رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل الاربعة والعشرون 24 بقلم مجهول
رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب pdf الفصل الاربعة والعشرون 24 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب pdf الاربعة والعشرون 24 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل الاربعة والعشرون 24 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الاربعة والعشرون 24
رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل الاربعة والعشرون 24 بقلم مجهول
: ما تدرين وش ممكن يتغيّر ويختلف ، لكن أنا أدري إنّ كل الفرص بيدك ويد نهيّان دام صارت هالفرصة المستحيلة من البداية وظنيّ تتحملون بعض .. وتقدرون تصّدون عن بعض لو ودك بس المهم الحين ..
هزت راسها بإيه وهي هلكها هالمنطق يلي تفكّر فيه ، ووقفت درة تعدل نفسها ووقفتها : يجون البنات الحين ، إلبسي عشان يبقى كلام عمي حاكم مثل ماهو ما يختلف
بالفعل وقفت تتوجه لدولابها ، تدور عيونها على كل الألوان يلي أمامها ويميل نظرها للأسود يلي بمجرد ما مدّت يدها له قاطعها صوت من خلفها : إلبسي الأزرق
لفت نظرها تجاه أمها ، وهزت راسها بإيه بهدوء : إلبسي ، وإنزلي لأبوك يبيك
كلمتين " أبوك يبيك " كانت كافية تهزّ شعورها كله ، كانت كافية تترك قلبها يرقص وسط ضلوعها خوف ، رهبة ، شيءّ آخر إنه وأخيراً يبي يشوفها وهي بكل المدة يلي مرّت ما تجي عينها بعينه ولا ينظر فيها بشكل حرقها كلّها ، هزت راسها بإيه وهي تلبس الفستان باللّون يلي قالته أمها وإختارت واحد ما يُذكر فيه تفصيل ، طويلة أكمامه ويوصل لحدّ كعب قدمها ، يغطّي كل مافيها ويوسع من بعد خصرها بشكل هادي ، تجهّز نفسها بأسرع ما يُمكن وتوجهت للزاوية تلبس كعبها وتتوجه للأسفل مباشرة : أبوي وين
تركت درة آخر كوب من يدها على الصينية : بالمجلس
توجّهت ركض جهة المجلس لكن وقفت خطوتها قبل تدخل المدخل من سمعت صوت عمها حاكم ، صوت أبوها ، وصوت نهيّان يلي رجع خطوتها عشر خطوات للخلف من رعبها ما تدري كيف توعيه وتوّها الآن تستوعب ، توها الحين تستوعب إنه جاي يخطبها بسبب أفعالها وأفعاله وتوها الحين تستوعب هي ما تبي هالمنطق ، ما تبي هالحكاية كلها ما تبي يُهان شعورها يلي هي أهانته وأهانت نفسها معاه بما فيه الكفاية وللحظة بس ، هي وقف إستيعابها ، وإستيعاب خطوتها من دخل أبوها يناظرها : تعالي جنب الباب وإسمعي
رجف قلبها وسط ضلوعها لأنه يناظر عينها ، ولأنه جاء بطريقة غريبة يطلبها تسمع من خلف الباب وما تحركت خطوتها لو ما شدّت عليها درة تركض معاها لخلف الباب ..
_
« المجـلـس »
دخل فزاع يسكر الباب خلفه وأخوه قابله قبل كم يوم يشرح له الوضع من أوّل حرف للأخير وتوجه يجلس بصدر المجلس بجنب أبوه وعقله للآن يكرر جمل أخوه له " بنتك مثل بنتي ورد ، ويلي ما أرضاه على ورد يا فزاع أنا ما أرضاه على ديم خذنا حنّا بالحكايا الأولّه وقل طيش لو ودك تقوله لكن لا تقول قلّ شرف ، ما يجي القلّ من بنتي ولا من ولدي وأقصد ديم قبل نهيّان ، دامه قال يبي ، وقال ياعمي أنا غلطت إمسحها بوجهي لا ترّد دربه ، ولا تمنعهم عن الحلال يلي حنّا ما ردنا عنه أحد قبل وأخطينا أكثر منهم "
_
ووقت وقف عقل فزّاع ما يستوعب هي بنته تحب وهو ما يدري ، ووقت أكّد حاكم قوله بهدوء " ما لقوا نهيّان يدلّهم ولا لقوا فاطمة ، لكن حنّا ندلهم ياخوك الغلط ماهو نهاية الدنيا بس يصير نهايتها لو حنّا الحين درينا وعرفنا وأخذتنا العزّة على الإعتراف ما قلنا يبون بعضهم " ووقت شككّ فزاع بإن يلي بينهم عداوة بما إنّ نهيان شكك بديم ، ردّ حاكم " إيه غلط عليها ، وإعتذر حتى بشنبه عشانها إعتذر وإلا قلّ لي من متى يخفف نهيّان شنبه وفكر إنت معي حناّ دمنا حار على وش ويثور على العدم ؟ " وهنا لُفّ عقل فزاع كله منطق العداوة يلي ما يحبّه ، وإلا المنطق يلي رماه أخوه قدامه بإنّ هم بينهم شيءّ ما يستوعبونه وإن نهيّان له خوافي ممكن أسباب أفعاله غيرة أو أي شيء من هالإتجاه وإن المفروض بما إنّ وصلت هالنقطة وصار على عينهم ، هم يتصرفون ويحللّون هالموضوع بينهم دام نهيّان قال يبي وقال حاكم خلفه " وأنا أعرف نهيّان لا قال يبي الشيء ، يعني يبيه شاريه ما يبيه عشان شيءّ ثاني يا فزاع وإن قلت تم ، جايين عندك بالأصول يابودرّة ، بالأصول وإمسح الباقي بوجهي " ، رجع يستدرك كونه من نطق حاكم بهدوء : جايينك تعرف طلبنا يا فزاع ، أطلب بنتك ديم على سنة الله ورسوله لولدي نهيّان ، بنت الشرف والأصل والنسب يلي ما يلقاه بعمره ، بنت عمّه ..
إبتسم متعب لنهيّان وهو تعمّد الكلام عشان يلغي توتره : أعطي أنا ؟ أقول بنت ولدي لولد ولدي يا فزاع ؟
ضحك نهيّان هو كان يدور شيء يخفف عنه توتره ، وإبتسم حاكم من ضحك حتى فزاع يهز راسه بإيه : البنت بنتك والولد ولدك يابوحاكم ، البنت بنتك دام طالبها شريف ، ورجّال ما تلقى عليه الغبار ولد حاكم ، وأخو ذياب وسمي نهيَان ، الله يكتب الخير
إبتسم متعب وهو يهز راسه بإيه : ولأمكم طلب يافزاع ، ويا حاكم ، تبي العقد الليلّة وأنا كلمت المملك لكن ودي تشوف البنت أول حنّا ما نجبر بناتنا ولا نقول كلمة لو ماهم راضيات ، وودي إنت تقول يا نهيّان موافق ؟
هز راسه بإيه بهدوء : موافق وأتشرّف ، خير البر عاجله
لف حاكم نظره لولده وهو يبتسم ، ومدّ يده لكتفه يشد عليه ولو يدري حاكم كيف هو عطى الدنيا كلّها لنهيان وقت إبتسم كان عرف هو ليش نطق بهالسرعة بالموافقة وما يهمه شيءّ غير الضحكة يلي رجعت بين أبوه وبين أخوه ، أمه وقت صلّت عنده بغرفة ذياب بالأمس جات جنبه ، وإبتسمت له بحنان غامر ما يوصفه "….
_
" خيرة البنات ديم ، ويمكن خيرة الأقدار يا أمي حتى إهتماماتكم متشابهة صار يلي صار أوّل بس إنسى يا أمي ، إنسى ونسيّ البنت ولو قلت من أوّل ، من وجود أخوك أوّل من بيفرح لك هو ، وأوّل من يقول لك خير ما إخترت وخير ما سويّت هو وبيشدّ على يدك يقولك رجال ، وإنك خطبتها ما تركت الأمور بالهواء وإنت تبيها يوقفون بعدك الرجال.. " وهذا كان مقتله هو لو لقى ذياب ، بيقوله من أول أغلاطه للنهاية يلي ما قاله لأحد ولا لمخلوق ويمكن وقتها ما يكون أول كلامه خير ما إخترت ، وخير ما سويّت ، يمكن يرمّد جمر قدامه ويغضب ويعصف فيه هو قبل ديم نفسها ويمكن يشبّ نار لها أوّل مالها تالي هو لو يعرف عن أخوه شيء وطبع ، يعرف إنّه عند الشيء يلي يحبه يقوّم الدنيا ما يقعدها ولا يسمح لمخلوق يمسّها مثل الخيام ، مثل حلاله ، ولو فكّر بمنطق آخر زوجته فهو بيشبّ عليها أضعاف مو شيءّ هين لو عرف ولمح تفكير ديم يلي ضمّت قصيد له هو ما يتخيّل وش يصير ، أخذ نفس بهدوء يمسح يديه يلي تعرّقت من كثر ما شدها : ما وصلك خبر من ذياب للحين ؟
هز راسه بالنفي ، وهز نهيّان راسه بإيه يشتت نظره للمجلس يلي يضمّ كل أهلهم ويكذب لو يقول هو مع كل هالأفكار مستوعب هو للآن مو مستوعب شيء ، ولا متأكدّ من شيء لدرجة إنه ما يفكر بعقل صحيح نهائياً ..
وقف حاكم يتوجه لفزاع ، ومدّ يده يصافحه بهمس : أوّل الشهر الجاي الزواج بإذن الله كان ودكم ويناسبكم ؟
هز فزاع راسه بإيه بإستغراب : ماهو بدري بالحيل ؟ وذياب للحين ما بانت له شمس ما يحضر عقد ولا زواج !
هز حاكم راسه بالنفي وهو ودّه يحكم كل شيء ما يفوّت شيء وتندمر الدنيا على راسه من جديد : ماهو بدري
هز راسه بإيه : إن وافقت ديم ما أقول لا ، نهيّان يلّحق ؟
كان قصد فزاع البيت ، الأمور قبل الزواج كلها وهز حاكم راسه بإيه : بيته جاهز عندي ، وكلّ شيء جاهز عندي ماله داعي يسكن ببيت لحاله والبيت عندي فاضي ما به أحد ..
هز فزاع راسه بإيه : الله يتممّ
إبتسم متعب بسرور لا مُتناهي : الله يتمم الأفراح يارب
طلع فزاع لبنته ، ووقفت عينه من لمح إنّها واقفة بالزاوية تحاوط يد درّة أكتافها والوجه يلي يشوفه قدامه مو وجه مسرور ، مو وجه يمليه الفرح ولا الرضا وناظر درة بهدوء : روحي ساعدي أمك أكيد الحريم على وصول ، ديم
هزت درة راسها بإيه وهي تمشي ، وفكّت ديم تشابك يديها تتبع أبوها يلي دخل المجلس ومن لمح إنها بتجلس جنب الباب من توترها هو هز راسه بالنفي : تعالي يمي
إحتقنت كل ملامحها باللّون الأحمر ودها تبكي ودها تصرخ ودها تسوّي كل شيء بالدنيا ، ومد يده يحاوط يديها من جلست بجنبه : من بنته إنتِ ؟
↚
رفعت نظرها له ، وهز راسه بإيه بهدوء تأكّد عينه إنه يبي ردها ورجفت حتى نبرتها تحاول الرد : بنت فزاع
هز راسه بإيه : قلت داميّ حي ما يمسّكم شيء يابوك وإلا ما قلته ؟ الحين شفتي بنت الأصول كيف تُخطب ؟ شفتي كيف يجون الرجال عشانها وسمعتي وش قال عمك ؟ وش قال نهيّان يوم قال العقد اليوم ؟
نزلت أول دموعها من عينها ، وهز راسه بإيه : أنا ما أتحمّل يتكلم عليك لسان ، ولا أتحمّل أنا أنظر لك يبقى بعيني موقف يا ديم أهون علي الموت ولا صار يلي صار ببيت عمك ، ولا صار يلي تركني أوقف بوجه أخوي أقول القطاعة أبيها عشان طيش فسّره لي عمك وأكذب لو قلت صدّقته بالبداية ، أكذب لو قلت ما صابني الشك يمكن ودّه الستر ووده تنتهي المشاكل بس صّدقت .. أنا الحين وقت شفت نهيّان صدقت
ما كفّت دموعها ، ولا رجفة يديها بوسط يد أبوها ورقّ قلب فزاع كله : يهون علي ؟ ما يهون عليّ يابوك يلي صار كلّه جمرني لكن دام الولد شاريك ، ودامه يبيك رغم إني سيلت دمّه عشانك ورجع يوقف قدامي عشانك أنا أقول مثله أرضاه لك ، مثله يعجبني يدخل عيني لكن الحين جدّك ما وده خطبة وبس وأنا أخذت رضاك على الخطبة ، ودّه العقد الليّلة جدك وجدتك وعمك ونهيّان ، وأنا
كان يعصر قلبها بكل كلمة يقولها ، وهز راسه بإيه يبتسم لها لأوّل مرة ويمسح دموعها : نقول بسم الله ؟
ضحكت وسط دموعها تهز راسها بإيه تبيع كلّ عمرها عشان هالإبتسامة يلي طلعت منه ، عشان هالنظرة يلي رجعت لها من جديد وإبتسم يقبّل جبينها : خير الرجال ..
بمجرد ما طلع أبوها هي شتت نظرها للبعيد ، لها خيار ؟ مالها بعد كلّ هالشيء وإنّ كانت ترضيهم الخطبة والملكة وإن كان يرضيهم يرمونها بحضنه هي مستعدّة تمثل هالشيء وتمثّل الرضا حتى لو كل مافيها معارض..
سمعت أصواتهم بالخارج ، صراخهم المستحيل والزغاريط يليّ ملت المكان لأنّ شيخهم موجود .. جمعت نفسها هي متأكدة بتلقى وقت تجمع فيه شتات نفسها لكن بمجرد ما طلعت من المجلس ركضت لعندها درّة عشان تتمّم العقد لأنه تم من جهة الرجال ، وبدون حتى لا تشوف أيّ شيء هي وافقت ، وتعالت الزغاريط بلحظة وحدة ما تهمها ، ولا تعنيها وإبتسمت فقط من لمحت إن أمها مبتسمة مثلهم وإبتسمت لورد يلي بالطرف الآخر هي فتحت يدينها لها ، وضحكت ورد من أعماقها لأوّل مرة من مدّة تضمها : ما بغينا ؟ ما بغينا ؟
إبتسمت بخفيف وهي تعرف إن ورد هُلكت بينهم ، راحت ضحيّة بينهم : عقبالك من صاحب الدباب ، يارب آمين
ما خفيت إبتسامتها على ديم يلي ضحكت ، وتوجهت تسلم على جدتها علياء يلي قبّلتها : إيه كذا وأنا أمك ، كذا الحب يحللّونه كذا ما ينتظرون أحد وما ينتظرون شيء
_
هزت نادين راسها بإيه ، وجات شدن ركض تخرق صفوفهم وتهانيهم لديم تمسك يدها : ما عاد تكرهينه ؟
إبتسمت نهى : فيه أحد يكره نهيّان يا شدن ؟ كلنا نحبه
إبتسمت وهي تهز راسها بإيه : جدو وجدو وبابتك يبونك بالمجلس ، كمان نهيّان معاهم تعرفين يقول إنتِ زوجته عادي يشوفك بدون العباية وبدون شيء
صرخت جود من صراحة شدن يلي جات عفوية لكن عند آل سليمان هم ما ياخذونها عفوية تعالت الضحكات بلحظة ، وما كانت ديم تحسّ بشيء من سحبتها شدن معاها ومو قوة شدن لوحدها يلي كانت تسوقها كانت حتى أمها تدفها للمجلس من ضجة أفراحهم خلفها كأنهم بشديد إحتياجها هي نسيت نفسها ، هي دفتها أمها تدخلها للمجلس وسحبتها شدن يلي من صدمتها تعرّف حاكم على بنت أخوه ، وتعرّف فزاع على بنته : هذي ديم
إبتسم فزاع يهز راسه بإيه : حبيبتي ديم
هزت راسها بالنفي بذهول : لا ! حبيبة نهيّان خلاص
ضحك حاكم ، ومدت يدها تمسك يدّ نهيان يلي تشنجت عينه ما يشوفها حتى : خلاص خذ زوجتك روحوا بيتكم
إبتسم متعب بإفتخار : تفهم بنت وسن ، تفهم
هي تركت يد ديم تلامس يدّ نهيان بالغلط ، ودخل يده بجيب ثوبه مباشرة للآن ما إستوعب إنها زوجته .. للآن ما إستوعب شيءّ ووقت لمس يدها هو ما يدري ليش حسّه يلمس نار مو من حرارة يدها ، من إنه لمسها هي بالذات وإبتسم متعب يحرك عكازه : كلمت تركي ياحاكم ؟
هز راسه بإيه : رسلت له ، ودقيّت عليه ما رد أكيد نايم
هز راسه بإيه وهو يبتسم : مبروك يا نهيّان ، ومبروك ياديم
إبتسم متعب وهو يناظر نهيّان : حلوة ، بس لا تطيّح عندها واجد عرسكم قريب بإذن الله ما ودنا قبله شيء
ذابت عظامها بدون مقدمات هي تستوعبهم ؟ وش تستوعب هي ودها ترجع تلبس عبايتها وتغطيّ عن نهيان والحين ودهم يتركونها عنده من لمحت إنّ جدها بيخرج ، وإنّ أبوها خرج وتبعه عمها حاكم يلي شال شدن على أكتافه وبمجرد ما قربت تخرج هو مد يده تلقائي يمسك ذراعها : على وين
بردت عظامها ما تدري ليش تخيّلت ألف سيناريو سيء ، وترك ذراعها بنفس اللحظة : إجلسي ، لا عيني عليك ولا أكلمك بس إجلسي عشانهم مو عشاني ولا لشيء لي
لفت نظرها له هو فعلاً ما يشوفها وحسّت بقليل الإرتياح ، وشعور آخر من فعلاً جلس وطلّع جواله من جيبه يفتحه يجلس عليه وجلست هي بكنبة أخرى تنتظر خلاصها ، تستوعب الموقف يلي هي فيه الحين وشتت نظرها للبعيد فقط هو بجوفه كلام كثير وده يقولها ، وهي بجوفها كلام أكثر لكن الواضح كلهم متفقين على الصمت الحالي ، ويمرّ وقتهم بسلام دام الناس جنبهم ومع ذلك هي سرقت له نظرة ، وهو سرق لها نظرات بكلّ مرة تصد لبعيد ..
