📌 روايات متفرقة

رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل السابع عشر 17 بقلم مجهول

رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل السابع عشر 17 بقلم مجهول

رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب pdf الفصل السابع عشر 17 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب pdf السابع عشر 17 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل السابع عشر 17 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم  رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب السابع عشر 17

رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل السابع عشر 17 بقلم مجهول

رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل السابع عشر 17 بقلم مجهول

إبتسمت بخفيف : ما يضرّك طيب ! لا تصير حساس مرة
ناظرها لثواني بذهول بدون شعور منه يضرب يدها وشهقت هي بدورها ، ما لحق يستوعب فعل يده وما لحق يستوعب شهقتها من عذبي الكبير يلي نزّل عقاله بدون مقدمات وما كان منه إلا يصرخ ويركض للخارج متناسي لوجود ذيّاب تماماً وحتى عذبي الكبير نسى وجوده يتبعه بالعقال ، نطق تركي بغضب من ركض ولده يوقّفه : ولـد ! على مهلك شفيه تركض كذا شفيه !
إنتبه عذبي لأبوه وهو يعدل نفسه ، ورجع عذبي الكبير عقاله على راسه كأن ما صار شيء لكن تركي كان منه النطق الشديد من إنتبه لعذبي وعقاله : وش سويت لها ؟
هز راسه بالنفي هو لو ماهو مرعوب من أبوه ولا من عقال سميّه صار إرتعابه من عين ذيّاب يلي توجهت له : ما سويت لها شيء بس هي تشهق على طول تعـ
ناظره عذبي الكبير بذهول : مد يده عليها توّه قدام عيني
هز راسه بالنفي بذهول : ما مديتها والله ما مديتها أبوتركي لا تستعبط عليّ تكفى الحين ماهو وقته يعني مديتها بس ما تعوّرت هي ما تـ
ناظره ذياب لثواني بهدوء يقاطعه : يعني لك نية تعوّرها
هز راسه بالنفي وهو صار يحس بدوخة ماهو حرّ والسلام ويتمنى إنه وقف ينجلد من عقال سميّه ولا يطلع لذياب بهالشكل ، رنّ جوال تركي ووقّف نفس ذياب كله من كان أبوه وهو يدري إنه أبوه قبل لا ينطق عمه تركي " حيّ الفريق " ، هز قلبه كلّه يوقف فيه حتى عينه يلي توجهت للمدى فقط حتى عن مناوشات عذبي الكبير والصغير هو ما يدري ، ضغط حاكم على عينه لثواني هو عجزت عنه الحلول بشكل يرعبه : مالك نية ترجع الرياض ؟
إبتسم تركي لثواني : ماظنتي هالسؤال شوق لنا حنّا ، خطفنا الذيب عنك وتسأل متى نرجع ويرجع معانا ؟ بيصّلي الجمعة اليوم يمّنا وبإذن الله الليلّ راجعين أنا وهو
شتت نظره بهدوء عمّه تركي دائماً يده حنونة ، دائماً لسانه حنون وقت يكلّم الشخص مثل يلي يمسح على قلبه بيّد دافية لكن هالمرة كلامه كان حارق بدون ما يوُجه له أساساً ، وقت رد على أبوه هو مسك قلبه بيدّه ، ووقت قال " يصلّي الجمعة يمّنا " هو غرس أصابعه بوسط قلبه بعد ما غطّاها بالملح تحرق جروحه ما تمرّ عليها والسلام ، طلع جواله من جيبه وهو يشوف رسائل كثيرة شدّته رسالة من بينها ، رسالة ضحّكت قلبه المحروق بسخرية على نفسه ، وعلى حاله ، رسالة وحدة محتواها حجز رحلة طيران توصّله بعد صلاة الجمعة بدقائق بسيطة ومرسلة من مساعد أبوه ماهو من أبوه نفسه وقفّل جواله يعض الجمر هو بس لو يقول له تعال ، يقول له تعال الجمعة يميّ حتى لو قالها بطريقة إجبار كان يطير له على جناح طير ويرافقه ما يبقى دقيقة وحدة بعيد عنه ..
_
دخل من الباب الخلفي وهو يركض للأعلى ، لغرفة قصيد يلي بدلت ملابسها لملابس أخرى تغطيّها كلها ما تظهر منها أبسط تفصيل لكن ما تقدر على خجل ملامحها ، ما تقدر على الشعور يلي يتوسّط بطنها بإنها تغطيه وفزت تترك ياقة بلوزتها : ما تعرف تدق الباب ؟
هز راسه بالنفي بإستغراب : شفيج فيه شيء يعورج ؟
بردت ملامحها لثواني هو يقصد عنقها ، وهزت راسها بالنفي لكنه رفع حواجبه من ملامحها : صار شيء ؟
ناظرته لثواني وهي تجلس على الكرسي ، ورمى نفسه على السرير : ما مشى صاحبج للحين ، متى آخر مره نام فيها
ناظرته لثواني لو حتى فهد يلي ما يلاحظ ملاحظ عينه هي وش يقررّ قلبها بوسط صدرها وهز راسه بصدق : والله صج مو طبيعي ترى عيونه تشتكي ويروّع قافل وتبين رأيي ؟ أقول تسحبين عليه تفكّون هالزواج يبه شفتي الأسد والعصفور ؟ العصفور مو القطو هذا إنتِ وياه
دخلت نيّارا أمها وهي تناظرها لثواني : فهد وش تقول
فهد بصدق تام : أقول لها يلي تحت ما يصلح لها ما نبيه
ناظرته بذهول : ذكّرني إنت ليه ما رحت معاهم ؟
فهد : الحين راسم بالعقال خريطة على ظهري ومخلّيني أسقي الزرع وأطيح بيد ذيّاب وتسأليني ليه ما رحت معاهم ؟ حبيبج ما يبيني معاهم بس للإضطهاد أنا
ناظرته قصيد لثواني : حرام عليك ما يسوي لك شيء
هز راسه بإيه : ما يسوي لي شيء بس توه قبل يمشي متصّل يقول عد كم مرة قلبك يدق إذا مب طبيعي قل لأمك تعطيك عصفر تعرف له ويهديك
ضحكت نيّارا ، وبالمثل قصيد : وهذا مو حب يعني ؟
إبتسم بخفة مباشرة : يحبّني صح ؟ ما يقدر بدوني
دخلت سلاف يلي لفّت نظرها لنيّارا : ما جهزتي ! ما بتسلّمين على ذياب ؟ وفهد ليش ما لبست ما بتنزل
هزت راسها بالنفي ، وهز فهد راسه بأيه : أغار لا تسلمين ، ما بنزل يستفرد فيني بعينه ما بنزل
ناظرت سلاف قصيد يلي بعالم آخر عنهم : وحضرتك ؟
ما تكلّمت لثواني ، وكملت سلاف : بالمجلس هو وأبوك ، روحي قبلي الحين ونادي لي أبوك عشان يدخل معي
ضحك فهد : والحين القوة كلها والنظرات وآخر شيء نادي أبوج يدخل معي ؟ الله يالدنيا بس
وقفت قصيد تعدل نفسها لثواني وميّل فهد شفايفه : يعني هي لما تعدل نفسها جذي ما تدري إنها حلوة
إبتسمت قصيد بإستغراب : تمدحني إنت لاحظت ؟
هز راسه بإيه وهو يرفع يده لشعره : الحق ولا غير الحق
نزلت للأسفل قبل أمها والأغلب إن قلبها على شدّة نبضه وصل المجلس قبلها يسبقها ، دقّت باب المجلس لمرة رغم إنه مفتوح وإبتسم تركي : تعالي مابه غريب
دخلت خطوة لكنها رفعت حواجبها لثواني من صوت الباب يلي يدق : الباب
هز راسه بإيه : يمكن عذبي نسى شيء ، إذا مو عذبي
هزت راسها بإيه وهي تفهمه بدون
ما يكمل بإن لو شخص آخر ما تفتح وتوجهت للباب ، رفع ذيّاب حواجبه من فتحته لكن الأصوات كثيرة وشد على فنجاله فقط من وقف عمه ، رفع تركي حواجبه وهو يوقف من ما كان لها صوت : قصيـد
دخلت وهي تناظر أبوها يلي سأل مباشرة مين خلف الباب ، وجاوبته لكن ما حسبت حساب لمسمع ذياب : راشد وعيال عمة سوار ، ناديت لهم فهد
هز راسه بإيه ، وشبّت ضلوع ذيّاب يكمل فنجاله يلي من حرارته يفوح ولا يدري كيف شربه أساساً لكنه حصل وما يحسّه من شعوره هو لو بقى بالكويت أكثر وشافها هي أكثر والطبيعي يشوفهم هم معاها بيحترق ما يبقى منه إلا رماده ، هو من كم موقف بسيط ما يعتبر يشب بهالطريقة لمجرد إنهم يتواجدون بنفس المكان ولمجرد إنها تناديهم أو تنطقهم ، رجع ظهره للخلف من طلع عمه تركي ومن توجهت عين قصيد له لكنها أبعدتها بذات الثانية تمسك دلة القهوة بيدها وهو يدري إنه تخافه بكثير أحيان وهاللحظة منها ، من لحظات شعورها الغريب له ومن لحظات غرابته هو حتى عن نفسه ، هو ما تعوّد بحياته يكون شديد الغيرة لهالدرجة على شيء أو شخص ، تعوّد يكون شديد الحذر والحرص بكل جهات حياته صح لكن الغيرة ؟ ما يعرف هالشعور ويكره إنه يضطر يتعامل معه بكثرة مو بطريقته ، إنما بالطريقة يلي ما تزعّلها هي لأنّ هي حسب ما يعرفها ، لها قلب ووجود ما يتحمل قسوته ، ولا هجيره ..
جلست بجنبه بعد ما صبّت له قهوة ، وبمجرد ما إستقرت يده خلف ظهرها هي عُصر قلبها وسط ضلوعها تناظره لثواني بسيطة : لا تمشي
ما كان منه رد غير إنه يتأمل لبسها ، بلوزتها صاحبة الأكمام الطويلة والعنق الطويل تغطيّ كل جزء منها ورغم عاديّة لبسها يلي ما يكشف شيء منها إلا إنها جات لعينه بمنظر آخر ، منظر خفيف كأنه المستراح وهلك لها قلبها من تركت يده ظهرها هي لمست هالحركة رفض منه للجلوس ، وشتت نظرها لبعيد لكنه أخذ معصمها لحضنه يكشف كمّها الواسع ويمكن أهلك منظر مرّ عليها من أمسها هو جلوسها معاه هنا ، يده يلي تبدّلت لجروح معصمها وآثارها وهدوئه الكبير يلي تلمس خلفه إحتراقات وإنه ما عاد تكلّم ، ما عاد نطق حرف وحيد بشكل يحرق فيها جوفها لأن كلهم يقولون إنه مرهق ، مُهلك ، وباقي يقاوم ويتقهوى عشان خاطرها هي ، وعشان خاطر أبوها وكسر خاطرها كلّه من دخل أبوها يقول جملة وحيدة " خذ العلم من الحين ياذياب آخر مرة تحلف إنها قهوة وبس ولا عاد تقول لي ماشي " ، رجعت كمها لحاله الأول تبعد يده عنها ووقفت تتوجه للقهوة تقهوي أبوها على ما تسّلم أمها على ذياب ، ولمحت سلاف إختلافات حال بنتها وكثير مو شوي ولا بشكل هيّن وبالوقت ذاته لمحت عين ذياب كيف تراعيها ، كيف تتبعها بكل هدوء
_
بكل حركة وتدري هي ، تدري كيف بدايات العلاقات والحبّ صعبة لكن الواضح إنها بتكون جحيم من الصعوبة على قلب بنتها الرقيق لأنها وقت تحب ، ما تحب المنطق ولا تطيقه بشكل كبير لكن مع ذلك ما فوّتت سلاف إنها تشوف كيف قصيد ترجع وتجلس بجنبه ، سوالف تركي معاه ، ومراعاة قصيد له ومراعاته هو لها تارة تقول دربهم صعب ، صعب بيوجع بنتها وتارة تقول هم واصلين مرحلة " لذيذة " من التفاهم والتناسق ..
_
« العصـر »
كان يركض حول أطراف الملعب كله ، هلك عقله كل شيء تجمّع عليه ، حال ورد المقلوب وملازمة أبوه لها ، السكون العظيم يلي بأبوه والشعور القبيح يلي حسّه وقت وقف بجنبه بصلاة الجمعة لوحده ولا يدري وش الشيء يلي غيّب ذياب عنه بالصلاة لكن يجزم إنه عظيم ، عظيم بشكل محد يتصّوره وإلا ما يغيب ذيّاب عشان شيء هو يطوي المسافات طيّ الورق ويجي لأبوه ما يردّه عنه شيء إلا هو ، وعلى إنكسار أبوه المخفي هو ما يتوقع إنّ أبوه بنفسه ردّه لأن ليه يُكسر لو هو ردّه ..
