رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل الحادي عشر 11 بقلم شروق عبدالله
رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن pdf الفصل الحادي عشر 11 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن pdf الفصل الحادي عشر 11 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل الحادي عشر 11 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل الحادي عشر 11
رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل الحادي عشر 11 بقلم شروق عبدالله
في الحديقة اللي اجتمعوا فيها البنات يجيبون باقي القهوه والحلويات وابتسمت حنين تسمع سوالفهم
وجد مدّت الفنجال لهاجر اللي انتبهت للأسواره بيدها
ونطقت بإعجاب: لقيتيها! اتذكرك كنتِ تدورينها
وجد ناظرت الاسوارة بابتسامه: لقيتها
التفتوا لأنوار الاسطبل اللي اشتغلت وضحكت هاجر: هذا النداء حق أصحاب الخيول؟
قامت وجد تناظر حنين: فيك حيل؟ نسوي بروفا للمسابقة
مشت حنين بابتسامه مع وجد اللي تعدّ الأيام للمسابقة وتنتظرها بحماس مثل حماس تميم اللي نثر المويه الدافية على الرعد
ووصله صوت وجد: مو وقت الشاور!
تميم التفت وطاحت عينه على حنين المبتسمه: الرعد يحب المويه آخر الليل
حنين ناظرته بقلق: مو برد عليه؟
نفى تميم يمسح على شعر الرعد ويحط الصابون: مبسوط، تعالي شوفي
مشت حنين تمسح عليه بابتسامه، ونطقت وجد: نظفوه زين ورانا مسابقة وتصوير واحتفالات
ضحكت حنين والتفتت تشوف تميم اللي قرّب يبوس راس الرعد
تلاحظ حب تميم الواضح و قُربه للرعد اللي أثّر عليها و حبته بسببه، تدرك مدى عمق العلاقة بينهم وتشوف تعلّق الرعد بتميم رغم إنه خيل ما يفهم ولا يفقه شيء لكنه يملك مشاعر و يحس بحُب تميم له و يحبه
يميل راسه، وتتحرّك أذنه و ذيله ويضحك تميم اللي يمشّط له شعره باهتمام
التفتت وجد وطاحت عينها على مشاري اللي مشى بيدخل للبيت
أسرعت بخطواتها باتجاهه تنادي: ميشو!
التفت مشاري ونطقت وجد: ما راح تجي تشوف التدريب؟
ناظر مشاري الاسطبل يلمح وقوف تميم اللي مشغول مع الرعد
ونفى: بصعد أنام
سكتت وجد ثواني وابتسمت ترفع يدها تجذب نظرات مشاري لاسوارتها
ونطقت: شكرًا ما خليتها بخاطري!
مشاري ناظرها بابتسامه: تستاهلينها
ابتسمت وجد تربكها نظراته وكلماته لها،والتفت مشاري بيدخل و نادته وجد تجذب انتباهه
ونطقت: متى ترجع زي قبل؟
سكت مشاري، وكملت وجد: متى ترجع مع تميم زي قبل؟ فاقدتكم، فاقده مزحنا و سوالفنا! أحس باختلاف وضعكم وماهو عاجبني
ما رد مشاري، وناظرته وجد: تميم عنده مسابقه و صار مدرب، بالعاده تكون معه في الاسطبل و تساعده! والمسابقه قرّبت وانت تدري تميم يحتاج دعمك أكثر من أي شيء ثاني
التفت من أنهت وجد كلامها: تصبحين على خير
تنهدت وجد بتعب والتفتت للاسطبل وتكتفت تشوف تدريب حنين للمسابقة اللي كل مالها تقترب أكثر، كان يفصلهم عنها شهر ثم أسابيع وصارت أيام قليلة
تسند تميم بابتسامه يشوف حنين تتطور مهاراتها ويزيد ارتباطها مع الرعد أكثر، تتحكم فيه وتقفز الحواجز ببراعة
وصفق تميم: ممتاز!
وتقدمت وجد: عقبال نصفق لك وقت فوزك
حنين بتنهيده: الله يسمع منك
والتفتت لتميم اللي ابتسم لها يشجعها بنظراته وابتسمت له بامتنان.
يوم الأحد - يوم المسابقة المُنتظرة
-ملاحظة
قفز الحواجز هي أحد أنواع رياضة الفروسية وفيها يتم اختبار قدرة الخيل على القفز ومهارة الفارس من خلال تخطي العديد من الحواجز في وقت محدد.
لبست حنين خوذتها تسمع أصوات الضجة حولها، التفتت من الشباك المفتوح واللي يطل على الميدان اللي توزعت وسطه الحواجز العالية وتشوف المدرجات اللي امتلت بالحضور ومن بينهم عائلة راجح و الجدة حصة اللي تعنّوا وحضروا يشجعونها و يشجعون وجد اللي حاوطت كتف حنين
وابتسمت: جاهزة؟
بنفس الوقت التفتت وتين حولها تناظر الحشد بذهول، وابتسمت لعناد اللي جالس جنبها ينتظر بداية المسابقة
وتين ناظرته: ودي أنزل لحنين قبل يبدأون
عناد هز راسه وقام يمد يده لها: مشينا
نزلت وتين مع عناد يجذبون انتباه تميم اللي واقف على طرف الميدان
و فزّت حنين من انتبهت لوتين تمشي باتجاه غرفة المتسابقين
وضحكت تحضنها بحماس، ونطقت وتين: واثقه فيك! كلهم هنا يشجعونك شوفي!
ضحكت حنين تشوف جلوس راجح و حصة في مقدمة المدرجات وجنبهم غالية و فاطمة وحاتم و مشاري والبنات
ونطق تميم: تدربتوا كثير خلوكم واثقين من نفسكم
هزت راسها وجد، وأشر لها تميم: وجد راح تبدأين جولتك أول ثم حنين
وجد تقدمت لخيلها تستعد لانطلاقها، دقايق و ارتفعت الصفارات وانطلقت تحت نظرات مشاري اللي يراقب مهاراتها وتحكمها بالخيل بابتسامه، ترتفع صرخات هاجر ويصفقون بيدينهم من تتعدى الحواجز بمهاره
دقايق وضحكت وجد ورفعت يدينها تلوّح لهم من ختمت جولتها بوقت قياسي ووقف مشاري يصفق و يجذب أنظارها له
والتفتت حنين لوتين اللي شدت على يدها، كانت حنين تعيش حلمها اللي تخيلته ليالي وأيام طويلة، تعيشه وسط الميدان بين أهلها و توأمها و خيلها
الرعد اللي تقدم من صفّر له تميم بأصابعه وضحكت حنين تشوفه يسرع بخطواته باتجاه تميم
ومسح تميم على راسه: بيّض وجهي!
صعدت حنين على الرعد والتفتت لوتين اللي غمزت لها بابتسامه
ونطق تميم يناظر حنين: واثق فيك
ارتفعت نبضاتها وابتسمت وابتعد تميم يترك مجال للرعد يتجه لبداية الميدان
وقفت وتين جنب عناد وتكتفت تناظر توأمها بتركيز و حاوط عناد كتفها بابتسامه
ارتفعت أصوات الصفارات وانطلقت حنين بالرعد تقفز الحواجز ببراعة، تسمع أصوات التشجيع من وتين ووجد و تميم اللي صفق بيدينه يشجع بعلوّ صوته
رفعت وتين نظراتها للحشد الكبير بالمدرجات، كلهم يناظرون توأمها، كلهم يشهدون على تحقيقها لحلمها، ينكتب اسمها على شاشة الميدان بخط عريض "المتسابقة حنين سلطان"
↚
عض تميم شفايفه من اقتربت حنين لخط النهاية القريب من المدرج اللي وقف فيه الشخص المجهول يتلبّسه السواد
يرفع طرف جاكيته ويطلّع فوّهة المسدس يصوّبه باتجاه حنين اللي ارتفعت نبضاتها تشوف الحاجز الأخير وتمسك اللجام تحس بارتفاع الرعد اللي قفز الحاجز تزامن مع ارتفاع صوت الرصاص
طلقه، طلقتين ثلاث واختل توازن الرعد يطيح وتطيح حنين معه
صرخت وتين تركض باتجاه توأمها يتبعها تميم اللي انقبض قلبه يسمع صرخات الألم من حنين وجمدت وجد مكانها والتفتت تناظر حولها بصدمه
ارتفع ضجيج الجمهور خوف من الرصاص اللي يجهلون مصدره، يتدافعون ويخرجون من المكان ما عدا راجح اللي جمد الدم بعروقه يسمع صوت حصة اللي تردّد: بنتي، شوفوا بنتي وش صار فيها!
ركض مشاري باتجاه الميدان يشوف تجمّع المسعفين حول حنين والرعد
و نزلت وتين لمستوى حنين برجفة تسمع بكاءها: رجلي، رجلي
تميم حوّل نظراته لجسد الرعد اللي طايح بثقله على رجل حنين و
يلطّخ الدم أرض الميدان، ناظرت حنين الدم و جسد الرعد بجنبها و بكت بألم
تقدّموا المسعفين يحاولون يشيلون جسد رعد الضخم عن رجلها
تحت نظرات الذهول من تميم، يحاول يساعدهم لكن رجله ما تشيله ويدينه ترجف
وردّدت وتين تناديها: حنين تكفين! حنين
كانت حنين تفقد وعيها من ألمها، و وتين تفقد عقلها كل ما رمشت عيونها بخمول، كل تفكيرها بصوت الرصاص اللي سمعته
تدوّر بعيونها مكان إصابة اختها، يجن جنونها كل ما فكرت إن الرصاص بجسد توأمها
عناد مسك وتين يهدّيها وصرخت وتين: حنين!
