📌 روايات متفرقة

رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل الواحد والعشرين 21 بقلم مجهول

رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل الواحد والعشرين 21 بقلم مجهول

رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب pdf الفصل الواحد والعشرين 21 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب pdf الواحد والعشرين 21 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل الواحد والعشرين 21 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم  رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الواحد والعشرين 21

رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل الواحد والعشرين 21 بقلم مجهول

رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل الواحد والعشرين 21 بقلم مجهول

شيء لأنّ حتى هم تعالت ضجتهم بلحظة وما قطعت الإصوات إلا بعد ما نطق عذبي يخوف فهد بنبرته وكلامه : شفت وحدة أحلى من قصيد إنت إعترف !
شهق بذهول يناظر حوله وضرب كتف عذبي مباشرة : أخسي ! أخسي تخيّل هالشقراء شايله على كتفها قرد ! قرد صچي مو غشمرة شوف وتأشر لي تعال إلمسه يعني يوم أشّرت لها No ما بروح صوبها تضحك على بالها خايف
إبتسمت لأنه يهلكها بالضحك لما يسولف بإنفعال وما ضحكت لأنّه للآن ما لمحها بسبب إنه قدام تركي وعذبي يلي الجوال جهتهم وتنحنحت : تخاف فهودي ؟
سكنت ملامحه مباشرة بذهول هو سمع صوتها : قصيـد !
نزع الجوال من أخوانه ، وإبتسمت تأشّر له وسرعان ما غصّت من ضحكها بشكل مستحيل تنزل دموعها وراه لأنها ما صارت تشوف إلا قُبلاته للشاشة وإبتسمت تحاول تمسح دموعها قبل ينتبه ، تضحك وتدمّع بذات الوقت من تخالط شعورها وحتى القاعة الفاضية يلي هي فيها ضجّت بضحكها المتعب ، أخذت نفس تبقى على الإبتسام من صارت الشاشة قدامها أخوانها الثلاث وما وقّفت دموعها بالإنهمار تمسحها بعشوائية على أمل ما تبيّن لهم وإبتسم فهد : أقول ياحلو المداومين بس
ضحكت لأنه كان ساكت طول ماهي تضحك وتمسح دموعها وتوها تبيّن إبتسامتها : ودك تقول كلمة غيرها لا تخليها بخاطرك ، طقطق عليّ يلا
إبتسم يهز راسها بالنفي ، وإبتسم تركي بهدوء : واحشتنا
هزت راسها بإيه ، وناظرها عذبي أخوها يلف جواله الآخر بإتجاهها : تراك معي هنا بلندن للحين لا تقولين ناسيني
ضحكت لأن خلفية جواله صورتها وهي صغيرة ، تبتسم وتحاول تبيّن إن مافيها شيء رغم إن دموعها ما وقفت وتبدّلت لغتها تهمس براجف النّبرة : إشتقت لكم
إبتسم عذبي أخوها هو كان يبيها تتكلّم : يقطع الليّ ما يجيك ! يقطع الليّ ما يجيك الآن جاي وش لندن عند هالوجه وهالدموع
ضحكت وهي تاخذ نفس من أعماقها ، وإبتسم تركي من هزت راسها بالنفي تكفّ دموعها : أنا بجي عندكم
سكن كونها وهي تسمع شخص يناديها ما كان إلا المُحاضر بنفسه ، الشخص يلي صار له ساعة بأكملها يشرح ولو سألها وش كان يقول ، هي ما تعرف وردّت : موجودة
كلّها إمتنان لأخوانها يلي صار منهم السكوت ودّهم يسمعون معاها ، ورفع طرف حاجبه يكمّل بهدوء : تمام البقية تقدرون تتفضلون ، قصيد خليّك معي
قفلت على أخوانها ميوت مباشرة لأن فهد كان بيصرخ وش يعني خليّك معي والباقين يطلعون والأكيد إنه ما بيستوعب إنّ قصيد بمكان والدكتور بمكان آخر ، عدلت جلستها تنتظر منه ردّه وتراقب أخوانها يلي يتضاربون بوسط الشارع لأن فهد وده يتكلم وهم يمنعونه وإبتسمت تتأملهم لثواني لكن سكنت ملامحها من قفل تسجيل الجلسة وسأل سؤال وحيد :…
_
: أنا بسألك شيء بس قبل السؤال ، قصيد بنت سلطان آل نائل ؟ صححيّه لي لأن هذا يلي قدامي بالنظام الحالي وأعرف إنه غلط ودي اتأكد وبسمع الأكيد منك
هزت راسها بإيه وهي تتوتر بشكل ما تعرف كيف توصفه لأن كان بطرف لسانه سؤال وبدّله يتأكد من إسمها أوّل : قصيد تركي بن سلطان آل نائل
ميّل شفايفه لثواني لأنّ صوتها يوضح التعب : تمام ، تعبانة إنتِ ياقصيد وإلا أنا ما أسمعك عدل ؟
فتحت عيونها بإتساع وذهول ومثّلت إنها ما سمعته نهائياً : شيء ثاني وإلا أقدر أخرج ؟
إبتسم بهدوء : ما بعد سألت سؤالي لكن الواضح إنك مستعجلة وبعذر هالإستعجال ، برسل رقمي هنا تتواصلين معي متى ما صرتي أحسن والحين تقدرين تتفضلين الله يحفظك ، قدامك العافية
ما كان منها كلام إلا إنها قفلت مباشرة من ذهولها يمكن يكون شيء طبيعي لكن هي ما حسّته وما كان منها إلا تشيّك على إسمه من الخارج ما تدري وش تغيّر أصلاً وصار هو دكتورها وبالبداية كانت مادتها مع دكتورة وما كان يهمها لكن الحين يهمها ، أخذت نفس تعدّل شكلها وباكي ملامحها وأخذت نفس : هو غريب كل هالبكاء ؟
ما كان غريب هي كلّ يوم تنهار أكثر من قبله وتعرف إنّ بيجي يوم وتغضب أمها على هالإنهيار لكن مو بيدها ، أول ثلاث أيام غيابه بعد ما زالت آثار قبلاته من عنقها وصدرها تملّكها البكاء يلي ردّته بكلّ مافيها من قوة ، وقت كانت تسوي قهوتها وحاوط أبوها ظهرها لأنه بياخذ شيءّ من الدولاب أعلى من مستواها هي ردّت دموعها ، لما إستوطنت الوحدة ضلوعها وإنها نامت لوحدها ليالي كثيرة ولو إنها ما نامت جنبه إلاّ يوم لكنها تعوّدته ، تعوّدت وجوده وتعوّدت كل صحواتها تكون بحضنه ولو ما كانت بحضنه تكون يدّه عليها ، تلقى شخص يقبّل رأسها ، يطمّنها عليهم وإنهم بخير ، كلّ ما رفعت يدها لشفايفها صحيت لقيت يدها بوسط يدّه ولو عارضت ، أو حتى حاولت ترجع يدها لشفايفها يتأمّلها لثواني طويلة ، ويرجع يثبّت يدها بيده ويسرق منها نَفسها يقبّلها كأنه يقول مكاني ، أنا الأولى والأحقّ هنا وأوّل ما بكت دمعة علقت بطارف رمشها هيّ إنهارت لأنها تأمّلت رموشه كثير وهو وقت بكت ، قبّل حتى عيونها وأخذت نفس تستجمع نفسها ، طاقتها وتتوجه لمكان السواق كعادة روتينها من وقت غيبته ، ترجع من دوامها وتنام لوقت دوامها الآخر بدون أي أحداث لذلك طلعت مفاتيح البيت من شنطتها ، ونزلت بثقيل الخطوة تمشي له لكن سكن قلبها وهي تسمع صوت أبوها يكلّم أحد ولو تعرف ، هو وأمها ما يتناقشون بعالي الصوت بهالشكل وفتحت طرف الباب لكنها بمجرد ما لمحت ثوب مسكته ما تفتحه كلّه وإبتسم تركي يلي سمع صوت مفاتيحها: تعالي يا بابا ، تعالي ..
_
ما تدري وش اللهفة يلي صارت بقلبها ، الشعور الغريب من نداء أبوها والثوب يلي لمحت طرفه لكنّ وقفت لهفتها بوسط جوفها من فتحت الباب كلّه وكان بوسط صالة بيتهم قدامها بدون أيّ مهرب عمها حاكم ، وقفت لهفتها تحوّل عادي ملامحها يلي لملمته بالطريق لإحتقان شديد يسري بعروقها كلّها ، تتلّون بأحمر الخجل والإحراج يلي حسّته من وقف لها وإنّ ممكن لهفتها كانت طاغية حتى على ملامحها تقول إنها كانت ترتقب شوفته هو مو غيره : حيّ بنتي ، كيف حالك عساك بخير
توترت بالبداية تتوجه لناحيته ، تصافح ممدود يدّه وترفع نفسها أكثر تبيّن إحترامها وإبتسمت رغم شديد الخجل : الله يبقيك ويسلمك ، بخير الحمدلله إنت كيف حالك وصحتك وكيف عمتي وورد
إبتسم وهو يهز راسه بإيه : بخير الحمدلله يابوك بخير وكلهم بخير يسلمون عليك ، الله يديم عليك أفضل الحال
إبتسمت لأنها حسّت بصادق حبه لها رغم خجلها وتوترها وإبتسم تركي لأنها أُحرجت وودّها تاخذ نفس : شوفي أمك لو تحتاج شيء وإرتاحي شوي ثم تعالي يمّنا نبيك
هزت راسها بإيه وهي قُبض قلبها تناظر أبوها لثواني ، وإبتسم يبيّن لها إنّ كل شيء بخير وعادي وتوجهت للداخل تلتزم الثبات لكنّ بمجرد ما صارت بعيدة عن مدى رؤيتهم هي ركضت مباشرة لغرفتها لأن كلّ شيء تجمع عليها بوقت قصير ، لخبطة مشاعر ما زالت من فترة ، أخوانها يلي قفّلت منهم بدون ما تقول لهم شيء آخر ، شعورها المستمر والمتفاقم بشكل يومي تجاه كلّ شيء ، الدكتور وحركته يلي أقلقتها ما تريّحها مهما حاولت تحسن الظن وآخرهم عمّها حاكم ورؤيته يلي هزّت بداخلها سبعين ضلع ودّها ذياب ، كلّ ودها ذياب ..
تركت عبايتها بعيد عنها تعدل نفسها ، شكلها ، شعرها ودخلت سلاف أمها بهدوء : ما جيتي عندي
هزت راسها بإيه كان ودها تمنع سؤال لسانها لكنّه نطقته بتردد : قلت أنزّل وأجيك ، عمي حاكم ما قال شيء ؟
هزت سلاف راسها بالنفي وهي تبي بنتها تتكلم ، تقول قصدها وما كان من قصيد الكلام إلا إنها سكّرت الدرج يلي أمامها وناظرتها سلاف بهدوء : تكلمي ، قال عن مين
أخذت نفس لثواني تناظرها ، وهزت سلاف راسها بإيه بإنتظار وعرفت من شديد نظرة أمها إنّ مالها مهرب ، شتت نظرها مباشرة تمد يدها لمعصمها ، لمكان جروح الصقر يلي صارت آثار ما تُذكر : عن ذياب ، ما قال شيء ؟
ناظرتها سلاف لثواني بهدوء : قصيد
هزت راسها بالنفي تبعثر شعورها ، غيوم عينها المباشرة لأن نبرتها إهتزّت بمجرد ما قالت إسمه : أغير لبسي وإلا أنزل كذا لأن بابا قال تعالي نبيك ، يعني هو وعمي حاكم
ناظرتها سلاف من فتحت الدولاب تتهرّب : قصيد
ما ردّت على أمها تطلع لها لبس آخر : ألبس هذا ؟
_
ما ردّت على أمها تطلع لها لبس آخر : ألبس هذا ؟
ما خفى على سلاف إحتقان ملامح بنتها المباشر لأنها أجبرتها تقول إسمه ، إختلاف وضعها المباشر تبعثر نفسها بمحاولة تواري خلف اللبّس وإختيار اللبس لكن كانت تنهار كلّ لحظة بشكل يوضح لعين سلاف ويرعبها : قصيد
رجفت شفايفها لثواني وهي تهز راسها بالنفي وتوجه نظرها لأمها على أساس إنها طبيعية : الأسود أحلى ؟
سلاف بهدوء تام وهي تعرف إنّ قلبها يرجف رجفة الطيّر بداخل ضلوعها وودها بس تتكلّم لها : قصيـد
عضّت شفتها مباشرة تضم اللبس لناحيتها ، وزعلت كلّ ملامحها بلحظة وحدة تصد بنظرها عن أمها وقدمت سلاف خطوة وحدة : ماما قصيد كلميني ، بس كلميني
صدت بنظرها بعيد عن أمها مباشرة ما بقت فيها دموع لكن قلبها يبكي ، قلبها يليّ تقطع من اللهفة بلحظة وحدة وصلت فيها أقصاها من الثوب يلي لمحت طرفه بس ، من كلمة أبوها لها تعالي ورجعت توقّف سكين بوسط جوفها باللحظة يلي بعدها تخنقها بشكل مؤلم من إستوعبت إنّه مو هو وحتى لو ودها تكلّم أمها وترد عليها مستحيل تضمن نبرتها ، مستحيل تضمن نفسها وحتى سلاف يلي كان ودها بنتها تنفجر بهاللحظة تفرّغ كل مافيها ما عاد ودّها ، أبداً ما عاد ودها لأنّ قصيد ما تنفجر ، قصيد صدّت بنظرها للجهة الأخرى ورفعت يد وحيدة لملامحها تحاول تلمّ نفسها ، تحاول تجمّع شتاتها وما كان من سلاف إلا الخروج تترك بنتها براحتها ورميت هيّ كلّ اللبس يلي كان بيدها بمجرد ما خرجت أمها ومدت يدها لجوالها هيّ إتصلت ، فعلاً إتصلت للمرة الألفّ مو لأول مرة تتصل بهالشهر وكلّ مرة تسمع إن جواله مقفل هي يبقى الجوال على أذنها ، يبقى صمتها ، ويبقى سكونها ونازف شعورها إلاّ هالمرة ، إلا هالمرة بمجرد ما سمعت الإشارة بإن جواله مغلق هي رميت جوالها كله بعيد عنها وغطتّ ملامحها لوقت طويل هي كيف تمسك هالإنهيار ، هالشعور الفضيع كلّه يلي يزيد ما يخفّ ويصعب ما يصير هيّن كيف تمسكه ، كيف تمسك كلّ شعورها وأزرار ثوبه مو قدامها وكيف تمسك نفسها عنّ كل شيء ، عن كلّ شيء تسند راسها على صدره بس وهو مو قدامها لا صدر يضمّها ، ولا ظهر يغطيّ وجودها يواريها عن الكل وعضّت شفايفها لوقت طويل هي تنهار منه ، من شعورها ، من عمّها حاكم ، من إبتسامة أبوها يلي تداريها بشكل فضيع يبكيّها من الحنان لو يهلكها البكاء شهور ، لو يموّتها الشوق سنين لو ينهشها هيّ بس ودّها وكل مناها ومطلبها ما يطلع هالتأثّر قدام شاعرها ، قدّام أبوها يلي يرخص كلّ دنياه عشان دمعة عينها هي كيف تقوى تمحي إبتسامته وحيله لأنها تشتاق ، تشتاق شوق مالها حيلة ولا قُدرة عليه ، ولا …
_
ولا لأبوها عليه أمر وقرار يردّه عنها وتعرف إنّه يكره كلّ المشاعر الضعيفة لكن شعور العجز يوصّله لحدود الجنون ما يطيقه ، يعصّبه ، يوتره ، ويهلكه ..
بدلت ملابسها على وجه السرعة ، حاولت تغطيّ إحمرار ملامحها وتبدّل كل إنتباهها لشيء وحيد من فترة ، من أوّل غياب ذياب هيّ يدها تكون طول الوقت على عنقها بعدم إنتباه منها ، كل ما تجمّع شعورها حجر يمنع حتى حروفها هيّ تشد على عنقها وما إنتبهت إنّها تشد بقوة شديدة وتمسكه بقوة شديدة إلّا بهاللحظة من خطوط الإحمرار الصريحة بعنقها مو قبلاته ، مو حُبه ، هلاك يديها وتعبها ، صرخاتها المكتومة رسمتها يديها على عنقها ..
عدلت نفسها لآخر مرة ودها تهرب ، ودها يصير أيّ شيء وما تنزل لكن إبتسامة أبوها ، إنه يبيّن لها إنتظاره مع عمها حاكم وتعرف نفسها ، تعرف غالي خاطره عندها لو هي تصارع موتها ودعاها ، تجيه لو جروحها كلّها دامية ..
إبتسم تركي يلي رقّ قلبه بتنهيدة : ما خفّيتي للحين
هزت راسها بالنفي وهي لهالسببّ بالذات ، ما همّها تنزل بأحمر الملامح لأنه بيكون بسبب الزكمة وحرارتها مو بسببّ بكاها ، وشعورها وناظرها حاكم بذهول : للحين ؟
توّترت ، ما تدري ليش توترت وتنهّد تركي يبتسم ، مدّ يده لجبينها : ما تذكرنا ياحاكم ؟ حنّا من الصغر ليلنا طويل مع الزكمة والحرارة ما تخفّ بدري ، تحبّها ما تتركها
إبتسم وهو يهز راسه بإيه : أذكر ، كيف ما أذكر أنا
ضحك تركي وهو يناظر بنته لثواني ، يناظرها بطاغي الحنان يلي تركها تحسّ بشعور ما توصفه بقلبها وما تدري كيف طلع من لسانها سؤال وحيد : صار شيء ؟
هي كانت كلمتين طلعت من لسانها ، كلمتين نطقت فيها ، ونظرة توجهت لأبوها وأخرى لعمها حاكم يلي إرتخى كتفه مباشرة هو ما يدري كيف كمّل هالشهر والنصف بحيله والحين هي بكلمتين نطقتها ، هدّته كله وإبتسم تركي : ما صار إلاّ كلّ خير جاء عمك قال أشوف زوجة ولدي أسلّم عليها
ناظرت أبوها لثواني بشك ظهر بعينها بدون ما تخفيه مستحيل تصّدق وما كان من حاكم إلا السكوت تنحنح بعده : أسلّم وأشوف حالك ، كمّل الشهر وقريب الشهرين ما جيتي يمّنا ولا شفناك وإنتِ بنتنا ، ما نرضاها يابوك ..
وقفت حروفها بجوفها لأنها تكره طاري المدة، وهز حاكم راسه بإيه : سألت ورد عنك ، تقول ما زرتيهم يوم وأنا ما توقّعته يابوك كان الظن إنك معاهم ..
