📌 روايات متفرقة

رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل العاشر 10 بقلم شروق عبدالله

رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل العاشر 10 بقلم شروق عبدالله

رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن pdf الفصل العاشر 10 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن pdf الفصل العاشر 10 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل العاشر 10 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل العاشر 10
رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل الاول 1 بقلم شروق عبدالله

رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل العاشر 10 بقلم شروق عبدالله


صعدت وتين تسمع صوت الهدوء في الصالة، ومشت لغرفتها مع حنين وابتسمت تلمح نورها الخافت تدري بإنها ما نامت
بنفس الوقت مشى عناد يدوّر العيال وانتبه لأنوار بيت الشعر
مشى بيدخل ووقف مكانه يشوف راجح اللي وقف: عناد أبيك في غرفتي
هز راسه عناد والتفت لمشاري وتميم: بجيكم، واحد منكم يجهّز شاهي ساده والثاني يرتب الدكّه من زمان ما سهرنا هناك
وطلع عناد يتجه لغرفة راجح تارك تميم ومشاري يناظرون بعض بصمت
وقام تميم: برتب الدكّه
ناظره مشاري لين طلع، ونطق بتّال: وش فيه ذا نفسيته بخشمه
مشاري قام: معقد يا رجال

دخلت وتين وطلّت براسها تشوف حنين تقرأ كتابها باندماج
ونطقت وتين تشيل عبايتها: وش السطر اللي ماخذ عقلك لدرجة ما انتبهتي لدخولي
فزّت حنين تترك الكتاب ورفعت ذراعها تستقبل حضن توأمها
ونطقت حنين: توقعتك نمتي!
نفت وتين ترفع اللحاف وتنسدح بجنبها: بنام عندك اليوم
حنين ناظرتها بشكّ: تهاوشتي مع عناد؟
وتين بضحكة: لازم اتهاوش مع ذا المعتوه عشان انام عند توأمي؟
حنين ضحكت تحضنها وسندت وتين راسها على كتف حنين تحس بلمساتها لشعرها وغمضت عيونها تحس بالأمان والهدوء
ونطقت حنين: وين رحتي اليوم مع عناد؟ ريحتك كانت حطب

نطق راجح يناظر عناد: مصنع شدّاد احترق
عناد ابتسم وتسند براحه: أرفع بلاغ للدفاع؟
راجح سمع نبرة الاستهزاء من عناد وابتسم بخفوت: شدّاد دق علي
عدّل عناد جلسته: وش يقول؟
راجح: يهددني، و يتهمك انت ووتين بالحريق
عناد رفع حاجبه: الجبان ليش يهددك انت وما يهددني أنا؟
راجح سأل: يعني الحريق بسببكم؟
عناد رفع أكتافه: لعب بالنار في المستودع، ولعبنا بالنار أنا ووتين في المصنع
راجح مسح جبينه بتنهيده ونطق: الله يهديك، تبيه يبلّغ عنكم؟
نفى عناد: ما يقدر، يدري اننا بنقلب الطاولة عليه ونشتكيه بخصوص حريق المستودع
راجح سكت ثواني وناظره: يا عناد ابعد عنه هالآدمي مافيه خير! لا يأذيكم أكثر
نفى عناد وتسند: تونا نبدأ يبه، قلت لك ابحث عن معلوماته بس عرفت كل شيء عنه
جمدت ملامح راجح: وش عرفت؟
عناد: أم وتين ماهي اخته الشقيقة، عنده خوات من أب ثاني
راجح سأل بقلق: عرفت عنهم؟
نفى عناد: ما وصلت لمعلوماتهم بس عرفت إن أم وتين ما تركتهم و راحت، أمهم متوفيه
سكت راجح وصدّ بتفكير، يدري إن شدّاد هو اللي كشف حقيقة موت أم التوأم عشان يكسرهم، ويدري إنه بعد حريق المصنع وخسارته للورث المسروق راح يكشف كل شيء عشان ينتقم منه ويكسر عناد بالحقيقة المُرة
ناظر راجح عناد ينوي يعلمه لكنه يتراجع ويتردّد بكل مره يشوف فيها ارتياح عناد ويسمع ضحكاته، يأجل الحقيقة ويوهم نفسه بإنكارها
حنين عدلت جلستها بذهول: يا مجانين
وتين بضحكة: ما سوينا شيء، بس رمينا الولاعه وهو احترق
حنين بهمس: قصري صوتك لحد يسمع!
وتين ضحكت، وكملت حنين: مو مصدقه وتين والله انجنيتي رسمي!
وتين هزت راسها: أكيد بنجن! يحرق جَناحي وتبيني اسكت له؟
حنين بتنهيده: يستاهل اللي جاه بس الله يستر منه ماراح يسكت لنا
وتين تلمست خصلات حنين بابتسامه: ما عليك منه لو يسوي شيء ثاني بحرقه هو
حنين ناظرتها بابتسامه، ورجعت تنسدح بحضن وتين اللي تسولف لها عن كل شيء صار لها، عن جَناحها اللي بترجع تخيطه مع عناد، تسولف لها عن النار اللي ولّعوها مع بعض وعن عزفه قدام البحر وتسمعها حنين بابتسامه وبدون ملل، تشارك توأمها مشاعرها باهتمام.

طلعت وجد من غرفتها تناظر جوالها تقرأ رسايل سعود بملل
نزلت تتجه للمطبخ ووقفت مكانها تشوف انشغال مشاري اللي يجهز الشاهي لسهرتهم
ناظرته وجد تشوف هدوءه وشروده، اعتادت تشوفه يسوي الشاهي هالوقت ومعه تميم وتوصل ضجّتهم لغرفتها
التفتت حولها تدوّر تميم وتقدمت تدخل للمطبخ تلفت انتباه مشاري اللي فزّ وطاحت الملعقه من يده
تقدمت وجد تشيلها من الأرض تمدّها له
أخذها منها بصمت، ونطقت وجد: وش فيك؟
انتبه مشاري لإشعارات جوالها يلمح اسم سعود
ونطق: ردّي عليه
وجد ناظرت جوالها ونفت: ما يهمني، انت اللي تهمني
التفت يشغل نفسه بالشاهي، ونطقت وجد: وش صاير معك؟ ما صرت أعرفك
شال الإبريق وناظرها: تعرفيني زين
نفت وجد: أعرف مشاري، بس فاقده ميشو نفسه
مشى مشاري بدون ردّ، وانقبض قلب وجد تشوفه يتجاهلها ويطلع من المطبخ بدون ما يناظرها، تحس باختلافه وضيق خاطره ويشغلها، تنشغل عن رسايل سعود وتاخذها أفكارها لمشاري اللي مشى باتجاه الدكّة يشوف جلوس تميم لوحده
ونطق: ما جاء عناد للحين؟
تميم بهدوء: راح يجيب العود من السياره
جلس مشاري يحط الشاهي وأخذ الأكواب ينوي يصب لهم
ونطق تميم: اصبر لين يركد
مشاري: قد ركد
نفى تميم: اتركه شوي
مشاري تجاهله يصب الشاهي ونطق تميم بغضب: ما تفهم!
مشاري: تبي تشرب ولا اسكت
تميم تقدم بياخذ الإبريق من مشاري اللي تراجع ومد رجله يرفس تميم
و رفس تميم مشاري اللي ترك الإبريق من حرقه وصرخ بألم
وضرب راس تميم: حمار انت؟ ما تشوفه حار؟
قطع عليهم صوت عناد اللي مشى باتجاههم يغني: صديقي عطني الريشه وقرب من يدي العود
رجع تميم يجلس يحك راسه، وكمل مشاري يصب الشاهي بتكشيره
وجلس عناد بينهم بتنهيده يثبت العود وحرك أصابعه على أوتاره يعزف و يكمل غناءه
"ابعزف لك أنا حزني و ضيق الحال وأوجاعي
تعال لبعضنا نشكي و نترك هالحنين يسود
ما دامه بالهوى وضعك يشابه حيل لأوضاعي"
عند التوأم اللي انتشر صوت الهدوء حولهم وشدّت حنين على حضن وتين بصمت
و نطقت وتين بعد تفكير: حنين
همهمت حنين، وكملت وتين بتردّد: ما يجيك فضول عن أمي
قاطعتها حنين: ما أبغى نتكلم عنها
وتين ناظرتها بترجّي: اسمعيني
نفت حنين: ما أبغى وتين، لا تجيبين طاريها
وتين عضت شفايفها ونطقت: ما فكرتي في احتمال انها تركتنا غصب عنها؟ و مو بيدها
حنين قامت من حضنها وناظرتها بغضب: فكرت! بس مافي أم تترك بناتها سنين وما تسأل عنهم حتى لو كان غصب عنها
وتين صدّت تبلع ريقها تجهل الرد وتضيع منها الكلمات
وختمت حنين كلامها: أمنا مو موجودة بحياتنا، لا عاد تجيبين طاريها
وتين نفت: أمنا موجودة بس
حنين قاطعتها: اذا جيتي عشان تتكلمين عنها روحي، بنام لوحدي
وتين بلعت ريقها: ما فكرتي إنها ممكن تكون متوفيه وما عرفنا؟
حنين عقدت حاجبها: كيف ما نعرف أكيد شدّاد بيعلمنا لو إنها متوفيه
وتين ناظرتها بدون رد ولمعت عيونها، و لانت ملامح حنين تناظر تعابير وتين ونظراتها
ونطقت حنين: تعرفين شيء عن أمي؟
نزّلت وتين راسها لكفوفها وبلعت ريقها بدون ردّ
وكرّرت حنين: وتين جاوبيني تعرفين؟
وتين رفعت نظراتها لها: لما كنا في البحرين، وصلني ظرف من شدّاد عن أمي..
سكتت وتين تخنقها العبره وصدّت، وحطت حنين يدها على فمها بصدمه
ونطقت: احلفي، احلفي وتين تكفين
هزّت حنين كتف وتين وارتفع صوتها: قولي الصدق
وتين عضت شفايفها: أمنا ما تركتنا باختيارها
نفت حنين بانكار: كذابه! هي تركتنا بنفسها وخلتنا مع شدّاد وراحت تعيش حياتها بعيد عنا
وتين مسكت كفوف حنين اللي أبعدت يدها وقامت تناظر وتين بعدم تصديق، ما نطقت وتين بالخبر صريح لكنها فهمته من كلماتها و نظرات الحسره بعيونها، تتذكر حالة وتين في البحرين وانتفاخ عيونها وتدري بإن وتين بكت ذيك الليلة، بكت فقد أمهم
طاحت دموع حنين ومسكت قلبها تردّد: كذابه ما ماتت
وتين طلّعت الصورة من جيبها ومدّتها لها وتراجعت حنين تلمح صورة القبر، والتفتت تتسند على التسريحه بيدينها ونزّلت راسها تختنق بأنفاسها وشهقت تبكي بصوت مسموع لوتين اللي فزّت تحضنها بكل قوتها
انهارت حنين تبكي بصوت عالي وغمضت وتين عيونها بألم
يوجعها أنين حنين وبكاءها، وتوجعها فكرة فقدهم لأمهم اللي تأملوا وارتجوا شوفتها سنين طفولتهم كلها
تراجعت وتين من حسّت بهدوء حنين ووسعت عيونها من اغمى عليها بحضنها
ارتجف قلبها وهزّتها تناديها بصوت عالي: حنين!
التفتت لصوت الباب ودخول وجد اللي سمعت الصوت
ونطقت بخوف: وش فيها!
وتين هزّت حنين بخوف: ما ترد علي، حنين ما ترد
مسحت وتين على خد حنين بيدين مرتجفه ونادتها بصوت عالي
ارتبكت وجد ترش عطر على المنديل تحاول تصحّي حنين اللي كانت بين الوعي واللاوعي
التفتوا لدخول الجدة حصة اللي سمعت ضجّتهم ومشت باتجاههم بارتباك
ناظرتها وتين ونطقت بين عبراتها: يمه، حنين اغمى عليها
حصة نزلت لمستوى حنين تسمّي عليها بهمس وتحس بتنفس حنين الواضح
والتفتت: شيلوها للسرير، ما عليها إلا العافية
ونطقت الجدة: وجد، قومي جيبي الأعشاب من المطبخ

