان شاءالله تعال ريح
مشى مع أبوه وابتسم يضمّ هذام اللي مشى له ، شّد عليه وقال : بسم الله عليك اهدا يعيون أخوك
سطّام ابتسم بتعب وقال : تعالوا داخل
مشوا يدخلون وألتفت يدخل للمرسم ، مشوا للصالة وجلسوا وشوي ودخل سلطان للبيت وقال : الله وش المفاجأة الحلوة هذي !
ابتسموا يقومون له وسلموا عليه ونطق : وين سطّام ؟
نهيّان : والله من الدخولية والروقان شكلك م تدري وش صاير ؟
سلطان قطّب حواجبه وقال : لا وش صار ؟
سلمان ابتسم وقال : وهذا اللي يتعزوى به سطّام ويقول له ذراعه الأيمن ! امحق
هذام ناظر بسلمان بحدة واستحقره يقول : مطلق صار عليه حادث
شهق سلطان بصدمة ونطق : لا حول ولا قوة الا بالله ! هو طيب ؟
نهيّان نطق : م جانا علم
لفّ لدخول سطّام ونطقه : انا طالع بنام
مشى له ومسكه وقال : وشفييك ؟
سطّام : م فيني شيء صحوني الصباح اروح لمطلق
سلطان هز راسه ومشى سطّام يرقى الدرج ، صدّ ورفع جواله يتصل على ضاحي وسرعان م رد وقال : هلا سلطان ؟
سلطان : سلامات سلامات وش اللي حاصل وخارج من الشر مطلق طمني عنه
ضاحي ابتسم وقال : الله يسلمك ولا يجيك الشر والله منعونا من الزيارة وبنجيه اذا صحى والحين طالعين
سلطان : يعني مقدر اجي بكره ؟
ضاحي : م ظنتي لكن ان شاءالله يصحى الشيخ بكره ونجيه كلنا
سلطان ابتسم وقال : بإذن الواحد الاحد اجل ودعتكم ربي
ضاحي ابتسم وقال : في امان الله
قفل الجوال ولفّ يرجع للصالة ..
~ الخرج ، بيوت آل عمر ~
بعد الحادثة بـ ليلتين ، سلمت من صلاتها ورفعت يدينها تدعي لأخوها ، هي من عرفت عن حادث مطلق لا نهارها نهار ولا ليلها ليل ، تبكي وتشاهق وتحسّ بجمر ينزل على صدرها ، لوهلة هي نست القضاء والقدر وتشوف نفسها سبب بحادث مطلق ، مسحت دموعها وقامت وشهقت من حسّت بنزول حاجه مُبتله على فخوذها ، شهقت بألم ونطقت بخفوت : مش..مشعل !
م كان منه أجابه رغم انه معها تحت سقف واحد لكنه غارق بنومته وهي صوتها م اسعفها ، بكت علطول وقالت : مشعل
تحرك يلّف لجهة الصوت وفتح عين وهمهم لها ، مسكت مفرشها ونطقت بحدة : مشعل الحقني !
فزّ من نومته وكانت طايحه على المفرش وتبكي ، قام لها وسرعان م نزلت عيونه للأرض الغرقانه بدمها ، توسعت عيونه بصدمة وشالها بين يدينه وركض يطلع وصرخ : جووري روحي لحمود فالغرفة !
طلعت جوري وفصلت سماعتها عن راسها ونطقت : بسم الله وشفيكم بعد ؟؟
مشعل لفّ لبنته وقال : يبنتي روحي لأخوك ماهو وقته
جوري تقدمت وباست راس صافية ونطقت : أمي انتي بخير ؟
هزت صافية راسها بنعم وقال مشعل : خلاص امشي داخل اذا صار شيء كلموا جدكم ولا جدتكم
جوري : لا تشيل همنا أهلنا كلهم موجودين
طلع يركض بزوجته وركب السيارة ولفّ على صوت أخوه
علي : سلامات وش صاير ؟
مشعل نطق بتوتر : مدري بس ان شاءالله خير خلك عند الصغار وساعد جوري فالبيت
علي ابتسم وقال : بعيوني معليك
مشعل ركب سيارته وطلع يحرك للمستشفى ، لفّ علي له وابتسم يدخل البيت ونطق : جويّرتي
رفعت راسها بقوة وهي تمسح الدم بالغرفة ، شهقت تركض وتقفل عليها الباب بهدوء ونطقت : الله ياخذه الله ياخذه
رجعت خطوتين من سمعت صوته عند الباب وهمس : مشعل وصافية راحوا افتحي لي
شّدت على لبسها تتذكر اللي حصل لها مع أصغر اعمامها ، عضّت شفايفها وبكت بدون صوت ، هي من وقت م قرب منها ولمسها بطريقة بشعة عجزت تتقبل نفسها ، كانت تسمع صوته ومتقرفة من همساته ، شغلت أغنيتها ورفعت الصوت ع اخر شيء اخذت نفس ورجعت تمسح الدم ، هي سكرت على خواتها وحمود معها بالغرفة وم بقى لـ علي تهديد عليها ، ضرب الباب بقهر ومشى يطلع من البيت وهو يتهددها ..
~ المستشفى ، غرفة العمليات ~
شيكوا على كل شيء فيه بعد م صحى من غيبوبة دامت ليلتين فقط ، تقدم وابتسم الدكتور ونطق : لا طيب وبخير
مطلق ابتسم وقال بهدوء : ربك كاتبٍ لي عمر
الدكتور : الحمدلله ع كل حال فيك كسر بيدك اليمنى وشعره بالقدم اليسرى
مطلق : خير خير
الدكتور : اي والله خير الحمدلله دائما وابدًا
مطلق : يعني بطلع للقسم
الدكتور هز راسه بنعم ومشى يطلع ، نزل عيونه ليده المجبرة وملفوفة على رقبته بقماش أسود ، قام يمسك عكازته ويمشي بهدوء على رجله يطلع مع الممرض ، ابتسم باسل لمطلق وقال : تحس بشيء ؟
هز راسه بنفي وقال : لا تقول اني تحت التخدير ؟
باسل ضحك وقال : يعني فيه نسبة بنج بجسمك اذا راحت ممكن يبدأ معك الألم
مطلق : عز الله كدينا خير
باسل رفع عيونه وقال : شكلها وحدة من أهلك
رفع عيونه مطلق يشوفها مغطيه منطوقها بيدينها تكتم شهقاتها ، محاجرها الخُضر متببلة وبشدة ، مشت له وتقدم لها ونطق : بنت الحجاز !
عِقد ابتسمت وسط دموعها وقالت : الحمدلله على سلامتك ليّا قرابة التلات أيام مو قادرة أنام ودوبك دحين تقرر تصحى ؟
ابتسم وقال : المعذرة الظروف اقوى مني وانهد حيلي ولا أعقب اسهر عينك واتعبك
عِقد ابتسمت تبعد شعرها عن اذنها وقالت : لا ! حصل خير والحمدلله على سلامتك وخطاك البأس
مطلق : وين الجماعة ؟
عِقد : طلعوا من ساعة تبى أوصلك ؟
مطلق مشى ومشت بجانبه وقال : كنت بموت
عِقد شهقت وقالت : لا تقول كدا !
مطلق : اعلمك وش حسيت فيه
زفر بضيق وقال : خلاص بسكت
طلعت ساعته وقالت : اسمع كنت لابسها بيمينك صح ؟
لفّ يناظر بعيونها اللي باين عليها أثر السهر ، وعضّ شفايفه من نزلت دمعتها ونطق : ان بغيتيها بعقل يبنت الحجاز بقول خلي عينك تهل دموعها وش عليك ؟ أنتي خدّك ورد و دموع عينك ندى وان بغيتيها بقلب مطلق الصادق بقول ما يليق بخدّك الغض دمع الإنكسار دمعك أول دمع يمشي على سطح القمر !
ميّلت راسها تتأمل حروفه وجمال معانيه ونعومة حكيّه ، هزت راسها بالنفي ونطقت : لا تأمل ولا تأمن بنت المدينة وبنت البحر انا اجيك بيوم هايج ومليان كلام وحكي ماله سنين طويلة وبلحظة م تسمع عني خبر انا م اضمن لك وجودي الدايم وياريت تفهمني ولو شويا
كانت اجابتها القصيرة أثقل شيء سمعه مطلق ، هي رفضت كل حاجه وهي سدت كل مداخله وهي وقفت بطريقه ومنعته يكمل هي رفضته بالعلن وأفصحت برفضها له لكنه اكتفى بالقول : انتي بحر ؟ وانا ببحر بك وانا الغريق اللي فيك رفض نجاته !
عضّت شفايفها تمد له ساعته ونطقت : لا تفهم اوكيه ؟ وأتركني بحالي أنا وأنت ؟ مستحييل
نزلت ساعته ومشت تخليه وراها ، هي كانت خايفه يعترف لها بشكل غير مباشر ، هي بعد اعتراف وصال رفضت تسمع كلام ثاني من غيره ، بدأت تشوف الأمل بعيون وصال وانه بيتحقق اللي كان قبل احد احلامها ، ماهي صعبة يطلق ويتقدم لها ، مسحت دموعها بعنّف وقالت : احسن لي واحسن لُه
مشى للأستقبال وشّد ع قبضته ، هو شلون خسرها قبل يبدأها هي وقفت قدامه قبل يحاولها وقطعت سُبله قبل يوصلها ، زفر بضيق ونطق : الله المستعان
اخذ اغراضه وفتح الكيس يطلع جواله ، ابتسم وقال : ويبوني اشتري الجوالات الجديدة وعندي كشاف حتى بعد الحادث م جاه خدش واحد !
كان بيتصل على ضاحي لكن وصله اتصال من رقم غريب ، فتحه علطول وقال : مرحبا ؟
قفلت بوجهه علطول وشهقت تنطق : وربي انه هو !!
نزل جواله ونطق : لا حول ولا قوة الا بالله
شهق من تذكر صافية ، انتفض قلبه واتصل بضاحي ينتظر رده لكن م وصله رد ، ورفع الجوال يدق على سطّام وما اخذ ثواني الا ووصله صوته الناعس وهو يقول : ياهو تأثير النوم ولا انت صحيت
مطلق ابتسم وقال : مرحبا يبو وفاء
فزّ يناظر جواله ونطق : مطيليق !؟
مطلق : لبيه يالهَاجس
نطق بحدة : جايك جايك انتظر !
قفل الجوال واتصل على ظبيه ، ردت علطول وقالت : الو مطلق ؟
مطلق نطق : تكفين قولي لي ان صافية بخير
ظبيه شهقت تبكي ونطقت : بخيير بخير جعلها العافية كان مقلب لجوري وجوري انفعلت
مسك مكان قلبه يحسّ انه وقع ، اخذ نفس طويل وزفره ، رفع راسه وقال : يفداكم عمري اهم شيء انتوا
شهقت تبكي بشكل مرعب وقالت : حن أيش بدونك ؟ علمني والله نضيع انت أبونا وأمنا تكفى لا تخلينا وتسوي سواتهم
ابتسم يمسح طرف خشمه وقال : العافية م حصل شيء جايكم
ظبيه ابتسمت وسط رجفتها ودموعها وقالت : والله اللي مرحبا بك ي حبيب اختك
مطلق ابتسم وقال : بتنضربين ع الدموع ذي سامعة ؟ انا كبرتك عشان تبكين علي ؟
ظبيه ضحكت وقالت : ابكي من غلاتك اي والله ابكي
مطلق : جعل يومي قبل يومك يالظبي
ابتسمت وقالت : مجار ينظر عين الظبي
مطلق : ودعتك الله
ظبيه : لا تباطى علينا
مطلق : ابد جاي
ظبيه ابتسمت وقالت : ودعتك ربي الذي لا تضيع ودائعه
قفل الجوال مطلق يمشي بمعكازه للبوابة ، طلع يشوفها واقفة ولفّت له ونطقت : اركب حوصلك معايا
صّد مطلق يطلع بوكيت دخانه ، اشعلها وهو يتأمل عيونها ونطق : الله يستر عليك
ميّلت شفايفها وركبت سيارتها تتركه لوحده ، شّد ع عكازته وصّد يتأمل الطريق ينتظر سطّام وأردف : من بلاه الهوى ربي يعييّنه !
ضحك من عيشته ووضعه المُبهم معها ، قطعت الطرق بينهم وهو بدوي وعنده عزة النفس فوق الكل ، مستحيلة وهو عشق مستحيلها بس توقفت الدروب وبيوقف العشق غصب وبيجبر عمره ينسى ، ان زانت فهو لها وبيرجع يحاولها ويعشقها ويعيش معها الهوى بدربه الطويل ، وان م عادت وعاد هواها فمطلق حيّ م توقفت حياته عليها ..
~ حيّ الياسمين ، بيت عِقد ~
دخلت وشعشع النور من ابتسامتها من شافت سيارته واقفه بنص حوشها ، نزلت منها وقالت : وصال ؟
ابتسم ينزل من سيارته ومشى لها وقال : نتزوج ؟
توسعت عيونها بصدمة وقالت : واو وصال ! م انت حاسس انك مستعجل ؟
قرب من أذنها يهمس ويقول : لأني مقدر اتحمل بعدك اكثر ولا ارضى الحرام عليك قبل ارضاها علي
عِقد ابعدته عنها وضحكت تقول : نهاية الأسبوع ؟
وصال ميّل راسه ونطق : بعيييد الليلة ؟
ضحكت وقالت : اللي انت عاوزُه !
ضحك يسحبها مع يدها ويركبها سيارته ، ابتسم يركب بجانبها وينطلق لوجهته ، طلعت جوالها وأرسلت لأروى تكتب لها بفرحة : ي بنت ! حنتزوج
ردت علطول وكتبت : بلا عبط !! انتي وميين ؟؟
ضحكت بهدوء وكتبت : وصالي
أروى : واو واو صدق رجعتوا ! حتملكوا ولا أيش
عِقد : ايوه وانتي معاي
أروى ضحكت وارسلت : طالعه من البيت وجايه أرسلي لي موقعك
ابتسمت وكتبت : من اوصل حرسِلُه
قفلت جوالها ولفّت تشوفه جنبها ، يكبر فرحتها فيه ويكبر حُبها له ، ابتسمت ونطقت : وصال ووداد ؟
وصال : طلقتها
شهقت بصدمة وقالت : منجد ؟
هز راسه بنعم وقال : انتي الأولى والأخيرة تتوقعين اخذك عليها ؟ بس بشرط
لفّت عليه وقالت : اش هوا ؟
وصال : كلمت سطّام من عرفت بالقضية وهددته وقال يبي فلوسه ومسكته وجبرته يعطيني الدين وانا اللي اسدده ووافق عشان كذا ابيك تنسحبين م ابي اسمك فالقضية
رفعت حجابها تضبطه وقالت : يعني زيتونه م عليها بلاغ دحين ولا ايش ؟
وصال : يب م عليها شيء
ابتسمت وقالت : بس م معاي الابتوب حقي
وصال ابتسم وقال : معي انا عطيني معلوماتك
هي بدون تردد سجلت معلوماتها ودخل الموقع علطول وسحب اسمها من قضية اسرار وبقت بدون محامي على الرغم من أن اول جلسة بتكون بكره ، ابتسم وقال تحت انفاسه : غبية ! أنتهت القضية والربحان انا وبخمسة وثمانين ألف ريال !
قفل جهازه ولفّ ينطق : حسافة الدنيا مقفلة ؟
ضحكت وقالت : م قلت لك ؟ مستعجل وتبينا نتزوج اخر الليل
وصال : معليه نمر ناخذ قهوة وخليك جاهزة بكره تمام
هزت راسها بنعم وقالت : بأي وقت جاهزة وم ابى قهوة مو جاي على بالي أشرب
لفّ لها وقال : بزعل ! ترديني
هزت راسها بنفي وقالت : خلاص عشانك بس
ابتسم بسخرية ومشى يطلب لهم قهوة ويرجع فيها لبيتها ، اخذت القهوة وصورت تنزل فالسناب بفرحة ، وقف عند البيت ولفّ لها وقال : عيون وصال بكره تمام ؟
نزلت وقالت : تمام أنتبه لنفسك وللطريق وكلمني أول م توصل
وصال اشر بأصبعه ع خشمه وقال : ابشري على خشمي
ابتسمت وقالت : عليه الشحم ؟
ضحك يمشي وضحكت بسخرية تصدّ ، دخلت تركض لبيتها وهي ترقص بفرحة كبيرة تشابه العيد ارسلت لأروى فويس تقول فيه اللي حصل وحقيقة الزواج اللي م بيصير اساسًا ، قفلت جوالها تصمته وطولت على صوت سماعة البيت وصارت ترقص بفرحة ، ونطقت بحدة : تلعب على مين والناس نايمين ؟
ابتسمت لأنها لعبتها صح ودخلته على حساب قديم لها وكانت محملة ملف القضية فيه ، هو يحسب كل شيء انتهى بس بالحقيقة هي سابقته بمليون خطوة وبدون م يحس حتى ..
~ بيت منّير ، غرفة اسرار ~
تدور بالغرفة وتتذكر نظراته وكبرياءه وغروره ، والأهم ثقته العمياء انه بيفوز ، زفرت بغضّب وقالت : لو اني مو فالقضية كان حسّتك يالرسام !
جلست على فراشها اللي ع الارض ، فاتحه شباكها وجالسه بهدوء وتشرب شاهي وتفكر بكل شيء بيصير بكره ، هي من فرط التفكير ضاعت وخافت وطفت شمعة قوتها ، هزت راسها بنفي وقالت : خلاص اهدي وراك عِقد احد اكبر المحاميين فالمنطقة
مشت تسحب جلالها من على سجادتها ونزلت للطابق السفلي ، فتحت الباب الخلفي لبيتهم وطلعت تمشي حافيه ، انفتحت البوابات وغطت وجهها بجلالها الأسود ، دخلت الجي كلاس للحوش ووقف لأنه شافها قدامه ، ابتسم مطلق وقال : الله يهديك يبنت محمد
لفّ لسطّام ونطق : م قصرت يبو وفاء
سطّام كانت عيونه عليها ، يناظر فيها بحدة وبتحدي وبنفس الوقت بهيمان واضح على نظارته ، شافها تصدّ وتمشي لبيت مطلق ، نزل مطلق ونزل سطّام يساعده وقال : مطلق ماتت اليابانيه ؟
ضحك مطلق يمشي بمعكازه وقال : ايه وطارت الرابعة
ابتسم سطّام وقال : فالحديد ولا فالعضيد ي مطلق
مسك مطلق كتف سطّام ومشى معه للبيت ، دخلوا البيت وقال : اقلط
سطّام ابتسم وقال : لا والله وراي جلسة فالمحكمة بكره نتقابل بكره ؟
هز مطلق راسه بنعم وقال : اجل نشوفك على خير
ابتسم سطّام يرفع يده لمطلق يلوح له ومشى ، وصل ورا البيت وشافها جايه ، هي دقت الباب ومحد فتح لها وخمنت ان ظبيه نايمه عشان كذا عادت بأدراجها للبيت ، رفعت عيونها له ونطق : نشوفك بكره ؟
اسرار مشت تتخطاه بس مسك ذراعها مثل م هي سوت له فالمستشفى ، لكنه وبالخطأ سحب جلالها وطاح من على راسها ، سحبته ترجعه على راسها وهمست : أكسرها لك !
ابتسم يشوف عيونها الخُضر بوضوح بسبب نور سيارته ، مشت من قدامه وحكّ شاربه يرجع لسيارته ويركب وحرك علطول راجع لبيته ..
~ صباح الأحد ، المحكمة الجنائية العليا ~
دخلوا وصال وسطّام مع بعض ونطق : يعني وش خلاص ؟
وصال ابتسم وقال : ايه خلاص بس بنأخذ ختم القاضي وانه القضية تقفلت وخلاص نكون قفلنا وتحول لي الفلوس
سطّام ابتسم وصافح وصال ونطق : م قصرت..
ضحكت عِقد من وراهم وقالت : للأسف سبك وضايع ويحسب انو خلاص انتهى كل شيء !
لفّوا وتغيير وجه وصال مية وثمانين درجة ، ضحكت بإنتصار ونطقت : صباح الخير تفضلوا
لفّ سطّام بصدمة لوصال اللي انخطف لونه وصدّ يستغفر ووقف من طلعت اسرار بوجهه ونطقت : سلامات ؟ السيدات اولاً !
ابتسمت تدخل ومشت عِقد وراها وقالت : عشقي زيتونه
دخل يفّك ازرار ثوبه من حسّ بكتمة ، جلس ع مقعده وجلس وصال بجانبه وهمس له : طيب تخسى توصلك هللة وحدة
كان وصال مرتبك وجدًا ، واذا ارتبك يضيع عمره ويضيع وقت موكلة ودايم يطلع خسران ، زفر بضيق وقال : شلون صار وشلوون ! انا متأكد اني سحبت اسمها !
رفع عينه لأسرار بعيونها الضيقة دليل ابتسامتها الواضحة ، ولفّ لعِقد اللي أشرت له بأصبعها بمعنى ' الزواج ' وضحكت تصدّ وتوقف بملفها وبدأت المحكمة من جلس القاضي ونطقت : قضيتهم سرقة وقضيتنا اتهام باطل وتشهير ابدأ ؟
هز القاضي راسه بنعم وكملت عِقد تقول : اولاً اتهامهم باطل لعدم وجود اي ادلة تثبت سرقة موكلتي للوحة مثل م يدعي الطرف الاخر ، ثانيًا رفعت موكلتي قضية تشهير لأن الخبر انتشر وهي كمدعية عامة ممكن تتشوه سمعتها ، ثالثًا محامي الطرف الاخر عامل رشوة مع أحد الشهود اللي بيدخلون ومعاي الدليل لهالشيء ، أنتهى
القاضي : دليلك حضرة المحامية ؟
مشت عِقد تسحب ملف الأدلة ، وحطته قدام مساعد القاضي وشافه وهز راسه بالإيجاب ومدّه للقاضي يشوف وصال وهو يرشّي بجاد بأنه يكون شاهد ، رفع عيونه بغضّب وقال بحدة : عندك كلام ولا اعتراض ؟
هز وصال راسه بنفي وابتسمت تغمز لسطّام اللي وجهه محمّر وعروقه بارزة ، ضرب القاضي ونطق : من اول جلسة حُكم على سطّام بن نهيّان بن سلطان آل عقيل أما بالسجن لمدة ثلاث أعوام او بدفع غرامة مالية قدرها مائة ألف ريال لأجل الاتهام الباطل وأيضاً يتبعها عقوبة التشهير وهي سجن لمدة عام وغرامة مالية قدرها خمس مئة ألف ريال
مسح وجهه وشنبه ولفّ لوصال ونطق بغضّب : بدفعها
قام وصال ونطق : بندفع
قامت عِقد وقالت : قبل تغيب شمس اليوم
وصال بربكة نطق : تمام تمام
ابتسمت وانحكم على سطّام ووصال بالخسارة وطلعوا اسرار وعِقد ربحانين ، ابتسمت تضرب كفها بكف اسرار ونطقت وهي تحضّنها : ايوه زيتونتي وين ناوية نسافر ؟
اسرار ابتسمت وقالت : بشتري شقة فالرياض
ضحكت عِقد وقالت : عيب عليكي وبيتي ؟ والله يخدم
اسرار : طيب وشرايك اطلع سيارة ؟
عِقد : سيارتك جديدة اشبك م تعرفي تتخيري ؟
كانت بتتكلم بس لفّت من نطق سطّام بحدة وقال : بندمك ع اللي صار يبنت محمد تسمعين ؟
ضحكت وقالت : تبي نرجع ونقول انه يهددني ؟
مشى يقترب ووقف من وصل قدامها وأردف وهو يصر ع اسنانه : بصير اسوء كوابيسك
ابتسمت اسرار وقالت : وصلتني ريحة حريق صدرك أدفع تعويضي وبرسالة التحويل قولي وين تبي انثر رمادك ؟
شّد ع قبضته ومشى يتعداها ، ضحكت عِقد وقالت : مسكيين حزنتني صراحة
لفّت لأسرار ونطقت : نروح اسبانيا ؟
اسرار : حلو مدريد ؟
هزت عِقد راسها بنعم وقالت : مدريد اختيار موفق مدريد خيييييال !
اسرار ابتسمت وقالت : نجهز الشناط ؟ بنسافر بكره
عِقد صرخت بحماس وقالت : وصلت الفلوس !!
ضحكت اسرار وقالت : تشلوط ولد نهيّان
ضحكت عقد ومشت لسيارتها وتبعتها اسرار يطلعون من مواقف المحكمة ويتجهون لبيتهم ..
~ شركة 𝐻𝒶𝒿𝑒𝓈𝒮𝓊𝓁𝓉𝒶𝓃 ~
وقف سطّام فالمواقف ونزل يزفر بغضّب ، هو م خسر فلوس لأنه ست مية ألف م تعني له شيء بس هو خسر سيطرته وفرضه لشخصيته بأسوء وضع ، هو تواصل مع محامي م نطق بحرف واحد وقت المحاكمة ، دخل المصعد وضغط ع الطابق الثلاثين بينهي رسمة وبيسافر باريس يحضر المقابلة والافتتاح الرسمي لفندق أندريه خوسيه ، وصل للطابق ونزل علطول وقال بصوته الرخّيم والجهورّي : مشهور جهزوا لي لوحة رقم ١٧
مشهور فزّ ونطق : مكتملة ولا غير مكتملة ؟
سطّام دخل مكتبه ونطق : غير مكتملة
نزع ثوبه عنه وفتح دولابه الضخم بغرفته ، سحب شورت له ومسك المريول يلبسه ع صدره العاري وربط عيونه يعميها عن الرؤية ، مسك لوح الألوان وبدأ يرسم صورة يشوفها بمخيلته بس م يشوف خطوطها ولا حتى ألوانها ، هو يدري انها تتراوح بين الأسود والأبيض وهذا اللي مريح ضميره ، يرسم بحرقة صدر ووقف فجأة من مرّ طيف عيونها بالليلة الماضية ، زفر عصبيته وبدأ يشكل صورتها على اللوحة ، وهي ماسكه اللثام على وجهها وعيونها كُل م يُرى أمامه ، يرسم ملامحها وهو يحترق بغيضه ، ضحك بسخرية وقال بحدة وحرقة صدره : ‏حطتني عدو لها م تدري اني أبلش عدواني ؟وإني بخلي كل أيامها تستضيق عليها ، حدتني اضرب وانا لا ضربت اضرب بكف من حديد م يهمني احد ولو انه غالي علي أجفاه م رفّ لي جفن ! عطتني بمعرفتها درس والدروس بزماني من خسرني وخسّرني بالرخيص أبيعه بالتراب ولا عمري ألتفت للحسايف ، أحرق عيونك الخُضر وأطفي لونها برماد صدري
شال الشال عن عيونه يشوف اللوحة وملامحها قدامه ، انحنى يوقع عليها ويختمها بـ ' completed ' طلع ينادي مشهور ووصل عنده ونطق : خلصتها ارسلوها للفريق النشر والشحن
مشهور شالها ونطق : على خشمي
نزلت يركض ومعه اللوحة ، ورجع سطّام يتكي على مكتبه وكل تفكيره وين لوحته وكيف ينتقم من سبب خسارته وضياعه ..
~ حيّ الياسمين ، بيت عِقد ~
دخلوا للبيت ومشت ترتمي على كنبها بتعب ، ابتسمت لها اسرار ومشت تفتح الباب المطل على المسبح وترجع تجلس جنبها ، رفعت راسها وقالت : حقولك حاجه
اسرار : غردي
عِقد شابكت يدينها بيدين اسرار ونطقت : صراحة أتمنى م يزعل منِك أنتي كمان لأن مالك صلاح باللي صار
اسرار شّدت على كفوفها ونطقت : اذا تقصدين وصا..
قاطعتها وقالت : لا مو هوا وم حقولك مين الشخص بس فيه واحد اعترف لي بس بشكل غير مباشر..
قاطعتها اسرار من سحبت كفوفها ونطقت : وش الجديد ؟ يكثر اللي يعترفون لك يالبلاير
ضحكت وقالت : معفنه ! م اقصد كذا اشبك ؟
ضحكت اسرار تنسدح على رجولها وتنطق : كملي
عِقد : المهم انا م اشوفو حاجه اصلاً يعني مجرد شخص عادي لا اكثر ولا اقل ووقت اعترف رفضتو بطريقة غبية
اسرار رفعت عيونها وقالت : وانا وشدخل أمي في رفضك له ؟
عِقد زفرت بملل تقوم وطاح راس اسرار ع الكنب ونطقت : أنتي اصلاً مو مركزه معايا
اسرار : طيب نسحب ع سالفة رفضك ؟ لأني هونت م ابي مدريد
عِقد جلست وقالت : حلو اش تبغي ؟
اسرار : تبين مدينة ساحلية ؟
عِقد : صراحة تعرفيني قد أيش احُب البحر بس عشانو لزيتونتي م تفرق معايا أنتي اش ودك تسوي ؟
اسرار ابتسمت وقالت : أتزلج
عِقد زفرت بملل وقالت : برد اخ منك مو جوي اش مسوي معاكي الصيف ليش م تحُبيه !؟
اسرار : سهلة ولدت فالحر وابي اهج منه
عِقد ضحكت بسخرية وقالت : طيب تزلج حتوقعي وتبلشيني سوري
اسرار : وشفيك ؟؟ لعبتي
عِقد ابتسمت وقالت : عيوني نروح كاليفورنيا ؟
اسرار رفعت كتوفها بعدم معرفة وقالت : تعرفين شيء هناك ؟
عِقد ابتسمت وقالت : عييب عليكي ايوه اعرف وادي اسمو سكوا او سوكا على م اظن
اسرار ابتسمت وقالت : بسرعة نحجز
عِقد : اش رايك نأخد ظبيه معانا ؟
اسرار ضحكت وقالت : مطلق م يخليها ترجع معي من الجامعة تبينه يوافق ؟
زفرت بتوتر من طاريه وصدّت تطلع اللابتوب وبدأوا بالحجوزات على الفنادق والمطلات في كاليفورنيا ..
~ فرنسا ، باريس ~
قدام أضخم وأشهر المعالم في باريس ' بُرج إيفل ' جالس ويشرب قهوته بهدوء ، رفع عيونه لأندريه اللي مبسوط يتأمل صورة خاصة باللوحة وهي معلقة بمكانها المخصص في أستقبال فندقه اللي بيستفتحه الليلة ، كان ميت فرح وطاير فيها ، ابتسم بخفه ونطق بالفرنسي : qu'en penses-tu
*إذن ما رأيك ؟*
ضحك أندريه للغة سطّام الفرنسية وأردف : vous plaisantez j'espère !  c'est incroyable
*هل تمازحني ! إنه شيء لا يصدق*
ابتسم سطّام يترشف باقي قهوته ولفّ لأندريه اللي يستنشق سيجارته يستأذنه لأجل يتجهز للأفتتاح الليلة في أضخم فنادق باريس المطلة على أشهر شوارعها ، مشى يدخل شقته ويقفل الباب وراه ونطق : فيه أحد ؟
هو متأكد انه قفلها بس يمكن خدمة الغرف ، دخل داخل غرفته وشاف رسالة على السرير مشى لها بروقان وسحب الظرف يفتحه ويقرأ الرسالة اللي مكتوب فيها :
السلام عليكم ، سطّام صح ؟ اذا وصلتك الرسالة فأنت الشخص المقصود انسرقت منك لوحة قبل فترة قصيرة وأنا أعرف مين اللي سرقها ، بعطيك مهلة تشوف كاميرات مراقبة بيتك يمكن فيها دليل وأن م حصلت أول شخص طرى لك وأتهمته هو دليلك .
قفل الرسالة وجلس بهدوء على طرف السرير يقلّبها براسه ، مين المرسل وليش قاعد يأشر بكل وضوح على اسرار وأنها هي دليل سطّام ، ضحك بسخرية وقال : الحين ذا الشوّو كله عشان م أرجع اتهمها ؟
قسمها نصفين بين يده وبدأ يقطعها لأجزاء صغيرة ، قام يدخل الحمام ويأخذ شور يجهز فيه نفسه للحفل الليلة ..
~ فالديرة ، عزبة مشبب ~
تاكي ويعّد إبل أبوه ، صدّ ينزل عيونه لبوكيت دخانه وابتسم بهدوء ينطق : من بلاه الهوى ربي يعييّنه صابه الهم ولا مات مغبوون ، هأني ذيا صابني الهم وشكلي بموت مغبون الله حسيبه غنوج المدينة لعب فيني لعب
تقدم ضاحي ونطق : منهو ؟
مطلق لفّ عليه وقال : بو مطحس
ضاحي زفر بملل وقال : والليل مع أبو مطحس وبعدين انت م قالك الدكتور تهجد فالبيت ؟؟ من ثالث يوم قدك سارح للغنم ؟
مطلق : يصبني الهم من البيت
ضاحي جلس يقول : والله م اعلم وانا أخوك هو من البيت ولا صابك الهم من الهوى
مطلق جلس وقال : مابه الا كل خير
ضاحي : ان شاءالله
عمّ الصمت بينهم لدقايق معدودة ونطق ضاحي : سطّام م قال انه بيخطب ؟
مطلق ابتسم وقال : عز الله العزيز انك جبتها يبو مشبب !
ضاحي ابتسم وقال : أبشر بي !
سحب جواله وأتصل على سطّام لكن م وصله رد ابدًا ، زفر بملل وقال : تهقاه هوّن ؟
ضاحي : بكسر خشمه ظبيه أغلى منه
مطلق : صادق والله بس م ظنتي يسويها
ضاحي رفع جواله وقال : مابه أرسال ولا كان دقيت عليه واتس
مطلق : معليه ماحن مستعجلين والبنت م عندها علم نتشاور وبعدها نشوف
ضاحي قام وقال : اجل مشينا طبختني الشمس
قام مطلق ومشوا راجعين للبيت ..
~ فالديرة ~
لفّت بملل لتسنيم اللي تسولف بنفس الموضوع لها فوق ساعة بدون بريكات ، مسكت راسها وقالت : تسنيم !
لفّت تسنيم لظبيه ونطقت : سمّي ؟
ظبيه : أخواني جايين يعني لو تكرمتي
تسنيم : يختي عليك حركات ! اصلاً محد منهم يدخل داخل
ظبيه ابتسمت بكلافة وقالت : ايه ذاك قبل بس الحين مطلق داخل طالع عشان اصاباته
تسنيم زفرت بملل ورفعت حجابها على راسها وقالت : اذا طفشتي تعالي تعرفيني ماعندي الا بتال ولا هو يجلس فالبيت كثير وماعندي خوات يسلوني مثلك ننبسط مع بعض تمام ؟
ظبيه بتسليك أردفت : اكييد اكيد أخلص من مطلق واجيكم
تسنيم طلعت مع الباب الخلفي وزفرت بغضّب من م حصلت أحد ومشت تركض لبيتهم ..
~ باريس ، فرنسا ~
يضبط بدلته الرسمية ويحاول جاهد يربط عُنقه بربطة ، زفر بقرف يرميها ونطق : ضيعني الثوب السعودي ! حتى نسيت كيف اسويها
ترك ازرار قميصه مفتوح ومسك الجاكيت يلبسه ، سحب ساعته يضبطها على يده ومشى يلبس شوزه ويطلع متوجه للفندق ، وصل بعد ربع ساعة من الزحمة لأجل الافتتاح ودخل داخل بين الضيوف والضجيج اللي يصير قدام مدخل الفندق ، مسكه البوديقارد يستوقفه وينطق بالفرنسي : Où est votre carton d'invitation, monsieur ?
*أين هي بطاقة دعوتك ، سيدي ؟*
سطّام زفر بضيق من الزحمة ونطق : English please !
*الانجليزية لطفًا !*
ابتسم البوديقارد بلطف ونطق : sorry sorry no English
*المعذرة المعذرة لا إنجليزية*
مسح وجهه وشنبه وقال : وش الحل ؟
أشر البوديقارد على نسخة من الطاقة ونطق : Card ?
*بطاقة*
ابتسم له يستوعب وسحبها يوريه وسجلوا حضوره ومشى يدخل علطول ، توسعت عيونه بعجّب هو يهوى هالأماكن اللي الكل مشغول بنفسه ابتسم يشوف الكل متجمعين عند لوحة عيونها والتصوير وبرامج التلفزيون المتنوعة والصحافة تأشر على المالك أندريه خوسيه وهو قاعد يشرحها بكل حُب ، ابتسم ونطق : تحتفل باريس كلها على دق رمشك وتفرح أوروبا بكبرها لأجل عينك !
توسعت عيونه بعجّب هو يهوى هالأماكن اللي الكل مشغول بنفسه ابتسم يشوف الكل متجمعين عند لوحة عيونها والتصوير وبرامج التلفزيون المتنوعة والصحافة تأشر على المالك أندريه خوسيه وهو قاعد يشرحها بكل حُب ، ابتسم ونطق : تحتفل باريس كلها على دق رمشك وتفرح أوروبا بكبرها لأجل عينك !
شرب من عصير الكوكتيل قدامه ، لفّ لجواله وشاف اسم سلطان ورفعه يرد ونطق : Bonjour !
*اهلاً*
سلطان رفع حاجبة وقال : شف شف مسرعك تخليت عن وطنيتك ولغتك !؟
سطّام ضحك بخفه ومشى يطلع على الشرفة ، ابتسم يشوف برج إيفل قدامه بليلة باريسيه صاخبة ، ارتخى ونطق : ارحب تبي كذا ؟
سلطان ابتسم وقال : البقى ي مرحب اييه هذا سطّام
سطّام : لبيه كيف أخدمك ؟
سلطان : م بيننا خدمة بس ودنا نجيك
سطّام ابتسم وقال : والله ؟ أنت ومين ؟
سلطان ضحك وقال : والله مغير أنا وهذام
سطّام ابتسم على جنب وقال : باريس كلها ترحب تدري ولا ؟
سلطان : البقى ي أوروبا ايه سطّام أسبوعين تسمع ؟
سطّام : تمام
سلطان : بنسافر بكره أشوفك على خير
سطّام ابتسم وقال : ودعناكم الله
قفل الجوال ولفّ وشافها ، لوحته لعيونها وتفاصيلها ، بصّف رمشها لكنه حَرم عليهم يشوفون خضّار عيونها ، قدامهم اللوحة بالألوان السوداء والبيضاء ، ابتسم وهمس : م يدرون عن الخافي ؟ لكن الله عليم به وأنا ماني عديم إحساس ولا عديم شعور م كذبت يوم أقول بغيتك لكن ماشفت منك يبنت محمد شيءٍ أرجيه ولا شفت الليالي وقفت بصفي !
دخل داخل يشوف الأحتفال قدامه والناس ترقص على أنغام المعازف الفرنسيه ويتمايلون أثر الكحول قدامهم ..
~ مطار مدينة كالفورنيا ، غرب امريكا ~
نزلوا ثنتينهم من الطائرة وتوجهوا يدخلون للصالات ، رفعت الباند عن عيونها وفرّكتها بلطف ونطقت : سفر ستطعش ساعة ؟ أنا رسميًا أنهلكت
اسرار ابتسمت وقالت : بس الجو حلو مره
عِقد : تبغي نرتاح ولا نبدأ بالجدول ؟
اسرار : تبين الصدق نمت بما فيه الكفاية والله
عِقد ابتسمت وقالت : تمام زيتونه تمام
مشوا يطلعون للسائق المُرسل من أيمن ' والد عِقد ' ، ابتسمت له وقالت : اهلاً بانجمين !
بانجمين ابتسم يرفع قبعته لها وينحني وينطق : مرحبًا
توسعت عيونها بصدمة وقالت : يتكلم عربي !
عِقد ضحكت بسخرية وقالت : اش رأيك متربي على يد أيمن م حيخليه بدون لُغتُه عيب عليكي !
ابتسمت اسرار برعب وركبت السيارة ، لفّت لأسرار ونطقت : اسمعيني كويس حنروح للفندق ونِجهز ونطلع علطول للتزلج
اسرار صفقت بحماس وقالت : اييوه تعيش بنت أيمن !
عِقد ضحكت وقالت : وتعيش زيتونتي الحلوه
شابكت يدها بيدين صاحبة عُمرها ، من عُمر المُراهقة حتى سن النُضج ، مُمتنة للحظة والصدفة اللي جات تحمل عِقد بين يدينها ، نزلوا قدام الفندق ومشوا يدخلون للإستقبال ، وقفت تنتظر عِقد اللي م اخذت دقيقة الا ورجعت والبطاقة معها ، طلعوا للمصعد ومنه لغرفتهم ، دخلوا للغرفة وتوسعت عيونها من المنظر والإطلالة وأردفت بحُب : هذا اللي كنت فاقدته وكان ناقصني
حسّت فيها تضُم كتوفها بحنّية وتنطق : حتعيشي أفضل مِنُه مع شريك حياتك بإذن الباري !
ابتسمت اسرار بخبث وقالت : عشته معك راحت لذاذته
ضحكت عِقد بصدمة تدفعها وتنطق : اش تُقصُدي !! حقيقي حيوانه
فطست اسرار تضحك وقالت : امزح معك وشفيك صعدتي الله يهديك ؟
عِقد ابتسمت وقالت : يارب م تتزوجي وتعنسي معايا
اسرار : الحياة معك تغنيني عن الزواج وانا اختك !
عِقد ابتسمت وقالت : تزكريني بمطل..
اختفت بسمتها من تذكرته ، نزلت عيونها وقالت : حأخد شور
دخلت الحمام بأغراضها اللي ممكن تحتاجها فيه ، ابتسمت اسرار وقالت : وش صاير بينك وبين أخو الظبي ؟
هي بيوم سمعته ينادي ظبيه كذا وصارت تناديه بهالأسم ، مشت تدخل تنكر فكرة حصول حاجه بينهم ..
~ فالديرة ~
فزّ من نومته يكحّ بشكل مرعب ، بشرته ساخنه وعرقَه يصُب ، مسح جبينه وشنبه وقال : لا اله الا الله وشذا التعب والحلم ؟
كان بيرفع نفسه لكنه شهق بألم وقال بصراخ : تكفى ي ضاحي !
مايدري وشفيه وليه انتكست حالته ، رفع عيونه والواضح ان الظلام حّل والليل ليّل ، صرخ وقال : ي ضاااحي !!
م وصله صوت وغمض عيونه يسمع صوت أغاني ، بس وش صار مايدري ، رفع عيونه من شاف زّول ونطق : ولد !
لفّت تسنيم وابتسمت تقول : مين بسم الله !!؟
توسعت عيونه من أنكر الصوت وقال : من أنت ؟
هو ماقدر يسمعه زين لكن لوهلة ذكره بأول لقى مع بنت سِت المُدن ، وصدمته من أسلوبها ورقتها ولهجتها ، دخلت تسنيم تشغل النور وزفرت : اف مافيه كهرب بالبيت !
هي خطتها كاملة لكنها تنكر ، هو بآخر لحظة أستوعب ان ضاحي مع ظبيه فالخرج لأجل صافية ، نطق بحدة : أنت من طيب ؟
تسنيم ابتسمت وقالت : تسنيم بنت عمك نايف
مطلق زفر بقرف ونطق : وش جابك هنيا ؟
تسنيم : كنت امشي مع جدتي وسمعت صوت داخل وجيت اشوف حسبتك مع ضاحي وظبيه
مطلق كان يكلمها وهو معطيها ظهره لأجل م يشوف شيء ، نطق وقال : ووش مناسبة الاصوات عندكم ؟
تسنيم ابتسمت وقالت : يقولون وداد حامل والعقبى عندكم ان شاءالله
مطلق : ايه ماشاءالله ماشاءالله
تسنيم : وشفيك ي مطلق ؟
مطلق مسح وجهه وشنبه وقال : وجعان ادعي لي بتال اخوك
تسنيم ابتسمت بسخرية وقالت : العيال ماهم هنيا راحوا مع عمي بتال
مطلق : اجل عفيفة تجيني
زفرت بملل وقالت : وش بغيت اجيبه لك
مطلق نطق بحدة : ابغي من يسندني بسري للمستشفى
مشت له وجلست ونطقت : عفيفة ماهي موجودة بعد
مطلق توسعت عيونه بصدمة على حسب معرفته مال عفيفة احد الا ربها ثم منّير وبيته ، ولها سنين م تروح ولا تجي ، ضحك بسخرية وقال : عفيفة ؟ وينها
تسنيم ابتسمت وقالت : بعزيمة وداد عن خوالها
شّد ع قبضته وقال : هاتي جوالي
فتحت جوالها تشغل الفلاش وتثبته ، بان كل شيء بالمجلس ولفّ يشوفها قدامه ، مدت يدها من فوقه وتوسعت عيونه على مصرعيها ، كان تحت مفرشه وسحبته تحطه على صدره وقالت : يدك توجعك ؟
كان دم جسمه واقف من الصدمة ، هو ولأول مره تقرب منه أنثى غير ظبيه ، ولأول مره يتلخبط وينقلب حاله من أنثى ، كانت لابسه مخور أصفر ماسك على جسمها يعطي كُل تفصيل بجسمها وكل انحناءه حقها ، ابتسمت وقالت : وشفيك ؟
بلع ريقه وهمس : يالله جارك من الفتن !
ضحكت تعذّبه زيادة وأردفت : تبي شيء ثاني ؟ لأننا بنلحق العزمي والداعي
صّد مطلق بسرعة ونطق : سلامتك يبنت نايف
وقفت تلفّ وتطلع من عنده ، هو لا فيه عزيمة ولا وداد حامل ولا شيء من قصتها صار ، هي اللي ألفت وهي اللي سردت كل شيء ، مشت تشغل الطبلون وترجع من الباب الخلفي لبيتهم ، زفرت بتوتر وقالت : حمدلله بتال اخوي م جاء ولا احد شافني
مشت تركض ونزعت المخور ولبست قميصها بكل سرعتها وانسدحت ع سريرها تتصل عليه وثواني ووصلها صوته الثقييل وهو يقول : مرحبا ؟
تسنيم ابتسمت تنعّم صوتها ونطقت : مطلق هذا رقمي ترا طلعنا اذا بغيت شيء دق علي لا تتردد
هو مستنكر أشياء كثيرة ، هو ماعمره أحد اتصل فيه لأجله ولأجل يتطمن عليه ويخدمه كيف وهي جات من أنثى رقيقه بجمال تسنيم ونعومتها ، هو مايبي يفكر لكنه يحسّ انه العوض من ربي بعد رفض بنت الحجاز ولا ودّه يطير الأمل من يدينه ، صحصح أول م سمعها تقول : تسمعني ؟ الو ؟؟
بلل شفايفه ونطق : م تقصرين
ضحكت تسكر وصرخت بوسط مخدتها بفرط حُب ، رفعت راسها وقالت : طيب ؟ وإذا كنت أصغره بعشر سنين ؟؟ هذولا أعمامي اكبر من حريمهم بسنين وعُمر والحب م يعرف رقم !
ضحكت بكل قناعه في حُب مطلق وناويه تكمله ولو أنه شبه مستحيل ، تدري لو يعرفون أهلها وبنات أعمامها بيذبحونها ، مطلق محد يقربه الا أخوانه والعيال ، وقرابة العيال له مجرد مصالح ولأجل يساعدهم بالأشغال فالمزرعة ، كيف لو قالت لهم وأفصحت عن حُبها له ، هي تعيش بنفس الوضع مع بجاد لكنها أسوء بنظر أهلها لأنها بنت والبنت عندهم ضعيفة قدام عواطفها ، وحيدة نايف ووش شعور نايف لو يجيه طرف علم ..
~ بيت مطلق ~
عضّ شفايفه بألم يقوم بنفسه ، شهق وطاح وسمع صوت طقّ بظهره وصرخ بأعلى صوته ، عيونه تحجرت بدموعه لكنه أبى ينزلها وعضّ طرف ثوبه وقام ، هو عارف انه طلع من المستشفى وهو ماهو بكامل عافيته والحين بدأت المضاعفات ، وقف على حيله ويتعكز بمعكازه مشى يدخل للمطبخ وفتح الدرج وهو يحسّ بالثقل والدوخة ، طلع كيسة المُر وسحب الدلة يحط البُن الأشقر والزنجبيل وملئ ربع فنجال حليب وشغل عليها ، وبعد دقايق غشت القهوة الشقرا وسحبها يهيّلها وحط كسرة مُر بأسفل فنجاله وصب القهوة عليها ومشى يطلع يجلس ورا بيته بالدلة وبفنجاله ، جلس وهو يقاوم كل الألم اللي فيه بصعوبة بالغة بس هو رجال وبنظره الرجال م يتألم والرجال عمود بيت أهله صعب ينهّد من حادث ، شربه وهو يقلب يدور رقم ضاحي وحصله واتصل عليه وقال : افتح جوالك يبن مشبب افتح
م وصله رد وزفر بغضّب يرمي جواله ، لوهلة رجعت عِقد تستوطن تفكيره ، هي ماغادرته ابد ورغم رفضها هو بغاها زود لكنه بدوي والبدوي عزيز نفس م يلتفت لطريق المقفين ، اخذ نفس طويل وزفره ورفع عيونه للنجوم اللي توسدت سمائهم ونطق :
أسامر النجم وأبني الحلم وان جاء النهار ؟
يطير حلمي تقول انه صفقه الهوا !
بأسباب خشف يميزها الحلى والوقار
لعيونها المستحييل أقول مالك لوا
-
نزل عيونه للدلة قدامه وكمل أبياته يقول :
صبرت ليّن الصبر كمل وانا في انتظار
يا دلة الشوق راسي للمواصل خوا
خافي من الله تعالي وأجبري الأنكسار
الكبر لله وجرح البعد والله ماله دوا
-
ابتسم من استوعب انه قال أبيات طرت عليه علطول ، ورتبها لعيونها وهو له سنين قاطع الشعر ولا يماشي دربه ، حكّ جبينه وقال : م قلب حالي من عرفت نفسي بذي الحياة القشراء الا هي أشهد بالله ان مالها فالعذارى شبيه !
لفّ لصنبور الماء القديم اللي ورا بيته ، فتحه يتوضى بحذر من الألم وفرش شماغه على جهة القبلة وكبر يصلي ، وبدون م يحسّ كان يلفظ أسمها بدعواته في أواخر الليل ..
~ وادي سكوا ، كاليفورنيا ~
شهقت من جمال المنظر وأنعكاس اللون الأبيض بعيونها ، هي ولأول مره بحياتها تشوف ثلج بهالشكل ، البياض ينتشر حولها من كل جهة والبرودة قارسة داخل الوادي ، شّدت على يد عِقد ونطقت بحماس : نتزلج ؟
ضحكت عِقد وقالت : يلا !!
سحبوا الزلاجات ونزلت عِقد تسبق اسرار ، ابتسمت تشوف حبيبة روحها تتزلج باحترافية والهواء يداعب شعرها ويطيره بين نسايمه الباردة ، اخذت نفس ونزلت بهدوء وسرعان م طاحت وعبسّت بملامحها من شافت عِقد تضحك ، رفست الارض وقامت بصعوبة ونفضت ملابسها من الجليد والثلج اللي هي تعشقه ، تحسّه يشابه انطفاء روحها والبرودة اللي تلامس قلبها من سنين طويلة ، ولو انها عاشت تحت حنان ودفء عفيفة هي باقي باردة ، قامت توقف وبدأت تتزلج ببطء وهدوء ابتسمت ابتسامة عريضة من صارت تتزلج بشكل ممتاز ، ضحكت عِقد تتمسك بيدها ويتزلجون سوا وصلوا لنهاية الوادي وجلست بجانبها ، انحنت على كتف عِقد وقالت : مادري ايش كنت بعيش ووش كنت بسوي بدونك
ميّلت شفايفها السُفلية لثواني ونطقت : اخ زيتونه أحُبِك !
رفعت عيونها وقالت بصوت هامس : وانا أحبك مره
ضمّتها يتأملون الغروب قدامهم بعد مدة من جلوسهم ، فرّكت خشمها من برد وقالت : نرجع للفندق ؟
ابتسمت اسرار وقالت : بردتي ؟
عِقد : يقرفني البرد م احُبو !
ضحكت اسرار وقالت : تدرين اني اعيش قمة السعادة الان ولا ماتدرين ؟
عِقد رفعت حاجبها وقالت : بكرا حنروح للشاطيء وانتي م تشوفي قُدامِك سامعة ؟
اشرت باصبعها ع خشمها وقالت : على خشمي ذا
عِقد : حكتفي بالصمت أمشي
ضحكت بسخرية تقوم معها وطلعوا الجبل بمساعدة التلفريك ، نزلوا منه ومشوا لسيارة عِقد وركبوا وانطلقوا راجعين للفندق ..
~ فالجبيّل ، قصر نهيّان ~
جلست على الكنبه تترشف من قهوتها بروقان ، فتحت جوالها وفتح على الواتس كانت تمرر نظرها على الرسايل سواء من أهلها ولا من نهيّان وسلمان ، طاحت عينها على رقم غريب مرسل صوره لها دخلت علطول وشافت صورتها هي ومازن وقت كان عندها قبل ليلتين فالبيت ، غصّت بالقهوة وكحت بصدمة ، عيونها متوسعة على مصرعيها ودمها نشف ، كانت تحته رسالة وتقول فيها : أتركي سوالف الاستشراف عنك ووقفي تتلزقين بسطّام وتخربين بينه وبين أبوه وأنتي داخلة طالعة مع رجال غريب وبقصر نهيّان ! والأكيد ان ماعنده علم امسكي لسانك وقصي يدك عنه وعن سطّام ولا والله ان ياصله العلم وقد أعذر من أنذر .
كانت الصور ملتقطة من زوايا مختلفة ، عجزت تحدد مين صورها شّدت على كوبها برعب ورجفة ، وقامت تتركه على الطاولة وتطلع للدور الثاني ، لفّت لخروج انفال من الغرفة ونطقت : اسمعي انفال
انفال ابتسمت ابتسامة عريضة من عرفت الموضوع اللي بينطرح وقالت : أهلين
مضاوي شابكت يدينها ببعض ونطقت بتوتر : قبل ليلتين فالليل وين كنتي ؟
انفال : مع سلمان عند أهلي ليه ؟
مضاوي ضحكت بتوتر وقالت : لا بس اسأل لأني م سمعت صوت واتذكر اني كنت خايفه مره
ضحكت انفال ومسكت كتفها وقالت : شدعوة مافيه شيء
مشت تنزل تتجاهلها وأردفت : كفو عليك شوشو والله كفو !
نزلت وشافت قهوتها متروكة وضحكت تنطق : دُرة تعالي سوي تنظيف هنا
دُرة مشت تدخل وبدأت تنظف ، جلست انفال فالصالة وقالت : وسوي لي قهوة معاك تمام ؟
هزت دُرة راسها بنعم وقالت : تمام مدام انفال
ابتسمت وقالت تحت انفاسها : اذا على كذا معاد يحتاج اقول لهذام اللي صار لأنها بتوقف تسوي اشياء تخلي عمي يحرق سطّام وعقبال مايصير يجي عندنا طبيعي نفس قبل وفاة عمتي الله يرحمها
ميّلت راسها بحزن كبير على حال سطّام المعروف للكل هو لساته عايش بسنة ٢٠١١ ومستحيل يتخطاها ، قد يتبين لناس انه بخير لكن روحه مخدوشة وجوفه يحترق وعقله مشوش بهواجيس تشّيب طرف رمشه ..
~ باريس ، شقة سطّام ~
دخل الغرفة ورمى جاكيته على الكنبة ، مشى يدخل للحمام وفتح الدش ونزع م عليه ودخل تحته يغسل جسمه ، زفر ضيق صدره ونطق تحت انفاسه : اخ ليتني رحت بدالك ولا حسيت بفقدك لي ثلاثطعش عام م نسيتك ولا قويت كسرك لي ، أمي الناس معاد هي نفس زمانك الناس تغيروا ، يا أمي أبو سلطان تغير علينا تغير علي وأنا اللي كنت ملازمه طول عمري رحتي وراحت الحياة الطيبة معك معاد أبوي نفسه ولعاد أقدر أناديه أبوي ، يا أمي معاد أقوى للحياة ودي لو ربي ينتزع روحي مني وابتعد عن كل شيء يأذيني يا أمي معاد أحد يحب سطّام عشانه سطّام كلهم حُب شفقه على حالي المتدهور وكبدي المحترقة والله محد حب سطّام لشخصيته ومواهبه وسواليفه اه يمه !
تنهد من تخالطت دموعه بمويه الدش وأردف يكمل : رحتي وخليتني وحيد بكل شيء ، وحيد بدون أهل ووحيد بدون سند ووحيد بدون حبيب يداوي لي جروحي ووحيد بدون أم تحتضني بآخر الليل وتواسيني ، صرت بأوائل الثلاثين وأنا مانسيت وفاتك ومستحيل على سطّام ينسى ! اه يمه ليت ان به احد يسمع لي ويواسيني يمه أنا مقدر على سلطان وعلى حزن سلطان والله م بقوى ولا ودي افضفض له وينتهي معي وأقتل فرحته بأخباري وبالأشياء اللي أعيشها من لحظة وفاتك لليوم ! يالله جعل وجهك فالجنة الباردة
مسح وجهه وشنبه وقفل محبس المويه وطلع ، سحب منشفته يلفّها على خصره وطلع بمنشفه صغيرة يجفف بها شعره ، جلس بهدوء على طرف كنبه يتأمل باريس قدامه ، رفع جواله يتصل بسلطان ووصله صوته وهو يقول : لبيه ؟
سطّام ابتسم بهدوء وقال : وينكم ي أخوي ؟
سلطان ابتسم وقال : والله في دبي تبي شيء
سطّام : سلامتكم متى الرحلة ؟
سلطان : الساعة تسعة بكره
سطّام : توصلون بالسلامة ان شاءالله
سلطان : الله يسلم قلبك يبو نهيّان
قفل الجوال وانحنى ينسدح على ذراعه اليُمنى ، بدأ يهوجس من اول وجديد بأشياء كثيرة ليّن م غمضت عيونه يستسلم للنوم ..
~ الخرج ، بيوت آل عمر ~
جالسة فالصالة وتشوف بنات أختها قدامها ، ابتسمت لجودي وقالت : جودي تعالي
ابتسمت جودي تمشي لها وقالت : خالة بتطولين عندنا ؟
جوري زفرت بغضّب وقالت : وشفيك انتي مشفوحة !
ضحكت ظبيه وقالت : اذا تبيني أطول طولت
جوري : لا طبعًا خالي مطلق لحاله
ظبيه زفرت بضيق ونزلت تبوس راس جودي وقالت : مطلق بخير معليك
جودي ابتسمت وقالت : اصلاً خالو مطلق كبير وكذا عضلات ومره قوي صح !
ضحكت ظبيه بحُب وقالت : صح ي بنت مشعل صح
جوري ابتسمت من تذكرت خالها مطلق ، بوجوده م كان علي يقرب من البيت لأشهر من الرعب والخوف منه ، مسكت شعرها ترجعه ورا اذنها ونطقت : مابيجي واحشني
ظبيه : كان وده والله بس تعبان
نطقت بغضّب تحت انفاسها : جعله بضلوع علي يارب
رفعت راسها من دخلت صافية للغرفة ونطقت : ظبيه حمود وين ؟
ظبيه : توي نيمته هو وكادي
جلست وزفرت بألم ، لفّت لها ظبيه تمسك كتفها وتنطق : لو كان خيرًا لبقى ! وغير كذا عندك ثلاث بنات وولد مثل القمر استهدي بالله واذكري الله وانا أختك
ابتسمت صافية وقالت : جعله بعمري مطلق جلس لحاله ؟
ظبيه كانت بتتكلم بس دخل ضاحي وفزّوا البنات يضحكون ويركضون له ، هو تأخر عشان مشوار صغير يبي يقابل احد اخوياه ، ضحك يحتضّنهم له ونطق : يهلا بحبايب خالهم
جودي وجوري كأنوا محتضّنينه بشدة ، ضحك وقال : معاد اقدر أتنفس الفزعة يا أخت مطلق
ضحكوا ظبيه وصافية ونطقوا : اي ؟
ضحك يشيل جودي وماسك بيده الثانية جوري ، جلس وجلسوا حوله وبدأوا بالسوالف والسؤال عن الحال ..
~ دبي ، الإمارات العربية المتحدة ~
دخلوا احد المقاهي يجلسون بأحد مقاعدها وطاولاتها ، بليلة جدًا جميلة في دبي ، طلبوا قهوتهم ونطق هذام : ايه علمني
سلطان عدل جلسته ونطق : تذكر اللوحة ؟
هز هذام راسه بنعم وكمل سلطان : شفت الكاميرات وكأني لمحت إثنين بس من خلف معطين الكاميرات مقفاهم
هذام رجع بتفكيره لأحداث ذيك الليلة وهمس : إثنين ؟
سلطان : ايوه بس يكثرهم وكلهم نفس اللبس
هذام ابتسم بثقة وقال : ايوه بس هم إثنين بس اللي شفتهم قامطين وكأنهم مسويين شيء
سلطان توسعت عيونه بصدمة يشوف هذام اللي نطق : بجاد ونايف أخوه
سلطان ابتسم وقال : عيال بتال ؟
هذام : ايه نعم
سلطان ابتسم وقال : ثواني اتصل على خوينا
سحب جواله يتصل على سطّام ويشوف هذام قاعد قدامه ويشوف تسجيل الكاميرات على الايباد حق سلطان ، ووصله صوته الثقييل وهو يقول : همم..
سلطان ابتسم وقال : نايم ؟ حصلنا لك الحرامية
فزّ سطّام يفرّك عيونه ونطق : أحلف !
سلطان : ورب الكعبة
سطّام : طيب ؟ من من
سلطان : بترجع ؟
سطّام : ايه ماعندي شيء
سلطان : بس حسافة السفرة حقتنا والحجز
سطّام ابتسم وقال : اعوضكم ولا يهمكم
سلطان : بجاد ونايف عيال بتال
سطّام شّد على جواله ونطق : يويلهم مني
سلطان : ابد يبو نهيّان اضرب بهم القاع ولا تسمي
سطّام قام وقال : جايكم دبي وبعدها بننزل للسعودية سوا
سلطان : توكل على الله
قفل الجوال ولفّ لهذام وقال : هاه هم ؟
هذام : ايه يخوي نايف كان لابس دشداشة كحلية
ضحك سلطان وقال : يالحبيب ماحن فالكويت ترا
هذام ضحك بصوت عالي وقال : يرجاااال خليجنا واحد
سلطان ابتسم ورفع كوب قهوته الباردة وبدأ يمتصها من المصاصة بلذاذة ، ابتسم لهذام وقال : تتوقع يتحسس مطلق ؟
هذام : امم صح والله م فكرنا فيه
سلطان : الله يستر
هذام مسك راسه وقال : يوه والعرس !؟
سلطان ابتسم وقال : لا ذا عندك تكنسل
هذام رفع حاجبة وقال : افا ليه ؟
سلطان : طلع ملخبط أخوك التيس
هذام ضحك وقال : يرجل لا تقولها !؟
سلطان : مع الأسف
هذام : اشوى م حصل شيء رسمي بس مع الخطوبة اللي بتتكنسل ورفع سطّام قضية على عيال عمه بيحترق مطلق !
سلطان : يرجال يرش نفسه بماء بارد الله أكبر الكلاب غلطانين بحقنا تبي نسكت لهم مثلاً ؟
هذام زفر بتوتر ونطق : الله يستر
لفّ يشوف برج خليفة قدامهم ، يشعشع بأنواره ويضيء بها سماء دبي بصخبها وزحمة شوارعها ..
~ كاليفورنيا ، غرب امريكا ~
جالسة على شرفة شقتهم بأحد ناطحات السحاب ، قدامهم البحر وعِقد بجانبها تدق على أبوها يضبط لهم يخت ، قفلت وقالت : بكرا الجدول حرايق !
ابتسمت وقالت : على خير
عِقد تثاوبت ونطقت بنعاس : حروح انام مره دايخه تبغي حاجه ؟
اسرار قامت تضّمها ونطقت : تصبحين على خير يعيون زيتونه
ابتسمت تحاوطها وقالت : انتي الخير بدُنيتي كلها ي بنت !
مشت ودخلت ورجعت اسرار تجلس ، فتحت اللابتوب حقها وبدأت تشوف القضايا وآخر جلسات المحاكم ، سرحت وجاء ببالها سطّام وقت هددها ونطقت : للحين ماله حسّ ؟ معقولة بيرجع يتدخل بحياتي وبرجع اشوفه
مسحت وجهها بيدينها وقفلت اللابتوب ونطقت : ان شاءالله انه مجرد تفكير وم يكون ذا كله هدوء ماقبل العاصفة
هي من تهديده لها خافت ، بس م اكترثت له ولا عطته وجه صح تهديده كان مرعب وصوته ثابت بس مافكرت فيه الا الان وهي بين السماء والارض ، بأحد الشقق المرتفعة عن الطريق الرئيسي بأسفل هالناطحات ، غمضت عيونها وفتحتها بصدمة من حسّت ببحور عيونها تلامس شاطيء وجنتيها ، زفرت ضيق صدرها ونطقت : وينك يامحمد ؟
من نطقت بأسمه بكت علطول ، هي م تدري مين هو محمد ووينه فيه ، هو حي يرزق بس بعيد عنها ولا ميت وقبضته الأرض داخل جوفها ليوم الحشر ، شهقت تبكي ونطقت : أبوي وينك !
عضّت شفايفها لثواني تمنع شهقاتها ونطقت : أمي ؟ مستحيل تكون عفيفة مستحيل هي أمي !
شهقت تبكي بحرقة تدري ان وصال أكبر منها وعفيفة ومنّير هم أهله ، وتدري ان عفيفة استحالة تكون أمها ، نطقت بصوت باكي وقالت : أنا مين ؟ ليش أحس اني مليانه أسرار !
مسحت دموعها بعنّف وقالت : بنبش بالموضوع ولو اطلع كل السواهي والدواهي بتاريخ آل يزيد ! ولو محد يمد لي يد العون والله لا احفر وراهم لوحدي واطلع كل خفاياهم وعلى رأسهم بتال !
قامت تترنح ورمت نفسها على سريرها ، بعد موجة بكاء طبيعية بالنسبة لها ، هي كل م جلست مدة لوحدها وبمكان معزول تفكر بكل شيء حصل لها وتحلله بالتفصيل ، هي عايشة بحزن وماتدري اذا بيكتب لها أفراج ولا بتضل سجينة تحت سر قديم يسمى ' أهلها ' ماحست بجفونها اللي تسكرت واستسلمت للنوم ..
~ باريس ، فالمطار الدولي ~
واقف يناظر ساعته وبالوقت وبدل نظراته للوحة الرحلات قدامه ، شّد ع شنطته ونطق بحدة صوته : انتقامي بيكون في أهلك !
هو أكد لها انه بيصير اسوء كوابيسها ، بيصير يطاردها وبيكون وحش ينتقم ويأخذ منها كل اللي عزيزين عليها ، هو بيلعب من بعيد بس بيضرب وبدم بليد ، مستحيل يرحمها على خسارته سواء كانت سمعة او مبالغ هو حطها براسه من أول ليلة بالمرسم لكن اختلفت النوايا ، كان يبيها حلاله والحين يبي يحرمها كل ملذات الحياة ، كان يتمناها صار يتمنى ينتقم منها ، كان هايم فيها صارت ألد اعداءه ، وكيف كانوا وشلون صاروا مستحيل يتخيل ابدًا هاللي صار لهم ، نطق بصرامة وبثبات : ياكيف كنت أحبك وكأني م لمحت بالنسوة أنثى غيرك وصحيتيني من غيبوبة ووعيت أشوفك ماتشوفين من الأعداء غيري ! لكن بيننا البين يبنت محمد
لفّ يسمع نداء الطيارة ومشى يطلع وصعد على متنها متوجه لدبي - الإمارات العربية المتحدة ..
~ فالجبيّل ، شركة نهيّان لليخوت ~
طلعوا من الشركة ولفّ لمازن بجانبه ونطق : يالله يولدي تقدر تمشي
مازن ابتسم وقال : نتقابل بكره حضرة المدير
ابتسم له نهيّان وركب مع عبدالصبور ، اخذ نفس عميق وزفره ونطق : خذني لمقبرة وفاء
ابتسم عبدالصبور بحزن وقال : أمرك
مشى يتوجه للمقبرة بهالوقت المتأخر ، كان شيء اساسي بالنسبة لعبدالصبور اللي يوصيه نهيّان كل شهرين مره وكيف كان ملازم قبرها له فوق العشر سنوات ، اخذ نفس يفتح شباكه هو أخر مره شاف سطّام يروح للمقبرة كانت ثلاث أيام العزاء وبعدها جاء بمضاوي للبيت وكان متزوجها من سنين طويلة وكانت جايبه ورد من فترة ، هو تزوج بموافقة وفاء أيام كان سطّام يدرس في نجَد ، هو وقت قالها كان متوقعها تجزع وتصارخ وتطلب بالطلاق لكنها وبسهولة قالت : موافقه والله يوفقكم ويجمع مابينكم على العز والطاعة يبو سطّام
هي وافقت لأنها تدري بمرضها اللي منعها من الحمل ، وأنجبت له أربع رجال يساندونه عند المشّيب ، وخوفها من التقصير بحق نهيّان وافقت يتزوج رُغم حُبها له ، ممكن بهذاك الزمان بردت مشاعره لوفاء بسبب بعدها عنه ، وشاف بمضاوي حُب طفولي رجعه لشبابه لكنه م أنكر او حتى نسى العشرة بينهم وكان متكلف بكل مصاريف علاجها ولا قصر ، شّد ع قبضته ونطق بقّل حيلة : ليته يفهمني لكنه صعبٍ عليه وصعبٍ علي أفهمه !
الأكيد ان سطّام له أسبابه وحكايته الخاصة ، مثل م نهيّان عنده حكاية أخرى ومختلفة كليًا عن م يجول بهواجيس الهَاجس بأخر السنوات ، تأخر الوقت وقسى نهيّان من رحيل سطّام عنه ، هو بالنسبة له كان سطّام الشيء الوحيد اللي يسعده ويغير موده ولا هو حاد الطباع من عرفوه ، بس وجود سطّام بجانبه كان له تاثير واضح عليه ، وبسبب بعد سطّام عنه صار جاف قاسي هادم محطم وكل صفات القسوة فيه ، وردة عُمره ذبلت بسبب فقدانه لساقيها ، دخل للمقبرة وتوجه لقبرها اللي حافظه عن ظهر قلب ، جلس على ركبه بتعب وقال : جعلك فالجنة يروح سطّام
جلس وقت طويل يدعي لها ويفضفض لها ، هي الوحيدة اللي تسمعه وبدون م تقاطع كلامه مثل الثلاثينه مضاوي ، بدأ الندم من سنين بس بينهم عيال وكان نهيّان مجبور يسكت عنها لأجل ورد وإلياس ، بس منع الكل مع إسكاته لنفسه وألجم اي شخص يحاول يتكلم معها بشيء يأذيها عيشها سلطانة وبيكمل على هالمنهج لحّد م يرحل ..
~ دبي , الإمارات العربية المتحدة ~
بعد م يقارب الثمانية ساعات وصلت الطايرة للمطار ، نزل يمشي بهدوء وأغراضه معه ، ابتسم يشوف سلطان واقف ينتظره بس بدون هذام اللي خمن سطّام انه نايم او بالأحرى م جلس سهران ينتظره ، تقدم يضمّ سلطان اللي ضحك وقال : وحشتني والله
سطّام ابتسم وقال : م يوحشك غالي
سلطان : ظني معاد يمديك تريح بنمشي للرياض
سطّام : طيران ؟
سلطان : لا والله سيارة
سطّام : اجل نريح
سلطان ابتسم وقال : على هواك
سطّام ابتسم ومشى مع سلطان يطلعون من المطار ، ركبوا السيارة وتوجهوا للفندق يريحون وراهم خط عشر ساعات ، نزلوا للفندق ونطق : وش بتسوي ؟
سطّام : أنتهى رفعت قضية
توسعت عيونه بصدمة وقال : تستهبل متى امداك !؟
سطّام : ووكلت محامي انا جاهز للمعركة ذي ولو تكلفني كل م املك !
سلطان : ومطلق ؟
سطّام : م يمسّه شيء مني ولا يمسّني شيء منه
سلطان ابتسم وقال : خلاص كذا أمورنا فالسمبتيك ان شاءالله
سطّام ابتسم وقال : توقع من المحامي حقي ؟
سلطان رفع عيونه وقال : وقسم بالله لا احصله وصا..
قاطعته ضحكته وقال : بنت أيمن
سلطان ميّل راسه ونطق : من ذي ؟
سطّام : بتعرفها زين
مسك كتفه وقال : زين جدا
دخل لغرفته وتكى سلطان على الباب وقال : ان شاءالله انها قدّها
ضحك سطّام بإنتصار وقال : وقدود
هو كلمها انه يبي ينتقم من وصال وببساطة وافقت ، ورسميًا بيدخل سطّام لصالات المحكمة ومعه أقوى محامية بالمنطقة صاحبة أقل خسارات بمسيرتها بما يعادل خسارة واحدة لمدة سنتين ونصف عمل وحققت فيها نسبة كبيرة من الانتصارات والربح ، انسدح بثقة هو واثق بفوزه وهالمرة بيلوي ذراعها وبتشوف صاحبتها تحامي ضد أهلها ، غفى يدخل بأحلامه بعيد عن الواقع ويريح مخه من التفكير وكثرة الهواجيس ..
~ كاليفورنيا ، شقة عِقد ~
مشت تطلع من غرفتها لغرفة اسرار بجانبها ، دقت الباب وماهي ثواني الا وفتحت الباب وهي تفرش أسنانها ، تقدمت تبوس خدها وقالت : بنزل اسوي تشيك اوت
ميّلت راسها بأستغراب وقالت : بدري ؟ فيه شيء
عِقد : الصراحة وصلتني قضية خطيرة اليوم الفجر وم قدرت أرفضها
اسرار لفّت لجوالها اللي يدق ورفعته ، انتفضت كل خلية فيها من قرأت الاسم ' عمي بتال ' من سنين طويلة م وصلها اتصال منه ليه بالوقت ذا قرر يتصل وباليوم هذا ، ابتسمت لعِقد ونطقت : شوي
دخلت تتمضمض وسحبت المناديل وطلعت للشرفة ، ردت علطول وقالت : الو ؟
أبو بجاد ابتسم وقال : زين م غيرتي رقمك
اسرار : وش بغيت ؟
أبو بجاد نطق برعب زائف : جدك بين الحياة والموت
توسعت عيونها بصدمة وقالت : ايش !!
قفل الجوال وركضت داخل ، هو ظنت انه مستحيل يكذب لأنه اتصل عليها شخصيًا ومن ذعرها وخوفها نست تتصل بوصال أو عفيفة وتتأكد ، م تدري شلون لملمت أغراضها وطلعت تركض ونزلت مع المصعد ، نفسها متلخبط ونبضاتها متقلبة بشكل مرعب ، اخذت نفس وقالت : الا انت م تروح وتخليني تكفى ي أبوي لا تروح !
انفتح باب المصعد وصرخت : عِقد سوي لي معك
عِقد لفّت بصدمة وقالت : سوي..
توسعت عيونها من شافت دموع اسرار وركضت لها تمسكها وقالت : بنت ! اشبك فيه حاجه صارت !؟
اسرار بكت علطول وقالت : أبوي يقولون تعبان
عِقد بتوتر ضمّتها وقالت : خلاص نطلع وبنلحق لا تخافي تمام ؟
هزت راسها بنعم وقالت ببكي : مشينا
مشوا يطلعون وركبوا سيارة عِقد ، ابتسمت وقالت : حسافة اليخت وازعاجي لبابا امس صراحة لو يعرف حيقتلني !
ابتسمت وسط دموعها ومسحتها ، ابتسمت عِقد وقالت : ادعي ي زيتونه ادعي ربي
هزت اسرار راسها بنعم وكملت عِقد تقول : يارب يارب م يمسُه حاجه دامُه مره عزيز عليكي يارب كل م صابُه برد وسلام عليه يارب
شّدت على يد عِقد وأردفت ببحة صوتها أثر البكي : امين
لفّت عِقد لها وضحكت تقول : أمي انا يالصوت أمي
ضحكت اسرار تضّم ذراعها لثواني وابتعدت ، شافت المطار من بعيد وفتحت شنطتها تتأكد من جوازها وأغراضها ، نطقت عِقد : حنكررها بوقت ثاني وبمكان أحسن تمام ؟ م تجلُس بخاطرك
اسرار : ان شاءالله
عِقد : نطلب قهوة نروق ؟
هزت راسها بنعم وقالت عِقد بأبتسامة عريضة وبثقة : مملكتنا ووطنا احنا فالطريق و بقضية وقصة ثانية حسميها انتقام عاشق من خائن لوطنه وشعبه !
كانت تقصد وصال اللي خان حُبها ووصفته بالخائن للوطن واللي يُعتبر أسوء مراحل الخيانة ، وعلى حسب م حكى لها سطّام انه متأكد مليون بالمية انه اللي بيحامي عن بجاد ، وهي متأكدة مثله بالضبط قبلت بهالقضية ، وعلى عكس اسرار كانت تحسب قضيتها قضية وطنية بالفعل وأن فيه خائن بالموضوع ذا كله ، لكنها سرعان م قلبت الموضوع وصارت تفكر بجدها وبصوت عمها المرتعب ، مسكت قلبها وصارت تدعي له تحت انفاسها ..
~ فالديرة ~
جالسين فالمجالس وحمد يتوسطهم ، جلس وقال بصراخ : وش مهبب انت ؟
بجاد نطق برعب وتوتر : والله ماسويت شيء
أبو بجاد مسح وجهه ولحيته الطويلة بغضّب وقال : بتدافع عنك غصبًا عنها وبعدها بتأخذها حرمة لك تسمع ؟
ابتسم بجاد لكن قاطع فرحته مطلق اللي نطق : معصي انا طالبها قبله
أبو بجاد ضحك بسخرية وقال : ايه بس ماشفنا منك شيء ؟
مطلق ضحك وقال : شكلك ناسي اني طايح وراجع من الموت
أبو بجاد وقف وقال بحدة وعيونه تطلع شرار : أجل تخطبها بعد القضية يبن مشبب سامع ؟
مطلق ابتسم بتحدي وقال : ولا يهمك بتحضر زواجين هالسنة
قام يطلع من مجلسهم ولفّ أبو بجاد للعيال وقال : وش يقول ذا ؟
بتال قام وقال : يقصد أخته يعمي
أبو بجاد رفع حاجبة وقال : بالله من بتأخذ ؟
بتال : سطّام بِكر نهيّان
توسعت عيونه بصدمة يشوفها كل من فالمجلس ، شّد ع سبحته ومشى يطلع بغضّب ، لفّ نايف برعب وقال : رفعوا قضية ؟؟ وحنا لليوم م بعناها واستفدنا من الفلوس
بجاد وقف وقال : اعجل اليوم بنبيعها وبأي سعر
مشى نايف وطلعوا اثنينهم يركضون ، سحب مفتاح بيتهم القديم ووقف بنص الطريق وألتفت لنايف وقال : م بنبيع الأصلية !
نايف ضربه وقال : فاضي انت للنسخ !!
بجاد ضحك وقال : اذا بخاطر بحياتي بلعبها صح بكسب والأصلية عندي
مشى يدخل وصورها بشكل مناسب ومشى يطلع ، قفل الباب وشهق من نطق ضاحي : وش تسوون ؟
بجاد مسك قلبه وقال : وشدخلك هاه ؟ وش تبي جاي اذلف عن وجهي
ضحك ضاحي وقال : اجل بتنسجن يالهطف ؟
بجاد تقدم وقال : ومعي اسرار ؟ يعقبون يلبسوني الكلبشات
مشى يتخطاه ولفّ لنايف وقال : هو صادق ؟
نايف : ايه أبوي بيجبرها تدافع عنه
ضاحي ابتسم وقال : وش الفلم ذا !
لفّ بيمشي لكنه رجع وقال : نايف شفت مطلق ؟
نايف : طلع معصب من المجلس ومدري وين راح
ضاحي حكّ راسه وقال : وينه غدى ؟
مشى يتجول فالحوش وتوجه للمزرعة ، دخلها وشاف مطلق جالس قدام البركة ونطق : بو مشبب وراك ساج انت تحاكي بو مطحس ؟
ضحك بخفه وقال : اذا لقيت لأبو مطحس درب سألتك باللي خلقك تدلني عليه
جلس وسلموا ع خشوم بعض وقال : وش حال أهل الخرج ؟
ضاحي مرر اصابعه على سطح الماء ونطق : ماعليهم يسلمون عليك وأخصهم جوري وتعتذر على الفجعه اللي بغت تودع بك
ابتسم وقال : جعلني قبلها ي ضويّحي
ضاحي ابتسم وقال : امين
ضحك يركض من رمى مطلق معكازه عليه ، مسك كتفه بألم وقال : بغيت تكسر كتفي !
مطلق : هات المعكاز والله م تسلم
ضاحي : وتبيني اجيبها صاحي انت ؟
ركض يطلع من المزرعة وزفر مطلق بتعب ، ومشى بهدوء يسحب معكازه ورجع يجلس ، يقلبها بمخه وشلون يطلع نفسه منها ، هو لو يتزوج اسرار بتطير عِقد من يدينه ومن عقله بعد ، لأنه يدري قد ايش عِقد تحب اسرار ، مسك شماغه وقال : خلها يأخو الهَاجس وربك يحلها
سحب جواله يتصل عليه ووصله صوته وهو يقول : ارحب
مطلق زفر بغضّب وقال : مابغيت
ضحك سطّام وقال : شكلك شايل بخاطرك علي ؟
مطلق : في ذمتك يالهَاجس في غيابك م فقدتني ؟
ابتسم سطّام وقال : مادام فالموضوع ذمتي الا والله فقدتك
مطلق : نصاب وكذاب ملئ وجهك !
ضحك بصوت عالي وقال : وش يرضيك
مطلق : تجي وتعلمني ليه تتهرب من الزواج عندنا ؟ يخوي تشوف نفسك تسرعت عادي بس مايحتاج الهجه اللي صارت
ابتسم وقال : هو تسرع فعلاً لكن والله م هجيت كان عندي شغل
مطلق شّد ع قبضته بحسرة ، شلون م برر وقال له انه باقي صامل لكنه مايقدر يجبره وهو للحين م سأل ظبيه ، زفر بضيق وقال : نشوفك اليوم ؟
سطّام : رفعت قضية وصلك العلم ؟
مطلق : ايه
سطّام : بتطفش مني أجل
مطلق ابتسم وقال : بس تورطت انا بعد
سطّام ابتسم وقال : ليه وشدخلك ؟
مطلق : بخطب بنت محمد بعد القضية حقتكم
توسعت عيونه بصدمة وقال : هاه ؟!
مطلق ابتسم وقال : ماهو بودي يعلم الله لكن انجبرت ولا ودي اخليها لبجاد
مسك سطّام راسه بصدمة ، هو ليه أنفعل بعد م تأكد انه إنتهى منها ومن حُبها ، هو ليه حسّ بالدنيا تتوقف مع سماعه لخبر زي كذا ، يعني بتتزوج مطلق وخلاص بتنتهي حكاية م أنكتب لها مقُدمة وبداية ، حكاية كان وكان وبصفحات نهاية ، نطق مطلق يصحيه من هواجيسه وقال : ولد أنت معي ؟
سطّام : هلا هلا
مطلق : مارديت علي نشوفك اليوم ولا م يسمح ؟
سطّام ابتسم بكلافة ونطق : والله مايمديني اليوم مابعد وصلت الرياض وبوصلها فالليل
مطلق فزّ ونطق بحدة : ليه وأنت وينك !!
سطّام : باقي في مطار فالإمارات
مطلق : الله يستر عليك ودعناك الله
سطّام : وياك
قفل الجوال ولفّ وشاف سلطان قدام يسولف مع هذام ، صدّ للشباك يتأمل الطريق للمطار ، يحسّ بإنقباض بقلبه وصدره وضيق بتنفسه ، بلل شفايفه ونطق تحت انفاسه : أنت معها معها عليها عليها ؟ خلاص البنت لولد عمها ليه هالدوشة كلها بالتفكير أنتهى سطّام أنتهى ولا يمكن انه يبدأ !
ألتفت لهم من نزلوا ونزل يصعدون على الطيارة المتوجهة من الإمارات العربية المتحدة للرياض ..
~ مطار الملك خالد الدولي ، الرياض ~
نزلوا وكانت مثل الريشة تطيرها الرياح من وين م هبت ، تركض بكل سرعتها وتكرر أسمه داخل صدرها ، هي ممكن تنتهي لو تفقد جدها ركضت وطلعت للمخرج بدون غطى يسترها وشعرها يلفحّه الهواء ، لفّت بصدمة من تغطت بشماغ ورفعت عيونها تشوفه ، هو نفسه اللي ركبته سيارتها ومن هذيك الحادثة رفض يغادر حياتها ، سطّام ألتفت للعيال يركبون مع صادق وجذبه خروج شخص يركض من البوابات وأول م ألتفت لها شاف دموعها أنهار تجري بوجنتيها وشعرها ينثره الهواء ويطيّب ريحته ، مايدري شلون سحب شماغه من على كتفه وسحبها لحضّنه يغطيها بالشماغ ، طلعت عِقد وشهقت وقالت : واو ! اش الجمال دا اوميقاد !!
ضحكت ومشت له تنطق : موكلي ؟
لفّ لها وهو مرتاع من اللي تسكن حضّنه ، بعد م أكد لنفسه انها لولد عمها وأنهى كل شيء ، توسعت عيونه بصدمة من حاوطته وهي تبكي وتشاهق ، ابتسمت عِقد ومشت لسواقها ومدت له أغراضها ، وبالنسبة لها هي وصلها اتصال ثاني وقت هبطت الطايرة وجّل م سمعته ' إنا لله وإنا اليه راجعون ' وبعدها م صارت تحسّ بنفسها ، هي فقدته ولا وش اللي صاير ، م وعت الا من شافت مسكرتها على ثوبه ورفعت راسها من حسّت فيه يمشي بها ، رجعت تغمض عيونها ماتدري ليه هالراحة والاطمئنان اللي سكنها من حُضنه ، جلس على ركبيته وجلسها بسيارة عِقد ، كانت متمسكة بيدينه وم تركها بالعكس جلس قدامها ونطق : عظيم قدره دام رفّ له رمشك بالدمع ، وعظم الله أجر قطعة وهينة تسكن بضلوعي
سحب يدينه منها وسكر الباب يمشي تاركها ، كان سلطان واقف بصدمة ينتظره ونطق من قرب له : اشرح ؟؟ من هي البنت !
ابتسم وقال : بنت محمد
ضحك سلطان بصدمة يشوفها قدامه ونطق : مستحيل !
ركب سطّام ونطق : مشينا سلطان
لفّ يركب وقال : شلون ؟
م وصله جاوب ولفّ يشوفه عاضّ شفايفه ويتأمل سيارتها وهي تمشي مبتعدة ، ابتسم بحزن على حال سطّام اللي يتبدل تارة معها وتارة ضدها ، صدّ عنه لقدام يتوجهون لبيت سطّام ..
~ فالديرة ~
وقفت عِقد سواقها برا وقال : زيتونه سامحيني مقدر أدخل زيادة
هزت راسها بمعنى ' فهمت ' ومشت تركض من السيارة ودخلت داخل وهي لافه شماغه على راسها ، مشت عِقد تاركتها ماتدري وش بتواجه داخل من دفن أحلام وتهديم أفكار وحرق نفس وهي حية وإجبار على الظلم وتوسيخ يدين بريئه بدماء الظلم ، شافته قدامها جالس على كرسيه المتحرك وركضت تصارخ وتبكي ، قبل تقرب منها سحبها مع ذراعها يوقفها ، تعثرت وطاحت عند رجوله وهي تبكي ورفعت راسها ونطق : ي جعلك م تفزعين لي ! اجل يوم كامل عشان تجين ؟؟
كانت بتنطق لكنه ألجمها وقال : عضي على شحمة مابه بنات يتكلمون بمجالسنا
لفّت تشوف عيال عمها بس بدون مطلق وضاحي ، قامت على رجولها وقالت بدقن راجف : أبوي عايش
انصعق جسده من كلماتها وهو لوهلة حسبها تقصد ' محمد ' ولفّ بصدمة ينطق : وشهو !
أشرت بأصبعها على حمد وقال بضحك : ايه حي مابعد جاء يومه
لفّت له بإستحقار هو شلون يتكلم كذا عن أبوه ، شّدت ع قبضتها ونطقت : وش صاير ؟؟
أبو بجاد : ابد والله بتحامين عن بجاد
ضحكت بسخرية وقالت : وش مهبب بعد ؟
أبو بجاد ضحك بصدمة ونطق : حتى هي تشمتت فيك !!
لفّت تشوفه منزل راسه ورجعت بأنظارها على أبو بجاد من نطق قريب منها : وان رفضتي بحرم عيونك من شوفت الشيبه
اسرار ابتسمت وقالت : وش مسوي طيب ؟
أبو بجاد بدل ملامحه ونطق بذعر : واحد الله لا يوفقه رافع عليه قضية سرقة لوحة
توسعت عيونها بصدمة من الدوامة اللي رجعت تتكرر ، هو شلون م تاب ورجع يمسّ لها طرف بس من بعيد ، م تدري شلون نطقتها بحرقة صدر وبحرارة دم ، ماتدري شلون وقفت بصف ولد عمها وعمها اللي هددها تووّ ولطالما كان الشخص الوحيد اللي يعذبها ببشاعة أسلوب وقلة انسانية ، هي شلون أردفت وعيونها بعيون عمها : موافقة بمسك القضية بس ماقدر أحامي لأني مُدعية عامة
رمى عليها أوراق بجاد بغضّب وقال : وش فايدتك فالدنيا ذي اصلاً وش أرجي وأنتي بنت محمد !
قرب منها وصار يضرب بأصبعه السبابة على صدرها وينطق بحدة : بتدافعين تسمعين ؟؟
اسرار نطقت بصدمة : مُدعية مُدعية ! بمسك القضية وبحاول اقلبها على الطرف الثاني وبطلع أوراق وسواليف عنه عشان يتوه المحامي اللي ضدي وبفوز بس لا تحرمني أبوي
ضحك بسخرية وقال : ايه ايه فقدتيه م يحتاج
مشى يتخطاها ونزلت دموعها بحرقة ، مشت تشوفهم يقومون من المجلس وطاحت على رجولها ، وميّلت براسها على فخوذ حمد تبكي بدون اي صوت ، فتحت عيونها بصدمة من حسّت بكفه القاسي أثر التجاعيد يلامس نعومة وجنتيها ، رفعت راسها بصدمة ونطقت : أبوي أبوي !
ميّل راسه بخفه وغمض عيونه لها ، فزّت تمسك يده واستوعبت انه يحرك يده اليمنى بين فترة وفترة ، لكنها انصعقت بصدمة من شافتها اليسرى ، طاح ثغرها بصدمة ونطقت : تحركت يدك !؟
مسك يدها يسحبها لحضّنه وينطق بأذنها بصوته الضخم : بالهون يابنتي بالهون
توسعت عيونها على مصرعيها وطاحت بحضّنه ، ميّل براسه يطيحه وفلت ذراعه منها من شاف سلوى جاية ونجوى معهم ، هي تحلف ان دمها جمد ولا هي قادرة تتحرك ، ليه توو تدري ان جدها يتحرك ويسولف وكل سالفة الشلل كذب ، قامت بسرعة من همس لها : قومي قومي وديني
قامت تدفعه وتمشي ، وقفت سلوى وقالت : بتغسلينه ؟
اسرار ابتسمت وقالت : ايوه
زفرت بغضّب ترجع ولحقتها نجوى ، مشت للمزرعة تدخلها بهدوء وتقفل بابها وراها ، وقفت من شافته نايم ونظاراته الطبية الجديدة فوق صدره ، ابتسم وقال : مطلق !
فزّ مطلق وشهق من طاح فالبركة ، ضحكت بصوت عالي وخالط ضحكاتها دموع مالحة من سمعت ضحكة جدها ، طلع من الماء يرفع شعره وقال : أبو محمد وبنت محمد ؟
مشى لهم ونزع ثوبه عنه ، صدّت لكنه ضحك وقال : سلامات تصدين تراي لابس
لفّت بهدوء وقالت : خلك من ذا جدي يحكي ويتحرك
مطلق رفع حاجبة وقال : من شفتك بالشماغ وانا داري إنك مانتي بصاحية
حمد ضحك وقال : الا أحكي !
فزّ برعب وقال : أخوك يالهَاجس هذا ويش !!
حمد : بتفضحوني ؟
مطلق سجد بصدمة وهو ينطق : الله أكبر
حمد ضربه ع ظهره وقال : حق قم !
قام يبوس راسه وينطق : وراك ساكت طول ذي السنين ؟؟
حمد : المجلس فيه الراديو وكل ليلة يجي بتال يسمع التسجيلات ويعرف من اللي جاني
استوعبوا اثنينهم أنهم ولأول مره ينفردون بجدهم دايم كان فيه احد معهم ويراقبهم ، شهقت بصدمة وقالت : حسبي الله عليه
حمد : هانت يبنتي والله إنها هانت
مطلق قبض بيده على راس جده ونطق : أهم شيء أنت بخير
حمد ابتسم بهدوء وقال : لي فوق العشرين عام أسولف وأهدر على عمري م تيسر لي من الكلام وذلحين تقول اني بخير ؟
نزل راسه مطلق بمعنى الأعتذار وفهمه حمد ولفّ من دمعت عيونها تضّم كتفه وتنطق : اسفه ي أبوي اسفه
حمد ابتسم وقال : فيه أحد م يعذر بنت محمد وولد مشبب ؟ لا بالله م يخاف ربه اللي م يعذركم
ابتسم مطلق ونزل على فخوذ جده ، فهم انه يبكي ولأول مره ، مطلق دايم الحزن يرافقه ومن عرفه حمد والدمع بعينه محبوس لكنه مالقى الشخص والمكان اللي ينهار فيه ويصارخ ويوضح للكل انه ماهو بقوي ، حط يدينه ع راسه ولفّ يشوفها تعضّ شفايفها تكتم شهقاتها من عرفت أن مطلق يبكي ، رفعت عيونها لجدها ونطق : اقبلي بالقضية وفوزي بالحق يبنتي ومعذورة لو خذيتي صف بتال وولده ، واسمعيني زين القضية ذي بتسجل اسم بتال وولده فالقضايا والملفات الجنائية وهذا شيء لصالحنا اذا بغينا نرفع عليهم شيء يكون وراهم قضية سرقة وتأخذينها بمحاكمة بعييدة وأنتي ضدهم
هزت راسها بنعم وكمل حمد : روحي وخليني معه شوي
مشت تطلع من عنده وهي واثقة بالفوز ، هي فعلاً بتأخذ حقها من عيون بتال بس كل شيء بيجي ببطء ومع الأيام بيظهر الحق ، شّدت ع قبضتها تمشي راجعة للبيت ، هي وأخيرًا بتنتصر على شخصين واجهتهم ، الرسام على قولتها وعلى بتال وولده ، هي ذكية وبتخطي خطوات حذرة لأنها ماتدري وش الحمولة بكفة الرسام ولا بكف عمها ، رجعت تدخل البيت وابتسمت بوسع ثغرها من شافت عفيفة تصلي وركضت لها تضّمها ..
~ بيت سطّام ، الصالة ~
نزلت القهوة وصبت له فنجال ونطقت : حيّ شوفك
ابتسم سطّام لها وقال : وين العيال ؟
حليمة : يعمري عليهم تعبانين وناموا
سطّام : حلو أنا وأنتي نتقهوى ؟
هزت راسها بنفي وقالت : اسبقني وراي شغل
ابتسم لها ومشت تمد فنجاله له وتمشي ، مرر نظراته حوله وكان هو الوحيد اللي يتنفس بالصالة ، بمعنى أنه وحيد وهذا الشيء اللي يبيه لأنه سرعان م مدّ يدينه يرسم بكل انسيابية يرسم ملامحها بشماغه وقت كانت تطالع فيه وهي جالسة بالسيارة ، هي طاحت برسام يعشق التفاصيل ودقيق فيها ويهتم لكل شيء يصير ويحب يجسده بلوحة بدون ألوان ، أنتهى من الرسمة بغضون ساعة ونصف وهو تاكي لوحده ، رفع عيونه من تقدمت له وقالت : حصلت هذام مسخن له شاهي أخضر شكله كثر بالأكل ؟
ابتسم يضحك بخفه وقال : ايه أكل طعمية الصباح يمكن منها
حليمة ضحكت وقالت : المصيبة انه رجع ينام
ميّلت شفايفها السُفلية لثواني ونطقت : تشربه ؟ حرام ينكب
ضحك بصوت عالي وقال : هاتيه هاتيه
تقدمت تنزله له وتطلع من الصالة ، نزل عيونه لعيونها بكراسته ومسك حبة نعناع تتوسط كوب الشاهي الأخضر ، وعصرها بين أصابعه يلون بها عيونها ، زادت نبضات قلبه من توضحت عيونها وملامحها وشماغه قدامها وابتسم يبعد الشاهي وينزل الكراس جنبه ويشرب قهوته العربية بروقان وينتظر الجلسة الأولى بفارغ الصبر ..
~ شركة 𝐻𝒶𝒿𝑒𝓈𝒮𝓊𝓁𝓉𝒶𝓃 ~
هو م نام مثل م قالت حليمة طلع يداوم ويشغل يومه ، وصل ونزل من سيارته يطلع مع المصعد للطابق الثلاثين ، نزل يمشي ونطق : مشهور ولا عليك أمر تجهز اوراقي وتنزل ليها للطابق العاشر شوي وبلحقك
مشهور : يالله حييّه ! أبشر
ابتسم له ونطق : الله يبقييك
نزل مشهور ووصل ونطق بكل جدية : المدير بينضم لنا رتبوا المكاتب سريع !
فزّوا كل الموظفين يرتبون الأوراق المهمة والباقي يرمونه ، مشى ينزل وينطق : سلام عليكم ي أقوى فريق بالتاريخ
الكل رد السلام وجلس سلطان وقال : طبعًا المدير التنفيذي سطّام بن نهيّان وأخيرًا قرر يرسم رسمة جديدة بتطلع لرئيس بأحد الدول الخارجية
فزّوا بصدمة يصفقون وقام سلطان وقال بأبتسامة عريضة : والجزء المهم بالنسبة لي هو المبلغ
ضحكوا ونطق عماد بصوت عالي : كم كم ؟!
ابتسم سلطان له ونطق : ١٢ مليون دولار
صفقوا كلهم وفزّت من سرحانها وشافته واقف ، رفعت حاجبها وقالت بهمس لـرند : وش صاير ؟
رند ابتسمت وهي تصفق وقالت : بتطلع لوحة جديدة
زفرت بغضّب وقالت بهمس : كويس مو أفكار لأن كثروا اللي يسرقون والهطف مايدري
حلّ الصمت وكان صوتها شبه عالي على آخر كلامها ، توسعت عيونها العسلية بصدمة وشافت سلطان يناظر فيها رغم حديثه مع مشهور ، صدّت بعيونها ورجعت تناظره وشافته يناظر الايباد ، اخذت نفس وزفرته ورجعت تجلس لكن سرعان م وقفت من نطق سلطان : ظبيه لجين عماد وحامد تعالوا مكتبي
مشى مع مشهور وزفرت بغضّب تشوف لجين تركض وتدخل معه هو ومشهور ، شّدت ع قبضتها لكن سرعان م ارتخت ملامحها واعتلت البسمة وجهها ونطقت : بحشرها بالأسئلة وبوضح له ان الفكرة فكرتي !!
ضحكت بحماس تدري انه بيفاتحهم بمواضيع كثيرة لأنها هي ليدر البنات وعماد ليدر الرجال ، مشت تطلع مع السلالم لأنها تفضل المنظر بحكم ان السلالم كلها زجاج والمدينة تحتها ، تمشي بهدوء ينتظرها عشرين سلم بالضبط ، ابتسمت تلحن بصوتها وتغني أحد الأغاني وهي تقول :
غيابك لعنبو هذا الغياب ! اللي مامنه فود كسر حجر الضلوع وضيق الخاطر ولا سّره ، طلبتك لاتخلي للعواذل تكثر المنقود انا مضطر وطباع العواذل حيل مضطرة
كانت تقصده بشكل غير مباشر ، ابتسمت ترتب حجابها ونقابها وترتب أوراقها

مشت تطلع مع السلالم لأنها تفضل المنظر بحكم ان السلالم كلها زجاج والمدينة تحتها ، تمشي بهدوء ينتظرها عشرين سلم بالضبط ، ابتسمت تلحن بصوتها وتغني أحد الأغاني وهي تقول :
غيابك لعنبو هذا الغياب ! اللي مامنه فود كسر حجر الضلوع وضيق الخاطر ولا سّره ، طلبتك لاتخلي للعواذل تكثر المنقود انا مضطر وطباع العواذل حيل مضطرة
كانت تقصده بشكل غير مباشر ، ابتسمت ترتب حجابها ونقابها وترتب أوراقها ، وصلت للطابق الثلاثين ولفّت تشوفه واقف وابتسم لها ووقفت بفشلة ونطقت تبرر أختيارها للسلالم عوضًا عن المصعد : أحب المنظ..
قاطعها وهو يمشي لها وقال : افا ليه جايه الطريق كله ؟ أحرق المصعد اذا هو عطلان وأنتي تبينه
توسعت عيونها بهدوء وقالت : ايش ؟
سلطان : ودي أصافحك ي أخت مطلق الرجال
ظبيه شّدت على يدينها وقالت : أرجوك لا يوصله علم
ارتخت ملامحه يناظر بكلامها ونطق : ليه عسى م شر ؟
ظبيه : اعرف مطلق عنده ردود فعل ومادري وش ردة فعله اذا عرف اني اشتغل بشركة خويه
سلطان ابتسم وقال : ايه بس أنتي م تسوين حاجه غلط بالعكس أبهرتيني بأول أسبوع وصرتي ليدر قروبك بغضون شهر واحد بس ، تعرفين إنه محد يقدر يثير أعجابي بهالسرعة ي أخت مطلق
ظبيه نزلت عيونها وقالت : الله يرفع قدرك وجعلني عند حسن ظنك
سلطان : وقدرك ي أخت مطلق
زفرت بملل وقالت : أنتبه تناديني كذا داخل أسمي ظبيه
ضحك سلطان وقال : أبشري لا تشيلين هم
مشت تتخطاه وتدخل لمكتبه ، هي من بعد سالفة لجين ماصارت تتحمل تشوفه لمدة طويلة ونشف دمها من طلع قدامها لحاله ، رفعت عيونها تشوف لجين وحامد وعماد جالسين ، تقدمت تجلس وهمست لها : تأخرتي
ابتسمت بسخرية وقالت بهمس : بتتمنين اني م جيت من الأصل
دخل سلطان وقال : اهلاً فيكم طبعًا قبل ساعات كلموني طاقم الأمن فالمبنى وكلموني عن حاجه صارت قبل م يقارب أسبوع الى أسبوعين من الان والصراحة ضاق صدري شوي ولما عرفت مين المظلوم فالسالفة هذي ضقت زيادة يعلم الله ومن هذا المنبر راح تعرفون ان الحق بيطلع ولو بعد سنين محد بينأخذ منه حاجه وبيندفن رأيه وبدون م يطلع حقه ويأخذه ! كل شيء بيجيني وبيكون عندي علم فيه
جلس على طرف الطاولة ، وزفر غضّبه ومدد أصبعه على جسر خشمه وأردف : لجين أعتذري لظبيه
وقف نفسها وحركتها وهي تناظره جالس قدامها بالضبط ، هو شلون عرف وريحها من الدوشة اللي كان ممكن تصير فالمكتب بينها وبين لجين ، ابتسمت ابتسامة عريضة وبرزت بعيونها من أصبحت ضيقة وراء نقابها ، رفع راسه وابتسم من شاف عيونها وصدّ علطول ينطق : وقدمي استقالتك لمشهور برا
وقفت برعب وتوتر ونطقت : بعتذر..بعتذر منها بس م أبي أنطرد
قام يضبط ثوبه ونطق : حامد وعماد بتجي اليوم سمية بديلة لجين ولا تقصرون معها
حامد وقف وقال : تبشر ولايهمك
سحب عماد وراه ومشوا يطلعون ، لفّت بحسرة لها ووقفت ظبيه قدامها ونطقت بصعوبة : أسف..أسفه
شالت اغراضها ومشت تتخطاها وتتخطى أسفها اللي م عمرها أحتاجت له ، ضحكت بإنتصار تمشي وتصعد المصعد مع حامد وعماد ينزلون للطابق العاشر ، لفّت له ورفع كتوفه بمعنى ' مايهمه ' وضحك يجلس بكرسيه ويمّد لها أوراق استقاله ونطق : تفضلي
وقفت قدامه ونطقت بحرقة : بتندمون !
ابتسم لها وقال : صادقة بنفقد سراق أفكار
وقعت استقالتها وطلعت من المكتب ، ابتسم مشهور وقال بصوت عالي : درب السلامة يا حرامي
مشت تصعد على المصعد وتطلع من الشركة لأول وآخر مرة ..
~ حيّ الياسمين ، فيلا عقد ~
جالسة فالصالة وقدامها الخدم منتشرين يسوون أظافرها لها ، بكره أول جلسة ولازم تكون بكل قوتها ، تسمع لأديل ومروقه وتفرفر بجوالها ، وصلها أشعار يقول : تم تحديث المحاكمة..
سحبت الأشعار ودخلت عليه ووقفت بصدمة من شافت تم تعيين مُدعي عام للقضية ، عضّت شفايفها السُفلية لثواني وهي تفكر وقالت : شكلو الموضوع حيكبر دام وصل للنيابة !
زفرت بملل وقالت : ولسى يقولو شويا ويتحدث ويحطو اسمو للمُدعي
جلست ثواني ووصلها أشعار بتحديث أسم المُدعي وسحبت جوالها تقرأه وتوسعت عيونها على مصرعيها من قرأت أسمها ، أسم عهدت تسمعه من فترة طويلة جدًا ، صاحبة عمرها ورفيقة دربها الطويل اللي مشوا فيه يد بيد وم تخالفت أطرقتهم ابدًا ، نطقت بصدمة : لا ي زيتونه !!
ولأول مره بتجرب تكون ضدها بتجرب تكون عدوتها داخل الميدان وكل وحده فيهم بتقاتل لأجل نفسها ، لأول مره مابيتماشون بنفس الدرب ولا بيتوافق كلامهم لبعضهم كل شيء ضد وضد ، هي مع الدرب السهل والصح وزيتونتها فدرب الهلاك تخطي خطواتها وتملئ يدينها بالسواد والظلم ، هي تدري أنها انجبرت على هالقضية واستحالة تقدر تنسحب لأنه م بقى لها وقت للأنسحاب ، أنتهى كل شيء وانقضى سطّام بصفه عِقد وبجاد بصفه وصال ومُدعية القضية اسرار ..
~ فالديرة ~
جالسة قباله وتشوف وداد بجانبه ، تغيير عليها بالحيّل وياه واللهفة اللي تحسّ فيها له ، لهفة لحضّنه لهفة لأمانه ولهرجه اللي يحمل لها كل معاني المودة والألفة والقُرب ، رفع عيونه يناظرها ونطق ببرود : بتأخذين صف مين ؟
نطقت بنفس الطبقة والبرود : العدالة وبس
وصال ابتسم ع جنب وقال : بنشوف اذا قريتي الأسماء..
قاطعته من قالت : تقصد عِقد ؟ ماهمتني
توسعت عيونه وضحك بخفه وقال : افا ! الحين م صارت تهمك ؟
اسرار : وشفيك استعجلت خلني أكمل م تهمني داخل المحكمة ولا خارجها فأشهد بالله انها تسواك وتسوى سنين عُمر معك
صدّت لفنجالها ونطقت وداد بهمس : الحين هي اللي طمرت لحضّنك ؟
هز راسه بنعم وكملت تشتمها وقذفتها ، توسعت محاجرها الخُضر ونطقت : م برحمك حتى لو إنك زوجته وبنت عمي !
وداد ضحكت وقالت : شكلك نسيتي ان زوجي محامي ؟
قامت توقف وقالت : بنشوف زوجك وش بيسوي ضد كل الأدلة اللي بتطلع ضدهم بكره
وصال : اذكري الله وتذكري اني أخوك..
قاطعته وهي تنطق بدقن راجف : عن ايش تتكلم وش أخ وصال ؟ تستهبل ولا ناسي ان م بيني وبينك الا رضاعة أمي !
عضّت شفايفها لثواني تمنع بكائها ونطقت : أقصد عفيفة ولا تحسب م سمعتك بهذيك الليلة وأنت تحاكي منّير !؟ وتقول عن أي أخت تتكلمون الحين أنا أقولك نفس السؤال عن اي أخ !! واسمعني زين أنت وغيرك من الأفراد فالقضية بكره اللي قدامكم المُدعية العامة اسرار بنت محمد بن حمد آل يزيد لا أخت ولا غيره واحسن لك تتعود وتطلع نفسك من هالخُزعبلات اللي انا وأنت ندري بعدم مصداقيتها وعدم وجودها
سكتت تأخذ نفس ونطقت : مع الاسف !
مشت تطلع لغرفتها من عندهم ولفّ لوداد وزفر بغضّب وقال : والحين وش السواه
ابتسمت ابتسامة عريضة لأن خطة منيرة وأُمها بتنجح وقبعت العلاقة بين وصال واسرار ، همست تحت انفاسها وقالت : يعني م بيطلقوني منه وبعيش معه طول العمر !
ابتسمت له وقالت : اصب لك شاهي ؟
هز راسه بنعم ومسكت بيالته تصُب له ..
~ غرفة اسرار ~
جلست على فراشها المحطوط على الأرض تتأمل الفراغ وتفكر بالأحداث اللي بتصير لها بكره ، سطّام نجح وسحب عِقد بصفه لكن هي مستحيل تخاف من عِقد رُغم نجاحها بعملها وقوتها فالمحاكم ، هي تدري اذا الموضوع عنها عِقد بتكون رقيقة ومابتكون بنفس عادتها لكن مابتجزم لأنها حاسبه لكل شخص ألف مليون حساب ، عضّت طرف أصبعها وجهزت جميع الملفات اللي بتحتاجها بكره ، هي لقت ملفات سابقة بحق بجاد وكانت سرقة فالبقالة ومتاجر الفواكه والخضار وهو بعُمر الطيش ، ابتسمت بهدوء وقالت : ممكن م تحتسب لكن بيكون عندهم علم بالسرقة اللي تجري مجرى الدم في جسد بجاد وغير كذا لقينا للرسام صفحات سوداء
ابتسمت تشوف الإيميل اللي وصلها عن سطّام وعن المواد للشركة الخاصة في وكيف كان دخولها للسعودية غير قانوني ، وغيرها من الرسمات لأشخاص فاسدين فالبلد وخارج البلاد وكل فلوسهم طريقها حرام ، ضحكت بسخرية وقالت : تدخل بيتك فلوس حرام يالرسام ؟
وصلها إيميل ثاني وفتحته وأنصعقت برعب من شافت مقاطع فيديو له وهو يقايض بلوحاته لأحد الفتيات في شوارع مدينة خارج المملكة ، كانت واقفة وترجف بصدمة ولا هي قادرة تتكلم وأنرسل لها إيميل يقول : أتوقع كذا كفاية ؟
حملت كل شيء بجهازها وحظرت الإيميل وقفلت اللابتوب حقها ، رمته بعيد عنها وجمدت بمكانها لمدة طويلة تفكر باللي يصير بكره ، وكل مايجول بعقلها هو ليه رفع قضية على سرقة وكل شيء يسويه حرام ، ليه يوضح للكل انه بريء بالحكاية اللي بتصير بكره ، مسكت راسها بصدمة وقالت بحدة : تعقب تفوز بقضيتك وأنت م تأكدت ان السارق بجاد ولو اني اكره الطرفين تعقب يالرسام !
نطقت كلامها وانسدحت تتأمل السقف بحزة عصر ، هي تدري ان عِقد بتسأل من وين جاتها الأدلة بحقم سطّام لكن هي بدأت تضمن فوز بجاد وتنتهي من شر بتال ، سكتت لثواني وسكتت صوت أفكارها ونامت بهدوء ..
~ بيت مطلق ، السطح ~
يشرب من زقارته ويروي بها جوفه ، ضحك من تذكر أنهياره قدام جده وكلامه عن بنت سِت المُدن كله ، وضحكات جده وقطاته عليه وكيف كان يقوله : جابت رأسك يابِكر مشبب !
يقصد بكر العيال لمشبب ولده ويقصد فيها أن مطلق ماهو حق هالحركات لكنه فالأخير طاح ، ابتسم يشوف ضاحي يترقص من شافه وقال : من بلاه الهوى ربي يعييّنه ؟
ضاحي ضحك بصوت عالي وقال : حرام أن قد بلاه بين جنوبك
ضحك بخفه يرمي زقارته وينطق بهمس : صابه الهم ولا مات مغبوون
نزل عيونه لضاحي وقال : لبيه يبن مشبب ؟
ضاحي : لبى قلبك بطلع مع نايف
مطلق : والله إني معلم وش وراء الطلعات معه لكن انبسط وأطلق حجاجك
ابتسم ضاحي وقال : أبوس خشمك يشيخ
طلع يركض من الاسوار وركب مع نايف يغادرون ، صدّ وقال بضيقة صدر : والله إنها أغرب بشر يُمر علي حسيت وبرُغم قصر الوقت معها بمليون شعور ! وحسيت إني قضيت معها سنين طويلة وآه يحُر صدري على الفرقى والمفارق هذا بلاء وأبتليت به عسى الله يعينيّ وأقضيه واتناسى من غنوج المدينة !
مضى وقت طويل من آخر لقاء صار ، من رفضها له وذهاب كلٍ منهم في طريق عودته للمكان اللي ينتمي له ، بينسى مطلق وبيساعده الوقت والزمان ومرور الايام ينسى ، ونست عِقد بإنشغالها بنفسها وزينتها وسفراتها ، قام ينزل من شاف ظبيه راجعة من دوامها وابتسم ينطق : ارحبي واقبلي يالظبي العفر
ابتسمت له ومشت تركض لحضّنه ، ابتسم يضمّها وينطق : م كأنك ابطيتي اليوم ؟
ظبيه ضحكت وقالت : بس مرره مستانسه
ابتسم لها وقال : جعلها تدوم الوناسة وجعل سببها يدوم دامه ونسك
ظبيه : سلط..
رفع حاجبة وقالت بتوتر : سلطانتي
مطلق ابتسم بأستغراب وقال : سلطانة ؟
هزت راسها بنعم وقالت : ايه ايه سلطانة خويتي العزيزة على قلبي
ركضت تدخل وهي تنطق : بصلي وبنام لحد يجيني
مطلق : انك تعرفين محد يجيك
لفّ للحوش وابتسم من تذكر جده ونطق : كان والمراح للشيبه كل شوي اهجد !
مشى يدخل للمجلس ولبس ثوبه بدال قميصه ونزل يركب الشاص ويدعس للحلال ..
~ أحد الشقق السكنية بالرياض ~
ضحكت وهي طالعة من الشور ونطقت للي يتصل فيها على الجوال : تمزح ! أول م عرفت ان عليهم قضية جيتك ابي مقاطعك السابقة في تايلند لما بعت الصحن المستطيل للرجال هذاك وارسلتها للمُدعي اللي بيمسك القضية لأنه بيتكلم عن كل شيء
.. : تعجبيني تعجبيني شفتي كيف دارت الدنيا ؟
لجين ضحكت بسخرية وقالت : توو م كمل كلامي خمس ساعات وهذا هو انتقامي لسعادة مديري التنفيذي السابق
.. : اسمعي مشغول باقي تبين شيء ؟
هزت راسها بنفي مدعية انه يشوفها ونطقت : سلامتك عبوش
قفلت عبدالرحمن ولفّت تشوف المدينة وراها ، ضحكت بإنتصار وقالت : يارب عاد تصدقون وتمشي عليكم
رجعت من الشباك تمشي لدولابها تلبس وبعدها تسافر خارج السعودية ..
~ يوم الثلاثاء ، صباحًا ~
فالمحكمة العليا ، الكل مجتمعين وينتظرون القاضي يدخل ، ابتسمت لسطّام وقالت : اشبك متوتر ؟
سطّام ابتسم وقال : م افطرت
توسعت عيونها وقالت : افا عليك تبى قهوتي لسى م شِربتها
سطّام هز راسه بنفي ومدتها له تنطق : اقول امسك وارحمني مع الحركات دي !
ضحك ياخذها منها ويشرب بهدوء ، لفّت بتوتر ونطقت : فينك ي زيتونه فينك !
هي باقي م وصلت ومستحيل تبدأ المحكمة قبل حضور جماعة الإدعاء العام ، جلست بتوتر تشوف بجاد ووصال موجودين وأبو بجاد ونايف ، صدّت وهمست : اسمع سطّام
لفّ لها ووقف بصدمة من شافها تدخل ووراها جماعتها بزيهم المعروف والمميز بين حضرة المحاميين ، تمشي بكعبها وبكل ثقة ورجالها ومساعدينها وراها ، ابتسم بخفه ونطق : وش جابها ؟
عِقد وقفت ومشت لها وابتسمت بوسع ثغرها تضّمها ، ابتسمت اسرار وقالت : جاهزة حبي ؟
عِقد عبّست بشفايفها وقالت : لأ
ضحكت من نطقها وقالت : دخلنا ؟ وصل القاضي
هي من كرهها للمنظر اللي شافته فيه أمس م تبي تشوفه ولا تتلاقى بعيونه ، صدّت تدخل لقاعة المحكمة ودخلوا كلهم من بعدها ، جلست وقالت : مريم جهزي كل شيء ببدأ أول وحدة
مريم ابتسمت وقالت : زين لا تحاتين
اخذت نفس طويل وزفرته ، تشوف الكل يجلسون بأماكنهم ومن جلس القاضي ونطق : بسم الله الرحمن الرحيم حضرة المُدعين ؟
قاموا كلهم وتنتصفهم اسرار ، ابتسم القاضي بهدوء وقال : بدينا ع بركة الله
اخذت نفس طويل وزفرته ومشت تطلع من مكانها وتوقف بمنتصف القاعة وتنطق : أول شيء سلام عليكم ورحمة الله وبركاته حضرة القاضي والمساعدين والمسؤولين بهذي القضية وعلى المحاميين ، ثانيًا مشوارنا طويل لكن القرار الأخير واللي كلنا نثق به عندك حضرة القاضي
هز راسه بنعم وكملت اسرار تمشي بالقاعة لحّد م وصلت لبجاد ونطقت : بجاد بن بتال بن حمد مُتهم بهالقضية بالسرقة لكن للأسف مافيه شهود أعيان ولا دليل ملموس لسرقته مجرد لقطة كاميرا م توضح لنا مين هو الشخص الموجود فالفيديو ولا شيء
قامت عِقد ونطقت بحدة : أعتراض !
ضرب القاضي ونطق بحدة صوته : مرفوض باقي المُدعية تتكلم !
ابتسمت اسرار بخفه وصدّت عن عِقد ونطقت : بنطقي لهذي الأحرف والكلمات لا يعني أنني أتخذت من بجاد صفًا لي ! حاشا وكلا فعند البحث مطولاً أتضح إن الشيخ بجاد له ماضي مع السرقات سواء فالمحلات او الخضار ومحلاتها وغيرها
القاضي : دليلك
أشرت بأصبعها لمريم وتقدمت تمد لها الملف ، مشت للمساعدة وشافته ومدته للقاضي وشاف الصور والأدلة ونطق : وكم كان عمر المُتهم ؟
اسرار ضمّت كفوفها خلف ظهرها بثقة ونطقت : لسى بعمر الطيش
القاضي : ممكن م نحتسبها لكن كملي
اسرار ابتسمت وقالت : نحطها بعين الاعتبار ويكفيني حضرة القاضي
لفّت ترفع علبة ماء وتشربها دفعة وحدة ، ابتسم يتأمل كل إنش فيها وبأصابعها الراجفة اثر التوتر المبالغ فيه ، وشافها تتقدم لجهتهم وتنطق : وبالنسبة لحضرة سطّام بن نهيّان صاحب الأتهام ضد بجاد فمشوارنا طويل وممكن من بعض الأدلة قد تكون هذي آخر جلساتنا هنا
زفرت عِقد بغضّب ونطقت : جالسة تدافع عن الأشخاص الغلط !
لفّت لسطّام وتوسعت عيونها بصدمة من شافته يرسمها وبمنتصف المحاكمة ، وقفت تنتصف أرضية القاعة وتنطق بأعلى صوتها : له طريق مُظلم ماله نهاية في بيع لوحات لأشخاص غير سوّين وأشخاص متعاطين وتقايض لوح مقابل آنسات في أحد المدن وغيرها الكثير والكثير
توسعت عيونه ووقفت يدينه عن الرسم ، هي وش قاعدة تتكلم عنه وهو نظامه وقانونه اللي يمشي عليه من دخل عالم البزنس ' الله ثم الدين والوطن ' وغير مصداقيته مع عملائه وعنده تاريخ بكل شيء ومسجل كل شيء ، وقفت عِقد ونطقت : كذا كثير !
القاضي صرخ بحدة وقال : حضرة المحامية ! بيجي دورك بنشوف الأدلة وأنتي بدورك انفيها !
مسك نفسه وهو يناظر بعيونها ، عكسها اللي حتى م ألتفتت له وانطلقت للشاشة تشغل جميع الأدلة والإثباتات عليه ، وآه يالكسر من عرف انه ماهو بالموجود فالفيديو وآه شلون ظلمته وأستسهلت الظُلم وتلطخت فيه ولا رفّ لها رمش ، هو م نوى الشر لها لهالدرجة وبهالطريقه ولا تجرأ يماشي درب مثل دربها اللي أختارته ، لفّ يتأمل نظرات الصدمة على عِقد ورجع يناظرها من نطقت : التبرير لحضرة المحاميين
مشت تركض بخفه لمكانها ، قامت بحدة ونطقت : مو توو قالت حضرة المُدعية أنو مافي إثبات كافي لبجاد ؟ وللفيديو اللي م كان واضح أنا أرفض قطعيًا الفيديو اللي قبل شويا أنعرض لأنو الشخص مصور من قفاه وشلون يصير الجاني من غير اي إثبات أنو هو الشخص نفسو ؟!
ابتسم من كلام عِقد وثقتها بنفسها ، صرخت تضرب الطاولة وتقول : م تقلبوها كدا بدون إي إثبات وأطالب بمعرفة مصدر الأدلة الوهمية دي !
لفّ القاضي لأسرار ونطق : جماعة الإدعاء العام
وقفت اسرار وقالت : جلسة ثانية ينقصنا بعض الأدلة
نطقت بحدة وعيونها تطلع شرار : ناقصك أشياء واجد !
لفّت لعِقد ونطقت : انا محايدة جدًا ليش التهجم ؟
عِقد صرخت وقالت : لا مصخت السالفة واضح مره إنك محايدة !
ابتسمت تجلس وقام القاضي ينطق : بينعاد التحقيق ونبي لكل سؤال جوابه تقدرون تتفضلون
طلعوا الكل من قاعة المحاكمة ومسكت يدها تنطق بحدة : زيتونه اشبك شكلك نسيتي مين اللي ازاكي بكل حياتك
اسرار : محايد..
قاطعها من سحب الملفات اللي بيدها وتمسكت فيها تتبعه ، يدخل أحد الممرات اللي يسكُنها البياض وينطق بحدة : دوري لي أي غرفة او أي زفت فاضية !
نطقت بصدمة : الأدلة..
قاطعها من صرخ : بغرقها بموية وأكلك ياها لحّد م تتخمين سامعة ي حضرة المُدعية !
ابتسمت وقالت : وشفيكم هذي أدلة ولازم تظهر للعامة
سحبها لأحد الغرف وقفل الباب وراه ، زفر بقرف يرمي الأدلة على الأرض وقرب منها ، رجعت بخطواتها وبحذر للخلف تقدم وقال : جربي تطلع
ضحكت بسخرية وقالت : ليه خايف ؟ لأنها حقيقة
صرخ بغضّب يضرب المكتب وراها : بنت محمد لا تجننيني !
اسرار غمضت عيونها برعب من غضبّه وتذكرت حادثة المرسم ، زفرت وفتحت عيونها وشافته قبالها ركزت بملامح الغضبّ اللي تعتري ملامحه وصدره وقت يصعد وينزل أثر غضبّه ، نطق بحدة وعيونه بعيونها : تصدقين ؟ ولو فزتي بتخسرين بعدها خسارة قوية يبنت محمد
نطقت بغضّب : اذا عِقد لا تستهين باللي بيننا !
سطّام ابتسم وقال : وخسارتك بتكون أضخم أرباحي وانتصاراتي وأقواها
مشى يطلع من عندها ، رفع جواله يتصل بالشخص المعني ووصله صوته وهو يقول : مرحبا ؟
سطّام : ضروري أشوفك اليوم تعال بيتي
مطلق : تم بجي
قفل الجوال ولفّ وشاف عِقد ونطق : ماقصرتي
عِقد ابتسمت بهدوء وقالت : بنقفلها المره الجاية وأعرف اني استحالة ارضى بالهزيمة
سطّام : وعادي لو انهزمنا أهم شيء المحاولة
مشى يطلع من المحكمة ، ولفّت تشوف طريق اسرار اللي اتخذته ومشت وراها وقالت : زيتونه
شافتها تركب سيارتها وركضت لكنها أنطلقت ، زفرت بغضّب وقالت : حتحرقي نفسك ي بنت !
داست البنزين تنطلق بخطها الطويل ، شّدت ع الدركسون ونطقت : واذا طلبوا مصدر الإيميل وانا حاذفته ؟؟
وقفت عند مقهى وطلبت من الدرايف ثرو ، اخذت نفس تتأمل الطريق ونطقت : لحظة انا حظرته بس
فتحت شنطتها وطلعت اللابتوب ولفّت من مد لها الموظف كوبها وأخذته تحاسب وتمشي ، فتحت اللابتوب وشافت المحظورين ' ٠ ' توسعت عيونها بصدمة وقالت : وين راح !؟
أختفى الإيميل عن الوجود تمامًا ، قفلته بغضّب وقالت : بعد يومين لازم أنهي كل شيء
ضحكت بسخرية وقالت : وش أنتصارك يالرسام ؟
مشت من طريق هي تجهله لكنها تحاول تبتعد عن المُدن والضجيج اللي يصاحبها ، وتمسك خط نائي مجهول الوجهة ..
~ بيت سطّام , الجلسة الخارجية ~
أمام المسبح جالس ويتأمل مطلق قدامه ونطق مطلق بتوتر : لك ربع ساعة تشوفني ! أعجل وش عندك ؟
سطّام : قبل يوم كلمتني وقلت بتأخذ بنت محمد
مطلق زفر بقرف ونطق : يشيخ الله يسدها بوجه بتال وبجاد
سطّام ابتسم وقال : امين بس ليه ؟
مطلق : وجيههم تقطع الرزق صدق !!
ضحك بصوت عالي وقال : محلولة
مطلق : لا بالله وش أقول للبنت وهي مالها لا ولي ولا والي ادخل عليها وأقول بعرس بك !؟
سطّام : م يحتاج الحين مفروض عليك ؟
مطلق : اليوم عرفت انه مفروض علي اعرس بها
سطّام ترشف من القهوة ونطق : وليه ان شاءالله ؟
مطلق : السلوقي أبو وجه شبه منحرف يبي يرفع عليها قضية بعد قضية ولده انها تطلع وتجي معي وأنا ماني محرم لها وغيره انها تسكن عند صاحبتها وتسافر معها ومعي وبيزيد بهارات من عنده اعرفه ويقول انها كلها بدون أذنه وانه هو ولي أمرها وبيجبرني وقتها اتزوجها وأنا ماودي يخي !
سطّام : بتزوجها
صدّ مطلق لثواني وفزّ يصرخ : اسألك بالله !!
سطّام ابتسم وقال : والله بتقدم لها رسمي منكم
مطلق : لازم قبل تنتهي قضيتكم
سطّام : لو الليلة عيوني لك
مطلق ابتسم وقال : حلو حلو بس ماتحس حرام بحقك
سطّام ابتسم وقال : لا بالله إني من أول طامع بنسبك ي مطيليق لكن استحيت من أختك مدري حسيتها بحسبة بنات عمي بحكم إن ماعندي خوات
مطلق ابتسم وقال : لا خلا ولا عدم يالهَاجس أجل الليلة تعال وتقدم لها من عندنا انا وجدها وجدتها
سطّام نطق بأستغراب : وأمها وأبوها ؟
مطلق زفر بضيق وقال : أبوها يطلب الحّل وأمها هجت من أول أيام الحداد وليومك ذا ماندري هي حية ولا ميتة
توسعت عيونه بهدوء وقال : الله يرحمه ويجمع شملها مع والدتها والله أن الأم شيء عظيم بالنسبة لي
مطلق : لنا والله لنا
زفر بضيق من الطاري ونطق : أجل علم أهلك
مطلق : ولايهمك بنسوي الخطبة والملكة عندكم ي أهل المعرس
ضحك وقال : يرجال بزفها قدام اللي يسوى واللي مايسوى بحط زواج لا صار ولا استوى بِكر نهيّان يتزوج مره فالعمر
مطلق رمى شماغه وقال : حااي شاش راسي !
ضحك ورفع شماغ مطلق يحطه على كتفه ونطق : وأنت حاول تشفى بسرعة أبيك تلعب بزواجي
مطلق : كيف تبيها بس ؟ تستهبل
ضحك بصوت عالي وقام مطلق يقول : الليلة لا تنسى حتى العروس بتكون فالبيت
سطّام ابتسم وقال : اخ حمستني من قلت العروس
فزّ بغيرته ونطق : أعقب !!
سطّام : بتصير حليلتي قريب وشلك وش عليك ؟
ضحك يمشي ويطلع من البيت ، ابتسم كم إنه مايطيق الانتظار لشوفتها الليلة تحت وضع يسمونه العربان بـ ' الشوفة الشرعية ' وكيف بيكون حالها لأنه عارف قد إيش رأي البنات هناك مدفون وكلمتهم مهمشة وصوتهم مكتوم ، وقوتها فالمحاكم بتنضرب عرض الحائط عند قوة رجال آل يزيد وخصوصًا إنها فعلاً مالها لا ولي ولا والي ، مايطيق الانتظار ..
~ فالديرة ، مجالس حمد ~
دخل يركض ووقف من شافهم مجتمعين وابتسم ينطق : سلام عليكم يالربع
ردوا جميع السلام عليه مو حبًا بمطلق بل لوجوب الرد بالسلام ، جلس بهدوء وقال : مالكم فالطويلة جاني خطاب
ابتسم أبو بجاد ونطق : لظبيه ؟
ابتسم مطلق وقال : مايهمك وتراني مارديته ووافقت عليه
حمد صغّر عيونه ونطق تحت انفاسه : وش جايب معك ي بِكر مشبب ؟
قام وقال : الخطوبة بتتم وبوجود ولي أمرها
أبو بجاد : الله يهني سعيد بسعيدة فارقنا
مشى يضحك بصوت عالي وسحب كرسي جده ونطق : كتموا الشيبه بسوالفكم البايخه
طلعه ومشى يبتعد معه للمزرعة وخلفها ، ابتسم وقال : الظبي بيعرس ؟
مطلق ابتسم وقال : بدري بدري
حمد : أجل ؟
مطلق : بِكر محمد
ابتسم بوسع ثغره ونطق : من سعيد الحظ ؟
مطلق : سطّام بِكر نهيّان
حمد : الله يجمع شملهم ومابينهم على الطاعه والمحبة
مطلق ابتسم وقال : امين امين وتراك شاهد معي انا وضاحي والظبي كنت بدعي سلوى غير الحكي م يجلس ببطنها
ضحك حمد وقال : ليت أيامنا تعّود وتعّود معها سلوى حبيبة القلب
مطلق بطقطقة نطق : الله الله العن شكلها سلوى عذبتك
ضحك بصوت عالي من شاف جده يرمي عليه الحصى ، ونطق : حمد قم ياحمد أركض وراي
حمد ابتسم وقال : شلل رجولي ماهو كذب ي بِكر مشبب
لفّ مطلق له وابتسم وقال : جعلني افداك برجولي يبو محمد
ابتسم حمد وقال : روح تجهز ورانا خطوبة
لفّ من دخلت سيارتها ونطقت : وصلت العروس
ابتسم حمد وقال : لو ماهي سلومنا كان حطيتها فوق راسي وتعطي رأيها لكن دامنا نعرف الرجال ونعرف أصله وطيب ساسه مالها رأي
مطلق ابتسم وقال : بتوافق وبتطير فيه هذا بِكر نهيّان ماهو بأحد ثاني
حمد نطق : خلها تجيني
مطلق صفر بأعلى صوته ولفّت له ونطق : حمد يناديك يبيك تغسلينه
فهمته ومشت لهم وقهوتها بيدها وأغراضها ، وصلت عنده وقالت : عيوني ؟
حمد ابتسم يمسك وجهها ويبوس عيونها ، ضحكت بخفه وقالت : جعلني قبلك ي أبوي
حمد : عمرك طويل يبنتي
جلست وقالت : لبيه ؟
حمد : لأني أعرف مصلحتك جيت كلمتك ولا تعرفين من عاداتنا وسلومنا اذا الرجال مافيه عيب ماللبنت رأي
اسرار : ايوه ؟
حمد : تبين تهجين من بجاد ؟
اسرار ابتسمت وقالت : ولسى تسألوني ؟
حمد : جاك خطاب ووافقنا عليهم
اسرار زفرت بملل وقالت : معاد تفرق معي سووا اللي تشوفونه مناسب
حمد : موافقه ؟
اسرار ضحكت وقالت : أبوي مالي رأي مثل ماقلت
حمد ابتسم يبوس راسها بقوة وينطق : عسى الله يبني بيتك يبنتي
اسرار باست خشمه ونطقت : امين ارسلوا لي الأوراق وبوقع عليها
حمد : اذا طلبوا شوفه شرعية ؟
اسرار : م اظن يطلبون بس عمومًا ردوا لي خبر
حمد هز راسه بالايجاب ومشت من عنده ، نفضت عبايتها من الرمال وزفرت بضيق ، هي للتو وافقت على سنة الحياة ومن شخص هي ماتعرفه ، بس كفاية تعب تحت سلطة بتال الظالمة وكفاية عيش بمكان هي م تحسّ بالأمان فيه ، دخلت غرفتها ورمت أغراضها ودخلت حمامها تأخذ دش وتنتهي منه وتتجه للمغاسل تتوضأ ، أنتهت وكبرت تصلي المغرب وبعدها الاستخارة وفعلاً أنتهت وهي تحسّ براحة ، رفعت عيونها للسماء وقالت : يارب خيرة لي يارب
غمضت عيونها وسرعان مانامت على سجادتها بتعب من الأحداث اللي حصلت لها باليوم ذا ..
~ مجالس حمد ، العشاء ~
محد متواجد أثر عزيمة تخص أبو بجاد ، ابتسم مطلق من شاف الحوش فاضي وأردف : فكه قسم بالله
شاف ظبيه تركض بجلالها وماسكة الملقط بيدها وفيه جمرة ، ابتسم يرفع المدخن ويحّط الجمرة والعود الأزرق فوقها ، لفّ لها يبخرها وينطق : على عرسك
ابتسمت وقالت : بعدك يعيون الظبي
باس راسها وقال : الله الله بالعروس
ظبيه شهقت وقالت : يووه نسيت منها !!
لفّت للبوابة اللي انفتحت وشهق مطلق وضحكت ظبيه تنطق : وشفيييك عِقد ذي ي أهبل !
تسارع نبضاته وضحت من شاف سيارتها وصدّ علطول يرجع للمجالس ، مشت ظبيه ونطقت عِقد : حتجننيني ! اش صار ؟
ظبيه : ابد جاها عريس ووافقوا عليه
عِقد رفعت حاجبها وقالت : مو على كيفهم مين هوا ؟
ظبيه ابتسمت وقالت : سطّام نهيّان آل عقيل
توسعت عيونها بصدمة وقالت : أنتقام ولا اش قاعد يحصل !؟
ظبيه : وش انتقامه انتي بعد امشي نجهزها
عِقد ابتسمت وقالت : بس والله يليقو حق بعضهم !
ضحكت ظبيه وقالت بصراخ : مرره !
عِقد : امشي امشي
طلعوا مع الدرج وشافوا عفيفة تصلي العشاء فالصالة ، ظبيه دخلت وقالت : عمتي شكلك ماتدرين عن الخطوبة
عفيفة ابتسمت وقالت : وشلون م أدري مشينا نصحيها
مشوا يطلعون مع الدرج وفتحوا الباب حق غرفتها ، لفّت لهم بصدمة وهي تفرش أسنانها ونطقت : سكنهم مساكنهم !
زغرطت ظبيه بفرح وبدأت عِقد تهز خصرها بفرح ، ابتسمت ابتسامة غريبة ونطقت : عاشوا عاشوا
صرخوا كلهن يحضنونها وابتسمت تحاوطهم وقالت : أنا اشوف أحسن شيء تتزوجون قبلي وش هالحماس ؟؟
عِقد صرخت بحماس وقالت : بني آدم يفرح لأنو يتزوج مره وحده وأنتي تذبي علينا ؟
اسرار : من حقي شايفه الانفعال ؟
ظبيه نطقت بقرف : الله يمغص بطنك قومي نظفي المعجون سديتي نفسي وبسرعة تعالي نجهزك
اسرار ضمّت عفيفة ونطقت : خليني وش تبين ؟
ظبيه ركضت للحمام وضحكت اسرار تبوس راس عفيفة وتنطق : أدعي لي ي أمي
ابتسمت عفيفة ونطقت : لا تشكين يبنتي
مشت تدخل الحمام وتطرد ظبيه منه ، غسلت وجهها ومشت تجلس وبدأت عِقد بخطوات المكياج وتنسيقاتها ودلعها فيه ، وظبيه واقفة تشرف على العمل ، وبعد مدة تعتبر طويلة أنجزت عِقد وانتهت من المكياج ولفّوا كلهم من نطقت عفيفة : لك عندي فستان ناعم أبيض
ظبيه صرخت بحماس : ألعب حق عرسك يعمتي ؟؟
ضحكوا البنات وابتسمت اسرار ونطقت : لعيونك بلبسه
لفّت عفيفة تجيب فستان ' ريم ' بملكتها من محمد لأجل تنفذ أحد طلبات ريم وهي تقول : ازا تزوجت اسرار أديها فُستاني تِلبسُوه
ابتسمت بحزن تتقدم وتجيبه ونطقت : يارب على المقاس
ابتسمت اسرار تقوم تلبسه وأخذت ثواني تتأمل شكلها فالمراية وابتسمت تطلع لهم وشهقت عِقد تبكي ، وبكت عفيفة وظبيه دمعت عيونها ، توسعت عيونها وقالت : قولوا مو حلو بس مو لدرجة البكاء ؟؟
انهارت عفيفة تتخيل لو ريم م انحرمت من بنتها وشافتها بهالكم من الجمال ، بس مستحيل تنصدم لأنها ورثت جمال أمها بعيون أبوها ، مسحت دموعها ومشت تحضّنها وابتسمت بوسع ثغرها ونطقت : جعل من جابك الجنة
اسرار ابتسمت وقالت : أجمعين يارب
شهقت ظبيه تمسح دموعها الزائفه وتنطق : والله انك قمر بس العريس وصل مافي وقت !
عِقد ابتسمت تقوم وتحتضّنها بكل قوتها ، حاوطتها وقالت بحُب : عقبالك ي بنت سِت المُدن وسِت قلبي
ابتسمت عِقد وقالت : حتحمسيني وأروح أتزوج ! وين زوجي ؟ زوجي اين أنت ؟؟
ضحكت اسرار وقالت : مو وقته اسكتي
ضحكت عِقد بصوت عالي وقالت : أسف
ظبيه مشت ونطقت : عروسنا اذا دقيت عليك انزلي مو تفشلينا وتوضحين للرجال انك هاجه من العيشة فالديرة
اسرار : طيب واذا كنت متقصدة اوضح هالشيء ؟
ظبيه : م بلومك بس انعمي واهجدي لا يصير شيء م تحبينه
عِقد ابتسمت تبوس خدها وتنطق : الله يقوي قلبو صراحة
ابتسمت اسرار ومشت تجلس بغرفتها ، هي ولأول مره يموت فضولها ولا فكرت تطُل رُغم سماعها للتراحيب وأصوات الرجال الواضحة ، هي فعليًا أكتفت من العيشة هنا بتبتعد عنهم وتحرقهم وهي تراقبهم من بعيد ، بتلوي ذراع تعورت منها وتقطع لسان أنمد عليها وأذاها وتبلاها وبتحرق أرواح أنزفت روحها حتى الموت بدون رحمة ، غمضت عيونها تسّد اذانيها وتجلس بالعزلة وهدوئها ..
~ عند سيارة سطّام ~
نزلوا سلطان وهذام ونطق بحدة : لو قايل من بدري !
سطّام : نهيّان بيلحق الملكة امشوا الحين
هذام مسك شعره اللي وصل تحت أذنه بشوي ونطق : يارب عديها على خير
سلطان : أهم شيء مو ملخبط ؟
ضحك سطّام وقال : لا هي اللي أبيها ومتأكد بعد
سلطان ابتسم وقال : أجل سم بالله وعلى البركة يالشيخ
دخلوا من سمعوا ضاحي يرحب ويقول : مرحبا في ذمتي مرحبا السماء ترحب والغيم يرحب والقاع ترحب ارحبوا !
هذام مسك راسه وقال بهمس : يراسي ضاحي تحمس !
ضحك سلطان يسكته وقال سطّام بصوته الرخّيم : البقى ي أخو مطلق
ابتسم سلطان من تذكر ' أخت مطلق ' فجاة ومشى يسلم على ضاحي ولفّوا على مطلق وخروجه مع حمد ، ومشوا يسلمون عليهم ، ابتسم حمد وقال : مرحبا وشلونك ي سطّام ؟
سطّام ابتسم وقال : بخير نحمد الله وأنت يوالدي ؟
حمد ابتسم وقال : بشوفتكم صرنا بأفضل حال عسى الله يبارك لكم
الكل ردد بقول ' آمين ' ومشوا يدخلون للمجالس ، رفع عيونه يشوف الشيخ وأردف : بنملك ؟
الكل ردد بقول ' آمين ' ومشوا يدخلون للمجالس ، رفع عيونه يشوف الشيخ وأردف : بنملك ؟
حمد ابتسم وقال : لأجل تصير حليلتك
توسعت عيونه بصدمة وقال : اللي تشوفه
مطلق ابتسم وقال : العرس عندكم الشيبه مارضى تدخل عليها بمجرد شوفه شرعية والبنت غالية عنده
سطّام بلع ريقه ونطق : ابد ابد خذوا راحتكم
سلطان مسك سطّام ونطق بهمس : متأكد ؟
سطّام ابتسم وقال : أكثر من أي مره
هذام جلس وقال بهمس وهو يصر ع اسنانه : أبوي بيقتلنا تدرون ولا لا ؟؟
سطّام : ماسوينا شيء غلط بنقول ملكنا والزواج فالجبيّل وشفيكم ؟
سلطان ابتسم وقال : أنا ماعنديش مشكلة بس هذام يكبر المواضيع
لفّوا من نطق حمد بجدية وقال : أنتم جيتوا وملكتوا ولا سمعتوا مني صوت ومجرد إيماءات تمام ؟
هذام رفع حاجبة وقال : شنو ؟
مطلق ضحك بفشلة وقال : حمد ماتعرف تشرح لهم ؟؟
لفّ مطلق لرجال نهيّان ونطق : الشيبه مشلول مثل ماتشوفون لكن المعروف عن العالم كله من عشرين عام وأكثر انه مشلول كليًا ولا يتحرك ولا يتكلم
سطّام : سلامات ؟
مطلق : سالفة طويلة بس مثل ماقال لحد ينطق بشيء عنه
سلطان : ابد والله اللي تبونه
ضاحي ابتسم وقال : طبعًا مازلت تحت الصدمة لأني ماعرفت الا بعد المغرب بشوي
ضحكوا كلهم ونطق حمد : ها ألزم لسانك وأنت تماشي نايف
ضاحي ضرب تحية له وقال : أبشر ي حميّيد قلبي
ضحك حمد من لطافتهم وصُغر حجمهم عنده ، ولفّ للشيخ وقال : نسمي بالله ؟
الشيخ ابتسم وقال : إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله
ثم توقف يتعوذ من الشيطان ويسمي بالله يقرأ أحد الآيات الدالة على النكاح ومن أنتهى لفّ لحمد وقال : كرر من بعدي
هز حمد راسه بنعم وكمل الشيخ يقول : زوجتك حفيدتي اسرار ابنة محمد
حمد ابتسم وقال : زوجتك بنتي اسرار بنت محمد
لفّ الشيخ لسطّام على يساره ونطق : وحضرة العريس عليك بالقول قبلت بحفيدتك زوجةً لي
ابتسم سطّام ونطق : وقبلت بأبنتك زوجةً لي
الشيخ ابتسم وقال : وبحضرة الشاهدين الموجودين على بركة الله أعلنكم زوجًا وزوجة
صفقوا العيال بفرحة وابتسم سطّام يوقع عند أسمه وسحب ضاحي الكتاب يطلع من المجلس ، شاف ظبيه جالسه فالحوش وركض لها وقال : خلي العروس توقع وعسى الله يبني بيتهم
ابتسمت ظبيه بفرح وعضّت شفايفها تمنع دموعها ، مشت تدخل ونادوا اسرار وأخذت دقايق ونزلت لهم تجلس ، سكتت لثواني واخذت نفس طويل ورفعت يدها الراجفة وقالت : أوقع ؟
ظبيه رفعت حاجبها وقالت : لا والله شخبطي تستهبلين ؟
عِقد وقفت وقالت : ظبيه اشبك يمكن تغيير رأيها وبعدين هما ماقالوا خطوبة اشبهم ملكوا ؟
ظبيه : الشيبه رفض يدخل عليها قبل يملك
عِقد مسكت راسها بصدمة وقالت : اش يدخل عليها وهوا ليه مستعجل كدا ؟؟
ضحكت عفيفة وانفجرت ظبيه تضحك وقالت : يحماره مو دخلة أقصد يشوفها
عِقد مسكت قلبها وقالت : فجعتوني !
لفّت عفيفة لأسرار ونطقت : هونتي ؟
هزت راسها بنفي وقالت : لا وشفيكم
نزلت راسها وبدأت تصير الرؤية ضبابية أثر دموعها ، عضّت شفايفها لثواني ووقعت على العقد ولفّت تركز على الأسم وانصعقت من شافت أسمه بجانب أسمها ، هي ماركزت الا بعد فوات الاوان قامت توقف وحسّت بدوخة ومسكتها عِقد تنطق : أنتي كويسه ؟
اسرار هزت راسها بنعم وقالت : ابي تمر
مشت عفيفة تأخذ لها حبة تمرة ومشت تعطيها ، ابتسمت ظبيه وقالت : الدوخة ذي عشانه ولا وش ؟
اسرار شّدت على اسنانها وهمست تحت انفاسها : هذا انتقامه الرسام ؟؟ كذا يشوف نفسه رجال وأنه انتصر ؟!
لفّوا لصوت ضاحي من قال : هاتوا الكتاب وترا المعرس ينتظر العروس فالمقلط
ظبيه : يالله جايين
لفّت لأسرار ونطقت : امشي معي
اخذت نفس ووقفت ، تحاول تخفي دموعها ورجفتها وخوفها من الشخص اللي صار رسميًا زوجها ، شّدت بقبضتها على فستانها ومشت تطلع مع ظبيه ، وقفوا عند باب المقلط وهمست ظبيه : الصراحة أحسن من الديرة وتسلط بتال بمليون مره لكن أن حسيتي بشيء تقدرين تهجين منه تعالي وراي وأبن أبوه يقرب منك وأنا أخت مطلق
ضحكت بخفه وقالت : حي عينك يبنت عمي
ابتسمت تدفعها وتقفل الباب وراها ، أخذت نفس ودخلت تمشي بكعبها للمراية وتضبط روجها بثقة ، سمعته ينهي مكالمة داخل المقلط ودخلت ترفع راسها له ، شافته بكامل الزين والدقل والرزانة كيف لا وهو بِكر نهيّان وولد الجبيّل ، مسكت شعرها تلفه خلف ظهرها ، ابتسم بوسع ثغره من زينها وحلاها وجمالها ، هو شافها عدة مرات لكن هالمره غير المره هذي فارقه المره هي تكون حَرم سطّام ، تقدم يمسك خصرها ويسلم عليها خدادي ، ابتسمت بخفه وقالت : حلو انتقامك تصدق ؟
ابتسم لها وأردف يغير الموضوع : حلوه عيونك تصدقين
جلست جانبه وقالت بهمس مسموع : اذكر ربك
سطّام جلس وقال : ايه وش تبين تعرفين عني ؟
اسرار نطقت وهي تطالع عيونه وبثقة رُغم رجفتها الواضحة له : عرفت بما فيه الكفاية حضرة الرسام
سطّام ابتسم من شاف رعبها وخوفها وربكتها ، وقرب منها يهمس : مبروك لنا وعسى الله يتمم لنا بخير وبالطاعة والمحبة
اسرار رفعت حاجبها وقالت : ليش هالمصادقية فالدعاء ليه م تكون مثل م أنا أبيك تكون صريح معي وإنك خذيتني انتقام ؟
سطّام : ماودنا ندخل مشاكلنا بزواجنا
اسرار : عادي مشاكل زوجية
ضحك بخفه ومرر سبابته على شفايفه يناظر فيها ، صدّت بتوتر منه وضحك يقول : نكنسل القضية ؟
رفعت عيونها بأستهزاء وقالت : شرايك تمشي ؟
سطّام سحب يدها ونزلت عيونها لطقم الدبل الموجودة على الطاولة ورفعت راحة أصبعها له ولبسها ، ابتسم ونطق وهو يشوف ملامحها عن قرب : صدق أتكلم يازوجتي
شّدت ع قبضتها تسحبها منه ولبسته دبلته وقامت توقف ولفّت له يقوم معها ، ابتسمت وقالت : أسمي اسرار
سطّام : اسرار حَرم سطّام
تقدمت تهدده بسبابتها : بتندم إنك لميّت شمل أسمي مع أسمك بكرهك باللحظة اللي فكرت فيها تتزوجني سامع ؟
نزل أصبعها وانحنى لها يتساوى بطولها وينطق بحدة صوته : سوي اللي تبينه الزواج بيصير وبيتم غصبًا عن اللي يرضى واللي مايرضى وزواجنا بعد شهرين جهزي نفسك المهر بيوصلك الليلة
مشى ومسكت ذراعه ولفّ ينطق : لبيه ؟
نزلت عيونها بخجل واخذت نفس ترجع نظراتها عليه وتقول : بس ماعطيتك العدد ؟
سطّام : بمشي على كلام جدك والمهر اللي حدده
اسرار : المهر للعروس ومن حقها تحدد المبلغ
سطّام ابتسم وقال : عطيني رقم حسابك
اسرار ابتسمت وقالت : عطني جوالك
ابتسم وقال : جوالي فالسيارة
اسرار ضحكت بسخرية وقالت : مطولين يالرسام ؟ كيف كنت تكلم قبل شوي
ضحك يسحب جوال العمل حقه وقال : جوال العمل
سحبته وقالت : يمشي ماعليك
سجلت رقمها ومدّت الجوال له وقالت : هذا رقمي
سطّام ابتسم وقال : أشوفك قريب ؟
اسرار : وجدًا فالمحكمة يالرسام
مشت تتخطاه وسحبها يبوس خدها ويرفع نفسه يبوس راسها بقوة وقال : استودعتك ربي
وقفت بصدمة تشوفه يبتسم ويمشي برزانته يطلع من المقلط ، تحسّ بحرارة دمها بوجنتيها ، شهقت تبكي بحرقة وطاحت على الارض ولمّت جسمها لها وأطلقت العنان لشهقاتها وبكائها ودموعها ، هي ماتعرف الشخص اللي صار زوجها حق المعرفة ، هي تعرفه بمجرد أسم وكم دليل في قضيتها ، الحين هو الشخص الوحيد اللي بترتبط فيه وبيدخل حياتها وبيصير لها سواء ملجأ أو جحيم ، انسدحت بجسدها بتعب وهي تبكي ومنهاره وغطت بنومها بدون م تحس ..
~ عند البوابة ~
يكلمه وهو طالع من شباك سيارته ، ومطلق قباله ويسمع له وهو يقول : الزواج بعد شهرين من الآن فالجبيّل وبجي قبلها أخذها نسافر هناك ونحدد القاعة ومن ذا الكلام
ابتسم مطلق وقال : الله يوفقكم ويجمع مابينكم على خير ومعليك تساهيل ان شاءالله ودربك خضر يبو وفاء
سطّام : وداعتك محاجرها الخُضر لا يمسّها حزن وإن مسّها فأنا في وجهك تتصل علي
مطلق توسعت عيونه وقال : ايه ماشاءالله ماشاءالله
ابتسم وقال بهمس تحت انفاسه : ودعتها للي ماتضيع الودائع عنده
لفّ يحرك سيارته ويطلع من أسوار آل يزيد ، لفّ مطلق من تسكرت البوابة يشوف البورش الوردية واقفه وابتسم ينطق : حتى موترها غنوج ويليق للأكحل
ميّل بأنظاره للشاص بجانب سيارتها وضحك بخفه وقال : يفرق ان الأكحل قام حظه وواقف جنب الغنوجه وأنا وين وهي وين ؟
مشى يدخل للمجالس ونطق : أمسيت يالشيبه ؟
حمد رفع راسه من فراشه وقال : رجع الراديو محله ماودنا بتال يشك
مطلق زفر بملل وقال : ودي أعرف ليه خايف منه ؟!
حمد ابتسم وقال : ماهو بخوف يولدي غير حذر وترا ماهو بعيب أن الرجال يخاف ويحذر
مطلق ابتسم وقال : وأنت صادق يبو محمد
حمد نطق بحدة : وذلحين جب الراديو لا يضرب بين عيونك
مطلق ابتسم بصدمة ونطق : لا تصعيد غير مبرر حضرة الشيبه !
ضحك يهرب من قام حمد يدور حاجه يضرب فيها مطلق ، ومشى يفتح المخزن وابتسم ينطق : ما جينا من صّلب مشبب لأجل الخوف !
سحب الراديو وكسره قدامه لقطع صغيرة ، شاف الجهاز الصغير واللمبة الحمراء اللي عليه ودعس عليه يفتفته ويبتسم بإنتصار ونطق : عقبال م ادعسك دعس ي بتال
نثره مع التراب ومشى ينسدح فالدكة ويتأمل بيت منّير ، اللي لمنّير منه أسابيع م دخله والبيت مع روحات اسرار وأشغال وصال صاير ميت وخالي من الحياة ، اخذ نفس يسحب البوكيت ويطلع له زقاره ويثبتها بين شفايفه ، شاف ظبيه تطلع من بيت منّير وتقول : مطلق وين العروس ؟
مطلق رفع راسه وقال : وشو ؟
توسعت عيون ظبيه ومشت تركض للمقلط ، فزّ مطلق وراها ومشى للمدخل ونطق : هي سالمة ؟!
ظبيه جلست بصدمة تشوف اسرار تفرك عيونها بتعب ، صرخ مطلق ينادي برعب ونطقت بتعب : مطلق خلاص
زفر بقرف ونطق : وجع أحر ماعندي أبرد ماعندكم ! الجدار مطلق يحترق وأنتم ساكتين
طلعت ظبيه وقالت : وشفيه والتصعيد !؟ أمس العرب ماهم ناقصين صياح
مطلق مسح وجهه وشنبه وقال : وشفيها ؟
ظبيه : مدري لقيتها نايمة داخل لايكون حاط لها منوم ذا ؟؟
مطلق توسعت عيونه وقال : يعقب مايسويها
ظبيه ضحكت بسخرية وقالت : ادري طيب شرايك تروح البيت ؟
مطلق : تعرفيني م أدخله وأنتي برا شوفوني فالدكة
ظبيه هزت راسها بمعنى ' فهمت ' ومشى مطلق يلفّ وأنطلق لحتى م وصل وراء بيت منّير وسمع صوتها وهي تدندن بخفه وابتسم يمشي لأتجاه الصوت ، هو آخر مره شافها قبل شهر وشوي والشوق قطع قلبه وأحرق صدره ، ابتسم يشوف قعدة بسيطة وراء الحوش بين بيت منّير والسور وتحت أشجار الغار بالضبط ، ثلاث وسادات صغيرة وسجاد متوسط الحجم وكيكة مكتوب عليها ' bride to be ' بلغة ماميزها مطلق ورفع راسه من شاف رجولها واقفه عن الباب وشوي شوي بدأ يطلع بنظراته لحّد ماشاف شكلها بالكامل ، كانت واقفة ومعها أكواب وملاعق وشموع ، مشت تطلع وتنزلها على السجاد ولفّت له تنطق : في أحد عزمك ؟
ضحك بخفه ينفث لهيب زقارته وينطق وهو يطالع عيونها بمنتصف ليلة صيف باردة : لا بالله مغير مريت ابي عيني تهنى بشوف محياك وأمسيك يبنت الحجاز بالخير وأرجع لمحلي
عِقد جلست ورفعت جلال الصلاة على راسها ونطقت : أهلا وسهلا مشرفانا ومنورانا ومساء النور تقدر تتفضل دحين ؟
ثبت زقارته بين شفايفه ومشى يضبط نظارته وهو يضحك وأبتعد ، نزلت عيونها بتوتر ونطقت بهمس : أقلع شكلو كيف هوت كدا !! السر بالدخان ولا بالجو الحار والمدخن ماني فاهمة ؟
زفرت بغضّب تهوي نفسها بس أخذت ثواني واستوعب جسدها البرد واستوعب عقلها كل شيء ، هي خذت جرعة دفء لأجل وجوده بجانبها ، قامت توقف وتتلفت يمين ويسار ، بتال والكل رجعوا وظبيه واسرار مالهم حسّ ، مشت تدخل البيت وتطلع منه مع الباب الرئيسي ومشت تتوجه للمقلط وفتحته وتوسعت عيونها من شافت اسرار نايمه على فخذ ظبيه اللي بدورها نايمه بجانبها ، شّدت ع قبضتها ونطقت : حسبي الله !
مشت تركض وهي متمسكة بالجلال أثر البرد ، رفعت عيونها تشوفه منزل شماغه على عيونه ومنسدح فالدكة ، مشت بهدوء وكل ثانية تفزّ من الأرض القاسية والحجارة القوية مقارنة برجولها الناعمة ، وصلت للدكة ونطقت : تجي تسهر معايا ؟ حرام الأكل يروح
رفع شماغه عن عيونه ولبس نظارته ينطق : بنت الحجاز ؟
عِقد : تعال معاي
وقف يتعصّب بشماغه ومشى وراها ووصلوا خلف بيت منّير وضحك ينطق : الحين عزمتيني ؟
عِقد : لأن الشرهه مو عليك يحبيبي الشرهه على زيتونه وبيبو ناموا وسحبوا علي
توسعت عيونه من نطقت بـ ' حبيبي ' له ، أرتعش جسده وهو يناظر فيها وارتخى يجلس بطرف السجاد بعيد عنها ، ابتسمت وقالت : اوه عندك رهاب من الإناث ؟
مطلق تنحنح يعدل صوته وقال : عشان تاخذين راحتك
عِقد : قرب م حأكلك ترا
ابتسم بهدوء وقال بجرأته المعتادة : وأنا والله وأحلف يبنت الحجاز اني مابي من ذي الدنيا الا قربك ابي اغني ياسماء الرياض شوفي من بقربي
توردت ملامحها وهي تناظره ، لفّ عليها يتأمل خجلها وعيونها وصدّتها السريعة منه ، ابتسم يقول : ما أداني الكيك ذا بس جيت عشان خاطرك عظيم عندي
سحبته وقالت : قطعة حلى بس ؟
مطلق ابتسم وقال : مطلق مهدد بالسكر وأنتي حالية !
رفعت عيونها له وقالت : تقدر تهرج طبيعي ؟ مو لازم كل حرف تحرجني فيه
ضحك وقال : والله ماعهدتني كذا بس أنقلب حالي من عرفتك يبو مطحس
ضحكت بخفه من قال الأسم اللي محد يعرفه عنهم الا هم ومسك ياقته بكل قوته من ضحكتها وقال : أنا في وجهك لاتحرميني من ضحكتك ، جسد مابه ذكرى لضحكاتك منفى وعسى الله يكتب لي معها ميعاد أنتي لو تدرين ان ضحكتك واللي مدتها ثلاث ثواني والله ان لي أعوام انتظرها !
ابتسمت بوسع ثغرها ونطقت : مطلق كفاية بليز يعني ! عاجبك الوضع وأنا كأني بندورة ؟؟
ضحك وتقدم يمد أصبعه يتذوق الكيكة ، توسعت عيونها بصدمة وقالت : ايوو اش القرف دا !؟؟
وقف أصبعه على شفايفه ونطق : وينه ؟
عِقد مسكت راسها وقالت : ياربي ياربي أمسك ملعقه !!
ابتسم من فهم مقصدها وسحب الكيكة يقطع له بيده وشهقت بصدمة تنطق : كدا أوفر مطلق !!!
كلاه يتلذذ به ونطق : تصدقين أعجبتني
ضربت فخوذها ونطقت : ياريتني خليتك نايم
قرب أصبعه لأجل يمتصها من البقايا لكنها نطقت : أصحك تسويها !
مطلق : الله أكبر والسوالف تراها سنة عن الرسول
امتصها قدامها وغطت اذانيها بقرف وضحك منها ، صدّ يشرب أحد المشروبات ونطق : بيرتفع السكر وبموت عليك
عِقد : امسكو شويا لحّد م اروح للبيت
ضحك بصوت عالي وقال : مافيني سكر ! وبعدين ورا ماتقولين بعيد الشر ؟
عِقد سحبت ملعقتها تأكل من الطرف ونطقت : وهوا فعلاً بعيد الشر
ابتسم يناظرها ونطق : الله يسلمك يبو مطحس
رفعت عيونها له وقالت : شنباتك توسخت
اعتدل بجلسته وقرب منها ينطق : وين بالضبط ؟
مسكت طرف شنبه تمسحه وقالت : هنا بس خلاص..
سكتت تشوفه عيونه وقُربه منها ، قامت توقف وقالت : اصلاً انت قليل ادب وأنا ماني فاهمة ليش لسى جالسة معاك
مطلق ابتسم وقال : لأن الحبيب يجالس من يحبه
عِقد : يكثر م تهرج قوم معايا
مطلق وقف ينفض يدينه ونطق : وين ؟
عِقد : وقفت جنب سيارتك عشان تعبي سيارتي بنزين
مطلق ضحك وقال : وش بنزينك ؟
عِقد : صراحة ديزل
مسك راسه بصدمة يضحك وقال : الغنوجه ذي ديزل ؟
عِقد : ايوه مدحوه لي وصرت اعبي منُه
مطلق : الأكحل ٩٥
عِقد : هيا بتشتغل صح ؟
مطلق ابتسم وقال : اكيد بس يمكن تنعطب عليك
عِقد اخذت نفس وقالت : قوية ولا يهمك
مطلق : تم أجل بس خوفي يخلص البنزين
عِقد ابتسمت تشوفه يمرر بين السيارتين هوز طويل ، وبدأ يعبيها وبعد شوي ضحك ونطق : خلص بنزين الشاص
عِقد مسكت يدينها بفشلة وقالت : أوعدك اعبيه لك
مطلق : تم
مشت تركب سيارتها وتشغلها ، ابتسمت وقالت : شكرًا ع الجلسة اللطيفة مطلق
مطلق ابتسم وقال : بأي وقت تحت الخدمة يبو مطحس
مشت ترجع بسيارتها وتطلع من أسوار آل يزيد ، فرك يدينه ببعضها من أشتد البرد ونطق : قد حن صبح ؟
مشى للمسجد لأجل يتوضأ ويأذن الفجر فيه ، وبالنسبة لعِقد قدامها مشوار ساعتين لبيتها وهي تدري انها بتنقضي كلها تفكير بالليلة المستحيلة بينها وبينه ، غمضت عيونها لثواني ورجعت تفتحها وقالت بشعور يلامس قلبها : خيالي الولد وبرضو فوق الخيال !
ضحكت بخجل وصرخت تنطق : ابى اعرف كيف كلامو كلو معسول زي كدا يالله !
غطت وجهها بيدينها وهي تضحك بخجل طغى عليها ، ابتسمت تمرر يدها للمسجل وتشغل أغنية تبدأ فيها صباحها ، شتان بينها وبين اللي جالس يصلي الفجر بجماعة من أهله ويدعي حامل أسمها أدعيته قبل التسليم ، وهي تغيير مزاجها بالألحان وتتناسى من اللي صار لأنها تتعب لو انحبست داخل ذكرى تتعب جدًا ..
~ مطعم هذام للأكل البحري ~
دخل مبتسم يعشق مطعمه ويعشق رجعته لدوامه ، مشى فيه يفسخ جاكيت بدلته ويلبس المريول الخاص فيه ، دخل للمطبخ وابتسم لخاميس الشيف الأسباني ونطق : How's going !
*كيف الأحوال !*
ابتسم خاميس ينطق : All set Boss
*جيدة أيها الرئيس*
هذام صفق بحماس ونطق : فيني طاقة أسوي صنف جديد
شهاب ابتسم وقال : وش موجود بمخك ؟
هذام رفع كتوفه بعدم معرفة وقال : اللي يجي من الله ؟
نطقوا كل الشباب السعوديين معه : حيّاه الله
ضحك بصوت عالي وقال : أبطال يرجال والله أبطال
لفّ من دخلت صمود بغضّب ونطقت : ماقدر أتحمله..
سكتت من شافت هذام وقالت بهمس : اوه شيت !
ابتسم هذام وقال : وشفيك ؟
صمود زفرت بغضّب وقالت : يخي سوري مدير هذام بس فيه زبونة أقل م يقال عنها عديمة تربية !
مشى هذام لها وأنحنى يتساوى بطولها وينطق : أفا مو رايتنا الزبون أولاً ؟
صمود عبّست بملامحها وضحك يمشي ويطلع من المطبخ وقال بحدة : صمود تعالي
أشروا لها كل اللي فالمطبخ بمعنى انها جابت العيد ، زفرت بملل ومشت تركض وراه ونطق : أي طاولة ؟
صمود : على المطل طاولة عشرة
طلع الدرج ولحقته مشى وفتحوا له الباب ، طار شعره على وجهه وزفر يرجعه لوراء ويلبس الكاب اللي معلقه فالمريول حقه ، ابتسم وقال : أهلا..
صرخت بوجهه بغضّب وقالت : لا أهلاً ولا سهلاً وين المدير
ابتسم بهدوء ونزلت عيونها لأسمه وزفرت بضيق وقالت : أنت
هذام : تحت أمرك كيف أقدر أحل المشكلة ؟
صمود كانت تناظرها بقرف من أسلوبها وتوسعت عيونها بصدمة من نطقت شهد بحدة : الأخت اللي وراك من وين جايه ؟ وش الأسلوب الزفت ذا ؟؟ من أي زبالة مستخرجها !
صرخت صمود بغضّب وقالت : هييه أنتي عن الغلط يالزبالة شايفه أسلوبك !!
توسعت عيونه بصدمة وقال : صمود بس !
مشت رغد تركض ومسكت صمود تسحبها وهي تصارخ بغضّبها ، زفر بقرف ونطق : ممكن تهدأين ؟
شهد ضحكت بسخرية وقالت : لا تقول لي اهدأ والتقييم مو ربع نجمة بعطيكم تفله !
مشت تسحب أغراضها ومشت ومسك شنطتها ، لفّت له بصدمة وقالت : لا ! والمدير وقح بعد ؟؟
هذام شّد ع قبضته بشنطتها وسحب كفه ينطق بهدوء يعكس مايحدث داخله : اسمعيني جيت من السفر للمطعم وببالي أكله جديدة ما أصدرتها بترضين علينا لو تكونين أول من يذوقها ؟
وقفت بهدوء وقالت : مامعي وقت
شاف أغراضها والواضح أنها مغنية من الأوراق وشنطة القيتار اللي تحملها على ظهرها ونطق : نص ساعة ؟
شهد لفّت تشوف البحر قدامها وضبطت نقابها ونطقت : عشر دقايق ؟
ضحك بخفه وقال : ربع ساعة ؟
هزت راسها بنعم وصفق يقول : تعالي معي
مشت تلحقه ولفّ لكارلوس ونطق : God ! Carlos help the lady please man !
*إلهي ! كارلوس ساعد السيدة من فضلك !*
فزّ كارلوس يمسك شنطة القيتار لكنها سرعان م سحبتها وقالت : Thanks stay away from my stuff
*شكرًا أبقى بعيدًا عن أغراضي*
مشت تتبع هذام حتى وصل لدرج فاخر وأردف : هنا
شّدت ع شنطتها ونطقت : مامعي المبل..
هذام ابتسم وقال : قلنا على حسابي يبنت الحلال بس فكينا من التفله نرضى بالربع
مشت وراه ودخلها قسم كبار الشخصيات على إطلالة فاخرة ومنظر خلاب ، ومقاعد مختلفة وأكثر راحة ، جلست وقالت : ربع ساعة !
هذام : أتمنى
مشى يركض للمطبخ وينزع عنه الكاب ، حرر شعره ومسك ربطته وربطه وابتسم ينطق : بسم الله عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
بدأ يخبص بالمكونات ويستدعي مساعدينه ويقطع الخضروات بإحترافية ويختار أنواع خاصة ومختلفة من الأسماك الصغيرة والكبيرة ، بدأ يختار وينقي حتى أنتهى وأضاف الصوص بهدوء ومسح عرق جبينه وصرخوا كلهم بحماس من الأبداع اللي موجود قدامهم ، ابتسم وقال : ثواني يجماعة باقي الطعم
ابتسم يلفّ وينطق : سينيوريتا ؟
ابتسمت بيري العجوز له ومشت ، مد لها صارم الملعقة وابتسمت تأخذها والكل واقف ينتظر ، ضحك هذام وقال : اسف بيري بس وعدتها
توسعت عيونها بصدمة هي من اشتغلت عنده لمدة أربع سنوات م سمح لأحد يذوق قبلها ويثق فيها وفي حاسة التذوق عندها ، مشى يشيل الصحن ويطلع من المطبخ ويدخل قسم كبار الشخصيات ، مبتسم بحماس ينتظر ردة الفعل من آنسه ببداية العشرين من عمرها مايعرف عنها ولا شيء مجرد موقف والواضح إنها انسانة صعبة ، تلاشت ابتسامته من شاف كرسيها فاضي ومشى يشوف رسالة على مناديل الطاولة ومكتوب فيها ' أكتشفت أنكم تستحقون التفله ، تأخرت ' رفع ساعة يده بصدمة هو م تأخر الا دقيقة ونصف ، زفر بضيق وقال : معقدة ! نرفزتني وشوشرت على الزبائن وأطفئت شعلة حماسي لهاليوم !! معقدة ومغنية أو ممنتجة اللي هو بس مين يسمع لها وهي ماتسمع للناس ؟؟
مشى يرجع للمطبخ ووقفوا بحماس لكن عم الصمت من أشر لهم صارم يسكتون ونزل الصحن فالمغسلة وينزع المريول عنه ويطلع من مطعمه وركب سيارته ومشى يبتعد عنه بغضّب ، وقف سيارته قدام ميناء نهيّان لليخوت ، صرخ بصوته وقال : أبو غصون المفتاح
مشى أبو غصون يركض رُغم سنه الكبير ، فتح باب المكتب وسحب مفتاح يخت هذام ورماه له يمسكه ويمشي متوجه لليخت الخاص فيه ، شغله وأبحر فالبحر حتى وصل للنقطة اللي يبغاها بعيد عن البشر هو والبحر بس ، اخذ نفس ينزع ملابسه ويبقى بالشورت الخاص فيه رمى نفسه يسبح داخله وطلع يلعب بشعره المبلول بيده وابتسم وقال : البشر تلعب بالأعصاب وتحرقها والبحر يخمدها
مسك طرف اليخت يرجع يطلع ويجلس بهدوء ..
~ بيت سطّام ، المرسم ~
يرسم بإندماج ويشرب قهوة الصباح بهدوء ، على حاله وهدوئه مستحيل أحد يشك بالعواصف اللي تضرب داخله وحماسه للجلسة الثانية بكره ، هو واثق بأسرار وخضوعها لحقيقة أنها أصبحت حَرمه وبتدافع عنه وبتقلب جميع الحقائق اللي طلعت عنه ، يرسم زاوية خصرها بدقة مرعبة كيف لا وهو لمسه أمس وسحبها له يسلم عليها ، ابتسم يتذكر توترها ومكابرها وريحة عطرها وصوتها ، يهوجس بأبسط التفاصيل اللي تعتبر فريدة عنده ونطق : آخ ي اسرار
عضّ شفايفه سرعان ماهربت من مبسمه ضحكه صغيره من جات بباله فكرة أنها زوجته ، نزل عيونه يشوف الدبلة بيده وقال : لا حول ولا قوة الا بالله خلاص يولد ! بتشوفها بكره لا تفشلنا
ضحك يكمل يرسم ، رسمة مستحيل يطلعها للعلن وبيحتفظ فيها بأحضان مرسمه ، هو يتحسف لرسمة عيونها اللي أنشهرت بأنحاء أوروبا مو باريس وبس ، غار وبقوة وحلف ماتتكرر منه هالغلطة ، للحين هو رسمها خمس رسمات مختلفة ، الأولى واللي تبقى مخلدة برأسه لما ضاف فستانها وقت شافها فالمرسم لأول مره بحياته ووقت وقع لها علطول لكنه ماوضح لها رُغم أنه طلبها من مطلق ظن منه إنها أخته ، الثانية كانت تشيل الأغراض من وصال خلف بيت منّير والثالثة عيونها مُدمرة أوروبا برمشها وورقة الرابحة هناك والرابعة فالمحكمة وهي تنهي مسيرته وهو يتفنن بملامحها ويرسم ملامحها والخامسة قدامه يمرر يدينه وأصابعه عليها بهدوء ، لفّ لجواله ورمى فرشاته ينفض يدينه ، اخذ نفس وزفره ونطق : بدق
قرأ اسمها بجواله ' اسرار ' واتصل فيها ، جلس بتوتر ينتظر ردها ..
