📌 روايات متفرقة

رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل العشرون 20 بقلم مجهول

رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل العشرون 20 بقلم مجهول

رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب pdf الفصل العشرون 20 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب pdf العشرون 20 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل العشرون 20 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم  رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب العشرون 20

رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل العشرون 20 بقلم مجهول

رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل العشرون 20 بقلم مجهول

« بيـت حـاكم »
دخلت غرفتها وهي تطلع الآيسكريم من حضنها وتمددت على السرير وراها دوام مُرهق بالصباح لكن للآن يجافيها النوم وصار الوقت آخر الليّل وهي ما بعد نامت ، مدت يدها للريموت أمامها تفتح مسلسلها ودّها تضحك ، ودها تغيّر جوها لو شوي قبل تنام وما تنام على نكد خاطرها لكن حتى المسلسل هاليوم وكلّ نكاته ما تركوها تبتسم لو ثانية وحدة ، أخذت جوالها يلي لمحته تحت المخدة وهي تفتحه وسرعان ما رفعت حواجبها إن نهيان مرسل لها مقطع من وقت طويل : عسى خير
دخلت للمقطع وهي ما تلمح إلا وجه نهيّان بالبداية ، عرفت إنه بالبر وعدّلت جلستها لأنه يسولف بهمس تحاول تسمعه " العمال يقولون إن به هوشة لكن عيني ما تشوف إلا نصّار ومحمد قدامي والواضح ما عندهم شيء " ووقت حوّل التصوير تجاههم هي وقف قلبها لثواني بالفعل كان محمد واقف ، ونصّار واقف أمامه وسمعت ضحكة خفيفة من نهيّان أخوها يلي رجع يوضح حجر يديه ورجع يلف التصوير لهم .. صرخت هي من صراخهم بذهول وسرعان ما عضّت شفايفها بعدم تصديق ، رجعت تعيد المقطع من رمي نهيّان للحجر عليهم وسرعان ما تبدل صراخ رعبها لضحك لا مُتناهي نصّار يخاف ! ومحمد يخاف مثله دمّعت من الضحك على أشكالهم ، على رعبهم الشديد وإن محمد صار يركض تجاه نهيان لكن نصّار وقف كأنه يستوعب ورجع يركض وراه وما وقّف صراخهم لحظة ، إنهارت من ضحكها ما وقّفت لو لحظة وحدها لكن بُترت ضحكاتها من فتح أبوها الباب : شفيك
عدلت نفسها وهي تتنحنح بتماسك : كنت أضحك
هز راسه بإيه : أمك نايمة إضحكي بدون صراخ
هزت راسها بإيه وهي تتنحنح ، ولمحت إبتسامة نهيّان أخوها من الخلف ما طال وقوف حاكم إنما توجه لبعيد وتنحنح نهيّان يلي قربت خطوته للباب : أتوقع إن الضحك هذا أنا سببه ، ممكن أدخل؟
هزت راسها بالنفي ، ورفع يده : ترى أنا ضحكتك والمسلسل ما سوّاها ، دخليني لو دقيقة بس تكفين
ناظرته لثواني بطرف عينها ، ودخل بدون ما يسمع منها أكثر لكن إنتبه إنها باقي تحاول تمنع ضحكاتها عنّ نصار ومحمد ورفع حواجبه من الحلاوة المربوطة بحبل فستان عندها ورفع نظره يرد على مكالمة نصار له : هلا
نصار وهو يمد يده لخوذته : إذا كلمك ذياب عطني خبر
رفع نهيان حواجبه : إفتح لي كام إنت
نطق نصار بإستغراب : وش تبي؟
عدل نهيان جلسته وهو يفتح كام ، وفتح نصّار بالمثل وسرعان ما تنحنح نهيان : أي شارع بجيك
هز راسه بالنفي ، وتذكر نهيّان : من عند الحلال أجل ؟
ناظره نصّار بعدم رد ، وهز نهيّان راسه بإيه : طيب وينك أي شارع
لمح نصار الحلاوة يلي بيدّ نهيان : وش يلي بيدك
رفع نهيان الحلاوة لمدى نظر نصّار أكثر ، و…
_
وذابت عظام ورد بمحلها لأن نصار تنحنح فقط يضيّع الموضوع : إنتبه لجوالك ساعة يمكن يتصل عليك محمد
هز راسه بإيه : إبشر ، ما تبيني أجيك متأكد ؟
هز راسه بالنفي ، وإبتسم نهيّان بخفيف : سمعني طيب
وقّف قلب ورد من صوت الدباب ، وضحك نهيّان : وحش
قفل من نصّار وهو يلف نظره لورد يلي تركت الآيسكريم على جنب وعدلت جلوسها ، ورفع نظره لها : تكفين لا تحاضريني ، تكفين أدري إني وحمار الشارع واحد أدري ..
هزت راسها بإيه : طيب ليه ! بس ليه بس أبي سبب ولو إن كل الأسباب مو مقنعة وماهي عذر
ما كان منه رد لثواني طويلة ، وجلس : ماهي مقنعة وماهي عذر ليه نتعب بعضنا ؟
ناظرته لثواني : لأني أبي شيء أبررّ فيه ، أبي شيء يرجّعني أقول نهيان مو كذا وتفكيره مو كذا كيف صار منك كل هالتفكير نهيّان كيف حصل ؟ مين لعب بعقلك
تنحنح لثواني ، وناظرته بترجي إن يكون منه تبرير أو كلمة وتنهّدت : ودي لو أبسط شيء نتلافى منه الموضوع نهيّان تذكر المباريات ؟ ينكسر قلبي مليون مرة لما أتذكّر حماس البنات وإن كلنا بنحضر نغيّر جو قبل دواماتهم والحين ؟ مافي ولا شيء بسبب إن ديم هي أكثر وحدة تحب المباريات والملاعب والحين ما ودّها تحضر
ناظرها نهيّان لثواني ، ورفع يده لحاجبه هو كان على وشك يقول " بكلمها " لكنه وقف : تبين شيء توصين شيء ؟
هزت راسها بالنفي عرفت إن سراب كلامها ما يوصله وما يشوفه ، وإنتبهت إنه مثل إسلوب ذياب بالنهاية لكن ما علّقت أكثر هو خرج للخارج ، وهي بقى بعقلها نصّار ، ضحكت وهي تعيد المقطع من جديد ما تصّدق إنه بمثل هالرعب مستحيل تصدق ، مدت يدها تدور الحلاوة وين مكانها ، ووقت إبتسمت أول إبتسامة لها دخل أبوها : ورد
سكنت ملامحها تترك الحلاوة من يدها ، ورفعت نظرها له : لبيه
دخل الغرفة وهو يجلس على طرف سريرها ، وإنتبهت إن بجوفه شيء وده يقوله : صار شيء ؟ يعني تبي شيء ؟
هز راسه بإيه : بغيّر مركز دوامك ، تداومين بمركز ثاني
هزت راسها بالنفي بذهول : ليش ! لا ما ودي
هز راسه بإيه : المركز يلي إنتِ به الحين جايهم إستلام علاج طويل للعسكر ، المرضى المستعصين وحالات كثير
هزت راسها بإيه : عندي خبر ، وما إشتكيت ليش أبعد
ناظرها لثواني ، وهزت راسها بالنفي وهي تقرب منه : كيف يقوى قلبي يلي تقول قويّه وإنت من أول عاصفة بتودّيني لمكان ثاني ؟ بيصير الدوام مرهق ، وبتصير الحالات كثيرة بس المركز أساساً فيه إحتياج موظفين كيف أتركهم أنا وأروح ؟
هز راسه بالنفي : ورد
إبتسمت بخفيف وهي تقبّل كتفه : لا تشيل همي أنا ودي أكون موجودة هناك لو شفت إني ما أقدر ، ولو شفته إنه صعب بجيك مين لي غيرك أنا ؟
_
« أحد الشوارع »
وقت قتلته الهواجيس وعرف إن حتى الخيام ما بتخففّ عنه هو قرر يغيب ساعة عنها ، قرر يتوجه لدبابه ساعة وحدة يحرق المسافة والخط لأن فجأة طغيت بعقله أفكار مستحيلة عن عمه حاكم وعن ذياب وغيابه يلي صار يحرقه ما صار يشوفه هيّن هو وقت قفل جواله بعد ما رسل لذياب وطاحت عينه عالخيام ما يدري وش حصل بقلبه وهو يشوف العز والحلال وغالي الأيام على صاحبه صارت بهالشكل الوحيد ، ما يقدر يشوفها بنظرة الشفقة لأنها عظيمة ولو أشفق على شيء ، هو كانت شفقته على نفسه وأكثر من إتصل عليه أبوه يبلّغه إنهم ما بيرجعون السعودية لست شهور قدام وكانت هي القطرة يلي تركت كأسّ صبره يفيض هو ينتظر أهله يرجعون عشان يترتب وضعه ، عشان يعرف شعوره ويفكّر بطريقة صحيحة لو كان ناوي الزواج يلي ما يعرفه لكن صار لازم يتدارك نفسه ووضعه وخصوصاً إن لازم يتصرف لأن موقفين ، ببيت حاكم ، وراء ظهر حاكم ، وخلف عين ذيّاب وهالشيء ما يطيقه هو ما يطيقه ..
نفض دبابه تحت أمره من تجاوز السرعة المسموحة ، السرعة العادية وشدّ بكل مافيه هو وده الهواء يضرب صدره وقلبه وكل مكان فيه حتى رنين جواله هو ما سمعه ، نزّل الخوذة عن راسه ويديه ترجف من سرعة دبابه والنفضة يلي حصلت له وتكى براسه كله على الدباب يصارع نفسه بين ألف شيء وشيء وغياب ذياب يزوّد عليه كل شيء ما يطيقه : يارب إنك ما تتمّم هواجيسي ، يارب إنك تخففّ وتيسير عليّ كل شيء وتدّلني قبل لا أجيب العيد أكثر وأطعن نفسي قبل عمي وذياب
_
« الكويـت »
لبست بلوزتها وهي تعدلها على جسدها ، تعدل ياقتها على عُنقها وتعدل نفسها وشعورها المُبعثر بمحاولات ترتيبه ذياب طاغيّ ، بكل شيء طاغي حتى وقت يبتسم ، يضحك ، يتكلم بشكل طبيعي هي ما تشوفه إلاّ طاغي بعد عواصف الأمس ما تصدقّ إنها نامت بحضنه ، إنها بقيت بحضنه وإنها وقت هربت من حضنه تحاول ترتّب نفسها وصحوتها وتستوعب ، طلع بعدها بربع ساعة بثوبه ، بكل شموخه الطاغيّ ما كأن التعب هزّه ولا كأنه قد مرّه أساساً جلس جنبها ، يتعشّون مع بعض وحست بإنها هي قصيد ، وهو ذياب لا أكثر ولا أقل وبعد ما إنتهى كل شيء هي دخلت الغرفة تلبس عبايتها وتعدّل نفسها ووقت طلعت له كان جاهز ينتظر يطلعون ويرجعون هنا بيت أبوها ونزل هو معاها لمجالسهم ..
دخل فهد يناظرها : زوجك للحين تحت ترى
هزت راسها بإيه ، ودخلت جوانا يلي توسّعت لها إبتسامة قصيد مباشرة بهمس : تدرين إني أحبك ؟
إبتسمت جوانا وهي تهز راسها بإيه ، ودخلت سلاف : أمي قصيد ذياب ينتظرك وين عبايتك
رفع حواجبه لثواني وهو يناظرها : وين ينتظرها وش يبي أكثر لك يوم وشوي معاه وش بعد ؟
_↚
ناظرته سلاف لثواني ، وهز راسه بالنفي وهو يرجع عباية قصيد ليد جوانا : مبسوطة إنتِ أقول والله ما تروحين
إبتسمت سلاف بخفيف وهي تناظره : قول هالكلام للذيب
ناظرها لثواني : لا تستهبلون وش تمسك خط الرياض معه ؟ من سمح وش هالمهزلة ذي لا تضغطوني
لفت سلاف نظرها لتركي أخوه يلي بالخارج : تركي تعال
دخل ، وناظر فهد لثواني فقط تركت فهد يطلع بجنبه ويكتم كلام غضبه عن كلّ شيء يدور بالداخل ..
جلست قصيد وهي تعدل شكلها لثواني ، وإبتسمت سلاف : باقي ما سولفتي لي ، باقي ما قلتي لي شيء
ناظرت أمها لثواني وهي توقف ، ورفعت أكتافها بعدم معرفة : ما أعرف ، أعرف إن وقت وصلنا هنا قال بنرجع الرياض وإنتِ معي ودخلت إنتم عندكم الخبر ومجهّزين
إبتسمت سلاف من إسلوب بنتها : ويعني الحين هالجملة خصام علينا وعلى الذيّب ؟ مالنا داعي
ميّلت شفايفها تمثل الزعل مباشرة ، وعضّت سلاف شفايفها وأصباعها وكان آخرها إنها شدت خدّ قصيد بكل مافيها : ترى أضربك لذيذة ! لذيذة وتخاصم ! أنا لو ما شفت من عينه إنه يخاف عليك حتى من نفسه كان قلت أكلك وإنتهى الذيب وما ألومه والله ما ألومه
ناظرت أمها بذهول وضحكت من صدمتها : ماما !
ضحكت سلاف من ملامحها ، وإنتبهت قصيد توها إنّ جوانا المبتسمة باقي موجودة بالغرفة معاهم ، ما بقى بملامحها مكان ما إستوطنه الخجل وهي توقف بعيد عنهم ترتب شكلها ، تعدّل نفسها وما تدري كيف بترجع وتقابله من جديد ووسط أهلها هالمرة ..
فتح تركي الباب : يقولون لك تعالي بتجلسون ساعة
هزت راسها بإيه ، وتوجهت سلاف للخارج تسبق قصيد وبقيت جوانا يلي ناظرتها قصيد لثواني طويلة : أحبك
إبتسمت وهي تضمها ، تناديها " سُكرتي " دائماً وإبتسمت قصيد بإمتنان : ملاكي ياجوانا ، ملاكي
إبتسمت جوانا وهي تعبّر لها بإن لو ماكان رجل بعينها ، رجل حقيقي ما كانت سمحت لها تروح معاه وصارت ضدّهم مو معاهم ، ضحكت وهي تقبل خدها ومافيه أعظم من تصرف جوانا ، هي قصيد ردّت ذياب عن فضيع الجروح بعلاقتهم وعلاقته هو وصورته عند باقي أهلها ، وجوانا ردّت كل عين خلف ظهرها بإنها تشوف شيءّ حصل بينهم عرفت تتصرف ، عرفت تتصرف مثلها وعرفت تمنع سيول من المشاكل والأهمّ ، عرفت تكون معاها حتى لو ماكانت تعرف شيء عن علاقتهم وكانت أسبابها بإنها تشوف ذياب رجال يليق فيها ، رجّال يحتاج وقت تفاهم معاها وهي هيئت هالوقت لهم وصدّت باقي العيون عنهم ..
قربت أول خطواتها للمجلس وهي تسمع صوت أبوها تركي ، صوت عذبي الكبير ، وصوته من بينهم وكانت تكفيها نبرته بإنها تتوتر ، جاء تركي بجنبها وإبتسمت لأنه مسك ظهرها يدخل معاها لكن ما إنتبهت إنّ
_
إنّ ذياب شب بمحله لأن يده على ظهرها وإنه كان يكلم أبوها لكن وقت دخلت هي ، صار نظره لها وكمّل لسانه باقي جملته بهدوء : بإذن الله مافيها هدّ حيل ، مافيها
هو كمّل كلامه طبيعي معاهم لكن نبرته ، نبرته يلي تكون بطريقة مغايرة تماماً معاهم هي مقتلها وسبب نبض عنقها المباشر من توجهت تجلس بجنبه ومن مد هو يده خلف ظهرها يرجع جسده للخلف تفهم تصرفاته ، وتتمنى إنها ما تفهمها لأن يصيبها شديد اللهيّب من فهمها لو كان هدّ الحيل شيء بحوارهم هي حسّته مقصود لتركي ويده يلي حاوطت ظهرها مباشرة كانت تأكيدّ لهالشيء ..
دخل فهد أخوها يلي جلس بجنب قصيد ، صارت قصيد بالوسط جنبه وجنب ذياب يلي رفع جزء بسيط من حاجبه ترك فهد لا شعورياً يبعد مسافة بسيطة لكنه إستوعب بهمس : شفيني أنسى إنك إختي وشفيه يروّعنـ
قطعت جملته ، إحتقنت حروفه داخل حلقه من إنتبه ليد ذياب يلي تحاوط ظهر أخته هو حتى ملامحه تغيّرت يناظرها بالذهول كأنه غُدر ، كأنها طعنته فعلياً وما فهمت هي سببّ تغيره لكنها ناظرته بذهول : وش صار ؟
مدت يدها لكتفه ، لجزء من ملامحه لأنه ما يرمش : فهد
ناظرها لثواني وما إنتبه إن صوته مسموع لهم كلهم : تكفين لا تروحين معاه
تعالت ضحكاتهم مباشرة بذهول منه ، وحتى قصيد ضحكت لكن سُرق منها قلبها من إنتبهت لإبتسامة ذياب الخفيفة ونطق أبوها عذبي : هذا النصيب يافهد
إبتسم تركي أبوها بهدوء : إن ما راحت مع زوجها ، بتروح معي يافهد كلنا راجعين الرياض وقت الدوامات خلاص
ناظرهم لثواني بعدم تصديق ، ورفع عذبي الصغير يده : فهودي أنا باقي عندك ياحبيبي لا تشيل هم ، أنا ما برجع
ناظره لثواني وهو كان بيشتمه لكن قصيد مدت يدها تغطي فمه مباشرة : عيب !
عضَ يدها بدون مقدمات وسرعان ما إستوعب يوقف من مكانه : بالغلط ! وربي بالغلط آسف
عدل ذياب كتفه وهو يناظره لثواني وأكثر من مسك يدها يلي عضّها توه يقبلها ، همس فقط : أبوك يبيك
ضحكت بذهول لأن فهد راح يجلس بجنب أبوه بعيد عنهم ولفت نظرها لذيّاب بهمس : لا تخوفه كذا
ما كان منه رد غير إنه رجع ظهره للخلف ، وإبتسم عذبي أخوها بتنهيدة وهو يناظر أبوه : بتتركني بالكويت إنت ؟
هز راسه بإيه وهو يسكر جواله : بتركك وش تبي ترجع ؟
ميّل شفايفه لثواني بعدم رضا : إنت قل تبي تنزل مع أمي لحالكم ، قصيد أجي معاكم ؟ تبيني بالرياض إنتِ
سكنت ملامح فهد مباشرة : دقيقة وش ؟ شنو يعني الحين إنتم بتنزلون بسيارة وقصيد وزوجها بسيارة ؟ ليش شحقه الإسراف بنزين وتعب لا لا تروحون سيارة وحدة
إبتسم تركي : أحتاج سيارتي هناك والذيب يحتاج سيارته
هز راسه بالنفي بمعارضة : ….
_
هز راسه بالنفي بمعارضة : لا لا تروحون معاهم إنتم وأنا أرجع لك سيارتك الرياض على خشمي ماعندك مشكلة وتدرون وش أحسن تعب الخط ومشوار الحين أنا أحجز لكم طيران على حسابي بعد وش تبون أكثر
رفع أبوه حواجبه : حساباتك معي من وين لك فلوس ؟
جاوب بغباء لحظي : بطاقة قصيد معي !
لمح ذياب إنها كانت تبي تردّ فهد من النطق ووقت نطقها هي شدّت على يدها وإبتسمت ببراءة مستحيلة تناظر أبوها والنظرات يلي صارت عليها وتنحنحت فقط ، ضحك تركي أبوها وهو يتنهد : هلكتيني يابابا ! هلكتيني
إبتسم فهد يلي كمّل معارضته بكل شدة وما قطع حججه إلا نُطق ذياب الهادي : تبي تروح معانا إنت ؟
إبتسم تركي الصغير وهو يناظر أخوه يلي بردت معارضته يرجع جسده للخلف ، وعدل كتفه يمثّل القوة وإن " عادي عنده " : لا أهم ماعليّ راحتكم بحرس الكويت أنا
ما تمالكت ضحكتها لا هيّ ، ولا المجلس بأكمله وكان نظر تركي أبوها لإبتسامة ذياب فقط ، لعينه لقصيد وكيف إنّ مهما كان وده يتصرف بشيء هو يعرف إنّ خوافي ذياب أعظم لكن يكفيّه إنه مرتاح بال بهالشكل جنب قصيد ..
جات جوانا معاها عباية قصيد من صار وقت مشيهم ، وتعدل تركي من جات سلاف : نقول بسم الله ؟
هزت راسها بإيه ، ولبست قصيد عبايتها وهي تاخذ شنطتها من جوانا وما غاب عن ذياب كم الدلال المفرط يلي من جوانا لقصيد وتستحقّه ، فعلاً تستحقه ..
رنّ جواله بجيبه ، وناظره تركي الكبير من حس إنها مهمة : المجلس الثاني فاضي ، خذ راحتك يابوك
هز راسه بإيه وهو يتوجه للمجلس الآخر ، وإنتبهت قصيد على نظرات أمها لكن لوهلة ما صدّقت إنها تبيها تتبعه يمكن شغل ، يمكن شيء ما يخصّها هي لكن لقيت خطوتها تتوجه للمجلس خلفه ودخلت على أقلّ من مهلها تسكر الباب خلفها ، تشدّ عروقها هيّ من التوتر إنها أول ما فتحت الباب أشّر لها تقرب منه ودخلت تسمع حواره لكن ما تستوعبه ، ما تستوعب شيء منه إلا إنه يقول الرياض وإنه راجع وباقيه كلّه سراب : مين
دخل جواله بجيبه بهدوء : الشغل
ما إستوعبت إنّ كان منها السؤال ، وتوّردت ملامحها من قرب خطوته منها هو يبيها ترفع راسها له لكنها هزت راسها بالنفي بتوتر : نرجع عندهم ؟ عشان ما نتأخـ
قاطعها بهدوء : فهمتيني بالمجلس إنتِ
رفعت راسها ناحيته لأنها عرفت مين قصده ، عرفت قصده على تركي أخوها وما لحقت تقول أوّل حروفها هو شدّ كل عروق عنقها من قبّلها ، من سرق منها حتى نفسها لثواني طويلة وحسّت بيده يلي نزلت طرف ياقة بلوزتها تتحسّس عرق عنقها ومدت يدها له ، مدّت يدها تحاوط سبابته هذا أقصى إستطاعتها لأنه يوترها وبمجرد ما صار منه البُعد البسيط عن شفايفها هي همست بخفوت : ليش
_↚
تشد كلّ عروقه وتسأل " ليش " بشكل ما تركه يبعد ، تركه يقبّلها من جديد بعدم إهتمام لوجودهم بالمجلس ، عدم إهتمام لشيء آخر غير إنها تهلكه من كثر ماهي فوق تحمّله وفوق تصوّره معه ، ما تبي منه مقابل ، ما تنتظر منه شيء ، ما تخدعه بشيء والأهمّ والمهم ، تجيّه بطريقة ما يقدر يوصفها من حلوها وإنّ بعمره ، ما جاه شيءّ مثل ما تجي هي لقلبه ..
