📌 روايات متفرقة

رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل الخامس عشر 15 بقلم مجهول

رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل الخامس عشر 15 بقلم مجهول

رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب pdf الفصل الخامس عشر 15 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب pdf الخامس عشر 15 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل الخامس عشر 15 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم  رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الخامس عشر 15

رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل الخامس عشر 15 بقلم مجهول

رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل الخامس عشر 15 بقلم مجهول

توجهت للملحق وهي تتأمّل أنواره لثواني بإستغراب وتو تستوعب إنها ما هاوشت نهيّان على تعليقه للجرس لو كان هو ووش يبي عشان يعلّق عليه بهالشكل ، رفعت حواجبها لثواني بإستغراب أبوها عمره ما ترك الملحق مفتوح بهالشكل ، عمره ما ترك كلّ الشبابيك مفتوحة وعمره ما كان الباب مفتوح نصفه بهالشكل ولا حتى أنواره الخارجية مفتوحة بهالشكل ولهالسبب سكنت ملامحها بتخوّف : يارب لا
كان خوفها مو من الملحق نفسه ، خوفها إنّ يكون بداخل هالملحق أحد وشافها وشاف نصّار ووقوفهم بهالشكل وهزت راسها بالنفي تلغي هواجيسها : البنات بالسيارة ، ونهيّان تو دخل مستحيل يكون فيه أحد هنـ
مدت يدها لأزرار لمبات الصالة بتشغّلها وتتأكد إنّ مافيه أحد لكنها بمجرد ما ضغطت على أول لمبة تنّورها تعالى صراخهم بشكل فجعها هي تصرخ بدورها من رعبها ، غطّت شفايفها بذهول من المنظر يلي تشوفه قدامها ، من ضحكات البنات يلي تتعالى عليها وإن توق كانت تصّور لكنها من الضحك ما عاد تمسك الكاميرا ورقّت نظرتها مباشرة من تجهيزاتهم : مو منجدكم !
إبتسمت وسن بعبط وهي مسرورة على المنظر يلي شافته : سبقنا نصّار يخطف عقلك الله يصلحه بس يلا ماعليه
سكنت ملامحها بذهول ، وضحكت درة : على بالك ما شفنا يعني ؟ لا شفنا وتأمّلنا وانبسطنا كمان ياعزتي له الله يحمي عظامه يارب
_
« بيـت تركـي »
دخلت سلاف على غرفة قصيد بهدوء : ينادونك
ناظرت أمها لثواني برجاء تتركها على راحتها لكن نظرة سلاف كانت متقّدة بالغضب ، بالزعل الشديد يلي ما يُستر ولا لها نية تسترها إنما حلفت عليها يمين تعظيم ما تلبس شيءّ يغطي يديها وبتضطر تنزل لهم وتلقى منهم سيول الغضب والأسئلة من جديد وأكثر من أمها ، هزت راسها بإيه من رجعت سلاف تتوجه للخارج وتتركها لوحدها وعضّت شفايفها تهدّي من نفسها لأوّل مرة بحياتها تكذب على أمها وما تدري لكنها ما تقدر تقول الحقيقة ، ما تقدر تقول لها من صقر ذيّاب ويتبعها بيان إنه مو أيّ صقر إنما صقر سطّر أول لقاء بينهم وأوجع لقاء ، صقر من المعرض يلي تلاقت عينها بعينه أوّل مرة بعد سنين ، ما تقدر تقول لها إنّ حالها ما إختلف بعد هالجروح إنما قبلها من أوّل مرة لمس فيها ظهرها يثبّتها ، يطلبها تثبت عينها بعينه وبتثبت معاه ، ما تقدر تقول لها جرحني عنده وبين خيامه وبحضنه وتكشف المستور ، ما تقدر تقول إنها خبّت هالجروح عن أبوها وما تخبّت عن ذياب يلي هو ضمّدها لها ، هو إشترى ضمادها والمرهم ، وهو يتحسسّ جروحها بكلّ لقاء وهمه الشاغل يدّها ، ما تقدر تقول الحكاية ناقصة ، ولا تقدر تقول أساسها وما يبقى عندها خافي لكنّها إختارت حل بين الـ
_
حل بين الكذب والصدق ، ما قالت الحدث كامل لكن قالت " بالمخيم مع البنات " وذكرت بين الحديث إن المكان مليان شباك وحديد وإنها ركبت على خيل ما ذكرت إنه خيل ذيّاب لكنها قالت من كلّ بحر قطرة ، رميت لأمها ألف خيط لو جمّعتها مع بعض بتطلع بجواب وحيد إنها طاحت على مجموعة شِباك وجرّحت يدها بهالشكل وبالنسبة لقصيد هالحكاية شبه مقنعة ولو إنها ما تمشي على سلاف ولا بتمشي على تركي ولا على أي أحد فيهم ..
عدلت نفسها بهدوء وهي ما تذكر بمرة من فترة طويلة حسّت بمثل هالشعور بداخلها ، من أوّل صحيتها زعلت من ذياب زعل كانت تحاول تداريه وتخففّه على نفسها بإنه عادي وطبيعي لكنّه ما يقرب العادي هي يتضاعف شعورها تجاه أيّ شيء منه ولا تدري وش تفسر هالأمر لكنه يهكلها وأهلكتها أمها أكثر بهالموضوع وكشف الحكاية وإنها من غضبها منها وإنها تخفي هالآثار طلّعت لها لبس بنفسها حتى لجلوسها معاهم وإضطرت قصيد تلبسه طواعية عشان ما يزيد غضب أمها أكثر ، أخذت نفس لثواني وهي تحاول تدور القوة بنفسها أو تحاول تعدّل من شعورها لو شوي لكنّها تهلك بكل دقيقة تمر أكثر هي كيف بتقابلهم تحت وهم لأبسط الجرح يفزوّن كيف هالآثار وكيف تبررها وكيف تداري قلبها بنفسها بدون لا يداريه أحد هالشيء ما تعوّدته هي ، ما تعرف تداري قلبها بنفسها لكنّ فيها زعل العالمين يلي ما تبيه يوضح لهم ، ولا لأيّ أحد منهم كلهم ..
خرجت من غرفتها تسكر الباب خلفها ، وصعد عذبي أخوها من الأسفل وإبتسم : أخيراً تركتي البلوفرات !
لا شعورياً خبت يدّها خلف ظهرها ، وإبتسم عذبي لثواني : عادي أمدحك ؟ ودي أمدحك لشهر قدام حتى ولبسك توب وبنطلون بس إشتقت أشوفك كذا مرتبة
إبتسمت لثواني : ليش يعني الفترة يلي مرّت كلها ما كنت مرتبة ؟
هز راسه بالنفي : كنتي مرتبة ، بس أول مرة تطولين على ملابس كذا كل يوم ثقيل كل يوم ثقيل ما تتحملينه
كان هالحوار كله تحت أنظار سلاف يلي لمحت بنتها كيف خبّت يدها عن أخوها وهنا تبدّلت كل موازينها يمكن ما خبّت الجرح عنهم لأن لحكايته أثر أو لسبب آخر ، يمكن خبّته عنهم خجل مثل ما خبّت جرح بطفولتها لأنه " يشوهها " برأيها وهنا تبدّل ميزان التفكير عندها : قصيد
رفعت نظرها لأمها ، وتذكر عذبي المتوجه لغرفته : جاب لك تركي يلي تبينه وبيمشي إلحقي عليه
ناظرت أمها لثواني بهدوء : بنزل عندهم
هزت راسها بإيه :…
_↚
هزت راسها بإيه : بتنزلين عندهم ، بس إلبسي شيء ثاني لو ما ودك يشوفونه ما بقولك شيء ولا بقول لأبوك
ناظرتها لثواني طويلة فيه شيء اختلف بأمها ما تدري وش تصنّفه ووش تقوله ولا هو مريح بالنسبة لها لكنها ما بتعاند ، ما فيها حيل يتحمّل قلقهم هم وهي بالنسبة لها اليوم كله مليان قلق ما تطيقه وتبي نفسها ، بس نفسها ..
رجعت تلبس بلوزة أكمامها طويلة بدل التوب يلي كانت لابسته ، ونزلت للأسفل وهي تسمع نقاشهم المحتدم والواضح إنه بخصوص الشغل لدرجة إنهم ما إنتبهوا لنزولها أو هي نجح تواريها وما قدروا ينتبهون لها ..
توجهت لتركي أخوها وهي تجلس على ذراع الكنبة يلي هو عليها وهمست : كم شكراً تكفيك ؟
رفع نظره لها بهدوء : ولا مليون شكراً ، نتفاهم لا رجعتي
ناظرته لثواني وهي ما تدري تفلت من مين ومين يمسكها ، وما كان منها كلام لكن مرّ الزعل بعينها ولهالسبب تراجع عن كلمته لأنها رجعت نظرتها طبيعية تجول عليهم لكن هو لمحها : لا تزعلين
إبتسمت وهي تهز راسها بالنفي بمعنى ما زعلت ولا حزّ بخاطرها ، وشدّت على كتفه لثواني : ما زعلت
رجعت توقف تتوجه للأعلى ، لغرفتها تقفّل الباب خلفها لكن تبعها تركي وهو يحس بشيء غريب وبالفعل أُكّدت شكوكه من جلوس أمه وسلاف بالصالة قدام غرفتها ومن نظراتهم على بابها لكنه ما بيسأل الحين ولا يقول شيء ..
نيّارا : جبت لها هدية ورد ؟
هز راسه بإيه وهو ينزل للأسفل فقط ، ورجعت نيّارا نظرها على سلاف لثواني وتنهّدت : إن قلتي لها خلاص لا تروحين بيشكّ تركي أكثر ، هو من البداية معارض بعدين غيرتي رأيه والحين ما تقدرين تمنعين البنت وتقولين له بدون سبب ماهو غبي يمشيّها
عضت سلاف شفايفها لثواني : طيّرت عقلي من مكانه وما ودي أقول لتركي نهائياً ، بفهم أنا بالبداية ..
_
أخذت نفس من أعماقها وهي تترك الكيس على الكرسي ، وتوجهت لدولاب ملابسها تطلع لنفسها فستان آخر وما زان بعينها شيء إلا فُستان أسود ما يكشف منها شيء لكنّه يغطي يديها وهذا المهم عندها ..
تركته على السرير وهي من حكي وسن ورسالتها الأخيرة إنّ كلهم البنات وإنها هي أساساً ما بتطول ما بتتقيّد أو تلبس شيء أكثر من كونها جمعة بنات نهائياً لأنها على نفسيتها حالياً يمكن حتى العباية ما تنزلها مجرد تنفيذ لحكي أمها وإنها لازم تقدّر ورد وبس ..
عدلت شعرها وهي تلبس الفستان ، ودخل فهد : قصيد
ناظرته لثواني ، وتنهّد : سحبوا بطاقتي وفلوسي ومفتاح السيارة لأني بالغلط ناقشتهم بشكل أكبر من إستيعابهم وصرت قليل أدب ، تعطيني وما تقولين لهم ؟
هزت راسها بإيه : بالشنطة ، وهاتها لي مرة وحدة
ناظرها لثواني وهو يـ
_
-
ناظرها لثواني يتوجه للدولاب : أي وحدة
سكرت قصيد الحلق بأذنها : الأسود
نزلها لها وهو يمشي لناحيتها ، وعدلت فستانها لثواني وهي تلمح نظرات أمها لها من الصالة لأن فهد ما سكّر الباب وما طاوعها قلبها إنها ما تسألها : أغيّر ؟
هزت سلاف راسها بالنفي ، وإبتسمت نيّارا تتنهد : لا تقسين عليها ، عندها أسبابها ومصيرها تتكلم
عضّت شفايفها وهي تشتت أنظارها عن قصيد يلي لبست عبايتها : فيها شيء مو طبيعي
ناظرتها نيّارا : مو طبيعي ؟ وش بيكون طبيعي بعد كل هالضغط سلاف حرام عليك البنت بين يدينا كبرت بعمرها ما صار لها كذا ، ما تنلام لو إختلفت شوي بس شوفي ما بكت ، ولا عارضتك بشيء
ناظرتها سلاف لثواني ، وطلعت قصيد تنزل للأسفل ووقف أبوها يلي يعدل ثوبه لكنه عصّب مباشرة : فهد
رفع يده بإشارة إنه ما أخذ شيء : شفيك عليّ إنت ما معي شيء ! بطلع خلاص ما تبوني إنتم ما تتقبّلون رأ
ما كمّل جملته من رمى أبوه العلبة يلي بجنبه كلها عليه ، وركض للخارج بينما قصيد ما حرّكت ساكن نهائياً وناظرها عذبي أبوها : تعالي
توجهت له تنحني لخدّه تقبله ، وإبتسم بهمس : العصبية عليهم بس لا تحاتين ، لا أوصيج زين ؟
إبتسمت تقبل خده الآخر ، وعدلت وقوفها من أبوها يلي سكر جواله : مشينا
أخذت نفس تتبعه لسيارته وبكل خطوة هي تخطيها يزيد نبضها بشكل تدري إنّ خلفه شيء وبالفعل بمجرد ركوبها ، وبمجرد ما حرّك يبتعد عن البيت نطق بهدوء : وش صار
ناظرته لثواني ، وهز راسه بإيه : ما تتوقعين إني بصدق كلام أمك إن مافيها شيء وإنتِ مافيك شيء وهي جات ترجف ورقة بين يديني
سكن قلبها كله تشدّ على شنطتها من التوتر : بابا
ناظرها لثواني بمعنى إنه ما بيقبل مراوغاتها هو يبي حروفها ، وقبل تتبدّل حتى لغتها نطق بصرامة : ولا تكلّميني إلا بالعربي
_
« عنـد ذيّـاب »
تنّفس من أعماق داخله هو يبي له عشر صدور توسع التنهيدة يلي ودّها تطلع من جوفه ، من حرقته اللامُتناهية هو كل ما قال خفّ يلاقيه زاد نار وتطري على باله هيّ تترك كل ما بداخله يتبدّل للهيب لامُتناهي هو رجع الرياض يقرّب مسافته منها لكن وش يضمّنه إنّه ما تأخر وأخذ الزعل منها نصيب كثير يمكن يردّ حتى خطوته عنها مثل ما كانت تصدّه بطفولتها وقت يزعلها ، رجع لكنّه حتى البيت ما يبيه هو يبي يثبّت خطوته بالبداية ويلاقيها ثم الباقي تباعاً ..
مد يده للمنشفة بجنبه يجففّ شعره ، ورفع حواجبه من صوت جواله وفتحه يشيّك على الرسائل من الخارج وسكنت ملامحه من آخر رسالة غطى إشعارها على الباقي وما كانت إلاّ من بن مساعد تمتليّ بالشماتة " مبروك تثبيت القيد ، قلتلك الوزارة ماهي للبدو الهمج "
_
إبتسم يسكر جواله يرميه على السرير خلفه ويمسح على ملامحه بمحاولة منه للهدوء والتركيز ، كانت ثواني ما طلع من ملامحه تعبير إلا إبتسامة هي سخرية ، هي وعيد ، هي غضب ما يدريّ وما عاد يدري من بدون شعور منّه رفع أقرب شيء بجنبه يكسره بالجدار قدامه بكلّ قوته يناثر زجاجه وسكنت ملامح نصّار يلي كان داخل مع الباب بذهول لكنّه فز برعب من الزجاج يلي تتاثر بجنبه يرجع خطوته للخلف : أخو ذيّاب ! ولـد
عضّ شفايفه بهدوء وهو يمسح على شنبه : جاك شيء ؟
هز راسه بالنفي بذهول : إنت وش جاك ! وش صار
هز ذياب راسه بالنفي بدون جواب وهو يترك منشفته بعيد ، وأخذ شماغه وعقاله وسكنت ملامح نصّار كلها فيه شيء ما يدري عنه لكن من ملامح صاحبه هو ما ياخذ حقّ ولا باطل : بتمشي
هز راسه بإيه ، وسكنت ملامح نصّار لثواني بذهول : مانمت ! ولد إنت تتعاطى شيء تاخذ شيء مو معقول
ناظره لثواني وهو يهز راسه بإيه ، وسكنت ملامح نصّار بذهول يتبعه للخارج : ذياب لا تستهبل معي ! صادق
فتح ذيّاب سيارته وهو يرمي شماغه بداخلها : برجع لك
نصّار : بجي معك ! بجي معك بس إنتظرني دقيقة
هز راسه بالنفي : بتقعد هنا إنت ، برجع لك أنا
تنهّد ينزل يده بقلّ حيلة وذهول من صاحبه ، ورجع للداخل هو للآن ما يدري وش صار له ووش حصل له لكنّ وقف بلحظة إستيعاب بينه وبين نفسه : وش بقى ما صار له ؟
ناظر الزجاج المتناثر على الأرض ، وترك جواله على الطاولة وهو للآن ما يستوعب شيء ومشت خطوته للداخل ما إنتبه إنّ جواله كان صامت ، وإنه بمجرد دخوله للداخل نوّرت شاشته بإسم عمه حاكم ..
_
« عنـد ذياب »
ضحك بسخرية وهو ياخذ نفس من أعماق قلبه لثواني بسيطة جاء الرياض يخففّ عن نفسه نيران أحداث البرّ ، ويوصله هالحدث يزيد ناره لكنّه كان يتوقعه ، يتوقّعه وينتظره وكلّه بجهة أخرى لكن شماتة بن مساعد فيه لا تُغتفر .. ما يهمّه صحيح ، لكن بيربيّه ويأكّد له "البدو الهمج " وش ممكن يسوون بقوله ، رد على جواله من نّورت شاشته بإسم أبوه ونطق حاكم القَلِق مباشرة : وينك فيه
عضّ شفايفه وما كان يحتاج من أبوه جملة أكثر من هالسؤال لجل يعرف إن الخبر عنده : تبي شيء ؟
شدّ حاكم على الكرسي يلي قدامه : الوزارة ما تقربّها
إبتسم ذياب بهدوء : على خشمي
شددّ حاكم بنطقه بتأكيد : ذياب سمعتني ! الوزارة وابن امه منها ما تقرّبهم تسمع ؟ وينك فيه الحين
هز راسه بالنفي بهدوء : الوزارة ما بقربها إبشر ، لكن فيه بني آدم بحلق شنبه وأجيك وين ما تبي
_
« بيـت حاكم »
نزلت بمجرد وقوف أبوها عند بيت عمّها وهي ممنونة أشد الإمتنان للشخص يلي إتّصل على أبوها مباشرة بعد ما نطق بكلّ صرامة لها يطلبها تكلّمه بالعربي لأنّ وعيده وتحقيقه ما يبيه يُراوغ بلغة أخرى تتهرّب فيها منه ، كانت نواياه شديدة وصرامته أشّد لدرجة إنها متأكدة لو قال لها كلمة وحيدة هي بتنهار بدون حيل ولا حُصون منيعة منّه لكنّها رُحمت من هالإتصال يلي ما فهمت نصه ، حتى رُبعه من غموض أبوها فيه وما تدري عن مين يتكلّم بالضبط ومو عادتها ما تسأله وقت تمتلي قلق وفضول لكنها هالمرة تبي الهروب منه ما بتجلس وتسأله تقلب الطاولة على نفسها يرجع يحاصرها من جديد ..
قربت بتسكر الباب لكنّه نزل الجوال عن إذنه يعطي الشخص الآخر كتم : إدخلي قبلي
سكنت ملامحها لثواني من فتح الباب ينزل ، وما تدري ليه حسّت بسوء ما يوصف بشعورها من الرجفة يلي حسّتها بقلبها ، ونزلت تسبق خطوة أبوها لأوّل أسوار البيت ووقف تركي على بداية البوابة الخارجية ما دخل مثلها : وريني وجهك
نزلت طرحتها لأكتافها ، وما نطق أبوها بكلمة أكثر يرجع للسيارة يمشي وعضّت شفايفها هو كان يبي يعرف لو ملامحها تبيّن شيء والواضح إنها قدرت تتخبّى عنه وتبيّن إنّ كل شيء فيها عادي وأخذت نفس من أعماق قلبها من الشعور الفضيع يلي تحسّه هي وقت وقفت الحين وسط الساحة ، ومشى أبوها ، وما دخلت عندهم للآن ما تدري وش النزعة يلي حسّت فيها إنّ ودها ترجع خطاها للخلف تبتعد عن هالمكان وعنّهم كلهم ..
وقفت ديم يلي طلعت من الملحق وهي تشوف قصيد ، وإبتسمت مباشرة : يا أهلاً ! ننتظر منك خبر من أوّل
إستوعبت نفسها مباشرة ، وإبتسمت بخفوت : أهلين
توجهت ديم لها تسلّم عليها : البنات ما جوّ معاك ؟
هزت راسها بالنفي : لا نومهم ملخبط من أمس
إبتسمت بخفيف : المهم إنتِ ورد تسأل عنك وقلنا إنّنا ما قلنا لك ، تسوين لها سبرايز إنتِ بدورك
إبتسمت قصيد ، وكمّلت ديم : بالملحق هنا البنات ، بدخل البيت أنا بجيب كم شيء وإدخلي إنتِ عندهم
قصيـد : تمام
إبتسمت ديم تتركها وتتوجه للبيت ، وأخذت قصيد نفس من أعماقها تتوجه للملحق الخارجي يلي وقّف خطوتها بداية من شكله هي شافته على مرّ السنين وبطفولتها وقت كان يتشيّد لكن ما قد دخلته ..