~ بغرفة اسرار ~
تفرش اسنانها ومشت تطلع لغرفتها من سمعت صوت جوالها ، وصلت ترفعه وتشوف رقم غريب زفرت بملل ورمته على السرير بعد م قفلته ، وصله الرفض ورجع يتصل عليها ، غسلت وجهها كامل ومشت تجففه وتسحب الجوال وتحطه على أذنها وتنطق : مين ؟
ابتسم من سمع صوتها ولأول مره على جواله وقال : الرمش والعين
توسعت عيونها من عرفته وقالت بتوتر : أهلاً والله
سطّام ضحك بخفه وقال : انتي الأهل والله
زفرت بملل وقالت بحدة : بغيت شيء ؟ لا اله الا الله بلاء أنت بلاء ؟ داق مع الصباح تتغزل ؟
وصلها صوت ضحكته وقالت : نفسي أعرف وش مصحيك يالرسام تركت الرسم وصرت خباز ؟!
سطّام ابتسم وقال : الله يسامحك صدق إن الحسنة فيك ذنب
اسرار نطقت بغضّب : يخوي ماطلبتك تقولي كلمة طيبه كفاية ما أسمع صوتك أول ما أصحى وبدعي لك بس فكني
سطّام : حددي المهر
اسرار ابتسمت وقالت : مستعجل تطفر ؟
سطّام : واجب علي ماهمتني الطفرة
اسرار : برسل لك اذا صحصحت
سطّام بسخرية نطق : سميني زوجي الحبيـ..
قفلت بوجهه وزفرت بقرف تكتب ' الرسام ' رمت جوالها ومشت تلبس وتتجهز للجامعة ، هي وصلها إيميل من أحد الدكاتره المُفضلين بالنسبة لها ودعوة لحضور إيفنت بسيط عن المحاماة وإذا داومت عليها تقدر تصدر رخصة محامية وتوسع مجالها فالعمل وسمعتها كمُحامية مُدعية عامة ، لبست وخلصت ومشت تأخذ أغراضها وتطلع من البيت ، ركبت السيارة ولفّت ترجع وتطلع من أسوار آل يزيد ..
~ عند سطّام ~
زفر بتعب وضحك يقول : بتعب معها والله بتعب ! يناس وش هالبنت ؟؟
قام يغطي رسمته لها ولأنحناءاتها الواضحة وتفاصيلها بشكل أقرب وأكثر إثارة له ، قفل أنوار المرسم وطلع مع باب حديقته ومرر أنظاره لنيلوفر المتواجد بشكل نادر فالعالم كله لكنه تمكن من زراعته وبكثرة قدام عيونه ، ابتسم يتمشى بهدوء وجلس يترشف قهوته وضحك بخفه من تذكر خصامها له قبل شوي وغمض عيونه يتذكرها بالكامل ، عضّ شفايفه ونطق : والله فاتنة بس فيها ثقل م أنحط ببني آدم !
مشى يوقف ويتجه لغرفته ، دخلها وطلع بدلة رسمية بقميص كحلي وجاكيت بني جلد من براند معروف ، ابتسم ينتهي من لبسه ويطلع وبيده الآيباد الخاص فيه يحجز بمطعم فاخر طاولة لشخصين ، ابتسم من أنتهى وركب سيارته يمشي للشركة يقضي نهاره فيها بحكم ان سلطان مشغول خارجها ولازم يكون أحد المدراء موجود ..
~ فالجامعة ~
نزلت من سيارتها تدخل مع البوابة ورفعت الدعوة ومشت تبتسم من شافها ونطقت : مس سجى !
لفّت لها وقالت : اسرار !
ابتسمت تسلم عليها وقالت : إخبارك وحشتيني
اسرار ابتسمت وقالت : صرنا إدعاء عام
سجى ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : كفو والله وان شاءالله تكملينها بالمحاماة وم يوقف أحد قدامك
اسرار : مدري للحينِ ضايعة ودي أكتفي بالإدعاء العام لأنه قوي وعاجبني
سجى : اللي تبينه بس تعالي استفيدي والله من عرفت عن الإيفنت ماحبيت يطوفك
اسرار ابتسمت وقالت : م تقصرين
مشت تدخله ووصلتها رسالة ، سحبت جوالها وزفرت بضيق من قرأت ' الرسام ' وسحبت الأشعار تفتح جوالها وتقرأ الدعوة في مطعم ، سكرت جوالها ومشت تتجاهله وتدخل داخل المسرح الجامعي ..
~ حيّ الياسمين ، بيت عِقد ~
مشت تنزل بالروب حقها ودخلت المطبخ ، هي مانامت الا الصباح وصحت متأخر قريب أذان الظهر ، مشت لمكينة القهوة والأكواب الخاصة وطلعت كوبها المفضل وحطت فيه ظرف ماتشا بنكهة المانجو وجهزتها ومشت تشرب بهدوء وتتأمل المسبح قدامها والشمس ، ابتسمت وقالت : الصيف جاي !
مشت تركض لغرفتها تلبس وتتجهز لدوامها ، هي أجلت جدولها لهاليوم بحكم نومها اللي انقلب وسببه مطلق وسهرتها معه أمس ، لبست وانتهت تطلع من البيت وتركب سيارتها تتوجه للمكتب ، مررت أصابعها على شاشة سيارتها تتصل بظبيه وثواني ووصلها صوتها وهي تقول : أهلين
عِقد بحدة نطقت : لسى م خاصمتك على السحبة أمس
ضحكت ظبيه وقالت بهمس : والله بالدوام تأجلين المخاصم لأن المدير التنفيذي وصل
عِقد : طيب اسمعيني بسألك سؤال غريب
ظبيه مسحت وجهها وقالت : صبرك يارب
عِقد هاوشتها وقالت : حيوانه هذا وأنا أجلت الخصام عشانك !؟
ظبيه : عجلي طيب !
عِقد : كم تعبون الشاص فُل ؟
ضحكت ظبيه وقالت : جد غريبة !
عِقد زفرت بغضّب وقالت : خلصيني
ظبيه همست بحدة : وشدراني ! اسألي مطلق
قفلت الجوال ولفّت للشاشة بصدمة وقالت : والله أوريكي ي بيبو !
اخذت نفس طويل وهي تدور أسمه واتصلت فيه ووصلها صوته وهو يقول : مرحبا يبو مطحس
انطلقت من ابتسامة عريضة لوهلة من سمعت صوته وبقت صامته لثواني ونطقت : ايوه مطلق
مطلق : لبيه ؟
عِقد : كم تعبي الشاص ؟
ضحك وقال : أمزح معك بعبيه أنا ولا ضاحي اذا جاني
عِقد زفرت بتوتر وقالت : لا أمانه حعبيّ أنا
مطلق : مالك لوا يبو مطحس نفداك جمايلك واجد
عِقد : اش تهرج نفسي أفهم
مطلق : ودعتك الله أنسي موضوع البنزين
عِقد : م حنسى وحجيك اليوم وأعلمك النسيان
مطلق ابتسم ونطق : بجيك أنا
سكر الجوال وألتفت للحلال بالشبك وابتسم ثواني ومشى يكمل شغله ويومه عند الحلال من بيع وحّلب ..
~ سيارة عِقد ~
زفرت بغضّب وقالت : ضروري اخد رقم ضاحي !
مشت تنزل للمكتب وزفرت بقرف من شافت وصال ، صدّت تدخل من مدخل لأول مره تجيه ، غمضت عيونها توقف خطواتها وتمرر أصابعها بين جبينها ورجعت تفتح وشافت مكتب المحامي يعقوب ، مشت ودقت الباب ووصلها صوته وهو يقول : تفضل
فتحت الباب وطّلت براسها وابتسمت تقول : ما أصدق !
ابتسم وقال : بنت خالو !
ضحكت عِقد تمشي وتضّمه وتنطق : ولد عمتو !
ضحك يعقوب يحاوطها وينطق : وحشتينيي
عِقد : المخصوص أنت وحشتني وين كنت ؟؟
يعقوب ابتسم ونطق : الغايب حجته معاه
عِقد : لا حبيبي الغايب الغنايم معاه
ضحك وقال : عيوني لك اش ببالك ؟
عِقد اخذت نفس وقالت : لحظة أفكر
يعقوب : اللهم استرنا
عِقد ضحكت بسخرية وقالت : اسكت بس ابى نتعشى سوا
يعقوب : تمام أجل نخلص دوامنا وأمرك
عِقد : مايحتاج يعقوب سيارتي تخدم
يعقوب : على راحتك
عِقد : أخلص أشغالي وأحاكيك
يعقوب : أنتظرك
طلعت من مكتبه ونطقت : اخيرًا شخص يطُاق فالمكان دا
دخلت مكتبها ونزلت عبايتها الرمادية تعلقها وتجلس بكرسيها وتبدأ بشغلها ..
~ شركة 𝐻𝒶𝒿𝑒𝓈𝒮𝓊𝓁𝓉𝒶𝓃 ~
الكل واقف والصمت يعم المكان ، سطّام واقف قدامهم يرسم وكل شوي يلفّ ويطرح سؤال واللي يرد بفكرة مميزة يحتفظ بمقعده كموظف ، زفرت بتوتر صار لهم ساعة على الوضع ذا وردت على عشرين سؤال بعشرين فكرة مختلفة وم تمسّ الثانية بصلة ، مسكت راسها ونطقت تحت انفاسها : سلطان وينك !
لفّت من انفتح المصعد ودخل سلطان يضحك بصوت عالي وقال : معاقبكم ؟
زفروا كل الطاقم بتعب ومشى لسطّام ونطق : بتمشي ؟
سطّام ابتسم وقال : خلصت من شغلك ؟
سلطان : ايه
سطّام : كم صارت الساعة ؟
سلطان : حدود المغرب
تأفف يقوم ويلّف لهم وينطق : أرموا اللوحة م نحتاجها واللي م سمعت صوته أتمنى معاد أشوف وجهه مره ثانية
طلع ومسكت راسها بصدمة ونطقت بهمس لرند : كل التعب ذا وآخر شيء نرميها ؟؟
رند بحدة وصوت هامس نطقت : بذبحه
سلطان ابتسم وقال : محد بيمسه شيء هدوء لا تخافون وأرجعوا لمكاتبكم
قاموا يلمون أغراضهم من الطاولة ونطق سلطان : ظبيه أبيك لا تروحين
وقفت بصدمة من كلمته العادية بالنسبة للكل بس ماتدري كيف سمعتها بصيغة ثانية ، خارج نطاق العمل وأنه مدير وهي موظفه وليدر مجموعة ، شَدت ع جوالها ولفّت من مابقى الا هي وهو ونطقت : سمّ ؟
سلطان ابتسم وقال : أخت مطلق
ظبيه نزلت عيونها ونطقت : ظبيه يكفيني والله
سلطان : أرمي اللوحة وتعالي مكتبي
مشى من جانبها يطلع للمصعد ، وقفت تتأمل اللوحة الجميلة جدًا بالرُغم من العشوائية والمشاعر المبعثرة فيها الا أنها تثبت أبداع هواجيس سطّام ، مشت تسحب اللوحة وتنزل للقبو أو مثل مايسميه سطّام ' مقبرة ضجيج مشاعره ' وصلت بعد دقايق ونزلت تشوف الظلام واللوحات المتروكة هناك من سنوات وبعضها كُتب لها الأفراج ورجع سطّام يكملها ويبيعها ، نزلت اللوحة ولفّت برعب من شافت أحد الموظفين الغير رسميين وأجنبين الجنسية يوقف خلفها بالضبط ..
~ في منتصف الرياض ~
تتجول بسيارتها وتسمع لميدلي أبو بكر السالم ، ابتسمت من بدأت تغني معه وتقول : لو خيروني ؟ لو خيروني ! م اختار الذهب ، الناس فالدنيييا معادن !
ابتسمت تميل مع الأغاني والألحان ونزلت عيونها لجوالها من أتصل عليها الرسام ، تلاشت ابتسامتها ونطقت : أهلين ؟
سطّام : اسرار ؟
اسرار : تستهبل ؟
سطّام ابتسم وقال : دقيت بالغلط كنت ابي سلطان
اسرار لفّت للطريق وقالت : أقول دام اتصلت وينك ؟
سطّام ابتسم بخفه وقال : بين رمشك وعينك يحلو
ضحك من قفلت بوجهه ، وقال بصوته الثقييل : غبية أرسلت لها الدعوة مع اللوكيشن
سكت شوي ونطق بأبتسامة عريضة : بس ذويقه زوجتي تسمع لأبو بكر السالم
ضحك يرفع جواله يتصل بسلطان ..
~ عند اسرار ~
زفرت بغضّب وقالت : مدري وش ربي بلاني به ياربي أنا عبدتك المظلومة هذا وش يصنف من البشر ؟؟ بلاء بلاء ماكذبت لما قلتها له قبل
تذكرت وقت كانوا في مجلس مطلق وقالها : يكثر م تسولفين معي وانتي م تعرفيني ! قلت لك لا تثقين بالغريب واسألي مطلق اللي تخافيني لأجله وبيقولك من انا بالنسبة له
وتذكر لما نطقت له : انت م انت بغريب انت بلاء لا أكثر ولا أقل !
وضحكت من تذكرت سطّام وقت رد عليها وقال : تشرفت فيك
ضحكت بسخرية وقالت : مو صاحي !
ابتسمت بهدوء تتجه للمطعم لأجل تلبي الدعوة .. ‏
~ فالمطعم ~
ضبط جلسته ومظهره بشكل عام ، ابتسم يفتح دبلتها الجديدة وأردف : مايليق الألماس ولا يزهى الا عليها
قفل البوكس الصغير وضبط الورد ، رفع عيونه من شافها تدخل ووقفت بأستغراب مافيه أحد فالمطعم والأنوار خافته ، عضّت شفايفها لثواني ونطقت : معقول تأخرت لدرجة حتى الموظفين مشوا ؟
لفّت للي نطق بأسمها وقال : بنت محمد
مشت له بأستغراب وقالت : هلا بِكر نهيّان
وقف يتقدم لها ومسكت يده تصافحه وانحنى لها تقترب منه وتسلم عليه خدادي ، شالت نقابها وضبطت حجابها وقالت : بتقول حجزت لك مطعم كامل لأجل تبهرني ؟ صعب عليك
ضحك وقال : لا حول ولا قوة الا بالله اللهم أجرني في مصيبتي أنا قلت شيء ؟
جلست وقالت : أسبقك قبل تقول
ابتسمت بخفه تشوف الورد وقالت : هذا لي ؟
سحبه سطّام ونطق ببرود : لا
ميّلت شفايفها السُفلية لثواني ونطقت : حسافة أعشق الورد
رفعه يمّده لها وقال : والله ؟
ضحكت بصدمة وقالت : أثقل ي بِكر نهيّان !
توسعت عيونه يناظر ضحكاتها وابتسم ينزله بجانبها ، ضحكت بصوت عالي وسرعان م غطت وجهها بيدينها وضحك بخفه وقال : كنتي تسمعين لأبو بكر السالم ؟
نطقت بوسع ثغرها : ايوه ؟
سطّام ابتسم وقال : ما مرك هالبيت ؟
تكت براسها على يدها وقالت : اي واحد يالرسام ؟
سطّام : بالكرت موجود
لفّت تلقائيًا للورد وسحبته وقام سطّام من كرسيه ، فتحت الكرت وشافته كاتب داخله :
غيار باين في كلامك في ابتساماتك لي في ضحكتك بإصرار
ياخلي علامك ؟
بالمحبة " وفاء " واسرارها " اسرار "
ثبت على ركبته قبالها ولفّت له وهي ساكته ، توو عرفت بوجود أسمها داخل أبيات شعر غناها أفضل المغنين بالنسبة لها ، سحب يدها وفتح البوكس ونطق : تقبلين بي زوج وأخ وأبن وصديق وحبيب لك في مشوار حياتنا قصير كان ولا عسى ربي يطوله ويمدّه لعُمري عُمر ؟
اخذت نفس طويل ونطقت : عندي اسئلة كثيرة لك يالرسام قبل أقبل
وقف بمنتصف أصبعها وضحكت تنطق : مابرجع لك الدبلة طبعًا !
ابتسم يلبسها ويسحب كرسيه جنبها ، يدها فوق يده وتطالع بقربه منها ومن نطق : وش اسئلتك يالأسرار ؟
اسرار : أنت مين وليه خذيتني وأنت عارف بكامل عقليتك أني ما أنكتبت لك !
سطّام ابتسم وقال : أنا سطّام بن نهيّان بن سلطان آل عقيل رسام وفنان عالميًا شخص بأوائل الثلاثين من عمره
توسعت عيونها بصدمة وقالت : أنت ثلاثيني ؟؟
سطّام ضحك بخفه وقال : ايه
سحبت يدها وقالت : ما أستغرب حركاتك هذيك دامك ثلاثيني جاد !
سطّام ابتسم وقال : الله يسامحك يجي منك أكثر
سكتت ثواني ونطقت : كمل أبي أدق التفاصيل
سطّام : طولي حول التسعين مدري
غصّت تكح بصدمة وابتسم يقول : عاد أنتي بين القصر فيك
لفّت له بصدمة وقالت : بس أطولك بالأفعال يالرسام
سطّام : ونعم وأنتي ؟
اسرار : المعروف مايحتاج له تعريف
سطّام ابتسم لثواني وقال بجدية : اسمعيني اسرار قلت لك موعد الزواج وبتسكنين فالرياض بالبيت اللي زرتيه قبل كذا
اسرار هزت راسها بمعنى ' فهمت ' ونطقت بهدوء : متأكد بيتم هالزواج
سطّام : مافيه شيء يعيقني ولو إنه أنتي
ابتسمت وقالت : شكرًا على الضيافة ي بِكر نهيّان أنا ماشية
وقف سطّام ونطق : م عطيتيني ردك ؟
اسرار رفعت أصبعها تحكّ بين جبينها ووضح له الخاتم بيدها ونطقت : اللبيب بالإشارة يفهم يالرسام
مشت بالورد وأغراضها ووقفت عند المراية تضبط نقابها ، ابتسم يمشي ودفع حساب القهوة ونطق : ما بتتعشين ؟
اسرار : أكرمك الله
طلعت المصعد من المطعم للمواقف ومشى وراها بالسلالم ، وصل وشافها تركب سيارتها تقدم لها وتمسك بيدها ونطقت : بغيت شيء ؟
سطّام اخذ نفس ونطق وهو يطالع بعيونها : تأخذين صفي بالمحكمة ؟
اسرار توسعت عيونها بتوتر ونطقت : العدالة سياستي يالرسام وش تسوي ؟
قرب منها حتى أختلطت أنفاسهم سوا ، ميّل راسه ونطق بهمس : بس اللي شفته قبل يومين مايمسّ العدالة بطرف ي بِكر محمد !
وقف نفسها برعب وهي تتحسّ طرف خشمه ، غمضت عيونها بتوتر ورفع عيونه يشوفها مغمضة ، ضحك يسحبها مع خصرها وشّدها عليه وقال : أنا معك والعدالة معي لا ترميني في مستنقع والله مالها داعي !
ضربته كف بكل قوتها وبلحظة شرود منه وسرعان م فلت يدينه منها ، اخذت نفس بتوتر وقالت : أكسر راسك لو تنعاد سامع ؟؟
ركبت سيارتها ومشت ترجع لبيتها ، وقف يفرك مكان الضربة ومشى يركض لسيارته ونطق : يويلها لو يورم وبكره الجلسة
فتح مُبرد سيارته وطلع موية باردة منه وصار يكمد خده ..
~ شركة 𝐻𝒶𝒿𝑒𝓈𝒮𝓊𝓁𝓉𝒶𝓃 ~
فالقبو هي كانت ناويتها سّلم لكن من شافت ابتسامته الغريبة صرخت وقالت : أخت مطلق صدق !
أول م قرب منها رفعت رجلها وضربته على رقبته وطاح ، ضربت كفوفها وقالت : ماطارحت أخواني وتصارعت معهم على الفاضي
مشت تطلع بهدوء ولا كأن صار شيء ، هي من كثر هواشاتها مع ضاحي ومطلق وقت كانوا صغار كبرت على يدين عيال وصارت بُنيتها الجسدية والنفسية والاجتماعية قوية وجدًا ، ابتسمت تشوف المصعد مفتوح ومشت تصعد وتطلع للطابق الثلاثين وصلت بعد دقايق ومشت تنزل ، دخلت تركض ودخلت مكتبه ونطقت : أسفه تأخرت
وقف سلطان وقال : ماحصل شيء تعالي
مشت لحّد م وصلت للمكتب وجلست وقالت : ايوه ؟
سلطان : بطلع لزيلامسي وأحتاجك معي
ظبيه ميّلت راسها وقالت : وشذا حي ؟
توسعت عيونه بصدمة وقال : حي ؟
ظبيه تداركت الوضع ونطقت : قصدي محل ؟
كانت الصدمة على وجهه ، هزت راسها وقالت بهمس : ابك شكلي عيدت قبل العيد وبيشوتني ذلحين برا
شرب كاس مويته ونطق : ماتعرفين زيلامسي ؟
ظبيه نطقت وهي تطالع رجولها : أعرف الرياض وكفى
سلطان : في النمس..
ظبيه توسعت عيونها تقاطعه وتقول : وشهو نامس ؟
رفعت عيونها للسقف وقالت : وينه تراني صيادة
مسك شنبه يتحسسه وقال : يومنا طويل ي أخت مطلق
ظبيه : تأخرت صدق بطلع للبيت
سلطان : أبد خذي وقتك
مشت تطلع من عنده وهي مستعجلة وقفلت الباب وراها ، مسك راسه وكتم ضحكته وقال : ضروري أخذها والله !
مشى يطلع من الشركة وينزل للطابق السفلي ، خرج منه ومشى يشوفها واقفه والواضح انها يائسه تقدم لها وقال : أخت مطلق عسى م شر ؟
ظبيه لفّت له وقالت : لا سلامتك
تذكر أيام يشوفها من أعلى البناية وهي تأخذ الباص الخاص بالنقل ، رفع ساعة يده ومر على رحيل الباص فوق الساعتين ، ابتسم يقول : أوصلك ؟
شّدت ع قبضتها وتذكرت إن مطلق مايوافق على وصال بأيام الجامعة ومستحيل يوافق بسلطان ، هزت راسها بنفي وهي تناظر الشارع وقالت : لا تتعب معي
سلطان تقدم لها وقال : أتعب واتعنى لك على وجهي بس ما أتركك هنا لحالك
لفّت عليه وقالت : خلاص كلم ضاحي
رفع جواله وأتصل بضاحي وماوصله رد ، لفّ لها يهز راسه بنفي وقالت : مطلق ولا تفكر
سلطان : تجين طيب ؟
ظبيه تذكرت بيت عِقد الموجود بالرياض ونطقت : تمام
مشت معه وركبت فالخلف ، ابتسم يشغل سيارته ومشى يطلع على الخط وقال : لبيتكم ؟
ظبيه هزت راسها بنفي وقالت : برسلك على الإيميل..
نطق سلطان يقاطعها : سجلي رقمي الخاص عندك
شّدت ع جوالها ونطقت : مابي أزعجك
سلطان : ي أخت مطلق والله مامن إزعاج وإن جاء منك إزعاج والله انه عن سنين راحة !
سلطان كذا طبعه وكلامه معسول للكل ، مايفرق معه اي شخص لكنه يفرق مع الشخص المقصود بكلامه ، ياكم طاح بمواقف حُب من طرف واحد وطلع منها بصعوبة وأحيانًا توصل من غيضهم للقضايا ، اخذت نفس لأجل تمنع دموعها من النزول ونطقت : كم ؟
ابتسم يملي رقمه عليها وسجلته واتصلت على عِقد وجلست وقت طويل تنتظر الاجابة حتى تقفل بوجهها ، شّدت ع قبضتها ونطقت : ماترد ماترد !
سلطان لفّ عليها وقال : خلاص أهدي شوي نروح لبيتي ؟
توسعت عيونها بصدمة وقالت : وش تقول أنت ؟
سلطان : أتوقع جيتي بعزيمة مطلق
استوعبت البيت وأنه يقصد بيت سطّام ، هي فعلاً سمعت أحد الحريم بهذيك الليلة تقول أن سلطان بيدخل ، أخذت نفس وقالت : من موجود ؟
سلطان ضحك وقال : ليه خايفه ؟ بس أنا وزوج بنت عمك
ظبيه لفّت للشباك وقالت : طيب
لفّ سلطان يتجهون لبيت سطّام وكانت ' طيب ' آخر كلمة وبعدها عم الصمت ..
~ بأحد المطاعم الشهيرة ، الرياض ~
طلعت من وصل مطلق ، هو قالها بجيك وفعلاً جاء مشت تحت فالمواقف وقالت : جيت ؟
مطلق لفّ لها وقال : كعابي بعد
عِقد : كيف ؟
ضحك وقال : بتعبين الشاص ؟
عِقد هزت راسها بنعم وكمل مطلق يقول : بس أول وش ماكله يالورع وش الوساخة ذي ؟
عِقد ضحكت بفشلة وقالت : تشوكلت وكانت مره ذايبه
مسحت الجهة الغلط ونطقت : كدا كويس ؟
مشى لها وسحب طرف شماغه يمسحها ونطق : الحين كويس نمشي ؟
عِقد وقفت بصدمة من لامس شماغه طرف شفايفها ، وشمت ريحة الحطب المختلطة بالعود الثقيل وقالت : خلصت المناديل ؟؟
مطلق : مامعي والله
عِقد : طيب توسخ شماغك
مطلق ابتسم وقال : جعله فداك
لفّت تشوف يعقوب طالع ومشى يمسك كتفها ونطق : اش باقي الجدول..
قاطعه مطلق من ضربه وطار يطيح على الأرض ، هو حسّ بحرارة تركض بجسده كامل وتطلع لراسه ، مايدري وش الشعور ذا لكنه أقدم على أول فكرة جاته واللي هي الضرب ، لفّ عليها من شهقت وقالت : يعقوب !!
لفّت تشوف عيونه وتحلف انها تطلع شرار من غضبّه الغير معتاد والصادم بالنسبة لها ، نطق بحدة وهو يصر ع اسنانه : اركبي الشاص !
شهقت تبكي وقالت : اش سويت لولد عمتي !!؟
مطلق توسعت عيونه وقال : بعد ! فوق شينه قوات عينه ؟؟
مشت تركض ليعقوب ووقف مطلق وبالمنظر اللي قدامه حسّ انه واقف على نار تشتعل لهيب وجمر وكل مالها تزيد من حطبها ، هو يدري ليه سوا كذا مطلق ربى على الغيرة حتى على بنات جيرانهم وقت كان صغير فكيف الحين وعِقد المقصودة ، قام يعقوب بصدمة وقال : براسك حرش هاه ؟؟
مطلق ابتسم وقال : ايه حرام إن أكسر راسك تكسير
مشى يعقوب وكان مطلق أعرض منه وأطول ، ضحك بسخرية لكنها نطقت وهي تبكي : أمانه خلاص وقفوا ما أتحمل
دفع مطلق وقال : عشانِك بس
مطلق توسعت عيونه وقال : أخو العيال يبو مطحس ماهو بأزين لك والله !
لفّت من نطق بأسمها المعتاد وتقدمت له وقالت : كل وقت أقول فيه إنك صرت أحسن أرجع انصدم منك ! ليش تفكر دايم أني حقت عيال ؟ وليش تضرب وتزاعج وتصارخ بداعي الغيرة وهوا مايحق لك ؟ وعلى فكرة ترى أنا راضعة مع يعقوب من ماما زينه
وقف يطالع دموعها ونطق : دام تعرفين أنها غيرة ليه ماتطمنين قلبي أنك لي ؟
دفعته عنها وصرخت بوجهه وهي تبكي تقول : لأني مستحيل أكون لك ليش ماتستوعب مطلق بليز أبعد عني ووقف تناديني بمطحس ووقف تطلع لي بكل مكان كفاية خلاص تعبتني !
مطلق نزل عيونه بصدمة وقال : جعلني الوجع دام تعبتك
بكت بحسرة وهي تسمع كلامه وقالت : الله يخليك كفاية
مطلق : دعيتي أن ربي يخليني يبنت الحجاز !
مسحت دموعها بعنّف وقالت : كلمت يعقوب وقلي ميتين ريال تعبي الشاص
مطلق : أعقب ماخذيت منك شيء
مشى يتركها وراه وبكت بدون صوت وهي تشوفه يبتعد وهو ما أبتعد هو عطاها مساحة لأجل مايضغط عليها لكنه مستحيل يمّل من أنه يحاولها ، سحب شماغه ينسفه نسفة الفارس وشغل زقارته ومشى يبتعد عنها ، يحّر صدره وهو تاركها مع يعقوب وأي من يكون ، مايدري عن مصداقية القرابة بينهم ولا يبي يدري لأنه وبالرغم من حكي عِقد مازالت لواهيب صدره تشتب ..
~ فالديرة ، بيت منّير ~
دخلت البيت ومازالت يدها توجعها من الضربة فكيف خد سطّام ، دخلت تركض ووصلت لغرفتها واخذت نفس من جاتها البكية وطاحت على الأرض تبكي بحرقة ، لمت جسدها لها تحتضن نفسها وتبكي ، تبكي بحسرة من كل شيء يصير لها من زواج قريب وأهل صارت بينهم شخص غريب ومن أشياء كثير وكم حدث مريب ، مسكت جوالها تتصل فيه هي يدها تحرقها وأصابعها تعورها شلون خده ، وصلها صوته وهو يقول : لبيه ؟
مسحت دموعها بعنّف وقالت : وصلت البيت ؟
سطّام لاحظ صوتها الغريب نوعًا ما والأكيد أنها كانت تبكي ، ابتسم وقال : بيتي قريب اصلاً أنتي وصلتي ؟
هزت راسها ونزلت دموعها بحرقة وقالت بصوت باكي : اي
ابتسم وقال : حمدلله ع سلامتك
شهقت وكتمت نفسها ونطق بأذنها : أجيك ؟
أبعدت الجوال عنها وأنحنت تبكي ، هي تحسّ بالغرابة تجول داخل روحها ، هي من وقت زواج وصال وكل شيء أنقلب رأسًا على عقب ، تحسّ بفراغ كبير يسكنها ولا تدري كيف تتخطى هالشعور ، الضعف ينهش روحها من كل جهة بكل لحظة يقولون فيها أسم ' محمد ' أنقسم تفكيرها لشخصيتين متضادة ، الأولى عاهدت أنها تجيب كل شيء وتطلع كل خافية أخفوها عنها ، الثانية تبي تجلس داخل هالأسرار وتضيع داخلها تخاف وبشدة من الحقيقة تخاف توصلها وتكون كبيرة عليها ومافيه من يساندها ، هي كل م انطوت على نفسها وجلست لوحدها بهذيك الغرفة تفكر بكل شيء ، هي ماتشابه منّير ولا عفيفة والمفروض أنهم يكونون والديها ، لكن بعد الصدمة وبعد م استوعبت إن كل ماعاشته معهم زائف ينقبض قلبها وتبكي بحسرة ، هي تتمنى لو عندها أخ او أخت يواسيها ويتشاركون أحزانهم سوا ، سحبت جوالها تشوف سطّام باقي على الأتصال ونطقت : كنت مضغوطة ولا ماهو طبعي الضرب ولا العنف
سطّام فهم أنها تعتذر لكن بطريقة غير مباشرة ، ولفّ يجلس وينطق : أفهم إنك تعتذرين ؟
اسرار : بنام
سطّام ابتسم وقال : على صوتي
اسرار ابتسمت وقالت : خلاص يالثلاثيني
سطّام : أحلى ثلاثيني وماتقدرين تنكرين يالعشرينية
اسرار : حلوه ثقتك
سطّام ابتسم وقال : بمحلها
ضحكت بخفه وقال : ايه ي بِكر محمد اضحكي معاد أبي أسمع صوت لبكاك
اسرار : شلون ثبتت إني بِكر محمد ؟
سطّام : لأنك وللحين ماصححتي قولي وهذا يثبت صحته
اسرار : تمام بس ترا جد بنام
سطّام : نوم العافية
اسرار ابتسمت وقالت : الله يعافيك يالرسام جهز نفسك لبكره
سطّام : جاهز وبشريني
اسرار ابتسمت تقفل الجوال ورماه على طرف سريره ، انسدح مثل م انسدحت اثنينهم بعد شهرين بينكتبون قدام الكل زوجين ، قلوبهم مرتبكة من الشعور لكن أذهانهم مشغولة بأشياء ثانيه ، اسرار بحياتها والأسرار اللي بتواجهها وسطّام هواجيس متلخبطة ومتناثرة ومتناقضة ، بينهم البين وضاد التضاد أحدهم مجبور لأجل الفرار والثاني يسميه إنتقام بارد ..
~ بيت سطّام ~
دخلوا للبيت ومشت ظبيه وهي ترجف بتوتر ، دخل سلطان ونطق : حليييمة باقي صاحية ؟
حليمة مشت تطلع له ونطقت : هلا..
سكتت شوي تتأمل دخول ظبيه وهمست : مين ذي ؟
سلطان : ظبيه
حليمة : مين ظبيه ؟
سلطان ابتسم وقال : ضيفيها وشوي وبجي
حليمة مشت لظبيه ونطقت : ارتاحي يبنتي ظبيه
لفّ سلطان لها وقال : ببدل وأجيك
ظبيه توسعت عيونها بصدمة وقالت : شدعوة تقول خذ راحتك !
ضحك يطلع لغرفته ، لفّ يشوف غرفة سطّام مظلمة ومقفل الباب مشى وهمس : شكله نام
طلع يركض ودخل غرفته ينطلق للحمام ياخذ دش سريع ، لفّت ظبيه لحليمة ونطقت : تقدرين تعطيني شاحن جوال ؟
حليمة : ماعندي ايفون والله بس موجود بغرف العيال فوق
ظبيه همست : هو ماعنده أخت ؟
حليمة ضحكت وقالت : الا فيه ورد بس صغيرة وغير شقيقته
ظبيه : يعني كلهم أولاد وبس أثنين ؟
كانت ظبيه تستدرج حليمة تبي تعرف كل شيء عنه ، ابتسمت حليمة وجلست وجلست ظبيه معها وقالت : هم أربع أخوان البِكر سطّام وبعده سلمان ثم هذام والعنقود سلطان
ضحكت بصدمة وقالت : اما عاد هو أصغرهم ؟؟
حليمة ضحكت وقالت : أحس واضح عليه ؟
ظبيه ابتسمت وقالت : وأنتي ؟
حليمة : أنا ممرضة أمهم المرحومة سابقًا ومرضعة سطّام لأنها المرحومة وقت جابته مرضت بالخبيث ومنعوها ترضعه خوفًا عليه من الكيماويات بس ماقلت له هالشيء لأن اللي فيه يكفيه
ظبيه توسعت عيونها بحزن ، قطرت دموعها وبكت بدون صوت وشهقت حليمة وقالت : شفيك يبنتي ؟
شالت نقابها وبكت تكتم شهقاتها ، ميّلت حليمة راسها بحزن وقالت : ظبيه ؟
ظبيه مسحت دموعها وقالت برجفة وصوت باكي : موضوع الأم عندي حساس وبقوة
حليمة : أمك !
هزت راسها بنعم وقالت : راحت مع أبوي بنفس اليوم
شهقت تبكي وتحاول تأخذ نفس ، كان واقف عند الدرج مصدوم وهو لأول مره يشوف وجه ظبيه ، ناعمة ورقيقة لكن ماتوضح هالشيء ابدًا لا بطريقة كلامها ولا بشيء كانت دايم عفوية وتسولف بالطريقة اللي هي عهدت نفسها عليها ولا فكرت تتصنع شيء ، فيها جانب وماضي موجع وتشاركه بفقدان الأم لكنها ذكرت كلا والديها ، شّد ع الدرابزين يتأمل لؤلؤ عيونها ينزل بغزارة ، لفّت وماشافت أحد وخلعت حجابها تضبط شكله ورجعت تتنقب لكنها تركته مرفوع ، ابتسمت حليمة وقالت : الله يرحمهم يارب
ظبيه ابتسمت وقالت : اميين يارب ويعمري والله أحسك ملجأهم الأمن
ضحكت حليمة وقالت : حاليًا
ظبيه كحت تعدل صوتها وقالت : ليه فيه أحد ؟
حليمة : كنة آل عقيل جايه
ظبيه ضحكت بحماس وقالت : أول كنه ؟
حليمة : أنفال قبلها وعليها رواف
ظبيه ابتسمت بحنّية وقالت : ماشاءالله ايه اسرار بنت عمي
فزّت حليمة وقالت : اعذريني ماعرفتك والله !
ظبيه : شدعوة ي أمي ؟
حليمة : أضيفك شيء ؟
ظبيه : موية تكفيني
مشت حليمة وقامت ظبيه تمشي بالبيت ، نزلت نقابها وطلعت فالحوش وجلست قدام المسبح ، لفّت من دخل سلطان ونطق : تأخرت
وقفت علطول وقالت : لا لا متى أقدر أمشي ؟
سلطان : ابد لو الحين بس أنتي رافضه أكلم مطلق
ظبيه أخذت نفس وقالت : خلاص بكلمه أنا بس أبي شاحن
سلطان مد جواله لها وقال : كلميه بجوالي
ظبيه توسعت عيونها وقالت : صاحي أنت ؟
سلطان ابتسم وقال : الشاحن بغرفتي ومافيني من راح يجيبه
شّدت ع قبضتها وقالت : طيب كلم حليمة والله أستحي أوصيها
سلطان ابتسم وقال : متهاوشين م أكلمها هالفترة أسف
غمض عيونه وانسدح على الكرسي ، زفرت بغضّب ومشت تركض للصالة وقالت : حليم..
وقفت بصدمة من شافت سطّام نازل من الدرج بشورت وبدون تيشيرت ، صرخت تصدّ وفزّ سلطان يركض وتوسعت عيون سطّام ينطق : أعوذ بالله سكنهم مساكنهم أنتي من ؟؟
ظبيه نطقت بحدة : أعوذ بالله منك ومن أشكالك شحاذ أنت ماعندك ملابس وجع !!
سطّام نطق بحدة : أخو سلطان ! بيتي من أنتي
دخل سلطان وضرب راسه ونطق : الله يقلع راسك وش منزلك كذا ؟؟
سطّام نطق بحدة : يهوه شسالفة !؟
سلطان أشر على ظبيه ونطق : ظبيه
ورفع يده يأشر لسطّام ونطق : سطّام
سطّام توسعت عيونه وقال : أخت مطلق ؟
ظبيه زفرت بغضّب وقالت : ظبيه بنت مشبب ايه أخت مطلق
سطّام ركض يرجع فوق ونطق : الله ياخذك ي سليّط فشلتني !!
صرخت تكتم نفسها وقالت : يع شفته قبل اسرار يع يع كيف بنام الحين ؟؟
لفّت لسلطان اللي طايح من الضحك وزفرت بضيق تمشي وتفتح جوالها وشهقت من فتح وفيه ثلاثين ، صرخت من أنضغطت وقالت : الله ياخذك وقتك تستهبل ؟؟
اتصلت على عِقد ووصلها صوتها وهي تقول : ايوه بيبو ؟
ظبيه : تعالي خذيني من بيت سطّام
عِقد وقفت مسلسلها وقامت تنطق : اش وداكي هناك ؟
ظبيه : عجلي
عِقد : من عيوني دحين حجي
قفلت الجوال وطلعت على المخرج ومشت تبتعد عن البيت ، طلع سلطان متفشل منها ومن الموقف اللي صار وكان ناوي يعتذر لكنه ماحصلها ، زفر بضيق وقال : وين رحتي ي أخت مطلق ؟
مشى فالحارة يفر لكنه ماحصلها ابدًا ، وبالنسبة لظبيه كانت تفرفر بالبقالة وتشتري لها أغراض ، رفعت راسها من شافت سيارة عِقد توقف وطلعت بعد ماحاسبت وركبت ، لفّت عِقد وقالت : اشرحي لي
ظبيه اخذت نفس وهي تتذوق الايسكريم وتلذذت فيه ومدّت واحد لعِقد اللي أخذته وهي تبتسم ، نطقت : والله العلم ..
قالت السالفة كاملة وضحكت عِقد : حرام راح المنظر على زيتونه
ظبيه اخذت نفس وقالت : لو ماني معك فالسيارة كان تسببت بحادث
ضحكت عِقد وقالت : معفنة بيبو !
ظبيه : والله دودي المنظر فاتن استغفرك ياربي ولا أدخل بتفكيري بس يقرف بالوقت نفسه تخيلي نفسك ببيت ماتعرفين سكانه وفجأة تشوفين اللي شفته
صرخت عِقد وقالت : حموت والله !
ظبيه صرخت بفشلة وقالت : مقدر مقدر بستفرغ
ضحكت عِقد ووقفت من وصلوا البيت ، نزلوا وقالت : بتنامي عندي ؟
ظبيه هزت راسها بنعم وكملت عِقد تقول : يعيش !
ضحكت تمشي معها للداخل ..
~ فالصباح ، الجلسة الثانية ~
بمكتبها واقفة وتلبس زيها الرسمي ، مشت تضبط شعرها ولفّت من دق باب مكتبها ونطقت : مريم ؟
دخلت مريم وقالت : هيه فيه واحد يبيج برا يدش ولا شنو ؟
اسرار : مين ؟
مريم : أسمه..
قاطعها سطّام من دخل وقالت : خلاص تفضلي
توسعت عيونها بصدمة تمشي وطلعت ، هو شلون دخل عليها وهي بشكلها الطبيعي بدون شيء يسترها ، ابتسمت وقالت : مستعجل على خسارتك ؟
سطّام فك لطمته وقال : ورمت !
توسعت عيونها بصدمة وضحكت علطول ، قفل الباب وراه وقال : حليها بسرعة مستحيل أدخل كذا
اسرار ميّلت شفايفها لثواني تكتم ضحكتها وقالت : كيف تبيني أحلها !
سطّام : طبخة طبختيها يالرفلة أكليها وتعالي حليها
جلس بغضّب على كرسيها وضحكت تسحب شنطتها وتجلس قدامه على طاولة المكتب ونطقت : أحط لك ميكب
سطّام رفع حاجبة وقال : تسوقينها ي بِكر محمد ؟
اسرار : ماعندي حل ثاني يالرسام تحسبني ساحرة ؟
سطّام وقف وثبت يدينه يحاصرها على المكتب ونطق : حليها قلت
اسرار ابتسمت وقالت : ماعندي وقت أبعد
سطّام زفر بغضّب وقال : لا تجربين حظك
اسرار : بتعصب وتصارخ وتكسر ؟ مريت فيها كثير بحياتي يعني زيرو تأثير والحين أبعد
سطّام اخذ نفس وقال : طيب عندك كمادة ؟
اسرار : عندي بس مو سحر هي
سطّام : تهدأ شوي تعالي
جلس على كرسيها وسحبها له ، مسكت كتوفه تثبت نفسها وأبعدت علطول وقالت : أعقل
ابتسم لها ومشت تجيب كمادات وتجي عنده ، مدتها له وهز راسه بنفي وقال : سوي لي أنتي
زفرت بملل ومشت تقرب وصارت تطبطب على الضربه ، غمض عيونه ونطق : اسرار باردة
اسرار ابتسمت وقالت : روحي أبرد
فتح عيونه ونطق : أدفيها ولا تشيلين هم
ابتسمت ع جنب تحط راحة كفها على خده ، وشالت يدها تشوف اللون البنفسجي على ظهر يدها ، توسعت عيونها بصدمة من استوعبت كل شيء وقالت : تبي الثاني ؟
سطّام رفع راسه وقال : ليه سلامات ؟
رفعت قفى كفها وشاف اللون ونطق : حسافة انقفطت بسرعة
اسرار نطقت بحدة  : بالله وش أستفدت عطني فايدة وحدة ؟
سطّام ابتسم وقال : عرفت إنك حنونه بس جلفة وعرفت إنك باردة وتحتاجين للدفئ
اسرار مسك راسها وقالت : أنا باردة لأني مواليد الشتاء ولأني أعشق الشتاء وأطيب فيه
سطّام حكّ راسه وقال : أهين الحظ وأنا م لقيت أتزوجك الا بالصيف ؟؟
اسرار : لأنك طاير بالعجه لو تسكت ونفهم ونستوعب بعضنا قضينا
سطّام ضحك بخفه وقال : وش العجه ؟
اسرار : الرياح يولد الساحل
سطّام مشى من جنبها وقال : فاهمها بس أذب عليك يبنت البر
اسرار ابتسمت وقالت : بنت البر على قولك جابت أخرتك بعيون
سطّام : لا تأمنين واحد عاش بين الإنجليز والألمان والروس والكويتين والإماراتيين والعمانيين والسعوديين جنوب وشرق وشمال وغرب شايف أحلى من عيونك
اسرار ضحكت وقالت : وم جابك من أقصاك الا زيتوناتي
ضحك وقال : تأخرنا
اسرار مشت تطلع بعد مالبست حجابها ونطقت : تتهرب ي بِكر نهيّان
سطّام : لو نطول مابيصير من صالحك
لفّت له وتقدم يمسح خصرها وينطق : بتحرش
فزّت وضحك منها ونطقت : برفع عليك قضية تحرش
سطّام : حَرمي وزوجتي وحلالي بكيفي من الآخر
توسعت عيونها وقالت بحدة : أكسر راسك وقسم بالله !!
سطّام ضخم صوته ونطق : أقطع يدك يـ مره !
مشت بغضّب وضحك يتبعها وطلعوا من النيابة العامة متوجهين للمحكمة ، ابتسم لها وقال : حلفت تجين بسيارتي ونروح للمحكمة
اسرار : لا مطولة الجلسة بروح اتقهوى
سطّام وقف قدامها ومسك يدها يسحبها وراه ، زفرت بملل وقالت : خلاص وخر بجي
سطّام وقفها قدام الباب وقال : نرد جميل توصيلتك لي مو حبًا فيك
اسرار : الله ! خلك كذا دايم اخيرًا صرت صريح
سطّام : بتكرهيني
اسرار ضحكت بسخرية وقالت : وصلك أعتراف حُبي لك ؟
قفلت الباب ووقف بصدمة يشوفها قدامه بسيارته ، زفر بغضّب وقال : ماينفع معها المزح تدق دق ماهو بصاحي !
ركب سيارته بجانبها وأنطلق يبتعد عن النيابة العامة ، توسد طريقه وطلب قهوة ولفّ عليها ينطق : طلبك ؟
اسرار : اسبريسو
سطّام : حليب ولا مركزة ؟
اسرار : بدون حليب
سطّام طلب أثنين اسبريسو ولفّ لها ومسكت ذراعه تثبت القهوة وقفل شباكه ونطق : ماقلت تمسكي بذراعي امسكي كوبك
سحبت كوبها بقوة واهتزت ذراعه وانسكبت القهوة على ثوبه وسحب فرامل ، شهقت تسحب ثوبه وتبعده عن جسده لأجل مايحترق ، رفع عيونه لها بحدة وقال : برافو يالطفلة !
رفعت حاجبها وتركت ثوبه وعضّ على شفايفه من الحرارة يكمل طريقه ووصل لطريق بعيد عن الرياض وسكانها ونطقت : على وين ؟
سطّام : هدوء شوي
وقف على جنب ونزل ، خلع ثوبه وقميصه ورماه وراء ، ركب بجانبها ونطق : طريق ديرتكم يمدي أروح لمطلق ؟
اسرار نطقت وهي تترشف قهوتها : لا الوقت ما يسعفك
سطّام سحب شال معها ولفه على صدره وقال : برجع للبيت
اسرار ماردت وهي تناظره ولفّ بسيارته يرجع ، نطقت بهدوء : ديننا حثنا على الاستئذان يالرسام
سطّام : بس زوجك بحالة طارئة وش استئذانه الله يهديك ؟
زفرت بغضّب وقالت : رجعني للنيابة نسيت أوراقي
سطّام مارد ومشى لبيته ، لاحظت الطريق ونطقت : النيابة ؟
سطّام نطق بحدة : لايكون تبيني أوصلك هناك وأنا بالمنظر ذا صحصحي ! وبعدين تتهربين من بيتي ؟
اسرار : اخيرًا استوعبت مابي اجي عندك بهالوقت
سطّام : ماتفرق أمس جاتني بنت عمك
توسعت عيونها على مصرعيها ، هي ماتدري مين بنت عمها وشلون جات عنده ، لفّت له ونطقت : وين جاتك ؟
سطّام : ببيتي
كانت واقفة وتفكر وماخطر ببالها ظبيه ابدًا ، هي تدري بصرامة مطلق لأجل كذا ماخطرت ابدًا ، مافي بالها إلا منيرة لأنها بالوقت ذاك شافتها وهي تكلم سطّام ورا بيتهم ، شّدت ع قبضتها وقالت : تحرق أعصابي ي بِكر نهيّان ! وش سوت عندك ؟؟
سطّام لفّ عليها من أنفعلت ونزل من سيارته ، مشت تتبعه ودخلوا البيت ونطقت : صبرك يارب ! أكلت القطوة لسانك أهرج يالرسام أهرج !
ابتسم بصدمة يشوفها قدامه غيرانه ، ونطق : ليه تبين تعرفين ؟
اسرار زفرت بغضّب وقالت : ياربي ألهمني الصبر والسلوان بتهرج ولا شلون ؟
سطّام : مادري م أتذكر بالتفصيل لكن نزلت بشورت وشفتها فالصالة والصراحة أستغربت وجودها
أنفلت فمها من الصدمة وقالت : شلون ؟؟
سطّام كبت ضحكته وقال : والله العظيم
اسرار : وش جابها ؟؟ بيتك سبيل للناس ولا كيف ؟ وبعدين تنزل كذا وش مقصدك ؟!
لفّ عليها يمسك خصرها وينطق : غرتي ي بِكر محمد ؟
اسرار توسعت عيونها بصدمة ودفعته عنها وقالت : حذرتك من الحركة ذي صح ؟
سطّام ابتسم وقال : اهدأ اهدأ يالغيورة
اسرار صرخت بحدة وقالت : تعقب م أغار وأن غرت بغار عليها وبخاف عليها منك !
سطّام : أفاا أخت مطلق مايمسّها شيء مني
وقفت عن الحركة ومالت من حسّت بخلل فتوازنها ، فزّ يبي يلحقها لكنها هوت فالمسبح ، كانت اللحظة رغم أنها تسمى لحظة من سرعتها حياة ، غرقت بماء بارد جدد طاقتها وحياتها أحياها من جديد وأشعل رغبتها فالفوز بكل شيء ، غمضت عيونها ووصلت للقاع لكنها حسّت فيه يسحبها ويرفعها ، طلعها من الماء وصرخ : اسرار !!!
ميّل جسدها يقرب منها لكنها دفعته سرعان م فتحت عيونها بصدمة وقالت : بخي..
كحت من برودة الماء على جسمها ونطقت : بخير بخير
وقف سطّام بصدمة وقال : تعالي داخل من البرد !
مشت تفسخ عبايتها وكعبها ومشت قدامه ، ابتسم يدقق بإنحناءات جسدها قدامه ونطق : اللعنة !
صدّ ينزل عيونه ومشى من جانبها يتخطاها ونطق : الحقيني
مشت تتبعه مع الدرج تشوف الهدوء فالبيت ، زفرت البرودة وقالت : التكييف ؟
سطّام : مركزي يبنتي تعالي بتمرضين
مشت ودخلت غرفته ، قفل باب غرفته وفتح باب الشرفة وسحب بطانية ولفها فيها وجلست على طرف الكنب ونطق : خذي راحتك بأخذ دش لجسمي بس وأطلع
هزت راسها وهي ترجف وابتسم يمشي لحمامه ، أخذ دش سريع لجسده مثل ماقال وطلع ، لفّ منشفته يضبطها على خصره ونطق : تأخذين دش ؟
غمضت عيونها تتجنب تطالع له ونطقت : عيب بحق الناس
فهم مقصدها وهو ردة فعل اللي بيشوفهم طالعين من الغرفة ونطق : لو بيشك أحد شك من أول مادخلنا مبلولين من المسبح
اسرار : ماعندي ملابس
سطّام : عندي أنا وبتلبسين عبايتك فوقها محد بيدري
اسرار أخذت نفس طويل وزفرته تنطق : عكرت يومي لو رايحة بسيارتي أفضل وسالفة ظبيه بتقولها سامع ؟
سطّام ابتسم وقال : أبشري
دخلت الحمام وقفلت عليها ، لفّت تستند بظهرها على الباب وتكتم بكائها ونطقت بهمس : خلاص والله مو وقته البكي !
مشت تشوف أنواع مختلفة من الصوابين وشامبو الشعر ، أشياء ماشافتها بحياتها ، خلعت ملابسها ودخلت تأخذ راحتها بالدش ، مشى يشيل عبايتها وأغراض النيابة العامة ويرتب كل شيء بمكانه ، مشى لغرفة الغسيل وشغل الغسالة وفزّت حليمة تطلع من غرفتها وتنطق : سطّام ؟
لفّ لها من شغل على عبايتها ونطق : هلا والله
حليمة : وشفيك ي أمي ماخذ دش ؟
نزل عيونه لمنشفته وقال : ايه رجعت قبل المحاكمة وبطلع الحين ارتاحي ي أمي
حليمة : ماتحتاج شيء ؟
هز راسه بنفي ومشت ترجع لغرفتها ، نزل لغرفته ودخل وصرخت تلّم البطانية على جسدها ، دخل يقفل الباب وراه وينطق : سلامات زوجك ترا !
اسرار نطقت بحدة : أطلع ليش داخل ؟؟
سحب منشفة من الدولاب حقه ومشى يمدّها لها وينطق : خذي هذي البطانية مابتجفف جسمك
سحبتها منه ونطقت : أطلع
سطّام : مابطلع بدخل غرفة ملابسي بجيب لك ملابس وألبسي براحتك ماني مستعجل على شيء كل شيء ملحوق عليه
توسعت عيونها بصدمة تشوفه يدخل وبعدها بدقايق طلع بملابس لها ، يشوفها جالسة بالمنشفة القصيرة وجدًا عليها ، ضحك بخفه وقال : الحين ماودي أطلع
رفعت عيونها له وقالت : يزينك تطلع قبل أحرقك
ضحك ينزل ملابسه بجانبها وينطق بهمس قريب من أذنها : لبس العافية يحُب
قشعر بدنها وشافته يبتسم لها ويطلع لغرفة ملابسه ، زفرت بغضّب وقالت بهمس : وش يضمني إنه م يشوف ؟؟
سحبت ملابسه وطلعت للحمام وقفلت الباب عليها ، شافت الملابس وغمضت عيونها بقهر ونطقت : شلون أخفي ملامحي الحين ؟؟
هو عطاها تيشيرت أبيض طويل وشورت بس ، وهي كأنثى تحتاج لملابس داخلية مثل احتياجها للخارجية ، زفرت بتوتر وقالت : ماعنده أحد هنا ؟ أمه شيء !
دق الباب ومشت له ونطقت : بِكر نهيّان
سطّام ابتسم وقال : بِكر محمد
اسرار : ناد لي أمك بتكلم معها شوي
سطّام وقف يناظر بالباب ، تذكر أمه وهو مانساها للحظة ، لو كانت موجودة كانت بتساعد اسرار وبتحلف تتقهوى معها وبتطير فيها لسابع سماء ، وبتقول للي يسوى واللي مايسوى عن اسرار وبتمدحها عند القاصي والداني ، لفّ من فتحت الباب ونطقت : وشفيك ؟
سطّام اخذ نفس ونطق : أمي ميته
وآه يالغصة اللي قطعت حنجرته من نطق بالكلمة ، شلون الأم وهي سبب وجذور من أساسيات الحياة والروح الحلوة فيها ميته ، شلون من تكون السبب بالأمان والسعادة والبهجة ماهي على قيد الحياة ، الملجأ الوحيد لكل شخص كبير كان ولا صغير ميته ! ، صدّ من بدأت الرؤية عنده ضبابية أثر دموعه ، ماسمع ردها وزفر بضيق أكيد توترت وخافت وحزنت ، قفلت الباب ولبست التيشيرت وكان يوصل فوق ركبها ، وبالنسبة لشورت تركته لأنه وسيع جدًا عليها ، مشت تطلع وهي لافه المنشفة عليها وماسكه طرف التيشيرت تبعده عن جسدها ونطقت : عبايتي ؟
سطّام لفّ لها وسرعان م ألتفتت بجسدها تعطيه ظهرها ، مشى لها بهدوء ونطق : شوي وتخلص
رفعت المنشفة على جسدها وبانت ركبها وبداية فخوذها ، زفرت بتوتر وقالت : تمام
لفّت تشوف التعب فجأة طغى على وجهه ولا كأنه اللي قبل شوي يمازح ويحارش ويضحك ، ابتسمت وقالت : فقدتها وأنت تدري بفقدك لها وش تقول عن اللي ماتدري أمها حية ولا ميته وش تقول عن اللي ماتعرف أسم أمها
ميّل راسه ونطق : تلامسين جرحي اللي له سنين مابرى
دخلت حليمة ووقفت بصدمة تشوف اسرار بشعرها المبلول وسطّام قدامها نطقت بصدمة : لا عاد !
لفّت بخرشه ونطقت : بسم الله !!
لفّ سطّام ومشى لحليمة وسحب عباية اسرار منها ونطق : شكرًا ي أمي شوي وأجيك
هزت راسها بنعم وطلعت وقفل الباب وراه ، مشى يمّد العباية لها وأردف : خلصي مامعنا وقت
ضحكت بصدمة ونطقت : أجل ميته ؟
لفّ عليها بحدة وطلعت من غرفته ، مسح وجهه وشنبه وقال : الا هذي ماتشكين بكلامي فيها !
سحبت أغراضه ومشى يركض لكنها أختفت تمامًا ، طلعت على الباص بأخر الحي ونزلت عن النيابة العامة متجاهلة كل إتصال وصلها منه ، هي فعلاً فكرت بأنه مستحيل يكذب بموضوع كذا بس هي ماتدري وش سطّام وتفكيره ابدًا ، ولا تعرفه ذيك المعرفة واللي دخلت نطق لها ' ي أمي ' صرخت داخلها ونطقت بهمس : يستعطف ميين بِكر نهيّان !!
دخلت بكل قوتها داخل مكتبها ، فتحت دولابها وطلعت شنطتها والملابس حقتها ، دخلت دورة المياة وبدلت بسرعة وطلعت تركض ووصلت لسيارتها وأنطلقت للمحكمة ، بتحرقه لكل شيء واجهته فالصباح معه وبتفتح من خسارته جرح مستحيل يبرى ، دخلت للمحكمة وابتسمت تشوف عِقد مشغولة بأوراقها ونطقت : لا تتعبين واجد بتطلعين خسرانه
لفّت وقالت : بسم الله اشبك سلبيه بزيادة ؟؟ وبعدين أهم حاجه هي شرف المحاولة
ضحكت بسخرية ودخل القاضي ومشوا يدخلون بعده ، لفّت تشوف بجاد يناظرها وصدّت بغضّب ، هي ولأول مره تدخل بمشاعرها داخل نطاق العمل ، لفّت من سلم القاضي وبدأت القضية ولفّت من دخل وأعتذر على تأخره ، وسمحوا له يدخل ومشى يجلس بجانب عِقد ، هو أختبص من طاحت بالمسبح لأنه أنعاد عليه موقف غير مرحب فيه بالذاكرة ابدًا ، موقف يموت سطّام ولا نساه ، كان يحاول جاهد يعدل من مزاجها رغم الرعب اللي سكنه لكن أنتهى كل شيء قبل يبدأ حتى والحين يشوف خسارته بعيونها ، عضّ شفايفه من بدأت المحاكمة وهو بهواجيسه عايش ، يفكر بكل شيء مضى معها يدري أن علاقته فيها بتتشوش بعد القضية وبعد خسارته أمام ولد عمها ، غمض عيونه بحسرة من بدأت تتهمه وتقلب محور القضية مية وثمانين درجة وتأشر كل أسهم الاتهامات عليه ، صرخت بحدة وقالت : ثاني اتهام باطل وتشويه سمعة لأشخاص بريئين بدون وجود أي دليل مثل العادة
القاضي لفّ لعِقد اللي قامت ونطقت : والأدلة بالجلسة الفائته ؟
اسرار : تستثنيها يحضرة القاضي لأني والله أعلم أشك بصحتها وقد تكون من شخص كاره للرسام
ابتسم بهدوء من نطقت بأسمه ' الرسام ' ورُغم ابتسامته كان ميت حسرة ولفّ للقاضي اللي هز راسه ونطق : المحامية هل من دليل جديد ؟
شّدت ع قبضتها ونطقت : لو تتمدد..
قاطعتها اسرار من نطقت بجدية : مايحتاج كان معكم ثمانية وأربعين ساعة وماشفنا دليل حسّي أو حتى مرئي يؤكد على سرقة بجاد بن بتال للوحة
القاضي ضرب بمطرقته وأردف : أنتهينا
وصال قام وهو مبتسم هو ماحاول فالقضية كان المسيطر باللعبة ذي اسرار ، هي بنفسها كانت متمسكة بالمقود وتقود القضية لجميع الاتجاهات اللي تبيها ، ابتسم وقال : التعويض مية ألف
قامت عِقد وقالت : بندف..
قاطعها وصال من نطق : كاش
توسعت عيونه بصدمة يشوفها تطلع لمكانها وترتب أغراضها ، خسارته الثانية أمامها لكن هالمرة كانت موجعة لأنها وقفت ضده رُغم حقيقة كلامه وصدق حروفه ، هو المظلوم ووقع عليه بإنه يكون الظالم ، وقفوا من أنتهت القضية ونطق : ماقصرتي
طلع يركض وراها ، وقف من الصحافة والكاميرات والعدد الهائل من الناس والتجمهر والأسئلة تحت عنوان ' الفنان المعروف بإسم الهاجس يخسر قضيته الثانية ' والصراخ والاستجواب ورغبتهم لو ينطق بكلمة لأجل يدونون بكل مجلاتهم وصفحات صحفهم الأولى ، لكنه كانت عينه عليها وهي تركب سيارتها وتغادر الموقع ، تدخلوا الشرطة وبعدوا أكبر دفعة قدروا عليها من الناس ، ومشى يركب سيارته ويتوجه لبيته ، أرسل رسالة لسلطان بالمبلغ وأنه يبيه كاش وضروري ، قفل جواله وقال بضيق : يامن شرى له من حلاله عّلة ، صرت أنا الغلطان وصارت سمعتي قطعة يعلكها اللي مايسوى قبل اللي يسوى بفمه ؟؟ عجيب ي بِكر محمد عجيبة !
وصل لبيته وانصدم من كمية الصحافة الموجودة ، شّد ع قبضته ونطق : مجهزة لكل شيء وأنا غافلٍ عنها !
مشى يرجع ويطلع من عند بيته وأتصل على حليمة وحكى لها أنه طالع للجبيّل ، يحتاج نهيّان وعقل نهيّان وتفكيره الرزين فالمواقف اللي مثل كذا ، فتح جواله يحجز أقرب رحلة للدمام وطلع للمطار علطول ..

مشى يرجع ويطلع من عند بيته وأتصل على حليمة وحكى لها أنه طالع للجبيّل ، يحتاج نهيّان وعقل نهيّان وتفكيره الرزين فالمواقف اللي مثل كذا ، فتح جواله يحجز أقرب رحلة للدمام وطلع للمطار علطول ..
~ بأعلى قمة جبال طويق ~
مشت لمدة طويلة لأجل توصل بعيد عن الأرض وعند بشرها وسكانها ، نزعت نقابها ونزعت حجابها وصفق الهواء وجهها ولعب النسيم بشعرها ، تحسّ بالغصة تحرق حنجرتها وتحسّ دموعها أصبحت حُمم براكين ونيران بعيونها ، صرخت بأعلى صوتها وطاحت على الأرض تضرب بيدها على الأرض نادمة وبشّدة على اللي صار ، هي شلون أفصحت عن شوقها لأنثى تدعى أمها ، أنثى هي ماتعرف عنها أبسط الأشياء وهو أسمها هي استوجعت من حركته لها وكيف أنه كذب عليها بفقدان أمه وهي حية وشلون قوى قلبه يتفائل على أمه لكنها وبكل قوتها أوجعته وأوجعت نفسها زيادة بخسارته الثانية أمامها ، ندمت على كل شيء تتمنى أنه بهذاك اليوم ماوقفت سيارتها وسمعت لوصال بحجة إنه ' قاتل متسلسل ' لأنه وبعد كل شيء هو قتل مشاعرها وقتل قوتها وضرب بثقتها فيه ولو كانت قليلة عرض الحايط ، تتمنى لو رفضت تركب معه وتسمع له وتروح معه ، هي مازالت تحتفظ بتيشيرت أبيض عطاها ياه بشنطتها ، صرخت تبكي بحرقة وبلهايب صدر صعب تخمد ، مسكت الشنطة تسحب تيشيرته وسحبت الدبلة وهي ترجف وتبكي ، لفّتها ببعضها ورمتها من أعلى الجبل ونطقت بدقن راجف : أنتهينا قبل نبتدي ي بِكر نهيّان !
قامت وهي تترنح وشالت أغراضها واخذت نفس طويل جدًا وكتمته داخلها لعدة ثواني وزفرت حرارة صدرها ، مشت تركب سيارتها وتمشي لبيت منّير ، بس ماتدري وش الجحيم اللي ينتظرها هناك ووش الظلم والسخط والتجريح والتنزيف والمعركة الضخمة هناك ، هي خسرت شخص كان من الممكن يكون درعها وقوتها وأمنها وأمانها ، بس هي ماعمرها أحتاجت ولا بتحتاج لأحد يكم شالت سيفها بوحدها وقاتلت حتى آخر لحظة وربحت وطاحت وقامت بنفسها ، وبترجع على سابق عهدها ماخضعت للضعف ولا الضعف يدل لها درب ..
~ حيّ الياسمين ، بيت عِقد ~
قفلت جوالها ولفّت لعِقد وراها وقالت : ماحبيت أدق عليه وأنتي فالمحكمة
عِقد نطقت بهدوء : عادي اشبك ؟
ظبيه ابتسمت تضّمها ونطقت : شكرًا على الضيافة دودي
ضحكت بخفه وقالت : والله مو بيننا عيب عليكي بيبو
ابتسمت ظبيه وقالت : توصين على شيء ؟
عِقد : شوفي لي زيتونه معاكي وطمنوني عنها
ظبيه : معليك عندي
مشت تطلع ولحقتها عِقد توصلها ، شافت الشاص واقف ومطلق نازل منه ، اخذت نفس تناظر فيه ولفّ لجهة ظبيه وشافها وراها وصدّ يمشي ويركب وركبت ظبيه معه ومشى يطلع من حوش بيتها ، قفلت الباب واستندت بظهرها عليه تشوف هدوء البيت ، زفرت بضيق ومشت للصالة تجلس وتفتح لابتوبها وميّلت راسها بحزن من شافت الخسارة في ملفها وأضافت اسرار لها خسارة بعد انتصارات عظيمة ، وافقت على أحد الملفات تبي تشغل نفسها بعيد عن السلبيات اللي صارت لها ..
~ فالجبيّل ، قصر نهيّان ~
وقف بمواقف البيت يشوف الهدوء يسكنه ، هو مانطق بكلمة وحدة من بعد اللي صار له ظهيرة اليوم ، نزل من سيارته وهز راسه بالايجاب لعبدالصبور اللي يضبط الأشجار ويقص أطرافها ، مشى يدخل البيت وتقدمت خيرية تأخذ شنطته وتطلعها لغرفته ، مشى يدخل وسلم وفزّوا كلهم واقفين ، كان التعب واضح عليه وملامحه ذبلانه ، مشى لمكتب نهيّان وقام يمسك عصاته يعتمد عليها ويلحقه ، اخذ نفس ونطق : يارب سطّام هّون على سطّام
دخل للمكتب يشوفه منزل راسه على الكنب ومغمض عيونه ، دخل للداخل وقفل الباب وراه ونطق : صاير شيء ؟
سطّام عضّ شفايفه ونطق : تكفى يبو سلطان
مشى له وجلس بالكنب اللي جنبه وأردف : قم غسل وجهك وتعال أشرب شاهي معي فالشرفة وأفصح عن مايضيق بخاطرك قم !
مسح وجهه وشنبه يقول : انتظرني
نهيّان : ليلنا طويل ي بِكر أبوك طوييل
قام يعتكز بعصاته ويطلع للشرفة يشوف عبدالصبور ، اشر له ولفّ عبدالصبور عليه ونطق : صلح لنا شاهي وأطلع فيه علي
عبدالصبور هز راسه بالايجاب ومشى لغرفته يصلح لنهيّان شاهي ..
~ غرفة سطّام ~
ساجد يصلي آخر صلواته لليوم ، صلاة العشاء رُغم تأخره نوعًا ما عن وقتها ، مغمض عيونه ويدعي لنفسه ويدعي تهون عليه مصيبته ويتخطاها بأقل الأضرار ، لكنه وبدون وعي صار يلفظ أسمها ويحمله مع دعواته ، فتح عيونه من حسّ بإحمرارها وقطرت دمعته على السجادة ، قام بصعوبة بالغة يتشهد ويسلم ، قام يناظر بأصبعه وبدبلته اللي ما انتزعها من لبسته بيوم ملكتهم ولا يمكن إنه ينتزعها ، مشى بهدوء يطلع من غرفته ووقف من طلعت مضاوي بوجهه وقالت : بسم الله عليك ! وشفيك سطّام ؟؟
غمض عيونه بغيض وبقهر ، مشى يدفعها عنه ويتخطاها وينزل بخطواته للأسفل لمكتب نهيّان ، هو كان يُخيل له انهم بيكونون يتعشون سوا بعد ربحه بالقضية ، وبتسمع له وبيسمع لها وبيعرفون أكثر وأكثر عن بعضهم ، كان من المفروض هي اللي تسمي عليه وتسأل عن حاله ، كم يتمنى لو يقدر يضمّها له بالوقت ذا وينحني لعنقها ويشكي حاله وضعف نفسه وشوقه ومحبته قُبلاً تنهل عليها ، كم يتمنى يبكي وتبكي ويكشفون كل جروحهم ويداوونها بالحُب والحنيّة بينهم ، وآه لو يشكي كل مامر ويشكي جرحٍ مابرى وكُل مُر على شفتيها ويرتوي من ريقها ويروي ضماه ، لو بس يضمّها ويحتضّنها له وتختلط كل مشاعرهم سوا وتصير له ومنه وفيه ويصير لها أمان فقدته طول العمر ، لكن الواقع دايم مُر وماهو كل ماتمنيناه جاءنا على مانحب ، الدنيا حواجز واختبارات وجبال من المجازفة والتضحيات ، وسطّام بيضحي ويجازف وبيرمي نفسه مع على الهاوية قدام حواجز وجبال اسرار واختباراتها ، ممكن بالنسبة لهم كل شيء أنتهى وصار بينهم البين والمسافات وجروح مالها طب ولا دواء لكنه بيحاولها وبيتمسك فيها وبيقبل جروحها وينبت منها ورود وبيوعدها يسقيها طول العمر ..
~ فالديرة ، مُنتصف الليل ~
زفرت بغضّب صار لها خمس دقايق تضرب هورن وتنتظر ومحد راضي يفتح لها البوابة ، مشت تنزل من سيارتها وتتجه للبوابة ، ضربت بيدها وفتح لها سعيدان ونطق : كنت عند أبو بجاد
زفرت بغضّب وقالت : وأنا هنا لي ساعة أدق ؟؟
سعيدان : المعذرة
فتح البوابة ومشت ترجع لسيارتها ، ركبت ودخلت توقف خلف بيت منّير ، رفعت نظرها للشجر والنسيم اللي يجي منه ، اخذت نفس طويل ونطقت : عسى الله مع النسيم يطفي نيران جوفي ويهدي من روعي ويحفظ لي نفسي وروحي من كل شيء يؤذي طمأنينة قلبي
مشت تتجه لمدخل البيت ووقفت بصدمة من مشى لها بجاد ونطق بحدة : من وين جايه ؟؟
لفّت يمينها وشمالها وتأكدت أنه يكلمها ، اخذت نفس ونطقت : الله يبارك فيك ماسوينا الا الواجب وأنتبه تتكرر وتدخل المحاكم شكرًا ؟ عفوًا
مشت تتخطاه لكنه سحبها من ذراعها ونطق بصراخ : تستهبلين على راسي أنتي ؟؟ ولا ماطاحت عينك على الساعة جايه للبيت الساعة ثنتين ونص !!
سحبت ذراعه وقالت بحدة : هيه أنت صحصح !! وش الاستجوابات والتحقيق ذا بصفتك من هاه ؟ زوجي ولا أخوي ولا حتى أبوي ؟؟ مع الأسف الشديد م أنت ولا أحد فيهم عشان كذا أبعد عني لايصير شيء مايطيب خاطرك ! خلاص عاد أقرفتوني
بجاد توسعت عيونه بصدمة وقال بصراخ : ماعندنا بنات يطلعون ويرجعون على هواهم !
اسرار دفعته عنها ونطقت : ولا تعتبرني بنتكم بعد وخر عني !
مشت تدخل للحوش وتبعها بجاد وسحبها وضربت ظهرها بالجدار ، صرخت بألم وقالت : يحيوان وش تسوي !!
مسك فكها بقوة وصرخ بوجهها ينطق : أربيك قبل أخذك لي
توسعت عيونها على مصرعيها من قرب منها ، صرخت بأعلى صوتها ومابقى أحد بالأسوار الا وسمع ، وطلعوا كلهم يركضون لأتجاه الصوت ، دفعته عنها بكل قوتها ورجع يضرب وجهها ، طاحت من نزف خشمها وطاح نقابها ، زفرت بألم وبعدت شعرها عن وجهها ووقفت بصعوبة تشوف بجاد ووراه أعمامها وعيال عمها كلها ، هي شافت عفيفة واقفة ولا فكرت تقترب وتساعدها ، صرخت بحدة وقالت : وقسم بالله لا أندمك على دمي اللي نزل !
بجاد صرخ وقال : سدي حلقك يبنت !!
مشى أبو بجاد لها ومسكها مع شعرها ، شهقت وقالت : فكني ! فكووني وش تبوون فينيي سوييت اللي تبيه أبعدووه عني !!
رفعت عيونها لأعمامها اللي واقفين وعفيفة ومحد حرك ساكن ، وعرفت باللحظة ذي أن محد يستجري يوقف بطريق بتال ابدًا ، ولا أحد فيهم فعلاً يكترث لأمرها حتى مرضعتها وأمها وأخوها بالرضاعة ، الكل كانوا واقفين وكأنهم من أول ينتظرون اللحظة ذي ، صرخت بألم ودفعها على الأرض ونطق بحدة : خلصنا منك وفكيت عوق ولدي وش تبين جايه ؟ أنتي عمرك مابتجين مننا أنتي نكره جابها محمد وريم لنا وراح محمد وتركتك ريم عاهه علينا وحمل كتمنا بالسنوات الطويلة ! وش باقي جايبك !!؟
توسعت عيونها بصدمة وقالت : أم..أمي أسمها ريم ؟؟!
قاطعها من هشّ التراب عليها ونطق : عضي على شحمه محد يتكلم وأنا أتكلم تسمعين ؟؟ والحين قومي وشيلي عفشك ولا عاد تشوف عيني زولك فالديار ذي كلها
بكت علطول وشهقاتها تقطع أحبالها الصوتية وقالت : ويين أمي !!
ضحك بسخرية وجلس يتساوى بطولها وينطق بحدة : بتجلسين عندي بتأخذين ولدي زوج لك غيره محلي يتعذرك
توسعت عيونها بصدمة وقالت : تستهبلون انتوا ولا ايش ؟؟
بجاد : ولا تروح للمكان اللي هي جات منه بالوقت ذا
أبو بجاد : وهو صادق
نطق بأعلى صوته وقال : أعقبوا وأنا ولد مشبب !!
ركض مطلق ووقفت تتمسك بظهره ، توسعت عيونه من الكم الهائل من الرجال ضدها لوحدها ، مسك ياقة ثوب بتال وصرخ بوجهه وقال : كذا تبرز رجولتك ياعديم الرجولة ؟؟
أبو بجاد توسعت عيونه من انطلقوا على مطلق كلهم يدافعون عن بتال ، لكنه ضرب فيهم الأرض وسدحهم واحد ورا الثاني ، مطلق رجال شهم كبر على يد نفسه وعلى التربان والأرض الجافة والشمس الحارقة ، رجل بعرضه وطوله محد يوقف بطريقه ولطالما كان رعب بالنسبة لبتال ، رجعوا كلهم ورا بتال ونطق : تحامي عنها وأنت ماتحّل لها ؟ توقف قدامها وتخليها تحتمّي فيك وأنت ماتحّل لها ؟ تهقى مشبب بيرضى كذا ؟
صرخ مطلق وقال : محشوم أبوي من لسانك ! واسرار بوجهي لاضاقت الدنيا فيها وسّود الليل بعيونها ومن هنا يعقب أطول شارب فيكم يتعدى عليها وهي بوجه مطلق بن مشبب !
مشى ضاحي ونطق : أبوك يالبشرية !
وقف جنب مطلق ولفّ لأسرار اللي خشمها ينزف ووجهها مليان خدوش ، يدينها متجرحه وتبكي ، شهق وقال : أخو مطلق !
سحب شماغه يلفّه على راسها وينطق : قومي قومي يبنت محمد قومي وشدي ظهرك فيني !
تمسكت بكتفه وهي تبكي ومشى فيها ، والكل واقف ومحد قدر يتكلم بعد كلام مطلق ، ابتسم أبو بجاد ونطق : أن جلست ليلة وحدة هنا قسم بالله أن تصبح على عرس ظبيه من نايف
ضحك بصوت عالي يستفز بتال وقال : ماتستحي على وجهك أنت ؟ مابعد مات مطلق عشان تمشي الظبي على هواك
أبو بجاد نطق بجدية : خلك وبتشوف ترا عيني عليكم ! الليلة تسري ولا تشوفها عيني
مطلق مشى يعطيه ظهره وقال : أعلى مافي خيلك أركبه ي بتال
دخل للبيت ومشى للمقلط ، شاف ظبيه تبكي وتضّمد جروح اسرار ، تقدم لها وقال : وين سطّام ؟
عضّت شفايفها وبكت بدون صوت ، لفّ لضاحي وقال : شغل الأكحل ورانا مشوار
مشى يركض ورجع أنظاره على اسرار وقال : يالظبي روحي لبيت منّير وجهزي كل شيء بتاخذه معها للرياض
اسرار : مابي شيء
مطلق : ملابسك
اسرار بكت علطول وقالت : مابي مابي !
مطلق : على هواك
لفّ لظبيه وهمس لها ينطق : جيبي لها عباية وغطاء
هزت راسها بنعم وقامت ، صدّ يطالع الأرض ونطقت : وين بتوديني ؟
مطلق نطق بهدوء : بيت الهَاجس
صغّرت نظراتها بأستغراب ونطقت : من ذا ؟
مطلق : رَجلك
اسرار اخذت نفس تمنع دموعها بصعوبة وقالت : ماعاد فيه حاجه زي كذا
مطلق رفع عيونه يشوف عيونها وقال : كيف ؟
اسرار رفعت يدها وشافها بدون دبلة وتوسعت عيونه بصدمة وقالت : أنتهت القصة
مطلق صرخ بحدة وقال : طلقكك !!؟
هزت راسها بنفي وقالت : قريب
مطلق زفر بغضّب وقال : خلاص أجل انعمي وأمسي علي مالي خلق مشاكلكم يالاثنين وبتروحين لبيته لأنه زوجك !
مسكت راسها بقوة وقالت : أنت وشلون تفهم ؟؟ أنا مانفع معي زواج منه وبننتهي قبل تبدأ الأمور كلها واصلاً محد يدري بزواجي منه خلاص نقفل الموضوع قبل تكبر السالفة !
مطلق صرخ وقال : اسمعيني يابنت محمد ! المواضيع ذي ماتهمني روحي لسطّام وقوليها له
اسرار شّدت ع اسنانها وقالت : مابي أشوفه مره ثانية !
مطلق : لا بتشوفينه
اسرار : بروح بيت عِقد وعلى سيارتي مايحتاج تتعب نفسك دام ماتهمك مشاكلي
مطلق مسك شماغه ينزله وقال : افهميني زين يبنت محمد مشاكلكم الزوجية ايه نعم ماتهمني وتحلونها في مابينكم لكن أنتي كـ بنت عمي بوجهي من جور الأيام ويعقب أطول لحية فيهم يقرب لدربك ولا يدوس لك طرف !
عضّت شفايفها السُفلية لثواني ونطقت : بس أنا خسرته يامطلق
مطلق : بيتفهمك ماعليك أعرفه تعنى وجاء وجاب أخوانه لأجل يملك عليك ولو تشوفين فرحته كأنه ملك الدنيا كلها ومافيها ! لا تتسرعين بشيء سطّام حنيّن ومامنه أثنين لكنه فقد حاجه لا فقدها الأنسان صعب يبرى جرحه ويرجع لحياته طبيعي افهميه وسانديه وبتشوفين منه الضعف ماهو عشانه خويي أنتي أقرب لي منه وأعز لي منه بس الحق ينقال
غطت وجهها بيدينها وبكت ، كيف تفهم مطلق أنها بعد سواتها مستحيل يرضى سطّام ويرجع يطالع بوجهها مره ثانية ، لفّت ليد ظبيه وقامت تلبس ، ضمّتها ونطقت : وين بتروحين ؟
اسرار رفعت كتوفها بعدم معرفة وقالت : بروح لوين مايقودني القدر وبرضى باللي يصير لأن وبأختصار مابقى شيء غالي عندي الا وخسرته
عضّت ظبيه شفايفها السُفلية تمنع دموعها تنزل ، ومشت تطلع ولفّت تشوف بتال واقف لوحده يناظرهم من الدكة ، زفرت بغضّب وقالت تحت انفاسها : بيجي اليوم اللي بشوف نظرات الخذلان والفقد والضعف والكسر عليك ، بيجي يوم اسمع صوتك العالي منخفض وصراخك همس وسلطتك جزع وبكاء وترجي أني أسامحك لكن والله واللذي نفسي بيده مارضى عليك وأن أعيشك أسوء وآخر أيامك ي بتال وبداية بولدك ، بيجي هذاك الوقت وقريب بعد بيجي وأسمعك توّن من جروحك اللي أنفتحت من كل جهة معاد بتدري وين أرضك من سماك ويمناك من شمالك بصير لك شر ولعنة وجبروت محمد وإنتقام ريم..
شهقت تحسّ بحرارة بحنجرتها مسكتها تبي تتنفس ، هوت بالأرض لكنه تمسكت بمطلق اللي قال : بسم الله عليك سالمة سالمة قومي معي
قامت تترنح وهي متمسكة بذراعه وركبت سيارتها ونطق مطلق : الحقيني
اخذت نفس طويل وقالت : تمام
مطلق ابتسم وقال : والله بتهون يبنت محمد بتهون بتعرفين تسوقين ؟
ابتسمت بهدوء وقالت : ايه
مطلق : أجل توكلي على الله أنا وراك
شغلت سيارتها ومشت تطلع وتوسطت الخط ووراها أنوار الشاص ومطلق فيه ، دعست بكل سرعتها تودع المكان لآخر مره قبل تهدم كل مابناه بتال ، عضّت شفايفها وصرخت تقول : أمي ريم وأبوي محمد وأنا بنتهم الوحيدة أبوي ميت وأمي مادري وينها وهل هي عايشة ولا ميته لكن ببحث عن كل شيء والله لا أطلع كل سر ولو أنه أحترق من بتال ورمّد أن أعيد تشكيله وأحرق روحه فيه مابيبقى أحد منهم كل شخص رضى اللي صار فيني بنتقم منه وبحرق روحه وبكسر ضلوعه الكل محد بيسلم مني !
ابتسم مطلق يلعب بالقير بيده ويلحقها ، سيارتها أسرع منه لكنها ماتقدر على السرعة ، ضحك من صار بجانبها ونزل شباكه يطرق لها ، لفّت عليه وقال : تقاومين ؟
اسرار ابتسمت بحزنها وقالت : مطلق !
ضحك بصوت عالي وقال : أمانة مطلق لبيه ؟
اسرار هزت راسها بنعم وقالت : بس ماتزعل إذا خسرت
مطلق ابتسم وقال : ماظنتي بيجي الزعل اصلاً ولا الفوز
ضحكت ترفع شباكها وتنطلق بالطريق الطويل ، صار يحترف بالقير ويدعس وفعلاً طافها وعداها وصارت وراه ، لكنها كانت خطة منها ولفّت تحول سيارتها سبورت مود وتنطلق بكامل سرعتها وتعدت مطلق والشاص بمسافة كبيرة ، ضحك يضرب فلشر لها لأجل تهدي من سرعتها ، ابتسمت بهدوء تهدي ونزل عينه لجواله واتصل بسطّام ..
~ فالجبيّل ، شرفة نهيّان ~
دخل ومشى يجلس ، هو مايطالع بوجه أبوه ومايقوى يناديه بـ أبوي ، ابتسم نهيّان وقال : وين بنتي ؟
سطّام : تخلت عني
نهيّان : بس ماملكت عليها بالعجلة ذي لأجل تتركها بأول محطات الحياة ومواقفها ولا أنا غلطان ؟
سطّام : عجزت أفهمها
نهيّان : يمكن هي ماتبيك تفهمها
سطّام ضرب الطاولة وقال بحدة : تعبت ! عطيتها ماوراي ودوني وملكت عليها وجبت لها دبلة ووضحت لها بكلامي وبأبتساماتي رغم عُمق جروحي وانكساري أني أبيها بس هي تخلت عني علطول ولا رفّ لها جفن
نهيّان : وش أسمها ؟
سطّام عضّ شفايفه ولفظ أسمها بكل لهفة وشعور : اسرار
نهيّان ابتسم وقال : لها من أسمها نصيب مليانة بالقصص والحكايا والأسرار ليه ماتحاولها ؟ نبي نسمع قصتها
سطّام غمض عيونه وهز راسه بالنفي مرارًا وتكرارًا وهو ينطق : والله واللي حطني بِكرك ما أتخلى عنها والله لا احاولها ليّن آخر نفس فيني بس وينها يبو سلطان وأنا وين ؟
نهيّان : هذا المطلوب ي سطّام أرجع لبيتك ولحَرمك وصدقني مالها الا وبتزين ولو طالت بكم دروبٍ عجاف بيتبعها غيث ومطر
قام ينفض يدينه ونطق : برجع ولو اني رايح على حساب كرامتي بس لأجل عيونها تكرم مدينة
ضحك نهيّان ونطق : أي كرامة ؟ هي كرامتك وشرفك ورجولتك هي كل شيء ! أنتبه
سطّام مسح وجهه وشنبه وقال : ماقصرت يبو سلطان وأعذرنا على الإطالة
قام نهيّان يشّد على كتف بِكره ونطق : تحت أمرك لآخر نفس ي بِكر نهيّان
سطّام مسك ذراع أبوه ينزعها عنه وينطق : ودعتك الله
مشى يطلع وزفر نهيّان بضيق ، لو كانت وفاء حية ماكان وضعهم كذا كان قدر يضمّه ويحسّ بولده مره ثانية ، اخذ نفس ورجع يجلس ، مشى سطّام يطلع من مكتب أبوه وشاف مضاوي جالسة وآشرت له يجي مشى وتقدم لها وقال : شبغيتي ؟
ابتسمت تطالع فيه وقالت : أبيك
انحنى سطّام لها وقالت : أبيك تقولي وش مضايقك تبي أضمك ؟
سطّام ابتسم وقال : مضاوي أهجدي
مضاوي ضحكت وقالت : ماقلت شيء بسم الله
سطّام : لا أنا أعرفك مايحتاج تقولين
مضاوي : لا جد أجلس شوي وقولي وشفيك
سطّام : مقدر أعطيك اللي تبينه أنا من محارمك
مضاوي لعبت بشعرها وقالت : عادي اذا خلعت أبوك أخذك
سطّام ضحك وقال : بالله مين درسك دين ؟
مضاوي عضّت شفايفها وقالت : حرام ؟
ضحك بصوت عالي وقال : ايه حرام حتى لو مادخل عليك أبو سلطان تحرمين على ذريته وعلى أحفاده بعد
مضاوي ضحكت وقالت : كنت امازحك اصلاً ومحظوظه حَرمك فيك
سطّام : بتجي قريب أبيك تشوفينها وترحبين فيها
مضاوي : أبشر ولايهمك
سطّام : بعدي مضاوي بعدي والله ي أم ورد
مضاوي ابتسمت وقالت : صاير خفيف روح عساه دوم شكله تأثير الحلوة
سطّام ابتسم وقال : جعلني قبل اسرار تكفين ي مضاوي
مضاوي : يعمري والله !!
مشت انفال تدخل وقالت : واو ! سطّام ومضاوي تاكين سوا ؟؟
سطّام ابتسم وقال : ارحبي ي أم رواف ارحبي ي ست البنات
ضحكت مضاوي وقالت : الا اسرار
ضحكت انفال وقالت : البقى سطّام وصراحة عرفت تختار شفتها بالعزيمة بالأبيض وانهبلت عليها
جلس سطّام وضمّته كتوفه مضاوي ، ابتسم لها وقال : بالأبيض ؟ متى ذا
مضاوي اخذت نفس طويل وقالت : يالتيس بعزيمتك لمطلق
سطّام ابتسم وقال : ايه ايه تذكرت
انفال غطت منطوقها ونطقت : تكفون شكلكم سوا تحفة !
سطّام : اص بترجع مضاوي تفكر فيني
انفجرت تضحك ودفعته عنها وقالت : أنا شيخة وماخذه شيخكم وش أبي منك ؟
سطّام : الله العالم
انفال ضحكت وقالت : جد مضاوي كنتي تبين سطّام
مضاوي شربت قهوتها ونطقت : لا كنت أستفزه وأستفزكم
سطّام قام وقال : نكبر وننسى عمومًا أنا ماشي للرياض توصون تأمرون ؟
مضاوي : سلامتك لا تبطي
انفال : بدري سطّام حتى ماتقهويت
سطّام : الجايات أكثر
نطقوا بصوت واحد : الله يحفظك
مشى سطّام يطلع ، وفتح الباب يشوف هذام واقف عند سيارته ونطق : سطّام ؟؟ ارحب !
مشى له وابتسم سطّام يضمّ هذام ويسلم عليه ، ابتسم هذام وقال : عساك مبطي ؟
سطّام : ساعات لأن مافيه رحلات حالية
هذام : تجي بادل ؟
سطّام ابتسم وقال : ببدل وأجيك
هذام هز راسه بنفي وقال : مايحتاج ألعب بالثوب الحين جاك التغيير ولا وقت البحر كنت بتروح بالثوب
ضحك سطّام وقال : تم أجل بس خوفي أعرق
هذام : ماعليك يصير شكلك هوت زيادة وتجيب لك معجبين واجد
سحب الكاب من راس هذام وقال : عيب تقول كذا لأخوك المتزوج ؟؟
ضحك هذام بفشلة وقال : وقسم بالله رحت من بالي !
ضحك سطّام يركب وركب هذام معه وقال : يع سطّام بتصير نفس سلمان ماتطلع الا اذا بتجيب بامبرز وحليب لعيالك ؟
توسعت عيونه بصدمة وقال : وشفيك مستعجل على عيالي بسم الله حتى الزواج باقي ماصار ؟؟
هذام ابتسم وقال : ايه ايه قالها سلمان قبلك وجابوا رواف بعد زواجهم بتسع أشهر
لفّ لسطّام وابتسم بسمة قامط وضحك سطّام بصوت عالي وقال : الله يقطعك ياشيخ !
هذام : بقولك سالفة صارت لي والله وكيلك لي كم يوم عجزان عن التخطي
سطّام : اسلم
هذام ابتسم وقال : جاتني زبونة قبل كم يوم والظاهر إنها مغنية المهم أسلوبها يفشل وتفكيرها محدود والبنت معقدة بالصريح
سطّام أشمئز بوجهه ونطق : وجع ! وش تبي فيها طيب ؟
هذام عضّ شفايفه ونطق : مدري جازت لي ي سطّام
سطّام توسعت عيونه وقال : هذا اللي أزعج أم أمي مايبغى الزواج ورافض فكرته والحين وحدة أسلوبها زفت تجيب راسك
هذام ابتسم وقال : مابنتزوج طيب
سطّام : أجل تتواعدون ترا مو أمريكا صحصح
هذام : الصراحة كنت أبيها كذا
سطّام : وش أسمها طيب ؟
هذام ابتسم ع جنب وقال : وش أسم حَرمك ؟
سطّام ضرب كتفه وقال : وش مسوي تحشر وأنت حاضر كتب كتابي يالغبي ؟
هذام : قهر كنت أبيك تغار وأمسكها عليك
سطّام : حلالي أن غرت وش تبي ؟ وبعدين أخلص وش أسمها
هذام : مدري
لفّ بصدمة وقال : تستهبل ؟
هذام ابتسم وقال : والله مدري إنزل
نزل سطّام يضبط الكاب على راسه ، توسعت عيونه من أشكال البنات والألباس القصيرة والوضع فري وأسوء من أمريكا ، طارت عيونه وقال : هذام ؟؟
هذام ابتسم وقال : أدخل لا تفشلني ترا يعرفوني
سطّام : الله ينكبك يشيخ
مشى يدخل وصرخ صارم ينطق : شيفنا !
ابتسم هذام وقال : هلا صارم هلا أبوي
تقدم يسلم عليه ولفّ صارم ونطق : لا الباترون الكبير جاي !
سطّام ابتسم وقال : هلا بولد العم !
صارم تقدم يسلم عليه ولفّ سطّام يشوف عيال أعمامه ونطق : يقدمي يعيال
ضحكوا كلهم يتقدمون له وسلموا ، نطق هاني : واحشنا يعريس !
ضحك وقال : خلاص وش بجلس أماشي عزابية ؟
عقيل توسعت عيونه ونطق : حيوان !
حسن ضحك وقال : والله من حقه عريسنا
سطّام : إنزل للميدان بس
سحب عقيل اللي يعتبر سنيّن سطّام ، ابتسم عقيل وقال : دور لي عروس ي سطيّم
سطّام : ابد عندي
عقيل : كفو والله
سطّام ضرب أول ضربة وبدأ اللعب ، صرخوا من فاز سطّام وله فترة مانزل بادل ، ضحك يضمّ عقيل وقال : هاردلك يحُب
عقيل حاوطه وقال : عشانك عريس كنت أبيك تنبسط
ضحكوا العيال ولفّ سطّام يشوف أحد البنات تطالع فيه ، صدّ ومشى حتى وضح كامل جسده لها ، ضّبط دبلته وصدّت علطول وضحك يرجع يجلس ، فتح جواله يشوف حجز سلطان له ورسالة يقول فيها : بتتحاسب على زحمة الصحافة عند البيت وبتتحاسب على المية ألف وبتتحاسب على الروحة والرجعة للجبيّل عن غير سنع
ابتسم يكتب له : جعلني ما اخلا ولا اعدم ي سليّط
رفع جواله يصور هذام وهو يلعب وقال : الضبع بيأكلهم أكل
شافها علطول وكتب : خيانة ! معروف هذام محد يفوز عليه
ضحك من كتب سلطان : الا أنا
وحاط ايموجي معها ابتسم يكتب : جايك بعد شوي ي أبو الخيانات
سلطان ارسل ضحكته وكتب : منور منور
قفل جواله وقام ، قاموا العيال ونطق هاني : لا تقول ماشي ؟
سطّام : والله وراي شغل قد شعر راسي استأذنكم
عقيل : بنشوفك بالزواج ولا قبله ؟
حسن رفع صوته وهو يلعب مع هذام وقال : يويلك تقطع للزواج نبي نسوي حفل فاليخت
هذام مشى لهم وقال : منجد سطّام
سطّام : خلاص اعتبروه تم
عقيل : تعجبني ودربك خضر يبو نهيّان
مشى سطّام يطلع بمفتاح سيارة هذام ، ورجع للبيت وركب السيارة مع عبدالصبور وانطلق للمطار راجع للرياض ..
~ فالرياض ~
واقفين عن الإشارة ، فتحت شباكها ونطقت : مطلق مو قادرة والله مابتحمل أشوفه بروح لعِقد
مطلق زفر بضيق ماوده تكبر المشكلة بينهم ولا وده يضغط عليها ، اخذ نفس وقال : على هواك يبنت محمد
ابتسمت له بحنّية ومشت تتجه لبيت عِقد ، هي منزمان ماجلست معها وشكت لها وسولفت لها ، لها وقت طويل عنها من آخر سفرة لهم ، تحتاجها وبقوة هالمرة ، وصلها وتأكد انها دخلت ومشى بدون تحسّ فيه عِقد يرجع للديرة ، دخلت تركض وفتحت الباب بالسبير اللي معها ، قفلت الباب وهي ترجف بيدينها المتجرحه ونطقت : عِقد ؟
طلعت من المطبخ وقالت : أمي أنا !
مشت تركض وهي تبكي بحرقة وضمّتها ، شهقت تبكي بأعلى صوتها تأخذ راحتها بحضّن تدري إنه مستحيل يخذلها ، ثقلت بيدين عِقد وطاحوا جالسين وهي مازالت تبكي ، مسحت على ظهرها وقالت : بسم الله عليكي اش صار ي زيتونه أمانه ماتخوفيني
صرخت تضرب صدرها ونطقت : لعب بمشاعري واستعطفني وكسرني وخذلني وأوجعني رُغم ثقتي فيه ! ولأول مره والله أول مره مشاعري اللي تتكلم بالمحكمة ماقدرت أسيطر على غضبي وقلبت الدنيا فوق راسه وشفته يركض يبيني ! عِقد هو مازعل رُغم خسارته الثانية قدامي هو رجع يبيني يبي يكلمني وماوقفت له مادري وش صار ووش مصادقيه فكري عن اللي حصل يمكن تسرعت ويمكن فهمته غلط ويمكن فكري صدق بس هو لحقني والله وكان ناوي يكلمني ! مستحيل يرجع يطالع فيني ومستحيل نرجع لبعض مستحيل مستحيل م يستحقني ولا أنا أستحقه !
عِقد توسعت عيونها وقالت : بسم الله بسم الله خدي نفس ي بنت حتموتي !!
اخذت نفس طويل وبكت تنطق : ندمت ندمت
عِقد : ماتدري فين الخيرة بدا كلو وأرجعي له أحسن ماتطول بينكم
اسرار هزت راسها بنفي ونطقت : قلت لك مستحيل أرجع مستحيل ما أبيه ولا أبي يتأذى بسببي خلاص رميت الدبلة وأنتهى كل شيء
عِقد : اخ ي زيتونه اش الهاوية اللي وقعتي فيها خلاص اهدي ومحلولة أكيد ازا يبغاكي زي ماتقولي حيجي لا تروحي اذا بتتعبي خليه هوا يجي
اسرار : يمكن مايجي
عِقد ضحكت تبوس راسها وتنطق : غيرو مليار يبغوكي !
ضحكت تمسح دموعها وقالت : ما أبي أحد حاليًا
عِقد : بس أنا صح ؟
ضحكت تضّمها وتنطق : أنتي مابقى لي من هالدنيا أنتي عائلتي بالسنين الجاية
حاوطتها عِقد ونطقت : ورب الإيمان حصل حاجه فالبيت صح ؟
اسرار زمت شفايفها وبكت علطول وقالت عِقد : اوميقاد طردوكي الكلاب بعد مادافعتي عن ولدهم ؟؟؟
اسرار هزت راسها بنعم وقالت عِقد : قومي قومي غسلي وجهك وروقي وقسم بالله أحرقهم واحد ورا التاني !!
نزلت عيونها تبي تمسك يدين اسرار لكنها شهقت وقالت : اسرار !!! هدا ايش ؟؟
اسرار : من الأرض عشاني طحت
عِقد : الله لا يوفقهم الله لا يوفقهم ! حسبنا ربنا عليهم !
اسرار قامت بصعوبة مع عِقد ومشوا يطلعون للغرفة ، دخلت تاخذ دش ومشت عِقد تتصل بمطلق ، لفّ وانتفض قلبه من شاف رقمها ورد علطول : مرحبا ؟
عِقد : اش صار عندكم ؟؟ ليش البنت مليانه دم وجروح
مطلق : اسرار عندك ورا ما سألتيها ؟ ولا ظبيه مفروض دقيتي عليها
عِقد نطقت بغضّب : اصلاً أنا الحُماره لأني اتصلت فيك
مطلق : محشومة يبنت الحجاز
عِقد اخذت نفس وقالت : حتقولي اش صار صح ؟
مطلق : مالك لوا
عِقد نطقت بحدة : مطلق !!
مطلق ابتسم وقال : عيون مطلق لبيه ؟
توسعت عيونها تشوف اسرار طالعة وتناظرها ، تنحنحت وحمّر وجهها ، ضحكت اسرار وقالت : يساتر وش قال ولدنا ؟
كحت بصدمة تسمعه يقول : صحة صحة يبو مطحس
لفّت تطلع وتنطق : مطلق وربي مالك داعي حقفل باي !
ابتسم وقال : معسلامة
قفلت الإتصال وقلبت بجوالها تدور رقم سطّام ، زفرت بملل تنتظر رده لكن ماوصلها رد بحكم أنه مقفل جواله وفالطيارة ، زفرت بغضّب وقالت : هيا مابكت الا لأنها حسّت بمشاعر اتجاهك وان شاءالله ماتخذلها مالها الا الله ثم أنت
مشت ترجع لأسرار فالغرفة وراهم سهرة وكل وحدة فيهم بتشكي همومها للثانية ..
~ فالجبيّل ، النادي ~
هذام صرخ من ضيع نقطة ورمى الكرة ، صرخوا بنات فالجهة الثانية المغلقة ، تصرعوا العيال يضحكون عليه ، زفر بغضّب وقال : يقلع !
مشى يطلع ووصل لجهتهم ونطق : معليش بالغلط جات عندكم
مدتها له وقالت : ماحصل شيء
نطقت شهد بغضّب : تستهبلين لولو ؟؟ طاحت على راسي وجاني صداع وتقولين ماحصل شيء
وله رجعت ورا والكرة لسى معها ونطقت : خلاص بتهاوشين الرجال ؟ يقولك بالغلط
شهد شمرت أكمامها ونطقت : هاتي بس
سحبت الكرة وتركت وله الباب وانفتح بنفسه ، وقفت بصدمة تشوف هذام واقف وشهقت تصرخ ورمتها بكل قوتها وضربت بخشم هذام ، وشهق يطيح على الأرض ، كانت واقفة بصدمة وشهقوا البنات يركضون له وهي واقفة وماقدرت تتحرك ، هي خافت لأنه شافها بدون عبايتها وفكرت ترميها عليه ، مشت تنط وتنطق : يويلي يويلي كسرت خشمه
وله نطقت برعب : أنت بخير ؟؟ الله ينكب شهد
هذام كان يحسّ بالدوخة ويحسّ بثقل في راسه ، مشت شهد بعد ماحطت طرحتها على راسها وتلثمت فيها تمشي له وتنطق : أرفع نفسك أستقيم !
استقام بهدوء ونزلت راسه بهدوء وهي ماسكة المناديل ، رفع عيونه لها وتوسعت عيونها بصدمة وقالت : مدير المطعم ؟
هذام ابتسم وقال : شهد ؟
شهد نطقت بحدة : غضّ البصر لا أعمي بصيرتك
نزل عيونه وهو يضحك بهدوء ، وقف النزيف بعد مدة ورفع وجهه تشوف خشمه وزفرت براحة : ياربي حمدلله م أنكسر
هذام قام وقال : بغيت أروح فيها
شهد نطقت بغضّب : بالغلط نفس ماكسرت راسي كسرت خشمك وحدة بوحدة والبادي أظلم
هذام نطق بصدمة : تقول بعير ماتنسين أنتي ؟؟
شهد نطقت بسخرية : حتى الأمثال ماتعرفها توو الموقف صار ولو أن ذاكرتي سمكة بتذكره جد غبي !
ضحك وقال : شهد ليه رحتي بهذاك اليوم ؟
شهد : لا تناديني بأسمي رجاءًا ! وبعدين قلت لك مامعي وقت عرفنا مين البعير صدق
مشت ودخلت داخل وقفلت الباب ، ابتسم وقال : يساتر وش بسوي فيها ذي !
مشى يرجع وهو يردد أسمها وينطق : والله أنها عسل صدق
ضحك ووقف بصدمة من حسّ بنزيف بخشمه ، ومشى يركض لسيارته بعد م وصلها عبدالصبور وكان الدم ينزل بغزارة ، توسعت عيونه بألم من حسّ ببرودة جسر خشمه وبدأ يلاحظ تورم بالمنطقة اللي تحيط بخشمه شهق يركب وينطلق لأقرب مستشفى ..
~ مطار الملك خالد الدولي ، الرياض ~
وقفت الطيارة وفتح جواله يشوف اتصالين من مطلق واتصال من عِقد ، نزل بشنطته الصغيرة وقال : استر يالله
دق على مطلق ووصله صوته وهو يقول : مرحبا مابغيت !
سطّام : لبيه كنت فالطيارة
مطلق : وش صار بينك وبين بنت محمد ؟
سطّام : تعال بيتي
مطلق ابتسم وقال : أنا عند الباب
سطّام نطق بصدمة : أحلف ؟ ورا مادقيت على سليّط يفتح لك
مطلق : بدخل معك وتوو جيت اصلاً
سطّام : أجل تعال أستقبلني
ابتسم مطلق وقال : على خشمي
سطّام : عليه الشحم
مشى يطلع من حيّ الصحافه ويتجه لمطار الرياض ، وصل بعد مايقارب العشرين دقيقة وشاف سطّام يتجه له ، ابتسم ينزل ويشيل شنطته ويسلم عليه ، ابتسم سطّام ونطق : والله أنه من أعز البشر علي
مطلق ابتسم وقال : أبشر بي يالهَاجس وأنا أخوك
سطّام ابتسم يبوس خشم مطلق وينطق : أطلق أخو كبير يمطلق والله أطلق من يتسمى أخوي الكبير
مطلق : زين أني أكبر منك
ضحك وقال : بأشهر لحّد يذلني
مطلق ابتسم وقال : اركب يبو وفاء
طالع سطّام فالشاص ونطق : أنا سطّام بن نهيّان أركب شاص بعد الهاي كلاس والسبورت ؟
مطلق نزل نظارته لأسفل جسر خشمه وقال : ونعم بتركب ولا أحرك ؟
ضحك بصوت عالي وقال : الله يعين
ركب الشاص وأنطلق مطلق للبيت ، دخلوا ونزل مطلق ونزل سطّام ينطق : صادق تعال
مشى صادق ونطق : ايوا بابا ؟
سطّام ضرب كتفه ونطق : شيل شنطة حق أنا يابابا
مشى صادق يشيل الشنطة ، لفّ لمطلق وقال : أقلط داخل
مطلق : لو ماكان الجو حار كان سمرنا فالحوش
سطّام : تعال بس
مشى مطلق ينزل زبيريته عند المدخل ، مشى يدخل مع سطّام للداخل للصالة وشاف حليمة جهزت كل شيء من قهوة وشاهي وقدوع مثل ما أرسل لها ، ابتسم يجلس وجلس مطلق ونطق : ايه اسلم وش صاير عندكم يالعرسان ؟
سطّام : أبيك تقولي قصة اسرار لأنه واضح مابشوفها لفترة وأبي أعرف عنها كل شيء
مطلق صبّ لنفسه شاهي ولسطّام ونطق : والله يطويل العمر بدأت السالفة قبل تسعطعش عام
عدل سطّام بجلسته وقال : وهي كم كان عمرها ؟
مطلق : سنتين حتى باقي مافطموها من الرضاعة والله أني أذكرها مثل ذاكرتي لظبيه
سطّام ترشف من الشاهي ونطق : ايوه ؟
مطلق : بهذيك الفترة كنت ألاحظ بتال ومنّير ونايف فالبرزة ويسولفون عن أبوي وعمي محمد اللي هو أبو اسرار وبعدها بأيام صارت مشكلة بين محمد وبتال ، كان بتال محرض الكل على محمد ومجهز وضعه قبل تبدأ المشكلة وأول مابدأت ضرب عمي محمد على رقبته بالمسدس وطاح وربط راسه بكيس وصار ذا كله وأبوي وجدي ماعندهم علم وأنطلقت أعلمهم وركبنا الموتر نلحق بتال وأول ماوصلنا شفت اللحظة اللي أطلق فيها النجس بتال برأس أخوه الكبير
زفر بضيق وقال : اخ ي مطلق وشذا تكفى
مطلق : حرام بالله أني ادري أنه يوجع بس هذا اللي حصل
سطّام : الله لا يوفقه يشيخ
مطلق اخذ نفس ونطق : امين ، وبعد ماسوا فعلته الشنيعة هرب وتركناه وانطلقنا نسعف عمي لكن كلنا كان عندنا علم إنه ميت بس مانبي نصدق ذا الشيء ورحنا مع أمي وأبوي وجدي للمستشفى وصار الحادث وفقدت أمي وأبوي وعمي محمد والحمدلله الشايب نجى بأعجوبة وطلع بخير زي ماشفته قبل كم يوم
سطّام مسح وجهه وشنبه وقال : بعده ؟
مطلق شرب من الشاهي ونطق بحرقة صدر : طحت في غيبوبة أنا والشيبه وماحضرت عزاء أبوي ولا أمي ولا حتى عمي ويوم صحيت بعد أشهر لقيت الدنيا متغيرة والكل يمشي لكلمة بتال والشيبه طايح ولا يتكلم ويوم سألت ضاحي عن اللي صاير طلع بتال ومنّير داخلين على حَرم أخوهم محمد ومهددينها وطلعت من الديار وهي بثاني يوم حداد ومن ذاك الوقت محد يدري هي حية ولا ميتة وبنتهم كبرت على يدين عفيفة اللي كانت تكذب على اسرار وتقولها أن منّير يحبها ويعزها وصار منّير يجبر نفسه عليها وفالفترة الأخيرة البنية كبرت وبدأت تستوعب ورموا كل قرفهم وبشاعة أفعالهم عليها وبوقت واحد دافعت عن ولدهم وطلعته على حسابك وطردوها من الديرة وحلف بتال معاد تدخلها والبنت اصلاً ناوية تهج منهم وبس ذي السالفة ومافيها دورك
سطّام فتح ازرار ثوبه ونطق : وينها هي ؟
مطلق : في بيت بنت الحجاز
سطّام : عشان كذا إتصلت فيني
مطلق رفع حاجبة وقال : وش بغت منك ؟
سطّام : مدري مارديت
مطلق : انتوا عشان موضوع القضية ؟
سطّام هز راسه بنعم وقال : ماكان بيصير شيء بس قلت لها عن وفاء روحي الله يرحمها ويغمد روحها الجنة وأنها ميته وتكلمت وهي حابسة دموعها عن أمها وأنها ماتعرف عنها شيء ومن ذا الكلام
مطلق : طيب وش فيها ؟
سطّام : دخلت حليمة وسمعتني أقولها ي أمي وطاحت البنت في حفرة كلها أوهام وتحسبني خدعتها لأجل أكسبها بصفي فالقضية
مطلق ابتسم وقال : م ألومها انجلطت
سطّام : ليتها سمعت لي
مطلق ابتسم وقال : محلولة يرجل
سطّام : ومابستسلم الا اذا انحلت
نزل سلطان ينشف شعره ونطق : يالبى مطلق وأهل مطلق ارحب
ابتسم مطلق يقوم ويسلم عليه ، جلس معهم وقال : مطلق بقولك سالفة
سطّام كان جالس وذراعه ممدودة على طول الكنب ، لفّ على أخوه وقال مطلق : اسلم لبيه ؟
سلطان : تعرف وين تشتغل ظبيه ؟
سطّام ناظر في مطلق يشوفه يهز راسه بالنفي ، توسعت عيونه وقال : اسألك بالله ماتدري ؟
مطلق : شركة فنون ومدري وش بس
سطّام ابتسم وقال : شركتي
مطلق ميّل راسه بأستغراب لثواني معدودة ونطق بأبتسامة : الله يبارك لكم والظبي أمانة بأرقابكم
سلطان اخذ نفس ونطق : بتقدم لظبيه
كح سطّام وطاحت بيالة مطلق على الأرض ، ابتسم سلطان بتوتر وقال : وقتي غلط ؟
سطّام لفّ له بصدمة وقال : تستهبل !!
سلطان : وش والله صادق وأخوها قدامي وأنا جاهز
مطلق هز راسه يستوعب ونطق : والله ونعم الرجال ي سلطان وأبد بس تعال فالبيت ويصير خير
سلطان ابتسم وقال : والله ماصار شيء بيننا
سطّام تذكر وقت جات لبيته وقال : صحيح واثقين فيك
مطلق : طبعًا !
ضحك بخفه ولوهلة تذكر وقت هددته اسرار لأجل تعرف بسالفة ظبيه ، زفر بضيق كان يتمنى يزيد غيضّها هو ماشبع من غيرتها وعشقها ويتمنى لو تغار عليه من نسيم الهواء لأنه والمعروف عند كل شخص الغيرة ماتجي الا من محبة ، هو دخل بهواجيسه فعليًا وصحى من صوت مطلق : يالهَاجس !
لفّ على مطلق وقال بصدمة : لبيه ؟
مطلق : أنا ماشي تعالوا مع نهيّان اذا تبون ظبيه
ضحك سلطان وقال : بيموتني نهيّان لو أجيك بدونه اساسًا
مطلق ابتسم وقال : زين زين
طلع مطلق ومشوا معه حتى ركب سيارته وطلع من البيت وهو مصدوم كليًا ، بس الخيرة فيما أختاره الله كان يبي سطّام وجاه أخوه واللي يعزه مطلق بالحيل ، كل الأمور خيرة ومطلق بيوافق على سلطان من حُب ومعزة ويدري أنه بيصون ظبيه وبتعيش حياة كانت وما زالت تتمناها ..
~ غرفة اسرار ، بيت عِقد ~
منسدحين ويطالعون السقف ، ابتسمت وقالت : حتسوين زواج ؟
اسرار : مدري شلون تفهمون ؟
عِقد جلست وقالت : أعترفي ترا مره واضح
اسرار لفّت لها وقالت : ايوه ايوه ؟
عِقد ضحكت بسخرية وقالت : ماجمعك ربي فيه الا عشانو خيرة بحياتك ليش تحاولي تبعديه عنك ؟
اسرار عضّت شفايفها لثواني ونطقت : ويمكن تكون خيرة له أني أبعد منه ؟
عِقد : أنتي كنتي تبكي قبل لحظة ومنهارة إنك ماتركتيه يكلمك أقنعيني انك ماتبغيه !
اسرار صدّت تعطي عِقد ظهرها ونطقت : ماتبغي تتكلمي معايا ؟
ماردت اسرار ومشت عِقد تطلع من عندها ، غمضت عيونها وقالت : يارب م ألمحه قريب يارب
استسلمت للنوم من فرط تعبها والأحداث اللي حصلت لها ..

~ غرفة اسرار ، بيت عِقد ~
منسدحين ويطالعون السقف ، ابتسمت وقالت : حتسوين زواج ؟
اسرار : مدري شلون تفهمون ؟
عِقد جلست وقالت : أعترفي ترا مره واضح
اسرار لفّت لها وقالت : ايوه ايوه ؟
عِقد ضحكت بسخرية وقالت : ماجمعك ربي فيه الا عشانو خيرة بحياتك ليش تحاولي تبعديه عنك ؟
اسرار عضّت شفايفها لثواني ونطقت : ويمكن تكون خيرة له أني أبعد منه ؟
عِقد : أنتي كنتي تبكي قبل لحظة ومنهارة إنك ماتركتيه يكلمك أقنعيني انك ماتبغيه !
اسرار صدّت تعطي عِقد ظهرها ونطقت : ماتبغي تتكلمي معايا ؟
ماردت اسرار ومشت عِقد تطلع من عندها ، غمضت عيونها وقالت : يارب م ألمحه قريب يارب
استسلمت للنوم من فرط تعبها والأحداث اللي حصلت لها ..
~ فالديرة ، بيت مطلق ~
دخل يقفل باب بيته ويمشي للمقلط ، شاف ضاحي منبطح على بطنه وجواله يشتغل ، قرب منه يشوفه يتابع مسلسل مترجم ونطق : أخو الهَاجس تتابع نساوين ؟؟
فزّ ضاحي برعب وقال : هاه ؟ لا لا أبي أتعلم انقليزي عشاني بتوظف بشركة نسيبي
مطلق : ماشاءالله وصلك العلم ؟
ضاحي ابتسم وقال : ايه هو أرسل لي يستشيرني اذا يكلمك ولا لا وقلت له يطلق حجاجه
جلس مطلق وقال : نكبته ونكبتني ! وطف البلاء طفه لا تخسفنا ذلحين
لفّ لضاحي اللي يضحك بدون صوت وقال : علامك ؟
ضاحي انصرع يضحك وقال : مطلق لاتستشرف فوق راسي
مطلق رفع حاجبة وقال : أعقب !
ضاحي نطق بسخرية : عرفت من هو بو مطحس
توسعت عيونه وكمل ضاحي يقول : وتقول نسيتها أثرك بالبلاء وطحت لها زود ؟
مطلق تنحنح وقال : كيف عرفت ؟
ضاحي : بحثت عن رقمها
فزّ مطلق عليه وصرخ ضاحي يضحك وقال : تغااار يكلب !!!
أستوعب مطلق على نفسه وقام ، رفس ضاحي وقال : أعقل
ضاحي : حسايف يبو مشبب مسرعك طحت ؟
مطلق طلع سبحته يلعب بها ونطق : من بلاه الهوى ربي يعييّنه
ضاحي ابتسم وقال : صابه الهم ولا مات مغبوون
ابتسم مطلق وقال : انخمد ورانا شّده الصباح
ضاحي : لا تقول بنشّد بالحلال !
مطلق : إيه وأنا جايكم من الرياض عينت لي محلٍ يهول وبيناسب مكحولة وأهلها
ضحك ضاحي وقال : يالله يالله بتكلم ظبيه ؟
مطلق : بروح لها ذلحين
طلع مطلق وقفل باب المقلط على ضاحي ، ابتسم ضاحي يرجع ينبطح على بطنه وشغل المسلسل ونطق : يالبيه شقراء وبيضاء وشعرها حدر ذنبها
ابتسم وقال : مدري وش تقولين بس ايلافيو
عضّ شفايفه يتأمل وهو لا صوب التعلم ولا صوب الانقليزية ..
~ غرفة ظبيه ~
جالسة تكلم صافية وتجدّل شعرها الكثيف والطويل ، لفّت من دق الباب وقالت : مطلق ؟
فتح الباب وطّل براسه يقول : أجيك ؟
ظبيه : تعال تعال
دخل مطلق يشوفها قدام المراية تجدّل شعرها ، ابتسم من سمع صوت صافيه ونطق : العوده مرحبا !
ابتسمت صافيه وقالت : ارحب يحبيب أختك
جلس القرفصاء على الأرض وقال : البقى ي مرحب
ظبيه همست له : تعال أجلس على سريري
مطلق : محلي زين
ظبيه تثاوبت ونطقت : صافيه بنخمد اذلفي لورعانك
ضحكت صافيه وقالت : يالله صدق بروح اسوي رضاعة لحمودي
مطلق ابتسم وقال : لبى عمره واحشني الصغير
صافيه : بنجيكم بكره عشان اللي خبري خبرك
مطلق توسعت عيونه وقال : يلعني في ضاحي نعم !
ظبيه : بقفل
قفلت الجوال ولفّت لمطلق وقالت : هو صدق ؟
ابتسمت بتوتر وكملت : أكيد صدق دامك جيتني بذا الوقت
مطلق قام يوقف وبيده سبحته وقال : ايه صدق ودك ولا ماعندي مشكلة بـ ردّ الرجال ؟
ظبيه ابتسمت وقالت : شورك وهداية الله
مطلق : شوري الرجال طيب أصل وساس وراس ومعرب الجد والخال وقريب لي وأعرفه من عاده ورع وموافق عليه
ظبيه : وأنا موافقه
مطلق ابتسم بخفه ونزل يبوس جبينها وينطق : تعرفيني لو أدري بشيء يضرك يعقب هو واللي خلفوه يقربون لك
ضحكت وقالت : أدري بك
مطلق : أجل تمسي على خير
مشى يطلع وقفلت الباب وراه ، اخذت نفس طويل وقالت : الصراحة مزيون يعني قام حظي وأخيرًا ! وجات منه بعد
مسكت قرونها وصارت تدور بالغرفة وترقص ، ضحكت وهمست : جبت راسه بدون أي مجهود
صارت تفّر بالغرفة وقرونها تتطاير بالهواء معها ، صفقت وهي عاضّه شفايفها ونطقت : عاشت الظبي عاشت
مسكت نفسها وصرخت بحماس وقالت : وربي لا أغيض بنات عمي بكره أنا أوريهم صرت أنا واسرار كنائن للشيخ والتاجر والمعروف فالجبيّل والشرقية كلها نهيّان !
انسدحت بحماس وقالت : تصبحين على خير آخر ليلة وأنا سنقل
ضحكت تحاول تنام لكنها أخذت فترة طويلة وهي تناظر السقف من الحماس لحّد مانامت ..
~ يوم الجمعة ، بعد الصلاة ~
طلعوا من الجامع ، نهيّان يمشي قدامهم وعياله وراه ، سطّام بثوبه وشماغه مثل بقية أخوانه من غير هذام اللي رابط شعره ولابس كاب ، ضحك سلطان وقال : ايوه وتقول كسرت خشمك ؟
سلمان ضحك يضرب سلطان وينطق : هذي اللي فعليًا كسرت خشم رجال
سطّام ابتسم يشوف أخوانه يذبون على هذام اللي كابت غضبّه وساكت ، نهيّان ابتسم وقال : يستاهل اللي يروح ويشوف حريم الناس كذا يصير له
هذام زمّ شفايفه ونطق : بس ماكنت عندها كنت بالملعب !
سلطان بضحك قال : أنتهى كسرت خشمك وباقي تبرر
هذام نطق بحدة : شعره ! مو كسر وبعدين سليّط والله أقص لسانك وشوف اذا بتقدر تخطب الليلة وتكرر بعد الشيخ ولا لا يوجه القنفذ !
سلمان ضحك بخفه وقال : بس أنت وياه
سطّام نطق بحدة يدقهم بالكلام وقال : كملوا بالعكس مبسوطين عليكم يالعقال ! ماشاءالله تبارك الله !
سكتوا أثنينهم ومشوا يركبون السيارة ، ابتسم نهيّان وقال : مايعرف لكم الا سطّام
سطّام : فشلونا
سلطان لفّ لأبوه وقال : أبوي متى بنروح ؟
نهيّان : بنبدل فالبيت ونمشي نبي نملك قبل غروب الشمس وعسى الله ييسر لك يالعنقود
سلمان : مستعجل سليّط ؟
سلطان ابتسم وقال : لا شدعوة بس اسأل وخلونا نروح بدون هذام عشان ماينفجعون المساكين بوجهه المورم
هذام : ايه ايه خايف أسرق العروس منك ؟
ضحك سلطان وصدّ هذام بغضّب ، استغفر نهيّان بهدوء وسكتوا يرجعون لبيت سطّام ، ومن وصلوا بدأوا بالتجهيزات اللازمة للحفل الليلة ، دخل سلطان يشوف بشته وأغراضه جاهزة اخذ نفس ومشى يتجهز ..
~ حيّ الياسمين ، بيت عِقد ~
قامت بكسل تسحب البطانية معها ، نزلت مع الدرج تشوف عِقد حاطه ماسك وقدامها فساتين مختلفة بجميع الألوان والأشكال المميزة والفريدة ، مشت لها وقالت : صباح الخير
عِقد ابتسمت وقالت : أنتي الخير ي أمي خذي لك دش صح وتعالي نختار لك فستان ونسوي الميكب والأظافر
اسرار فركت عيونها بنعاس ونطقت : وش صاير ؟
عِقد لفّت لها وقالت : بيبو بتتزوج
اسرار توسعت عيونها بصدمة وقالت : من المعرس ؟؟
عِقد ضحكت وقالت : أخو زوجك الصغير
اسرار توهقت ، هي أمس دعت بآخر الليل ومن أعماق قلبها م تتضطر تلمحه واليوم أخوه خاطب ببنت عمها ، زفرت برعب وقالت  : بسم الله وش صاير فالدنيا ؟!
عِقد : بيكون الحفل فالليل بس تبغي نحضر كتب الكتاب بالعصر ؟
اسرار : ايه ضروري نكون معها
عِقد : اممم أنا برضو قلت كدا خلاص تمام نروح العصر ونأخد غيار فساتين معانا
اسرار : مابكشخ بكتب الكتاب الليل بس
عِقد : اللي تبغيه سويه حُبي
مشت تطلع لغرفتها ودخلت داخل الحمام ، نزعت ملابسها ودخلت تحت الدش تأخذ شاور ، طلعت بعد مدة تعتبر طويلة وطلعت قطنه ، مشت للمراية تحط مرطبات وماسكات ، ابتسمت تشوف شعرها المبلول وجففته ، وبدأت تصففه بنفسها وحطت ميكب خفيف وناعم ، مشت تنزل بالروب وقالت : كيف ؟
لفّت عِقد لها ونطقت : زيتونتي !! والله خييييال !
مشت تسحب فستان ناعم جدًا وبدون تفاصيل كثيرة ، يتزين باللون الأورنج وأهم وأبرز تفاصيله فتحته من جهة الظهر ، ابتسمت عِقد وقالت : حلوو اللون تعجبيني ينفع للصيف بس حق العصر ولا الليل ؟
اسرار : العصر مع الشمس
ابتسمت عِقد تصفق وتنطق : برافو !
ابتسمت تجلس وتقول : ايوه وش بيصير وش الجدول ؟
عِقد : بيبو كلمتني الصباح وحكتني عن كل حاجه ، أولاً مطلق رفض يصير كتب الكتاب خارج الديرة ووافقوا على طلبو وقالو تمام كتب الكتاب بالمزرعة
اسرار زفرت بغضّب وقالت : يعني فالديرة
عِقد : اقهريهم كُلهم سامعة ؟
ضحكت وقالت : كملي كملي
عِقد : بعدو جاء العريس وقلو يبغى الحفل ضخم لأنو حيجيب حضور من الشرقية وكدا وحجزوا الريتز كارلتون بالرياض
توسعت عيونها بحُب وقالت : الحب ي جاهلينه اخذ لها الريتز كارلتون كامل !
ضحكت عِقد وقالت : تشوفي ؟ وبيبو الخفيفه تقولي اخيرًا قام حظي
ابتسمت اسرار تضحك بخفه ، مشت تطلع لأجل تلبس ، قفلت الباب وراها وسرعان م أختفت ابتسامتها وتذكرت المكان اللي بترجع له بس هالمره مابتكون تنتمي له ورغم الذكريات الجميلة اللي عاشتها تحت ظل عفيفة ومنّير والأيام اللطيفة اللي كان وصال يناديها ببنته طولة عمرها ، عضّت شفايفها وبكت بدون صوت ، دموعها تحرق وجنتيها وشهقاتها تقبض بقلبها بشكل موجع ، هي لطالما كانت غير مرغوبة بهذاك المكان لكن له وقته وله تأثيره عليها ، بترجع وهي غريبة عليه ولا كأنها وقعت وبكت وضحكت ونامت فيه لمدة عقدين كاملين وسنة زود ، ضحكت وسط ألمها ونطقت تحت شهقاتها : إذا بيتي وأهلي وجماعتي غدروا فيني بأبشع الطرق شلون تبيني أمنك ي بِكر نهيّان ؟ إذا اللي قال فيهم الدين ووصانا على وصلهم وأنهم الأولى بالمعروف علينا ؟ كذا يسوون ببنت أخوهم اليتيمة أنت من ؟ يالله صدق أنت من يالرسام بحياتي ووش مبتغاك منها ؟
قامت تمشي وتمسح دموعها بعنّف ، بدأت تجدد مكياجها وتضيف بعض ألوان الأورنج بمختلف درجاته على جفونها تحليها أكثر وأكثر ، حطت آخر لمساتها روج لحمي يناسب ويتناسق مع كل شيء ، عدلت فستانها وأخذت شنطتها ومشت تلبس عبايتها وتنزل ، ابتسمت تشوف عِقد متزينة باللون الفوشي كعادتها وضحكت تقول : فوشي !
عِقد ابتسمت وقالت : أحلى باربي صح ؟
ابتسمت لها اسرار تمشي لها وتضّمها وتنطق : أحلى أم وأخت وصاحبة وصديقة وروح والله أحبك
ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : يالله صدق تعرفي إني مره أحُبِك !
ابتسمت اسرار تمنع دموعها تنزل ونطقت : أعرف
عِقد باست خدها ونطقت : ولا تشكي أبدًا
مشت تطلع وهي ماسكه يد اسرار ، ركبت اسرار تشوف فستان ظبيه بالخلف ، ابتسمت بدهشة من تفاصيله ولفّت من مشت عِقد وقالت : حصل كل شيء بسرعة
عِقد ابتسمت وقالت : حسيت بس نصيب والله يوفقها يارب ويسعدها حبيبي بيبو تستاهل كل خير والله
اسرار : اي والله قسمة ونصيب وامين
لفّت تشوف الطريق قدامهم للمكان المشؤوم بالنسبة لها ، تتمنى لو ما اضطرت ترجع له بس لعيون الظبي تكرم مداين والكل بيتعنى من الرياض ومن الخرج لأجلها ..
~ حيّ الصحافه ، بيت سطّام ~
نزل سلطان يشوف سلمان يضّبط كبك هذام ، مشى لهم وقال : يعيال تكفون متوتر
هذام ابتسم وقال : تصير تصير يوحش
سلمان ضرب راسه ونطق : أهجد يالوحش كل ماضبط الكبك تحرك وعفسه وجع
ضحك سلطان وتألم هذام يناظر سلمان ، لفّوا من أنفتح المصعد وطلع نهيّان يستند على عصاته ومضاوي ماسكه ذراعه اليمنى ، زغرطت بفرحة وقالت : ماشاءالله على عريسنا
ابتسم سلطان يتقدم لهم وباس راس أبوه ولفّ لها يسلم عليها ، ضحكت تبوس خده وتنطق : بسم الله عليك من الحساد
سلطان لفّ لنهيّان من نطق : جعل عيني ماتبكيك ي سمّي أبوي
ابتسم سلطان وقال : جعلني قبلك ي أبوي
سلمان ابتسم وقال : هلا هلا بالطش والرش والزين كله
ضحكت أنفال تعدل حجابها وتنطق : هلا حبيبي
حاوط خصرها وشّدها عليه وقال : فاتني شكلك
ابتسمت وقالت بهمس : لاحق عليه
باس جبينها وقال : مشينا ؟
سلطان : وين سطيّم ؟
هذام : روح شكله غرق بهواجيسه
ضحك سلطان يناديه من عند الدرج ، ونطق وهو بالأعلى : جاي جاي
ضحك وقال : أعجل ابطينا
نهيّان : قلتي لحليمة تمسك الأطفال ؟
مضاوي شّدت على ذراعه ونطقت : ايه ولا يهم..
قاطعها سطّام من نزل ، يلفّ بشته بطريقة مختلفة وتلفت الأنظار ، لبس بشت بني فاتح يختلف عن بقية أخوانه اللي اختاروا الأبيض والمعرس أسود ، ابتسم وقال : مشينا ؟
ابتسمت انفال وقالت : أنت بعد عريس ماشاءالله
ابتسم وقال : لا يعقب سليّط يشبهني بعرسي
ضحكوا كلهم وعبّس سلطان ، ابتسم يضمّه ويمشي معه ، طلعوا كلهم وركبوا الجموس يتجهون لديرة آل يزيد ..
~ فالديرة ، المزرعة ~
العقود متمسكة بأعالي النخل مزينة المنظر ، والوقت على عصيّر والشمس دافئة ، البركة تحفّها الطاولات والكراسي وبمنتصف البركة بلونات تتزين وبوسطها مراية تحمل أسم ظبيه وسلطان تحت لفظ ' عقد قرآن ' مشت تدخل وهي تركض وقالت : مدري ليه كل التجهيزات ذي ؟؟
هديل زفرت بغضّب وقالت : منيرة ! سلوى تحب ظبيه وش تبيني أسوي أوقف بوجهها وهي عجوز ؟؟
منيرة : يمه !
هديل : بس اسكتي بس !
مشت تسنيم تدخل وقالت : الحريم بالمزرعة ؟ والرجال ؟
سلوى وهي واقفة وتشّيك على كل شيء لفّت ونطقت : الرجال فالمجلس وش تبين بهم ؟
تسنيم ابتسمت وقالت : اسأل ي جده وشفيك ؟
سلوى : خلصوني وين الضيافة ؟ ووين ظبيه ؟
وداد مشت تركض وقالت : بشوف ظبيه وانتوا روحوا للضيافة
نهال زفرت بملل وقالت : طيب منيرة تعالي
منيرة ضحكت بسخرية وقالت : والله م أقوم
مشت نهال تسحب تسنيم ومشوا للمدخل لأجل المعازيم ، دخلت وداد ونطقت : ظبيه
طلعت ظبيه من الحمام وهي متوضيه وقالت : نعم ؟
وداد شهقت وقالت : للحين م جهزتي ؟؟؟
ظبيه : وخير ياطير وشفيك مستعجلة
وداد عضّت أصبعها وقالت : يغبية بيوصلون بعد شوي
ظبيه : حياهم الله
وداد زفرت بغضّب وقالت تحت انفاسها : حسايف أن آل عقيل مالقوا الا أنتي واسرار !
رجعت شعرها وراء ظهرها ومشت تدخل ، ظبيه لفّت لها وهي تضبط حجابها وكبرت تصلي ، زفرت بملل وقالت : اذا خلصتي صلاة ناديني
طلعت وشافت صافية تدخل مع الباب وقالت : اصبر ضاحي وداد موجودة
وداد شهقت بأنفعال ونطقت صافية : بشوييش !
وداد نطقت بغضّب : تستهبلين وصال يغار علي
وقفت جوري بصدمة مثل صافية ، مشت تتمخطر بمشيتها وطلعت من البيت ، جوري مسكت بطنها وقالت : يمه بستفرغ
صافية بصدمة نطقت : بعذرك يبنتي
لفّت لضاحي اللي رجع وقال : صافية مطلق مشغول مع الرجال اذا فضى بيجي يسلم عليكم
جوري ابتسمت وقالت : يووه أشتقت له مره
ضاحي : ايه يحيوانه وأنا م أشتقتي لي
ضحكت وقالت : لا للاسف توو شفتك
ضحكت بصوت عالي وشهقت من أنطلق ضاحي يركض وراها ، ضحكت ظبيه تطلع وقالت : هلا والله بوخيتي
مشت صافية تسلم على ظبيه وقالت : عروستنا
ظبيه ابتسمت وقالت : لبيه ؟
صافية كانت بتتكلم بس قاطعتها عِقد وهي تزغرط بأعلى صوتها ، ضحك ضاحي وقال : هلابي بو مطحس
لفّت له بصدمة وقالت : أبعد عني بس
ضحك يطلع وشاف اسرار جايه وقال : ارحبي يبنت محمد ارحبي جعلني م أعدم حسّك
ابتسمت له وقالت : البقى ي أخوي الصغير
ضحك يركض للمجلس ، دخلت وشهقت تقول : صافية !!
لفّت صافية ونطقت : اسراري !
ابتسمت وقالت : ارحبي يروحي ارحبي
تقدمت تضّمها وتسلم عليها وتنطق : البقى يبنت محمد
اسرار ابتسمت وقالت : شخبارك وحشتيني
صافية ابتسمت لها وقالت : والله بخير وأنتي ؟
اسرار : على حالي
عِقد لفّت لها وقالت : بخير زيتونه بخيير
ابتسمت تمسك ذراع عِقد ونطقت : الظبي
ظبيه ضحكت تسلم عليها وتنطق : عروستنا قمر والله قمر
ظبيه ابتسمت بخجل وقالت : يوه خلاص اصلاً مافيه وقت وانتوا فاضين تتغزلون
ضحكت عِقد وقالت : من حقنا بيبو ولا ؟
ظبيه : امشوا ندخل
دخلوا غرفة ظبيه وبدأت عِقد بمهاراتها بالميكب تبدع وتجمل وتبرز ملامح ظبيه ، ابتسمت من أنتهت بغضون وقت قصير ونطقت : خلصنا يعروس تلبسي ؟
قامت ظبيه تشوف فستانها وابتسمت بوسع ثغرها ونطقت : نفس ماطلبت !
عِقد ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : عيب عليكي أنتي طلبتي عِقد
لفّت وباست خدها وقالت : أعنبو حظه اللي بيأخذك ي دودي
ضحكت بخجل وقالت : لا لا
ابتسمت ظبيه وقالت : بلبس ونطلع ؟
اسرار ضبطت شعرها وقالت : أجل بسبقكم أنا وجوري
جوري قامت وقالت : اسرار نكبتيني !
ضحكت اسرار تسحبها ويطلعون ، مشت تشوف الشراع بينهم وبين قسم الرجال ونطقت : جوري اسبقيني
زفرت جوري بتوتر ومشت للمزرعة ، لفّت تمشي للبداية الشراع وشافت السيارات تدخل من البوابة وصوت التراحيب أرتفع ، صدّت بتوتر ونزلت عيونها لصدرها اللي بدأ يرتفع وينزل بتوتر ومشت تركض للمزرعة ..
~ عند الرجال ~
نزل نهيّان ورجاله وراه ونطق : البقى يرجال !
مشى مطلق وابتسم له نهيّان ينطق : ولد مشبب ؟
ابتسم مطلق يسلم على كتفه وينطق : ارحب يبو سلطان زارتنا البركة والله
نهيّان شّد على كتف مطلق وقال : اي والله وعسى ربي ييسر وتتم الأمور بينهم
مطلق ابتسم وقال : امين الله يوفقهم
ألتفت يشوف سطّام واقف مبتسم وقال : عريس ماشاءالله ؟
ضحك سطّام يسلم بالخشوم ونطق : طيب مو أنا عريس فعلاً ؟
ابتسم مطلق وقال : وخر بس
ضحك وابتسم مطلق ينطق : الشيخ أبو رواف
ابتسم سلمان ونطق : الشيخة ماتجي للي مايعرفك يالشيخ
سلموا على بعض ومشى يسلم على هذام ونطق : سلامتك
ابتسم هذام ونطق بتوتر : ضرب المضرب فيني وأنا بالملعب
كتم سلطان ضحكته وقال : ايه سلامتك ي حبيب أخوك
ضحك بصوت عالي من ضربه هذام وقال : يمرحبا ي مطلق
مطلق ضّمه وقال : البقى يعريس البقى
سلطان ابتسم وقال : والله توو عرفت طعم الحياة واستوعبتها من ظبيه وعسى الله يبارك لنا
مطلق توسعت عيونه وقال : اييه لاتمدح واجد وتلحق هذام
ضحك سلطان وقال : الله يقطعك وش سويت ؟
مطلق : أسر أسر
ضحك يدخل ووقف مطلق يكمل مشواره مع الضيفان ..
~ عند الحريم ~
مشت مضاوي وكعبها تجرح من التراب ، زفرت بغضّب وقالت : يقهر مقدر أمشي
انفال ضحكت وقالت : منجد الله يعين
دخلوا ووقفوا لثواني لكن مشت لهم نهال وقالت : مرحبًا ألف
انفال ابتسمت وقالت : هلا هلا
تقدموا يسلمون عليها ومشت تسنيم تبخرهم بالعود الأزرق ونطقت مضاوي : وين نحط عباياتنا ؟
تسنيم : عطوني أخذها
انفال ابتسمت تمد عبايتها ولفّت تشوف الأورنج جايه ، ابتسمت بوسع ثغرها ونطقت : اسرار !
ابتسمت لها وقالت : هلا عيوني ارحبوا توو نورت الحله
مشت تضّمها وتسلم عليها ، لفّت لمضاوي اللي تصنعت الابتسامة بصعوبة وسلمت عليها ، ابتسمت انفال من خطتها اللي نجحت وصارت مضاوي تمشي على السراط المستقيم وتترك منها اللف والدوران ، اسرار مشت معهم وقالت : بس انتوا ؟ غريب وين أم العريس ؟
توسعت عيون انفال بصدمة وقالت : ماتدرين ؟
مضاوي ضحكت بسخرية وقالت : مستحيييل !
اسرار انقبض قلبها لوهلة ، ابتسمت بهدوء وقالت : وش ؟
انفال : زوجة عمي الأولى وأم سطّام متوفية من قريب العشر سنين
جمدت ملامحها وقالت : الله يرحمها بس أنا كنت ببيته قبل فترة وشفته ينادي وحدة بـ أمي ؟
مضاوي : هذي مرضعته وممرضة أمه سابقًا أسمها حليمة
اسرار عضّت شفايفها السُفلية لثواني ونطقت : تقولونه بس شلون رضعته ؟
انفال ابتسمت وقالت : ليش م تسألينه ترا سطّام يحب يتكلم عن ماضيه ولو إنه يوجعه
مضاوي : طولنا واقفين والشمس احرقتني
ضحكت اسرار وقالت : معليش تفضلوا
مشت مضاوي ومعها انفال ، اخذت نفس طويل ورفعت عيونها تشوف وصال واقف ، يكثر ماتتمنى يناديها وتجي قربه اشتاقت له وبالحيل ، توسعت عيونها بهدوء من قال : اسرار ؟
تقدم يمشي لها وغمضت عيونها ، هي تتذكر قبل يوم كان واقف ولا وقف بوجه بتال مع أخته ، رجعت تفتح عيونها من مسك كتفها وقال : وش ذا الزين ؟
ابتسمت تبعد يده عنها ونطقت : صار عادي إنك تلمسني ؟
تبدلت ملامحه للأستغراب ونطق : مو أنتي أختي ؟
دفعته عنها وقالت : وش يضمني أن أمك فعلاً رضعتني ؟؟
ضحك وقال : مو وقتها السوالف ذي
لفّت تشوف عفيفة تتقدم لهم ونطقت : لا بالعكس أفضل وقت وقت كلنا نعرف الحقيقة !
ابتسمت عفيفة وقالت : اسرار ؟
اسرار : لو سمحتي ممكن تعطيني إجابة أخيرة ؟
وصال رفع حاجبة وقال : صبرك يارب !
اسرار لفّت له وقالت : سد حلقك
ضحكت عفيفة وقالت : من أنتي عشان تسكتينه ؟؟
توسعت عيونها بصدمة وقالت : واو !
عفيفة مسكت كتف وصال وقالت : وين وداد ؟
وصال ابتسم وقال : والله مدري يمه أكيد داخل
اسرار شّدت على فستانها ونطقت : م رضعت معه خمس رضعات مشبعه صح ؟
عفيفة ضحكت بسخرية وقالت : لا طبعًا م رضعتي مني نهائيًا
رفعت عيونها لوصال وقالت بدقن راجف : أنتهى ؟
ابتسم يشوف الدموع بعيونها وقال : م يهمني يبنت محمد
لفّت تمشي وتعطيهم ظهرها ، لؤلؤ عيونها يبرق تحت شعاع الشمس ، دخلت المزرعة ومشت تبتعد عنهم كلهم ، صدرها ينزل ويرتفع ويدينها ترجف بشكل مرعب ، كيف قدروا على عفيفة في يوم وليلة ؟ شلون صارت تكلمها ببرود وسخرية ، عضّت شفايفها لثواني تمنع دموعها تنزل ونطقت : يويلك اسرار يويلك تبكين عليهم !
وصلت لأواخر المزرعة ومشت للجلسة الخشبية القديمة ، وقفت على اسوارها الشاهقة تشوف الجبال والوديان تحتها ، الهواء قوي ويلفح وجهها ويلاعب شعرها ، لفّت تستند على الأسوار من وراها وشافته ، شافت الرسام من بعيد من جهة الرجال ، واقف ويسولف مع أحد هي ماتعرفه وخمنت أنه أخوه ، بثوبه وشماغه وبشته وبشكله الوسيم جدًا ، غمضت عيونها لدقايق تحسّ بالرياح وقوتها ، تشبع رئتيها من هواء ربها وتوسع ضيقتها بأدعية هادئة تطمن راحة قلبها ، فتحت عيونها وشافته يناظرها ، تنحنحت بحرج تعدل وقفتها ورجعت شعرها وراء ظهرها ومشت ترجع ..
~ عند سطّام ~
ضحك بسخرية ونطق : هذام بس يالدلوع
هذام : وربي مو قادر أتحمل نظراتهم !
سطّام : أجلس جنب أبوي وانتهينا
زفر هذام بغضّب ومشى يتخطى سطّام ، ابتسم يشرب فنجاله ولفّ بيرجع لكن شّده الأورنج بين الخضار ، هو ميزها علطول من محاجرها ، هي ماهي بعيدة بالحيل ولو هي بعيدة كل البُعد بتكون مميزة بعيونه وبيعرفها علطول ، ابتسم وقال : أورنج ي بِكر محمد ؟ تلعبين معي ولا شنو
عضّ شفايفه من رفعت عيونها تطالعه ، ابتسم يضّبط بشته وضحك من مشت تركض واختفت ، لفّ يدخل للمجلس وجلس جنب سلمان ، وقف أبو بجاد وقال : وش سبب الزيارة ؟
نهيّان رفع حاجبة بأستغراب وقال بهمس : صاحي ذا ؟
سلطان بصدمة نطق : مدري !
استغفر نهيّان ونطق : جايين نخطب بنت مشبب لسلطان ربعه وأصغر سلاطين نهيّان آل عقيل
ابتسم أبو بجاد وقال : ايه ايه كتب الكتاب بيتأجل
وقف مطلق وسحبه ضاحي ونطق بهمس : خله يمطلق خله
مطلق نطق بغضّب : تستهبل ؟؟
ضاحي برعب نطق : والله أنهم مسويين شيء أسكت منهم
قام سلطان يوقف وقال : معليش على السؤال بس ذكرني من أنت ؟ لأن ما أتذكر إنك من الأشخاص المهمين لأجل تتخذ قرار مثل كذا
أبو بجاد ابتسم وقال : إذا أنت سلطان فأنا سلطان محلي وكلمتي ماتنرد الا بأمرك ولبيه وتم ! أنا عمها الكبير وولي آمرها
ضحكوا الرجال كلهم يعززون له ، شّد على قبضته ونطق : ونعم والله بس ليه يتأجل ؟
أبو بجاد : ماقد خذينا الرأي وتعرف الزواج ماهو بلعبه
سلطان لفّ بصدمة على مطلق اللي جالس وقال : درينا إنه ماهو بلعبه بس خذينا الكلام من مطلق ومشينا على كلامه ؟
أبو بجاد ضحك بسخرية وقال : مطلق ورع من يأخذ كلامه ؟
نهيّان وقف على عصاته ونطق : الشعر مالي وجهه شلون تقوله ورع ماتستحي أنت ؟
أبو بجاد : لا يكثر الهرج ! رديناكم خايبين كتب الكتاب فالقصر وانتهينا
سطّام وقف وقال : لعبة هي ؟ توافقون وتعطون كلامكم للرجال ولامنه جاء الموعد انسحبتوا ؟؟
أبو بجاد وقف وقال : تبون المشاكل انتوا ؟ قلنا تأجل ماعطيناكم رفض
سلمان وقف ونطق بحدة : وش يضمنا ماترفضون ؟ القصر بيجمع كل عربنا وناسنا وأهلنا وماخذينه لأجل الحفل ماهو كتب الكتاب ي سلطان قومك !
نهيّان : بتصير الشوفة الحين وكتب الكتاب
أبو بجاد نطق بحدة وقال : بدا
سطّام لفّ لمطلق وقال : أبو مشبب ؟
وقف مطلق ونطق : مابيحصل الا اللي يطيب خاطركم
نهيّان لفّ له ونطق بحدة : مانبي منكم طيبة خاطر عطونا البنت لولدنا على سنة الله ورسوله !
مطلق : يرجال الشيطان شاطر استهدوا بالله
سلمان نطق بغضّب : لعبة وتحدي السالفة ولا شنو ؟؟
أبو بتال نطق بسخرية : اصلاً سلومنا وعاداتنا البنت مالها الا ولد عمها
ضحك سلمان يجلس وقال : حلو بدينا
سطّام تقدم ينتصف المجالس الضخمة ونطق : وش قلت ؟
أبو بجاد ابتسم وقال : وأخوي نايف صادق البنت ماتروح لغريب
سطّام رفع دبلته وقال : أنا مآخذ بنتكم طيب
أنتفض المجلس كله ووقفوا الرجال ، ابتسم وقال : يشيخ الحين قمتوا ؟ تبونها بعناد فـ أنا ي سطّام بِكر نهيّان بن سلطان آل عقيل زوج اسرار بنت محمد بنت حمد آل يزيد
أبو بجاد نطق بصدمة : وش تقول أنت ؟؟
سطّام نطق بجدية وقال : أقول والله أن تتحاسب على فعلتك فيها وهي على ذمة رجال مايخشى الرخوم والله أن تأخذ حقها منك دام راسي يشم الهواء !
نهيّان ابتسم بفخر واعتزاز في بِكره ونطق : ونعم يبو نهيّان ونعم !
ابتسم سطّام وقال : والحين أعقلوا قبل يصير شيء مايطيب خاطركم
جلسوا كلهم الا بجاد اللي ظل واقف بصدمة ، هي شلون صارت حَرم سطّام بدون صوت وبدون همس ولا حتى حسّ ، نطق بصدمة يشوفه قدامه والدبلة بيده : كيف تزوجتها ؟
سطّام رفع حاجبة وقال : ذكرني من أنت عشان المره الجايه أحرص على إني أخذ رأيك ؟
بجاد : مستحيل مستحيل !
سلمان : رسولنا وديننا قال عادي الشخص يقضي حوائج حياته بالكتمان ولا ي ولد السلطان ؟
ضحك هذام بصوت عالي وقال : الله يقطعك ي سلمان علقت على سالفة سلطان
أبو بجاد استحقر سلمان ونطق بحدة : ورني كرت العائلة
ابتسم سطّام وهو جالس وقال : أمرك تعال
سلمان : وشفيك قوله ي سلطان قومك عشان يجيك
ضحك سلطان وهذام واكتفى سطّام بأبتسامة سخرية على ملامحه وطلع محفظته وسحب الكرت ووقف بتال يمشي له وقرأ أسمها تحت أسمه ، وزادت لواهيب صدره ، هي خذت بِكر نهيّان وماعاد هي تحت سيطرته ، هي صارت وراء ظهر رجال بطول وعرض وعزوة وراه أب وأخوان ماتركوه ، هي صارت تحت ظل وأمان آل نهيّان بن سلطان من بعد الله ، هي تخلت عن كل شيء هنا وبعد نظراتها عرف إنها ناوية شر وحرب وجروح ومعارك فالقريب ، نظراتها كانت تبعث الرعب بقلب بتال لأنها تذكره بنظرات محمد المرعبة بزمانه ، وكأنها تجسد روح محمد بعد سنين طويلة ، رجع بخطواته ونطق : بيتم الزواج ي نهيّان بس كلامي ماينرد وكتب الكتاب بالقصر
نهيّان ابتسم وقال : اذا سمحتوا بنروح نشوف بنتنا
وقف يمسك سلطان ومشوا مع مطلق ، وقف ضاحي يسحب خنجره ويركض فالمجالس وهو يرقص ويقزوع فالسماء ، سحب شماغه يرميه فالسماء وضحكوا سلمان وسطّام وهذام ووقفوا يصفون لأجله ، ابتسم لهم وسحب نايف ولد بتال وقام يرقص معه وصرخ من رفع حمد يده وصار يتمايل بها ، ضحك وغمز له وابتسم حمد بخفه يصدّ منه لأجل ماينفضح من استهبال ضاحي ، تقدم ضاحي يسلم على عيال نهيّان وقال : هلا بالأنساب
جلس جنبهم وقال : بروح معكم الجبيّل تكفون
ضحك سطّام يصدّ وقال ضاحي : وش رفضتوني ؟؟ أصبروا أبرر طيب
سطّام لفّ عليه وقال : مين رفضك ؟
ضاحي : أنت لفيت وجهك مني
سطّام : ايه لأني ساكن بالرياض
ضاحي ابتسم وقال : يوه ياللعب كل واحد في مدينة ؟ هلابي يالنشاما !
ضحك سلمان ونطق : ضاحي أعقل
ضاحي سكت وقال : المعذرة بقوم أشوف العريس والعروس
هذام ابتسم وقال : صور لي إبي أشوف
لفّ له وقال بحدة : أعقب !
ضحكوا وابتسم ضاحي يجلس بجانبهم ..
~ بيت مطلق ~
ضرب الباب ومشت صافية تفتحه ، دخل وابتسم ينطق : ي مرحبا يالعوده !
ابتسمت تحاوط أخوها وتنطق : البقى يالعضيد والسند
ابتسم مطلق يبوس راسها ونطق : وين الظبي ؟
صافية : ادخلوا فالمجلس
مشت تطلع من الباب الخلفي وألتفت مطلق لنهيّان وسلطان بجانبه ونطق : اقلطوا
ابتسم نهيّان يدخل ونطق : بسم الله على بركة الله وين بنتي ؟
ابتسم مطلق وقال : فالمجلس على يسارك
دخلوا ووقفت ظبيه وهي ترجف من التوتر ، ابتسم بوسع ثغره ونطق : بسم الله تبارك الرحمن صدقوا يوم سموك ظبيه !
ابتسمت بخجل من كلام نهيّان ، دخل سلطان ووقف بصدمة يتأملها ، كيف الجمال ذا كله سكنها ، كيف كانت بجانبه ولا حسّ بمنبع الجمال يتفجر منها ، عيون عسلية وساع وشعر أسود كثيف وطويل ، ملامح وجه ناعمة وتسُر الناظر ، جسد متناسق وخصر مزوي ، كاملة والكامل خالقها ، مشى يدخل ونطق : سبحانه اللي سواك
نبض قلبها بتسارع غير عن العادة ، وزادت رجفتها من جلس بجانبها وجلست ، ابتسم نهيّان من كمية التناسق واخيرًا بيفرح بولده ، جلس بجانب مطلق ونطق : بنتي
نطقت بتوتر : سمّ ؟
نهيّان : موافقه يكون سلطان زوجك وشريك حياتك وسندك وموافقه أكون لك أب وظهر تشّدين نفسك فيه ؟
ابتسمت ظبيه وقالت : موافقه وأنا مع شور مطلق أخوي ودام راس مطلق حي ماحتجنا لأحد
ابتسم نهيّان ونطق : والله ونعم الأخ وونعم الأخت عسى الله يمدكم بالصحة والعافية
مطلق ابتسم وقال : امين
سلطان ابتسم وقال : أبوي شوي تعطونا وقت ؟
قام مطلق وقال : لا تباطى وتفلها
ضحك سلطان ومشى نهيّان مع مطلق يطلعون ، لفّ لظبيه ونطق : الحلاوة ذي كانت تداوم معي ؟
كسى اللون الأحمر ملامحها ولفّت له بصدمة ، ابتسم يشوف خجلها واضح له ونطق : استعجلت فالزواج بس أنا جاهز ومستحيل أندم على استعجالي وفترة وتتعرفين علي زين وأتعرف عليك ولا ؟
ظبيه نطقت وهي متمسكة بكفوفها : أكيد
سلطان ابتسم وقال : تعرفين وش جاب راسي ؟
رفعت عيونها له وقالت : وش ؟
سلطان ابتسم بوسع ثغره وقال : زيلامسي
ضحكت بصدمة وقالت : مستحيل !!
سلطان : والله شوفيني أحلف إن كانها تمت بيننا على خير شهر العسل كله فالنمسا
ظبيه ابتسمت وقالت : مستحيل تنسى صح ؟
سلطان توسعت عيونه بصدمة يشوفها قدامه خجولة ونطق : تكفين ي أخت مطلق إذا ضايقتك قولي والله معاد تتكرر بس قلت لك والله م أقصد شيء
لفّت وقربت منه من غير قصد منها وبدون إحساس ونطقت بهدوء : سلطان بشويش م قلت شيء !
وقف يتأمل ملامحها وقربها منه ونطق : أول مره أسمع أسمي بطريقة مُلفته وجذابة تكفين أنا داخلٍ على الله ثم عليك م تحرميني من دعاك لي
أبعدت بسرعتها وصدّت ، ابتسم يوقف وقال : بنكتب كتابنا الليلة بأذن الواحد الاحد وبتجين معي لبيتي
ضحكت وقالت : جيت قبل كتب الكتاب
ضحك وقال : لا هذاك بيت سطّام
رفعت عيونها له وقالت : عندك بيت ؟
سلطان : افااااا تقولين كذا لسلطان نهيّان ؟
وقفت وقالت بابتسامة : على خير يارب
سلطان : ودي اسلم عليك بس مايحل لي
ظبيه : مستعجل ؟
سلطان نطق بجدية : حييل
نزلت عيونها ومشى يطلع ، اخذت نفس وتوسعت عيونها بصدمة من دخلوا البنات وصرخوا بحماس ، ضحكت بصدمة وقالت : طيرتوا عقلي !
عِقد : قولي قولي اش صار بينكم ؟؟
صافية : اصبروا اصبروا ندخل الغرفة
ظبيه ابتسمت وقالت : ايه مافيه وقت
عِقد توسعت عيونها وقالت : صار لك ساعة تقولي مافيه وقت ليش مستعجلة لهالدرجه بيبو حلو ؟
ضحكت بصدمة وقالت : حيوانه دودي !!
جوري دخلت وقالت : يمه وين خالي مطلق ؟
صافية : برا
مشت تطلع ونطقت : ي خال !
لفّ مطلق لها وقال : ارحبي !!
ضحكت تركض له ورفعها لحضّنه ، حاوطته ونزلت دموعها بشوق وقالت : مره أشتقت لك مررره
ضحك وقال : يالبى عيونك لا تبكين ي جوريتي
نزلها ونطقت وهي ماسكة يديه : معاد أبي أرجع والله ي خال تعبت أبيك وأبي أسكن عندك
نزل مطلق يتساوى بطولها وقال : ليه عسى م شر ؟
هزت راسها برفض وهي تبكي ، توسعت عيونه وقال : بنت !
سحبته تضّمه وحاوط ظهرها ينطق : تكلمي والله إن تسكنين عندي وبين عيوني وداخل ضلوعي
شًدت عليه وقالت : علي
توسعت عيونه بصدمة وارتخت يدينه وهمس بصدمة : عمك
هزت راسها بنعم وقالت ببكي : ايه ايه
مشى مطلق فيها وبكت تقول : لا لا ي خال أمي ماتدري
مطلق لفّ لها ونطق : اسكتي أنا بتفاهم معها !
عضّت شفايفها وبكت بدون صوت ، صرخ بصوته وقال : يولد
فزّت عِقد اللي كانت على جوالها فالصالة ونطقت برعب : اش صاير عندكم ليش تصارخو !!
ارتخى من سمع صوتها وفي بيته ، ي كم يتمنى لو تسكن بيته مثل م سكنت قلبه ، ي كم تشتهي مسامعه لصوتها وهو يدوي في داره مثل م صوتها ساكن صدره ، ابتسم وقال : بدخل
مشت عِقد تقفل عليها باب المجلس ونطقت : أدخل
دخل مطلق ينادي صافية وطلعت له مستعجلة وقالت : لبيه
مطلق : جوري بتجلس عندي
صافية : طيب ؟
مطلق ابتسم وقال : للأبد
صافية توسعت عيونها وقالت : بنت ! وشفيه على خالك لا تزعجينه
مطلق لفّ يبوس راس جوري ونطق : بشتحن على صوت البنيات إذا راح الظبي وأبيها عندي
صافية : مطلق ومدرستها وصديقاتها ؟
مطلق : تنقل عندي
صافية هزت راسها بنفي وقالت : وش السبب ؟
مطلق : عندكم واحد..
قاطعته من بكت وقالت : لا ي خالي لا
صافية سحبتها ونطقت : تكلمي !!
مطلق : علي تحرش فيها
وقفت بصدمة وطاحت ذراعها من بنتها ، أختل توازنها ومسكها مطلق ينطق : أذكري الله يالعوده
صافية عضّت شفايفها لثواني ونطقت : مستحيل ليه ماقلتي
جوري ضمّت أمها وبكت تقول : أبوي مستحيل يصدق في أخوه
صافية نطقت بحدة : وش دخل أبوك بهينه هو وأخوه !
مطلق ابتسم وقال : حي ي بِكر مشبب
صافية : بنرجع كلنا وبدخل أصابعي أنا وأبوك بعيونه وتشوفين
جوري ابتسمت وقالت : والله ؟
صافية : ورب الكعبة م يسلم مني
مطلق : وإن كان احتجتوا شيء عطوني رنه
ضحكت صافية وقالت : لا مانبي تصير مجزره هناك
مطلق ابتسم يضبط شماغه ونطق : أنا ماشي للرجال
جوري هزت راسها ومشى يبوس خدها ويطلع ، لفّ لباب المجلس وشاف الأنوار شغله ، زفر بغضّب وقال : يبون الكهرب يخلص !
فتح الباب وضرب بظهرها ونطقت : اوتش !
رجع خطوتين وهو م لمح الا طرف ثوبها الفوشي ، اخذ نفس ونطق : بنت الحجاز ؟
وقفت تنفض فستانها وقالت : ايوه يالخايس اش تبى ؟
ابتسم من استوعب انه ماقالها وش صار بأسرار ونطق : افا
عِقد نطقت بغضّب : وبعدين سِت المُدن غير عن الحجاز وقف تقولي بنت الحجاز أنا بنت سِت المُدن !
زفر ونطق : يطول الأسم وش أسم الوالد ؟
عِقد عبّست ونطقت : أيمن
عضّ شفايفه ونطق : ونعم يبنت أيمن
عِقد : اش أرد ؟
ضحك ينسف شماغه وينطق : اللي ودك راضي به
مشى يطلع ونطقت بهمس : شكرًا ؟
م وصلها رد ومشت تطلع وم شافته ، زفرت بغضّب وقالت : ليش راح ؟
مشت تركض ودخلت غرفة ظبيه ..
~ عند مجالس الرجال ~
رجع سلطان ونهيّان معه ودخلوا للمجالس ، قاموا الكل لهم ونطق أبو بجاد : اتفقنا ؟
نهيّان رفع حاجبة وقال : اتفقت أنا وبنتي وش موقعك بالإعراب أنت ؟
غص ضاحي بالقهوة يضحك ، انفجر هذام جنبه ومال عليه يضحكون ، مشى سلطان مبتسم وقال : حمدلله مشت الأمور وكتب الكتاب فالليل مشينا ؟
نهيّان : ضروري نمشي كل آل عقيل بيوصلون بعد ساعة
سطّام وقف يرتب بشته ويعلقه بذراعه وينطق : اي والله مشينا
سلمان وقف ومشوا يطلعون ، وبالنسبة لأبو بجاد انلجم ولا قدر ينطق بحرف ثاني ، مشوا يركبون السيارات ونطق سطّام : بشوف زوجتي وأجيكم
وقف نهيّان قبل يركب ونطق : أجي معك ؟
ابتسم سطّام وقال : بخاطرك تشوفها ي أبوي ؟
ابتسم نهيّان له وهز راسه بنعم ، كم يتمنى يكون بين حشود وزحمة ناس لأجل يقوله سطّام ' أبوي ' وهو مايقولها الا لما يكون بين زحمة وناس ولو أنه ماحولهم أحد مايحب يوضح كيف علاقته بأهله ، مشى نهيّان وسطّام معه ووقف مطلق يطالعهم وقال : لبيه ؟
سطّام : أبي أشوف حَرمي
مطلق : على خشمي خلني أشوف لك وينها
مشى يدخل ونطق : جودي تعالي
مشت جودي بهدوء له ونطقت : خالو
ابتسم يضمّها وينطق : يعيونه روحي شوفي وين اسرار
هزت راسها بنعم وقالت : تمام
مشت ووقف مطلق ينتظرها ، كان خلف النخل واقف لأجل مايلمح أحد ، بس لمح طرف الفوشي ونطق : ارحبي ارحب..
وقف بصدمة من شاف ابتسامة تسنيم له وقالت : أنت اللي ارحب يدهر القلب ورجعانه
كان يحسّ بدمه واقف ووجهه جامد ، هي تعمدت تلبس نفس عِقد لما سمعت بالليلة الماضية حديث مطلق وضاحي مع الشباك ، ابتسمت له وهو واقف عجزان حتى يصدّ ، وبالنسبة لعِقد كانت جايه تسأل تسنيم عن عبايات حَرم آل عقيل ووقفت بصدمة من سمعت كل شيء ، هي تحلم ولا اللي صار قدامها واقع ومطلق رحب بتسنيم ، دار برأسها مية وستين ألف سؤال ويتصدرها ' وش يدور بينهم ' عضّت شفايفها تمنع دموع غضبّها وغيرتها من غير سبب تنزل ، شّدت ع قبضتها ونطقت بصوتها الغنوج اللي يلعب بمطلق لعب : تسنيم حياتي وين عبايات البنات..
وقفت بصدمة وقالت : اوه سوري قاطعت حاجه ؟
تسنيم ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : ايوه مع الأسف
صرت ع اسنانها وابتسمت بحدة تنطق : معليش يالحبايب بس تعالي ضروري
تسنيم لفّت لمطلق ونطقت : شوي وأجيك
كانت عينه عليها ، لاحظ تقلبات ملامحها بكل مره تنطق تسنيم بكلمة ، هز راسه بنفي ونطق تحت انفاسه : اعنبوها لا تغار وهي ماتدري محد ملئ عيني غيرها ! تغار علي منهم ومحد منهم قرب لقلبي وسكنه غيرها ! تغار وهي الثابته بينهم ؟؟
نزل عيونه من جات جودي ونطقت : خالو اسرار مشغولة
هز راسه بنعم وهو مايدري وين عقله ، شلون تغار ؟ مستحيل تحبه ، لكنه يدري محد يغار الا الحبيب ولحد يرضى قرب حبيبه من أنثى ثانيه ، عضّ شفايفه يطلع ولفّ سطّام ونطق : علامك ابطيت ؟
مطلق نطق بعدم شعور : مشغولة
سطّام : كيف مشغولة ؟
مطلق رفع راسه وقال : مدري قلت لهم ينادونها وقالوا لي كذا
نهيّان مسك ذراع سطّام ونطق : لا تضغط عليها بتقابلها بالحفل
سطّام : المعذرة ي أبوي بس حرام مايفوتني الأورنج وعلى الغروب بعد !
مشى ونطق : شوف لي طريق
توسعت عيونه بصدمة وقال : تستهبل سطّام ؟ حريمنا داخل
سطّام نطق بحدة : منعمي اعنبو غيركم عيوني ماتشوف غيرها بشر !
مطلق اخذ نفس وقال : امش
دخل سطّام يشوف انفال ومضاوي بعباياتهم ونطق : وين اسرار ؟
انفال ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : داخل
سطّام مشى لهم وقال : أطلعوا لأبوي برا
مضاوي مشت ومشت وراها انفال ، كان مطلق صاد بعيونه ومن مشوا نطق بصوته : يولد وين بنت محمد
وقفت اسرار تمشي ونطقت : ايوه ؟
ابتسم ونطق مطلق : تعالي هنا بطلع وكلميني من عند الباب
ميّلت راسها بأستغراب ونطقت : كلمني طيب
مارد مطلق يطلع وزفرت بملل ، مشت ووقفت من شافته واقف وبشته على ذراعه ، طوله وعرضه بالثوب مستحيل ، تقدم وقال : بِكر محمد ؟
اخذت نفس تمشي له ونطقت : الرسام
ابتسم يقرب لها ويسلم عليها ، سلمت عليه خدادي ونطقت : بغيت شيء ؟
سطّام ابتسم وقال : بغيتك
اسرار : بأيش ؟
سطّام انحنى يقبل خدها وهمس : بكل شيء فيك
وقف شعر جسدها بصدمة ، ولفّت من سمعت صوت وسحبته تركض معه داخل المزرعة ، ابتسم وقال : بالهون ي بِكر محمد بالهون !
وقفت من توسطوا غابة جدانها ، تحت أشجار الصفصاف والأوكتوليا والنخل وأشجار السدر ، لفّت عليه ونطقت : لا تصعبها علي ي بِكر نهيّان
سطّام سحبها من خصرها وشّدها عليه وقال : أنتي اللي لا تصعبين الأمور علي وارفقي بحالي جايك وأنا مهزوم لك وخاسر الكثير لأجل عيونك ولا بطالبك بحاجه بس اكسبيني بصفك بدال ماتخسريني
ثبتت يدينها على صدره ونطقت : بِكر نهيّان أنا م أبيك
دفعته عنها ورجع يتمسك بذراعها وينطق : بِكر نهيّان يبيك ي بِكر محمد يبيك زوجة ويبيك حبيبة ويبيك شريكة حياته البائسه تزيدينها بهجة
حاوطها وقرب لأذنها يهمس : يبيك أم له يجرب معك شعور الحنيّة والحنين والعاطفة بكل السنين أم لذريته بنات وبنين وعشرة زوجة طول العمر بِكر نهيّان تخلى عن كل شيء مقابلك أنتي انتصار لكل هزيمة أنتي اللي أراهن عليك ولا أخسر م حيّيت ، لا تهدين حيلي وتتركين طريقي وتهجرين هواجيسي !
عضّت شفايفها وبكت بدون صوت ، انحنى لها وقال : ضميني ضميني ي بِكر محمد
هزت راسها بالنفي مرارًا وتكرارًا ، زفر بضيق ونطق : فهميني غموضك واحكي لي حكايتك وعيشي معي حياتك ونفك أسرارك مع بعض
شهقت تبكي وأبعدت منه تقول : أنا اللي تخلى عني كل بشر قريب مني أنا هجروني وتركوني لوحدي أنا مابقى شخص واحد بصفي أنا انغدرت من منهم أقرب لدمي شلون أضمنك يالغريب وأرتمي بأحضانك وأنت م أنت لي قريب ؟ شلون يرتاح لي بال بقربك ي بِكر نهيّان
مشى لها ينطق : اضمنيني بصفك ووالله م أخذلك
هزت راسها بنفي وقالت : أنا رميت دبلتك بأسفل الوادي لأني م أنتمي لدرب من دروبك تركتك وخذلتك مرتين ولا أشعر بالأسف عليها لأنك م تهمني ! أنا وأنت مثل الشروق والمغيب والقمر والشمس والشتاء والصيف أنا بنت البر وأنت ولد الساحل وبيننا البين وضاد التضاد أنا وأنت مستحيل ! أنسى وأنساني أنا م أحتاج لدرع يساندني بمعاركي لطالما كنت سند وقوة لنفسي أنا م أبيك اتركني ي بِكر نهيّان !
سحب يدها يتأكد وحسّ بكسرة كبيرة من شاف يدها بدون دبلته ، زفر بضيق وقال : بحاولك وبمشي بدروبك ولو إن الشوك يملأها ! بس لا ترديني كذا والدبلة غيرها مليون بس لا تقفلين الدروب وتسكرين البيبان بوجهي أنا في وجه الله ي بنت محمد
سحبت يدها منه وقالت : لا تضغط علي..
قاطعها سطّام ونطق : بضغط عليك لحّد م تنفجرين بحضّني بحتويك وبسمعك ! بِكر محمد أنتي محتاجه لشخص يسمع لك وأنا مستعد أكون معك ليش خايفه ؟
سحبها يقربها ونطق : ليش خايفه مني ؟
عضّت شفايفها السُفلية لثواني تمنع دموعها تنزل ، هي تخافه وتخاف غدره تجي بعد محبة ومعزة ، ودها تفك كل دروبها له وتمشي معه وتنهار وتتخلى عن الضغوطات معه وتشاركه كل هم هّد حيلها ، لكنها تصعب عليها وجدًا بعد غدر أهلها وأصحاب حياتها وشلون تأمن ، م سمع منها رد وقرب لها يلفها داخل بشته وينطق : ضميني وبالهون على نفسك ضميني ولا تخافين على روحك معي والله م يمسك شيء ضميني لا تخافين
رفعت عيونها له ورفعت ذراعيها ، لكنها سرعان م فزّت وطاح بشته على الأرض من نطقت منيرة : وش قاعد يصير ؟؟
أبعدت عنه ومشت تركض تبعد من المكان ، شّد على بشته يرفعه من الأرض وصدّ يمشي تارك المكان لكنه وقف من نطق منيرة : وش تسوي هنا معها ؟
كتم غضبّه ومشى يطلع ، هو مستحيل يلتفت ويكلم أنثى غيرها ، مشى يلحق على اسرار لأجل تروح معه ، هو دخلت براسه فكرة أنهم يتجهزون لكتب الكتاب سوا ببيته ، مشى يشوفها واقفه وعبايتها معها ونطق : بِكر محمد الحقيني
لفّت تشوفه يمشي ونطقت : وين ؟
سطّام : تعرفين وش بسوي لو م تجين صح ؟
توسعت عيونها وقالت : مو صاحي !