نزلت وجد تسرع بخطواتها للمطبخ يصادف دخول العيال اللي ارتفعت أصواتهم
نطق عناد يناظرهم: يمين إنكم بزران ونكدتوا السهره بهواشكم! حتى عزف ما خليتوني أعزف زين
مشاري ناظر تميم: كله منك يا البزر
ناظره تميم بغضب والتفت بيصعد وقطع عليهم خروج وجد من المطبخ شايله بيدها أعشاب الجدة حصة ومشت مستعجله
ناداها تميم: وش صاير؟
وجد ردت وهي تصعد الدرج بعجله: حنين اغمى عليها
فزّ تميم وأسرع بخطواته خلف وجد يحس بارتفاع نبضاته والتفت عناد ياخذ جواله يدق على وتين
بنفس الوقت أخذت حصة من اللافندر تنثره بالمنديل بيدها
وقرّبت المنديل تمرّره عند خشم حنين
وهمست حصة: بسم الله عليك الرحمن الرحيم
عقدت حنين حاجبها، وفزّت وتين تناديها: حنين؟
فتحت عيونها تناظر الجدة حصة بجنبها ووتين اللي مسكت يدها
والتفتت وجد لصوت الباب وفتحته وطلّت تشوف تميم واقف عنده بقلق
ونطق: أشغل السياره؟ ناخذها للمستشفى؟
وجد التفتت تناظر حنين اللي رجعت لوعيها
ونفت: أمي حصوص عندها ما أظن نحتاج مستشفى
تميم بتردّد: هي بخير؟
وجد ناظرت الخوف والقلق بعيون تميم وهزت راسها بالايجاب تطمنه: بخير
تراجع تميم يمسح جبينه والتفتت وجد تدخل للغرفة تشوف حنين اللي تناظر حولها بخمول
حصة همست: بسم الله عليك يا بنتي
ناظرت حنين الجدة حصة تحس بلمساتها الحنونة وتسمع همساتها، وتقدمت تحضنها وشدّت حصة على حضنها بتنهيده
صدّت وتين تعض شفايفها تخنقها عبرتها، وبكت حنين بشهقه
عقدت وجد حاجبها تشوف انهيار حنين بحضن الجدة حصة اللي مسحت على ظهرها تهدّيها وتسمّي عليها
تراجعت وتين تمنع بكاءها، تسمع بكاء توأمها ويبكي قلبها معها بدال عيونها، وتقدمت وجد تطبطب على كتف وتين اللي مسحت على قلبها تاخذ نفس برجفة
غفت حنين بحضن الجدة حصة اللي تراجعت تلحّفها بتنهيده
وناظرت وتين تطمنها: ما عليها خلاف يا بنتي، ترتاح وتقوم بكره وهي طيّبه
هزت راسها وتين وتقدمت الجدة تمسح على كتفها: ما راح اسأل وش اللي صار بس تدلين غرفتي صح؟ في أي وقت ودك تتكلمين معي أنا موجودة يا بنتي
تقدمت وتين تحضنها بامتنان وتنهدت حصة تمسح على ظهرها
والتفتت تاخذ نظرة أخيرة لحنين اللي نامت، ومشت تطلع وطلعت خلفها وجد بعد ما شالت الأعشاب
وناظرت وتين بهمس: فيكم شيء؟
نفت وتين بهدوء، ونطقت وجد: بجيب وسادتي وبجي أنام عندكم
ابتسمت وتين تدري إن وجد ما راح ترتاح تتركهم بهالحالة، والتفتت لجوالها تشوف اتصالات عناد و قرأت رسالته الأخيره
"لا هدأ الوضع، تعالي عند المرجيحة انتظرك"
رفعت راسها لوجد اللي دخلت بيدها وسادتها
ونطقت وتين: بروح لعناد شوي وارجع
هزت راسها وجد: أنا عند حنين لا تشيلين همها

تسنّد على جذع النخله يحشر يدينه بجيوبه يسمع صوت الهدوء ويحس بالنسيم البارد، رفع راسه للسماء المظلمه يناظر لمعة نجومها
والتفت لصوت خطواتها يشوفها تمشي باتجاهه بملامح هادية
لكنه يدري عن انهيار جوفها، يدري إن اغماء حنين كان بسبب خبر موت أمها
عدّل وقفته وتقدم يشوفها تعدم المسافه وترمي نفسها بحضنه
شدّ على حضنها يحس بارتجافها ويمسح كفه على ظهرها يطمنها
ما بكت، ولا نطقت بكلمه، كانت ترمي كل ثقلها على جسده
ويسندها عناد عليه ويسند ظهره على جذع النخله خلفه
ومسح على راسها يخلّل أصابعه بين خصلات شعرها وغمضت وتين عيونها تحس بالدفء ويسكن جوفها وتخفّ رجفتها بحضنه
نطق عناد بعد ثواني من الصمت: وتين، ناظريني
رفعت راسها له وناظر عيونها وابتسم بخفوت يشوف انعكاس نور المزرعة الخافت على لون العسل بعيونها
مسح على خدها ونطق: كان فيه شيء واحد يشفي غليلك فبقول لك إن شداد ينازع ناره وسط المستشفى مع زوجته
وتين ابتسمت: المستشفى؟
عناد هز راسه يتلمّس خصلاتها: طاحوا، طيّحناهم
وتين رجعت تدفن نفسها بحضنه: جعلهم ما قاموا
عناد: وش أخبارها اختك؟
وتين بتنهيده: ما كان سهل الموضوع عليها لكنها قويه، بتتقبله
عناد ابتسم: قويه لأنها اختك، وكلكم بنات سلطان
ابتسمت وتين وسكت عناد يشد عليها يمنع البرد يتخلّلهم
ونطقت وتين: عناد
فز قلبه يسمعها تناديه باسمه ويحبه منها ونطق: وتينه
رفعت نظراتها له وترتفع نبضاتها تستشعر الحب والحنان اللي يغمرها فيه
وابتسمت: تعرف وين المستشفى اللي فيه شداد؟
نفى عناد: ما أعرفه بس أجيبه لك، ليه؟
وتين: نوجّب المريض
عناد بضحكة: طلعتي راعية مواجيب يا بنت سلطان
ضحكت وتين وتراجعت: بكره الصبح؟
هز راسه بالإيجاب: نصبّح عندهم
يوم جديد - ١٠:٠٠ ص
جلست وتين قدام التسريحة ترسم روجها بتركيز وتسرق نظره لحنين اللي تجهزت وجلست على طرف السرير تناظر صورة قبر أمها بشرود
ونطقت حنين ببحّة: ليش شداد علّمنا عن موتها الحين؟ عشان يكسرنا؟
وتين ناظرتها: كانت النية كذا، بس كسرناه قبل يكسرنا
سكتت حنين وتقدمت وتين تجلس جنبها: عشان كذا أبيك تجين معي نوقف قدامهم في عز ضعفهم، نحسسهم إننا ما زلنا واقفين على حيلنا مهما صار
حنين امتلت عيونها بدموعها تناظر صورة القبر: كرهتها وأنا ما كنت أدري إنها ميته، كرهتها وهي مالها ذنب أكرهني يا وتين أكرهني
وتين مسكت وجه حنين: قلتيها! ما كنتِ تدرين لا تلومين نفسك لومي شداد اللي عيّشنا في وهم طول هالسنوات
شدّت حنين على الصورة تحتد نظراتها: متى بنروح؟
وتين ناظرت ساعة جوالها: أمي حصة تنتظرنا على الفطور، نفطر ونطلع للمستشفى
لبست عبايتها مع حنين اللي مسحت وجهها تناظر انعكاسها بالمرايا تلاحظ ذبول ملامحها وتنهدت تاخذ شنطتها وتطلع مع وتين اللي مسكت يدها تنزل معها تشوف اجتماع البنات مع الجدة حصة في الصالة
فزّت حصة ترحّب بالتوأم بابتسامه وتأشر لحنين تجلس جنبها
ابتسمت حنين، ونطقت حصة بهمس: عساك بخير يا بنتي؟
هزت راسها حنين بالإيجاب: بخير لا تشيلين هم
ونطقت غالية: لا يبرد الأكل تعالوا افطروا