ما قدرت تبعدّ خطوة عنه حتى وهي تُقتل بالدقيقة ستين مرة من هدوء نظراته بين عينها ، عُنقها ، وشفايفها وحسّت بكثير أشياء ما قدرت تنطقها لكنه بعثر كيانها كلّه من همس بين شفايفها : تبين الكويت
سرق قلبها ، ما تنكر إنه سرق قلبها ورفعت نظرها له لثواني بمقدار همسه : لو قلت أبيها ، تتركني هنا ؟
هز راسه بإيه : وش أهم من ودّك ويلي تبينه ؟
كانت على وشك تقول " إنت " لكنها عضت شفايفها لثواني وهي ترفع نظرها له ، وعرفت إنّه يغصب حروفه عشان يحاورها مثل ما طلبت هيّ وبالفعل نطق بهمس : أبوك يقول بالهون ؟ تعاليني به وذكّريني إنهم أخوانك
ما تدري ليه إبتسمت ، إبتسمت لأنه هز ضلوع قلبها هو حتى وقت قال بالهون ، قالها بإسلوبه هو وبطريقته هو ويهلكها من إنه ما يهتّم لشيء إلاّ هي حتى لو ما قال بصريح العبارة هي تستشفّ هالشيء من أفعاله ..
تداركت المسافة بينهم على عجل من طرق أحدهم على الباب وكل ذهولها من هدوء ذياب هو كيف له سلطان حتى على مشاعره وهاديّ حتى وهو كان يقبّلها توه ما همّه صوت الباب ، خرج هو قبلها يودّع أبوها وبقيتّهم ويهلك قلبها لأنه خرج يمسح على شنبه : حركة عادية ، عادية ..
وخرجت هي بعده تحاول ما توضّح شيء لكن كانت ملامحها تحترق من الخجل بشكل الأكيد لاحظته أمها يلي إبتسمت بعبط وتوجهت للخارج ..
مسح تركي أخوها حاجبه : لا تدقين بعد يومين تعالوا
هز فهد راسه بإيه يصفّ مع أخوه بالزعل ، وإبتسمت لعذبي أخوها : متأكد ما بترجع ؟ تتركني بالرياض لحالي؟
هز راسه بإيه : لن أرضى ، سحباتك عليّ واجد والله ما أجي
ضحكت بخفيف وهي تقبّل فهد من بينهم ، وإبتسم لثواني وهو يمسك نفسه : دقيقه أنا كنت معصب وزعلان
ضحكت وهي تتنحنح بشبه غرور لكنه غطّى فمها قبل تنطق : بتتكلمين الحين وتعدميني أص ولا كلمة
ضحكت من إرتعب لأن ذياب كان يناظرهم وعدل لها شعرها برعب : أحبج وتحبيني لا يقّربني تكفين
إبتسم تركي من رعب أخوه : ما قال لك سلام ولا حرّك طرف يده بس إنت خواف
ضحكت لأنه توجه عند أبوه ركض بعد ما ألقى شتيمة على أخوه ، وقبلّها عذبي أخوها على عجل يتوجه لأبوه يساعده بالشنط وبقيت هي بوقوفها أمام تركي أخوها : سمعت إنج تبين بلوفر عذبي
_
ميّلت شفايفها بتفكير : أي واحد ؟ بلوفراتكم كلها صايرة حلوه وما أفهم متى تشترونها وما تشاوروني ، تركي إنتم ما عاد تحبوني خلاص ؟
ضحك لأنها زعلت بنهاية جملتها ، وقبّل راسها : نحبج ، للحين نحبج ولا أذكر مر يوم وحنّا ما نحبج فيه ، الكحلي
هزت راسها بإيه بإعجاب مباشر : لذيذ ! موّتني باللبس كيف حلو ولونه حلو بس قال ياويلك أشوفه عليك تخيّل !
ضحك وهو يهز راسه بالنفي : حقّي وحطيته لج يولّي هو
إبتسمت مباشرة وهي تناظره ، وضحك يقبل أعلى راسها وكلّه تحت أنظار ذياب يلي صافح عمّه وعمته يودّعهم ، ودعهم كلهم ولف أنظاره يدورها هي يلي تحت جناح تركي أخوها يسولف لها ، ويقبل راسها وحتى وقت فكّر يصد هي رجعت تشد إنتباهه أضعاف من تبدّل لسانها للُغتها المحببة تودع تركي فيها ، ويودّعها هو بلهجته الكويتية يلي لاحظت مسامع ذيّاب إنها تطغى فيهم كلهم بأوقات متفرقة ..
إنتبهت لنظرات ذيّاب لها وتوجهت لجنبه بهدوء لحظي : نظراتك غريبة ..
نزل نظره لها لثواني فقط وما تدري ليه توّردت ملامحها من جاء ببالها إنه بيقبّلها ، كيف يقبّلها وسطهم ما تعرف لكنها ضيّعت حتى منطقها من نظرته تشتت نظرها للبعيد وحسّت بيده تحاوط ظهرها وتجزم ألف مرة إنّه إبتسم بداخله لأنه يعرف كيف ما يوضّح كل شيء ، ويعرف إنها هي أوضح له من كفّه ..
إبتسم تركي أبوها : تودّع الكويت وغايتك يمّك ياذياب ، أستودعكم الله وما أوصيك عاد على مهلكم
هز راسه بإيه ، ورقت نظرة قصيد تجاه أبوها يلي إبتسم لها يحاور قلبها : لا نشغل الخاطر ياقصيد
إبتسمت وهي تناظره لثواني تعرف إنه يرمي أغانيه وأشعاره وسط حواراتهم بشكل لذيذ لكنه جمّع دموعها بمحاجرها بدون مقدمات ترفع نفسها له تضمّه ، إبتسم وهو يحاوطها بهمس : لسان حاله يابابا ، لسان حاله
أخذت نفس من أعماق قلبها بهمس : أحبك
ضحك لأنها تهز له قلبه وقبّل خدها يودعها ، وودعتهم كلهم بالأحضان وكثير القبل تحت نظر ذياب يلي عرف كمّ الدلال الهائل يلي ما يدري كيف يضاهيه ، لمح كمّ إبتساماتها لهم ومعاهم وما تُلام يعاملونها بشكل رقيق ، يشابهها هيّ ..
ركبت بجنبه وهي تو تنتبه إنّ عنده جوالين صمّت أحدهم يرميه بالدرج ، وبقّى الثاني عنده : ليش ؟
ناظرها لثواني ، وعضّت شفايفها لأنها تسأل بدون شعور منها لكنه جاوبها بهدوء : جوال الشغل
طوّلت الحوار هي هالمرة : يفرق ؟ حتى هنا بجوالك الثاني يتصلون مافي فرق ليش قفلت هذا والثاني لا
هز راسه بإيه : يفرق ، هنا الإتصالات من كم شخص أنا أسمح لهم ويلي وديّ يوصلون لي مو غيره
هزت راسها بإيه فقط وهي تعدل جلوسها ، شوارع الكويت يلي تحبّها وبتودعها الحين لكن
_
ذياب يلي بأوّل مجيئه قبلّها بوسط شوارع الكويتّ تغطيه وتغطيها بطرحتها والحين أخذّها منها ، من قلب الكويت وحضنها ووسطّ كل الذكريات يلي مرّت عليها هو كانت منه جملة وحيدة : وش يخجلك الحين ويورّدك ؟
إنتبهت إنها باقي ما غطّت ، وإنتبهت إنّ ملامحها تكتسي بالخجل المستحيل وغطّت مباشرة : ولا شيء
هز راسه بإيه : لا عدينا المنفذ إفتحي ، لا تغطيّن بعده
-
« الطرف الآخر »
أخذت نفس من أعماق قلبها لثواني : ليش تركنا عذبي
لف تركي نظره لها بإستغراب : هو وده يجلس
هزت راسها بإيه بتذكر : تركي ، صاير شيء عند ذياب ؟
كان على وشك يقول لا ، وعلى وشك ينفي لكنّه تنهد لثواني : حمله ثقيل وشايله بإحتماله ياسلاف
عرفت إنّه شيء ثقيل ، شيءّ كبير ما يطيقه لكن سؤالها كان واحد فقط : إنت تعرف عن شيء ؟ يعني عشان كذا تركت قصيد تنزل معاه وينزلون لوحدهم ما قلت لا
هز راسه بإيه وهو يرجع جسده للخلف ، وعضّت شفايفها لثواني : طيب ما بسأل وش بس بيكون موجود حولها ؟
بمجرد ما كان منه السكوت هي عرفت إنه العكس ورقّ قلبها كله مباشرة : قصيد تدري ؟
رفع أكتافه بعدم معرفة : الأكيد إنه بيقول لها بنفسه ، وديّ تاخذ هيّ كلامه منه ما ودي تسمع مني وتعرف مني
ناظرته ، ومد يده يحاوط يدّها : بنتك تفهم ياسلاف
هزت راسها بالنفيّ بصراحة شديدة : بنتي شديدة تعلّق تركي ، بنتي أنا أعرف طبعها وأعرف متى تحب ، متى تكره ، متى تتعلّق وشديد التعلق مو قليله تركي ! ، شفت عينه لها ؟ طيب شفت عينها له ؟
هز راسه بإيه : ووش أسوي أنا ياسلاف ؟ أردّه عنها عشان يغيب وهو ما لقاها ؟ وإلا أردّه عن شغله ودنيته إجلس محلّك عشان بنتي ما تزعل ؟
ما كان منها كلام لثواني فعلاً وش يتصرف هو ، وتنهّد من أعماقه : الله يسهّل ويقررّ حاكم يرجعه لعقله وصوابه
رفعت حواجبها : وش ؟ حاكم مسوي شيء كمان ؟
هز راسه بالنفي : ما قال ، بس أعرف إنّه مسوي الهوايل لأنه من أول ما جاء ذياب هنا ، للحين ما إتّصل عليّ مرة
_↚
« عند قصيـد وذيّـاب »
جال قلبها يحاوط الكويت بشديدّ حبه ، الكويت يلي صارت خلف ظهرها وظهره ونزلت نظرها ليده المتجرحة يلي يحاوطها ضمادها الغير مُتقن ، يدّه يلي تعدل قهوتها بجنب شاهيه وعرفت عنه إنه يحبّ الشاهي أكثر ، ويعشق القهوة السعودية أكثر من أيّ شيء ووقت تغيب هي ، يحلّ محلها الشاهي مو شيء غيره ولا له بباقي الأنواع رغبة وإهتمام ..
كشفت عن ملامحها وهي تلف نظرها له ، وكان نظره لها أساساً : ودّعتي الكويت مثل ما تبين ؟
إبتسمت لأنّ ما غاب عنه شرودها : لي لقاء قريب معها
رفع حواجبه ، وإبتسمت : أحبها ، مرة أحبها ..
_
من كثر الحياة فيها وقت تسولف له يحسّ وده يبقى مستمع ، لو يروح طول عمره إستماع وتأمّل ما عنده مشكلة من كثر ما هي تنبّض له كل عروقه وقت تسولف حتى بعاديّ الكلام ، وقت تعبّر ملامحها عن التساؤل ، البهجة ، وتعابير الحب يلي تهلك له قلبه وكان منه تساؤل وحيد : والرياض ؟
إبتسمت بخفوت : الرياض يلي بترجّعني لها الحين ؟
هز راسه بإيه ، وناظرته بتساؤل وهي تمدّ يدها للقهوة : أحبها ، ذياب وش إختلف ؟ أمس كنت تقول بترجعين معيّ غصب ، واليوم قلتها بطريقة ثانية ، غير ما كأنها نفس محتوى الأمس كلها مضمونها الرجوع ..
ناظرها لثواني : غير ؟
هزت راسها بإيه ونبض عنقها يلي غطّته بالطرحة مباشرة هو لو يعرف كيف هزّ ضلوعها وقت نزل من السيارة أول رجوعهم من الفندق لبيت أهلها ، أول وقوفه عند الباب وكيف إنحنى يهمس بعادي الكلمات والإسلوب " بنمسك خطّ الرياض ، بترجعينها معي " وإن ما حصل لها الرد ولا التفكير وقتها فُتح الباب ودخل هو وبعّدت هي تجمع نفسها ، ضيّعت الموضوع من حسّت إنها تكشف طغيان شخصيته عليها : ما غيّرت الضماد ، يعني ما عدلته بعدي
هز راسه بإيه وهو يمد يده لناحيتها ، وإبتسمت بخفيف وهي تحاول تعدله لو شوي بحسب معرفتها لكن رق قلبها : يشوفها دكتور لما نرجع الرياض ؟ يعني عشان جروحها كثيرة ويتغير شكلها أمس ما كانت كذا ..
هز راسه بالنفي : شفتيها إنتِ
إبتسمت لثواني وهي تناظره : بس أنا مو دكتورة عشان يصير شوفي لها يكفيّ ، ما عندك خبر حضرتك ؟
هز راسه بالنفي : ما عندي خبر ياحضرة المحامية ، ما عندي خبر لأن شطارتك والدكتور واحد ما تفرق
ضحكت غصب عنها وكان هذا فوزه الأكثر ، هو شاف كيف يسرقون الضحكات منّها تتبع بعضها وضحكت له هو ، ضحكت بسببه وإبتسمت بشكلّ هز له ضلوع قلبه تتأمّل الخط : أحب الخط ، خط الكويت والرياض بالخصوص تعرف يرتبط عندنا بأيش ؟ يعني عند بابا بما إنه هو المهم
هز راسه بإيه : ما أجهله ، قولي
إبتسمت لأن الأكيد يعرف أبوها وأغانيه ، وكمّلت تسولف : طول المسافة نسمع له وشاعرنا يغنّي معاه ، أموت من الحب كلّ مرة نمسك خط الكويت مرة لأنّي أحب الكويت ، وألف مرّة لأني أحب خطها ..
لفت نظرها له هي كانت تتكلّم ونظرها كله على الخط لكن الواضح إن نظره هو لها طول الوقت ، تّوردت ملامحها لثواني وهي ترجع جسدها للخلف : ليش
هز راسه بالنفي ، ومدّ لها جواله لكنها إبتسمت : طيب ما ينفع تسولف لي إنت كمان ؟ خطك إنت لما تسافر
كان يدور كلام يسولف فيه لكنه هز راسه بالنفي : لحالي
ناظرته لثواني : ما تمسك خط مع أحد ؟
هز راسه بالنفي ، وإبتسمت لثواني : …
_
هز راسه بالنفي ، وإبتسمت لثواني : أعيّشك معي طيب ؟ تصير كلّ ما طرى الخط على بالك ما تحبّه بدوني ؟
هي تقتله بهالطريقة وتوّرد ملامحها بنفسها لأنها تتكلّم بعفوية مستحيلة ، هي تتكلّم بطريقتها هيّ وتتذكر خجلها ترهق له قلبه وإبتسم بهدوء : عيّشيني ..
_
كانت 14 دقيقة بالتمام والكمال ، 14 دقيقة حسّها بشعورها سنين وشهور من الشّعور يلي تصور قدام عينه معاها ، هزّت له كل ضلوع قلبه من التسجيل يلي إختارته ، من الدمج المستحيل لأعظم أغاني السّفر يلي عرفها التاريخ والأعظم من التسجيل قصيده ، قصيده يليّ عيشته بداخلها هيّ ، وبداخل التسجيل نفسه سرقته من كونه من نفسه من كلّ شيء حوله يصير كلّ مداه هي وغُناها ، هيّ وحركة يدها ، هيّ وإبتسامتها المستحيل وقعها بقلبه , حركاتها وإندماجها وشعورها الطاغيّ تغنّي بالهمس بين "كنت السّفر مين رجعك " وتكمّل باقيها ،
تبتسم على نفس رقيق الهمس بـ "أحبّ أسافر مع سحابٍ تعلّى .. وأحب فوق الغيم لمع البروقِ ..
وأحب أسامر بدري الليّ تجلى ..
وأرسم شعاع الشّمس عند الشروقِ .. "
وكان وده يصرخ بعاليّ الصوت " يا من على ثاير فؤادي توّلى ، خلك على قلب الكرامة شفوقِ .. " لأنّها ما جات لقلبه بالهيّن ، جاته بالكايد يلي ماله مثيل ولا بديل ..
كملّت غُناها " أسافر معك لبلاد ، وأنزل معك فبلاد " تصّور له كل حاله هو سافر لها للكويت ، وبيرجع معاها للريّاض ويدري إنّ جاي سفره معاها من غيمة لغيمة ولا للسّماء حدِ هي تحبّ لندن والكويت ولو تحبّ أبعد نقطة بالأرض ، بتسوقه قدمه خلفها ولا ينطق لا ولا يقولها ..
قتلته بغُناها الرقيق ، حركة يدّها بكل مرة وعرف إنها بنت الشاعر بحقّ وحقيق هي تعيش الكلمة قبل تغنيّها ، تستشعرها كلّها بطريقة لذيذة وتنهش له قلبه من طُغيانها هيّ وهو ما طغى عليه بحياته شيءّ ، ما حبّ الخط يلي طول عمره يمسكه غضب وعناد الوصول إلا معها وهو بأوّله توه ، هلكت له قلبه تغنيّ بإبتسامة
" أبي سفر لـ الليّل ، لـ الليّل ياليل ياليل
.. بردان … بردان أنا تكفى أبحترق بدفى .. "
ولعيونها التّحنان ، بعيونها المنفى وجاها من إعصار أيامه بجفنه شديدّ النيران والألم يلي ضيّعته هي كأنه ما كان ، كانت تلمسه بكلّ مقطع يضمه هالتسجيل ، تلمسه وتهلك له قلبها كأنها تصّور له حاله من همسّت تغنيّ "
لو تسافر ، لو تسافر يعني تتركني لمين ؟..
للسُهاد ، أو للضنا أو للحنين
وإلاّ لـ الليل الحزين الليّ بعدك ماله آخر .. "
وغربته غربة سنين ، غربة عن أهله وداره وهلكت له قلبه لأنها تبتسم وصابت إبتسامتها قلبه بمقطع وحيدّ " يعني تتركني لمين ؟ وإلا عندك مالي خاطر " ….
_وما يدري ليه رجّفت له ضلوعه أو يدري هي هلكته ، هلكت له قلبه ودّه يقبلها وما يكتفيّ حتى الغياب الجايّ ، وده يقتله لعينها هيّ ، لخاطرها هي يلي عنده عنّ كل شيء ..
لفت نظرها لها من إنتهى ، وإبتسمت لأن الواضح إنه غرق بالشعور ومدّت له جواله : ما يصير دورك ؟ تعيّشني ؟
هز راسه بإيه بهدوء وهو ياخذ الجوال ويدّها معه : أقربي
ما كانت تتوقع لو واحد بالمية إن قربها منه يعني تقبيله لها ، يعني إنه يسرقها من نفسها وعضت شفايفها بهمس متوتر يخفي الخجل : الخط ، يعني السيارة ذياب
هز راسه بإيه بهدوء : تبيني أوقف ؟
ما تدري ليه نبض قلبها ، حتى عنقها ، ورفعت نظرها له لثواني ما تعرف هو قصدّه يكفّ عن تقبيلها ، أو يوقف السيارة على جنب : توقف على جنب يعني ؟
إستوعبت إنها وقت تتكلّم هي تقتله ، تجيب العيد لأنها تسولف على طبيعتها وبالشيء يلي تحسّه عادي لكن ما تستوعب إنّ تفكير ذياب مختلف عن تفكيرها ، إبتسم لكنها هزت راسها بالنفي تتوّرد كل ملامحها : لا ، يعني أنا ما فهمتك توقف السيارة أو توقف تـ
هز راسه بإيه وهو ينتظرها تكمّل : أوقف وش
غرقت بالخجل وشديد الحر : ليش تسوي كذا ؟
ضحك يشتت نظره للبعيد ،ووجّهت نظرها للخط يلي تفرقت غيومه بشكل يسحر نظرها ، يشّع منه النور مع كل إتجاه ومدت يدها للمكيف تعدله عليها من الحر وفتحت أزرار عبايتها تعدّل نفسها وتشغل نفسها عنه لكنه أجبرها على الإلتفات من صوت المقدمة الموسيقية يلي تعشقها وإبتسمت لأنه كان معاها وقت قال أبوها " لا نشغل الخاطر " وفهم قصده من أي أُغنية ووش تكون : كنت معانا ، وفهمته
هز راسه بالنفي : بدت من نفسها
إبتسمت تمثّل تصديقه ، ورجعت تتكيّ للخلف تبتسم بكلّ مقطع كأنها تعرف إنها هي المقصودة ولمح ذيّاب هالغرور منها ، تغنيّ بالهمس وتنعش فيه كلّ ضلوعه ، تدندن وتبتسم بكلّ مرة وإختارت الحوار تتنحنح : بابا يشوفك بهالمقطع
رفع حاجبه ، وإبتسم بهدوء من كان " يا مين يناقشنا ، يلقى الجواب أصعب " ولأنه ما يهتم إلا بقليل الأغاني هو توه يستوعبه : قاله ليّ مرة ..
إبتسمت ، وكمّل تأمله بينها وبين الطريق وكلّ فكره صار هو كيف يصبر عنها ؟ كيف تصير هي بكلّ إتجاهاته ويظنّ حتى لو صارت ، من كثر شعوره ورقّتها ما بيكتفي ..
توالت الرسائل على جواله بشكل تركه يرفع حاجبه ومد يده له لكنه قبل يفتحه نوّرت شاشته بإسم نصار : نصّار
تنحنح مباشرة : حيّ قلبه ، عيون نصار آمرني
رفع حواجبه لثواني من صوت الإبل حوله : بالخيام
عض شفايفه وهو يناظر محمد يلي جاء عنده فوق التّل يدور أبراج وبالصدفة سألّ ليه وكان من محمد الجواب إنّه - كب العشاء -
_↚
كله ورسل لذياب كل أحداث الخيام من أولها لآخرها وتدارك نصار الوضع يحذفها بأوّل ثواني وصولها لذياب ويتصل عليه عشان لو كان عند جواله ، ينشغل بإتصاله هو مو بكثرة الرسائل : بالخيام إيه وحشتنا والله
رفع حواجبه بهدوء فقط : صار شيء ؟
هز نصار راسه بالنفي مباشرة : لا لا لا وش صار شيء الله يهديك ما صار إلا كل خير وينك وحشتنا الكويت حلوة ؟
رجع جسده للخلف بهدوء : وش صار
إنتبهت قصيد ليده يلي نزلت من أعلى الدركسون لأسفله كأنه ينتظر مصيبة تُقال له ، إنتبهت حتى لعينه يلي شتتّ فيها نظره للبعيد ومن عضّ شفايفه يهمس بشبه غضب : إخلص لا تقول ما صار شيء تضيّعني ! وش صار قلت
عضّ نصار شفايفه وهو يخللّ يده بشعره : ياخي مرة وحدة بس عبّر طول سواليفي ولا تشدّ عشان أتكلم غصب ، ماتت ناقة قبل كم يوم خلاص عرفت الحين ؟
سكنت ملامحه مباشرة ، وعض نصار شفايفه من سكوت صاحبه وتنهّد لكن بردت ملامحه بذهول : بالخط إنت !
