📌 روايات متفرقة

رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل التاسع عشر 19 بقلم مجهول

رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل التاسع عشر 19 بقلم مجهول

رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب pdf الفصل التاسع عشر 19 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب pdf التاسع عشر 19 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل التاسع عشر 19 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم  رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب التاسع عشر 19

رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل التاسع عشر 19 بقلم مجهول

رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل التاسع عشر 19 بقلم مجهول

كان غضبه مُعمي حتى هي ما تدري وش يصير له ووش صار أصلاً ، ما تدري ليه هالغضب كلّه وصراخه فيها هي بالذات من بينهم وبردت ملامحها من شتم لكنّها عضت شفايفها بغضب : لا تكلّمني كذا لا ترمي قرفك عليّ أنا !
ضحك بسخرية لثواني : صار قرفي أنا الحين ؟ عينك توّها وين طايحة هاه وين طايحة لا تلعبين على عقلي ماني أعمى ما أشوف لا تستغبيني ! لا تستغبيني
سكنت ملامحها لثواني بذهول ، هو مريض لدرجة الشك ؟ هل هو فعلاً لما قال الشرطي والممرض والرجال يلي دخل وهي قد غطّت وخلصت كان يقصدها ويعنيها بطريقة التفكير يلي بعقله ، ودخل حاكم الغاضب من صراخ نهيّان على ديم وطلبه بإنها تجاوبه " من وين تعرفهم " ومن المسافة المستحيلة بينهم : ولـد !
ضحك نهيّان بسخرية وهو يناظر عينها وما عادت تحسّ بالدنيا من الضغط ، الشعور القبيح يلي رمى بصدرها وإنها حسّت بيد تحاوطها من الخلف ما كانت إلا يد ورد يلي تحاول تسكّت أخوها ولأوّل مرة تشوف منه حدة النظرات بهالشكل لديم يلي من قهرها ما لقيت إلا إنها تضربه بكل ما أعطاها الله من قوة بشنطتها على صدره هذا أقصى قدرتها ، أقصى قدرتها مع لسانها يلي ما سكت إنما حُرق جوفها كله بكل كلمة نطقتها تصرخ فيه : ما فرقت عنه ، هو كان واضح يقذف بالصريح لكن إنت تلمح وتلمح وتلمح وتلميحك أقرف منه ! أقرف منه وأنا أقرف منك
شهقت ورد من مسك ذراعها يشدّها بغضب : تقرفين مني ؟ تقرفين مني وهم عينك طايحة عندهم وعينهم عندك كذا نظامك صـ
دفّته بكل قوتها لكنها إنهارت بعدها ، إنهارت ما تشوف من دنيتها شيء وما تسمع إلا صوت الصراخ والغضب من عمها حاكم يلي مسكه يدفه لأبعد مكان وما تدري هو مد يده عليه أو لا لكن يمتلي قلبها وعقلها وكل كيانها بشعور قبيح ماله حدّ ولا نهاية ، وقت جذب ذراعها بكل هالقوة طاحت طرحتها عن ملامحها وما تدري هو سبب دفع عمها حاكم له وسبب غضبه وإلا وش سببه ما تدري ..
تهشّم صدره من قو دفعة أبوه له وهو يصرخ فيه بغضب : أدفنك هنا ما تقّربها تسمعني ! تسمعني ! على عيني تقّربها على عيني تكلّمها تستهبل معي إنت !
هز راسه بإيه بغضب حتى إن أبوه يلي قدامه هو ما يستوعب : بقّربها ! بقّربها لو هي تستغفلني وراء ظهري عينها على ذا وذا وذا وبكسر راسها بعد تبي تطوّل عينها تطولها بعيـد عنـ
ضربه بكل قوته على صدره يسكّت حروفه ، يصرخ فيه بغضبه ؛ إقطع ! إقطع لا أسمع لك حسّ إقطع
ما كان من نهيّان الصمت غير إنه يستفز أبوه أكثر بكثرة حروفه ، كان يستحق الكف ، يستحق الكفّ يلي توقّعته ملاذ قادم من غضب حاكم يلي رفع يدّه يهزّ كونهم كله قبل ما تستقر يده على …
_
على عنق نهيّان من الخلف هو عجز يضربه ، عجز يهز أركان وجهه مثل ما هزّ ذياب قبل وسكنت ملامحه ، شحبت نظرة ورد من كل شيءّ ومن إن أبوها كان ناوي الكفّ الشديد لكن صابه العجز ، من سكون كونه ومن تبدّلت خطته من كف يهز أركان وجهه لإنه يدخّل يده خلف راسه يجذبه له ولكتفّه يهزه كله برجفة فيها تمنّي : لا تنطقّ قدامي كلمة ! لا تنطق تندّمني وبعدها تندم إنت !
سمعت ملاذ " تندّمني ، وبعدها تندم إنت "ولو هي عاشرت حاكم وقت كافي إنها تعرفه هي بتعرف إن يده ما رُفعت لأوّل مرة ، بتعرف إن وقوفه يلي وسط غضبه ما كان إلاّ إن الموقف تكررّ عليه وضاق فيها حتى نفسها تتمنى إنّ لو مر عليه ، لو حصل وضرب أحد كفّ ردّه عن كف نهيان يلي يستحقه تتمنى ، تتمنى ما يكون ذياب من أعماق قلبها وسكن كونها من كتفه يلي إرتخى هي صارت دموعها بحور من تشبّك كل شيء بعقلها ، صكّ البيت يلي طلع بعد سنين ، هجران ذيّاب ، غيابه ، ألمه وإرتخاء كتفه وقبلته الطويلة لراسها ما كانت إلاّ نتيجة لكفّ من أبوه وسكن كونها كله ما عاد تعرف حتى للنفس طريق إنما دخلت البيت وإنتبهت ورد : أمي
ضرب صدر نهيّان وهو يناظره بغضب شديد عرف نهيّان منه إن أبوه ما يبي يشوفه ، وبالفعل طرد حاكم نهيّان خارج البيت يتوجه خلف ملاذ لأن البنات مع ديم ولا وده يحرجها ..
دخل وهو يشوفها ترجف مثل رجفة الشخص يلي كلّ أيامه برد وصقيع ، يرجف حتى جوالها بيدّها ما وقفت دموعها لو ثانية ولا عاد يستوعبها مدى : ما يرد ذياب ، ذياب ما يرد ليش ما يرد ؟
لوهلة كان كونه على وشك يسكن إنّ صار شيء لذياب لكن حرقة ملاذ كانت أكبر ، دموعها كانت أكبر من وقفت تحاول تثبّت نفسها وما تنجرف وراء سوء أفكارها لكنها باقي ترجف تحاول تثبّت دموعها وكلامها : يدك يلي رديّتها عن نهيان إنت رديّتها عن ذياب قبله ، صح ؟ رديّتها ما مديتها عليه هجرانه مو لأنك ضربته والبيت يلي طلع بعد سنين مو لأنك ضربته مستحيل تضربه هو رجّال بهالكبر مستحيل تكسره صح ؟
ما كان منه كلام هو إنخطف منه حتى لونه يأكدّ لملاذ شكها ، وسكن كونها كله بعدم تصديق تناظره بيأس مُحترق من إنها ما إستوعبت بدري : ليش ! ليش متى كيف قوّيت كيف !
نزل نظره لبعيد عنها ، لأول مرة بحياته يسويها ومدّت يدها لوجهه ترفعه بتمنّي وسط دموعها بإن يكون له سبب ومبرر مع إن كل الأسباب باطلة : رفع صوته عليك ؟ قلّ أدبه عليك ؟ صار عاّق لك ضرب بنت وش صار منّه وش صار لو نهيّان طلع منهّ كل هذا وترفّقت به ذياب ليه ما ترفّقت به وش كان يقول قدامك وش مسوي
كانت تضرب صدره ، كتفه ، تدفّه من حرقتها بعدم تصديق وصرخت بحرقة : ليش ضربته ليـش !
_
حطام ، بقايا صرح شامخ هُد من أعلاه يساوي القاع كان شعوره وشعورها هي عنه ، الشخص يلي طول عمره يشوف نفسه جبل صامد هو يتزلزل على مرّ السنين والحين ما بقى منه قمّة ولا هامة تُعتبر , ما بقى بشعور نفسه ولا بنظرة ملاذ يلي حرق جوفها ، حُرقت ملامحها من كثرة دموعها وإحتقانها باللون الأحمر الشديد من رفعت يدها تحاول تخفف حرارة شعورها ، نار دموعها : أثاري دعوة ورد صابت لها ولنهيّان سندهم وحضنهم ووطنهم إنت ! وطنهم إنت لكنّك غربت ذياب عنـ
أشّر لها بالسكوت مباشرة ما يبيها تكملّ ، ما يبيها تحرقه أكثر من إحتراقه وإحتراقها هي أساساً : يكـفيّ لا تزيدين الحرف !
هزت راسها بالنفي تصرخ فيه بكل صوتها : عمرك ما كنت له حضن يدفّيه ! حتى وقت ودك تصير له ظهر إنت الظّهر يلي يخاف يسند عليه حاكم ليش ! ليش مو ولدك هو ليش !
شحبت نظرته من بعدها هي محروقة كلّها ونقطة وتجهش بالبكاء لكنها تحبس صراخات قهرها بداخل جوفها بشكل مؤلم ، بشكل مؤلم حرقت جوفها هي وحرقته هو كلّه تمسح دموعها ، من حاولت تسكّت حروف عتابها الكثيرة يلي ودّها تسطرها لكن هُلكت ، رمّد داخلها كله ما عاد بقت عندها دموع من كثر سيولها ولا عاد بقى لها نفس تاخذه حتى محاولاتها للكلام تفتح فمها بنيّة الحروف لكن سرعان ما تطير وتتبخّر كلها ما تقدر تقول كلمة ، أخذت نفس وهي تحاول تخففّ من شعورها يلي هزها كلها بعد ما دخلت ورد يلي خُطف قلبها أساساً من الصباح والموقف يلي حصل لها ، ومن الحين غضب أبوها وأخوها ودموعها هي بنفسها ما بتزّود هلاك بنتها ، المر يلي هي تعيشه وتقاسيه مستحيل تسمح إنّ ورد تعيشه أو حتى تحسّه ، مستحيل تسمح لها تحسّ بالشرخ الكبير يلي حصل بقلبها هي ، وببيتهم كلّه وبقادم أيامهم وبكلّ جاي بحياتهم صار فيهم شيء ما يُجبر ولا يُداوى من قوته ، من قو أثره عليها ولو هي تعرف حاكم ، تعرف إنّ لسانه يحرق أكثر من يده ومتأكدة إنه هو حرق ذياب بداية بلسانه ، وأنهى كل حنانه بيده يلي للآن ما تتصور هي كيف تجبّرت تُمد على بكرهم ، على الشخص يلي يترك كلّ مدى بحياته ويركض بمداهم همّ لأجلهم هم ولعينهم هم وعلى أمرهم هم ..
ناظرت أمها وأبوها لثواني ، وحاوطت معصمها ترجع لعند البنات ، أو تحاول ترجع لكنها إختارت تنزوي خلف الدباب لحد ما يقرّ داخلها وضمّت رجولها لناحيتها تتوارى عن الكل ، ظهر الدباب خلفها ، وقدامها الجدار ولا يمكن لبني آدم يشوف إنها موجودة بهالمكان ، أخذت نفس وهي ما تدري وش حصل لكنّها تدري بإن قلبها هُز من وسط ضلوعها ، إنها تحس السوء بكل الإتجاهات وإنها مـ…
_
وإنها مذهولة كيف تتغيّر الدنيا بلحظة ، كيف يصرخ المرح ويغضب ، كيف يعجز القوي ويُهزّ كونه ، وكيف يبعد القريب وأخذت نفس هي وصفت نهيّان ، ووصفت أبوها ، ووصفت ذيّاب نفسه يلي كل مناها إن يكون مستراحه عند قصيد لأنّ لو ما كان يظهر لها شيء هي تعرف إنه أكثرهم معاناة ، مسحت دموعها لثواني تحاول تتماسك وناظرت فستانها لوقت طويل بهمس : يقولون الأصفر لون البهجة والسرور ، الظاهر إنّك حتى إنت ما قدرت تسّرني وتهدّينا ، محينا هويّتك إحنا ؟
بعد نفس طويل أخذته هي مسكت طرفه بهمس : صرت باهت بعد ما كنت مليان مسّرة وبهجة ، ماهي سواياك كيف يبتهج اللبّس لو لبّاسه حزين ؟
-
دخل بيت حاكم وهو مصدوم من شكل عمّه يلي طلع على عجل بدون حتى ما يجاوبه ، بدون ما يتحمّد له بالسلامة إنما وقت لمحه قال له الدباب موجود وما حولك أحد ومشى بعدها يقبض له قلبه كله للآن ذياب ما يرد عليه وهمس يرجع يتصل على ذياب : تكفى وش صاير
دخل لداخل أسوار البيت وهو يكرر الإتصال على ذياب لكن ما كان منه رد ، ما حصل منه نهائياً وهنا هو صار الشيطان يلعب بعقله حتى خطوته ما عاد يدركها إنما رفع جواله لإذنه يتصل على مساعد ذياب : عندك خبره إنت ؟
هز راسه بإيه يجاوب نصّار على حسب علمه ، ورفع نصّار حواجبه : يعني الرحلة ما طلعها ؟ طيب بالكويت هو للحين تدري وإلا ما تدري ؟
ما كان منه العلم إنما جلس يشرح له الأوقات يلي كلّمه ذياب فيها فقط وكلها من ساعات طويلة ووقت الصباح وإن ما عنده علم عنه ، وتوجه لدبابه يشغّله : طيب شوف الرحلات عطني خبر عنها ، من الساعة وحدة وبعـد
تخبّت خلف الدباب بذهول من صوته هو بداية ، ومن صوت الدباب يلي نفض جسدها كله هو إشتغل بظهرها فعلياً وحتى وقت حاولت تسحب نفسها ما قدرت لأنّ حبل فستانها من الخلف دخل بوسط مكان منه ما تعرف كيف تطلّعه ، سكنت ملامحها لثواني كيف تتراجع ، كيف تهرب وكيف ما ينتبه وهو شغله والأكيد بيركبه وبرد قلبها كله تتمنى مكالمته تطول لكن ما طالت إنما قفلّ وهو يناظر دبابه لثواني وتنهّد من أعماقه : ياكثر زينك يا حبيبي ! إشتقت لك ! إشتقت لك والله العظيم إشتقت لابوها من إجتماعات ولابوهم من شقر ما يساوونك !
كررّها أربع مرات ، وسكن قلبها بذهول من إنحنى يقبّله تسمع صوت قبلته والتنهيدة يلي طلعت من أعماقه بعدها تلمس منها إبتسامته : إنت يمديك على خط الكويت ؟ إن كان صاحبنا هناك نطير له أنا وياك ؟ إشتقت له حيل يعلم الله إني إشتقت له ولك مع بعض
وقف قلبها لأنه كان منحني على دبابه يكلمه ويقبّله من الجهة الأخرى وحاولت تطلع حبل فستانها لكنها هزّت الدباب بالغلط ورفع حواجبه مباشرة :
_
: بسم الله عليك ما قلنا ما تغار من ذياب ؟ما قلنا هو الأول وإنت الأول مكرر أو أقرب للثاني بس هو قلبي والله
ضحك وهو يمسح على ظهره : مؤدب إنت بس وش هز
ما عاد قدرت تتكلّم من وقف هو يشوف وش يلي هزه من الجهة الأخرى وذابت عظامها ما تقدر على الكلام من حسّت بوقوفه وغطت نصف ملامحها بيدها ويدها الأخرى على الحبل يلي كانت تحاول تسحبه ، سكنت ملامحه بذهول لأنها غطت وجهها بيدّها ونطق بذهول كان بفمّه سؤال مين هزّ الدباب ووقت شافها هي نطق بدون شعور : أخو ذياب !
بتر نهايتها بذهول يلغي صوته المصدوم ، من برد قلبها هي من حبل فستانها يلي داخل دبابه وما إنتبه له هو لكن ضاع كلّه من دموعها بذهول والواضح إنها من وقت طويل من إحمرار ملامحها وما يدري كيف صار بجهتها هي برعب : ذياب به شيء ! ذياب به شيء صح
هزت راسها بالنفي هو مو مستوعب إنه صار جنبها ، ما تدري كيف تتكلّم كيف تقول حرف واحد وإنتبه لعينه مباشرة يخضعها بأسف : ما قصدي ، ما قصدي بس عمي طلع مستعجل وإنتِ هنا تبكيـ
إستوعب إنها تبكي ، وسكنت ملامحه لثواني : ليش تبكين
ما عاد يستوعب شيء ولا يثبّته ، هي جالسة عالأرض ظهرها لدبابه وهو جاء يصير عن يسارها وشبه جلس عشان يوصلها ، هي جنبه بهالشكل الغير عادي ووش تلحق عينه تشوف ما يدري ووقت رفعت وجهّها من ذهولها إنه يسألها ليش تبكين هو ما عاد يستوعب ، غمض عينه مباشرة يرفع يده لجبينه بإعتذار ويحاول يتدارك ما يمكن تداركه وما نفض قلبه شيء كثر خيال وحيد توسّد عقله لو يجي عمه حاكم وهو مع بنته وراء الدباب بهالشكل ، هي على الأرض وهو منحني على ركبه جنبها من فجعته إنه لمحها وإن ذياب به شيء والمسافة ، هو يشمّ عطرها بأعماقه مافيه مسافة ..
رفعت رجلها وهي ودها تهرب منه لكنها بهالحركة رجّعت فستانها للخلف يقصر أكثر ، يكشف ركبتها وفخذها ومدت يدها مباشرة تحاول تغطيّ وتنزله لكنه مد يده معاها وحتى عينه هو ما يدري يغطيها وإلا وش يسوي وإستوعب بعد لحظة بذهول يناظر عينها ، هو مفجوع وهي مفجوعة وإنتبه لنفسه يعدل فستانها : ما شفت ، ما شفت آسف
حتى وقت تأسف هو كان يعدل فستانها ويرجعه يغطي ركبتها وفخذها من ربكته وإنّها تحترق من الخجل وإنتبه على حبل فستانها : بطلعه
ما نطقت بكلمة لكنها ما حسبت ولا حسب نصّار إنه ما بيقدر يطلعه من بعيد من تلويّه وسطه وإحمّرت منه حتى آذانه : بقرب عشان أشوفه
رجف جسدها كله لأنه قريب منها ، قريب تشمّ عطره وقريب تحس بحرارة وجوده بجنبها هي ظهرها للدباب وجهها له ، وهو وجهه لها وظهره للخلف ويده على الحبل وهمس بتوتر : …
_
: شعرك أخاف أسحبه
إنتبهت إن شعرها صار يمنع رؤيته ، ومدت يدها الأخرى بإرتباك تجمع شعرها وتزيد من فهاوة نصّار يلي وقفت يده على حبل فستانها يناظرها هي ، يناظر ربكتها وما يدري هو يسمع صوت قلبه وإلا قلبها هي لأنها ترجف بجنبه ، تجزم إنه بألف حال وحال مو أقلّ منها وبالفعل عض شفته هو ما يدري وش إحساس العطش الفضيع يلي طغى بداخله فجأة وأخذ نفس لثواني يقرب يهلك نفسه ويهلكها ما يدري عينه وش تسوي لكنها تنظر لحبل فستانها ، ولظهرها وأكتافها يلي بينها وبين يده شعرة وحدة ، شعرها يلي أبعدته لليمين من عنقها تكشف له اليسار كله جهة نظره وتوتر من حس بتوترها وإنها صارت تخاف وهز راسه بالنفي : مب راضي يطلـ
رجفت يدها مباشرة تبتر حروفه هي مستحيل تتحمّل كم المشاعر يلي تحسها : نصّار إقطعه ، بس إقطعه
نطق "حرام أقطعه وهو حلو "بدون إدراك منه وما يدري هو نُطقها بإسمه أو فستانها لكن كل شيء حلو لعينه ومسمعه ، توتر مباشرة من إنتبه إنها تخجل وإنّه مو موزون نهائياً وما كان له مخرج إلا إنه يشدّ الحبل يقطعه بمحاولة للتدارك وترقيع كلمته لكنه وقت قطعه إرتّدت يده تضرب بظهر ورد بشكل وتّره يمسك كتفها ويمسح على ظهرها : قطعته آسف ، آسف
هو لو ما مسك نفسه لوهلة كان بيعتذر لها مثل ما يعتذر لأي شيء يوجعه بحياته حتى لو أوجعه بدون قصد ، دائماً طريقته بالإعتذار بإنه يقبّل أقرب شيء من هالشخص له ، كتفه ، خده ، راسه ، يده ، وزاح نظره لمكان مستحيل عليه وبردت ملامحها لأنّ يده بأعلى كتفها من الخلف مكان إرتداد يده لكن عينه على ملامحها ، على شفايفها بالذات ولوهلة ، هي حست بتوقّف الكون مستحيل إن هالشخص يلي قدامها نصار ومستحيل إنها هي ورد ، مستحيل إنّ شعورها الفضيع هذا يلي كل إحساسه ببطنها يكون عادي ، عدل فستانها من الخلف محل ما قطع حبله وهو يشد ذراعها عشان تقوم وتمتم بـ " أعوذ بالله منك يا إبليس " ألف مرة من كثر إن عينه ما تصد وإن أفكاره تتوجه لأماكن خاطئة جداً ، كانت على وشك توقف لو ما رجعت تثبت بمكانها من رعبها بإن فيه صوت خطوات قريب ما سمعه نصّار لكنها شدت على ذراعه بهمس مرتعب : فيه أحد !
هز راسه بالنفي بوهقة وهمس مباشرة : لا تكفيـن
وقف على حيله من تأكد إن فيه صوت وسكنت ملامح ورد برعب لأنه وقف لكن هو على وجهه واضح كل شيء وحتى هو يدري إنّه واضح لكن كان وده يوقف يشوف مين الجاي لهم ، يعرف كم فرصته بالتدارك أو يعرف مقدار الألم وسرعان ما سكنت ملامحه بذهول وسرور : يامرحبا الحمدلله ! الحمدلله
وقّف نبضها كله من ذهولها ، من ترحيب نصار يلي يتبعه الحمد وما تتوقعه إلا عشان شخص واحد
_
حسّت بإنها رُشّت بماء شديد البرودة يخفف إحتراقها والشعور الفضيع يلي حصل بداخلها من إستوعبت الضحكة يلي سمعتها وإنها شدن ، ولا غير شدن يلي لأول مرة يكون وقعها برد وسلام مو ربكة وفضيحة بالنسبة لها ولنصّار يلي وقت لمح شكلها الصغير المرعوب هو صار يهلّي ويحمد بدون شعور وكيف ما يحمد وهو سلم من الفضيحة ، ومن الألم يلي كان يحاول يحدد مقداره لو كان الجاي عمه حاكم أو حتى صاحبه ذيّاب ، إبتسمت شدن المفجوعة من جاء جنبها يشيلها لفوق مباشرة : ليش تخوفني ؟ أنا تو طلعت وشفت الدباب يتحرك خفت
هز راسه بالنفي وهو قبّلها خمس مرات من ذهوله من حظّه : آسف بس كنت أسولف له تويّ رجعت من السفر تعرفين ؟
إبتسمت وهي تحاول تنزل : بسولف له أنا بعد عشان يوديني البقالة كلهم يقولون لا وكنت بقول لورد توديني
هز راسه بالنفي وهو يأشر على عينه : لو تبين أجيب لك البقالة كلها الحين على خشمي نروح أنا وياك ولا مو بس نروح ، بوديك وأرجّعك ناخذ الدباب وألفّ فيك لفتين كم شدن عندي
رفعت حواجبها لثواني بإستغراب من حبه لها وهو آخر مرة هددّها بإنه ما عاد يوديها أي بقالة ، وتنفّس الصعداء من أعماق قلبه وهو يمشي للبوابة الخارجية بدون ما يطوّل أكثر يبي ورد تطلع وتستوعب ، ويبي هو بنفسه يستوعب وينتبه كانت شدن وسلم هو وسلمت ورد لكن وش وجهه ووش وجهها لو كان أبوها أو أحد من أخوانها ..