جمّعت نفسها : قصيد وش هالمشاعر الكثيرة ؟
دخلت للداخل وهي من هدوئها وغرابتها اليوم حتى صوت إزعاجهم الطبيعي حسّته صاخب وأكثر من فتحت الباب يلي أساساً كان مفتوح على أقلّ من مهلها ، طاحت عينها بداية على وسن يلي فزّت لها مباشرة : يا أهلين ! نورّتينا تصدقين على بالي ما بتجين قلت بعطيك ساعة زيادة وأداهمك بذيّاب خلاص مافي وقت
_
مدت وسن يدها بإشارة إنها تبي عباية قصيد ، ونزلتها رغم إنّ ودها تغرق بداخلها وضحكت وسن : بتشوفين ورد مخطوفة من نفسها الحين ، والسبب بيصدمك صح صارت لها مفاجأة منّا وبتصير لها مفاجأة منك بس بيننا وبينك صار لها موقف يغطي علينا كلنا
ناظرتها لثواني بإستغراب ، وضحكت وسن تبتعد عنها وثبّتت قصيد خطوتها بهمس لنفسها : ساعة زمان
عدلت نفسها ترجع ترسم إبتسامة بثغرها وتتوجه لورد يلي تضحك على درة وجود ورقصهم لكنها شهقت مباشرة من لمحت قصيد توقف لها ، تضمّها مباشرة : جيّتك بالدنيا تدرين ! ليش ما قلتي لي
إبتسمت قصيد لثواني : نزوّد عليك شوي ولو إنّ وسن لمحت لي إنّ جاك يلي يكفيك
ناظرتها لثواني بإحراج وهي تهمس : تكفين مو قادرة أسويّ شيء ودي أهرب ، بس أهرب من هنا
إبتسمت قصيد بهمس لداخلها : ليت
ضحكت درة وهي توقّف ورد معاها : لازم ترقصين عالأحزان بما إنّ عمي حاكم للآن ما رجع وللآن شكله ما شمّ خبر ، إستغلي دام الفرح قدامك ما جاك تحقيق
ناظرتها ورد برجاء : درّة ما شافني ما شافني يتهيأ لكم
هزت درة راسها بالنفي : شفنا طرف فستانك إحنا ياحبيبتي ، وشفنا عيونه طارت وصلت الإمارات وتقولين ما شافك ؟
_
« بالداخـل »
أخذت الشاحن من غرفة ورد وهي تنزل للأسفل ، ووقفت خطوتها تدخل تحت الدرج مباشرة من صوت نهيّان يلي نازل يركض مع الدرج ويكلّم بجواله وسكنت ملامحها بهمس : على أساس مشى !
ما تكلّمت كلمة أكثر هي تسمعه يكلّم لكن ما تدري يكلّم مين بالضبط وسكن قلبها من ضحكاته المتتالية : ما شفتيني بالملعب أمس ؟ إيه سحبت عليهم كلهم وما جيت بس بجي أنام عندكم اليوم ولا تزعلين
ما تغيّرت ملامحها ، ولا حسّت بشعور إلا التقرّف الشديد يلي ما تعرف كيف تصرفّه ولا ودها تسمع باقي المكالمة ودها تطلع بأسرع وقت لكنها ما تقدر كل الأبواب تقابل الدرج يلي هي تحته وهو بالوسط ما تقدر تتخطّاه ، مر مكتب أبوه وهنا كانت فرصتها تطلع من تحت الدرج ركض للخارج ورفع حواجبه لأنه دخل يتعطّر من عطور أبوه يلي بالمكتب لكنه كان جنب الباب وسمع صوت الكعب وركضها : ورد ؟
مد نظره للباب يلي يُفتح على جهة الملحق وهو يشوفه تسكّر توه ، وتوجه للشباك يبعد ستارته بإستغراب وسكنت ملامحه مباشرة : بعدين أكلمك
_
قفل وهو يشوف أبوه داخل البيت بكل غضبه وما تكلّم بكلمة إنما دخل مكتبه وكان على وشك يقفّل الباب لكنه إنتبه لوجود نهيّان ورجع يشدّ على قبضة الباب من لمحه بالزاوية وجنب الشباك : وش تسوي هنا !
ناظره لثواني بذهول من غضبه يلي نفضه : ماشي الحين والله بمشي بس جيت بـ
قطع جملته من قفل أبوه الباب بوجهه بدون مقدمات ، وتنحنح نهيّان يعدل لبسه ويطلع مباشرة يسكر الباب خلفه : نشتري السلامة لو هي بمليون والله ما جلست
طلع من البيت وهو يتصل على ذيّاب لأن مستحيل أحد يوصّل أبوه لهالحال غيره ومن ما ردّ عليه ذياب تأكّدت شكوكه ، سكنت خطوته لثواني بإستيعاب بإنّ سيارته مع نصّار يلي مشى وما رجع : ياعقلي الطايّر ! بعدين نصّار هجّته ماهي طبيعية لكن هل أنا بلومه ؟ ما بلومه مستحيل
توجه لمكان الحارس : معاك مفتاح السيارة الثانية ؟
هز الحارس راسه بالنفي : سلّمت كل المفاتيح للوالد
ميّل شفايفه وهو يطقطق أصابعه : يعطيك العافية
أبعد عن مكان الحارس لثواني وهو يتأمّل بيتهم : لو دخلت قلت له عطني المفتاح بيدفنّي بمحلي ، ودباب نصّار يرعبني ما أقدر عليه وأخاف يموت من قهره ، ورد لو طلعتها له من عند البنات هو بيدفنها على لبسها
تنهّد لثواني وهو يرفع يده لشعره : الله يسامحك يانصّار
طلع الحارس من مكانه ، ولف نهيّان أنظاره له : ماشي ياحبيبي ؟ خلّص دوامك ؟
هز راسه بإيه : الوالد ناداني اليوم عشانه ماهو موجود ، قال لا رجعت خلاص ينتهي دوامك وتوه قال روّح
إبتسم نهيّان وهو يهز راسه بإيه وترددّ : الله يقويك ، ما ودي أكلّف عليك الصراحة بس تاخذني معك ؟
ضحك الحارس لأنه تردد ألف مرة ونطق " تاخذني معك " بطريقة مضحكة كأنّ لو قال له لا بينتهي كونه : آخذك
« عنـد ذيّـاب »
وقف عند بيت بن مساعد وهو يشوفه على وشك يركب سيارته وبجنبه أحد لكن وقفت نظرته من لمح ذيّاب يلي ما همّه شيء الحين من مشيه تجاهه ومن نطق يزلزل كونه : ما بتروح مكان ، مو وأنا جايّ هالمسافة أردّ عليك
سكر باب سيارته وهو يرجع بخطوته له مباشرة ، ورصّ على أسنانه : وصل ردّك الله يبارك فيني تستاهله وأقلّ ما يجيك ، بس دامك تعنيّت الجية بقولك إنت إنفصلت من سواياك لا تجي ترّدها فيني وتسترجـ
مسك ياقته بدون ما يسمح له يكمّل ، وتغيّرت نظرة سامي للغضب مباشرة يرصّ على أسنانه : أهلي بالسيارة ، تبي نتفاهم بمكان ثاني ماهو هنا
ضحك ذيّاب بسخرية لثواني : لا هنا ، هنا دامي البدوي الهمجي مثل ما تقول أبكيّك قدامهم وأبكيّهم عليك ما عندي مشكلة ولا يشقيني ، الهمجي يشتقي ؟
ناظره لثواني من شد على ياقته أكثر لكنّه باقي يـ
_
لكنّه باقي يواريه عن أنظار يلي بالسيارة وتأكّد ذياب من نظرته المترددة للسيارة إنه خطف روحه بس مو نظرته بهالحركة البسيطة منّه وقبل يزوّد ، أو يسرق من بن مساعد حتى نَفسه وصله صوت من السيارة بالخلف يناديّ " سامي " ، لو ما كان صوت طفل ، ولو ما كان صوت ردّ عليه سامي بكل رعبه " جاي يابابا ، جاي " ما كان تحرّك ذياب شبر بدون ما يحلق شنبه ولهالسبب شدّ على ياقته أكثر : لا عاديت لا تعادي البدو ، حنّا راعين أصول ما أهينك قدّامهم ركز فيها لكن قسماً بالله إن جرّبت ، وقرّبت وحتى تكلّمت نتفت هالشعرتين يلي شايلها بوجهك قدامهم لو أبكيّ أميمتك عليك سمعتني ؟
نفضه منّه من غضبه ، وعضّ سامي شفايفه : تسترجل ، وتمشي كأن الدنيا لك ولأبوك إنت ثبتت قيدك بنفسك يومك رحت لبيت المحلل أمس مع أبوك تتوقع ما درينا وما وصل العلم ؟
ناظره لثواني بذهول : وجاء يفتخر بخشمه بينكم ضربني ذيّاب بن حاكم صح ؟ جابها لنفسه إنتبه لا تصير مثله أقصى طموحاتك أمد يدي عليك
ضحك بن مساعد بسخرية وهو يعدل ياقته : إنت تحسّب إنك فوق كل شيء وتلومنا لا تشمّتنا بس هذي أطباع البدو حجر مافيكم صحّ وعقل يستوعب !
إبتسم ذياب وهو يسكّر باب سيارته : إنت تبيني من الآن أمحي مكانك لا بين الرجال ولا بين الحريم ، على خشمي
« بيـت حـاكم »
إبتسمت قصيد لثواني من ضحكهم ، وسوالفهم يلي ما خفّت هم بداية سهرتهم كانت كلها رقص وأغاني وصراخ ماله حدّ والحين صارت جمعتهم دافئة أكثر ، صار جلوسهم على كنبتين فقط وديم جلست على الأرض تتكي على الطاولة خلف ظهرها لجل تسمع كل محاوراتهم ، وسن يلي تسولف ضمّت المخدة على بطنها ، ودرة متمددة وتلعب بشعر جود وتوق جنبها هي وورد يسولفون كلهم ..
إبتسمت ديم لثواني : الجو مو طبيعي تدرون ؟ كأننا بليلة شتاء ودي نطلع نجلس شوي بالجلسة وراء
هزت ورد راسها بإيه : نطلع نجلس وراء مافي أحد بالبيت نهائياً اليوم حتى أمي راحت عند خالي بتال ، قصيد ؟
إبتسمت وسن : عمي حاكم ما رجع ؟ تكفين ودّي أشوفه وودي يشوفك هو عشان بعدين لا سمح الله لو درى بالليّ حصل الله يسلّم نصار يعني يقرر العقوبة صح
ضحكت درة وهي تترك شعر جود : على هاللّبس المو عادي ؟ ما ظنتي يبقى منه شيءّ سالم
عضّت ورد شفايفها لثواني هي نقطة وتختنق من هالموضوع : قلنا ما شاف شيء ، بدون عبط بنات
هزت ديم راسها بإيه : صح ما شاف شيء ، يابنتي شاف شيء أهم من دبابه داخل ملهوف عشانه وطلع يتركه وراه وتقولين ما شاف شيء ؟ عيونه وصلت الإمارات صدق ما إستوعبتي نظرته لكن إحنا نستوعب من هنا
ضحكت وسن ، أو صرخت من ضحكها بالأصح : ..
_
: لازم عمي يشوفك اليوم ! ياعزتي له بيطير قلبه بدون شيء عشان الوجه لحاله ! غير الضلوع يلي بتطير أو حتى عيونه يمكن لأن هذا الكم من الإنكشاف وتطيح عين نصّار عليه ؟ والله يطلع عيونه عمي
عضّت ورد شفايفها : والله ما أدخل البيت إلا وغيّرت ملابسي وش هالعباطة تكفون !
وسن بجدية : ما بنقول شيء خلاص والله ، بس تكفين عديّ الضلوع يلي بتطير منه يعني شاف بنت حاكم بلبس أحلى منه مافيه ؟ شفاف من هنا وماسك من هنا ومفتوح فخذ من هنا تكفين أنا بنت وأقول ياحظ عيّني على كم الجمال هذا كيف هو ؟ جاييّنك خطّابة على طيران عيونه يلي حصل
ضحكت جود : يومين ويغنّي يا ورد محلا جمالك بين الورود
إبتسمت وهي لاقت لنفسها مخرج : بس ما يدري إنيّ ورد حاكم ، نقفّل الموضوع ممكن ؟
إختفت إبتسامة ديم يلي رجعت نظرها للأسفل كأن موضوع التمييز والإدراك يصيب قلبها ..
رجعت قصيد شعرها للخلف ، وصفّقت ورد بيديها : مشينا نطلع بالجلسة وراء ، بنات والله تفتحون الموضوع أزعل خلاص عاد يسري الصوت والله
ضحكت جود وهي توقف : هذا وهي تقول مو خايفة من أبوها لأن نّصار ما شاف
ناظرتها بنصف عينها ، ووقفت وسن تفتح الباب الخلفي يلي يودّي على الحديقة الخلفية : يلا
وقفت قصيد تعدل فستانها ، ورجفت يدها وهي تشوف رسالة من أبوها " مشغول " ورجعت تسكر الجوال تتوجه لشنطتها لكن للأسف كانت علبة البنادول الموجودة فيها فاضية بدون أي حبّة وهي على وشك تهلك من صداعها وكانت تهوّنها بإنها بتمشي لكن الواضح لا ، سكنت ملامحها من برودة اليدّ على ظهرها وناظرتها ورد بهمس : فيك شيء ؟
هزت راسها بالنفي : لا
ورد وهي تترك ظهرها : شفتك تدورين بالبنادول ، موجود بالمطبخ لو تبين
هزت راسها بالنفي : لا ماله داعي ، نطلع
ناظرتها بإصرار : روحي المطبخ تلاقينه قدامك والبنادول عالدولاب ، جيبيه كلّه ولا تقولين لي لا
قبل ترفض كلمتها جات توق تسحب ورد يلي مشيت معاها لكنّها كملت : روحي مافي أحد بابا مو موجود وذيّاب بالخيام ونهيّان نايم عند صاحبه لا تخافين بعدين البيت بيتك زوجة الذّيب
طلعت من عند البنات وهي رغم دفء جلستهم وجلوسهم إلا إنها قطعة ثلج ، بكل دقيقة يسكتون فيها البنات هي تسرح بشكل ما يتصّورونه وينهشها عقلها من التفكير ولوهلة بمجرد خروجها من الملحق هي حسّت إنّ دخل لجوفها هواء جديد ، وشعور جديد رغم برودته وترددّت ألف مرة قبل تكمّل خطوتها للبيت لكنّها مشيت بالنهاية ، فتحت الباب بعد تردد طويل وتركته مفتوح لأنها بتاخذ البنادول وتخرج ، ركضت للمطبخ وهي تشوفه على الطرف وأخذته بترجع للخلف لكن فزّ قلبها من ضربة الباب والصوت يلي زلزل كيانها من ..
_
-
من قوته يلي شدّت نبضها كله لعنقها بدون مقدمات هي ما تدري وش الباب يلي ضُرب ولا تدري وش حصل بقلبها من رعبها حتى خطوتها مو قادرة ترجع فيها للخلف وللباب الآخر تخرج منه ..
طلع حاكم من مكتبه يضرب الباب بكلّ قوته ويركض للخارج : ما قلت لا تقربه ! ما قلت لا تقربه !
عضّ شفايفه بغضب وهو يضرب باب سيارته : بقربه ! وبقرب كل بن ……. بكسر خشمه وعينه وراسه وراه ما أطلب من أحد الإذن بحياتي !
سكنت ملامحها بذهول من صوت ذيّاب الغاضب ، شتيمته المستحيلة يلي وصلتها ورجفت خطوتها من صار سمعها كله لعواصف بينه وبين أبوه لكنها ما تدرك الكلمة منهم ولا تستوعبها من ذهولها ، دخل حاكم يمنع حروفه ، وعضّ ذياب شفايفه من القهر يلي يحسّه من غضب أبوه وهو يدخل خلفه ووقفت خطوته من جلس أبوه بالصالة وتقيّدت خطوة قصيد داخل المطبخ أكثر من رعبها من صار هو قدام عينها ووقف يأشّر لأبوه على صدره : والله ، والله بسماه إنّ ما تركت الثرى يلي يمشي عليه جمره أشدّ من جمر صدري ما أكون ذيّاب ولا تردّني عن ابن امه وإنت تدري بي ! لا تردّني تصير ناري بدمّي
عدلّ حاكم جلسته بغضب : وأشوفك تحترق قدامي وأقول سم ! قلت لا تروح ! قلت لا تروح له لا تكسر خشمه لا تبكيّه إفهم ! إفهم لا ترمي لا نفسك بالنار
عضّ شفايفه من غضبه بشكل يحسّه جمر وسط حلقه ، بشكل نفّخ فيه كل عروق صبره من محاولاته للتماسك وإن نبرته ما ترتفع على أبوه هو وده يصرخ بكل قهره وشحبت ملامحها هي من عرفت هالشيءّ ولأن لو للكنب يلي يشدّ على ظهره لسان كان صرخ من ألمه من قو شدّته ، أخذ نفس يمنع غضبه جمر بداخله لكنّه يتقطع منه ومن قوّته وعضّ شفايفه يتوجه للخارج من جديد بيطلع ووقف حاكم خلفه مباشرة يتبعه ، يصرخ خلفه : ذيّـاب !
وقف قلبها كلّه من غضبه ، من الجمر يلي لمسته بجوفه ومن حرقة نظراته لأبوه هي ما تدري وش هزّ كونه وما تدري ليه توجهت خطوتها للباب بعدم إدراك منها من سمعت صوته عالي ، وصوت أبوه أعلى ومن ضرب السيارة بكل قوته لا يصرخ لكن شابت نظرته لأوّل مرة من فتحت الباب هي ، وش الجراءة يلي حرّكت خطوتها تتبعه ووش حصل بكونها صارت بلحظة عندهم ما تدري وتغيّرت نظرة حاكم مباشرة هو كان على وشك يغضب على يلي فتح الباب لكن بردت نبرته : قصيـد
سكنت ملامحها من إنتبهت إنّها فعلاً عندهم : البنات ، أنا برجع للبنـ
ما قدرت تكمّل حتى جملتها وترك هو كلّ كونه من نظرتها ، من وقوفها ومن إحتراق ملامحها ولعثمة حروفها ، ما عاد يدري وين قلبه من لمح البنادول بيدها ما يدري كيف صار قدامها تتحول نظرته من غضب لقلق : وش فيك !
رجف قلبها من حاوطت يدّه عنقها يـ
_
يشدّ نبضها كله ، لجبينها تباعاً من خوفه وقلقه ولو إن ظهره يغطيّها عن أبوه إلا إنها إحترقت من الخجل هو ما يخجل من لمسه لها قدام أبوه يلي ماهو غبي وبيميّز إن يد ولده إرتفعت لجزء منّها لكن هي رجفت حتىّ شفتها بهمس من رجعت يده لعنقها مرة ثانية : مافيني شيء
رفعت يدها ليدّه يلي على عنقها وهي تحترق ، تحترق لأوّل مرة ما ودها تنزل يده عن عنقها يلي ما خفّ نبضه ومن نظرته هو لكنّ هو نسى إن أبوه خلفه من توتّره عليها هي وعلى مسامعها هيّ ولازم هي ما تنسى وتنتبه ، بَرد لهيب قلبه كلّه من شدت على يده يلي على عنقها تنزلّها معاها هي لأوّل مرة تحط عينها بعينه بهالشكل ، لأوّل مرة تحترق خجل وشعور ورجفة لكن عينها بعينه وللآن ما هديت رجفتها وأكثر من قبّل جبينها بدون مقدمات هو قلقه عليها أكثر من إنّه يُدرك شيء بكونه ، رجفت نبرتها كلّها من الخجل يلي تحسّه ما تدري كيف شدّت على يده ترجع أنظارها للأرض ولصدره وكلّ مكان إلا عينه وهمست : أبوك هنا
هز ذياب راسه بإيه وهو يشد على يدها : سمعتي إنتِ
كانت منها نظرة وحيدة لعينه ورجعت تلف أنظارها لعمها حاكم يلي تمتم بالإستغفار لو كانت هنا من مدة فهم زلزلوا كونها كلّه ويعرف من تكون هي ويعرف حياتها كلّها حتى غضب أبوها عمره ما حصل تحت مسامعها ويلمح وقوف ولده أمامها هو يتمنى يتدارك ، ويقدّر إنها بنت الشاعر وعضّ شفايفه فقط يرفع يده لجبينه يستدرك ما يُمكن تداركه من أبعد ذيّاب عنها : حيّ بنتي
نزلت خطوتها من عتبة الدرج لعمّها تسلم عليه ، وشدّ على يدها يسألها عن حالها ولأوّل مرة يلمح ذيّاب عين أبوه تسطر إعتذارات عن غضبه ، إبتسم حاكم يشدّ على يدها بهمس : عوايدنا ماهي بالشيء الكبير يابوك
إبتسمت وهي تهز راسها بالنفي وهي توترها مو من حاكم نفسه ، توترّها من ذياب يلي بجنبها ويدّه على ظهرها ورجفت نبرتها : برجع للبنات أنا
هز حاكم راسه بإيه وهو يطلع جواله يلي يرنّ من جيبه : البيت بيتك يابوك ، البيت بيتك
شدّ ذياب على ظهرها لثواني بهمس : ترجعين عندي
هزت راسها بالنفي من إبتعدت خطوة عمها عنهم لكن سكن قلبها كلّه من نطق " حيّ المحامي " هي تعرف إنه أبوها ، وعضّ شفايفه من تبدّل حالها المباشر ومن همست تصرّف نفسها : ما بترك البنات
عضّ شفايفه بهدوء : ترجعين عندي وإلا دخلت أخذتك من بينهم ، تعطينهم خبر وترجعين
ناظرته لثواني بعدم رضا شديد ، وهزّ راسه بالنفي ترقّ منه حتى نبرته : ما زعّلتك الظهر أنا ؟
شتت أنظارها عنه مباشرة ، وسمعت صوت توق من الباب المفتوح ولهالسبب تركته بدون رد تتوجه للملحق ، تحرق آخر عروق صبره وتمنّعه من سكرت الباب خلفها تـ…
_
تتوارى عن عينه وكّله ، كل هالموقف حصل تحت أنظار حاكم يلي رجعت ذاكرته لقبل سنين طويلة يتذكّر موقف وحيد ، سكر من تركي وهو يناظر ذيّاب : ذيّـاب
لف نظره لأبوه يلي كانت نظرته تكفيّ عن كل الحروف هو يوصيّه على قصيد ويحذّره لكن ما بيردّه عنها ولا بيدخل معاه حرب تمنع ورِدّة عنها لأن نتيجة الحرب محسومة ولا يدخل حاكم حرب خاسرة ..
أخذت نفس من أعماق قلبها وهي تتوجه لشنطتها ، وعبايتها ، وبرد قلبها كلّه من الشعور يلي حسّته والتوتر يلي ما تطيقه هي ما بتقدر تجلس وسط البنات على أعصابها خوف من إنه يجي ويدقّ الباب ينفّذ كلمته فعلاً ، سكنت ملامح توق مباشرة : بتمشين ؟
هزت راسها بإيه وهي ترد على جوالها : سلّمي عالبنات ..