بنفس الوقت في بيت الشعر اجتمعوا العيال حول السفرة يتوسطهم راجح اللي رفع راسه من قام عناد ينهي فطوره
ونطق راجح: ما أفطرت اجلس!
نفى عناد: شبعت، وعندي مشوار سريع مع وتين
بتّال ناظره: اثر الزواج حلو كذا؟ ما عاد نشوفك كل يوم طالع
راجح التفت لبتال: أجل ليه ما تتزوج دامه حلو؟
بتّال نطق، وقاطعه مشاري: لا تجيب طاري شموخك عشان ما احشر راسك في كوب الشاهي!
بتّال التفت له: والله مو منك من أخلاقك الخايسة انت واللي جنبك
تميم رفع نظراته له يفهم انه المقصود: بحشرك في كوبي انت واللي جنبي
مشاري التفت: وش دخلني
عناد مشى بيطلع: أنا استأذنكم يبه
راجح هز راسه بتنهيده: الله يحفظك
مشاري كرّر كلامه يناظر تميم: وش دخلني أنا؟
راجح رفع صوته: اقطع الصوت انت وياه

مشى عناد يدخل للصالة وتنحنح يشوفهم متجمعين حول طاولة الطعام ويسمع صوت الجدة حصة تناديه: تعال يا وليدي
مشى والتفتت وتين تشوفه يتسنّد على الكرسي خلفها
ونطقت حصة: خذ لك لقمة
نفى عناد: أفطرت مع العيال
غالية: امداك تاكل؟ اعطيه يا وتين من الكروسان
عناد ناظر قطعة الكروسان في يد وتين ونزل لمستواها يفتح فمه
وابعدت وتين يدها بهمس: حقتي!
عناد قرّب ياخذها من يدها بفمه، وناظرته وتين تتوعّده بنظراتها
وابتسم يثبّت الكروسان بين أسنانه وصدّت وتين بتنهيده تسمع ضحكات وجد
التفت عناد لدخول هاجر وخلفها تهاني اللي ناظرت عناد
و تقدم يهمس لوتين: انتظركم في السيارة
طلع عناد، وتقدمت هاجر لحنين تجلس جنبها بهمس: كيفك؟ خوفتينا عليك
ابتسمت حنين تطمّنها: الحمدلله
وقامت وتين بعد ما أنهت فطورها ومشت خلف عناد بعد ما أشّرت لحنين اللي فهمتها وهزت راسها بالايجاب

مشى عناد لسيارته والتفت لصوتها: يا راعي الجي كلاس
عناد ضحك يتذكر لما كانت تناديه بهالإسم وتقدمت وتين تشوفه لابس الهودي والبنطلون الأسود
ورفعت حاجبها: غريبه ما لبست ثوب!
عناد ركب السياره يشغّلها: الثوب ينلبس عند الرِجال يا بنت سلطان، واللي بنروح له ما هو رجّال
ضحكت وتين وركبت جنبه ولبس عناد نظارته وتسنّد
مسكت وتين جوالها و سرقت نظره لعناد اللي أخذ باكيت الدخان من درج السيارة
ونطقت بدون ما تشيل عينها عن جوالها: اتركه أو باخذه
تأفف عناد و تركه: أشغليني عنه!
وتين تركت جوالها تناظره: كيف تبيني أشغلك!
مدّ عناد يده: مثلًا أشغلي يدي بدال الزقاره
ابتسمت وتين تمسك يده تخلّل أصابعها بين أصابعه
ونطقت: كذا؟
ابتسم عناد برضى، وضحكت وتين: معتوه
صدّت بابتسامه وتسنّد عناد يناظر اندماج يدينهم وينتظرون حنين اللي مشت باتجاه الباب ووقفت مكانها من دخل تميم
فزّ قلبه يشوفها واقفه تناظره، تذكّر اغماءها ليلة أمس وناظر ذبول ملامحها اللي ما اعتاده
تميم بلع ريقه تضيع منه الكلمات وتقدمت حنين بتطلع
ونطق تميم: تجين للاسطبل؟
حنين نفت: بطلع مشوار مع وتين
تميم: و إذا رجعتي، بتجين؟
ناظرته حنين ثواني، الكل يسألها عن حالها باعتياديه إلا تميم كان يسألها بأكثر شيء تحبه، الاسطبل والخيل
يدوّر شغفها وحبها ويتأكد إنها بخير بهالطريقة، وحنين؟ ما ترفض الاسطبل مع تميم أبد
ونطقت تجاوبه: بجي، لازم أتدرب للمسابقة
ابتسم تميم براحة وهز راسه: بكون هناك أنا و الرعد
ابتسمت حنين ومشت تتجه لسيارة عناد وركبت معهم
و حرك عناد السيارة يتجهون للمستشفى يأدون واجبهم وزيارتهم للمريض

انفتحت بوابة المستشفى ودخل عناد بجنبه وتين اللي تلمّست بوكيه الورد بين يدينها
وتين: حسافة الورد عليها
عناد ناظرها: انتِ اللي قلتي نجيبه
وتين بتنهيده: مشكلتي راعية مواجيب وعندي ذوق
ابتسمت حنين ومشت معهم يسألون عن غرفة فريدة
وقف عناد يحشر يدينه بجيوبه: ادخلوا وقولوا لشدّاد يطلع لي
وتين طقّت باب غرفة فريدة ودخلت مع حنين يجذبون انتباه فريدة والممرضة اللي كانت تبدّل المغذي
وتين ابتسمت: الحمدلله على سلامة النونو عساه بخير؟
وسعت فريدة عيونها بصدمة تناظر وتين اللي مشت تحط البوكيه جنبها وجلست بارتياح مع حنين اللي ناظرت حولها تدوّر شدّاد اللي ما كان موجود
وتين التفتت للممرضة: عرفتوا جنس البيبي؟
الممرضة ابتسمت: بنوته
التفتت وتين بعد ما أنهت الممرضة شغلها وطلعت
وابتسمت بشماته: ان شاء الله ما تشبهك
فريدة شدّت على اللحاف بعصبيه: اطلعوا برا
وتين حطت رجل على رجل بتنهيده: الله يجيب بنتك بالسلامه و أسولف لها وأعلمها عن سواياكم
حنين نطقت بقهر: بس من وين نبدأ؟ نعلمها عن ظلمهم لنا؟ ولا عن حقيقة موت أمنا اللي أخفوها عننا؟
بنفس الوقت مشى شدّاد شايل فطورهم وقطعة الخبز بيده
احتدّت ملامحه من انتبه لوقوف عناد عند غرفة فريدة و ترك الفطور وتقدم يهاجمه و يمسكه من ياقته
شدّاد بحدّه: وش جابك؟ لك عين تجي بعد اللي سويته
عناد تراجع يبعده عنه: وخر ريحتك تميس
ارتفع صوت شدّاد بغضب: ما ينفع معكم التهديد؟
نفى عناد: ما هدّدتني يا الجبان رحت تهدد أبوي، مشكلتك معي لا تدخّل أبوي اللي ماله ذنب بيننا
شدّاد: ماله ذنب؟ روح اسأله ليش هدّدته واعرف حقيقته
عقد عناد حاجبه بعدم فهم: لا تكثّر كلام ماله سنع، باقي ما حاسبتك على كذبك بموت أم وتين
شدّاد بحدة: وما حاسبتك على اللي سويته في المصنع
عناد ضحك يستفز شدّاد اللي تقدم بيضربه وتراجع عناد يتفاداه بابتسامة
بنفس الوقت قامت وتين تنهي كلامها لفريدة: عمومًا، ما جيت عشانك بس جيت عشان أتشمّت وأشفي غليل حنين بشوفتها لك على سرير المستشفى
فريدة صرخت بحقد: ما يربّيكم غير شدّاد والله ما يسكت لكم
حنين قاطعتها: خليه يربّي بنتكم أول
وتين مشت تاخذ بوكيه الورد: تصدقين، حسافة الورد عليك
بنفس الوقت مسك عناد ياقة شدّاد: لا تتحداني يا شدّاد
قاطعهم صوت الممرضة: لو سمحتوا انتم في مستشفى
نطق شدّاد تزامن مع خروج وتين: والله لأخليك تندم انت وهالرخيصه
احتدت ملامح عناد وتقدم يسحب البوكيه من وتين يضرب به راس شدّاد اللي صدّ بألم
وسعت حنين عيونها تشوف عناد يمسك شدّاد يثبّته بقوه ويضربه بالبوكيه بتكرار أكثر من مرة على راسه وينتثر الورد حولهم تحت نظرات وتين اللي ناظرت الورد المنتثر بحسره
تراجع شدّاد من حس بالموظف اللي يفك بينهم و رمى عناد البوكيه عليه بعصبية
تقدم شدّاد بيهاجم عناد و مسكه الموظف: استهدوا بالله المكان فيه مرضى!
عناد التفت للتوأم: مشينا
وتين: و ورداتي!
عناد مسك ذراعها ومشى: بجيب لك غيرها
وتين رفعت صوتها تأشر لشداد: ما الرخيص الا انت! حتى الورد ذا أغلى منك
ابتسم عناد يسمع كلمات التهديد من شدّاد وصدّت وتين تكمل طريقها مع عناد وحنين اللي اتسعت ابتسامتها ويهدأ جوفها بعد ما شافت حالة فريدة و انهزام شدّاد قدامهم
ركبت وتين السياره بحلطمة: ما أصدق إنك نتفت ورداتي على راسه المربع!
عناد ناظرها: مو على أساس بتعطينهم لزوجته وش الفرق؟
وتين: غيّرت رأيي كنت باخذهم لي!
عناد هز راسه: بجيب لك غيرها
تسندت حنين بابتسامه تسمع نقاشهم الطويل والتفتت وتين لها بابتسامه: بس أمانه حنين ما بردت حرّتك؟
حنين ضحكت وهزت راسها، ونطق عناد: علميني لو ما بردت، نجيب بوكيه ثاني نزرع ورداته في راس شدّاد
وتين تنهدت بحسره: ورداتي

مسكت فريدة بطنها بألم تشتم بين أنفاسها و تسمع صوت شدّاد اللي يحوم بالغرفة بغضب
شدّاد: أنا أوريك فيهم!
فريدة بألم: قلت لك لا تعلمهم عن أمهم، ما استفدنا شيء وما تغير شيء
سكت بتفكير ثواني ونطق: نقطة ضعف وتين الأولى هي حنين، اذا موضوع أمهم ما أثر عليها، حنين تأثر عليها
فريدة عقدت حاجبها: حنين؟ وش بتسوي؟
التفت لصوت الباب ودخول الدكتورة: وش قلنا يا فريدة عن موضوع النفسية؟ البيبي ما زال في خطر!