همس وهو يناظر شدن المستمتعة لأنه لازال شايلها للآن وناظرته بإستغراب : تحبني إنت تشيلني للحين ما قلت عندك رجول وإمشي ؟
رغم إنها ضخّمت صوتها تتطقطق عليه بـ" عندك رجول إمشي " لكنه ما نزّلها إنما قبل خدها : ياشيخة لو تبين شلتك عشر مشاوير مو مشوار بقالة بس ! والله إني أنا ما توقعت بنبسط بشوفتك هالقد يسلم هالطول بس ..
_
دخلت ركض للداخل لكن ما لحقت تجمع نفسها ، أو حتى نبض قلبها من أمها يلي سكرت جوالها بأحد الزوايا ولفت نظرها لها : القهوة على النار ، هاتيها الملحق
هزت راسها بإيه وهي تناظر أمها يلي واضح إنكسارها مثل وضوح الشمس ، وطلعت ملاذ تسكّر الباب خلفها وتتوجه للملحق عند البنات لكن سكنت ملامحها من درة المتمددة وتغطي عيونها بالطرحة والواضح أكلها الصداع من البنادول يلي جنبها ، من وسن يلي جالسة بالزاوية وتتأمّل ومن جود وتوق يلي يسولفون ومن غياب ديم ، مالها أثر بشكل خوّف ملاذ مباشرة : وين ديم
رفعت درة نظرها ، وطلعت ديم من الحمام - أكرمكم الله - تجاوب وجودها قبل حروف أختها بوجه مخطوف من شحوبه ، بنظرة كارهة لكل شيء وسكنت ملامح ملاذ بدون ما تسأل هي تـ
_
تستنتج إنها على هالشحوب بكت دم مو بس دموع ، تتأكد إن ما بقى بجوفها شيء لأنها تعرف هالشعور : ديـم
حتى وقت حاولت ترد على ملاذ هي ما قدرت ، ما قدرت من شعور التقرف يلي حسّته لها من أول وصولهم كلمت السواق ما تبي بيت عمها كله لكنّها من وقت دخلت ما تجاوزت رهبة الموقف ومن وقت لقيت الحمام - الله يكرمكم - هي ما طلعت منه إلا توّها من اللوعة يلي تحسّها بكل دقيقه وكل ما قالت خلاص يطلع تأثّرها أكبر وترجع ترجّع كل ما بجوفها ، يهتز جسدها من قو الشعور المؤلم ومن إن ما بقى فيها حيل ما تخطّت ، كل شيء حصل ما تخطّته وأخذت ملاذ نفس من أعماقها هي من كثر كسرها ما ودّها أحد غيرها يُكسر : أمي ديم
إنتفخت ملامحها من كثر الألم ، والبكاء يلي لأوّل مرة يطغى بوجهها بهالشكل حتى وهي حاولت تكتمه وجرّحت يدها من كثر ما عضتها بمحاولات كتمانه ما قدرت ، رقّ داخل ملاذ كله لأن ديم ودها تتكلّم وودها ترد عليها لكنها ما تقوى لأنها بترجع تبكي وتألمت هي ، تألمت ترفع أكتافها بعدم معرفة : بتقولين لي يلي كان بالحديقة قبل شوي نهيان ولدك ؟ بقولك ما أعرفه ما أعرف تصرفاته ولا
هزت ديم راسها بالنفي بهدوء : عمتي لا تبررين
إحترق جوف ملاذ مباشرة وهي تهز راسها بالنفي : ما أبرر له يا أمي ، ما أبرر غلطان من هنا لين آخر يوم غلطان ما أعرف سببه ، ولا يحق له لو كانت عنده أسباب الدنيا لكن الأكيد إنه مو عليك إنتِ ، الأكيد إنّ به شيء يشغله ويقلقه لأني أعرف نهيّان ، أعرفه والشخص يلي كان موجود هنا قدامك اليوم ما كان هو
ما تكلّمت ديم كان يحرق جوفها بكل مرة ، وعضّت ملاذ شفايفها لثواني : ما يحق له بكل الأحوال ، وعمك ما يرضاها ولا أنا أرضاها وصدقيني ما نغضّ عن مثل هالتصرف وأتوقع صار واضح لك من عمك وتصرفه ، صدر البيت لك والعتب لنهيان لأنه يستاهله وهو يبيه
سكنت ملامحها هي تفهم من " صدر البيت لك والعتب لنهيّان " إنه طُرد من البيت ولهالسبب هزت راسها بالنفي بهدوء : مالي فيه ، ولا لي بشيء عمتي المشـ
هزت ملاذ راسها بالنفي بمقاطعة : أبوك له حق يعرف
قُطع موضوع جود وتوق من وسطه بذهول كيف ملاذ تحرّض إن فزاع يعرف بتصرف ولدها وهو ما بيرحمه لأنّ ما كان له حق يقول لها هالكلام ويمكن يدفنه من غضبه وتصير مشاكل لها أول مالها تالي بينهم ، وهزت ملاذ راسها بإيه رغم نارها : ولو إنّ ودي إنتِ تاخذين حقك منه بيدك لكن أبوك له الحق يعرف وله الحق يتصرف ولو يكسر خشمه أنا ما أقول كلمة
هزت راسها بالنفي ما تتصّور ، نهائياً ما تتصّور وعرفت بدون ما يصير شيء إنّ ملاذ قد شعر راسها ندمانة بإنها ما تدخّلت بينهم ، ما تكلمت لكنها تـ..
_
توجهت تجلس بجنبها بهمس لأن لو هي تحترق ألف تعرف إن حرقة الأم أضعاف : تصرف نهيان غلط ، وتصرفي أنا لو رحت لأبوي وقلت له غلط هو ما يرضى عليّ ، وعمي حاكم ما يرضى على نهيّان ولا أنا يلي بغلط عشان نهيّان وأسبب مشكلة بينهم ، عشان طيشه أنا بفرّق بين أخوان ؟ لا عمي حاكم يستاهل ، ولا أبوي يستاهل يحس بالقهر عشاني ولا ودي تكبر النفوس أنا ونهيّان وش حنا لبعض ؟ ولا شيء لكن أبوي وعمي ما نقدر على كسرهم
دخلت ورد على هالجملة من ديم هي أرعبها هدوء المكان بداية وزادت عليها جملة ديم ، ذهول البنات إن الموضوع يوصل عمها فزّاع وهي من الأساس ما حصل لها قرار من كل الإتجاهات وزاد أكثر من قرّبت جهة الملحق يلي كان هدوئه مزعج للروح مو للأذن ، ما تعوّدت يكون الصمت والهدوء سيد إجتماع البنات ودخلت تستوحش هالصمت ورجع يسكن قلبها كله من أمها وديم يلي جنبها كلّهم يراعون بعضهم وتجزم إنها تفهم شعورهم أكثر من أي أحد بالدنيا ، أمها محروقة كيف ولدها نهيّان يطلع منه كل هذا ، وديم محروقة على نفسها ومصدومة من بشاعة نهيّان يلي طلعت لها ، ما تدري ليش ركّزت على " ولا شيء " بكون إنّ ديم ما تعني لنهيان شيء ، ونهيّان ما يعني لديم شيء وكل خوفها ، كل خوفها إنّ ديم تعني لأخوها شيء وهي تشوفه "ولا شيء " رغم إنّه إستحق هالإحساس منها لكن ثورانه مو عادي ، ما كان عادي ولا يقرب العادي بشيء ولا تعرفه هي ولا يعرفونه كلهم ، أخذت ملاذ نفس من أعماقها : لو تمشين ياديم بعرف إنّ نفسك فيها شيء ، نهيّان بتصرف معاه أنا وإنتِ لك الصدر وحنّا لو تبين نطلع حتى العتب ما نبيه ، آسفين
ما هان على ورد لو ثانية وحدة إن أمها تتحمّل طيش نهيان وغضبه وتعتذر هي ، تقبّل راس ديم يلي سكن كونها من هالقبلة وحنانها الطويل فيها وإنها مسحت على خدها بعدها تبتسم رغم إن عيونها تلمع دموع وتوصي ديم بعيونها على نفسها بس ، مو على شيء آخر وناظرتها ديم لثواني : ما يهون خاطرك إنتِ ، ولا خاطر عمي بس تعرفين إني لو جلست هنا ما بيخفّ شعوري
ناظرتها درة لثواني هي أعرف الناس بأختها وقلبها وتعرف إنها تخبيّ حقيقة شعورها الكاملة وبالفعل ردّت ديم حروف صراحتها يلي بتكون مؤذية جداً على الكل ، ما قالت شعورها بالصريح ولا قالت إنها دائماً تعتبر بيت عمها حاكم هو نفسه بيت أبوها لكنّها صارت تقرف منه مثل ما تقرف من نهيّان ولا تتخيّل خطوتها ترجع لهالمكان ورجوعها مستحيل ما يُمكن يفهم ..
تركت ورد القهوة على الطاولة ، وسكرت درة جوالها : أبوي يلي جاء مو السواق ، شكل عنده خبر
ما تكلّمت ديم نهائياً إنما رفعت طرحتها لأعلى راسها تتركها وما تغطيّ تعمداً
_لأنها تعرف أبوها الأكيد إنه نزل من السيارة ودخل للأسوار عشان يشوفهم وما تحتاج شيء كثر إنّ عينه تشوف وجهها ، يناظرها نظرته الدائمة لهم بأنهم أقوى شيء بحياته ، وأطهر شيء بحياته وكمّ تتمنّى نظرته تبريّها لأنها تحس بالسوء ، تحس بالقرف حتى من نفسها من كلمة هالشخص أولاً ، ومن نهيّان ثانياً حتى لو ما كانت صدق هي يمليها السوء ، يمليها شعور التقرّف ..
طلعت أول خطوة للباب الخارجي وبالفعل كانت سيارة أبوها ، وأبوها واقف قدام الباب لكن عمها كان معاه ، عمها يلي إخترق روحها بنظرة وحدة : بنتي ديم
ما تكلّمت ، وهز ضلوعها من ترك مشى لناحيتها يقبل راسها لثواني ما قال بعدها ولا كلمة لكنه ناظرها نظرات عافت منها ديم كل شيء ممكن يكون ودها فيه ، توجهت درة لأبوها تضمه ومسك كتفها وعينه باقي عند ديم هو شاف ملامحها كيف تغيّرت من نظرة حاكم لها ويحس بالريبة : ما جاكم شيء إنتم ؟
هزت راسها بالنفي ، وسكنت ملامح فزاع من حاكم يلي ضم ديم يقبل راسها للمرة الثانية وسكونه كان على الضاغط يلي بيد بنته : ديم
همس حاكم بهدوء : إنتِ بمقام ورد عندي ونهيّان يعتذر غصبٍ عليه لك لا تزعلين ..
_
كان على مسمع ملاذ يلي يمتلي داخلها قهر غير عادي كأنها تتخبّط بالأرض والسماء هو ما يرضى على كل أحد ليه ذيّاب يهون عليه وما يهمّه ما تدري ، عجزت تدري وما عاد يهديّ بالها تطمينها الدائم لنفسها " ذيّاب يحب حاكم ، وحاكم يحبّ ذياب " هي متأكدة من الشق الأول من هالجملة ، لكن الثاني صارت شكوكها فيه كثيرة ومُرهقة ..
رجعت خطوتها للصالة وهي تدخل على رقم ذياب بتكرر إتصالها من جديد لكن قُطع نفسها هي كانت بتتصّل تقول تعال ، وخلف تعال بتشكي له من أبوه وتصرفاته ، ومن أخوه ووقاحته وبتطلبه هو يربيّه لأنها هي تعجز عن القسوة وحاكم ماله نية يقسى عليه حتى لو هو مخطي ، ودها تشكي له منها هي وإن الحِمل صار يرهقها ولا كتف ولا ظهر يسندها إلا هو بعد الله وهو الوحيد يلي يفهم من عينها بدون ما تقول ، بتتصل تطلبه يجي يمسك زمام أمورهم لأنّهم يُسحبون لهاوية مالهم مفر منها هي تعرف هالشيء وتقطّع قلبها من تفكيرها : يا قلبك قلبي يا أمي حتى أنا ودي أتصل أشكي وأقول تعال شيل همي يا قسوتي ..
هُز قلبها على رؤية تردد ملاذ ونطق لسانها بدون شعور : قولي له يجي ، مكانه هنا مو الكويت
لفت نظرها للصوت هي كانت تتأمل رقم ذياب لوحدها ، وكانت تهمس لنفسها وجاء صوت توق كأنه صوت داخلها يلي تحاول تصدّه وما تسمعه ، لمحت توق عين ملاذ وما تدري كيف جات لها الجراءة تكمّل : نعرف ذياب ، ما يحب الكويت من وقت والأكيد إنّك وقت تقولين له تعال ما بيقول لا
_
هزت راسها بالنفي حتى حروف رد ما كانت تملك لأوّل مرة تستنكر " نعرف ذياب " مين يعرفه ؟ توق والبنات وبقيّتهم ؟ هي أمه بنفسها تعرفه ؟ ما تعرف إلاّ إنه الخافي البيّن وعلى كرهه للكويت ، يمكن صارت قلبه بما إنّ فيها قلبه ورقّ قلبها هي لأنها ما تعرف عنه شيء لكنها دخلت على رقم قصيد لثواني طويلة هُز فيها قلبها ، وقلب توق يلي حصل لها التأكيد إنّ ذياب فعلاً بالكويت وهي حتى وقت قالت ورد نهائياً ما صدقت وحتى وقت تكلّمت لملاذ الحين هي كانت تنتظر منها النفي والإستغراب بجملة " مين قال ذياب بالكويت " لكن ما حصل وحصل لها التأكيد بشكل غريب من دخول ملاذ لرقم قصيد ، رفعت يدها لجبينها لثواني : ما أحس إن للكويت أهمية مثل الأهمية هنا ، كلنا شفنا وش حصل وكلنا ندري نهيّان ما بيمسكه إلا ذياب وكلنا ندري كيف يهجد نهيان عند ذياب ولا يقواه
أخذت ملاذ نفس من أعماقها ، وشدّت توق على كوب يدها تكمّل : حق ديم يلي ودك تاخذه هي أو ياخذه أبوها بياخذه ذياب لو درى ، ذياب ما يرضى وماهو غلط تقولين له أو تستعجلينه ..
ما كان من ملاذ الرد ، ومشيت توق للملحق وهي ما تدري وش صار فيها من دخلت ملاذ على رقم قصيد ، كان أكيد لها إنّ فعلاً ذياب بالكويت عشان قصيد مو عشان شغل أو شيء آخر وحوارها هي والبنات قبل دقائق كان عن هالموضوع وتحت كلمة - مستحيل - ما يسويها ، ذيّاب ما يقطع مسافات عشان أحد ، أحد تو يعرفه وأحد تو يلاقي شخصيته ودخلت تغرق نفسها بداخل الكنب لثواني تفكير طويلة هو توّه يعرف قصيد أساساً ؟ يمكن كل السنوات الماضية يحبّها ويمكن فيه حكاية خفيّة عنهم وكيف ما تُخفى وأحد أطرافها الخافيّ البين يلي كلهم يعرفون هاللقب عنه ما عاد هو محصور لبيت حاكم فقط ..
_
« أحـد الملاعـب »
رمى نفسه على العشب بعد ما هلك يتصببّ عرق من تعبه ، من إرهاقه ، إحراقه لنفسه بالركض والكور يلي غصبٍ عليها تصيب من حرقته وشدّة تركيزه ويخطيها بحال واحد فقط ، من تطري هي عليه وأفعاله وإنّه هو صار بحال يكرهه يشك ، ويشككّ ، ويطعن ما يكتفي وصرخ من قهره يضرب العشب قدامه يقطّعه ولا يخفّ من نار جوفه شيء هو ليه على ديم بالذات ، ليه ووقف تفكيره إنّ يمكن لأن جملة وحدة من مدّة من وقت ما رميتها شدن هي بقت تاكل وتشرب معاه بتفكيره ، كل ما جاء طاري البنات يفكّر فيها وما كانت إلا الجملة يلي همستها له شدن " يمكن ديم تحب أحد ثاني " وأكّدتها له تصرفات ديم تجاهه هي تنفر منه حتى لو كان يعاملها بعاديّة معاملته لكل بناتهم ، إنّ كانت تحب شيء يخصها لكن مو جنبه ، مو عنده تطول عينها ويعاملونها بطريقة ما يدري كيف يوصفها لكن ما تعجبه ، ما يحب ..
_

« عند البنـات »
دخلت شدن وهي تشوف أمها رابطة راسها ، وإبتسمت وسن بإمتنان شديد من لمحت كيس ما تتعدّى أغراضه الثلاث بيد بنتها : الحمدلله يارب عشت ولحقت وشفت بنتي تروح وترجع بكيس فيه ثلاث أغراض بس تعالي ببوسـ
دخلت العاملة خلفها معاها خمس أكياس مليانة ، وإبتسمت شدن : نصار يقول ما يقدر يشيل أكثر
عضت شفتها بحسرة وهي تناظر بنتها : كثر الله خيره والحمدلله ما يشيل
ضحكت توق من العبرة يلي خنقت وسن تغطيّ وجهها وتناظر بنتها : يعني طفلة أكيد بتشتري لو لقيت أحد يطاوعها وريني وش إشتريتي وكيف وافق يشتري لك هذا كله ؟
إبتسمت وهي تلف نظرها لورد يلي تتأمّل جوالها : أول شيء قلت له ماما تحب يقول لي لا مامتك ما تحب وبس يقول لا ويكفي بعدين قلت ورد تحب وما قال لا
إبتسمت جود بإعجاب : كريم الولد وطاري ورد زاده ما إستوعبت شيء ، وسكنت ملامحها لثواني بقروشة شديدة : روقونا وبطّلوا حركاتكم هذي عاد
إبتسمت وسن : وش عليك من حركاتنا بس بالعقل يعني بيخسّر عمره عشان بنتي ؟ عشان قالت إسمك بس شوفي وش جاب
إبتسمت شدن وهي تاخذ حلاوة وتمدها لورد وسكنت ملامح ورد من كانت الحلاوة من الأسفل مربوطة بالحبل المقطوع من فستانها ، خبّتها ما تعرف حركة من شدن ، من نصار نفسه ما تعرف لكنّها هزتها ..
_
« بيـت نصّار »
دخل يقفل الباب ولا يدري وش حصل له ، يدري إنه شافها ويدري إنه على قد ما هُز قلبه من الشوف إنهار كونه من سوء نفسه وكيف يشكي لذياب نفسه ، كيف يقوله شفت إختك ببيتكم أنا وكيف ما رديّت شدن عن شيء وقت نطقت إسمها بس ، رمى تيشيرته يجلس ما إستوعب رجوعه ، وما يستوعب غياب ذياب ويعرف إنّ أول شيء بيسويه وقت يوقف قدامه هو إنّه يطلبه يسطّر كف على خده : الكف ولا القطيعة
ووقف تفكيره دقيقة ، القطيعة موجعة ، وغياب الأحباب أوجع هو سافر لإجتماعاته لكن ما يدري ليه كان يفقد ذياب بكل لحظة تمر عليه بشكل غريب ، يكلّمه ويرد عليه ذياب صحيح لكن من الصباح ما عاد سمع عنه خبر ، من قبل صلاة الجمعة ما عاد ردّ عليه والحين صار الليل ولا وصله خبره وصح وصلته رسالة الحجز من السكرتير ويقدر يروح لكن رجل تشجعه على الروحة ورجل تمنعه ، رجع يمسك جواله بيأس يدخل على رقم ذياب وقبل يتصل نّورت شاشته بإسم الراعي : سم يا محمد
قبل يتكلم محمد وقف نصّار من صوت الجرس بلهفة غريبة يحسّ خلفه ذياب وردّ على تخبطّات صوت محمد : محمد الهواء قوي ما أسمعك
نطق محمد بإرتعاب : ياعم مات الـ
سكنت ملامح نصّار إنه فتح الباب ويلي خلفه ما كان ذياب مثل تمنيّه كان عمه حاكم ، بُترت لهفته ، وبُتر إستيعابه عن محمد لكنه رجع يستوعبه بذهول : من مات !
_
كان يقطع الإرسال كلّ لحظة ، يسمع نصار كلمة ويتوه عن كلمة وما يدري وش الصح محمد يقول لزام ، يقول مات ، يقول الحلال ويقول ألف شيء ما يستوعبه نصّار من تقطعه وحتى عمه حاكم يلي واقف قدام بابه الحين ما عاد يهمه ما عاد يستوعبه ولا يوعيه : محمد كلّمني زين !
ما إنتبه نصّار إنه عصب ، إنه إرتعب ما بقى بعقله عقل وطار عقل حاكم الواقف عند الباب مثله هو حلف ما تدخل قدمه خيام ذيّاب بدونه لأنه دايم يخرّب له شيء فيها ، يوجع قلب ولده فيها ويوجعه بأغلى شيء عنده بأرض نهيّان ما غيرها ، برد داخل نصّار كله من رجع الموقف كلّه لذاكرته موت الحلال الأوّل قدام عينه والهياج المستحيل يلي حصل وظهر صاحبه ، ظهر صاحبه يلي هدّ كل حيله يهلكه : محمد تكفى محمد لا تقول لي كلام مقطع تكفى قل أنا قل إنت قل يلي تبيه إلا حلاله
ما دخلت خطوة حاكم لو ثانية وحدة ولو كان شيب شعره من سنين هو شاب عقله بهاللحظة جاء يرتجي عند نصّار قرار لروحه عن ولده ولأنه عرف بحجز السكرتير لنصّار وبيتطمن عن طريقه وضاع كلّه من خوف نصّار وإرتعابه وإنه حتى هو ما عاد له حضور من خوفه على ذياب وإنه مسك تيشيرته بدون إدراك يلبسه ، ما أحد ينسى حاكم وحضوره لكن نصّار صار غايب عن عالمه كلّه من خوفه ورعبه وعصّبيته المهوولة إنه ما يستوعب كلام محمد وكلّ خوفه على مال صاحبه وحلاله ونفسه ..