-
رفعت يدّها لجبينها هي من ضغط الشعور ما عاد تُدرك شيء لكن حُرقت محاجرها كلّها من أبوها يلي يتطمّن بجملة ويشدّ بجملة لكنه ما جاب طاري للمشي : تمام
عض تركي شفايفه بهدوء : ذياب عندك ؟
سكن قلبها كلّه هي ما عاد يوسعها شيء من توترها ، من شعورها يلي ما عاد يوسعه شيء ومن تجمعت حتى دموعها بوسط محاجرها ما تقدر تكذب وتقول لا ، والأكيد عمّها قال له إن ذيّاب عندها ورجفت حتى نبرتها من شعور الحصار الفضيع يلي تحسّه : جنبي
مدّت الجوال لذيّاب من طلب أبوها ومن تفاقم شعورها الفضيع يلي تحسّه ومباشرة صدت بعينها عنه لزاوية أخرى لكن نظرة ذيّاب كلها إختلفت من لمح تبدّل حالها ، صد للجهة الأخرى يردّ على أبوها : إبشر
تداركت نفسها وشعورها ولو إنّ عيونها صارت أثقل بعشر مرّات من غيومها ، سكر يترك جوالها بجيبه : مشينا
ناظرته بعدم فهم ، ولبست عبايتها من فهمت إنها بترجع معاه للبيت لكنّ رق قلبها كله من رجع يمد يده لطرف وجهها وهمست هي برجاء : ذيّاب
عضّ شفته لثواني بسيطة وهو يسبقها للسيارة ، وعدلت نفسها تمشي لجنبه هي ودّها يرميها بأقرب بحر من كثر مشاعرها ومن إنطفى ضيّها كله منهم كلهم ، من هلكت من صداعها ما عاد لها حيل الكلام ولا حسبت للطريق الصامت حساب ما تدري كيف صارت قدّام البيت ، وما تدري كيف حصل هذا كلّه لكنها لمحت أبوها الواقف على البوابة الخارجية ولهالسبب ما طلعت منها ردة فعل من نزل ذيّاب يسلم على أبوها ، ونزلت هي بتمشي للداخل لكن تكلّم أبوها : خليك ببيت الشعر
ما كان منها معارضة إنما توجهت لبيت الشعر على رغبته هو ، نزلت كعبها على عتبته وهي تدخله وتركت عبايتها من لهيب شعورها تاخذ نفس من أعماق قلبها كيف تتوارى وكيف تختفي وكانت دقائق لحد ما سمعت صوت قُرب موتها منها ، نزّل جزمته بجنب كعبها وعضّت شفايفها هي سمعت صوت السيارة وتدري إن الجاي أبوها مو ذيّاب
_
ولهالسبب ما رفعت عينها نهائياً بقيت يدها على رموشها وللآن هي محتارة من قوّتها يلي تركتها تمسك دموعها للآن مو دلال منها بتبكي ، ما يقرب الدلال أبداً لكنها للآن ما إستوعبت شيء من أمسها هو صار زوجها صحيح لكنّ شعور الحصار يلي تحسّه مستحيل يكون عادي ، كان شعورها أحلى بالسرّ وقت ما يدري أحد إنها له أو هو لها لكن وقت صار العلم للكل هي تحسّ بالضغط حتى وهو حلال ، هي ما تعوّدت بمرة تُضغط بهالشكل من أمها وأبوها تجاه شيء ما تبي تفصح عنه ولا تشرحه لأحد ومن حقّها ، من حقّها شوي تبقى حكايتها بقلبها ومن حقّهم هم يخافون عليها صحيح هي عوّدتهم بأبسط الجرح تركض والحين تختلف فجأة ؟ رجفت يدها على رمش عينها هي على حق ، وهم على حقّ بكل شيء لكن ما يحق لأبوها يحسسها بإجرامها لأنها قريبة من زوجها وكان جنبها وهذا الشعور أفضع شعور مرّ عليها بيومها هي طلعت من الملحق بتكلّم أبوها وتفهمه إنها تبي تمشي ويجي ياخذها ، وكان ذيّاب جنبها
يبيّن لها صدق كلمته لو ما طلعت هي دخل وأخذها من بينهم ..
،
ما جلست خطوتها ، ورفعت يدها عن عينها لكن رجعت تغرق عيونها من جديد هي مالها طاقة بتحقيق أبوها بالذات من فُتح الباب : بـابا لا تـ
ما كمّلت ، سكن كونها من كان هو بنفسه مو أبوها وما كان عادي كان نظره عليها هيّ كأنه يكشف كل روحها حتى الباب لف له يدّه يسكره بدون ما يلف نظره عنها وبردت عظامها مباشرة من توترها : بابا فين
ما رد بداية هي خطفت قلبه من كانت يدّها على رموشها ومن رفعت عينها له ، وإستوعب إنّه ما رد بشكل زعّل عينها منه من جديد وزوّد قلقها : مشى أبوك
سكنت ملامحها وهي تناظره لثواني بعدم إستيعاب لكن رقّت كل نظرتها من نزل شماغه وعقاله يعلقه على باب بيت الشعر من الداخل هي حركاته عادية ، عشوائية لكن هي ما خفّ نبضها من ذهولها وسكنت ملامحها لثواني من قربت خطوته منها وصدّت بأنظارها للآن تحترق محاجرها من الإحمرار ، وللآن باقية بعيونها دموعها وهمست : ما مشيت
هز راسه بالنفي : أمشي وعينك مغيّمة ؟ أنا أولى بمطرها دامها مني
ما كانت منها الكلمة ، ولا رفعت عينها له بشكل أهلكه هو شاف منّها حال يحرق قلبه كلّه هي خافت منه ومن أبوه ، خجلت ، وقت مسك عنقها حسّ بشعورها ما كان ودها تبعد يدّه عنها ، وقت رفعت يدها تحاوط باطنه هي هلكت كلّ صبره ما يردّه عنها إنس ولا جن وهذا حلفه من شعوره ولمس بعينها الخوف ، التمنّع : من خوّفك إنتِ ؟
_
هزت راسها بالنفي وهي تاخذ نفس للآن مو مستوعبة إن أبوها مشى يتركهم هنا ونسيت كل كلمة قالها بإن البيت بيت ذيّاب لو يبيها هنا ما يردّه ، من قرب مسافته منّها ووقوفه أمامها هي ودّها بس تحضنه يمكن يقرّ كونها الفوضوي وتفكيرها المشتت بين ألف شيء وشيء لكنها تمنع نفسها بدل ما تسأله عن سبب مشيء أبوها كان منها سؤال مغاير : بتجلس عندي ؟
ما كان منه جواب من إحمرار ملامحها ، وسكن قلبها لثواني من أخذها هي لصدره وترددّت يديها لوقت طويل من محاوطته لها لكن كانت ثواني بسيطة سندت فيها راسها على صدره ، وإستقرّت يديها على صدره بالمثل هي ودّها تستجمع نفسها لو شوي لكنها ضاعت أكثر ، ضاعت أكثر من فضاعة الشعور يلي تحسّها وأكثر من قبّل راسها هو ما يدري وش فيها بالضبط لكنّه بيقول لها ركائز ودّه تمشي عليها لو تبيهم ينجحون ، ويكمّلون : زوجتي إنتِ ولي ، ولك عليّ حقوق لو تناديني بآخر الأرض بقولك لبيّه وأجيك ، إن كان خاطرك به شيء أنا أولى به وإن زعّلتك مرة حتى بدون قصد قولي ياذيّاب كذا ، دّليني وما يجي مني القصور
رجف قلبها منه ، من كلامه يلي ما يدري هو كيف طلع منه لكنّ يبي يفهم ، ويبي يحاول وفهم شيء وحيد ما غاب عن باله أصلاً : وقت جيت يمّك ، وسأل أبوك عني ومدّيتي الجوال إختلفتي ، صدّيتي عنـ
رجف قلبها تبعد عن حضنه قبل يكمل لكنّه شدها له بهدوء : كلّميني
مستحيل تشكي أبوها له ، مستحيل تشكي إنّ هي إختلفت أطباعها من بعده والآن يحاصرها إهتمامهم الدائم والأوّلي بشكل يضيّق عليها وإنها للآن ما تدري خطوتها وين محلّها ولقيت مهرب منّه : ما جاوبتني
هز راسه بإيه : أنا لو تجاوبيني ، تقرّيني بأرضي بجاوبك باللّي تبينه لكن وش فيك إنتِ قوليلي أنا ؟ الظهر ؟ البيت ؟ البنات ؟ من كلّمك
أخذت نفس لثواني وهي تمسك نفسها هو قبل تطلع منه الحروف كانت عيونه تسطر كل أسئلته ، ما تدري هي لهالدرجة مختلفة يوضح عليها كل شيء : ولا أحد
ناظرها لثواني وهو يمسك حروفه عن سؤال أكثر ، أخذت نفس لثواني طويلة هي تحس بنظراته لكنها تحاول تستجمع نفسها وبالفعل بالقوة الجبرية قدرت ترجّع ثبات نفسها ، تمنع عينها من سيولها وتخفف من رجفة شعورها لكنّها رجّفت قلبه من أبعدت عن صدره ترجع يدها لشعرها تتركه كله للخلف ورفعت نظرها له : كيف
ما فهم بداية ، وسكنت ملامحه بذهول : شلون كيف من بيردّني عنك !
_
ما يدري كيف تحوّل للصرامة بدقيقة وحدة من سؤالها يلي فهمه بكيف يجيها : من بيردّني عنك !
هزت راسها بالنفي وهي تحاول تشرح له إنه مو أحد يردّها عنه لكن إحساسها ، إحساسها فضيع : أنا ، ذياب أحسّ إني أخطي ، ما أحب أحس كذا
ناظرها لثواني بذهول من رجفت نبرتها ورجع حالها يتبدّل من جديد ، من شدّت على معصم يدها وهي تحاول تثبّت نفسها وتمنع سيل الجمل القادم : ما أحبّ
ناظرها لثواني وهو بيمشي على فهمه لأنها ما تعطيه حروف وجمل واضحة : ما تحبين ؟ ما تحبين يعرفون إنك معي لأنّه يحسسك بالغلط فهمي صحيح ؟
ما كان منها رد وبلحظة وحدة صار يدور الهدوء لأنه يعصّب ، يعصّب من إنه ما يفهم بالشكل الصحيح وهي ما تفهّمه بالشكل الصحيح : أنا قلت لك أمس ! أمس قلتلك ما يردنّي عنك أحد لأنك بشرع الله لي واليوم تقولين لي أحس بالخطأ ذياب ؟ أحس بالخطأ اليوم وأمس ترديني ذياب ما أبي زواج ولا بصير عندك قريب وقلت تم والحين صارت جيّتي غلط وإنك جنبي غلط ؟ وش أفهم أنا طيب فهميني بس !
رجعت تغيّم عيونها أشدّ من قبل هي بتصير تافهة بعينه لو قالت إنها تنضغط منهم وإنه الحين بمجرد ما بدأ هالحوار يلي معاه ألف حق فيه بما إنها ما تفهمه هي ودها تبكي وترجع لأبوها تتقبّل منه تحقيقه بس ما تتقبّل من ذياب بوادر العصبية يلي تطلع منه الحين ولوهلة هي حسّت بضغط ما يوصف لكن من أسبابها هي هالمرة ، هي تنضغط من أهلها لأنها تخبيّ عنهم ذياب بس ذياب ليش تخبيّه عن نفسه ، ليش ما تقول له ..
عضّ شفته لثواني وهو يتمتم بالإستغفار ، ورنّ جواله بجيبه يطلعه ويرد بدون ما يشوف : نعم
سكنت ملامح ورد مباشرة : الله ينعم عليك ، ذياب بسألك قصيد راحت معاك البيت ؟ لأن عمي تركي هنا
هز راسه بإيه : معي
تركت البنادول من يدها : طيب بكلمها إذا سمحت لأني أرسلت لها وما ردّت
ناظر قصيد لثواني ، وسكنت ملامحه من يدها يلي تمسح على رموشها وعيونها والواضح إنه بمجرد إلتفاته تمكّن الدمع منها : كلميني أنا وبقول لها
رفعت حواجبها لثواني بإستغراب : طيب ، كانت تبي بنادول هي وتو لما رجعت الصالة لقيت الكرتون زي ماهو ما أخذت منه شيء ، خفّ صداعها يعني ؟
هز راسه بإيه : خفّ ، تبين شيء ثاني ؟
رفعت حواجبها لثواني : لا ، سلم لي عليها بس
سكر يرجع الجوال بجيبه ، وأخذت نفس من أعماق قلبها : ذياب
عضّ شفته لأن حتى نبرة صوتها تغيّرت من قو كتمانها لشعورها ، صارت تميل للزكام وما رد هالمرة بأي رّد ، لا كلميني ولا سميّ ولا لبيه ولا أي شيء هي حرقته كله لأنه مو قادر يوصل ويعرف هي وش فيها : تبيني أمشي ؟
_
هزت راسها بالنفي تجبر حروفها مستحيل تضغط نفسها وتضغطه أكثر بإنه يروح ويتركها ويصير ضغطها أضعاف ومباشرة رفعت يدّها لعينها يلي نزلت منها دموعها : لا ، ما أبيك تمشي وما أبيهم يعرفون وما أبي يجي بقلبي كل هالشعور هذا ذيّاب ما أعرف ! ما أ ع ر ف
ناظرها هي رجفت وقت فصّلت حروفها تحرق داخله كلّه جمر وأكثر من عيونها ودموعها تتركه يعصّب بدون وعي : لا تبكين ! لا تبكين كلّميني وش يعرفون ؟ وش ما يعرفونه
عضّت شفايفها من قرب خطوته منها ، وما كان منها الصمّت هالمرة لكنها رجفت تتكلم بعدم إدراك : كله دلع ودلال ما يسوى صح ؟ ، مثل ما يفكرون كلّهم طيب عادي لو أقولك مو دلال هالمرة ، مو دلع هالمرة أنا أوّل مرة أحس بهالشعور وما أحبه طيب ! ما أحبّ إنت تقول لي كلميني وما تكلمني ! ما تجاوبني وما أعرف لو صار شيء لأن لا قصيد لا تسألين عن شيء إحنا كبار وإحنا نتصرف ، أمس يدك وما أعرف ليش صار فيها كذا ، واليوم تكلّمني أعرف فيه شيء وما تقول لي ويجي صاحبك يسأل ذياب وش فيها يدك وما تقول لي أعرف ما بتقول لي طيب ليش ! ليش حتى اليوم إنت مقهور وتتهاوش مع أبوك وبرضو قصيد لا تعرفين شيء ولا تسمعين شيء لكن إنتِ تعبانة ؟ إنتِ مصدعة ؟ تبين تغرقين ؟ بس إنتِ قلبك وش فيه الحين ووش تبين تعرفين ما يصير لأن لا ما تتعاملين كذا ، بس دلال وإهتمام والباقي ما يعنيك مالك فيه صح ما يحق لي ؟
أخذت نفس من أعماق قلبها تخففّ شعورها ، رجفتها ودموعها يلي ما وقفت لكنها رفعت يدها لجبينها ورقّت حتى نبرتها بتساؤل : طيب كلكم تخبّون ! كلكم تخبّون ليش حرام أنا أخبّي ؟ حتى يدك الحين أكثر من أمس وأشوفها بس ما أقدر أقرب وأقول ليش لأنك ما بتجاوبني ولأني أزعل ! مرة أزعل وما أقدر أجبر حروفكم زي ما تجبروني ذياب ما أقوى
شيّبت قلبه كله بدموعها يلي ما وقفت ، إنها تكلّمه بعقلانية يعجز عقله يستوعبها ، حرقت كل عروقه من جملها يلي ترجّفها هي قبل تنطقها ، من أكتافها وحركتها وهي تشرح له ورجفتها يلي وقّفت له كل قلبه وقت تاخذ نفس تجمّع نفسها وتسكت ثانية لكن ما وقفت دموعها ، ولا خفّ إحمرار ملامحها ووقت قال لها يمشي يخيّرها كانت كلمته قطرة تركت كأس شعورها كلّه يفيض وما عرف للكلام درب هالمرة هو ما ضمّها لصدره وإكتفى ، هو ودّه وسط ضلوعه يدخّلها لأنّ يلي ما صار من قسوة أحداث يومه ، صار من دموعها هيّ وحيله يلي يبطي يهدّه بن مساعد ويلي مسّ حلاله ، كان سهل عليها تهّده كله بدموعها وبالحال يلي وصلته من أسبابه هو وأسبابهم ، أخذت نفس بمحاولة إستدراك لكنّها دُمّرت من صوت الباب يلي طُرق وفُتح نصفه بدون إنتظار للإذن خلف ظهر ذيّاب
_
يلي نطق مباشرة يثبّتها هي قدامه ويرفع صوته للي خلفه : مـن
مسحت قصيد دموعها لثواني بعشوائية وهي تجمّع نفسها قدام صدره قبل تبعد ، وما طلع صوت من خلف الباب وقرّب هو يطلع لكنها مسكته بهمس : بشوف أنا
هز راسه بالنفي وهو يبقيّها بمحلّها ويبقى معاها ، وتكلمت العاملة بتساؤل تدخل : بيبي هنا ؟
سكنت ملامح قصيد مباشرة من الدوخة يلي حسّتها متى رجعت عندهم عاملتهم ما تدري وتتمنى ما يفهم ذيّاب إن المقصود بسؤال العاملة هي نفسها قصيد لأن ما تتخيّل بعد سيول العواطف والإنهيارات يلي قالت إنها مو دلال ولا دلع يلاقي العاملة تناديها بيبي ، رفع ذيّاب حواجبه وهو يناظر قصيد لدقيقة : مابه أطفال هنا
العاملة وهي تأشّر على كعب قصيد : إلا كعبها هنا ، مين إنت ؟
عضّ شفته لثواني من القروشة يلي حسّها بدون مقدمات وهمس لداخله : أنا اللي باخذها وبهجّ ما تقاطعوني
جمعت نفسها لثواني وهي إنتبهت لقروشته لأنّ العاملة ما سكتت طغيت أفكارها على صوتها تتسائل قصيد وين ، وتسأل عن عذبي وتركي وفهد وتتردد أنظارها بين بيت الشعر والخارج ورفعت قصيد يدها لجبينها مستحيل تطلع لها لأنها بتقول لأمها كل تفصيل مملّ ، وكل حركة ، بتشرح كل دموعها وبتهز كونها كله وسلاف ما تحتاج شكوك زيادة تزوّد عليها فيها ولهالسبب كمّلت وقوفها قدام صدره تتوارى عن عينها بهمس : كلّمها
من تواريها قدام صدره هو حسّ بشعور غريب ما يدري وش يوصفه ، مسكت ثوبه بعدم إدراك من قربت خطوة العاملة تتعدى العتبة وحسّتها هي تقرب منّه أكثر ، ردّ مباشرة وهو ما إنتبه لكل سوالفها الأولى : وش تبين ؟
رفعت العاملة حواجبها ما عجبها ذياب عشان ترد عليه ، وسكنت ملامح سلاف يلي دخلت من البوابة الخارجية لكنها لمحت العاملة خطوت أول خطوة وسط بيت الشعر يلي بلّغها تركي إن قصيد وذيّاب بداخله : جوانا !
لفت جوانا لصوت سلاف وهي تبتسم : مدام
إرتخت أكتاف قصيد مباشرة وهي تسند راسها على صدره لثواني ، وجمّعت باقي حيلها وهي تعدل نفسها لكن سكن كونها من يده يلي تحاوط خصرها وما طرى ببالها إلا موقف وحيد ، المكتب وقت كانت تحتمي بصدره عن عين أخوها تركي خلفهم وضاعت بشعورها من إستوعبت إن ظهره دائماً يغطيها وما كانت تنتظر وسط إنهيار مشاعرها من الكتمان إنهيار جديد من مشاعرها له ، غطّاها ظهره عن باقي الناس وعن كلّ عين عند الصيدلية مرة وكان هو يمسك ذراعها وهو قرّبها منه ، والمرة الثانية مكتب أبوها وقت كان تركي خلفهم وقرّبها منه هو لكن كانت يدها تمسك ذراعه هو إختار خصرها ، المرة الثالثة قبل ساعات بسيطة غطّاها عن أبوه يتمادى بلمسه لأوّل مرة لأنها ..
-
لأوّل مرة لأنها حلاله ، مسك عنقها ، وقبّل جبينها وهو يعرف إنه يغطيّها وسكن قلبها كله هالمرة يغطي بكاها ، وإنهياراتها ، ويغطيّها هي لكن هالمرة ما تمسك ذراعه ولا يمسك ذراعه ، هالمرة يدّها على صدره لأنه لها بدون حدود ، ويدّه على خصرها وضاع باقي كونها كلّه من قبل رأسها من جديد لثواني طويلة حسّت فيها بكمية أساه وأسفه على الحال يلي وصلت له لكنه للآن يحتاج منها جواب وحيد ، هي ما ودّها يعرفون وش بالضبط وتمثّلت الإجابة قدامه من مدّ يده لمعصمها لكنها لا إرادياً أبعدته عنّه وسكنت ملامحه مباشرة : ما ودك يعرفون الجروح
_
« بيـت حـاكم »
وقف حاكم وهو يتصل على ورد من جديد ويطلع أوراق من دولابه : إدخلي سوي قهوة
سكنت ملامحها لأن أبوها ثاني مرة يتصل عليها بأقلّ من عشر دقائق ومو عادته : طيب
حاكم بتشديد : إنتِ بنفسك تدخلين المطبخ وتسوينها
ما كان منها كلام من قفّل كالعادة بدون سلام ، وترك حاكم الأوراق على مكتبه يناظر تركي : المحامي
رجع تركي جسده للخلف وهو يبعد يده عن عيونه يلي كان يفركها ، وتغيّر موضوع حاكم : صار شيء ؟
هز راسه بالنفي : لا ، إنت وش صار معك ؟ الذيب لقيته بس قلت ما بسأله ما بزيد عليه
هز راسه بإيه : لا تخاف عليه يتدبّر ، بس الحين
ناظره تركي وهو يعدل جلسته : عندك شيء ؟
هز راسه بإيه : ماهو قصور بذيّاب ، ولا إني أدري ما يتصرف إنت تعرفه وأنا أعرفه ما يختلف عليه إثنين وبيحّلها بإذن الله لكن أنا عندي شيء ثاني ، إن قدّر الله وما سلم من التدخلات يلي نعرفها بدخّله الخارجية
سكنت ملامح تركي من جديّة حاكم يلي هز راسه بإيه بتأكيد لكنه قاطعه : الناس قايمة قاعدة عليك إنت وولدك واسطات وفساد وقضايا ما توقّف وحكي له أوّل ماله تالي والحين تقول لي بدخّله غصب ؟ تثبّت عليه كلام ماهو فيه !