ذياب بهدوء : عطني محمد ، بتفاهم معك بعدين
هز راسه بالنفي : أنا أقولك وش تبي تسمع ، أنا أعلمك
عضّ شفايفه لثواني ، وتحولت نبرة نصّار للرجاء مباشرة : تكفى لا يضيق خاطرك ، لا جيت نعلّمك من هي
إنتبهت قصيد إنّ كل مزاجه تعكر ، إنه ترك الدركسون بهدوء يرفع يده لعينه فقط : وحدة هي ؟ بس وحدة ؟
هز نصّار راسه بإيه كأن ذياب قدامه : بس وحدة تبشر بعوضها ، بالخط إنت راجع الرياض صح ؟
مسكت يده هي ، ما تدري ليه لكنها مسكتها تسريّ اللهيب بكامل جسده لأنها حسّت بإن واجب عليها تمسكه ، حست إن عنده خبر سيء وعضّ شفايفه لآخر مرة هو نزل نظره لها ، ورجع يوجهه للخط بهدوء : راجع الرياض ، نصّار من هي ؟
عضّ شفايفه وهو يدري إن جوف صاحبه يحترق وبيرمّد بمجرد ما يقول إسمها لكن ما يقدر يحرقه أكثر بالسكوت : العنقاء ، قال لي محمد إنها هي ..
ما كان منه غير شديد السكوت لأنه كان يحس بإنها هيّ وكان يتمنى تخيب ظنونه ، هز راسه بإيه بعد ثواني : طيب
سكنت ملامح نصّار لثواني : وش ؟ وش طيب ؟ كيف يعني طيب يعني مره طيب ؟ يعني عادي مو مشكلة ؟
هز راسه بإيه بهدوء : إرجع لبيتك إنت ، لا تنام بالخيام
إبتسم بشبه إرتياح : والله نمت هنا وبنام هنا، وحشتني إنت جيت أدور مكانك ياحبيبي تقول لي راجع ؟ تبيني أسولف لك ؟ ترى عندي مخزون سوالف واجد بس قل نصّار إنطق
أخذ نفس بهدوء : نصار لا تنطق
مثّل الزعل مباشرة : أفا هذا وأنا راحت أيامي أخو ذياب أخوه والحين تقول لي لا تنطق ؟ وش تسوي بالخط لحالك بدون صوتي إلا إذا قلت المدام تكفيك عاد وقتها
تنحنح ذياب ينتظره يكمل : إيه وقتها وش ؟
إبتسم نصّار بخفيف : ….
_
إبتسم نصّار بخفيف : وقتها بسكت من عيوني ، بس يمكن المدام ماهي فاضية تسولف عليك سبع ساعات أنا أحسن
إبتسم لأنّه سمع من نبرة صاحبه شديد الرعب والخوف وودّه يهون عليه : سبع ساعات أسمعك فيها ؟
إبتسم نصار مباشرة لأنه حس بإبتسامته : نعيم صح ؟ جنّة وإلا من يحصل له مكالمة مع نصار بهالطول
ذيّـاب : نعيم أنا ما ودي به ، تبي شيء توصي شيء ؟
أخذ نفس لثواني وسرعان ما إستوعب : إنت مو لحالك !
هز راسه بإيه : لا ، عطني محمد الحين بكلمه
عضّ شفايفه لثواني : ذياب تكفى
تنهّد بهدوء : ما به شيءّ عطني محمد بس ، لا تشيل هم
كان الهمّ كله بقلبها من إنتبهت حتى لزيف إبتسامته وباقي الحوار إنه وده يخففّ عن صاحبه وما تدري وش الحدث لكن تعرف إنه أثّر فيه
أخذ نفس بهدوء : محمد
ضرب نصّار جبينه من سرعة محمد بالكلام يشرح له كلّ شيء وذياب مجرد مستمع : نصّار قم عنه ،محمد
قفل محمد السبيكر ، ونفض نصار ثوبه بغضب من صاحبه وإنه عرف بوجوده : شلون تدري !
سمعت توصياته لمحمد بإنتباه ولو إنها ما تدري وش يقول بين هدّ الشبك ، ومرّة صور لي المكان كله ، عدّها كم رأس وحط لي عشر منها على جنب ووقت ما فهمه الراعي هو تنهّد فقط : لا تسوي شيء خلاص أنا جاي حتى الشبك لا تهده ، لا تسوي بس صور لي المكان محمد !
مد يده يحط جواله على فخذه يفتح السبيكر يسمع باقي حوار محمد العادي عن حلاله ، ومد يده الأخرى للدرج يطلع منه جواله الآخر ووسط فتحه للسبيكر نطق محمد بإستغراب تو يستوعبه " ما قلت لي أعلمك شلون ماتت ياعم ، ماتت بـ" إنتبهت قصيد لإرتباكه المباشر وإنه قفل السبيكر يرجع الجوال لأذنه : خلاص يامحمد ، خلاص
ما كان منها كلام لحد ما إنتهى من ّ جوالاته الإثنين يرجع الأوّل بالدرج مكانه ، وبقى الثاني بمكانه وسط حضنه وعدل جلسته فقط ما يدري كيف يكلمها هيّ لكنها نطقت قبله بهمس : تقول لي مين ؟
هز راسه بالنفي : ما يهمك لا تفكرين به
ما كان منها سؤال أكثر صدّت بنظرها للبعيد فقط ، وعضّ شفايفه يجبر حروفه من جديد : من الحلال ، ماتت ناقة
ما كان منها رد ، وكمّل يجبر حروفه بالغصب : غالية علي
لفت نظرها له لثواني وما عاتبت ، كتمت حروف العتب بداخلها وهي تناظره : لا تقول ما يهمني لأنه يهمني ، تمام؟
ما كان منه الرد غير إنه يشدّ على يدها ، ومنعت سيء أفكارها أو الحوار لأنه يطول بخصوص هالأمور هي صار كل إهتمامها هو ، خاطره هوّ وحاله هو ما يوضح منه شيء وتكره هالطبع منه ، هو يوضّح لها يلي يبي ، ويخفي كل شيء ما يبي يقوله كأنه ما صار ولا حصل ولفت كامل جسدها للجهة اليسرى ، جهته بدل ما يكون نظرها للزجاج الأمامي وشباكها يصير …
_
يصير نظرها كلّه له لكن ما رفعت عينها له ، بقيت عينها تتأمّل يده يلي وسط كفها ، وتلعب أناملها على الضماد تخطّ تفاصيل جروحه وطوّل مرات إلتفاته هي ما رفعت عينها له نهائياً ، ما كان منها الكلام ولا الحركة غير حركة يدها يلي تحاوط يده ، ويدها الأخرى يلي تمرّ على جروحه وبمرّة وحيدة هو لف نظره كانت عينها له ، تّوردت ملامحها ولأوّل مرة تتّورد لأنها تصادف عينه وما تهرب عينها عنه بقيت بنظرها ، بقيت تتأمل وسط عينه بشكلّ شدّ عروق قلبه مثل ما يشد عروقها كلها وقت يقبّلها : وش بخاطرك ..
_
« الظهـر ، المسجـد »
لمح نهيان إلتفات أبوه لإتجاه الباب مع كل شخص يدخل ، مو مرّة ولا مرّتين إنما مع كل فتحة للباب كان أبوه يلتفت ونطق هو بتساؤل : تنتظر أحد ؟
هز حاكم راسه بالنفي وهو يثبت مكان ولده يلي كان بيدخّله للصف ويجي هو على الطرف : خلّك مكانك
هز نهيّان راسه بالنفي بإستغراب : ليش توقف بطرف الصفّ وأنا موجود ؟ إدخل إنت جاور الرجّال وأجاورك أنا والجاي يصف جنبي ما تبقى بالطرف ، وراه صفيّنا بالأخير وحنّا جايين بدري أصلاً ؟
هز راسه بالنفي فقط وهنا كلّ إستغراب نهيّان هو ما طلبه يجي معاه للمسجد ، ومرّ من الصالة من بينهم يلبس شماغه وفتح الباب يبعد ولا يدري عنّ أي كائن كان بصالتهم ما كلّمهم كلهم ، لا هو ، ولا ورد ، ولا حتى أمهم
والحين بقى هو بطرف الصفّ وتركه هو يتقدمه بينه وبين باقي الرجال ، كان منه الإلتفات من دخل شخص أخير وما كان الشخص يلي يبيه وزاد إستغراب نهيّان من سحبه أبوه جنبه يترك الشخص يدخل بين الصف ، ويبقون هو وأبوه بالطرف وكبّر الإمام يمنع أبوه من الإلتفات ، وغريب التصرفات يلي عجز يفهمها نهيّان ، كبّر الإمام يبدأ الصلاة وكان يسمع حاكم صوت الباب بكلّ مرة يُفتح فيها ، حسّ بكتف يجاور كتفه وحسّ بدخول أشخاص كثار من ضمنهم ولده ؟ مو من ضمنهم ، الكتف يلي جاور كتفه هو ولده ، ماهو ولده ما يدري لكن هُز قلبه وسط صدره بشكل مؤلم من شعور غريب ما يعرف كيف يوصفه هو إحساسه بوجود ولده ؟ وإلا إحساسه بوجود شيء بولده ما يدري لكن يدري إنّ الأربع ركعات يلي صلاّها توه ، كان يجاهد نفسه فيها بكلّ شدة عشان الخشوع ، عشانّ ما تزعجه ظنونه وأفكاره وغرابته ووقت سلّم ، وقت لمح اليد يلي تجاور يده بالسلامّ والتحيات هو سكن كل كونه من جروحها ، الضماد يلي حولها ووقف حتى نفسه فيه هو يعرف هاليّد وكيف ما يعرفها ، وقّف فيه كّل عقله هو ما قوى حتى يرفع عينه يتأكّد من ملامحه وما كان من ذيّاب إلا إنه يوقف بكل هدوئه كان ظنّ حاكم إنه بيبتعد ، بيغيب عنه وكيف ما يغيب وهو خلاصه عنّه لكن هُز كونه من …
_

من قبّل ذياب رأسه ياخذه بشعور مُهلك ما ياخذه إجبار أو تأدية واجب وحق البر والعادة ، يقبّله رغبة منه ومبادرة منه وما حصل من حاكم حتى أبسط الرفع لنظره يشوف ولده ..
كان متوقع ذيّاب هالشيء لكنه هزّه رغم ذلك ، متوقع وهو كان بأعلى سماوات الشّعور طول خطه لكن من بعد ما قال له نصّار عن حلاله ، بعد ما رجع محمد يتصل عليه بوقت قصير يبلّغه عن جنون لزام المستحيل ويسمّعه صهيله ، من كلام إستغرابه وسؤاله إنه يشوف العم حاكم بالرياض لكنه ما جاء الخيام مرّة ، وقّف له محمد كل قلبه يتركه على أعصابه وما أخذ ذيّاب هالجملة وقتها كان كلّ همه ووده يفهّمه شلون يتصرف مع لزام فقط لكنه ما قدر لأنها جنبه ، لأنها تُخطف من كونها بمجرد ما تحس بسوء يحاوطه وهو وده يحسسّها إن كل شيء بخير لأنها تعزّ عليه أكثر من إنّه يخففّ عن نفسه بالقول على حساب خاطرها ، الساعات يلي مضت بعد هالإتصالين هشّمته بكل دقيقة أكثر من سابقتها كأنّ كل شيء رجع لحقيقته وإنتهى وقت الصفاء يلي كان ودّه فيه وحتى الجملة يلي كان ودّه ما يلقي لها بال إن أبوه ما دخل خيامه طغت فيه أكثر من ظنه ، هو جايّ المسجد الحيّن بعد ما ودّعها ، بعد ما دُمر كلّ حيله وكان يفضّل يبتعد للخيام مباشرة قبل ما يباشر بشغله لكنه ساق خطوته غصبّ عنه لهنا رغم إنّ الضيق سكن ضلوعه بشكل مستحيل بأوّل ما ودعها كأنّها هي مستراحه ونُزع منه والحين مضطر يلبس القوة ويلبس ستار الخفاء على شعوره ، وضعه ، وهمومه يلي ما تخلّص ..
طلع من المسجد من ما كان من أبوه ، ولا حتى أخوه الساكن أبسط الكلام ورد على جواله بعد ما أخذ عميق النفس : اليوم أكون عنده بإذن الله
هز راسه بإيه : برسل لك الموقع والمعلومات بس طال عمرك إنت عارف وش فيها ؟ يعني طويل العمر يوم دّورك بالإجتماع وما لقاك سأل المستشار عنك بعد ، عطيته إنطباع صعب عنك وما يغفر حنّا نعرفه ..
هز راسه بإيه بهدوء : إرسل لي ، وكلّم المستشار بزوره
قفل جواله يدخله بجيبه ، ووجه نظره لباب المسجد ينتظر خروج أبوه على أمل إنّ عنده حروف وما كان منه كلام من طلع أخوه نهيان وبقى أبوه بالمسجد وشتت نظره هو وش كان يتوقع ، يلقى أبوه بشكل أكثر ؟ يصافحه ؟ يقرب منه ؟ يقول له الحمدلله على السلامة ؟ وش كان يتوقع ما يدري ..
قفل سيارته خلفه وقربّ نهيان منه ولو إنه لوهلة كان وده يرجع ويدخل المسجد من جديد من نظرته له لكن نظرة أبوه خلفه بالمسجد كانت تأمره يتوجه لأخوه ، جمع نفسه وهو يتنحنح بهدوء ومد يده يصافحه ، يقبّل أعلى راسه : الحمدلله على السلامة
ناظره ذياب لثواني بهدوء وبادر نهيّان الكلام يضيع السؤال يلي بينطقه أخوه : …
: تبي أسوق عنك ؟ أقرّب سيارتك للبيت أكيد بتدخلها المواقف ومنها ما نمشي بالشمس حر
هز راسه بالنفي بهدوء : ما ودك تتكلم من نفسك للحين؟
عضّ شفايفه لثواني : توك جاي إنت ، توك جايّ مو وقـ
ناظره لثواني بهدوء : مو إنت تحددّ متى وقته متى ماهو وقته طيب ؟
عرف نهيّان إنه يكتم غيظ لسانه بشكل شديد لكن حدّة نظراته ماتُكتم ، ما سمح له ذياب يرد من توجه يمشي لناحية البيت فقط وشات نهيّان الحجرة يلي قدامه يتبع أخوه ويعرف إنه وصل أقصاه بلحظة منهم وباقي يكتم ..
وقفت خطوته لوهلة قدام بيت أبوه ولأوّل مرة ، لأوّل مرة توقف خطوته بهالمكان بالذات وبشع إحساس الغربة يلي حسّه ووده يقتله كيفّ يحس بالغربة عن ديار أبوه وهذا كان تعجّبه من نفسه لكن ما طال من كتمه بصدره يمشي بخطوته يتبع نهيّان يلي فتح باب البيت قبله لكن لآخر مرة ، ما يدري ليه لفّ نظره للخلف كأنه يدوره جايّ من خلفهم لكن سراب ، فاضي الشّارع ما فيه ولا أحد ..
تنحنح نهيّان وهو يشوف ورد متمددة بالصالة كالعادة ورفعت نظرها له لثواني بإهمال شديد ما تكلّمت ..
نطقت ملاذ من المطبخ بعالي الصوت : نهيّان لا تطلع
دخل نهيّان : موجود ما رحت مكان ، موجود
عدلت ورد جلوسها بإستغراب إنه ما قفل الباب : الباب بيقفل نفسه يعني ؟ ما أتوقع إنك داخل قبل أبـ
ما كمّلت حتى جملتها من دخل ذياب خلفه هي شهقت بذهول ، صرخت بدون مقدمات وسمع ذياب صوت شيءّ طاح بالمطبخ ونطق مباشرة : أمـي
طلعت من المطبخ ركض وهي ما همها صرخة وردّ وشهقتها يلي تركتها تطيح الغطاء من يدها وتطلع بكل عجلها هي تعرف إنّ ورد مافيها شيء ، تعرف إنّها صرخت تأكّد لها إحساسها بإن ذياب جايّ ورق كل كونها ، كل قلبها من كان هو بنفسه يمسك باب البيت بطرف ونظره بإتجاه المطبخ يراعيّ صوت الغطاء يلي طاح من يدها ، إبتسمت وهي تمسّح يديها برجفة وغرقت عيونها مباشرة : عيوني يا أمي ، عيوني
إبتسمت ورد لأن أمها ترجف، تمسحّ يديها بأطراف لبسها من بهجتها وترك ذياب الباب يسكره ويمشي لها يقبّل راسها وبمجرد ما قبّلها هي بكت ، نزلت دموعها تضمّه : الحمدلله على السلامة يا أمي ، نّورت الرياض ياعيوني ..
قبل أعلى راسها من جديد بهمس وهو حُرق من مسح الدموع ولا فيه حيل أكثر :الله يسلمك ويخليّك ، لا تبكين
إبتسمت بهمس وهي تاخذ نفس من أعماقها : وأكتم الفرحة ؟ ما يوسعها قلبي يا أميّ مو جيتني إنت ؟ صارت ليّ الدنيا يا حبيبي ، الدنيا يا أمي
قبّل راسها من جديد بهمس : يديم عينك ووجودك بس لا تبكين ما صرت يمّك الحين ؟ لا 
تبكين
هزت راسها بإيه ، وإبتسمت لثواني طويلة لكن هو نظره كان لنهيّان وورد يلي ما…
_ما يكلّمون بعض نهائياً ونزل نظره بهدوء لأمه: وش صار؟
هزت راسها بالنفيّ وهي تأمّلت كامل وجهه ، ما يبيّن عليه أبسط شيءّ من كثر سكونه والحين هزّها بسؤاله لكن مستحيل تتكلّم وتقول عنه : ما صار شيء ، ما صار أمي
رجع يرفع نظره لناحيتهم ، ومسحت بيدّها على صدره رغم التردد لثواني بسؤال وحيد : لقيت أبوك ؟
هز راسه بإيه فقط وهو يجلس ، وعضّت ملاذ شفايفها لثواني فقط تجلس بجنبه : وكيف لقيته ؟
ما كان منه رد هو عينه كانت لنهيّان وورد ، كل تركيزه معاهم نهيّان يجلس بمكان وما يكون جنب ورد ؟ أو ورد تكون بمكان وما يكلمها نهيّان ولا يسولفون ؟ هذا ما يصير دائماً ونطق بهدوء : وش بينكم ؟
ناظرته ورد لثواني ، وكمّل على نفس هدوء نبرته : نهيّان ؟
لف نهيّان نظره لأمه يلي عضّت شفايفها لثواني ، وعصّب مباشرة : ورع قدامك أنا ما تلفّ عينك لأمي !
عضّ شفايفه بهدوء : من قال لك إنت ؟ من كلمك يعني
ناظره لثواني : متأكد تسألني ما ودك تتكلم ؟
من شديد سكوت أمه وورد هو إنتبه إن أعصابه تفصل بعدم إرادة أو رغبة منه ، وعدل نهيّان جلوسه وهو يناظره بوسط عينه فقط : إنت لا تفكر ، بحلّه أنا
ما كان منه كلام لكنه ضغط على الفنجال يلي مدّته له ورد توها : تحلّه إنت ، تحله بس لا تقول ذياب ما سألتني أول
لف نظره لورد لثواني : وإنتِ
هزت راسها بالنفي : مالي ولا عليّ ، ما يخصّني ..
ناظرته ملاذ وهيّ يحترق جوفها من هالحال بين عيالها ، وشدّت على ظهر ذياب : تطلع تريّح ؟
ما كان وده يكسر خاطرها بهاللحظة بالذات يقول لها كيف يبقى وكل جدران هالبيت تضغط عليه تطلّعه من طوره ، كيف يقول لها إنه ماشي وإن ّ دنياه عثرة بشكل ما يتصوره بني آدم وهو جالس يعاند ظروف شغله ومستقبله على حساب إنه يسلّم عليهم ويلاقيهم ، هز راسه بالنفي بهدوء يطلع جواله من جيبه ، وأشّرت ورد لأمها بمعنى تتركه على راحته فقط وبالفعل حصل ووقفت ملاذ : ورد تعاليني بالمطبخ ، نهيان كلم أبوك قول له الغداء
هز راسه بإيه وهو كان على وشك يوقف بمجرد ما بعّدت أمه مع ورد لكن نطق ذياب الغاضب قطع وقوفه : إقعد بمحلّك ! إترك النفاضة عنك لا أنفّضك الحين وش جايك إنت !
نهيان بنرفزة : ياخي قلت لك خلاص ما عليك إنت
ذياب بغضب : لا ترفع صوتك لا بالفنجال الحين !
تركت ملاذ كلّ شيء من يدها من غضب ذيّاب المرعب ونبرته يلي ما تذكّرها إلا بأبشع مواقف غضبه يلي ما تجي بشكل متكررّ يقولون طبع ، تجي مرة بالسنين وما يزول أثرها من شدتها : نهيان أمي
سكت ذياب من مجيء أمه يلي وضح الفزع بملامحها ، وعضّت ملاذ شفايفها تدور حجة وراء خروجها : ساعد ورد بالأغراض نهيان ، يلا
_
ما كان من ذيّاب أبسط النظرة لأخوه هو مسح على ملامحه فقط ودّه يتدارك نفسه ، تُفلت أعصابه كل لحظة بشكل ما يعرفه وما يعهده بنفسه دائماً يستفزه نهيان بسكوته وعباطته ويعتبره شيءّ عاديّ من شخصيته حتى لو ما كان بوقته ودائماً يسكت عنه لكنه الحين ما يتحمّل ، ما يتحمل منه حتى أبسط الحركة ما يشوفها عادية وتُفلت أعصابه بشكل مستحيل ويمكن لأوّل مرة تضيق نفسه على نفسه بهالشكل وتوجه للمغاسل يغسّل يديه ، يغسل ملامحه يلي وقت طاحت عينه عليها هو سكن لثواني فقط وصار ودّه يمسك الباب ويطلع لكنه للآن يثبّت خطوته بإنتظار لمجيء أبوه يودّعه ، يعلمه إنه ماشي من جديد ووقتها هو أدّى واجبه والجزء يلي عليه وما يعنيه الباقي مو بكيفه ولا بقدرته ..