_
« الشـرقيـة »
قفـل جواله وهو ينتظر الرد يلي يطمّنه على صاحبه ، ينتظر الرد يلي يقول له مكانه وأرضه ويبلّغه عن كل شيء يخصه هو بخير ، مو بخير هو وش وضعه بدنياهم ما يدري وصار يقلقه كلّ هالكم من عدم المعرفة حتى وهو واثق بصاحبه ..
رفع حاجبه وهو يشوف رسالة من نهيّان "عقدت " ، وسكنت ملامحه لوقت طويل بعدم إستيعاب لكن ما طال من دخل السناب وشاف كلّ أصحاب نهيّان يباركون له ، من شاف العيال من أقارب نهيان وذياب منزلّين صورة لنهيّان ، لفزاع ، ولحاكم المبتسم - لأوّل مرة - يحاوط ظهر نهيّان كانت صورة جماعية لآل سليمان وعلى قد الفرح يلي حسّه لنهيان ، هو حسّ بأضعافه نار تكوي ضلوعه ناقص ذياب ، ناقصهم شخص ما ظنّه يموتون لو إنتظروا رجوعه عشان يتممّون أفراحهم ولهالسبب ما تعنيه الصورة ، ما تهمّه لو لحظة وحدة بارك لنهيّان بالليّ يقدر عليه ، وقفل جواله يدخله بجيبه الخلفي يشدّ جاكيته ، ويرفع خوذته : يجيبك الله ياذياب ، يجيبك الله والله بعالي سماه إنّ كل هالدنيا ما عاد تعني لي دامها بدونك يقطعها ويقطع كلّ لحظة فرح بها بدونك
لفّ نظره لشرار دبابه يلي يطلع من الخلف وإبتسم على جاهزيته: تقول وين دربه وإنت جاهز له يعني ؟ يجيبه الله ياحبيبي نطير له أنا وياك ما نوقّف من يرّدنا بس علمني
وقت شاور نفسه بخصوص الدباب ، عمه حاكم يحبه ، ويحترمه ، ويقدّره لكن ما يحق له يمنعه عن شيء ما منعوه عنه أهله وبمثل هالإسلوب ولهالسبب هو ساكت الحين ، بيشوف ذياب وش يقول ثم يفكر وش يتصرف ..
ثبّت جواله ينفذ وعده لذياب بكلّ مرة بإنه لو صار وصعد وده يحرق دبابه ، يفتح الجوال ويصّور الخط كله قدامه ثم يثبّته عليه عشان يتصّور له مقطع كامل ونصّار على الدباب وإبتسم يفتح رباط خوذته : أنا أدري لو تشوف هالمقطع ويلي قبله بتدفنني ، وأدري بتشّب بينا وأنا راضي لو تصّبحني بكف وتمسّيني بإثنين بس ترجع طلع الدباب ما يرضيني وحداني
لبس خوذته وهو يبتسم لثواني : يارب يغريك كلامي وتنسى يلي بتشوفه الحين بس إشتقت ياصاحبي ، إشتقت
بلحظة وحدة هو شدّ خوذته ، وشّد يصدح صوت الدباب بالشارع الفاضي من سرعته يلي شعورها دائماً وأبداً بقلبه ما يضاهيه شيءّ وقت يحسّ إنه حر ، يحسّ إن ما للمدى حدّ تضربه الريح مع كل إتجاه بشعور يرسم بثغره إبتسامة إنتصار مستحيلة وما يفرّط بهالشعور لو بكلّ الدنيا ما يفّرط فيه ..
_
« بيـت فـزاع »
طلعت من المجلس وهي ما تطيق إنها جلست معاه بمكان واحد أساساً وكلها إمتنان لخروجه مع الرجال ، تسمع ضحكاتهم وتسمع إبتساماتهم وجلست على طرف الشباك ودها تسمع ما تدري ليه لكن ودّها تسمع ، ودها تشوف عمها حاكم يلي
_
يلي مدّ يده يحاوط ولده ويسحبه وش ودّه منه ووش يحصل وعدلت وقوفها من صار وقوفهم أمام الشباك يلي هي خلفه وتقدر تسمعهم بوضوح بدون لا يعرفون إنها موجودة ..
تنهّد حاكم لثواني وهو سحب ولده بعيد عنهم على أساس يشوف خاطره لكنّه الحين مشغول بتركي يلي ما يردّ بشكل أقلقه ما يدري ليه ، جات شدن ركض عندهم : نهيّان
إبتسم لثواني ينحني لها : عيون نهيّان
صعدت على كتفه وهي تناظر حاكم القلق ، ولفت نظرها لنهيان : تحب ديم إنت ؟ يعني بتاخذها معاك للبيت
هز راسه بإيه يشوف نهاية سؤالها ، وتغيّرت نبرتها لثواني : وقصيد ما يحبها ذياب ؟ ليش ما ياخذها معاه البيت
إبتسم لثواني : قصيد ما يحبها ذياب ؟ إنتِ تحبينها ؟
هزت راسها بإيه : أكثر منهم كلهم أحبها ، إشتقت لها
إبتسم نهيّان يهز راسه بإيه يهمس لها : كلنا نحبها
بردت ملامح ديم لأنه همس لها بالجهة القريبة من الشباك ، ورجعت خطوتها للخلف من إبتسم لشدن يأشّر لها بالسكوت : بس لا تقولين لذياب ! يعصّب علينا
إبتسمت لثواني وهي تناظره : وياخذها معاه البيت ؟
هز راسه بإيه : وأجزم لك لو أخذها معاه البيت ما يطلعها
ناظرته بعدم فهم ، وضحك هو يناظر أبوه : وإلا ياحاكم
كانت ديم تفهم تلميحاته بشكل لأول مرة بحياتها تفهمه ، شدّت على الستارة لثواني من نزّل شدن عن حضنه يطلبها تروح بعيد ورفع حاجبه : عمي تركي بهم شيء ؟
هز حاكم راسه بالنفي : ما يرد ، ماهي عادته
رفع حاجبه لثواني وهو يفتح جواله يتصل على عذبي لكن ما كان منه ردّ ولمح إن ملامح أبوه تتقلب بشكل مو عادي : وش عندك خبر شيء إنت ! وش صار
عضّ حاكم شفايفه : عمك له إسبوع ماهو بالبيت ، اليوم رجع بيته وقلت له كلّمني ما كلّمني ، ماهي عادته لو ما شغل باله شيءّ إدخل شوف إمك قول لها سلاف كلمتها وإلا ورد قل لها قصيد كلمتها اليوم
دخل مباشرة وهو ما إنتبه لديم يلي بالطرف إنما مسك ورد مباشرة : قصيد كلمتك ؟
هزت راسها بالنفي وجاوبته مباشرة بدون تفكير : لا ! من آخر مرة شفتها ببيتنا ما كلمتني ولا ردت علي نهائي
ناظرها لثواني بذهول : هي ما جات بيتنا تعبانة وعشان خاطر أبوي ! والحين كم لها وما تدرين عنها تستهبلين !
شتت ديم نظرها مباشرة من رفعت ورد أكتافها وتركها نهيّان يلي رسمت كل ملامح القلق بوجهه يرجع لأبوه هو لمحها ، لكن ما أعطى أيّ ردة فعل تذكر باله مع قصيد ..
شتت نظرها تحرك خطوتها للداخل ما يعنيها شيء لو يموتون كلهم ، ما يعنيها : بحريقة إنت وياها
_
« مكان آخـر »
وقف على ..
_
_
طرف الطريق صار وقت آذان الفجر وبقى لهم على الرياض مسافة طويلة وده يصلي قبلها ، نزلت من السيارة مثله ترفع طرحتها على شعرها يمتلي داخلها بشعور ما توصفه لأنّ للطريق شاعرّيته ، ولذياب نفسه وقعه ولو إنّ بعد مكالمة محمد ونصّار له هو تغير مزاجه ، وهي زعلت لأنه ما جاوبها بالشكل الكافي لكن الحين نزولهم ، وقوفه على جنب والنسيم يلي داعب كلّ شعرها بأول ما فتحت الباب تنزل غيّر كل شيء ..
توجه لشنطة السيارة يفتحها ، يطلع منها سجّاد الصلاة ولمحت كثير أغراضه - المنظمة - وتتوقع من شكلها إنّ كلها للبر وهواياته وتتأكدّ من لمحت أغراض الصقر ، لمحت العكاز يلي فيها وما قاومت سؤالها : وش كان إسمها ؟
سكر الشنطة بطرف يده يدري تقصد ناقته ويدري إن طول صمتها الأول هي ودها تسأل وشغّل الكشاف يلي بيده يمررّه على المكان كله : العنقاء
هزت راسها بإيه وهي تتأمّل إنه قفّل الكشاف يتركه بعيد بعد ما تأكّد من خلو المكان من أيّ شيء ، نزع شماغه وعقاله يعلق الشماغ بالعقال ، ويعلقّها كلها على مرآية السيارة ولو إنه موقف عادي لكنه وتّرها : حلو إسمها
هز راسه بإيه يقرب خطوته منها لأنه شبه يفهم كل كلمة تقولها ، يشوف لمعة عيونها وقت يسولف كأنه يعطيها الدنيا ولهالسبب تكلم : حلوةٍ هي قبل إسمها ، طويلة قامة وطويلة عنق كلّ ما قربت يمّ شباكهم طلعت هي من بينهم تلّمني بعنقها لين سميّتها العنقاء
رجف قلبها لوهلة لأنه يتأملها بطريقة غريبة وهو يتكلم ، وهز راسه بإيه لكنه قتلها من بعّد طرحتها عن عنقها هي ومدت يدها ليده مباشرة بهمس ما ودها تبيّن رعبها : تحبها ؟ يعني أكيد تحبها بس هي لوحدها كانت تسوي لك كذا مافي غيرها ؟
سرق لها كلّ نبضها لأنه كان ينتظر عنقها ينبض وأوّل ما برز لعينه هو قبلّه بكلّ هدوء ، بكل شعور وقّف قلبها ما تهمه السيارات يلي تمرّ ، ولا يهمه شيء ّظلام الجو ما يسمح لأحدّ يشوف وهو وده ياخذ نصيبه قبل تطلع عليهم الشمس ، عضّت شفايفها تمسك أزرار ثوبه لأنّ تأثير الجو عليها ، الهدوء والسكون وإنهم بخط شبه مهجور تمرّ السيارة وما تتبعها الأخرى إلا بعد دقائق ، ظلام تامّ النور الوحيد خلفهم نور السيارة البسيط وبارد الريح تحرّك شعورها وتأثيره هو بيسبب هوايل لا هي تبيها ، ولا هو يبيها وتشكّ بهالشيء : الصلاة
للمرة الألف تكررها وهالمرة ما وقّف هو مدّ يده ليدها يلي على أزرار ثوبه يثبتها مكانها ، وقبّل كل ساحة عنقها لحد ما بدّلت يدها بين أزرار ثوبه ليدّه يلي عليها تشدها ، يدري إنها وصلت أقصاها وهمس بهدوء يقبّلها : إن بغيتيها وصل بيني وبينك ، إمسكي ثوبي ..
_
توّردت ملامحها مباشرة ، ورفع نظره لها ينتظرها تمسك ثوبه لكن هي إنتهت من خجلها ، إنتهت من كلّ شيء صار منه ومن نظرة عينه يلي كشفت خوافيه وعرفت إنه ما يمزح معاها ، سندت راسها على كتفه مباشرة تهرب منه لكتفه ، لعنقه ولو إنه نار وما يحسّ إلا النار لكنه خضّع نفسه غصب يقبل راسها ، عنقها وإبتعد يمشي لشنطة السيارة يطلع مويا يتركها بالطرف ولمحت إنه توجه بعيد خطوات عشان يجمّع نفسه وقبل يسرقها الخجل يلي ما عاد يثبّت خطوتها هو تكلّم يطلبها : تعالي يميّ
مسح على شنبه يفتح غطاء المويا ، وعضّت شفايفها لثواني بهمس تغطي عنقها : بس إسكت شوي ، بس شوي
إنحنت تجلس بجنبه وهي لمحت إنه رفع جزء من ثوبه ، شمّر أكمامه ، ولف نظره لها كأن ما صار شيء : تصلّين ؟
توردت ملامحها مباشرة : بصلي معاك ، على وضوء أنا
هز راسه بإيه ، ومدّت يدها للمويا ثقيلة الحمل كان عندها نيّة تساعده ولمحت إبتسامته : ليش تبتسم
هز راسه بالنفي : لا تشيلينها ، ميّليها عليّ يكفي
هزت راسها بالنفي تميّل شفايفها : ما أقدر أشيلها ؟
رفع حاجبه لثواني : من قاله ؟ تقدرين
ميّلت شفايفها لثواني بعدم إعجاب : عينك تقول ولسانك
هز راسه بالنفي : يكذبون ، يمديك على المستحيل إنتِ
إبتسمت وهي تناظره لثواني ، وميّلت المويا بإتجاهه يغسل يدّيه : خففي لا تميّلينها بالحيل تصب كلها
هزت راسها بإيه تحاول ، وناظرها بذهول من ميّلتها أكثر - بالغلط - وعضّت شفايفها مباشرة بهمس : كنت بعدلها
هز راسه بإيه وهو يمد يده لها يعدّلها ، وإبتسم لأنها همست ، وإرتعبت كأنها أذنبت : إمسكيها كذا ما توجعك وإنتِ تتحكمين بها تصبّ قليل وإلا كثير ، جرّبي الحين
هزت راسها بإيه تميّلها نفس ما قال لها ، وبعّد يده من كانت على مقدار رغبته ، هُلك قلبها تتأمّل كل خطوات وضوئه بشكل حتى هو لاحظه وتوجهت لبابه تدور شيء يجففّ فيه وجهه ، ويديه وبالفعل مدت يدها للمناديل تاخذه وتتوجه له يجففّ وجهه ، ملامحه ، ويديه عن بارد الجو ووقف زمانها وزمانه بلحظة حرّكت الريح شعرها ، وبقى المناديل على فمه وشنبه وأنفه هو ما خلصّ تجفيف ، لكن سرقت منه نفسه يبقى نظره عليها ووقف حتى يدّه بشكل وترها لأن نظراته ترعبها ، شتت نظرها لثواني بتوتر : بنصلي هنا ؟
هز راسه بإيه وهو يفرش لها الفرشة ، والسجادة ، وفرش لنفسه سجادة خفيفة بدون شيء تحتها وهمست : ليش
رفع حاجبه لثواني يناظرها : أريح لك من التراب إنتِ
قبل لا تكمّل إرتفع صوته يأذّن ، يمكن لوهلة هي شافت كلّ عمرها يلي تتمناه بهالمكان ، بـ
↚
بهالخط الساكن بالفرش يلي تحت أقدامها وسجادة الصّلاة والمدى الواسع ، بالأكتاف يلي قدامها والصوت يلي تسمعه بالأذان ، بالإستقامة يلي حصّلت منه يكبّر ، يبدأ صلاته هي سكن كلّ قلبها تصلي مثله ، وتدعي من كلّ قلبها يبقى هالحب ، يبقى هالشعور يلي غلّف قلبها بطاغي الحنان والرهبة ..