هز راسه بالنفي : ما أثبّت عليه شيء ، هو ما يبيني أساعده ولا يبي أحد معه لكنّ أتركه للناس ؟ ما أتركه هو يعرف يدق خشوم بطريقته وأنا أعرف أحطّه بمكان يستاهله غصب على كلّ صعلوك شدّ حيله الحين ، هذا ملفّه وإنت قل لي ، مثله يتنزّل به قيد وينترك ؟
تركي : ما ينترك وهو أدرى كيف يتصرفّ ما تقوم تثبّت عليه هرج عذّاله
طلع حاكم من المكتب يتوجه للمطبخ لكن رفع حواجبه من لمح القهوة على النار وورد ماهي موجودة بالمطبخ وتوجه لشبّاك الصالة وهو يشوفها طلعت من الملحق تعدل جلالها عليها ووسط مرورها مرّت عينها على دباب نصّار ، دخلت وهي تتسحّب حتى الباب تفتحه على أقلّ من مهلها ما ودها تصادفه بتجهّز له القهوة بسرعة وترجع للبنات لكن وقف نبضها كلّها من نطق بكل هدوء : تتسحّبين عن من ؟
_
ناظرت أبوها لثواني ، ورفع حواجبه إنه خطف نظرتها : وش فيك خفتي ؟ من موجود عشان تتسحّبين عنه كأنك حرامي ؟
هزت راسها بالنفي : عمي تركي مو عندك ؟ يعني قلت عشان ما أزعجكم
رفع حواجبه لثواني من رنّ جواله بجيبه : تزعجين عمك تركي صح ، ما تزعجين عمك
سكنت ملامحها من توجه لشاشة الكاميرات يفتحها ، وتوجهت للمطبخ لكن نظرها كان باقي على أبوها يلي شيّك على الأبواب الخارجية فقط وبعدم إدراك منها هي ضربت بالطاولة يلي قدامها ، سكنت ملامحها من ما لفّ أبوها إنما قفّل الشاشة : عينك قدام ياورد
هزت راسها بإيه وهي تدخل للمطبخ ، وما وسع أبوها إلا الإبتسام لأنها تضحّكه وقت تخبيّ عنه شيء لأنها ما تعرف مهما حاولت يبيّن عليها إما تفرط بالإبتسام ، أو تفرط بالخوف حسب الموقف وتوجه للمطبخ : ورد
إبتسمت لثواني : عادي أفهم ليش كل الإصرار إن حضرتي شخصياً أسوي لك القهوة ؟
ميّل شفايفه لثواني : لأن راسي ما يبي قهوة تمشيّ حاله ، يبي مثل قهوة أمك وقهوتك ماهي بعيدة عنها
إبتسمت لثواني : أكيد ما بتكون بعيدة عنها بنتها طيب
إبتسم بهدوء وهو للآن مستغرب من جلالها لكن يعرف وش وراه وبيصيدها ما بيتركها لكن مو الحين ، كمّلت تجهيز القهوة ورفع حاجبه : نصّار ما جاء لدبابه اليوم ؟
ناظرت أبوها : لا ! يمكن جاء مدري بس لا مدري ماشفت
ما ردّ يتصل على الحارس ، وعضّت لسانها مباشرة أبوها عنده إختلاف كلمتين يعني كذب وهي ما قصّرت رصّت ألف كلمة بين لا ويمكن ومدري ، سكن قلبها من نبرة الإستغراب منّه : جاء وما أخذ دبابه ؟ قال شيء ؟
الحارس : لا ياطويل العمر ما قال ، طلع بسيارة نهيّان
ميّل شفايفه : طلع وأخذ سيارة نهيّان يرجع بيته ؟ طيب ما قصرت ياجهاد ، ما قصرت تبي شيء ؟
سكّر من الحارس ومدّت ورد الصينية لأبوها تدوّر الهروب : تبي شيء ثاني ؟ برجع للبنات لأن ما ودي يمشون ويمكن ينامون هنا عندي
هز راسه بإيه يسمح لها من مشيت : ودك ينامون إسبوع هنا بس وين تروحين مني يا ورد حاكم
دخل مكتبه يترك القهوة على الطاولة وتوجه للملحق ..
طلعت درة يلي سكنت ملامحها من لمحت عمها : عمي
هز راسه بإيه : عمك ، بتكذبين عليّ الحين بعد يادرة ؟
هزت راسها بالنفي : عمي ما يعتبر كذب الله يهديـ
قاطعها وهو يسمع أصوات من الخلف : من وراء
جاوبت بكل صراحة : ورد وديم ، الباقين بالملحق يجهزون
ما تركها تكمّل كلامها توجه يمشي لمكان الجلسة خلف الملحق ورفع حواجبه : ماشاءالله !
سكنت ملامح ديم لأنها هي بالكرسي يلي يقابله ، وتغيّرت ملامح ورد وبدون تلتفت هو هزّ ضلوعها بصوته ونطقه بماشاءالله يلي عند الكل تعني الإعجاب إلا أبوها ،
_
↚حسّت بوجوده خلفها والرحمة الوحيدة لها إنها من برودة الجو حاوطت نفسها بوشاحها من الأعلى وكانت تضمّ أطراف فُتحة فخذها يلي قررت فجأة بدون مقدمات تكشف بعضها على عين أبوها يلي إنحنى يجمّعها من جديد ، وتنحنحت ديم تغيّر الموضوع وترحم ورد : عمي بتجلس عندنا ؟
هز راسه بالنفي وهو يمسح على شعر ورد وإبتسم بهمس : ما بقول شيء أمك موصّيتني ما أتكلّم
ورفع صوته بالنفي إنه بيمشي وبالفعل مشى لكن ورد غطّت ملامحها مباشرة من الحرّ يلي حسته والإحراج المستحيل : درة أكرهك
درّة : إنربط لساني ما عرفت أكذّب ، بعدين وش هالغرابة يعني ليش جاء كذا ومشى كذا
أخذت ورد نفس : ما تعرفين يعني ؟ لأني أسوي نفسي مجنونة قدامه يجي على حين غرّة عشان يفهم ويطقطق وينبسط على غبائي ما عنده جدول بس عنده ورد عن كل جداول الدنيا
ضحكت ديم وهي ترجع جسدها للخلف ، ودخلت درة لوسط جلستهم تترك الحطب بوسط مكانه وتعبت محاولاتها بإشعاله : البدوي حقكم مو موجود ؟ يشبّ نارنا
ناظرتها ورد بطرف عينها ، وضحكت درة : تعرفين إني أحبّه وما أقصد إهانة بالعكس يعجبني !
دخلت توق : مين يعجبك ؟
إبتسمت درة : البدوي ولد عمي يعجبني ، أقول لورد ناديه يشبّ النار وما عجبتها
إبتسمت توق بتذكّر : مشى مع قصيد هو ؟
غصّت وسن يلي كانت جاية جهتهم : من ! ذياب مشى مع قصيد ؟
رفعت ورد يدها لجبينها ما تدري يكفيها صداع الموقف الأوّل مع نصار يلي للآن ما إستوعبته وإنه كان على عين البنات ، أو صداع أبوها وحركاتها المكشوفة أو الصداع يلي بيحصل الحين وبيكون أشدّ لأنه يتضمن كلام البنات ، عن قصيد وذيّاب ..
رفعت توق أكتافها : اسأل أنا لأن سمعت صوت سيارته بالوقت يلي قلتلكم قصيد بتمشي
درة : دامه كذا ما أتوقع أمس عاقدين واليوم يجلس عندها ؟ مو البدوي حقنا
_
« بيـت تركـي »
إمتلى قلبها شعور تتأمّل فنجال قهوته بجنب فنجالها ، المركى يلي كان بينهم وشاله بعيد ما يبي بينهم حاجز وأخذت نفس هو كثير ، كثير أكثر من إنّ يوسعه قلبها ورجعت تغرق بأحاسيسها هي كانت تشوفه أبعد شيءّ بمداها لو ركضت كلّ سنين عمرها ما توصله لكن الحين هي تعدّت وصله هو متمدد على فخذها ، يضمّ يدّها صاحبة الجروح على صدره ورفع كمّها يتأمّل كل جروحها وهي غرق كونها كلّه من تأمّلها لرموشه يلي ما منعت عينها عنه ، ما خفّت مشاعرها بين الإنهيارات وشديد الشعور : ذياب
رفع عينه لها ، وسكن كونها من إحمرار محاجره وإحساسها بالذنب يلي توضّح بنبرتها : حتى عينك تقول إنك تبي النوم ليش تقاومه ، ما يكفيّ ؟
هز راسه بإيه بهدوء وتغيّر كل شعورها من تبدّل مكان يدها من على صدره لشفايفه : بنام هنا
_
عجزت حتى تتكلّم من صار نبضها كلّه بيدها ، زوّد لهيب روحها من قبّل يدها لثواني طويلة هي تشوف منه إرهاق مستحيل ومع ذلك ما قصّر أخذ قلبها لأعلى سماوات الشعّور مثل ماهي جابته من أقصّاه حتى حروفه ما يدري كيف كان يسطّرها معاها ، كيف يتبدّل لشخص شفاف يتكلّم بقلبه وشعوره معاها ما يقرب عقله ولا يعطيه مجال ، رجفت يدها لثواني وهي تناظره من رجع يدّها على صدره وبالفعل غفى وغرقت هي بشعور قلبها يلي ما هديت نبضته ، ولا خفّ عرق عنقها بنبضه لو ثانية ، كانت دقائق تأكّدت فيها من نومه ورفعت يدها الراجفة لرمش عينه تهزّ شعورها هي قبل شعوره وتغرق بين الرمش ، وأفعال صاحبه بالساعات الأولى القليلة ..
-
" قبل ساعات بسيطة "
ناظرته لثواني ، وسكن كونه من إستيعابه المباشر إنها تخفي عنهم هالجروح من وقتها وهالشيء صار يرهقها ويستنزفها وبدون شعور منه هو رفع يده الأخرى يمسح دموعها : من يعرفها ؟
هزت راسها بالنفي بمعنى إنه ولا أحد ، و ما إستوعب لوهلة : حتى أبوك ، ما يعرفها ؟
ما خفّت دموعها وهزّت راسها بالنفي : ما يعرف
هنا توّهت فيه قلبه هو يعرف ركضها له على أبسط الجرح من صغرها وللآن لو يدخل بقلبها أبسط القلق هي تتصل وتشكي له ، يدللّ قلبها وخاطرها وعينها ووقت قالت إنه ما يعرف هالجروح هو عرف مقدار المعاناة يلي تعانيها وشعورها ، هو تعوّد يخبي على الكل كل شيء ويعاني وقت يوضح شيء منّه ، وهي عكسه ما تعودت تخبيّ لكنها تخبيه وتخبي كلّ شيء بينها وبينه وتوضّحت له صورة مشاعرها كلها هي ما تبيهم يعرفونه ويعرفون شعورها ولهالسبب حاوط وجهها لثواني يتكلّم بجدية : وتستاهل دموعك هي ؟ ما تستاهل الدمع من عينك ما تبين الجواب قولي ذيّاب هاتي السؤال لي
هزت راسها بالنفي ورقّت حتى نظرتها ، ونبرتها ترفع يدها ليده يلي على وجهها : ما ودي يعرفونها ويعرفونك ذيّـ
هز راسه بالنفي بمقاطعة : ويعرفوني ، قولي ذياب ما صرت ليّ ؟ ذياب ما صار لك من يقدر يقول كلمة الحين ؟ أبوك يدري بي ويدري بك إن كنت معاك هنا هو إحترام لأبوك ولأنّك باقي تبين بيته وأقدّره لكن ما بيردني عنك محد بيردّني عنك لو أنام هنا ! الحقّ إنك تكونين ببيتي ويختفي هالشعور كله يلي ما تبينه لكن دامك تبين بيت أبوك لا تحرقيني بشعور إنتِ تفكّرين فيه ويحرقك وهو ماهو حق
عضّت شفايفها لثواني لأنها تحسّه يخاصمها ، ورقّت نبرته يمد يده لشفّتها بهدوء : الحقّ إنك تركّزين بإن الشرع ما يردّك ولا يردني ، وتهدّين هالشعور عشان ما تضيّعين مني عقلي ، تركّزين إن بالدنيا ذي كلها ما به أحد يردّني عنك ولا به أحد يردّك عني حتى وإن كنتي ببيت أبوك إنتِ لي ! ..
_
به أشياء نحترمها إيه أبيك بجيك هنا هذا الحق يلي أبوك يعرفه ويلي أنا أعرفه وأرضاه لك دامك ما قلتي تم للزواج للحين ، لكن إنّك تحسيّن بالغلط لو جيت جنبك بمكان هذا ماهو شعور ولا هو حق لا عندي ولا عند أبوك وأهلك ولا هو بشرع الله !
ما تكلّمت بكلمة من كلامه ، عقلانيته المستحيلة ورجع لبالها كلام أبوها لهم " أنا ما عندي مشكلة لو ذياب ينام ويصحى هنا ، أعرفه مثل ما أعرف كفّ يدي حتى وهو زوجك الحين وإنتِ حلاله هو صاحب مبدأ ورجّال ماله بالردى حاجة … " وإنّه فعلاً ما عنده مشكلة بكل شي لكن توسّط قلبها شعور إن أبوها يعرف ، وذيّاب يعرف لكن هي قلبها ما يعرف وما يفهم وما يوعي باقي تبيه سرّ لها وما تدري وش توصف هالشعور يلي خالط عليها أكوام المشاعر لكن هو ما تدري كيف رسم دربهم بهالسهولة كلّها ، كيف يتكلم بالمنطق ولا غير المنطق يحاول يشرح لها إنها ما تخطي ، وإن كّل شيء يصير وبيصير هو ماهو خطأ هو حق لهم إثنينهم وأخذت نفس من أعماقها وهي تعدل نفسها لثواني بسيطة لكنّه وقف نبضها كله من نظراته ، وهدوئه المستحيل وهو يفتح كمّ فستانها : ولا تخجلين من الجروح وأثرها لو فيها خجل ، إكشفي الجروح وخوافينا لنا حنّا ما يجبرك عليها أحد ..
عدلت نفسها لثواني : أقهويك ؟
إبتسم داخله لأنها قالتها بطريقة تشبه شعور الرساوة على بر بعد طويل العواصف وشديد الموج : قهويني
هزت راسها بإيه وهي تبعد خطوتها عنه ، وتوجه لمكانه بينما هي توجهت لطرف بيت الشعر تعدل شكلها من إنعكاس الشباك وما قدر يخفي إبتسامته على حركتها ، رفع حواجبه وهو يسمع صوت الباب من جديد لكن لفّت قصيد هالمرة : مين ؟
توسّعت إبتسامة جوانا يلي فتحت الباب وبيدها صينية القهوة ومستحيل تتعامل مع قصيد بالعربي : إشتقت لك
إبتسمت قصيد لأنها ما قالت بيبي : أنا كمان ، ماما قالت لك ؟
هزت جوانا راسها بإيه ، ومدّت قصيد يدها بتاخذها لكن رمقتها جوانا بنظرة وحيدة تركتها تميّل شفايفها وترجع يدها لخلف ظهرها وضحكت جوانا : عشان كذا بيبي
سكنت ملامحها مباشرة وهي تحسّ بدوخة غير محتملة الحين مستحيل ذيّاب ما ركز للمرة الثانية ، وضحكت جوانا وهي تهمس لها : ماما قالت ، هذا زوجك إنتِ
هزت قصيد راسها بإيه ، وتورّدت ملامحها من إبتسامات وإشارات جوانا لها وغمزاتها المستحيلة : جوانا !
إبتسمت وهي تناظر ذيّاب ونطقت بجملة سكّنت ملامح قصيد خلفها لأنها نطقتها بجدية وأشبه بالتهديد لذيّاب تأمره يكون " رجل مهذّب مع طفلتها " ولو ما داخت قصيد من شيء هي داخت من ختام جوانا لمجيئها يلي ما كان من ذياب رد عليه إنما إبتسم يمسح على شنبه ، وتلعثمت قصيد : القهوة ؟
أشّر على الصينية يلي أمامه : جابتها وش تجيبين أكثر
إستوعبت لثواني ، وهزت راسها بإيه : تمام ببدل ملابسي
هز راسه بالنفي لكن ميّل شفايفه لأن فستانها قصير لفوق ركبتها ، وظهره مفتوح وما شبع شوفها: بردتي ؟
هزت راسها بالنفي ، وأشّر لها ترجع لمكانها جنبه ورجعت بالفعل لكنه ما إكتفى بوجودها جنبه وبينهم مركى هو شال المركى كلّه يتركه بعيد وقرّب بدل ما ترجع جسدها تستند لظهر الجلسة ، صارت تستند على صدره وسكن كونها كلّه من حركته ، من يساره يلي إستقرت على مكانها خلف ظهرها ومن إنها لو رفعت راسها ونظرها لليمين بيكون وجهه لكن الهدوء يلي سكن كونها ما توصفه هو بجنبها ، هي شبه بحضنه من إستنادها على صدره وإنها إستوعبت هالحركة منه كانت لسببين أولها القرب منها ، وثانيها إنّ يده تكون تلاصق ظهرها مثل عادته وهلاكها المستحيل كان من فنجالها يلي بيدّها ، وفنجاله يلي بيمينه جنب بعض لكن الفرق بين يدّها ويده المتجرحة مستحيل وبعد تردد طويل ، مدت يدها لجرح طويل أثره بيدّه : ما كان موجود أمس ، بتقول لي متى صار وكيف ؟
هز راسه بإيه بهدوء : صار اليوم من شباك الحلال
ناظرته لثواني بتساؤل : يعور ؟
هز راسه بالنفي كانت حرقة قلبه أكثر من إنه يستوعب جروح جسده ، وما تكلّمت أكثر تتركه يتقهوى براحته لكنها غلطت بإنها بعدم إدراك منها لفت لناحيته تتأمّله ولو عرفت شيء تحذره بقادم أيامها وعند أي أحد ، هو إنها ما تطول بنظرها له وهو قريب منها مسافة لأنّه ما يعرف شيء إسمه تمنّع ولا تنبيه ..
_
رجعت لوقتها الحاضر وهي تحس بحرارة ملامحها من خجلها ، تذكّرها لجلوسه وطريقة تركه لفنجاله وفنجالها ، يدّه يلي تخللت بشعرها وقبلاته يلي ما إنتهت ، شعورها الطاغي وشعوره الأطغى وعضّت شفتها لثواني تستدرك نفسها لكنها غرقت من تأملاتها لرمش عينه ومن ماطرى ببالها إلا شيء وحيد من كلّ أحداث يومهم وهمست : عيون ترسم دربنا ، يزهى بها الرمش الظليل
وأكلت قلبها بنفسها على رقة كلامها وتذكّرها لهالوصف بالذات وصحّته ، عيونه وقت كان يكلّمها رسمت دربهم كله بالفعل تبيّن لها مكان خطوته وخطوتها وإبتسمت لرمش عينه لثواني لكن وسط إبتسامها ووسط سرحانها قررّت خصلة من شعرها تنزل من على أكتافها لوجهه تعقّد حواجبه وترعبها هي ، رفعتها مباشرة وهي ما تدري ليه وقّف فيها نفسها تنتظره يصحى وبمجرد ما رجعت حواجبه لحالها هي قدرت تتنفس ، ما إنتبهت إنّ مرت ساعة وهي تتأمّله بدون إدراك منها للوقت وإن زاحت عينها عنه شوي هي تغرق بمشاعرها وسكن قلبها كلّه من إرتفع صوت الآذان وتحرك هو معاه لكن للآن ما فتح عينه لكنّها لمحت إحمرار آذانه ، كـ
_
انت دقائق لحد ما رفع يده لوجهه يجلس وعضّت شفايفها لثواني من مسح على ملامحه وهو يدوّر بنفسه حيل لو ما إخترق صوت الآذان مسامع قلبه ما صحى وبقى على نومه ، لف أنظاره لها لثواني بسيطة وهلك قلبها كلّه من نظرته ، من إحمرار محاجره المستحيل وما تدري كيف رقّت نبرتها : ما نمت باقي
هز راسه بالنفي وهو يرجع أنظاره للأمام ويطلع جواله من جيبه ، ورد على أبوه بهدوء : سم
سكنت ملامح حاكم وهو يسمع قسوة صوته وضيع كل سؤال كان بيسأله عن عدم رده : إنت نمت ! وين نمت
فرك عيونه لثواني بهدوء : عند زوجتي
جلس حاكم على كرسي مكتبه رغم إنه كان واقف ، ورفع ذياب حواجبه من ما طلع لأبوه صوت : تبي شيء ؟
إستوعب حاكم إن صدمته طغيت على صوته : تعال
هز راسه بإيه بهدوء وهو يوقف : أصلي هنا وبمشي البر
قفل من أبوه بعد ما قال له يتقابلون هناك ، ووقفت قصيد معاها شماغه : تتوضأ من هنا ؟ أفضل
هز راسه بإيه ، وطلع من بيت الشعر معاها وهو يشوف الهواء صار أكثر وحرّك شعرها ووقفت له قلبه من مدت شماغه له : بلبس الكعب
جلست على عتبة باب الشعر عشان تلبس كعبها ، وقف قدامها بهدوء وما فهمت سبب وقوفه وسرعان ما إستوعبت إنه يغطيّ حركة فستانها وجلوسها وقصره عن أي أحد ممكن يدخل ، مد يده لها يساعدها على الوقوف وفتح شماغه من العقال يتركه على ظهرها المكشوف يلي ما عاد شعرها يغطيّه لأن الريح تحرّكه ، ويدفيّها بالوقت ذاته بشماغه من برودة الجو الشديدة وسكن قلبها تضمّ شماغه عليها وتتوجه معاه للمغاسل الخارجية من وقف يتوضأّ وهي بجنبه ، تكّت على الجدار بجنبه يحاوطها شماغه ، وهو يتوضأ أمامها لكن إستوعبت إنها ما جابت له شيءّ يمسّح فيه ودخلت لداخل البيت تاخذ مناديل وما إنتبهت من إستعجالها على وجود أمها بالصالة ، رجعت عنده وهي تمد المناديل له وبالفعل جففّ وجهه ، وشعره وإبتسمت لكن رجع يحرّك فيها كل شعورها من إقترب يقبّل خدها لثواني طويلة ، طويلة تحسّه ياخذ كلّها لقلبه وبالفعل كان مقصده ، مدّت يدها لصدره من الشعور يلي حسّته ومن نبض عُنقها بدون تحّكم منها لكنه همس يجبر عروقه : ردّيني
سكنت ملامحها لثواني بعدم معرفة وبدال ما تسأل كيف تردّه ، هي رقّت نبرتها تجيب أجله : ليش أردّك !