تسنّد مشاري على السياج يناظر تميم اللي على ظهر الرعد ومعه وجد اللاهيه مع الخيول، يناظرهم من بعيد بشرود
والتفت لهاجر اللي وقفت جنبه وابتسمت تنتبه لنظراته لوجد
ونطقت: لك فتره مو على بعضك، متى ناوي تتكلم معي؟
مشاري ناظرها بدون رد، وكملت هاجر: أنا أختك وأعرفك زين، أدري فيك كتوم لكن يوضح كل شيء بوجهك وهذا الوضع ما يعجبني أبد
مشاري بتنهيده: وش أقول؟
هاجر: يعني مثلًا قول إن وجد معجبه بشخص غيرك وأقول لك إنها بس منجذبه له، كلنا بنات ونعرف مشاعر بعض
ابتسم بخفوت يدري إن هاجر ما يفوتها شيء وتفهمه بدون ما يتكلم وتعرف عن حبّه القديم لوجد
التفت لها: وجد ما تناظرني مثل ما تناظره يا هاجر
هاجر نفت: وجد متعوده عليك، طفولتها كلنا شاهدين عليها وشايفينها تكبر معك، بس إنها حست بالانجذاب والفضول يوم دخل شخص جديد بحياتها
مشاري التفت يناظر وجد اللي لوّحت لهم من بعيد وهي على ظهر الخيل
وابتسمت هاجر: لكنها تميل لك وتتفقّدك دايم، شفتك تكبر قدام عيني وانت دايم تشاركها كل شيء، شهدت على نظراتك وضحكاتك معها و ما ودي أشهد حزنك
مشاري ناظرها: وش أسوي؟
هاجر رفعت أكتافها: تكلم معها عن مشاعرك قبل يتحول انجذابها لحُب وتخسرها، مع إني متأكده إنها تحبك أكثر منه
مشاري سكت بتفكير، وكملت هاجر: و تكلم مع تميم، الكل بدأ يلاحظ الزعل بينكم
فز قلب مشاري والتفت من وصله صوت وجد: ميشو، سباق للبحر ونرجع؟
مشاري نفى براسه، وهمست هاجر: روح!
وجد عقدت حاجبها تشوف مشاري يصدّ يرفض سباقهم اللي اعتادوا يسوونه كل مره ويتحدون بعضهم بحماس
لانت ملامح وجد تشوفه يلتفت ويمشي باتجاه الدكّه
بنفس الوقت دخل عناد بسيارته لأسوار المزرعة يجذب انتباه تميم وهاجر عكس وجد اللي ما زالت تتبع مشاري بنظراتها
نزلت من على ظهر الخيل بتنهيده تترك كل شيء وتطلع من الاسطبل تفقد حماسها ومتعتها تحت نظرات هاجر اللي تنهدت بقل حيله

مشت وجد تشوف مشاري جالس على الدكّة يناظر جواله باندماج
ونطقت تجذب انتباهه: رفضت تتسابق لأنك خايف أهزمك كالعادة؟
مشاري نفى: ما قد هزمتيني، أنا استقصد أخفف سرعة الخيل
وجد ضحكت ورفعت حاجبها: عشان أفوز؟
هز راسه مشاري وسكتت وجد تناظره بشرود، نست الخيل والاسطبل وركّزت على مشاري الجالس قدامها بهدوء
ونطق مشاري يناظر الجوال: قريتي الايميل اللي من بتّال؟
وجد: قريته، حق الاجتماع اللي بنسويه لمشروع فرع الخبر
مشاري ناظرها: بيجون موظفين من البحرين؟
هزت راسها وجد: اللي أعرفه شموخ و سعود وصلهم الايميل وراح يجون يحضرون الاجتماع ويرجعون
مشاري: سعود؟ ما نقل هنا؟
وجد نفت: لا، توظف رسمي في فرع البحرين
مشاري رفع نظراته لها: كنتِ تبينه يجي للخبر
وجد تكتفت بتنهيده: كنت، لكن الحين لا
مشاري عقد حاجبه: كيف يعني
وجد ابتسمت: قلت لك، ما يهمني
ابتسم مشاري بخفوت، ونطقت وجد: نتسابق؟
ناظرته بترجّي، تدرك شوقها لوقتها معه وتفقد وجوده جنبها بكل مكان، تدري إن ميشو اللي هي اعتادته ما يرفض أي شيء يخصّها ويشاركها اهتماماتها وحماسها وشغفها
ابتسمت تشوفه يقوم يمشي للاسطبل ومشت خلفه بحماس
ناظرته يصعد على ظهر الخيل وصعدت على الخيل الثاني يستعدون لسباقهم، التفتت تسرق نظره له وابتسمت برضى من انطلقت خيولهم وصرخت وجد بحماس وابتسم مشاري لحماسها

بنفس الوقت في الاسطبل
شدّت حنين على لجام الرعد تخفف سرعته قدام نظرات تميم اللي يلاحظ مهاراتها وقدراتها
ونطق بابتسامه: قدرتي تتحكمين بسرعة الخيل كذا نضمن فوزك بالمسابقة
حنين مسحت على الرعد: أقدر اتحكم لأنه الرعد
تميم: الرعد كذا، إذا يحبك بيسمح لك تتحكمين بكل شيء خصوصًا في مسابقة قفز الحواجز
التفتت له حنين تسمعه باهتمام وهو يتكلم عن الرعد
وكمّل تميم: قفز الحواجز كانت أول مسابقة فزت فيها مع الرعد قبل عشر سنوات
حنين بذهول: كم عمر الرعد؟
تميم مشى يحضن راس الرعد: الحين عمره 15 سنه، انولد وأنا عمري 12 وكبرنا مع بعض
حنين بابتسامه: ليش سمّيته الرعد؟
تميم رفع أكتافه: كنت أحلم بخيل لونه أبيض من صغري، وكنت أقول راح أسمّيه الرعد أنسبه للونه وياخذ من صفاته
ضحكت حنين تفهم مقصده، وكمّل تميم: وهذا هو الرعد قوي، سريع، وكلهم يهابونه
حنيني بابتسامه: أفهم سبب حبك للرعد، أنا حبيته من أول يوم كيف انت؟
تميم ابتسم: لو بتسأليني وش أحلى يوم في طفولتي كلها بقول لك ولادة الرعد، ما تركني من يومها وأنا أخذه معي لكل بطولة وما قد رجعت منها خايب
حنين ابتسمت: يعني شمّ فيك ريحة الحب من أول يوم له في الدنيا، وحبّك
ضحك من فهم إنها تردّ له كلامه لها، والتفتت حنين تاخذ نفس تستنشق نسيم البحر اللي وقفوا عنده وجد ومشاري
رفعت وجد جوالها: ميشو ناظرني بصوّر
التفت لها وصوّرته بابتسامه، توثّق لحظاتهم كعادتها بكل مكان
ناظرت صورته بجوالها تتأمل ملامحه وابتسامته الواسعة
رفعت نظراتها له تشوفه يناظر البحر بشرود وارتفعت نبضاتها يمرّها شعور جديد عليها، تدرك إن مشاري الوحيد اللي حسّسها بهالشعور ولمس قلبها بهالطريقه

في بيت الشعر اللي جالسين فيه راجح و حصة لوحدهم
راجح بضيق: والله يا حصوص حارت بي دروبي، كل ما جيت بعلّمه الحقيقة يردّني شيء
حصة بتفكير: تقول إن شدّاد سارق ورث هالمسكينات ولو عرف عناد عنه والله ما يخليه وبتكبر السالفة! والورث له سنين وخلاص راح
وصلهم صوت عناد: شدّاد سارق ورث البنات؟
جمدت ملامح راجح يشوف عناد يدخل بعد ما سمع حوارهم وعرف عن حقيقة الورث
حصة تنهدت بدون رد، ونطق عناد يجلس جنب راجح: يبه صدق هالكلام؟
راجح ناظره بهدوء وتنهد: صدق، ما عرفت عن الموضوع إلا من يومين
عناد صدّ بتفكير واحتدّت نظراته: عشان كذا كذب على البنات وقال إن أمهم ما ماتت طول هالسنين! عشان ما يطالبون بالورث اذا كبروا
مسك راجح راسه يحس بصداع، ونطقت حصة بقلق: راجح!
التفت عناد لراجح وفزّ: يبه وش فيك
راجح بألم: عطني حبوب الضغط
فزّ يجيبها يدل مكانها، وأخذ علبة المويه ورجع يجلس بجنبه وتعطيه حصة علاج ارتفاع ضغطه وتسمّي عليه بهمس
ونطق راجح: يا عناد طلبتك، أبعد عن هالشر، أخذ حقه وخسر تجارته يكفيه اللي جاه
عناد بتنهيده: انت ارتاح لا تشيل هم شيء
حصة ناظرت راجح بضيق، تدري بخوفه من ردة فعل عناد وتدري إنه يحاول يبعد عناد عن شدّاد ويدفن حقيقة الحريق للأبد
باس عناد راس راجح و تقدم يبوس راس حصة اللي ابتسمت تشوفه يقوم ويطلع من عندهم
ونطق راجح بعد صمت: ما حافظنا على أمانة سيف وسلطان يا حصة، ما حافظنا عليها…
ونطق راجح بعد صمت: ما حافظنا على أمانة سيف وسلطان يا حصة، ما حافظنا عليها
حصة نفت تمسك يده: لقينا البنات بعد سنين وأخذناهم عندنا قبل ينظلمون أكثر! وهذا هو عناد قدامك أكبر دليل إننا حفظنا الأمانه، نجى من الحريق وكبر بيننا ورفع راسنا، شال على ظهره مسؤولية وطن وشعب ورمى نفسه وسط النار، رفع اسمك بأعمالك وهذا هو صار يفهم بالتجارة ويعاون بتّال والعيال، لو سيف عايش بيفتخر فيه
راجح سكت بضيق، وكمّلت حصة: خبّينا عنهم حقيقة موجعه لأننا نحبه و نبي نشوفه مبسوط! توّه تزوج وأسّس له بيت وبكره يلعبون عياله حولك، اذا ما تقدر على الحقيقة لا تقولها يا راجح
راجح غمض عيونه وتسنّد: و شدّاد بيسكت عنها؟