لفّت لعِقد اللي ساكته وسرحانه ونطقت : دودي أنا ماشيه
رفعت عيونها لها وقالت : كيف ؟
اسرار : من التهديد عرفت إنه يبي يأخذني معه
عِقد ابتسمت وقالت : الله ! روحي روحي
ابتسمت اسرار تبوس خدها وتمشي ، قامت عِقد ونطقت تحت انفاسها : الرخيصة كانت لابسه مثلي بالزبط ! هل ممكن يكون لخبط بيني وبينها ؟
ضحكت تمشي وحطت حجابها على راسها وطلعت ، مشت لسيارتها ووقفت من شافته عندها ، قربت ونطقت : مطلق ؟
مطلق وقف وقال : بنت أيمن
ابتسمت وقالت : تعودت على الأسم أشوف ؟
مشت بجانبه بتركب لكن جسده منعها لأنه واقف قدامها ، وقفت ونطقت : ما معايا وقت اتكلم ازا تبى حاجه ؟
وقف مطلق ينفض ثوبه ونطق : ببرر لك اللي حصل
ابتسمت وقالت : م يحتاج صراحة لا تتعب نفسك
مطلق : مابه تعب غير ماودي تروحين وأنتي ببالك حاجه غير عن اللي حصلت
عِقد : اوكيه مطلق حقولك اش شافت عيوني واش فهمت من اللي صار ، البنت لبست نفس فستاني بس من الطرف لأنو بدري عليها تجيب نفسو صراحة وأنت حسبت إني اللي كنت جايه ورحبت لأنك تحب تستهبل معايا وتضحك وشخصيتك هي كدا معايا بس لأنو أشوفك معاهم الصلب والثقيل ومدري ايش
ابتسم لأنها م شالت على نفسها لكن خاف ، خاف تكون ماغارت ويكون كله وهم هو أوهم نفسه وعاش فيه ، اخذ نفس وقال : ملامحك تغيرت وقتها
عِقد ابتسمت وقالت : ايوه لأنو الرخيصة هدي رمت أغراضي وشنطتي الصغيرة وهيا متعمدة ولما كنت جايه اخاصمها قالوا لي البنات يبغو عباياتهم وكنت جايه معصبة ولما شفتك صراحة استحيت أقولها حاجه او حتى أرفع صوتي بس لما انفردت فيها أعطيتها درس بشكل محترم وكويس كيف م تلعب معايا ولا ماهمني اللي صار ابدًا !!
كان مستمتع وبالحيل بسوالفها وده أنها م تسكت ابدًا ، ابتسم لها وقال : وأنا حسبت اللي حاصل قد هو غيره ومدري وش طلع الموضوع كذا
ضحكت وقالت : ليش تبغاني أغار عليك ؟
مطلق : ودي تتطمنين أن مهما لمحتي بجانبي أنثى غيرك أني ماني بصوبها وأن محد غيرك يبنت أيمن مستوطنه ضلوعي
عِقد ابتسمت وقالت : الغيرة تقتل المشاعر وتدفن الحُب م أنصح فيها
مطلق : والغيرة م جات الا دليلٍ على الحُب وأنا رجال ربيت على الغيرة يبنت أيمن
عِقد : مشكلتك صراحة بس أنا م أحُبَها
مطلق توسعت عيونه ، هي شلون مافهمت من تلميحاته إنه يحبها ، عضّ شفايفه ونطق : وش سالفتك يبنت أيمن فاهمة علي وتستغبين ولا مابعد وصلك الأرسال !
عِقد ميّلت شفايفها السُفلية لثواني ونطقت : فاهمه بس م أبغى..
سكتت تأخذ نفس ونطق مطلق : م تبغين بدوي ؟
عِقد : صراحة ايوه لأنو كنت أبني أحلامي على شخص ومادري اش أسوي فيك
مطلق نطق وهو يحسّ بالحرارة بجسده : منهو ؟
عِقد : مو مهم ومو لازم تعرفو اصلاً ما أعرف ازا يبادلني ولا لا
شّد ع قبضته ونطق : تحبينه ؟
عِقد : ايوه أحُبو
مطلق صدّ بعيونه ونطق : هنيا له
عِقد : ماتزعل مني وعادي ازا تبى تشوف حياتك مع..
قاطعها من لفّ عليها ونطق : مابي الحياة بدونك تمشي ولا أبي أعد الأيام وأنتي بعيدة ولا أرضى بحياة ما أنتي فيها !
عِقد : مطلق !
مطلق نطق بصعوبة : أثر المحبة يبنت أيمن باين على وجهي وراعي الهوى مفضوح أمره !
عِقد : يالله مطلق..
قاطعها يكمل ونطق : أخفيت عن العالم هواك من غيرة لأجل محد يشاركك فيني وبلحظه كشفوني لأنهم شافوك بعيوني أنا عند هواك مفضوح كل م جلست وسجيت لقيتك جنبي ماتفارقيني ولا ترحلين عن بالي ! ومهما وضح لك أني م أحبك فأنا والله أحبك كل م أصحبت وليّا مني أمسيت أحبك صبح وعشية ! ووقت وصفتي نفسك بالبحر وأنا يبنت أيمن أغوص فيك وأغرق ببحرك ولا بطلب نجاة لأني غرقت وأنقضى امري ، لا ترديني بدونك والله صعب أعيش
اخذت نفس طويل ، هو هز كيانها بجمال حروفه وعذب كلامه ، رفعت يدها ولأول مره تمسك مطلق فيها ، أنتفض من مسكت كفوفه ونطقت : أنا أخاف من مجتمعك وأخاف اخسرك منهم أنت عايش جوا كمية حقد وحسد وكره تعورني لما أشوفها خايفه أبتدي معاك وأخسرك نفس م خسرت شخص يسكن عندكم
شابك يدينه بيدينها ونطق بقربها : والله مايمسك شيء مني ووالله وأنتي معي محد يقرب لك ويأذيك
عِقد عبّست بملامحها ونطقت : مطلق
مطلق : لبيه يعيون مطلق لبيه ياللي ماغيرك أحدٍ ألبي له !
عضّت شفايفها ونطقت : خلاص تمام
استهل وجهه ونطق : وافقتي على حبي ولو إنك م تحبيني ؟
عِقد هزت راسها بنعم وابتسم ينطق : يجعلني م أبكيك يبنت أيمن
سحب يده منها ونطق : أيام وأن طالت للشهور ماهو بيدي لكن بشتغل على نفسي وأقرب لك من الشيخ أيمن
ضحكت وقالت : عاد بابا مايرضى بالقليل
مطلق : أحرق الرياض كلها لعيونه..
تنحنح ونطق : قصدي لعيون بنته
ضحكت عِقد تتأمله وقالت : أنت خيال تدري ولا لا ؟
مطلق : أدري مامني أثنين
ابتسمت وقالت : أحُب ثقتك بنفسك
مطلق : عقبال ما تحوبيني
توسعت عيونها من ضحك على لهجتها وقالت : اوكييه استاز مطلق أحلم تسمعها
مطلق : يبنت الحلال استهدي بالله والله إني طايح قدام منطوقك الحجازي والله ماعمري سمعت حجازي الا منك وعجزت اتلزم وأمسك عمري ، من وقت ماسمعتك تبكين جعل من بكاك الوجع وأنا غارقٍ لك وفيك ولتفاصيلك !
عِقد ابتسمت وقالت : طولنا ي مطلق ؟
مطلق : والله ود مطلق إنها تطول ولا تفارقين عيونه لكن أمري لله
عِقد ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : أشوفك فالحفل ؟
مطلق : تكفين لا تحرميني شوفك أنا والله م أرضى عليك الرذيلة بس قلبي رهيف ولا يقوى بعدك
عِقد : اشبك عادي الكل يشوفني ترا
مطلق : هذا اللي حاسرٍ قلبي
عِقد : اسم الله على قلبك أنا ماشيه أنتبه لنفسك
مطلق ابتسم وقال : يويل قلبك ي مطلق
ركبت سيارتها وتكى عليها ، سحبت شماغه ورمته بحضّنها ونطقت : عجبني
عضّ شفايفه من عفست شعره وطاح عقاله عندها ، ابتسم وقال : جاهي عندك يبنت أيمن
شالت عقاله وقالت : فينو ؟
ضحك وقال : عقالي
رفعت نفسها له ومسكت شعره ترجع ترتبه ولبسته طاقيته وحطت عقاله عليها ونطقت : كويس صح ؟
مطلق : أحبك
ابتسمت وقالت : أنا كمان أحُبَني
ضحك وقال : شماغي ؟
عِقد : اتركو معايا ابغاه
مطلق ابتسم يرجع لوراء ونطق : يليتني شماغ بس عشان تقولين لي ابغاك
مشت ترجع بسيارتها وهي تضحك ، صدّ من طلعت وفتح ازرار ثوبه ، هو أفصح بمشاعره لها وبالفصيح نطق ' أحبك ' ولا رفضته وهالشيء خلاه بأسعد فترات حياته ..
~ سيارة سطّام ~
مشت توقف وتحاول تلمح سيارته ، ضرب هورن لها ولفّت له تمشي فتحت الباب ونطقت : مدري وش ناوي تسوي ي بِكر نهيّان
سطّام حط ذراعه وراها وألتفت يرجع بالسيارة ونطق : بنكمل اللي تركناه ناقص
فهمت مقصده وأنه يبيها تضّمه وصدّت عنه ، مشى يتوسط الخط متجه للرياض تحديدًا شقته بعيدًا عن أهله

~ سيارة سطّام ~
مشت توقف وتحاول تلمح سيارته ، ضرب هورن لها ولفّت له تمشي فتحت الباب ونطقت : مدري وش ناوي تسوي ي بِكر نهيّان
سطّام حط ذراعه وراها وألتفت يرجع بالسيارة ونطق : بنكمل اللي تركناه ناقص
فهمت مقصده وأنه يبيها تضّمه وصدّت عنه ، مشى يتوسط الخط متجه للرياض تحديدًا شقته بعيدًا عن أهله ، أول مره يمسكون خط طويل سوا ، ألتفت يشوف صمتها وسكونها وكيف تتأمل الطريق ، رجع يشوف الطريق ونطق : بِكر محمد
همهمت له وابتسم يقول : تثقين بذوق رسام ؟
لفّت له وعدلت جلستها ونطقت : كيف ؟
سطّام : بختار فستانك
توسعت عيونها بصدمة وقالت : مستحيل !
ابتسم وقال : افا ليه ؟
اسرار : اصلاً خلصت واخترته واللوك جاهز
سطّام : رسمت فستان وأبيك تجسدينه
اسرار نطقت بصدمة : طلعت مصمم بعد ؟؟
سطّام : شركتي تنقسم قسم لوحات فنية وقسم أزياء وملابس وأكثر وقتي أصمم
اسرار : وش باقي بتبهرني فيه ي بِكر نهيّان ؟
سطّام سحب يدها يشابكها بيده ونطق : بتلبسينه ؟
اسرار ابتسمت له وقالت : نشوف ذوقك ليش لا
سطّام ابتسم يسحب كفها ويبوسه ونطق : ي الله وش كثر أنتي جميلة ! ي الله وش كثر أنتي رقيقه
اسرار توردت ملامحها وهي تتأمله قدامها ، تقبلت فكرة إن ذراعه متمسكة بذراعها وجلست ساكنه ويدها بيده ..
~ الرتز كارلتون ~
واقف بهيبة أبوه وهيبة أخوانه ، يستقبل أهله وناسه من أعمام وعيال عم وكل أهل أبوه ، لفّ لسلمان من وقف قدامه وقال : وصل عمي سعود ؟
ابتسم هذام وقال : ايه أبو الحُب
ضحك سلمان وقال : أكيد
هذام : دز لا باقي م وصلوا
سلمان : تمام انا عند المدخل
هذام : تمام
مشى سلمان يدخل بين الحشود ، أهل العروس وصلوا نص ونص لسى ، اخذ هذام نفس ونطق : سطّام وينك ؟
لفّ لأبوه ومشى له ينطق : لبيه ي أبوي ؟
نهيّان : جاء سطّام ؟
هز هذام راسه بنفي وقال : لسى
نهيّان ابتسم وقال : قلبي متشفق على حَرمه
ضحك هذام وقال : عيالك ذوقهم ماش
نهيّان : نشوف ذوقك ي أبو الذوق م بقى الا أنت
هذام انفجر يضحك وقال : لا لا ي أبوي م ودي أتزوج
نهيّان : تقوله وآخر شيء تجيها على وجهك وتزعجني ي أبوي أبيها ي أبوي أبيها !
ابتسم هذام وقال : مين بتقدر تجيبني على وجهي ؟
نهيّان : ليتك تسكت
مشى نهيّان مع أخوانه يدخل ، صدّ هذام من تذكر شهد وابتسم يشغل نفسه بالضيفان ..
~ شقة سطّام ~
وقف عند الباب وألتفتت تشوف البيت ، أستغربت ونطقت : وين حنا ؟
ابتسم سطّام وقال : شقتي تعالي
اسرار : ورا مارحنا لبيتك ؟
سطّام : افهمينا ي بِكر محمد
نزل يقفل بابه ويمشي لبابها يفتحه ، ابتسمت ونطقت : م يحتاج تفتح لي
سطّام : تعالي طيب
نزلت من سيارته وقفلها ، مشى يطلع الدرج ومشت ترفع عبايتها وتتبعه ، فتح الباب ونطق : منزمان م جيتها
اسرار : حلو غبار ؟
سطّام : مو مني الرياض وأجوائها
اسرار زفرت بملل تدخل ، ابتسم يقفل الباب وراه ونطق : توو م زارتنا البركة
اسرار : الله يسلمك
مشى يشغل الطبلون حق الكهرب ، واشتغلت الأنوار ابتسمت بهدوء ونطقت : لا نظيفة
سطّام : صاحية أنتي ؟ يعني بجيبك لها وهي وسخة ؟
اسرار : حلو كنت مخطط يعني ؟
سطّام : مشوار ساعتين معك كفى ووفى للخدم ينظفون
اسرار نزلت عبايتها ومشت تعلقها ، مسحت بيدها على الكنب قبل تجلس ونطقت : والحين وش بتسوي ؟
سطّام : بنطلع للرتز تجهزي
مشى يدخل غرفته ويقفل عليه ، زفرت بملل تمرر عيونها على الشقة وتفحصها بنظراتها ، توسعت عيونها من طلع بطنها صوت مزعج أثر الجوع وهمست بصدمة : أنا م أكلت شيء من الصباح ؟؟
قامت تمشي للمطبخ وفتحت باب الثلاجة وكانت فارغة تمامًا ، زفرت بغضّب وقالت : ناقصة أنا ناقصة ؟
مشت ودخلت غرفته وتوسعت عيونها بصدمة من شافت الباب مفتوح نصه ، رجعت خطوتين ولفّت وسرعان م تمسكت بالمقبض أثر الدوخة ونطقت : بِكر نهيّان !
سطّام رد عليها وهو يغسل جسده من الصابون : سمّي ؟
م قدرت تتكلم وكانت تحسّ برجفتها ، وتحسّ بنبضات قلبها صارت داخل معدتها ، قفل الماء وطلع يلفّ منشفته على خصره ، توسعت عيونه بصدمة وتقدم لها وسرعان م تمسكت بذراعه ونطقت : أمسكني
سطّام : معي معي بسم الله عليك
مشى معها وجلست على سريره ونطق : وش جاك ؟
اسرار : مو مأكله شيء
سطّام جلس بجانبها ونطق : نطلب أكل قبل نطلع ؟
اسرار هزت راسها بنفي وقالت : م يسعفنا الوقت لازم أخذ دش بعد يوم كامل تحت الشمس
سطّام : طيب بيمدي معليك أدخلي وخلصي وبطلع أجيب فستانك وبجيب أكل وش مشتهيه ؟
اسرار : برجر
ابتسم وقال : من عيوني خلصي ومابطول
وقف ووقفت ونطقت : بس فيه شيء غير الفستان
سطّام : مثل ؟
عضّت شفايفها السُفلية لثواني من خجلها ، وشلون بتفصح إنها تحتاج ملابس داخلية وماتبي تعيد الكره ، اخذت نفس تطالع بعيونه ونطقت بهدوء : تعرف يعني
سطّام ابتسم وقال : لا والله معرف وش بغيتي ؟
طيحت كُم فستانها من على كتفها وأشرت على خيط حمالة صدرها ، ونزلت عيونها بخجل ، ابتسم وقال : هذا اللي م حسبنا له حساب كم المقاس ؟
توسعت عيونها ي كم ودها تنشق الأرض وتبلعها ، اخذت نفس وقالت : اف يالرسام خلاص أنسى
ابتسم يتأمل احمرار ملامحها وبشدة ونطق : متأكدة ؟
هزت راسها بنعم وقالت : خلاص تفضل
ابتسم يرجع بخطواته ومشى للدولاب وفتحه وابتسم يقول : حلو كل شيء هنا بس بلبس وأجيب الأكل وأجيك
اسرار : تمام
سحب ثوبه وشماغه من شاف أسمه على الأكياس ، ومشى يطلع يلبس بالغرفة الثانية ونطق من عند الباب : بِكر محمد لا تفكين الباب لأحد مفتاحي معي
اسرار رفعت صوتها لأجل يسمعها وقالت : تمام تمام
طلع مستعجل وقفل الباب وراه ، اخذت نفس تمشي لجوالها وترفعه من ضغطت على رقم عِقد ونطقت : الو
عِقد ابتسمت وقالت : أهلين زينونه
اسرار : اسمعي برسلك لوكيشن وجيبي لي معك ملابس داخلية
شهقت عِقد تكح بصدمة وقالت : صااارت ؟!
صرخت اسرار بصدمة وقالت : عِقد لا لاا !!!
عِقد انصرعت تضحك وقالت : اصلاً كنت حقتلك لأنو بدري صراحة
اسرار صرت ع اسنانها ونطقت : مدري شقول كأني ناقصه أحراج !!
عِقد ضحكت وقالت : ليش تغزل فيكي ؟
اسرار زفرت بغضّب وقالت : دودي فكيني بالله
عِقد : تمام زيتونه شويات وأجيك
اسرار بعدت الجوال تقفل ورمته على السرير ، زفرت خجلها ورجعت شعرها خلف ظهرها ، مشت تدخل الحمام وتوسعت عيونها من م لمحت مفتاح ، مررت أنظارها على الحمام ومشت تسحب عصا المساحة وثبتتها ، مشت تلفّ وفزّت من طاحت العصا ونتج عنها ضوضاء مزعجة ، لعنت سطّام تحت انفاسها ونطقت : اخ ي بِكر نهيّان اخ !
مشت تقفلت الباب ورجع يفك ، عضّت شفايفها السُفلية لثواني ونطقت : ماشاءالله وش أسوي الحين ؟
فتحت الباب على مصرعيه ونطقت : كذا أحس بسمعه اذا جاء ولا ؟
مشت تدخل وشغلت الماء ، ابتسمت مِن تذكرت باب الغرفة الأساسي ومشت تطلع راسها وركضت تقفله وصرخت : مافيه مفتاح حشى !!
قفلته ومسك وظل مقفل ، ابتسمت تقول : أهون صراحة
مشت ودخلت للحمام وردت الباب وراها وشغلت الماء تدخل تحته تأخذ دش ..
~ مواقف الشقق ~
نزل من سيارته ولفّ من دق جواله ونطق : نعم أزعجتني والله
نايف نطق : أنت وينك ؟؟
بجاد نطق بحدة : يخوي وش تبي ؟ شوي وأجيكم
نايف زفر بغضّب وقال : أبوي يبيك
بجاد : صرفه شوي وأجيكم قلت
قفل الجوال ورماه بالسيارة ، تنحنح يعّدل وقفته ومشى يشوف لوحات السيارة يغطيها البلاستر الأسود ، مشى يركض مع السلالم ، هو جهز لكل شيء من مشى سطّام وطلع من الأسوار وهو يتبعه وعرف وين ساكن وبأي طابق ورقم شقته ، بيبدأ أول انتقام له ، وصل للطابق المقصود والغرفة المنشودة ، سحب سكينته وسلاحه الكاتم ودق الباب بهدوء ..
~ عند اسرار ~
طلعت من الحمام وكحت من الكتمه أثر باب الحمام المفتوح ، والبخار منتشر فالغرفة ، مشت تضبط المنشفة وتثبتها ، فتحت الشباك كامل وابتسمت تشوف الإطلالة ونطقت : لا صراحة ذويق
رجعت بخطواتها وسرعان م سكنت تسمع الباب يدق ، طرى عليها عِقد وركضت لأجل تسبق سطّام قبل يرجع ، فتحت الباب وتوقف قلبها من شافت شخص متلثم وم وضح منه الا السواد اللي يكسيه من أعلى راسه لأخمص أقدامه ، بلعت ريقها ومدّت يدها تقفل الباب لكنه جرحها بالسكين ، صرخت برعب وتوسعت عيونها من كمية الدم اللي نزلت ، مشت تركض داخل وقفلت الباب عليها وهي تبكي ومتوترة ، الباب مافيه مفتاح ولا فيه شيء تحتمي فيه ، صرخت من أنفتح الباب بكل قوته وطاحت على الأرض ، نزل لمستواها وثبت السلاح على راسها ، ولا شيء منه واضح حتى عيونه ولا كان يتكلم واكتفى بالصمت ، كانت تحسّ بعروق يدينها بتتفجر من الخوف والتوتر ونطقت : لا تذبحني تكفى !
لاحظت سكونه وضربت رجوله وطاح ، ركضت تمسك منشفتها على جسدها تستره ، لكنها هوت بالأرض من أطلق على رجلها اليمين وأطلق بظهرها وكتفها ، ضرب راسها وفقدت الوعي علطول ، مشى يركض وطلع علطول من الشقة وركب سيارته واختفى علطول ..
~ حيّ الياسمين ، بيت عِقد ~
سحبت الشنطة الصغيرة بأغراض اسرار داخلها ومشت تطلع ، ركبت سيارتها وشغلتها ورفعت جوالها من دقت ظبيه ونطقت : ايوه بيبو وصلتوا ؟
ظبيه بتوتر نطقت : يمه كثير وأصواتهم شتوية صدق أغنياء
ضحكت عِقد وقالت : معتوهه !
ظبيه ابتسمت وقالت : تعالي وينك ؟
عِقد : جايه
ظبيه : بسرعة تكفين
ابتسمت ونطقت : تمام
ضغطت على إغلاق المكالمة من شاشتها ومشت ترجع وتطلع من بيتها ، فتحت الواتس وزفرت بملل ونطقت : حلو شكلو نست ترسل اللوكيشن لي !
وقفت عن الإشارة واتصلت فيها وم وصلها رد ، قفلت وقالت : معقولة أخذت دش ؟
فتحت تطبيق مشترك بينها وبين اسرار من مدة طويلة ، وشافت موقعها وابتسمت تتجه له ، وبعد دقايق وصلت للموقع ونزلت للمواقف تحت ، نطقت بأستغراب : غريب المكان ؟
نزلت ومشت للمصعد ، صعدت عليه وزفرت بغضّب ونطقت : ودحين ؟ كيف حعرف الشقة ؟
ضغطت الاستقبال ومشت تنزل ومشت ، ابتسمت من شافت الموظفه ونطقت : أهلاً
الموظفه ابتسمت وقالت : أهلين كيف أقدر أخدمك ؟
عِقد : ازا ما عليكي أمر ابى رقم شقة صاحبتي
الموظفه ابتسمت ونطقت : معليش سامحيني مقدر أساعدك
عِقد : لا أنتي مافهمتيني ضروري أشوفها
الموظفه : اعذريني
زفرت بغضّب وقالت : تعالي معايا طيب ازا ماتوثقي !
الموظفه : لو سمحتي أمشي قبل أنادي السكيورتي
مشت عِقد ونطقت : أعصابك الله والأمان ماشاءالله
رفعت جوالها تتصل بأسرار لكن ماوصلها رد ، زفرت بغضّب وجلست ع الكراسي تنتظر ..
~ الرتز كارلتون ~
كل الحضور موجودين وكل الأسماء موجودة ، زفر بغضّب وقال : وينك ي سطّام !
نهيّان طلع مستعجل وقال : أخوك وصل ؟
سلمان لفّ وهز راسه بالنفي ، زفر نهيّان بتوتر وقال : اتصل عليه طيب !
سلمان ابتسم وقال : ودي بس تعرف
نهيّان مسك ذراع سلمان وهمس بحدة : ماهو وقت مشاكلكم
سلمان زفر بغضّب يطلع جواله ، ماكان رقم سطّام بسجل الإتصالات الأخيرة مثل أي أخ وأخوه ، بحث عن رقمه واتصل عليه ينتظر رده ..
~ سيارة سطّام ~
ابتسم يستلم الأكل ولفّ لشاشة سيارته ، توسعت عيونه بصدمة من شاف أسم سلمان وزفر ضيق صدره يرد ، نطق سلمان وقال : أبو الشباب وينك فيه ؟
سطّام : موجود
سلمان : أستعجل الضيوف وصلوا
سطّام : بالله ي أبو رواف أشغل أبو سلطان شوي وأجي
سلمان : طيب عجل
قفل الإتصال وزفر بضيق ، مشى يتجه لشقته البعيدة ومع زحمة شوارع الرياض ماوصل الا بعد أربعين دقيقة ، زفر بقرف ينزل من السيارة ويطلع للمصعد ، لفّت عِقد من نزل المصعد ووقفت تضغطه بكل سرعتها ، صعد سطّام وطلع للطابق الأول وانفتح وابتسمت تنطق : كويس لحقت عليك
سطّام نزل راسه وقال : هلا بالمحامية
ركبت عِقد وقالت : ع أساس زيتونه ترسل الموقع بس شكلها أنشغلت
سطّام : البيت فاضي وش بتنشغل فيه ؟
عِقد : اش يعرفني ؟
سطّام ابتسم وقال : أمشي
مشت تنزل معه ومشى لباب شقته ، انحنى ينزل الأكل ونطقت عِقد : أساعدك ؟
سطّام : ابد ابد ارتاحي
سحبت يدينها ووقفت تنتظره ، دخل المفتاح ولفّه فالقفل وطلع مفتوح ، زفر بغضّب وقال : ماشاءالله ولا كأني قايل لا تفتح لأحد !
دفع الباب يدخل ووقف وراه ومشت عِقد تدخل ، لفّ يعطي البيت ظهره وقفل الباب ، صرخت بأعلى صوتها من شافت الدم منتشر على الأرض وطلقة رصاص طايحة بالأرض ، فزّ يركض ووقف بصدمة يشوف اسرار غارقه بدمها اللي واصل للمطبخ ، طاحت الأكياس من يده وركض لها يرفعها ، ماكان منها نبض ولا حياة ، جثه هامدة على الأرض لها ساعة وأكثر بالوضع ذا ، كانت تصارخ ومفجوعة وتبكي ومنهارة ماتدري وش تسوي ولا تدري شلون تتصرف ، لفّ ونطق بصعوبة : إتصلي على الإسعاف الآن !!!
طاحت على الأرض تبكي ومرعوبة وتكرر أسم اسرار ولقبها المعروف ' زيتونه ' ، صرخ وقال : الإسعاف يالمحامية !
سحبت شنطتها برجفتها وطلعت جوالها ، كانت ترجف والرؤية ضبابية بشكل سيء أثر دموعها ، وماهي قادرة تثبت جوالها من الرجفة المستحيلة اللي سيطرت على عظامها ، إتصلت وصرخت من وصلها الرد وقالت : صاحب..صاحبتي أطلقوا عليها النار !! صاحبتي لا تروح
عرفوا بالموقع والحالة من عِقد المنهارة ، وكانت واقفة بصدمة ومشت لعندها وغمضت عيونها بقوة وقالت : يارب يارب تكفى ياربي لا تروح عن دنيتي يارب أعطيها روحي بس ماتروح مني
طاحت على الأرض ولمت نفسها وبكت بحرقة ، وبالنسبة لسطّام كان واقف بدون حركة يشوف الرصاص مخترق جسدها وهي طايحة بيده ، رفع عيونه من دخلوا الشرطة والإسعاف للشقة وركضوا لها ، كان يشوفهم يشيلونها من حضّنه بالضبط مثل أمه وكيف سحبوها أهله من يدينه وكيف خذوها للقبر ومن وقتها روح سطّام راحت معها ، وشلون بيعيش نفس الأحداث ومع شخص هواه شخص يحبه ولا يرضى عليه ، شخص بدأه على نفسه وحطه فوق الكل ، كان واقف ودموعه متحجرة بعيونه ترفض النزول ، صرخاته متمسكة بحنجرته وترفض الخروج ، هو لو ينهار بيرتاح لكنه ظل ثابت وصحصح من ضربه الشرطي ونطق : أنت من ؟؟
رفع عيونه بصعوبة ونطق ببحة صوته : زوجها
الشرطي : وش صاير هنا !!
سطّام وقف على رجوله ونطق : تسألني ؟؟
لفّ الشرطي لعِقد اللي نطقت وهي تمسح دموعها : جينا من برا وشفناها بالشكل دا
سطّام أخذ نفس ونطق : ضروري نحضر الحفل
عِقد توسعت عيونها وقالت : تستهبل صح ؟؟
سطّام نطق ببرود : أجل ؟ نخرب فرحة سلطان وظبيه
عِقد صرخت بوجهه وقالت : مايهُمني تسمع !
سطّام : عِقد اسمعيني روحي وغطي عليها..
هزت راسها بحسرة ونطقت : حسافه فيك كل شيء صراحة
سطّام نطق بحدة : بتروحين للحفل يعني بتروحين وافهميها
وقفت تطالع عيونه واستوعبت ، يبيها تروح وتشوف من المفقود والشخص الغير موجود ، شخص بيجي متأخر بعد جريمة قتل ، هزت راسها بنعم وكمل : اسبقيني وتكفين حاولي
عِقد ركضت للحمام وجددت مكياجها برجفة يدينها المبالغ فيها ، طلعت تركض ونطقت : طمني
سطّام هز راسه بالإيجاب ومشت تركض تبي تسبق المجرم للحفل ، لفّ سطّام يشوف دمها وركض يلحق الإسعاف ، ركض يركب جنبها وضبط منشفتها على جسدها ، غطاها ولفّ للممرض من نطق : أرتاح نبضها مستقر
زفر راحة باله وغمض عيونه ، قطرت دموعه المالحة تجرح وجنتيه وغطى وجهه بيدينه وبدأ يدعي ويلفظ أسمها بالدعوات والرجاء لربه ، شّد على يدها ونطق : بتكون بخير ؟
الممرض : أكيد فيه مضاعفات بس المجرم كان هدفه واضح وهو إنه يبقيها على قيد الحياة لأنه صوبها بثلاث طلقات وكلها كانت بأماكن بعيدة عن الأعضاء الحيوية
سطّام لفظ تحت انفاسه : ثلاث ي عديم الانسانية !!
رفع عيونه للممرض ونطق : وين ؟
الممرض : بفخذها وبظهرها وهي الأخطر لأنها قريبة من الكلى والأخيرة بأعلى كتفها الأيمن
سطّام زفر براحة ونطق ببكي : يارب لك الحمد شفت الدم براسها وفقد كل أحاسيسي
ابتسم الممرض وقال : لا لا بعيد الشر اتوقع جرحت نفسها وقت طاحت
سطّام رفع نفسه يبوس راسها ونطق : الله يسلم راسك ي بِكر محمد ولا يفقدني حسّك عافية وسلامة عليك وقايمة بإذن الله وخارجه من الشر
وصلوا للمستشفى وغطاها بالكامل وركضوا الطاقم الطبي ينقذونها ، مشى معهم لحّد م وصل للباب ونطقت الدكتورة : وجودك مابيسوي لها شيء تقدر تستريح أو تتفضل
سطّام اخذ نفس ونطق : طمنوني عنها
الدكتورة : أكيد سجل بياناتها وبياناتك وبيوصلك خبر أول واحد
مشى سطّام من تقفل الباب ودخلوها العناية المشددة ، مشى للأستقبال وسجل كل البيانات ونطق تحت انفاسه : أنا م تركتك ووعد أجيك من تصحين لكن بدور الفاعل ولو إنه دفن نفسه بسابع أرض والله لا يطلع ويتحاسب على كل فعايله
مشى يطلع واتجه للشقق بيشوف كل الكاميرات ، لأنه وعلى معرفته الكاميرات ذكية وتتعرف على الشخص من وجهه أو حتى عيونه ، وصل يدخل ومشى مع الشرطة يشوفون الكاميرات ..
~ فالرتز كارلتون ~
وصلت عِقد وهي تنتفض من هول الموقف ، نزلت ووقفت بصدمة تشوف بجاد داخل بكل سرعته وأسفل لوحة موتره متعلق فيها بلاستر أسود ، توسعت عيونها على مصرعيها وطلعت جوالها تصور بكل جهة ، نزل يركض وصورت شكله وركضته وكل شيء وثقته ، هي ماتدري عن شيء لكنها مستعدة تتهمه وتقاضيه ولو أنه ظلم ، إتصلت على سطّام ولا وصلها رد ، اخذت نفس ومشت تدخل للقصر ..
~ قسم الرجال ~
وسط الدوشة والزحمة والحشود ، دخل بينهم يختلط فيهم ويتعطر ويتبخر ولا كأنه سوا شيء ، هو شرع بالقتل وبدم بارد ولا أهتز كيانه ، هو دعس على قلبه من لحظة معرفته بزواجها وطلع من المجلس وهو يحترق وزادت حطب ناره من شافها تركب مع سطّام وسحب سلاحه وأقدم على فعلته ، هو جهز نفسه لكنه غبي وبأول جرايمه كان غبي من حيث البصمات ووقت وقع على الأرض ، بينتهي لو يلاقون وراه شعره وحدة بس ، فزّ برعب من مسكه نايف ونطق : وين ذلفت !!
بجاد : رحت أشوف لي خوي وجيت
نايف : تعال أبوي يبيك
مشى مع نايف ووصل لبتال ونطق : سمّ ؟
أبو بجاد رفع عيونه ونطق : وينك من ليل ؟
بجاد : قريب
أبو بجاد : خلك جنبي
بجاد ابتسم بتوتر ونطق : أبشر
وقف جنب أبوه والعالم يرقصون ويباركون ويقدمون بالهدايا والمعونة حُبًا في سلطان ومعزة له ، لفّ سلمان يقول : أخيرًا
مشى سطّام له ونطق : ابطيت ؟
سلمان بحدة نطق : لا على وقتك ، تستهبل !!!
سطّام : سلمان تكفى تكفى أبعد مني
سلمان ارتخت ملامحه ونطق : فيك شيء ؟
سطّام بلع ريقه وهو يرجف وهز راسه بنفي ، لمس وجهه ونطق : سطّام وجهك يولع !
سطّام : أخذت دش وجيتكم عشان كذا وين أبو سلطان ؟
سلمان صدّ ونطق : واقف هناك
مشى سطّام يترنح وعيونه تطلع شرار وكلها تتوجه لبجاد ، عِقد أرسلت له كل الصور وماقدر يخفي غضبّه ، كم يتمنى يطيح على بجاد ضرب ولا يرحمه ابدًا ، وشلون لو يتثبت عليه الجُرم يمكن يقتله ولا يرف له جفن ، لفّ من مسك نهيّان ذراعه ونطق : وينكم ؟؟
سطّام جلس وسحب نهيّان يجلس معه ونطق : يبو سلطان تكفى يبو سلطان
نهيّان نطق بصدمة : سطّام علامك ي أبوي ؟؟
سطّام فتح ازرار ثوبه ونطق : اسرار
نهيّان توسعت عيونه وقال : سلامات ؟ فيه شيء !
سطّام بلع ريقه بصعوبة جدًا ، شلون بيقول أنها تصاوبت وهي على ذمته ، أُطلق عليها وهي بشقته وببيته وداخل غرفته ومنشفته تحتضّنها ، شلون بيتكلم وبيفصح وهو لو الود وده يتوسطهم ، يصارخ بأعلى صوته وييفصح عن نار جوفه ، لو الود وده كسر وجه بجاد بكفوفه العاريه ، استوعب من نطق نهيّان بحدة : سطّام !!
فك نسفة شماغه ورجع ينسفه ونطق : سمّ ؟
نهيّان : اهرج وشفيك !
سطّام : ماحصل شيء بس أقصد زينها وجمالها وكماله..
قاطعته الغصة وصدّ علطول يوقف ، ضحك نهيّان وقال : طلع الموضوع كذا ! أعقب م هقيتك رهيف
مشى وهو يحسّ بالدنيا تلفّ فيه وتدور ، وقف من مسكه مطلق وطاح يحتضّنه ، انصدم مطلق ومشى يطلع فيه للخارج ونطق : خيير وشفيك !!
سطّام نزل وجهه وطاح يتكي على الجدار ، نزلت دمعة أحرقت وجهه وجرحت وجنته وخدشت قلبه ، فزّ مطلق له وقال : أخوك يالهَاجس !
سطّام اخذ نفس ونطق : مطلق هدّوا حيلي فيها ي مطلق أوجعوني بها وكسروا ضلعٍ من ضلوعي بدون رحمة
مطلق مسك راسها يسحب شماغه يثبته على كتفه ، جلس قباله ونطق : تعوذ من ابليس ! وش صاير عندكم
سطّام : بِكر محمد بالمستشفى
مطلق نطق بحدة صوته : وش تقوول أنت !!!
سطّام : بدال م أغرق بتفاصيلها غرقوني بدمها ي مطيليق وصار لها عكس م كنت أتخيله كنت متحمس أشوفها بفستان من تصاميمي وكنت ملهوف لحضّنها ! أنا ضميتها لصدري وهي طريحة ي مطلق طاحت بين يديني ولا ذكرت إنها حاوطتني كانت شبه ميته
مطلق مسكه مع ياقته يصحيه ونطق : انقل لي العلم كامل يالهَاجس !
سطّام طاح على كتف مطلق ، ورفع مطلق ذراعه يشّد عليه وينطق : شّد ظهرك فيني وألزم عمرك تكفى يالهَاجس لا تفك نفسك في زواج أخوك أصبر وتصبر
سطّام : هي بخير وأنا واثق فيها ماتروح وهي م أنتقمت وأحرقت بتال وأهله وكل شخص أوجعها ولعل اللي صار فيها دافعة بلاء عننا أنا وهي وخاتمة شر يارب
مطلق مسح على ظهره ونطق : هذا العشم فيك وذا كلام رجال يبو وفاء خل إيمانك بالله قوي وما بيهزك ريح بعد إذنه
سطّام وقف ونطق : عِقد بتقولك اللي حصل
مطلق : أنا في وجهك يارب !
هو خايف يسمع منها وتنهار تبكي عنده ولا يقدر يضمّها ، قام يدخل مع سطّام هم لازم يتصرفون بطبيعة لأجل ييصدون بجاد ..
~ قسم الحريم ~
كانت واقفة وتنتظر الزفه بفارغ الصبر ، تبي الليلة تنتهي وتروح لزيتونتها وتتطمن عليها وتريح ضميرها المشغول والقلق ، زفرت بتوتر ومشت تجلس بجانب صافية ، لفّت صافية ونطقت : وين اسرار ؟
عِقد حسّت بالغصة تحرق بلعومها كامل ، بلعت راس العصفور وحسّت فيه يجرح حنجرتها ونطقت بأبتسامة زائفة : بتطول شوي
صافية زفرت بملل وقالت : يوه طيب الزفه قربت
عِقد زفرت براحة ونطقت بهمس مسموع : حمدلله
لفّت صافية لها وقالت : صادقة والله
ابتسمت عِقد تبلع ريقها وتشوف الحضور الهائل ، م كان واضح وش بيصير الليلة ، كانت بتجي وتشوف جمال اسرار وطلتها وملامحها اللذيذة وذوقها المعتاد ، كانت تستنى كشختها وإطلالتها بفستان من يدين زوجها ، هي من عرفت وهي ميته حماس ، لكن أنخمد كل شيء واندفنت فرحتها وحماسها بعد اللي صار ، هي لسى م أنفجرت ولسى م طلعت اللي مكتوم بصدرها ولا تقدر تروح لظبيه وتنكد عليها ، اكتفت بإنها تبلع ريقها بصعوبة وتمنع دموعها تنزل ، لفّت لجوالها من دق ونطقت : أهلين أروى وحشتيني !
أروى ابتسمت وقالت : شالأخبار ؟
عِقد : مافيه حاجه جديدة ليش اتصلتي ؟
أروى : عِقد بابا جالو عريس يطلبك
عِقد زفرت بغضّب وقالت : مو وقتو مره مين هوا ؟
أروى : ولد عمتو لبابا
عِقد : رافضه..
قاطعتها أروى وهي تقول : مالك رأي الدنيا حوسه هنا
عِقد اخذت نفس وقالت : اش صار اشرحيلي !!
أروى : تعرفي فريد مايسكت ، حكى لأبويا سالفتك مع وصال وعرف كل حاجه وقال أنا بزوجها ومحد بيتدخل
عِقد : طيب ؟
أروى : يعني ي ستّي ضروري تجين للمدينة لعقد القرآن
عِقد : مو صاحية أكيد ! أقولك رافضه
أروى : وأرجع احكيلك انو مالك رأي
عِقد : خلاص أخرجي منها بيني وبين بابا
أروى : بكيفك
قفلت الجوال ورمته داخل شنطتها ، لفّت أنظارها للزفه ودخول سلطان وما استوعبت انها كاشفه ابدًا ، ظلت على وضعها تتأمل دخول ظبيه للقاعة مع درج واسع يزينه الورد من كل جهة ، متمسكة بيد مطلق وتمشي معه لسلطان ونهيّان على المنصة واقفين ، دخل ضاحي وهو يركض ومسكها مع يسارها وضحكت بحُب وقالت : لا خلا ولا عدم
مطلق لفّ يبي يشوف ظبيه لكن طاحت عينه عليها ، وهي ساكنه بمكانها وبدون غطا ولا جلال يسترها ، اخذ نفس يصدّ عنها ووقف من تقدم سلطان ومسكها ومشت معه ، عضّ شفايفه يسدّ مجرى دموعه ، كم يتمنى يشوف أبوه وهو يزف أحد بناته هو لوحده زف صافية لمشعل والحين جاء دور ظبيه لسلطان ، وكم يتمنى يشوف فرحة أمه ببناتها لكن أكتفى بإنه يعطيهم عمره وسعادته ووقته لأجل مايشكون لأحد غيره ، توسعت عيونه بصدمة يشوفها تركض له بفستانها وتضّمه ، تمردت دموعه عليه ونزل راسه على كتف ظبيه يجهش بالبكاء ، ظبيه اللي كبرت على يدينه ، توفوا أهله وتركوه مع ظبيه بعُمر السنتين والنصف وضاحي أبو الأشهر ، كبروا على يد مطلق وصافية ، وقضوا كامل عمرهم مع مطلق بحكم زواج صافية وهي بسّن الثانية والعشرين وكبروا معه ، ابتسم يمسح دموعه بشماغه ونطقت : جعلني م أبكيك
ابتسم مطلق يبوس راسها بحنّية مُفرطة ونطق : يارب يارب
لفّت ترجع للكوشه تمسك يد سلطان ، كان بيمشي للمجلس لكنه شافها توقف وهي تمسح دموعها ، هي انهارت من شافت دموع مطلق ماتدري ليه ، يمكن اعتادت على صلابته وقوته ورجولته وماكان ينقصها الا دموعه ، لحقها يطلع وراها ، تذكرت وانعاد عليها مشهد اسرار وطاحت على الأرض تبكي ، هي كانت تكلمها ومتأكده انها بخير وضحكت معها ، ضربت بيدها جبينها وهي تبكي وتحسّ بقلبها يعتصر ، ماتدري من وين تلاقيها أبوها والخطيب ولا اسرار ولا مطلق اللي بيهوي ويطيح داخل هاوية وبتظلمه جدًا فيها ، رفعت راسها من سحبها مع يدها يوقفها على حيلها ونطقت وهي تمسح دموعها : مطلق
مطلق : ليه البكى يبنت أيمن ماعاش من بكى عيونك !
عِقد اخذت نفس وقالت : ولا شيء أنسى
مطلق : عشان بنت محمد ؟
ميّلت شفايفها وبكت بدون صوت ، اخذ نفس ونطق : قولي لي وش مكدر خاطرك
عِقد وسط شهقاتها نطقت : حرام اللي قاعد يصير حرام تضيع نفسك معايا والله حرام !
مطلق رفع حاجبة وقال : وشدخل اللي بيننا..
قاطعته ونطقت : بابا جايب عريس لي ويقولون مالي رأي
مطلق ارتخت ملامحه ونطق : ينتظر
عِقد : أنا ماشيه الليلة للمدينة
مطلق : ينتظر قلت !
عِقد تأففت وهي تبكي ونطقت : والله كنت حاسه وقلت لك من أول أنا وأنت..
قاطعها مطلق من قرب ونطق : أنا لك وأنتي لي أنتهى
بكت علطول وقالت : مطلق أمانه أستوعب
مطلق بحدة نطق : مافيه شيء نستوعبه الا أن كان ماودك فيني هذا شيء ثاني
عِقد : أبي سعادة بابا وفرحة ماما
مطلق ابتسم بصدمة يشوفها قدامه ونطق : ومطلق طز فيه وفي مشاعره كذا بترمين بي عرض الحايط !
عِقد نزلت راسها ونطق : عِقد !
رفعت عيونها بصدمة من نطق بأسمها ولأول مره ، اخذت نفس وقالت بصعوبة : الله يستر عليك
مطلق : والله وشوفيني أحلف معاد أرجع
عِقد شّدت ع قبضتها ونطقت : ما أملك شعور لك وغير كذا صعب طريقنا من بدايته وأحسن لي ولك نوقف هنا..
قاطع كلامها من سحبها لحضّنه ، انتفض قلبه وشعوره اختبص ، رفع راسه يثبته على كتفها ونطق : بتأكد بس من سالفة المشاعر
حاوطت ظهره وابتسم ينطق : نصابه وخوافه
أبعدها عنه وقال : كلمي أيمن أنا جاي نهاية الأسبوع
مشى يتخطاها ووقفت بصدمة تتأمل ظهره وهو يمشي مبتعد عنها ، ودها تركض وتعيد الحضن وتعيش فيه لأبد مؤبد ، ابتسمت ابتسامة عريضة هي نست كل شيء يألمها من حضن صغير واكتفت بالابتسام وركضت تدخل ، وبالنسبة لمطلق نطق بـ ' نصابه وخوافه ' يقصد انها تنصب عليه بقولها إنها م تكُن له مشاعر وخوافه لأنها تخاف وبشدة تخاف تحبه وتتعلق ويتركها ، وصال ترك بصمة داخلها ولا قصر ابدًا وجاء وقت تصحيح الرؤية عندها ومن أرجل وأشهم رجال آل يزيد ، بِكر مشبب وأشجع عياله ..
~ قسم الرجال ~
واقفين يحترون سلطان وسيارته ، طلع بعد فتره وتقدموا أخوانه يصارخون ويلعبون بسيوفهم ، ضحك لهم وقال : العقبى عندكم !
سطّام ابتسم وقال : قريب قريب
سلطان ابتسم له يقفل شباكه ويمشي للمطار علطول ، لفّ لنهيّان وابتساماته ونطق : أبو سلطان سرينا ؟
نهيّان : سرينا
هذام ابتسم يكمل رقصه مع ضاحي ، ضحك سلمان ونطق : يارب يارب ماتنتهي السنة الا وزواج هذام حاصل
هذام صغّر نظراته ونطق : ترا السيف بجنبي
ضحكوا كلهم ومشوا يطلعون لسياراتهم ..
~ فالمستشفى ~
صحت وشّدت على المفرش من شدة البرودة ، تشوف كل شيء مشوش أثر الرؤية الضبابية ، اخذت نفس تشوف احد الممرضات تركض لها ومسكت ذراعها ونطقت بصعوبة : أنا مرتاحة لا تنقذوني خلوني..
انقطع كلامها من غابت عن الوعي ، وضغطت الممرضة على الزر واستدعت الطاقم الطبي الخاص بحالة اسرار ، ركضوا كلهم وطاروا لها ووجدوها فاقده الوعي وداخله غيبوبة لآجل غير مسمى ، اخذت نفس الدكتورة ونطقت : صحت ؟
الممرضة وهي مرتعبة : ايه
قالت لهم كل اللي حصل وإن اسرار استقرت ووجدت راحتها باللاوعي ، بالمكان الأكثر دفء بالرغم من رجفة اطرافها ، مكان شافت فيه ناس ماتعرفهم لكنهم أقرب لها من روحها ، ماودها تصحى ابدًا وبقت جثه هامدة على فراش بأحد غرف العناية المشددة بعيدة كُل البعد عن الرسام وصاحبة عمرها وجميع من عرفت بعيدة وعجبها البعُد ولا تبي ترجع ابدًا ..
~ عند مدخل المستشفى ~
نزل وترك بشته بجانبه ومشى يدخل ، وصل للأستقبال وطلب يدخل لها ورفضوا ، لفّ بغضّب يشوف الدكتورة نفسها وركض علطول وقال : بشريني
الدكتورة : للأسف على حالها
اخذ نفس ونطق : م صحت ؟
الدكتورة ماكان عندها علم واللي دخل على اسرار وحده ثانية ، نطقت بحزن : مع الأسف
سطّام : طيب بشوفها
الدكتورة : والله لو ماهو ممنوع كان ساعدتك
سطّام : ورا الزجاج راضي
الدكتورة هزت راسها بنفي وقالت : المعذرة منك تقدر تتفضل وأول م يصير تطور بجيك وأقولك
اخذ نفس يترك شماغه على كتفه وألتفت يمشي ، قالوا له ممنوع يدخل ولا بيده حيله بيروح يريح لحّد م يكتفي بذاته ويمّل من هواجيسه ويثبت لنفسه انه جاهز لمعركة جديدة ..
~ بيت سطّام ~
واقف يحتريه يطلع ولفّ من فتح الباب ونطق : مطلق أرحب
ابتسم مطلق يمشي له ويسلم عليه ونطق : مطولين هاه ؟
مطلق ابتسم وقال : صار لنا أسبوع وشذا الدلع ؟
سطّام : مر اسرار على طريقنا
مطلق : ماوصلك خبر عنها ؟
سطّام هز راسه بنفي ونطق : وعِقد أختفت
مطلق : راحت لديار أهلها
ركب بجانب مطلق ومشى يحرك من الموقع ، اخذ نفس ونطق : سلطان كلمك ؟
سطّام : ايه قبل أمس وصلوا زيلامسي
مطلق : الله يبارك لهم
سطّام ابتسم وقال : امين وعقبالك
مطلق : بتوظفني ؟ اعرست لك الصبح
ضحك سطّام وقال : يعني العروس جاهزة ؟
مطلق : هجت العروس ولعاد سمعت لها صوت
سطّام : اح سحبت عليك يعني ؟
مطلق نطق بنرفزة : أقطع بس
ضحك بصوت عالي وقال : أبشر
وقفوا عند المستشفى ونطق : أعجل علي بنتظرك
سطّام : شويات وأجيك
نزل يركض للمستشفى ومشى مطلق يصف موتره فالمواقف ، دخل وابتسمت الممرضة من شافته له اسبوع يروح ويرجع ولا تركها يوم ، ابتسم وقال : بشروني ؟
الممرضة : طلعت المؤشرات الحيوية لها وتوضح لنا إنها ماهي فاقده الوعي مجرد وهم هي جالسه تجبر نفسها عليه
سطّام ميّل راسه بعدم فهم ونطق : شلون يعني ؟
الممرضة : اسرار اوهمتنا كلنا انها دخلت غيبوبة لأنها وجدت راحتها بعيد عن العالم ولما طلعت لنا المؤشرات الحيوية كانت كلها كويسه وتدل إنها صاحية
سطّام ابتسم وقال : أقدر أشوفها ؟
الممرضة : أكيد تفضل معي
مشت ولحقها سطّام وهو مستغرب ، هي ليه سوت كذا وما اشتكت لأحد رغم الألم وعدد الطلقات اللي فيها ، وش مقصد الممرضة وقت قالت ' وجدت راحتها ' ابتسم وقال : ماكنه بدري على الاستسلام ؟
دخل للممر ونطقت الممرضة : أول يوم فعلاً كانت غايبه عن الوعي لكن بعده كله كذب كلمها وشوفها بأول غرفة على اليسار
هز راسه بالايجاب ومشى يبتعد عنها لغرفة اسرار ، ابتسم وهو واقف ونطق : عيب ماجبت ورد !
رفع جواله يشوف كم الساعة ، هو لمح محل بنفس المستشفى وركض له وجاب توليب ومشى يرجع ، وقف عند الباب واسند الكرت عليه وكتب " لا بأس ياروحي وياقلبي لا بأس طهوره مأجوره ومتعافيه ي حَرم سطّام " ابتسم يدخل وشافها تغمض عيونها ونطق : افا ماتبين تشوفيني ؟
فتحت نصف عين وضحك بخفه وقال : جبت لك ورد يا أجمل من الورد
جلس وهي مازالت مصره ماتفتح ، ابتسم يرفع يده ويثبت سبابته وأبهامه على شفايفها ، فزّت برعب وتوتر تحسب القُبلة حصلت ، ضحك وقال : حلو ماشاءالله صحيتي أشوف ؟
زفرت بغضّب تصدّ عنه وتألمت من كتفها ، ابتسم وباس راسها بقوة وقال : اخر مره تفكرين تخليني سامعة ؟
ابتسمت بخفه واخفتها لأجل مايشوفها ، ابتسم يمسك يدها وينطق : أسبوع يالظالم ! أسبوع ماهنالي نوم ولا راحة أسبوع وأنتي تكذبين علي وعلى الدكاتره
لفّت له وقالت بفهاوتها : أما مر أسبوع ؟
ابتسم واستهَل وجهه ينطق : حي ذا الصوت اللي جعلني أبطي مافقدته
ابتسمت من ردة الفعل حقته وكانت ابتسامتها مُهلكة بالنسبة له ، لكنها سرعان م أخفتها وقالت : تزوجوا ؟
سطّام شّد على يدها ونطق : منهم ؟
اسرار : سلطان والظبي ؟
سطّام ابتسم وقال : يسلمون عليك من زيلامسي
اسرار : الله يسلمهم ويبارك لهم
سطّام : امين يارب بتقومين ؟
اسرار نطقت بهمس : صراحة اكتفيت من الراحة
سطّام : لا إذا تشوفين نفسك باقي تعبانه ارتاحي
اسرار هزت راسها بنفي وقالت : بطلع للبيت
سطّام : بيتي ؟
اسرار شّدت ع قبضتها بيده ونطقت : خايفه
سطّام : ماقلنا الشقه ي بِكر محمد
اسرار هزت راسها بمعنى ' فهمت ' ونطق : تتذكرين شيء ؟
اسرار : وجه ؟
سطّام هز راسه بالايجاب ونطقت : لا
سطّام : طيب هيئة جسد علامة بيد صوت ملامح خفيفه اي شيء ؟
اسرار هزت راسها بنفي وقالت : كل شيء فيه أسود
سطّام : تتوقعينها من أحد ؟
اسرار بخوف نطقت : م أتوقع أأكد لك إنه بجاد ولا بتال
سطّام ابتسم وهذا كان أول شك واللي ماكان الا متيقن ومتأكد مثل اسمه ، شّد على يدها وقال : بجاد
اسرار : عرفتوه يعني ؟
سطّام : ورفعنا قضية بنبدأ الجمعة
اسرار هزت راسها بالايجاب ونطق : يعني بكره
اسرار : طيب يالرسام طيب
ضحك وقال : وحشتني الكلمة ذي جدا
اسرار ميّلت شفايفها لثواني ونطقت : م يوحشك غالي
سطّام : قولي ماتوحشك اسرار لأني ماعهدت أحدٍ غالي غيرها
اسرار لفّت تجلس بتوتر ونطقت تغيير الموضوع : عِقد ؟
سطّام ابتسم وقال : بديار أهلها
عبّست بملامحها ومشت توقف لكنها ماقدرت من ألم رجلها ومسكها علطول وقال : ماتقدرين ؟
اسرار : بقدر بقدر
سطّام ابتسم ينرفزها وقال : ليه ماتصيرين نفس البنات وتقولين لا شيلني
لفّت عليه بعيونها الحادة رُغم تعبها ونطقت بحدة : لو ماكنت أحتاجك كنت تلملم وجهك من الأرض !
سطّام توسعت عيونه وضحك بخفه : تصعيد تصعيد خطير
اسرار همست : وجودك جنبي لوحدنا وبهالمكان هو الشيء الوحيد اللي يسمى خطر
سطّام نطق بسخرية : وشو خلصت الأماكن يوم أطمع فيك هنا ؟
توسعت عيونها بصدمة وحسّت بحرارة دمها تتجمع بوجنتيها ، تتمنى لو تقدر تضربه الحين بس ماتقوى لأنه ماسكها بذراعها اليسار واليمين مصابة ، وغيرها من إصابة قدم وأسفل ظهر ، شّدت عليه وقالت : بتتحاسب ي بِكر نهيّان
سطّام ابتسم من تهديدها ونطق : تعافي أول وأرمي نفسي لك لا تشيلين هم
اسرار : وين رايحين ؟
سطّام : للبيت
هزت راسها بالايجاب ومشت معه يوقعون لها خروج وأدوية ومن هالشغلات ، هو اتصل بمطلق وخبره باللي حاصل وانه بيرجع للبيت بسيارته اللي بيجيهم فيها صادق وتفهم مطلق إنه محتاج وقت طويل مع اسرار ، ليلهم طويل وجدًا ..
~ في المدينة المنورة ~
طلعت من غرفتها تمشي ، هي ماقدرت تقنع أبوها بمطلق لأنها انحشرت بأسئلة أخوانها وأبوها عنه ، وش يسوي لأجل معاشه ووين ساكن ومن هالأشياء لكنها قدرت وبصعوبة تأخر من الخطوبة وتعطي مطلق وقت ، جلست على الكنب وفتحت جوالها تتصل فيه ووصلها صوته وهو يقول : مرحبا ؟
عِقد قامت توقف ونطقت : كويس رديت
مطلق : كويس تذكرتيني
ابتسمت وقالت : سلام
مطلق : عليك السلام وبسألك هو ضميرك حيّ ؟
ضحكت بعبط وقالت : لا صراحة وترا انخطبت
مطلق ببرود : مبروك منك المال والعيال ان شاءالله
قطع الإتصال وانصرعت تضحك من رده وعصبيته اللي يحاول يخفيها ، اخذت نفس وقالت : معتوه معتوه والله !!
رجعت تتصل فيه وماوصلها رد ، عضّت شفايفها السُفلية لثواني ونطقت : دحين كيف اقنعو ؟
مررت أصبعها ودقت على رقم سطّام ، لفّت اسرار تشوفه فالصيدلية يشتري أدويتها وسحبت الجوال وابتسمت من شافت ' المحامية عِقد ' ردت علطول وظلت ساكنه تسمع اللي بالجهة الثانية تقول : سلام
اسرار ابتسمت وقالت : عليكم السلام..
قاطعتها من صرخت بصدمة وقالت : زيتونة أمي !!
ضحكت اسرار وقالت : فقدتك مره صحيت وأنتي مو موجودة
نزلت دموعها وهي مبتسمة ونطقت : افداكي أنا والله افداكي جايه ي أمي !
اسرار : لا ارتاحي وتعالي فالليل
عِقد عبّست بملامحها وقالت : مايخصك انكتمي حمشي دحين !
ضحكت بخفه وقالت : على خشمي
عِقد ابتسمت بوسع ثغرها ونطقت : اخ يالفرحه الحمدلله ع سلامتك وآخر أوجاعك يارب
لفّت تشوفه طالع وكيس الأدوية بيمناه ، نطقت : امين يدنيتي طمنيني ترا فتحت جوالي
عِقد : عيوني لِك ي زيتونتي
ابتسمت تقفل وترجع جواله ، ركب بجانبها ونطق : تخيلي بجاد رفع استئناف للقضية ! مريض ذا والله مريض
اسرار : وين الحين ؟
سطّام : والله البيت وشفيك تسألين ؟
اسرار بسخرية : جاني زهايمر
سطّام ابتسم بسخرية ونطق : أحسن شيء تفكيني من مبالغ كبيرة وسواليف كويس نسيتي
اسرار احتدت ملامحها ونطقت : المهر وبكسر ظهرك فيه !!
ضحك بصوت عالي وقال : عجلي طيب كم تبين قبل أطفر !
اسرار : ست ملايين
سطّام نطق بصدمة : هذا طال عمرك تشترين أراضي وتعمرين نصها فيه وتشترين أفخم السيارات ، معليش بس شسالفة متزوج مقاول ولا وش حشى !
اسرار ببرود نطقت : علمتك
سطّام : كويس مافيه مؤخر بعد
اسرار ضحكت بسخرية وقالت : ناويها طلاق ؟
سطّام : طبعًا مين بيتحمل مصاريفك إذا أولها ملايين ! وأنا أقول ليش هالوقت كله تختارين رقم ماشاءالله
اسرار : يقولك السيل مايبطي الا من كبره
سطّام : فكينا
ابتسمت وهي تطالع للشباك وقالت : يوصلني المبلغ الليلة
سطّام لفّ الدركسون بيد وحده ونطق وهو يتنهد : عز الله أبتلشنا
ضحكت بخفوت وحسّ فيها ، ابتسم ومشى يتوسط شوارع الرياض متجهين لبيتهم ..
~ فالديرة ، العزبة ~
هز راسه بالايجاب وقال : ايه متأكد
أبو صيته : وأنا شاري والله يبارك لك
ابتسم مطلق وهو يتأمل الحله وكيف فضت ، باع كل النياق لعيون غنوج المدينة وأرخص العشرة والحلال اللي عيشه طول هالمدة لأجلها ، ولا هو نادم ، مشى يركب الشاص وبيده شيك بقيمة ضخمة جدًا ، ضخمة لدرجة مايستوعبها عقل بدوي مثل مطلق ، بحكم إبله المزايين وأغلبها سومها يطلع فوق للملايين ، مشى للديرة ودخل اسوارها للمرة الأخيرة بحياته ، نطق بصوت عالي : جاهز ي ضويّحي ؟
ضاحي طلع يركض بالشناط وكل ملابسه هو ومطلق ، ركبها بالصندوق ومشى يمسك الحبل ونزل مطلق يربط الأغراض معه ، انتهوا وركب ضاحي ونطق مطلق : بأخذ الشايب
هز ضاحي راسه بنعم ومشى مطلق يبتعد لحّد م وصل للمجالس ، دخل واشر له حمد بصمت بمعنى ' خلصتوا ' وابتسم مطلق يهز راسه بالايجاب ومشى له ، طلعوا ومطلق يدفع جده بالكرسي المتحرك ، ركب الشاص وبمساعدة ضاحي ومطلق وربط الكرسي المتحرك الخاص بجده مع الأغراض وانطلقوا يطلعون من الديرة للرياض بعد ماباعوا المجالس وبيت مطلق والمزرعة كاملة ، طالعين جيبوهم بطرانه من الفلوس والأرقام الخيالية اللي بحساباتهم ، وقت تصفى الحسابات ويبين الظالم وينتصر المظلوم ، ناوين بتال وولده والباقيين بأسوء النوايا وأشد العواقب ..
~ النمسا ، زيلامسي ~
طلعت من الغرفة وهي تضبط حجابها ومشت لغرفته ، لهم أسبوع ينامون بعيد عن بعضهم ، لخاطر ظبيه ماقرب سلطان وهو لو بيده ماتركها لأنها حلاله وأبسط حقوقه ، ضربت جرس غرفته وطلع علطول ونطق : أخت مطلق !
ظبيه ابتسمت وقالت : سلطان مشينا ؟
سلطان : توكلنا على الله
مشوا بعيدين من بعضهم ، هي خذت سلطان لأجل تتعرف عليه بشويش وتتعرف على العالم الخارجي معه ، ماهي مستعجلة ابدًا تخطي خطواتها الأولى بحُبه أو حتى تعترف له ، تشوفه صديق سياحي لا أكثر ولا أقل ، وسلطان وده يخالفها ويمشي بالحُب ويسلك دروبه معها ، وده يكون كل كلامهم رومانسي ويغرقون ببعضهم أكثر وأكثر ، لكنه بيصبر ولو طال الزمن فيه بيصبر لأجل دُره مثل ظبيه ماوده يخسرها علطول بسبب تسرع غبي منه ، يدري بيجي اليوم اللي تتقبله ظبيه وتحب قربه ولا ودها يفارق عينها ، يدري بتجي الأيام اللي يسابقونهم عيالهم ويكبرون معهم ، الدنيا طويلة والأيام بينهم كثيرة وسلطان بيصبر وينتظر ، لفّ يشوف أحد المحلات للفطور ونطق : نفطر أول ؟
ظبيه هزت راسها بنعم وكمل وهو يقول : وش ودك فيه ي أخت مطلق ؟
ظبيه : طبق أومليت وعصير برتقال وجزر فريش
سلطان : حلوين
دخلوا وحجز سلطان أحد الطاولات بالطابق العلوي على مطل جبال ونهر ، مشت تتبعه وهو يتبع الموظف حتى دلهم عن مكان طاولتهم وسحب الكرسي لها ، رفع سلطان حاجبة بغضّب ونطق : حشم وجودي طيب !
لفّ الموظف لسلطان وسرعان م أستوعب ومشى علطول يبتعد عن طاولتهم ، سحب الكرسي لها ونطق : أخت مطلق
مشت تبتسم وجلست وقالت : غيور أشوف ؟
جلس وقال : قلة أدب وأنا مزهريه قدامه ؟؟
ظبيه : طيب هو يمكن متعود
سلطان بعصبية : وأنتي جاز لك الوضع ماشاءالله أشوفك تدافعين عنه ؟!
ضحكت ظبيه بصدمة ونطقت : كيف فكرت فيها !!
سلطان : تستهبلين واضحه
ظبيه : روق خلاص عاد !
صدّ سلطان عنها وابتسمت بوسع ثغرها ، حارمته جمال صفّ اللؤلؤ وغمازاتها ، صدّت تدري بالرجال السعوديين وكيف غيرتهم على حَرمهم ، مشى نفس الموظف يتقدم وينطق لهم طلبهم أملى عليه سلطان طلباتهم وأعتذر مرارًا وتكرارًا وصدّ سلطان منه ومشى يجيب طلبهم ، لفّ لها من لاحظ سكونها وشافها تتأمل فيه ، هي حبت كيف مارضى ولا رد ابدًا على الموظف وهذا دليل أنه ماندم على غيرته ولا هز داخله ذرة شك ، وكانت داخله جو بالفصيح ولا هي يمه ابد ، ضحك ونطق : ‏يا الله كيف تتأمليني وكأني كل انتصاراتك !
استوعبت ظبيه على نفسها وتنحنحت تعدل وضعية جلوسها وأردفت : متى بيوصل الفطور
سلطان ابتسم لأنها تغيير الموضوع ونطق : مابيطول
ظبيه بدأت تلفّ بنظراتها وتتفحص المكان وتتأمل بالمناظر وخلقة ربها قدامها ، أشياء ماطرت ببالها يوم من الأيام ومناظر حتى بمنامها ماحلمت فيها ، مبسوطة وجدًا وتشوف زواجها من سلطان بيغيير الكثير والكثير فيها ، انتهوا من فطورهم ومشت وراه يركبون سيارة فاخرة استأجرها وانطلقوا للفيلا الخاصة اللي تطُل على أحد الأنهار ، نزلت تبي تدخل ومشى يفتح لها الباب ودخلوا اثنينهم ، اخذت نفس تنزل أغراض البقالة على الطاولة ووقفت بصدمة تتأمل جمال المنظر ، وكيف غرفتهم كلها زجاج وتطل على المسبح وبجانبه النهر ، فزّت برعب من حاوط بطنها ولامس ظهرها صدره ، ثبت دقنه على راسها ونطق : حلو ؟
ماقدرت تردف بحرف واحد ونزلت عيونها تشوف كيف يدينه محاوطه بطنها ، هو وده يستعجل بالأمور ووده مايرجع للسعودية الا وهي متعودة على حركاته ، سلطان أكثر واحد رومانسي بين أخوانه يحب الكلام العذب ويحب الأحضان والأشياء الرقيقة اللي تلامس القلب ، عكس ظبيه اللي تعودت على المصافق والمهابد بين أخوانها ، عضّت شفايفها ونطقت : سلطان تكفى
سلطان ارتخى من نطقت بأسمه وقال : عيونه ؟
ظبيه تمسكت بيدينه تبعده عنها وتركها ، مشى يجلس بالصالة وفتح اللابتوب الخاص فيه هو مشغول وبشكل أساسي لأنه مدير الإدارة بشركة ' 𝐻𝒶𝒿𝑒𝓈𝒮𝓊𝓁𝓉𝒶𝓃 ' بدأ يشتغل يحاول يمسك نفسه منها ويتركها على راحتها تجول بالفيلا ، وبالنسبة لظبيه فعلاً ركضت تختفي من أنظاره ودخلت غرفة النوم وسكرت عليها مرتين من الرعب ، هو ولأول مره يقدم ويتحرك ويوضح لها صدق مشاعره وهي ابدًا ماكانت جاهزه ولا تدري متى يجي اليوم اللي بتكون فعليًا جاهزة لسلطان ..
~ بيت سطّام ~
دخل بسيارته للبيت ومشى ينزل ، فتح بابها واستندت عليه تمشي معه ، دخلوا للداخل على ريحة العود وبُن القهوة السعودية ، وكيك صغير أنكتب عليه ' سلامة روحك يابعد هالروح ' ابتسمت من لطافة الاستقبال ونطقت : ما أنت بسهل ي بِكر نهيّان
سطّام ابتسم وقال : ولا أنتي الهينه عندي قدرك عندي رفيع مستوى !
ابتسمت تجلس على الكنب وسحبت جوالها ، رفعته تلقط أشياء للذكرى سواء دامت الأوضاع على هالحال ولا بتشوفها وهي تبكي بعدين أن حصل خير ماهو بشر ، لفّت له من قام مستعجل وما سألت ابدًا ، طلع من عندها يركض وسكنت بمكانها ماتنكر توترها لكنها ماتبي تقلق نفسها وهي توو طلعت من الخطر ، بقت لوحدها بهالبيت الضخم تنصت لسكونه وهدوء جيرانه
ابتسمت تجلس على الكنب وسحبت جوالها ، رفعته تلقط أشياء للذكرى سواء دامت الأوضاع على هالحال ولا بتشوفها وهي تبكي بعدين أن حصل خير ماهو بشر ، لفّت له من قام مستعجل وما سألت ابدًا ، طلع من عندها يركض وسكنت بمكانها ماتنكر توترها لكنها ماتبي تقلق نفسها وهي توو طلعت من الخطر ، بقت لوحدها بهالبيت الضخم تنصت لسكونه وهدوء جيرانه ، تتأمل تحُفه وزينته ولوحاته وألوانه رغم إنها ماهي أول زيارة لها ومن المحتمل تكون الأخيرة ، رفعت عيونها بهدوء لحليمة اللي نزلت ونظراتها ماتطمن ابدًا ، أخذت نفس وقالت : أكيد إنك حليمة ؟
حليمة رفعت حاجبها وقالت : ايوه حليمة بس مين أنتي ؟
ابتسمت اسرار ونطقت بلطف احترامًا لسّن حليمة : غريب ماعرفتيني ؟ م قالك الرسام عني ؟
ضحكت بسخرية وقالت : المفترض أعرفك يعني ؟ يمكن مالي نية ولا لي شرف أعرفك
وقفت بصدمة وقالت : وش تقولين أنتي !
حليمة مشت لها ونطقت : فهمتي مقصدي أتوقع وأتمنى ماتكلميني مره ثانية أو حتى يجي بيننا نقاش
كانت مصدومة وجدًا من أول حديث لها مع حليمة ، وللأسف أخذت الانطباع الأول عنها ، شافت شلون ناظرتها من فوق لتحت ومشت تتخطاها ، شّدت قبضتها وزفرت بقرف ترجع تجلس ، ابتسمت بسخرية وقالت : الواضح بتبدأ حرب بيني وبين هالحليمة !
سحبت جوالها تنزل الصورة على السناب وتكتب عليها ' ترحيب دافء جدًا ، مرحبًا بعودتي ' وتلاحقتها الرسايل والكل يتحمد لها بالسلامة والأغلب يسأل عن سبب غيابها ، رجعت تنزل صورة ثانية وتكتب عليها ' الله يسلمكم جميعًا ، مجرد حادثة أفضل أترك تفاصيلها لنفسي ' بدأت تتسلى على جوالها متناسيه من سطّام وخروجه المريب ..
~ على حدود الرياض ~
واقفين عن مفرق طريق وينتظرون سطّام ، هم وبالصدفة لقوا لوحة طايحة بعيدة كل البعد عن الرياض ، ولا زالت مغلفة بشكل محكم لكنها تحوي فجوة كبيرة بمنُتصفها ، لفّ عقيل لهاني ونطق : والله صدفة !
هاني نطق وهو واقف واللوحة فوق راسه يستظل فيها ، كان متمسك بأطرافها لأجل البصمات : صادق والله بس وش فرق اللوحة متدمرة
عقيل : سطّام يبيها لو مايبقى منها الا جزء بسيط
هاني : عساه يحصل منها شيء
حسن نزل من السيارة ونطق : جاء جاء
وقف جنب الخط ونزل من سيارته وقال : عيال العم
تقدموا له يسلمون عليه ، لفّ لهاني ونطق : الحمدلله الا والله هي !
ضحك هاني وسلم عليه وقال : ذيب أقولك لمحتها وحسن طاير يمشي ميتين
ضحك سطّام وقال : انشهد بالله ذيب
حسن : والحين وش بتسوي ؟
سطّام : لقينا الدليل وعلى خط الديرة حقتهم
ضحك عقيل وقال : حمار ذا حاطها على طريق بيوتهم ؟؟
سطّام ابتسم وقال : كويس إنه حمار
حسن : وش رايك تغدينا قبل نسافر ؟
سطّام : مرحبا ومسهلا والله لو إني داري بوجودكم كان من أول عزمت وطلعت معكم بس توو عرفت من اتصال عقيل
عقيل : خيرك سابقك والله
هاني ابتسم وقال : مشينا يعيال شمس القوايل سلختني
سطّام : الحقوني
عقيل ابتسم يمشي مع سطّام ونطق : بخاويك
سطّام : عز الخوي والله
ركب عقيل وركب سطّام بجانبه ، رفع جواله يتصل بأسرار ووصله صوتها وهي تقول : أهلين ؟
سطّام : أنا جاي ومعي عيال عمي
اسرار ببرود : طيب ؟
سطّام : جهزوا غداء وخلي حليمة تساعدك
اسرار رفعت حاجبها وقالت : الله يكثر خير المطاعم وابلكيشنز التوصيل !
سطّام نطق بحدة : قلت جهزوا
اسرار : لا ترفع صوتك !!
سطّام : لا تحديني طيب
اسرار ضحكت بسخرية وقالت بحدة : وبعدين كيف تبيها بس ؟ يدي اليمين مكسورة وظهري مُصاب تستهبل !
سطّام مسح وجهه ونطق : عشان كذا قلت حليمة تساعدك
اسرار : خلاص أجل دق على حليمة وخلها تسوي لك غداك يالشيخ سلام !
قفلت الجوال بوجهه وزفر بغضّب ، أرسل لها رسالة يقول فيها : خليني أجي وأشوفك ماسويتي شيء
دعس على البنزين ينطلق بأعلى حدود السرعة بسيارته راجع للبيت ..
~ بيت سطّام ، جناح اسرار ~
مشت تطلع من المصعد وتمشي بهدوء وبحذر ، فتحت الباب وشافت غرفة كبيرة جدًا بحمامها ، مشت تدخل ورفعت جوالها من وصلت لها رسالة ، فتحته وتكت على الجدار وشافت رسالة من الرسام وقرأت مضمونها وسرعان م ارتسمت ضحكة سخرية على شفاها ، مررت أصابعها وكتبت له : ماحولت المهر وبكل طولة وجه تبيني أسوي اللي تبيه بعيدة على شواربك ي بِكر نهيّان تمشيني على هواك !
قفلت جوالها وقفلت الباب وراها بالمفتاح ، مشت تدخل الحمام بكل هدوء وحذر وفتحت الدش ، تاركه كل شيء وراها من أشخاص وأوامر وسواليف ، حسّت بحرارة دموعها تجري مع المويه اللي غمرتها ، تتذكر الأنثى اللي زارتها بحلم طويل وقت غيبوبتها بأول ليلة ، تتذكر تفاصيل وجهها اللي عجزت تميزها ولأول مره تشوفها وتتذكر كلامها وصوتها الغير معروف لمسامعها ، كانت فالحلم تركض وراها وتضحك وتناديها بـ ' أمي ' عضّت شفايفها من تمردت شهقاتها عليها وبكت بكل حزن على حالها ، كانت أنثى جميلة بقد جمال اسرار وبجمال الحلم وشكلها وصوتها ، رفعت وجهها تسمح للمويه تضرب وجنتيها وملامح وجهها ، انمزجت دموعها واختفت بشكل تدريجي ، عضّت شفايفها من ألم ظهرها والغرز اللي فيه ، وكانت مايلة على رجلها اليسار لأجل تخفف الثقل على اليمنى المصابة ، بعد شور مريح طلعت بهدوء وفتحت الدولاب تشوف ملابس بجميع الأنواع والأشكال وبمختلف الألوان ، ابتسمت تشوف رسالة على أحد الملابس مكتوب فيها : زيتونتي ! لبس الغالية وترا أعطيتو المقاسات وهوا اللي شراها حتعجبك لأن يقولو محد يشكك بذوق سطّام .
ابتسمت تطلع لها ملابس ونطقت : حلو الذوق لكن الألوان متكررة !
فتحت دولاب الملابس الداخلية وشافت رسالة ثانية ، فتحتها وكان مكتوب فيها : كل اللي هنا من عندي أنا ماتخافي لسى مايعرف مقاسك لكن عصب وقالي قريب حيتحرش ويعرف !
ضحكت بصوت عالي من طرافة عِقد ، واخذت لها كل اللي تحتاجه وقفلت الدولاب ومشت تلبس وترطب جسدها وتتعطر من عطرها المميز ، ابتسمت من جمال ريحة العطر وجمال شكلها فالمراية ، مشت بهدوء وانسدحت على السرير تفتح رسايل الإيميل الخاص فيها وشافته متفجر من كثر الرسايل ، أخذت نفس وشافت أكثر من محاكمة طالبين حضورها واختارت أبعد وحده من حيث التاريخ ، لأجل تنشغل بالقضية وهي فالبيت ولما يجي موعدها تكون تعافت شوي ، قفلت جوالها ولفّت تاخذ دواء من الأدوية لأن وقته حان وسرعان م جاءها خمول ونامت ..
~ بنهاية حيّ الصحافه ~
فيلا ضخمة جدًا وتفاصيلها خيالية ، ابتسم يصافح البايع ونطق : عالبركة ان شاءالله
حافظ ابتسم ونطق : الله يبارك لك ي مطلق
مطلق ابتسم وقال : ماقصرت والله يبو حامد
حافظ : والله ولا تعتبره شيء وتعال للعشاء أنت والشيبه لنا سنين ي مطلق ماشفناك والله ماشوف اللي صار صدفة
ابتسم مطلق يمسك كتفه ونطق : أبشر عطني رقمك
حافظ ابتسم يملي الرقم على مطلق ونطق : أشوفك الليلة ؟
مطلق : اعتبرني عندك
حافظ : ودعناك الله
مشى حافظ يطلع ويكون خوي من أخوياء مطلق القديمين ، أيام الدراسة وبالصدفة تذكر مطلق رقمه واتصل فيه وطلع بالفعل عنده فيلا وكان مطلق جاهز ، وشراها ومشت أموره كلها بعد ما أنتهى من فكرة البيت ، بيت كبير جدًا يقدر يضُم حمد وضاحي ومطلق وبنت سِت المُدن ، دخل يمشي فيه ويتفحصه كان واضح الشغل السليم فيه ، والسباكه والكهرباء كلها مية بالمية ، ماناقص الا يروح ويخطبها من أبوها ويجيبها للرياض ببيته ، رفع جواله يشوف اتصال فائت منها وابتسم ينطق : داري إنك تمزحين بس بربكك غصب
كان بيتصل فيها لولا خروج حمد وهو يدفع نفسه ونطق : متى بتشتري الأثاث ؟
مطلق : الليلة بنطلع ونجيب أثاث لغرفتك أنت وضاحي وباقي البيت بخليها تأثثه على ذوقها
حمد ابتسم وقال : منهي ؟
مطلق : بو مطحس
ميّل حمد راسه بعدم فهم ونطق : منهو !!
ضحك مطلق وهو يلعب بسبحته ونطق : غنوج المدينة يبو محمد
حمد : حدد غنوجه ولا بو مطحس ؟
مطلق : أغار على أسمها قولوا لها بو مطحس وتفهمكم
حمد : لا بالله ؟
ضحك مطلق وقال : علامك !
حمد : ترا بتضرب الزبيرية بجبهتك تكلم زين منهي !
مطلق : والله ماقول أسمها صاحي يبو محمد !
حمد : لا أنت تبيها من الله وأبشر بها
رفع زبيريته وركض مطلق من صقعت بظهره ، وتكى على الباب الرئيسي يضحك وقال : وشفيك ترضى أقول أسم سلوى ؟
حمد رفع حاجبة وقال : ماهمتني الجنية ذيك ومطلقها منزمان وأنت تدري بس ناشبه ناشبه تقول عيالي كيف أخليهم وهي تعقب عشان بيتها اللي بنيته لها حسافة فلوسي والله
ضحك بصوت عالي وقال : مايصلح يبو محمد ! وأبشر أسمها عِقد
حمد ابتسم وقال : ماشاءالله هي صديقة بنيتي اسرار صح ؟
مطلق : الله عليك يالذاكره ماشاءالله
حمد : والله إنها كثيرة عليك بس وش نسوي وأنا جدك
توسعت عيون مطلق وضحك حمد وابتسم مطلق له ، طلع ضاحي يركض وقال وهو يلهث : ماخليت ولا زاوية كل البيت يجنن تكفى ي مطلق بنصير من الطبقة المخملية !!
مطلق : وشفيك أنت !
ضاحي رفع طرف ثوبه وربطه عن خاصرته وبدأ يهز وهو يغني ونطق : بجيب الشقراء من امريكا
طارت عيون مطلق وسحب سبحته بيده ونطق : أخوك يالهَاجس صدق !
صرخ ضاحي يركض وأنطلق مطلق وراه ، كان يلعنه ويسبه وهو ميت ضحك ويركض ، ابتسم حمد وقال : الله يصلحكم
رجع بكرسيه يمشي في حوش البيت ، حوش مليان نخل وأشجار وواسع وشرح ، ابتسم بوسع ثغره مبسوط بالأجواء وأن البيت ذا بيصير له ولضاحي ومطلق وحَرمه أن قالها الله ، وهو يدري أنه لولا الله ثم مطلق ما أخذ حمد كامل راحته وقضى آخر أيامه تحت سلطة بتال ..
~ المدينة المنورة ، قصر أيمن ~
كانت تسمع صراخه وهو غاضب ولأول مره توصل لرفعة الصوت بينهم ، رجعت شعرها بكامله خلّف ظهرها ، بللت شفايفها ونطقت : بابا ممكن تفهمني
أيمن بحدة : تردين ولد عمي لأجل بدوي حتى نفسه م أسسها ؟ قولتي لي حعيش على كلامو الحلو بس للمعلومية كلنا نقدر نقول كلام حلو ! ماعندك سبب وأسبابك تدل على جهلك وأنا وصلت لحدي بس لهنا وخلاص سوري م أرمي بنتي على شخص ما أدري مين هوا ! وناسية وصال وسواتو ؟؟ سكت له عشانك أنتي بس وأذاكي وجيتي لأخوانك تبكي ومنهارة وين إيمانك يبنتي ! المؤمن لا يلدغ من نفس الجحر أكتر من مره !
عِقد : بس هوا إختياري ! أشبك بابا لاتزعلني
أيمن : العصر عقد القرآن أخرجي
توسعت عيونها بصدمة وقالت : م حرضى وما حتزوجني إجبار فين عايشين !!
أيمن ضرب المكتب وصرخ : عِقد أبوكي يتكلم أخرجي !!!
مشت تطلع لغرفتها بغضّب ، زفرت خنساء بتوتر وقالت : أشبك على البنت ! وفهمني ليش مستعجل ؟
أيمن نزل كاسه الموية ونطق : ماتعرف مصلحتها ! اش معنى أتزوج شخص م أسس حياته ولا هو جاهز يكون شريك لها بس عشانو يقولها كلام حلو !! متى صار هالشيء عادي ؟؟
خنساء : ايوه صح هيا غلطانه بس برضو بأسلوب حلو تقدر تفهمها
أيمن لفّ بغضّب ونطق : لا تبرري لها أنا ماشي والعصر كلكم موجودين لعقد قرآنها
مشى يطلع من البيت ، وقفت خنساء تشوف أروى نازله وتقدمت لها تنطق : ماما أشبها عِقد ؟
خنساء مسكت كتف أروى ونطقت : تخاصمت مع أيمن
أروى : دلوعة صراحة
خنساء : ماندري قد إيش يعني لها مطلق ؟
أروى ضحكت بصدمة وقالت : ماما حتى أسمو بدوي مره !
خنساء : غريب جدًا بس حلو يدُل على حرية الشخص وأندفاعه بالحياة
أروى : معلمة العربي مو وقتو لو تشوفي ؟
ضحكت خنساء وقالت : بس عجبني أسمو وقلت معناه
أروى ضحكت تبوس راس أمها ونطقت : اش حيصير ؟
خنساء : بنعقد لها على يعقوب ونخلص
أروى : أصدمك ؟
خنساء : أبهريني
أروى جلست وقالت : كذبت على مطلق وقالت أنو يعقوب أخوها من الرضاعة !
خنساء توسعت عيونها بصدمة وقالت : مستحيل !!
أروى : وربي يزعل مره !
خنساء : اش حيصير لو يوصلو خبر ؟؟
أروى : صراحة م فكرت بس الله يستر
خنساء جلست بتوتر ونطقت : مو صاحية عِقد مره مجنونه
أروى زفرت بملل وقالت : اصلاً برضو يعقوب حيوان وحركتو مره وسخه ! اش معنى أكلم بابا وأخطب بنتو عشان أثبت بس أنو أنا مو أخوها من الرضاعة ؟؟
خنساء : أكيد كان يحُبها ولما سمعها تقول كدا فهم أنو بينها وبين مطلق حاجه وقرر يسبقو !
أروى : اخ ماما والله حرام ازا هيا ما تبى يعقوب ليش نجبرها فيه واضح مو كويس اساسًا !
خنساء : صاحية ؟ محامي والكل يعرفو ولما سألت عنو الكل مدح وماسمعت كلمة وحدة مو كويسه عنو !
أروى مالت على الكنب بتعب وقالت : بكيفكم سوو اللي تبغوه
قامت خنساء ترقى الدرج لأجل تتفقد حال عِقد اللي أكيد إنها مو بخير ابدًا ..
~ فالديرة ~
وقف يمشي لولده ونطق : بكره أول الجلسات
بجاد : هي خربانه خربانه والله م أدخل السجن الا وأنا منهي حياتها !
أبو بجاد ضحك وقال : أتحداك
بجاد بغضّب قال : بتشوفون كلكم بتشوفون
مشى يطلع من عندهم ، لفّ أبو بجاد على نايف ولده وقال : وأنت سويت اللي قلت لك عليه ؟
نايف هز راسه بالايجاب وقال : وخذوها معهم
أبو بجاد : حلو بنتأكد من جهاز التعقب اللي على القنبلة متى بيوصلون للبيت
نايف فتح اللابتوب حقه ونطق : باقي دقيقة ونص
أبو بجاد ضحك بسخرية وقال : التيس يحسب بنعطيه اللوحة على طبق من ذهب بدون مانجهز شيء ؟؟
نايف وقف وقال بعجلة : وقفت السيارة
أبو بجاد سحب الجهاز ونطق نايف بحدة : أصبر !!
جلس مكان نايف لثواني معدودة ورجع يوقف من عطاه نايف الضوء الأخضر وضغط الزر بدون رحمة ..
~ بيت سطّام ~
كانت صاحية من ألم داهمها وقامت من سمعت صوت سيارته ، مشت تشوف من شباك غرفتها الواسع وشافته ينزل وأحد عيال أعمامه معه ، توجه للشنطة وسحب اللوحة منها وقفل السيارة ، مشى عقيل يساعده بحكم حجم اللوحة الضخم والفجوة كانت تمويه لأجل مايفتشون اللوحة ويفحصونها ، ومن خطو خطوة للأمام أنفجرت القنبلة وطاروا أثنينهم معاكسين لبعضهم ، شهقت بقوة وركضت وصرخت بحدة من تفجرت غرز قدمها اليمنى وسالت الدماء بغزارة ، عضّت شفايفها وبكت وهي تركض لأجله ، تمسكت بالدرابزين وهي تشاهق من الألم الفظيع اللي تحسّ فيه ، وصلت وأخيرًا للطابق السفلي وركضت للحوش ومشت تركض حتى وصلت له ، كان واقف على رجوله وبصعوبة كبيرة ، مسكته ونطق بصدمة : اسرار رجلك !
اسرار نطقت بحدة : أنت بخير ؟؟
سطّام هز راسه بالايجاب ولفّها وراه لأجل مايلمحها عقيل ، بكت برعب وألم وقالت : وش صار وش !!
سطّام مسك راسها ونطق : كيف م استوعبت إنه فخ كيف ؟
اسرار نطقت ببكي : لو أنفجرت فالسيارة اخ يارب الحمدلله !
سطّام ابتسم وقال : حصل خير أدخلي بشوف عقيل وأجيك
اسرار هزت راسها بنعم ومشى فيها لحّد م وصلت للكنبة بمنتصف الصالة ، رجع يركض لعقيل اللي تضرر بشكل أكبر ، ومسكه وقام ونطق : أخو هاني وش حصل ؟؟
سطّام : تفجرنا وأنا أخوك
عقيل مال وفقد توازنه وفزّ سطّام يمسكه وقال : عقيل فيك شيء ؟؟
عقيل نطق بحدة : لا تصااارخ ! م أسمعك !
توسعت عيونه بصدمة وقال : سطّام م أسمعك ي سطّام !!
سطّام ضمّ راس عقيل لصدره وقال : اهدأ عشان الإنفجار اهدأ
عقيل بدأ يتنفس بصعوبة وصدره يطلع وينزل بتوتر ، الدماء تنزل من أذانه ويرجف برعب ، عضّ شفايفه ونطق : يبو نهيّان م أسمعك والله !
تركه سطّام من سمع الباب يدق ، زفر بغضّب ونطق : والله لا تتحاسب يالكلب !
فتح الباب وتقدم شرطة الحي ونطق الضابط : سمعنا صوت عالي من هنا انتوا بخير ؟
سطّام نطق بجدية : أطلبوا الإسعاف ولد عمي مصاب
الضابط : الان
لفّ سطّام يشوف الدمار اللي حصل بالحوش ، مرر أنظاره يشوف جزء كبير من اللوحة صامد وما تأثر ابدًا ، مشى له ونطق بصوت عالي : حضرة الضابط فيه أثار من الكمين يمكن يحمل بصمات
دخل الضابط يمشي ونطق : لوحة ؟
سطّام نطق بصدمة : وكأنك ماتدري وش شغلتي ؟
الضابط ابتسم وقال : أول شيء خطاكم الشر وألف لا بأس وأدري يولد نهيّان أدري لكن شلون كمين في لوحة
سطّام : مادري بس الأكيد إنه فيها بصمات
الضابط : خلاص الإسعاف برا وبعدها بتتفضلون معي لأجل نستجوبكم
سطّام : أنا بخير بس بشوف زوجتي داخل
الضابط ابتسم وقال : ع البركة الزواج يبو نهيّان
سطّام ابتسم بهدوء وقال : الله يبارك فيك
مشى الضابط يطلع ومعه المسعفين وعقيل معهم ، دخل للبيت وتوسعت عيونه بصدمة يشوفها قدامه مغمى عليها ومايله على الكنبة ، مشى يركض لها وشاف كمية الدم اللي نزلت منها ونطق بحدة : أمي حليمة !
مشت تطلع من المطبخ وهو كان متأكد من عدم وجودها فيه وقت دخل اسرار للبيت ، نطق بحدة : وينك منها !!
حليمة ابتسمت ابتسامة عريضة مريبة وقالت : ماشفت والله
سطّام نطق بصدمة : لا تجننيني ! اسرار بكبرها ماشفتيها ؟
حليمة نطقت بغضّب : تصارخ علي عشانها ؟؟
عضّ شفايفه وشالها يطلع فيها للمسعفين برا ، سحب شماغه يغطيها فيه ونطق : هنا هنا
مشت أحد المسعفات له ونطقت : بسم الله وشفيها ؟
سطّام : إصابة سابقة ولسى ما ألتئم الجرح
المسعفة : اوكيه بسيطة ان شاءالله
نظفت الجرح وعادت خياطته بشكل دقيق ، لفّت الشاش وسحبت أحد الشناط تخرج منها معكاز ونطقت : رجاءًا تحاول ماتمشي عليها ابدًا فالفترة الجاية
سطّام : مستحيل تتكرر
المسعفة : بالسلامة
سطّام : الله يسلمك شلون بتصحى ؟
المسعفة : لونها سليم والواضح انها مافقدت دم كثير ومجرد خافت وتوترت
سطّام ابتسم وقال : يعطيك العافية
المسعفة : بالسلامة ان شاءالله
لفّ يرفعها من جديد بين يدينه ويمشي فيها للداخل ، نزلها على الكنبة ونطق : أمي حليمة ؟
طلعت من المطبخ ونطقت : ايوه ؟
سطّام : مامسحتي الدم
حليمة : مستحيل امسّه صاحي أنت !
سطّام : ماني فاهم حركاتك هذي ؟ زوجتي ترا وشفيك فجأة !
حليمة : وإذا زوجتك ؟ بتكذب وأنت تطالع بعيوني وتقول أني أحبها وتحبني ؟؟
سطّام اخذ نفس ونطق : بيننا أظن ليه شاغله بالك ؟
حليمة نطقت بغضّب : لأني سمعتها تكلم واحد ثاني أول ماطلعت لغرفتها ! بإختصار هي ماتشوفك شيء !
سطّام وقفت الدنيا فيه للحظة ، يعرف حليمة ويعرفها زين مرضعته وأمه الثانية بهالدنيا ، ويعرف إنها لو بتكذب مابتستفيد شيء ، مسك شماغه يشيله من على اسرار ونطق بصدمة : أنا ماشي لاتحسبوني للعشاء
حليمة ابتسمت وقالت : بحفظه ي أمي أنت
طلع من عندهم مصدوم ، لو كلامها صدق بيندم وبينتهي من شّدة ندمه لأنه تعب لأجل يوصل لهالمرحلة وآخر شيء تكلم واحد غيره ، لكنه مايحسّ بشيء ابدًا مايشم ريحة خيانه ابدًا ولا يتوقعها من اسرار ولا هي حركاتها ، هو مشغول بسالفة بجاد واللوحة والقنبلة ويتوقع انشغاله بيدوم أشهر لأن السالفة ماهي سهلة وبجاد ماهو عدو هيّن ، بينشغل عندها وبيرجع وعقله صافي وبيصفى له الجو ، وقتها بتكون تعافت بشكل كبير وبيبدأ يجهز لزواجه فيها ، ركب سيارته يشغلها ونطق بهدوء : كويس ماصار للسيارة شيء !
فتح جواله علطول واتصل بالبنك وبلغهم عن حاجته للمبلغ وعطاهم رقم حساب اسرار وتحول لها المبلغ كامل ، ارسل لها بالواتس وكتب : وصلك المهر تعافي مايجوز تباطين علي وأنتي عارفه مايحصل عرس بدون عروس بنشغل هالأيام وداعتك نفسك .
قفل جواله ومشى يلحق الإسعاف للمستشفى ..
~ المدينة المنورة ، قصر أيمن ~
دخلوا للبيت ومعه عمه وولده يعقوب ، ابتسم وقال : زارتنا البركة يبو يعقوب
ابتسم أبو يعقوب ونطق : الله يرفع قدرك يولدي
مشوا يدخلون للمجلس ونطق يعقوب : زي م أنتَ عارف يولد عمي جايكم لأجل عِقد
ابتسم أيمن وقال : والله تبشرون بكل خير بس ثواني أشوف لكم البنت
مشى يدخل للداخل وأرتطمت فيه أروى وهي تنطق : بابا عِقد ماهي موجودة !!
توسعت عيونه بصدمة ومشى يطلع لغرفتها ، دخلوا وشافوا باب الشرفة مفتوح والسلم نازل للحوش الخلفي ولا في لها أي أثر ، ضرب درابزين الشرفة ونطق بحدة : هيّن ي عِقد !!
أروى ضحكت بخفه وقالت بهمس : أختي أختي !
ابتسمت خنساء ونطقت : تعجبني تدري ليش ؟
لفّ أيمن وجنون الأرض والسماء فوق راسه ونطق : إيش ؟؟
خنساء : هي بحركتها هادي وضحت لك أنو مستحيل أحد يحدد مصيرها ومن هالمنبر حقولك والله م تتزوج أحد هيا ماتبغاه !
ارتخى أيمن يسمع لكلام زوجته ونطق بصدمة : والرجال ؟
أروى ابتسمت وقالت : أتركوهم عليا
ضحكت خنساء وابتسم أيمن يجلس ، هو لوهلة نسى أنهم يتكلمون عن عِقد وهي الوحيدة اللي طلعت من بيت أيمن بعُمر الثامنة عشر وسكنت بالرياض لوحدها ، وضحت له من بداية حياتها كبالغة راشدة إنها ماتحتاج أحد ، ولما كلمها عن زواجها ما أبدت أي ردة فعل وطلعت لغرفتها وهربت علطول ، ضحك بخفه وقال : اخ نسيت أنها عِقد !
خنساء مسكت يده ونطقت : آخر عنقود بيتنا المهبولة !
ابتسم وقال : جدًا !
وبالأسفل مشت بهدوء وعدلت القناع المرعب على وجهها ولبست عبايتها السوداء ونطقت : هوا عصر والشمس لسى بدري تغيب بس ان شاءالله يرتعبوا ويبعدوا
صرخت بأعلى صوتها وفزّوا يعقوب وعم أبوها يركضون وطلعوا من المجلس ، ضحكت ومشت تدخل مع الشباك وقفلت أبواب البيت تشوف أبو يعقوب يسأله عن الصراخ ويعقوب طاير من الرعب ويكلمه وش شاف من منظر مرعب وخلف المنظر كانت أروى ، ركبوا وطار يبعد عن البيت ، ضحكت تطلع لغرفة عِقد ونطقت : وصلتك رسالة أعتذار ؟
رفع جواله على رسالة يعقوب وهو كاتب : حصل لي ظرف سامحني بس جاي مرة ثانية
خنساء : اكرشه م نرضى بالثانية !
ضحك وقال : انتوا سببها ؟
أروى : أيمن ! بتزعل خنساء ؟
أيمن اشر بأصبعه ع خشمه وقال : ع ذا الخشم
أروى ضحكت وقالت : عِقد تقولها من صاحباتها اللي بالرياض شلون لقطتها ؟
أيمن : عِقد مو أي شخص ثاني
أروى : ايوه ايوه عِقد اللي كنت حتضيع مستقبلها مع شبيه الرجال يعقوب ؟
أيمن ابتسم وقال : أراضيها أنا
خنساء ابتسمت وابعدت تقول : حنشوف
طلعوا من غرفة عِقد يسكرونها لزيارتها الثانية للبيت ..
~ النمسا ، زيلامسي ~
قامت من نومها على ركود النهر وهدوء الأشجار وصمت الشوارع صحت على أناء الليل وظلمته ، عضّت شفايفها تنزل من السرير الأبيض وتمشي تلبس السليبرز الخاصة فيها ، مشت تفتح باب الغرفة وشافته نايم على الكنبة ، عبّست بملامحها لثواني ومشت له ، هي ماتقدر تقوله تعال نام فالغرفة لأن مافيه الا سرير واحد ، لكنها وبلحظة دعست على شعورها من شافته يرجف من برودة الجو والهواء اللي يوصله من باب الشرفة المفتوح ، مسكت ذراعه تهزه ونطقت : سلطان
فتح عيونه بصدمة يوقف وشهقت برعب وقالت : بسم الله عليك !!
سلطان كان واضح عليه الخوف لكنه ارتخى وقال : أخت مطلق ؟
ظبيه : تعال الغرفة
مشت ووقف يتبعها وهو يترنح ، وقف يتكي على الباب وينطق : وين ؟
ظبيه رفعت شعرها وراء أذنها ونطقت : تعال
ابتسم سلطان يقفل الباب وراه ويمشي للسرير ، انسدح وابتسم من استنشق ريحة عطرها ، ابتسم قلبه وابتهج فؤاده وسرعان م مد ذراعه يمسكها ويسحبها ، شهقت بقوة وطاحت على صدره ورفعت راسها بصدمة ، ابتسم وقال : المعذرة ي أخت مطلق بس اسمحيلي ؟
رفسته ظبيه ونطقت برعب : لا تخليني أندم إني ناديتك !
سلطان : يعني بعاني مثل سطّام ؟
ألتفتت عليه ونطقت : كيف ؟
سلطان ابتسم يدري بقسوة وبرود وعناد اسرار والواضح له إن الأمر وراثي عندهم ، ابتسم وقال : وين بتنامين ؟
ظبيه : وين بنام ؟
سلطان : بحضني تعالي
ظبيه مسحت وجهها ورجعت شعرها كامل خلف ظهرها ونطقت : سلطان نام ي سلطان
سلطان : مايهنى لي والله وأنتي جنبي ومو بحضني أقربي ماهنا أحدٍ غريب ي أخت مطلق
انسدحت بعيد عنه بالجهة الثانية ونطقت : يويلك تقرب
سلطان زفر بملل وقال : أبشري
أنقطع الصوت وأنقطع آمل سلطان بهالليل ونام علطول ، صحت بهدوء وحطت بينهم أحد الوسادات الطويلة والمفرش ونامت بدون لحاف يغطيها لأجل مايقرب سلطان منها ..
~ أحد أماكن الأثاث ، الرياض ~
مبتسم يُخيل له شكلها وهي تختار الأثاث معه ، تتقدم له بصوتها العذَب وتسأله إذا يناسبه هاللون ، وهو سواء خيال وإن حصل واقع والله مايرد لها طلب ولو اللون فوشي ، صحصح من ضربه ضاحي ونطق : خلصنا !
مطلق : وش اخترتوا ؟
ضاحي آشر بذراعه لآخر السيب ونطق : الغرفة السوداء ذيك لي
مطلق هز راسه بالايجاب ومشى يحاسب لضاحي ، ألتفت من انتهى من ضاحي يشوف حمد يآشر له من بعيد وأحد الموظفين يدفعه ، ابتسم يتقدم له وقال : لبيك يبو محمد خلصت ؟
حمد هز راسه بالايجاب وابتسم مطلق ينطق للموظف : وين ؟
الموظف ابتسم وقال : تفضل معي
مشى مطلق ودفع غرفة الشايب ومشى يطلع ، ركبوا الاغراض على الشاحنات ومشت تتجه لبيت مطلق ، هو على طريقه شرى لهم سجادة كبيرة فالصالة ومنقل غاز وكهرب لأجل الطبخ في حال اشتهى شاهي ولا قهوة ، والباقي كثر خير المطاعم ، ابتسم من وصلوا وركبوا الغرف واستقر حمد بغرفته في آخر الطابق السفلي ، بينما ضاحي كان بالدور الثالث وبغرفة واسعة وبقى الدور الثاني كامل لمطلق ، ابتسم يحاسب الموصلين والشغل وسحب جواله يتصل على سطّام ووصله صوته وهو يقول : لبيه ؟
مطلق : مرحبا سطّام شلونك ؟
سطّام : بخير بس مشغول امرني ؟
مطلق ابتسم وقال : عطني رقم أبوك
سطّام ابتسم وقال : عسى خير ؟
مطلق : عندي فلوس وجاني علم أن شركته أسهم وما أسهم
سطّام : اللي وصلك الخبر خبيث عمل
مطلق رفع حاجبة وقال : ليه ؟
سطّام : مافيه شيء إسمه أسهم شركة نهيّان كلها يخوت ورحلات بحرية وسلسلة مطاعم يترأسها هذام
مطلق : تقوله ؟
سطّام ابتسم وقال : بس خويك سطّام يبيك عنده فالشركة
مطلق ابتسم وقال : والله إنه أغلى من يبيني
سطّام : بكلمك اذا خلصت وأبشر تساهم عندي ولا يجيك خسارة
مطلق : والله مايمسّني شيء منك ولا يمسّك شيء مني
سطّام ابتسم وقال : أطلق حجاجك
مطلق : رد لي خبر
سطّام : عيوني لك
قفل جواله ومشى يدخل بالممر اللي يتواجد ببيته ، ممر يستظل بالنخل والأشجار ، سحب بوكيت الدخان وجلس ، له فترة م استكن لحاله بعيد عن البشر ، شغل سيجارته وشفط لهيبها لصدره ، زفره ونطق : من بلاه الهوى ربي يعييّنه
ابتسم يثبت السيجارة بين شفايفه ، سحب جواله يتصل فيها لكن ماوصله رد منها ونطق وهو ينفث دخان سيجارته : لا يكون انخطبتي صدق ؟
زفر بضيق ورفع عيونه للسماء ونطق : أفرجها من عندك يالله
قام يتجول بحوش بيته ، وصل للخلف يشوف المسبح ووسعه وفخامة التفاصيل فالبيت ، بلل شفايفه ونطق : هل بشوفها تسبح هنا ؟ ولا ماتعرف تسبح هي ؟
سكن شوي وقلبه يضرب بصدره من الخيالات اللي جاته والهواجيس بوقت الغروب ، ابتسم وقال : هي قالت بلسانها أنها بنت البحر شلون ماتعرف للماء ؟
فزّ بمكانه من طبّ ضاحي فالمسبح ونطق : يالبيه أشهد بالله إنك مطيليق !
ضحك وقال : لحد يغرق ترا مافيه منقذ
ضاحي نطق : أف شفت الشقراء تسبح..
صرخ من زلقت رجله وهوى فالمنطقة العميقة ، عضّ مطلق شفته السفلية ونطق : ودي أخليك تغرق عشان تتأدب بس مالي بعد الله أحد غيرك يالسلوقي
كان قريب من السور فما أحتاج مطلق ينزل فالماء ، سحبه مع ذراعه وطلع يصارخ ويكح ، ضحك وقال : وجع وجع تنفس
ضاحي بتقطيع وصراخ نطق : بغي..بغيت أم..أموت !!!
ضحك بصوت عالي وقال : تستاهل ربك سبحانه عاقبك على الأشياء اللي تشوفها
ضاحي مسح خشمه وقال : والله ماسويت شيء ياربي جعلها في مطلق ولا فيني يمه بغيت أموت
لفّ يشوف نظرة الصدمة تعتري ملامح مطلق ، ابتسم وقال : استهد بالله ي مطلق مالي بعد الله أحد غيرك
مطلق نزل شماغه وانحنى ينطق : حبني على راسي بسرعة
ضحك بصوت عالي وقال : مطلق !!
مطلق : عجل ولا والله أني لا أدفك
ضحك ضاحي يبوس جبينه ويرفع راسه يبوس خشمه وينطق : جعلني فداك وقبلك يبو مشبب
ابتسم مطلق يغطي ضاحي بشماغه وينطق : مجار يعيون أخوك وأمش داخل البرد لا يذبحك
ضاحي ابتسم يوقف ويمشي يدخل داخل البيت ، طفى سيجارته ومشى يبتعد عن المسبح وهو رافع طرف ثوبه وطاقيته وعقاله على راسه بدون شماغ ..
~ مطار الملك خالد الدولي ، الرياض ~
بسبب تأخير في مطار الملك عبدالعزيز بجدة ، نزلت الليل فالرياض من الطيارة ورفعت حجابها على راسها ، دخلت الصالات ومشت تركض ووصلت للسيارة الخاصة فيها ، ركبت وشغلتها ومشت علطول تطلع لبيتها ، فتحت جوالها تشوف اتصالين فائتة منه وزفرت بهدوء تنطق : مو وقتو والله
تحتاج تهدأ النفوس والأمور بعد اللي حصل اليوم ، تحتاج هي تهدأ وتروق بعدها يصير خير وتقدر تكلم أبوها عن مطلق وأما عند الفترة الجاية مستحيل ترجع تفاتح أبوها بالموضوع وهي لسى ما تأكدت من أمور مطلق وإستقرار وظيفته ومجرى حياته ، وصلت للبيت بعد مدة وفتحت جوالها تطلب لها عشاء وقاطع طلبها اتصال من اسرار ، ابتسمت وردت علطول وقالت : أهلين بحبيبة روحي
ابتسمت اسرار بهدوء وقالت : هلا عِقد وحشتيني
عِقد : دوبي وصلت للرياض وموجودة بالبيت تجي عندي ؟
اسرار : مافيه أي مشاكل بجيك
عِقد اخذت نفس وقالت : أجمل من يجي وربي أطلب لك سوشي معايا ؟
اسرار : ايه بالله م أكلت
عِقد ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : قيرلز نايت ؟
اسرار ابتسمت وقالت : افتخري بعروبتك ليلة بنات !
ضحكت وقالت : دلوعه ماقلت حاجه !
اسرار : قفلي أنا جايه
قفلت الجوال وأتممت الطلب ومشت تدخل ، شغلت أنوار بيتها وفتحت قفل الأمان بالرمز السري ، دخلت للبيت ورمت شنطتها على الدرج ، شالت عبايتها وعلقتها ومشت تجلس بالصالة ، رتبت قعدة سريعة ببطانيتين ووسادتين لأجل النومة اللي بتصير بعد السواليف والأكل والفلم ، جهزت مشروبات وطلبت بيتزا وفشار وجلست تنتظر اسرار ..
~ على حدود الرياض ~
بنفس المكان لكن إختلاف الوقت ، الشرطة متجمعين والتحقيق شغال ، وقف أحد المحققين ونطق : فيه شخص قضى حاجته هنا !
توسعت عيون الضابط لؤي ونطق : نمبر تو ؟؟
ضحكوا كل طاقم التحقيق والشرطة ونطق المحقق مانع : لؤي ! هذا سؤال ينسأل ؟
لؤي ابتسم ونطق : والله روعتني !
مانع : نمبر ون لا تخاف والأرض باقي ما أمتصت السائل
لؤي سد أذنه ونطق : محد مهتم خذوا عينه وانتهينا
ضحك مانع ونطق : خلصنا نمشي ؟
لؤي : ايه
ركبوا السيارات ومشوا للقسم ، وبالقسم كانوا يستجوبون سطّام ونطق أحد الضباط : شاك بأحد ؟
سطّام : أهل زوجتي
الضابط ريان : يعني بينك وبينهم عداوة ؟
هز راسه بنعم مع الأسف ونطق : هذا اللي حاصل
الضابط ريان : أنت رافع قضية على شخص يدعى بجاد هو نفسه نفس اللي أنت شاك فيه ؟
سطّام هز راسه بالايجاب وقال : أتوقع حب ينتقم
الضابط ريان : أنتبه تقول شيء وينقلب ضدك
سطّام : أنا قاعد أقول الحقيقة !
الضابط ريان : ولو ي سطّام
سطّام نزل عيونه على الطاولة ونطق : متى أقدر أمشي
الضابط ريان : الان تفضل ومتى ماطلعت نتايج التحقيق إتصلت فيك
سطّام : ماتقصر وعساكم على القوة
طلع سطّام من القسم ، زفر بتعب ومشى للمستشفى علطول ، وصل بعد مدة ونزل يسأل الاستقبال عن عقيل ، دخل بعد ما أخذ إجابته وعرف مكانه ونطق : عيال سياف !
ابتسم عقيل يوقف ووقفوا هاني وحسن معه ونطق : أبو نهيّان !
سطّام ضحك يضمّه وينطق : الحمدلله على السلامة بشرني كيف سمعك ؟
عقيل رفع حواجبه ونطق : لا يرجال بخير بخير !!
سطّام : علمتك عشان الصدمة
هاني تقدم يسلم عليه ونطق : خطاك الشر يبو نهيّان
سطّام ابتسم وقال : مايجيكم
ألتفت لحسن ونطق : هلا حسون
حسن ابتسم وقال : سلامات سلامات
سطّام ضحك يحاوطه وينطق : الله يسلمك بعد كبدي
حسن ابتعد وقال سطّام : متى الخروج ؟
عقيل ابتسم وقال : الساعة ١٢ ننتظر تحاليل
سطّام : والله يخواني هلكان وجيت مستحي منكم واعزمكم على غداء بسلامة أبو سياف نفدا خشمه والله ماتردوني
هاني ابتسم وقال : ليتك ماحلفت خيرك سابقك ووش له الكلافة !
سطّام : يرجال مابيننا كلافة ! وبعدين تأجلت رحلتكم خلاص فرصة نعيد العزمي ولا ؟
عقيل ابتسم وقال : تم والله
سطّام ابتسم وقال : أشوفكم بكره الظهر ؟
هزوا رؤوسهم بالايجاب وابتسم سطّام يمشي ويقول : ودعناكم الله
طلع من عندهم ، مسك صدره من حسّ بألم فيه ، مشى للصيدلية يأخذ مسكن ألم معه ، ورجع يركب سيارته ويفتح علبة مويه ونزل فيها الفوار ومن فار شربه دفعة وحدة ، عضّ شفايفه من حسّ بغثيان ومشى يبتعد عن المستشفى متجه لبيته ، من وصل وقف سيارته وطفاها وأرسل لمطلق عن الموضوع حقهم وإنه مسوي غداء وعزمه مع عيال عمه سياف ..
~ حيّ الصحافه ، بيت حافظ ~
نزل عيونه لجواله يشوف رسالة سطّام ورفع راسه ينطق بحدة من تقدم أبو حافظ له بمبلغ ومعونه : لا حرام مايجيني ريال واحد ! يرجال ماجيت الا من معزة لحافظ ماله داعلي التكاليف
حافظ نطق بإصرار : بترد الشايب ي مطلق
مطلق وقف يبوس راس أبو حافظ ونطق : جعلني فداك ي أبوي والله مالها داعي وحلفت والله مايجيني شيء لحد يكدر خاطري !
أبو حافظ ابتسم وقال : والله إنك تستاهل كل خير..
قاطعه مطلق يبوس خشمه وينطق : جعلني قبلك ي أبوي وخيرك سابقك قسم بالله
حافظ ابتسم وقال : عشان خاطر أبوي
مطلق صرخ بجدية وقال : جعل من جابك الجنة قفلوا على الموضوع حلفت يرجال بتصوموني ثلاث ليالي ؟؟
ضحك أبو حافظ وقال : لا وألف لا
مطلق ابتسم وقال : أجل انهوا الموضوع خلاص
ضحكوا كلهم ونطق حافظ : أجل اقلطوا للعشاء
قاموا حمد وضاحي ومطلق معهم وغيرهم من معارف حافظ وأقربائه ، وبعد العشاء طلعوا وحلف مطلق على حافظ إذا جهز بيته بالكامل يحضر ويكون من الحاضرين وقتها ، وكان رد حافظ بالموافقة والانتظار وغادروا بيت حافظ ..
~ حيّ الياسمين ، بيت عِقد ~
دخلت للحوش ووقفت سيارتها ، صرخت تفتح الباب وتركض لها ، ضحكت اسرار ونطقت بحدة : بشويش !!!
شافتها بالمعكاز و عبّست بملامحها ونطقت : زيتونه كيف جيتي بالسيارة !
ضحكت اسرار تفتح ذراعينها لها ومشت تركض لحضّنها ، ابتسمت وقالت : ورب الإيمان محروم اللي ماجرب حضّنك !
اسرار ضحكت وقالت : وشو له ترا حضن
عِقد : ريحتك يابنت واحشتني والله واحشتني
اسرار ابتسمت وقالت : ندخل ؟
عِقد : تعالي ي أمي أساعدك
مشت اسرار ودخلت مع عِقد ، ابتسمت تشوف البيت اللي لطالمها عهدته دافء ويحمل كل المشاعر لها ، البيت ذا مستحيل يخذلها ابدًا ، نزلت عكازها وجلست على الكنب ونطقت : وش الأخبار وش الجديد ليه رحتي المدينة ؟
عِقد اخذت نفس وجلست تنطق : والله ي سّتي رحت لأن أيمن كان يبى يزوجني
اسرار ضحكت وقالت : خليني أخمن هجيتي ؟
ضحكت وقالت : بالزبط !
اسرار : تعجبيني ياخي
عِقد : أعجبت نفسي قبل صدقيني
اسرار ابتسمت وقالت : والله واحشتني هالقعدة والسوالف
عِقد كانت بتتكلم بس قاطعها صوت الجرس ونطقت : أكيد الأكل ثواني بس
مشت تطلع وتجيب الأكل وقفلت الباب وراها ، دخلت للصالة وقالت : جوعانه ؟
اسرار : بالحييل
عِقد رفعت حاجبها وقالت : عمى ! م يأكلك زوجك ولا أيش !
اسرار ضحكت وقالت : ماله دخل أنا شهيتي هالأيام بالموت تطلع
عِقد : وين سطّام ؟ قولي له اش نفسك فيه ويجيبوه !
اسرار : صاحية أنتي ؟ بيقول متوحمه ذي
عِقد ضحكت وقالت : صادقه والله المهم سمي بالله
قربت اسرار وسمت وسرعان م تلذذت بالأكل ، ضحكت بحنّية تشوف اسرار تنتقل من طبق للثاني وهذا دليل كبير للجوع اللي تحسّ فيه ، بعدها بدقايق وقفوا أكل وبدأت السوالف وقت نطقت : تخيلي مربيته مدري مرضعته متخلفه قسم بالله !
عِقد وهي تمسح شفايفها : ليش اش صار ؟
اسرار : مدري وش شايفه علي ماحبتني وتقول أتمنى مايجي بيني وبينك حوار مره ثانية ! خفي علينا يالأميرة !
عِقد رفعت حاجبها وقالت بحدة : نهايتها خادمة اش شوفة النفس هادي ماني فاهمة !
اسرار رفعت كتوفها بعدم معرفة وقالت : لو أعرف والله بقولك بس ماني عارفه وش صاير
عِقد : اللي على راسو بطحى يحسسّ عليها صراحة
اسرار : صدقتي وأنتي وش صار لك بآخر الأيام
عِقد اخذت نفس وابتسمت تنطق : مطلق أعترف لي
اسرار ضحكت بصدمة وقالت : يخي عجزت أستوعبكم سوا !
عِقد : وأنا كمان بس لسى م تحرك شعوري بالكامل له
اسرار : صراحة مطلق لُقطة يعني وبأختصار أنتي محظوظه
عِقد فلّت شعرها ونطقت : أدري ي سّتي أدري
اسرار ضحكت وقالت : عاشت ! وبعدين زواج عن حُب مو مثلي عزاي لنفسي
ضحكت عِقد وقالت : بس يقلع شكلو قد أيش وسييم يخرب بيت أهلو !!
ضحكت اسرار وقالت : وين الوسامة ؟
عِقد : لا تستعبطي دخلت العصيان بعيونك !
اسرار رجعت ظهرها للخلف ونطقت : وأنا صادقه وين الزين فالرسام ؟
عِقد غمزت لها وقالت : اتركينا منو بتنامين عندي ؟
اسرار هزت راسها بنفي وقالت : ودي بس ماجبت أدويتي
عِقد كشرت ونطقت بحدة : شاطره ! وبعدين اش حيصير لو نروح نجيبها ونرجع
اسرار توسعت عيونها وقالت : مايصير بنحصله صاحي وماشاءالله يحب يتفصخ فالليل
انفجرت عِقد تضحك وقالت : مستحيييييل ؟
اسرار ضحكت وقالت : والله دايم يكون بالشورت بالوقت ذا تعبني صرت أعرفه خلاص
عِقد : يحظك يحظك !! الحين مطلق معضل ؟
ضحكت اسرار بصدمة وقالت : وش يعرفني يغبيه !!
عِقد : الحين الوقت ليل بالنمسا ولا اتصلت ببيبو وسألتها
اسرار ابتسمت وقالت : صح لازم أسوي لها حفل ببيتي وأكيد مابيرفض لأن أخوه فالسالفة
عِقد ابتسمت وقالت : بنشوف إبداع الرسام والمُدعية ؟
اسرار ميّلت شفايفها لثواني ونطقت : ماعجبي الإشراك ذا
عِقد : والله إنكم كوبل حق وحقيق ! كوبل خطيير والتناسق بينكم فظيييع يحيوانه أشبك ماتشوفي ولا تستغبي !!
اسرار ابتسمت وقالت : بشويش أعصابك !
عِقد ابتسمت وقالت : يمديها فلم ؟
اسرار : والله وقت أدويتي وجاني نعاس من الأكل
عِقد : م حضغط عليكي الفترة هدي بس يويلك بعد م تتعافي مني !
اسرار قامت تبوس خدها وتنطق : أنا ماشيه
عِقد ابتسمت تضّمها وتنطق : طمنيني ازا وصلتي ؟
اسرار : عيوني والله
مشت تلبس عبايتها وتضبط نقابها ، ضبطت مسكة المعكاز ومشات تطلع لسيارتها ، مشت ترجع وابتسمت تأشر بيدها تودع عِقد وترسل قُبلة بالهواء ، ابتسمت بوسع ثغرها من استقبلتها عِقد ومشت تطلع من بيتها وتتجه لبيتهم ..
~ حيّ الصحافه ، بيت سطّام ~
نزل بتعب وهو يحسّ بلواهيب تحرق صدره ، أكيد انه من الحادثة اللي م أكترث لها سطّام ولا فحص على نفسه ، طلع يمشي وشاف حليمة تقفل أنوار المطبخ ، ابتسم وقال : سلام
طلعت وهي تنشف يدينها ونطقت : عليكم السلام هلا أمي
سطّام ابتسم وقال : وين بِكر محمد ؟
حليمة كشرت تصدّ ونطقت : مدري عنها ماهي موجودة من طلعت أنت
سطّام زفر بضيق وقال : ماجات طيب ؟
حليمة : لا
مشى يطلع الدرج ويدخل غرفته ، نزل ثوبه ومشى للحمام يدخله وينزع ملابسه ، دخل تحت الدش وسرعان م غمره المويه وفتح عيونه يشوف الدم يسيل من صدره ويشوف الجروح والخدوش والكدمات اللي ترتسم على صدره ، عضّ شفايفه بألم ورفع راسه يتجاهل وأخذ شامبو شعره وبدأ يتروش ومن أنتهى من جسده قفل مجرى المويه وطلع من تحت الدش ، مشى يشوف نفسه فالمراية وهو يلفّ المنشفه على خصره ، زفر بقرف ومشى يطلع ، لبس شورته وترك صدره عاري وجفف شعره ونزل للمرسم ، فتح الباب وابتسم من وصلت رائحة الألوان والأقلام واللوحات لتنفسه ، دخل يترك الباب مفتوح ومشى يجلس ، هو يحسّ بضعف شديد بجسده وقوته ماهي موجودة ابدًا لكنه بيعاند وبيبدأ يرسم رغم حرارة جسده المرتفعة ، سحب الفرشة وبدأ يرسم بهدوء وهو مايشوف بشكل واضح ، زفر بغضّب من رجعت له الذاكرة لليوم اللي فقد فيه سطّام شبابه وعزّ قوته وجماله ، اليوم اللي انطفئت روحه وفقد فيه أمه وهي بأحضانه ، يتذكر بشكل مرعب جميع التفاصيل اللي تفرق واللي ماتهم اصلاً ، عضّ شفايفه من تمردت عليه دموعه وغرقت وجنتيه في بحر من الدموع ، مال جسده وبدأ يرتخي لهواجيس وكوابيس تطارده من عُمر التاسعة عشر ..
~ في آواخر صيف عام ٢٠١١ ~
كانت عنده بغرفته قبل فراقها بساعات ، كان آخر حُضن جمع سطّام بأنثى ، حُضن يموت ويندفن مانساه ، كمية الشعور فيه غير وكمية الحنيّة فيه مطمئنة للنفس ، يتذكر كيف كان تعبان وحرارته مرتفعة وقت كان بحضّنها وهي شاده عليه بذراعينها وتاركته يتوسد حُضنها على هواه ، يتذكر كيف كانت تلاعب خصلات شعره وتبوس كل إنش فيه ، يتذكر كل كلمة ذكرتها له وكانت تنطقها بوجه مشرق غير عن العادة ، ابتسمت وفاء بابتسامة مليئة بالحيوية والبهجة ونطقت : تدري إني مبسوطة فيك وإنك أول أولادي ؟ تدري إني فرحت بتخرجك من أعماقي ولا ماتدري ؟
سطّام نطق بهدوء : بس بتخرجي أنتي كنتي تعبانه فالمستشفى
وفاء عبّست بملامحها وقالت : وإذا ؟ التعب بيخليني م أفكر فيك وأفرح لك ؟ تحسب ماهو بودي إني أكون معك بتخرجك مثل ماكنت معك بكل مراحل دراستك ؟ والله ودي ي طومي إني أحضر زواجك بس خايفه يكون بعيد وأنا مايسعفني وقتي !
وقف سطّام يجلس ونطق : مابي أتزوج اصلاً ! مابي تجي وحده بدالك خوفي ماتحبك !
ضحكت وفاء تضرب كتفه وقالت : عن الدلع يالطايش ! وإن ماحبتني أكيد بتحبك وأكيد بتكون معك بالصعبة قبل السهلة وبتساندك طول حياتها وأأكد لك ي طومي إنها بتكون حلوه خُلق وأخلاق وبتحبها من قلبك وبتكون أجمل م رآت عينك الله يقر عينك فيها وفي شوفتها
ابتسم بخجل وقال : وفاء القلب خلاص أهدي !
ضحكت تقبّل خده وتقبّل خشمه وتتجول بقُبلاتها إرجاء وجهه ، ضحك بصوت عالي يضمّها له وقال : أحسك صرتي بحالة جيدة جدًا عن قبل !
وفاء صدّت تمنع دموعها تنزل وهمست : لأنه آخر ليلة تجمعني فيك
قامت تمشي ونطقت : أحبك أشوفك بعدين ؟
ابتسم سطّام وقال : أهواك ولا بيجي بمقام هواك أحد الا زوجتي ! وبشوفك بعد شوي اصبري لي
ضحكت بحزن وطلعت وكان هذا آخر حديث دار بينهم وبعدها صارت الصدمة ورحلت روحها للسماء وتركت سطّام وراها وهو ماكان مستعد ابدًا ..
~ عند المدخل ، بيت سطّام ~
مشت تقفل الباب وراها وتدخل للبيت ، حررت نفسها من عبايتها تعلقها ومشت وسرعان م ألتفتت تشوف باب المرسم مفتوح وأشتغل فضولها ومشت له ، خطت أول خطوة ووقفت من تذكرت كلامه وأنه مايحب أحد يدخل مرسمه ، رفعت عيونها بصدمة من طاحت الفراشي على الأرض وشافته يتمايل ، ثبتت معكازها ومشت تهرول له ، كان السقوط محتمل له من شدة تعبه ، شهقت ترمي معكازها وترمي نفسها له ، طاح عليها وتمسكت بظهره ونطقت : بسم الله عليك بِكر نهيّان ؟؟
كان على حافة فقدان الوعي لكن أحياه ندى عطرها ، ريحتها الطاغية المهُلكة لكل خلية فيه ، حاوط خصرها ووقف على رجوله يرفعها لحضّنه ، توسعت عيونها على مصرعيها من حركته ، جاء ببالها ألف سؤال ومليار فكرة ، أردفت تحت انفاسها بغضّب : يمث..لحظة ! اللعنة حرارته مرتفعة !!!
دفن وجهه بنحرها يستنشق نسيم عطرها ، كان يتحرك ويربكها بتحركاته ، أنفاسه تضرب ضرب السيوف بالمعارك وعنقها كان المعركة ، هو المنتصر ضدها والمهزوم عندها ، عضّت شفايفها وبكت بتوتر وأنلجمت من نطق : ضميني
شّد ع خاصرتها يقربها منه ، حاوطت رقبته ودفنت وجهها بخجل ، تحسّ بأنامله ترسم ملامح خصرها ، رفع البدي خاصتها ومرر يدينه بهدوء على ظهرها ، عضّت شفايفها ودخلت أصابعها بين خصلات شعره ، ترجعه للذكريات العظيمة مع أمه بس بحُب مختلف ، هنا سطّام يعطي كل شعوره لها بأول أحضانهم ، وماقصرت وأثبتت له أنه الوحيد اللي دخل حياتها بالشكل ذا ، أثبتت له أنها المنشودة بكلام والدته ، هي اللي بتحبه وبتكون معه بالصعب قبل السهل ومستحيل تخذله ، هي أعظم انتصاراته هي أوراقه الرابحة ، ثبت يده على فكها يتأمل ملامحها الربانية ، لمحة بريئة بين ألف خبيثة ، ملامح حياة مالها نهاية ، فردوس وجحيم ارتسمت على ثغرها ، عيونها الخُضر اللي تلمع بفضل القمر اللي ينتصف السماء ويعكس نوره على وجهها وكأنها خُلقت من زجاج ومرايا ، عضّ شفايفه ونطق : بِكر محمد طريقنا لو نرسمه مابيكون فيه مخرج طوارئ ولا رجعة !
مررت أناملها على وجهه تشوف نظراته على شفايفها ، غمضت عيونها بمعنى الإيجاب وتقدم سطّام لها ، قبّل ثغرها بشغف بحُب بلهفة بجنون بعشق بهيام ، أختلطت الأنفس وتقاربت الأجساد وبان كل شعور بينهم ، كانت ثابته بكل توتر وعجز إنها تبادله لكنه وبحركاته الصبيانية جعلها تبادله وبهدوء ، مايبي يدخل بالعميق ويخسر هاللحظة اللي استحالة تخرج من ذاكرتهم ، نزلت راسها بخجل طاغي ودفن وجهه بنحرها يقّبله ، عضّت شفايفها ماهي قادرة تستوعب اللي صار فيها منه ، تحسّ بالفراشات تخرج من أسفل معدتها لأعلى حنجرتها ، رفعت وجهه وضمّته ، أبتسم يحاوطها وينطق : أنا مهزوم عند عيونك وأوراقي كلها مكشوفة أنا ما أقدر أخفي أكثر !
اسرار ضحكت بخفه وقالت : حرارتك مرتفعة جالس تهذري ي بِكر نهيّان !
سطّام سحبها أكثر له وقال وهو يحاول يبين صوته : أحتريت منك ي بنت !
توسعت عيونها بصدمة وضحكت ، ابتسم لها وقال : أحب..
أنقطع صوته وثقل بين يدينها ، ابتسمت تثبته وتتركه محتضّنها وهي بحضّنه جالسة ، نام من شدة تعبه بحضّنها ومالت بجسدها على الجدار ، جالسين بالكرسي الصغير هي بحضّنه وهو متمسك فيها ، بدأت تلعب بشعره وهي مبتسمة من الجنون والأحداث اللي صارت ، عضّت شفايفها تتذكر أول قُبلة وكيف سرقها منها ونطقت : ان شاءالله تكون بوعيك فاللي حصل !
حرك كامل شعورها تجاهه ولعب دور كبير فاللي صار ، خايفة يكون أنهبل من التعب وبينسى كل شيء بغضون صحوته فالصباح ، تخاف يكذبها ويقول ماسويت شيء مثل كذا ، قامت بهدوء على رجل وحده ونطقت بهمس : بِكر نهيّان !
سحبته لها وفتح عيونه بتعب ، ابتسمت وقالت : تمسك فيني
حاوط خصرها وتمسكت بكتفه وهي تمشي فيه ، كان يساعدها وتساعده بمنظر عاطفي جدًا ، زفرت بغضّب تلعن المصعد تحت انفاسها من شافته طافي ، مشت للدرج ومسكت وجنتيه وابتسم لها وقال : المُدعية على قلبي ! والقاضية على تفكيري والمحكوم علي بحُبها ! سجينة هواجيسي ؟
ابتسمت وقالت بصدمة : بديت تهذري واجد ي بِكر نهيّان تمسك فيني !!
سحبها من خصرها وشّدها عليه ونطق بثقل صوته : متى تركتك أصلاً يالمخادعة ؟؟
اسرار عضّت شفايفها السُفلية لثواني ونطقت : حلو من الحين صرت مخادعة الله يستر من بكره المهم تمسك فيني كويس ماهو وقتك يالرسام توقع وأبتلش معك !
سطّام ابتسم على جنب ونطق وهو يثبت جبينه على جبينها : أثق فيك وأنتي بحجم النملة عندي ؟؟
اسرار توسعت عيونها من قربه ونطقت : حرارتك صارت نار تحرقك !
سطّام : م أحرق قلبي الا أنتي !
زفرت بملل وقالت : بِكر نهيّان والله ماهو وقتك تعال أكمد جبينك وأضمد جروح صدرك !
تكى عليها بشكل كبير وصعّب عليها مهمة السلالم ، وصلت لأعلى درجة وزفرت بتعب ونطقت : حمدلله وصلنا !!
ابتسم يشوف صُغر حجمها قربها ، ومشى يساعدها وسرعان م ارتخى على فراشه ، كانت واقفة تشوفه تحتها وهي نايمه على صدره ، فزّت تبتعد وسرعان م مسك يدها يسحبها لحضّنه
تكى عليها بشكل كبير وصعّب عليها مهمة السلالم ، وصلت لأعلى درجة وزفرت بتعب ونطقت : حمدلله وصلنا !!
ابتسم يشوف صُغر حجمها قربها ، ومشى يساعدها وسرعان م ارتخى على فراشه ، كانت واقفة تشوفه تحتها وهي نايمه على صدره ، فزّت تبتعد وسرعان م مسك يدها يسحبها لحضّنه وينطق : أمنتك الله ماتروحين وتتركيني مثل وفاء القلب ، أمنتك باللي خلق محاجرك الخُضر ماتخليني وأنا بهالحال
عضّت شفايفها ونطقت : بالهون على نفسك ! مابروح مكان بجيب منشفه لأجل حرارتك وأدوية ومرهم ولصقات جروح
هز راسه بنفي ونطق : قربك طبّي ودواي لا تروحين بعيد والله قربك يكفيني عن ألف مسكن وجروحي تطيب بندى عطرك
ابتسمت بخجل وقالت : مو صاحي تغازل وأنت هلكان !! أجل بعز قوتك وش بتسوي فيني ي بِكر نهيّان ؟
ابتسم يمرر إبهامه على خدها ونطق : أنتي تستحقين المدح والغزل بكل مره وبجمع ولحظة وبأي وضع وبأقوى لأهون حالة !
ابتسمت بصدمة ووجنتيها المورّدة تبعد عنه وتنطق : ثواني يالرسام كذا كثير علي والله كثير !
وقفت تتكي على الجدار وتثبت نفسها بحكم إصابتها ومشت للحمام وفتحت دولاب المراية تشوف شنطة الإسعافات الأولية ، سحبتها وقفلت المراية ، نزلت أنظارها للدولاب اللي يقع أسفل الغسالة وسحبت منشفه وبللتها بالمويه الباردة ، مشت له وابتسم ينطق : جيتي ولا ذا طيفك يزورني بتعبي يواسيني ويداويني ؟
ابتسمت وقالت : قلت لك برجع مستحيل أتركك بهالوضع !
ابتسم يشابك يده بيدها ونطقت : شلون أعالجك ؟
سطّام سحب نفسه وثبت راسه على فخذها ونطق : بيد وحده ! تصرفي يالمُدعية !
ابتسمت بتعب تكمد جبينه وتمسح جروح صدره وتعقمها ، رفعته ونطقت : ثبت نفسك بلفّ الشاش
رفع يدينه على كتوفها وشهقت بخفه تشوف قربه منها ، لعنت رجعتها للبيت وبدأت تلفّ جسده بالشاش ونزل ذراعينه يضمّها له وينطق بتخدر : صدَق من قال الحُب يشفي انشهد بالله إنك علاجي !
ثبتت الشاش ورفعت راسها تشوف نظراته لها ، زفرت بتوتر ونطقت : ممكن أمشي لغرفتي وأخذ أدويتي ؟
هز راسه بنفي وسحبها معه ، توسعت عيونها وقالت : أكيد تستهبل بننام سوا !؟
تقدم يقّبل خدها قريب من مبسمها ، سكنت بحضّنه وابتسم يغمض عيونه براحة ، كان قلبها يضرب قفص صدرها بكل قوته ، ونبضاتها تنسمع من سابع دار ، مشاعره أربكتها وترك لشعلة الهَوى بعيونها ضوء ، أشغل الفتيله اللي أخمادها صار شبه مستحيل بالنسبة لها ، هي تحسّ فيه نايم وهو محتضّنها بيده ومانعها من الحركة ، قبّلها الليلة وسرقها لحضّنه بعيد عن العالم كله ، كان بيتهور ويجعل منها حَرم له حق وحقيق لولا تعبه وحرارته المرتفعة ، دايخ بجانبها ومستسلم للنوم وللتعب ، لفّت له ومررت راحة كفها على جبينه وابتسمت من أنخفضت حرارته ، عضّت شفايفها تتأمل قربه ووسامته المختلفة ، ملامح م شافتها من أول أو كانت عمياء عنها ، بهاللحظة وهي الوحيدة المستيقظة بهالبيت لمحت سطّام عن قرب وعرفت عن أي وسامة تتكلم عِقد وعن أي ملامح ، نزلت أصابعها تلامس وجهه ودقنه ، ترتيب شنبه وصفّة رموشه ووسع محاجره ، عرفت للتو إنه يملك عيون حادة وجدًا من حيث النظرات والرسمة ، وعرفت للتو إنه يملك أحن قلب وأدفأ حُضن وأوسع محل ، شهدت القمراء والليل والنجوم والمرسم على اللي صار ، وشهدت عيونها وقلبها ومشاعرها أنها تنتمي لسطّام ولا غير سطّام أحد ، مشاعر الحُب ضربت بصدرها لكنها قاومت لآخر لحظة وطلعت تتركه ينام براحته ، تخاف تزعجه بضجيج قلبها وتوتر أفكارها ولخبطة تنفسها ، ابتسمت تغلق ابواب جناحه وتمشي لغرفتها ، وصلت ورمت نفسها على سريرها وصرخت بوسادتها برجفة حواس وجنون مشاعر ، عضّت شفايفها تتذكر كل شيء وداخت من اللي صار ونامت علطول بدون أدوية تساعدها للنوم ، هي نست كل آلامها بهالليلة وتدري أن اللي حصل مجرد قطرة من بحر بتعيشه وبتغرق فيه مع سطّام ..
~ الفجر زيلامسي ، النمسا ~
صحى من حسّ بخُصل تزعج بشرته ، توسعت عيونه بصدمة يشوفها متوسده حُضنه ويده على خصرها ، عضّ شفايفه يكبح نفسه وشعوره للأنثى اللي بأحضانه ، سحب اللحاف ورفعها له ، تلامس خشمه بخشمها وابتسم يقبّله ، كانت غاطه داخل نومها وماحسّت فيه وكانت ترجف ، حلل قدومها له من شدة بردها وابتسم ينطق : والله م انخلق حضني الا لأجل يدفيك !
كان يتأمل ملامح وجهها عن قرب وابتسم ينطق : بردانه ؟ أحطب لك ضلوعي ي أخت مطلق بس مايمسّك برد وأنتي بحضني !
تحركت وغمض عيونه بتوتر ، قلبه يتراقص فرح لأنها بين يدينه بس يخاف من ردة فعلها ، ماحسّ بنفسه الا وهو راجع يغمض ويكمل نومته وهي بحضّنه ..
~ بيت سطّام ~
الساعة الحادية عشر صباحًا ، فتح عيونه بصعوبة وتعب حسّ بيدينه الجانب الآخر من الفراش وفتح عيونه على مصرعيها لأجل يشوفها ، مسك راسه بصدمة مستحيل اللي حصل أمس ، قام علطول ودخل الحمام ووقف يشوف الشاش على صدره ، عضّ شفايفه من تأكد له الموقف وإنه بالفعل حصل ، غسل وجهه يتوضأ ويفرش أسنانه ، مشى يطلع وصلى الفجر متأخر جدًا بسبب التعب والنوم والحادثة اللي صارت أمس ، رفع سجادته وقام يفتح جواله ويشوف إتصالات عيال عمه سياف ، ابتسم يكتب لهم : موجود وحياكم الله
قفل جواله ومشى ينزل للطابق السفلي ، رفعت عيونها له وطاحت الكاسه من يدها ونطق : طاح الشر ي بِكر محمد !
عضّت شفايفها السُفلية لثواني ونطقت : صح النوم كيفك اليوم ؟
سطّام دخل للمطبخ ونطق : مافهمت ؟
غمضت عيونها بحسرة ، هو فعلاً نسى اللي حصل من شدة تعبه ، نسى كل جمله وحروفه ومشاعره وأحضانه ولمساته وقُبله ، فزّت من قبّل خدها ونطق : طيب وبخير ولا نسيت ولا يمكن أنسى اللي حصل حضرة المُدعية !
تمردت ابتسامة عريضة وسرعان م أخفتها عنه ، ضحك وقال : فيك حيل تطبخين ؟
اسرار رفعت عيونها له وقالت : وصل المهر مالي عذر
سطّام : الله الله بالشغل اللي يبرد الكبد
اسرار ضحكت بسخرية وقالت : نسيت إني بنت البر ؟
سطّام ابتسم وقال : أعقب أنسى شيء لك
اسرار : يعني ماكنت تهذري ؟
هز راسه بنفس وهو مبتسم ، ضحكت تصدّ عنه ومشى يطلع للمجلس ، لفّت تقضّم من سندويتش الجُبن الخاص فيها ، ضربت الرخام قدامها بهدوء من خجلها ، إذا بيجلس طول عشرتهم سوا يسمعها هالكلام بتنفش ريشها ، بتغتر وبترفع خشمها وبتتدلع وبتتمادى عليه وتطلبه الكثير ، عضّت شفايفها لثواني ونطقت : لا هدي اللعب ي اسرار وامسكي بريك !
ضحكت ومشت تغسل يدينها وتبدأ بالطبخ وبما إنهم عيال عمه مابتسوي شيء يكّلف ، مجرد أطباق رئيسية مثل المعكرونة والأرز والدجاج ومختلف السلطات والعصاير ..
~ بيت مطلق ~
واقف قدام ضاحي ويضبط الكبك الخاص فيه ، ابتسم وقال : حمد وش قالك مابيجي ؟
ضاحي : والله رافض يقول وش لي بالروحات والجيات
مطلق ابتسم وقال : جبت طاري بنت محمد ؟
هز ضاحي راسه بنفي وقال : وشدخلها ؟
مطلق : ناسي إنها زوجته ؟
ضاحي ابتسم يحكّ راسه وينطق : والله نسيت
مطلق : خلاص بكلم..
قاطعهم دخول حمد وهو على الكرسي ومتكشخ ، ضحك ضاحي بصوت عالي وابتسم مطلق ينطق : ماشاءالله أشوفك كشخت ؟
حمد : بشوف بنتي وش عليك ؟
مطلق : الله لا يحرمها منك
حمد ابتسم وقال : امين يارب ولا منكم
طلعوا من البيت وسكر مطلق الباب وراه ، ركبوا الشاص ثلاثتهم وطلعوا لبيت سطّام ..
~ بيت سطّام ~
انتهت من الطبخ وكل شيء ، عضّت شفايفها بنرفزة ونطقت بصوت شبه عالي : شلون برتبها بالمقلط الحين ؟ وأنا بمعكازي ؟
ابتسم سطّام يسمعها ونطق : ياللي على معكازه تبيّن لي
لفّت له وقالت : ماشاءالله يالرسام فاضي ؟
قرب منها وهو يقول : رجلك على حالها وقلبي على حاله
ثبتت يدها على الرخام وانتصفت بمعكازها صدره ، غمض عيونه بألم وقال : ليه ليه ؟
اسرار : أبعد مني وشيل أكلكم
سطّام : وأنا ظنيت بعد أمس بصحى والاقي شخص ثاني بس وش نقول العرب يتغيرون وأنتي ثابته ؟
اسرار ابتسمت وقالت : واللي صار أمس ماهزني للمعلومية
سطّام ابتسم على جنب ونطق : نختبرك ؟
اسرار : سوو اللي تب..
قاطعها من سحبها وشهقت تتمسك وسحبت أحد صحون السلطة وهوى وانكسر ، كانت بتسقط لكنه مسكها من خصرها ورفعها له وابتسم ينطق : بشويش !!!
كان شعرها على وجهها وحاس سطّام كل شيء ، عضّ شفايفه ونطق : بعوضك
اسرار زفرت تبعد شعرها وأبعده بيده عن وجهها ، كانت تشوف قربه ومن شدة غضبّها أخفت شعورها بشكل كبير وصرخت بوجهه : بزر أنت بزر ؟؟ طيحت النعمة أبعد عني !
توسعت عيونه بصدمة وقال : الله يعجل بالشتاء ي بِكر محمد !!
وقفت تمسك معكازها ونطقت بغضّب : وشدخل الحين ؟
سطّام ابتسم وقال : الصيف واضح تأثيره عليك
اسرار بحدة نطقت : الصيف ولا الرسام لأن ماتفرق صراحة كلهم يتلفون أعصابي ويلعبون بنفسيتي !!
سطّام كتم ضحكته وقال : كانت النية ألعب بمشاعرك بس مدري وش حصل
اسرار كتمت غيضّها ونطقت : بِكر نهيّان أطلع
دخلت حليمة للمطبخ وقالت : عشنا وشفنا صارت تطردك ؟
سطّام ألتفت لها وقال : لا مو المقص..
قاطعته اسرار وهي تنطق : لا مقصدي وإذا سمحت على طريقك أسحبها معك
سطّام توسعت عيونه وقال : عيب بحق وحدة كبيرة !
حليمة بغضّب : هي ما احترمتك بتحترمني أنا ؟
مشت اسرار تطلع ونطقت : خلينا الاحترام لك
سطّام مشى يطلع وراها ونطق : أمي حليمة بالله الأكل حطوه فالمقلط
حليمة ابتسمت له وقالت : أبشر ولا يهمك
وصلوا للمصعد وسحبها له ونطق : بتروحين تعتذرين
اسرار ببرود : على جثتي
سحبت يدها منه ومشت تدخل المصعد ، طلت براسها بشكل طفولي جدًا ونطقت : تجي ؟
سطّام ابتسم بخبث وقال : لو أجي بتحرش وبيعيق الألم حركتك يومين ولا ثلاث وبنحرم منك تسع أشهر كاملة !
توسعت عيونها بصدمة وقالت بهمس : لعنة ي اسرار والسؤال
ضحك بخبث وقال : وبعدها بيجي واحد من صلّبي ولا بنوته تشابهك..
قفلت باب المصعد بغضّب وتحلف إنها كسرت الزر ، ابتسم يضحك ومشى للمجلس ، هفت على وجهها وقالت : وش قلة الأدب ذي !! وبالصريح يقولها وع مو صاحي قسم بالله !
نزلت وهي قافله معها منه ، بينما عنده كان مبسوط ويضحك لأنه يلجمها بكل مره ، ابتسم من دخلت سيارة هاني ووراها شاص مطلق ونطق : ارحبوا ي رجال
نزلوا كلهم يسلمون وتقدم يرجع للباب من سمع صوت حليمة ومدت له البخور ، حطه على طاولة الضيافة ومشى فيهم للمجلس وبعد السؤال عن الحال والسلام بدأت السوالف والكلام ، هاني نطق : ماشاءالله زاين وضعك بعد الزواج حمستني والله
سطّام ابتسم وقال : الله يوفقك ويبارك لك
مطلق : يرجال وين زاين والله شكل بنتنا عرفت له
ضحكوا كلهم وقال سطّام : بالعكس !
مطلق : اصه اصه واضح سالفتكم مطولة
حمد كشر وقال : يعني مابشوف حفيد حفيدتي قريب ؟
توسعت عيونه بصدمة يكح وضحك مطلق يقول : صحة صحة وشفيك وحنا صادقين !
سطّام مسح شفايفه ونطق : الله يجيب الخير
حمد ابتسم وقال : ايه لا تطول الموضوع عندك ترا
صدّ سطّام يلعن هاني والسالفة حقته ، ضحك عقيل وقال : وش الهدوء ذا وش صار على القضية ؟
سطّام : طلب بجاد استئناف وقدر وصال يأخذه
مطلق صدّ بغضّب ونطق : أما ذولا فالله يأخذ رؤوسهم الاثنين ويفكنا
ضحك سطّام وقال : تكفى ي مطيليق غابنّي !!
مطلق وقف وقال : اعنبوه بأخذ روحه ولا يغبنك أحتزم !
ضاحي ابتسم وقال : هجدوه ذا يبو مشبب أمس لا تنسجن ويبكي علينا بو مطحس عاد تعرفه يعزك
وقف بصدمة وضحك حمد بصوت عالي ، عضّ شفايفه ونطق بحدة : يلعن من يخلي فيك عظم صاحي ي ضويّحي !
ضحك ضاحي وقال : وشفيك شدعوة ؟
حسن : تحمست وش أبو مطحس ؟
عقيل ابتسم وقال : واضح إنها بنت وهذا أسم للتمويه
مطلق : لا يرجال وش ذا الكلام ذا عامل يشتغل عندي
سطّام : اصلاً كنت بستغرب ماهي حركاتك
ضاحي ابتسم وقال : سطّام ليتك عارف بس
سطّام لفّ وضحك من مسك مطلق رقبة ضاحي وقال : حرام يوم ماتسكت لا أتعشى على لحمك الليلة ألبخ !!
ضحك بصوت عالي وقال : أبشر
حمد ابتسم وقال : بس أنت وياه
هاني ضحك وقال : تكلم كبيركم خلاص عاد اهجدوا
حمد لفّ لسطّام ونطق : أبي أشوف بنتي
سطّام ابتسم يقوم ونطق : على خشمي يعمي تعال
مشى يطلع من المجلس وحمد قدامه يدفعه ..
~ فيلا سلطان ، زيلامسي ~
صحت وفتحت عيونها بصدمة تشوفه نايم وهي على صدره ، صرخت بوجهه وفزّوا اثنينهم هو على الأرض وهي بالجهة الثانية من السرير ، قام يوقف ونطق : علامك !!!
ظبيه بصراخ وتوتر : كي..كيف تسأل وأنت عارف ؟؟ وش قلت لك البارح !؟
سلطان بصدمة نطق : يمسلمة خافي الله فيني ! ماقربتك
ظبيه بحدة : وتتهمني لاا ! قالوا فوق شينه قوات عينه !
سلطان : وقسم بالله ماجيتك صاحية أنتي ؟؟
ظبيه زفرت بغضّب تلتفت وسحبت آنية زجاج وتوسعت عيونه بصدمة يركض ورمتها وانكسرت ، خلفّت صوت مزعج جدًا ونطق من وراء الباب : بتدفعين قيمتها
عضّت شفايفها ونطقت : تخسى !! والله لا أعلم مطلق عليك
ضحك بصوت عالي يستفزها وقال : بيوقف معي يغبية !
ظبيه مشت تدخل للحمام وضحك يبتعد عن الباب ، ابتسم وقال : غبية ! وش يجيبني لك وأنا م اتحرك في نومي
توسعت عيونه وقال : صح !
مشى للحمام ونطق بصوت عالي : أخت مطلق
ظبيه قفلت أذانيها ونطقت : عمى قصر صوتك فقعت طبلتي
سلطان ضحك وقال : الله يسامحك فوق غلطك واتهامك الباطل لي تدعين علي ؟
ظبيه : مقدر استغفر فالحمام
ضحك بصوت عالي وقال : اسمعي مستعد أدق على أخواني كلهم وتسألينهم أنا اتحرك في نومي ولا لا
عضّت شفايفها من استوعبت إنها بردت بالليل ، تذكرت كل شيء وكيف ارتمت بحضّنه وابتسم يحاوطها ، هزت راسها تطير الذكرى من قدامها ونطقت : خلاص سامحتك
سلطان : شكلك تذكرتي
ضحك يمشي وطلعت من الحمام بسرعة ورمت المعجون على ظهره ، فزّ برعب وقال بحدة : والله م أعديها صبرك بس
دخلت تقفل الباب وراها بالمفتاح ، ومشى سلطان للحمام الخاص بالصالة ..
~ في أحد المكاتب القديمة ~
فتح الباب بالمفتاح وكح نتيجة الغبار والعث الموجود ، زفر بقرف ونطق : بجاد !
دخل بجاد من سمع صوت أبوه ونطق : لبيك ؟
أبو بجاد : شف لي أوراق توليي لأمر بنت محمد
بجاد : ليه ماهو لعمي منّير ؟
أبو بجاد ضحك وقال : منّير رخمة عطيته البنت يكبرها وكبرت وطغت عليه وزوجت نفسها ولا الولاية معي وزواجها من ولد نهيّان باطل على حسب كلام الشرع !
بجاد صرخ بحماس وقال : أحلف !!
أبو بجاد : مابتكتب لك لا تفرح واجد بهدم أحلامها بولد نهيّان وبعدها بحبسها عندي تشتغل لي وتخدم تحت رجلي !
بجاد : بس ي أبوي..
قاطعه وهو يقول : خلني أروضها بعدها أسلمها لك !
بجاد ابتسم وقال : روضتها قبلك م يحتاج
أبو بجاد لفّ لولده وقال : وش سويت ؟
بجاد : بيوم زواج ولد نهيّان الصغير رحت لها بالشقه وأطلقت عليها بالمسدس
توسعت عيونه بصدمة وقال : وش تقول ؟؟
بجاد ابتسم وقال : معليك عاشت وعنده فالبيت الحين
أبو بجاد نطق بصدمة : بعدي والله ي بجاد بعدي ! والله إن تبشر بها يولدي !
ابتسم بجاد وقال : تعليماتك جعلني قبلك
مشى أبو بجاد وطاحت عينه على الورقه ، ورقة مزورة تمامًا وطبعها أحد القضاة قبل مايقارب عشرين عام ، ومكتوب فيها بالنص الشرعي إن الولي لأسرار هو بتال ، وموقعه ومختومه من أحد المحاكم القديمة الغير موجودة حاليًا ، لكن الوثيقة موجودة ويستحال تكذيبها لأنها تعتبر وثيقة رسمية ومهمة جدًا ، ضحك وقال : قرب موتك ي بِكر محمد
طلعوا من المكاتب القديمة ومشوا للديرة لأجل يتناقشون من وصال ويبدأ يقلب الموضوع على سطّام وبنت محمد ..
~ فالجبيّل ، قصر نهيّان ~
دخل للبيت وهو هلكان من الشغل والأطباق والطبخ اللي سواه اليوم ، عضّ شفايفه ونطق : لأمي هذا كله !
ابتسم لأنها كانت المحفز له من المطبخ حقهم للمطعم الخاص فيه ، كانت مبهوره بلذاذة أكله وكانت دايم تدخلها معها المطبخ رغم صراخ نهيّان وأنه الولد مايدخل المطبخ ، لكن قدر يكبر بعين أبوه ويصير صاحب مطعم كل أهل الشرقية يجون لأجله ، سحب جواله يتصل بسلطان وماهي ثواني الا ووصله صوتها وهي تقول : الو ؟
هذام ابتسم وقال : حَرم سلطان أهلين يعين أخوك
ظبيه ابتسمت وقالت : هلا والله هذام
جلس بالصالة ونطق : علومكم متى ناوين الرجعة ؟ السعودية اشتاقت يابعد السعودية انتوا
ظبيه : والله للحين مدري بس ان شاءالله قريب
هذام : خير خير وين سليّط ؟
ظبيه : طلع يجيب فطور
هذام ابتسم وقال : ايه انتوا تسبقونا بساعة ؟
ظبيه ابتسمت وقالت : لا انتوا اللي سابقينا بساعة
هذام : حلو حمدلله مابه فرق
ظبيه ابتسمت وقالت : كويس والله
هذام : اجل سلميني على اللي عندك وودعتكم الله
ابتسمت له ظبيه وقالت : في أمان الله
قفل الجوال يرفع عيونه لأنفال ، ابتسم وقال : أم الشيخ رواف
جلست وقالت : متى وصلت ؟
هذام : توو قبل شوي دخلت
انفال : البيت فاضي بسرعة بقولك شيء
هذام قرب وقال : اسلم وش يبنت عمي ؟
انفال : تذكر سالفة سطّام ومضاوي لمن طاحت وعمي طرد سطّام ؟
هذام هز راسه بالايجاب وكملت انفال تقول : مضاوي هي اللي تركت نفسها ولا سطّام كان ماسكها كويس بس هي حبّت تسوي أكشن ورمت نفسها من فوق وسقطت البيبي حقها اللي تسعين بالمية أحس إنه مو من عمي
توسعت عيونه بصدمة وقال : شلو..شلون شلون ؟؟
انفال بللت شفايفها وضبطت حجابها ونطقت : صراحة هي هجدت الفترة ذي بس مادري ليش أحسه هدوء ماقبل العاصفة !!
هذام نطق بصدمة : انفال لا تجننيني وش البيبي مو من أبوي ! شايفه أحد أنتي تكلمي
انفال هزت راسها بنعم ، مسك راسه هذام بصدمة وقال : أخو العيال صدق !
انفال : وعندي الدليل
هذام : انفال لا تستهبلين ! ليه ساكته طيب ؟؟
انفال نطقت بحدة : وش أسوي صاحي أنت كل ماكلمت سلمان سحب علي !
هذام : وسلمان شخص يحب المواضيع ذي بالله عليك ؟ أكيد بيسحب مايهمه الا منصبه بالشركة وإنك بخير ورواف بخير !
انفال : أهم شيء صرت أنت تعرف
هذام : والحين بتوريني الدليل
انفال ضحكت وقالت : ماتصدقني ؟
هذام ابتسم وقال : هذا اتهام قوي ضروري أشوف الدليل
انفال : جوالي فوق تعال معي
قام هذام يمشي وراها وطلعوا للطابق الثاني ، أنفتح باب القصر الرئيسي ودخلت مضاوي وأكياس التسوق اللي ماتنتهي بيدينها ، تقدموا الخادمات يساعدونها ومشت تطلع لغرفتها ، وصلت للطابق الثاني وسمعت همسات وأصوات جايه من غرفة سلمان وانفال ، رفعت حاجبها وقالت : مو كأنه بدري على سلمان يرجع ؟؟
مشت للغرفة وفتحت نصف الباب بدون محد يشعر فيها ، توسعت عيونها بصدمة وضحكت تنطق : طمعت في حَرم أخوك ي هذام ؟؟
قفلت الباب ومشت ، هي شافت هذام معطيها ظهره وانفال مختفية تمامًا من وراه ، ضحكت بصدمة وقالت : اصلاً كان شيء متوقع الولد يرجع بدري ومايحصل قدامه الا انفال عشنا والله
سحبت جوالها تتصل في سلمان ووصلها صوته وهو يقول : أم الورد أهلين ؟
ابتسمت مضاوي ونطقت : سلمان ولا عليك آمر أفتح كاميرات مراقبة غرفتك وأستمتع بالمنظر
سلمان رفع حاجبة وقال : وش اللي حاصل عندي إجتماع ؟
مضاوي : مقدر أقولك على الجوال لمن تفضى شوفه بنفسك
قفلت الجوال وضحكت تنطق : وردي إلياسي !
طلعت ورد من غرفتهم تركض لحُضن أمها ، ضحكت تشيل إلياس من طلع مع المربية ومشت فيهم للصالة تحت ..
~ الرياض ، بيت سطّام ~
طلع للمصعد ومعه حمد ، كبس على زر الطابق الثالث ومشى المصعد فيهم ، ابتسم حمد وقال : والله أحسن ماسويت هالمصعد
سطّام ابتسم وقال : ضروري يكون عند مطلق بعد
حمد : عنده عنده
سطّام : حلو
حمد لفّ عليه وقال : كيف بنتنا معك ؟
سطّام عضّ شفايفه ونطق : حليوه يجي منها
ضحك حمد وقال : لا أسمعها تشتكي منك
سطّام : أعقب يعم أخليها تزعل ولا تشتكي
حمد : هذا العشم يولدي
فتح باب المصعد ومشوا ينزلون ، مشى سطّام يسبقه ودخل الغرفة ، فزّت برعب تغطي ظهرها المشكوف وتعطيه وجهها ، توسعت عيونه من جمالها والفستان الأبيض المخمل اللي تزينه هي ماهو اللي يزينها ، نطق بصدمة : على وين ي بِكر محمد ؟
اسرار بتوتر : وش تبي ؟؟ وبعدين ماتعرف تدق الباب قبل تدخل ؟
سطّام : جدك يبي يشوفك
شهقت بصدمة وقالت : لا لا أصبر !!!
مشى سطّام يتجاهل كلامها وفتح الباب للشايب ، زفرت بغضّب تلعن سطّام تحت انفاسها وسحبت الجلال تغطي نفسها فيه ، ابتسمت بتوتر ونطقت : أرحب ي أبوي
تقدمت بالمعكاز له وابتسم يضمّها وضحكت تحاوطه ، طاح الجلال لكن سرعان م حط سطّام يده على ظهرها يثبته ، لفّت عليه ونطق بهمس : بنتحاسب
اسرار بغضّب نطقت : أكيد !!
حمد : عاجبك سطّام ولا أخذك ؟
اسرار ابتسمت بكلافه وقالت : شدعوة عاجبني عاجبني
حمد : ايه اشوا
سطّام : يعمي وشفيك شكّاك ؟ كل شوي تسأل !
حمد ابتسم وقال : غصب علي أصير شكّاك ماعندي الا هي وماجاب لي محمد غيرها ، ماعندي حفيدة الا هي والظبي وصافية اما عن الباقين فمجرد تبعوا أسمي بس ولا ما أشوفهم شيء
سطّام ابتسم وقال : الله يرحمه ويغفر له
همست بحريق حنجرتها وغصتها اللي وقفت بنصف حلقها : امين..
صدّت من تغيرت نبرة صوتها ، لفّ عليها ونطق : نمشي ياعم
حمد : مشينا
طلع حمد ولفّت عليه ونطق : جايك يالمُدعية جاي
طلع يتبع حمد وقفلت الباب وراه ، رمت الجلال على فراشها ومشت للمراية ، وقفت بصعوبة تحاول تقفل السحاب الخاص بالفستان وبعد عدة محاولات قدرت ، فلّت شعرها ترتبه خلف ظهرها ، مسكت جوالها تتصل على عِقد وتنطق : عِقد ؟
عِقد وصوت الاستشوار مزعج عندها واضطرت ترفع صوتها : ايوه زيتونه ؟
اسرار بحدة : وشفيك تصارخيين ! متى نمشي ؟
عِقد بصراخ : عشان تسمعيني وايوه والله قالت لي سمو حفلتها بتبدأ بعد المغرب سوو خليك جاهزة
اسرار ابتسمت وقالت : خلصت
عِقد توسعت عيونها وقالت بصدمة : ماشاءالله !! عُقبالي
اسرار : خلصي خلصي
قفلت الجوال ورفعت عيونها لسطّام وقالت : مصّر تحقق يعني ؟
سطّام : أكيد زوجك ترا !
اسرار : والله خايفه عليك تدخل بالجو واجد وآخرتها نفترق
سطّام نطق يخفي غضبّه : مايخصك أدخل بالجو ولا لا أنتي على ذمتي ومافيه طلعة باللبس ذا !
رفعت حاجبها وقالت بسخرية : لا دخلت وبقوة أنت وبعدين تنتظرني اسألك عن ملابسي ؟
تقدم لها ورجعت للخلف ، سحبها يلفّها وسرعان مانطق بحدة :بنت ! فتحة ظهرك واسعة
اسرار تمسكت بيدينه لأجل تثبت ونطقت بحدة : مابغير سامع
سطّام نطق بحدة : بتغيرين وأنتي ماتسمعين الرعد !
دفعته عنها وطاحت على سريرها بحكم أصابتها ونطقت بغضّب : تعقب يالرسام ! مابعد جابته أمه اللي يمشيني على هواه !
سطّام زفر بغضّب وقال : بِكر محمد أقطعي الصوت وقومي بدلي
اسرار وقفت تسحب معكازها ونطقت : أقطع أنت !!
سطّام ميّل راسه ونطق بعناد : أجل شوفي لك مخرج
مشى وسحب مفاتيح الباب وطلع يقفل عليها ويمشي للمجلس ، صرخت وقالت : والله لا أندمك ع الحركة !!
زفرت بغضّب ورفست الطاولة وطاحت على الأرض ، عضّت شفايفها تمشي للشرفة واستوعبت إنها بأعلى طابق فالبيت ، ضربت الدرابزين ونطقت : كريه ماينطاق !!!
مسكت راسها وجلست تفكر بحلول ..
~ فالجبيّل ، شركة نهيّان ~
طلع من غرفة الاجتماعات وباله مشغول بحكي مضاوي ، مايدري وش تقصد لكنه يعرف انه فيه شيء حاصل بغرفته لأنه مايملك كاميرات الا فيها ، عضّ شفايفه ونطق : وش مسويه ي انفال ؟ ووش مقصدك ي مضاوي !!
ألتفت لمازن اللي وقف قدامه ونطق : وشفيك ؟
ماتحرك من الذعر وهو أنهم قفطوه مع مضاوي ، كان واضح عليه الخوف وفزّ من مسكه سلمان ونطق : أبوي ينتظرك وش باقي تنتظر ؟؟
مازن هز راسه برعب وقال : سمّ طال عمرك
مشى يتخطاه واستغفر سلمان يمشي لمكتبه ويحاول يتجاهل السالفة ومكالمة مضاوي له ، دخل المكتب يقفل الباب وراه ومشى يجلس على كرسيه ، فتح اللابتوب وشاف هذام قدامه وانفال بعبايتها الملونه وحجابها ، ابتسم يرجع يقفله ويكمل باقي شغله ، صدره ماشال على أخوه شيء لأنه يدري بهذام وكيف تعامله مع الجنس اللطيف ..
~ الرياض ، عند باب بيت سطّام ~
زفرت بغضّب تشوف البيت واسواره العالية ، مشت تنزل ودقت الجرس ، ألتفت مطلق للباب وزفر زقارته ومشى يفتح ، فتح الباب ووقفت عِقد بصدمة وقالت : مطلق ؟
مطلق ابتسم وقال : بو مطحس يمرحبا
عِقد اخذت نفس وقالت : مستعجلة مره فين اسرار ؟
مطلق توسعت عيونه وقال : لا سلام عليكم ولا سؤال عن الحال اعنبو ضميرك هو حيّ ؟
عِقد نزلت عيونها وابتسم ينطق بصدمة : انخطبتي ؟
عِقد رفعت راسها بصدمة وقالت : ان شاءالله ماتكون صدقت ؟
مطلق : اندري عنك يغنوج المدينة ؟
عِقد : لا لسى
مطلق : حلوين هذي فيها لسى يعني بتصير بعدين اذا مو الحين
عِقد ابتسمت بخفه وقالت : لا ماحتزوج
مطلق : بعدي والله
عِقد : طيب فين اسرار ؟
مطلق مشى يدخل وتبعته تدخل للحوش ، طلع سطّام يركض ونطق : اوه فتحت الباب
مطلق دخل المجلس وقال : ايه
كانت عيونه على مطلق ورفع أنظاره على عِقد ونطق : حضرة المحامية ؟
عِقد : فين اسرار ؟
سطّام : مابتجي ماقالت لك ؟
عِقد : قالت لي بس جيت وحأخذها
سطّام ابتسم وقال : حلو عنادكم ماشاءالله
عِقد : بس سؤال جربت تسألها فين رايحه ؟
سطّام هز راسه بالايجاب وقال : ماعطتني جواب وغيرت الموضوع بدخولي لغرفتها بدون ما استأذن
عِقد توسعت عيونها وقالت : انتوا تنامو منفصلين ؟؟
سطّام كح بصدمة وحمّر وجهه ، صدّ عن عِقد ونطقت : بس صراحة معاها حق ليش ما تستأذن
سطّام : وين بتروحون ؟
عِقد ضحكت بسخرية وقالت : بصفتك مين تسألني ؟
سطّام مسح وجهه ومشى يدخل ، وقفت تنتظر وهي مبتسمة تدري انه بيطلع وبيسأل ، وفعلاً هذا اللي حصل ، وصل للطابق الثالث وفتح باب غرفتها ، قامت تمسك معكازها ونطقت : عسى الملك رضى علينا ؟
سطّام دخل ونطق : بلا استهبال وقولي لي وين رايحه
اسرار : بقولك بس مابغير
سطّام : هو التغيير حاصل حاصل لكن قولي لي وين ؟
اسرار زفرت بملل وقالت : سمو صاحبتنا من الجامعة مسويه حفل توديع عزوبية وعزمتنا والكل بنات طبعًا
سطّام : والله يزينك تجلسين بمحلك وشهو له الروحات والجيات
اسرار رفعت حاجبها بغضّب وقالت : اظن إني ولا عمري سألتك وين رايح متى راجع !؟
سطّام : ايوه ماعمرك فكرتي تسألين بس لو سألتي مابقولك لا وبجاوبك
سكتت لثواني مذهولة من رده عليها ، زفرت بملل وقالت : طيب أمشي ؟
سطّام : وداعتك نفسك وإن حصل خير ماهو بشر دقي علي
ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت بعفويه : تأمر أمر ي بِكر نهيّان
طلعت من عنده تركض ومشى يتجول بغرفتها ، يشوف حوستها الخفيفة على التسريحة والمكياج والعطورات ، عضّ شفايفه ونطق : وأنا ولد البط الأسود حارمتني من كل شيء
مشى ينزل للطابق السفلي للمجلس تحديدًا ، وصلته رساله على جواله وفتحها يشوف عقيل يشكره على الغداء وإنهم مشوا لأجل الرحلة ، ابتسم واكتفى بقول : ماهي اخر مره ونشوفكم على خير توصلون بالسلامة يعيال سياف .
مشى يشوف مطلق واسرار تسلم عليه وتمشي ، مشى له وابتسم يقول : ها لبيه ي مطلق ؟
مطلق بلل شفايفه ونطق : حبايب القلب راحوا وخلونا ؟
سطّام ابتسم وقال : حبايب القلب ؟
مطلق أشر على سيارة عِقد ونطق سطّام : لا تستهبل !!!
ضحك مطلق وقال : وشفيك ؟
سطّام : الله يقطعك ي مطلق ذي الدلوعه تسميها بو مطحس !!
ابتسم مطلق وقال : من الحُب الا وش قلت بتوظفني ؟
سطّام مسك راسه بصدمة ونطق يبعد عن الموضوع : وش الشيء اللي تحسّ نفسك بتسلك فيه ؟
مطلق : والله ماعندي مؤهلات صراحة وتعرفني ماكملت جامعة عشان الظبي وضاحي
سطّام : شهادتك ثانوي ؟
هز مطلق راسه بنعم وكمل وهو يقول : سهالات يرجل وش رايك تصير مدير على الشحن ؟
مطلق : سواقه وذي الأشياء ؟
سطّام ابتسم وقال : ايوه بس بيكون قسم كامل بخليك مدير عليه
مطلق ابتسم يحط يده على صدره وينطق : ازهله بس عندي
سطّام : أجل أرسل لي كل أوراقك وبكلم مشهور لك وبتبدأ بكره
مطلق تقدم يسلم عليه ' سلام الرجال ' ونطق : ماتقصر يبو وفاء حرام إن جميلك واجد
سطّام : والله مابيننا ي أخوي
مشى مطلق يطلع وقفل الباب سطّام يرجع للداخل ، مشى للمكتب الخاص فيه وجلس يفتح اللابتوب ، يشوف الطلبات سواء من فساتين وملابس يرسل موافقته لقسم الأزياء ولا لوحات ورسمات ويبدأ فيها بدون موافقه لأجل مايحشر نفسه والوقت مايسعفه ، رفع عيونه لرسالة مِن المحكمة وموعد أولى الجلسات تحدد ويكون بعد يومين ، عضّ شفايفه ونطق : وش جايب من جديد ي بتال ؟؟
سكر شاشه اللابتوب بغضّب ومشى يطلع من البيت بالكامل ..
~ سيارة عِقد ~
ألتفتت لها من ركبت ونطقت : الكعب !
ضحكت اسرار وقالت : عليك السلام يبنت !!
ضحكت عِقد وقالت : والله سوري أبي أتأكد ازا طقمتي معايا
اسرار : لبسته والله
شافته عِقد وابتسمت تنطق : يحلو الحياة بجانبك زيتونتي
اسرار مسكت يدها ونطقت : ومحد ضاف الجنون واللعب والبهجة لحياتي غيرك ي دودي
ابتسمت عِقد وقالت : جبت برضو لبيبو بس لاهية بزواجها ماهي فايقه لي
ضحكت اسرار وقالت : صدق ليه ماسألتيها ذاك اليوم ؟
عِقد : لأنو كنتي عندي بالليل متأخر ومستحيل اتصل فيها من الأساس بعيد عن سالفة الوقت المتأخر ! تخيلي تسألني فيه حاجه وأقولها مطلق معضل ولا لا ؟
ضحكت اسرار وضحكت عِقد معها وقالت : والله غباء صراحة
اسرار ابتسمت وقالت : ماجبت لها شيء حرام
عِقد : عادي ي أمي أنتي قدومك لتوديع العزوبيه حقها هدية
اسرار : يجعل يومي قبل يومك ي عيوني أنتي !
عِقد اخذت نفس وقالت : استغفري قبل أرميك !
ضحكت اسرار تعرف عِقد وأنها ماتحب الأدعية ذي ، وهي ما انقالت الا من فرط المحبة والشعور ، استغفرت تمسك يد عِقد وانطلقوا لمحل ورد لأجل سمو ..
~ الخرج ، بيوت آل عمر ~
مشت تركض منه وهو يلاحقها للأسف وبعد حديث صافية مع مشعل وهواش مشعل وعلي ماتاب ابدًا ، هجد أسبوع وتخفى عنهم ولمن نسوا رجع لقذارته ، ركضت للمخزن القديم وشهقت من انشقت رجلها أثر سيخ حديد موجود بجانب الباب ، عضّت شفايفها وبكت بدون صوت تمسك الباب ولعنت فيها اللحظة اللي قررت تروح للمخزن ، ماكان فيه قفل والمخزن بعيد كل البعد عن البيوت ، مشى علي يضحك ونطق : جوري
جوري شهقت برعب وقالت : أبعد ولا والله لا أصرخ فيك
علي ضحك بسخرية ونطق : اصرخي وشوفي أحد بيسمعك من هنا ياغبيه !
سحبت السيخ ودفع الباب يفتحه ، عضّت شفايفها السُفلية لثواني ونطقت : والله لا أطعنك
مشى علي وصرخت تضربه بالسيخ وطاح ع الأرض وضرب راسه فالباب ، صرخت تركض ومشت للبيت ، وبقى علي هناك على حاله ، دخلت وهي ترجف وقفلت الباب وراها ألتفت مشعل لها ونطق : جوري ؟
ركضت بدون إجابة تدخل غرفتها وتقفل الباب وراها ، زفر بضيق ومشى لباب غرفتها ودقه بهدوء ينطق : وشفيك
جوري بصراخ وغضّب : روح لأخوك لا يموت فالمخزن
توسعت عيونه بصدمة وقال : وش سويتي ؟
جوري ببكاء : ليش ماتسأل هو وش سوا !! ليش أنا اللي انسأل دايم !
