📌 روايات متفرقة

رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل الرابع عشر 14

رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل الرابع عشر 14 بقلم شروق عبدالله

رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن pdf الفصل الرابع عشر 14 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن pdf الفصل الرابع عشر 14 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل الرابع عشر 14 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل الرابع عشر 14
رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل الاول 1 بقلم شروق عبدالله

رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل الرابع عشر 14 بقلم شروق عبدالله


تميم ناظره واقف عند راسه وابتسم: ميشو، خفت علي؟
مشاري تسند ياخذ نفس من تأكد إن تميم بخير
والتفت مشاري للمسعف: افقع راسه أو احشر الشاش بفمه مابي اسمع صوته
ضحك عناد وناظر تميم: خوفتنا! وينك عن جوالك
تميم عقد حاجبه بألم: طفى
مشاري: وش صار؟
تميم غمض عيونه يتذكر الحادث: مدري فجأه لقيتني داخل تحت تريله
عناد بتنهيده: الحمدلله جت على كذا
تميم بضيق: راح الموتر؟
نفى مشاري يناظر شعر تميم المحلوق: لا أبد الموتر طيّب بس راح راسك
ضحك المسعف اللي اضطرّ يحلق شوي من شعر تميم عشان يخيطون جرح راسه
وغمض تميم عيونه بتعب: وراي عرس
ابتسم عناد والتفت للمسعف: قويه الاصابة؟
نفى المسعف: خيّطنا جرحه وأموره طيبه بس ننقله المستشفى يكملون باقي الاجراءات ويشيكون عليه
مشاري هز راسه ونزل: مشينا يالله بلحقكم
دقايق طويلة مرّت بين ممرات المستشفى، تنهد عناد بتعب ينتظر نتيجة الأشعة والتفت للدكتور اللي طلع
وتقدم يطمنه: الحمدلله بسيطه وتحاليله سليمه يقدر يطلع من المستشفى
ابتسم عناد يشكره ومشى براحه يتجه لغرفة تميم اللي منسدح
وجنبه مشاري اللي أخذ جواله: وش رايكم نسوي مقلب في البنات
عناد رمى نفسه على الكنبه بتعب: تستظرف بعد؟ ماله داعي أحد يدري بالذات أمي
قاطعهم مشاري اللي رفع الجوال لإذنه بابتسامه
وعدل تميم جلسته: لا تروّعهم تستهبل انت! مشاري!
مشاري نطق من وصله رد: هلا هاجر، وينكم؟
تميم مد يده يحاول ياخذ الجوال وابتعد مشاري بضحكة
هاجر ابتعدت عن البنات: عند وتين، ليه وش فيك؟
مشاري التفت لتميم: بلّغي البنات بس لا يوصل الكلام لأمي حصة و أبوي راجح
هاجر ناظرت البنات اللي مندمجين مع بعضهم عكس حنين اللي تناظر جوالها بشرود تشوف الصمت اللي ما اعتادته من تميم وتناظر رسائلها له واللي ما رد عليها من ساعات
هاجر سألت: وش صاير؟
مشاري بتنهيده: تميم صار عليه حادث و نقلوه المستشفى
شهقت هاجر تجذب انتباه البنات لها وكتم مشاري ضحكته
ورفع تميم صوته يوصل لمسامع هاجر: بخير، أنا بخير هاجر
هاجر غمضت عيونها تهدّي نفسها وناظرتها حنين بفضول
هاجر: أي مستشفى؟
وجد مسكت قلبها من جابت طاري مستشفى: وش صار؟
هاجر التفتت: مشاري يقول إن تميم مسوي حادث
حنين فزّت بخوف، وطمنتها هاجر: بس بخير لا تخافون سمعت صوته
حنين ارتجف قلبها: ليه ما يرد علي اذا بخير؟
هاجر فتحت السبيكر من نطق تميم مره ثانيه: أنا بخير و قولي لحنين إن جوالي طفى
وتين مسكت كتفها تهدّيها و بكت حنين من سمعت صوته
وسألت وجد بقلق: وينكم أي مستشفى؟
تميم ناظر مشاري اللي ياكل من صحنه: عاجبك وضعك بعد السخافه اللي سويتها؟
مشاري رفع حاجبه: ما سويت شيء و تراك خربت المقلب
تميم: كنت بتروّعهم! و حنين معهم!
التفت عناد اللي أنهى مكالمته مع وتين بعد ما طمّنها: وصلوا المستشفى
تطمنت وتين لكن حنين لها رأي ثاني، ما زالت يدينها ترجف
ما زالت تسمع صوت نبضاتها أعلى من الأصوات حولها، أسرعت بخطواتها رغم ثقل رجلها لكنها تسابق الثواني وتدوّر غرفة تميم بين غرف المستشفى وخلفها البنات اللي سألوا عن مكان تميم
طاحت دموع حنين من حست بالثقل برجلها ووقفت تتسند على الجدار وأسرعت وتين تمسكها وتسندها
وتين ناظرتها بضيق: لا تبكين قالوا إنه بخير!
حنين شهقت تبكي وتستسلم لمشاعر الخوف اللي اجتاحتها من لحظة ما وصلها خبر إن تميم بالمستشفى، ما تدري وش الحال اللي وصّله لهنا؟ وش الشعور اللي عاشه وقت الحادث؟ تعوّر؟ نزف دمه؟
حنين ناظرتها بترجّي: خذيني له
مسكتها وتين تمشي معها باتجاه غرفة تميم وطاحت عينها على عناد اللي طلع من الغرفة مع مشاري
تقدمت حنين تتعداهم وفتحت الباب تدخل لوحدها عند تميم اللي فزّ من شافها تسرع بخطواتها له وترمي نفسها بحضنه ونطقت بين شهقاتها: خوفتني!
تميم عدّل جلسته يسحبها لحضنه يهدّيها: مافيني شيء بس جرح! والله جرح بسيط
حنين تراجعت تناظر الشاش على راسه: والشاش هذا ليه؟ تعوّرت؟ نزفت؟
تميم نفى بابتسامه: احضنيني وأطيب
حضنته وشدّ عليها بتنهيده، شاف خوفها عليه لأول مره و يحس بشعورها، نفس شعوره يوم ركض لها وهي طايحه بجنب الرعد، يدري بخوفها و يحس به
تميم نطق يطمنها: مافيني إلا العافية شوفيني قدامك وبعد شوي بطلع من هنا
حنين ناظرته بين دموعها ومدت يدها تتلمّس الشاش على راسه برقّه: خفت عليك، نشف الدم بعروقي
مد يده يمسح دموعها بتنهيده وسحبها له يبوس طرف خدها وغمض عيونه بدون ما يبتعد، يحس بسكونها و هدوءها بين يدينه