أخذ نفس يهرول ويتوجه لقدام المرمى بعد ما أنهى تدريبات الإحماء ، يحاول يصبّ تركيزه على الكور أمامه لكنه يخطي ، كثير يخطي ولا يدري تركيزه ليه مشتت لهالدرجة أو يدري هو يهلكه حال بيتهم يلي قُلب بلمح البصر بشكل غير معقول ، حال مكانه هنا إنه دخل النادي وهو يحس بعدم إنتماء فضيع بمعرفته إنها تدريبات محدودة وينتهي وجوده هنا والأصوات تعلى ، الهمسات تتناقل عنه ، عن عقده ويعرف إن الكل هنا بدون إستثناء يكرهه إلا بعض أصحابه ويدري إن الإدارة طلّعته هو بصورة السيء لكنه ما يهتم ، إهتمامه كله مثل ما قال عمه تركي " تصرّف بإسمك إنت ويلي تودّه لنفسك وترضاه وباقي الناس مالك بهم " ، عصّب من عدم تركيزه وإنه مهما حاول يركز يضيّع ولا دخّل من بين الكور بوسط الشباك إلاّ ٤ من أصل ١٠ وهالعدد ماتعوّده ، "ترى مكانك دكة بالنهاية لا تشد حيلك " ، لف نظره لصاحب الصوت وهو يأشر على نفسه : تقصدني ؟
هز راسه بإيه وهو يشوت الكورة له : تشوف غيرك ؟
ناظره نهيّان وهو يوقّف الكورة تحت قدمه : ما ودك تصير محلّها توكل
إبتسم هالشخص وهو يهز راسه بالنفي : مشكلة همج الحواري ، إذا اللّعب لعب حواري وإذا الأخلاق أخلاق حواري بعد وش تسوي هنا ؟
ميّل نهيان شفايفه : تبي تبكي إنت ؟ تبي أبكيّك تعرف أخلاق الحواري كيف تكون ؟
وقف المدرب بالزاوية يتوجه للمشرف ، وأعضاء الشرف ويأشّر على نهيان : هذا التعامل ما يرضيني وسط فريقي
ناظره عضو الشرف لثواني : ما يرد عليهم ؟
هز راسه بالنفي وهو يأشّر له بمعنى إنتظر ، وتعالت الأصوات والركض بلحظة من ضرب نهيّان راسه برأس هالشخص يـ
_
يعطيه غايته ، وغاية المدرّب يلي يبي يوصل لهم بكل الطرق إن نهيّان لازم يدفع التعويضات يلي عليه ما يتخارج منها ، وإنّ مكانه مو الملعب ولا بين الكبار من لعيبة وأندية ، ضرب لحد ما طلّع قهر قلبه بيديه ولو إنّ أنفه ينزف ، حاجبه ينزف ، فمه ينزف من كثر الإشتباك يلي حصل بدقائق بسيطة ومن قوّته تدخلوا كل اللاعبين يفرّقون بينهم وما حصل إلا بعد جروح عديدة ، بعد ما تفل الدم من فمه يناظره لثواني وإنتهى دور الضرب صحيح ، لكن نهيّان شتم بكل غضبه يوجه نظره للمدرب : تحسّب إني ما دريت إنك رسلته لي ! تحسّب إن ما عندي علم إنك إنت وياه عيال كلب تبون الفلوس والله ، والله ما تذوق ريال واحد منّي
ووجه نظره لرئيس النادي نفسه : وإنت ، إنت ساكت عن هالمهزلة ما تبعد عنّهم لكن والله وتذكّرني أنا طالع من ناديك برضاي ، وبكيفي أنا ولا تحسّب إنك بتنهيني إنت بتشوف بعينك ، بعينك الفاضية ذي بتشوف كيف أصير لك ولناديك أكبر ندّ وشف كيف تمشي من قدامي بعدها
ما كان منه رد ، كان وجهه مثل المصفوق فعلياً ، ورجع نهيّان يتفل دم فمه من جديد وتوجه بعيد عنهم بعد ما رجّع خطوة المدرب بدفّة وحدة من كتفه ، رمى شنطته بداخل سيارته يلي ما سكّر بابها إنما جلس ولف للشارع يتمضمض بالماء ويتفله يخففّ الدم ، يمسح على أنفه ورجع يده للأعلى ينزل المرايا ورجع يقفلها بذات اللحظة من غضبه هو لمح وجهه بشكل عابر وعصّب كيف لو لمحه أكثر ، رد على جواله من كانت ورد : ورد
سكنت ملامحها لثواني من نبرته : فيك شيء ؟
عضّ شفايفه لثواني وتجرّع المر لأنه بعضته هو أوجع نفسه أكثر ؛ لا ، تبين شيء إنتِ صار شيء ؟
هزت راسها بالنفي : لا بس بقولك قريب البيت إنت ؟
هز راسه بإيه وهو يحرك : قريب ، تبين شيء ؟
عضّت شفايفها لثواني : بقولك ولا تقول لأبوي ولا لعمي فزاع ، البنات صدمهم واحد على الشارع العـ
سكنت ملامحه مباشرة بذهول ونطق بألف كلمة بثانية وحدة من الغضب والرعب وهو يحرك وكمّلت ورد : لا لا لا تخاف عليهم مافيهم شيء الحمدلله ، بس يقولون يلي صدمهم نشب لهم مو راضي يفكّ لو تقدر تروح وتشوف تتفاهم معاه يقول لهم ما بتفاهم لين يجيني رجال لكم ولو قلنا لعمي بيخاف ولو قلنا لأبوي تعرف وش بيصير والعيال كلهم مو موجودين يقولون البنات مافيهم قريب
_
« عنـد البنـات »
دخلت وسن للسيارة وهي تناظرهم : خمس دقايق زيادة درة بتدفنه لأنه مو راضي يسكت
هزت جود راسها بالنفي وهي تقّلد نبرته بتقرّف : تنازل مانيب متنازل وما أكلّم حريم أبي رجال يتفاهم معي عشان ما أغلط عليكم وتغلطون عليّ ! يع
شدت درة على يدها يلي تنزف بقروشة من كثرة كلامه :
_
: طيب ما قلت لك إنت صح وحنّا غلط بس توكل يرحم والديك نبي نمشي ماهي حلوة وقفتنا بنص الشارع قدام العالم هذا رقم اللوحة وهذا رقم جوالي بعـ
صرخ عليها مباشرة : ما تستحين ! ما تختشين تقولين لي العالم وقدام العالم والله ما تخافينه يومك تقولين هذا رقم جوالي ؟ ما تستحين ما تربيتي !
نزلت ديم من السيارة بذهول لأنها تسمعه : تستهبل إنت وإلا تستهبل ؟ كيف يعني ما تستحي ما ترّبت وش ذا الكلام الفاضي ! ما إنت قروشتنا الحين تعويض وتعويض والخطأ عليكم بنعطيك فلوسك ما تهمّنا وتذلف بس لا تقّل أدبك هنا عن القرف ! من زين هالوجه عشان تعطيك رقمها لسواد عينك
إبتسمت جود : ياويله لو زوّدها عليها بتدعسه
سكنت ملامح وسن من بجاحته وإنه يرد على ديم بإن دام كلامه أثّر فيها فهو حقيقة جداً وإنها حتى هي ما تربّت مع درة ، وتقرّفت حتى ملامحها : إنت نوعية وصخة تدري ؟ نوعية كريهة حتى الأرض ودّها تتفلك من عليها لا تزوّدها وتوكل
مدت درة يدها لأختها ، وعصّب لأن درة وقت مسكت أختها كانت لها نيّة تراجع : بتمشين يعني !
هزت ديم راسها بإيه : بنمشي وتعقب تقول كلمة على وقاحتك يالمتخلف ! تبي شيء توكل المركز واللوحة قدام عينك إحفظها وأعلى ما بخيلك إركبه ورّنا وش بتسوي
ناظرها بذهول من أعطته ظهرها هي وإختها : أنا يدي ما أمدّها على الحريم لكن تبين من يربيّك إنتِ
ضحكت بسخرية لثواني : تعقب تمدها لا تهايط بس
ما ألقت له بال تسحب إختها ، وصرخت وسن بذهول من قرّب ناحية السيارة يقفّل الباب عن ديم ووسط تقفيله له هو أوجع يدّها بشكل مؤلم لو ما سحبتها كان عصرّ يدها أكثر تحته وصرخت بغضب تدفه : غبي إنت غبي !
رجع قريب سيّارته بسخرية وهو يوجه حواره لدرة : والله إنّ حرّكتي ما يصير لك ولا لهالـ……خير
شهقت درة بذهول لأنه " يقذف " إختها ما يسبّها وبس ، ووقفت خطوة ديم بذهول تناظره هو فعلاً قال هالكلمة بكل برود ، هو فعلاً رمى هالقذارة من فمّه عنها هي وما لحقت تقول شيء من هُزّت أركان فكه كلها من الشخص يلي تهجّم عليه بدون مقدمات ، ومن الشرطي يلي توه نزل من سيارته والشرطي الآخر وغُطّت المضاربة عن عينها لكن هي باقية خطوتها بمكانها من ذهولها إن هالكلمة ، قيلت عنها ..
دقّ نهيّان راسه بالأرض وما إكتفى إنما مسك فكّه كله بيده بغضب : عيدها لي ! عيدها لي مرة ثانية ياولد الـ…… عيدها !
دفه الشرطي بعيد عنهم ، ولمح وقوف ديم يلي خُطفت نظرتها هي ما تستوعب شيء وحتى نظرها ما كان عليه ، كان على الشخص يلي بالأرض مصدومة منه ومشى لباب درة : روحي سيارتـ
وسكنت ملامحه من يد درة والمناديل يلي لونه أحمر فيها : شفيها يدك ! أشوف
_
هزت درة راسها بالنفي وهي تنزل : مافيها شيء
ناظرها لثواني بتفحّص ، بشك كبير لأنّ فيها دم ونزلت وسن وجود يلي رفعت حواجبها : ديم ويـ
رفع نظره مباشرة يدوّرها بعينه وسكنت ملامح وسن من كانت أمام الشرطي يلي ما يدرون هو وش يسوي بالضبط لكن ديم أمامه وقريب الدورية وهذا شيء مستغرب ، توجه للدورية وهو يطلع ضماد من داخلها : قفل الباب على يدك ؟ يعني فوق كلمته تمادى ؟
ما كانت منها كلمة إنما بالقوة كانت تمسك دموعها من الألم ومعصمها يلي تغيّر لونه وزاد حجمه من ضربة الباب عليه لكن وسط دموعها هي لمحت نهيّان يلي فتح باب درة ، لمحت إنه كان بيقول لها تعالي سيارتي وسمعت إنّ كله إختلف من جرح يدها حتى كلامه وما ركّزت لكن وقت شتت نظرها عنهم كان الشرطي خلفها بشكل أرعبها الأكيد إنه جاء يسأل ووقت إنتبه على يدها ما كان منه السؤال قال لها تعالي وبس ..
تغيّرت ملامح نهيان يلي وقفت خطوته وهو يتوجه لها من مد لها الشرطي ضماد : شديّه عليه لين توصلين المستشفى ، ماهو كسر الحمدلله ويخفف عليك الوجع الحين هالضاغط
ديم بتساؤل : هو وش بيصير عليه ؟
ناظرها الشرطي بهدوء تامّ : وش تبينه يصير ؟
كان مجيء نهيّان على هالجملة وإنّ عين هالشرطي جات بعين ديم بشكل وتّر أعصابه ووتّرته أكثر جملته " وش تبينه يصير " يلي ما يدري ليه جاء وقعها غريب على مسمعه ، شتتّ ديم نظرها عن عين الشرطي وكل مقتله كان هالتشتيت وإشارة الشرطي على خشمه بعدها : تم على هالخشم ، الحادث ما يعنيني لكن كلمته ويدك ما أفوّتها له
جاء الشرطي الآخر قبل ينطق نهيّان : معانا المركز
ناظرته ديم بذهول كيف يبي يسحب نهيّان ، وعارض الشرطي الأول بهدوء : خذ بنت عمك وروّح
سكنت ملامحه كيف يعرف إن ديم بنت عمّه ، وقبل يكون منه السؤال مشيت ديم لناحية البنات وعضّ شفايفه لأنّ وقت توجهت ديم للسيارة وتوجه الشرطي لمكان الحادث لف نظره ناحيتها بشكل إستفز عروقه كلّها ماهو شعور قد ماهي غرابة حسّها وتوجه لمكانه يركب : ما بقى أحد ؟
إستوعبت ديم لثواني : نسيت شنطتي أبيـ
ما كملت نطقها من الشرطي يلي جاء وبيدّه شنطة وجوال ، وذابت جود بهمس وصل لمسامع نهيّان : يا حظك يا ديم !
مد نهيّان يده ياخذ الجوال والشنطة وحتى شكراً ما نطقها كانت من عينه نظرة وأعصابه كلها ثارت من نّورت خلفيتها يعرف هالصّورة ، يعرف إنها ذات الديّم يلي ما نادته بمرة بحياتها لو هو وراها ، يعرف إنها ديم يلي لو بينها وبين الموت إسمه ما تنطقه ويفور دمّه إن هالشرطي إنتبه لها وكلّمته هي ، إنّه هو هد فكّ هالشخص على كلمته لكن هي نظرة عينها كانت للشرطي كأنّه هو بياخذ حقها : من وين تعرفينه
_
سكتت السيارة كلها بلحظة ، وتغيّرت ملامح ديم من عرفت إنها هي المقصودة من نظرته ومن سؤاله يلي طلع بلهجة شديدة سكتت حروفها وحروف البنات من بعدها من فصل يكررّ سؤاله : قلت من وين تعرفينه !
بردت ملامحها من لفّ يوجه نظره لها هي من بينهم كلهم ، من حدّة نظرته يلي إخترقت روحها من قوّها ومن رجع يرد على جواله لكن قبل ما يردّ هو نطق بنبرة أشبه بالتهديد الهامس" ما ودك تجاوبين طيب ، طيّب "
ما كان طريق البيت ، كان طريق المستشفى ونزل نهيّان قبلها لكن ديم رفضت تنزل ، رفضت عينها قبل حروفها وناظرتها درة يلي نزلت بهمس : معاك أنا ، لازم تشوفينها
هزت راسها بالنفي برفض شديد : ماتعّورني ، روحي إنتِ
لفت وسن نظرها لديم لثواني : تبين أجي معاك أنا ؟
تحس بالضغط ، فعلاً تحس بالضغط وأكثر من توجه لبابها هي يفتحه بغضب : إخلصي بدون قروشة
ذبحها بالألم فعلياً لأنها كانت ماسكة يد الباب يلي هو فتحه بكل هالعنف يخلع قلبها قبل معصمها منّه ، غرقت عيونها بحور وهي تشتت نظرها عنّه وتمتم يستغفر فقط من نزلت وسن ونزلت درة معاها وبقت بالسيارة جود وتوق يلي ما جاهم شيء ولا لهم داعي ينزلون ، وسن عشان تتطمّن عليهم ودرة عشان يدها يلي تنزف من جرح ما تدري وش مصدره لكن الأكيد زجاج الكوب يلي كان بيدها وقت الحادث ، وديم عشان يدّها المنتفخة ..
أشّر لوسن تتوجه للممرضة يلي بالجهة الأخرى مع درة ، وناظر ديم لثواني : إنتِ بتجين معي ونشوف الحين
ما كانت رفق ، ولا حب ، ولا حتى إهتمام كانت جملة مليانة غضب وتعرف إنّ " بتجين معي "ماهي بادرة مداواة وترفّق منه إنما غضب شديد ويشوف هي وش يكون لها الشرطي يلي كان بالموقع لكن هو ما يعرفها ، ما يعرف إنها ما تتعامل بهالطريقة ولا ترضى بها ..