وقف عناد في زاوية المزرعة وسط الظلام ينوّر طريقه النور الخافت من المزرعة، تاخذه أفكاره لشدّاد و ظلمه للبنات وسرقته للورث، ما زال الغضب ينهش جوفه و يشد على يده بقوه
طلّع باكت الدخان من جيبه يناظره بتفكير و صدّ بتنهيده ياخذ جواله و يلقى نفسه في محادثتها

في جلسة المزرعة في الحديقة
شربت هاجر من قهوتها تسرق نظره لوجد ومشاري اللي لاهين في الاسطبل وتشوف تميم اللي منشغل يدرّب حنين للمسابقة
والتفتت لوتين اللي مثبّته نودي بحضنها: اجلس بنظف أسنانك ريحتك تونه!
هاجر بضحكة: اتركيه القطط تنظف نفسها بنفسها
وتين نفت: لا حبيبتي اشتريت له معجون خاص فيه بيتنظف غصب عنه
التفتوا لتهاني اللي طلعت تجلس معهم وناظرت الاسطبل من بعيد
ونطقت تهاني: متى المسابقة لهم فتره يجهزون لها؟
هاجر: مشاري يقول إنها الاسبوع الجاي
ثواني والتفتت وتين لرسالة عناد بجوالها
"تعالي عند زرع أمي حصة"

تسنّد عناد على جذع النخلة بعد ما أشعل سيجارته يترك دخانها يتطاير ويراقب رمادها بدون ما يستنشقها
التفت يسمع خطوات وتين القريبة يشوفها تمشي باتجاه زرع حصة مو منتبهه لوقوف عناد بسبب الظلام
ابتسمت وتين تنزل لمستوى الزرع تتلمّس أوراق الورد و النعناع والتفتت من وصلتها ريحة دخان سيجارته وعقدت حاجبها تدوّره بالظلام حولها
ونطقت: يا المعتوه اطلع
ابتسم عناد يطفي سيجارته ويرميها، ومشى باتجاه وتين اللي فزّ قلبها من حاوطها عناد من الخلف
ونطق يناظر الزرع: قلتي تبين ورد، اختاري اللي تبين
وتين بذهول: يا ويلك! زرع أمي حصة
أشّر عناد يعدد لها: ورد و خزامى وشيح وياسمين ونعناع
وتين بضحكة: بتقطفه؟ اخر مره سألتك قلت لي تخسين
عناد ابتسم: وعدتك أجيب لك ورد، وهذا أغلى ورد جاء في بالي لأنه زرع من يدين حصوص مستحيل يذبل
ضحكت وتين، وناظرها عناد: ما يذبل وهو بالأرض أجل كيف لو جاء بيدينك؟ يعيش
وتين ابتسمت: بس حصوص بتزرعنا جنب النعناع لو تدري عننا
ضحك عناد و ابتسمت وتين تحس بالدفء وتفوح ريحة عطره اللي اختلطت مع ريحة الدخّان
وابتعد عناد يتقدم للزرع وينزل لمستوى الورد يقطفه لوتين اللي التفتت تناظر حولها بحذر تتأكد إن محد يشوفهم
وسعت عيونها بصدمة تشوف كومة الورد اللي قطفه عناد
ومدّه لها بابتسامه: ما هي باقة ولا لها تغليف، نكسر الروتين
وتين ضحكت تاخذ الورد: صدقني ما انتظرت باقة، زرعت لي ٢٠٠ شتله نعناع بيوم ملكتنا وطلبت من عباياتي بيوم الافتتاح و ركّبتني براشوت يوم بغيت أطير و حرقت مصنع يوم بغيت أحرق، انت تكسر الروتين كل يوم يا معتوه
ضحك عناد وتقدم يعدم المسافة بينهم يحاوط خصرها وينحني لمستواها
وناظرته وتين: وش تسوي؟
عناد ابتسم: اكسر الروتين
ناظرت وتين حولهم يلاحظ عناد ارتباكها، ونطق: على طاري كسر الروتين تدرين وش قال خالد عبدالرحمن؟
وتين ابتسمت: وش قال
عناد نطق بدون ما يبعد عيونه عن عيونها: أحبك يا شقى باكر، أحبك يا فرح هاليوم
ارتفعت نبضات وتين، وانحنى عناد يقبّلها قُبله ناعمه استشعرتها وتين وارتعش قلبها تتلمّس حنانه و دفاه وغمضت عيونها وابتسم عناد وسط قُبلتهم اللي فصلتها وتين تبتعد عنه وتناظره مبتسم بخمول
وابتسمت وتين وتقدمت تحشر كومة الورد اللي بيدها بوجهه
وصدّ عناد بضحكة يبعد الورد عنه ويشيل الأوراق اللي لصقت في طرف فمه
ونطق: ليه!
وتين التفتت تتجه للبيت: اكسر الروتين
ضحك ومشى معها شايل الورد بيدينه ومشت وتين ماسكه قلبها تاخذ نفس بربكه

يوم جديد أشرقت شمسه تنوّر ظلام ليلة أمس ويسطع شعاعها على سعف النخيل وشتلات الجدة حصة اللي وقفت عند زرعها تأشر بعصاها لمشاري وتميم اللي يزرعون
ونطقت بعصبيه: لا تترك ولا مكان إلا زرعتوه! احفر احفر زين
مشاري بحلطمه: يمه ليش ما تصدقيني مو أنا اللي قطفته!
حصة: انت آخر واحد تتكلم ولا نسيت يوم تقطف كل نعناعي
تميم نفض يده بتعب: يمه أنا أمس كله كنت في الاسطبل متى يمديني اقطفه
قاطعته الجدة حصة: اقطع الصوت
بنفس الوقت في الصالة طلع عناد من غرفته شايل شنطته على ظهره
غالية التفتت: عناد عندك دوام؟
عناد ناظر ساعته: ماهو الحين بس عندي مشوار مع وتين
التفت لوتين اللي نزلت من غرفتهم بعد ما جهزت
وسأل عناد: وين أمي حصوص؟
فاطمة بتنهيده: من أصبحنا وهي مستلمه تميم ومشاري عشان زرعها اللي ناقص
وتين زمّت شفايفها تمنع ابتسامتها تناظر عناد اللي حك جبينه بدون رد ومشى معها يطلعون لهم
حصة التفتت من طلع عناد وابتسمت ترحّب فيه: وليدي!
وعضّت وتين شفايفها تشوف تميم ومشاري يزرعون مكان الورد الفارغ
عناد ناظر الزرع: وش فيك يمه؟
حصة: والله يا وليدي أذكر اني زارعه ورد وخزامى واختفى نصّه جيت لقيت الزرع ناقص
عناد مثّل الصدمه وصدّت وتين تغطي ملامحها باحراج
ونطق مشاري بسخريه: ايه أنا أمس ما تعشيت واشتهيت أكل ورد وخزامى حصوص
حصة رفعت عصاها تضرب راسه: تستظرف بعد
تميم ناظر مشاري: ثقيل دم يمه لا تردين عليه
عناد أشر له: ازرع انت وياه لا تكثرون كلام
التفتوا لصوت بتّال اللي طلع: مشاري لا تنسى اجتماع اليوم
مشاري ناظره: ما تشوفني مشغول؟ اصبر شوي
بتّال أشر: يمه بالله اعتقيه لا يجينا الاجتماع و ريحته طين
حصة: روح لا أجيبك تزرع معهم
عناد مسك ذراع وتين: احنا نستأذن
حصة ناظرتهم: الله يحفظكم يا وليدي
مشى مع وتين اللي ضحكت من ابتعدوا وابتسم لضحكاتها
وتين: حسيت بتأنيب ضمير!
عناد ناظرها: يعني لو جايب لك باقه أحسن؟
وتين ركبت السياره وناظرته: تستهبل! هذا أحلى ورد جاني بحياتي كلها
ابتسم عناد برضى وحرّك السياره يسمعها تسأل: وين بنروح؟ للحين ما راح تعلمني؟
نفى عناد: مفاجأة