تركي : تداري شيّابها بنتي ما عندنا غيرها الحين
ناظرته لثواني ، وضحك : شباب حنا ولا تزعلين إبتسم حاكم لأنها ناظرت أبوها بخصام مباشر كيف يقول "شيّاب" وهي ما تحبّ ، وكمّل : اليوم عمّك عنده عزومة بالبيت وجايّ يعزمك بنفسه ، أكثر من هالدلال ياقصيد ؟
_
إبتسم حاكم : نعامل بنت الشاعر بالليّ يعاملها به أبوها
ضحك ، ووقّفت حروف قصيد كلّها بجوفها هي إبتسمت لهم ، ضاعت ملامحها بالخجل والتّعب لكن بذات اللحظة هي حسّت بشعور بشع ما توصفه لأنّ نظراتهم لها مستحيلة ، كلامهم لها مستحيل ، إنتقاءهم لحروفهم مستحيل كأنهم يكلمون طفل ، ما يكلمونها هيّ وهزت راسها بإيه فقط ما تطيق الجلوس ، الحضور وكلّ النظرات تداريها تفاقم إحساسها بالسوء المستحيل : بشوف ماما
توجهت للأعلى ، وسكرت سلاف جوالها : ماما قصيد قولي لأبوك يكلم عذبي الحين ، يقول دخل يحجز ما لقى حجز
هزت راسها بالنفي : لا يرجع عشاني ، بروح عندهم
ناظرتها سلاف بإستغراب : تروحين لندن ؟
هزت راسها بإيه ، ولمحت سلاف إنّ ودها تهرب حتى من الرياض لأنه مو فيها وهزت راسها بالنفي لأنه غلط ، وبيهلك نفسية بنتها أكثر : لا ما بتروحين ، قولي لأبوك
ناظرت أمها لثواني ، وهزت سلاف راسها بإيه ما بتغيّر رأيها ووسط جيّاش مشاعرها هي ما بتفكر برفض أمها الصريح بهالشكل يلي لأوّل مرة تجربه ، هزت راسها بإيه فقط ترجع لأبوها يلي رفع نظره لنزولها : صار شيء ؟
هزت راسها بالنفي : لا بس ماما تقولك كلّم عذبي الحين
سكنت ملامحه مباشرة يطلع جواله من جيبه : قبل شوي كلمته أنا وش فيه ؟
ترك فنجال قهوته على الطاولة حتى وهي كانت بتكمل تقول له لكن من إتصل وما سمح لها مجال هي كان منها السكوت تتأمّله فقط ، رفع تركي حواجبه : إيوه عذبي
إبتسم عذبي بخفيف : هلا حبيبي ، أبوعذبي دخلت أدور حجز برجع لأحضانكم ما لقيت وتعبت أدور كلّ الرحلات ياهي فل يا وقتها طويل يا كثيرة على محدود ميزانيتي يعني لو تتكرم إنت وتحجز لي ؟ وش تقول
رفع حاجبه لثواني : بخير إنت وتركي وفهد كلكم بخير ؟
هز راسه بإيه : بخير ونسلم عليك ، تركي وفهد يدورون رحلة على الكويت وأنا برجع عندكم على طول
هز راسه بإيه : طيب ماعندك مشكلة الحين أحجز لك ، أستودعك الله إنتبه لنفسك وقفّل الشقة عدل
كان حاكم يلي يفرك يديه يسمع ، يسمع التوصيات من تركي لولده ، يسمع الشيء البسيط يلي عجز يسويه هو وقت كان ولده بالكويت ، عجز يمسك لابتوبه مثل ما فتح تركي اللابتوب قدامه الحين يعتذر له " إعذرني دقايق يابوذياب ، بس دقايق " ودخل يحجز لولده وترك كلّ شيء فعلاً يحجز له وبعدها سجّل له يبلغه إنه حجز ، إنّ لو وقتها ما يناسبه ويصادف موعد نومه يبلغه ويبدّلها له وإنتبهت قصيد على شيء واحد حاولت ما تركّز فيه لكنها عجزت ، عجزت لأن عمها تبدّل حاله بشكل غريب يمررّ يده على الأخرى وتغيّرت كل ملامحه ، صار غريب وضيّق الشعور بقلبها أكثر من أول ما تعرف السبب : عمي ؟
_
رفع نظره لها ، وشدت يدها على الدرابزين خلفها لأن إختلافه مرعب ومازاد شعورها إلا سوء: أجيب لك شيء ؟
هز راسه بالنفي هو وضح لها وهي إنتبهت له ، كيف وضح ووقف يتدارك الباقي كله : لا يابنتي لا ، ننتظرك اليوم
_
« بيـت أبو نصّـار ، العشـاء »
عدل شماغه لآخر مرة وهو من كثر التوتر ترجف يديه : تراك وعدتني ، قلت زيارة لأنّ لك مدة ما شفته بس ما بتخطب وما تجيب طاري خطبة أبد نزورهم ونرجع
هزت أمه راسها بإيه وهي تبخّره : ما يخطب أبوك ما يخطب ماعليك ، زيارة وإلاّ ما يزوره خلاص يقطع العلاقة؟
إبتسم أبوه وهو يسكر الساعة على يده : نقطع العلاقة عشان عينك يانصّار وما نزور لأن إن زرناك يا حاكم حنّا جايين خطابة وما عندنا إلا نصار وورد ، علاقتنا والمعرفة الأوّلة ما نجي عشانها وإن لنا سنين ما رجعنا السعودية
هزت أم نصار راسها بإيه تكمل : نرجعها الحين وما نزورك عشان ما تقول جايين يخطبون ، عيب يا أمي عيب
ناظر أبوه يلي بدوره ضحك : ما نمزح معاك يانصّار ؟
ما كان باله مرتاح ، ما كان مرتاح نهائياً لأنه يدري إنّ جدول أبوه مزحوم بشكل مستحيل وإنّ رجعتهم للسعودية الحين عشان إجتماعات نصّار نفسه ودوامه ولأن أبوه عنده إجازة بسيطة قال وده يقضيّها بالرياض وهذا كلّ هدفه من الرجوع لكنه ما يتطمن ، حلف عليهم وحلّفهم كلهم ما يخطبون ، ما يجي طاري الخطبة وصاحب عمره ماهو موجود ومع ذلك على التجهيزات يلي يشوفها قدامه هو ماهو مرتاح : ما بروح معك أنا
ناظره أبوه لثواني ، وتنهّدت أمه : نصار والله ما بنخطب ، والله العظيم ما بيخطب أبوك لسا حنّا مو جالسين شهرين بالسعودية كمان ؟ يرجع ذياب فيها ونخطب بإذن الله اليوم نزور ، ونمشي يانصّار ما عندنا غيره
هز راسه بإيه برضا ، وطلع خلف أبوه يسكر باب البيت ولف أبوه نظره للساحة لثواني : دبابك وينه ؟
سكنت ملامح أمه مباشرة ، وهز راسه بالنفي قبل يصيبهم الفزع : أتركه ببيت عمي حاكم لا سافرت ، هالمرة هو طلبه وإلا كنت ناوي أخلّيه بالبيت عندي هنا
هزت أم نصار راسها بإيه : زين أجل نروح بسيارة وحدة ويلحقونا خوالك بسياراتهم ، عشان الرجعة ترجع بالدباب
« بيـت حـاكـم »
تركت ورد آخر قطع العود على الجمر تدور فيه بالمجلس تبّخره ، بقلبها شعور ما تعرف كيف توصفه من غصّت بالغداء وقت بلغها أبوها إنّ أهل نصار راجعين وجايين لهم زيارة وكان نظره عليها كأنه ينتظر منها ردة فعل ووقت غصت بمحاولة إنها تكون طبيعية هو بس نزل نظره يكمل أكله بدون ما يقول لها كلمة أكثر لكن هي تأكدت إنّ بباله شيء لأنه نطق زيارتهم ونظره لها بشكل مريب وما…
_
وما كلمها من وقتها وقف يتوجه لبيت تركي ، والحين توه يرجع والواضح إنّه مو بحاله المعتاد ..
عدلت المبخرة بيدها لثواني : قصيد بتجي مع أهلها ؟
هز راسه بإيه : تجي إن شاء الله ، كل شيء جاهز ؟
هزت راسها بإيه ، ونزلت ملاذ من الأعلى مع نهيان يلي يعدل شماغه وبهاللحظة فقط ، بهاللحظة لف حاكم تجاه الباب كأنه ينتظر دخول ذياب ومو بس ينتظره ، كان على وشك يناديه يقول له يفتح المجلس قبله وسوّد وجهه بلحظة وحدة ، بلحظة ضاع منه كل شيء هو حصل له شيء ما يوصفه بإنه ما يدري عن أرض ولده لكن إرتياح نصّار يهون عليه ، وإرتياح تركي يلي قال له جملة وحيدة
" ولدك بخير ويرتجي عزّه ولو هو بأقصى الأرض ، ذياب ياخذه غصب لا تنقّص قدره بسؤال الناس عنه ياحاكم " ..
إنتبهت ملاذ على هالشيء منه ولهالسبب هي جمّعت باقي أمرها بهدوء : كل شيء جاهز بالمجلس ياحاكم
هز راسه بإيه : عمره ما نقص يا أم ذياب ، عمره ما نقص
كان يرتجي رضاها بكلمة " أم ذياب " ، ونظرة عينه ، وكلامه إنّها دائماً تكمل مجلسه عمره ما قال ناقص شيء وسط الرجال ، شتت نظره بعيد من وصلته أصوات البنات : إذا جات زوجة أخوك ناديني ياورد ، أبيها
ناظرته ملاذ لثواني ، وإبتسم نهيّان يتكي : أبوي
ناظره ، وإبتسم يغمز له : وحشك الذيب إنت تدور زوجته وإلا الحب الأولي للحين ما غاب ؟ شكلك مبسوط إنها صارت زوجة ذياب أكثر من ذياب نفسه ما نسينا
ضحكت ملاذ غصب عنها لأن حاكم يحب قصيد ، جداً يحبها من وهي صغيرة ورفع حاكم حاجبه : وإنت وش لك
هز راسه بالنفي وهو يقبل يديه : لا بس عشان أجهّز زعلتي المستقبلية طيّحتك أمي مرة والحين مطيّحتك بنت الشاعر على قولك إن ما طيحتك زوجتي بعد بزعل
رفع حاجبه لثواني : جهز يديك بس مابه قهوجي غيرك
وسع عيونه لثواني بذهول : وش ! وش ليش وينهم
دخل حاكم للمجلس ، وتبعه نهيّان وإنتبهت ورد توها على البنات الواقفين على طرف الباب : تعالوا مافي أحد
دخلت وسن يلي نزلت عبايتها : تو أستوعب صعوبة المنافسة ياعزتي لنهيّان قصيد خلصت الحب على زوجته
هزت ورد راسها بإيه وإبتسمت : حتى نهيان يحبها ترى
هزت درة راسها بإيه : أذكر ! أذكر الناس يلعبون وهو يجري وراها بوسيني وبوسيني ما يهجده إلا ذياب
ضحكت ورد مباشرة : ولا مرة باسته تدرون ؟ حتى أمي تقول ولا مرة أخذ منها بوسة لو هي صغيرة ما ترضى
هزت جود راسها بإيه : دلوعة دلوعة قلت لكم
تنحنحت ديم : شفتها بالجامعة قبل كم يوم ، متغيّرة
ناظرتها ورد لثواني ، وهزت راسها بإيه : ما لمحتها كثير يعني بس كانت خارجة ، حسيت إنها متغيرة
عدلت وسن أكتافها : نشوف اليوم وحشتني البنت صدق
_
ميّلت درة شفايفها لثواني : تتوقعون عشان ذياب مو موجود ؟ يعني إن يكون حازّ بخاطرها أو مأثر عليها الوضع
ضحكت توق : ماشاءالله وش سرعة الحب يلي عشانه غاب هي تتأثر وتتغير عشانه متى مداها تحبه ؟
هزت ديم راسها بإيه : فعلاً ما أحس جلست معاه باقي
هزت وسن راسها بالنفي : ومن قال لكم المدة شرط للمحبة ؟ أنا من أول ما شفت أبو شدن بالشوفة قلت بس ، هذا حب حياتي والحمدلله يارب كنت ما آكل لو يغيب إسبوع صدق يلعب بنفسيتي كان الله يصلحه
ناظرتها ورد لثواني بذهول ، وإنتبهت على لمحات البنات المذهولة : يعني كنت آكل وأعيش طبعاً بس معاكم وإلا وقت أكون لحالي أغرق بالأحزان لا يغرّكم وقصيد طول وقتها لحالها يعني وش عندها غير الحزن
_
طلع يتوجه للخارج يدندن ، يتأمل بيتهم وكلّه هم كيف يكون بالمجلس لحاله بجنب أبوه وكيف يمسك المجلس أصلاً وكيف ينتبه لشيء ، لمح عمه فزاع يلي جاء من الجهة الأخرى : تبي شيء عمي ؟
هز راسه بإيه وهو يطلع الخاتم يلي بباطن يده : دخله عندهم يعطونه ديم أنا بروح لأبوك بالمجلس تأخرت
هز راسه بإيه ، وتأمل الخاتم بيده لثواني وسرعان ما سكنت ملامحه يستوعب شيء وحيد كان المفروض يستوعبه من وقت طويل ، البنت يلي مسك يدّها يوم يتوقّعها ورد ، يلي نسج خياله حكاية تثير فضول أخته عشان تردّ عليه وما عاد ألقى لهالموضوع بال أو إهتمام بظنه إنها كانت نايمة ما سمعته لكن الحين ما صار بعقله إلاّ كم إحتمالات مستحيلة ، إحتمال أكيد بإنها هيّ يلي كانت تحت اللحاف ، هي يلي مسك يدها ، وهي يلي قال لها حكاية يمكن خيالها تصّورها حقيقة تركتها تقرف منه ووقفت خطوته لثواني بإستيعاب إنها صرخت فيه " لا ترمي قرفك علي " وقت شك فيها وسرعان ما تقّلبت كل ملامحه من كم الإستيعاب الكثير يلي رُمي بصدره هو عرف طريقة تفكيرها ، عرف إنها ما ترضى الغلط وعرف إنها تشدّ بطريقة مجنونة لو كان عليها وما تاخذ الأعذار ، تحرق الأعذار وتنثر رمادها ولو كانت فعلاً هي يلي سمعته ووقفت خطوته بمكانه من إستوعب إنها حضرت الملعب وسرعان ما ضرب جبينه : ياكثر العقد يا غبي يانهيّان !
ما يلوم تصرفاتها لكن ليش حس إنه بحاجة التبرير ما يدري ..
رفع نظره للسيارات القادمة وسرعان ما تنحنح يدخل الخاتم بجيبه ويتوجه للمجالس مباشرة لأنه واقف قريب مدخل الحريم ، ودق الباب بطريق مشيته : يابنت
عدلت ملاذ وقوفها مباشرة وهي تمد المبخرة يلي بيدها لديم يلي بدورها توجهت للمطبخ تتركها بداخله ، وفتحت ملاذ الباب وبلحظة وحدة فقط ، تعالت أصوات الترحيب من نساء آل سليمان لأهل نصّار ، خالاته وبناتهم وأمه وعمته الوحيدة : نورتونا الله يحييكم
_
توترت ورد لأن أمها قالت زيارة ، وأبوها قال زيارة وما تتوقع إنهم يخبّون عليها لو كان فيه شيء مثل توقعها لكن نظراتهم لها بهاللحظة حسسّتها بإن فيها شيء غلط ، ما تعرف ليه هالإحساس بس صار لها : بخير الحمدلله وإنتِ
إبتسمت أم نصار وهي تتأملها من أعلى راسها لقدمها : بخير الحمدلله بخير ، والله وكبرتي ياورد ماشاءالله
إبتسمت ملاذ على خجل بنتها ، على الترحيب ، أصوات الضحك وقُبل السلام والمصافحات وضرب الأكعاب بالأرض كانت ضجة ، مسرة ، ورهبة بقلب ورد يلي ما تدري وش إختلاط المشاعر عليها والبنات ما يخففون عليها يزيدونها بنظرات الشّك يلي هي ما تصدقه بإن لهم غاية من المجيء ، وإن هي غايتهم ..
شدّت علياء على يد حفيدتها يلي بجنبها بهمس : ورد
لفت ورد نظرها لجدتها على مقدار همسها : لبيه
كان تساؤلها وحيد لكنه لف البنات كلهم بإتجاهها : زوجة ذياب وينها ما بيّنت ؟ ما بتجي أبوك ما قال لها ؟
هزت راسها بالنفي بهمس : بتجي ، قال لها أبوي وراح لها بنفسه عشان يعزمهم بعد بتجي إن شاء الله
رفعت توق حاجبها ، وشتت ديم نظرها مباشرة للبعيد ..
وقفت مع جدتها يلي تقروشت مباشرة : أمي وش فيه ؟
هزت علياء راسها بالنفي وهي تحرك عكازها قبلها تمشي للبعيد ، وتوّردت ملامح ورد مباشرة من صارت النظرات لها وكلها إستغراب من تصرف علياء : عن إذنكم
طلعت خلف جدتها ركض للخارج : أمي علياء ؟
توجهت للجلسة الخارجية ، وحاوطت ورد كفّها : أمي ؟
هزت راسها بالنفي وهي تشد على يد ورد عشان تقدر تجلس ، وسكنت ملامح ورد لثواني تجلس عند ركبها : صار شيء ؟
هزت راسها بالنفي : جيبي لي سبحتي ، بجلس هنا أنا ..
ناظرتها ورد لثواني : أمي والضيوف يلي داخل تتركينهم ؟
هزت راسها بإيه ، وسكنت ملامح ورد لثواني : وش صار ؟
ناظرتها علياء لثواني ، وهزت ورد راسها بإيه ترتجيها النطق وناظرتها بسؤال وحيد : أبوك كان يكذب علي الشهر يلي راح كله ؟ يقول إنه يكلم ذياب ويدري وينه بس هو ما يدري وين أرضه ووين دياره ذياب ما يغيب عن مجلس أبوك وش غيّبه ؟ وليه طولت زوجته ما جات ؟
_
طلع من المجلس يدور بسيط النفس من الحر والكتمة وشديد التعرّق يلي صار له ، عمه حاكم ما قال كلمة عن موضوع الخطوبة وكان يرحبّ ويهليّ لكن كانت له نظرة إخترقت عظامه ما يمزح بهالشيء لدرجة إنه كان ينتظر السلام والترحيب ينتهي وركض للخارج بحجة إنّ جواله يرن ، رفع جواله لأذنه : تكفى رد إنت ، تكفى
يتصل على رقم ذياب وهو يدري إنّه ماهو حوله ، ومستحيل تكون له قدرة ردّ هو كان عنده أمل بأول إسبوعين غيابه إنه يكون مجرد إنشغال لكن الحين متأكد إنه مو إنشغال عادي أبداً إنما …
_
إنما شيءّ غصب عليه ، رجفت يده من التوتر وهو يدخلها بجيب ثوبه : وش جابني أنا وش جابني وش أبي بالدنيا ذي كلها ياخي وش أبي !