مدت يدها للممرض أمامها ، وحرق جوفه كلّه حتى وهو يدري إنه شغله لأنه بين كل كلمة والثانية يرفع عينه لعين ديم يسألها كيف تعوّرها ، ومقدار الألم وبين كل كلمة والثانية هو يبتسم لها بقوله " بسيطة " ووقت نزلت من عيونها دموعها من ضغطته عليها هو هرول يتأسفّ ويدور مناديل تمسح به دموعها ويراقب عيونها يلي صارت حمراء جحيم من حرقتها ومن إنها ماسكة دموعها من وقت ، لف الممرض بعد ما إنتهى : قدامك العافية
رغم إن نهيان كان بطرف الغرفة بعيد إلا إنه يعصّب ، يعصب ما يدري ليه يعصّب حتى وهو شغلته يجلس قدامها وشغلته إن ديم تجلس قدامه عشان يتأكد من يدها لكنه يغلي تماماً ما يدري هو يشوف كل شيء أريحية منهم ومنها ، وإلا هو معصّب ما يشوف شيء بالحقيقة وإلا هو " متخلف " لدرجة إنّه يفكر بطريقة عمره ما فكّر فيها ، أخذت نفس من أعماق قلبها وهي تـ
_
تعدل نقابها ، وإبتسم الممرض يناظر نهيّان : بطلع أنا ، خذي راحتك يا أختي لين تصيرين بخير وتقدرين تطلعين
هزت راسها بإيه ، وقبل ينطق نهيّان بحرف هي تكلمت بهدوء : بعدل طرحتي
لف نظره لها لثواني ، وصد للجهة الأخرى : ما أشوفك
ما فتحتها إنما رفعت نظرها له بهدوء : إطلع يعني
ناظرها لثواني : ما بطلع ! واقف هنا وقلت لك ما أشوفك من زين الوجه عاد عشان أشوفه ! إخلصي عدّليها ونمشي
ما نطقت بكلمة وحدة إنما وقفت بكل هدوء ، وحسّ إنه زودها فعلاً وهو مو طبعه ومسك الباب قبل تمسكه هي : بطلع ، إجلسي وعدّليها خلاص آسف
ما سمح لها مجال ترد إنما طلع يقفلّ الباب خلفه ، وما عاد بقى فيها حيل النفس هي ما تدري كيف واقفة على حيلها للحين من صدمة الحادث بداية ورعبها وإنّها تتعقد من هالمناظر ، هي الشارع ما تقوى تقطعه كيف حوادث السياّرات ، من الكوب يلي كسر بيدّ إختها ومن ضربتها للأمام وإنّ الأصوات كانت كلها رعب يتطمّنون على بعض مين بخير ، ومين جاها شيء ، من نزلت إختها وتصادمت مع هالوقح ، لنزولها هي ، لكلمته ، لمجيء نهيّان والحرب يلي حصلت بينهم بثواني ، من الشرطي ، ومن ألفاظ نهيّان وحركاته يلي مهما حاولت تلاقي لها تفسير ما تلاقيه أو من الحين ، من هاللحظة بالذات إنه ركض للباب قبلها يمسكه بإنه هو بيخرج وإنه " آسف " لكنه حرق قلبها حتى وهو ما يدري ، هو صار قدامها بالضبط مافيه بينهم مسافة ومع ذلك كانت عينه جريئه تناظرها هي ، وتفهّمها هي أسفه وإعتذاره بإنه بيطلع .. هد منها كل حيلها تفتح نقابها ، طرحتها ، وسكن كونها لوقت طويل من إستوعبت إنها مستحيل تقدر ترجع تربط شعرها ، أو تربط النقاب ، أقصى قدراتها بإنها تلف الطرحة وترميها على ملامحها وتتوارى وراها ، بعد دقائق طويلة قرب الممرض فيها عشان يفتح الباب لكن يد نهيّان وقفته : دقيقة
ناظره لثواني بإستغراب : أهلك باقي داخل ؟ المعذرة بس لو هي تكشف وإلا شيء ترى به باب ثاني وراء يدخلون منه ما قلت لك عليه لأنّ قلت إنت زوجها بتقعد عندها
هز راسه بإيه وهو ما عاد يدري وش يقول : ما قصرت
دخل بدون ما يدق الباب لكنه ما رفع عينه إلا وقت لمح أقدام رجل هو رفعها ، بكل غضب رفعها حتى إنه توه دخل ما إنتبه ، وما إنتبه حتى على ديم يلي جات بجنبه ما عاد بقت له أعصاب : تلعبين معي إنتِ !
ما تكلمت إنما قدمت تمشي قبله بكل هدوء ، وإنتبه إنها مو لابسة نقابها هو ما يقدر يشوف عينها إنما غطّت بالطرحة ووقت سبقته هي إنتبه إن شعرها واضح من الخلف وطقّت أعصاب عقله كلها ، نفض جسدها من يده يلي دخلت شعرها من الخلف وجذبت ذراعها تلصّقها بجنبه :…
_
: الشرطي والممرض ونهيّان إطلع وأرجع الأقي إبن …. عندك تستهبلين على عقلي إنتِ تستهبلين !
نفضت يدها من يده بذهول : لا تجرب تمسكني !
ما قدر يشد ، نهائياً ما قدر يشد وسط جموع الناس وإنها نفضت يدها منه بقوة ملحوظة ، بنفور شديد كأنه مقرف وتتقرفّ منه وما رُحم هو من أعصابه ولا رُحمت هي من تخالط الأحداث عليها إلا من وسن يلي دخلت بإستغراب : ننتظركم ليش طـ
قطعت حروفها لثواني بذهول من وجه نهيّان المتجرح : هو مد يده عليك إنت ؟ وش وجهك هـ
قطع حروفها مباشرة بحدة : يعقب !
ما تكلّمت تهز راسها بإيه : طيب نمشي ؟ لأن ورد إتصلت تقول وصل الخبر لأبوك ويبينا كلنا عنده الحين
سبقتهم ديم للسيارة ، وبعد دقائق بسيطة ركب نهيّان ووسن يلي حسّت إن فيه شيء مو طبيعي ، مو حسّت إلا تأكّدت تماماً إن فيه شيء مو طبيعي ولا تدري نهايته وش ..
_
« بيـت حـاكم »
طلع حاكم من داخل بيته ، ووقفت خطوته لثواني من إنتبه لبنته يلي جلست تغرس الشتلات مع أمها ، تعاونها ، فستانها الأصفر الباهي ورقة وجودها هي بحياته وما يغيب عن باله لحظة وحدة إنهيارها الأوّل ، قسوة مواجهتها لأمور شغلها وما يدري هو فرط خوف منه أو فرط حبّ لكن صارت عينه تنتبه لها أكثر من أول ، بكثير أكثر لدرجة إنّه الآن طالع ينتظر نهيّان والبنات لكن ما قدر يقاوم ما يكلمها : ورد
إبتسمت وهي تلف نظرها لأبوها : تعال ، أمي عجزت عنها
رفع حواجبه لثواني وهو يقرب منهم ، وإنتبه على جذر نبتة قديم كانت ملاذ تحاول تطلّعه : إقطعيه
هزت ملاذ راسها بالنفي : لا ، بطلّعه من وسطها أبيها كلها
هز راسه بإيه وهو يمد يده لساق النبتة يجذبها من داخل الأرض ، وإبتسمت ورد لثواني من تركها بالمكان يلي تبيه أمها ينفض يدّه : القوي حقّنا ياناس !
إبتسم ، وضحكت وهي تتكي على كتفه ، وقبّلته لوقت طويل لأنها للآن ما تخطّت موقف المركز وإن لولا الله ثم وجوده خلفها ما تدري وش ممكن يحصل لها وسطّر لسانها دعوات قلبها بصوت خافت يسمعه أبوها ، وتسمعه أمها وترّق حتى نبرتها فيه : الله يديمك لنا ، ويديم وجودك القوي بيننا .. يديم ظهرك سند ، ويديم حضنك وطن وملاذ لنا ويديم لنا هالوجود يارب
شحبت عينه من كلام بنته ، من رقة دموعها يلي إنسابت على خدّها بدون مقدمات ومن حاولت تخفيها بالإبتسام : تتحملوني اليوم ، يمكن وجودك جنبي رجّعني لشعور الدلال وإنك معي بكل وقت وودي كل لحظة أعبّر عنه وتعرف إني عندكم مالي إلا الدموع بس لا تشوفها
إبتسمت ملاذ بخفيف : الله يديمه لكم ، ويديمكم له يا أمي من لكم غير أبوكم ومن لأبوكم غيركم ؟ نعمته إنتم
هُد حيّله يتمتم بآمين ، ورفع نظره لها : ..
_

: ويديم أمكم ، ملاذكم يا بنتي الله يديمها
إبتسمت بخفيف وهي تهز راسها بإيه : كل عمرنا ، آمين
طول اليوم كان إنتباه ملاذ على فرط رعبه ونظرته لورد هي عرفت السبب وظاهره بإنه على ما حصل لها بالمركز وحتى عمقه الخفي بإنه خوف على ذيّاب عرفته ولهالسبب هي ما تشدّ عليه ، تحاول ما تشد عليه رغم إن كل مافيها من تصرفاته يدفعها للشّد لكن ما ودها لأنّه ما بيكون حصيله إلا تفككّ لبيتها ولعيالها يلي نفسيّاتهم من سيء لأكثر هي ما غفلت عينها عن تدمّر نهيان الداخلي ويلي يحاول يخفيه لكنه بان مثل الشمس الحارقة من قوته ، ولا إرتاح لها قلب وهي تدري إنّ بجوف ذيابها جمرة تحرقه بداخل صدره وشتت نظرها لثواني ما ودها تفكر بهالشيء هي يكفيّها إن ورد ما مسّها شيء من هالأمور كلّها وإن حاكم يعرف قلبها كيف هيّن ما يتحمل وإنه يحبّها ، يحبها ما يرضى يضرّها أبسط النسيم وإن ورد هالمرة هي سبب تماسك أبوها عن باقي أفكاره بخصوص سوء نفسه ، شتت حاكم نظره للمدى هو لو يعرف شيء عن ولده ذياب ، يعرف إنه ما صعد الرحلة ولا يدري هو بالرياض ، باقي بالكويت ، وش حصل له ما يدري .. نهائياً ما يدري ولف نظره لورد : كلمي وسن الحين يجون كلهم
سكنت ملامحها لثواني ، ووقف يمشي لناحية البوابة الخارجية وإتصلت على وسن هي بدورها لأنه يدري ، وكيف يخفى عليه أصلاً ..
وقف قدام البوابة وهو يشوف دورية جات قريب بيته ، مد يده يصافح الشرطي يلي ترجّل منها : وعليكم السلام ورحمة الله سم عسى ما شر
الشرطي : طال عمرك وصلني الخبر توه ولدك نهيّان مقدمة ضده شكوى من لاعب معاه معتدي عليه كاسر له خشمه عطوني تقريره ، ومن صاحب الحادث يلي صدم بناتكم مقدم شكوى عليه بعد
ما كان منه كلام لثواني بسيطة وهو يهز راسه بإيه ، وهز الشرطي راسه بالنفي بهدوء : ما أبيه يجي المركز ولا يدخل التوقيف طال عمرك إنت تعرفني ، جيت أعطيك العلم وأعطيك رقم المسؤول عشان تكلّمه ، أنا جيتك هنا أقولك ترى راعي الحادث عندي وتحت مسؤوليتي حتى شكواه ملغية لكن الثاني إنت تصرف به وعط المسؤول كلمة لأنه مهوول من تصرفات نهيان ووده يكبّرها
تنهّد حاكم يكتم غيضه على ولده بهدوء : ما قصرت
قبل يودعه الشرطي دخلت سيارة نهيّان للمكان ، ووجه حاكم نظره لسيارة ولده وبالمثل الشرطي لكنه أزاح نظره بعد ما طاحت عينه على ديم بهدوء لكن إنتبه نهيّان لهالشيء يلي طقّ أعصابه أكثر وأكثر ، هز الشرطي راسه يأشّر لحاكم بالوداع وإنتبه نهيّان إن ديم دخلت مع الباب لكنها لفت عينها له من حرك وهنا عضّ شفايفه بغضب : وش تسويـن إنتِ وش تسويـن !
-
-
كان غضبه مُعمي حتى هي ما تدري وش يصير له ووش صار أصلاً ، ما تدري ليه هالغضب كلّه وصراخه فيها هي بالذات من بينهم وبردت ملامحها من شتم لكنّها عضت شفايفها بغضب : لا تكلّمني كذا لا ترمي قرفك عليّ أنا !
ضحك بسخرية لثواني : صار قرفي أنا الحين ؟ عينك توّها وين طايحة هاه وين طايحة لا تلعبين على عقلي ماني أعمى ما أشوف لا تستغبيني ! لا تستغبيني
سكنت ملامحها لثواني بذهول ، هو مريض لدرجة الشك ؟ هل هو فعلاً لما قال الشرطي والممرض والرجال يلي دخل وهي قد غطّت وخلصت كان يقصدها ويعنيها بطريقة التفكير يلي بعقله ، ودخل حاكم الغاضب من صراخ نهيّان على ديم وطلبه بإنها تجاوبه " من وين تعرفهم " ومن المسافة المستحيلة بينهم : ولـد !
ضحك نهيّان بسخرية وهو يناظر عينها وما عادت تحسّ بالدنيا من الضغط ، الشعور القبيح يلي رمى بصدرها وإنها حسّت بيد تحاوطها من الخلف ما كانت إلا يد ورد يلي تحاول تسكّت أخوها ولأوّل مرة تشوف منه حدة النظرات بهالشكل لديم يلي من قهرها ما لقيت إلا إنها تضربه بكل ما أعطاها الله من قوة بشنطتها على صدره هذا أقصى قدرتها ، أقصى قدرتها مع لسانها يلي ما سكت إنما حُرق جوفها كله بكل كلمة نطقتها تصرخ فيه : ما فرقت عنه ، هو كان واضح يقذف بالصريح لكن إنت تلمح وتلمح وتلمح وتلميحك أقرف منه ! أقرف منه وأنا أقرف منك
شهقت ورد من مسك ذراعها يشدّها بغضب : تقرفين مني ؟ تقرفين مني وهم عينك طايحة عندهم وعينهم عندك كذا نظامك صـ
دفّته بكل قوتها لكنها إنهارت بعدها ، إنهارت ما تشوف من دنيتها شيء وما تسمع إلا صوت الصراخ والغضب من عمها حاكم يلي مسكه يدفه لأبعد مكان وما تدري هو مد يده عليه أو لا لكن يمتلي قلبها وعقلها وكل كيانها بشعور قبيح ماله حدّ ولا نهاية ، وقت جذب ذراعها بكل هالقوة طاحت طرحتها عن ملامحها وما تدري هو سبب دفع عمها حاكم له وسبب غضبه وإلا وش سببه ما تدري ..
تهشّم صدره من قو دفعة أبوه له وهو يصرخ فيه بغضب : أدفنك هنا ما تقّربها تسمعني ! تسمعني ! على عيني تقّربها على عيني تكلّمها تستهبل معي إنت !
هز راسه بإيه بغضب حتى إن أبوه يلي قدامه هو ما يستوعب : بقّربها ! بقّربها لو هي تستغفلني وراء ظهري عينها على ذا وذا وذا وبكسر راسها بعد تبي تطوّل عينها تطولها بعيـد عنـ
ضربه بكل قوته على صدره يسكّت حروفه ، يصرخ فيه بغضبه ؛ إقطع ! إقطع لا أسمع لك حسّ إقطع
ما كان من نهيّان الصمت غير إنه يستفز أبوه أكثر بكثرة حروفه ، كان يستحق الكف ، يستحق الكفّ يلي توقّعته ملاذ قادم من غضب حاكم يلي رفع يدّه يهزّ كونهم كله قبل ما تستقر يده على …
_
على عنق نهيّان من الخلف هو عجز يضربه ، عجز يهز أركان وجهه مثل ما هزّ ذياب قبل وسكنت ملامحه ، شحبت نظرة ورد من كل شيءّ ومن إن أبوها كان ناوي الكفّ الشديد لكن صابه العجز ، من سكون كونه ومن تبدّلت خطته من كف يهز أركان وجهه لإنه يدخّل يده خلف راسه يجذبه له ولكتفّه يهزه كله برجفة فيها تمنّي : لا تنطقّ قدامي كلمة ! لا تنطق تندّمني وبعدها تندم إنت !
سمعت ملاذ " تندّمني ، وبعدها تندم إنت "ولو هي عاشرت حاكم وقت كافي إنها تعرفه هي بتعرف إن يده ما رُفعت لأوّل مرة ، بتعرف إن وقوفه يلي وسط غضبه ما كان إلاّ إن الموقف تكررّ عليه وضاق فيها حتى نفسها تتمنى إنّ لو مر عليه ، لو حصل وضرب أحد كفّ ردّه عن كف نهيان يلي يستحقه تتمنى ، تتمنى ما يكون ذياب من أعماق قلبها وسكن كونها من كتفه يلي إرتخى هي صارت دموعها بحور من تشبّك كل شيء بعقلها ، صكّ البيت يلي طلع بعد سنين ، هجران ذيّاب ، غيابه ، ألمه وإرتخاء كتفه وقبلته الطويلة لراسها ما كانت إلاّ نتيجة لكفّ من أبوه وسكن كونها كله ما عاد تعرف حتى للنفس طريق إنما دخلت البيت وإنتبهت ورد : أمي
ضرب صدر نهيّان وهو يناظره بغضب شديد عرف نهيّان منه إن أبوه ما يبي يشوفه ، وبالفعل طرد حاكم نهيّان خارج البيت يتوجه خلف ملاذ لأن البنات مع ديم ولا وده يحرجها ..