نزلت وجد بعد ما تجهزت لاجتماعهم في فندق بتّال
وابتسمت غالية تغمرها بدعواتها: الله يوفقك يا بنتي
وجد ابتسمت تبوس راسها وناظرت حولها: وينهم؟ راحوا بدوني؟
غالية: ظنتي بتّال راح بس مشاري في الحديقة مع أمي
مشت وجد بتطلع لهم ووقفت مكانها من انتبهت لاتصال سعود لها وعقدت حاجبها باستغراب
ناظرت حولها وابتعدت ترد عليه ويوصلها صوته: وجد
وجد نطقت: هلا، ليش دقيت؟
سعود بتنهيده: لأني اذا أرسلت تردين متأخر، وبغيت أكلمك ضروري قبل الاجتماع
وجد بفضول: وش بغيت؟
سعود حك جبينه يناظر مدخل الفندق قدامه: أدري ما عاد فيه أمل بس ودي تكلمين بتّال اليوم بخصوص نقلي للمره الأخيره
غمضت وجد عيونها بتعب: سعود!
سعود نطق: اسمعيني وجد أدري إني
قاطعته وجد: تدري إنك تستغلني؟
سكت سعود، وكملت وجد: لا تظن إني برجع أعاملك نفس قبل! من يوم تضاربت مع مشاري تغيرت نظرتي لك حتى لو اعتذرت
والتفتت من سمعت صوت خطوات تميم اللي دخل يناظرها
ونطقت وجد: لذلك كل اللي علي أرسل لك التقارير ونراجعها قبل تسليمها، شاكره لك جهدك
قفلت المكالمة وناظرت حالة تميم: وش ذا الطين بملابسك!
ما رد تميم، ودخل خلفه مشاري ينفض ثيابه وضحكت وجد على أشكالهم
وهز راسه مشاري يمشي للدرج: اضحكي اضحكي
تميم نطق من صعد مشاري: وجد مين بيوديك؟
وجد: سيارتي برا
نفى تميم: أنا بجي معك، نروح سوا
وجد عقدت حاجبها: ليش تجي؟
رفع تميم أكتافه: ما عندي شغل وودي أحضر اتعلم كم شيء معكم
دقايق ونزل مشاري يسمع دعوات الجدة حصة: روحوا عسى ربي يزرع دربكم ورد
مشاري نفى: مابي أسمع كلمة ورد بعد اليوم يمه لو ينزرع شوك راضي
دقايق ونزل مشاري يسمع دعوات الجدة حصة: روحوا عسى ربي يزرع دربكم ورد
مشاري نفى: مابي أسمع كلمة ورد بعد اليوم يمه لو ينزرع شوك راضي
ارتفعت ضحكاتهم، ومشى مشاري يشوف تميم يركب سيارته مع وجد بعد ما بدّل ملابسه يستعدون لاجتماع بتّال
والتفت مشاري يتجه لسيارته، ونطقت وجد: ما راح تجي معنا؟ دربنا واحد
تميم ناظر مشاري بصمت، ونفى مشاري: بروح مشوار سريع قبل الاجتماع وبجيكم

في سيارة عناد
ابتسمت وتين تناظر تشابك يدينهم وتسرق نظره لعناد المبتسم يناظر طريقه المجهول بالنسبة لوتين
التفتت تشوف مبنى الدفاع المدني على يمينها ورفعت حاجبها: ماخذني لدوامك تستهبل؟
عناد ضحك يلف السياره للشارع الثاني تحت نظرات الاستغراب من وتين، لانت ملامحها من وقف السيارة قدام واجهة المحل الكبيره تقرأ اسم اللوحة واللي كانت "جَناح" والتفتت لعناد بذهول
ونطقت: مو من جدك!
عناد ضحك يشيل حزامه ويناظرها: انزلي يا بنت سلطان، تحسبين البراشوت لحاله اللي يطيّر؟
ناظرت وتين المحل بعيون لامعه، وأشّر عناد: هناك جَناحنا
نزل عناد ونزلت وتين تشوفه يفتح باب المحل ووقف ينتظرها تدخل قبله، مشت وتين تخطي أول خطواتها لحلمها مع عناد
ناظرت المكتب والمانيكان بالوسط يحاوطه ألوان الأقمشة اللي ترتبت بالرفوف يتبعها الآلات الخاصة للخياطة والتطريز اللي اختارتها مع عناد في البحرين
رفعت نظراتها للوحات المُعلقة على الجدران والديكورات والإضاءة اللي اختارها عناد بعناية
ونطقت بذهول: عناد!
عناد: اخترت هالمكان لأنه قدام دوامي، و تعرفين إني حولك و حواليك
ضحكت وطاحت عينها على الدرج اللي يودّي للدور الثاني
ومسك عناد ذراعها يصعد معها فوق
وابتسم يأشر: هنا مكان راحتك، خليتها صالة وغرفة نوم في حال احتجتيها
وتين ناظرت الغرفة بذهول والتفتت لعناد اللي يناظر الأثاث برضى
و مشى للوحه المُعلقه وعقد حاجبه: ركّبوها مايله
ناظرته وتين ثواني وهو يفك مسامير اللوحه يحاول يعدلها
وتقدمت تسحب ذراعه والتفت لها يشوفها تحاوط رقبته وتحضنه بصمت
ثواني وابتعدت بدون ما تترك حضنه وناظرت عيونه: خسرت أشياء كثير، خسرت طفولتي و أبوي وأمي، خسرت آمالي وبعض أحلامي، لكني كسبتك!
ابتسم عناد، وكمّلت وتين تمسح كفها على خده: وحتى لو خسرت جَناحي، انت جَناحي و طيري وسماي
ضحك عناد من فرط شعوره يسمعها تعبّر له بكلماتها لأول مره، كانت تسكت دايم و تعبّر له بأحضانها و لمساتها وهالمره تلمسه بيدينها و بحروفها وتزعزع سكون قلبه ونبضاته
عناد نطق يسرد لها شعوره: عاندت فيك الصعب والشدّة والظروف، و سكنتي قلبي وأنا ما سكن قلبي طول عمري غير جمر ولهب، إذا أنا جَناحك انتِ وتيني
وتين لمعت عيونها: عناد
نطق يلبّي نداءها: وتينه
وتين: أحبك، أحبك عِناد للجمر واللهب وعناد للشِداد وللظروف
اتسعت ابتسامته يناظر لمعة العسل بعيونها، وناظرت وتين خط خده وغمازته و مدت يدها تتلمّسها برقّه
تعلّمه إنه جناحها العنيد وما تطير إلا معه، ويعلّمها إنها وتينه النابض ما ينبض وما تطفي نيرانه إلا بها
ينسج الريش على جناحها بعد كسره، وتضخّ هي الدم في وتينه بعد ما ضخّ فيه الرماد سنين طويلة

في فندق فرع الخبر
هز سعود رجله يناظر وجد اللي لاهيه بالأوراق ومندمجه في الاجتماع، ورفعت نظراتها لسعود اللي يناظرها تدري إنه ينتظرها تتكلم عن موضوع انتقاله وصدّت تشغل نفسها
التفت مشاري اللي كان منتبه لنظرات سعود لوجد من بداية الاجتماع، يلاحظ سعود اللي ما شال عينه عنها ومتجاهل الاجتماع
مشاري عقد حاجبه ياخذ علبة المويه يرميها باتجاه سعود اللي فز والتفت للعلبة اللي طاحت جنبه
مشاري: طاحت مني بالغلط
سعود ناظر مشاري بدون رد، و صدّ مشاري يركز بالاجتماع اللي أعلن بتّال نهايته ويختمه بشكره لحضور الموظفين اللي بدأوا يطلعون من القاعة
و التفتت وجد باستغراب تدوّر تميم اللي اختفى من انتهى الاجتماع
ووصلها صوت سعود: وجد
ناظرته يتقدم باتجاهها ونطق: كان عندي أمل بسيط تتكلمين مع خالك لكن خاب ظني
وجد بتنهيده: قلت لك كل اللي عندي بالمكالمه
سعود هز راسه: عمومًا جيت اقول لك اني بستقيل وأدور لي وظيفه ثانيه هنا في الخبر
وجد بسخريه: والحين ينتهي دوري؟
سعود رفع أكتافه: اسف اذا أوهمتك بشيء، تعرفين اللي بيننا ما كان بس تقارير يمكن حسيتي بشعور ثاني معي
ناظرته وجد بذهول وضحكت بعدم تصديق من وقاحة اسلوبه معها: يعني تعترف انك مثّلت علي شعور وهمي؟
سعود: اكثر وحده تعرف هدفي من هذا كله هو انتِ، مابي غير الوظيفه في الخبر عند أهلي وبيتي
صدّت وجد وطاحت عينها على مشاري اللي يناظرهم من بعيد يجهل حوارهم
ونطقت ترد على وقاحته: أنا اللي اسفه لو أوهمتك بشيء ثاني غير إنك مجرد زميل، شعوري كله كان عند شخص ثاني من الاساس
سعود: شخص ثاني؟
وجد رفعت صوتها تناديه: ميشو
مشاري رفع حواجبه يشوفها تلوّح له وتناديه لها، وقام يمشي باتجاهها
ونطقت وجد تناظر سعود: تشرفت فيك والله يوفقك في حياتك
سعود سكت، والتفت له مشاري: بتمشي؟
نفت وجد: بيستقيل
مشاري ناظر سعود اللي صدّ، وهز راسه بتفهّم
ومشى سعود يتعداهم، وناداه مشاري: سعود
التفت سعود بدون رد، وابتسم مشاري: مشاري آل منصور، لا تنسى زين؟
مشى سعود تحت نظرات وجد اللي شدت على يدها من اختفى سعود، والتفت مشاري يشوفها تقاوم دموعها و غضبها
ونطق بقلق: وش فيك!
وجد ناظرته تطيح دموعها، فكرة اعتراف سعود باستغلالها وخداعه لها و تلاعبه بمشاعرها ، فكرة انها انجذبت لشخص مثله واستنزفت مشاعر إعجابها واهتمامها له تنهش جوفها وتقهرها
مشاري سأل يناظر دموعها: تبكين عشانه بيستقيل؟
نفت وجد وضحكت بين دموعها على تفسير مشاري و غيرته اللي صارت واضحه لها
مشاري عقد حاجبه: أجل ليش الدموع!
وجد مسحت وجهها بتنهيده: أبكي على غبائي و غفلتي عن حقيقته
مشاري مشى بغضب: أنا أوريه
نادته وجد: لا مشاري اتركه
التفت لها ورجع: علميني تبين امسح فيه البلاط الحين امسحه
نفت وجد: بكيفه خله يروح