بالممر الخارجي للغرفة، ضربت هاجر راس مشاري اللي ضحك يتفادى ضرباتها
ونطقت وجد: وش صار بالضبط؟
عناد مسح راسه بتنهيده ولاحظت وتين رجفة يدينه من التعب
ونطق يعلمهم اللي صار: وصلنا بلاغ حريق شاحنه ولقيت سيارة تميم معهم
مسكت وجد قلبها: عسى مو قوي؟
نفى مشاري: بسيط ربي سلّمه
تنهدت وجد والتفتت تطق الباب وتدخل تتطمن على تميم
بنفس الوقت مشت وتين لعناد اللي متسند على الجدار بتعب
تقدمت توقف قدامه ونفضت الرماد عن بدلته: أي نار هذي اللي تعّبتك لهالدرجة؟
ناظرها بدون رد والتفتت وتين حولهم تشوف الفراغ وتقدمت تعدم المسافه بينها وبينه وتحاوط رقبته تحضنه بهدوء تتركه يسند راسه على كتفها ويتنهد براحه.

بنفس الوقت مشت وتين لعناد اللي متسند على الجدار بتعب
تقدمت توقف قدامه ونفضت الرماد عن بدلته: أي نار هذي اللي تعّبتك لهالدرجة؟
ناظرها بدون رد والتفتت وتين حولهم تشوف الفراغ وتقدمت تعدم المسافه بينها وبينه وتحاوط رقبته تحضنه بهدوء تتركه يسند راسه على كتفها ويتنهد براحة
يلقى راحته و أمانه على كتفها، يهجر بلاده و يتنازل عن حربه ويهمل سيفه، تقتلعه من وسط النار مُجرد ما يتوسط حضنها
تراجع يناظر عيونها بخمول وناظرته وتين تفهم التشتت اللي يعيشه
وتين نطقت: تروح تريّح بالبيت؟
عناد ابتسم: معك؟
وتين ناظرت خلفها باتجاه غرفة تميم تسمع أصواتهم عنده
وتين ناظرته بتفكير: عندي طلبيات بالمحل لازم أسلّمها، روح البيت
عناد قاطعها يعيد سؤاله: معك؟
وتين ابتسمت وصدّت بتفكير وناظرته و مسكت ذراعه ومشت تسحبه ومشى خلفها يتركها تدلّ دربه، تمشي معه لمخرج المستشفى بدون ما يسألها عن وجهتهم

بنفس الوقت قام تميم بعد ما انتهت تحاليله و اجراءاته
وقامت معه حنين تناظره بقلق، ونطقت وجد: تحس بدوخه؟
نفى تميم: أحس راسي ثقيل ودي أشيل الشاش
مشاري اللي سبقهم بخطوات التفت بضحكة: ما أنصحك تشيله الشعر رايح
تميم ناظر حنين اللي رفعت نظراتها لشعره بفضول
ومسح على شعره بتوتر: شوية حلاقه و يضبط
ابتسمت حنين وضحك مشاري اللي ركب السيارة وركب تميم بجنبه

في البحرين
طلعت من الفندق ومشت لمواقف السيارات بعد ما انتهى دوامها
وقفت عند سيارتها وطاحت عينها على الكيس المعلّق على السيارة وعقدت حاجبها من عرفته، كيس الجوال اللي جابه بتّال
غمضت عيونها بتنهيده والتفتت حولها تدوّره وانتبهت لسيارته اللي واقفه بالجهه الثانية من المواقف تشوفه جالس بالسياره تارك الشبّاك مفتوح ويناظرها
رفعت حاجبها وأخذت الكيس تمشي باتجاهه وصدّ بتّال يخفي ابتسامته من لمح الغضب بملامحها
شموخ نطقت تمد الكيس له: ماني ماخذته!
بتّال تسند يناظرها من خلف نظارته الشمسية وعقدت حاجبها شموخ من صمته
ونطقت تكرّر: مو أي شيء يتعلّق على السيارة! لو أحد غيري أخذه؟
بتّال بهدوء: محد غيرك بياخذه
نفت شموخ وقاطعها بتّال بتنهيده: خذيه
شموخ ناظرت حولها من انتبهت لنظرات الموظفين اللي طلعوا
وتقدمت تهمس: كل همك تحطني بهالموقف قدام الموظفين! تونّسك فكرة إن شموخ تاخذ هدايا من مديرها! تتركه على مكتبي وهالمره على سيارتي ما تستحي؟
بتّال ناظر الغضب بعيونها وحوّل نظراته للموظفين اللي مشوا بمسافة بعيدة عنهم
ونطق: تهمك نظراتهم و كلامهم؟ أنا ما تهمني
شموخ ما ردّت و تركت الكيس يطيح من يدها بجنب سيارته و التفتت تعطيه ظهرها و ترجع لسيارتها تحت نظراته وتنهد بتعب من صدودها و رفضها للهدية
التفت لصوت جواله يشوف المكالمة من عناد و ردّ عليه
التفتت شموخ من تحركت سيارة بتّال اللي أخذ الكيس ومشى يبتعد عن المكان و ركبت سيارتها تناظر الفراغ بشرود
ما زالت مشاعرها مرتبكة من مبادرة بتّال ووجوده حولها
كانت ما تطيق طاريه ولا يهمّها وجوده لكنها عاشت مشاعر جديدة عليها وما تدري كيف تتصرّف معها، ناظرت جوالها والخدش الواضح على شاشته تتذكر غضبها على بتّال من طيّحه من يدها و نظراته لها وابتساماته المستفزه
تنهدت تطرده من أفكارها وحركت السياره تطلع من المكان