قربت ورد عنده ، وإبتسمت لثواني : لو خطفت قصيد تجيبها معك مو أفضل من توتر بيتنا ؟ ما أتوقع إنّك تعصب جنبها ونحتاجها كلنا لأنك بتعصّب كثير
ناظرها لثواني بهدوء : وش فيه نهيّان ؟ وش جايه ؟
رفعت أكتافها بتنهيدة : نقول إنه غلط ؟ وما لقى رادع ؟ نقول إنّ من وقتها وكل شيء مو بمكانه ولا بمحلّه بس ذياب ، أنا وإنت نعرف نهيان مو كذا
هز راسه بإيه : وأنا أعرف إنه مو كذا بس وشّ جايه وش مسوي هو ! وش مسويّ وليه ما ينطق الحرف يقوله ! شبّكت ورد يديها : حتى أنا ما أعرف ليش هو كذا ، وأكره إنه كذا ما أفهمه ، أقول له ليش يرد بكلام مدري شـ
سكنت ملامحه مباشرة يقاطعها : غلط عليك ؟
هزت راسها بالنفي بنفس اللحظة : لا ! لا لا مو أنا
رفع حاجبه : على من !
لو يشوف ملامحه وقت يسألها ، ولو يشوف طريقته بمقاطعتها هيّ تجزم إنه ما بيلومها على خوفها المباشر منه لأنه مستحيل لكنه إنتبه إنه - إنفعالي - وكثير مو شويّ ولهالسبب حاوطت يديه المغسلة يستند عليها لثواني ، يعدّل كتفه وظهره وضيّعت ورد كل الموضوع من إنتبهت ليده بذهول : وش صار ليدك !
هز راسه بالنفي بهدوء : ما صار لها شيء ، وش غيره
هزت راسها بالنفي وهي تسمع صوت أمها : مافي غيره إلا إنّ أمي من زمان ما إبتسمت كثير ، من زمان ما ضحكت
عدل وقوفه بهدوء : تعالي ، تضحّكينها إنتِ الحين ونهيّان
هزت راسها بالنفي : ما أكلمه
رفع حاجبه بصرامة تامة : تقولين ما غلط عليك وش لك ما تكلّمينه ؟
ناظرته لثواني لكنه هز راسه بالنفي : مالك به وبغلطه ، لك بعلاقتك معه ولك بأمي وش تشوف منكم
أخذها تحت جناحه وبأوّل دخولها تحت ذراعه هي رقّ قلبها مباشرة ولمح هالشيءّ منها : وش صار بعد !
هزت راسها بالنفي وإبتسمت : الحمدلله إنك موجود
أخذت نفس تتماسك ، تمشي معاه للمطبخ ورفع نهيّان نظره لأخوانه وباقي أمه مشغولة بالتحضير لكنها حسّت بورد :
_
: ورد قولي لذياب لا يطلع فوق الـ
قاطعها ذياب بهدوء : قوليها لذيّاب إنتِ ، قدامك ذياب
لفت نظرها له ، وإبتسمت وهي تشهق مباشرة : ياويلك ياورد بنت الشاعر غيّورة ترى ! تعلن عليك الخصام
إبتسمت ورد لثواني : بنت الشاعر سرقته منّا فترة ما يضر لو جاء وصار عندنا ، بعدين وش بتغار لأنه يستندّ علي ؟
رفع ذياب حواجبه : أستند عليك الحين أنا ؟
ناظرت ورد نهيّان بتلقائية : نهيان ما يستندّ علي ؟ شوف الصورة كاملة قدامك يستند عليّ وإلا ما يستند ؟
هز نهيّان راسه بالنفي : لو إستند عليك إنمحيتي ما تكلمتي
إبتسمت ملاذ بخفيف : قول ماشاءالله على أخوك أول !
قفل نهيّان جواله : أبوي ما يرد
ما كان من ملاذ كلام لكنها لمحت سكون ذياب ، وإبتسمت لثواني : الكويت وإلا الرياض ياذياب ؟ وين
إبتسمت ورد بهمس : مكان قصيد وين ماتكون .. صح ؟
-
دخل وهو يسمع ضحكاتهم ، لمح ظهر ذياب الواقف على باب المطبخ وتحت جناحه ورد وكانت تكفيّه نظرات ورد يلي ترفعها له كلّ شوي بإنها تشرح له مقدار الألُفة يلي بينهم ، إنّ ذياب مدى نظرهم ويسمع ضحكات ملاذ ترنّ بأذنه من داخل المطبخ لكن نهيّان ماله صوت بينهم وما إرتاح خاطره لحد ما سمعه يضحك بالمثل معاهم وتوجه يدخل مكتبه فقط ، ترك سبحته من يدّه وهو يمسح على ملامحه لثواني من وقت وصله الخبر من المنفذ إن ولده مرّ من عندهم هو ما هدأ باله يحسب ساعات وصوله ووقت تأخر ساعتين بعد موعد وصوله المفترض ، ما عاد يدري وش يسوي من قلقه وتوّتره وآخر آماله وقت توجه للمسجد كانت إنّه بيجي على وقت الصلاة لكن وقت جاء فعلاً ، هو ما تكلّم نهائياً ..
-↚
تركت ملاذ الغداء على الطاولة وهي تنتظر ، وتوجهت لجوالها من صار نهيّان مع ذياب بطرف ، وجلست ورد أولهم : نهيان إتصل عليه مرة ثانية لأني ميتة جوع
هزت ملاذ راسها بالنفي : أتّصل أنا ، سميّ وكلي
حسّ ذياب بشيء غريب يستوطن ضلوعه ما يقدر يوصفه ، وشد على عنق نهيّان من الخلف بهدوء : ما أكلمك لو ما وصلني الهرج عنك إنت تدري ، سألتك مرتين وما أسأل الثالثة ودامك قلت بتحلّه ، حلّه لكن
ناظره نهيّان لثواني ، وهز ذياب راسه بإيه بهدوء : لا يوصل لمسمعي شيء جديد يا نهيّان ، لا يوصل لأنّك طقيّت بي مرة ولو طقيّت الثانية تدري وش يصير ، زين ؟
سكنت كلّ ملامح ذياب من طلع أبوه من مكتبه ، حتى ملاذ ، وحتى ورد ، وحتى نهيّان نفسه وما رُميت بشاعة الشعور إلا بصدر ذياب تفتتّه من شدته هو مضيّق على أبوه بيته ؟ هو مثقّلً عليه لدرجة إنه رجع ما حسّ فيه ولا جاء سلّم عندهم وبلحظة وحدة هو تبدّل كل شيء يحسّه ونزلت يده من على عنق نهيّان أخوه فقط يدخل يده بجيبه..
_
يرد على جواله ولأوّل مرة ، يحب إتصال محمد : سم
عضّ محمد شفايفه وهو يقفل على لزام مكانه : ياعم
هز راسه بإيه ، ورجفت يد محمد : ضروري تجي
رد بهدوء : جايّ
رفع نظره لهم بهدوء يدخل جواله بجيبه توجهت أمه ترتب الطاولة ، وتوجه نهيّان يجلس بجنب ورد لكن كلّ سمعهم كان مع ذياب وكلمته الأخيرة وناظرته ورد : ماشي؟
هز راسه بإيه : ماشي ، تبين شيءّ ناقصك شيء ؟
هزت راسها بالنفي وإبتسمت : سلامتك أبد
شدّ كامل شعوره وهو يحترق جمر إن أبوه عنده بنفس المكان لكنه ما يشوفه ، ما يشوفه بمدى عينه وإن شافه هي نظراته مؤذية تحرقه وحتى الأرض ما تطيقه فوقها كأنها تحلف ما تجمعه هو وأبوه بمكان واحد ،قرب من أمه يقبل راسها بهدوء : بطلبك الإذن الحين
سكنت ملامحها ، ولف ناحية نهيّان : تبي شيء ؟
هز راسه بالنفي : سلامتك
تشّفقت ملاذ مباشرة : أمي قهوتك مثل ماهي ، والغداء قدامك الحين ما تمدّ يدك كمان ؟
هز راسه بالنفي ، وغرقت عيونها من جديد لكنه قبل راسها : لا تبكين ، وقولي الله يعزّك هي يلي أبيها منك
إبتسمت لثواني ولو إن قلبها من شدّة نبضه يوشك يوقف : الله يعزك ، ويرفع قدرك وشأنك يعليّه يا أمي تستاهل الطيب ، تستاهل الدنيا
وقف كلّ شيء بجوف نهيّان بإحساس غريب كأن أخوه ما بيرجع ولهالسبب وقف يقبل راسه ويضمه بهمس : آسف
شد ذياب على كتفه بهدوء : إعتدل إنت ، إعتدل ولو تبي تقول ليّ أسمعك ، أجيك عون ما أصير فرعونك
قبّل رأس ورد بطريقه ، ومشى يواجه أبوه بوقوفه ورفع حاكم عينه له لثواني طويلة ، ما كان بينهم كلام كانت نظرة من حاكم ، ونظرة من ذيّاب يلي جبر نفسه - غصب - يقبّل رأس أبوه هالمرة ويبعد للباب ..
رجف جفن حاكم يلف نظره للباب ، وعضّت ورد شفايفها بقشعريرة : أحسّ بشعور مو حلو
سكنت ملاذ بمكانها ، وما وقّف جفن حاكم يرجف ورفع يده يهديه بقوة ضغطه وناظر نهيّان أمه من وقوفها وحال أبوه : بيرجع؟
هز حاكم راسه بالنفي : ما بيرجع
سكنت ملامح ورد وهي تلف نظرها لأبوها : كيف ؟
إحتقنت كلّ ملامح حاكم بالأحمر يرجع لمكتبه ومسكت ملاذ كلّ شعورها غصب عنها : سموا وكلوا أبوكم قصده ما بيرجع الحين عشان مشغول بس
ناظرت ورد أمها بشك ، ورجع نهيّان جسده للخلف يناظرها وبذات اللحظة يلي كسر حاكم فيها شيءّ داخل مكتبه رميت ملاذ الشوكة وملعقتها من يدها إنهارت ، إنهارت من البكي ووقف نهيّان مباشرة يضم ظهرها ، يحاوط راسها لأنها ترجف وشدّت على يده بكلّ مافيها وما كان من ورد كلمة ولا حركة غير إحساسها بحُطام قلبها داخل صدرها ، ما يتردد بعقلها إلا جملة أمها " أبوك غرّب ذياب عنه "وهي شهدت هالغربة وقسوتها قدام عينها …
_
« الخيـام ، العصـر »
ما تحرقه الشمس كثر حُرقة داخله اللامُتناهية ، لأول مرة يسوق سيارته بكل هدوء بإتجاه الخيام ولأول مرة تحتله كل هالغربة وهو حتى بالكويت ما حسّها ، غُربة لا تطاق صفّت ذنوبه وراء بعضها ، صفّت دموعهم وراء بعضها وما عاد فيه حيل ، ما عاد له قوّة ولا قلب ولا حتى ظهر يزّودون حموله عليه يضحك لهم ، يبتسم لهم ، يبيّن إنه عادي وهو كلّ شيء يكرهه حتى نفسه ، ما يطيقها ..
مد نظره للخيام ، لشباك الإبل ، لمكان لزام ، ومكان صقره وتوجه يربط شماغه على راسه يلفه : محمد
طلع من مكانه ، ورفع ذياب حاجبه بمعنى وش صار وسكنت ملامح محمد من شاف الصقر بمكانه : هذا !
هز راسه بإيه ، وناظره محمد : نزلت عنه غطاه يروح يصيد أكله ويحوم ويرجع مثل ما قلت
هز راسه بإيه ، وكان محمد بيقول له إن هالكلام من الصباح وإن الصقر لآخر دخوله هو للخيام بالعصر ما جاء إلا توه لكنه بتر كلامه بما إنه رجع وذياب موجود ليش يقول له : ورجع مثل ما قلت ماشاءالله كويس
طلع نصّار من بين الخيام يهليّ ، يرحب ، يبتسم إبتسامة عرض السماء من وسعها : يا هلا ومرحبا ، يا هلا يا حبيبي
ناظره لثواني ، وتذكر نصّار وهو يوقف قدامه : عطني كف
رفع ذياب حواجبه بإستغراب : وش ؟
هز راسه بإيه : عطني كف وش ما تعرف الكف الحين ؟
أشر ذياب بيده : كف بيدي أعطيك ؟ بيدي أنا كف ؟
ناظر نصار يد ذياب لثواني : أحّيه شكلك مشبّع الكويت كفوف ، صح توجع وصح يدك تخوفني بس عطني كف
ناظره ذياب لثواني وهو يأشر بيده : أعطيك كف ؟
توجّس نصار مباشرة بذهول : لا تهزها قدامي ترعبني قبل ما تنفّذ ! عطني كف بسرعة عشان ما أحس فيه شفيك
إنتفض نصار برعب من حسّ بشيء يطير خلفه ورمش بعينه مباشرة من رفع ذيّاب يده : أخو ذياب !
رفع ذياب نظره للصقر يلي يحوم بأريحية بالجو لكنه جاء " يهوّش لنصار " ويضحكه هو : تنتفض وتبيني أعطيك كف ؟ تبي ليلك ونهارك ترجف ؟
شرع خده لذياب ، وناظره ذياب بهدوء يقطع الإستهبال كلّه : وش سويت إنت
تنهّد لثواني : ياخي عطني كف إنت بس يمكنّي مشتاق
هز راسه بالنفي : لو عطيتك ما بتطلع من تحت ثلاث
هز نصار راسه بإيه : إثنين يروعون وواحد خفيف ، وش
هز راسه بإيه وهو يمشي : الأولّ قلتلك مالك غير النفاضة ، والثاني إنّ هالوجه بيصير فكّ يمين وفك متقدم عليه ، والثالث إنّ بعده بدفنك هنا ،،وش الخفيف منهم ؟
ناظره نصّار ، وما قاوم يبتسم : قوي ، ويعرف إنه قوي
ناظره ذياب بطرف عينه ، وضحك نصّار يتوجه لسيارة ذياب يلي جلس بجلسته وأخذ نفس من أعماقه نصّار يضحكه ، نصّار يغير مزاجه ويسعده ولهالسبب عينه تراعيّ نصار يلي
_
يلي دخل بسيارته ما يدري وش يسوي لكن الغالب إنّه يبي المكيف ، لف نصّار نظره للمقعدة الخلفية ونادى بالذهول مباشرة : ذيـاب !
فز من نداه وطريقته الغريبة : وش ! شفيك وش صار
لف نصار نظره لذياب لثواني ، ورجع يكمّل بنظره لداخل سيارة ذياب يلي وقف غصبٍ عليه يشوف صاحبه وش فيه ، تنهّد نصار بشعور خيانة كبير : هذا وش ؟
سكنت ملامح ذياب مباشرة كان شماغه على المقعدة ، وفوقه كاب قصيد يليّ هز كل شعوره بهاللحظة وإبتسم نصّار : مسموح أمدّ يدي له ؟ حلو والله عجبـ
قطع كلّ جملته من نظرة ذيّاب : شكل هالنظرة هيّ يلي بتتممّ الكف يلي لك ساعة ترده عني بس ترى يعني عيب عليك يوم أطلبك ترّدني ويوم إني غافل بتعطيني ؟
هز ذياب راسه بالنفي بهدوء : لا بالعكس بس تعلّمك شعور جديد كيف تمشي ويدك معلقة برقبتك
إبتسم وهو يلف نظره للكاب لثواني بعد ما تأمل يده : حرام ياخي تفرّط بهاليد إنت ؟ حرام
تكى ذياب يده على الباب : الله من زينها عاد ، إنزل
إبتسم نصّار مباشرة : أبي المكيف طيب خيامك حارّة
نزل نظره له بهدوء : رشّ الماء على التراب وتبرّد ، إنزل
نزل نصّار يمشي للخيام : الله يكون بعون نصّار ماهو العاشقيـ…. ، شفيك آسف ما قلت شيءّ وش هالنظرة ؟
هز ذياب راسه بالنفي يبعد عينه للحظة ويرجعها لنصّار يلي مشى خطوتين : تعال تبي المكيف إنت ؟
هز راسه بالنفي وهو يمشي بعيد عن ذياب ولناحية لزام وهمس بالبداية : تحسبني غبي وبجيك والله ما أجي ، لا سبحان الله كيف صار الجو بارد حلو نسناس ، لزام جاء صاحبك تعال أطلّعك له تعال
وجلس ذياب بمكانه لثواني وهو يضحك على همس نصار الأوّلي ثم نبرته يلي رفعها يكلمه ويمشي للزام ، أخذ نفس لثواني هي ما فارقت باله عشان يقول إنّ ما وده يفكر الحين لكن رؤيته للكاب يلي صار فوق شماغه حرّك فيه ألف شيء وشيءّ ما كان ثابت أساساً ، يحبها ، يحبّ شعوره معاها وجنبها ، يحبّ وقت تمسك ثوبه وينهار ، تنهار ضلوعه وقت تمسك أزرار ثوبه تحاوطها بأصابعها ، يموت من حبّه لها ووده تزين دنيته مو عشانه هو إستوعب هالشيء ، عشانها هيّ ، عشان تضحك له هيّ وعشان يكون طول وقته جنبها هيّ وأخذ نفس من أعماقه لأنه قال لها متى يرتجيها تحددّ موعد ، وما تكلّمت ما كان منها الرد ولا الثبات ..
لف نظره لآخر مرة للكاب يلي بالخلف فوق شماغه ، عوالم تحضن عوالم وتكى لثواني يتأمّل هو طغى بشخصيّته وقت نزع هالكاب من فوق راسها بأسباب غيرته ، وهي طغيت بشخصيتها بعد ما مدّته لها عاملتهم وبقى بين يديها تمسكه طول الوقت تهددّه بالرجوع وإنها ما بتجلس معاه والحين إجتمع طُغيانها وطغيانه بصورة وحدة من وقعها مـ
#_
من وقعها ما توصف وهي ماهي إلاّ وجود كابها على شماغه وبسيّارته ، سيارته يلي حضنت أحلى لحظاته معاها ، أعذب قبلاته الشديدة وتمنّعه ..
ومرّة وراء مرة ، وموقف وراء موقف يكتشف فروقات مستحيلة بينهم لكنّها ما تليق إلا عليه ، دلالها الطاغيّ ما يليق إلا عليه ، شفايفها ما تليق إلاّ عليه ولا يتخيّلها غير له ، عرق عُنقها هلاكه الأبدي ما يليق نبضه إلا تحت يدّه يحرّك شعوره هو وشعورها هيّ وإنتبه إنه يغرق بعوالم لها أوّل مالها نهاية ، يغرق ببحور شعوره الطاغيّ لها هو شعور سنين ؟ أو لأنها جاته على ما يتمنّى وأكثر رغم إستحالة طرق الوصول الأولى بينهم كانت نجم بعيد يدور بغير مداره ، وصارت هي كوكب مداره الوحيد ما تسمح لغيرها مكان بالشعور ..
طلع نصّار لزام من مكانه وسكن بمحله من تركه لزام مباشرة يتوجه لسيارة صاحبه ، لعند الباب المفتوح وموجود فيه ذيّاب وإبتسم غصب عنه لأن الصقر يحوم بالسماء فوق صاحبه ما يبعد ، والخيل ترك سواليفه يتوجه لصاحبه وإبتسم يعلي صوته : حتى الحيوانات تحبّك ، تفقدك مثلي أنا ياذياب
إبتسم ذياب لثواني : الله يعز قدرك يانصّار ، الله يعزه
إستوعب لثواني هو وش يقول ، وسرعان ما إنفجر ضحك يرجع يده خلف عنقه : ياخي
ضحك ذيّاب يدخل جواله بجيبه ومد يده يمسح على وجه لزام وصعد هو على الحصان الآخر يغنيّ بإستقصاد شديد : ياهاجري والجروح قلوب تشتاق لك والعتب أكبر
رفع ذيّاب نظره له وداخله يقول قصيد ماهجرته ، لكنّه يشتاق بكل لحظة يموت من الشوق ، وإبتسم نصّار : لولا الهوى ما سكنت دروب ولا إخترت بعيونك المهجر ، والله وطحت يالذيّب
ضحك غصب عنه وهو يقفل سيارته وينزل : بالله ؟
هز راسه بإيه يكمّل : بخطي وأعيد الخطأ وأتوب والصاحبّ اللي عليّ يصبر ياذياب ، هذا الشاعر يقوله ماهو أنا بس مقصودة ترى
صعد على صهوة لزام ،وإبتسم نصّار : الحين بطلبك تسابقني تكفى ، هالحصان مجهّزه محمد سرجه ولجامه ولزام العاصي ماعليه شيءّ ، واحد صفر من البداية
هز راسه بالنفي وهو يضرب على عنق لزام : لزام مافيه حيل سباق ، لزام صابه الكبر مابه حيل ..
رقّ قلب نصار مباشرة من نظرة صاحبه لخيله وكيف يمسح على عنقه ، وهز راسه بالنفي : وحش لزام ما يكبر
إبتسم ذياب يهز راسه بإيه ، ولف نظره لنصّار : أبوك كلمني
سكنت ملامح نصّار مباشرة ، وناظره ذياب بهدوء : قال لي سألته متى يرجعون ، ناقصك شيء ؟ فيه شيء تبيه ؟
هز راسه بالنفي : لا ، لا الحمدلله بس قلت بشوفهم
رفع حواجبه لثواني : وإنت ما بتروح عندهم ؟
تنحنح نصار لثواني : بجلس معك أنا
عدل ذياب مسار لزام لثواني ، وعدل كتفه بهدوء : أنا ماشي ما بكون موجود
-
ناظره نصار ، وهز راسه بإيه بهدوء : أدري إنك ماسك إجازتك للحين ودّك تاخذها معي ، بس خذها وروّح
نصار بعدم إستيعاب : طيب ليش ، وين ماشي ؟
وقت قال نصّار ليش ، هو صاب قلبه بشكل شنيع كانت كلمتها وقتّ ودعها وهز راسه بالنفي بهدوء ما تطغى على قلبه وبدّل حروفه يشرح لصاحبه : ما نزل قيد الوزارة ؟
هز نصار راسه بإيه ، وكمل ذياب بهدوء : ما غبت يوم أنا ؟
هز راسه بإيه ، وناظره ذياب بهدوء : كنت عند معاليه
سكنت ملامح نصّار مباشرة يناظره ، وهز ذياب راسه بإيه بهدوء : سألني لو ودي أداوم بمكتبه الخاص ، يقول إن المستشار طيّرني عنده بالمدح يقول إني كفو ، وإنّ قيدي ماهو حق ونزل باطل على باطل وإنّ هو يبي له يمين
هز نصار راسه بإيه : ما وافقت إنت صح ؟ تكفى قلت لك الخارجية بها مكان تعال معي ، سنتين أربع ست وتشوف الدولة يلي تبيها وتدخل بعين سفيرها ويطيّرك معاه
هز راسه بالنفي بهدوء : إسمعني إنت
هز نصار راسه بالنفي بذهول يثبت حصانه : وش إسمعني وش ! ذياب هناك حرب ! صدق حرب شلون تدخل بينهم إنت ما شفت البشوت حوله ؟ ما شفت الحرب حوله كلٍ يحاول يصير يمينه وبعدين ، كيف يبي له يمين ويلي عنّده من أهله وناسه ماهم مكفينه ؟
ناظره ذياب لثواني بهدوء ، وسكنت ملامح نصّار بشديد الذهول يصرخ فيه من فهم مقصده : مجنون إنت ! مجنون ! يبيك يمين على يمينه على أهله مجنون !