حضنها عناد بقوه وانهارت وتين تبكي ويحس عناد بارتجاف جسمها بحضنه
والتفت يناظر المسعفين يشيلون حنين للحمّاله الخاصة للإسعاف تحت نظرات تميم اللي تقدم يمشي معهم بثقل خطواته يناظر ملامح حنين بخوف، نسى الرعد خلفه و ركض بكل حواسه لحنين يرتجي منها نظره وحده تطمنه
تفحّص المسعف رجل حنين والتفت: احتمال رجلها انكسرت، الرصاص أصاب الخيل ما أصابها
تنهد تميم براحة، ومشت وجد لوتين تطمنها: رجلها مكسوره بس
التفت عناد للرعد اللي طايح على الأرض يفهم إن الرصاصات اخترقت جسده
ونطقت وتين بين دموعها: عناد، خذني لها
هز راسه ومسك يدها يطلعون من المكان يتبعهم خروج راجح وحصة والبنات يسرعون بخطواتهم لسياراتهم يتبعون الاسعاف اللي يحمل داخله حنين المتألمة
ناظر تميم جسد الرعد على الأرض والدم حوله، رفع أصابعه المرتجفه لفمه يصفّر له كعادته، ينتظره يفزّ له و يركض باتجاهه مثل كل مره
صفّر تميم للمره الثانية ما زال الأمل داخله
↚
ونطق بهمس: يالله يا الرعد! تعال
تقدم تميم ينزل لمستوى الرعد يناظر سكون جسده، مسح على راس الرعد ونزل يثبت جبينه عليه وغمض عيونه بحسره
التفت من حس بيد تطبطب على كتفه وطاحت عينه على مشاري
تقدم مشاري يحضن تميم اللي شد عليه يردّد: مات، مات الرعد يا مشاري مات
مسكت وتين يد حنين اللي انغرس فيها المغذي، تسمع الدكتور اللي نطق يطمنهم: علاماتها الحيوية مستقرة، الكسر برجلها ما هو بسيط راح تعاني من آلام كل فترة لكن الأهم انها تستمر على علاجها و تريّح رجلها
حصة تنهدت والتفتت تناظر حنين اللي ما زالت تحت تأثير المسكّن والجبيرة تغطي كامل رجلها
وسألت غالية: تقدر تطلع من المستشفى؟
الدكتور: بس تصحى من المسكن ونتأكد من سلامتها تقدر تطلع
نزلت وتين راسها تسنده على طرف السرير بجنب حنين وغمضت عيونها بتعب يتكرر المشهد براسها ويتردّد صوت الرصاص بمسامعها
هاجر عقدت حاجبها: مين اللي سوا كذا!
سكتت وتين تناظر توأمها بجمود، ونطقت وجد: حسبي الله عليه مين ما كان
هزت راسها حصة: راجح بيجيبه وعناد ماهو مخلّيه
تحركت حنين تنادي وتين بهمس وفزّت وتين تمسك يدينها
حنين ناظرتها بخمول: وتين
وتين خنقتها العبره تشوف حال اختها: روحي
حنين ناظرتهم مجتمعين حولها، و بكت من فرط شعورها
تحس بالحزن والأمان بنفس الوقت، ونطقت حصة تسمّي عليها بهمس
والتفتت حنين لوجد ببكاء: الرعد، وش صار عليه؟
نزلت وجد نظراتها بدون رد، وطاحت دموع حنين تعرف الإجابة و تدري إن الرصاصات اخترقت جسد الرعد، من يوم طاح وطاحت معه وهي تدري و حاسه إن الرعد يحتضر جنبها
حنين غطت ملامحها وشهقت: و تميم وينه؟
تميم؟ جلس على الكرسي في ممر المستشفى، يلطّخ ثوبه دم الرعد بعد ما شاله بمساعدة الموظفين المتخصصين بالخيل
راجح ناظر الدم وتنهد بضيق يشوف الجمود بملامح تميم اللي فز من انفتح باب الغرفة يشوف حنين على الكرسي المتحرك و تدفعها وتين
ونطقت حصة: راجح، عوّدنا لدارنا حنين ما عليها إلا العافية
راجح ناظر رجل حنين: سلامتك يا بنتي، أخر الأوجاع
سكتت حنين تخنقها العبرة من طاحت عينها على تميم والدم بثوبه
وكمّل راجح يتسند على عصاه: ما عاش من ينزّل دموعك، ما عاش
صدّت وتين وتقدم عناد يمسك يدها يحسسها بوجوده جنبها
تميم بلع ريقه تضعفه دموع حنين: الحمدلله اللي سلّمها، ولا كل شيء يتعوض
مشاري شد على ذراع تميم اللي التفت يناظره وطبطب على كتفه يطمنه، ونطق راجح: مشينا
دفعت وتين كرسي حنين بصمت والتفت عناد يلاحظ هدوء وتين ويخافه، يدري إن ما وراء الهدوء إلا انهيار وغضب مشتعل
↚
"مبروك فوز حنين و الحمدلله على سلامتها"
قرأت وتين رسالة شدّاد لها و شدّت على جوالها بغضب تدري إنه يستفزها بكلماته المبطنه
رفعت نظراتها لاجتماعهم حول حنين في الحديقة، تلاحظ اهتمام الجدة حصة اللي مدّت لحنين كوب الأعشاب: اشربيه زين للعظم يا بنتي
وغالية اللي قطعت من البسبوسه للبنات وتبتسم لضجتهم وسوالفهم، يخففون على حنين بطريقتهم ويغيرون جوها
التفتوا لصوت مشاري: وصلت الميداليات وصلت!
فزت وجد بابتسامه تشوف ميدالية فوز حنين و فوز وجد بيدين مشاري اللي مدّها لوجد بابتسامه
أخذت الميداليات وناظرها مشاري: تزهاك ايه والله
ضحكت وجد والتفتت تمدها لحنين اللي ناظرت الميداليه بشرود
ونفت: ما أبيها
وتين صدّت، ونطقت غالية: ليه! هذا فوزك
حنين سكتت تمتلي عيونها بدموعها، ونطق مشاري: تميم بيزعل، كان حريص نستلمها لأن ما امدانا ناخذها بسبب اللي صار
وجد ابتسمت تلبّس حنين الميداليه: البسيها، أول انتصاراتك
طاحت دموع حنين وعضت وتين شفايفها تكتم قهرها على اختها
التفتت لتميم وعناد اللي مشوا باتجاه الحديقة ونادت حصة: تعال تميم ذوق البسبوسه
غالية ناظرت هدوء ولدها تميم وحزنه الواضح بملامحه، تلاحظ نظراته اللي يسرقها لحنين يحس بالندم ينهش جوفه، هو اللي اقترح عليها المسابقة وضغط عليها، وهذا هو يشوفها على الكرسي المتحرك متألمة بسببه
غالية أشرت: تعال حبيبي بجنبي
جلس تميم، والتفتت وتين لعناد اللي ما زال واقف يناظرها
وقامت تمشي باتجاه البيت ومشى خلفها يناظر يدينها اللي شادّه عليها
دخلت وتين غرفة عناد ودخل خلفها يقفل الباب ويشوفها ترفس الكرسي بقهر
مدت يدها تطيّح الأغراض من على التسريحه وتضرب الزجاج بعلبة العطر، و صرخت بغضب
وقف مكانه يناظرها تفرغ غضبها، وناظرته بانهيار: عناد
تقدم يسحبها لحضنه وشدّت عليه تاخذ نفس بتعب، يتعبها منظر اختها، تتعبها دموعها و قهرها
وتين بضيق: ما فرحت بالميداليه، حنين ما فرحت فيها وهي انتظرتها سنين طويله
عناد مسح على راس وتين اللي كملت كلامها: جتها الميداليه بعد ما انكسرت، وانكسر حلمها ومات خيلها اللي تحبه! كان المفروض تفوز وتتأهل وتتسابق أكثر وأكثر، لكنها من أول مشوار لها طاحت
ابتعد عناد يمسك وجهها بين كفوفه، وردّدت وتين: طاحت بسبب شدّاد، و شدّاد أرسل لي يدري عن اللي صار
عناد نطق بعد صمت: ناظريني
رفعت عيونها لعيونه يناظر انطفاء لمعة العسل اللي يحبها
وعقد حاجبه بحدّه: نروح له بكره، نكسر رجله ويدينه اللي طالت حنين
وتين تقدمت تحضنه بصمت وابتسم يفهم إجابتها، وتراجع عناد يسندها عليه بعد ما تسند على السرير ورفع اللحاف يغطيها
ونطق: نامي، بكره خير يا بنت سلطان بكره خير
↚
٤:٤٥ ص
فزّت وتين من نومها على صوت همسات وجد: وتين
وتين ناظرت حولها تشوف الفراغ بسريرها تدري إن عناد برا
ونطقت وجد: حنين ت…
قاطعتها وتين بقلق: وش فيها!