ما عاد منه كلام شحبت عينه ، شاب راسه من رعب نصّار نفسه ونطق بجملة وحيدة فقط : روح يابوك روح
قفلّ نصار وهو ما فهم وش مات عنده لكن بيطير بنفسه يشيّك ويشوف ، وما يدري حتى تيشيرته كيف لبسه لكن وقفت عينه لعمه لثواني يتدارك نسيانه له لكن حتى حروفه مرعوبة : محمد ، محمد يقول مات شيءّ عنده مدري هو لزام هو صقره هو حلاله مدري ياعمي !
هز حاكم راسه بإيه وهو يمسح على أنفه : روح ياعمي
رغم إنه طلع إلا إن خطوته تسمّرت هو شرد إستيعابه عن عمه ، عن كلّ شيء وما يهمه بهاللحظة غير حلال ذياب وخيامه وشيء آخر ، شيءّ عن عمّه لكن ماهو جيّته يلي يتوقع سببها لكن وقوفه وإنه ما طار قبله : ما بتجي !
هز حاكم راسه بالنفي ، وناظر نصّار عمه لدقائق لكن ما طالت من إتصل على نهيّان يسأله عن مكانه ووينه وما طال إنتظاره من تخللّت لباله فكرة يدحضها بكلّ قوته إنه سمع بإذنه حصل شيء لحلال ذيّاب لكنه إتصل يدور نهيّان ووينه وكان على أمل يقول له شوف حلال أخوك لكنه قال " إرجع البيت " وما يدري نصّار ليش هالمرة بالذات هو ركز بهالشيء ولا وده يفسّره أكثر ..
_
نزل من سيارته بأسرع ما يكون وكان جزء واحد مُريح لعينه إن الحلال شامخ بشباكه ولا يدري هي كم عددها عشان يعدّها لكن يكفيّه هالإرتياح ، يكفيّه إنه لمح لزام بمكانه ، ولمح الصقر بمكانه وما عاد يهمّه شيء لكن وقفت خطوته من العامل يلي ماسك بطنه ويرجّع دم -الله يكرمكم - وسكنت ملامحه من لمح ناقة وحيدة عالأرض الواضح إنها صارعت الموت بنفسها لأنها جثة هامدة وسكنت ملامحه لثواني وهو يشوف الراعي المُتعب وناظر يلي جنبه : وده المستشفى وش تنتظر !
هز محمد راسه بالنفي : ذياب قال أربعة ما تغيبون ، ما يروح واحد إلا وقت يكون بديله موجود ومافي بديل
ناظره نصّار بهمس : مو وقت أمانتك الحين !
رفع صوته يكرر لاحول ولا قوة إلا بالله ووجه نظره لأحدهم : ودّه المستشفى موجود أنا الحين
ناظر محمد الراعي الآخر ، وإستوعب نصّار إن فيهم خوف ما يدري هو من ذياب نفسه أو من شيء آخر لكن ما ودهم يتحركون ، حتى يلي يرجّع دم أمامه ويتألم ما وده يروح : يابن الحلال روح وش تفيد ذيّاب فيه وإنت تعبان ! روح أنا وذياب واحد وأقولك روح لا نبتلش
هز راسه بالنفي وعربيّته ركيكة جداً ما تشابه عربية محمدّ وبقيتهم : بعدين هذا كله موت
هز راسه بالنفي بذهول : فال الله ولا فالك وإن جاء الموت إنت بتردّه عنهم ؟ محد يردّ الموت روح لا تموت إنت علينا بس الله يرضى عليك ما إحنا ناقصين
هز محمد راسه بإيه وهو يصرّح له يروح ، وعرف نصّار نص الحكاية ما كان مضطر يسأل عنها لكنه إنحنى يمسح على عنقها لثواني ما يعرف هي كم تكلف ، كم قيمتها هالناقة لوحدها ورفع يده لجبينه بتساؤل : كم قيمتها ذي ؟
ناظره محمد لثواني ، وضحك فقط يبيّن له إنها أعلى من توقّعه وتنهّد : ذياب دفع كل شيء عنده على هذا الحلال أنا أعرف ، سلّم شيك كبير عشانها
رفع نصّار حواجبه من إشارة محمد للكبر والضخامة ، ومن تبعت إشارته تنهيدة يعبّر عن الناقة الهامدة أمامهم : سوّت مصيبة تهجم على كلّ النياق حولها طلعناها هنا نمسكها عشان ما يثور الباقي، رفست الراعي والشبك وماتت بعدها
تكرر نفس الموقف لعقل نصّار ، جموح شديد يتبعه سكون مُرعب كأنها ما كانت وهز راسه بالنفي يلغي سوء ظنه : كبيرة هي سنّ موتها وإلا شلون ؟ أحد غيرك يعطيهم أكلهم ؟ مويتهم أحد قربها ؟
هز راسه بالنفي وكان منه سؤال وحيد " ذياب متى يجي ؟ " وتنهّد نصار حتى هو ما يدري ، مسح على راسها بسؤال يتمنى جوابه يكون " لا " : يحبها ذياب ؟ وإلا مثلها مثل غيرها
سكن داخل محمد وهو يناظر نصّار ، وهز راسه بإيه يجاوبه : تطلع له راسها من الشبك تضمّه ، يناديها العنقاء وما ضحك لناقة من هالحلال إلا هي ..
_
جلس على التّل البعيد وعينه تراقب الصّحراء قدامه وهالمرة ظهره للخيام ، ومدى نظره للصحاري الشاسعة وشايبه ، وعجوز قلبه يلي يمشون وسطها يسندهم عكاز واحد ترتكي يّد جده عليه ، ويدّ جدته على يد جده وعلى العكاز هالصورة فيها حنان الدنيا ، والعالمين أجمع بين السماء والأرض شخصين على الوّد ، والحب متعاهدين وعايشين شيّدوا دنيا هم حكّامها ، وأراضي هم أسيادها خُطاهم وحدة ، وحبهّم واحد بعز الصيف أو بارد الشتاء ما يختلف ..
شدّ مرسام يده وهو يتأمّل وجودهم ، جدّته فاطمة كلّ حنان دنيته ، قميصها الأحمر المورّد ، وطرحتها الشفافة السوداء يلي تعانق أبيض شعرها وعنقها ، جدّه وثوبه الرمادي وشماغه الأحمر بدون عقاله وهاماتهم يلي بسابق الحكايا كانت مُستقيمة شامخة والحين حناها الزمّن والدهر ويكره هالإنحناء لأنه علامة ضعف وجدّه وجدته ماهم ضعاف ، ماهم ضعاف همّ وحكاياتهم كلّ دنيته حتى جدّته يلي رفعت طرف طرحتها الحين هزّت له قلبه وما يهزّ قلبه الضعيف ، إبتسم لأنّه يحب هالحركة منها ، يحب الحكايا خلفها إنّ لا مرّ من جنبهم أحد ترفع هي طرف طرحتها تغطيّ فمها ونصف أنفها وتترك عيونها ، عيونها يلي تضحّك جده بأوقات كثير يهمس لها " تغطيّن الفم والخشم والزّين كله بالعيون تتركينها لنظرهم " وتضحك بقولها إنّ ما بقى بعينها زين طيّح الزمن جفونها ولا عادت بحلوها الأوّل ويرجع يكرر عليها إنّ عينها بالشباب ، والمشيب ، حلوة ..
وقف من وقفت خطوتهم بالوسط دليل تعب واحد منهم ما يدري من يكون ، وصدح صوت نهيّان ينادي ويلتفت
" ذيّـاب " يلي من أول وقوفهم هو حسّ ووقف ، ووقت ناداه جدّه يأكد له إحساسه هو ترك دفتره ، ترك مرسامه بمحلّه وأخذ المويا من جنبه يركض لهم ..
إبتسم نهيّان وهو يشد على كتفه بهمس : إفتحها لي
فتح المويا يمدّها لجده ، وإبتسمت فاطمة من أخذها نهيّان من ذياب يمدها لها : عشان تبيّن إنك باقي بحيلك وقوتك يا نهيّان ؟ أدري بالولد فتحها ماهو إنت
إبتسم ذياب بخفيف : جدي فتحها مب أنا يمه
ضحك نهيان وهو يمد له يده : جلّسني يابوك جلّسني ، الواحد يحبّ ويعطي ويتعب وتجحده هالفاطمة حيل
ضحكت من جلّس ذياب جده يسنده ، ومد يده لها يساعدها عالجلوس بعد ما أخذ المويا من يدها وإبتسمت برضى : الله يرضى عليك ، ويرضيك ، ويحفظك
جلس قدامهم وهو يناظر جده يلي مد يده للتراب يدفن يدّه بوسطه ، ورفع حاجبه لثواني وهو يعدل ثوبه وأشّر له نهيّان يقرب منه لكن هو إنتباهه لجدّته يلي مدت يدها تحاول تخلع جزمتها وعجزت عنها ومد هو نفسه يخلع لها جزمتها الثنتين وكان منه سؤال وحيد : توجعك ؟
هزت راسها بالنفي وإبتسمت بخجل
_
هزت راسها بالنفي وإبتسمت بخجل : الله يعز مقامك وقدرك يا أمي ما توجعني ، ما توجعني ودي تلمس التراب
هز راسه بإيه وهو يجمع التراب بيده ، ينثره على رجل جدّته فاطمة ويدفن نصفها برغبتها وإبتسمت بحنان غامر ما خفى على عينه وإحساسه وحس بوقوف يد نهيّان على التراب وإنه يراقبه ، إحمّرت آذانه لأنّه يحس بحنان فاطمة ونظرتها ويحس بوقوف جدّه عن كل شيء وما يدري وش الإحساس يلي حصل له لكنه رفع عينه : يكفي؟
هزت فاطمة راسها بإيه وهي تحاول تمسك طرحتها لا تطير من الهواء ، ووقف ذياب بجنبها يصد الريح عنها بحركة ما فهمتها هي لكنّها قدرت تغطي شيب رأسها يلي يكرهه ذياب ، يمقته بشكل يوضح على عينه : أكرهه
إبتسمت لأنها سمعت همسه ، ولمحت نظر عينه بإنه لشيب شعرها ورقّ داخل نهيان كله لأنه وقف يصد الهواء عن جدته بدون ما أحد يطلبه والفجر كانت منه الحركة نفسها له وقت هو نهيّان بنفسه إنحنى عند المواضئ والريح أزعجته هو وقف جنبه يردّ الهواء عنه ، وقت جلس بصلاته بعد ما سلّم وأزعجه الغبار هو وقف يعدل له شماغه ، ووقف جنبه يصد الريح عنه يتركها تضرب بظهره وثوبه عن جده ، لف نظره لجده بعد ما إنتهت جدته من طرحتها وحرك نهيان نظره للمدى وهو يمسح على التراب بهدوء : تعال قدامي
جلس قدام نهيّان يلي جمع كومة من التراب مثل الجبل الصغير ، كان هالجبل فاصل بينه وبين نهيّان يلي أمامه وحتى وذيّاب حاول يفهم السبب هو ما عرف ونظرة نهيّان كانت غير تماماً ، مختلفة : مد لي يدينك
مد يده لثانية ، ولأوّل مرة يتوجس من طلب نهيان الغريب يلي مسك يدّه بيد ، ويدّه الأخرى كانت تاخذ من التراب وتمسح به على يدّه بشكل قشعر جسده لثواني هو رفع نظره لعين فاطمة ، وما تكّلم لأنها حتى هي تتأمل كان نهيّان يضم يده ، يشدّ عليها بعد ما يمسحها بالتراب وبعد ثواني ريبة قليلة همس نهيّان من جديد وهو ياخذ تراب يوسّده راحة يد ذياب : أبيك ديّن ، هيّن ، ليّن ، سهل المعشر إن قسيت تقسى على الحق ، وإن رقّ هالقلب يرقّ على من يستاهل الرقة ..
ناظر جده لثواني ، وخطف نهيّان نظرته لأن هو صغير صح لكنه يفهم كلام جده ويوعيه حتى لو كان بمصطلحات أكبر من عمره ، أخذ نهيان يجمع تراب آخر يمسح به على يد ذيّاب الأخرى : أبي هاليد ، يد تسايس ما تبطش ، يد تراعي ما تضرب ، يدّ تمسح ما تجرح ، أبي هاليدّ يد شخص يشهد له بقوّة وجوده قبل قوّة يمينه ، أبي هاليدّ يقولون عنها يد شبيه نهيّان قبل ولد حاكم ..
وهنا كان مصرعه ، مقتله تماماً هو يبيه يشبهه هو ومن يلي يشبه نهيّان ؟ ما كان منه كلام لكن …
_

حمّرت محاجر عينه لأنه يفهم ، وإبتسم نهيّان : مسحت يدينك بالترّاب ودي تعرف إنّ هالتراب غالي ياذياب ، غالي لا ترخصه ، ولا تبيعه ، ولا تتركه وتبعد عنه إنّ بغيت العز والسّلوة وبغيتني ، خذّ من الدنيا لو عطتك أغلى جواهرها وهي بتعطيك تستاهل لكن لا تنسى هالتراب ، خلّك عنده ومعه لا تغرّك الدنيا عنه ، ولا يغرّك هو عن الدنيا ..
إبتسمت فاطمة وهي رقّ كل كيانها من إن ذياب يفهم ، ويتأثّر ، وإن نهيان يوصيّه للمدى البعيد ورجع يجلس بجنب جدّته يلي ضمّت ظهره تسنده على صدرها تغيّر عنه جو الحكم والوصايا يلي ترهق عمره : وش تحب
ما كان منه الرد لثواني وهو يتأمل يديها يلي على ثوبه تاخذ الريح ريحتها الدافية لأعماق قلبه كأنها تمسح عليه وتهوّنها عليه ورد بعد ثواني بسيطة : أحبك إنتِ ، ونهيّان ..
إبتسمت فاطمة بخفيف : ووش تكره ؟
عضّ شفايفه لثواني وهو يرفع نظره لها وقررت الريح تكشف عن ألدّ أعدائه بشّدتها يلي كشفت أعلى طرحة جدّته : أكره هالشيب ، أكرهه
ضحكت بخفيف وهي تقبل راسه ، وإبتسمت بهمس : كل البشر يصيبهم الشيب إلا أنا
ناظرها بتعجب كيف ما يصيبها الشيب وهي إشتعل راسها منّه ، وإبتسمت تكمّل همسها لكن مسحت على صدره ، على موضع قلبه تضحك له : هذا ماهو شيب يا ذيّاب ، هذا بياض قلبي صار ودّه يبيّن نفسه للقاصي والدّاني ، ماهو شيب
رق قلبه كلها لأنها أطيب قلب بحياته ، بعمره كلّه وإبتسمت من قبّل يدها : الله يحفظك يا أمي ..
وقف يساعد جده عالوقوف ، ووقف نهيّان على حيله تتبعه فاطمة يلي وقفت بمساعدة ذياب بالمثل هو صغير سنّ لكنه يشيلهم إثنينهم يكفّيهم عن الحاجة وإبتسم نهيّان لأن فاطمة قربّت منه تعدل له أعلى شماغه : الله لا يحرمني يا أم العيال ، الله لا يحرمني ..
إبتسمت ، ورفع نهيّان نظره للبعيد لكنّه سرعان ما إبتسم من شعّت شمس جديدة ، شمس نورها طاغي ورفع أُصباعه يأشّر على أعلى التل : طلعت علينا شمسّ تزيد النور ، شمس وهّاجة
رفع ذياب نظره للجهة يلي يقصدها جده وما لحق يستوعب من كانت هي بنفسها ، هي وفستانها الزهري يلي تهذبّه عن الريح ونظرها للخلف لأبوها يلي تبعها بعد ثواني وإبتسم نهيّان : خلّها ياتركي ، خلّها حنا هنا
نزلت على أقلّ من مهلها من على التل لناحيتهم ، وإبتسم نهيّان لأنها ضمت فاطمة لوقت طويل : حيّ بنتنا ، ذياب
يعرف مهمته ، يعرف إنّ لا جات بنت المحامي ما أحد يرفعها لحضن جدّه غيره وناظرها لثواني من كانت هي عارفة دورها أساساً ووقفت تعطيه ظهرها عشان يشيلها ويرفعها لنهيّان لكنها لفت له تناظر يده والتراب يلي فيها وعقّدت حواجبها تتكلّم بالذهول : طيب وفستاني ؟ ..
_

ضحكت فاطمة ، وضحك نهيّان غصب عنه من لذّتها : ما أخطى المحامي يومه يقول بالهون ، بالهون يا بنته
نفض ذياب يديه بثوبه وهو يوريّها إنها صارت نظيفة ما فيها تراب وإبتسمت تعتذر له وترجع تعطيه ظهرها عشان يشيلها وبالفعل دخل يديه تحت يديها يرفعها لجده يلي قبّلها عشر مرات وما إكتفى إنما طلب من ذياب يساعده عشان يشيلها بحضنه ، هز ذياب راسه بالنفي بتوجّس لأن جده بالقوة يشيل نفسه : أنا أشيلها لك
إبتسم نهيّان بهمس : تغار عليها مني ؟ شيبي ما تنظر له
ورفع صوته بجملة أخرى : هاتها وإمسك عني عكازي
بعد توجّس بسيط ترك قصيد على كتف جده لكنه ما أبعد يده عنها ، حتى وقت مسك عكاز جده هو مسكه بيد ويده الأخرى تراعي قصيد ما تطيح ويطرحها جده وإبتسمت فاطمة وهي تناظر نهيّان يلي قبّلها ألف مرة من حلاوتها وإنها تسولف له عن لندن ، الكويت ، وكلّ ديار زارتها وتوصف له بلذيذ الكلام واللهجة حتى لو ماكانت عربية ولا تقرب العربي بشيء لكنّه يحبها ، يحبها وإبتسم : بوسيني
ضحكت فاطمة ، وإبتسم ذيّاب : حتى إنت تبيها تبوسك
هز نهيّان راسه بإيه وهو يبتسم : عندك رأيي ثاني إنت ؟ هالفمّ الصغيّر ما ينقال لبوساته لا لكن إن قلت إنت لا ما تبوسني ما تبوس إبشر ، حقّ الذيب السمع والطاعة يابوك
هز راسه بالنفي وهو يستعبط على جدّه بمثل عباطته : إنت عادي تبوسك
ضحكت فاطمة بذهول وهي تناظره : ذياب ! جدّك عادي والباقين ماهو عادي يعني تحكم البنت وإلا شلون ؟
إبتسم لها لثواني يرفع حاجبه ، وضحك نهيّان من باسته قصيد : يحق للذيب يافاطمة ! يحق له لا تسألينه !
إبتسمت بخفيف وهي تناظر قصيد يلي عدلّت شعرها عن الريح من نزلها نهيّان بمساعدة ذياب لكن الهواء طفشّها وتعقّدت ملامحها تغمّض عيونها عن التراب ما تدري تغمضّ عينها ، أو تهذب فستانها يلي ترفعه الريح يكشفها وتوّردت ملامحها بالخجل تّوها تتذكر وصيّة أبوها لها بإنها تتكلّم عربي : مو حلو هذا برجع لبابا
هز نهيّان راسه بإيه : مو حلو التراب لا دخل بالعين إيه الحين نرجع جميع يابوك ، ذياب
قبل يكمّل ويقول لذياب يشيلها كانت من ذياب المبادرة يشيلها ، ونزل نظره لها بهمس وهو يرجع فستانها يلي رفعته الريح للأسفل ويضمه تحت يده عشان ما يرتفع : خليّ راسك على صدري ما يجيك ، ما يدخل عينك
رغم إنها سندت راسها على صدره تغطيّ عيونها عن شديد الريح يلي ثوّرت التراب وطيّرت شعرها وحتىّ فستانها يلي يضمه هو ويهذّبه هو تحت يده لكنها رفعت راسها بتساؤل وحيد نطقته بالعربي بلذّة : وعيونك ؟
نزل نظره لها ، وإبتسمت بخجل شديد وهي ترفع يدها لشفايفها
_

وما تكلّمت أكثر صابها شديد الخجل يلي من بعده رجعت تسند راسها على صدره يداريها هو ، يداري شعرها وخصلاته ، وفستانها يلي تحرّكه الريح ، ورغم إنّها ما ترضى أي شخص يشيلها ولا ترضى تستند على صدر أحد إلا إنّ ذياب غير عندها ما تدري ليه ، تمسكت بأزرار ثوبه لأنه دخل بعيونها بشدة وإنتبه لهالشيء من إحمرار أنفها يلي يبيّن إن ودها تبكي : لا تبكين ، أغسّلها لك الحين ما يعورك لا تبكين
ما كان منها البكي فعلاً إستندت على صدره تهزّه له هو يخجل ، يخجل وحتى وقت ميّلت عينها لأبوها الجالس بوسط الرجال ومعاه عذبي أخوها بحضنه ما تكلّمت ولا بكت كمّلت إستنادها على صدر ذياب يلي نزّلها للمواضئ ومد يده ينزّل يدها عن شفايفها ، يغسّل يديه أول ثم يغسّل لها وجهها وإبتسمت فاطمة : صد الهواء عنـ
ما كانت تحتاج تقول له ، هو صدّ الهواء عنها وعن وجهها المبلول ، ومسّح لها ملامحها وكلّه إستغراب من صمتها التام وإنها بس تتأمّله هي مليانة دلال ، مليانة دلع مستحيل ودائماً تتركه يعصّب من إنها تتدللّ عليه وتجبره لكنها هالمرة هادئة بشكل أجبره يسألها : تعورك ؟
هزت راسها بالنفي وهي تمد له مناديل يدها وسرعان ما تبدّلت ملامحها لشديد الزعل إنها هي بنفسها بللّت فستانها وتجمّع على بلله التراب يترك بقعة خلفه ، شدّت فاطمة على القميص يلي بيدّها : أنا قلت على الدلال ما ترضين بملابسنا يكفيّك هالفستان بس زين إن جاه التّراب وصار لازم تبدلّينه ، تعالي يمه عندي لك هدية تعالي ..
ناظرت ذياب لثواني إنّه لازم يدخل معاها ، وشدّت عروق قلبه كلّها من حاوطت باطن يده هي ما تطلبه الإذن نهائياً ولأن أبوه غائب هو ما يشيل هم ، ما يشيل هم وجودها لأنّ نهيان يطلبه يرافقها وغصبّ عليه ، هي دخلّته لخيمة جدّته فاطمة يلي عمره ما دخلها بدون نهيان ولوحده لأنها دائماً تمتلي بالبنات ..