وقت سلّم هو ، ووقت سلّمت هي تنهي صلاتها هو لف نظره لها يتأكد من صحة دعوته ، الدعوة يلي أخذها للسماء بحسن حبّه والنية حقيقة وراه ، قصيد حقيقة خلفه تصّلي وتهز عرش ضلوع قلبه هي ما تحرّك شعرها الحين تحررّه من حجابه ، تهزّ أرضه تحته من رفعت طرحتها لأعلى راسها تتركها تنساب ولمح نابض عنقها ما يردّه عنها خوفه ، ولا يردّه عنها حاجز ووقف يطوي سجادة صلاته ، وسجادتها هيّ ، والفرشة يلي كانت تحت سجادتها يتركها كلها بالشنطة ويرجع بإتجاهها بشكل هي ما توقّعته كانت تصور ، وسرقها من تصويرها ونفسها وكلّ شيء يلفّها بإتجاهه بطاغي الشعور يقبّلها وما ردّته ، نهائياً ما ردّته ولا تتوقع تقدر وقطع كلّ عذب ذكراها سلاح شافت ظلّه على التراب ، سلاح تمّكن ينزع أعذب ذكرياتها معاه وصرخت بلحظة من حسّت الموت مو غيره ..
_
شهقت يفزّ كل جسدها بعدم تصديق قُطع نفسها وقُطع شعورها وقطع حلمها فتحت عينها على نور ثاني ، نور ما يضمّ بأطرافه ذياب ولا يضمّ شيء هي تستوعبه ولأنها فتحتها على وسعها هي توجّعت ، ورجعت تغمّضها ما أدركت كم النّور يلي دخل لعيونها وهي كانت بالظلام..
فزّ تركي أبوها مباشرة يمسكها : قصيد ! قصيـد
غرقت عيونها بالدموع بلحظة وحدة هي تعرف وش صار بخطّ الكويت ، برجعتها معاه للرياض هي تعرف وش صار تعرف إنها صّلت خلفه وتعرف إنه إنتهى يقبلها وتعرف إنها نامت على كتفه يغطيّها بشماغه وتعرف ألف شيء رجع يتصّور بمنامها لكن ما كان فيه سلاح ، السلاح يلي إقتحم عذب ذكراها عنّه ما كان موجود ومدّ تركي يده يثبت يد بنته يلي فتحت عيونها وكانت على وشك تنزع المغذي عنها لأنها مو بوعيها وأرعبته بهالحركة : قصيـد !
شحبت ملامح عذبي تميل لتامّ السواد من لمح إن إمه تدمّع بدون إرادة منها وكان ودها توقف تكون جنب بنتها لكن ما طاوعتها رجولها ومن ثبّت أبوه يدّ بنته رغم إن يده متشنجّة قلبت كل ملامحه من الألم لكنه جبرها ، جبرها غصب وإنهار كل كونه بلحظة من جلس أبوه على السرير يقابل بنته ، ومن إنحنت قصيد على كتفه تحاول تستوعب كلّ شيء حصل تشدّ على ثوب أبوها ، وما بكت كان قلبها يتقطّع وسط صدرها من صابها سريع الإدراك إنّ خالط ذكرى حلمها يلي حصل حقيقة هاجس خوفها من السلاح يلي صار بـموقف ثاني
_
ومن صابها سريع الإدراك إنّها بالمستشفى وإنها طاحت وإنّ تعبها تغلب عليها ، وبكّى أمها ، قلب وجه أخوها كلّه وهزّ كون أبوها ما يقرّه بأرضه وهذا كلّ موتها كان تعبها بقلبها وحدّه غرفتها كيف صارت بهالموقف كيف حصل كلّ هالشيء يرعبهم ، كان ودها تنطق لأبوها بكلمة لكنها عجزت ، عجزت تقول كلمة لكن رجفت شفايفها بشكل تركه يضمّها كلها لقلبه قبل حضنه ، يقبّلها ألف مرة بدل المرة وبكت بمجرد ما قبّلها ما عاد لها حيل ولا كتمان ما بكت على نفسها ، بكت على رعب أبوها وإنها هزّت كونه..
شحبت عينه كان ودّه يتكلم من بكت بحضنه لكنه عض حروفه حسرة تنتفخ بحلقه يسميّ عليها ووقفت سلاف بالقوة لأنّ يده توجعه وما يحسّ فيها هي تدري بهالشيء ولو ضغط عليها أكثر بيكسرها لهالسبب وقفت تمسكها هي ، توقف وراء ظهره هيّ وقبّلت راسه لأنه بيعصَب ، بيشّب نار على بنته وإن بقلبها خوافي ما يعرفها : تركي
عضّ شفايفه لثواني وهو يرجف من قهره ، من الشعور يلي فتتّ ضلوعه قهر على بنته وحال بنته ما يرّن بإذنه إلا كلام سلاف له " بنتي شديدة تعلّق " ولو يدري بشيء عن قصيده بيدري إن كلّ أسباب تعبها الحين ذياب ومو غير ذياب ويعضّ الجمر وده يقطع كلّ درب يأذيّها لكنه يعرف لو تصرّف ، لو فضّ كل شيء بينها وبين ذياب وهو يقدره هو بيدمّر بنته بيديه وآخر شيء يبيه إنه يدمّرها لكنه بيتصرف ، بأي طريقة كانت بيتصرف لو ذياب بآخر الأرض بيجيبه لها ..
رجفت يد سلاف تشدّ على كتفه وإنحنت تهمس له : بالهون ، على نفسك أول وعشانهم تركي بالهون
نطق عذبي يلي تغيّر صوته يبين محبوس عبرته : فهد يقول نازلين ، رد على جوالك يتصلون عليه
إختفى لون سلاف كله لأنها رفعت نظرها لولدها يلي لأوّل مرة تشوفه بهالحال ودخلت الدكتورة وطلع عذبي للخارج بعد ما نطق هالجملة لأبوه عن أهلهم يلي بالكويت ، رجفت شفايفها وهي تعدل طرحتها كانت على وشك تطلع خلفه لو ما حاوط ذراعها يوقف هو بدالها يلملم شتاته:إجلسي عند قصيد
لفت نظرها لبنتها ، وطلع تركي خلف ولده يلي واقف بأحد الزوايا يغطي كل ملامحه بالكاب وتوجه له يمدّ يده لكتفه : عـذبي
صد بنظره للبعيد ، ومد تركي يده يرفع راس ولده : لا تنزله قدامي ولا قدام غيري ، إختك بخير قدامك ما بها إلا العافية الحمدلله ما صار شـ
نطق مباشرة ترجف نبرته يأشّر على غرفتها بحرقة : وش الخير يلي تشوفه وأنا ما أشوفه ! وينه الخير وهي طاحت من حيلها قدامنا كلنا ووين الخير وهي
ناظره تركي لثواني يقطع عذبي كلّ حروفه يعضّها جمر لكنه ضرب صدره مباشرة لأنه يحترق هو ما يثبّت وخوفه عليها يمّوته : أنا أكره يومها تتعب كذا ! أكره يوم تطيح كذا
_
« أحد القصـور »
طلع من مكتب صاحب السمو وهو يمسك أعصابه بالقوة بكل إجتماع هو يكون على بعد خطوة وحدة من إنه يقلب الطاولة على أحدهم لكنه يلتزم شديد الصمت يلي ما عاد يطيقه ، مد يده لمويته يشرب منها يخففّ شديد ناره ، شديد ضغطه المرتفع بشكل يمكن ما يطري على بال بشر من قوّته وإن وضعه هنا مثل الليّ يتخبطه الموج يعصف به مرّة ومرة يهدأ يريّح مركبه يعطيه الأمانه ثم يخدعه ، يشتدّ فجأة يحطم أجزائه وعلى حاله هو ، ما بقى من مركب صبره إلا قليله يتمسّك به ويدري لو تركه غرق وضاع ما نجى ..
للآن ما زالت القيود الأولى موجودة لكن الفرق إنه صار بقصر آخر مع صاحب السمو مو لوحده ، مسح على شفايفه يترك المويا بعيد عنه ويجول نظره للقصر لو يشوف وجهه أحد يرتعب منه وحتى هو بنفسه ما وده يشوف نفسه لأنه يدري وش أخذت منه هالمدّة ويدري وش علّمت فيه وبملامحه ، أخذ نفس وهو كلّ نومه سيء وكلّ وقته يشتغل بملفات وبرقيات لصاحب السمو وللآن ما حصل له تطور بوضعه : تبطي بس ما تخطي ، تبطي بس ما تخطي وما بقى شيء يا ذياب ، ما بقى شيءّ
توجه للشباك القريب بعادة ما تركها هو كلّ ما طلع من مكتب سمّوه يمرر نظره على القصر كله عشان يشوف الحرّاس ويعرف الأشخاص الموجودين ومن معرفته الخاصة هالقصر قصر شغله مو قصر يتواجد فيه أحد من أهله ولهالسبب هو مرتاح ، يُهلك شغل ولا يُهلك بأشياء أخرى ما يدانيها مثل أوّل مرة لقى فيها صاحب السمو بقصر الضيافة ووقت كانوا أهله موجودين هالشيء يحسسه بالضغط يلي ما يتحمله وإلا ضغط الشغل هو قدّه ..
سكنت ملامحه وهو يشوف حارسه الجديد جاي من الخارج لكن مستلمينه رجال صاحب السمو ما تركوه يمرّ ولفت إنتباهه الورقة يلي بيدّه ، رفع حاجبه مباشرة من بعّدها عن يد السكرتير يلي كان على وشك ياخذها منه وهمس بذهول إن ودهم ياخذونها منه : أعقب !
طلع مباشرة من البوابة ينطق بإسم حارسه : أسامة
رجع أسامة الورق خلف ظهره وهو يناظر السكرتير لثانية ورفع نظره لذياب بهدوء : طال عمرك
رفع ذياب حاجبه وهو يمشي بإتجاهه ونطقه بإسم حارسه لوحده فرّق جمعهم ما بقى إلا السكرتير يلي مد يده : أشوف الورقة يلي معك يا حارس ، الآن
كانت نظرات الحارس مخطوفة ولمح ذياب الختم يلي على الرسالة يعرف من مين تكون ، يعرف إنها من سكرتيره الخاص خارج القصر ويلي كان يوصل له أخبار أهله ويلي الحين صار يتواصل مع حارسه ورفع حواجبه وهو يمد يده لحارسه يلي تجاهل يد السكرتير ومد الورقة له لكن سطر السكرتير موته من حاول ينزع الورقة غصب من يدّ ذياب وسكنت ملامح الحارس لأن ذياب بلحظة لوى يده يشده ورصّ على أسنانه : ..
_
لوى يده يشده ورصّ على أسنانه : هرجك واجد ما أسمعه أنا لكن تمدّ يدك أكسرها لك ، فهمتني !
سكنت ملامح الحارس لأن صاحب السمو يتأمّل من الشباك وهمس مباشرة لأنّ ذياب نفّض السكرتير يفهّمه كلامه : طال عمرك يشوفك
ما كان منه إهتمام إنّما شد على يد السكرتير بقوّة تركته يصرخ لأن لو لفها أكثر هو بيكسرها لا محالة ، ودفّه بلحظة لأن أعصابه ما تتحمله : توكل لا أعلقها برقبتك
ناظر ذياب بسخرية وهو يمسك يده المتألّمة يعدل توازنه يلي كان بينمحي : وتبي تكمّل هنا ؟
إبتسم ذياب بإستفزاز : غصبٍ عليك مكمّل ، حرّك
ناظره السكرتير بسخرية : ما كذب سامي يومه يقول همجي ، همجي وراعي نياق هذا حدّك إنـت ماهو هالقـ
حرك الحارس أكتافه يقطع كلمته ، وما كان من ذياب الإستماع له هو فتح الورقة يلي قدامه وسكنت ملامحه لأنها أخبار أهله أمه وأبوه وكل آل سليمان بخير هذا أوّل سطر ، ثاني سطر شيّب له عقله نهيان أخوه عقد ، وحددّ موعد الزواج ، ونصّار خطب ورد أول رجوعه وأبوه ما عطاه، ونصّار يدّوره بكل مكان ورسائله تدّوره بعكس توصيته وشيّب راسه كلّه بلحظة يستوعب أيّ شيء من هالأحداث أول ، نصّار خطب ورد ؟ وأبوه ما عطى حرقت جوفه جمر لأنه يعرف السبب ويتوقعه وما يتخيّل حرقة صاحبه هذا تفكيره ، نهيّان عقد وهو ما وده يتزوج ! آخر عهده به ما كان وده يتزوج شلون وما كان وقت تفكير وتحليل هو كمّل نظره يدور خبر عنها هي لكن ما حصل له وما يريّحه هالشيء ، هالشيءّ طير له عقله كله، رفع نظره للحارس يلي عدل أكتافه من مشى السكرتير وبان تردده بنبرته : طال عمرك به شيء ثاني
سكنت ملامحه وهو يناظره ، ينتظره ينطق وما عاد يحس بخطوة أقدامه هو يبي خبر عنها : أخلص !
توتر أسامة وهو ما يدري كيف ينطق له : طال عمرك يوم رحت أستلم الرسالة منه ، جاه إتصال يبلغه إن
نطق المستشار الخاص لسموه يلي جاء قريب منهم وجاء قبل ينتهي أسامة من كلامه : إن حرمك بالمستشفى
لمح الحارس النار يلي حصلت من ذياب وعينه مباشرة يلف نظره للمستشار ، ولمح إن سموه خرج من البوابة الداخلية للقصر يتبعونه حرّاسه المفروض يُفض كامل النقاش يتوجّهون له لكن ذياب لف نظره للمستشار بشكل حرقه كامل : إنت عندك شيءّ من يوم جيت وإنت هرجتك وحدة لكن الحين ، الحين عيد لي وش قلت ؟
كان يفهم إنه لو عادها هو بيتهّجم عليه ومع ذلك نطق بشكل مستفز : ما تمّ عرسك للحين زوجتك ببيت أهلها حسب علمي لكن عندنا علوم ثانية ونشوف شيء ثاني ، حرمك المصون بالمستشفى ونقول يتربى بعـ
بلحظة وحدة هو خطف منه نفسه من شدّ عنقه كله ، من شد على فكه كله يمنع حروفه وبردت ملامح أسامة لأن حرّاس سموّه تـ
_
تحرّكوا بطريقة تبين إنهم على وجه تدخلّ لو ما إرتفعت يدّ سموه يأشر لهم بالهدوء ، وقرأ أسامة من شفايف سموّه كلمة وحدة " خلّوه " ذوّبت عظامه وهمس يحاول ذياب يلي غيّر ملامح المستشار يمنع عنه النفس من قبضته ولا رفّ له جفن : طال عمرك
شدّ ذياب بقبضة يدّه على عنقه هو ما عاد يستوعب شيء لأنه يتحمل دنيء الكلام والظنون عليه لكن هي ما يقربها إبن أمه بظنونه حتى لو كانت حلاله ، هي ما تطري على بال الرّدي ولا يعيش يلي تطري بباله ولهالسبب شدّ يمنع النفس عنّه : إنطق كلمة الحين كمّل مبتور كلمتك دام ودّك الهرج ، كمّل الحين
ما كان منه كلام بشكل أرعب الحارس لأن سموه يتأمّل : طال عمرك ما يتنفّس
شدّ ذياب عليه أكثر ينفّضه ، يحرقه بنار نظرته قبل لسانه : تسلّم السلامة مني وإعرف وش الطواري يلي تجيبها قدامي ، إعرف وش تهرج به لا أنتف لك هالشّعرتين أعلمك شلون تهرج وإنّ شفتني بدرب ، وجّه درب غيره إن كنت تبي تسلم
دفّه مثل ما دفّ السكرتير قبله ويلي لف نظره لصاحب السمو يستغلّ : طال عمرك حنّا ما نخطي ، هذا وحنّا وياه نفس الشغلة شف وش مسوّي وكيف يتعامل معنا شلون الباقين كلّ ما عجبه أحد بيمدّ يده ؟ ماهو رجّال لجنبك طال عمرك ، ما يليق لك
نطق بتجاهل للسكرتير يرفع صوته : مكتبـي يا ذياب
شدّ نظرته للمستشار يلي رفع يده لعنقه يلي قلب لونه لشديد الإحمرار وعلّمت أصابعه عليه ونطق بثبات كأنه ما أخطى : وأنا أبيك يا طويل العمر ، أنا أبيك بكلمة
نطق السكرتير بسخرية من مر ذياب جنبه : لا تنسى تحبّ رجله عشان يبقيّك ما ترجع تحلب النياق
كان يسمع لكنهّ تجاهله لأنه مو وقته الحين هي كل همه وبيطلع ما بيبقى بإنتظاره ، فتح باب المكتب : طال عمرك
كان يتأمّل مع الشباك وعقله ما يستوعب ذياب مرّة يقول كفو ويستاهل ، وعشر يقول يبي له شدّة : وش بغيت إنت ثم أقول لك وش عندي
نطق بهدوء : أبي الأذن ، طالع من هنا أنا الحين
رفع حاجبه وهو يلف نظره لذياب : وإن قلت لا
ناظره بهدوء صادم : جوابي بأول كلامي طال عمرك
سكنت ملامحه من إستوعبه هو قال يبي الإذن ، لكنه ما شاور إنمّا كمل كلامه " طالع من هنا الحين " وجه نظره للشباك تحت حكم الغضب ما يصدّقه : البوابات مفتوحة وسيّارتك قدامك لكن إن طلعت نفّذت كلمتك على كلمتي أنا أتركك ، ثمّ
كان ذياب يوعي بإنه بيهدم كلّ شيء سعى له ، بإنه بينتهي لا محالة وإنّه بيوطى النار تحرقه : بحفظه
سكنت ملامحه من تركه فعلاً ومشى للبوابة ، ونادى على حارس ذيـاب نفسـه بغضب : وش علمـه
ناظره أسامة يلتزم الصمت مستحيل يخون ثقة ذياب فيه ولأنه إختاره ، وضرب الطاولة بغضب : وش علـمه قلت !