وجد: تبغاك، اتصلت عليك ما رديتي
وتين فزّت ومشت مع وجد لغرفة حنين اللي مدت ذراعها من دخلت وتين وحضنتها
حنين بكت ومسحت وتين على ظهرها: أنا هنا
وجد بضيق: رجلها تعورها، اعطيتها مسكن لكن ما فاد
وتين ناظرت حنين اللي تأنّ من رجلها، تدري إنها آلام الكسر اللي قال عنها الدكتور وانقبض قلبها تشوف اختها تعاني وتبكي بتعب
عند الشباب في الدكّه
مشاري حاوط كتف تميم يسمعون عزف عناد بصمت
كانت طريقتهم الأولى للمواساة، ناظر تميم لهب النار اللي يتوسط جلستهم يحس بيدين مشاري تطبطب على كتفه، ويسمع دندنة عناد اللي شارد
ونطق مشاري يلاحظ عناد اللي تشتّت ينسى الكلمات: خربت الأغنية ياخوي خلاص وقف
ترك عناد العود: مالي نفس
تميم نطق بعد صمت: من هو اللي أطلق الرصاص
مشاري: يعني لو نعرفه بتشوفنا نعزف هنا؟
تميم تنهد بتعب، وكمل مشاري: بس أكيد الشرطة تدور عنه
تميم نفى: ماهم لاقينه دام الرصاص جاء من المدرجات وسط الناس والزحمه
عناد ابتسم بسخرية يتلمس الرمل بيدينه والتفت يناظر ملامح تميم يشوف هدوءه لكن يدري إنه يكتم حزنه على الرعد وغضبه
دفن الرعد بيدينه وتلطّخ الدم بثيابه، يشوف الحسره والندم بعيون تميم لأول مره
مشاري شد بذراعه حول أكتاف تميم يقرّبه: اسمع
ناظره تميم بصمت، ونطق مشاري: راح الرعد بس بقى اسمه على رفوفك ملأها لك دروع و جوائز، رفع اسمك بين الناس وبكره عناد يكمل مشوار الرعد
عناد رفع نظراته: عناد مين لا يكون انا؟
ابتسم تميم، وناظره مشاري: أنت خيل؟
نفى عناد ورفع مشاري كومة الرمل ينثرها على عناد: أجل اسكت
ضحك تميم يفهم إنه يقصد عناد الخيل: توّه صغير
مشاري هز راسه: يكبر
ارتفع صوت المؤذن يعلن صلاة الفجر، وقام مشاري: مشينا نصلي وعقبها عازمكم على فطور تحلم حصوص ما سوّت مثله
ضحك عناد وقام: لا تسمعك بس
دقايق و نوّرت الشمس شباك غرفة التوأم والتفتت وتين تشوف حنين اللي غفت بعد معاناة، وابتعدت تناظر وجد اللي نامت بجنب حنين
تأملت وتين حال اختها وكل ما طالت نظراتها لجبيرتها وعقدة حاجبها يزيد غضبها ويحترق جوفها أكثر، قامت بهدوء تلبس عبايتها والتفتت تسرق نظرة أخيرة لحنين النايمة ومشت تطلع من الغرفة تدل طريقها لمخرج البيت
طلعت يستقبلها نسيم الفجر البارد والتفتت توصلها أصوات الشباب البعيده و تدري إنهم في مكانهم المعتاد، التفتت تناظر بيت الشعر وبابه المفتوح وعرفت إن راجح صاحي هالوقت
↚
مشت باتجاهه والتفت راجح يسمع صوت الخطوات: عناد؟
لانت ملامحه من دخلت وتين عليه تشوفه جالس لوحده
وسألت: أناديه لك؟
نفى راجح: كان عندي من شوي و طلع
ناظرت فناجيلهم الفارغة، وأشّر راجح: تعالي يا بنتي، ما جيتيني لهنا إلا وفي خاطرك كلام
التفتت وتين خلفها وقفلت الباب ووقفت قدام راجح: بغيت سلاح، أدري شخص مثلك ما ينام بدون سلاح في بيته
ناظرها راجح بذهول يشوفها واقفه بثقه ما تتردّد ولا يرتجف رمشها
سكت راجح ثواني وابتسم بخفوت: تشبهين أبوك
لانت ملامح وتين: تعرف أبوي؟
راجح هز راسه: سلطان الله يرحمه، صديق شبابي و طيشي، عرفت إنك بنته في يوم زواجك من عناد
وتين ناظرته بفضول: وش تعرف عنه؟
راجح: أعرف إنه شهم، ما ترك أمك وحارب جماعته وأهله عشانها
انقبض قلب وتين من جاب طاري أمها، وكمّل راجح: كانوا يسمونه مقطوع الشجره لأنه قاطع جماعته ووقف بوجههم يوم منعوه ياخذ أمك
وتين ارتجف صوتها: يعني تعرف أمي؟
راجح سكت ثواني: ما أعرف غير إن لها أخو من أبو ثاني ومتسلّط وبينها وبينه مشاكل
وتين: شدّاد!
سكت راجح يشوف الصدمه بملامح وتين، يسرد لها نصف الحقيقة ويعلمها عن أمها و أبوها بشجاعه أخذت من عمره سنين
ونطق راجح: أبوك مات في حادث قدّره ربي قبل يفرح بكم، لكنه مات وهو صاين أمك وحبها، مات وهو منتصر و شالت اسمه بدال الوحده ثنتين
لمعت عيون وتين تفهم إنه يقصدها هي وحنين
وكمّل راجح: علمتك عن أبوك عشان أثبت لك إن وراء ظهرك أبو و سند، سلطان مني وفيني وأنا أبوك
وتين بلعت عبرتها تسمعه يكلمها بلسان أبوها، يعلمها إنه معها وإن باقي لها من أهلها سند و عزوة يشدّون ظهرها ويوقفون خلفها
راجح مسك عصاه يتسند عليه ويوقف: روحي لشدّاد وقولي له، أنا بنت سلطان وراجح أبوي واللي يكسرني يكسره
رفعت وتين يدها تمسحها على قلبها، ومشى راجح: توني تكلمت مع عناد
وتين مشت خلفه: وش يقول؟
راجح: رفض يخليني ارفع بلاغ للشرطة، يقول ما ينسجن شدّاد لين وتين تبرد حرّتها منه
وتين ابتسمت بخفوت تدري إن عناد يفهمها ويفهم إن انتقامها من شدّاد ماهو بس سجن و عقاب
راجح ناظرها: والحين فهمته، طلبتيني سلاح؟ بتقتلينه؟
وتين نفت: بروّعه مثل ما روّع حنين وروّعني
ناظرها ثواني، يثق إنها ما ترمي نفسها في النار وتلطّخ يدينها بالدم، يدري إنها تنتقم بذكاء ويشوف فيها شجاعة سلطان وغضبه
↚
دقايق وجلست على السرير تتلمّس السلاح بشرود، التفتت تحطه بشنطتها تزامن مع دخول عناد اللي ابتسم
ونطق: صحيتي
وتين تنهدت تشوفه ينسدح ويحط راسه على رجولها: ما نمت
عناد رفع نظراته لها: ليه؟
وتين: صعدت لحنين و جلست معها
رفع يدينه يتلمس فكّها: ناظريني يا بنت سلطان ناظريني لا تبعدين عينك وتضيّعيني
ناظرته وتين منسدح على رجولها ومدت يدها تتلمّس شعره: صحيت الفجر ما لقيتك جنبي، وين رحت؟
عناد غمض عيونه يتحسس لمساتها: رحت لتميم ومشاري
وتين بضيق: وش أخباره تميم؟
عناد بنعاس: يقول بخير وهو كذاب
تنهدت وتين وتسندت بذراعها على الكنبه تشوفه يغفى بحضنها
تأملته ثواني، ورفعت نظراتها لشنطتها اللي تخفي بداخلها السلاح، تاخذها أفكارها للحظة سقوط حنين قدام عينها، يتردّد بمسامعها صوت الرصاصات المتواصلة وتتذكر صرخات الألم من توأمها
نزلت نظراتها لعناد اللي ما زال يمسك يدها ولو إنها جمر، يوقف بوجه الظروف ويستعد يضحّي بنفسه لأجل ينصرها، تدري إن عدوّه الأول بعد النار هو العنف وضيق وتينها مثل ما هو قال
تدري بإنه لو يعرف بوجود السلاح بشنطتها بياخذه من يدينها ويشهره بوجه شدّاد بدالها، تخاف تجني عليه و تفقده، تخاف يتهوّر و يضر نفسه بسببها.
٦:٤٥ م
مشت وجد تدفع كرسي حنين بطلب من حنين اللي أشّرت: خليني هنا
تركت وجد الكرسي تشوف حنين اللي تناظر الاسطبل المُظلم بشرود، و يحرّك شعرها النسيم البارد
ونطقت وجد: مو برد عليك؟ تعالي نجلس معهم في الصالة
نفت حنين: ابغى أجلس هنا شوي، وين وتين؟
وجد: شفتها طلعت مع عناد
هزت راسها حنين، ونطقت وجد: أنا عند البنات
ابتسمت حنين بامتنان وراحت وجد تتركها على راحتها
التفتت حنين للاسطبل وبلعت ريقها، نزلت نظراتها للرمل ومدت يدينها تدفع كفرات الكرسي بثقل تتجه لبوابة الاسطبل
حاولت ترفع نفسها تناظر داخل الاسطبل تدوّر هيئة الرعد
تسمع أصوات الخيول لكنها ما تشوفه، بلعت ريقها تستوعب إنه راح للأبد، وتراجعت من سمعت صوته يناديها وشهقت ترتدّ وتجلس على الكرسي بألم
تميم مشى باتجاهها بخوف: اسف، اسف خوفتك
حنين ناظرته واقف خلفها: من متى انت هنا؟
تميم نزّل نظراته لآثار كفرات الكرسي على الرمل: شفته وعرفت إنه انتِ
سكتت حنين وحوّل تميم نظراته لجبيرتها: تعوّرك؟
نفت بهدوء: مو كثير
ناظر حوله وبلع ريقه تطير حروفه من راسه، يحس بثقل كلماته تضغط على صدره
تميم: حنين، اسف
حنين ناظرته بذهول: ليش تتأسف؟
تميم ناظر جبيرتها بدون ردّ، ولمعت عيون حنين: فقدت الرعد ومات قدامك يا تميم ليش تتأسف لي؟ انا اللي أصرّيت يكون الرعد خيلي في المسابقة
↚
قاطعها تميم: فقدت الرعد، بس ما ضايقني إلا شوفتك متألمه
سكتت حنين وطاحت دموعها تسمعه يسرد لها شعوره: شفت نظرتك الأولى للاسطبل بأول يوم لك هنا، شفت شغفك و حبك ولمسته في الرعد، أنا خيّال من صغري بس ما تعلمت حب الخيل إلا منك، تمسكت بتدريبك وآمنت بقدراتك و أصريت عليك تشاركين بالمسابقه، و بَليتك معي و عوّرتك
غطت حنين ملامحها تبكي من فرط شعورها وكلامه اللي أصاب قلبها تسمعه يلوم نفسه على آلامها ويترك آلامه بموت الرعد
و صدّ تميم يبلع غصّته، ووصلهم صوت وجد: حنين؟ خوفتيني ما شفتك بمكانك
سكتت وجد من انتبهت لوقوف تميم مع حنين
حنين مسحت دمعها: وجد، خذيني تكفين
ناظرها تميم وهي تخفي ملامح البكاء عنه، وتقدمت وجد تناظر تميم بقلّ حيله، وتراجع يترك مجال لوجد تسحب الكرسي وتدفع حنين باتجاه البيت تحت نظرات تميم اللي مسح وجهه بتعب، ناظر مكان حنين الفارغ بشرود ومشى يتجه للبيت ويدخل الصالة يلفت انتباه غالية اللي لانت ملامحها تشوف الضيق بوجه ولدها
غالية: حبيبي تميم وش فيك؟
تميم أشّر: يمه بغيتك شوي
وقف عناد سيارته قدام بيت شدّاد وتسند: رجله اليمين ولا اليسار
ناظرته وتين بابتسامه: يعني بتكسرها يا المعتوه؟
عناد غمض عيونه بتنهيده: اختاري يا بنت سلطان
وتين بتفكير: اليمين درب الغانمين
عناد فتح باب السيارة ونزلت وتين معه يتجهون لباب شدّاد اللي جالس في مكتبه يناظر جواله بشرود
ونطق: بنكمل يومين ما ردت وتين على رسالتي
فريدة مسحت على بطنها بتنهيده: اكيد ما راح ترد! فرغت السلاح بين الناس قدامهم وكسرت حنين، ما عاد لها حيل ترد خلاص
شدّاد بتفكير: وتين ما تسكت كذا
فريدة رفعت حاجبها: تبيها تجيك يعني؟ مع العلم لو بتجي بتجيب معها عناد وما يحتاج أذكرك أخر مره عناد يوم جاء وش سوا
شدّاد بغضب: بس أدّبتهم
فريدة تسندت بتعب: عساهم يعقلون عقب اللي صار
قطع عليهم صوت الباب العالي وفزّت فريدة لمصدر الصوت باستغراب
وقام شدّاد: ادخلي داخل، بشوف مين
فريدة مشت بارتباك: انت تنتظر أحد؟
نفى شدّاد ومشى للباب: مين؟
عناد ردّ: يسار أو يمين؟ اختار
فتح شدّاد الباب من عرف صاحب الصوت يشوف وقوف عناد المبتسم وجنبه وتين اللي تناظره بجمود
و نطق شدّاد يمثل الجهل: خير وش جابكم
عناد مد يده: ما تسلّم أول؟
ناظر شدّاد يد عناد بدون ما يصافحه: وليش أسلّم عليك؟
عناد تقدم: يقولون، اليد اللي ما تقدر عليها صافحها
نفت وتين تمد ظاهر يدها قدام وجه شداد: لا! يقولون اليد اللي ما تقدر تدوسها، بوسها!