كان يمشي بدون إدراك منه ، يمسح عرق جبينه الشديد والنفضة المستحيلة بعروقه هو عشان هالسبب بالذات ما يحب يكون لحاله ، هو شخصيته ما تحبّ كثير الإجتماعات الرسمية ويتوتر منها وما يبرد توتره إلا لو كان ذياب جنبه بغيره يبيّن عليه كل شيء ما يخفى وعضّ شفايفه : يخرب بيتك يانصّار يخرب بيتك خفّ ! خفّ رجال إنت خفّ ما يوتر الوضع وش جايك !
رجف صدره أكثر من لمح دبابه بالزاوية البعيدة ، وقّرب غايته الشوف لكن سكن قلبه بمكانه من لمح عجوز على الكرسي البعيد تحاوط طرحتها السوداء أعلى راسها ، عكازها بجنبها ، وإنسانة أخرى جالسة على الأرض قدامها يديها على ركب العجوز ، تحاورها ووقف حتى النفس فيه من توضّحت لعينه أكثر ما كانت إلا ورد نفسها ، ورد يلي وقفّت له الدم بعروقه بهاللحظة من جلوسها ، نظرتها يلي تداري جدتها الواضح وكلامها وآخرها ، إبتسامتها العبيطة وهي تحاول تسرق ضحكة من ثغر جدتها وما إستوعب هو بنفسه إبتسامته يلي سُرقت بلحظة من حس بيد تحاوط كتفه من الخلف : نصّار ؟
رجف قلبه وسط ضلوعه وهو يلفّ وسرعان ما سكت من كان نهيّان يلي ناظره لثواني : وين فهّيت إنت ؟
هز راسه بالنفي وهو يتنحنح ، ويمسح على جبينه : معك
هز راسه بإيه : أبوك طلع يكلم جواله يقولك إجلس بالمجلس عشان ما يصير عيب ولا أدري وش مفهوم العيب عنده بس ترجّل وإرجع ينتظرونك هناك
هز راسه بإيه : الله يعين ! الله يعين يانهيّان الله يعين
ضحك لأنه متوتر بشكل مجنون : غيبة ذياب تسوي كذا ؟ ما أخفيك حتى أنا شوي وأطقّ ما أحب المجالس ما أحبها
هز راسه بإيه وهو وصل أقصاه بلحظة : ولا أنا أطيقها قسم بالله وبدون ذياب خذها مني ما تسوى
ضحك نهيّان بذهول من مشى نصّار لناحية المجلس ومشى هو خلفه حتى نسى النظر للجهة يلي كان يتأملها نصّار ولا جاء على باله وبالوقت ذاته بالجهة المقابلة إبتسمت ورد : تتركين الضيوف ؟
هزت راسها بالنفي : ضيوفك هم يابنتي ضيوفك
ناظرتها ورد وتوتّر قلبها : شلون ؟ جايين عشان أمي ويزورون أبوي لأن صار لهم مدة
إبتسمت علياء : ما ودك تصدقين إنك صرتي عروس يا ورد ؟ جايين وعينهم عندك يا أمي عينهم لك
دخل نصّار المجلس وهو كله توتر من أبوه يلي يكلم بعيد وما كان بيدخل بدونه لكن عمه حاكم نطق " إدخل يا نصّار " ودخل بعدها ، سكّر أبونصار جواله يدخل وما خفى على نصّار تقلب ملامحه لو لحظة ما غاب عنه من جلس يمسح على جبينه ، يعدل أكتافه ولف نظره لنصّار ولده بهمس : الخطبة الحين أو بعد ست شهور ..
_
ناظر أبوه لثواني بذهول ، وهز راسه بإيه : رحلتي الفجر ، ولا برجع السعودية بعدها يابوك جدولي صار مزحوم
هز راسه بالنفي برفض شديد ، لو يصبر سنة ما عنده مشكلة لكن ما يخطب بدون ذياب وشدّ أبونصار نبرته بهدوء : وإن راحت البنت من يدك عادي ؟
رفع نظره لأبوه ، وما طال من سكن قلبه لأن أبوه رفع صوته بهدوء تام : أهل العز يابوذياب ، أهل العز وتدري بنا ، قلت لك زيارة وما كانت النية موضوع حكينا الأول لكنك تعرف دنيانا وتعرف أشغالنا إنّ ما عزمنا ضاعت الفرصة علينا وأنا ما ودي أأجّل هالموضوع أكثر
هز حاكم راسه بإيه بهدوء : الله يقويك يابونصّار نعرف كيف ما نعرف ، عساك ما بتمشي وعسى أمورك بخير ؟
هز راسه بإيه : بخير الحمدلله لكن للأسف ياخوك تغيّر الجدول وتغيّرت الخطة معاه لكن دام الرجال مجتمعين ، ودام المجلس بعزّه أنا أقول إنت تدري بنا وتدري إنّ ودنا بالقرب من فترة لكن كان الإنتظار لين يرجع ذياب بالسلامة وتكمل والحين ما عاد عندي الوقت ياخوك ، إن كنت موافق ويرضيك ودّنا بورد حاكم لولدي نصّار على سنة الله ورسوله خطبة رجال ، والباقي لوقته ياخوك
سكنت ملامح نهيّان من كُتمت ملامح نصّار كلها تسّود ملامحه يلي ما خفت على حاكم ومن كان السكون بكل أطراف المجلس وكمّل أبونصار بهدوء : الباقي نحلّه جاي الأيام بإذن الله وتستاهلون الأكثر والأعظم يا حاكم لكن حسب الظروف ويلي يرضي ضميري كأبو وده ما يأجل حياة ولده ، وإنت تفهمني
تخيلّ كل شيء يصير بخطبة ورد لكن ما تخيّل يُرمى جمر بصدره ، ما تخيّل يُضغط بشكل مستحيل وما تخيّل تظلم الدنيا بعينه لحظة لأن هو وقت كان ولده ودّه يخطب وجاء كلّ شيء على أعصابه قال له " لا " يحرقه نار أكثر ويجبره يطلع عن طوره " إما تقولها إنت وإمّا دخلت المجلس بنفسي قلتها " والحين أبونصّار قدامه يراعي خاطر ولده قبل كلّ شيء والواضح له من الصورة ، نصّار المعترض ما تتم بدون ذياب وأبونصّار يجبره لأنه يبيه يعيش ، يبي يضمن حقه قبل يروح عنه ..
طال صمت حاكم بشكل ترك رجال آل سليمان يتكّلمون قبله ، بالمديح وإن نصّار نعم الرجل ونعم النسب وما نطق هو بشكل ترك نهيّان يرفع نظره لأبوه بكامل إستغرابه ورجع ينطق أبونصّار : يكفي إن عندك العلم ياحاكم ، ومتى ما صار الرد حنّا بإذن الله جاهزين
هز راسه بإيه وهو يستوعب نفسه : أهل الأصول يابونصّار ، أهل الأصول وعطني وقت وإن شاء الله كلّ خير
كان جواب غير متوقع بالنسبة لعشرتهم الطويلة مع نصّار قبل أهله ، ونفضت رجل نصّار يثبتها بالقوة لأن الجواب جاه بطريقة غريبة ونظرات آل سليمان يلي يفهمها أغرب وما تمنى شيء ، كثر إنه يختفي من ..
_
يختفي من مكانه حتى لو كانت ورد من نصيبه هو صار بداخله شعور ما يوصفه لأنه ما يحب المجالس بدون ذياب ، وما يحبّ إنه صار تحت الأمر الواقع فجأة والأهم ، ما حبّ الشعور يلي حسّه وباقي يحسه للآن بشكل غير طبيعي وما خففّ عنه شيء إلا دخول تركي آل نائل يلي ألقى سلامه يلفّ المجلس كله حوله ووقف له حاكم يسلم عليه وفض الموضوع والطلب كله : حيّ أبوعذبي
_
« عنـد المدخـل »
نبض عنقها الساكن من وقت طويل بمجرد ما صعدت أول درجة تسوق خطوتها لبيت أبوه ، من هبّ عليها لهيب الشعور المستحيل تتذكر وقوفها بهالمكان ، تتذكر الإعصار يلي كان منه ومن أبوه ويلي ترك خطوتها تركض لهالعتبة بالذات ، توجه نظرها للساحة يلي كان هو فيها بوقت إعصاره وضرب سيارته فيها وبردت عظامها حسّته ، حسّت بكل الموقف ترجع تعيشه ما تتذكره أبوه كان غاضب وهو كان أغضب ، كان واقف عند سيارته وهي طلعت ركض خلف صراخهم ووقت لمحها ، وقت لمح البنادول بيدها هو ترك كلّ كونه يجي عندها وتموت ألف مرة من هالخطوة قبل كل شيء آخر ، يحاوط عُنقها بدافي يده ، يلمس جبينها وكله كان على عين أبوه يلي وراء ظهره ، ظهره يلي يغطيّها ورجف كل جسدها بلحظة وحدة لأنه قبل جبينها وقتها بشكل حسّت برعشته يومها وحسّت برعشته الحين بوقوفها ، مسك خدها وعنقها وشدّت على شنطتها تتدارك آخر ذرات ثباتها لأنها هُلكت ويذوّبها الطغيان يلي ما تستوعبه إلا بعد وقت بشكل أكثر هي وقت مدّت يدها ليده يلي كانت على عنقها ، وقت ضمّ هو يدها يطاوع أمرها بالنزول عن عنقها هو رجّف قلبها وحمّرت كل ملامحها بلحظة وحدة قالت ما يهزمها الشوق ، ما يغلبها الشوق لكن صار يلي تخافه ، وصار أكثر من تذكّرت إنه بنفس اليوم هو طلبها تبقى معاه ووقت رفضت كانت منه جملة وحيدة " ما زعلتك الظهر أنا ؟ " ..
فتحت ورد الباب تنقذ قصيد من أفكارها ، من عقلها يلي قررّ ينهشها كلها ما يرحم فيها شيءّ وإنعكس حتى على ملامحها يبيّن هي غطت نابض عنقها ، لكن إحمرار أنفها ومحاجرها الشديد وش يغطيه وإبتسمت ورد : يا أهلاً وأخيراً ! الله يحييكم تفضلوا مافي أحد غريب
إبتسمت سلاف : الله يبقيك ، ضيوفكم موجودين ؟
هزت راسها بإيه : موجودين كلهم بالمجلس بس أمي بالصالة الحين تصادفينها على طول ومافي أحد
سلّمت عليها سلاف تتوجه للداخل ، وسلّمت عليها قصيد يلي إبتسمت مباشرة بهمس : عينك تعاتبني
هزت ورد راسها بإيه : يحق لي يا أمي وش هالغيبة تكفين
إبتسمت لثواني وسكنت ملامحها لأن أمها دخلت وما قالت لها شيء : ماما دخلت بدوني للمجلس ؟
ضحكت ورد تهز راسها بإيه:دخلت ونسيتك بس ماعليك عندي لك أحد أقوى يدخل معاك لا تخافين
_
ناظرتها قصيد لثواني وهي تدخل لجهة المغاسل تنزل عبايتها ، تعدّل شكلها وتحاول تلملم شعورها يلي لولا الله ثم تدخل ورد وإنها فتحت الباب كان ممكن يصير هلاكها وأخذت ورد منها عبايتها : تدخلين مع أمي علياء ؟
هزت قصيد راسها بإيه : حلو لأن عمي يقول إنها تبيني
هزت ورد راسها بإيه : صدقيني إنها تبيك وكثير لأنها جالسة بالحديقة من أول ما تبي تدخل أبداً
غير قصيد يفرح ، ينبسط على هالتمييز لكن رق قلبها مباشرة بتخوّف : ما تبي الضيوف يعني ؟ فيها شيء ؟
هزت ورد راسها بالنفي : لا ، بس تبيك اليوم كله حاولتها لمّا قلت ربي الله وما رضت تقول لا جات زوجة ذياب تجيني وبعدين أفكر أدخل عندكم غيره ما أجي
هزت راسها بإيه وهي تعدل نفسها لآخر مرة : وإنتِ ؟
رفعت ورد نظرها لقصيد : وش أنا
ميّلت شفايفها لثواني : فيك شيء يعني تبين شيء ؟
إبتسمت لثواني لأنّ قصيد تراعيها ، إنّ قصيد جاء على بالها كل شيء قبل بخصوص إنّ نصار شافها وإن البنات قالوا الموقف عندها وكانوا يحرجونها والحين بسؤالها هذا هي كانت بتشوف خاطرها لو يبي شيء ، لو فيه شيءّ وما تدري إن خاطرها هي بنفسها ما تدري وش صار له من بعد ما قالت لها أمها علياء كلام تناقضه أفعال أهل نصّار وسواليفهم هي تقول يبونها عروس لكن ما جاء الطاري وكان كلام أمها علياء لخبطة لمشاعرها فقط وتحاول تخفيه : مافي شيء وأبي سلامتك بس
هزت راسها بإيه ، وسمعت ورد أصوات البنات لكن ما ودها يقابلون قصيد بهاللحظة لأن واضح خاطرها هشّ وهي لاحظته من أول ما فتحت الباب ، وحتى قصيد نفسها ما كان ودها تقابل أحد : بطلع عند جدتك وأرجع أسلم عالكل ، تمام ؟
هزت ورد راسها بإيه وهي تتوجه بعيد ، وعدّلت قصيد لبسها تتوجه للكراسي البعيدة ورقّ كل قلبها من طريقة جلوس علياء ، من سكونها وتأملها للجو : حلو الجو ؟
لفت علياء نظرها للصوت يلي وصلها وسرعان ما عرضت إبتسامتها : زان الجو الحين ، زان يا حبيبتي يا أمي
سرّعت قصيد خطوتها لأن علياء تحاول توقف عشانها ، وإبتسمت : إرتاحي ما بتقومين عشاني ، إرتاحي بس
إبتسمت علياء بحبّ شديد تشد على يد قصيد يلي مسكتها : إن ما قمت لزوجة ذياب أقوم لمين يا أمي ؟ لمين أقوم ؟
غمرتها بشعور ما تدري كيف توصفه ، ما تدري كيف تعبّر عنه من مسكت علياء راسها بالفعل تقوم ، من قبّلت خدها ألف قبلة ومن أخذّت ريحتها لداخل أعماقها وإنهار داخل قصيد كله لأنها حسّت بحرارة دمع علياء على خدها يلي تقبّله ورقّ قلبها توزن نبرتها وتمسح دموع علياء بيدها مباشرة : لا ليه البكي ليه الدموع أمي ليه
_
« مكان آخـر »
_
« مكان آخـر »
رفع راسه المُهلك من الصداع عن مكتبه وهو يمسح على كلّ ملامحه : يارب
صار له شهر ونصف الشهر ما يعرف وش يصير بالخارج والدنيا حوله ، من أوّل ما دخل حدود هالقصر تصادرت منّه كلّ ممتلكاته والحين ما عنده إلا لابتوب شغله المراقب ، شاشات بقنوات محددّة ، وهاتف وحيد بمكتبه يوصّله لكل غرف القصر والخدم والحرّاس مو غيرهم ، كلّ أغراضه الشخصية سلمها للحرّاس قدام البوابة قبل يدخل بمكانه ويسلّم نفسه بنفسه لشيءّ ما يعرفه لكنّ ما يخوّفه بالوقت ذاته ، توجه للشباك بهدوء يتأمّل النخيل ، والمدى الواسع أمامه كلّ هالقصر تحت أمره ولوحده يسكنه مو رفاهية ، إنمّا درس يؤخذ ببطيء الوقت وتعليم له كيف يغيب وما يحضر وقت يسأل عنه صاحب السمو ورغم الرفاهية بكلّ مكان حوله وضجّيج الفخامة إلاّ إن هالمكان مو مكانه ويعرف إنها مجرد لعبة منّهم يقيسون فيها أعصابه لكن أعصابه فصلت اليوم ، كان يمشيّ كل ورقة تمر على يده يعرف إنّ كلها إحصائيات مزيفة وبرقيّات مزيفة وكلّ غايتهم يشوفون طريقة تعامله وهل هو كفو يصير بجنبه وإلاّ ما يدري عن الدنيا وكلّ قهره إنّ المطلوب منه يعاملها بأهمّية وجدية كأنها بتوصل ليد صاحب السمو والأساس من أول ما يدخل السكرتير ياخذها منّه ، تمر لمكتب صاحب السمو ومستشارينه ، ومن مكتبهم للمهملات - الله يكرمكم - لكنّ طفح الكيل اليوم بالذات ..
توجه للهاتف يلي جنب سريره وهو يتصّل على رقم المكتب بهدوء : قل لطويل العمر ذياب وده يقابلك
هز راسه بالنفي : مالي صلاحية وصول طال عمرك لكن بحوّل المكالمة لأمين المكتب تقدر تتناقش معاه
هز راسه بإيه وهو يشتت نظره للمدى ، مرّت أيامه ما يدري كيف مرّت غير إنها سرقت منه نفسه ، عافيته ، صحّته يلي بالقوة يتداركها وكتّمت عليه أكثر من ظنه هو بعمره ماهو أول بُعد يصير بحياته عن أهله وبيت أهله لكن بعمره ما أبعد هالمدة كلها عن خيامه ومتنفسه بالخصوص وما كسر ظهره إلا قصيد هالمرّة ، ما كسر ظهره إلا هي من كلّ شيء يحسّه ويعيشه ما معاه منها إلاّ كاب رماه عن راسها مرّة وهزّ نفسه قبل يبعثر شعرها ، كاب زلزل الأرض تحت أقدامه من كان فوق شماغه ولو إنّه عادي مافيه تفاصيل لكنّ شعوره ووقعه على قلبه ماهو عادي ولا تمرّه ذكرى عادية تخصّه ، تخصّها هي وكل مقتله من الذكريات هو ما عاش معاها مدّة لكن يجزم إنّه رجع يبتدي عمره يلي وقّف بعد نهيّان على يدها هي مو غيرها ..
دخلت خادمة تحمل بيدها ملابسه ، وطقّت أعصابه لأنه ألف مرّة حذرهم من دخول غرفته وجناحه ومن إنهم يتواجدون معاه أو يمرون قدام عينه وكلهم حرص بـ
_
بالعادة وشدّ لسانه بالقوة لأنها تعانده دائماً ويشك إنها تفهمه لأنها من جنسية أخرى ما تتقن عربي ويتكلم لسانها بقليل الإنجليزية غير عن نظراتها المستحيلة له : إطلعي !