بنفس الوقت شال عناد جاكيت البدلة و يترك التيشيرت الأسود اللي بدون أكمام يكشف عن أغلب ظهره و صدره وانسدح على الكنبة وسط محل وتين اللي نثرت أوراق النعناع تسمعه يتكلم مع بتّال
غمض عيونه عناد يثبت جواله عند اذنه: أبد طيّب بس جروح بسيطة، بس السياره يبي لها تصليح
بتّال: لا تشيل هم السياره أنا اتكفل بها، باخذها لورشة راكان يضبّطها
عدّل جلسته من مدّت له وتين كوبه وناظرها بابتسامه
ونطق يردّ على بتّال: زين أجل برسل السياره للبحرين
نفى بتّال: لا ترسل ولا شيء أنا بجي الخبر هاليومين
جلست وتين جنبه تشرب من كوبها وتناظره لاهي يكلم بتّال ونقلت نظراتها لذراعه و رقبته وطرف ظهره المكشوف وشردت تناظر ندوب الحروق عليها ومدّت يدها تتلمسها
ناظرها عناد يسمع بتّال اللي نطق: على طاري الخبر، فواز عنده بطولة نهائية في الويكند وبلّغني تجون تحضرونها
عناد ابتسم: ماهو سهل هالوحش
بتّال: لا تنسى ترا وصّاني تجون كلكم
عناد شرَب من كوبه بعد ما أعطى كلمه لبتّال و أنهى مكالمته والتفت لوتين بجنبه يشوفها متسنده تتلمّس ندوبه و تناظره
وتسند يناظرها: تلمسين الجرح يَبرى و ينبت مكانه ورد
وتين ضحكت: ينبت مكانه نعناع أحلى
ضحك و تقدم يشم ريحة النعناع اللي فاحت من أكوابهم
و مدّ يده يخلّل يدينه بين خصلاتها بتنهيده و رجعت وتين تتلمّس ندوبه
ونطقت بشرود: ليه ما عالجتها؟
عناد: هي بقايا ذكرياتي
وتين عقدت حاجبها: بس توجع
عناد ابتسم: لمستيها بيدينك ما عادت توجعني يا بنت سلطان
وتين ابتسمت تمرّر أصابعها على طول رقبته و ظهره تتبع الندوب برقّه أصابعها و تأثّر على عناد اللي غمض عيونه بخمول
تأملته دقايق وهو مغمض عيونه يسترخي بين يدينها، تدري بتعبه من النار و تدري إنه يقاوم لهيبها بصدره و تلمس حرارتها على جلد جسده رغم برودة المكان
قامت بهدوء من غفى عناد ومشت للغرفة تاخذ اللحاف ورجعت تلحّفه بهدوء ومدت يدها تمسح على جبينه برقّه والتفتت لمكتبها و قامت تكمّل شغلها بهدوء لأجل ما تزعجه
عكس ضجة مشاري وتميم من دخلوا المزرعة يلفتون انتباه حصة اللي شهقت من شافت الشاش على راس تميم
ونطقت حصة: وش هذا اللي براسك!
مشاري بضحكة: هذي موضه جديده يمه
حصة أشرت لتميم: أقول اسكت بس، تعال عندي أشوفه!
دخلت وجد مع حنين اللي ناظرت تميم ينسدح على رجل حصة
وناظرتهم غالية: وش صار؟
وجد طمنتها: صدمه خفيفه
الجدة حصة شالت الشاش ومسك تميم راسه: لا يمه لحد يشوف شعري
ضربت حصة يده: وخر خلني أشوف جرحك!
تقدمت حنين تجلس بجنب غالية اللي ناظرت رجلها خالية من الجبيرة وابتسمت: الحمدلله على سلامة رجلك!
حنين ابتسمت بامتنان: الله يسلمك
غالية تنهدت والتفتت لصرخات تميم من مسحت حصة على جرحه بأعشابها وارتفعت ضحكات وجد ومشاري
نفثت حصة على جرحه تسمي عليه وابتسمت حنين تناظر تميم اللي يحاول يغطي شعره
وضحكت غالية: يوم انهم حلقوا مكان الجرح كان كملوا جميلهم وعدّلوا الشعر كله
تميم ابتسم يحس بيدين حصه ترتب شعره ونطقت: حلو شعرك ما عليك من أحد
مشاري بضحكة: مقرّع من الوسط كأنه دونات
ضحكت وجد بصوت عالي وناظرها مشاري يشاركها ضحكاتها
تحت نظرات تميم اللي ابتسم من سمع حنين تضحك والتفت لها يشوفها تغطي وجهها تخفي ابتساماتها عن نظراته
وتنهد تميم: يمه شوفي لي أعشاب تنحط على القلب
حصه طبطبت على صدره: ما في قلبك إلا العافية
تميم ناظر حنين: العافية هناك والله
ابتسمت غالية تناظر حنين اللي تورّدت ملامحها
والتفتت حصة لحنين: وش أخبار رجلك يا بنتي؟
ابتسمت حنين تطمّنها و التفتوا لخروج راجح من مكتبه ومشى بعصاه وفزّوا يسلمون عليه
وناظر راجح حوله: وين عناد؟

تحرّك عناد يصحصح من غفوته ومسح وجهه يطرد النعاس عنه
والتفت يناظرها مشغوله بالمانيكان وتسند يتأملها بصمت
يشوفها تلف القماش و تخيط ببراعة، تطرّز ابداعها على الفستان الأبيض، وتنثر الكرستالات حوله بدقّه
تراجعت وتين تناظر الفستان برضى والتفتت بتاخذ الطرحه وطاحت عينها عليه
وابتسمت: صحيت!
عناد عدّل جلسته يناظر الفستان بفضول: صحيت
وتين ناظرت الفستان: وش رأيك؟ حق زواج حنين
عناد وقف ياخذ الجاكيت يحطه على كتفه ومشى باتجاهها
ونطق بابتسامه: لمستي ندوبي وطابت كيف لو لمست يدينك قطعة
عناد وقف ياخذ الجاكيت يحطه على كتفه ومشى باتجاهها
ونطق بابتسامه: لمستي ندوبي وطابت كيف لو لمست يدينك قطعة قماش؟
ضحكت بخفوت وتقدم ينزل لمستوى خدها وغمضت عيونها تحس بقُبلته الناعمه
فاضت مشاعرهم حُب و لهفه، يتضخّم شعورهم بكل دقيقه تمر بينهم
و مع مرور الأيام و رغم صعوبتها كان يحس بجذور حبها تنغرس وسط جوفه، لقى في ثراها أرض ينصب خيام و عمد وأوتاد
و لقت هي في عيونه سماء تفرد جنحانها وتطير بها لو زلّت الخطوة و ضاعت دروبها، تدلّها رياح حبه و تلمس بيدينها سحَاب ما يشحّ به المطر و لا يرتوي منه قلبها، تطمع و تطلب منه المزيد
كانت صُدفته العنيدة و كان هو فرصتها الوحيدة بوسط ظلم الظروف و تجبّر الشر و الأذى، كان لها بمثابة إنصاف بعد إجحاف و جُور وضيم، وكانت انتصاره الأول بعد سنين من الهزائم والخسارات، ما يخوّفهم الشوك في دربهم و لا المستقبل المجهول ولا ندوب الجروح القديمة و سطوة العتمة والغربة
لأنهم وتين و عِناد، علاقة عذبة وسط قاع المرارة، مثل حدة الفأس على رقيق العُود، مثل حامي النار في جوف بردان، و العصا بيدين كفيف، و الخِيرة بعين مهموم، تعيش معاه نهايات القصص و الروايات و يبتديها هو بداية العُمر الجديد
ما بين الحرب و السلام، بين الخوف والأمان كانوا و لا زالوا وتين و عناد.