شدّاد بغضب: تخسين!
تقدم عناد يرفسه يطيّح شدّاد اللي قاوم بألم ومشى عناد يدعس على رجله وصرخ شدّاد يحاول يبعد رجل عناد اللي تدوس رجله بقوه
↚
والتفتوا لصوت فريدة اللي مشت برعب: لا! شداد
شدّاد أبعد عناد وقام على حيله بألم يحس بتهشّم رجله
ونطقت وتين: كان المفروض تفكر ألف مره قبل تضغط على الزناد بأصبعك
شدّاد نطق يستفزها: ما أخذ مني الموضوع ولا ربع فكره! ضغطته وانا مرتاح البال، وتدرين وش؟ اصبت الخيل عشان أكسر اختك لكن المره الجاية أصيبها و أنا مغمض، فلا تتحديني
احتدت ملامحها من كلامه ورفعت السلاح اللي طلّعته من شنطتها بغمضة عين، تصوّبه بإتجاه شدّاد: أصيبك قبل تصيبها! أصيبك ولا ترمش عيني
جمد الدم بعروق شدّاد ووسع عناد عيونه بصدمه يناظر السلاح في يد وتين اللي تقدمت متجاهله صرخات الرعب من فريدة
وتراجع شدّاد واختل توازنه يحس بألم رجله يزيد ويطيح على الأرض يناظرها تنزّل السلاح باتجاهه
وهمس عناد اللي واقف خلفها: وتين، طالبك اتركيه
فريدة بكت بخوف: نزّلي السلاح!
سكت شدّاد يناظر جنون وتين، ترعبه فكرة إنها وقفت قدامه بسلاح وما توقع إنها بتلقاه وتهدده به بهالسهوله
ونطقت وتين: عرفت الشعور يوم تصوّب على اختي قدام عيني؟
شدّاد: بتقتليني يعني؟
وتين احتد صوتها: كل الأسباب تستدعي قتلك تبي أقولها؟
وتين ضغطت الزناد وتقدم عناد بيمنعها ووقف مكانه من أطلقت باتجاه الجدار ونطقت وتين: أذّيت أمي!
صرخت فريدة تغطي ملامحها ونزّل شداد راسه برعب
وتراجع عناد خطوتين من فهم إن وتين نيّتها تروّع شدّاد وسكت يناظرها بحذر
فريدة ببكاء: وتين تكفين لا
قاطعها صوت الرصاص للمره الثانية يصيب الجدار خلف شدّاد
وكمّلت وتين: أذيت حنين
بكت فريدة بانهيار وبلع شدّاد ريقه ومسك راسه يسمعها تكرّر وتطلق الرصاص على الجدار بصرخه: أذيت عائلتي الوحيدة!
صرخت وتين تفرّغ الرصاصات بتكرار: أذيتني
نزلت فريدة تجلس على الأرض بانهيار يخوّفها صوت الرصاص
استمرت وتين تضغط على الزناد بتكرار رغم فراغ السلاح
وردّدت بغضب: أذيتني! أذيتني
تقدم عناد يمسك يدها اللي فيها السلاح الفارغ: خلاص
رفع شدّاد راسه يناظرها بحدّه ونطقت وتين تختم كلامها: لا تتحداني
سحبها عناد يتمالك أعصابه، ومشى معها متجهين للباب
ورفع شدّاد صوته: قبل تواجهيني، واجهي الشخص اللي جنبك واعرفي حقيقته
عناد وقف مكانه والتفت: أي حقيقة؟
شدّاد بغضب: حقيقتك يا ولد عايشة، اسأل أبوك راجح
عقد عناد حاجبه وتقدم بعصبية: وش تعرف؟ وش اللي قاعد تقوله!
قطع عليهم صوت الارتطام والتفتوا لفريدة اللي انهارت يبلّلها الدم اللي لطّخ الأرض وركض شدّاد برعب رغم ألم رجله
ونطق يناديها بتكرار: فريدة!
وتين ناظرتهم بجمود والتفتت تطلع وتراجع عناد يتركهم خلفه ويطلع مع وتين يتكرر كلام شدّاد على مسامعه ويشد على يده بغضب
↚
في مزرعة راجح
ابتسمت غالية تناظر تميم بصمت استمر ثواني طويلة
ونطق تميم بترجّي: يمه لا تناظريني كذا!
غالية بذهول: البنت منكسرة يا تميم!
تميم: واذا منكسره يعني ما أخذها؟
غالية بضحكة: لا بس اصبر شوي ينجبر كسرها و تقوم على حيلها
قاطعها تميم: ما أقدر أصبر أشوفها بهالحال ولا أقدر أسوي شيء
غالية: زين كان قلت لي إنك تبيها من قبل!
تميم مسح جبينه: ما فاتني شيء هذاني قلت
غالية ابتسمت تشوف حال تميم اللي لأول مره يواجهها بمشاعره ويطلبها تخطب له البنت اللي يبيها
ونطقت بعد تفكير: ما ينفع يا تميم انتظر تطيب واخطبها لك وتنزفّ وهي تمشي على رجولها
تميم نفى: أبيها بكسرها و تعبها و ألمها، ولا كسرت رجلي مثلها
غالية شهقت: بسم الله فال الله ولا فالك! يا تميم البنت لها أحلامها وودها تلبس الأبيض وتنزف به مو تتزوج وهي مكسورة
تميم تقدم يمسك يدين أمه: تكفين، كلّمي أمي حصة وكلميها، إن وافقت نعقد عقدنا وعقب تطيب نسوي أكبر زواج ودّها فيه
غالية تنهدت تناظره يصرّ عليها، يلحق الفرصة قبل تفوته، ذاق طعم الفقد قبل يودّع الرعد ولا ودّه يفوته شيء يحبه بعد اليوم، يلحق العمر ويلحق حنينه و حبه قبل تسرقه الظروف
التفتت وتين لعناد اللي يسوق بصمت تلاحظه يشدّ على الدركسون بغضب، تشوف الصدود منه، ما مسك يدها طول الطريق، ما تكلم ولا ابتسم نصف ابتسامه ولا ناظر عيونها مثل ما اعتادته يناظرها
وتين نطقت بعد صمت: عناد
ما ردّ و لف الدركسون يدخل الطريق الترابي للمزرعة و يتجه للبحر
والتفتت من وقف السيارة ونزل وتنهدت تنزل معه
مشت خلفه تنادي: عناد تكلم معي!
ما ردّ عليها ووقف على الرمل يحشر يدينه في جيوبه يناظر البحر
ووقفت وتين تشوفه يطلّع السيجاره من جيبه ويشعلها
ورفعت حواجبها: تكتمني طفّها!
التفت لها وأشّر: ابعدي اذا تكتمك، ماني مطفّيها
لانت ملامحها تشوفه يرد عليها ببرود، وبلعت ريقها تناظر السيجاره بين أصابعه بدون ما يحطها بفمه، تدري إنه يمتنع عنها بنفس الوقت يشعلها عشان تلهيه، يناظر شرارتها ورمادها بصمت
وتين اقتربت توقف جنبه: أدري زعلان عشان موضوع السلاح
قاطعها عناد: أخذتيه من أبوي راجح؟
وتين سكتت بدون رد وناظرها يفهم جوابها وهزّ راسه: ولا فكرتي تعلميني؟ تركتيني أمشي وراك على عماي ما دريت إنك ناويه تحرقين نفسك بالنار
وتين: ما حرقت نفسي، بس هدّدته به
ارتفع صوت عناد بغضب: وأنا؟ ما سألتي نفسك عن شعوري وأنا أشوفك تشهرين السلاح بوجهه؟ نشف الدم في عروقي وأنا أشوفك تنفلتين من يدي فجأة!
وتين بغضب: ما علمتك لأني أدري إنك بترمي نفسك في النار بدالي هذا إذا ما فرغت الرصاص في راسه!
