📌 روايات متفرقة

رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل الثامن عشر 18 بقلم مجهول

رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل الثامن عشر 18 بقلم مجهول

رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب pdf الفصل الثامن عشر 18 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب pdf الثامن عشر 18 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل الثامن عشر 18 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم  رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الثامن عشر 18

رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل الثامن عشر 18 بقلم مجهول

رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل الثامن عشر 18 بقلم مجهول

يلي ركبت بجنبه وهي تحاول تبيّن إنها عادي : فيه شيء ؟
رفع حواجبه لثواني وهو يناظرها : نصّار ؟
ما ردت من خوفها وهي تتنحنح ، وهز راسه بالنفي : لا مافيه شيء ، جاء يسأل عن ذياب وينه بس
هزت راسها بإيه ، وحرّك نهيان لكن هي قلبها كان على يلي يمشي قبلهم وشهقت بذهول من سيارة لفّت عليه : نهيّان
سكنت ملامحه بذهول وهو يشوف نصّار يأشر لراعي السيارة بيده بمعنى وش تبي لأنه يقرب منه كل شوي ، وتغيّرت ملامحها كلها من كانت ثانية وحدة قرب فيها نهيّان من خلف هالسيارة على وشك يصدمه كلّه لجل يبعد عن نصّار وهي عضّت على قلبها من الخوف : وش تسوون !
نهيّان بتقرّف : ياخي شكليات غبية غبية ! يعني يقالك يهوّش له كذا شايفه مسرع تقرب المسافة منه ليش !
ما فهمت نهائياً لكن يلي شافته إنّ نصّار كان يمشي بمساره ، والسيارة كانت بعيدة عنه لكنها فجأة قربت بجنبه تتركه يخرج من مساره ولو مو نهيّان قرب يكبّس لها من الخلف ما كان صاحبها بيبعد ، توسّعت عيونها بذهول من قرب مسافته من نصّار وفتح الشباك يكلمه : وش يبي وش همه ؟
أشّر على عقله بمعنى إنه ماهو صاحي ، وتوترت ورد لثواني من سرعة السيارات حولهم بهمس : وش رايكم تنتبهون شوي ؟
هز راسه بإيه وهو يأشّر لنصار يلي طاحت عينه بوسط عين ورد بالغلط وضيّع دربه بالوداع ، وكانت ثواني لحد ما غاب نصّار عن مدى نظرهم كله وتوتّر قلبها هي لأن نظرته كانت غريبة ما تدري هو يقصدها أو ما يقصدها ووقت جات صارت بهالوقع : بفهم ليه يحب الدباب وهو عنده سيارة ليه يستعمله هالأوقات وبالليل ! خطر مرة
نهيّـان : ياخذه وقت عنده سباق وتهويش بالنهار بس وإذا الدباب فيه خطر على أحد ، صدقيني ماهو على نصار
رفعت حواجبها لثواني : وش صدقيني ماهو على نصار ؟ ليش على راسه ريشة ما يتألم وإلا الدباب يمشي بطوعه ؟
إبتسم بخفيف وهو يفتح جواله : شفتي الكورة كيف تخضع لي ؟ غصب عنها ؟ الدباب عند نصّار نفس الكورة عندي
كشرت غصب عنها : ياشينك لما تتكلم بهالمصطلحات وتهايط تكلّم طبيعي ، وش يخضع
ضحك وهو يمد لها جواله : شوفي ، جواب سؤالك الدباب يمشي بطوعه وإلا ما يمشي بطوعه ماشاءالله بس
سكن قلبها لثواني بذهول كان مقطع بساحة ما تعرف مكانها لكن بها أكثر من دباب وراعيه ، ولمحت ذياب أخوها الواقف عند سيارته بينهم وشدّ ضلوع قلبها كلها من تعالت أصوات الدبابات وهو توجه يفتح باب سيارته يوقف عنده : ليش ذياب يسوي كذا ؟ يستعدّ معهم ؟
إبتسم نهيّان بتنهيدة : كل سباق لنصّار تلقين ذياب بجنب سيارته كذا ، يخاف يصير له شيء ولأنه يدري مافيه أسرع منه ما يطفي سيارته ولا يسكر بابها عشان يلحق عليه
سكن قلبها بهمس : يارب ما يصير شيء ولا بعمره يصير
وفهمت بمجرد الدقائق البسيطة يلي شاهدتها كيف الدباب يمشي فعلاً بطوع نصّار ، وكيف هو مستحيل وقت يكون على ظهره ورجف قلبها لولا الخجل ، ولو ما نزع نهيان جواله من يدها يقول "خلاص ما يصلح لك " كان ما قدرت تتدارك نفسها نهائياً وشتت أنظارها للمدى البعيد فقط وإبتسم لثواني : تدرين وش أحلى شيء بنصّار ؟ ما يقيد نفسه بأحد ولا شيء عنده المهم ذياب والباقي ما يهمه حتى شغله ، لهم عليه حق الشغل وبس وباقي حياته مالهم دخل فيها وهذا أحسن شيء بس يلي يساعده إن كل يلي معه بالشغل راقين ، ناس فاهمة متعلمة ماهو مثل الكلاب يلي مع ذياب الله يحرقهم جميعاً
ناظرته لثواني وهي ما تفهم شيء من يلي يقوله من تفكيرها يلي يضيع بين ألف شيء وشيء وهمست : آمين
وقف قدام المركز وهو يرفع يده لجبينه : بقولك شيء
ناظرته لثواني وهي قد فتحت الباب ، وتنحنح : يعني عشان تفكرين الحين وتلقين شيء يشغل بالك ، أرسلت لك تذاكر المباريات لنهاية هالموسم لو ودك يوم من الأيام تجين الملعب ، لك وللي تبين معك
ناظرته لثواني بإستغراب ، وإبتسمت بخفيف لكن إختفت إبتسامتها : ليش ؟ يعني غريب مو عادتك ليش
إبتسم هو ما بيقول لها إنه آخر موسم يلعب فيه عالملأ وعلى الشاشات وبالملاعب الكبار : تغيرين جو وتشوفيني
إبتسمت بخفيف وهي تهز راسها بإيه : تبي شيء ؟
هز راسه بالنفي وهو يبتسم : تحصني بس وإنتبهي
نزلت من السيارة وهي تسكر الباب ، وتدخل للمركز للداخل ما عندها دوام هالوقت صحيح لكنّ مشرفتها طلبتها وما تقدر تقول لا ، توجهت للقسم تعدل نفسها ، كمامتها ولبسها وأخذت ملفها بيدها تراجع الحالات يلي تهلك قلبها يوم وراء يوم هي تحاول تبتسم ، وترسم إبتسامة طول اليوم لكن مستحيل يمر يومها بدون ما تنهار بأحد الزوايا رغم إنّ كل سابقينها بمجالها يقولون " فترة وتتعودين " لكن هي مستحيل تتعّود عالألم ، مستحيل تشوف الطرف المبتور شيء عادي وطبيعي ، ومستحيل تشوف الرجل الليّنة شيء عادي ما يأثّر ، مستحيل يكون منظر الأطفال يلي تترنّح أجسادهم بمحاولات الوقوف عادية ومستحيل تشوف الشباب يلي بأقوى الأجسام مهزوزين بسبب أطرافهم منظر عادي ، مستحيل تشوفهم يصارعون دموع النّدم ويحاولون يرجعون حركة جزء من جسدهم شيء عادي والمرعب لها إن بأحيان كثيرة تتقطّع عروقهم من الصراخ وقت ما يقدرون يحرّكون نفسهم أبسط الحركة وما تقول إنها ما ترتعب ، وما تحزن لإنها فعلاً كل يوم يمرّ عليها هي تطلع بنيّة الهرب وترجع اليوم يلي بعده لأنه خيارها وقرارها ورغبتها ، هي تبي تكون بهالمكان وهي تبي تساعد ..
_
_
« الكـويـت »
صحيت على صوت أمها قبل ساعتين تطلبها تتجهز وتبلّغها إنهم بيزورون جيران لندن لأنّ عندهم مناسبة ما تذكرها بهاللحظة لكنّها قررت هي بينها وبين نفسها ما بترد ، بتدخل تتحمم وتطلع تبلّغ أمها إنها ما بتروح لكن ما حصلت لها الفرصة من كانت مجهزة لها كل شيء ما تقبل رفضها نهائياً والحين بهاللحظة هي قدام المرايا ، تتأمّل نفسها لوقت طويل وكل تفكيرها بأمسها الماضي هو ما عاد قال شيء بعد كلامها عن إنه بيجي أو لا ويميل تفكيرها لأنها يمكن أقنعته برفضها ويمكن بيقدّر خجلها وأسبابها وما بيجي يفضح أمره وأمرها ولو إنها ماهي فضيحة ، طلعت من غرفتها وهي تسمع أصواتهم المتفرقة بالغناء وإبتسمت فقط أهلها تزيد شاعرّيتهم ومشاعرهم بالكويت ، عند ليالي الكويت كأنها المُستراح وهي فعلاً مُستراح مشاعرهم دائماً ما يشغلهم شيء ، ولا يقيّدهم شيء يكونون هم ، وبس هم بدون شيء آخر لكن هالمرة هي ما تعرف نفسها ، هالمرة عذابها الكويت والمسافة يلي ما تعرف نهايتها ولا ودّها تغرق ببحور الشعور ، نزلت للأسفل وهي تسمع أبوها يغنيّ وإبتسمت عينه أكثر من إبتسامها الأوّل من لمحها وهو يطلبها الإستماع : أشوف ذيبك هنا
ما كان منها كلام هي توها مبسوطة ، توّها تدندن وهز قلبها كله من طاري ذيّاب وإنه يشوفه بأحد الأغاني ، مقطع وحيد يقصده منها يقول " يا مين يناقشنا يلقى الجواب أصعب " وما كان منها إلا تشدّ على معصمها من شعورها ، من توترها يلي تكبحه بالإبتسام ومن نزل عذبي أخوها نظارته بإبتسامة تذكّر : هذا تقوله عنه من زمان ، كل نقاش يكون فيه وعلى عينك تشوفه تقولها من بعده
إبتسم تركي بإعتراف : تلومني ؟ قصيد تلوميني ؟ يا إني شفت من هالولد شيء بعمركم ما تشوفونه الله يحفظه
إبتسم فهد وهو يشوف قصيد ضاعت بخجلها : وينه هو ما جبتي له طاري من وصلنا هنا
رفعت أكتافها بعدم معرفة وكان إنقاذها الوحيد من أبوها يلي وقف يدندن ، يغنيّ بعالي الصوت وترقص خطوته بهدوء وتعالت أصواتهم خلفه وإبتسمت غصب عنها من جاء يراقصها : طيب ما يراقصون على هالأغنية بابا !
هز راسه بالنفي يختار عدم الإجابة بكلامه إنما كمّل غُناه " خلّينا فالحاضر وننسى الليّ كان "
إبتسمت غصب عنها وهي تثبّت يدها على كتفه ، وتعالت أصواتهم بالضحك من دندنت حتى قصيد تجبر أبوها تركي تتعالى ضحكاته يقبّل خدها ، وتجبر عذبي أبوها يرمي شماغه وعقاله يعصبّ ليه هي حلوة هالكثر ..
ضحك تركي أخوها يوقف ويمد يده لمفتاحه من دخلت أمه ، وإبتسمت نيّارا من بهجتهم : يارب دايم حكم القضايا لك ياتركي لو بتبهجنا كذا
ضحك وهو يهز راسه بالنفي :…
ضحك وهو يهز راسه بالنفي : هالمرة غير ، هالمرة لأنّ بنتي جابتها ماهو أنا وإلا أنا ؟ ماهو شيء جديد على الفوز
ضحكت قصيد وهي تناظر أبوها : يامغرور طيب يامغرور !
إبتسم بتساؤل : كيف ما أصير مغرور والغرور بذاته يحبّني !
كان المقصد الخفي عنّهم هو حب أمهم له ، والمقصد الظاهر هو الغرور ذاته يحبّ أبوهم وما كان بينهم شخص يفهم إلا قصيد يلي إبتسمت بهمس : تقصد ماما
ما كان منه الرد يتوجه للداخل ، وإبتسمت لأنها من إعجابها ما إنتبهت إن تركي وفهد طلعوا للسيارة مع أمها نيّارا ، كل نظرها صار لأبوها وأمها يلي يتناقشون ويمشون هم من كثر التفاهم يلي بينهم حتى خطوتهم وحدة ما تمزح بهالشيء وإنتباهها له وغيّرت عاطفيتها لسؤال تمد يدها لشنطتها : بنروح مع تركي وفهد ؟
هز راسه بالنفي : نيّارا بتروح مع العيال ياخذون عمتهم ، وإنتم تروحون لحالكم وإلا يوديكم عذبي
سلاف : عذبي توه طلع غرفته يتحمم ، إنت تودينا
ميّل شفايفه يهز راسه بإيه ويوجه سؤال لقصيد : أمس مريّت من عند غرفتك ، الفجر
تغيّرت ملامحها مباشرة وهي تناظر أبوها ، وكمّل : سمعتك تكلّمين ما دخلت ، تكلّمين ذياب كنتي ؟
هي لو ما توترت من سؤال أبوها وسماعه بتتوتر من إبتسامة أمها المعجبة يلي كأنها متأكدة من إجابتها بس ودها تسمعها منها ، وضحك تركي من توّرد بنته : على هاللّون عرفنا ، ووش أخباره عساه طيب وين كان ؟
لمحت أمها يلي الواضح إنها تتمتم بدعوات : كان عنده شغل ، ماما وش تقولين لا توتريني !
إبتسمت سلاف : قولي يارب إنتِ
رفع حواجبه من نوّرت شاشته : الطيب عند ذكره
وقّف كل قلبها من إبتعدت خطوة أبوها يردّ " حي الذيب " ويخطف نفسها من هالجملة ومن إبتسامته ، طلع تركي للباب الخارجي وهو مذهول تماماً : إدخل الله يحييك
ما كان مصدّق لوهلة إن ذياب فعلاً بالكويت ووقت دخل قدام عينه هو وقف عقله لثانية وش حصل ، وش صار توه الصباح يسطّر شكوكه لسلاف إنّه مر وسمع قصيد تحاكي ويمكن تكون تحاكي ذياب وردّت عليه " يارب يجي الكويت ، بما إنه ما ودّعها ولا شافته وقت مشينا وما إرتاح خاطرها تتطمن عليه وتشوف أحواله " وما فكّر نهائياً ممكن ذياب يسويها ويجي عشان يطمّن خاطر بنته ، مو تقصيراً منه لكن هذا دلال برأيه يقدر يطمّنها بشوف بعيد ، ويقدر يطمنها بمكالمة ما يضرب مشوار الساعات عشان يشوفها لكنه عقّد له لسانه الحين ..
سكر تركي يدخل جواله بجيب ثوبه ، ومد يده يصافح ذيّاب يخفي ذهوله : نّورت الكويت يابوك ، نوّرت حياك
هز راسه بالنفي ، وقبل يتكلّم طلعت قصيد يلي ترفع طرحتها على شعرها وتـ
_
وتبتسم لأمها بالخلف هي لفت نظرها للأمام ودها تشوف أبوها باقي يكّلمه أو قفل منه لكن سكن كونها ، ثبتت خطوتها كلّها من كان هو بنفسه مع أبوها وعضّت سلاف أصباعها من ذهولها وهي تناظر بنتها يلي توّردت ملامحها مباشرة وضحكت من شعورها ، من خطوتها وسكونها وما إستوعب ذياب إنها بترت كل حروفه حتى على أبوها ما قدر يرد وما كان من تركي إلا الإبتسام : تعالي ياقصيد
نزلت خطوة قصيد تتوجه لذياب ودخل أبوها للداخل يكرر نداه بإسم أمها يلي - هربت - منه لأنها ما ودها تسلم على ذياب وتخجل ، نزلت خطوتها عن آخر عتبات الدرج وهي ترجع طرحتها لأكتافها ووقفت أمامه من قدم حتى خطوته عشانها ، من سكنت ملامحها لثواني كأنها ما تستوعبه لكن نظرتها تبيّن سرورها : ليش ما قلت لي
كانت نظرته تجاوبها إنها هي قالت " أبيك تجي " ، وإنه ما لقاها قبل تمشي ورقت نظرتها كلها هي ما ودها تغرق بعينه أكثر ، ولا رمش عينه ولا وقوفه قدامها ، مُهيب الشعور يلي بصدرها مثل هيبته هو ووجوده ، دخوله ووقوفه قدام أبوها وإنها هي طلعت تقابل وجهه وإنه رفع نظره للباب مباشرة هو دلّه قلبه إنها هي ؟ أو وصله صدى ضحكتها يجبره للنظر أو وش ممكن تفكر أكثر ما تدري لكنها غرقت ، غرقت بدون إدراك منها ونزل نظره لها لثانية وحدة من سمعت صوت أبوها خلفها وغيّرت موقعها من أمامه لجنبه ، عدل ذياب كتفه وإبتسمت سلاف المتوترة تصافحه : الله يحييك يا أمي نورتنا
صافحها ذياب يقبل راسها من بعيد ، وإبتسم تركي من خجلها وحتى وهي ترد عليه يبيّن توترها : ما توقعت الدنيا تدور أول كان الذيب يخجل ما يجيك ، والحين إنتِ
عدلت قصيد وقوفها جنبه وهي مبسوطة على خجل أمها بشكل مو عادي كان واضح إن أبوها جايبها غصباً عنها وما لحقت تنبسط على خجل أمها وتستعبط عليها من برد قلبها كله لأنه يحاور أبوها لكنه رجع يده خلف ظهرها بحركة إشتاقت لها ، إشتاقت لها بشكل كبير وهز كل شعورها كيف تخفي ملامحها عن أبوها المبتسم ، وعن أمها وإبتسم تركي : وتوصل الباب وما تدخل ذياب ؟
هز راسه بالنفي : ماني غريب تعزمني ياعمي إنتم وين ماودّكم تروحون بتروحون ما جيت ضيف ناوي المجلس
إبتسم تركي وهو يهز راسه بإيه : جيت راعي محلّ وقاصد زوجتك ، مثل ما ودك يابوك بكيفكم عاد تبون تدخلون البيت بيتك وإلا تبون تطلعون مالنا أمر نقوله
هز ذياب راسه بالنفي : محشوم ياعمي ، ما ودك تروحين؟
أكل قلب سلاف كلّه إنه لف يخفّض نبرته ويسأل قصيد عن روحتها لو تبي تروح معاهم حتى وهو جاي المشوار عشانها لكنه ما يبديّ نفسه تجلس معه وتمنع نفسها من خروجها وإبتسمت قصيد تهمس : صدقني لا
إبتسمت سلاف بخفيف :…
إبتسمت سلاف بخفيف : تدورينها من الله إنتِ ياماما بس ندخل كلنا الحين ، تتقهوى هنا عندنا ذياب لازم
إبتسم تركي بخفيف من رفضه وحلفه إنّ ما توقف خططهم عشانه ولذّة تركي كلها إنه دائماً يكرر بكونه ماهو غريب ، منهم وفيهم كيف يكون غريب يستقبلونه بالمجالس وهو راعي البيت ، وما كبح إبتسامته من طرى بباله شيء : أبد خذ راحتك وين ما ودكم إنت وقصيد
إبتسمت سلاف لأنه يهلك قلبها ، وتهلك قلبها قصيد يلي تبيّن راحة مشاعرها معه بنتها خجولة طبع لكن معه يتمّلكها الخجل ، وشعور لذيذ ودّها تعضّها عليه ..
شد على ظهرها من طلع تركي مع سلاف ، وسكّرت هي شنطتها ترجع عينها لعينه : ليش ما قلت لي جاي
ما كان منه رد هو ما يدري كيف ساقته خطوته هنا ، وما يدري قبل ساعتين وقت فتح رسالتها يلي تبيّن له إنها بتطلع مع أهلها وش حصل له هو ما قال لها إنه جاي لأنه ما بيغير بخططها شيء ، ما يدري كيف نام أمسه ولا يدري كيف صحى ولا يدري غير إنّه وصل أرض الكويت تحت أمر قلبه هو يسوقه ماهي رجله ، وقفت ثواني عمره كلها من أول ما لمح خروجها والحين بعد ما صار هالفضاء كلّه ما به إلا هو وهي بجنبه ودّه ينام الزمن ما عاد يصحى بهاللحظة ، هاللحظة بالذات هي واقفة بجنبه ، يدّه تحاوط ظهرها ولفت له هي وعطرها وقلبها وكّل تفاصيلها لفّت له ، لعينه هو وإبتسمت ، إبتسمت تعصر قلبه داخل ضلوعه هي تفهمه ، تفهم متى ودّه بالكلام ومتى ودّه بالسكوت وتفهم كل أحواله ولا يدري كيف تكون بكل هالفهم له وماكان منه رد غير إنه يقبّل خدها لثواني طويلة ، ينحني لها ورجف قلبها وسط ضلوعها هو ما يعبّر بكلامه لكنها تحسّ بكل خوافيه وقت يقرب منها ويضمّها لناحيته يده دائماً على ظهرها ، لكنّه وقت يقبلها تحاوطها كلها يلغي كل المسافة بينهم ، تفجّرت عروق الخجل تلّون ملامحها وكان منه الإنتباه لهالشيء غصبّ عنه يمسك زمام شعوره ، يمد يده يخللها بشعرها من الخلف ورجف كل كيانها من تحولت يده من بين شعرها لفكها وخدّها يبين لها إن ما للخجل داعي هو ما كان منه فعل غير إنه يقبّل خدها لكن هي تستشعر حتى قبلة الخد منه غير وهي فعلاً غير ، أخذت نفس لثواني تمنع نفسها ويدّها بالقوة عن أزرار ثوبه هالمرّة : ترتاح من المشوار هنا ؟
هز راسه بالنفي وهو يطلع جواله من جيبه : بنمشي
ناظرته لثواني : تمام بطلع أبدّل عبايتي وملابسي وأرجع
ذياب بهدوء : ماله داعي ، ما بنروح مكان به ناس
_
« الريـاض »
دخل البيت وهو يسكر الباب خلفه ورفع حواجبه من الهدوء المستحيل بأرجائه ، المفروض إنّ البنات موجودين عندهم مثل ما قالت له ورد وحذّرته لكن الظاهر ما عندهم أحد على هالهدوء ..