إبتسمت فاطمة بتعجب : يمه بنغيّر هدومك وذياب يشوف ؟ ما يشوف عيب يا أمي لازم يروّح
هزت راسها بالنفي بممانعة شديدة إنه يطلع ومباشرة تغيّرت نبرتها للتهديد ، وغرقت عيونها بدموعها لأنه قرب من الباب : لا لو يطلع بروح عند بابا ما بغيّر
لأنها كانت تخلط العربي مع لُغتها المفضّلة كان لها وقع آخر تماماً ، وقع يعذّب قلبه من عذوبتها وضحكت فاطمة تأشّر على عيونها : تقولين ما بينك وبين الذّيب حدود ؟ هو بيصدّ الحين لكن ترفّقي بقلبه يا أمي ، ترفّقي بهالدلال
نزلت وردي فستانها بمساعدة فاطمة يلي لبّستها قميص أحمر يشابه قميصها ويشابه لون ملامح ذيّاب الصادّ بكل مافيه ، وإبتسمت قصيد لأنه مليان ورود ويناسبها : مقاسي !
ضحكت فاطمة وهي تهز راسها بإيه من بهجتها :..
_

ضحكت فاطمة وهي تهز راسها بإيه من بهجتها : مفصّل لك يمه وياحلوه عليك
وإبتسمت قصيد تستكشف يدّ فاطمة المُخضّبة بالحناء ، ما تعرفها وإبتسمت فاطمة بتمنّي : سعد عيني لو تخلّيني أحط لك منها ، ودك بمثلها ؟
إبتسمت وهي تهز راسها بإيه ، وضحكت فاطمة من سرورها : ونرّجعك للمحامي بنتنا ، بنت البر ماهو لندن ولا الكويت
وسط كلام فاطمة هي لفّت لذياب تبتسم له ، تسأله عن فستانها وشكلها لو حلو وصرخت فاطمة لأنها حلوة ، لأنها كثيرة بشكل مستحيل : يا عذاب قلبك يا ذياب ياعذابه
إحمرّت آذانه يناظر جدته وإبتسامتها ، وإبتسم غصب عنه هو يراقب الخيام بالخارج لا يفقدونه الرجال لكنّ ما يقدر يطلع لأن عينها عنده ، يدّها قدام فاطمة يليّ مجهزة كلّ شيء وتحنيّها لكن عينها عنده كل شوي تتأكد من وجوده وإنه بمكانه ما تحرّك وضحكت فاطمة لأنّها جلّست ذياب فعلياً " ساعة " بأكملها بخيمتها هي وذيّاب مو عادته الجلوس عندها ، دائماً عند الرجال وبمجالس الرجال أو عند حلالهم ، رتّبت لها فاطمة شعرها وهي تشوف عين ذيّاب ما غابت عنهم طول ماهي تحنيّها وطول ماهي تسولف لها وإبتسمت لأن قصيد من إعجابها بيديها الصغار المحنّية هي وقفت تقبّلها مرّتين ، بعمق كبير ، وسرور واضح من نظر عينها وهي تجمّع كفوفها : بوريها بابا ، شوف يدي كيف صارت حلوة
كانت تقصد ذياب بقولها ، وما كان منه كلام إنما بالفعل نزّل نظره لعينها وليدها هي مستحيل توقف جنبه بدون ما تحاوط كفّه ، بدون ما تلمس باطن كفّه وتمشي معاه وبالفعل مسكته تطلع من خيمة فاطمة وهو بجنبها ، لجلسة الرجّال ولعمه تركي المذهول : قصيدي !
تعالت ضحكاتهم ، كيف بنت لندن والكويت يلي دائماً بطابع مختلف تماماً لبست قميص عادي ، وحنّت يديها وتعالت أصواتهم ، وضحكاتهم بذهول وخجل غمرها هي وهو واقف بعيد يتأمّلها ، يتأمّل إنها بحضن أبوها وإنّ ما قدر غيره يقبّلها ومن دلالها تركت القهوجي بنفسه ينحنيّ ويصب لها قهوة وتركت جدّه نهيان بنفسه يصرخ بإنها ، بنت ديارهم ، إبتسم لأنها تمسك الفنجال بيديها الّثنتين وتحت يدها يد أبوها يلي ينتبه لحرارته ، وإبتسم لأنها ما قبّلت أحد رغم المحاولات وما يدري ليه وما طالت إبتسامته من صار دخول أهل الكويت قبّلها عذبي الكبير وقبّلته ، وركضت ليدّ تركي الصغير تحاوطه وتبتسم له وما يدري هي طلبته يقبّل يدها ، أو قبّل يدها موضع الحنّاء من نفسه لكنه ما عاد تكلّم ..
لف نهيّان نظره لحفيده : تعال إجلس يميّ يابوك
هز راسه بالنفي : بروح للحلال والراعي ، عن إذنك
_
نُفض جسده بأكمله من الحرارة يلي يحسّها ، من التعرق الشديد يلي حصل له ، من عدم إحساسه بـ
-
بالكون حوله وفزّ كله يدور أوراق درجه يبي الأكيد منها ، الشيّء يلي عاش بداخله ونفّض جسده كله هو كان حقيقة أو خيال ، أو بين الإثنين يبي التأكيد من درجه وأوراقه وسرعان ما وقفت يدّه بإستيعاب هو وينه ؟ وين أرضّه ووين حقيقته لأنه شبه صاحي وشبه نايم وما يدري الهواجيسّ يلي تسللتّ لعقله ، الخيال يلي كان بداخله هو حلم ، واقع ، يدري إنّ ما حصل بباله بعضه حقيقة يتأكدّ من هالشيء ، وبعضه ما يدري حلم أو واقع هو ناسيه ولا يدري هو كلّه واقع حصل بذكرياته أو هو جزء منه واقع والباقي من خياله أوّ كله على بعضه من خياله ، وقفت يده على الدرج بإستيعاب إنه مو بغرفته وإنتبه إنّه يغلي من الحرارة ومد يده يدّور تيشيرته لأنّه يحترق ويبي يعرف بنفس الوقت هو وينه ، يحترق لدرجة إنه ما يثبّت خطوته وبلحظة وحدة أظلمت عينه ما يلمح قليل النّور قدامه ، عضّ شفته يمنع صراخه من الصداع يلي شدّ عروق راسه كلّها بعنف رهيب ومد يده يدور أبسط شيءّ يمسكه ما كان جنبه إلا شرشف سريره يلي عُصر بشكل مرعب تحتّ يده وما طال تحمّله إنما صرخ من شدة الضغط يلي حصلت له بدون مقدمات جسده يعرّق بشدة مهوولة من الحرارة ، يغلي الدمّ بداخله يحس كل مافيه يفوح وما كانت إلا ثواني بسيطة زالت فيها هالة السواد عن عينه ورجع يشوف حوله ، غرفة الفندق حوله والسرير يلي هو عليه ويدّه يلي بتتفجر عروقها من شدته على اللحاف ومد يده الأخرى لملامحه ، ما يستوعب المدى حوله وش حصل له بدقيقة كأنه يصارع الموت والحين رجع يستدرك نفسه ومد يده يدور جواله لكن ما لقاه وكلّ همه الساعة فقط يبي يعرف كمّ مضى له ومد يده لساعة يده المرمية بالطرف الآخر وسرعان ما سكنت ملامحه هو كان صاحي بكل الساعات والحين الساعة تأشّر على الساعة وحدة بالليل يعني هو ما نام إلا ساعة وحدة ، ساعتين بالكثير ما طوّل من هواجيسه ، من قتله لنفسه بكلّ ساعة تمر هو وصل مخرج الكويت عشرّ مرات ، عشرّ مرات ساقته خطوته للخروج والبُعد عن ديارها وعشر مرات ساق قدمه هو بنفسه يرجّع نفسه لديرتها ومكانها لحد ما وصل الهلاك فيه أقصاه قطّع التمنع عروقه ، قطّع البُعد قلبه وقطّع نفسه بالتفكير ما بقى له عقل ، وما بقت له أعصاب تُرتجى هي تهلك له قلبه ما تتكّلم ، وقت وده يمشي ما تتكلّم لكن لها نظرة تنشفّ الدم بعروقه من وقعها ، وقف يدور جوالاته لكن مالها أثر وقبل يعصّب هو تذكر مكانها ومد يده يلبس تيشيرته وينزل لسيارته وبالفعل كانت بمكانها ، ضرب المقعد مباشرة من شدّت عروق راسه من جديد تعلن إنها بتقتله لا محالة : إصبري ، إقتليني بالرياض ماهو هنا ! إقتليني يمّه ماهو هنا
_
-
عضّ شفايفه بتمنع شديد هو كان على وشك ينحني من الألم وإنه بمجرد ما فكّ عنه هي رجعت تطري بباله وكيف ما تطري وهي ضيّعت فيه حتى ثبات نفسه هو ما قدر يبعد عن الكويت ويفكر بالمنطق يلي ذبحه طول حياته ، هو المفروض يكون بالرياض وبحضن الرياض عشان شغله لكنّه باقي بالكويت ، باقي بأرضها وباقي جنبها وحتى جوالاته نساها بسيّارته من كثر إنشغال تفكيره يلي هي لوحدها تمليه ما يحتاج شيء آخر يشغله ووقف لوهلة يستوعب إن جواله تكسر مكالمات من أمه ، نصّار ، محمد الراعي ، نهيّان أخوه ، ورقم غريب يشتكي له نهيّان ويستعجله بالرجوع ، إتصالات مهوولة من باقي أمور شغله ورسالة وحدة وقّفت له نبضه من قصيد " وصلت ؟ " هو يعرف شعورها ، ويعرف إنّها تمتلي بزعل مستحيل منه والأكيد إنّه زاد لأن رسالتها من ساعات وما فتحها هو ، عضّ شفايفه لثواني يناظر الساعة هو المفروض يكون بالرياض ، المفروض من وقت يكون بالرياض لكنّه باقي هنا وحالياً يغلي من حرارته والتعبّ وفتح درج سيارته ياخذ بنادوله منّه ويتوجه للأعلى وكتب أوّل حرف بيطّمن فيه قصيد وطفى الجوال بوجهه ، فعلياً طفى بوجهه ومسك زمام الهدوء يلف نظره للفندق يدور شاحنه وما طال هدوئه إنما رماه بكل قوته بعيد عنه لأن الشاحن بالسيارة ولأنه متعب ، لأنه يغلي من حرارته ..
_
« بيـت عذبـي الكبيـر ، قبل الفجر »
أخذت نفس وهي مهما حاولت تبيّن إن شعورها عادي هو مو عادي ، ما يقرب العادي بشيءّ وقت جلس بمجلسهم ، وقت حاوطت يدّه ظهرها ووقت بقى يتقهوى مع أبوها ، يصليّ الجمعة مع أبوها ويرجع من المسجد مع أبوها ولو إنّ الحوارات كانت شبه معدومة بينه وبينها كان النظر أطغى ، كانت نظراته لها تهزّ كونها وقت ما تجلس جنبه أو وقت تسوي أبسط شيء يراعيها ، يراعيّها برمشه قبل عينه وصحيح إنها دائماً تكره مجالس الرجال ، سواليفهم ، كلّ شيء تحسه رسمي وثقيل بينهم لكنها لأول مرة تجلس بمجلس أشخاصه أبوها وذياب فقط وكلّ الحوار لهم لكن هي كانت تسمع بقلبها قبل أذنها وما تكذب لو تقول ودّها كل عمرها يقضي بين هالإثنين ، يسولفون ، ويبتسم أبوها وكلّ هلاكها وقت يبتسم ذياب لأنه مُرهق ويبتسم وتجي إبتسامته أهلك ، تجي إبتسامته لها وقع آخر وفعلياً هي كانت أقلّهم كلاماً لأنها تخجل ، ولأنّ قلبها وعينها ودّهم يحفظونهم ويتأملونهم بس ما ودها تتكلم ويضيّعها الكلام عن تفاصيلهم ووقت تضحك هي تخجل ، تخجل بشكل مستحيل لأنّ عينه تناظرها بطريقة غير عن كلّ نظراته لها وقت تضحك كأنّه ياخذ مُستراحه من ضحكتها ومستحيل ، مستحيل تضحك بدون ما تُرسم إبتسامة خفيّة بثغره ووقت كان بيمشي ، وقت وقفّ قدامها يبي يـ..
_
يبي يودّعها هو ما قبل خدها ، ما قال كلام يريّح خاطرها سأل سؤال وحيد " تبين شيء توصين شيء ؟ " وما ردّت هي كانت تناظره فقط وما تدري نظرتها وصلت له يلي بقلبها أو ما تعني له وما بقى كلام أكثر أخذوه أبوها وأمها بسواليفهم وتوصياتهم للخط ودخلت هي للداخل حتى آخر لحظات خروجه ما قدرت توقف وتشوفها لأنّها ما تحب ، ما تحبّ وتعرف إنه بعين الكل يُعتبر دلال ويمكن حتى عينها صارت تشوف نفسها بمثل نظرتهم ، أخذت نفس وهي ترفع يدها لملامحها المحترقة لأنه هلك قلبها : أكرهك بشكل مو عادي يا
ما قوت تنطق إسمه ، وعضّت شفايفها لثواني تمد يدها لجوالها شاف رسالتها ، وما ردّ وكان يكفيها إنها تتدمّر أكثر ما تبي أعذار منه ، نهائياً ما تبي ..
وصلتها رسالة من تركي أخوها يطلبها النزول بالحديقة وتعرف إنّها إختفت بما فيه الكفاية عنهم وإنهم يشيلون هم ولهالسبب هي وقفت ، تبدّل ملابسها لبلوفر أبيض غطّت عينها هي وقت تلبسه ما تبي تشوف أفعاله وما تبي تفكر أكثر سرقها من نفسها ومن بينهم بما فيه الكفاية ، نزلت للأسفل وهي تشوف أخوانها بجهة أخرى ، وتركي أخوها بجهة أخرى وتوجهت له هو بداية : بلوفرك حلو !
هز راسه بإيه ، وجاء فهد من حيث لا تعلم : بلوفره حلو بس يبي له ظهر ظهر ، ظهر وسيع أكثر من تركي أحلى
ما تدري ليش توّردت ملامحها مباشرة ما طرى ببالها إلا ظهره وتداركت نفسها من نظرة تركي : لا تغلط على ظهر تركي لو سمحت يكفّي إنه يشيلني ، بعدين كيف يصير ظهره أوسع من جذي يعني ما يدش مع الباب ؟
إبتسم فهد وهو يناظرها : شنو يوم وراء يوم تحلّوين إنتِ وإلا كيف ؟ صايرة طماطه بس حلو تركي شوف محلّوة
ضحك تركي يلبّسها الكاب على وجهها يغطيه عن فهد ويناظره : شفيك إنت ترى قسم بالله ذياب ما يتغزل جذي مسوي بتلحقه لا يسرقها ! بشويش حبيبي بشويش من زمان حلوة هيّ بس إنت ما قد شفت الحين إحلّوت بعينك ! بعدين إذكر الله يرحم والديك خلاص عاد
ضحكت قصيد ، وإبتسم فهد : لا ياخي غير غير حتى ضحكتها حلوة إسمع شلون ! ماشاءالله تبارك الرحمن
غصّت من الضحك لأن فهد يستهبل بطريقة حلوة وتضحّك ، وضحك تركي وهو يضرب ظهرها يضمّها عنده : روح هناك شفيك إنت شتبي ! خلاص روح الله يستر عليك
إبتسمت سلاف من خلفهم : الحبّ يحلي يافهد ما تدري؟
توردت ملامحها مباشرة وهي تناظر أمها ، وإبتسم عذبي أخوها يلي توه يقرّب مع أمه : دام الحبّ يحلي الواضح إن الذيب ماهو مقصّر
ضحكت سلاف تسحب عذبي ولدها للداخل ، ومشى فهد بعيد وبقيت قصيد مع تركي بمكانها
-
وقفت عينه قبل خطوته ، هو ما يستوعب إنه جاء عند بيت عذبي والأكيد إنه ما يستوعب إنّ قدامه
_
قصيد مع تركي ، يلبسّها الكاب وعضّ الجمر كله لأنها عدلّته هي ورجع هو يعدله لها ويضحك لها ، بلحظة وحدّة هو فتح أزرار ثوبه وده يصرخ ، وده يتنفّس من الإختناق يلي حسّه والحقيقة إنّ ودّه يموت بأرضه من القهر يلي برى عظامه بدون مقدّمات ، من السواد يلي كسى وجهه كلّه هو صد بنظره ودّه إنها هلوسة حرارته هي صوّرت له هالصورة لكن لا ، لا نفّض هالفكرة من راسه يضرب جدار الحجر قدّامه ما يبي يفكّر بهالطريقة فيها هي بالذات لا ، ما يبي تدخله الظنون عليها هي وما عاد يدري عقله يغليّ من الحرارة ، من الغيرة ، من الجنون يلي يكبحه بكلّ مافيه لأنه يعرف إنه مو إنسان طبيعي وقت يعصّب ولو كسر أحد الحين فهو بيكسر فكّ تركي كله وبيكسر خاطر قصيد وخاطر قصيد أغلى من فكّ تركي بكثير عنده ، ضربّ الجدار قدامه أربع مرات لحدّ ما دمت يده هو لو عليه ، لو عليه ولو إنه ما يفكر بالمنطق يلي يهشّمه كان دقّ خشمه كله ولا عليه من إبن أمه وعضّ شفته يمسك نفسه لثواني ما طالت فتح البوابة ، ودخل هو كلّه ينوي تركي وسكنت ملامح قصيد كلها بذهول لأن دخوله ما كان عادي : ذياب !
ما ردّ عليها هو عينه تدّور تركي ، وما تدري ليه حسّت بالخوف المستحيل لأنه نطق بجملة وحدة من بين أسنانه ونظرته لأوّل مرة ، لأوّل مرة تلمحها بعينه بكل هالحدّة المستحيلة لكن هو حرقها فيها أمس من غيرته ، والحين نفس النظرة لكن ليش ، من مين هي ما تعرف ، نطق بشكلّ هزّ كيانها كله من حدته : الرياض بترجعينها معي الحين ! الحين وجرّبي قولي لي إبن أمه ولا ما برجع
ما إستوعبت لكن سكنت ملامحها لثواني وهي تشوف يده يلي غيّرت لون نهاية كم ثوبه للأحمر ، أحمرّ الدم مو أحمر شيء ثاني وما عليها من عصبيّته الحين سكنت ملامحها وهي تقرّب منه من رعبها : هذا دم ؟ ذياب هذا و
بمجرد ما قربت منه هو نزع الكاب كلّه يرميه بعيد عنها وبالوقت نفسه هو سرق نظرتها ، سرق ثقتها فيه من ذهولها وطلعت جوانا من الداخل معاها عبايتها ، عضّ شفته لأنه رفع عينه بغضبّ متقد ولمح تركي جايّ للخارج خلفها هو بيهشّم له ملامح وجهه وإرتعبت قصيد لأنه لمحت نظره للباب : ميـن طيـ
ما كمّلت من كان بينفلت على تركي لو ماهي مسكته بكل قوتها من ذهولها ، من رعبها يلي حسّته لكن مستحيل تسمح بالأكثر تبي تفهم : ذياب تخوفني !
عضّ شفته وهو ما يوعي إنها هي يلي قدامه ورغم محاولاته إنه يهذّب نبرته إلا إنها أرعبتها من حدّة نزول نظرته ، وجهه كله لها : تبيّني أسمّعك صوت ضلوعه صح ؟ تبيّني أكسرها على مسمعك عشان تعرفين كيف تضميّنه وعشان تعرفين ويعرف هو حدوده معك دامي موجود ! إبعدي لا أكسر خاطرك إنتِ الحين
_
رغم إنّه أرعبها ، خوّف فيها حتى ثبات خطوتها إلاّ إنها ثبتت نفسها بمكانها ما تدري مين خلفها ولا يهمها ما يهمّها شيء كثر بركان الغضب المُهلك يلي قدامها ، ما تدري وش يحصل يلي تدري فيه إن ذيّاب يرعبها ، وإنه معصّب ، وإنه يغلي من حرارته حتى خاطرها بيكسره : ليش تكسر خاطري ؟ ليش تسمّعني عظامه تقصد تركي صح ذيـ
بتر نطقها لإسمه إنه حرك جسده بإنه بيكمّل طريقه لكنه ثبتت خطوتها بذهول مرعوب : ما بتركك تمرّ كلمني أول !
هي كانت تتلبّس القوة ، الشجاعة يلي ما تعرف من وين صارت لها وما طرى ببالها إلاّ شيء واحد فقط ، ما طرى ببالها إلا سالفة وحيدة قالتها ورد عن ذيّاب ، عن عصبيّة ذياب وما تذكر كلّ تفاصيلها لكنّ تذكر إرتعاب ورد منه وإنها نطقت بجملة وحدة " لدرجة أمي تطلب أبوي يوقف بوجهه يقولها ما أقدر إتركوه " والحين هي قصيد واقفة بوجهه ، هي تمنع خطوته وكلّ مافيها يرجف من خوفها منه وهُزّت كلها من حدة نظرته وإن يده إرتفعت بشكل تركها تفز ما تدري ليش تخيّلته بيمسك فكها يسكتها ، ما تدري ليش تخيّلت هالشيء وغرقت عيونها بدموعها مباشرة : ليش تخوّفني منك طيب بس كلمني ليش !
ما نطق كلمة هو يغليّ من غضبه ، يغليّ من الحرارة ما يثبّت شيء وتحس بإنه يحترق لهالسبب هي ما تتأكدّ من شيء إنه هو دخل فجأة وبدون مقدمات لوحده كان شعور صادم عليها وكلّ هالغضب ما تطيقه ما تعرف تتعامل معاه لكنّ بكل مافيها هي تثبّت خطوته وسرعان ما سُرقت من نفسها : تركـي ! عشانـ
عضّ لسانه بغضب هي لو ما تلمع عيونها بدموعها قدّامه ما يدري وش ممكن يسويّ أكثر غير إنه سكّتها بدون مقدمات ، سكّتها بيدّه لأنّه ما يدري وش يسوي كان بركان من الغضبّ نيته مو هي ، ما كانت نيّته يصب عليها ناره كانت نيّته تركي يلي كان يبيه ويتوعّده ويلي دخل للداخل مع عاملتهم ما بقى قدّام نظره ، بمجرد ما لمس ملامحها يغطيّ فمها بيدّه هي نزلت دموعها على يدّه وخانتّها رغم إنها كانت تكبحها بشدّة مُهيبة ، حسّ برجفتها وحسّ بدموعها يلي هلّكته لكنها أبعدت يدّه وبتتكلمّ على حسب فهمها : ما أخاصمك على ورد أنا ما أعصّب ليش تخاصمني عليهم ! على تركي ليش !
عضّ شفايفه هو كان بيتكّلم ، كان بيتكلّم لكن الأصوات خلفه منعته ولف يغطيّها بظهره وسرعان ما صدح الصوّت المصدوم : حيّ الذيب !