↚
عناد صدّ يرمي السيجاره على الأرض بقوه وصرخ: حتى ولو علميني! حاربت ووقفت معك وسط النار ومشيت دربك و سنّيت سيفك بيديني! قلت لك يا وتين انتِ بوجهي وعطيتيني ظهرك!
وتين ارتفع صوتها: خفت! مابي أخسرك مابي أدخّلك في مشاكل انت في غنى عنها
قاطعها عناد: لا! ما تجنّبيني الطريق بعد ما قطعتي نصف المشوار معي! ما تهمّشيني وتطلبين السلاح من وراي وأنا اللي قلت لك إني سلاحك
وتين ما تحملت صوته العالي وصرخت: لا تصرخ علي
عناد تقدم يناظرها بقهر: الحرب حربي أنا وياك من يوم أخذتك من يدين شدّاد!
وتين: الحرب هذي أذت حنين و أذت تميم ومابيها تأذيك
عناد بغضب: وبتكملينها لوحدك يعني؟ تبيني افرش لك الطريق ورد وأوقف على جنب و أصفق لك؟
صدّت وتين تبعد ملامحها عن نظراته الحادة، وكمل عناد: إن كانت هذي نيتك فارفعي السلاح بوجهي لأني ماني متزحزح من مكاني لين أموت
التفت عناد ومسكت وتين ذراعه: ما خلصت كلامي
أبعد عناد يده عنها ومشى يطلع مفتاح سيارته: بنرجع، لي كلام ثاني مع أبوي راجح
مشت خلفه بغضب تسحب المفتاح من يده والتفتت ترميه بكل قوتها باتجاه البحر وناظرها عناد بعصبيه
ونطقت وتين: ما بنمشي لين ننهي الموضوع!
التفت عناد باتجاه البحر بقلّ صبر: لا تجننيني وتين!
وتين: انت معصب، اهدأ ونتكلم زين
عناد ناظرها بعقدة حاجبه: خلص كلامي معك
وتين نفت: أنا ما خلصت! اذا ما ودك تسمعني روح وسط البحر دوّر مفتاحك
تراجع يطلّع جواله تحت نظرات الغضب منها تشوفه يتصل على مشاري اللي رد: هلا أبو سيف
عناد: اسمع ادخل غرفتي بتلقى مفتاح سيارتي الاحتياطي في الدرج جنب سريري، انا واقف عند البحر
وتين تقدمت تحاول تسحب الجوال وابتعد عناد ينهي المكالمة
ونطقت بصراخ: طيب اسفه! كان المفروض أعلمك
عناد ردّ بمثل نبرتها العالية: العتب ماهو عليك العتب على أبوي راجح اللي رضى يعطيك سلاح
وتين بصوت عالي: أبوي راجح ماله ذنب لا تحط المشكله في راسه!
عناد أشر على راسها: لا! الذنب ذنبه هو بس المشكلة في راسك انتِ
وتين بغضب: تصدق مالي كلام معك، ابي نرجع
عناد ناظرها تمشي باتجاه البحر تدور المفتاح وصدّ يشد شعره يحس بالغضب والقهر ينهش جوفه، كلام شدّاد من جهه ووتين من جهه، يكره فكرة إنها تصرفت لوحدها وروّعته وعيّشته شعور الخوف ولو كان لوَهله! يكره إنها وقفت بوجه شدّاد تاركته واقف خلفها يناظر السلاح بيدها بحذر وهو اللي تعود يخطي خطواته معها بجرأه وبدون خوف و تردّد
التفتت وجد تشوف مشاري يطلع من غرفة عناد بيده مفتاحه وعقدت حاجبها باستغراب: ميشو
التفت يشوفها تمشي باتجاهه: وين بتروح؟
مشاري: عناد ينتظرني عند البحر يبي مفتاحه الاحتياطي
↚
وجد بتساؤل: البحر؟ وين مفتاحه ما فهمت
مشاري رفع أكتافه: حتى انا ما فهمت، تجين؟
وجد التفتت للصالة تشوف هاجر وحنين وتهاني اللي يسولفون وهزت راسها بالايجاب: بجي
مشاري ابتسم ومشى معها للبوابة: نروح للبحر مشي؟
وجد هزت راسها وشغّلت فلاش جوالها ينوّر دربهم بين النخيل ونطقت: أكثر طريق حفظته من كثر ما مشيناه رايحين جايين عليه واحنا صغار
ضحك مشاري يتذكر طفولتهم والتفت لها: يوم أفكر في هذيك الأيام اكتشف ان أسعد أيام حياتي دايم انتِ موجودة فيها
ارتفعت نبضاتها وابتسمت تنزل نظراتها لخطواتهم المتزامنة
ونطق مشاري بتردّد: بخصوص سعود
كشّرت وجد من جاب طاريه، وكمّل مشاري: اعترف بحبه لك؟
وجد ضحكت باستهزاء: اعترف بكذباته ايه بس حبه لا
تقدم مشاري يواجهها ويمشي خطواته على وراء: قلت لك ضعيف قلبه ما يقوى يحبك
وجد توترت ونوّرت الفلاش بوجهه: لا تطيح ناظر طريقك
مشاري ابتسم: طريقي معك ما يطيّح
سكتت تناظره بارتباك، وكمّل مشاري كلامه: قلت لك ما يحبك إلا اللي قلبه قوي
ابتسمت وجد تتذكر كلامه لها في البحرين، وختم مشاري: يا وجدي على اللي يحبك مسكين! وأنا مسكين طول عمري
تلاشت ابتسامتها تستوعب آخر كلامه والتفت مشاري يواجه طريقه ويمشي قدامها وبلع ريقه يستوعب اللي قاله بعد ما كتمه في صدره سنين طفولتهم و مراهقتهم وشبابهم
التفت يشوفها ساكته وتناظر طريقها بارتباك واضح على ملامحها
ونطق يكسر الصمت: نتسابق؟
قاطعته وجد تركض وتبدأ السباق قبله تهرب من وجودها معه وضحك وركض خلفها
خفّف من سرعته يتركها تسبقه والتفت من لمح وقوف عناد اللي متسند على سيارته يناظر وتين من بعيد تمشي على أطراف الموج تناظر خطواتها وتدور مفتاح عناد الضايع
وجد أخذت نفس بعد ركضها تجهل ارتفاع نبضاتها هو من الركض ولا اعتراف مشاري المُبطن
والتفتت تلوّح لوتين بنفس الوقت مشى مشاري لعناد اللي عاقد حاجبه بغضب
مدّ مشاري المفتاح: وش بلاك؟
أخذ عناد المفتاح والتفت يركب السياره يقفل بابه بقوه ورفع نظراته لوتين اللي مشت مع وجد الفضولية
وجد باستغراب: وين المفتاح وش صار؟
وتين: رميته في البحر
عقدت وجد حاجبها تشوف الغضب بملامح وتين والتفتت لعناد اللي ضرب بوري بتكرار يستعجلهم
وجد أسرعت بخطواتها: عناد خذنا معك جينا مشي من المزرعة
دقايق ووقف السياره من دخلوا أسوار المزرعة ونزل عناد يمشي باتجاه بيت الشعر بدون ما يناظر خلفه
كشّرت وتين ونزلت تمشي باتجاه الصالة تحت نظرات الاستغراب من وجد و مشاري، كان الصمت والصدود واضح بين وتين و عناد اللي دخل بيت الشعر يشوف حاتم و بتّال و راجح اللي فزّ من تقدم عناد يبوس راسه ويجلس بجنبه
↚
راجح فزّ من تقدم عناد يبوس راسه ويجلس بجنبه
بتّال ناظره بمزح: قبل كم يوم قرأت دراسه تقول إن الزواج يحسن النفسية ليش مكشر؟
عناد تقدم يصب له شاهي: اقرأ ايميلاتك وابعدنا عن دراساتك
راجح بضحكة: لا تقرأ شيء انت بس تزوج
حاتم التفت لبتال: صح تعال وش عندك ما رحت البحرين؟
بتّال: الأمور زينه هناك قلت أجلس كم يوم عندكم
التفت عناد يناظر راجح اللي يسمع سوالف حاتم و بتّال
سكت ثواني يشدّ على كوب الشاهي بيده
وتقدم عناد يهمس لراجح: عطيتها سلاح؟ كيف طاوعتها؟
هز راسه راجح يرد بهمس: عطيتها عشان تبرد حرتها
عقد عناد حاجبه: يبه الله يهديك ليه ما تعلمني! ليه تتركني على عماي!
راجح التفت بذهول: وتين قالت لي إنك تدري
عناد صد يمسك أعصابه: تكذب عليك
راجح سكت يناظر حالة عناد يدري بخوفه على وتين وغضبه
ونطق: قالت تبي تروّع شدّاد به، روّعته؟
هز راسه عناد: روّعته و روّعتني
راجح ابتسم يشوفه مكشّر: وتهاوشتوا؟ عسى ما رفعت صوتك وزعّلتها يا عناد
صدّ عناد بدون رد، وعدّل راجح جلسته: أفا يا ولد سيف ما خبرتك ترفع صوتك على بنيّه، يتيمه يا عناد يتيمه
عناد: حتى أنا يتيم، و رفعت صوتها علي و رمت مفتاحي وسط البحر
ضحك راجح وهز راسه بقلّ حيله وتنهد عناد يخلل أصابعه بين شعره والتفت من طرى في باله كلام شدّاد المجهول
ونطق بتردّد: شدّاد قال شيء ما جاز لي يبه
بلع راجح ريقه بدون ما يناظره: وش قال؟
عناد عقد حاجبه: جاب طاري أمي وقال اسأل راجح، وش يعرف عني هالكلب؟ ماني مرتاح لكلامه..
قطع عليهم دخول حصة اللي زغرطت بعلوّ صوتها تجذب انتباههم
التفت عناد لراجح المبتسم لحصة وتنهد يقرر يتناسى موضوع شدّاد اللي شاغل باله
ونطق حاتم: فرّحينا معك يمه
حصة ابتسمت تبشّرهم: اذبح الذبيحة يا راجح
راجح ناظرها بترقب: بتّال وده يعرس؟
بتّال وسع عيونه: والله يبه ما وافقت عليها! ما أبيها!