طلع سعود من الفندق مقتنع بقراره واستقالته ما يتلبّسه التردّد ولا حتى الندم
التفت تميم اللي كان واقف عند المدخل ورفع أصابعه لفمه يصفّر لسعود من بعيد و يجذب انتباهه له يسمع تصفيره
أشّر له تميم بمعنى تعال، ومشى سعود باتجاهه باستغراب
تميم نطق: سعود ان ما خاب ظني؟
سعود هز راسه: تميم صح؟
تميم مسك ياقة سعود يضرب راسه براسه بقوه: صح!
طاح سعود بألم يمسك راسه، وتراجع تميم يحس بالصداع من الضربه
وقف سعود بعصبيه يهجم على تميم اللي مسكه بغضب
ونطق تميم: لا جيت بتمد يدك على مشاري، مدّ يدك علي أول يا الرخمه
سعود ضربه و طيّحه يثبّت تميم على الأرض بنفس الوقت طلع مشاري مع وجد اللي صرخت: تميم!!
مشاري ركض باتجاههم يبعد سعود عن تميم اللي وقف بغضب
وصرخ مشاري يحاول يبعد تميم: خلاص!
وتراجع تميم بسبب مشاري اللي دفعه: امش قدامي
وابتعد سعود يمشي لسيارته بغضب يسمع تهديدات تميم له
ونطق مشاري يسحب تميم بعيد عن المدخل: قلت خلاص ما تفهم!
تميم بعصبية: كان خليتني لين أكسر يده اللي انمدت عليك
مشاري مسك تميم من ياقته: وانت وش عليك؟ طلبت منك تدافع عني؟ بغى يقتلك وتقول تكسر يده يا غبي
تميم دفعه يبعده عنه بدون ردّ، ومشى للسياره تحت نظرات وجد اللي تنهدت بتعب من كل هذا الصدود والجدال بين أقرب اثنين لها

شموخ اللي كانت واقفه في الاستقبال ماسكه شنطة السفر
وتتكلم مع الموظف: حجزت يوم واحد لكن كنسلت
الموظف ناظر الجهاز بربكه: نقدر نكنسل لك الحجز قبل ب٢٤ ساعه لكن الحين لا
شموخ: ليش لا! أنا موظفه في فرع البحرين
التفتت لصوته: العميل يبقى عميل حتى لو موظف
شموخ كشّرت من شافت بتّال اللي تقدم يناظرها بابتسامه
والتفتت شموخ للموظف: ممكن لو سمحت تلغي الحجز
بتّال نطق بجدّيه: وش المشكله؟
شموخ بتنهيده: حجزت على اساس أنام هنا بعد الاجتماع لكن عقبها عرفت إن أهلي جايين للخبر وبروح لهم
بتّال نطق بجدّيه: وش المشكله؟
شموخ ناظرته بتنهيده: حجزت على اساس أنام هنا كم يوم بعد الاجتماع لكن صادف ان أهلي جايين للخبر وبروح لهم
بتّال رفع حاجبه: عندكم بيت هنا؟
شموخ هزت راسها: بيت خوالي، نجيهم كل فترة
ابتسم بتّال يفهم إن أمها وخوالها سعوديين من لهجتها المختلطه
بتّال التفت للموظف: كنسل الحجز والمبلغ ردّوه كاش مني
رفعت شموخ حاجبها تشوفه يناظرها بثقة، واستلمت شموخ المبلغ من الموظف وابتسمت برضى
وسأل بتّال: أي شيء ثاني أستاذة شموخ؟
نفت والتفتت تسحب شنطتها وتطلع من الفندق تحت نظرات بتّال اللي أخذ جواله يتصل على الشخص اللي طرى في باله
ونطق من ردّ: راكان
راكان ابتسم يرحّب: يا هلا بتّال
بتّال: سمعت إن أهل البحرين عندنا
راكان ضحك من فهم إنه عرف بتواجدهم من شموخ اخته
ونطق بتّال: تراك واعدني تنوّروني في مزرعة الوالد، قل تم

عند وتين في محلّها الخاص لجَناحها، اندمجت بين الأقمشة تكمل شغلها الناقص وترجع تستقبل طلباتها وتنفّذها
وصلتها أصوات صفارات سيارات الدفاع المدني من المبنى المُقابل للمحل ورفعت نظراتها للساعة تدري بإنه وقت مناوبة عناد
ركض يركب السيارة ومسك السماعة يتكلم مع الفريق ويوجّهم بتعليماته بعد ما وصلهم بلاغ حريق
ناظر عناد الدخان من وصلوا موقع الحريق، ونزل مع الفريق يجهّزون معداتهم باحترافية
عناد التفت يشوف العائلة المجتمعه يناظرون الدخان بذهول
يلمح الولد اللي يبكي ويردّد: أنا السبب
لانت ملامح عناد يشوف الاخت اللي تأنّبه: قلت لك لا تترك الشاحن بدون ما تفصله! قلت لك ما تسمعني!
عناد التفت للجثة اللي غطّوها و طلّعوها من بين الدخان يسمع انهيار العائلة وصرخاتهم
البنت صرخت بانهيار: لا! أمي، أمي
أخذوا الجثة لسيارة الاسعاف وصدّ عناد بضيق يكمل شغله ويطرد أفكاره، يتكرّر على مسامعه صرخاتهم وبكاء الولد اللي يلوم نفسه
تراجع من هجم الولد عليه بتأنيب: تأخرتوا، جيتوا متأخر
تقدم الموظف يحاول يبعده والتفت عناد للموظف: اتركه
الولد صرخ يدفع عناد: كان المفروض جيتوا بدري، كان المفروض أمي تعيش
سكت عناد يناظر الولد، يشوف نفسه ومُراهقته بملامحه، يشوف الغضب والحزن والعتب بعيونه، يعاتب الاطفاء ويعاتب نفسه ونسيانه للشاحن بإهمال
عاش عناد طفولته ومُراهقته على قيد النار اللي خذت أمه، يتغذى من حرارتها و غضبها وقوّتها، و اختار طريق الاطفاء عشان يحاربها، ينتقم لنفسه و لأمه منها
ينتصر عليها مرّات وينهزم مرّات و ينهار جوفه من تترك له النار جثّه، طفل يتيم أو ندوب مُوجعة
سحبه عناد يحضنه بصمت ويطبطب على ظهر الولد اللي بكى يردّد بلا وعي: جيتوا متأخر، كله مني، ليتني أنا اللي مت
رفعت وتين نظراتها للساعة اللي مرّت دقايقها بثقل تنتظر خبر من عناد، نزّلت نظراتها لجوالها توصلها اشعارات قروب البنات
و تقرا رسائلهم وترد عليها باندماج، ثواني ورفعت راسها من انفتح باب المحل تشوف عناد يدخل ببدلته
ونطقت: أخيرًا! تأخرت
ترك مفتاحه وجواله على مكتبها وتقدم يحضنها بصمت
انقبض قلبها وابتعدت تحاول تشوف وجهه ونفى عناد يشدّها: خلينا كذا شوي
سكتت وتين تفهم شعوره و حالته بسبب النار، غمض عيونه يحس بيدها تمسح على شعره وتمرّرها بهدوء على رقبته وظهره، تخفّف ثقل همّه بطريقتها
ونطقت وتين بعد صمت: بجلس كذا كل يوم اسمع صوت الصفارات وأشيل هم؟
ابتعد يناظرها بابتسامه: تشيلين هم؟
وتين: صوت الانذار لحاله يخوف! لا تشغّلونه
ضحك بعلوّ صوته وابتسمت وتين تشوفه يبتعد وياخذ مفتاحه وجواله وناظرها: نروح البيت؟
وتين لبست عبايتها: نروح نتجهز ونمشي للمزرعة، البنات قالوا لي من شوي إن عندنا عزيمه الليلة