كان عذبي الكبير وصوته ، وخلفه عمه تركي المصدوم مثله : شفت سيارة ذيـاب الظاهر إنـ
بُترت كلّ جملته من كان ذياب فعلاً وعذبي الكبير يرحبّ به ، يرحب بالليّ جوفه جمر من شدّته ما يطفي ويعرف تركي هالشيء لأنه حسّ بريبة : قصيد وينها
-
إبتسم عذبي الكبير : بنتي وراك الظاهر ، قصيد
ضمّت يد ذياب النازفة وهي تخبيّها خلفها ، وتخبيّ دموعها بعشوائية بسيطة وإبتسمت فقط : أهليّن
ضحك تركي من طلعت من خلف ذيّاب ، صارت بجنبه ولمح إنّ يده خلفها بس ما يدري إنّ بنته هي ضمت يدّه خلفها : ما رجعت الرياض إنت الحمدلله
ما كان فكره تجاه عمه نهائياً فكره لها ، لكلمتها الأخيرة إنها ما تخاصمه على ورد لأنها " أخته " والمُفترض يقابلها بالوضع ذاته ، المُفترض ما يخاصمها على " تركي " لأنه أخوها ولأن عذبي يلي قدامه الحين هو أبوها ، هو نطق بالصريح " بنتي " وهو واقف مع تركي ومستحيل يقفّل عقله أكثر ، طال صمته لثواني هُلك داخل ذياب بعدها لأنها لفت توجه وجهها بإتجاهه وتلمس ذراعه بوجهها، كانت حركه بسيطة منها لكنه يعرف إنها تحاول تجمّع توازنها بينهم ..
إبتسم تركي لأنّ عيونها بحور ولأنّها قريبة من ذياب حتى يدها يتوقع إنها بيده : ما نخلص من هالوجه الأحمرّ حنا يعني بس ليش الدموع ؟ لو ما إبتسمت لي وسط دمعها بقول إنّك زعلت بنتي يا ذياب
هزت راسها بالنفي ، وإبتسم عذبي لأنها أكلت له قلبه بدون إستهبال بحركتها عند ذياب هو يعرف بنته ما كانت بتوازنها ، يعرف إنها وقت سندت جبينها على جزء من ذراع ذياب لثواني بسيطة هي كانت تجمّع نفسها ، نزل ذياب نظره لها وهو يهلوس من الحرارة : زعّلتها
نبض عنقها مباشرة لأنها تحس بحرارته ، تحس بإنه نار جنبها ولأنّه يشد على يدها من الخلف هي ما عاد عندها توازن نهائياً وفهم تركي هالشيء من بنته يلي إختلف حالها بلحظة ، إختلف بشكل غريب وناظره عذبي : ووش زعلتها فيه
شدّ عنقها لأنّه بيتكلم ، بيكسر قلبها وبيكسر قلب أبوها والمهم إنّه بيكسر صورته وهزت راسها بالنفي : بابا !
إبتسم تركي لأنها قرّبت خطوتها منه ، من ذياب وبذات الوقت إحتقن أنفها باللّون الأحمر : أعرف إنّ بنتي لا زعلت من أحد ما توقف بجنبه ، تدارك وضعك يا ذيّاب ..
كانت نظراتها تترجّاهم ما يسألون ، ما يكمّلون أكثر وهز عذبي راسه بالنفي : لا تناظريني كذا بسأل ، إن ما سألت خاطر بنتي وش فيه ومن زعّله ليش أصير أبو ؟
هزت راسها بالنفي وهي تتوتّر ، تتوتر ويكفيّها كم خوفها يلي بكلّ قوتها تحاول تخفيه : طيب
تركت يد ذياب بعد ما ثبتتها خلفه عشان ما يوضح لهم ، وشدّت عينه من توجهت لعذبي يلي ضحك مباشرة : أبوي ما أزعّلج والله آسف ، آسف ناظريني مثل ما تبين تأمليني
لأنه إنحنى يراضيها ، لأنه ضحك من ذهوله من زعلها ولأنه عرّض خده قدامها تقبّله هو شدّ نبضه بوسط جوفه بشكل مُرعب وإنتبه تركي على هالشيء : ما تغار من أبوها ياذيّاب ! تدرّك من الغيرة تراها تكسر
_
جات جوانا معاها عباية قصيد ، وناظرت تركي الكبير تبلّغه إنّ سلاف تبيه بالداخل وهنا سكن داخل قصيد كلّه يمكن أمها شهدت الموقف ، يمكن أمها تبيها تطلع مع ذياب الحين كيف تقول لهم إنّ ما ودها ، وإنّها تخافه وإنّ كل مافيها ينبض من خوفها منه ولمح ذياب هالشيء بعينها ، تنحنح تركي بتفهّم : ما يحتاج أوصيّك يا ذياب وتعال لي المجلس بعدين لا تمشي وإنت ما جيتني
هز راسه بإيه بهدوء والتعب ينهشه : أجيك بإذن الله
ناظره عذبي لثواني : ريّح نفسك الكويت مابها كثير العناء مثل الرياض ، حاول ترتاح لا يهدّك التعب يا ذياب
سمعت قصيد هالشيء وعرفت إنّ تعبه صار واضح كثير ولهالسبب لبست عبايتها ، كلّ همها ما يوضح شيء لهم لكن نظرات جوانا لها كانت غريبة ، كانت ترتّب لها عبايتها وتلبّسها حتى شنطتها وإنحنت تجيب لها كابها البعيد تتركه بيدّها ، كانت نظراتها غريبة ما فهمتها قصيد ومافي وقت تفهمها هيّ ما لقيت نفسها إلا تودّعهم وتدخل معاه بسيارته ، جمّعت شجاعتها بهدوء قبل ما يتكلّم بتحط نقاطها هيّ على الحروف : طلعت عشان ما يقولون صار شيء أكثر وننهزّ أكثر ، وبترجّعني أول ما تطلع الشمس
ضحك داخله بسخرية ، بهمس : تشرق شمسهم وتغيب شمسي ؟ لا ماهو بكيفك
ما تدري ليش توترت إنه نطق شيء ما سمعته وما بتسأل أكيد لكنها نطقت بتهديد : ما بنوقف بأيّ مكان ، وما بنرجع للمزرعة يلي أمس ولا أي مكان ثاني
ما كان منه رد ، كان يستفّز عروقها إنه ما يرد عليها نهائياً وإنه يحترق من حرارته بشكل يخوّفها ما تكذب وقت تقول إنّ حتى شكله يخوف ، تخوّفها الإنتفاخات تحت عينه ويلي ماهي إلا نتيجة للتعب والإرهاق وتعرفها من وجودها بعيون أبوها لكنّها تخوف على عيون ذياب ، تخوّفها بشكل مستحيل وتخوّفها عروقه وإنه وقت يشدّ أسنانه هي تلمح فكّه وحركته وما تدري ، ما تدري من كثر خوفها وسرحانها منّه هي وين صارت بالكويت ، وين هالمكان ووين وقّف هو وسرعان ما شدّ نبضها كله من الخوف مستحيل تكون لوحدها معاه هنا : ما بنزل معـ
ما سمح لها تكمّل هو نزل من مكانه ، وبردت عظامها بمكانها لأنّه جاء يفتح بابها وينحنيّ لها : بتنزلين
_
« بـيت حـاكـم »
جافاه النوم بشكل مُرعب ، بشكل عجز يلقى له حلّ وتوجه لغرفة ذياب يمكن ينام بمكانه ، يمكن يحسّ بوجوده لأن الشعور يلي حسّ فيه من نفسه وعلى نفسه مستحيل حتى ورد ما كلّمته ولا قربت من عنده وسكنت يدّه على الباب لأنّ وصلته برودة الغرفة وسرعان ما سكن كونه كله من كانت أمه نايمة على سريره ، أمه يلي تحرّكت مباشرة بتمني إنه ذيّاب رجع : ذيـاب ؟
عض شفايفه بندم : نهيان ، ما دريت إنك هنا إرجعي نامي بمشي
_
هزت راسها بالنفي وهي تشغّل النور بجنبها : أخوك جاء
هز راسه بالنفي ، وعدّلت جلوسها لثواني : تعال عندي
هز راسه بالنفي وهو يرفع يده لأنفه : أبوي جاء ، بمشي
ناظرته لثواني بسيطة فقط ، ودخل غصب عنّه هو يمسك نفسه بشكل مستحيل وما بيسألها عن ذياب لأنّ لو كانت تدري عنّه بشيء ، ما كان جات ونامت مكانه تدّوره ..
فتحت ورد الباب ، ولمحت ملاذ حاكم يلي خلّفها لكنها نهائياً ما تكلّمت وهمست ورد : تقدرين تقولين له إني بطلع مع البنات نفطر ؟ لأني أكلمه ما يرد أبـ
نطق حاكم من خلفها بهدوء وهو يدخل جواله بجيبه : يوديك نهيّان ، ولدك بالكويت للحين
كان يوجه كلمته الأخيرة لملاذ بسخرية مستحيلة بإن ذيّاب بالكويت وما تكلّمت ، نهائياً ما تكلمت إنما كانت منها نظرة وحيدة لأنها تعرف حاكم ومعرفته ما كانت بسؤال مباشر لذيّاب ، كانت لفّ ودوران وينبشّ من خلفه يسأل ألف شخص لكن ما يسأله نفسه ونهائياً ما نطقت له إنّها الحين وقت مسكت جوالها كانت فيه رسالة من وقت طويل من ذيّاب يطمنها إنه بخير وإنه بيكلّمها قريب وبيرجع قريب ، كان نهيّان على وشك يوقف عشان يوديها مثل ما أمر أبوه لكن سكنت ملامح ورد مباشرة : لا ، بروح مع السواق
ناظرها لثواني ، ورفع حاكم حواجبه فقط وما فهمها أحد بينهم إلاّ ملاذ ما كانت تبي نهيّان لأنها نهائياً مو راضية على تصرفه ونهائياً ما بتتركه هو يوديها لمكان فيه ديم وفهم نهيّان يلي هز راسه بإيه فقط ما تكلّم أكثر ولمح حاكم إرتخاء ولده مباشرة ما خفى عنه : تعال معي
ناظرته ورد لثواني وهي تقبل خدّ أبوها وتنزل للأسفل ، وطلع نهيّان يتبع أبوه للخارج وتوجهت ملاذ للشباك مباشرة ما تدري وش بيصير ، بيغسل شراعه ؟ بيطلّع حرته فيه بما إنه معصّب أساساً من ذياب ؟ وش بيسوي وسرعان ما سكنت ملامحها من حرّك الكورة تحت قدمه هو فعلياً يلعب مع نهيّان ، فعلياً وجدياً يلعب مع نهيّان وصح تنبسط من هالشيءّ لكنها ما تعرف هو ليش يصير كذا ، ليش ما يعرف يتعامل معاهم لهالدرجة الصّعبة إما يشدّ بقوة مستحيلة وما تكون إلا على ذياب ، وإمّا يرخي بشدة مستحيلة وما تكون إلا على نهيّان ما عنده توازن ، نهائياً ما عنده توازن بموضوعهم ولا يكون ويحرقها هالشيءّ لأنه يجرح ذيّاب ، ويراضي نهيّان حتى على أخطائه الفادحة يطبطب ما يشدّ ، ما يمنعه ولا يسوي أي شيءّ ..
أخذت نفس من أعماق قلبها وهي تعبت ، هُد حيلها : يارب ، يارب الصبر ويارب القوة ويارب ذيّاب .. يارب هو وقلبه وكيانه وكلّ مافيه يارّب
وخُطفت نظرتها لثواني من طرى على بالها موقف وحيد ، موقف واحد هز كلّ كيانها كان بالخيام ، كان …
_
كان حاكم يلعّب نهيان بالحجر - الحصى - يرميه بالجو بباطن يدّه ويتركه يستقّر على ظهر يده ، كانت مبسوطة وتضحك ، كلّهم كانوا يضحكون ومبسوطين وبالوقت نفسه كان جالس ذيّاب بجنب جده نهيّان يلي ما تدري ملاذ أو توها تستوعب إنّ وقتها حز بخاطره ، عرفت إنّ حز بخاطره وصار نهيّان يجمع الحصى ويلعبّه وما لحق يضحك أولّ ضحكة له طاحت ورد إخته بعيد وصرخ عليه أبوه يركّضه هو قبلهم كلهم لها هي ، أخذت نفس لأنها بحالها هذا هي تنهش نفسها ، تدمّر بيتها ، وتهدّ كل شيء لأنها تتذكر وما بيدها والحين كلّمها ذياب ، ريّح خاطرها والأكيد إنه بيرجع قريب وتزين كلّ أحوالهم وضحكت : ما توقعت كلامك صح يا توق ، ما توقّعت حتى نهيّان يجي يدور فراش أخوه وهو توّه ما غاب إلا يومين ، توّه ما مشى كلّنا نبي ثباتنا به ونسينا إنه راح يرتجي ثباته هناك ..
_
عضّ نهيان شفايفه لأن أبوه يعذّبه بالصمت ، بإنه يسوي إنّ كل شيء عادي وهو يعرف إنه مخطي ويعرف إن المفروض يدقّ خشمه بالأرض لكنه مع ذلك يعامله بعادية رغم إنه حتى الفجر صلّاه بالبيت مو بالمسجد أبوه ما تكلّم ، ما يحسسّه بكفر مثل ما يحسسّ ذياب وقت يفوّت صلاة مو بالمسجد : إنت تكرهني ؟
رفع حاكم حواجبه لثواني ، وهز نهيان راسه بإيه : ليش ما تقول شيء ؟ ليش ما تعاملني زي ذياب
طلعت ملاذ من داخل البيت على هالسؤال منه ، وضحكت ضحكة سخرية كتمتها بداخلها لكن وضحت بعينها لعين حاكم لو يُعامل نهيّان معاملة ذياب ؟ ما يتحمّل ولا يقوى ولا يقدر حاكم يعامله بالطريقة ذاتها أساساً : كلكم واحد ، وإنت بتروح لعمك فزاع اليوم
ناظر أبوه لثواني ، وهز حاكم راسه بإيه : بتعتذر له ، وتعتذر لديم قبله ولو قال بجلدك عشر مرّات تخليه يجلدك عشرين ولا تقول له كلمة
هز راسه بالنفي بضحك : أعتذر له إيه ، ولبنته إيه آسف لكن يجلدني ؟ تبي أحد يجلدني إنت تجلدني هاك ظهري تم ما يهينني غيرك حتى لو إنه عمي
كانت ملاذ تشهد فقط لأنّ حاكم مستحيل يرضى إن نهيان يُضرب حتى لو إنه من فزاع وناظره حاكم لثواني : من يلي ضربته
نهيان : بالملعب جاء يستفّزني ودقيت خشمه ، أدري إنّ المدرب كان يبيني أضربه عشان يقول للرئيس والمشرف إنّه بيخليّني بالدكة وينتهي الموسم ما لعبت عشان يصعّب العقود الجاية ، بس مو بكيفه ولا بكيف المدرب المباراة الجاية أنا أساسي لأنّ عمي تركي وقت شاف العقد ثبّت حقوقي وضيّق عليهم ما يقدرون يسوون شيء وغصبٍ عليهم أكون حاضر
إبتسمت ملاذ : حلّ موضوعك تركي يعني ؟
هز راسه بإيه : ما أدري كيف تصرّف لكن نزّل بنودهم كلها ما ترك إلا يلي بصالحي أنا وما إحتجت أقوله شيء ، عطيته العقد وبس
_
« عنـد البنـات »
عدلت ديم طرحتها بهدوء هي مهما حاولت تخفف ، تقول ما همها وما يُعتبر ما تلاقي لنفسها وروحها قرار ، وقت تكلّمت دُرة عن مباراة نهيّان القادمة عند أبوها يلي كان يسأل متى مباراياته الجاية من باب الروتين وإنه طرى بباله ، وقت دمّرتها بقولها " أعطى ورد تذاكر لنا كلنا ، قال لها إذا تبون تغيّرون جو تجون ومتحمسة ورد مرّة " وما كان غايب عن أبوها شغفها المستحيل بالكورة والملاعب " حلو وتروح ديم تغيّر جوها " وكان مقتلها ، كان مقتلها لأنها وقت رفضت هو مباشرة رفع حواجبه " ليش لا وإنتِ لك فترة تعزميني على المباريات لكنيّ مشغول ، جاتك على طبق من ذهب ومع البنات وترديّنها ؟ " ووقتها بس هي إنكتمت ما تكلّمت ولاحظ هالشيء بشكل ترك جلستهم كلها أسئلة ليه ، وفيه شيء لازم يعرفه وبالقّوة قدرت هي وقدرت درة أختها يبعدون عنّه الضغط والشعور القبيح يلي بيمّره لو درى بالحاصل بإنهم يتحججون بالبنات ، ويطلعون معاهم ..
جلست ورد يلي توها توصل ، ويلي بمجرد ما لمحت ملامح ديم الباهتة هي سكن قلبها : مالي وجه
هزت وسن راسها بالنفي مباشرة : لا عاد ورد مالك دخل
هزت ديم راسها بإيه بهدوء : مالك دخل هو كانت براسه علّة طلعها على حسابي ، بس هالقد
عضّت شفايفها وإكتست ملامحها بالخجل المستحيل : طيب لو إعتذرت عنه أنا ؟ لو تبين عشر ساعـ
قاطعتها لثواني بشبه نرفزة : ما جيت هنا عشان أسمع إسمه وأعذار لا تتركين الوضع يصير محرج أكثر !
نهائياً ما تكلّمت بعدها ، وتوتّر الجو مباشرة بشكل محسوس وتنحنحت ورد بعد دقائق من الإحراج الطويل : بغسل وأرجع ، لا تنتظروني بالأكل
رقّ قلب توق مباشرة بأوّل وقوفها وإنها توجهت للحمامات - الله يكرمكم -، وهمست جود لثواني : طيب مو طبيعي كيف وضع بيت عمي حاكم مدمر ، حتى ورد طفيت منهم وعمي حاكم لأوّل مرة أحسه ضايع .. شفتي لمّا تراهنيني إنّه بيترك نهيان للتوقيف وما بيرّجعه البيت ؟
هزت وسن راسها بإيه ، وهزت جود راسها بالنفي : بعدها بساعة إتصل عليه أبوي قال له وينك ردّ عليه توي كلمت نهيّان يرجع البيت وبرجع وراه
ما تحمّلت تسمع أكثر هي متأكّدة إن أضعف الإيمان لو ما رجّعه البيت يوم واحد عالأقلّ ، تركه يدخل التوقيف وين المشكلة لو كانت فعلاً بمقام ورد عنده وغمضّت عينها تنفض أفكارها عنها ، وهزت وسن راسها بإيه : لو يرجع ذياب كلّ مشاكلهم بتنحل ، أنا وراء كلامي
هزت توق راسها بإيه وهي تشد على أصابعها ، ورفعت ديم نظرها لورد القادمة : متى يرجع ذياب
سكنت ملامح ورد ، الكلّ بالأصح هذا كان سؤال ديم الوحيد لها بأوّل جلوسها وما تدري توق ليش صار نبضها مجنون من شدّته
_
ليش سؤال ديم بهالطريقة وبهالشكل والحين وكررّت ديم سؤالها بإصرار : متى يرجع ؟
رفعت ورد أكتافها بعدم معرفة : ما قال ، يعني ما أعطانا خبر بس ليش
ما كان منها حتى بسيط الرد يبين غايتها من السؤال ، كانت غرابة على غرابة مثل إجتماعهم بهاللحظة وميّلت درة شفايفها فقط من سؤال أختها وسكونها بعده كأنها ما قالت شيء لكن إنتباهها كان لملامح توق المُختلفة كأنّ عندها خبر شيء ، أو كأن عندها إحساس شيء : توق
هزت راسها بالنفي مباشرة : ما بقول شيء
رفعت دُرة حواجبها لكنها لفّت الموضوع مباشرة لأنها هي فهمت شيء ، والبنات ما صار لهم الفهم لكن صار تركيزهم على توق الحين : بروح أغسل ، تعالي معي
هزت توق راسها بالنفي : لا غسلت من أول أنا بس لو تبين بجي معاك عادي ، عادي بجي
إبتسمت وسن لأن توق رفضت بداية لكنها غيّرت من نظرة درة لها ووافقت بنفس الجملة : إلعب والنظرة بنت فزاع ما تمزح ، قومي ياتوق أشوف قومي مالك مهرب
ناظرتها لثواني بكره ، وإبتسمت ديم ما تدري ليش لكنّ فعلاً كان الموقف لطيف وإن كانت بين درة وتوق خبايا ما تُعرف لكنهم ضحكوها ، ضحكّها رعب توق وضحكّتها نظرة إختها والأكثر تعليق وسن : وسن تدرين إني أحبك ؟
إبتسمت وهي تهز راسها بإيه : من ما يحبّ المهرج حقه
-
دخلت توق خلف دُرة يلي كانت تنتظر آخر وحدة موجوده بالحمامات - الله يكرمكم- تطلع ومباشرة عضّت شفايفها بمجرد ما صار وجودها ووجود توق فقط : توق وش سويتي ممكن تقولين لي ؟
هزت راسها بالنفي وهي تناظرها لثواني : ما سويت شيء !
درة بهدوء : معاك ثانيتين إمّا تقولين لي وش سويتي الحين بهاللحظة وإلا أنا أعرف بنفسي ! مو غبية أنا بجلس قدامك وأشوف كيف صار وجهك وقت سؤال ديم وأقول عادي ، وش سويتي !
عضّت شفايفها وهي تعرف إنّ مالها مهرب من درة ، مالها منفذ لأن درة داهية ما تقل عن أبوها تفهم من الملامح وتفهم من كلّ شيء وما تفوّت هي تضيّع المواضيع بكيفها ، وتثبّت الموضوع يلي تبيه بكيفها وبمجرد ما خُطفت نظرة توق عضّت درة شفايفها : تبيني أذبحك هنا ؟ تبيني أذبحك هنا توق مو بكيفك تتصرفين مو بكيفك تفكّرين قولي وش سويتي بسرعة قبل ما يـ
عضّت شفتها لثواني : رسلت له ! بس رسلت له إن أخوه يتجبّر ومو طبيعي وإنّ رجوعه بيكون أفضل لأمه ولبيتهم كلهم ! أفضل له من الكويت إنتِ ما شفتي ملاذ كيف تقطّع قلبها بين رقمه ورقم قصيد ! ما شفتي كيف صار شكلها وما شفتي دموعها
رميت شنطتها كلها على توق بذهول : لا تستعبطين وتقولين لي إنك شايفة نفسك صح الحين ! لا تستهبلين أنا بالقوة ماسكة نفسي ما أقطع شعرك الحين لا تستهبلين متزوج الولد !!
دخلت ورد يلي …
_
كل ذهولها من أصواتهم وعلوّها : تستهبلون ! وش هالصوت هذا كلّه مين متزوج وليش تصرّخين كذا !
عضّت درة شفايفها لثواني هي تعرف إن مستحيل ورد سمعتهم ومن إختلفت ملامح توق هي تكلّمت بطلب وحيد : ورد ممكن تعطيني بس دقيقتين ؟
هزت راسها بإيه : بعطيك صدقيني مو ناقصة جنونك ووجود توق معاك ، نسيت الكريم حقي هنا
مدته لها توق لأنها لمحته ، وطلعت ورد تسكّر الباب خلفها هي حتى لو بالها يبي يفكر بشيء ما عاد لها طاقة ولا حيل وعضّت درة شفايفها لثواني : الحين تفّهميني عقلك الغبي هذا كيف ركب مكانه براسك ؟ كيف تجرأّتي كيف فكرتي ترسلين له وتشكين له مين سمح لك والولد متزوج ! م ت ز و ج
عضّت توق شفايفها بغضب : أفهم إنه متزوج أفهم ! ما قلت له تعال تزوجني ما قلت له تعال حبّني قلت تعال شوف وضع بيتكم بدل ما إنت نايم هناك بالعسل !