ضحكت حصة ونفت: ماهو بتّال، اقصد تميم، وده نخطب له
تنهد بتّال براحة، وتهلّلت ملامح راجح: على بركة الله، من بنته؟
وتين نطقت: بنت سلطان وأبوي راجح، كذا قال لي، علمني عن حب أبوي لأمي قبل يموت
لمعت عيون حنين تسمع وتين تسولف لها عن كلام راجح لها
وكملت وتين: وبعدها أعطاني السلاح و رحت فرّغته حول شدّاد و قردته
وسعت حنين عيونها بذهول: تمزحين!
وتين رفعت اصابعها تمثل إنها تطلق: ست رصاصات وحده وراء الثانية
ضحكت حنين بعلوّ صوتها وتقدمت تحضن وتين اللي ابتسمت
وتراجعت تناظرها بفضول: وبعدين وش صار؟
صدت وتين بضيق تتذكر نقاشها الحاد مع عناد اللي انتهى بالصّد والغضب، تتذكر حدّة أصواتهم وعصبيتهم اللي ما تحكموا فيها
↚
حنين نطقت: خليني أخمن، عناد زعلان لأنك أخذتي السلاح بدون علمه عشان كذا جيتيني مكشّره
سكتت وتين، ووسعت حنين عيونها: ضربتيه؟ ضربك؟
وتين بتهديد: أكسر السلاح على راسه لو يضربني
حنين بقلق: وتين أعرفك اذا عصبتي! و انتِ وياه اذا اتفقتوا تحرقون الدنيا كيف أجل اذا اختلفتوا؟ تحرقون بعضكم
وتين قامت بملل: توني روقت لا تجيبين طاريه
تنهدت حنين تشوف وتين تلبس عبايتها: وين بتروحين؟
وتين: بسوي لي نعناع، تبين؟
حنين ابتسمت: وحشني نعناعك ما أقول لا
ابتسمت وتين ومشت تفتح الباب: بجيك
مشت ووقفت مكانها تشوف باب غرفة هاجر و تهاني شبه مفتوح ويوصلها صوت بعيد تسمعه زين لكن تجهل الكلمات اللي انقالت
عقدت حاجبها وتقدمت أكثر، مدت يدها بتطق الباب وجمدت يدها تسمع تهاني اللي نطقت: لحظة فريدة فهميني لا تبكين! وش اللي صار للجنين؟
فريدة ببكاء: مات جنيني ماتت بنتي! و شدّاد اخذوه للعمليات عشان رجله! كله من بنت العقربه كله منها
تهاني جمد وجهها من دخلت وتين وقفلت المكالمه بارتباك
وتين تسندت على الباب: تبين نعناع؟
نفت تهاني، وأشرت وتين على الجوال: اسأليها تبي نعناع؟ زين للتوتر
تهاني: ما فهمت؟
وتين تقدمت تناظرها بحدّه وبلعت تهاني ريقها تشوفها توقف قدامها و تنزل لمستوى جلوسها
مدّت وتين يدها تسحب شعر تهاني اللي عقدت حاجبها بألم: اتركيني!!
وتين نطقت تصرّ بين أسنانها: دايم تساءلت كيف عرف شدّاد عن تواجدي في المستودع قبل الحريق، كيف عرف عن رقم غرفتي مع عناد في الفندق
مسكت تهاني ذراع وتين تحاول تبعدها وصرخت بألم من شدّت عليها
ورفعت وتين صوتها: وكيف عرف عن مسابقة حنين!
تراجعت تهاني ووقفت تصرخ: مالك حق تمدين يدك
قاطعتها وتين: أكسر راسك وأتوطى بطنك تفهمين؟
ناظرتها تهاني بغضب: اطلعي برا!
وتين أشرت بتهديد: قولي للقرده لا عاد تلعب بالنار وتخسر أكثر من جنينها
تهاني صرخت: اطلعي!
وتين تقدمت: و ابعدي عن حياتي ولا والله لأكب عفشك عند أبوك وجدك وأعلمهم عن كل اللي سويتيه! اطلعي من راسي يا تهاني لا تسدّين طريقي عشان ما أدعسك وأمشي
تهاني سكتت بقهر والتفتت وتين تطلع وتسكر الباب خلفها بقوه وانتبهت لهاجر اللي مشت باتجاهها بعد ما سمعت أصواتهم
ونطقت باستغراب: وش فيها تهاني!
وتين: طلع لها صرصور
هاجر ناظرت باب غرفة تهاني بعدم تصديق
وكملت وتين بابتسامه: ذبحته لا تخافين
مشت وتين تكمل طريقها والتفتت تنادي: هاجر، تبين نعناع؟
هاجر ابتسمت بامتنان: لا، بالعافية عليك
ابتسمت وتين وصدّت تتلاشى ابتسامتها وتكمل طريقها للمطبخ
تحس بالضغط من كل جهه و زاد عليها أفعال تهاني المجهوله
↚
تلاحظ حقد تهاني عليها و تحالفها مع فريدة اللي صار واضح لها بعد ما كانت شاكّه، تزورها الشكوك في كل مره تطولها يدين شدّاد و فريدة، واليوم الشك صار يقين وتضم تهاني مع قائمة أعداءها
دخلت المطبخ تاخذ الأكواب وتحطها على الطاوله بقوه، تحشر النعناع داخلها وتصب المويه المغليه برجفة يدينها وعقدة حاجبينها
في بيت الشعر
هز راسه راجح: نشاور البنت عقب يطيب كسر رجلها ان شاء الله
التفتت حصة لتميم اللي دخل وجنبه مشاري المبتسم
ونفت ترد على راجح: يبينا نخطبها بكسرها
راجح عقد حاجبه: لعب بزران هو؟
ضحك بتّال يناظر تميم: أحسن محد قال لك تسوي نفسك كبير وتخطب
مشاري رد يدافع: انت أخر من يتكلم يا ابو الشموخ
صد بتّال يستغفر، وأشر راجح لتميم: كبير و رجّال، بس تعال جنبي فهمني اللي تقوله جدتك
جلس تميم بجنب راجح: أبيها يبه، استقريت وأسست شغلي وتوظفت كمدرّب، وأشوف إنه الوقت المناسب
راجح هز راسه: الشور أولًا ماهو شورك و لا شوري، شور البنت إذا وافقت وشافت نفسها تقدر وما هي متوجّعه! واذا تجهزت وقالت لي يا أبوي راجح أنا جاهزه ذيك الساعة كلمت المملك وحدّدنا موعد
ابتسمت حصة: على بركة الله أجل إذا أصبحنا بكلمها
تميم التفت: لا يمه تكفين كلميها الحين
راجح قاطعه: اقطع واثقل!
ابتسم عناد يشوف تميم اللي عض شفايفه يمنع ضحكته
ثواني وقام عناد يطلع من المكان يسمع ضجتهم و سوالفهم، وقف خلف بيت الشعر يطلّع سيجارته وتنهد يناظرها بتفكير، ما زال دخّان غضبه في داخله و أصوات الرصاص و كلام شدّاد يتردد في إذنه
رمى الباكيت بالحاوية اللي جنبه ومشى بتأفف لمدخل البيت
تزامن مع خروج وتين من المطبخ شايله أكواب نعناعها
رفعت نظراتها ووقفت مكانها تشوفه واقف ويناظرها بصمت، صدّت تحتد ملامحها ومشت بغضب لغرفة حنين
والتفت عناد يكمل طريقه لغرفته بعقدة حاجبه، سكر الباب بقوه و رمى نفسه على سريره بتنهيده وغمض عيونه تداهمه ريحة عطر وتين العالقة بالغرفة والتفت يناظر مكانها الفارغ
عدّل جلسته من طاحت عينه على صورة أمه شبه المحترقه
وأخذها يناظرها بشرود، بلع غصّته ورفع يده الثانيه يدلّك بين حواجبه يحس بصداعه ينهش راسه و يتعبه أكثر
انسدح على ظهره ورفع الصوره يناظرها، يكلّمها بنظراته، يعلمها عن اسمها اللي سمعه من فم عدوّه، يعلمها عن غضبه من وتينه لأول مره، يعلمها عن شوقه لها و خيباته و رماد ذاكرته و أوهامه، وغفى.
↚
"حقيقتك يا ولد عايشة"
تكرّر صوت شدّاد مثل الصدى، يغرق في نومه ويلاقي نفسه يعيش حلم ضبابي مثل الخيال، وسط بيت المزرعة الخشبي، يجلس عناد صاحب الست سنوات قدام التلفزيون الصغير يسمع علوّ صوته اللي اختلط مع صوت أمه
يسمعها تسولف مع اللي جنبها لكن ما يشوفها، كان مشغول مع التلفزيون بكل طفولة
ويوصله صوت عايشة اللي نطقت: اتركيه! لا تردين عليه هذا المريض ما يتذكرنا إلا وقت حاجته
ردت اللي جنبها: المشكلة أعطيته! أعطيته يا عايشة ما قصرت رغم إنه ما يستاهل لكنه يطمع، ويحسسني بالبخل وتأنيب الضمير
عايشة نفت: مافي شيء أخذناه بالساهل حتى زواجنا صار بعد طلعة الروح! تسلط علينا بعد وفاة أبوي و تزوجنا عشان نرتاح منه! والحين جاي مسوي فيها وصي وولي أمر و يشحذ فلوس الورث عشان زوجته العقيم
قاطعتها اللي جنبها بتنهيده: لا تقولين عقيم! انا تشفّقت على الضنى سنين وانتظرت رزق ربي وهذا هو رزقني بثنتين! فما ألومها بس ألوم الزفت اللي معها
التفت عناد الصغير من تسكّر التلفزيون، ناظر حوله يختفي كل شيء وما يبقى إلا الظلام وارتعب يقوم من مكانه يدوّر أمه ببكاء
و فتح عناد عيونه يصحى من حلمه الغريب، يناظر السقف بشرود، مرّت أمه في حلمه لأول مره ومعها شخص غيره، سمع أصوات جديدة عليه غير صوت أمه، وشاف ذكرياته عن أهله رغم إنها ضبابية وكلماتهم شبه بعيدة و يجهل صحّتها هي حقيقة ولا أوهام
مرّ الوقت و عمّ الهدوء في زوايا المزرعة بعد ساعات من الصخب
مسحت وتين على شعر حنين اللي نامت
وفزّت من تذكرت السلاح بشنطتها ومشت تطلّعه تنوي ترجعه لراجح مثل ما اتفقت معه، ترجّعه له الليلة بعد ما قضت حاجتها منه و انتقمت لتوأمها
مشت ماسكه السلاح بيدها تتجه لمكتب راجح تشوف النور الخافت من تحت بابه وابتسمت تدري إنه ما نام
تقدمت وشهقت من حست بيد تسحبها تبعدها عن الباب
والتفتت لعناد بغضب: خير!