هزت راسها بإيه وهي تطلع ، طال الرد يلي ينتظره من الهاتف وما كان متوقع غير هالشيءّ لكن بدت تفلت أعصابه أكثر وأكثر من دخل أحد الحراس يتنحنح ، يمد له رسالة مختومة بالخصوصية ما يفتحها أحد : طال عمرك لو تبي تكلّم أمين المكتب ترى مالهم نية يوصلون الكلام له ولا لطويل العمر اليوم إجازتهم
ناظره ذياب يهز راسه بإيه فقط وياخذ الرسالة منه : تقدر تطلع
فتحها وهو يدري إنها من سكرتيره الخاص ، يدري إنها أخبار أهله وبالفعل كان من وضّح له بطريقة غير مباشرة وما تُفهم إن مجالس أبوه مفتوحة ، إنّ آل سليمان كلهم مجتمعين ، وإن المحامي وأهله معاهم وهنا هو وقّف كل قلبه لأن ما قدر من غيرته يقول للسكرتير يسرق له أخبار قصيد لكنّه وصاه بطريقة غير مباشرة إنّ لو حصل شيء يوصّل له ، إنتبه على الحارس يلي باقي واقف : ما قلت لك إطلع ؟
الحارس : المعذرة تبي شيء طال عمرك ؟
صدّ عنه ذياب مباشرة بإجابة كافية وطلع الحارس يسكر الباب خلفه ..
نزع ذياب تيشيرته مباشرة يدخل للغرفة الداخلية يبدّل ملابسه ، ويطلع مفتاح سيارته الإحتياطي من بينها لأن طفح الكيل وما عاد يتحمّل وضحك بسخرية يشوف ساعة يدّه قبل كل شيء : تبونها لعب أنا أعرف أصوله ، تبشرون بي
نزل الدرج بدون ما يصير منه رد على أحد ولا حتى بسيط الإلتفات وسكنت ملامح الحارس يلي جالس بإستراحته من طلع ذياب : طال عمرك تحتاج شيء ؟
هز راسه بالنفي وهو يأشر له بالجلوس بصرامة : استريح
ناظره الحارس وهو جلس بمكانه ما يدري كيف ، وتوجه ذياب لسيارته المركونة ويلي يحركونها الحراس داخل حدود القصر من فترة لفترة لكن هو ما ركبها ولا ساقها مرّة والفضيع يلي عرفه طول هالمدّة إن الحبس أنواع ، ما يفرق لو كان بسيء الزنزانة أو أفخم القصور شعور الحبس واحد من بشاعته يلي هو ما عاد يطيقها ولا يطيق اللعب يلي يحصل ولا يطيق الشوق وهلاك كلّ صحواته وغفوته ما يطيقه ..
كان الحارس يراقب واثق مشيه بعدم إستيعاب لحد ما صرخ بذهول : قفّلوا البوابة ياحارس ! قفل البوابة !
ذابت عظامه كلّها لأنه هو المسؤول ولأنه تو يستوعب إن كل البوابات مفتوحة لأنه وقت رجوع العاملات الإسبوعي ووقت دخولهم وما كان منه إلا الصراخ يركض خلفه من رعبه لأن الف توصية صارت له وهو يوصيّ نفسه طول المدة وما توقّع لو جزء بالمية يكون مع ذياب مفتاح ، جدّ رعبه من فتح ذياب الأنوار بعاليها يعمي عينه عشان ما يتصرف أي تصرف ، يرعب القصر بـ…
_
بعالي صوت سيّارته يلي نفّض القصر كله قبل الحرّاس ، صرخ من رعبه يحاولهم يقفّلون البوابات يصدّونه وما كان يقدر يصدّه أحد ، فعلاً ما كان يقدر يصدّه أحد وذابت عظام الحارس لأن كل أمانه بوقت حراسته إنّ سيارة ذياب عندهم وما معه مفتاح كلّها مصادرة وهو يعرف صيت ذياب من قبل لا يكون بهالقصر وتحت حراسته ، يعرف إن ما يطرحه أحد ولهالسبب هو ركض يحرّك السيارات خلفه كلها ، يحرّك الحرس ويوصل الخبر كلّه للي أكبر منه ..
« بيـت حـاكـم »
تقفّل موضوع الخطبة كله من أساسه صارت جمعة رجال ، ما يُطرى فيها الطاري ولا تُقال كلمة لو وحدة بخصوص الموضوع وهالشيءّ سبب حرقة لا مُتناهية بجوف نصّار يلي ما تحركت خطوته من المجلس لأنه يعرف لو طلع ما عاد بيرجع لهالمكان لو وش ما يصير ولا تعتّبه رجله بدون ذياب ، بدون ثباته يلي ضاع منه ..
جلس نهيّان وأخيراً بجنب نصّار ، قدر يوصله بدون ما يلفت الإنتباه ولمح إن مزاجه مو بمحلّه : خطبت ورد إنت ؟
ناظره نصّار لثواني ، وتنحنح نهيان : ترى من الحين أقول لك شوفة شرعية ما عندنا ، ولو تبي أقولك تشبه من هي تشبهني بس هي بنت ويحصل لك ؟
جاء جدّه متعب يضرب رجله بعكازه : ولد !
ضحك نصّار لأن نهيّان بإسلوبه كان يبي يضحّكه ويدري إن ورد ما تشبهه أبد : صادق ؟
هز راسه بإيه ، وهز متعب راسه بالنفي : تشبه ذياب ورد
ضحك نهيّان لأن جده يجاريه وسرعان ما سكنت ملامحه : ليش قلتها بإعجاب يعني لا ترى ما تشبه هالشين تشبه ذياب ؟ يعني ذياب حلو وأنا مو حلو صح هذا قصدك ؟
هز متعب راسه بإيه : أكذب عشانك بعد هالعمر ؟
ناظر جده بذهول ، وضحّك نصار يلي لمعت عينه : الله يجيبك بالسلامة ياصاحبي
_
إبتسمت وهي ما ملّت الجلوس مع جدته ، ما ملّت كثير الحكاوي عنه وصار لها أكثر من الساعة هنا بدون ما تدخل ولا تلاقي أي أحد لكن تحسّ بالراحة ، تحسّ بالشعور يلي ما تقدر توصفه وإبتسمت علياء : تحبينه يمه ؟
رفعت نظرها لجدته ، وسُرقت حتى من نفسها كيف تسألها هالسؤال يلي ورّد كل ملامحها خجل وبالوقت ذاته هزّ عرش قلبها بأكمله وإبتسمت علياء : يمه لو تحبينه خفي عليه لو بيدّك ، خفيّ عليه يمه أدري بك كثيرة على قلبه وأدري بقلبه ما يجبرك لكن ما ودك تعيشين معه ؟ ما ودك يصير بيتكم واحد ينام بحضنك وتصحين بحضنه ؟
رجّفت لها قلبها ترجع تكسي كامل ملامحها بالإحمرار هي لو تدري عن كم الندم الهائل يلي أكلها بعد وداعه ، بعد ما حسّت إنه فعلاً غايب وحسّت إنها لو قالت طيب على زواجهم ما كان بيغيب ما كان رجعت الندم واللّوم ينهشونها ووقفت : بجيب مويا
سكنت ملامح علياء ، وملامح قصيد كلها من حست بيد على ظهرها هي ما …
_
-
هي ما حست بمجيء أحد ولا حسّت إلا بيد على ظهرها حتى وقت كان ودها تخففّ ، تقول يد ورد يد ملاذ يد أي أحد كانت اليد كبيرة وقفت فيها نفسها ، نبّضت فيها عنقها قبل كل شيء وسكن قلبها بذهول من الصوت يلي سمعته : ما دخلتي عندهم للحين ؟
رجعت توقف لهفتها بخيبة للمرة الألف بشكل فتتّ خاطرها ، أنهى كلّ أملها ورفعت يدها لملامحها : لا
هزت علياء راسها بإيه بهدوء : ما دخلت عندهم لأني أبيها عندي ، أبي أحس بولدي فيها ياحاكم أشوفه بمرته
رجف قلبها وسط ضلوعها من حسّت بضغط مستحيل ، من عرفت إنها ما بتداري بحر عينها بالصد ولا بتداري رجفتها إن يد عمها حاكم للآن على ظهرها بسبب إنه جاء وهي كانت بتلفّ وتمشي وماوقفتها إلا يده يلي ثبتت مكانها ، رفع حاجبه بهدوء لأن أمه تناظره بشديد الغضب يلي ما يهدأ وقالت له ورد عن إنها - شايلة عليه - بسبب إنه ما قال لها عن ذياب شيء وإنها ما شافته : أم حاكم
عدلت عكازها وهي توقف بنفسها بدون مساعدته ، ورجفت قصيد بمكانها ما توزن خطوتها ولا ثبات نفسها من الشعور يلي صار بكلّ جسدها ينفضها وما خفّ إحمرار ملامحها لو ثانية وأكثر من حسّت بمجيء شخص آخر ما كان إلا متعب جده يلي إبتسم بحنان ما كان ودّها فيه : ماشاءالله ، ماشاءالله على بنت تركي وبنتنا ، ماشاءالله
إبتسمت علياء لثواني لأن قصيد سلمت عليه بشكل تركه يبتسم لها ، يبتسم وسطّر لسانه جملة وحدة : عرف يختار ولدي ، عرف يختار الله يحفظك قلب لقلبه وكحلٍ لعينه
إبتسمت علياء من حنان دعوته يلي طلعت من أعماق قلبه ،وأخذت قصيد نفس من أعماق قلبها هيّ تحس بالحصار ولا غير الحصار شعور وحس عمها حاكم بهالشيء لهالسبب رفع يده لأعلى ظهرها : إن تعبتي وأنا عمك إدخلي ريحي الغرف كثار ما حولك أحد
هزت راسها بالنفي ورجع صوتها يتغيّر من جديد هو من زكامها والحرارة يلي شدّت عليها ، أو من كتمها لشوك شعورها يلي تحسّه يقطع حبالها الصوتية : لا ما يحتاج ، مرتاحة الحمدلله
ناظرتها علياء لثواني بهمس : غرفة ذياب فاضية يمه رفعت نظرها لعلياء مباشرة ، وضحك متعب بهمس مسموع : ووش تفيد الغرفة وراعيها ماهو موجود !
وسع حاكم عيونه بذهول وهو يتنحنح ، وشد على ظهرها من إختفت بالخجل وتعالت ضحكات علياء تناظره بذهول : متعب ! تخجل البنت ويزعّلك ذياب لا درى
تنحنح وهو توه يستوعب وش قال ، وش نطق وإبتسم لثواني : وأكذّب الحين يابنتي ! حفيدي وأنا أدري به وإنتِ بنتي الحين الحياء ماهو بيننا يابوك
-
عضّ لسانه ، وشعوره جمر يلهب جوفه كلّه من لمحها بينهم ، من لمح يدّ أبوه وإن الخجل يسرقها حتى من نفسها ، من …
_
من لمح تغيّر حالها وإنّ يلي جنبها هالمرة أبوه وكلّ مقتله كان من إنها سلمت على جدّه ، ورجعت يد أبوه لأعلى ظهرها هو يشبّ ما يمزح مو شك ولا أي شيء آخر إنما شعور ما يقدر يسيطر عليه وولّع كله ما يحس إلا بشديد اللهيّب من حركت الريح مع يدها شعرها تكشف كل عنقها وكل شيءّ يحبه هو وهلكت له عروقه من رجعت جزء من شعرها خلف أذنها وإستراح كلّه على ظهرها يلي باقية يد أبوه عليه للآن ، وده يصرخ لأنها فوق إحتماله وكلّ قدرته وتمّكنه وضرب الجدار يلي قدامه من شدّت عروق قلبه كلها لأنها رفعت راسها تبتسم لأبوه ما يتخيّل شيء إلا إنها ترفع راسها له هو وهو يعرف تصرّفه ، يعرف الفعل يلي يطلع منه بمجرد ما تهلك له قلبه بهالحركة يقبّلها وما يكف التقبيل وضرب الجدار قدامه هو إشترى له من الوقت بدون ما يداهمونه نصف ساعة ، أوهم كاميراتهم وكلّ مراقباتهم بإنه تعدّى للخيام وبيتوجه لها لكنه رجع يشقّ طريقه بإتجاه الرياض وبإتجاه بيت أبوه من جديد يسابق خطوته وزمانه ويسوق رجله ما تركها للزمن ، ما ترك نفسه هالمرّة ويتمنّى إنه تركها لأنه يموت من حرقته ، يموت من ناره وضرب الجدار لآخر مرة لأن رجل تسوقه يرجع مكان ما جاء قبل ما يقرّبون هم ويفزعونها ، ورجل ساقته غصب يقّرب من مكانها من مشوا جدّانه وبقت هي وأبوه بوقوفهم ويمسك خطوته غصب ، وعناد ما يدخل الحين ويهدم كلّ شيء سعى له من شهر وأكثر ، يهدم كلّ شيء نزل دموعها لجله ..
تنهّد حاكم : لا ترهقين نفسك ريّحي
قصيد وهي تعدل نفسها : لا تشيل هم
هز راسه بإيه : الله يحفظك ياعمي البيت بيتك
إبتسمت ولمح ذيّاب عينها يلي غيّمت بلحظة بمجرد ما إبتعد عنها أبوه ، لمح إنها عضت شفايفها الراجفة تشتت نظرها للمدى ووقف قلبه لأنّ رجع الإحمرار يحاوط محاجرها ، وجنتها ، وحتى أنفها ومن رجفت قدمها على الأرض هو ما عاد له إحتمال ولا قدرة ساق خطوته ناوي الدخول ورجع يثبّتها من سمع أصوات البنات وشتم يخضّع نظره يلي أصلاً ما زاح عنها ..
عدلت نفسها وهي تكح ، وعضّت ورد شفايفها تسبقهم : أمك وصّتني تقول لا تجين المجلس إلا وقت يخفّ العود عشان ما يكتمك ، وعبايتك وشنطتك تركتها بغرفة ذياب لأن تحت بكل مكان ضيوف وفوق درة نايمة بغرفتي ووسن تنّوم شدن بغرفة نهيان وقلت تاخذين راحتك لو ودك تجلسين لوحدك غرفة ذياب ما يدخلها أحد
هزت راسها بإيه وقلب كل داخلها من نظراتهم الغريبة ، زيفّت الإبتسام ونطقت جود : تعبانة قصيد ؟
هزت راسها بالنفي بهدوء : لا الحمدلله
ما طوّلت وقوفها لأنّ كل ملامحها مقلوبة وماهي غبية تشوف إنهم ما يتفحّصونها حتى وهي بخير كيف الحين وتحججت تدخل ونطقت جود : تحيّر
_
صعدت الدرج كلّه تتوجه لغرفة ذياب مباشرة تدري إنّ ما لمحها أحد ، وإنّ ما يدري بوجودها هنا أحد إلا ورد يلي كانت مُنقذ لها ولشعورها لأنها بمجرد ما سكّرت الباب هي خفق قلبها بشكل مستحيل تتصّوره ، مستحيل تتخيّله ومستحيل تتخيّل إنها ترجف برد بضلوعها ، ويغلي جسدها من الحرارة يلي رفعت يدّها لجبينها بمحاولة إنها تداريها ما كان جبينها الحار ، كلّ جسدها كان يغلي وجلست تداري رجفتها ، تدّور البنادول بشنطتها لأن ودها تصرخ من الألم يلي تحسّه بقلبها وشعورها قبل لا يكون بجسدها : يارب ! يارب بس ساعة يارب
طلعت البنادول بالقوة لكن رجفت يدها من أول ما مسكته يطيح من يدها للأرض وما حركت ساكن غير إنها شتت نظرها للبعيد مباشرة تردّ سيول دموع تعبها ، وشوقها ، وهلاكها الأعظم لكن شدّتها ورقة وحيدة على الطاولة بجنب سريره يلي هي تجلس عليه بهاللحظة وما منعت يدّها ، ولا فضولها تاخذها بين أناملها لكن ما قلبتها لوهلة كأنها حسّت بإنها بتهلك قلبها وبالفعل كان ، بالفعل حصل من كانت رسمة له ، لظهره وهيئته بدون ملامحه وسرعان ما سكنت ملامحها ، ضحكت من ذهولها لوهلة وهي تمنع شفايفها بنفسها هي ما تتصّور الرسمة يلي قدامها ، ما تتصّور إن عظيم أكتافه وظهره تشكلّ قدامها برسمة بسيطة لكنها غرّقتها ، غرقت عيونها وغمرت قلبها بالشعور لأنها للآن تموت بكل لحظة تذكر فيها شكل تعبه بالكويت ، وقت طلع تنساب قطرات الماء من شعره لأكتافه وظهره والحين قدامها رسمة تبيّن وقوفه ، ترسم هيئته بدون ملامحه وترسم حتى تفاصيل قطرات الماء يلي على ظهره وأكتافه وما تمنّت شيء وهي بالكويت وبعدها بحياتها كثر ما تمنّت تحفظ منظره السابق بالتحديد والحين صار بين يديها بورقة بكّت قلبها دم تنّزفه ورفعت نظرها للبعيد : يارب ليش أنا قلت لا وأنا مو قده يارب
-
ما يدري كيف دخل بدون يلمحه أحد من الباب الخلفي ، صعد من الدرج الخلفي ووصل غرفته يسابق زمانه وخطوته كلّه تمني وفتح الباب ، فتح الباب يقتله شعوره يلي غرّقه ما حسّه إلا بارد الماء على شديد نيرانه من كانت هي ، هي بنفسها جالسة على طرف سريره تحاوط يدها شفايفها تشدها ، وتبكي ملامحها بدون دموع وبيّدها ورقة : قصيـد
رفعت نظرها للباب من أول ما فُتح وسرعان ما سكنت ملامحها تناظره ما إستوعبته ، ما إستوعبت وقوفه على الباب ولا نطقه لإسمها ولا لهفته يلي سبقته كلّه وسرعان ما شهقت توقف بكلّ حيلها لحضنه ، لحضنه مو غيره وشدّ عليها بكل قوته ما بقى لها على الأرض مكان يسكر الباب خلفه وبكت هي بشكلّ رجف كيانه يقبّل عنقها ، خدها وراسها ألف مرة يشدّها من لهفته المستحيلة : أبوي إنتِ أبوي
_
رجف قلبه وسط ضلوعه تمكّن منه الخوف ، تمّكن منه الخوف يلي ما حسّه طول عمره لو مرّة وحدة وحتى بحال دنياه المقلوب ما حسّه هو ياخذها عناد ، وياخذها قوة وياخذ دنياه ومشاعره كلّ مأخذ لكنّه الحين يحس بالخوف ، يحسَ بشعور ما جرّب يحسه لأنها بمجرد ما لمحته هي تركت كلّ شيء بيدها تركض لحضنه يحملها من الأرض على قدّ لهفته وأكثر ، تزلزل فيه كلّ ضلوعه لأنها إرتمت شوق ، وإرتمت حبّ ، وإرتمت تقتله بالشوق والشّعور يلي يحكمه ماله سلطان عليّه هو رفعها كلها من الأرض لحضنه يشدّها ، يشدّها يدفن نفسه بين عنقها وريح شعرها يلي للأبد هلاكه ، وجودها من كلّ شعوره بإنها بحضنه الآن وإنها حاوطت عنقه تضمّه وشدّت حتى نبرته يقبل عنقها بكل شوقه : لا تبكين ، لا تبكين ما قلت أجي لعينك أنا ما قلت أرجع يمّك ؟ ما قلته ياقصيد ؟
هزّت راسها بالنفي وما كان منها كلام غير إنها تحترق وأكثر وهز راسه بإيه وهو يحسّها لأنها تشد عليه ، قبّل بداية عنقها وتحت أذنها ، خدّها يحاوطها كلّها بيد وحدة ويده الأخرى لفت بإتجاه الباب تقفّله بالمفتاح ما يكتفي بتسكيره الأول فقط ونزع الكاب من على راسه يرميه على السرير ونزل يده مباشرة لملامحها يمسح دموعها بهمس يحاول يهديها بالحروف ، يتمتم لها بإنها تكفّ دمعها وشحبت حتى عينه يتحسسّ حرارتها : لا تحرقيني بالدموع ، لا تحرقيني كلميني أول كلميني بدونها
هزت راسها بالنفي وهي كانت على وشك تتكلّم لكنها عضت شفايفها من حسّت إن حروفها ما تطيعها ونبرتها مستحيل تطلع منها ، عضّت شفايفها توقف له قلبه مباشرة يمد يده لها يحاول تطلع منها حروفها لأنّ كل ملامحها تزعل ، تزعل تموت من الزعل يلي يوقّف قلبه : لا ، لا ما تزعل هالعين أبوي ما تزعل وش ودّك وش بخاطرك كلّميني تعاتبيني ؟ ودك تعاتبيني
ضحكت وسط دموعها وهي تهز راسها بالنفي وبرد له كلّ قلبه لأنها مدت يدها لوجهه ، لنار وجهه من كلّ مشاعره وكان منها همس وحيد : لا تروح
ما كان منه الرد ، ورجفت حتى نبرتها بسؤال رجّفه لأن كل نبرتها إختلفت فيه وحتى عرق عُنقها شدّ يوضح له: بتمشي ذياب ؟ بتروح ؟
عضّ شفايفه مستحيل يرّد بالحروف وهي بهالشكل قدامه ونبض عنقها مع سؤالها وشدّه من إنحنى يقبّلها ، يرجع خطوتها معاه وما ردّته هالمرّة هلكت له كلّ قلبه من كان منها مثل ما كانّ منه ومن بين عشر قُبلاته هي مدّت يدها لطرف شنبه كان يتوقعها هُلكت ودّها يوقف ، يتوقعها هُلكت ومدّ يده لعنقها يخضّع نفسه : قصيـد
ما كان منها ردّ بعد ما حاوط إبهامه شفايفها قبل تنزل يده لعنقها ونبضه ، جمّعت شجاعتها ، شوقها المُهلك تقبّله هي لوحدها تـ..