_
ما تحركت خطوته من جنب الباب هو يحاول يسمع لو كان فيه صوت عشان ما يدرعم عليهم وسرعان ما تزلزل كيانه كلّه من صوت أبوه العالي ينادي" نهيّـان " وسكنت ملامحه بهمس : وش رجّعني أنا تكفى كيف إنتبهت لي
عضّ شفايفه لثواني وهو يمسح على ملامحه يدري وش يصير بأبوه وأعصابه وقت ما يلقى ذياب والحين لو حسبته صح ، صار له يوم ما شافه ولا سمع منّه خبر : سم
ناظره حاكم لثواني حسّ فيها نهيان لثانية وحدة إنه تجرّد من كل شيء يستره ، تجرّدت أسراره من بيوتها تُفضح قدام أبوه يلي شد على قبضة يده لثواني : ما نويت تقول لي لكنك تعرف تقول لتركي ؟ تعرف تروح تدق باب تركي
عضّ شفايفه لثواني هو قبل شوي تهاوش مع مسؤول بالنادي وقال له الخبر عند أبوك لكنّه ما توقعه يكون صادق ويوصله له ، ضحك حاكم بسخرية يمنع سيول الغضب منه : روح غرفتك ، والمباريات تحلم بها يا محترف
ناظر أبوه لثواني بسيطة فقط وهو يرجع لباب البيت ، وعصّب حاكم مباشرة : قلت غرفتك ما قلت تطلع
ناظره لثواني وهو يشد على مقبض الباب مستحيل يقدر يعانده ، وطلعت ملاذ من الداخل ورفعت حواجبها
ما كان منه نظر لها هو ينتظر نهيّان يتحداه ويفتح الباب ، وبالفعل عضّ نهيّان شفته لثواني بسيطة يترك مقبض الباب ورمى مفتاحه وكل شيء معه يصعد للغرفة وسكنت ملامح ملاذ لثواني لأنها لو تكره شيء بالدنيا فهي تكره قهر نهيّان ، ينقهر بشكل يرعبها والحين لمحت هالشيء منه من رمى مفتاحه يلي بيدّه يصعد لغرفته وإنحنت هي تاخذه لكنّها عضت شفايفها لثواني : متى بتستوعب إن عيالك صاروا رجال ما تكلّمهم بهالطريقة ؟ وش مسوي الولد الحين عشان تكلّمه كذا ؟
ضحك بسخرية فقط : عيالك رجال ؟ إيه رجال صح
ناظرته لثواني بذهول لكنها ما بتجادله ، نهائياً ما بتجادله هي تعرف إن غياب ذياب يأثّر بأعصابه بهالشكل وتعرف إنه يعصبّ وينفعل لكنه يندم بسرعة خصوصاً على عياله ، شدّت على مفتاح سيارة نهيان بهدوء وهي تصعد للأعلى وشدّ حاكم على جبينه فقط صاير يغضب ، يغضب وما يلقى حل لغضبه عصبيته مفرطة ، مفرطة وأكثر هو للآن ما وصله الخبر ذياب وين كان وقت غيبته ووش حصل وكلها مؤشرات سيئة وش الشيء العميق يلي حصل لولده وكان بداخله يخفى حتى عن عينه ومسامعه ، كانت ثواني بسيطة لحد ما نزلت ملاذ يلي لابسة عبايتها وخلفها نهيّان : على وين
ناظرته لثانية وحيدة فقط ، وعرف إنها وصلت أقصاها من غضبه وعصبيته عليهم وقرّبت خطوتها منه تتركه يشدّ على أسنانه بهمس : تكسرين كلمتي ملاذ ؟
هزت راسها بالنفي تقرب منه : إنت تكسرهم ومو جالس تشوف ، ما عادوا أطفال الأمس حاكم يكفيّهم
عضّ شفته لثواني :…
_
رجعي مفتاحه هنا ولا يطلع ، يعرف يسكت وما يقول أعرف أطلّع حروفه ويعرف يرمي المفتاح أعرف أكسر له خشمه ماهو عندي الدلع ذا !
ناظرته لثواني بذهول : بس لحظة ، مستوعب إنه نهيّان ولدك ؟ ولدك إنت مو عدوك ترى ولاهو عسكري عندك متوتر وأعصابك مو بمكانها عشان ذياب جوالك بيدّك تقدر تتصل وتسأله ذياب وينك بدون ما تنبّش وراه ، نهيّان تقدر تسأله ليه رحت لتركي ما جيتني ولو إن الإجابة واضحة لك بس خفّ عليهم ، خفّ عليهم وعلى نفسك
طلع نهيّان لأن أمه إنحنت تكلّم أبوه وما وده يشهد شيء ممكن يزعّله هو كان وده يجلس بالغرفة مثل ما يقول أبوه ما بيضغط أعصابه لكن جاته أمه هي تبي تطلع ، وهو يلي بيطّلعها ما تبي تروح لوحدها وما يقول لها لا ..
أخذ نفس من أعماق قلبه وهو يسمع أصوات بجهة الملحق من بيتهم وتو يستوعب إن البنات هناك لكن ما يدري ليه ما صدّ بنظره ، ولا يدري ليه ركّز سمعه أكثر من ضحكة شدّته ولا يدري ليه شدّته لكنه رجع خطوته للخلف من طلعت شدن تسحب أحد خلفها وغصب عنه خضّع نظره ما وده يشوف ولا وده يسمع لكن ما يدري كيف يصير له مهرب ، طلعت أمه تسكر باب البيت خلفها وتنفّس الصعداء لأنه بيسمع صوتها بدل شدن ويلي معاها : ليش واقف هنا ما رحت للسيارة ؟
عدل نفسه : أنتظرك ما توقعت تطلعين ، مشينا ؟
هزت راسها بإيه وهي تنزل عتبة الدرج ، وإبتسمت من لمحت شدن وبجنبها ديم متوجهين للبوابة الخارجية : شدن ؟ على وين ماشاءالله
إبتسمت وهي تلف لها ، ورجعت عندها ركض تمسك يدها : بنروح نشتري أغراض ونرجع
إبتسمت لثواني : تمام طيب تروحون معانا نوديكم
ميّلت شفايفها تناظر نهيان بهمس : لا
رفع حواجبه : ليش لا وليش تناظريني كذا ؟
ما كان منها الإعجاب له ، ورفع حاجبه يسحب شعرها : بنت وش أصغر عيالك تناظريني كذا ؟
كشّرت ، وضحكت ملاذ وهي تنحني تهمس لها " قولي تمام عشان تشترين كل الأغراض على حسابه " وإبتسمت شدن : طيب بقول لدودو
رجعت ركض لديم وهي تمسك يدها : بنروح معاهم
هزت راسها برفض وما لحقت تقول كلمة من طلع عمها حاكم ، ومشيت ملاذ لناحية السيّارة : يلا يا ديم
ما كانت لها قدرة الرفض من تصوّبت نظرة عمها حاكم عليها لو قالت لا ، ورفضت وهي لابسة عبايتها وجاهزة بيفهم ويعرف ولهالسبب ما حسّت إلا بتوترّها كله يتجمع ببطنها من نزل عن الدرج هو بيمشي لسيّارته لكنه بيمر من جنبهم هذا واضح لها وشدت على يد شدن من توترها وناظرتها شدن : عورتيني !
إنتبهت مباشرة تتركها : آسفه يا حبيبتي
رفع حاكم حواجبه وهو يفتح باب سيارته : فيك شيء ؟
هزت راسها بالنفي ، وهزت شدن راسها بإيه : ما تبي تروح مع نهيّان عشانه مو مؤدب
ناظرتها لثواني بذهول ، ورفع حاكم حواجبه لكن ديم تدخلت مباشرة قبل تصير عواصف لأن الواضح إن عمها معصب بدون شيء : عمي لأنه سحب شعرها توه وزعّلها تقول كذا ، أنا ما قلت شيء والله وبروح معاه عادي
توتّرت إنها تقول بروح معاه ، كأنها تقصده لوحده وما تدري ليه طلعت حروف التبرير منها : مع عمتي وشدن
هز راسه بإيه فقط وهو لمح إبتسامة شدن العبيطة لنهيّان ومال فكره لتصديق حكي ديم لأنّ شدن فعلاً عبيطة وما تصير من ولده " قلّة أدب " هذا يعرفه مثل كفّ يده ، دخلت شدن السيارة قبلها ، ودخلت ديم يلي تحسّ إنّ كلهم يسمعون صوت قلبها من توترها يلي تحاول تلغيه ، تحاول تمحيه لكنها عجزت ما ودّها تقر بمكانها من رجفة التوتر والشعور يلي بداخلها وكلّه بكفة وإنّ كانت لها فرصة رفض لكن وجود عمها حاكم ألغاها بكفة أخرى ، ما ودها تسمع صوتهم كله ولا ودها ترفع عينها نهائياً هي تعرف إنه ما ينظر لكن بالوقت ذاته ما ودّها تقابله ما ودها تحس إنها معاه أصلاً ..
نهيّـان وهو يلف أنظاره لشدن : وين تبين ؟
إبتسمت شدن بثقة : بتوديني أي مكان عشان أسامحك
رفع حواجبه : لا تسامحيني ، بوديك هنا قريب وأرجّـ
ناظرته ملاذ لثواني ، وغيّر جملته لأحنّ مباشرة : قولي وين تبين ، أي مكان تبينه المهم تسامحيني أكيد
قتلت ديم كلها من إختارت أبعد مكان ، وأكبر مكان هي كانت بتوديها جنب البيت تشتري لها حلاوة وترجع لكنها تلعب عالثقيل الحين بما إن نهيّان عندها ..
طول الطريق ، فعلياً طول الطريق شدن تمشيّ نهيان على كيفها ومو لأنه يبي لأنه يراعي خاطر أمه فقط ونظراتها وما حسّبت توصل للمكان نفسه تنزل هي أول وحدة من السيارة مو لهفة على المكان ذاته ، لهفة للنفس وإنها تخفف من توترها وتعرّق يديها الشديد من ضغطها عليها ..
إبتسمت شدن وهي تنزل معاها : ليش مستعجلة
هزت راسها بالنفي وهي تعدل لشدن فستانها ، وسكنت ملامحها من نزل نهيان من السيارة لكنه باقي يكلم أمه مستحيل بيدخل معاهم ، مستحيل ما تتحمل : شـ
ما كملت جملتها من ركضت شدن لناحية نهيان تتمسك بيده وتلعب بفستانها ، ورجعت ديم للسيارة مستحيل تدخل معاه للمحل ذاته لكن رفعت ملاذ حواجبها تمد يدها للباب قبل تدخل ديم وتسكره : ليش رجعتي !
وضح توترها على نبرتها : نهيان مع شدن ما يحتاج أنـ
قاطعتها ملاذ مباشرة : تبيني أزعل منك ؟ إنزلي معاهم شدن تبيك إنتِ ما تبي نهيان ، ينتظرونك شوفيهم
تمنّت إنها ما لفت لأنهم فعلاً قطعوا الشارع لكن أنظارهم للخلف عالسيارة ، نظر نهيّان وإلا شدن ماهي حولها تلعب وهزت راسها بالنفي لأنها تخاف تقطع الشارع لحالها ولأن كل مافيها يرفض نهيّان ووجوده :
_
: ما يحتاج والله قطعوا الشارع هم خلاص
ناظرتها ملاذ ، وعضّت شفايفها ما تقدر تقول لا أكثر ونزلت من السيارة لكن كيف بتطاوعها رجلها تقطع بين السيارات ما تدري : يارب ساعدني
رفع نهيان حواجبه لأنها إنتبه إنها حاولت تنزل عن الرصيف وتوقف عالشارع أكثر من مرة لكنها تعجز وترجع ولف نظره لشدن : إجلسي هنا لا تتحركين
ناظرته وهي مبسوطة لإن ديم تخاف تقطع الشارع لوحدها وهي تبي تطقطق عليها لكن ما كانت لها فرصة من رجع نهيّان يقطع الشارع ويرجع عند ديم يلي رجعت خطوتها للخلف من صار جنبها : نقطع الحين
ما قال شيء غير هالجملة ، وطاوعتها رجلها لثواني بإنها تقطع معه لكنها وقفت ما ودها ، ما ودها تقطع معاه هو بالذات وناظرها لثواني لأنه نزل عن الرصيف وهي باقي بمحلّها : بسحبك ترى
كانت كلمته تكفيّ ترعبها ، تنزّل خطوتها غصب عنها جنبه تقطع معاه للشارع ولو إنه بمرحلة من المراحل كان على وشك يمسك يدها لأن لازم يسرعون خطوتهم لكنه ردّ يده بالقوة ، إبتسمت شدن بخفيف من وصلت ديم عندها : تعرفين نهيّان عرف إنك تخافين ؟ أنا ما قلت له بس هو مؤدب وحلو مو قليل أدب زي ما أنا فكرت
ما تكلّمت من حست براسها كله ينبض من كلام شدن وأعيادها ، ورفع نهيّان حواجبه : متى فكرتي إني قليل أدب ؟ وليش ؟
إبتسمت : ما سمعتني ؟ قلت لجدو حاكم إنك قليل أدب قبل شوي كنت أبيه يهاوشك بس ديم قالت لا مو قليل أدب عشان ما يهاوشـ
مسكت ديم كتف شدن : ندخل ؟ عشان ما نطول
رفع حواجبه من سحبتها تدخل ، وإبتسم بتعجّب : تبيني أودّع غصب هالنتفة
ولو إنه يكره هالأماكن لكن أمه تبي أغراض وبياخذها لها وإبتسم من شاف شدن تركض بين ممرات الحلويات كأنها شافت النعيم لكنه ما لمح ديم خلفها ، رفع حواجبه وهو يشوفها واقفة قدام أحد يسولف ومد لها شيء وغيّر مساره يرجع عندها ما تكلّمت ، لكنها حسته وهز ضلوعها من نطق بالسلام كإنه يقصده بلغة أخرى ومعنى آخر "وش عندك " تكره هالتصرفات ، جداً تكرهها لكنها بتمشيها ما بتقول شيء وبمجرد ما إنصرف المشرف مدت الورقة يلي مدّها لها لنهيان وابتعدت بشكل تركه يرفع حواجبه من كانت الورقة عن هذا الفرع والواضح إنهم يوزعونها عالكل وتوه يستوعب إن الشخص يلي كان قدامها ماهو إلا من المشرفين : وأنا قلت خاف مني بس مو مشكلة
إبتسمت وهي تشوف شدن مبسوطة تمتلي يديها بالحلويات وإنحنت لها : تعرفين إنك بترجعينها كلها وتختارين ثلاث بس صح ؟
هزت راسها بالنفي وهي تشوف نهيان جاب لها سلة : نهيان قال عادي وأنا أحب نهيان
كان ظهر ديم تجاهه ما تدري بمجيئه وهمست تلف : أكره نهيان جداً أنا
_
بردت ملامحها من كان هو أمامها ووقفت خطوتها مباشرة يمكن سمعها ، مستحيل يسمع همسها لكنّها رغم تأكدها من الإستحالة شدت على شنطتها من رفع حواجبه يناظر عينها لكنه ما تكلم هي زاحت عينها عنّه مباشرة تبتعد لجهة أخرى ، ورفع حواجبه من ميّلت شدن شفايفها لثواني بتساؤل : ليش ديم تكرهك ؟
ما كان من نهيان الفهم : ليش تكرهني ؟ هي قالت ؟
هزت راسها بإيه ، وما أعطته حق ولا باطل من توجهت تركض للقسم الآخر تجمّع كل شيء ببالها وهو ماله أمر إلا يتبعها يلبيّ لها طلباتها مثل ما وصّته أمه ، وياخذ أغراض أمه وإحتياجاتها ورفع حواجبه من شاف ديم بالطرف الآخر خلّصت أغراضها وأشرت لشدن إنها بتسبقهم للحساب وبالفعل مشيت هناك ورفع نهيّان حواجبه بهمس : نشوف وش نهايتها ماعليه
ورجع يرفع صوته يناظر شدن : خلاص خسّرتيني بحاسب
إبتسمت وهي تهز راسها بإيه ، وتوجه للحساب خلف ديم هي ما تعتبره خلفها ولا تعتبر كلمة أمه يلي قالت نهيان يحاسب شيء وميّل تفكيره لأنها هي متعودة كذا ومستحيل تتركه يدفع على أغراضها هي ويدري إنه الصح والمفروض ما يفكر لكن ما يدري ليه تتشابك بعقله كل تصرفاتها الغريبة معه ونهايتها الكره ، لو هي فعلاً تكرهه ليه وش أسبابها ، لاحظ إنه يفكر وهو بعمره ما فكر بهالطريقة أصلاً لكنها ضغطت أعصابه من شالت الأكياس بنفسها : باخذها أنا
هزت راسها بالنفي بهدوء : ما يحتاج
ناظرها لثواني بإستغراب : وش مشكلتك معي إنتِ ؟ قلتلك باخذها أنا الحين ما تمشين بجنبي شايلة شيء
ديم بإستغراب : لأني ما أبيك تشيلها صار فيه مشكلة ؟
هز راسه بالنفي ، بيقطع الحوار من أساسه والجدال كله ما بيتكلم أكثر ، وأخذ أكياس شدن وأمه بيده وهو يناظر شدن : إمشي
ناظرته لثواني لأن ملامحه تبدلّت : ليش عصبت إنت ؟ عادي ديم يمكن تحب أحد ثاني مو لازم تحبـ
ما كمّلت كلمتها من نظرته وهي تتوجه لديم ، تدخل بعبايتها بالأصح من نظرته ومن تغيّرت ملامح ديم كلها من حركة شدن ومن كلامها يلي لو ركّز نهيان بما بعده ، سمع صوت قلبها وشدّته وقرب بخطوته : هاتي الأكياس وإمسكي عبايتك
ما تكلّمت لأن شدن فتحت نصف عبايتها من الأسفل ، ولأنها هي ما عادت تثبّت شيء وأكثر من فتح يده ياخذ الأكياس منها لكن رغم حذرها ، ورغم حذره هي لمست طرف يده مع الأكياس لكنها كفّت يدها مباشرة عنه ، مشيت مع شدن وهي تجمع عبايتها يلي فتحتها لها وسكنت ملامحها من تقدم الشارع بدونهم هي كيف بتمسك شدن وكيف بتتصرف لكنّه ثبت خطوته على نهاية الرصيف ينتظرهم وعصّب من رجعت شدن تفتح عباية ديم أكثر بوسط الشارع : بضربك !
كشرت ، وما كان من ديم كلام هي ما تركز بشيء إلا إن ودها
_
وما كان من ديم كلام هي ما تركز بشيء إلا إن ودها ترجع البيت وما تكلّمت تخاصم حتى شدن يلي تجمّعت فيها عباطة الكون أجمع ولمحت ديم هالشيء منها ، وقفت جنب نهيان يلي ناظرها لثواني ورجّع نظره للشارع هي ما تدري وش الغاية من نظرته ولا المغزى لكنها قطعت الشارع معاه ومع شدن تتمنى ما يوضح الجو المتوتر بينهم لملاذ ويمكن مافي جو متوتر أصلاً يمكن هو إحساسها بس ولا لنهيان ما يعني شيء وبالفعل تأكدت إنه ما يعني شيء لأنه دخل ولأن أمه مروقة وتغني هو شبك يدندن معاها مباشرة ..
إبتسمت ملاذ بتذكر : نهيان تذكر مرة ، جبت آيسكريم من محل كان حلو مرة لو هو قريب من هنا تجيب منه
ناظرها لثواني وهو يدندن : وراك تتدلعين علي إنتِ ؟ زوجك مقصر بشيء ؟
إبتسمت وهي تناظره لثواني : الله ! ووش الدلال لزوجتك يعني بس أمك مالها نصيب ؟
ضحك وهو يرفع حواجبه بمعنى أكيد ، وشهقت بذهول : نهيان !
إبتسم وهو يغني ، يدندن وضحكت شدن لأنه يستعبط على أمه يلي ما كان منها إلا تضرب كتفه : مو صاحي
كانت تحس معدتها تقلب من شعورها وإن ودها ترجع البيت فقط ، بيت أبوها مو عند البنات من شعور الجمر يلي حسّته هو كيف يكون بهالأريحية معاها ، يهددها بالسحب ، ويلامس يدها وبالوقت ذاته يعلن بصريح النظرة إن كل دلاله لزوجته بشكل حرق جوفها كله هي ما تقبل بمثل هالتصرفات وهو ما بقلبه أحد كيف وهي تعرف إن بقلبه أحد ، أخذت نفس على أمل تستجمع نفسها لكن ضاع كل ما فيها من عرفت المحل يلي تقصده ملاذ ، من ميّزت الملعب القريب ، وميّزت مكان وقوفهم بنفس هالنقطة يلي وقف فيها هو بكّاها ، هو شتم شنبه يلعنه بهالنقطة يعاتبها ليه ما قلتي يانهيّان وهنا رجف كل قلبها من إستوعبت إن كلهم يكلمونها ويسألونها لكن هي ما منها رد ، هزّت شدن رجلها : دودي نهيان يكلمك
سكن قلبها كله من كان فاتح الباب بينزل أصلاً ، يده على الدركسون لكن نظره باقي للأمام ويكلمها : تبين شيء إنتِ ؟
هزت راسها بالنفي ، وما تعرف كيف شافها بدون لا ترد لكنها شافها ونزل بدون كلمة أكثر يسكر الباب خلفه ..
_
« الكـويت »
لأول مرة ، لأول مرة تحس بإن الكويت يلي قضّت نصف حياتها فيها لها منظر آخر ، لها طبع آخر لمجرد وجوده عندها ، لوجوده معها هنا بشوارع الكويت وقع غريب هي تحاول تبيّن إنها ما تغرق بمشاعرها وإنها تحب تشوف كل شيء عادي لكن الحاصل إنها تغرق بكل دقيقة أكثر لإنها من طفولتها ما تعودت تشوف شيء عادي دائماً عينها تطيح على أبسط التفاصيل تشوفها بجانب شاعري تماماً وهالمرة كلّ شيء حولها يمتلي شاعريّة ودها تغرق بداخلها لأن ذياب والكويت وهي معاه وشعورها كلّها أشياء ما
_↚
ما تعرف توصفها حتى بأشعار أبوها من ضخامتها بقلبها ، لف نظره لها : تبين أمرّ مكان ؟ تبين شيء ؟
هزت راسها بالنفي ، ورفعت جوالها الصامت من يدها لكن سكنت ملامحها من رسائل أمها وإتصالاتها الكثيرة ومباشرة تغيّرت ملامحها ترجع تتصل عليها : ماما
إبتسمت سلاف من حسّت بنبرة الخوف فيها : عرفت إنك بتخافين ، مافينا شيء الحمدلله بس بقولك لو ذياب فاضي تسيّرين علينا دقيقة ؟ أم ناصر تحلف تجين لو دقيقة بس إنتِ وذياب معاك تسيّرون شوي ماما طيب ؟
ما طلع منها الرد من سحبت أم ناصر جوال أمها منها ، وبدون إدراك من بدت ترحبّ فيها وتهلي هي شدت على يد ذياب بجنبها أكلها الخجل ، وتّرها : بخير الحمدلله ، لا ما بقولج لا من عيوني حاضر ..