_
« العشـاء ، بيـت حاكم »
دخلت ورد بعد يوم طوّل غيابها فيه وطوّل دوامها لوقت طويل لأول مرة تداوم من قبل الظهر لهالوقت ، ما تشوف من تعبها وإرهاقها وتنفّخت فيها حتى عيونها بعد ضحك الأمس هي بكت دموع كانت تحاول تخفيها طول الوقت وتتداركها من بدري ما ودها تُكشف لأبوها ، نزل نهيّان من سيارته من نزلت هي من سيارة السواق : أخيراً
إبتسمت رغم تعبها الشديد ، ومدّ يده كالعادة ياخذ شنطتها مثل ما تعوّد بكل سنوات دراستها وقت يمرّها هو من دوامها ، أو يصادفها وقت رجوعها مستحيل تشيل شنطتها وهو موجود : تعبتي واجد الواضح
هزت راسها بإيه من دخلها تحت ذراعه : بنهار من التعب
إبتسم بخفيف : حاكم بيصير أسعد شخص لو يسمعك ، تبيني أشيلك أوديك غرفتك ؟
إبتسمت وهي تهز راسها بالنفي : أخاف تطيّحني
رفع حواجبه لثواني : إعقبي ولد حاكم ما يطيّح أحد ، وما يطيح ورد حاكم بالخصوص لأنّ لو طيّحها ما بيلمّ عظامه من الأرض وشويّ هالنهيّان مو ناقص كسور
ضحكت بخفيف ، وإبتسم نهيّان : بس قولي كالآتي نهيّان لا تشيلني لأني صرت ثقيلة ووزني زاد ، هنا صـ
مدت يدها مباشرة تضربه بذهول : نهيّان !
ضحك لثواني وهو يهز راسه بالنفي : آسف ، آسف
كان الحوار كلّه تحت مسامع نصّار يلي تنحنح ينادي : نهيّان
تغيرت ملامح ورد مباشرة وهي تشوف أبوها طلع من بوابة البيت والواضح إنه يبي نصّار ونصّار جاي عشانه ، وحسّت بصداع بعروق رأسها كلّها من صوت نصّار يجاوب سؤال نهيّان " أبوك مناديني "
رفع نهيّان حواجبه بإستغراب : عسى ما شر ؟ الدباب ؟
رفع نصّار أكتافه بعدم معرفة ، ومرّ حاكم من جنب ورد : لا تطلعين غرفتك أبيك
وكان أمره لها يكفيّها إنها ترتعب أكثر وركضت لداخل البيت رغم إنها من ألم رجولها وطول وقوفها ماكان لها الحيل تمشي ، دخلت مباشرة تفتح الستارة من دخل نهيّان ودخل نصّار ودخل أبوها ورغم شعورها كلّه ما قدرت ما تضحك على جدية وقوف نهيّان الملغيّة بينهم بسبب شنطتها المتقلّد بها بشكل تركها تبتسم على عفويته الدائمة ، رفعت حواجبها من مشى نهيّان يدخل لداخل البيت وما إنتبه لوجودها بالصالة إنما ضاعت علومه يدخل لأمه بالمطبخ : ملاذي
-
كان عدم إعجاب حاكم واضح وشديد من نصّار يلي ما يرفع عينه له بشكل غريب لكنه بيمشيها له ، بيحاوره ومصيره يرفع عينه له ويناظر بعينه : وراك ما أخذته
رفع أكتافه بعدم معرفة وهو يلمس دبابه : قلت يمكن عندك شيء بتقوله ، لأن الورشة قالوا إنت إتصلت عليهم
رفع حاكم حواجبه وهو يتنرفز : عينك وراك ما تحطّها بعيني ؟
'
رفع عينه لعمه لكنه ما قدر ومباشرة مد يده يفركها ويدور حجة : ملتهبة عيوني ياعمي تحرقني
ناظره لثواني ، وما زوّد عليه بالأسئلة من صوت السيارة يلي دخلت خلفهم وتنفّس نصار الصّعداء من كان ذياب لأن حضور ذياب عند حاكم يلغي بقيّة الناس كلهم ويتمنى يلغيه وبالفعل كان من نزل ذياب من سيارته ورفع حواجبه مباشرة من وجود نصّار : وش عندكم ؟
هز حاكم راسه بالنفي بسخرية : صاحبك ملتهبة عينه ، ما تدري عنه ؟
رفع حواجبه وهو يناظر نصّار لثواني ويدري إن عيونه ماهي ملتهبة ولا شيء : ملتهبة عينك وش تبي بالدباب ؟
هز حاكم راسه بإيه بسخرية : علّمه ! بعدين إنت هالدباب وش تسوي به ؟ مو توّه جديد ماله كم شهر ؟
حسّ نصار بالإلتهاب بعروقه يلي جفّت : ما أسوي به شيء ياعمي أمشي به بس
هز راسه بإيه بسخرية : أمشي به بس ياعمي ؟ العامل له كلام ثاني بس بختار تصديقك الحين ولو شفت إنك على عيني تحرق عدّاده يانصار حرقته كله ، سمعتني ؟
هز راسه بإيه : إبشر
لف حاكم أنظاره لذيّاب وهو يرص على أسنانه : والكلام لك إنت معه دامك تخاف على صاحبك من دبابه خاف على نفسك مثله
ما كان من ذيّاب كلام ، ولف حاكم أنظاره لنصّار تتصادم نظرتهم لثانية ما تخيّل فيها نصّار بحياته كلها يصير يخاف من عمه حاكم لهالدرجة المرعبة حتى عينه ما يرفعها له بس لأنه شاف بنته وإرتعد مباشرة هو ينوي موته وقت فكّر وسط ذياب وحاكم وعينه قد تصادمت مع عين عمه ، جلس على دبابه يوازن نفسه وناظره حاكم بصرامة : لا تحرّكه
فهم نصّار ولأوّل مرة شيء صحيح من كلام عمه حاكم إنه يقصد لا تحرّك الدباب وتمشي به دام عينك ملتهبة ومشى حاكم للداخل بينما ذياب عدل أكتافه بهدوء وهو يدري فيه شيء وما بيخفاه : راجع لك ..
هز نصّار راسه بإيه وهو يرفع يده لعنقه من الخلف ، وحمّرت كل ملامحه برفض مباشر يوقف من وراه عن دبابه ويطلع من البوابة الخارجية ودّه يثبت خطوته وعضّ شفايفه لثواني : ذيّاب يعاند الدرب يحلف إن الوصول عناد أنا ما أعانده ولا أحاوله ولا أحلف عليه ، ماهو أنا ولا أقواه مبسوط بحالي كذا
_
سكنت ملامح ورد لأنها لمحت دخول أبوها لكنه دخل من البوابة الأخرى ما بيقدر يشوف إنها عند الشباك وما طاوعتها يدّها تستر نفسها وتقفّل الستارة بدون ما تشوف الباقي ، تحرّك قلبها من مكانه وقت جلس على دبابه بالبداية ، ومن رفع يده لخلف عنقه من مشى ذيّاب ووقفت عينها من وقوفه للخارج كأنّ مسّه شيء زحزحه من مكانه وتزحزحت هي من مكانها من صوت ذيّاب : وش تسوين هنا ؟
ناظرته لثواني بعدم إدراك : فيكم شيء إنتم ؟
رفع حواجبه بتعجّب وتـ…
_
تورّدت ملامحها مباشرة : يعني حسّيت وقلت بسأل
هز راسه بالنفي وما تكلّم إنما صوت نداء حاكم لورد خطف روحها ولمح ذيّاب هالشيء بعينها لكنه رفع حواجبه : وش جايّك إنتِ ؟ يناديك ما بيقصّ رقبتك
هزت راسها بالنفي ، ودخل حاكم للصالة وهو يشوف ذيّاب وورد يتناقشون لكن لمح بعين ذيّاب نظرة عدم إعجاب ورفع حواجبه : وش عندكم ؟
هز ذيّاب راسه بالنفي وهو يمشي لأمه بالمطبخ ، وجلست ورد بجنب أبوها يلي فتح يدّه لها : أسمعك
إستوعبت توها إنّه أبوها ، وبيسألها عن دوامها مثل عادته لكن هالمرة لأنّ نصار كان موجود هي حسّت بالغلط وإرتعبت وإبتسمت لثواني : تسمعني كيف ؟
رفع حواجبه : مثل ما أسمعك دايم ، وش صار بالدوام وش جاء ووش ما جاء وش سويتي اليوم
رقّت نظرتها مباشرة هي لو تكلّمت لأبوها عن المناظر يلي شافتها بدوامها اليوم بتغرق عيونها ، وبتبكي لأنها باقي ما تعوّدت : ما قلت لي مرة ، كل ما شفتي شيءّ قولي الحمدلله على نعمة الصحة والعافية ؟ قلتها كثير اليوم أنا
إرتخى كتفه مباشرة من رقّت نظرتها ، ومن رجعت تاخذ نفس لثواني : بس تدري ، تذكر الولد الصغير يلي قلتلك عنه ؟ اليوم صار يمشي خمس خطوات متواصلة مايطيح
إبتسم بخفيف وهو يشد على كتفها : الحمدلله
كمّلت إبتسامتها وهي تناظره لثواني طويلة ، وأخذ نفس لأنه يكره إنه يعرف هي كيف تتأثر من أبسط منظر : ورد
هزت راسها بالنفي : ما بقول لك شيء أكثر لأنك ما تحب
هز راسه بالنفي بجدية : ما أحب الشيء يلي يأثر فيك يابوك ، باقي الأشياء ما تعني لي من دراستك قلت لك ياورد أصلك هيّن ليّن ما يتحمل المناظر وسوئها بس يلي تبينه أنا معك فيه ، والخيار الثاني ؟
أخذت نفس وهي تهز راسها بالنفي ، وشبّكت يديها لثواني من تجمّعت دموعها بعينها : لو ما قدرتي ، قولي ما ودي أكمّل أكثر وعلى خشمي كلّ حياتك الجاية ما تحتاجين تحرّكين فيها الورق من قدامك
هز راسه بإيه : لأنك من ؟
إبتسمت ، وسط إحمرار ملامحها : لأني ورد حاكم بس
ضحك حاكم من مدت يديها تحاوط عنقه ، وضمّها من أعماق قلبه يشد على ظهرها : قويّ قلبك يابوك ، قويّه ما يخيفك شيء ، ولا تهابين شيء ، رقة القلب ماهي عيب بس العيب يأثّر فيك وحاكم ما يدري ، وصلت ؟
إبتسمت لثواني طويلة وهي فعلاً بعد فواجع اليوم ما كانت تحتاج إلا كتف أبوها ..
طلع نهيّان من المطبخ ووقف بمكانه : ياخي وش الظلم هذا أمي دايخة عند ذياب ماعادت تشوفني ، وإنت مع ورد هنا بالأحضان طيب وأنا ؟ والله توجع
إبتسمت ملاذ من المطبخ : لا تصير غيّور يانهيان أخذت حقك وزيادة
-
-
تركت ملعقة الطبخ من يدّها وهي تلف أنظارها لذيّاب المتكي على الدولاب ويناظرها لثواني عرفت فيها إنّ حيله ضايع يبي يستجمعه من إنه يشوف سرورها ، وإنبساطها وهي وعدت حاكم تمسك كل إنهياراتها بخصوص الحلال ، وبخصوص قيد شغله لكنّ بدون إدراك منها طغى اللون الأحمر يتسلل لأنفها ، ومحاجرها لكنها حاولت تثبت : أمي ذياب
هز راسه بإيه وهو إنتبه ، ولاحظ إنه من وقت دخل المطبخ وقبّل راسها وسط إنشغالها خطف قلبها رغم إنها كانت تضحك مع نهيّان قبله وحتى ضحكاتها وإبتساماتها له كانت تراعيه ودّها تعرف قلبه : عين ذيّاب
أخذت نفس وهي تحاول تتماسك وما تجيب طاري لشيء ولو إنها تعرف بتخبّطاته الشديدة لكنه ما يحتاج كثرة السؤال كثر ما يحتاج العاديّة بكل شيء ، حتى بالنظرات وإبتسمت لثواني : ما قلت لي عن بنت الشاعر شيء ، ولا عن غيبتك أمس ما يصير نتقهوى وتقول لي ؟
إبتسم بخفيف : حاكم يضيع عند القهوة ، أنا ما أضيع
ضحكت وهي تهز راسها بإيه ، وهمست : ووش تضيع عنده إنت ممكن تعلّمنا ؟ لأن كمية الثبات والخفايا ما بتناسبنا أكثر من كذا
دخل نهيّان يلي توجه للثلاجة مباشرة : ماشاءالله ما خلصت سوالفكم ؟ ما عندك شغل تمشي له إنت ؟
سكنت ملامح ملاذ مباشرة ما تدري ليه هي تحسسّت من كلمة " ما عندك شغل " حتى ولو ما كان المقصد فيها الوظيفة وطردت أفكارها من نطق ذيّاب يسأله : متى مباراتك الجاية ؟
سكنت ملامح نهيّان ، وطلع له عصير وهو يجلس على الطاولة : ليش ؟
رفع ذياب حاجبه : وش ليش ؟ بحضرها متى
هز راسه بالنفي : لا ، لا ما يحتاج الجو حر والملعب زحمة ما تحبّ إنت ومو أكيد ألعب أنا بجلس بالدّكة
ميّل شفايفه وهو يناظر أمه ، ورفع حواجبه من طلع نهيّان يتوجه لغرفته بالأسفل وسكنت ملامح ملاذ : أخوك فيه شيء ؟
ذيّاب : مافيه شيء ، تبين شيء إنت توصين شيء ؟
هزت راسها بالنفي من قرّب يقبل رأسها : إجلس معانا اليوم ، صار لي وقت ما جلست معاك حتى الحين لا تمشي تتعشون معانا إنت ونصّار ؟
هز راسه بإيه وهو يأشّر على خشمه ، وطلع يدخل غرفة نهيّان بدون لا يطرق الباب وما إلتفت نهيّان يبين إنّه ما إنتبه لكن غصبٍ عليه ينتبه من نزع ذياب السماعة عن راسه : ورع ، وش العبط يلي سويّته توك ؟
ناظره نهيّان وهو يمد يده بياخذ السماعة ، ورجعها ذيّاب للخلف : تكلّم إخلص عليّ ! وش صار
عضّ شفايفه وهو يناظره ، ودخلت ورد تقطع عليهم لكنها إنتبهت بإختلاف شيء سماعة نهيّان بيدّ ذياب والواضح إنه نزعها منه ، ونظرة نهيّان تبين إنه جالس يُجبر على شيء ما يبي يُجبر عليه لكن قُطع الموضوع كلّه من ..
_
↚نطق ذيّاب يحوّل الإنتباه لها : ورد
إستوعبت إن ذياب يكلمها : وش ؟ شفيكم ليش كذا
هز نهيّان راسه بالنفي وهو يعدل كرسيه يعطي أخوانه ظهره ووجهه يقابل الشاشة يبين إنه بيلعب وما بيعطيهم الأهميّة ورفعت حواجبها لثواني بعدم إعجاب : طيب ما جيت عشان سواد عينك بس بسأل عن شيء ، المفتاح ليش قلت للحارس يعطيه ديم بالذات ؟
رفع ذيّاب حواجبه وهو يناظر أخوه ، ورفع نهيّان حواجبه بالمثل لكنه يناظر ورد : وش ليش ؟ وش قصدك يعني ؟
شات ذياب كرسيه عشان يتعدّل بنبرته معها ، وأخذ نفس من أعماقه قبل يعصّب ذياب وقبل تزعل ورد أكثر : مدري ، أبوي قال لي إتصل على الحارس يعطي البنات المفتاح ولا يعطيه ورد وجهاد عنده نظام عطني إسم وأسلّمه لك بالتحديد وقلت له ديم ، بها شيء ؟
هزت راسها بالنفي : طيب ليش طرى عليك إسم ديم ؟ دايم تقول وسن يعني غرابة شوي
ما كان منه أبسط الإهتمام : لأنها هي إتصلت على أبوي وسمعته يقول ديم وإلا وش يدريني عنها ، شيء ثاني ؟
ناظرته لثواني بإستغراب : طيب ليش تكلمني بهالإسلوب ؟ صاير شيء ؟
هز راسه بالنفي ، وطلعت بدون تنتظر منه جواب أكثر من رجّع جسده للخلف بعدم إهتمام وعضّ شفايفه بغضب من نظرات ذياب الهادئة : ذياب ما بقول كلمة ! قلتلك المباراة ما يحتاج تجيها
هز راسه بإيه بهدوء : ما يحتاج تقول ، إنت ما تعصّب من الخلاء ودام نظرتي ثوّرتك وش عاد لو تكلّمت ؟
ما سمح ذيّاب لنهيان ينطق الكلمة من رمى السماعة لصدره يطلع ، وعضّ شفايفه لثواني هو كان على وشك يشتم لكنه تماسك نفسه يرجّع سماعته لإذنه ويبدأ لعبته كالعادة ..
-
وقف نصّار عن دبابه من جاء ذياب يلي نطق مباشرة : وش فيها عينك إنت
ناظره لثواني بعدم إستيعاب ، وتدارك وهو يهز راسه بإيه : عيني ، عيني مدري كانت ملتهبة قبل شوي بس
رفع ذياب كشّاف جواله يصوبه لعين نصّار يلي ضرب صدره مباشرة : ماهو كذا يشوفون الإلتهاب ياغبي
هز راسه ذياب راسه بالنفي بجديّة : أشوف عيون نياقي كذا مافيك إلا العافية
ناظره نصّار بذهول : يعني عيني وعين الناقة واحد ؟
هز ذيّاب راسه بالنفي بسخرية : لا عين غزال ماشاءالله
هز راسه بإيه يبتسم برضا ما إستوعب إنه يطقطق عليه : لأن مافيني إلا العافية وش رايك تدخل لأبوك تقوله نصّار يبي دبابه لأنه بيمشي يرجع البيت ؟
هز راسه بالنفي : عشاك عندنا اليوم ، إدخل
ناظره نصّار لثواني : ذياب تستهبل ؟ أقولك بمشي الحين وإنت تعال معي
هز راسه بالنفي ، وإبتسم نصّار : يكون أحسن بعد لأني إشتقت للرجال الطيّب هذا وبروح عندي مشروع وعرض بجهز له
_
هز ذيّاب راسه بالنفي : الرجال الطيب هذا لو تبيه ، تدخل وتسمع كلامي تعيّن من الله خير وتهجد يشوف إن عينك ما بها شيء ويعطيك مفتاحك
تنهّد نصار من أعماق قلبه لثواني طويلة : الأبو يهاوشني من جهة ويسحب مفتاحي والولد يقول عينك وعين ناقتي وحدة ياخي وش جابني عندكم أنا وش مطيّح حظي عندكم ؟
رفع ذيّاب حواجبه وهو يناظر الرقم يلي نوّر شاشته : هرجك كثير حاول تخفف منه
ناظره نصّار بذهول ، ومباشرة تلبّس الجو الحزين يدخل بداخله : قلت رفيقي ، ما يتغيّر لا تزوج والواضح إنّ ما بعد صارت ببيتك وما عاد تبيني ؟ هرجي كثير ؟ أنا كثيـ
ما رد عليه ذياب يرفع جواله لأذنه بهدوء : إي نعم ذياب
قطع نصّار حروفه وهو يعدل كتفه ورفع حواجبه من نهيّان يلي طلع مستعجل ولمح بيدّه ملف إستغربه وما لحق يسأله أو يتبعه من مشى ، قبّل يدّه : يارب لا تبليني وش العائلة الغريبة ذي وش هالمجتمع الفوضوي
تنحنح من تذكّر ورد وهو يشوف ذياب بالزاوية يكلم وهمس يرفع يدّه لعنقه من الخلف : أو يارب تبليني بالقرب شوي ، شوي وللدرب الصح ماهو هالجلوف يارب
_
« بيـت تركـي »
وقفت على عتبة الباب تودّع عمها تميم وأهله آخر الماشين من عندهم وما بقى ببيّتهم بهاللحظة إلا هم ، عائلتها الصّغيرة وهي تحطّم قلبها من إن كلّ آل نائل رجعوا لبيوتهم ما بقى أحد رغم إنهم بإجتماعهم هالمرة هي كانت غائبة بأكثر الأوقات عنهم ما تستوعبهم ولا تجلس معاهم كثير لأنها كانت تصارع عالمها وحكايتها بكل الأوقات من أولّ الشعور والتيه لرساوتها بهاللحظة بإنها صارت زوجته وما يحتاج تتوه أكثر ، حاوط الحزن قلبها بإنها ما شبعت من البنات باقي ولا لاقتهم ودخلت للداخل وإبتسم أبوها عذبي من لمح حزن عينها : ولو مشينا حنّا الكويت وش بيصير بهالعين ؟
عضّت شفايفها وهي تمد أطراف بلوفرها الطويل يغطيّ كل ذراعها وحضنته من فتح لها حضنه : بجي معاكم ما أحبّ ، مشيوا هم وزعلت كذا كيف لو تمشون إنتم ؟ أموت من الزعل
قرص خدّها مباشرة بشبه حدة : ما قلنا هالطاري ما نحبه ؟
ضحكت وهي تهز راسها بإيه ، وإبتسم بخفيف : ناخذج الكويت حنّا ما نقول لا ، بس الذيب وش يقول ؟
رجّف قلبها من طاريه ، وإبتسم من غرقت بصدره من خجلها وضحك بعالي الصّوت من ذهوله : وش هيبته الذيّب يسكت بنت الشاعر عند طاريه طّيب ؟
غرقت بخجلها وهي تدور حروف وقررّت تصرف الموضوع : نطلع بعد شوي ؟ تخيّل إن عذبي وفهد وحتى تركي طلعوا وما قالوا لي ؟ ولا يستأذنون مني حتى بس يطلعون ويروحون
ضحك وقبل يتكلّم طلع تركي المستعجل من مكتبه : عذبي إفتح الباب لنهيّان دخلّه المجلس قل له الحين أجيه
_
رفعت حاجبها لثواني بسيطة ليش نهيّان بالذات وما طوّل تفكيرها من تركها أبوها عذبي يتوجه للباب يفتحه لنهيّان وكانت دقائق بسيطة لحد ما طلع أبوها من مكتبه يعدل ثوبه ونفسه ويتوجه للمجلس ..
عضّت شفايفها يذبحها الفضول صحيح ، لكن مستحيل تقرّب ومال تساؤلها له هل نهيّان بالبداية جايّ وهو بيتبعه ؟ أكيد وش الموضوع يلي بيكون بين أبوها ونهيّان لو ذيّاب أو حاكم مو موجودين ..
طلعت جوالها من جيبها وهي ما تشوف منه رسالة ولا أي شيء آخر وميّلت شفايفها فقط تعرف إنه مشغول وما كانت تتوقع إنه يكلّمها اليوم بما إنه ما مشى إلا الفجر بعد عواصف لكن بالوقت ذاته حسّت كأن ودّها ، ودّها وقت رفعت جوالها يكون منه رسالة أو إتصال ..