توقّف فيه نبضه ، تسببّ له شيء ما يتصّوره بكل مشاعره وعرفت إنّه هلاكها ، وهلاكه معاها ، حاول يمسك زمام أمره ، حاول يمسك شعوره وحاول يكبح جموحه الطاغيّ لكنها فاقت قلبه ، كلّ إحتماله ، وكلّ شيء ممكن يصبر عليه ..
_
« بالأسفـل »
دخلت ورد لعندهم من جديد وهي بكلّ مرة تصيب قلبها الرهبة من أول ما تفتح الباب لأنّ تتحول النظرات لها تلقائياً بشكل مريب والأكثر ريبة الهمسات يلي مالها حدّ ولا حل ، إبتسمت لها أمّ نصار : ما جلستي معانا ياورد
إبتسمت علياء مباشرة لأنّ حفيدتها ما بتعرف ترد : أشغلتها معي أنا تداري جدتها
إبتسمت وهي تهز راسها بإيه : وزوجة ذياب سألنا عنها يقولون مع علياء ، تخبيّن بناتك عنّا يا أم حاكم ؟
ضحكت ملاذ مباشرة ، وإبتسمت علياء : تبونهم إنتم ؟
توّردت ملامح ورد مباشرة بذهول تناظر جدتها ، وضحكت أمّ نصار لأنها فهمت تلميح علياء وإنها فاهمة حتى سبب زيارتهم يلي ما نطقوه بالصريح للآن : يحصل لنا ؟
تنحنحت ملاذ : ورد لو ودكم تروحون المجلس ، البنات ياخذون راحتهم كمان وتنبسطون أمي وش تقولين ؟
هزت راسها بإيه ، وإبتسمت من قامت وسن تخففّ عنها إحراجها وتتوجه للمجلس تفتحه ووقفت ورد يلي همست لها توق مباشرة : أوضح من كذا شيء تبين ؟
ناظرتها لثواني ، وإبتسمت أم نصّار لثواني بلهفة : ورد حبيبتي تشوفين لي الطريق ؟ بطلع لنصّار عشانه بيمشي
هزت راسها بإيه وهي تعدل نفسها ، وإبتسمت جمانة بحبّ شديد لأنها بتموت وتعرف وش صار معاهم بالمجلس لأن نصّار رسل لها رسالة وحدة " أبوي قال له " وكان يقصد عمه حاكم وإن أبوه تكلّم وما قال شيء بعده حتى وهي سطرت ألف سؤال ورسالة لكنه ما رد عليها ورسلت له بالأخير " مرّني قبل تمشون " لأن الرجال يمشون بدري وهم حلفت عليهم ملاذ يجلسون عندهم ، يسهرون معاهم وطلعت تتبع خطوات ورد يلي وصلتها للمدخل الثاني يلي تعرف إنّ نصار يعرفه والأكيد بيجي لأمه عنده وبالفعل كان نصّار يتنحنح ويدق الباب بطرف يده : أمي ؟
رجعت خطوتها بعد ما إبتسمت لجمانة ، وسكنت ملامحها لأن بنت خالته جات تلبس جلالها وتطلع مع جمانة باللحظة نفسها ما تدري ليش وقفت لثواني تستوعب إنّ أمه طلعت له ، وإنّ بنت خالته طلعت له ونفضت أفكارها من كانت على وشك تقرب خطوتها تسمع حوارهم لكنها بعّدت قبل تستوعب وقبل تقلب كلّ ملامحها أكثر تبيّن عليها ، سكنت ملامح جود يلي كانت متوجهة للمجلس لكن لمحت المشهد ولمحت إستغراب ورد : ما يغطون عن بعض هم ؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة تتوجه للداخل بدون أي حرف ومشيت خطوتها للشباك يلي يكشف مكانهم ودها تشوف ، وودها تستوعب وش يصير لأنها ضاعت بما فيه الكفاية ..
-
إبتسمت أم نصّار بلهفة مستحيلة تعاتب ولدها : الحين وش يضرّك لو قلت إخطبي يا أمي خلاص قولوها خطبة إنت تدري وش شعوري الحين ؟ ودي أخطب وودي أقول يا أم ذياب نبي شوفة ودي تشوف بعينك إنّ هي صح ونعم النسب ونعم الأصل والعز والأهل لكنها إحلّوت تبارك الرحمن تليق فيك ، تليق وخلاص أنا تعبت لو بجلس بقول ترى جايين نخطبك لنصّار ونصار رافض يقول ما تخطبون الحين
ما كان منه كلام ، وإنتبهت سحاب على ملامحه : صار شيء بالمجلس ؟ ليش مسرّح كأنك ما تسمعنا ؟
هز راسه بإيه : لا تقولون كلمة ، ولا تجيبون طاري حتى
رفعت جمانة حاجبها لثواني بإستغراب : صار شيء ؟
هز راسه بالنفي ، ورفعت سحاب حاجبها : تقنعنا إنّ كلام أمك يلي قالته توها عنّ البنت ما يهمك وما يعنيك ؟ ليه تبيها لو ماهمّك هي وش تكون وما قلت شيء حتى إبتسامة ما طلعت منك تشوف عروس أحلامك وتعرفها ؟
رفع نظره لها بحدة غير مقصودة منه وسرعان ما نزل عينه لثواني : إنتم لا تجيبون الطاري وبس وصل ؟
كشّرت جمانة مباشرة : الله يصلحك يا نصّار الله يصلحك تأجل وتأجّل وتأجل إلى متى طيب لين تروح البنت وإلا لين أسحبك أدخّلك معي الحين تشوفها وتستوعب ؟
عصّب بدون ما يستوعب نفسه : أعرفها ! أعرفها
سكنت ملامح سحاب لثواني ، وحتى جمانة يلي ما إستوعبت لوهلة : تعرف مين كيف تعرفها ؟
عضّ شفايفه بإستيعاب هو وش قال ووش نطق ، وشتت نظره للبعيد يشدّ على يده : أعرف إنها حلوة ! أسمع ماني أصمّ وأخت ذياب وش بتكون يعني !
ضحكت سحاب لثواني بسخرية : ياخوفي تاخذها عشان ذياب بس وهذا يلي نفكّر فيه ، للحين إحنا مو فاهمين
ناظرها لوقت بسيط ، وتنهّدت أمه تسطر طويل الدعوات : الله يصلحك ويهديك الله يصلحك يلي مانعني ما أتكلّم الحين وهي حتى جدتها تقول تبونهم ! ما تدري وش صار لي أرّد الكلمة عشان خاطرك يا أمي !
عصّب بذهول لأنها تردّ الخطأ عليه : ما عطى ! ما عطى
سكنت ملامحها لثواني ، وتمتم بالإستغفار يشد على يده : أمي تكفين ، فضّي الموضوع كله ولا تتكلمين عنّه ولا حتى تقولين لأبوي كلمة طيب ؟ تكفين خلاص
ناظرته أمه لثواني بذهول ، ما إستوعبت لوهلة غير إنها رجعت تدخل للداخل بدون أيّ رد هي تبي جوالها وبتكلّم أبوه نفسه ومسح على ملامحه : خذي جوالها منها
هزت راسها بإيه : شلون ما عطى ؟ ماله نية يعطي يعني
ناظرها لثواني ، وهزت راسها بإيه : عشان نفهم
تجاهل يتوجه لدبابه ورجعت خطوتها هي للداخل تنزل الجلال يلي كانت تغطي فيه لبسها وشعرها كله تتركه بعيد وتتبع خالتها وطاحت عينها بعين ورد لثواني بسيطة ما تدري ورد كيف صار وقعها غريب بقلبها ، نظرات …
_
نظرات أخرى مو نظراتها الأولى وقبل ما تطلع لنصّار وكمّلتها من صدت تدخل للداخل بشكل حيّر ورد أكثر : ما تنتهي الغرابة يعني ؟
رجعت نظرها للشباك الآخر من لمحت إنه توجه للدباب وما كانت إلا لحظة وحدة شُدّ فيها قلبها بذهول لأنه ماسك خوذته بيدّه ، ولأن أبوها صار قدامه وحتى لو ودها تسمع حوارهم هي ما تقدر ، مستحيل تقدر وتتجرأ تفتح حتى طرف الشباك لكن رجعت خطوتها للخلف من لمحت نظرةّ نصار الأولى لأبوها ، ونظرة أبوها نفسه ومرّت ديم خلفها : بنت ؟ وش موقفك هنا
قفلت الستارة مباشرة وهي تلف نظرها لديم ويستغفر داخلها من غرابة اليوم وتصرفاتهم الغريبة وضياعها هي من هالزيارة جدتها علياء قالت كلمة كبيرة وجملة كبيرة ونظرات أمّ نصار لها غريبة لكن للآن ما حصل شيء يأكّد كل هالتلميحات ورجع لعقلها شيء واحد فقط ، شيءَ واحد ما غاب من أوّل سفره المفاجئ للآن هو ماله نية ولا رغبة ويمكن حتى المواقف يلي حصلت بينهم تنتهي بلحظتها عنده ما تعني له ويتصرّف بطبيعته هو ، طبيعة إنه نصّار وإنها هي أخت ذياب مو أكثر ولا أقل : جيت
توجهت جنب ديم يلي وقفتها لثواني : وش صار ؟
هزت راسها بالنفي : ما صار شيء وصّلت أم نصار له ، تبي تشوفه وبرجع الحين أدخل عندكم
هزت راسها بإيه بإستغراب : طيب روحي شوفي وجهك بالمرايا أول بعدين تعالي بما إنّ ما ودك بالأسئلة
ناظرتها لثواني ، وهزت ديم راسها بإيه وبمجرد ما لفت ورد لملامحها بالمرايا هي إستوعبت إختلافها ، إستوعبت إنه واضح عليها عكس ظنها وتنحنحت فقط من لمحت سلاف جاية بإتجاههم ورفعت سلاف حاجبها : ورد تدرين عن قصيد وين ؟ لأني أرسل لها ودورتها ما لقيتها
هزت راسها بإيه : تو كانت معي ، قالت شوي وتجي تسلم
هزت راسها بإيه بإرتياح : تمام أمي ، لا تطوّل قولي لها
هزت راسها بإيه ، ورفعت ديم حاجبها بدون كلام أكثر وحاولت ورد تلّم نفسها بنفس عميق تاخذه ، وتزفّره لأنهم بيدخلون عند البنات : دخلنا ..
هزت ديم راسها بإيه وهي تشوف رسالة من أبوها من الإشعارات " وصلك الخاتم ؟ رسلته مع نهيّان " وسكنت ملامحها لثواني هي لمحته ، لمحت إنّ شنبه أخفّ من أول وما تدري عشان كلمتها أو هو وده يخففه لكنّه حيرها وحيّرها الحين أبوها إنه رسل الخاتم من مدة معاه لكنه للآن ما وصلها : يارب ما تصادفني ولا تقابلني يا نهيّان
-
« بالأعلـى »
إنحنى يمسك تيشيرته يلي على الأرض بيدّه ويده الأخرى إمتدت لجنبها تدور ساعته يلي شدّ عليها بباطن يده تأشّر إنّ ما بقى له من وقته شيء وإنه تأخّر ما حسه وكيف يحسّه أساساً ، توجه للشباك مباشرة يبعد ستارته وجال نظره للمدى يتفحّص البيت وحوله ويشدّ ..
_ويشدّ قلبها الراجفّ من إنه أبعد الستارة بطرف يدّه يلبس تيشيرته بالأخرى وإنتبهت لتمرّد نظرها يلي راقب حركة أكتافه بكل شعور مستحيل يوّرد ملامحها ، إنّه جال بنظره للمدى حتى وهو تصرّف عادي منه لكن كلّ تصرفاته يصير لها وقع آخر من كثر ما تحبّه ، أو لأنه فعلاً طاغي بكل شيء ما تعرف ، هو أوقف قلبها ونبضها قبل دقائق لأنها حسّت بشديد غضبه يلي أرعبها ، حسّت إنّ ما عاد له سلطان على نفسه وقدرته ووقفّ لها قلبها لأنّه بالقوة شدّ شعوره ، بالقوة رصّ على أسنانه وضغط على فكّه كله يوضح حتى لعينها وبالقوة وقّف يده تشد على خصرها فقط وجبر نفسه ونظرته يخضّعها بكلّ قوته يدفن راسه بالسرير جنبها ، بجنب عنقها يمسك زمام أمره ويمسك نفسه وحتى وقت حاول يبعد هي بالغلط مدّت يدها لذراعه يلي تحاوطها وكانت منه نظرة وحيدة لوسط عينها ، نظرة كمّل بعدها مواله وتدارك على آخر لحظة يوقّف نفسه غصب ويرجّف كل شعورها تعدل نفسها وتلبس البدي يلي ما تدري كيف صار بأعلى السرير مو عليها وما تذكر بمرّة صارت ممنونة لأخلاقها ونفسيتها وإنّ ما كان لها خلق ولا رغبة تلبس فستان كثر هالمرّة لأنّ ما تدري وش ممكن يصير أكثر ، رفعت نفسها وكلّ ملامحها تخجل بشكل مستحيل لكنه قرب خطوته للسرير من كانت تعدل نفسها وجلوسها على طرفه تلمس أقدامها الأرض : قصيـد
نبض قلبها مباشرة ترفع نظرها له ، وعضّ شفايفه لثواني يناظرها هلكت له قلبه : متأكدة تناظريني كذا إنتِ ؟
ما نزّلت عينها ما إستوعبت ، أو إستوعبت لكن كان ودها تتأمّله باقي ورجف قلبها وسط ضلوعها لأنه مد يده يستقر إبهامه على ذقنها ، ويخطف كلّ أنفاسها لأنّه واقف أساساً لكنه إنحنى يقبّلها من جديد ، يقبّلها بشكل أطول حسّته وداع مثل ما ودّعها قبل شهر ونصف بالضبط وسكنت ملامحها لثواني بهمس : تودعني
عضّ شفايفه لأنها همست بين شفايفه بهالشيءّ تهلكه وهز راسه بإيه بهدوء : أودّعك
كفّت شفايفها عنه مباشرة ترفع يدها لجبينها ، لشعرها تحاول تستوعب وتوقف ودّها تهرب من عينه ، من وجوده ومن الجنون يلي حصل من أثر الشوق منه ومنها تيشيرته كان بعيد عالأرض ، البدي يلي هي لابسته بأعلى السرير ، ساعته كانت جنبها ، وكعبها الحين تشوفه على الأرض تحت السرير وكان ودها تمشي عنّه مسافة بسيطة قبل لا يحرقها الخجل لكن برد كيانها كله لأنه مد يده يحاوط خصرها يرّدها ، يوقفها قدامه بنبرة أخرى تماماً : قولي
شدّت له عروق قلبه ، ورجفت لوهلة لأنها للآن ما إستوعبت : توّدعني مرة ثانية ؟ ما بتجلس معي ؟
ما كان منه كلام من إحترقت محاجرها بلحظة ، وشدّ قلبه قبل قلبها يهز راسه بإيه : …
: ما رجعت ؟ ما جيت لك ؟ ما قلت أجيك وبجيك الثانية والثالثة ولين ترضين لكن لا يدري بي أحد
هزت راسها بالنفي بعدم إقتناع ومد يده لخدها يقطع كلّ دروب الزعل والدموع بهمس : عشان عينك أنا أروح ، وعشان عينك أنا أرجع وبرجع لكن الحين أنا ما ودّي تبكين تردين خطوتي ولا ودي تزعلين
عضّت شفايفها لأنّه وقت ودعها قبل شهر ونص وضّح لها حتمية ذهابه ووقت أعطاها ظهره ، ووقت بكت هيّ رجع يقبّل كل ملامحها تعاتبه بإنها تسمح له يروح وهي تبكي ، وهمس بجملة وحدة وقت كان منّها شديد الخصام له ليه يرجع ، ليه يوقف وهو نيّته المشي والوداع " ما وقفت إلاّ عشان أمسح دموعك وإلاّ أنا ماشي لو إنّك ما بكيتي " وكان أعذب وأرقّ شخص مسح دموعها بكلَ حياتها جرّبت كل أنواع الدلال ، لكن شخص يدلل حتى دمعتها يقبّلها ما جربته إلا مع ذياب يلي بالفعل وقتها ما مشى لحدّ ما كفت جزء من دموعها والحين ما يبيها تنزل من عينها ولهالسبب حاوطّت كفوفه ملامحها ونطقت تمسك نفسها : تمام
هز راسه بالنفي تختلف نبرته : قصيد
هزت راسها بإيه وهي ترفع يدّها ليده يلي على ملامحها ، ورقّ كل قلبها تمنع سيول دموعها : لو ودّعتني زي أول مرة ما بوّقف دموع وما بسأل مين الناس وأيش الشغل يلي يردّك حتى عني ولأنك ما بتقوله أساساً ، أعتبر إنك ما جيت الحين هذا مطلبك يعني ذياب ؟
هز راسه بإيه وهي حرقت جوفه لكنه ما يقدر يتكلم ولا يقدر يحسسها حتى إنهم على بعد دقائق من إنهم يتلّونه من حضنها وما كان منها كلام إلا تهز راسها بإيه من رجفت عيونها تشتتها ومسح دمعتها مباشرة يقبّل جبينها : إصبريني ، بس إصبريني إنتِ ولا تزعلين ..