دخل وهو يشوفها ترجف مثل رجفة الشخص يلي كلّ أيامه برد وصقيع ، يرجف حتى جوالها بيدّها ما وقفت دموعها لو ثانية ولا عاد يستوعبها مدى : ما يرد ذياب ، ذياب ما يرد ليش ما يرد ؟
لوهلة كان كونه على وشك يسكن إنّ صار شيء لذياب لكن حرقة ملاذ كانت أكبر ، دموعها كانت أكبر من وقفت تحاول تثبّت نفسها وما تنجرف وراء سوء أفكارها لكنها باقي ترجف تحاول تثبّت دموعها وكلامها : يدك يلي رديّتها عن نهيان إنت رديّتها عن ذياب قبله ، صح ؟ رديّتها ما مديتها عليه هجرانه مو لأنك ضربته والبيت يلي طلع بعد سنين مو لأنك ضربته مستحيل تضربه هو رجّال بهالكبر مستحيل تكسره صح ؟
ما كان منه كلام هو إنخطف منه حتى لونه يأكدّ لملاذ شكها ، وسكن كونها كله بعدم تصديق تناظره بيأس مُحترق من إنها ما إستوعبت بدري : ليش ! ليش متى كيف قوّيت كيف !
نزل نظره لبعيد عنها ، لأول مرة بحياته يسويها ومدّت يدها لوجهه ترفعه بتمنّي وسط دموعها بإن يكون له سبب ومبرر مع إن كل الأسباب باطلة : رفع صوته عليك ؟ قلّ أدبه عليك ؟ صار عاّق لك ضرب بنت وش صار منّه وش صار لو نهيّان طلع منهّ كل هذا وترفّقت به ذياب ليه ما ترفّقت به وش كان يقول قدامك وش مسوي
كانت تضرب صدره ، كتفه ، تدفّه من حرقتها بعدم تصديق وصرخت بحرقة : ليش ضربته ليـش !
_
.
حطام ، بقايا صرح شامخ هُد من أعلاه يساوي القاع كان شعوره وشعورها هي عنه ، الشخص يلي طول عمره يشوف نفسه جبل صامد هو يتزلزل على مرّ السنين والحين ما بقى منه قمّة ولا هامة تُعتبر , ما بقى بشعور نفسه ولا بنظرة ملاذ يلي حرق جوفها ، حُرقت ملامحها من كثرة دموعها وإحتقانها باللون الأحمر الشديد من رفعت يدها تحاول تخفف حرارة شعورها ، نار دموعها : أثاري دعوة ورد صابت لها ولنهيّان سندهم وحضنهم ووطنهم إنت ! وطنهم إنت لكنّك غربت ذياب عنـ
أشّر لها بالسكوت مباشرة ما يبيها تكملّ ، ما يبيها تحرقه أكثر من إحتراقه وإحتراقها هي أساساً : يكـفيّ لا تزيدين الحرف !
هزت راسها بالنفي تصرخ فيه بكل صوتها : عمرك ما كنت له حضن يدفّيه ! حتى وقت ودك تصير له ظهر إنت الظّهر يلي يخاف يسند عليه حاكم ليش ! ليش مو ولدك هو ليش !
شحبت نظرته من بعدها هي محروقة كلّها ونقطة وتجهش بالبكاء لكنها تحبس صراخات قهرها بداخل جوفها بشكل مؤلم ، بشكل مؤلم حرقت جوفها هي وحرقته هو كلّه تمسح دموعها ، من حاولت تسكّت حروف عتابها الكثيرة يلي ودّها تسطرها لكن هُلكت ، رمّد داخلها كله ما عاد بقت عندها دموع من كثر سيولها ولا عاد بقى لها نفس تاخذه حتى محاولاتها للكلام تفتح فمها بنيّة الحروف لكن سرعان ما تطير وتتبخّر كلها ما تقدر تقول كلمة ، أخذت نفس وهي تحاول تخففّ من شعورها يلي هزها كلها بعد ما دخلت ورد يلي خُطف قلبها أساساً من الصباح والموقف يلي حصل لها ، ومن الحين غضب أبوها وأخوها ودموعها هي بنفسها ما بتزّود هلاك بنتها ، المر يلي هي تعيشه وتقاسيه مستحيل تسمح إنّ ورد تعيشه أو حتى تحسّه ، مستحيل تسمح لها تحسّ بالشرخ الكبير يلي حصل بقلبها هي ، وببيتهم كلّه وبقادم أيامهم وبكلّ جاي بحياتهم صار فيهم شيء ما يُجبر ولا يُداوى من قوته ، من قو أثره عليها ولو هي تعرف حاكم ، تعرف إنّ لسانه يحرق أكثر من يده ومتأكدة إنه هو حرق ذياب بداية بلسانه ، وأنهى كل حنانه بيده يلي للآن ما تتصور هي كيف تجبّرت تُمد على بكرهم ، على الشخص يلي يترك كلّ مدى بحياته ويركض بمداهم همّ لأجلهم هم ولعينهم هم وعلى أمرهم هم ..
ناظرت أمها وأبوها لثواني ، وحاوطت معصمها ترجع لعند البنات ، أو تحاول ترجع لكنها إختارت تنزوي خلف الدباب لحد ما يقرّ داخلها وضمّت رجولها لناحيتها تتوارى عن الكل ، ظهر الدباب خلفها ، وقدامها الجدار ولا يمكن لبني آدم يشوف إنها موجودة بهالمكان ، أخذت نفس وهي ما تدري وش حصل لكنّها تدري بإن قلبها هُز من وسط ضلوعها ، إنها تحس السوء بكل الإتجاهات وإنها مـ…
_
وإنها مذهولة كيف تتغيّر الدنيا بلحظة ، كيف يصرخ المرح ويغضب ، كيف يعجز القوي ويُهزّ كونه ، وكيف يبعد القريب وأخذت نفس هي وصفت نهيّان ، ووصفت أبوها ، ووصفت ذيّاب نفسه يلي كل مناها إن يكون مستراحه عند قصيد لأنّ لو ما كان يظهر لها شيء هي تعرف إنه أكثرهم معاناة ، مسحت دموعها لثواني تحاول تتماسك وناظرت فستانها لوقت طويل بهمس : يقولون الأصفر لون البهجة والسرور ، الظاهر إنّك حتى إنت ما قدرت تسّرني وتهدّينا ، محينا هويّتك إحنا ؟
بعد نفس طويل أخذته هي مسكت طرفه بهمس : صرت باهت بعد ما كنت مليان مسّرة وبهجة ، ماهي سواياك كيف يبتهج اللبّس لو لبّاسه حزين ؟
-
دخل بيت حاكم وهو مصدوم من شكل عمّه يلي طلع على عجل بدون حتى ما يجاوبه ، بدون ما يتحمّد له بالسلامة إنما وقت لمحه قال له الدباب موجود وما حولك أحد ومشى بعدها يقبض له قلبه كله للآن ذياب ما يرد عليه وهمس يرجع يتصل على ذياب : تكفى وش صاير
دخل لداخل أسوار البيت وهو يكرر الإتصال على ذياب لكن ما كان منه رد ، ما حصل منه نهائياً وهنا هو صار الشيطان يلعب بعقله حتى خطوته ما عاد يدركها إنما رفع جواله لإذنه يتصل على مساعد ذياب : عندك خبره إنت ؟
هز راسه بإيه يجاوب نصّار على حسب علمه ، ورفع نصّار حواجبه : يعني الرحلة ما طلعها ؟ طيب بالكويت هو للحين تدري وإلا ما تدري ؟
ما كان منه العلم إنما جلس يشرح له الأوقات يلي كلّمه ذياب فيها فقط وكلها من ساعات طويلة ووقت الصباح وإن ما عنده علم عنه ، وتوجه لدبابه يشغّله : طيب شوف الرحلات عطني خبر عنها ، من الساعة وحدة وبعـد
تخبّت خلف الدباب بذهول من صوته هو بداية ، ومن صوت الدباب يلي نفض جسدها كله هو إشتغل بظهرها فعلياً وحتى وقت حاولت تسحب نفسها ما قدرت لأنّ حبل فستانها من الخلف دخل بوسط مكان منه ما تعرف كيف تطلّعه ، سكنت ملامحها لثواني كيف تتراجع ، كيف تهرب وكيف ما ينتبه وهو شغله والأكيد بيركبه وبرد قلبها كله تتمنى مكالمته تطول لكن ما طالت إنما قفلّ وهو يناظر دبابه لثواني وتنهّد من أعماقه : ياكثر زينك يا حبيبي ! إشتقت لك ! إشتقت لك والله العظيم إشتقت لابوها من إجتماعات ولابوهم من شقر ما يساوونك !
كررّها أربع مرات ، وسكن قلبها بذهول من إنحنى يقبّله تسمع صوت قبلته والتنهيدة يلي طلعت من أعماقه بعدها تلمس منها إبتسامته : إنت يمديك على خط الكويت ؟ إن كان صاحبنا هناك نطير له أنا وياك ؟ إشتقت له حيل يعلم الله إني إشتقت له ولك مع بعض
وقف قلبها لأنه كان منحني على دبابه يكلمه ويقبّله من الجهة الأخرى وحاولت تطلع حبل فستانها لكنها هزّت الدباب بالغلط ورفع حواجبه مباشرة :
_بسم الله عليك ما قلنا ما تغار من ذياب ؟ما قلنا هو الأول وإنت الأول مكرر أو أقرب للثاني بس هو قلبي والله
ضحك وهو يمسح على ظهره : مؤدب إنت بس وش هز
ما عاد قدرت تتكلّم من وقف هو يشوف وش يلي هزه من الجهة الأخرى وذابت عظامها ما تقدر على الكلام من حسّت بوقوفه وغطت نصف ملامحها بيدها ويدها الأخرى على الحبل يلي كانت تحاول تسحبه ، سكنت ملامحه بذهول لأنها غطت وجهها بيدّها ونطق بذهول كان بفمّه سؤال مين هزّ الدباب ووقت شافها هي نطق بدون شعور : أخو ذياب !
بتر نهايتها بذهول يلغي صوته المصدوم ، من برد قلبها هي من حبل فستانها يلي داخل دبابه وما إنتبه له هو لكن ضاع كلّه من دموعها بذهول والواضح إنها من وقت طويل من إحمرار ملامحها وما يدري كيف صار بجهتها هي برعب : ذياب به شيء ! ذياب به شيء صح
هزت راسها بالنفي هو مو مستوعب إنه صار جنبها ، ما تدري كيف تتكلّم كيف تقول حرف واحد وإنتبه لعينه مباشرة يخضعها بأسف : ما قصدي ، ما قصدي بس عمي طلع مستعجل وإنتِ هنا تبكيـ
إستوعب إنها تبكي ، وسكنت ملامحه لثواني : ليش تبكين
ما عاد يستوعب شيء ولا يثبّته ، هي جالسة عالأرض ظهرها لدبابه وهو جاء يصير عن يسارها وشبه جلس عشان يوصلها ، هي جنبه بهالشكل الغير عادي ووش تلحق عينه تشوف ما يدري ووقت رفعت وجهّها من ذهولها إنه يسألها ليش تبكين هو ما عاد يستوعب ، غمض عينه مباشرة يرفع يده لجبينه بإعتذار ويحاول يتدارك ما يمكن تداركه وما نفض قلبه شيء كثر خيال وحيد توسّد عقله لو يجي عمه حاكم وهو مع بنته وراء الدباب بهالشكل ، هي على الأرض وهو منحني على ركبه جنبها من فجعته إنه لمحها وإن ذياب به شيء والمسافة ، هو يشمّ عطرها بأعماقه مافيه مسافة ..
رفعت رجلها وهي ودها تهرب منه لكنها بهالحركة رجّعت فستانها للخلف يقصر أكثر ، يكشف ركبتها وفخذها ومدت يدها مباشرة تحاول تغطيّ وتنزله لكنه مد يده معاها وحتى عينه هو ما يدري يغطيها وإلا وش يسوي وإستوعب بعد لحظة بذهول يناظر عينها ، هو مفجوع وهي مفجوعة وإنتبه لنفسه يعدل فستانها : ما شفت ، ما شفت آسف
حتى وقت تأسف هو كان يعدل فستانها ويرجعه يغطي ركبتها وفخذها من ربكته وإنّها تحترق من الخجل وإنتبه على حبل فستانها : بطلعه
ما نطقت بكلمة لكنها ما حسبت ولا حسب نصّار إنه ما بيقدر يطلعه من بعيد من تلويّه وسطه وإحمّرت منه حتى آذانه : بقرب عشان أشوفه
رجف جسدها كله لأنه قريب منها ، قريب تشمّ عطره وقريب تحس بحرارة وجوده بجنبها هي ظهرها للدباب وجهها له ، وهو وجهه لها وظهره للخلف ويده على الحبل وهمس بتوتر : …
_

: شعرك أخاف أسحبه
إنتبهت إن شعرها صار يمنع رؤيته ، ومدت يدها الأخرى بإرتباك تجمع شعرها وتزيد من فهاوة نصّار يلي وقفت يده على حبل فستانها يناظرها هي ، يناظر ربكتها وما يدري هو يسمع صوت قلبه وإلا قلبها هي لأنها ترجف بجنبه ، تجزم إنه بألف حال وحال مو أقلّ منها وبالفعل عض شفته هو ما يدري وش إحساس العطش الفضيع يلي طغى بداخله فجأة وأخذ نفس لثواني يقرب يهلك نفسه ويهلكها ما يدري عينه وش تسوي لكنها تنظر لحبل فستانها ، ولظهرها وأكتافها يلي بينها وبين يده شعرة وحدة ، شعرها يلي أبعدته لليمين من عنقها تكشف له اليسار كله جهة نظره وتوتر من حس بتوترها وإنها صارت تخاف وهز راسه بالنفي : مب راضي يطلـ
رجفت يدها مباشرة تبتر حروفه هي مستحيل تتحمّل كم المشاعر يلي تحسها : نصّار إقطعه ، بس إقطعه
نطق "حرام أقطعه وهو حلو "بدون إدراك منه وما يدري هو نُطقها بإسمه أو فستانها لكن كل شيء حلو لعينه ومسمعه ، توتر مباشرة من إنتبه إنها تخجل وإنّه مو موزون نهائياً وما كان له مخرج إلا إنه يشدّ الحبل يقطعه بمحاولة للتدارك وترقيع كلمته لكنه وقت قطعه إرتّدت يده تضرب بظهر ورد بشكل وتّره يمسك كتفها ويمسح على ظهرها : قطعته آسف ، آسف
هو لو ما مسك نفسه لوهلة كان بيعتذر لها مثل ما يعتذر لأي شيء يوجعه بحياته حتى لو أوجعه بدون قصد ، دائماً طريقته بالإعتذار بإنه يقبّل أقرب شيء من هالشخص له ، كتفه ، خده ، راسه ، يده ، وزاح نظره لمكان مستحيل عليه وبردت ملامحها لأنّ يده بأعلى كتفها من الخلف مكان إرتداد يده لكن عينه على ملامحها ، على شفايفها بالذات ولوهلة ، هي حست بتوقّف الكون مستحيل إن هالشخص يلي قدامها نصار ومستحيل إنها هي ورد ، مستحيل إنّ شعورها الفضيع هذا يلي كل إحساسه ببطنها يكون عادي ، عدل فستانها من الخلف محل ما قطع حبله وهو يشد ذراعها عشان تقوم وتمتم بـ " أعوذ بالله منك يا إبليس " ألف مرة من كثر إن عينه ما تصد وإن أفكاره تتوجه لأماكن خاطئة جداً ، كانت على وشك توقف لو ما رجعت تثبت بمكانها من رعبها بإن فيه صوت خطوات قريب ما سمعه نصّار لكنها شدت على ذراعه بهمس مرتعب : فيه أحد !