أخذت نفس وهي تجلس بمكانها بالصالة ، ورفعت كمّ بلوفرها لثواني تتأمل آثار يدها وأخذت نفس بخفيف بالقوة مسكت زمام نفسها وشعورها عن أبوها ، وعن أمها وكلّ عين طاحت عليها بعد لُقاها معاه ، بعد ما أخذّ قلبها بليلة وحدة عشر مرّات ، مليون مرة بالأصح من كل حركة كانت منه ..
ما إنتبهت إن أمها كانت على باب المطبخ تتأمّلها ووقت إنتبهت هي توّردت كل ملامحها من الخجل لكن سلاف إبتسمت وهي تجلس جنبها : نرجع حلوين ؟ بس بعد ما تجاوبيني على سؤال واحد
شدّ نبضها مباشرة أكيد الجروح بما إنها شافتها تتأمّلها وبالفعل كان سؤالها لكن مو مثل توقّع قصيد : تخجلين منها ؟ عيوننا إحنا تخجلين منها ومو هنا همي ، عين ذيّاب تخجلين منها ؟
↚« المجـلس »
صافح نهيّان عمه تركي وهو يخجل ، يخجل شديد الخجل إنه كلّمه وهو يعرف إن عنده قضايا لكن ما يعرف يتصرف هو لوحده وصابه التوتر إن ذيّاب يحضر المباراة ويفهم الحاصل : إعذرني أزعجتك ياعمي بس قلت ليش باب الغريب وإنت موجود الله يطول بعمرك
هز تركي راسه بإيه : أكسّر راسك لو رحت ، ورّني
مد عقده لعمه ، وكانت دقائق بسيطة نبّش فيها تركي بالعقد وسكنت ملامحه : وريّته أبوك قبل توقعه إنت ؟
هز راسه بالنفي وهو يرجع جسده للخلف : لا ، أبوي كان عنده خبر قبل يتم التعاقد إني بكون مع هالفريق وما قال لي شيء ، أنا ما قلتله شيء وهو لو ما وريّته وقلتله بنفسي ما يسأل ، أنا وقعته عشان صاحبي وحاجة أبوه
عضّ تركي شفايفه لثواني : عشان صاحبك توقّع شيء يضرك إنت ما يفيدك ؟ الشروط نصّها مجحفة لك يابوك إنت توّك أول المشوار ما صار لك سنين عشان توافق على هالشروط !
هز راسه بإيه : ما تهمني الفلوس أنا ، عشان كذا قبلت بس أعصابي تطقّ عمي ، تطقّ فصلت على المدرب قبل كم يوم وعصّب يحلف أنا وإلا هو بالفريق وقرروا يراضون عينه على حسابي يقولون نهيّان دكّة إحتياط …
_
ما حضرت مباراتهم إيه يجيني يقول راجع البنود ترى التعويض عليك وقت تغيب من كيفك ؟ متى صارت ذي ؟
هز تركي راسه بإيه : ما تهمك الفلوس يانهيّان فهمت ، بس زود إنها ما تهمك تصير التعويضات عليك لو حصلت ؟ كم مباراة غبت عنها للحين ؟ ومتى تنتهي فترتك الأولى معهم ؟
عضّ شفايفه لثواني : مباريتين ، والثالثة جاية قريب
ناظره لثواني : والمباراة الوحدة كم تعويضها ؟
رجع نهيّان جسده بهدوء : مباراتهم الأخيرة ، إتصّل علي يصارخ يقول ربع مليون النصّاب ليش ؟ لأنّها بطولة وإحتاج لي وغصب عليه لازم ينزّلني الملعب أغطيّ على المطرود حقهم وما كنت موجود ! أنا أنا ما آخذ منهم هالمبلغ عشان أدفعه لهم ما يحق ، ماهو حق يغطي خساراته على ظهري ووقت حاجته يجي يقول تعال
هز تركي راسه بإيه وهو يأشّر على توقيعه : يحق لهم
ناظر عمه لثواني بعدم تصديق : عمي وش يحق لهم ؟ كيف يحق لهم الحسبة على كيفهم واللعب على كيفهم ماهـ
قاطعه تركي بهدوء من إنتبه إنّ دخله الخوف : قلت يحق لهم ، ما قلت بيشمّونه
ناظر عمه لثواني ، وكمّل تركي بركود شديد يبيّن لنهيّان إن قلقه كله بدون داعي : بس الحين إنت كمّل الفترة ولا تشيل هم ومباراتك الجاية لا تغيب عنها
ناظره بعدم فهم كيف يطلبه يحضر المباراة وهو ناويها حرب معاهم على هالعقد وحركاتهم ، وهز تركي راسه بإيه وهو يبتسم: بدّع يانهيان ، خلّ الخسارة لهم أضعاف وأنا عمك دامّها فترة ونفّض هالعقد من أساسه
هز نهيّان راسه بإيه : ولو إنها صعبة ياعمي ، بدخل الملعب وأنا داري هم لهم فلوس على ظهري توصل نص مليون ويمكن يزيدها النصّاب وشلون بمسك الكورة ؟
ضحك تركي وهو يهز راسه : تمسكها ، قل وراء ظهري تركي وتمسكها وإن حضر أبوك وإلا ذياب الملعب معك يكون أحسن ، يشدّون حيلك ويرهّبون غيرك وش تقول ؟
ضحك نهيّان لثواني : تقول أنا بالملعب وهم بالمدرج ؟
هز راسه بإيه : ووش حيلة ضعيف النفس وقتها ؟ مالهم إلا البكاء ياعمّي بدّع والحسايف لهم ماهي لك يانهيّان
إبتسم وهو يقبل رأس عمه وأخذته الحماسة كأن بجيّته لتركي هانت بعينه مشكلته وتأكد إنّها ما يحتاج توصل لمسامع أبوه ولا يحتاج يشيل الهم أكثر : وإنت ما ودك تحضر معهم ، كل هدف لو جبته يصير لعينك إنت وش تقول ؟
ضحك تركي وهو يشدّ على كتفه : ودّي ، ودي بس ماشي الكويت أنا ما بلحق لكن الجايات بإذن الله
_
« بالداخل »
ناظرت أمها بعدم إستيعاب كيف وصل تفكيرها للخجل لكن هالمرة قدرت تستوعب إن الحكاية عند أمها والبقية هي عدم معرفة تام بينها وبين ذياب وإن جروح يدها تعتبر تشويه ممكن يخجل منه غرورها بإنّ عين ذياب تطيح عليه ، وإبتسمت سلاف :..
-
: وقت عصّبت عليك ، زعلت منك بالأصح وعدت نفسي ما أقول لك ولا شيء بس بعدين إستوعبت سلافي غلط هالحركات مو مع قصيدك ، بس بعفيك من محاضرات الأم لبنتها وباقي النصائح هالمرّة بحكيك عن شيء وإنت لك حرية الفهم بعدين تمام ؟
عدلت جلستها وهي من لمعة عيون أمها عرفت بإنّ لأبوها نصيب من حديثها ، وبالفعل إبتسمت سلاف : تعرفين إن بدايات زواجي أنا وأبوك ما كنّا على وفاق ، ما كنت أعرفه من أسباب الحادث
رقّت نظرتها وهي بكل مرة يُمر عليها تعارف أمها وأبوها وبدايات زواجهم تحسّها حكاية تسُتحقّ التخليد ، كان أبوها يعاني ، وكانت أمها تعاني من كثير أشياء عقّدت بدايتهم بينهم محُبّ ، وبينهم ضايع بذاكرته وإبتسمت سلاف يلي تنهّدت : كانت آثار الحادث بظهري وكتفي ، بس ما كنت أخبيها حتى لو تطيح عين أبوك عليها وأنا ما أعرفه ، دواعي الغرور تقول إن الجروح وآثارها عيب بس ما كانت عندي ، شخص بتكمّلين حياتك معاه المفروض والصح يتقبل جروحك قبل باقي الأمور ، والصّح إنك ما تخبيّنها عنه ياماما تمام ؟
ناظرت أمها ، وهزت سلاف راسها بإيه لكنّها باقي حتى بعد هالسنين ما توثق إن فيه شخص يحبّ مثل ما يحبّها تركي هي وجروحها ، وتراجع كلامها لثواني : يمكن صعب ، أو تحسينه صعب لأنكم بأوّل المشوار وما تعرفينه ويعرفك مثل وضعي مع أبوك بس المقصد من كلامي كله إنّ ذيّاب بتكملين عمرك معه بإذن الله تخبيّن عنه وتخجلين كيف يصير شريكك ؟ كيف يصير حبيبك وكيف يدخل الوّد بينكم ؟
تورّدت ملامحها وهي تناظر أمها بحبّ شديد : طيب مرة ما ألوم تركي يحبّ سلافه هالقد ! لذيذة مرة
ضحكت سلاف وقدرت بنتها تضيّعها بالفعل ، ودخل أبوها يلي جلس بجنب أمها : وش تسولفون عنه
إبتسمت سلاف وهي تناظره : أقول لها عنّنا
وعرفت قصيد أن أمها همسّت له سرّا عن مسامعها إنها تحكيّ بنتها عن جروح ظهرها وكتفها الأوليّة ورق كل قلبها من تحوّلت شفايف أبوها مباشرة تقبّل كتف أمها ويرجع جسده للخلف ، وتورّدت ملامحها ترجع شعرها لخلف أذنها من إمتلى قلبها بكلّ أنواع المشاعر وكيف ما يمتلي وقدام عينها أعظم سنين الحبّ وأجمل حكاياته : عادي تضموني بينكم طيب ؟
ضحك أبوها وهو يفتح ذراعه الأخرى لها : تعالي
دخل عذبي أخوها مع الباب وهو يشوف أبوه جالس بالوسط يساره أمه ويمينه قصيد يلي يقبّل رأسها وكلّهم تحت جناحه : عايش بالنعيم ياتركي
إبتسمت قصيد لثواني من نزل كابه يتركه على الطاولة ، ونزّل بلوفره يتركه بجنبه : متى صار عندك هالبلوفر ؟ ما شفته عليك قبل ولا إخترته لك
_هز راسه بإيه : هو قلبك صاير لي ؟ تنتبهين لي ؟ لا طبعاً وياويلك أشوف هالبلوفر عليك ياويلك ما أستهبل
ناظرته لثواني بزعل : لونه حلو طيب لا تقول لي ياويلك
رفع تركي حواجبه لثواني وهو إستغرب حركة ولده إنه ترك بلوفره بعيد : وين كنت ، وفهد وتركي وينهم ؟
رفع يده لشعره : وقفت عليهم السيارة أول الشارع وراح لهم سمييّ الحين يجون أكيد ، بطلع أنام أنا ما نمت
هز تركي راسه بإيه : ما نمت ، وما حلّقت ، وهات البلوفر
ناظر أبوه لثواني : زوجتك قالت لي لا تحلّق طيب ووالله والله والله مالك داعي لو بتاخذه مني تعطيه هالمدلّعة
ناظره تركي لثواني : أنا مالي داعي ؟ أنا تركي مالي داعي
هزت قصيد راسها بإيه وهي تناظر أبوها : يقول لي مدلّعة ويقولك مالك داعي ما تحس ما يستحي شوي ؟ صح
ناظرها عذبي لثواني بذهول إنها تشتكي أبوها منه ، وضحكت سلاف من زعل عذبي : لا تكلّمون حبيبي
جلس بجنب أمه يلي مدت يدها لظهره ، وناظره تركي لثانية فقط بمعنى إنه ما جاب البلوفر وقام طواعية يتركه عند أبوه وإستوعب تّوه إن أبوه بيشمّه وضحك : يعني تعرف إني مو حول الدخان ولا أحبه ليش تتوجّس منه
تنحنحت سلاف بعقلانية : يخاف على صحتك أبوك ، مضرّ بالصحة الدخان وإنت ما تضّر نفسك صح ماما ؟
هز راسه بإيه : ما أحبه ما يغريني ولو شمّيت معي مرة ترى الكوفيهات كلّهم يدخنون بس ماهو أنا إرتاح
ميّلت قصيد شفايفها لثواني : أحسّه حلو ، الدخان
سكنت ملامح سلاف لثواني مباشرة وهي تناظر بنتها ، ولف تركي أنظاره لها : كيف ، كيف حلو يابابا ؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة وهي تشوف القلق تسرّب لعين أبوها يلي لف أنظاره لأمها لثواني بسيطة ، وضحكت لكن تبدّلت حروفها بعدم إدراك : قلت حلو ، ما قلت بجربّه أو بتعامل معاه ليش تنظرون لي كذا ؟
همست سلاف لثواني من لف لها تركي يهمس من بين أسنانه يمثّل الإبتسام : ما قلت بنت سلاف عبث
إبتسمت بغرور رغم إنّ بنتها دوّختها وقت قالت الدخان حلو : ما تعيد أمجاد أمها لا تخاف ، الذيّب ما يدخن
ناظرها لثواني فقط ، وإبتسمت قصيد وهي تشوف عذبي نام بحضن أمها لأنها كانت تلعب بشعره : نام عذبي
إبتسمت سلاف بحب كبير لثواني وهي ترفع شعره عن جبينه ، وقبّلته لثواني طويلة : ماما تروح غرفتك ؟
ضحكت قصيد بذهول من قلّدها أبوها وهو يفتح جواله : تركي تغار شفتك أنا ، لذيذ وإنت تغار طيب
إبتسم بخفيف وهو يسكر جواله : سلاف تعضّ أصباعها عليك بس أنا أعضّك إنتِ ، إنتبهي يابابا ما أمزح
ضحكت سلاف من قام تركي بيرجع لمكتبه : يعضّك الذيب بعدها ياتركي ، عضّة الذيب توجع لا تنسى
هز راسه بإيه وهو قرّب من مكتبه لكن تذكر :…
_↚
: على طاري الذيب قولي له إنك بتمشين الكويت معي الصباح
ناظرته لثواني بعدم إستيعاب ، وبالمثل كان عدم إستيعاب سلاف : إنت وقصيد بس ؟
_
« بيـت حاكـم »
كان الإفراج بعد ساعات طويلة من نصيب نصّار ودبابه وأخيراً بعد ما تأكّد حاكم إنه مصحصح تماماً وإن عيونه ما بها شيء ، طلع يسكّر باب بيت حاكم خلفه وأخذ نفس من أعماق قلبه يقبّل مفتاحه : لا تطلع ولا صوت طيب ؟ لين نوصل البوابة بس وبعدها نصرخ أنا وياك يا حبيب عمري إنت
رفع حاكم حواجبه بهدوء وهو يشوفه يهمس لمفتاحه وبعدين توجه لدبابه يمسح عليه ، يحبّه بشكل مجنون وغصب عنه إبتسم من ما شّغله لكنه لبس خوذته وصعد عليه يدفّه هو بنفسه لحد البوابة وكله إحترام لحاكم نفسه وإنّ صوت الدباب قوي وضحك يستودعه الله لإنه بمجرد ما وصل للبوابة الخارجية إعتلى صوت الدباب وسكّر حاكم شباك مكتبه يجلس على كرسيه وما بيطلع لهم لأن على ذيّاب تصرفات ما تعجبه وما يشاركه فيها ولا ودّه يعصب عليه أو بالأصح ما ودّه يُربط لسانه من جديد مثل ما رُبط بالصباح وقت كان ناوي يعصّب عليه لكنه ما لقى بنفسه إلا الصمت لأن ما وده يسمع وش صار له ببيت تركي ولا ودّه يتخيل أو حتى يستشفّ جوابه من ولده يلي يعرف إنه ما بيرد عليه صار أو ما صار ، بيرد عليه رد يتركه بحيرته وياكل نفسه من القلق هو أخطى ببيت عمه وإلا مسك نفسه وما طال جلوسه يطلع للصالة من كانت ورد ، وملاذ ، وذيّاب الجالس يتقهوى معاهم ويدري حاكم إنّه مشغول وروحه تنازعه للمشي لكن عشان خاطر أمه هو باقي للحين ولهالوقت بالبيت ولمحه يقفّل حتى جواله عشان ما ينشغل عنهم ..
جلس بمكانه وهو بصدره موضوع باقي ما فتحه مع ذياب ، وإبتسمت ملاذ وهي تناظر حاكم لثواني : إنت ما قلت لنا عن بنت الشاعر ، ذيّاب الواضح ما عنده حروف يقولها وبعتبرها جات كثيرة على قلبه حيل تخلّص حروفه عشان كذا ما يقول بس إنت وش عذرك حاكم ؟
إبتسمت ورد وهي تتكي تناظر أبوها ، وحسّ بالضغط يلي وده من وراه يرجع لمكتبه ما يدري ليه : وش أقول عنها ، قصيد الشاعر وما غلط وقت سمّاها قصيد
رفع ذياب نظره لأبوه ، وإبتسمت ملاذ لثواني : أجمل قصايد حياته ، تذكرها حاكم ؟ فستانها الأسود الصغير
هز راسه بإيه : أذكر كيف قام الشاعر من وسط مجلس الرجال يحط ليدها
إبتسمت ورد من قطع أبوها كلمته لأنها ما يقولها : قول وش يحط ليدها لا تخاف
ضحكت ملاذ وهي تترك الفنجال من يدّها : حاكم يلي ما يخاف ، يخاف يقول مصطلحاتنا البسيطة ، قام يحط لها مناكير قولها لا تخجل
ضحك حاكم وهو يهز راسه بالنفي ، وإبتسمت ملاذ بحب : …
_
-
..: كنت أشوفه من وراء الباب ، يالله ياعظمته بالمجالس ويارقته المستحيلة معاها وقت أخذت المناكير من غرفتي وراحت تركض له بس خاصمها
هز حاكم راسه بإيه : بكت ، حاولت أراضيها وقتها
ضحكت ورد ما تتخيّل أبوها يراضي : مستحيل
ضحك حاكم بإثبات : حاولت ، وطلعت من المنافسة خسران تبكي من الشاعر وتضّمه ما تبعد عن حضنه بس إنها زعلت ، والله وقتها زعّلها يقول حقّ الناس ما تلمسينه أجيب لك عشر غيره بس ترجّعينه مكانه وتعتذرين
ضحكت ملاذ : للآن ما أنسى كيف جات تدق الباب وتترك المناكير وتعتذر بلسانها يلي عمره ما يتكلّم بالعربي ، حاولت أعطيها إياه ورفضت من خصام أبوها تقول ما ودّها ما تحبّ المناكير
ضحكت ورد ، وإبتسم حاكم : وراضيتها للمرة الثانية ياورد ، أخذته وقلت لها تقول لأبوها عمو سمح لي
إنهارت ورد من الضحك هي ما تتخيّل ، وما تتخيّل إن أبوها الآن جالس يضحك ويكلّمها بكل هالرقة عن قصيد لدرجة إنه يقول لها " عمو " وسط كلامها ، وضحكت ملاذ : وجاء الشاعر ، غصب عن عينه جاء يراضيها من دلالها ، جلس على الأرض قدامها وكلّ أصبع يحط لها فيه يقبّله عشر مرات عشان تضحك وتبوسه بس
إبتسمت ورد بحب شديد : عمي تركي حنون ، مرة حنون ما أحس عنده بحياته جزء قاسي من حنيّته
خفّت إبتسامة حاكم جزئياً ، وإبتسمت ملاذ فقط هم يدرون بمعاناته وباقي الناس ما يدرون ، يشوفون حنانه ما يدرون إنّه وصل لآخر عتبات الجنون وقدر يتمالك نفسه يحكون بحنانه يقولون إنه ما مسّ المعاناة ولا القسوة ..
إبتسمت ملاذ تضيع بالسوالف بينهم وما إنتبهت لولدها يلي من شدّة نبضه ودّه يطلع قلبه من جوفه يخنقه بين يديه من قو نبضه يلي يهلكه ، يستنزف روحه من قو الشّعور يلي يحسّه من ضحكات أبوه عنّها ، سوالفهم عنّها ، وهي كلها تهلكه ..
كان ماسك زمام أمره ما بيقرّبها اليوم وهو عصف فيها وفيه بالفجر وطول أمسه وعاهد نفسه بالصبّر ، الثبات يحلّ أشغاله ويرجع لها لكن شدّ نبض عروقه من وصفهم لها ، طاري فُستانها الأسود يلي أمس نشّف الدم بعروقه من حلوه عليها ولو إنه هادي ، هادي لكنّ شكله عليها مو عادي وقت رجع من صلاة الفجر كان ودّه يرجع لها جوالها يلي إنتبه له بجيبه وثوّرت كل عروق شعوره من تكتّفها بالحديقة تتأمّل ولا يدري وش كانت تتأمّل لكن وقوفها ، كعبها ، شعرها البُني يلي تحرّكه الريح وإرتكازه على أسود فستانها وظهرها كلّها شدت نبضه وقتها لأوّل مرة يتوه قلبه حتى من الألوان ، ألوانها هيّ ..
إبتسمت ورد : من وإحنا صغار ؟ ما أذكر إلا ركض نهيّان وراها بوسيني ويزعل ليش ما تبوسه
ضحكت ملاذ بتذكر : ذياب تغار ؟ تراها باسته مرّة بالسّر
_
ما كان منه كلام لكنّها شدت نبض قلبه حتى وهي تستعبط بنظرتها له ، هو يلاقيها من نفسه وإنه يتخبّط بدنيته وما ينفع له هالتّخبط حلاله راح وشغله راح وهو مو قادر يركّز بشيء لأنه يبي وقته كله لها ومعها ، أو يلاقيها من كلامهم عن طفولتها وعن حلوها وحركات دلالها يلي هو يشوفها منّها الحين ويهلك له قلبه دلالها لأنه مرّ بلحظات إستيعاب كثيرة وقت كان معها وأهلكها لقلبه وعقله كان إنه مو ما يعرف للدلال ولا ما يحبّه ، أهلكها لقلبه كان إستيعابه بإنه يحبّ شخصيتها ، يحبّ دلالها ويحبّ إنه صار عليه هو حتى لو كان خفيف مو مثل دلالها على الشاعر .. أخذ نفس وهو فعلاً ما يدري يلاقيها من مشاعره ، أو يلاقيها من أمه وعبطها بإنه تقول له قصيد قبّلت أخوه نهيّان قبل سنين وهي طفلة ..
ضحكت ورد من رفع حاجبه بدون إدراك منه ومن شدّ على يده : ياويلي الغيرة طيب ترى أطفال أطفال !
ما كان منه كلام ، ودخلّ نهيان يلي يدندن قُطع كل موضوعهم وراه وباقي ذيّاب ما يحسّ بصدق أمه بموضوع إنها فعلاً قبلته لكن ما بيتكلم ولا بيسأل حتى لو قبلته وهي صغيرة ، كان قبل سنين ما تعنيه مستحيل يفكر ..