هزت راسها بإيه تشتت نظرها ، ورجع يقبّل جبينها بحرارة هلكت لها روحها لأنه همس وتعرف إنه يستودعها ربه ، وعضّت شفايفها تجمّع نبرتها : بنزل عندهم
هز راسه بالنفي يمسح على شفايفها : خلك هنا مالك بهم حاجة
هزت راسها بالنفي : ما لقيت أحد ، ماما تنتظر إني أسلّم عليهم
عضّ شفايفه يمد يده لنابض عنقها : ما حسبت حساب أحد أنا
ناظرته لثواني وهي تتوجه للمرايا كان عندها أمل إنّ ما صار شيء لأنها للآن ما إستوعبت وسرعان ما توّردت ملامحها وتوجه هو للشباك ينتبه على أسود السيارات يلي دخلت أوّل الحي تتبع بعضها وشدّت عروق راسه مباشرة لكن تركيزه عليها: تبين تسلمين عليهم ؟
هزت راسها بالنفي : لا بس لازم أسلّم ما لقيت أحد من جيت ومستحيل ما يسألون
هز راسه بإيه وهو يدور الكاب بعجل : تسلمين ، إلبسي عبايتك الحين وقولي لي ، تخافين الظلام إنتِ ؟
ناظرته بعدم فهم ، وتوجه لباب الغرفة يمد يده لها بإنتظار : لا تخافينه
_
شدّ على خوذته ، ونطق حاكم بهدوء : إنت تعرف قدرك عندي يانصّار ، وإنت رجّال أول من يشهد له بالمجالس أنا رص على أسنانه بشكل حرك فكه يوضح لعمه حاكم يلي نطق بهدوء : وإنت عندي مثل نهيّان ، ومثل ذيّاب
هز راسه بالنفي بهدوء : عمي تبي تقول لي شيء ، تقوله وقت يرجع ذيّاب إيه أنا ما كان ودي تصير الخطبة كذا ولا كان ودي يقول أبوي لكن صار يلي صار ووصل الرد منك ما أبي غيره الحين ، ما أبي غيره ياعمي ما قصرت
ناظره حاكم بهدوء : إنت تبي ورد عشان ذياب يانصّار ؟
سكنت ملامحه لثواني مباشرة وهو يناظر عمه ، وكمّل حاكم على قدر هدوئه الغير عادي : هذا يلي شفته ، وسمعته منك طول المدّة الأوّله يانصّار ولو ما سمعته من أوّل ما نطق أبوك قلت أنا معطي يابو نصّار ونصّار نعم الرجل يلي أضمن بنتي عندي ، ليه قلت الوقت أنا وأنا كلّ عمرك أعرفك ؟
شدّ على خوذته بهمس : المعرفة ما كفّتك ياعمي
هز راسه بالنفي بهدوء : أنا أعرف الرجّال لا بغى الزواج قال بنت أصل ، وقال بنت عز ، وقال أنا رجّال شاريها لأصلها ولنسبها وعشانها هيّ ما يقول عشان أخوها فلان ، وعشان أبوها فلان يانصّار
ناظره لثواني بذهول وإنعقد لسانه توقّع كل الأفكار من عمه حاكم لكنه ما توقع لو لحظة وحدة يكون تفكيره يميل لهالإتجاه إنه يبي ورد بس عشان يقرب من ذياب أكثر وما كان منه كلام كثير ، ولا حتى جمل كثيرة حسّ جمر صار بقلبه من التفكير الغريب : وإنت ياعمّي من بد الناس كلهم تتوقع إني أبي القرب من ذياب أكثر وباخذه من أخته ؟ ماهو أنا أخوه وش أقرب من الأخو ياعمي ؟ أنا إن قلت إيه وإن قلت لا ذياب أخوّي ما أبدله بالدنيا ولا يتغيّر علينا حال
هز حاكم راسه بإيه بهدوء : الله لا يغيّر عليكم حال يابوك ، أنا معطي وهذا الرّد من الحين لكن بشروطي أنا يانصّار
ناظره نصّار لثواني ، وهز حاكم راسه بإيه بهدوء : ما تقول ما تبيها عشان ذياب تبيها عشانك إنت وما تبدّل ذياب بالدنيا ؟ وأقولك أنا ورد عندي بالدنيا كلها أعطيها للي يصونها ، ولليّ يحطها بين عيونه يانصّار وأدري إنك كفو
سكن قلبه هو ما عاد يفهم من عمه شيء ، وهز حاكم راسه بإيه : أعطيك لو ضمنت لي الخمس سنين الجاية من وظيفتك بالرياض وسهلة عليك ماهي صعبة ، وأعطيك لو ودّعت هالليّ جنبك تتركه
سكنت ملامحه لثواني بعدم فهم ، وهز حاكم راسه بإيه : يصير ماضي ، وتصير ورد حاضرك بدونه
ما توقّع ، ما توقّع لو لحظة وحدة إن عمه يطلبه هالطلب فعلياً يطلبه يترك دبابه ويعتبره ماضي ، يطلبه يتخلّى عن حلمه ، عن كلّ حبه مقابل إنه يعطيه بنته وما كان منه رد غير الـ….
_
السواد المستحيل يلي كسى كلّ ملامحه ونطق لسانه بجملة وحده حسّها حاكم من لسان ولده ذياب : أترك الدباب لأنك ما تضمن أخطاره عمي وما تضمن إني أعيش لو أخذت بنتك إن قالها الله ، هذا قصدك ؟
ناظره حاكم لثواني وهو ما يشوف نصّار قدامه ، ما شاف بلمح عينه من الشخصية يلي تبدّلت بلحظة إلا إنّ ذياب ولده متمثّل قدامه ورد ّ بهدوء : وإنت بكيفك يابوك
ما قدر يكتم إبتسامته ، إبتسامة السخرية بجوفه عمّه قبل ما يخطب ورد كان مع دبابه ما يردّه عنه ويعرف هو كيف يحب الدبابات ، كيف يتعنّى لها يروح حتى المزادات عليها والحين يطلبه يجنّب ويترك والمقابل إنه ياخذ ورد ويحلف يمين تعظيم ، لو جاه بغير هالإسلوب وبإسلوب طلب أكثر من كونه أمر وبدونه ما تصير ورد له كان وقعه عليه أخفّ ، كثير أخف من إنّ الجملة تكون بالصريح " تضمن وظيفتك داخل الرياض عشان بنتي ما تروح عني ، وما تسوق الدباب مرّة ثانية عشان ما تموت وتزعل بنتي " ووقت فكّر فيها بهالطريقة شبّ جوفه نار بلحظة حتى لو جاه بطريقة أهون ، بطريقة ما تسطّر هالجملة بخياله كان مستعدّ يدفع مهرها ، وعيونه ، وكلّ قلبه لكن الحين هو صابه الصّمت يبيه يدفع حتى طموحاته وأحلامه وهواياته ، كلّ عشقه الأولي مهر قبل غالي مهرها ..
تبدّلت ملامحه بشكل يجزم نصّار لو لمحه عمّه حاكم قال ما يعطي ، ولا بعمره يعطي وما كان ستره إلاّ دامس الظلام من تقفّلت كل أنوار البيت بلحظة صارت صرخة من جهة الحريم لأنها صارت فجأة غير محسوبة ، وتعالي أصوات من جهة الرجال يفيض المجلس للخارج وش حصل ، ووش صار وإختفت كلّ الكهرباء ما يدرون عن شيء ونطق متعب : يا حاكم وش صار !
_
تقطّعت يده لأنه قفّل حتى الكهرباء يلي تفتح البوابات لأن السيارات صارت قريبة بشكل مجنون منه وهو آخر شيء يبيه إن أبوه يلاحظه ، إن المجلس يلي كلّه رجال يطلعون للخارج ويشوفونه هو جرّح يديه بتقفيلها من قوتها لكنها ما تهمّه الحين وركض بكل سرعته لقدام البيت يمنع اليد الممدودة يلي تشيك على البوابات : نزّل يدك !
توجهت كل الأسلحة له مباشرة ، للصوت يلي وصل من الطرف الآخر وهم عند البوابة الرئيسية ولفّ نظره للشخص الواقف قدام الباب للآن بغضب : ما تدور ذياب إنت ؟ ذياب قدامك نزّل يدك لا يكسرها لك الحين
نزّل يده عن الباب وهو يناظره وكانت التوصيات ما تُمّس شعره من رأس ذياب نهائياً لكنه إستفّزه بآخر نطقه وإستفزّه أكثر إن نظرته له حادة رغم الأسلحة يلي تتصوّب بإتجاهه ونطق بسخرية : تكسرها ؟
هز راسه بإيه : ما تدّورني إنت ؟ ماني قدامك أنا الحين وراك مادّها عندك شيء ودك تشوفه تبيه ؟
_
هز راسه بالنفي وهو يترك ثقيل رشاشه مع أحد الحراس ، ومشى بخطوته تجاه ذيّاب يلي عض شفايفه : إخلص
ضحك بذهول يناظره هو ليه مستعجل : إخلص ؟
هز راسه بإيه : ما جيت تبيني ؟ طلعت لك أنا وإلاّ تبي تسطّر بطولة على حسابي يقولون جابه ؟
ناظره بسخرية وهو بلحظة وحدة ، بلحظة فقط نزع المسدس يلي بنهاية خصره يثبّت فوهته على جبين ذيّاب يلي إبتسم بسخرية ، بهدوء مستفز : ما إنتّ قدّه
ناظره بذهول وهو يرفع حاجبه : ماني قده ؟ ما أفجر راسك هنا ما أسيّل دمك ماني قدّه ؟
هز ذياب راسه بإيه بسخرية : ما إنتّ قده بتنزل هاليد طواعية ما ترفعها عليّ أنا ، بيدك الزناد لكنّك تبطي عظم ما تسحبه ، تبطي عنّه لا تشد حيلك بالحيل تطيح
ناظره وهو فعلاً ما يقدر ، لو فجّر بالرصاصة رأس ذياب قدامه الحين بيلحقه رأسه مباشرة ويمكن مو رأسه لوحده إنمّا كل نخبة الحرّاس يلي معاه ، يلي وقف على راسهم صاحب السمو نفسه يوجّه لهم التعليمات ويطلب منهم ذياب ، ولا غير ذياب بالقوة ، أو بالهدوء لكن الوحيد المُتفق عليه بالإسلوبين ، ما يحسّ فيهم أحد كما هو المعتاد ويدري ذياب إنّ الأربع يلي قدامه مو كلهم ، يدري إنّ خلفه جيش وتأكّد له من لويت يديه تُكبّل خلف ظهره بقوة لكن ما زاحت عينه عن الشخص يلي أمامه ولا خفّت حدتها ، ضحك ينزل سلاحه : تقول لي أبطي عظم أجل ؟
هز راسه بإيه ، وإبتسم بسخرية : نافخ ريشك إنت بس أعرف كيف أنتفه أنا ، نتف الريش يعجبني
إبتسم ذياب لثواني لأنه كان هالشخص على وشك يمد يده لجبينه هو بسخرية لكنّه رفسه بكل قوته براسه ، جبينه بجبينه يرجّع خطوته للخلف وإبتسم بسخرية : أعرف نتف الأشناب الردّيه أنا وإسأل عني ..
إبتسم الحارس وهو يهز راسه بإيه ويمشي للجيب بعيد بهمس غاضب : الأيام بيننا
رفع صوته من جديد يستفّز عروق ذياب : إنتهى
تغطّت عينه بلحظة ، وحسّ بشديد الأذرع تحاوط مكبلّ يدينه المتجرحة ويخاف ؟ ما يقرّبه الخوف ولا ينكتب له هو عرف إنّ رسالته وصلت بالتمام والكمال وإلاّ ما جو هالحراس ، ما جاء هالجمع كله يهابه ووده يردّه بأي طريقة ولو كان بقلبه خوف فهو خوف إنّ قصيد تشوفه ماغيره وهذا الشيء الوحيد يلي يرهقه ولو إنه شرح لها بالسريع فهّمها وودعها لكنها تقطّع له عروق قلبه وعضّ شفايفه هو ما يشوف بعينه شيء الحين لكن بقلبه كلّ إتجاهات رؤيته هي ، وشعورها هي ، وكلّها هي ..
_
« بـالأسفـل »
وقفت سلاف بقلق : أمي ورد شوفي لي الدرب
هزت راسها بإيه ، ورسلت لتركي لأنّ كل كيانها ماهو مرتاح " بنمشي لو خلّصت جلستك عند الرجال " وكان منه الرد بعد ثواني " أنتظركم " ، سمعت وسن بُكاء شدن الشديد وسرعان ما…
_
وسرعان ما شهقت : نسيت البنت نايمة !
صعدت ديم يلي كانت أقربهم للدرج ركض للأعلى ، وبردت ملامحها لثواني من لمحت شخص يركض بثوبه للغرفة ووقفت خطوته عند الباب يرجع بذهول ونطق بشكل هز قلب ديم من غرابته : قصيد !
شهقت شدن من أعماقها تضّمها لأن قصيد ما تقول ولا كلمة قدامها وحتى شدن كانت تهزّها تنادي بإسمها لكنها ما تكلّمها نهائياً وتغيّرت حتى ملامحه بذهول : شدن ! شدن وشفيها قصيـد بنت ! بنت وش فيه !
وجه نهيّان نظره للواقفة عند بداية الدرج هو ما توقّعها إلا ورد وما ركّز حتى بأيّ شيء منها من الظلام يلي يخفيها ولأنّ للآن ما رجع النّور ومن توتر أبوه والمجلس وتوتّره هو الحين وصرخ فيها : إخلصي تعالي شوفي وش فيها !
ركضت بذهول للداخل مباشرة ، وما كان من قصيد يلي لمحت شيءّ أكبر من عقلها ، وعمرها كلّه إلا إنّ يشيب لسانها ما ينطق بكلمة وما تحسّ بأحد هي لمحت ركضه للخارج ، لمحته وكانت يدّها وسط يده هو توجه للخارج مباشرة يترك يديها للريح يودّعها ، لمحت كلّ شيء حصل بعد ركضه هو أخذها معاه للأسفل يشدّ على يدها ، يوصيها على نفسها ويودّعها لآخر لحظة يهمس بين شفايفها " أرجع لك أنا ولا تخافين الظلام ولا تخافيني .. حتى ّ علي لا تخافين قولي راعي حق ، وقولي ذياب يردّ الدنيا عشاني وقولي الذيب وإضمنيني بوجه كل شيء "
ووقت همست له على مقدار همسه ودها تتأكّد " الذيب الطاغي ؟ " ، ضحك ، ضحك يقبّلها لأنها ذوّبت له قلبه وحسّت أشواكه ولهيب ضحكته لأنّ كانت ضحكة من ألم أكثر من إنّها تكون ضحكة حقيقية وهز راسه بإيه يهمس لها " قولي الطاغيّ ، يطغى على الدنيا ما تطغى عليه ولا تخافين شيءّ إنتِ ، لا تخافين إن سمعتي وإن لمحتي ، خذي كلامي وإتركي غيره والحين ، خلّك هنا دقايق زمان يرجع الضوّ وينتهي كل شيء ثم روحي سلّمي عليهم من هالباب ، لا ترجعين فوق "
كان يوصيّها ما تطلع لفوق وفهمت هالشيءّ ونيّته لجل ما تلمحه لكنّها صعدت ركض عشان تشوفه رغم كلّ توصياته وتحذيراته ، هي سمعت بكي شدن يلي أجبرها تسوق خطوتها لعندها بدلاً من الصالة ، سمعت صراخها وركضت لها تضمّها ، تشيلها على كتفها تسميّ عليها وتترك شدن تستند عليها وهي شايلة شدن توجّهت للشباك تسوق خطوتها ودّها تشوفه ، شاب لسانها وشابت حروفها وكلّ شيء تحّسّه من الرعب يلي شافته ، من الرّعب يلي وقف فيها حتى النفس ودّع يديها توه تفارق يديه وقدّام عينها ، قدّام عينها تكلبشت يديه من الخلف ، قدّام عينها توجّه سلاح لجبينه وقدّام عينها تغطّى كل راسه بقطعة قماش كأنه مجرم حاولت تتنفس ، حاولت توقف ، حاولت تتحرّك كل شيء حاولته عجزت هي …
هي نزّلت شدن عن حضنها ما تدري كيف ، وما تحرّكت خطوة للآن حتى وديم تكلّمها : قصيد !
صرخ نهيّان بذهول يستعجلها : وش فيها يابنت ! أدخل !
بكت شدن مباشرة تركض لحضن نهيّان يلي ما عاد يثبت خطوته أصلاً وأكثر من بكت شدن : من أول أكلمها ما تسمعني ما ترد ما أدري ليش
ضربت ديم على خدها تحاولها : قصيد تسمعيني !
طلعت ورد ، وخلفها سلاف لكن سكنت ملامح ورد من لمحت شدن متعلّقة بثوب نهيّان وتبكي : نهيّان !
لف نظره لها مباشرة : تعالي شوفي وش فيها قصيـد !
قبل تركض ورد ركضت سلاف كلّها تسبقها وسكن كونها بلحظة كانت بنتها قدام الشّباك ، ديم قدامها تحاول تكلّمها وما يطلع منها ردّ وبهاللحظة بس ، بهاللحظة خُطف كون سلاف كلّه تركض لبنتها : قصيد ماما !