هلكت له قلبه من ضحكت ، من تكلّمت باللهجة الكويتية يلي هو يكرهها شديد الكره من صغره لكن الحين توّه يستوعب إن كُرهه ماهو للهجة ذاتها ، كُرهه للأفواه يلي تنطق فيها ومو لشخصها ذاته إنما لقربها من قصيد هو حسب معرفته بآل نائل ، يعرف إن علاقاتهم قريبة جداً ما بينهم حدود ولا بينهم قيود ولهالسبب هو عضّ الجمر ألف مرة قبل يخطبها ، من رجوعها من المخيم مع البنات بنفس السيارة مع تركي وفهد وأخوها عذبي ، من إسواراتها يلي يوم من الأيام كان يلبسها لها تركي ، من قُربهم الواضح بكل وقت هي معاهم بالبيت نفسه ويحرقه هالشيء لكنه ما بيجي يغيّر نظام حياتها بسبب إنه يغار وهو كل ما شدّت غيرته يتذكر إن المحامي غيّور ما يرضى بشيء ما يرضي ربّه ويحاول ، يحاول يطفي لهيب قلبه بقطعة ثلج وحيدة سُرعان ما تنصهر وتذوب ما كأنها كانت ، ناظرته لثواني وهي تشد على يده من شروده : ذياب
إنتبه إنه شرد بتفكيره جداً وبحركة لا إرادية منه هو مسح بإبهامه على يدها يلي تشد عليه يبيّن لها إنه معاها ، وعضّت شفايفها خجل لثواني : يقولون تعالي ، ذياب يجي عند الرجال وودهم يشوفوني لو كم دقيقة ، ما عرفت كيف أرفض وأقول لا بس لو ما ودك نروح بقول لماما
هز راسه بالنفي ياكثر الجمر يلي يعضّه : قلتي لها كلمة
قاطعته لثواني بعدم رضا : ما يهم ، ليش تغيرت ملامحك كذا ليش عصبت ؟ ما نروح لو ما تبينا نروح ذياب عادي
ناظرها لثواني ، ولفت نظرها للشارع الخالي مافيه أحد وذياب وقف على جنب أساساً من وقت كلمت أمها ، مدت يدها تكشف غطاها ، تترك طرحتها على أعلى راسها وجبرت آخر عروق صبره من نظرتها له ، من كانت تفحصه بعينها قبل نبرتها : ما نروح ؟ نروح لمكانك وترتاح هم بيتهم بعيد من هنا نعتذر ونقول وقت ثاني تعبت من المشوار إنت مافيك حيـ
ما كان منها كلام هو بتر كل حروفها من ألغى المسافة بينهم بلحظة وحيدة يقبّلها
_
لو تدري كيف جات على قلبه ، كيف شدّت عروقه لمجرد إنها تعدلت بهالطريقة تحاكيه ، تراعي خاطره وتعبه يلي بعُمره ما وضح لأحد وبعمره ما قوبل بالمراعاة بهالشكل ما كان إستغربت شعوره وعدم إهتمامه لمكانهم ، شدت طرحتها على الجنب تغطي نفسها ، وتغطيّه هي ما ودها تبعد وسطّرت شفايفها هالشيء من قبّلته برقة تشابهها ترفع يدها لوجهه هي تمنعه ، أو تتفاهم معه بهالشيء لكن يدها كانت بالضبط على موضع جرحه الأعمق ، على موضع كف أبوه له يلي هدم كل شيء آخر وبالقوة ، بالقوة هو مسك نفسه يناظر عينها لثواني ، ورق كل قلبها : ذياب ليش ما تقول لي ؟ صار شيء
تبدّلت نظرته لشيء آخر تماماً ، شيء يرعبها هي ولهالسبب كان منها السكون المباشر ما ودها تسأله ، ما عاد رفعت عينها لعينه من الخجل لو هي بتمشي خلف شعوره وشعورها طلعت منّها شخصيتها يلي هي بنفسها ما تحبها ، شخصيتها يلي وقت تحب ، ما تفارق لو لحظة وحدة تبقى دائماً بالحضن ولا غير الحضن وما ظنها تدخل بحضنه ويبقى بإحترامه لقوانينها وشروطها ..
مررت يدها على بداية عوارضه هي تقتله بكل لمسة منها لخدّه هذا بالذات ، هي أرقّ شيء لمس خده بعد قسوة أبوه وحتى اللّمسة منها ما كان شعورها إلا مثل شعور الضماد على جرح بارز ، مثل شعور الدفى بعد طول الصقيع وحسّت إنه يغرق بألف شيء ما تدري ليه لكن قبل يكون منها السؤال مرة ثانية وتزعل هالمرة من عدم إجابته هو رجع نفسه لمكانه بهدوء : تدّلين بيتهم وينه ؟
هزت راسها بالنفي : لو وصلنا حيّهم بعرف مكان البيت
رفع حواجبه لثواني : ووش يوصّلنا حيهم لو ما تدرين
قصيد بجديّة : إنت تتصرف توصلنا هناك وأعلمك مكانه
رفع حواجبه لثواني : ديرتك ماهي ديرتي أتصرف بها ، دلّيني ولا تقولين لي مدري مستحيل ما تدرين
ناظرته لثواني : بحاول ، ولو غلطت وضيّعتنا ما ندري ؟
ذياب بهدوء : أدلّ درب الرياض والخيام لو ضيّعتينا هنا
رغم إنه رجفّ قلبها إلا إنها إبتسمت بخفيف : وإنت تدّورها أصلاً
إستوعبت هي وش قالت ، وصد بأنظاره للشارع : أنا ما أدور شيء لكن ما بعد قلتي تم ، يمين وإلا يسار
عدلت جلستها لثواني بتخمين ، وإبتسم لأنها صدق تفكّر وتحاول وناظرته بتساؤل : عادي يرسلون اللوكيشن طيب؟
هز راسه بالنفي : يمين وإلا يسار
عضّت شفايفها لثواني وهي تحاول تختار ، وطقّ بيده على الدركسون يستعجلها : لا توترني ما حبيت خياراتك ! ما حبيت ليش تقيدّني يمين وإلا يسار ليش ما نروح قدام ؟
ذيّاب : قدام درب الرياض والخيام ولا يردّني شيء عنها
ناظرته لثواني بذهول : لا ! لا ! يمين أحس اليمين أحلى
هز راسه بإيه من صدمته : تحسين اليمين أحلى ؟
_

ما إستوعبت إنه يطقطق إنما هزت راسها بإيه بثقة ، وضحكت بذهول : لا تطقطق ذياب ! ما يضحك
غصب عنه إبتسم ، وميّلت شفايفها بتفكير جاد : هنا الطريق صح ؟ هم دايم خط بيتهم حلو أتوقع هذا صح
رفع أكتافه بعدم معرفة ، وكانت نصّ ساعة بالكمال والتمام تقول هنا بيتهم وما يكون وعضّت شفايفها لثواني بتركيز : من هنا بيتهم ! لا هالمرة صدق هذا إسم شارعهم
هز راسه بإيه بنفاذ صبر : ولو ما كان هنا
هزت راسها بالنفي قبل يكمل : إنت قلت بدون لوكيشن مالي دخل بس صدقني هالمرة هنا بيتهم هذا يلي بالنهاية
هز راسه بإيه بهدوء من لمح الشارع إنه مليان : تغطي
رجعت تغطي أكثر ، وتغيّرت ملامحه من ميز وجوههم هو ما سأل من يكونون جيرانهم لكن توضّح له من يكونون من وقوفهم بهالشكل قدام الباب ، لمحت إن ملامحه تغيرت وإنه رفع يده يمسح على شنبه فقط وتكلمت من حسّت بالإرتباك : هناك باب الرجال هنا بابنا إحـ
ذياب بشبه حدة : وواقفين عنده يستقبلون وإلا كيف !
لمحت إنه عصب ، وما تكلّمت ليه يعصب منهم بيتهم وواقفين عند بابه ، سكنت ملامحها وهي تحس بدمها برد وسط عروقها لأنه وقف بنص الشارع هو بحركته بيتركهم يحرّكون من قدام البيت وبالفعل ما كانت إلا ثواني بسيطة تحرّكت فيها ثيابهم لزاوية أخرى بشكل رجّفها هي ، يفهمون بالإشارات وهذا الصح يلي يسوونه لكن هي توترت لأنه عصب ولا تدري ليه عصب وسكنت ملامحها من شتم بهمس هي ما فهمته لكنها تجزم إنها شتيمة ، رفع نظره للشارع : إنزلي لا جيت عند بابك
-
رفع عذبي حواجبه وهو يشوف سيارة تشبه سيارة ذياب دخلت الحي ، وسكنت ملامحه : هذا الذيب !
لف فهد نظره ، وبالمثل تركي وحتى ناصر يلي ماله دخل يلتفت هو لف معاهم وما كان هو الوحيد ، كلّهم حصل منهم الإلتفات من يكون الذيب وليش عذبي مصدوم وضحك فهد بذهول : ذياب هني بالكويت !
تركي وهو يأشّر إن لازم يبعدون عن الباب : مشينا
مشى فهد لكن سكنت ملامحه من لمح إنه معصب ورمقهم بنظرة وحيدة : شفيه حرقنا بعينه ؟ يبه والله ما درينا إن قصيد معك وإلا مشينا من زمان آسفين
نفض عذبي أكتافه وهو يعدل شماغه : تركي روح إنت له
ما كان من تركي كلام من رد على جواله يبتعد للجهة الأخرى ، ولف نظره بيقول لفهد هو يتقدم لهم لكنه ضاع بين باقي الثياب يبتعد عنه وعضّ شفايفه لثواني يمشي لناحيتهم : بسم الله الرحمن الرحيم ، بسم الله
نزلت قصيد من نزل هو قبلها وصار بجهتها ، وتقدم عذبي من خلفه : حيّ الذيب ! تو ما نورت الكويت
هز راسه بإيه وهو يشد على يده : الله يبقيك ، بأهلها
دخلت قصيد للأسوار الداخلية وهي يرجف قلبها لأنه عصب فعلاً وكانت ثواني بسيطة لحد مـ
_
وكانت ثواني بسيطة لحد ما قرب من الباب يناديها : بنـت
رجف قلبها لأنها سمعت صوت عذبي أخوها يبتعد
العيال ، وفتحت طرف الباب لكنه مسكه : تسلمين وتكلميني
طلعت سلاف من الداخل وهي تشوف بنتها عند الباب لكن من عضتها لشفايفها هي عرفت إنها ترتعب من شيء : قصيد ؟ وين ذياب
نطق بهدوء مُرعب : موجود هنا يا عمة ، تبين شيء ؟
عضّت سلاف شفايفها مباشرة برعب وإنتبهت ليده يلي تمسك الباب: سلامتك يا أمي ما تقصر ، خلاص قصيد عندنا الحين تدخل معي وترجع لك إعذرنا هالمرة بس يبونها وش نسوي
شدّت على يد أمها مباشرة من رد على أمها ومشى تسمع صوت إبتعاده ، وسمعت سلاف أصوات العيال ولهالسبب ضحكت لكن قصيد إرتعبت : تدرين إني خفت يتهاوش معاهم وإلا ما تدرين ؟ تدرين إن هذا الشعور مو حلو وإلا ما تدرين ؟ تدرين إني مو قادرة أمشي خطوة لأن هو يناظرهم هم بس مين يخاف ؟ قصيد تخاف ماما ليش يـ
ضحكت وهي تقاطع بنتها : ماما خذي نفس ! خذي نفس يغار الولد وش يسوي طيب ! يدّه تمسك الباب ما وده يشوفونك يا أمي وعاد النظرة مالها حل نظرة الذيب كذا
ناظرت أمها المبسوطة لثواني : ما أصدق إنك مبسوطة وأنا بموت من الخوف ما أصدق
ضحكت سلاف ، وفتحت قصيد عبايتها وهي تحاول قد ما تقدر تتجاهل نظرات أمها العبيطة من أخذت منها عبايتها : بجزم من عقلي إن ذياب للآن ما شافك وما نزلتي العباية عنده لأن لو نزلتيها ما ظنيّ يجيبك لنا وهو غيّور
ناظرتها لثواني ، وإبتسمت سلاف تدندن بهمس سمعته قصيد "الغيرة عذروب خليّ محلا عذروبه "ورفعت صوتها تبتسم : كانت بحكاوينا ، ولأنك منّنا تليق عليك معانا
عدّلت فستانها وهي ترتبك ، تتوتر ويهلكها الخجل لكنها مع ذلك دخلت لكن السكون يلي حصل بالمجلس بمجرد دخولها كان مُربك ، يوتّر أكثر من اللازم وإبتسمت من تقدّمت لها أم ناصر : تخشيّن الزين عنا وتتغليّن علينا ما ودج تسيّرين ؟ ما نسامح ترى حنّا الأصل ما تنسينا عشان ولد الرياض
ضحكت ما تدري وش تقول ولأن الأصوات تعالت أساساً بردود عليها حتى لو كانت لها نية الرد بيضيع صوتها بينهم ، أكلها الخجل حتى بجنب أمها سلاف مافيه مكان لكن بجنب عمّتها سوار - إخت أبوها عذبي - كان فيه مكان توجهت له مباشرة ولو إنه قريب من أقارب أم ناصر يلي وتّروها بالنظرات من البداية ، سكنت ملامح سلاف من سمعت همسات بجنبها عن بنتها ، عن نيّة أم ناصر السابقة بإنها تخطبها لناصر وعن القصص يلي كانت تُحاك طول السنين إنّ عقب جيرة لندن مستحيل ما تكون قصيد لناصر وتتمنى سلاف إن توقف هالأحاديث عندهم ما توصل للرجال ولا يسمعها ذياب ..
عضّت قصيد شفايفها لثواني هي تحس إن..
إن الأحاديث ، الهمسات ، كل شيء بالدنيا عنها وما تدري هو صدق إحساسها لكن من لمحت أمها كيف رفعت حواجبها هي عرفت إن فيه شيء ما عجبها ، أشّرت سلاف لها خفية عنهم من صار مكان بجنبها ، وتوجهت لها قصيد مباشرة هي تجلس بجنب أمها طبيعي لكن تعرف إن مافيه شيء طبيعي ، عدلت جلستها لثواني وهي تشوف وحدة من البنات دخلت المجلس من الباب الخارجي لكن أنظارها لا زالت للخلف ، الباب الخارجي هذا على جهة مجلس الرجال مو مثل الباب يلي دخلت منه قصيد وما تدري ليه هي حسّت بشعور غريب بقلبها ، سلّمت عليهم وهي تجلس بجنب سلاف من الجهة الأخرى لأن أخواتها هناك وسمعت قصيد همسها الخافت " قابلت واحد مو من عيالنا مو شكلهم "
وكان يكفي إنه يرجّف قلبها هي عرفت إنه ذياب ، بدون لا تكمّل هالبنت عرفت إنها تقصد ذياب لكنّها حرقت باطن يدها من إسترسلت هالبنت تمدح بهمس لكن توصل لقصيد إبتساماتها ، عن إنها لمحت شخص وقّف خطوتها ، صادفته وعينها طاحت بعينه عن إنه عينه حادة ، نظرته حادة ، وسيّارته سوداء كان نازل منها وقت لمحته ومقتل قصيد كلّه من همست إنه ضخم ، عريضة أكتافه وإنها من مدة طويلة ما شافت شخص مثله ومن همست ضاحكة " لو تقابلينه يغطيج لهالدرجة ماشاءالله !" هو يغطي قصيده بس ما يغطيّ أحد غيرها ولا يحق لها تقول عنه هالشيء ، رجفت يدها وهي تشتت أنظارها بعيد لكن إحترقت محاجرها تناظر أمها : بمشي أنا
قاطعتها أم ناصر يلي مدّت لها القهوة : ما بتروحين تو ما قلتي بسم الله وبتمشين ؟ ناصر يقول الذيب معهم
إبتسمت لثواني : منو الذيب ؟ هو اللي مع ناصر وعيالنا ؟
هزت أم ناصر بإيه وقبل تقول إنه زوج قصيد تعالت أصواتهم وسحبت البنت أم ناصر بهمس مذهول : يليق عليه إسمه ذيب ؟ ياويلي ماشاءالله خالتي تعالي بسألج
سلاف بهمس : إشربي فنجالك وتمشين ما يقولون شيء
حمّرت محاجرها تبرز بداخلها حتى أدقّ عروقها من كثر ما تحاول تكتم نفسها وعضّت شفايفها : ما تسمعين ؟
ناظرتها سلاف بهدوء بمعنى تجاهلي لكنّها نفضت الفنجال من يدها تطرحه عالأرض يتفتت زجاجه يبيّن إنه مو قصدها لكن هي قصدها ، هي جداً تقصد إنها تطيّحه لجل يشهقون ويسمّون وتنتهي جملتها يلي حرقت داخل قصيد كله " وعيني يلي طاحت بعينه وقصص الحب يلي كتبتها خالتي لا تبخرينها لي الله يخليج منهي مرته طيب أي وحدة ؟ " ، وأشرت أم ناصر على قصيد بهمس : قصيد مرته ! عينج طويلة يابنت
ورفعت أم ناصر صوتها بإنها بتصبّ لقصيد فنجال آخر وإن الشر إنكسر ما يهمها ومسكت قصيد يدها بحلف : لا خالتي خلاص يعطيك العافية ، والله ماتصبين خلاص ما قصرتي..
ما كان من سلاف كلام ..
_
صدمتها بنتها ، حركتها وتعرف إن الغيرة تسوي أشياء أكثر لكن من قصيد بنتها ؟ هي على رقّة شخصيتها ما توقعت لو لوهلة وحدة بإنّ ردّة فعلها بتكون بهالشكل وسكنت تمسح على يدها ما تقدر تلومها من تذكّرت هي وش كانت تسوي بدواعي الغيرة : يارب ما توصل للكفوف يا ماما ، يارب ما توصل للكفـ
وعضّت شفايفها من بترت بنتها كلّ حروفها لأنها رمقت هالبنت بنظرة وحيدة أحرّقتها وطلعت من بعدها تتلبّس الغرور والهدوء رغم إنّ سلاف تجزم إنها بتنفجر من الغضب وتركت الهمسات تزيد وراها ما تهتم لها ولهالسبب هي إبتسمت
الحين على حلاوتها ..
-
« عند ذيـاب »
ما بقى شتيمة ما شتمها بداخله ، من حرّ جوفه يلي حصل له هي لو قالت جارتهم هي نفسها أم ناصر " جامع كل ّ شيء تحبه قصيد لندن والكويت " مثل ما وصفته أمه ووصفته ورد ما جابها هنا ولا قرّب خطوتها عندهم ، من إنه يحاول يبيّن إنه ماهو معصب لكنه معصّب وما يمزح ولا يكذب وقت يقول إن كل مزاجه تعكّر ، وقف سيارته بالجهة المقابلة عشان ما تبقى قدام مدخل الحريم ونزل يرد على نصّار : نصّار
رفع حواجبه : ما سويت شيء والله العظيم والله ، ليش قلت لي نصّار جذي وش صار لـ
رص على أسنانه مباشرة : عدل لسانك لا أرجع لك
إبتسم نصار : برّد على قلبك برّد الظاهر الكويت دعست أعصابك واجد ما ودك حتى نسولف مثلهم ، على خشمي متى ناوي الرجعـ
ما كمّل نصّار كلامه يوسع عيونه من شتم ذياب يصد بأنظاره لأنه نزل من السيارة وبالوقت ذاته كانت بنت بتعديّ تدخل لداخل البيت لكن عينه طاحت بعينها ، صدّ بأنظاره وهو يشد عى قبضة يده وهمس نصّار بذهول : المدام جنبك ؟ عيب ذياب لا تسمعك البنت
عضّ شفايفه : نصّار وش عندك إخلص علي
إبتسم بخفيف : خرّبت عليك ؟ آسفين ما عندي شيء بس قلت بشوف وينك فجأة ترسل لي بالكويت وتختفي ما تقول شيء زيادة متى ما صرت فاضي كلمني السلام عليكم
سكّر وهو يناظر بيتهم ومشى لناحيتهم يسلّم ، يصافحهم ولو إنه ما يعرف منهم أحد كثير لكنّه يعرف الأصول هو ما بيوصل عند بيتهم ويشوف إجتماعهم ويتعّدى ما يسّلم ، هو يحس إنّ فيهم شيء وتأكدّ من شخص منهم شدّ على يده بشكل غريب كأن وده يقول شيء لكنه يردّه : عندك شيء ؟
هز راسه بالنفي ، ورفع عذبي حواجبه وهو يحس بحرّ ما قد حسه بحياته من توتر الموقف وإن حتى أبوه ، وعذبي الكبير ماهم موجودين هنا والواضح إنها بتصير شبكة بينهم لأن نظراتهم لذياب ماهي عادية وبالفعل نطق عمّ ناصر يلي طلع من المجلس : يقولون اللي أخذ قصيد هنا
عضّ فهد شفايفه من نظرة ذياب يلي رفع عينه وهمس : ضغط أعصابه ، بتصير هوشة بتصير هوشة ، عذبي هذا كريه ردّه
_
مسح عذبي على ملامحه بمعنى وش يسوي ووقّف نفسه من ناظر ذياب يدّ عم ناصر الممدودة ، ومن صافحه لكنّه قبض قلوبهم كلهم من طريقة مصافحته ونظرته ، ونطق ناصر يحاول يمنع القادم : ندش داخل ، ذياب الله يحييك عند الوالد
إبتسم عمه يشد على يد ذياب هو باقي للآن يصافحه وهمس له : عدواني إنت ، إنتبه لعينك
إبتسم ذياب بسخرية بنفس همسه : الحشمة لعمي تركي والظاهر إنك فهمتها من وقت ، تدرّك
ناظره لثواني : يعني حنّا مالنا حشمة ؟ هذا قصدك ؟
هز راسه بالنفي بصراحة : الحشمة لراعي الحشمة
كان المقصد إن طريقته غلط بإنه يوصفه بهالطريقة بين الرجال ، وضحك : نظام أهلّ أول ؟ تخجل من إسم البنت هو باقي أحد بهالتخلّف ؟
ناظره لأنه يحور كلامه على كيفه وإبتسم بهدوء : أخجل إن شنبك هذا على رجال
أبعد ذياب عنه ما وده يتشابك معه أكثر ، وتنفّس عذبي الصعداء من توتره لأن حوارهم ماكان مسموع لكن من قربهم ومن شدّتهم على يدّ بعض كأن حرب بينهم وما طال نفسه إنما كُتم مباشرة لأن عم ناصر يهمس بإنّه ما يتخيل يكون زوج قصيد بهالشكل وإنتبه إن أعصاب ذياب تضغط بشكل غير عادي لكنه يمسك صبره وطلع أبو ناصر : موقفين ذياب عند الباب ! حياك يبه
توقّع تركي بإنه بيرفض وما بيدخل ، وبالفعل كان منه الرفض يأشّر بيده بإنّه ما بيدخل و توتّر عذبي يناظر فهد وتركي من تعالت أصواتهم أبوناصر يحلف ، وذياب يحلف بشكل يوتّره والهمسات مزعجة : يارب ما تشبّ يارب
ولعلّ دعوته اسُتجيبت بطريقة أخرى من صوت رسالة وصلت لذياب عرف إنها من قصيد وبالفعل رفع ذياب يده بالسلام يودّعهم ويتوجه لسيارته لكن ضحك عم ناصر ومنع حروفه من لمح نظرة عذبي تجاهه : نعصّب ولد المحامي ؟ ما نقدر نتغشمر مع النسيب شكله ما يعرفنا
هز تركي راسه بالنفي بهدوء : إنت ما تعرفه
_
ضربت كامل أعصابه من طلعت قبل يقرب السيارة تجاهها ، وعصّب يرص على أسنانه يفتح لها الباب من الداخل : ما قلت لا جيت عندك تطلعين !