هز راسه بالنفي بهدوء : برجع للداخلية ، كم سنة بس
سكنت ملامح نصّار بذهول شديد يناظر صاحبه ما يصدّقه ، مستحيل يصدّقه وإنه يتهور لهالقد يدخل بالمكاتب الخاصة وعند أصحاب السمو يلي الزلة عندهم بألف وناظره بشديد اليأس لثواني : عمي عنده علم ؟
هز راسه بالنفي بهدوء ، وسكنت ملامح نصار لثواني : فيه شيء بينكم إنتم ؟ وقت ماتت العنقاء كان عندي وسمعني أكلم محمد وما جاء معي ! ما عتّب الخيام وش بينكم
هز راسه بالنفي بهدوء ، وناظره نصّار برجاء : تكفى قل لي ما وافقت تكفى
ذياب بهدوء : سأل عني بإجتماعه ، سأل المستشار
جنّ نصار تماماً وهو يناظره : وما كنت موجود ! ما كنت موجود إنت كنت بالكويت ذيّاب شلون تبيه يوثق فيك هذا وين ما طرّف عينه تنزرع قدامه المفروض ذياب !
هز راسه بإيه بهدوء : ولأني ما كنت قدامه به شيءّ بباله وعشانه أقولك ما بكون موجود ، ما بكون لأنّي أدري وش بيصير الحين وأدري إنّ مثل ما للعساكر دورة ، هو عنده دورة للي حوله ما ظنّتي يتصورها عقل
ما كان من نصّار إلا يناظره بذهول : الإعلام ، الناس ، الديوان والوزارة كلّ القطاعات ذياب وقت يشوفونك جنبه وش بيقولون ؟ وقت يشوفونك معه من وفده ومستشارينه وش بيقولون تكفى من بيرحمك !
_
كانت بداخله شماتة على نفسه وسطّرها لسانه : أنا ما رحمتني ، ولا رحمني القريب .. الغريب يرحم ؟
ناظره نصّار لثواني من همسه ، وتنهّد : تكفى
شتم ذياب مباشرة يناظره : لا تقول تكفى ! لا تقول تكفى نصّار إنت لا تقولها وإنت تدري بي ! تدري بحالي لا تقولها
عضّ شفايفه لثواني وهو يدري إنّ ذياب يسوي أي شيء عشانه ، أيّ شيء عشانه يسويه لو على موته لهالسبب هزّته كلمة " تكفى " منه وهز راسه بإيه فقط : عمي حاكم عنده علم ؟ بس قل لي هالشيءّ وبعده إبشر
ضحك بسخرية وهو يحرك لزام يلي يعصّب كأنه يحس بلهيبه : عمك حاكم هو ردّ الحروف بنفسه ما يبيها ، عمّك حاكم ينتظر رجاله يوصلون له العلم وهم ما يدرون ، ما يدري إلاّ يلي أنا ودي يصير له العلم
ما كان من نصّار غير شديد السكوت لأنّ صاحبه وقت قال هالجملة رمّد تماماً ، إختلف حتى حاله وهز هو راسه بالنفي : والمستشار ؟
إبتسم بسخرية : ما يقدر يقول كلمة ، لا هو ولا غيره
ناظره نصّار وهو يعتصر قلبه وسط ضلوعه : تكفى ، تكفى وش بتسوي هناك وإنت كبريت ما تتحمّلهم تكفى من بتحرق غير نفسك ؟ بعدين الإعلام وش بيصير فيه وأبوك يدري من الإعلام بعد ؟ من العدم ، ذيّاب وسطهم وبالمكتب الخاص وش تسوي تكفى علمني
هز ذياب راسه بإيه بهدوء وضحك بسخرية بأوّل جملته : يدري من كل أحد هي وقفت على الإعلام ؟ تبيني أريّحك ؟ الإعلام ما عندهم علم ولا بيصير ، أنا يمّه بمكتبه وبيته ماني يمّه قدام الكاميرات
سكنت ملامح نصّار لثواني يناظره ، كلّ شيء ضد صاحبه بهالشكل ولو حصل شيء ما بينصره أحد : غبي إنت !
هز راسه بإيه وهو بكل لحظة تنهشه هواجيس دنيته وإنه إضطر يخطي هالخطوة مُجبر عليها مو بإختياره وهمس بسخرية : أنا لو دريت إنّ الزمان يجرّ رجلي ما عديت
ناظره نصّار لثواني ما سمع همسه لكنّ يجن عقله بكل لحظة : إنت بن مساعد الورعه بالوزارة وما تحمّلته كيف هم ؟ بن مساعد أمره بسيط كفّين يبكي هو وبشته هناك وش بتسوي ؟ وش بتسوي بتمّد يدك ؟ بتشبّ ؟ بتتكلّم ؟ بتعطيهم هالنظرة يلي تحرقهم والحقيقة إنها بتحرقك إنت ؟
ضحك ذياب يثبت خطوة لزام فقط : ما تعرفني إنت ؟
هز راسه بإيه برعب : ولأني أعرفك أنا خايف ! لأني أعرفك أعرف قوتك وعقلك أنا خايف ذيّاب تدخل بينهم إنت تهدد مناصبهم ماهم عميان ما يشوفون ! بن مساعد وهو محللّ وإنت وياه بالمنصب نفسه سوّى الهوايل هم وش بيسوون تكفى فكر !
ناظره ذياب لثواني ، وتنهّد نصار لأن صاحبه أعدمه بمجرد النظر وتسطير المخاوف ما يفيده : كيف وثق فيك هو ؟
ضحك ذياب بسخرية ، وصهل لزام كأنه يحس بصاحبه يلي همس : ومن قالك إنه وثق ؟
بردت ملامح نصّار يـ
_
يشد لجام خيله بثانية وحدة ويركّضه خلف ذياب ولزام يليّ فجأة صهل بشكل مجنون وذياب ما منعه ، ما ثبت خطوته إنما أعطاه حرّيته يترك البر كلّه تحت أمره ، تحت طوع جنونه وذابت عظام نصّار بمحلها لأنّ لزام يجنّ وكلّ كونه يجنّ بنفس اللحظة ما يستوعب شيء ..
_
« بيـت تركـي ، آخر الليّل »
عرفت إن أبوها عنده خبر عن ّ ذياب ، عن غياب ذياب ولهالسبب هو من وقت ما طلعت من غرفتها تركها تقابله بالمكتب ، تفتشّ ملفات القضايا وتاخذ الخبرة منّه ، تساعده وإنتبهت إنه يحاول يشغلها قد ما يقدر عن كلّ شيء لكن ما بيطول إنشغالها عن مشاعرها ، عن كلّ شيء تحاول تمنع التفكير فيه ووقفت للطرف الآخر من المكتب تجلس على الكنبة وتتأملّ من الشباك ، تتأمل وبس ..
دخلت سلاف ، وسكن قلبها من لمحت نظرات تركي لبنته وظهرها وإنها تكت يدّها على خدها تفكر ، ما يوسعها شيءّ غير التفكير : قصيدي
لفت نظرها لأمها ، وعضّت سلاف شفايفها : تسوين لنا قهوة ؟ نتقهوى أنا وإنتِ وبابا ؟
هزت راسها بإيه وداخلها يضجّ بشعور غير مريح تماماً ، وناظرها أبوها : تبين نطلع بدل ما تسوين ؟
هزت راسها بالنفي وإبتسمت : ليش تشغلني كثير ؟
إبتسمت سلاف مباشرة : يحبك ، ودّه تكونين جنبه
إبتسمت وهي تطلع خارج المكتب ، هيّ تحبه وودها يكون جنبها ليه ما يكون ؟ ليه ترك دموعها تنهمر أمطار وتفيض بحور يمسحها بيدّه ، بشفايفه يلي قبّلت كامل ملامحها من حرقته لكنه ما يهوّن عن غيابه ويقول باقي ، يقول مكاني هنا عندك وعضّت شفايفها لثواني تطلع جوالها من جيبها هي كانت على بُعد لحظة من إنها تتصل عليه ، تعلن شديد الخصام عليه كيف يتركها كيف يترك قلبها لكنّها هونت هي تذكر شحوب عينه ، شحوب عروقه بين يديها ومسكته لكفوفها بين كّل يديه يرتجيها تكفّ دموعها ، هونت وذاب قلبها بصدرها من لمحت الساعة إنها تأشّر لـ 2:22 ورقّ كل شعورها هي نسيت القهوة ، نسيت كلّ شيء وجلست على أقرب كرسي تراقب الدقائق وهي تتغيّر حتى تغيّرت الساعة كلها .
شعورها بشع ما يوصفه شيءّ وكل لحظة يزيد إحساسها بالسوء المستحيل ومرّت ساعة وأكثر وهي ما تغيّر حالها ولمحها أبوها يلي قرّب يشوف أسباب تأخّرها ورجع لمكتبه يحكمه الصمت ولا غيره ..
_
« الخيـام »
كلّ لحظة تمر هو يرمدّ ، يرمّد قلب ويرمّد جسد من كثر ما إحترق قلبه بالشعور وجسده بنار الجموح من لزام ، من كثر ما عزّ حيله تجاه كلّ شيء وحتى نصار طلبه يروح الرياض ويرجع هو ودّعه ، ضمّه يشد على كتفه ويقول له إنه بيرجع بخير ، وعزّ ، وماله نصيب من الذل والهوان والخسران لكنّ نصار لآخر لحظة كان يطلبه يروح يودّع قصيد مرة ثانية كأنه يعرف إن ..
_
كأنه يعرف إن قراره عندها وكان يحرق داخله بدون ما يدري ، جلس على عتبة أكبر الخيام يضم عكازه لجنبه ويتأمّل خيامه ، حلاله ، أرضه ، يودّعها بعينه وضاقت به أرضه وهي رحبة مالها حدّ ، ضاقت تتركه يتوجه للمواضئّ يبلل ملامحه بالوضوء ويشد حيله يفرش سجادته ، يوّجه نفسه للقبلة ويكبّر على همّه ، وعلى دنيته .. الله أكبر
صلّى ركعتين يرتجي قرار روحه ونفسه ، وجلس بذات مصّلاه وسط خيامه يضم عكاز نهيّان لنفسه ، لكتفه ومررّ يده على باطن كفّه يتأمله لدقائق طويلة وسطّر لسانه أعذب دعواته : يارب ، يارب إنت تدري بي إني أبيها ، إنّ دمعها أعز عليّ من هالدنيا كلها وإنّي ما رجعت يمّها هي تقتلني بالموادع ، تقتلني بالدموع ولاني الطاغي الليّ يبكي عينها لجله مرّتين
هُزّ صدره مثل ما هزّت دعواته لسانه هو متى صار يحبّ لدرجة ينطلق لسانه ويتكّلم بهالشكل وضحك ، فعلاً ضحك من حرّ جوفه وحاله يتنهّد من أعماق قلبه : يارب أنا وش حيلي أروّح يمها من جديد ولا أدخّلها وسط ضلوعي ؟ ما آخذها عن الدنيا كلها تصيّر لي ؟
أخذ نفس من أعماق قلبه هدّه التعب ، هدّه طاغي الشعور الليّ حسه ووقف يتوجه لفراشه يلي على الأرض وسط الخيام ودّه ينام هنا اليوم ، ودّه يغفى قبل الفجر لو صح القول لأنه من الصباح بيرجع بيته يجهز أغراضه ويمشي لشغله ولأن آخر عهده بالنوم وقت كان بحضنها هو ودّه يغفى ويدري لو يجمع غفوات عمره وكلّ نوماته هي ما تجيّ بمقام نومته بحضنها ولا تقربّها ..
قرّب منه محمد يلي ما طاوعه قلبه يمشي ويتركه : ياعم
فتح عيونه وهو توه غفى ، ربع ساعة ما جات له : محمد
هز محمد راسه بإيه : مشوا العمّال زي ما طلبت ، أنا موجود لو تبي شيء نادني وأجيك ركض ياعم
هز راسه بإيه فقط ، ومشى محمد للبعيد يسمع ذياب يلي غمّض عيونه مباشرة صوت خطوات إبتعاده لكنه مهلوك ، مهلوك لدرجة عدم الإستيعاب وكانت ثواني لحد ما سمع صوت صراخ محمد المرعوب ، صوت ضرب شديد من لزام للبوابة أمامه وصوت الكسر يلي وقّف له قلبه كان للبوابة يلي خُلعت ووقف يفزّ من كل حيله من ذهوله ، من لمح محمد طايح على الأرض لأنه كان بوجه لزام المندفع : محمـد !
شحبت ملامح محمد من صهيل لزام العالي وجنونه يغطيّ ملامحه بيده من ثار التراب حوله كان لزام على وشك يكسّر له ضلوعه بحوافره من صار على أقدامه الخلفية وما كان من ذياب إلاّ يسحبه من أمامه ويناظر خيله بذهول : لزام !
كان يصهل ، يضرب حوافره بالأرض ومسك محمد ظهره المتألم يأشّر على الجهة الأخرى : بيلحقها !
لف ذياب نظره للجهة يلي يقصدها محمد ، وما كانت إلاّ ثانية وضاع لزام من بين الخيام يركض للمدى البعيد لكن..
_
لكن مثل ما ثار لزام يوقّف قلب محمد ويرعبه ، صرخ من رعبه من جديد من بلحظة وحدة صعد ذياب على صهوة الخيل الآخر يركضّه خلف لزام ، يترك صهيله يعتليّ بشكل مجنون ويثور التّراب خلفه يتبع خيله ومستحيل يتركه وصرخ محمد من رعبه : ياعم !
لف نظره للخلف وهو ودّه يتبعه ويلحقه من شديد خوفه لكن مافيه إلا الإبل يلي لو ركضت ، مستحيل تتبع ركض لزام الغاضب ولا ركضّ الخيل الآخر يلي على ظهره ذيّاب ..
-
صرخ يناديّ على خيله يلي من جموحه ما يوقف لنداه لأوّل مرة ولهالسببّ هو يجن ، لهالسبب هو يموت من جنونه ومدّ يده ينزع اللجام وسط سرعة خيله المهوولة غلطة وحدة ، غلطة وحدة وعدم إتزان واحد يكلّفه روحه يطيح من على ظهر هالخيل ، ويُدهس تحت أقدام جنونهم وركضهم المستحيل هو يقرب من لزام المسافة لكنه يمدّ يده ما يقدر يوصله ، ما يقدر يوصله وحتى النور يلي زاد حوله يعلن وصولهم لدار جديدة بشديد الرّكض ما يعنيه ولا يهمه إنما صرخ من غضبه : والله ما ترّوح والله
-
وقّف النفس بجوفها من كانت تراقب بعيون شغوفة هو وشّ يسوي ، من أشّرت عمتها عليه تأمّرها تشوفه بالشكل الكافي وهمست بهدوء : ما قلت لك شديد بأس ؟
هزت راسها بالنفي كانت على وشك تعارض وين شدّة بأسه وهو ما وقّف خيله لكنها شهقت من رمى نصفّ حبل اللجام يربط به عنق لزام غصب عنه مو بكيفه ، من جمح لزام يشدّه لكنه هو ثبّت يده بخيله ولوّى الحبل على يّده الأخرى ياخذ القوة من كلّ ذراعه عشان ما يسحبه لزام وكان المنظر لوحده مرعب ، مرعب من الشّدة يلي فيه ولفت نظرها لعمتها بذهول عينها ما تصّدق كم الجموح يلي شافته وحتى الرمش نسيته لأنّه قيد لزام بحبل لجام رماه وسط ركضهم وجنونه ، ولأنّه بكل قوته يشدّ لزام يلي يضرب ويرفس ويصهل وحتى على أقدامه الخلفية يوقف فقط لكنّ ذياب يمسكه بكل شدة بالحبل : ما يسويه بني آدم
هزت راسها بالنفي بهدوء وهي تناظر الحراس خلفها ، وناظرت بنت أخوها بهدوء : يسويها ولد نهيّان ، يدّه قوية لمستها بنفسي
ناظرت عمتها بذهول : يدّه بتنقطع لو شد الحبل أكثر ولو ماطاعه خيله وكمّل جنونه !
هزت راسها بالنفي بهدوء : إرسليها له
_
تصببّ العرق من جبينه من قوّ نبضه ، من الشّدة المستحيلة يلي حصلت له لأوّل مرة يصرخ على خيله بهالشكل ولأوّل مرة يقيَده غضب وخضوع له وشدّ الحبل بكل قوته يقرب لزام له وصدح صوته بالغضب : إهجـد !
صهل لزام هالمرة لكن صهيل آخر ، آخر تماماً ما كان صهيل جنون ولا غضب ولا شدّة كان لأنه شاف شيءّ ، ولف ذياب أنظاره لأنه سمع الخطوات خلفه وسرعان ما سكنت ملامحه من كانت …
_
فرس يبيّن بياض لونها من مسافة ، بياض أصلها وقيمتها وإنها مستحيل تكون بهالبّر بدون صاحب وشد حبل لزام يلي صهل بلحظة يثبت خطوته ، وعلّى صوته بشكل أشدّ يناديّ على أي بشر ممكن يكون موجود : يا أهلها !
رجف قلبها وسط ضلوعها من قّو صوته الغاضب وإنه ما يخاف ، ما يخاف الصحراء ولا تمرّ بباله الخيالات إنّه يمكن مو بديار بشر ، إنّ حتى هالفرس يلي قدامه ماهيّ حقيقة وحيوان إنما تتصّور له على هالشكل ، نزلت بإجبار من عمّتها " أبوك وصّاني عليك يعني تنزلين له الحين غصب ، إعجلي " ، نزلت تمشي لناحيتهم بهدوء : خذها
لفّ لمصدر الصوت غباء منه وسرعان ما صدّ عينه بكل غضب من نفسه فوق باقي الأمور لأنه ما لمحها حتى أبسط اللمح لكنه كان على وشك يلمحها لولا إستيعابه المباشر إنها بنت : من إنتِ
نطق صوتها بهدوء : من أهل الدار يلي هنا ، ما قال لك راعيك عذبة تسيّر عليكم كل ليلة تمرّ يم خيلك
ردّ بجلافة لأنه يقرف من طريقة الكلام بهالشكل ولا يدري ليه : لا تسيّر علينا ولا تقرّب دياري ، ردّوها لا أردّها أنا
حست بالجلافة من جملته ، وإنه شدّ خيله بكل قوة يسيّره بكيفه يبعده ومن أول ما بعدت خطوته هي تكلمت مباشرة تحاول : خذها معك ! خذها معك هي تبي خيـ
ما تكلّم هو ركّض لزام كله لناحية الخيام ، وركّض الخيل يلي تحت يدّه يسوق إثنينهم تحت يدّه ورجعت البنت لعمتها : ما كان منه حتى النظر
هزت عمتها راسها بالنفي بهدوء ، بأريحية تامّة وغريبة : راعي البّر يحب أصحابه ، صبرك
_
رمى لجام لزام بكل غضب يربطه بعيد عن مكانه : تحسّب إني أبقيّك هنا ، أبقيّك هنا وأصير مجنون أنا صح ؟
ربط الخيل الآخر بمكانه ، وعضّ شفايفه جمر يحسه بجوفه هي كلّ الأحداث تتوالى عليه بهالشكل المُهلك ، بشكلّ يهد حيله يقتله مات حلاله الأوّل ، كان على وشك يفقد لزام معاه ، جاب غيره وتعلّق بوحدة منه وماتت ، جمح لزام الحين يوقّف له كل قلبه من ظنونه يلي نهشته هو بيموت ، بيصير له شيءّ وما إنتبه إن غضبه والقلق يطغون عليه يخوّفون حتى محمدّ يلي همس : الفجر
لف لناحيته بشبه حدة غير مقصودة : وش تقول ؟
تلعثم محمد مباشرة : الفجر ، الفجر دخل وقته ياعم
هز راسه بإيه وهو يشمر أكمام ثوبه يتوجه للمواضئ : أذّن
أذّن محمد ، وتوضأّ ذياب يلي عّلمت آثار الحبل بشكل مرعب بيده صارت جروح نازفة لكنه ما يهتم ، وقفّ يصلي وضاقت عليه أرضه ، خيامه يلي كلّ عمره كانت فضاه الّرحب وواسع مداه صارت أضيق عليه من ضيق نفسه على نفسه هو يعرف إنه بيغيب وكان يودّعها لكن بعد هالحدث إهتزّت موازينه وصفّ يصلي مع محمد يلي كان منه شديد السكون من هدوء ذياب المفاجئ و
_
وجلوسه يتأملّ جروح يديه ، شبك الإبل ، والخيام ومكان صقره وكلّ قطعة من هالأرض كأنه ياخذها لوسط عينه ونطق محمد : ياعم
ما لف عينه له لو لحظة تاخذه أفكاره يمين ويسار وهو ما يضمن جديد الناس يلي صاروا قريب بأرضه بوقت غيبته وعضّ شفايفه بهدوء : محمد
ناظره محمد مباشرة : آمرني ، آمرني ياعم وش تبيه
هز قلبه قبل صدره كيف ينطق لسانه بالشيء يلي ما عمره تخيّله ، كيف يقول إنه ما عاد يضمن شيءّ ولا يقدر على شيءّ ويدري إنّ هالمكان يُهجر من بعده وهو مهجور بوجوده أساساً ما يزوره إلا نصّار طول وقته بالكويت ، أخذ تراب بوسط يدّه يرجع ينثره ، تغلغل بداخل جروحه يحرقه لكن ما رفّ له جفن كانت حرقة جوفه أكبر إنعكست على ملامحه تزيدها إحمرار ، تزيد آذانه إحمرار ولف نظره لمحمد : إنت بخير يامحمد ؟ ظهرك بخير ؟
هز راسه بإيه مباشرة : الحمدلله ربنا ، الحمدلله بخير
أخذ نفس لثواني يلف نظره لمحمد ، يسطّر له كلامه وتوصياته ورغباته يلي وقّفت شعر محمد كله من الذهول ، والحزن يلي إستوطن ضلوعه : بس يا
أشّر له بالسكوت يوقف : قضت يامحمد ، قضت ..
ووقف محمد يلي رقّت حتى عينه يطاوع ذياب برغبته ، بكلّ شيء يوده يتبعه وناظره ذياب بهدوء يشدّ على كتفه لكن ترقرق الدمع من عين محمد من أوّل ما حاوط ذياب كتفه كيف يتصّور ، وكيف يتخّيل ما يعرف ..