هز راسه بالنفي بوهقة وهمس مباشرة : لا تكفيـن
وقف على حيله من تأكد إن فيه صوت وسكنت ملامح ورد برعب لأنه وقف لكن هو على وجهه واضح كل شيء وحتى هو يدري إنّه واضح لكن كان وده يوقف يشوف مين الجاي لهم ، يعرف كم فرصته بالتدارك أو يعرف مقدار الألم وسرعان ما سكنت ملامحه بذهول وسرور : يامرحبا الحمدلله ! الحمدلله
وقّف نبضها كله من ذهولها ، من ترحيب نصار يلي يتبعه الحمد وما تتوقعه إلا عشان شخص واحد
_
حسّت بإنها رُشّت بماء شديد البرودة يخفف إحتراقها والشعور الفضيع يلي حصل بداخلها من إستوعبت الضحكة يلي سمعتها وإنها شدن ، ولا غير شدن يلي لأول مرة يكون وقعها برد وسلام مو ربكة وفضيحة بالنسبة لها ولنصّار يلي وقت لمح شكلها الصغير المرعوب هو صار يهلّي ويحمد بدون شعور وكيف ما يحمد وهو سلم من الفضيحة ، ومن الألم يلي كان يحاول يحدد مقداره لو كان الجاي عمه حاكم أو حتى صاحبه ذيّاب ، إبتسمت شدن المفجوعة من جاء جنبها يشيلها لفوق مباشرة : ليش تخوفني ؟ أنا تو طلعت وشفت الدباب يتحرك خفت
هز راسه بالنفي وهو قبّلها خمس مرات من ذهوله من حظّه : آسف بس كنت أسولف له تويّ رجعت من السفر تعرفين ؟
إبتسمت وهي تحاول تنزل : بسولف له أنا بعد عشان يوديني البقالة كلهم يقولون لا وكنت بقول لورد توديني
هز راسه بالنفي وهو يأشر على عينه : لو تبين أجيب لك البقالة كلها الحين على خشمي نروح أنا وياك ولا مو بس نروح ، بوديك وأرجّعك ناخذ الدباب وألفّ فيك لفتين كم شدن عندي
رفعت حواجبها لثواني بإستغراب من حبه لها وهو آخر مرة هددّها بإنه ما عاد يوديها أي بقالة ، وتنفّس الصعداء من أعماق قلبه وهو يمشي للبوابة الخارجية بدون ما يطوّل أكثر يبي ورد تطلع وتستوعب ، ويبي هو بنفسه يستوعب وينتبه كانت شدن وسلم هو وسلمت ورد لكن وش وجهه ووش وجهها لو كان أبوها أو أحد من أخوانها ..
همس وهو يناظر شدن المستمتعة لأنه لازال شايلها للآن وناظرته بإستغراب : تحبني إنت تشيلني للحين ما قلت عندك رجول وإمشي ؟
رغم إنها ضخّمت صوتها تتطقطق عليه بـ" عندك رجول إمشي " لكنه ما نزّلها إنما قبل خدها : ياشيخة لو تبين شلتك عشر مشاوير مو مشوار بقالة بس ! والله إني أنا ما توقعت بنبسط بشوفتك هالقد يسلم هالطول بس ..
_
دخلت ركض للداخل لكن ما لحقت تجمع نفسها ، أو حتى نبض قلبها من أمها يلي سكرت جوالها بأحد الزوايا ولفت نظرها لها : القهوة على النار ، هاتيها الملحق
هزت راسها بإيه وهي تناظر أمها يلي واضح إنكسارها مثل وضوح الشمس ، وطلعت ملاذ تسكّر الباب خلفها وتتوجه للملحق عند البنات لكن سكنت ملامحها من درة المتمددة وتغطي عيونها بالطرحة والواضح أكلها الصداع من البنادول يلي جنبها ، من وسن يلي جالسة بالزاوية وتتأمّل ومن جود وتوق يلي يسولفون ومن غياب ديم ، مالها أثر بشكل خوّف ملاذ مباشرة : وين ديم
رفعت درة نظرها ، وطلعت ديم من الحمام - أكرمكم الله - تجاوب وجودها قبل حروف أختها بوجه مخطوف من شحوبه ، بنظرة كارهة لكل شيء وسكنت ملامح ملاذ بدون ما تسأل هي تـ
_
تستنتج إنها على هالشحوب بكت دم مو بس دموع ، تتأكد إن ما بقى بجوفها شيء لأنها تعرف هالشعور : ديـم
حتى وقت حاولت ترد على ملاذ هي ما قدرت ، ما قدرت من شعور التقرف يلي حسّته لها من أول وصولهم كلمت السواق ما تبي بيت عمها كله لكنّها من وقت دخلت ما تجاوزت رهبة الموقف ومن وقت لقيت الحمام - الله يكرمكم - هي ما طلعت منه إلا توّها من اللوعة يلي تحسّها بكل دقيقه وكل ما قالت خلاص يطلع تأثّرها أكبر وترجع ترجّع كل ما بجوفها ، يهتز جسدها من قو الشعور المؤلم ومن إن ما بقى فيها حيل ما تخطّت ، كل شيء حصل ما تخطّته وأخذت ملاذ نفس من أعماقها هي من كثر كسرها ما ودّها أحد غيرها يُكسر : أمي ديم
إنتفخت ملامحها من كثر الألم ، والبكاء يلي لأوّل مرة يطغى بوجهها بهالشكل حتى وهي حاولت تكتمه وجرّحت يدها من كثر ما عضتها بمحاولات كتمانه ما قدرت ، رقّ داخل ملاذ كله لأن ديم ودها تتكلّم وودها ترد عليها لكنها ما تقوى لأنها بترجع تبكي وتألمت هي ، تألمت ترفع أكتافها بعدم معرفة : بتقولين لي يلي كان بالحديقة قبل شوي نهيان ولدك ؟ بقولك ما أعرفه ما أعرف تصرفاته ولا
هزت ديم راسها بالنفي بهدوء : عمتي لا تبررين
إحترق جوف ملاذ مباشرة وهي تهز راسها بالنفي : ما أبرر له يا أمي ، ما أبرر غلطان من هنا لين آخر يوم غلطان ما أعرف سببه ، ولا يحق له لو كانت عنده أسباب الدنيا لكن الأكيد إنه مو عليك إنتِ ، الأكيد إنّ به شيء يشغله ويقلقه لأني أعرف نهيّان ، أعرفه والشخص يلي كان موجود هنا قدامك اليوم ما كان هو
ما تكلّمت ديم كان يحرق جوفها بكل مرة ، وعضّت ملاذ شفايفها لثواني : ما يحق له بكل الأحوال ، وعمك ما يرضاها ولا أنا أرضاها وصدقيني ما نغضّ عن مثل هالتصرف وأتوقع صار واضح لك من عمك وتصرفه ، صدر البيت لك والعتب لنهيان لأنه يستاهله وهو يبيه
سكنت ملامحها هي تفهم من " صدر البيت لك والعتب لنهيّان " إنه طُرد من البيت ولهالسبب هزت راسها بالنفي بهدوء : مالي فيه ، ولا لي بشيء عمتي المشـ
هزت ملاذ راسها بالنفي بمقاطعة : أبوك له حق يعرف
قُطع موضوع جود وتوق من وسطه بذهول كيف ملاذ تحرّض إن فزاع يعرف بتصرف ولدها وهو ما بيرحمه لأنّ ما كان له حق يقول لها هالكلام ويمكن يدفنه من غضبه وتصير مشاكل لها أول مالها تالي بينهم ، وهزت ملاذ راسها بإيه رغم نارها : ولو إنّ ودي إنتِ تاخذين حقك منه بيدك لكن أبوك له الحق يعرف وله الحق يتصرف ولو يكسر خشمه أنا ما أقول كلمة
هزت راسها بالنفي ما تتصّور ، نهائياً ما تتصّور وعرفت بدون ما يصير شيء إنّ ملاذ قد شعر راسها ندمانة بإنها ما تدخّلت بينهم ، ما تكلمت لكنها تـ..
_

توجهت تجلس بجنبها بهمس لأن لو هي تحترق ألف تعرف إن حرقة الأم أضعاف : تصرف نهيان غلط ، وتصرفي أنا لو رحت لأبوي وقلت له غلط هو ما يرضى عليّ ، وعمي حاكم ما يرضى على نهيّان ولا أنا يلي بغلط عشان نهيّان وأسبب مشكلة بينهم ، عشان طيشه أنا بفرّق بين أخوان ؟ لا عمي حاكم يستاهل ، ولا أبوي يستاهل يحس بالقهر عشاني ولا ودي تكبر النفوس أنا ونهيّان وش حنا لبعض ؟ ولا شيء لكن أبوي وعمي ما نقدر على كسرهم
دخلت ورد على هالجملة من ديم هي أرعبها هدوء المكان بداية وزادت عليها جملة ديم ، ذهول البنات إن الموضوع يوصل عمها فزّاع وهي من الأساس ما حصل لها قرار من كل الإتجاهات وزاد أكثر من قرّبت جهة الملحق يلي كان هدوئه مزعج للروح مو للأذن ، ما تعوّدت يكون الصمت والهدوء سيد إجتماع البنات ودخلت تستوحش هالصمت ورجع يسكن قلبها كله من أمها وديم يلي جنبها كلّهم يراعون بعضهم وتجزم إنها تفهم شعورهم أكثر من أي أحد بالدنيا ، أمها محروقة كيف ولدها نهيّان يطلع منه كل هذا ، وديم محروقة على نفسها ومصدومة من بشاعة نهيّان يلي طلعت لها ، ما تدري ليش ركّزت على " ولا شيء " بكون إنّ ديم ما تعني لنهيان شيء ، ونهيّان ما يعني لديم شيء وكل خوفها ، كل خوفها إنّ ديم تعني لأخوها شيء وهي تشوفه "ولا شيء " رغم إنّه إستحق هالإحساس منها لكن ثورانه مو عادي ، ما كان عادي ولا يقرب العادي بشيء ولا تعرفه هي ولا يعرفونه كلهم ، أخذت ملاذ نفس من أعماقها : لو تمشين ياديم بعرف إنّ نفسك فيها شيء ، نهيّان بتصرف معاه أنا وإنتِ لك الصدر وحنّا لو تبين نطلع حتى العتب ما نبيه ، آسفين
ما هان على ورد لو ثانية وحدة إن أمها تتحمّل طيش نهيان وغضبه وتعتذر هي ، تقبّل راس ديم يلي سكن كونها من هالقبلة وحنانها الطويل فيها وإنها مسحت على خدها بعدها تبتسم رغم إن عيونها تلمع دموع وتوصي ديم بعيونها على نفسها بس ، مو على شيء آخر وناظرتها ديم لثواني : ما يهون خاطرك إنتِ ، ولا خاطر عمي بس تعرفين إني لو جلست هنا ما بيخفّ شعوري
ناظرتها درة لثواني هي أعرف الناس بأختها وقلبها وتعرف إنها تخبيّ حقيقة شعورها الكاملة وبالفعل ردّت ديم حروف صراحتها يلي بتكون مؤذية جداً على الكل ، ما قالت شعورها بالصريح ولا قالت إنها دائماً تعتبر بيت عمها حاكم هو نفسه بيت أبوها لكنّها صارت تقرف منه مثل ما تقرف من نهيّان ولا تتخيّل خطوتها ترجع لهالمكان ورجوعها مستحيل ما يُمكن يفهم ..
تركت ورد القهوة على الطاولة ، وسكرت درة جوالها : أبوي يلي جاء مو السواق ، شكل عنده خبر
ما تكلّمت ديم نهائياً إنما رفعت طرحتها لأعلى راسها تتركها وما تغطيّ تعمداً
لأنها تعرف أبوها الأكيد إنه نزل من السيارة ودخل للأسوار عشان يشوفهم وما تحتاج شيء كثر إنّ عينه تشوف وجهها ، يناظرها نظرته الدائمة لهم بأنهم أقوى شيء بحياته ، وأطهر شيء بحياته وكمّ تتمنّى نظرته تبريّها لأنها تحس بالسوء ، تحس بالقرف حتى من نفسها من كلمة هالشخص أولاً ، ومن نهيّان ثانياً حتى لو ما كانت صدق هي يمليها السوء ، يمليها شعور التقرّف ..
طلعت أول خطوة للباب الخارجي وبالفعل كانت سيارة أبوها ، وأبوها واقف قدام الباب لكن عمها كان معاه ، عمها يلي إخترق روحها بنظرة وحدة : بنتي ديم
ما تكلّمت ، وهز ضلوعها من ترك مشى لناحيتها يقبل راسها لثواني ما قال بعدها ولا كلمة لكنه ناظرها نظرات عافت منها ديم كل شيء ممكن يكون ودها فيه ، توجهت درة لأبوها تضمه ومسك كتفها وعينه باقي عند ديم هو شاف ملامحها كيف تغيّرت من نظرة حاكم لها ويحس بالريبة : ما جاكم شيء إنتم ؟
هزت راسها بالنفي ، وسكنت ملامح فزاع من حاكم يلي ضم ديم يقبل راسها للمرة الثانية وسكونه كان على الضاغط يلي بيد بنته : ديم
همس حاكم بهدوء : إنتِ بمقام ورد عندي ونهيّان يعتذر غصبٍ عليه لك لا تزعلين ..
_
كان على مسمع ملاذ يلي يمتلي داخلها قهر غير عادي كأنها تتخبّط بالأرض والسماء هو ما يرضى على كل أحد ليه ذيّاب يهون عليه وما يهمّه ما تدري ، عجزت تدري وما عاد يهديّ بالها تطمينها الدائم لنفسها " ذيّاب يحب حاكم ، وحاكم يحبّ ذياب " هي متأكدة من الشق الأول من هالجملة ، لكن الثاني صارت شكوكها فيه كثيرة ومُرهقة ..
رجعت خطوتها للصالة وهي تدخل على رقم ذياب بتكرر إتصالها من جديد لكن قُطع نفسها هي كانت بتتصّل تقول تعال ، وخلف تعال بتشكي له من أبوه وتصرفاته ، ومن أخوه ووقاحته وبتطلبه هو يربيّه لأنها هي تعجز عن القسوة وحاكم ماله نية يقسى عليه حتى لو هو مخطي ، ودها تشكي له منها هي وإن الحِمل صار يرهقها ولا كتف ولا ظهر يسندها إلا هو بعد الله وهو الوحيد يلي يفهم من عينها بدون ما تقول ، بتتصل تطلبه يجي يمسك زمام أمورهم لأنّهم يُسحبون لهاوية مالهم مفر منها هي تعرف هالشيء وتقطّع قلبها من تفكيرها : يا قلبك قلبي يا أمي حتى أنا ودي أتصل أشكي وأقول تعال شيل همي يا قسوتي ..