ناظرته لثواني فقط وهي تصدّ بعينها عنه تسكّر الباب ، وعضّ شفايفه هو توتّر وعصب لأنه ما يبي يكون بهالشكل عندها ودائماً يتوقع إن له على نفسه سلطان وزمام ما يعصب ومستحيل يعصب عليها هي ، ما تكلّمت كلمة وهي تشبك يديها ما بتقول له شيء عنها ولا عنّ عصبيته ورد على جواله بغضب : إيه ذياب
عرفت إنّ دائماً مكالمات شغله تبدأ بإنه يقول إسمه ، وما فيه وقت تفكّر إنها تحبّ هالحركة منه لأنه معصب ولأنها معصبة بالوقت ذاته وندمت قدّ شعر راسها إنها وافقت وجات لأنها عكّرت مزاجها ، ومزاجه يلي تبدّل لحدة أول مرة تشوفها وسكنت ملامحها من نطق بغضب " الفجر بكون عنده ونشوف " ..
قفل وهو يرمي جواله بعيد عنه ، وأخذّ نفس من أعماق قلبه هو ماهو من النوع يلي ينبّش الماضي لكنّ شدّت نبرته بغضب : آخر مرة تعتّبين بيتهم سمعتيني ؟
ناظرته لثواني وهي تشد على نفسها بالقوة ما تعصّب ، ما ودها تعصب وهو معصّب بالوقت ذاته وتنتظر المكان يلي بتوصل له معاه فقط هي تحترق من غضبها ما يتكرر بمسمعها شيء إلا مدحهم ، كلامهم وما تدري إنه بنفس إحتراقها لكن صار لها العلم من إنحرق جوفه كلّه بتساؤل وحيد : كنتي تبينه ؟ هو كان يبيك وأهله كلهم يبونك لا تـ
ناظرته بذهول تقاطعه : متأكد إنك تسألني هذا السؤال ! عن ناصـ
ضرب الدركسون بغضب : كنتي تبينه وإلا لا ما قلت إنطقي إسمه !
لأول مرة يصرخ عليها بهالشكل ، لأول مرة تحس إنها إرتعبت فعلاً منه ، غيّمت عينها مباشرة بدون محاولة منها حتى وما كان منها إلا كلمة وحيدة : ما بكلمك !
تمتم بالإستغفار وهو يحاول يستوعب نفسه وش يسوي ، يحاول يستوعب إنها قصيد الشاعر لكنه مو قادر يستوعب نفسه بالوقت ذاته هو بينفجر من غضبه ، بينفجر حتى الأرض ما توسعه : تحسّبيني ما شفت عينه ؟ ما شفتهم كلهم وتطلعين مع إنّي قايل لا تطلعين إلا لا صرت قدامك !
ناظرته لثواني بذهول : يعني فعلاً إنت تخاصمني رغم إنّك شبعت شوف لها ! فعلاً إنت تخاصمني عشانهم
نطق بعدم تصديق مباشر : شبعت شوف لمن أنا ؟
شدّت على نبرتها يلي رجفت تتخطّى قدرتها : ما بكلمك ! ما بكلمك إنت تعرف بنفسك
صدت بنظرها عنه للمكان يلي وصلوا له ويلي لأوّل مرة تشوفه،لأوّل مرة تدخل مكان مثل هالمكان رغم إنّ نصف عمرها بالكويت لكن لأوّل مرة تشوف هالجانب منها ولو ما حسبت الوقت والمسافة هي بتقول إنها طلعت من الكويت لكنّ تعرف إنها ما طلعت منها ولا بتطلع ، معاه هو بالذات على هالغضب ما بتطلع : إنزلي
رمى كلمة غضبه بدون لا ينتظر منها رّد يسكر الباب خلفه ، ووقت طال عدم نزولها هو فتح الباب بنفسه يرصّ على أسنانه فقط ما تكلّم ، لكن عينه تكلّمت ، نزلت لكنه يسبق حتى خطوتها للمكان وهي كل محاولاتها تجمّع شجاعتها ، ترجّع عينها صافية بدون غيومها الكثيرة وتوقّف رجفة قلبها وسط ضلوعها عكسه هو كل محاولاته يطفّي لهيب قلبه والشعور القبيح يلي يعتريه هو كلّ مقتله إنه يحشّم ، إنه يمسك أعصابه على حساب نفسه رغم إن محد يستاهل الحشمة فيهم وعضّ شفايفه جمر من نزلت عبايتها تتركها على الكرسي هي مالها نيّة تكلمه يعرف هالشيء لكنه ضحك من حرّ جوفه بتذكر : يبون يشوفونك ! يبون يشوفونك ويشوفونك كذا عساك إرتحتي ؟ عسى شبعت عينهم ؟
ناظرته لثواني بعدم تصديق ، وعصّب لأنها ما تردّ عليه لكنها تحرق قلبه ، ترمّده بكلّ حركة هي..
هي تسويها وصدّ عنها لأقّل من الثانية يشتم ، يشتمّ ويعض لسانه هو وده يقطعه لأن بيطلع منه كلام جارح وكلام ما يمرّ على مسامعها لكنّه بالنهاية إنفجر من غضبه : ما تقولين لي جيران لندن الـ….. ! ما تقولين لي منّ يكونون أنزل قدام قليل الأصل وودي إني قليل أصل وإبن كلب مثله لجل أحفر له ملامحه بالشارع على حركاته ! جايّ يقول الليّ أخذ بنت الشاعر هنا وما قال بنت الشاعر ! ما قال بنت الشاعر ….. ينطق إسمك قدامّي بينهم كلهم وما دّقيت له خشمه حشمة لك وحشمة لأبوك لكنّ والله ! والله بسماه إنّ رجعت له ورجّعتيني يمّهم وجبتّي الطاري حلقت له شنبه قدّام جاهته كلّها تسمعيني ؟
عضت شفايفها لأنه يصرخ فيها ويشتم بشكل يرعبها وحاولّت تثبّت نبرتها لكنّها عجزت ، حاولت تتكّلم لكن غيّمت عينها تثبّت رجلها يلي رجفت بالأرض : لا تكّلمني كذا
ما خفّت حدته لو ثانية : كلّميني ! لا كلّميني قولي ما معك حق يا ذياب ما معك حق تسألني تبينه وإلا ما تبينه هو من وساعة وجهه دقيقة ويقول تراك أخذتها من يديّنا كانت لولدنا ! وأقول لا تطلعين قبل أجيك وتطّلعين
قاطعته قبل يتكّلم أكثر ورجفت نبرتها غصباً عنها : مو من حقك تقول كلمة وحدة عن الشوف لو كان يشوفني وأنا بعبايتي وإنتّ شفتها وهي حتى حجاب ما عليها ! ما يحق لك تـخاصمني كـ
عصّب مباشرة يقاطعها : شفت مين أنا شفت ميّن ! يلـ
إستغفر وهو يعضّ شفته قبل يشتم ، قبل يستعمل إسلوب ما يحبّه قبل يلعن وناظرته لثواني : أوصفها لك عشان تعرف مين شفت ؟ ما تحاسبني على ناصر ونظراتهم وإنت بنفسك شفـتها وجات تـ
شتم يوقّف كل نفسها من غضبه ، من زلزل أركان قلبها بالغضب يكمّل بعد شتيمته : لا تقولين لي ناصر ! لا تقولين لي إبن أمه إيه مرّت من قدامي وحدة بالشارع لكن وش يدّريني عنها أنا وش يدّريني من تكون ! لو هي تمشي بدون راس ما دريت عنّها لا تقولين لي شفتها !
هزت راسها بالنفي لأنه معصّب ، وعضّت شفتها : هي تعرف من تكون وإنت شفتها هذا المهم ! هي ما شافتك هي وقفت قدامك تقول عنّ
عضّت شفتها مباشرة لأنه قرب منها وبترت حروفها هي بدون مقدمات لأنّها كانت أقوى وقت كان بعيد ، رجّعت خطوتها لكنه عصب : لا تبّعدين خطوتك كمّلي وش تقول ؟ تقول إنّي لمحتها صح إني دريت هي من تكون وإن عيني طاحت عندها ! تقول عن وش قوليلي قالت ذيّاب عينه بعيني ! قالت ذياب يدري عن هوى داري قالت ذياب إلتفت ليّ قالت ذياب فز لي !
ضربت صدره لأنه قريب منها ويوتّرها ، وعضّت شفتها : قالت ذيّاب يغطي يلي يقابله ! قالت لو تقابلك إنت تغطيها كلّه بسبب ظهرك الـ
كانت بتشتم ، ما تدري كيف تشتمه وهي تحبّه وهز راسه بـ
وهز راسه بإيه ينتظرها تشتّمه لكنها ضربت صدره للمرة الثانية وطلعت منها شتيمة ما تُعتبر : بسبب ظهرك الضخم هذا !
ضحك ، غصب عنه ضحك يمسح على شنبه : ورحّت يمها أنا قلت لها تعالي بغطيك ؟ قلت لها تعالي صدري صح ؟
غيّمت عيونها بشكل أكثف ، وعضّ شفته غصب عنه : خطّيت درب الكويت يلي ما أطيقها عشانها هي ! عشان سواد عينها جيت هالطريق ما جيت عشانك إنتِ صح ؟
ضربت صدره للمرة الثالثة : لا تجي عشاني لما تعصّب كذا ! لا تجي عشاني لما تصّرخ كذا ولا تجي عشاني لما تقول برجع الفجر وتروح الرياض كأنك ما جيت وإنت أصلاً ما كلمتني شفتها هي بس حتى أنا ما شـ
قاطعها مباشرة بغضب : حتى إنتِ ما شفتك ! ما رمى الجمر بصدري إلا إنتِ إستوعبي ! إستوعبي لا قرّبت منك مسكتي ثوبي ذيّاب صلاة ذيّاب جماعة ذيّاب لا والحين تجيني بعد ما كلّ العرب شافوك إلا ذياب يلي يشوف الحين ويعضّ الجمر ما يسويّ شيء لأنك تخجلين وتردّينه وتقولين عيني عندّها وهالنار ذيّ منها لأنها هي قدامي صح ماهو إنتِ !
إنتبه إنه عصّب بشكل مجنون ، بشكل سرّع نفسه ورجّفها هي تلمع عينها من كثر دموعها ولا ودّه يلمحها قدامه لأنّ وقتها بيعصب من نفسه ومن كلّ شيء تركه يعصّب يكون هو سبب بكاها ، أبعد خطوته عنها يعطيها ظهره ، يرجّع توازنه ويتماسك لكن ما حصل من لف لناحيتها وهي تمسح على خدها ، تحاول تاخذ نفس ونبض عُنقها هي بتبعد وما بتكلّمه صابت عينه بنظرّتها : لا تناظريني كذا
ثبتت نظرتها عليه تعرف إنّ عينها تحرقه أكثر من حروفها وبالفعل هو يحترق ، ما يتحمّلها هي ولا دلالها حتى بالخصام ، ما يتحمّل أفكار عقله بإن هي لو ما عزّم بتكون لغيره ما يتحمّل إن هي كانت بهالشكل ببيت ناصر حتى لو ما كانت عينه عليها يكفّي إنها كانت ببيته بهاللبس يلي ما يقدر يوصفه بكلمة غير إنه مُهلك ، إن غطىّ أكمامها هو كشف أكتافها ، جزء من فخذها ، ومقتله كلّه إنها وقت إنحنت تترك عبايتها على الكرسي إرتفع أعلاه يبيّن له خصرها ، ظهرها يلي غطّته هالمرة عنه لكنّه وضح له ، مقتله كلّه إنها حلوة بكل لون وكل شكل هي ما تحتاج تدّور لون مغري أو حتى لون يجذب هيّ لو تلبس الباهت يزهى عليها وهالمّرة لبست وردي ما يطيقه لكنّه صار هلاكه بس لأنه عليها وشّبت أعصابه كلها لأنها مو لعينه لوحده لكنّه يعرف كيف تكون له ، يعرف كيف تصير كلّها له بدون حد حتى لو هي نطقت لا ..
قرّب خطواته يرجّف كيّانها كلّه ما يهدأ فيها نبض قلب ، ولا نبض عنق ولا تخفّ منها رجفة عين هي بمجرد ما حاوط خصرها مسكت أعلى ذراعه : لا تقّربني وإنت بتمـ
وما كان منه السماع يسكّت حروفها بقُبلة ماهو بالصراخ والغضب ،
_
قُبلة حسّت منها إنه يشفي غليل جوفه فيها ، من حسّت بيده بنهاية راسها بوسط شعرها ولا تدري وش القادم لكنّها تخافه ، جداً تخافه ..
_
« الفجـر ، الريـاض »
عدلت وشاحها وهي تتأمل دباب نصار يلي بالزاوية ، ما تعرف هو ليه موجود هنا ولا تعرف وش أسباب وجوده ولا تدري نصّار موجود عندهم أو لا ، عدلت جلستها من طلع نهيّان من داخل البيت وهو يدندن وناظرته لثواني بتساؤل : نصار عندنا ؟ ليش دبابه هنا ؟
هز راسه بالنفي : نصار مسافر جاب ولده عندنا ننتبه له
شتت نظرها لأنها ما بتسأل متى ، ووين مكانه وسرعان ما شهقت بذهول من صوت الدباب يلي شغّله نهيان: نهيّان !
صعد على ظهره : هو قال إنتبه له ، ما قال لا تجرّبه
ناظرته لثواني من مدّ لها خوذة ، وهزت راسها بالنفي : طبعاً لا ، مستحيل معك إنت بالذات مستحيل
هز حاكم راسه بإيه بهدوء : معك إنت مستحيل ، بس مع نصّار عادي
ناظر نهيّان أبوه لثواني لأنه للآن من وقت رجوعه ما لقاه ، ونزل من على ظهر الدباب : صليت بالمسجد البعيد أنا
هز راسه بإيه بهدوء هو عنده علم ، وناظر ورد يلي ما ردّت عليه ولا إلتفتت له لأنه جاء من وراها : ورد معي حق ؟
هزت راسها بالنفي ما تدري وش تقول ، ولفت نظرها لأبوها يلي يحاوطه شماغه بدون عقال : رجعت من المسجد بدري ، مو عادتك ترجع قبل الشروق صار شيء ؟
هز راسه بالنفي بهدوء يوجه جوابه لورد ، وسؤاله لنهيّان : ما صار شيء ، تعرف له ؟
ناظر نهيان أبوه بعدم فهم ، وسرعان ما إستوعب : يمكن
ناظره حاكم بهدوء : ورني ، بعدها أضمن بنتي معك
ناظر أبوه لثواني وتوه يفهم مغزى جملته الأولى : يعني مع نصّار عادي تركب ورد لأنه هو سلطان دبابه وأنا لا ؟ بس يعني أبوذياب أحس إن مقصدك تجرحني بهالجملة تخاف على ورد بس ما تخاف علي أنا أجربه وبالطقاق عادي
هز راسه بإيه بهدوء : إنت يدك مسكته ، يد ورد ما جاته
هز نهيّان راسه بإيه : حق طال عمرك ، حق بس بعلّق على شيء واحد ما تحس إنك جبت العيد دقيقة وقت قلت مع نصّار عادي ؟ هو نصّار يحل لورد عشان تجرب دبابه ؟
خفق قلبها وسط ضلوعها بشكل رجّفها ، بشكل هلكها من لف أبوها نظره لها لثواني كأنه كشف داخلها كله بلحظة ونطق بهدوء مُستحيل ما تدري هو يدري إنها تفز لطاري نصّار وإنّه شافها أو ما يدري : لو ودها تجربه تركته يحلّ لها وهو ما يشوف دربه ، متى بيرجع نصار ووينه
رفع حواجبه بعدم معرفة : والله قال لي وين وجهته بس نسيتها ، الظاهر إنه بيحضر الإجتماع ويرجع على طول
هز راسه بإيه ، وطلعت ملاذ يلي يحاوطها جلالها ونظرت تجاه حاكم نظرة وحيدة فقط حسّت ورد إن خلفها خبايا ، وبالمثل حسّ حاكم يلي مشى للداخل
خلفها ورجع نهيّان على ظهر الدباب : يارب سلم
ناظرته لثواني : بتطلع ؟ بالدباب
هز راسه بالنفي بمعنى إنه بيجربه بساحة البيت فقط : صح إني مهايطي بس أطيح بالبيت تشوفني كاميرات أبوك ولا أطيح بالشارع تشوفني عيون الناس ، الثقل مهم
ضحكت وهي تهز راسها بإيه : ليش جايب هالآيسكريم كله ؟ صرت نهيان الطائي وإحنا ما ندري ؟
رفع أكتافه بعدم معرفة : مدري ، دخلت المحل وأمي ما حددت لي وش تبي جلست تفكر ، وشدن حددت ، وديم ما حددّت ، قلتله هات من كل وحدة ثنتين ويعلم الله إني خسرت بس لجل عين تكرم مدينة
إبتسمت لثواني بخفيف : لو كان لأمي لوحدها ، كان أخذت من كل نوع وحدة بس إنت الحين تقول من كل نوع ثنتين وتقول لجل عين تكرم مدينة ، نهيّان وش عندك ؟
هز راسه بإيه وهو يناظرها بسخرية : وأنا أقصد عين أمي وخاطرها على ديم يا قفطة يا بنت الحلوين
ضحكت لأنه كان بيسبّها لكن تراجع ، ونزّلت نظرها لدباب نصّار يلي عليه هالمرة نهيّان مو صاحبه الدائم وأشّر لها : شوفي كيف يقولون نزل نصّار من عرشه وتربع فوقه نهيّان
ضحكت وهي تهز راسها بإيه بثقة : لا تصرخ طيب عرفنا إسمك نهيّان وسمعنا صوت الدباب بس أص شوي
أشّر لها بمعنى شوفيني وضحكت ترجع على الكرسي تتأمّله هو أخذ البيت كلّه من أمامه وقدامه وخلف الملحق ورجع يقّرب منها بنشوة فرح عامرة : طلع شعوره حلو متأكدة ما تبين ؟ شوفي ما طحت ترى لعبتي هالدباب أكثر من نصار خلاص قفلت ملفه
ضحكت ، حمّرت ملامحها من ضحكها وهي تحاول توصف له شكله إنه متحمّس لكن هو مو جالس يسرع إنما على مهله : قفّلت ملفهم كلهم ما بقيت لأحد شيء
هز راسه بإيه وهو يمسح يديه المتعرقة ويمدّ لها الخوذة ، وضحكت : تعطيني الخوذة وإنت لك ساعة تدور بدونها وشوي وتطيح بس راسك ما يحتاج حماية صح ؟
هز راسه بإيه : راسي عادي يصير له شيء لو طحت لا سمح الله بس لو إنتِ جيتي ولا قدّر الله طحنا ، ما يجيك شيء لأن لو طاح راسك ينكسر لي أنا سبعين ضلع
إبتسمت لثواني : يكسرهم حاكم ؟
هز راسه بالنفي : أكسرهم أنا قبل حاكم ما يضرّك شيء ، وبعدين أنا هبدت من فوق ناقة وفوق حصان وفوق طاولة وفوق كرسي وحصيلي منها علامات الجمال يلي بوجهي كلّها ما تضرني علامة جمال جديدة صح وإلا
ضحكت لأن يلي يركز بوجه نهيّان وجبينه إلا ما ينتبه على إنتفاخ بسيط بيمين جبينه ، آثار غرز وجروح حتى بنهاية شنبه وضحكت لأنه متصالح معاها جداً ، يفتخر فيها وبحكاياتها ..
_
« بالداخـل »
نزلت جلال صلاتها تتركه على سجادتها وإنتبه إنهّا كانت تصلي بمكتبه ، ناظرته لثواني طويلة عرف من بعدها إنّها تدري ، إن الخبر عندها …
_
إن الخبر عندها وينتظر كيف بتعصف فيه وكيف بتبكي هي وتدمي قلبه بكلامها عن ذياب ، عن تقصيره هو بدوره كأبّ بحياته ، ينتظر هي تأنّبه لجل يكره نفسه ينتظرها ترمي بشاعته له بوجهه لأنه يدري بكونه بشع ، يدري بإنه بشع من وقت شبابه بتعامله مع الكل وإن الحكايا تروى بإنه جلف ما يُقرب وإن ما كسر شوكته وليّن أطباعه إلا ملاذ لكن الواضح إنه هو ما لان ، هو ترّفق معها ومع ورد ونهيّان لكن ذياب كسر فيه ظهره وحيله لأنه مثله ، لأنه يشبهه وميّلت ملاذ شفايفها بهدوء : شفت صكّ البيت ، بيت نهيان لذياب من أول ما دخّلته البيت شفته ، عرفته ، وعرفت ليه وقت جاء ذيّاب يبوس راسي شلع قلبي معاه وقت طلع من البيت ، وقت كنت أشوف ظهره ، وقت إنحنى راسه لأول مرة قدامي حاكم هو يحسّب إني ما شفته لكن أنا فزّيت للشباك ، قمت أشوفه كيف إرتخى ظهره وكيف مسح راسه وكيف ركب سيارته لأول مرة ، لأول مرة بحياتي أشوفه مكسور حاكم
ما كان منه كلام هزّت كل قلبه بكلامها ، وهزت راسها بإيه من تجمّعت دموعها بمحاجرها : أحيان تدري ، أقول الخطأ كلّه مني أنا ، أنا كبّرتك إنت بعينه راحت طفولته ركض عشان يرضيك ، كبّرتك بعينه كلّ حكايا قبل النوم عنّك إنت ، عن رجولتك إنت وعن عظمتك إنت حتى الشين منك كنت أزّينه بعينه ، كنت أمسح على راسه بنفسي أقوله وتكبر ، تصير رجّال مثل أبوك ما دريت إني عدمته بنفسي ، ما دريت إنيّ حمّلته هم من طفولته كيف يصير رجّال بعينك وهو ولد الست والسبع سنين يقول لك الشيء العادي وما يكذب ولا يبيّن إنه قوي ، يقول لك الشيء يلي ما يضرّه هو ولا يبيّنه بالضعف عندك ..