في بيت الشعر
نطق بتّال يكمل كلامه لأبوه: رفض أخوها أدفع حق تصليح سيارتها ولزّمت عليه أردها لهم بعشاء
هز راسه راجح: زين سويت و عزمتهم، بابنا دايم مفتوح لطيّبين الأصل والأجاويد
حاتم ناظره: قلت لأمي؟
هز راسه بتّال: قلت لها وراحت تسوي بسبوسه
ابتسم حاتم، والتفت راجح لتميم اللي دخل مكشّر وخلفه مشاري
راجح: لا تجلسون قدامي اذا كل واحد ماد بوزه هالطول، روحوا شوفوا وش وضع الذبيحة وعشاء الليلة
هز راسه تميم وطلع وخلفه مشاري اللي مشى معه بصمت ينفذون أوامر راجح المُعتاده بكل عزيمة له، يختار أفضل أصناف العشاء ويكرم ضيوفه كعادته
دقايق وتجهزت حصة لاستقبالهم، تشوف البنات اللي جهّزوا المجلس وقهوتهم يتوسّطها بسبوسة حصة اللي فاحت ريحتها
ونطقت حنين: ريحتها تشهّي يمه تسلم يدينك
هاجر ابتسمت: أمي حصوص ما تسوين بسبوسة الا اذا الضيوف مميزين، مين هالضيوف؟
حصة: ضيوف بتّال، و بتّال ما يجيب إلا الطيب
التفتوا لدخول وتين اللي شالت عبايتها بعجله وتعدّل شعرها تسمع ترحيب حصة بابتسامه
ونطقت هاجر من شافتها: وتين، زين لحقتوا قبل يجون
وتين تقدمت تستقبل حضن حنين: أول ما جاء عناد من الدوام تجهزنا و مشينا
بنفس الوقت تجهزت وجد في غرفتها وناظرت شكلها بالمرايا والتفتت من سمعت صوت الباب
تقدمت تفتحه وعقدت حاجبها تشوف الفراغ وطاحت عينها على كيس سوارفسكي بالأرض وفز قلبها تدري مين صاحبه
أخذته ودخلت غرفتها تفتحه وتناظر الأسواره اللي كانت تسأل عنها لما راحت مع مشاري يشترون هدية وتين
ناظرتها بشرود تحس بارتفاع نبضاتها، تدري إن مشاري ما يفوته شيء بخاطرها ويجيبه لها بأي طريقه، لكن هالمره كان تأثيره عليها غير عن كل مره
لبست وجد الأسواره بابتسامه ومشت تنزل من وصلتها أصواتهم تدري بوصول الضيوف
بنفس الوقت وقف عناد مع الشباب يستقبلون ضيوفهم
تقدم عناد بصدمه: فواز!
فواز ضحك يحضن عناد: أبو السيف
وتراجع من حس بمشاري اللي يحضنه بضحكة ونطق: وحش السلة صدقت عمرك من اشتهرت وخذتك المباريات عننا؟ وينك طول هالوقت
فواز ناظره: غريبة ما قال لك تميم؟
مشاري ناظر تميم بدون رد، وكمل فواز: قابلته صدفه في البحرين قبل كم يوم وعلمته إني ضيعت أرقامكم من نقلت للبحرين
وصلهم صوت بتّال اللي سلّم على راكان: حياكم
راكان ابتسم ومشى مع أبوه ثنيّان اللي سلم على راجح وخلفهم علي أصغر العنقود
و أشر فواز: وهذا علاوي
تميم ناظره بصدمه: علاوي أذكرك توصل لركبتي متى امداك تتعداني
علي ضحك، ونطق عناد يطبطب على كتفه: صار رجّال
ثنيّان ناظر نظرات الفضول من راجح ونطق: فواز علمني إنه يعرفهم من أيام الجامعة، و فرّقتهم الدنيا و جمعتهم الصُدف
راجح هز راسه بتفهّم: ونعم المعرفة يا أبو راكان، والله لا يفرّق رفيق عن رفيقه
ابتسم ثنيان يناظر الشباب اللي اجتمعوا مع بعضهم وأخذ فنجاله اللي صبّه بتّال، بنفس الوقت مدّت وجد الفنجال لشموخ المبتسمه
ونطقت حصة ترحّب: يا الله حيّهم
مريم أم شموخ ابتسمت: الله يحييك
والتفتت حصة لشموخ بإعجاب: ما شاء الله هذي بنتك صح؟
هزت راسها مريم بابتسامه: شموخ، بنتي الوحيدة
حصة ناظرت شموخ: عساك مرتاحه في الشغل يا بنتي؟ علميني لو ضايقك شيء أكلم بتّال
ابتسمت وجد تشوف احراج شموخ اللي نفت: مرتاحه الحمدلله
ونطقت وجد: لا تخافين عليها يمه، الشغل ما يمشي بدونها
ابتسمت مريم تناظر شموخ بفخر، ونطقت حصة بفضول: متزوجة شموخ؟
نفت شموخ، ونطقت مريم بابتسامه: ما انكتب لها نصيب والصراحه ما شبعت منها
ارتفعت ضحكاتهم، وكمّلت مريم: ما عندي بنت غيرها إذا راحت راح ملح البيت
حصة أشرت على غالية: وانا ما كان عندي غير غالية، والحين امتلأ بيتي بنات
ابتسمت مريم تناظر البنات، وكمّلت حصة: بكره تتزوج ويتزوجون عيالك ويملون بيتك بنات
فاطمة ابتسمت تشرب من قهوتها: وش أحلى من البنات؟
مرت الدقايق طويلة لكن خفيفة على قلوبهم، ينهون قهوتهم ويجتمعون حول طاولة الطعام اللي شاهدة على ضحكاتهم و سوالفهم
أنهت وتين صحنها ونزّلت نظراتها لجوالها تنتبه لإشعار عناد
"شوفي لي درب، بدخل الغرفة تعبان"
قامت وتين ومشت تطلع وفتحت الباب تشوف عناد واقف عند المدخل تلاحظ التعب الواضح بملامحه بعد النار اللي واجهها و دوامه من الصبح
والتفت يدخل ومشت وتين جنبه: تعشيت؟
هز راسه بالإيجاب والتفت يشوف نظرات القلق بعيونها
ونطقت وتين: أسوي لك بابونج؟ يريّحك
عناد رفع حاجبه بابتسامه: تسوينه؟
وتين ناظرت حولها: أمي حصوص مشغوله فأكيد أنا اللي بسويه
دخل عناد الغرفة والتفت لها: بابونج من يدك ما ينقال له لا يا بنت سلطان
ابتسمت ونطقت قبل تطلع: بدّل ثيابك وارتاح على ما يجهز
مشت وتين للمطبخ تجهّز كوب عناد بطريقتها، ابتسمت تاخذ أوراق النعناع وتحطها مع البابونج
والتفتت لدخول وجد وخلفها تهاني اللي شايله بيدها الصحون
وجد بتساؤل: وش تسوين؟
وتين شالت كوب عناد: بابونج لعناد
تهاني ناظرت النعناع: بس عناد يشربه ساده بدون نعناع!
وتين ناظرتها: يشربه ساده قبل يعرفني
ابتسمت وجد وطلعت وتين تدل طريقها لغرفة عناد ودخلت
ونطقت: سويت لك…
سكتت من شافته نايم بتعب وتقدمت تحط الكوب على الطاولة
وجلست على طرف السرير بجنبه تناظره بصمت، رفعت اللحاف تغطيه بهدوء
ومدّت يدها تتلمس شعره برقّه تمرّر يدها على جبينه، حواجبه المعقوده،جفنه و رمشه النايم، وطرف خدّه
وبيدها الثانيه مسكت يده تحس بدفاها و حرارتها مُقارنة ببرودة يدها، تدري إنه ما زال بين النيران اللي طفّاها اليوم رغم إنه ما حكى ولا علّمها بالتفاصيل، لكنها تشوف عقدة حاجبه وتفهم إنه يصارع عقله الباطن و يواجه كابوسه الملتهب من سنين

يشوف هيئته الصغيرة شايل بيدينه شمعه مشتعله، ينوّر ظلام البيت بها ويمشي برجوله الحافية يتبع مصدر الضجيج البعيد
طاحت عينه على الباب شبه المفتوح وتقدم يطلّ بطرف عينه
يشوف الشخص اللي واقف ما يبان منه غير ظهره، يشوفه ينبّش بالدروج ويحاول يكسر قفلها
كان بين الحلم والواقع، بين الماضي والحاضر، يحس بالشعور وكأنه حقيقي لكنه وهم، يحس ببرودة الأرض على رجوله الحافية ويحس بشمع الشمعه بين أصابعه، ويسمع الخربشة بالغرفة قدامه والتفت يدوّر أمه برعب: ماما
و يوصله صوتها الهامس: عناد، عناد
التفت يلقى نفسه في حديقة امتلت بالورد ينوّرها شعاع الشمس الساطعه، و يشوف أمه تناديه وتلوّح له من بعيد
ركض لها بهيئته الصغيره وابتسمت عايشة تحضنه، وبكى عناد يعاتبها على غيابها
عايشه: ليش تبكي!
عناد أشّر على المزرعة بطفوله: كان ظلام، دورتك هناك ما لقيتك
عايشه رفعت نظراتها للمزرعة واحتدّت ملامحها و يلاحظها عناد
تطاير الدخان من بعيد والتفت عناد يناظر المزرعة تشتعل
ونطقت عايشة: عناد
التفت عناد يجاوب أمه بنبرته الطفولية و لانت ملامحه من شاف الفراغ، تختفي من قدامه بلمحة عين وكأنها خيال، التفت حوله يدوَرها وبكى يناديها بتكرار
فتح عيونه يسمعها تناديه: عناد
طاحت عينه على وتين اللي ماسكه يده بقلق وفزّ عناد يناظر الفراغ بصمت
وتقدمت وتين تحضنه وغمض عناد عيونه بتنهيده، ما زال تحت تأثير الكابوس يحس بحرارة جوفه و ارتجافه، وابتعدت وتين تناظره بقلق
عناد مسح وجهه بتعب: غفيت وأنا احتريك
وتين التفتت تاخذ الكوب وتمدّه له: اشرب وارجع نام
تسنّد عناد يشرب البابونج وابتسم من استطعم النعناع
وناظرها: مهووسه
وتين ضحكت تفهم قصده وسندت خدها على كفها تناظره يشرب: عجبك؟
ناظر الكوب بتفكير، ونطقت وتين: عندك جواب واحد لو تغيره كبيت الكوب على راسك
عناد ضحك يرفع راسه وابتسمت وتين لضحكاته، وناظرها: عجبني
هزت راسها وتين برضى وترك عناد الكوب من انتهى، ورجع يتسند ويغمض عيونه بتنهيده
وقامت وتين: ارتاح
قاطعها يمسك يدها يرجع يجلّسها: خليك، لين أنام
وتين ابتسمت وهزت راسها بالايجاب تشوفه يرجع يغمض بخمول، و مدت يدها تتلمّس شعره بأصابعها وتشرد بملامحه
كان يطرد أفكاره، يتناسى كابوسه وتفاصيله اللي عاثت بقلبه وأرعبته، يتذكر وقوف الشخص الغريب وسط الغرفة ويتذكر الظلام ونور الشمعه اللي بيده، يجهل هي أوهام نسجها خياله ولا هي أحداث انمحت من ذاكرته سنين و رجعت له على هيئة كابوس.

قفلت غالية الباب من ودّعوا ضيوفهم ومشت للصالة بابتسامه
وجلست بتنهيده: حبيت هالمريم! طيبه و راقيه ماشاء الله عليها
وجد هزت راسها: حتى شموخ تهبل
حصة التفتت تناظر غالية بتفكير: عجبتني البنيّه، خجوله و ناعمه
وجد ابتسمت، ونطقت غالية: أعرف هالنظرات وش نيّتها
حصة: ناخذها لبتّال، تناسبه
غالية ضحكت بعدم تصديق، والتفتوا لدخول بتّال اللي مشى يتثاوب بتعب
وناظرهم مجتمعين ورفع يده يشكرهم: ما قصرتوا بيّضتوا الوجه الليلة
حصة أشرت: تعال بقول لك شيء قبل ترقد
قامت وجد تأشر للبنات اللي قاموا يتركون بتّال يجلس بالصالة مع حصة و غالية المبتسمه
حصة: لقيت لك وحده
قاطعها بتّال: تصبحين على خير
غالية ضحكت على بتّال اللي تعود على حركات أمه بكل مره تشوف بنت تعجبها
حصة رفعت عصاها: اسمعني! البنت تناسبك ومعك في نفس الشغل
بتّال: تناسبني وين يمه! البنت هزأتني وسط الشارع
ضحكت غالية: كانت لحظة غضب طبيعي!
بتّال نفى: قلت لكم ماني متزوج الا اللي تزيد شموخي شموخ
حصة رفعت عصاها تحاول تضربه: لقينا الشموخ لقيناه خلّصنا!
بتّال تراجع ومشى للدرج يأشر لهم: لا عاد تفاتحوني بالموضوع أنا لا بغيت نويت اليوم قبل بكره و تزوجتها
حصة رفعت حاجبها: تزوجتها؟ يعني ناويها؟ تعال
بتّال أسرع بخطواته يصعد، وضحكت غالية: عاجبته عاجبته يمه بس عطيه فرصة تبرد حرّته منها
تعليقات