عناد ناظر السلاح بيدها: اعطيني إياه
وتين نفت تبعده: بعطيه أبوي راجح أنا وعدته
قاطعها عناد بغضب: أعطيني إياه
وتين رفعت حاجبها: ليه؟ عشان تثوّر في الناس وتفضحنا
تقدم عناد بيسحبه و رفعت وتين السلاح توجّهه عليه وناظر عناد الفوّهه القريبه من صدره يدرون اثنينهم إنه فارغ من الرصاص
ونطق يتقدم أكثر: اضغطي الزناد يا بنت سلطان ما بقى في الصدر شيء ما حاشه، نار و جمر و رماد ولو بغيتي رصاص
وتين تقدمت تحط الفوهه على صدره: ووتين؟
مسك عناد السلاح يسحبه باتجاه قلبه: هنا
↚
بنفس الوقت مشت تهاني تحس بالعطش تدل طريقها للمطبخ
ووقفت مكانها تشوف وتين رافعه السلاح على عناد
وصرخت برعب: هذا سلاح! وتين اتركيه!
التفت عناد وأشّر يسكتها: فاضي السلاح! فاضي اسكتي
تهاني تقدمت ماسكه قلبها برعب، ونطقت وتين: باقي رصاصه بشنطتي تبينها؟
عناد ارتفع صوته: وتين!
وتين: لا ترفع صوتك علي كفايه سكت كثير!
عقدت تهاني حاجبها تشوفهم يتهاوشون قدامها لأول مره
ونطقت تهدّيهم: تعوذوا من ابليس
وتين التفتت لها: أعوذ بالله منك!
عناد بقلّ صبر: أعطيني السلاح أنا أرجعه لأبوي راجح
تهاني هزت راسها: اعطيه ما يصير ت
قاطعتها وتين ترفع السلاح بوجهها: انتِ اسكتي اسكتي!
صرخت تهاني صرخه مكتومه وتراجعت تغطي ملامحها
وصدّ عناد بتعب، ونطقت وتين: روحي غرفتك لا افصل عليك انتِ بعد
ابتعدت تهاني ومشت تتركهم عاقده حاجبها تستفزها وتين وحركاتها مثل ما تستفز عناد اللي سحب السلاح بقوه من يدها
ونطق: تماديتي!
وتين رفعت حواجبها: تماديت؟ هذا ولا شيء
عناد أشر: خافت من السلاح ماهي مثلك تشيله بشنطتها كأنه عطر
وتين: العطر اللي بكسره على راسك الحين
قاطعهم صوت راجح: اقطع الصوت
وتين ناظرت راجح: معليش يبه ازعجناك، أمانتك بيدين عناد رجّعتها مثل ما وعدتك
ناظر راجح السلاح بيد عناد اللي صدّ بتنهيده يسمع الغضب بنبرة وتين
و مشت بعد ما ختمت كلامها: تصبح على خير
تنهد راجح: وانتِ من أهله يا بنتي
والتفت من اختفت وتين عن أنظارهم ونطق: أدري إنك معصب منها، بس تراها مقهوره على أختها اعذرها!
مدّ عناد السلاح بدون رد، و أخذه راجح يكمل: وتراني معها يا عناد تدري لو حصل بينكم شيء بوقف معها، انت رجّال، وهي بنيّه، وأنا طول عمري مع البنيّات
عناد: وأنا معها، أوقف ضد العالم وأصير معها
نفى راجح يأشر: توها راحت لوحدها منت معها!
سكت والتفت راجح بيدخل غرفته، وناداه عناد: يبه
ناظره راجح بفضول، و بلع عناد ريقه يشوف النعاس بعيونه يدري إنه تأخر عن موعد نومه، و يطري في باله كلام شدّاد ويداهمه الصداع والحلم اللي صحّاه من غفوته وعقد حاجبه
راجح بقلق: يوجعك شيء؟
عناد نفى: بس كنت بقول تصبح على خير
ابتسم راجح قبل يدخل غرفته: وانت من أهله
دخل وتلاشت ابتسامته، يدري إن عناد ما زال يفكر باللي سمعه من شدّاد، لكن راجح ما يقوى ينطق به لسانه، كيف يعلمه إن عدوّه هو أخو أمه وشاهد على الحريق اللي تسبّبه عناد، ما زال راجح ما تأكد من الحقيقة ويخاف يواجه عناد ويخسره للأبد
كل ما شافه يضحك ويشاركهم أيامهم، كل ما شافه بجنبه يده بيده وفنجاله جنب فنجاله، كل ما شافه يقبل عليه مبتسم يتمسّك بالإنكار أكثر ويتراجع عن الحقيقة المُرة اللي تحرمه كل هذا.
↚
يوم جديد
ناظرت حنين وتين اللي لاهيه بالجوال ونطقت: وش صار، ضبط معك؟
هزت راسها وتين: وصلني الاشعار، تأجل الترم رسميًا
تنهدت حنين بضيق تناظر جبيرتها: لو ظروفنا أحسن كان تخرجنا هالسنه
وتين ابتسمت تواسيها: ما فاتنا شيء اللي ما نلحق عليه الحين نلحقه بعدين! ركزي على التشافي والجامعه يحلها ربي
وقامت وتين توقف قدام التسريحه تلفلف خصلاتها
ونطقت حنين بعد صمت: طيب ما تحسين زوّدتيها انتِ وعناد
قاطعتها وتين: يستاهل! أمس مسوي حنون على تهاني عشانها خافت من السلاح ما يدري إنها السبب بكل اللي صار
تنهدت حنين بقلّ حيله تناظر وتين اللي فلّت شعرها، تشوفها تغطي آثار السهر والتعب بمكياجها، تكثّف الماسكرا و ترسم الروج
حنين بضيق: ما نمتي صح؟
وتين سكتت والتفتوا لصوت الباب وابتسموا يشوفون حصة داخله بيدها صحنين بسبوسه
وضحكت وتين بذهول: جيتي لين هنا! تونا كنا بنجيك في الصالة
ابتسمت حصة تمد لهم صحونهم: جيت قبلكم، أبي اتكلم مع حنين
وتين بمزح: أها يعني أطلع؟
حصة ناظرتها: روحي شوفي عناد صحى ولالا الغداء بيجهز بعد شوي
وتين كشّرت وطلعت تترك حنين وحصة اللي تقدمت تجلس جنبها وناظرتها حنين اللي أكلت من البسبوسه
وابتسمت: تسلم يدك يمه
مسحت حصة على ذراع حنين: يا حلو يمه منك، ينادوني عيالي و بناتي بـ "يمه" سنين طويله و للحين ما أملّها، اسمعها وكأنها أول مره
لمعت عيون حنين، وكملت حصه: تدرين إن ما به أغلى من عيالي إلا بناتي وانتِ و اختك منهم
ابتسمت حنين تحس بالعبره تخنقها تمنعها تردّ عليها
ومسحت حصة على كتفها: و أبي اسمعك تقولينها دايم يا بنتي
نطقت حنين: أبشري يمه
حصة تنهدت: وأبي أشوفك تكبرين قدامي، أبي أفرح فيك و أزوّجك وأشوف عيالك
ارتبكت حنين ونزّلت نظراتها، وختمت حصة كلامها: ويا حظ من هو صرتي زوجته و أم لعياله
فتحت الباب بكل قوتها تتركه يرتدّ ويضرب بالجدار بقوه
تشوف عناد اللي تحرك على السرير بانزعاج ورفع اللحاف يعقد حاجبه يناظرها تدخل وتنادي: نودي!
لانت ملامحه وفزّ قلبه، والتفتت وتين حولها: نودي، نعناعه
تأفف ورجع ينسدح يفهم إنها تنادي القطاوه، وتسندت وتين تاكل من صحن البسبوسه وتناظر نعناعه اللي تدور حول رجولها
وابتسمت تنزل لمستواها: جوعانه؟ ما يأكّلك صاحبك المعتوه
تنهد عناد يقوم من السرير وناظرته وتين بطرف عينها تشوفه ياخذ منشفته ويمشي باتجاه الحمام تلاحظ آثار التعب بملامحه و عقدة حاجبه
تأففت من دخل الحمام وقفل الباب، ناظرت نودي اللي صار قريب من نعناعه ويجلس بجنبها
ونطقت: صرتوا أصحاب!