مشعل نطق بحزن : يبنتي أسف والله بس افتحي الباب وخلينا نتفاهم
جوري صرخت تغطي أذانها ونطقت : روح بيموت !!
زفر بغضّب يستغفر ويمشي ركض لأخوه الصغير ، عضّت شفايفها من أختفى صوت أبوها ورجعت ترمي نفسها على سريرها وتبكي ، هي لو ما ربها ألهمها وقواها بذيك اللحظة كان انتهت ، زفرت بغضّب وقالت ببكي : شلون يطمع في بنت أخوه الله ياخذه الله يسلبه عافيته مثل ماسلب مني أمني وطمأنينتي !!
مسكت ساقها بألم وغطت بنومها من شدة البكاء والألم ..
~ فيلا سلطان ، زيلامسي ~
دخل مستعجل وهو ماسك أكواب الشاهي بيده ، ضحك ينطق بصدمة : أخت مطلق تخيلي وش حصلت
كانت معطيته ظهرها ونطقت قبل تشوف : يالبيه ريحة تميس
ضحك وقال : حصلت فوال وحلفت أخذ فطورنا منه
ابتسمت تتقدم وتنطق : عربي ؟
سلطان : ايه المالك يمني عسل قسم بالله
ضحكت بفرحة وقالت : غسل وسم بالله وتعال
سلطان : جايك اصبري لي
مشى يدخل وسحبت الأكل ترتبه على الطاولة ، مشت تتبعه لأجل تغسل وشافته ينزل ساعته ونطقت : ماتخاف تنسرق ماشاءالله واضح غالية !
سلطان : أقول اذكاري وحمدلله للحين مامسني شيء
ظبيه : طيب ليه تركت جوالك ؟
سلطان : وربي نسيت منه طلعت مستعجل
ظبيه مدت يدها وابتسم سلطان يسحبها قدامه ، وقفت بصدمة تشوف انعكاسهم بالمراية وسرعان مانزلت عيونها بخجل ، ابتسم ينطق : كملي
ظبيه نطقت بخجل واضح من نبرتها : اتصل عليك هذام
ابتسم من نبرتها ولونها اللي قلّب أحمر ورجفتها الواضحة ونطق وهو يبعد عنها : وش يقول
اخذت نفس طويل وقالت : يسأل متى بنرجع
سلطان : والله جهزت سفرة تاريخيه
ظبيه قفلت المويه ومشت تجفف يدينها ، رفعت عيونها له ومشت تجلس عند الأكل ونطقت : وش ؟
سلطان جلس يسمي وينطق : بالعافية أول شيء ي أخت مطلق
ظبيه ابتسمت وقالت : الله يعافيك ي أخو هذام
ضحك سلطان بخفه ونطق : ماعمري سمعت أحد يناديني كذا
ظبيه : ولا أنا نشبت على أخت مطلق عزتي لضاحي
ضحك بصوت عالي وقال : الله يقطع شكل عدوينك
ظبيه ابتسمت وقالت : والله !!
سلطان : سفرة لباريس بعد القضية اللي بتحصل
ظبيه : ياذي القضايا
سلطان ابتسم وقال : صراحة مقدر أقول إننا أول مره نخوضها لأنه قبل تصير سوالف فالشركة تحتاج قضايا كثيرة عشان كذا متعودين
ظبيه : وش تقصد بكلامك يعني ماعرفتو القضايا الا مننا ؟
سلطان : شف شف بدأت تصعد
سحب تميسه وغمسها بالعدس وحطها بفمها ، ضحكت بصدمة ونطق : والله ماترديني !
أكلتها وهي تطالع فيه بصدمة ونطقت : غبي معي يد !
سلطان : غيرك والله يتمناها من يدي
رفعت حاجبها وقالت : ويقول إني أصعد ؟
سلطان ابتسم وقال : حقك علي ي أخت مطلق
ظبيه : هنيا لي اذا سمعت ظبيه من لسانك
سلطان : إذا شبعتني حب وأحضان وكلام معسول وبوسات رايحه وبوسات راجعه بقولك ظبيه
ضحكت بسخرية ونطقت : يالتيس قلته
توسعت عيونه بمكانه ووقفت اللقمة بحلقه ، شلون لعبت عليه بدون مايحسّ ونجحت بدون مجهود ، كح بصدمة وضحكت عليه ومشت توقف وتنطق : بسم الله عليك بسم الله عليك بعدوينك ان شاءالله
وقف بصدمة يشرب شاهي وينطق : خبيثه !
ظبيه رجعت تجلس ونطقت : بس حلوه وهذا يكفي
سلطان رفع حاجبة وقال : ماقدر أقول شيء اي والله حلوه
ظبيه ابتسمت تكمل اكلها وابتسم سلطان لها ينطق : أخت مطلق تبين نرجع ؟
ظبيه : بكيفك والله
سلطان : اذا على كيفي بنجلس شهر العسل كله برا
ظبيه ابتسمت وقالت : يناسبني
سلطان ابتسم يمد كفه لها وينطق : كفو يالمعزب !
ضحكت تضرب كفه وسحبها له وانحنى يقبّل خدها ، وقف شعر جسدها بصدمة تشوف قربها منه ونطق : حليّت خلاص
قام يبتعد وأنقلب لونها ، يقصد إنها هي الحلى اللي بعد الأكل ، عضّت شفايفها السُفلية لثواني ونطقت بهمس : حيوان !
وقفت تشيل الأكل الباقي للثلاجة وتغسل يدينها ، تشوفه قدامها يكلم عن المسبح صدّت تسحب جوالها وتشوف السنابات ..
~ فالديرة ~
بتال وبجاد جالسين قبال وصال ووداد تصّب لهم قهوة عصرية ، عضّت شفايفها ونطقت : أبوي
أبو بجاد نطق ببرود : نعم ؟
وداد : إبي بعد القضية أسافر..
قاطعها ونطق بحدة وعيونه تطلع شرار : وشهو ؟؟ وش الحكي ذا ماتستحين على وجهك ولا تحشميّن وجودي !!
وداد غمضت عيونها لكنها سرعان مارجعت تفتحها بصدمة من نطق وصال : ماني موديها اصلاً
عضّت شفايفها تمنع دموعها تنزل ونطقت بهمس : وصال !!
وصال : اذا خلصتي أدخلي داخل
نزلت الدلة ومشت تركض ودموعها تسابقها ، ألتفت لعمه اللي مبتسم ونطق : نكمل ؟
أبو بجاد : اسلم
وصال بهدوء نطق : بتكلم فالمحكمة عن زواجها وخروجها عن كلامك وتزويجها لنفسها وهذا باطل يعني أول نقطة بصفنا
أبو بجاد هز راسه بالايجاب ونطق : حلو
وصال : وبعدها بنتكلم عن البيع اللي حصل من مزرعه ومن مجالس وهالشيء بيضر مطلق
ضحك أبو بجاد بصوت عالي وقال : هذا اللي أبيه
وصال : وآخر شيء بنتكلم عن القضايا اللي كانت بين بجاد وسطّام وإنه يرفع شكاوي بدون أدلة
بجاد : هي بالنسبة لي خربانه
وصال : ماندري للحين
بجاد زفر بضيق وقال : والله إنها معطوبه !
أبو بجاد : خلاص ي وصال بنكمل بعدين
وقف وسحب ولده وراه ، زفر وصال بضيق يتأمل سعة الحوش لكنه يجيب الغلقه ، ضايق صدره وبدون سبب ولا هو داري وش بلاه ، أيام اسرار كان وصال بأسعد لحظات حياته لكن بعد اللي حصل وبعد خسارته لها وزواجه خسر مذاقه للسعادة واختفت تمامًا من حياته ، يحسّ بداخله فجوه ضخمة وهو بهالمكان ، زفر بضيق يقوم يوقف ويتصل على مطلق وثواني ووصله صوته وهو يقول : مرحبا ؟
وصال ابتسم وقال : أبو مشبب ؟
مطلق استغرب اتصاله ونطق : هلا والله ؟
وصال : فاضي ودي أشوفك
مطلق زفر يجلس ونطق : ابد والله فاضيين
وصال : وينك فيه ؟
مطلق لفّ حوالينه يشوف أسم مطعم ونطق : فالرياض عند دكة الشاهي اللي تقابل مطعم ᥊ ᥊ ᥊ ᥊  ..
وصال ابتسم يطلع على سيارته ويغادر ونطق : جايك
مطلق : حياك يبو منّير
قفل الجوال ولفّ يتوسط الخط متجه لمكان مطلق ، وده يسولف ويعرف إن مطلق مايتغير ابدًا ، ولو يمسّه ضرر من شخص مستحيل يتغير فيه شيء ويبقى مطلق الثابت عند أحوال الناس والحياة المتغيرة ..
~ بقسم الشرطة والأدلة الجنائية ~
دخل سطّام بحكم الإتصال اللي وصله من الضابط ريان ، وصل وسلم عليه ينطق : بشر ؟
الضابط ريان : كل شيء واقف معك لا تخاف
سطّام توسعت عيونه وقال : فيه بصمات ؟!
الضابط ريان : ولبجاد بعد
سطّام زفر راحة صدره ونطق : يارب لك الحمد !!
الضابط ريان : مين محاميك ؟
سطّام : عندي بس وش السالفة ؟
الضابط ريان : ابد عشان تعطيه الأدلة
سطّام : بأخذها وخير ان شاءالله
الضابط ريان ابتسم ونطق : دربك خضر يبو نهيّان وخارج من الشر
ابتسم سطّام يسلم عليه ويشكره ، وسحب الأدلة الجنائية والملف كامل وطلع من القسم ، اتصل على مشهور ووصله صوته وهو يقول : ارحب
سطّام ابتسم وقال : البقى مشهور بالله عليك أرسل لي رقم المحامي قصي
مشهور : الآن
قفل الإتصال وفعلاً ماهي الا ثواني ووصله صوت رسالة واتس ودخلها من الإشعار ، دخل على الرقم علطول واتصل فيه وماهي الا ثواني ووصله صوته وهو يقول : الو ؟
سطّام : قصي ؟
قصي فزّ يوقف ونطق : اررحبب !!
ضحك سطّام وقال : البقى لبى كبدك
قصي نطق بفرحة : والله اللي مرحبًا ألف ! وين الناس ي سطّام حرام عليك !
سطّام : والله إني متفشل لأني ماجيت الا من حاجه
قصي : أقطع يرجال والله ماهو بيننا ! أمرني
سطّام : ما يأمِر عليك عدو لبى قلبك ي يبو عبدالرحمن عندي قضية وأبيك تستلم المحاماة وأصير موكلك ؟
قصي ابتسم ونطق : تم يبو نهيّان والله إنه تم متى ؟
سطّام : برسل لك ملف القضية وأرفع لهم أسمك
قصي هز راسه بالايجاب ونطق : أبشر
سطّام : تبشر بالخير ودعناك الله وماقصرت يبو عبدالرحمن
قصي : والله ماهو بيننا وفي حفظه ي سطّام
قفل الجوال وفتح الواتس يرسل لعِقد إنه أختار محامي غيرها
قفل الجوال وفتح الواتس يرسل لعِقد إنه أختار محامي غيرها بحكم أنهم باقي مابدأوا بالجد ، وتفهمت تمامًا وأرسلت له كل صور بجاد بهذيك الليلة وقت صورته وحول كل شيء لمحادثة قصي اللي رسميًا صار محامي لسطّام بمعركة قادمة ..
~ بيت أبو سمو ~
ابتسم وهو متمسك بعصاته ، رجل بآواخر عمره وسمو أخر عنقود بيته ، ابتسم يشوف البنات ويرحب فيهم ويوجههم للمدخل الصحيح ، ابتسمت عِقد ونطقت : اخ يزكرني بجدو !
اسرار سحبتها وهي تضحك بفشلة ونطقت : ماهو وقتك
عِقد : اشبك والله حزنت
اسرار ابتسمت تمد الورد لسمو وتنطق : صاحبة السمو !
ابتسمت سمو بوسع ثغرها وقالت : لبيه ي اسرار لبيه !
ضحكت تسلم عليها ونطقت : محظوظ وليد تدرين ولا لا
سمو ضحكت بخجل من أسم خطيبها ونطقت : صح !
عِقد ابتسمت تضّمها ونطقت : بنت سِت المُدن !! مو مصدقة
عِقد ابتسمت تبعد وتمد هديتها وتنطق : أدري إني هدية بس اش أسوي مابتفهمون
ضحكت سمو تدخل يدينها بذراع اسرار وعِقد ونطقت : تعالوا
مشوا يدخلون معها وكانت تمشي بمهلها لأجل اسرار ونطقت : سلامتك يروحي
اسرار ابتسمت وقالت : ماهو شيء كبير والله يسلمك
عِقد اخذت نفس وقالت بهمس : يع شوفي مين فيه !
اسرار مررت عيونها وطاحت عينها بعيون منيرة اللي قامت ونطقت : بنت عمي !
ابتسمت اسرار ومشت تتجاهلها من اشتغلت الأغاني ، بدأوا البنات يرقصون ويستهبلون ، زفرت بملل وقالت : وأنا هنا محرومة كله من المعكاز !
عضّت شفايفها السُفلية لثواني من تذكرت سطّام ، بهذاك اليوم لمن قال لها : ياللي على معكازه تبيّن لي رجلك على حالها وقلبي على حاله
ابتسمت بوسع ثغرها ونطقت : معتوه هالرسام
رفعت عيونها وضحكت تصفق لعِقد واستهبال عِقد ، كانت تتمايل وترقص بشعرها رقص غنوج بحت ، ضحكت وقالت بصوت عالي : محظوظ ولد مشبب !!!
توسعت عيونها بصدمة وقالت : اوميقاد زيتونه !!!
ضحكت اسرار بصوت عالي وكملت تصفق ، طغى الخجل عليها ووقفت رقص ومشت تجلس ونطقت : حموتك !
اسرار : وأنا صادقه طيب
عِقد : صاير مثل الثلج ماحبيت !
اسرار قربت لأجل يسمعون بعض ونطقت : مين مطلق ؟
عِقد هزت راسها بنعم وقالت : سألتو فينك وتجاهلني تمامًا
اسرار : والله ما ألومه قايله له انخطبت وماتبينه يتغلى ؟
عِقد : اوكيه معاكي حق بس اشبو صاير كدا ؟
اسرار ابتسمت وقالت : يتغلى ولدنا يتغلى
عِقد : ماني فاهمة صراحة
صدّت تشوف منيرة اللي تكون أحد صديقات سمو المقربات ، وتنرفزت بدون سبب ومشت تطلع للشرفة قدام المسبح ، عضّت شفايفها ونطقت : يتغلى ؟
رفعت جوالها وبدأت تصور اللوك حقها بالأصفر المنعش ، كانت داخله جو وتلعب بشعرها وتلتقط صور لذيذة لها ، شهقت من اندفعت لحافة المسبح ونطقت منيرة : أجل ولد مشبب ؟
كانت واقفه على الحافة ومنيرة محكمة قبضتها ولا قدرت عِقد تفلت منها ، عضّت شفايفها لثواني ونطقت : أبعدي عني يامجنونه !!
منيرة هزتها وصرخت عِقد ونطقت منيرة : بشويش محد حولك يالمجهولة ! تحسبين مطلق بيلتفت لك وأنتي أجنبيه ؟ وبيترك بنات عمه صاحية أنتي !
عِقد صرخت بغضّب : المجهول مصيرك بعد تطاولك علي سامعة ؟؟ والله لا أندمك ودحين أبعدي عني !!
منيرة ضحكت بسخرية وقالت : تعرفين تسحبين ؟
عِقد توسعت عيونها وقالت : أصحك تفكري !!!
منيرة ضحكت تدفعها وشهقت عِقد تطيح فالمسبح ، رمت جوالها بعيد منها على آخر لحظة وغرقت تحت ، ابتسمت بشّر ونطقت : على إني م أطيقه حتى هو لكن يحرم عليك وأنا شايفع تسنيم تبغاه
مشت تدخل من الحوش وطلعت عِقد من المسبح ، صرخت بقهر ونطقت : اش القرف دا !! اللي صار دا كلو وأنا لسى م أخدتو منهم ! ويبغاني أسكن عندهم ؟ سوري بس حلم إبليس بالجنة وخلك على برودك ي مطلق
هي ماتدري عن النقلة اللي صارت وبيع الحلال والمجالس والمزارع ، ماتدري انه سوا نقلة تاريخية بالنسبة لشخص هاوي للإبل والحلال ، مشت تأخذ جوالها واتجهت للكراسي وجففت ملابسها بمناشف مجهزتها سمو خارج البيت ، تركت شعرها على راحته ولعبت فيه تجففه ، هي حطت أقوى مثبت ميكب عندها وثبت رغم الماء ، دخلت للحفلة بكل قوتها ومشت حتى وصلت لوعاء ثلج ومويه لأجل المشروبات ، شالته بيدينها ومشت لمنيرة ونطقت : سبرااااااايز !
سكبته عليها وصرخت من البرودة ، مدّت الوعاء على أحد البنات ومسكته ولفّت لمنيرة ونطقت : سوري بس لكل فعل ردة فعل أقوى وترا لسى ماشفتي حاجه ؟ حندمك تسمعي ؟
رفعت جوالها وضحكت تشوف أتصال منه وقالت : الواضح هوا اللي ميت عندي ولا ؟ يبنت عمُه !
ضحكت تمشي تبتعد عنهم كلهم بعد الإنجاز اللي سوته ، مشت اسرار تهرول بمعكازها ونطقت : بنت وش صاير ؟؟
عِقد ضحكت بسخرية وقالت : إتصال وهمي بس صراحة لعبتها صح
اسرار : بتتكلمين ؟؟
عِقد : الحيوانه رمتني بالمسبح وتحسب حتركها بدون م أرد لها حركتها
اسرار ابتسمت وقالت : كفو قسم بالله والحين وش بنسوي ؟
عِقد : جينا وباركنا وجبنا هدايا كثر خيرنا يالله نمشي
اسرار زفرت بملل وقالت : بس بنكمل الحفلة ببيتي
عِقد ابتسمت وقالت : ناسيه عن زوجك اللي تنامو منفصلين أنتي وهوا ؟
اسرار وقفت بصدمة وقالت : كيف عرفتي ؟
عِقد : خمنت مو مهم يالله نقلب بيت الرسام حفل
اسرار ضحكت بتوتر وقالت : صاحية ؟ أمشي لبيتك بس
عِقد : مع نفسك صراحة بيتي ملل طفشت منو
اسرار : أجل أمشي نحرق بيت الرسام
عِقد ضحكت تلبس عبايتها ونطقت : بأخذ دش عندك
اسرار : حلالك البيت يحبي
عِقد : تعجبيني أخدتي شوقر د..
اسرار شهقت تكتمها ونطقت : خلاص يرحم والديك فكينا
عِقد ضحكت بسخرية وقالت : بس منجد لأن لو تلاحظي كم بينكم ؟
اسرار بصدمة نطقت : ثلاثيني هو وأدري واجد بس خلاص
عِقد ضحكت وقالت : اشبك خايفه ؟
اسرار : مدري أحسه يسمعنا
ضحكت عِقد بصوت عالي وابتسمت اسرار ونطقت : أمشي
ركبوا سيارة عِقد وتوجهوا لبيت الرسام والمُدعية ..
~ دكة الشاهي ~
دخل وصال يشوف مطلق على أحد الطاولات وزقارته متوسده شفايفه ، مشى له ونطق : سلام عليكم
وقف مطلق ونطق : ي مرحبا
سلموا على بعض وجلس وصال وسحب مطلق البراد يصب له ونطق : دندن وغن يبو منّير خاطرك ماش
وصال ابتسم وقال : والله إنك صادق واسمعني ي مطلق
مطلق : اسلم
وصال : بحاول أوقف مع سطّام بس أهم شيء يفكني من بتال وولده
مطلق ابتسم وقال : وأنا وش لزومي فالموضوع ؟
وصال : أعلمك يعني
مطلق : ايوه ؟
وصال رفع البيالة يشرب الشاهي بهدوء وينطق : سوا الزواج ؟
مطلق : جعلها في وجه بتال هو خلاه يسوي شيء ؟ نشب له بالقضايا اللي ماتخلص
وصال : صادق والله
مطلق : يعني ماتبي الفوز من نصيب موكليك ؟
وصال هز راسه بالايجاب وسرعان م ارتسمت ملامح الصدمة على وجهه من نطق مطلق : أسحب أسمك وأتركهم بدون محامي ؟ مثل ماسويت مع بنت الحجاز
وقف بصدمة ونطق بحدة : جايك أبي العون وصرت علي فرعون !!
وقف مطلق ونطق : أعصابك ! ماتمشي ألعابك علي وإن مشت أنت جيت للطرف اللي مايمسّ القضية بصله ؟ ولا لحظة كنت تحسبني بروح أفاتح الهَاجس بسالفتك ولا بنت الحجاز وأثر عليهم ؟ توكل واتمنى تصحصح ي وصال معاد تجي منك الا المصايب ولا وش ؟
سحبت سحبته ومشى يسحب من زقارته ويرميها ، طلع يركب الشاص ومشى لبيت سطّام ..
~ حيّ الصحافه ، بيت سطّام ~
وصله رسالة من مطلق إنه جاي ، طلع يقول لصادق يفرش أحد السجاد الأحمر فالحوش تحت الأشجار ، ووصى حليمة تسوي شاهي وقهوة ومشى يضبط القعدة ووقف ينتظر قدوم مطلق ، ابتسم من شاف أضواء سيارة ونطق بصوت عالي : صادق أفتح لمطلق
مشى صادق يضغط الزر وانفتحت البوابة ، قفلت جوالها وقالت : كويس صادق فتحها قبل أدق على بِكر نهيّان
عِقد ابتسمت وقالت : كان حاسس بجيتك أوفف الحُب يجماعة
غطت وجهها بيدينها من الفشله وضحكت عِقد ، مشى يركض وقال : مطيلي..
سكت يشوف بورش تدخل للحوش ، مسح وجهه وشنبه وقال : حبايب القلب ؟
نزلت عِقد تركض ودخلت البيت ، نزلت بهدوء ونزلت عيونه لكعبها والألماس اللي يضوي برجولها ، ابتسم وقال : بِكر محمد
سكرت الباب وابتسمت تنطق : رجعت سالمة
ضحك بخفه وقال : راجعة بدري ؟
اسرار طاحت نظراتها على القعدة ونطقت : تنتظر أحد ؟
سطّام هز راسه بالايجاب وقال : تعالي أنتي والمحامية ليلنا طويل
اسرار : خلني أخمن مطلق ؟
ضحك يهز راسه بالايجاب ونطقت : دقايق ونجي
سطّام : تعالي أساعدك
هزت راسها بخفه ونطقت : مايحتاج
مشت تتخطاه ووقف يشوف الشاص يدخل ، وقف بجانب البورش ونطق : على هونك يالأكحل كلنا عارفين أنك مشتاق للغنوجه
ضحك ينزل وابتسم من سمع صوت سطّام يقول : ارحب مطيليق
مطلق مشى له ونطق : لبيه يالهَاجس
سطّام مسك كتفه ومشوا للقعده ، جلسوا ونطق سطّام : حبايب القلب بيجلسون معنا
مطلق ابتسم وسحب أحد العيدان القاسية من الشجر ، حطه بين شفايفه ونطق : حياهم الله والله جلسة معهم عن ألف مجلس مليان رجال !
سطّام ابتسم يتكي على المركى ونطق : انشهد بالله !!
مطلق ابتسم ينزل عيونه للأرض ونطق : متى بيجون ؟
سطّام : مدري والله تشرب شيء ؟
مطلق هز راسه بنفي وقال : كثر خيرك يالهَاجس بس بطني غدى قربة ماء من الشاهي
سطّام ابتسم وقال : وين شربته ؟
مطلق : على الطريق وقابلت وصال
سطّام عدل جلسته ونطق : اسلم اسلم
مطلق : يبي يلعب عليكم لأجل يفوز
سطّام : يرجال المحامي حقي داهية ولحّد يعرفه اصلاً ، يعني شخص مجهول ولأول مره يقابله وصال الرخمه
مطلق ابتسم وقال : ايه ازين والله حسبت محاميتك بنت أيمن
سطّام هز راسه بنفي وكمل مطلق : بنخمد شوي اذا جانا حد صحني
سطّام : تستهبل ؟
ابتسم يشوف مطلق متمدد ومغمض عيونه ، نظاراته على صدره ويده تتحرك على السبحة حقته ، سكت سطّام يشرب من فنجال قهوته وسحب الكراس الصغير وبدأ يرسم مطلق اللي مايتحرك ابدًا وهذا شيء يحبه سطّام بمطلق ، دخل بأعماق عالمه وبدأ يتعمق بالرسمه أكثر وأكثر ..
~ غرفة اسرار ~
كانت تسولف على عِقد اللي تجفف شعرها ، ونطقت : والله
عِقد : وهو كيف وافق على طلبك ؟
اسرار : غصب عنه
عِقد اخذت نفس وقالت : غبيه ترا زوجك ! أنا لو متزوجه مستحيل أفارقه
ضحكت اسرار وقالت : ي شيخه !
عِقد عضّت شفايفها ونطقت : واضح إني كذابه ؟
اسرار : مرره
عِقد : معلينا مره انصدمت إنكم تنامو منفصلين
اسرار ابتسمت وقالت : عادي يكثر اللي كانوا كذا
عِقد ابتسمت وقالت : حلو يعني تقولي بلسانك أنو هدي البداية وبس ؟
اسرار : والله مدري لي يومين ماني على طبيعتي أحس بيصير شيء قوي ويبعد الرسام عني ألفين كيلو !
عِقد : خايفه من القضية ؟
اسرار هزت راسها بنعم وكملت عِقد تقول : ايوه ترا ماني محامية رسامك
اسرار : رسامي ؟
ضحكت عِقد وقالت : ايوه
اسرار جلست ووردت ملامحها ، صدّت تنطق : ليه أنسحبتي ؟
عِقد قفلت المجفف ونطقت : لا رسامك م يبغاني
اسرار : بجلده !!
عِقد : لا كويس اصلاً ماودي أقابل شبيه الرجال وصال
اسرار ابتسمت وقالت : شبيه الرجال ويوم ضمّك تركتيه على راحته ؟
عِقد : تطهرت اصلاً بعد حضن مطلق..
سكتت بصدمة ولفّت على صدمة اسرار ، ابتسمت بخفه وقالت : أركض ؟
شهقت اسرار وصرخت عِقد تضحك وهي تركض ، اسرار ابتسمت من قدرت تمشي على رجلها وكملت تهرول بخفه وبدون معكاز ، صرخت بتهديد ونطقت : والله م أعديها وتهاوشين لك ساعة أننا ننام منفصلين وأنتي تضمين ولد مشبب على راحتك !!
عِقد ضحكت وقالت : ما قويت ابعدو عني صراحة !
اسرار : جايتك جايتك
عِقد : بناديه وأتحداك تقربي مني وأنا خلف ظهرو !
ضحكت اسرار ومشت تضبط نقابها ، وصلوا للحوش ومشت عِقد تسبقها ، ابتسمت وقالت : أحس إني داخله بينكم..
سكتت من الهدوء ، مطلق نايم وسطّام مركز ويرسم ، جلست وهمست : هوا منجد نايم ؟
رفع سطّام عيونه لها وقفل الكراسه بسرعة ونطق : متى جيتي ؟
عِقد : دوبي جلست
سطّام قام يشيل أغراضه ونطق : شوي وأجيكم
هزت راسها ومشى من عندها ، لفّت تشوف مطلق نايم ، عضّت شفايفها لثواني ودققت بنظرها ، ضحكت بخفه وهمست : والله معضل !
كان ثوبه ماسك عليه أثر نومته العشوائية ، مشت له وسحبت نظارته تلبسها وغمضت بقوة ونطقت : نظرو معدوووم !!
فزّت تصرخ من شافته فاتح عيونه ، ضحك يعدل جلسته ونطقت بحدة : مايضحك كانت بتخرج روحي !!!
مطلق : ماسويت شيء
مدّ يده لها ونطقت بحدة : اش تبغى ؟
مطلق : نظارتي
استحقرته وضحك وشهقت ونطقت : مطلق !!
مطلق فزّ ينطق : العلم ويش ؟؟
ابتسمت ببراءة ورفعت نظارته مكسورة بين يدينها ، توسعت عيونه بصدمة وقال : كسرتيها ؟
عِقد ابتسمت ونطقت : خوفتني ؟
مطلق مسك راسه وضحك بخفه وقال : جعلها فداك
عِقد ابتسمت وقالت : أسفه والله مو قصدي
مطلق : عادي يبنت الحلال سامحت مكحولة مليون مره وبعتها تبين م أسامحك وأنتي سبب تغيري ؟
عِقد اخذت نفس وقالت : لحظة ! بعتها ؟
مطلق : يوه ي بنت أيمن تورطت معك !
عِقد : شلون ؟
مطلق رجع ينسدح وغمض عيونه ونطق : ما أحب أقسى
عِقد ضبطت حجابها ونطقت : مطلق اش تقصد ؟
مطلق : اسمعيها ولو أنه ماهو بجوك بس ركزي بالكلمات
سحبت جوالها علطول ، فتح عيونه وقام من تنرفزت ونطقت : مو راضية تطلع لي أي وحده هي ؟
تقدم وسحب جوالها وحطها ، لبس أحد السماعات معها وبينهم مسافة ، شغلتها وبدأت تسمع الكلمات ، مرت دقيقتين ونصف والصمت سيد المكان ومطلق طاير لسابع سماء ، يسمع أفضل شيله بالنسبة له وهي بجانبه وقريبة من روحه يشوف ملامحها بوضوح وغرقان فيها ، استوقفها بيت يقول :
« عسى الله بيننا يجمع بخير ولا يجيب دموع
وعسى ماعيش بالدنيا إذا ماعشتها معها »
انتهت الشيله وألتفتت على مطلق ، وقربه منها وابتسامته وعرضه بجانبها ، كان الخجل طاغي على ملامحها ، عضّت شفايفها لثواني ونطقت تغيير الموضوع : ماحبيت مو جوي !
ابتسم يرجع سماعتها وينطق : وشفيك قلبتي طماطه ؟
صدّت عنه ولعنت خجلها اللي يبيّن عليها ، ضحك بصوت عالي وقال : بنت أيمن أرفقي بقلب بدوي ذابحته الحياة وقساوتها ! لا تبعدينه وهو مالقى الرقه والحنان والنعومة الا يوم سلك دروبك !
رفعت عيونها له وكمل يقول : لازم تعطيني إجابة أنا مابتعنى من الرياض للحجاز عشان أخطبك وانتي ماتبيني..
قاطعته ونطقت : أبيك بس..
سكتت وتوسعت عيونه بصدمة واستهَل وجهه ونطق : بس ؟
عِقد بتوتر نطقت : يكون بيتنا مو بالديار حقتكم صراحة ماني فايقه لبنات عمك وجنونهم
ابتسم وقال : أنتي وين وهم وين ؟ لا يبنت الحجاز بيتي فالرياض وبآخر الشارع ذا بعد
ضحكت وقالت : يعني أربع وعشرين ساعة مقابله زيتونه
ابتسم وقال : الله الله
عِقد : بس شرط
لفّ عليها ونطق : تم من الحين
عِقد : نسافر للحجاز سوا
مطلق : يويل حالك ي مطيليق سرت بك بنت أيمن
عِقد ابتسمت بوسع ثغرها ونطقت : أعتبرها موافقه ؟
مطلق ابتسم وقال : قلت لك تم !!
عِقد اخذت نفس وقالت بهمس : يعني خلاص حنتزوج ؟
مطلق عضّ شفايفه ونطق : لحد يهيضني وأسري الحين لأيمن !
ضحكت وقالت : لا لا خلاص سكتّ
ابتسم يغمض عيونه ، وصدّت تكتب لأروى أنهم جايين وأبدت أروى ردة الفعل المطلوبة والحماسية ، ضحكت بخفه وهي ترجف من الحماس ولفّت عيونها تشوفه يلعب بسبحته وهو مغمض عيونه ..
~ داخل البيت ~
كانت بتطلع بس نطق من وراها وقال : بِكر محمد
ألتفتت عليه ومشت له ، ابتسم وقال : وين المعكاز ؟
اسرار : حمدلله تجاوزته
سطّام : عقبال نفك ربطة كتفك
اسرار : هذي بتطول صراحة عمومًا وش بغيت ؟
سطّام قرب يمسك يدها ويمشي ، سحب نقابها من على وجهها وقال : واثقة فيني ؟
اسرار ابتسمت بتوتر ونطقت : في أيش ؟
سطّام : إذا قلت لك إني بفوز بالقضية وبنطلع تمشية حول العالم بتصدقين بكلامي ؟
اسرار عضّت شفايفها لثواني ونطقت : أتمنى
سطّام : يعني واثقة ؟
اسرار سحبت يدها ووقفت بهدوء ، هزت راسها بنفي ونطقت : لا تسألني أسئلة أنت بنفسك تعرف إجاباتها ! وشلون أثق بعد خذلان مسّ ضلوعي من كل شخص كنت أشوفه أقرب لي من روحي ؟
سطّام مسك فكها يرفع راسها له ونطق : أنا غير ليه ماتحاوليني مثل م أحاولك ؟ وليه ماتجربين لذاذة الحياة معي بعد مرارة مامريتي فيه ؟
اسرار رجعت بخطواتها وتعثرت بالكنب ، سحبها وجلست على فخذه ونطق : ايوه ؟ الجلسة ذي تطلع الخافي وتبيّن لي حقيقة شعورك !
اسرار ابتسمت وقالت : تحب تفتح مواجعي ي بِكر نهيّان ؟
سطّام : ليه ماقلتي تحب تغلق مواجعي وتنثر على دروبي الشايكه ورد وتمسك بيدي ولو إن دربي طويل بنمشيه سوا ؟
اسرار هزت راسها بنفي مرارًا وتكرارًا ونطقت : أنا م أثق فيك ! بتقول صعب ؟ لا ماهو صعب أنا خايفه من بكره وبعده أنا أخاف المستقبل وأخشى فقدك فيه ! صح م أنت قريب مني لكنك لمست جروحي بطريقة ما أوجعتني ! لمست شعوري وحركت مشاعري رغم قسوتي وانغلاقي وسكوتي وبرودة دمي ! ايه م أثق بس م أبي أخسرك !!
ثبت يده على خصرها وشّدها عليه وقال : وإذا قلت لك إنك قوتي بكره وسبب صمودي للحظة ذي بتغيرين بكلامك وتثقين ؟
اسرار وقفت نطقت بحدة : أفهمني يالرسام دخيلك أفهم أنت غلطت بحق نفسك من فكرت تأخذني أنا حكم علي وقتي وزماني وحكمت علي عادات وتقاليد أهلي وجنونهم وسيطرتهم وطغيانهم ! أنا خايفه من قوتهم بكره خايفه يضربون ضربة تطيح منها ولا عاد تقوى توقف
وقف وانحنى براسه يشوف دموعها متحجرة ، عضّ شفايفه ونطق بهدوء وهو يمسك راحة كفها : ولو حصل شيء وخذوك مني أوعدك مايطول ! وعد مني ماتطولين وأنتي تحسبين الليالي بدوني ووعد أجيك ليه ما أجيك ! بِكر محمد أنا واقع لك وراضي بقدري ومصيري معك والله مامسّني ذرة شك ولا ندم ولا بيمسّني !!
اسرار شّدت على كفه ونطقت : بيجيك اليوم اللي بتلعن فيها الساعة اللي عرفتني فيها أنا ي بِكر نهيّان ماضمنت نفسي ! أنا أمس ماني نفسي اليوم أنا متقلبه وكلها بسبب ضربات وصدوع تسكن جوفي أخاف ارتخي وانطعن من جديد ! بِكر نهيّان أنا مليانه طعنات وجروح عميقة وثلاث طلقات رصاص بجسدي ! أنا ليومك ذا مادري وين أمي ووين ديارها هي حية ولا ميته قاعده أعيش على وهم والوهم هو أنت وخايفه ينكسر ويتلاشى وأطيح من أعلى مكان وأنتهي !!
سحبت يدها ومشت واستوقفها صوته وهو يقول : أحبك
تقدم يحتضّنها من الخلف ويثبت دقنه على كتفها ، عضّ شفايفه ونطق : أحبك وأحب أسرارك وماضيك وحاضرك ومستقبلك أحب غموضك وسكونك وتقلباتك أحب ندمك وخذلانك وكسراتك أقبّل جروحك وطعناتك ورصاصاك أحب قوتك وضعفك وأحب فرحك وحزنك وأحب دربك وأعشق ممشاه ! بترديني عنك أحلف لك إني مابستسلم لحّد م أعرف وش هي أسرارك ! ومابوقف لحّد ما أعرف قصتك وأحل ألغازك وأفك عقدك !! أنتي دربي الطويل وأنتي مصيري شلون يمسّك خوف وأنتي حَرم سطّام ووراك رجل من صّلب نهيّان مايخشى الا خالقه ؟
وقفت تبكي بدون صوت وهي تسمع كلامه ، ابتسم ينطق : م برضى والله أقل حاجه أبكي بحضني..
قاطعته بذراعها اليسار وهي تتمسك برقبته ، ابتسم يحاوط خصرها ويرفعها له ، بكت بحرقة وأطلقت العنان لشهقاتها وصرخاتها ، مشى فيها لمكتبه ودخله يقفل الباب وراه ، جلس على الكنب وهي بحضّنه ، دافنه وجهها برقبته وثوبه كله دموع ولطخات مسكرا من مدامعها وعيونها ، مسح على ظهرها ونطق : دخيل الله على هونك !!!
عضّت شفايفها السُفلية تمنع شهقاتها تخرج ، مسكت ذراعه ومسحت عيونها الخُضر بطرف كُمه ، ابتسم بلهفة للصغيرة اللي تسكُن حضّنه وملامحها باكيه ، مسك فكها يثبت وجهها وقرب لكنها سرعان م انحنت براسها وابتسم يقبّل جبينها بكل حُب وحنيّة ، ارتسمت بسمه على ثغرها من الفراشات اللي فتحت جنحانها ببطنها ، تشوف أحد ذراعينه تحتضّن خصرها والثانية تثبت وجهها ، ارتخت ملامحها وغمضت عيونها بحضّنه ، مسح على شعرها وسرعان م نامت بحضّنه ، ابتسم بهدوء ونطق : وجبت القعده
سحب جواله من جيبه وأرسل لمطلق : معاد أقدر أجي تمسّوا على خير.
قفل الجوال وتمدد بهدوء ، تحركت لثواني ورجعت تسكن حضّنه وغرقت بنومها ، ابتسم يشغل تكييف مكتبه وسحب اللحاف اللي يسكن ذراع الكنبه يغطيهم أثنينهم وسرعان م لحقها لعالم الأحلام ..
~ صباح اليوم الثاني ، أولى جلسات القضية ~
صحى بألم من نومته ، مسك رقبته وفتح عيونه وماحصلها بجانبه ، عضّ شفايفه ونطق بثقل صوته : خوافه هربت ؟
قام يوقف وطلع من المكتب ، فك ازرار ثوبه بضيق لأنه مايحب ينام بالثوب ولا اعتاد عليه ، مشى يشوف حليمة تحضر الفطور وكشر ينطق : وين بِكر محمد ؟
حليمة زفرت بملل وقالت : تعال أفطر
مشى يشمر اكمامه ويجلس ، مسك يد حليمة ونطق : تعالي أفطري معي
ابتسمت وقالت : والله أفطرت..
قاطعها سطّام بحدة وقال : مو لازم تأكلين بسألك كم سؤال
جلست حليمة وقالت : ايوه أسمعك ؟
سطّام : وش شايفه عليها ؟
حليمة نطقت بغضّب : مو بس أنا اللي شايفه حتى أنت شايف برودها ووقاحتها وتعاملها معك ومعي !!!
سطّام : ماهي كذا أنتي اللي أجبرتيها تعاملك كذا
حليمة بحدة قالت : بتحطها فيني ؟؟ وبعدين وش فايدتك مو أنت زوجها ليش ماتربيها من جديد عديمة التربية !!
سطّام ضرب الطاولة بغضّب ونطق : بس عاد ! سواليف الرجل اللي يضرب أنثى ماهو برجال ولا رباني نهيّان على كذا وقبله الدين اللي ماعلمنا !! والسالفة ذي إذا م وقفت عند حدها بيصير شيء مايعجبك ! بِكر محمد زوجتي ومقامها من مقامي وسيدة البيت والحريم كلهم حطي كلام حلقه بأذنك ولا تغفلين عنها ! تساعدينها أن طلبت غيره لا تكلمينها محد يدري غير ربها وش حصل بحياتها ماله داعي نزيد الحطام كسور وفجوات مفروض شفتي نفسك أكبر وأعقل ! حسافه إنها جات منك كنت متوقع شيء أفضل
وقف يمشي للمصعد ونطق : بالعافية فقدت شهيتي مع الصباح
طلع للمصعد ونطقت حليمة بغضّب : مدري وش شايف فيها !!
سحبت جوالها تشوف رسالة من منيرة تقول فيها : اليوم لا تنسين
قفلت الجوال ومشت تطلع للمطبخ تغسل الصحون ..
~ فالمحكمة ~
وقف قصي يشوف سطّام داخل وابتسم ينطق : موكلي ؟
سطّام ابتسم وقال : يالله حييّه !
ضحك قصي يسلم على سطّام ، وبعد السؤال عن الحال ابتسم قصي يجلس وجلس سطّام بجانبه بحكم الوقت المتبقي ،ألتفت سطّام من نطق قصي وقال : جبت لك أقصى الاحتمالات للمواضيع اللي بيتكلم فيها ذاك وصال
سطّام : اسلم ؟
قصي : أول الاحتمالات هو سالفة القضايا اللي فتحتها عليهم وطلعت منها خسران وممكن تكون ظنونه إنه بيحسمها بالطريقة ذي بس معليك عندي الحل
سطّام : الله يعزك غيره ؟
قصي : وممكن يتدخلون بزواجك ببنتهم ويشوشرون على الشيخ وهالشيء أنا خايف منه بس بسألك وجاوبني بالصّريح
سطّام هز راسه بالايجاب وكمل قصي يقول : زواجك منها شرعي وعلى الكتاب والسنة والشاهدين ضامنهم ؟
سطّام نطق بصدمة : أعوذ بالله ! اكيد شرعي بِكر محمد زوجتي بالحلال طرقٍ عن أطول شنب فيهم ! وايه الشاهد جدها
قصي : حلو جدها ولي أمرها ؟
سطّام هز راسه بالايجاب وابتسم قصي ينطق : سدينا الثغرات
سطّام : توكلنا على الله
دخلوا للصالة يشوفون وصال واقف ويضبط أوراقه ، متأكد إنه بيقلبها عليهم غصب ، ابتسم يشوف الوثيقة الخاصة بولاية بتال لأمر اسرار ، وحطها آخر شيء هو قرر تكون أخر أوراقه الرابحة ، ابتسم من دخل بجاد وبتال وجلسوا بجانبه ، جلس قصي وسطّام بجانبه ، ألتفت الأرقاب من دخل الشيخ ' القاضي ' ووقفوا جميع ولمن أنتهى من السلام جلسوا ، ابتسم القاضي وقال : عسى الله يعيننا على العدل والمساواة نبدأ ؟
وقف وصال وبدأ بالحديث على حادثة القضايا الأخيرة بين آل يزيد وبِكر نهيّان ، كان يتناقش الموضوع مع الشيخ بالتفصيل الممل وكيف سطّام أتهم اسرار بالأول ثم بجاد ، هز راسه الشيخ بالايجاب وقال : المحامي قصي ؟
وقف قصي وجلس وصال بالجهة الثانية ، ابتسم لسطّام ونطق : عندنا الأدلة على وجود بصمات واضحة جدًا لبجاد على اللوحة وبرفع المستوى للشروع بالقتل أثر قنبلة قوية كانت مثبته على ظهر اللوحة وموصلة بجهاز لاسلكي
مشى قصي يحمل ملفين معه ، أحد الملفات يتمحور حول البصمات والثاني حول زيارة عقيل للمستشفى وتأثر سمعه لساعات طويلة ، أستقبل مساعد القاضي الملفات وبعد مراجعتها صار وقت إصدار قرار القاضي ، لكن سرعان م وقف وصال ونطق : قد نعتبرها تهديد وشروع بالقتل بأسباب
الشيخ : وشهي أسبابه ؟
وصال رفع حاجبة وقال : زوج نفسه من بنتنا بدون والي وهذا والله أعلم وبحكم الدين زواج باطل
الشيخ : يمكن كان معه ولي أمرها ؟
وقف بتال ونطق : لا ياشيخ أنا ولي أمر البنت وهي تصير بنت أخوي رحمة الله عليه
الشيخ : إثباتك
مشى وصال لبتال ونطق : بنخسر بجاد بس بنحرق اسرار قدام عيون ولد نهيّان
ضحك بتال بسخرية ونطق : بجاد بداله نايف أقدم وخلنا نخلص
مشى وصال بالأوراق لمساعد القاضي ، كان ميت خوف يكون دليلهم صحيح وشرعي ويتضح إنه بالفعل بتال ولي أمر اسرار ، عضّ شفايفه وبدأ يتمتم بداخله ويقول : اللهم سلم يارب أبعدهم عني وعنها يارب..
وقف بصدمة من نطق الشيخ وبصوته الجهورّي : حكمت المحكمة عصر يوم الإثنين على الزواج الذي حدث بين سطّام بن نهيّان واسرار بنت محمد على أنه زواج باطل لعدم وجود ولي الأمر أثناء عَقد النِكاح وتعود الفتاه لولي أمرها قسرًا ، وحُكم على بجاد بن بتال آل يزيد حُكم السرقة مع الشروع بالقتل بدون إصابات بالسجن لعشر سنوات مع الأعمال الشاقه والتأهيل من جديد !!
وقف قصي بسرعة ونطق بحدة : شلون بدون إصابات ؟!
ألتفت الشيخ له وقال : لو سمحت تقدر تتفضل
قصي : لا اسمحوا لي ! شلون يسمح موكلي لنفسه بإنه يرجعها لأهلها وهم مصاوبينها بثلاث طلقات رصاص بلا أي رحمة أو حتى ذرة أنسانية !!
توسعت عيونه بصدمة وقال : الدليل ؟؟
وقف قصي ومشى لشاشة العرض ودخل الفلاش الصغير ، عضّ شفايفه ونطق بهمس : ضروري أنجح !
عرض جميع صور الحادثة فالبيت وإصابات اسرار والرصاص اللي أُستخرج منها بعد ثلاث عمليات صعبة ، بدأ يتكلم بحدة وجدية عن الأوقات وأماكن الإصابات حتى وصل لصور بجاد في الزواج بهذيك الليلة ، ابتسم ونطق بثقة : وزي ماهو موضح قدامكم سلاح الجريمة بيد المجرم بجاد بن بتال آل يزيد وهو مسدس كاتم صوت وبعض اثار الدماء على قدمين المجرم
بدأ يكبر حتى وضحت لهم ومع بعض لقطات الكاميرا أثبت الجُرم على بجاد من ونطق وصال بحدة : كان هذا الفعل من طرف موكلي بدون علمي ولا علم والد موكلي !
الشيخ : الزواج فعليًا باطل حتى تثبت صحته ووجود شهود عيان وولي أمر
بتال نطق بحدة : مابه ولي أمر الا أنا وواضح قدامك حضرة الشيخ
الشيخ : حكم على بجاد بن بتال آل يزيد بالإعدام أثر وجود إصابات وسلاح ناري في مسرح الجريمة ، ومازال بإمكان سطّام بن نهيّان أن يترك الفتاه تعود لأهلها ويتقدم لها من جديد بوجود ولي أمرها ويتزوجها منه على سنة الله ورسوله وفي حال لم تكن تريد فأتركها وانصرف عنها
وقف سطّام بقلة حيله ونطق بحدة : بس أنا ماخذها من ولي أمرها !!
الشيخ زفر بملل ونطق : من هو ؟ ووينه ماهو موجود
قصي : طلبها من عن جدها وهو المسؤول عنها
الشيخ : والله أعلم ياولدي بس قدامي الدليل وبحكم المحكمة العليا سابقًا قبل عشرين سنة واللي تثبت أن الولاية لبتال بن حمد آل يزيد
بتال رفع حاجبة وقال : أبوي مايتكلم ولا يمشي مشلول من عشرين عام !! بتتهمون الشايب ذلحين ؟
الشيخ ضرب بمطرقته دليل على إثبات الحكم وانتهت المحكمة بفوز وخسارة لكلا الطرفين ، قام بصعوبة ومسكه قصي ونطق : أذكر ربك ! عطهم بنتهم وإن ما حصلت دليل على ولاية جدها لأمرها تعال وأنكح البنت مره ثانية من بتال ، لكن والله وشفني أحلف إني مابوقف حتى أشوف لك مصادقية ولايته لأمرها وأصبر علي الموضوع بيطول والمعذرة يبو نهيّان
ابتسم سطّام بهدوء وخبط على كتفه ونطق : ماقصرت والله يبو عبدالرحمن
شافوا توديع بتال البارد جدًا لبجاد ، وانتهى كل شيء بحياة بجاد اللي حُكم عليه بالإعدام بعد أسبوع كامل ، مشى بتال يطلع من المحكمة ونطق بحدة : ولد نهيّان ! هات بنت محمد !
صّر ع اسنانه بغضّب وألتفت ناوي يكسر فك بتال ، لكن مسكه قصي ونطق : والله ماتطول معك ! والله لا أثبت عليك تزوير وتنحرم من ريحة الحياة وأنت حُر والله لا أزج بك داخل السجن والله وأنا بِكر نهيّان !!
ضحك بتال بسخرية ونطق : هذا إذا ماكانت على ذمة رجال غيرك
سحبه مع ياقته وصرخ بوجهه : تعقب !! والله أن يحرم عليها
بتال دفعه ومشى يطلع على سيارته ، كان بارد الدم ولا كأن أحد أولاده وبالأصح بِكر حُكم عليه بالقصاص قدامه ، شّد سطّام على قبضته وهمس : وشلون بقابلها الحين ؟؟ بأي وجه بشوفها !!
ركب سيارته ومشى علطول يلحق عليها قبل تروح من يدينه للأبد ..
~ المطبخ ، بيت سطّام ~
جالسة عند الطاولة وتمسحها بهدوء ، تتذكر أول عزيمة صارت لمطلق وكيف جات منيرة وأبهرت عيونها وأعجبتها ومازاد حليمة إعجاب بمنيرة الا من نطقت : خذي رقمي عندك وترا عيني على سطّام
ومن بعد الحادثة بدأت منيرة تشتغل صح على حليمة ، وتحاول فيها لحّد م أنعمت بصيرة حليمة وصارت ماتطيق شوف اسرار بالبيت ، ابتسمت تسمع صوت الجرس ومشت له تشوف الشاشة ، ضحكت من شافتها واقفة وبيدينها أكياس ، هي هربت الصباح من حُضن سطّام ومشت تتهرب من أفكارها لكنها وبدون شعور رجعت بألوان حيوية صيفية لأجل تدخل مرسمه وتضيف الألوان على لوحاته الباهته والخالية من الحياة ، جابت طقمين للفنانين وكانت متأكده من فوزه بالقضية وعازمته على أكثر شيء هو يحبه ، أنفتح الباب ودخلت تشوف صادق وسلمت بهدوء ورد عليها السلام ، حسّت بصدرها ينغزها ليه رجعت تحسّ إن المكان صار موحش بالضبط نفس ديرة أهلها ، صار هالشيء ورجع يتكرر وهي مالها قوة ابدًا تواجه شيء ، ألتفتت من صوت بتال اللي صدع بالشارع حتى وصل لأذانيها وألتفتت تشوف حليمة تودعها من عند الباب وتردف : عساه آخر عهدنا فيك !!
طاحت الأكياس وانكسرت الألوان الرملية بزجاجها ، وتناثرت بالحوش ، حسّت بحرارة تحرق أسفلها لأعلى دماغها ، أنسحبت من بتال وهو يصرخ لكنها ماكانت تسمع شيء ، ماتسمع الا هدوء يعُم المكان رغم ضجيجه ، طاحت عينها عليه وهو يركض من سيارته ، ونطق داخلها : ‏كِل جرح بداخلي زاد بلحظة غيابك و أبتدأ بي ميلاد مأساة أعيشها بدونك ليه راجع الحين ليه تبي تذبح مابقى مني ! ليه أشعر بداخلك كلمه مخبيها اكيد بتكون أحبك ليه أحس بلهفة مسامعي لأجل أسمعك تقولها ! بِكر نهيّان راجع و أنت ناوي روحتك ؟ ليه تتركني أعيشك من جديد ؟ ما أنتهينا و أنتهت كل خيبتك ليش ترجع تنبش الجرح و تعيد !!
ماقدر يمشي لها من مسكوه عيال آل يزيد واختفت وكأنها لم تكن ، كان يصرخ ويستغيث لأجل يشوفها ويقولها أنه حارب حتى النهاية لكن بعقد ولاية هوى منها وسقط فيها بدون أي أمل يسانده ويتمسك فيه ، كانت هذي أقسى مراحل المحاولات وهو يدري إنه لا محاولات أخرى ، كانت هذه الأخيرة ..

ماقدر يمشي لها من مسكوه عيال آل يزيد واختفت وكأنها لم تكن ، كان يصرخ ويستغيث لأجل يشوفها ويقولها أنه حارب حتى النهاية لكن بعقد ولاية هوى منها وسقط فيها بدون أي أمل يسانده ويتمسك فيه ، كانت هذي أقسى مراحل المحاولات وهو يدري إنه لا محاولات أخرى ، كانت هذه الأخيرة ..
~ في أحد المستشفيات ~
ماسك راسه بشدة ويبكي بحرقة ، دافن نفسه بآخر وأبعد زوايا عن العالم والناس في هالمكان ، عضّ شفايفه ونطق بدقن راجف : يويل حالي عليك ي جوريتي !!
بيده متمسك وبقوة على شهادة وفاة علي أخوه وأصغر أعمام جوري ، أثر طعن بسيخ متصدي ومتهالك سبب نزيف وجرثم الجرح بشكل مرعب وقوي ، ولا قدروا يسعفونه أبدًا وهوى بينهم ميت ، لعل اللي صار له راحة لبالها لكن هي ماتدري عن اللي بيصير لها وبتشوف حاجات مهولة ، عقل مراهقة بسّن الخامسة عشر استحالة يستوعبها ، قضايا وإتهامات وانقلابات ، مُنعطف شديد الخطورة بإنتظارها ، قام يوقف على رجوله اللي يحلف بالله إنها ماتشيله ، مشى يطلع من المستشفى لأجل ينقل الخبر لأبوه وأخوانه وخواته ، وكل من يعز علي ضروري ياصله العلم ، وصل بعد مدة طويلة للبيوت ونزل وهو داخله يرجف خوف وذعر على مستقبل بِكره ، ما يبيها تعيش هالأشياء ولا يبي يمسّها من الوجع طيف ، دخل للبيت وتصنع الغضّب وضرب الباب ، فزّت جوري وصافية ووقفوا بالصالة ، صرخ بحدة وقال : أخذي بناتك وولدك وأطلعوا من بيتي !!
كانت واقفة بصدمة ونطقت بخوف : بسم الله عليك مشعل وش صاير ؟
مشعل حسّ بحسرة داخله لأنه يدري إنه رمى نفسه للتهلكة وهذي الطريقة الوحيدة اللي بتخلي صافية تنفر منه ، لو يقولها الحقيقة يعرف بطبعها بنت مشبب وأخت مطلق مستحيل تتركه وترمي نفسها للجمر لأجله ، صرخ فيها وقال بحدة وحسّ بروحه تخرج من نطق : أنتي طالق !
شهقت جوري وبكت علطول وصرخ مره ثانيه ينطق : بنتك تتهم أخوي وهو ماسوى شيء !! بنت تستشرف على رؤوسنا وعلي شايف عليها حركات فالمدارس ! برا بيتي بررا !
شهقت جوري تصارخ ونطقت : لا ي أبوي كل الناس الا أنت لا تقول عني كذا !!
صرخ فيهم من جديد ومشت صافية تركض وهي مصدومة ودموعها تنزل بغزارة لكن بدون صوت ، كاتمه غيضّها تطبخ داخلها على نار هادية ، ماتدري وش التقلب ذا لكن إستحالة تجلس لثانية وحدة بعد الطلاق وإتهام عرض بنتها من أبوها ، شالت حمود ومشت تسحب جودي ، لكن أبت جوري تمشي كانت تهزه وتبكي ، تشوف دموعه اللي توضح ضعف حاله وتصارخ بوجهه وتقول : قولي وش صار !! م أروح وأنت تبكي هنا أبوي !!
طاح مشعل يبكي ويضّمها لصدره ، يستنشق جوري عطرها هي بنته وبِكره وأولى سعادته وفرحه وبهجته ، هي الأولى بقلب مشعل ولأجلها رمى مشغل نفسه للنار تحرقه من كل جهة بدون رحمة ، باس راسها ونطق بهمس : أسف ي أبوي أسف لكن مقدر أبديك على حساب أخوي اللي من لحمي ودمي
صرخت تبكي بحرقة من بدأت صافية تسحبها بغضّب وبدون تنطق بصوت واحد ، صرخت تنازع ألم ينهشها وينشب داخلها نيران ، صرخت تنطق : أبووي ليه تناقض نفسك أبوي قولي وشفيك دخيلك لا تخليني أروح بعيدة عنك أبوي مالي الا الله ثم أنت !!
طاح من طلعوا ببكي بحرقة ، تهالك جسده وهوت قوته ، كم يتمنى إنه سمع صوت صافية ولآخر مره وتهنى فيه رغم الظروف الصعبة ، كم كان يتمنى لو عاتبته وضربته وصرخت بوجهه ، لإنه يدري بعد قساوتها تجي وتضّمه لصدرها ، مثل الصغير اللي يحتاج لحُضن أمه ، لكن هالشيء ماحصل وبقى بمخيلته ، طلعت صافية تمشي بغضّب ونطقت بحدة : ما سمعتي وش قالك ولا تبيني أعيدها قدامك !! يتهمك بإنك مستشرفة !! الكلام ذا جاء من أبوك اللي كان أقرب لنا كلنا من أرواحنا ولحين لا تأمنين الغريب وأنا أمك !!
صرخت تهز راسها بالنفي وتبكي ، ركبوا مع سواق آل عمر وطلعوا من الأسوار للأبد ، يحملون معهم ألم صعب عليهم يتجاوزونه ، من أولهم صافية اللي تركت حُب حياتها وحُب طفولتها بظروف قاسية ومجهولة بدون أي أسباب تريح ضميرها ، طلقها ورماها للبعيد وللغريب ماتدري وين تروح وين وجهتها الجديدة ، خايفه تقول لمطلق إنه بدون سبب ولا فيه إي شيء مقنع ، مجرد صراخ وطلاق وإتهام ، مسحت على رأس جوري اللي تشاهق وتبكي بحرقة ، تدري بأبوها وتعرفه زين ، شخص ربت تحت حنيّته ودفء حضّنه وعذب كلامه ، ماعمره مسّها بوجع ولا بظليمة ، بالعكس كان مشعل أحن على جوري من أمها ، كان هو اللي يسهر الليالي لأجل حُمى صاحبتها بليالي شتوية ، كان الوجه المعروفة عند جوري بحال تراكم داخلها كلام وحزن مراهقين على صديقات فالمدرسة ، كان يسمعها بقلبه قبل مسامعه ، وشلون يتهمها بهالشكل المقرف ويتركها بدون تبرير ، هي شافت الخوف بعيونه والندم لكن فيه شيء أضخم وأقوى من مشعل وقاعد يصده عنهم ، يحرمه من قول الحقيقه لإنه وببساطة مستحيل يفرط في بِكره وحبيبة روحه وورد وجوري حياته ، مستحيل ومن سابع المستحيلات يفكر بهالشيء ، هو أنقضى من أصعب جزء عليه وهم عايلته ، رحيل علي خلف أول العواقب والعواصف وهي فقدان مشعل لصافية وبناته وولده ، لكن هو وبقناعة تامة مستحيل يرجع عن قراره يشوف إن فالأمر خيره وكل تأخيره ولو أبطى عنهم بيلتم شملهم وبيشوفهم ولو بعد زمان ، رحلوا للرياض تحديدًا بيت مطلق والظاهر بيكون مأوى لهم لزمان غير مسمى ..
~ عند باب المجلس ~
وقف عند باب المجلس بوجه تعبان ، يدري وش أول شيء بيفكرون فيه وهو الهواش ورفعة اليد والصوت قبل أسبوع ، لمن صرخ على علي وقام بينهم إبليس وتضاربوا وأرتفعت الأصوات قدام الشايب ، يدري إنهم مستحيل يسألون عن السبب وبديهيًا بيرتبط مخهم بالحادثة اللي قبل أسبوع ، دخل وطاح عند الباب وفزّوا أخوانه كلهم له ، صرخ أبو عادل فيه ونطق : مشعل سلامات وشفييك ؟؟
عادل برعب : عمي !! وشفييه صاير شيء ؟
أنشل لسانه عن الكلام ولا قدر ينطق بحرف واحد ، مشى عدنان لهم وهو ماسك عصاته ونطق : مشعل أهرج وأنا أبوك !
زفر سليمان بتوتر ونطق : مشعل وأنا أخوك تكلم !!
مشعل أردف بصعوبة ، بينتهي كل شيء وهو داري لكنه أقدم وقال : أنا ذبحت علي
خمد الانفعال وأنقطعت الأصوات وسكنت الحركة ، الكل واقف بصدمة يبون يستوعبون كلامه ، نطق صويلح بصدمة : وش قاعد يقول ذا ؟
طاح الشايب وفزّوا كلهم له وصرخ مشعل يقول : أبوي..
دفعه أبو مصعب وقال بحدة : وش اللي قلته قبل شوي !!
طاح على الأرض والكل واقفين ينتظرون تبرير ، ضحك صويلح بصدمة وقال : ذبحت أخوك عشانه رفع صوته عليك ؟
مشعل هز راسه بنفي مرارًا وتكرارًا وقال : لا لا ببر.. ببرر لكم والله..
قاطعه سليمان بغضّب : صاحي أنت !!! وين علي ؟؟
صرخ أبو عادل أكبرهم ونطق : تعالوا لأبوي !!
شالوا الشايب وطلعوا كلهم فيه للمستشفى ، ألتفت مشعل من نطق مجيد : مشعل وش سويت ؟
مشعل مشى لمجيد ونطق : وقسم بالله بالغلط والله !
مجيد بصدمة نطق : وش صار يخوك علمني !
مشعل برجفته أشر على المخزن ونطق : أكيد تدري بالسالفة
مجيد : ايوه إنه يقرب من جوري ؟
بكى مشعل من حرقة صدره ومسكه مجيد يضمّه ، حاوط أخوه الأصغر بعد فقدان علي وقال : كان يلاحقها وجيت أبي الحق بنتي وسحبت سيخ أبي اهدده لكن مدري وش صار وطعنته ، والله إني حاولت أسعفه ورحت به للمستشفى لكنه مات ي مجيد مات والله إني نادم وإني لا أرضى بأي عقوبة بس تكفون لا تأخذكم الهوشة وتحسبوني عاضّ على غيضّي وأبي اذبحه !!
مجيد وقف بصدمة ونطق : والله العظيم إني مادري وش أقول تعرف ماني قريب من علي وساكن بعيد عنكم وماجيت الا اليوم ولا أقدر أخدمك بشيء الا حاجه وحدة وهي سبب المشكلة !
مشعل ابتسم لأن مجيد يخفف عليه ونطق : أنا في وجهك علمهم بيسمعون منك
مجيد ابتسم وباس راس أخوه الكبير ونطق : ولا عُمر أحد سمع لمجيد غير أخوي عمر الله يرحمه تهقى العيال يسمعوني ؟ لكن والله لا أحاول
مشعل طاح قدام الباب من سمع صراخ خواته وأمه ، دليل واضح أن الخبر وصلهم ، فزّ مجيد يركض لهم بيمسك الجنس اللطيف بصف مشعل وهالشيء بيفيده ، أما بالنسبة لمشعل فهو خسر كل شيء نفسه وعايلته وأهله جميع وكل شيء صار دفعة وحدة ..
~ أمام بيت مطلق ~
عضّت شفايفها السُفلية لثواني ، اسرار ماترد عليها والرسام بيته ساكن ووهذا غير عن عادته ، بعد أمس رجعت للبيت ونامت ولمن صحت بعد روتينها علطول مشت لبيته ، اخذت نفس وقالت : يارب هدا البيت
رنت على الجرس وأنتشر الصوت داخل البيت ، وقف من الصالة وفنجاله بيده ، ابتسم لحمد ونطق : دقايق يبو محمد
ركض ضاحي ونطق بخفه دمه : منو ياينا هالحزه ؟
مطلق طلع يسبقه ومشى ضاحي يجلس مع جده ، وصل للباب وكان معتقد إنها العامل اللي طلبه للأبواب ، فتح ووقف بصدمة يشوفها قدامه ونطق : بنت أيمن !
عِقد ابتسمت وقالت : حمدلله ع السلامة أجي ؟
طار قلبه من بين ضلوعه ليت كان دخولها يعني عدم خروجها مره ثانية ، يليتها صارت من سكان البيت وبالأخص صاحبة البيت لأن مطلق مابيتردد ثانية وحدة يحط البيت بأسمها ، هز راسه بالايجاب ومشت تدخل للحوش ، ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : مره خيييال البيت ماشاءالله
مطلق ابتسم وقال : عقبال ماتهنى عيني بشوفك فيه أربع وعشرين ساعة
عِقد ابتسمت تشوف المسافة بينهم ، لطالما كانت بينهم مسافة لكن قلوبهم متلاحمة وترفض هالمسافات ، نطقت بهدوء : أتصل عليك الرسام ؟
مطلق سحب جواله وماشاف اتصال ، هز راسه بنفي ونطق : ليه عسى م شر ؟
عِقد رفعت كتوفها بعدم معرفة وقالت : بس اسأل لأنو زي ماتعرف اليوم أولى جلساتهم واسرار مختفية
بدون مايتردد اتصل على سطّام واخذ دقايق حتى أنتهى الإتصال بدون أي إجابة ، عضّ شفايفه ونطق : مايرد
عِقد بتوتر : ياخوفي حصل شيء !!
مطلق : اركدي يابنت أيمن لا تحوسيني مع الصباح
عِقد اخذت نفس طويل وزفرته ، مشت من الشمس وقالت : فين أقدر أجلس ؟
مطلق : اي مكان براحتك
عِقد : تعال فالمجلس في تكييف ؟
مطلق دخل وهز راسه بالايجاب ، ابتسمت تشوف فراشه مرتب على أحد الزوايا ونطقت : ماتخلي عوايدك ؟
مطلق : عندي غرفة فوق بس حالف م أطبها الا معك
عِقد ابتسمت بخجل وقالت : اوكيي !
جلست وجلس مطلق قبالها ، دخل ضاحي وقال : مطلق أبطي..
وقف يشوفها قدامه جالسه ونطق : هلابي بو مطحس
عِقد ابتسمت وهمست لمطلق : الله حسيبك يشيخ !!
مطلق ابتسم وقال : والله يلوق لك وش أسوي
ضاحي تقدم يسلم من بعيد ونطق : بجيب جدي يشوف مرتك
عِقد توسعت عيونها بصدمة وقالت : اووها !! مستعجل ؟ وكيف وصلك الموضوع من الأساس
ضاحي ابتسم بخوف ونطق : يويلي من مطلق !
لفّت له تشوف ملامح الغضّب عليه ، وتغيير وجهه بالكامل ، نطقت بهدوء : ما حيسوي لك حاجه
ضاحي ضحك بسخرية ونطق : الله يعز أرضك يشيخه اخيرًا جاء الشخص اللي يوقف بوجه مطيليق !
عِقد : أسمع ضاحي
ضاحي ابتسم وقال : يالبيه تعرفين أسمي !
وقف مطلق بغضّب ونطق : بتذلف ولا وش ؟
ضاحي ابتسم وحبّ يجرب للحظة ونطق : لا وش بتسوي ؟
مطلق سحب سبحته ونطق : أخوك يالهَاجس !!
ضاحي عبّس بملامحه ونطق : شفتي ؟ مايعترف فيني
عِقد وقفت بصدمة وقالت : اش حتسوي ؟ بتضربو مثلاً !
مطلق لفّ عليها ، عادت به الذاكرة ليوم الضرب اللي صار بينه وبين يعقوب وكيف نفرت منه ، أكيد وراها قصة وتسكن عقل عِقد لكن بيجي اليوم اللي يكشف مطلق الستار عن كل ماضيها ويلامس جروحها ويغطيها ، ابتسم وقال : مو ضرب عاد ! لسعه خفيفه
ضاحي : كذاب تقعد تحرقني أسبوع
مطلق رفع حاجبة وقال : بو مشبب
ضاحي ابتسم وباس خشم مطلق من بعيد ونطق : خشمك
مطلق رفع راسه لضاحي ومشى ضاحي يطلع ، جلس وجلست معه ونطق بصدمة : بتغيرين فيني زود التغيير اللي حصل ؟
عِقد اخذت نفس وقالت : أنت برضو بتغير فيني بس مو موضوعنا أنا وأنت
مطلق : سطّام وبنت محمد ؟
عِقد : وربي شوف أحلف لك أنو حصل شيء
مطلق : نمشي لبيتهم ؟
عِقد شدّت على يدينها ونطقت : مافيه أحد
مطلق وقف يمشي ويطلع ومشت وراه ، وقف وضربت فيه وشهقت تطيح على الدرج ، ماكان الضرر قوي لأنه مسك يدها ونطق : اسم الله عليك ! جاك شيء ؟
وقفت تضحك بفشلة ونطقت : لا
مطلق ابتسم وقال : بشويش وش العجلة فيه يالسيد الغنادير ؟
عِقد ابتسمت وسحبت يدها من ذراعه ونطقت : لأنك وقفت قدامي ولا أنا ماكنت مستعجلة اساسًا
مطلق : طيب عرضي وطولي كأني الجدار ماشفتيني ؟
عِقد : وهدا هو اللي عثر لي ماشاءالله يعني
ابتسم يمشي وألتفت يشوفها واقفه ، ضحك لأنها خافت من طوله وعرضه بالنسبة لها ، مدّ يده وسحبها مع عبايتها ونطق : أمشي قدامي يالغنوجه
مشت تطلع ونطقت : تجي بسيارتي ؟
مطلق ابتسم وقال : بلحقك بالأكحل
هزت راسها ومشت لسيارتها ، ركب الشاص وشغله وحرك من قدام بيته ، ولحقته بالبورش وراه ..
~ فيلا سلطان ، زيلامسي ~
توترت من كثر حركته صار له نصف ساعة يطلع ويرجع يدخل للبيت ، وقفت ومسكت ذراعه ونطقت : سلطان !
ألتفت لها ونطق : سمّي ي أخت مطلق ؟
ظبيه : حصل شيء ؟
سلطان : وصلتني نتايج المحكمة من مشهور وخذوا اسرار من سطّام وأدق عليه من الصباح وللحين مارد
ظبيه شهقت بصدمة وقالت : وش بتسوي ؟؟
سلطان : قصدك وش سويت ؟
ظبيه رفعت عيونها له وابتسم ينطق : ماشين السعودية واعذريني ماطولنا..
قاطعته من حطت يدها على خده ونطقت : شدعوة سلطان ؟ اصلاً ضروري نرجع حتى أختي صار لها سالفة
سلطان ابتسم يحط يده فوق كفها ونطق : عساني م انحرم من الحنيّة اللي يحملها كفك
ابتسمت له ونطقت : أجهز الأغراض ؟
سلطان : يالله
مشت تركض لغرفتهم ورتبت كل الأغراض ، صار الوقت اللي ضروري يرجعون فيه أثنينهم ، عضّت شفايفها السُفلية لثواني ودعّت داخلها ونطقت : يارب نروح للرياض !
أنتهت بعد ربع ساعة ومشت للصالة ، دخل سلطان وقال : البسي وتعالي
سحبت أغراضها من الشماعه وطلعت ، دخلوا العمال ونقلوا الأغراض مباشرةً للمطار ، ركب بجانبها ومشوا للمطار وبعد دقايق نطقت ظبيه : وين بنروح
سلطان : لبيت أهلي فالجبيّل
غمضت عيونها بقوة وهمست داخلها : العن حظي ولا وش ؟
سلطان لفّ عليها وقال : ليه ماودك ؟
ظبيه ابتسمت وقالت : لا وشفيك بس اسأل
سلطان ابتسم يمسك يدها ويثبتها ، حمّرت ملامحها وصدّت لجهة الشباك تتأمل زيلامسي لآخر مره ، وصلوا للمطار وتقدم للصالات وهو ماسك يدها ، جلست وجلس بجانبها ونطق : تبين قهوة ؟
ظبيه هزت راسها بنفي وقالت : أجلس خلاص
سلطان عضّ شفايفه ونطق : جعلها بضلوعي عنك ي أخوي
ظبيه مسكت يده وقالت : لا تقول كذا عمرك طويل !
سلطان شّد على يدها ونطق : سطّام تعلق فيها بشكل كبير صارت العوض عن أمي له والحين ياخذونها !!
ظبيه : حتى اسرار والله صح إنها ماتتكلم وماتوضح لكنها تبيه لو إنها ماتبيه كان ماجلست معه المدة الطويلة ذي
سلطان : الله يجمع شملهم بالخير
ظبيه ابتسمت وقالت : امين ريح قلبك خلاص محلولة
سلطان ابتسم وانحنى لها ومسكته ، سكن بحضّنها وخذاه النوم لساعات وصحى بعد مدة طويلة ، ألتفت مايشوفها وقفز قلبه بين ضلوعه رعبًا من فكرة فقدان الظبي ، صار يركض فالصالات ويتصل على جوالها لكن دون جدوى ، مشى للموظف وسأل عن الرحلة وأخبره إنها تأجلت بسبب عطل فالطائرة وبتقلع قبل الساعة الثامنة مساءً ، زفر بضيق وقال بهمس : وينك ي أخت مطلق !!
ألتفت بسرعة من سمعها تناديه وشافها شايله بيتزا بيدينها وتبتسم ، ركض لها وسحب الصندوق وضمّها له ، توسعت عيونها بصدمة وضحكت وقالت : بشويش وشفيه ؟
سلطان بحدة : ماهقيتك كذا تحبين تخوفيني عليك !! ولا وش معنى تتركيني وتروحين وأنا نايم ؟
ظبيه بضحك نطقت : جعت وسحبت عليك !
ضحك يبتعد عنها ونطق : أوريك
ظبيه ابتسمت وقالت : تعال بس
مشوا يجلسون وسموا بالله وبدأوا يأكلون ينتظرون رحلتهم للسعودية ..
~ على حدود شمال السعودية ، القريات ~
مرت قرابة الاحدى عشر ساعة على غياب سطّام وفقدانه لأسرار ، نزلوا من السيارة ومشت معهم بدون روح ولا طاقة تساندها ، سحبوا كل أوراقها من الرياض وأنسحبت قسرًا عن وظيفة أحلامها ، دفنوا كل شيء يخصها وكأنها ماتت ولا بقى لها وجود ، رموها عن أحد الأبواب ونطق أبو بجاد بحدة : دقي الباب وادخلي داخل ولعاد أشوف لك خطوة خارج ذا البيت سامعة ؟؟ بذبحك والله
قامت توقف بصعوبة ، هي م أفطرت من الصباح وبتكمل يومين مو مأكله شيء ، ضربت الباب ومرت ثواني وانفتح وطاحت ، شهقت زهراء ومسكتها ونطقت : بسم الله عليك !
رفعت عيونها وللأسف ماقدرت تلمح الشخص اللي مسكها من أغمى عليها ، أبو بجاد نطق بحدة : قفلوا الباب والبنت لكم مانبيها
قفلت زهراء الباب ومشت تنادي خواتها وخالتها يساعدونها ، طلعوا البنات وخالتهم نوير تقول : امسكوها بسم الله عليها حسبي الله على من كان السبب !
مشت هاجر ونور لها ومسكوها ودخلوا داخل البيت ، قفلوا البيبان كلها وتجمعوا بالصالة ، ابتسمت زهراء ونطقت : بالله مافيها من خاله ريم ؟
ضحكت هاجر بسخرية وقالت : تكفين زوزي اسكتي
نوير مشت تجلس ونطقت بضيق : يبناتي فيه عشاء الليلة وش بنسوي ؟؟
نور نطقت بهدوء نبرتها : أكيد يعرفوننا ولا مستحيل يرمون البنت كذا علينا
نوير زفرت بغضّب ونطقت : ايوه هذا بتال عرفته من صوته
سكتوا البنات وزفرت تنطق : يخي وشفيكم ذاك اللي رفضته لمن تقدم لوجدان
شهقت هاجر بنرفزة وقالت : الشايب ؟؟
نوير : الله عليك
نطقت نور تكمل وقالت : تم أجل عادي بنكذب على الناس ونقول وجدان رجعت من الخارج !
هاجر : تستهبلين ؟؟
نور : لا ! هذا حلنا الوحيد مايعرفون ملامح وجدان خلاص نكذب وش بيصير مثلاً
نوير : صادقه والله أجل تم بدق على ريم وانتوا قوموا ألبسوا وأنا بحاول اصحيها
ريماس دخلت للصالة وشهقت تنطق : بسم الله مين هذي ؟؟
دخلت ريمان بعدها ونطقت : يالبيه ماشاءالله يالجمال ! تشبه خاله ريم
هاجر سحبت التوأم ونطقت : مو وقتكم وقالته زوزي قبلكم
دخلوا البنات كلهم ومابقى الا نوير واسرار على الكنبه قدامها ، زفرت بغضّب ونطقت : الله ياخذك ي بتال
اتصلت على ريم ووصلها صوتها وهي تقول : ايوه نوني ؟
نوير ابتسمت وقالت : ريمو وينك فيه ؟
ريم : والله سافرت
نوير : تستهبلين ؟
ريم ضحكت وقالت : لا والله منجد رُحت لجده
نوير : البلشة صدق
ريم : اشبك ؟ اش صار
نوير بتوتر نطقت : ولا شيء ! بس فيه عشاء عند ام حمدان وتعرفيني م أحبها
ريم ضحكت وقالت : محد يحُبها صراحة
نوير : خلاص بقفل مشغولة مع بنات أختي
ريم ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : الله يجزاكي الخير كفلتي البنات كُلهم بعد وفاة نورهان
نوير : امين يالله ريمو معسلامة
ريم : باي باي
قفلت الجوال وفزّت من نطقت اسرار : من أنتي ؟
نوير شهقت وقالت : بسم الله مايصير يابنتي طيرتي مابقى لي من عقل !!
اسرار مسكت راسها بقوة وقالت : سألتك صح ؟
نوير قامت من الأرض ومشت تجلس على الكنب قبال اسرار ونطقت : أنا نوير أم لسبع بنات
اسرار رفعت حاجبها وقالت : ماشاءالله الله يزيدهم
ضحكت نوير وقالت : بنات أختي كلهم أنا عقيم وارملة
اسرار : طيب مين انتوا ؟
نوير : شفتي بتال اللي رماك عند باب بيتي ؟
اسرار هزت راسها بالايجاب وكملت نوير تقول : تقدم لوحده من بنات أختي وكانت تصغره بسبع وثلاثين سنه وأتوقع عرف إنها ماهي بنتي وإني احتوي البنات وجابك
اسرار مسحت دموعها بعنّف وقالت : أنا ماشيه
وقفت وسرعان ماهوت ومسكتها نوير وقالت : وين ماشيه يابنتي ماتعرفين الديار وغير كذا مانتي ماكله شيء
اسرار مشت طواعيه مع نوير للمطبخ ، كمية دفء وحنان غير طبيعية فهالبيت ، جلست على الطاولة وشغلت نوير الأنوار وشهقت تضرب سكر ونطقت : وش تسوين فالظلام ياخفاش !
سكر ضحكت وقالت : خاله ! وش أسوي النت يجنن فالمطبخ
قامت توقف وشافت اسرار ونطقت : سبحان ربي والشبه !!
نوير : خلاص تشبه ريم يالله اطلعي تكشخي وانزلي مع خواتك
سكر ضحكت وقالت : وربي نسخه..
قاطعهم صوت اسرار من نطقت : ريم ؟؟
نوير : لا تهتمين يابنتي
ضربت سكر وطلعت تركض من المطبخ ، مشت تسوي بيض لأسرار ونطقت : تحبين البيض ؟
اسرار هزت راسها بنعم وقالت : مين ريم ؟
نوير : أختنا
اسرار : أخت البنات ؟
نوير هزت راسها بنفي وقالت : لا أختي أنا وبالأصل صديقة العايلة من قديم الزمان
اسرار هزت راسها وسكتت ، كملت نوير تطبخ ومن نضج حضرته لها وبدأت اسرار تاكل ، دخلوا السته كلهم بدون وجدان اللي تكون السابعه ، ومشوا ووقفوا قدام اسرار يطالعون بعيونها ، تقدمت ريمان وقالت : عدسات ؟
ابتسمت وقالت : ايوه
لفّت لهاجر من نطقت : واضح طبيعية بس انتوا مشافيح
مشت نور لها وقالت : أنا نور
لفّت على خواتها ونطقت : هذول التوأم ريماس وريمان وهذي رجال بيتنا هاجر
ضحكوا البنات وضربتها هاجر ونطقت : حيوانه !
نور ابتسمت وقالت : وهذي زهراء وهذي سكر
اسرار : وأنا..
قاطعتها نور وقالت : أنتي وجدان من اليوم وحتى تطلعين من القريات تمام ؟
اسرار قطّبت حواجبها ونطقت : لحظة ايش ؟
نوير ضحكت وقالت : فجعتي البنت
نور : أسفه ماقصدي بس أبيها تتعود على الأسم
نوير لفّت وقالت : وش أسمك
اسرار بسخرية : وجدان
ضحكوا البنات كلهم ونطقت زهراء : اصلاً يناسبك
سكر نطقت بحدة : خير بنات ؟ طيب أتركوها تقول أسمها !
اسرار : مو مهم خلاص اصلاً مابطول
نوير عضّت شفايفها السُفلية لثواني ونطقت : والله مع جيتك لنا ماظنتي ماتطولين الا بتجلسين زمن طويل يابنتي
اسرار ضحكت وقالت : تمام عادي ماهي فارقه اصلاً
هاجر : خالتي تأخرنا على أم حمدان
اسرار : مابجي
سكر ابتسمت وقالت : مع الأسف ضروري تجين عيال الحاره يطبون ببيتنا دايم بكل عزيمة نروح لها نرجع والبيت مفتوح
اسرار : وش الحياة ذي ؟؟
هاجر رفعت حاجبها وقالت : عسى م شر ؟ م أعجبناك ؟ احمدي ربك بس !!
اسرار هزت راسها بنفي مرارًا وتكرارًا وقالت : لا ماقصدي
سكر : مايدخلون بس فالحوش ويمكن تخافين لو تجلسني وفهمناك تعالي معنا وخلاص
نور : بس ضروري تلبسين عدسات لأنهم يعرفون عيون وجدان
اسرار ابتسمت وقالت : هذا اللي ناقص بعد
هاجر طلعت من المطبخ ولحقوها التوأم ، زفرت زهراء ونطقت : هاجر شوي حساسه اسحبي عليها
اسرار : طيب وين ألبس ؟
سكر ضحكت وقالت : يونس أخت جديده تعالي معي
مشت اسرار معها ودخلوا غرفة فيها سريرين واحد جديد والثاني خاص بسكر ، ابتسمت وقالت : أنا الوحيده اللي أنام لوحدي وعندي سرير احتياط وكويس جيتي !
اسرار ابتسمت وقالت : أنتي اي وحده ؟
سكر ضحكت وقالت : افا سكر أنا
اسرار : أنا اسرار
سكر ابتسمت وابعدت ترقص وقالت : أسمك يجنن !!
اسرار ابتسمت وقالت : وأنتي بعد سكر مره حلو !
سكر ضحكت وقالت : أنتي الحلوه يالله نبدأ ؟
اسرار هزت راسها بالايجاب وبدأت سكر تساعدها حتى ما أنتهت من اللبس وكل شيء ، ضبطت عدسات باللون البني الغامق على عيونها ونطقت : صرت وجدان ؟
سكر نطقت بصدمة من جمال اسرار : مررره !
اسرار : نمشي ؟
سكر سحبت احد العبايات ومدّتها لأسرار ولبسوا وطلعوا ، صرخوا البنات وضحكت بصدمة وقالت : وشفيكم !!
نور : والله حلال عليك ي سكر !
هاجر : مشينا ؟
نوير وقفت وقالت : يالله
طلعوا كلهم من البيت ومررت أنظارها للمكان ، ديره وبيوت وبقاله قديمة بزاوية الحيّ ، حياة جديدة بأسم جديد ، تدعي داخلها ما تضطر تتعود على العيشه هنا ، زفرت بضيق وقالت تحت انفاسها : ماتوقعت أني بيوم بقولها بس أشتقت لك ي بِكر نهيّان !
تمردت دموعها عليها وعضّت شفايفها تمنع دموعها تنزل ، زفرت بضيق تشوف نظرات العيال عليها عن بدّ البنات اللي السته اللي تمشي معهم ، لفّت سكر لها وقالت : لأنهم ماتعودوا يشوفوننا ثمانية
اسرار : بس حنا سبعه ؟
سكر : عيب عليك تنسين نوير !
اسرار هزت راسها ومشوا لبيت أم حمدان بآخر الديره..
~ قصر نهيّان ، فالجبيّل ~
جالسين بالصالة والهدوء يعم المكان ، نطق نهيّان بهدوء وقال : وينها الحين ؟
سطّام مارد ومن دخل ماكان يتكلم ، زفر سلمان بغضّب لأنه يشوف سطّام بأيام وفاة أمهم ، مشى له وضربه على كتوفه ونطق بحدة : ماماتت ي أخوي بدري على الهدوء ذا !!
رفع عيونه لسلمان وسحبه يوقف ، حط جبينه على جبين سطّام ونطق : ما بسمح لك ترجع لحالتك اللي هدتني معك ما بسمح ي سطّام تسمع !! وبتمشي معي نفر المملكة كلها لحّد م نحصلها سامع !
سطّام سحب سلمان لحضّنه ، شهق بحضّن أخوه وانهدم بكى بشكل سيء جدًا ، سطّام عاطفي وجدًا وشخص يحب بجميع حواسه ، طاح سلمان على الأرض من ثقل سطّام وأنهار معه ، سلمان كان محتاج لحضّن سطّام من وقت طويل ، تعب من المكابر والسلام من بعيد تعب ويحتاج سنده وذراعه اليمين ، كان مايفارق سطّام والحين مايعرفون بعض ، أنتهت الأزمة وطاحوا عند بعضهم وتخالطت دموعهم معًا ، ضحك سلمان ونطق : أشتقت لك
سطّام ابتسم يمسح دموعه ويرفع عيونه ، شاف انفال منهارة بكى من المنظر ونهيّان يمسح خشمه ويصدّ منهم يخفي دموعه ، هذام واقف وعاضّ شفايفه ويبكي بدون صوت ، اخيرًا عادوا الأخوان اخيرًا عاد زمن سلمان وسطّام ، فتحت دُرة الباب ودخل سلطان ووقف بصدمة يشوف الكل يبكي وسطّام بحضّن سلمان ، طاحت شنطته من يده ونزلت دموعه علطول ونطق : مابغيتوا الله ياخذكم !!
ضحكوا كلهم وقام سلمان وهو تحت ذراع سطّام ، ابتسم وقال : جعل من جابها للجنة ماتراضينا الا عشان سالفتها
سطّام عضّ شفايفه ونطق : اللهم امين
انفال مسحت دموعها وقالت : بندور لها كلنا سوا
نهيّان وقف بمساعدة معكازه وقال : وبروح أبلغ الشرطة
سطّام : جاي معك
نهيّان : رضيت على سلمان متى دور أبو سلطان ؟
ابتسم سطّام وباس راس نهيّان وكفه ونزل وسرعان ما فزّوا أخوانه يرفعونه ، دفعهم عنه وقال : وش بلاكم يرجال ؟ هذا أبوي إذا م انحنى ظهري له وقبّلت رجوله من يستحقها ؟؟
نهيّان ابتسم يرفعه وقال : لأن مقامك فوق الرأس ي بِكر نهيّان مانرضى لك الانحناء ولو إنه على حسابي الله يرضى عليك يولدي ويرد لك حَرمك وبنتي وتقّر عيوننا برجعتها سالمة
سطّام انحنى يقبّل ركبته ونطق : جعل عمرك طويل ي أبوي
انفال رمت الوسادة على الطاولة وصاحبت معها صوت مزعج ولفّوا كلهم ، كانت تشهق وتبكي وقالت : والله لا أقول لأبوي إنكم بكيتوني !!
ضحكوا كلهم ومشى سلمان لها ، ابتسم يضمّها وضحكت بطعم الدموع وهي تحاوطه ، لفّوا كلهم من شهقت ظبيه وكتمت نفسها علطول ، شهق سلطان بأنفعال وقال : بيذبحني مطلق خلاص تكفين جعل من بكاك المرض !
نهيّان صرخ فيه وقال : استغفر يحيوان !!
ضحكوا العيال كلهم وضحكت من دخل أصابعه تحت نقابها ومسح دموعها وباس راسها ونطق : بالهون ي أخت مطلق
ابتسمت وقالت : الله يديمكم لبعض بس أنا انحرمت من أبوي وأمي ولا أتذكرهم ابدًا الا من الصور وتأثرت عشاني بعيده من أخواني
نهيّان مشى لها يضمّها له وقال بصوته الرخّيم : أنا أبوك يابنتي والثلاثة الشجعان ذولا أخوانك والسلطان زوجك وانفال أختك مامن غريب يالظبي وتوو مانور بيت نهيّان وعساه مايخلى من حسّك وحسّ سليّط
ابتسمت من دفء كلامه ونطقت : وعساني م انحرم من سلطان وأهله
هذام ابتسم وقال : أبشري باللي تبينه يعيون أخوك
سطّام : وماخذينا الا أخت الغالي مطيليق جعل يومي قبله !
سلمان ابتسم وقال : انشهد بالله ونعم الرجال مطلق وضاحي
نهيّان : يالله خلص وقت المشاعر والدموع ! حَرم سطّام حاليًا هي أهم أولوياتنا ومابنوقف بهالأيام ومابنفرح الا برجعتها توكلنا على الله
مشوا كل عيال نهيّان وطلعوا من البيت ، مشت ظبيه تشيل نقابها وعبايتها ، فلّت شعرها وضبطته وقالت : والله هلكت من السفرة
انفال نادت دُرة ونطقت : يعمري والله
جلست وجات دُرة تاخذ عبايتها وأغراضها هي وسلطان لغرفته ونطقت انفال : تبين تتقهوين ؟
ظبيه : عادي
لفّت أنظارها ونطقت : ماشاءالله البيت كبير
انفال : بيجلدك عمي لو يسمعك تقولين بيت يسميه قصره
ضحكت ظبيه وقالت : مايقدر أبوي هو !
انفال ضحكت وقالت : صادقه والله يعمري اسرار اف
ظبيه : ذيبه بنت عمي الا وبنحصلها وقولوا ماقلته
انفال : ان شاءالله
كملوا سوالف وفناجيل القهوة قدامهم وينتظرون خبر من نهيّان وعياله ..
~ حيّ الصحافه ، بيت مطلق ~
وصلوا للموقع اللي أرسله ضاحي لهم ، نزلت تشيل حمود اللي نايم بين يدينها وجوري تمشي وجودي بيدينها ، دقوا الجرس وفتح ضاحي علطول وشال حمود وباس راس أخته ونطق : ادخلوا ادخلوا
دخلت صافية ودخلت جوري للبيت ، قفل الباب وراهم ومشوا للداخل ، جلسوا فالمجلس على السجاد اللي كانت عِقد ومطلق جالسين عليه الظهر ، زفرت بتعب تشيل نقابها وعبايتها ونطقت : ضويّحي لبى قلبك جب لي مويه
ضاحي ابتسم وقال : أبشري بحط حمود بغرفة جدي عشان نسمعه إذا صحى
هزت راسها ومشى ضاحي ، لفّت لجوري ونطقت : بكذب عليهم يويلك تتكلمين
جوري هزت راسها بالايجاب وقالت : أبوي فيه شيء والله ي أمي مايهنى لي نوم وأنا مدري عنه ومقفل جواله !
صافية نطقت بغضّب : فاللعنة ان شاءالله ماهمني !!
زفرت جوري بضيق ومشت تطلع فالحوش ، رغم حرارة الرياض الا أنها فالليل بارده وبها نسناس ، مشت تحت الأشجار والنخل ونطقت : من وين جات خالي الفلوس ؟
رفعت عيونها وابتسمت تشوف عشّ حمام ، تعرف نفسها وكيف تعشق الطيور لكنها سرعان ماضاقت من تذكرت الحمامة حقتها بشباك غرفتها فالخرج ، جلست على الأرض وشبكت سماعتها وبدأت تغني مع طلال المداح وتنطق :
راح وخلاني وحيد اشكي صده من بعيد
يا ترى يرضى يعيد  ذكرياتي من جديد
كيف يبغاني انام بعده مرتاح الضمير
بالله خذله يا حمام خذ سلام مني وطير
-
~ فالداخل ~
مشى ضاحي بالقهوة والشاهي وجلس قبال صافية ، ابتسم وقال : غردي وأنا أخوك
صافية : معاد إبي مشعل
ضاحي ابتسم بصدمة وقال : اللهم السلامة وش جاك أنتي نزوج وحده وتجينا الثانية تبي البعاد ؟
صافية زفرت بغضّب وقالت : طلقني
فزّ ضاحي بصدمة ونطق : وش ؟؟
صافية : إذا جاء مطلق بقولكم أنت طايش بتروح للخرج وتذبحه
ضحك بسخرية وقال : بعدي ي أختي طلقك !
صافية : سد حلقك وأطلع شوف وين راحت جوري
وقف ضاحي ومشى يطلع للحوش ، طل براسه وشافها ورجع يدخ ونطق : جالسه فالحوش
صافية : بطلع لغرفتك إذا جاء مطلق صحوني
ضاحي ابتسم وقال : أبشري
مسكت جودي ومشت معها تطلع لغرفته ، زفر بضيق وجلس يشرب بيالة شاهي وينتظر مطلق ..
~ أمام النيابة العامة ~
مشت تطلع منها وشافته قدام المدخل ونطق : ايوه ؟
عِقد زفرت بغضّب وقالت : استقالت
مطلق فزّ ونطق : أخوك يالهَاجس وش تقولين ؟؟
عِقد : وربي ! ماقلت لك أنا فيه حاجه صايره
مطلق : والهَاجس مايرد علي
عِقد : مصيرو يفتح الجوال ويرد تعال نبلغ الشرطة
مطلق كتم ضحكته وقال : والله من الغباء لنا من الظهر ندور وذلحين نبي نبلغ الشرطة
عِقد عبّست بملامحها ونطقت : مطلق والله مره مو وقتك !
مطلق اشر بأصبعه ع خشمه وقال : ع ذا الخشم مشينا
مشوا بسياراتهم لمركز الشرطة ، وفعلاً تم البلاغ عن فقدان اسرار ووضعوا لمن يجدها مكافأة مالية سواء حية كانت أو ميتة ، طلعت ونطقت : اخ ي صاحبتي والله عانيتي الكثير !
مطلق ابتسم وقال : بس أشهد بالله إنها ذيبه !
عِقد مشت وتبعها مطلق ونطقت : يقول الشرطي مافي فايده بالبحث عنها وبس بنضيع وقتنا
مطلق : داري خلاص مسكوا موضوعها السلطات وان شاءالله نحصلها
عِقد : لا تنسى موضوعنا بنسافر بكره للحجاز
مطلق : على خير
عِقد : حضطر أودعك بعد شوي
مطلق ابتسم وقال : هانت يوم وتجين غصب عنك معي
عِقد ضحكت بسخرية وقالت : كلي لك
ركضت وعضّ مطلق شفايفه ، سحب بوكيت دخانه وثبتها بين شفايفه ونطق : والله مايفيدك الهياط يالغنوج
ضحكت ومشت بجانبه ، مسكت ذراعه من مرت سياره بجانبهم ، ابتسم ونطق : مايمسّك حتى النسناس وأنا معك
ابتسمت وقالت : أعرف وأدري بك !
ابتسم من بدأت تسحب لهجته ونطق : قولي أحوبك
عِقد ضحكت تهرب من وصلوا للمواقف اخيرًا ومشت تتركه واتجهت لسيارتها وحركت ، ركب مطلق الشاص ومشى يحرك من عند مركز الشرطة للبيت عشان صافية وسالفتها ..
~ القريات ، بيت أم حمدان ~
جالسين والصمت سيد الموقف ، ابتسمت أم حمدان ونطقت : كيف الخارج ي وجدان
اسرار كانت ساهية لأنها ما عهدت تسمع هالأسم ، ضربتها سكر بخفه وقالت : وش ؟
سكر ابتسمت بفشلة وقالت : يسألونك
لفّت اسرار لهم وقالت : هلا ؟
أم حمدان ضحكت وقالت : شكلك متعوده تسمعين الأنقليزي واجد ؟
اسرار ابتسمت بكلافه ونطقت : ايوه صح
ابتسمت فلوه ونطقت : وش شهادتك ؟
هاجر ضحكت وقالت : ماستر فالهندسة !
فلوه : ماشاءالله !
الكل نطق بـ ' ماشاءالله ' وعمّ الصمت من جديد ، زفرت بملل وهمست لسكر وقالت : بطلع أتنفس شوي
سكر : أجي معك ؟
هزت راسها بنفي وقالت : مابطول
وقفت تطلع للحوش وتوسعت عيونها من عدم وجود أسوار ، ابتسمت وقالت : لا والله أسحب كلامي هذي الحياة الزينه ماهي مثل أسوار أعمامي !
طلعت تتمشى تحت ضو القمر ، بعيدة عن أهلها مسافة النُصف يوم ، فزّت من نطق شخص بحدة : بنت وش مطلعك كذا ؟؟
ألتفتت لجهة الصوت وشافت شخص طويل وعريض ، كم يشابه حبيّب القلب وأنيس الروح ، يشابه سطّام بالهيئة وبشكل كبير ، شهقت ونزلت دموعها بحرقة ، بكت بشكل مأساوي هي اشتاقت وشوقها مفضوح من عيونها ، عضّت شفايفها من ركض لها ونطق : أخو العيال ! ليه تبكين ؟؟ خوفتك ؟ أسف والله أسف
رفعت عيونها تشوف نظراته لها ، توسعت عيونه من لون الفردوس بعيونها ، نطق بثغر واسع : عيونك خُضر !
شهقت ورفسته بعيد عنها ، طاح على الأرض وركضت داخل البيت ، غطت عينها اليمين ونطقت : وين الحمام ؟
ابتسمت سراب بأستغراب وقالت : وشفيك وجدان أول مره تجين بيتنا ؟
اسرار ابتسمت وقالت : لا بس تغيير الأثاث عشان كذا ضيعت
سراب رفعت حاجبها وقالت : بس لنا عشرين سنة ماغيرنا الأثاث
اسرار زفرت بغضّب وقالت : خلاص أختي تحقيق هو وين الحمام ؟؟
سراب اشرت بيدها ومشت اسرار تركض ، دخلت ولعنت بتال وكل من له يد بوجودها هنا ، ماحصلت مرايا ولا معها جوال وماتدري وين العدسة راحت وفعليًا ابتلشت ، دخلت للحمام وسدّت خشمها من الريحة ونطقت : أكرهكم كلكم !!
زفرت بغضّب من تذكرت أنها ما عاد هي مُدعية عامة وأنتهت الحكاية بالرياض ، نزلت عيونها تشوف دبلته وعضّت شفايفها لثواني ونطقت : أتمنى ماتكون تخليت عني يالرسام
دق الباب وشهقت تلعن اللي يدق والعدسة اللي ابدًا ماهو وقتها ، تقدمت ونطقت برعب : مين ؟
نور ابتسمت وقالت : أنا نور
فتحت علطول ونطقت : العدسة طاحت مني !
نور ضحكت بخفه وشالت العدسة من خدها ، ابتسمت وقالت : كانت متمسكة فيك
اسرار ضحكت بكلافه ونطقت : غريب صح ؟
نور : خلصي ضبطيها بنتعشى ونمشي
اسرار : اخيرًا !
نور : كويس حتى أنتي ماحبيتيهم
اسرار : لا طبعًا بس أبي معقم
نور : غسليها والبسيها
مشت تطلع ورفعت اسرار حاجبها ونطقت : والله ما مصبرني عليكم الا ريم لأن عندي إحساس كبير أنها أمي
تقدمت تغسلها وتلبسها ، غمضت عيونها لثواني ومشت تطلع ، جلست بالصالة ومشت سعيدة ونطقت : العشاء يبنت
اسرار ابتسمت وقالت : ماتعودت على اللحم
سعيدة : ياي ! قومي بس وعن الدلع
اسرار ضحكت وصدّت عنها وهي من دخلت للبيت كسب اثامهم كلهم ، زفرت بغضّب ونطقت تحت انفاسها : وبتال جعله القص ماترك جوالي معي ؟؟
مرت دقايق طويلة وبطيئة ، لفّت من سمعت نفس الصوت لنفس الشخص ومشت سعيدة له ونطقت : لبيه ي ليث ؟
ليث نطق بحدة صوته وقال : وين أمي ؟ حمدان يبيها
سعيدة : بناديها تعال مافيه أحد
توسعت عيونها بصدمة وقالت : خير أنا فيه !!
وقف علطول من نطقت وألتفت يرجع للباب ، دخلت سعيدة وقالت بسخرية : وشفيك مشتطه ؟ مادرا عنك ومخطوب بعد
توسعت عيونها على مصرعيها ونطقت بحدة : وش قلت يامهووسة !! شكلك مقهوره عشانه م ألتفت لك
ضحكت سعيدة بصدمة وقالت : أخوي !!
صفر وجه اسرار وكأن الدم نفر منه ، كم تتمنى من الأرض تنشق وتبلعها ، سمعت ضحكه عند الباب ونطقت تحت انفاسها : الله يلعنك ي اسرار ! قومي قومي
مشت تلبس عبايتها وطلعت ، وقفت قدامه ونطق : ليه تخبين لون عيونك ؟
اسرار زفزت بغضّب وقالت : وش تقول أنت
ضحك ليث ونطق : سلامتك
مشت تتخطاه وتتجه للبيت ، وصلت وشافت الباب منفتح ونطقت : طلعوا صادقين
توجهت للداخل وفتحت الباب بالمفتاح اللي أخذته من شنطة نوير ، دخلت ورمت عبايتها وفتحت علبة موية ورمت العدسات بداخلها ، زفرت بغضّب وانسدحت على الكنب تشوف المروحة تدور فالسقف والجو أقل مايقال عنه كئيب ، الحياة نبذتها بعيد عنه بعيد وجدًا ، حتى ماتقدر تهرب من هالمكان لأنها تجهله وتجهل المسافات ، غمضت عيونها وسمحت صوت ورجعت تفتح ، شهقت من تذكرت أنها تركت الباب مفتوح وعضّت شفايفها برعب ، مشت للمطبخ وسحبت طاوه البيض اللي أكلت فيها سابقًا ، وقفت خلف الجدار وشافت الظل يقترب منها ، صرخت وضربت ، مسكت ريم الطاوه ونطقت : أعوذ بالله اش دا !!!
وقفت بصدمة تشوف أنثى بالأربعين من عمرها ، واقفة وعبايتها تتلون بالأورنج الفاتح ، نزلت الطاوه ونطقت : حسبتك أحد عيال الحاره !
ريم ضحكت وقالت : حرام عليكي كل هالأنوثه وعيال حاره ؟
اسرار مشت تنزل الطاوه ، تقدمت ريم تشوف نفسها بالصغر وابتسمت تتسأل عن هوية الأنثى اللي تشابهها وقالت : صح من أنتي ؟
اسرار خافت لوهلة ونطقت : وجدان
ريم ضحكت تجلس وقالت : أمي مين علمك الكذب ؟ وجداني ربت قُدامي وعيونها مو خُضر !
اسرار رفعت حاجبها وقالت : مين أنتي ؟؟
ريم : أنا ريم خالة البنات هِنا
اسرار : بس ماتتكلمين نفسهم
ريم ابتسمت وقالت : خالتهم بالاحترام
فسخت عبايتها وألتفت تنطق : أزهار فينك ي أمي !
دخلت أزهار ومشت لهم ووقفت من شافت اسرار ونطقت : بسم الله عليك الرحمن الرحيم والجمال !
صدّت اسرار بخجل وقالت : أنتي الحلوه
جلست أزهار ودخلت أبرار ونطقت : حلو ماجيتو تساعدوني
ريم : تعالي يالدلوعه
اسرار عضّت شفايفها وبكت بدون صوت ، تذكرت عِقد ولهجتها وضحكاتها من أشكالهم ، ماتدري إذا بترجع تشوفها ولا لا ، دخلت أبرار ونطقت : اشبها تبكي ؟
لفّت ريم لها وأشرت للبنات يقومون ، مشوا يدخلون للبيت وتقدمت ريم تمسك كتفها ، قلبها نبض من مسكت كتفها وشافت شامة خدها ، اختبصت علطول وارتفعت حرارة جسدها ونطقت برجفتها : اسرار
لفّت اسرار لها وشهقت ريم علطول ، هي من دخلت وهي شاكه لكن الحين تأكد كل حاجه قدامها ، غطت وجهها بيدينها وصرخت تبكي ، بكت اسرار برعب وقالت : لا لا لا لا تقولينها م أبيها ولا أبيك لا تقولينها تكفين !!
عضّت ريم شفايفها السُفلية ونطقت بحسرة : أمي وأول بناتي !
هزت راسها بنفي ووقفت ونطقت : لاا قلت لك يويلك تقولينها أنا م أعرفك لا تحوسيني وتذبحيني حية تكفين !
قامت ريم وسحبتها لحضّنها ، كانت الرجفة والدموع سيدة الموقف ولا وحده فيهم قادرة تسيطر على مشاعرها ، كانت تشوف البنات واقفين بصدمة ودموعهم تنزل بأنسيابيه ، عضّت شفايفها وبكت بحرقة وقالت : ليش مافكرتي فيني ليش ماحرقتيهم وخذيتيني منهم ليش تاركتني أعاني السنين الطويلة ذي !!!
ريم شّدت عليها وقالت : والله أنهلكت روحي وأنا أحاول فيهم يرجعوكي بس هددوني ببناتي..
دفعتها اسرار ونطقت : وشفتي أنهم أولى مني ؟؟ وجايه بكل برود تقولين لي أرجع لك !!
ريم غطت وجهها بيدينها تبكي وقالت : سوري ي أمي سوري ياروحي إني ما بذلت كل جهدي لك بس ما أبيكي بعد الفراق تروحي عني أمانه روحي تتقطع عليكي والله !
اسرار ضحكت بصدمة ونطقت وسط دموعها : أبوي وينه ؟
ريم بكت علطول وقالت : قتلوه
توسعت عيونها بصدمة وقالت : وش تقولين ؟!!
ريم ببكاء نطقت : بتال قتلو وطردني وخدوكي غصب عني من ثالث يوم فالعزاء !
طاحت اسرار بصدمة وقالت : تكفين تكفين خلاص
مشت لها تضّمها وقالت : خليني أشبع منك والله حعوضك كل حاجه فقدتيها بس ماتبعدي مني
اسرار حاوطت رقبة أمها وصرخت تبكي ، ضربت ظهرها ونطقت بحرقة صدر : تدرين قد إيش أشتقت لك وأنا ماتذكر ولا شيء عنك تدرين قد إيش تعبت وأنا أدور عليك ! أمي ليه يصير فيني كذا وتروحين بعيد عني تدرين كيف تخلوا عني ورموني ! تدرين إني متزوجه ولا ماتدرين !!
كانت ريم بحالة سيئة جدًا وهي تسمع كلام اسرار ، عضّت شفايفها ونطقت ببكي : أنا كنت أعد أيامي بدونك كنت أفكر حموت وأنتي ماشفتيني لكن ربك يقدر يسوي المستحيل وأسفه أني ماكنت زي إي أم توقف بزفاف بنتها..
قاطعتها اسرار وقالت : باقي فالملكه ماسوينا زواج
ريم مسحت على ظهرها وقالت : آخ يارب م أعظمها من لحظة ياقرة عيوني فيكي ي خلّف دُنيتي كلها !
اسرار ابتسمت وقالت : توني صرت بخير..
قاطع كلامها الغصة بحلقها وانهدت تبكي ، اشرت ريم للبنات ونطقت : هدي أختكم أسرار
جلسوا أبرار وأزهار ونطقت أزهار : أسرار خلاص لا تبكي
كانت بحضّن ريم دافنه نفسها ، تستنشق ربيع أمها ويزيد لهيبها ودموعها مع كل نفس تأخذه ، تقدموا وضموها كلهم وابتسمت تنطق : وعندي خوات بعد !
ريم ضحكت وسط دموعها وقالت : وأخوان كمان
رفعت راسها ونطقت : كم ؟
ريم ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : عندي من زوجي الثاني الله يرحمو سته ثلاثه بنات وثلاثه أولاد
اسرار ابتسمت وقالت : ماشاءالله ي أمي ماشاءالله
ريم مسكت خدها تبوسه وتنطق : أيار أكبر أولادي بعدو جاء جينار وبعدو سنجار ووقفت أولاد وجات أنهار وتزوجت خلاص وبعدها أزهار وبعدها جات الدلوعه آخو العنقود أبرار
اسرار ابتسمت وقالت : كلهم نهاية اسمائهم ألف وراء
ريم : عشانك
اسرار فركت خشمها تمنع نفسها من البكاء ، ابتسمت أبرار ونطقت : هدي دبلتك ؟
اسرار هزت راسها بالايجاب وابتسمت ريم تنطق : مين سعيد الحظ !
اسرار : تجين عندي وتشوفينه
مرت الساعات بدون رجعة نوير والبنات اللي تأخروا عمد من وصلتهم رسالة ريم ، ضحكت اسرار من نطقت أبرار : تعالي وتشوفي قد إيش أنا عضل !
ضحكت اسرار وصرخت من رفعتها أبرار وضحكوا ريم وأزهار عليهم ، طاحت عليها وضموا بعض ، كانت ريحة العايلة أعظم شيء مر على اسرار ، شيء هي كانت فاقدته من زمن طويل وأخيرًا لقته ، مشت أزهار هي وأبرار وطلعت للغرفة الثانية وتقدمت ريم ونطقت : تحُبيه ؟
اسرار عضّت شفايفها لثواني ونطقت : ماودي بس قدرني وأنا ماقدرت عليه
ريم ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : مين هو ؟
اسرار هزت راسها بنفي وقالت : بروح معك صح ؟
ريم ضمّتها ونطقت : أكيد مستحيل أتركك !!
اسرار : خلاص بتشوفيه
ريم ابتسمت ونطقت : عادي أنام معاكي ؟
اسرار : كنت بقولك بس خفت أزعجك
ريم تقدمت تبوس عيون اسرار وجبينها وتنطق : إصحك ي اسراري تفكري مرتين أي حاجه تبغيها قولي لي
اسرار ابتسمت وقالت : تمام عادي تعطيني جوالك ؟
ريم ابتسمت وقالت : اووها بتتصل على حبيب القلب
اسرار : أمي ! ضروري اطمنه
ريم ابتسمت وقالت : امسكيه
أخذت جوال أمها ومشت تطلع للحوش الخلفي ، كتبت رقمه اللي حافظته عن ظهر قلب ، ارتجفت يدها تدعي يرد ويحييها ويغيثها زود عن شعورها بلمّ شملها مع أمها ، انتظرت وقت طويل وقربت بتسكر وشافت المكالمة بدأت تنحسب ، فزّت تقرب الجوال وسمعت البريد الصوتي ، غمضت عيونها بقهر ورجعت تتصل مرارًا وتكرارًا ، ماوصلها رد وقفلت الجوال ومشت تدخل ، مشت للصالة وشافت ريم نايمه على عباية اسرار ، عبّست بملامحها ونطقت : يارب لا تحرمني منها يارب
مشت لها ودفنت وجهها بحضّنها ، ابتسمت ريم تستنشق ندى عطرها وريحتها اللي ماتغيرت من عشرين عام ، ناموا بأحضان بعض بعيد عن الناس كلهم ، أم وبنتها وأول بهجتها وفرحتها ، ليلة تسمى بأسم ' أم ولقت ضناها ' ..
~ الرياض ، بيت مطلق ~
دخل وهو يدندن معزوفته المعروفه وينطق : من بلاه الهوى ربي يعييّنه صابه الهم ولا مات مغبوون !
لفّ للجهة الثانية من الحوش وشاف جوري نايمه على الأرض ، فزّ يركض لها وشالها بين يدينه ، حاوطت أكتافه ونطقت بهمس : أبوي ؟
مطلق رفع حاجبة وقال : بسم الله عليك
نامت من جديد ومشى يدخل فيها ، دخل لغرفة ضاحي وفزّت صافية ، نزلها على السرير ونطق : تعالي
وقفت من سجادتها ومشت تطلع ، وصلوا للمجلس ونطق مطلق : وش صاير ؟
صافية بكت علطول ونطقت : مشعل طلقني
مطلق نطق بحدة : عسى م شر ماخذك هو عشان يطلقك !!
صافية رفعت كتوفها بعدم معرفة وقالت : والله مدري يامطلق وش جاه دخل يهاوش ويتهم جوري بإنها تكذب عليه وإن علي بريء !
مطلق سحب جواله واتصل عليه ، وصله الرد لكن كان من شخص ثاني يقول : مطلق ؟
مطلق صرخ بحدة وقال : لا عزرائيل !! وش معنى يطلق ويتهم بنته هاه ؟؟
مجيد انتفض من صوت مطلق ونطق : استهد بالله يامطلق مشعل مسجون
ارتخت ملامحه ونطق : هاه ؟
مجيد : انسجن قبل ساعات مؤبد عشانه قتل علي
شّد ع قبضته ونطق : وش تقول أنت !!
تقدمت له برعب ونطقت : وش !!
سكتها من نطق مجيد : والله يامطلق باعوه أهلي وحطوا السبب في مشكلة صارت قبل أسبوع بينه وبين علي الله يرحمه
مطلق : أحسن الله عزاكم في أخوكم
شهقت ونزلت دموعها بحرقة وقالت : مات !!!
مطلق بعد الجوال وقال : ترا بهفك بيدي لا مامات علي توفى ومشعل اللي ذابحه !
توسعت عيونها بصدمة وقالت : وش !!؟
مطلق : مجيد بجيكم بكرة أنا وضاحي
مجيد ابتسم وقال : ماتقصر يبو مشبب وأكيد إن اللي حصل بين مشعل وصافية ماهو حقيقي ويمكن خاف مشعل يسمعون بسجنه المؤبد وينفرون منه ولا ينحكم عليهم بعيشة تحت سخط أهلي اللي مارحموا ولدهم !
مطلق : الله يصلح الحال وأنا أخوك
مجيد : ماودي ابطي عليك ودعناك الله
قفل الجوال ولفّ وشافها تبكي ، سحبها يضمّها ونطق : طلقك ثلاث ؟
هزت راسها بنفي وكمل وهو يقول : أجل والله إنه خايف عليكم صدق
صافية بكت بحرقة ونطقت : وينه ؟؟
مطلق : مسجون ومؤبد تعرفين وش صار ؟
صافية نطقت ببكي : لا !
مطلق جلس وسحب الماء ونطق : أشربي وقولي لي وش صار لكم قبلها بأيام
صافية أخذت المويه وشربت ونطقت : أسوء الأحداث بقولها
مطلق : اسلمي يالعوده
صافية نطقت ببحة صوتها : دخلت قبل أمس على جوري وشفت رجلها تنزف وفيها جرح عميق ونظفته وعقمته وطلعت ماحصلت مشعل واختفى يوم كامل ورجع من مدري وين وصرخ علينا وطلقني طلقه وحدة وكانت جوري تبكي ومتمسكه فيه وتقول لا تناقض نفسك وهو كان يبكي معها
مطلق ابتسم بضيق وقال : نعى وجهي له رمى نفسه للموت وأهلك حياته عشان بنته والله ونعم !
صافية نطقت بعدم فهم : كيف يعني ؟؟
مطلق همس لها ونطق : جوري صار بينها وبين علي شيء وجاتكم مصابه وأكيد أن مشعل فهمها وعرف وشفيها وركض لأخوه وشافه مصاب ولا ميت مدري وجاكم يخوفكم منه ويبعدكم غصب عشان م تسألون وراه
شهقت صافية ونزلت دموعها بحرقة وقالت : لا لا بنتي ماتسوي كذا
مطلق : هي تحت السن القانوني ترا ! وغير كذا دفاع عن النفس !
صافية مسحت دموعها ورفعت حاجبها وقالت : لحظة مطلق ! كيف تعرف هالأشياء كلها ؟
مطلق : الحُب علمني
صافية : من ؟
مطلق ابتسم وقال : بو مطحس وراي مشوارين بكره تقدرين تطلعين ؟
ابتسمت تبوس جبينه وتنطق : نوم العافية
مطلق باس خشمها ونطق : أنتي ووجودك عندي هو عافيتي والله
مشت تطلع وسحب فراشه ، كان بيكلم عِقد ويقولها عن شغله بكره لكنه بيجبر نفسه يخلص كل أشغاله ويحضر فالمطار بالوقت المناسب ..
~ قصر نهيّان ، الجبيّل ~
كان مغمض عيونه بالصالة ، فتحها بهدوء يشوف سلمان
~ قصر نهيّان ، الجبيّل ~
كان مغمض عيونه بالصالة ، فتحها بهدوء يشوف سلمان يمشي للمطبخ ، قام يتبعه ولمس جنبه وصرخ برعب ، ضحك سطّام ونطق : للحين ماتحبها ؟
سلمان زفر بغضّب وقال : سطّام بشوتك والله !
سطّام ابتسم وقال : وش أسوي كنت ولا زلت أحب انرفزك
سلمان صغّر انظاره ونطق : يويلك !!!
مشى سطّام ونغز جنبه ورفسه سلمان وبدأوا يتهاوشون فالمطبخ ، دخلت مضاوي وفتحت النور ونطقت : وش فيه !
سطّام زفر بقرف ونطق : جاتك الحيه
سلمان توسعت عيونه يكتم ضحكته وهمس لسطّام : لسى بقولك وش سوت
سطّام : أبهرني
زفرت بغضّب ومشت تطلع من حسّت أنهم يتكلمون فيها ، لفّ سطّام لسلمان ونطق : ايوه ؟
سلمان : تعرف التيس هذام وكيف يعشق ريحة الحريم
سطّام ابتسم وقال : بالله مين مايعرفه
سلمان : حتى حَرم أخوانه يعشق الطلعات معهم والسوالف عنهم
سطّام ضحك بخفه وقال : ايوه ايوه ؟
سلمان ابتسم ونطق : دقت علي وتهبد مدري وش تحسبني بشك بهذام عشاني شفته بغرفتي مع انفال !!
سطّام توسعت عيونه وقال : لا عاد !
سلمان : وربي
سطّام : حمدلله إنها بتروح لأهلها وتفكنا
سلمان ابتسم ونطق : وبرأيك لو نلعب على نهيّان بيتركها ؟
سطّام : فكنا تكفى
سلمان ضحك وقال : جوالك يدق
ألتفت سطّام لجواله وسحبه ينطق : ارحب يبو عبدالرحمن
قصي ابتسم ونطق : البقى جيت أخبرك عن الجديد
سطّام ابتسم وقال : بشر ؟
قصي : ورقة الولاية مزوره والوالي عنها هو جدها اللي قلت إنه شهد كتب الكتاب
سطّام : حمدلله غيره ؟
قصي : أنتشر خبر فقدانها من مطلق وصاحبتها عِقد بعد مابلغوا وعطوا الشرطة أدق التفاصيل
سطّام : مثل ؟
قصي : مطلق عطاهم صفات أعمامه وعِقد كتبت كل تفاصيل اسرار من عمر وصفات وطول ووزن
سطّام عضّ شفايفه ونطق : مين يشوف التفاصيل ذي ؟
قصي : كل الوحدات لأجل يلاقونها بسرعه
سطّام زفر غيرته ونطق : خير خير ماقصرتوا
قصي ابتسم ونطق : يمكن هذي آخر مستجدات أعطيك ياها
سطّام : يعطيك العافية يبو عبدالرحمن
قصي : ودعناك الله
سطّام ابتسم وقال : هلا هلا
قفل جواله وألتفت لسلمان ونطق : مابه شيء واضح بس مطلق بلغ وأنتشر بلاغه على جميع الوحدات
سلمان : حلو والله ! بيوم بس بتنتشر بالمملكة كلها تدري ولا لا ؟
سطّام : الله يجيبها ويسهل علينا لأجل نحصلها سالمه
سلمان : يارب
مشى سطّام للصالة ورجع ينسدح ، مر سلمان يقول : تصبح على خير يالحبيب
سطّام : أنت الخير وأنا أخوك
ضحك سلمان بخفه ومشى يطلع لغرفته ، غمض سطّام عيونه بهدوء وسرعان مادخل بأحلامه ..
~ الساعة العاشرة صباحًا ، القريات ~
صحت تشوف الصالة فاضية والأصوات جايه من المطبخ ، زفرت بغضّب من حرارة الجو وهي ماتطيق الصيف ، لعنت الشخص اللي أغلق التكييف وقامت للحمام ، أنتهت من الروتين البسيط وطلعت تصلي الفجر ومشت من خلصت صلاه للمطبخ ، دخلت تشوف أمها ونوير يسولفون ، ابتسمت ريم ونطقت : تعالي ي عيوني
مشت اسرار وابتسمت من دخلت بحضّنها ، حاوطت أمها وقالت : ضروري أكل من يدينك
ريم : صحيتي متأخر ي حلوه ! بس أبشري اش نفسك فيه ؟
اسرار : اي حاجه الا البيض فكينا منه
ضحكت نوير وقالت : وش تقصدين ؟؟
اسرار ابتسمت وقالت : وين البنات ؟
ريم : كلهم برا
مشت تطلع للحوش وشافتهم جالسين ، بدون جوالات والسوالف اللي محييّه الجو وماخذتهم لعالم ثاني ، ابتسمت وسلمت والكل ردوا السلام ، سحبتها أزهار وجلست بين خواتها ونطقت : شعوري مايوصف
أبرار عبّست بملامحها ونطقت : عمري أنا !
أزهار باست خدها ونطقت : اسرار عُمرِك كم ؟
اسرار : عشرين وأثنين
أزهار شهقت ونطقت : غش غش أكبر وحده فينا !
أبرار : أكيد يغبيه !
اسرار ابتسمت وقالت : كم عمر أيار ؟
أبرار بسخرية : عشرين وواحد
ضحكت اسرار لأنها تقلدها ونطقت : يلا ولا كلمه أدب !
أزهار ضحكت وقالت : حيوانه !!
اسرار : شلون تزوجت أنهار طيب ؟
أزهار : نصيبها خلاص
اسرار : بس أحس صغيره !
أبرار رفعت حاجبها وقالت : مسويه الكبيره الحين ؟ تراكي برضو عروس !
شهقت سكر ونطقت : ولا علمتيني !!
اسرار ابتسمت وقالت : أسفه بس ما أحس ضروري تعرفون
هاجر خزّتها ونطقت : الصبر يارب
نور رفستها ونطقت : وشفيك أنتي ؟؟
هاجر : زيرو قبول ياربي مو طبيعي !!
قامت توقف ومشت هي وزهراء والتوأم ، ابتسمت نور وقالت : بدخل الجو حار
أبرار : والله ياحلو الصيف !
أزهار ابتسمت وقالت : مافي زي الربيع
اسرار : الشتاء ونقطة على السطر
ضحكوا بصدمة ونطقوا بصوت واحد : لا تسمعك ماما
اسرار بغرور نطقت : ماما هذي أمي بعد وأحببها فالشتاء غصب وتشوفون
أبرار : نشوف
سكر حست بغرابة وجودها بينهم وقامت تدخل ، زفرت أزهار ونطقت : ندخل ؟
هزت اسرار راسها بنعم وقالت : امشوا إبي أفطر واسألكم عن كل شيء
قاموا يدخلون ومن دخلوا أنقطع الكهرب ، زفرت أبرار بغضّب ونطقت : هدا اللي كان ناقص
نوير طلعت ونطقت : اسرار روحي لأمك أفطري وأنا بشوف وش السالفة
مشت نوير تطلع ، فتحت نص الباب تشوف الشرطة منتشرين حول المنطقة ، زفرت بضيق وقالت : وش اللي صاير ؟
كانوا يفتحون الأبواب ويتكلمون مع الجيران ، قفلت الباب ومرت دقايق وضرب باب بيتها ، فتحت ونطقت من خلف الباب : ايوه ؟
الشرطي : سلام عليكم حبينا نقولكم قوانين وأتمنى تخدمونا وتلتزمون فيها ، فيه عمليات شغب وهاربين من الحدود وعمليات سطو على البيوت ونرجو منكم عدم القلق وإقفال البيبان بشكل محكم والكهرباء بتنقطع عن المنطقة فترة وبترجع
نوير : الله يسدد رميكم ويقويكم
الشرطي : امين امين
قفلت الباب ومشت تدخل وتقفل الباب بالمفتاح ، دخلت وألتفتت على ريم من نطقت : اش صار ؟
نوير : ولا شيء عمليات شغب وهاربين من الحدود نفس كل مره
ريم زفرت بغضّب وقالت : ماحنقدر نسافر جِده ازا ما أنحلت بسرعه
اسرار ضحكت بسخرية وقالت : ومين قالك بنروح جده ! الرياض وانتهينا
أزهار نطقت بصدمة : بليز سرسوره قولي إنك تستهبلين ؟؟
اسرار : سلامات والله م أروح جده لو إيش مايصير ! تجون لبيتي وأضيفكم وتتعرفون على زوجي وتحضرون زواجي وبعدها سووا اللي تبون
ضحكت ريم وقالت : مشكلتي مستحيل أقولها لا
اسرار ابتسمت تمسك يدها وتنطق : بعد روحي أمي
ريم : روحي أنا
نوير : تعرفين ياريم أقل شيء شهر وتروح
ريم : أدري والله وعشان كدا حدق على أنهار تجي عندنا الحيوانه بتولد قريب
اسرار توسعت عيونها بصدمة وقالت : وحامل بعد !!!
ريم ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : أيوه أول أحفادي عُقبالك ولا مافي حاجه قريبه ؟
اسرار هزت راسها بنفي بخجل واضح ونطقت : لا
ضحكت سكر وقالت : مو مصدقه إنك متزوجه
أزهار : صح ؟؟ نونو كف كف !
اسرار : شف الوسخة هذا وأنا أكبر منها !
أبرار ابتسمت وقالت : خليني أصدمك ترا كلنا جينا ورا بعض مابيننا حتى سنة
اسرار توسعت عيونها بصدمة وقالت : كيف ؟؟
أبرار ضحكت من شافت نظرات ريم ونطقت : ماما حياتي جابت أيار وجينار وسنجار ورا بعض يعني كلهم فوق العشرين بعدهم أنهار ويلا نفس السالفة كلنا ورا بعض
أزهار نطقت بتفصيل أكثر : يعني أيار عمرو اثنين وعشرين بالضبط وجينار واحد وعشرين وسنجار حيدخل واحد وعشرين وأنهار عشرين وأنا شوي وأصير عشرين وأبرار خلصت ثمان عشر سنه
اسرار مسكت راسها بقوة وقالت : أبوكم الله يرحمه وش عنده ؟ ماكان فيه شيء يشغله !!
ريم فطست ضحك ونطقت أبرار بضحك : امين بس مدري والله ما عشنا معاه توفى وأنا بعُمر السنة تقريبًا
نوير ابتسمت وقالت : الله يرحمه ويرحم نورهان وعبدالله
اسرار : ومين ذولا بعد ؟
سكر : أمي وأبوي
ريم ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : نورهان اللي جمعتني بنوير لأن نورهان رضعت معي منزمان ولما توفت كنت حتكفل ببناتها بس رفضت نوير وعرفتها من هذاك الوقت وما أجي القريات الا عشانها وعشان البنوتات
ابتسمت نوير وقالت : لا حرمني الله حسّكم
الكل مجتمعين ونطقوا بـ ' آمين ' وكملوا سوالف واسرار تسأل خواتها ..
~ أمام برحه فالحيّ ، القريات ~
مجتمعين العساكر كلهم والضباط ، هو فعليًا مافيه عمليات شغب لكن تأكد أحد الضباط برؤية شخص يحمل مواصفات بتال في أحد المساجد القريبة ومسكوا أهل البيوت لأجل إذا شافوا أحد خارجها يكون بتال ولا أحد الأشخاص اللي معه لأن ماوصلهم كلام الضباط والتحذير اللي صار ، وبهالطريقه بيمسكون بتال بشكل أسرع ، نطق الضابط ريان : والحين وش السواة ؟ نسأل عن البنت ؟
الضابط لؤي عضّ شفايفه ونطق : بدري شوي !! خلونا نمسكه بالأول ونسأله عن مكانها بدال مانخرش الناس
الضابط ريان : صح والله
الضابط لؤي : وش جاكم شيء جديد من قصي ؟
الضابط ريان ابتسم ونطق : والله ماهو سهل هالأستخباراتي
الضابط لؤي : ومحامي بعد عسى الله يقويه !
الضابط ريان ابتسم وقال : المهم لا آخر شيء قاله إنه جاه إتصال من أحد العساكر هنا وعطاه كل المواصفات حقت بتال وولده وأخوه
الضابط لؤي : مين هم ؟
الضابط ريان : نايف وسمّيه نايف
الضابط لؤي ضحك بسخرية وقال : حلو يعني أثنين نايف وواحد بتال ؟
الضابط ريان ضحك وقال : وولد نايف أسمه بتال
الضابط لؤي ضحك وقال : مو صاحيين وش القرف ذا عاد من زين الأسماء
الضابط ريان انفجر يضحك وقال : يذم وأسمه لؤي اتق الله
توسعت عيونه بصدمة وقال : لؤي ولا ريان صراحة
ضحك الضابط ريان وقال : الله يقطعك ي لؤي !!
صدّ الضابط لؤي ومشى لسيارته ، تفرقوا وانتشروا فالمنطقه كاملة ..
~ بيوت آل عمر ، الخرج ~
نزل مطلق وضاحي معه ، الساعة الحادية عشر تمامًا ولازم يخلص أموره ويرجع للرياض لأجل عِقد ، ابتسم ضاحي ونطق : طياره بتروحون ؟
مطلق هز راسه بالايجاب وقال : والله إني خايف ماعمري ركبتها
ضرب ضاحي كتفه ونطق : وجعلها أردى ماتركب يبو مشبب !
ضحك مطلق ونطق : ماله دخل يحمار ماهي لي
ضاحي ابتسم يمشي ونطق : اللي هو
دخلوا عليهم وسلموا وتقدم للشايب عدنان ونطق : أحسن الله عزاكم في ولدكم والله يربط على قلوبكم ويعوضكم
عدنان ابتسم وقال : العوض راسك ي مطلق وأعذرنا على سواة ولدنا في بنتكم
مطلق رفع صوته ونطق : مشعل ماسوا غلط وفعايله فعايل رجال غيره بيتهم بنته علطول وبيحط اللوم كله عليها !
رفع يده ونطق بحدة صوته : لحد يقاطعني وصلني العلم كامل من الرجال مجيد ولدكم !
وقف مجيد يساند مطلق وكمل مطلق يقول : يمكن يكون الخبر مُر عليكم وانتوا والله ماهو ناقصكم بس انتوا ربعنا وأهلنا ومسيتونا باللي يوجعنا في بنتنا ولا اشتكينا وتكلمنا ويشهد على كلامي مجيد ومشعل وأبو عادل !
وقف أبو عادل ونطق بغضّب : حشم مابقى بيننا يامطلق وأطلع..
صرخ عدنان وقال : أقطع وأخس !! تسكت وتطرد من أنت وأبوك حيّ ؟؟
مطلق نطق بحدة : علي سوا حاجه يغضب عليها ربه وخذاه ربه واللي بيصير له بينه وبين ربه ماحد له دخل لكن تخليكم عن مشعل ماهي حلوه بحقكم وانتوا عارفين إنه مظلوم
عدنان : وش تقول يامطلق وضح ؟
وقفوا سليمان وعادل وأبو مصعب والباقيين ، اخذ مطلق نفس طويل وزفره ونطق : العلم سلامتكم قبل يومين طلعت بِكر مشعل وبنتنا تشوف حمامه في شباكها ولاحظها علي ولحقها والبنت هربت منه وراحت للمخزن القديم اللي عندكم والأدلة والبصمات كلها فيه إذا بتكذبوني ، المهم والله مادري وش حصل بينهم بس طلعت البنت مصابه برجلها والظاهر أنها دافعت عن نفسها وطعنت المرحوم ومثل ماوصلنا فالطب الشرعي إنه انطعن بنفس السيخ اللي انجرحت بنتنا منه وتجرثم وتوفى من النزيف ، ومشعل الرجال صرخ على أهله لأنه يدري بأختي وأنها مستحيل تخليه لو تدري بالحقيقه وطردهم وجاكم ورمى نفسه لأجل تتهمونه !
طاح عدنان بصدمة ومسكه مطلق ونطق : جيتكم عشانكم أهلي وماعليكم بتنفتح قضيته وبيطلع والبنت حكمها دفاع عن النفس ولو إنه بيوجعكم لكن والله بيوجعني لأنها بنتي ولحد يرضى الرذيلة على أهله نفداكم ولو أن سببها جاي من أقرب شخص !
صرخوا الرجال بـ ' ونعم ' ، ' صدقت ' ،، وغيره ، ابتسم مطلق وقال : أحسن الله عزاكم والله يسامحه ويغفر له أنا والله وراي مشوار ومستعجلين
عذروه ومشى مطلق يطلع ، لحقه مجيد ونطق : ورب البيت مدري كيف أشكرك !
مطلق ابتسم وقال : ماسوينا الا الواجب عيب عليك !!
مجيد : ماقصرت والله يحفظكم
لوح مطلق بذراعه فالسماء لعدنان اللي ابتسم له وآشر بيده ، ونطق بأعلى صوته : ودعتك الله ي عمي !
مشى يركب الشاص وركب ضاحي معه ، عضّ شفايفه ونطق : مطلق ليه ماعلمتوني ؟!
مطلق ابتسم وقال : وش نقص منك ؟
ضاحي : لا بس..
قاطعه مطلق ونطق : والله ما بينفعك العلم وأزين لك
سكت ضاحي يشوف مطلق يتحمل كل شيء ، سواء شين ولا زين ما اشتكى ومسك زمام الأمور ، كم مره شافه يرمي نفسه في مجالس الرجال ويسكتهم جميع ومحد يقدر يرد عليه ، دايم كان مطلق القوي والسند والعضيد ، ماحسسّ أخوانه بالنقص بيوم واحد والحين مسكنهم ببيت خاص فيهم ومحد له كلمة ولا فضل عليهم ، وصل لمنطقة قريبة من الرياض ووقف عند شبوك جديدة وإبل ، نزل ضاحي وضحك بصدمة من شاف مكحولة وبعض من الحلال موجود ونطق : وشذا ؟
مطلق ابتسم وقال : حلالي
ضحك بصوت عالي وقال : مطلق ماتتوب ؟
مطلق : مطلق عن الحلال والبداوة مايتوب وقلب مطلق بين يدين غنوجٍ ساكنٍ فالمدينة !
ابتسم ضاحي وقال : بتخطبها ؟
مطلق : خايف من الشيبه لا يردني
ضاحي : يعقب يرجال وين يلاقي مثلك ؟ متوظف وعندك بيت ملك يعض له على شحمه وإن رفض اتصل علي
مطلق ابتسم وقال : ايه عشان يغدي دمه يسيل
ضاحي توسعت عيونه بصدمة وقال : وشفيكم والله إني كيوت ! أنت وصافية يبي لكم ذبح
مطلق طارت عيونه وقال : أعقب وش كيوت ذي !! وبعدين تناقض نفسك يحمار ؟ أجل كيوت وتبي تذبحنا ؟
ضاحي : لا أصبر بشرح لك عشان الشقراء تقول كيوت واجد
مطلق : والله لا تلمحك الشقراء ذي أن تهج
ضاحي رفع حاجبة ونطق : م أشوف بو مطحس هج منك ؟
ضحك بصوت عالي من ركض مطلق وراه ورماه بالسبحه حقته ، نطق بحدة : تراب في وجهك تراب ي ضويّحي !!
طاح ضاحي من الضحك ومشى يركض من شاف مطلق يشغل الشاص ويمشي ، ضحك يتعلق فالحوض وينطق : كل ذي غيره ؟ الله أكبر على الشياطين !
دخل داخل الحوض وانسدح وغطى عيونه بشماغه ، ابتسم مطلق وقال : أحبه ولا كان لطمت وجهه
مشوا للرياض لأجل يوصل ضاحي للبيت وينطلق للمطار ..
~ مكتب المحامي قصي ~
طلع كل خوافي بتال من مخدرات وأشياء قديمة جدًا متورط فيها لحّد م وصل لقصة قتله لأخوه ، زفر بقرف ونطق بحدة : وش الماضي المقرف ذا ؟؟ أنت مفروض لك سنين متعفن في قبرك ومنعدم بعد !!
استغفر ربه وقفل اللابتوب وفتح قضية من جديد ، بحق بتال ومعاونيه جميعهم ، بينتهي منهم واحد ورا الثاني ، ابتسم يترشف من قهوته وينطق : الله يجزى سطّام الخير كنت فاضي ولقيت شيء يشغلني !
طلع من مكتبه وقفل الباب بالقفل والرمز السري ، مشى يطلع للشارع وركب سيارته وأنطلق ، هو معه أشخاص له يتواجدون فالقريات ويقولون كل المستجدات ويعطونه برنت كامل عن أي شيء يحصل ، باقي له يحصل بتال اللي أختفى عن الوجود بيعطيهم مهلة أسبوع وبعدها بيداهم قرية آل يزيد ويفتشها بالكامل ، ويدري إنه بيحصل الهوايل فيها وكل الإثباتات على خبث وقذارة بتال ..
~ حيّ الصحافه ، بيت سطّام ~
ابتسمت تدخل للصالة وتنطق : وش اضيفكم ؟
ابتسمت منيرة وقالت : غير اللي سويتيه ذا كله ؟ كثر خيرك حليمة بديتي تعجبيني وبقوة !
ابتسمت وداد وقالت : لو يدري إنه ببيته بينصرع علينا
منيرة : أعلى مافي خيله يركبه وكلها فترة ويطيح عندي
حليمة بلهفة نطقت : ان شاءالله ان شاءالله !!
تسنيم : أبوي يقول شوي ونطلع لبيت مطلق
هديل لفّت لها وقالت : عشانك لاتسوين ماتدرين
تسنيم ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : أدري
صالحة ابتسمت وقالت : ان شاءالله مايردنا ولد عمك
تسنيم هزت راسها ونطقت : يارب
نجوى ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : ما أحس مطلق بيرفض تسنيم وين يحصل مثلها اصلاً
سلوى نطقت بغضّب : إذا رفضها بغضّب عليه !!
هديل : مدري وش شايفه فيه صراحة وغير كذا كبير عليك
تسنيم نطقت بغضّب : كلمي بنتك اللي طايره بواحد متزوج وبمين ؟؟ اسرار !
توسعت عيونها بصدمة وقالت : والله طلع لها لسان ؟؟
صالحة همست لها ونطقت : بنت !!
منيرة ألتفتت لها وقالت بحدة : أقلها عنده فلوس ماهو مثل ولد عمي كحيان ماعنده هلله وحدة !! وبعدين أشوف صرتي تتطاولين يالحقيرة !
سلوى ضربت بعصاها ونطقت : بس أنتي وهي !!
أرتفع صوت أبو بجاد يناديهم ومشوا يطلعون ، ابتسمت منيرة لحليمة ونطقت : رميتي كل عفشها ؟
حليمة هزت راسها بالايجاب وابتسمت منيرة تمشي وتطلع مع أهلها لبيت مطلق اللي شافه نايف وقت وصل ضاحي للبيت بأحد الأيام ..
~ حيّ الصحافه ، بيت مطلق ~
ضرب الباب بصوت عالي ، مشى ضاحي يركض وينطق لجوري تدخل ، قامت تركض ودخلت داخل البيت ، فتح الباب ووقف بصدمة يشوف أعمامه كلهم ، عضّ شفايفه ولعن نايف تحت انفاسه ، ضحك أبو بجاد بسخرية ونطق : بتخلينا برا يعني ؟
ضاحي همس ونطق : والله ودي
وضحك يرفع صوته وينطق : اقلطوا
دخلوا كلهم وأشر على مجالس خيام الشعر اللي وصلت الفجر وجهزوها بالأثاث ، دخل يركض ونطق : جد أنتبه لا تتكلم !!
حمد رفع عيونه يشوفهم داخلين ونزل كتابه ونظارته بكل سرعته ، دخلوا رجال وحريم بنفس المحل لأنهم أهل ، سلم أبو بجاد من بعيد عكس أخوانه اللي أقدموا خلف بعضهم لأجل يسلمون على أبوهم ، أنتهت فقرة السلام وجلسوا كلهم ، نطق أبو بتال : وين مطلق ؟
ضاحي ابتسم برعب وقال بهمس : بيذبحني مطلق
دخل مطلق ونطق : أبو محم..
سكت يشوف الأمة كاملة موجودة ، وقف بصدمة ونطق : وش جابكم ؟
أبو بجاد نطق بحدة : أقطع الصوت ! كذا تقابل أعمامك ؟
مطلق : تصدق ؟ برحب فيك تدري ليه ؟
أبو بجاد صغّر نظراته ونطق : وش ؟
مطلق ابتسم وقال : ثواني بس
طلع جواله وأتصل بسطّام ، عضّ شفايفه ونطق : رد يالهَاجس !
ماهي الا ثواني معدودة ووصله صوته وهو يقول : لبيه
مطلق بحدة نطق : سريع إتصل على قصي وقوله بتال في بيتي !!
توسعت عيونه وكان بيتكلم لكن أغلق مطلق الخط ، حانت نهاية بتال وأحتمال ينعدم مع ولده ، دخل مطلق ونطق : علمكم يالربع ؟
أبو بتال تقدم يسلم على مطلق ، مطلق عاداته وتربيته الصالحة تغلب عليه وأضطر إنه يسلم على عمه نايف ، أبتعد أبو بتال ونطق بهمس : كل اللي حصل لك من بتال تدري مالي دخل فيه وجيتك اليوم خصيصًا عشان موضوع وما أبي عقلك يدخل بتال وفعايله في جوابك وقرارك
مطلق نطق يسخر من نايف : اسلم يبو بتال ؟
أبو بتال : جيناك لأجل بنتي تسنيم
مطلق : وشفيها ؟
أبو بتال نطق بحدة من برود مطلق : تتزوجها يا مطلق علامك أنت !
مطلق ابتسم وقال : والله ونعم في بنتك يبو بتال
ابتسمت بوسع ثغرها تشوف مطلق وكلامه عنها ، ابتسم أبو بتال ونطق : ماعليك زود يولد أخوي
مطلق : وجيتكم والله أنها مقدره لخاطر الشايب حمد ولا مابيني وبينكم حتى السلام
أبو بتال : أذكر الله يا مطلق حنا أهل وربع !
مطلق نطق  بحدة : أسمع مني العلم ي نايف ! بنتكم كريمه وراعية حق وواجب وأصيلة وشريفه وتستاهل من يصونها ويكرمها لكن أول مره بحياتي أشوف أهل يتقدمون للعريس ؟ ماتستحي على وجهك أنت ! ترميها علي بنتك ذي ووحيدتك
زفر أبو بجاد بغضّب ونطق : أنت والله اللي ماتستح..
قاطعه مطلق ونطق بصراخ : حشّم أما ذلحين محد مسّك بكلام وهذا محلي وبيتي أعرف وشلون أتكلم ي بتال !
ألتفت لأبو بتال ونطق وهو يأشر على نايف ولد بتال : ضاع بجاد منكم ؟ نايف موجود سمّي أبوها ورا مايتقدم مثل الرجال لبنت عمه ؟
أبو بتال زفر بضيق وقال : البنت تبيك
وقف مطلق لثواني ، تراجعت به الذاكرة لهذاك اليوم ، ابتسم وتقدم لجهتها يعرفها من بينهم ماهو حبًا لكن من كثر ماطلعت له صار حافظها ، جلس القرفصاء ونطق : تبيني ؟
وقف قلبها وهي تتأمله قدامها وهزت راسها بالايجاب ، ابتسم يوقف ونطق وهو يطالعها : أسمعيني وأنا أخوك والله مالك ذنب ولا دخلت المشاكل اللي بيني وبين أهلك فالموضوع لكن أنا قلبي بنت المدينة تسكنه أنا ماهجيت من الديار وسكنت ذا البيت وبعت الحلال كله الا لعيونها الخُضر وشوفي عشان أكون معك صريح مستعد أتزوجك بس مستحيل ألتفت لك وأحبك حُب زوج لزوجته بترضين ؟
نطق نايف بصدمة : اسرار ؟؟
ضاحي رفسه ونطق : ألبخ
صالحة نطقت بغضّب : أكيد مابترضى !!
مطلق زفر بقرف ونطق : يناس بيني وبينها مو انتوا جيتوا عشان أتزوجها خلاص حشّموا !
رجع يلتفت لتسنيم اللي كانت تبكي بدون صوت ، حزينة على الرفض القاسي اللي جاها منه ، هو قالها ' وأنا أخوك ' وهي تشوفه كل حياتها ، مالها ذنب بكل شيء حصل حتى بحب مطلق مالها ذنب فيه ، شافت فيه الأمان والحنان اللي انحرمت منه تحت ظل بتال والعيشه عنده ، عضّت شفايفها تمنع شهقاتها ونطقت بحشرجة حنجرتها : أرضى
صعق مطلق وهو كان متوقع إجابة أخرى ، هو رمى نفسه تحت رهان جواب تسنيم ، ابتسم أبو بتال وقال : وافقت مالك عذر يا مطلق !
وقف مطلق من دق الباب الخارجي ، مشى يطلع وفك إزرار ثوبه من حسّ بالدوخه والكتمة والخنقة داخله ، أردف بضيق : أفرجها من عندك يالله
فتح الباب ودخل قصي ومعه فريقه بالكامل ، أشر مطلق على المجالس المصنوعة من خيام الشعر ، وانطلقوا كلهم يركضون ، صرخوا الحريم ونطق أبو بتال بحدة : وجع أنتي وياها !!
دخل قصي ورفع بطاقته الخاصة اللي تظهر وظيفته ، ونطق بحدة صوته : بتال بن حمد أنت رهن الإعتقال..
سكت من ما لمح بتال من بينهم ، أبو بتال ونطق : طلعوا
قصي نطق بصدمة : وين ؟؟
ألتفت يركض للمكان اللي أشر له نايف ، ماحصل أحد ابدًا والواضح إنه حسّ بشيء وهرب ، عضّ شفايفه ونطق : ماهو آخر عهدنا فيك يا بتال
رجع وبلغ فريقه وتراجعوا كلهم ، مشى لمطلق ونطق : وشفيك ؟
مطلق : تقدر تصرفهم ؟
قصي ابتسم ونطق : متورط بحاجه ؟
مطلق هز راسه بالايجاب وقال : وش تبيني أقول ؟
مطلق : يخي مادري تصرف والله أني مستحي منك
قصي ضحك بخفه وقال : مابيننا خجل ولا شيء أسعد من عرفت يا مطلق لكن والله مستعجل
مطلق ابتسم وقال : والله الشرف لي يبو عبدالرحمن وأبد خذ راحتك
قصي ابتسم ونطق : تبي شيء ؟
مطلق : لا والله عساكم على القوة بس فيه جديد ؟
قصي : ولا شيء حَرم سطّام للحين م لقينا لها درب لكن قريب ان شاءالله وبنلحق على بتال قبل يخرج من الرياض
مطلق : أجل ليتك تقهويت ؟
قصي ابتسم ونطق : أكرمك الله الجايات أكثر
مطلق : أبد حياك الله
مشى قصي يطلع وفتح مطلق جواله ، ابتسم يشوف إتصالين فائته منها ونطق : شكلها سافرت
اتصل عليها ووصله صوتها وهي تقول بعصبية : فينك ؟؟
مطلق : موجود فالبيت
عِقد شهقت بحدة ونطقت : أنا فالمطار !! والطائره بتقلع خلاص
مطلق : مالي فيها بعطيك فلوس الحجز وبلحقك بالأكحل
عِقد عضّت شفايفها ونطقت : والله ما كان له داعي المشوار دا كلو بس أنت كدا تحب المشوره !
مطلق نطق بسخرية : وتخيلي يرفضني الشيبه أيمن
عِقد بحدة نطقت : أحسن وبعدين بابا لسى شباب !
قفلت الجوال وضحك بخفه وقال : يالبى الصوت وراعيه والله اللي حاستني !
رجع يدخل ونطق أبو بتال : متى بتخطب ؟
مطلق مسح جسر خشمه ونطق : وش ردت علي ؟ نسيت
سلوى نطقت بحدة : وش اللعب ذا يا ولد !
مطلق ابتسم وقال : اخيرًا تكلمتي وسمعنا صوتك
سلوى : أنت قلت لها مستعد تتزوجها والحب بيجي بعدين مالك فيه ! ورضت البنت والرجال مايغير كلمته
مطلق عضّ شفايفه ونطق بهدوء : يعني تبين تكونين الثانية بكل شيء ؟
تسنيم وقفت ونطقت : جدتي قالتها مالك فيها بيجي اليوم اللي تحبني فيه
مطلق : تم أجل متى ماخلصت أشغالي جيتكم وتقدمت لبنتك ي نايف
أبو بتال : ننتظرك
مشوا كلهم يطلعون ، وقف مطلق يشوف نظرات منيرة له واستغفر يصدّ عنها ، طلعوا من بيته وقفل الباب وراه ونطق حمد : أحرقت نفسك يولدي !!
مطلق : بخارج عمري بخلي بنت نايف تقلبها بمخها وبترفض معليك محد يرضى عيشه مثل كذا
ضاحي نطق بحدة : الله أكبر يا مطلق والسالفة أسحب عليهم لا هم ولا بنتهم اللي يحددون رجولتك بزواج لا أنت راضي عنه ولا حنا !
طلعت جوري وصافية معها ونطقت : وش السالفة ؟
مطلق : ولا شيء أنا ماشي للمدينة تبون شيء ؟
جوري : سلامتك ي خال
مشى مطلق ينطق : الله يسلمكم
طلع يركض وركب الشاص ومشى علطول للمدينة ..
~ مطعم هذام ، الجبيّل ~
نزل من سيارته ذو السقف المفتوح ، بورش بوكستر صفراء اللون ، ابتسم يلبس الكاب حقه وينطق : بتذوقون أجمل أكل بحياتكم
نزل سطّام وفتح لسلمان ولسلطان ، نزلوا كلهم ونطق سلطان : يعيال حتى لو أعجبنا لا نمدح
ضحك سلمان ونطق : بنخلص أكل وبنطلع على اليخت
سطّام ابتسم لأنهم قاعدين يغيرون جوه ، تقدم ونطق : والله ماطلعت الا عشان خاطركم بس مقدر أقنعكم ولا أقنع نفسي بالأول وأقول إني بخير
سلطان : ي أخوي والله إنها بخير شوفني أحلف
هذام نطق بحدة : لحظة سليّط لا تحلف ! ليه تكذبون عليه وانتوا ماعندكم العلم الأكيد ؟؟
سلمان : ماهو بحرام نتفائل ؟
هذام : بس لا يحلف
سلطان زفر ونطق : خلاص ولا تزعل ندخل ؟
هذام : مازعلت امشوا
دخلوا كلهم للمطعم ، ابتسم صارم ونطق : أبناء عمو !
ضحكوا يسلمون عليه ، تقدم لهذام وقال : العسل شرفنا
هذام توسعت عيونه بصدمة وقال : تكفى !!
ضحك صارم ونطق : والله فرصتك يبن عمو
هذام مسك راسه وقال : توتر مو وقتها !
صارم : وجايبه أهلها معها
هذام طار قلبه ونطق : بتقدم لها !
صارم توسعت عيونه وصرخ فيه : تستهبل !!!
هذام : لا والله
صارم : يغبي كذا أوفر استعجال ! عاد كلم أخوانك وشوف وضعك
هذام : وش وضعه ؟ بنت أبوها ترفضني أنا الكل يتمناني
صارم : الله يستر
مشى يدخل وتقدم هذام يشوفها على المطل وفعلاً أهلها معها ، ابتسم ورفع جواله يتصل على هاني ، ثواني ووصله صوته وهو يقول : ارحب ؟
هذام : صائغنا وحبيبنا أبي أغلى قطعة ألماس عندك
هاني نطق بأستغراب : بس أنت تعرف إن كل الخواتم عندي حقت خطوبه ؟ من بتخطب يالكلب !
هذام : وصلها سريع للمطعم إذا تجمعنا بقولكم
هاني : الليلة بالملعب تسمع ؟
هذام : أبشر
هاني : بتطلع للخط خلك برا عشان تستلمها
هذام ابتسم بتوتر وقال : تمام
قفل الجوال ولفّ وشاف سطّام يأشر له ، مشى له ونطق : لبيه ؟
سطّام : لبيت حاج يحبيبي أنا ماشي
هذام مسك كتوفه ونطق : أنا طالبك تجلس بقدم على أسوء قرارات حياتي وأبيك معي
سطّام رفع حاجبة وقال : هذام ؟ وشفيك
هذام : بتقدم لوحده
فزّوا سلمان وسلطان له ونطق سلمان : إذا صمود الكريهه بذبحك قبل تفكر تتقدم
ضحك هذام ونطق : أنت مشخصنها معها عشان انفال !
سلمان : طبعًا !
هذام : لا هذي وحدة..
قاطعه سطّام من فهم ونطق : اللي كسرت خشمك
فطس سلطان يضحك بصوت عالي ، الكل ألتفت لهم وهم واقفين بمنتصف المطعم ، ابتسم سطّام وبدأ يضحك تدريجيًا مع سلمان وسلطان ، لفّ هذام يشوفها تطالعهم ونزل الكاب على عيونه وقال : أكرهكم !!!
مشى يركض للمطبخ ، وبالنسبة لسلطان أغشي عليه من الضحك وسطّام ماقدر يكبح ضحكته من صراخ سلطان وشهقات سلمان ، مسح وجهه وسحبهم يجلسون على الطاولة ، توسعت عيونه وقال : سلييييّط عن العبط !
سلمان شرب مويه لأجل يبلل حنجرته ، وسرعان مانثر كل اللي بجوفه على سلطان اللي يصارخ وهو يضحك ، طارت عيونه بصدمة وقال : وجع وجع أنت وياه !!!
سلمان كان يكح ويضحك وسلطان كاتم نفسه تحت الطاولة ، سحب جواله يشوف رسالة من قصي ، زفر بقرف منهم ومشى يطلع للمطل ويفتح الرسالة وكانت :
بتال هرب مع نايف ولده وأختفى من الوجود تقول الأرض التهمته !
تبعتها رسالة ثانية تقول :
وبالنسبة لـ بِكر محمد مازالت مفقودة لكن الواضح إنها تتواجد بالشمال .
أرسل رسالة واكتفى فيها :
ماقصرت .
قفل جواله ومشى يدخل ، ابتسم وقال : كويس سكتوا ؟
سلطان نطق بصوت مبحوح لأبعد درجة : الله يقطعك يحيوان ! أنت اللي ضحكتنا !!
سلمان توسعت عيونه وقال بصدمة : أخو سطّام والصوت !!
سلطان غطى وجهه وقال : مقدر مقدر
سطّام نطق بجدية : أضحك مره ثانية وأكسر خشمك
سلطان : أول مره أضحك كذا من مدة !
تقدم صارم بطلبات معروفة لهم وطبق جديد مسويه هذام قبل فترة ، نزلها ونطق : زعلتوه يعيال !
سطّام : نرضيه
سلطان ضحك وقال : سطّام يرضيه مالنا شغل
سلمان ابتسم يضحك وقال : صح الصح
سطّام : أرضيه ولا يهمه
صارم رفع حاجبة وقال : قوم طيب !
سطّام : بأكل بالأول
صارم : الله يستر لا يتهور
سلطان : هو تهور وخلص
طلع هذام ومعه باقة توليب أبيض ، والخاتم يتوسطها ورسالة ، وكيكة صغيرة على شكل قيتار ، هو مانسى تفاصيلها من المرة الأولى ومشى يطلع للمطل ، مشى لطاولتهم ونزل الطلب على الطاولة ، كانت نظرات الاستغراب تعتلي وجيههم ، وقفت ونطقت : عفوًا ماطلبت..
سكتت من ألتفتت وشافته واقف ، وقف كمال ونطق : وش السالفة ؟
هذام مسك كتفه ونطق : والله إني متوتر لكن بتكلم
كمال رفع عيونه ونطق : سمّ يولدي عسى ماهنا خلاف ؟
هذام : لا واللي يسلمك أنت أبو شهد ؟
كمال هز راسه بالايجاب وقال بابتسامة غريبة : وش عرفك فيني ؟
هذام ابتسم وقال : أنا طال عمرك هذام بن نهيّان آل مقبل وجايك أتقدم لبنتك على شرع ربي وسنة رسوله
ابتسم كمال ونطق : والله ونعم ي نهيّان وعياله ونعم !!
هذام ابتسم يبوس كتفه وينطق : ماعليك زود
كمال ألتفت لبنته وقال : ايوه ياست الحسن وش ردك ؟
شهد نطقت بغضّب : عادي أكلمه على إنفراد ؟
كمال ابتسم بسخرية وقال : أكيد ماهو بيصير زوجك
مشت بغضّب تسحب هذام من كُم تيشيرته ، وصلوا لمكان معزول ونطقت بحدة : وش تسوي أنت !!
هذام : صلي على النبي ماسويت شيء غلط وأبوك موافق !
شهد نطقت بغضّب : أبوي بيطمع بفلوسكم مثل ماطمع بأنجازاتي ! أبوي شخص يحب نفسه وبس..
هذام نطق بحدة : شهد ! وش علي في أبوك وقفي تتعذرين به وقولي أنا ما ودي !
شهد ضحكت بسخرية وقالت : وعلى كذا أبوي بيتخطى اللي صار وبينسى ! وبعدين ما أنت شايف كمية الغرور بعيونك لمن نطقت بأسمك كامل !! ماهان عليك تقول أسمك لوحده ؟ ماقدرت تكتفي بـ هذام !
ابتسم من نطقت بأسمه وقال بجدية : أي غرور ؟ أعرف أهلك علي وهذا مافيه شيء غلط ! وبعدين هذام بوحده معروف ولو اكتفيت فيه مابيتغير شيء
شهد نطقت بحدة : طيب يالمغرور أرجع الحين وأعتذر عن اللي صار وأسحب عفشك من على الطاولة اوكيه ؟
هذام : تقدمت لك أنا صاحية وش أرجع هذي مافيها رجعة !
شهد : مايهمني واصلاً الغلط مني من فكرت أجي مطعمك
هذام مسك ذراعها ونطق : استهدي بالله وش يرضيك ؟
شهد سحبت ذراعها ونطقت بغضّب ودموعها بعيونها : أبوي قبل أسبوع رماني على ولد خويه وخرجت منها بصعوبة وجيت أنت بكل برود ورجعته للسالفة ؟؟
هذام : بس أنا خاطري فيك !
شهد زفرت تصدّ عنه ، تشوف البحر وحرارة الجو رغم المغيب اللي على وشك ، عضّت شفايفها السُفلية لثواني ونطقت : خلاص
هذام ابتسم وقال : وافقتي ؟
شهد هزت راسها بالايجاب ونطقت : بس بعد الزواج بتلغي كل الأرقام اللي تربطك بأبوي..
سكتت لثواني ومسكت ذراعه تنطق : ولا تدري لا تأخذ رقمه رقمي ورقم ماما يكفي
هذام نطق بأبتسامة عريضة : أمرك
مشت ترجع لأهلها ، هي تبي الفكه من زوج أمها اللي اعتادت تناديه ' أبوي ' مثل ماهو يبي الفكه منها ، وحصلت الفرصة وشافت هذام أهون بكثير من كل شخص تقدم لها سابقًا ، ولمن تشوف وتحدد لأن العدد كان هائل واللي رفضتهم واجد لدرجة صاروا الناس مايفكرون فيهم وبدأت الإشاعات تنتشر ، وصلوا للطاولة ونطقت : موافقة
ابتسمت أم شهد ونطقت : والله ونعم بولد وفاء
ابتسم هذام ونطق : تعرفينها ؟
أم شهد : كانت تجي بجمعات الجيران قبل عسى الجنة دارها ومقدارها
هذام ابتسم وقال : امين ومن يقول
كمال ابتسم ونطق : إحنا فاضيين الوقت اللي يناسبك ويناسب أبوك شرفونا هذا رقمي..
قاطعه من نطقت : عطيته رقمي خلاص
رفع حاجبة من وهقته وماعطته رقمها ولا تركته يأخذ رقم كمال ، شالت الورد وسحبت الكرت وكتبت بقلمها : قبلت فيك يالمغرور وهذا رقمي عندك
مدت الكرت وابتسم يأخذه ونطقت : ماما نمشي ؟
أم شهد هزت راسها بالايجاب ومشوا يطلعون ، وقف وأستوعب ومشى يركض وراها ونطق : ي عسل
ألتفتت له وابتسم يسحب يدها ويلبسها الخاتم ، رفعت عيونها له ونطق بهدوء نبرته : بيجيك الأغلى هذا ولا شيء بس أثبات ملكية
ضحكت بسخرية وقالت : تمام يالمغرور
مشت تطلع مع أهلها ورفعت يدها تشوف الدبلة ، هربت ابتسامة عريضة من شفاها ونطقت : وأنا حسبت بعد الكسر والمطاق اللي صار إنه بيكنسلني والحين وش ؟ تقدم لي الله أكبر عليك يالدنيا وش باقي تخبين !
وعند هذام دخل ومشى لطاولة أخوانه وتقدم لهم ونطق : يا عيال خطبت !
سلمان ابتسم وقال : ماقلت لك ودعيت ربي ماتنتهي السنة الا وزواجك حاصل ؟
سلطان كشر ونطق بمزح : لوك داعي بمليون ؟
سطّام توسعت عيونه وقال : ليه محتاج ي أخوك !
ضحكوا كلهم وتقدموا يسلمون على هذام ، ابتسم سطّام ونطق : أكثر قرار صائب سويته بحياتك هو ذا القرار والله يوفقكم ويجمع مابينكم على المحبة والطاعة
ابتسم هذام وقال : اميين
سلمان ابتسم وقال : ع البركة ي أخوي بس ترا نهيّان بيذبحك هو عداها لسطّام والحين أنت
هذام : أنا أصرفه معليك
ضحك سلطان ونطق : وش يدريكم انتوا حُب من أول كسرة خشم خوفي تذبحك وأنا أخوك
هذام قرص أذن سلطان ونطق : سلطه فكني منك
ضحك سلطان يضمّه وحاوطه هذام ، ابتسم سطّام ينطق : والحين وش بنسوي ؟
هذام : اليخت ؟
سلمان : والله طرى لي شغلة بخلصها وأجيكم
سلطان : لا ي عيال !
سطّام ابتسم وقال : وقت ثاني
سلطان زفر بقرف ونطق : ياشينكم
هذام : خلاص اهدأ أنت يوم ثاني مع حريمنا
ضحك سلمان ونطق : شيختهم أم رواف
سطّام ألتفت عليه وقال : أول خواتنا أكيد شيخة بس مو عليهم ماتوصل !
سلمان : بنتهابد
سلطان نطق بحدة : وهو الصدق محد شيخٍ على الظبي !
هذام ابتسم وقال : كنت بقول سوالف متزوجين بعدين أستوعب
ضحكوا كلهم ونطق سلمان : حتى هو باقي م أستوعب
سلطان : أقول أسمع أنت وياه أنا مجهز سفرة ومطلق معنا عشان أخت مطلق تسلى بأخوها
ابتسم هذام ونطق : حرام وضاحي !
ضحك سطّام ونطق : خلاص نخطط بعدين اخرتوني
سلمان : وش عندك أنت ؟
سطّام : بسافر القريات نزلوني عند المطار
سلطان ابتسم وقال : يقولون القلب دليل للعاشق ؟
سطّام ابتسم وقال : وأنا أشهد أنه دليل راعيه
سلمان ابتسم وقال : مشينا ؟
مشوا يركبون السيارة وأنطلق هذام للمطار ، نزل سطّام ومشى يعجل بخطواته ، هو جسّ نبض رسالة قصي وأخذ منها نصف الإجابة وهي مكان اسرار ' القريات ' والحين الباقي عنده لو يدور تحت كل صخرة وورا كل شجرة بالقريات مابيطلع الا وهي معه ..
~ بيت نوير ، القريات ~
ضربت الباب بغضّب ، صار لها ربع ساعة واقفة تنتظر وهي بشهرها التاسع ، فتحت سكر الباب ونطقت أنهار بحدة : لهالدرجة محد يسمع الباب ؟؟
سكر ابتسمت وقالت : والله إزعاج داخل
كشرت ومشت تدخل للحوش ، قفلت سكر الباب علطول تشوف الظلام بالديرة أثر فصل الكهرباء ، دخلت تتبع أنهار ونطقت : بنت يمين يمين
مشت أنهار تدخل للمجلس على يمينها وقالت : لو ولدت يويلكم !
ضحكوا كلهم وتقدموا خواتها لها ، ابتسمت تحاوطهم ونطقت : ماما أيار برا يبغى يسلم عليكي
ريم وقفت وسحبت اسرار معها ، ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : خايفه !
ريم ابتسمت وقالت : لا دلوعه
أنهار وقفت تتأمل اللي بيد أمها ونطقت : مين ؟
ريم : كبيرتك اسرار
شهقت أنهار بصدمة ، هي من صغرها وأمها تحكي لها عن اسرار وعشقت أنهار تفاصيل أختها الكبيرة ، ماتوقعت بيوم تشوفها وتغلب كل توقعاتها ، كانت تفوق خيالات أنهار جمالاً وشكلاً ، بكت علطول ونطقت : أمي أنتي !!
ابتسمت اسرار وسرعان ما تغورقت عيونها ، مشت أنهار تضّمها وابتسمت اسرار تنطق : البطن يناس !
ضحكت أنهار وقالت : مبسوط دحوم شاف خالتو الكبيرة !
اسرار ابتسمت وقالت : عبدالرحمن ؟
أنهار : إختيار أبوه كنت حسميه آدم
ابتسمت اسرار وقالت : حلوه كلها وأنتي أحلى
ألتفتت لهم كلهم ونطقت : ممنونه للي حصل لي ولو أنه يوجعني للحين بس انتوا والله حسنة كل شيء حصل وشفاء لكل ألم والله ممنونه إني حصلت أهلي وصاروا لي عوض حقيقي وغنى عن كل فقد حصل لي !
كشروا البنات وريم معهم ، تقدموا يحاوطونها ونطقت بعبرة حنجرتها : واللي خلقني إني ممنونه
ابتسمت ريم وقالت : أنهار وأيار أكثر إثنين سمعوا عنك !
أنهار نطقت ببكي : كنت أدعي يكون دحوم بنت عشانك ! عشان أسميها اسرار كنت أفكر فيك طول حياتي والله مو مصدقة عيوني ! آخ ياقرة عيني فيكي
ابتسمت اسرار بإمتنان من كمية الحُب اللي تغمرها ، ومشت مع ريم يطلعون للخارج ، فتحت الباب ونطقت بأسمه : أيار
نزل من سيارته ومشى لها وقال : أم أيار
ابتسمت ريم وقالت : خش مافي أحد
دخل أياز ووقف يشوف اسرار بجانب أمه ، عرفها علطول من وصف أمه لعيونها ومحاجرها الخُضر ، نطق بصدمة : أمي أرجوك لا !
ابتسمت اسرار برجفة من هول المنظر على قلبها ، أخوها وسندها من بعد الله ، أخوها حق وحقيق ماهو مثل وصال ولا يمسّه بشبه ، تقدم علطول وشالها بين يدينه ، بكت ريم وانهاروا البنات كلهم ، نطق بصدمة : اسرار ؟؟
اسرار هزت راسها بالايجاب وقال : ياربي لك الحمد والمنة !!
صوته تغيير من كبحه لدموعه ، حاوطته وبكت بدون صوت ، كان يحسّ ببلل دموعها على كتفه ، يشّد عليها ويبوس كتفها بحنّية ، نطقت ببكي : والله أنكم كثير على قلبي !
نطقت كلماتها وانهارت تبكي ، تقدموا البنات وحاوطوها وريم معهم ، ابتسم أيار وسمح لدموعه ونطق : جينار حيرجع من أستراليا إذا عرف والله حيرجع !
ضحكت ريم وقالت : والسربوت سنجار حيطلع من العسكرية عشانها
ضحك أيار وقال : حلمي الأمنية حلمي ولو يدري حيجي ركض وكعابي برضو
ضحكت اسرار وقالت : تحمسوني أشوفهم
أبرار كشرت وقالت : م أنصحك صراحة
ضحكوا كلهم عليها وقالت ريم : أيار أمي لاحق عليها
أيار ابتسم يبوس خدها ونطق : ماحقدر ألحق والله
اسرار ابتسمت وقالت : بطفشك والله
أيار : أمي واللهجة اللي تختلف صدق إنك غير
أزهار نطقت بضحك : يحظ سطّام
ضحكت علطول وقال أيار : مين ؟
ريم : زوجها
أيار توسعت عيونه بصدمة وقال : آخ فاتنا !
ريم ضحكت وقالت : تخيل لسى !
أيار ضحك بإنتصار ونطق : بتنزف مع أخوانها !
أنهار ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت بحماس : وخواتها !!
ضحكت اسرار وقالت : قسم بالله ماطرت ببالي فكرة مثل كذا وإني بنزف مع أخواني الحمدلله الحين أقول ربّ ضارة نافعة ! لدرجة بسامح بتال !
ضحكت ريم بصدمة وقالت : لا يخسى ! مالو فضل
أنهار عضّت شفايفها ونطقت : ماما حاسه حولد !
أيار : قلت لك نطول فالمستشفى بس..
قاطعته من صرخت وقالت : وقسم بالله حولد ياجماعة !!
أيار ضرب راسها ونطق : أمشي أمشي
ضحكت اسرار وقالت : بجي معكم
ريم ابتسمت وقالت : كلنا ! حسبالك حتخلينا أنهار نرتاح
أنهار نطقت بجدية : أزهار إتصلي على قصي سريع ! سمّي أبوه جاي وهوا لسى بالرياض !! واسرار حبي لما نوصل ساعدي أبرار بعفشي من ميكب وملابس
اسرار نطقت بصدمة : تمام أمشي
مشت تطلع مع أيار ونطقت أبرار : عظم الله أجر قصي
ضحكت اسرار ومشوا يطلعون بعد مالبسوا للسيارة ..
~ فالمطار ، القريات ~
مشى يطلع من المطار واستأجر سيارة ، ارسل لقصي وش أكثر الأماكن المشكوك فيها ، وأرسل له مواقع مختلفة ، غلبته من كثرها وبدأ ينطفى الأمل عنده ، ثمان مناطق مختلفة وغير كذا كم يوجد فيها من بيت ، وراه مشوار طويل ومايقدر يحدد متى بينتهي كابوسهم وتخرج اسرار من هواجيسه ويشوفها مره ثانية بواقعه ، عضّ شفايفه ينزل بأول المناطق ومشى يشوف شخص واقف عند المسجد ، ابتسم ونطق : سلام عليكم ياعم ؟
ألتفت أبو سهاج له ونطق : سمّ ؟
سطّام ابتسم وقال : سمّ الله عدوينك ياعمي بس عندي كم سؤال لك
أبو سهاج هز راسه ونطق : أسلم
سطّام : كم مدى خبرتك بهالمكان ؟
سهاج طلع ومشى ينطق : هلا هلا حياك
سطّام ابتسم وقال : تعرفون أحد عنده بنت أسمها اسرار ؟
سهاج هز راسه بالنفي ونطق : الشايب صابر عنده بنت أسمها اسرار بس مايسكن هنيا
سطّام : ووين ألقاه ؟
سهاج ابتسم ونطق : أطلع على الخط وبتل سيده أول حارة لون مسجدها برتقالي جنبّ عندها واسأل عنه
سطّام ابتسم وقال : ماقصرت
مشى يرجع لسيارته وركب وأنطلق للحارة الثانية ، ابتسم يشوفها من أحدى الثمان وجهات ووقف ، قلبه يضرب صدره ومشاعره متلخبطه ، مشتاق لها وبالحيل وهذي ماهي مشكلته بس ، هواجيسه بدأت ترعبه بفكرة أنها ممكن معاد ترجع ، دموعه ترفض النزول على شيء مامنه رجاء ، فأسرار والنجوم فالبُعد سواء ، وأنها رحلت بدون ماتعرف كمية التضحيات اللي سواها بِكر وفاء ، خاطره اللي صبر على كل ماحصل ملّ وقضى من الصبر وأنتهى ، من واقع التجربة اللي مرّ فيها والوقت اللي مضى به بدونها ، سكن بكسرة خاطر والمكسور وش جبره ، يخونه الوقت والغيبه تصارعه يهوجس بنظرة عيونها اللي تصفي جوه ولو ليلته كلها غبره ، ولو كان ودها لدرب الحب تدفعه ، هو جاهز وقلبه يحبها ولا يحتاج تختبره ، هو بعد المدى والبُعد والضيق عرف قدرها ومقدارها عنده ، على صُغر سنها ألا إنها عن بّد العرب كلهم عنده ، يتمنى يجرب حضّنها ويشفي غليله بما مضى ويرتمي كله عندها يدري بها طبّه ودواه ، هو بليلة كان بينتهي بس أول شعور بأحضانها أحييّته ، يبي ترجع له وترجع لبيته ويرجع يسمع صدى صوتها ويتغزل بفردوس عيونها ويفصّل ملامحها ويجسدها على أحد لوحاته ، هو كان بحسبانه أن عمار بيته أسمنت وجدران لكن بعد دخولها لحياته صارت عمار بيته وأهم أعمدت بقاءه صامد ، يقصد نفسه بالصمود ماهو البيت هي أول وآخر الأسباب الي تخليه صامد وينتظرها ، نزل يتأمل الحارة لكن سرعان ماصرخ وطاح على الأرض من هجموا عليه أحد الماره بحكم الغيرة وأنها سيارة غريب وأجنبي وداخل حارتهم ، طلع منها سالم بحكم بُنيته العضلية لكنه مصاب وبشدة ، هرب بسيارته تحت تأثير الصدمة مايدري هل هو كمين ولا مجرد صدفة وأن اللي دله على هالمكان مانوى له الشر ، عضّ شفايفه وسرعان م وّن بألم من حسّ بطعم الدماء تغرق جوفه ، فتح جواله يبحث عن أقرب مستشفى من موقعه ..