حس إنها بتحترق من كثر ما تحمّل نفسها الخطأ ، وهز راسه بالنفي : ذياب خطاي أنا ، ماهو خطاك إنتِ
رقّ قلبها ، وسّطر حاكم إعترافه الأول : إنتِ تحكين الحكايا ، تقولين الرواية ، أنا كنت أثبت له بنفسي من أكون ، كنت أبيه يعرف إن الدنيا كلّها تخافني ما يلحقه ضيم وإسمي وراه لكنّي صديت دربه عني ، ما قلت له أبوك أنا تعال وكلّمني وتاخذ حقك بيدّك ، ما قلت له أبوك أنا ماني الفريق حاكم عندك
عضّت شفايفها لثواني طويلة ، ورجاء وحيد ما ودّها يخيب من حاكم : تدري نهيّان قال لي ما تقدرين يابكر فارس ؟ قال لي ذيّاب وحاكم ما تقدرين عليهم ؟
سكنت ملامحه مباشرة هو قال لها تقدر كيف تغيّر رايه ومتى ، وأخذت نفس من أعماق قلبها : قال كان الأمل بك قلت من قيّدت حاكم مره تقيّده مرتين وتقيّد ولده ، لكنّي من الحين أشوف وأحسّ ما بترّدينهم عن بعضهم ، ولا بتمسكينهم عن بعضهم لكنّي أحاول بحياتي وبعد عيني إني أرتجي عطف ذياب مو أعصاب حاكم
صابت قلبه بجملتها الأخيرة ..
بكّت أعصابه التالفة دم هو ما شرحها له ، ما شرحها حتى لملاذ لكنّ هي تفّصلت قدام عينه بشكل قبض له قلبه وليه توّه يدري عنها بعد كل هالسنين ، ليه توّه يدري إن نهيان غاسل يدّه من مدة ووقت كان يكرر كل ما إشتدّ عليه تعبه" الحمدلله الليّ عطاني من العمر كفايتي ، والله يقّنعني ولو إني عبد طمّاع وده يعيش باقي عمره يضمن حياة ذيّاب ماهو غيره لكن الله له التدبير ، وله الحكمة ، وحنّا لنا الرضى " ، تفتتّ قلبه هو ما تجاوز تذكّره الأول لجملة من نهيّان إن خَلَاص ذياب ومنجاه منه تحت رجله وكان يعني البيت لكنّ من بر ذياب به هو ما راح عنّه ولا سمع عنه أبوه طول السنين من برّه وإنه ما يهدده بالبعد رغم إنه يقدر ، هو ما تجاوز الكف يلي خطّته يده على خدّ ولده والحين ما بيتجاوز إن نهيّان كان يشوف ، يشوف إنّ رجاه كلّه وحبل تثبيت العلاقة الوحيد بينه وبين ولده هو عطفه ، عطف ذيّاب وحبه له مو أعصابه هو وتدمّر كله لأن فعلاً أعصابه وعصبّيته هي حطمت كل شيء بينه وبين ولده ، هيّ تركته يسطّر كف جبروت على خدّ ولده وهو بعز رجولته وشبابه ، هي تركته يعضّ الجمر ما يعترف لولده برجولته بنفسه ، هي تركته يقطع رجول الشّخص يلي عمره ما تغيّب عنه بصلاة جمعة عنه ولأول مرة ، لأول مرة يستثقل حاكم الجمعة لأنه يدري بيصليها لحاله كتف ولده ما يجاوره هو مهما عصف بذيّاب ، مهما شتمه ، مهما قللّ من قدره طوال إسبوع كامل كان يضغط غروره وأعصابه صلاة الجمعة ما يفّوتها بجنب أبوه ولا يجي جيّة المجبر ، يجيّ جية السند والراضي المُرضى ..
مقتله كله إنّ جده نهيّان يلي كل عمره يربيّه ، يعلمه صوابه من خطاه وقت قرّبت منيته ما قال حاكم تربيتي بيمسك الزمام ويعرف يتفاهم مع ولده ، ما قال حاكم تربيتي يلي مسك آل سليمان ويحلّ كل مشاكلهم هو بيحلّ مشاكله مع ولده بنفسه ، ما قال حاكم يقدر يكون لذيّاب مثل ما كنت أنا لحاكم نفسه قال يرتجي عطف ذيّاب ، يرتجي عطف ذياب وتحشرج صوته لأول مرة : إطلعي
هزت راسها بالنفي ، وناظرته بحرقة مستحيلة هي ما سمعت وش يقول : الطفل على ما تربيه حاكم ، الطفل على ما تربيّه إحنا ربيّنا ذياب سمّاع لحاجاتنا ما ربيّناه نسمع حاجته ، ربيّناه تربية الكبير ، عاملناه معاملة الكبير وحمّلناه هم الكبير ، ربيّناه تربية الأم والأب الجدد يلي يجرّبون شخصياتهم على بكرهم نجرب فيه شخصياتنا وعدّلنا أخطائنا معه بأخوانه ما رجعنا نصححّ معه ، الخطأ مني ومنك ماهو من واحد منّا ما أعاتبك وأنا معك بالخطأ نفسه ، ما أعاتبك وأنا كنت أقول له خلّك رجال بعين أبوك أبوك مابه أقوى منه ، وإنت تقول له لو جاك شيء …
لو جاك شيء لا تعلّم أمك تشيل الهم والوحيد يلي كان يراعيه يعرف سريرته غابت شمسه عنه ، ماهو خطاه ياحاكم هو أقصى قدرته يبرّ ويبقى ويسكت وما يتكلم والباقي أنا وإنت شيّدناه ، ما بسألك وش صار بينكم تركه يترك البيت وتركك إنت تنبّش عن هالصكّ ويسود وجهك من بعده ، ما بسألك لأني أخاف الجواب حاكم ، أخاف إنها كسرة ما تجبر بقلبه ولا أنا ولا إنت فينا حيل نناقشها ونعيشها بس مهما صار ، مهما صار لا تقول ذيّاب مخطي ، ذيّاب خطاه الوحيد إنه من صغره للحين يشوفك إنت كل مداه والله وحده يعلم مافي القلوب لكنّي أجزم ، أجزم إنه على وجه هالأرض كلها ما فيه أحد يحبّك كثر ما يحبك ذياب ، كثر ما يشوفك إنت كل شيء عنده تدري يكّلمني اليوم أول سؤاله عنك ؟ أبوي وينه وكيف حاله ناقصكم شيء تبون شيء
ضيّقت له نفسه من كلمتها ، من كمّلت وهي تاخذ نفس من أعماق قلبها : خطوته ساقته للكويت ، يدّور المستراح ياحاكم متى جارت عليه الرياض وخيامه تبعّده ؟
هز حاكم راسه بالنفي بهدوء : راح يبي زوجته ، تريّحه
ضحكت وهي تناظره لثواني : وقلب ذيّاب لو هو نار ما يمس قصيد من شراره شيء ، راح لها يشوفها ما يشتكي ويخفف ما بجوفه بالشوف لكن يتكلّم ؟ يعلمها وش بقلبه ؟ يترك قلبها يشيل همّه ؟ ما يسويها وإنت تدري..
ناظرها لثواني هو ودّه يصرخ لها إن هذا بلاء ولدهم ، هذا بلاه هو ما يتكلم هو دايما يشيل الحمل بنفسه وما يشتكي ، هزّت راسها بإيه تبدّل حاله لألف حال وحال : تذكر أمي فاطمة وش تقول عن ذيّاب ؟ تقول هذا الولد قلبه وقلب الطير الرهيف واحد إن جار عليه زمانه هو على أحبابه ما يجور ..
_
« الكويـت »
فتحت عيونها لثواني بسيطة ورجعت تغمضها من جديد من هبّت عليها ريحة عطره ، يمكن هي تحلم كيف أولّ صحوتها وأول نفس أخذته بإدراك يحمل معاه عطره وهو ماهو جنبها مستحيل يكون جنبها ، مافتحت عينها إنما رفعت يدها لخصلات شعرها تبعدها عن ملامحها وسكن قلبها لوقت طويل من إستقرار وجوده بداخلها وشعور غريب إعترى قلبها يشدّ فيها نبضها مع كل تحسسّ منها يحصل لوجهها ، وكانت دقائق ، دقائق هي ضمّت يدها لشفايفها فيها بحركة من طفولتها ما تفارقها ، وشدّت لحافها عليها لكن ما كان لحافها الناعم يلي تعوّدته كان شيء آخر ، شيء يجتمع بداخله ريحة الحطب وعطر ذيّاب وسكنت ملامحها لوقت طويل تفتح عيونها من إستوعبت إنها فروته ، من إستوعبت المكان والمدى يلي فتحت عينها عليه ما كانت غرفتها ولا كان مكان تعرفه كان بيت شعر سكّن لها قلبها كله ما تستوعبه ، هي نايمة بزاوية من زواياه وجلست لثواني تغطي فخذها ، تضمّ فروته عليها من البرودة يلي حسّتها وتحاول تـ
تستوعب حتى كعبها ما لبسته إنما توجهت لبابه مباشرة : ذيـا
ما كمّلت حتى نطقها لإسمه كان شماغه معلّق على طرف الباب بجنبها ، من شدّ نبضها كله من لمحت ظهره يلي يقابلها ، جالس بالجلسة قدام بيت الشعر بهدوء لمسته من أكتافه ، من سكونه ومن رجع يده للخلف على ظهر الكرسي يرفع نظره للسماء لوقت طويل هزّ فيه قلب قصيد كله ، ما تدري كيف غفت ، ولا تدري وش حصل هي تدري إنه كان يقبّلها ، تدري إنها حسّت فيه جمرة بحضنها من تمنّعه ، تدري إنه غرّق وجهه بعنقها لأنه ما يبيها تشوف ملامحه لكنها كانت تحسّها ، تدري إنها كانت ترمي الثلج من برودة أطرافها بكل مرّة تشد فيها على كتفه بكلّ مرة تلمس فيها وجهه المحترق ، بكل مرة كان يقبّلها وترجع خطوته معاها لبيت الشعر ، بكلّ مرة كان يمسك فيها خصرها وبآخر مرة حسّت ببرودة ظهرها لأن سحاب فستانها ما صار مُغلق صار بيّده ووقت هي غصب عنها دخّلت أصابعها بين أزرار ثوبه للمرة الثانية وما رفعت نظرها له ، نهائياً ما رفعت عينها له لأنها بقيت بحضنه وبقيت يدها بمحلها من شعور الكشف يلي حسّته بمجرد ما توسع فستانها بسبب فتحه للسحاب وهذا آخر شيء تذكره ، شدّت فروته هي ما تعرف وش حصل ولا تحس بفستانها هو مغلق هو مفتوح وجالت أنظارها للمدى حولها هي مزرعة ، متأكدة بإنها مزرعة من النخيل والشجر الكثير فيها ، من بيت الشعر الوحيد يلي يتوسطها ومن الجلسة صاحبة الأربع كراسي وطاولة وحيدة بالمنتصف أمامها ، من جزء صغير بجهة بعيدة تتوقع إنه بيت بداخله باقي الإحتياجات لكن شعورها ما كان تجاه شيء إلا إنّها تحسه مكان ذياب ، ذيّاب صاحب مثل هالأماكن الواسعة ، بيت الشعر أساسه ورجف قلبها من تذكرت أبوها وقت يقول لها عنّه " أصلي أنا بيتي شعر … " لكن هالمرة ماهو بالبر ، هالمرّة بقلب الكويت يلي هي تعودت على جانب منها ما يضمّ بيوت الشعر ولا يضم النخيل بين زواياه والحين هي تشوف الكويت معه وعرفت ليه يقولون عنّه ذيب طاغي لأنه هو يحددّ مكانه وعالمه ما يتقيّد ولا يحدده شيء ..
سمع صوتها من أول ما نطقت بإسمه وبترته ، من ضاعت هي تغرق بعالم أفكارها وضيّعته هو من لف لناحيتها توقف على باب الشعر ، يتبعثر شكلها جزئياً وتضمّ فروته ، رجّع ستار الثبات على عينه من إنتبهت له ، لإلتفاته ومن مشيت خطوتها له تجلس بجنبه من فتح ذراعه لها لكن ضاع منها كل المدى والثبّات من إختار إنها تكون بحضنه ماهو جنبه ، من صارت بحضنه بدون إدراك منها ومن فتح الفروة يلي هي ضمتها عليها تغطيّها كلها هو يكشف أفعاله يلي هي ما لمحتها للآن، خفّت نظرته وبرد قلبها من إنحنى يستقرّ راسه على صدرها ومدّت يدها بعد تـ
_
بعد تردد طويل لشعره وهي تحس بقلبها يرجف وسط ضلوعها لكنّها ما تدري ليه حست إنه ما يحتاج حروفها قد ما يحتاج وقت طويل يتوارى فيه بحضنها عن باقي الدنيا وبالفعل كانت حاجة ذيّاب لهالشيء ، حاوطها بيده وما رفع راسه لو ثانية وحدة عن حضنها هي هدّت حيله بداية ، وهدّت حيله هواجيسه يلي نهشت له كل عقله تجاه كل الأمور آخرها إنه بيرجع للرياض مُجبر بأسرع وقت ممكن ، شدّت قلبه بين يديها من حس بيدها يلي تتخلل بشعره ومن همست بعد ثواني : بتكلمني ؟
بتر كل حروفها من حسّته يقبلها ، قبلة طويلة إستقرت بنهاية عنقها من الأمام ينبض من خلفها عرق عنقها ورجّفتها هي بحضنه ، شتت نظرها عنه هي ودها تبعد عن حضنه لكنه شد إحكام يده على خصرها : أكلمك
هزت راسها بالنفي ، ونبض كيانها كله من رفع يده لعرق عنقها يتركه ينبض تحت يده : كلّمت بابا ؟ ما ينام لو ما كنت موجودة وكنت بكلّمه بس ذياب
هي بترت كلمتها الأخيرة قبل تبرر ليه ما كلّمته وبدّلتها بنطق لإسمه لإنه وتّر مشاعرها بيده ، وهز راسه بإيه بهدوء : كلمته ، ويدري إنك معي وبتبقين معي لين أرجع الرياض
ناظرته لثواني من وتّر شعورها كله يرجع نفسه لموضعه الأول ، لحضنها لدقائق أطول ذوّب فيها عظامها وكانت منها الجراءة بعد لحظات بسيطة إنها تمد يدها لوجهه من الأسفل ، لدقنه بالذات ترفع نظره و وجهه لها وعرف إنها تحترق من الخجل يلي المفروض يداريه بعد ما همسّت بكلمة وحيدة " كلمني " ، وردّ هو : أكلمك
رغم إنّ ملامحها شبت ضوء من خجلها ، من توترها المستحيل لكنها هزت راسها بإيه : عنك ، عن الرياض
هز راسه بإيه ينتظرها تكمّل تعدادها وبالفعل كمّلت : عن الخيام ، الحلال ، الصقر ، عننا إحنا ما كلّمتني
ناظرها لثواني طويلة من نزلت عينها عنه لحضنه لأنه يسهى بعينها حتى وهي تتكلم ، ورجع يعدل أكتافه بهدوء يغطيها بفروته ويطلع شعرها من داخلها وناظرته لثواني بسيطة تكلّم من بعدها : بكلمك ، بس الصلاة أول
إبتسمت لأنه يرد لها حركتها وقت ردّته ببيتهم وقالت الصلاة ، وجلست على الكرسي تضمّ الفروة عليها من وقف هو : بجيك الحين خلّك هنا
هزت راسها بإيه ، وتوجه لناحية بيت الشعر وسكن قلبها من لفت نظرها له تشوفه رفع يده ياخذ شماغه ويترك العقال بمكانه ، وسكن قلبها من إنحنى بين يديه يجمّع كعبها ويمشي لها هي ما إنتبهت إن يدها على شفايفها ورفع حواجبه يترك الكعب تحت أقدامها : فيك شيء ؟
هزت راسها بالنفي بتساؤل متردد : متى بترجع الرياض
ما كان منه الجواب يناظرها لثواني بسيطة يلبس شماغه ، وما تكلّمت أكثر إنما نزلت قدمها عن الكرسي لكعبها ، وتنحنح ما يصّد بنظره هي ما تتعمّد
ما تتعمّد تهلكه بحركاتها لكن كل حركة منها ما تجيه عادية نهائياً لو ترجع شعرها وراء ظهرها هي تشد فيه كلّ قلبه كيف وقت تنزّل قدمها ، يُكشف فخذها ووقت تلبس كعبها بهالطريقة ما يدري هو يشوفه شيء مو عادي أو هي مو عادية كلّها لعينه ورُفع صوت الصلاة يستعجله بتركها : تعالي ، تشوفين المكان وتجلسين به على ما أرجع من المسجد أزين لك من هنا
هزت راسها بإيه وهي توقف معاه ، وناظرها لثواني بهدوء : لو ودّك تنزلينها ما بسوي شيء ، لا تخافين
هزت راسها بالنفي تمثّل الغباء جزئياً : الجو بارد أبيها
هز راسه بإيه ما إنطوت عليه ، وتوجه لداخل البيت يفتح بابه وأنواره يطمّنها عليه : لا تطلعين إلا إذا جيت ، ما بيجي أحد بس خلّك هنا لين أرجع وكل شيء تبينه موجود
هزت راسها بإيه ، ومشى للخارج وتوجهت هي للمغسلة مباشرة تدور البرودة منها من حرارة مشاعرها ..
_
طلع للمسجد القريب وهو يشوف جواله ، رسائل كثيرة عن ضرورة رجوعه ، عن تحديد موعد مباشرته بالعمل يلي بيكون من الصباح بكرة لكن قبله إجتماعين ، عن إحتمالية غيابه لمدة طويلة عن نفسه ، بيته ، أهله لأن بتكون فيه فترة طويلة بين رجوعه الفعلي وبين إعلان رجوعه للملأ لأن لو حصل ، بتصير هزّة بوسط عملهم كيف شخص ينزل القيد فيه ويرجع بعد فترة بسيطة لمنصب أعلى وبتوجه أعلى لكن قبل رجوعه بيقاسي المرّ ويعاشره هو يدري بهالشيء ، أخذ نفس من أعماق قلبه وهو يدري إن زمانه يجرّ رجله ، يدري إنه وقت صافح المستشار وصاحب السمو هو كتب مرسوم موته بنفسه ومرسوم دخوله لدنيا ما يحبّها أبسط الخطأ منه يزيله عن وجه الأرض يغيّب شمسه عنه لكن ماكان له مناص ، ماكان له مهرب وردّ ، رفع يده لشنبه يركّز نفسه ويضيع تفكيره عن إن زمانه يجرّه لأشياء ما ودّه يعاشرها ولا يقربّها لأن بكفة موجودة قصيد ، وبكفة موجود شغله يلي بياخذ منه كلّ وقته ورفع يدّه لجبينه بندم جزئي يهمس لنفسه : ليتني ما عديت ، ليتني دريت إنك تجّرني لدرب ما أوده
_
أخذت نفس وهي تترك عبايتها بعيد عنها بعد ما أنهت صلاتها ، عجزت عن نهاية السحاب ما قدرت تسكّرها وتركته براحته لأنه بترجع تلبس فروته ما بتفارقها وجلست على الكنب لثواني بسيطة ما ودها تستحضر شيء من أمسها ، ما ودها تستوعب شيء وتوجهت للمطبخ لكن سكنت ملامحها من مرّت عينها على المرايا ، على نفسها بدون الفروة وتبدّلت ملامحها مباشرة تشتعل خجل ، تشتعل ذهول ما تدري هي لو ضمّت فستانها من اليوم لعشر أيام قدام ما بتغطيّ فعايله وسكنت ملامحها هو وقّف عند هالحد ؟ صار شيء أكثر المفروض إنه ما يصير وتبدّلت مشاعرها لخوف لا نهائي يتوسّط بطنها ، ما قدرت تمشي خطوة إنما رجعت تجلس بمكانها وسكن قلبها لوقت طويل بهمس : مستحيل ما صار مستحيل
دخل وهو يترك الأكياس يلي بيده على الطاولة ، ولمح إنخطاف ملامحها ونظرتها المرتعبة له : صار شيء ؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة ، كيف تسأله لو قربها أو ما قربها وإنتبه على أفعاله يلي توضّحت له الحين أكثر من النور ورفع حواجبه ياخذ مويا من الأكياس يلي جابها وهو يفتحها ويجلس بجنبها : هاك
ما تكلّمت ، أخذت المويا منه وهي تشرب منها وفتح جواله لثواني كانت تكفي تزيد صداعها هو ما بيفهم لو ما قالت بنفسها وجربت السؤال ، وعدل جلسته بهدوء : تبدّلتي ، وش صار بالدقائق يلي غبت فيها
ناظرته لثواني ، وعضّت شفايفها لألف مرة قبل تسأل وتجرب هو عرف قصدها ، لكن يبيها تسأله بالصريح وتّوردت ملامحها : ما صار شيء بيننا
رفع حواجبه لثواني : شيء مثل ؟
خطف نفسها من رجع يكرر سؤاله وهي ما تقوى تقول شيء أكثر ، وإبتسم لأنها ترتعب منه لمح هالشيء : عشر دقايق غبت فيها فكّرتي تخافين مني الحين ؟ وإن صار شيء هو حرام ؟ هو غلط ؟
سكنت ملامحها ما تتخيّله يكون بهالتفكير ، قلب كيانها كلّه لو حصل فعلاً ، لو فعلاً حصل وهو يكلمها بكل هالأريحية ما بيتغيّر شيء واحد فقط ، بيتغيّر كل شيء حتى لهفتها له بتصير كره ، حتى شعورها الطاغي من كل لمسة منه بيصير تقرّف ماهو أبسط ولا أهون ، عدل كتفه بهدوء تام هو لمح إنه خطفها من نفسها ، إنه رجف كيانها كلّه يغيّم عيونها وناظر وسط عينها بهدوء : ما قلتي لي تم على الزواج وما أجيك جيّة الردي لو إني زوجك ولو إنك حلالي ، أنا رجال عند كلمته لو حياته مقيّدة بلمسك وإنتِ ما تبين ما لمستك نمتي بحضني ، وتركتك نايمة
مسحت على ملامحها تستدرك نفسها وتزيل الشكوك ووقع عينه عليها ، تلّون حتى أنفها باللون الأحمر من الرعب يلي حسته وسكن كيانه كله من قرّبت جلوسها جنبه تتكي على كتفه ، صار راسها بين عنقه وكتفه لثواني طويلة ومد يده خلف ظهرها : أنا لا تخافيني
_
عضّت شفايفها لثواني وهي ما تدري وش تقول ، لكن تغيّرت منها حتى نبرتها بهمس من قبل راسها : بخافك ، لو ما كنت تكلّمني بس تخاصمني ، تعرف تخاصمني وتعرف تقربّ بس ليش ما تعرف تكلمني
ناظرها لثواني وهو يمد يده الأخرى ينزل يدها عن شفايفها يضمها تحت يده ويحاورها بطريقتها : بعرف أكلمك ، قلتي الخيام ، والحلال ، والصقر والرياض ، وحنّا
هزت راسها بإيه وهي تناظره ، ونزل نظره لها لثواني بسيطة : عني وعنك أخذتي الجواب ، الخيام على ماهي ، والحلال شفتيه قلتي لي ، الصقر بمكانه ، والرياض
سكتت حروفه عند الرياض لوقت طويل حسّت إن خلفه ألف وجع ، وشتت نظره بهدوء يشد على يدها : راجع لها
ناظرته لثواني بتساؤل : تحب القليل ، المختصر ليش ؟ ليش ما تقول الخيام أبيك معي فيها ، ليش ما تقول الحلال غيّرته لحلال ثاني بسولف لك عنه ، ليش ما تقول الصقر أمس أخذته معي البيت لأن ودي فيه ولأني أحبه ، ليش ما تقول لي عن بيتك ، عنك إنت وعن الرياض يلي تحبّها بس تركتها عشـ
قطعت حروفها من إنتبهت لكثير سوالفها " والأريحية " منها ويلي هو يسمعها بإنصات شديد ، وناظرها لثواني طويلة ما يستوعب حروفها لكن توّردت ملامحها : ما أقصد الكلام كله ما أعنيه بس أقصد كثير الحروف مو أحلى ؟
هزّت له ضلوعه ، وناظرها بهدوء : تبين الخيام ؟ معي
ناظرته لثواني كأنها تستغرب سؤاله وصدمته ، وإنتبه إنه ما إستوعب ولا تخيّل بحياته تكون هي رغبة منها تبي الخيام معاه ورجعت تتكيّ على كتفه ، أشبه بالحضن وحاوط ظهرها أكثر يضمّ حتى خصرها ويقبّل راسها لثواني طويلة : آخذك الخيام معي ، لو تبين الرياض اليوم ترجعينها معي لا رجعت وتشوفينها
ميّلت شفايفها لثواني بتساؤل : ماما صوّرت ، حلالك يعني لما كان يقطع الخط تدري إن طول الوقت كنت أشوف الصورة وأفكر ليش صار كذا ؟ يعني ما أفهم فيها بابا يقول مجاهيم وواضحة مدري إسمها وش يكون بس أفهم إن الأول كان لونه فاتح ، والجديد غامق
إبتسم بخفيف وهو يعدّل لها : وُضح ، ماهي واضحة
هزت راسها بإيه وهي تميل شفايفها : طيب وكلامي الباقي
عدل كتفه : وريني الصورة
عدلت جلوسها وهي بتوقف لجوالها البعيد ، وتذكّرت سحاب فستانها المفتوح باقي وجلست لثواني : ذياب
رفع يده يلي على ظهرها يكمّل سحابها يغلقه ، وتوّردت ملامحها لأنه كان يدري ومع ذلك يبيها تقوم ورجع ظهره للخلف بأريحية كأنه ما يسوي شيء ، ولا يعرف شيء ..