↚
ضحكت تشوفهم يلاعبون بعض، ورفعت نظراتها للسرير الفارغ تناظره بشرود وطاحت عينها على صورة أمه على طرفه وقامت تناظرها بعقدة حاجبها، اثنينهم يكابرون ويحملون داخلهم جبال من الهموم، اثنينهم يتخبّطون ويعيشون مشاعر أكبر منهم، تحتاجه و يحتاجها مهما طال الخصام و تعالت الأصوات، تدري إن مافي صوت يعلى على صوت نبضاتهم و حبهم الواضح بملامحهم
طلعت من الغرفة بعد ما رفعت صوتها: أمي حصوص تنتظرنا على الغداء
سمعها يتبعها صوت الباب يدري إنها طلعت، مشت للصالة وابتسمت تشوفهم مجتمعين ورحّبت حصة: تعالي عندي لك خبر
ابتسمت وجد، والتفتت وتين لحنين اللي تورّدت ملامحها ونزلت نظراتها لجبيرتها
ومشت وتين تجلس جنبها: وش؟
وجد ضحكت تأشر: شوفوا وجه حنين
غالية رفعت حواجبها: اضحكي عشان اذا جاء دورك نضحك عليك
كتمت هاجر ضحكتها على وجد اللي تلاشت ابتسامتها
وتين ناظرتهم: وش تتكلمون عنه؟
حصة ابتسمت: بنفرح في اختك قريب
وتين تقدمت تحط راسها على كتف حنين: أنا أفرح في اختي كل يوم يا يمه
ابتسمت وجد تناظر قربهم، ونفت غالية: هالمره الفرحة غير، فرحتها و فرحتنا
وتين ناظرت حنين اللي زمّت شفايفها ورجفت دواخلها تتذكر كلام حصة لها
ونطقت حصة: تميم، يخطب حنين على سنة الله و رسوله
ناظرتها وتين بذهول، وكمّلت غالية: يشهد الله إني فرحت، و حنين غاليه و تنشرى وولدي يستاهلها
طبطبت حصة على كتف غالية: الغالي ما ياخذ إلا الغاليه
ضحكت غالية، وتقدمت وتين تحضن حنين بصمت تدري إن توأمها تحمل مشاعر لتميم ولاحظتها بسهوله! من أول يوم لهم في الاسطبل وأيام التدريب وانسجامها مع تميم والرعد كانت تشوف الحب بعيون حنين
همست وتين: تستاهلين كل خير
وجد التفتت تاكل من البسبوسه: بس استخيري حنين، صح تميم اخوي بس الله يعينك عليه
حصة رفعت عصاها: اقطعي الصوت
وجد: علموها لا تنصدم فيه بعد الزواج!
وتين عقدت حاجبها: ليش وش فيه تميم؟
وجد بجدية: تميم يقطع شعري عشان ياخذ اللقمه اللي في يدي، ويرش من عطوراتي وانتبهي تراه سريع ما يمديك تهربين منه
ارتفعت ضحكاتهم، ورفعت حصة عصاها تضرب وجد اللي تراجعت بضحكة
ونطقت غالية: بس فكّري على راحتك، وعلميني
وصلهم صوت راجح، والتفتت حصة: تعال يا راجح
راجح دخل الصالة يشوف حنين اللي لفت عبايتها عليها
ونطق: بغيت اتكلم مع حنين في المكتب شوي
وتين قامت تدفع كرسي حنين: أبشر
ابتسمت حصة تشوف وتين تدفع الكرسي خلف راجح اللي دخل المكتب
والتفت لوتين: تصالحتوا انتِ و عناد
وتين مثّلت الانشغال تعدل كرسي حنين، ونطق راجح: تراه متلهف عليك لكنه يكابر
وتين: المتلهف ما يرتفع حسّه
حنين ناظرتها: حتى انتِ لسانك أطول منه
↚
وتين ناظرتها بتهديد وضحك راجح: روحي يابنتي، الله يصلح الحال بس
مشت وتين تتركهم وتطلع من المكتب، وجلس راجح يناظر حنين بابتسامه: علّموك؟
هزت راسها بإحراج، وكمّل راجح: ما بسألك عن ردك الحين، بس أبيك تعرفين شيء واحد يابنتي، الشيء اللي ما ترتاحين له ما هو صاير إلا برضاك
لمعت عيونها تناظره يكلمها بصيغة بنته، تعيش الشعور لأول مره، عاشت النبذ و اليُتم مع شدّاد سنين عمرها كلها، واليوم لأول مره تحس بوجود أب في حياتها، يوجّهها، ينصحها، يحترمها و يعطيها قيمة مثل راجح
كمّل راجح: تميم حفيدي ورجّال تربى على يدي، ما عليك خوف معه أبد والدليل إنه قال يبيك بكسرك، لكن الرأي رأيك وموعد الملكة بيدك انتِ محد بيحدّدها غيرك
هزت راسها حنين بالإيجاب تشد على يدينها بارتباك
وسأل راجح: تعورك رجلك؟ عساها أحسن؟
حنين: مع العلاجات بدأ يخف ألمها
راجح: انتبهي لنفسك، تراك غالية من ريحة الغالي
ابتسمت حنين تفهم إنه يقصد أبوها، وكمّل راجح: سلطان رفيقي من سنين وأعزكم مثل ما أعزّه
همست حنين: الله يرحمه
نطق راجح: روحي يابنتي عسى ربي ييسر لك دربك
ناظرته حنين بامتنان تحس بعبراتها تخنقها، ودفّت الكرسي باتجاه الباب تتركه يتسند بتنهيده يناظر المكتب بشرود
في بيت الشعر اللي اجتمعوا فيه الشباب
نطق تميم بتفكير: وش ظنكم يقول لها أبوي راجح الحين؟
بتّال بضحكة: يقنعها ما توافق
تميم عقد حاجبه بعصبية: تراك غاثني من أمس
بتّال أشر: شفتوا! بدأت تبان أعراض الزواج اليوم معصب بكره منفس مثل أبو سيف
حاتم نطق يمثل عدم الاهتمام: وش بلاه عناد هاليومين
مشاري التفت لأبوه: هو كذا تجيه الحاله لا تشيل همه
التفت بتّال لجواله ينتبه لرسالة الايميل من شموخ اللي كتبت
"تم اعتماد التقرير، يرجى مراجعته"
بتّال ابتسم بسخريه و ردّ "أعيدي كتابة التقرير، ما أعجبني"
وصله الرد بثواني "ارسلته قبل دقايق متى أمداك تقرأه يا استاذ بتّال"
ضحك يفهم عصبيتها و يتخيل ملامحها، ورفع راسه يشوف نظراتهم له
ورفع جواله: وصلني ايميل من ادارة الفندق
تميم: الايميل يضحّك لهالدرجة
مشاري بسخرية: هذي أعراض الشموخ ولا الثواله؟
حاتم عقد حاجبه: ثواله؟
مشاري هز راسه: أثوَل، اسم بتّال الجديد
حاتم ناظره يأنّبه: هذا عمك يا مشاري
مشاري هز راسه، وابتسم بتّال يكرّر: عمك قم صب له فنجال
مشاري أخذ الدله تزامن مع وقوف حاتم اللي تنهد: بقوم أشوف أبوي
طلع حاتم ورمى مشاري الفنجال على بتّال اللي صد بضحكة
وقام مشاري يتضارب مع بتّال اللي مسكه يبعده وترتفع ضحكاتهم
تميم شجّعه: عليك فيه صب القهوه بفمه أسرع من الفنجال
↚
مشى عناد يطلع من الغرفة يسمع أصوات البنات في الصالة
وصدّ يمشي باتجاه المخرج تزامن مع دخول حاتم اللي تراجع من انتبه لعناد
ونطق: عناد
التفت له، وأشّر حاتم: تعال للصالة
عناد: البنات م
قاطعه حاتم: تعال
عقد عناد حاجبه باستغراب من أسلوب حاتم الجديد عليه
مشوا يدخلون الصالة و فزت حصة تشوف حاتم مع عناد وناظرتهم غالية باستغراب
فزت هاجر تحط طرحتها على راسها بتقوم مع تهاني
وأشّر حاتم: اجلسي محد غريب
جلس عناد جنب حصة اللي نطقت: صبوا لهم
حاتم نفى: أنا تقهويت مع العيال، وين أبوي؟
غالية: في المكتب لوحده
هز راسه وقام، والتفت عناد لوتين يأشر لها بعيونه بمعنى صبي لي
ورفعت وتين حاجبها وحرّكت شفايفها بمعنى تخسي
شربت تهاني فنجالها تنهيه وقامت تاخذ الدله تنوي تصب
وقامت وتين تسبقها للدله وتسحبها: عطيني أصب أنا
صدّ عناد يخفي ابتسامته، ونطقت حصة: نمت زين يا وليدي؟
وتين صبت له تمد فنجاله وأخذه من يدها يتعمد يلمس أصابعها
ونطق: نمت يا يمه
والتفتت وتين تمد الدله لتهاني بهمس: صبي لك بنفسك
ورجعت تجلس مكانها تحت نظرات عناد يشوفها تصدّ عنه
و ناظرتهم تهاني وعقدت حاجبها تلاحظ ابتعادهم اللي ما اعتادته
وقامت تستأذنهم ومشت لغرفتها تشوف رسائل فريدة لها
"طلع شداد من العمليات قالوا ما يقدر يحرك رجله كم شهر! فيني حرّه يا تهاني مقهوره"
كتبت تهاني "مو مثل حرّتي! وتين تعرف عن تواصلنا وما صرت اتحمل أكثر من كذا!"
فريدة عدلت جلستها تكتب "علميني كل شيء!"
كتبت تهاني تعلمها عن الصدود اللي بين وتين و عناد
ابتسمت فريدة بسخرية "هذا وقتك! تقرّبي من عناد"
تهاني ردت "مجنونه كيف اتقرب منه!"
فريدة كتبت بدون تردّد "سوّي اللي بقول لك عليه"
بنفس الوقت في الصالة نطقت فاطمة: ترا الغداء جاهز
أشرت حصة لهاجر: روحي يا بنتي نادي جدك و أبوك
في مكتب راجح اللي تنهد يناظر حاتم: وش أسوي يا حاتم؟
حاتم عقد حاجبه: ما يهمني إلا صحتك! موضوع عناد يضغط عليك ويزيد التعب أكثر ما تسمع الدكتور وش قال عن الورم اللي في راسك! غير مشاكل الضغط
تنهد راجح بتعب، وكمّل حاتم: ادري عن غلاته عندك وادري إن أدنى شيء يصيبه يصيبك و يزيدك تعب! لا تعلّمه عن شيء اذا تخاف تخسره بس انتبه لصحتك و علاجاتك
تراجعت هاجر اللي سمعت حوارهم، ما فاتتها كلمة "الورم اللي في راسك" تردّدت بمسامعها واختل توازنها تتمسّك بالجدار بصدمه، مسكت قلبها بخوف على جدّها وأبوها الثاني، تدرك تعبه وتشوف كُبر عمره و هزالته وضعفه لكنها دايم كانت تشوفه شامخ قويّ و يوقف على حيله، طاحت دموعها و بكت بصمت تسكّر فمها بيدها وتغمض عيونها بألم.