ضربتها درة مباشرة : لا تردّين علي بمبررات غبية لا تردين ! مالك حق ترسلين له لو تشوفين بيتهم يشّب نار مالك حق هم يصلحون حالهم بنفسهـ
قاطعتها توق مباشرة : إلا لي حق ! لي حق وأنا أشوف ملاذ تبكي بدموعها عشانه وورد ما تقدر تسوي شيء ولا تتكلم بشيء لأنها ما تقدر تزعل نهيان وأشوف وأسمع إن عمي حاكم مو راضي ولا قادر يتصرف بشيء ! لي حق وأنا أعرف إن أخوه مجنون مو طبيعي وأعرف إنه هو الوحيد
ضربتها للمرة الثانية من قهرها وهي تسكّتها ، تسكّتها بكل غضبها : لو مافيه بالدنيا إلا ذياب ما تكلمينه إنتِ ! ما تكلمينه إنت يكلمه أبوه أخوه إخته وأمه وحتى زوجته إنتِ مالك حق ولا وجود ولا درب يوديّك له عشان تكلمينه !
عضّت شفايفها لثواني : لا تضربين ! ما كلمته عشان يعرف إني توق وما كلمته عشان شيء لي وعنيّ ! كلمته عشانهم هم بس لا تفكرين التفكير الغبي هذا
ضحكت درة بسخرية شديدة : ما أصدقك تدرين ؟ ما أصدق إنك حطيتي نفسك بالموقف الغبي والمحرج ويلي ماله مبرر هذا وما أصدّق كيف بتتخارجين منه بس لا تكذبين على نفسك ولا تكذبين عليّ أنا عشان ما أكرّهك نفسك طيب ؟ لميّ نفسك يلي حلول الدنيا كلها عندك وبنرجع عندهم لكن لي تفاهم ثاني معاك إصبري بس
طلعت درة قبلها بعد ما عدلت نفسها ، وبعد دقائق بسيطة رجعت توق عندهم ونزلت ورد الكوب عن فمها : وش صار لكم ؟ مين المتزوج وليش الإنفعال وصدمتك درة ؟
عدلت درة جسدها بهدوء : حرقت عليّ مسلسلي الكريهة ما دريت إن البطل متزوج وصدمتني فيه
ضحكت وسن وهي تقبل يدها : أقول يارب صباح خير علينا وش هالغرابة والدنيا الوحشة لو دريت فطرت مع أبوشدن ما جيت قابلت أمراضكم
_
« الكويـت »
بمجرد وقوفه عند الفُندق هي ما تدري وش حصل لها وإنها قالت ما بتنزل لكنّه ..
_
لكنّه نفّذ كلمته هو وفعلاً نزلت ، ما تثبّت خطوتها ولا تثبّت نبض قلبها المستحيل يلي ما خففّه شيء لأنه مسك يدّها لأوّل مرة بطريقة غريبة ، لأنّه دخل تصعد هي معاه لمكانه ولجناحه يلي بمجرد ما فتح بابه هي إرتعشّ كل كونها مو بس جسدها والسلام ..
سكن قلبها بدون مقدمات من الأدوية يلي على الطاولة ، على سريره ، بجنب مفتاحه ومكانه ومن إنه يُهلك بكلّ لحظة تمر هي تفهم هالشيء لكنها تختار الصّمت لأنها ما تعرف غضبه كيف يكون والحقيقة ؟ هي ما تعرف أيّ غضب كيف يكون حتى غضب أبوها المستحيل ما عمرها شهدته على عينها بكاملّ حدته : تكلّمي
فز كونها لأنه نطق بهالطريقة ، لأنه جالس يُهلك لكنه يبيها تتكلّم وهزت راسها بالنفي فقط : ما بكلمك
عضّ شفته لثواني وهو يحاول يهذّب نبرته يلي من كثر إرهاقه تطلع بحدّة مستحيلة غصب عنه : تكلّمي
هزت راسها بالنفي هي تمتلي غضب منه ، خوف منّه ، ورعب من كلّ شيء وذهول مستحيل والأكثر خوف عليه هو من نفسه ، ضرب الكرسي يلي قدامه من شدّت أعصابه لكنها هي فزت ، فزّت برعب مستحيل : ذياب
عضّ شفته لثواني برجاء : تكلمي ، قولي زعّلتني قولي ذياب فعلت قولي أي شيء إشتكيني ! إشتكيني
رجفت شفتها لثواني من رعبها : ذياب أنا أشوف عروقك من هنا ، نروح المستشفى أول ممكـ
بترت جملتها بنفسها من رعبها منه ، من جلد الكرسي يلي تغيّر بسبب شدّته عليه وإنه تحلف لو كان آدمي هو مات تحت هالقبضة ، كان مُخيف بشكل رجعها هي خطوة للخلف من شدّت عروقه ما تكلّم ، ما نطق كلمة وحدة لكنها لمحت فكّه يلي على وشك يُكسر هو يشد على أسنانه ، هو يشد يحاول ما يبيّن لكن كلّ ما بوجهه تغير للأحمر المخيف : ذيـاب !
قُطعت عروقه لأنه بالقوة يحاول ما يصرخ ، بالقوة يحاول ما يصرخ من الألم الفضيع يلي شدّ عروقه كلها لأنها هي بتخاف أكثر ، هي بتنهار مو بس بتخاف وهو عمره ما إنهار من تعبه قدام أحد ، قرّبت خطوتها منه لكنّه نطق بشكل أرعبها ، هزّ ضلوعها كان أشبه بالصراخ : إشتكيني ! بس إشتكيني تكلّـمي !
غيّمت عيونها لأنّه يهزّها بشكل مستحيل وحتى هي صرخت من رعبها : أخافك !
بمجرد ما فكّ إحساسه المستحيل بالشّد هو رفع نظره لها هي تدمّرت تماماً منه ، بمجرد ما رفع عينه ووجّه خطوته لها هيّ سطرت جملها بعدم وعي : أخافك وأكرهك ! أكرهك أموت من الكره إنك سويت كذا إنك حسستني كذا ! أموت من الكره ذيّاب ليش ! ليش
هز راسه بالنفي وهو يغلي من الحرارة : ما
تكرهيني
بمجرد ما قرب منها هي ضربت صدره من رعبها : …
_
بمجرد ما قرب منها هي ضربت صدره من رعبها : أكرهك ! أكرهك ما أفهم ليش صار كذا ليش تودّعني ساعة وترجع بعد ما ينتهي اليوم أعرف إنك هنا ! إنك هنا ما مشيت وما تحرّكت وأنا أموت من الخوف ليش ما ترد ووصلت أو باقي بالخط ما وصلت ليش !
عضّ شفايفه لأنها تبكي منّه وهو يحاول يتدارك نفسه ، تعبه المستحيل وإنه تحرقه أكثر من حرارته ببكاها : لا تبكين كلـ
ضربت صدره من ذهولها للمرة الثانية : لا تبكين ! لا تبكين الحين طيب إنت السبب مو أنا مو بكيفي إنتّ يلي خوفتني وباقي تخوّفني منك تطلع من العدم وأنا أفكّر إنك بالرياض ! تجيني ويدّك تنزف وفوق هذا معصب ! معصّب تخوفني أنا بكسر ضلوعه وبسمّعك صوتها طيب مين ! بس مين إنت جرّب تكلمني مرة بدون ما تسوي كذا بس مرّة وتقول لي بكسر خاطرك كمان هو بقى خاطر ؟
عضّ شفايفه لثواني شحبت حتىّ عينه من عتابها هو كان بيّتكلم لكن ما حصلت له الفرصة من بكاها ونبرتها المستحيلة وإنها ضربت صدره لآخر مرة تصرخ فيه : ما أبغا أفكر كذا لا تقول لي تكلّمي ! ما أبغا أفكر إنّك إنت جيت بهالطريقة وشكيّت بهالطريقة وسكّتتني بيدّك على تركي وهو أخوي أنا ! أخوي مو غريب
ضرب الجدار خلفها بكل غضبه ، بكلّ غضبه هي تحرقه لأنها تبكي : ما دريت ! ما دريت يـ……… ما دريّت !
شتم نفسه هالمّرة ما شتم شيء آخر ، وهزت راسها بالنفّي رغم عذرها : مو عذر ! مو عذر تقوله ليّ الحيـ
ضرب الجدار للمرة الثانية لأن الظنون بتاخذها لبعيد هو ما وصله نهائياً : عذر ! عذر لا صارت الدنّيا كلها حولي تقول إنه أقرب لك من نفسك ! عذر لا شفته أربع وعشرين ساعة حولك ومليون عذر لا جيت وشفتك بحضنه ! عذر لا كان الظّن كله إنّه ولد عمّك هذا حده ! عذر لا جيت وشفتك إنتِ بحضنه مليون عذر !
هزت راسها بالنفي بعدم تصديق : مستحيل إنك طول السنين ما تعرف إنّهم أخـ
عضّ شفته لثواني هو بيموت من صداع راسه ، بيموت من صداعه وبيموت منها هيّ لا محالة : طول السنين أنا أنبذ نفسي أبعد أرض عن المجالس عشان ما أسمع إسمك معهم بجملة وحدة ! طوّل السنين أنا أصمّ عشان ما يقولون تركي عشان ما يقولون الكويت عشان ما أشبّ بينهم وإنتِ مو لي وأنا مدري وين أرضي !
إحتقنت ملامحها كلها لأنه ميّت تعب ، ميّت وهي تقتله وتقتل نفسها أكثر تعرف هالشيء لكنها عضّت شفايفها : ما دريت ، ما دريت لكنّك فكرت إني ممكن أروح لحضن غيرك وما يفرق معي ، فكرت إنّ ممكن أحد غيرك يـلمـ
عضّ شفته بغضب وهو يضرب الجدار أربع مرات خلفها من قهره ، أربع مرّات خلفها بشكل تركها تصرخ هي فيه من رعبها ويصرخ هو يشدّ كل عروقها قبل عروقه : ….
_
: أناّ أحرق الكويت والرياض ونفسي ما تدخلني الظنون فيك ! أحرق الدنيّا كلها ما تدخلني الظنون فيك لا تقولين فكرت ! لا تقولين فكرت أنا لو فكرت ما كنت هنا ! أنا لو فكّرت حرقت المسافة للريّاض عشان ما تجرّحك ظنوني لو على موتي ! لا تقوليّن شكيت وأنا دميّت الجدار ما يدخلني الظّن فيك لا تقولينه !
عضّ شفته لأنها تخاف ، لأنها ترجف من الخوف : لا تقولين حضنه ولا تقولين يلمسني أنا للحين ! للحين واقف قدامك ما أدري كيفّ ما حرقته أو ما حرقتني وكلّه عشان خاطرك إنتِ ! عشان خاطرك إنتِ
من كثر ماهو مرعب وقت يتكلّم بهالطريقة ما تدري كيف للآن رجلها تحملها ، ما تدري كيف للحين عينها بعينه وهو حتى النفس يصارعه من تعبه والظاهر إنّ النفس يدخل لصدره بنفسه ويطلع من صدره بنفسه من كثر ماهو مرعب لكل شيءّ حتى النفس يخافه ويجيه طواعية ما يتدخّل ، صّدت عينها عنه لكنه تدمر تماماً ، بدون ما تقول شيء أكثر هو ما عاد يثبّت خطوته من شدّة الحرارة وما قدرت ترجّع عينها له من إبتعد بخطوته عنها يمسح على شنبه ، على ملامح وجهه يغلي من الحرارة بشكل مستحيل وتوجه يبتعد للحمام -الله يكرمكم- ولو إنّ صاب داخلها الفزع خوف من طيحته لكن وقت سمعت صوت الماء عرفت إنه باقي يحاول يتماسك ، إن ودّه يخفف حرارته ووده هي تاخذ نفس منه وبالفعل هي جلست ربع ساعة بالتمام بمكانها واقفة بغرفته تستوعب وبعد إستيعابها هي طلعت بالصالة بعيد عن غرفته ومكان حربهم لكن كلّ مافيها يرجف ، كل مافيها يرجف ما خفّ لدرجة إنها مسكت الكأس يلي قدامها تصبّ لنفسها مويا لكنه طاح من يدها وإنكسر من فزعها من صوت الجرس ولأن كلّ مافيها يرجف حتى يديها ، وقفت خطوتها بتشوف لكن بردت ملامحها من غضبه المباشر : خلّك محلّك لا تّحركين !
لفت نظرها لناحيته وتتمنى إنها ما لفّت ، تتمنى ما لفّت لأنه كان طالع من الغرفة يعدل شورته فقط وتوجه للباب كما هو ولهالسببّ هي ما عاد تحس بشيء إلا شديد الدوخة من كلّ شيء هو يطفيّ نار حرارته ببارد الماء لكن الحاصل إن ما طفى شيءّ هو بحد ذاته وبشخصه نار ولهب ما يُطفى ، يزيد إشتعاله ما يُطفى وتسمع حواره مع المسؤول لكن ما توعي منه شيء ، ما توعي منه شيء هي ما تستوعب إنه فتح الباب بشورته أساساً وما تستوعب غير إنها بالقوة تغطيّ نبض عنقها المستحيل ..
عضّ شفته وهو يلمح نظراته الغريبة له وبيفصل لا محالة : خلّصت كلامك الحين وقلتلك دبلّها إنتهى ، غيره ؟
هز راسه بالنفي وهو زلّ نظره بالغلط لداخل الجناح وسرعان ما شبّت نار ذياب : تبي تدخل إنت ما شفت زين صح ؟
_
ما خفّ نبض عنقها لو لحظة وهي تتوقع إنه بيهدّ حيل المسؤول لا محالة ، تتوقع إنه بيفصل لا محالة لأنّه ينطق بكلمة من حدّتها هي وهي بالخلف بأعماق الجناح تخافه كيف الشخص يلي أمامه ويلي رمى ألف عُذر وعذر عشان يتخارج منّه وكان آخرها " نعتذر عن الإزعاج طال عمرك " وبعدها صوت الباب يلي قفّله ذياب يشدّ قلبها كله معاه ، رجع بخطوته للداخل وهي باقي بمكانها بعيد عن الزجاج لكنّ نظره توجه لها هيّ من بد كل شيء ، هي ورجفتها المستحيلة يلي تحاول تخبيّها وتجمّع الدم كله بملامحها من شكله المستحيل ، قطرات الماء يلي تنساب من شعره المبلول لظهره وصدره وإنّ من رعبها هي تموت من الحرّ وكل غلطها ، كل غلطها إنها تلبس بلوفر ثقيل ما تتحمّله ولمحت إنّ وده يتكلم لكن صوت جواله يلي رّن من الغرفة منع حروفه عن كلامه : لا تقربينه ولا تجمّعينه
هي تعرف إن حدة نبرته وقسوتها هي نتاج إرهاق وتعب مستحيل ما تدري كيف للآن واقف على حيله منه ولهالسبب هي تبعته للداخل لكنها وقفت خطوتها عند عتبة البابّ من شكله ، من جلوسه على طرف الكرسي والجوال يلي يحاوط إذنه وإنه يكلم أخوه نهيّان لكن بمجرد دخولها هو نظره عليها هيّ مو على شيء آخر ودوّرت تيشيرت جنبها ، حولها ومدت يدها لأحدهم تتوجه لناحيته لكنه مسك يدها هيّ يجلسها بجنبه ، وترك التيشيرت بالجهة الأخرى : عدّل لسانك لا أندّمك عدّله !
سكنت ملامحها من غضبه المباشر ونبرة صوته على نهيّان وما تكّلمت غير إنها تحس بشديد الحرّ يلي ما تقدر تبرّده من وجوده هو وحرارتها يلي صارت من حرارته مع إختلاف أسبابهم هو من الحرارة والغضب ، وهي من الخجلّ والإحراج المستحيل وإنه منع وقوفها يثبّتها بجنبه ..
_
« الريـاض »
عضّ شفته لثواني وهو يخللّ يده بشعره : إبشر
دخلت ورد وهي تسمع إعتذار أخوها لأحد وسرعان ما فهمت من قدمه يلي تهزّ وتضرب الأرض من يكون ولهالسبب جلست تسمع معاه فقط ، تسمع حلفه بإن ماصار شيء وإنّه بيقول له كلّ شيء وتناقض هالجملتين لوحدها واضحة لها هي بنفسها كيف تخفى عن ذياب ..
دخل حاكم وهو يشوف نهيّان سكر يضغط على جواله فقط ونظرات ورد له كانت غريبة ويعرف إنّ عياله الإثنين ما حصل لهم إنتباه لدخوله ..
عضّت ورد شفايفها لثواني : وش يقول ؟ بيرجع الحين ؟
هز راسه بالنفي وهو يناظرها : من قال له ؟
إنتبه حاكم على نفضّة قدم نهيّان يلي يهزها وما يثبّتها ، وعضّت ورد شفايفها لثواني : مدري ، نهيان ندمت ؟
رفع نظره لها ، وهزت راسها بإيه : …
_
: مدري وش الشيء يلي ضغط أعصابك لدرجة إنك تصرفت بهالطريقة بس مالك حق ، نهائياً مالك حق ترى وودي اتأكد تعرف هالشيء وإلا لا ..
ما كان منه الرد ، وكمّلت ورد : لو تعرفه بقول تمام هذا نهيّان فعلاً يلي ما توقعنا تطلع منه هالتصرفات والأكيد بعد ما طلعت منه هو بيندم ويعدّلها ، ولو ما تعرفه أنا ما أعرفك وما أتمنى ..
ناظرها لثواني : لو ندمت يخصّني إنتِ وش لك به ؟
ناظرته بعدم تصديق : أها ، يعني الحين عشان ذيّاب عصب عليك ترد عليّ بهالإسلوب كذا نهيان ؟
عضّ شفايفه لثواني يعدل إسلوبه : ما أقصدك وتعرفين إني ما أقصد إسلوبي الحين بس لا تكلميني خلاص
هزت راسها بالنفي وهي تجلس بجنبه : زي ما كنت ما تقصد ديم بكلّ شيء قلته بس قلته ، نفس الوضع نهيّان مستوعب إنت وش رميت كلام عليها ؟ وش سويّت ومو بسبب البنت نفسها بسبب إنك إنت مضغوط وطلّعته عليها ؟ لو درى عمي فزاع طيب وش بيصير فكّرت ؟
هو إهتمامه مو لشيء الحين كثر معرفة ذيّاب الواضحة وسؤاله المخيف ، ودخلت ملاذ وكان من نهيان سؤال وحيد مباشر : ذياب مين قال له إنتِ وإلا أبوي وإلا ورد ؟
إبتسمت ورد بسخرية فقط لأن كلامها ما همّه وهزت ملاذ راسها بالنفي : ليش ؟ قال لك شيء ؟
هزّ راسه بإيه : يقول لي تجبّرت على من إنت علمني ، بالحرف يقول علّمني على من ! ، من وصّل له غيركم
ناظره حاكم لثواني بهدوء : تخاف من ذياب إنت ؟
رد على أبوه بعدم إنتباه : سمعت صوته إنت ؟
سكنت ملامح ملاذ مباشرة ، ورد ، وحتى حاكم نفسه وكان من ملاذ السؤال قبلهم كلهم : وش فيه صوته ؟
هز راسه بالنفي وهو يخللّ يده بشعره لثواني بقروشة شديدة : مافيه شيء ، بنام الحين أنا ممكن تطلعون ؟
ناظرته ورد لثواني ، ونظر حاكم لداخل عينه بحدّة ما تخيّل نهيان شيءّ من خلفها إلا حدّة ذياب وجملته الأخيرة " إيه إنتبه لنفسك " ما كانت جملة حنان ، كانت بنهاية المكالمة بنطق صريح التهديد له ويقصد إسلوبه ..
طلع حاكم ، وطلعت ورد وآخرهم كانت ملاذ يلي طفّت الأنوار على نهيان وطلعت للصالة خلفهم حاكم كالعادة مشغول بجواله ، وجلست ورد بمكانها : أكلمه ؟
هزت ملاذ راسها بالنفي : لا ، قال بيتصل هو
رفع حاكم حواجبه هو عرف إن المقصود ذياب : قالك بيتصل ؟
هزت راسها بإيه وهي تناظره : قال بيتصل ، وقال إنه بالكويت من قبل ما تجيك أخباره بمدّة وتقول ولدك بالكويت ولدي بنفسه قال لي مكانه قبل ما توصلك أخباره من مين من كان فضّلت سؤاله على ولدك نفسه
تنحنحت ورد وهي ما تحبّ هالحدة بين أمها وأبوها ، ما تحبّها نهائياً ووقفت : عن إذنكم
حصل الإلتفات من حاكم ، حتى من ملاذ لأنّ …
_
مسامعهم تعوّدت سماع هالكلمة من ذيّاب وما تدري ورد وش الوقع يلي تركته بقلوبهم خلفها هي قالتها بدون إدراك ، بدون ما تفكّر سطر لسانها هالكلمة وحتى هي وقت وصلت نصّ الدرج إستوعبت إنها نطقت زيه وإبتسمت : ياويلي وحشتنا صدق ! الله يردّك سالم
_
« الكـويت ، العصـر »
نزل للأسفل لصالة إجتماعهم وهو يجلس وكلّ نظره تجاه جوانا الحانقة عليه بشكل مستحيل من الأمس ، أشّر لها بالجنون يكلّمها بلغتها هي : تدرين صح ؟
كشّرت لملامحه وهي ترد بهدوء ، برود مستحيل : أدري ويسعدني
ترك عذبي كتابه وهو يناظره لثواني ، وضحك من لمح جوانا : شفيك عليها من أمس إنت ؟
تركي بغضب : مب صاحية صدق أمس يوم دشيّت من عند قصيد بسوي قهوة وبرجع عندها تمسكني لا تطلع وروح شوف فهد مات بالغرفة يوم شفت هالأثول حيّ وصحى ورجعت بطلع عندهم وهي تهددني ياويلك لو طلعت وإنت ما تحترم الخصوصيات وإنت مافيك إحترام وأمك تناديك وأقولها بسلم على ذياب طيب ! تقول لا وردّتني تحسب إنها ما ردّتني يوم طلعت مشى ذيّاب ومشت قصيد معه
إبتسم عذبي وهو يناظر جوانا بعبط : جوانا تحبينه ؟
كشرت وهي تناظره ، وإبتسمت سلاف : جوانا عندها شيء تخبيّه ، أمس تقول لتركي إنّي ناديته وأنا ما ناديت ولا شيء بس نمشيّ الحين هي ما بتقول كلمة وقصيد تقول
فتح فهد النايم عيونه بإنتباه : قصيد ما رجعت للحين !