هُز قلبها على رؤية تردد ملاذ ونطق لسانها بدون شعور : قولي له يجي ، مكانه هنا مو الكويت
لفت نظرها للصوت هي كانت تتأمل رقم ذياب لوحدها ، وكانت تهمس لنفسها وجاء صوت توق كأنه صوت داخلها يلي تحاول تصدّه وما تسمعه ، لمحت توق عين ملاذ وما تدري كيف جات لها الجراءة تكمّل : نعرف ذياب ، ما يحب الكويت من وقت والأكيد إنّك وقت تقولين له تعال ما بيقول لا
_

هزت راسها بالنفي حتى حروف رد ما كانت تملك لأوّل مرة تستنكر " نعرف ذياب " مين يعرفه ؟ توق والبنات وبقيّتهم ؟ هي أمه بنفسها تعرفه ؟ ما تعرف إلاّ إنه الخافي البيّن وعلى كرهه للكويت ، يمكن صارت قلبه بما إنّ فيها قلبه ورقّ قلبها هي لأنها ما تعرف عنه شيء لكنها دخلت على رقم قصيد لثواني طويلة هُز فيها قلبها ، وقلب توق يلي حصل لها التأكيد إنّ ذياب فعلاً بالكويت وهي حتى وقت قالت ورد نهائياً ما صدقت وحتى وقت تكلّمت لملاذ الحين هي كانت تنتظر منها النفي والإستغراب بجملة " مين قال ذياب بالكويت " لكن ما حصل وحصل لها التأكيد بشكل غريب من دخول ملاذ لرقم قصيد ، رفعت يدها لجبينها لثواني : ما أحس إن للكويت أهمية مثل الأهمية هنا ، كلنا شفنا وش حصل وكلنا ندري نهيّان ما بيمسكه إلا ذياب وكلنا ندري كيف يهجد نهيان عند ذياب ولا يقواه
أخذت ملاذ نفس من أعماقها ، وشدّت توق على كوب يدها تكمّل : حق ديم يلي ودك تاخذه هي أو ياخذه أبوها بياخذه ذياب لو درى ، ذياب ما يرضى وماهو غلط تقولين له أو تستعجلينه ..
ما كان من ملاذ الرد ، ومشيت توق للملحق وهي ما تدري وش صار فيها من دخلت ملاذ على رقم قصيد ، كان أكيد لها إنّ فعلاً ذياب بالكويت عشان قصيد مو عشان شغل أو شيء آخر وحوارها هي والبنات قبل دقائق كان عن هالموضوع وتحت كلمة - مستحيل - ما يسويها ، ذيّاب ما يقطع مسافات عشان أحد ، أحد تو يعرفه وأحد تو يلاقي شخصيته ودخلت تغرق نفسها بداخل الكنب لثواني تفكير طويلة هو توّه يعرف قصيد أساساً ؟ يمكن كل السنوات الماضية يحبّها ويمكن فيه حكاية خفيّة عنهم وكيف ما تُخفى وأحد أطرافها الخافيّ البين يلي كلهم يعرفون هاللقب عنه ما عاد هو محصور لبيت حاكم فقط ..
_
« أحـد الملاعـب »
رمى نفسه على العشب بعد ما هلك يتصببّ عرق من تعبه ، من إرهاقه ، إحراقه لنفسه بالركض والكور يلي غصبٍ عليها تصيب من حرقته وشدّة تركيزه ويخطيها بحال واحد فقط ، من تطري هي عليه وأفعاله وإنّه هو صار بحال يكرهه يشك ، ويشككّ ، ويطعن ما يكتفي وصرخ من قهره يضرب العشب قدامه يقطّعه ولا يخفّ من نار جوفه شيء هو ليه على ديم بالذات ، ليه ووقف تفكيره إنّ يمكن لأن جملة وحدة من مدّة من وقت ما رميتها شدن هي بقت تاكل وتشرب معاه بتفكيره ، كل ما جاء طاري البنات يفكّر فيها وما كانت إلا الجملة يلي همستها له شدن " يمكن ديم تحب أحد ثاني " وأكّدتها له تصرفات ديم تجاهه هي تنفر منه حتى لو كان يعاملها بعاديّة معاملته لكل بناتهم ، إنّ كانت تحب شيء يخصها لكن مو جنبه ، مو عنده تطول عينها ويعاملونها بطريقة ما يدري كيف يوصفها لكن ما تعجبه ، ما يحب ..
_
'
« عند البنـات »
دخلت شدن وهي تشوف أمها رابطة راسها ، وإبتسمت وسن بإمتنان شديد من لمحت كيس ما تتعدّى أغراضه الثلاث بيد بنتها : الحمدلله يارب عشت ولحقت وشفت بنتي تروح وترجع بكيس فيه ثلاث أغراض بس تعالي ببوسـ
دخلت العاملة خلفها معاها خمس أكياس مليانة ، وإبتسمت شدن : نصار يقول ما يقدر يشيل أكثر
عضت شفتها بحسرة وهي تناظر بنتها : كثر الله خيره والحمدلله ما يشيل
ضحكت توق من العبرة يلي خنقت وسن تغطيّ وجهها وتناظر بنتها : يعني طفلة أكيد بتشتري لو لقيت أحد يطاوعها وريني وش إشتريتي وكيف وافق يشتري لك هذا كله ؟
إبتسمت وهي تلف نظرها لورد يلي تتأمّل جوالها : أول شيء قلت له ماما تحب يقول لي لا مامتك ما تحب وبس يقول لا ويكفي بعدين قلت ورد تحب وما قال لا
إبتسمت جود بإعجاب : كريم الولد وطاري ورد زاده ما إستوعبت شيء ، وسكنت ملامحها لثواني بقروشة شديدة : روقونا وبطّلوا حركاتكم هذي عاد
إبتسمت وسن : وش عليك من حركاتنا بس بالعقل يعني بيخسّر عمره عشان بنتي ؟ عشان قالت إسمك بس شوفي وش جاب
إبتسمت شدن وهي تاخذ حلاوة وتمدها لورد وسكنت ملامح ورد من كانت الحلاوة من الأسفل مربوطة بالحبل المقطوع من فستانها ، خبّتها ما تعرف حركة من شدن ، من نصار نفسه ما تعرف لكنّها هزتها ..
_
« بيـت نصّار »
دخل يقفل الباب ولا يدري وش حصل له ، يدري إنه شافها ويدري إنه على قد ما هُز قلبه من الشوف إنهار كونه من سوء نفسه وكيف يشكي لذياب نفسه ، كيف يقوله شفت إختك ببيتكم أنا وكيف ما رديّت شدن عن شيء وقت نطقت إسمها بس ، رمى تيشيرته يجلس ما إستوعب رجوعه ، وما يستوعب غياب ذياب ويعرف إنّ أول شيء بيسويه وقت يوقف قدامه هو إنّه يطلبه يسطّر كف على خده : الكف ولا القطيعة
ووقف تفكيره دقيقة ، القطيعة موجعة ، وغياب الأحباب أوجع هو سافر لإجتماعاته لكن ما يدري ليه كان يفقد ذياب بكل لحظة تمر عليه بشكل غريب ، يكلّمه ويرد عليه ذياب صحيح لكن من الصباح ما عاد سمع عنه خبر ، من قبل صلاة الجمعة ما عاد ردّ عليه والحين صار الليل ولا وصله خبره وصح وصلته رسالة الحجز من السكرتير ويقدر يروح لكن رجل تشجعه على الروحة ورجل تمنعه ، رجع يمسك جواله بيأس يدخل على رقم ذياب وقبل يتصل نّورت شاشته بإسم الراعي : سم يا محمد
قبل يتكلم محمد وقف نصّار من صوت الجرس بلهفة غريبة يحسّ خلفه ذياب وردّ على تخبطّات صوت محمد : محمد الهواء قوي ما أسمعك
نطق محمد بإرتعاب : ياعم مات الـ
سكنت ملامح نصّار إنه فتح الباب ويلي خلفه ما كان ذياب مثل تمنيّه كان عمه حاكم ، بُترت لهفته ، وبُتر إستيعابه عن محمد لكنه رجع يستوعبه بذهول : من مات !
كان يقطع الإرسال كلّ لحظة ، يسمع نصار كلمة ويتوه عن كلمة وما يدري وش الصح محمد يقول لزام ، يقول مات ، يقول الحلال ويقول ألف شيء ما يستوعبه نصّار من تقطعه وحتى عمه حاكم يلي واقف قدام بابه الحين ما عاد يهمه ما عاد يستوعبه ولا يوعيه : محمد كلّمني زين !
ما إنتبه نصّار إنه عصب ، إنه إرتعب ما بقى بعقله عقل وطار عقل حاكم الواقف عند الباب مثله هو حلف ما تدخل قدمه خيام ذيّاب بدونه لأنه دايم يخرّب له شيء فيها ، يوجع قلب ولده فيها ويوجعه بأغلى شيء عنده بأرض نهيّان ما غيرها ، برد داخل نصّار كله من رجع الموقف كلّه لذاكرته موت الحلال الأوّل قدام عينه والهياج المستحيل يلي حصل وظهر صاحبه ، ظهر صاحبه يلي هدّ كل حيله يهلكه : محمد تكفى محمد لا تقول لي كلام مقطع تكفى قل أنا قل إنت قل يلي تبيه إلا حلاله
ما دخلت خطوة حاكم لو ثانية وحدة ولو كان شيب شعره من سنين هو شاب عقله بهاللحظة جاء يرتجي عند نصّار قرار لروحه عن ولده ولأنه عرف بحجز السكرتير لنصّار وبيتطمن عن طريقه وضاع كلّه من خوف نصّار وإرتعابه وإنه حتى هو ما عاد له حضور من خوفه على ذياب وإنه مسك تيشيرته بدون إدراك يلبسه ، ما أحد ينسى حاكم وحضوره لكن نصّار صار غايب عن عالمه كلّه من خوفه ورعبه وعصّبيته المهوولة إنه ما يستوعب كلام محمد وكلّ خوفه على مال صاحبه وحلاله ونفسه ..
ما عاد منه كلام شحبت عينه ، شاب راسه من رعب نصّار نفسه ونطق بجملة وحيدة فقط : روح يابوك روح
قفلّ نصار وهو ما فهم وش مات عنده لكن بيطير بنفسه يشيّك ويشوف ، وما يدري حتى تيشيرته كيف لبسه لكن وقفت عينه لعمه لثواني يتدارك نسيانه له لكن حتى حروفه مرعوبة : محمد ، محمد يقول مات شيءّ عنده مدري هو لزام هو صقره هو حلاله مدري ياعمي !
هز حاكم راسه بإيه وهو يمسح على أنفه : روح ياعمي
رغم إنه طلع إلا إن خطوته تسمّرت هو شرد إستيعابه عن عمه ، عن كلّ شيء وما يهمه بهاللحظة غير حلال ذياب وخيامه وشيء آخر ، شيءّ عن عمّه لكن ماهو جيّته يلي يتوقع سببها لكن وقوفه وإنه ما طار قبله : ما بتجي !
هز حاكم راسه بالنفي ، وناظر نصّار عمه لدقائق لكن ما طالت من إتصل على نهيّان يسأله عن مكانه ووينه وما طال إنتظاره من تخللّت لباله فكرة يدحضها بكلّ قوته إنه سمع بإذنه حصل شيء لحلال ذيّاب لكنه إتصل يدور نهيّان ووينه وكان على أمل يقول له شوف حلال أخوك لكنه قال " إرجع البيت " وما يدري نصّار ليش هالمرة بالذات هو ركز بهالشيء ولا وده يفسّره أكثر ..
_
زل من سيارته بأسرع ما يكون وكان جزء واحد مُريح لعينه إن الحلال شامخ بشباكه ولا يدري هي كم عددها عشان يعدّها لكن يكفيّه هالإرتياح ، يكفيّه إنه لمح لزام بمكانه ، ولمح الصقر بمكانه وما عاد يهمّه شيء لكن وقفت خطوته من العامل يلي ماسك بطنه ويرجّع دم -الله يكرمكم - وسكنت ملامحه من لمح ناقة وحيدة عالأرض الواضح إنها صارعت الموت بنفسها لأنها جثة هامدة وسكنت ملامحه لثواني وهو يشوف الراعي المُتعب وناظر يلي جنبه : وده المستشفى وش تنتظر !
هز محمد راسه بالنفي : ذياب قال أربعة ما تغيبون ، ما يروح واحد إلا وقت يكون بديله موجود ومافي بديل
ناظره نصّار بهمس : مو وقت أمانتك الحين !
رفع صوته يكرر لاحول ولا قوة إلا بالله ووجه نظره لأحدهم : ودّه المستشفى موجود أنا الحين
ناظر محمد الراعي الآخر ، وإستوعب نصّار إن فيهم خوف ما يدري هو من ذياب نفسه أو من شيء آخر لكن ما ودهم يتحركون ، حتى يلي يرجّع دم أمامه ويتألم ما وده يروح : يابن الحلال روح وش تفيد ذيّاب فيه وإنت تعبان ! روح أنا وذياب واحد وأقولك روح لا نبتلش
هز راسه بالنفي وعربيّته ركيكة جداً ما تشابه عربية محمدّ وبقيتهم : بعدين هذا كله موت
هز راسه بالنفي بذهول : فال الله ولا فالك وإن جاء الموت إنت بتردّه عنهم ؟ محد يردّ الموت روح لا تموت إنت علينا بس الله يرضى عليك ما إحنا ناقصين
هز محمد راسه بإيه وهو يصرّح له يروح ، وعرف نصّار نص الحكاية ما كان مضطر يسأل عنها لكنه إنحنى يمسح على عنقها لثواني ما يعرف هي كم تكلف ، كم قيمتها هالناقة لوحدها ورفع يده لجبينه بتساؤل : كم قيمتها ذي ؟
ناظره محمد لثواني ، وضحك فقط يبيّن له إنها أعلى من توقّعه وتنهّد : ذياب دفع كل شيء عنده على هذا الحلال أنا أعرف ، سلّم شيك كبير عشانها
رفع نصّار حواجبه من إشارة محمد للكبر والضخامة ، ومن تبعت إشارته تنهيدة يعبّر عن الناقة الهامدة أمامهم : سوّت مصيبة تهجم على كلّ النياق حولها طلعناها هنا نمسكها عشان ما يثور الباقي، رفست الراعي والشبك وماتت بعدها
تكرر نفس الموقف لعقل نصّار ، جموح شديد يتبعه سكون مُرعب كأنها ما كانت وهز راسه بالنفي يلغي سوء ظنه : كبيرة هي سنّ موتها وإلا شلون ؟ أحد غيرك يعطيهم أكلهم ؟ مويتهم أحد قربها ؟
هز راسه بالنفي وكان منه سؤال وحيد " ذياب متى يجي ؟ " وتنهّد نصار حتى هو ما يدري ، مسح على راسها بسؤال يتمنى جوابه يكون " لا " : يحبها ذياب ؟ وإلا مثلها مثل غيرها
سكن داخل محمد وهو يناظر نصّار ، وهز راسه بإيه يجاوبه : تطلع له راسها من الشبك تضمّه ، يناديها العنقاء وما ضحك لناقة من هالحلال إلا هي ..