~ المستشفى ~
دخلوا كلهم وسرعان ما نقلوها لأحد الغرف ، ألتفتت ريم من دخل قصي يركض ونطقت : ماشاءالله تُحسب لك السرعة ياحضرة النسيب
تقدم قصي يضمّها ونطق : وينها ي خالتي ؟
ريم ابتسمت تحاوطه وقال : جوه خش عندها
مشى يركض لها ، دخلت اسرار وأبرار معها بالأغراض ، ضحكت أزهار ونطقت : خلاص جاء قصي حتموتكم لأنو شافها وهيا تعبانه
اسرار : الله أكبر وشو له ذا كله إذا ماتقبلها بحالتها الحين متى بيتقبلها ؟؟
أبرار ضربت كتف اسرار ونطقت : ونعم !
ضحكت اسرار وقالت : ماعليك زود يروح أختك
ضحكت أبرار تضّمها وتنطق : حنصير خالات !
ريم كشرت ونطقت : ايوه انبسطوا وأنا حصير جده بعد شويا ! بس يهون لعيون دحومي
ابتسمت أزهار وقالت : تعالوا أجلسوا واستمتعوا بفلم أسوء من الصرخة
أبرار نطقت بسخرية : مافهمت ؟
اسرار : تقصد فلم رعب اللي بيصير قدامنا بعد شوي
أبرار : حسبت فلم الصرخة من صراخ أنهار
ريم جلست ومسكت بناتها ونطقت : الله يسهل عليها أدعوا لأختكم اشبكم !
ابتسمت اسرار وقالت : بروح أشرب مويه
قامت تمشي من عندهم ولفّت من نطقت أحد الممرضات : أختي
ابتسمت اسرار وقالت : ايوه ؟
الممرضة : تقدرين تساعديني ؟ عندي حالة خطيرة ومافيه الا أنا ماسكه الشفت
اسرار هزت راسها بالايجاب وقالت : بأيش أساعدك
الممرضة ابتسمت ومسكت كتوفها ونطقت : آخ الله يسعدك فيه واحد على الكرسي الأخير روحي له وبس عقمي جرحه
اسرار : خفيف الجرح ؟
الممرضة ركضت من استدعوها ، زفرت بملل ومشت تدفع العربة الخاصة بالتمريض ، وصلت للكرسي وتقدمت تشيل الأدوات اللازمة وفتحت الستار ووقفت بصدمة تشوف سطّام جالس وبدون تيشيرت ويناظر عند رجوله ، رفع عيونه لها وسرعان ماصدّ ونطق : مايحتاج..
قاطعته وهي تبكي ، دخلت وسكرت الستارة ، سكن برعب من اللي يصير وكان رافض يرفع عينه لها ، شالت نقابها وعبايتها وتقدمت له ، توسعت عيونه ورفعها لها ونطق : بِكر محمد !!
سحبها لحضّنه وشهقت تبكي ، حاوطت كتوفه العريضة وغرزت أظافرها فيها ، ابتسم يشّد عليها وينطق : آخ من فرحة قلبي بك ياسيدة أحلامي وأعظم أسرار هواجيسي بحضنك تلاشى الخوف اللي سكن ظنوني !
ابتسمت وسط دموعها ونطقت : وحشتني
سطّام ابتسم يبوس عنقها ويدفن وجهه بنحرها ، همس وهي بين ضلوعه ساكنه : أنشهد وحشتيني
اسرار ابتسمت بوسع ثغرها من حسّت فيه يقبّلها ، تعشق قبّلاته اللي تلامس أقصى شعور فيها ، عضّت شفايفها لثواني ونطقت بهمس : أحب
رفع راسه لها ونطق بهدوء : وش ؟
سكنت بحضّنه لثواني وأردفت : مو بس أحبك أنا تتنفسك دنياي !
انحنت تقبّل منطوقه بحنّية وشوق ، شدَ على خاصرتها وبادلها بكل شعور يشعر فيه ، بغرفة معزولة ومستشفى خالي من المرضى وطاقم التمريض ، خلف الستار شافها وتوسدت حضّنه بكل غرور بأنها الأولى والآخيرة ، هي القمر بسماء الدنيا وهي النجوم بعيون سطّام ، كانت دواء لكل داء وكل ألم يشعر فيه ، تخدر كليًا بعد قُبل من فاهها ، من نطقت بأحبك بأجمل شعور وألذ انتقاء للأحرف والكلمات ، أبعدت بخجل تتأمل نظرات الرغبة بعيونه ، عكس نظرات الخجل بعيونها ، عضّ شفايفه ونطق بنبرته : كملي
قامت توقف ونطقت وهي تصدّ عنه : بعقم جرح..
سحبها من خصرها وشّدها عليه ونطق : كملي ولا بكمل أنا
توسعت عيونها بصدمة وقالت : بِكر نهيّان ضروري تجي معي بوريك شيء
سطّام : مايهمني غيرك الحين !
اسرار نطقت بغضّب من فرط خجلها : بس عن العبط ! بديت تهذري من جديد
سطّام ابتسم وقال : حتى هواشك وعصبيتك أبي أبوسها
انحنى يقبّل عيونها ووجنتيها وطرف خشمها ، انحنت وابتسم يقبّل جبينها ونطق : ليلنا طويل تعالي معي
وقف يلبس تيشيرته ونطقت : بس جروحك
سطّام : أنتي طبّي وعلاجي
سحبها يمدّ لها عبايتها ونطق بهدوء : حرام أنحرم من ملامحك بعد هالشوق بس الغيرة تحرق الشوق وأبوه بعد
ضحكت بسخرية وقالت : وجهنم تحرق بعد ؟
ابتسم يقبّل رأسها وينطق : اعنبو رأسك م أطيبه ي بِكر محمد
مشت تطلع معه ونطقت : بعرفك على أمي
سحبها للمخرج ونطق بعجلة : ولو إني متشفق أشوف خالتي بس أنتي شفاهك تروي وأنا والله ذابحني الظما
سحبها للمخرج ونطق بعجلة : ولو إني متشفق أشوف خالتي بس أنتي شفاهك تروي وأنا والله ذابحني الظما
عضّت شفايفها السُفلية لثواني ونطقت : بقولهم طيب..
ماترك لها مجال ابدًا وركبت معه السيارة وحرك علطول ..
~ أمام غرفة الولادة ~
خرج قصي وبيده بِكره وفرحته الأولى وسمّي أبوه عبدالرحمن ، ابتسمت ريم بوسع ثغرها ونطقت : فلذة كبدي وعيون تيتا ي دحومي !
ابتسم قصي ونطق : خالتي أمسكي بتصل على أهلي وأبشرهم بضناي
ابتسمت وقالت : هاتو
ضحكوا البنات ونطقوا بصوت واحد : مبروك ، مبروك م جاكم
ابتسم لهم قصي وأردف : الله يبارك فيكم
رفع جواله وأول رقم طاحت عينه عليه هو رقم سطّام ، ابتسم وأتصل عليه من حُبه له وده يبشره أول واحد ، سكن الأتصال ثواني بدون إجابة لكن وصله صوتها وهي تقول : الو
سكن بمكانه ثواني معدودة ونطق : مين ؟
اسرار ابتسمت وقالت : بِكر محمد
توسعت عيونه بصدمة وقال : الحمدلله ع سلامتك وقر عين سطّام بك !!
اسرار : الله يسلمك عرفتك أنت المحامي ؟
قصي : ايه نعم طال عمرك وين أبو نهيّان ؟
اسرار : داخل يأخذ شور
قصي : بلغيه إنه جاني مولود سميته عبدالرحمن
ابتسمت وقالت : مبروك ماجاك وسبحان الله يالصدف أنهار برضو جاها مولود وسمته عبدالرحمن..
قاطعها صوت ضحكته ونطق : أنهار حَرمي
اسرار شهقت بصدمة وقالت : أنت زوج أختي !!
توسعت عيونه وقال : وأنتي أخت زوجتي !!
ضحكوا أثنينهم ونطقت اسرار : ع البركة ماجاكم ويتربى بعزكم
قصي ابتسم ونطق : امين والعقبى عندكم
ابتسمت بخجل وقالت : امين
قصي : ودعناكم الله نلتقي جميع بالرياض ان شاءالله
قفل قصي جواله ومشى يرجع لكن سرعان ماتوقف من وصله إتصال من أحد فريقه ونطق : هلا ؟
جلمود نطق بحدة : طويل العمر بتال سّلم نفسه بشرطة الدوادمي
قصي ابتسم ونطق : حلو يارب لك الحمد اليوم جاتني بشاير واجده غيره شيء ؟
جلمود هز راسه بنفي يدّعي أن قصي يشوفه ونطق : مالك لوا
قصي : ودعتكم ربي وعينكم عليه يرجال
جلمود : أمرك
قفل جواله وأرسل رسالة صوتية لقروب أهلك ومشى يرجع وهو يدخله بجيبه ، مسك عبدالرحمن يبوس راسه وينطق : دخلتوا تشوفونها ؟
أبرار : ايوه طلعوها القسم اصلاً
قصي ابتسم ونطق : قرة عينك ي خالتي برجعة بنتك اسرار
ابتسموا كلهم ونطقت ريم : ياحبيب قلب خالتك
تقدمت الممرضة وأخذت عبدالرحمن ، مشى قصي يجلس على الكراسي مقابل ريم ونطق : والله ياهي حاستنا بالأسبوع اللي راح كامل وأحنا ندور عليها
ريم ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : حمدلله يارب على كل حال لو ماحصل حاجه ماشفتها عمري كلو
ابتسم قصي ونطق : ربّ ضارة نافعة
ريم ابتسمت وقالت : قالتها والله الا فينها ؟
قصي : مع سطّام
ريم توسعت عيونها بصدمة وقالت : جاء وماشفتو ؟؟ ي قهري
قصي ابتسم ونطق : كلنا بنجتمع فالرياض ان شاءالله
أزهار زفرت بغضّب وقالت : اشبكم على الرياض أمي م أبى أجي !
قصي ابتسم وقال : ضروري تجين لأن عقيقة عبدالرحمن بتصير في بيت أهلي
ريم : ماعليك حاضرين
قصي : أدري بكم ماتقصرون
صدّ عنهم وكلهم جالسين ينتظرون متى يجهزون أنهار لأجل يمشون لغرفتها سوا ..
~ المدينة المنورة ~
دخلها واخيرًا بعد مشوار طويل ، من الظهر والحين حزة مغرب ، رفع جواله واتصل عليها ، ردت بعجلة ونطقت : فينك ؟ وصلت !
مطلق : ايه أبشرك بس ضايع
عِقد زفرت بغضّب وقالت : أهين جوالك ي مطلق ! كيف تبغاني أرسلك اللوكيشن !؟
مطلق ابتسم وقال : يابنت ! لا ترفعين صوتك
عِقد : أقول بلا هرج وكلام فاضي اقرأ لي أي لوحة قُدامك
مطلق ابتسم وقال : مطعم ᥊ ᥊ ᥊ ᥊
عِقد : اوكييه أمش مع الدائري بعدها خد أول لفه يمينك وبتل سيده حتوصل قُدام حارة خش فيها وأكبر فيلا باللون الأبيض هيّا بيتنا
مطلق : جايكم
عِقد ابتسمت وقالت : حياك الله
ابتسمت يقفل الأتصال ويمشي على تعليماتها ، حفظها من أول مره ومايحتاج تكرر ، وصل للحارة المنشودة وابتسم يشوف زحمة الناس كلهم ونطق بهدوء : الله يستر لا يرفضني وأنا جاي لحالي !
تقدم بسيارته للبيت ووقف بعيد تحت أحد أشجار الحيّ ، لبس بشته وضبط نسفة شماغه ونزل وبيده سبحته ..
~ سابقًا العصر ~
فتحت خنساء لهم الباب ونطقت : أهلا بأهل عريسنا !
ابتسمت ظبيه بتوتر ونطقت : هلا بك يخالتي
ابتسمت صافية تدخل وجوري بيدها جودي ومشوا يدخلون للداخل ومشى فريد يضيف حمد وضاحي اللي وصلوا للتو من المطار ، دخلوا كلهم للمجلس ونطق أيمن : حيّ الله أنسابنا
ابتسم حمد وقال : الله يبقيكم جميع ويسلمكم
أحمد ابتسم ونطق : وين عريسنا ؟
ضاحي : جاي سيارة عسى الله يسهل دربه
الكل أردفوا بـ ' آمين ' وتقدم فريد يصُب القهوة لهم ، سحب يزيد زوج ربى بنت أيمن التمر وتقدم يحضره لحمد وضاحي ، ابتسم أيمن ونطق : لازم نعرف بأنفسنا أنا أيمن أبو العروسة وهدا فريد ولدي وأحمد ولدي ويزيد زوج بنتي وولدي كمان
ابتسم ضاحي يهمس : يالبيه كلهم يتكلمون جداوي !
ضحك حمد يدق كتفه ونطق : وأنا حمد جد مطلق تعرفون أبوه الله يرحمه متوفي وجيت بداله وهذا أخو مطلق ضاحي وتشرفنا بكم والله أسعد الفرص اللي جمعتنا
أيمن ابتسم ونطق : وقسم بالله ي عمي أني أحس بشعور مادري كيف أوصفه الله يتمم يارب
بدأوا يسولفون الشباب مع ضاحي عن هواياته وكان شغال تلفيق وكذبات لا نهائية لكنه متقنها بشكل مرعب ، ومشت عليهم وصدقوه علطول ، وبالنسبة لحمد ضّل يحكي قصص كثيرة عن مطلق وأزاد رغبة أيمن فيه ..
~ داخل الفيلا ، عند البنات ~
كانت ربى وأروى يساعدون ظبيه فالتحضيرات والتجهيزات ، عزموا الكل بحكم أنها ملكة رسميًا وبدون زواج ، على حسب قول عِقد اللي بتلبس أبيض بالملكة وبيكفيها ، كانت عروستنا واقفه مع أمها وتشرف على التجهيزات الخاصة في فستانها والاكسسوارات والكعب وكل حاجه تخُصها ، مشت صافية ونطقت : خالتي خنساء الكريمة خلصت !
خنساء وقفت ونطقت : دحين أقول لفريد يجيب بديل
صافية : سريييع الله يرضى عليك
مشت خنساء تنطلق لفريد ودخلت جوري وبدأت تعلق الزينة على الجدارن ، ابتسمت أروى ونطقت : والله رهيييبه
ظبيه ابتسمت وقالت : شرايك بس !
ربى صرخت بحماس ونطقت : مررره حلوة !!
ألتفت عِقد عليهم وشافت لوحة من رسم سطّام ، أستخدم فيها الضوء والريش الأسود لبشت مطلق والأبيض لفستان عِقد ، قدر فعليًا يرسم مطلق ماسك يد عِقد وهي رافعة مسكتها للسماء بشكل جميل جدًا ومليء بالتفاصيل ، تُضي قدامهم لوحة ضخمة تتوسط الصالة الكبيرة وتقع تحت أضخم الثريات ، ابتسمت بوسع ثغرها ونطقت : والله حبكي !
ابتسموا البنات كلهم لها ونطقت جوري : باقي ماسويتي الميكب فرصتك
ضحكت بسخرية وقالت : صح بس مافيّا والله
ضحكت جوري وكملوا باقي الشغل ، كل من آل عقيل وآل شاهين حاضرين الليلة ، بيصيرون أهل الحجاز أنساب أهل نجَد وبهالليلة بينكتب عقد قرآن مطلق وبيرتبط أسمه بـ عِقد ..
~ قصر أيمن ، ليلة ملكة عِقد ومطلق ~
الكل وصلتهم تذاكر الطياران والحجوزات ، أنصعقوا من السرعة اللي حصلت لكنهم لبوا الدعوة وحضروا جميع ، نزل سطّام من سيارته ونطق : من الدش للمطار وش المصخره ذي ؟
ضحكت اسرار وقالت : انلخمت قسم بالله !
قفل سيارته وصفر لسلمان وانفال اللي نزلوا من سيارتهم وتقدم سلمان ونطق : مدخل الحريم من هنا
اسرار هزت راسها ومسكت ذراع انفال ومشوا ، ابتسم لسطّام ومشوا يتجهون لمدخل الرجال ، هذا كله حصل ومطلق لسى ماوصل ، دخلوا يشوفون الضجيج وزحمة البشرية في القصر ، وبدأوا السلام من نطق نهيّان ودخلوا معه ، وقفوا الحضور وجميع آل شاهين لـ آل عقيل اللي جايين بأسم أهل العريس وحاضرين لأجل يكملون صف مطلق ويرفعون رأسه بين أهل الحجاز ، بدأ الترحيب والسلام الحار ووقفوا يجلسون بجانب حمد وضاحي ، ابتسم ضاحي ونطق : يالله حيّ أهلنا وربعنا
نهيّان أردف بثقل نبرته : البقى ي ناسنا وجماعتنا
ابتسم حمد ونطق : كفيتوا ووفيتوا ي نهيّان
نهيّان ابتسم ونطق : وباقي أهلنا وأهلكم ماوصلوا وهذا أبسط شيء أقدمه لولدي مطلق !
حمد مسك ذراع نهيّان ، كانوا كالعائلة سند لبعضهم ومتمسكين رغم كل حاجة حصلت ..
~ عند عريسنا مطلق ~
عضّ شفايفه ينتظر ونطق بغضّب : ألعن !!
تقدمت شاحنة صغيرة وانفتح الباب ، مشى لهم ووقع وأخذ عِقد الألماس والشبكة كاملة منهم وباقة الخمس مية وردة ومشى يتوجه للمدخل ، زفر بملل وسرعان م توسعت عيونه يشوف هذام ونطق بحدة : هذام !!
هذام لفّ للصوت ونطق لشهد وأمها : خالتي الباب هذاك
شهد : خلاص بنروح ولا يهمك روح للي يناديك
هذام هز راسه لها ومشى يركض ونطق : عريسنا يابدر بادي
ابتسم مطلق وقال : تكفون !
هذام مسك كتفه ونطق : صاحي ؟ والله ما نخليك في ليلة عُمرك !!
غمرته السعادة والثقة والجرأة بعد سماع كلام هذام ، أهله معه ومعاد ينقصه شيء ، شال هذام الأغراض مع مطلق يساعده ونطق بضحك : سطّام منفس حاول تغيير جوه
مطلق ابتسم وقال : افا ليه ؟؟
هذام : مدري وش صار بالضبط بس لقى اسرار وكان يبي يقضي ليلته معها وسبرايز أحرقنا جواله إتصالات وإن الحجز بيروح عليه وكذا
مطلق ضحك وقال : قرة عيوننا برجعتها والحمدلله على سلامتها والباقي محلول
دخلوا أثنينهم بعد أكتمال الحضور ، وقفوا كل من فالمجلس ورحبوا بمطلق ، كانوا أهل العريس على الشمال وأهل العروس على اليمين ، تقدم فريد لمطلق وسلم عليه ونطق : هات أساعدك
مد حاجات الشبكة كلها لفريد وأنطلق يدخلها للحريم ، مشى مطلق يدخل وسلم على أيمن ونطق أيمن : يافرحة قلبي فيك ي مطلق حيّ شوفك ويعيش من شافك
ابتسم مطلق يقبّل كتفه وينطق : يعيش من يعز عليك ي عمي
تقدم ونطق بعلّو صوته : سلام نظر جميع وأعذرونا على التأخير
نطقوا آل شاهين كلهم بـ ' معذور ' ، ' ماحصل منك بأس ' ،، ، تقدم يسلم على نهيّان وجده ونطق : قسم بالله إني واصلٍ للغمام فوق من فرحتي ! الله لا يحرمني وجودكم
نهيّان ابتسم ونطق : يجعل الفرحة م تفارقك يولدي !
حمد ابتسم وقال : جعله دوم يولد مشبب وتستاهل كل علمٍ غانم !
مطلق ابتسم وقال : يكفي وجودكم معي حرام بالله إنها فعايل رجالٍ تجمد على الشارب !
سطّام ابتسم ووقف يسلم عليه ، حضّنه مطلق بشّدة ونطق : أنت أنت قدومك لي ورجعتك لدنيتي كلها خير جيت وجبت المطر معك ي الهَاجس !
ابتسم سطّام وقال : كنت بثور فيك على العجلة ذي لكن ليلة عُمر ماودنا نخرب فرحتك
مطلق همس بأذنه ونطق : قرة عينك برجعة بِكر محمد وملحوق على كل شيء !!
ضحك سطّام ورجع يجلس ، يهوجس باللي حصل وكيف إنه طلع من الحمام وعلطول للمطار ، وصلوا للفندق على أذان المغرب ، ضحك من تذكرها وهي تركض وتتجهز ، خلصت كل شيء مع البنات في غضون وقت قصير وباقي الشعر والمكيب تتجهز داخل قصر أيمن ، ويتذكر كيف صرخت تأشر على ثوبه وبشته وتنطق : خلصني !!
ضحك يضّبط ياقته ويلتفت للناس والحضور ، دخل الشيخ ورحبوا فيه ومشى يجلس وينتصف المجلس ، على يمينه أيمن وعلى شماله مطلق ..
~ داخل القصر ~
الحضور كان من أهل وصديقات عِقد ومن يعزّ عليها ، قفلت الستارة بتوتر ونطقت : زيتونه آخ حمدلله ع وجودك قد إيش يبعث فيني الطمأنينة !!
ابتسمت اسرار وفكت الشبكة من شعرها ونطقت : خلصي طيب يعروستنا !
عِقد : حتقولي كل شيء حصل لك بالأسبوع اللي مضى تسمعي ؟
ضحكت الكوفيره وثبتت رأس عِقد ونطقت : بخلص بس لا تتحركين !
اسرار ابتسمت وقالت : شقية !
عِقد كشرت وشّدت على يدينها بتوتر ، دخلوا ظبيه وصافية ونطقوا بصوت واحد : ماشاءالله !!!
ضحكت اسرار وقالت : أنا بنزل أشوف أمي
ظبيه توسعت عيونها ونطقت : اسراري !!
ميّلت اسرار راسها لثواني ونطقت : عيونها ؟
ابتسمت وقالت : تعالي أضمك يحيوانه لي فترة طويلة ماشفتك !
تقدمت تحتضّنها ونطقت اسرار : وحشتيني !!
ظبيه باست خدها ونطقت : قسم بالله أكثر والحمدلله على سلامتك ياروح أختك وقرة عينك برجعة أمك
اسرار عضّت شفايفها تمنع دموعها تنزل ونطقت : ياحبيبي ي بيبو الله يسلمك
عِقد لفّت لهم ونطقت : بيبو تخيلي دخلت عليا قبل شويا وصرخت بقوة وأحس صوتي تغيير !! بس مره فقدتها حمدلله جات وماحرمني الله وجودها الليلة !
اسرار : بنات اعتقوني تبوني أبكي ولا كيف ؟؟
ضحكت ظبيه ومشت اسرار تطلع ، نزلت مع الدرج تشوف نظرات الحضور عليها ابتسمت من شافت أمها وأزهار ونطقت : جيتوا ؟
ريم ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : حتزعل أنهار بس ماقويت أردك
أزهار نطقت بأبتسامة : ماتخافي أبرار جلست معاها
اسرار : معليه نعوضهم !
ريم ابتسمت وقالت : هدي صاحبتك اللي تقولي عنها ؟
اسرار هزت راسها بالايجاب وقالت : ايوه هي
أزهار نطقت بوسع ثغرها : المكان فوق الخيييييال !
ريم : ايوه ماشاءالله !!
تقدمت جوري ونطقت بفرحة : اسرار !!
لفّت اسرار راسها لها ونطقت : أمي لبيه ؟
ضمّتها جوري وضحكت اسرار ونطقت : كويس جيتي !
جوري كشرت ونطقت : اصلاً غصب لأننا موجودين ببيت خالي مطلق
هزت راسها اسرار ونطقت جوري : شوفي لوحة زوجك
ألتفتت للوحة خلفها ورفعت عيونها تشوف تفاصيله الواضحة ، ابتسمت ريم وقالت : واخدتي رسام كمان ؟
اسرار ابتسمت وقالت : ومصمم هذا فستان مصممه لي
أزهار شهقت بصدمة وقالت : واو !!
ريم ضحكت وقالت : خييال ماشاءالله يزهاكي ي روحي
اسرار ابتسمت وقالت : مايدري إني لبسته طلعت ببجامتي وبدلت هنا
ريم : يويلك عاد مايحبو الحركات دي
أزهار : بالعكس حيموت من جمالك
جوري ضحكت وقالت : الله يكون بعونه
حمّرت بخجلها وصدّت عنهم ، مشت من شافت توزيعات ومشروبات ، اخذت نفس وشربت مويتها ونطقت : أدري طيب من بالله بيقوى يشوفني وماينهار ؟
ضحكت تشوف انعكاسها بأحد المرايا ، لمحت الذهبي اللي لابسته ويزين التوب من الجهة اليمنى اللؤلؤ ، ابتسمت ومشت ترجع لطاولة أمها وأختها ..
~ بمجلس الرجال ~
ذكر الشيخ أسم الله والصلاة على النبي وبعد ما أنتهى من الآيات الدالة على الزواج لفّ لأيمن ونطق : كرر من بعدي
ابتسم أيمن وبدأ ينطق : زوجتك أبنتي على شرع الله وسنة رسوله
ابتسم مطلق ونطق : قبلت بها زوجةٍ لي وقبلت بهذا الزواج ورضيته
ابتسم الشيخ ونطق : عسى الله يجمع مابينكم على خير أعلنكم قدام والي الفتاة والشهود زوجًا وزوجة
صفقوا الرجال كلهم وقاموا يسلمون على مطلق وعلى أيمن ، ابتسم مطلق يسلم على أيمن ونطق : تأكد وتطمن إنها بالحفظ والصون والله مادام راسي حيّ مايمسّها حزن ولا بأس
ابتسم أيمن ونطق : ونعم الرجال يا مطلق مايجيني خوف وعِقد معاك أدري بك تحفظها وتصونها
ابتسم مطلق ومدّ الشيخ الكتاب له ووقع ومن بعد أيمن ووقعوا الشهود اللي هم أحمد وسطّام ، ابتسم يسلم على رفيق عمره الطويل ونطق : فالك الشحم يبو مشبب
ابتسم مطلق وقال : الله يرفع قدرك ي أخوي فالك طيب
تقدموا العيال يسلمون ومشى أحمد ينطق : مطلق استعجل
سلمان ابتسم وقال : لاحق علينا بس المرأة لا تأخر عليها
ضحكوا العيال ومشى مطلق مع أحمد ، وقف عند المدخل ينتظر الموافقه على دخوله ، طلع مع الدرج الخلفي ودق الباب ، فتحت ربى ونطقت : تعال
دخل أحمد وابتسم يشوف عِقد بالأبيض ، ضحك من تمردت عليه دموعه ونطق : اخيرًا شفناك بلون قلبك !
ابتسمت عِقد ونطقت بعبّوس : حقتلك لو بكيتني !!
ابتسم يبوس راسها ويمدّ لها الكتاب ، قرأت أسمها وابتسمت ترفع جوالها وتوثق لحظة توقيعها ، تقدموا خواتها يلبسونها الشبكة وعقد الألماس ، سحبت الدبلة بنفسها ونطقت : الدبل بيننا أنا وهو
ابتسمت وقالت : خلوه يجي
نزل أحمد ونطق بهدوء : مطلق تعال
مشى مطلق وهو رافع طرف بشته ، طلع للغرفة وانفتح الباب ، توسعت عيونه من جمالها بالأبيض ، وجمال العقد بنحرها الطويل ، ابتسم ودخل ينطق : ماشاءالله ماشاءالله
ابتسمت وقالت ببكي وهي تمنع دموعها بصعوبة : آخ مطلق
تقدم يسلم عليها ، حاوط خصرها وشّدها عليه ونطق : بسم الله عليك من الـ آخ يدنيا مطلق
حاوطت ظهره العريض ونطقت بهمس : أحُبَك
عضّ شفايفه ونطق بفرحة عظيمة : انشهد إن العرب صادقين يوم قالوا فيه أحبك تقال وفيه أحبك تسوى الدنيا وماعليها ودي أقولك ماسمعت لأجل تنطقين يعذابي وأطهر ذنوبي ي عِقد فرحتي وحُب عمري !
ابتسمت بخجل وقالت : هات كفك
مدّ لها كفه الأيمن ونطق : لبسيني باليمين
ابتسمت وقالت : بس هوا هدا الزواج يعني خلاص نلبسها باليسار
مطلق : أدري لبسيني يمين وإذا اختليت فيك وسافرت معك بلبسك بالشمال وعد مني
ابتسمت من تقدم يبوس جبينها ولبسته بنفس اللحظة ، سحب كفها يلبسها ورفعها لمنطوقه يقبّل راحة كفها ، ابتسمت له ونطقت : نمشي ؟
شابك يده بيدها ومشى معها ، كم يتمنى ترجع به اللحظات ويسمع أحبك بمنطوق حجازي ، نطق مختلف ويملأ قلب ولد نجَد مشاعر ، لكنه ماهو مستعجل بيسمعها طول عمره وهو معها ولا وراه عجلة ، بيسلك دربها بهدوء ورويه يد بيد بمشوار طويل ، ابتسمت تنزل من بدأت المعازف تضرب والإيقاعات تنسمع ، شّد على كفها وابتسمت بوسع ثغرها تشوف أعمامها وخوالها ويتوسطهم أيمن وفريد على يمينه وأحمد على شماله ، كفها بكَف شريك حياتها وعيونها متعلقة بعيون والدها تلمح لمعة عيونه ، عضّت شفايفها من وصلت لهم وتقدموا أخوانها وأبوها ، سلمت عليهم ونطق بهدوء : حلوة ي أبوي حلوة حتى دموعك حلوة !
ابتسمت ونطقت بعبّوس : بابا !!
ضحك يبوس خدها وينطق : عرس الدهر ي ماء عيني وياقطعة من طرف كبدي عرسك هنيّ يارب
ضحكت من عبارات أبوها ونطقت : أعشقك والله ولا حرمني ربي حسّك
ابتسمت تسلم على أحمد وفريد ، ضحكت من سحبها فريد مع خصرها وبدأ يراقصها على الأنغام ، صرخوا الحضور من التناسق بينهم وزاد الحماس مطلق اللي سحبها منه ونطق : حشّم وقفتي يالنسيب !
ضحك فريد ونطق : كمل ترا تُحب الرقصة
مطلق رفع حاجبة وقال : وأنا أحوبها بس أطلع منها
أيمن ابتسم ونطق : تعجبني الغيره ؟
ضحك مطلق وتقدمت تسلم على أعمامها وخوالها ، مسكها مطلق وزفر بغضّب ونطق : بشويش ! مابيختفون بنرجع نشوفهم !
ضحكت وقالت : أشبك إبى أودعهم
صدّ يستغفر ونطق بهمس : صبرك يارب
مشى يطلع من قسم الحريم وطلعوا الرجال كلهم ، ضحك بسخرية وقال تحت انفاسه : لو أدري بتطلعون طلعت من أول !
ألتفت من سمع صوت يميّزه زين ، ضحك بصوت عالي ونطق : يالبيه يابعد روح مطلق !
ضحكت ظبيه وقالت : تعال تعال أقرب مني
تقدم لها ولفّها ببشته لأجل محد يلمحها ، حاوطت رقبته ونطقت : أرجع من الخارج ولا أشوفك الا بليلة عمرك !
ابتسم يبوس كتفها وينطق : فدا فدا ي ريحة أمي
ضحكت تمسح دموعها وتنطق : أجمل عريس في ذمتي ذمه يالبى روحك ي أبوي أنت !
ابتعد يبوس خدها وخشمها وجبينها ، ابتسمت تبكي بدون صوت ونطق : دموعك غالية لحد يوجعني ي الظبي
ابتسمت وعضّت شفايفها لثواني ونطقت : فرحانه فيك ي أبوي !!
مطلق ابتسم وقال : جعلني فدا ماطاك بالأرض يجعلني م أبكيك ي ظبيه !
باست كفه ونطقت : مابكيت وأنا تحت ظلك ي أبوي ماتبكي الظبي ووراها رجالٍ مثل مطلق !
باس جبينها بقوة وهو يدعي لها ، وبالمثل كانت تدعي له داخلها ، تراجع ونطق : أدخلي
هزت راسها بنعم وقالت : صافية ؟
مطلق ابتسم وقال : ببيتي ماهي بعيدة العوده
مشى يرجع لقسم الرجال ودخلت ظبيه ، ابتسمت من بدلت عِقد وبدأوا البنات يرقصون ، دخلت معهم وهي تتمايل على فزّي له يا أرض بصوت ' عَبدالمجيد عبدالله ' ، صرخوا البنات من سحبت عِقد اسرار وكانت ترفض بشكل قطّعي ، ضحكت انفال تدفعها وتنطق : والله أن تقومين معنا
صرخوا بنات آل عقيل من قامت حَرم سطّام كبيرهم ، ومشت تتمخطر وتتمايل على الدق ، صرخت عِقد وقالت بصوت عالي : عاشت زيتونه !
ابتسمت تعضّ شفايفها بخجل وتكمل رقصها ، وصلت لمنتصف الصالة تحت الثريا ، تلعب بفستانها الذهبي وتعكس شعاع الثريا بمنظر خَلاب ، الكل قاموا يراقصونها وضحكت انفال ترسل المقطع وتنطق بخبث : الله يقدرني على فعل الخير !
قاموا جوري وصافية من ظبيه ومسكوا اسرار ، ضحكت ومشت لهم علطول ، أهلها وجماعتها وصفتهم سوا كانت خيالية ، ضحكت بصدمة من شافت أبرار وأزهار يرقصون ونطقت : أسفه بنات
ضحكت ظبيه وقالت : أمشي بس
رفعت أزهار يدها ومسكت اسرار ورقصت معها ، وقفت انفال تضحك وقالت بصوت عالي : اسرار !
لفّت لها تشوفها رافعة جوالها وسطّام يدق ، ابتسمت من أنتهت الأغنية ومشت تركض ، رفعت الجوال وقالت : ايوه ؟
سطّام : أطلعي لي الحين
اسرار قطّبت حواجبها ونطقت : بدري ؟؟
سطّام زيّف نبرته ونطق : تعبان
اسرار عبّست بملامحها ونطقت : ولا نص ساعة
سطّام زفر بغضّب وقال : لاحقين خير أطلعي !
قفلت جوالها ورمته بالشنطة ، لفّت لأنفال ونطقت : وشفيك تضحكين أنتي وضعك مايطمن !
انفال كبحت ضحكتها ونطقت : لا تذكرت سالفة
سحبت عبايتها ومشت ، مشت لبابها وركبت ونطقت : شيل عطرك
سحب عطره وحطه فوق بشته على يمينه ، ركبت ومسّك كفها ولفّت له من مشى ونطقت : وشفيك ؟ تعبان
سطّام : شوي
اسرار : أكيد عشان الشور والسفرة
سطّام ابتسم وقال : يمكن
رفع صوت السماعة على صوت أبو نوره ' ياوصلها الغالي هلا ' عضّت شفايفها وشّدت على كفه ، ريحة العود والعطور بجو السيارة ، الشبابيك مفتوحة للنصَف ، وماسكين الدرب الطويل وأياديهم متشبعة بأحضان بعضها ، سحب كفها لمنطوقه يقبّله وينطق : يقول أبو نوره مدري فيك وش يزيد قصيدي ؟ غير سبحان اللي خالقك وفرق !!
ابتسمت وقالت : الله !
ابتسم ونطق بهدوء نبرته : أنا أشهد إنك أنتي أنعم وأرق من رذاذ الغيم والخيال بعيونك وضحكتك أجمل من إشراقة شمس بيوم عيد !
زادت سعة ثغرها بفرحة ونطقت : بِكر نهيّان كلامك ثمين وحروفك ثقيلة على مسمعي والله إني أسمعك وأنا اقرأ على قلبي آيات الفلق !!
ضحك من بدأت تجاريه ونطق : ياحظ سطّام مدام مسامعك أنصتت لحروفه !
وقف من وصلوا للفندق اللي حجزه سطّام ونزلوا ، مشى لبابها ومسك كفها وتقدموا يدخلون ، أخذ بطاقة الدخول وطلعوا للجناح الخاص فيهم ، وصلوا ومشت تدخل ، فتح لها الباب ونطقت : تعال أمي تبي تشوف
سطّام ابتسم وقال : بتكلمينها ؟
هزت راسها بنفي وقالت : بصور لها
سحبها مع خصرها وانحنى لها ونطق : صوري
وقفت بصدمة تشوف القرب بينهم ، وكيف غطاها سطّام بالكامل من عَرض كتوفه ، ضحكت بخجل وسحبت جوالها تصورهم سيلفي ، ابتسم يبوس خدها قريب من مبسمها ونطقت بحدة : لا تتحرش !
ابتسم وقال بضحكه : لا أبي أوريها كيف بنتها تعذبني
ابتسمت ترسل الصور وتكتب عليها : أمي تغاضي من المعتوه ذا
قفلت جوالها وعلقت عبايتها ، ابتسم وقال : يزهاك الفستان وماحلى الا عليك وما تصمم الا لك !
ابتسمت تلفّ فيه وتنطق : تسلم أناملك فوق الخيال والله
سحبها مع ذراعها ونطق : ‏من آخر مره شفتك فيها وهي الان ماقويت أغُض بصري أنتي بكل لحظة تعبرين من خلالي ولداخلي تسكنين تسللتي لأعماقي خِلسة وبدون م أشعر بك والله إني أبصرت بفتنة عينيك الخُضر لحّد ما آمنت بكِ بكامِل إيماني الشديد ! أنتي فارقه بحياتي فارقه بكل حُب وبكل حنيّة ومشاعر فارقه ي أعظم لوحاتي وأبدع فنُوني وأسطع ألواني أنا بوجودك شفت ألوان بحياتي ، واليوم بدمج سوادي وبياضي والرمادي الخاص فيني بأشراقك ي فاتنتي ، بهالليلة بتغرب شمسي وبنصبح على فجَر حُبنا وبداية عُمرنا الليلة برسم قصة حياة جديدة معك وبصبح من أنا أنتي بترتبط قلوبنا ببعضها وبنصبح روحين بجسَد ، أحبك
ابتسمت ابتسامتها المشرقة ونطقت : قبَلت بك لأني قلبي أتجه لك من أول لقى قبَلت وأنا أحس بك وبحبك اللي بيغنيني عن ماعلى الدنيا كلها ، وبهالليلة أرجع وأقولك أقبل بك ي شريك حياتي وحبيب فؤادي
ابتسم يهمس لأذنها وينطق : تقبلين تحملين مسمى أم لعيالي ؟ تقبلين تشيلين بأحشائك ملائكة تشاركني وتشاركك الملامح ؟
هزت راسها بنعم وقالت : أقبل أكون رفيقه دربك الطويل شايلين فيه أطفالنا ومتماسكين بوجودهم بدنيانا
قبّل كتفها ينزع فستانها من على كتفها ، رفعت يدينها تحاوط كتوفه بخجل وتدفن وجهها بصدره ، ابتسم يرفعها ويمشي بها لسريرهم ، وفعليًا شهد ظلام الليل على وصَلهم وصرخت النجوم بسمائهم وشعشعت بنورها فَجر لهم ، سَردت هالليلة لنا ثلاث مئة شعور عظيم ، ثلاث مئة قُبله قابلة للزيادة من رسام يقبّل أعظم لوحاته ، ثلاث مئة ألف نجم رسم حياة جديدة لهم ، وشهد لأنتماءها لعالمه الرمادي وتلوينها لسواده وبياضه وجعل منه لوحة فنية لا تُنسى ، سقط غريق لبَحرها وسكن بفردوس عيونها وأرتوى لحّد الغرق من شفاها وأصبحوا واحد حق وحقيق ..
~ قصر أيمن ~
ركب سيارته وهو يضحك من صدمتها ، مشت تركب الشاص وقالت : م أسامح !!
مطلق ابتسم يساعدها ونطق : يابنت أيمن صلِ على النبي ماحصل شيء والضيق فالقبور
قفلت بابها ونطقت : ايوه حبيبي شهر العسل عند الناقه ؟
ضحك بعلّو صوته وقال : يويل قلبي من حبيبي
عضّت شفايفها تصدّ عنه ، مسك كفها ونطق : بدري على الصده يابعد أهلي
ابتسمت وقالت : اصلاً عادي تغيير
مطلق : صحيح تغيير مو لازم سيارة فارهة
ضحكت وسرعان م نطقت ببكي : مطلق حموتك !!
مطلق ابتسم وقال : فداك مطلق
مشوا يطلعون من المدينة المنورة ، متجهين لـ ينبع وللمنتجع الخاص فيهم ، ابتسم مطلق ينزل بشته وينطق : بوقف أخذ شاهي ودك ؟
هزت راسها بالايجاب وقالت : أكيد ماحخليك تشرب وأنا لا
ابتسم وقال : ماطاوعني قلبي اصلاً
وقف وطلب كوبين شاهي مخلوط ورجع لها ، مشوا دربهم الطويل لـ ينبع ونطق : شفتي البساطة م أحلاها ؟ ها تصدقين أني فوق الغمام واصل من فرط شعوري وفرحتي فيك
عِقد ابتسمت وقالت : صراحة أنت اللي تحلّي كل شيء وأنا راضية عن كل شيء دام حشاركو معاك
ابتسم لها يشوف أكوابهم بأياديهم ونطق آبيات شعر يعزّها :
كاسٍ مليته بالوفا لاتكبه
خلّه يبلل بالوصل يابس الريق
صبّه بقلبي ثم ملّه وصبّه
وان كان ودك غرق القلب تغريق
دام الهوى راسي وراسك يهبه
خذ سجّةٍ ترى زمانك توافيق
ترى حلاة العمر مع من تحبه
شخصن تريد من جميع المخاليق
-
ابتسمت بوسع ثغرها ونطقت : صح لسانك ي حبيبي !!
عضّ شفايفه وقف على جنب الخط ، ألتفت لها ورمى شماغه بحضّنها وفتح أزرار ثوبه ونطق : بتذبحيني ؟
ابتسمت تلفّ شماغه على كتوفها ونطقت : أحُبَك
سحبها يقبّل ثغرها ويقطع المسافات بينهم ، كم أنتظر بلهفة وطولة بال لهاللحظة ، أبعد وابتسم يتأمل فيها وبقربها يتأمل فوزه وأعظم إنجازات عُمره الطويل ، عضّت شفايفها لثواني ونطق بهدوء نبرته : صار للشاهي لذة مختلفة
ضحكت بصدمة وخجل ونطقت : مطلق !
ابتسم يقبّل خدها ونطق قبل يبعد : أهواك ي سُكر ذاب بمرارة حياتي مو بس أحبك أنا عشقت النسايم اللي تجيني من صوب الحجاز !
ابتسمت تقبّل خشمه وتنطق : محظوظه
ابتسم وقال : نمشي ولا نمسي ؟
هزت راسها بالايجاب وقالت : مشينا أكيد
ابتسم ومشى يطلع للخط ، تقدمت تميّل وتنحني لفخذه وثبتت رأسها عليه ، مسكت ذراعه تحاوط نفسها به ، شّد عليها وغمضت عيونها ، على بساطة المشوار مافيه مثل شعورهم شعور ومثل فرحتهم ببعضهم فرحة ، لأول مره يحسّ مطلق بالغرابة الجميلة ، هو مستنكر فعايله بس متلذذ بوجودها بقربه وبرائحة عطرها بحضّنه ، شماغه اللي مازال من أول لقى لليوم هذا محاوط كتوفها ومازال مطلق يحسّده ، كان يستنشق نداها من شماغه بلهفة وغرابة شعور والحين يستنشقه بحُب وغرام وهيام لبنت سِت المُدن ، سهى وهو يمرر أصابعه على رقّة وجنتيها وهي نايمه وتحسّ بأنامله وحنيّتها عليها ، ماودها تصحى ولا تلقاه هو أجمل حلم وأحلى واقع عاشته ، هي له وهو لها للأبد وهي الأولى والأخيرة بقلبه ولا يمكن يجي غيرها بديل ، كملوا مشوارهم متجهين لوجهتهم الحالية ينبع ..
~ أمام قصر أيمن ~
طلعوا الكل وانتهى فَرح مطلق بعِقد ، نطق نهيّان : ودكم نسري للجبيل ؟
هز هذام راسه بنفي ونطق : بنروح لفندق سطّام مشينا
سلمان : صدق هلكانين
نهيّان : تم أجل
مشوا يطلعون جميع متجهين للفندق ، بتعب واضح عليهم من هاليوم الطويل وأحداثه الكثيرة ، ركبت انفال بجانب سلمان ونطقت : بصير عمه قريب
ألتفت سلمان وهو يربط حزامه ونطق : وش السالفة ؟
انفال ضحكت بفرحة وقالت : سطّام واسرار
سلمان شهق بصدمة وقال : حامل !!!
ضحكت بسخرية وقالت : لا سلامات بس قريب جدًا
سلمان : انفال ياعمري وشفيك صاحية ؟ متى آخر مره نمتي
انفال رفعت حاجبها وقالت : أحلف ؟
ابتسم يمشي ونطق : والله
انفال : لحظة أبوي موجود وقف أشكيك قدامه
سلمان ابتسم وقال : مايقوى قلبك
انفال : أدعس عليه قلبي
ضحك وضحكت معه ، ابتسم وقال : رواف عند دُرة ؟
انفال هزت راسها بالايجاب وقالت : بين أيادي أمينه
سلمان : جعلني قبله وقبل أمه
ابتسمت وقالت : ياحبيبي بسم الله عليك
سلمان ابتسم يمسك بكفها ويتجهون للفندق ..
~ ينبع ~
بعد مشوار ساعتين ، من صمت عِقد وهواجيس مطلق فيها وصلوا ، نزل للمنتجع وفتح الباب ، مشت تركض حافية القدمين وضحك بخفه ينطق : تعالي
حضّنت كتوفه ورفعت نفسها ، شالها وابتسم ينطق : دلوعه
ضحكت بخفه وقالت : معضل
ابتسم وقال : وشدراك ؟
عِقد ابتسمت وقالت : جهات خاصة
نزلها على السرير وعبّست تنطق : لا لحظة ضروري أبدل بعدها أنام
مطلق : بجيب العفش وأجيك
طلع من الغرفة ومشت وشماغه عليها ، صرخت بفرط شعور ونطقت : مبسوطة فييه مره ! آخ يالحُب
كانت تراقبه من الشباك الكبير وألتفتت من دخل ، سحبت شنطتها وطلعت لها بجامه ونطقت : تعال ساعدني
مطلق : ما أحس إنها فكرة سديدة
عِقد : اف ليش ؟
مطلق ابتسم وقال : وش أساعدك فيه ؟
عِقد : سحاب الفستان الكريه
تقدم يفكه ونطق : عجلي
دخلت للحمام وقفلت عليها ، أخذت دش سريع ومشى مطلق يفعل المثل بحمام الصالة ، أنتهى قبلها ومشى يطلع ملابسه ونطق بصدمة : الله يقطعك ي ضاحي أنت وظبيه وش الملابس ذي !!
سحب شورت ولبسه ووقف عند المراية يمشط شعره ودقنه ويتعطر وهو يتحسّب عليهم ، طلعت ببجامتها الحرير ونطقت : تعال ننام
مسك يدها ورفعها بين يدينه ، صرخت وقالت : مو كدا اهدأ
ضحك يقبّل عنقها ويسحبها لحضّنه ، ابتسمت تحاوط ذراعه وتغمض عيونها ، أستسلم للنوم عكسها وهذي عقوبة النومة اللي حصلت بالسيارة ، وبعد ساعات طويلة من التأمل في مطلق قدرت تنام ..
~ جناح سطّام , المدينة المنورة ~
صحى وشافها بحضّنه نايمه ، ابتسم بوسع ثغره يذكر تفاصيل الليلة الماضية ، ليلة تخُلد بذاكرته واستحالة ينساها ، قبّل جبينها وفتحت فردوس عيونها ، لفّت للجهة الثانية بخجل وابتسم يوقف ويشوف فستانها وثوبه على الكنبة مثل موضعها أمس ، عضّ شفايفه ونطق : قسم بالله ماعندي مشكله أرجع أكمل
توسعت عيونها وغطت رأسها باللحاف ، ابتسم يضحك بخفه ومشى يأخذ دش ، صحت علطول وركضت تسحب الروب المعلق وتلفّه على جسدها وتنطق : يارب ما يتحسس جسمي من قماش الروب
عضّت شفايفها السُفلية لثواني ونطقت : مطول ؟
فتح الباب وطلع بمنشفته ، مشت للحمام ووقف بطريقها ونطق : بتطولين ؟
ميّلت شفايفها تناظره ونطقت : ليش ؟
سطّام : عشان أجي معك
دفعته بصدمة ومشت تدخل ، ضحك بسخرية ونطق : يحلو الخجل عليك ي بِكر محمد م أقول الا اللهم الثبات !!
قفلت الباب وراها بغضّب وقالت : وما أقول الا طولك ياروح على ثقل الدم اللي فيك
سطّام عضّ شفايفه يعشق غضّبها ونطق : أبوسك ي بنت ؟
اسرار رفعت حاجبها وقالت : فكنا
فتح جواله وتوسعت عيونه على مصرعيها ، بتال وبجاد أقاموا عليهم الحد صباح هذا اليوم ، أنتهى كل شيء بدون مايشعرون ، غمض عيونه يحمد ربه إن كوابيسه أنتهت ، حذف الإيميل اللي وصله عنهم وحذف كل ملفات القضية ، دخل الواتس وشاف عدد إشعارات هائلة من قروب أهله ، فتح القروب وشاف أربع رسائل صوتية من نهيّان ، ابتسم يشغلها ويردف : يالله صباح خير يبو سلطان !
أنتهى بعد مدة من سماعها وشاف تعليقات العيال على الموضوع وطقطقة سلطان وهو كاتب : من يسمع أربع دقايق ونص ! أبوي أفتح قناة لك فاليوتيوب
ضحك بخفه وكتب : عليكم السلام يهلا بأبو سلطان أبد اللي ودكم ودام حجزتوا وخلصتوا مالنا رأي بنجي كلنا وليتكم تتكلمون ماله داعي كل ما أخذت شور سافرت
ضحكوا العيال على رده وكتب سلمان : عوافي يرجل تأخذ شور ولا يتوسخ ثوبك بعصير برتقال وجزر ومافيه معك غيار
ابتسم يكتب له : غرفتي ٥٠٨ تعال عندي غيار
سلمان أرسل أيموجي يركض وأنتهت المحادثة ، سكر جواله من طلعت وهي لابسه وتجفف شعرها ، ابتسم وقال : غريب تصدقين ؟ بعد الوصل مازلتي تخجلين وتلبسين بعيد عني
كشرت علطول ونطقت : أبي أفهم ليه زعلان ؟ الواحد يصبح على حبيبه بالخير وأنت تبي تشوف إختياري لملابسي ؟ خلاص شوفه وهو علي أحسن
سطّام ابتسم وقال : أدخلي للحمام سلمان بيجي
اسرار هزت راسها بنفي وقالت : الله أكبر يالرسام ؟ أطلع له أنت
سطّام رفع حاجبة وقال : تشوفيني لابس ياليت تركزين !
اسرار : مايهمني ي بِكر نهيّان تصرف
دق الباب ومشى سطّام يفتح وهو ينطق : بكيفك
توسعت عيونها بصدمة وقالت : وربي م أتحرك وخلنا نختبر غيرتك
قفل الباب علطول بوجه سلمان وهو كان يحسبها بتهرب للحمام ، ألتفت عليها بغضّب ونطق : تلعبين مع الصبح ي بِكر محمد !! أعجلي ناوليني الثوب اللي على السرير
ضحكت بسخرية ومشت تأخذ الثوب ، تقدمت تعطيه ومسكت كتفه العاري ونطقت : م ألعب بس أنا رأسي عنيد !
مشت تدخل داخل الغرفة ، لفّ بغضّب وفتح الباب لسلمان ومدّ له الثوب ، ابتسم وقال : فيكم شيء ؟
سطّام : لا متى بنطلع ؟
سلمان : بعد ربع ساعة تقريبًا
سطّام هز راسه وقفل الباب وراه من مشى سلمان ، تقدم يدخل للغرفة وشافها على سجادتها تصلي ، سحب شناطهم من داخل الدولاب وطلعها ، ألتفت عليها من نطقت : متى جات الشناط ؟
سطّام نطق وهو يطلع ملابسه : وأنتي تأخذين دش
رفع عيونه لها بصدمة وقال : شلون لبستي ؟؟
ضحكت بسخرية وقالت : معي بديل بشنطتي الصغيره
سطّام هز راسه ومشى يطلع له ملابس ، مشت تطلع للشرفة وهو داخل يلبس ، ضحك من خجلها المفرط اللي يشوفه بدون سبب ، لكنه تركها على هواها وصفّر لها ، ألتفتت له ونطق : تعالي ألبسي بنمشي
مشت تدخل للغرفة وسحبت عبايتها ولبستها ، حسّت بدوار فجأة وتمسكت بذراعه من مشى بجانبها ، ألتفت لها ونطق بهدوء : فيك شيء ؟
هزت راسها بنفي وقالت : أبي أكل
ابتسم سطّام ونطق : بنصعد الطيارة بعد شوي وأطلبي أكل
شدّت على ذراعه ومشت بجانبه ، بلغوا الفندق أنهم بيسوون تشيك أوت وطلعوا للوبي ينتظرون أغراضهم ، مشى نهيّان يعجل خطواته لها ، ولأول مره يلتقي فيها وجه لوجه ، كانت واقفه عند المخرج وماركزت بوجود نهيّان ، شافت سطّام يأشر لها تطلع ومشت تطلع لسيارته ، وقف نهيّان وابتسم ينطق : لمتى بتحرمني منها ؟
سطّام تقدم له ونطق : أنت جاي عشانها ؟
نهيّان هز راسه بالايجاب ونطق : خلها تجلس بجانبي فالطايرة
سطّام هز راسه ونطق : أبشر
مشى نهيّان وقلبه طاير من شاف حجمها وصغرها ، شاف حَرم بِكره لأول مره وسلبت قلبه من أول لقى ، ركبوا سياراتهم وتوجهوا للمطار ..
~ فالديرة ، آخر حَدث فيها ~
كانت تشوف إنهيار أهلها من الإعدام اللي حصل ، عضّت شفايفها ومشت بغضّب تسحب جوالها ، شافت رقم حليمة وبدأت ترسل لها لكن ماكانت رسايلها توصل ، سطّام عرف بكل شيء سوته حليمة ورجعها للجبيّل وبدون أي نقاش ، ولعجزها قدام كبيرة الخدم خيرية وكيف قامت بهدَم كل خططها وكسرت شريحتها وسحبت جوالها ، ونطقت بعض الكلام اللي هَز كيان حليمة وإنها خذلت سطّام ، رمت جوالها وصرخت بغضّب : آخ يالعجوز يا عديمة النفعه !!
أيقنت منيرة أنها النهاية ومشت تتبع خطى أمها ، سلوى خبر القصاص تسبب لها بأزمة قلبية وتوفت صباح هاليوم ، تفرقوا كلهم وبلحظة أنتهوا ، نطقت هديل بصدمة وعيونها نشفت من كثر مابكت : والله أنها حوبة بِكر محمد !
عضّت شفايفها وبكت بحسرة ، وصال ووداد هربوا على الفجرية وهجوا عن الديرة وقرروا يبتعدون كل البُعد عن أهلهم وذويهم ، صار وقت يعيشون لبعضهم مع طفلهم اللي ببطَن وداد ، وبالأخير انتصرت وداد على أهلها وهي اللي طلعت من هالحرب كسبانه ، كسبت زوج وطفل جاي بالطريق وتركت كل شخص منهم خلفها ولا يمكن ترجع لهم ابدًا ، وبالنسبة للعيال بتال وتسنيم رحلوا مع أمهم صالحة وأبوهم نايف للبعيد ، تسنيم وصلتها ستوريات ظبيه بالسناب وشافت كمية الجمال والشعور بزواج مطلق من حبيبة روحه ، وأدركت إنها مستحيل تُكتب له ، رحلوا بعد الدفن والصلاة على سلوى وخَلت الديار من الحياة ، أنتهى كل شيء أثر الظلم اللي سووه بحَق اسرار وجاهم الرد بأقسى طريقة ..
~ ينبع ، المنتجعات ~
صحت من نومها ومشت تدخل للحمام ، فتحت جوالها بالداخل وهي تفرش أسنانها ، ابتسمت تشوف العزيمة اللي بتحصل ببيت سطّام ونطقت : يعني سويتيها ي زيتونه
أضخم العزايم بتحدث غدًا وبيكون لها تجهيز خاص ، قفلت جوالها ونطقت : حنأجل شهر العسل شويا
طلعت وهي حاطه ماسك على وجهها ومشت تنزل للصالة وابتسمت تشوفه قاعد يلعب مع قطوة الواضح إنها من الشارع ، تقدمت له وقالت : ليش تمسكها ماهي نظيفة ؟
مطلق ألتفت لها وقال : أول مره أقول صباح الخير وأنا متأكد إن وجهك الخير كله
ابتسمت تجلس على فخذه واحتضن خاصرتها ، هش القطوة ومشت تبتعد ، نزل زقارته على الطاولة ونطق : بنطلع نفطر على البحر
اخذت نفس عميق ونطقت : آخ ماتدري قد إيش أحُب الصيف وأحُب البحر
قبّل كتفها بحنّية ونطق : ماتدرين أني أحسد الصيف والبحر
ابتسمت وقالت : تعال نسوي فطورنا
وقفت ومسك كفها وقام معها وقال : مافيه أغراض
ابتسمت له وقالت : عيب عليك م أحجز وأجهز أشياء عبث
تقدم يفتح الثلاجة ويشوف جميع مكونات الفطور والغداء وحتى العشاء موجودة ، ابتسم وقال : الله يسبق بي ياعرب
ابتسمت وقالت بهدوء : أسم الله عليك يا حبيبي
مطلق ابتسم وقال : وش هالرضى بجلس أسمع حبيبي منك طول عمري ؟ بتذبحيني بكل مره تنطقينها أنا في وجه الله أرفق يالغنوج على قلبي
ابتسمت تتقدم وتحاوط رقبته ، عِقد رومانسية لدرجة مُبهرة وإن حَبت وضح على وجهها وتغيير نفسيتها ، هي بعد ليلة مع مطلق أصبحت على نفسية توب التوب ، ابتسمت تثبت خشمها على خشمه وتغمض عيونها برَفق ، ابتسم يرفع راسه ويقبّل جبينها ، ابتسمت تمسك يده وتمشي لداخل المطبخ وبدأوا بتجهيز فطورهم ، أثنين سوا بعيد عن العالم ، هاوين لبعضهم ويطبخون سوا بُكل حُب ، ما كانت السالفة مكونات جديدة لكنهم قدروا يسوون أكل لذيذ جدًا بالحُب ، جلسوا سوا هي تستند على كتفه وهو محتضّنها له ، فطورهم قبالهم على الطاولة ويتابعون بهدوء البحر والموج قدامهم ، خلصت فطورها ومشت تركض على الشاطئ وهي تناظره ، ابتسم ينطق لها : يقول الشاعر يبنت أيمن ‏ماعاد لي في مطارد الصيد حاجة من عقب غزالٍ صادني قبل .. أصيده !
ضحكت تفلّ شعرها وتنطق : صح لسانك ياحبيبي
ابتسم يركض وراها وشهقت تضحك من اندفاعه ، حاوط خصرها وضحك من طاحوا وهي بحضّنه ، ابتسم يقبّل راسها ويستنشق ندى شعرها ، تتأمل ملوحة البحر اللي تلامس رجولها وهو يتأمل حلاتها وعذوبتها ..
~ بين السُحب تحديدًا أعلى سماء نجَد ~
دار بينهم حديث طويل جدًا ورفض قطعي من اسرار تغير مقعدها وتجلس بجانب نهيّان ، كانت متوترة وماهي مستعدة ابدًا لأي حوار بينها وبين أبو سطّام ، زفر سطّام بغضّب ونطق : لا تكسرين بخاطره
اسرار غطت وجهها بيدينها وصرخت صرخة مكتومة ، رفعت راسها له وقالت : لا ي أخوي ما تفهم ؟ لا لا تبيني أترجم !
سطّام : عطيني سبب طيب !
اسرار بحدة وهمس : توتر ومو وقته وبعدين مو كلنا رايحين للرياض ؟ خلاص قفل النقاش اللي مامنه فايده !
سطّام : أجلسي جنبه وسولفي معه مابيصير لك شيء
اسرار كشرت ونطقت : ياربي ياربي وش أسوي فيه
سطّام صدّ عنها يلتفت لأبوه ، هز راسه نهيّان بتفهم ورجع سطّام يلتفت لها وينطق : كسرتي خاطره
اسرار : مالك دخل بيني وبينه
صدّت للشباك وعضّت شفايفها بتوتر ، تخاف جدًا من تعامله معها ، سمعت من ظبيه إنه حنيّن ومابتشعر بجانبه بغربة ، وقالت لها ظبيه إنه يناديها بـ بنتي وهالشيء يأثر سلبيًا على اسرار ، هي ماقبلت أحد يناديها بالمسمى ذا الا حمد جدها ، غيرهم تحسّ بقبضة قلبها وتحسّ إنها بأي لحظة بتنهار ، هي حتى م لقت الجرأة اللي تخليها ترفع عيونها لـ نهيّان ، سكنت من حاوط سطّام كتوفها ونطق بهدوء : معي خلاص
تمسكت فيه وغمضت عيونها لمدة طويلة ، طويلة لأنها وبدون شعور غَفت ، لأنها أعتادت عليه وأنه أصبح أمانها ومستحيل يمسّها شيء يوجعها وهي معه ، فـ صارت تأخذ راحتها معه وتشوفه ملاذ لها وملجأ بكل لحظة تتعب ، هي فعليًا كانت متوترة وميته تعب لأنها م أكلت شيء ، والسبب الرئيسي لـ تعبها حدث بعد الوصل بينها وبين سطّام ، أول مره وأول شعور وأول تجربة خاضتها معه بعدم وجود أي فكرة للوصل عندها ، هو وصَلها وعاشت معه تفاصيل مستحيل تنساها ..
~ بيت سطّام ~
وقفت السيارات وأنفتحت البوابات لهم ، دخلوا للحوش وألتفت لها ونطق : بتنامين ؟
هزت راسها بنعم وقالت : وين بتكون ؟
ابتسم يعضّ شفايفه وينطق : بحضنك وين بكون
صدّت من خجلها تفتح الباب ، نزلوا من السيارات كلهم ووقفت للحظة تتذكر آخر شيء حصل هنا ، ميّلت شفايفها وبكت بدون صوت ، بكت لأنه ماكان فيه داعي تعيش اللي عاشته ، برعب وبعيدة عن شخص بدأت تحبه وتغليه ، ماكان فيه سبب مقنع للي حصل ، المفروض تكون هذيك الليلة مميزة لهم ويقضونها بالمرسم سوا ، لكنها وبدون شعور خرجت من طور الفكرة ومستحيل ترجع تطرحها مره ثانية على سطّام ، لفّت تشوفه واقف مع أخوانه ويناظر لها ، أشرت بأصبعها للأعلى بمعنى ' أنا بصعد ' ، هز راسه بالايجاب ومشت تدخل ، دخلت للصالة وابتسمت خيرية لها ونطقت : ماشاءالله ماشاءالله ماما
ابتسمت اسرار وقالت : كويس غيروها حمدلله
خيرية هزت راسها بنعم وقالت : أنا خيرية حليمة خلاص موجود جبيّل
اسرار : ان شاءالله يكون ذاك اليوم آخر عهدنا فيها
مسكت كتف خيرية ومشت تصعد للأعلى ، دخلت غرفته ونزعت عبايتها تعلقها ، ابتسمت تشوف ملابسها كلها صارت متواجدة بغرفة سطّام ، صح الذوق مايناسبها لكنه يذكرها فيه وتحسّ بالأمان علطول ، لأجل كذا مستحيل تقدم على خطوة تغيير الأثاث ، دخلت للحمام وأخذت دش من جديد لكن هالمره كانت تفكر ، تفكر وهي تبكي بعدد المرات اللي كان سطّام محتاج يبكي فيها ، ماتدري ليه طرى هالموضوع ببالها لكنه دايم بخير ، لاحظت كثرة سجاته عنها وكيف يسرح بعيد ، وعرفت ليه يناديه مطلق بـ الهَاجس ، بهالوقت تتمنى لو يشاركها نقطة من بحر هواجيسه بس هي ماهي مستعجلة وبانتظاره بصدر رحَب بالوقت اللي ينفجر وينهار عندها ، ابتسمت تمسح دموعها وتنطق تحت انفاسها : بإذن الله إنك بخير
طلعت تلبس وجففت شعرها ورطبت جسدها ووجهها بكريماتها الخاصة على التسريحة ، سحبت عطرها وبخت منه كم مره وقفلته ومشت للسرير وهي ميته تعب ، م أكلت ابدًا وقررت تنام علطول ..
~ الحوش ، بيت سطّام ~
هز راسه بالايجاب لكلام أبوه ونطق : يعني العصر وأحنا عند أبو شهد
نهيّان هز راسه بنعم وكمل وهو يقول : بس لا تنسون البشوت نبي نهدي الرجال..
شهق هذام ونطق برعب : لا الله يكثر خيركم لا
نهيّان توسعت عيونه وقال : وجع علامك ؟
هذام : الرجال طامع بخيرك ي أبو سلطان والبنت بنفسها تقول لا تجيبون الا الشبكه الرجال ماهو أبوها
نهيّان : كيف ؟؟
هذام : رجل أمها ويبي يفتك من البنت بأي طريقه لكن إن عطينا وفتحنا علينا باب ماله داعي مستحيل يتركنا ولا هو موضوع سلوم وعادات جعلني فداكم الموضوع خطبه وملكة وفيه شبكه وانتهينا !
سلمان : صادق والله أجل متى بنروح ؟ وبتسوي حفل
نهيّان هز راسه بالايجاب وقال : طبعًا بنسوي لكن بيننا وبين أهل العروس بس
هذام : أحسن ماجاء
سلطان ابتسم وقال : أجل بصعد أنام لي كم ساعة وإذا جيتوا بتمشون عطوني رنه
سطّام مسك كتفه ونطق : معك والله
نهيّان : كلنا بنريح
هذام ابتسم وقال : يالله
دخلوا كلهم للبيت ورفع هذام جواله ، تأكد من وجودها بالرياض ببيت خوالها ووجود كمال وأمها معها ، وقالت له : تعال أخطبني من بيت خوالي
وعلطول نقل الخبر لأبوه وصار موعدهم العصر ، انسدح بالصالة مع أبوه وناموا علطول بتعب ..
~ غرفة سلطان ~
دخل وقفل الباب وراه ، قامت توقف له ونطقت : طولتوا تحت عسى ما شر ؟
سلطان ابتسم وقال : أبد خير خير بنخطب ونملك لهذام
توسعت عيونها بصدمة وقالت : وش السالفة كلكم تزوجتوا السنة ذي ؟؟
ابتسم يسحبها لحضّنه ونطق بهدوء : وش المقصد من كلامك ؟ كأن ماودك فيني
ظبيه رفعت ذراعها تحاوطه وتنطق : ماله دخل يالشكاك
قبّل عنقها بلهفة وسكنت بحضّنه ، سحبها ينسدح معها ونطقت بهمس : ماودي أنام
سلطان : براحتك بس أنا ودي أنام بحضنك
غلغلت أصابعها بشعره ونطقت : بالود والرحب دايم
ابتسم يقبّل ترقوتها ويغمض عيونه ، دافن وجهه بنحرها ونايم وسرعان ماتبعته من فرط تعبها باليومين اللي فاتت ..
~ غرفة سطّام ~
دخل للغرفة وقفل الباب وراه ، مشى ينزع ثوبه ويعلقه ويبدل للشورت المعتاد وبدون قميص ، ألتفت يشوفها بسريره نايمة ، تقدم ومن قرب توسعت عيونه من ريحتها اللي وصلت أعماق نخاعه ، عضّ شفايفه ونطق : ‏يغلبني الشوق وأنا من قريب شفتك وأجيك متلهف ويغلبني هوى عطرك !
دخل يسحبها لحضّنه ويثبت دقنه على كتفها ، يقبّله تاره وتاره ثانيه يستنشقه ، وصل أقصى شعوره لها ، هو أصعب من الصعب لكنها بعيون وعطر قدرت تجيب أقصاه ، صار يدري بوجودها من ريح عطرها ، لكنه م أفصح عن مدى هلاكه ماوده ينثر أوراقه كلها علطول ويحكي لها أنه ميتٍ على ريحة عطرها ، ابتسم بوسع ثغره لأنه من كثر ماشّدها له صار عطرها يفوح من صدره ، ضحك بخفه وقال بهمس : ‏متى شمسك علينا تشرق ؟ متى تجي الليلة وأقضيها مع عطرك الكادي سرقتي القلب من علمك تسرق ؟ يا أبو مبسم كما الجمر وقادي !
كان يقصد بهالآبيات متى تصحى من نومها ، هو حتى بنومها يشتاق لها ، يسأل متى يجي الليل ويقضيه معها ، يدري محد سكن ضلوعه غيرها وسألها من علمها السرقه وبآخر آبياته نطقها لهلاكه وعذابه ، مبسمها اللي مهما ارتوى منه بيظل ظامي ، غمض عيونه يستسلم للنوم وهي بأحضانه آخر شيء شافه خدها والشامة تحّليه وآخر شيء استنشقه ريحة عطرها الذباحه ..
~ قبل المغرب ، بيت سطّام ~
صحوا متأخر عن الموعد أثر نومهم العميق ، الكل فيهم مشغول بنفسه الا سطّام اللي كان مشغول مع هذام ويشخصه ويضبط ثوبه ونسفة شماغه ، مشى نهيّان يعجل بخطواته ونطق : بناتي بيجون ؟
سلطان هز راسه بنفي ونطق : لا يا أبوي بيجلسون يحضرون لشهد إذا جات معنا
سطّام : طيب مشينا ؟
هز راسه نهيّان وطلعوا كلهم لبيت خوال شهد ..
~ بغرفة سطّام ~
كانت واقفة ومصدومة من اللي حصل فيها قبل دقايق ، وجنتيها تشّع وتضيء المكان من شَدة خجلها ، عضّت شفايفها لثواني ونطقت : بزر !
مشت تضبط القلوس من جديد وتتعطر تخفي توترها وتحط حسرتها بعطرها ..
..
صحت من نومها ومشت للحمام ، غسلت وجهها وتوضأت وأنتهت من روتينها ومشت تطلع ، سمعت الضجيج فالطوابق السُفلية واتصلت على خيرية تحضر لها سندوتش بالجُبن ، وفعلاً ما أخذت دقايق الا والأكل قدامها وبدأت تأكل بهدوء وتشبع معدتها وتستعيد طاقتها ، فتحن اللابتوب وبدأت تمرر أناملها وبحثت عن إيميل النيابة ، بدأت ترفع ملفها من جديد وسحبت الاستقالة وتحدثت عن جميع الأسباب وإنها كانت تحت التهديد ، أنتهت من الإيميل ورفعته ، أغلقت اللابتوب ولفّت من دخل سطّام للغرفة ، صدّت عنه وشربت كأس المويه كامل ومسحت شفايفها وقامت توقف ، ألتفت من أستوعب أنها صاحية ونطق : هلا يبعد أهلي صحيتي ؟
تقدمت له ومسحت كُم ثوبه أثر بقعة صغيرة من الرماد ، نطقت بهدوء : تبخرت ؟
هز راسه بالايجاب وقال : أكلتي ؟
هزت راسها بنعم وقالت : وين بتروح ؟
أنشغل بثوبه ومارد عليها ، تقدمت تمسك فرشاة شعرها وحررت جديلتها الطويلة ، بدأت تمشطه وتهذب تشابكات حصلت فيه ، ابتسم يشوفها قدامه ونطق : طالعين نملك لهذام وشوفي انفال وظبيه موجودين إذا بتمليّن
ضحكت بسخرية وقالت : أمّل ؟ بالعكس أعشق البيت إذا خلى من الرجال
سحبت عطرها المنشود ، هي بدلت ثيابها لفستان ناعم باللون الأحمر القاتم بس هو ما لاحظ من أنشغال باله بسالفة هذام ، توسعت عيونه من وصلته ريحة عطرها وألتفت يشوفها قدامه نزل نظراته لفستانها ونطق : مافهمنا ودك نكنسل الروحه لإنك ماتتفوتين !
أنتهت من القلوس على شفايفها ولفّت له وسرعان ماتقدم يقبّلها بشغف وجنون ، وبكل نسمه تشيّل عطرها زاد جنونه فيها وبتقبّيلها ، ارتمت على سريره وانحنى لها يقبّل ثغرها لفّت تصدّ من أستوعبت وثبت خشمه على خدها ، ابتسم يقبّل شامتها ونزل لعنقها ومن هنا كان هلاكه ، كانت ريحتها تملأ المكان ولا قدر يوقف ويمنع نفسه ، مسكت رقبته بيدينها ونطقت : بِكر نهيّان أبعد !!
رفع نفسه وهي مازالت ماسكه رقبته وتقدم يقرب لها ، رفعت نفسها تجلس وخشمها يلامس طرف خشمه ، أنفاسه تضرب وجهها وهي بتعديلها لجلستها أصبحت أقرب له من روح ، مدّت يدها على صدره تبعده يوقف ووقفت ، تشوف المسافة اللي مشوها من التسريحة للسرير ، ابتسم يقبّل راسها ويمشي يطلع من الغرفة لأبوه ولأخوانه ..
~ ينبع ، المنتجعات ~
قفلت الجوال ومشت له ، ابتسم يفتح حضّنه لها ونطق : يمرحبا وقربة الدار يبنت أيمن
حضّنته وحاوطها بكل شعوره ، يتجدد حُبهم بكل ثانية وبكل لحظة ، ابتسمت وقالت : متى حنروح للرياض ؟
مطلق : الليلة لأن بكره الظهر غداء سطّام لي جعله يسلم
هزت راسها وقالت : نطلع نتمشى ؟
مطلق ابتسم يقبّل جبينها وينطق : وين ووش خاطرك فيه ؟
ضحكت له وقالت : نتسوق سوا أبى أشتري لك أطقم
مطلق عضّ شفايفه ونطق : عقب الشنطة اللي شفتها ؟ هي خربانه خربانه مشينا
قامت توقف وقام وراها ، مشت وقالت : مطلق حتأخد لك جوال جديد تمام ؟
ضحك يمشي للخارج وركب الشاص ينتظرها ، طلعت بعبايتها الفوشي ووقف يطالعها ونطق بهدوء : ماتحب الغيره خلها خلها
ركبت ولفّت له وقالت : أشبك كنت تهمس ؟
مطلق : العوض فالجنة
قطّبت حواجبها ونطقت : امانه قول
مطلق : إذا قلت بتبدلين عبايتك ؟
هزت راسها بنفي وقالت : لا مو عاجبتك ؟
مطلق : ماعليك من رأيي مشينا
سكنت بجانبه لثواني ، ماودها تتعمق بالموضوع تدري إنه غيور بس مابتسمح له يأثر عليها ، يا يتقبلها بشخصيتها ذي ولا مايستحقها برأيها ، وبالنسبة لمطلق فعليًا بدأ يقنع نفسه وإنها من ولدت وهي تسوي اللي تبيه ماعمره أنقالها لا ولا سمعت رفض بحياتها وهو مستحيل يكون أول شخص يكسر بخاطرها ويحزنها ..
~ بيت خوال شهد ~
دخلوا كلهم وشافوا صفّ خوالها لهم ومن بينهم كان كمال موجود ، سلموا وبعد السلام توجهوا للداخل ، بحكم إن عندهم علم كان الشيخ موجود وبس ينتظر أهل العريس يوصلون ، دخلوا للمجلس ونطق نهيّان بهدوء : الله لا يهينكم ويكثر خيركم ومثل ماجاكم العلم سلامتكم وطالبين يد بنتكم شهد لولدنا هذام
ابتسم كمال ونطق : الله يكتب لهم الخير والنصيب بإذن الله بينهم
ابتسم هذام من نطق الشيخ : وين العريس ؟
تقدم يجلس على يمينه وكمال على شماله بحكم إنه ولي أمرها والشهود نهيّان وأحد خوالها ، بدأت المراسم مثل أي عقد قرآن ونطق هذام : أقبل بإبنتك زوجة لي
صفقوا الحضور من وقع هذام وحصل كل شيء بسرعة ، قاموا يسلمون على بعض ومن توصيات كمال لهذام على شهد ورد هذام بالإيجاب وابتساماته لهم ، نطق أصغر خوالها : بنتنا فالحوش الداخلي
نهيّان ابتسم يوقف ونطق : بنأخذها معنا أكيد عندكم علم
نطقوا بمختلف الردود الإيجابية ومشى هذام يدخل للحوش الداخلي ، ابتسم يرفع بشته من العشب وشافها جالسه بفستان أسود غير عن عوايد كل عروس ، ضحك وقال : فعلاً فارقه
ابتسمت توقف وقالت : الله يرفع قدرك يالمغرور
ابتسم يسلم عليها ويحتضّنها ، حاوطت كتفه بيد وحده وربتت عليه بهدوء وسحبت نفسها ترجع للخلف ، جلس وجلست بجانبه ونطق : أول شيء مبروك لنا والله يكتب اللي فيه الخير لنا بخاطرك شيء غير المهر ؟
هزت راسها بنفي وقالت : لا
سحب الدبل من جيبه ونطق : أنا أبوي لبسني دبلتي وقالي ألبسك
هزت راسها بهدوء وقالت : مايهم عطني ألبس
سكن لثواني يدري إنها وافقت بدون شعور وتفكير ، والأكيد إنها بالأيام اللي مضت بعد الحادثة فالمطعم أشغلت نفسها بالتفكير وخنقت نفسها بالموضوع لأجل كذا هي معادية حاليًا ، مدّ لها الدبلة ولبستها فوق القفاز المخملي الخاص بطقمها ، عضّت شفايفها لثواني ونطقت : وين بنروح ؟
هذام : لبيت أهلي
هزت راسها ووقفت تنطق : بجيب أغراضي
هذام : مايحتاج خوالك ماقصروا طلعوها
شهد ببرود نطقت : شناطي وملابسي يالمغرور
مشت تطلع من عنده وزفر بهدوء ، نزل بشته من حسّ بحرارته ترتفع أثر غضبّه ، حاوط بشته بذراعه ومشى يطلع لأهله ركبوا السيارات وفي غضون ماكان مع شهد داخل جاء صادق بالسيارة الصغيرة لهذام وحَرمه ، طلعت ومشى يفتح لها الباب ، وقفت قدامه وقالت : ماله داعي أقدر أفك لنفسي
ابتسم بهدوء وركبت ومشى يركب وتوجهوا لبيت سطّام ..
~ بيت سطّام ، الصالة ~
نزلت وابتسمت من شافت البنات وقالت : وش مسويين
ظبيه : كويس نزلتي !
ضحكت انفال وقالت : شوفة عيونك أرضع الصغير ذا
ابتسمت تجلس وقالت : أمانه صغير مره ! عطيني ياه
انفال ضحكت بخبث ونطقت : شدعوة مستعجلة بيجيك نصيبك قريب
توسعت عيونها بصدمة وقالت : لا ان شاءالله !
ضحكوا البنات عليها ومشت خيرية تنزل كاسة شاهي وفنجال لأسرار في حال بغت تتقهوى ، ابتسمت ظبيه وقالت : محد بيقول لا للضنى صاحية ذي ؟
اسرار رفعت حاجبها وقالت : جيبي لنا نونو طيب !
توسعت عيون ظبيه بصدمة وقالت : لا !
ضحكت انفال بصوت عالي وقالت : الله يقطع أشكالكم يبنات !! صدقوني قلت لا قبلكم وبأول شهر زواج حملت وجبت رواف
اسرار ابتسمت وقالت : كويس لي حوالي أربع أشهر متزوجه ومافيه شيء ولا بيصير حتى
ظبيه لعبت بشعرها وقالت : تحسست أنا بالشهر الأول
ضحكت انفال بسخرية وقالت : طيب ي أم الأربع أشهر ماحصل وصَل ؟
لفّت لها بصدمة وقالت : وشتبين ؟ أمور بيني وبين زوجي
ألتفت من دق الجرس وقامت ظبيه تشوف ، صادق برا والعيال كلهم برا مافيه أحد يفتح الباب ، تقدمت تشوف الكاميرات ونطقت : اسرار أمك وأخوانك
فزّت بفرحة تركض لهم ، ضحكت ظبيه وقالت : الله يجعلني فدا لفرحتها !
وقفت انفال تحط رواف بسريره وقالت : كويس فيه قهوة وشاهي وحلى وموالح
ظبيه : توو جلسنا اصلاً م بيمدي نخلص شيء
تقدمت انفال ووقفت بجانب ظبيه ، طلعت تركض ووصلت للباب وفتحته ووقفت وراه تنطق : تفضلوا يالله حييّهم
دخلت ريم ونطقت : بسم الله ماشاءالله يالبيت
دخلوا خواتها وأيار معهم ومشت تسلم على أمها ، ابتسمت وقالت : دحومي الصغير جاء يسلم على خالته !
أنهار نطقت بغضّب : اصلاً زعلانه منك رحتي وماشفتيه
ابتسمت وقالت : حقك على الرسام
ريم ابتسمت لها من نطقت وقالت : صح هوا فين ؟
اسرار : برا مع الأسف بس جايين
أزهار وأبرار تقدموا يسلمون وسلم أيار ونطق : أنا ماشي اذا بترجعو للبيت أتصلوا فيني
هزت راسها ريم ومشى يطلع ، زفرت بهدوء ونطقت : ليته جلس
ريم : مو لازم مشينا
ابتسمت تدخلهم للصالة وابتسمت ظبيه تنطق : يامرحبا بأهل بنتنا وأهلنا
ابتسمت ريم وقالت : أهلين
سلموا على ظبيه وانفال ومشوا يحطون عباياتهم ويجلسون فالصالة ، تقدمت انفال من شافت ظبيه وبيدها عبدالرحمن ونطقت : يناسو كم عمره ذا ؟
ابتسمت أنهار وقالت : لسى مادخل أسبوع
ضحكت ظبيه بصدمة وقالت : مادخل ؟؟ ولد !
أنهار توسعت عيونها وضحكت تنطق : ايوه !!
انفال شالته بين يدينها ونطقت : واضح مره اصلاً
لفّت انفال من سمعت صوت السيارات ، ابتسمت وقالت : أكيد العيال وصلوا
ريم ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : جيبوا لي سطّام
ابتسمت اسرار وقالت : يجيك طرق على خشمه !
ضحكوا البنات ونطقت انفال : اسرار ما بيدخلون ترا قلت لسلمان
اسرار : بكلمه يجي يسلم على أمي
أزهار ابتسمت وقالت : ماما بالله عليكي صوريه
ضحكت اسرار بصدمة وقالت : لا يحبيبيي ! حشّمي وجودي طيب
أبرار ضحكت وقالت : أشبك أزهار البنت تغار على زوجها
مشت اسرار تتصل على سطّام ، ثواني ووصلها صوته وهو يقول : عيوني ؟
ابتسمت وقالت : أمي تبي تشوفك
سطّام رفع حاجبة وقال : وأبوي يبي يشوفك !
ضحكت بخفه وقالت : تعال أنت وياه
سطّام لفّ لأبوه ونطق : أبو سلطان تعال
مشى نهيّان معه ودخلوا مع باب الرجال ، مشوا وطلعت اسرار ومعها ريم لابسه عبايتها وحجابها فقط ، ابتسم نهيّان وقال : ارحبي يادنيا البِكر ونهيّان
ابتسمت اسرار وقالت : البقى ياعمي
حاوطها بكل حب وحنيّة ونطق : أبوي أبوي مابي أسمع عمي
حاوطته وقالت : أبشر باللي تبيه
ريم ابتسمت وقالت : أشبك خجول ؟
توسعت عيونه بصدمة وقال : حجازيه !
ضحكت ريم وتقدمت تسلم على سطّام ، باس كتفها ونطق : العيون ورثتها من صوبك ؟
ريم ضحكت وقالت : لا من أبوها
ابتسم سطّام ونطق : الله يحلله ويبيح منه عز الله ماسوا فيني خير
ضحكت اسرار وضحك نهيّان معها ، ابتسم نهيّان وقال : الحمدلله على السلامة ي أم اسرار
ابتسمت ريم وقالت : ريم يكفيني ولا تهون بنتي
ابتسمت اسرار وهزت راسها لأمها ، ابتسم نهيّان وهو محتضّن كتف اسرار ونطق : ولا ألوم سطّام يوم ما أشوفه فاليوم أحد عنده اسرار ويخليها ؟
ريم : وسطّام ماشاءالله جنتل مره !
سطّام ابتسم وقال : الله يرفع قدرك
اسرار ابتسمت لنهيّان وقالت : تسمح لي ي أبوي
نهيّان قبّل عينها ونطق : ماودي أبعد لكن أسمح
ضحكت تبعد عنه ومشت هي وأمها ، مشى سطّام ورفع حاجبة ينطق : ايوه ؟ أشوف عيونك زايغه ي أبو سلطان
ضربه نهيّان بالعصا ونطق : مدري أشوف البنت ولا أمها عز الله إنه أنت اللي ماسويت فينا خير !
ضحك سطّام بصدمة وقال : ولا تفكر !
نهيّان : ليه وش ينقصني ؟
سطّام : مضاوي مابترضى
نهيّان ابتسم وقال : مضاوي طارت ولا عاد لها رجعة
لفّ سطّام له بصدمة ونطق : وشلون !!
نهيّان : سالفة أحتفظ بها لنفسي لكن راحت الله يستر عليها
سطّام : وعيالك ؟
نهيّان زفر بقرف ونطق : ماهم عيالي الله حسيبها
تقدموا يدخلون للمجلس ونطق سطّام : مستحيل ي أبوي !
سلمان رفع نفسه وقال : وش المستحيل ؟
نهيّان : هذام ماجاء ؟
سلطان : كلمته وقالي رايح يجيب عشاء لها
نهيّان جلس وقال : خله يدلعها تستاهل الدلع شهوده
ابتسم سطّام وقال : طيب يالغالي كمل
سلمان بفضول نطق : وش السالفة !
نهيّان : مازن
سلمان تغيرت ملامح وجهه ونطق : ياوجع
سطّام : ياهوو تكلموا !
سلطان : مازن السكرتير حقك ي أبوي ؟
نهيّان هز راسه بالايجاب وقال : طلعوا على علاقة وورد وإلياس من الزفت مازن وعلى فكرة من أول وأنا أدري بس كنت ساكت
سطّام مسح شنبه ونطق : أعوذ بالله من غضب الله !
سلطان نطق بصدمة : لا حول ولا قوة الا بالله !!
سلمان : يعيال بجيح بجيح !!
سطّام نطق بحدة : بعد ذا كله وقح وواطي مع الناس ومع ربه !!
نهيّان : خلاص لا نعطيه حسنات
سلطان ضحك وقال : حتى الحسنات حرام فيه
كملوا سوالف ونهيّان ساج بعيد عنهم بالريم اللي شافه وسلب منه كل حواسه ..
~ بأحد المطاعم ~
دخل للغرفة وقفل الباب وراه وجلس قبالها ونطق : شهد
رفعت عيونها له وقالت : سمّ ؟
هذام عضّ شفايفه بضيق ونطق : طالبه مؤخر ؟ عسى م شر خاطرك وشفيه !
شهد : لا تضغط علي أكيد مانتم ناوين أطول عندكم مثل م أنا ناويه أبعد علطول
هذام : صاحية تبيني أطلقك ؟!
شهد : أسمع بنمشي السالفة ذي كلها شهر وبعدها بنقول ماتوفقنا بالاختيار وانفصلنا سهلة
هذام مسك فكها يلفّ وجهه لها ونطق : أنا حبيتك طيب وجيتك من أقصاي ومعي أهلي وآخرتها كذا ؟
شهد زفرت بغضّب وقالت : لأني عرفت عنك شيء ومن بعدها ماعاد قدرت أتقبلك
هذام : أجل تخسين تروحين وأنتي ماصححتي السمعة الغلط عندي !
شهد نطقت بغضّب : أدري إنك تحب صمود ! وسمعت أخوك يقول أسمها وقت جيت تخطبني !!
هذام : سمعتي الأسم ولا دريتي عن السالفة وحكمتي ! برافو
شهد : وش باقي أسمع !!
هذام : سلمان قاله يتطنز لأنه مايحب صمود وبعدين وش جاب الثرى للثريا ؟ شايفه الفرق بينكم كيف ولو أنا ي هذام..
قاطعته وقالت : ايوه يالمغرور ؟
هذام نطق بجدية : مغرور ايه نعم حتى بأختياراتي مغرور ولا أرضى بالسهل والرخيص الله يستر على البنت بس ماودي أكثر هرج ، ولو ماشفت بينكم فرق كان أخذتها وهي قبالي سنتين قدام !
سكتت لثواني ونطقت : هي راسلتني بالأدلة والاعترافات اللي حصلت بينك وبينها
هذام ضحك بسخرية وقال : حلو تشويه سمعة ؟ تنقلع برا مطعمي واصلاً مامعي ولا رقم من موظفيني يكلموني عن طريق صارم ولد عمي اقتنعتي الحين ؟

هذام نطق بجدية : مغرور ايه نعم حتى بأختياراتي مغرور ولا أرضى بالسهل والرخيص الله يستر على البنت بس ماودي أكثر هرج ، ولو ماشفت بينكم فرق كان أخذتها وهي قبالي سنتين قدام !
سكتت لثواني ونطقت : هي راسلتني بالأدلة والاعترافات اللي حصلت بينك وبينها
هذام ضحك بسخرية وقال : حلو تشويه سمعة ؟ تنقلع برا مطعمي واصلاً مامعي ولا رقم من موظفيني يكلموني عن طريق صارم ولد عمي اقتنعتي الحين ؟
..
صحى من هواجيسه من ضربت كفه ونطقت : الباب يدق
وقف يمشي وأخذ الطلب ، رجع يدخل وهو كابح ضحكته مايدري وش هالسيناريو اللي دار برأسه ، جلس وألتفت لها ونطق : المهر وصلك ؟
شهد هزت راسها بالايجاب وقالت : سولف لي عنك ودي أعرفك أكثر
هذام ابتسم وقال : تمام وش تبين تعرفين
شهد : شفتك المره الثانية ببادل تحبه ؟
هذام هز راسه بالايجاب وقال : أعشقه
شهد ابتسمت وقالت : حلو بتحداك واجد
هذام : موافقين
شهد هزت راسها وبدأت تأكل ، كانت جلستهم خفيفة وأكتشف هذام إنها وقت تتوتر تكون عدوانية ، لكن ماحصل شيء وبالواقع كانت شهد تحاول تتأقلم عليه وتتعرف عليه ، ضحك بخفه ونطق بهمس : أنتقلت عدوى سطّام لي ؟
رفعت عيونها وقالت : شنو ؟
هذام : سلامتك يالعسل ودك نروح لبيت أهلي ؟
شهد : ايه حرام بحقهم والتجهيز
هذام ابتسم يوقف معها ونطق : مشينا
عدلت نقابها وتمسكت بذراعه ، ابتسم ينزلها ويتمسك بكفها ، عضّت شفايفها لثواني ومشت معه ، طلعوا من المطعم لبيت سطّام بعد ما حسّت شهد بالأريحية مع هذام وتقدر تواجه أهله ..
~ ينبع ، أحد المحلات ~
زفرت بغضّب ومشت له توريه الأطقم ونطقت : هيا أرفض
مطلق مسك راسه بصدمة ونطق : يالغنوج وافقنا على الطقم بس ماتجيبين لي وردي !!
عِقد : هذا لايت بينك يعني يناسبك !
مطلق : والله ما أشله صاحية أنتي
عِقد نزلت الطقم الوردي وأخذت الأصفر ونطقت : وهدا ؟
مطلق : أشجع الهلال
خزّته ورمت الطقمين وسحبت طقم سماوي ونطقت : طيب ؟
مطلق : مافيه غامق ؟
عِقد زفرت بغضّب وقالت : مطلق اش الذوق الصعب دا !! وبعدين أنا أبى ألوان صيفية ! الغامق شتوي
مطلق ابتسم وقال : ماتشوفيني أخترتك وبعدين أنا أحب الشتاء والغامق
عِقد استغفرت ومشت واختارت بعض الأطقم السوداء والغامقة ، عضّ شفايفه ونطق : وش لكم مع الثياب والقمصان ؟
عِقد صرخت بغضّب وقالت : حقتلك !!!
مطلق سحبها لحضّنه وهو يضحك وقال : تكفين صوتك !
عِقد دفعته عنها وقالت : عمى مليق وذوقك خايس !!
مطلق : نطلع طيب ؟
عِقد : ما حنأخد لك حاجه ؟؟
مطلق : الأسود زين هاتيه
عِقد : غيره ؟
مطلق : عطيني على ذوقك أجل
عِقد ابتسمت وقالت : حجيب البينك
مطلق : لنا الله
ضحكت وتقدمت تقبّل خده ، مشت للكاشير ودفع مطلق وطلعوا ، شاف الساعة بمعصمه ونطق : مشينا للمطار
عِقد : ايوه نسيت منو تصدق !
مطلق : معليه ماتأخرنا اساسًا
طلعوا من الأسواق واتجهوا للمطار ، وصلوا ونزل مطلق ونطق : بنت أيمن
ألتفتت له وقالت : ايوه يحبيبي ؟
مطلق ابتسم وقال : لبى روحك وش نسوي بالأكحل ؟
عِقد : إتصل على أحد تعرفو يجي ياخده
مطلق : خلاص أمشي بتصرف
عِقد : أعرف الكلمة دي قصدك تروح سيارة وأنا أسافر لوحدي ؟؟
مطلق ابتسم وقال : أعقب أمشي
مشت معه واحتضن كتفها يقربها له ، دخلوا للمطار على النداء الأول ومشوا يصعدون على متن الطيارة ، عضّ شفايفه ونطق : يالله إنك تخارجنا هذا وش !
ابتسمت بفشلة ونطقت : مطلق أسكت
جلست وجلس بجانبها ، ربطت حزامها ونطقت : أربط حزامك
مطلق برعب يسكن نبرته نطق : تكفين بنزل
عِقد توسعت عيونها وقالت : لا تستهبل ؟؟
مطلق : والله مقدر والله..
قاطعته ومسكت كفه ونطقت : حبيبي أشبك ؟ خلاص أنا جنبك !
شّد على كفها وغمض عيونه ، ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : اخيرًا شفت دلعك
عضّ شفايفه ونطق بهدوء : يعقب الدلع أرفعي علومك !
ضحكت وقالت : فتح لسى بدري على الإقلاع
فتح عيونه وألتفت لها ، ابتسمت وقالت : وتقولي خوافه ؟؟
مطلق رفع حاجبة وقال : فكينا يالغنوجه أول مره أركبها وآخر مره !
ضحكت بسخرية وقالت : عادي أصورك ؟
مطلق بغضّب نطق : بكسره على رأسك
تحركت الطيارة وشهق مطلق يشّد على يدها ، توسعت عيونها بألم ونطقت : مطلق يدي يدي..
توسعت عيونها على مصرعيها من فكّ حزامه ودفن وجهه بحضّنها ، حاوطت راسه بهدوء وقالت : اهدأ أشبك !
سكن بحضّنها لحّد ماتوسطت الطايرة السماء ، رفع راسه من حسّ بالثبات ونطق : أمسحيها بوجهي
عِقد ابتسمت وقبّلت خشمه وقالت : حبيبي أنت ماحصل شيء وحضني لك بأي وقت
مطلق ابتسم وقال : جعل يومي قبل يومك
عِقد اخذت نفس وقالت : لا تقولها م أحُبَها
ميّلت براسها على كتفه وابتسم ، ماسك كفها أثر خوفه من الطايرة وهي منحنيه على كتفه ..
~ بيت سطّام ~
غادروا الكل وطلعوا البنات للحوش ، شّدت جلالها عليها ونطقت : بيبو وجع وخري
ظبيه وهي تحت نفس الجلال : انطمي
ضحكت انفال وقالت : بنات وشفيكم ؟ خلاص مافيه أحد
اسرار : وشرايك أطلع قدام أخوانه ويذبحني ؟
ظبيه رفعت حاجبها وقالت : مدري عنها !
جلسوا قدام المسبح ونطقت انفال وهي تضبط حجابها : شفتوا مافي أحد !
نزلت اسرار الجلال من على شعرها وبقى على كتفها ، عكس ظبيه اللي مازالت حاضّنه اسرار ومغطيه راسها ، انفتحت البوابة وشهقت اسرار تنطق : صادق النكبه !!
ضحكت انفال ودخلت سيارة هذام ، شهقت ظبيه بصدمة وقالت : يويلي ويلاه قومي قومي !!
قامت ظبيه توقف وأنسحب الجلال من اسرار ، صرخت بصدمة وصرخت ظبيه وركضت ، طاحت انفال على اسرار تضحك وتغطيها ، مشت شهد لهم وقالت : سلام..
سكتت تشوفهم وقالت : بسم الله وش تسوون ؟؟
شهقت انفال من نزلت دموعها من فرط الضحك وقالت : تعالي ساعديني
مشت شهد ووقفت اسرار بينهم ومشوا معها ، ابتسمت اسرار وقالت : أعذرينا على الاستقبال ذا
ضحكت شهد وقالت : شدعوة عادي
دخلوا للصالة وسحبت اسرار السليبر حقها ورمته على ظبيه اللي فاطسه ضحك ، نطقت بغضّب : بقره أنتي !! وش البجاحه ذي تأخذين جلالي وتهجين ؟؟
ضحكت ظبيه بصوت عالي وقالت : تكفييين خلاص بطني !!
رفعت حاجبها وقالت : مغص ان شاءالله
خزّتها وألتفتت لشهد اللي نطقت : أنتي أكيد اسرار
اسرار : ايه صح عليك شهد
شهد : والعسل اللي تضحك هي ظبيه وانفال اللي عند المغسلة ؟
اسرار : شاطره ماشاءالله مين وصف لك أشكالنا ؟
شهد : صدقي ولا لا مجرد تخمين
اسرار ابتسمت وقالت : طيب خمني مين بتحمل أول أنا ولا ظبيه ؟
ظبيه سكتت فجأة ونطقت : يختي وش عليك متى بحمل ؟
اسرار : انكتمي
ضحكت شهد وقالت : عسولات يابنات
ابتسمت اسرار وقالت : عمري أنتي
تقدمت ظبيه تسلم مصافحة وتجلس ، جلست انفال ونطقت شهد : اسرار ظبيه بتحمل قبلك
ضحكت اسرار وقالت : تحاول تواسيني
ضحكت ظبيه وانفال تبتسم ، ابتسمت شهد وقالت : والله مو عن بس فعلاً هذا إحساس
ظبيه : أحسن صراحة تخيلوا يجي زواجهم وهي حامل !
شهد رفعت عيونها لظبيه ونطقت : لسى ماسووا زواج ؟
ظبيه : لا يعمري عليهم
شهد نطقت بفرحة : كويس بحضر !
ضحكت اسرار وقالت : الكل فرحوا أننا لسى ماسوينا عشان يحضرون شسالفة ؟
التفتوا من أرتفع صوت سطّام وهو يقول : بِكر محمد بطلع لغرفتي
رفعت جوالها تشوف إتصالات فائته منه ، عضّت شفايفها وقامت له وقالت : تعال بس لا تشوف
رفع طرف شماغه يحطه قدامه ومشى ، مسك يدها وسحبها معه ، زفرت بملل وقالت : وش عندك ؟
سطّام : بنام ولازم تنامين معي تعرفين لأجلك
اسرار : مافهمت شلون لأجلي ؟
سطّام : مثل ماتدرين ورانا شغل وكرف بكره وضروري تنامين بدري
اسرار ابتسمت وقالت : بس الساعة لسى تسعة ! حشى دجاج
ضحك بخفه وقال : والله ماتروحين تعالي
اسرار : مابروح الله يشغل العدو
دخلوا غرفتهم وقفل الباب وراه وسحب المفتاح ، ضحكت بصدمة وقالت : ماتثق ؟
سطّام : لا
ضحك يمشي من ضربته ونطقت : متى بنسوي زواجنا ؟
سطّام ابتسم وقال : ايه يشيخ هذي المواضيع اللي أسهر عشانها !
جلست على الكنبه وهو قبالها ، ابتسم لها ونطق : متى ودك ؟
اسرار ابتسمت وقالت : ليلة خمسطعش
سطّام : الشهر ذا ؟
اسرار غمزت له وقالت : ايه عندك شيء ؟
ضحك يقوم لها ، سحبها لحضّنه وضحكت تضّمه ، قبّل شعرها وقال : بعد خمس ليالي
اسرار : زهب عمرك ياعريس
سطّام ابتسم وقال : جاهزين بس ننتظرك
اسرار : يالله عطني المفتاح بروح أتعرف على شهد وأجيك
سطّام مدّ المفتاح لها ونطق : شغلي التكييف وقفلي الباب ولا تطولين
اسرار ابتسمت وقالت : أمرك يالرسام
ابتسم يقوم للسرير من طلعت من عنده ورمى نفسه على سريره ونام علطول ..
~ امام بيت مطلق ~
نزلوا من التاكسي وهو متكسرين تعب ، أرسل لسطّام أنهم وصلوا وبيكونون حاضرين بكره ، مشت للباب ووصل لعندها بالشناط لأجل يفتحه ، مسّك ذراعها ونطق : أدخلي برجلك اليمين
ابتسمت ومشت تدخل للحوش ونطق مطلق : توو مانور بيتك يانور البيت !
شّدت على كفه ونطقت : أحُبَك
عضّ شفايفه ونطق : الا ذي
ضحكت تدخل ، فتح الباب لها ودخلوا وشهقت تنطق : للحين م أثثت ؟
مطلق : أعقب وأنتي باقي ماجيتي بكره نطلع نجهزه
عِقد : ايوه ضروري عشان لما يتزوج سطّام نعزمو
ضحك وقال : يحظك يالهَاجس دام بنت أيمن ودها بالعزمي عشانك
عِقد : عشان زيتونه مو هو !
ضحك يمشي ودخلوا والبيت كله نايم ، طلعوا للغرفة ودخلت تنطق بصدمة : مطلق ياشاطر فين تبغى ننام ؟
مطلق دخل الجلسة اللي بوسط الغرفة ، مشت وراه تشوف مرتبه على الأرض وبمفرش أبيض ، زفرت بهدوء وقالت : اشوا
ابتسم ينزل ثوبه ويفتح شناطهم ، طلعت لها ملابس وهو سوا المثل ، سحب شورت ونطق : جاز لي النوم فيه
ابتسمت وقالت : أحسب سطّام موصيك
رفع راسه لها ونطق بصدمة : وشدخل سطّام ؟
عِقد : لأنو ينام بالشورت..
قاطعها من قام بغضّب ونطق : أخو العيال صدق !! وش وراك سطّام ؟؟
عِقد رفعت حاجبها وقالت : مو أنا اللي شفتو ظبيه هيا اللي شافتو وحكت لنا وغير كذا زيتونه قالت لي !
توسعت عيونه على مصرعيها ، مايذكر ظبيه قالت له شيء وهي ماتسكت عن حاجه عنده ، رجع نظراته لعِقد ونطق بحدة : وظبيه كيف شافته ؟؟
عِقد زفرت بملل وقالت : تعبانه ححكيك بعدين
سحبها مع ذراعها يرجعها قدامه ونطق : تكلمي !
عِقد زفرت بغضّب وتكلمت بحكم إنه شيء عادي بالنسبة لها ولا حسبت حساب لردة فعل مطلق : راحت قبل زواجها بسلطان لبيتو عشان تأخرت بالشغل واتصلت علي ولمن أخذتها حكت لي خلاص ؟
طارت عيونه وهو يسمع كلامها ومشى يطلع ، رفعت كتوفها بعدم اهتمام ومشت تدخل للحمام تبدل ، ركض مع الدرج ووصل للخارج فتح الباب ومشى لبيت سطّام اللي يتواجد بآخر الحي ، ميت غضبّ وماهو مستوعب شيء ، في باله ليه سلطان أستعجل وتزوج ظبيه ، بينجلط لو صار لها شيء وبتدمر نفسيته وبينهدم كل شيء بناه لحمايتها وحماية أخوانه ، عضّ شفايفه ونطق وهو يصر ع اسنانه : إدع ي سلطان أن اللي في بالي ماهو صحيح !!
وصل قدام البيت وضرب الباب بكل قوته ، شهقت انفال وفزّوا البنات كلهم ، نطقت شهد بصدمة : تنتظرون أحد ؟؟
اسرار هزت راسها بنفي ولحظات وأرتفع صوت مطلق وهو ينادي سلطان ، توسعت عيونها وقالت : أخوي !
مشت تركض للباب وفتحته ، دخل بعصبية تطغي على رؤيته لكنها وقفته ونطقت : البنات فالحوش أصبر !!
سكن للحظات يشوفها قدامه ونطق : ليه يالظبي ؟
توسعت عيونها بصدمة وقالت : وشفيك بسم الله !! لا تخوفني
مطلق عضّ شفايفه ونطق بحدة : لييه تزوجك سلطان !!!
وقفت بصدمة تشوفه ومشت اسرار بجلالها وقالت : مطلق ؟ صّل على النبي يولد عمي..
قاطعها صوته وهو يصرخ على ظبيه وينطق : أنا دخيلك لا توجعيني ! ليه جيتي لبيته قبل يتقدم لك ليييه !
وقف شعَر جسدها بصدمة ، هو شلون عرف وشلون بتبرر له الحين ، عرفت علطول وش جاء بباله ، وقفت اسرار بصدمة برضو من تذكرت السالفة اللي توقفت في منتصفها ولا سمعتها كاملة من الرسام ، مسك راسه ومشت له علطول وقالت : لا لا..
قاطعها من ضرب الباب وراه وصرخ : نادوه لي !!
فزّت انفال تركض للداخل ، ألتفت لظبيه ونطق : والله وشوفيني حلفت لا تتحاسبين على اللي صار وعلى سكوتك !
اسرار رفعت حاجبها وقالت بحدة : تعوذ من أبليس اللي راكبك !! وش الكلام ذا بيجي سلطان وبنفهم أنت طيرت عقل البنت ولا عاد لها قوة تشرح لك وتبرر !
ألتفت لأسرار وضحك بخفه وقال : مايخصك أتوقع
اسرار : بنشوف
مشى سلطان يركض وهذام معه وسلمان بعد ، وصلوا للمدخل الرئيسي وشافوه واقف ، نطق سلمان : اسرار أدخلي !
لفّت اسرار له ونطقت : لحظة
سلمان سحبها من جلالها ونطق : مافيه لحظة أقلها أرجعي داخل وأنتي مسنتره قدام الباب !
رجعت ورا سلمان وتقدم يغطيها ، كان بدَل سطّام وشابهه كثير لدرجة صدمتها ، ابتسم سلطان ونطق : حيّ الله مطلق
مطلق : وش صار بينك وبين ظبيه لأجل تتزوجها ؟
بانت ملامح الاستغراب على وجه سلطان ونطق : كيف يعني ؟
مطلق صرخ بغضّب ونطق : خلني أذكرك ! ظبيه ليه جات معك للبيت قبل تتقدم لها
فزّت صدور أخوانه من نطق مطلق بالكلام ، ضرب كتفه بصدمة ونطق : وش السالفة ؟؟
ألتفت سلطان لهذام ونطق : بفهمك
مطلق مسح وجهه وشنبه واستغفر وقال : آخ ولا أنكرت !
سلطان : سلامات مطلق ؟ وش جايك ثايرٍ علينا ؟؟ تأخرنا بهذيك الليلة فالشركة ولمن أنتهت أشغالنا طلعت ولقيتها تنتظر برا وتتصل على ضاحي ومايرد عليها ! ولمن قلت لها بتصل عليك رفضت لأجل ماتشغلك وتجيها من المسافات البعيدة بآخر الليل ! وتعرف قلب الأخت وتعرف الظبي زين يامطلق ! تخاف وتخاف لأجل كذا ما إتصلت عليك
سكن مطلق لثواني وهز راسه وكمل سلطان ينطق : وقلت لها تجي معي للبيت وهي في وجهي من كل شر يمسّها ولو إنه مني وسطّام فوق وقبله ربي شاهدٍ علي أني مامسّيتها بأذى وأنتظرت حَرمك لحّد ماجات وراحت معها وأتصل وتأكد !
مسح وجهه ومشى يسحب ظبيه وينطق : بنتحاسب عشان السكوت اللي حصل مفروض عندي علم وبعدين وش خايفه تشغليني ؟ أكد وأرمي عمري لأجلك مابيننا ذا الكلام ياريحة أمي ! لكن هيّن
مشى يطلع من عندهم وقفل سلمان الباب ، ألتفت لهم كلهم ونطق : بنات خلصتوا تعارف ؟ أدخلوا داخل
قاموا شهد وانفال ومشت اسرار يدخلون ، سحب سلطان ظبيه اللي تبكي ونطق : ماودي أدعي عليه
ظبيه هزت راسها بنفي مرارًا وتكرارًا ، ضحك بخفه يقبّل جبينها وينطق : خلاص أجل دموعك توجعني !
ابتسمت تمسح دموعها ومشوا يدخلون للداخل ، زفرت اسرار ونطقت : خرب أم سالفتي
ضحكت شهد وقالت : نكمل بكره
اسرار : نسيتها اصلاً
ضحكوا البنات ومشت اسرار تدخل المصعد ، ضغطت على الطابق الثاني وحسّت بالغثيان ، عضّت شفايفها تمنع نفسها وبدأت تأخذ نفس ، مشت تركض ووصلت لباب الغرفة ، دخلت تشوفه نايم على فراشه ومشت للحمام ومن وصلت حسّت بنفسها أحسن شوي ، سكنت لثواني وبعدها تأكدت إنها بخير تمامًا ، مشت ترجع للسرير وانسدحت على الجهة الثانية وغطّت بنومها العميق بعد عشاء لذيذ مع البنات وعلى ذوق شهد ..
~ بيت مطلق ، بالغرفة ~
دخل يشوفها نايمه وسبقته لعالم الأحلام ، انسدح وتحركت من حسّت فيه وحطت راسها على صدره ، حاوط خصرها وهو يهوجس باللي حصل ، للحظة لعب الشيطان بأعصابه وأفكاره لكن هو متأكد إن اللي حصل من خوفه وقلقه الدائم على أخوانه كلهم حتى لو تفرقوا بالبيوت مازال مطلق يدق ويسأل ويزور ويتعنى ، غفى بدون مايحسّ بعد تفكير طويل ..
~ صباح الجمعة ، بيت سطّام ~
ريحة العود والعطورات والتجهيزات للغداء اللي بيصير الظهر ، صوت سورة الكهف ينتشر بأنحاء بيت سطّام ، كشخة العيال للصلاة وريحة عطوراتهم الثقيلة ، ضرب عصا نهيّان فالأرض وهو يمشي وصوت مناداه للعيال وأنهم تأخروا ، مشى سطّام يطلع وهو ينسف شماغه والعيال وراه ، ركبوا الجمس ، نهيّان يسوق سطّام راكب بجانبه والثلاثة فالخلف ، ابتسم نهيّان يودع رواف اللي يهز يده وهو بحضّن انفال ، ونطق بأبتسامة عريضة : عقبال مايروح يصلي معنا
ابتسموا العيال كلهم ونطقوا بـ ' امين ' ، مشى سطّام للجامع لأجل يلحقون الصلاة مع المسلمين ..
~ الصالة ~
شالوا ظبيه واسرار وشهد عباياتهم ، ضحكت انفال وقالت : حمدلله إني مرتاحه بعبايتي وحجابي
اسرار رفعت حاجبها وقالت : تعالي نخلص وفكينا من السوالف
ظبيه نطقت بغضّب : يبنات بطني أمس قتلني ! يمغصني وخوفي أكون حامل الله ينكب شهد !
شهد ضحكت بصدمة وقالت : خير وشدخلني ؟
اسرار : لا يحبيبي أنا بعد بغيت أموت
شهد بخبث نطقت : يمكن حامل مثلها ؟
ظبيه قامت تتشمر وتنطق : بتغدا عليها وخروا
ضحكت بصوت عالي وضحكت انفال معها ، ضحكت اسرار وقالت : ما نمنعك يابنت عمي أمشي ندعس عليهم
ضحكت انفال وقالت : اوه بدينا نغلط ؟
شهد : يبنت الحلال بدعسهم لحالي
فطست اسرار ضحك من طاحت شهد على الأرض وظبيه فوقها ، ابتسمت ظبيه وقالت وهي تضرب صدر شهد بسبابتها : ها حبي تدعسين من ؟
شهد ضحكت وقالت : استسلم بس بشكيك عند المغرور
ظبيه قامت وسحبتها توقف معها ونطقت : أدعسه مثلك مايهم
انفال : وش المغرور ؟
شهد نطقت بضحكه : هذام
توسعت عيونها بصدمة وقالت : أمزح وش أدعس بعد !! هذا بيهفني من بعيد وبطير
ضحكت اسرار وقالت : صادقه ماشاءالله عليهم عندهم بُنية جسدية مرعبة
انفال ابتسمت تجلس ونطقت : كل أهلنا كذا
صرخوا البنات بصدمة ونطقت ظبيه : تقربين لهم !!!
ضحكت انفال بصدمة وقالت : وجع خير ! ايوه
اسرار مسكت راسها وقالت : وش وش ؟
شهد ضحكت وقالت : وربي مره ماتشبهينهم !
ضحكت انفال بصوت عالي وقالت : شوفوا الغبيه ! بنت عمهم أكيد ما بشبه لهم
اسرار : أمانه أنتي بنت عم الرسام ؟
انفال : ايوه بنت عمهم سعود
ظبيه عضّت شفايفها لثواني ونطقت : صدمة صدمة !!
انفال : المهم أعمامي وعيالهم طالعين على جدي الله يرحمه تخيلوا طوله وصل للميتين !
شهد توسعت عيونها بصدمة وقالت : يا ماشاءالله ! هذام كم تحمست أعرف
انفال : صراحة مدري بس أعرف طول سلمان
ظبيه : أبو السالفة يبنات قوموا نخلص
قامت اسرار ومشت للمغاسل ونطقت : بيبو كيف بطنك ؟
ظبيه ابتسمت وقالت : رحت للحمام الصباح وأنتي بالكرامة وحمدلله أحسن بكثير
اسرار : كويس مثلي
غسلت يدينها من التمر اللي أكلته ومشت ، بدأوا يكملون التجهيزات لعزيمة مطلق وعِقد من سطّام والليل عزيمة اسرار لظبيه وسلطان ..
~ بيت مطلق ~
رافعة السماعة وتنتظر الرد ، هي صحت ولقت إتصال فائت من رقم غريب وضرب وترها الحسّاس وفضولها ، ابتسمت من وصلها صوت شخص ونطقت : مين ؟
قصي رفع حاجبة وقال : أنتي اللي إتصلتي
صافية : بس أنت دقيت علي الصباح
قصي فزّ يوقف ونطق : أنتي صافية ؟
صافية : ايه نعم مين ؟
قصي ابتسم ونطق : جيت أبشرك بخروج مشعل بن عدنان آل عمر
توسعت عيونها بصدمة وقالت بنبرة باكية : اسألك بالله !
قصي : ايه نعم طال عمرك بيطلع العصر وأنا المحامي اللي جيته من طرف أخوك مطلق
طاحت على سرير ضاحي وبكت بدون صوت ، ابتسم من عرف ردة فعلها الغير مستغربة عنده ونطق : تقدرين تتصلين فيه فالعصر ان شاءالله معسلامة
سكر ورمت جوالها تبكي ، ماتدري متى قدر مطلق يفضي عمره لها ولسالفتها ، تبكي من فرحتها لأنها عندها سند وأخ مثل مطلق ونطقت : مامثل مطلق أخ ولا من مطلق أثنين !
عضّت شفايفها ومشت تصحي جوري ، فتحت عيونها لأمها ونطقت بصدمة : بسم الله وشفيك ي أمي ؟
صافية بكت علطول وقالت : أبوك جاي
توسعت عيونها وسرعان م تغورقت بدموعها ونطقت : تكفين !
ابتسمت صافية بوسع ثغرها تشوف فرحة بنتها بعيونها ونطقت : والله يبنتي أبو الجوري مايترك للجوري درب بدونه !
عضّت شفايفها السُفلية وهي تبكي ونطقت : يجعل يوم جوري قبل أبوها !
شّدت صافية عليها ونطقت : بسم الله عليكم قومي تجهزي عند خالك عزيمة
جوري ضحكت وقالت : ببيته الفاضي ؟ منجدك
ضحكت صافية وقالت : بيت زوج اسرار
جوري : اووه اسرار أجل تم بجي
صافية : غصب عليك ي أمي
ضحكت تقوم ومشت صافية تنزل للطابق السفلي ..
~ غرفة مطلق ~
صحت ماشافته وخمنت إنه قام للصلاة ، طلع يركض من الحمام وهو بمنشفته ، ابتسمت تفتح جوالها ونطقت : لسى يمديك
مطلق : تعالي ساعديني
قامت توقف وركضت للشنطة ، طلعت ثوبه ونطق : ضاحي عنده كواية
عِقد : أجلس حروح أنا
ركضت تطلع وشافت جوري ونطقت : بنت ! سوري ماعرفك بس تعرفي فين ألاقي مكواة ؟
جوري ابتسمت وقالت : أنا جوري وهاتي ثوب خالي أكويه
عِقد ابتسمت وقالت : حياتي جوري ماتقصري أستعجلي يروحي
مشت جوري تركض ووقفت عِقد تنتظرها ، صرخ مطلق وقال : بنت الشايب وين الثوب !!
صرخت بغضّب وقالت : بابا شباب كيف تفهم أنت وبعدين ثواني وأجي !
مشت تركض جوري ومسكت عِقد الثوب ، مشت تدخل وقفلت الباب وراها ونطق : هاتيه
لبسه بسرعة وسحبت المبخر الكهربائي وحطت فوقه العود ، تعطر مطلق وسحبته لها وبخرته ونطقت وهي تتأمل شعره من تحت الطاقيه : يلا يلا يالشايب
ابتسم يبوس خشمها وينطق : لبيك يعيون الشايب
عِقد : مشّيب والله
مطلق : من جور السنين ماعمره كان كِبر
ابتسمت بضيق وباست جبينه ونطقت : ياحبيب فؤادي أنت
طلع يركض مستعجل للصلاة ، ابتسمت تدخل تلبس وتتجهز للعزيمة ..
~ الجامع الكبير ~
طلعوا أنتهت الصلاة ، ابتسم نهيّان ونطق : والله لو مغير انتوا كان حلفت تجون معنا الحين
مطلق ابتسم وقال : كلها ساعة بالكثير وحنا قدام باب بيت الهَاجس
ابتسم سطّام وقال : حياكم الله
ضاحي سحب مطلق ونطق بهمس : بسرعة أبي الحمام !!
ابتسم مطلق بفشلة ومشى يدفع حمد بكرسيه ، ركض ضاحي ومطلق معه يشوفون البيت ، وصلوا بعد دقايق وصرخ ضاحي : أفتح الباب لا أفتح قبرك !!
مطلق توسعت عيونه وقال : سد حلقك !!
ضاحي عضّ شفايفه ونطق : بسده بس مقدرت على..
صرخ مطلق يقاطعه وقال : أدخل الله يقرفك !!!
ضحك حمد ونطق : مسيكين قومه العشاء أمس
ضحك ضاحي وهو يركض ودخل حمام الرجال ، مشى مطلق بحمد ونطق : وش متعشي أنت ؟
ضاحي نطق وهو فالحمام : كنتاكي الله ياخذ جوري !!
ضحك مطلق ونطق : ياكلب لا تقول أسم ربي فالحمام ؟!
استغفر ضاحي بالداخل وشهق ، ضرب مطلق الباب ونطق : حمار !
مشى يدخل للبيت ونطق بعلّو صوته : اعجلوا علينا ياعرب !
حمد مسك عجلات كرسيه ومشى لغرفته ، فتح مطلق باب الصالة وجلس على العتبه الصغيرة ، سحب بوكيت دخانه وولاعته ونطق : ‏الشيب ماطلع لكبّر سنك يابو مشبب طيب فعايلك بيضت لك سواده !
ابتسم يسحب دخانه لصدره وينفثه ، مشت تنزل بكعبها وكشختها ونطقت : مطلق فينك ؟
مطلق ابتسم وقال : هنا يالروح هنا
مشت من سمعت صوته وتقدمت له تنطق : اووها تدخن ؟
مطلق ابتسم وبلل شفايفه ونطق : وما أحرق جوفي الا زينك
عضّت شفايفها السُفلية لثواني ونطقت : نمشي ؟
مطلق : جهزوا كلهم ؟
عِقد : أقصد أنا وأنت بس
مطلق ابتسم يوقف ونطق : بنروح مشي لبيت سطّام عشان كذا أقولك
عِقد رفعت حاجبها وقالت : مجنون ؟ بالكعب والشمس وأمشي ؟
مطلق : الأكحل في ينبع معلوم وش تبيني أسوي أشيلك
ضحكت بخفه وقالت : آخ لو رجعنا سيارة مو أحسن
مطلق : عيّتي علينا يابنت أيمن
عِقد : بديت أندم طيب قول لسطّام يجيب سيارة..
سكنت لثواني وضحكت تنطق : الغنوجه موجودة !!
ضحك مطلق بصدمة وقال : ويين ؟
عِقد : وقفها ضاحي فالكراج تحت لمن مشيت للمطار
مطلق مسك راسه ونطق : أقلع أبو الحاله لو داري رحت للصلاة عليه
عِقد : شمس الصباح مفيدة حبيبي
مطلق : أي صباح صرنا ظهر
ضحكت تتمسك بذراعه من نزلوا صافية وجوري وحمود وجودي معهم ، طلعوا من البيت مع حمد وضاحي والباقين ونطقت بهمس في أذنه : كيف حتكفي السيارة ؟
مطلق : بنروح دفعات
ضحكت بسخرية وقالت : أحسن حاجه لأنو استحالة تكفي
مطلق ابتسم وقال : ضاحي أركب سوق وأنا بجيكم مشي مع أبو محمد
ابتسم حمد ونطق : حيّ ماجاء مشوارٍ معك
ابتسم يبوس راس جده ويلتفت لها من نطقت : أكرهك
ابتسم ورفع كتوفه وميّل راسه لها ونطق : أهواك
خزّته بغضّب ومشت تركب فالخلف ، ركبت صافية مع حمود بجانب ضاحي وجوري وجودي بالخلف ، مشى لبيت سطّام وتبعهم مطلق وهو يمشي على رجوله للبيت اللي يقع بآخر الحيّ ..
~ بيت سطّام ~
واقفين فالمجلس وينتظرون ضيفانهم ، ألتفت سطّام لنهيّان من همس ونطق : ريم بتجي ؟
ضحك بخفه وقال : استخفيت يأبو سلطان ؟
دقه بغضّب وضحك سطّام يلتفت من دخل أيار وهمس لنهيّان : أبشرك قبل مطلق حتى
سلم ورحبوا فيه وألتفتوا من دخلوا جينار وسنجار وراه ، ابتسم أيار ونطق : أخواني
سطّام ابتسم وقال : الله يحييكم
ابتسم سنجار ونطق : الله يبقيك يالنسيب !
تقدم سطّام أول واحد وسلم عليهم ، دخلوا داخل المجلس وجلسوا وسرعان مارجعوا يوقفون من دخل قصي وهو يبتسم وفزّ سطّام له ونطق : ارحب يأبو عبدالرحمن !!
تقدم قصي يسلم عليهم وهو ينطق : الله يبقي من يرحب
دخل مطلق وضاحي وحمد للمجلس ومشوا عيال نهيّان يسلمون ، أكتمل المجلس وبدأت السوالف والسؤال عن الحال كأي وضع طبيعي في أي مجلس ..
~ الصالة ~
دخلت ريم وبناتها وابتسمت اسرار توقف وتنطق : يالله إنك تحييهم يامرحبا ي أهلي جعل ماهو بآخر عهد لكم
ابتسمت ريم وقالت : يابعد قلبي وروحي
تقدمت تسلم على أمها وخواتها وألتفت تشوف عِقد جايه ووراها صافية وجوري وأطفالها ، ابتسمت تنطق : دودي !
رفعت عيونها لأسرار ونطقت : عيوني زيتونتي !!
تقدمت لها وسلمت عليها ، حاوطتها عِقد وقالت : حنتخاصم إيش الكلافه هادي !
ابتسمت اسرار وقالت : ماجات الا من محبة يعلم الله
ابتسمت عِقد تبوس خدها وتنطق : أحُبِك طيب
ابتسمت اسرار تتقدم تسلم على صافية وتنطق : أنا بعد
ضحكت عِقد ومشت تدخل تسلم على الباقين ، ساعدتهم اسرار وخيرية بالعبايات والشنط وتعليقهم ، ومشت من أنتهت وسكرت باب الصالة للطاولة وبدأت تحضر الحلى مع انفال وشهد تصُب لهم قهوة وظبيه توزع تمر ، ابتسمت ريم وقالت : ارتاحوا بنات
ابتسمت اسرار وقالت : مرتاحين ولا يهمك
تقدمت تحضر الحلى على طاولات الخدمة الصغيرة اللي تتواجد أمام كل وحدة فالجلسة ، ومن أنتهت رجعت تجلس وتشرب قهوتها ، ابتسمت وقالت : وشخباركم جميع ؟
الكل ردوا بالإيجاب وابتسمت عِقد تنطق : أنتي شخبارك فيه حاجه جديدة ؟ تنتظرين شيء
ضحكت اسرار بخجل وقالت : لا لسى بدري
ريم : أتمنى يستعجل شويا صراحة م أضمن بكرا
اسرار توسعت عيونها بصدمة وقالت : وش الكلام ذا
ظبيه ابتسمت وقالت : إحساسي أقوى من إحساس شهد الشخصونيه ويقول إنك بتحملين قبلي
ضحكت شهد بسخرية وقالت : اصلاً كنت أفلم عليكم
اسرار : ماظنتي بس الله يجيب الصالح
الكل ردد بـ ' امين ' ، قامت اسرار من دق الباب ونطقت : معليش شوي وأجيكم
ابتسمت عِقد ونطقت : خدي راحتك
فتحت نصف الباب ونطق سطّام : جددوا البيالات والفناجيل
هو ماشافها لكن عطاها الصينية لأنه مستعجل ، أخذتها منه ومشت تعطيها لخيرية وترجع تقفل الباب ، سحبت الباب ونطق : استعجلوا علينا
اسرار ابتسمت وقالت : ثواني بس
رجعت خيرية ونطقت اسرار : عطيها بابا سطّام
هزت راسها ومشت تفتح الباب ، طّل براسه وشاف خيرية وسرعان ماكشر وسحب الصينية بغضّب ومشى يطلع لمجلس الرجال ، قفلت الباب وراه ومشت للمطبخ ، ابتسمت اسرار وقالت : حاولوا ماتكثرون من القهوة والشاهي والحلى وتنسون من الغداء
أنهار نطقت بأستغراب : متى بتحضرون ؟
اسرار : بعد شوي ننتظر رد بِكر نهيّان
انفال رفعت عينها وقالت : طبعًا مستحيل تتنازل اسرار وتقول أسمه سطّام !
اسرار ابتسمت وقالت : كذا تعودت
عِقد : ولا الرسام قسم بالله عبيطه تعبت منها
ضحكت بخفه منهم ومن كلامهم ومسكت فنجالها تشربه ..
~ أمام بيت سطّام ~
كان صادق ينزل الصحون وخيرية تشيل معه ، سطّام واقف وشماغه على كتفه ويجهز معهم ويشرف عليهم ، هز راسه بنفي ونطق : صادق أسحب السجاد زيادة عشان الشمس
هز صادق راسه ومشى يسحب السجاد الأحمر ، تقدم سطّام يزبط محل الصحون على السَفر ونطق : جيبوا التقديمات والعصاير والسلطات
رفع راسه لخيرية اللي واقفه ونطق : وين بِكر محمد ؟
خيرية ابتسمت بكلافه ونطقت : مين ؟
سطّام : اسرار
خيرية : داخل
سطّام رفع حاجبة وقال : وش أسوي فيها إذا داخل ناديها تطلع لي
مشت خيرية تدخل ونطقت : ماما اسرار بابا يبغى أنتي
هزت راسها توقف ومشت معها ، نطقت بتساؤل : عندك أحد ؟
سطّام ألتفت لجهة صوتها ونطق : لا تعالي
مشت تطلع للحوش الأمامي ونطقت : ماتحسّ بالحر ؟
سطّام ألتفت لها ووقف يتأملها للحظات ، عضّ شفايفه يصدّ عنها يكبح شعوره ورغبته بتقبيّلها ونطق : الجو زين وخايف على الشيبان من التكييف
طلع جينار من المجلس وألتفت يشوف سطّام وأمامه اسرار ، ضحك بصدمة ونطق : ما ألومك والله لمن أخدتها !
ألتفتت له علطول من نطق ومشى لها ، أستوعبت من اللهجة إنه أحد أخوانها ونطقت : ياربي ياحبيبي
ضحك يضمّها وابتسمت تحاوط رقبته ، شّد سطّام على فكه يصدّ للجهة الثانية ويردف بغضّب : خلصوا مامعنا وقت !
ضحكت بسخرية وقالت : شخبارك ؟؟ جينار صح !
جينار ابتسم وقال : ياعيني عليك ايوه جينار
ابتسمت تلعب بخصلات شعره وتنطق : تجنن بسم الله عليك
ابتسم بوسع ثغره ونطق : تستهبلي صح ؟ والله إنك خييييال
سطّام زفر بغضّب وقال بهمس : ياصبر أيوب
رفع راسه ومشى يسحبها له ويهمس : عجلي لا أحوسك !!
ابتسمت له بتوتر ومشت تجهز ، أنتهت من التحضير ونطق سنجار : اهلاً بحبيبة قلبي
رفعت جسدها توقف ولعن سطّام نفسه من دعاها ، صدّ يسحب شماغه من كتفه ويضبطه ، ضحكت تحاوط سنجار وتسلم عليه وطلع أيار وبدأوا أخوانها يمازحونها ويسألونها ويحضنونها كل ثانية وأخرى ، نطق أيار وهو ماسكها : متى الزواج ؟
جينار : بالله عليكي قولي قريب
ابتسمت وقالت : غريب ماقالكم ؟
سنجار همس بأذنها : إذا تسمحين لي بالقول
ميّلت شفايفها السُفلية لثواني ونطقت : تفضل
سنجار بنفس الهمس : ماتوفقتي بالأختيار نفسية ويجيب الضيم
ضحكوا أخوانها وضحكت معهم ، هو أرسل لسلطان وسلمان يطلعون لأجل تفزّ وتدخل منهم وفعلاً نطق سلطان : ياولد
فزّوا أخوانها يغطونها ونطق أيار : تعال
توسعت عيونه بصدمة وقال : لا لحظة !!
مشى ووصل لعندها ومسك ذراعها ونطق : أمشي !
سحب سنجار يد سطّام منها ونطق : بناخذها الليلة إذا تسمح
ابتسم يخفي غضبّه ونطق : والله ودي بس تعرف وراها عزيمة
اسرار ابتسمت وقالت : صادق والله والمصيبة أنا اللي مسويتها
جينار ابتسم وقال : يابنتي عادي سهرة صباحية
سلمان نطق بغضّب زائف : يبو نهيّان أعجل ندخل ؟
سطّام سحبها بدون ماتعطيهم رد ونطق : الليلة أبيك تسمعين ؟
اسرار ألتفتت لنبرة صوته ونطقت : موجودة وشفيك ؟
سطّام : مابتروحين مكان
اسرار : حرام طلبوني
سطّام : كلمتي تمشي
اسرار رفعت حاجبها وقالت : يكرهي لصيغة الأمر ذي
سطّام اخذ نفس ونطق : فكينا من الهواش قلت لا مو لازم أكرر على رأسك كأنك بزر
اسرار سحبت ذراعها منه ونطقت : وقلت لك قبل ي بِكر نهيّان أنا رأسي عنيد
سطّام نطق بحدة صوته وهو يهمس : أكسر رأسك ي بِكر محمد !
ضحكت بسخرية وقالت : ماودي اتعزوى وأنا عن ألف رجال لكن أنتبه وراك ثلاث شجعان يأكلونك ترا !
دخلت بدون ماتسمع رد ثاني منه ، زفر بغضّب ونطق : ماهي عوايدي الغيرة لكن ما قويّت أشوفها بهاللبس ولو إنه قدام أخوانها !
عضّ شفايفه يسيطر على نفسه ، هو مع الحر والكرف وهواشات حدثت مع المطاعم تلفت أعصابه ، ولمن شافها بالفستان الماسك اللي يزينه اللون الأسود زاد انفعاله ولا ماهو يسمى الغيور ، مشى لهم ونطق أيار : حجي أخدها الليلة
سطّام تمالك نفسه ونطق : إذا خلصنا عشانا على خير أبشر
ابتسم سنجار ونطق : تبشر بالجنة
مشى سطّام يدخل للمجلس وينطق : حياكم الله على كرامة مطلق والله يوفقه ويبني بيته
ابتسم مطلق يوقف وينطق : الله يكثر خيرك يا أخوك ومابيننا والله الكلافة
ابتسم سطّام وقال : جات من قلب أخو لأخوه يامطيليق !
ابتسم يبوس خشمه وينطق : جعلني ماعدمك
طلعوا الرجال للحوش وجلسوا على الصحون ، حضور الليلة أكثف وأكثر بحيث أنهم عزموا أهلهم على كرامة سلطان ، وكل آل عقيل بيكونون موجودين بهالليلة ، جلسوا وبدأ التقديم والأكل سواء بقسم الحريم داخل ولا الرجال بالخارج ..
~ داخل البيت ، المرسم ~
دخلته ورفعت جوالها ترسل ، جلست على الكرسي ونزلت عينها من وصلتها رسالة من نفس الشخص وزفرت بغضّب تكتب : مابيني وبينك شيء كل اللي حصل غلطة كبيرة وأتمنى معاد تزيد فيها !!
أرسلتها وجلست ثواني ووصلها رده وهو يقول : توفى عمي وولده والسبب أنتي وماتت جدتي وبرضو السبب أنتي والحين تقولين مابيني وبينك شيء ؟ أنتي ربيتي ونمتي بحضني عشرين سنة بتنكرين كل شيء سويته لك ؟!
زفرت بغضّب ومسكت راسها لثواني ورجعت تكتب : وصال أنت وأنا ضحايا لبتال وخلاص أنتهى كل شيء وأنت شفت حياتك مع وداد ليش باقي تنبش بالماضي وتبيني أرجع أفتح لك قلبي ! أنت كنت أخ لفترة طويلة من الزمان لكن عطيتني ثمن مشاعري لك بشكل قاسي وكرهتني بوجودك وبالأخير أتضح إنه مابيننا حتى رضاع وإنك مجرد إبن عم ! والله يرحم ميتكم لكن أنا عمري مابسامحك لا أنت ولا غيرك سواء حيين ولا ميتين
حظرت رقم جواله ومسحت دموعها بحرقة وقالت : اسرار خلاص شفتي العوض كيف وكيف ربي رزقك بثلاثة مو واحد !
كانت تحس بقشعريرة ورجفة بكامل جسدها ، عضّت شفايفها لثواني ونطقت : يارب أتحمل لليل
طلعت من شافت البنات واقفين وبعباياتهم ، ابتسمت لأمها واحتضنت كتفها ونطقت : أمي أشوفكم الليلة ؟
ريم ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : والله ودي لكن سامحيني وراي موعد الليلة بجِدة وضروري أمشي
ابتسمت وقالت : الله يحفظكم تعالوا أودعكم
ريم : الأولاد موجودين ترا
اسرار ضحكت وقالت : أعرف عازميني
أنهار ابتسمت بأنتصار وقالت : وناسه جايه معاكم
اسرار : الله يحييك والباقين نعوضهم
أبرار وأزهار ابتسموا لها وتقدمت تسلم عليهم ، ودعت أمها وطلعوا كلهم من الصالة ، مشت تجلس جنب عِقد وقالت : ايوه وش خططكم ؟
ظبيه : كلمني سلطان عن سفرة لنا كلنا
شهد : مين كلنا ؟
ظبيه : كلنا يعني الأربع أخوان وأحنا يالاربعه بس مدري مطلق بيجي ولا لا
عِقد ابتسمت ونطقت : عناد حخليه ينشب لكم
ضحكت ظبيه وقالت : زين ماتسوين
اسرار : بعد العشاء بطلع مع أخواني وأنهار وبرجع متأخر لا يفوتني شيء
انفال رفعت عيونها وقالت : ماشاءالله بنات عندي جدول الليلة خطيييير
شهد : أنا بعد بغني لكم
ظبيه : وأنا بسوي لكم ألذ مكرونه بشاميل بحياتكم كلها
عِقد ضحكت تشوف نظرات اسرار ونطقت : صراحة بيبو جابتها صح !
اسرار : ايه لأنها حقيرة وماتسوى..
ضحكت من رمت ظبيه الوساده عليها وقالت : تستاهلين يوسخه أجل تسحبين علينا ؟
عِقد : هي ماهي ضامنه الروحه لأنو العشاء ممكن يكون كبير وفيه ناس وكدا فاهمين ؟
اسرار ابتسمت وقالت : بس هم طلبوني يارب أقدر أطلع معهم
انفال : وش قال سطّام ؟
اسرار : وافق غصبًا عنه
شهد ضحكت وقالت : تعجبني المسيطرة
اسرار : والله ما أداني الدلع ذا
عِقد : ايوه صح بطله !
ظبيه ابتسمت وقالت : طيب صوري لنا
اسرار ابتسمت وقالت : بحاول
شهد : من بحاول أعرفها والله بتسحب علينا
ضحكت تشرب الشاهي حقها وتستمع لسواليف البنات ..
~ حوش سطّام ، قدام المسبح ~
جالس على السجاد مع أخوانه ومطلق فقط ، الكل غادروا البيت وبحكم إن ضاحي مشى للخرج لأجل سالفة مشعل مابقى الا مطلق عشان عِقد ، عدل نهيّان جلسته ونطق : ردوا عليك يأبو رواف ؟
سلمان ابتسم وقال : أعمامي ؟
هز نهيّان راسه بالايجاب وكمل سلمان ينطق : ايوه كلهم بيجون
سطّام : الله يحييهم
نهيّان تثاوب ونطق بتعب : ودي أقيّل شوي
هذام : أبد أطلع لغرفة الضيوف ونام فيها وبنصحيك قبل المغيب
نهيّان أشر لسطّام ووقف يساعد أبوه ، وقف ومسك عصاته ونطق : لا تنسون مني
ابتسم سطّام وقال : ماعليك
مشى نهيّان ورجع سطّام يجلس ونطق : ياعيال اليوم حار !
مطلق : مامن جديد هذا جو الرياض من عرفناها
هذام : توه يستوعب وهو مغدينا برا
سلمان ضحك وقال : أجل ودكم نطلع كوفي ؟
هذام ضرب كتفه وقال : وقسم بالله جوي !
سلطان وقف وقال : مشينا بسرعه عشان يمديها للرجعة
سطّام وقف ومشوا كلهم للسيارة ، طلعوا على الجمس اللي كفى ووفى لهم ، ابتسم سلطان ونطق : ياعيال ترا مجهز سفرة بعد عرس الشيخ
سطّام زفر بقرف ونطق : ياعيال !! فيه شيء أسمه شهر عسل سمعتوا فيه ولا لا ؟
مطلق نطق وهو بجانبه : لا وين بدري عليك ! تأخرت مره
سطّام اخذ نفس وسكت يناظر الطريق ، ضحك سلطان بسخرية وقال : حبيبي الخصوصية ألف ترا وبعدين بنطلع سوا نغير جو
سطّام : مابي أغير جو معكم ناشبين لي بكل محل بتقولون غصب يعني ؟
سلمان رفع حاجبة وقال : من زينك عاد ! أحمد ربك نبي نغير جو معك ؟
هذام نطق بحدة : وعن موضوع إذا غصب ولا لا ايه غصب مع الأسف وبتجي طرق عن خشمك !!
ضحك سطّام ونطق : خلاص بسافر ولاية ثانية وإذا خلصت أسبوع أو أسبوعين لحقناكم سهلة !
مطلق : خلوه خلوه مرده لنا
ابتسم يكمل طريقه للكوفي اللي أختاره سلمان لهم ..
~ الخرج ، أمام بوابة السجون ~
انفتحت البوابة وطلع مشعل ومعه أثنين من الحرس ، عضّ شفايفه من شاف جوري تركض له وسرعان ما أنهمرت دموعه واحتضنها بشدة ، حاوطته وهي تبكي بدون صوت لأجل ماتوجعه رغم إنه يبكي معها ، ابتسم يشوف صافية وتقدم لها ونطق بكل شعوره : رجعتك !
نزلت رأسها توافق على كلامه وسرعان ما حضّنها له ، حاوطته وهي تبكي وهمست له : جوري ماتدري عن شيء خله على كذا
هز راسه بالايجاب وباس راسها ونطق : ارحب
ابتسم ضاحي يمسح دموعه بطرف شماغه وينطق : البقى تأثرت معليش
ضحكت صافية وسلم ضاحي على مشعل ونطق : خطاك الشر يأبو حمود
ابتسم مشعل ونطق : مايجيك
ألتفت من شاف مجيد نازل من سيارة مشعل ، ضحك بصوت عالي وقال : يامرحبا
ابتسم مجيد وقال : البقى ياعين أخوك
سلم عليه ولفّ مجيد ينطق : هذي سيارتك وأرجع أقض أيامك مع أهلك أنا بيوصلني ضاحي
ابتسم ضاحي ونطق : على عيني ورأسي أمش
مشعل : أمي وأبوي ؟
مجيد : محد موجود الكل فالديرة
مشعل هز راسه بالايجاب ومشى مع صافية وأطفالهم ، مشى مجيد يركب بجانب ضاحي ونطق : وصلني للبيت
ضاحي هز راسه وشغل السيارة ومشى يطلع من المكان ..
~ بيت سطّام ~
طلعوا البنات فالحوش ، رفعت ظبيه جوالها من أتصل عليها سلطان ونطقت : هدوء شوي
سكتوا البنات يجلسون قدام المسبح ، جلست بجانب اسرار ونطقت : هلا سلطان ؟
سلطان ابتسم وقال : ماهو طبيعي كل ماسمعت صوتك أطيب
ظبيه ابتسمت بخجل وقالت : ياحبيبي ياعين الظبي
ضحكت اسرار وقالت تغيضها : ياعين الظبي !
رفستها وطاحت بحضّن عِقد اللي ضحكت معها ، أنتهى الإتصال ونطقت : بنات العيال كلهم برا وبيطولون جازت لهم القعدة
عِقد : وبما إن الجو صيف وأنا صراحة ماشبعت من ينبع اش رأيكم نسبح ؟
شهد قامت توقف وقالت : تم !!
ظبيه ابتسمت وقالت : يمدي ؟
انفال : ايوه بس لحظة اسرار قومي شيكي وين صادق
اسرار : ماعليك مستحيل يجي تحت في غرفته
انفال ضحكت بخفه وقالت : طيب بجيب رواف يسبح معنا
ضحكت اسرار وقالت : اف جيبيه !!
هزت راسها ومشت تجيبه ، تجهزوا البنات ونزلوا كلهم فالمسبح ، ضحكت عِقد وقالت : أنا بأسعد لحظات حياتي
اسرار ابتسمت وقالت : بقتلكم لو أتعب ووراي عشاء
ظبيه : أنا أعفيك عنه مو العشاء لي ؟
اسرار ابتسمت تميّل راسها على حافة المسبح ، غمضت عيونها من تذكرت رسايل وصال ونطقت تحت انفاسها : اللهم أكفنيهم بما شئت وكيفما شئت إنك على ماتشاء قدير
سكنت تسمع صراخ البنات ولعبهم ، لفّت من حسّت بأنامل وكف صغير ابتسمت ترفع راسها وشافت رواف بالشورت الأزرق ، ضحكت تسحبه وتنطق : ياحبيب عمتك أنت
انفال ضحكت وقالت : أجمل عمه !
ضحكت تحتضّنه ومشت فيه وهو يضحك ويصارخ ، ابتسمت ابتسامة عريضة وهمست له : يمكن يجيك ولد عم قريب ؟
ضحكت تتأكد محد سمعها وكملت تلاعبه وتلعب مع البنات ..
~ الكوفي ~
جالسين على الطاولة ، مطلق يدخن وصادّ عنهم والسوالف تدور عليهم بمختلف المواضيع ، ضحك سطّام وقال : الله يقلع شكلك يأبو رواف !!
ضحك سلمان ونطق : والله أنتظرتكم ولحد سوا شيء قلت أجيب لولدي أخو ولا أخت يتسلى فيهم
ضحك سلطان وقال : مستعجل !
هذام : لحّد يطالع فيني
طفى مطلق زقارته وسحب كاسه الشاهي ، ألتفت سطّام له ونطق : وش مشغل بالك ؟
مطلق : أبد والله سلامتك
سطّام : غرد ودندن
مطلق ابتسم وقال : ياخي تعبت أفكر بالسفرة حقت سلطان
سلطان ابتسم وقال : لييه ؟
مطلق : البلا ذا اللي نركبه ويطير بنا يارجال ما ادانيه يمرضني
ضحكوا العيال ونطق سطّام : أبد تبي حضني ؟
مطلق رفع حاجبة وقال بهمس قريب لأذن سطّام : ماودنا نضيق المكان على بنت عمي
ضحك سطّام بصدمة ونطق : تعقب ولا هي بحولك !
مطلق دفع بلسانه خده ونطق بضحكه : ماقلنا شيء يالهَاجس ؟
ابتسم سطّام ونطق : نرجع للبيت ؟
سلطان : ماتقدرون تحددون ؟ مره بنطول ومره بنرجع
هذام ضحك بصدمة وقال : ياعيال سطّام متناقض حتى بقراراته !!
سطّام : ليتني اتوطى ببطنك وراي عشاء
هذام ابتسم وقال : معك وقت عن العبط
سطّام : بكيفكم
سلمان ابتسم وقال : مطلق بديت تشتغل ؟
مطلق : أبشرك مدير بعد الله يخلي لنا الهَاجس
سطّام : تستاهل كل خير ومهما فعلت مابرد جمايلك يأبو مشبب
ابتسم مطلق وقال : اعنبو واحدٍ مايحبك !
سطّام ابتسم وقال : ياصديق واحد براد شاهي
هذام : أبشركم جاز له المحل
ضحك سلطان وقال : ايييه
ضحك سطّام ومسك البراد يصّب له شاهي ..
~ بيت سطّام ~
صرخت تطلع من تحت المويه ونطقت : حصلتها !!!
طلعوا البنات ونطقت ظبيه : ياخي عِقد غشاشه ! كم مره فازت
ضحكت عِقد وقالت : ايوه عذركم يافشله إني غشاشه ؟
اسرار : صراحة برافو عليك ماشاءالله بس السدادة صغيرة شلون تحصلينه ؟؟
شهد كحت من الكلور ونطقت : ماشاءالله أنا راوند واحد وهلكت
ضحكت انفال وقالت : أنا لو ألعب جبتها
شهد : هاتي رواف وورينا شطارتك
انفال مشت تعطي شهد رواف ، مسكت عِقد السدادة الصغيرة ورمتها وأنتظروا فترة ، بعدها بدأ العد وغطسوا كلهم يدورون عليها ، ضحكت شهد وهمست : صح أنهم مجانين ؟
ابتسمت تنتظرهم يطلعون ، طلعت اسرار ونطقت : أحد حصلها ؟
شهد ضحكت وقالت : لا بس أنتظر عِقد تطلع وتصارخ
ضحكت اسرار ورجعت تأخذ نفس وتغطس من جديد ، طلعت ظبيه وعِقد مع بعض ونطقت ظبيه : بشري فزتي ؟
عِقد : والله عجزت أحصل شيء أبيض حتى
ظبيه : هذا اللي حنا قاعدين نشوفه لنا جولتين كاملة
ضحكت عِقد وطلعت انفال ونطقت : بنات ويينها ؟
اسرار طلعت وهي تضحك ونطقت : جبتها وأنا بنت محمد !
صرخت ظبيه وقالت : فخر الدنيا كلها
شهد ضحكت وقالت : حسافة الهياط ي انفال تعالي أمسكي ولدك بس
ضحكت انفال وقالت : يارب والله كنت قريبه
اسرار ضحكت وقالت : يكذابه ولا هي حولك حتى
ابتسمت انفال ترجع شعرها للخلف ونطقت : وشرايكم نطلع عشان يمدي نجهز ونكشخ ؟
اسرار : صدق والله خصوصًا أنا مايمديني لأني بكرف
شهد ضحكت وقالت : شدعوة نساعدك كلنا
طلعوا كلهم الا عِقد اللي طلبتهم ينتظرونها وبتتبعهم بدقايق ، مشوا كلهم للداخل يجهزون للعزيمة فالليل ..
~ أمام باب بيت سطّام ~
مشوا ينزلون ونطق مطلق : عندي كم شغلة بخلصها وأجيكم بس نادوا لي بنت أيمن
هز سطّام راسه بالايجاب وقال : ثواني بس
مشوا يدخلون كلهم وركض هذام يقول : بصحي أبوي
سلمان : ايه ايه عشان ما ننسى منه
مشى سطّام يدخل ونطق : حَرم مطلق تطلع له
ابتسمت عِقد ونطقت : شهود سلميلي عليهم أنا ماشيه
شهد ابتسمت وقالت : ليه ياروحي مابتجين ؟
عِقد : بحاول
شهد هزت راسها ومشت عِقد تطلع لمطلق ، ركبت معه وقالت : حنجي الليلة ؟
مطلق : والله تعبان
عِقد : اسم الله عليك أشبك ؟
مطلق كح بقوة وقال : ولا شيء يمكن برد
عِقد نطقت برعب : بنص الصيف ؟؟
مطلق مسح خشمه ونطق : برجعك البيت وبروح للمستشفى
عِقد : تخسى حجي معاك !
مطلق : يابنتي والله مافيني شيء
عِقد ربطت حزامها ونطقت : ستل جايه !
مطلق ابتسم يحرك من عند البيت للمستشفى ، مايدري وش صار فيه لكنه رايح يفحص ويشوف ، زفرت بغضّب وقالت : كلو عشان الدخان دا !
ضحك مطلق وقال : واحدٍ من زوجاتي مقدر أبعده
عِقد : ماشاءالله ؟
مطلق : ما أنتي بالأولى مثل ماتحسبين
عضّت شفايفها السُفلية لثواني وصدّت للشباك تتجاهله ، هو يحسبها من ظبيه بتتفهم إنها مزحة ومابتشيل بخاطرها لكن اللي ماحسب حسابه حصل وشالت بخاطرها لأنها تحب تكون الأولى دايم ..
~ بيت سطّام ، العشاء ~
اصطفاف السيارات وازدحام الناس أمام الأبواب ، الأطفال والشباب والكبار والشيبان موجودين ، واللعب من جهة الأطفال والصراخ والترحيب عند الرجال وريحة العطور والعود والبخور لآخر الحيّ واصل ، والكل عرف إن سطّام مسوي عشاء ، مشى سلمان ونطق : سطّام أنت مادخلت تشيك على التجهيزات والعشاء ؟
سطّام هز راسه بنفي ونطق : مطلق مايرد
سلمان : يرحم والديك ماهو وقت مطلق
سطّام : خلاص كلم انفال وأدخل أنت
سلمان رفع حاجبة وقال : بيتك يالخوي ؟ أمش بسرعه
زفر سطّام بضيق ومشى يدخل جواله بجيبه ، دخل داخل البيت وضرب الباب ، ركضت خيرية وفتحت الباب ، نطق من وراه : أدخل
خيرية توسعت عيونها وقالت : لا بابا كلو موجود
سطّام : وين اسرار
خيرية : باقي مايجي
سطّام : فوق ؟
خيرية : ايوه بابا
سطّام : شوفي لي طريق بطلع لها
مشت انفال وقالت : وشفيه ؟
سطّام سمع صوتها ونطق : أم رواف شوفي لي طريق لغرفتي
انفال : تقدر تعدي بس لا تلتفت للصالة
هز راسه ومشى يدخل ورقى الدرج علطول ، وصل للطابق وأخذ نفس عميق من وصلته ريحة عطرها ونطق : من الحين ؟
مشى ووصل لباب غرفته وفتحه ، دخل ووقف يشوفها لابسة
سطّام سمع صوتها ونطق : أم رواف شوفي لي طريق لغرفتي
انفال : تقدر تعدي بس لا تلتفت للصالة
هز راسه ومشى يدخل ورقى الدرج علطول ، وصل للطابق وأخذ نفس عميق من وصلته ريحة عطرها ونطق : من الحين ؟
مشى ووصل لباب غرفته وفتحه ، دخل ووقف يشوفها لابسة جينز أبيض طويل وتوب أبيض عاري الكتفين ، رافعة شعرها ذيل حصان وتاركه خصلتين أمامية ويفي ، عضّت شفايفها لثواني ونطقت : بِكر نهيّان ؟
دخل يقفل الباب وراه ونطق : لبيه ؟
ابتسمت وقالت : تعال ساعدني
تقدم لها وفتحت بوكس الالماس اللي وصلها فالشبكه من سطّام ، سحب العقد ومسكت شعرها ترفعه ، لبسها بهدوء وسكر العقد وتقدم يقبّل عنقها وينطق : آه يأبو نوره أحلى من العقد لباسه ؟ أنشهد بالله ما أحلاك !
ابتسمت اسرار ولفّت له وقالت : كيف بالله مرتب ؟
سطّام حاوط خصرها ونطق : كيف ؟ قسم بالله ماودي أقابل أهلي خلاص أبيك وأبي أكتفي فيك !
توسعت عيونها لوهلة ونطقت : عيب
سطّام عضّ شفايفه ونطق : حلوه طيب فيك فرط حلاوة ماهو طبيعي ! والله صرتي توجعيني من كثر حلاك
ضحكت بخفه تثبت يدها على كتفه وتنطق : أنت بعد حلو
سطّام ابتسم وانحنى يقبّل ثغرها ، بادلته بهدوء وهو مندمج وميت فيها ، تمادى وسحبت نفسها علطول ونطقت : بشويش !
عضّ شفايفه وسحب مناديل من الطاولة ونطق : تعالي المطبخ
هزت راسها بنعم وقالت : كل شيء جاهز تبي تشيك ؟
سطّام ألتفت لها ونطق : ايه بس مادام قلتي كل شيء جاهز أنا طالع لأن خطر أقعد دقيقة وحدة
ابتسمت تأشر بيدها له بالخروج وابتسم يغادر الغرفة ، سحبت كعبها الأبيض ولبسته ولبست ساعتها ورجعت تتعطر من عطرها ، سحبت جوالها ومشت وراه تطلع ..
~ مجلس الرجال ~
كل الحضور كانوا أهل سطّام وأخوان نهيّان وربعهم ، ضحك سلمان ونطق : هذال يبيك ي سطّام
ضحك سطّام من دخل وقال : تعال
مشى هذال الصغير سمّي عمه ونطق : سلمان مؤدب مع أختي صح ؟
ضحك بصوت عالي وقال : ورا ما تسأله
هذال ضحك بخفه وقال : مايتكلم
وقف سطّام يشيله ونطق : عمي سعود
ألتفت أبو انفال ونطق : لبيك ؟
سطّام : يبي له من يشّد أذنه
أبو انفال ضحك وقال : الا هذال
أبو صارم ضحك معهم ونطق : اي بالله الا سمّيي
ضحكوا كلهم ونطق أبو عقيل : سطّام وصلنا العلم زواجك الخميس ؟
سطّام هز راسه بالايجاب وقال : الله يحييكم جميع والحاضر يعلم الغايب الكل يشرفنا أنا طالبكم
ردوا كلهم بالردود اللي تجَمد على الشارب والكل وافقوا على الحضور ، نطق صارم وقال : أبشر بالمعونه يولد عمي
نهيّان ابتسم وقال : ماتقصر يبو هذال
ضحك صارم يجلس ومشى سطّام يجلس بجانب أبوه ، ألتفت له وقال : وش صار على مضاوي ؟
نهيّان : الله يستر عليها
سطّام : خلاص !
نهيّان هز راسه وانحنى يقبّل كتف سطّام وينطق : أمسح كل فعايلي لك بوجهي أشهد بالله إني ماينقال لي رجال دام بديتها عليك
توسعت عيونه بصدمة وقال : وش ذا الكلام يبو سلطان ! ماحصل شيء وأنت بالأول ومن تالي أبوي وشلون بأخذ بخاطري عليك ؟
نهيّان شّد على ذراع سطّام ونطق : أنت وريثي وبِكري وأكبر عيالي أنت سندي وذراعي وعصاي لا مني هويّت ! وفعايلي عليك ماهي بسهلة لكن كان فيني قّل صح
ضحك سطّام يقبّل جبين أبوه وينطق : جعلنا مانعدمك
نهيّان ابتسم وألتفت على أخوه سياف يسولف معه ، رفع سطّام جواله يشوفه بدون أي أشعار ، زفر بتوتر ونطق : وينك ي مطلق !
نزل جواله من جلس عقيل بجانبه وبدأوا يسولفون عن الزواج اللي بيصير نهاية الأسبوع ..
~ صالة بيت سطّام ~
كل الجماعة موجودين ، ابتسمت وجود ونطقت : انفال وينها ؟
انفال ضحكت وقالت : متحمسين ماشاءالله ؟
ضحكت أم صارم ونطقت : أكيد متحمسين هذي حَرم أكبر عيالنا !
انفال ألتفتت من سمعت صوت كعبها ، دخلت للصالة ووقفوا الحريم كلهم من كبيرهم لصغيرهم لها ، حَرم سطّام قدامهم بالمنظر والجمال والكمال ، عضّت سراب شفايفها ونطقت : لا اله الا الله والجمال !
ابتسمت ونطقت برجفه صوتها : يالله إنك تحييهم
نطقوا بصوت واحد يردون عليها ، تقدمت تسلم على الكبار أولاً وهي ميته أحراج من الردود الاطراء والمدح ، وصلت للبنات وتعرفت عليهم وسلمت عليهم لحّد ماوصلت لظبيه وسحبتها تجلس ، أخذت نفس من نطقت أم سعود : ماشاءالله تبارك الرحمن عرفوا يختارون عيالنا !
ضحكت اسرار وقالت : تسلمين ياخالة
صدود نطقت بتعجب : بالله أنتي زوجة سطّام ؟؟
ابتسمت وملامحها موردة خجل ونطقت : ايه
عضّت وجود شفايفها وقالت : غرت كل هالزين له لوحده ؟
ضحكت أم صارم ونطقت : وسطّام معه من زين وفاء اللي يضيع العقل ويذهبه !
ضحكوا الحريم ونطقت أم عقيل : والله صدق ماشاءالله كل وحدة تقول الزين عندي من شهد لظبيه للكمال اللي في اسرار والكمال لربي !
ابتسمت انفال وقالت : ماشاءالله ؟ تشوفوني ولا وش
ضحكت أم انفال ونطقت : أنتي بنتنا أكيد بتكونين غير !
ظبيه : ياشينك ي انفال
ضحكت انفال تمسّك يد ظبيه وتنطق : روحي أنتي
شهد عضّت شفايفها ونطقت : اسرار ما أحس بخدودي !
اسرار : مثلي بموت بموت
شهد ضحكت بخفه وقالت : يويلي ابتسمت لمرحلة الألم !
اسرار هفت على وجهها وقالت : عرقت قسم بالله ! كثار وكلامهم حلوو
شهد : ضيعوني
ضحكت ظبيه وقالت : بنات انهيييااار
اسرار قامت توقف ونطقت وجود : وين بجي معك
ضحكت اسرار بصدمة وقالت : المطبخ
وقفت صدود ووجود وسمر وكوثر كلهم معها ، ابتسمت تمشي ونطقت : انتوا كلكم بنات عمه ؟
سمر : ايوه ماعنده خالات ولا خلان سطّام بس أهل أبوه اللي هم أحنا
اسرار ابتسمت بفشلة وقالت : ايوه أدري بس أحسبكم قرايبه من بعيد
كوثر هزت راسها بنفي وقالت : أنا أختي انفال
اسرار توسعت عيونها بصدمة وقالت : عسل !
كوثر ابتسمت ونطقت صدود : ترا ولا وحده فينا أخت الثانية
اسرار ابتسمت وقالت : امانه ماشاءالله !
وجود : ايوه أنا أخت صارم وهذال
سمر : يابنات ماتعرفنا ترا
ضحكت اسرار وقالت : معليه أعرفكم فيه وحدة أخت هاني وعقيل وحسن ؟
ضحكت سمر بصدمة وقالت : أخواني !
ابتسمت اسرار وقالت : وأعرف صارم بعد من هذام
وجود : شفتي سمر تعرفنا
دخلت ظبيه تركض وقالت : يقولون ابدأوا تحضير
اسرار رفعت حاجبها وقالت : أطلعي طيب !
عضّت وجود شفايفها ونطقت : يويلي يابنات والنظره !
ما أنتبهت اسرار عليها ومشت تتخطاهم ، ضحكت صدود وقالت : يمه كيف سطّام متحمل ؟؟
كوثر : خايس ثقيل مره
سمر ابتسمت وقالت : حياتي هذي تذوب الحجر !
مشت صدود وقالت : امشوا
طلعوا كلهم معها ، مسكت ظبيه اسرار وقالت : اسرار بلا ملعنه تستهبلين ؟؟ وإذا العشاء لي تعرفين كم عشاء ومفطح طبخته لحالي فالديره ولو إنه ماهو عند مطلق ؟؟
اسرار ابتسمت وقالت : ماهي ملعنه بس العشاء لك لا تشغليني فأحوسك اذلفي تقهوي
ظبيه ابتسمت وقالت : أحبك شوفي كيف كنا ووين صرنا
ضحكت اسرار تضّمها ونطقت : ربك مايضيع حق أحد وبعدين مو وقت المشاعر اصلاً خلقه أحس بنفجر
ظبيه هزت راسها وابعدت تنطق : خلصي أجل
مشت اسرار ورفعت جوالها من سمعت صوته ، قرأت أسمه ونطقت : ايوه ؟
سطّام : جاتكم حَرم مطلق ؟
اسرار : لا أعتذرت ليه ؟
سطّام : وشفيهم عسى ماشر ؟
اسرار : تقول مطلق تعبان شوي
سطّام ابتسم وقال : جعله بعمري
اسرار ضحكت بسخرية وقالت : امين تعال لصالة الطعام
سطّام ابتسم وقال : جايك يحيوانه
قفلت الجوال ومشت تشيّل مع خيرية ويمشون من المدخل الخلفي لصالات الطعام ، مشت تدخل ونزلت الصحون على الطاولة ، دخل سطّام ونطق : رتبوها على الطاولات وصحون المفطح بتكون على السفر تحت
اسرار : ندري
سطّام : تبين تتضاربين ؟ مالي خلق والله
اسرار ابتسمت وقالت : ماقلت شيء بس واضح مين في راسه حرش
سطّام : خلصوا وقولوا لي
اسرار : تعال حضر معنا ليش ناديتك
سطّام : مشغول مع الرجال
اسرار رفعت حاجبها وقالت : دام عجلت بالعشاء أكيد بروح
سطّام ميّل راسه ونطق : وين ؟
اسرار : مع أخواني
سطّام زفر بغضّب وقال : بِكر محمد أنا طالبك ماهو وقته
اسرار : بطلع ماني جايه أستشير جايه أنقل لك العلم
سطّام : بس أنا ماني راضي !
اسرار : والله ماهمني
زفر بضيق وقال : أبيك الليلة طيب
اسرار : وش تبي فيني
سطّام رفع حاجبة وقال : وشرايك أخذ مايك وأقولها ؟ وش أبيك فيه يعني ؟!
اسرار ضحكت بسخرية وقالت : لاحق طول حياتك معي
سطّام : لا تخلينها بخاطري
اسرار : قلت لك كلامي ومستحيل اتراج..
سكنت من قاطعها صوت الباب وهو يتقفل ، خزّته وزفرت من طريقة خروجه ونطقت : مرواح جدي
حضرت وخلصت وأرسلت له بالواتس أنهم خلصوا ، مشت تطلع مع خيرية ودخلوا للمطبخ ونطقت : خلصتي عشاء الحريم ؟
خيرية هزت راسها بالايجاب ومشت اسرار تنطق وهي تخفي توترها من اللي حصل بينها وبين سطّام : الله يحييكم على كرامة ظبيه وسلطان ولو إنها جات متأخر
قامت ظبيه وقالت : جعلني قبلك ي أختي ! والله لا تأخير ولا شيء
قاموا الحريم يدخلون مجلسهم ، وجلسوا على الصحون ، ابتسمت اسرار ونطقت : تعشوا شوي وأجيكم
مشت تطلع للحوش وأخذت نفس طويل ، لفّت من سمعت صوت وشافت هذال يحاول يربط جزمته ، ابتسمت وقالت : ياااه وش هالنونو الكشخه !
لفّ هذال لها ونطق : أنا رجال وش نونو !
ضحكت تمشي له ونطقت : رجال ولا عرفت شلون تربط جزمتك ؟
هذال عضّ سبابته ونطق : تسوينها لي بس ماتقولين لأحد
اسرار هزت راسها بالايجاب وباست خده ، ابتسم وقال : أول مره أشوفك مين أنتي ؟
اسرار : أنا اسرار
هذال هز راسه وقال : اهاه العروس ؟
ضحكت بصدمة وقالت : بالضبط !
ضبطت جزمته وقالت : عادي أعرف أسمك
هذال : هذال
ضحكت له وقالت : مين أبوك ؟
هذال : أحب عمي سعود وانفال أسميها أختي وهو بعد أسميه أبوي بس أبوي صدق اسمه الهذال
توسعت عيونها بصدمة وقالت : أسمك هذال بن الهذال ؟
هز راسه بنعم وقال : أخو صارم ووجودي
ابتسمت له وقالت : عاشت الأسامي والله يخليك لهم
ابتسم لها وقال : ويخليك لسطّام
ضحكت ومشى للرجال ، وقفت بصدمة وقالت : حاسوني يكثرهم ماشاءالله !!
مشت ترجع وطلعت جوالها وأرسلت لأيار انها بتجي الليلة ، قفلت جوالها ومشت تدخل ..
~ المستشفى ~
جالسة على الكرسي وهو نايم بالسرير قدامها ، أخذوا منه تحاليل ولهم وقت طويل مارجعوا بالنتايج ، كانت جالسة على أعصابها وتنتظر رد ، طلعت جوالها ورفعت عيونها من فتح عيونه بتعب ونطق : أبي مويه
قامت توقف ومشت تصُب له ، مشت له بالكاس ورفعت ظهره بالسرير وقربت منه ، سحب الكاس منها ونطق : ماودي أتعبك
عضّت شفايفها السُفلية لثواني ونطقت : مطلق ألا أنت خذ من راحتي وطمأنينتي وسعادتي وعافيتي ولا بشكيك !
عضّ شفايفه ونطق : أشهد بالله إنه قام حظي فيك جعلني فدا لك يابعد نفسي
بكت علطول ورفعت نفسها لسريره ، حاوط خصرها وشّدها عليه ، استنشق ربيعها وأستشعر دفئها وحنيّتها ، غمض عيونه ورجع يفتح من دخلت الدكتورة ونطقت : معليش
عِقد ابتسمت تجلس ونطقت : لا تعالي
مشت الدكتورة ونطقت : مجرد حمى خفيفة والتهاب بالأحبال الصوتيه تدخن ؟
مطلق بلل شفايفه وضحك من جاوبت عِقد وقالت : ايوه يشوفو زوجتو مايقدر يتركو !
ضحك ينغز جنبها ، فزّت توقف ونطقت : بزر
الدكتورة ابتسمت وقالت : بسيطة حاول تبعد عنه
مطلق : قالت لك ماقدر
الدكتورة : أقلها فتره لأجل تطيب
عِقد : عندي ماتشيلي هم
الدكتورة : كتبت لك خروج بالسلامة
مشت تطلع ولفّت عِقد له ونطقت : يلا ياشطور دحين أنت تحت رعاية الله ثمً جبروتي
ضحك بسخرية وقال : وش بتسوين يالغنوج ؟ آخر شيء اهفك وتطيرين
عِقد : ماتقوى جايبة آخرتك ولا ؟
غمزت له وضحك يقوم ونطق : تعافيت خلاص
ضحكت علطول ومسحت دموعها وخشمها ، لبست عبايتها وشالت أغراضهم ونطقت : وين ؟
مطلق : للبيت بنخمد ولحد يصحيني
عِقد : تمام مشينا
مسكت كفه وشّد على كفها يسحبه لمنطوقه ، قبّله بكل حب ونطق : آخ منك يامماتي وأطهر ذنوبي وعذابي آخ ما أجملك وأنعمك وما أحلاك آخ ما أملّك !
ابتسمت تسند راسها على صدره ، مشى فيها وطلعوا ونطقت : حسوق أنا
مطلق ابتسم وقال : ما أقولك لا
ركبت وشغلت السيارة ونطقت : سيارة مين صح ؟
مطلق : سيارتي من الشركة
ابتسمت بوسع ثغرها ونطقت : حيل دمار
ضحك من نطقها للهجة استنكرها هو وتقدم يتمسك بكفها ، شغلت السيارة وحركت من قدام المستشفى للبيت ..
~ بيت سطّام ~
أنتهى العشاء والكل توجهوا للمجالس لأجل يكملون سوالف وقهوة وشاهي وقدوع ، مشى يدخل للمرسم وهو مستعجل ، افكاره براسه لكن ملخبطه وبالحيل ، سحب قلم رصاص وبدأ يخبط باللوح ويشخبط سكتش هو مافهمه ، يحاول يتذكر تفاصيلها بهالليلة ، انتهى من رسم الأساسيات وبطريقة مبعثرة جدًا ، اخذ نفس ونطق : بكملها وبسهر عليها
طلع من المرسم ووقف من شافها ماسكه عبايتها ، ابتسمت وقالت : لأنكم أهل قالوا لي بيطولون وأخواني برا
سطّام : مو منجدك !
اسرار ابتسمت وقالت : كثر خيري خلصت العشاء والقهوة وكل شيء حتى جددت القهاوي كلها وطلعت باقي الحلى اللي سويته لبعد العشاء وش بقى ؟
سطّام مسك ظهرها يقربها له ونطق : ماقصرتي والله يكثر خيرك بس صاحية تروحين ومعازيمك لسى موجودين ؟؟
اسرار ضحكت بسخرية وقالت : أشوفك تاركهم وهارب لمرسمك ؟
نزلت عيونه للعقد اللي يشعشع نوره بنحرها ، انحنى لها وقرب وجهه من عنقها ، عضّ شفايفه ومشى وهي معه ودخلوا داخل المرسم ، سكر الباب وراه بالمفتاح ومشى يجلس على الكرسي وسحبها لحضّنه ونطق : خليك
مسكت كتوفه ونطقت : بس هذي الليلة لا تخليها بخاطري
سطّام دفن وجهه بنحرها ، يستنشق عطرها ويتأمل جمال خُلقها وروعة العقد وانتماء الالماس لها ، رفعت راسه بكلتا يدينها ونطقت وهي متمسكة فيه : بِكر نهيّان
مسك خاصرتها بيدينه ونطق : لبيه ياوجه أشوفه وينسيني كل غرابيل أيامي وسمّي يابعد روح بِكر نهيّان وفرحة عُمره
شّدت على وجهه ونطقت : إن كان خاطري غالي اتركني أروح
سطّام كشر بملامحه ونطق : أرجوك والله خاطر..
قاطعته من وقفت ونطقت : أنا ماشيه
عضّ شفايفه من قاطعت كلامه ، كان وده يقولها إنه يحتاجها بهالليلة ، يحتاج يفضفض وتسمع له يحتاج يفرغ كل سلبيته وهو يدري فيها بتحتويه ، انخذل منها ومن تجاهلها له ، وقف ومسك عقدها ونطق وهو يفكه : ماتطلعين كذا
شّدت على قبضتها أثر توترها من قربه ونطقت : خلاص أبعد
توسعت عيونه من ردودها ونطق : بعدين يطاوعك قلبك تروحين وأنا لي ساعات اترجاك تجلسين !
اسرار زفرت بغضّب وقالت : يوه مابطول أنتبه للعقد وللبيت وبعدين معك طول عمري هم مشغولين بحياتهم وأول مره أشوفهم وأطلع معهم وأنت مو بزر يالرسام
مشت تطلع من عنده للحوش وفتحت الباب الرئيسي ، طلعت تركب مع أيار وأخوانها وأنهار ، شّد ع قبضته ومشى يطلع يشوفهم طالعين ، طاحت عينه عليها وهي تودعه وتنطق : شفت راحوا !