ناظره تركي لثواني وهمس بسخرية : مهزلة والله
هز عذبي راسه بإيه : صدق شدعوه عليه ماخذها من قبل الفجر يمكن وللحين ما رجعت ؟ غلط ترى ما يصلح
دخل أبوه وهو يسكر جواله بهدوء : وش غلطه حضرتك؟
رجع فهد ينام ، وأخذ عذبي نفس يبرر لأبوه : غلط إن قصيد للآن ما رجعت البيت تدري فهد من متى مرابط هنا ؟ من أول ما مشت هو ينام ويصحى عشان لا دشّت أول من يصيدها هو وشف للحين مب راضي يصحى
نزل عقاله من شماغه ، وبردت ملامح عذبي يوقف مباشرة يدور أمه : والله ما قلت شيء شفيك آسف
رفع تركي حواجبه لثواني وهو ينزل شماغه يدخله داخل العقال : وش بضربك أنا ؟ سلاف تعالي معي
مشيت بإتجاهه وهي تناظره : وش ؟ صار شيء كلموك ؟
هز راسه بإيه بهدوء : كلمني ذياب ، بخير ونعمة أبد
ناظرته لثواني بإستغراب ، ودخل المكتب لكنها تبعته : تركي فيه أشياء يوقف عقلي عندها ، إنت ما تحبّ كذا .. يعني إن قصيد من الفجر مع ذياب للآن ما رجعت
هز راسه بإيه بهدوء : زوجها ، وقبل يحترمني ويشوفني هو يخاف ربّه بشكل ما تتخيلينه ياسلاف أنا مثل هالرجّال أضمنه على روحي ، وقصيد روحي ما يطعنّي فيها لا تشكيّنه ، ولا تشكيّن بمكان قصيد بقلبه هذا الشيءّ أعرفه مثل ما أعرف مكانك عندي
إبتسمت لثواني لكنها …
_
هزت راسها بالنفي لثواني : أفهم ، والله أفهم ونعم الرجل ذيّاب بس ما تحس شوي مرخي الحبل إنت ؟ تتعامل بمبدأ إنه زوجها والله ما يردّه عنها كيف إنت تردّه بس برضو هي للآن ما صار زواجها ، للحين ما لبست الأبيض وراحت بيته يشهد لها الأوّل والتالي وبعدها مالنا دخل
إبتسم وهو يحاوطها تحت ذراعه ، وقبّل راسها : وبتلبسه ، وبنفرح جميع إنّ ما تركتها تلبسه عزّ وكرم تسولف الريّاض عنها شهور ما أكون تركي لكنّي ذياب أعرفه ، أعرفه بنفسي يا سلاف ويعزّ علي أدري إنه جاء يرتجي قراره عند بنتي وآخذ قراره منّه وهو متضررّ
إبتسمت لوهلة بإستيعاب ، ورقّ قلبها مباشرة من ملامحه يلي تبدّلت لتذكّر لأيامه : تشوف نفسك فيه تركي ؟
هز راسه بإيه وهو يجلس على الكرسي : أعرف شعوره ، أعرف خافيه وأدري إنه مهلوك حتى من ديرته ياسلاف
جلست بحضنه مثل عادتهم من سنين : دام شاعرنا يقول كذا حنّا مالنا إعتراض ، ياحظه لو هو مثلك بس ممكن تقول له إنّ قصيدنا المغرور نسمة ما تتحملّ شديد الإعصار ما يعاملها فيه لأني أحسّه شديد ؟
إبتسم وهو يهز راسه بالنفي : بمكان بقلبها هي بنت سلاف ، وسلاف تتحمّل الصعب وتتحدّاه لا تشكيّن ومثل ما أضمن ذيّاب ، أنا أعرف تربيتي بقصيد وأراهن عليها من كثر ما أوثق ..
إبتسمت لثواني وهي تناظره : تحب قصيد إنت مره ؟
ضحك وهو يناظرها ، وإبتسمت لكنه تنحنح : والموضوع يقول ، تقدّمت لي جلسة ولازم أرجع الرياض اليوم مو مثل ما ودك تأجلّين ، توّنا ما جلسنا وتوّكم ما لقيتوا الكويت مثل ما قلتي بس عاد إنتِ وعذبي بكيفكم ودّكم ترجعون ، وإلا ودكم تجلسون القرار لكم
رفعت حواجبها لثواني : ليش أنا وعذبي بس ؟ بتاخذ قصيد معك ؟
_
« الفـُندق »
حست بحرارة يده على ظهرها البارد ، وفتحت عيونها لثواني بسيطة لكنها سرعان ما رجعت تسكّرها ورجع يتكي ظهره على ظهر السرير يتأمّلها ، يتأمّل هلاك قلبه الطاغي من ملامحها ، شعرها البُني المتناثر حولها وحول أبيض اللحاف ، شكلها هيّ ، شفايفها ويدها يلي دائماً تعانقها بأكثر الأوقات ، عُنقها وإجرامه هو نام بشكل ما حسّه من شهور من تواصله بس لأنه بحضنها والحين لو ما صحيت هي بيرجع وينام بجنبها ولا مرّة ، ولا مرّة صار النوم من إهتماماته أو حلو بعينه لكنّه نام بحضنها ، خفّت حرارته بحضنها ومن حلو حضنها هو ما كان وده يقوم لكنّه قام يصليّ ، ويرد على الرسائل ، ويطمّن عمه ويكلمه ويرجع لحضنها مرةّ ثانية بالظهر ، والعصر رجع يجلس بجنبها فقط وللآن على محلّه .. مد يده ينزل يدها عن شفايفها ، وحاوطت يدّه الأخرى جبينها لثواني يقيس حرارتها لكنها وقّفت له قلبه ، وقّفت له نبضه من …
_
من شدّت بيدها على يده يلي نزلها من على شفايفها وشاف عمره ، كل عمره بحجم يدّها وسط يده المتجرحة ونعومة يدها وسط قسوة يدّه ، وكان ينتظرها تصحى لكن من إرتخى ظهرها من جديد هو رجع يتمددّ كله بجنبها ، شدّت له قلبه تشعل شديد اللّهيب بصدره من صار راسها بحضنه وعرف إنه هلكها تماماً لدرجة إنّ ما ودها تصحى ولا وده حتى هو يتحرك من محله ، قبل راسها وهو ياخذ نفس منها لأعماق قلبه وكانت دقائق ورجع يغفى معاها لساعات أخرى ، ساعات تهنيّه وتريحه وتجهزه لجايّ الشقاء الأكيد بأيامه ..
-
جلست بجنبه وهو للآنّ يغلي من حرارته بشكل ما خففّته حتى برودة الماء ورقّ قلبها مباشرة : نروح المستشفى ؟
هز راسه بالنفي وهو مُرهق بشكل مستحيل وعصب من نهيان أخوه بشكل ما يصدق ، بشكل تركه يرفع يده لشفايفه من ألم راسه وكمّلت هي بترجي : نروح نشوف حرارتك ونشوف يدك ما تجلس كذا ذياب
هز راسه بالنفي بهدوء : لا تشيلين همي إنت ، لا تشيلينه
لأنّ ملامحها للآن باكية هي زاد إحمرار عيونها ، وأنفها : ما أشيله ؟ ما أشيله وأنا أحسّك نار جنبي وقبله ما يكفي إنك طول الوقت كنت هنا وأنا كلّ تفكيري إنك بالرياض والخط ، ما يكفي كل هالمسكنات يلي ما تفيد ؟
عضّ شفايفه لثواني وهو يرفع يده لملامحها ، لخدّها ومباشرة رقت نظرتها برجاء لأنه ضمّ وجهها بيدّه بطريقة مستحيلة وأكثر من قبّل جبينها يحرقها هي : نار ، ما أحسّك إلا نار ذياب ما ينـ
هز راسه بالنفي بمقاطعة : إجلسي يميّ ، إجلسي يميّ بس
ما تكلمت كانت تحاول تجمّع شعورها ، وأخذت منشفته لأنّ من كثر حيله المهدود باقي قطرات الماء تنساب من شعره لعنقه ، لظهره ولا له حيل يقربّها ولو إنّ حرارتها بقدّ حرارته من الخجل والمشاعر إلا إنها أخذتها تجففّ باقي شعره ، وظهره يلي يحرقها هالمرّة وكلّ عينها تراقب يده المتجرحة يلي يحاوطها لون بنفسجي بشع مع جروحها وما تتخيّل إن ممكن يوصل فيها الشعور أكثر من كذا وإن كل شيء جاء دُفعة وحدة ، زعل ، خوف ، رُعب ، ذهول ، ومشاعر غريبة ما تقدر تصنفها تحت أي مسمى لأنها منه وله كأنّ كل فصول الدنيا مرّتها ومرّها فصل مُخيف شعوره مبني على تعب ذياب يلي هي تركت باقي المشاعر كلها بكفة وركزت عليه هو ، وقفت المنشفة على ظهره من لف لناحيتها يهلوس : تبين ترجعين لهم ، أرّجعك عندهم الحين إتركـ
عضّت شفايفها لثواني وهي تناظره بشكل تركه يبتر جملته ، وشدّت على المنشفة : تبيني أرجع لهم وأتركك ؟
كان يهلوس من حرارته ، من تعبه المجنون : أبي خاطرك يرضى وإني ما كسرته ، إني عاملتك مثل ما تبين إنتِ ..
ما كان منها الرد لكن كانت منها …
_
كانت منها نظرة تتركه يعضّ شفته من كثر ما لخبطت فيه داخله ، من كثر ما حرقته يهمس : لا تناظريني كذا قولي
كانت نظراتها تتكلّم عنها بدايةّ ، عن كثير الحروف بقلبها ورجعت تغيّم من صعوبة الكلام وعدم قدرتها ، من غيَمت عيونها تصده عنها وتوقف لبعيد هو إنهار قلبه : قصيـد
لأوّل مرة تسمع إسمها منه ، لأوّل مرة تحس إنه شدّ نبض قلبها قبل عُنقها من أول حرف بإسمها لنهايته ولأوّل مرة يسري اللهيب بمسمعها تباعاً لكل شيء وطلعت للخارج عنه ، طلعت تجمّع شتات نفسها الكثير يلي ما تعرفّ له وكانت دقائق لحد ما رجعت تجلس على طرف السرير بجنبه وفتح عينه ونطقت هيّ لآخر مرة : نروح المستشفى
هز راسه بالنفي بهلوسة : ما أدخل المستشفيات ، ما أدخل بالرياض وما بدخل هنا ما أدخل وما يحتاج
مدت له كأس المويا ، ومد يده ياخذ المسكن يلي كانت بتردّ يده عنه عشان يضطر يتوجه للمستشفى لكنه همس : أعرف الفرق بين حرارة التعب ، وحرارة الأعصاب
هزت راسها بالنفي بهمس : كلهم تعب
هز راسه بإيه : علاجهم ماهو واحد
أخذ المسكن ، وشرب من الكأس يلي هي جابته وهو يغمض عينه لثواني بسيطة ورجع يعدل جلوسه لكن هزت راسها بالنفي وهي تمد يدها لجبينه : لا تتعدل ، تمدد
هز راسه بالنفي ويدها قطعة جليد على لهيب جبينه ونزّلها لشفايفه يقبّلها ويهلك لها قلبها من ندمه ، من إحراقه لنفسه : تمدد شوي يمكن تغفى وترتاح
تمدد لأنها تحاوط يدّه بشكل رقيق ، بشكل يحسّ إنها تداويه قبل ما تقرّب منه شيء وما كانت إلا دقائق بسيطة هو نام فيها وما كانت نيّته وتدمّر داخل قصيد كله تعضّ شفايفها ، تمنع صُراخ من البكي لكن ما منعت دموعها يلي ما وقف إنهمارها ثانية وحدة ما تتخيّل إنه مُتعب هالقد وما تتخيّل ولا شيء حصل بيومها وما تصدقه ..
ضمت يده بيدها بعد ما ضمّدتها حسب معرفتها ، بعد ما طهرت جروحه حسب معرفتها وهي كلها ترقب لفزّة وحدة منه لأن المطهر يحرق لكنه ما حس عليها ، ما حسّ لأنه مُدمر بشكل تشوفه من ملامحه المرهقة يلي مهما تحاول توصفها ما تقدر وعضّت شفايفها تمد يدها لجبينه ، لخدّه ولعنقه يلي كلهم يشتعلون من الحرارة يلي ما تعرف تهديّها وبمجرد ما تعقّدت حواجبه من برودة يدها هيّ أخذت نفس من أعماقها : يارب ..
مدت يدها لجواله تصمّته ، وجلست دقائق طويلة هلُكت فيها تتأمّله وبعد ما عرفت إنّ شعورها ما بيهدأ ، وإنها ما بتخفّ توجهت تحاول تخففّ باقي حرارته ببارد الكمّادات يلي تنفض صدره كلّ ما حطتها بشكل يفزعها ، بشكل يخوفها وبعد ساعة هي طلعت من عنده للصالة وكانت ربع ساعة بعد خروجها جلست تحاول تجمع نفسها لكنها ركضت بكلّ مافيها من ..
_
من سمعت صوت مُرعب من غرفته : ذياب
شدّ عليه راسه لدرجة مرعبة ، لدرجة جلّسته يموت من الألم لكنه يحاول ما يصرخ وبمحاولاته هو ضرب السرير بكلّ قوته يهز كونها هي ، ركضت عنده مباشرة من إنحناءه ، شدّة يده المستحيلة على اللحاف : ذياب !
مدّت يدها ليده يلي تشد على اللحاف وبطريقة جلوسها هيّ كانت كأنها حاضنته لأنّه هو منحني ولأن يدّها حاوطت راسه مباشرة من رعبها وخوفها على حاله هي ما قدرت تتكلّم ، ما قدرت تسأل من رعبها لكنها سمّت ، ضمّت راسه لعندها ومدّت يدها تحاول تخفف قبضة يده على اللحاف ووقت خفّت قبضته هي قدرت تتنفّس ، قدرت تتنفس وبدون شعور منها هي شدت على نهاية شعره تقبل راسه وحاوط يدها يلي كانت تشدّ على يده ينتبه إنها هي عنده مو لوحده : لا تخافين ، لا تخافيني
ناظرته لثواني لأنه حاوط يدها يلي كانت فوق يده ، ونطقت كلمة وحدة فقط بهمس مُرتجي : لا تخوفني
هز راسه بالنفي ، ومدّت يدها لجبينه تشوف حرارته تحس إنها معاه بسباق ما ينتهي وما تعرف تتصرّف بشيء غير إنّ كل ملامحها تبدّلت لشيء مستحيل يرتجي الإستقرار ، يرتجي الثبات وما عاد بقى فيها حيل هلكت له حيله من نظرتها ورجع يرفع يدها لجبينه : قضت ، إنتهت
هزت راسها بالنفي : باقي ، ما إنتهت باقي حار ذياب
إبتسم من إرهاقه يهز راسه بالنفي : يدك باردة
نزلت يدها مباشرة ، وهلكت قلبه لأنها تخاف من برودة يدها عليه وإنتبهت على نظرته ، إنتبهت إنها جابت أجله وقام يشدّ حيله يخففّ باقي حرارته بإنه يدخل تحت الماء من أوّل وجديد يستوعب نفسه وحيله، طلع يجففّ شعره وتوردت ملامحها لأنها إنتبهت لطبعه هو ما يعترف بشيء إسمه تيشيرت ونبض عنقها تصدّ بنظرها عنه لكنه ما سمح للصد هو صعد للسرير بجنبها ، هو شد عروق قلبها قبل عنقها من كان يناظرها لثواني ما طالت بعد ما أعدم المسافة بينهم يحسّها على شفايفه بداية ، ويضمها كله لحضنه نهاية هو هُد حيله صحيح وباقي مُرهق لكن هي ماهو ذنبها ، هي مستعد يكتم تعبه وإرهاقه ويحاوطها هيّ بس ما تحسه بغير الثبات وهلكت له قلبه لأنها حاوطت عنقه ما ردّت حضنه ، لأنها تركت راسها بين عنقه وكتفه تاخذ نفس وحسّ بحرارة دموعها : لا تبكين حنّا بخير ، بخير وما نعيده ..
-
فتحت عيونها وهي تحس بالظلمة تحاوط الغرفة ، تحس بوجودها على صدره وسكنت ملامحها من يدّه يلي تحاوط يدها ، من تحركت جزئياً لكنها إنتبهت لصدره العاري وسرعان ما نبض عُنقها من إنتبهت إنّها بمثل حاله وضمّت اللحاف بذهول ومد يده يشعل النور بجنبهم ، يشدّ نبضها من حاوطها بذراعه يتركها على صدرها وتضمّها له ، إنتهت من الخجل تدور بلوفرها يلي لمحته على …
_
يلي لمحته بنهاية السرير على لحافهم الثقيل وحسّت بقبلته لأعلى رأسها يطمنها بهدوء : ما صار شيء
هو فعلاً يطمنها إنّ ما صار شيء وهي تعرف إنّ يلي صار يكفيّها عن كل شيء ما يحتاج يقول الأكثر ، عضّت شفايفها لثواني ما تصدق للآن كيف وقت طلع من الحمام - الله يكرمكم - يجففّ شعره ويتأملها ، يتأمّلها بطريقة أهلكتها وكان عندها أمل إنّه بيلاشي هلاكها بصعوده على السرير معاها ويمكن يختار الكلام المخففّ لكنّه زوده بإختياره للقُبل ، زوّده بأرقّ شكل ممكن من تركها تحسّه أقرب لها من نفسها ، من قبّلها بشكل مستحيل يشابهه شيء من وقعه هو جاء يحسّ شفايفها بداية ، وبعدها ياخذها بحضنه يطمّنها بإنهم بخير وكان يكفيّ هالشيء يرجّف جسدها كله وأكثر من رجع لبالها كلّ شيء ، كيف مسك أطراف بلوفرها بعده ، كيف نطق بجملة وحدة هزّت كيانها بعد ما تمدد وضايقه البلوفر بإنه يحول بينها وبينه " طويت المسافة بين الكويت والرياض ما تردّني عنك وبتركه يردّني؟ " تذكر للآن هو كيف رماه بعيد ، كيف بعثر شعرها وشعُورها وللآن ما خفّ نبض عنقها تحت هالتأثير : غطي عينك
هز راسه بالنفي وهو ينزل نظره لها ، ومدت يدها لعيونه تغطيّها بيدها وإبتسم ، ما قاوم الإبتسام لأنها فعلاً مدتها تغطيّ عيونه ولبست التيشيرت يلي جنبها ووقفت ما بتلحق البلوفر وهي تغطيّ عينه لكنها تختار سريع الحلول
عدل ظهره يجلس على طرف السرير من طلعت هي للخارج وأخذ نفس من أعماقه : يارب القوة
_
« الخيـام »
من وقت ما ماتت العنقاء وهو ما تحرّكت خطوته من عند الحلال ، من وقت ما فُجع قلبه صارت نومته وصحوته هنا ولأوّل مرة يصير ذيّاب فعلاً ، يصير صاحب البرّ وسلوته بالبر يلي تركه يهوجس يمين ويسار وبكلّ الأماكن والأفكار والشعور وأخذ نفس من أعماقه : لك الله ياصاحبي ، لك الله يا حبيبي الله يقويّ حيلك ، ويشد عزمك ويرجّعك سالم قلب وعقل يارب ويبعد كلّ صاحب شر عنك ..
كل إستغرابه طول يومين جلوسه إن حاكم ما قربت خطوته ، حتى نهيّان ما جاء وقرّب عند حلال أخوه فعلياً تُهجر الخيام بدونه لكن تفكيره مو للخيام ، تفكيره إن صاحبه يُهجر لأن هنا وطن صاحبه ، هنا قلبه وكيف يهجرون قلبه وعضّ شفته لثواني : شفت الغيبة وش تسوي يا ذياب ؟ باقي شوي وتنزل دموعي وش هالعاطفية الغريبة لا ياحبيبي لا ماهو جوي أبد ..
جاء محمد وهو يناظر المدى حوله ، وقرر يبوح بهواجيسه لنصّار لكن ما يعرف إن نصار مو أفضل حل له : نصار
هز راسه بإيه وهو يعتدل : ناقص شيء ؟
هز راسه بالنفي : …
_
هز راسه بالنفي : مو ناقص شيء الحمدلله مافي قصور ، بس فيه شيء غريب صار له مدة ، يعني إنت تعرف حنا الحمدلله مؤمنين وموحّدين ومؤمنين إنّ خلق الله واسع شيء نعرفه ، وأشياء كثير ما نعرفها وسبحان ربنا عظيم
توجّس وهو ما يحب هالنوع من الأحاديث نهائياً لكن ما بيبين خوفه ومسح على جبينه : إنت تقصد بسم الله الرحمن الرحيم صح ؟ إنت هذا قصدك وأقولك جمّع سواليفك لذياب أنا بسمع معاه ما بسمع الحين طيب ؟
هز راسه بالنفي : ياعم صار الخوف ، لازم يتغير المكان شوف هنا ؟ هنا دايم به أحد وما نشوف منه شيء
سكنت ملامحه بذهول يتعوّذ من الشيطان ووقف حتى من مكانه لأن ما يدري هو فعلاً لمح ظل بالإتجاه يلي أشّر له محمد أو هو باطن عقله يهيئ له : أخو ذياب ! هذا وش يا محمد بسم الله لا تقول كلام ماله داعي يا محمد
رفع محمد أكتافه بعدم معرفة : أنا أخاف إنهم ناس ، أخاف إن الحلال منهم يموت يا عم ودي نتأكد تعال
هز راسه بالنفي وهو يأشر على باقي الرُعاة : خذهم معك
ناظره محمد لثواني : يخافون لا حول ولا قوة إلا بالله أنا بقول للعم ذياب هنا مكان رجال مو أطفال لا حول ولا قوة إلا بالله استغفرالله العظيم
تحسسّ نصار من كلمته وهو يناظره : علامك عصبت عليّ إنت خلاص طيب بجي معك على مهلك وش أطفال وما أطفال عيب يامحمد ، عيب ماهو منك !
هز راسه بإيه وهو ياخذ عصا بجنبه ، وتوجس نصار يفتح فلاش جواله من غاب نور الخيام عنهم وصار الظلام ولا غيره ، من إعتلى صوت محمد يتمتم ببعض الآيات وإبتسم نصار بإعجاب : ماشاءالله ، ماشاءالله
وقف شعر راسه من لمح شيء يركض بأسفل التّل للبعيد ما يدري إنسان ، حيوان ، بشر وإلا من غير البشر لكن ذابت عظامه بمحلها وأكثر من طلّع محمد الحجر من جيبه يركض ويرمي هالشيء ويسميّ وركض هو خلفه بالمثل ما يدري وش بيسوي لكنه بيركض ، بيركض يخاف يرجع محمد ويقول " طفل " وهو ماهو طفل ..