_
« قريـب الخيـام ، قبل الشروق »
ناظرت المدى الواسع أمامها ، الخيام المشيّدة يلي يظهر النور من بينها يوضّحها قبل ما توضّحها الشمس ، بيت الشعر الواسع المُهيب يلي كانت تسمع قصصه من وقت طويل ما يملّ
_
ولا يقصرون عنه ضيوفه وهنا ، هنا بهالبقعة من الصحراء كان ضجيج ضيوف آل سليمان يومياً ، ضيوف كبيرهم نهيّان آل سليمان يلي بمجرد ما قرر تكون الخيام داره تحوّلوا ضيوفه من مجالس الرياض لمجالس البر ، لبيوت الشعر وتذكر للآن كيف ضجّت الصحراء الخالية بأصوات ضرب الفناجيل بالدلال ، أصوات غسلها وأصوات ركض القهوجية بها للكل كانت تسمع الحكايا المهيبة عنهم ، عن قوّتهم والحين كبر بها عمرها توقف على التلّ البعيد تراقب خُلوّها وشدت على العكاز يلي تحت يدها : صارت لحفيده ، سمي الذيب
هزت راسها بإيه : صارت له وماهو مثل جده مثل ما كنتي تقولين لنا عنه ، ما يستقبل أحد هنا ولا يقرب أحد حماه
ميّلت شفايفها لثواني بهمس متذكّر : ما كانت هالديار تفضى من الرجال الكثار عرب يتبعونهم عرب ، ما توقف شبّة النار فيها ولا يوقف حب الخشوم ، ما توقّف الذبايح ولا يوقف ركض القهوجي بين هالشنب وهالشنب
قطعت كلامها يلي ما كان يسمعه غيرها وهي توجّه نظرها للحلال ، توجّه نظرها للمجاهيم الضخمة يلي يراعيها أربع رُعاة بدل الواحد وهذا أول مرة تشوفه وهمست بهدوء من كان راعي يفتح للإبل الطريق ، وراعي آخر فوق أحدهم ، وراعي آخر يرتّب من خلفهم ، والأخير لقط عصاه من على التراب يركض قبلهم يتبعونه ، كان منظرها مُهيب كيف تتبع بعضها أشبه بالموكب المستحيل : قوي بأس
ناظرتها لثواني من لفّت عكازها تنزل عن التل للجهة الأخرى ، للجهة يلي ما تبيّنها لخيام آل سليمان ولا تبيّن خيام آل سليمان لها ونزلت هي تتبعها بالمثل وتحتار ، تحتار لأن عمتها من أول رجوعها توقف بالساعات تتأمل الخيام والإبل وترجع بدون ما تقول كلمة وحدة ..
-
تعوّذ محمد من الشيطان من لمح هيئات تشابه هيئات الأشخاص على التل البعيد لكنه يعرف بإستحالة هالشيء ما يقرب بشر من هنا ، ما يقرّب أحد من هنا وخصوصاً إن الهيئة يلي لمحها أشبه بهيئة حريم وعبايات سوداء ولهالسبب تمتم يتعوّذ من الشيطان ، يتعوّذ بالله عن سوء المناظر ووحشة الصحراء يلي من سنين يتعوّذ منها ولقط العصا يوجّه الإبل : بسم الله الرحمن الرحيم ، بسم الله
وإعتلى صوته بعدها يوّجه الإبل بالكلام العالي يلي غالباً يتكون من حرفين أو صوت عالي أشبه بالصراخ لكنّ بقاموسهم هي لغة الراعي مع حلاله ماهي غرابات ..
_
« بيـت حاكـم »
نزلت ورد من الأعلى وهي تتصل على السواق ، كلّ بيتهم نايمين ما يصحون إلا قبل صلاة الجمعة بساعة وهذا نظامهم وحتى السواق ما يرّد هي مضطرة تروح للدوام الحين رغم إن جمعتها دائماً مافيها دوام لكن هالمرة ما تدري وش إستجدّ تصحى على كم الإتصالات الهائل بإنها لازم تكون متواجدة ، رفع نظره لنزولها : على وين
سكنت ملامحها لثواني لأنه أبوها بالصالة ، وتغيّرت نظرتها : ما نمت ؟ باقي على الجمعة ساعات صار شيء
هز راسه بالنفي بهدوء ينتظر إجابة سؤاله ، وإستوعبت : كلمتني المشرفة ، تقول رئيس القسم يطلب كل المتدربين يكونون موجودين الحين فيه إجتماع
هز راسه بإيه : هاتي مفتاحي من المكتب ، أوديك أنا
هزت راسها بإيه وهي تركض للمكتب ، وجات تمدّه له من وقف يلبس شماغه وعقاله ويطلع قبلها بهدوء غريب على أبوه ، أساساً صحوته وهم كلهم نايمين شيء غريب تماماً
ركبت بجنبه وهي تحس إن فيه ألف شيء وشيء ما تعرفه ، خافي عليها وطول الطريق ، فعلياً طول الطريق هي كانت ساكتة تماماً وأبوها بالمثل إلا وقت وقف قدام مكان عملها نطق بجملة وحيدة : تحصني وإنتبهي بالمواقف بجلس أنتظرك لين يخلّص إجتماعك
ناظرته لثواني : برجع مع السواق لا توقف بالشمس ما يحتاج
من شحوب عينه ، وهدوئه هي عرفت إنّه يسلى بهالطريقة وهزت راسها بإيه فقط : تمام بكلمك
قبل تنزل هي قبّلت راسه ، ما تدري ليه قبلّت راسه لكنها حست إنها لازم تسوي هالحركة وسكن كون حاكم يلي رجف قلبه وسط ضلوعه يراقبها لحد ما دخلت المركز ، هو ضعف قلبه من هواجيس أمسه وقبلة ورد الغير محسوبة والغير مخططة لراسه هزّت فيه سبعين ضلع وأخذ نفس من أعماق قلبه : لا إله إلا الله ، لا إله إلا الله ..
إنتبه لجوال ورد يلي على المقعدة ، وتنهّد لثواني ياخذه بيدّه وينزل من السيارة لها لكن ضعف قلبه للآن من قبلتها لراسه ، من صورة جوالها يلي لمحها ووقف عندها لثواني طويلة كانت صورة بخيامهم ، صورة تجمعه هو ، جدّه نهيان وأبوه متعب ، ونهيّان وذياب يلي ما تبيّن منهم ملامحهم واقفين يلتفتون لشيء آخر وقدامهم شبّة النار ورغم إن الصورة قبل سنين طويلة إلا إنها هزّت قلبه من تفاصيلها ، سكر الجوال وهو يدخل يدورها بالممرات : ورد
سمع أصوات الصراخ المتعالي ، وسرعت خطوته بدون مقدمات يدّور ورد بنته ما يدور أحد آخر لكن وقف شعر راسه من المنظر يلي يشوفه ، وقف قلبه كله من كان …
لأنه كان أبو يصرخ بكل وجع بقلبه على ولده ، يصرخ بكل وجع قلبه بإن ولده " ما عاد يمشي " ، " ما عاد يتكلم " ، " ما عاد يشعر " ورمى الجمر بصدر حاكم من صرخ هالرجّال يضرب على صدره بتمنّي إن ما حصل لولده حصل له ، من صرخ بكل صوّته إن ولده ، ولده بنفسه وقت خط أول جملة على الورق بعد ما تعافت يدّه ما كانت إلا أمنية بالموت وبكى الشّايب من قهر يصرخ لورد يلي كانت أمامه ويضرب على صدره : ولدي ، ولدي أنا يقول لي يبه ودي أموت ولا أعيش عيشة النّاقص ! ودي أموت رجّال كامل مايقولون ناقص ويتشفّقون علي يبه !
غرقت محاجر ورد يلي كانت على وشك الإنهيار لأنها ما لحقت تنزل عبايتها وتلبس لبس الدوام وتركض لمصدر الصوت إلا صارت هي بوجه المدفع ، بوجه الشايب المحروق إنهارت ، إنهارت ما يلمّها شيء وما كان من حاكم إلا يمسك بنته بعيد عن الشايب ، يدخّلها بصدره عن كل نظر وعن كلّ حرقة هو شبّ جوفه كله من حرقة الرجال ومن بنته يلي إهتزّت يشد على كتفها بحضنه : وحد الله ياخوك ، وحد الله
ضرب صدره من قهره ، يصرخ بالآه بعالي صوته وما كان منه غير شديد البكاء يغطي نفسه بشماغه الذابل ضجّ المركز كله لمثل هالحادثة المؤلمة كان الصراخ صراخ أبو محروق على ولده ، وصراخ فجعة من الموظفين يدورون مين حصل له بلاء ومين حصلت له مصيبة ، الموظفّين يلي وقت صرخ الشايب بوجه ورد حصل منهم شديد السكون على حرقته ، على ثبات ورد قدامه رغم إن عينها إحترقت من الدموع ومن دخّلها أبوها بحضنه هي إنهارت ما يرد دموعها شيء ، فُض الجمع كله ومسك حاكم بنته لأقرب مكان يجلّسها على الكرسي ، وجلس ينحني قدام كرسيها يمد لها المويا : ورد
أخذت نفس من أعماق قلبها تفتح نقابها ، تمسح سيل دموعها يلي حصل منها ورجفت حتى شفايفها من كثر ما تحاول لكنها بكت ، بكت تنهار وشدّ حاكم على قبضة يده يجلس بجنبها على الكرسي حتى حروف مواساته عُقدّت لأن هو أُلجم بنفسه وش تفيده أعصابه لو حصل لعياله شيء ، وش من ندم بيصيب قلبه لو حصل لهم شيء وشدّ على كتفها لثواني : امسحي دموعك يابوك أمر المسلم كله خير ، ما تدرين الله وش يردّ عنهم ووش من عوض ينتظر الولد ، وينتظر أبوه ، قوي قلبك يابوك قويّه وناظريني الحين يمّك أنا معك
بكت غصب عنها من أول ما رفعت عينها لأبوها ، ما ودّها تقول له إن هالولد كان فجعة حياتها كله لأنه بعمر أخوانها ، بعمر نهيّان وعمر ذياب حادث سيارة وحيد أعدم مستقبله كلّه ولهالسبب هي ما توقف دموعها : ذياب رجع من الكويت ؟ لا يرجع خط
وقت سطّرت بنته هالقلق هي عدمت له كونه كله لأنه يحاول ما يفكر بشيء ، يحاول ما يـ
_
يحاول ما يفكر بالسوء الكثير والندم الأكثر لكن بكل الإتجاهات يهلك قلبه ويتعب من سوء التفكير وكأن الكف يلي حرق خد ذياب هو حرقه هو وللآن باقي يحرقه من قوّة أثره ، أخذ نفس من أعماق قلبه وهو يهز راسه بإيه : ما يرجع خط ، إشربي وسميّ بالرحمن
_
« الكـويـت ، قبل صلاة الجمعة »
بكل ساعة تمر كان يُحرق جوفه ، يُحرق كأن شخص يرمي بداخله حطب بكل دقيقة أكثر من السابقة لأن الساعات تجري ، ولأن اليوم جمعة ولأنّه حتى لو حاول يرجع الرياض ويكون جنب أبوه بالصلاة هو ما يقدر ، هو تردّه خطوته بشكل ما قد تصوّره بحياته وغمض عينه لوقت طويل هو يكره شعور التخّبط يلي يحسه وشعور إن اليوم جمعة بتمّر بدون وقوفه جنب أبوه لوحده كان مُهلك ، كان حارق أكثر مما كان يتوقعه هو بلحظة يصير وده يوطى جمر قلبه وزجاجه ويروح يجاور كتف أبوه ، وبلحظة يشوف إن وجوده ندبة بقلب أبوه ماله داعي ولا ودّه يفتح جروح جديدة ، ما ودّه ينزف أكثر ولا ودّه أبوه يُقهر أكثر ..
جلست بجنبه وهي تمد يدها لكتفه لأنه يشرد بعيد عنها ، ضحك معاها ساعة ، وسولف معاها ساعة لكنها باقي تحس بإن بجوفه شيء ما يهدأ وناظرته لثواني بسيطة : بترجع الرياض ؟
هز راسه بإيه وبمجرد ما لفّ وجهه لها هو إنهمر يقبّلها من جديد ، يقبّلها بشكل وقف لها قلبها لأنها حسّته يتألّم ورفعت طرف كعبها عن الأرض ، مدت يدها لخده لثواني طويلة من حسّت بالخوف ، وإن صدره ما يهدأ : ليش
هز راسه بالنفي يجمع نفسه لثواني بسيطة ، وناظرته برجاء لثواني : لا تقفل قلبك عني ممكن ؟ أعرف جيت هنا لأن فيه شيء ضايقك من الرياض ، ومن كل مكان طيب ما كنت بسألك لأن لو ما قلت لي بنفسك يعني شيء كبير بس أشوف ، أعرف إنك معي وقلبك هناك ليش ذياب
أخذت نفس لثواني وهي تُحرق على حاله مهما كانت تحاول تمشيّه له ، وهمست بعد تردد : ما تقول ؟
هز راسه بالنفي مستحيل يضيّق قلبها وهي وقت شافت خصامه مع أبوه وهو صراخ إرتعبت كيف لو تعرف إنّ الصراخ صار أقوى ، والغضب صار أقوى ، واليد مُدّت والقلب كُسر بعدها وعدلت عبايتها من عرفت إنه ما بيقول : نمشي ؟
هز راسه بإيه ، ووقف يدوّر مفتاحه يقفل المزرعة خلفه وخلفها ، يودّع آخر ساعات الصفاء ورقّ قلبها كله وهي تناظره ، تناظر الأرق يلي نهش ملامحه هي لأول مرة تشوف شخص بالساعات الطويلة ما يغفى ، ولا ينام ، ويوضح على ملامحه عدم نومه لكنّه ما يشتكي وتمنّت إنها بالساعات يلي قضتها معاه ينام بحضنها لو شوي ، مثل نومته ببيت الشعر ببيتهم لكن حاله غريب كان يبيها هي ويبي عيونها ووجودها ما يبي شيء آخر والنوم يلحقه بوقت ثاني ، دخلت بمكانها وركب بجنبها يـ
_
يحرك بعيد عن المزرعة ووجهته بيت عذبي يلي ودّه يلغيه ويكمّل طريقه للرياض وهي معه لأن وش يبي أكثر منها ومن الرياض شيء وإن سأل نفسه هالسؤال جوابه إنه فعلاً ما يبي ، غير قصيد والرياض شيء آخر ما يبي هم كلّ قناعاته : تبين شيء ؟ مكان أمرّه
نطقت لا فقط ، ولمح إنها تلتزم الصمت ويدري إنه شبه زعل منها لكن وش يسوي أكثر هو يهمّه قلبها وخاطرها ما يهمه شيء آخر ، نزلت عينها ليده يلي على الدركسون وهدوئه التام يتأمل شوارع الكويت ويلتهب جوفها بكل لحظة : عادي تجلس هنا بالكويت ؟ تنام هنا
لف نظره لها ، وعضّت شفايفها : بس يوم ، تنام وتصحى تمشي بعدها حتى أنا لا تكلّمني بس لا تـ
قطعت كلامها من ما كان منه رد ومن رجع نظره للخط عنّها هي حست إنه ما يبي حروفها ، وإنها " مزعجة " وما تكلّمت أكثر تشتت نظرها للكويت ما تدري هو دلال منها بإنّ كل مرة يصادف بعدها وداعه عنّها ينتابها الزعل وما عادت تدري هي تدّور الزعل عشان يبقى ويهتم ، أو هو فعلاً يزعلها بكل مرة بسبب تكتّمه وإنه يجيها على كيفه لكن مستحيل يجي هو على كيفها ، على ودّها ..
أخذت نفس ، ولف نظره لها : كلّميني وش تبين
هزت راسها بالنفي ، وتمنّعت فعلاً ما كلمته حتى عند وصولهم لحدود بيت عذبي يلي يحرقه جمر بدون ما يعتّب أسواره ، فتح بابه : لا تنزلين
ناظرته لثواني من نزل من مكانه يجي لبابها ، وعُصر قلبها وسط ضلوعها لأنه فتح بابها ومد يده لها هي توقّعتها حركة دلال بالبداية لكن إنتبهت للماء المنهمر على الرصيف وباقي ينهمر من البيت وناظرت كعبها لثواني لكن مستحيل تكون بالسخافة يلي تمتنع فيها عن النزول لأنه بيتوصخ وما تدري كيف ربط لسانها من ناظرها بهدوء : أشيلك
هزت راسها بالنفي وهي تمد يدها له ، وشد على يدها لكنه بالوقت نفسه شد قلبها كله من مد يده الأخرى يجمع أطراف عبايتها ونهايتها يرفعها شوي ما تلّطخها المويا ورفع حواجبه لأنها مويا مستمّرة ما توقف : عندكم شيء مكسور إنتم ! وش هالماء
رفعت أكتافها بعدم معرفة ، ودخلت قبله لكنها فزت من فهد يلي يسقي الزرع وبمجرد دخولها هو نطق " ماشاءالله " ساخرة : شتبين هالحزة ؟ لا شتبين الحين محد يبيج روحي معاه الرياض خلاص
ناظرته بعدم تصديق ، وشهقت تبعد كعبها : طيب الورد والشجر هناك لا ترش المويا هنا بلا عبط
هز راسه بالنفي : أصّ لو أغرّقج هني ما تقولين كلمة
وكان بيكمّل لكنه قطع حروفه من دخل ذياب خلفها يلي ما كان بيدخل بالبداية لكن من فزّتها ومن صوت فهد هو دخل بدون يفكر أصلاً وأرعبه ، أرعبه بشكل لمحته قصيد لأنه نطق بدون مقدمات : حي الذيب !