ما تكلّمت قصيد بكلمة ، ولا رمشت عينها يلي ترجف هي ودها تشهق ، ودها تبكي ودها تصرخ وودها تتقّطع حبالها من الصراخ المكتوم بصدرها توّه ، توّه كان معاها بحضنها .. توّها كانت يديه المتجرّحة بين يديها ويلي لأوّل مرة بحياتها تضمّها بدون خجل ، وتسأله بدون خجل " ميّن جرح يدك ؟ " وجاوبها وهو يقبّل نابض عنقها " ضربت الجدار " ووقت كانت منها نظرة له ، وقت مدّت يدها لشعره تبي باقي الإجابة هو ما بخل فيها إنما سطرها بهدوء " لأنّك كنتي قدامي ما أوصلك ، لأنّ اليد يلي تمّكنت مكاني على ظهرك ماهي يدّي .. " وهنا هي أخذت نفس تستوعب ضجّة الأصوات خلفها لكنها ما توعيها توجّه نظرها لأمها صحيح لكنّها ما تدري وش تقول كلام ، ما تدري وش تنطق لها ورجف قلب سلاف كلّه تقفّل جوالها ما تدري حتى وش كتبت لتركي لكنها رفعت يدها لجبين بنتها : كلمت أبوك أنا كلمته تمام ماما ؟
رقّ قلب ديم مباشرة ترفع يدها لجبينها وتجلس على السرير , وهزت سلاف راسها بإيه وهي تقّطع قلبها مباشرة تلف للشباك مكان نظر بنتها الأوّل : أمي شفتي شيء ؟ أحد قال لك شيء أحد زعّلك أمي وش صار كلّميني ، راسك يعورك ؟
-
شدّ على يد ورد الواقفة جنبه بذهول وهو شايل شدن على كتفه وتوه يستوعب أخته : إنتِ ورد !
هزت راسها بإيه وهي تضرب يده : ورد يعني مين أنا !
سكنت ملامحه لثواني هو توّه صرخ على وحدة ، وتوّ مرت من جنبه وحدة ووقفت حروفه بجوفه:يلي توّها مرت من عندي ودخلت ديم ؟
سكنت ملامحها لثواني تناظره ، وكررّ يرص على أسنانه بعدم تصديق : هي ديم صح ؟
ما كان منها الإستيعاب من رنّ جوالها بيدها ينّور إسم أبوها بشاشتها وردت مباشرة : سم
عصّب مباشرة يضرب كيبل الكهرباء من حاوله وما إشتغل : أخوك نهيّان الـ…… وينه ! وين المفتاح يلي قلت له وينه !
عضّت شفايفها لثواني : …..
_
عضّت شفايفها لثواني : مفتاح وش أنا أجيبه لك ووش
ضرب نهيّان جبينه مباشرة لأن ضاع منه عقله من خوفه ونسى حتى أبوه وطلبه للمفتاح عشان يشوف حل للكهرباء من غرفة الحارس والغرفة الثانية لأنها ما رضت تشتغل معاه ، هزت ورد راسها بإيه لأنه قفل بوجهها وضربت كتف نهيّان مباشرة : مفتاح وش يلي يبيه أبوك ؟
رفع أكتافه : مفتاح غرفة الحارس والغرف الثانية
توجهت ركض لغرفة أبوها وأمها ، وبقى نهيّان على كتفه شدن يلي رجعت نامت وتو يستوعب وتوجه يتركها على أحد الكنبات ويرجع قريب من غرفته ، صدّ مباشرة من لمح إنّ سلاف بتطلع مع قصيد : ما حولك أحد زوجة الذيب ، ما حولك أحد عدّي
مرّت قصيد بالفعل تسبق خطواتها حتى أمها لأنها سمعت صوت أبوها المرعوب يسأل "ووش فيها قصيد ! " ووقتها هي تحجّبت تسوق خطواتها للباب ، وتبعتها أمها مباشرة تسبق خطوتها لأنها مغطية وتدق طرف الباب من إنتبهت إن بنتها مو مستوعبة لشيء حتى لوجود نهيّان القريب لكنّها وقت سمعت صوت نهيّان غطت ، ونزلت تسبق أمها وتسبق حتى نبضات قلبها يلي يرجف وسط ضلوعها وتبعتهم عين نهيّان بدون إدراك منه وعضّ شفايفه بهمس : طيب طمّني هاللوح الواقف هنا وش فيكم نسيت حتى أبونهيّان عشانكم ياخي ! يارب إنك طيبة
كان على مسمع ديم يلي قرّبت جهة الباب كان ودها تطلع لكنه وقف قريب الباب يرجع خطوتها ويصيبها بقرف لا نهائي بداخل شعورها إنّها حاولت تحسن الظن فيه تجاه قصيد لكن طار تفكيرها كلّه من كلامه وطريقته الحين ، وكمّل يكلم نفسه بغضب : وإنت لا بغيت تصير …. وتصرّخ وبدون أخلاق ما تصير إلا قدامها هي وهي تدّور الزلة أصلاً ! وش هالحظّ فاضي للقروشة أنا الحين تزعل عشر شهور ويانهيّان إحلق شنبك صح إني طيّب وصح إني أراضي بس وش بقى يختفي شنبي وترضى هي ؟
ضحكت بسخرية : على أساس تغطيّك الأخلاق دايم ماشاءالله عليك .. الشنب موجود وإلا ماهو موجود مو على رجال عشان يفرق إن حلقته وإن خففته وإن بقيـ
بهاللحظة بالذات رجع الكهرب يشتغل ، ولو إنه رمش بالبداية إلا إنّ طق عقله من كلمتها : تزوّدينها إنتِ صح ؟
ذابت عظامها لوهلة لأنّ الكهرب فتح وهي قدامه ، فعلياً قدامه بدون حجاب وبدون جلال وبدون أيّ شيء غير فستانها يلي يحاوط جسدها يغطي كلّ أعلاها بأكمام طويلة واسعة ، وياقة مرتفعة تغطيّ كل عنقها ويوسع من بعد خصرها لحدّ ركبتها فقط هذا كلّ طوله ، رجعت خطوة للخلف هي كانت على وشك تسكّر الباب بوجهه لكنه مد يده بقوة يمنعها : تزوّدينها وش مشكلتك معي إنتِ تكلمي ؟ وش مشكلتك
_
إبتسمت بسخرية لثواني : وش مشكلتي معك ؟ من إنت عشان تكون لي مشكلة معاك ؟
ضحك بسخرية : دامه من أنا خفّي على نفسك معي وعدلي لسانك لا أعدله لك أنا لا تزودينها بالحيل
رفعت حاجبها لثواني بذهول : خفي على نفسك معي ؟ وش شايف نفسك إنت وش قصدك يعني ؟
رفع نظره لها بحدّة مستحيلة ، ونطقت بتقّرف شديد : أقرف منك أنا أقرف تعرف وش معنى أقرف؟
ناظرها بذهول : وش فيك إنتِ كلمة والثانية أقرف منك وش شايفة مني ! وش شايفة مني حضرتك يومّني إعتذرت قلت لك ماهو تفكيري ولا هو أنا لحظة غضب ولحظة غباء ما سمعت لك صوت والحين تعيدينها عليّ ؟ خلاص عاد إيه إنتِ يلي سمعتيني ذاك اليوم وإنتِ يلي كلّمتك بسرير ورد أحسّبك هي وجيتي المدرج تتأكّدين عشان تقولين إنت المقرف يانهيّان بس خففي على نفسك ياحضرة المحقق يوم إني تكلّمت كنت أحسّبك ورد وأبيها تردّ علي وجبت لها حكاية من عقلي وإلا أنا ما تزيح عيني يمين ولا شمال ! بالملعب ما أشوف إلا الكورة قدامي وغير الملعب أنا ما أشوف أحد خفيّ
نطقت بعدم وعي وسخرية مستحيلة : كلّ كلمة قلتها تناقضها أفعالك إنت حتى زوجة أخوك الحين تاكـ
وسّع عينه لثواني بذهول من تغيّر كل مسار تفكيرها وما كان منه إلا الغضب يصرخ فيها : إقطعي ! إقطعي لا أندّمك الحين إقطعي تبين تفكرين تبين تتكلّمين فكري لكن لا تقولين قصيد لا أقطع لسانك لكَ !
وسّعت عيونها بذهول وهي تناظره ، وضحكت بسخرية تقّلد نبرته : لا تقولين قصيد ، وش موجع لما أحد يتّهمك ؟ ولو إني ما أشوفه إتهام قد ماهو حقيقة وإلا ما صار كـ
هو بلحظة وحدة مسك كلّ فكها بيدّه ، كلّ فكها مسكه يرجع خطوتها معاه للخلف وخضّع نبرته بالقوة رغم إنّها طيرت له عقله بتفكيرها : لا تقولين كلام أكبر منّي وحتّى منك قصيد زوجة ذّياب ! ، زوجة أخوي أنا يلي يوم إنها قدامي ، وأنا معاها بنفس الدّور هي برقبتي وبذّمتي لو صار لها شيءّ لأنها زوجته ، لأنّ لو صار لها شيءّ قبل يلومني ذيّاب أنا ألوم نفسي وإفهمي يابنت الأصول ، إفهمي يا أم الشرف إفهمي تفكيرك هذا ما يضّرني أنا يضرّك إنتِ توصلين لمواصيل ما تبينها وما تليق بأحد
كانت على وشك تسّل سيف لسانها من جديد هي ما تدري وش حصل لها لكنَ تدري إنها بعمرها ما دققت بشيء وبشخص إلاّ نهيان ، يتضاعف التدقيق عندها على كلّ حركاته أخطاء كانت أو غير الأخطاء وتعرف وتوعي إنّها قدامه بدون ساتر وبدون حجاب لكن من نظرته لها ، من إنّ ما كان منه إهتمام غير الغضب هو أكّد لها بإنه فعلاً ماله نظر ولا عين عند أحدّ حتى لو كان الباهي الزّهي ورغم هالإدراك هي كانت بترجع تتكلّم لولا الصّوت يلي هز كيانها و…
_

لكنه ما هز ّ نهيان لو لحظة ، ما كان إلا صوت أبّوه يلي كلّ سيء السيناريوهات تصّور بباله هو يشوف ظهر نهيّان ، يشوف يدّه ومكانها ويشوف وقوفه وإنعدام المسافة بينه وبين ديم وما كسر ظهره إلاّ إنّ فزاع أخوه خلفه هو كان وده يطلع لغرفة الكاميرات الأخرى بالأعلى يشيّك وفزاع كان بيجي معاه لكن الحين ، الحين وقّف وقته ووقت حتى أخوه يلي سكنت ملامحه معاه يهمس بذهول من عينه يلي شافت شيءّ بعمره ما يتخيله : ديم !
خُطفت نفسها من نفسها لأنه أبوها ، لأنه أبوها ولأنها بموقف ما يوسعها التفكيّر فيه إلاّ إن ظنه بيصير بأقصى الأراضي بعيد عن الواقع بينها وبين نهيّان وعضّ حاكم شفايفه بغضب هزّ كل أركان بيته بعدم وعي : نهيّان !
قبل ما يتكلّم ، قبل حتى ينطق يردّ على أبوه مد نهيّان لا شعوّريا يده تصير ديم خلفه وتوجّه شديد الكف من عمه فزّاع لخده يحرقه ، توجّه حارق الكفّ يلي ترك ديم تشهق من ذهولها ويلي حرق جوف حاكم كلّه يشبه بلحظة لخّد نهيّان وصرخ فزاع بغضب ودّه يتمّكن ذراع بنته يسحبها : إمشي هنّـا !
شدّ نهيّان على يد عمه وهو ما يوعيه لكن يوعي شيءّ واحد فقط وباحه بكلّ قوته : تبي تسوّي شيء قدامك أنا
ناظره فزاع لثواني بذهول وبلحظة وحدة فقط ، بلحظة هو مسك ياقته وبدّل ما يفكر نهيان بنفسه هو مد يده الأخرى يبعد ديم عن ظهره تصير خلف ظهر أبوه يلي مسكها بداله وصدّ بنظره ، صرخت علياء تهزّ الأرض بعكازها من سال الدم من أنفّ نهيان وشفايفه يغرّق ثوبه وما كان من حاكم الكلام : خلّاص ! خلاص قلت خلاص !
لف حاكم نظره للدرج بعدم إدراك منه وبلحظة وحدة هو تغيّرت ملامحه جات أمه ، وجوّ حريم آل سليمان كلهم حتى ملاذ يلي تقلّبت كل ملامحها كانت بينهم ..
تفل نهيّان الدم من فمه ، ودفّه عمه فزاع بكل قوته من حرقته رغم إنه غيّر كل ملامح وجهه لكنه نطق بحرقة ما توصف : الله يحرّق دمك يا نهيَان ! الله يسود وّجهك يا……..
وبمجرد ما نطق هالجملة ذابت عظام ملاذ بمحّلها ، ذابت تشدّ على يدّ ورد جنبها لا تطيح من طولها وما كانت إلاّ شهقات وصدى صوت يسري بين الحريم كلّهم ما قُطع إلا من توجّه فزاع يمد يده ودّه يسحب بنته من حاكم لكن شدّة حاكم كانت أكبر ، نبرته كانت أجمد يوّقف ديم خلفه بغضب : نهيّان عندك تسوي به الليّ تبيه لكن البنت ما تلمس منها شعرة يا فزاع ! ما تلمس منها شعرة وبوجهي هيّ إنّ بغيتها هاك وجهي قبلها
هُزّ عكاز علياء تحت يدها هي شافت ولدها بيذبح ولد أخوه ، وشافت ولدها فزّاع يصرخ من قهره يدعي عليه ، شافت كلّ شيء ممكن يهزّها ويرجفها لكن ما عادت لها قدرة تماسك من حسّت ، بسيط الإحساس بإنّها حرب بين …
_
حرب بين عيالها هي ذاب قلبها وسط ضلوعها الحيل يلي ما سرقته منّها السنين إلا شوي سُرق كله عجزت تثبّت أقدامها ولا حتى عكازها تنطق بالغضب ، بالرّجفة : يكفّي !
ركضت درّة بالجلال تمّده لديم ، تغطي أختها يلي للآن ما إستوعبت شيءّ غير إنها خلف عمّها حاكم يرد عنها أبوها ورجف عكّاز علياء لأن للآن عيالها بينهم حرّب صمت ، بينهم حرب نظرات أصلها نار وجهنّم عليهم كلهم وضربت عكازها ثلاث مرّات بالأرض يرجف صوتها تصرخ : ما خلّفت رجال يا متعب ! ما خلّفت رجال يا متعب
هزت ملاذ راسها بالنفي وهي ما تصّورت إنها تودع ضيوفها قبل دقائق وتستقبل ضيف المشاكل بلحظة وكلّ الرحمة الوحيدة يلي حسّتها وسط كل هالمصائب إن أهل نصّار مشوا ، إنّ ما بقى أحد يشهد فضايحهم ويقلّ قدرهم يلي طول عمر نهيّان يرفعه بين الناس وهذا كلّ تفكيرها ونطقت بشكل غريب : الله يرحمك يا نهيّان
ثبّت حاكم خطوته وهو يشوف نظرة أخوّه تشتعل نيران ، نيران حتى بجوفه ما تخفّ وشد على ديم خلفه يوجّه غضبه للبقية : وش تنتظرون هنا ؟
ضحك فزاع يهز راسه بالنفي : خلّهم ، خلّهم هنا أنا الماشي يا حاكم ! أنا الماشي ياولد أمي وأبوي يلي ما ترضى الغلط أنا الماشي
ما كانت منه حتى نظرة لبنته ، ما كانت منه حتى نظرة ووقف فيها كلّ نفسها بلحظة وحدة من لمحت كتفه ، من لمحت إن الكسر يلي كانت تداريه عنّه طول المدة الأولى وبعد أول غلط من نهيّان عليها صار له منّها هي ، صار له منّها هي بسبب إنها ما ردّت كلامها وسيء ظنّها يلي حتى هي ما تصدّقه وتعجّلته بسبب إنها كرّست كل جهدها تثبت إن نهيان حقير ، إن نهيّان واطي وإنه قليل شرف ولا تدري كيف أخذها هالشّيء عن كلّ شيء غيره وقّف نفسها ، عقلها ، كلّ شيء تثبته بلحظة وحدة من تعالت الأصوات بلحظة ركضت ملاذ خلف ولدها تحاول ترّد خطوته عن البُعد ، ومن حسّت إنّ كل دمها يتجمع برأسها يثقّله من حسّت بالحرارة تشّع من جسدها ندم ، خجل ، إهانة غير طبيعية بحقّها وبحقه وبلحظة وحدة هي ما عاد توعي الدنيا ، ولا توعي شيءّ ..
صرخت درّة تمسك أختها ، وشدّ حاكم عليها يتركها على الكنب القريب : ورد صحيّها !
وركض للأسفل خلف ملاذ ، وخلف ولده آخر ما بقى له ببيته ، بكلّ حياته لو طلع نهيّان ولو كسرت ملاذ أكثر حتى ورد يلي يحاول بكلّ قوته يضمن لها كل شيء يواجهها بتنكسر ما يجمّعها حتى هو ..
-
ركضت ورد تحاول ترجع ديم لوعيها ، تحاول وسط كثر الصراخ والذهول منّهم وضربت علياء عكازها تلفّ نظرها بإتجاه البنات بصرامة رغم إن دموعها على خدّها : تنادون لي متعب من المجلس الحين ، الحين تنادونه
_
توجه ركض يوقّف عمه عن مشيه ، يوقف عمّه عن البُعد وبردت خطوة ملاذ خلفه لأنها شافته يركض توقّعته وده يغيب ويختفي لكن وقت كان ركضه خلف عمّه هي وقفت خطوتها ، وقّف كل شعرها وذهولها من شافته مد يده يسكر باب سيارة عمه المفتوح يردّه عن الغياب ورجفت حتى نبرته : عمي ما ودك تسمعني ؟
نطق بشديد الغضب مباشرة : ما ودي أذبحك يا نهيّان ، ما ودي أذبحك يا نهيّان !
هز راسه بالنفي : حقّك ! حقك لو ودك تسيّل الدم هنا بس لا تصدّ بدون ما تسمع لا تروح وتكسر أبوي تكفى وإسمعني ! بس إسمعني يرحم شنبك إسمعني
عضّ شفته لثواني وهو بلحظة رجع يتمّكن ياقة نهيّان يلصّقه بالسيارة من غضبه : وش أسمع ! وش أسمع وش بتقول لي أكثر من كلّ شيء شفته أنا ! بتقول ياعمي أنا مسكت بنتك وراء ظهرك وما بيني وبينها شيءّ ! لمستها ووقفت معاها وشفتها وتمّكنتها وإنت وراء ظهري ياعميّ
هز راسه بالنفي ورجفت نبرته من القهر يلي يحسّه يتمكن ضلوعه : والله ، والله بعالي سماه إنّ ما كان المقصد ولا كانت النيّة رديّة يرحم تراب نهيّان عطني فرصة ، عطني كلمة إنّ ما كانت عشاني عشانها تكفى
ضرب صدره بكلّ قوته من كثر غيضه وإنّ نهيان يدافع عن بنته الحين : إنّ ما كانت عشاني عشانها !