يوم جديد
وقف بوسط الملعب شايل الكوره بيده ما يبعد عينه عن السلّة
ضربها مرتين على الأرض، والثالثه رماها يصيب الهدف داخلها
وابتسم برضى ياخذ الكورة والتفت يكمل تدريبه قبل بداية البطولة النهائية
رفع عينه للشاشة الكبيرة يناظر الساعة والتفت لأصواتهم يشوف أبوه والعيال معه وابتسم يستقبلهم و يسلم عليهم
طبطب راكان على كتفه: يكفي تدريب روح استعد ما باقي إلا ساعة
ابتسم فواز والتفت يلوّح لبتّال وتميم ومشاري اللي جلسوا في بداية المدرجات
بنفس الوقت دخل عناد للملعب ماسك يد وتين اللي مشت جنبه تناظر المكان بذهول وخلفهم البنات اللي لبّوا دعوة شموخ لهم
شموخ اللي دخلت تدل طريقها لغرفة اللاعبين ووقف السكيورتي يمنعها
ونطقت شموخ: اخت فواز ثنيان
التفت السكيورتي خلفه ينادي: فواز
تقدمت شموخ تدخل من شافت فواز يمشي باتجاهها ومدت يدها ترتب تيشيرته و تتطمن على أحواله
وسأل فواز: جت أمي؟
شموخ نفت بضحكة: انت تدري إنها تكره أجواء الملعب! قالت بتشوف المباراة بث مباشر
هز راسه فواز بتفهّم والتفتت شموخ تسمع أصوات الجماهير
وناظرت فواز: شد حيلك
ابتسم و تراجع يدخل و مشت شموخ للمدرجات ووقفت تدوّر أبوها
ابتسمت من لمحته بجنب راكان و تلاشت ابتسامتها من شافت بتّال جنب راكان
تنهدت و التفتت بتمشي وسمعت أخوها علي يناديها: شموخ!
التفت بتّال من سمع اسمها و ناظرت شموخ علي اللي لوّح لها وابتسمت تلوّح له تشوف فرحته و حماسه بتواجده بين جمهور فواز، يحب السلّة من حب فواز لها و يستلهم منه البُطولة و الشجاعة
ابتسمت تمشي باتجاهه من شافته يأشر لها بمعنى صوّريني
وقفت قدام علي ترفع جوالها و تصوره لابس نفس تيشيرت فريق فواز
ابتسم بتّال بخفوت يلاحظ حبها لأخوانها بالذات علي، تأمل ابتسامتها ووقوفها قدام المدرج تصوّر بتركيز
يسمعها تنادي: علاوي طالعني
تنهد بتّال و صدّ يناظر الملعب بنفس الوقت مشت شموخ باتجاه البنات تجلس معهم بابتسامه
وناظرتهم: شكرًا لأنكم جيتوا!
وجد ابتسمت: شموخ تأمر واحنا ننفذ
هاجر ناظرت حولها: الأجواء رهيبة أول مره احضر مباراة سلّة
حنين أيّدتها: ما توقعت السلّة مشهورة هالكثر
شموخ هزت راسها: مشهوره و يحبونها الشباب بالذات فواز
هاجر: الله يوفقه فاله الفوز
التفتت شموخ حولها: وين تهاني غريبه ما جت معكم؟
سكتت هاجر ثواني ونطقت: عندها اختبارات
التفتت وتين باتجاه العيال تشوف انشغال عناد معهم و ابتسمت تتأمله يحاوط كتف تميم و يسولف و يضحك بأريحية
التفت راكان لتميم: والله الحلاقه طلعت زينه عليك
تميم هز راسه: خفّفت الشعر شوي عشان عرسي
مشاري ناظره: العريس المفلوق
بتّال ابتسم يشوف تميم يضرب مشاري، ونطق: أبو الرعد يبشر بالعوض
مشاري التفت: وش يعني بتعوّضه براس جديد؟
ضحك بتّال: اقصد السيارة
راكان التفت لتميم: صح لا تشيل همها أمورها عندي
تميم ابتسم بامتنان: ما تقصر والله
دقايق قليلة و بدأ الشوط الأول يجذب انتباه الجماهير اللي ارتفعت أصواتهم تزامن مع ارتفاع صوت الصفارة تعلن بداية المباراة
وقف ثنيان يراقب لعب ولده فواز اللي ركض بالكوره ببراعة يتفادى اللاعبين بسلاسة والتفت يضرب الكوره بالأرض ومسكها يرميها باتجاه السلة و تعالت أصواتهم من سجّل أول أهدافهم
ورفع صوته بتّال: وحش فواز وحش!
ناظرته شموخ يوقف ويصفق ويشجع بعلوّ صوته مع العيال جنبه
ونطقت وجد بفضول: وينه فواز أي واحد؟
أشّرت شموخ: اللي تيشيرته رقم 3
صغرت عيونها هاجر تحاول تشوفه لكنه يتحرك بسرعه، يركض ويتخطّى اللي حوله بسهوله و يرمي الكورة بدون تردد
مرّ الشوط الأول بحماس و بتقدّم فريق فواز على الخصم
وارتفع صوت الصفارة ومشوا اللاعبين باتجاه غرفة التدريب يستريحون قبل بداية الشوط الثاني
ووقفت هاجر تناظر البنات: شفت لوحة كافتيريا واحنا داخلين، تبون أجيب لكم شيء خفيف ناكله؟
ناظرتها وتين بامتنان: أنا ابغى مويه عطشت
مشت هاجر تتجه للمخرج ووقفت مكانها تناظر حولها تحاول تتذكر مكان الكافتيريا
عقدت حاجبها تتبع اللوحات ووقفت تناظر اللوحة اللي انكتب عليها "للموظفين و اللاعبين فقط"
طلّت تشوف الكافتيريا القريبة من المدخل ومشت بتدخل والتفتت لصوت السيكورتي: ممنوع الدخول!
هاجر حكت جبينها باحراج من التفتوا اللي حولهم يناظرونها
ونطقت بخفوت: ابغى الكافتيريا شوي
نفى السيكيورتي: خاصة للموظفين روحي للجهة الثاني فيه كافتيريا للجمهور
هاجر ناظرت الكافتيريا القريبة و اللي كانت شبه فاضية
وأشرت: بس محد موجود هنا!
السيكيورتي باصرار: لو سمحتي ارجعي للمدرجات
هاجر تنهدت بتمشي ووصلها الصوت الغريب: لحظة!
التفتت تشوفه يتقدم باتجاهها: ادخلي
السيكيورتي عقد حاجبه: فواز!
عقدت حاجبها هاجر من عرفت اسمه و نزلت نظراتها لرقم التيشيرت وعرفت إنه أخو شموخ
كانت تجهله وتجهل هيئته بين عشرات اللاعبين و الحين تشوفه واقف قدامها لوحده، ناظرته بدون ردّ تشوفه يجادل السيكيورتي و يصرّ على دخولها
فواز: الكافتيريا الثانية بعيدة وزحمه ودامها وصلت هنا اتركها تدخل!
هاجر التفتت تشوف نظرات اللي حولها ونطقت: خلاص برجع
نفى فواز: والله إن تدخلين وتطلبين اللي تبين
تراجع السيكيورتي بتنهيده يترك مجال لهاجر تدخل خلف فواز
مشت تحك جبينها وتناظر حولها، ووقف فواز بالكافتيريا يناظر أصناف الأكل
والتفت لها: شنو تبين تاكلين؟
سكتت وناظرت المنيو بتشتّت ولاحظ فواز ارتباكها وتراجع يتركها تختار على راحتها ونزل راسه لجواله غافل عن الكاميرا اللي صوّرتهم من بعيد
والتفتت هاجر من اختارت طلباتها و مشت بتحاسب
ورفع فواز يده للكاشير اللي يعرفه: الحساب علي
هز راسه الكاشير، ونفت هاجر: لا ماله داعي
قاطعها فواز: المكان مكاني وانتِ ضيفتنا
و نزّل نظراته للأسواره بيدها اللي توضح وجودها في مدرجات فريقه
وابتسم: ومُشجعتنا بعد
هاجر باحراج: بس حتى لو ما يصير تحاسب عني
ناظر فواز حوله من وصله صوت المُدرب ينادي اللاعبين
وناظرها: لازم أروح
هاجر ناظرته يتراجع ويلوّح لها والتفت يركض باتجاه المخرج و تنهدت تحس بالتوتر ومشت تسرع بخطواتها للمدرج قبل بداية الشوط الثاني
جلست تسمع صوت الصفارة و راقبته لدقايق طويلة وهو يركض ويهاجم باصرار
تلاحظ حبه الواضح للسلّة و تمسّكه بالكورة بين يديه
رمى الكوره يصيب الهدف كعادته و صرخ يركض حول الملعب من حقّق فريقه الفوز و كسبوا البطولة
التفت للمدرجات يركض لأبوه و أخوانه والعيال اللي صرخوا باسمه
رفع نظراته لشموخ و ابتسم يشوفها تلوّح له
وطاحت عينه على وقوف هاجر بجنبها و عرفها من أول نظره
يشوفها تبتسم و تصفق لفوزه و انجازه الكبير
٨:٠٠ م - في بيت الشعر
تجمعوا حول راجح كعادتهم، ما تخلى المزرعة إلا و ترجع تمتلي بحسّهم و اجتماعهم
سكتوا يسمعون راجح اللي يكلم بجواله: على البركة فوز فواز يا أبو راكان، يستاهل البطولة
دقايق وأنهى راجح مكالمته والتفت لحصة اللي نطقت: يا حلوهم آل ثنيان، ليتك يا بتّال تطاوعني بس
راجح شرب فنجاله يناظرها: من متى بتّال ما يطاوعك علميني اكسر عينه!
بتّال صد يسمع ضحكات العيال، ونطقت حصة: بغيت له شموخ و ردّها
راجح ناظر بتّال: وش فيها بنت ثنيان؟
بتّال حك جبينه: بنت ناس وطيّبه
رفعت حصة حاجبها بصدمه: كانت ما تعجبك!
التفت بتّال ينشغل بفنجاله وضحكت غالية عليه: تعجبه يمه تعجبه بس لا تضغطون عليه
بتّال بتنهيده: والله ما يفهمني بهالبيت إلا اختي
راجح ضحك وناظر حوله: وين حاتم؟
مشاري التفت: شفته واقف يسولف مع عناد برا
ابتسم راجح بخفوت يلاحظ قُرب حاتم لعناد بعد ما طال الخصام بينهم و الصدود، جاهل عن السبب واللي كان مرضه المُوجع لهم اثنينهم
حاتم نطق بتنهيده: اقنعته بالعلاج في ألمانيا لكنه متردد
عناد عقد حاجبه: و ليش يتردد!
حاتم ناظره: يقول ماني رايح لين يتم زواج تميم، ما وده يخرب الفرحه
عناد صد يخلل يده بشعره: ما يترك حركاته دايم كذا
حاتم: من يومه و هو يبدّي فرحتكم على نفسه
بلع عناد ريقه من حسّ بالاختناق، وكمّل حاتم: عمومًا بجهز الأوراق والحجوزات وبعد الزواج نتوكل على الله
عناد سكت بتفكير وناظره: احجز لي معك
عقد حاتم حاجبه: ودوامك؟ ووتين؟ صاحي انت!
عناد: احجز لي ما عليك من الدوام ووتين تدري بكل شيء، ولازم نعلّمهم ما نقدر نسكت أكثر من كذا
حاتم بتنهيده: المهم يصير خير، لا تفكر بالموضوع الحين
مشى عناد باتجاه بيت الشعر مع حاتم اللي دخل يسمع سوالفهم
بتّال هز راسه يكمل كلامه: لقيت له بيت في نفس حيّ عناد
عناد جلس يناظرهم بفضول: من هو؟
بتّال: تميم
ابتسم تميم من فكرة إنه بدأ يكوّن له عالم و كيان خاص فيه، فكرة إنه يختار له بيت يجمعه مع حنينه و حياة جديدة مُقبل عليها بكل حب
ونطق راجح: الله يتمم عليهم و يوفقهم
ابتسم تميم واقترب يهمس لعناد: ابو سيف
التفت عناد بفضول، ونطق تميم بهمس: بغيتك بشغله