ناظره ذياب لثواني : وش تسوي إنت ؟ تغرّق من
_
ما منعت قصيد إبتسامتها من كان يدّور أعذار ووضحت خرشته بعينه وأبعد مرشّه عنها : أغرّقني ! مع الورد والشجر بس وقت دشت قصيد أنا ضيّـ
قبل ينطق ضيّعت ويجيب العيد بنفسه أكثر هو بتر كلمته كلها من نظرة ذياب يلي الواضح إنه حتى نفسه ما يطيقها : الله يحييك داخل ؟ تدش عند الوالد أنا خلاص سقيت الزرع وبمشي الحين طالع خذ راحتك أبد
هز ذياب راسه بالنفي : ذبحته إنت ما سقيته قفّل الماء
هز راسه بإيه وهو كان على وشك ينطق " طال عمرك " من روعته وما يدري هو إسلوب ذياب جداً جلف وإلا هو مرتعب منه لكنه ركض للزاوية الأخرى يقفّله ويطلع من الباب القريب ما رجع يمّهم أصلاً لكنه ناظرهم وضحكت قصيد على خوفه وتهديد عينه لها ، طقّت أعصاب ذياب كلها لأنها وقت رفعت عبايتها هي كشفت نصف ساقها بشكل ودّه يشتم عليه وما خفيت على قصيد حدّة نظرته لها ومن فتحت طرحتها عن ملامحها كان على وشك يتكلم لكن بُترت حروفه من الشخص يلي مسك كتفه من الخلف : تخطف بنتي هالوقت كله ياذياب ؟ قلت الخوف إنّك خطفتها للرياض وقتها وش بيدّي
صافح عمه يقبل راسه : أكذب عليك إن قلت ما فكرت
ضحك تركي وهو يشد على كتفه : وتحسّب إني أردّك ؟
ناظرت قصيد أبوها بذهول ، وإبتسم تركي بصدق : إي والله ما أرده زوجته إنتِ
هز ذياب راسه بإيه : تذكّر إنك إنت قلتها ياعمي ماهو أنا
ضحك تركي : تلاقيني بالخط وراك بعدها ! عاد الله أعلم بالنوايا لاحقك دربنا واحد وإلا لاحقك لأمر ثاني
إبتسم ذياب بهدوء : حيّاك بس تدري بي
ضحك تركي : إي والله أدري الله يحفظك يابوك
كان إنشراح قلب قصيد هالموقف رغم إنها قبله بدقائق هي زعلت من ذياب ، وتوترت منه ، وعيّشها بشعور غريب ، مو شعور واحد إنما ألف ما تدري كيف تصنّفها ولا تدري كيف تكون له القدرة الهائلة إنه يقدر يغيّر كل تصرفاتها بلحظة لمجرد هو كيف مزاجه ، لف تركي نظره لبنته يلي عينها على ذيّاب : نسيتيني ما تسّلمين ؟
إبتسمت لثواني : أنتظرك تخلّص عشان تنتبه لي
ضحك من جات عنده تقبّل خده ، وشدّت عروق ذياب كلها لأنها قبّلت أبوها يلي إبتسم " يتدللّ " عليها بعذر إن قبلة خد وحدة ما تكفيه وإبتسمت له تقبّله من أعماق قلبها ، من لمح ذيّاب كم الحب الهائل وعيون الشاعر يلي طغت بحنان مستحيل لأنه أخذ نفس منها لأعماقه يعاملها كأنها طفلة السنتين ما تكبر ولمح هالشيء من همسه لها ومن إبتسامتها هي له ، إبتسم تركي : ترى زوجك معانا بالغداء
هز راسه بالنفي : خيرك سابق لكني ماشي ياعمي
هز تركي راسه بالنفي بإصرار : بتجلس ، تحسّب إني مجنون بقولك إرجع الرياض دربك خضر وأنا أجزم إنك ما نمت ؟ مالك رجوع بتجلس هنا وتنام هنا
_
ناظرته قصيد لثواني طويلة ، أبوها هزّ قلبها كله لأنّ ذياب ما يسمع حروفها هي ولا يرحم نفسه لكن إصرار أبوها جاء بوقته ، جاء بمحلّه الصحيح يهزّ قلبها لكن طفيت نظرتها قبل تتوهّج من عرفت إنه بيرفض والإصرار ما يهزّه ولا يُجبر على شيء وما ودها تشهد هاللحظة نهائياً حتى وداع ما ودّها تودعه هنا ، لو هو ما يلاحظ إنها تزعل وقت يمشي أبوها بيلاحظ هذا شيء أكيد : بدخل
هز تركي راسه بإيه ، ولمحت نظرة ذياب يلي عليها بشكل غريب لكنها ما ناظرته أكثر إنما ساقت خطوتها غصب لداخل البيت ، تنزع الشعور الثقيل يلي حاوط قلبها لو مشى وهي ما بقيت معاه بتندم ، ولو مشى وهي معاه بتحترق وتزعل مالها حل ..
طلع أبوها عذبي للصالة ، ورفعت حواجبها لثواني من لبسه لثوبه وشماغه ولتركي يلي طلع من غرفته يناديه ، عذبي أخوها يلي نزل ركض مع الدرج وكلهم هيئاتهم هيئة ناس " معزومين " وعدلت وقفتها تتوجه لأبوها عذبي يلي إبتسم بترحيب : ما بغيتي ترجعين ! هو ذيبك يبي يطق أعصابي ؟ يبيني أطقّه شعنده ماخذج هالوقت كلّه ؟
إبتسمت لثواني : موجود عند الباب لو تبيه
خفّض صوته مباشرة يقطع كلامه ويردّها بتركي : تركي ! تركي عيب هالكلام شنو تطقه ما تطقه يربّعك الذيب هنا ما نبي مشاكل يبه الله يخليك عيب
هز تركي راسه بإيه وهو يبتسم وعينه تراعي قصيد ، ولا غير قصيد : عيب ، عيب والله ما نطقّه نخسي وماهو عشانه يبه صح ؟ ماهو عشانه عشان هالعين بس وإلا ما نخاف حنّا
ضحك عذبي أخوها : صحيح ماهو عشانه ، ماهو خوف منه أبد ، السّمي شفيك إرتبشت تأشّر نهدّي صوتنا
هز عذبي أبوها راسه بإيه : عيب يبه عيب هدّ صوتك يسمعنا الحين يهدّ علينا نروح للناس زودٍ على القبح رضوض خلق الله ماهم ناقصينّا
تعالت ضحكاتهم لأنه يعرف يمثّل الخوف ، ويعرف يضحّك قصيد عشان تقبّله وإبتسمت لأن كلهم ، كلهم بدون إستثناء يحوفونها بشكل "لذيذ " ودها تعضّهم هم عليه وكثير عليها ، دخل عذبي الكبير جواله بجيبه : مشينا ياولد مشينا تأخّرنا على الناس الله يصلحك ياعذبي كله منك ومن أبوك !
ناظره عذبي الصغير لثواني بذهول : أنا شكو ! أبوي قالك إنت تروح بداله بس إنت بتسحبني معك وما قلت شيء والحين إنت عشان قصيد واقف ومتأخر وتقول أنـ
ناظره عذبي الكبير بذهول وهو يأشّر بيده بمعنى بيضربه ، وناظره لثواني وهو يمسك ذراع أخته ويبرر : يعني شفيك علي بس هذا يلي ودي أقوله وإلا أخسي أقول شيء غيره يدّك نزلها الله يعافيك ما نبي مشاكل توّك تقول
ضحكت قصيد بذهول لأنه متمسّك بذراعها ما يمزح ، وهمس لها : توه ضربني بعقاله لا تضحكين ! ويقول ما دريت إني ضربتك إنت أحسبك فهد بس تستاهل
إبتسمت بخفيف : ما يضرّك طيب ! لا تصير حساس مرة
ناظرها لثواني بذهول بدون شعور منه يضرب يدها وشهقت هي بدورها ، ما لحق يستوعب فعل يده وما لحق يستوعب شهقتها من عذبي الكبير يلي نزّل عقاله بدون مقدمات وما كان منه إلا يصرخ ويركض للخارج متناسي لوجود ذيّاب تماماً وحتى عذبي الكبير نسى وجوده يتبعه بالعقال ، نطق تركي بغضب من ركض ولده يوقّفه : ولـد ! على مهلك شفيه تركض كذا شفيه !
إنتبه عذبي لأبوه وهو يعدل نفسه ، ورجع عذبي الكبير عقاله على راسه كأن ما صار شيء لكن تركي كان منه النطق الشديد من إنتبه لعذبي وعقاله : وش سويت لها ؟
هز راسه بالنفي هو لو ماهو مرعوب من أبوه ولا من عقال سميّه صار إرتعابه من عين ذيّاب يلي توجهت له : ما سويت لها شيء بس هي تشهق على طول تعـ
ناظره عذبي الكبير بذهول : مد يده عليها توّه قدام عيني
هز راسه بالنفي بذهول : ما مديتها والله ما مديتها أبوتركي لا تستعبط عليّ تكفى الحين ماهو وقته يعني مديتها بس ما تعوّرت هي ما تـ
ناظره ذياب لثواني بهدوء يقاطعه : يعني لك نية تعوّرها
هز راسه بالنفي وهو صار يحس بدوخة ماهو حرّ والسلام ويتمنى إنه وقف ينجلد من عقال سميّه ولا يطلع لذياب بهالشكل ، رنّ جوال تركي ووقّف نفس ذياب كله من كان أبوه وهو يدري إنه أبوه قبل لا ينطق عمه تركي " حيّ الفريق " ، هز قلبه كلّه يوقف فيه حتى عينه يلي توجهت للمدى فقط حتى عن مناوشات عذبي الكبير والصغير هو ما يدري ، ضغط حاكم على عينه لثواني هو عجزت عنه الحلول بشكل يرعبه : مالك نية ترجع الرياض ؟
إبتسم تركي لثواني : ماظنتي هالسؤال شوق لنا حنّا ، خطفنا الذيب عنك وتسأل متى نرجع ويرجع معانا ؟ بيصّلي الجمعة اليوم يمّنا وبإذن الله الليلّ راجعين أنا وهو
شتت نظره بهدوء عمّه تركي دائماً يده حنونة ، دائماً لسانه حنون وقت يكلّم الشخص مثل يلي يمسح على قلبه بيّد دافية لكن هالمرة كلامه كان حارق بدون ما يوُجه له أساساً ، وقت رد على أبوه هو مسك قلبه بيدّه ، ووقت قال " يصلّي الجمعة يمّنا " هو غرس أصابعه بوسط قلبه بعد ما غطّاها بالملح تحرق جروحه ما تمرّ عليها والسلام ، طلع جواله من جيبه وهو يشوف رسائل كثيرة شدّته رسالة من بينها ، رسالة ضحّكت قلبه المحروق بسخرية على نفسه ، وعلى حاله ، رسالة وحدة محتواها حجز رحلة طيران توصّله بعد صلاة الجمعة بدقائق بسيطة ومرسلة من مساعد أبوه ماهو من أبوه نفسه وقفّل جواله يعض الجمر هو بس لو يقول له تعال ، يقول له تعال الجمعة يميّ حتى لو قالها بطريقة إجبار كان يطير له على جناح طير ويرافقه ما يبقى دقيقة وحدة بعيد عنه ..
_
دخل من الباب الخلفي وهو يركض للأعلى ، لغرفة قصيد يلي بدلت ملابسها لملابس أخرى تغطيّها كلها ما تظهر منها أبسط تفصيل لكن ما تقدر على خجل ملامحها ، ما تقدر على الشعور يلي يتوسّط بطنها بإنها تغطيه وفزت تترك ياقة بلوزتها : ما تعرف تدق الباب ؟
هز راسه بالنفي بإستغراب : شفيج فيه شيء يعورج ؟
بردت ملامحها لثواني هو يقصد عنقها ، وهزت راسها بالنفي لكنه رفع حواجبه من ملامحها : صار شيء ؟
ناظرته لثواني وهي تجلس على الكرسي ، ورمى نفسه على السرير : ما مشى صاحبج للحين ، متى آخر مره نام فيها
ناظرته لثواني لو حتى فهد يلي ما يلاحظ ملاحظ عينه هي وش يقررّ قلبها بوسط صدرها وهز راسه بصدق : والله صج مو طبيعي ترى عيونه تشتكي ويروّع قافل وتبين رأيي ؟ أقول تسحبين عليه تفكّون هالزواج يبه شفتي الأسد والعصفور ؟ العصفور مو القطو هذا إنتِ وياه
دخلت نيّارا أمها وهي تناظرها لثواني : فهد وش تقول
فهد بصدق تام : أقول لها يلي تحت ما يصلح لها ما نبيه
ناظرته بذهول : ذكّرني إنت ليه ما رحت معاهم ؟
فهد : الحين راسم بالعقال خريطة على ظهري ومخلّيني أسقي الزرع وأطيح بيد ذيّاب وتسأليني ليه ما رحت معاهم ؟ حبيبج ما يبيني معاهم بس للإضطهاد أنا
ناظرته قصيد لثواني : حرام عليك ما يسوي لك شيء
هز راسه بإيه : ما يسوي لي شيء بس توه قبل يمشي متصّل يقول عد كم مرة قلبك يدق إذا مب طبيعي قل لأمك تعطيك عصفر تعرف له ويهديك
ضحكت نيّارا ، وبالمثل قصيد : وهذا مو حب يعني ؟
إبتسم بخفة مباشرة : يحبّني صح ؟ ما يقدر بدوني
دخلت سلاف يلي لفّت نظرها لنيّارا : ما جهزتي ! ما بتسلّمين على ذياب ؟ وفهد ليش ما لبست ما بتنزل
هزت راسها بالنفي ، وهز فهد راسه بأيه : أغار لا تسلمين ، ما بنزل يستفرد فيني بعينه ما بنزل
ناظرت سلاف قصيد يلي بعالم آخر عنهم : وحضرتك ؟
ما تكلّمت لثواني ، وكملت سلاف : بالمجلس هو وأبوك ، روحي قبلي الحين ونادي لي أبوك عشان يدخل معي
ضحك فهد : والحين القوة كلها والنظرات وآخر شيء نادي أبوج يدخل معي ؟ الله يالدنيا بس
وقفت قصيد تعدل نفسها لثواني وميّل فهد شفايفه : يعني هي لما تعدل نفسها جذي ما تدري إنها حلوة
إبتسمت قصيد بإستغراب : تمدحني إنت لاحظت ؟
هز راسه بإيه وهو يرفع يده لشعره : الحق ولا غير الحق
نزلت للأسفل قبل أمها والأغلب إن قلبها على شدّة نبضه وصل المجلس قبلها يسبقها ، دقّت باب المجلس لمرة رغم إنه مفتوح وإبتسم تركي : تعالي مابه غريب
دخلت خطوة لكنها رفعت حواجبها لثواني من صوت الباب يلي يدق : الباب
هز راسه بإيه : يمكن عذبي نسى شيء ، إذا مو عذبي
هزت راسها بإيه وهي تفهمه بدون
_
ما يكمل بإن لو شخص آخر ما تفتح وتوجهت للباب ، رفع ذيّاب حواجبه من فتحته لكن الأصوات كثيرة وشد على فنجاله فقط من وقف عمه ، رفع تركي حواجبه وهو يوقف من ما كان لها صوت : قصيـد
دخلت وهي تناظر أبوها يلي سأل مباشرة مين خلف الباب ، وجاوبته لكن ما حسبت حساب لمسمع ذياب : راشد وعيال عمة سوار ، ناديت لهم فهد
هز راسه بإيه ، وشبّت ضلوع ذيّاب يكمل فنجاله يلي من حرارته يفوح ولا يدري كيف شربه أساساً لكنه حصل وما يحسّه من شعوره هو لو بقى بالكويت أكثر وشافها هي أكثر والطبيعي يشوفهم هم معاها بيحترق ما يبقى منه إلا رماده ، هو من كم موقف بسيط ما يعتبر يشب بهالطريقة لمجرد إنهم يتواجدون بنفس المكان ولمجرد إنها تناديهم أو تنطقهم ، رجع ظهره للخلف من طلع عمه تركي ومن توجهت عين قصيد له لكنها أبعدتها بذات الثانية تمسك دلة القهوة بيدها وهو يدري إنه تخافه بكثير أحيان وهاللحظة منها ، من لحظات شعورها الغريب له ومن لحظات غرابته هو حتى عن نفسه ، هو ما تعوّد بحياته يكون شديد الغيرة لهالدرجة على شيء أو شخص ، تعوّد يكون شديد الحذر والحرص بكل جهات حياته صح لكن الغيرة ؟ ما يعرف هالشعور ويكره إنه يضطر يتعامل معه بكثرة مو بطريقته ، إنما بالطريقة يلي ما تزعّلها هي لأنّ هي حسب ما يعرفها ، لها قلب ووجود ما يتحمل قسوته ، ولا هجيره ..
جلست بجنبه بعد ما صبّت له قهوة ، وبمجرد ما إستقرت يده خلف ظهرها هي عُصر قلبها وسط ضلوعها تناظره لثواني بسيطة : لا تمشي
ما كان منه رد غير إنه يتأمل لبسها ، بلوزتها صاحبة الأكمام الطويلة والعنق الطويل تغطيّ كل جزء منها ورغم عاديّة لبسها يلي ما يكشف شيء منها إلا إنها جات لعينه بمنظر آخر ، منظر خفيف كأنه المستراح وهلك لها قلبها من تركت يده ظهرها هي لمست هالحركة رفض منه للجلوس ، وشتت نظرها لبعيد لكنه أخذ معصمها لحضنه يكشف كمّها الواسع ويمكن أهلك منظر مرّ عليها من أمسها هو جلوسها معاه هنا ، يده يلي تبدّلت لجروح معصمها وآثارها وهدوئه الكبير يلي تلمس خلفه إحتراقات وإنه ما عاد تكلّم ، ما عاد نطق حرف وحيد بشكل يحرق فيها جوفها لأن كلهم يقولون إنه مرهق ، مُهلك ، وباقي يقاوم ويتقهوى عشان خاطرها هي ، وعشان خاطر أبوها وكسر خاطرها كلّه من دخل أبوها يقول جملة وحيدة " خذ العلم من الحين ياذياب آخر مرة تحلف إنها قهوة وبس ولا عاد تقول لي ماشي " ، رجعت كمها لحاله الأول تبعد يده عنها ووقفت تتوجه للقهوة تقهوي أبوها على ما تسّلم أمها على ذياب ، ولمحت سلاف إختلافات حال بنتها وكثير مو شوي ولا بشكل هيّن وبالوقت ذاته لمحت عين ذياب كيف تراعيها ، كيف تتبعها بكل هدوء
_
بكل حركة وتدري هي ، تدري كيف بدايات العلاقات والحبّ صعبة لكن الواضح إنها بتكون جحيم من الصعوبة على قلب بنتها الرقيق لأنها وقت تحب ، ما تحب المنطق ولا تطيقه بشكل كبير لكن مع ذلك ما فوّتت سلاف إنها تشوف كيف قصيد ترجع وتجلس بجنبه ، سوالف تركي معاه ، ومراعاة قصيد له ومراعاته هو لها تارة تقول دربهم صعب ، صعب بيوجع بنتها وتارة تقول هم واصلين مرحلة " لذيذة " من التفاهم والتناسق ..
_
« العصـر »
كان يركض حول أطراف الملعب كله ، هلك عقله كل شيء تجمّع عليه ، حال ورد المقلوب وملازمة أبوه لها ، السكون العظيم يلي بأبوه والشعور القبيح يلي حسّه وقت وقف بجنبه بصلاة الجمعة لوحده ولا يدري وش الشيء يلي غيّب ذياب عنه بالصلاة لكن يجزم إنه عظيم ، عظيم بشكل محد يتصّوره وإلا ما يغيب ذيّاب عشان شيء هو يطوي المسافات طيّ الورق ويجي لأبوه ما يردّه عنه شيء إلا هو ، وعلى إنكسار أبوه المخفي هو ما يتوقع إنّ أبوه بنفسه ردّه لأن ليه يُكسر لو هو ردّه ..
أخذ نفس يهرول ويتوجه لقدام المرمى بعد ما أنهى تدريبات الإحماء ، يحاول يصبّ تركيزه على الكور أمامه لكنه يخطي ، كثير يخطي ولا يدري تركيزه ليه مشتت لهالدرجة أو يدري هو يهلكه حال بيتهم يلي قُلب بلمح البصر بشكل غير معقول ، حال مكانه هنا إنه دخل النادي وهو يحس بعدم إنتماء فضيع بمعرفته إنها تدريبات محدودة وينتهي وجوده هنا والأصوات تعلى ، الهمسات تتناقل عنه ، عن عقده ويعرف إن الكل هنا بدون إستثناء يكرهه إلا بعض أصحابه ويدري إن الإدارة طلّعته هو بصورة السيء لكنه ما يهتم ، إهتمامه كله مثل ما قال عمه تركي " تصرّف بإسمك إنت ويلي تودّه لنفسك وترضاه وباقي الناس مالك بهم " ، عصّب من عدم تركيزه وإنه مهما حاول يركز يضيّع ولا دخّل من بين الكور بوسط الشباك إلاّ ٤ من أصل ١٠ وهالعدد ماتعوّده ، "ترى مكانك دكة بالنهاية لا تشد حيلك " ، لف نظره لصاحب الصوت وهو يأشر على نفسه : تقصدني ؟
هز راسه بإيه وهو يشوت الكورة له : تشوف غيرك ؟
ناظره نهيّان وهو يوقّف الكورة تحت قدمه : ما ودك تصير محلّها توكل
إبتسم هالشخص وهو يهز راسه بالنفي : مشكلة همج الحواري ، إذا اللّعب لعب حواري وإذا الأخلاق أخلاق حواري بعد وش تسوي هنا ؟
ميّل نهيان شفايفه : تبي تبكي إنت ؟ تبي أبكيّك تعرف أخلاق الحواري كيف تكون ؟
وقف المدرب بالزاوية يتوجه للمشرف ، وأعضاء الشرف ويأشّر على نهيان : هذا التعامل ما يرضيني وسط فريقي
ناظره عضو الشرف لثواني : ما يرد عليهم ؟
هز راسه بالنفي وهو يأشّر له بمعنى إنتظر ، وتعالت الأصوات والركض بلحظة من ضرب نهيّان راسه برأس هالشخص يـ
_يعطيه غايته ، وغاية المدرّب يلي يبي يوصل لهم بكل الطرق إن نهيّان لازم يدفع التعويضات يلي عليه ما يتخارج منها ، وإنّ مكانه مو الملعب ولا بين الكبار من لعيبة وأندية ، ضرب لحد ما طلّع قهر قلبه بيديه ولو إنّ أنفه ينزف ، حاجبه ينزف ، فمه ينزف من كثر الإشتباك يلي حصل بدقائق بسيطة ومن قوّته تدخلوا كل اللاعبين يفرّقون بينهم وما حصل إلا بعد جروح عديدة ، بعد ما تفل الدم من فمه يناظره لثواني وإنتهى دور الضرب صحيح ، لكن نهيّان شتم بكل غضبه يوجه نظره للمدرب : تحسّب إني ما دريت إنك رسلته لي ! تحسّب إن ما عندي علم إنك إنت وياه عيال كلب تبون الفلوس والله ، والله ما تذوق ريال واحد منّي
ووجه نظره لرئيس النادي نفسه : وإنت ، إنت ساكت عن هالمهزلة ما تبعد عنّهم لكن والله وتذكّرني أنا طالع من ناديك برضاي ، وبكيفي أنا ولا تحسّب إنك بتنهيني إنت بتشوف بعينك ، بعينك الفاضية ذي بتشوف كيف أصير لك ولناديك أكبر ندّ وشف كيف تمشي من قدامي بعدها
ما كان منه رد ، كان وجهه مثل المصفوق فعلياً ، ورجع نهيّان يتفل دم فمه من جديد وتوجه بعيد عنهم بعد ما رجّع خطوة المدرب بدفّة وحدة من كتفه ، رمى شنطته بداخل سيارته يلي ما سكّر بابها إنما جلس ولف للشارع يتمضمض بالماء ويتفله يخففّ الدم ، يمسح على أنفه ورجع يده للأعلى ينزل المرايا ورجع يقفلها بذات اللحظة من غضبه هو لمح وجهه بشكل عابر وعصّب كيف لو لمحه أكثر ، رد على جواله من كانت ورد : ورد
سكنت ملامحها لثواني من نبرته : فيك شيء ؟
عضّ شفايفه لثواني وتجرّع المر لأنه بعضته هو أوجع نفسه أكثر ؛ لا ، تبين شيء إنتِ صار شيء ؟
هزت راسها بالنفي : لا بس بقولك قريب البيت إنت ؟
هز راسه بإيه وهو يحرك : قريب ، تبين شيء ؟
عضّت شفايفها لثواني : بقولك ولا تقول لأبوي ولا لعمي فزاع ، البنات صدمهم واحد على الشارع العـ
سكنت ملامحه مباشرة بذهول ونطق بألف كلمة بثانية وحدة من الغضب والرعب وهو يحرك وكمّلت ورد : لا لا لا تخاف عليهم مافيهم شيء الحمدلله ، بس يقولون يلي صدمهم نشب لهم مو راضي يفكّ لو تقدر تروح وتشوف تتفاهم معاه يقول لهم ما بتفاهم لين يجيني رجال لكم ولو قلنا لعمي بيخاف ولو قلنا لأبوي تعرف وش بيصير والعيال كلهم مو موجودين يقولون البنات مافيهم قريب
_
« عنـد البنـات »
دخلت وسن للسيارة وهي تناظرهم : خمس دقايق زيادة درة بتدفنه لأنه مو راضي يسكت
هزت جود راسها بالنفي وهي تقّلد نبرته بتقرّف : تنازل مانيب متنازل وما أكلّم حريم أبي رجال يتفاهم معي عشان ما أغلط عليكم وتغلطون عليّ ! يع
شدت درة على يدها يلي تنزف بقروشة من كثرة كلامه :
_: طيب ما قلت لك إنت صح وحنّا غلط بس توكل يرحم والديك نبي نمشي ماهي حلوة وقفتنا بنص الشارع قدام العالم هذا رقم اللوحة وهذا رقم جوالي بعـ
صرخ عليها مباشرة : ما تستحين ! ما تختشين تقولين لي العالم وقدام العالم والله ما تخافينه يومك تقولين هذا رقم جوالي ؟ ما تستحين ما تربيتي !