_
« العـشاء »
جهّز شنطته وهو ماله رغبة ، ولا حتى إحتمال إنه يجلس بالرياض أكثر وذياب ماهو موجود ، عدل ملابسه وهو ياخذ شنطته ويطلع خارج البيت يقفّل أبوابه ، وحتى دبابه تركه هالمرّة هنا ما بيوديه بيت عمه حاكم ولا بيقربّه ..
دخل نهيان مع البوابة الخارجية وكانت مثل الصدمة له وهو يشوف شنطة نصّار : حتى إنت بتروح مع ذياب ؟
هز راسه بالنفي : عندي رحلة أنا ، ليتني مع ذياب
هز راسه بإيه لثواني : طيب دبابك ليش ما تحطه عندنا ؟
هز راسه بالنفي وهو يناظره لثواني : خلّه مكانه
رفع حواجبه : وش سفرة يوم يعني وبترجع إجتماع بس ؟ لبسك يقول ماهو إجتماع ولا شيء رسمي شلون
رفع يده لنهاية عنقه وهو يفكر : ماهي سفرة يوم متى ما رجع ذياب برجع ، شفيه لبسي مو عاجبك ؟
هز راسه بالنفي : لا عاجبني بس مو رسمي زيّ سفراتك دايم الحين فهمت
هز نصّار راسه بإيه وهو يمشي لسيارته ، ورد نهيّان على مكالمة أبوه يتبع نصّار : لبيه أبونهيّان
حاكم بهدوء : قول لنصّار يجي عندي الحين ، لا يطوّل
رفع حواجبه لثواني ولأوّل مرة ما يصحح له أبوه بقوله إنه أبوذياب ويهاوشه : نصّار مسافر ، يعني الحين بيمشي
رفع حاكم حاجبه مباشرة : خلّه يكلمني
مد نهيان الجوال لنصّار ، وتنحنح نصار بهدوء : سم ياعمي
_
رفع حاكم حاجبه مباشرة : وين مسافر إنت ؟ شغل ؟
نصّار وهو ما يدري ليش يتوتر : بروح عند أهلي
هز راسه بإيه بهدوء : أنتظرك بالبيت الحين ، مرّني أول
كان على وشك يقول إنّ رحلته قريبه لكن ما سمح له عمّه من قفل ، وناظره نهيّان لثواني من وصلت رسالة من حاكم من جديد : يقولك جيب دبابك عندنا
ما كان من نصار كلام غير إنه يتوجه لدبابه ، يلبس خوذته ونزل نهيّان شنطة نصار من سيارته : سيارتي معي وأوصّلك المطار أنا ما يحتاج تحط السيارة بمواقفه
هز راسه بإيه فقط وهو يعدل نفسه ، شدّ على دبابه لثواني بهدوء : حاول ما تطلع صوت أبدّ ، نروح ساكتين
_
« بيـت حـاكم »
دخلت لمكتب أبوها وهي تناظره لثواني : بطلع أنا
رفع حواجبه مباشرة : البنات ما بيجون عندك ؟
هزت راسها بالنفي وهيّ ردت حروفها بأوّل كلامها لكنها حسّت إنّها لازم تتكلم : كيف يجون ؟
رفع حواجبه لثواني ، وهزت راسها بإيه : جود قالت تجي عادي ، وسن قالت تجي ، وحتى توق قالت تجي عادي
هز راسه بإيه : وبنات عمك فزاع ؟
هي رفعت حاجبها فقط ، وناظرها أبوها بسخرية : نزّلي هالحاجب وقولي كان عندك كلام ودك تقولينه
رفعت أكتافها بعدم معرفة : أنا لو كلّمني أحد من عيالنا ببيت عمي فزاع ، صرخ وشككّ فيني بوسطه وقدام عمي والبنات تتوقع إني برجع أدخل بيت عمي ؟ أنا برضى إنّي أدخله كأنّ ما صار شيءّ وما إنهنت وسطه ؟
ناظرها لثواني فقط ، وهزت راسها بإيه : كنت مشغول بموضوع ذياب وإنه مو موجود طيب أفهم هالشيءّ بس ما تحسّ طول هالوضع أكثر من اللازم وأنا ما ودي يمسّ علاقتي مع البنات شيء ، يتعّبني هالوضع ويتعّبني أكثر إنك ما تعطيه الإهتمام الكافي ولا تسوون شيء يعدله للآن مو عدل ولا منطق تعدّونه وكأنه ولا شيء
ناظرها لثواني وهو يهز راسه بإيه فقط ، وطلع حاكم يسبقها بالخروج توقّعت منه ورد إنه بيكلم البنات ولفت نظرها لأمها يلي جالسة بالصالة وتلعب بجوالها : بتطلعين؟
هزت ملاذ راسها بالنفي ، وتنهّدت ورد فقط تعدل طرحتها على أعلى راسها وفتحت الباب لكن وقف قلبها من كان نصّار بالساحة قدامها ، ومن كان أبوها على الدرج يعطيها ظهره ومن كان نهيّان بالسيارة ، ما لمحها حاكم يلي يكلّم بجواله ، ولا لمحها نهيّان لكن نصّار يلي كان ينزع خوذته ويناظر أبوها لمحها وذابت عظامه بمكانه يخضّع نظره غصب عنه لكن تلّون وجهه يفضحه ما يخفيه ..
لف حاكم نظره للباب يلي لمح إنّ طرفه مفتوح : إطلعي يا ورد ما حولك أحد
عرفت إنّ أبوها ما شاف إنّ نصار لمحها وإنها لمحته ورجف قلبها وسط ضلوعها مستحيلة الصدف بينهم ، ومستحيل إنّه للآن ما خطى خطوة تثبّت صورته الأولى بعقلها هي توقعت بـ
_
بعد آخر موقف وقت كانت خلف الدباب إنه بيتقدّم ، بيخطب ، وما تدري ليش توقّعت لكنها توقعت وسكنت ملامحها الحين من رجع أبوها ينادي بإستغراب إنها ما طلعت : إطلعي يا بنت ما حولك أحد ، نصّار ماهو غريب
فتحت طرف الباب بعد ما غطّت وهي تخرج للبنات ، وما عاد بنصّار قدرة إحتمال يناظر عمه ورفع حواجبه : عمي بتأخر على رحلتي ، آمرني
سمعت هالجملة منه وهي كانت عند طرف الباب الخارجي وكم خطوة أكثر توصل للبنات وما كان منها إلا توقّف بمكانها من ذهولها ، من حسّت بدوخة مستحيلة وشعور غريبّ يسري بجسدها ، لمح نهيّان إن أخته وقفت بالطرف : ورد ؟
ما كانت حتى تسمع صوت نهيّان من حسّت بكل راسها يغلي ، من صار يستحلّها شعور غثيان رهيب من تشبّكت مشاعرها بلحظة وحدة نصّار نطق تأخّره على رحلته كأنه يبي الهروب وهي أسباب هربه ولهالفكرة لوحدها صابها الهلع يقلب كلّ معدتها ونفسها ويوقّف حتى خطوتها ..
نزلت ديم من السيارة مباشرة لأنها لمحت وقوفها المريب : بنت صار شيء ؟
هزت راسها بالنفي وهي تحاول تجمّع نفسها لثواني كان إرهاق الدوام لوحده متعب ، وإرهاقها النفسي على أمها وحالها والحين آخر شيء من نصّار هي ما تستوعب كونها من الضغط يلي حاوط كلّ عقلها يرفع حرارتها : ديـم
ركض نهيّان عندها بذات اللحظة يلي مسكت ديم يدها حاوط ّنهيان ظهر أخته من رعبه : ورد ! شفيك وش صار
رفعت ديم أكتافها بعدم معرفة بذهول : ورد ؟ ورد ؟ هنا أنا ورد وش صار
نطق حاكم مباشرة وهو يشوفه ماسك ورد وفيه بنت ثانية معاهم ميّز إنها ديم : فيكم شيءّ يا نهيان ؟
ضغطت على يد أخوها مباشرة ورفع صوته : لا لا مافيه شيء
فتحت ديم غطى ورد مباشرة وهي تشوف ملامحها تحتقّن باللون الأحمر وسكنت ملامحها مباشرة : بنت ورد
لمح نهيّان ملامح أخته وهو يناظر ديم بذهول : وش شفيها وش صار ! وش
رفعت أكتافها بعدم معرفة وهي تلمس خد ورد المحترق ببارد يدّها : تغلي من الحرارة ! ورد بنت تستوعبيني ؟
هزت راسها بإيه وهي تستوعب نفسها ، ملامحها وإنها بلحظة فصلت عن العالم كله وهزت راسها بالنفي فقط : مدري ، مدري وش صار يمكن تعبت شوي الحـ
هز نهيان راسه بإيه : ترجعين البيت ؟ تجلسين
هزت راسها بالنفي وهي تستوعب نفسها ، وشال نهيّان عنها شنطتها لكن عينه صارت لديم هالمرّة ما كانت معبّرة وجوده ولا تهتم له كلّ عينها لورد وطلعت من شنطتها مويا على عجل : طيب إشربي شوي
أخذت ورد المويا ، وسكن داخل نهيان كله لأنّ ديم قبل ما تعطيها بللت يدها بالمويا تمسك خدّ ورد تبرّد عليها وإبتسمت ورد : لو أدري بيصير كلّ هالحب كـ
ناظرتها ديم بهدوء : لا تكملين عشان ما أكرهك ..
_
هزت ورد راسها بإيه ، ورفعت ديم عينها ورُبط لسانها دائم الإنطلاق بلحظة وحدة من كانت عينه لها ، طول الوقت عينه لها ولأوّل مرة ، لأوّل مرة ما تحس بالقرف لأنها لمحت شيّء وحيد من نظرته هو آسف ، ندمان ، هو ودّه يتكلم ولا تدري كيف لمحت هالشيءّ لكن نطقه بإسمها لوحده أكّد لها كل شكوكها : ديم
سكنت ملامح ورد مباشرة ترفع نظرها لأخوها ، وكمّل نهيان : ورد تبين تروحين للبنات ؟ بكلّم ديم أنا
إبتسمت ديم لثواني بسخرية تمنع خطوة ورد مباشرة : عشان تأكّد كلامك الأول بوقوفي معك ؟
هز راسه بالنفي بهدوء : عشان أعتذر ، وأقول إنّ كل شيءّ قلته ما أعنيك به وأخسي أعنيك به وأقرّبه يمك ، إني مخطي وإني آسف ووش يرضيك وتبينه ما أقول لا
ناظرته لثواني لو كان يفكر إن إعتذاره يرممّ كل ما حصل هو مخطي ، هو جداً مخطي ولهالسبب ما ردّت هي رجّفت له ضلوعه بنظرة وحيدة كانت من عينها لعينه ومشيت تتركه بوقوفه وتركب السيارة فقط لكنه قرب من جديد ، قرّب يهز ضلوعها لأنه تكى على شباكها : ديم
عضّت شفايفها هي ودها تضربه كفّ ما ينطق إسمها ، ودّها تضربه كفّ يهز أركان وجهه على جراءته معاها وطلع حاكم من الداخل : نهيّـان
لف نهيان نظره لأبوه ، ورجف كيان ورد لأن نصّار طلع من الطرف الآخر بعيد جهة الحارس ويكلّم بجواله وإن أبوها يكلم نهيّان لكن عينه عندها بشكل وتّرها ..
إنحنى حاكم عند ديم بهدوء : إعتذر لك نهيان ؟
ما نطقت كلمة ضحك داخلها حتى إعتذاره كان بتوصية من أبوه ، وهز حاكم راسه بإيه بهدوء : وعنه أنا آسف يابوك لا تشيلين بخاطرك وإنّ كان به شيء يرضيك قوليه وما يصير خاطرك إلاّ طيب
شحب لون نهيّان كله هو بسبب فعله شاف إعتذار من أبوه بهالشكل ، أبوه حاكم يلي ما يعتذر لأحدّ حتى لو إنه مخطي صار يعتذر لبنت أخوه وعلى خطأ ماهو خطاه ؟ خطأ ولده نفسه وما كانت منه إلا كتمة شديدة تستحلّ ضلوعه تمنعه حتى عن بسيط النفس ورفع يده لشعره فقط يدخل للداخل تحت نظر ديم يلي شتت عينها للبعيد بدون أي رد آخر ..
_
رفع يده لخلف عنقه وهو صابه الشيءّ يلي ما يوصف من رفع عينه لوقوف نهيّان الطويل عند ورد بعد سؤال حاكم وش فيهم ولفّ يشوف وهو ماله حقّ ، يصيب ضلوعه شيءّ ما يعرفه ويعرف إنه مفضوح ما يخفى على عمه يلي تصادمت عينه معاه بلحظة وكأنه صار الشفاف أمامه وما أنقذه منه إلّا إتصال أبوه عليه يطلع من عنده للخارج ورفعه لأذنه يرد : سم
أبونصّار : هلا حبيبي ، وين بالمطار وإلا ؟
هز راسه بالنفي : عند عمي حاكم ، ما رحت باقي
إبتسم بخفيف : طيب إذا وصلت كلمني ، ونصّار
قُبض قلبه لمجرد إنه قال نصّار بهالطريقة : سم
أبو نصّار :..
_
أبو نصّار : خوالك عندنا ، قلت لك عن خاطر أمك ..
هز راسه بالنفي : لا تكفى لا تعطبني معاهم تكفى
تنهّد لثواني : وين تلقى أحسن من خوالك يانصار ؟
هز راسه بالنفي برفض شديد : لا تتكلم بلسان أمي أدري إنها يمّك بنات خواتها على عيني وراسي خوات ليّ لكن ولا وحدة منهم تصير زوجتي ، ولا وحدة ولا لي نية
أخذت الجوال من أذن زوجها : وليش إن شاء الله ؟ أمي بيقرب عمرك الثلاثين وإنت ما إستقريت للحين لا تقول الرياض وبيتي وذياب .. أبي يرتاح قلبي أنا يانصّار
هز راسه بالنفي : أمي تكفين لا تكلمين أحد ولا تقولين لأحد مرتاح أنا كذا مالي نية زواج ولا أفكر ، مرتاح مرة وش أبي أجيب أحد يحاسبني وين رايح ووين جاي ؟
كان يقولها بنبرة ضاحكة عشان ما يصدمها لو صار عندها وقال لها إنه يبي الزواج وجايّ عشان يقوله ، هزت راسها بالنفي بعدم إقتناع : تدري أنا باليوم كم مرة ودي أتّصل وأهاوشك وإلا ما تدري ؟ نظامك إنت وأبوك يلي مكالمتين بالشهرين هذا ما يرضيني ولا أحبه ولا يعجبني
هز راسه بالنفي : مشغولين إنتم ، وأنا مشغول يا أمي
كان منها عدم الإقتناع الشديد : الحين أصير مو مشغولة لأني بزوجك غصباً عنك يانصّار ، ودي وقت أفكر أقول عنده زوجته قايمة فيه وقايم فيها عنده أحد يسليه
إبتسم بعبط : عندي ذياب طيب وش ما يرضيك الحين ؟
إبتسمت بخفيف : ذياب وصلتنا أخباره الله يتممّ له ، بس المهم ترى أقولك ولا أكذّب بقولي إنّ كان عندك أحد إنت وعينك على أحد قوله ليّ الحين عشان أقول هوّني يا جمانة الولد يبي بإختياره ، وإنّ ما كان عندك ترى القريب أفضل من الغريب وبكلم خالتك أنا بكرة أول ما توصل إنت وأقولها إننا نبي سـ
هز راسه بالنفي مباشرة : عندي أحد ، عيني على أحد
نزع أبونصار الجوال من زوجته مباشرة : مين ؟ نعرفهم
عضّ شفايفه لثواني وهو رجفت كلّ ضلوعه قبل ينطق بشيءّ وحيد : أخت ذياب
إبتسم مباشرة وهو يهز راسه بإيه : لا تتأخر على رحلتك
قفل من أبوه وهو ينزل يده من على عنقه من الخلف وياخذ نفس من أعماقه : يارب أنا وش يدّريني بهالدنيا
كان الحوار كله ، كله لآخر جملة فيه تحت مسامع حاكم يلي ما كان منه كلام هو ما بيقول " لا " الحين ، لكنّه من كلام نصّار لأهله ونبرته هو عرف شيء وحيد : نصّار
ذابت عظامه بمكانه ، وناظره حاكم بهدوء : ما جاوبتني
كان بيفهيّ لوهلة ، بينسى لوهلة وش يجاوبه عليه وربط لسانه يلي كان على وشك ينفلت ويقول يبي ورد : وش
رفع حاجبه بهدوء ، وتنحنح نصّار يمسح جبينه : مثل ما رسل لك ، مثل ما قال لك ما أزيد عليه شيء
حاكم بهدوء : ما تدري شغله وين وما تدري عند من من الليّ فوق راسه ووش موقعه ؟
_
جاوب نصّار بنفس الهدوء وهو يكره هالطبع بشدّة بعمه حاكم ويلي ما يكون إلّا على ذياب : أدري إنه رسل لكم يقول يلي عنده ياعمي وما عندي غير كلامه أنا
هز حاكم راسه بإيه وذياب بالفعل رسل لأمه رسالة يبلغها إنّ عنده شغل ، وإنه بخير ، وإنّه فعلاً بيغيب وهنا كان جرح حاكم المستحيل يلي ما يصدّقه هو قال ولده " ما بيرجع " توقّعاً لحركته وشعوره يلي طلّعه من البيت ما توقع إنّه فعلاً كان عارف بعدم رجوعه وإنه أكبر من إنه يفكر عشان سوء الشعور ما يرجع عند أمه وأخوانه ، كان فكره إنه ما بيرجع لأنه ما يقدر ويكتّم جبل على صدره وقت يفكر بإحتمالات عدم رجوعه ونطق نصار بهدوء : توصي شيء ؟
هز راسه بالنفي فقط : توصل بالسلامة يابوك ، بالسلامة
ناظر نهيّان أبوه لثواني هو ما نطقها لذياب وقت مشى وما يدري ليش جاء بباله هالشيء الحين ، لف نظره لنصّار : مشينا؟
هز نصار راسه بإيه وهو يركب سيارة نهيّان ، وتوجه نهيان لمكانه يلوح لأبوه ويركب بمكانه : ماشي عشان ذياب ماهو موجود ؟
هز راسه بإيه : تجهل هالمرحلة من المحبة إنت
إبتسم بخفيف وهو يهز راسه بإيه : أغبى خلق الله بالحب والمشاعر حقتكم ذي هو أنا ، بس أنا مرتاح ياصاحبي
هز نصّار راسه بإيه وهو ياخذ نفس من أعماقه تو صاحبه راح يوم ، يوم واحد بس ويحسّ إنه ما يدري كيف عاشه هو وذياب متعودين يغيبون الشهور عن بعض ، لكن من أول رجوعه بآخر مرة بعد سلسلة إجتماعات إمتدّت قريب السنة وكلها خارج الرياض والسعودية هو ما عاد غاب عنه لقاه بالبرّ وعند خيامه ، وودعه بالبرّ وعند خيامه وبين اللقاء وهالوداع أحداث ، وأحداث ، وحياته كلها هو من وقت رجع الرياض جنب ذياب ما عاد طلع ، وذياب راح دبي ، وراح الكويت ولعبت به الدّنيا والحين ودّعه لأنّ صار وقته هو يلعب بها وكلّ خوف نصار ، يطلع صاحبه المحترق لوحده : الله يقويك يا حبيبي ..
_
« بيـت حـاكم »
قفّل الأسوار خلف نصار ونهيان ، ورجع يمرّ قريب من دباب نصار لثواني يمرر يده على أعلى ظهره ويفكّر بكلامه الأوّل هو ما طلع من إستماعه إلا بإحتمالين فقط ، يبي ورد عشان ذياب - مو عشانها نفسها - ، ويبي ورد عشان يسكّت أمه عن إصرارها ونيته للزواج ورغبته بورد ؟ ماهي موجودة ولهالسببّ كل إجاباته لا ، ولا أخرى ما يجامل ولا تحتمل إجاباته الموافقة نصّار رجال صح ، رجّال لكن مو لورده ..
دخل البيت يسكر الباب خلفه ، ورفعت ملاذ عينها لثواني وإبتسمت بحرقة جوف شديدة : وش يضّر لو قلت لذياب أستودعك الله يابوي ؟وش يضّر لو قلت له بالسلامة ؟
ما تكلّم ، ما نطق الحرف إلا بعد دقائق : خفيّ علي
هزت راسها بالنفي : ….
_
هزت راسها بالنفي : ما بخفّ ، ما بخفّ أحمّلني الذنب وأحمّلك معي أنا وإنت نناسب بعض حاكم ؟ أخذنا الحب لمّا طلعنا بهالصورة الغبية ؟ نفهم بالحب والمشاعر بس ما نفهم بالتربية والتعامل صح ؟ ما نجحنا بهالشيء ؟
ناظرها لثواني ، وضحكت : يالله ، يالله يا غبائي وضعفي يا حاكم يالله ! أخذني الحب وأخذني السكوت وأخذتني المشاعر لين صار ولدي مدّمر ما ترممه يديني أنا وقلبه حنون حتى قصيد ما يرضى ترممه من كثر ما يحبها .. يالله يا ضعفي أنا يا حاكم يالله ويالله يا سوئي يالله !
كان يحسّ بندمها ، ندمها عليه هو من كلّ شيء يحسّ ولهالسبب كررّ نفس جملته : خفيّ علي لا تـ
هزت راسها بالنفي وضحكت تاخذ نفس : أنا بعمري ، بعمري ما قلت لك يا حاكم غلط ، مشيت وراء حقّ العيون السود السمع والطاعة ووش نهايتي ؟ قول وش نهايتي الحين يوم إنّي أبكي ولدي دموع كل ليلة ؟ قول إنت وش إستفدت أنا يوم إني حرقت عيالي أبكي قدامهم على أخوهم قول لي وش إستفدت ؟
ناظرها لثواني ، وأخذت نفس من أعماق قلبها تعدل راجف نبرتها : ما ودك تروح لتركي ؟ تفهم من تركي وتستوعب من تركي وبالوقت نفسه بروح لسلاف أنا ، بروح بفهم منها كيف يصير الحب والقوة بنفس الوقت ؟ كيف عيالهم مربييّن بهالشكل وكيف ما يعانون من شيءّ ماشاءالله ودي أفهم مفاتيحهم ودي أفهم كيف ، بس كيف مرّة قالت وسط مجلسنا ، قالت الحبّ ما يلغي شخص ويثبّت شخص ما يصير حب ! ما يصير ياحاكم
قاطعها مباشرة يهز راسه بالنفي : لا تقارنين ، لا تقارنين كلٍ وله ظـرو
عصبّت مباشرة ترمي كل يلي قدامها عليه : بقارن ! بقارن وأنا أشوف كل هالقرف كلّ هالغثا كلّ هالأشياء كلها إلى متى ! إلى متى طيب لا تقول لي شخصيتك كذا حاكم ! لا تقول لي فريق ولا تقول لي عسكرية ولا تقول تربيت على قسوة ولا تقول ولا شيء كل أحد يعاني وكلّ أحد بحياته قسوة تركي غرّبوه حتى أهله ما وقف معه مثل نهيّان ما كان له ! سجنوه أهله ورجع ينسجن ظلم ورجع يموت من ألمه وكان بينه وبين الجنون شعرة ! شعرة وحدة لكنه يفكر ! يحسّ ! يحسّ ما يعقّد ولده منه ما يعقّده ولا ياخذ علاقته مع ولده طغيان وجبروت أنا بفرضني عليك غصب عنك وإن عارضتني كـف أسطّره على ملامحك وإنت خطّ شنبك يـ
قلب الطاولة يلي قدامه هي حرقت كلّ جوفه ، حرقت كلّ جوفه ورجفت من الرعب منه لأنه قلب الطاولة وضرب الكنب قدامه : لا تقولين كلمة يا ملاذ ، لا تقولين كلمة خلاص !