في الحديقة الخارجية اللي اجتمعوا فيها البنات يسولفون
تنتهي سالفة و تبدأ سالفة أحلى منها، يعيدون نفس الموضوع بدون ملل ولا كلَل، يسولفون عن سباق فواز، و عن تجهيزاتهم لزواج حنين اللي ما بقى عليه غير القليل
وتين تسندت تحط نودي بحضنها والتفتت لحنين: بكره تجيني بالمحل تجربين فستانك
ابتسمت حنين وفزّت وجد بحماس: نجي كلنا؟
هزت راسها وتين بابتسامه: و تشوفون كولكشن الفساتين اللي جاهزه بالمحل لو بغيتوا تاخذون منها
التفتت هاجر بذهول: صممتي فساتين لنا بعد؟
وتين ابتسمت وغمزت لوجد: مجانًا
وجد تقدمت تحضنها بضحكة: كنت امزح معاك!
ناظرتها وتين بامتنان: وقفتوا معي ببداية مشروعي وهذا أقل شيء اقدمه لكم
التفتت وتين لجوالها من وصلها صوت الرسالة من عناد واللي كان محتواها "نبَت نعناع"
وتين ناظرت حولها تدوّره والتفتت تكتب له "وينك؟"
وصلها الرد بثواني "دوّريني"
وتين قامت تستأذنهم و مشت تبتعد عن الحديقة وتلف عبايتها حولها من حسّت بنسيم البرد و التفتت حولها تخمّن مكانه
عند الدكّة؟ عند زرع حصة أو خلف الاسطبل؟
تنهدت ما تشوف له أثر بأي زاوية، التفتت وطاحت عينها على باب المزرعة شبه المفتوح و رفعت حاجبها من عرفت مكان وجوده
مشت تطلع تدلّ طريقها لمزرعتهم شبه المهجورة، ابتسمت تتذكر مرورها على نفس الطريق بأول تعارفها على عناد، تتذكر سيارته وهي تمشي خلفهم والنور اللي ينوّر به طريقهم، تتذكر نقاشهم الطويل عن الأحلام والأوهام، تتذكر وقوفه عند باب بيتهم يدوّر قطوته، يتحجّج بالصدف ويصنع الأعذار لأجل يشوفها
وقفت عند الباب وابتسمت تشوفه مفتوح وتقدمت توقف على العتبة نفسها اللي وقف عليها عناد يوم نطق بـ "تتزوجيني؟"
غمضت عيونها من مرّت عليها ذكرى انهيارها وسط نار المستودع، وانهيارها مع عناد بين حطام الذكريات و صناديق الرماد
دخلت تشوفه جالس بين شتلات النعناع اللي ما زالت على حطّة يدينها، يتلمّس شتلة البابونج اللي زادت وتكاثرت بعد ما كانت غصن وحيد بين أغصان النعناع
رفع راسه يشوفها تمشي باتجاهه وابتسم يمد ذراعه يجلّسها جنبه يحاوط أكتافها وغمض عيونه يشم ريحة عطرها اللي اختلطت بريحة النعناع
ونطقت وتين تناظر تكاثر النعناع: نبَت من جد! حتى غصن البابونج!
ضحك عناد يناظرها: ٢٠٠ شتلة وما شدّني غير النعناع اللي زرعتيه في قلبي
وتين عضت شفايفها بابتسامه وتأملها عناد وهي ترفع خصلاتها الكيرلي عن ملامحها ومد يده يتلمّسها
ونطقت وتين: ليش جيت هنا؟
عناد التفت لمدخل البيت: هنا أمي و أمك، و بيتنا
وتين ناظرت البيت بشرود تستوعب فعلًا إنه مكانهم و بيتهم
هنا مشت عايشة و هناك جلست جميلة، هنا ركض عناد بهيئته الصغيرة و هنا ناموا التوأم بأحضان أمهم
تنهدت وتين والتفتت تاخذ الشتله ووقفت تناظره: نشرب نعناع؟
عناد ابتسم: من يدينك؟
هزت راسها بضحكة و مشى خلفها باتجاه المطبخ يشوفها تغلي الموية و تجهّز أكوابهم، تنهد ينقل نظراته بالمكان يحس بالأُلفة و الدفء وتقدم يوقف خلف ظهرها و سنّد ذقنه على كتفها يناظرها منشغله تقطف النعناع وتنثره بأكوابهم
ابتسمت تحس بيدينه تحاوط خصرها يحضنها ويدفن وجهه بين خصلاتها وغمض عيونه بتنهيده
ونطق: تميم يسألني عن حنين
التفتت توقف قدامه وتتسند على الطاولة تحس بيدينه تحاصرها
ونطقت بفضول: يسأل عن ايش؟
عناد: وش المدن اللي تفضّلها؟ وين ودّها تروح؟ قال لي اسألك
وتين ابتسمت من فهمت إن تميم يخطّط لشهر العسل
ناظرت حولها بتفكير ونطقت: حنين عاشت حياتها بين سطور الكتب و الروايات، مره تتنقل بين مدن سويسرا، بحيرة جنيف و جبال إنترلاكن، ومرة ألقاها على شاطئ موريشيوس و مرة تاكل بيتزا في ميلان
ضحك عناد، ورفعت وتين أكتافها: على حسب الكتاب اللي تقراه
عناد ابتسم: شوفي وين أخذها الكتاب اللي تقراه هاليومين، وعلّميني
هزت راسها والتفتت تاخذ الكوب بعد ما نقع النعناع ومدّته له
وناظرها عناد: وانتِ؟
وتين رفعت كوبها: هذا كوبي
نفى عناد: أقصد وين تاخذك الكتب والروايات؟
وتين ابتسمت من فهمت سؤاله يدري إنها ما تقرأ لكنه يسألها عن أحلامها بطريقته
ومسكت يده تسحبه برا المطبخ وتاخذه لغرفتها ودخلت تسمح له يدخل خلفها يشوف تفاصيل غرفتها لأول مرة
وتين مشت تأشر له على الجدار اللي امتلأ بصور تايلور سويفت، صور الفساتين اللي رسمتها من صغرها و صور برج لندن و الجسر اللي تخيّلته وتين سنين عمرها كلها
عناد رفع حاجبه: لندن! ليه هي بالذات؟
وتين جلست على السرير تناظر الصور: الأحلام لها أسباب؟