نزلت ديم من السيارة بذهول لأنها تسمعه : تستهبل إنت وإلا تستهبل ؟ كيف يعني ما تستحي ما ترّبت وش ذا الكلام الفاضي ! ما إنت قروشتنا الحين تعويض وتعويض والخطأ عليكم بنعطيك فلوسك ما تهمّنا وتذلف بس لا تقّل أدبك هنا عن القرف ! من زين هالوجه عشان تعطيك رقمها لسواد عينك
إبتسمت جود : ياويله لو زوّدها عليها بتدعسه
سكنت ملامح وسن من بجاحته وإنه يرد على ديم بإن دام كلامه أثّر فيها فهو حقيقة جداً وإنها حتى هي ما تربّت مع درة ، وتقرّفت حتى ملامحها : إنت نوعية وصخة تدري ؟ نوعية كريهة حتى الأرض ودّها تتفلك من عليها لا تزوّدها وتوكل
مدت درة يدها لأختها ، وعصّب لأن درة وقت مسكت أختها كانت لها نيّة تراجع : بتمشين يعني !
هزت ديم راسها بإيه : بنمشي وتعقب تقول كلمة على وقاحتك يالمتخلف ! تبي شيء توكل المركز واللوحة قدام عينك إحفظها وأعلى ما بخيلك إركبه ورّنا وش بتسوي
ناظرها بذهول من أعطته ظهرها هي وإختها : أنا يدي ما أمدّها على الحريم لكن تبين من يربيّك إنتِ
ضحكت بسخرية لثواني : تعقب تمدها لا تهايط بس
ما ألقت له بال تسحب إختها ، وصرخت وسن بذهول من قرّب ناحية السيارة يقفّل الباب عن ديم ووسط تقفيله له هو أوجع يدّها بشكل مؤلم لو ما سحبتها كان عصرّ يدها أكثر تحته وصرخت بغضب تدفه : غبي إنت غبي !
رجع قريب سيّارته بسخرية وهو يوجه حواره لدرة : والله إنّ حرّكتي ما يصير لك ولا لهالـ……خير
شهقت درة بذهول لأنه " يقذف " إختها ما يسبّها وبس ، ووقفت خطوة ديم بذهول تناظره هو فعلاً قال هالكلمة بكل برود ، هو فعلاً رمى هالقذارة من فمّه عنها هي وما لحقت تقول شيء من هُزّت أركان فكه كلها من الشخص يلي تهجّم عليه بدون مقدمات ، ومن الشرطي يلي توه نزل من سيارته والشرطي الآخر وغُطّت المضاربة عن عينها لكن هي باقية خطوتها بمكانها من ذهولها إن هالكلمة ، قيلت عنها ..
دقّ نهيّان راسه بالأرض وما إكتفى إنما مسك فكّه كله بيده بغضب : عيدها لي ! عيدها لي مرة ثانية ياولد الـ…… عيدها !
دفه الشرطي بعيد عنهم ، ولمح وقوف ديم يلي خُطفت نظرتها هي ما تستوعب شيء وحتى نظرها ما كان عليه ، كان على الشخص يلي بالأرض مصدومة منه ومشى لباب درة : روحي سيارتـ
وسكنت ملامحه من يد درة والمناديل يلي لونه أحمر فيها : شفيها يدك ! أشوف
_
هزت درة راسها بالنفي وهي تنزل : مافيها شيء
ناظرها لثواني بتفحّص ، بشك كبير لأنّ فيها دم ونزلت وسن وجود يلي رفعت حواجبها : ديم ويـ
رفع نظره مباشرة يدوّرها بعينه وسكنت ملامح وسن من كانت أمام الشرطي يلي ما يدرون هو وش يسوي بالضبط لكن ديم أمامه وقريب الدورية وهذا شيء مستغرب ، توجه للدورية وهو يطلع ضماد من داخلها : قفل الباب على يدك ؟ يعني فوق كلمته تمادى ؟
ما كانت منها كلمة إنما بالقوة كانت تمسك دموعها من الألم ومعصمها يلي تغيّر لونه وزاد حجمه من ضربة الباب عليه لكن وسط دموعها هي لمحت نهيّان يلي فتح باب درة ، لمحت إنه كان بيقول لها تعالي سيارتي وسمعت إنّ كله إختلف من جرح يدها حتى كلامه وما ركّزت لكن وقت شتت نظرها عنهم كان الشرطي خلفها بشكل أرعبها الأكيد إنه جاء يسأل ووقت إنتبه على يدها ما كان منه السؤال قال لها تعالي وبس ..
تغيّرت ملامح نهيان يلي وقفت خطوته وهو يتوجه لها من مد لها الشرطي ضماد : شديّه عليه لين توصلين المستشفى ، ماهو كسر الحمدلله ويخفف عليك الوجع الحين هالضاغط
ديم بتساؤل : هو وش بيصير عليه ؟
ناظرها الشرطي بهدوء تامّ : وش تبينه يصير ؟
كان مجيء نهيّان على هالجملة وإنّ عين هالشرطي جات بعين ديم بشكل وتّر أعصابه ووتّرته أكثر جملته " وش تبينه يصير " يلي ما يدري ليه جاء وقعها غريب على مسمعه ، شتتّ ديم نظرها عن عين الشرطي وكل مقتله كان هالتشتيت وإشارة الشرطي على خشمه بعدها : تم على هالخشم ، الحادث ما يعنيني لكن كلمته ويدك ما أفوّتها له
جاء الشرطي الآخر قبل ينطق نهيّان : معانا المركز
ناظرته ديم بذهول كيف يبي يسحب نهيّان ، وعارض الشرطي الأول بهدوء : خذ بنت عمك وروّح
سكنت ملامحه كيف يعرف إن ديم بنت عمّه ، وقبل يكون منه السؤال مشيت ديم لناحية البنات وعضّ شفايفه لأنّ وقت توجهت ديم للسيارة وتوجه الشرطي لمكان الحادث لف نظره ناحيتها بشكل إستفز عروقه كلّها ماهو شعور قد ماهي غرابة حسّها وتوجه لمكانه يركب : ما بقى أحد ؟
إستوعبت ديم لثواني : نسيت شنطتي أبيـ
ما كملت نطقها من الشرطي يلي جاء وبيدّه شنطة وجوال ، وذابت جود بهمس وصل لمسامع نهيّان : يا حظك يا ديم !
مد نهيّان يده ياخذ الجوال والشنطة وحتى شكراً ما نطقها كانت من عينه نظرة وأعصابه كلها ثارت من نّورت خلفيتها يعرف هالصّورة ، يعرف إنها ذات الديّم يلي ما نادته بمرة بحياتها لو هو وراها ، يعرف إنها ديم يلي لو بينها وبين الموت إسمه ما تنطقه ويفور دمّه إن هالشرطي إنتبه لها وكلّمته هي ، إنّه هو هد فكّ هالشخص على كلمته لكن هي نظرة عينها كانت للشرطي كأنّه هو بياخذ حقها : من وين تعرفينه
_
سكتت السيارة كلها بلحظة ، وتغيّرت ملامح ديم من عرفت إنها هي المقصودة من نظرته ومن سؤاله يلي طلع بلهجة شديدة سكتت حروفها وحروف البنات من بعدها من فصل يكررّ سؤاله : قلت من وين تعرفينه !
بردت ملامحها من لفّ يوجه نظره لها هي من بينهم كلهم ، من حدّة نظرته يلي إخترقت روحها من قوّها ومن رجع يرد على جواله لكن قبل ما يردّ هو نطق بنبرة أشبه بالتهديد الهامس" ما ودك تجاوبين طيب ، طيّب "
ما كان طريق البيت ، كان طريق المستشفى ونزل نهيّان قبلها لكن ديم رفضت تنزل ، رفضت عينها قبل حروفها وناظرتها درة يلي نزلت بهمس : معاك أنا ، لازم تشوفينها
هزت راسها بالنفي برفض شديد : ماتعّورني ، روحي إنتِ
لفت وسن نظرها لديم لثواني : تبين أجي معاك أنا ؟
تحس بالضغط ، فعلاً تحس بالضغط وأكثر من توجه لبابها هي يفتحه بغضب : إخلصي بدون قروشة
ذبحها بالألم فعلياً لأنها كانت ماسكة يد الباب يلي هو فتحه بكل هالعنف يخلع قلبها قبل معصمها منّه ، غرقت عيونها بحور وهي تشتت نظرها عنّه وتمتم يستغفر فقط من نزلت وسن ونزلت درة معاها وبقت بالسيارة جود وتوق يلي ما جاهم شيء ولا لهم داعي ينزلون ، وسن عشان تتطمّن عليهم ودرة عشان يدها يلي تنزف من جرح ما تدري وش مصدره لكن الأكيد زجاج الكوب يلي كان بيدها وقت الحادث ، وديم عشان يدّها المنتفخة ..
أشّر لوسن تتوجه للممرضة يلي بالجهة الأخرى مع درة ، وناظر ديم لثواني : إنتِ بتجين معي ونشوف الحين
ما كانت رفق ، ولا حب ، ولا حتى إهتمام كانت جملة مليانة غضب وتعرف إنّ " بتجين معي "ماهي بادرة مداواة وترفّق منه إنما غضب شديد ويشوف هي وش يكون لها الشرطي يلي كان بالموقع لكن هو ما يعرفها ، ما يعرف إنها ما تتعامل بهالطريقة ولا ترضى بها ..
مدت يدها للممرض أمامها ، وحرق جوفه كلّه حتى وهو يدري إنه شغله لأنه بين كل كلمة والثانية يرفع عينه لعين ديم يسألها كيف تعوّرها ، ومقدار الألم وبين كل كلمة والثانية هو يبتسم لها بقوله " بسيطة " ووقت نزلت من عيونها دموعها من ضغطته عليها هو هرول يتأسفّ ويدور مناديل تمسح به دموعها ويراقب عيونها يلي صارت حمراء جحيم من حرقتها ومن إنها ماسكة دموعها من وقت ، لف الممرض بعد ما إنتهى : قدامك العافية
رغم إن نهيان كان بطرف الغرفة بعيد إلا إنه يعصّب ، يعصب ما يدري ليه يعصّب حتى وهو شغلته يجلس قدامها وشغلته إن ديم تجلس قدامه عشان يتأكد من يدها لكنه يغلي تماماً ما يدري هو يشوف كل شيء أريحية منهم ومنها ، وإلا هو معصّب ما يشوف شيء بالحقيقة وإلا هو " متخلف " لدرجة إنّه يفكر بطريقة عمره ما فكّر فيها ، أخذت نفس من أعماق قلبها وهي تـ
تعدل نقابها ، وإبتسم الممرض يناظر نهيّان : بطلع أنا ، خذي راحتك يا أختي لين تصيرين بخير وتقدرين تطلعين
هزت راسها بإيه ، وقبل ينطق نهيّان بحرف هي تكلمت بهدوء : بعدل طرحتي
لف نظره لها لثواني ، وصد للجهة الأخرى : ما أشوفك
ما فتحتها إنما رفعت نظرها له بهدوء : إطلع يعني
ناظرها لثواني : ما بطلع ! واقف هنا وقلت لك ما أشوفك من زين الوجه عاد عشان أشوفه ! إخلصي عدّليها ونمشي
ما نطقت بكلمة وحدة إنما وقفت بكل هدوء ، وحسّ إنه زودها فعلاً وهو مو طبعه ومسك الباب قبل تمسكه هي : بطلع ، إجلسي وعدّليها خلاص آسف
ما سمح لها مجال ترد إنما طلع يقفلّ الباب خلفه ، وما عاد بقى فيها حيل النفس هي ما تدري كيف واقفة على حيلها للحين من صدمة الحادث بداية ورعبها وإنّها تتعقد من هالمناظر ، هي الشارع ما تقوى تقطعه كيف حوادث السياّرات ، من الكوب يلي كسر بيدّ إختها ومن ضربتها للأمام وإنّ الأصوات كانت كلها رعب يتطمّنون على بعض مين بخير ، ومين جاها شيء ، من نزلت إختها وتصادمت مع هالوقح ، لنزولها هي ، لكلمته ، لمجيء نهيّان والحرب يلي حصلت بينهم بثواني ، من الشرطي ، ومن ألفاظ نهيّان وحركاته يلي مهما حاولت تلاقي لها تفسير ما تلاقيه أو من الحين ، من هاللحظة بالذات إنه ركض للباب قبلها يمسكه بإنه هو بيخرج وإنه " آسف " لكنه حرق قلبها حتى وهو ما يدري ، هو صار قدامها بالضبط مافيه بينهم مسافة ومع ذلك كانت عينه جريئه تناظرها هي ، وتفهّمها هي أسفه وإعتذاره بإنه بيطلع .. هد منها كل حيلها تفتح نقابها ، طرحتها ، وسكن كونها لوقت طويل من إستوعبت إنها مستحيل تقدر ترجع تربط شعرها ، أو تربط النقاب ، أقصى قدراتها بإنها تلف الطرحة وترميها على ملامحها وتتوارى وراها ، بعد دقائق طويلة قرب الممرض فيها عشان يفتح الباب لكن يد نهيّان وقفته : دقيقة
ناظره لثواني بإستغراب : أهلك باقي داخل ؟ المعذرة بس لو هي تكشف وإلا شيء ترى به باب ثاني وراء يدخلون منه ما قلت لك عليه لأنّ قلت إنت زوجها بتقعد عندها
هز راسه بإيه وهو ما عاد يدري وش يقول : ما قصرت
دخل بدون ما يدق الباب لكنه ما رفع عينه إلا وقت لمح أقدام رجل هو رفعها ، بكل غضب رفعها حتى إنه توه دخل ما إنتبه ، وما إنتبه حتى على ديم يلي جات بجنبه ما عاد بقت له أعصاب : تلعبين معي إنتِ !
ما تكلمت إنما قدمت تمشي قبله بكل هدوء ، وإنتبه إنها مو لابسة نقابها هو ما يقدر يشوف عينها إنما غطّت بالطرحة ووقت سبقته هي إنتبه إن شعرها واضح من الخلف وطقّت أعصاب عقله كلها ، نفض جسدها من يده يلي دخلت شعرها من الخلف وجذبت ذراعها تلصّقها بجنبه :…
_
: الشرطي والممرض ونهيّان إطلع وأرجع الأقي إبن …. عندك تستهبلين على عقلي إنتِ تستهبلين !
نفضت يدها من يده بذهول : لا تجرب تمسكني !
ما قدر يشد ، نهائياً ما قدر يشد وسط جموع الناس وإنها نفضت يدها منه بقوة ملحوظة ، بنفور شديد كأنه مقرف وتتقرفّ منه وما رُحم هو من أعصابه ولا رُحمت هي من تخالط الأحداث عليها إلا من وسن يلي دخلت بإستغراب : ننتظركم ليش طـ
قطعت حروفها لثواني بذهول من وجه نهيّان المتجرح : هو مد يده عليك إنت ؟ وش وجهك هـ
قطع حروفها مباشرة بحدة : يعقب !
ما تكلّمت تهز راسها بإيه : طيب نمشي ؟ لأن ورد إتصلت تقول وصل الخبر لأبوك ويبينا كلنا عنده الحين
سبقتهم ديم للسيارة ، وبعد دقائق بسيطة ركب نهيّان ووسن يلي حسّت إن فيه شيء مو طبيعي ، مو حسّت إلا تأكّدت تماماً إن فيه شيء مو طبيعي ولا تدري نهايته وش ..
_
« بيـت حـاكم »
طلع حاكم من داخل بيته ، ووقفت خطوته لثواني من إنتبه لبنته يلي جلست تغرس الشتلات مع أمها ، تعاونها ، فستانها الأصفر الباهي ورقة وجودها هي بحياته وما يغيب عن باله لحظة وحدة إنهيارها الأوّل ، قسوة مواجهتها لأمور شغلها وما يدري هو فرط خوف منه أو فرط حبّ لكن صارت عينه تنتبه لها أكثر من أول ، بكثير أكثر لدرجة إنّه الآن طالع ينتظر نهيّان والبنات لكن ما قدر يقاوم ما يكلمها : ورد
إبتسمت وهي تلف نظرها لأبوها : تعال ، أمي عجزت عنها
رفع حواجبه لثواني وهو يقرب منهم ، وإنتبه على جذر نبتة قديم كانت ملاذ تحاول تطلّعه : إقطعيه
هزت ملاذ راسها بالنفي : لا ، بطلّعه من وسطها أبيها كلها
هز راسه بإيه وهو يمد يده لساق النبتة يجذبها من داخل الأرض ، وإبتسمت ورد لثواني من تركها بالمكان يلي تبيه أمها ينفض يدّه : القوي حقّنا ياناس !
إبتسم ، وضحكت وهي تتكي على كتفه ، وقبّلته لوقت طويل لأنها للآن ما تخطّت موقف المركز وإن لولا الله ثم وجوده خلفها ما تدري وش ممكن يحصل لها وسطّر لسانها دعوات قلبها بصوت خافت يسمعه أبوها ، وتسمعه أمها وترّق حتى نبرتها فيه : الله يديمك لنا ، ويديم وجودك القوي بيننا .. يديم ظهرك سند ، ويديم حضنك وطن وملاذ لنا ويديم لنا هالوجود يارب
شحبت عينه من كلام بنته ، من رقة دموعها يلي إنسابت على خدّها بدون مقدمات ومن حاولت تخفيها بالإبتسام : تتحملوني اليوم ، يمكن وجودك جنبي رجّعني لشعور الدلال وإنك معي بكل وقت وودي كل لحظة أعبّر عنه وتعرف إني عندكم مالي إلا الدموع بس لا تشوفها
إبتسمت ملاذ بخفيف : الله يديمه لكم ، ويديمكم له يا أمي من لكم غير أبوكم ومن لأبوكم غيركم ؟ نعمته إنتم
هُد حيّله يتمتم بآمين ، ورفع نظره لها : ..
: ويديم أمكم ، ملاذكم يا بنتي الله يديمها
إبتسمت بخفيف وهي تهز راسها بإيه : كل عمرنا ، آمين
طول اليوم كان إنتباه ملاذ على فرط رعبه ونظرته لورد هي عرفت السبب وظاهره بإنه على ما حصل لها بالمركز وحتى عمقه الخفي بإنه خوف على ذيّاب عرفته ولهالسبب هي ما تشدّ عليه ، تحاول ما تشد عليه رغم إن كل مافيها من تصرفاته يدفعها للشّد لكن ما ودها لأنّه ما بيكون حصيله إلا تفككّ لبيتها ولعيالها يلي نفسيّاتهم من سيء لأكثر هي ما غفلت عينها عن تدمّر نهيان الداخلي ويلي يحاول يخفيه لكنه بان مثل الشمس الحارقة من قوته ، ولا إرتاح لها قلب وهي تدري إنّ بجوف ذيابها جمرة تحرقه بداخل صدره وشتت نظرها لثواني ما ودها تفكر بهالشيء هي يكفيّها إن ورد ما مسّها شيء من هالأمور كلّها وإن حاكم يعرف قلبها كيف هيّن ما يتحمل وإنه يحبّها ، يحبها ما يرضى يضرّها أبسط النسيم وإن ورد هالمرة هي سبب تماسك أبوها عن باقي أفكاره بخصوص سوء نفسه ، شتت حاكم نظره للمدى هو لو يعرف شيء عن ولده ذياب ، يعرف إنه ما صعد الرحلة ولا يدري هو بالرياض ، باقي بالكويت ، وش حصل له ما يدري .. نهائياً ما يدري ولف نظره لورد : كلمي وسن الحين يجون كلهم
سكنت ملامحها لثواني ، ووقف يمشي لناحية البوابة الخارجية وإتصلت على وسن هي بدورها لأنه يدري ، وكيف يخفى عليه أصلاً ..
وقف قدام البوابة وهو يشوف دورية جات قريب بيته ، مد يده يصافح الشرطي يلي ترجّل منها : وعليكم السلام ورحمة الله سم عسى ما شر
الشرطي : طال عمرك وصلني الخبر توه ولدك نهيّان مقدمة ضده شكوى من لاعب معاه معتدي عليه كاسر له خشمه عطوني تقريره ، ومن صاحب الحادث يلي صدم بناتكم مقدم شكوى عليه بعد
ما كان منه كلام لثواني بسيطة وهو يهز راسه بإيه ، وهز الشرطي راسه بالنفي بهدوء : ما أبيه يجي المركز ولا يدخل التوقيف طال عمرك إنت تعرفني ، جيت أعطيك العلم وأعطيك رقم المسؤول عشان تكلّمه ، أنا جيتك هنا أقولك ترى راعي الحادث عندي وتحت مسؤوليتي حتى شكواه ملغية لكن الثاني إنت تصرف به وعط المسؤول كلمة لأنه مهوول من تصرفات نهيان ووده يكبّرها
تنهّد حاكم يكتم غيضه على ولده بهدوء : ما قصرت
قبل يودعه الشرطي دخلت سيارة نهيّان للمكان ، ووجه حاكم نظره لسيارة ولده وبالمثل الشرطي لكنه أزاح نظره بعد ما طاحت عينه على ديم بهدوء لكن إنتبه نهيّان لهالشيء يلي طقّ أعصابه أكثر وأكثر ، هز الشرطي راسه يأشّر لحاكم بالوداع وإنتبه نهيّان إن ديم دخلت مع الباب لكنها لفت عينها له من حرك وهنا عضّ شفايفه بغضب : وش تسويـن إنتِ وش تسويـن !
-

تعليقات