_
« المسـتشفـى »
وقفت سلاف توّدعها بعد ما ساعدتها تغيّر ثقيل ملابسها لأنها تحترّ بشكل يبيّن على ملامحها : تبين شيء ماما
هزت راسها بالنفي وهي ما تحسّ بنفسها من المخدر : لا
قبّلتها سلاف ، وشاب قلبها كله يسيّل دموعها لأن خد بنتها مثل قطعة من النار ما يبرد ، قال الدكتور بيسوي فحوصات أكثر عشان يتأكّد ويطمّنهم هم وهذا إنتظارها ..
عدلت لها شعرها لثواني وإبتسمت تترك جاكيتها جنبها : الجاكيت هنا لو بردتي واللحاف كمان ، أبوك موجود عند الباب ويدخل عندك بعد شوي بس لو تبين شيء ناديه وإرتاحي والصباح أرجع عندك أنا ونرجع البيت كلنا تمام ؟
هزت راسها بإيه ومحاجرها تحترق بشكل ما يتصّوره أحد لأنها تعبّتهم بهالشكل ، لأنها رسمت الخوف بملامحهم وشتت نظّرها لبعيد لكن سالت دموعها مباشرة : ماما
رجعت سلاف عندها ، ومدّت يدها تحاوط يدّ بنتها يلي همست برجاء : أطلع أنا الحين ؟ ما يجلس بابا هنا ما نام
إبتسمت تهز راسها بالنفي : ينام عندك هنا ، ينام عندك بس طمّني قلبه عليك هو يجيه نوم وإنتِ هنا ؟
رجفت شفايفها لثواني ، ومدّت سلاف يدها تمسح دموعها مباشرة وإبتسمت : هو يبي يجلس ، يبي بنته ما يبي النوم ومافيه لا تشيلين همه بس إنتِ إرتاحي
هزت راسها بإيه وهي تشتت نظرها لبعيد ، ترجع راسها للمخدّة تغرق فيه وتدري سلاف إن بنتها تموت من قهرها هذا الشيءّ يلي تسنتجه من ملامحها كأن كُشف عنها ستار ما ودها يُكشف ، طلعت من الغرفة وهي تشوف تركي الجالس على أحد الكراسي بهدوء مُخيف ، وعذبي الواقف بالطرف الآخر يتأمّل أبوه وعرفت إن فيه شيء خفي عنها : تركـي ؟
وقف بهدوء من إنتبه إنها طلعت من عند قصيد : خلصتي
هزت راسها بإيه وهي تاخذ نفس : بتنام الحين ، إدخل نام عندها لأنها شايلة همك إنت مو شايله هم شيء ثاني
هز راسه بإيه وهو يمسح على ملامحه : يلا يا عذبي
عدل عذبي وقوفه لأنه بيرجع مع أمه البيت : أرجع أنا ؟
هز راسه بالنفي وهو يناظره بهدوء ، وشتت عذبي نظره للبعيد لكن إنتبهت سلاف لهالشيء ، إنتبهت لكلّ شيء من أوّل شرود تركي لحدّ هالنظرة يلي كانت منه لولده بمعنى لا تناقشني ونفّذ لكنها ما تكلمت ، ما نطقت مو وقت الحوار والنقاش الحين ..
مسح عذبي على أنفه : بشوفها وأمشي بس بدخل عندها
هز تركي راسه بإيه ودخل عذبي لغرفتها ، وسكنت ملامح سلاف من الجاي مع الممر هي أوّل من لمحه لأنها بالوجه وتركي يقابلها : أبوذياب جـاء ..
لف نظره للخلف وهو يشوف حاكم بالفعل ، ومدّت يدها تبي مفتاح السيارة يلي تركه بيدّها بالفعل يهمس : إنتبهي ، يجيك عذبي يسوق عنك
هزت راسها بإيه : لا تطلعه من عندها هو يجي من نفسه
_
هزت راسها بإيه : لا تطلعه من عندها هو يجي من نفسه
توجهت سلاف للبعيد وسكنت ملامح حاكم لثواني وهو يناظر تركي ، يسرّع خطوته له أكثر : وش صار !
هز تركي راسه بالنفي وهو يجلس : بسيطة الحمدلله
ناظره حاكم لثواني بذهول هو كلّ صدمته وقت رسل نهيّان لبيت تركي يشوف الوضع ورجع يبلّغه إن العاملة تقول بإنهم بالمستشفى ورفضت تعطيه أيّ خبر إلاّ بعد ما طلع لها صورة ذياب يشرح لها إنه أخوه وإنه مو عدو : بسيطة وهذا وجهك ! تركي !
طلع عذبي يلي يمسح على عيونه وما تقّل ملامحه عن ملامح أبوه ذبول وسكنت ملامح حاكم يناظره : عذبي !
رفع راسه وهو ما درى عنهم ، ما شاف عمه ولا شاف نهيّان يلي دخل يتبع أبوه ومدّ يده يصافح عمه ، يسلّم على راسه ويكتم شعوره يصافح نهيّان يلي ناظره : تمرّ
هز عذبي راسه بالنفي يشدّ على كتف نهيان ، ونطق تركي من لمح إن ولده ما يتحمّل وصُدم بوجودهم : أمك تنتظر هز راسه بإيه يتوجه للخارج ، وتنهّد تركي بهدوء : نهيّان رجع أبوك للبيت ياعمي ، رجّع أبوك البيت ما صار شيء يا حاكم البنت بخير وكلّ شيء بخير الحمدلله ما بنا شيء
ناظره حاكم لثواني هو لو ما كانت ملامحه تنافي كلامه كان ممكن يصدّقه ، ممكن يصدّقه لكنه يدري تركي كيف ينقلب كونه كله لو صاب عياله شيء بشكل يسوّد ملامح وجهه من القهر والحين صاب قصيد ، صاب قصيد يلي يعرف حاكم إنّها وقت تتعب ينهار تركي ما يثبّت شيء : ما نعرف بعضنا حنّا ، ما نعرف بعضنا يا تركي
-
دخل للمستشفى يركض مثل المنزوع قلبه من وسط ضلوعه ، يركض لأوّل مرة بحياته ما يهمّه من يشوفه وما يهمّه من يدري به لأنه هو ما يدري متى تعبت تطيح من حيلها ، ولا يدري ليش تعبت وهي من ودّعها كانت تقتلها الحرارة أساساً هي ما خفّت ،هي تعّبها شيء ثاني ما يدري وهذا كل جنونه ،يدري إنّ ما عاد عنده قلب وما عاد بقت عنده أعصاب هي آخر حبال ثباته ودامها تعبت ، هو يتهاوى ولا يثبّته شيء لو يروح نار وغضب هي الأهم والمهم عنده وهي يلي ساقت خطوه غصب تطلّعه مرة ومرّتين ويطلع عشر لجل عينها ..
وقفت خطوته عند أول الممر من لمح أبوه ، من لمح عمه تركي الجالس والواضح إنه شاب سنين بيوم وسكنت كلّ ملامحه من لمح نهيّان أخوه الساكن ، من لمح عذبي يلي طلع من الغرفة مخطوف الملامح يسببّ له ضغط عالي بعقله ، يرجع له صداع ودّعه بالكويت وبحضنها ويرجع له شعور ما حسّه بحياته من سنين ، شعور هزّ صدره كله هزّ يشدّ على الجدار قدامه هو يبيها ، لكن ما عنده طاقة يشوف أحد ويقابل أحد غيرها ما عنده حيل ولا يضمن عنده أعصاب وسكنت ملامحه هو لمح وجوه يعرفها بالممرّ خلف أبوه وخلف عمه تركي ، هو لمح ..
↚
هو لمح حرّاس سموه بثياب هالمرّة لكنه يعرفهم ، يعرف ملامحهم وبردت ملامحه مستحيل يكون ودّه يردّه مستحيل وقبل يتحرك يغيّر مكانه هو حسّ بشخص قريب منه ، شخص خلفه وحاول يمسك نفسه ما يلفّ وحاول ما يتمرّد لكن يده بدون طوع منه مسكت عنق هالشخص بلحظة يلصّقه بالجدار خلفه: إرجـ
كان على وشك يهدد ويوصّل رسالة لسموه بإنّه يسحبهم وتغيّرت كل ملامحه : أسامة !
هز راسه بإيه وهو يأشّر على يد ذياب يلي للحين على عنقه تمنعه من الكلام : طال عمـ
تركه ذياب ، ونطق أسامة : يسلّم عليك سمّوه
ناظره ذياب بعدم إستيعاب وسرعان ما إستوعب إنّ سموه راسلهم وهمس أسامة : آمرني
أشّر له بالسكوت ، وتكلم أسامة كأنه فهم خاطره وإنه ما يبيهم يلمحونه : طال عمرك أتصرّف
ناظره ذياب ، وهز راسه بالنفي : ناد الدكتور
هز أسامة راسه بالنفي : قول لي تم طال عمرك
عضّ شفايفه لثواني هو يحترق ، يحترق بشكل ما يتصّوره بني آدم على وجه الأرض وناظره أسامة : طال عمرك
أشّر له ذياب يتصرف ، أشّر له يسوي يلي وده وبالفعل توجه أسامة يسوق خطوته لعند حاكم ، ونهيّان ، وتركي يلي وقف وما يدري وش قال يرفّع حواجبهم كلهم ، ما يدري وش قال يقوّمهم من أماكنهم يتوجهون لآخر الممر وما يصدّقه ذياب لكن ما يهتم الحين ، مشى لغرفتها هيّ يفتح الباب وقلبه يرجف وسط ضلوعه ، قلبه إنهار من أوّل ما سمع كحّتها وتغيّرت كل ملامحه هو دخل يسبقه خوفه وتسبقه لهفته ويسبقه ألف شيء وشيء وإنخطف نفسه بلحظة منها ، البياض يلي متمددّة عليه هي تغرق فيه، التّعب يلي يُرسم بملامحها ولون الدم يلي يحاوط شفايفها ، أنفها ، وكل عيونها وعنقها هو لوهلة نسى كيف يتنفّس ، نسى كيف يمشي ونسى إنه يسابق دنيته ودنيته تسابقه من كانت هي قدامه بهالشكل بلحظة صار جنبها يحسّها ورمّد داخله لأنها نار وعرف السبب وراء إحتراق ملامحها هي يغلي داخلها : قصيـد
فتحت عيونها من برودّة يده وهي تحسّ بشعور ما تدري وش توصفه حتى المخدر ما ينوّمها لكنه يرهقها ، يرهقها ما تفتح عينها ونطقت تنادي أبوها تدور يدّه ، توقّف لذياب قلبه يجلس قدامها بعدم تصديق يحاوط يدّها ويهمس لنفسه : يا كبر ذنبك يا ذياب ياكبره !
دمعت عيونها من الحرارة يلي تحسها وإنها ما تتحسّن نهائياً تشدّ على يده ، تحاول تفتح عيونها يلي حرقت جوفه كلّه يمسح دموعها : قصيـد أبوي
سكنت ملامحها تشد على يده هي ينبض راسها من الحرارة لكنها تستوعب صوته ، تستوعب اليدّ يلي تحاوط يدها تشدّها وهمست تشدّ يده تخاف تتوهم، تخاف إنه خيالها : ذياب ؟
قبّل يدها هو يدري ما توعيه ، يدري ما تستوعبه وتقطّع قلبه وسط ضلوعه : عونك ذياب ، عونـك
_
فتحت عيونها بمحاولة للإدراك ، بمحاولة للتصديق ولمح السكون يلي حصل لها من إستوعبته ، لمح السكون يلي هدّه كله هي جلست تقاوم تعبها وجلست نار قدامه ترهقه والحين سكنت ملامحها : ذياب !
هز راسه بإيه كلّ عذابه هي ، كلّ ناره تعبها وكلّ حرقته الحين هي ، ملامحها يلي بردت الأكيد إنه خيالها مستحيل يكون هو عندها ، هزت راسها بالنفي ترفع يدها بالقّوة لخده ، بالقوّة وتحس فيه يقبلها لكنها هزّت راسها بالنفي بعدم تصديق تكرر إسمه للمرّة الألف : مستحيل ذياب !
هي رجفت بنطقها ، رجفت ترجّف له ضلوعه تبكيّ قلبه دم من مدت يدها لجبينه تتحسّه ما توعيه لكن ما وقفت دموعها كلها إنهارت وقت لمست جبينه ، وقت همست تهلوس وتغرق عيونها بالدموع : أنا شفت السلاح شفت سيارتهم ذياب ! أنا شفتهم ذياب ! شفت كيف يمسكونك
هز راسه بإيه يقاطع شهقتها الأخيرة من غطّت شفايفها ويقبّل عنقها مباشرة : قضت ذياب يمك ، ذياب قدامك شوفيه الحين ما به أحد ، ما به أحد ولا به سلاح ولا شيء يا حبيبتي ، ما به أحد
حرقت له قلبه يقبّل يدها يلي رجعت على جبينه تتحسسّ ذات المكان يلي صُوّب السلاح عليه فيه ، يقبّل كفها يضمها كلها عنده طول الطريق هو كان يحرق عقله مستحيل تكون شافت وهو ما يدري ووقت نطقت الحين ، وقت تكلّمت هي قطعت له عروقه يقبل كتفها ، يقّبلها كلها يضمها لحضنه وما نطق هو يحسها ، يحسّ دمعها ويحس تعبها وهمس بحرقة ، بوعيد لأنّ كل كونه ينهار ويتهاوى قدامه : ما أبكيّه دم على هالدموع ؟ ما أبكّيه ؟
مدّ يده يضم ملامحها بينها ، يضمّها بين كفوفه هو تأمّلها لثواني كان يحس فيها بإنه أسوأ خلق الله ، أسوأ شخص على وجه الأرض من نظرتها له ورجّف هالشعور صدره يلي ما رجفّته أيامه وأكثر من رفعت يدها لملامحه تسرقه ، لمست بحنون يدّها إنتفاخات هلاكه يلي خطّت سوادها تحت عينه : ما تنام ؟
هز راسه بالنفي لأنها ما توعيه يتأكدّ من هالشيء ومع ذلك هي مستحيلة عليه ما تخافه ، تخاف عليه وهمس تزيد الإنتفاخات تحت عينه : حضنك وينه
كانت تتأمّله ، تتأمله ما توعي وقتها ولا توعي نفسها ولا توعي أيّ شيء غير إنها رمّدت له قلبه من رجعت تسند راسها على كتفه لكن باقي وجهها لوجهه تتأمّله ، تتحسّس جبينه للآن وعضّت شفايفها بهمس : لا تروح مكان
هي نطقتها ، وهي غفيت بعدها تترك عروقه تلتهب بقلبه لأنّ يدها يلي دائماً تحاوط شفايفها وقت تنام ، إستقرّت على شفايفه هو وقبّل أناملها هي ما بتدري إنّه جاء لأنها مو بوعيها ، وما بتدري عن شيء حصل ومدّ يده يحاوط ظهرها ، يقبّل نار عُنقها لثواني بسيطة وسكنت ملامحه من صوت الـ
_
الباب يلي طُرق خلفه : طال عمرك لازم نمشي الحين
ضاق نَفسه لأنه جاء يسابق زمانه وسبقته السّاعة تنتهي بهاللحظة من سمع دق على الباب وصوت أسامة دليل إن إنتهى وقته ولازم يطلع ، مسكها يرجّعها على المخدة ، يمددّها ويرجع اللحاف عليها وعضّ شفايفه لثواني يقبّل يدها : الصبر ، الصبر ما بقى شيءّ ..