عناد جلس جنبها بضحكة: أحلامك ايه
ضحكت وناظرته: طايحه من عينك أحلامي؟ ما نسيت استهزائك بالجي كلاس يا المعتوه
عناد ضحك والتفت يأشر على صورة تايلور: وهذي لا يكون حلمك؟
وتين هزت راسها بالايجاب، وضربها عناد على راسها بخفه: يالله عاد! ما بقى إلا هي!
وتين ضحكت بعلوّ صوتها وابتسم عناد يناظرها بشرود
يتأمل جلوسها بجنبه على سريرها بين أشياءها و أحلامها
بين الرفوف اللي شالت أحلام طفولتها، وسط المكان اللي ناموا فيه و هم صغار و جمعهم و هم كبار
بين الزوايا اللي كانت شاهدة على كل لحظة، هنا ضحكت، وهنا تلوّت من ألم الظلم، هنا صرخت، كسرت ونثرت خيباتها، هنا نسجت أًول خيوط جَناحها، هنا نزفت دم و هلّت دمع
وهنا عاشت مشاعر حُبها الأول و تلبّست العناد مثل لبسها للثياب وتشرّبت حُبه مثل شُربها للنعناع
نطق عناد يكسر الصمت: أحبك
ارتفعت نبضاتها تناظره يعدم المسافة ويقبّلها برقه
و نطق بين قُبلاته: يا شقى باكر
ابتعد يناظرها وابتسم يكمل: يا فرح هاليوم
غمضت عيونها بتعب من كل المشاعر اللي تعيشها قُربه، تذوق معه حُلو النعناع و تشم الربيع وتلمس نعومة الريش وتطير لأبعد مدى في سماه
نزل لمستواها يلمّها بين يدينه و حاوطته بذراعينها تحس باندماج نبضاتها مع نبضاته
يوم جديد
٧:٠٠ ص
تحركت وجد تصحى من نومها و التفتت تاخذ جوالها تشوف الساعه وتنهدت من عرفت إن باقي ساعتين على دوامها
مرت دقايق منشغله فيها على جوالها وفزّت بشهقه من طاحت عينها على الصوره المنتشره، ناظرتها بذهول تعرف الأشخاص بالصورة
ونطقت بعدم تصديق: هاجر!
فزت تقوم من سريرها تغسل وجهها بعجله ومشت تطلع تسمع صوت الهدوء بالمزرعة ومشت لغرفة التوأم وطلت تشوف حنين نايمه
التفتت باتجاه غرفة راجح و حصة تسمع صوت الهدوء وتأففت ما تدري وش تسوي
التفتت لصوت مشاري: وش فيك!
وجد فزت بتوتر: ما رحت بيتكم مع هاجر؟
نفى: نمت هنا
توترت و صدّت و عقد مشاري حاجبه: وش فيك؟
وجد ناظرت جواله بين يدينه تدري إنه لو يفتحه راح يشوف كل شيء
وجد ناظرت حولها: تعال نتكلم برا
مشت تسرع بخطواتها للحديقة و مشى خلفها باستغراب
وقفت وجد بالحديقه ورفعت راسها تاخذ نفس، مو مصدقة الصور والخبر المُلفّق اللي قرأته
وسأل مشاري بقل صبر: تكلمي وش صاير!
وجد ناظرته ثواني ومدّت جوالها له وتقدم بياخذه وابتعدت بتردد
ونطقت: اوعدني ما تعصب وتفهم الموضوع!
ابتسم ياخذ الجوال من يدها: هدّيها بس
سكتت وجد تشوفه يناظر الجوال ولانت ملامحه من شاف صورة هاجر واقفه بجنب فواز ورفع نظراته لوجد بعدم فهم
وجد نطقت بسرعة: كانت تشتري لنا من الكافتيريا، مافي شيء بينهم مو مثل المكتوب! ما بينهم علاقة والله هاجر مو راعية هالسوالف…
قاطعها مشاري: وانتِ تحسبيني شاك إن بينهم شيء؟
وجد زمّت شفايفها تشوفه يمد لها الجوال بتنهيده
وكمل كلامه: بكلم فواز يتصرف مع الصحيفة اللي نشرت الصور قبل يشوفها أبوي
وجد: يعني انت مو معصب؟
مشاري سكت يشوف نظرات القلق منها وأشّر على الجوال: مين اللي بالصورة؟
وجد: هاجر
مشاري هز راسه: لأنها هاجر ما عصبت
وجد ابتسمت بخفوت، وكمّل مشاري: هاجر اختي، ترسم حدودها و تفرض احترامها بكل مكان تمرّه، و فواز خويّي وأعرفه
وجد تنهدت براحه: خفت والله
مشاري أخذ جواله يتصل على فواز: خافي من أبوي، ما راح يعدّي فكرة إن صور هاجر منتشره
وجد مشت جنبه تشوفه يمشي باتجاه سيارته ينتظر رد فواز
ونطقت بخوف: بيشوفها أكيد
مشاري ركب السياره: لازم أروح البيت
وقفت تشوفه يشغل السيارة و رفعت صوتها: طمني! بنتظرك بالفندق
أسرع مشاري يتجه لبيتهم يناظر طريقه ثواني و ثواني يناظر جواله ينتظر رد من فواز اللي منشغل عن جواله
تأفف و اتصل على هاجر اللي كانت في المطبخ لوحدها
ابتسمت من انتبهت لاتصال مشاري وردت: ميشو
مشاري: وينك؟
هاجر استغربت صوته: في بيتنا وين بكون يعني؟ وش فيك؟
مشاري شدّ على الدركسون: أبوي صاحي؟
هاجر ناظرت تهاني اللي دخلت المطبخ تاخذ من السلطة اللي جهّزتها هاجر لفطورهم
ونطقت تسأل تهاني: أبوي صحى؟
تهاني اللي لابسه عبايتها متجهزه لدوامها هزت راسها بالإيجاب
هاجر جاوبت مشاري: صاحي، راح ياخذ تهاني للجامعة، ليه تسأل؟
مشاري: أنا جاي الحين
هاجر ابتسمت: تعال افطر معي سويت السلطه اللي تحبها
قطع عليها صوت أبوها العالي: هاجر!
هاجر رفعت راسها باستغراب: هلا يبه
قفل مشاري المكالمه تزامن مع وقوفه قدام بيتهم و نزل يسرع بخطواته للمدخل