هزت راسها بإيه : حق الأيام والسنين الأوّلى أنا ما قلت كلمة لكن الحين ، الحين بقولها لك وهالمرّة إنت تدارك الوضع يا حاكم لأن أنا ؟ أنا مني لهنا وبس
_
« عند البنـات ، أحد الكوفيهات »
عدلت ورد جلوسها وهي تشوف إن ديم بعالم آخر عن عالمهم ، ماهي حولهم ولا تقرّب بالوجود عندهم وعضّت شفايفها لثواني : أعرف إنك قلتي ياورد لا تقولين كلمة ، بس لأني أفكر بنفس تفكيرك أنا ودي أقولك شيء واحد نهيان كان إعتذاره من نفسه لك ، مو بإجبار من أحد ولا طلب من أحد وصادف إن أبوي يعتذر لك وراه .. أعرف إنّ هالإعتذار أول خطواته وأعرف إنّه لو يرضيك القمر من سماه صعد وجابه لك ، أعرف نهيّان وأعرف وش يسوي
وأعرف إن إعتذار الكلام ما يرضي لكن بطلبك ، بس بطلبك لا تفكّرين إنّ الموضوع عادي عنده وعندنا وياخذك الغضب منه تغطيّن عينك عن أفعاله هو غلط صح ، وكثير الغلط بس دامه يدري ، ودامه يعتذر ، إتركيه يحاول حتى لو ما كان يرضيك بس إتركيه يحاول
ناظرتها ديم لثواني بهدوء : ذياب ما شفته
عضت شفايفها لثواني هي تحرقها إنّ ديم ودها تدخل ذياب بالموضوع : ذياب كلنا ما شفناه ، كلنا ما شفناه بس لو يريّح خاطرك .. فيه أحد وصلّ له إن نهيان غلط ، وإن نهيّان تجبر على أحد وللآن ما يعرف إنه تجبّر عليك
ناظرتها درة لثواني بفضول لحظي : ما قلتي له ؟
لمع حزن مستحيل بعينها وهزت راسها بالنفي بهدوء : ما قلت لأنّ بدون قولي هو كان نار ما يطفيّها شيء ، هو جاي مهلوك وجاي معصّب وبدون شيء تهاوش مع نهيّان وما أغامر إنّه يذبحه بأرضه ويموت خاطر أمي الزعلان أصلاً
هزت ديم راسها بالنفي بهدوء غريب : لا تقولين له
لفت درة نظرها لتوق للحظات فقط ، وصدت توق بنفس اللحظة ورجّعت ورد جسدها للخلف هي ما تتصّور كيف المشاعر تحكم كل شيء بكل الناس حولها وهي عكسهم قوية على مشاعرها ، هي قوية على مشاعرها كأنها ما تقاسي شيء تتعب لحظة ، وتخبيّها بكل ما تقدر من قوة ، ترجع من دوامها مهلوكة تموت من الهلاك مع ذلك هي تضحك ، ما تقول ولا تردّ أحد ، طلعاتها مع البنات دائمة التوتر بسبب حادثة نهيان وديم لكنها ما تقول لا وتطلع معاهم عشان ما يصير التوتر أضعاف ويعتبر إنها بصفّ الزعل ولهالسبب طلعت منها تنهيدة غير محسوبة تخففّ عن صدرها كل ضغوطه وإبتسمت وسن : هالتنهيدة تقول ما عجبتوني يا بنات وودي بشخصٍ يخففّ علي ، قصيد ما جات من الكويت ؟ ما خطفها ذياب معاه ؟
إبتسمت درة : وش يخطفها معاه ما توصل
هزت جود راسها بإيه : أتخيّل بس مستحيل أحس لو حصل قصيد تصور يعني أكيد
رفعت ورد حواجبها : ووش يدريك لو تصور ؟
إبتسمت جود وهي تتنحنح : أخذت سنابها من جوالك من فترة ، وضفتها ما قالت شيء عرفتني
ناظرتها ورد بذهول : ماشاءالله متى هذا الكلام ؟ ولقافة بس عشان تشوفين هي وين ووش تصور صح ؟
هزت راسها بإيه :..
_↚
: تعجبني البنت أخبيّ الإعجاب يعني ؟
هزت ورد راسها بإيه : خبيه إنتِ بالذات إعجابك محد يبيه
ضحكت جود ، وضحكت حتى ديم تهز راسها بإيه بصراحة : لأن إعجابك عبارة عن لقافة كله مو إعجاب من القلب ، ما بتصور لك هي وش تسوي مع زوجها أكيد
هزت جود راسها بإيه ، ولفت ورد نظرها لدرة : درة وتوق وش بينكم ؟ ليه كل كلمة تتبادلون نظرات فيه شيء ودكم تقولونه لنا ياترى ؟
هزت توق راسها بالنفي ، وهزت درة راسها بإيه : كلمي قصيد لو هي بالرياض تجي يمّنا ؟ إشتقنا نبي نشوفها
هزت ورد راسها بالنفي ، وإبتسمت وسن : تخافين عليها مننا ؟ ما نعضّ ترى كلميها يلا مو أهلها رجعوا ؟ قولي لها وسن حامل وتتوحم عليك وتجي حنونة البنت
ناظرتها جود : كلمتها ولا يهمك ورد ما بتكلمها
ناظرتها ورد بذهول ، وضحكت ديم : لا تطلع عيونك
كشّرت مباشرة : ثقالة دم بشكل ما أتخيله يع والله
وسن : ما حددوا الزواج هي وذياب للحين ؟ بموت وأشوفهم مع بعض أحسّ مهما حاولت أتخيّل ما أتخيل
توق : شكلها تبي بعد ما تخلص جامعة لأن ما أذكر مرة خطب واحد من أهلنا وملك وطوّل بموضوع الزواج
أخذت ورد نفس من أعماقها : مشغولين فيهم ليه ؟
تنحنحت جود من وصل ردها وكشّرت : تقول لا
ضحكت ورد بإنتصار : تشتري راحة بالها البنت
قفلت جود جوالها : دلوعة شلون أخذها ذياب ذي
ناظرتها ورد لثواني ، وهزت راسها بالنفي : أمزح والله أمزح شفيك ما نمزح يعني ؟ الله يهنيهم حبيبتي مالي فيهم
هزت راسها بالنفي : لا تمزحين قدامي كذا طيب لأني ما أعتبره مزح وأزعّلك عليه صدقيني ، يكفي هالحركة يلي بدون ما أدري ..
_
« دولة جديدة ووقت جديد »
دخل وهو يسمع ضجة إجتماع خواله وكلّ رغبته يلقى أمه وأبوه بعيد بالأول مع إن العاملة وقت فتحت له الباب قالت له إنهم موجودين بالأعلى مع الضجة نفسها ، وده يلقاهم لوحدهم قبل خواله وتعالى الصراخ بلحظة لأن يده إمتدّت يدق الباب الداخلي للصالة وصرخت جمانة أولهم لأنها تعرف يد ولدها وذاب قلبها من الحنين : تعال مافيه أحد غريب تعال
شدّ يده على شنطته : أبوي عندكم وإلا بمكتبـ
ضحك أبوه لأن ولده وده يهرب ، وده يلقاهم لوحده أوّل : هنا يابوي تعال ، إدخل البنات مغطين
دخل ، وقابلته أمه يلي حضنته مباشرة تصدم دخوله وضحك يقبل راسها : حبيبتي إنتِ
إبتسم أبوه وهو يوقف ، وغرقت أمه بدموعها كل لحظة تسببّ كثير ضحكاتهم عليها وإبتسم بعد ما صافح خالاته وخواله ، وسلم على أبوه طويل السلام والحين وقف قدام أبوه يلي سأل بهمس : تبيها إنت ؟
هز راسه بإيه ، وكمل أبوه بتساؤل : ماهي مخطوبة هي ؟ وصلني العلم قريب إنّ ولد الفريق أول سعد خاطبها
_
هز راسه بالنفي وهو خُطف لونه من صدمته : وش ؟ كيف متى لا مستحيل ذياب ما قاله شلون ما قاله
ضحك أبونصّار يأشّر له يخفض صوته : علم قديم إنت ما تدري به بس بشوف وضعك ، رفض حاكم ما عطى قال بنتي ما ودها والحين يمكن ودها ووقته ، تبشر بها يابوك وين تلقى مثل أخت ذياب ؟
إبتسم من ذهوله وهو يضم أبوه مباشرة ، وضحك أبوه يضرب على كتفه : بدخل مكتبي الحين ، وأكلّم حاكم وإنت ريّح ، إقعد مع أمك وخوالك ثم تعال لي
هز راسه بإيه وهو بلحظة وحدة أبوه سوّد الدنيا كلها بعينه من صدمته ما فكر بشيء غير إنه شافها ، أكثر من مرة وكل مرة بحال مهلك أكثر من سابقه ما يقدر يطلعه من عقله وكلّ تفكيره صار كيف ، كيف هو بدون شيءّ رعبه من عمه حاكم ، من شنب صاحب عمره ذياب ويزيد عليه رجّال آخر بتصير ورد على ذمته ؟ يموت بمحلّه ما يتخيل : يالله السلامة تكفى
إنتبه إنه وسط مجلسهم ولازم يرجع يستوعب إنه طول الوقت ما بيكون لوحده يقدر يتكلّم براحته ورفع يده لخلف عنقه : بروح عند أبوي أنا ، عن إذنكم
دخل مكتب أبوه وهو يسمعه يرحبّ بحاكم ، يقول له أبو ذياب وما يدري ليه توسّعت إبتسامته مباشرة أو يدري ، هو يحب كلّ طاري لذياب وسحب الكرسي يجلس قدام أبوه يلي إبتسم يتممّ حواره لحاكم : قال لي نصار يابوذياب ، قال يبي القرب وأقول قربكم نشريه بالغالي النَفيس ما نلقى أحسن منكم لو وافقت وسمحت ، أول ما نرجع السعودية نخطب على سنة الله ورسوله بالشكل يلي يرضيك ويرضينا ووقتها ترّد علينا بردّك ورد البنت ، الله يكتب الخير
إبتسم نصار مباشرة من قفل أبوه وهو يبتسم له : كيف
هز راسه بإيه : خير إن شاء الله يابوك ، خير إن شاء الله
هز راسه بإيه وسرعان ما سكت لوقت طويل : ذياب مو موجود
ناظره أبوه لثواني بعدم فهم : شلون ذياب مو موجود ؟
وقف نصار يهز راسه بالنفي : سلامتك ، بريّح بعد الرحلة أنا نتفاهم على الباقي بعدين المهم إنك قلت له ..
توجه لغرفته بعيد عن ضجيج خواله وخالاته ، ووقف على الشباك وهو يتأمل قصر أبوه بهالدولة ، المجد يلي ودّه يتبعه فيه بإنه يصير بمراكز السفراء ويصير شخص له إسمه بالخارجية ما يُستغنى عنه لحد ما يثبت بدولة وحدة وما يتخيّل هالشيء نصار هو عنده إستعداد يعيش سنة ، سنتين بالخارج ، ثلاث حد أقصى لكن ما عنده إستعداد يشيّد بيته بمكان بعيد عن الرياض ، عن ذياب بالذات ولا يدري وش كلّ هالحب المرتمي بصدره له لكن صاحبه يستاهل ، صاحبه يوم ودّعه يوصيه على الدباب مثل عادته هاوشه بقول واحد..
_
" لا تقول يذبحني ! لا تقول يشّلني ولا تقول شيءّ بالك به شيءّ إنتظر لين أصير وراك ولا أمنع عنك شيء أنا وش قدرتي لكني معك ، لكني وراك إن ما منعته ، رحت معك "
وضحك لأن هزمته نفسه يطلبه " أروح معك أنا الحين ، أروح معك لمجالسهم قل لهم مساعد ليّ قل لهم ترك مناصبه وكل شيء يبي يلازمني بس " وضحك ما جاوبه ولو إن نصّار يدري بجوابه ويحلف إنه كان " دخّلت رجلي بالنار رجلك ما أدخلها " وتمدد على سريره ينهي هواجيسه ، يهدّي باله المرتاب وما كانت إلا دقائق وغرق بعدها بنومه..
_
« الريـاض »
دخلت الملعب رغم رجفة كيانها المستحيلة من خطوتها ، من إنها هنا لوحدها .. بدون أبوها ، بدون أختها ، بدون البنات يلي حتى ورد ما قالت نحضر مراعاة لخاطرها هي فقط لكن هي بخاطرها موال وهي ودها تتأكّد من شيء واحد فقط عشان تعرف تقيس خطوتها على أساسه ، بناءّ عليه هي تعرف حركتها وتعترف إن قديم إعتذاره ما كان إلا خطوة هزّت كل شيء لأن هي ما تهتم للحروف كثر عينه ، وعينه كانت تصرخ بالندم ما تعتذر والسلام ولو إنّه كان على وشك يُمحى بعد ما إعتذر عمها بعده لكن ورد ثبتتّه ، ورد تركته يستقّر بعقلها ..
_
عدل أكتافه بهدوء يسمع ضجة اللاعبين خلفه ، توجيهات المدرب وتعليماته الأخيرة لهم ، يسمع الصراخ وضجّة الملعب يلي لو قارنها بضجة داخله هي ما تجي ربعه كلّ شيء مدمر ، كلّ شيء مدمر يحسه ورد كل وقتها دوامها والبنات ، أبوه يهيم بوادي ما يعرف يقوله وأمه أغلب الوقت خارجة أو لوحدها ومو بواديهم وأخوه ، أخوه قال بيغيب عنده شغل وكلّهم ما يعرفون شغله ولا يدرون حتى وين أرضه هو بالرياض ؟ أو خارجها ..
كوابيس ليله لوحدها مهلكه ، كوابيس تضمّ ديم يلي صار ينهشه تفكيره إنها ما سامحته ومستحيل تغفر ، وتضمّ أخوه يلي من الأساس هو يكره مجال شغله ويرعبه هالغياب ، يرعبه هالبعد وقلّ المعلومات عنه ..
لف تجاهه أحدّ اللاعبين يبيّن إنها مباراة صعبة له وإنهم ما يعتبرون وجوده وجود : إنت مو موجود بالملعب
ناظره نهيّان لثواني بسخرية وهو يطلع أوّلهم : أنا الكل
عدل أكتافه ، شورته وهو ينبض قلبه بشدّة مستحيلة يعرف إنّه لوحده هنا ، لوحده وهو يقول إنه الكل بالكل ثقة بلعبه إيه ، لكن مو ثقة فيهم وبتصرفاتهم معه ..
تعالى الهُتاف بلحظة ، وصّف مع فريقه قدام المدرجات هو يسمع الصراخ ويشوف كلّ الأماكن والأشخاص قدامه لكنه ما يستوعب شيء وما مرّ بجوفه إلا موقفين ، موقف كان أبوه بالمدرجات يتابع تدريباته ويضحك بقوله " يقولون لي ولدك ما يعرف يلعب جيت أشوف " ، ومرّة كان أخوه جاي له يشوف مباراته ، يضمه تحت جناحه يعدل له كابه بإثبات له إنه ..
_
إنه وحش ، وإن إكتفاءه بالدوريات البسيطة ماهو حلو ومو مكانه والحين ، الحين هو بأكبر الملاعب ويصفّ مع أكبر اللاعبين لكن لا أبوه موجود يشوف لعبه ، ولا ذيّاب موجود يناظره بالفخر والغرور إنه سمع كلامه وكان يكفيّه ينهشه وصية عمه تركي له بإنه يلعب وماعليه من أحد ، ويقول لأبوه وذياب يحضرون له وضحك هو " يعني تقول أنا بالملعب وهم بالمدرج؟" والحين ، لا هم موجودين بالمدرج ، ولا هو مكانه بالملعب ثابت وأكيد بشكل يليق فيه ..
-↚
‎لمحت إبتعاده ، شروده ، إنه مو حول أحد نهائياً يعدل شاش معصمه يلي ما تعرف وش الغاية منه لكنّ بمجرد ما ركض يتمركز بمكانه ولمحت إنحناء راسه ونظره البسيط لأقدامه بالبداية هيّ حست بشعور غريب ما توصفه وكانت حركة ما تلاحظ لأنه رفع راسه مباشرة لكن هي شافت ، ولمحت ..
‎صفّر الحكم يعلن بداية المباراة ، وشدّت أعصاب ديم من أولها لأنّ الكورة ما توصله ، مرّت أول نصف ساعة من المباراة والكورة فعلاً ما توصله ولا لامست قدمه لو مرة وحدة يتبادلونها بين بعض ، يوصلون لهجمات مستحيلة لكنّهم يردونها ويضيعونها بسبب إنّ نهيان فرصتهم وما يعدّونها له ، ما كان خصم نهيّان الفريق الآخر فقط ، حتى فريقه كان ضدّه ..
‎إبتسم أحد اللاعبين بسخرية من طاح نهيّان وجلس يعدل جزمته ، يتفل لثواني ويسترجع نفسه لأنه أهدر جهده بالركض : ما جاتك الكورة يالكل ؟
‎ناظره نهيّان بهدوء فقط ، وردّ شتائم حروفه يوقف ويرجع حيله لكن بمجرد ما قرب منه هذا اللاعب هو وقف بوجهه مباشرة : توكل لا أفرشك بأرضك الحين توكل
‎وقفت ديم مباشرة لأنه وقف قدامه بطريقة مرعبة ، يقابل صدره بصدره وجبينه بجبين هالشخص يناطحه وشهقت فقط من دفه براسه بعيد عنّه ورجع يستأنف الحكم المباراة …
‎مشى لطرف الملعب وهو ماهو مكانه لكن ما بقى على نهاية الشوط الأوّل شيء والنتيجة نهائياً غير مرضية قوة الخصم بالهجوم أكبر حتى لو مافيه هدف يحسم المباراة وينهي عزم الفريق الثاني ..
‎عضّت ديم شفايفها وهي تسمع الغضب عليه ، شديد الغضب والسخط جنبها عليه هو إنه ما مسك كورة للآن ووقف الملعب كله بالصراخ من قطع نهيّان الكورة من نفس زميله بالفريق ، من فريقه هو وضجّ قلبها كله من هز شباك خصمه والملعب بهجمة غير متوقعة سببّت للكل صدمة ، سببت للجمهور الساخط توّه كيف يقطعها من زميله وإنه أناني ، طلعت من شفايفها إبتسامة محتها بكلّ سرعة ليه تبتسم مثل إبتسامة إنتصاره وسخريته ، ليه تبتسم وليه طلعت منها ما عندها علم ولا خبر لكن وقف قلبها من نزع الشاش عن يديه يرميه ، من ضحك بسخرية يرفع نظره لجهة اللاعبين والمدرب ويهدي نبض قلبه المستحيل من ..
_
‎'
منّ صفر الحكم يعلن نهاية الشوط الأوّل ، نزع تيشيرته يرميه بعيد عنه وكان لابس تيشيرت أبيض تحته بدون أيّ شعار وبدون أيّ شيءّ ولا حتى علامة لكنّ كانت النهاية الصريحة ، كان إعلان منه إنّ هنا نهايته ، هنا موت وجوده مع هالفريق بالذات وهنا نهاية وجوده بالملعب وسكن كلّ قلبها من إستوعبت هي هالشيء من بدّ كثير الإستفهامات حولها ، إستوعبت الشيء يلي هي ودّها ترفضه وسكن كلّ كيانها لأنه كمل مشيه نيّته المخرج وما كان نظره للجمهور لكنه رفع يديه أعلى من مستوى رأسه يصفّق للجمهور المذهول وش تعني حركته ، ووش يعني تصفيق الوداع منه الحين ونطق شخص منهم كأنه فاهم بالوضع ويشرح لأصحابه : ترى بينه وبين الإدارة والمدرب مشاكل ما شفت ما يمّررون له الكورة ؟ شكله تاركهم
هز أحدهم راسه بإيه يصرخ : تاركهم والله تاركهم
ومن زحمة الضجيج يلي حصل بلحظة ، صراخ " حيّوه " يلي ترك الملعب كله يهتز بالتصفيق والتشجيع له ويلي أجبر نهيّان يكفّ تصفيق يديه يأشّر على راسه فقط ولفّ نظره لكثير ندائهم بإسمه ، تشجيعهم المستحيل والصراخ يلي هزّ الملعب هز من إنتفاضة الإداريين بالخلف والمدرب يلي وقف يتأمله فقط كأنه يتحسّر وما كان من نهيّان إلاّ بسيط النظر ، الكُره يلي ظهر على خارجه كلّه ومسكت معاها كحة غير طبيعية بدون مقدمات ، غير إعتيادية سرقت نَفَسها وسط الضجيج ورفع يلي قدامها حاجبه لأن كحتها ما خفّت : فيك شيء ؟
هزت راسها بالنفي تكابر وحاولت تكتمها لكنها رجعت تُهلك من الكحة وما كان منه إلا ينزل نفسه للمويا عنده يفتح لها وحدة ، ويمدّها لها وبالفعل شربت ، أوّل رشفة شربتها ترتجي النفس ووقف هو يتطّمن هي فهمت هالشيّء لكنها رفعت عينها الدامعة من الكحة للمدى وأرضيّة الملعب وإنّ نهيان توه يوصل عند المخرج ورفع عينه بنظر أخير للجمهور وما تدري وش حصل ، وش صار من طاحت عينها " بالغلط " وسط عينه من قرب المسافة وإنه يقدر يشوفها بينهم بكل وضوح هي ما توقعته وعلى حال ما توقّعته لو واحد بالميّة شخص واقف فوق راسها ، تداريها عينه ، والمويا يلي بيديها كانت منّه ومن رجعت قدم نهيّان خطوة للخلف يتأكّد من مكان نظره يلي طاح عليها بالصدفة هي طاح قلبها كلّه كأنها جات وسط مكانه تأكّد له شكوكه ، هو رجع خطوتين للخلف يتأكّد من نظره ، من العين يلي طاحت عليها عينه وما كان منها بعد الهلع يلي إستحّل ضلوعها إلا إنها تجاوزت صفوفهم تدور المخرج ، صحيح تلاشى خوفها من وجودها لوحدها وقت بدت المباراة لكن وقت صفّر الحكم ، وقت طاحت عينها بعينه بهالطريقة رجع لها أضعاف ..