،
عدل أسامة وقفته ، أكتافه وهو يتأمّل الممر حوله وإبتسم للكاميرا يلي تسجّل بالأعلى : وقت النوم
زادت إبتسامته بنصر شديد من قفّلت الكاميرا يهمس : أحلامك سعيدة
طلع ذياب من الغرفة يمسح ملامحه ، وتعدل أسامة مباشرة وإرتفع نظر ذياب للكاميرات أبوه مستحيل يفّوتها
تنحنح أسامة : حليتها طال عمرك كل شيء مثل ما تبي
ناظره لثواني ، وتنحنح أسامة يعدل سماعة أذنه : مشينا
مشيت خطوات ذيّاب للأمام لكن وقفت خطوة من اللهجة يلي طغت بمسامعه ، من سمع الركض يلي وصل لأذنه ومن سمع أصوات أهل الكويت بالخلف عضّ شفايفه لثواني يلف نظره لهم ونطق أسامة ينبهه : طال عمرك أبوك جاي
مشى بخطواته للخارج ، ومشى أسامة يتبعه ينتبه إنّ دمه يفور وأكثر من ركب السيارة ومباشرة مسك راسه لكن ما طال سكون أسامة من رفع ذياب نظره له : وش قلت له
توتر أسامة مباشرة : لمين طال عمرك
ناظره لثواني ، وعدل أسامة حروفه وأكتافه يدري إن ذياب ما بقّى حارسه الأول بسبب إنه ما يستغبي ويصير غبي والحين هالحركة منه ما كانت حلوة : قلت له الحق
ناظره لثواني ، وعضّ أسامة شفايفه كان على وشك يبرر لكن ذياب نطق بجملة وحدة : طارق بن عبدالعزيز ، تطلّعه لي لو هو بحضن أمه تطلع لي أرضه
ناظره أسامة لثواني ، وسكنت ملامحه : ليش طال عمرك
رجّع حروفه مكانها وهو تمنّى إنه ما نطق من نظرة ذياب له ، من عرف إن عقله يغنيّ ألف شيء وشيء وسكنت ملامحه من إستوعب إن الإسم مألوف عليه لأنه من الحرس وبمجرد ما وقف عند بوابة القصر نزل ذياب أولهم ما يلتفت لأحد ، ولا ينطق لأحد توجّه لمكانه وما إنتبه حتى لسمّوه الجالس بالحديقة ويلي رفع حاجبه : أسامة
_
« العصـر ، بيـت حـاكم »
كانت تدندن وأنظارها على جوالها تنتظر رجوع درّة عشان يمشون ، رفعت نظرها لليّد يلي تدق على الشباك وسرعان ما سكنت ملامحها من كان نهيّان يطلبها تفتح الشباك وما تدري شلون سكنت بمكانها ما فتحته ، ولا سوّت أي حركة تُذكر ورفع حاجبه لثواني : تستهبل ذي ؟
توجه لباب السائق يفتحه لأنّ درة مو موجودة ، ولأنّ ديم ما فتحت له الشباك : ما تسمعيني يعني ؟
هزت راسها بالنفي وهي صدّعت ما تستوعب : درة بتجي
رفع حاجبه وهو يعدل الأوراق بحضنه : وإن جات ؟
ناظرته بسخرية : جالس بمكانها شلون وإن جات ؟
_
هز راسه بإيه بسخرية : عشان مكانها يعني تقولين ؟ عاد ما فكّرت فيها أبد تصدقين عيب تجي وتوقف
ناظرته لثواني ، ونطق بهدوء تامّ يغير هزل نبرته : على وين
إبتسمت ديم تستفز أعصابه : وش حطيت نفسك زوجي الحين صدق وتسأل على وين ؟ حدّه ورق لا تشدّ حيلك
إبتسم يهز راسه بإيه : تخيلي إني زوجك برضاك وإلا بدونه الحين ، على وين لا تطولينها عندي شغل غيرك
ما كان منها الرد ، وإبتسم : ترى ما أنسى ، وللحين ما نسيت بسّ كملي نشوف نهايتها وش ورانا
رفعت حاجبها لثواني وعرفت إنّ قصده ما نسى كلامها وشكّها على قصيد ، ووجهت نظرها للعقد لكن ما طالت النظرة من لمحت عمها حاكم خارج مع البوابة ومدّ نهيان يده لجوالها يلي قدامه يغيّر أغنيتها : ماهي حلوة
رفعت حاجبها بذهول هو يستعبط معاها فعلياً ، ونزل من السيارة يكلم أبوه : أبونهيّان رايح المستشفى ؟
هز حاكم راسه بإيه ورفع حاجبه من جاهزيته : وإنت ؟
رفع نهيّان حاجبه لثواني : معك وين بروح يعني ، معك
ناظره حاكم لثواني ما يستوعبه : كلمت زوجتك إنت ؟
هز نهيّان راسه بإيه وهو ياخذ المفتاح من أبوه : أهديتها أغنية بعد والباقي خصوصيات ، مشينا ؟
هز راسه بإيه بإستغراب وهو يلف نظره لورد ودرّة يلي طلعوا خلفه : لا تروحون البر ولا مكان غيره بدون إذن
إبتسمت درّة ، ولفّ حاكم نظره لنهيّان : نصار كلمك ؟
سكنت ملامح ورد مباشرة تشتت نظرها بعيد تدخل لسيارة درّة ، وهز نهيّان راسه بإيه : بالشرقية للحين
هز راسه بإيه فقط وهو يدخل السيارة ، ودخل نهيّان يسوق وإبتسم : حيّ الله أبونهيان ، ياحيّ عينه
-
لفت ديم نظرها لورد وهي كانت تقاوم السؤال بشكل فضيع لكنها عجزت ترّده أكثر :قصيد بالمستشفى؟
هزت ورد راسها بإيه وهي تسكر جوالها : بالمستشفى
ناظرتها درّة لثواني بعدم تصديق : صدق ؟ ووسن يلي بتموت تبيها اليوم ومتحمسة ناخذها لو من البيت شلون
شتت ديم نظرها بعيد تراقب سيارة عمّها يلي بنفس الإشارة معاهم ، ومن إفترقت طُرقهم بعيد ورفعت ورد أكتافها : أبوي يقول بسيطة يعني أتوقع تطلع اليوم ، يومين وتصير أحسن إن شاء الله ونطلع مع بعض
هزت درّة راسها بإيه : من أمس أفكر ودي نروح خيام ذياب ، يعجبني جوّها بالشتاء ودامه ماهو موجود
إبتسمت ورد : يعني عشانه ماهو موجود تستغلّين ؟ على أساس محمد ما يطيّر له خبر ويتركنا ؟
ميّلت درة شفايفها : صحيح ، محمد نكبة حياتنا بس لا قصيد تكون معانا ، تصير واسطتنا ولا محمد يتكلم ولا يعصب ذياب
رفعت ديم حاجبها لثواني : وقصيد وش دخلها لا تكون الخيام لها وإحنا ما ندري يعني ؟
_
درّة بإستغراب : إيه لها المنطق يقول حلال زوجها حلالها بس ليش هالإنفعال ؟ محد قال شيء
هزت ديم راسها بالنفي : الخيام خيام جدي نهيّان وبناها عمي حاكم يعني قصيد من الآخر مالها شيء فيها
هزت ورد راسها بالنفي بهدوء : لا غلط عليك هنا ، الخيام خيام ذياب ، بناها أبوي بحرّ مال جدي وتركها جدي لذياب وخصّها له قدام الكل من أوّل وما قوّمها بعد جدي غيره وعشان هالشيء ليش هالغرابة الحين ديم ؟
هزت راسها بالنفي ، وأكّدت ورد بهدوء : يعني الخيام على مرّ الزمن رجع يشيدها ذياب ، وحتى الحلال يلي كان لجدي الله يرحمه كله مات وجاء بداله غيره يعني فعلياً ، كلها من حرّ مال ذياب وكلها له مالأحد شيء فيها
إبتسمت درة لثواني : يسلم لي المنطق يا أم المنطق إنتِ
إبتسمت ورد وهي تناظر ديم : وصلت الحين وإلا باقي ؟
هزت ديم راسها بإيه تغيّر الموضوع : جات وسن
إبتسمت درّة من طلعت وسن من بيتها ودخلت السيارة بحماسها المعتاد : ديم أمس طلعت فستان زواجي عشان آخذ فكرة عنه وطلعت الألبوم جبته معي الحمدلله إنّ عمي قرر يصير زواجكم بدري ببدأ مشروعي خلاص
ناظرتها ديم لثواني : مو حركاتي ولا جوي لا توريني شيء
هزت راسها بإيه وهي تقرب للأمام بين مقعد درّة وديم : مو بكيفك حبيبتي ، مو بكيفك شوفي كناري الحب أنا وأبوشدن وحنّا صغار شوفيني وأنا عروس صغيرة
غصّت ورد بقهوتها من كلمة وسن ، ومن الشخص يلي لمحته بنفس الإشارة جنبهم هي سكنت كل ملامحها لأنه بسيارته ومع ذلك لمحته ، وقفت ملامحها من إبتسم بعرض شديد يردّ على جواله ويرحّب ويهلي وحتى جلسته تعدلت من وراء هالإتصال لكن مين صاحبه ، ما تدري ورفعت حاجبها لثواني بذهول : وش دخلني !
لفت وسن لها بإستغراب : وش وش دخـ
قطعت كلّ جملتها بذهول من لمحت نصّار بسيارته جنبهم : إيه الحين عرفنا وش دخلك ، فعلاً وش دخلك بالولد ؟ يكلّم من ما يبي وش دخلك فعلاً تاركتنا ومفهية
إبتسمت درة لثواني تلفّ نظرها لإتجاه نظرهم : تنلام ؟ تتأمل زوج المستقبل ليته يتلحلح بس ودنا نفرح والحين توّ نهيّان ما قال إنه بالشرقية ؟ معلومات زوجك مغلوطة
ناظرتها ديم لثواني ، وكحت ورد من توترها تبي تغير الموضوع : عندكم ديم تفرحون فيـ
صرخت تغرق بالأسفل من فجعة نصّار يلي لف نظره للسيارة يلي جنبه من باب النظر للشارع ووضحت صدمته من لمح إن كل النظرات عليه ..
-
شتت نظره للبعيد بذهول : أخو ذياب وش العلم !
سكنت ملامحه لأنه ما حرّك بدري متعمد عشان يشوف اللوحة ووقت لمحها هو صرخ بنفسه بذهول : بناتهم ! والله بناتهم يخرب بيتك يا نصّار !
هديت نبرته لثواني يفكر : بس ورد ماهي وسطهم ؟
_
ما إنتبه إنه باقي ماحرّك إلا من الأصوات يلي فجّرت أذنه : آسف ياخي آسف ما يسرّح الإنسان
حرّك بدربه وسرعان ما سكنت ملامحه لأنه غير طريقه بالغلط وهو كانت نيّته الخيام يلي حذّره ذياب ما يقربها لكنه الحين بعّد عن دربها : شكلك تدعي من قلبك يا ذياب ! شكلك تدعي من قلبك ماهو معقول كل ما قربت طريقها جاء شيء وردّني عنها
تنهّد من أعماقه : والحين ؟ أمسك الزحمة من جديد وأعاندك ؟ أرجع البيت آخذ الدباب وبعدين وش بسوي ؟ حتى محمد ما يرد وش مسوي له إنت
ووسط هواجيسه هو سكنت ملامحه من لمح سيارتهم على جنب ، ومن نزلت وحدة منهم تشوت الكفر برجلها وسكنت ملامحه من نزلت ورد : ما كانت موجودة معاهم !
إنتبه إنه كان على وشك يمسك خط آخر ومباشرة رجع لمساره : يانصار يخرب بيتك ! الأبو وما عطاك وعنده شروط تشيّب راسك وش تبي وش تبي !
لف نظره من إنتبه إن الخط زحمة ، وإنّ الواضح فيه شيء أكبر من إنه يُحل بسرعة وسهولة ويتصرفون به وسكنت ملامحه من وقفت سيارة خلفهم ونزل منها ولد : أنا أولى ياولد الناس إخت ذياب قدامي وما أتصرف ؟ يذبحني وأنا ما ودي يذبحني
رجع فعلاً يوقف قدامهم ، وبردت ملامح ورد ورجعت درّة تدخل للسيارة مباشرة تقفل الباب وتغيّرت ملامح ورد يلي حاولت تفتح الباب لكنه مقفّل : بقتلك ! والله بقتلك !
نزل نصّار من سيارته : كمل دربك ياحبيبي ما تقصر
بردت عظام ورد محلّها : يارب تموت سيارتك وتموت سواقتك الغبية يا درّة ! يارب !
إبتسمت وسن يلي تأشّر لها تكلم نصّار يلي رفع حاجبه من نظرات الولد : وش ما سمعتني ؟
رفع الولد نظره لورد وهو ما عجبه نصار نهائياً : تعرفينه ؟
رفع حاجبه بذهول وسكنت ملامح ورد من مشى لناحيته هي شمّت الهواش بالجو بشكل نزّل لها ضغطها مباشرة من التوتر حتى النطق ما نطقته ، ومشى نصّار له بهدوء : كمّل دربك ما تقصر ، خلّ هالكلمتين آخر شيء تسمعه مني وخلنا حبايب رجال ماشاءالله بتساعدهم بس الحين قلت لك كمّل دربك ، وصلت ؟
مشى بالفعل ، وتّوترت ورد من رجع نصار عندها : إدخلي
مدت يدها للباب ، ورفع حاجبه من كان مقفل يدّق على الشباك نفسه وبردت ملامح وسن : يروّع الله يخرشه بفتح
هزت درّة راسها بالنفي : أذبحك ! لا تفتحين
نزل نظره للكفر وهو يسمع صوت آذان المغرب : روحي سيارتي مطوّلة شغلته لا توقفين هنا الحين
هي ضاع تفكيرها بلحظة من ذهولها ومن لمح نظرتها هو وضّح : تمشون ، وأكلم نهيّان يشوف حل
هزت راسها بالنفي ، ورفع حاجبه : وش لا !
ناظرته وهي تحس حرّ غير معقول ، وبردت ملامحها من أبوها يلي إتصل عليها يذوّب عظامها وردّت بدون تفكير : إيوه
نطق حاكم بهدوء شديد : عطيني نصار
_
بردت ملامحها بعدم تصديق ، ما إستوعبت وش يقول هو ورجع يكرر : ما سمعتيني ؟ عطيني نصار الحين
مدت جوالها لنصار وهي تحس بدوخة مستحيلة ، وفتحت وسن الباب من إبتعد نصار يكلم بجوال ورد ودخلت ورد يلي من الحرارة ما عاد تشوف قدامها وسمّت وسن برعب : بسم الله عليك ، بسم الله عليك هذا عمي حاكم صح ؟ هو المتصل يارب سلمنا يارب وش درّاه
ضحكت ديم بعدم تصديق : مستحيل ! والله مستحيل
↚
كان يكلم عمه لأوّل مرة برسمية شديدة مهما حاول يكون عادي معاه هو ما يقدر ونطق بهدوء : قلت لهم ياخذون سيارتي ويحركون ، الكفر ما يحرّك السيارة إنتهى أمره
هز حاكم راسه بإيه بهدوء : ما تقصر يابوك ، ما تقصر أرسل لك نهيان الحين خلّهم ينتظرون بسيارتك وياخذهم نهيّان لا يحركون هم وإنت تمشي بسيارتك
عض شفايفه لثواني من لمس شيء رمّد جوفه هو قال يابوك بداية ، لكن نهاية كلامه كانت تحسسه بإنه غريب وما كان منه إلا ينزل الجوال عن إذنه يتوجه للشباك يدقه ويمد الجوال لدرّة حتى مو ورد ومشى للرصيف البعيد ..
هزت درة راسها بإيه : عمي رخصتي مالها دخل ياعمي !
حاكم بهدوء : باخذها منك أنا ، روحوا سيارة نصّار الحين
قفّلت منه بعد ما زعلها : آخر مرة أسوق فيكم آخر مرة
هزت ورد راسها بإيه : ما نبيك أصلاً ما نبيك ! غشامة ونذالة ما أدري كيف أركب معاك أنا أساساً ما أدري
نزلت درّة ، ونزلت ديم وحتى ورد ووسن لسيارة نصّار وتوجه نصّار لسيارة درة يحاول الكفر وهو مستحيل يجلس بعده بالرياض ، مستحيل يجلس وضرب الكفر : وش رجّعك إنت فهمني وش رجّعك ! غبي وحمار غبي ديرة ما بها ذياب وش تبي بها ؟ وش تبي فيها بتزين لعينك ؟
كانت ورد تتأمّل ولوهلة هي حست بشيء غريب ما تهمها طريقة معرفة أبوها لأن الأكيد له أحد وشاف نصّار وسيارة درة لكن التغيّر يلي حصل له بعد ما كلّم أبوها سبب لها ضغط غير معقول بمعدتها ولأنها تعرف حدّة أبوها أحيان وش تسوي بالشخص هي تمنّت ، من أعماقها تمّنت : يارب إنك ما زعلته وما عاملته بجلافة ما أتمنى شيء غيره
كانت نصف ساعة جات فيها السطحة تاخذ سيارة درّة ، ونصف ساعة وصل فيها نهيّان يلي فتح الباب الأمامي يناظر ورد : بعد إذن حضرتك ممكن زوجتي تركب عندي ؟
سمعت ديم هالشيء يلي قلب معدتها ، وهزت ورد راسها بإيه وهي ميّتة من كل شعور ما ودها تكون جنب أخوها ويشوفها أساساً : يكون أحسن
ما ركبت ديم ، ونزل نهيّان يمشي لناحيتها : إخلصي
رمى هالكلمة فقط وتوجه يمشي لنصّار الواقف بعيد : حيّ هالوجه وش رجّعك بدون ما تقول لنا وتعطينا علم ؟
همس نصار بهدوء : حظي الشين رجعني ، حيّ عينك
رفع نهيّان حواجبه لأنه ما …
_
لأنه ما سمع الأولى لكن سمع " حيَ عينك " : ما تبطل إنك تسولف لنفسك صح ؟
هز راسه بالنفي : ما تبطل إنك تصير ملقوف ؟ حرّك وإذا ما عندك شيء تعال لي الملحق ودي أدق خشمك
هز راسه بإيه يأشّر على عيونه ، وتوجه نهيان لسيارته عند ديم يلي فعلاً ركبت قدام لأن البنات ما سمحوا لها مجال بالخلف ، ونطق بدون لا يوجه نظره لهم نهائياً : تحسبون إنكم بتطلعون الحين ؟ برجّعكم بيت أبوي يلمّكم ورانا أشغال ما بنجلس نجمّعكم من الخطوط حنّا
إرتفع ضغط ديم بشكل ما يتصّوره أحد ، وإبتسم بإستفزاز مستحيل يلف نظره لها : إيه زوجتي ، عجبتك الأغنية ؟
لفت نظرها له لثواني وتجزم إنه حتى هو ما يدري وش حط وقتها بس كان همّه يغير ويستفزها ولا هي ركزت فيها أساساً ، إبتسم هو يستفّزها حتى بعينه لكن ما تقدر تقول شيء الحين ، ما تقدر تنطق ولا حرف لأنها إكتشفت عقولهم ما تقبل المنطق ، تقبل التجريح ولو نطقت هو بيشدّ معاها وبتصير فضيحة جديدة قدام البنات ..