بنفس الوقت انفتح باب المزرعة ودخل عناد مع وتين راجعين من مزرعتهم بعد ما قضوا ليلتهم وناموا فيها
مشت وتين شايله بيدها ألبومات تايلور سويفت و بعض أغراضها من غرفتها
والتفت عناد يناظرها: لو تطاوعيني وتبيعين هالألبومات
وتين: اسكت عناد اسكت
ضحك والتفت يسمع الهدوء بالمزرعة: شكل محد صاحي
وتين دخلت تهمس: روح البس لا تتأخر على الدوام
وصلهم صوت وجد: بسم الله من وين جايين!
وتين فزّت، والتفت عناد: كنا بالمزرعة…
وتين قاطعته ترفع الأغراض: جبت أغراض احتاجها
ابتسم عناد ومشى من انتبه للساعة ودخل الغرفة يتجهز للدوام
والتفتت وتين لوجد: وانتِ ما عندك دوام ليش للحين ما رحتي؟
وجد تنهدت: بروح الحين
وتين عقدت حاجبها: صاير شيء؟

صرخ حاتم يدفع هاجر اللي ارتدّ جسدها على الجدار: تسألين وش صاير بعد؟ لك وجه تسألين
تهاني قربت برعب: يبه وش فيك!
قاطعها حاتم يتقدم لهاجر يسحبها من شعرها: وش كنتِ تسوين مع فواز!
بكت هاجر بألم تحاول تبعد يد أبوها عن شعرها وصرخ حاتم بجنون يضربها
دخل مشاري يركض باتجاه هاجر يسحبها من يدين حاتم
ووقفت هاجر خلفه تحتمي فيه برعب من جنون وغضب أبوها اللي صرخ: وخر يا مشاري! وخر
مشاري نفى، وصرخ حاتم بوجهه: وخر خلني اتفاهم معها!
مشاري: تفاهم معي أنا
حاتم رفع الجوال اللي يعرض صورة هاجر مع فواز وصرخ: عاجبك اللي تسويه!
مشاري ارتفع صوته: هاجر ما سوت شيء غلط
رفع حاتم يده يصفع مشاري بكل قوته و لفّ وجهه بجمود وبكت هاجر تشد على ثوب مشاري اللي ما نطق بكلمه
وكمّل حاتم بغضب: ما عندك غيره على اختك؟ ربّيتك كذا يا رخمه؟ تشوف صورتها مع رجّال غريب و تقول ما سوت شيء؟
هاجر ببكاء: كنت اطلب من الكافتيريا ما بيني وبينه شيء والله ما أعرفه حتى
قاطعها حاتم بصرخه: انطمي
دخلت فاطمة برعب من وصلتها أصواتهم: وش فيكم!
حاتم بغضب: فضحتينا! صورك بكل مكان
مشاري بهدوء: بكلم فواز، ما تغيب الشمس إلا و الصور محذوفه
مسك حاتم ياقة مشاري: الحين تنحذف، الحين!
فاطمة تقدمت تسحب حاتم تدري إنه مو بوعيه و الغضب أعمى عينه، تدري إن حاتم له أيام مضغوط نفسيًا من موضوع مرض أبوه و ضغوطات الشغل، تدري إنه من أتفه شيء يثور غضب و يفرّغ عصبيته على اللي حوله
فاطمة: اهدأ، تعوذ من ابليس
تراجع حاتم يمسح وجهه بتنهيده تحت نظرات تهاني اللي تقدمت تمسح على كتف هاجر تهدّيها
وسحب مشاري ذراع هاجر يطلع من المكان ويبتعد عن عيون أبوه
ركب السيارة و ركبت هاجر جنبه بعد ما لبست عبايتها بعجله
ترتجف يدينها و تعيش شعور الخوف من أبوها لأول مرة
التفت مشاري يشوفها تمسح دموعها وتاخذ نفس بين شهقاتها
والتفتت تناظره بين دموعها: مشاري والله ما بيني وبينه شيء
مشاري هز راسه: أدري ما عليك من أبوي هو معصب الحين، ابعدي عن عينه هالفترة لين يهدأ الموضوع
هاجر ببكاء: والصور؟
مشاري ناظرها: بتنحذف! ولو ما انحذفت بحرق اللي صوّرها
مسحت دموعها هاجر تهدّي نفسها والتفت مشاري من وصلته رسالة من وجد اللي دخلت الفندق وجلست بمطعم الموظفين تنتظر وتهز رجلها بتوتر