_
جلس على التّل البعيد وعينه تراقب الصّحراء قدامه وهالمرة ظهره للخيام ، ومدى نظره للصحاري الشاسعة وشايبه ، وعجوز قلبه يلي يمشون وسطها يسندهم عكاز واحد ترتكي يّد جده عليه ، ويدّ جدته على يد جده وعلى العكاز هالصورة فيها حنان الدنيا ، والعالمين أجمع بين السماء والأرض شخصين على الوّد ، والحب متعاهدين وعايشين شيّدوا دنيا هم حكّامها ، وأراضي هم أسيادها خُطاهم وحدة ، وحبهّم واحد بعز الصيف أو بارد الشتاء ما يختلف ..
شدّ مرسام يده وهو يتأمّل وجودهم ، جدّته فاطمة كلّ حنان دنيته ، قميصها الأحمر المورّد ، وطرحتها الشفافة السوداء يلي تعانق أبيض شعرها وعنقها ، جدّه وثوبه الرمادي وشماغه الأحمر بدون عقاله وهاماتهم يلي بسابق الحكايا كانت مُستقيمة شامخة والحين حناها الزمّن والدهر ويكره هالإنحناء لأنه علامة ضعف وجدّه وجدته ماهم ضعاف ، ماهم ضعاف همّ وحكاياتهم كلّ دنيته حتى جدّته يلي رفعت طرف طرحتها الحين هزّت له قلبه وما يهزّ قلبه الضعيف ، إبتسم لأنّه يحب هالحركة منها ، يحب الحكايا خلفها إنّ لا مرّ من جنبهم أحد ترفع هي طرف طرحتها تغطيّ فمها ونصف أنفها وتترك عيونها ، عيونها يلي تضحّك جده بأوقات كثير يهمس لها " تغطيّن الفم والخشم والزّين كله بالعيون تتركينها لنظرهم " وتضحك بقولها إنّ ما بقى بعينها زين طيّح الزمن جفونها ولا عادت بحلوها الأوّل ويرجع يكرر عليها إنّ عينها بالشباب ، والمشيب ، حلوة ..
وقف من وقفت خطوتهم بالوسط دليل تعب واحد منهم ما يدري من يكون ، وصدح صوت نهيّان ينادي ويلتفت
" ذيّـاب " يلي من أول وقوفهم هو حسّ ووقف ، ووقت ناداه جدّه يأكد له إحساسه هو ترك دفتره ، ترك مرسامه بمحلّه وأخذ المويا من جنبه يركض لهم ..
إبتسم نهيّان وهو يشد على كتفه بهمس : إفتحها لي
فتح المويا يمدّها لجده ، وإبتسمت فاطمة من أخذها نهيّان من ذياب يمدها لها : عشان تبيّن إنك باقي بحيلك وقوتك يا نهيّان ؟ أدري بالولد فتحها ماهو إنت
إبتسم ذياب بخفيف : جدي فتحها مب أنا يمه
ضحك نهيان وهو يمد له يده : جلّسني يابوك جلّسني ، الواحد يحبّ ويعطي ويتعب وتجحده هالفاطمة حيل
ضحكت من جلّس ذياب جده يسنده ، ومد يده لها يساعدها عالجلوس بعد ما أخذ المويا من يدها وإبتسمت برضى : الله يرضى عليك ، ويرضيك ، ويحفظك
جلس قدامهم وهو يناظر جده يلي مد يده للتراب يدفن يدّه بوسطه ، ورفع حاجبه لثواني وهو يعدل ثوبه وأشّر له نهيّان يقرب منه لكن هو إنتباهه لجدّته يلي مدت يدها تحاول تخلع جزمتها وعجزت عنها ومد هو نفسه يخلع لها جزمتها الثنتين وكان منه سؤال وحيد : توجعك ؟
هزت راسها بالنفي وإبتسمت بخجل
_

هزت راسها بالنفي وإبتسمت بخجل : الله يعز مقامك وقدرك يا أمي ما توجعني ، ما توجعني ودي تلمس التراب
هز راسه بإيه وهو يجمع التراب بيده ، ينثره على رجل جدّته فاطمة ويدفن نصفها برغبتها وإبتسمت بحنان غامر ما خفى على عينه وإحساسه وحس بوقوف يد نهيّان على التراب وإنه يراقبه ، إحمّرت آذانه لأنّه يحس بحنان فاطمة ونظرتها ويحس بوقوف جدّه عن كل شيء وما يدري وش الإحساس يلي حصل له لكنه رفع عينه : يكفي؟
هزت فاطمة راسها بإيه وهي تحاول تمسك طرحتها لا تطير من الهواء ، ووقف ذياب بجنبها يصد الريح عنها بحركة ما فهمتها هي لكنّها قدرت تغطي شيب رأسها يلي يكرهه ذياب ، يمقته بشكل يوضح على عينه : أكرهه
إبتسمت لأنها سمعت همسه ، ولمحت نظر عينه بإنه لشيب شعرها ورقّ داخل نهيان كله لأنه وقف يصد الهواء عن جدته بدون ما أحد يطلبه والفجر كانت منه الحركة نفسها له وقت هو نهيّان بنفسه إنحنى عند المواضئ والريح أزعجته هو وقف جنبه يردّ الهواء عنه ، وقت جلس بصلاته بعد ما سلّم وأزعجه الغبار هو وقف يعدل له شماغه ، ووقف جنبه يصد الريح عنه يتركها تضرب بظهره وثوبه عن جده ، لف نظره لجده بعد ما إنتهت جدته من طرحتها وحرك نهيان نظره للمدى وهو يمسح على التراب بهدوء : تعال قدامي
جلس قدام نهيّان يلي جمع كومة من التراب مثل الجبل الصغير ، كان هالجبل فاصل بينه وبين نهيّان يلي أمامه وحتى وذيّاب حاول يفهم السبب هو ما عرف ونظرة نهيّان كانت غير تماماً ، مختلفة : مد لي يدينك
مد يده لثانية ، ولأوّل مرة يتوجس من طلب نهيان الغريب يلي مسك يدّه بيد ، ويدّه الأخرى كانت تاخذ من التراب وتمسح به على يدّه بشكل قشعر جسده لثواني هو رفع نظره لعين فاطمة ، وما تكّلم لأنها حتى هي تتأمل كان نهيّان يضم يده ، يشدّ عليها بعد ما يمسحها بالتراب وبعد ثواني ريبة قليلة همس نهيّان من جديد وهو ياخذ تراب يوسّده راحة يد ذياب : أبيك ديّن ، هيّن ، ليّن ، سهل المعشر إن قسيت تقسى على الحق ، وإن رقّ هالقلب يرقّ على من يستاهل الرقة ..
ناظر جده لثواني ، وخطف نهيّان نظرته لأن هو صغير صح لكنه يفهم كلام جده ويوعيه حتى لو كان بمصطلحات أكبر من عمره ، أخذ نهيان يجمع تراب آخر يمسح به على يد ذيّاب الأخرى : أبي هاليد ، يد تسايس ما تبطش ، يد تراعي ما تضرب ، يدّ تمسح ما تجرح ، أبي هاليدّ يد شخص يشهد له بقوّة وجوده قبل قوّة يمينه ، أبي هاليدّ يقولون عنها يد شبيه نهيّان قبل ولد حاكم ..
وهنا كان مصرعه ، مقتله تماماً هو يبيه يشبهه هو ومن يلي يشبه نهيّان ؟ ما كان منه كلام لكن …
_

حمّرت محاجر عينه لأنه يفهم ، وإبتسم نهيّان : مسحت يدينك بالترّاب ودي تعرف إنّ هالتراب غالي ياذياب ، غالي لا ترخصه ، ولا تبيعه ، ولا تتركه وتبعد عنه إنّ بغيت العز والسّلوة وبغيتني ، خذّ من الدنيا لو عطتك أغلى جواهرها وهي بتعطيك تستاهل لكن لا تنسى هالتراب ، خلّك عنده ومعه لا تغرّك الدنيا عنه ، ولا يغرّك هو عن الدنيا ..
إبتسمت فاطمة وهي رقّ كل كيانها من إن ذياب يفهم ، ويتأثّر ، وإن نهيان يوصيّه للمدى البعيد ورجع يجلس بجنب جدّته يلي ضمّت ظهره تسنده على صدرها تغيّر عنه جو الحكم والوصايا يلي ترهق عمره : وش تحب
ما كان منه الرد لثواني وهو يتأمل يديها يلي على ثوبه تاخذ الريح ريحتها الدافية لأعماق قلبه كأنها تمسح عليه وتهوّنها عليه ورد بعد ثواني بسيطة : أحبك إنتِ ، ونهيّان ..
إبتسمت فاطمة بخفيف : ووش تكره ؟
عضّ شفايفه لثواني وهو يرفع نظره لها وقررت الريح تكشف عن ألدّ أعدائه بشّدتها يلي كشفت أعلى طرحة جدّته : أكره هالشيب ، أكرهه
ضحكت بخفيف وهي تقبل راسه ، وإبتسمت بهمس : كل البشر يصيبهم الشيب إلا أنا
ناظرها بتعجب كيف ما يصيبها الشيب وهي إشتعل راسها منّه ، وإبتسمت تكمّل همسها لكن مسحت على صدره ، على موضع قلبه تضحك له : هذا ماهو شيب يا ذيّاب ، هذا بياض قلبي صار ودّه يبيّن نفسه للقاصي والدّاني ، ماهو شيب
رق قلبه كلها لأنها أطيب قلب بحياته ، بعمره كلّه وإبتسمت من قبّل يدها : الله يحفظك يا أمي ..
وقف يساعد جده عالوقوف ، ووقف نهيّان على حيله تتبعه فاطمة يلي وقفت بمساعدة ذياب بالمثل هو صغير سنّ لكنه يشيلهم إثنينهم يكفّيهم عن الحاجة وإبتسم نهيّان لأن فاطمة قربّت منه تعدل له أعلى شماغه : الله لا يحرمني يا أم العيال ، الله لا يحرمني ..
إبتسمت ، ورفع نهيّان نظره للبعيد لكنّه سرعان ما إبتسم من شعّت شمس جديدة ، شمس نورها طاغي ورفع أُصباعه يأشّر على أعلى التل : طلعت علينا شمسّ تزيد النور ، شمس وهّاجة
رفع ذياب نظره للجهة يلي يقصدها جده وما لحق يستوعب من كانت هي بنفسها ، هي وفستانها الزهري يلي تهذبّه عن الريح ونظرها للخلف لأبوها يلي تبعها بعد ثواني وإبتسم نهيّان : خلّها ياتركي ، خلّها حنا هنا
نزلت على أقلّ من مهلها من على التل لناحيتهم ، وإبتسم نهيّان لأنها ضمت فاطمة لوقت طويل : حيّ بنتنا ، ذياب
يعرف مهمته ، يعرف إنّ لا جات بنت المحامي ما أحد يرفعها لحضن جدّه غيره وناظرها لثواني من كانت هي عارفة دورها أساساً ووقفت تعطيه ظهرها عشان يشيلها ويرفعها لنهيّان لكنها لفت له تناظر يده والتراب يلي فيها وعقّدت حواجبها تتكلّم بالذهول : طيب وفستاني ؟ ..
_ضحكت فاطمة ، وضحك نهيّان غصب عنه من لذّتها : ما أخطى المحامي يومه يقول بالهون ، بالهون يا بنته
نفض ذياب يديه بثوبه وهو يوريّها إنها صارت نظيفة ما فيها تراب وإبتسمت تعتذر له وترجع تعطيه ظهرها عشان يشيلها وبالفعل دخل يديه تحت يديها يرفعها لجده يلي قبّلها عشر مرات وما إكتفى إنما طلب من ذياب يساعده عشان يشيلها بحضنه ، هز ذياب راسه بالنفي بتوجّس لأن جده بالقوة يشيل نفسه : أنا أشيلها لك
إبتسم نهيّان بهمس : تغار عليها مني ؟ شيبي ما تنظر له
ورفع صوته بجملة أخرى : هاتها وإمسك عني عكازي
بعد توجّس بسيط ترك قصيد على كتف جده لكنه ما أبعد يده عنها ، حتى وقت مسك عكاز جده هو مسكه بيد ويده الأخرى تراعي قصيد ما تطيح ويطرحها جده وإبتسمت فاطمة وهي تناظر نهيّان يلي قبّلها ألف مرة من حلاوتها وإنها تسولف له عن لندن ، الكويت ، وكلّ ديار زارتها وتوصف له بلذيذ الكلام واللهجة حتى لو ماكانت عربية ولا تقرب العربي بشيء لكنّه يحبها ، يحبها وإبتسم : بوسيني
ضحكت فاطمة ، وإبتسم ذيّاب : حتى إنت تبيها تبوسك
هز نهيّان راسه بإيه وهو يبتسم : عندك رأيي ثاني إنت ؟ هالفمّ الصغيّر ما ينقال لبوساته لا لكن إن قلت إنت لا ما تبوسني ما تبوس إبشر ، حقّ الذيب السمع والطاعة يابوك
هز راسه بالنفي وهو يستعبط على جدّه بمثل عباطته : إنت عادي تبوسك
ضحكت فاطمة بذهول وهي تناظره : ذياب ! جدّك عادي والباقين ماهو عادي يعني تحكم البنت وإلا شلون ؟
إبتسم لها لثواني يرفع حاجبه ، وضحك نهيّان من باسته قصيد : يحق للذيب يافاطمة ! يحق له لا تسألينه !
إبتسمت بخفيف وهي تناظر قصيد يلي عدلّت شعرها عن الريح من نزلها نهيّان بمساعدة ذياب لكن الهواء طفشّها وتعقّدت ملامحها تغمّض عيونها عن التراب ما تدري تغمضّ عينها ، أو تهذب فستانها يلي ترفعه الريح يكشفها وتوّردت ملامحها بالخجل تّوها تتذكر وصيّة أبوها لها بإنها تتكلّم عربي : مو حلو هذا برجع لبابا
هز نهيّان راسه بإيه : مو حلو التراب لا دخل بالعين إيه الحين نرجع جميع يابوك ، ذياب
قبل يكمّل ويقول لذياب يشيلها كانت من ذياب المبادرة يشيلها ، ونزل نظره لها بهمس وهو يرجع فستانها يلي رفعته الريح للأسفل ويضمه تحت يده عشان ما يرتفع : خليّ راسك على صدري ما يجيك ، ما يدخل عينك
رغم إنها سندت راسها على صدره تغطيّ عيونها عن شديد الريح يلي ثوّرت التراب وطيّرت شعرها وحتىّ فستانها يلي يضمه هو ويهذّبه هو تحت يده لكنها رفعت راسها بتساؤل وحيد نطقته بالعربي بلذّة : وعيونك ؟
نزل نظره لها ، وإبتسمت بخجل شديد وهي ترفع يدها لشفايفها
_
وعدلت جلستها لثواني ودها تستوعب البيت حوله ، وإن الصقر معاه وميّلت شفايفها بتردد : ذياب
عدل كتفه بهدوء : ذياب وده تكلّمينه مثل ما يكلمك لأن الشوف يقابله شوف ، تسمحين ؟
لو تهدأ رجفتها هي بتكلّمه لكنه كثير ، كثير وقعاً بشكل ما يتحمّله قلبها يلي يتوسّع وسط ضلوعها من كل حركة طلعت منه ومن إنه مد يده لشنبه بإنتظار ما يقبل الرفض منها وهي مالها نية رفض أصلاً ، كانت أقل من دقيقة لحد ما عدّلت نفسها تفتح الكام بالمثل وهنا وقف كل نبضه غصب عنه ماهو بإرادته ولا بكيفه وإنتبهت لهالشيء منه ما كان منها كلام ، ولا كان منه حتى الصقر جنبه فرد جنحانه من سكون صاحبه يلي هي سلبت منّه كل روحه بمجرد ما فتحت يشوف وجّهها ، حولّه الظّلماء ببيته وما عاد توسعه جدرانه ومن شدّ على لسانه يلي كان على وشك ينطق بجملة وحيدة " والله إني أجهل النّور لكني أعرف وجهك النيّر " ورفع يده لحاجبه هو ما يعرف للغزل دروب والحين فجأة بمجرد ما لمح وجهها طرت عليه هالعبارة لأنه فعلاً يجهل النّور بأيامه الماضية وكل خلافاته لكنه يعرف وجهها النيّر ، تورّدت ملامحها من سكون نظراته لوقت طويل وهي مثل سرحانه ويمكن أكثر لأنها ودها تعرف خوافيه وتلمس كلّ ما بداخله : ..