ضحكت بسخرية تسكر الشباك ومشت سيارة أيار ، ودع أهله ووعدهم بالجايات ونطق : لا تخالفونا يوم الخميس
ابتسم أبو عقيل ونطق : أبشر
طلعوا الكل وفضى البيت ، ولما تنقال كلمة الكل معناته الكل بشكل حرفي ، نهيّان وعياله رجعوا للجبيّل وسلطان وظبيه قرروا يسكنون بعيد جدًا عن بيت سطّام ، لكن مازالوا داخل حدود نجَد ، قفل صادق الأبواب ونطق سطّام : أنا طالع إذا رجعت ماما فك الباب لها
سحب شنطته واللوحة الخاصة فيها بهالليلة وطلع من البيت مايدري وين يروح ، لكن يدري إنه بيطول وجدًا ، يحتاج ينعزل مع نفسه ويفضفض للسواده ورماده وبياضه ، للوحاته وأقلامه وفراشيه ..
~ وادي حنيفة ~
جالسين وجينار يشوي لهم لحم ، ابتسمت وقالت : ايوه مُدعية
سنجار ابتسم وقال : معكم الملازم أول سنجار
رفعت عيونها وقالت : عسكري ؟ توقعت حتى لهجتك تختلف
أنهار : ايوه عبيط ترك الجامعة ودخل الأمنية
أيار ابتسم وقال : أنا مازلت أدرس هندسة بترول
أنهار : خريجة ثانوي وانقبلت السنة ذي بس أجلت عشان دحومي
اسرار : موفقين كلكم أنا أخذت بكالوريوس وانقبلت بالوظيفة وأنا داخله اثنين وعشرين واسطه من شخص كنت أعرفه
ابتسم جينار ونطق : ماشاءالله الاكس ؟
ضحكت بصدمة وقالت : أي اكس ؟ ولد عمي
ضحكت أنهار وقالت : وكيف تعرفتي على زوجك ؟
اسرار : أحب اللحظة هذي بقولكم
مشى جينار ينزل الأكل وصبوا لهم كولا باردة ، ابتسمت تأكل وتنطق : ماشاءالله لذيييييذ !
جينار : بالعافية ي أمي
ابتسمت تحسّ بالدفء لكنها مستوجعه ، هي دهست خاطره وطلعت بدون ماتتكلم وتبرر أكثر ، ماتدري هو وين لكن بترجع وبتلاقيه فالبيت وبتكلمه وتقوله إنها تكلمت عن لقائهم الأول بكل شغف وحُب ، ابتسمت وقالت : تعطلت سيارته وأنا رايحه لمقابلة الوظيفه حقتي ووقفت أساعده ومن بعدها صرت أشوفه بكثره لحّد ماجاء اليوم اللي قالوا لي بتزوج فيه وكنت وقتها بحالة سيئة جدًا سواء نفسيًا أو عقليًا وبدنيًا ، فكرت إني إذا تزوجت بتخلص من الكابوس ذا ووقعت ولمن شفت أسمه انصدمت وطلع نفس الشخص وتزوجته وفعليًا سحبني الرسام من كوابيسي ونساني بعضها لكن الآلام مازالت موجودة ومستحيل أنساها
أنهار مسحت دموعها ونطقت : واو فلم رومانسي حزين !
اسرار ابتسمت وقالت : بس ماقدر أقول أن الأمور بيني وبينه ماشيه بشكل سلس
أيار : أهم حاجه مايزعلك ؟
اسرار : أنا المقصودة بهالكلمة
سنجار ميّل راسه ونطق : مافهمت أنتي تزعلينه ؟
اسرار هزت راسها بالايجاب وقالت : أنا أوجع وأزعل كل شخص يفكر يقرب مني
ابتسمت أنهار ونطقت : لا تقولي كدا !
جينار : ومادام يحبك صدقيني فاهمك
اسرار : خايفه أطول وينام وهو ضايق
أيار ابتسم وقال : لا معليك مابنطول
سكنت لثواني ومسكت عنقها ، تتذكر كيف نزع العقد منها وتركه بيده ، كانت تتذكر لوحة جديدة بالمنتصف لكنها ماتتذكر تفاصيلها ، شّدت على قبضتها من حسّت بألم ببطنها ، قامت تركض وفزّت أنهار معها ونطقت : اجلسوا أنا أشوفها
مشت لأسرار اللي وقفت خلف السيارة ، مسكت كتفها ونطقت : أنتي بخير ؟
اسرار ابتسمت بتعب ووقفت تنطق : مدري وشفيني
أنهار مسكتها ونطقت : أشبك ؟
اسرار : بطني يوجعني
أنهار لمست بطنها ونطقت : بطنك ولا أرحامك ؟
اسرار : مدري
أنهار مررت يدها على بطنها وهي تضغط لحّد ماوصلت عند الأرحام وشهقت اسرار بألم ، ابتسمت أنهار بصدمة ونطقت : حصير خاله !!!
توسعت عيونها بصدمة وقالت : وشدراك مسوية دكتوره على رأسي ؟؟
ضحكت أنهار وقالت : يقولك اسأل مجرب ولا تسأل طبيب أنا مجربه هالشعور والألم دا وآخر حاجه طلعت حامل بأسبوعين بعد !
سكنت لثواني من زادت نبضات قلبها ، مسكت أنهار ذراعها ونطقت : متى صار بينكم ؟
اسرار : مضيعه يابنت ماكملت أربع أيام حتى !
أنهار : اوكيه يمكن دورتك يابنت ؟
اسرار مسكت بطنها من حسّت بألم تعرفه كويس ، هزت راسها بالايجاب وقالت : ودوني البيت !
أنهار : الان
مشت تكلم أخوانها وتفهموا ، شالوا أغراضهم ورجعوا لبيت سطّام ، نزلت من وصلوا ونطقت : لا ارتاحي أنهار أنا بخير
أنهار : أنتبهي لنفسك
هزت راسها ومشت ، ضربت الباب وفتح صادق لها ، دخلت تشوف الظلام بأرجاء المكان ، عضّت شفايفها ونطقت : وين سيارته ؟
ألتفتت من نطق صادق وقال : بابا سطّام روح بعيد
توسعت عيونها بصدمة وقالت : وين ؟؟
صادق : أنا مافي معلوم ماما
عضّت شفايفها ومشت تدخل ، وصلت لغرفتهم ودخلتهت وقفلت الباب وراها ، مشت للحمام وانتهت وطلعت ، مسحت دموعها ونطقت : مافيه شيء ! ليه توهمت اصلاً ومافكرت بموعد دورتي !!
خسرت آخر أمل تملكه ، أتضح أنها ماهي حامل وسطّام مختفي وماتدري وينه ، جلست على السرير وشهقت من شدة الألم ، عضّت المفرش ونطقت : يارب !
رفعت جوالها واتصلت عليه مرارًا وتكرارًا ، لكن دون جدوى كان جّل ماتسمعه ' عزيزي المتصل .. ' ، كانت تبكي من شدة ألمها ونامت بعد وقت طويل من الصراع النفسي والجسدي والأرهاق وكمية التعب اللي حسّت فيها ..
~ بيت الجبل ~
يرسم بالظلام الحالك تفاصيل هلاكه ، ضحك بسخرية ونطق : ياكثر مارسمتها وياكثر ماغلطت وأوهمت نفسي بتفاصيل ماهي فالوجود اصلاً !
رفع عيونه للقمر الأحدب في منتصف السماء ، تبقى أسبوع فقط على زواجهم وهو مابعد تأكد من شعورها له ، تاره تحب وتاره تكون أبعد من النجم عنه ، عضّ شفايفه ووقف يرسم تفاصيل عقدها بالليلة الماضية ، وبحكم دخول يوم جديد صاروا سبت وبقى خمس ليالي لليلة العُمر ، مايدري وش قاعد يسوي ولا يدري وشلون بيرجع وبيتجاهل كل شيء أذاه منها ، ضرب اللوحة بكل قوته وطاحت على الأرض ، زفر بغضّب ونطق : ‏تحسب إني سالي مثلها وأنا في هواها الله حسيبها مبتلى !
رمى نفسه على الكنبه يتأمل هدوء المكان وأصوات الرياح وضوء القمر الواضح بسبب الظلمة الشديدة ، غمض عيونه وسرعان مابدأ يهوجس ، للحظات أسترجع هواجيسه بأمه وغادرت اسرار محطة عقله تمامًا ، عضّ شفايفه من قطرت دموعه المالحه ونطق بهمس : ليتك كنتي بجنبي ! أمي اللي عطيتها كل شعوري ماتبادلني ربع الشعور ! أمي اللي رميت نفسي لأجلها تتجاهلني وتعاملني مثل كل شخص تقابله ، أمي أنا عطيتها الثقة والأمان وهي بالمقابل عطتني الأوجاع والخذلان ! أمي ماعاد أقدر اخاطبها بشكل طبيعي خوفي أنفجر عندها وأنهار وماتقوى تجمع شتاتي وتضمد جراحي وتروي شراييني من الظمأ ! عجزت ألاقي أوفى منك ياوفاء القلب ، يمكن غلطت ؟ يمكن ماهي اللي قصدتيها ويمكن بعد كل الشعور والمحبة يكون حلم وأفيق منه ؟ يمكن ما تأخرت على الهروب والتخلي والفراق ! يمكن خيرة لها وخيرة لي نبعد يمكن ما انكتبنا لبعض من البداية ؟؟ يمكن كان وهم !
شّد على جَلد الكنبه من حسّ بكتمه شديدة ، ازداد الجو حرارة فجأة ، يحسّ بشيء يسيل من يده لكنه ماهو قادر يحرك نفسه ، هو قطع يده بالكاس الزجاجي اللي كان مثبت فيه الفراشي على اللوحة ، من ضربها أصاب رسغه وتفجرت شرايينه وأنتشرت دمائه ، كان يحسّ بثقل ماهو طبيعي ، ابتسم من بدأ يحسّ بخفة روحه ونطق : عسانا من بعد بطى ياوفاء القلب نلتقي ؟ فأنا والله تعبت واستنزفت روحي لأجل يوصلها ربع شعور ، جاء وقت استسلم
غمض عيونه وسرعان مادخل بصدمة أثر أنخفاض بضغط الدم عنده وبقى على حاله يبعد عن العالم مئات الأميال وجواله مغلق ، يمكن كان لكل شيء سبب وكان مجيئه وانعزاله أحد الأسباب ، يمكن راحته فعلًا هنا على الاريكة ودماءه وصلت لنهاية الغرفة ..
~ قصر نهيّان ، فالجبيّل ~
طلع من الحمام وهو يجفف شعره ، عضّت شفايفها تضبط لبسها ونطقت : يالمغرور
ابتسم هذام ونطق : سمّي ؟
شهد : بتنام صح ؟
هذام هز راسه بالايجاب وقال : وراي دوام بس أمريني
شهد زفرت بتوتر ونطقت : فيه فلم فجأة أشتهيت أتابعه وخايفه أزعجك
هذام ابتسم وقال : وش طيب ؟
شهد ابتسمت بخفه وقالت : the polar express
ضحك هذام ونطق : ياطفلة مين يتابعه هذا ؟؟
شهد رفعت حاجبها وقالت : عن الغلط !
ابتسم ونطق : عاجبك المنظر ؟
شهقت تعطيه ظهرها ، ابتسم يلبس شورت وتيشيرت وتعطر  ومشى يجلس بجانبها ، ألتفتت له وقالت : نعيمًا
هذام ابتسم يقبّل خدها ونطق : الله ينعم عليك يالعسل
شهد ضحكت بخجل ونطقت : نتابعه ؟
هذام : أكيد
ضحكت بفرحة وفرط حماس ونطقت : يعيش ! ماهو أول مره أتابعه بس هذام والله شعوره بكل مره غير !!
هذام ابتسم وقال : مثل شعوري لك ولهفتي لشوفتك بكل مره وكيف أحس بشعور مختلف كليًا عن المرات السابقة
ضحكت بصدمة وقالت : واو ! كيف أرجع طبيعية ؟ غازلتني بفلمي المفضل مستحيل أرجع نفس قبل !!
ضحك ينسدح على فخذها ونطق : بنام وأنتي تابعي
هزت راسها وعضّت شفايفها بحرج من سكن حُضنها ، فتحت اللابتوب وبدأت تتابع بهدوء وهو نايم بحضّنها ..
~ بيت جديد ، بيت سلطان ~
رفعت شعرها ورا اذنها وسحبت الكرتون تفرغه ، تركت اختيار الأثاث على سلطان بينما مسكت هي كماليات البيت والاكسسوارات ، طلع من مجلس الحريم ونطق : كبير وحلو ومرتب ! والله صيده
توسعت عيونها وسكنت بمكانها ، ماتدري وش مقصده بكلامه وظلت على حالها معطيته ظهرها وجالسة القرفصاء بمُنتصف البيت ، مشى لها ونطق : أخت مطلق
رفعت عيونها له بصدمة ، وقف يطالع بنظراتها ونطق : فيك شيء ؟
هزت راسها بنفي ونزلت راسها ونطقت بخجل واضح : وش تقصد قبل ؟
سلطان جلس يفك الكراتين معها ونطق : وش ؟
ظبيه : حلو وصيده ومدري وش ؟
سلطان ضحك وقال : البيت
زفرت بتوتر ونطقت بحدة داخل انفاسها : الله يقلع راسك ياظبيه !!
سلطان قرب وحسّ بقفى كفه جبينها ونطق : فيك حمى ؟
رفعت عيونها له وقالت : لا ليه ؟
سلطان : وجهك أحمر !!
ابتسمت بفشلة وقالت : ايه الجو حار
سلطان رفع عيونه للتكييف ونطق : غريب المكيف بارد !
وقفت تغيير الموضوع ونطقت : تعبت ننام ؟
سلطان وقف يمشي معها ، مسك يدها ومشى معها ، غمض عيونها بيده وضحكت تنطق : سلطان !!
سلطان نطق خلف أذنها : لبى ؟
عضّت شفايفها ومشوا يدخلون الغرفة ، ترك عيونها ووقفت تشوف غرفة ماحلمت فيها ابدًا ، كمية تفاصيل كثيرة تخُصهم جمع بين ميولهم أثنينهم ونسق غرفة خيالية ، ضحكت تشوف لوحة ونطقت : سطّام ؟
سلطان ابتسم وقال : أكيد مابدفع وأخوي رسام
مشت تدخل للداخل وشهقت من فزّ الظبي الصغير ' غزال ' ونطقت : بسم الله !!
ضحك سلطان يثبتها ونطق : يدلوعه تخافينك ؟
يقصد أنها هي الظبي ، عضّت شفايفها لثواني ونطقت : يعمري ياحجمها ما أصغره !
ضحك سلطان وقال : لك سميها الظبي
رفعت عيونها له وقالت : خايفه تسرقك مني
سلطان توسعت عيونه ونطق : تجهزي تتعشين لحم غزال
ضحكت بصوت عالي وطاحت بحضّنه ، ابتسم يتأمل ضحكتها ونطق : أعقب !
غطت وجهها بيدينها وهي تضحك ، عضّ شفايفه يبعد يدينها وتعلقت عيونها بعيونه ونطق : أبوسك لا صارت ضحكاتك مني !
ضحكت بخفه وقالت : أحبك والله
توسعت عيونه وقال : وشو ؟
سكنت تشوف نظراته وهي بحضّنه ، وقفت تجلس ونطقت : وش ؟
سلطان : حلفتك بالله عيدي اللي قلتيه !!
ضحكت بخجل وقالت : أحبك
سلطان رفعها بين يدينه ونطق : قالت أحبك ياعالم من قدي ؟
حاوطت رقبته وهي تضحك ، بعد فرحة عظيمة ارتخى سلطان على السرير وطاحوا عليه ، ابتسمت من قرب لها ، مسكت فكه وعوارضه ، مليانين شعور لبعضهم ، ضحكت بهدوء ونطقت : حبّني للمشيب ولا لا تحّب !
حاوط خصرها ونطق : أحبك اليوم وبكره وبعدها بمية عام !
ابتسمت تعضّ طرف أذنه وتنطق : مية قليل يالسلطان
سلطان ابتسم وقال : ‏أحبك فجر اليوم و صبح السنّين الباقيه أحبك من هنا حتّى طلوع الفجر حتى النور صحيح إنك قدر محتوم بس عيونك يالظبي أجمل مقاديري ، أحبك كثر ما تطرين فبالي وتشغلين تفكيري كثر ما أشيلك بعيني وناسٍ منها طاحت !
عضّت شفايفها وأخرجت حروفها ونطقت : أحبك كثر ما عشت سنين عجّاف وأحبك كثر ما عافت عيوني وجود الناس في حضورك أحبك وأحبك ألف ومية مره وعساني عن حُبك ما أتوب أحبك وخل الحسود يصب غلّه و يشبع به ، أحبك ياعوض السنين الموحشه ويانور ليالي مقبلة بعد سواد دام عُمر أحبك وأحبك كثير وكثير ياسلطان
طبع قُبلته على ثغرها ذو الكلام المعسول ، تعبوا بالتعبير عن كلمة انتظروها من بعض لوقت طويل ، واستنزفت طاقتهم بهالليلة الهادئة ، بعيد عن صخب الشوارع وإزعاج الهواتف ، وصَلها سلطان وأصبحت حَرم له قول وفعل ، قبّل جبينها وغطاها بفراشه وناموا على مطَلع الفجر ..
~ بيت سطّام ~
قامت منزعجة من الألم الفظيع اللي تحسّ فيه ، مشت للحمام وأخذت دش دافي وطلعت ، لبست بجامة دافية مصنوعة من القطن ، أستوعبت على نفسها وألتفتت تشوف السرير فاضي وهذا يعني إنه مارجع ، عضّت شفايفها لثواني ونطقت : بِكر نهيّان وينك ؟
سحبت جوالها وأتصلت فيه لكن بدون أي إجابة ، قفلت جوالها ومشت تطلع من غرفتهم ، وصلت للطابق السفلي وابتسمت تشوف خيرية مجهزه الفطور ، تقدمت تمسك كتفها وتنطق : بابا سطّام ماجاء ؟
رفعت حاجبها بذهول ونطقت : شنو ؟ ليش هوا وين ؟
ابتسمت تربت على كتفها وتنطق : الله العالم
جلست وفتحت اللابتوب ، عندها جلسة بعد شوي وضروري تحضر ، زفرت بتعب ونطقت : يعني فوق النفس الشينة والقضية اللي بعد شوي مختفي ومقفل جواله ؟ الله يستر
مشت خيرية ونطقت : ماما وصل فستان حق أنتي
رفعت عيونها لخيرية وهي تقضم التوست ، هزت راسها ونطقت : وين ؟
خيرية : مرسم بابا سطّام
شافت التاريخ باللابتوب حقها ونطقت : باقي ثلاث ليالي وينك يالرسام ؟
مشت تلبس عباية رسمية ومرتبة فوق بجامتها أثر كسلها ، ضحكت تلبس سبورت ونطقت : محد بيشوف الله أكبر
طلعت من البيت وركبت مع صادق يوصلها للمحكمة ..
~ الجبيّل ~
طلع من المحكمة ومعه سلمان ، مشت له وهي تبكي ونطقت : كيف طلقتني ؟؟ كيف طاوعك..
قاطعها صراخ سلمان عليها ونطق : لا تخليني أطلع حرة سنين ضاع أخوي فيها وسنين تغيير أبوي علينا فيها أمسكي مابقى من كرامتك واذلفي من وجهي !!
عضّت شفايفها وبكت بدون صوت ، مسكها أخوها ومشوا يطلعون ، ركبوا مع عبدالصبور ونطق : وين روح ؟
سلمان لفّ لأبوه ونطق نهيّان : الشركة أبي أخلص شغلي عشان أفضى بزواج سطّام
سلمان : ماهو كثير اصلاً
نهيّان : ولو نخلص الا دقيت عليه ؟
سلمان : يستحسن ماندق لنا أكثر من أسبوعين ناشبين له خله يقضي وقته مع حَرمه ويجهزون لليلة عُمرهم
نهيّان هز راسه بالايجاب وابتسم ينطق : صادق
ألتفت عبدالصبور ونطق : ايوه ؟
ضحك سلمان ونطق : عبدالصبور انلحس مخك ؟
عبدالصبور ضحك ونطق : صادق سيم عبدالصبور
نهيّان ضحك بخفه وألتفت يشوف الشارع وزحمة السيارات وهم في طريقهم للشركة ..
~ بيت الجبل ~
كان الكلب ينبح بشكل مفجع أثر ريحة الدم المنتشرة بالمكان ، مشى أبو نجيب وأطلق على قفل الباب بالبندقية حقته ، كسر الباب وأنطلق جهاز الإنذار ، مشى يسكره لأنه صديق قديم لسطّام ووقف يشوف الدم جايه من الصالة نطق بصدمة : ياسطّام !!
دخل للداخل وشافه طايح على الكنبه ومصفّر لونه ، ويده مقطوعة من الرسغ ، مشى يركض له ورفعه ، ماصحى سطّام وعضّ أبو نجيب شفايفه ونطق : تمسك فيني وأنا عمك
ثبت سطّام على ظهره المنحني أثر كِبر السن ومشى فيه للخارج ، ثبته عند سيارته ونطق : جماح أركب وأنا أبوك
ركض الكلب الخاص فيه فالصندقه ومشى أبو نجيب يركب ، أنطلق من الجبال للمستشفى ، فاقد الأمل بنجاة سطّام اللي حتى النبض ماكان ينسمع منه ، زفر بضيق وقال : بدري تتبع خطى أمك يا بِكر نهيّان
ماكان وده يتصل على أحد ويربكه خصوص إنه يدري بوجود أهل سطّام في شرق السعودية ، بيتأكد بنفسه وبعده بينقل العلم لهم ، مايدري عن زواج سطّام ولا يدري عن الأنثى اللي تسكن ببيته وميته قلق عليه ، كان الطريق طويل وهالشيء أبدًا مايساعد أبو نجيب ولا يساعد سطّام ، طلع للشارع واخيرًا ومشى للمستشفى وتفكيره بسطّام يسابق طبلون سيارته ، دعواته له وخوفه عليه ماوده يخسره أبدًا ..
~ بيت مطلق ~
نزل يشوفها جالسه فالصالة وتكلم ، تقدم ينسدح على فخذها ، ابتسمت له وخلخلت أصابعها بشعره ، هزت راسها لأسرار اللي تتكلم معها بعد ماطلعت من المحكمة ونطقت : وأبدًا ماوصلني رد منه وخايفه مدري وينه ؟
عِقد : طيب اش آخر حاجه حصلت بينكم ؟
اسرار : بعد العشاء والعزيمة قلت له بطلع مع أخواني ورفض وتعرفيني
عِقد ابتسمت وقالت : عنّدتي ؟
هزت اسرار راسها بنعم تدعّي إن عِقد تشوفها ونطقت : ايه
عِقد : تحصليه زِعل منك وحيرجع أكيد
اسرار : تقولينه ؟
عِقد : ايوه حجي اليوم نشيك على فستانك
اسرار ابتسمت وقالت : تمام أشوفك أجل
عِقد ابتسمت وقالت : تمام زيتونه باي
قفلت الجوال ونزلت عيونها لمطلق اللي نايم بحضّنها ، ابتسمت وقالت : شكلك نمت متأخر ؟
مطلق فتح عيونه بتعب ونطق : من تكلمين ؟
عِقد : ماسمعت وأنا أقول زيتونه ؟
مطلق : وشفيها ؟
عِقد ابتسمت من قام مطلق يجلس قبّالها ، تقدمت تبوس خده وتنطق : سطّام هرب من البيت وللوقت دا مارِجع
مطلق : دقت عليه ؟
عِقد هزت راسها بنعم وقالت : ومايرد
مطلق سحب جواله وأتصل عليه ، جلس ثواني وتقفل ورجع يتصل فيه ، هو من وقت ماراح للمستشفى ماكلم سطّام ولا رد على مكالماته ، وصله صوت مايعرفه ونطق : الو ؟
أبو نجيب : هلا ؟
مطلق : وين سطّام ؟
أبو نجيب عضّ شفايفه ونطق : موجود
مطلق : عطني أكلمه
أبو نجيب : ماقدر
مطلق رفع حاجبة وقال : وشلون ماتقدر ؟؟
أبو نجيب : صار له حادث صغير وهو فالبيت وللحين ماصحى
مطلق توسعت عيونه وقال : وش صار فيه ؟؟
قامت عِقد توقف برعب وقالت : بسم الله اش صار ؟؟!
مطلق لفّ لها يسكتها ومشى بعيد عنها ، نطق أبو نجيب وقال : كان فيه زجاج بالأرض طايح ويده مصابة
مطلق توسعت عيونه وقال : معقولة متعمد ؟
أبو نجيب : والله مدري أنت من ؟
مطلق : أخوه
أبو نجيب ابتسم وقال : ونعم الصاحب والأخ يامطلق
أختار هالرد لأنه يدري ماعند سطّام أخو أسمه مطلق ، ابتسم مطلق وقال : ماعليك زود دلني وينك أنا جاي
أبو نجيب هز راسه ونطق : أنا في مستشفى ᥊ ᥊ ᥊ ᥊ ..
مطلق : عرفته جايك ياعم
قفل جواله ومشت عِقد له وقالت : حكني اش صار ؟
مطلق : مدري والله ظني إنه أنفرد بعمره وحاول ينتحر
عِقد طار قلبها بصدمة وقالت : بسم الله يارب مستحيل يسوي شيء كدا !!
مطلق : أتمنى ، بروح له لا تحسسين بنت محمد بشيء
عِقد هزت راسها بالايجاب وقالت : أبشر
مطلق تقدم يقبّل ثغرها ونطق : أنا ماشي أنتبهي لك
ابتسمت وقالت : وأنت كمان
هز راسه وسحب شماغه ومشى يطلع ، مشت تلبس عبايتها ونطقت : لحظة حبيبي حجي معاك
وقف ينتظرها بالحوش ومشت تطلع معه ، ركبوا ونطقت : وصلني لبيت اسرار
مطلق ابتسم وقال : على خشمي
ابتسمت له وقالت : عليه الشحم
مطلق سحب كفها يعضّه ونطق : يجعلني قبلها ياعرب
شهقت تضحك وقالت : ياغبي !
وقف عند باب بيت سطّام ونطق : أنتبهي لنفسك
هزت راسها بالايجاب وقالت : طمني عنك وعن زوج زيتونه
هز راسه ومشت تنزل ووقف ينتظرها لحّد مادخلت ومشى للمكان المنشود ، المستشفى اللي يبعد كُل البعد عن موقع مطلق ..
~ قصر نهيّان ، الجبيّل ~
جالسة وتقهوي عمها فالصالة ، نزلت شهد وقالت : فيه أحد
نهيّان ابتسم وقال : لا يبنتي تعالي
مشت تركض وجلست على الكنبه ونطقت : أبوي بطلبك شيء
نهيّان أشر على عينه اليمين ونطق : اليمنى قبل اليسرى لبيه ؟
ابتسمت بوسع ثغرها ونطقت : نبي نجهز رحلة للملاهي أو السينما بس يكونون ظبيه وسلطان واسرار وسطّام موجودين
نهيّان : تم تخلونه قبل الزواج بيوم ؟
شهد هزت راسها وقالت : حلو والله
انفال ضحكت بخفه وقالت : اتفق نهيص ونلعب قبل الزفاف
شهد ضحكت وقالت : بالزبط !
نهيّان : خلاص خططوا وكلموا العيال وأنا مني تم
شهد ضحكت تضّمه ونطقت : الله لايحرمنا منك
انفال ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : امييين
شهد ابتسمت من حاوطها نهيّان بحُب ونطق : بيت مافيه بنات مافيه حياة ياجعل حسّكم عن مسمعي ماينقطع
ابتسمت بوسع ثغرها تبوس كتفه وتنطق : امين
انفال صّبت قهوة لها وقالت : تقهوي هذام بيجي قريب
ابتسمت وقالت : أدري قال لي
ضحكت انفال وقالت : عشنا ياهذام
شهد ضحكت وقالت : وين سلمان ورواف ؟
انفال : مأخذين قيلوله أب وولده
شهد هزت راسها ورفعت عيونها لهذام من دخل ، مسح وجهه ونطق : سلام عليكم
نهيّان : عليك السلام كيف يومك ؟
هذام : ميت تعب كان عندنا تنظيم اليوم وحرفيًا أنهلكت
مشى ووصل لأبوه وسلم عليه ، ألتفت يشوف شهد تناظره وهي تشرب قهوة ، ابتسم يأشر بعيونه لها بمعنى ' أطلعي ' ، ضحكت تتجاهله ، انفال رفعت عيونها له وقالت : مانمت ؟
هذام : ماجاني نوم أمس تعرفين فرط حماس للتنظيم
نهيّان : تنظيم إسطبل بن حداد ؟
هذام ابتسم وقال : ايه هو
نهيّان ابتسم وقال : بسم الله عليك تبارك الرحمن بعدي يولدي
هذام مسك ذراعها وقال : بنام لحّد يصحيني
قامت بصدمة ونزلت فنجالها ومشت معه ، وصلوا للدرج ونطق بهمس : أمشي عشان ما أحوسك أنتي وفلمك
ضحكت وقالت : شدعوة ما أزعجتك
هذام : شهد أمشي
شابكت يدها بيده وقالت : عندي فلم هندي يجنن
هذام مسك راسه وقال : بعد هندي ؟ فكينا
ضحكت بصوت عالي ومشى معها يدخل غرفته ..
~ بيت سطّام ~
لقت الباب الرئيسي مفتوح ومشت للمرسم ، وصلت وشافتها طايحه قدام فستانها وتبكي ، تبكي بحسرة تحسّ إنه ماهو بخير وتحسّ إنه راح ومعاد بيلقى لطريقها رجعة ، شهقت تمشي وقالت : بسم الرحمن عليكي زيتونه قومي !
لفّت تحضّن عِقد وبكت وانهارت ، مسحت دموعها بعد مدة وقالت : راح صح ؟
توسعت عيون عِقد بصدمة وقالت : مين هوا ؟
عضّت شفايفها تمنع شهقاتها ونطقت بنبرة مكسورة وحزينة : سطّام راح وتركني !
عِقد كانت واقفه ومذهولة شلون صاحبتها قدرت تحسّ ، تحسّ بإنه ماهو بخير أبدًا وهالشعور ماجاء الا من بعد اهتمام وحُب عظيم نسجته داخلها لكنها حرمت غيرها يشوفه ويلمحه ، ميّلت شفايفها وبكت وقالت : عِقد لا تسكتين فيه شيء ؟
عِقد عضّت شفايفها وقالت : بسم الله ما أعرف بس لاتقولي كدا أكيد هوا تمام بس زعول ويحتاج وقتو
هزت راسها بالنفي مرارًا وتكرارًا وقالت : أحلف لك إنه ماهو تمام
ضربت على صدرها وقالت : لو هو بخير ليه أحس بلهايب تحرق جوفي ؟؟ ليه مايطلع من رأسي وليه خرج بدون مايعطيني خبر ؟ والله فيه شيء تكفين دودي ماقدر أتنفس قلبي يعورني !
عبّست عِقد بملامحها وقالت : تعالي أكيد بيتصل على مطلق ويرجعو سوا
مسحت عِقد دموع اسرار بكُمها ونطقت : ودحين ياعروس قلبي خلينا نقرر تبي الفستان دا ولا نكنسلو ؟
اسرار هزت راسها ومشت تطلع من المرسم ، هي أحترقت زيادة لمن دخلت وشمّت ريحته وتخيلت طيفه بالمكان ، بكت علطول ومشت تميّل على الكنبه ، هي لمحت الكرسي اللي حصل فيه أول شعور لهم وأول حضن وقُبل ، عضّت شفايفها وهي تبكي ، تحسّ بالحرارة تنتشر بجسدها كامل أثر تعبها وتقلبات هرموناتها وبالأخص إنها جالسه تبكي حاليًا ، مشت عِقد وسحبتها تجلس بجانبها ، ابتسمت تسحب اللحاف وتغطيها وشغلت التلفزيون لأجل تضيع فكر اسرار وتغيير صفوها والمود حقها بالكامل ، ماجلست دقايق الا ونامت بحضّن عِقد يُخيل لها سطّام والنومة بمكتبه بهذيك الليلة ، وهذا اللي ساعدها تنام لأنها تتذكره وتحسّ بالأمان وتنام علطول ، زفرت عِقد بضيق وقالت بهمس : ان شاءالله يكون بخير لأنك تكوني بخير !
فتحت جوالها وأرسلت لمطلق يرد لها خبر ، قفلت الجوال وانسدحت تسحب اسرار لحضّنها ونطقت : يامعفنه وحشتني النومة معاكي
ضحكت بخفه وغمضت عيونها وبعد مدة طويلة من التفكير العميق قدرت تتبع اسرار وتنام ..
~ المستشفى ~
وقف مطلق فالمواقف ومشى يدخل الطوارئ ، تقدم للاستقبال ونطق : سطّام بِن نهيّان ؟
الممرض : دقيقة أشيك لك
نزل أنظاره للجهاز قدامه وبعد دقيقتين رجع يناظر بمطلق ونطق : ماوصلنا مريض بهالأسم
مطلق رفع حاجبة وقال : متأكد ؟
الممرض : ايه نعم
مطلق : يعطيك العافية
الممرض : ولو
مشى مطلق من عنده ورفع جواله ، اتصل على جوال سطّام لكنه كان مغلق ، عضّ شفايفه ونطق : وين رحت به يالشايب ؟
قفل الجوال ومشى يطلع ، كان واقف تحت الشموس ينتظر أي سيارة ممكن تكون حاملة سطّام معها ، سئم الانتظار بعد مدة طويلة ومشى يركب السيارة ويرجع أدراجه للرياض ..
~ بيت شعيب ~
نزل من السيارة ومشى لباب الراكب ، فتحه ونطق : تعال ياولدي تعال
تمسك بسطّام وطلع شعيب يساعدهم ، دخلوه للداخل ومشى شعيب بأدوية الخياطة ونطق : كويس جبته والله بيكسرون ظهرك بتكاليف العلاج 
أبو نجيب : طيب متى بتعالجه
شعيب مسك ذراع سطّام ونطق : بتترك ندبه بيده
أبو نجيب ابتسم ونطق : ماهو شيء يخجل منه
شعيب هز راسه وبدأ يخيط جرح سطّام ، أنتهى من الخياطة وسحب أكياس طلعها من الثلاجة هو طبيب وعنده خبرة كبيرة ويشتغل ببنك الدم وعرف زمرة دم سطّام ، حقنه بالأبرة ونطق : شويات ويصحصح
أبو نجيب : وراي شغل ولا جلست و انتظرت كلمني إذا صحصح
شعيب هز راسه بالإيجاب ومشى أبو نجيب يطلع من عنده ، قفل الباب وراه ومشى يكتب رسالة لسطّام وترك مفاتيح سيارته وبيته له ومشى لدوامه ..
~ بعد ساعات ~
صحى سطّام وهو يحسّ بكمية تعب وأرهاق ، مايتذكر شيء من اللي حصل ، رفع نفسه بصعوبة ومرر أنظاره للمكان اللي هو متواجد فيه ، عضّ شفايفه من حسّ بألم في ذراعه ونطق : أنا وين ؟
طاحت عينه على الرسالة الموجودة على الطاولة قدامه ، فك الأبرة من المغذي الفارغ ومشى للطاولة رفع الرسالة وقرأ محتواها : أهلا برجعتك والحمدلله على سلامتك ، إذا قريت رسالتي معناته إنك صحيت ، عمومًا أنا شعيب صديق لأبو نجيب وهذي مفاتيح السيارة والبيت قفله معك ودربك خضر ، بالمناسبة سطّام فيه أكل فالثلاجة إذا صحيت وأنت جيعان
مسك بطنه ونطق ببحة صوته : ايه بالله جوعان
مشى للمطبخ وفتح الثلاجة ، قطع له سلطة وتونه وأكل وخلص ، زفر بضيق مايدري كم مر من الوقت يحسّ أنه ناسي شيء ، فزّ من أستوعب زواجه وركض يشوف تقويم على مكتب شعيب ، أخذ نفس من شافه يوم الإثنين ولسى معه ثلاث ليالي ، طلع وسكر الباب وراه وترك المفتاح لشعيب تحت الزولية ، ركب السيارة ومشى راجع لبيت الجبل لأجل يأخذ أغراضه ..
~ بيت سطّام ~
تحركت من صوت جوال عِقد ، فتحت عيونها وشافته على الطاولة ، سحبته وفتحته تنطق : ايوه ؟
مطلق : بنت محمد ؟
اسرار عضّت شفايفها تحاول تصحصح ونطقت : اي
مطلق : وين بنت أيمن ؟
اسرار رفعت عيونها لعِقد اللي جايه من الحمام ، مدت الجوال لها وأخذته وقالت : ايوه مطلق ؟
مطلق ابتسم وقال : ياحيّ ذا الصوت
عِقد ابتسمت وقالت : ياحبيبي
مطلق : أنا برا أطلعي
عِقد هزت راسها ونطقت : جايه
أشرت لها اسرار بتفهم ومشت تبوس خدها وتنطق : حشوفك قريب أنتبهي لنفسك ياعروس
ابتسمت اسرار وقالت : أبشري
عِقد : تبشري بالجنة زيتونه
مشت تلبس عبايتها وتطلع من بيت سطّام لمطلق فالخارج ، وقفت اسرار ومشت لغرفتهم ، دخلت للحمام وغسلت وجهها وبدلت وغيرت ملابسها ، طلعت وهي رافعه شعرها بيدها ، مشت للتسريحة وأخذت ربطة وربطته ، عضّت شفايفها وبدأت تجهز دعوات زفافها وتطبعها وتقصقصها بنفسها ، جهزت أفخم الدعوات ، وضمّت أسم أمها وأسم نهيّان ، أنتهت من كل الدعوات وزفرت بتعب ، صفتها فوق بعض وقفلت الطابعة واللابتوب ، مشت وسحبت جوالها ونطقت : ناوي يشوفني بليلة الزواج ولا شلون ؟
اتصلت على نهيّان ووصلها صوته وهو يقول : أرحبي يابنتي
ابتسمت وقالت : سلمك ربي يا أبوي رحلتي بكره بجي بدون سطّام
عدل نهيّان جلسته ونطق : ليه عسى مابه خلاف ؟
اسرار : لا بس قالي مابيجي مشغول
نهيّان : أكلمه ؟
اسرار ابتسمت وقالت : مابيرد قلت لك مشغول بأشياء أهم مني ومن الزواج
نهيّان ابتسم وقال : الله يصلحه ، حياك الله يابنتي توو مانورت الجبيّل بقدومك وبلغيني بكره عشان استقبلك
اسرار هزت راسها تدّعي إنه يشوفها ونطقت : أبشر ودعتك ربي
نهيّان : في أمان الله
قفلت جوالها وارسلت لسطّام رسالة بتذكرتها وقفلت جوالها ، شافت الوقت تأخر وهي تعبت جدًا مع الدعوات ، انسدحت على السرير ونامت بدون ماتقفل النور ..
~ بيت الجبل ~
نزل من السيارة ومشى للبيت ، شاف الباب مفتوح والنور شغال مشى يدخل ، وشاف أبو نجيب يرتب الحوسة اللي حصلت ، ابتسم ونطق : عساك على القوة
ألتفت أبو نجيب ونطق : الحمدلله ع السلامة !
ضحك بصوت خفيف ومشى يسلم عليه ، أبتعد ونطق : وش الحال ياعم سعد ؟
أبو نجيب : والله نسلم عليك وفاقدين حسّك
سطّام ابتسم وقال : دامني قابلتك أنا عازمك على زواجي
توسعت عيون أبو نجيب ونطق : ماشاءالله ماشاءالله تزوجت !
سطّام أبتسم يجلس ونطق : الله الله
جلس أبو نجيب ونطق : فيه دعوات ؟
سطّام : طبعًا بس بكلمك أنا
أبو نجيب هز راسه ونطق : وش العاصفة اللي عصفت بك لهنا ؟
سطّام : قسم بالله ماني متذكر شيء
أبو نجيب : بتمشي ؟
سطّام هز راسه بنفي وقال : بريح يوم وبعدها بمشي
أبو نجيب ابتسم ونطق : نمسك خط سوا ؟
سطّام ابتسم وقال : عيوني لك بس فكني من جماح
ضحك بصوت عالي وضحك سطّام معه ونطق : قسم بالله ينرفز
أبو نجيب : تم أجل لا تنساني فالبيت اللي قبالك إذا مشيت مُر علي
سطّام : على خشمي
وقف أبو نجيب ونطق : عليه الشحم أجل أنا استأذنكم
سطّام : في حفظه
طلع أبو نجيب وتقدم سطّام يقفل الباب بالرمز السري ، رجع للصالة وشاف اللوحة على الطاولة ، تقدم يرفعها وشاف فستان وعقد يغطيها الدم من كل جهة ، ابتسم وقال : ها ي بِكر محمد نتلاقى بليلة البدر ؟
نزل اللوحة ومشى يشوف جواله بالشاحن ، تركه ومشى يطلع للطابق الثاني ، دخل غرفته ومشى للحمام ، أخذ دش طويل مليان أفكار وهواجيس بمختلف أنواعها ، طلع يلفّ منشفته على خاصرته ، مسك عدّة الحلاقه وبدأ يحلق ، ترك شنبه كثيف وقص أطرافه ورتبه ، خفف من دقنه بشكل كبير وحلق شعره من الجوانب وبقى كثيف من الأعلى ، ابتسم ورجع يغسل شعره ووجهه ، تعطر وخلص وطلع يلبس شورت موجود بالدولاب وتوجه للسرير ، يتأمل القمر بأعلى السماء ساطع بنوره وينتظر أكتماله بليلة العُمر ، ليلة الرسام والمُدعية ، غمض عيونه وسرعان مانام من شدة تعبه ..
~ قصر نهيّان ، الجبيّل ~
مشى مع سلمان وطلع من البيت ، متوجهين للمطار لأجل يستقبلون اسرار ، ركبوا مع عبدالصبور وأنطلقوا للشركة ، نزل سلمان ونطق : طمني عليك
نهيّان : تقلع بس
ضحك سلمان ومشى يدخل للشركة وكمل عبدالصبور للمطار ، وصل وشافها تطلع من بوابات المطار ، ابتسمت من لمحته مع شباك الرولز ، تقدمت له ونزل يضمّها ويسلم عليها ، ابتسمت تحاوطه ونطقت : لحظات يا أبوي عفشي
ابتسم نهيّان يشوف فستانها وشناطها ، عضّ شفايفه ونطق بهدوء نبرته : ياحيّ هالشوف حيّاه حيّ بنتي
ابتسمت وقالت : توتر والعريس مشغول
ضحك نهيّان وقال : أسحبه الكلب مع أذنه
اسرار حطت يدها على صدره ونطقت : لا تقصر يا أبوي
نهيّان ابتسم وقال : من عيني ذي قبل هذي
اسرار مشت للباب الثاني وركبت بجانب نهيّان ، قفل عبدالصبور الشنطة من ركب أغراضها ومشوا للبيت ، وصلوا ونزلت من السيارة ومشى نهيّان معها للداخل ، دخلوا وقاموا انفال وشهد لهم ، ابتسمت تشوف البنات ونطقت : وحشتوني
انفال تقدمت تسلم عليها ونطقت : والله أكثر
شهد ضحكت وقالت : أمي اسرار تعالي
ضحكت اسرار وقالت : يالبيه ياعسولتي
حاوطتها شهد ونطقت : عفش العرس ؟
اسرار ألتفتت تشوف أغراضها ونطقت : باقي تعديلات بسيطه على الفستان ويكون جاهز
انفال ابتسمت وقالت : عمي بتجلس ؟
نهيّان : ودي ماتفوتني قعدة مليانه بحسّ بنياتي بس مشغول والله مع العزمي والضيفان
هزت راسها انفال ومشى نهيّان يطلع من عندهم ، جلسوا كلهم ونطقت شهد : وين العريس ؟
اسرار : مدري
انفال ضحكت بصدمة وقالت : هاه ؟
اسرار ابتسمت وقالت : تعالوا نخلص التقديمات
شهد غمزت لأنفال ونطقت : اي تقديمات ؟
اسرار : العشاء والتحضيرات
شهد أخفت ابتسامتها ونطقت : اوكيه تعالي نخلصها
مشت اسرار معهم ، فتحوا غرفة التخزين ووقفة بصدمة تشوف كل شيء كامل وكل حاجه بمكانها ، حروفهم تزيّن علب العصير والماء والفناجيل والكاسات ، ترامس القهوة والشاهي تحمّل ميداليات طُرز عليها أسمها وأسم سطّام ، صحون الكافتيريا اللي بيصير بعد بكره جاهزة ، ألتفتت تشوف ابتسامة شهد ونطقها : جهزت كل شيء أنا والشيف المغرور
ابتسمت اسرار وميّلت راسها ، تغورقت عيونها ونطقت : محظوظه قسم بالله بالعسل والشيف !
شهد عضّت شفايفها السُفلية لثواني ونطقت : ياحظنا والله
تقدمت انفال وقالت : طبعًا الورد والكماليات علي بس الدعوات تركناها لك
اسرار ابتسمت وقالت : خلصتها تعالوا أوريكم
تقدموا البنات كلهم ومشوا للصالة ، فتحت الشنطة وطلعت الكروت منها ، صرخوا من التفاصيل الجميلة ، ضحكت من ردة فعلهم ونطقت : ترا أحب أسوي كذا وجاء اليوم اللي أسويه لي
شهد : مره مره تهبل
انفال : جدًا !!
اسرار وقفت وقالت : تمام أتوقع مابقى شيء ؟
انفال : تتوقعون سطّام رسم شيء ؟
اسرار عضّت شفايفها تتجاهل الموضوع ومشت تجلس وتصب لها قهوة ، ابتسمت شهد وقالت : أكيد
انفال : يمه متحمسة
اسرار نزلت فنجالها ونطقت : الله يكفينا شر هالحماس
جلسوا البنات حولها وبدأوا بسواليف مضمونها الزواج والكشخة اللي بتصير ..
~ شركة 𝐻𝒶𝒿𝑒𝓈𝒮𝓊𝓁𝓉𝒶𝓃 ~
يوقع على معاملات مهمة ومشغول جدًا ، رفع عيونه لسلطان اللي دخل ونطق : حصلناك !
ضحك سطّام يوقف ونطق : أرحب ي سليّط
تقدم سلطان يسلم على سطّام ونطق : نعيمًا الحلاقه والشكل الجديد !
سطّام ابتسم وقال : الله ينعم عليك
سلطان : ها ياعريس وين اختفيت
سطّام : أبد موجود
سلطان حكّ أسفل دقنه ونطق : يعني تقول إني اللي قطعت
سطّام ضحك بخفه وقال : شكله والله
سلطان : والله شغله البيت
سطّام توسعت عيونه وقال : ع البركة ياكلب ماعزمتني !
سلطان ضحك وقال : غداك بعد عرسك علي ولا يهمك
سطّام : كفو هذا العشم يا أخوي
سلطان : وش مسوي ؟
سطّام : والله تركت الشغل فترة وتراكم علي
سلطان : يارجل ؟
سطّام : والله
سلطان تقدم يجلس بالكرسي قبال مكتب سطّام ، جلس سطّام على كرسيه ونطق : وش نكرمك ؟
سلطان رفع يده ونطق : ولا شيء الا متى ماشي للجبيّل ؟
سطّام : متى ماخلصت
سلطان : أنا ماشي سيارة الليلة مع أخت مطلق
سطّام ابتسم وقال : سلمني عليها
سلطان وقف يصافح سطّام ونطق : ودعتك الله وطمني عليك ياعريس
سحبه سطّام يحضّنه ونطق : أبشر معسلامة
مشى سلطان يطلع من المكتب ، رجع يجلس على الكرسي ويسحب الملفات الضخمة والأوراق والتعاقدات والطلبات الخاصة بالرسمات بأسعارها الهائلة ، عضّ طرف شفته وكمل يوقع البعض ويكنسل بعضها ، وبعد مدة طويلة رفع عيونه يشوف غروب الشمس ، ألتفت يشوف الملفات قّل عددها لكن مازالت كثيرة ، وقف يطّق رقبته وأصابعه ، مشى يطلع ونطق : مشهور إذا فيه قهوة عطني
مشهور وقف ونطق : مطول ؟ لأني بطلع
سطّام : ايه إذا أنتهى دوامك أبد أمش
مشهور : خلاص بجيب قهوتك وبمشي ماتحتاج شيء
سطّام ابتسم وقال : سلامتك يأبو ماجد
مشهور هز راسه ومشى للمطبخ بنفس الطابق ، دخل سطّام المكتب حقه وبدأ يكمل آخر الملفات الموجودة على طاولته ، دخل مشهور بالقهوة وطلع بدون مايحسّ سطّام فيه لأنه منكب على الملفات ، سحب آخر ملف وقرأ العقد والمبلغ الغير مرضي رغم الطلب والرسمة الصعبة ، ابتسم يرفضه ويرسله مع المرفوضة ، سحب كوب القهوة وشافه فاضي ، رفع عيونه للعدد الكبير من الأكواب الفارغة ، ضحك وقال : والله وحشني الشغل !
رفع عيونه للساعة قدامه في الحايط ، كانت تشير للتاسعة والنصف ، تقدم يشمر أكمامه ويكمل طرحة اسرار بالتفاصيل المُهلكة اللي تميزها بين الحضور فوق تميزها ، أضاف تفاصيل كثيرة لها مليانه بالكريستال والالماس ، كان يطرزها بيدينه وسهر عليها ليلة الطويل ، لحّد ما أنتهى منها وتقدم يبعد ويشوف كيف تشع وتلمع ، ابتسم وقال : بشوف القمر مرتين مره فالسماء تحتضنه والثانية عروستي تشع أكثر منه !
مشى ينسدح على الكنب ، فتح جواله أخيرًا وشاف إتصالات كثيرة فائته ، رد على معظمها ومنهم مطلق اللي تطمن عليه بعد إتصال طويل ، وأطلع على رحيل جميع من فالرياض لشرق المملكة ، فتح الواتس يشوف رسالتها بالأمس وتذكرتها ، ابتسم وقفل جواله وغمض عيونه ، كان يهوجس بشكلها يُخيل له بديع جمالها ، ريحة عطرها ولون بياض قلبها على فستانها ، وده لو كانت معه لكنها سبقته للشرق ، وعلى الرغم من أهمية وجوده فالجبيّل لكنه بقى في نجَد لليلة أخرى ، غفى بدون شعور في مكتبه وعلى كنبته الغير مريحة ابدًا ..
~ قصر نهيّان ، الجبيّل ~
وصلوا ظبيه وسلطان والكل مجتمعين فالصالة ، نزلت وهي تضبط نقابها ، كم كانت تتمنى تشوفه بينهم ، هي أستعجلت بالنزول من سمعت ترحيبهم ، لكنها سكنت بمكانها من شافت سلطان بجانب نهيّان ، عضّت شفايفها لثواني تمنع دموعها تنزل ، صدّت تخفيها ومشت لهم ، سلموا عليها كلهم وألتفت سلمان للباب اللي يدق ونطق : عريسنا ؟
فزّ داخلها بلهفة لشوفته ، هي حسّت بحبها له وشوقها لوجوده من أختفى ، قدرت نعمة وجوده لمن رحل عنها ، وقفت بكمية شوق وأشتياق له ، ارتخت ملامحها من شافت مطلق وعِقد داخلين ، شّدت على قبضتها وجلست ، تقدم مطلق يسلم وجلس بجانب الرجال ، مشت عِقد وجلست بجانبها ونطقت : زيتونتي أنا جيت
ابتسمت تمسك يد عِقد ونطقت : أطلق من يجي
ابتسمت عِقد وقالت : أخذت فستان حاجه خيال !
اسرار ميّلت شفايفها ونطقت : دايم فارقه
عِقد ضحكت بحماس ونطقت : أحُبِك يابنت
اسرار : أكثر والله
ألتفتت من نطق نهيّان وقال : اسرار أمك جايه ؟
اسرار : طبعًا
ابتسم نهيّان واستهَل وجهه ، توسعت عيون سلمان وسرعان ما كتم ضحكته ، هو يعرف بالسالفه من سطّام ، ألتفت نهيّان عليه ونطق بهمس : لا تفكر
صدّ سلمان وهو يهتز من الضحك الصامت ، سحب نهيّان عصاته وبدون محد يحسّ ضرب ساق سلمان بحسرة وفزّ سلمان بصدمة ونطق : أبو رواف !!!
فزّوا العيال معه ونطق نهيّان : والتبن
ضحك سلطان بصوت عالي وقال : يستاهلها
ضحك مطلق ورجع يجلس ونطق : رجيتنا الله يرجك
ضحك هذام وقال : سلمان فيك شيء ؟
سلمان عضّ شفايفه ومشى من عندهم ، قبّل رأس أبوه ومشى يطلع للخارج ، وقفت انفال ونطق نهيّان : أجلسي يابنتي
انفال : بس عمي..
قاطعها سلطان وهو يقول : يابنت عمي ريحي ريحي
ضحكت بخفه ومشت تجلس ، لفّت ظبيه على شهد وقالت : يمه وش سالفته ؟
شهد ضحكت وقالت : مدري غبي
ضحكت ظبيه وكملوا سوالف عن الزواج والحضور والأعداد اللي بتصير ..
~ الحوش الداخلي ~
رفع جواله واتصل على سطّام ، هو صحاه من النوم ووصله صوته الثقييل وهو يقول : هاه ياسلمان ؟
سلمان ابتسم وقال : اف يالدجاجه أحد ينام الحين ؟
سطّام : لا كويس صحيتني أرجع للبيت
سلمان : وش المدير التنفيذي اللي يحتاج مدير أحد ينام بالمكتب
سطّام زفر بقرف ونطق : بنتلاطم ترا وش تبي ؟
سلمان ضحك بخفه وقال : متى ماشي ؟
سطّام نطق بغضّب : وشدخلك !!
قفل الجوال بوجه سلمان وضحك سلمان بصدمة ونطق : ماش وش الأخلاق ذي وشفيه ذا !
مشى يدخل للداخل ورجع يجلس ، همس قريب من أبوه ونطق : ايوه قلت لي ريم ؟
نهيّان رفع حاجبة وقال : ناقصني ذبيحة وشكلها أنت
ضحك بصوت عالي وقال : لا يأبو سلطان
سلطان ضحك وقال : أمانه والله بينكم شيء
سلمان وهو يضحك نطق : اوووه وحاجه كبيرة بعد
نهيّان : في ذمتي لو ماتسد حلقك
ضحكوا العيال ووقف مطلق وهو يضحك وقال : الله يقلع شكلك ياسلمان عمومًا ياجماعة أنا ماشي للفندق
نهيّان : كان نمت هنا
مطلق : لا والله ماودي أثقل عليكم
سلطان : مامن ثقل بس براحتك
عِقد وقفت ومشت معه ، طلعوا من البيت وقام نهيّان ينطق : اصلاً تأخر الوقت كل واحد على فراشه
وقفوا البنات وكل وحده فيهم تبعت رَجلها ، ابتسمت انفال تحتضّن ذراع سلمان ونطقت : بالله وش فيه عمي عليك ؟
سلمان ضحك بخفه وقال : بس مزح
انفال هزت راسها ومشت معه للطابق الثاني تحديدًا غرفتهم مثل الباقيين ، ناموا جميعًا لأن وراهم بكره كرف ماقبل الزفاف بيوم ..
~ مطار الدمام ~
نزل سطّام من الطايرة الخاصة ، مشى للمدخل ووقف ينتظر شنطته ، ببشته وطرحة اسرار فيها ، سحبها من شافها وتقدم يمشي ، طلع وابتسم ينطق : ياهلا صادق سلام عليكم
صادق ابتسم وقال : عليكم سلام بابا
سطّام مسك كتفه ونطق : كيف الحال ؟
صادق : كويس مدير وين مافيه يجي بيت
سطّام : مشكلة صح ؟
صادق هز راسه وابتسم سطّام وقال : موجود موجود
صادق بفرحة نطق : بكره زواج ؟
سطّام : ايوه
مشى يركب وتقدم صادق وركب وتوجهوا لقصر نهيّان ..
~ قصر نهيّان ~
وصله خبر قدوم سطّام ، وأوصى دُرة وخيرية بالقهوة والشاهي والتحضيرات والقدوع ، وفعلاً انتهوا منها قبل يجي حتى ، مشى يجلس ونطق : سلمان صحوا أخوانك ؟
سلمان تثاوب بتعب وقال : الدجاجه عشانه نايم الليل بدري جاي الساعة ست ! خباز هو ؟؟
نهيّان ابتسم وقال : الساعة سبع الحين !
سلمان : مايفرق نرفزني
نهيّان : عن العبط أنت تصحى للدوام سبعة
نزل سلطان ونطق : صبح صبح ؟
هذام تثاوب ومشى يجلس وهو مغمض ، نهيّان زفر بغضّب وقال : هذام قوم غسل وتعال تبي تقابل أخوك كذا ؟
هذام : أخوي ماهو بغريب
سلطان ابتسم وقال : أبو سلطان قهوة ؟
نهيّان : صّب ولا تنسى أخوانك
هذام : تسلم مابي
ألتفت لسلمان ونطق : صّب
مشى سلطان يصّب لهم قهوة ورجع يجلس ، دق الباب ومشت دُرة تفتح ، دخل سطّام للبيت ونطق : سلام عليكم
ابتسم نهيّان وقال : أرحب
سطّام : دُرة الأغراض
هزت راسها بالايجاب ومشى سطّام يدخل ، ابتسم يشوف أبوه وأخوانه ونطق : اوف يالوجيه ! مفقعه نوم
هذام ضحك بخفه وغطى وجهه ، مشى يسلم على رأس أبوه وكتفه ونطق : شخبارك يالشيخ ؟
نهيّان : نسلم عليك وينك فيه ؟
سطّام : موجود بس انشغلت
تقدم لسلمان ونطق : أبو رواف
سلمان : الدجاجه
ضحك يضرب ظهره وابتسم سلمان ينطق : شخبارك ؟
سطّام : بخير جعلك بخير
مشى ووصل لهذام وسلم عليه ونطق : أرجع نام طيب
هذام وقف يبوس كتفه وينطق : الله يدخلك الجنة ياعريس
مشى يركض وضحك سطّام من أنطلقت الشتايم من ثغر نهيّان ، صافح سلطان ونطق : العهد قريب ي سليّط
سلطان ابتسم وقال : عهدك مايزال يالعضيد
جلس سطّام ومسك الفنجال اللي مدّه سلمان له ونطق : أسلم
نهيّان : تجهزت ؟
سطّام : حمدلله
نهيّان ابتسم وقال : الله ييسر لكم
الكل أردف بـ ' امين ' ، ابتسم سلطان ونطق : سطّام
سطّام ألتفت له وقال : لبيه ؟
سلطان : تجي معنا اليوم ؟
سطّام : وين
سلطان : البنات يبون سينما ولا ملاهي
سطّام رفع حاجبة وقال : وش الدلع ذا ؟ عشان البنات بنروح ؟
سلمان هز راسه وقال : صح والله أتفق
سلطان : المشكلة انفال..
قاطعه صوت سلمان اللي نطق بحدة : ضروري نروح ! إذا ماسمعنا لهم ولبينا طلباتهم نسويها لمن ؟؟ أكيد بنروح
توسعت عيونه بصدمة وقال : وراي زواج يالرهيف مسرعك غيرت رأيك أعقب صدق !!
ضحك سلطان وقال : غبي
سلمان : تحت التهديد وش أسوي
سطّام رفع حاجبة وقال : يارجال خرطي مافيه تهديد ولا شيء أنت خفيف ليه ما تعترف ؟
نهيّان : روحوا وغيروا جو
سطّام : عندي موعد اصلاً بعد ساعتين بنام وصحوني
نهيّان ابتسم وقال : طيب بس بتروحون معهم
سطّام نطق بجدية : مالك لوا بس ماهو بوقته أبدًا !
سلطان : أجلس وفكنا يالنفسيه
سلمان : مره تحسّ إنه بيركض ويبني قاعة زواج لوحده ترا كل شيء جاهز
سطّام ألتفت لهم وقال بحدة : أسمعني أنت وياه ! ما تعلقت برجولكم وقلت لكم يويلكم تروحون !!
سلمان : محشوم يالعود بس قصدنا كل واحد مع حَرمه
سطّام : أنا بنام
مشى من عندهم وفتح باب المقلط ، ذو القعدة الأرضية بدون كنبات مرتفعة ، ضبط له مكان بالزاوية وانسدح وشغل التكييف بالريموت ونام علطول ، هو واصل من وقت مكالمة سلمان وأنعفس نومه ..
~ بيت مطلق ، الرياض ~
وقف بالأكحل قدام الباب ، نزل وهو مايحسّ بنفسه ومشى للباب ، دق الجرس مرارًا وتكرارًا وماوصله رد ، زفر بضيق وقال : وينك يا جد !
ألتفت من نطق حمد : ضاحي ؟
ضاحي ابتسم وقال : أرحب
حمد : وينك من فتره يولدي ؟؟ و وشفيك مغطي وجهك
ضاحي : قريب مارحت بعيد
حمد رفع عيونه يدقق فيه ونطق : وشفيك يولد ؟
ضاحي تثاوب ونطق : ودي تفتح الباب عشان أنخمد
حمد مدّ له المفتاح وفتح ضاحي الباب ، مشى يطلع لغرفته ووصلها وسرعان ماشغل التكييف وانسدح ، يفكر باللي حصل باليومين اللي مضت ، هو نجى وبصعوبة من نايف ولد عمه بتال ، وقت شافه عند أحد المحطات..
~ قبل يومين ، الظهر ~
عند أحد المحطات ، كان واقف ويعبي توانكي الشاص ، شاف شخص يدري به زين وتوسعت عيونه من شافه يبيع ممنوعات ومخدرات لأحد المارة ، مايدري شلون رفع جواله وصور بعض اللقطات وبلغ علطول ، يتذكر كيف تقدم نايف له وضربه من عرف إنه يصور عشان كذا هو متلطم ، يتذكر شلون حاول نايف يورطه ورمى بعض الأكياس بسيارته ، وبدأ يفرك الممنوعات عند طرف خشم ضاحي ، لكن لحقت الشرطة وشيكوا على الكاميرات ، وبعد استجواب دام يوم كامل قدر ضاحي يطلع وينجو من اللي صار ، وبالنسبة لنايف تعفن بالسجن لمدة خمسة عشر عام ..
~ بغرفة ضاحي ~
زفر بضيق من اللي صار ، ماكان يتوقع نايف من الأشخاص اللي كذا ولا يدري شلون صادفه اصلاً ، بدأ يتقلب لحّد ما استسلم للنوم ..
~ قصر نهيّان ، الجبيّل ~
كانوا جميع مجتمعين فالصالة ، يتناقشون عن طلعتهم فالليل ، كانت سرحانه بفنجال قهوتها وتهوجس فيه ، تتسأل هو متى بيفكر يطُل عليهم ويجي ، ما تبقى الا هالليلة وبكره زواجهم ، عضّت شفايفها لثواني ونطقت : بنات ماقالوا تكنسلت ؟
انفال نطقت بصدمة : تمزحين ؟؟
ظبيه جلست وقالت : الا قاله سلطان عشان سطّام
ألتفتت اسرار على ظبيه ونطقت : شدخله ؟
ظبيه رفعت كتوفها بعدم معرفة وقالت : مدري والله
شهد عبّست بملامحها وقالت : لا ياخي كنت متحمسة !
انفال ابتسمت بضيق وقالت : يمكن عشان زواجه بكره
شهد رفعت صوتها بغضّب وقالت : طيب لا يجي فكه اصلاً !!
اسرار رفعت حاجبها وقالت : اوها ! أعصابك يابنت ؟
شهد ألتفتت لها ونطقت بحدة : معليش بس مايطاق
اسرار نطقت بغضّب : مو غصب ولحد أجبرك تبلعينه بس أحترمي وجود زوجته أقل شيء !
نزلت فنجالها بغضّب وتقدمت وقبل تمشي نطقت : ماشفت هالكلام لايق عليك ياشهد !
شهد عضّت شفايفها السُفلية لثواني ونطقت : أسفه ماكنت أقصد
مشت تتجاهلها وطلعت للأعلى ، ظبيه ضحكت بصدمة وقالت : يمه الجو تكهرب
قامت شهد وطلعت لغرفتها ، انفال نطقت بصدمة : يمه وشفيهم !
ظبيه : أول مره أشوف اسرار منقهره عشانه
انفال ضحكت وقالت : وقعت له خلاص
انفتح باب المقلط وسرعان ماسحبت ظبيه جلالها على رأسها ، انفال قامت بصدمة وقالت : سطّام ؟؟
سطّام ابتسم بخفه وقال : صباح الخير شخباركم ؟
ظبيه ابتسمت وقالت : طيبين وأنت ؟
انفال ابتسمت وقالت : بخير واحشنا
سطّام ضبّط نسفة شماغه وهو واقف عند المراية ونطق : بخير ومايوحشكم غالي
انفال : طالع ؟ ومتى جيت وعند اسرار خبر
سطّام ضحك بخفه وقال : ماشاءالله والأسئلة أنتبهوا للبيت
مشى يطلع من عندهم ، وقفت ظبيه بصدمة وقالت : مستحيل يكون عندها خبر وماتروح له !!
انفال ركضت مع الدرج ونطقت : بقول لها
ظبيه شهقت وقالت : لا يا معتوهه بتحز بخاطرها
وقفت انفال من أستوعبت وقالت : صادقه
ظبيه مشت تتبعها وقالت : بروح أدور لي لوك ميكب بكره
انفال ابتسمت من سمعت صوت بكاء رواف ونطقت : بروح له
هزت ظبيه راسها ومشوا ثنتينهم كل وحده لغرفتها ..
~ المغرب ، قصر نهيّان ~
كانت تمشي بغرفته وبهدوء تام ، ألتفتت من أنفتح الباب وابتسمت بوسع ثغرها ، مشت عِقد لها وتمسكت بيدها ونطقت : تجي معايا ؟
اسرار زفرت ونطقت : عِقد وش أقول يعني أرفض ؟ مستحيل
عِقد ضحكت وقالت : حبيييبي !
مشت معها تنزل ونطقت : متى جيتي ؟
عِقد : قبل ساعة تقريبًا
اسرار ميّلت شفايفها لثواني ونطقت : ليش الكهرب طافي ؟
عِقد مسكت يدها بقوة وقالت : زيتونه ما أحُب الظلام !!
اسرار ابتسمت وقالت : معي وشفيك
عِقد بضحك نطقت : ما أقتنعت ما أنتي زي مطلق
اسرار رفعت حاجبها ودفعت عِقد عنها ونطقت : أجل اذلفي
كبحت عِقد ضحكتها ومشت اسرار تنزل بغضّب ، توسعت عيونها من اشتغلت الأنوار وقاموا البنات يضحكون ويصفقون ، أمامهم كيكة أنكتب عليها ' Bride To Be ' وبلونات بيضاء وبوكيه ورد أبيض ، ضحكت من مشت عِقد ولبستها طرحه صغيرة ونطقت : عروسة قلبي !
اسرار ميّلت راسها ونطقت بدقن راجف : قسم بالله أحبكم
ظبيه ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : ياحظنا دام اسرار تحبنا !
شهد تقدمت بالورد الضخم ونطقت : سامحيني والله بس ترا كانت خطة
ضحكت اسرار وقطرت دموعها ونطقت : وسخات
انفال مشت لها ومسحت دموعها وقالت : ودام تكنسلت طلعتنا من العيال ماقوينا نتركك بآخر ليلة قبل زفافك بدون أي فعاليات
اسرار ضحكت تضّمهم ونطقت : آخ يابنات ! من محاسن الصدف وحسنة زواجاتنا برجالنا أننا اجتمعنا وتعرفنا على بعض ! صدق اللي مايعرفكم عزاي له ماعرف معنى الحياة والسعادة ! عساني م اتبدل فيكم ولا انحرم منكم
ألتفتت من انفتح باب الصالة ودخلت ريم وأنهار وأبرار وأزهار سوا ، ضحكت عِقد وقالت : قهرتوني ليش تأخرتوا !
أنهار زفرت بغضّب وقالت : لا تسألي
ريم ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : وين فلذة كبدي ؟
ضحكت اسرار وقالت : أمي !
مشت ريم تضّمها وحاوطتها اسرار ، أنتشر ضوء الفلاش من كاميرتها وضحكت أبرار تنطق : تجنن !
مشت مع خواتها وسلموا عليها ، ضحكت معهم ورفعت أبرار الكاميرا ونطقت : تشييز ؟
ابتسمت بوسع ثغرها ونطقت : أحبكم !
تصوروا ومشت عِقد تسحبها منهم ونطقت : نقطع الكيك ؟
هزت راسها ومسكت السكين ، تقدموا البنات بجوالاتهم يصورون اللحظة ومن غرزت سكينها بالكيكه صرخوا كلهم وزغرطت ظبيه بعلّو صوتها ، ضحكت اسرار وجلسوا حول الطاولة وبدأت عِقد بمساعدة ظبيه يوزعون قطع الكيك فالصحون ، مسكت كف أمها ونطقت : شخبارك ؟
ريم هزت راسها ونطقت : كل يوم من بعد رجعتك ليا أكون بخير وأكثر من بخير
ابتسمت وحطّت راسها على صدر أمها ، ابتسمت ريم ولامست شعرها ونطقت : فين عريسنا ؟
اسرار عدلت جلستها ونطقت : لا تجيبين طاريه زعلانه منه
ريم : افا ليش ؟
اسرار : صارت بيننا مشكلة صغيرة
ريم : حليتوها ؟
اسرار : اي أربع ليالي ماشفته
ريم توسعت عيونها بصدمة وقالت : اوب ! شاللي حصل ؟
اسرار : مو مهم بس شوفي أقولك من الحين إذا ماشفته الليلة مستحيل أرضى !
ريم : ايوه واضح ماشاءالله يابنتي أنتي طايحه لعيونه الحادة !
اسرار ضحكت من تذكرت رسمة عيونه ، وكيف تشعر بأنها أحد من السيف ، وصفة رموشه حكاية غزلية أخرى ، صدّت ونطقت : فعلاً وعند عيونه أنسى كل شيء عيونه عن ألف أعتذار ومليار رضاوة يحمل كل الرضى بعيونه
ريم مسكت كتف بنتها ونطقت : يا الله والحُب اللي أشوفه من عيونك
اسرار ابتسمت وقالت : أحبه مره وواحشني مليون مره
ريم : ضروري يجي اليوم ! ولا حزعل أنا بعد منه
ضحكت اسرار وصدّت تأكل كيكتها ، وتستمع لسوالف البنات ..
~ أمام باب القاعة ~
طلعوا كلهم منها ونطق نهيّان : ماشاءالله ماشاءالله
سطّام : بالله ؟
سلمان ابتسم وقال : تستهبل والله مره مرتبة وتكفي وتوفي !
سلطان : وخصوصًا من ناحية العدد والحضور مره كبيرة
هذام ابتسم وقال : يمديني أنقل مطبخي فيها بعد !
سطّام مسك كتفه ونطق : جد وش بتسوي ؟
هذام : عندنا عدة كاملة بنجيبها على الظهر بكره وببدأ أطبخ وأخلص قبل أذان المغرب
سلطان ابتسم وقال : عسانا على القوة يرجال
نهيّان : امين مشينا
مشوا يطلعون على سيارتهم ونطق سطّام : مابرجع للبيت
نهيّان توسعت عيونه ونطق بغضّب : هذا اللي بيأكلني العدس !
ضحك سطّام بخفه وقال : والله وراي شغل
سلطان : تستهبل ؟
سلمان مسك راسه ونطق : مستحيل سطّام ؟؟ وش الشغل اللي ماتركك تتنفس من قرب زواجك ؟
هذام : تتهرب من بنت محمد ؟
ابتسم وبلل شفايفه من سمع أسمها ونطق : بحتفظ بالموضوع لنفسي وين تبوني أوصلكم ؟
نهيّان : براحتك يولدي ، البيت البيت
مشى سطّام فيهم للبيت ووصلوا بعد مدة ، نزلوا كلهم وألتفت لأبوه من نطق : ماودك تسلم عليها ؟
سطّام ضحك ونطق : بتنام بحضّني مايفرق متى أشوفها
نهيّان : بنشوف
نزل من السيارة وسرعان ما حط السيارة بالـ R ورجع ومشى خارج أسوار قصر نهيّان ..
~ داخل قصر نهيّان ~
ساعدتهم دُرة بالأغراض اللي جابوها ومشوا يدخلون لمجلس الرجال ، تقدم نهيّان للصالة ونطق : فيه أحد غريب ؟
انفال وقفت ونطقت : ايه ياعمي
نهيّان : مرحبا نورتونا
ابتسمت ريم وقالت : بوجودكم
تقدم يطلع لمكتبه من عندهم وصدره فالغمام واصل ، من سمع صوتها استهَل وجهه وانبسط ، دخل مكتبه وقفل الباب وراه ، فتح الدولاب وفتح الخزنه وطلع المبلغ منها ، معونته لولده بكره ، سحب البشت الجديد وجهزها كلها ، حط المبلغ بالظرف وقفل صندوق البشت ورجع يجلس يكمل قائمة الحضور ويعزم المتبقي منهم ..
~ محل هاني ~
دخل سطّام يشوف الزباين والموظفين يساعدونهم ، ابتسم من لمح هاني ونطق : حبيب القلب ولد العم
ابتسم هاني ونطق : أرحب ياعريسنا !
تقدم يسلم عليه ونطق : جاهزة ؟
هاني : باقي رأيك
مشى سطّام معه ودخلوا للمختبر ، جلس وتقدم هاني وطلع الطقم كامل الخاص بأسرار ونطق : وش قولك ؟
سطّام ابتسم بوسع ثغره يتأمل كمية الأبداع والتفاصيل ، ألماس يناسب الطرحة بشكل خيالي ، ضحك بصدمة وقال : قسم بالله شغل كبير !
هاني : الله يرفع قدرك ياولد عمي وماسويت شيء
سطّام : ما أمزح ياولد سياف !! يمين بالله بدعت ماشاءالله
هاني ابتسم وقال : الحمدلله
سطّام : تقدر تخليها عندك هالليلة ؟
هاني : عندي ولا يهمك
سطّام وقف يسلم عليه ونطق : أجل بكره المغرب تسلمها لي من عند القاعة
هاني ابتسم وقال : سمع وطاعة
سطّام : ماتقصر ياحبيبي
مشى ووصل لباب الخروج ونطق : لا تخالفنا
هاني : أول الحاضرين
هز راسه ومشى يركب سيارته ويمشي للمجهول ، ماله وجه يقابلها حاليًا ، يدري أن الشوق بيمحي كل العتب اللي تحمله بصدرها ، يدري إنها مشتاقه له مثل ماهو مشتاق لها لكنه بينحرم منها هالليلة بعد لأجل يقابلها بكره وهو مستعد لها وجايب معه غنايم غيبته ..
~ منتصف الليل ، ليلة ١٥ ~
طلعت من الحمام الطويل اللي أخذته ، البيت كله نايم وهو للحين ماله حسّ ، سئمت وملت من الانتظار وجدًا ، مشت تسحب الروب وتطلع لها قميص نوم ، لبست وخلصت ومشت تتعطر وتبخر شعرها بالعود ، رطبت جسدها ومشت تنسدح ، تتأمل السقف بدون نعاس أبدًا ، ممكن فرط حماس وممكن فرط شوق ووحشة شعور بدونه ، عضّت شفايفها وقامت للشباك الضخم تتأمل الحوش ، توسعت عيونها من انفتحت البوابات ودخلت سيارته للحوش ، شّدت على قميصها تتأمل لحظة ارتجاله من السيارة وخطواته القادمة للباب الأمامي ، عضّت شفايفها لثواني ماتدري تفلت نفسها وتترك كبريائها قدام اشتياقها له ولا ترجع وتمثل النوم لأجل ماتضطر تقابله ، ماتدري شلون وكيف وصل الحال فيها أنها ماتشعر بأي شيء ، هي واقفه قبال الباب الرئيسي وتنتظر صوت مفاتيحه ، فتح الباب ووقف يشوفها بقميص النوم الأبيض واقفه تنتظره ، الشوق ملئ عيونها بالدمع وريحة عطرها أحرقت صدره ومحت كل الزعل اللي كان مأخذ بخاطره حيز وشاغل تفكيره ، شهقت بخفه وهي تبكي قدامه ونطقت : أكرهك !
سطّام ابتسم وقال : ليه تنتظريني طيب ؟
أحيا عروق قلبها ونبّت بمسامعها بساتين ورود من نطق وسمعت صوته بعد مدة طويلة بنسبة لعاشقين ، هزت راسها مرارًا وتكرارًا وركضت له تحاوط رقبته ، عضّ شفايفه وانحنى يترك طرف خشمه يلامس عظم ترقوتها ، حاوط خصرها وشّدها عليه ونطق : آخ
كان يحسّ بأصابعها تتخلخل بشعره ، والأخرى أصبحت جزء من كتفه من شّدة تمسكها به ، وبالنسبة لها كان شكله الجديد والحلاقه اللي استنكرتها أخاذ ، وسيم الملامح ، ابتسمت تمسح دموعها وتنطق : وحشتني وحشتني
سطّام : بشويش علي
مرر يده لفخذها ورفعها ، حاوطت خاصرته برجولها ومشى فيها لغرفته ، البيت نايم وماشهّد على لقائهم الا دُرة اللي كانت واقفه وتبكي من شدة جمالهم وفرحتهم ببعضهم ، وصل لغرفته ودخل يقفل الباب وراه ، مشى معها وجلس على كنبته عند الشباك سامح للقمر يشاهدهم ويتمتع فيهم ، أبعدت عن كتفه ونطقت : ياغايب لو ماجابك شوقك ماوصلك حريق شوقي لك ؟ ماوصلتك ريحة ضلوعي اللي رمدت شوق لك ؟
سطّام ابتسم وقال : مايحرقني والله غير ريحة عطرك أنا يختلف ثقلي وأنا بين الزحام وفي لحظة انفرادي عذبتيني برشة عطر !
اسرار عبّست بملامحها ونطقت : أحرقك مثل ما أشعلت لهايب بصدري بالقطعة الخايسه حقتك ! ولا وش معنى ترجع بليلة زفافنا ؟
سطّام : ماكانت النية أرجع بس صادفتك يالدلوعه
وقفت تبعد عنه وقام علطول ، دفعها على سريره ونطق : غلطتك إني جيتك قبل الزواج
اسرار رفعت حاجبها وقالت : ياشيخ ؟
ابتسم ينحني ويقبّل ثغرها ، توسعت عيونها بصدمة من رفع طرف قميصها وأبعدت عنه ونطقت : لا حبيبي تخسى وأنا مارضيت
سطّام صدّ يخفي أحمرار وجهه واندفاعه ونطق بأختلاف نبرته : براضيك بس..
قاطعته وهي تقول : حل عني
مشت وسحبها مع ساقها يثبتها ونطق : اسرار
اسرار رفعت عيونها له وقالت : خير ؟
سطّام : زعلانه ؟
اسرار شّدت على المفرش وسرعان ماضربت وجهه تدفعه عنها وقامت تسحب بطانيتها ومشت للكنب ونطقت : ولا تشوفك عيني الشوق غلاّب بس أنت ماتستاهل
ابتسم يلّف ويشوفها معطيته ظهرها ، تقدم لها وجلس القرفصاء وقبّل كتفها العاري ونطق : أحبك
ابتسمت بخفه وماردت ، مشى للحمام ودخله وقفل الباب ، شّد على مقبض الباب ورفع راسه يكبح رغبته فيها ، عضّ شفايفه ونطق : آخ أهلكني سحرك يالفاتنه وخربط موازيني
مشى ينسى ويشغل نفسه بالشور اللي أخذه ، طلع من الحمام وتوجه لغرفة الملابس ولبس شورت ودخل للغرفة ومشى للتسريحة يتعطر ويمشي لها ، رفعها بين يدينه ومشى لسريره وارتمى عليه وهي بحضّنه ، حاوطها ودفن وجهه بنحرها وغمض عيونه يتبعها لعالم أحلامهم ..
~ الفندق ، غرفة مطلق ~
دخلت بتعب ومشت تعلق عبايتها ، دخلت لغرفة النوم وشافته مشغول بأكياس وأشياء ماركزت فيها ، دخلت للحمام وألتفت من الصوت ونطق : جيتي ؟؟
عِقد : ايوه مع أم زيتونه
هز راسه وكمل يشتغل ، أخذت دش وطلعت بعد مدة والماسك الأسود على وجهها ، فزّ برعب وشهقت تنطق : ياكلب اش تقصد ؟؟
مطلق بمزح نطق : اللهم سكنهم مساكنهم
ضحكت بصدمة وقالت : حمدسك !
ضحك بصوت عالي وقال : وش ذي بعد ترجمي
عِقد شمرت أكمام الروب حقها ونطقت : حمثل لك ماحشرح حاجه
تقدمت تركض وقفزت وطاحت عليه ، بدأت تضرب بعشوائية وهو يضحك بخفه وينطق : تسوين لي مساج ؟ ياجعلك الجنة
عضّت شفايفها ونطقت : أوف مو طبيعي كيف تقهر
رفعت نفسها وحاوط خصرها يثبتها وينطق : سلامات وين ؟
عِقد ميّلت راسها ونطقت : أبى ألبس ازا تسمح
مطلق : ماظنتي يحتاج
سكنت لثواني وسرعان ماتوسعت عيونها بصدمة ، عكس مطلق الموقف والوضع وأصبحت أسفله ، مدّ يده يقفل النور من زر التبديل عند السرير ، ألتفت لها يشوف صدمتها وتقدم لها ، قبّل كتفها بحنّية ونطق : ماعاد أقوى وماعاد باليد حيله
حاوطت رقبته ونطقت : بس مطلق..
قاطعها صوته وهو يقول : امنتك الله ماتصدين وتحرميني
ضحكت بصدمة وقالت : أقلها اشيل الماسك أبعد ما حختفي ترا
أبعد أحد ذراعينه ومشت توقف وتتجه للحمام ، دخلته وقفلت الباب عليها ونطقت برعب : هيّا ياشاطره خرجي نفسك منها !!
شتمت وضعيتها ودخولها للغرفة تحت انفاسها ، شالت الماسك وغسلت وجهها ورطبته ومشت تفتح الباب ، كان واقف وابتسمت تنطق : ع البركة الجوال !
مطلق : ماهو بجوال يالضايعه
تقدمت له وقربت تشوف ساعة المنبة الخاصه بالفندق ، ضحكت بسخرية تعطيه ظهرها وقالت : حستغرب لو غيرتو اصلاً
مطلق ابتسم يحاوط بطنها وينطق : إذا وضعك يسمح ودي أشوف مشبب
رفعت حاجبها وقالت : سوري حتسمي ولدي مشبب ؟؟
مطلق : ايه على أسم الوالد جعله الجنة ولا ودك على أسم أمي إذا كانت بنت
عِقد : والله انقلع أيمن أحلى صراحة وبعدين أشبك مستعجل ؟؟
ضحك مطلق وسحب حزام الروب حقها ، غطاها بجسده وأحتواها بكل حُب وهمس بأذنها : أعجل به ولا تزعلين
ضحكت بخجل واضح ودفنت وجهها برقبته ، كان يوزع حُبه عليها بشكل قُبل وأحضان ، وصَلها بعد مدة طويلة من انتظاره وقرّب لها أكثر من إي يوم مضى ، كمية من الدفء رغم اندفاعه ومن الحنيّة رغم رغبته فيها ، أصبحت له ومنه وفيه ، صارت حَرم مطلق بليلة الخامس عشر من هالشهر ، ماردته وحرمته مثل ماطلبها وقبّلت فيه حبًا له ، بادلته بشعور جديد وبداية حياة جديدة ، حاوطها وقبّل جبينها وسرعان ماغفت بحضّنه وتبعها بعد فترة قصيرة ..
~ قصر نهيّان ، الظهر ~
التجهيزات لزواج الرسام والمُدعية كانت قائمة على قدم وساق ، دُرة وخيرية هم من تبقى من الخدم بعد طرد حليمة ، وكانوا قدّ المسؤولية وقدود ، حملوا كل شيء وجهزوها بالشاحنات الصغيرة اللي يقودها عبدالصبور وشقيقه صادق ، كان واقف مشرف على شغلهم ومثبت كلتا يدينه على عصاته ، ألتفت لهذام اللي طلع مستعجل ونطق : أبوي أنا فالقاعه بخلص العشاء بدري وبجهز الأطباق كاملة
نهيّان : طيب يا أبوي عساك على القوة !
أنطلق هذام وأنطلقت الشاحنات معه وفيها دُرة وخيرية ، دخل يشوف انفال واقفه فالصالة وتتفق مع الصالونات والكوافيرات ، ألتفتت له ونطقت : سمّ ياعمي ؟
نهيّان ابتسم وقال : متى ماشين ؟
انفال : العصر ان شاءالله ليه ؟
نهيّان : اسأل
هزت راسها ونزلت أنظارها لجوالها من وصلها إتصال آخر ونطقت : الو ؟
مشى نهيّان يشوف شهد نازله مع ظبيه يشيلون حامل ملابس حديد وفساتين بشتى أنواعها وألوانها متعلقه فيه ، ابتسم لهم وقال : هذي لكم ؟
ظبيه هزت راسها ونطقت : بس يا أبوي من يوصلنا العيال كلهم برا
نهيّان : مو قلتوا بتمشون العصر ؟
شهد ضحكت وقالت : ومين قالك بنمشي الحين بس نسأل
نهيّان : إن محد جاء وديتكم معي
ظبيه ابتسمت وقالت : ماتقصر
هز راسه ومشى من عندهم ونطق : ماصحوا العرسان ؟
انفال ضحكت وقالت : لا لسى
نهيّان : زين خلوهم أنا في مكتبي
مشت ظبيه تجلس على الكنب بالصالة ونطقت : آخ يالحيرة أي واحد ألبس ؟
انفال : الأبيض ولا تفكرين !!
شهد ضحكت وقالت : منجد !
ظبيه ابتسمت وقالت : أجل بروح أجهز
انفال : الميكب ؟
ظبيه : لي عشر سنوات أسويه بنفسي مايحتاج
انفال هزت راسها وألتفتت لشهد وقالت : وأنتي شهود ؟
شهد : وأنا بعد صراحة بسوي شيء ناعم
انفال : أجل قومي نخلص
مشت ظبيه تركض ووصلت لغرفتهم ، دخلت ومشت تأخذ دش طويل جدًا ، أنتهت بعد ساعة منه وبعد ماخلصت كل شيء من ماسكات ومرطبات ، ابتسمت تنشف شعرها وبدأت تستشور ومن أنتهت مسكت الفير وعدلت أطرافه ، طلعت تلبس فستانها وتشوف الساعة قربت للثالثة عصرًا ، جلست تحط مناكير باللون الكحلي وتلبس إكسسوارات تناسب لبسها ، تقدمت للتسريحة وجلست على الكرسي وطقت أصابعها ونطقت : والحين يبدأ الشغل الصح
طلعت عدة مكياجها كاملة وبدأت تطبطب وترتب وترسم وانتهت بعد مدة ، ابتسمت تسحب المثبت ونطقت : عاد على ذوق عِقد وأكيد إنه قوي
بخت كم مره وقفلته ، سحبت عطورات المناسبات الضخمة وأكثر العطورات ثبات ، تعطرت وخلصت وسحبت عبايتها من سمعت صوت شهد تنادي ، مسكوا المقبض بنفس اللحظة وفتحوا الباب هو دفع وهي سحبت ، دخل سلطان للغرفة وشافها واقفه عبايتها مفتوحة سامحة له يشوف زيّن فستانها ونطق : والله ماتروحين يالظبي أصبري
ضحكت بخفه وقالت : نعيمًا الحلاقه
سلطان تقدم ينزل عبايتها ونطق : الله ينعم عليك يابعد الأكسجين أنتي !
ضحكت تدور بالفستان ونطق وهو ماسك قلبه : له له وش الحلاوة والطعامة ذي !! هذام خلص السكر والحلويات ولا درى عنك ؟
ضحكت بصدمة وقالت : ماش تبيه يدري ؟
سحبها مع ذراعها ونطق : يعقب ياشيخة الزين والعذارى كلهم
ضحكت تضّمه ونطقت : مستعجلة بروح مع البنات
سلطان : وشفيك طيب أسمي سلطانه
توسعت عيونها وسرعان ماضحكت بعلّو صوتها وضحك معها ونطق : آخ آخ ياذول البنات ياكثر ماحسدتهم !
قبّلت ثغره بحُب ونطقت : أموت عليك يالسلطان
سلطان داخ وجلس على الكرسي ، ضحكت تلبس عبايتها وتطلع من عنده ، عضّ شفايفه ونطق : وش اللذاذة ذي !! مو طبيعيه قسم بالله !
نزلت للبنات ومشت معهم ، ركبوا مع نهيّان ونطق : وراي شغل بس يهون لأجل بناتي
ابتسمت انفال ونطقت : ياحبيب قلوبنا !
شهد : أبوي ترا بتجي اسرار
توسعت عيونه بفرحة وقال : يامرحبا بالي لها خافي يهّلي !
ظبيه ابتسمت وقالت : ماش غرت وش ذا ؟
شهد ضحكت وقالت : منجد
مشت اسرار وركبت بجانبه ، ابتسمت ونطقت : سلام عليكم
قبّلت كفه ونطق : تحبّين الكعبة يا أبوي أنتي
انفال ضحكت وقالت : الانانيييية لا تطاق وش مسويه لعمي
ضحكت اسرار وقالت : سر !
نهيّان : أسرار والله
اسرار ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : صح ، وين بِكر نهيّان ؟
نهيّان : ماهو نايم معك ؟
هزت راسها بنفي وقالت : صحيت لحالي
نهيّان : غريبه ماشفته
اسرار صدّت للشباك ونطقت بسخرية : ولا تكفل يبهرني ويرضيني
نهيّان ابتسم وقال : يرضيك غصبا !
اسرار ابتسمت وسرحت بالطريق للقاعه ..
~ شركة نهيّان لليخوت ~
بأحد المكاتب الفاضية ، واقف من أنتهى من شغله ونطق : هاه وشرايك ؟
سلمان وقف يطفي جواله ونطق : ياساتر !!
تقدم يشوف التفاصيل فيه ، سطّام له أربع ليالي يرسم تفاصيل أول لقى لليلة العمر ، قفل الجهاز ونطق : تو أستوعب وش تبي تطالع ؟
سلمان خزّه ونطق : ياشينك انفال تقفل ملف حَرمك بخصله !
ضحكت سطّام بصدمة وقال : ليه التصعيد ؟؟
سلمان : مشينا شوي ويأذن المغرب
سطّام : مستحيل !
رفع عيونه للساعة وكانت الرابعة والنصف ، الوقت يركض وهو لسى ماجهز ، مشى مع سلمان وتوجهوا للبيت علطول ، وصلوا بعد مدة يشوفون سلطان واقف مع نهيّان ولابسين بشوتهم ، ركض سطّام بكل سرعته ونطق : ثواني يأبو سلطان
ابتسم سلمان لهم وقال : أعذرونا تأخرنا
نهيّان : عجلوا عجلوا والحقونا
مشى سلمان يركض ، البيت فاضي وخالي من الناس ، الكل فالقاعه ينتظرونهم ، صرخ سلمان ونطق : سطّام أبوي مشى وبنروح سوا
سطّام صرخ يرد عليه وقال : عجل طيب
خلصوا بعد ساعة تقريبًا ، مشى سلمان لغرفة سطّام ونطق : ولد
سطّام : ياتيس مافيه الا أنا
سلمان دخل ونطق : لا تخليني أسحب هديتي
ضحك سطّام وقال : يالبى خشتك تعال
مشى سلمان ومدّ لسطّام هديته ، ضحك بصوت عالي من شاف سيارة كان سطّام يحلم فيها بوقت طفولتهم ، فزّ يوقف ويضّم سلمان ، عضّ شفايفه يمنع دموعه تنزل ، وضحك سلمان ونطق : أصارحك إنها معي من طلبت أبوي
سطّام هز راسه بالايجاب وقال : واضح من الصدى والغبار !
سلمان : عاد ماهي الهدية الوحيدة بس لها قدر بيننا
سطّام ابتسم يبوس خشمه وينطق : جعلني قبلك ي أخوي
سلمان ابتسم وقال : مبارك عرسك يا أطلق عريس !
سطّام : الله يبارك فيك ياحبيب أخوك
مسك البشت من الهدية ولبس سطّام ونطق : مفصل لك خصيصًا
ابتسم سطّام وقال : على إني جبت بشت لكن مستحيل أردك
سلمان ابتسم وقال : عطني ألبسه
سحب سطّام البشت حقه ومدّه لسلمان ولبسه ، وقفوا يطلعون من البيت على أفخم السيارات الصغيرة ماشين ومتوجهين للقصر ..
~ قاعة الزفاف ~
الحضور الضخم بدأ بالتوافد للقاعة ، نهيّان وعياله وعريسهم واقفين قدام البوابات ويرحبون بالضيوف والحضور من صغيرهم لكبيرهم ، يستقبلون الكم الهائل من الهدايا والمعونات ، ويجوبون للضيف ويعطونه حقه ، من الشحم والعود الأزرق والبُن والدلة ، ابتسم نهيّان ونطق : بدخل أنا
سطّام هز راسه بالايجاب وقال : أستريح
مشى نهيّان يدخل للمجلس ومعه هذام ، ألتفت سطّام وضحك من شاف أخوانها ونطق سنجار : حيّ النسيب !!
ابتسم يتقدم لهم ويسلم عليهم ، تقدم سلمان وسلطان معه ورحبوا فيهم ، ابتسم أيار ونطق : الله يسلمكم جميع
سلطان : تفضلوا داخل تفضلوا
مشى سطّام مع سنجار اللي نطق : بنزفها لك بس قولوا لنا الموعد لأن الحريم مايردون
سطّام هز راسه وقال : لا تشيل هم
جينار ابتسم وقال : عريس منجد تبارك الرحمن !
سطّام ضحك بخفه وقال : الله يرفع قدرك يحبيبي
دخلوا كلهم ورجع سطّام يوقف بجانب أخوانه ، ابتسم لحضور قصي وأخوانه وأبوهم ، بالمعونه والترحيب والتبريكات ، ابتسم يسلم عليهم ونطق : ماقصرتوا تنرد لكم بالأفراح يأبو عبدالرحمن
ابتسم قصي ونطق : مبارك زواجك يا أخوي
ابتسم سطّام له ونطق : الله يبارك فيك
قصي : صرنا قرايب وجدا !
فهم سطّام مقصده ونطق : قريب من قبل ياقصي
دخلوا للمجالس ورجع بتعب ونطق : مايخلص العدد ؟
سلطان : أبوي له يومين سهران على الحضور تتوقع يخلصون بسرعة ؟
ضحك سلمان وقال : على كذا بيأذن الفجر وحنا واقفين !
ضحك سطّام ونطق : بس بس الدفعة المدري كم وصلت
ضحك سلطان وتقدموا يرحبون بالرجال والضيوف ..
~ قاعة الحريم ~
كانت أم سعود وانفال واقفين عند المدخل ويرحبون بالحضور ، زفرت انفال بغضّب ونطقت : شددي على الجوالات
العاملة نطقت : أبشري
مشت انفال تدخل ونطقت : ظبيه وصلت أختك ؟
ظبيه : باقي
انفال : طيب وقفي مع جدتي
ظبيه هزت راسها ومشت توقف مع أم سعود ، طلعت انفال مع المصعد ، وصلت للطابق الثالث ومشت تركض بكعبها لغرفة اسرار ، فتحت الباب ونطقت : خلصتوا ؟
اسرار هزت راسها بنفي وقالت : وشفيك مستعجلة ؟
عِقد : لا فعلاً تأخرنا
رفعت انفال جوالها من أتصل عليها سلمان ونطقت : هلا حبيبي
سلمان : انفال سطّام بيدخل
انفال توسعت عيونها بصدمة وقالت : سلامات ؟؟
سلمان ابتسم وقال : عشان الطرحة اللي صممها لحَرمه
انفال : اوكيه دخلوها وأنا أوصلها
سلمان : رفض ويقول جايكم
انفال ضربت راسها وقالت : طيب
قفلت جوالها ومشت لهم ونطقت : عِقد أمشي ننزل
عِقد : أشبك ؟
انفال : سطّام بيجي
اسرار ابتسمت بصدمة وقالت : حيّاه الله
عِقد ابتسمت وقالت : بتجلسي بفستانك دا ؟
اسرار : أجل ألبس الفستان من الحين
انفال : واسرار صادقه والله
عِقد : ياغبيه الفستان مره قصير وماسك بس جوي
ضحكت انفال ومشوا يطلعون ، زفرت بتوتر من طلعت الكوفيره من عندها ، وقفت تسمع صوته بآخر الممر ، تقدم للباب ودقه بهدوء ونطقت : تعال
دخل سطّام وسكر الباب وراه ، ابتسم يشوف نعومة تفاصيلها الأخاذة ونطق : يا بسم الله على روحك
ابتسمت له وقالت : وش جايب ؟
سطّام تقدم بالطرحه الخاصه فيها ونطق : أنتي اللي تحليّنها ومتأكد من هالشيء وأراهن عليه بعد
ابتسمت من علقها وشافت كمية الكريستال والألماس فيها ونطقت : من مسويها ؟
رفع يدينه بمعنى ' هاليدين ' ابتسمت وتقدمت له ، حاوطت كفوفه وقربت بتقبّلها لكنه سحبها وحاوطها ونطق : جعل عمرك طويل ي بِكر محمد !
ابتسمت اسرار وقالت : هالعالم كله يحسدوني عليك
سطّام ابتسم وقال : والله شاك فالموضوع متأكده مو العكس ؟
اسرار ضحكت بصدمة وقالت : سطّام !
سكن لثواني يشوفها تضحك وهي بحضّنه ، مصدوم ويمكن هي ما أستوعبت ، نطقت بأسمه ولأول مره وهزت كامل كيانه بنطقها ، هو عاش طول عمره وهو يسمع أسمه بس هالمره وباللحظة ذي أستغربه ، حبّه منها وكيف كسَرت بنطقها لأسمه وغيرت مخارج الحروف بالكامل ، على الرغم من أنه نفس الشيء مع الكل لكن بأختصار من منطوقها كان غير ، ابتسمت تشوف سكونه ونطقت : وشفيك ؟
سطّام شّد عليها ونطق : وشلون تسألين وأنتي مع نطقك لأسمي خذيتي نفس صدري بلحظة ورديّتيه !
قربت منه وبشدة ونطقت بسخرية : سطّام مني ألذ صح ؟
سطّام عضّ شفايفه وتقدم يقبّل ثغرها ، بادلته لوقت ماحسبته ، حسّت بنفسها لمن جلس على الكنب وهي بحضّنه ونطقت بتوتر : سطّام بشويش الضيوف والزفه
سطّام زفر بغضّب ونطق : العن أبوهم يابنت !
سحبها يرجعها وكمل يقبّلها بعمق ، ضرب الباب وأستوعب سطّام على نفسه ووقف ، كان خشمه يلامس خشمها يشوف إحمرارها خجلاً ، عضّ شفايفه ونطق : أنا ماشي بس ورانا ليل طويل !
طلع من عندها ونطقت انفال : وشفيك محيوس ؟
سطّام نطق وهو يمشي : خلصونا
وقف عند أحد المرايا وسحب المناديل ، مسح شفايفه ونطق : محيوس ؟ ألا ملعوبٍ في حسبتي ويلوموني عذبني صغير السّن !
طلع يركض يحاول بشتى الطرق ينسى ، تقدم يجلس بجانب أبوه وألتفت من نطق سنجار : متى ؟
زفر بقرف ونطق بهمس : أشغلنا الله يشغله
مسح وجهه ونطق : إذا كلمتك
جينار ابتسم وقال : فيك حاجه أنت ؟
سطّام : أبد طيب وبخير
صدّ لأبوه ونطق : تكفى يأبوي مايمدي أخذها وأمشي ؟
ضحك نهيّان بصدمة ونطق : لا خلك معي
سطّام مسح وجهه وشنبه ونطق : يلعن..
سكت يخفي غضبّه ويشتم اللي طرق الباب ونطق تحت انفاسه : لو يدري سلمان إني أقصد انفال ذبحني
ضحك بسخرية وقال : ايه وش بتسوي ؟
نهيّان : بتقدم لريم
سطّام طارت عيونه بصدمة وقال : لا يا نهيّان !!
ضحك نهيّان وقال : وش ينقصني
ألتفت سطّام وسحب سلمان ونطق : شوف أبوك وش يقول
سلمان مسك راسه وضحك بخفه وقال : قال لي ! مدري وش يحسّ فيه
ضحك سطّام ونطق : الله يقطعك
سلمان بضحك نطق : لا تخيل وش هذام يقول ؟
سطّام : أجلطني عاد هذام حفلة
سلمان : تعرف الشايب وكايلي..
سحب سلمان يده يبشّم سطّام ويكتم صوت ضحكته ، ضحك بصدمة وقال : دوم يالعريس بس أبوي بيذبحنا أسكت
كتم ضحكته بصعوبة وقال : وينه التبن ؟؟
سلمان ضحك وقال : هذام ؟ هج من أبوي شوفه جنب ضاحي
ضحك سطّام بصدمة وقال : ماهو صاحي قسم بالله
نهيّان زفر بغضّب وقال : انتوا معي ولا وش ؟
سطّام ابتسم وقال : أبد أقدم وأبشر بالخير
سلمان ارتخى ونطب بثقل صوته : اييييه بس
سطّام ألتفت وقال : شعندك ؟
سلمان : أذكر واحد قطعها معي عشاني قبلت بأم الصبيان
سطّام : ايه خلني أشرح لك
سلمان عدّل جلسته ونطق : ايوه ؟
سطّام : لو أدري إن مضاوي عند أبوي من فترة طويلة حتى من قبل وفاة وفاء القلب ماقلت شيء بس أبوي ماشرح شيء ودخل معها بأيام العزاء !
سلمان ابتسم بضيق وقال : الله لا يسقي ياشيخ
سطّام ابتسم وقال : امين !
سلمان ابتسم يوقف ونطق : تلعب بالسيف ؟
سطّام : بغلبّك
سلمان سحب سيف وبدأ ضرب الطبول ، ابتسم يتمايل على العرضة السعودية النجدية ، سحب السيف سطّام ووقف نهيّان بعصاته معهم ، صرخوا الحضور من أهلهم ووقفوا معهم ، نصف يصورون والآخر وقفوا يصفون ويملئون ثغرات الصفوف ، تمايّل سطّام وهو يضحك بخفه ، يتقن العرضة النجدية بشكل جميل ، بطوله وعرضه وسيفه وبشته ، أدق التفاصيل الخلابة بعرضته مع سلمان ، رجع بخطواته لكن صرخوا الرجال بحماس من دخلوا سلطان وهذام للصف يكملونه وابتسم سطّام يسلم على سلمان وينطق : عشّت وعاشت أيامك يا سندي
ابتسم سلمان ونطق : بوجودك يا عضيدي
دخل بالصف وتركوا الساحة لعيال عمهم ، ابتسم يشّد على ذراع مطلق وينطق : وجودك أنت بالذات عن ألف قريب يا حلاة الأيام اللي تكون فيها يا مطلق
ابتسم مطلق له وقال : جعلني فداك يالهَاجس
ابتسم سطّام يتأمل أخوانه وفرحتهم فيه وكيف غيروا مزاجه تمامًا ..
~ قاعة الحريم ~
دخلت انفال وضحكت بصدمة من شافت اسرار تعدل روجها ونطقت : ماشاءالله على قلة الأدب !
اسرار ابتسمت وقالت : ولد عمك الخبيث ماهو أنا
انفال : اللي خافت عِقد منه صار
اسرار ضحكت وقالت : فعلاً المهم نولي تعالي ساعديني بالفستان
انفال ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : الدلع ! كف كف ي سوسو !
ضحكت اسرار وتقدمت تلبس الفستان بمساعدة انفال ، خلصوا وسحبت الطرحه ونطقت : كم الساعة ؟
انفال : قريب وتصير عشرة
اسرار ابتسمت وقالت : ضبطي الطرحه
دخلت عِقد ومعها ظبيه ونطقت : أموت ماشاءالله !!
ظبيه ابتسمت وقالت : ذبت الله يكون بعون بِكر نهيّان
انفال : عِقد تعالي شوفي الطرحه
مشت عِقد تضبطها ونطقت : ماشاءالله ماشاءالله حصنتي نفسك ؟
اسرار ابتسمت وقالت : طبعًا
عدّلت شكلها ووقفتها ونطقت : دودي عطيني عطري
ابتسمت عِقد تجيبه وبدأت ترش عليها ونطقت : بسم الله عليكي ياصاحبة روحي !
اسرار ابتسمت وقالت : ياحبيبة قلبي
شّدت على كف عِقد ونطقت : أشبك متوتره ؟
اسرار كانت بتنطق بس سمعت أصوات أخوانها ونطقت بصوت عالي : لحظة !
لفّت لعِقد ونطقت : اسبقيني
مشت عِقد تطلع من عندها ، سمحت لهم يدخلون ومشوا أخوانها ونطق أيار : ماشاءالله !
ابتسم سنجار وتقدم يسلم عليها ونطق : اليوم طالع قمر !
جينار : قسم بالله غطت على البدر بالسماء !
أيار ضحك بخفه وقال : توترت سموا بالله وأذكروا ربكم عليها
ابتسمت وقالت : ياحبايبي انتوا
دخلت ريم وبناتها ونطقت : لا اله الا الله يادرة الحسن !
ابتسمت بوسع ثغرها ونطقت : كييف ؟
أنهار صرخت بحماس وقالت : وقسم بالله قمر !
أزهار ابتسمت وقالت : والله أقمر من القمر
ضحكت أبرار وزغرطت مع أمها وخواتها
دخلت ريم وبناتها ونطقت : لا اله الا الله يادرة الحسن !
ابتسمت بوسع ثغرها ونطقت : كييف ؟
أنهار صرخت بحماس وقالت : وقسم بالله قمر !
أزهار ابتسمت وقالت : والله أقمر من القمر
ضحكت أبرار وزغرطت مع أمها وخواتها ، ابتسمت اسرار ونطقت : تسبقوني ؟
ريم ابتسمت ومشت تحصّنها ومن أنتهت باست جبين بِكرها ونطقت : ودعتك الله
اسرار ميّلت شفايفها لثواني ونطقت : ماودي أبكي
ريم ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : يويلك
سنجار : ننزل معك ولا كيف ؟
اسرار : انتظروني عند الدرج
مشوا كلهم يطلعون وتقدمت بخطواتها تطلع من غرفتها ، وقفت بمُنتصف الممر وأخذت نفس عميق ومشت تنزل بهدوء خطواتها ، لحّد ماوصلت للطابق الأول ، ابتسمت تدخل ذراعها بذراع أيار اللي مشى معها ، نزلت وهي تشوف سنجار وجينار ينتظرونهم بآخر الدرج ، مشوا يرفعون طرف فستانها ويدها بيد أيار ، ابتسمت تشوف نظراته لها وهي تمشي له ، بدأت تقرب ووقف أيار ووقفت معه ، رفعت عيونها للقمر الواضح من انفتح السقف وطاحت الورود البيضاء عليها ، ابتسمت من تقدم لها ورفعت بيدينها تحاوط رقبته ، ابتسم يحاوط خصرها وينطق : يزهاك الكريستال والالماس والله إنه يزهاك يازاهيه !
ابتسمت بوسع ثغرها ونطقت : أحبك ي بِكر نهيّان
سطّام ضحك بخفه وقال : تبًا للأكسجين ي بِكر محمد أنا أهواك وش تبين بعد ؟
ضحكت معه وتمسكت بذراعه ومشوا سوا  يطلعون للحوش الخلفي ، صرخوا الضيوف من شافوا العرسان طالعين تحت نور القمر والشموع الخافته ، النور الخفيف الأبيض يقودهم للكوشه ، ابتسمت تشوف دموع ريم وبكاء خواتها وصراخهم وتصوير أبرار لكل لحظة ، وصلت لنهيّان اللي احتضّنها وكأنها أحد بناته وقبّل جبينها ونطق : زادت حياتي بهجة بمجيئك أنتي غيرتي أشياء كثيرة بداخل بِكري ! قبل عشر سنوات خلت إني فقدته لكن تغيير كل شيء من عرفك سطّام تغيير ! أنتي وفاء لقلبه وأصدق أمانيه وأجمل أحلامه وأهّون هواجيسه يكبر حظوظ سطّام فيك يابنت ريم !
ابتسمت من نطق بأسم أمها وقالت : أنا المحظوظة فيكم ي أبوي !
ابتسم سطّام وقال : مابنطول ترا
هزت راسها وألتفتت من تقدمت ريم تسلم عليهم ، ضحكت ومدّت باقتها لريم اللي وقفت ونطقت : أشبك ؟
صرخوا الحضور البنات من تقدم نهيّان لها ، توسعت عيونها بصدمة وقالت : اش حيصير ؟؟
ضحكت اسرار وسطّام معها ونطقت : حتتزوجي
سطّام ابتسم وقال : أموت يالثغر الحجازي !
ابتسمت له تشّد على ذراعه ، ابتسمت ريم ونطقت : وصراحة نهيّان لقطة ماحخليه يفوتني !
ضحك نهيّان بفرحة وصرخ سلمان من خلف الأسوار : الله أكبر !!
ضحك سطّام وقال : الشيخ عند الباب
مشت ريم وهي تضحك بصدمة ونهيّان معها ، ابتسم سطّام يتلفّت لها وينطق : والحين بخطفك
شالها بين يدينه وصرخت عِقد بحماس كبير رغم شتم مطلق من خلف الأسوار ، صرخت اسرار بصدمة ونطقت : يامعتوه نزلني !!!
سطّام ابتسم وقال : بصير حمار بعد لو ما استغليت الفرصة وهربت
نزلها عند الباب وفتحه ، مشت بخطوات ثابتة للسيارة وركبت ، ابتسم سطّام ونطق : مبارك عقد قرآنك يأبو سلطان ودعناكم الله
نهيّان ابتسم وقال : الله يحفظكم
مشى ووصل لباب سيارته وركب معها ونطق : مشينا ؟
ضبطت العباية البيضاء عليها ونطقت : ايوه تنتظر شيء ؟
هز راسه بنفي وشغل سيارته ومشى يبتعد عن القاعة ، ابتسم وقال : بنريح اليوم وبكره بنسافر
اسرار : على هواك
سطّام ابتسم وقال : أنتي الهوى كله
ضحكت بخفه وشابكت يدها بيده ، شّد على كفها وكملوا طريقهم للفندق ..
~ أمام القاعه ~
خرجوا كل الضيوف من القاعه وانتهى عرس الدهر ، عرس خفيف لكنه يحمّل مشاعر وتفاصيل تُخلد بالقلوب ، عرس منتظر وجاء وحمل معه البهجة والسرور لقلوب الكثير ، وقف سلمان ومشت انفال وبيدها رواف وركبت بجانبه ونطقت : رواف تعبان
سلمان ابتسم وقال : أسد أبوه عطيني ياه
مدّت رواف لأبوه وشاله ونطق : حرارة ؟
انفال هزت راسها بالايجاب وقالت : ايوه
سلمان : البيت ولا المستشفى ؟
انفال : والله قلقانه
سلمان ابتسم وقال : للمستشفى
هزت راسها ومسكت رجول ولدها اللي نايم بحضّن أبوه وفسخت شرابه وجزمته ، رفعت عيونها لسلمان ونطقت : تعبان ؟
سلمان ألتفت لها وقال : مين ؟
انفال ابتسمت وقالت : أنت
سلمان هز راسه بالنفي وقال : لا ليه ؟؟
انفال : أجل مرهق
سلمان ابتسم وقال : لا يابنت بس حوسة العرس بس
انفال ابتسمت وقالت : ان شاءالله تكون حوسة عرس
سلمان ضحك بخفه وقال : ياحلوك
شّدت على ذراعه وركزت على طريقهم للمستشفى ..
~ بسيارة نهيّان ~
عبدالصبور يسوق السيارة ، نهيّان بالخلف وريم بجانبه ، ابتسم ونطق : سامحينا يابنت خالد ما لقينا فرصة نتعرف عليك
ريم ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : عادي والله
نهيّان ابتسم وقال : ولا يجي بخاطرك شيء اي شيء ماهو معجبك قولي لي وأي شيء خاطرك فيه بعد قولي لي
ريم ابتسمت وقالت : ماتقصر والله
ابتسم نهيّان يشوف كمية العوض اللي تنهمر عليهم من دخلت اسرار لحياتهم ، عادت أشياء كثير كانت فكرة عودتها مستحيلة ، علاقة سطّام بسلمان عادت ، عاد سطّام يتنفس هوى ومحبة وخرج من هاجوس عام الألفين والحادية عشر ، قدر يتخطى معها كل الصعاب وتزوجوا بهالليلة الفريدة والكل شهّد على حُبهم اللي يخرج من انعكاس نظراتهم ، ويصرخ خارج من صدورهم ، الليلة حملّت مشاعر كثيرة وفرحة كبيرة ، وقفوا عند قصر نهيّان ونزلوا كلهم ، دخل نهيّان ونطق : هذام جيتوا كلكم ؟
هذام هز راسه بالايجاب وقال : ايه بس سلمان راح للمستشفى
نهيّان رفع حاجبة وقال : عسى ماشر فيهم شيء
هذام : رواف تعبان شوي
نهيّان ابتسم وقال : جعله بضلوعي
هذام مسك كتفه ونطق : بعيد الشر عنكم
ألتفت من دخلت ريم ونطق : أهلين يالعمه البطلة الحين سؤال
ريم ضحكت بخفه وقالت : ايوه ؟
هذام : يجوز لك تتزوج أم زوجة ولدك ؟
نهيّان رفع حاجبة وقال : من درسك دين عشان أعيد تأهيله معك
ضحك هذام وقال : تصعيد خطير ! مبروك لكم بروح أنام
مشى يركض للمصعد ، ضحكت وقالت : فين غرفتنا ؟
نهيّان : فوق بآخر الممر
هزت راسها ومشت ووقفت بمُنتصف الدرج ونطقت : أنت ؟
نهيّان : مايهنى نومي لحّد ما أتطمن على سلمان
ابتسمت وقالت : تمام حبدل ملابسي وأجيك
هز نهيّان راسه ومشى يجلس بالصالة ويتصل بسلمان ..
~ الفندق ~
دخلوا العرسان وابتسم سطّام يشوف مطلق ونطق : ماشاءالله كيف سبقتونا ؟
مطلق : طلعنا علطول وبعدين وش الصدفة ذي
سطّام ابتسم وقال : ليتها ماصارت انتوا تطلعون لي من كل مكان
مطلق رفع حاجبة وقال : ياشينك أنت اللي طلعت لنا !
ضحك بخفه وقال : أمزح لا تشخصن
مطلق : حتى أنا أمزح المهم فطوركم الصباح علي
سطّام ابتسم وقال : على خشمي
وردد تحت انفاسه يقول : إذا لقيتني !
مشى يأخذ كرت الغرفة ويطلع مع المصعد ، ابتسمت عِقد وقالت : جاء الرسام
اسرار ابتسمت وقالت : بشوفك اصلاً
هزت عِقد راسها ومشت اسرار مع سطّام لغرفتهم ، تقدم مطلق ونطق : الصراخ ماشاءالله وش داعيه ؟
عِقد ضحكت وقالت : تعرف حماس وكدا
مطلق هز راسه وقال : اهاا حماس قلتي ؟
عِقد عضّت شفايفها تكبح ضحكتها ونطقت : مو طبيعي غيور !!
مطلق : تعرفين يعني ؟ وتخليني أحترق
عِقد ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : يادلوع بنسافر قريب وبلبس أطقم صيفية حتجلس تغار كدا ؟؟
مطلق رفع حاجبة وقال : ايييوه ؟ وش أطقمه بعد
عِقد : فستا..
قاطعها من سحبها له وقال : فكينا وطلعي الفكرة من مخك
عِقد ابتسمت وقالت : تعرفني حسويها عشان كدا مالو داعي كثرة الهرج !
مسح وجهه وشنبه وقال : بتموتني يناس ذي بتموتني !!
عِقد ابتسمت ابتسامة عريضة وسندت راسها على كتفه وقالت : اسم الله على قلبك !
مطلق ألتفت لها وقال : وأطقمي أنا ؟
عِقد : قلت لي تشجع الهلال صح ؟
هز مطلق راسه بالايجاب وكملت تقول : وأنا أحُب الأتي عشان بابا !! وعشان كدا حلبسك البينك أول يوم فالسفرة !
مطلق زفر بضيق وقال : وش بينك ذا ؟ وبعدين وشدخل العميد يلبس أصفر وأسود !
ضحكت بسخرية وقالت : لأنو البينك مره يناسب أني أنتقم
مطلق نزل من المصعد بدون رد ، مشت تتبعه وسكنت شوي تحسّ إنها زودتها ، فتح باب الغرفة ونطق بهدوء : قفليه
قفلته وراها ومشت تتبعه ومن دخلت شافته ينزل ثوبه وينسدح ويغطي نفسه باللحاف ومعطيها ظهره ، عضّت شفايفها السُفلية لثواني ونطقت تحت انفاسها : ماسويت حاجه غلط ومستحيل أعتذر أو أغير من نفسي عشانو !
شّدت على شنطتها الصغيرة اللي بيدها ومشت للحمام تتجاهل كل شيء ، رغم قلبها اللي ينقبض على مطلق لكنها رفضت رفض قطعي تتنازل قدام مشاعرها ، أخذت دش طويل وطلعت تلبس بجامتها وترطب جسدها وتتعطر بالمسك الهادي ، مشطت شعرها وجدلته ومشت للجهة الثانية من السرير ونامت والغصّه تحرق حنجرتها ومستحيل تسامحه لأنه تركها ونام بدون أي تبرير ..
~ قبل ساعات ، القاعه ~
دخلت المجلس الصغير ومعها أنهار بنتها ، شافت الشيخ جالس ونهيّان وقصي وسلمان معه ، جلست على الكنب وبدأ الشيخ يتلو آيات من القرآن الكريم تدل على الزواج وأنه سنه من سنن الحياة ،، أنهى ماقرأ ونطق : كم سن المرأه ؟
ريم ابتسمت بخفه وقالت : أصغر عمري ؟
أنهار ضحكت وقالت : ماما !
ريم ألتفتت لنهيّان ونطقت : سبعه وأربعين
الشيخ : تبارك الله إذا أنتي ولية آمر لنفسك هل تقبلين الزواج بـ نهيّان سلطان وأن يكون لك سندًا وفخرًا عمركم الباقي ؟
سلمان ابتسم وقال : طولة العمر ان شاءالله يأبو سلطان
نهيّان ابتسم من سمعها توافق وتقدموا يوقعون ، كتبت شروطها وأولها هي " عدم الإنجاب " ومن ثمٍ كتبت أشياء بسيطة جدًا ، وافق نهيّان على شرطها لكن يكون بينهم ومحد يدري هو أخذها عشانها هي وهي بعد ، لكن أثنينهم مايفكرون بولد يكون أخ لسطّام ولأسرار بعد ، الشيخ تقدم يسلم ويبارك لهم ونطق : أصبحت زوجتك يا نهيّان
نهيّان ابتسم وقال : على البركة يارب
مشى الشيخ وتقدم نهيّان يسلم عليها بعد ماسلمت على بنتها وقصي وحتى سلمان اللي اكتفى بالمصافحة ، وتفاجئ من حاوطته مثل اسرار بالضبط ، ضحك بخفه وقال : عقلي أنحاس وأنشغل بأسرار والقلب تركته عمد للريم !
ابتسمت وقالت : ايوه بنتي ماهي طماعه ، مبروك لنا وعساك يارب عند الهقوه
نهيّان أبتعد ونطق : بإذن الله ياريم
مسكت ذراعه ومشت تطلع معه ونطقت : ما أبي شيء صراحة كبرنا مره عن الفنادق والحاجات هدي نروح لبيتك علطول ؟
نهيّان شّد على عصاته يثبت نفسه مع السلالم ونطق : ايه أكيد وبيتنا كلنا ماهو لنهيّان بس
ابتسمت تمشي للجهة الثانية وتركب السيارة معه ..
~ الفندق ، جناح سطّام ~
علق بشته بجانب فستانها وتقدم يجلس بجانبها ، سحبت له نودلز من اللي معها ونطقت : أفتح
سطّام ابتسم وقال : عطيني
مدّت له وأكل معها ، ضحكت من تغيرت ملامح وجهه أثر حرارة النودلز وكح بكل قوته ونطقت بصدمة : بشويش يالرسام !
سحبت له مويه من اللي قدامها ومسكت فكه واندفع لها وشهقت من تلامست خشومهم ، وقف يناظرها ووجهه أحمر وتحسّ بحرارة أنفاسه ، حطت المويه على صدره ودفعته بها ، مسكها منها وفتح العلبه وشرب علطول ومن أنتهى نطق بصدمة : أنتي ياصغيره تأكلين ذا ؟؟
اسرار ابتسمت وقالت : ايه لا يغُرك حجمي عندك بس والله لذيذ !
سطّام رفع حاجبة وقال : أي لذيذ وأي خرابيط الحرارة أحرقت أم اللذه !
اسرار ابتسمت بوسع ثغرها ونطقت : لقيت شيء أهزمك فيه
سطّام ألتفت لها وابتسم ينطق : فردوس عيونك جهنم لقلبي ويكفيني هالهزيمة وش باقي بتهزميني به !؟
اسرار ضحكت وقالت : تصدق ماكنت أحب عيوني
سطّام : ليه ؟
اسرار زفرت بهدوء ونزلت كرتون النودلز وتقدمت تحطّ ركبتها على ركبته ، ابتسم يثبت يدينه خلف ظهرها وينطق : سواليف الماضي ؟
اسرار : ماعمرها كانت ضعف بنقول كل شيء هدّنا ونبني منه قوة وثقة لأننا تحدينا كل شيء وصرنا واحد
سطّام ابتسم وقال : يعجبني الي يقول دُرر
ضحكت بخفه تصدّ عنه ونطق بضحكه : اسلمي ي بِكر محمد
اسرار ابتسمت وقالت : يعني بقولك ذا إني اللي ببدأ
سطّام هز راسه بالايجاب وقالت : اوكيه كانوا يتنمرون علي ويقولون عدسات أو أجنبية يعني ماني سعودية
سطّام : طيب أنتي ورثتيها من جدك ؟
اسرار ابتسمت وقالت : كان الظن بجدي لكن طلع الواقع أبوي
سطّام ابتسم وقال : جعله بالجنة تذكرت اصلاً أمك قالته لي
اسرار ابتسمت وقالت : تصدق ماباركنا لهم
سطّام : أنا باركت لهم قبل أطلع اسلمي
اسرار ابتسمت وقالت : الله يسلمك المهم عانيت من هالوجع للثانوي
سطّام توسعت عيونه وقال : فوق عشر سنين !!
اسرار هزت راسها بالايجاب وقالت : بعدها لقيت عِقد وكانت تكبرني بسنة
سطّام ابتسم وقال : ياذا العِقد اللي ماخذتك كلك !
اسرار ابتسمت وقالت : كنت ثاني ثانوي وهي طالبة جديدة وتدرس ثالث ثانوي أول مالمحت عيونها ابتسمت وردت الابتسامه وبدون مانتكلم بعدها شوي شوي بدينا نجلس مع بعض وقالت لي أشياء صدمتني فيها وقلت إنها أقوى بنت شفتها بحياتي
سطّام انسدح على فخذها ونطق : ووش هي الأشياء ؟
اسرار : سطّام تخيل إنها صارت مستقله وببيت خاص فيها وبسيارة وهي بسّن الثمنطعش !
سطّام ابتسم وقال : ماشاءالله والله طلعت ماهي بهينه
اسرار ابتسمت وقالت : بعدها عرفت إنها من المدينة وعرفت عني أشياء كثير وعزمتني أطلع معها وخفت صراحة تعرف السواليف اللي منتشره
سطّام هز راسه بالايجاب وقال : ايه ايه ويقولون جايبه عيال ينتظرونك فالبيت كملي ؟
ضحكت اسرار وقالت : آخ أحبك تدري ولا لا ؟
سطّام ابتسم وقال : صرتي تقولينها واجد ماصارت عقدة عندك وتحبسينها داخلك وتحرمين مسامعي ؟ غيابي سوا كذا ؟ أجل بغيب أكثر يمكن أرجع وتقولين أبي نجيب وفاء
ضحكت بصدمة وقالت : أسحب كلمتي
ضحك ودفن وجهه ببطنها ، ضحكت تحاوط راسه وتسمعه يقول : الحجم ياناس الحجم !
حاوط خصرها ورفع وجهه يشوفها تضحك ، ابتسم لها وسحبها بسرعة وشهقت من حسّت بشنبه يلامس خدها ، قبّله بعمق وأبتعد ينطق : آخ يا اسرار
اسرار ابتسمت وقالت : بسم الله عليك
سطّام ابتسم وقال : والله مو بيدي سامحيني قطعت سالفتك عشر طعش مره !
اسرار مسك شعره من قدام وبدأت تلعب فيه وتنطق : عادي
سطّام ابتسم وقال : كملي يابعد وفاء أنتي كملي
اسرار : بس يعني ماتقبلت عيوني الا من بعد عِقد لأنها نادتني زيتونه من وأنا بسّن السبعطعش ! وحبيت الدلع ذا مرره
سطّام : بعدين جاك سطّام وناداها بالفردوس
اسرار هزت راسها وقالت : توك قلت !
سطّام ابتسم وقال : الله عليم إنها بصدري من زمان
اسرار ابتسمت وقالت : وأنت ي سطّام وش كانت أكبر مخاوفك
سطّام : وفاء القلب وخسرتها
اسرار ابتسمت بضيق وقالت : بس أبوك موجود
سطّام : وأنتي لو ماحصلت الشوشره بحياتك وعشتي مع ريم ومحمد حياة طبيعية بتقدمين أبوك على أمك ؟
اسرار ميّلت شفايفها لثواني ونطقت : ماقد شفت أبوي ولا عشت مع أمي سامحني مقدر أختار
سطّام : وإن وقع الاختيار !
اسرار عضّت شفايفها السُفلية لثواني ونطقت : بختار سطّام
شعر بتوقف نفسه لثواني وسكن بجانبها ، ألتفت يشوفها تبكي وتضحك بنفس الوقت ، هي اختارته فوق أبوها وأمها اختارته لأنها شافت فيه الحنيّة والأمان قبل ريم حتى ، سحبها لحضّنه علطول ومسح على شعرها ونطق : يابخت سطّام !!
قبّل كتفها واستنشقه وهو يحمّل عطرها ، حاوطته وهي تبكي ونطقت : صرت لي حنان الأب وعطف الأم تسمح لي أصير لك وفاء وعهد ومستحيل أخذلك وأنت فاهمني !
تقصد بكلامها تصير وفاء القلب له ، ابتسم ونطق بهدوء نبرته : أنتي الوفاء والحبيب ورأس المال وكل شيء تقدرين وماتقدرين تكونينه كنتيه !
شّد على خاصرتها وابتسمت بوسع ثغرها وقالت : أنت فعلاً مو عادي أبدًا ولا بتصير عادي أنت اللي علمتني شلون أحب وأهوى وأرجع أثق من جد وجديد !
سطّام ابتسم وقال : لأنك الهوى يا اسرار
اسرار ابتسمت وقامت توقف ، مشى معها للسرير وانسدح يسحب كراسته وينطق : نامي نامي برسم حاجه وبلحقك
ابتسمت ونثرت شعرها على الوسادة ، تتأمله وهو يرسم وماتدري إنها محتوى الرسمة ، نامت عيونها وابتسم يبدأ برسم عيونها النائمة ، شعرها المنثور بلوحته يزيينها ويجَملها ، ابتسم من انتهى وقفل الكراس وحطه فوق شنطته ، انسدح بجانبها وخلخل أصابعه بشعراتها يلاعبها لحّد ماغفى بجانبها ..
~ قصر نهيّان ، غرفة هذام ~
دخل للغرفة وابتسم يشوفها مركبة سماعة بأذانيها وترقص ، ممكن حماس مابعد الزواج مايدري ، تقدم يقفل الباب وراه ونطق من تمايلك : الله لا يبيح العدو وخصرك !!
فزّت تفصل السماعة اليمنى وتنطق : قلت شيء ؟
هذام ابتسم بصدمة وقال : حلو بتكملين ؟
شهد : ايه تبي شيء ؟
هذام هز راسه بنفي وضحكت بخفه ، رجعت تتمايل وترقص على الأغنية اللي تسمعها ، عضّ شفايفه ومشى للسرير يعطيها ظهره وهو يتأمل انعكاسها بالمرايه ، ألتفت لها ونطق تحت انفاسه : العسل ماوده يرحمني !
مستغرب الشعور اللي يسكن داخله ، هو تقبّل الحُب بصعوبة وخذاها لأجل الحُب ليه هالشعور المزعج قاعد يضايقه بكل مره تميّل شهد ، شّد على كفه ومشى للحمام ودخله يقفل الباب وراه ، سكرت الأغاني ومشت للسرير ، ضحكت بخفه مصدومة من اللي صار ، طلع من الحمام وابتسم يشوفها جالسه لكن سرعان مافزّوا أثنينهم من ارتفع صوت سلطان ، طلع هذام يركض ونطق : سليّط ! وشفيه ؟
سلطان ألتفت له ونطق وهو ينزل : رواف تعبان مره
هذام توسعت عيونه وركض وراه ، طلعت شهد ونطقت : يالمغرور ؟؟ عسى ماشر ؟
هذام : أرجعي بجيك بجيك
وصلوا للصالة وشاف نهيّان وريم معه بعبايتها ، ابتسم وقال : عروسنا ارتاحي
ريم ميّلت راسها وقالت : عيب عليك ما أخليكم
سلطان عدّل شوزه وركض وهو يقول : عجلوا علي !!
نهيّان : هذام رح معه بنلحقكم مع عبدالصبور
هذام هز راسه ومشى يطلع يركض مع سلطان ، قلوبهم خايفه على أول أحفادهم رواف ، أرسلوا لسطّام لكن ماوصلهم منه رد ..
~ المستشفى ~
حاطه وجهها على صدر سلمان وتبكي ، ابتسم يمسح على ظهرها وينطق : بنت سعود ! مافيه شيء
انفال مسحت دموعها ونطقت : فيه جرثومه بالدم شلون تقول مافيه شيء ! أب أنت ولا شنو !
ضحك بخفه يضمّها ورجعت تبكي ، دخلوا سلطان وهذام مع بعض ونطق : أبو رواف سلامات ؟
سلمان : يارجل بس حرارته مرتفعه
انفال رفعت عيونها لسلطان ونطقت : أنت عمه أكيد بتفهمني
سلطان ابتسم وقال : أفا تبكين يابنت عمي ؟
انفال ببكي نطقت : فيه جرثومه بالدم !!
هذام رفع حاجبة وقال : طيب بسيطه ان شاءالله !
دخل نهيّان ومشت انفال له تضّمه وتشكي له ، مسح على ظهرها ونطق بغضّب : وعّلة أنت وياه محد قوى يهديها ؟؟
ضحك سلمان ونطق : يأبو سلطان بنت أخوك دلوعه
نهيّان رفع حاجبة وقال : اهاا الحين صارت دلوعه ؟ نسينا ما كلينا ؟ محد بغى يموت عندي قبل سنة عشان يأخذ الدلوعه ذي ؟؟
ضحكوا العيال على سلمان اللي اكتفى بالابتسام ، ريم مسكت انفال ونطقت : طيب كيف وضعو الحين ؟
انفال : لسى ماقالوا لنا شيء
ريم ابتسمت تضّمها ونطقت : بخير ان شاءالله
سلمان ألتفت للعيال ونطق : هيّ أنت وياه
رفعوا أنظارهم له وكمل يقول : وين سطيّم ؟
سلطان : فالعالم الموازي مع بنت محمد
ضحك سلمان ونطق : ومتى السفرة ؟
سلطان : بكره بعد العشاء
هذام : أبوي بيسوي غداء لسطّام ؟
سلطان : أنا اللي بسويه
هذام ابتسم وقال : حيّ اللي يرد الجمايل حيّ آخر العنقود
ضحك سلطان وقال : لبى عيونك
وقف سلمان من طلع الدكتور ونطق : ماتخافو البيبي بخير وكويس الحمدلله بس لازم يكون تحت الملاحظة أربع ليالي
سلمان زفر بقرف ونطق : يقلع الحاله طارت السفرة
توسعت عيونها تسمعه وقالت بحدة : وخير ان شاءالله !!
سلطان كبح ضحكته وصدّ هو وهذام ونطق : سوالف متزوجين
سلطان : أحلف وشهد وش تكون ؟
هذام عضّ شفايفه من تذكر الموقف اللي حصل ونطق : عسل
سلطان ابتسم وقال : ما بنأجلها دفعنا دم قلوبنا فيها إذا تعافى روافي تلحقونا
انفال هزت راسها بالايجاب وقالت : ماكنت راح أخليكم تأجلون اصلاً
سلمان : خلاص أجل الحقونا وإن طاب ولدي لحقتكم
هذام : والأسعد لا تلحقنا ماودنا ننشغل بالورعان
سلطان ضربه وهو يضحك ونطق سلمان : على كذا بسافر غصب
ضحكوا العيال وتقدم نهيّان ينطق : سفرتكم كم يوم ؟
سلطان : حجزنا منتجع أسبوع واحد بس
سلمان : حلو تكفيني ثلاث أيام
هذام مسك كتفه ونطق : نمدد لعيونك كم عندنا سلمان ؟
سلمان ابتسم وقال : ترقع ؟
ضحك هذام وسحب كفه من ضربه سلمان ، انفال ابتسمت بحُب تشوف كيف أجل سلمان السفرة وهي تدري إنه أكثر واحد محتاجها بعد ضغط الشغل والأحداث اللي مرت عليه ، مدّت كفها له وابتسم يمسكه بدون شعور أحد فيهم ، ياكم تحسّ بالأمان والحنان بلحظة مامسك يدها ، وقف نهيّان بتعب ونطق : طمنوني أنا هلكان بروح أريح شوي قبل الغداء
سلطان ابتسم وقال : كلنا بنمشي
سلمان : خذوا انفال معكم
ألتفتت له ونطقت بصدمة : لا بجلس عند ولد..
قاطعها صوت نهيّان وهو يقول : تعالي بدلي فستانك ومكياجك وأرتاحي أبوه عنده
عبّست بملامحها وحاوطت رقبة سلمان ، ابتسم يحاوط خصرها وينطق بهمس : وبعدين حامل أرتاحي شوي
ابتسمت تهز راسها بالايجاب وتنطق : ودعتكم ربي طمنوني
سلمان : أبشري
مشت مع ريم ونهيّان وألتفت للعيال ونطق : وش باقي تسوون ؟
سلطان : تحتاج شيء منا مناك ؟
سلمان ابتسم وقال : سلامتكم نتقابل بالغداء بكره
هذام مسك كتفه ونطق : على خير
طلعوا من المستشفى وبقى سلمان مرافق مع بِكره ..
~ الفندق ، صباحًا ~
مشت مستعجلة وهي بالروب وماسكه بيدينها عبايتها المغسولة ، زفرت بغضّب وقالت : سطّام !
ألتفت لها من أنتهى من صلاة الفجر ونطق : عيونه ؟
اسرار : تعال شيل البشت وفستاني إبي أعلق عبايتي عشان يمدي تنشف قبل الظهر
مشى سطّام وشال الفستان والبشت وحطها على الكرسي ونطق : وش تبين تفطرين ؟
اسرار ركضت تطلع ملابسها اللي جهزتها لـ ثاني يوم ، فستان أحمر ناعم بفتحة ظهر واسعة ، طلعت الكعب والاكسسوارات ومجفف الشعر والميكب وحطتها على الطاولة ، ابتسم يتأمل حوستها اللي تكون بالنسبة له منظمة ومرتبة ، تقدم يمسك ذراعها وينطق : بِكر محمد ماودنا تطيحين ! أكلي حاجه ترا عندك سوابق
ضحكت وهي تحاول تأخذ نفس ونطقت :أي حاجه بأكل على ذوقك
سطّام ابتسم وقال : أجل دقايق وأنا عندك
مشى يلبس شوزه وسحب له تيشيرت من الدولاب ومشى للباب ونطق : لاتفكين لأحد البطاقة معي
ابتسمت له وقالت : المؤمن مايلدغ من نفس الجحر مرتين وأنا خذيت درسي يا بِكر نهيّان
ابتسم يطلع ويقفل الباب خلفه ، بدأت تلبس وتحط ميكب خفيف وتلبس اكسسواراتها وفستانها ، ألتفتت للمرايا تشوف فتحة ظهرها ونطقت بسخرية : بينهار الغيور
ابتسمت تمشي للمراية وتجفف شعرها ، رفعت عيونها تشوف كيف ركض الوقت فيها وصارت الساعة قريب على أذان الظهر ، ألتفتت من سمعت صوت البطاقة ودخل سطّام والأكياس بيده ، ضحكت وقالت : ماشاءالله صار غداء
سطّام زفر بقرف وقال : ياشين الزحمه !!!
تأفف بغضّب وابتسمت تتقدم له ، قبضت على كتوفه وصارت تهمزه بهدوء وتنطق : أدعي عليهم ؟
ابتسم سطّام يلفّ عليها ويحاوط ظهرها ، عضّت شفايفها من توسعت عيونه بصدمة ، لفّها وضحك بصدمة ونطق : ماشاءالله وعساك ناويه تطلعين كذا ؟
اسرار : بلا عبط بلبس عبايتي
سطّام مسك راسه ورجع يجلس ونطق : سوي اللي تبينه
اسرار ابتسمت وقالت : مابتزعل من اللي أبيه ؟
سطّام ابتسم يغمض عيونه وينطق : وشلون بزعل من شيءٍ اسرار ودها فيه وتبيه بالعكس ، بحسده لأنك تبينه !
اسرار ضحكت ومشت تنحني ، قبّلت خده ورفع عيونه لها وشاف انحناءه اللي برز معالمها قدامه ، نطق بحدة : اووها يا بِكر محمد !
وقفت بصدمة ونطقت : علامك ؟
سكنت ثواني وسرعان ما دوّت ضحكتها فالغرفة من فهمت ، مشت تجهز الأكل ونطقت : شايفني بليلة مطلق فكنا من السواليف ذي عاد !
ذكرته بالوصَل وكيف حدث ، وصَل استحالة ينساه ماحييّ ، تقدم يجلس ونطق : ايه بس ترا الرجال طماعين وجشعهم مخيف وكان من الممكن إني أطمع فيك من اللي شفته توو لكن مايطاوعني أخالف سلطان وأتركه بدون حضور !
ضحكت بصدمة تجلس وتمدّ الأكل وهي ملاحظه أنه مايطالع فيها أبدًا ، ممكن زعل عشان لبسها وممكن سالفة الطمع هي سبب عدم وجود نظرات بينهم ..
~ غرفة مطلق ~
صحت بفزع من صوته العالي ، فتحت عيونها تشوفه يكلم على الجوال ويهاوش ، زفرت بغضّب وقالت : يارب صباح خير يارب !
ألتفت مطلق لها وأبعد الجوال عنه ونطق : اي صباح لبى قلبك ؟ قومي بسرعة الغداء بعد عشرين دقيقة
توسعت عيونها بصدمة وقالت : ايشش !!
مطلق آشر لها تسكت وتقوم ، وقفت تركض للحمام ورجع مطلق يهاوش بـ ضاحي اللي ما أنتظر ورجع للرياض ليلة أمس بعد الزواج ، عضّ طرف شنبه ونطق بحدة : ياويلك مني ي ضويّحي !
قفل في وجهه الإتصال ومشى يجهز نفسه للغداء ، طلعت بالروب وهي تركض ومستعجله ونطقت : ليش ماصحيتني ؟
مطلق : كنت أحاول اروق
عِقد تذكرت اللي حصل أمس ونطقت : ماصار حاجه اصلاً ولا ؟
مطلق : يهون قسم بس فكيني من البينك حقك
ضحكت وحطت أصبعها على عيونها ونطقت : عيوني تمام بلبسه أنا يمكن يناسب
مطلق ابتسم يمشي لها ، مسك وجهها وقبّل محاجر عيونها ونطق : ما أقولك أبوسهم أجيك على وجهي وأبوسهم !
ابتسمت بوسع ثغرها ونطقت : أحُبَك
مطلق ابتسم وقال : آخ ، لو أدري يتغيير مودي كامل بكلمة صحيتك تقولينها بدال الزقاره اللي أحرقت جوفي !
عِقد : خدلك دش ريحتك تكتم
مطلق : مفروض تحبينها مني
عِقد ابتسمت وقالت : لو أحُبها ماتركتها أبدًا ولا ؟
مطلق : واثقه ؟ مافرقت
مشى وهو يضحك من الشتايم اللي خرجت من جوفها وانهمرت عليه ، نطق قبل يقفل باب الحمام : الله يسامحك جرحك وصل
ضحكت بسخرية وقالت : حكمل عليك أطلع يالشايب !!
ضحك بصوت خفيف وقفل الباب يدخل ، تأمل الشيّب براسه وده يقولها إنه مايحب الشيّب لكن أجبر يسكت ، وعند عِقد طلعت ثوبه وشماغه وشمرت أكمامها الأورنج ونطقت بتركيز : يويلك تحرقيه !
ثبتته وشغلت المكواه وبدأت تمررها بهدوء على ثوبه ، عضّت شفايفها ترفع شعرها وتنطق : ياحظي كم طولو دا ؟
توسعت عيونها من طول الثوب وعُرضه ، أنتهت بعد وقت طويل ونطقت : مطلق لا تطلع !
ابتسم وهو يحلق عوارضه ونطق : مطول اصلاً
ابتسمت تسحب شماغه وتثبته ، حطّت المكواه وصرخت من حسّت إنها علقت ونطقت : لا ياربي أرجوكي لا !!
شافت الشماغ بنص عين وتنفست الصعداء من شافته سليم ، كملت تكوي وخلصت بشكل رسمي ، سحبت المبخرة وحطّت العود الأزرق الموجود بشنطته ، خلصت منه وبدأت تبخر شعرها وتنشر ريح العود على خصلاته ، طلع من الحمام وألتفتت وسرعان ما انرسمت ملامح الدهشة عليها من شافت حلاقته ونطقت : نعيمًا ياروح عِقد !
ابتسم مطلق يتقدم لها ونطق : عوده ؟
هزت راسها بالايجاب وكمل يقول : تعالي طيبيّني وحبيني
ابتسمت تتقدم له وتقبّل ثغره ، ابتسم يحاوط ظهرها ويبادلها ، أبعد من طلبته ونطقت : قسم بالله أحُبَك أكتر من أيمن !!
ضحك بصدمة ونطق : يارب أحفظ قلبي وعقلي يارب
ابتسمت تبخره ونطقت : كيف تعرف إنك وصلت أعمق نقطة فيني لمن أقولك كدا !
ابتسم مطلق وقال : وصلناها اخيرًا ! لي من عرفتك حول الست أشهر وأنتي متعمقه ولا عمرك صرتي سطحية ! أنا أحمد ربي على وصال اللي زعلك وعلى معاذ اللي ناداني بهذيك الليلة وشفتك وتأكد شعوري لك !
ابتسمت وهي تبخر شعره الشبه طويل ونطقت : مين معاذ ؟
مطلق : صبي صغير دعاني يقول عِقد تبيك
ضحكت بصدمة من تذكرت الموقف وقالت : يالله !! فينو دحين أقولو أننا تزوجنا
مطلق : وش عرفني
ضحكت تمشي وتلبس عبايتها ، ابتسمت بوسع ثغرها من سمعته ينطق : يجعل يدينها ماتمسّ النار ياجعلني فدا لها
ألتفتت تشوفه عند ثوبه ونطقت : شدعوة ماسويت حاجه
مطلق نطق بحدة وهو مبتسم : والله بعضّك والله ! أنتبهي لنفسك مني صايره طعييمه وأنا ما أقوى حلّاك !
ابتسمت له وسحبت شنطتها وقالت : هيّا تأخرنا
مشى يلبس ثوبه فوق ملابسه الداخلية ووقف يقفل ازرار ثوبه ويلبس طاقيته وفوقها شماغه ، ثبّته بالعقال ونسفه وسحب عطره يتعطر منه وينطق : مشينا يالروح
مسكت ذراعه ووقفت عند المرايه تصور وقفتهم ، ابتسمت تمشي ومشى معها لقصر نهيّان ..
~ قصر نهيّان ، الظهر ~
دخل سلطان وهو عاضّ على طرف ثوبه والصحن بيدينه ، وقف هذام يضبط السفرة ونطق : ذيبان
نزل الصحن ومسك فكه بألم ونطق : ياذيبان الصحون تنتظر من يشّلها
هذام ابتسم وقال : وتنتظرني ؟ أنت اللي مسويه صح ولا لا
سلطان طارت عيونه ونطق : ياللي ماتستحي !
نهيّان نطق بحدة صوته : هذام ! قم مع أخوك
فزّوا أثنينهم وما شعروا الا وهم بمُنتصف الحوش ، ضحك سلطان ونطق : اللهم لا شماته نفضّك نهيّان
هذام : حبيبي هذا نهيّان ماهو سلطان لازم تفرق
سلطان زفر بقرف ونطق : ياشينك
هذام مسك ضحكته ومشى يدخل بالصحن للداخل ، ابتسم يشوف كشخه شهد ووقفتها بمُنتصف الصالة ، ألتفتت له ونطقت : أصبرررر ! البنات هنا
هذام نطق وهو فاهي بجمالها : عيني عليك أنا عيني عليك !
ابتسمت تتقدم وسحبت الصحن منه ، شهقت وفزّ يشيله منها ونطق : حار !!
شهد هزت راسها وهي تضحك وقالت : هاته
هذام : أنتبهي أمسكيه مع الطرف
مسكته ومشت تدخل ، عضّ شفايفه ونطق : ألعن عدوينك يا هذام عرفت تختار !!
رفع ثوبه ومشى يركض يساعد سلطان ، طلع للحوش وشاف سلمان ينزل من سيارته ورواف معه ، ضحك بخفه وقال : لا يكون صدق بتسافر معنا ؟ البلشة
سلمان ضحك وقال : أنتبه لا ألتفت لك !
مشى نهيّان للباب يشوف عياله فالحوش ونطق : هات حفيدي هات حبيب جده
مشى سلمان برواف اللي يمتصّ اللهايه لأجل مايبكي ، ابتسم نهيّان وقال : ما كأنه كبير عليها ؟
سلمان : الا والله بس أشغلني يبكي يبي انفال
نهيّان تقدم يشيله وسحبها منه ، رفع رواف عيونه ونطق : ددو
ابتسم نهيّان ونطق : عيون جدك ؟
سلمان : أبو سلطان لا هنت دخله داخل
نهيّان هز راسه بالايجاب ومشى يأخذ الشنطة من سلمان ودخل للداخل برواف ، ألتفتوا العيال لسيارة مطلق الي دخلت ، سلطان ابتسم ونطق : النسيب جاء !
سلمان : بدخل أبدل وأجيكم إتصلوا على سطّام
هز هذام راسه بالايجاب وسحب جواله يتصل وهو ماشي لمطلق لأجل يسلم عليه ..
~ بيت مطلق ، الرياض ~
قفل جواله ورماه بعيد عنه ، زفر بضيق من الهم اللي اجتاحه ماوده يفصّح عن شعوره ويلقى الرفض أقسى من مايتصوره وخايف يعيش بالشعور ذا ومن طرف واحد بس ، هو شافها بزفاف سطّام واسرار ، لقى الشقراء اللي يتمناها وأجمل بعد ، لكنه مايدري هي مين ولا يعرف عنها شيء ، عضّ شفايفه بغضّب ونطق : مايدري إني هجيت من الشرقية عشانها !
مسك راسه وضحك بصدمة ، مايدري هي متزوجه ولا لا ولا في باله فكره أبدًا ، فتح الباب حمد اللي صعد على المصعد ومشى لغرفته ، ابتسم يوقف ونطق : سمّ يأبو محمد ؟
حمد : وش عندك أنت والله مانت بطيب !
ضاحي : صادق تعبان شوي من المسافة
حمد هز راسه ونطق : ريح شوي دقيت على مطلق ولا دق عليك ؟
ضاحي ابتسم وقال : دق وغسل شراعي بعد
حمد ضحك وقال : علمتك تعطيه خبر بس ماسمعت مني
ضاحي : يمون ولد مشبب يمون على رقبتي
حمد : ريح بصحيك العصر
ضاحي هز راسه ومشى حمد يطلع ، قفل باب غرفته ورمى نفسه على سريره من الضيق اللي يشعر فيه ، صرخ بكل قوته مقهور من وضعه ومتحسف إنه ماقدر يتأملها أكثر من الثواني اللي صارت ، هو تغلبه تربيته وخوفه على بنات الناس من خوفه على خواته ، ماقدر رغم فتنتها يتأمل ، هو شال عينه علطول وطلع منفجع ومخروش وركب السيارة وبدون شعور رجع لـ نجَد هارب من الأفكار ومن الأنثى اللي سلبته شعوره ، أنثى بكامل التواصيف والشعر الأشقر الأحب له ، غفت عيونه واستسلم للنوم ..
~ الفندق ، الجبيّل ~
مسح فمه من الأكل ووقف ، قامت تشيل الأكل والسفرة وتمشي للمطبخ ، ألتفت تشوفه شايل منشفته ، توسعت عيونها بصدمة وقالت : بتأخذ شور ؟
سطّام ابتسم وقال : وشفيك مصدومة مني ؟ معك مهووس نظافة
اسرار : مو عن بس تأخرنا !
سطّام : أحسب لي دقايق يبو محمد
دخل وهو يضحك ، ابتسمت تلبس عبايتها وتنطق : معتوه
رفعت جوالها وبدأت تصور وتنزل بالسناب الخاص فيها ، نزلتها وقفلت جوالها وألتفتت لخروجه من الحمام ، بشعره المبلول وقطرات المويه على صدره لأسفل بطنه تتجه ، ابتسمت توقف وتنطق : اوه سطّام طالع نار !
ألتفت لها بطرف عين يشوف ابتسامتها ، ضحك بسخرية وبلل شفايفه ينطق : أقربي وأعلمك النار صدق
اسرار حطّت أصبعها على شفايفها ونطقت : أوب ! بسكت خلاص ألبس وخلص
ضحك يمشي للغرفة وسحب ملابسه يلبسها ، ألتفت يشوفها معطيته ظهرها وتكلم على الجوال ، لبس ثوبه وسكر أزراره وثبت الكبك بأكمامه وقفله ، مشى يلبس الجوتي حقه ومشى لها ونطق : مشينا ؟
هزت راسها بالايجاب وقفلت تنطق : ظبيه تقول أبطينا
سطّام : صادقه والله خلينا نستعجل
هزت راسها ورفعت نقابها على وجهها ، ربطته وضبطته ومسكت ذراعه ، مشى يطلع معها ونطق تحت انفاسه : بسم الله على عيونك من كل حاسد ! يارب إنها في وداعتك
شّدت على ذراعه من وصلت للمصعد ونزلوا عمالة الفندق ، ابتسم يحطّها وبدون ماتشعر خلف ظهره ، ركبوا ونزلوا لسيارتهم ، ركب السيارة وركبت بجانبه ونطقت : نمت كويس ؟
سطّام : وش هالسؤال ؟
اسرار : أمس كنت ترسم متأخر واليوم صحيت قبلي
سطّام : معليك نايم
اسرار ابتسمت وقالت : كويس عشان السفرة الليلة
سطّام زفر ونطق : نسيت منها !
اسرار : بس ما بتكنسلها ؟
سطّام : عشان يخنقني سليّط
ضحكت وضحك بخفه ، طلعوا على الطريق وألتفت لها ينطق : حزامك أمانك يا بِكر محمد
اسرار كبحت ضحكتها ونطقت : يخسى مالقيت مثل أمانك !
ربطته وهي تضحك ، تدري أنها تذبحه بردودها ذي ومستمتعة فيها جدًا ، ألتفتت تشوفه يلعب بشنباته ويفتّلها ، ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : وشفيك ؟
سطّام عضّ شفايفه ونطق : سلامتك
ابتسمت تصدّ عنه وتتأمل الطريق الطويل لـ قصر نهيّان ..
~ قصر نهيّان ~
دخلت سيارة سطّام للحوش ، وقف وسكر سيارته ، فتحت حزامها ومشت تنزل ، ألتفتت له وهو يناديها ، مشت من قدام السيارة ووصلت له وقالت : بسم الله !
ألتفت لها بعيونه الحادّة أثر الشمس ونطق : علامك ؟
اسرار : حتى بالكعب اللي كسر رجولي ماوصلت ربع طولك !
سطّام ضحك يصدّ عنها وينطق : تدلين الصالة ؟
هزت راسها وهي تبتسم له ونطق : اسبقيني
مشت تتخطاه وتدخل للبيت ، ابتسمت تشوف نهيّان والعيال فالمجلس ، وقفوا كلهم ونطقت : أستريح يا أبوي
مشت له وابتسم نهيّان يفتح ذراعينه لها ، حاوطته وقبّلت كتفه وراسه ونطقت : شخباركم ؟
ابتسم سلمان ونطق : بخير بخير
مطلق تقدم لها ومن قرب وقف ونطق : وش حالك ؟ مبطين عنك
ابتسمت لمطلق ونطقت : تعال معي
مشى مطلق يطلع من المجلس وهي معه ، طلعوا للحوش ووقفوا تحت الشجر ونطقت : آخ يامطلق
مطلق رفع حاجبة وقال : احتزمي يابنت عمي !
اسرار : للحين في بالي بداياتنا وكيف كانت حياتنا فالديره
مطلق ابتسم بضيق وقال : جعل من أوجعنا الوجع !!
اسرار مسحت كفوفها ونطقت : مات ؟
مطلق هز راسه بالايجاب ، عضّت شفايفها وبكت بدون صوت ، اللي حرمها حسّ ووجود أبوها لقى حتفه ، ماتنكر أنها مبسوطة بس طاري الموت والفقد يرعبها بشكل أكبر ، رفعت عيونها من مسك مطلق كتفها ونطق : تبكين وأنتي تدرين وش دموعك عند الهَاجس ؟ تدرين إنه بيحرق بتال وبيطلع جثته من قبرها عشانه بكاك !
ابتسمت تمسح دموعها وتنطق : ليتك أنت أخوي ، ياليت السنين اللي مضت مع وصال قضيتها معك ومع ضاحي ومع ظبيه ياليته كان كذا ! محظوظه اللي تملكك يامطلق
مطلق ميّل راسه بحزن ونطق : أنا أخوك ولو قسّت ظروفك وتقفلت البيبان بوجهك أنا سندك وذراعك والله ما أردك أنتي مازلتي في وجهي ماقلتها عشان فتره وعشان بتال قلتها عُمر طويل ! ياجعل من جابك الجنة يابنت محمد
شدّت على ذراعه ونطقت ببكي : ياجعلني ما اخلا ولا اعدمك
شهقت تبكي وسندت راسها على كتف مطلق ، ولأول مره مايردها مطلق ويبعد لأجل الدين والعادات ، مسح على ظهرها ونطق : لحّد يوجعني ! بس جعل يومي قبل يومك بسّك دموع
شدّت على كتفه بيدها وهي تبكي ، تبكي حسرة كتمتها فترة طويلة ، هي ضيعت مطلق معها وحاسته شعورًا وفكرًا ، عرفته على عِقد وذاق المّر منها ومن معاملتها ، حبّها ولا قدر على قلبه ، كان يتصل ويرسل لأسرار ويسأل كيف وضعها مع سطّام ، يخاف عليها ويخاف يكون تسرع ورماها على سطّام ، جربت حنان الأخ من مطلق وصار أقرب لها من الناس كلهم ، مسحت دموعها بحرقة ونطقت : أسفه لكل شيء مُر قسّى عليك
مطلق ابتسم يمسك كتوفها ويهزّها وينطق : عسل على كبدي يا أختي لا تقولين كذا !!
ابتسمت تضحك بخفه وتنطق : بقول لعِقد تضّمك لي
مطلق : وصل ياجعلني فداك
تقدم سطّام وهو مصدوم ونطق بحدة : بِكر محمد ؟
ألتفتت له ونطق مطلق : عويذ الله من شرك وخر والله ماتمسّها
سطّام زفر بغضّب وقال : ماقلنا شيء
ألتفت بنظراته الحادّة لها ونطق : ليه تبكين ؟
اسرار رجعت خلف مطلق ونطقت : ولا شيء
صدّت ومشت تدخل للصالة ، رفع عيونه لمطلق وقال : ماتحّل لها يامطلق وش قاعد تسوي ؟؟
مطلق رفع حاجبة وقال : أختي وأسلم عليها مبطيٍ عنها !
سطّام دفعه بغضّب ونطق : خل عنك سواليف أختي وما أختي والله مايحصل لك طيب إذا فكرت تعيدها !!
استغفر مطلق يصدّ ويمسح شاربه ، دخل سطّام وداخله يغلي ويتوّعد فيها ، مشى يسلم على أخوانه وأبوه ، من أنتهى وقف بالمنتصف ونطق : بدخل أسلم
سلمان هز راسه بنفي وقال : لا وأنا أخوك خلهم يأخذون راحتهم
نهيّان جلس ونطق : وسلمان صادق
زفر بغضّب وجلس ورفع عيونه لمطلق وقت دخل ، ماوده يقسى عليه بس سطّام مارفع عينه لعِقد من صارت حَرم مطلق هذا وهي كاشفه وماتتغطى ، شدّ على قبضته ونطق بحدة تحت انفاسه : خلاص بالهداوه بنحلها !
سكن شوي ومن بدأوا بالسوالف مع بعضهم نسى تمامًا من اللي حصل ، مو لسخافة الموضوع بس هو أرغم نفسه على النسيان ..
~ الصالة ، قصر نهيّان ~
كانوا جالسين ويسولفون سوا ، ألتفتت لبنتها ونطقت : ما أنتي على بعضك صار شيء ؟
اسرار ابتسمت وقالت : لا يا الغاليه
ريم : متأكدة ؟
اسرار اكتفت بالإيماء وانشغلت بجوالها ، لوهلة اندفعت لمطلق وأنهارت عنده ، من فترة طويلة ماجلست معه وأخذت علومه وأخباره ، ألتفتت لعِقد اللي نطقت : اش صار بينك وبين مطلق ؟
ارتخت ملامحها برعب ، شلون وصلها العلم ، عدلت جلستها ونطقت : وش تقولين ؟
عِقد رفعت حاجبها وقالت : لا تنكري ماحسوي لك حاجه بس ريحتو تفوح منك !
توسعت عيونها بصدمة وقالت : بسم الله عليك !!
ابتسمت عِقد وقالت : حتقولي ؟
اسرار هزت راسها بالايجاب وقالت : تراكمات ولعلّي أنفجرت عليه
عِقد : وكيفك أحسن ؟
اسرار ابتسمت وقالت : جدًا ! محظوظين بمطلق كلنا
عِقد ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : حبيبي هو
اسرار : شوفوا التفهم ياناس ! مو مثل الرسام أحترق
عِقد : أنا بس اللي بتتفهم لأني أعرفك كويس غيري بتفهم غلط وبتحرقك ! وبعدين ما ألوم سطّام ياكتر مايتحمل ويسكت
ضحكت اسرار بصدمة وقالت : حييوانه وش تقصدين ؟؟
عِقد اخذت نفس تكبح ضحكتها وقالت : ولا حاجه أنتي حلوه وهوا غيور !
اسرار : بتجون الليلة ؟
عِقد ابتسمت بسخرية وقالت : حبيبي أنا ! مجهزه الشنط من قبل أسبوع !
ضحكت اسرار وقالت : آخ يارب تكون سفرة على قد الانتظار والتجهيز لها
عِقد : واضح كرفوا العيال عليها وشكلها حلووه وبعدين ألبانيا شهادتها معروفه ومني كمان أعطيها فوق العشرة !
اسرار ابتسمت وقالت : أجل الله ييسر
مشت ظبيه لهم ونطقت : حياكم الله على كرامة اسرار وسطّام
ابتسمت اسرار وقالت : كثر خيركم
مشوا يطلعون لغرفة الحريم ، جلسوا على الصحن ونطقت عِقد : بيبو في دجاج ؟
ضحكت ظبيه وقالت : أقول أعتاشي وخلي مني الدلع !
عِقد زفرت بغضّب وأخذت السلطات وبدأت تأكل من الأرز وتترك اللحم ..
~ الحوش ، قصر نهيّان ~
جالسين جميعًا ويقضون آخر عصرية فالسعودية سوا ، ابتسمت انفال من سألها نهيّان ونطق : بتروحون يابنتي ؟
انفال : حمدلله رواف تحسن وكثير بس ماقدر أخاطر وقررنا نسافر بعدهم بيوم
نهيّان : حلو خذوا وقتكم
هذام دفع بلسانه خده من داخل ونطق : حمدلله يارب
سلمان سحب فنجاله ورماه عليه بدون مايرّف له رمش ، صرخوا البنات وطاح هذام على ركبة سطّام يضحك ، ابتسم سطّام ونطق : ياكلب لا تستفزه
سلطان نطق وسط ضحكاته : أهرب جاااك !
فزّ هذام يركض وسلمان وراه والشرقية بيده ، رماها بكل قوته على ظهر هذام اللي من الضحك صار بطيء ، شهق من ضربت الشرقية حقت سلمان بظهره ونطق : خلاص أتوب والله أتوب
سلمان زفر بغضّب وقال : من أمس وأنت تناشبني !! قرف
ضحك هذام ووقف يقبّل جبين أخوه وينطق : نمازحك ي أخوي !
سلمان : فكني
هذام : ياحساس والله ماتروح
سلمان ابتسم وضحك هذام ينطق : الحلوه زعلانه
سلمان ضحك بصوت عالي وقال : ياكلب وش الحلوه ؟؟
هذام ابتسم وقال : على سياق الأغنية
سلمان : دز
هذام مشى معه وقال : أبشر
رجعوا يجلسون ونطق نهيّان : فشلتونا قدام حريمكم
ضحكت شهد بصدمة وقالت : بالعكس غيروا جونا !
نهيّان : اهجدي خليني اهاوشهم
ضحكت وضحكوا البنات معهم ، ابتسمت ريم وقالت : متى ماشين ؟
سطّام : بعد العشاء بتقلع الطايرة
نهيّان : والحين وش جدولكم ؟
سطّام وقف ونطق : بروح مشوار مع مطيليق
رفع مطلق عيونه لسطّام اللي مبتسم ويمدّ ذراعه له ، مسكها يوقف معه وينطق : احتزم
ابتسم سلطان ونطق : لا تسحبون
سطّام : لا مابنطول
لبس الجوتي حقه ومشى مطلق يلبس زبيريته ، ألتفت لها وقال : بِكر محمد أمانه عندك يأبو سلطان
نهيّان ابتسم وقال : بعيوني والله ماتشتكي شيء
اسرار وقفت تمشي له ونطقت : زعلان ؟
سطّام صدّ عنها ونطق : في أمان الله مابنطول
شدّت على قبضتها ورجعت بخطواتها ، تدري إنه زعلان منها ولا مستحيل يروح ويحطها أمانه عندهم ، زفرت بغضّب وقالت تحت انفاسها : وذا صاير زعول بآخر فتره !!
رجعت تجلس على السجاد الأحمر بمُنتصف الحوش تسمع سواليف العيال على نهيّان والبنات بين بعضهم ..
~ سيارة سطّام ~
ركبوا أثنينهم وربط سطّام حزامه ، تمسك مطلق بالمساكه اللي أعلى الباب ونطق : مايحتاج نربط احزمتنا
سطّام : على هواك
شغل السيارة ومشى يطلع من الكراج الخاص بـ قصر نهيّان ، ألتفت مطلق عليه وقال : وش عندك ؟
سطّام : بخطفك واذبحك وادفنك ولامن سمع ولامن درى
مطلق ابتسم وقال : يفداك دمي يأبو وفاء
ضحك سطّام بخفه وقال : شاهي ؟
مطلق : وزقاره ؟ اووف
ضحك سطّام وقال : فكنا
مطلق : أمش بس
سطّام ابتسم وقال : لا يالخفوق بننزل في طعوس والشاهي أنت اللي بتسويه
مطلق مسك راسه وقال : الله لا يوفقك ياشيخ ! طعوس مع العصر ! ووين الطعوس اللي فالجبيّل ؟
سطّام ضحك بخفه وقال : وخير ؟ أقولك ثقه معليك
مطلق : أجل دندن وغن
مشوا لأقرب مخرج وطلعوا من الجبيّل ، توسطوا خط نائي ولفّ سطّام عليه من نطق : نروح لـ  ᥊ ᥊ ᥊ ᥊ ؟
سطّام ابتسم وقال : تم وينها ؟
مطلق : حول بسوق أنا
سطّام وقف على جنب ونزلوا ، مشى سطّام من قدام سيارته ومسكه مطلق ينطق : يويلك خاطرك لو يشيل علي شيء !
سطّام : مايمسّني شيء من مطلق ولا يمسّ مطلق شيء مني ، نسيتها ؟
مطلق : بعدي يالهَاجس !
ابتسم سطّام ومشى لباب الراكب ، وركب بجانب مطلق اللي مشى علطول واتجه لوجهتهم ، وبعد نصف ساعة نزلوا ومشى سطّام يأخذ الفرشة من سيارته ، تقدم مطلق يساعده ونزلوا العفش والعزبه كاملة ، ابتسم مطلق وقال : تصدق الجو حلو
سطّام ابتسم وقال : ربك يحبنا
مطلق ابتسم يساعد سطّام ويفرش معه ، ثبت السجاد بالمراكي ومشى مطلق يشغل الغاز ويركب بالشاهي ، أنتهى وتركه يطبخ ، رجع يجلس ونطق : وش لنا بديار الكفار والله لو ماخسرتوا مبالغ فالسفرة ذي إني ما أجي
ضحك سطّام وقال : نغيير
مطلق : أمحق
ضحك بصدمة ونطق : إذا ماودك أجلس
مطلق ابتسم وقال : ايه عشان تزنطني مع رقبتي بنت أيمن
ابتسم سطّام وقال : مين كان يتخيل إننا بنتزوج كلنا ورا بعض وبنفس السنة
مطلق : هو كل واحد شغل الثاني معه
سطّام : صادق
مطلق ضحك وقال : باقي ضاحي
سطّام : اي بالله في أحد ببالك
مطلق عدل جلسته ونطق : لا يرجال اقرفني بالشقراء
ضحك سطّام بصدمة وقال : من هي ؟
مطلق ابتسم وقال : حرام إني ما أعلم
ضحكوا وسرعان ما شهق مطلق من طلع صوت الشاهي وفار على الغاز ، ضحك سطّام ونطق : أعقب يأبو مشبب !
مطلق طفى الغاز ونطق : فيه واحد بيتروش بالشاهي
سطّام ابتسم وقال : أمزح وشفيك
تقدم مطلق ينزله ويصبّ لسطّام ، ابتسم ونطق : دم غزال
سطّام ابتسم يأخذ بيالته وينطق : انشهد
مطلق جلس وسحب البوكيت وأخذ زقاره ، شغلها وسحب منها ونفثه ينطق : كم المشوار ؟
سطّام : حاجه وتسع ساعات أظن
مطلق شدّ على فخذ سطّام ونطق : أنا في وجهك يالله !!!
ضحك سطّام وقال : وشفييك ؟
مطلق : لا لا ما بقدر يالهَاجس وش تسع ساعات !! أنا من ينبع للرياض بغيت أموت
ضحك سطّام وقال : الله يعينك أجل
مطلق : بجلس جنبك فكني من بنت أيمن بتمسك أمي طقطقه
سطّام أشر على خشمه ونطق : على خشمي
مطلق ترشف من الشاهي ونطق : عليه الشحم يأبو وفاء
كملوا جلستهم على هالنهج والسوالف الخاثرة لحّد ماغابت الشمس ومشوا راجعين لـ قصر نهيّان ، يلحقون السفرة وقبلها صلاة المغرب مع الجماعة ..
~ قصر نهيّان ~
دخلوا العيال راجعين من المسجد بعد الصلاة ، ابتسم نهيّان يشوف البنات بالسيارة مع عبدالصبور ونطق : خلاص ماشين ؟
سلطان ابتسم وقرب بينطق لو يدّ سلمان اللي مسكته تمنعه وتعطي الأولوية لسطّام ، ابتسم سطّام متعجب من حركة سلمان لكن ما أستغربها وقال : ايه توصي شيء يالغالي ؟
نهيّان ابتسم وقال : سلامتكم وسلامة بنياتي وعِقد منهم ! اي حاجه خاطرهم فيها ماينقال لهم الا أبشري وامرك وتم سامعين ؟
سطّام مسح وجهه وشنبه وقال : كدينا خير
مطلق : أنا أقول ياعمي ماتحسب عِقد معهم
نهيّان سحب عقاله وضحك هذام يمسكه ويقبّل راسه وينطق : وصل أبشر
سلمان : عاد ياعيال نبي مصداقية إذا ماجازت لكن الديار قولوا لي أهجد
مطلق ابتسم وقال : من الحين ماعجبتني
سلطان : وربي أن تعجبه ذا الشايب وبيقول لنا نمدد
ضحك سطّام وقال : حلفت !
سلطان مسح وجهه وشنبه وقال : تكفى قول إنها أعجبتك مافيني من صام
ضحكوا العيال كلهم ونطق نهيّان : دربكم خضر وتذكروا أن البنات معكم وماهي سفرة عزابية
سطّام : وشلون ننسى اصلاً ؟
سلطان : ودي أقول ليتنا عزابية بس ماقدر بدونها
مطلق مسك كتفه ونطق : حشم أخوها
سلطان ابتسم وقال بهمس : آخ يامطلق وش سويت لك عشان تسوي فيني كذا ؟
مطلق ابتسم يدري بأخته ، مشى معه ونطق : ياسعّد حظه من تهنى بالظبي بعضهم سنين يتعنى ولا تهنى بها
سلطان رفع حاجبة وقال : منهو ؟؟
مطلق ضحك بخفه وقال : الله يستر عليه
زفر سلطان بغضّب ومشى يركب ، ركبوا جميع السيارة ومع بعضهم ، سطّام بجانب عبدالصبور ، هذام خلفهم وظبيه بين سلطان ومطلق ، واسرار وشهد وعِقد بالخلف ، ألتفت عبدالصبور لسطّام ونطق : يمشي بابا ؟
سطّام هز راسه بالايجاب وقال : توكلنا على الله
مشى عبدالصبور يوصلهم للمطار في الدمام ..
~ أمام قصر نهيّان ~
عضّت شفايفها بتوتر ونطقت : هنا ؟
أزهار : ايوه أبرار أشبك
أبرار : وماما تزوجت وطارت ونستنا
ضحكت أزهار وقالت : عشرين سنة تربي اش باقي تبغي منها
أبرار ميّلت شفايفها السُفلية لثواني ونطقت : يحزن ماكنت أبغى والله
أزهار ضحكت وقالت : مو صاحية
أبرار رفعت حاجبها وقالت : لا تخليني أبدأ أشتمك وأشتم شعرك الأشقر دا معاك !
أزهار ابتسمت تغيضها ونطقت : حارّك شعري ؟
أبرار : حيتنتف مني سامعه ؟
شهقت من أنفتح الباب وطلع سلمان ، صغّر نظراته يدقق فيهم ونطق : مضيعين ؟
أبرار مسكت شعر أزهار ونطقت : شفتي قلت لك !!
أزهار شهقت بقوة وقالت : اتركي شعري يامجنونه !!!
أبرار تركته ونطقت بفشلة : لو جلسنا عند أنهار مو أصرف ؟
أزهار زفرت بغضّب وقالت : بيت ريم هنا ؟
سلمان ابتسم وقال : قصر نهيّان
أزهار ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : ايوه ابويا بالقانون
ضحكت أبرار بصدمة من سحبتها أزهار وتعدوا سلمان ولا كأنه واقف حتى ، حكّ راسه وزفر بهدوء ينطق : ياحظكم ياعيال اللذين !
قفل الباب ومشى يركب سيارته ويطلع للخارج ..
~ مطار الملك فهد الدولي ، بالدمام ~
نزلوا وابتسم سطّام يودع عبدالصبور ويأمنه على البيت ومن ذا الكلام ، أنطلق يدخل يتبعهم ووقف يشوف صدمة العيال وسكونهم ، سلطان ضحك بصدمة ونطق : دوبنا ماقلنا صلوا على النبي !
سطّام : شسالفة ؟
مطلق : البنات أختفوا
هذام ابتسم وقال : الحين يبدلون ولا يتكشخون مشينا نتقهوى
سلطان نطق بغضّب : لا تستهبل أنت ؟؟ أي قهوة وأي خرابيط باقي ربع ساعة وتقلع !!
هذام ابتسم وقال : كنسل الحين وقت الصراخ
أنطلق يركض وينادي بأسماءهم وسلطان معه ، سطّام ابتسم بصدمة ونطق : بن مشبب
مطلق ألتفت له ونطق : أرحب يالهَاجس ؟
سطّام : راحوا يسار نروح يمين ؟
مطلق رفع طرف ثوبه وقال : مشينا
سطّام ابتسم ينزل ثوبه وينطق : مطلق والله مابنركض ورا ناقه ولا تيس عشان تتشمر ترا مطار وبنات
مطلق : أحلف ؟
ضحك سطّام بخفه ومشى للجهة اليمنى ، مطلق رفع جواله الكشاف ونطق : الحين ورا مانتصل بدال الدوشه ذي
سطّام : ياخطير كيف مافكرنا ؟ صاحي أنت مستحيل يردون
مطلق : بنت أيمن بترد
ضغط على رقمها يتصل عليها وفعلاً ما أخذت ثواني الا وصوتها واصله وهي تقول : ايوه حبيب قلبو ؟
مطلق ابتسم وقال : وينك فيه ؟
عِقد عضّت شفايفها تركز وهي تضبط حجاب ظبيه ونطقت : أشبك ؟
مطلق : مابني شيء وينك أنتي ؟
عِقد ابتسمت وقالت : مره حلو شوفي
مطلق زفر بغضّب وقال : بنت !
عِقد : معاك حبيبي معاك
مطلق رفع صوته وقال : وينكم الطيارة مابتستنى ياصاحبات السمو ؟!
عِقد ابتسمت تنزل جوالها وتمشي لأسرار ، بقى مطلق على الخط يصارخ وأحترقت أعصابه وبدون أي إجابة منها ، قفل الجوال ونطق سطّام : ايوه ؟ بنت أيمن وشفيها ؟
مطلق نطق بحدة : ورب الكعبة لو ماتسكت
ضحك سطّام ومشى من شاف سلطان جاي لهم ، تقدموا له ونطق : ماحصلناهم لا بحمام ولا بحفرة ولا بمطعم !!