ركض مباشرة تارك الجمهور خلفه ، والملعب وكلّ شيء يبي يـ…
_
يبي يصادف مكان خروجها بس ويحاول يتوقّعه ، يحاول يعرفه وبالفعل لمحها تمشي للمواقف البعيدة : ديـم
ما ردّت ولا توّقعت لو بإحتمال واحد إنه يناديها بهالشكلّ ، كملت مشيها بتجاهل من لمحت إنه باقي بعيد وكلّ تفكيرها هي وش جابها أصلاً ، وش جرّها للملعب تبي تشوف منّ بنت المدرجات يلي بباله ؟ هي ما لمحته رفع عينه حتى للمدرج وما تقول مافيه بنات يشوفهم فيه وتأكّد شكها وأوّل كلامه كان فيه ألف بنت وبنت لكنّه ما رفع عينه لو مرّة وحدة ما كانت تقدر تركض من الزحمة ، وما كانت تقدر تخففّ سرعة مشيها بالوقت ذاته إنّه خلفها وإنه حتى هو يحاول ما يلفت الإنتباه ويركض لكنه ركض بالنهاية من حسّ إنها تبعد ، ومستمرة تبعد ما تخفّف خطوتها : ديم
رميت يلي بيدّها تضرب بصدره مباشرة هيّ من كثر ما تفجّر كل شيء بقلبها ما ودها تسمع منه كلمة وحدة إنها جات تبي تشوف شيءّ ، وشافت كلّ شيء وحصل كلّ شيء ضدها هي مو معاها : لا تناديني ! لا تقول إسمي ودك تكمّل شك الحين صار واضح لك صح الشرطي والممرض والرجال وهذا يلي بالملعب صح ؟ أنا …… صح ؟
هز راسه بالنفي مباشرة وهو مسك علبة المويا يلي هزّت صدره لكن مو أكثر من كلامها ، حرقة نبرتها يلي نطقت والأكيد إنها فلتت بعدم إدراك منها وهز راسه بالنفي بهدوء : إنتِ بنت فزاع يلي ما تجي هالكلمة معك ولا تقّربك ، ودي أعرف من بكّاك ووش جاك هناك
ما إستوعبت لوهلة مستحيل إنه ذات النهيّان يلي من كم موقف شككّ بكل ذرة فيها وطال عدم إستيعابها لأنه يناظر وسط عينها بالتحديد وهز راسه بإيه طغيت حرقته حتى على صوته يلملم نفسه وشتاته المبعثر من الملعب ، ومنها هي بالذات : الشرطي ، والممرض ، والرجال ، ويلي بالملعب ، ونهيّان نفسه .. يخسون يقولون الكلمة عنك
هزت راسها بالنفي بسخرية : إنت قلتها ياولد عمي ، إنت قلتها وعنهم كلهم قلتها ما يحتاج تقول بعدها شيء وما يحتاج يقولون هم شيءّ هذا ظن القريب ، وش عاد البعيد ؟
عضّ شفايفه لثواني وهو يناظرها ، يناظرها حرقة جوفه أكبر من إنه يعرف يتكلم لكنه غصب جمّع حروفه : وش يرضيك
إبتسمت بسخرية : تحلق هالشنب يلي قد شتمته عشاني لأنك مو كفوه ، ولا تستاهل يكون على وجهك مثله
ما كان منه كلام ، كان منه إستيعاب لشيء واحد فقط من بعدت خطوتها معاه وتبعثر لسانه بين كلمتين : من معك
إبتسمت بسخرية تلف نظرها له : لحالي ، أكمّل لك لستة الشكوك لو ودك تشك أكثر وتتكلم أكثر قلّبها بعقلك ياترى وش يجيب ديم لحالها بالملعب ؟ وش يجيبها
عضّ شفايفه يرمي العلبة بعيد عنّه ورصّ على أسنانه بكلّ مافيه : …
_
: ودك تغلطين عليّ إغلطي ، ودّك تقولين إني ….. قولي وودك تقولين يلي تقولينه قوليه حقّك لكن لا تعيدين عليّ كلام ندمان قدّ شعر راسي إنيّ قلته ! لا تعيدين عليّ شيء قلته ولا أدري كيف قلته ولا أدري غير إنيّ لقيتك بوقت ما عندي فيه غير الشكوك يلي إعتذرت لك عنها وباقي أعتذر وبعتذر لو يرضيك ! لا تـ
ما كان منها كلام بشكل تركه ما يكمّل كلامه من وقف السواق عندها كأنه عرف وجودها هنا ويعرف سواق عمّه ، وتجاهلت كامل وجوده تفتح الباب لكنه نطق بهدوء تام ، غير عنّ كل نبرة نطق فيها قبل : ليش جيتي
هيّ حست ، وهو حسّ بالمثل لكنها ركبت السيارة تتجاهل كامل حروفه تختار البعد ، والهروب منه لأنها اُستنزفت بما فيه الكفاية ولا ودها تفكر أكثر ..
_
« بيـت حـاكـم ، الفجـر »
جلست ملاذ بجنب ورد يلي تعيد وتزيد بلقطة وحدة من مباراة أخوها ، لقطة هدفه وما بعده .. نزعه لتيشيرت فريقه والتيشيرت الأبيض يلي لابسه ، الهدوء يلي بنظرته وخطواته الواثقة بإنه منتصر ، إنّ ما يهمه وش بيجيه لأنه طلع من الشوط الأوّل وغرقت بدموعها لأنها لمحت بين مشيه إنحناء بسيط لراسه هو كان ياخذ نفس ورجع يرفع نظره للجمهور لكنها حسّت إنهم هزّوا قلبه وكمّ تمنت تكون معاه بالملعب ، موجودة عشانه عالأقل لكن هلاك دوامها ونفسيتها تركها ما تطلع من البيت أساساً ..
جلست وهي لمحت باب مكتب حاكم المفتوح وإن عينه مع الشاشة يلي أمام ورد لكنها ما لفت نظرها نهائياً ، أخذت ملاذ نفس من أعماقها وعضّت ورد شفايفها : الحمدلله إن عمي تركي وراه ، أحسّ زال عنه حمل كبير الحين ويرجع نهيّاننا على مهله بإذن الله
هزت ملاذ راسها بإيه وهي تحاول تكون طبيعية عشان ورد ونهيّان ، تحاول ما تبيّن دمارها الداخلي وهزت راسها بإيه : الطيب عند ذكره
طلع حاكم من مكتبه ، وإبتسم نهيّان المرهق : إنتهت
هز راسه بإيه بهدوء : ما قصرت ، عندهم شيء يقولونه ؟
هز راسه بالنفي وهو يترك شنطته: حلّهم عمي تركي
هز حاكم راسه بإيه وهو كلّ الفترة يلي مرّت يحترق وده يعرف ولده ذياب وينه لكنه مو قادر ، عجز يوصل لمكانه وعجز يعرف عنه أبسط الخبر ووّده يتأكد من شيء واحد بس : الأبيض يلي لبسته تحت الشعار
إبتسمت ورد بإعجاب لأن حتى أبوها ركّز عليه وشدّه يلي شدّها : أخذت شوي عشان أفهم ، قصدك خلاص إنتهينا صح الوجه من الوجه أبيض؟
هز راسه بإيه ، وحسّت ملاذ إنها مو طريقة تفكير ولدها نهائياً هو ما يفكر بالهدوء والرسائل المخفية : كيف
هز راسه بالنفي وكمّلت نظرها له ، وعضّ حاكم الجمر من جاوب ولده بالجواب يلي كان متوقّعه ، بالجواب يلي حرق له قلبه كلّه : ذياب قاله لي
_
إبتسمت ورد لثواني لأن بهالصورة يليق ومنطقي أكثر ، وهز راسه بإيه وهو يجلس ومسح على جبينه : يوم قال له عميّ تركي عن العقد وإني تاركهم ، كلّمني قال تبي شيء ناقصك شيءّ قلت له بس بعدها وش أسوي شلون أتصّرف أنا ما ودي بالكلام ولا حتى تصريح وقال شوط واحد إلعبه حاول تسجّل فيه ونزّل شعارهم مالك به حاجة وإطلع من الملعب بدون ولا شيءّ غيره ، قلت له وش يصير بعده قال مالك به ولا فهمت للحين لأنه ماهو موجود والمفروض يكون حاضر معي هناك لكن ما حصل
مسك حاكم الريموت من يدّ ورد يدخل على القنوات الرياضية ، وساد الصّمت بلحظة كان الإعلام فاهم ، الإعلام يعرف المقصد والمغزى من خلف هالحركة بدون ولا كلمة زيادة ولا حتى تصريح من نهيّان عشان يقولون هذا كلامه ورفع نهيّان الصوت يسمع التقارير ، ردّات الفعل عن حركته وتفصيلها بالتمام والكمال كلهم فاهمين مغزى حركته يلي هو بنفسه ما كان مستوعبها بالشكل الكافي وأخذه الفخر ، الإرتياح إنّ كل الجمل تحت " رايتك بيضاء " مثل تيشيرته والكلّ فاهم ويتكلم عن مشاكل الإدارة ولا طرف ، حرفياً ولا طرف يلومه ويقول عنّه شيء كل التقارير يلي مرّت على مسمعه تحت إبتسامات ، تحت ذهول من حركته وحتى ورد أخذها الفخر من أخوانها الإثنين نهيّان الواضح للإعلام ، والخافيّ عن الكل ذياب ورقّت عين ملاذ فقط تتأمّل ولدها وإبتسمت لنهيّان : عشان تعرف إن أخوك يحبّك ، يفهمك
وصار جرح بقلب ورد يلي نزلت راسها تشتت نظرها للمدى أخوها يحبّهم ، يموت من حبّه لهم ويفهمهم لكن هم ما يفهمونه نهائياً ورجعت ترفع راسها من جديد : كان ودي أحضر ، والبنات كان ودّهم بس جاء وقت المباراة غلط مرة ما قدرنا بس فخورة ! والله فخورة نهيّان
إبتسم يهز راسه بإيه وتوجه يجلس بجنبها : حبيبتي إنتِ
ووسطّ كل هالإفتخار كان حاكم يعضّ الجمر ولا غيره ، يعرف إنّ ولده كل تفكيره سياسي ويعرف إنّ المستشار وقت قال له ذيّاب داهية بالسياسة كان يعنيها فعلاً ويأكّد له تفكيره بصدق وهذا سبب خوفه ، هذا سببّ كل رعبه وكلّ شحوب عينه لأنّ ولده حتى البسيط الهيّن ما يجيبه بكثير الكلام يجيبه بحركة وحدة يترك الباقيين يتكلّمون فيه فكيف أصعب المطالب والإجتماعات والشّخصيات يلي يشوفون تفكير أقوى من تفكيرهم ، تهديد لا غيره ..
ترك الريموت يتوجه لمكتبه مباشرة ، ولفت ملاذ نظرها لبنتها لثواني بسيطة وتوجهت لمكتب حاكم بهدوء : رديت على أبونصار وقت قال لك ؟
هز راسه بإيه : رديت عليه من يومها ، قلت له الله يحييكم ما قلت له غيرها متى ما جاء نتفاهم
ناظرته لثواني : ما لمّحت له بتوافق وإلا لا ؟
هز راسه بالنفي ، وهزت راسها بإيه:
_↚
: ومتى بتقول لورد ؟ إنه خطبها وقال يبيها وإلا ما بتقول ؟
كان جوابه عادي ، تماماً عادي : متى ما صار وقته ووافقت أقول لها ، ومتى ما دخل المجلس وجاء أقول لها
هزت راسها بإيه : ما بتدخل لأني أعرف كيف تعامل ورد ولو إنّ يصيبني الشك دام نصّار يمس ذياب
رفع نظره لها ، وتوجهت للباب هي ما ركّزت إنه يعني موافقته هو ، يعني إنه للآن مو موافق وطلعت مع الباب فقط تتوجه للأعلى ما ودها تفكّر ..
عدل كتفه وهو يمسك جواله بين يديه ، ودخل نهيّان يجلس على الكنبة : متى بيرجع ذياب ؟
ما كان منه رد لكنّه رفع جواله لأذنه : حضرة المستشار
سكنت ملامح نهيّان لأن أبوه ما كلّم المستشار من وقت والحين إتّصل عليه وما يوضح له من إتصاله إلاّ شيء وحيد ، أبوه يأس وعجز ما يعرف مكان أخوه ولهالسبب عدل جلوسه مباشرة يناظر أبوه يلي يحاور المستشار : إذا إنت مالك علم يابوعبدالعزيز من له ؟ ما قلت لك وش عنده قلت لك هو بالرياض وإلا ماهو بالرياض مالك علم به بعد ؟
هز راسه بالنفي بهدوء : إنت تعرف يابوذياب هالأمور مالي علم بها ولا أدري هو بالرياض ماهو بالرياض وين مكانه مالي علم به ، علمي يوم كان معي بالوزارة إيه أدلّك عليه لكن الحين ما أدلّك ولا أدري به
هز راسه بإيه وهو فارت أعصابه لأوّل مرة يتصل هالقد وما يصير عنده خبر وكلّ هالأشياء توتّره لأن ما تعوّد بحياته ما يعرف وما يوصل : ما تقصر
رفع نظره لأبوه وهو ما يصدق : يعني إنت صادق يوم تقول ما تدري عن مكانه وينه ؟ عسكرك ما يدرون؟
ناظر ولده بنظرة وحيدة كرّهته كل عمره ، وهز راسه بإيه يوقف : تبي شيء أجيبه معي ؟ بطلع أنا
هز راسه بالنفي وهو يضغط على عيونه بهدوء : لا تطلع مكان إجلس هنا
ما كان منه كلام غير يجلس بمحلّه ، وناظر أبوه لثواني فيه كثير أشياء تغيّرت لكن مو عارف يوصفها ، مو عارف يوصل لها ويوصل لسببها من الأساس وما ودّه يتخيله لأنه يخاف البشاعة ، يخاف يكون شيء أكبر من إحتماله وتفكيره ولأنه يكره دُنيا الغضب ، السياسة ، الغموض هو ما يسأل وما يعنيه ونطق أبوه : من ركضت له بالملعب إنت
ناظر أبوه يلي ترك جواله على الطاولة كأنه يتفرّغ له ، كأن صار دوره الحين وهز راسه بالنفي : أطلع من الملعب
ناظره بهدوء ، ونطق نهيّان يعدل كذبته : وراء ديم
هز راسه بإيه وهو يبي يسمع منه ، وناظره نهيّان لثواني بإستغراب : ما بتعصب ؟ نظرتك توها يوم بمشي أحدّ من الحين ما بتقوم لي ؟
نطق حاكم بهدوء : إعتذرت لها مرة ثانية ؟
نهيّان : إعتذرت وسألتها وش يرضيها ، وبعتـ
ضحك حاكم بسخرية : استرجل ، استرجل ماهي هالحلول يلي تغفر لك تعتذر بكلمة وكلمتين وبعدين ؟ فعلك وينه ؟
_
ناظر أبوه لثواني بسخرية : فعلي يلي يرضيها إنها تبيني أحلق شنبي أجيب لك الماكينة تحلقه لي ؟
ناظره حاكم لثواني ، وإنتبه نهيّان إن نبرته كانت مستحيلة ويستاهل ألف كفّ مو كف واحد مثل يلي ردّه ببداية الموقف كلّه وشدّ حاكم على الطاولة : رتّب وضعك ولا عاد أسمع طاري لسالفتك معها
هز راسه بإيه ، ووقف من محلّه يتوجه للباب ونطق حاكم بتشديد : وأخوك لا يوصله خبر ! لا عن قبل ولا عن بعد ولا تقول له حرف عنك وعن بنت عمك
ناظره لثواني بإستغراب : خايف يذبحني لو درى ؟
ناظره حاكم هو خوفه الأكبر إنّ ولده يمحيه : ما يقوى قلبه عليك لا تخاف
ناظر أبوه لثواني وهو ينسفه تماماً " استرجل " بداية ، وإنه ينطق بهالطريقة " ما يقوى قلبه عليك لا تخاف " وهز راسه بإيه فقط يطلع لأن الواضح أبوه شياطينه كثار وإن المستشار ما قال له عن ذيّاب شيء يعني نيرانه عليهم وطلع يسكر الباب خلفه ويركض للأعلى ، لأمه وورد يلي يسولفون وما تجذبه مواضيعهم تجذبه القهوة يلي بينهم وناظرته ورد : وش يسوي أبوي ؟أنزّل له قهوة؟
هز راسه بالنفي : ما أنصحك ودّه يفجر بأي أحد يمر قدامه الله يحفظه لنا تقهوى عليّ خلاص
إبتسمت : شوي ويجي يراضيك لا تسوي مظلوم
هز راسه بإيه يبتسم : ما يقدر عليّ ، سميّ غاليه الله يرحمه أنا ما يطاوعه قلبه عندي ..
هزت ملاذ راسها بإيه ، وناظرت ورد أمها : هم بيت عمي تركي بخير ؟ يعني قصيد لها فترة ما تطّل ولا تجي حتى ما نتكلم ، وأبوي مو جالس يروح عند عمي أبد وصرت أشك هم بالرياض أصلا ؟
ناظرها نهيان : أبوي ما يروح له ؟ وش صاير
هزت راسها بإيه ، وبالمثل ملاذ يلي نفيت أفكار نهيّان : تركي مشغول أغلب وقته بالمكتب
ميّل شفايفه بمنطقية : يعني لا تركي يخففّ عليه ولا ذياب ينفجر فيه غصب تطق أعصابه عليّ مو لاقي غيري
ماكان من ملاذ رد ، وسأل نهيّان : ما حدد زواجه ؟
هزت ورد راسها بالنفي : متعب هالسؤال ، البنات كلّ وقت يسألون متى زواجه وما أحد يدري
هزت ملاذ راسها بإيه : ودّهم يفرحون يا أمي
هزت راسها بإيه : أمي الفرحة ما تُراقب وينها ومتى ينتظرونها بحبّ إيه بس ما يراقبونها ما يصير
إبتسم نهيّان بإعجاب : كلام كبير
تنحنحت بغرور ، وتوجهت ملاذ للخارج وتمددّ نهيان بجنب ورد يتابع بجواله وإبتسم : تشوفينه ؟
نزلت راسها للأسفل تشوف تعليق نصّار عليه ، دعمه له " نبي نشوفك بالأعلى لا توقّف " وعدّلت نفسها : مطول هناك ؟
هز راسه بإيه : عندهم خواله وش يبي يجي وحتى ذياب ماهو موجود يجي له ، يبي وجهي ؟
إبتسمت تكتم الشعور يلي صار بقلبها : ما يبيه
_
« مكان آخـر »
كان تفكيرها شارد ، بعيد كل البعد عن …
بعيد كل البعد عن التركيز والإنتباه هلكتها الزكمة والحرارة المستمّرة معاها كل يوم لأنّ بدايات الشتاء قربت وشتاء الرياض دائماً يتعبها أكثر من غيره عجزت تتأقلم معاه وتتعوّده ومستحيل تستقبله إلا بخفيف التعب يلي هالمرة صار أعظم وأكثر لأنها تفقد ، تفقد أخوانها ، تفقد شغفها ، والأهم ، تفقد ذيابها يلي قبّل كل ملامحها ونازف دموعها قبل شهر ونصف من هالوقت بالضبط ومن وقتها وهي مو نفسها ، مو قصيد ..
رفعت جوالها عن الطاولة من رنّ بإتصال فيديو وما كان إلا عذبي أخوها ، إبتسمت رغم شديد تعبها : أهلاً
إبتسم بحبّ شديد : ياعمري التعبان أنا ! حبيبي
ضحكت ، غصب عنها ضحكت وهي مهلوكة ما توضح منها حتى ضحكتها لكنّه يشوفها ، وإبتسم : ما ودك تجين أتوسّط لك عند الوالد ؟ صاير يحبني لو ما تدرين
إبتسمت بخفيف : تذكر إني أنا يلي توسّطت لك لا تنسى
ضحك وهو يهز راسه بإيه : قلبي إنتِ قلبي ، كيف الحال
جاء تركي أخوها من الطرف الآخر يمدّ لعذبي قهوته وإبتسمت ترقّ حتى نبرتها لأنها تهلك من برد لندن يلي حسّته من وجود عذبي وتركي أخوانها قدامها الحين ، تحاوطهم جاكيتاتهم وتشوف ملامحهم يلي تتجمّد من البرد والأهم ، بخار القهوة يلي يطلع من أكوابهم : أموت من الشوق طيب مو عدل
إبتسم تركي يبعد كوبه عن فمه : لنا وإلا حق لندن ؟
إبتسمت تناظرهم بكل حبّ ، كان حبها يطلع من عيونها وإبتسم عذبي أخوها بمراعاة شديدة : عندك محاضرات إنتِ ؟ إسحبي عليهم وإرجعي البيت كلمي أمي إذا أبوي مشغول ! حنّا بلندن ما حمّرت ملامحنا جذي يبه إرتاحي
هزت راسها بالنفي وهي تمسح على جبينها ، ورفع تركي حواجبه هو ما لمح مكانها : شنو إنتِ مو بالبيت ؟
هزت راسها بالنفي وهي تلف له المنظر يلي هي بوسطه ، بأحد القاعات الخالية وقدامها آيبادها يشرح شخص ما تعطيه حتى أقل الإنتباه لأنّ مالها خلق ورفع حاجبه لثواني : ردّي البيت بابا شحقه التعب ما يسوى
هزت راسها بالنفي وهي تفقدهم ، تحس بالذنب إنها تذبل وأمها وأبوها يحاولون يخففّون عنها جوها لكنها ما تقدر تخبيه وما تقدر تداريه بشكل فضيع ولمعت عيونها مباشرة بشكل حاولت تصدّه وناظرها تركي : قصيد
إبتسمت تتنحنح ، تغيّر الموضوع قبل يدارونها ويصير دمعها من الحنان أكثر : فهودي مو معاكم ؟
إبتسم عذبي وهو يتأمل فهد يلي يمشي بالشارع ويتأمل ويصّور ويعلّق على حركاته بشكل أكل قلب قصيد : فهد يسوي تقرير ، فهد نزل جواله وفهد شاف وحدة أحلى منك يتأملها يخون العهد والحبّ وجالس يمشي وراها فهد الآن وجاء فهد يركض بس باقي عيونه وراء
ضحكت غصب من إسلوبه وكلامه وضحك تركي لأن فهد جاء يركض لناحيتهم وما…
_

تعليقات