شبكت يديها مع بعضها ولمح إنه نرفزها بشكل مستحيل ولهالسبب مدّ يده يفرق يديها يرجّفها هي كلها ، يرجّفها بشكل ما توقعته غير إنها شتتّ نظرها مباشرة ولمح إنها مستحيل تواجهه وهو مستحيل يكون " دنيء " لدرجة يضغط عليها الحين وإبتسمت وسن : نهيّان لو بتمسك يد زوجتك ترى إحنا مغمّضين عنكم ما نشوف لا تستحي
لفت ديم نظرها لها ، وإبتسم يرجع جسده للخلف ونظره على الشارع فقط هو يبيها تتنرفز ، يبي يستفزها ووصل غايته بأبسط شكل من نظراتها لأنه يبيها تنفجر فيه ، ووقت تنفجر هو بيقدر يتفاهم معاها بالشكل الصحيح ويقدر يلقى لها مدخل ..
نزلت ورد أولهم من السيارة ، ونزلت درة خلفها ونزلت وسن لكن وقت صار نزول ديم هو قفل الباب من عنده : ما ودك تطلعين معي ؟
ناظرته لثواني بذهول ، ورفع حاجبه : حرام الحين ؟
هزت راسها بإيه : مو حرام بس إسلوبك قذر زيك ! قذر
رفع حاجبه لثواني بذهول : وش قلت لك عشان يكون قذر ؟ لا صار البلاء بعقلك لا تردينه بإسلوبي وكلامي
ناظرته لثواني بسخرية : الله ! الحين صار البلاء بعقلي أنا وتفكيري أنا صح وإنت الملاك المنزّه الطاهر صح ؟
إبتسم يفتح قفل الباب فقط : لا ، البلاء بي أنا تفضلي
نزلت بدون لا تقول له كلمة أكثر ، وإبتسم لثواني : نشوف وش نهايتها معك ، نشوف وش نهايتنا حنا
_
دخلت بيت عمها حاكم وهي ما تستهبل وقت تقول جسمها يرجف منه بدون وعي وبدون إدراك منها وقت فرّق يديها هي توقعت يمسك يدها وما تقدر تقول شيء لكن ما كان منه وهذا كله بكفّة تحمل عندها ونظراته يلي كلّ شوي تكون لها بكفّة أخرى : تموت ولا ترجع يارب
ووقفت لثواني تـ
_
ووقفت لثواني تستغفر عن دعوتها ، وتعدّل نفسها تدخل لبيت عمها حاكم يلي حلفت ما تدخله عُمرين ورجعت تدخله لكن مو بيت عمها وبس ، بيت زوجها ويلي بيصير بيتها وما عارضت لأن كلّ شيء بعقلها يقول لها الزواج بيتمّ وبيت مع عمها وملاذ وورد أرحم لها من نهيّان لوحده ..
دخلت وهي تشوف نساء آل سليمان متجمّعين كلهم ، وأخذت علياء نفس وهي تناظر ملاذ : ما وصلكم عنه علم
هزت ملاذ راسها بالنفي : مو أول مرة يروح لشغله هذا يلي يصبرنا ، وإنّ كلنا ندعي له متى ما صارت له فرصة بيرسل ما يتركنا معلّقين ..
مدت يدها تمسك جوالها وبردت ملامحها بلحظة من كانت محادثة ذياب أول محادثة بالأعلى ، من كانت رسالة منه " وعليكم السلام " ورجفت شفايفها لثواني تنتظر التكملة : وصل علم عنه ، وصل
توجهت ورد مباشرة جنب أمها تقرأ معاها لأن ملاذ بلحظة صارت تبتسم ، بلحظة صارت تضحك بشكل مجنون وبلحظة غرقت عيونها بالدموع تسبب إبتسامات لها أوّل مالها تالي بالمجلس يلي كله ضجّ بضحكات ، وإبتسامات بلحظة منها على إن وصل خبر من ذياب ، ومنها على فرح ملاذ يلي رفّ قلبها من ولدها لدرجة إنها مو قادرة تمسك جوالها وإبتسمت ورد تقرأ رسالته يلي كانت رد على رسائل أمه " وعليكم السلام الحمدلله بخير ونعمة ، إنتم وش أخباركم عساكم طيبين " ووقت ردت ورد بإيه ، كانت منه جملة وحدة " الحمدلله ، سلمي على أبوي وأخواني والباقين " وطلع بعدها من المحادثة بكت ورد ما توّقعت الشوق يهلكها كذا ، وأخذت ملاذ نفس من أعماقها تمسح دموعها وتضحك ما وقّف ضحكها ..
إبتسمت نهى وهي تناظر ملاذ : قرّ قلبك يا أمي ، قرّ قلبك هو لا قربت جيّته يرسل يطمنكم عليه وإلا تغير نظامه ؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة : ما قال هالمرة بس يكفي إنه بخير ويكفي إنّ صارت له فرصة يكلمنا ، الحمدلله يارب
ناظرتها توق لثواني : عجزت أفهم نظامهم هو ليه ما يقدر يكلمكم وقت يروح ؟ يعني مو أول مرة يروح بالشهور وما يرسل طول وقت إنه ماهو موجود بس ليه يعني حبس هو
تنهّدت علياء : دنيا أكبر من عقلك يا بنتي ، دنيا كبار الله يحميه منها ، الله يحميه زين إنه يرسل خبر ويقول الله يعينه وإلا مثله ما يحكّ شعر راسه كلنا ندري بهالعلم
ناظرتها توق لثواني بعدم فهم ، وغيّرت ملاذ كامل الموضوع لأنها تعرف طبيعة عمله وتعرف الإنشغال وتعرف الموت يلي ينام جنبه بكل ليلة ولهالسبب هي وقت يغيب تعرف إن عنده أسباب وتعرف إنه لشغل وغاية لكن قلبها ما يرتاح وهالمرة أكثر لأنه راح على خصام مع أبوه ، ولأنّه راح لشيء يجهلونه كلهم ما وضّحه آخر خبر يعرفونه نزول القيد وبعده بفترة يقول عندي شغل ويطلب دعوات ويغيب…
_
ويغيب غياب أشدّ من غياباته قبل وتو يوصل منه الخبر ، تو يجي منه علم لهم ..
_
« المسـتشفـى »
طلع من غرفة المراقبة وهو بداخل ضلوعه شعور ما يدري كيف يوصفه لكنه أمس وقت جاء الشخص يطلبهم يقومون معاه يدلّونه هو قام وبقى عقله يفكّر بولده ما يدري ليه ، بقى عقله يفكّر بألف شيء وساقته خُطاه قبل يوصل لتركي لغرفة المراقبة بالمستشفى يدخلها غصب ، ويشوف الممر غصب ووقت شاف إنّ مافيه شيء ، إن حتى الوقت يبيّن إن الكاميرات ما قطعت لو ثانية عن التسجيل هو شتت نظره : تجري وراء الأوهام يا حاكم ؟ وراء الأوهام ؟
عدل أكتافه بهدوء إما ولده ما زار المستشفى نهائياً ، وإمّا ولده جاء مثل الطيف ومشى مثل الطيف ما صاده شيء وبين هالظنيّن هو واقف ما عنده معرفة ولا علم ..
وبلحظة وحدة هو سكنت خطوته على الأرض من نّورت شاشته بإسم ذياب ، رسالة من ذياب وقّفت له قلبه وخطوته يدور أقرب كرسي قدامه خاف يفتحها ؟ ما يكذب لو يقول خاف يفتحها وبردت ملامحه " السلام عليكم " شاب راسه قبل عقله حتى حروف السلام نسى كيف يردّها : نهيّان
لف نظره يدور نهيّان ولده وتو يستوعب إنه رسله للبنات ، وسكنت ملامحه من وصلت رسالة أخرى من ذياب " أنا بخير الحمدلله ، سلم على أمي وأخواني " وهنا تحوّل كل شعوره لسكون تام بلحظة وحدة يعرف إسلوب ولده ، ويعرف إن هالرسالة مو من ولده ذاته ولهالسبب هو قفل جواله بدون لا يرد بحرف واحد ، بدون لا ينطق كلمة وحتى إنه كان ناوي يدخل لتركي ، ويسلّم على قصيد ما عاد له نيّة ولا خاطر إنما توجه للخارج مباشرة ..
_
« غـرفـة قصيـد »
فتحت عيونها تستوعب السقف الغريب عليها والسرير الأغرب وسرعان ما سكنت ملامحها من حسّت بشخص تحت أقدامها على نفس سريرها ما كان إلا فهد أخوها ، رفعت نظرها يلي هُلكت بعده
بشكل موجع من إنتبهت لأبوها تركي النايم على الكنب الآخر والواضح إنه ميت تعب ، عذبي أخوها النايم على كتف تركي أخوها وسكن قلبها من حسّت بيد تحاوط يدها وشخص نايم على كرسي منحني لها وراسه بجنب يدها ما كان إلاّ عذبي أبوها .. هُلك شعورها وهُلكت من حبها هي تذكر صحيت مرّتين ما تحركت فيها لكن كانت تشوفهم ، مرّة وأبوها عذبي يضرب فهد ويأمره يتألّم بدون صوت وإبتسمت لهم هي تذكر هالشيء لأنها تذكر طغيان أصواتهم على إبتسامتها ومرّة صحيت على تأمل أبوها عذبي للمغذي وعلى ضحكة أبوها تركي لأنّ عذبي يضحكه ، قبل هالمرّات هي تذكر صحيت كثير لكن ماتذكر منها شيء وبرد قلبها من إستوعبت إن بين خيالاتها كان ذياب ، من تغيّرت ملامحها هو كان حقيقة أو كان وهم ما تدري لكن تملكها الخوف بلحظة من قطع كلّ تفكيرها صوت …
_
تركي أخوها يلي ما كان نايم ، كان صاحي ووقت إختلفت ملامحها يخطفها الإحمرار هو نطق مباشرة : قصيد
تملّكها الخوف يلي لوّن كل ملامحها ، غيّر كل توازنها تحس برهبة وسط ضلوعها هو كان واقع ؟ وإلا كان خيالها ووصلها الجواب من كانت على وشك ترفع يدها الأخرى من تحت اللحاف لكن حسّت بشيء آخر يحاوطها ، بشيء يسّور يدها غيّر كل ملامحها من حسّته ، من نزلت نظرها لها وسط اللحاف كانت سبحته يلي ذوّبت قلبها بشكل ما توقّعته ووقف تركي أخوها : صار شيء ؟
هزت راسها بالنفي وبرد قلبها من لمحت إن أبوها صحى ويتأملها بهدوء مُريب ما نطق كلمة ووقف نبضها هي تستوعب مكانها وتستوعبهم ، أو تستوعب إنّ كل ملامحها إختلفت وطغت عليها مشاعرها أو تستوعب سبحة ذياب يلي بيدها ما تعرف ..
رجعت تخبيّها تحت اللحاف من تحرك أخوها تركي يلي مدّ لها كأس مويا كانت بتاخذه منه بيسارها يلي بيدّ أبوها عذبي لكنه هز راسه بالنفي بهدوء : يمينج لا تمدين يسار
نزلت السبحة من يمينها تخبيها قبل تاخذ الكأس منه ومسح أبوها على وجهه : شيء يوجعك أشوف الدكتور ؟
هزت راسها بالنفي وتغيّرت ملامحها من لمحت بنظرته عتاب غريب ، هدوء غريب يرعبها كأن له علم بشيء وكُتمت ملامحها مباشرة : صار شيء ؟
هز راسه بالنفي يرسم إبتسامة بهدوء : صار إنك رجّعتي أهل الكويت من ديارهم يشوفونك ، وش صار أكثر ؟
إبتسمت ولو إن قلبها تقّطع ألف مرة من غرابة نظراته يلي ميّلت تفكيرها لإتجاه واحد أبوها فهم إن سبب تعبها ذياب ، يمكن هالسبحة مو سبحة ذياب نفسه يمكن حركة منه عشان يقرّ قلبها وما تستغرب هالشيء لأنه دائماً وقت يصيبها القلق على شيء هو يستعمل هالإسلوب يطمّنها ، يتلوّن بكل الألوان ويصير كل الأشخاص عشانها وتصدقّه ..
إبتسم يناظرها لثواني : وش أغلى منك عندنا يابوك ؟ وش إغلى إنتِ إضحكي دايم وإفرحي دايم وإن همّك شيء قوليه لنا نهدّه لكن إنتِ لا تطيحين ، لا يطرحك شيء
هز عذبي الكبير راسه بإيه يفتح عينه : نهدّ أبوه وينه بس
فزت من مكانها لأنه كان نايم وفجأة نطق بضخم صوته يلغي كل شاعرية كانت على وشك تحسّها من كلام أبوها ، ضحك أبوها وهو يناظره : هدّ حيلك إنت الحين روّعت البنت ، قم وصحي العيال خلاص بخلّص الأوراق وأجيكم
ضحك تركي من إبتسمت لعذبي الكبير يلي إبتسم مباشرة يصحصح : صحيتي إنتِ ؟
هزت راسها بإيه ، وإبتسم يمد يده لفهد ولده يصحيه : فهد حبيبي قوم أختك صحت قوم
فتح عيونه لثواني وهو يرفع نظره لأبوه " فهد حبيبي " أكبر من إستيعاب عقله ، لف نظره للغرفة لثواني وهو ما إستوعب صحوته باقي ولا إستوعب مكانه : أنا فهد ؟
إبتسمت تهز راسها بإيه
_
إبتسمت تهز راسها بإيه وهز راسه بالنفي ما يصدق مستحيل : شنو طايح على راسي ودشيت عالم وردي أنا ؟ يبه إنت تقول فهد حبيبي وقدامي قصيد وتبتسم ؟
كان مو مستوعب فعلاً ، ولا إستوعب لوهلة لكن سرعان ما رقّت حتى ملامحه يبتسم بحب : صحيتي إنتِ ؟
فرك عذبي أخوها عيونه يصحصح وأول جملة نطقها كانت طقطقة عليهم : كيف تعرف إنه ولد عذبي .. تفضل
ضحكت تهز راسها بإيه ، وتوسعت إبتسامته : وتضحك !
ضحك حتى هو ما يصدّقها ، ما يصدقها وضحكت هي لأن عيونه لمعت بشكل مجنون يرجع يتمدد يضرب اللحاف بيده ثلاث مرّات وصرخ صرخة سرور من أعماق قلبه يقوم أولهم يصحصح ، يقوم أولهم وهو حتى مشيته كانت مشية سرور لأنها صحيت وضحكت قصيد لأنه ضرب باب الحمام - الله يكرمكم - بطريقه ورجع يبوسه يعتذر له وكلّه إنتصار إنها صحيت ، إنها ضحكت والبهجة يلي ملت المكان بلحظة هي كلّ إنتصارات قصيد ، كل سرورها وقوفهم ، صحوتهم ، وإبتساماتهم وإن كل شوي شخص يطلع ويرجع الجناح بعد ما يصحصح ورقّ كل قلبها من أبوها يلي دخل وخلفه تركي وعذبي واقفين على الباب معاه : بتدخل الممرضة عندك الحين تساعدك وتشيل المغذي وتشوف الوضع ، أنا قررّت خروج خلاص
هزت راسها بإيه وهي تناظره للآن تحاول تستشفّ الحقيقة هي فعلاً سبحة ذياب تميّزها ، تعرفها أكثر من كل شيء بحياتها لكن هو جاء مع سبحته ومرّها وإلا نظرات أبوها يلي تخوّفها كانت وراء هالسبحة ما عندها يقين ، إبتسم عذبي أخوها يدخل ياخذ أغراضه : ترى عينها تبكي إنك بتتركها لحالها
هز راسه بالنفي وهو يطلع جواله من جيبه : أجلس معك أنا بس أشوف هالإتصال ما أطول ، أو يجلسون معك العيـ
هزت راسها بالنفي : لا ما يحتاج ، أجي لحالي عادي
رفع حاجبه لثواني ، وإبتسمت تطمّنه : كبرنا ؟ يمكن
ضرب عذبي أخوها الباب مباشرة لأن صدمتهم بكلامها مستحيلة ، وضحك تركي أبوها : كبرنا ياقصيد ، كبرنا
لفت نظرها لفهد يلي طلع يدندن ويجمع أغراضه وكل شوي يبتسم لها ، وإبتسمت من دخّله أبوه تحت ذراعه : خذي راحتج يبه لا خلصتي وبغيتي شيء بس نادينا
هزت راسها بإيه وهي بمجرد خروجهم ، بمجرد ما دخلت الممرضة تبدّل كل شعورها ترجع تغرق بالأوّل ، ترجع تغرق بالسبحة يلي صارت بحضنها الحين ما تصّدقها وحتى عن عين الممرضة يلي فتحت المغذي وتتحمّد لها بالسلامة خبّتها وإبتسمت لها : شكراً ..