هز راسه بإيه : لأنها راعية حقّ ! راعية حقّ ياعمي راعيّة حق أنا غلطت عليها مرّة ! شكيت بها مرّة وتهاوشنا مرّة ما وصل لك الموضوع ما كان ودها تكسرك ، تكسرني بعينك ياعميّ هي شدّت وأنا شديت وصار على عينك الحين هي ردّت علي وأنا رفست الباب دخلته ! أنا رفست الباب دخلته مالها دخل هي والله مالها دخل
ضحك بسخرية ، وعضّ نهيّان شفايفه يتجرّع المر وأشدّ منه يشتعل عقله ذهوله بيكسر كلّ شيء ما يعتدل بسببه هو وبسبب ديم ، بسبب إنها طقّت بعقله ما يفكر بمنطق ولا بحدّ ولا برادع وبسبب إنه طفش من هالوضع كلّ مرة يتوتر من تصرفاته معاها وما تطيح إلا بسيء تصرفّاته تكبّر كل موضوع وهو ما تحمّل هالمرة لكنه ما بيسكت ويصير سكوته شرخ بآل سليمان كلّهم وما يُجبرون بعده ، تصير الهزّة أضعاف بقلب أبوه وأمه وبسبب طيش تصرفاته وتصرفاتها يلي يتمنى من أولها لقى هو الكفّ يلي يستحقه ، لقى الرادع يلي يقطع كلّ شيء ورجف لسانه ندم لو قال لذياب من وقتها ، لو ما صدّ عنه بمعنى إنه بيتصرف كان الحين له رأي وله أمر يمشي عليه ما يركض المجهول لوحده : عطني فرصة وعطها وعطنا كلّنا لا يطلع الصيت ولا يضيعون آل سليمان ، لا تكسر أبوي بك وخلّني أتصرف بالليّ يليق ، خلّني أرد لها الخاتم يلي تركته بيديني دبلة لها ينقطع كلّ لسان وتنتهي كلّ سيرة
كان على وشك ينهي كل شيء بكلمة وحدة لو ما ..
لو ما إعتلى صوت متعب خلفهم وكان حاكم بجنبه : بـسّ !
رجفت يدّه على عكازه يناظرهم لثواني ما صدّق كلام علياء ، ما صدق جملهم يلي رُميت عليه من كلّ طرف ومستحيل يصدّق حتى عينه يلي تشوف فزّاع يخنق ولد أخوه ، وتشوف نهيّان يغرق أعلى ثوبه الدّم وما يشقيه : على المجـلس كلكم ! كلّكم قدامي الحين وإكسر كلمتي إن كنت ناوي الكسر يافزّاع ! إكسر كلمتي
_
« بيـت تركـي ، الفجـر »
ترك شنطته عند الباب ينزّل سماعته من على شعره يتركها على عنقه ، يبعثر شعره بعد رحلة طويّلة كل إستغرابه فيها إنّ ما كلمته قصيد مثل عادتها وقت يسافر وتزعجه بكثير الأسئلة متى ترجع ووين أرضك وكلّ ساعة تتصّل عليه من باب " ليش ما أتصّل " ، ما كلّمه أبوه يشوف وينه إلاّ على وقت توجه لمطار لندن وكتب له هو بنفسه إنّه وصل المطار وباقي لحظات عالإقلاع وقال له بالسلامة فقط ، وأمه ما كلمته نهائياً والحين ما لقى أحد بالمطار ورجع هو بنفسه لأوّل مرة بحياته ما يكون أبوه ينتظره عند البوابات ولا حتى أمه ولا قصيد مع السّواق ومد يده للباب المقفّل بذهول : ناسيني وإلا شنو ؟
طلع مفتاحه من جيب شورته يفتح الباب على أقلّ من مهله عشان ما يصحى أبوه ، وسكنت ملامحه لثواني من أنوار الصالة الخافتة وتغيّرت كل ملامحه من كان أبوه جالس بوسطها ومو لوحده حتى أمه كانت جالسة جنبه وبدون إدراك طلعت منه نبرة وحيدة : ما تبوني ؟
لف تركي نظره للخلف بذهول من نبرة ولدّه ، وإبتسمت سلاف غصب عليها : مين ما يبي عذبي ؟ أهلين ياماما
إبتسم يترك شنطته من وقفت له أمه ، وناظره تركي : غسّل يدينك قبل تهرول وتسلم على أمك ، تعلّم
ناظره لثواني بذهول : إنت ناوي تجرحني من بدري طيب شدعوة والله ماني نجس
هز راسه بإيه ، وضحكت سلاف بذهول : مو نجس ياماما ، مو نجس بس أبوك قصده المطار والسيارة لمست ألف
شيء وشيءّ تغسل أول وبعدين تسلّم علينا
هز راسه بالنفي : لا يلعب عالمكشوف محاميك ما يبيني أسلّم عليك بس مستحي يقولها قال يغسّل أول ووالله والله لو إني جاي بسلم عليه أول ما قال غسّل ولا نطقها
ضحكت وهي تناظر تركي يلي رفع كتفه : إتهام باطل
إبتسم بخفيف وهو يتوجه للمغاسل : بدينا مصطلحات تهزمني ، محاميتي وينها تردّك عني ؟
ما كان من سلاف الجواب ، ونطق تركي بهدوء : تسلّم وتروح تشوفها وتكلّمها تنزّلها عندي
رفع حاجبه وهو يناظر أمه يلي أشّرت " لا " خفيّة عن تركي ، ومسك المنشفة يجففّ يديه : فيها شيء ؟
لف تركي نظره لسلاف ، وعضّت شفايفها لأنه بيرجع يعصّب مثل ما عصب قبل شوي تتشنج يدّه : مافيها شيء ياماما بس ما جلست معانا
رفع حاجبه لثواني وهو ….
_
رفع حاجبه لثواني وهو يقبّل راس أبوه ويده ، ومد يده لخده يحاول يرسم إبتسامة على ملامح أبوه يلي تغيّرت : ما قلت لي الحمدلله على السلامة ياحبيبي
ضربه تركي مباشرة ينزل يده : يدك طويلة
إبتسم لثواني : شدعوه طيب أبيك تبتسم لي مكشّر
إبتسمت سلاف وهي تضمه ، وقبّلها من أعماق قلبه : حبيبتي إنتِ حبيبتي ، حبيبتي غير بعض النـ
ما كمّل جملته يهرب عن حضن أمه من قرّب أبوه خطوة كانت نيّته الجلوس لكن ظنّ إنه بيضربه من جديد ، وضحكت سلاف بعالي الصّوت : تعال عيب عليك !
تنحنح يعدل أكتافه من لمح إبتسامة أبوه : ترى ما خفت منك بس قلت بشوف بيتنا من هالجهة أحلى
هز تركي راسه بإيه : إطلع لأختك شوفها
هز راسه بإيه وهو يقبّل أمه ، وقبّل رأس أبوه غصبٍ عليه يسحبه لجهته : تأمر أمر إنت ، لو تبي أجيب لك أبوقصيد كمان جبته كم تركي عندي ؟
توجه ركض للأعلى ، وضحك تركي بذهول : ولدك طبيعي؟
إبتسمت وهي تهز راسها بإيه : ولدي يعرف يضحّك أبوه
-
طلع لغرفتها يدقّ الباب بطرف يدّه ، ويفتحه ترتعشّ يده من البرودة ، ورفع حاجبه من الظلام مستحيل إنها تكون نايمة وأبوها زعلان منها ولهالسبب توجه لسريرها يجلس بآخره عندها ، ومدّ نفسه يفتح النور يلي بجنبها : ما ودك تسلمين يعني ؟
ما رفعت اللحاف عن ملامحها ودّها تجمع نفسها أول ومد يده يسحبه يبعثر شعرها : قومي
وجهت نظرها له ، وسكنت ملامحه : وش صار
هزت راسها بالنفي تعدل جلوسها ، ترفع شعرها للأعلى ومد يده لياقة بلوفرها : وش هذا ؟
لوهلة خطُف قلبها من وسط ضلوعه لأن يده صارت على ياقة بلوفرها لو نزّله للأسفل هو بيشوف حرب شديدة قدّام عينه ومدت يدها مباشرة ليده ورفع حاجبه : وش فيك خفتي !
هزت راسها بالنفي وهي لو سكت لحظة وحدة بس ممكن يسمع صوت قلبها من شدّته هي من وقت دخلت البيت وما قدرت تقول لأبوها كلمة عرفت إنّ كل شيء مو بصالحها ، من صرخ من غضبه يطلبها تكلّمه ومن زعلت عينها بشكل مؤلم يتركه يتمتم بالإستغفار ويشدّ على يده يلي تشنّجت هي إنتهى كلّ كونها يلي ما رجع يستقر بعد شوفها لذياب ومستحيل يستقرّ لدرجة إن أخوها الحين قدامها بعد السّفر يلي كانت تستقبله دائماً بعده ببهجة مستحيلة ، ترجّع فيه شوقه لمكانه لو كان جايّ من الكويت تستقبله باللهجة الكويتية ، ولو كان من لندن تبتسم له بأحبّ اللغات لقلبها ترحبّ فيه بالبيت ، نزل يده عن
_
نزل يده عن ياقة بلوفرها : ظلّ شعرك ، أحسبه شيء ثاني
هزت راسها بالنفي ، ورفع حاجبه لثواني وهو يشوف الحبوب يلي جنب سريرها : ما خفّيتي للحين إنتِ
ما كان منها رد لأوّل مرة تحس بصعوبة الحروف ، لأوّل مرة كل ما ودها تتكلم تحس بعقلها ما يسطّر الكلمة ولا يرتب كثير الحروف تنسى لغتها الأم ، وحتى لُغتها الأخرى وحتى قليل الفرنسية يلي تتقنه تنساه وإستوعبت إنّ مالها حروف ، مالها صوت ، مالها حسّ يطلع ويطمّن قلوبهم وبلحظة وحدة هي رمشّت تشب النار بعيونها من حُرقتها وما كان من عذبي كلام لثواني : ودك تنامين ؟
كانت تتأملّه بفراغ وسط الصراع يلي بين ضلوعها ودّها تكلمه ، ودّها تطمنه ودها تهمس له لو بكلمة ليش رُبط لسانها لهالدرجة وحتى ملامحها ما قوت الإبتسام وقليله كل ما حاولت تُنهش نفسها من نفسها كيف تبتسم وتوجّه لجبين كل كونها سلاح ، كيف يطاوعها الإبتسام ..
أكلت له قلبه بمجرد النظر ، ووقف يقبّل راسها : ليتها بفهد هالحرارة ماهي فيك ، دامي شفتك الحين بقول زكمة وحرارة وشيءّ ثالث ما ترك فيك الحيل بس تصحين بكرة وتكّلميني عدل نتفاهم
ما كان منها رد ، وما كان مغفّل لدرجة إنه يصدق هالأعذار يلي قالها هو بنفسه لكن يعزّ عليه تأثرها أكثر من إنه يستمر تحقيقه وهو شايف إنّ مافيها الحيل ولو كمل بالأسئلة وهي ما تجاوبه بيعصّب ويزعّلها : وأبوك المعصّب الزعلان أراضيه أنا على لسانك ونلفّها ، تمام ؟
كان حنانه مُرهق بالنسبة لها لأنه حاوط وجهها بيدّه يقبل خدها ، ويخففّ التكييف بطريقه للخروج : لا ترفعينه
وما كان هلاك قلبها إلاّ إنّ طاغي الحنية كثير كيف تجازيه هي وكيف تجمّع قليل الحروف عشان ترّده ، عشان تحسسهم إنها بخير حتى لو كان الخير بديرة وهي بديرة وهنا صراعها الأزلي هي مع ذياب تعيش عوالم خفية عنهم وهي ما تعوّدت يكون بحياتها شيء خفي عن أهلها ، عن شاعرها وعن مغرورتها ، عن كل إبتهاج دنيتها أخوانها وعنّ كل شخص يحبها ، تعيش مشاعر ما جرّبتها بحياتها تسرقها من كل شخص وكل أحد وحتى من نفسها ، وغير ذياب عندها كثير أحباب ما يرضون إختلافها تُرهق أرواحهم لو غابت إبتسامتها وبين طغيانه ووجودهم هي قليلة حيلة ما تدري كيف تحكم كلّ هالمشاعر يلي بعمرها ما تعوّدتها ، عمرها ما جرّبتها ..
_
« بيـت حاكـم »
كان حكم متعبّ يلي ثبته حاكم أقوى من كل رغبة شخصية لكل فرد منهم ، أقوى من رغبة فزّاع بالبعد والصراخ وأقوى من كلّ فكرة زارت عقل كل شخص حاول يصلح كان لمتعب كلمة ، كلمة وحدة يجمّعهم كلهم على وجودهم ببيت حاكم ما يسمح لشخص يغادر ، والحين هو راجع من المسجد يسوق خطوته ، وخطوات آل سليمان المتباعدة خلفه فزّاع الغاضب الحانق ، ونهيّان المكسور كسر ما يرممه شخص ، وحاكم يلي واقف عقله على كفّ سطره بخد ولده من مدّة طويلة ما عاد يستوعب بعده شيء مهما مرّت أحداث يحاول يتعمق فيها ، يرجع لنفس النّقطة ويصير كل تفكير عقله ذياب ..
فُتحت البوابات من جديد ، ودخل متعب أولهم لكنه أشّر لعياله : إنتم تجون معي المجلس
ناظر حاكم أخوه لثواني ، ورفع فزاع نظره لأبوه لكن قبل ينطق بكلمة هز متعب عكازه بغضب : إيه بصير أبوكم الحين ! إيه بصير أبوكم الحين وبتكلّم ويلي وده يرمي كلامي بالجدار ويلي وده يقول إنت ما كنت أبو أول ويمشي يرّوح من الحين لكن لا تدّوروني بعدها
دخل متعب المجلس ، ودخل خلفه فزاع قبل حاكم يلي عضّ شفايفه بهدوء يدخل : أبوحاكم إقطعها سيرة ، فزاع عنده حق وده ياخذه منّا وياخذه ما نقول عنه شيء تبيّ خد نهيان هذا وجهه ، وتبي وجهي أنا ياخوك هذا وجهي
ناظره فزّاع كان على وشك ينطق " أبي القطاعة " لكن ضرب متعب عكازه بينهم بغضب : يخسي ! يخسي ويعقب يمّد يده على كبيره من متى وهذا علمنا ! من متى وهذا علمنا وفعلنا من متى !
ناظره حاكم لثواني ، وصدّ فزاع نظره لبعيد وجلس متعب على الكنبة أمامهم : إنت كلمني الحين يافزاع ، كلّمني وش غلط به أخوك ووش غلط به ولده تسوّي كل يلي سويته
ناظر أبوه لثواني ، وضحك من قهره : وش غلط به ؟ وش غلط به ولده كمان ؟ يبه إنت ما تشوف ؟ ما تشوف الإهانة ما تشوف وش صار كلّه أطلع بنتي مع ولد عمها وأنا بنفس البيت موجود من وراء ظهري ! من وراء ظهري
عضّ حاكم شفايفه بغضب : لا ما حنّا قليلين أصل يافزّاع وما نجي من وراء ظهرك قال لك نهيّان وش عنده وإنت تدري بنا ، وتدري بنهيّان ولـ
قطع كلامه لثواني بذهول من غضبه : نهيّان ولدك يلي شكك ببنتي وشرفها أدري به ؟ إيه أدري به وش يطلع منه غير الخلوة وغير إنه يمّد يده عليها وسط بيـتك لأنّك ساكـ
صرخ من غضبه يقلب الطاولة قدامه : إقـطع !
ضرب متعب عكازه مباشرة : بس ! بس ! بس إنت تغلط على أخوك وأخوك يغلط عليك عشان منّ ! عشان منّ
هز فزاع راسه بالنفي يوقف :…
_
: أخوي ! أنا أعرف أخوي قبل سنين ما يرضى الغلط وما يوقف ضدّي لكن الحين ! الحين ما أعرفه ولا أعرف ولده ولا حتى بـ
ضربه متعب بكلّ قوته يقطع حروفه من قهره : إقطع ! قلت إقطع ما تعرف أخوك ! ما تعرف أخوك وش يسوّي لعينك ما تعرف أخوك يلي يروح للموت برجله عشانك ما يوصلك شيء ! ما يمسّك شيء !
صرخ فزاع من قهره : مسّ بنتي ! مسّ بنتي ولده مسّها !!
ناظره متعب لثواني بذهول : مسّ بنتك يردّها عنك ! يرّدها عنك قبل تكسر بخاطرها ما تسمع منها ! أخوك مسك بنتك وراء ظهره يرّدها عنك ما تكسرها ما تندم إنت ! تركك تضرب ولدّه كفوف ما ترك يدك توصل بنتك ! تركك تمسك ولده ما توصل بنتك ما تفكّر به ! ما تفكّر به لا تقول لي ولده غلطان وبنتي ما غلطت أعرف نهيّان ! وأعرف قوّة بنتك يافزاع لا تقول الغلط على واحدٍ منهم وتجحد ّ نهيّان يلي ركض لك يشيل خطاه وخطاها ما تكلّم غير بالكلام يلي يرضيك وبالفعل يلي يرضيك لأنه رجّال ! رجّال ما يرضى الغلط ويفكر بالعقل يلي تركته إنت
ما تحمّل حاكم يسمع كلمة وحدة أكثر إنما توجه للباب يطلع ، يطلع بعد ما شبّ جوفه كلّه يرفع جواله يتصل على رقم ذيّاب ، على رقم ذياب ضغطت يدّه بدون إدراك منه لكنه يفوح من غضبه ومن الشعور القبيح يلي ملى صدره من جهة أخوه ، ومن جهة ولده ، ومن جهة توازنه يلي عجز يثبّته ومشى يكررّ إتصاله لعشر مرّات ، أو أكثر ما ثبتت له خطوة ، ولا بقى له قرار يُرتجى ..
_
« الخـلف »
ما خفّت رجفة جسدها لو لحظة وحدة وشّ وصلها لهالحال ، وشّ وصلهم لهالوضع المستحيل وقعه ورفعت يدها لشفايفها .. لكحل عينها يلي ساح على كل ملامحها من كثر دموعها يلي ما خفّت ولا خفّت رجفتها لو لحظة وحدة أبوها يلي كلّ إفتخاره بدنيته هي وإختها كُسر فيها هي مو أي كسر ، مو أي كسر من عظمته وحتى النفس ما قدرت تاخذه ترجف كل أكتافها من كثّر شعورها القبيح يلي ما يُرد ، ما يُصد ولا لها سلطان عليه شعور العار ، ما تكذب وقت تقول شعور العار المستحيل يلي إستوطن ضلوعها وش حلّه وكيف يُمحى عن كل لسان كيف تزول ندبته من قلب أبوها وأمها يلي ما كلّمتها كلمة ، إختلت بنفسها تفكّر وحتى وقت حاولت هي تكلّمها تبرر لها " بعدين " كانت كلمتها الوحيدة لها ..
عضّت درة شفايفها بهدوء : ما قلت لك النهاية ما بتكون حلوة يا ديم ؟ ما قلت إدفني الموضوع بأرضه ما قلت لا تتكلّمين أكثر ولا تحاولين أكثر ؟
لفت نظرها لأختها ، وهزتّ درة راسها بإيه بهدوء شديد : …
تعليقات