سطّام : مشينا للبوابة مصيرهم يسمعون النداء ويجون
هذام : وش عنده الشيخ مروق قلنا عريس بس مو لهالدرجة
سطّام ابتسم يمشي للبوابات ، وبمنتصف الطريق أنطلق أول نداء للطائرة ، هذام مسك راسه ونطق : تأكدت إن سطّام ماسك شيء على المطار والطيار والطاقم
سطّام ضحك بخفه وقال : خاف ربك
سلطان نطق بغضّب : ترا بديتوا تنرفزوني البنات وين ؟؟
ظبيه ابتسمت وقالت : هنا
ألتفت والعيال معهم لهم ، بأطقم ناعمة ومتناسقة طويلة ومرتبه ، عِقد تاركه شعرها يأخذ حريته وشهد معها بس لابسه كاب ، اسرار وظبيه متحجبات وكل وحدة فيهم لابسة ماسك ، شّد مطلق على قبضته ونطقت عِقد : طبعًا الحجبات لأنهم لسى بالسعودية
اسرار ضحكت تمشي وتسبقهم ، هذام مشى ومسك ذراع شهد ونطق : وشو له ذا الزين كله ؟ لمين
شهد ضحكت وقالت : لنفسي ونص لك
هذام ابتسم وقال : راضي بالنص حقك
شهد ابتسمت تشّد على ذراعه وتمشي ، مشت عِقد لمطلق ونطقت : اش رأيك ؟
مطلق : مدري والله بس وش رأيك نأخذ طفايه ؟
عِقد ابتسمت بدهشة ونطقت : لأني هوت أكيد
مطلق : أيه يحيوانه ولصدري اللي قام لحرايقه صوت !!
ضحكت تمسك ذراعه وتنطق : تعود حبيبي
مطلق مشى معها ونطق بغضّب : بتعود ؟ لا والله إلا بكسر خشم اللي يرفع عينه لك غيري أنا
عِقد : والله لو كتروا مين مثلك أنت ؟
مطلق ابتسم يمشي معها ويتبع العيال ، وقف سطّام يمدّ البوردينق للموظف ومن أنتهى مشوا للطيارة ، ابتسم سطّام ونطق : أبو مشبب جاهز ؟
مطلق : أطلق حجاجك الله يفكنا منها
ضحك سلطان بصدمة ونطق : لا عاد ! تخاف ؟؟
مطلق شمَر أكمام ثوبه ونطق : يقولك يأبو نهيّان من خاف سلم !
سطّام : الله الله !
هذام ضحك بصوت عالي وقال : سطّام الكلب يتشمت
سطّام ابتسم يصدّ يكمل مشي بالممر الخاص بالطائره ، وصلوا وصعدوا على متنها ، ابتسم مطلق يجلس بجانب سطّام وينطق : قلته صح ولا لا ؟
سطّام : حياك أن ما أسعك المحل تشيلك عيوني ويا أسعك الصدر والضلوع
مطلق ابتسم وقال : لبى كبدك يالهَاجس
مشت اسرار وبدون ماتوقف ولا تسأل ليه حصل هالتغيير كملت طريقها وجلست بجانب عِقد اللي نطقت بفرحة : أشكر أمك !
ضحكت بخفه وقالت : لا تسألين وش حصل بس حمدلله جات منهم
ابتسمت عِقد وقالت : مستحيل اسأل الشايب يخاف ويعقدني معاه آخ أحُبو
ابتسمت اسرار ونطقت : مجهزه شيء ؟
عِقد : دامك بجنبي أكييييد !
ابتسمت اسرار وقالت : يسعد أمك !
ضحكت عِقد بسخرية لأن اسرار تقلدها ، رفعت الايباد حقها ونطقت : رعب ؟
اسرار : عشان يخنقني الرسام من صراخي ؟ فكيني
عِقد ضحكت وقالت : قولي خوافه وأختصري
اسرار : بشيل فكك ترا
ضحكت عِقد بصوت عالي ، ابتسمت اسرار تضحك معها وتنطق : انطمي بيجي مطلق الحين !
ضحكت عِقد بسخرية لأن اسرار تقلدها ، رفعت الايباد حقها ونطقت : رعب ؟
اسرار : عشان يخنقني الرسام من صراخي ؟ فكيني
عِقد ضحكت وقالت : قولي خوافه وأختصري
اسرار : بشيل فكك ترا
ضحكت عِقد بصوت عالي ، ابتسمت اسرار تضحك معها وتنطق : انطمي بيجي مطلق الحين !
أنهارت عِقد من شافته جاي ، ابتسمت اسرار بفشلة ونطقت : وشفيك ؟
مطلق : سدي حلقها لا افجر فيكم
قمّطت اسرار ونطقت : أبشر بس تكفى أرجع لا يسمعونك يقولون صدق بيفجر فينا
مشى مطلق يقرب وسحب شعرها ، شهقت ترفع راسها وتناظر فيه بصدمة ، ابتسم وقال : اسكتي
عِقد ابتسمت وقالت : خلها تسكت هي اللي تضحكني
اسرار توسعت عيونها بصدمة وقالت : لا يحيوانه ماتحطينها فيني
مطلق : قومي انقلعي لزوجك
اسرار زفرت بغضّب وقالت : القمي ياهطف
مشت ووقفت عِقد تنطق : أمزح لا تروحي !
مطلق جلس بمكانه الأساسي ونطق : أقول أهجدي
جلست بغضّب تصدّ للشباك ، مشت اسرار تجلس بجانبه ، ألتفت لها وقال بهدوء نبرته : وين مطيليق ؟
اسرار : هّج لحرمته
سطّام هز راسه ورجع يرسم بهدوء ، زفرت بملل تضبط جلستها وتطلع جوالها ، تقدمت المضيفة ونطقت : تحتاجون شيء ؟
اسرار : أنا لا بس مدري عنه
ابتسمت ديما ونطقت : أستاذي تحتاج شيء ؟
رفع عيونه ووقف ثواني يطالعها ، وابتسم ينطق : عصير
ديما : إيش نوعه ؟
سطّام : اي حاجه ماتفرق
ديما ابتسمت ونطقت : تمام على ذوقي
سطّام هز راسه ورجع يطالع بكراسته ، تحلف لو تنشاف الغيرة كان الكل لمَح حريقها ولو كان للغيرة صوت كان انفجعوا الركاب والطاقم من صراخها ، شّدت على قبضتها ونطقت : مايحتاج شيء تقدرين تمشين
رفعت ديما عيونها وقالت : تمام حضرتك
مشت تتخطى كراسيهم ، ألتفت لها وتوسعت بؤرته من شاف ملامحها الغاضبة والمتغيرة ، كان يتمنى تسمع صدَى صوته تحت انفاسه وقت نطق وقال : ‏على هونك يا بِكر محمد كيف لك تغارين وانت سيدة هالقلب وكُل شعوره ؟
لكنه أكتفى بالصمت لأنه مارضى ولا قدر يطلع غضبّه بليلة عمرهم عليها لأجل خروجها بهذيك الليلة رغم إحتياجه لها ، هو كبح غضبّه وأجبر نفسه ينسى ، لكن بعد حادثة مطلق ودموعها عنده وهروبها من الحديث وتلاقي الأعين معه أثار براكين غضبّه ، سحب نفسه وعاد للوحته يرسم ، رفعت عيونها له ولمحَت الجرح العميق اللي أستقر على ساعده ، ماتدري من إيش وكيف صار ، مدّت يدها ولامسته بأصابعها وسرعان ما أبعد يده وخباه داخل كُمه ، قفل كراسته ونطق : سليّط
سلطان ألتفت وهو بالكرسي اللي مقابلهم ونطق : سمّ ؟
سطّام : تعال بجنبي
ضحكت بصدمة وقالت : تنقلب بيوم وليلة ؟
وقفت تمشي لكرسي سلطان اللي انفجع وكان مبسوط بجانب ظبيه ، زفر بتوتر ونطق : شسالفة ؟
سطّام : ولا شيء
غمض عيونه يتناسى من اللي حصل ، هواجيسه وأفكار عقله ومشاعر قلبه تعصف به ، ماوده يكبت الغضب ولا وده يطلعه ويفسد متعتها ويعكر صفوها لهالرحلة ، هو مايدري إنه فعليًا عدّم كل شيء ودفن آخر ذرة حماس موجوده داخلها للسفرة ، شّد على قبضته يتمنى لو قدر يفصح بالأمس عن حزنه وعن اللي حصل له بالفترة الماضية ، وكيف فقد كمية كبيرة من الدم وكان فيه إحتمال كبير تحصل له مضاعفات ، لكنه ماقدر يفسد أول لياليهم سوا وأنقلب عليه كتمانه وبطريقة سيئة جدًا ، أكتشف بعدين وأدرك بشكل متأخر وموجع إنه ماعمره فكر يأذي مشاعرها ومع ذلك كانت تعاتبه اسرار طول فترة بقائهم مع بعض ، ورغم إنه كان مسلم لها جميع المفاتيح سواءً كانت بحياته أو مشاعره إلا إنها كانت دائمة الغضب والصراخ والعتاب اللي ماله نهاية ولا ليل طويل ، ولمن بغاها رفضته بأبشع طريقه وتركته لظلام الليل والدماء على الأرض ولطيفها الموجود على لوحته ، يمكن جاء الوقت اللي لازم يطلع فيه مشاعره السلبية ويشاركها معها ، جاء وقت إنه يعاتبها ويطلع كل شعور مزعج داخله عندها ويرتاح ، زفر بضيق واستسلم للنوم بعد مدة شبه طويلة من فرط التفكير والتعمق بالهواجيس ..
~ قصر نهيّان ، الجبيّل ~
دخلوا يركضون وضحكت ريم بصدمة ووقفت انفال تسلم عليهم ، ابتسمت أبرار ونطقت : وحشتينا !
ريم ابتسمت وهي حاضنتهم ونطقت : أكثر وش المفاجأة الحلوة هدي !!
ضحكت أزهار ونطقت : ماما جينا نسلم عليك ونقولك حنرجع جِده
ابتسمت ريم وقالت : فترة وجايه اصلاً
انفال ابتسمت وقالت : إذا ماحصل حجز وكذا تقدرون تنامون عندنا ومنها تسلوني أنا وريم
ريم : والله جد
أبرار : لا لسى ماحجزنا
شهقت من ضربتها أزهار ونطقت : ياغبيه !!
انفال : اجلسوا تشربون قهوة ولا شاهي ؟
أبرار : شاهي
أزهار ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : ياحبيبي ي انفال ارتاحي أنا بطلع أكلم أيار وأجيكم
طلعت للحوش تتصل عليه ووصلها صوته وهو يقول : ايوه ؟
أزهار ابتسمت وقالت : أيار ماراح نمشي الليلة بكرا
أيار : خير خير أنتظركم بأي وقت
أزهار : تمام توصي على حاجه ؟
أيار ابتسم وقال : أنتبهوا لأنفسكم وسلموا لي على أمي
أزهار : يوصل
قفلت جوالها ومشت تكمل في الممر ، وصلت للحوش الوسيع وابتسمت تنطق : والله طلعوا أغنياء !! وشكلهم أولد موني ؟
جلست تفرفر بجوالها وهي بالحوش ، سمعت صوت سلمان والواضح إنه مو لوحده ، مشت تركض ودخلت داخل البيت علطول ..
~ المجالس ~
دخل ضاحي مع سلمان ومشوا للداخل ، جلس وتقدم سلمان يصّب له قهوة وينطق : يالله إنك تحييّه
ضاحي ابتسم وقال : الله يسلمك والله ماجيت الا عشان اللي بيني وبينك
ابتسم سلمان ونطق : والله مالقيت أحسن منك لمثل الوظيفة هذي والله يكتب اللي فيه الخير
ضاحي : الله يبيض وجيهكم وجمايلكم واجد لا علي ولا على مطلق جعل من جابكم للجنة
ابتسم سلمان يربت على كتفه وينطق : عيب عليك ياضاحي حنّ أهل وناس وحلالنا ومالنا وبيوتنا وعاداتنا وتقاليدنا وحدة مابيننا الجمايل ورد الواجب !
ضاحي ابتسم وقال : قسم بالله إني محتاجها تعرفني لي أربع سنين متخرج من الثانوي وأنتظر الوظيفة
سلمان : عاد بينبسط نهيّان عليك
ضاحي : وش شغلتي ؟
سلمان : فصل مازن وبتصير بداله يعني بالمختصر ذراع نهيّان اليمين بالشغل يسلمك كل شيء وتمسك جداوله وتدخل الاجتماعات بداله إذا ماكان موجود ومعك الرقم الخاص فيه وتكلم الحجوزات والتعاقدات ومن هالكلام والواضح عليك إنك فصيح لسان ماشاءالله
ضاحي ابتسم وقال : تحت الخدمة يارجل أزهلها !!
سلمان : ونعم أخو مطلق ونعم
ضاحي ترشف من قهوته ونطق : ماعليك زود يأبو رواف
دخل نهيّان للمجلس ونطق : يامرحبا !
ابتسم ضاحي يوقف ونطق : سلمه من الشر يالله
تقدم يسلم على نهيّان ويقبّل راسه ونطق نهيّان : وش الفرصة السعيدة اللي جابت لنا آخر عنقود مشبب ؟
ضاحي ابتسم وقال : الشوق جابني
سلمان ابتسم وقال : بديل مازن
نهيّان رفع حاجبة وقال : يعقب مازن عنده ! والله اللي مرحبا أجلس ياولدي واستريح البيت بيتك
جلس ضاحي وجلس نهيّان معه ونطق : يالله لُطفك
سلمان : وشفيك يأبو سلطان ؟
نهيّان ابتسم وقال : مبسوط ربك راضيٍ علينا ان شاءالله دام جايب لنا ضيوف
سلمان ابتسم ينطق : ايه بنات ريم
رفع ضاحي عيونه وسرعان مانزلها بعدم إهتمام ، لو عنده علم أنها هي بنت ريم وهي الشقراء اللي تّلت مابقى فيه من شعور كان أختلف حاله ، كمل يشرب قهوته ويسمع نقاشات نهيّان مع سلمان على أوراقه ، ابتسم نهيّان يوقع التوقيع الأخير ومدّ لضاحي ونطق : على البركة يأبو مشبب
ضاحي حكّ دقنه وابتسم يوقع وينطق : عساني عند حسن الظن
نهيّان مسك كتفه ونطق : عيب هالحكي عند الظن وزود ي ضاحي !
ابتسم ضاحي من حفاوة التعامل ولطف نهيّان معه ، وإكرام سلمان وكيف مارده من إتصل فيه وسأله إذا يعرف وظايف شاغره وسرعان ما قاله سلمان يجيه بأقرب وقت ، مدّ يده للتمر وبدأ يأكل ورفع عيونه ينطق : وين أنام ؟
سلمان : فيه غرف واجد طّب وتخيّر
ضاحي ابتسم وقال : يناسبني المجلس
نهيّان : عشان راحتك
ضاحي : والله مرتاح
نهيّان ابتسم وقال : عشان خاطري
ضاحي : أجل تم
نهيّان : سلمان جهزوا الغرفة اللي بجانب مكتبي
سلمان وقف ونطق : أبشر
نهيّان وقف ووقف ضاحي معه ونطق : إذا قال لك سلمان تجي تعال ، أنا تعبان شوي بروح أريح
ضاحي ابتسم وقال : خذ راحتك طال عمرك
مشى نهيّان يطلع من المجلس ، زفر ضاحي بتوتر ومشى يطلع للحوش ، هو ممنوع عليه يدخل للداخل بس الخارج مسموح له ، وقفت كل شعره بجسده ووقف تنفسه أختفى صوت خطواته وتبعثرت مشاعره ، يشوفها جالسه أمام المسبح الضخم ، عقله ينكر لكن قلبه أكد أنها هي ، الا هي كيف لا وشعرها الأشقر موجود يلمع بمُنتصف الليل ، عضّ شفايفه يتأملها بحُب ، بؤبؤ عينه متوسع لحّد الانبهار بخلقة ربه ، كيف خلقها وجمّلها وكملها وهو الكامل ، ألتفتت له وزادت الطين بله ، توسعت عيونها بصدمة تشوف شخص غريب واقف وراها ، شخص لأول مره تشوفه بحياتها ، وقفت تطالع فيه ماكان يتحرك وبس يتأملها ، زفرت بغضّب وقالت : مضيع حاجه ؟
أنتفض سائر بدنه من نطقت وسمع صوتها الطاغي الانثوي وأنصاغ له ، مسك سبحته وابتسم ينطق : من بلاه الهوى ربي يعييّنه اما صابه الهم ولا مات مغبوون !
ضحكت بخفه ومسك ضاحي قلبه ، يحسّ بألم لذيذ ، ابتسم وقال تحت انفاسه : إذا هذا الحُب عزاي لنفسي أشهد بالله إني كنت محروم !
شالت جوالها من الكرسي ونطقت : مين أنت ؟ م تشبه أولاد أبويا بالقانون
سكن لثواني ورجع ينطق : من أبوك ؟
أزهار : نهيّان
شّد على ثوبه ونطق : ايه أنا ماني من عياله
أزهار ابتسمت وقالت : ماراح أنصدم اساسًا ماتشبهم !
ضاحي : أكيد أحلى
أزهار ضحكت وقالت : تعجبني الثقه مرره تعجبني أيلايكت !!
ضاحي مسك قلبه وقال : يويل حالي وتحكي نفس الشقراء !
أزهار ألتفت له وقالت : مين ؟
ضاحي : سلامتك
أزهار : أنت تشتغل هنا ؟
ضاحي ميّل راسه بعدم فهم ونطق : وين هنا ؟
أزهار : أقصد عند نهيّان
هز راسه بالايجاب وابتسمت تنطق : اوكييه غريب سعودي ؟
ضاحي : أبًا عن جد
أزهار : طيب على شغلك وأنت تتلفت بحَرم بيته !
مشت تتخطاه وترجع أدراجها للبيت ، وقف لثواني هو على نياته فهم أنها مهتمة به وسألت إذا متوظف ولا لا ، وهو على أساس العقد اللي توقع قبل دقايق أجابها بالايجاب ، لكن هي كانت تقصد خادم بالبيت وجاها الرد بدون مايبرر لها ، واكتفت فيه ومشت علطول ، زفر بتوتر ونطق : ياغبي ي ضويّحي حتى ماتجرأت تسألها عن أسمها !
ابتسم يمشي للداخل ويرجع للمجالس ، صح مصدوم إنها قالت له " على شغلك " لكن ماتعمق بالعبارة وفتح جواله ينشغل فيه ، وبالأصح هي اللي شاغله تفكيره ..
~ بأعلى سماء إسطنبول ~
صحّت من نومة ثقيلة جدًا ، زفرت بضيق وطاحت عيونها على الشاشة أمامها ، ابتسمت بوسع ثغرها من المدة المتبقية من الرحلة وهي ساعة واحدة فقط ، ألتفتت تشوف هذام نايم جنبها والمسلسل حقه مستمر بعرض الحلقات ووصل فيه للحلقة الثامنة ، ضحكت تقفل اللابتوب حقه وتفصّل السماعات منه ، وقفت تطلع من كرسيها وتتجه للحمام ، وقفت لثواني ونطقت بهمس : أكيد البنات يبون يكشخون بعد !
رجعت أدراجها لأجل تصحيهم ، رفع مطلق عيونه لها وسرعان مانزلهم ونطق : بنت أيمن فالحمام
شهد ابتسمت وقالت : مايفوتها شيء !
مشت للأمام ولفّت لجهة سطّام وشافته يتابع رسام وخطواته بالرسم ، وبجانبه سلطان منشغل بأوراق للشركة 𝐻𝒶𝒿𝑒𝓈𝒮𝓊𝓁𝓉𝒶𝓃 ومن السواليف ذي ، ضربت المقعد وألتفتوا لها أثنينهم ونطق سلطان : هلا شهد ؟
شهد ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : هلابك وين البنات ؟
صدّ سطّام بعدم مبالاة وابتسم سلطان يأشر على المقاعد بجانبهم على الطرف الأخر وينطق : هناك
ابتسمت تلتفت وتشوف ظبيه نايمه على اسرار ، واسرار لابسه سماعات وترسم بهدوء ، ضحكت تسحبها من أذنها بسرعة وتنطق : أنتقلت عدوى زوجك لك ؟
صرخت برعب وقالت : وجع شهد طيرتي قلبي !!!
فزّت ظبيه من نومتها ، وتوسعت عيونها من شافت كيف فزّ واقف من مكانه واستقر خلف شهد ونطق : وشفيك ؟؟
نزلت يدها من قلبها ونطقت بهمس : مو شغلك
شهد وقفت بينهم ونطقت : لا عاد ! متخاصمين !! ليه جيتوا معنا ؟؟
سطّام انحنى يجلس ونطق : فيك شيء ؟ ليه صرختي
اسرار ركبّت سماعتها تتجاهله وترجع ترسم ، وقف يلتفت لشهد ونطق : وشفيه ؟
شهد ابتسمت وقالت : دلوعه
سطّام مسح وجهه وشنبه ورجع يجلس ، شهد جلست القرفصاء أمام اسرار ونطقت : وشفيكم ؟
اسرار عضّت شفايفها السُفلية تمنع دموعها تنزل ، ميّلت شفايفها ونطقت : والله كنتوا حلوين وش صاير ؟
قامت ظبيه توقف ونطقت : باقي ساعة ببدل وأجي
اسرار وقفت معهم ونطقت : مشينا
شهد ضحكت وقالت : نحشر أم عِقد بالحمام
مشوا كلهم للحمام اللي يتواجد ببداية المقصورة ، ضربت الباب ونطقت عِقد : محجوز
ضحكت اسرار وقالت : فكي الباب بس
ضحكت عِقد وفتحت لها وسرعان ماتوسعت عيونها من تواجدهم كلهم سوا ، ابتسمت وقالت : ايوه ؟ زيتونه وأنا بعدها بيبو وشوشو تمام ؟
شهد : لا خلاص بنروح أنا وظبيه بآخر المقصورة
اسرار : ايه أحسن ننجز أسرع
ظبيه هزت راسها وتثاوبت بتعب ، مشت مع شهد للحمام الثاني ودخلت اسرار مع عِقد ، قفلوا الباب وبدأوا يبدلون ويسون ميكب خفيف ، سواء عند اسرار وعِقد وشهد وظبيه ..
~ قصر نهيّان ، الجبيّل ~
ألتفتت دُرة على انفال ونطقت : كَلاس ماما غرفة كويس
ابتسمت انفال تمشي لسلمان اللي جالس بالصالة مشغول على أوراق ومعاملات للشركة ، تقدمت له ونطقت : خلاص خلصوا
سلمان ابتسم وقال : خلاص أطلعي وبنادي الرجال
مشت أزهار تطلع من المطبخ ونطقت : انفال فين ننام ؟
انفال : بغرفة مضاوي القديمة فالدور الثاني
أزهار تقدمت ونطقت : الغرفة اللي ينظفوها مره جازت لي
ضحكت انفال ونطقت : صعبة مره صعبة !
أزهار رفست الأرض بدلع ونطقت : أمانه كنت أحسبها لنا حتى حطيت أغراضي جوا !
توسعت عيونها بصدمة وقالت : أزهار تستهبلين ؟؟
أزهار هزت راسها بنفي وقالت : والله يمدي مين حيجي قولي لي ؟
سلمان وقف ونطق : أدخلوا بسرعة الرجال بيجي
أزهار كشرت بملامحها ونطقت : قسم بالله غش !! كل حاجه تمشي على هوى الرجال !
ابتسمت انفال وقالت : لا تخليني أحلف ماينام فيها
أزهار مسكت كفوفها ونطقت : دخيلك أحلفي !!
ضحكت انفال بصوت عالي تحتضّن أزهار ، مشت أبرار تركض ونطقت : الفرج جاء الفرج جاء !!
ألتفتت أزهار عليها ونطقت : قولي أمانه الرجال راح ؟
أبرار ميّلت راسها بعدم فهم ونطقت : أي رجال ؟ سنجار برا جاي يأخدنا معاه
أزهار توسعت عيونها بفرحة ونطقت : أحلفي !!!
أبرار ضحكت وقالت : والله جيبي عفشك وتعالي يقول أخوياه مو موجودين بالشقه وبننام فيها
أزهار ركضت تجيب أغراضها ونطقت : يعيش !!
ابتسمت انفال ونطقت : معسلامة بنات عاودوا الزيارة
أبرار ابتسمت وقالت : عيوني أبشري
مشت أزهار تطلع وباست خد انفال ونطقت : ضروري تجي جِده ونشوفك هناك
انفال ابتسمت تضّمها وتنطق : أبشري بحاول
أزهار حاوطتها وسرعان مافلتتها ونطقت : على خير
مشت تطلع للحوش ، تشوفه يكلم سلمان وسرعان ما أنتقلت نظراته عليها يتتبعها ، لحّد ماطلعت وركبت مع سنجار ، زفرت تعدّل شعرها وتنطق : أبرار حموتك راكبه قدام وأنا الكبيره ؟؟
أبرار : المثل يقولك من سبق مادري إيش صراحه بس هوا
ضحك سنجار ونطق : من سبق لبق
أبرار ضحكت وقالت : اييوه هوا دا
أزهار كشرت بملامحها تتأمل قصر نهيّان ، فتحت الشباك وطلعت رأسها منه ، طاحت عيونها بعيونه وهو واقف قدامها ، ابتسمت تصدّ للأمام من مشى سنجار يغادر المكان ، عضّ على المسواك اللي يحتضن منطوقه ونطق من وقف سلمان بجانبه : ياسلمان قلبي تولّع
سلمان ابتسم وقال : أقول أمش أرقد
ضحك ضاحي ومشوا يدخلون للداخل ودلّه سلمان على الغرفة اللي تقع بجانب مكتب نهيّان ، ابتسم ضاحي ونطق : كثر خيركم ماقصرتوا
سلمان مسك كتفه ونطق : ولو حق وواجب !
مسك سلمان مقبض الباب من الخارج ونطق : تصبح على خير
ضاحي مسك طرف الباب ونطق : وأنت من أهله
سحب سلمان الباب ودفعه ضاحي من الداخل ، قفل الباب بالمفتاح وألتفت للغرفة الجاهزة بتكييفها وسريرها ، ابتسم ينزل ثوبه وينسدح على السرير وكل تفكيره فيها لحّد ما طاح مستسلم للنوم ..
~ مطار ساراندي ، ألبانيا ~
أخيرًا هبطَت الطائرة السعودية في أراضي ألبانيا ، رفع عيونه لعلامة الحزام وابتسم يفكه ونطق : الحمدلله على سلامة الأسفار
سلطان ابتسم يصافح سطّام ونطق : الله يسلمك أبو نهيّان
ترجلوا من الطايرة جميعًا ، وقف سلطان وعدّهم بسرعه ونطق : كويس كلنا موجودين ؟
ظبيه ابتسمت وقالت : يقلع أبو الحماس !!
ضحك مطلق يضمّها وينطق : من كان يتوقع إننا بنطلع من السعودية
اسرار ضحكت بسخرية وقالت : ولألبانيا بعد !
ابتسم يتأملها من بعيد ، مسك مطلق عِقد وظبيه ومشى وهو يسمع شكاوي سلطان عليه ، ضحك من سحب سلطان ظبيه منه ونطق : زوجتي وش تبي ؟؟
مطلق رفع حاجبة وقال : أختي قبل تصير زوجتك
ضحك سلطان ونطق : خلاص ! وش بتصير راعي الحرمتين ؟
ضحك هذام بصوت عالي وضحكت شهد بصدمة منه ، ألتفت سلطان لهذام ونطق : فشلتنا ! المهم قربوا و اسمعوني
تقدموا البنات والعيال حوله ونطق : أخذت أربع فلل كاملة بخدمتها وإطلالتها عشان كل واحد فينا يأخذ كامل راحته مع حَرمه ولا تخافون تفتح على بعض ويجمعها حوش كبير
سطّام ابتسم وقال : رجال والله !
مطلق : حلوى قسم بالله !!
هذام ابتسم وقال : أجل اسمحوا لي أعشيكم من يديني
شهد ابتسمت وقالت : يالله عاد ربي راضي عليكم مين يلاقي المغرور يطبخ له ؟ محد ! ، تعتبرون محظوظين
ابتسم سلطان ونطق : والله ياشهد مغصنا هذام ببداياته مع أمي الله يرحمها
ضحكوا كلهم وكان الصدود من جهة سطّام والاهتمام والانتباه من طرفها وقت طاحت عيونها عليه ، عبّست بملامحها تتقدم له وتنطق : نسبقهم ؟
سطّام هز راسه بالايجاب ومشى وهي تتبعه ، سلطان صرخ ونطق : أبو نهيّان برسل الموقع لك
آشر له سطّام ومشى يركب السيارة اللي جاهزة له ، ركبت بجانبه ونطقت : بنروح للبيت علطول ؟
هز راسه وهو يربط الحزام ، زفرت بغضّب تبي تتذكر هي وش ضايقته فيه ، مستحيل على سالفة مطلق لأنه ماهو من العدل والأنصاف يكلم مطلق بشكل طبيعي وهي لا ، رفعت عيونها تتأمل الطريق الطويل ، البحر على يسارهم وخضّار الطبيعية على يمينهم ، تشوف ربكته ويدينه اللي تتحرك حوّل قير السيارة ، مدّت يدها تشابكها بيده وسرعان ما ركد ، شافت الابتسامة اللي هربت من شفايفه وبلحظة أختفت ، ابتسمت تشَد على كفه وتنطق : بنتكلم يا بِكر نهيّان
سطّام عضّ شفايفه يصّد للطريق ويتجاهل أي نظرات بينهم ..
~ فِلل سلطان ، ألبانيا ~
تجمعوا كلهم قدام البيت بسياراتهم ، نزل مطلق وابتسم يشوف مناظر ماطرت على باله بيوم من الأيام ، مشت له وتمسكت بذراعه ونطقت : أشبك ؟
مطلق ابتسم بخفه ونطق : لقيت شيء أحلى منك
توسعت عيونها وسرعان ماتركت ذراعه ، ضحك يسحبها لحضّنه وابتسمت تنطق : يابحر شوف حبيبي اش قاعد يسوي آخ يابحر !
شّد عليها ونطق : ينقلع البحر أنا الوحيد اللي تشكين له وتبكين عنده ولو أن اللي مضايقك أنا !
ابتسمت وألتفت مطلق لسلطان اللي نطق : أخو ظبيه
مطلق : مرحبا
مدّ له مفتاح فلتهم ونطق : رقم أثنين
مطلق هز راسه بالايجاب ومشى مع عِقد ، تبعهم الخادم يشيل أغراضهم ويحطها بالصالة ، ألتفت سلطان على هذام ونطق : ثلاثه يالورع
هذام رفع صوته ونطق : أكبر منك !
سلطان دفعه ونطق : بسنة لا تنفخ
صدّ هذام ومسك شهد معه ، ابتسمت وقالت : المغرور معصب ؟
هذام زفر بغضّب وقال : بطلعها عليك !
شهد رفعت عيونها بصدمة وقالت : تخسى وش لي ؟؟ ماسويت شيء
ابتسم بخفه يدخل للداخل ، مشى سلطان وظبيه معه ، ابتسم وقال : الأشياء اللي ماحصلت بشهر العسل ودنا تحصل هنا من ميانه وضحك وسهر ولعب
ظبيه ابتسمت وقالت : لا خلاص تعودنا عليك
سلطان سكن لوهلة ونطق : تعودنا ؟
ظبيه ضحكت بصدمة وقالت : بسم الله تعبير مجازي وشفيك !!
سلطان زفر ونطق : طار قلبي أحسب فيه شيء
ظبيه : لا وين !
ضحك ومشى يدخل ودخلت ظبيه معه ، توسعت عيونها من جمال اختياراته دايم ، ابتسمت تنطق : صدق مايخيب ظنه اللي يتكل عليك !
ابتسم سلطان ونطق : الله يسلمك ي أخت مطلق
ابتسمت تناظر له وتنطق : لو تكفنا وتفك نفسك وتقول ظبيه بس ، بتكمل
ضحك يشوفها تمشي للطابق الثاني ومشى يقفل الباب بعد ماخلص الخادم من الأغراض ..
~ فِيلا رقم واحد ~
وصلوا ووقف سطّام قدامها ، سحب يده من يدها وسرعان مارجعت تمسكه وتنطق : بنتكلم
سطّام رفع حاجبة وقال : أمشي طيب يا بنتكلم ! بنشوف مين اللي بيتكلم ومين بيلزم الصمت !
سحب يده وقفل الباب بغضّب ، زفرت تستغفر وتنزل من السيارة ، مشى يفتح الباب بالمفتاح اللي خذاه من سلطان قبل يمشي ، دخل ومشت تتبعه ومن دخلت قفل الباب ونزل تيشيرته يرميه على الأرض ويتجه للمطبخ ، نزلت جاكيتها الطويل بحكم الوقت فجر والجو يعتبر بارد ، علقته ومشت تأخذ تيشيرته ، انحنت له وطاحت عينه عليها ، قفل علبة المويه اللي بيدينه ونطق : أرفعي نفسك يا بِكر محمد !
رفعت شعرها من طاح على وجهها وقت انحنت ، رفعت نفسها ونطقت : لا تطالع طيب !
مشت تحطه على طرف الكنب وتجلس ، مشى لها وجلس قبالها ، لاحظت سكونه المرعب بالنسبة لها ، زفرت بضيق وقالت : إذا عن سالفة مطلق..
سكتت من رفع عيونه الحادة واللي بيّن عليها التعب لها ، صدّت تشتت نظرها وتكمل : مالك حق تزعل وأنت داقها حنك مع مطلق !
سطّام مدّ ذراعه على الكنب ونطق : السالفة أكبر من اللي ببالك
ناظرت بذراعه وشافت نفس الجرح اللي شافته بالطيارة بوقت سابق ، عضّت شفايفها السُفلية لثواني ونطقت : من أيش ؟
تبَع أتجاه رؤيتها وشاف الجرح ، ابتسم بسخرية وقال : منك
وقف نفسها لثواني وسرعان مارفعت عيونها له وقالت بصدمة : بس أنا ماعمري جرحتك !!
سطّام عدل جلسته ونطق : بديتي تكذبين يا بِكر محمد
شّدت على الكنب ونطقت بحدة : لا والله..
قاطعها وهو يضرب على صدره العاري وينطق بحدة : جرحتيني هنا ! ولا عشانه جرح ماينشاف ما عطيته وجه !؟ عشانه شيء تسوينه بلحظه وبكلمة ما تكترثين له !!
ارتخت ملامحها تسمعه وسرعان ما داهمتها دموعها ، أخذ نفس طويل ونطق : ياكم سويت لك بس مالقيت رد ياكثر مابذرت وزرعت وأسقيت ولا لقيت من بساتينك ورده !! ياكثر ماعطيت وضحيت وكفيت ووفيت ولا لقيت المثيل ؟ أموت ما أنساها يا بِكر محمد !!
سحب ذراعه يأشر على الجرح وينطق : تدرين متى أنجرحت ؟
هزت راسها بنفي وهي تبكي بدون صوت ونطق بحدة : بليلة طلبتك تجلسين معي لأني محتاجك ! بليلة كنت وياك بالمرسم وطلبتك وترجيتك ورحلتي ولا فكرتي فيني !!
غمضت عيونها بحسرة ، كانت تتمنى إجابة ثانية غير هذي ، كانت تدعّي إن هالجرح ماحصل بليل تركته وحيد ، شّدت على نفسها تبكي وتسمعه يعاتبها وينطق بحدة وعيونه عليها ما رمَش له جفن : بهذيك الليلة حسّيت بخذلان كسر ضلوعي ضلع ضلع ! حسّيت إني كنت قاعد أركض ورا سراب ! حسّيت إني كنت قاعد أجمع مشاعري وحنيّتي بخيشه مشقوق طرفها ! حسّيت إني كنت قاعد أحب غيم خالي من الشعور ولمن أحتجت للغيث هبت النسايم وراحت بغيمتي !!
مسحت دموعها بعنّف وقالت : طيب مفروض راعيت إني لأول مره أشوف أخواني وأعرفهم ! ولا عشانك ماجربت العيش لحالك وبدون أخوان يهونون عليك مصايب الدنيا ! وأنت بنفسك تدري عن أي مصايب أنا قاعده أتكلم !
ضحك بصدمة وقال : تدافعين عن وش أنتي ؟ تدافعين عن وش ؟؟
صدّت تنفخ وجنتيها لأجل ماتبكي زياده ، ألتفتت من سحبها من ذراعها ونطق : كم مره صرختي ورفعتي صوتك علي ؟ كم مره تكلمتي معي ببرود وأنا معك حنيّن ؟ كم مره رفضتي وأنا محتاج الموافقة ! كنت ساكت لوقت طويل لكن لا تحسبيني بعيش لك عمري الطويل وأنا حابس هالسلبيات والتراكمات بداخلي !! والله مابيطول وبتشوفين إنقلاب فظيع بشخصيتي يخليك تلعنين اللحظة اللي جمعتني بك !
مسحت دموعها اسرار ونطقت بسخرية : ماقلت لك بتلعن اللحظة اللي جمعتني فيك وش حصل يالرسام ؟
سطّام زفر بغضّب وقال : الله يلعن قلبي اللي حبّك !
وقف يسحبها مع خصرها وشّدها عليه وقال : أنا أحبك وذا هلاكي وعذابي ومماتي ! تدرين ليه ؟
نزلت حرارة دموعها على وجنتيها ونطقت : لا
سطّام زفر بضيق وقال : لأني ماشفت الحُب وشعرت به الا معك لأنك فارقه بكل شيء ! رغم كلامك وتجريحك لي كان على كبدي مثل العسل
مسكت فكه ونطقت وهي تبكي بحسره : والله ماجاء الكلام والتجريح من كره أنا لقيت الأمان والحنيّة والدفء عندك !! كيف تبيه يكون تجريح ! أنا ماكنت أضمن نفسي وش بتصبح عليه مع طلوع كل فجر ! كيف تبيني أقدر أضمنك ماهو نقص فيك لا والله غير فيني ! والله أني أسفه ولو تبيني أعتذر من اليوم لآخر نفس لي راضية بس لا يرخى لك جفن وتنام لك عيون وأنت بصدرك كلام وخاطرك ضايق مني ! أنا في وجه الله ي سطّام لا يزعل مبسمك مني ولا تخليني سبب لحزنك وأنا جايه أبي أعوضك فقد وفاء قلبك !
حاوطت رقبته وسرعان ما أجهشت بالبكاء ، حاوط خاصرتها يشّدها وينطق : ماحصل شيء دام عرفنا وسمعنا تبرير بعضنا وانفجرنا وانتهينا خلاص ماحصل شيء
اسرار ابتسمت وهي تبكي وقالت : الله لا يبيحك وتأنيب الضمير اللي فيني !
ابتسم بخفه ونطق بهدوء نبرته : كذا هي دروب الوله والغرام بنبكي سوا ونفرح سوا ونعشق سوا كذا الهوى ، اسرار وهواجيس وأحلام
ابتسمت تشّد على كتوفه من نطق بعبارة تدري أنها بترسخ بعقلها ومستحيل يغادر شعورها وقت سمعتها من قلبها ، ابتسم وكمل ينطق : والى متى وأحلام وصلك بعيده ؟ علميني !
رفعت عيونها له وهمست تنطق : ماهي بعيده ان شاءالله !
قرب يقبّل ثغرها ، نفس الشعور بس أحن وأصدق وأقرب ، بادلته بشعور جديد وفكر جديد ، حياتهم نفسها بتكمل وبيمشون على نهج جديد ، أخذ وعطى ، حُب دون جفى ، حنيّة دون قسى ، شدّت على رقبته من نزلها على السرير وانحنى يقبّل نحرها ، رفع نفسه وقرب يقبّل شامتها ، شامه كانت أول أسباب طيحات سطّام لها ، شامه تسكن خدها ، ابتسم ينطق : تدرين وش قلت عن هالشامه بعد ماشفتك لأول مره بالمرسم حقي ؟
هزت راسها بنفي ونطقت بفضول : وش قلت ؟
سطّام ابتسم وقال : أرفق ي حّب الخال على ناعم الخد !
رجع يقبّل شامتها بحُب وعشق وغرام ، بلهفة بدايات الحُب بوله وهيام ، ميّل راسه يقبّل ثغرها ، يجدد العهد بوصَلها ، يمكن تصدف ويصبحون على جيّة وفاء ، رفع شعرها من على خدها ، ابتسم يحتضّنها ويغمض عيونه ، حاوطت رقبته تدفن وجهها فيها وتنام علطول ..
~ فِيلا ثلاثة ، العصر ~
ترتب الطاولة وتنتظر الكل يجتمعون ويصحون من السبات الطويل أثر التعب والخط الطويل ، طلع هذام ومعه الشواية ، فتحها وثبتها على طرف الحوش ، مسك كيس الفحم يفتحه ويصبّه داخل الشواية وينطق : عسلي جيبي الولاعة
ابتسمت شهد تدخل للداخل وتجيب الولاعة ، طلعت له ومدّتها له ، أخذها وشغل الفحم ، مسك صحن اللحم وحطه بجانبه ومشى يدخل ، تقدمت ونطقت : أحطه ؟
هذام ألتفت لها وقال : لا لحظة أتركيه يسخن وتعالي ساعديني
مشت له تركض لأجل تساعده ، دخل سلطان للحوش وابتسم ينطق : ماشاءالله ماشاءالله على التجهيزات
دخلت ظبيه ومشت للداخل ، ابتسم هذام وقال : جيتوا ؟
ظبيه هزت راسها بالايجاب ومشت لشهد تنطق : أساعدك ؟
شهد ابتسمت وقالت : اي بالله عندي أشياء كثير أحضرها
ظبيه ابتسمت تتقدم لها وتجلس على الكرسي ، سحبت سكين ومدّت ذراع العون لشهد بتحضير السلطات ، زفرت شهد بضيق وقالت : يارب تصالحوا
ظبيه رفعت عيونها لها وقالت : من هم ؟
شهد : المُدعية والرسام
ظبيه : بسم الله وش صار متى زعلوا ؟
شهد ألتفتت لها وقالت : لمن كنّا بالطيارة كانوا مايتكلمون ولو تلاحظين اسرار كانت بجنبك
ظبيه عضّت شفايفها وقالت : صح صادقه حسبت كذا الترتيب
شهد هزت راسها بنفي وقالت : بس أكيد بيجلسون سوا ويتفاهمون ولا ؟
ظبيه ابتسمت وقالت : هذا وجهي إذا ماجاتك اسرار نفسيتها عال العال وسطّام مايوقف ابتسامات !
ضحكت شهد وسرعان ماشهقت من قطعت أصبعها ، فزّ هذام اللي كان واقف فالصالة يضّبط الشوي بالعصيّان ، ركض لها ومسك يدها ينطق : فيك شيء ؟
شهد ابتسمت وقالت : جرح بسيط
سحب أصبعها يقبّلها بدفء وينطق : بضلوعي ولا يمسّك وجع
هزت راسها مرارًا وتكرارًا وهي تنطق : لا بسم الله على ضلوعك يالمغرور
ظبيه ضحكت بسخرية وقالت : كل ذا الكلام وتسمينه المغرور مالك حق والله
ضحك هذام وقال : تمون على رقبتي عسولتي
شهد ضحكت وقالت : والله يناسبه
ضحكت ظبيه تصدّ عنهم ، مشى هذام يرجع لشغله وجلست شهد تنطق : هم كذا عيال نهيّان أحس قلوبهم مليانه شعور وحنيّة ما أنحطت ببشر !
ظبيه ابتسمت وقالت : انشهد بالله لو أوزعها على العالم كان الدنيا بخير
كملوا تقطيع وطلع هذام بالشوي للخارج ، ابتسم يشوف مطلق جاي ونطق : ماشاءالله التيم بدأ يكتمل ناقصنا العود أحد يصحيه
سلطان : والله صحيت مطلق وطلع صاحي من قبل بس سطّام مايرد أبدًا
هذام أشر على بيته ونطق : هذاك هو لو مايرد فجرت فيه
ضحك سلطان وجلس مطلق ينطق : سلام عليكم العهد قريب
ابتسم سلطان ونطق : عهدك مايزال
عِقد : البنات جوا ؟
هذام هز راسه بالايجاب وقال : ايه بالمطبخ شهد وظبيه
هزت راسها ومشت تدخل ، ألتفت مطلق عليهم وقال : وين الهَاجس ؟
سلطان : علمنا علمك هو بالبيت سيارته موجودة يعني بس مايرد على جواله
مطلق : بدري اساسًا بتشوي قريب ؟
هذام هز راسه بنفي وقال : لا ياخوي معنا الليل كله
سلطان : ماودكم تعجلون به ؟
ألتفت هذام عليه وكمل سلطان يقول : قصدي عشان الجو خوفي يبرد
مطلق : الله أكبر يكثر البطانيات والحطب
هذام ابتسم وقال : والأحضان بعد ماتقصر
ضحك سلطان وسحب مطلق زقارته يشغلها ويثبتها بين شفايفه ، رجع هذام يشوي البصل وفلفل الرومي ومن هالاشياء قبل يبتدي باللحم ..
~ فِيلا واحد ، على مشارف الغروب ~
صحت بصعوبة وتعب شديّد ، رفعت عيونها لخروجه من الحمام ، وجهه مستهَل ومبسوط نفسيًا وجسديًا ، وقفت ترفع شعرها للخلف وتنطق : كم الساعة ؟
سطّام ابتسم وقال : صحت الدنيا ياعيون سطّام
ابتسمت تشوف الوقت وتشوف المغيب قدام عيونها ، وقفت وسرعان ما تعثرت بألم ، كان قريب منها ولحقَ عليها ، مسك ذراعها ونطق : أنا أسف
شّدت على ذراعه ونطقت : لا تخليني أبدا أشتمك وألعن أسفك !
ضحك بخفه يحتضّنها وحاوطته تنطق : مافيني حيل لشيء
~ فِيلا واحد ، على مشارف الغروب ~
صحت بصعوبة وتعب شديّد ، رفعت عيونها لخروجه من الحمام ، وجهه مستهَل ومبسوط نفسيًا وجسديًا ، وقفت ترفع شعرها للخلف وتنطق : كم الساعة ؟
سطّام ابتسم وقال : صحت الدنيا ياعيون سطّام
ابتسمت تشوف الوقت وتشوف المغيب قدام عيونها ، وقفت وسرعان ما تعثرت بألم ، كان قريب منها ولحقَ عليها ، مسك ذراعها ونطق : أنا أسف
شّدت على ذراعه ونطقت : لا تخليني أبدا أشتمك وألعن أسفك !
ضحك بخفه يحتضّنها وحاوطته تنطق : مافيني حيل لشيء
سطّام ضحك بصدمة ونطق : أسف لعتابي أمس ماني نادم على شيء اليوم !
شهقت ترميه بالمخده وتنطق بفشلة ووجنتيها تشتعل خجل : أطلع برا !
ضحك بصوت عالي وقال : تعالي لا تفوتك قعدتنا
اسرار هزت راسها وقالت : بنام شوي وبجيكم بس إذا ماقمت تصحيني ؟ على ثمانية الليل ؟
سطّام ابتسم وقال : عيوني لك أبشري وتحت أمرك
اسرار ميّلت نفسها وانحنى سطّام معها ، تلحفت وصدّت تعطيه ظهرها وتنطق : قول لهم جاتها سخونه
سطّام انحنى يلعَب بخصلات شعرها وينطق : أكسر فكه اللي يسأل !
اسرار : قفل الباب وراك
قبّل راسها ومشى يطلع من عندها ، قفل الباب وراه ومشى يطلع من الفِيلا ، ابتسم يشوف العيال يساعدون هذام بالشوي والتقطيع ، ضحك بخفه وقال : عساكم على القوة
مطلق ابتسم وقال : أرحب يالهَاجس أرحب
تقدم يحاوط كتفه وينطق : البقى لبى كبدك
ألتفت يشوف شغلهم ونطق : ماشاءالله بديتوا ؟ بخاطري أذوقكم الباربيكيو حقي
هذام ابتسم وقال : أبد تم والله
مطلق زفر بقرف ونطق : جاك مطفي النور أسمه شويّ وش براكبيو ذا ؟؟
ضحكوا العيال وابتسم سطّام ينطق : خلك برستيج شوي تراك ما أنت بالسعودية !
مطلق : تعقب الديار اللي بتغيير أطباعي ! مطلق هو مطلق فالأرض والقمر والجو والبحر !
ابتسم سلطان ونطق : والله اللي ونعم !
مطلق ابتسم وقال : ماعليكم زود يرجال
هذام : بس مطلق بتجلس تلبس ثوب حتى هنا ؟
مطلق : أسكت لا تسمعك الغنوج طلعت منها بالصعب ! لو ماصحيت قبلها وسبقتها للباب ومثّلت إني تعبان كان جيتكم بالبينك حقها مدري ويش هو !
ضحك سطّام بصدمة وقال : أعقب بينك بعد !!!
هذام طاح يضحك ونطق وهو يضحك : وتوو يقول تعقب الديار
سلطان صرخ من الضحك وهو ماسك بطنه ، ضحك سطّام بصوت عالي وقال : وشفيكم !! الديار تعقب بس الغنوج حقته لا
مسح وجهه يصدّ ونطق : ها ودكم تمسّون ؟
ضحك سطّام وقال : نعتذر منك
جلس مطلق بجانب سلطان ، سطّام جلس على حافه الطاولة يتأمل البحر بشعور غريب ، شعور ماقد شعَر به وهو يتأمل البحر ، معقوله تخطى مخاوفه ؟ معقوله أنتهت كل أوجاعه معها ، جات وجابت الخير معها والأمل والحياة ، عضّ شفايفه يصدّ ويناظر هذام وهو يتبّل اللحم ..
~ قصر نهيّان ، الجبيّل ~
بغرفة سلمان ، ابتسم يضبطّ جزمة رواف الصغيرة ، رفعه يشيله ونطق : جهزتي ؟
انفال مسك ظهرها ونطقت بتعب : أف ايوه حمدلله
سلمان ضحك بخفه وقال : بدأت أعراض الحمل ولا شنو ؟
انفال ابتسمت وقالت : لا وين بس كنت منحنية لفترة
سلمان ابتسم وقال : مشينا ؟
هزت راسها بالايجاب ومشت تشيل رواف منه ، قبّل نعومة خدها ونطق : انتظروني تحت
مشت تطلع مع رواف للصالة ، ألتفت سلمان وطلع جواله يتصل على عبدالله ، وصله صوته وهو يقول : هلا ؟
سلمان ابتسم وقال : عبود ضاحي جاكم ؟
عبدالله ابتسم وقال : ايه أبشرك ومسك شغله الولد فطين بسم الله عليه ! وصراحة أطلق من مازن
سلمان : طبعًا ! مافيه وجه مقارنة ، الولد أمانتك تعلمه كل شيء أنا ماشي رحلة خارج السعودية
عبدالله : سلمنا عليك
سلمان : ودعناكم الله
قفل الجوال ومسك الشناط ومشى يطلع ، وصل للصالة وابتسمت ريم تنطق : أنتبهوا لأنفسكم
ابتسم لها وقال : وانتوا بعد
نهيّان : سلمني على بنياتي
ضحكت انفال وقالت : غش غش !
ضحك نهيّان وقال : أنتي غير !! من لحمنا ودمنا بنتنا حق وحقيق !
مسك سلمان ذراعها ومشى ينطق بهمس : أبوي أكبر بلاير بالدنيا كل وحده يقولها أنتي غير
ضحكت بصوت عالي تضرب كتفه ، ضحك وهو يسمع تهديد نهيّان له ، آشر له بيده وقال : ودعناكم الله يأبو سلطان
طلع من القصر ومشوا يركبون مع عبدالصبور ويتجهون للمطار ..
~ شركة نهيّان لليخوت ~
قفل الحاسوب المكتبي حقه ومشى يطلع من أضخم طابق وأكبر مكتب ، مكتب نهيّان المدير التنفيذي للشركة ، بحكم إنه السكرتير حقه ، طلع بأوراق خاصه للحجوزات بالأسفل ، تقدم عبدالله من شافه طالع ونطق : أبو مشبب ؟ أمرني
ابتسم ضاحي وقال : عبدالله ولا عليك آمر وين ألاقي مكتب الحجوزات ؟
عبدالله ابتسم وقال : الدور الثاني بعد المصعد أدخل يمين
ضاحي مسك ذراعه ونطق : ماتقصر
مشى ووصل للمصعد ، ضغط من الطابق السابع والثلاثين للطابق الثاني ، وصل وترجل من المصعد ، دخل يمين مثل ماوصف له عبدالله ، وقف الموظف اللي عند الباب ونطق : تفضل أستاذ ضاحي !
ابتسم ضاحي بفخر ، هو برز نفسه بأول يوم وقدر يخلص كم ضخم من الشغل المتراكم من وقت طرد مازن ، تقدم يشوف أحد المكاتب مكتوب عليه ، أستلام الحجوزات بعد التوقيع ، مدّ الملف للموظفه ونطق : هذي الأوراق الخاصه بالحجوزات على أربع يخوت موقعه وجاهزة تقدر تنطلق بأقرب وقت
هزت راسها بالايجاب وقالت : ماقصرت
مشى يطلع من عندهم ، من وصل للمصعد وصعَد عليه صرخ ينقز بالسماء ونطق بفرحة : أدعس ياضاحي !! أجل أستاذ ؟؟
ضحك بخفه ونطق يكمل : ايه طبعًا أستاذ ! غصب عنهم كلهم !
عدَل ملامح وجهه للجديّة ومشى ينزل من المصعد من وصل للطابق المنشود ..
~ حوش الفِلل ، ساراندي ألبانيا ~
طلعوا البنات بالسلطات والمتبل والفتوش والتبولة ، وجميع أنواع الصوصات ، العصيرات جاهزة والخبز يتسخن ، سحب سطّام اللحم يحطه على الجمر وينطق : بنت أيمن أوصيك ؟
ألتفتت له ونطقت : أكيد !
مطلق رفع حاجبة يطالع بسطّام وسرعان ماضحك ونطق : يالغيور وش تبي ؟
مطلق أشر بيده ونطق : كمل كمل
ضحك يلتفت لها وينطق : تشوفيني مشغول عادي تصحين زيتونتك ؟
مسك كفوفها بحُب وقالت بثغر حجازي : حطير من الفرحة ! مادام قلت لي زيتونتك غصب حروح ، ازا تبغى شيء منها قول لي اوصلو ؟
سطّام ابتسم وقال : سلامتك
هزت راسها ومشت تركض للفِيلا الأولى ، فتحت بابها ودخلت تسمع الهدوء وتشوف ظلامها وشدّة برودتها ، مسكت ذراعينها تحتضّنها وتمشي للأعلى ، وصلت وابتسمت بوسع ثغرها من شافت اسرار تضبط شعرها ولابسه فستان واسع أبيض ، مشت تركض وألتفتت عليها وقالت : يمه !!
ضحكت تضّمها وسرعان ماحاوطتها اسرار وقالت : حيااااتي
عِقد ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : أنتي حياتي !
بعدت عنها وابتسمت تنطق : اش الحلاوه دي !! يابنت !
ضحكت اسرار بخفه وقالت : كويس حلاوه ولا تعب
عِقد : ليش أشبك ؟
اسرار : سخنت فجأة الفجر والحين أحسن
عِقد عبّست بملامحها وقالت : أمي أنا
اسرار ابتسمت تحضّنها وتنطق : أمي وأبوي وأهلي أنتي يا دودي
ابتسمت عِقد وقالت : ايوه زيتونه الرسام يبغاكي تجي
اسرار هزت راسها وأبعدت تقول : الحين بجي
مشت عِقد تطلع من عندها وألتفتت تشوف اسرار نازله ، ابتسمت تمدّ كفها ومشت اسرار تعجّل خطواتها وتتشبث بكف عِقد ، طلعوا سوا للخارج وابتسمت تأخذ نفس عميق ، نفس مليان أكسجين البحر وريحته ، تقدمت وابتسم يشوفها جايه ، ابتسمت له بخفه ومشت تجلس بجانب البنات ، ضحكت ظبيه وهمست لشهد : ماقلت لك ؟
صرخت شهد تضحك بصوت عالي وانفجعت ظبيه تكتمها ، ضحكت معها وقالت : تكفييييين !
ظبيه ضحكت وقالت : حسيت والله وماخاب إحساسي
شهد مسحت دموعها ونطقت : مو صاحية بيبو !
ظبيه ابتسمت وقالت : خلاص كلهم يطالعون تكفين خلاص
ضحكت تصدّ عنهم ، ماتدري باللي طار قلبه وانتشلت فؤاده بضحكاتها ، يتأملها صادّه عنهم وتضحك ، ابتسم بوسع ثغره ونطق : عسل والله عسل ، هالشهد حاليّه !
ألتفت لسطّام اللي نطق : عيال سلمان طلع من الرياض
سلطان : جاي ؟
هز راسه بنعم وكمل يشوّي ، سلطان ابتسم وقال : الله يعينهم
مطلق زفر بقرف ونطق : اشهد بالله إنها تمرض !!
ابتسمت عِقد وقالت : اووه لسى ماتخطيت أول رحلة معاك
مطلق ابتسم وقال : خليها مستوره جعلني فداك
ضحكت عِقد تمسك كتفه وتنطق : ستر وغطاء عيب عليك والله
ابتسم يسحب كفها ويقبّله بكل حُب ، ابتسمت تحطّ دقنها على كتفه وتنحني براسها على راسه ، ابتسم يثبت نفسه عشان راحتها ، ابتسمت اسرار ونطقت : وش جدولكم ؟
سلطان ابتسم وقال : ينصر دينك يشيخ من أول أنتظر أحد يسألني !
ضحكت اسرار وقالت : أبهرنا ياسلطان
سلطان وقف ونطق بحماس : بعد الباربيكيو..
قاطعه مطلق وهو يقول : عودنا على طير ياللي !
ضحك يضربه وينطق : ياتبن خلني أكمل !
مطلق ابتسم وقال وهو يلعب بسبحته وينطق : أسلم
سلطان : بنطلع على اليخت
هذام زفر بضيق وقال : بجلس مالي نفس
سلطان حكّ راسه ونطق : والله وأنا بس حرام حجزت
هذام : عادي يروحون مطلق وسطّام والبنات
عِقد اخذت نفس وقالت بحماس : عادي أصرخ ؟
مطلق ألتفت لها وقال : ايه عشان أرميك من هنا
ضحكت وقالت : ماتقدر !
مطلق صدّ بغضّب وقال : أقول امسّي امسّي !
اسرار ابتسمت وقالت : ماعندي مشكلة بجي
مطلق : تمام أجل بنروح أنا والغنوج والهَاجس وبِكر محمد
اسرار ألتفتت تشوف صمته وسكونه ونطقت : تم !
سلطان : حلو ترا الخروج الساعة عشرة الليل
مطلق : مابه مشكلة نتعشى وننزل
هذام ألتفت لسطّام وصرخ ينطق : اللحم أحترق !!
صحى من هاجوسه بالبحر ومخاوفه ، وسحب اللحمه من على المنقل ونطق : روعتني !
هذام مسك راسه بغضّب وقال : أجلس واضح ما أنت على بعضك وأنا كل شيء بكوم والأكل بكوم ثاني !!
زفر سطّام بضيق ومشى بمحاذاة السور الصغير ، يتأمل البحر بالليل وهنا تكمن أسوء مخاوفه ، فقد أمه بليلة تشابه هالليلة بالضبط ، ألتفت من حاوطت ذراعه ونطقت : من مضيق خاطرك وساكن هواجيسك ؟
ابتسم يشّد على كفها وينطق : ولا شيء
اسرار : بس اللي واضح لي من عيونك يقولي عكس كلامك ؟
سطّام دخل يدينه بجيوب الشورت حقه ونطق : علاقتي بالبحر نوعًا ما سيئة
اسرار ابتسمت وقالت : متأكد نوعًا ما ؟
سطّام ابتسم ينحني براسه ويتأمل خطواتهم سوا ، ابتسمت من وصلوا لنهاية الدرج ووطّوا التراب برجولهم ، وقفت قدامه ونطقت : أنتصرت عليك بحاجه يا بِكر نهيّان !
سطّام ابتسم وقال : هزيمتي قدامك أعظم أنتصار !!
ميّلت شفايفها السُفلية لثواني ونطقت : لا تحاول ماعاد يأثر فيني حلاوة كلامك ! تسابق للشاطئ ؟
سطّام توسعت عيونه وصدّ علطول ينطق : فكيني !
سمع صوت رجولها بالأرض وهي تبعد ، ألتفت يشوفها واقفه تضحك قدام البحر ، مسّ الموج رجولها وابتسمت تدخل وتمشي فيه ، شّد على كفه ونطق بحدة وبصوته الجهورّي : اسرار يرحم أبوك ارجعي !
هزت راسها بنفي وشهقت من انزلقت رجلها وطاحت بالبحر ، ارتخت ملامحه من أختفت عن ناظريه ، توقف العالم للحظات على قُصر مدتها إلا إنها كانت طويلة وتعادل سنين ، شعر وكأنه عاد لنقطة البداية ، حسّ بنفس شعوره وقتها ، بليلة بدرها كامل بليلة في آواخر الصيف ، بنفس الجو حاليًا ونفس الوقت ونفس الموقف ، أمام بحر ونفس المشهد ينعاد على ذاكرته ، وكأنه محتاج تذكير ، هو ماقدر يخارج نفسه من ذاك اليوم ومن ذاك الموقف ، فقد أمه وفقد الأمل بالحياة ولمن رجع يحّب ويعطي كل ماعنده لأجل يحيّ هالحُب كذا يصير له ، غمض عيونه ببطء أمل من إنه يرجع يفتحها ويشوفها ، فتحها ومازالت اسرار مختفية ، زفر يحسّ إنه أستغنى عن أكسجين رئتيه كامله ، حسّ إنه أفرغ جسده من الهواء ، نزلت حرارة دموعه وبدأت رجفته تتكرر ، رجفة الفقد اللي حصل له قبل إحدى عشر عام ، ماكانت رجوله قادره على إنها تشيله فـ هوى يسقط على الأرض ، شّد على التراب ، يسأل نفسه ، هو أساء للغامض أمامه ، هو جرحه وأزعجه وأذاه ، الأزرق اللي يصفق بموجه قدام عيونه سلبه ضلوعه وقلبه وكُل شعوره قبل إحدى عشر سنة ، معقول ما أكتفى ؟ كان طايح يتأمله ببغض وغضّب وهو قدر يسلبه فرحته وحُبه وسبب من أسباب وجوده بالحياة ، لقى أسوء نقاط ضغفه وأستغلها بأبشع طريقه ، وقف وشهق يركض بأسرع سرعته ، توسعت عيونه على مصرعيها من لامست رجوله الموج ولأول مره بعد دهر من حياته ، صار يلتفت يمين وشمال مثل المجنون يدّور عليها ، كان يشعر بإنه قاعد يدور على أبرة داخل كومة قش ، بل أضخم من هالشعور وبمراحل ، قاعد يدور على أنثى داخل هالغموض والسواد اللي ماله نهاية ابدًا ، ولا يأمن قاعه أبد ، صرخت تطلع من الماء وتضّمه وهي تضحك ، طاح على ركبه ولامس البحر بطنه ، ضحكت ونطقت : تغلبت على خوفك ؟
كان ساكن ومتخدر ، هو ماقدر حتى يحاوطها رغم إنه يبي هالشيء لأجل يطمن قلبه ، أبعدت تشوف ملامح وجهه المخطوفة ، ولونه الباهت ورجفته الواضحه لها ، ثاني مره تشوفه بهالحال ، تشابه الموقف معها بأول قُبلة بينهم وأول شعور ، لمن كان تعبان ، تحلفّ من نظراته المنطفئه إنه بلحظات وصل أسوء مراحل الحمى ، كان ذابل وبقوة ، أنقبض قلبها وسرعان مارجعت تحاوطه وتنطق : سطّام !
غمض عيونه وأرتخى بين يدينها واستسلم للبحر ولخوفه ورهبته منه ، شهقت تشّد عليه وتنطق : معي معي والله ما تركتك ، سطّام !!
حسّت بذراعه تلتف حول خاصرتها ، ارتمت بحضّنه وحاوطها بصعوبة ونطق بدقن راجف : حرام عليك والله حرام !!!
ابتسمت وسط دموعها ونطقت : ما خبرتك خواف
سطّام ابتسم يوقف ورجوله داخل البحر ، وقفت معه وغطاها بطوله ، ابتسمت تنطق : غلبته ولا مازلت مغلوب ؟
سطّام : يعقب ما غلبني غير محاجرك الخُضر !
ضحكت تحتضّن ظهره وتسند راسها على صدره وتنطق : ايه واضح بسم الله عليك اللي يشوفك قبل لحظة يقول ميت أحد قدام عيونك !
ضحك بسخرية وفرك جسر خشمه يصدّ عنها ، حاوط راسها يشّد عليه ونطق : جربي تعيديها
اسرار ابتسمت تمسك ذراعه وتسحبه داخل البحر ، ضحك برعب ونطق : بِكر محمد أتركيني !
ضحكت تهز راسها بنفي وتنطق : والله تجي معي خلاص شوف دخلته مافيه شيء يخوف !!
هز راسه مرارًا وتكرارًا ونطق : أبعدي لا أهفك يالقزمه
اسرار ضحكت بسخرية وقالت : قزمه وأشجع منك ؟ صدق إنه ماهو كل شنب شنب !
مسكت شنبه تشّده وسرعان ما ضحكت من عرفت من ملامح وجهه أنها استفزته بآخر كلمة وركض ببطء أثر الماء اللي يعكس حركته ، هربت منه تتجه للعميق ومشى يتبعها وهو يتحلّف مايتركها بعد كلمتها ، ضحكت من وصلت لنقطة عميقة بالنسبة لها ، ألتفتت تشوفه جاي وضحكت تستند على كتوفه ، قرص أذنها ونطق بحدة وهو يهمس : أسحبيها ولا غرقتك !
ضحكت وتقدمت تقبّل ثغره ، أرتخى علطول وبادلها ، ضحكت تبعد عنه وتنطق : أركد بس
سطّام عضّ شفايفه ونطق : أنا اللي غرقت ، يقلع شكلك !
ضحك بخفه من سمعها تضحك وهي مستنده عليه ، ابتسم يشوف واقف بأعمق نقطه وصلها من عرف نفسه ، تأكد فعليًا إنها هي السبب ، هي الأمل والحياة والقوة والضعف ، قبّل جبينها واستند على راسها وهي خذت من صدره مكان لها ، يتأملون النجوم والهلال بأعلى سماهم ، صوت الموج وأصوات نبضاتهم هي المسموعه بهالمكان ، بعيد جدًا عن ضجيج الحياة وسكانها ، أثنينهم مع بعضهم بأجمل مكان رغم برودة الماء ، إلا إنهم كانوا سبب دفء لبعضهم ، محتضّنها بشدّة وهي متمسكه فيه ، هو سبب صمودها بهالحظه وهو سبب رؤيتها للعالم بطريقه جميلة ومختلفة ، هو ما عمره كان رسام كثر ماكان يرسم لها طريق جميل ومليان حياة وألوان ، كل منهم كان سبب لأنقاذ الثاني من الغرق ، هي كشفت اسرارها قدامه وجروحها وقبّلها وزرع بحُبه مشتل ورود بجوفها ، وهو سمح لها تسكن هواجيسه وتصبح من الاشيء كل شيء ، عطاها الضوء الأخضر وأصبحت عائلته والأكيد إنها تحمَل بمشاتل جوفها وفاء لقلبه ينتظرونها تخرج تنور حياتهم وتزيدها نور ..
~ أمام الفِلل ~
حضّروا الأكل على الطاولة وألتفت مطلق يشوف سطّام يركض وهو يفسخ تيشيرته ، صرخ يناديه وألتفت ينطق بصوته الجهورّي : دقايق ونجي ابدأوا انتوا لا تنتظرون
مطلق رد عليه بنفس طبقة الصوت المرتفعه لأجل يسمعون بعضهم : عيب عليك ننتظركم ليه ماننتظر
ابتسم سطّام ومشى يركض لداخل الفِيلا حقته ، سحب المناشف ومشى يركض راجع لها ، ابتسم من شافها تتأمل البحر وتحتضّن نفسها على أمل تدفأ ، حسّت بقدومه ووقفت ترفع طرف فستانها وتنطق : طولت
ابتسم يلفّ شعرها بالمنشفه ويجففه ، قبّل رقبتها ونطق : بتتعشين ؟
اسرار هزت راسها بالايجاب وقالت : مره جوعانه
سطّام : معهم ولا لوحدنا ؟
اسرار ابتسمت وقالت : ودي أكون معك بكل ثانية بس عيب بحق هذام وشهد
سطّام ابتسم وقال : وش عليهم ؟ أنا اللي طبخت اللحم كله
ضحكت بخفه وقالت وهي ترجف : جمدت والله رغم حرارة الجو !
سطّام : وين حر بالعكس فيه هبوب عشان كذا بردتي ، تعالي لحضّني
مدّت راحة ذراعيها له ، رفعها له ونطق : أدفيك لا تشكين من البرد وأنا موجود
حاوطت رقبته وغمضت عيونها ، مشى فيها للفيِلا ، يغطيها بكامل جسده وبالمنشفه ماكانت تنشاف أبدًا ، دخلوا ونزلت تركض لغرفتهم ، ابتسم يلحقها لأجل يبدلون وينزلون للعشاء ،
وعند الطاولة ، تجمعوا كلهم وبدأ هذام يحضّر فالصحون لكل واحد منهم ، ابتسم من وقفت شهد بجانبه تمدّ مع كل صحن لحم صوصات مختلفة وسلطات خاصة ومشروب ، قبّل كتفها ونطق : مذهلة وخالقك مذهلة
ابتسمت بتعجّب ونطقت : طبعًا شهد ماهي أي أحد !
ابتسم بدهشة من غرورها بنفسها وحُبها الشديد لذاتها ، همس لها ونطق : عرفنا من المغرور
شهد لطخت طرف خشمه بالزبادي ونطقت : منك نتعلم يا مغروري !!
هذام مسك خصرها وشّدها عليه يهمس بأذنها : والله لو ما كنت أحشم الرجال ذول كان خضّت جولة صغيره مع ثغرك المعسول !
ضحكت بتوتر وقالت : اييه نسيت أحط ثلج بالعصير أعذروني المغرور يحّب يدقق !
ابتسم سلطان ونطق : كثر خيركم
عِقد ابتسمت وقالت : صراحة عادي التلج موجود وكل واحد يجيبو لنفسو
مطلق ابتسم يناظرها ، هو من جلس ماشال عينه منها ، مايقوى تفوته ثانية مايشوف ابتساماتها وضحكاتها ، مايقدر يحّرم نفسه ثواني من سماع لهجتها الحجازية ، شّد على فخذها ونطق : أحبك
ألتفتت له بصدمة وقالت : قلبو ! أنا برضو أحُبَك !! بس أتركني مايصير قُدامهم !
ضحك يبعد يده عنها ويكمل أكل ، ألتفتوا شهد وهذام لأسرار وسطّام اللي تقدموا للطاولة ، ابتسمت شهد وقالت : سطّام هنا صحونكم
ابتسم سطّام يمسك كفها ويمشي معها ، جلسوا وألتفتت اسرار على عِقد اللي نطقت : معفنه شعرك مبلول يمكن تمرضي !
اسرار ابتسمت وقالت : عشان الرسام وإن مرضت مايخالف
ابتسم يقبّل راسها وينطق : ذبحتيني خلاص
ابتسمت تمدّ يدها للصحن وتسمي بالله وتبدأ بالأكل ، بدأوا جميع يأكلون والسوالف وأصوات ضحكاتهم مرتفعة ، فعلاً كانوا يستاهلون هالسفرة بعد كل شيء وحدث صار لهم ..
~ بيوت آل عمر ، الخرج ~
جالسين بحوش بيتهم ، حمود يلعب مع جودي وجوري جالسه مع أبوها يقرأون أخبار الصحف ، ورؤوس العناوين المهمة ، تقدمت صافية تجلس وتنطق : أحلى شاهي يجيكم الحين
ابتسم مشعل ونطق : سلم يمينك يا بِكر مشبب !
جوري ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : أمي أحس مستحيل أنتي أكبر من خال مطلق !
صافية ابتسمت بضيق وقالت : الزمان كبّر مطلق غصب عنه ، مطلق صار رجال قبل يصير مراهق حتى
مشعل : أشهد بالله إنه عن ألف رجال !
جوري ميّلت شفايفها بزعل ونطقت : ليه وش صار ؟
صافية : فقدنا أمي وأبوي وأنا بآخر سنة ثانوي ومطلق بسادس ابتدائي وبعدها كنت كل يوم أبكي عنده لأنه الوحيد اللي شهد هالحادث ، كنت أصرخ عنده يصحى من غيبوبته ولا أترك له مجال يتركني بعد خسارتي لوالدي ، كنت بين المستشفى والبيت عشان ظبيه وضاحي ، كان ضاحي وقتها بعمر الست أشهر بس وكبرته على يدي وماسمحت لأحد يرضعه ، كانوا حريم أعمامي يطلبوني حتى جدتي بس أعرف طينتهم وشايفه وش حصل بأسرار بعمري عنها ، كنت أم وأب لمدة ثلاث أشهر كانت مثل السنة بطيئة وموجعة جدًا ، وبعدها صحيت على دخول عمي عبداللطيف وهو يبكي وقلت خلاص فقدت مطلق فقدت أخوي وعضيدي وسندي بس صدمتي وقت دخل مطلق من وراء أعمامي أموت ما نسيتها ، كنت أصارخ وأضرب الأرض وأبكي ، يقولون مطلق صحى علطول وحلفّ يطلع ، من بعدها ماصرت أعد الأيام اللي فقدت فيها أمي وأبوي الله يرحمهم لأن مطلق كان العوض والسند لي عوضني الثلاث أشهر وحفزني أكمل دراستي ، تخرجت بمعدل عالي ودخلت الجامعة علطول عكس مطلق اللي كان معدله ضعيف بأولى سنواته فالمتوسط ، بس كان يهون علي رغم إنه مستقبله ويقولي ماتضيق الا وتفرج ولا يبطي السيل الا من كبره ، وبعدها قابلت أبوك بأحد الكلاسات الإلكترونية وماكنت أفهم بالماده ، ساعدني وحبيته لأنه وبعد ما أجتزت الماده ماتركني كان يسألني عن حالي لوقت ما أعترف لي وقال لي أبي أتقدم لك ، وقتها كان مطلق مخلص ثاني ثانوي وعلطول من تعرف على مشعل وسأل عنه وبعد أشهر من المعاناة وافق مطلق وتزوجت ، يعني بفضل الله ثم مطلق ماعشت ، وهذا هو خالك قدامك آثار الحياة وفعايلها واضحه على وجهه وبياض أفعاله واضح على شعره
ضحك مشعل من شهقت جوري تبكي ، أحتضنها وهو يضحك وينطق : هيضتيها !
صافية شربت الشاهي بهدوء وهي تشوف عيالها وكيف حياتها ، حتى بمسألة مشعل قبل فترة ماتركها مطلق ، ولا نسى منها رغم انشغاله بأموره وزواجه ، ابتسمت ابتسامة عريضة وأردفت : جعله يأخذ فرحتي لو زاره الحزن مره وجعله يأخذ من عمري لو نقص من عمره سنه !
ابتسم مشعل يتقدم لها ويحضّنها مع بِكره ، يشربون شاهي بهالهدوء وسوالفهم العميقة والدافئه ، عيالهم يلعبون قدامهم ، ابتسمت تمدّ له كاسه شاهي وابتسم يمسكها ، ظلوا على هالوضع ساعات من السوالف والضحكات والدموع أثر مواقف مضحكة أو حزينه ..
~ فوق السحب ~
ألتفتت تشوفه ركد أخيرًا ونام بحضّن أبوه ، ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : مابغى وش جاه ؟
سلمان ابتسم وقال : أكيد من الإقلاع
انفال ابتسمت تقبّل أقدام رواف بحنّية ، ابتسم سلمان ينحني ويقبّل راسها وينطق : تأخذينه لك ؟
انفال هزت راسها بالايجاب وقالت : عطني
رفعه سلمان ومسكته انفال تحطه بحضّنها ، ابتسم يضحك وينطق : ماما
ضحكت تقبّله بمختلف مناطق وجهه وتنطق : روحها
ابتسم يضحك لها وسلمان يتأملهم بهدوء ، تقدمت المضيفة وأخذت طلبهم من سلمان ، سحب فراولة ومدّها له ، ابتسم رواف يأكلها ويبتسم لسلمان ويناديه بـ " بابا " مرارًا وتكرارًا ، ابتسمت تنطق : خلاص لا تحمسه أبيه ينام
سلمان ضحك بخفه وأبعد يده عن رواف ، ابتسمت تثبته بحضّنها وتتركه ينام ..
~ على الجسر ، ساراندي ألبانيا ~
وقف بعد ماثبت الأغراض وشناطهم الصغيرة ، ابتسم يمدّ يده لها وينطق : تعالي
اسرار ابتسمت وقالت : مطلق وعِقد ؟
سطّام وهو يتمسك بيدها ويساعدها تصعد : أرسل لي يقول أتخم بعد العشاء ويبي ينام
ضحكت تركب معه وتنطق : يعني بس أنا وأنت ؟
سطّام ابتسم يحاوط خصرها وينطق : إذا تسمحين لي أهرب معك ؟
اسرار ابتسمت تثبت يدها على صدره وتنطق : ايه ؟ طبعًا نسمح
سطّام ابتسم وتركها ومشى يتجه لقمرة القيادة ، جلس على المقعد وشغل اليخت وحرك يتوجه لأبعد نقطة ممكنه ..
~ فِيلا ثلاثة ~
دخلت بقايا الأكل بالثلاجة لوقت ثاني ، مسحت المطبخ وألتفتت تشوفه لسى ما أنتهى من غسيل الصحون بالمويه ، ابتسمت تمشي له وتنطق : يالمغرور ! هذا وأنا طلبتك تغسلها بالمويه أجل لو فركتها ونظفتها بالصابون وش بتسوي
هذام زفر بغضّب وقال : وش تبين الحين ؟
ضحكت شهد ونطقت : أبطيت حشى لو مفطح خلص !
هذام مسح جبينه يرفع شعره وينطق : لو سمحتي أتركيني أركز بشغلي !
مشت شهد بالفوطه اللي بيدها ونطقت : الله عاد والشغل
أنتهى من آخر صحن وقفل أنوار المطبخ ، مشى يشوفها جالسه بالصالة وتاكيه على جوالها ، جلس قدامها ونطق : عسلي
ألتفتت له بدون ماتنطق بكلمة وكمل يقول : نسوي شيء ؟ بما أني مابنام
شهد : كان رحنا مع سطّام واسرار وربي كان نفسي فيه
هذام ابتسم وقال : طلعتهم على اليخت ولا شيء بالفعاليات اللي مجهزها سلطان لنا بكره
شهد عدلت جلستها ونطقت بفضول : وش وش ؟
هذام : بنطلع على قارب وبنجرب جميع الفعاليات على البحر
شهد ابتسمت وقالت : البراشوت والبنانا وغيرها ؟
هذام هز راسه بالايجاب وقال : والجيت سكي برضو
شهد ضحكت وقالت : طيب ننام عشان يجي بكره بسرعه ؟
ضحك بصدمة ونطق : لا وين ننام باقي بدري !
شهد : نتابع شيء ؟
هذام ابتسم وقال : صراحة ماودي اتابع شيء بس لو بنتابع فيه مباراة بكره للهلال ضد الإتحاد ودي نتابعها
شهد ابتسمت وقالت : عاد يارب يفوز الهلال
توسعت عيونه بصدمة وقال : بعدي الهلالية بنتي أنا بنتي !!
شهد : أنت هلالي ؟
هذام : طبعًا !
شهد ابتسمت بخفه ونطقت : كفو 
هذام : كفوك الطيب يعسولتي ، الحين وش نسوي ؟
شهد : فيه جينجا على الطاولة تنافسني ؟
هذام ابتسم وقال : جيبيها وطبعًا فيه عواقب
شهد : معليك جاهزة
هذام : يالله أجل
سحبت شهد لعبة الجينجا " المستطيلات الخشبية " اللي تترتب بـ شكل برج وبعدها يتم سحبها مستطيل مستطيل ، ومن يتسبب بسقوط البرج هو الخاسر ، ثبتتها على الطاولة وبدأوا أثنينهم يصفونها فوق بعضها لحّد ما تشكل البرج كامل قدامهم ، رفع عيونه لها ونطق بتحدي : يالعسل جاهزه ؟
شهد ضحكت وقالت : جاهزه يالمغرور
بدأ اللعب من جهة هذام اللي سحب أول مستطيله ورجع يثبتها فوق البرج ..
~ فِيلا أربعة ~
جالس على طرف السرير ويشوفها تمشط شعرها ، رفعت عيونها للمراية تشوف انعكاسه ونطقت : أشتقت لبيتنا ماطولنا فيه
ابتسم سلطان وقال : بنعيش فيه عمرنا كله وبيجي اليوم اللي بتقولين لي فيه ملينا منه يالسلطان
لفّت بكامل جسدها له ونطقت : تتحدى ؟ عشت بديار آل يزيد عمري كله ولا شكيت يالسلطان !
سلطان ابتسم يضحك وقال : طيب تجين ؟ ودي أنام
وقفت تربط شعرها ذيل حصان وتنطق : طيب متى نرجع ؟
سلطان رفع عيونه لها وقال : يالظبي وش جاك على السعودية ؟
ظبيه ابتسمت ومشت له ، سحبها لحضّنه ونطق : وش بخاطرك ؟
ظبيه : والله ولا شيء بس حسيت مافيني طاقه للسفرة أبدًا
سلطان ابتسم وقال : والله أحس فيه شيء ! تسمحين لي اسأل ؟
ظبيه هزت راسها بالايجاب وابتسم سلطان ينطق : أنتي حامل ؟
ظبيه رفعت كتوفها بعدم معرفة وقالت : تبي نطلع الصباح نفحص ؟
سلطان ابتسم وقال بفرحة : آخ يارب تمم !!
ابتسمت توقف وسرعان ماركضت للحمام ، طاحت عند المرحاض تستفرغ كل العشاء اللي أكلته ، ابتسم ينطق : صحة ياشيخة السلطان صحة !
قامت بتعب وغسلت وهو واقف يساعدها ، تمسكت به ومشت للسرير ، انسدحت ونطقت : إذا من أولها كذا ماودي !
ضحك بخفه وهو يمسح على شعرها ونطقت بزعل : كنت أحسب نفس المسلسلات طيب !!
سلطان ابتسم وقال : خير خير ان شاءالله ، الله يصبرني على الوحام
ظبيه ميّلت راسها على المخده ونطقت بتعب : عاد تصدق أحسه كذب
سلطان : وشلون ؟
ظبيه : مافيه شيء أسمه وحام
سلطان ابتسم وقال : أتمنى مو بعد كم شهر تكسرين ظهري بالطلبات !
ظبيه ابتسمت وهي مغمضة ونطقت : غصبًا عليك تجيبها !
سلطان ابتسم يأشر على خشمه وينطق : على خشمي
ماوصله ردها ونزل أنظارها يشوفها نايمه ، ابتسم ينسدح وراها ويضّمها حامل بقلبه دعوات صادقه مايخيب ظنه بكره ..
~ فِيلا إثنين ~
لابسه سماعاتها تتجاهل جميع سواليفه بعدم معرفته ، ومسترخيه بالبانيو وتلعب بالرغوه ، ابتسمت تشيل الخيار من على عيونها وتلتفت تشوفه يشرح من قلب ، توسعت عيونها بصدمة وضحكت تنطق : يا حُمار ما أسمعك !
وقف مطلق يطالع فيها بصدمة وعدم فهم ، أشرت بأصبعها على السماعة اللي بأذنها وارتخى على الباب بصدمة ونطق : لا تكفين !
عِقد ابتسمت بأنتصار ونطقت : أحسن عشان حرمتني من اليخت !
مطلق رمى نظارته بغضّب وقال : وقسم بالله ماتستاهلين من يجلس هنا يسولف لك !!
طلع من عندها ورجعت تلبس سماعتها ، مصيره يعرف إنه من حقها تزعل لأنه رفض تروح بدونه بالرغم من ترجيها له وطلبها ، طلع من الشرفه يتأمل البحر الضخم قدامه ، سحب زقارته وأشعلها وثبتها ، سحب منها وزفره يغني : من بلاه الهوى ربي يعييّنه ، مادري أشكر ربي ولا وش ! هالبنت كارثه
جلس على الكرسي ورفع صوته ينطق : إذا تبين تراضيني سوي شاهي !
سمعته وهي تشيّل الماسك من وجهها ، ابتسمت ترطب وجهها بعد ماغسلته وتعطرت وخلصت ، لبست طقم بجامه شورت وبلوزه ، مشت تنزل للأسفل وتشغل على المويه الساخنه ، ضحكت تشوف عزبته الصغيرة جايبها معه ، فتحتها تشوف بوكيت دخان بجانب أظرف شاهي ، سحبتها وطلعت ثلاثه وحطتها ببراد صغيره حصلته بنفس العزبه ، سكبت المويه الساخنه عليه ، وزنت السكر بصعوبة وسحبت من أكياس البقاله بسكويت ، طلعت من عزبته بيالتين ومشت تطلع للأعلى ، دخلت للشرفه ونطقت : أنا زعلانه برضو
ألتفت وسرعان ما وقف بأبتسامة عريضة تعتلّي منطوقه ، ابتسمت تنزل الصينية على الطاولة وتنطق : بتراضيني بشعر ؟
ضحك مطلق وقال : اسدح لك دواوين الشعر والقصيد بس أقربي !!
سكبت الشاهي وعبّست بملامحها تنطق : لسى أصفر
مطلق رجعه بالبراد ونطق : خليه يخدر
هزت راسها وسحبت شماغه تنطق : كويس ماغيرت ستايلك صرت أستفيد من شماغك وأتدفى
مطلق ابتسم وقال : لمتى ؟
عِقد ميّلت شفايفها بعدم فهم ونطقت : أيش ؟
مطلق : أنا قدامك أتركي عنك الشماغ وتعالي بحضّني
عِقد ابتسمت تصدّ ونطقت : حجيك بعد ما أرضى
مطلق ابتسم وقال : وش تبين تسمعين ؟
عِقد ألتفتت له وقالت بحماس : فضولي أكلني أيش هي أول أبيات قلتها لمن شفتني
مطلق : من بلاه الهوى ربي يعييّنه ، اما صابه الهم ولا مات مغبوون
عِقد ابتسمت وقالت : بعيد الشر وبعدها ؟
مطلق ابتسم وقال : بعد الصدود اللي جاء منك قلت
ارتخى على الكرسي وسحب من زقارته يزفره ورجع ينطق :
أسامر النجم وأبني الحلم وان جاء النهار ؟
يطير حلمي تقول انه صفقه الهوا !
بأسباب خشف يميزها الحلى والوقار
لعيونها المستحييل أقول مالك لوا
-
ابتسمت بوسع ثغرها ، مصدومة ماعمرها قابلت شاعر فصيح مثل مطلق ، والحين زوجها شاعر ، ابتسمت تمسك ذراعه وتنطق : كيف صرت شاعر ؟
مطلق ابتسم يشّد على كفها وينطق : كل بدوي يكون متذوق للشعر وكل محُب يصبح شاعر !
عِقد ابتسمت وقالت : طيب أبى حاجه حصرررري ؟
مطلق ابتسم وقال :
امري يالغنوج سميَ وأبشري ولبيـه
‏تدللي لو تبين عيوني قلت العمى خيره
اي بالله أحبك وأنتي كل اللي ابيـه
‏وأنتي ياعيني أولهم ماعمرك غديتي اخيره
-
ضحكت توقف ومسكت كفه ، وقف عِقد ولفّت وهي ماسكته وابتسم يستنشق عطرها من لفّت ، سحبها لحضّنه ورجع يجلس ونطق :
الليالي مالها وجهٍ ضحوك ومسفهلّي
‏غير لا منه بدا لي من الحجاز ابتسامه
‏اقربي يالغنوج لين يتلاشى حزني ويرتاح ظلي
‏من طريقٍ فيه عيّفت القدم راس العدامه
‏واستريحي عند حضني وفلي شعرك اللي
‏ودي اقضي عمري الباقي تحت دامس ظلامه
-
كان قلبها يرفرف من حروفه ولذة كلامه ، تحسّ بالأمان والدفء بأحضانه ، تدري إنها محظوظه وجدًا فيه أكثر من إنه محظوظ فيها ، ألتفتت تقبّل خده وتنطق : صح لسانك
ابتسم بوسع ثغره ونطق : ياجعله يصّح بدنك
ارتخت على صدره وبحضّنه وهو أكتفى بأنه يحاوط بطنها ، قضوا أولى لياليهم بألبانيا بهالطريقة ، شاهي وشخصٍ توده ..
~ خليج ساراندي ، أبطالنا ~
جالسين بمقدمة اليخت ، تتأمل البحر بمُنتصف الليل ، وهو خلفها يرسمها بهدوء ، يبرز تفاصيلها باللوحة ، مستمتع لأبعد الحدود بين ملامحها ورسمته وأقلامه ، ألتفتت له وقالت : سطّام
رفع عيونه من لوحته وابتسم ينطق : لبيه يا أهل سطّام ؟
اسرار ابتسمت وقالت : وش ترسم ؟
سطّام قفل لوحته ورتب أغراضه بشنطته ، ميّلت شفايفها بقلق ، خايفه تكون بسؤالها ضايقته ، تقدم يجلس وراها ويضّم كتوفها له ، لفّت بهدوء ونطقت : ماكان له داعي سؤالي ؟
توسعت عيونه بصدمة من فهمتها بشكل غلط ، ضحك بخفه وقال : لا يا بِكر محمد أنتي أساس أموري وكل سؤال تطرحينه من حقك وأبسط حقوقك تعرفين إجابته ، بس ماودي أوريك الحين يمكن بعدين ؟
اسرار هزت راسها بفهم ونطقت : أنتظر
سطّام : وش ودك نسوي ؟
اسرار : ولا شيء عاجبتني القعدة معك والسوالف على صوت البحر وهدوءه
سطّام ابتسم وقال : لو أقولك أني قامط أم العافية وودي نرجع داخل مابتضحكين صح ؟
ضحكت بسخرية وقالت : خايفه أغلط وترميني وأنا ما أعرف أسبح
سطّام ابتسم من مّر الموقف على باله ، وقت وداها لبيته وغرقت بالمسبح ، ألتفت للماء ونطق : منجد ماتعرفين ؟
هزت راسها وما أمداها تتكلم الا وشعرت كأنها تطير من رفعها سطّام ورماها وسرعان ماصرخت وغطست بأعماق الخليج ، وقف يتأملها وهو ينزل تيشرته ، كبح ضحكته ينتظرها تطفو ، أخذت ثواني وصرخت تطلع ورجعت تنزل ،
مدّ ذراعه ونطق : طيرتي الفوبيا بطير عقلك وقلبك ! أسبحي يا بِكر محمد !!
كانت تسمع صدى صوته وهو يصرخ لأجل تسمعه ، كم تتمنى تخنقه بين يدينها وتموته ، صرخت تضرب هيكل اليخت وترجع تدخل ، فقدت طاقتها وهي تحاول تتنفس ، وحركة رجولها ويدينها أهلكتها ، استسلمت تدري به بيساعدها وغمضت عيونها تدخل بأعماق الخليج البارد ، للحظات تكرر شعور المسبح وحسّت بتجديد لخلايا جسدها ، تعشق البرد وتحبّه ، حسّت بدفء كفه وهو يشّد على معصمها لكنها زلقت منه وغاصت للأسفل ، ابتسم من حسّ إنه ضروري يقفز للماء ويسحبها من البحر ، هو يجيّد السباحة وبشكل احترافي لكنه يخاف ومازال بداخله خوف ، عضّ شفايفه ونطق : كل صعب يهون لأجل محاجرها الخُضر
رمى نفسه للماء وابتسم يمسك خصرها ويطلعها ، رفعت نفسها على كتوفه وصرخت من طلعت من الماء ، طلع وهو يضحك وسرعان ما ضربته كف ونطقت بحدة : كنت بموت يالحبيب !!
سطّام ابتسم وقال : عمرك طويل ان شاءالله
مسكت الحديد الخاص باليخت ورفعت نفسها ، ابتسم من شافها هربت علطول ونطق : وشفيك هجيتي ؟ كنا مبسوطين
اسرار سحبت المنشفه ونطقت : أنت لوحدك مبسوط !
سطّام : بالله تعالي طيب
اسرار هزت راسها بنفي وقالت : أخذت كفايتي من البرودة
سطّام رفع نفسه ونطق : يعني أدفيك ؟
لفّت عليه وخزّته علطول ، ضحك على ردة فعلها ، طلع من الماء ونطق : الله يكتب أجرك يابنت ! لي سنين ماجربت هالشعور أخواني بيقدسونك
ضحكت بسخرية وقالت : محد منهم كفو والله ولا كان غرقوك يالدلوع
سطّام : عاد بغيت أقولك عن الغلط بس منهم عندك ؟ أغلطي بحقي بعد فداك
ابتسمت له وقالت : نتابع فلم ؟
سطّام : رومانسي ونطبقه ؟
توسعت عيونها بصدمة وقالت : وش جاك أنت ؟
سطّام ضحك بخفه وقال : أبد ماصدقت أنفرد فيك
اسرار وقفت ونطقت : الله أكبر ! كم لي معك ببيتك ؟
سطّام : ماعمرنا جلسنا ليلة سوا وبهدوء الا ليلة المرسم اللي أموت مانسيتها
ابتسمت بوسع ثغرها من تذكرت وقالت : صادق المهم جد صامل ؟ نتابع
سطّام : ايه جيبي اللابتوب يارب تمسك الشبكه بس
اسرار ابتسمت وقالت : حبيبي مجهزتها
سطّام ألتفت لها وقال : لبى منطوقك اللي يقول حبيبي !
ابتسمت بخجل واضح وقالت : بسّك عاد !!
سطّام : محملته يعني ؟
اسرار هزت راسها بالايجاب وابتسم ينطق : هاتيه ان شاءالله رومانسي
اسرار ضحكت وقالت : رعب صراحة وعن البحر بزيد الفوبيا عندك وبجيبها لنفسي
سطّام مسك ذراعها ونطق : خلاص حبيبي أنتي أجلسي وفكينا
ضحكت تقلّده ونطقت : لبى منطوقك اللي يقول حبيبي !
سحبها سطّام ووقعت عليه ، قبّل ثغرها وسرعان ما أبعدت عنه ونطقت : وجع !
سطّام ابتسم وقال : ايييه أدب
رفعت نفسها ووقفت ، مشت تجيب اللابتوب من مقدمة اليخت ومشى سطّام يتبعها ، جلس ونطق : بِكر محمد
ألتفت له وهي تطلع لها ملابس ونطقت : ايوه ؟
سطّام : بالله رعب ؟
هزت راسها بنفي وهي تضحك وقالت : رومانسي حزين
سطّام ابتسم وقال : جوي جوي !
اسرار : ببكي ما أتحمل الحزينه
سطّام ابتسم وقال : خذي لك على كتفي متكئ لا جاك الحزن ، والله أني لك أمّن وأمان !
اسرار ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : ياكبرك بقلبي وياكثر ماتطري ببالي كن الله ماخلق في دنياي غير سطّام !
سطّام ابتسم وفتح ذراعيه لها ونطق : أنا طالبك تجين
اسرار رفعت ملابسها فالسماء ونطقت : ألبس وأجيك
دخلت للداخل وقفلت باب المقصورة ، بدّلت ملابسها وأنتهت ومشت تطلع ، رفعت شعرها وجلست باللابتوب بجانبه ، على كنبه وبطانية وحضّن سطّام ، فتحت اللابتوب وشغلت الفلم وسرعان ما اندمجت عكسه كان مندمج بملامحها ولا شغل له بال عما يتمحور الفلم ووش قصته ، كانت تروق له أكثر بكثير منه ، ابتسم ونطق بهدوء نبرته : التأمل في خلقة ربي عبادة والتأمل فيك أجر وثواب !
ألتفتت له وابتسم يقبّل خدها بلطف ، ابتسمت تضّمه وتنطق : يزينك تتابع معي عشان نبكي سوا ، عيب أبكي لوحدي
سطّام ابتسم وقال : يعقب أرميه فالبحر لا يبكيك !
ضحكت ترجع تتابع ورجع هو يتأملها تاره وتاره ثانية يتابع معها ..
~ فِيلا ثلاثة ، ألبانيا ~
التركيز أصبح ضغط شديد عليهم إثنينهم ، البرج صار ضيق من المنتصف وبأي لحظة وبغلطة وحدة بيطيح وبيتعاقب الفاعل ، سحب هذام أخطر جزء ووقف دمه من أنتفض البرج وضحكت شهد بانتصار ، ابتسم بسخرية وقال : بدري الاحتفال
رجعت أنظارها بصدمة على البرج وشافت كيف نجى هذام بصعوبة وحان دورها ، هزت راسها مرارًا وتكرارًا ونطقت : غش غش يالمغرور وربي غش !!
ضحك هذام يرفع كتوفه ويسترخي على الكنب ، ضامن الفوز ومجهز العقاب اللي بيجعل حياته ربيع معها ، بيطلبها الوصَل وبيفوز به بهالليلة ، تقدمت وهي تفرك كفوفها ببعض من بدأت تعرق وتتوتر ، لسى مامسكت القطعة المستطيلة وسرعان ما أنهد البرج وعبّست من صرخ هذام وهو يقفز على الأريكة ، ضمّت ذراعينها عليها ونطقت بحسرة : غش !
هذام جلس بفرحة كبيرة ونطق بنشوة أنتصار : وصَلك !
توسعت عيونها بصدمة وألتفتت له ، ابتسم وتقدم يمسك كفوفها ويوقفها ، وقفت ونطقت : وش تقول أنت ؟
هذام ابتسم يحاوط خصرها ويرفع كفها لكتفه ، بدأ يتمايل ويرقص وهو يدندن ويغني : ياوصلها الغالي هلا ! حييّت ياعز الطلب !!
ضحكت بصدمة وقالت : بالله هذا عقابك ؟
هذام ابتسم وقال : وش عقاب بعد ؟ هذا فرحة عمر !
شهد دفعته ونطقت بقهر : كبر عقلك لازم يجي الوصَل برضى الطرفين كذا غش ياخي !!
هذام : مالي شغل
شهد : وبعدين أنت قلتها بلسانك مو عقاب أنا إبي أتعاقب !
مسك ذراعها ومشى معها وهو ينطق : لا تسمجينها ولا تطولينها وهي قصيرة عسولتي ! وقع الاختيار وودي يكون العقاب وصَلك وش لك فيها ؟
شهد ضحكت وقالت : وش ذا كلنا بنصير حوامل ياخي لا !
هذام ابتسم وقال : ومن قال بتحملين من أول وصَل ؟
توسعت عيونها وسكتت من جرأته ، ضربت كتفه وابتسم ينطق : فيه أحد حامل ؟
ألتفت يشوف هدوءها ، ضحك بخفه وقال : غير أم رواف طبعًا
شهد رفعت كتوفها بعدم معرفة وقالت : مدري والله ما أعرف الا انفال
هذام ابتسم وقال : والله شاك بسليّط وسطيّم وشكلي لاحقهم
شهد ابتسمت وقالت : يارب ظبيه أحسها أم بالفطره !
هذام مسك كتفها ونطق : بس من أعسل أم ؟
ميّلت راسها وقالت : مين ؟
هذام : قلت أعسل واضحه
دفعته وهي تضحك ومشت تدخل للغرفة ، ابتسم يدخل معها ويقفل الباب وراه ..
~ قصر نهيّان ، الجبيّل ~
قفل المكتب حقه بمُنتصف الليل ، تثاوب بتعب ومشى للمصعد ، دخله وأتصل بسلمان وماوصله رد ، خمّن إنه مازال بالطيارة لأجل كذا ماحاول أكثر ، نزل ومشى لغرفته ، ابتسم من دخل وشافها نايمه ، يشوفها صديقة ورفيقة درب وزوجة أسم فقط ، صح لها محبة وقدر لكنهم كبروا وأصبح نهيّان في آواخر الستينات ، صعبة يمثل الشعور الشبابي بتصير آزمة منتصف العمر بالمعنى الحقيقي ، دخل للفراش وغمض عيونه وسرعان مارجع يفتح من نطقت : تعبان ؟
نهيّان ابتسم وقال : الله يسلمك يالريم
ريم : نهيّان حاسه أنو ضاحي يبى شيء تاني منك
نهيّان ألتفت لها وقال : زي ؟
ريم : مدري صراحة هوا اش يشتغل ؟
نهيّان ابتسم وقال : سكرتير لي
ريم هزت راسها ونطقت : لو ما أدري أنو أخ ظبيه ومطلق كنت قلت لك أني ما ارتحت لدخلاتو وطلعاتو من البيت !
نهيّان كشر بملامحه ونطق : شايفه عليه شيء ؟
ريم : كان قبل يومين يطالع بأزهار بشكل مرعب
نهيّان ابتسم وقال : يمكن خذت عقله من بيشوف شقراء كاشفه وبارزه ملامحها ومفاتنها وما يروح فيها ؟
ريم عبّست بملامحها وقالت : بس برضو لازم يصّد !
نهيّان : بس ؟
ريم : ايوه صراحة ماشفت شيء تاني
نهيّان ابتسم وقال : أريح ضميرك وأزوجهم لا تشيلين هم
توسعت عيونها بصدمة وقالت : تستهبل ؟؟
نهيّان صدّ يعطيها ظهره ويغمض عيونه ، من كلامها دخلت الفكرة راسه وبقوة ، وإن طلب نهيّان مايجيه الا تم وأمرك ، زفرت بغضّب وقالت بهمس : على فكرة مستحيل أزهار توافق !
نهيّان : الشور شوري والكلمة كلمتي ، بنت زوجتي !
صدّت ريم تطالع السقف ، مابتقول شيء تدري ببنتها وأنها مستحيل تسكت عن شيء هي ماودها فيه ، أخذتها الأفكار لحّد ما نامت علطول ..
~ مطار ساراندي ، ألبانيا ~
الفجر قبل الشروق ، وصلت طيارتهم الخاصة بـ نهيّان ، نزلوا منها ونطق سلمان : بنروح الفندق نريح ونطلع الظهرية معهم
انفال أكتفت بالإيماء وهي تدفع عربية رواف ، ميته تعب وبس تنتظر الغرفة والسرير ، بعد الحمل الثاني صارت ما تتحمل الوقفة لوقت طويل ولا السفر مشاوير طويلة ، مسك كفها وابتسمت تشابك كفها بكفه وتمشي معه ، ركبوا السيارة الخاصة فيهم ومشوا للفندق اللي حجزه سلمان ، وبعد مسافة طريق نزلوا عند باب الفندق ، مشى يشيل رواف منها ويمسك يدها ، دخلوا ومشى سلمان للاستقبال ومن وراهم الحجز مدّوا له مفاتيح الغرفة ، ابتسم يأخذها ويمشي مع انفال لغرفتهم ، صعدوا على المصعد وطلعوا للطابق المنشود ، نزلت ونزل معها ورواف بين ذراعه وصدره ، فتح الباب وابتسمت تنزل الشنطة حقتها وترمي الشوز ، دفنت نفسها بالفراش ، دخل سلمان وابتسم ينطق : الفجر يبنت سعود
هزت راسها بالايجاب وقالت : ما بنام
نزل رواف بجانبها وبينهم أثنينهم ، فتح جواله وطمّن أهله بالقروب أنهم وصلوا بسلامة ، وأرسل لعمه سعود لأجل يطمّنه ، أنتظر للدقايق طويلة وأخيرًا سمع جواله يأذن ، وقف ومشى للحمام توضأ وفرش سجادته وكبر يصلي ، أنتهى من صلاته ونطق : بنت سعود ؟
ماوصله صوتها وقرر يتركها تنام بحكم إنها نامت قبل الأذان بوقت طويل ، انسدح بجانب ولده ومدّ ذراعه على كتفها وغمض عيونه ، ماهي ألا ثواني وتبعهم علطول ..
~ بيت مطلق ، الرياض ~
دخل للبيت وهو يسحب شنطته ، شماغه على كتفه ، أنهلك من الدوام والكرف لكن جاز له الوضع والروتين ، ابتسم ينطق : من يحصل وظيفة مثل كذا بوقت قصير ! حبّ يدك وخشها ي ضويّحي
دخل مفاتيح البيت بالقفل ولفّه يفتح الباب ، سحب المفاتيح ومشى يدخل ويقفل الباب وراه ، دخل للصالة ونطق بهدوء نبرته : سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماوصله ردّ حمد وابتسم يتجه لغرفته ، دخلها وشافه نايم ، هز راسه ومشى يطلع من عنده ، مشى يركض مع الدرج وشنطته على ظهره رغم الكفرات اللي تضرب فيه ، وصل للطابق الثالث وابتسم ينطق : والله مافيه مثل البيت !!
فتح باب غرفته ومشى يدخل للداخل ، نزع ثوبه وعلقه ومشى ينسدح وينام علطول أثر الخط الطويل والسفر بالسيارة ..
~ اليخت ، خليج ساراندي ~
طفى شحن اللابتوب بلقطة تبكي الحجر ، كانت تبكي وتشاهق ومرات تصارخ وتحضّنه ، وهو مكتفي بالابتسامة والاندهاش فيها ، كيف تكون حلوه وطِعمة حتى بالبكاء ، منظر البكاء مفجع وحزين لكن يحلّف إنه منها جميل ولطيف ودافي ، ملامحها بالدموع والاحمرار أصابته بالمقتل ، عاجبه وبقوه هالمنظر ، ومن تبدل الليل وأنتشر شعاع الشمس ماقدر يفوت المنظر ، وقف لأجل يتجه لمقدمة اليخت وابتسم ينطق : خلصنا يالدلوعه
مسحت دموعها بعنّف وقالت بحدة : ليش ليش يقفل عند أسوء لقطة !!
سطّام ابتسم وقال : خلاص طيب ، طلعت الشمس ياشمس دنياي ماودك ننام ؟
هزت راسها بالايجاب وهي تتثاوب ، الدموع جعلت للنوم طريقة سهلة جدًا لأجل يتمكن منها ، فركت عيونها بتعب وانسدحت على صدره ، عدّل وضعيته وبدأ يمسح على شعرها ، سحب المظلة الضخمة ورفعها ، فتحها وثبتها أعلاهم لأجل ما يسمح للشمس تحرقهم ، غمض عيونه وهو يتحسسّ وجودها بحضّنه ، مبسوط على وجودهم بهالمكان ويتمنى مايتغير شيء بأحوالهم وأوضاعهم ومشاعرهم ، يتمنى يبقون كذا للنهاية ..
~ صباحًا ، ساراندي ألبانيا ~
ماسك جواله ويكلم تحت أشعة الشمس الدافئة ، زفر بضيق وقال : هو بخير ؟
ريم اخذت نفس وقالت : وضعو مستقر يعني بخير بس نهيّان يحتاجكم قريب منو
سلطان : جايين اليوم ان شاءالله وأن مالقيت حجز جينا على أقرب رحلة بكره
ريم هزت راسها ونطقت : انتبهوا لنفسكم
سلطان : طمنينا عنك وعنه
ريم : ما تخاف أبشر ، ونهيّان عندي
سلطان ابتسم وقال : استودعتكم الله
قفل الجوال وألتفت يشوف العيال راكبين السيارة البرية ، مشى لهم ساكت ويتصنع الابتسامات لأنه ماوده يربكهم ويعكر عليهم فأجبر نفسه يسكت لحّد مايحصل حجز ، تقدم ومسكه سطّام يمشي معه ، أستغرب أنهم قاعدين يبعدون عن العيال والبنات ، ألتفت له ونطق : سمّ يأبو نهيّان ؟
سطّام وقف من أبتعد عنهم ونطق بحدة : وش صاير لنهيّان ؟
جمّد وجه سلطان وعرف سطّام علطول وهزه ينطق : سليّط لحّد يطير عقلي تكلم !!
سلطان عضّ شفايفه ونطق بتوتر وهو يهمس : جاته جلطة
تغيرت ملامح وجه سطّام ، مسكه سلطان مع كتفه ونطق : حالته مستقره وبخير ي سطّام والله بخير !
سطّام هز راسه مرارًا وتكرارًا ونطق : لا لا ، يويلك تنتظرني أجلس هنا وأفقد نهيّان السند مثل وفاء القلب !! لا تفكر أني بجلس ثانية وحدة بعيد عنه وأندم بعدين عليها مثل الندم اللي قضيته بالعشر سنوات اللي راحت !
سلطان شّد على كتفه ونطق : تكفى أنا في وجهك ماتقول شيء اليوم آخر يوم لنا هنا خلنا نقضيه بشكل حبّي ! تكفى
جمع بين كفوفه يغطي بها ملامح وجهه ، زفر سلمان اللي يتأملهم بتوتر ومشى لهم ينطق : عسى ماشر أنت وهو ؟؟
سلطان ابتسم وقال : ولا شيء
سلمان ألتفت لسطّام ونطق : سطيّم فيك شيء ؟
شّد سلطان على قبضته ، خايف ، خايف يتكلم سطّام ويوترهم ويخرب عليهم آخر يوم لهم هنا ، خايف ينطق وهو مايدري إذا بيلقون حجز ولا لا ، لو نطق وماحصلوا حجز بيضيع هاليوم والمخططات حقته على الفاضي ، مسح وجهه وشنبه وقال بصوته الرخّيم : ماكليت شيء وكلمت سليّط وش بنأكل على الغداء ولعّلي خفيت ودوخت شوي
سلمان مسك كتفه ونطق : بخير بخير ماعليك
سطّام زفر بضيق وقال : بخير أكيد لأن السند مايميل !
ابتسم سلمان يمشي مبتعد عنهم ، ألتفت سطّام لسلطان اللي نطق : نهيّان سندنا كلنا والله مايخلينا ! بحاول طول اليوم أدور حجز وأن ماحصلت يكفيني تكون مكتم على الموضوع لبكره
سطّام مشى وهو يقول : خير خير
ركبوا السيارة ومشوا يطلعون للمكان المنشود ..
~ سابقًا ، قصر نهيّان الجبيّل ~
صحى ومسك عصاته ، مشى يوقف وأتجه للحمام وسرعان مامسك راسه من حسّ بألم فظيع يشابه للصداع ، لكن هالمره كان بجهة وحدة ، زفر بقرف ونطق : وقتك يالصداع النصفي !
توضأ وطلع يفرش سجادته ، كبر وصلى الفجر على موعدها والدنيا لسى ظلام ، أنتهى من صلاته لكنه ماقدر يقوم ، حاسّ بتخدر فأطرافه اليمنى ، بقى على حاله لحّد ماطاح على الأرض وطاحت عصاته وصحَت ريم منها ، فزّت تشوفه طايح وسرعان ماصرخت تنادي الخدم ، نقلوه للمستشفى علطول بمساعدة ريم وعبدالصبور ..
~ المستشفى ، العنايات المركزة ~
تمشي رايحه راجعة من أمام باب غرفته ، تحتضّن ذراعيها لها وتنتظر ، تنتظر يصحى وتأكد لسلطان وتطمن قلبه وقلبها ، جلست من حسّت بالتعب على الكراسي تنتظره ، وقفت من دخلت أنهار وقصي ودحوم الصغير ، ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : كنت ناقصه شوفتو
ابتسمت أنهار تحتضّن أمها وتنطق : كيفو ان شاءالله أحسن ؟
ريم ابتسمت تحاوطها وتنطق : حيصير أحسن
مشت تسلم على قصي اللي قبّل جبينها ونطق : وش صاير ؟
ريم ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : دحومي صغيير !
أخذته من حُضن بنتها ونطقت : حرام تجيبي للمستشفى !!
أنهار مسكت ذراع قصي ونطقت : زوج بنتك يقول ولدي رجال مايجي لو حاجه
قصي ابتسم ونطق : وأنا صادق طالع على جده قبل يطلع علي
جلست ريم ونطق قصي : ايه ياعمتي ؟ وش حصل له
ريم رفعت عيونها من على دحوم ونطقت : كنت نايمه وسمعتو صحى للصلاة وكان طيب مشى وراح بنفسو للحمام توضأ وخلص وحتى طلع وفرش سجادتو ، ومن كبر للصلاة غفيت وماصحيت إلا لمن وقعت عصاتو على الأرض بقوة وحصلته طايح
قصي نطق بصدمة : كان واقف ؟؟
ريم ميّلت راسها بعدم معرفة ونطقت : الأطباء ماقالو حاجه
أنهار عبّست بملامحها وقالت : خارج من الشر أبونا كلنا
ريم ابتسمت وقالت : يارب امين
قصي : لا معليه ان شاءالله إنه طيب
رجعت أنظارها على دحوم وهمست بـ ' ان شاءالله ' ..
~ بأعالي جبال ساراندي ، ألبانيا ~
جالسين وفارشين سجادهم الأحمر المعتاد ، قدامهم الخليج وفوقهم شجرة يستظلون فيها ، طفى مطلق على القهوة السعودية ونطق : القهوة قطعت
سطّام سحب الترمس ونطق : أملاه يأبو مشبب عسى كيفك مايزال
ابتسم مطلق يسحب الترمس وينطق : حطيت البهار ؟
سطّام هز راسه بالايجاب وقال : صّب
صّبها مطلق من الدلة للترمس لأجل ماتبرد ولا حلاتها بالدلة ، قفله ومشى ينزله بنّص قعدتهم ، السناكات والقدوع والحلى والموالح ، طلعة بعيدة عن المويه والصيف ومليانه بالربيع ونسايمه ، ضحكت شهد ونطقت : مو كذا عاد
ظبيه ابتسمت وقالت : والله وشفيك !
شهد : وش نلعب بلوت صاحية !!
عِقد رفعت حاجبها وقالت : اش بلوت ؟ الكروت هدي ؟
شهد : ايوه !! ما أعرف لها صعبة
ظبيه ابتسمت وقالت : مايصعب علي شيء دام رأس مطلق حيّ
سلطان ألتفت ونطق : أنا أسمي سلطان ويدلعوني مطلق وشفيكم
ضحكت من تذكرت موقف سابق ، وضحك سلطان من فهمها ، جلس مطلق ونطق : تم بس نحتاج أربع لعيبه
سطّام مشى يجلس وقال : أنا بلعب
اسرار ابتسمت وقالت : لو أفهم فيها جيت معك
مطلق : يالله ناقصنا واحد
سلمان رفع كتوفه ونطق : والله ما أعرف لها
هذام : بعدين وين عايشين بلوت بألبانيا !
مطلق : وش دخل ، وش ينلعب بألبانيا يالحبيب ؟
هذام : شطرنج مثلًا ولا بادل !
مطلق مسك نفسه ونطق : يافقع كبدي ياناه
ضحكوا العيال كلهم والبنات بالمثل ، وقفت شهد وقالت : بس منجد يبي لها بادل الليلة ! وش قولكم ؟
اسرار ابتسمت وقالت : تم طبعًا
ظبيه عقّدت حواجبها ونطقت : وش بادل ذا ؟
عِقد ابتسمت وقالت : بيبو هدي رياضة تُلعب بالمضارب جمعت من التنس والأسكواش مره ممتعة وخيار موفق صراحة !
مطلق : تم دامها أعجبت الغنوج
سطّام رفع عيونه ونطق : وتم على أنك اخف مخلوق فالدنيا
مطلق مدّ الفنجال له ونطق : صّب ولا يكثر هرجك
توسعت عيون ظبيه بصدمة وقالت : أعقب يا مطلق وش هرجك وأنا أخت أخوي !!!
ضحكوا كلهم ونطقت عِقد : اتركييه أشبك !!
سلمان ابتسم وقال : من عاشر قومًا أربعين يومًا أصبح منهم
مطلق مسح وجهه وشنبه وقال : لو أعاشرها ليلة صرت منها وفيها ولها ، ألعب
ضحك سطّام وقال : خفيييييف
مطلق : أم عيون خُضر تسلم عليك
ابتسم سطّام يستفز مطلق ونطق : من الغنوج ؟
يقصد أن عِقد برضو عيونها خُضر ، فزّ مطلق وضحك سطّام يركض ، رمى الفنجال بسرعة وضرب قريب من رجل سطّام وانكسر ، ضحك بصدمة ونطق : ماهقيت الغيرة تحرقك يأخو الهَاجس ؟
مطلق زفر بغضّب وقال : أقطع ! اللي ماعنده غيرة ماهو برجال !!
ضحك هذام وقال : صح غيرة بس بحدود المنطق
مطلق : صمها أنت بعد
مشى للسيارة وضحك سلمان ينطق : خليتوه يعصب !
سلطان ابتسم وقال : معليه يهدأ
مبسوط سلطان أن مطلق قدر يغير مود سطّام وينسيه ولو شويه ، أخذ نفس وكمل يشرب قهوته ، وقفت عِقد ومشت للسيارة وصلت وشافته راكب ووحده من رجوله بالأرض ، يدخن ويتأمل بحر الخليج قدامه ، وقفت قدامه ونطقت بسخرية : أشبك هربت ؟
مطلق : لو سمحتي بروق شوي مع زوجتي
شّدت على ركبته وابتسم بخفه ، زفرت بغضّب وقالت : والحُماره اللي واقفه قُدامك مين ؟
مطلق : رحم الله امرئٍ عرف قدر نفسه يابنت أيمن
ضحكت بصدمة وقالت : حلو ؟ لسى مكمل طيب طيب
مشت من قدام السيارة ووقفت عند طرف الهاوية ، الهواء يلفحّ شعرها ونسايم البحر الأحب لقلبها ، ابتسم مطلق يتأملها ونطق :
على بنت ريح ٍمن بنات الحجاز تختال !
‏تجلّت من إنتاج الغنج وأختٍ لـ فادي
‏عليها سلام وحر شوق وغلا وجلال
‏متى ما بغت تطوي الثرا صوبهم عادي !
‏ذكرتها وأنا مابين سجَة و راحة بال ؟
‏وانا الشوق لو يلويّ يديني ف أنا البادي
‏عذابك نعيم وحر شمسك نعيم ظلال
‏وجفافك ربيع وغيبتي عنك إسهادي
‏وأنا مطلق من حزمة مراجل وطيبة فال
‏أحبك وأشوف فيك ياعقِد موتي وميلادي
-
عضّ شفايفه يمشي لها ، رمى زقارته وأحتضنها من الخلف ، شعرها يصافق وجنتيه ويملأ صدره من ربيع عطرها ، قبّل كتفها ونطق : ياليت الغنوج معاد يزعل من مغليّه
عِقد ابتسمت وقالت : لا سوري بس حزعل
مطلق : ماعليك خوف بيرضيك أبن مشبب
عِقد : والله ماعليّا خوف ويدين حبيبي تحتويني كدا
ابتسم بوسع ثغره ونطق : حبيبي منك حياة وموت يالله عساني ما أخلا !
ابتسمت تضحك وقالت : ياكتر ما أحُبَك !!
مطلق ابتسم وقال : والله أنه ولا شيء قدام حُبي لك وسلامتك
ضحكت من تركها ونطقت : كيف واثق لهالدرجة ؟
مطلق : رجعنا يابنت الحجاز
عِقد : واحشني الأسم دا على فكره
مطلق : معاد عرفنا مره مايعجبك ومره واحشك
مسكت ذراعه ونطقت : بس عِقد أحلى ماعمري سمعتك تقولو
مطلق : ايييه ، يجيب الله مطر
ضحكت تمشي معه راجعين للقروب الباقيين ، مشى سطّام يشيل الأغراض ومشى مطلق ينطق : عسى ماهنا خلاف ؟
سطّام ابتسم وقال : راجعين
مطلق : وين ؟
سطّام : للسعودية
رفع حاجبة وقال بحدة : فيه شيء ؟؟
سطّام ابتسم من عرف إن مطلق حسّ من ملامح وجهه ، هز راسه بالايجاب وتقدم مطلق ينطق : أبو سلطان !!
سطّام شّد عليه ونطق : بخير بخير ان شاءالله انه بخير
مطلق : بأذن الله ، وشفيه ؟
سطّام : جلطة بدماغه بس خفايف ان شاءالله
مطلق توسعت عيونه وقال : لا حول ولا قوة الا بالله !
سطّام : مشينا
هز راسه بنعم ومشى معه ، ركبوا السيارة بعد ماوصلهم إتصال من ريم وأن نهيّان واعي لكنه رافض يستجيب ، وطلبتهم يجون وفعلًا لقى سلطان حجز ورحلتهم بعد ساعات قليلة ، صح ماطولوا لكن مستحيل ينسون الأحداث اللي حصلت لهم في ألبانيا ..
~ مطار الملك فهد الدولي ، الدمام ~
بعد ساعات طويلة جدًا ، من تأخير حصل فالرحلة وأقلاع متأخر من أراضي ألبانيا ، وصلوا للشرقية بسلامة ، نزلوا من الطيارة ومشوا يدخلون للمطار ، مشى سطّام يركض واسرار تهرول خلفه ، رفع صوته ونطق : الشناط أتركوها عبدالصبور يجيبها !
هز سلمان راسه بنعم ومشى يركب السيارة ، عرفوا بمُنتصف السماء وعصّب سلمان إنه ماكان عنده علم ، لكن تدارك سلطان الوضع وهدأت الأنفس شويات ، وقف هذام وابتسم ينطق : وانتوا مثل العسولات بتجون معي للبيت
عِقد شّدت على شنطتها الصغيرة ونطقت : زيتونه
اسرار ألتفتت لها وقالت : عيوني ؟
عِقد : حاسه إني داخله بينكم
توسعت عيونها بصدمة وقالت : كف !
عِقد ابتسمت وقالت : كويس طمنتيني
ضحكت ومشوا يركبون مع هذام ، سيارتين وحدة اتجهت علطول للمستشفى والثانية لـ قصر نهيّان ..
~ المستشفى ~
وصلوا ومشى سطّام ينزل ويتوجه للداخل ، كان بيروح للاستقبال لكنه لمح ريم ومشى لها علطول ، ابتسمت من شافته وشّدت على يدينها ، تخجل منه وكونه بِكر نهيّان ، ولا تحلم تضّمه وتطمنه تدري به خايف ومتوتر ، وقف قدامها وابتسمت تنطق : اهدأ ي أبوي أنت نهيّان..
قاطعها من حضّنها وتوسعت عيونها ، تجمعت دموعها وهي تسمعه يقول : أنتي اللي اهدأي كم صار لك هنا ؟ ليه ماتركتي نفسك ترتاح ليه هالشقى يأم اسرار ؟
حاوطته وبكت بدون صوت ، كان يحسّ فيها ترجف ويشعر بغرق دموعها على كتفه ، شّد عليها ونطق : بضلعي عنك يأم الغالية ، بشويش ياريم عُمر نهيّان
كان كلامه كافي بأنه يخليها تشعر بتحسن ، وزود ، قدر يطبطب على جرحها الأول وخوفها على زوجها بس بكلام ، أدركت أنه حنيّن والأكيد أن اسرار محظوظه فيه ، أبعدت ومدّ لها منديل ونطق : دموعك غالية على نهيّان وبِكر نهيّان !
مسحت دموعها ونطقت : حمدلله إنك جيت وحمدلله شفتك
سطّام مسح على كتفها ونطق : امريني
ريم : والله مره تعبانه بروح أريح شوي ، أسلمك أبوك ؟
سطّام ابتسم وقال : محد يدري بأبو سلطان كثري ريحي رأسك وبدلي وتعشي ونامي كويس
ريم ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : محظوظه بنتي فيك !
سطّام مسح جسر خشمه ونطق : لا بالله أنا
شّدت على ذراعه ونطقت : فين أخوانك ؟
سطّام : طلعوا يجيبون عشاء لنا
ريم : عبدالصبور ؟
سطّام : برا والبنات كلهم فالقصر
ريم ابتسمت وقالت : تمام أنتبه لنفسك وطمني ازا حصل شيء
سطّام آشر بأصبعه ع خشمه وقال : أبشري على هالخشم
ريم ضحكت بخفه وقالت : عليه الشحم
مشت تطلع وزفر سطّام بتوتر ، هو أقدم ووضح لها إنه مايبي تكون بينه وبينها حساسية ، تقدم يشوف أبوه من بين الزجاج ، تقدم الدكتور ونطق : زوجته رفضت تدخل تقول تنتظر عياله أنت ولده ؟
هز راسه بنعم وقال : ايه نعم
الدكتور : تفضل معي
مسك مقبض الباب ولفّه يفتحه ، دخل وأخذ نفس طويل ونطق بهمس : يا نعى وجهي يأبو سلطان
شّد على قبضته ومشى يجلس ، ابتسم الدكتور ونطق : خذ راحتك تراه يسمع
ابتسم سطّام وقال : سندي
ماكان من نهيّان أي استجابة ، مسك كف أبوه يلمح التجاعيد عليه ، مسكه يقبّله وينطق : تاج رأسي أبوي
حسّ بنهيّان يقبض على يده وابتسم ينطق : نهيّان بن سلطان تسمع بِكرك ولا تستجيب ؟
ابتسم يشوفه يفتح بهدوء وينطق : سطّام ؟
سطّام ابتسم وقال : لبيه ، من غيرك يا أبوي ألبي له ؟
نهيّان ابتسم وقال : طف النور ياولدي
سطّام : اي وحده يأبو سلطان ؟
نهيّان زفر بألم ونطق : اللي فوق حجاجي
مدّ ذراعه وكبس على الزر وطفت علطول ، رجع يجلس على الكرسي وينطق : وش جاك جعله بعدوينك ؟
نهيّان : والله ما أعلم ياولدي
سطّام أخذ كفه يقبّله وينطق : آخر وجع يمسّ بدنك يأبو سلطان
نهيّان ابتسم وقال : عساه يمسّني ولا يمسّ عيالي
شّد على كفه ونطق : وش هالحكي ؟ مالك لوا بعيد الشر عنك !
نهيّان : وين أخوانك ؟
سطّام ابتسم وقال : جايينك من السماء يأبو سلطان ، مطلق وسلطان وسلمان يجيبون عشاء
ابتسم نهيّان ونطق : والله ونعم يامطلق
سطّام : في ذمتي عشرين مليون ونعم
نهيّان : حبيب العسل ؟
سطّام ابتسم وقال : وصل البنيات للبيت تعبانين
نهيّان : زين ماسوا ولدي
سطّام : ودك بشيء ؟
نهيّان هز راسه بالايجاب وقال : أرفعني ياولدي
سطّام مدّ أصابعه للسرير لكنه رفع عيونه من نطق نهيّان : مايتحرك أرفعني أنت
سطّام : بخليهم يبدلون لك السرير
مشى يوقف ويمسك نهيّان من تحت ذراعيه ، أخذ نفس وضحك من نطق نهيّان : فيك حيل ؟
سطّام ابتسم يقبّل راسه وينطق : ايه نفداك ساعدني
هز نهيّان راسه بالايجاب ورفع نفسه يساعد سطّام ، ابتسم يعدّل الوساده ورا راسه وينطق : كيف ؟ مستويه
نهيّان : ميه بالميه
سطّام جلس ونطق : حلو
دق الباب ودخلوا سلطان وسلمان ، عضّ شفايفه من قطرت دموعه ونطق : أبو سلطان
نهيّان ابتسم وقال : أفا ياسلطان
مشى يركض وارتمى بحضّن أبوه ، أصغرهم سنًا وأكثرهم عاطفية ، ضحك نهيّان يحاوط ظهره ونطق : مافيني شيء ليه البكى ؟
مشى سلمان يقبّل جبين أبوه وينطق : قدامك العافية وخارج من الشر يأبو سلطان
ابتسم نهيّان ينطق : مايجيك يأبو رواف
دخل مطلق واستهَل وجه نهيّان ينطق بفرح : هذا الزول اللي يجيب العافية أرحب ياولدي
ابتسم مطلق وتقدم له يسلم عليه ونطق : أبشر بالشحم يأبو سطّام وكرامة سلامتك والله أنها علي
ابتسم نهيّان ونطق : كريم ووافي يأبو مشبب
سطّام ابتسم ينطق : ماتقصر يا أخوي
مطلق ألتفت يقبضّ على يده وينطق : ولا أقل شيء أسويه وحق وواجب
جلسوا حوله يسولفون ويغيرون من جوه لكنه كان مكشر طول الوقت والتعب واضح عليه ، لحّد مادخل الممرض وأعطاه مسكنات ونطق نهيّان بتعب : بريح شوي
وقفوا كلهم ونطق سطّام : أنا هن..
قاطعه نهيّان وهو يقول بحدة : لا أشوف أحد جالس عندي روحوا للبيت وتعالوا لي بوقت الزيارة بكره
ابتسم الممرض ونطق : ما أقصد التدخل لكن والله صادق اتركوه يرتاح فترة بعيد عن الإزعاج اللي يأثر على دماغه
هز سطّام راسه بخفه ونطق : إن حصل شيء اتصلوا فيني
تقدم يسجل رقمه للممرض وابتسم يقول : أبشر
مشوا يطلعون من عنده ووقف مطلق بمُنتصف الممر ، ألتفت سطّام عليه وقال : لبيه ؟
مطلق : أنا ماشي الرياض تخاوي ؟
ابتسم سلمان ونطق : سطّام روح روح ضروري ترتاح أنا عنده
سطّام رفع حاجبة وقال : تستهبلون ؟ أنا معطيهم رقمي لأني وبكامل إرادتي أبي أجلس عنده
سلمان : يا أخوي أسمعني لو أتصلوا عليك علمني سهلة
سطّام : مالي طاقة اساسًا للسفر سيارة
مطلق : يالهَاجس نتسلى سوا وشبلاك ؟ أبوك طيب وبخير والدليل أنه نفضنا بكلمة وطلعنا كلنا
ضحك سطّام بخفه ونطق : طيب
سلمان ابتسم وقال : ايييه كذا من أول ، بلحق على سلطان أنا
مشى سلمان يطلع وابتسم مطلق يقول : سيارة ؟
سطّام : وتحسبني بأخذ سيارتين ؟ بخليك تسوق وتحمل
مطلق ابتسم وقال : معليه معليه تهون
مشوا أثنينهم يطلعون من المستشفى يتجهون للبيت ..
~ قصر نهيّان ~
قفلت جوالها من قرأت رسالة مطلق ، ووقفت تمشي ونطقت بهمس : زيتونه حنرجع للرياض
اسرار ميّلت راسها وقالت : كيف ؟
عِقد كملت تهمس : تو وصلتني رسالة من مطلق يقولي فيها تجهزوا أنتي واسرار
اسرار توسعت عيونها بصدمة وقالت : الله الله !
عِقد : ورب الأيمان أشبك ! تراني مره فرحانه
ضحكت توقف ونطقت : أغراضنا ؟
عِقد : موجودة عند الباب كويس لسى ماطلعوها مكان
اسرار : خلاص نستأذن ونطلع
عِقد ابتسمت وقالت : ايوه يالله
دخلت ريم ونطقت بأستغراب : فين رايحين ؟
اسرار ابتسمت وقالت : أمي بنرجع للرياض
ريم عبّست بملامحها وقالت : لسى ما أنبسطت فيكي
اسرار تقدمت تسلم عليها وتحضّنها وتنطق : مابروح مكان شوفيني هنا موجودة
ريم ابتسمت تشّد عليها وقالت : تمام أنتبهي لنفسك
اسرار : وأنتي بعد
مشت تطلع مع عِقد بعد ما ودعوا ريم ، تقدمت دُرة وتبعتهم بالأغراض وركبتها بالسيارة ، ركبوا البنات بالخلف حيث أن مطلق وسطّام قدام ، ابتسم مطلق ينطق : حيّ الله من جانا
ابتسموا ثنتينهم ونطقوا بوقت واحد : الله يحييّك
كان سطّام مميّل المرتبه حقته ومغمض عيونه ، زفرت اسرار بتوتر ونطقت : كيف أبوي نهيّان ؟
سطّام نطق وهو مقفل عيونه : يسلم عليك ويقولك وحشتيني
كان سطّام يقصد نفسه أكثر من أبوه ، لأنها فعليًا وحشته بهالفترة القصيرة ، ابتسمت اسرار وقالت : الحمدلله يارب وأنا والله مشتاقه له
ابتسم يمد كفه لها من جهة حزام الأمان ، لمحته لكنها ماقدرت تشابك كفها بكفه ، توسعت عيونها من مسكت عِقد يدها وحطتها بيد سطّام اللي شدّ عليها علطول ، ابتسمت عِقد وهمست : حرام تتركيه
صّدت تخفي أحمرار وجنتيها عنهم ، تحسّ بدفء يده ومبسوطه أنه هو اللي بادر رغم ترددها ، عضّت شفايفها لثواني من شّد على أصابعها ، كان حاسّ بترددها لأنها ما مسكت يده بالعكس تاركته ، ترك يدها بشويش وسرعان ما تمسكت بيده وتوسعت عيونه من حركتها ، ما كانت تبيه يتركها فقررت تتمسك فيه ، ابتسم يلفّ ويقبّل راحة كفها وينطق : يدي بيدك والهَوى والله دربك ، قولي بس يا اسرار وآشري براحة يدك وأسلك أي سكة معك !
ابتسم مطلق ينطق : الله الله !
ابتسمت اسرار ونطقت : عساني منك ما أخلا
سطّام : ولا منك يأم وفاء
ضحكت بصدمة وقالت : وصلك علم ؟
سطّام ميّل راسه يطالع فيها وينطق : أي علم ؟
ضحكت من فضحت سرها وصرخت عِقد تنطق : حامل !!!
سحب ذراعه بصدمة وألتفت بكامل جسده ينطق : سألتك بالله !!
هزت راسها بالايجاب وهي تضحك وتدمع بالوقت نفسه ، مسك كتف مطلق ونطق : أنا في وجهك !!
ابتسم مطلق وقال : على البركة يأبو وفاء
هز راسه مرارًا وتكرارًا ونطق : تكفى يامطلق
عضّ شفايفه وقطرت دموعه ، ألتفت لها وتقدمت تحتضّنه ، شّد عليها وبكى ، شّد مطلق على ظهره ونطق : وحدَ الله يأبو وفاء المفروض تضحك وتفرح وشو له الدموع ؟؟
سطّام أخذ نفس ونطق : لا اله الا الله ! يالله لك الحمد والمنة الحمدللّٰه دائمًا وأبدًا
قبّل راسها وكمل يقول : حمدلله على وجودك يأم وفاء والله يبلغنا شوفتها ويبلغني سلامتك
مسحت عِقد دموعها ونطقت : ومادام الجو حق مصارحات جهزوا أنفسكم وراكم ثنتين نفاس
شهق مطلق وقال بصدمة : الله أكبر !!
ضحك سطّام يترك اسرار وينطق : وحدَ الله يأبو مشبب
ضحكت اسرار بصدمة وقالت : ياحيوانه !!!
عِقد ضحكت وقالت : أنتي الحيوانه !
مطلق ابتسم وقال : حلو يعني وفاء لولدي
عِقد ضحكت بسخرية وقالت : ان شاءالله تكون بنت
ضحك سطّام وقال : إذا ولد تم من الحين
ضحكوا كلهم ونطقت اسرار : ودي تكون بنت
مطلق : فكينا انشغلي باللي في بطنك
ضحك سطّام بصدمة وقال : أخوك ياسلطان !
مطلق رفع حاجبة وقال : سد حلقك ولدي وبكيفي
ضربت اسرار ذراع عِقد وضحكت تنطق : بس أنا كمان نفسي تكون بنت !
مطلق مسح وجهه وشنبه وقال : عزاي لك يامشبب هذا وأنت باقي ماجيت واستغنت عنك
عِقد : وعلى فكره مشبب أسم قديم ! تخيل يسألوني عِقد اش أسم ولدك وأقول مشبب !! بليز مطلق
مطلق : عساس لو تسألينهم وش أسم رَجلك بتقولين جورج ؟ أبوه مطلق
ضحكت بصدمة وفطس سطّام جنبه ، ضحك وقال : والله بتجلطني بنت الحجاز
عِقد : بس برضو مو لازم يعرفو أسمك
مطلق : غلط مو لازم تبررين لأحد عن أي أسم تسمينه !
اسرار ابتسمت وقالت : والله مشبب حلو
مطلق : شوفي بنت عمي وش تقول
سطّام : خل نشوف بيكون ولد ولا لا
مطلق ألتفت له ونطق : لو يطلع بِكرك ولد وش بتسميه ؟
سطّام : نهيّان أكيد
اسرار : والجماد اللي بتولده مالها حق بالسماوه
مطلق : طبعًا البِكر يسميه أبوه بعدها تبدأ الاختيارات
سطّام ابتسم وقال : وش في بالك
اسرار : إذا بنت عاجبني وفاء وبسمي بها اساسًا بس أن كان ولد بسميه محمد
سطّام آشر بأصبعه ع خشمه وقال : أبشري وأمرك وتم
مطلق ابتسم وقال : جعل محمد الجنة
ابتسمت اسرار وقالت : مطلق أنت لحقت عليه ؟
مطلق هز راسه بالايجاب وقال : عشت معه فوق عشر سنين
اسرار : بطلبك طلب
مطلق : تم
اسرار : توصف ملامحه لسطّام ويرسمه لي
ابتسم سطّام وقال : أبشري
مطلق : اي بالله أبشري
شّدت على كف عِقد اللي مدّته لها ، ابتسمت عِقد وقالت : طيب حتسألوني اش أبى أسمي ؟
مطلق : لا ولا بنفكر لأننا ندري وش بتسمين
عِقد كشرت ونطقت بحدة : اش حسمي ؟
مطلق : مدري بس مخنزه
عِقد : اش يعني مخنزه دي ؟
سطّام ابتسم وقال : يسبك
توسعت عيونها بصدمة مثل صدمة مطلق اللي ضرب سطّام علطول ونطق : يعني خايسه خايسه
عِقد ضربته ونطقت : أنا حضربك لأنها تعتبر سبه يامعفن !
مطلق ابتسم يسحب شماغه ويحطه بحضّنه وينطق : سمّي
عِقد : المهم ازا كانت بنت حسميها أروى أو ربى على أسماء أخواتي وازا كان ولد حسميه مشبب وحأجبر نفسي أتقبلو
ضحك مطلق وقال : بعدي والله أمسكي شماغي
تقدمت تأخذه وترجع مكانها ، عم الصمت وفتح سطّام جواله يرسل لقروب أهله ويبشرهم بعد ماشاف الرسايل الخاصة بتباريكهم لسلطان ، نطقت بهمس : لا تقول لحّد مايثبت وأتخطى الأشهر الأولى
مسح رسالته علطول وقال : تمام اللي تشوفينه
رجعت للخلف ونطقت : صح وش أخبار ربى ويزيد ؟
عِقد : والله بخير مابيني وبينهم تواصل قريب بس أشوف رحلاتهم سوا
اسرار : وأروى وين ديارها ؟
عِقد : بالمدينة عند بابا وماما وفريد وأحمد
اسرار ابتسمت وقالت : وش سالفة ضاحي قالك مطلق ؟
عِقد ميّلت شفايفها السُفلية لثواني ونطقت : لا اش صار ؟
اسرار : مدري اسأليه
عِقد ألتفتت لقدام ونطقت : مطلق
مطلق : لبيه ؟
عِقد : ضاحي اش صار عليه ؟
مطلق زفر بضيق وقال : والله أني شايل همه
قفل سطّام جواله ونطق : ليه عسى ماشر ؟
مطلق : الوظيفة ولقاها لكن فالجبيّل وأنا ودي به حولي وقريب
سطّام : ايه بس مطلق ضاحي قد هو رجال معاد يحتاج تخاف عليه
مطلق مسح وجهه وشنبه وقال : صادق والله
عِقد : طيب غير الوظيفة ؟
مطلق : يبي له بيت
عِقد ابتسمت وقالت : بيتك موجود
مطلق : يقول يبي يكون لحاله
عِقد : ايوه مافهمتني بيتك يكون له وبيتي لنا
سكن مطلق لثواني وسرعان ما أردف : صح !
عِقد ابتسمت وقالت : ايوه صح اصلاً وحشني بيتي مره
مطلق : خلاص وأول راتب يطلع له سيارة ويرجع لي الأكحل
سطّام ابتسم وقال : الله يوفقه ويزوجه
ابتسم مطلق وقال : امين
رفع عيونه للطريق ومشى يتجاوز شاحنة تأخذ المسار الأيمن من الشارع ، ثبت على سرعته ومساره يكمل طريقه للرياض ..
~ بيت سطّام ، الرياض ~
نزل سطّام ونزلت اسرار تمشي للداخل ، مشى يفتح لها الباب ونطق : مطيليق كمل لبيتك ونزلوا عفشكم والسيارة رجعها بكره
مطلق ابتسم وقال : أجل ودعناكم الله والحمدلله على السلامة
سطّام ابتسم وقال : الله يسلمك
دخل وقفل الباب وراه ، ابتسم ينطق : هلا صادق كيف حالك ؟
صادق : كويس بابا أنت ؟
سطّام : مبسوط حمدلله كيف بيت ؟
صادق : كلو كويس بابا
سطّام : كويس
مشى يدخل للداخل ، زفر بتعب ونطق : حمدلله على السلامة
دخل للصالة يشوفها متمدده على الكنب ، ابتسم يتقدم لها وينطق : وشفيك ؟
اسرار : تعبانه والله من الخطوط والسفر
جلس ورفع راسها يحطّه على فخذه ، خلخل أصابعه بشعرها ونطق : فيك حيل تأخذين دش وتبدلين ؟
اسرار هزت راسها بنفي وهي مغمضة عيونها ، ابتسم سطّام ونطق : طيب اصعدي لغرفتنا
رفعت يدينها له وابتسم ينطق : وشو أشيلك ؟
هزت راسها بالايجاب وضحك يشيلها بين يدينه ، دخل المصعد وصعد للطابق الثالث ، نزل منه ومشى لباب غرفتهم دخل للغرفة وقفل الباب وراه ، رفعت نفسها ووقف يشوفها تنزل ، وقفت على رجولها ونطقت : ضروري أخذ دش
سطّام : طيب بس أنتي بخير ؟
هزت راسها بالايجاب وقالت : عادي تنزل تسوي أكل ؟
سطّام ابتسم وقال : أبشري وش نفسك فيه ؟
اسرار : مكرونه فوتشيني
سطّام : خلصي وتعالي ساعديني
مشى سطّام يسحب منشفته لأجل يأخذ دش بالأسفل ، طلع من عندها وفسخت عبايتها تعلقها وتمشي للحمام ..
~ بعد ساعة ~
قفل سطّام على القدر النار ومشى لجواله اللي يدق ، رفعه ونطق : أرحب يأبو رواف
سلمان ابتسم وقال : الله يسلمك وصلتوا ؟
سطّام : ايه لنا ساعة
سلمان : طيب وصل لمطلق يأجل الغداء لأني إتصلت فيه ولا وصلني رد
سطّام نطق بحدة : أبوي فيه شيء ؟؟
سلمان رفع صوته وقال : لا يابن الحلال ! بس قالوا ضروري يرتاح أسبوع عندهم !!
سطّام مسح وجهه وشنبه وقال : طيب يصير خير
سلمان : أرتاح بطمنك عليه والله بطمنك يكفيني ترتاح يا سطّام
سطّام ابتسم وقال : جعلني ما أخلا يا عضيدي
سلمان ابتسم وقال : ولا منك يارب توصي تأمر ؟
سطّام : سلامتكم كلكم
سلمان : ودعناك الله
قفل الجوال ومشى يحضر المعكرونة فالصحون ، حطها بالصينية وسكب العصير بالأكواب ومشى يطلع فيها للأعلى ، وصل للغرفة وفتح الباب ، دخل وابتسم يشوفها نايمه ببجامتها وتقدم ينزل الأكل على الطاولة ، مشى لها ونطق : نمتي يالماكره وأنا تحت أطبخ لك ؟ خليتي مني شبيه لهذام وأنتي هنا غارقه بعسل أحلامك ؟
جلس بجانبها وفتحت عيونها بهدوء من حسّت فيه ، ابتسمت وقالت : جوعانه
سطّام ابتسم وقال : قومي نأكل طيب
وقفت معه ومشوا للكنبه الصغيرة اللي قدام الشباك الضخم ، مدّت يدها تأخذ الشوكه وتبدأ تأكل ، ابتسم ونطق : سمي بالله
اسرار ابتسمت وقالت : بسم الله أوله وآخره
كملت تأكل وهو عجز يوقف ابتسام ، يتأملها وفرحان فيها وباللي تحملها داخل أحشائها ، رفعت عيونها له وقالت : سطّام ! وشفيك ما تأكل ؟
سطّام ابتسم وقال : أكل الحين
بدأ يأكل معها ونطق بعد ما أنتهى من أول لقمه : أم وفاء
رفعت عيونها له مستنكره الأسم ضحكت وقالت : الأسم يبي لي فترة أستوعبه
ابتسم وقال : تكفين انتي صادقه ؟
اسرار ابتسمت وقالت : والله كشفت في حمام الطيارة تخيل
ضحك بصدمة وقال : بسم الله عليك
اسرار : وطلعت حامل منجد
سطّام ابتسم وقال : مصدوم في أربع أيام قدرتي تحملين
اسرار رفسته وهي تضحك ونطقت بخجل : عشانها مو أول مره أتوقع
سطّام ضحك بخفه وقال : عمومًا الله يبلغني شوفتها
اسرار : واضح عمتي وفاء كانت كل شيء بالنسبة لك
سطّام ابتسم وقال : وش تقولين ! والله كل شيء وفقدتها وفقدت كل شيء معها
مدّ يده يمسك يدها وينطق : وجيتي وأحيتيني أحيتي كل الأشياء اللي ماتت داخلي وفيني وأصبحتي كل حياتي من أول لقى لي مع عيونك وأنا حيّ ، بعد عشر سنين وأنا عايش بس رجعت أحس بكل شعور سواء غضب حزن فرح وحُب ، أندهشت فيك دهشة أذهلتني روعة عيونك وكيف قدرت بفردوسها تحييّ حديقة ذبلت شتلاتها من وقت طويل ، حديقة جفت جيتي ورويتيها وأكثر ، أنتي حاجه حلوه تدرين ولا لا وأنا لعيونها بس لعيونها الحلوه
ابتسمت بوسع ثغرها ونطقت : يالله !
مسك وجنتيها بكلتا يديه ونطق بحُب : والله من بين كل النسوة اللي قابلتهم تمكنتي أنتي مني ومن إغراقي في بحارك السبع أدمنت حبك داخل حشاي والنفس والله لأصون غرامك وهواك وكل العهود ، فداك قلبٍ ماكذب يوم نطق بأسمك ونبض بغلاك وفداك عيون همها بس شوفتك والله يا اسرار أني معك اغتنيت من الحب والهوى يامال الغناة يا اسرار
تمسكت بكفوفه اللي تحتضّن وجنتيها وكمل سطّام يقول : كنت أجهل أني شخص موهوب وفطين وذاتي فيها ميزات لا تُحصى لحّد قدومك أنتي ، اسرار والله أنك دليتيني عليّ بعد سنين ضياع وشتات ، ما عرفت معك إلا أروع جانب فيني ، أحبك جدًا وأحب نفسي أكثر برفقتك ومعك ، أنتي جد أجمل ما نلت عليه في حياتي
قطرت دموعها من فرط شعورها وحلاوة كلامه ، أبعد الصينية وسحبها لحضّنه ، حاوطته ووجنتيها مليانه دموعه من الخارج وأكل من الداخل ، شهقت تشّد على رقبته وهو مبتسم وعيونه تتلألأ من دموعه ، مبسوط فيها وطاير بالخبر اللي سمعه منها اليوم ، من فرط شعوره حجز لهم بأفخم مطاعم الرياض غدًا في أمسية هادية ، قرر يسعدها بهالفترة القادمه مثل ما أسعدته من جات لدنياه ، مسحت طرف خشمها ونطقت : ماعمره بكاني الكلام وماعمر مشاعري اهتزت قدام حروف وماقطرت دموعي من عذب عبارات واصطفاف جمل بس أنت كارثي قسم بالله أنك داهيه يا سطّام ، حسبت معاد يأثر فيني الكلام الحلو بس بكل مره أسمعك تحكي ولو أنه سلام يأثر فيني وأحب تأثيره صرت شخص مهم جدًا بحياتي وما ظنيت أرجع أحيا بدونك ، كنت دواء لكل داء وكنت دفا للفحة البراد وكنت حضن يشيل هموم ودموع وحزن بدون مايشكي ولا ينسمع له صوت ، أنت شيء ‏أتكلم معه بطلاقة على الرغم من إن الصمت فطرة فيني وحاجه كبرت عليها ، اطمئن معك رغم خوفي أشاركك كل شيء في حياتي وأنا ما أداني يشاركني أحد أي شيء يخصني ، الوقت اللي اكون فيه معك تخليني شخص ثاني شخص أنا ما أعرفه ويعتبر غريب علي شخص سعيد و ثرثار و متوهج ، شخص خلق لأجل يملأ حياتك بالألوان وهذا ما يدفعني للعيش كل يوم ، سطّام أنا أحبّ وأحبك أكثر في كلِّ مرة !
ابتسم يقبّل كتفها وينطق : أنتي البداية لكل نهاية .
الساعة التاسعة والنصف صباحًا ، زفرت بغضّب من ثقل بطنها وتقدمت تنطق : خيرية بالله عليك تعالي
قفلت خيرية المكنسه وتقدمت لأسرار تنطق : ايوه ماما ؟
جلست اسرار وزفرت بتعب تنطق : جيبي لي كأس مويه
هزت خيرية رأسها ومشت للمطبخ ، مدّت يدها لجوالها تفتحه ورفعت رأسها تشوف أشعار من ظبيه ، ابتسمت تفتحه وتشوف الصورة اللي مرسلتها لها " مطلق جاي يشوف عمته " ابتسمت ابتسامة عريضة ومررت أصابعها على الكيبورد تكتب " حيّاه الله هو وأم مطلق وأبو مطلق " ابتسمت ترسلها وتقفل جوالها على دخول خيرية للصالة ، مدّت الكوب لأسرار وابتسمت تأخذه وتنطق : شكرًا
هزت خيرية راسها ومشت تكمل تكنس ، شربت من المويه وقامت تكمل تحضيرات الغداء الخاص بتمايم مطلق ولد سلطان ، بحكم أن العشاء عند خاله والسمّي مطلق ، دخل سطّام للبيت راجع من الشغل وابتسم يشوفها تضبط البوفيه ، تقدم يسلم عليها وينطق : كيف وضع وفاء وأمها ؟
اسرار ابتسمت وقالت : أهلكتني بنتك
سطّام ابتسم يقبّل ثغرها وينطق : لبى عيونك ، أرسلوا لك شيء ؟
اسرار عضّت شفايفها وقالت : ايوه ظبيه وسلطان ومطلق الصغير جايين
سطّام ابتسم وقال : عاد بيتهم بعيد متى أرسلت ؟
اسرار : توو
سطّام : طيب يمديني أطلع واتجهز
اسرار هزت راسها وقالت : اصلاً الغداء مو الحين يعني لا تتجهز مره بنتقهوى ونسولف سوا
سطّام : ولو ضروري أبدل
اسرار : وبسألك ليه طالع بدري ترا
ضحك بصوت عالي وقال : طيب يا ماما طيب
ابتسمت تقفل باب المقلط وترجع للصالة ، رفعت حاجبها من سمعت صوت الباب يدق ، زفرت بتوتر وقالت : والله ووصلوا ؟
طلعت خيرية لأجل تفتح الباب ، جلست اسرار على الكنب بتعب ، عادت بعد دقايق وبيدها صندوق ، ميّلت راسها وقالت : وش هذا ؟
خيرية رفعت كتوفها بعدم معرفة وقالت : ممكن طلبية ؟
اسرار زفرت بغضّب وقالت : عاد من كثر الطلبات اللي ماوصلتني ما أدري هذا شنو حطيه بالمرسم حق بابا بفتحه فالليل مو فاضية
هزت خيرية راسها ومشت تنزله فالمرسم ، تمددت اسرار وفتحت جوالها تشوف السنابات وضحكت من فتحت الستوري حق عِقد وهي مصوره بطنها وتتبعه بإيموجي غضب ، ردت عليها وكتبت " ما ألومك صراحة " كملت تتابع باقي الستوريز اللي عندها ..
~ بيت مطلق ~
نزلت فنجالها وألتفتت تشوفه مشغول بأوراق ، ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : من اشتغلتوا سوا وأحنا ما نشوفكم ولا كأننا قايلين وراكم ثنتين نفاس !
مطلق رفع شعره من على عيونه ونطق : قسم بالله أنتهيت
عِقد : ولسى فيك طاقه تعزم وتسوي عشاء
مطلق ابتسم يمدد ذراعه وراها وينطق : وش أسوي أختي وولدها
ابتسمت عِقد وقالت : صح بس أنت برضو تعبان
مطلق ابتسم وقال : لا تخافين على مطلق ، مطلق رجال
رفع ظهره يرجع لأوراقه ، قامت توقف بينه وبين الطاولة ، رفع راسه وابتسم يقبّل بطنها الظاهر قدامه ونطق : مشبب أعجل ياصبي ماصارت ترا !
ضحكت بسخرية وقالت : الغداء ماراح تحضرو ؟
مطلق توسعت عيونه يوقف وينطق : والله راح عن بالي
عِقد : يمدي
مشى مطلق من عندها ، ابتسمت تتأمله لحّد ما طلع من عندها ضحكت بخفه تشوف التغير اللي حصل في مطلق ، وافق أنه يطول شعره والحين واصل أسفل أذانيه ، أشترى جوال جديد وحديث هو كان مجبور لأن الكشاف ضاع وقدر يتقبل الجديد بعد فتره ، لفّت تمرر أنظارها على البيت ووضعه وعلى بطنها وحجمه ، فعليًا عدت ثمان أشهر بسرعة ، لكنها كانت مليانه بالأحداث الحلوه والحزينه ، المضحكة والمبكية ، ثمان أشهر ومازالت تنتظر شهر طويل آخر لأجل مشبب ، جلست تراقب الشمس وانعكاساتها المذهلة على حديقتهم وتنتظر مطلق ينزل ..
~ بيت ضاحي ~
• بيت مطلق سابقًا •
جالس يتقهوى قهوة الضحى مع جده فالحوش ، يزورون مطلق وسطّام وسلطان بعد بين فترة وفترة ولكن غالب الوقت هم أثنينهم بس ، أستلم ضاحي رئاسة فرع الشركة فالرياض والشغل أكل ماتبقى من دماغه ، طول وقته خارج الفجرية وراجع الليل متأخر ، رفع عيونه لجده من نطق : صبرت وصبرت وطفح صبري يا ضويّحي
ضاحي نزل فنجاله ونطق : افا ياذا العلم ؟ وش بخاطرك نفداك
حمد نطق بحدة : والله ما تكلمت عشاني شايف إنشغالك بس ماصارت !
ضاحي ميّل شفايفه بعدم فهم ونطق : أبك العلم ويش !
حمد زفر بغضّب وقال : الشقراء
ابتسم ضاحي وقال : أنت لقيتها ؟
حمد رفع حاجبة وقال : أبو مشبب ما أنت جاي عندي قبل أشهر وقايل إني لقيتها ؟؟ ولا تسوقها علي
ضاحي فتّل شنبه وقال : محشوم نفداك بس البنت لي ثمان أشهر وزيادة مدري عن هوى دارها
حمد : دق واسأل
ضاحي طارت عيونه بصدمة وقال : أبك أدق على من ؟؟
حمد ضربه على كتفه وقال : على أخوانها ماهي أخت اسرار ؟
ضاحي : الا
حمد ابتسم وقال : دق والليلة تجيب لي علم ولا والله أن تمسي برا
ضحك ضاحي بخفه ونطق : أبشر
حمد ابتسم وقال : بعدي
مدّ حمد فنجاله لضاحي وفزّ يصّب لجده قهوة ، مدّها له وقام من وصله إتصال عمل ..
~ امام بيت سطّام ~
نزل سلطان ومشى لباب ظبيه ، فتح بابها وأخذ مطلق الصغير بالسرير حقه ونزله ، وأخذت ظبيه شنطته ونزلوا سوا يدخلون للبيت ، ابتسم سطّام ينطق : أرحب ياسليّط وأرحب ياسميّ الغالي
ابتسمت ظبيه تشوف تعبير سطّام عن غلاة مطلق ، تقدم سلطان ينطق : البقى يأبو نهيّان
سطّام شّد على ظهره ونطق : أبو وفاء نهيّان بيجي بعدين
ضحك سلطان وقال : اللي ودك
ابتسم سطّام يحط ذراعه على صدره وينطق : أم مطلق
ابتسمت ظبيه وقالت : لبيه
سطّام : يالله حييّهم هاتوا مطلق يحّب رأسي
ضحك سلطان وقال : أحسك قاصدها لمطلق
سطّام ابتسم وقال : لا وين
خذاه من سريره ونطق : الولادة المبكرة ماسوت فيه خير
سلطان رفع حاجبة وقال : وش قصدك ؟
سطّام : كأنه عصا عمي حمد
ضحكت ظبيه بصدمة وتوسعت عيون سلطان ، ابتسم سطّام يرجعه بسريره وينطق : أهج ؟
سحب سلطان عقاله ونطق : أنصحك
ضحك سطّام يهرب ولحقه سلطان ، مسكت ولدها ومشت تدخل وهي تضحك من كلام سطّام ، دخلت ووقفت اسرار تنطق : أرحبي يابنت عمي ومرحبا يا مطلق الصغير !
ابتسمت ظبيه تنطق : ارتاحي سوسو
حضّنتها اسرار ونطقت : مايصير عيب عليك أنتي ضيفتي شلون ارتاح
ظبيه ضحكت بخفه وقالت : يناس والبطن !!
اسرار : أحسدك ارتحتي
ظبيه ابتسمت وقالت : بس تعبت أسبوع والله
اسرار باست خدها ونطقت : بسم الله عليك وآخر أوجاعك
نزلت ظبيه مطلق بسريره على الكنب ومشت تنزل عبايتها وتشوف شكلها ، ابتسمت اسرار تصرخ : أمي أنا الصغار !!!
ضحكت ظبيه وقالت : توو زوجك يقول كأنه عصا جدي
توسعت عيونها بصدمة وقالت : حرام علييه !!
ظبيه ابتسمت تتقدم وتجلس وتنطق : تشوفين !
اسرار قبّلت راسه ورجعته بسريره ، زفرت بتوتر وقالت : أخاف من سنهم ذا أخاف عليهم
ظبيه ابتسمت وقالت : إذا جات وفاء وش بتسويين ؟
اسرار : بوديها لأمي وإذا كبرت رجعتها
ضحكت ظبيه وقالت : غبية !
اسرار : عاد السنتين الجايه بيطفشون أهلنا كل شوي تمايم وحفلات
ظبيه ابتسمت وقالت : منجد قبل شهرين سوينا تمايم شهرزاد بنت سلمان والحين مطلق وبعد شهر ان شاءالله مشبب ووفاء !
ضحكت اسرار بصدمة وقالت : وشهد حامل بعد !!
ظبيه : ايييه شهد بس تووها بالثالث
اسرار ابتسمت وقالت : كنت بحسدها بس تذكرت إني حملت بعد زواجي بقريب السنة
ظبيه توسعت عيونها وقالت بحدة : أنا اللي أحسدكم !
ضحكت اسرار ومدّت يدها تصّب قهوة لظبيه ، ألتفتت تمدّه لها وابتسمت ظبيه تأخذه ، سحبت اسرار وسادة صغيرة وثبتتها خلف ظهرها ونطقت : تصدقين ما سألت انفال على مين سمّت شهرزاد ؟
ظبيه ابتسمت وقالت : عاد أنا أموت فالعلوم رحت سألتها حتى عن رواف
اسرار ضحكت بسخرية وقالت : أعرفك والله
ظبيه : رواف اللي سمّاه سلمان وسمّاه على واحد من أخوياه متوفي
اسرار ميّلت شفايفها لثواني ونطقت : الله يرحمه
ظبيه : وانفال سمّت بنتها على أختها شهرزاد
اسرار توسعت عيونها بصدمة وقالت : أختها ؟ ماشفتها بالعزيمة حقتي لك أنتي وسلطان بعد زواجكم !
ظبيه هزت راسها بالايجاب وقالت : قلته لها وقالت لي ماقدرت تجي عندها فاينل
اسرار ابتسمت وقالت : أصغر من انفال ؟ واضح تعزّها
ظبيه : أكبر منها تدرس دكتوراه ومنفصلة عن زوجها تخيلي هي اللي خلعته !
اسرار ضحكت وقالت : بيبو وش العلوم ذي مابقيتي شيء صدق نقالة علوم درجة أولى !
ظبيه ابتسمت بفشلة وقالت : والله شوفي
ضحكت اسرار ورفعت عيونها على دخول عِقد ، ابتسموا يوقفون لها وصرخت تنطق : بيبو وزيتونه وحشتوني !
اسرار ابتسمت بسخرية تنطق : ولا كأننا شايفينك قبل كم يوم
حضّنت ظبيه تسلم عليها وتنطق : اسكتي أنتي
ضحكت اسرار وتقدمت عِقد تسلم عليها ، فسخت عبايتها الخضراء ومدّتها لخيرية ، جلست تضبط شكلها وتنطق : كشختي أوفر صح ؟
اسرار ابتسمت وقالت : حلوه مره بس فعلاً كثير على قهوة وغداء
ظبيه نطقت بحدة : الا والله أوفر !
عِقد : ترا لها سبب
ظبيه : وش ؟
عِقد اخذت نفس وقالت : مو العشاء عندي الليلة ؟ مابلحق أكشخ
اسرار تقدمت تحطّ الوسادة بحضّنها وقالت : شدعوة أطلبوه من مطعم
سكتت عِقد وتوسعت عيون ظبيه بصدمة وقالت : لا يكون مطلق مانعك !!
عِقد رفعت شعرها وقالت : للأسف !
اسرار : مستحيل مو صاحي ذا ! أنتي حامل طيب
ظبيه ضحكت بسخرية وقالت : نفسي طبخت عشاء عمي نهيّان وأنا بنهاية السابع واليوم الثاني ولدت
اسرار : اييه بس أنتي محد كان متوقع ولادتك بس عِقد وأنا خلاص على مشارف الثامن
عِقد : لا أنا لسى ببداية الأسبوع الثاني فيه
اسرار : بس حتى لو !
عِقد ابتسمت وقالت : وحجلطكم بعد قالي محد حيساعدك ويبى يشوف طبخي كيف !
اسرار ضحكت وقالت : أي طبخ ! أنتي فوتشيني وبشاميل واندومي بس ذا وش قاعد يهبد يبيك تطبخين مفطح ؟؟
عِقد رفعت حاجبها وقالت : حلو ماشاءالله حتى أنتي يا زيتونه تتمسخري عليا ؟ أوريكم لو أولد الليلة مايهم بس أهم حاجه أكسر عينكم !
ضحكت ظبيه وقالت : بكلمه يطلب..
قاطعتها عِقد وهي تقول : لا حطبخو أنا اش ينقصني بالله ؟
اسرار ابتسمت وقالت : خلاص بكيفك بس ترا نعيّن ونعاون
عِقد ابتسمت وقالت : والله أدري فيكم
ظبيه : ايوه متى تولدون بسرعه بشوف انتاجكم
اسرار صغّرت نظراتها وقالت : هممم ، ماحبيت شكلك تبين تطلعين حسرة سطّام ببنتي !
ظبيه : لا وين شدعوة
ضحكت عِقد وقالت : اش قال ؟
ظبيه : يقول لولدي كأنه عصا جدي حمد !!
صرخت عِقد تضحك وقالت : ورربي !!
ظبيه توسعت عيونها بصدمة وقالت : وش وربي ؟
شهقت توقف وتنطق بغضّب : ماشاءالله توافقينه ؟؟؟
ضحكت اسرار وقالت : بنات استهدوا بالله
مسحت عِقد دموعها وشهقت من رمت ظبيه عليها الوسادة ، ضحكت تهرب وظبيه وراها ، ضحكت اسرار ترفع مطلق بين يدينها وتنطق : شوف أمك كيف تأخذ حقك
ضحكت ظبيه من صرخت عِقد ، رفستها بخفه وقالت : اص بيجي مطلق يعّدي الحين
ارتفع صوته وهو يقول : ياولد وش العلم ؟؟
ضحكوا البنات كلهم ، ابتسمت ظبيه تمشي تشّيل مطلق وتتجه لأخوها ، ابتسم يشوفها جايه ونطق : أرحبي ياريحة أمي
ابتسمت تسلم عليه وتقبّل راسه ، ضحكت تمدّ يدها وتمسح روجها من على جبينه وتنطق : وش وقعك يأبوي ؟
مطلق ابتسم يشيّل سميّه وينطق : نسلم عليك يالظبي العفر
رفع سلطان حاجبة ونطق بحدة : ماشاءالله حشّم وجودي
ضحك مطلق وطلعت ظبيه لسلطان ، حضّن أكتافها ونطق : ماشفت أخوي اللي مايستحي وش قال عن سمّيك
ضحكت ظبيه وقالت : يالله كم بسمعها أنا اليوم ؟
مطلق ضحك وقال : علمني الهَاجس علمني
سلطان شهق يفلت أكتافها وينطق : ماشفتك قلت له شيء !
مطلق ابتسم وقال : وهو صادق
طارت عيونها بصدمة وقالت : تستهبل ؟
سلطان عضّ كتفها ونطق بحسرة : شفتي ؟ شفتي ماقلت لك لا نسمّي علييه !!
ضحك مطلق بسخرية وقال : وش السمّاوه ذي اللي بتذلوني عليها ولد أختي وراضي بأسمه انتوا وش لكم ؟
باس راس مطلق الصغير وحطّ بلفته مبلغ وقدره ، ابتسم سلطان وقال : كثر خيرك وجمايلك واجد يأبو مشبب
مطلق ابتسم وقال : ما أشطرك ترضيك الفلوس ؟
سلطان ضرب كتفه وقال : وشدخل فلوس لأختك وولدها وش لي منها ؟
ضحك مطلق يسلم على خشمه وينطق : لبى والله كبدك يأبو مطلق
ابتسم سلطان وتقدمت ظبيه تسلم على أخوها وتنطق : كثر خيرك يأبوي ونردها لك بالأفراح
مطلق ابتسم يقبّل جبينها وينطق : مابيننا شكر ولا رد جميل هذا حق وواجب علي يالظبي
ابتسمت تشيّل مطلق الصغير وتدخل ، دخلت للصالة ونطقت : بسم الله وين راحوا ؟
مشت بمطلق الصغير تشوف باب المرسم مفتوح وابتسمت تنطق : وش تسوون ؟
وقفت تشوفه فاضي وباب الحديقة اللي داخله مفتوح ، تقدمت تطلع للحديقة تشوفهم جالسين وسرير مطلق بينهم ، تقدمت تنزله فيه وتثبت اللهاية بمنطوقه ، جلست وقالت : ماشاءالله الحديقة ببيت سطّام غيييير عن كل البيوت
عِقد ابتسمت وقالت : وأنا بيتي بس نخل ومبسوطه فيه ودحين شوفي ! دخلت برأسي مليون ترليون فكره
ضحكت اسرار وقالت : قولوا ماشاءالله
ظبيه خزّتها وقالت : يشييينك قلته ترا
ضحكت وصدّت تترشف من قهوتها ، ألتفتت من نطقت عِقد : بس غريب مو هوا مايحُب أحد يخش المرسم حقو ؟
اسرار : الا
عِقد : طب ليش مو فاتح باب للحديقه الا منو ؟
اسرار ابتسمت وقالت : زوجي سايكو بس انتوا مافهمتوه
ظبيه رفعت عيونها وقالت : وش سايكو ذي بعد
عِقد نطقت بأستغراب : جد اش دخل سايكو ؟
اسرار : يحب يفرغ غضبّه باللي يدخل ولو كان داخل عشان الحديقه
عِقد شهقت بصدمة وقالت : مو صاحي !!
ظبيه : يعني متعمد ؟؟
ضحكت اسرار بسخرية وقالت : الله يشفيكم
سكتوا لثواني وأستوعبوا إنها لعبتها عليهم ، رفست ظبيه رجلها ونطقت : يوه يثقل الدم !!
ضحكت اسرار بصوت عالي وقالت : دمي ودمك واحد ياتيس
ضحكت عِقد وقالت : بس منجد زيتونه ليش ؟
اسرار : وش عرفني جيت البيت وتصميمه كذا
ضحكوا البنات وكملوا يتقهوون ويسولفون عن مختلف المواضيع ..
~ عند باب المقلط ~
دخل يمشي بهدوء ووصل للصالة ونطق : ياولد
ما وصله رد وكمل يدخل وماشاف أحد ، شناطهم على الكنب وعباياتهم معلقه بس مافيه أحد ، تقدمت خيرية من المطبخ ونطقت : ايوه بابا ؟
سطّام ألتفت لها وقال : وين اسرار ؟
خيرية رفعت كتوفها بعدم معرفة وقالت : أنا مافي شوف والله
هز راسه ومشى يرجع ولمح باب المرسم ، زفر بقرف ونطق بهمس : وش أسوي لها أنا ؟
ضرب الباب ونطق بحدة صوته الجهورّي : اسرار
فزّت برعب وقالت : وجع فجعني !
ضحكت ظبيه وقالت : بيفرغ غضبّه الحين على قولتك
ضحكت عِقد تضرب ظبيه وتنطق : شكلو والله
اسرار خزّتهم ومشت تدخل ، مسكت الباب وطلعت تقفله وراها ، حبست أنفاسها من قُربه ورفعت عيونها له ، كان أحد حاجبيه مرفوع ولسانه يدفع خده من الداخل ، ابتسمت ببراءة وقالت : من الحين كنا بالحديقه
سطّام : ياشيخه ؟
ضحكت برعب ودفعته عنها تنطق : وشفيك ؟ وبعدين ليش الجو حار !!
توسعت عيونه وقال بسخرية : الشتاء على الأبواب يا بِكر محمد ؟
رفعت عيونها له وقالت : وش تبي جاي الحين ؟
سطّام : العصر روح وين الغداء ؟
رفعت شعرها من على عينها ونطقت : كم الساعة ؟
سطّام ابتسم على جنب وقال بسخرية : ثلاث يأم وفاء الحمل أثر عليك ؟
توسعت عيونها بصدمة وقالت بتساؤل وهي تطالع رجولها : شلون مّر الوقت ؟
رفعت عيونها له وقالت : خلاص بنحضر الحين
فك أزرار ثوبه الأولى ونطق بحدة : عجلوا !
مشى يطلع من عندها ، زفرت بغضّب وقالت : صاير حلو ولا أنا صايره خفيفه ؟؟
مشت تنادي خيرية ودخلوا سوا للمقلط ، مشت تقفل الباب بينهم وبين الرجال وبدأت تحضر الأكل مع خيرية ، خلصت بوقت وجيز ودقت الباب ، فهم سطّام ووقف ينزل شماغه على الكنب وينطق : حياكم الله يارجال
وقفوا سلطان ومطلق وضاحي وحمد ونطقوا بصوت واحد " الله يحييك " ، مشوا كلهم وفتح سطّام الباب ، كان واقف بطوله لأجل يتأكد من عدم وجودها بالمكان ، ابتسمت ترفع عيونها له وتنطق : لحظة بس
سطّام آشر لها وقال : أدخلي أنا أسويه
هزت راسها وقامت توقف تمشي له ، مسكت فكه ورفعت رجولها له تقبّل خده قريب من منطوقه ، ابتسمت تعضّ شفايفها لثواني وتنطق : شكلي متوحمه عليك ولا أنت صاير حلو !
كان واقف مصدوم من فعلتها والرجال خلفه ، صعب يردّهم للمجلس لأجل يلبي طلب قلبه وصعب يردّها لأجل عقله وعزمه وهيبته بالمجالس وبين الرجال ، أبعدت عنه ومشت تركض وقفلت باب الفاصل بين الصالة وبين المقلط ، ألتفت بصعوبة وترك الباب ودخلوا كلهم ، جلس ضاحي بجانب مطلق ونطق : حمد ناشب لي شلون أصرفه ؟
لفّ له وابتسم ينطق : ليه ؟
ضاحي : علق على الشقراء أكثر مني
ضحك مطلق ورفع كُمه يسمي وينطق : أكل أكل محلوله ان شاءالله
زفر ضاحي بقلق ورفع أكمامه ، رفع سطّام الصينية الخاصة بـ حمد له ، ابتسم بوسع ثغره ونطق : جعل أبوها الجنة مانست جدها
ابتسم سطّام وهمس بـ " امين " ، تقدم سطّام على الصحن ونطق : سمّوا بالله
تقدموا كلهم للصحن يأكلون ويتناقشون ببعض المواضيع اللي حصلت بحكم أن ثلاثتهم بنفس الشركة ، عكس ضاحي اللي فوق الحوسة اللي تجول بمخه أنشغل زود بسالفة أزهار ، ماينكر أنه حارب فترة طويلة لأجل ينساها ويركز بشغله لكنه مشتاق ، مشتاق لأنثى سلبته كل مشاعره وعقله وتفكيره بكم نظرة وكم كلمة ، ماكان يؤمن بالحب والحبيب من النظرات الأولى لكن بعد الموقف أجزم إنه واقع لها من نظرة ، الأكيد إن هوجاسه بالسنين اللي مضّت بأنثى شقراء ساهمت بالموضوع وجعلته يقع بسهولة ، بعض الأحيان ننكر شعور النظرة الأولى ونكذّب الأقوال اللي تنقال فيها ، لكن بلحظة تُمر بحياتنا نكتشف فعلاً أن الحُب من أول نظرة موجود ، والمشاعر ماعمرها تحددت من طول السنين والعشرة ، البعض حّب لـ سبع سنين وكانت نهاياتهم انفصال ، والبعض الآخر هَوى وعشق من نظرة وحدة وتحددت مشاعره للطرف الآخر ، غمض عينيه يفكر فيها ويتذكر تفاصيلها ، غمض كل حواسه سامح لطيفها يعبر من أمامه ، يمكن يروي ظمأ شعوره من زولها في خياله ، فتح عيونه وسرعان ما أختفت من أمامه زفر بضيق وكمل يأكل تاره يسمع سواليفهم ومواقفهم وتاره ثانية يرجع يهوجس فيها ..