_
 كنت بالخيام
هز راسه بإيه : كنت , رجعت البيت الحين
كانت تتأمّل المكان حوله وهالصالة ومكان جلوسه مو صالة بيت عمها حاكم نهائياً : مو بيتكم
ناظرها فقط ، وسكن قلبها لوقت طويل بهمس : لوحدك
رجع ظهره للخلف بهدوء ، وجملة يعنيها : إنتِ معي
ما كان منها كلام أكثر هي لمست بداخله ألف شيء ، هدوئه وكونه لوحده ببيت هي للآن ما تعرفه لمين لكن نظرته حسسّتها بإنه بيته ، والأكيد إنه بيته بما إن الصقر معاه وجنبه وعضّت شفايفها لثواني هي تكره طبعها القلق كثير الأسئلة عند شيء تحبّه لكنها بتسأل ، بتسأل لو على حساب خجلها : ما كنت موجود عند الخيام ، لما مشينا إحنا الكويت مريّنا هناك وما كنت موجود
هز راسه بإيه ، وعضّت شفايفها لثواني بسيطة لأنه يتأملها بطريقة مهلكة تربك حروفها ، تحسسّها بالحر وسط برودة غرفتها وشدّت اللحاف للأعلى هي ودها تغرق بداخله ما تغطيّ نفسها وبس لكنه نطق بهدوء : خليّك مثل ما كنتي
هزت راسها بالنفي وهي تناظره من لف وجهه لصقره ، ورقّ قلبها كله هو يحاول يستجمع نفسه هي تلمح هالشيء منه : كلّمني طيب ، لا تصد عني وتخبي وأنا أعرف إن صار شيء وباقي يصير ، ممكن ؟
تهلكه كيف تطلبه ، تطلبه وهو ما يقدر يصد ويقول لا لها بخصوص أي شيء لكنّه مسح على عينه : وقت ثاني الحيـ
قاطعته مباشرة : لا ، مو وقت ثاني
لف نظره لها ، ورغم إنها تحترق من خجلها إلا إنه يشوف بعينها الإصرار على حروفه ولهالسبب هو عضّ شفايفه لأنها تجبر صبره ، ودّه ينتشلها من أعماق الكويت لأعماق حضنه مو بيته ، وودّه ينتشلها من داخل سريرها لجنبه وحضنه يجاوب أسئلتها بطريقته ماهو بالحروف ولهالسبب مسح على جبينه هو ما يقدر يجاوبها عن قساوة أيامه وهي بالكويت وسكن قلبها من حست إنه ما بيجاوب تشدّ على باطن كفّها : ما تحب الأسئلة
هز راسه بالنفي وهو يشد على يده روحتها للكويت تحرقه ، وهي تهلك قلبه كلّه ما عاد يقوى حتى الجلوس بمكانه وعضّت شفايفها لثواني من إبتعد عن مدى نظرها لثواني بسيطة هي زعلت ، شديد الزعل يلي تركها ترفع يدّها لشفايفها من خلف اللحاف وكانت ثواني بسيطة رجع فيها بعد ما قدر يعيد جزء من توازنه يلي ما عاد له وجود من نظرتها : لا تزعلين ، بكلّمك
هزت راسها بالنفي ، وعضّ شفايفه لثواني هو جالس يهدم كلّ شيء ويحس بإنه هو السبب لإنها تحاول وهو يزعّلها لمجرد إنه ما يرد وهذا الفرق بينه وبينها هي تسأل وتتأمّل الجواب وهو عمره ما جاوب وهلكت له قلبه كلّه لأنها تزعل ومع ذلك تناقشه : ..
_
طيب وعدت نفسي ما بسأل ، وما بقول لك ليش إختفيت من وقت مشيت للكويت وللحين وما بقول لك ليش مرّ من قدامي حلال جديد ما كان يشبه الأول وكلّهم يقولون الله يعوّضه ما سألتهم لأني بسألك إنت و
جاوب سؤالها قبل ما تسطّر الثاني لأنها بتزعل نفس زعلها ببيت الشعر وهو ما يطيقه ويحرقه وهو بجنبها كيف وهو بعيد مسافة عنها : كنت مشغول ، والحلال الأول راح
ضيّع باقي أسئلتها بجوابه هذا ، وسكن قلبها لثواني : كيف
عضّ شفايفه لثواني هو كيف يقوى يقول لها إنه مات قدام عينه ، يتمنّى تفهم راح بأي مفهوم غير الموت وعضّ شفته لثواني من كانت تنتظر جوابه وهو يمسح على جبينه من نظرتها هو إختار مقتله وقت قال إنه يبي يشوفها وكان كثير عليها كم التّخبط يلي حسّته منه ولهالسبب رقّت نبرتها لثواني : طيب ليش لوحدك ، ما بسأل عن باقي الأشياء بس جاوبني على هالسؤال ليش وهالمكان ليش أحسه مهجور
عضّ شفايفه لثواني هو حتى لو كانت له نيّة الجواب ضيّعت كل عقله من عدّلت جلستها وتمرّد شعرها على عنقها وهمس يجبر عروقه : ياقّو صبرك يا ذياب ياقوّه
نفض الصقر جناحه بجنبه ، ولف له بنظرة أشبه بالتهديد وهمست هي بتفكير : تقول إنتِ معي ، بس أنا مو جنبك
مد يده لوجهه لأن إنتهت فيه آخر خلايا صبره وتمنّعه وسكوته : مهجور لأنك مو معي فيه ، لأن هالبيت بيتك معي والمفروض إنك بجنبي الحين مو بالكويت يلي للحين مدري كيف أنا باقي مثبّت خطوتي هنا وما مسكت خطّها
سكن قلبها لثواني طويلة ، وتغيّرت حتى نبرته : قولي تعال
ما عادت لها قدرة الحروف من تبدّل حاله ومن مسح على ملامحه يحاول يمنع نفسه لكنها عضّت شفايفها لثواني بهمس : ليش ما تجي من الأول
أخذ نفس لثواني وهو يمسح على شنبه وهنا هي تتوه هالحركة عشوائية منه لكنه يخطف قلبها بكل مرة يسويها ، وهلك قلبها أكثر من كمّل يشدّ كل أعصابه وعروقها هي : لأنّ الكويت ما تناسبني ولو جيتها باخذك من حضنها لحضني وهذا إنتِ ما تبينه
بعد جملته تمنّت إنها ما تشوفه ولا يشوفها لأنه مهلك كيف يقولها وكيف هي تخجل خجل ما تقدر تواريه عن عينه ، من إشتعلت ملامحها من جديته ووقع حروفه ومن رجع يسأل بكل هدوئه يرعبها : قولي تعال
هزت راسها بالنفي لإنه يلعب بعروقها وقت يكلّمها بهالطريقة ، ببيتهم قال ردّيني وهي ما تقوى من شعورها وشعوره وما ردّته والحين يقول لها قولي تعال وهي لو قالت بيجيها طاغي ، طاغي ما تقوى ردّه مرة ثانية وهزت راسها بالنفي من إحتراقها بالخجل لكنها رجعت تبرر مباشرة : أبيك تجي لـ
هز راسه بالنفي يأشّر لها بالسكوت : هالكلمة تكفي
_
رجف قلبها وسط ضلوعها هي تبيه عندها ، أكثر من كل شيء تبيه عندها لكنها تعرف نفسها وتعرف قلبها والأهمّ تعرف خجلها ، تعرف طغيانه وتعرف حدوده يلي ما تتقيّد بشيء وتلعثمت حروفها بألف كلمة قبل تنطق بإسمه فقط لأن تملّكها اليأس : مستحيل تجي ، بنتكلم أول ولا توتّرني بس نتكلم تمام ؟
هز راسه بإيه من توترها : كلميني بس لا تقولين مستحيل
كان منها السكوت ترفع يدها لجبينها ، وتملّكها التردد لثواني طويلة : مو مستحيل ، أعرف مو مستحيل بس ذياب كيف تجي هنا والكل يعرف إنه عشاني ويمـ
عدل كتفه يرعبها ، يلغي باقي جملتها : ما قلتلك ما يهمّني من يدري ؟
غطت نبض عنقها الشديد من توترها بيدها ، وسكن كونه بهدوء يأشّر بالسكوت يسمح لها هي تكمّل كلامها ورق قلبها كله تناظره لوقت طويل ما عرفت تقول كلمة ، وما عرفت توصف كلمة من توترها وتضارب عقلها وقلبها بالوقت ذاته لو جاء هي ما تتحمّل كم الخجل يلي ممكن يصيبها منه هو أولاً ، ومن أمها شديدة الغرام لتفاصيلهم يلي صارت تستلمها بكل فرصة تحرّك فيها قلبها من محله ، لو جاء هي ما تتحمّل يعرفون كل الناس إنه فعلاً مسك خط الكويت عشانها هي ، وجاء عشانها هي بداعي الشّوق والحب ووقف قلبها لثواني عند " داعي الحب " ، هو يحبها ؟ يحبها هالكثر ؟ وإنتبهت إنها صارت تغرق بدون إدراك منها هي تختلف من وجوده وماهي على إستعداد تختلف بينهم يصير مالها مفرّ من كلامهم ، ولا من عيونهم حتى لو كانت تحذر وهو يحذر مستحيل يصيرون عُميان عند كم الشعور يلي بينهم ويلي يحصل بكل مرة يكونون فيها مع بعض ، عضّت شفايفها لثواني وهي تدور أبسط النفس لكن ما كان منها كلام من رقى الصقر لظهر الكنب خلفه يخطف نفسها مثل صاحبه وإنتبه ذياب على كمّ العواصف الداخلية فيها من عينها ومن إنها تحرق خطوته يبي يروح لها : قولي
دخلت يدها خلف شعرها : ما عندي شيء أقوله
كان يناظرها بطريقة تهلكها ، تجبر حروفها وأكثر من رفعت أناملها لشفايفها تجمّع باقي حيلها لكنها تهلكه بكل حركة منها ولهالسبب نطق يبيّن إنه يدري بإختلافها : عين تقول تعال وعين تقول لا ، قولي وش ودك تقولينه
هزت راسها بالنفي ترقّ نبرتها : أبيك تجي ، تجاوبني وتكون معي لكن بيكون على عينهم ، لو بتجي نصير على عين الدنيا كلها وما أحب ، وما تحب إنت ذياب تحب ؟
ذياب بهدوء : أبيك إنتِ ما أبيهم ، العيون ما تهمّني
-
« بيـت حـاكم ، العصـر »
ترك فنجاله من يده وهو من الفجر للآن ماسكه صداع مرعب لدرجة حتى نهيّان وورد يمرّون من جنبه يخافون تطيح عينه عليهم ، كان سؤاله الوحيد بالفجر لملاذ " ذيّاب جاء البيت ؟ " وكانت إجابتها ..
_
وكانت إجابتها وهي على سجادتها " جاء ، سلّم علي وشاف أخوانه ومشى بس ما قال لي وين رايح ، إنت تدري وينه ؟ " وهز راسه بالنفي وقتها فقط لكنه للآن مهلوك من عواصف أمسه وللآن ما إستوعب شيء نهائياً أو إستوعب ويدمّره إستيعابه بكل لحظة تمر ينتظر فيها دخوله مع الباب لكن ما يحصل والقاتل أكثر إن حتى تركي مو موجود بالرياض لجل يتطمّن ويقول إنه بيكون عند زوجته لكنه الحين ما يدري وين دياره ووين أرضه ، للآن ما يدري ..
دخل نهيّان بيده ملف : جاء واحد عند الباب يقول لأبوك
مد حاكم يده ياخذ الملف ، وبردت ملامحه كلّها من صك البيت يلي أمامه ، موقعه ومكانه ، والإسم يلي أعلاه يبيّن إن هالبيت كان من " نهيّان بن سليمان آل سليمان " ، لـ " ذياب بن حاكم بن متعب آل سليمان " قبل سنين وهنا وقف كل عقله ، كلّ عقله وقّف كان لذياب ملجأ ومكان آخر طول السنين الماضية لكنه ما إبتعد عنه إنما بقى تحت جناحه وبقى بالبيت عنده وهو يملك غيره طول السنين الماضية والمرعب له هو ما كان يدري ، ما كان يدري ولا عنده أقلّ الخبر عن هالبيت ولهالسبب أوجعه قلبه يمسح على جبينه فقط ما يذكر إلا جملة وحيدة رجعت تتردد بعقله همسها له نهيّان بمرة من المرات وقت عصّب على ذياب " ترى بعده عنك تحت رجله لكنه يعضّ الجمر عشان يبقى معك لا تبعدّه " وهنا كُسر قلبه كلّه هو من سنين طويلة عنده مكان آخر يقدر يبعد له لكنه ما يبعد مكتفي بالخيام لو وصل الغضب فيهم أشدّه ويرجع ينام عندهم عشانه وعشان أمه ، أمس كسره كلّه ومع ذلك هو رجع البيت هنا قبله يرضي أمه ويشوف أخوانه ثم إبتعد وهنا رجفت يده يمسك باقي أعصابه من ثارت عروق دمه مو غضب ، شعور غريب ما يوصفه وما عمره بحيّاته حس فيه لدرجة إنه صار يضيع ، ويضيّع ..
نزلت ورد يلي كانت على وشك تتعثر بآخر درجة وعصّب هو مباشرة : إنتبهي على مهلك ! وين طايرة
عدلت وقوفها مباشرة ، وإنتبه إنه لأوّل مرة بتاريخه يعصب على ورد بهالشكل وشدّت على شنطتها : المركز
ما كان منه كلام يصد عنها تحت أنظار ملاذ يلي لمحته يخبيّ الملف جنبه ومن غضبه على ورد هي عرفت إنه شيء يخصّ ذياب وإلتزمت الصمت فقط ، طلعت ركض لنهيّان لكن وقف قلبها بذهول من إنتبهت إن نصّار معاه على دبابه ووقت طلعت هي لمحها ورجع نظره للدباب ..
إنتبه نهيّان على صوت تسكيرها للباب وهو يمسح على جبينه : مدري والله على من جاء الفجر ما عندي خبر عنه
هز نصّار راسه بإيه : إيه كلمني بعدها الظهر بس وينه لو ماهو بالخيام ولا هو عندكم هنا ؟ ما تدري ؟
رفع أكتافه بعدم معرفة ، وميّل نصار شفايفه فقط يرجع يلبس خوذته من جديد وتوجه نهيّان لسيارته ولورد يـ
تعليقات