كان محمد على وشك يقول لنصّار إنه كلب لكن صرخ محمد ، وصرخ حتى نصّار من الحجر يلي يُرمى بإتجاه أقدامهم هو يصرخ ومحمد يصرخ ومن الربكة حتى جواله طاح من يده هو ما معاه لا حجر ولا عصا مثل محمد يلي نطق " الله أكبـر " وركض لمصدر الرميّ يترك نصّار يركض وراه يبي يسحبه لعكس الإتجاه لو كان مثل توقعاتهم من غير البشر ، وش بيفيد ركضهم والصراخ والعصيّ وش بتسوي ..
صرخ بكل ذهوله من كان شخص بهيئته الكاملة قدامه ، وصرخ محمد يلي ضربه بالعصا مباشرة من رعبه يكررّ : الله أكبر عليك ! الله أكبر عليك بسم الله الرحمن الرحيم
كان واضح لنصّار إن محمد بيبطش بهالشخص لا محالة ، وصرخ من ….
_
صرخ من ضحكه يردّ عصا محمد لكن تغيّرت ملامح نصار يلي ما ترك لعصا محمدّ مجال إنما هو بنفسه ضربه : تستهبل يعني تستهبل غبي إنت !
تألم من ضرب نصار وهو يصرّخ من الضحك : يا خوّاف
هز نصار راسه بإيه وهو ياخذ الحجرة يلي رماها نهيّان : أوريك من الخواف ياغبي أوريك !
تمتم محمد بالإستغفار وهو يصد بنظره لكنه يسمع صوت صراخ نهيان المستمر لأن نصّار حفر خشمه بالتراب - جدياً - ما يمزح ، صرخ من ضحكه وهو يحاول يتملّص من نصار يلي يمسكه مع تيشيرته : آسف ! وربي آسف خلاص يدك ثقيلة خلاص !
ناظره بغضب ، وعدل نهيّان تيشيرته وللآن نبرته ضاحكة : جزاي جاي بفزع العمال تحت مثل الليّ يشجع له مباراة قلت وش فيه قالوا هوشة جمّعت الحصى وجيتكم
كشر يقلد كلامه ، وضحك نهيان وهو يمد يده لجواله : ياحليله ذياب مصاحب له رمّة ، بيوصله التوثيق ترى
سكنت ملامحه مباشرة وهو يناظره ومد يده من جديد يضربه للمرة الثانية ، مثلّ نهيان الجدية وهو يعدل وقفته : آسف شفيك صدّقتني إنت ما برسل له معصّب
ناظره نصّار بسخرية فقط ، وحاول نهيّان يكتم ضحكته من نزول نصار عن التل وإنه برجع للخيام ورجع يصرّخ من ضحكه ما يثبّت كلامه : ليتك تشوف شكلك ليتك آخ
عضّ نصّار شفته لثواني وهو يرجع نظره للخلف لأن نهيان يتبعه خلفه وبدون ما يستوعب نهيّان هو ضربه مرتين متتالية ما إستوعبها من سرعته : تبي تبكي إنت
ضحك يهز راسه بالنفي يرجع خطوته للخلف وسرعان ما شهق بذهول من ضحكه : رسلته لورد ! رسلته لورد
سكنت ملامح نصار مباشرة وهو يناظره بذهول : غبي إنت غبي !
صرّخ نهيّان من ضحكه من جديد وأكثر من مسكه نصّار مع ياقته ونطق هو مباشرة يجمّع نفسه : أبوي يتصل
ولو إن نصّار مد يده بيضربه ، ومسك حتى ياقته إلا إن نهيان جدياً أشّر له بدقيقة وهو يعدل حتى صوته يرد على أبوه ويده تمسك يدّ نصار يلي على ياقته : لبيه طال عمرك
رفع حاكم حواجبه : وينك فيه ومن معك ؟
شدّ على يد نصار يلي تشد تيشيرته : بالخيام ، معي نصار
هز راسه بإيه وما سأل نهائياً : تعال البيت الحين
رفع حواجبه بإستغراب : توي طلعت من البيت ليش أرجع
رفع حاكم حواجبه لثواني وما كان منه الرد غير إنه يقفل بوجهه وتنحنح نهيّان لكنه ضحك : وضاعت الهيبة يا نصير ضاعت الهيبة ، لو ما كان ذياب معصب مني رسلته له الحين بس خلّها وقت ثاني نضحكه على حسابك
رفع حواجبه وهو بس يجي طاري ذياب يترك كل شيء على جنب ويركّز عليه هو ولا غيره : ليش معصب منك ؟
هز راسه بالنفي وهو يعدل كتفه : ما تعرف ذياب ؟هز راسه بالنفي بإستغراب : وش يعني يعصّب من كيفه ذياب ؟ وش مسوي إخلص عليّ
_
هز راسه بالنفي : ما سويت شيء شفيك تحاسبني ! ما سويت شيء بس إنت تعرف ذيـ
هز راسه بالنفي بذهول : لا ما أعرف ذياب لا تقول لي تعرفه عشان ما أهدّ لك فمك الحين ! وش يعني إنت تعرف ذياب يعني هو متخلف يعصب من كيفه عليك ؟
هز راسه بالنفي : محشوم ما قلت متخلف بس إنت الشوق طاغي فيك لدرجة إنك تحسبني أغلط عليه والحقيقة إني أخسي أغلط عليه خففّ من شوقك تكفى
ما كان من نصار كلام أكثر وهو يمشي لداخل الخيام ، ورفع حواجبه من توجه نهيان لسيارته : وش جابك دامك بتمشي على طول ؟ ووش جابك هنا أصلاً الحين
رفع نهيّان حواجبه لثواني : دورتك بالرياض ما لقيتك ووقت ما لقط جوالك رسايلي قلت إنت بالخيام أكيد ، برجع لأن شكلك ما سمعت أبوي وش قال توه
رفع نصار حواجبه وهو مايصدق جزئياً : قال لك ترجع ؟
هز راسه بإيه ، وما كان من نصّار كلام هو مهما حاول يفهم عمه ويفهم نهيان ما يفهمهم حتى الحين وقت إنه جاء ، جاء عشان يدّور نصار نفسه ما سأل عن شيء من الحلال والواضح إن ما عنده علم : وليش جيت تدّورني ؟
رفع أكتافه بعدم معرفة : غلطتي بس ضحكت عليك شوي
كشّر بوجهه مباشرة ، ورجع نهيّان يركب سيارته ويحرك وتوجه نصّار للتل البعيد يرسل لذياب وهو للآن ما يبي يتصل عليه من الخيام لأنه بيعرف إن صار شيء وهو ما وده يعرف الحين وهو بعيد ، ما وده يُقهر بجنب زوجته ..
_
« بيـت حـاكـم »
جلست خلف أمها يلي غرّقت يديها ونفسها بالألوان ، غرّقت لوحتها أمامها وعرفت من الألوان الزاهية يلي تضمّها اللوحة بإن خاطر أمها مرتاح ، بإن الخبر عن ذيّاب عندها بشكل صحيح وكافي يريح بالها وسحبت الكرسي الآخر تجلس بجنبها قدام اللوحة الأخرى وإبتسمت ملاذ : أسسّتها لو ودك ترسمين ، من زمان ما رسمتي
إبتسمت ورد لثواني وهي تأشّر على اللوحات يلي رسمتها طول سنينها ، نفس النمط والشيء الوحيد يلي تتقنه إنها ترسم الغيوم فقط وما توصل مهارة أمها : ماهو صنعتي
إبتسمت ملاذ بخفيف وهي تمد لها فرشاة من جنبها : مو مهم الإتقان قد ماهو تفريغ يا أمي ، أعرف إني أضغطك .. وأبوك يضغطك وأعرف إن نهيان مثل ما كسرني كسرك معي وأعرف إنّ فينا تشتت ماهو طبيعي ، كله أعرفه ..
هزت ورد راسها بإيه وهي تعصر اللون الأزرق على اللوّح ، ومسكت الفرشاة بيدها الأخرى ولو إنّ ما كان ودها تتكلم لكنها تكلّمت ، باحت بكلّ خاطرها : ذياب مو ذنبه أمي
ناظرتها ملاذ لثواني ، وهزت راسها بإيه : على حسب فهمي ، وصدمتي نهيّان غلط بشيء ما يُغتفر لكن لا إنتِ ولا أبوي صار منكم التصرف له ، أبسط المنع ما حصل بسبب إنّ توازن البيت كله ذياب أنا أفهم هالشيء
ناظرتها ملاذ لثواني ، وهزت ورد ..
_
وهزت ورد راسها بإيه : توازنه ذياب حتى لو ما كان منك الإعتراف أو حتى من أبوي ، إنتِ تعرفين تكونين الطرف الحنون ، وأبوي يعرف يكون الشديد على الغلط لكن كله بوجود ذياب لأنه هو الطرف يلي يجمع حنانك وشدّة أبوي ، هو الطرف يلي وقت تهزّك شدة أبوي تلقينه جنبك ، وهو الطرف يلي يمنع شدّة أبوي
ناظرتها ملاذ لثواني ، ورفعت ورد أكتافها بعدم معرفة : ما أعرف أوصف بس وضح هالإختلال كلّه من غلط نهيان وإن ذياب ماهو موجود ، أبوي ما عرف يشدّ ، وإنتِ ما تعودتي تشديّن دايم وجودك حنون بعد قسوة أبوي وهالمرة ما قسى وما صار أي رد فعل ، يعني يمكن مو من حقي الكلام ولا أعرف شيء لكن إنتِ وأبوي علينا إحنا أنا ونهيان ؟ توازنكم ذيّاب بس بدونه ما تعرفون تتصرفون لا بالقسوة ولا بالحنان يصير كلّ شيء مرتخي ، حتى على الغلط الفادح وفيه شيء أعرفه من سنين وتأكدّت منه الحين إنّ مثل إحتياج نهيّان لأبوي أوّل ، أبوي مثله يحتاج ذياب وكلّ توازنه يضيع لو كان غايب لكن الفرق ، نهيّان كان يوضح لأبوي ، وأبوي
سكنت ملامح ملاذ وهي تضم الفرشاة بين أصابعها بهمس تكمّل جملة بنتها المبتورة : أبوك غرّب ذياب عنه .
رفعت ورد أكتافها بعدم معرفة بمصارحة أخيرة : ما أحب الضياع حتى كلامي الحين ما أعرف أنا كيف قلته وهو صح وإلا غلط ، ما أحبّ التشتت بكل شيء ما بالك لو كان ماهو علينا إحنا وبيننا بس حتى على البنات ! وما أحبّ إن الكل يرمي سؤاله عن ذياب وينتظره كأنّنا بعالم أطفال وهو مجبور يمسك الكل ما أحب ، حتى ديم تسأل عن ذياب ومتى يرجع أمي متخيّلة يعني ما يكفيّ إن كلنا ما ندري عن حاله ؟ كلنا ما يهمّنا هو راح لأيش هناك همّنا يرجع ويتصرف هنا وما أكذب وقت أقول أكره كل شخص يفكر بمثل هالتفكير حتى وقت فكّرت أنا ، كرهتني
تنهّدت ملاذ وهي تشتت نظرها لبعيد فقط ، وكان هالحوار كله تحت مسامع حاكم الواقف عند باب المرسم ونهيان يلي جاء على نهاية كلام ورد وعدم حُبها لإحساس الضياع ويلي كان بيتكلم وكان بيدخل لكن وقفته يد أبوه على صدره ، ووقفته إشارته له بالسكوت هو سمع كلام ورد صحيح لكنه ما يوعي منه شيء وأكثر من رجعت خطوة أبوه ورجع هو معاه يتبعه للخلف وسكر جواله : بنروح لعمك فزاع الحين
ناظر أبوه لثواني بمعنى " ليش " ، وما كان من حاكم الرد غير إنه ينزل لسيارته وعدل نهيان أكتافه فقط ينزل بجنب أبوه ويركب بجنبه لأن حاكم بيسوق هو بنفسه مو نهيّان ..
ناظر أبوه لثواني وكان من حاكم السؤال : كلمك أخوك ؟
هز راسه بالنفي ، وهذا كان السؤال الوحيد من حاكم لنهيان وكان الحوار الوحيد بينهم ..
_
نزل من سيارة أبوه ونظره للسيارة الواقفة أمام بيت عمه ولمح إرتفاع حاجب أبوه بمثل تساؤله عن السيارة ولمن تكون ، ركض قبل يدخل أبوه بدونه : إنت قلت لعمي
هز راسه بالنفي : وش قلت له ؟
نهيّان : يعني إنت قلت له عن شيء ؟ عني ؟
ناظره لثواني وهو يهز راسه بالنفي : ما قلت له شيء
دخل حاكم للداخل ، وتبعه نهيّان يلي ما يدري وش شعوره ووش ممكن يصير ويسويّ لكنه يعرف شيء واحد ويتأكد منه مثل إسمه بإنه إختلف ، بإنه للآن ما ثبتت له خطوة ولا حصل له قرار على نفسه وروحه وتصرفاته هو ما كانت أول أغلاطه ديم هو لو يعدّ ويحسب ، مرّت أيامه كلها أخطاء تتبعها أخطاء وما حصل منه بسيط التدارك لها ولا حصل من أي شخص حوله قليل التأنيب لدرجة إنه صار يفكر هل هو فعلاً مخطي ؟ ..
جالت أنظاره حول بيت عمه لثواني طويلة رجع يصدّها ويدخل للداخل ، لثواني طويلة كان حصيلها إنّ ديم بالخلف وبالحديقة لكنه ما إنتبه لها وهي إنتبهت ، هي سمعت حواره مع أبوه ، ولمحت ملامحه وحتى نظرته يلي فصّلت بيتهم من أعلى أدواره لنهايته : غبي وكريه
عدلت وقوفها من بين الشجر وهي كانت على الجلسة بشكل طبيعي وعادي لأن ما يدخل من هالمدخل إلا أهلهم وحتى الضيف يلي عند أبوها مدخله ومكانه آخر لهالسبب هي تجلس بإرتياح لكن وقت لمحت نور السيارة وسمعت صوتها ، وقت توقعت الشخص خلفها ويلي الأكيد إنه عمها حاكم هي تخبّت بين الشجر عنه هو وتقرّف كل كونها من كان نهيّان معه يتبعه ..
جلست درة وهي تترك كوب القهوة أمامها : صار شيء ؟
هزت راسها بالنفي : عرفتي مين الضيف يلي بالمجلس ؟
إبتسمت درة : الشرطي يلي كان بالحادث
-
« المجـلس »
دخل حاكم يلقي سلامه ، وتبعه نهيّان يلي سلّم بالمثل لكن بتر سلامه من الشخص الجالس أمامه هو عرف هيئته مباشرة ، عرف من يكون لكن سبب مجيئه يلي ما عرفه هو مو بزيّه الرسمي ، ولا حوله أوراق ..
وقف يصافح حاكم ، وإبتسم حاكم بهدوء : قول وفعل بن غالب ما وصلتني كلمة لا من المسؤول ولا من غيره
إبتسم فزاع وهو سمع التهامس بينهم : إسم على مسمى الفهد ، عزّ الله ما قصر يوم جات البنت تقول لي عنّه قلت والله يدخل مجالسنا ونعرفه
إبتسم حاكم وهو يهز راسه بإيه ويناظر نهيّان ولده : ردّ عنك شكوتين من اللاعب ، والطرف الثاني من الحادث
هز فزاع راسه بإيه : راعي الحادث إعترف بغلطه وكلامه من تحت يدّه الله يعز هاليد يابوك ، تويّ أقوله إنت ما رضيت بالغلط وحطيّت نفسك بمكاني وهذا ما يسويه إلا الرجّال الصحيح ، أنا يوم شفت المحضر صابني شيءّ ما تتصوره يا حاكم هو قليل الأصل يقولّ عن بناتي أنا كذا ؟ يوم شبيت وقلت والله لو هي بالدم لقيت ….
_
… لقيت الفهد قد دق خشمه وتلّه يخيسه بالسجون بدون ما أسويّ شيء أنا
حاكم وهو يهز راسه بإيه : ما ترضى الغلط إنت
هز راسه بالنفي بهدوء : ما أرضاه على نفسي ، ولا أرضاه على أهل الأصول يلي نعرفهم ونعاشرهم يابوذياب ..
ناظره نهيّان لثواني طويلة هو برد وجهه بما فيه الكفاية من إحساسه هو لوحده بالسوء ، إن أبوه يمرر الموضوع عادي ، وإنّ عمه ماله علم لكنه قال كلام هو تحسسّ منه لإنه مخطي ، لأن خطاه صار أوضح من شمس النهار بعينه وما كان كلام عمه إلا طعون سكيّن بوسط قلبه ، إن كلهم مالهم علم عن ما بدر منه لكن هو له علم بنفسه رجفّ صدره وأكثر من لف له عمه فزاع : ما قصرت إنت يا نهيّان ، ما قصرت ياعمي كسرت له خشمه
كانت الجملة يلي هدّت له كل حيله هو قصّر ، قصّر وأكثر من تقصيره هو غلط ولهالسبب طلع من المجلس فقط ما توقّع لو لحظة وحدة إنّ إعترافه ، إن الجلد ، إنّ غضب أبوه وكلّه هين قدام الثقة يلي بعين عمه فيه وإنه يقول له ما قصّرت وإنّ عقله يستوعب كلام أكبر منه بكثير ..
لمحت درة خروجه من جهة المجلس ولهالسبب هي تلثّمت بجلالها ، وما غطّت ديم هو مو حولهم هو صار شيء رجّفه ، رجّفه تعرف هالشيء وما طالت نظرتها تجاهه إنما رجعت عينها للآيباد قدامها تكمل مسلسلها بكل هدوء لو كانت دُنياها مليانة إهتمامات ، نهيّان مو من ضمنهم وتعرف كيف تاخذ حقّها منه بالتمام والكمال لكن على مهلها وعضّت درة شفايفها لثواني : أحزن عليه
ناظرتها ديم لثواني ، وهزت درة راسها بإيه : أحسه باقي نهيان الصغير تدرين ؟ يعني وقت الحادث هو جاء مضروب أساساً مدري شفتيه أو ما ركزتي لكن كان متهاوش برضو وقال أبوي مشتكين عليه ، بعدين صار الحادث والكلمة يلي قالها الرجال لك وبرضو كسر خشمه
ناظرتها ديم تنتظرها تكمّل هي ما كانت غافلة عن نزيفه ، عن خشمه ولا عن ملامحه ولا عن جروحه وعضّت درة شفايفها : يعني لكلّ التصرفات هو كان نهيان ولد عمي حاكم فعلاً ، بس وقت رجعنا البيت وصار يلي صار
هزت ديم راسها بالنفي بسخرية : زي ما وصفتي رجولته وشهامته بعريض الكلمات لا تقولين لي صار يلي صار وقت تجي عند فعلته ! قولي وقت رجعنا البيت وشكّ فيك يا ديم يقول إنك من رجال لرجّال وإنك مقرفة عينك هنا وهنا ومن وين تعرفينهم كلهم وكمّلي بعدها
ناظرتها درة لثواني بتنهيدّة : شفتي المنطق والعقل يلي فينا كلنا ؟ يصيبني السكوت عند بيت عمي حاكم ما أعرف لهم ولا لغرابتهم ، تحسّين مرعب موضوع إجتماع الصواب والخطأ فيهم بشكل يحيّر
إبتسمت ديم لثواني بسخرية من طلع عمها حاكم وحاوطت يدّه كتف نهيان هي مرّتها ….
_
هي مرّتها ذكرى وحدة فقط ، ذكرى وحدة من طفولتهم مرّت بخاطرها وهزّت لها كل ضلوعها : كلهم خطأ ، وصوابهم ذياب ولا غيره أحد
ناظرتها درة لثواني : شفيك على ذياب إنتِ ؟
ناظرتها ديم بهدوء لحظي ولمحت إن عين نهيّان تجاههم وإبتسمت بسخرية لأنه صدّها مباشرة وقت لمحته هي : يارب يزلّ لسانه الحين يقول إني …… وجالسة هنا عشان البني آدم يلي بالمجلس يشوفني يارب
ناظرتها درة لثواني بذهول : خير وش هالتفكير سلامات !
إبتسمت ديم بسخرية : الحين صار وش هالتفكير ؟ لا هذا تفكير ولد عمك الموقّر يلي تطبطبون عليه
عضّت درة شفايفها وهي ترمي الوشاح عليها : غطيّ لأنك بوجه أبوي ما يهمني تفكيره الحين ! بلا قـ
ناظرتها ديم لثواني بذهول : ولأني بوجه أبوي ما بغطي ! لأني بوجه أبوي ما بغطيّ وجه أبوي أعلى من إن شخص واطي ومقرف زي ولد عمك يتكلّم عن بنته وعن تربيته وهو لا تربية ولا أخلاق ولا غيره حيلهم يطبطبون عليه بس
ناظرتها درة لثواني بذهول : إنتِ كيف تلغين عمي حاكم طيب بهالشكل ! ما أصدقك عمي وش غلط عليك فيه !
إبتسمت بسخرية فقط وهي تشتت نظرها للبعيد : عمي جاب ولده هنا لمجلس أبوي وهو ما كلفّ نفسه يقول له كلمة ، ما كلّف نفسه يصدّه هالقد وشفتي أقطّع نفسي هنا لو جاء أبوي بالليل وقال ترى عمك وولده إعتذروا لي تعرفين ليش ؟ لأن عميّ حاكم بيسكت عن الموضوع ويعديّه كأنه ولا شيء وقولي ديم ما قالت
ناظرتها درة لثواني : طيب فكري إن ما وده يكسر خاطر أبوي ! ما وده تتضرر العلاقة بينهم فكري من هالمنطق
إبتسمت بسخرية وهي تناظرها : لا هو ما تهمه العلاقة ، هو ما يهمه إلا ولده هذا لا ينكسر خاطره وصورته بس أنا أعرف كيف أكسره صدقيني ، أعرف كيف أكسره ولا يقرّب أبوي هالقد كسر منهم على شخص ما يستاهل مثله
ما عرفت هي أختها تقصد بالكسر نهيان نفسه أو عمهم نفسه لكن ما ودها تفكر بكلّ الإحتمالين لأنّ الضياع أكبر من إستيعاب عقلها هي توّها ما تخطت إن توق كلمت ذياب ، ومستحيل تستوعب إن حتى أختها تسأل ذياب وينه ..
_
صدّ بنظره وهو حتى النفس عجز يدخل لصدره مثل ما ودّه ، أبوه وقت مسك كتفه ما تكلّم ، ما قال له كلمة وحدة إنما وقف قدامه ثواني ورجع للمجلس ووقف هو بحيرته وسط بيت عمه الحين لا يقدر يرجع ويقول ، ولا يقدر يطلع ويمشي لكن ضاقت فيه نفسه بشكل مؤلم ، بشكل لا يُصدق من ضيقته ورفع جواله هو كان على وشك يتصل على ذياب ، حتى على رقمه دخل بيتصّل عليه لكن وقف نفسه بآخر لحظة هو بيحرق نفسه لو إتصل عليه ويكفيّه إحتراقه من مجلس عمه لهالوقت مصير ذيّاب يرجع ويرمي بوجهه فعايله بالشكل يلي يستحقه ويلي ما قدر أبوه يرميه له ..
_
تعليقات