~ قصر نهيّان ، الجبيّل ~
جالسين حول الطاولة ويتغدون ، صوت ضرب الملاعق على الصحون وأصوات المضغ كانت هي سيدة الموقف ، رفع نهيّان عيونه لسلمان ونطق : وش سوى ضاحي بالشركة ؟
سلمان ابتسم وقال : كل علمٍ طيب ويجمل
نهيّان ابتسم وقال : ماخابني ولد مشبب
سلمان : رجال قول وفعل
ريم زفرت بضيق من طاريه ، هي تخاف من كل رجل أصله يرجع لـ آل يزيد ، وتشوف موضوعه كل ما أنفتح يحصل شيء ماهو بطيب ، كملت تأكل ووقفت من سمعت نهيّان يقول : طالت السالفة يالريم وش رد بنتك ؟
رفعت عيونها بصدمة وقالت : اش قصدك ؟
نهيّان : أنتي أدرى
زفرت بتوتر واضطرت تكذب وقالت : رفضت طبعًا
نهيّان ابتسم يمسح فمه بالمنديل وينطق : ماهيب مشكلة أنا بكلمها
ريم : ماتضغط عليها
نهيّان : ولا ضغط ولا شيء بشوف ليه رفضته
هذام ألتفت لسلمان ونطق : وش اللي حاصل ؟
سلمان رفع كتوفه بعدم معرفة وقال : مدري
هذام رفع حاجبة وقال : سلمان !
سلمان ألتفت له ونطق : وربي مدري
انفال مسكت يد ريم ونطقت : وش صاير ؟
ريم ابتسمت وقالت : ولا شيء بالعافية عليكم
قامت توقف وتمشي من عندهم ، وقف هذام وألتفت سلمان له ونطق : أقل شيء أنت أكل
هذام ابتسم وقال : كثر خيركم بنطلع أنا والعسل
شهد وقفت ونطقت : نشوفكم الليلة ؟
انفال ابتسمت وقالت : انبسطوا
ألتفتت تأكل رواف وتنطق : شوشو نايمه ؟
سلمان : مدري تبيني أروح أشوفها
هزت راسها وابتسم يقوم ، طلع لغرفتهم وفتح بابها بهدوء ، ابتسم يشوفها صاحية وترفس برجولها الهواء بهدوء ، تقدم يقبّل راسها وينطق : ملكة أبوها وتاج على راسه
رفعها ومشى ينسدح معها ، كان متوقعها تماطل وترفض النوم لكنها أول ماشعرت بحضّن أبوها نامت ، سحب الغطاء برجوله يغطيها بشكل كويس ، قبّل راسها وسرعان ماغفى معها ..
~ عند المدخل ~
مسكت ذراعه ومشت تطلع معه ، ركبوا سيارتهم ونطق هذام : بادل وأنتي حامل
شهد ربطت حزامها ونطقت : الله ! ترا بالشهر الثالث أقدر ألعب
هذام ابتسم وقال : إذا خسرتي لا تتعذرين ببطنك
ضحكت شهد وقالت : تعجبني الثقة يالمغرور
هذام : ثقة بمحلها
شهد ضحكت بحماس وقالت : الله يعجل بخسارتك
ضحك بصوت عالي وقال : سنوات وأنا ألعب بادل آخر حياتي تفوز علي بنت وحامل بعد
شهد ابتسمت وقالت : بتخسر بتخسر وقف هياط
هذام سحب كفها يقبّله وينطق : شفنا بآخر تحدي مين هايط ومين فاز عسولتي
سحبت كفها وكشرت بغضّب ، ابتسم وقال : ايه روقينا
كمل طريقه للبادل الخاص فيه ونزل من السيارة ، مشى يفتح لها الباب ونزلت معه ، دخلوا وشغل هذام المراوح والأنوار ، رمى الكور فالملعب وسحب المضارب وتقدم لها ، مسكت المضرب ونطقت : عطني اللي معك
هذام سحبه لحضّنه وقال : معليش حقي ذا
شهد زفرت بغضّب وقالت : يالدلوع ذا ثقيل
سحب المضرب اللي معها وضحك يقول : أنتي والله الدلوعه نفس ثقل حقي بس تدورين الأعذار
سحبت المضرب منه ومشت ترفع شعرها ، ابتسم يضرب أول كوره وصدّتها شهد علطول ، مشى يضربها مره ثانية وكان لعبها ممتاز جدًا ، ابتسم وقال : ترا مالعبنا على الثقيل
شهد ضربت الكوره ونطقت : يارجال ماعندك سالفة
هذام ضرب الكوره ونطق : صديّها
ركضت شهد وضربتها ، توسعت عيونه من التصدّي حقها لدرجة أنها سجلت نقطة عليه وهو لسى ما أستوعب ، صرخت بفرح وقالت : وشفيك صنمت ألعب
زفر بتوتر ومشى يجيب الكوره ، رفعها بالسماء وضربها بالمضرب وركضت شهد تضربها وترجعها لحدود ملعبه ، ضربها ونطق : طلعتي لعيبه ؟
شهد ابتسمت وقالت : لا تسخر من قيمة خصمك يالمغرور ممكن تربح مره ومره تنهزم شّر هزيمة
ضرب الكوره ونطق : ما أحب السوالف وقت اللعب ألعبي
ضحكت وضربت الكوره بقوة وشطفته من جانبه ، ماقدر يلحق يرفع مضربه وسجلت النقطة الثانية ، ابتسم يلبس الكاب على راسه ويشّد على مضربه ، ضرب الكوره وقفزت شهد لكنها مالحقت وسجل أول النقاط عليها ، زفرت بغضّب وقالت : مازلت متقدمه
صرخ هذام بحدة صوته وقال : ألعبي قلنا !!
رفعت الكوره وضربتها بحسرة النقطة اللي تسجلت عليها وحسرة رفع صوته ، لكنه صدّها ورجعت لها بشكل أقوى ، ضربتها ترجعها له وتسجل عليه ثالث نقطة ، ابتسم يتقدم ويأخذ الكره وينطق : كم كم ؟
شهد رفعت شعرها بعصبية عن وجهها ونطقت : أصبر ربطتي أنقطعت !
هذام : اتركيه كذا أحلى
مشت تتقدم له ، رفعت رجولها وانحنى هذام يحاوط خصرها ، لفّت وجهها عنه ونطقت : اوها يالمغرور أبي الكاب !
قبّل كتفها وهو يضحك وقال : خذيه
أخذته ولبسته على راسها ، ابتسمت تنحني على الشباك وتنطق : ثلاثه واحد ؟ وش المستوى النايم ذا
هذام ابتسم يمسح وجهه وشنبه وينطق : خلصيني كم كم ؟
شهد : الفوز من كم قصدك ؟
هز راسه بالايجاب وكملت شهد تقول : عشرة
هذام : ودي نطولها شوي إلا إذا أنتي تعبانه
شهد مسكت بطنها وقالت : لا عادي ما أسوي جهد اساسًا
هذام : خمسة وعشرين ؟
شهد زفرت وقالت : تمام
مسك الكوره يرفعها ويضرب لجهتها ، مشت تركض وصدّتها بصعوبة ، صرخت وقالت : كييف صديتها ذي !!
هذام ابتسم يرجعها لها وينطق : قوية عسولتي قويية بالحيّل
ابتسمت وسجل فيها نقطة ، شهقت بقوة وقالت : ياقذر ! تمدح عشان تسجل
هذام ابتسم وقال : صدفت معي وشكلي بغرقك مدح وبجي أبوسك بعد !
عضّت شفايفها تشيل الكوره وتضربها ، صدّها هذام ومشت تركض تصدّها ، صدّها وصدّتها ، ظلوا على هالحال لمدة طويلة بدون تسجيل أي نقاط ، سجل هذام نقطته الثالثة ونطق : نوقف على التعادل ؟
شهد هزت راسها بنفي وقالت : لا طبعًا !
ابتسم يشّد وبدأ يتعداها بالنقاط ، كان يلعب بشكل خفيف لأجل يسمح لها تتعداه لكن مستواها هبط فجأة ، وصارت ماتسجل بس تصدّ وتصدّيها قوي ، بدأ اللعب الثقيل وفعلاً وصل للنقطة الخامسة والعشرين وهي مازالت بنقاطها الثلاث ، غربت الشمس ورمت شهد المضرب بغضّب وقالت : كنت متعمد تلعب بهدوء عشان تهلكني وتضغط علي بالنهاية ؟؟
ابتسم هذام وقال : ليه مافهمتيها طيب ؟
رمت الكاب على صدره ونطقت بحدة : أسلوب لعبك قذر بشكل ماتتخيله !!
هذام تقدم لها ودفعته تنطق بغضّب : جشع ومغرور وأناني وش بيضّرك لو سمحت لي أفوز ؟ تتشبع بزعلي ولا كيف !
رفع حاجبة وقال بصدمة : شهد تسمعين وش تقولين ؟؟
شهد مسحت دموعها بعنّف وقالت : أبعد مني يالمغرور
تقدم يمسكها وينطق : وش هالحكي ؟ أنا لعبت وفزت ليه ما تتقبلين وتباركين لي ؟ وبعدين وش الزعل ذا والكلام اللي يشوفك يقول السالفة مراكز وجوائز !
شهد دفعته ورجعت بخطواتها ونطقت : كنت مبسوطه بس ألا تنكد علي !
نزلت دموعها وركضت تسحب شنطتها ومشت تطلع من الملعب ، مسك راسه بدهشة ، ماتوقع تنحني الأمور وتأخذ هالمجرى أبدًا ، عضّ شفايفه وضحك بصدمة ينطق : خيرًا تعمل شرًا تلقى !
مشى يشيل شنطته ويرفع المضارب ويجمع الكور ، قفل المراوح والأنوار ومشى يطلع ، وقف بصدمة من أختفت وماكان لها أثر ، يدري مالها أحد هنا فالشرقية ، خوالها كلهم يقطنون بالرياض وأمها متواجده بالجبيّل بس بمكان بعيد جدًا ، مشى يركض لخلف الملعب وماشافها ، صرخ بأسمها مرات عدة لكن ماكان من طرفها جواب ، شّد على شعره ونطق بتوتر : وين رحتي يا شهد ويين !!
هذام ما تعود يحمل مسؤولية أبدًا ، كان طول عمره تحت يدين أمه وتربى على يدينها ، وبعد فقدانها حضّنه نهيّان ولا حسّ بفقدها ، كان الأخ الأوسط والغير مبالي للأمور ، زفر بضيق وصار يتلفت يمين ويسار ، ركض لغرفة السكيورتي ووقف مصطفى ينطق : أهلين يا باشا
هذام نطق بتوتر : هلا هلا مصطفى شلونك ؟
مصطفى : حمدلله يارب
هذام : ولا عليك آمر أبي أشوف الكاميرات غظ ظ. ^ ظ
مصطفى تغيرت ملامح وجهه ونطق : والله مقدرش حضرتك
هذام رفع حاجبة وقال : تستهبل ؟؟ مرتي ضايعه وأنت تقول ما أقدر !!
مصطفى : لو سمحت ياسيدي ماتصعبهاش علي
مسح وجهه وشنبه ومشى يطلع وهو يسفّل في مصطفى ، مشى يركض راجع للسيارة وألتفت حولها ، وقف وسحب جواله يتصل بسلمان اللي بسابع نومة ، ماوصله رد وعضّ شفايفه بتوتر ينطق : بنجلط بنجلط !
نزل يدور رقم سطّام ودق عليه علطول ..
~ بيت سطّام ، الرياض ~
قفل باب بيته بعد خروج ضيفانه ومشى يدخل ، دخل يده بجيب ثوبه من سمع جواله يدق ، رفعه يشوف رقم هذام زفر ونطق : الله يستر
رد علطول على هذام ونطق : هلا هذام ؟
هذام تكلم بتوتر شديد : سطّام تكفى تكفى
طارت عيونه بصدمة وقال بحدة : وشفييك !!
هذام بلع ريقه ونطق : شهد يا أخوي
سطّام صرخ فيه وقال : هذام وشفيك تبلع الكلام ! تكلم بسرعة وشفيها شهد ؟؟
هذام طاح يبكي ونطق بحدة : لا تصارخ علي طيب !!
أنفلت الجوال من يده أثر رجفته ، لأول مره يشيل مسؤولية مثل كذا وهو ماكان مهيأ نفسيًا ومستعد لها ، كان سطّام يصرخ يبي جواب لكن ماكان يسمع الا شهقات هذام والرعب اللي هو قاعد يعيشيه ، ركضت اسرار من سمعت صوته المرتفع ونطقت : بِكر نهيّان سلامات !
سطّام اخذ نفس ونطق : طولك ياروح ، هذااام !
رفع جواله ومسح طرف خشمه ينطق : سطّام تعال تكفى يا سطّام مادري وين أروح وخايف أول مره أحس بشعور مثل كذا دايم كنتوا انتوا تساندوني
سطّام نطق بجدية : هذام وين سلمان ؟
هذام صرخ وقال : أدق عليه ولا يرد علي
سطّام : طيب اهدأ يولدي اهدأ ، بالهون على نفسك
سكن هذام ونطق سطّام : وينك ؟
هذام : قدام النوادي حقتنا
سطّام : حلو ووين شهد ؟
هذام عضّ شفايفه ونطق : مدري
سطّام : هذام شلون ماتدري ؟ وين حَرمك !
هذام شّد على شعره ونطق : أول مره أضيع بني آدم كنت بين مكوناتي وطبخاتي وإذا ضاع شيء أنتهي سطّام كذا كثيير علي
سطّام ابتسم وقال : وين كنتوا طيب ؟
هذام زفر بضيق وقال : كنا نلعب سوا وطلعت معصبة ولحقتها علطول ولمن طلعت ماحصلتها !
سطّام : أنت عارف محد يدخل النوادي الا بتصريح ؟
يا الله كيف هدأت روحه بعد كلمة سطّام ، فعليًا تأكد إنه أتصل على الشخص الصح ، ابتسم وقال : ايه أدري
سطّام ابتسم وقال : حبيب قلبي أنت ، الحين أطلع للبوابات وشوف هي موجودة ولا لا
هز راسه ومشى يركض وهو ينطق : سطّام لا تخليني
سطّام جلس على كنب المجلس ونطق : معك ياعين سطّام معك
جلست اسرار بجانبه تشوف حنيّته حتى على أخوانه ، ياكبره بعيونها الحين وياكثره بفؤادها ، شّدت على ذراعه ونطقت : أجيب لك مويه ؟
هز راسه بالايجاب ووقفت تمشي للطاولة ، سكبت من الجيك ماء له ومشت تمدّه له ، أخذه وشربه دفعة وحده ، أخذت الكوب منه ونطقت : وش صاير ؟
سطّام أبعد الجوال عنه ونطق : هذام الضايع مضيع شهد
ابتسمت بلطف شديد ونطقت : أبوي هو
سطّام كشر بملامحه ونطق : أنا أبوك بس
ضحكت تضرب صدره وتنطق : أبو بنتي وشو له تبي تصير أبوي !
سطّام سحب رأسها لحضّنه يقبّله وينطق : لأنك بنتي الأولى يا اسرار
ضحكت تحتضّنه وابتسم وسرعان مانطق : والله معك
هذام : ماحصلتها
سطّام : طيب وش كان أسم العامل ؟
هذام صرخ بغضّب وقال : الكلب مايبي يوريني الكاميرات !
سطّام رفع حاجبة وقال : عطه الجوال أكلمه محد وظفه الا أنا
هذام هز راسه بالايجاب ومشى يركض للمكتب السكيورتي ، وصل ودق الباب وطلع مصطفى ، مدّ له الجوال وهو ساكت وأستغرب مصطفى يأخذه منه وينطق : ايوه ؟
سطّام صرخ بحدة وقال : قسم بالله لو ماتعطيه لقطات الكاميرات لا أشيلك من مكانك وقول سطّام ماقال !
أرتعش بدنه ومشى يركض ووراه هذام يضحك ومبسوط ، نطق لسطّام : أحبك تدري ؟
سطّام ابتسم وقال : معك طمني
هز راسه يلتفت لشغل مصطفى اللي واضح إنه مرتبك ، والحقيقة أن له أشهر مايسجل الكاميرات رغم صلاحيتها للاستخدام ، لكن كان متكاسل ولمن تصير أشياء يتعذر بخصوصية المكان ، هذام زفر بقرف ونطق : أعجل وشفيك !
مصطفى عضّ شفايفه ونطق بذّل : يا باشا أرجوك سامحني
هذام ميّل راسه ونطق : لا تكون ماسجلت ؟
مصطفى هز راسه بالايجاب وطلع هذام وتوسعت عيونه من شاف النور الأحمر شغال دليل واضح إنها شغاله بس ماكانت مرتبطه بالجهاز ، نطق بحدة : سطّام ما سجل شيء
سطّام ابتسم بسخرية وقال : سلامات ؟ وش وظيفته أجل ؟ ليه يأخذ راتب ذا !
هذام زفر بضيق وقال : سطّام تكفى وش أسوي !!
سطّام زفر بغضّب وقال : أتصلت عليها ؟
هذام ضحك بصدمة ونطق : لا !!
سطّام : برافو عليك كل هالدوشه وأخر شيء طلعت ما أتصلت فيها ؟؟
هذام : بقفل أصبر
سطّام ابتسم وقال : خذ راحتك
قفل علطول وضغط على رقمها يتصل فيها ، أخذ نفس وفزّ من سمع صوت جوالها قريب من سيارته ، مشى يركض متجه لباب الراكب ولقى الشنطة معلقه على مراية السيارة ، سحبها وفتحه يشوف جميع أغراضها موجودة ، ألتفت علطول من سمعها وراه تنطق : ناوي تتركني هنا يالمغرور ؟
شهقت بصدمة من سحبها له يحتضّنها ، عضّت شفايفها السُفلية لثواني ونطقت : وشفيك ؟
هذام ضرب كتفها بخفه ونطق : ياللي ماتخافين الله لي ساعة أركض وخايف عليك ويين رحتي ؟؟
شهد أبعدت عنه ونطقت بسخرية : بالحمام
هذام ضحك بصدمة من هّول الموقف والدراما اللي هو سواها بدون فايدة ، ضرب باب سيارته ونطق : آخ كله عشاني مو متعود على المسؤولية ولمن وقعت علي ووجب أني أكون مسؤول ، انفجعت
ضحكت شهد ومشت تضّمه وتنطق : غبي !
حاوطها يقبّل كتفها وينطق : خوفتيني عليك والله خوفتيني
شهد : أسفه أنا بعد شوي حسيت بالانفعال وركضت للحمامات بدون ما أعلمك
هذام قبّل راسها وأبعد ينطق : حصل خير وتعلمت درسي
فتح لها الباب ومشت تركب بعد ما أخذت شنطتها ، قفله ومشى يرفع جواله من شاف إتصال سطّام ، رد علطول ونطق : طلعت بالحمام
ضحك سطّام وقال : شفت ماكان له داعي ذا كله !
هذام : أول مره أنحط بموقف كذا وشلون تبيني أتصرف ؟
سطّام : حتى ولو هذام ضروري بكل موقف تجابهه تكون مستعد وأهم شيء تكون راكد ، فهمتني ؟
هذام هز راسه بالايجاب وكأن سطّام يشوفه ونطق : فهمتك ماقصرت يأبو نهيّان !
سطّام ابتسم وقال : ولا بيجي مني قصور لأجلك
هذام ابتسم وقال : سندي
سطّام ابتسم بوسع ثغره ونطق : سلمني عليك
هذام فتح باب سيارته ونطق : في أمان الله
قفل الجوال وركب سيارته ، ألتفت وابتسم يشوفها نايمه بعمق ، يمكن مع التوتر والدموع والحمل تعبت وأهلكت نفسها ، مدّ ذراعه لها ينزل مرتبتها لأجل ترتاح ، رفع نفسه وشغل سيارته ومشى يبتعد على النوادي متجه لقصر نهيّان ..
~ بيت ضاحي ، الرياض ~
يتأمل مغيب الشمس ويسمع أصوات المؤذنين معلنين دخول وقت صلاة المغرب ، زفر بضيق وقال : ضويّحي مره وحدة جرب وخلاص فك عمرك !
رفع جواله تزامنًا مع رفعة حاجبة بغضّب ، قلب كثير لحّد ماحصل رقم سنجار ورفعه معلن أتصاله عليه ، أخذ ثواني طويله وبدأ يتوتر لكن أنحبس نفسه من نطقت بالسماعة : الو
شّد على جواله ووقف على رجوله علطول وقال : وين أخوك ؟
أزهار رفعت عيونها تشوف سنجار داخل ونطقت : كيف عرفت أني أخت..
قاطعها ضاحي بتوتر ونطق : أدري به عزابي وأدري بك أخته
كان يسمع صدى صوته وهو يقولها " مين " ويسمع ردها القريب من روحه وهي تقول " ما أعرف " سحب سنجار الجوال وسرعان ما نطق بعد قراءة الأسم : أرحب يأبو مشبب !
ابتسم ضاحي وقال : سلمه سلام عليكم
سنجار نطق بأبتسامة عريضة : عليكم السلام يهلا !
ضاحي : عسى ما أزعجتك ؟
سنجار جلس على الكنب ونطق : افا عليك والله ، أي إزعاج وأي خرابيط ؟
ضاحي ابتسم بتوتر وقال : أجل أنا مستعجل وأدري أن الموضوع ذا مفروض يكون وجه لوجه لكن وش يجيبني لجدة ؟
سنجار ضحك بخفه وقال : معليك عطني علمك وعساني أقدر أخدمك
ضاحي : بنجيكم قريب طالبين القرب
سنجار ابتسم بوسع ثغره ونطق : يالله حييّهم ! من اللي بالخاطر ؟
ضاحي ابتسم وقرر ينقل له العلم بالقصيّد ، أن فهمه سنجار وعطاه الموافقة كان بها وأن حصل شيء ورفضه يكون برده ذا ما أحرج نفسه ، نطق بجدية وهو يقول :
فالصحى وفالحلم يالقريب البعيد
‏والله أن ضلوعي غدت للزهر مشتل !
11
والله أن النظرة الأولى ذنب وكيد
قالوا حلال بس عقبها غديت منشل
‏دقيت يالضابط وأنتظر علمك الأكيد
‏لاتردني خايب وتهدم الحلم والمستقبل
-
ابتسم سنجار ونطق : صح لسانك ، أنتظر العلم يأبو مشبب
ابتسم ضاحي يوقف وينطق : صح بدنك ودعناك الله
قفل الجوال وزفر بتوتر ومشى يركب سيارته ، مايدري وين وجهته لكن ضروري ينفرد بنفسه وبأفكاره ..
~ بيت ريم ، جِدة ~
نزل البريهه من على راسه ورمى جواله على الطاولة ، رفع عيونه لها ونطق : أزهار
أزهار رفعت عيونها وشافته يأشر لها ، وقفت مسلسلها ومشت له وقالت : أشبك ؟
سنجار زفر بغضّب وقال : وش بينك وبين ضاحي ؟
تأكدت لها عصبيته من تغير لهجته ، جلست بجانبه ونطقت : لحظة ! مين ؟
سنجار فرك بين حاجبيه ونطق بحدة : لا تلعبين علي وتتلفين أعصابي شفتك تركضين للجوال وتردين علطول مع أنها ماهي عوايدك !!
عضّت شفايفها بتوتر ونطقت : ما أعرفو تستهبل سنجار !
سنجار : الولد جاي قريب بيخطبك
أزهار ضحكت بسخرية وقالت : تستهبل صح ؟
سنجار رفع عيونه لها وقال : أتكلم جد !
أزهار : حلو تمام بس أنت تعرف أني أحب أمجد صح ولا لا ؟
سنجار رفع نبرته ونطق : والتبن بأمجد لك سنين تطرينه ولا لمحته يقرب من عتبة بابنا !
أزهار شّدت على الوساده اللي جنبها ونطقت : طيب يدرس الولد !
سنجار نطق بغضّب : أقول ! قسم بالله لو جاء ضاحي قبله أن أوافق عليه وتنزوجين وتشوفين حياتك ، سامعه ؟
هزت راسها بالايجاب وسرعان ما أنهمرت دموعها ، وقف يسحب جواله ويلبس البريهه ويطلع من عندها ، ظلت ساكنه بمكانها وتبكي بصدمة ، مين هو ضاحي اللي فجأة قرر يخطبها ، كان هالسؤال يجول داخلها لمدة طويلة لحّد ما سأمت  من أرهاق التفكير والدموع ، وقفت تمشي لغرفتها ، دخلت وجلست على التسريحه وبدأت تلفّ شعرها الأشقر ذو الخصلات الذهبية بالبوكل قدامها ، تحب الجمال والأناقه ولو ما بتخرج مكان ، رفعت جوالها وضغطت على رقمه تنتظر منه جواب لكن للأسف ، غمضت عيونها تحسّ بحرارة دموعها وفتحتها تدخل الواتس ، من كثرة دموعها أختارت تسجل فويس لأنها ماكانت تشوف كويس ، كانت تتكلم بحسرة وهي ترسل له وتقول : أهلين أمجد شخبارك ان شاءالله كويس ؟ أمجد فينك قاطع لا تسأل عني ولا تتصل فيني وحشتني مره ! ماحبيت أنقل الخبر لك بهالطريقه لكن أتصلت وماشفتك تسارع عشان ترد عليّا ، أمجد حيجيني خُطاب نهاية الأسبوع ازا فتحت رسالتي قبلها أتمنى تجي وتخطُبني من عند أخواني لأنو طاقتي صفر ومستحيل أقدر أجابه الخُطاب وأرفضهم ..
أحرقت الغصه حلقها ، عضّت شفايفها تقفل الفويس وتشوف الصح الواحد بجانبه ، قفلت جوالها وغمضت عيونها تبكي بحرقة على اللي قاعد يصير لها ، هي ما أنتظرت شوي لأجل تتأكد من الصح الثاني فالواتس ، للأسف ظَلت رسالتها الصوتية بـ صح واحد أثر عدم وجودها في قائمة إتصالات أمجد اللي حضرها من مُدة طويلة ، كانت تبكي بشكل مرعب وتعصر تفكيرها لأجل توصل للشخص اللي بيخطبها قريب ، شخص ماكان لها أي أدنى فكره عنه ، هي ما سألت عن أسمه وقت شافها بقصر نهيّان وعدم سؤالها تركها في دوامة ضخمة لأجل تعرف هالشخص مين ..
~ بيت سلطان ، الرياض ~
تشوف الظبي الصغيره نايمه بجانب ولدها مطلق ، قفلت كتابها اللي تقرأه وسحبت جوالها تصورهم وهي تضحك من لُطف منظرهم ، أرسلته على سلطان وقفلت جوالها ، مشت ترفع مطلق وتحطّه بسريره ، زفرت تجلس وتنطق : الناس الطبيعه حيوانها الأليف قطو وأنا غزال !
ميّلت راسها تشوف جوالها وصوت الرسالة اللي صدرت منه ، رفعته وضحكت من شافت رده وقت كتب " أقول أبعديه عنها لا تدعسه الحين ما حن ناقصين يصغر زيادة " ، مسحت دموعها وكتبت :
عزاي لولدي حتى أنت يا أبوه تتنمر عليه !
قفلت جوالها ومشت تصّب لها قهوة المغرب ، بفنجالين لها وله بحكم أنها تنتظر رجعته بعد انتهاء عمله ، دخل سلطان للبيت ونطق : وين أم مطلق والشيخ مطلق ؟
ابتسمت ترفع صوتها وتنطق : تعال هنا
دخل سلطان وابتسم يتقدم لها ويقبّل راسها ، جلس وشال مطلق الصغير بيده ونطق : الله يكبرك ياولدي
ضحكت بصدمة تضربه على ذراعه وتنطق : سلطااان !
ضحك يقبّل راس ولده وينطق : والله خايف عليه
ظبيه نطقت بغضّب : خاف من ربك والتنمر !!
ابتسم سلطان يرجعه بسريره وينطق : وش صار على العزمي ؟
ظبيه : فيه دام مطلق ماقال شيء يعني فيه
سلطان : حلو متى وقتها ؟
ظبيه : مفروض نكون هناك قبل أذان العشاء
سلطان ابتسم وقال : أجل ببدل ملابسي وأنتي اجهزي
هزت راسها ومشت تأخذ مطلق الصغير وتطلع مع سلطان لغرفتهم ..
~ بيت مطلق ~
كل شيء جاهز للتمايم الخاصه بـ بِكر سلطان وظبيه ، تحت أشراف عِقد وتركيزها على كل تفصيله صغيرة كانت أو كبيرة ، ابتسمت بإعجاب ونطقت : كل شيء بمكانو !
مشى مطلق يعجّل بخطواته وما أنتبه لوجودها ، طلع الفلوس من جيبه ورتبها بهديته وابتسم يوقف ويطلع من عندها ، كانت بتتكلم بس ماحبت تشغله خصوصًا إنهم سمعوا أصوات سيارات برا البيت ، كانوا كلهم متواجدين ماعدا سلمان وانفال وهذام وشهد ، نزل نهيّان وريم من السيارة ومشوا يدخلون ، تقدم مطلق يرحب ويساعد نهيّان يصعد الدرج ، ابتسم نهيّان ونطق : الله يسلمك ياسمّي الغالي وعقبال شوف ولدك
مطلق ابتسم ونطق : اللهم امين
دخلوا للداخل وتوجهت ريم لمدخل الحريم ، دخلت وتقدمت عِقد تسلم عليها وتساعدها بالأغراض والهدايا اللي جابها نهيّان لحفيده مطلق ، نزلتها ونطقت : ارتاحي ياخاله
مشت ريم تجلس وألتفتت عِقد لأسرار وظبيه اللي دخلوا سوا ، ابتسمت تشيل معهم سلات القهوة والشاهي ونطقت : عهدنا قريب
ابتسمت اسرار ونطقت : عهدك مايزال يا خلّف أهلي
دخلت ظبيه وسلمت على ريم ونطقت : يالله حييّهم حمدلله جيتوا
ابتسمت ريم وقالت : نهيّان حلف مايفوتو !
ضحكت ظبيه ونطقت : أزين ماسوا
ريم : والله صادقه
تقدمت اسرار ونطقت : أمي
ابتسمت ريم توقف وتحتضّنها بشّدة ، ابتسمت اسرار تحاوطها وتنطق : ياعساني أموت مافقدت هالحضن
ابتسمت ريم تقبّل خدها وتنطق : أسم الله عليكي يابنتي
اسرار : ايه شخباركم ؟
ريم ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : شخبار حفيدتي ؟
ابتسمت اسرار تنزل عيونها لبطنها وتنطق : والله قريب جدًا
ريم ابتسمت وقالت : الله ييسر لك يا أمي
اسرار جلست بجانب أمها ونطقت : كيف البنات ؟
ريم : أتصلت أزهار قبل شويا وحكت لي حاجات كنت خايفه منها
اسرار ميّلت راسها بتوتر ونطقت : بسم الله زي أيش ؟
ريم زفرت بغضّب وقالت بهمس : خوفي تسمعنا ظبيه
رفعت حاجبها بعدم فهم ، تعز أمها وهذا أكيد لكن مستحيل تسمح بكلام عن ظبيه خصوص أنها عاشت معها طول حياتها ، رجعت تناظر أمها ونطقت : وش صاير ؟
ريم : بعدين
زفرت بتوتر عرق فضولها طق وألا تعرف وش الموضوع ، رفعت عيونها تشوف ظبيه ترضع مطلق الصغير ، شّدت على ذراعها ونطقت تحت انفاسها : الله يستر !
توسعت عيونها بصدمة من ألم داهمها ببطنها ، عضّت شفايفها ووقفت علطول ، لفّت ظبيه لها ونطقت : بنت ! شفيك ؟
رفعت ريم عيونها ونطقت : بسم الله عليكي تعالي !!
اسرار هزت راسها بنفي وقالت بأبتسامة : مافيه شيء اهدأوا
مشت للحمام ووقفت ظبيه معها ، وقفت عند المرايه تتنفس بسرعة وتحاول تنظم تنفسها ، لفّت لمجيء ظبيه وضحكت تنطق : ياخوافه
ظبيه : تستهبلين أكيد بخاف ، أختي !
ابتسمت اسرار بوسع ثغرها من المسمى اللي أطلقته ظبيه ، مشت تضّمها وتنطق : معليك بنتي مو مستعجلة مثل ولدك
ظبيه ضحكت بسخرية وقالت : صرت أخاف أحد يجيب طاريه من التنمر الله حسيبهم
ضحكت اسرار وعضّت شفايفها بألم ، زفرته ونطقت : نجلس ؟
ظبيه هزت راسها ومشت ، التفتوا على دخول صافية وجوري وجودي وحمود ، شهقت ظبيه ونطقت : يامرحباااا
ضحكت صافية وتقدمت تضّم أختها ، ابتسمت ظبيه بوسع ثغرها ونطقت : والله اللي مرحبا ياريحة أهلي
ابتسمت صافية وقالت : البقى لبى رووحك
ضحكت اسرار من تقدمت جوري لها ونطقت : اسرار !
اسرار حاوطتها ونطقت : عيييوني
جوري نطقت بثغر واسع : وش الكرشه الصغيييرة ذي ؟
اسرار ضحكت وقالت : هذي بنتي الصغييرة
جوري توسعت عيونها وقالت : أمانه !
اسرار ابتسمت وقالت : خليني أسلم على مامتك
تقدمت اسرار تضّم صافية وتسلم عليها ، أبعدت عنها ونطقت : يالبى عيونك والله بخير وانتوا ؟ وحشتونا !
صافية ابتسمت وقالت : بخيير والله نسلم عليكم
نزلت عبايتها وتقدمت عِقد تسلم عليها ، ابتسمت صافية ونطقت : كل ما أشوفك أقول فعلاً توفق مطلق أخوي بالأختيار !
ابتسمت عِقد ونطقت : ياروحي والله ياحظي بأنساب مثلكم !
ابتسمت صافية ونطقت : الحين والله ماتقولين لا
عِقد رفعت حاجبها وقالت : اييوه ست صافية اش حتسوي ؟
صافية : بدخل المطبخ وش بسوي مثلاً أجل زوجة أخوي تشتغل وأنا مسويه فيها الضيفه ؟
عِقد توسعت عيونها وقالت : لا أمانه صفصف والله ما يحتاج
صافية دفعتها ونطقت : والله ما أجلس العشاء مو لي أسكتي
ابتسمت عِقد تضّمها وتنطق : لمن يدخل مطلق اقنعيه
صافية شهقت وقالت : ياشيب رمش عيني ! هو اللي رافض أوريك فيه وأنا العوده !
ضحكت عِقد وقالت : كفو كفو أحُبِك !!
ضحكت صافية وقالت : أكثر أمشي
مشت عِقد وصافية يدخلون للمطبخ وجوري معهم ، جلست ظبيه تلاعب حمود وتوريه مطلق الصغير اللي ساكن بحضّنها ، بينما جودي كانت بين ريم واسرار ..
~ المجلس الرجالي ~
نزل فنجاله يسمع سؤال نهيّان الموجه لحمد ، ألتفت حمد من نطق نهيّان وقال : بشروا ؟
حمد ابتسم وقال : والله كلمهم ضاحي لكن ماعطانا أخوها رد
نهيّان زفر بغضّب وقال : من متى وهو اللي يقرر ! كويس عطيتوه علم وترا بنمشي بكره
حمد : تم ، خير البر عاجله ولا يا ضاحي
مطلق رفع حاجبة وقال : لحظة وش العلم ؟
ضاحي زفر بضيق وقال : كلمت الرجال ويقول بعطيك علم
مطلق : أخوها ؟
هز ضاحي راسه بالايجاب ، نطق سلطان بتساؤل : يهوه وش الموضوع ؟
سطّام : وسليّط صادق وش السالفة ؟
ضاحي : العلم سلامتكم بنخطب بنت ريم
سطّام ابتسم وقال : على البركه ماشاءالله !
سلطان ابتسم وقال : البنت لولد عمها ؟
ضحك ضاحي وقال : والله لو أني ولد عمها كان من أول
ضحكوا كلهم ونطق حمد بحدة : الثقل زين ياولدي
ضحك ضاحي يفتّل شاربه وينطق : الثقل زين بالمجالس وعند الرجال لكنه عند مقامها محظور !
صرخ مطلق بصدمة وقال : حيّ لعنبو غيييرك !
ضحك سطّام بخفه وقال : حلوين وقعنا ؟
ضاحي عضّ شفايفه ونطق : من أول
سلطان : أجل نروح جميع ؟
سطّام ابتسم وقال : ايه نعم طال عمرك كلنا ربع وأهل
ضاحي ابتسم وقال : جعلني ماخلا حيّ عزوتي
مطلق : أقول أطلق حجاجك ودندن وغنّ
ضاحي غمز له ونطق : مثل ماجبنا بو مطحس نجيب الأشقر ؟
ضحك مطلق وقال : نجيبه يعني نجيبه !
سلطان ابتسم يكمل شطر البيت : لو كان تحت الحراسة !!
ضحك سطّام من تذكر هاليوم ببداياته معها ، وقت أتهمها وأتهمته ودخلوا التفتيش سوا ، عضّ شفايفه ونطق بهمس : ياجعله يسقى دربٍ دلني عليها !
رفع عيونه لأبوه اللي نطق : ضاحي رجال ماينقصه شيء وعسى الله يكتب اللي فيه الخير
ابتسم ضاحي ورددوا كلهم بـ " امين " ، وكملوا حديثهم عن أحداث يومهم ..
~ بيت ريم ، جِدة ~
فزّت من نومها من سمعت جوالها يدق ، الأكيد أنه مو أول إتصال ، فركت عيونها بتعب وردت تنطق : ألو ؟
أمجد زفر براحة ونطق : زهرتي !
توسعت عيونها بصدمة وقالت : أمجد !!
أمجد ابتسم براحة بال ونطق : روحو أنتي وكل حياتو
أزهار بكت بفزع ونطقت : كنت حموت لو ما أتصلت !
أمجد ضحك ونطق : أسم الله على روحك
أزهار مسحت دموعها ونطقت : فين كنت ؟
أمجد : بعت شريحة جوالي وضاع رقمك من عندي وأتصل فيني الشاري يقول فيه رقم أزعجه وحظره
ضحكت بصدمة وقالت : أوتش !
ضحك أمجد ونطق : مايستحي والله
أزهار زفرت بتوتر تعدّل شعرها وتنطق : طيب دحين اش حتسوي ؟
أمجد : خلاص الموضوع محلول لا تخافين
أزهار : كيف ؟
أمجد : كلمت أبويا وقالي تمام يعني نهاية الأسبوع وأنا عندكم
أزهار نطقت بحدة : ايوه أمجد ايوه ؟ تستهبل صح ! أقولك الخُطاب جايين بوقت أبكر
أمجد زفر بضيق وقال : والله ما ياخذوكي مني
أزهار ضحكت بسخرية وقالت : صراحة مو حل والواضح أنك مو قاعد تستوعب أني حتزوج لو جاوا قبلك
أمجد ضحك ونطق : طيب لا توافقي علي سهلة جدًا
أزهار رفعت حاجبها وقالت : سنجار الموجود وأنت عارف سنجار لو أيار أو جينار أقتنع بس سنجار مالقى عيب على الرجال ومستحيل يتركني !
أمجد : عطيتك الحل والباقي عندك
أزهار : تدري ؟ الله يوفقك وفرصة سعيدة اللي عرفتك فيها حوافق عليهم
أمجد ضحك بصدمة ونطق : زهرتي بس بس ! وش الكلام اللي تقوليه !
أزهار ضحكت بسخرية وقالت : طب تدري بعد ؟ سالفة الشريحة قديمة مره وماتمشي عليّا أنا بالذات ، صوتك تغير لمن حكيت لي سالفة أبوك المتوفي ! تحسب أنسى تفاصيل صغيرة لأنها كانت بالبدايات ؟ حكيت لي أنو أبوك مات الله يرحمو كيف دحين ناقشتو عني وحتجون نهاية الأسبوع..
قاطع كلامها أمجد اللي قفل الإتصال بوجهها ، عضّت شفايفها ترمي جوالها بعيد عنها ، مسكت شعرها تشّد عليه بعصبية ، رفعت راسها ونطقت : أقسم بالله ما أبكي عليه مره تانيه !
سحبت جوالها وأتصلت على سنجار ، انتظرت ثواني تدري أنه مستلم ومستحيل يرد لكنه فاجأها بالرد : لبيه ؟
أزهار أخذت نفس طويل ، تدري أنها بتندم على عجلتها لكن وضعها أصبح مستحيل وميؤوس منه مع أمجد ، كانت تسمعه يكرر أسمها وهي بلحظة صمت ، لحظة تحديد مصير ، أخذت نفس ونطقت : موافقه
ابتسم سنجار ونطق : حنتكلم
أزهار عضّت شفايفها وبكت بدون صوت ، أبعدت الجوال عنها وقفل سنجار ، دخلت أبرار ونطقت : شفتي..
سكنت من شافت أزهار تبكي ، ركضت لها علطول ونطقت : أشبك تبكي ؟!
شهقت أزهار ورفعت نفسها لأبرار اللي احتضّنتها ، مسحت على شعرها ونطقت : الله يهون عليكي ياحبيبة قلبي
شّدت أزهار عليها ونطقت ببكي : رميت نفسي بنار لأجل أهرب من نار تانية !
أبرار : أشبك اش صار !
أزهار مسحت دموعها بعنّف وقالت : بس طريقي مالو رجعه حشوفو وأن تيسرت حوافق عليه
أبرار ميّلت راسها بعدم فهم ونطقت : مين اش قاعده تخربطي ؟
أزهار : حيجيني خُطاب
أبرار توسعت عيونها بصدمة وقالت : تستهبلي صح ؟
أزهار هزت راسها بنفي وطارت عيونها من وقفت أبرار تزغرط وترقص ، ضحكت علطول وقالت : يامجنونه !
أبرار ضحكت ونطقت : أخيرًا حشوفك عروس !! مين العريس ؟
أزهار ابتسمت وقالت : ما أعرف صراحة
أبرار ضحكت ونطقت بفرحة : أكيد قريتي أسمو شيء ؟
أزهار : لأ صراحة ، حتى كان سنجار مسجلو بأبو مشبب أو حاجه زي كدا
شهقت أبرار وصرخت تنطق : ولد عم اسرار !!!
أزهار توسعت عيونها بصدمة وقالت : مين مين ؟؟
أبرار جلست من سحبتها أزهار ونطقت : لحظة أفتكرو والله ناسيه
أزهار : مثلك حسّت بس عجزت أتذكر حاجه
أبرار ضحكت بصدمة وقالت : اوميقاد أزهار عرفتو
أزهار ضربتها بخفه ونطقت : قولي قولي !!
أبرار : والله أنو صاروخ وشق ياكلبه !
أزهار صرخت وقالت : بيرو ما تبلعي الحروف وتخليني على أعصابي تكلمي !!
أبرار ميّلت راسها ونطقت : خُمس ميه وأتكلم
أزهار رفستها وضحكت أبرار تنطق : عورتيني خلاص خلاص
أزهار سحبتها تنطق : قولي !
أبرار : تعرفي أخوان ظبيه ؟
أزهار : أخوها متزوج لايكون هو وأصير عدوة لعِقد !!!
بردت ملامح أبرار وذبلت فرحتها ، عضّت شفايفها بصدمة ونطقت : حقير عِقد ماتستاهلو !
أبرار مسحت وجهها ونطقت : زوزي أخوها الصغير
أزهار رفعت عيونها بصدمة وقالت : اوميقاد كيف ما أستوعب مُخي !!!
أبرار : أخيرًا حمدلله على سلامتك
أزهار ضربت رأسها ونطقت : مو طبيعي كنت أحسبو عامل يالله !!
ضحكت أبرار ونطقت : نامي نامي طحتي لك على صاروخ
أزهار عضّت شفايفها ونطقت : أنقلعي بس
ضحكت أبرار ونطقت : الابتسامة هادي أعرفها كويس ! جاز لك ؟
رمت الوساده عليها وضحكت أبرار تخرج من عندها ، صرخت بصدمة وقالت : والله ولا كان بالحسبان !
وقفت علطول وهي تتبسم مع نفسها ، رفعت عينها تشوف ابتسامتها وسرعان ما تلاشت ونطقت : يامعتوهه تتبسمين مع مين ؟؟
زفرت بغضّب وتوتر وشغلت المويه لأجل تتوضأ ، فرشت سجادتها وكبرت تستخير ، أنتهت من صلاتها وابتسمت تحسّ براحة كبيرة تسكن صدرها ، رفعت يدينها تدعي لها ولمستقبلها المجهول ، رفعت سجادتها ومشت تنام علطول ..
~ بيت مطلق ، الرياض ~
واقف يشوف لحظة خروج العمال من البيت بعد مافرشوا الفرشات فالخارج لأجل العشاء ، مشى من جانب البيت ودخل مع الباب الخلفي للمطبخ ونطق : فيه أحد ؟
عِقد رفعت عيونها للباب ونطقت : لا تعال
دخل مطلق وتوسعت عيونه يشوف صافية ، تقدم يسلم عليها وينطق : وش قلنا يابنت أيمن ؟
صافية ضربته ونطقت بحدة : أسكت بس أجل بالثامن وتطبخ لحالها صاحي أنت ؟؟
عِقد عبّست بملامحها وقالت بغنج : والله قلتو بس مايسمعني
مطلق ابتسم وقال : أحلفي ؟
عِقد ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : أشبك ؟
مطلق : حضروا ياصافية حضروا
طلع من عندهم وضحكت تضّم صافية وتنطق : سوبر وومن حقتي بس !
ضحكت صافية وقالت : والله مدري وش هي لكن الوكاد أنها مدحة
ضحكت عِقد بصدمة وقالت : أقسم برب العزة مطلق !!
ابتسمت صافية ونطقت : أخوي !
عِقد قبّلت خدها ونطقت : ياشيخه أبوسك وأبوس أخوكي
وقفت جوري تحضّير ونطقت : تكفين أسكتي ما أتخيلك تبوسين خالي
عِقد ألتفتت عليها ونطقت : ولا يهمك دحين يجي وأوريكي
ضحكت صافية وطلعت للصالة ، توسعت عيون جوري تشوف دخول مطلق للمطبخ ونطقت : عِقد لا
رفع عيونه لعِقد اللي تقدمت له وقبّلت خده ، كانت عيونه على جوري اللي مصدومة لدرجة الصحن طاح من يدينها ، أبعدت عِقد وقالت : شفتي كيف ؟
جوري ابتسمت بفشلة وقالت : أحسني ببكي من الفشلة !!
ضحكت عِقد وقالت : شدعوة عليكي يابنت !
تنحنح مطلق وصدّ يرجع لطريقه اللي جاء منه ، صرخت جوري بصدمة وقالت : ويستحي بعد !!!
ضحكت عِقد بصوت عالي وقالت : مو صاحية !
جوري انحنت تشيل الصحن البلاستيك ، زفرت بتوتر ونطقت : صدمة صدمة طاح من عيني خالي مطلق !
ابتسمت عِقد وقالت : أبوكي وأمك كدا كمان ليش ماوقعوا من عيونك ؟
جوري عضّت شفايفها بحرج ونطقت : عِقد أسكتي تكفين خالي من قوة الصدمة أول مره يجي ولا يسلم علي !
عِقد اخذت نفس وقالت : مو مصدوم ضاعت علومو
ضحكت جوري بصدمة وقالت : عشششنا والله
ضحكت عِقد تشيل الصحون وتمدها للعاملة تساعدها ، طلعت تشوفه يدخن ويناظر بالسماء ، ابتسمت وقالت : اوكيه قلنا تضيع علومك بس مو لهالدرجة
ألتفت مطلق لها ونطق : الله يجازيك عليها
ضحكت بصدمة وتقدمت تحتضّنه ، ابتسم بوسع ثغره واستهَل وجهه من حُضنها ، حاوطها ونطق : أسف لو ضغطت عليك وعطيتك مسؤولية فوق طاقتك لكن تدري نيتي ماعمرها كانت شينه كنت أبي أشوفك فالمطبخ وأذوق لذة طبخك..
ضحكت تقاطعه وتنطق : ماحصل شيء بالعكس أنبسطت مع صفصف وضحكتني جوري
ضحكت مطلق ونطق : وشلون أروح لجوريتي الحين
عِقد أبعدت ونطقت بسخرية : واو ماكنت أظن بيجي يوم وأغار من مراهقة !
ابتسم مطلق يرمي زقارته وينطق : جوري بكفه والدنيا بكفه..
قاطعته بوجه صادم ونطقت بصدمة : وأنا ؟
مطلق : قلنا كفه ! أنتي القلب والعقل والروح
عِقد ضحكت بسخرية وقالت : تعرف تخارج نفسك
مطلق ابتسم وقال : ايه لا تخافين علي
ضربت صدره بخفه وقالت : قولهم يتفضلوا
مشت ترجع للداخل ومشى مطلق للرجال لأجل يقلطهم ، زفرت بتوتر ونطقت بسخرية : جد أنا غرت من بنت أختو ؟؟
ضحكت وكملت طريقها للصالة تنطق : تفضلوا يجماعة الله يحييّكم
قاموا جميع يدخلون لغرفة الحريم ، وقفت ريم بسبب ذراع اسرار اللي نطقت : دام مافيه أحد تكلمي وشفيها ظبيه ؟!
ريم زفرت بضيق ونطقت : نهيّان يبى يزوج أزهار بنتي لضاحي
اسرار ابتسمت بصدمة وقالت : مستحيييل !
ريم : جدًا مستحيل
اسرار مسحت وجهها ونطقت بأبتسامة عريضة : مره يليقون
توسعت عيونها بصدمة وقالت : بنتي تستهبلي معايا صح ؟
جمدت ملامحها ونطقت بهدوء نبرتها : في أيش ؟
ريم نطقت بغضّب : ضاحي وأزهار مستحيل يجتمعوا مع بعضهم !!
اسرار : كيف ؟!
ريم نطقت بحدة وهي تهمس : لو على جثتي ماتركت بنتي تمشي ممشايا وتتزوج أحد منهم أنا شفت الويل من رجال حمد وأي شخص خارج من صلبو مستحيل أترك زهرتي وبنتي وحشاشه كبدي تتزوجو
ضحكت اسرار بصدمة وقالت : أمي نادمه أنك قبلتي بأبوي ؟
ريم نطقت بغفلة أثر الغضب وقالت : طبعًا نادمه أشد الندم
رفعت اسرار شعرها بصدمة ونطقت : لحظة لحظة وش قاعد يصير ؟؟ نادمه على أيش !
سكنت ملامحها تنتظر جواب وقبضّت على بطنها من الألم اللي ماتركها بهالليلة ، رفعت عيونها لأمها ونطقت بصدمة : تكلمي أمي تكلمي !
ريم زفرت بتوتر ونطقت : نادمه والله نادمه وما أبى أكذب عليكي بس أنتي بعيدة كل البعد عن الندم ليش تحسبي أني نادمه عليكي ليش !
عضّت شفايفها وصرخت بغضّب تنطق : ما أداني تجميلك لقبح أفعالك وأقوالك تبين تسكتيني ولا أيش !
ريم مسحت وجهها ونطقت : بس اسرار أشبك استخفيتي ؟
ضحكت اسرار بصدمة ونطقت : مفروض من أول لقى بيني وبينك أعترفت لك أنتي ماتشوفيني بحضرة بناتك أنا مهمشة في وجود أنهار وأزهار وأبرار أنتي ماتشوفيني ولا يلف لك بال ولا تسألين بحضرتهم وين اسرار وش فيها ووش مسويه !!
ريم صرخت بغضّب وقالت : هيه أنتي شوييه احترام وتقدير لأمك أنا مو صاحبتك اش الفظاعة دي هاه ! المفروض كل يوم تبوسي يدي وجه وقفى إني قبلت فيكي بعد هالعمر والسنين غيري والله مايلتفت لك سامعه !!
غمضت عيونها بصدمة وشّدتها من الألم اللي داهمها ، زفرت ضيق صدرها وزفرت حرقة كلام أمها عنها ، كيف كان بداية حوارهم وكيف أنتهى ، ونّت بألم وشهقت من حسّت بمويات تنزل ، هي غفلت عن خطورة الثامن وأتلفت أعصابها بهالمحادثة ، شهقت تصرخ بأسمه وتنطق : سسـ..سطّام !!!
طاحت على الأرض وشهقت ريم تمسكها ، فلتت يدها بغضّب ونطقت : لا تلمسيني !!!
ركضت عِقد وظبيه وصافية لها ، بكت بحسرة وألم يحن قلبها غصب عنها لأنها فقدت أمها طول حياتها وصعب تخسرها الحين ، لكن عقلها كان مستوجع وجدًا من الحديث اللي حصل ومستحيل تنسى كل كلمة غرزت بقلبها ، أبعدتهم كلهم ونطقت ببكي : نادوا سطّام أنا مو بخير
ركضت عِقد تسحب جلال طويل وتلفه عليها ، اتجهت للحوش ونطقت : سطّام اسرار مو كويسه !
فزّوا العيال كلهم من الصحن ورفع سطّام ثوبه ، ركض بكل سرعته ونطق لعِقد اللي تركض معه : وشفيها ؟؟
عِقد بتوتر نطقت : مدري مدري
ضرب الباب ونطق : ياولد أجي ؟
صافية رفعت عيونها وسحبت ظبيه علطول ونطقت : ادخلوا
مشى ووصل لعندها ، رفعت نفسها بمساعدته وصرخت بألم تنطق : سطّام بنتنا
توسعت عيونه لثواني ونطق : بسم الله عليك تعالي
رفعها بيدينه ومشى فيها للخارج ، ركضت عِقد تلبسها عبايتها ونطقت : هو معاكي حتكوني كويسه لا تخافي
بكت اسرار بألم خلفته ريم داخلها ونطقت : تعالي معي
عِقد اخذت نفس تبعد دموعها وتنطق : والله أبشري يأمي
قفلت باب السيارة ورجعت للخلف تشوفهم يغادرون حوش بيتها ، زفرت بضيق ونطقت : بسم الله اش صار كانت كويسه
رجعت لداخل البيت وجلس مطلق ينطق : تعشوا يالربع مابه الا كل خير ان شاءالله تعشوا
جلسوا جميع على الصحن يكملون عشاهم ، نزلت الجلال ونطقت : كملوا أكلكم انتوا
جلست صافية وسحبت حمود تعشيه هو وجودي ، جلست جوري ونطقت : بسم الله عليها وش صار ؟
ظبيه عضّت شفايفها ونطقت : الله يستر الولاده بالثامن خطيرة
صافية زفرت بغضّب وقالت : كذا تعشوا !
سكتوا جوري وظبيه وكملوا أكل ، عقّدت عِقد حواجبها ونطقت : فين خاله ريم ؟
صافية رفعت عيونها ونطقت : مدري شكلها فالحمام تعالي تعشي
هزت راسها بالايجاب ومشت تجلس معهم على الصحن وتكمل أكل ..
~ فالمستشفى ~
ركض راجع لباب سيارته بالكرسي المتحرك ، تمسكت فيه وهي تبكي وجلسها عليه وركض فيها للداخل ، عضّ شفايفه ونطق : معي والله معي ياجعل دموعك ماتنزل الا لفرح وياعسى الحزن لا منه قرب دونك يجيني
قبّل راسها ومشى فيها مع الدكتورة والطاقم الطبي اللي أتصل فيهم ونقل لهم السالفة ، ابتسم ينطق : أمانه عندك يادكتوره صبا
الدكتورة صبا ابتسمت ونطقت : ماتخاف
وقف ينتظرهم من خذوها للداخل ، مدّ ذراعه ينزع شماغه ويثبته على كتفه ونطق وهو مغمض عيونه : في أمانتك يارب أحفظها وسلمها وييسر لها يارب استودعتهم لك يارب فأنت اللي ماتضيع ودائعه
جلس يستريح وينتظر خبر من الأطباء ، رفع عيونه من ركضت تخرج وتستنجد بباقي الطاقم ، جمدت ملامحه وثقلت رجوله ماكان قادر يتحرك وهو يشوف أستعداد أحد الأطباء الرجال ودخوله للداخل ، تقفل الباب وسرعان ماهز راسه بنفي مرارًا وتكرارًا ونطق : لا تفكر يا سطّام لا !
عضّ شفايفه ودفن وجهه بشماغه وسكن على حاله ينتظر ..
~ امام بيت مطلق ~
ركبت السيارة بجانبه ونطق بحدة : سريع صادق سريع !
صادق هز راسه ومشى يحرك للمستشفى ، شّد نهيّان على عصاته ونطق : وش صار لها ؟
ريم رفعت كتوفها بعدم معرفة وقالت : تعبانه أبى الفندق
ميّل راسه يشوفها ونطق بحدة : راحة شنو ؟ بنتك فالمستشفى !
ريم زفرت بغضّب وقالت : ايوه أدري بس هي ما تبى تشوفني !
ضحك نهيّان بسخرية وقال : يعني مسويه لها شيء ؟
ريم ضربت المرتبه بجانبها ونطقت : بنتي ترا بنتي ! اش حسوي لها مثلاً !؟ تكلمنا عن موضوع وطاحت علطول !
نهيّان مسح وجهه ولحيته اللي ملأها الشيب ونطق : أنا ماعندي علم باللي حصل بينكم لكن متأكد إنها بتزعل أكثر إذا ماشافتك تركضين لراحتها وتتجاهلين كل شيء لصحتها
عضّت شفايفها تمنع دموعها تنزل وصدّت للشباك ، ألتفت صادق من المرايه ونطق : بابا ؟
نهيّان أشر له ونطق : للمستشفى
هز راسه بالايجاب ومشى للمستشفى ، وصلوا ونزل نهيّان وركضت ريم تسابقه للداخل ، ركضت للاستقبال ونطقت : فين بنتي ؟؟
الممرض وقف ونطق : ممكن تهدأين وتعطيني الأسم
ريم بكت علطول ونطقت : بنتي فيين !!
ألتفتت من نادها سطّام وركضت له ، ارتخت بحضّنه وأطلقت العنان لدموعها ، ضربت راسها مرتين ونطقت بحرقة : ازا حصل فيها حاجه والله أموت والله ما أسامح نفسي
سطّام شّد عليها ونطق : وشو له هالحكي يأم الغاليه !
نهيّان ابتسم وقال : حصلت بينهم سالفة وتعبت اسرار بعدها
أبعد يدينه عنها ورجع بخطواته للخلف ، بكت بدون صوت وغطت وجهها بيدينها تنطق : عصبت وأنفعلت وما أخذت بالي عن حملها والله أسفه..
قاطعها سطّام اللي نطق بحدة : أنا اللي بخليك تندمين لو يحصل فيها شيء !
ريم مسحت دموعها بعنّف وقالت : أدري والله وأبسط حقوقك أنا مستحيل أسامح نفسي على الكلام اللي خرج مني لها والله مو قادره أستوعب كيف أنفلت لساني
سطّام نطق بجدية : ما أنفلت ولا هي زله كلام كنتي كاتمته بقلبك وطلعتيه والأكيد إنه هدها دام جسدها طريح بغرفة العمليات !!
نهيّان مشى لسطّام ونطق : بينها وبين بنتها لا تزيد النيران حطبها يا سطّام
جلس سطّام بغضّب ورفع عيونه لدخول مطلق اللي رفض يترك اسرار بهالوضع وبدون شخص يساندها ، وقف سطّام يضمّه وابتسم مطلق ينطق : بخير والله أنها بخير وبتجي هي ووفاء قلبك سوا وقول مطلق ماقال
أنهمرت دموعه وأردف : يارب !
شّد عليه مطلق ودفن سطّام وجهه بكتف خويه ، طلع الدكتور ونطق : وين سطّام ؟
ترك حضن مطلق ومشى يركض وينطق : هنا
الدكتور سحبه للداخل وتقفلت الأبواب ، مسح وجهه وشنبه وقال : بشرني
الدكتور ابتسم ونطق : تعال سلم على بنتك
أنشل من الفرحة وعجز يتحرك أو حتى ينطق حرف واحد ، كان واقف ويشوف ضحكات الدكتور وتبريكاته ، زفر كل الحمل من على صدره وطاح خائر ساجد شاكر حامد للنعم والسلامة والتيسير وقدوم أحد الأمنيات اللي لطالما كان يتمناها ، وقف بمساعدة الدكتور ومشى يلبس لباس مخصص بغرفة العمليات ، دخل مع الباب وضحكت علطول من شافته ونطقت : جات وفاء قلبك جات يا بِكر نهيّان
تقدم سطّام يقبّل راسها وينطق بدموعه وهو يشوف الكائن الصغير اللي متوسد صدر اسرار : الحمدلله أولا على سلامتك يابعد المخاليق والحمدلله ثانيًا على النعمة العظيمة وفاء القلب أول ضنى وأول شعور أبوّه والحمدلله ثالثًا على وجودكم بحياتي والله أني مبسوط وماذرفت دموع الا من فرح قسم بالله تو مازانت حياتي
بكت اسرار وصرخت وفاء تبكي بحضّنها ، انحنى يضمهم ويبكي معهم ، لحظة مليئة بالمشاعر الجياشة من جميع الأطراف ، حتى الطاقم الطبي كانوا يذرفون الدموع من كمية الحنيّة بكلمات سطّام وفرحته بشوفة بنته وسلامة حَرمه ، تقدمت الدكتورة صبا تمسح دموعها وتنطق : ضروري ننقل البيبي للحضانه
ضحكت اسرار ونطقت : خذيها
تقدمت الممرضة من خلف الدكتورة وأخذت وفاء معها ، وقف سطّام ونطق : عطيني
ألتفتت الممرضه للدكتورة صبا اللي هزت راسها بالايجاب وتقدمت تمدّ وفاء لأبوها ، لفها بين يدينه وخرج للممر وكبر يأذن بأذنها وبصوت مرتفع وصرخت تبكي ، طاح نهيّان وشّد مطلق عليه ينطق : الله أكبر جات حفيدتي جات !
ضحك مطلق يرفع راسه لأجل ماتنزل دموعه ونطق : ألف مليون مبروك يأبو سطّام
رفعوا عيونهم لخروج سطّام ، تقدم ينحني ويقبّل رجول نهيّان اللي بكى علطول يرفع ولده ويحتضّنه وينطق : مبروك يابِكر أبوك عسى الله ينبتها نبات حسن ويبلغك فيها ويفرح قلبك بها ياقرة عين أبوك
كان سطّام يرجف من الفرحة والدموع بحضّن نهيّان ، انحنى رغم آلام ظهره يقبّل راس ولده ، رفع سطّام راسه المحمّر أثر الدموع وارتفع يقبّل راس أبوه وخشمه وتنحنح ينطق : راحت وفاء عسى رحمة ربي تغمرها وأبشرك بوفاء قلوبنا يأبو سلطان
ابتسم نهيّان يمسح دموعه بشماغه وينطق : الله يبشرك بالجنة ياولدي
وقف سطّام يلتفت لريم وأخذ نفس يتقدم لها ، رفعت عيونها له وبكت علطول من حضّنها ونطق : من حقك تفرحين ومن حقك نبارك لك أنتي جدتها وهي حفيدتك واللي بينك وبين اسرار محلول ان شاءالله أبشرك إنها طيبه وبخير سواء هي ولا بنتي
عضّت شفايفها تمنع شهقاتها ونطقت : الحمدلله يارب الله يبشرك بالسعادة يارب ويبلغني فيكم يارب
قبّل كتفها ونطق : امين يارب
ضحك مطلق يهف وجهه بشماغه وينطق : لو تنزل دموعي حرقتك تسمع يالهَاجس ؟؟
ضحك سطّام ينطق : أبو مشبب !
مطلق ابتسم وقال : أبو وفاء !
احتضنوا بعضهم بشّدة ، علاقة وثيقة عميقة ثقيلة بالمعاني والأفعال ، خوه من درب الصبى لسن الرُشد ، كانوا يباركون لبعضهم تخرجهم من الثانوي والحين يبارك مطلق له بقدوم أول ضنى له ، باسوا خشوم بعض دليل معزة كبيرة بينهم ونطق : العقبى عندك
مطلق ابتسم وقال : امين امين والله يبارك لك فيها وتتربى بعز أبوها وحنيّة أمها وعساها ماتبكيكم
ابتسم سطّام وقال : امين وأنا أخوك امين وعقبالك يارب
مطلق ضحك بسخرية وقال : يعني صرت أبو خلاص ؟
ضحك سطّام بصدمة وقال : والله وأنا مصدوم لكن الحمدلله
وقف نهيّان ونطق : متى نشوفها ؟
سطّام ابتسم وقال : والله ماعندي علم لكن بسأل
ريم تقدمت له ونطقت : أقدر أشوفها ؟
سطّام هز راسه بالايجاب ونطق : روحي والله محتاجتك
شهقت ظبيه بتعب ونطقت : خالتي ريم !
ريم ألتفتت لها ونطقت : خذيها معك
ابتسمت ونزلت دموعها من شافت ظبيه مجهزه شنطة كاملة لأسرار ومعها باقة ورد ، ضحك سطّام ونطق : من علمهم ذول ؟
مطلق ضحك وقال : بيتهم قريب وأرسلت لسلطان أول ماسمعتك تأذن
تقدمت ريم تأخذها واحتضّنت ظبيه تنطق : شكرًا مره
ظبيه ابتسمت وقالت : عفوًا مره
ضحكت ريم تمشي وتدخل للداخل ، اخذت نفس ومشت للغرفة الخاصة بأسرار ، دخلت على خروج الدكتورة صبا والممرضه خلفها ونطقت : مين ؟
ريم ابتسمت وقالت : أمها
الدكتورة صبا ابتسمت ونطقت : تفضلي
هزت راسها ومشت تدخل وتقفل الباب وراه ، خطت خطواتها بهدوء وثقل وتوتر وكل شعور سيء ، الذنب وتأنيب الضمير ينهشها ببشاعة وبكل برود يقطعها ، لفّت تشوف مين جاء ونطقت بتنبؤ : أمي ؟
عضّت شفايفها وبكت بدون صوت ، أخذت نفس وقالت : أمي أنا
تبدلت ملامحها للحزن ونطقت : جيتي ؟
دخلت ريم للغرفة وشافتها اسرار بالورد والشنطة وماتحملت وبكت علطول ، نزلت الورد والشنطة على الكنبه ومشت لها تحتضّن راسها وتضّمه لصدرها وتنطق : والله أسفه ما أعرف اش صار لي والله ماجاء من قلب اسرار أنا عشت أزمة طويلة وكنت مفكرتك ميته وخسرتك مع محمد وكنت ألومو السنين الطويلة رغم وفاتو ورغم حبي بس كلو كان عشانك تلخبطت مشاعري وماعهدت أحد يرفع صوتو عليا لأني كبرتهم على يدي وكل أخوانك وأخواتك يمتثلو لكلامي ولا يجادلوني أبدًا وصرخت عليكي وعاتبت وقلت لك كلام والله مانبع من قلبي والله إنك أغلى ما أملك بهالدنيا كلها ولو أخسر كل حاجه مقابلك أنتي والله حرضى بس سامحيني يا أمي ولا تأخذي بخاطرك عليا والله ما أتحمل ومستحيل أسامح نفسي عليها والله ما أسامح
مسحت دموعها وهي بحضّن أمها ونطقت : أنا بعد أسفه لأني حطيت شعور الآلم اللي داهمني بهالليلة فيك وقلت كلام يوجعك ويوجع أي أم فالدنيا وهو المقارنه يمكن أنتي عشتي معهم طول عمرك وأدري والله إنك تحاولين بقصارى جهدك ماتحسسيني بالغربة بس والله يا أمي ماتدرين قد أيش اوجعتني كلمتك لمن قلتي قبلت فيك..
قاطعتها ريم وهي تقبّل راسها وتنطق : أمي والله أسفه والله اوجعتني قبل توجعك والله أسفه
عضّت شفايفها ونطقت : كلنا أسفين بس خلاص الحين بنتي جايه حرام تشوفني أبكي وتشوف جدتها تبكي ولا متخاصمين بعد !
ضحكت ريم تقبّل وجه اسرار بكل أنش فيه وبكل شعور وحب وحنيّة من قلب أم لأولى بناتها ، أبعدت ونطقت : صافية ولبن ؟
ضحكت اسرار بسخرية وقالت : لا صافية وضاحي
ضحكت ريم وقالت : معفنه ودام تنكتي أكيد إنك كويسه !
اسرار ابتسمت وقالت : حمدلله كويسه ومره
ريم مسحت على راسها ونطقت : يارب دايمه
اسرار عبّست بملامحها وقالت : يالله أمي لو تشوفينها كيف صغيرة ! أمي عيونها خضراء !
ضحكت ريم بدموع ونطقت : وربي !!
اسرار هزت راسها بالايجاب وقالت : والله نفس عيوني أمي هي أمي
ابتسمت ريم بوسع ثغرها ونطقت : ونفس عيون جدها كمان
نزلت دمعة ومسحتها علطول من تذكرت طاري أبوها ورفعت عيونها لأمها تنطق : أبوي
نزلت ريم أنظارها لبنتها ونطقت : أشبو ؟
عضّت شفايفها السُفلية لثواني ونطقت : أبي أشوفه
ابتسمت ريم وقالت : كويس معايا صور بجوالي
غمضت عيونها تحسّ بنبضات قلبها تتزايد ، هي ولأول مره بتشوفه بتشوف أبوها ، الحرارة صعدت لأذانيها أثر توترها وحماسها وخوفها بالوقت نفسه ، تقدمت ريم ونطقت بأبتسامة عريضة : شوفي
فتحت عيونها بهدوء وسرعان ما أرخت ملامحها ، تشوف رجل بالثلاثين من عمره ، وسيم للغاية صاحب عيون خُضر وبشرة صافية بيضاء ولحية سوداء مرتبة ، ابتسامة تشابه خاصتها بالضبط ، بهاللحظة أيقنت أنها رايحة لأبوها وأخذت منه الكثير ، ضحكت بأندهاش وشوق لشخص مستحيل تشوفه أو يرجع مره ثانية ، مسحت دموعها ونطقت : ياليتني سابقته للموت وطوفته ياليت يوم جاء قبل يومه..
قاطعتها قبّلة ريم على جبينها ونطقها : لا تقولي كدا أدعي ربك عشانو وترحمي عليه
مسحت دموعها بعنّف وقالت : أثر الشوق للميت يُميت !
رفعت ريم رأسها لأجل ماتذرف دموعها ونطقت : كملت عشرين عام وروحي مازالت عالقه بهداك اليوم وتزوجت غيرو بعد وفاتو بأشهر ولسى ماتخطيتو أبوكي كان حاجه غير عن الدنيا كلها وفعلاً بعد وفاتو عرفت أنو مايروح الا الطيبين
اسرار ابتسمت وقالت : كيف عرفتيه ؟
ريم : كان يشتغل بالميناء قدام بيتنا وشافني وشفتو ومن بعدها لا ريم ريم ولا محمد محمد صرنا من أثنين لواحد وجبناكي علطول بعد زواجنا بتسع أشهر يعني تخيلي أني ماجلست معاه أكثر من سنتين ؟
اسرار زفرت بضيق وقالت : الله يرحمه ويغفر له ولنا لقاء معه فالجنة كفاية دموع وأشياء تضيق الصدر
ابتسمت ريم وقالت : امين يارب
ألتفتت ريم على دخول عِقد وصراخها وهي تنطق : جات قبل ولدي !! غش شلون نزوجهم بعدين ؟؟
ضحكت اسرار وقالت : تعالي تعالي
ضحكت عِقد وتقدمت تسلم عليها وتضربها بخفه وهي تنطق : فجعتينا كلنا والله أنتي كويسه ؟
اسرار ابتسمت وقالت : حمدلله
عِقد : الحمدلله على التمام وحسن الختام وصلت القموره اسرار ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : حاولي تنجبين قبل تكبر بنتي
ضحكت عِقد بسخرية وقالت : ياغبيه أساسًا قربت ولادتي
اسرار : ترا ظبيه تنافس
عِقد رفعت حاجبها وقالت : تنقلع بس مشبب لوفاء واللي مو عاجبو الكلام يطق راسو !
ضحكوا ريم واسرار ونطقت عِقد : جبت لك أشياء سُخنه تأكليها وجبت لك غيار وسناكات أزبطك يازيتونه
اسرار ابتسمت وقالت : أموت عليك تدرين ؟
عِقد اخذت نفس وقالت : ايوه بس لا تموتي ، فين القموره ؟
اسرار شّدت على ذراع عِقد ونطقت : تخيلي عيونها أيش ؟؟
عِقد توسعت عيونها وقالت : أمانه ماتقولي خُضر !!
اسرار هزت راسها بالايجاب وصرخت عِقد تنطق : ولدي حينجلط ! يعني حيصير مطلق جونيور ولا أيش !!
ضحكت اسرار بصوت عالي وهي تمسك بطنها بألم وتنطق : تراب يا عِقد انطمي !!
ضحكت عِقد وقالت : متى حيجيبوها ؟
ريم وقفت ونطقت بتعب : حتصل بأخوانك وأخواتك عِقد عادي تجلسي عندها ؟
عِقد جلست وقالت : ليش جيت طيب ؟
ابتسمت ريم وطلعت من عندهم ، لفّت لعِقد ونطقت : وين الباقين ؟
عِقد : قلت لمطلق يرجع للبيت وقالي حيروح للأبل ووافقت علطول عشان أجلس معاكي وسطّام برا لوحدو ونهيّان وسلطان وبيبو رجعوا لبيتهم
ابتسمت اسرار وقالت : شعور أنك ترجعين خفيفه لا يوصف
زفرت عِقد بغضّب وقالت : لو الموضوع بيدي ولدت من زمان
ضحكت اسرار وقالت : منجد !
عِقد وقفت ونطقت : قومي معايا بدلي ملابسك وخدي دش يجدد خلايا جسمك وينشطك
هزت راسها بالايجاب ووقفت بصعوبة بمساعدة عِقد ، وفعلاً أخذت دش وعِقد معها ماتركتها ، رطبت جسمها بكريمات خالية من العطور ولبست بجامه دافية بحكم الأجواء الباردة وتقدمت عِقد تجفف شعرها وترتبه ، سكبت لها حلبة وتقدمت تنطق : يويلك ماتسوي لي كدا ازا ولدت !
ضحكت اسرار وشربته بهدوء ، عبّست بملامحها وقالت : يالله دودي الله يعز النعمة !
عِقد : أقول بلا عبط أشربيه كامل حينفعك
هزت راسها وكملت تشرب بهدوء ، ألتفتت عِقد لصوت الباب وقامت له وقالت : مين ؟
دخلت الممرضة بـ وفاء ونطقت : تبكي
ابتسمت عِقد بوسع ثغرها ونطقت : حبيبة خالتها !
سحبت السرير ونطقت : خلاص أتركوها عندنا
هزت الممرضة راسها بالايجاب وقالت : بالسلامة ومبروك ماجاء أختك
ابتسمت عِقد وقالت : الله يبارك فيكي حبيبتي
قفلت الممرضة الباب معها ومشت عِقد تدخل وهي تنطق وتغني : أهلا يا ماما أهلا يا ماما أنرتي قلب ماما !
ابتسمت اسرار تنزل الكوب من يدها وتنطق : فلذة قلبي
ابتسمت عِقد ترفعها من السرير وتضّمها ، ضحكت من بكت وفاء ونطقت : عيب عليكي تبكي من حماتك !
ضحكت اسرار وقالت : هاتيها قطعتي قلبي !!
ضحكت عِقد بصدمة وقالت : لسى بدري عليكي تتعلقي !
اسرار ميّلت راسها وقالت : يويلك من الله عطيني !
ضحكت تنزلها وسكنت بحضّن أمها علطول ، ابتسمت اسرار ونطقت : وفاء سطّام ! وفاء أمك وقلب أبوك
كانت تتأمل الفراغ بوجه أمها وساكنه ، ابتسمت اسرار تقبّل خشمها وتنطق : كنت بقول أول حفيدة بس غفلت عن شوشو بنت سلمان
ضحكت عِقد وقالت : أغلى حفيدة لـ آل عقيّل كلهم صدقيني
اسرار ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : أهم شيء غلاها عندي وعند أبوها
ابتسمت عِقد وقالت : جربي ترضعيها
عضّت شفايفها السُفلية لثواني ونطقت : بتموتني ألم
عِقد نطقت بسخرية : دوبك تقولي قطعتي قلبي ومدري أيش ؟!
اخذت نفس عميق وسمّت بالله ، بدأت وفاء ترضع طبيعي من اسرار وبشكل ممتاز جدًا ، شهقت تمسك السرير وتغمض عيونها بألم ، وقفت عِقد تنطق : عشانها يا اسرار عشانها تحملي شوي
رفعت راسها وونّت بألم تنطق : ما أقدر..
قاطعتها وفاء اللي تركت بنفسها ونامت ، عضّت شفايفها تشوف بنتها نايمه على صدرها ، تقدمت عِقد تشيلها وتنزلها بسريرها وتنطق : أنتي كويسه ؟
اسرار زفرت بتعب ومسحت عرق جبينها ، سكنت لثواني وهزت راسها بالايجاب وغمضت عيونها ، ابتسمت عِقد ونطقت : خذي راحتك ونامي لك شوي
بللت شفايفها ونطقت : خلي سطّام يجي حرام ماطول معها
هزت راسها عِقد وقامت توقف وتطلع من عندهم ، مشت فالممر تشوفه جالس على الكرسي ومايل براسه على الجدار ونايم ، ابتسمت تتقدم له وتنطق : أبو وفاء
فزّ يفتح عيونه وينطق : ايوه ؟
ابتسمت عِقد وقالت : ترا جابوها ازا تبى تشوفها
هز راسه بنعم وقام يوقف وينطق : وأنتي ؟
عِقد : حروح أغير جو وأرجع
ابتسم لها وردت الابتسامة ومشت تتخطاه ، عجل بخطواته ودخل للداخل وقفل الباب وراه ، ابتسم يشوفها صاحية وتتأمل السقف بسكون عكس أمها اللي نامت من شدة تعبها ، تقدم لسريرها ورفعها منه يشوف حجمها مقارنة فيه ، ضحك بخفه وقال : ياكبر قدرك عندي يا أبوك جيتي يافرحة عمري ووالله العظيم أن يكبر غلاك بكل ثانية تكبرينها قدام ناظري يامرحبا والله يا وفاء القلب وسلوة الروح ومناي وأعظم الأمنيات يامرحبا ياروح أبوك وشوف عيونه ياعساني منك ما انحرم جيتي وبثواني خذيتي كل الغلا والمحبة والهوى والمعزة غطيتي عليهم كلهم يا أبوي
قبّل راسها وابتسمت بوسع ثغرها الصغير ، ضحك معها وقطرت دموعه على لفايفها الوردية ، فتح الصندوق الصغير اللي بجيبه يطلع أسواره عزيزة عليه ، أسوار ذهب تركته أمه معه وكانت وصيتها يلبسها سميّتها ، عضّ شفايفه وعجز قدام دموعه وقت لبسها ولاقت على يدها الصغيرة ، أخذها لحضّنه وسحب كفها يقبّله ويستنشق ريحته وهو يبكي ، كانت تضحك بأستمرار وهي بحضّنه وهو طاير فيها من الفرحة ، نزلها بسريرها من ورده إتصال ومشى يخرج ويقفل الباب وراه ، ابتسم يفتح الإتصال وينطق : أبو مشبب
مطلق ابتسم وقال : مرحبا يالهَاجس
سطّام : آمر ؟
مطلق : ما يأمر عليك ظالم دقيت عليك أعزمك على الفطور
ابتسم سطّام وقال : تصدق ماشيكت كم الوقت
مطلق : الساعة أربع وترانا مجتمعين عند البل
سطّام : أنت ومن ؟
مطلق : أنا وضويّحي وسلطان
سطّام : ماحد كلمكم
مطلق : الا يارجال بس أنت من زود الفرحة معاد فتحت جوالك اصلاً مستغرب أنك رديت علي
ضحك سطّام بخفه ونطق : لحّد يلومني تكفون
مطلق ابتسم وقال : بنت أيمن عندكم ؟
سطّام رفع نظره يشوفها جايه من آخر الممر ونطق : ايه
مطلق : خلها تجلس مع البنيه وأنت تعال
سطّام : ايه جايكم بس من اللي كلمكم
مطلق : سلمان وهذام بيمسكون خط جايين من الشرقية وأخوان بنت محمد وخواتها جايين من جدة
سطّام ابتسم وقال : الله يحييّهم جميع ، وأنت أخلص من سالفة ضاحي البنت جايه واختصرت عليكم المسافة
مطلق ألتفت يشوف ضاحي عند ناقته ونطق : معليك عندي
سطّام : أجل بلحق الصلاة وأجيكم
مطلق : أنتبه لدربك نفداك
سطّام ابتسم وقال : لا توصي حريص وراه دُرتين
مطلق ابتسم وقال : الله يخليهم لك ويخليك لهم يأبو وفاء
سطّام : وياك يا المطيليق
قفل الجوال ومشى يفتح الباب وينطق من دون دخول : حَرم مطلق ؟
قامت من الكرسي ونطقت : ايوه لا تخاف موجودة
سطّام ابتسم وقال : الله يستر عليكم بنروح عند الحلال وبنرجع عليكم فالظهر بعد الغداء
عِقد : استمتعوا
قفل الباب ومشى يطلع من المستشفى ويتجه للمسجد الخاص فيه ..
~ عزبة مطلق ، السادسة صباحًا ~
يحرك الكبده بالطاوة على النار وضاحي جنبه يضبط الشاهي على الجمر ، بُخار أفواههم صار واضح من شدة البرد ، رفع عيونه لسلطان اللي مبسوط بين الحلال ، ضحك بسخرية وقال : سليّط عسى يجي منك فايدة ولا طب ! أحلب الناقه
توسعت عيونه بصدمة وقال : الله يسعدك جايك جايك
طلع مستعجل من الشبك وضحك ضاحي ينطق : أشهد أن المراجل كايده
طارت عيونه ورجع طوالي للشبك ، ضحكوا عيال مشبب من تقدم بأحترافية غير معهودة وحلّب الناقه ، وقف مطلق بالطاوة ونطق : حيّ أبو مطلق !!
مشى سلطان بالسطل وهو رافع طرف ثوبه ، مشى يطلع من الشبك ونطق : والله لو ما تشربونه ياكلاب أني لا أذكيكم
ضحك ضاحي وقال : معليك نشربه ونشرب دمك معه
ضحك مطلق وألتفت لصوت سيارة سطّام ، طفى الموتر واسترجل منه ينطق : سلام عليكم !
ردوا السلام وبحكم العهد القريب فيهم ما أضطر سطّام يسلم ، جلس على الفرشة ونطق بصدمة : والله برد
مطلق : البرد للرخوم
سطّام زفر من البرودة ونطق بحدة : أنا رخمه عطني فروتك
ضحك مطلق وقال : تفداك
ابتسم سطّام يأخذها ويلبسها ، طلع مطلق ونطق : أمشوا الفطور
دخل سلطان للخيمة وتبعهم ضاحي ، جلس مطلق وفتح كيس الخبز ونطق : ماهو حقك يالهَاجس لكن أبشر بالغداء اللي يجمد على الشارب
ابتسم سطّام وقال : والله لو أكل معك زيت وزيتون أنه عندي عن مليون طلي وسبعين ناقه ، أنت الغنيمة والمكسب يأبو مشبب !
ابتسم مطلق وقال : يانوم عيني يا سطّام !
سطّام ابتسم ينطق : سمّوا بالله
تقدموا يأكلون من الفطور اللي حضره مطلق من البكره اللي ذكاها أول ماوصل للعزبة مع ضاحي ..
~ بيت سطّام ، الساعة الحادية عشر ~
يتقهوى بالصالة وينتظر قدوم عياله من الشرقية ، رفع جواله من وصله إتصال وفتحه ينطق : الو ؟
سلمان : أبوي وين نجي ؟
نهيّان : تعالوا البيت الزيارة العصر
سلمان ابتسم وقال : تمام
قفل الجوال وألتفت لدخول سطّام للصالة ، جلس قدامه ونطق : صبحك الله بالخير يأبو سلطان
نهيّان ابتسم وقال : صبحك الله بالرضى والنعيم وسموني من اليوم ورايح أبو وفاء
ضحك سطّام وقال : افا إسقاط بحقي !
نهيّان : وش تحسب بخليها لك لحالك ؟ يعني كفاية أنها بنت اسرار وسميّة أول الحب جعلها بالجنة !
ابتسم سطّام وقال : أبشر ياجد وفاء
نهيّان : ياطول الأسم أختصر وفكنا
ضحك سطّام يتقدم ويصّب لنفسه قهوة ، مدّ نهيّان فنجاله وأخذه سطّام يملأه ويسمع أبوه وهو يقول : وينكم الصبح ؟
سطّام : فالعزبة أفطرنا وجينا
نهيّان : ضاحي معكم ؟
هز راسه بالايجاب وقال : ايه ليه ؟
نهيّان : البنت جات
سطّام جلس ونطق : بالله ؟
نهيّان : ايه وصلوا قبل ساعتين بس خذوا فندق وراحت الريم لهم
سطّام ابتسم وقال : كويس
نهيّان : ايه والله يخطب ونخلص
سطّام : مصدوم من إصرارك على الموضوع
نهيّان ابتسم وقال : يبني لي فوق التسع أشهر أفكر فيه
سطّام ابتسم وقال : ليه طيب ؟
نهيّان : ولا شيء بس الرجال طيب رأس ووافي وماينقصه بذاك البيت اللي تبارك الله الا حرمه
سطّام : الله يسهل أمره
نهيّان رفع كفوفه ونطق : امين !
رفع عيونه من سمع صوت فالحوش وألتفت لأبوه اللي نطق : أخوانك جاوا
وقف سطّام يمشي وابتسم يشوف سلمان شايل شهرزاد بيده ورواف يمشي بجانبه ، انفال وراه وهذام وشهد خلفهم ، تقدم يسلم وينطق : حيّ الله أهلنا
ابتسم سلمان ينطق : الله يسلمك يأبو وفاء
ابتسم سطّام وقال : عطني عطني
خذها من سلمان ونطق : آخ دلوعة عمها !
جلس على ركبه ونطق : رواف !
رواف ابتسم يفرك عيونه من النوم ونطق : عمو
ابتسم يقبّل راسه وخده ونطق : عيونه لبيه ؟
نطق نهيّان من داخل وقال : وين حبيب جده ؟
شهق رواف من سمع صوته وركض للداخل ينطق : جدو جدو
وقف سطّام يسلم على هذام وينطق : وين راحت ددو ؟
سلمان ضحك وقال : عيب عليك صار رجال كبير
سطّام ضحك بخفه وقال : جعله الصلاح بس ياكثر مايحوسنا
ألتفت لهذام ونطق : شخبارك شعلومك بعد السالفة ؟
هذام ابتسم وقال : أسكت محد يدري بها
ضحك سطّام وقال : ستر وغطاء افا عليك بس
ابتسم هذام ونطق : متى بتجيبون النونو للبيت ؟
سطّام : إذا كتبوا لهم خروج
شهد ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : بالله سطّام كيف شكلها ؟
سطّام ابتسم وقال : قطنه قسم بالله
ابتسمت انفال وقالت : ياااربي
سطّام : انتوا يالثنتين شخباركم ؟
شهد : على ماتحب
انفال ابتسمت وقالت : بخيير يابن عمو
ابتسم سطّام وقال : طولنا اقلطوا أبوي ينتظر
مشوا كلهم يدخلون للداخل وجلسوا بالصالة بعد ما سلموا على نهيّان ، جلس سلمان ونطق : شحال العود ؟
نهيّان ابتسم وقال : جعلك بزود
هذام : أبوي كيف وضعك وأحوالك ؟
نهيّان : على ماتحبون يالله حييّهم
سلمان ابتسم وقال : الله يسلمك ربي يطول بعمرك
نهيّان ابتسم وقال : بناتي
ضحكوا شهد وانفال وابتسم معهم ينطق : المؤنسات الغاليات جدًا علي وعلى عيالي بناتي !
شهد نطقت بأبتسامة : أبوي أنت والله أبوي لبيه ؟
نهيّان رفع كفوفه ينطق : اقربوا ماشبعت منكم
تقدموا انفال وشهد وضحكوا من سحبهم لحضّنه الدافئ ، زفر هذام ونطق : أبوي بتبدأ حرب ترا
نهيّان نطق وهو محتضّنهم : يارجال كل تبن مامنكم ولا عليكم مغير وجع رأس الحسنة الوحيدة أحفادي وبناتي
توسعت عيونه بصدمة وقال : أبوووي !
سطّام مسح وجهه وشنبه وقال : ماحبيت الأشراك اللي صار
سلمان نطق وهو رافع حاجبة : تشوف أبدًا ماحبيت !
نهيّان سحب أكياس من جانبه ونطق : من زود فرحتي بوفاء شريت لكم هدايا معها
عبّست شهد بملامحها وقالت : يالله وش كثر أحبك !!
هذام تنحنح ونطق : بنت !
سطّام مسح على كتفه ونطق : معوض خير
سلمان صغّر عيونه يشوف وش رد انفال اللي علطول قبّلت خد نهيّان وكفه ونطقت : قسم بالله ياعمي أنت أكثر شخص أحبه !
سلمان رفس الطاولة بعبوس ونطق : هيا خذلك !
سطّام ابتسم وقال : معوضين ياعيال نمشي للغداء ؟
سلمان وقف ونطق : والله ما أقعد ولا ثانية
هذام وقف بغضّب وقال : معكم !
سطّام ابتسم يوقف وينطق : أجل انبسط مع بناتك يأبو سلطان ترانا ماشين
نهيّان آشر للباب ونطق : أخلصوا طيب مشتاق لوجه العسل
هذام مسح وجهه وشنبه وطلع معصب ، مشى سلمان يقبّل شهرزاد وينطق : حبيبة بابا شوشو
ضحكت له وابتسم يقبّل خشمها ويمشي ، طلع سطّام معهم ومشوا يطلعون من البيت ، ركبوا سيارة سلمان ونطق : وين ؟
سطّام ركب بجانبه ونطق : للمعزب مطيليق
ابتسم هذام وقال : سلطان سلطان بالله خلونا نمر عليه
سطّام : ايه بنروح له اساسًا
سلمان رفع حاجبة وقال : تستهبل أنت وياه ؟ سلطان بيته بآخر الدنيا
سطّام : طيب يافاهم مافيه زحمة بالظهر
سلمان : ماشاءالله وأهل المدارس والجامعات ؟
هذام ضحك بصدمة ونطق : ياخي عادي مو مره زحمة
سلمان : معليش ما بروح لهناك عشانه سيارة تحت رجله ويلحقنا
سطّام مسك كتفه ونطق بحدة : أقول أسمع كلام أخوك الكبير وأمش
سلمان ألتفت له ونطق بغضّب : والله عشان وفاء حبيبة عمها ولا أنت تخسى وتهبى وتعقب !
ضحك سطّام وقال : لعيونها الخُضر بسكت
هذام فزّ بحماس ونطق : نفس عييون مطلق !!
سطّام : وأمها بعد
هذام : ماشاءالله الجينات قوية
سلمان : نفسي أعرف من وين جاتهم معقولة فيهم عرق أجنبي ؟
هذام ضحك بسخرية وقال : مطلق فيه عرق أجنبي ؟ أشك أننا الأجانب عنده
ضحك سطّام وقال : والله صادق
سلمان ابتسم بسخرية وقال : أكيد البيئة مأثره عليهم بس مايمنع يكون فيهم عرق
سطّام : بتقابله بعد شوي اسأله
هذام : ولا تطلب فزعتنا إذا قالك أعقب ورماك عند النياق
سلمان : أصلاً مامنكم ولا عليكم على قولة أبو سلطان
ضحكوا العيال عليه وزفر بقرف من طول الطريق لبيت سلطان ..
~ بيت سلطان ~
لبسه الجورب اللي طاح من رجله أثر اللعب ، ألتفت يشوف الظبي تركض وتناقز على الكنبات ، حكّ شعره ونطق : شكلي ببيعها
ضحكت ظبيه وقالت : الهدية لا تباع
سلطان : عارف والله بس أبلشتنا زي الغزاله
ظبيه : قلت لك الناس يهدون قطط ولا سلاحف أنت جبت لي غزال
سلطان : خلاص بعرضها للتبني ونفك أنفسنا والله قلق
ضحكت ظبيه وضحك مطلق الصغير معها ، شهقت بصدمة وقالت : حبيب أمك !!
ضحك سلطان يرفعه لحضّنه وينطق : بسم الله على قلبك يا بابا
قبّل خده وضحك مطلق وضحكوا سلطان وظبيه معه ، عضّ شفايفه ونطق : ما أتحمل والله بعضّه !
ابتسمت ظبيه وقالت : لا بالله فكنا مين يسكته بعدين
ابتسم وألتفت لجواله اللي يدق ، ابتسمت ظبيه تمدّ ذراعها وتأخذه ، قرت الأسم ونطقت : سطّام
سلطان : عطيني
مدّت جواله له وأخذه ونطق : هلا والله سطّام
سطّام ابتسم وقال : مساك الله بالخير يأبو مطلق
سلطان ابتسم يمدّ مطلق لظبيه ومشى يطلع من عندهم ونطق : الله يمسيك بالخير سمّ آمرني ؟
سطّام : لبى قلبك شكلك نسيت من العزمي والغداء
توسعت عيونه وضحك ينطق : يووه والله طار من بالي
سطّام : ترا جايين أنا والعيال خلك جاهز
سلطان : جاهز جاهز
قفل سطّام ورفع سلطان شعره ينطق : مين العيال ؟
رجع يركض وألتفتت لدخوله ونطقت : بشوييش !
ابتسم يقبّل ثغرها وينحني أكثر لمطلق يقبّله ، رفع نفسه ونطق : أنا ماشي توصين تآمرين ؟
ظبيه عضّت شفايفها لثواني ونطقت بحرج : لا أنقلع
ضحك سلطان ومشى يشيل الظبي ويطلع وهو يسمع تساؤلات ظبيه ، رفع صوته يقول : بدور لها مكان
هزت راسها وضحكت بخفه تلاعب مطلق ، مشى للباب وطلع يقفله بالمفتاح وراه ، ابتسم يشوف سيارة سلمان وضحك ينطق : يامرحبا بأخواني !
نزلوا هذام وسلمان ومشوا له ينطقون : الله يسلمك
احتضّن سلمان ونطق : واحشينا يأهل الشرقية
ابتسم سلمان يشّد عليه ونطق : نطوي المسافات لعيون أهل نجد
ضحك سلطان يسحب هذام وينطق : عشييري
رفعه هذام وضحك سلطان من نطق هذام : العشييير !!
نزله وأبتعد سلطان ينطق : يالله حييّهم
سلمان : الله يسلمك يأبو مطلق
هذام ابتسم يمسك كف سلطان وينطق : مشينا يالعشير على سيارتك
ضحك سلطان وقال : ماودك نخاويهم ؟
هذام : لا يرجال جوهم كئيب
سلمان ابتسم بصدمة ونطق : لا أشوفك تجي
مشى وضحك سلطان ينطق : نكبتني
هذام : يذلف أمش
سلطان طلع مفتاح سيارته ونطق : أنت اللي بتسوق
هذام آشر على عيونه ونطق : من عيوني بس تعال
أخذ المفتاح وركب السيارة ، وقف سلطان يرفع كفه لسطّام اللي ابتسم له ورفع كفه ، ابتسم ومشى يركب سيارته بجانب هذام ويمشون خلف سلمان للعزبة ..
~ الفندق ~
طلعت من الشور تجفف شعرها بالمنشفه الصغيرة ، دفعت ساق أبرار الممتدة على الأرض وتلعب ونطقت : وجع أزهار كسرتي ساقي !
أزهار ضحكت بسخرية وقالت : بالله شايفه كيف متمدده قُدامي ؟
زفرت أبرار بغضّب ودخلت ساقها باللحاف ، جلست أزهار تطلع لها ملابس ونطقت : ما حتجهزي ؟
أبرار رفعت راسها ونطقت : ليش ؟
أزهار : ماما كلمتني تقول كتبوا خروج لأسرار والعشاء ببيتهم
شهقت أبرار وقفلت اللعبة وركضت للحمام ، قفلت الباب وراها ونطقت أزهار : ماحجيب لك..
قاطعها صوت أبرار وهي تقول : أزهار جيبي منشفتي
ضحكت توقف بعد ما أنتهت من الترطيب ولبست ، مشت تثبت المنشفه على مقبض الباب وتنطق : شوفيها عندك
مشت تشغل الاستشوار وتقسم شعرها ، بدأت تستشور خصلها الذهبية وهي مبتسمة مندهشة من جمالها ، زفرت بتوتر ونطقت : بسم الله عليكي يابنت !
ضحكت ومدّت يدها تشغل جوالها ، فتحت الواتس وشافت رسالة من سنجار ، دخلتها وقرأت مضمونها وسرعان ماتوسعت عيونها بصدمة من اللي قرأته ، كان سنجار كاتب رسالة يقول فيها :
بنت أمجد دق علي يقول جيت مع أهلي وما حصلنا أحد فالبيت ، أنتي مواعدته بقتلك أزهار لو يطلع جد !!
ومكالمات فائته منه ، زفرت برعب ونطقت : اش أسوي !!
دقت على سنجار ووصلها صوته وهو يقول : أخيرًا ياست الحسن !
أزهار : سوري كنت أتحمم
سنجار زفر بغضّب وقال : ايوه ؟
أزهار : والله ما قلتلو حاجه
سنجار : خلاص يكفيني اهدأي وتجهزي الليلة بنقابل ولد مشبب
أزهار ابتسمت وقالت : تمام حبيب قلبو
قفل الجوال وابتسمت تنطق : كويس ماعصب !
نزلت جوالها بعد ما شغلت أحد الأغاني الأجنبية وبدأت تلحّن وتغني معها ..
~ المستشفى ~
عضّت شفايفها تتأمل نفسها ، مرت فوق الأربع عشر ساعة من ولادتها ، تحسّ نفسها أحسن بكثير من قبل ، مشت تخرج من الحمام وتنطق : دودي عطيني رأيك بشغله
لفّت عِقد اللي تنيم وفاء بحضّنها ونطقت : اش هيّا ؟
اسرار مسكت شعرها ونطقت : أفكر أقص وأصبغ قبل التمايم
عِقد ابتسمت وقالت : أوافقك وبشدة ! نروح سوا ؟
اسرار هزت راسها بالايجاب وقالت : حمدلله أحسني أقوى مما كنت أتصور إني بكون ، عشان كذا بعطي نفسي ثلاث أيام راحه وبعدها نروح
عِقد عضّت شفايفها وقالت : الله يستر لا أولد بالتلات أيام هدي !
ضحكت اسرار بألم ونطقت : ياوسخه كم مره بقولك لا تضحكيني !!
عِقد وقفت تنزل وفاء بسريرها وتنطق : تعالي نشوف القصات والصبغات الموجودة
اسرار هزت راسها ومشت تجلس بهدوء ، مدّت عِقد الجوال ونطقت : يالله اختاري
اسرار ابتسمت وقالت : والله ذي مره حلوه
عِقد ابتسمت وقالت : صراحة تناسبك !
اسرار : حلو أسويها ؟
عِقد ضحكت وقالت : ماشاءالله شوفي كيف اخترتيها بسرعه أنا لو بدالك جلست ساعتين
اسرار : ما بقص مره بس أبي فوليوم
عِقد : أجل تمام ، تجهزتي عشان حنطلع بعد شويا ؟
اسرار هزت راسها بالايجاب ومشت توقف ، أخذت وفاء وابتسمت تنطق : آخ دودي ماتدرين كيف تعلقت فيها أحس ما أتحمل دقيقة بدونها
ابتسمت عِقد وقالت : الله يخليكم لبعضكم
اسرار : ياحبيبي امين ويخليك لي
وقفت عِقد تضّمهم سوا ونطقت : أحُبكم مره
صرخت وفاء تبكي وشهقت عِقد تبعد وتنطق : بسم الله عليها لايكون عورتها ؟؟
اسرار ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : لا بس دلوعه يمكن اشتاقت لأبوها
ضحكت عِقد وقالت : والله كويس ازا عرفت إنك أمها !
جلست عِقد وزفرت تنطق : دلوعه كل ماقربت لها وهي معاكي تبكي !
ضحكت اسرار وثبتت بنتها ترضعها ونطقت : وش نسوي لها بعد
عِقد : الليلة قالو فيه عشاء صح ؟
اسرار هزت راسها بالايجاب وهي عاضّه شفايفها تقاوم الألم ، وقفت عِقد ونطقت : ومطلق من أمس مادق شكلو مافيه إرسال
اسرار : ايه أتوقع
طلعت عِقد جوالها تصور اسرار من زاوية ماتوضح الكثير من ملامحها وهي ترضع وفاء ، ابتسمت تقفل جوالها وتنطق : ما حتخلي الصبغ بعد الأربعين ؟
اسرار : مايضر وهذا المهم
عِقد : أقصد وأنتي ترضعي ؟
اسرار ابتسمت وقالت : خصل ياعِقد ماراح أصبغ كامل
عِقد اخذت نفس وقالت : اوكيه كويس
اسرار : معليك مركزه مستحيل أضر بنتي بحاجه
عِقد عضّت شفايفها تمنع دموعها تنزل ونطقت : طيب ليش أثرت فيني كلمة بنتي !!
ابتسمت اسرار وقالت : اف أحبك والله
عِقد وقفت تمشي لهم وجلست بجانب اسرار ونطقت : تصدقي أنك نعمة من ربي علي والله ما أكذب عليكي زيتونه من دخلتي حياتي من أيام الثانوي وأنا منهاره عليكي ياصاحبة روحي ، حتى ازا تتزكري وقت الجامعة كنت أجي لعندك لأني ماتحملت الجامعة بدونك !
ضحكت اسرار تضّمها وتنطق : ياجعل الردي يفداك ياحبيبة قلبي
ضحكت عِقد وقالت : آخ والله مشااااعر
اسرار : خلاص لا تضايقين نفسك
عِقد تكت بيدها على الكنبه ونطقت : شلون أدلع ولدي وازبطو وأسمو مشبب !
ضحكت اسرار بصدمة وقالت : عِقد !!!
عِقد : والله اتخيلو دلوع وطالع على مامتو بس لمن اتزكر أننا حنسميه مشبب أنهار
اسرار : عادي إذا جبتوا بعده دلعيه أنتي وخلي مشبب لتربية مطلق
عِقد زفرت بغضّب وقالت : آخ من حظي بس هوا دا اللي حيصير أساسًا حتشوفي مطلق ماخدو معاه للأبل بأول أسبوع
ضحكت اسرار وضربتها بألم وضحكت عِقد معها ، مسحت دموعها ونطقت : والله لو ماتسكتين
عِقد : طيب اش رأيك نحاول نقنع مطلق أسميه أنا
اسرار : وش بتسمين طيب ؟
عِقد : صراحة أسم فريد أخويا مره عاجبني
اسرار مسكت راسها ونطقت : يابقره فريد بن مطلق ! صاحية أنتي وش أحلام العصر بدون مكيف ذي !
عِقد : ماعليه تترقع
اسرار : مشبب بن مطلق أهون صراحة
عِقد زفرت بغضّب وقالت : طيب عطيني دلع
اسرار : سميه ميمو وإذا رفع ضغطك قولي شبشب
صرخت عِقد تضحك وضحكت اسرار تنطق : والله عليكم أسماء أنتي ومطلق ! ما أقول إلا حمدلله خالتي الله يرحمها كان أسمها وفاء تخيلي لو كان أسمها صيته ولا شعفه مين يقنع سطّام وقتها !
طاحت عِقد تضحك وابتسمت اسرار تنطق : خلاص لا تولدين ماني ناقصه !!
مسحت دموعها وقالت : حسبي الله على إبليسك موتيني !
رفعت ظهرها وشهقت بألم وجلست تنطق : ماشاءالله مالقى يرفس الا دحين !
اسرار ضحكت وقالت : مسكين خضيتيه من الضحك
عِقد ابتسمت وقالت : استغفر الله قتلتيني والله
اسرار : حياتي دوم
عِقد : اش تقصدي بدوم هدي ؟
اسرار ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت : ياحيوانه الضحك !
عِقد : ايوه اشوا
وقفت اسرار بصعوبة ومشت تنزل وفاء بسريرها ، رجعت تجلس ونطقت : متى بروشها بس
عِقد : صوري لي أو تعالي أساعدك ونحممها سوا
اسرار ابتسمت وقالت : تم والله
كملوا سواليف مع بعضهم ينتظرون وقت الخروج يجي ويطلعون لبيت سطّام ..
~ العزبة ~
وقفت سيارات سلمان وسلطان وأيار بالوقت نفسه ، نزلوا ونطق سنجار : النسيب !
ابتسم سطّام يتقدم ويسلم عليه ، أبتعد عنه ونطق لجينار  : هلا والله
ابتسم جينار ونطق : هلا فيك
تقدم أيار ونطق : أبو وفاء
ابتسم سطّام يسلم عليه وينطق : وش الصدفة هذي !
سنجار : عزمنا مطلق
تقدموا أخوان سطّام يسلمون على أخوان اسرار ، مشى سطّام ونطق : يأهل المحل
عصّب مطلق راسه بشماغه ونطق : اقلطوا
دخلوا الخيمة وسلموا على بعضهم البعض ، زفر ضاحي بتوتر وهو يسلم على أخوانها ، ابتسم من شاف سنجار ونطق : هلا والله
سنجار ابتسم ينطق : نسيبنا ان شاءالله ؟
ضاحي : الله يتمم على خير
سنجار : بأذن الله
مطلق ابتسم وقال : وشحالكم يرجال
ألتفت من مسكه سلمان ونطق مطلق : لبيه ؟
سلمان همس بأذنه : مطلق فيك عرق أجنبي ؟
طارت عيونه الخضراء ونطق : أقطع وأخس يالخسيس !!
ضحكوا سطّام وهذام وركض سلمان يبتعد عنه وينطق : يرجال وش التصعيد ذا بعدين تراه يس اور نو كويسشن !!!
ضحكوا العيال كلهم بالخيمة ، مشى مطلق له وسحبه مع ياقته ونطق : وش أجنبي ذا ؟؟
سلمان نطق برعب من ضخامة مطلق : ياخوي عشان عيونك ماشاءالله
ضحك ضاحي وقال : لا لا سعوديين أبًا عن جد !
دفعه مطلق وقال : أعقل
ألتفت سلمان بغضّب وقال : وانتوا ؟؟
هذام : قلنا لك لا تطلبنا فزعه
سنجار ابتسم وقال : وش الموضوع ؟
سطّام : يارجال بس أنشغل سلمان بعيون مطلق وأهله
سنجار : اللي أعرفه أبو اسرار الله يرحمها كانت عيونه خضراء وورثها لها بس مطلق جد من وين ورثتها ؟
زفر مطلق بقرف وهو مايحب هالمواضيع أبدًا ونطق : جدي
ابتسم سلمان ونطق : بس جيناتكم قوية ماشاءالله
مطلق رفع عيونه وقال : من وين شفت جيناتي يالنصاب ؟
سلمان : وشفيك مشخصن طيب ؟ أقصد جينات أهلكم والدليل بنتنا عيونها خُضر
أيار شهق بصدمة وقال : ميين بنتنا ؟؟
سطّام رفع يدينه بالسماء ونطق : لحظة بنتي أنا وش تبون انتوا !؟
ضحك ضاحي وقال : غرت على بنتك ولا كيف ؟
سلطان : يوه يا ضاحي لو تشوفه بيموت عليها
ضاحي ابتسم وقال : بسم الله عليها الله يحفظها له
سطّام ابتسم وقال : وتلوموني ؟؟
جينار ابتسم وقال : الله يخليها لك
ردوا جميع بـ " امين " ووقف مطلق بالدله اللي فارت وقفل غطاها ومشى يصّب لهم قهوة سعودية ، جلس ونطق : وش أوضاعكم يأهل الحجاز
فهم سنجار مقصده ونطق علطول : جاهزين وموعدنا الليلة ان شاءالله
مطلق : ايه الله ييسر
أيار ابتسم ونطق : وش تشتغل فيه يا ضاحي ؟
ضاحي : مترأس شركة يخوت ورحلات سياحية فالمملكة
ابتسم سلمان ونطق : تابعه لشركة عالمية أولى فروعها والفرع الرئيسي فالجبيّل
ابتسم أيار ونطق : ماشاءالله تبارك الرحمن
سنجار ابتسم وقال : كفو والله
ضاحي : كفوك الطيب
جينار : شلون عرفت يا سلمان ؟
سلمان : الشركة لنا يا آل نهيّان
توسعت عيونه بصدمة وقال : ماشاءالله !
سلطان ابتسم وقال : خير ماقلت ألا انتوا وش تشتغلون فيه ؟
سنجار ابتسم وقال : أنا ملازم أول خريج كلية الملك فهد الأمنية
ابتسموا العيال والكل ذكر الله ، ابتسم جينار ونطق : أنا طالب بجامعة هارفارد في مدينة كامبريدج بولاية ماساتشوستس الأميركية
توسعت عيون مطلق من سمع صعوبة الأسماء ونطق بهمس : ياهب ولا تسد !
انكسر الفنجال بيد جينار وفزّوا العيال ومن ضمنهم مطلق اللي من الصدمة صار وجهه شاحب كح وطلع علطول من عندهم ، ابتسم ضاحي يتقدم بالمنديل وينطق : طاح الشر جاك شيء ؟
ابتسم جينار وقال : لا يالنسيب
نزل ضاحي عيونه بتوتر ، مايدري هل البلاء فيه لكنه ماحب عجلتهم باللقب هو مايدري إذا بتسلك الأمور ولا لا ، وقف سطّام وطلع يتبع مطلق ، شافه من عند الشبك بجنب وحدة من النياق وركض ينطق : مطيليق وشفيك ؟
ألتفت مطلق اللي من الضحك دمعت عيونه ، فزّ سطّام له يحسب أنه يبكي ونطق : وش يبكيك ؟؟؟
ضحك مطلق وقال : أعقب الرجال مايبكي الا من قهر
سطّام : سد حلقك وشفيك ؟
مطلق : أنكسر الفنجال عشاني قلت بنفسي ياهب ولا تسد
توسعت عيونه بصدمة وقال : ماهو جديد !
مطلق ميّل راسه وضحك ينطق : ليه وش ؟
سطّام : تذكر لمن أنكسر الجنط بأول مره قابلتك ؟
مطلق ابتسم وقال : مدري والله بس أسلم
سطّام : شكلك قلتها يوم مريت بالجي كلاس من جنبك يالمشفوح
فطس مطلق يضحك من تذكر الموقف وتذكر بالفعل قوله لـ " ياهب ولا تسد " بذاك اليوم ، ضحك سطّام ونطق : إني والله داري
غطى وجهه بالشماغ وطاح بالأرض يضحك ، توسعت عيون سطّام ونطق : دوم دوم بس قوم لا يتوسخ ثوبك
ماكان من مطلق رد وطول وهو ينتفض ويضحك ، كان واقف بصدمة لأول مره يشوف مطلق يضحك هالقد ، انحنى يضمّه وينطق : ياجعلها دايمه يا أخوي
حاوطه مطلق ونطق : استغفر الله وش جاني !
وقف بمساعدة سطّام ونطق بحدة : أنتبه !!
دفع مطلق وجه البعير اللي كاد يعضّ سطّام ، ضحك سطّام ونطق : شكله ماكان يبيني أسكتك
مطلق هش البعير وأبتعد وتقدمت مكحولة وابتسم مطلق ينطق : ارحبي ياعين أبوك ارحبي
ابتسم سطّام وقال : مكحلة ؟
ضحك مطلق وقال : المكحلة تعرفها زين ذي مكحولة
ضحك سطّام من فهم مطلق اللي قصد عيون اسرار ، وضربه بخفه ونطق : أمش طولنا عليها
مطلق ألتفت ونطق : ايه بالله ابطينا اسبقني وبجيكم
هز راسه بالايجاب ومشى يرجع لهم ، لفّ مطلق لمكحولة ونطق :
‏يا حظ قلب مطلق يوم في حبها فاز
‏يا مكحولة هي ما عاشرت كل لاشي
2
‏وفي شرع إبن حنبل وتأكيد إبن باز
‏معروف راعي الحبّ قلبه هشاشي !
-
ابتسم يقبّل مكحولة ويمشي من عندها ، دخل للخيمة ونطق : متى ودكم نحضر الغداء ؟
سلطان : ارتاح شوي بنتقهوى ونسولف وبعدها خير
أيار : ايوه خذ راحتك
جلس مطلق ونطق : مرتاح مرتاح
كملوا سواليف لوقت طويل لحّد ما تقدم مطلق وضاحي بجانبه وحضروا الغداء كرامة لسطّام وما جاه ، تقدموا الرجال للصحن ونطق سطّام : ياجعل الردى يفداك يامطلق ماتقصر وخيرك سابقك ولا ألحق جمايلك ماحييت
ابتسم مطلق وقال : اللي بيني وبينك أكبر من الجمايل وردها يالهَاجس وجعلها تتربى بعزك وأنا أخوك
تقدم يجلس معهم ونطق : حياكم الله على قّل الكلافه
ابتسم سطّام ونطق : الله يحييك ويبقيك
سمّوا بالله وكل منهم بدأ يأكل ويستمعون لسوالف بعضهم في حضرة الغداء ..
~ بيت سطّام ، العشاء ~
تعمدوا مايعزمون إلا الأقربين منهم ، عشاء بسيط يسبق التمايم والحضور كانوا محصورين بين نهيّان وعياله وحريمهم وريم وبناتها وعيالها وقصي وحَرمه ومطلق وحَرمه ومشعل وحَرمه ، الرجال فالمجلس والنساء بالصالة داخل ، ضحكت اسرار بصدمة وقالت : أزهار بشويش عليها
أزهار نطقت بعبوس : قسم بالله مو قادره أتحمل تنأكل وربي
أبرار زفرت بغضّب وقالت : رجعي البنت دوختيها حرام عليكي !
تأففت أزهار ورفعت وفاء ترجعها بسريرها الصغير جانب اسرار ، رفعت عيونها من قبّلت أنهار رأسها ونطقت : محتاجه حاجه أجيب لك حاجه ؟
ابتسمت اسرار وقالت : لا يبعد هالروح ارتاحي
عضّت شفايفها بخجل ، هي وقت أنهار أنجبت عبدالرحمن كانت توها تلقى سطّام بعد مدة طويلة ، وخرجت معه وما فكرت في أختها وحسّت بالأحراج من شافت أندفاع أنهار لها ، تقدمت ريم ببعض المشروبات الساخنة ونطقت : كويسه لك
هزت راسها تأخذه من أمها وتنطق : شكرًا أمي
ريم ابتسمت تقبّل خدها وتنطق : مابيننا يا أمي
رجعت ريم تجلس بالكنب وابتسمت اسرار تشوف الكل مجتمعين حولها ، ابتسمت شهد وقالت : هي بس لو تفتح عيونها ونشوفها وتشوفنا
ضحكت اسرار وقالت : نعسانه مدري شفيها
عِقد زفرت بغضّب وقالت : اوه يبنات مره دلوعه !
ضحكت انفال وقالت : يحق لها
ظبيه ابتسمت وقالت : وقسم بالله يحق لها حبيبة حماتها
ضحكت اسرار بصوت عالي من وقفت عِقد بغضّب وقالت بحدة : هيي أنتي كفايه احتكاكات ترا مو حلو تجلسي تتلصقي بزوجة ولدي !
وقفت ظبيه بصدمة وقالت : تستهبلين أكيد مابتقبل بواحد أصغر منها !!
عِقد دفعتها وجلست ظبيه على الكنب ونطقت بتهديد : اسمعيني عاد أنا وأمها موافقين وأبوها ومطلق برضو موافقين أنتي اش لك بالهرجه دي ! قولي لي فين موقعك بالإعراب !!
مسحت دموعها وقالت : لا أنتي ولا هي بتتزوج دحوم ولد خالتها
فزّت أنهار وقالت : تم والله يعيييش !
عِقد رفعت حاجبها وقالت : مشبب لوفاء والباقي كلو فيّك وبرضو ايو مو طبيعي التلصق اللي فيكم !!
أنهار : خلاص لا تتلصقي فينا شويا كرامه
عِقد نطقت بغضّب : حمدسك هنا لو ما تسدي فمك !
ضحكت اسرار وقالت : خلاص دودي
عِقد ألتفتت لها بعصبية ونطقت : ياشيخه سديها أنتي كمان قرف
جلست بغضّب وابتسمت أزهار تنطق : صراحة أنا مع عِقد مره يليقون أمهاتهم صاحبات وأبائهم كمان
عِقد : شوفوا الناس الفاهمه بالله علميهم الجهلة !
وبالنسبة لشهد وأنفال كانوا يضحكون لحّد مانطقت انفال بضحك : سوسو وش رأيك برواف ؟ عاقل ورزين وأكبر منها بثلاث سنين ينفع صح ؟
ابتسمت اسرار وقالت : جاز لي عرضك تصدقين ؟
وقفت عِقد بصدمة وقالت بصوت مرتفع : هيه أنتي وقفي يابلاير !!
ضحكت اسرار بصوت عالي تلفّ وجهها ومشت عِقد تشيل وفاء اللي صحت علطول ونطقت : شوفوا حتى تحب لمن أشيلها قريب من ولدي
شهقت وبكت بصوت عالي وضحكوا الحريم كلهم ، زفرت بغضّب وقالت بهمس : عيب عليكي ياكنتي عيب !
ضحكت اسرار وقالت : خلاص أنتي اللي تستاهلينها أساسًا
مدّتها لأسرار ونطقت : ايوه يامعفنه من أول قوليها وارحميني
ضحكت تأخذ بنتها وترضعها لأجل تنام ، ألتفتت ريم من نطق أيار : أزهار جاهزه ؟
فزّوا خواتها ومن ضمنهم اسرار اللي ألتفتت برأسها لهم ، عضّت شفايفها وتقدمت ريم لها تنطق بهمس : ارفضيه
رفعت عيونها لأمها ونطقت بصدمة : ليش ؟؟
ريم نطقت بصرامة : بس مايصلح لك
هزت راسها بالايجاب ومشت تطلع مع أيار ، وقف يمسكها ونطق : بتجلسي معاه بالوقت اللي تبغيه تكلموا وتعرفوا هدي نظرة شرعية قبل يملك تمام ؟
هزت راسها ونطقت : تمام
أيار : ازا تبغي حاجه أنا عند الباب
ابتسمت له وقالت : لا ولا شيء
مشى يطلع وابتسم لضاحي ونطق : تفضل يالنسيب والله يوفقكم
ابتسم ضاحي وقال : الله يسمع منك
دخل وقفل الباب وراه وابتسم يشوفها جالسه والتوتر واضح على ملامحها ، تقدم يجلس أمامها بحيث تشوفه لكنه بعيد كل البعد عنها ، رفعت عيونها من سلم وردت السلام بخفه وصوت يادوب ينسمع ، زفر توتره ونطق بجدية : كيف حالك ؟
عضّت شفايفها لثواني ونطقت : تمام وأنتَ كيفك ؟
ابتسم من شابه له نطقها بنطق عِقد بس على خفيف ، عدل جلسته ونطق : بخير دامك بخير
رفعت شعرها من على وجهها ورفعت وجهها تناظر فيه من نطق : أسمعك وتسمعيني ؟
هزت راسها بالايجاب وقالت : بس شرط تقول كل حاجه أبى أعرفك قبل يصير بيننا حاجه رسميه
عدل شماغه وابتسم ينطق : أسمي ضاحي عمري قريب وأكمل ثلاثه وعشرين وظيفتي مدير تنفيذي بشركة عالمية لكني أدير الشركة الفرعية
لاحظ ابتساماتها وكمل بثقة ينطق : شخص عادي جدًا عاش طفولته بين التربان والبل والحلال ومازلت أعشق تفاصيل البساطة وأعيشها ماعندي هم يشغل تفكيري إلا صلاتي وجدي وأخوي وخواتي وتأكدي لو تتيسر الأمور بتجين فوقهم كلهم
ابتسمت أزهار ونطقت : أنا أزهار عمري عشرين بالزبط جامعية تخصصي فاشن وتصميم كبرت على الدلع وماينقال لي ألا حاضر ودحين يجيكي صعبة شويا من نواحي كثيرة مثل الذوق والأكل والتخطي والتعود لكن أمشي الحال برضو مثلك حمدلله قريبة من ربي ومن أهلي بس فيه شغله ضروري تعرفها قبل نتمم على خير
كان مغرم بطريقة كلامها وحديثها المطول عن شخصيتها لدرجة أنه ما أستوعب إلا لمن آشرت له بيدها ، فزّ وتنحنح ينطق : اسلمي يالشقراء ؟
ضحكت بصدمة وقالت : حلو اللقب !
تفشل يصدّ عنها ، خرجت منه عفوية لأنه تعود يناديها كذا بينه وبين نفسه وحتى عند مطلق ، عضّت شفايفها ونطقت : أشبك عادي والله صراحة عجبتني لأنك أنتبهت لصبغتي
ابتسم يهمس بداخله وينطق : ليتك داريه أنها أحد أسباب طيحتي قدامك
زفرت بتوتر ونطقت : أنا كنت بعلاقة مع ولد أسمو أمجد وكنا مع بعض من فترة طويلة قريب الست سنوات ، عاش أمجد معايا أغلب تفاصيل حياتي وكل أخواني كانوا يعرفونو ويخرجو معاه يعني كانوا أصحاب برضو ، أعترف لي بعد معرفة دامت سنتين وأعترفت لو كمان أني أحُبُو
سكنت من شافت كيف تغيرت ملامحه لحادة وكأنه يستمع وهو يدهس على جمر يحرقه ولا يرحمه ، ماحصل بينهم شيء إلا أنها قدرت تولع فتيلة غيرته عليها ، كانت ملاحظه مراقبته وحرصه الشديد على أكمال السالفة بدون ما يستعجل بفعلته ، ابتسمت لثواني تعشق الرجل الغيور وتعتبر الغيره أحد أقوى الأسباب الواضحه أن الشخص يحب من قلبه ، زفرت بتوتر تعدل جلستها وتنطق : لاحظت البرود منو بأخر فترة وكيف كان يتجاهل كل رسالة أرسلها وكأني لم أكن بس تغاضيت كثير ولمن قررت أواجهو وأرسل حكى لي سالفة كانت كلها كذبة وغير كدا كان متوتر وهوا يهرج بعدها قرر يسترجل وجاء لباب بيتنا عشان يخطبني من أخواني بس الكلام دا كان اليوم الظهر وخلاص ما أبى منو ولا حاجه ولا بيني وبينو شيء يذكر حتى عشان كدا تطمن
فتّل شاربه ونطق بجدية وبرود عكس الحرايق اللي تحصل داخل جوفه : حظرتيه ؟
هزت راسها بنفي وقالت : نسي..
قاطعها صوته وهو يوقف وينطق : يعني تناقض من البداية ؟ أنا أقول لا تخلينا نظلمك معي وأنتي تحبيه ولا أظلم نفسي معك وأنتي قلبك وتفكيرك مع شخص ثاني
وقفت علطول تمسك كفه وتجلس وتنطق : والله عافو الخاطر من وقت طويل ووالله تفكيري مو معاه أبدًا ليش تقول كدا ؟!
سحب كفه بين بين كفها علطول وشعر بألم من فعلها ، ألم داخلي وتضارب بين عقله وقلبه ، قلبه يرفض ترك يمناها بينما يستحي عقله والجاه من هالفعايل ، عاداته وسلومه ما ربته على كذا أبدًا ولا وده يمسّها وهي ماتحّل له لكنها باغتته بفعلتها ، زفر بضيق وقال : على هواك يالشقراء
أزهار : بس تنتظرني أتخرج ؟
ضاحي : ننتظرك
أزهار ابتسمت وقالت : خلاص بس نكون تحت مسمى خطوبة لمن أتخرج نملك ونتزوج والله يتمم على خير تشرفت فيك ضاحي
وقف يعّدل شماغه وينطق : خذي راحتك لو بعد سنتين والشرف والله لي أنا
أزهار : ايوه سنتين صح عليك
ضاحي : توصين تآمرين ؟
هزت راسها بنفي وقالت : سلامتك
خرج بسرعه ونطق قبل يقفل الباب : الله يسلمك ويخليك
قفل الباب ومشى يطلع للمجلس ، عضّت شفايفها بتوتر ونطقت : الولد تبارك الرحمن كامل !!
ابتسمت بوسع ثغرها من تذكرت غيرته ولمن نظر لها بعيونه البُنية القاتمه ، شهقت تركض وتطلع من المقلط ونطقت : حمدلله تيسرت وزواجنا بعد سنتين
دفنت حماسهم بجملتها ورجعوا كلهم يجلسون وكأن شيء لم يحصل ، ضحكت بصدمة وقالت : أشبكم ؟
ريم زفرت بغضّب وقالت : فوق اللي قلتو لكي ماحصل دحين جايه تقولي سنتين طب فرضًا مت ؟؟
شهقوا البنات ونطقت أنهار : ماما أشبك الله يهديكي ويطول لنا بعمرك !
اسرار نطقت بغضّب : وبنتي بيصير عمرها سنتين ؟!
أزهار : أجمل شيء تزف خالتها ولا ؟
ابتسمت أنهار ونطقت : أشبكم ليش تبغوها تستعجل خلوها على ركاده تحل الموضوع بينها وبينه
انفال ابتسمت وقالت : والله لو تبي نصيحتي تمشي برواق هي وضاحي
أزهار ابتسمت وقالت : ايوه هو دا مقصدي
ريم تقدمت تضّمها وتهمس : الله يوفقك ويسعدك يا زهرتي اخترتيه بنفسك وتحمليه وان شاءالله مايكون نفس اعمامو
أزهار ضحكت وقالت : لا مره فرق بينهم هوا عسسسل بزيادة
ضحكوا البنات ونطقت ظبيه بضحكه : الحين ضاحي فوق الغمام
ابتسمت أزهار بخجل تجلس ونطقت اسرار : متى الملكه ؟
أزهار هزت راسها بنفي وقالت : حاليًا خطوبة وبس لمن أخلص جامعه بفرغ نفسي للزواج
هزت راسها ونطقت : الله يوفقكم يارب
الكل ردوا بـ " امين " وتقدمت عِقد تنطق : ضروري أتكلم وأقول اللي بخاطري شوفي ضاحي رجل والرجال قليل ومو عشانو أخو زوجي لا والله أزهار أني قاعده أتكلم منجد والله ماشفت متلو رغم صغر سنو إلا أنه يحمل مسؤوليات كبيره وأولها أنتي تعرفي أنو طلب من مطلق بيتو الجديد عشانك ؟ والكلام دا قبل ثمان أشهر تقريبًا ، طب تعرفي أنو حلف على مطلق يسدد مبلغ البيت وسدد مبلغ كبير جدًا دفعة وحدة وبقي قليل عشان لمن يتقدم لك مايكون عليه دين وترفضيه والله أشوف حبو لك من عيونو والله يوفقكم يارب
مسحت ظبيه دموعها وضحكت تنطق : ياجعل يومي قبل يومهم
مسكت صافية يدها ونطقت : عمرك طويل ياخيتي
كان وجهها بشوش من كلام عِقد ونطقت بخجل وفرحة بالوقت نفسه : يارب امين
ابتسمت عِقد وقالت : ايوه سولفوا بنات وبعدين شوشو مالها حس ؟
ابتسمت شهد ونطقت : ياخي جاني نوم فجأة
ضحكوا البنات كلهم ونطقت جوري : والله صادقه
التفتوا جميعًا لسطّام اللي نطق : ياولد جيبوا وفاء أخواني يبون يشوفونها
ابتسمت اسرار وقامت توقف ، مسكتها ريم وقالت : تقدري ؟
اسرار ابتسمت وقالت : أنا أقوى من كذا
ريم ابتسمت وقالت : عطيني أساعدك فيها
ضبطت اللفه على وفاء ومشت اسرار للباب ، كان واقف وراه ومن أندفع الباب نطق : من ؟
دخلت اسرار وبنتهم بحضّنها ، ابتسم وقال : أهلين ببناتي
أحتضن راسها يقبّله وينطق : ماتدرين كيف مشتاق لك
ابتسمت اسرار وقالت : قريب ما أبعدنا
مدّتها لأبوها وابتسم ينطق : ارتاحي يا بِكر محمد بنخطفها وبنطول
ضحكت بخفه وقالت : أنتبه عليها
سطّام : بعيوني وأقفل عليها لا تخافين
مشى يطلع من رجعت اسرار للصالة ، تقدم للمجلس وفزّوا أعمامها ، ضحك يجلس وهي بحضّنه وينطق : بالدور بالدور
حاصروه من كل جهة هذام وسلطان على يمناه وشماله وسلمان واقف على راسه ، زفر بضيق وقال : عيال حرام عليكم كتمتوها
سلمان : أخلص أنا الكبير عطني
انحنى سلمان وضحكت وفاء وصرخوا هذام وسلطان اللي يصورون ، شالها سلمان من بكت ونطق : وجع وجع
عضّ شفايفه ونطق : أسفين
ضحك سلطان وقال : وش أسفين يالعشير ماتحملنا والله
هذام ضحك بخفه وقال : بالله صورت ؟
هز سلطان راسه بالايجاب وقال سطّام : لفها من البرد
أبعد سلمان اللفايف عنها وشهق ينطق : خلف أهلي الأبيض أنا واه ياحبيبة عمك وسمية الغاليه
مدّ اللفايف وثبتها سطّام بحضّنه وانحنى سلمان يرجعها بحضّن أبوها ، ابتسم هذام ونطق : خلاص لا نشيلها شوفوا كيف تبتسم ومبسوطة
ابتسم سلمان ونطق : عرفت لأبوها ومن الحين بتدلع علينا
سطّام ابتسم يقبّل قدمها وينطق : يحق لها مايحق لغيرها وفاء القلب
ابتسم سلطان ينحني ويقبّل بطنها وينطق : رييييحتها !
ضحكوا كل من فالمجلس ونطق نهيّان : بشويش على البنت
تقدم ضاحي يجلس بجانب سلطان وينطق : بالله عطني
ألتفت سطّام وابتسم يرفعها له ، شالها ضاحي ونطق بأبتسامة عريضة : بسم الرحمن علييك
ثبتها بحضّنه وكشرت علطول تتأمل الفراغ بوجهه ، ضحك بخفه وقال : أنا خالك ضاحي طيب ؟
ثبت يده خلف راسها وجبرها تومئ بالايجاب ونطق : كفو بنت أختي كفو !
ضحك مطلق وقال : وأبوها أخونا ومنا وفينا
كشر ضاحي وقال : بس مايجي عند بنت محمد غلاها أكبر منه
ابتسم سطّام وقال : الله يخليكم لها
دق مطلق كتفه ونطق : عطني
انحنى ينزلها بحضّن مطلق وفزّ سطّام ونطق مطلق بحدة : مالك دخل والله ماترجع بنتنا ولها حق علينا أهكب والزم محلك يالهَاجس !
زفر بضيق وقال : يأبو مشبب جعلني فداك مابيننا والله !
مطلق ابتسم وقال : مايخصك لها هي وش تبي ؟
ابتسم سلطان ونطق : جعل من جابك الجنة يامطلق
ابتسم لسلطان ونطق : امين اجمعين
رجعها بحضّن أبوها ونطق : يالله حرك
ضحك سطّام بخفه ونطق بهدوء نبرته : تدري أني أحبك وبعلمها تحبك !
ابتسم مطلق وقال : لبى كبدك وكبدها أنت العينين وهي القلب وأشهد بالله أن غلاها بصدري من غلاك يالهَاجس
ابتسم سطّام ينحني ويقبّل خشم مطلق ونطق : جعل رجال مايحبك للموت يامطلق
ضحك بصدمة ونطق : الله أكبر !
ضحك نهيّان وقال : مطلق ولدي وشقيق عيالي اللي ماجبته وياعزتي للي ماعنده مثل مطلق
مطلق وقف ونطق : يارجال أذكروا الله والله ماسويت شيء
ضحك ضاحي وقال : مطلق مايحب المدح ترا
سطّام : يحبه ونجبره بعد !
مطلق جلس يخفي إحمرار وجهه بشماغه ، جلس كل واحد فيهم بمكانه ونطق سنجار : ليتنا معاشرينكم من زمن والله أني نادم على سنين مرت وأنتم مو من ضمنها
الكل رد بردود معروفة " الله يسلمك ، الله يرفع قدرك .. " ابتسم أيار ونطق : والله صدق سنجار
حمد ابتسم وقال : مانقص شيء ولا أنتهى وما فات مات وأنا أبوكم انتوا منا وفينا ونعم الرجال ياعيال جواد
ابتسم سنجار ونطق : أبشر بنا يأبو محمد
عضّ شفايفه ونطق تحت انفاسه : يعني أسمها أزهار جواد ؟لازم أعرف كل شيء عنها
ضحك بخفه وتقدم يكمل فنجاله ويسمع سوالف أهله بالمجلس ، وقف هذام ونطق بتوتر : برجعها
ابتسم سطّام وقال : متأكد ؟
هذام : تخسى تشيلونها وأنا لا هات
ضحك سطّام وقال : أبشر
ابتسم يمسكها وينطق بعبوس : يالله أكلها روح عمها صغييره ياسطيّم !
سطّام ابتسم وقال : أنتبه عليها
هز راسه بالايجاب ومشى يدخل للداخل ، قبّل خشمها وقال : الله يستر لا تأخذين الغلا كله مننا وتسرقين الحب والقلوب ومايبقى لعيالنا شيء ، أنتي سمية أغلى البشر والمخاليق وأحن مخلوقه عرفوها أعمامك وأبوك وكلنا متأكدين أنك بتشبعيننا حنان ومحبة ياوفاء
نزل نظراته ولمح وحمه صغيرة تحت عينها ، قطرت دموعه على وجنتيها بعدم شعور وبكى هذام ، هو أكثر واحد عشق الوحمه اللي تتواجد بخد أمه تحديدًا تحت عينها ، ماهقى أنه بيرجع يلمحها ويتأملها بجسد حي ، وبطفلة صغيرة غالية وكبيرة بصدورهم ، عضّ شفايفه يدفن وجهه بلفايفها ويبكي ، أنهار وسقط وخار من شّدة الحمل اللي كان دافنه عميق بصدره ، كان حابس دموعه من وفاتها ولقى الشيء اللي فجر سد دموعه وتركها تنهمر على وجنتيه ترويها من الجفاف وتفرغ صدره من شيء ضايقه سنين طويلة ، ثبتت يدها الصغيرة بالغلط على وجهه وبكى وضحك بالوقت نفسه ونطق : أم الوفاء دموعي بيني وبينك ماتقولين لأحد تمام ياروح عمك ؟
قبّل كفها اللي يلامس خشمه ونطق : والله نحبك ياعسانا نعطيك من عمرنا عمر وتكبرين بيننا ومانفقد حسّك أبد بسم الله عليك ياروح آل نهيّان
مشى يوقف ويمسح دموعه بلفايفها ، ضحك بخفه واستنشق ريحتها ونطق : قولي لماما هذي دموعي عشان عمو سلطان خوفني ؟
لبس نظارته الشمسيه وضحك وضحكت بخفه ونطق بأندهاش : أبوس رأسك والضحكات راحت على عيالي خذيتي كل المحبة من أول لقى يابنت اسرار وسطّام !
ضرب الباب ونطق : عسولتي
فزّت شهد وطار النوم من عيونها ، ضحكت ظبيه ونطقت : عاشت طار النوم من سمعتيه ؟؟
ضحكت ترفسها بخفه وتنطق : اف يالقفطه اسكتي
ضحكت ظبيه بصوت عالي وقالت : يويل أمها صدق
ضحكت صافية تضرب ظبيه وتضحك ، مشت للباب تضبط شكلها وفتحت ونطق : امسكيها ذبحتني ذبحتني
رفعت حاجبها وقالت : صح إنها ماتتقاوم بس اللي ببطني يبي شوي لا تخلص مشاعرك عليها !
ضحك يقبّل ثغرها وينطق : غلبتيني قبلها وبقى لها شعور تتوقعين مايبقى لواحد أو وحده ينادوني بابا وينادونك ماما ؟
ضحكت بخجل وقالت : أحبك والله وبعدين ليش لابس نظاره ؟
ابتسم يدفعها مايبيها تسأل ويقولها إنه بكى بسبب طفلة ، دخلت بصدمة وقفل الباب وراها ، ضحك بخفه ورجع للمجلس ..
~ بيت مطلق ، منتصف الليل ~
دخلوا للبيت ومسح الباب يثبته ويساعدها بالدخول ، أبعد وتقفل الباب وراهم ومشى يدخل معها للبيت ، وقفت تمسك بطنها ونطقت بألم : شلتها اليوم كثير ودحين بتبدأ غيرة ولدك
ابتسم مطلق ونطق : ولدنا
نزل شماغه على الكنب ونطق : أقربي لي
تقدمت تجلس بحضّنه وانسدح يسمح لها تأخذ صدره مكان لها ، حاوطت ظهره ونطقت : مطلق
همهم لها وهو مغمض عيونه ونطقت : نروح للمستشفى ؟
فتح عيونه ورفعت رأسها له ونطق بخوف : فيك شيء يالروح ؟
عضّت شفايفها بألم وقالت : حاسه اليوم بألم غريب وخايفه مره
رفع نفسه يجلس وهي باقي بحضّنه ومسك وجنتيها بكفه ونطق : ينفع أقول جعله فيني ؟
ضحكت بسخرية تحاوط رقبته وتنطق : لا ياحبيبي ماينفع
مطلق : وش أسوي ما يهنى لي يومي وأنتي فيك شيء
لامست خشمه بطرف خشمها ونطقت : مايجي لي شيء وأنت جنبي
ابتسم يقبّل ثغرها ويتعمق بشعوره ، أبعد من لفّت وجهها للجهة الثانية وانحنت تميّل برأسها على صدره وتنطق : أسفه بس مره حاسه بشيء غريب يالله
مسح على شعرها وقبّل راسها ينطق : قومي أوديك
سحب شماغه وهزت راسها بالايجاب وقامت تمشي معه بثقل غير طبيعي ، عضّت شفايفها لثواني ووقفت ، ألتفت لها وشهقت برعب من نزلت المويات تنطق : مط..مطلق !!!
كان واقف مصدوم ومايدري وش يسوي ، شهقت من رفعها على كتوفه ونطق بحدة : شكله ورث غيرة أبوه !!
ضحكت بين دموعها وضربته تنطق : مو وقتو أبدًا ياولد البر !
ضحك يركض للخارج ويركبها وركب سيارته ، شّدت على يده ونطقت بصراخ : مطلق حموتك لو أولد هنا سااامع ؟
مطلق نزل شماغه ولفّه يثبته بين شفايفه وينطق : أحسده قسم بالله
صرخت وضحك بصدمة ينطق : عضّي عليه ولعاد تصارخين وبكذا مابتولدين تكفين يابنت الحجاز تحملي !!
ضربته بغضّب وابتسم بألم ينطق : يفداك مطلق ياكل أهله
دعس يطلع من البيت والمستشفيات ماهي بعيدة ، كانت تصارخ ألم وبنفس الوقت مقهورة من خطط تكنسلت عشان ولادتها المفاجئة ، عضّ شفايفه ونطق : نزفت يدي يابنت أيمن بالهون !
كانت غارزه أظافرها بيده من شّدة الألم اللي تحسّ فيه ، وصلوا ونزل مطلق ينادي عليهم ، ركض الممرض له ونطق : حالة ولادة ؟؟
مطلق رفع حاجبة وقال : مستشفى نساء وولادة وش متوقع حادث ؟؟
هز راسه بفشلة واستغفر مطلق يمشي معه ، ركبت على السرير المتحرك ونقلوها داخل ، مسكت الممرضة شماغ مطلق وشّدته عِقد تهز رأسها وهي تبكي ونطقت : أتركيه معايا
هزت راسها بالايجاب وقالت بحذر : تمام ارتاحي تمام !
عبّست بملامحها وهي تبكي وقت شافت الباب يقفل ومطلق من وراه ، عضّت شفايفها السُفلية لثواني ونطقت : انتظري
وقفت الممرضة ونطقت : تفضلي
عِقد بتوتر مسحت دموعها ونطقت : حولد دحين ؟
الممرضة ابتسمت وقالت : باقي باقي وقت طويل
عِقد : طيب أبى أتصل بأهلي
الممرضة تقدمت بأغراض عِقد اللي أخذتها مسبقًا من مطلق ، طلعت جوالها وكتمت انفاسها من الألم ، فتحت الواتس وأرسلت لأروى :
أروى أنا في أي لحظة حولد تعالوا الرياض ما أبى أرجع البيت وأنتوا مو فيه طيب ؟ شوفي مفاتيح بيتنا السبير تحت الشتله الصغيرة اللي بجنب الباب
قفلت جوالها وغمضت عيونها تسمع أسئلة الممرضة على الدكتور ، هزت راسها بالايجاب وتقدمت لعِقد تنطق : بتتنومين لأن بدري على الولاده بس ٣ سانتي الحين وبننتظر لمن يتوسع الرحم عندك
هزت راسها وتقدم الدكتور ونطق : first giving birth ?
*الولاده الأولى ؟*
عِقد نطقت بتعب : yes
*نعم*
الدكتور : okay there's nothing to worry about
*حسنًا لا شيء هناك لتقلقي بشأنه*
عِقد زفرت بغضّب وقالت : ممكن تجيبو مترجم مافيا طاقه اترجم مخي مقفل !!
ضحك الممرض وتقدم ينطق : okay doctor I'll handle it
*حسنًا دكتور سأتعامل معها*
قام الدكتور كين وخرج من الغرفة ، تقدم الممرض يجلس ونطق : طيب أستاذة ؟
عِقد مسحت عرق جبينها ونطقت : عِقد
الممرض : عِقد عندك مشكلة مع الرجال ؟
عِقد : مايهُمني مين يولدني بس أبى دواء يخفف الألم مره مو قادره !
الممرض ابتسم وقال : حلو أنا بولدك
توسعت عيونها ورفعت رأسها تنطق : كيف ؟؟
الممرض : بسم الله على بركة الله رحمك توسع بشكل كبير وأنتي مو حاسه على نفسك عشان كذا تبين دواء
بكت عِقد برعب ونطقت : لا لا مو قادره كيف كدا !!
ركضوا الطاقم وفعلاً ترجل الممرض ومسك زمام المهمة وبعد صراخ وفترة عصيبة جدًا على عِقد وعلى الممرض صاحب الخمسة وعشرين سنة خرج مشبب للحياة ودوّت صرخته أرجاء المكان ، ابتسمت وهي تبكي ونطقت : بابا أنا عطوني هوا !
رفعه الممرض سليمان ونطق : على البركه ماجاك وحمدلله على سلامتكم
مسحت دموعها من حطوه على صدرها ونطقت : فتح ياماما شوف شوف
كان يبكي وهو مغمض عيونه ، تقدمت الممرضة ونطقت : ماما جيبي ولد عشان سوي غسيل
هزت راسها وتقدمت الممرضة تشيله ، بعد الخياطة وتنظيف عِقد من الدم طلعوها للقسم ، زفرت بتعب ونامت بدون ماتشعر ..
~ بالدور السفلي ~
انفتح باب العمليات وطلع الممرض وهو يمسح يدينه من المويه ، وقف مطلق ونطق : لو سمحت
لفّ سليمان عليه ونطق : تفضل ؟
مطلق : زوجتي دخلت قبل ساعتين تقريبًا وش صار عليها ؟
سليمان ابتسم وقال : يا أخ يدخلون للعمليات فالساعة الوحدة فوق عشرين أم زوجتك اي وحده وش أسمها ؟
زفر بقرف ونطق تحت انفاسه : وذا الحين يحسبني بقول أسمها ؟؟ أنا ما أقوله بيني وبينها صاحي هو !
مسك سليمان كتفه ونطق : شفيك مو معقول ناسي أسمها !
مطلق رفع حاجبة ودفع يد سليمان من على كتفه ونطق بحدة : لا يكون منتظر أقولك أسمها ؟؟
ضحك سليمان وقال : عِقد ؟
توسعت عيونه بصدمة ولا إرادي أومأ بالايجاب وابتسم الممرض ينطق : حتى لو ماقلت أسمها زوجتك هي أول وحدة بحياتي كلها أولدها وأبشرك جاكم ولـ..
قاطعه مطلق من سحبه مع ياقته ونطق بغضّب : أيشش ؟؟
سليمان مسك يد مطلق ونطق : أنا متفهم غضبك وغيرتك لكن زوجتك رفضت تتعامل مع دكتور أجنبي ولو ماتدخلت أنا كان ممكن نفقد الطفل لأنه الرحم توسع عندها بشكل كبير وخرج نصف من الطفل يعني خذها بمنحنى أيجابي وصحيح يا أخوي ترا تعديك على موظف حكومي بيوديك بداهية أنت في غنى عنها صل على النبي وأطلع لها بارك لها وشوف ولدك بتغاضى عن اللي صار ومبروك لكم !
ارتخت يد مطلق لأنه جبّر نفسه يرخيها ، مشى سليمان يآشر للقسم وينطق : من هنا ومبروك مره ثانية
زفر مطلق بغضّب ومشى للقسم ، ضحك بسخرية وقال بهمس غاضّب : علي الطلاق لو ما خوفي عليها وعلى مشبب كان قمت تلقط وجهك من الأرض يالخسيس ! ويبارك بعد قلع الله أشكالكم خلصوا الحريم في ذا المستشفى !!!
كان يشتط غضّب ولا هو قادر يسيطر على نفسه أكثر ، عضّ شفايفه ونطق : سعد من حط وجه أبو بجاد قدامي الحين حلالاه من دعس وجهه !
مشى يسأل الاستقبال ودلوه على غرفتها ، مشى يفتح الباب ويدخل ، ابتسم من شاف مشبب نايم بجانبها وهي برضو نايمه وواضح التعب عليها ، عبّس بملامحه من شاف شماغه تحت راسها وتقدم ينطق بصوته الرخّيم : عِقد الهوى ووابل سنيني العجاف ؟
فتحت عيونها بسرعة لأنها كانت تحتاجه ، عضّت شفايفها من شافته ونطقت : مطلق !
انحنى لها وحاوطت رقبته وهي تبكي ، مسح على ظهرها ونطق : جعلها تكفير لأوجاعك ليه الدموع يا أبوي ؟
شّدت عليه وقالت وهي تمسح دموعها بكتفه : وحشتني
ابتسم يقبّل نحرها وينطق : ما رحت بعيد يجعل مايوحشك غالي
أبعدت تستريح وجلس مطلق على طرف السرير ونطق : والله ماشليته ولا بشيله وما ببارك الا إذا قلتي إنك بخير
ضحكت بخفه وقالت : يالله قد أيش انا محظوظه ولا فيه رجال بيركض لزوجتو وولدو جاي للدنيا ؟؟
مطلق حكّ طرف حاجبه ونطق : ايه إذا كانت زوجته أهم عنده من الناس كلهم حتى على حساب ضناه
عِقد رفعت ظهرها ومسكت فكه تلفّ وجهه ، قابلها بوجهه وسمعها تنطق أحبّ الكلمات له : أحُبَك
قبّلت ثغره وبادلها مطلق بشغف ، يمكن لقى الشيء اللي يفرغ غضبّه فيه ، هو كان يخاطبها بشكل هادئ يعكس تمامًا البراكين اللي ثارت بداخله ، شّدت على رقبته ونطقت : أشبك ؟
أبعد مطلق بوجهه للجهة الثانية ، مسكت وجهه ونطقت بصرامة : مطلق ناظر بوجهي أشبك ؟؟
مطلق مسح وجهه وشنبه واستغفر وقال : مابه الا كل خير تسمحي لي أسلم على ولدي ؟
عِقد : والله فيك حاجه !
مطلق هز راسه بنفي وقال : لا تحلفين على كل شيء بس تعبان عشاني ما رقدت
هزت راسها وقالت : تمام زي ماتقول وايوه أنا بخير ياكل الخير روح شوف ولدنا
ابتسم يقبّل جبينه وينطق : يجعلني ما اتبدل فييك
وقف يسحب سرير مشبب ونطق بتنهيده : يا مرحـبا
مدّ كفه يلامس وجه ولده وابتسم بوسع ثغره ، هدأ جوفه وسكنت حواسه وارتاح صدره بعد هاللمسه ، شاف أول ضناه وسمّي أبوه وبِكره والرجال اللي بيراهن مطلق عليه عند كل رجال وقدام كل مجلس ، بيكبر على يده وبيعطيه كل أمانيه من يمينه ولا بيقطع منه حاجه الا قدام مصلحته ، رفعه وفتح مشبب عيونه ، ابتسم مطلق وقرب من أذنه وبدأ يأذن بينما عِقد تصور هاللحظة وهي تبكي فرح وكل شعور مبهج بداخلها ، أبتعد ونطق : بعدي يامشبب لا تبكي ومطلق أبوك
رجع ينزله وخار ساجد يدعي له ولعائلته الصغيرة ، رفع نفسه وتقدم لها يقبّل جبينها وخدها وثغرها وخشمها ، كانت تضحك وتقول : بس بس !
ابتسم يبعد وينطق : شايفه كيف الابتسامة شاقه وجهي ؟ مبروك يا أبوي أنتي ماجبتي وعسى ربي يحفظه وينبته نبات صالح وعسى الله يعيننا عليه ويقر عيوننا فيه ونشوفه يكبر على كل علم غانم يورث زين وحلاة أمه و والرجولة والشهامة من طرف أبوه
ضحكت بوسع ثغرها ونطقت : ياربي ياحبيبي امييين .
– بعد قرابة أسبوع –
عشاء كبير جدًا تحت مسمى " تمايم مشبب ووفاء " ، الرجال مكتضه بالمجالس الضخمة والحريم متجمهرين حول سرير مشبب ووفاء ، المساعدات يركضون من كل جهة ويساعدون عِقد واسرار والقهوجية ماوقفت دلالهم عن صبّ القهاوي للرجال تحت انظار مطلق وسطّام ، تقدم أبو انفال ونطق : مبروك ماجاكم وعقبال عرسهم
ضحك سطّام وقال : الله يبارك فيك عمي وامين
مطلق ابتسم وقال : الله يبارك فيك
ألتفت مطلق لسطّام اللي نطق : جازت لي الفكرة
مطلق زفر يصدّ ونطق : يابن الحلال امسّ
ضحك سطّام يضرب كتفه وينطق : شكل بنتي ماملت عينك !
مطلق : شكل الدله ذي بتبين ملامحها على وجهك
سطّام ابتسم وقال : ليه ليه
مطلق ألتفت له ونطق : يالهَاجس عيون الناس ماترحم أصلًا فكرة أننا أخوياء من الصبَى لحالها ترعب والحين تقول بالعلن بنزوجهم الموضوع تم وانتهى بس سد حلقك
ضحك سطّام وقال : مايجيه شيء اللي ذاكرٍ ربه !
مطلق : أكيد بس الحذر واجب ومن خاف سلم
مشوا من أنتهت قائمة الحضور وجلسوا بصدر المجلس بين نهيّان وحمد ، ألتفت مطلق على نهيّان اللي نطق : جهز العشاء يامطلق ؟
مطلق هز راسه بالايجاب وقال : ايه جاهز
نهيّان : حضروه ودنا نخلص بدري عشان نلحق نسمر مع أهلنا
مطلق : على هواك أقلطهم ذا الساع ؟
هز نهيّان راسه بالايجاب ووقف مطلق ينطق : اقلطوا على العشاء يارجال كرامة ولدي مشبب وبِكر سطّام
وقف سطّام ونطق : تغار على أسمها ؟
مطلق ابتسم وقال : زوجة ولدي استح على وجهك
ضحك سطّام ومشوا يدخلون للمقلط الضخم ، جلسوا حول الصحون ونطق نهيّان بصوته المرتفع : سمّوا بالله
جلس على الطاولة مع حمد وكبار القوم اللي غلبهم الشيب ومايقدرون يجلسون على الأرض وبدأوا يتعشون ..
~ عند طرف الحريم ~
بالمثل قلطوهم على العشاء وجلسوا كلهم حول الصحون يأكلون ، وبغرفة الحريم كانوا جالسين على السرير والأكل قدامهم ابتسمت تنطق : اش صار على الصالون ؟
ضحكت اسرار وقالت : مدري متى تبينه ؟
عِقد : قبل الزواج ؟
اسرار : بعيد مره
عِقد : بس نكشخ مره
اسرار ابتسمت وقالت : تم
عِقد اخذت نفس وقالت : صورتهم مليون صوره عشان لمن يكبرو ويتزوجو أوريهم هيا
ضحكت اسرار وقالت : كفو والله
عِقد : كفوك الطيب زيتونه
ابتسمت اسرار وقالت : معاشرتك لمطلق جابت نتايج ؟
ضحكت عِقد وكملت أكلها وابتسمت اسرار تأكل معها ..
~ قصر نهيّان ، منتصف الليل ~
كان واقف بمعكازه وبجانبه حمد على كرسيه ، يتأملون القمراء وشغل عبدالصبور وصادق في تجهيز القعدة لهم ، طلعت ريم ووقفت تنطق : نجي ؟
هز راسه بالايجاب وقال : تعالوا
مدّ عصاه لحمد واستند على كرسيه المتحرك وبنفس الوقت يدفعه لحّد ماوصلوا للقعدة ، طلعوا عيال نهيّان وعيال ريم وحريمهم وأحفاد حمد وحريمهم ، جلسوا جميع على السجاد الأحمر بأواخر الشتاء رغم برودة الليل وبدايات الربيع بحلاة الجلسة ، القمراء تحتضّن سماهم وتحليّها ، أصغر أحفاد نهيّان وحمد موجودين من رواف لمشبب ، رفعت حجابها تضبطه وطاحت عينها عليه وهو جالس بجانب سنجار ويتأملها ، عضّت شفايفها وصدّت بتوتر تهمس لأبرار : شوفي بس دون ما تآشري بيدك
أبرار ميّلت راسها بعدم فهم ونطقت : أشوف مين ؟
أزهار بتوتر نطقت : ضاحي يناظر ؟
رفعت أبرار عيونها وابتسمت تهز راسها بنفي وتنطق : قام
رفعت أزهار رأسها وتوسعت عيونها من تقدم يغطيها بفروته ويهمس لها : غطي نفسك يا بنت جواد
زفر بغضّب ومشى يتجه نحو الحمام الخارجي ، ابتسمت أبرار ونطقت : حموت من الحب !!
عضّت شفايفها ودها تصرخ من شّدة أحراجها وقدامهم كلهم ، طلعت جوالها وبدأت تنشغل فيه وبكل شهيق تأخذه تزفر منه ريحته وريحة عطره ، عدلت اسرار جلستها ونطقت : والله نسيم الليل يرد الروح ويذكرني بأشياء قديمة
مطلق لعب بسبحته ونطق : أشهد بالله إنك صادقه
ظبيه : بالله اسرار ماتحسين يذكرنا بقعداتنا فالديرة ؟
اسرار ابتسمت وقالت : اي والله بس يذكرني بكل مره فتحت فيها شباك غرفتي ببيت منّير ياجعله مايسقى
ضحكوا كل من فالجلسة ورجع ضاحي يركض وينطق : ماشاءالله فاتني شيء ؟
أيار هز راسه بنفي ونطق : أجلس
رجع ضاحي بمكانه ورفع عيونه يشوفها تناظر فيه ، ابتسم يصدّ عنها ويسمع حديث سطّام عن الحادثة الأولى بينه وبين اسرار ، ضحكت بصوت عالي من نطق : وقالت لي إذا أنت قاتل فأنا القانون !
حمد ابتسم وقال : بعدي بنتي !
مسحت دموعها ونطقت : حتى هو يستهبل يعني فوق ما أنا جايه أساعده يعاند !!
سطّام ابتسم وقال : مالكم فالطويلة وتنزلني عند المطاليق عيال مشبب ويكسر فكي ضاحي من زود الحمية والغيرة في بنت عمه
ضاحي ابتسم وقال : ولو ينعاد كسرته مره ثانية
صرخوا الرجال من طناخه ضاحي والحريم ظلوا يضحكون مندهشين ، ابتسم نهيّان ونطق : سبحانه وتعالى اللي سخرها لك رجعت لك مطلق بعد عشر سنين وكل آل نهيّان يدرون كيف تعبت وأنت تدور عليه وتعبتنا معك وبنفس الوقت دارت بينك وبينها أشياء وأحداث وبس من مساعدة أصبحت حَرمك !
حمد ابتسم وقال : سبحانه يسوق لك رزقك بدون علم منك شوفوا لمتنا وقعدتنا سوا بعد كل شيء مرينا فيه ماتفككنا وتركنا بعض للدنيا بالعكس كل شيء صار فينا زادنا محبة لبعضنا وتمسك ما أقول الا يجعلنا مانذوق حزن وجعل أفراحنا جميع دايمه والله من سعد أيامي معرفتي بكم صرنا سند وأهل لبعضنا عسانا مانرى مكروه ولا هم ولا كسر يبكينا والله يطول عمارنا على طاعته
كانت كلماته معبرة وصوته الكبير ورجفة يده والشيب اللي ملأ وجهه كافي بأنه ينزل كم دمعة ، الكل ردد " امين " بقلوب سعيدة ملتمة بأهلها مبهجة بجمعتهم جنبًا الى جنب ، ظلوا على حالهم ساعات طويلة من الضحك حين يذكر أحدهم موقف طريف وتذرف الدموع عندها يحين تذكر مشهد سابق مؤثر وحزين ، أنتهت ليلة سعيدة مليئة بمختلف المشاعر والأحاسيس وعاد الكل لمنزله ..
– العصر قبل الغروب بساعات –
سلم من صلاته ووقف يرتب سجادته ، ابتسم من ركضت وفاء وارتمت بحضنه وضحك ينطق : بس يابنت !
عاد يستذكر أذكار مابعد الصلاة وهي تلعب بحضّنه ، نزل عيونه ونطقت : بابا
سطّام ابتسم وقال : عيوني ؟
وفاء ابتسمت تتمسك فيه وتنطق : اليوم عرس خاله ؟
هز راسه بنعم وقال : يعني نروح الحين لماما تتجهزين معها
ضحكت وفاء من رفعها ومشى يدخل غرفة الملابس ، ألتفتت لدخولهم ونطقت بعبوس : لا سطّام خذها بتحوس علي !!
سطّام ابتسم يقبّل خدها وينطق : حاستني والعيال برا ينتظروني
زفرت بغضّب وقالت : ماما أجلسي الله يصلحك !
عبّست بملامحها وقالت : أبي بابا !!
ضحك يطلع من عندهم وبكت وفاء بشكل مزعج ، زفرت بضيق وتقدمت تشيلها وتنطق : أعطي مش مش حلاوتك ؟
سكتت علطول ونطقت بغضّب : لا
ابتسمت اسرار وقالت : أجل أسكتي وتعالي ألبسي فستانك الأبيض
هزت راسها بالايجاب ومشت تتجهز مع اسرار ..
~ استراحة آل نهيّان ~
قفلت الباب ومشت تنطق : أزهار خلصينا !
ضحكت أزهار تضبط الطرحه على وفاء وتنطق : عروسة خالتها
ضحكت وفاء تقبّل خد أزهار وتنطق : ورده !
ضحكت أزهار بصوت عالي وقالت : طماعه تبغي المسكه ؟
هزت راسها بالايجاب ومدّتها أزهار لها ونطقت : عشان خاطر البوسه بس
قربت أزهار وقبّلت خدها ، غطت وجهها بالمسكه من الخجل اللي راودها فجأة وصرخوا خالاتها وأمها من المنظر اللطيف اللي شافوه ، ابتسمت بدهشة وقالت : ماما !
شالتها اسرار ونطقت : ياروح ماما أنتي
ضحكت تمدّ المسكه لأزهار وحضّنت أمها ، تقدمت أبرار تشيلها ونطقت : لا تنسي أنك حامل عطيني هيا
ابتسمت اسرار وقالت : لسى أول شهرين !
دخلت عِقد مستعجلة ونطقت : ترا زواج عائلي اش التأخير دا !
أزهار رفعت حاجبها وقالت : لا ! اش العجله دي ؟؟
دفعت ظبيه الباب ونطقت : أقول له سنتين ينتظر أعجلي علينا
ضحكت اسرار وقالت : أقنعتني !
أزهار ضحكت وقالت : جدًا
طلعت أزهار ووفاء متمسكه بفستانها وتبكي ، زفرت بحزن ونطقت : شيلوها بنات قطعت قلبي
ضحكت أبرار ونطقت : رفضت بس حيربيها ضاحي دحين
طلعوا وابتسم ضاحي يوقف بين أخوانها ، زغرطت ريم وبناتها والحضور المنحصر بين أهليهم ، وصلت عنده وقبّل رأسها وزفر كل شعوره ينطق : أخيرًا يالشقراء
ابتسمت بوسع ثغرها ونطقت : الحمدلله
ألتفت يشوف وفاء تبكي ، تقدم لها ونطقت : لا خاله لا
ضاحي رفع حاجبة ونطق : بنت !
عبّست بملامحها وضربته تنطق : ما أحب عمو ضاحي ما أحب
ضحك يرفعها وينطق : قولي أحبك وتجين معي
مسحت طرف خشمها ونطقت : أحب بابا بس
ضحكوا كلهم ونزلها ينطق : أجل اذلفي
ركضت ترجع وشافت مشبب واقف ، مشت عنده ونطقت : ما أحب مش مش
صدّ مشبب يمشي ويتركها ، مشت ترجع لأبرار وهي تبكي وشالتها تدخل معها ، مسكت ذراعه ومشت تطلع معه من المكان على أصوات صراخ أخوانها وتباريك عيال نهيّان ومطلق ، ركبوا السيارة ومشوا خارج أسوار المكان قاصدين الفندق ، ألتفتت تنطق : عندك قوة عزيمه شلون أنتظرت سنتين ؟
ضاحي ابتسم يقبّل كفها وينطق : كله يهون عشان هاللحظة بس ، غروب الشمس ويدي بيدك والهوى دربه طويل سكة العشاق بنمشيها سوا
عضّت شفايفها ونطقت بهمس مسموع : الله لا يحرمني
الغروب وسيارتهم مبتعدة تسلك دربها بطريق خالي ، كان منظر إعجازي وخيالي ، أنتصر حُب ضاحي لشقراء هواها من سنين مضّت ، وأثبت لها أنه بينتظر لحّد ما جاء اليوم الموعود وخذاها حَرم له ..
~ بيت سطّام ، العشاء ~
دخلوا للبيت بعد قضاء يوم ممتع بالاستراحة وحضور زفاف ضاحي وأزهار ، نزل شماغه على كتفه ونطق : بتنامين ؟
اسرار ابتسمت وقالت : لا نزلها بسريرها وتعال المرسم
هز راسه بالايجاب ومشى يتخطاها ، نزلت كعبها بتعب وعبايتها ومشت تدخل المرسم ، سحبت الصندوق اللي وصلها من فترة طويلة جدًا ، ابتسمت وقالت : أشتهيت افكك اليوم
رفعت شعرها وشهقت من قبّلها سطّام برقبتها ، ضحك يجلس ونطق : بسم الله عليك
اسرار زفرت بغضّب وقالت : الواحد يطلع صوت يا بِكر نهيّان
سحب الصندوق من يدينها ونطق : قررتي تفكينه ؟
هزت راسها بالايجاب وقالت : بس بشرط توريني الرسمة
ميّل راسه بعدم فهم لكن سرعان ماتذكر ونطق : لا
عبّست بملامحها وقالت : أقول بلا عباطه
سطّام : أنتي تدرين بحُبي للرسمة وكمية شعوري فيها بس أنا ما أدري وش محتوى الصندوق يمكن مايتقارن بالرسمة
توسعت عيونها وقالت : اللي بالصندوق أهم من رسمتك !
ضحك سطّام وقال : مخاطره يأم وفاء
ضحكت معه وتقدمت تسحب اللوحة المدفونة من فترة طويلة جدًا ، ضحك يسحبها وطاحت على صدره وهو منسدح على الأرض ، ضحك تنطق : والله أهم صدقني !
سطّام ابتسم وقال : نفك بالوقت نفسه ؟
هزت راسها بالايجاب وقامت منه ، وقف يمسك لوحته وينطق : فكي الصندوق بالأول
وقفت تشيل الصندوق وتفكه ، سحبت الألبوم تغطيه وتنطق : واحد
سطّام ابتسم وقال : أثنين
نطقوا بصوت واحد : ثلااااثه
توسعت عيونها بصدمة تشوف شكلها على يخت بخليج ساراندي قبل ثلاث سنين ، عضّت شفايفها من خذاها الحنين لهذيك الأيام ، أندهش من شاف ألبوم صور زفافهم وضحك ينطق : اي والله أهم
سحبها لحضّنه ومسكت اللوحة تتأملها ، كانت مليانه تفاصيل من غروب شمس وبحر ، وأحد التفاصيل كان سطّام راسم فيها نفسه وهو يرسم اسرار ، أثنينهم موجودين باللوحة ، ضحكت تقبّل لحيته وتنطق : عساك عمر لعُمري وسند لظهري وعزيز على قلبي يأبو وفاء
ابتسم يقبّل كتفها وينطق : ‏أبشري بي وعند سطّام لا بغت اسرار الشيء لعندها يجي ، ياجعل عينك يأم وفاء ماتشوف الحزن فيني ولا ينكسر لك خاطر وأنتي حَرمي تدرين أني أحضن أسمك بالدعاوي في صلاتي مثل ما أنتي الحين تحضنيني ؟
ابتسمت بوسع ثغرها ونطقت : يا مكثرك فيني !
ضحك سطّام بخفه وقال : عساني ما أقل !
مرر يدينه على صفحات الألبوم يفتحه ، بدأت ضحكاتهم تتعالى من صورهم وزادت مشاعرهم لبعضهم أكثر وأكثر ، كبروا مع بعض وكبر حبهم بينهم ، أنجبوا وفاء وينتظرون مجيء محمد الصغير ، عاشوا ليلة طويلة مليانه شعور بأحضان بعضهم وناموا سوا فالمرسم ..
– وبعد عقدٍ من الزمان –
ساكن بينهم ويهوجس بعيد عنهم ، فزّ من ضربه مطلق ونطق : وين وصلت الهَاجس ؟
ضحك يعدل جلسته وينطق : وين العيال ؟
سلمان ابتسم من تقدمت شهرزاد وهي تنطق : عمو عمو مشبب أخذ وفاء وراحوا
فزّوا مطلق وسطّام ونطق : وين ياعمو ؟
ركض محمد وعمر معه ، زفر محمد بغضّب وقال : هي اللي راحت معه
ضحك سطّام يجلس ونطق مطلق بغضّب : ومسوي معصب ؟ تسمح لأختك تروح !
محمد رفع حاجبة وقال : شوف ولدك وش دخلني ؟!
جلس محمد وضحك عمر ينطق : بابا وينه ؟
سلطان : فالمطبخ يقول لحد يروح له..
قاطعه ركض عمر لهذام فالمطبخ وضحك ينطق : عنيد
سلمان : مثل أبوه
جلس مطلق بغضّب ونطق : بنتك سحرت ولدي
سطّام ابتسم وقال : ماقلت نزوجهم ؟ أجل لحد يزعجني
مشت ريفان مع سديم وجلسوا مع شهرزاد ، زفرت سديم بغضّب وقالت : وفاء نشبه بولد عمي !
ضحكت ريفان ونطقت : اش تبغي فيها مشبب يحُبها وأعترف عندي كمان
شهقت شهرزاد ونطقت : كيف عرفتي ؟؟
ريفان ضحكت بسخرية وقالت : صراحة سمعتو يقول لماما وبعدين أخويا أكيد بعرف !
مطلق زفر بقرف ونطق : كذا قوموا للحريم !
فزّوا البنات برعب وركضوا يدخلون ، ضحك سلطان وقال : حرام عليك فجعتهم
وقف سلمان ونطق : جاك جاك
جلس سعود بغضّب ونطق : وش تبيني أسوي
ضاحي رفسه بخفه ونطق : إذا أبوك تكلم يالتيس تسكت
صدّ سعود وهمس لمحمد ينطق : وأنت ماتعرف تلزم أختك
محمد ضحك بصدمة ونطق : انطم لا أكمل عليك يعني فوق ما ولد عمك رافع ضغطي تجي أنت تكمل الناقص ؟؟
سعود : وأبوي ضربني الله يأخذ مشبب
صدّ محمد ونطق سعود : يبه وين سديم ؟
ضحك ضاحي بصدمة وقال : بعدي مضيع أختك ؟
سطّام ابتسم وقال : وشفيك على الرجال ؟ البنات عند أمهاتهم
سكن سعود بجانب محمد وبين أعمامهم ، عمر بالمطبخ يساعد هذام والبنات كلهم داخل عند أمهاتهم ..
~ عند شبك الغنم ~
نزلت من سيارته وتقدمت توقف قدام وجهه ، كان يطالع بعيونها وهو متلطم وساكن ، زفرت بغضّب وقالت : وش تبي !
مشبب رفع عيونه على الغنم ونطق : ودك أفك الفحل عليك ؟
توسعت عيونها بصدمة وقالت : وش تقول أنت !
مشبب : ولا وش معنى أطلع لرواف وأنا كاشفه ؟؟
وفاء ضحكت بسخرية وفكت لطمته تنطق : وش لك ؟ وعساس أنا الحين ماني كاشفه ؟
ضحك بخفه وقال : طبعًا حرام على مشبب وحلال على رواف !
وفاء جلست على طرف الموتر ونطقت : حرام عليكم الإثنين
ألتفتت يشوفها متلثمه بشماغه وعيونها الخضر تعكس جمال ثاني ، عضّ شفايفه ونطق : وخري
وقفت تبعد عن السيارة وركب مشبب وشغلها ، توسعت عيونها بصدمة وقالت : مشبب !
ضحك بخفه وأنقبض قلبها من جمال ضحكته ، رفع عيونه عليها ونطق : صعبة أخذك معي ما أضمن الرجعه وقلبي بصدري
عضّ شفايفه وهمس : وش هالبنت !
مشى وصرخت من تركها بعيد جدًا عن بيت المزرعة ، زفرت بضيق وقالت : بسم الرحمن عليه والضحكه !
هزت راسها بسرعه ونطقت : بس حيوان تركني والشمس بتغيب !!
ركضت بكل سرعتها تشوف أنوار البيت بدأت تشتغل دليل قدوم الليل ، وصلت بعد دقايق طويلة وغابت الشمس بالفعل ، مرت من جلسة الرجال برا وشافته على جواله ، تقدمت تضرب قفى رأسه وتنطق : أكرهك يا مشمش
رمت شماغه وابتسم يمسك يدها ويسحبها قدامه ، توسعت عيونها بصدمة تسمعه ينطق : أنا بعد أحبك
سحبت يدها وابتسم يلاحظ رجفتها وأحمرار وجهها ، ركضت تدخل وابتسم يرجع لجواله ، دخلت تشوف تحضير الحريم للأكل ، تقدمت سديم ونطقت : وشفيك ؟
رفعت شعرها بعصبية ونطقت : ولا شيء تعالي نساعد
سحبت سديم معها وتقدموا البنات يساعدون أمهاتهم فالتحضير ، جلسوا جميعًا على الطاولة وتقدم عمر وهذام يحضرون اللحم بالصحون ومن أنتهوا نطق هذام : سمّوا بالله وبالعافية
جلسوا جميع يأكلون وعيونهم بصحونهم عكسه اللي كان يتأمل فيها وهي تسولف مع ريفان وشهرزاد ، ضربه محمد بغضّب ونطق : عينك بصحنك ياتبن !
ضحك عمر ونطق سعود : أعقب يضربك ؟
مشبب ابتسم وقال : يمون النسيب
غصّ محمد بلقمته وضحك مشبب يمدّ له العصير ، شربه وهو يحرق مشبب بنظراته ، خلصوا أكل وعدى بهم الليل الطويل وجلسوا حول النار يسولفون ، ابتسمت اسرار تشابك يدها بيده وتنطق : كيفك ؟
سطّام : أنتهى الألم وأنتهى معه كل شعور سيء حمدلله أنا أكثر من بخير حولي أهلي وأقرب الناس لي
اسرار : أنتهت حكاية طويلة عانينا فيها وتحملنا وخرجنا بأقل الأضرار وفزت فيها بحُبك وهواك ؟
سطّام ابتسم يقبّل رأسها وينطق : ما أنتهت حكايتنا لسى ، الهوى اسرار والهواجيس والأحلام والله اسرار !
ضحكت ترفع عيونها للسماء وتنطق : كل نهاية لها بداية وأحنا دوبنا أبتدينا
ابتسمت من حاوط خصرها وكملوا ليلة من أسعد الليالي عليهم جميعًا ، جمعتهم سواء بمكان واحد ، عيالهم كبروا قدام عينهم ، وقف مشبب ونطق : الصلاة ياعباد الله
وقف مطلق ونطق : يلعني أن كان أسلمتك
توسعت عيونه بصدمة وركض من قام مطلق يركض وراه ، صرخ فيه ينطق : وقف يا عاق مسوي مؤمن وصلاة وأنت منفرد في بِكر سطّام !!
ضحكوا كلهم وقاموا الرجال للمغاسل ، ابتسم سطّام ونطق : وين خذاك ؟
عضّت شفايفها السُفلية لثواني ونطقت : عند الغنم وتركني بعد جيت مشي تخيل !
سطّام : افا !
ضحك يضّمها وابتسمت تحاوطه ، مشى يلحق الجماعة ونطق مطلق : هات الحذيان والله فيك
مسح كتفه ونطق : يبه خلاص ضربتني
مطلق : تعال تعال
مسك سطّام كتفه ومشى فيه لصفوف الصلاة ، شال حذيان أبوه ورفع عيونه يشوفها تضحك ابتسم ونطق بهمس : يهون دام ثغرها تزين بضحكه
ركض يلحق الركعه وصلى معهم ، دخلت مع الحريم من أشتد البرد عليهم وينتظرون الرجال لأجل يسرون لبيوتهم بحكم إن المزرعه باردة ..
-
‎م07-10-2023 - 22-03-1445هـ
أنتهت بفضل الله " #الهوى_اسرار_وهواجيس_واحلام "
تعليقات