طلعت الممرضة بعد ما جمّعت أغراضها ، ونزلت قصيد عن السرير تجمّع نفسها ، شعورها ، وسبحته يلي بيدّها ما إستوعبتها للآن تبي تستوعبها لوحدها بمكان لوحدها ..
توجهت للمغسلة تغسل ملامحها ، تلمح إحمرارها الشديد وسكن قلبها من
_
وسكن قلبها من تفكيرها للحظة ذياب ما يمشي بدون ما يقبّل عنقها ، بدون ما يترك أثر وبردت ملامحها من تفكيرها بذهول : عيب ! عيب متى صار تفكيري كذا !
توجهت للدولاب تطلع لنفسها ملابسها الأكيد أمها تركتها لها وبالفعل كانت موجودة ورجعت قدام المرايا تنزع البدي يلي كان عليها ومدّت يدها للسبحة من جديد تجلس بزاوية ، أخذت نفس من أعماق قلبها يلي يرقص بين ضلوعها وأكثر هي متأكدة إنها سبحته ، بُنيّ سبحته يلي شمّته فيها تضيع من باقي كونها كلّه لكن باقي داخلها ما يرتاح أبوها شاف هالسبحة ؟ أبوها حاوطها فيها وإلا وش حصل بالضبط ما تعرف لكن تعرف إنّ قلبها ما يتحمل إن ممكن يكون جاء وهي ما تذكره ، وإنّ ممكن تكون حركة من أبوها ، وإنّ ممكن لو ما كانت منه فهو تركها تحاوط يدها وشافها وهذا سبب غريب نظراته وما حصل لقلبها قرار بين هالشكوك كلها : يارب ، يارب نقطة يقين وحدة
وقفت ترجع قدام المرايا ، تمد يدها لتيشيرتها وسرعان ما سكنت ملامحها يذوب قلبها وسط ضلوعها بشكل غير عادي من حصل لها اليقين يلي هزم كل شكوكها يبيّن لها إن السبحة من ذياب ، إن ذياب جاء عندها ، وإن ذياب قبّلها وكان معاها وإنه هو يلي سوّر يدها بسبحته ما حصل لأحد الشوف وماكان ونظرات أبوها لها سبب آخر بعيد عن السبحة ، نبض عنقها لثواني لكن ما لحقت تغرق فيه من دق أبوها على باب الجناح ولبست تيشيرتها على عجل تداري نفسها ، مفضوح شعورها : تعال
دخل أبوها وهو يشوفها قدام المرايا تعدل نفسها ، تحلوّ أكثر كأن ما مسّها التعب ويعرف إنّ هالشيء عشانهم ، عشان تخفي تعبها وهنا هو يشوف سلاف بعمر أصغر تلبس ثياب الثبات وإبتسم من جمّعت أغراضها : مشينا ؟
هزت راسها بإيه وهي تتوجه للدولاب تلبس عبايتها ، ودخل تركي أخوها يلي جمع باقي أغراضها يشيلها بيدّه وطلعت هي خلف أبوها من جاء فهد يركض من آخر الممر ويدفّ قدامه - عربيّة - تركت الإستفهام يطغى بعقولهم : عسى ما شر ؟
ناظر أبوه بصدمة صريحة : وش البنت تعبانة لازم تجلس وترتاح قلت ندفها نوصلها ! ما تمشي ما يصـ
ضربه مباشرة : تكلم عدل وش تعبانة ما تعبانة ! بخير وصحة أختك تبي تسوي خير شيلها مو تدفها
مسح على كتفه لثواني بهمس : إيه أنا قلت فهد حبيبي متحلّم بأبوك يومك قلتها ماهي مقصودة لي
ناظره لثواني بذهول ، وضحكت قصيد لكن عذبي أخوها إبتسم : صدق ما ودك تجربين ؟ حلو الشعور
هز فهد راسه بالنفي : لا ما تجرب خلاص ما تسمعه شلون يهـاوش ؟ ما تجـ
قاطعت فهد لثواني : ودي أجرب طيب ممنوع ؟
ناظر فهد أبوه يلي إبتسم مباشرة وهمس هو قبل ينطق أبوه : شوف كيف ينسى كلامه وتضيع علومه الحين
↚
صرخ عذبي أخوها من الضحك فعلاً من نطق سميّه بعد كلمة قصيد : تجربين يبه تجربين من يردّج ! قرّبه لها
ضحكت حتى هي وهي كلّ رغبتها بالتجربة لأن فهد بينبسط بشكل مستحيل وإلا هي ما يهمها إلا هالإبتسامات منهم وبالفعل جلست وإبتسم أبوها تركي يسبقهم بالمشي مع عذبي الكبير وهي بالأخير مع فهد يلي طردهم كلهم بحكم إنهم ما فكروا زيّه ، نطق فهد : لو ركضت بك الحين وش يصير ؟ يعني توقعي
ميّلت شفايفها لثواني : قدامك تركي وعذبي وتركي وعذبي بس ، يعني ما بيصير شيء ما أحس يمكن تنضرب بس
ميّل شفايفه : مقدور عليهم هالمتخلفين وإلا فيه أحد يسميّ على إسم ولد عمه ؟ ما يحبون التميز يفشلون بس تدرين ؟ هالهطوف مقدور عليهم لكن أخاف صاحبنا بالأطراف وش يفكّني منه بعدين ؟
إبتسمت لثواني تلف نظرها لأخوها يلي بردت ملامحه بلحظة من شخص لمسه من ظهره بالخلف وإبتسم المندوب : ما كنت تسمعني أشّر لي الممرض عليكم ، قصيد آل نائل ؟
رفع حاجبه لثواني : شنو ما تشوفني وإلا شلون ؟
مدت يدها تمسك يد فهد يلي عادي عنده يتهاوش ومو وقته ولا له داعي ، ولف عذبي وحتى تركي أخوها يرجعون عندهم وإبتسم المندوب يمد الورد يلي بيدّه : لها
ناظره فهد لثواني وهو يستلمه ، ونزل عذبي يد أخته عن ملامحها : إثقلي ياخفيفة إثقلي ، أشوف فهد حبيبي
شهقت لثواني : تشوفون قبلي يعني ؟ ما أقدر أقوم غش
رفع تركي أخوها حواجبه لثواني بذهول : شفيج صدقتي ما تقدرين تقومين ؟ تقدرين بلا دلع عاد خلصنا
ناظرته لثواني بذهول وهي تشد على يده يلي مدّها لها وده يقومها : تركي بيفتحون الورقة قبلي تركي !
مد يده ياخذ الباقة منهم ، وكشّر عذبي يتأفف : ما تطفش وإنت تسوي نفسك سوبرمان ؟ يمكن متحرّش طيب بنشوف قبلها
ضحك فهد وهو يرجع خلف قصيد عشان يدفها : شنو متحرّش وحنا أخوانها وذياب زوجها ؟ أقص يدي حبيبي أنا لو ماكنت أخوها وشفتها بدرب مشيت غيره تستهبل
هز تركي راسه بالنفي وهو ينزع الورقة من الباقة ويمد الباقة لقصيد : للإحتياط والحذر بشوف من مين وأعطيج
وسّعت عيونها بذهول وتعالت ضحكاتهم بلحظة ، ورفع تركي حاجبه لثواني : الحمدلله على السلامة ؟ بدون إسم
ضربت يد فهد يلي مدّها بياخذ الباقة وناظرها بذهول : تبينها وهي بدون إسم ! ما ندري من مين شتبين
ناظرته لثواني ، ونطق أبوها تركي يلي لفّ نظره لوقوفهم بالخلف للآن ما هم خلفهم : وش موقفكم ياولد !
ترك فهد الباقة على أقدامها وفعلياً كانت تغطيها كلها لأنها كبيرة ، وناظرها تركي لثواني بتساؤل: من ذياب ؟
هز فهد راسه بالنفي وضحك : صاحبنا هذا ما يهدي ورد ما يعرف له ، يقعّد لها ذبيحة على شنبه ما يهدي كذا
_
‘
لفت نظرها له لثواني ، وإبتسم : أمدحه ترى والله ! علومه غانمة يعجبني ماشاءالله عليه قليل يلي مثله هالوقت
هز عذبي راسه بإيه : هو وينه ما عاد نشوفه ؟ ماله نيّة يسير ويجي حتى يوم سألت أبوي عنه قال مشغول وبس
رفعت أكتافها بعدم معرفة ، ولف فهد نظره لتركي يلي ما عجبه كلامهم ولا سؤال عذبي : ما عجبناك ؟
هز راسه بإيه بهدوء : حاول تسكت وتسكّته معك إمش
إبتسمت قصيد لثواني تناظره : أحب العصبيين طيب
رفع فهد حاجبه وضحك عذبي لأنه لمح إبتسامة تركي يلي كتمها : ياخي هالبنت ما تسوي شيء وتدّوخكم كلكم شفيه ؟ تراك واضح يالخفيف واضح ما قالت شيء
ضحك فهد وهو يسرع خطواته بقصيد وناظره عذبي من صاروا بالمواقف بعيد عن الناس لكن قريب للسيارات : شدّ لا يوقفك شيء بس لا تطيح إنتبه !
مسكت يده مباشرة : طيب دقيقة بقول شيء فهد ، ترى تضحك وإنت خايف إن يد المندوب كانت يد ذياب ياخـوّ
شهق وهو يغطي فمها : فهد ما يخاف إلاّ من الله ثم عذبي بن فهد وإنتِ لكن إنتِ تخافين وإن صرختي طرحتج والله
ما صرخت هي رغم ذهولها لأنه بيركض : فهد والله أصرخ
صرخ أبوها عذبي قبل تصرخ هي من لمح إن فهد يركض فيها : ولـد !!
_
« قصـر صاحـب السمـو ، الفجـر »
دخل أسامة مخطوف الملامح يوجه نظره لذياب الجالس على مكتبه ويشتغل بأوراق وبرقيات والواضح من عينه يلي رُفعت له إنه ما نام ، ما غفى من بعد رجوعهم من المستشفى ومرّ يوم على هالشيء ومرّ يوم تتجمّد خطوة أسامة نفسه بكل مرة يجي بيدخل فيها لمكتبه ويرجع أدراجه واليوم دخل له : طال عمرك
ترك القلم من يدّه يرفع نظره لأسامة ، وعدّل أسامة أكتافه لثواني : طويل العمر طلب الفنيّ يفتح رقمك طال عمرك ، يطمّن أهلك عليك لأن يقول لازم يوصلهم خبـ
سكنت ملامحه لثواني يترك الورق من يده : يطمّن من ؟
من نبرته لوحدها تمنّى أسامة إنه ما نطق ، ما قال الحرف ورفع نظره لجزء من الثانية : طال عمرك أهلك ، سألني من تهتم له وسأل السكرتير حامد بالوزارة وقلنا له أهله أبوه وأمـ
قبل يكمّل فضّ ذياب ياقته كلها من ذهوله ونطق أسامة بعجل مرعب : جبرني ! والله جبرني طال عمرك قال من قلت أمه وأبوه وقال زوجته قلت لا ، قلت لا والله لا
عضّ شفايفه وهو يعدل لأسامة ياقته : ما تنطق حرف بدون ما ترجع لي به يا أسامة !
هز راسه بإيه : إبشر طال عمرك ، وطال عمرك
رفع نظره له وهو بينفجر راسه من كثر ما سمع طال عمرك لو يشرب مويا يُقال له " طال عمرك " وهو وده ينفي نفسه وعمره لأن تفكيره مو معاه معاها : إخلص
عدل نفسه لثواني : طال عمرك مستشاره ورجاله قاصدينه بإعتراض عليك ، يبونك خارج القصر طال عمرك ووصل لهم ….
_
ووصل لهم الخبر إنك جالس فترة هنا وترجع الوزارة وما يبـونك لا هنا ولا بالوزارة طـ
ما سمح لأسامة يكمّل هو طلع من مكتبه ما بيترك تعب شهوره وشقاه يلي حرمه حتى من أهله وقصيد يقطعونه مثلهم لو على موته صاحب السمو معه هو يدري بهالشيء ، لكن باقي فيه تردد ذياب ما يقبله وممكن يصير أكبر منهم وأول بروتوكول كسره هو إنه فتح باب مكتب سموّه بدون لا يدّقه غير إنه دخل قبل يصير الأذن له وبقى أسامة يلي تسمّرت رجوله عند الباب ونطق صاحب السمو : الباب
هز راسه بإيه من رعبه على ذياب يلي سكّت كل الأصوات بدخوله ومد يده للباب : سم طال عمرك ..
-
جلس ذياب بصدر المكتب بدون لا تُقال له كلمة كان جلوسه يبيّن إنه ينتظر كلمة تمسّه عشان يثّور الدنيا ويحرقها لهيب وما كان منه نظر لأيّ شخص من الحضور كانت نظرته لعين سموّه فقط ، لعين سموّه يلي ناظره لثواني وشتت نظره : وش إعتراضكم
نطق المستشار : أنا إعتراضي على كلّ تصرف يصدر منه طال عمرك ، الليّ بالوزارة ما قدّم مصلحة منصبه على مصلحته الشخصية وهو بالوزارة وكلّ شيء يمسه حساس ويخصّ الدولة وإحصائيات الدولة نتكلم عن بلد ومواطنين هو طرف بسيط لكنه يأثر وكلنا ندري كلمة على كلمة تثبّت قرار والليّ ما يرعى مصلحة منصبه والوزارة وبلده قبل كلّ شي ، ما بيرعى مصلحة سموّك بمجلس الوزراء ، تحتاج جنبك أذهان تسمع ما تعصي وتحتاج ناس تاخذ الحق وتتكلم به ما تاخذ الغضب وتضرب به
كان كلامهم مُتقن ، كلام يبيّن ذياب بصفة الغير مسؤول وهز السكرتير راسه بإيه : طال عمرك يا كثرهم قبله وياكثرهم بعده أقولها على مسمعك ومسمعه إن كان هو مستمر هنا ، أنا أعتذر عن شغلي وأقدم إستقالتي لأنه سقطة ويسحبنا جميع معه إن ما قدرنا نتفاهم وحنّا بقصرك وبين بعضنا المجلس وشلون ندخله والإجتماع شلون نبقى به ؟
كان يبتسم بهدوء فعلاً فُردت قوّة البشوت قدامه بشكل دنيء وما يستغرب لو مال سموّه لهم لكنه مد نظره للقهوجي الواقف بطرف المكتب يتركه يجي لعنده ، يصبّ له فنجال قهوة بكل هدوء ورجع ظهره يسمع بكل إنصات لكنه فجّر نيران غضب بهالحركة ونطق المستشار : طال عمرك أنا من عشر سنوات معك كلمتك حق وسيف وجنبك ناس تبيّنك بمكانك وناس تبيّن قيمتك مو ناس همها قهوة وبلّ وشيءّ ماهو بدنيانا ، آسف طال عمرك لكن هذا الحق إن كنت تبيه معك عند الإعلام وإن كان خافي أنا أعترض وأرفض شديد الرفض بعد هالعمر يكون سبب كلام الناس عليك وأخطائك هو
لف له صاحب السمّو بفضول من هدوئه : ماعندك شيء تقوله يا ذياب ؟
هز راسه بإيه وهو يشد الفنجال بيده : تبيها رد طال عمرك ؟ أقولك كلامهم بحر لكن الأفعال ما تغطي الفنجال ..
_
‘
ضحك المستشار يغلي داخله ، فعلياً يغلي داخله لأن الإعجاب من صاحب السمو ما يقلّ لذياب بكل موقف كلهم يعرفون هالشيء كأنهم يرسمون على البحر ما يتضرر منه ولا يتضايق يعجبه ! يعجبه وهذا إستغرابهم رغم كثير أخطاء ذياب والتمادي يلي بعمره ما كان له قبول عند سموه هو يشوف إنه يستحق يكون جنبه وكانت نار تكوي الصدور الإبتسامة الخفيّة يلي حصلت بملامح صاحب السمو ونطق السكرتير : ترضى الغلط طال عمرك ؟
إبتسم صاحب السمو لثواني ، ضحك بالأصح : ما كنت تعدد مكارمه يا صالح ، ما كنت تعدد مكارمه وردّ عليك قليل الرد وراك تزعل بسرعة ؟
ناظره لثواني ، وضحك سمّوه لأول مرة لأكثر من دقيقة لأنه لمح إبتسامة ذياب الواثقة ، المستحيلة والمستفّزه لمستشاره يلي ترك الكرسي من يده : بالأذن طال عمرك
إبتسم سموّه بهدوء : تقدرون تطلعون معاه يا صالح
جلس ذياب لأنه مو المقصود بخروجهم ، وبالفعل إبتسم سموه بهدوء يوقف : وإنت بتجي معي لقصر الضيافة ياذياب ، تجي معي نحط النقاط على الحروف
كانت كافية لذياب بإنه يفهم بإن مكانه ثبت ، وثبت كل شيء يودّه وأكثر من الثبات : لكني للحين على أول العهد طال عمرك ، فترة يمّك ثم أرجع لمكاني بالوزارة ..