رفع حاكم جواله وهو يشوف رسالة من تركي إنه ما بيكون بالرياض اليوم ، وإتصل عليه لكن ما ردّ وصارت له حيرة بسيطة لمحتها ملاذ : صار شيء ؟
هز راسه بالنفي : تركي ، يقول ما بكون موجود بالرياض
هز نهيّان راسه بإيه بغباء : إيه بيروحون الكويت
رفع ذياب حواجبه وهو يمد يده لجواله المقفّل يفتحه من جديد وسكنت ملامحه من لمح مكالمة فائتة منها ، ورسالة وحيدة تبلّغه إنها بتمشي مع أبوها الكويت وهنا سكن كل قلبه لثواني بسيطة ووقف : عن إذنكم
ناظره نهيّان لثواني : وش ؟ وين بتروح تويّ جيت أنا
كانت منه نظرة وحيدة لنهيّان فقط وطلع خلفها للخارج بعد ما أخذ شماغه وعقاله ، وسكنت ملامح ورد لثواني : لا يكون صدق عصّب ؟
هز نهيّان راسه بالنفي من لمح نظرة أبوه له بمعنى ذيّاب ما تطلع منه هالنظرة عبث ، ورفع يده لدقنه لثواني بإعتراف : عصّبته أنا اليوم ، بس هو عصبي وش أسوي
عضّت ورد شفايفها : زوّدنا ناره عليك إحنا
-
طلع وهو فصّل كل حروف رسالتها يلي ما ياخذ منها شيء غير إنها بتمشي الكويت ، رفع جواله لأذنه يتصّل عليها وطال عدم ردّها بشكل وتّر عروقه ولا يدري ليه ، أو بالأصحّ يدري وركب سيارته يرمي شماغه ووجهته بيت المحامي ولا له وجهة غيرها ما تردّ على إتصاله وماهو من النوع يلي ينتظر متى يسمح وقتها بالردّ عشان تجاوبه ويفهم ..
سكر جواله يتركه ومد يده لشماغه وعقاله عشان يلبسها لكنه رفع عينه للطريق وسرعان ما ضغط على الفرامل بكلّ قوته من ..
_

من طلعت سيّارة من حيث لا يعلم بوجهه بالعرض ، عضّ شفته بغضب وهو يتركها منه وينزل لكن سكنت نظرته قبل تطلع حروفه الغاضبة من لمح اللوحة ورجع لسيارته فقط يستغفر ، يتمتم بكثير الإستغفار ويحرّك خلفها مصيره ما يطوّل ويرجع يلاقيها بأسرع وقت ..
نزل من سيارته لكن وقفت خطوته لثواني من المكان يلي وصل له خلف هالسيارة ، من إضطر يسلّم كل جوالاته للحارس أمام الباب ويدخل بكل هدوء ونطق المستشار يعرّف به : ذياب آل سليمان طال عمرك ، هذا هو
« الفجـر »
فتحت عيونها على صوت أبوها بأرجاء البيت وسكنت ملامحها بعدم إستيعاب هي تذكر دخولها لغرفتها ، تذكر تمددها على السرير لأنّها خاصمت نفسها وقرارها بإنها كانت بترسل له رسالة تبلّغه إنها بتمشي الكويت وتراجعت قررّت تتصل عليه أفضل لكن ماحصل لها رد منه لا على رسالتها ولا على إتصالها ، لبس تركي شماغه وهو يضرب على الباب : أصلي وأرجع وإنتم بالسيارة
رفعت يديها لعيونها تبعد شعرها عن ملامحها : صاحية
مدت يدها لجوالها وهي تشوف مكالمة فائتة منه بعد رسالتها بساعة وما فكّرت أكثر لأنها لو تفكر بتغرق بشعورها وهي ما تحتاج تغرق لأن ما ينتشلها من بحوره شيء إلا وجوده ، توجهت للحمام - الله يكرمكم - تتحمم بأسرع ما يكون وركضت تلبس لبسها وهي ممنونة لأمها لأنها حتى ملابس السفر الخفيفة تطلعها لها ، سكن قلبها لثواني من لمحت أمها لابسة عبايتها : بنمشي كلنا !
هزت سلاف راسها بإيه : كلنا ، عذبي ونيّارا سبقونا من أول
إنحنت تلبس شوزها وهي تعدل نفسها لثواني بسيطة بإمتنان شديد : كانت فكرتك ؟ إننا نروح كلنا
هزت راسها بالنفي : كانت فكرة أبوك عذبي ، قال له دامك بتجي مع قصيد الكويت كلنا نمشي مرة وحدة ونجلس هناك لوقت دواماتكم ثم ترجعون
سكنت ملامحها لثواني : نجلس هناك ؟ نجلس بالكويت يعني ؟ يعني مو مثل ما قال بابا بالبداية بنروح أنا وياه يومين ونرجع عشان موضوعه والمقابلة ؟
هزت سلاف راسها بالنفي : بنجلس بالكويت ، جهّزت لك شنطتك على هالأساس الحين وملابسك هناك موجودة صورتها لي العاملة ، إلبسي عبايتك ويلا أبوك بالسيارة
سكن قلبها لثواني طويلة هي وافقت على مضض ، أو إجباراً بالأصحّ من قال لها أبوها إن هالمرة مو بكيفها إنما فعلاً بياخذها معاه لأن عنده شغل ويبيها تقابل أحد لكن هان عليها الوضع شوي لأنها بتروح معاه يوم ، يومين ويرجعون مو أكثر ونامت تصحى على تبدّل خطط ما تقدر تقول عنه شيء لأن ذياب ما رد أساساً والواضح إنه عادي..
عضّت شفايفها بحزن بسيط : عذبي جونيور معاهم ؟
هزت سلاف راسها بالنفي ، وصعد تركي يلي لمح شعرها المبلول : أضربك الحين ؟
_
-
ميّلت شفايفها لثواني بخفيف وهي ترجع يدها للخلف تلقائياً لأنها لابسة بدي : ما يضّرني يابابا الجو حار
طلع عذبي يلي لابس بلوفره ، وأشّر تركي عليه : الجو حار وهذا لابس فروة فوقه ؟ وين حار الله يهديك بس ياويـ
رفعت سلاف الطرحة على شعرها ، وسكنت ملامح تركي من إنتبه على نظرات قصيد يلي ميّلت شفايفها : وإنتِ معاها ! يعني أضرب الأم وإلا بنتها تستهبلين ؟
ضحك عذبي الشبه نائم : والله ما تقدر ، أقصاك تاخذ بالأحضان وتقفّل المكيف طواعية عشانهم
تركي وهو يناظر ولده : لسانك طويل إنت
أشّر عذبي بالسكوت ، وميّلت قصيد شفايفها لثواني : طيب قلت البلوفر حلو ، وعليك أحلى مرة كمان بس ليش تلبسه اليوم كمان ؟ مين جابه لك عادي أعرف ؟
رفع حواجبه وهو يناظرها ، وحسّت بالغيض مباشرة من لبس نظارته ونزل بدون يرد عليها أكثر : عبيط !
توجهت لغرفتها تلبس عبايتها وإبتسمت لشكلها لثواني بسيطة ما قاومت إنها ما تتصّور ورفعت الطرحة على شعرها وترددّت ألف مرة قبل ترسل له لكنها هزمت كبريائها بالنهاية ترسل له رسالة وحيدة " صاحي ؟ " وسكن قلبها فقط من كان صح واحد يبيّن إن ما عنده إتصال وعضّت شفايفها لثواني بسيطة إرتخت فيها يدها ورجعت الجوال لشنطتها تنزل للأسفل ، توجهت لسيارة أبوها لكنّها رفعت حاجبها لثواني من كان عذبي أخوها بالخلف : ليش مو إنت تسوق وبابا يرتاح ؟
عدل شعره : متفشّل مني يقول ما كبرت باقي
ناظره أبوه لثانية وحيدة وهز راسه بالنفي : آسف والله آسف بس مدري شفيني عليك إشتقت لك يمكن ، هو قال لي إرجع وراء عند أختك ويبي سلافه
ضحكت وهي تركب بجنبه وتنحنح تركي : قصيد بابا غطي
غطت وجهها بإستغراب وسرعان ما إنتبهت إن فيه رجال بالحيّ لأول مرة هالوقت ، رغم غرابة مشاعرها إلا إنها ما فوتت بإنها توثق شكل أبوها وأمها من وقّف عند كوفي ياخذ لها قهوة ويمدّها لها هي بالأوّل ، ثم هي وعذبي وبالاكيد ما فوتت إنها توثّق شكل عذبي المبعثر ببلوفره ، وشورته ، وخصلات شعره والأهم نظّارته صاحبة الإيطارات السوداء الدائرية وعرفت إن نيته يقرأ من لمحت كتابه بجنبه ..
رجعت جسدها للخلف تنتظر يطلعون من الرياض لجل تنزّل غطاها عن وجهها ومدّت يدها لجوالها للمرة الثانية تشوف لو رسل شيء ، أو حتى إستلم رسالتها لكن ماكان ..
وفز قلبها من ردّ أبوها على عمها حاكم : حي أبوالذيب
مسح حاكم على جبينه : حيّ المحامي ، بقولك شفت ذياب اليوم ؟ الليل جاء يمّكم وإلا ما جاء ؟
رفع حواجبه لثواني : لا ما جاء ، بكم شيء ؟
مسك نبرته بالقوة من قلقه : لا ما بنا شيء الحمدلله بس ما تدري هو كلّم قصيد بالليل ؟ أو الحين وإلا ما عندك علم
_
رفع حواجبه لثواني ونطق حاكم مباشرة : لا تقول للبنت
هز راسه بالنفي وهو يهمس : وش فيكم طيب فهّمني ؟
حاكم : ما لقيته من أمس ، طلع من عندي ولا أدري وينه ماهو بالخيام ولا هو عند نصّار وإتصل عليّ الراعي يقول ذيّاب مشتري حلال واصل له وهو ماهو موجود ، قلت يمكن عندكم خبر ومكلّم زوجته
لمس تركي القلق بنبرة صاحبه : لا ترتعب الله يهديك الحين أشوف وأنا قريب من طريق الخيام بعد بشوف وأكلمك ..
هز راسه بالنفي بتنهيدة وهو يكتم باقي قلقه إنه ما قدر يطلع حتى موقع جواله : جاي بالطريق أنا ، وإنتبه لا تسرع بالحيل يمكن حلاله يقطع الخط الحين
هز تركي راسه بإيه : لا توصي حريص ، على مهلك
سكر من حاكم وهو يدري بإنه بيخترق خصوصية بنته بهالشكل لكنه يعرف سرعة قلقها ومن نظرتها يلي لمحها من المرايا لأمامية وقت كان يكلّم حاكم هو حسّ بقلق خفيف فيها ما وده يزيده ، تنحنح وهو يحك دقنه لثواني : قصيد إفتحي على محادثتي معك وعطيني الجوال
ناظرت أبوها لثواني وهي تفتح محادثته مثل ما طلب ، وما خطر ببالها لو ثانية وحدة إنه بيشوف محادثة ذيّاب وإنه بيشوف المكالمات ولمحت سلاف هالشيء منه لكنها ما تكلّمت إنما لفت تسولف مع قصيد ..
سكر جوال بنته وهو يرجعه لها وصح إنه إخترق جزء من خصوصيتها لكنه بالوقت ذاته ما دخل على المحادثة إنما من الخارج لمح إنّه ما رد عليها من وقت ، ولمح بالمكالمة إنه إتصل عليها بالليل لكن هي ما ردّت عليه ، أخذت قصيد نفس لثواني وهي ترجع جسدها للخلف ودّها تغرق بداخل المقعد من الشعور الغريب يلي حسّته وإنها ما لقيت منه خبر حتى بمكالمة أبوه لأبوها ، سكنت ملامح سلاف لثواني من الإبل يلي تقطع الشارع قدامهم ، وخفف تركي سرعته ورفع حتى عذبي نظره يسكن قلبه لثواني من منظرها لكن قصيد ما رفعت نفسها ، ما إستوعبت من بدت تتعبها هواجيسها وتفكيرها والزعل البسيط يلي دخل قلبها بما إنّه عرف إنها بتمشي وحاول يتصل لكن ليش وقّف بدون ما يوصلها هذا يبيّن إن ما تعنيه روحتها ، رجف قلبها وسط ضلوعها من لمست إبتسامة أبوها بحروفه وهي تسمعه يناديها لكن ما تدري ليه ، وإبتسم تركي : شوفي حلال الذّيب ، ذيبك الطاغي
سكن قلبها لثواني طويلة وهي تشوف عشرات منها تقطع الخط بتدخل للبرّ يلي هي تعرف إن بمسافة طويلة بداخله هي خيامه ، مكانه يلي خفَق له قلبها كلّه بيطلع من ضلوعها يحاوطه وودّها تلمحه بين الثياب يلي لمحتها بطرف الخط تنتظر وصول الإبل لكن ما حصل لها شوفه ، سكن قلبها لثواني طويلة ورغم قلّة خبرتها بكل شيء يخص عوالم ذيّاب إلا إنها لاحظت شيء : ما كان شكلها كذا
لفت سلاف أنظارها لها لثواني و..
_↚
وهز تركي راسه بإيه يجاوبها : ماهو حلاله الأوّل الله يعوضه ، توه شاريها والحين هالراعي يدلّها على مكانها وأرضها وصاحبها من هالمسافة لين توصل ..
ناظرته لثواني وفعلاً حلاله الأولّ كان لونه فاتح ، هالمرّة أغلبها لونها أغمق بكثير عن الأوّل وما تدري ليه تحس حتى وراء اللّون حكاية : لونها غامق ، مره غامق ليش
هز تركي راسه بإيه وهو يكتم تنهيدته لأنهّ يحس بشيء من وراء إختيار ذياب لهاللون لكن ما بيقوله : يحبّ الوضح ذياب ، المغاتير لكنه هالمرة شاري له مجاهيم ولو تسألينه هو أفضل ، راعي الخبرة ولا أدري سميّتها لك صح الحين وإلا غلطت لكنّي أعرف الحق إنه يحب الوضح الفاتحة الصغيّرة وهالمرة شاري الأكبر والأغمق
ناظر عذبي أبوه لثواني من المصطلحات يلي يقولها وكلهم ما يفهمونها ، وضحك تركي بإعتراف : وأنا مدري بها يابوك ، أنا مدري بها بس ودي أفرد عضلات لساني قدام بنتي لا يغريها حبّ البدو تقول شاعري ما يدري عن شيء جاني الأقوى منه
إبتسمت سلاف لثواني وهي لمحت إن بنتها طلع قلبها من صدرها ، وغنّى عذبي موال آخر بسؤاله تماما : كم قيمتها ؟ كلها يعني ماشاءالله ما أحسّها سهلة وبسيطة
هزّ تركي راسه بإيه : ثروة ، ماشاءالله الله يزيده ويبارك له فيها
ناظرته سلاف لثواني بهمس سمعته قصيد : حر ماله ؟ هو بدون أبوه يعني ماشاءالله ؟
هز تركي راسه بإيه بنفس همسها : حرّ ماله حاكم ما كان يدري عنها للحين لو ما كلمه الراعي ، مستقل ذياب من زمان الله يهديك ماهو مثل ولدك للحين يمد يديه
ناظرته لثواني بشبه زعل مباشر : عذبي كم عمره وذياب كم عمره ماشاءالله ؟ لا تقارنهم ببعض لو سمحت
إبتسم بخفيف وتوردّت ملامح قصيد ما ودها تسمع الأكثر ورجعت جسدها للخلف من تحوّل نقاش أبوها وأمها لغزل صريح بزعلها ، نظرة عينها وخصامها ولفت هي أنظارها لحلال ذيّاب يلي إنتهى قطعه للخط وتقدّم أبوها هي أوجعها قلبها بدون سبب واضح غير إنها بتترك حلاله والرياض خلفها ولا تدري ليه طُغيان هالشعور يلي حصل لها بدون مقدمات لكنها ما تحبّ مرارته بداخلها ، وقّف أبوها على جنب الخط يتهيأ للنزول وسكن قلبها تتمنى ، من أعماق قلبها تتمنى السيارة القادمة من الخلف يكون هو فيها وتلمحه ، بس تلمحه لأن القلق صار يتسللّ أسوار قلبها وما تقدر تخفيه أو حتى تداريه بينهم وسكنت ملامحها فقط من كان عمها حاكم لوحده يلي وقف سيارته بالخلف ونزل يصافح أبوها ورجعت هي تغرق بداخل المقعد مالها نصيب من حوارهم ، ولا لها نصيب من رسائله ، ولا لها هدوء من القلق يلي رجع يسّور قلبها ولمحت هالشيء كله سلاف يلي مدّت لها ثلاث صور بحجم كفّها و..
_
ولوهلة ، سُرقت من حرارة أفكارها والهواجيس للهيب شعور ما ينتهي يشد نبض عنقها كلّه هي لثانية رفعت أنظارها لأمها فيها ، ورجعت سلاف أنظارها للأمام تمرر أناملها على عروق يدها وفهمت قصيد من حركة أمها البسيطة إنّها تبتسم ، تبتسم ويهلكها الشعور يلي الواضح إنّه طغى عليها وهي تصّور هالصور .. صورة تجمع كعبها وجزمته -الله يكرمكم - على عتبة بيت الشعر ، صورة فيها جزء منها هي ، فستانها الأسود وشماغه يلي يحاوطها وما عرفت قصيد كيف قدرت تنتبه لهم وتصوّر ، وصورة أخيرة هلكت عروق قصيد كلّها وقت رجوعه من الصلاة ووقوفه الطويل أمامها وقربه الشديد يلي ما تُعرف خباياه من الصورة هو كان يقبّلها ، أو كان قريب يحاورها لكن الواضح المفهوم من الصورة هو وقوفها أمام صدره ، قربها منه ، فستانها الأسود وأبيض ثوبه وشعور طاغي يشابه وصف أبوها له توّه ، شد نبض عنقها كله وهي تناظر أمها لثواني كأنّها عرفت بالوقت الصحيح تغرّقها ببحره بدل بحر القلق والهواجيس ولفت أنظارها للخلف على إبتسامة من أبوها تهدّي باقي هواجيس قلبها وخبّت الصور بحضنها من لف عذبي أنظاره لها : من عصف فيك إنتِ ؟
-
صافح تركي حاكم يلي الواضح إنه سُرق من عالمه يتأمّل حلال ولده قدام عينه ، حلال مُهيب ما يقدر يوصفه بشيء آخر وما قدر يتوقعه نهائياً رغم إنه كان يشك بإن ذياب ما بيترك الخيام فاضية لكن حصلت له صدمة تسكّن حروفه من إتصل عليه محمد " ياعم إتصل علي واحد يقول إنت راعي ذياب قلت إيه قال قابلني أول الصبح عند الخط بنسلّم لك حلاله " وطلبه يرسل له الرقم ورجع حاكم يتصلّ عليه ويتمنى إنه ما إتصل ، يتمنى إنّه ما إضطر يحس بشعور وقوف شيب شعره من بداية يومه من الطرف الآخر " إيه شراها مني الله يبارك له الظاهر إنت أبوه ، قلت له وين شيبانك لهم العلم أكثر بالحلال وورّاني خطاي بدون ينطق الله يحفظه لك ونعم الرجل "..
جاء محمد عندهم ، وبادره تركي : ذياب كلمك ؟
هز راسه بالنفي : ما كلمني ، ما دريت إنه بيشتري
رفع حاكم يده لجبينه : كلنا ما درينا يامحمد ، كلنا ما درينا وبشوف خبره من الرجال هذا قال لي شراها قبل كم يوم وطلع مشتريها وقت مات حلاله الأول على طول لكنّه قال له لا تجيبها لي إلا بعد يومين ومعطيهم رقم محمد والرجال وافي ماشاءالله عليه
إبتسم محمد بإنبساط لأنه من بين همسات الراعيين يلي سلّموا له الإبل سمع أحدهم يشيد بهيبة الذيب وإنه يخاف منه ، وفرك تركي يده : وش عندك يا محمد ؟
هز راسه بالنفي ، وهمس سرّاً لحاكم بإنهم يخافون الذيب لكنه سمعه تركي ولهالسبب إبتسم ، ضحك بالأصح مثل ما ضحك حاكم يمسح على ملامحه ..
_
ويطمّن تركي يلي بدت عليه بوادر إنه ما بيمشي وبيرجع : لا وصلت الكويت إرسل ، الله يحفظكم أستودعكم الله
سلّم عليه تركي : أول ما يوصلك خبر من الذيب ترسل
أشّر على خشمه من وصلته رسالة من أحد رجاله : يوصلني ، يوصلني وأقول لك لا تشيل هم ..
رجع تركي لسيارته بعد ما ودّع حاكم ، ووقف لثواني طويلة يتأمّل الراعي يلي دخل لوسط البر يتبع الإبل ومن بعدهم دخل حاكم بسيارته وما كان منه إلا يتمتم بدعواته : الله يديم عزّه ، ويديم شمسك عليه ..
ركب وهو يشوف نظرات قصيد المراقبة لكل الإبل وإبتسم : نقول راعية الحلال ياقصيد ؟
-
« العشـاء »
نشف الدم بعروقه وهو يصرّف الكل بإن ذياب بخير ويدري عن خبره لكن الحاصل إنه ما يدري وكمّل إختفائه يوم بأكمله ما يدري حتى مكان سيارته وينه ووصل اليأس فيه أقصاه لأنّ عمره ما حسّ بالضياع ، وعمره ما خاف شيء والحين يحسّ بالتوتر يحفر ضلوعه من شدّته ، إنتهى كل حيله ووقف يتوضأ ببارد الماء ويتوجه للمسجد بعد ما تلثّم بشماغه ماهو عن الريح ، عن القلق يلي يهلكه وإنه بكل حيله ما قدر يوصل لمكانه ويحدده ولا يعرف عنه أبسط شيء يعرف إنه خرج من عنده أمس مثل هالوقت وللآن مارجع ..
دخل نصّار المسجد يدور عمه لأن العشاء إنتهى من أكثر من ساعتين وهو باقي بمكانه : عمي
فز كل قلبه وهو يلف نظره لنصّار لكن ما كان يحتاج منه حروف كان وجهه يبيّن إن ما وصله خبر للآن ولهالسبب رفع يده لجبينه وكلّه تحت أنظار شايب كان بزاوية المسجد قرر يسأل : ضايع لك شيء
هز حاكم راسه بالنفي ، ووقف نصّار على باب المسجد هو يحاول ما يفزع ولا يخاف لكنه يتدمّر من القلق ..