في مكان ثاني
انفتح باب الغرفة ودخلت تشوفه منحني يربط حبال جزمته
وتقدمت تضربه على راسه بتكرار: يا لعّاب! يا مينون!
ابتعد عنها يمسك راسه بألم: خير!
شموخ التفتت تسكر الباب وناظرته: هاجر اخت مشاري! هاجر يا فواز ما لقيت إلا هالمسكينه
فواز عقد حاجبه بعدم فهم: وش فيها هاجر
شموخ: وينك عن جوالك يا بطل السلّة يا فخر البحرين!
فواز التفت يدوّر جواله بارتباك و أخذه يشوف اتصالات مشاري
يسمع شموخ اللي نطقت: يا ويلك من أبوي والله إن يحشرك وسط السلة
فتح فواز الصورة ووسع عيونه بصدمه ونطق يشتم بغضب، وعقدت حاجبها شموخ تشوفه يتصل على مشاري ويحوم بالغرفة بارتباك
وصله الرد بثواني و نطق فواز: مشاري والله ما
قاطعه مشاري: لا تبرّر، اذا باقي في الخُبر لازم أشوفك
فواز مسح على شعره بتوتر: وينك انت بجيك
مشاري رفع نظراته لمبنى الفندق: تعال الفندق
شموخ نطقت من قفل المكالمه: بتروح له؟ بيذبحك يا مينون
مشى فواز ما يشوف طريقه ولا يسمع اللي حوله كل تفكيره بإنه ورّط هاجر معه، يلوم نفسه على إهماله، ووقوفه مع هاجر بين عيون اللي حوله، ما يدري كيف تخلّى عن حذره و كلّمها و ابتسم لها بمكان عام رغم إنه حذر بالتعامل مع اللي حوله ومُحافظ على سمعته كلاعب مشهور لكن هالمرة كانت غير، كل شيء غير.
تعليقات