سكت الشايب لثواني ، وعاود السؤال : إنت لك ولد ، ذياب إسمه
سكنت ملامح حاكم ، ولف نصّار بلهفة : شفته ؟
هز راسه بإيه : البارح ، عند بيتي نطحته سيارة
تغيرت ملامح حاكم ، وبالمثل نصّار يلي توقع حادث لكن الشايب كمّل : زلزلنا بالصوت الله يصلحه
نفض حاكم أفكار راسه مباشرة وهو فهم إنه صوت الفرامل يعني ما صدم : وش ، وش كانت السيارة يلي نطحته ؟ عندك كاميرات ؟
هز راسه بالنفي : وشوله أركب كاميرات ، السيارات مالي علم بها ولا أدري لكن أبومحمد شاف وهو أدرى
سكنت ملامح نصّار : صار حادث وإلا ما صار !
هز الشايب راسه بالنفي ، وطلع حاكم من المسجد لبيت أبومحمد وركض يتبعه نصّار ونهيان يلي كان نازل من سيارته لكن مشي أبوه المستعجل أجبره يركض خلفهم ، طرق الباب وطلع له شايب وفهم من حال حاكم : إنت أبوه ، الولد
هز حاكم راسه بإيه ، وتنهّد الشايب يناظر حوله كأنه متخوّف أحد يسمعه : الظاهر الله يعوضك فيه ، ما ظني يشوف الشمس من جديـ
_
تاهت خطوة حاكم بدون مقدمات ما كان يحتاج كلام أكثر من فهم الحكاية كلها ، وسكنت ملامح نهيّان لأن الشايب باقي يسولف لكن الواضح أبوه قفّلت مسامعه بعد - الله يعّوضك فيه - وإختفت لهفة نصّار كلها من وضّح لهم الشايب بالصريح شكوكه بإن ذياب يلمح الشمس من جديد : عمي !
ركض نصّار وراء حاكم يلي توجه لسيارته مباشرة ، وبالمثل نهيّان يلي وقف قدام سيارة أبوه : ذياب وينه ؟ وش يخربط ذا الشايب ؟ وش إنت العصر قلت لي نايم عند نصّار وش وش يقول هذا وش شمس وما شمس وينه ؟
نصّار وهو يحاول يسكت نهيّان : نهيان !
ناظر أبوه لثواني من لمح عجزه ، من لمح شيء مخيف توسّد ملامحه وما خطر بباله شيء إلا شديد السوء يلي قلب حاله كله : ليش ! ليش يرتخي كتفك ليش وينه ذياب ؟ وين راح ذياب ليش توك تقول لأمي موجـ
ناظره حاكم بنظرة وحيدة بترت كل حروفه ، ظلّمت دنيته بعينه كيف تطلع هالنظرة من أبوه يلي مافيه أقوى منه بعينه لكن ما تحرّكت خطوته من قدام السيارة لو ما مسكه نصّار يرجعه معاه للخلف يدخلون لأسوار البيت الداخلية ومن طلع أبوه من الحي كله ولا يدرون وش خطوته لكن هو يدري ، هو من البداية يدري إن السياسة شوكها قتّال وكان ضد نهيّان من البداية إن ولده يدخل هالمجال لكنه رضخ ، كان رفضه وإن ولده مهما وصل فيه الهدوء هو دمّه حار يضرب ولا يُبالي وللأسف تكالبت عليه الأمور هو فجّر أول نوبات غضبه على المحلل يلي ضربه بيوم عقده لأنه تعبّث بمكتبه وملفاته ولو إن حاكم يدري ما كانت نية ذياب ضربه بالبداية لكنه وقت زوّدها عليه ومد يده بداية ما منع ذياب نفسه إنما تركه يندم على الساعة يلي فكّر فيها يمد يده ويلمس طرف ثوبه وهالحقيقة الكل ما يعرفها ، يعرفون إن ذياب الأقوى يعني هو يلي يبدأ والخطأ يركبه هو ، عضّ شفايفه لأنّه هو ترك ولده يضرب بن مساعد مرة ، وهالمحلل مرة ، ويغضّ الطرف عنه من باب إنه يفرغ غضبه وإنهم هم يجبرون أعصابه لكن رجعت نتائجه عكسية عليه الحين ولا له قدرة يردها والواضح إن دخل ببحر ماله قاع ولا يدري وش يتصرّف به الحين ..
-
سكنت ملامح نهيّان بذهول من صدمته ، من الشعور القبيح يلي رُمي بصدره أقرب للقلق والخوف : تستهبل معي ! تستهبل يعني من أمس وقت طلع من هنا للحين محد يدري عنه هو وينه ووين مكانه !
ناظره نصّار بشبه غضب : إرفع صوتك ! لا إرفعه باقي أمك وإختك ما سمعوك زين إرفع صوتك ! قلنا مابه شيء لا تشبّها أكثر بيرجع
ناظره نهيّان وهو يبعد عنه ، ومسح على ملامحه وهو قد شحبت نظرته لأنه يكره دنيا ذياب ويخافها ما يدري كيف أخوه يتحمّلها : بيطلع ويجي طيب ما عادني طفل تداريه عنيّ وما تقول
_
« الكويـت »
كانت يدها ترجف بعدم إدراك منها هو من برودة المكان ، أو من توتر أعصابها يلي ما خفّ نهائياً أبوها يقول لها ذياب بخير لكن هي تعرف إنه لو كان بخير كان كلّمها ما يهملها ، مستحيل يهملها وهو قبّلها من أعماق قلبه يبيّن لها إنها ما يحتاج تشيل همّه بشيء لأنه دائماً بيجاوبها ودائماً بيكون موجود ونزلت يدها من على الطاولة تخفي رجفتها تذكّر نفسها إن أبوها يبيها تسكّت لسان عنه ولازم ما تخيبّه ، هو واثق تماماً بقدرتها ولأنّه كان ولازال يترافع بقضية ضد محامية وما وده يكلّمها هو بنفسه يبيها هي تتكلم ، شدّت على باطن يدها تحاول تستدرك نفسها ، وإبتسمت لها المحامية : تساعدين الوالد بالقضايا ؟
حسّت إنه مو سؤال بحسن نية : آخذ منه الخبرة
إبتسمت لثواني : الخبرة نتفق عليه لكن الأساليب ، حاولي ما تاخذين أساليبه ما تليق لك ولا هي لائقة بشكل عام ، لا تصيرين من النوع يلي يستعمل التقليل لأنه على وجه خسارة
ناظرتها لثواني وهي حست إنها تغلط على أبوها وقبل تتكلم كمّلت المحامية : إسلوب الوالد وقت صار ودّه يسكّتني يقول للشيخ بنتي بدايات تخصصّها وتعرف إنّ هالجلسة حكمها واحد وهو لي ، غرور ماله من الصحة أساس كلنا ندري بخسارته ليه يطّول الجلسات ؟
ناظرتها قصيد وهي ما تدري وش تقول لها ، وإبتسمت بإدراك : طبعك خجول ، ماهو مثل الوالد مغرور وقويّ حجة بس أ
رغم إن الدم تجمّع بملامحها يصعد حتى لآذانها من الضغط يلي تحسّه : لو كان الحكم لصالحك ، ليش هالإجتماع ؟
المحامية : لأنه بطريقة ما ، قدر ياخذ الإنتباه ويقلل من مكانتي بذكره إنك أدرى مني بمجالي
قصيد بهدوء : أنا أدرى بأبوي ، لو الحكم لصالحك ما تضرّك كم جلسة إنتِ واثقة فيها
_
« مكـان آخـر »
نزل من سيارته وهو حتى تنفسّه صار أضيق من المعتاد ، من تفكيره وعقله يلي هُلك بالتفكير ، عروقه يلي نشف الدّم فيها من كل شيء سمعه وكل شيء حصل له ولا يدري وين ساقته أقدامه ماهو للبر ، ولا للخيام ، ولا لبيته ولا حتى لبنت الشاعر ساقته لمكان آخر مهجور ولا يعنيه هجرانه هو يبيه ، يبي يمسح جدرانه ويبي يمسك خشب بابه القديم ومقبضه الحديد الأقدم يفتحه ، يبي هالمكان يهّون عليه وقع أمسه وساقته خطوته يمّه لأن الخيام قسوة ، والرياض أقسى ، السّر المفضوح يبكيّه ، وبيتهم يهلكه بالتظاهر إنه بخير وهو أبعد ما يكون عنّه ، ما هدّته الأسئلة ولا كثر الغموض يلي حصل هدّ كل حيله رجّال وقف قدامه قبل يمشي يبان بعينه إنه يعرفه وإبتسم له إبتسامة وحيدة خلفها مقتله " نهيّان الله يرحمه كان يقول لي حفيد ، مثل النجم ليا بان كل الناس تدري به وأثاريه يقصدك "
_
طلع لسطح البيت يدّور النفس ، أبسط النفس وسحب الكرسي يجلس هالمرة ما ودّه يشوف شيء هو بمجرد ما رجع له جواله أرسل لأبوه إنه موجود وبيرجع له ، وهدّت حيله بنت الشاعر يلي ما قدر يرسل لها حرف واحد وعجزت حروفه تختفي من قدام عينه حتى موجود ، صاحي ، بكلّمك ، إختفت كل الكلمات البسيطة من قدام عينه وفكره ما قدر إلا إنه يرفع عينه للسماء لكنه حتى السماء ما يقوى النّظر لها غمض عيونه عن نجمها ، قمرها ، وسعها عنها كلهّا سكر أجفانه يدّور النفس هو لو الماء لمس جوفه تبخّر من حرارته يلي يحسّها ، من شعوره البشع يلي يحسّه وبشاعة ساعاته الماضية بين إختيارات كلها سيئة ومهلكة ما تساويه ، ما تليق فيه ومتى وصل حاله لهالسوء كّله ما يدري ووش الجاي ما يدري ووش يضمن ما يدري لكنه يدري بصدى صوت يصدح بعقله " دنيا شغلك صعبة إن صرت القوي طلعت منها بسرعة ، وإن صرت الضعيف ما بقى لك صيت ، توسّط بينهم وإنتبه من أهل البشوت الرّدية ، مو كلّ من لبس بشت صار أصيل وراعي خير أبشع النوايا تتوارى وراها " وهو ما يعرف للوسطية درب إما يصير طاغي ، أو ما يصير من الأساس والنوايا البشعة ، هو يردّها لا جات بوجهه لكن وش يدرّيه عن غدرها وحتى الرجّال يلي وقف قدامه بالنهاية يقول له كلام جده ، كان وده يكمّل حروف ويحذره فهم ذياب هالشيء من عينه لكنه ما قواها إبتسم وإبتعد عنه يترك ذياب بهواجيسه وقلقه يلي ما خفّ ..
مسح على جبينه وهو يناظر ساعة الليل المتأخرّة ما بقى على الفجر شيء ، وطّول غيابه على أبوه وهو من وقت غيبته كان يطمّن نفسه بإن الخبر يوصله وأبوه يفهمه لكن من طلع وشاف القلق منه عرف إنه ما قدر يوصله وإنه يشبّ ضو من غضبه والقلق ، هُدّ حيله من تحقيقهم المستمر بخصوص كل شيء بحياته كل تفصيل كأن المستشار كان يبي يسوي فيه خير لكنّه رماه بدنيا أعمق من شغله الأوّل ولا وده يتعمّق فيها لكنّه تدبّس وغصب عليه يفكّر وينتبه ويحدد ، أخذ نفس لثواني وهو وقف على حيله لثواني بسيطة كيف هُجرت هالديرة من كلّ الناس ، خلى كلّ شيء فيها حتى بيت فاطمة جدّته الكبيرة صار مهجور شبه متهالك وبقى اللّون الوحيد وسط هالهجران ، مشتل الورد البعيد يلي من قُصر جدار السطح هو يشوفه قدام عينه وتنهّد من أعماق قلبه من كثر إحساسه البشع إنّه ما عاد بيلاقي نهيّان ويحسّ بوجوده إلا بهالمكان : قلت الصّبر ، والله الصبر يانهيّان وش حيلة يلي تاهت خطوته حتى عن خيامك غرّبوه ؟ وش بقى لي تركتني بين البشوت يلي ما أطيقها يانهيان ولا دلّيتني الدرب كله ، تقول الذيب يشم خطوته أنا أشم النّار والرماد ما أشم غيرها ..
_
نزل من سطح البيت وما مرّ أي مكان بداخله غير إنه نزل لسيارته ، ومن رسالة أبوه وطلبه إنه يجيه الخيام هو عرف إن وراه نوبات غضب لها أوّل مالها تالي ما يتوقّع حجمها لكنه كتم جمر حياته كّله بالدنيا يلي لمحها وسمعها وجاوب عنها بأمسه ما يعجز يكتم جمر حروفه وداخله عن غضب أبوه ..
_
« الخـيام »
كان غضبه أكثر من أي شيء آخر وقت بدون مقدمات طلع له موقع ولده وإنه بديرتهم ماهو بمكان ما يشوف الشمس منه مثل ما قال له الشايب ، وماهو بمكان يستاهل قلقه ورعبه وخوفه وأخذته الأفكار والهواجيس لإنه من الأساس ما غاب إنما توجه خلف السيارة يلي قابلته طواعية وهذا يلي فهمه وكان يقدر ، يقدر بأضعف قدراته يرسل له رسالة إنّه مشغول ما يتركه يحترق من نيرانه والقلق والغضب والخوف يلي عمره ما طغى عليه ..
رفع نظره لسيارته يلي وقفت قدام الخيام ، وعضّ شفايفه هو يمسك نفسه ، يمسك غضبه على كلّ شيء يتراكم عليه وإن رعب نهيّان ولده على أخوه لوحده كان مؤلم هو ما حسّب تُفك عقد نهيّان عن غياب ذياب وقت كان صغير ولمح بعينه إنّها للآن موجودة وبترجع بأبسط غياب له ولا يخاطر حاكم بإنه يرجع يحاول بالعقد من جديد وهو يقدر يمنع أسبابها ..
نزلّ ذياب من سيارته ، ورمى حاكم الحجر يلي كان بيده على الأرض ينفض يديه يحاول يمسك أعصابه : خلصت إستعراض ؟ وريّتهم عضلاتك ؟ قلت أنا ذياب بينهم ؟
ناظر أبوه لثواني وهو يدري بيعصف فيه إلى مالا نهاية لكنه بيحاول يكلّمه : ما ودك تسـ
أشّر حاكم على فمه مباشرة بالسكوت بغضب : لا أسمع لك حرف ! حرف واحد منك لا أسمعه لا أهدّ حيلك
ناظر أبوه لثواني وهو ما يقول كلمة يبيه يفّرغ كامل غضبه ، وبالفعل كان من حاكم شديد الغضب والصراخ : وينه ذياب ياحاكم ؟ نايم عند نصّار ؟ نصار جاء البيت وينه ذياب ياحاكم ؟ باقي نايم بالملحق عند نصار ، ذياب من أمس وقت طلع ما رجع ؟ إيه مشغول ونام عند نصار
حاول يقاطعه لثانية وحدة لكنه صرخ بكل غضبه : أنا حاكم كذبت على أمك وعلى ورد عشانك إنت ! عشانك إنت هدّيت حيلي أدور وينك بالشوارع بالديوان بالوزارة بكل جحر بالأرض دوّرت ! كل زفت دورت فيه وين أرضك وترجع لي بعد ما طاح حطب راسك يطلع لي موقعك بالديرة ؟ تدور النسناس ؟ تدور البراد ؟ سواتك ذي مرجلة ؟ المرجلة يلي إنت فاهمها غلـ
ناظر أبوه بمقاطعة لأنه بيدخل مواضيع كثيرة كلّها بتعصبه هو وهو مو فاهم : ما ودك تسمعني ؟ ما ودك تـ
عضّ شفته لثواني بغضب وهو يضرب صدره :…
_
يضرب صدره : أخوك ! طيب أخوك يا ….. أخوك ما تعطيه خبر ! ما تقول له كلمة وإنت تعرف هو وش يصير له لو إنت غبت ! ما يهمك أحد إنت ما يشقيك أحد ؟ أنا ما أشقيك خالصين منها من زمان لكن نهيّان ! نهيّان يرجف قدامي وينه ذياب وأنا ما عندي رد له تفهمني ؟
هز ضلوع صدره من ضربته وإنه يشتمه بأبشع الألفاظ لكنه هادي يناظر أبوه فقط ما بيقاطعه بأي شكل من الأشكال ومسح حاكم على ملامحه لثواني بسيطة فقط يلف أنظاره للخيام ، ورجع أنظاره للإبل ثم لولده وهو يحوّل نبرته تماماً للسخرية : هذا طريقك إنت ، هذا يلي تعرفه يضرّونك بالهين تجيب الأغلى ترى ما يهزّني بس إنت ….. تدري ؟ إنت هذا حيلك بس يلعن أصلك يناديني المستشار يتعذّر لي والله إني آسف يابوذيّاب ما دريت وحاولت وأنا زي الغبي جالس قدامه وش تعتذر عنّه وش تقول وبرد وجهه هو إنت ياحاكم مالك علم ؟ مالك علم إن ولدك من شهور ما يستلم ريال واحد منّنا ولا ينزل له راتب ولا شيء ؟ ياحاكم ترى ذياب دربه شوك وترى راتبه موقف من شهور ما ينزل له ولا يستلم منّا شيء بسبب التحقيق وتصرفاته أكيد إنت تدري ، لا ياحضرة المستشار أنا أبوه وما أدري هو يستلم ، ما يستلم ، هو حي هو ميت هو صاحي هو مجنون ما أدري ! قربوا سيارته راح جاب سيارة ما قال عطني ريال ، قرر يتزوج دفع مهرها بنفسه ما قال ساعدني بريال ، ضاع الحلال راح شرى غيره ما قال هات لي ريال ليش ؟ لأنه رجّال كل شيء عنده بخشم الريال صح ؟
ناظر أبوه لثواني ، وضحك حاكم بسخرية : بس مرجلتك ذي بوقفها غصبٍ عن خشمك لو أدفنك هنا إنت مو قد شيءّ غير مزاج نفسك ، غير مزاج نفسك يلي أنا بربيّه وأربيك من جديد تشوف المرجلة على أصولها
للآن ، للآن هو يقدّر إن كل شيء يقوله أبوه من غضبه وخوفه وقلقه ويحاول يميّله لهالطريق رغم شتائمه ولعنه له كأنهّ عدوه مو ولده وفجّر حاكم آخر ذرات غضبه بسخرية : وبنت الشاعر ، تظنّ إنك قدها بس والله ما يمسّها القصور منك بعد عز أبوها لو آخذها منك ولا تظنّ إني ما أقدرها
وقف عقله لثواني وكمّل حاكم يشبّ بصدره جمر : كثيرة عليك هي ، كثيرة ما ياخذها واحد ماهو كفو يتصرّف ويسترجل ، ما يعجز الشاعر عنها ألف قبلك وألف بعدك يتمنونّ طرفها
ما تمالك ضحكته يمسح على شنبه : تاخذها من يديني ؟ وياخذونها هم من يديني ألف قبلي وألف بعدي ؟
هز راسه بإيه ، وضحك ذيّاب لكن نظرته كانت تبيّن لأبوه إن نهائياً لا تتحدّاني : تبطون طيب
ناظره حاكم لثواني : نبطي ؟
هز راسه بإيه وكان جنون حاكم كلّه من إن ولده ما يشوف نفسه مخطي ، ما يشوفه وجبرت ضحكته ونظرة التحدي بعينه كل أعصابه يرفع يمينه بكفّ وحيد على
_
على خدّ ذياب عرف حاكم من بعده إنه حطم كل شيء ، عضّ شفته لثواني فقط هو ما لف ، ما إهتزت نظرته ولا تحرّكت خطوته ولا زاحت عينه عن عين أبوه لثواني طويلة وهنا إحتراق حاكم كلّه هو يصرخ ويغضب ، ولده ينظر بنظرة تشّب الدنيا نار ويكتفي وعضّ حاكم شفته غضب لثواني بسيطة كأنّ وده يجمع الزجاج يلي كسره : كلّمني
ما كان منه كلمة أخرى يعرّض خده الآخر لأبوه بحركة حرقت جوف حاكم كلّه ، وشدّ حاكم قبضة يده بغضب وما كان من ذياب إلا إنه ينزل نظره ليد أبوه لجزء من الثانية فقط وحتى العتب ، حتى العتب ما بيعاتبه هو يعرف إنه دمّر كل شيء ويعرف إنّ أبوه بعمره ما إحتاج حروفه يوصله الخبر بالتمام والكمال وما بتطلع شمس يومهم إلا ويوصله خبره هو وين كان ، وليش كان ، ووقتها يتصرّف بنفسه وبفعله لكنّه دمره ، دمّره أكثر من جمر أمسه كله وهو كل عمره يجاهد ما توصل علاقته مع أبوه مثل علاقة أبوه مع أهله قبل لكن صار هالجهاد يستنزفه ، يستنزف طاقته وبيجبره يطلع عن طوره لو رجع يدخل قصيد بمواضيعهم لأن ماله سلطة نهائياً عليها وعليه ..
-
" لو مو صبر ذياب ياحاكم ، وبرّه فيك وبأمه ما كان بقى ليلة جنبك ، إنت شخصيتك من زمان تلغي غيرك يابوك وجاء يلي وجوده يلغي غيره وهذا إنت ما تتقبله ، ذياب بعمره ما بيكون تحت طاعة أحد ، وعمره ما بيصير مقيدّ بأحد لكنّه ولد بار ، ولد بارّ لا تفرط فيه ياحاكم بالغضب تخليّ حدوده معاك حق الله وحق البر والباقي سراب تدمّره "
ولف أنظاره لولده يلي دخل عند حلاله لكن ما حصلت له لحظة تفكير وحيدة من دخلت سيارة من سيارات آل سليمان للخيام وما كان وراها إلا أبوه متعب يلي نزل يسنده عكّازه وسواقه وتسبقه لهفته الغريبة : وينه ذياب
أشّر على داخل الشباك ، ووقفت خطوة متعب لثانية من إستوعب إنّ فيه خطأ وحاصل لكنه ما يهمه الحين ومشى بخطوته لداخل الشباك ينادي : ذياب !
لف أنظاره من إستوعب الصوت وهو ينتبه إنه جده ، ولمح قلقه قبل كل شيء آخر ولهالسبب طلع من بين حلاله له يقبّل راسه ويسند يده ، ورجفت حتى نبرة متعب يمسح على وجهه لثواني كأنه يتأمّل ملامحه بيده وما كان من ذياب إلا إنه يقبل يده يلي سكنت على وجهه لثواني طويلة ويسأله عن حاله : فيك شيء إنت ؟
إبتسم متعب بحنان مُهلك لقلب ذياب : شفتك الحين ، زال كل شيء يابوك الحمدلله إنت بخير ؟ الباقي ما يهم
_
تعليقات