هز راسه بالنفي بهدوء : هذا بيتغيّر مثلك محلّه جنبي ماهو بمنصب عادي بالوزارة الحين ولا تستعجل السنين
ناظره ذياب لثواني بهدوء : ما أستعجل شيء لكن قلت لك وش لي ووش علي يا طويل العمر ولا تختلف كلمتي ..
هز راسه بإيه بهدوء : لا تستعجل الزمن ، وش بعده
نطق ذياب بهدوء تام : بعده إن عندي حدود طال عمرك ، حدود إنت تدري بها إن ما قلتها أنا ويصير كلّ شيء توّده لو قلت لي تمّ عليها وما قربتها ولا قرّبها غيرك وأنا ياطويل العمر راعي صبر ، إلاّ على حدودي .
رفع سموه حاجبه لثواني : وإن قلت لا ما عندي حدود ؟
عدل ذياب أكتافه بهدوء هو مستعد بكل لحظة يتخلى ويترك ويكون بإختياره هالشيء مو بسبب أحد ، وفضّ سموه النقاش : خلّها لوقت ثاني الحين إنت تعجبني
_
« العشـاء »
وقفت درة عند محل الآيسكريم المفضّل لهم من وقت طويل وهي تلف نظرها لديم : متأكدة ما بتنزلين ؟
هزت راسها بالنفي وهي ترجع جسدها للخلف : لا
ميّلت درة شفايفها لثواني وهي تتوجه لداخل المحلّ ، وأخذت ديم نفس من أعماق قلبها : وش يضرّ لو بقينا هنا بس ؟ بهالمكان بس بدون باقي مقرف الأشياء وش يضرّ لو كنت نهيّان يلي يصرخ ولد عمك وتناديني ، ووش يضر لو بقيت أنا ديم يلي ما تنادي أحد وش يضر ؟
كانت على وشك تتنهّد من أعماق قلبها لو ما فجع الدّق على الشباك قلبها من ذهولها : نهيّان !
فتحت الشباك بدون إدراك : ..
_
فتحت الشباك بدون إدراك : وش تسوي هنا ؟
رفع حاجبه لثواني : وش تشوفين ؟ ليش ما نزلتي معها ؟
سكنت ملامحها لثواني تستوعب شورته وتيشيرته والعرق يلي يتصببّ من جبينه وصدره دليل إنه يلعب عرفت هالشيء : كيف عرفتها ؟
رفع المويا لفمّه يشرب : لأن ماهي إنتِ ، ليش ما نزلتي ؟
ناظرته لثواني يمكن هالمحادثة أول محادثة طبيعية بينها وبينه ووقعها غريب ، فعلاً غريب لدرجة إنها ما ردت ورجع يستفزها من إبتسم : الكلام الطبيعي ما تعرفينه لكن لسانك يسطّر سطور لا صار ودك تغلطين ، كذا يا ديم ؟
من ذهولها منه هي ما تدري وش تقول ، وإبتسم لثواني يسمع الأصوات تصرخ عليه : ما شبعت منك بس الواجب ينادي ، إن جبت هدف تحسبينه عشانك ؟ إحسبيه
ناظرته لثواني من قطع مسافة بعيدة بيرجع للملعب القريب لكنه رجع يركب مكان درة : ما تشوفين إنت كذا
ما تكلمت من ذهولها لكنّه فعلياً عدّل السيارة يوقفها بطريقة أخرى ، بطريقة تترك ظهر السيارة للمحلات لكن الوجه للملعب والخط عشان تشوفه ورجع ينزل بدون ولا كلمة زيادة وهي أكلت لسانها بنفسها مهما حاولت الكلام ما طلع منها لكن سكن قلبها لثواني تتأمل قطعته للخط يمكن أول مرة من فترة طويلة تشوف بعينها نهيّان اللاعب ، نهيّان يلي كان يجذبها بوقت من الأوقات ويمكن أول مرة يبرد قلبها وسط ضلوعها بذهول : وش جالس يصير بسم الله
كان يمشي وعينه على الأرض ، على قارورة المويا يلي بيدّه وتلمح هالشيء من إنحناء راسه أعطاها توقّع إنه يفكر لكن بردت عظامها بلحظة من سمعت صوت سيارة جايّ بإتجاهه ورغم إنّ نهيان رفع نظره لها لكنه وقّف بمكانه ما تحرّك بشكل تركها تصرخ بعدم إدراك : نهيّـان !!
لأول مرة تحس رجولها ما تشيلها من صوت الفرامل يلي لأوّل مرة يرعبها وتعالى صدى ضحكات خلفه ، ضحك نهيّان يلي يناظر نصّار يلي وقف السيارة على بعد شعرة منه هو ما سمع صرخة ديم لأنها صرختها بالسيارة لكن وقت لفّ نظره لنصّار وضحك هو لمح وقوفها عند باب السيارة ، لمح نزولها والخوف يلي بوقوفها وضحك لنصّار : مجنون إنت مجنون ؟
إبتسم نصّار : قاهرني ، والله قاهرني يخرب بيتك
ضحك نهيّان : جاييك لحظة بس إنتظرني
هز نصّار راسه بإيه : أوقّف لك عند الملعب
ضحك نهيّان وهو يرجع ركض لديم يلي كانت على وشك ترجع وتقفل الباب لكنه مسك طرفه : خفتي عليّ إنتِ
ناظرته بسخرية : تخيل بس ! لو تموت ما يهمني
إبتسم لثواني : ووش نزّلك دامي ما أهمك ؟
ديم بهدوء : مو ولد عمي ؟ عشان الدم ما يضيع
إبتسم يهز راسه بإيه وهي كتمته فعلياً على هالقسوة بجملتها : ما يضيع ، الدم ما يضيع
هزت راسها بإيه هي كانت على وشك تتكلم لكنه ..
↚
سكر الباب بطرف يدّه يكتم حروفها ما ودّه يعصب لكن هي عصبت لأنها كانت على وشك تتكلم لكنه سكر الباب وتوجه يركض للملعب يصفق للجالسين يرجعون يقومون ولفت ديم نظرها لنصّار يلي جلس على كبوت سيارته يتفرج فيهم وجلست هي نظرها عليهم بشكل سرقها من نفسها ..
دخلت درّة السيارة لكن سكون ديم يلي تتأمل الملعب تركها ترفع حاجبها : مين يلعبـ
وإبتسمت تسكت من لمحت إنه نهيّان يلي سجل هدف ويضحك ، يرقص بأكتافه للشخص يلي يصفّر له وسرعان ما توسعت إبتسامتها : ليت ورد هنا وتشوفه !
وبالفعل مسكت درّة جوالها تصور لورد ، أخوها يلي يضحك بشكل مجنون لأن مباراته ممتعة ، ونصّار يلي يصفق له ويصفّر له ويضحك له وآخر شيء كان حضن نهيّان الإجباري لنصّار يلي ضربه يأشر على ثوبه وملابسه ويرشّه بالمويا وركض نهيّان بعيد عنه وضحكت تقفّل التصوير : أحب حياة العيال ، أحب مزحهم مع بعض
كشّرت ديم : مزحهم سخيف وغبي زيهم ! سخيف وغبي زيهم السيارات مافيها مزح ولا الحوادث فيها مزح !
رفعت درة حاجبها لثواني ، وإستوعبت ديم : الحين جيتي ليش ما تحركين ؟ ممكن أفهم ؟
إبتسمت درة بتوسّع وهي تشوف كلام ورد : واو ! واو ورد تقول نهيّان له نية يرجع الملاعب أساساً وأعطى العقد لعمه تركي من وقت يراجعه عشان يضمن واليوم قال لها تسأل قصيد عنه وصوّرته لها قصيد إنها تراجعه باقي
ناظرتها ديم بشبه غضب : تحرّكين وإلا كيف ؟
إبتسمت درة بإستيعاب : غيرة ولا وش ؟ ديم ؟
ما ردّت عليها هي صدت بشكل مجنون عن أختها ، وعن نهيّان نفسه يلي بالملعب ويلي وقت حرّكت سيارة درة هو تبعها بالنظر بدون إدراك منه ورجع يلعب كأنّ شيء ما حصل ..
_
« بيـت تركـي ، آخر الليل »
نزلت من الأعلى تتأمّل أكوام الورد يلي على الطاولات بأسفل الدرج من أهلها ، صحباتها ، كلّ شخص سمع طاري تعبها وإنها جلست بالمستشفى وتحمّد بالورد يلي أبهجها لأنها تعرف أشخاصه وباقة وحيدة للآن بغرفتها لأنها أوّل باقة وصلتها وأغرب باقة ما تعرف مين راعيها .. مرّ على خروجها من المستشفى يومين ما تعرف مين صاحبها ويحيّرها هالموضوع كثير مو شوي .. خرجت للخارج تتوجه لأمها سلاف يلي جالسة لوحدها وتتصفّح الآيباد ورفعت نظرها لها : ما عرفتي من مين ؟
هزت قصيد راسها بالنفي وهي تقفل جوالها : مو من البنات ، ولا وحدة من البنات مو منهم نهائي يعني صوّرت لكن ولا وحدة جات تبيّن إنها منها
رفعت سلاف حاجبها وهي تقفل الآيباد : ومتأكدة إنه مو من البنات يعني ؟ ولا من ذياب
ناظرت أمها لثواني ولمع بعينها شيء غريب : مو من البنات ، وذياب مو حركاته يهدي ورد ..
رفع تركي أبوها يلي كان مار حاجبه : مو حركاته ؟
_
‘
شددّت سلاف على هالكلمة من بنتها ، وبالمثل تركي يلي مسح على أنفه بهدوء ما جلس : مو حركاته الورد ؟
كيف تبرر ، وكيف تقول مو حركاته لأن هو حركاته أخرى ما تشابه أحد ، وتذوّب قلبها وما يوضح طاغي حبها لهم وجلس أبوها هالمرة : يعني لو ودك بالورد ما يجيبه لأنه مو من حركاته ؟ ولا يجيبه على سلامتك مثل الباقي ؟
ناظرت أبوها لثواني بتمنّع ، وهز راسه بإيه : إيه جاوبيني
هزت راسها بالنفي وهي تتوتر من مثل هالمواضيع : فهد يقول مو حركاته ، يعني لما شاف الباقة أول مرة قال
رفعت سلاف حاجبها : إنتِ زوجته وإلا فهد ؟
توترّت لثواني ، ونطق تركي أبوها بهدوء : متى آخر مرة لقيتي ذياب ؟ ووش قال لك آخر مرة يا قصيـد ؟
لأول مرة من شهور يسألها هالسؤال عنه ، وهز راسه بإيه : لا أنا بعرف طريقة العلاقة بينكم يلي تترك تقولين الورد مو حركاته وتسمعين كلام فهد على هالموضوع
توتّرت لثواني تعدل جلستها : ليش هالأسئلة بابا ؟
رفع حاجبه : تبين تعرفين أسبابي وإلا ودك تجاوبين بدونها ؟ عشان ما نزعل لا أنا ولا إنت تكلّمي الحين
هي حست إن أبوها يميل تفكيره لألف شيء وشيء ، وهزت راسها بالنفي لكن سلاف ردّت بهدوء : غلطنا إحنا ؟
سكنت ملامحها لثواني بذهول : لا ! لا لا ذياب مو غلـ
قطع أبوها حروفها مباشرة : أجل وش هذا وش !
قبل يرمي أبوها ظنونه يلي كانت بتجرحها وتجرحهم هم قبلها : أفهمه ! أفهمه ذياب مو زي ما تتوقعونه إنتم مو زي ما يتوقعه فـ
عضّ شفايفه لثواني بهدوء : آخر مرة وصلك منه علم متى
مستحيل تقول إنّه ودعها بعد الكويت ورجع عشان عينها ببيت أهله ، إنّه زارها بالمستشفى يسّور يدها بسبحته وإنه ترك أثره بعيد عن عيونهم ، مستحيل تقول شيء وعضّ تركي شفايفه يمسح على عيونه فقط لأنه عرف ذياب وين يكون ، عرف بأيّ القصور هو ويشبّ ضوء من وقت معرفته لأن يلي يدخل مثل هالقصور ما يعطي الأشخاص يلي بحياته حقّهم ووقت قالت قصيد إنّ مو حركاته الورد هي طقّت بباقي أعصابه كلها صار يتوتر ، يتوتر لأن غياب الشهور هذا مو هيّن ولا بعمره يكون ووقف يتوجه لمكتبه فقط بدون أي كلمة أخرى وسكنت ملامح قصيد : زعل ؟
هزت سلاف راسها بإيه بهدوء : زعل ، لأنّ قلبه مو مرتاح ولا يعرف إنتِ كيف علاقتك مع ذياب تقولين الورد ما يهديه ويلي ما يهدي الورد حتى رقيق الكلام ما يعرفه هذا منطق الشاعر ، زعل لأن من متى خطبتكم والملكة ياقصيد والحين أخوه الصغير بيتزوج قبله ويمكن حتى هو بنفسه ما يحضر ، الله يحلّ هالموضوع قبل يزعل أكثر وقبل تتعقّد الأمور أكثر
إستوعبت توها لأوّل مرة إن نهيان فعلاً بيتزوج هي لما قالت لها أمها نهيّان ملّك على ديم ما …
_
‘
ما إستوعبت ، والحين وقف إستيعابها : الله يوفقهم
رفعت سلاف حاجبها : الله يوفقهم ؟ وبس ؟
وقفت مباشرة : ما تتوقعين إني أحضر صح ؟ مستحيل
ضحكت سلاف لثواني : يالله ! بكيف مين حضرتك ؟
رفعت قصيد حاجبها بإستغراب : بكيفي ؟ ما يقدرون ينتظرون لما يصير ذياب موجود يعني ليش العجلة ؟ مالي داعي بينهم وما بحضر لو يصير ألف شيء
رفعت سلاف حاجبها بذهول من مشيت قصيد فعلاً تتركها بدون رد آخر لكن هي لمحت شيء آخر ببنتها ، لمحت خوف ، وقّوة ، لمحت ذهول وما تلومها عليه لأنّ على قد صدمة قصيد هي سلاف نفسها صُدمت لما عرفت الخبر وإن ذياب مو موجود وهي تعرف أسبابه ، تعرف إنه شغل وإمتداده لفترة ماهي بعيدة بالحيل ما توصل لأطول من سنة أو سنتين بالكثير لكن حيّرتها الأفراح وإستعجالهم يلي ما يخفّ ما كأن فيه ركيزة ناقصة بينهم ومُصريّن على التمام : الله يتمم
_
دخلت للداخل وهي وصل نبضها لرأسها من التوتر ما تحب هالشعور يلي تحسه ، ما تحب شعور الغلط وإنها تُشاف غلط معاه وإنها مو قادرة تقول كلمة لأنه قال لها " لا يدري بي أحد " وهي تكفيّها معرفتها فيه ، وقف الدم بعروقها من نطق أبوها الجالس بأحد الكنبات وما إنتبهت له : راجعتي عقد نهيّان عدل ؟
هزت راسها بإيه وهي لمحت إن أبوها ما عدّل عليه نهائياً ورفعت يدها لجبينها تحاول تبيّن إنها طبيعية : حددت لك على بند ، ماله داعي وأحسّه خداع بدونه الباقي تمام
هز راسه بإيه : تركته لك ، أنا تركته لك عمد بشوف بالك وينه ياقصيد وإن شفع لك شيءّ عندي الحين وبيسكّتني عنك هو هالبند لكن والله ، والله بعالي سماه
رجف قلبها لأن أبوها تحتدّ أطباعه بشكل متكرر من وقت تعبها وسكنت ملامحها لثواني من عضّ شفايفه : ولا أكمل حلفي يا قصيد ، ولا أكمله الحين نشوف النهاية وش هي
ما كان منها كلمة أكثر كانت على وشك تطلع أوّل عتبات الدرج لكنه وقّف خطوتها ، ونبضها من نطق بشكل مرعب : يدرّسك شاهر آل فاضل وما قلتي لي عنه
رجفت نبرتها تلف بإتجاهه : ما سألتنـ
هي قطعت جملتها مباشرة من نظرته يلي أرعبتها وإنه ترك حتى العقد يلي بيدّه بشكل وتّر الدم بعروقها ترمش عينها : وقت تعبت ما كمّلت دوام ولا حضرت محاضرات أكثر وما حصلت فرصة أقول ، توّه
عرفت إن أبوها نفض الأوّل والتالي بعد تعبها وأعطاها يومين راحة ما يناقشها لكن الحين صار الوقت وعرف كثير أشياء ما يعرفها وإلا ما كان منه هالإنفعال ..
ما كان منه نظر أكثر لها لكن هي وقفت حروفها بجوفها بشكل مؤلم حسّت بيدّ تحاوطها كانت يد عذبي أخوها يلي نزل من الدرج وحاوط أكتافها بهمس : تبين نطلع ؟
نطق تركي بدون ما يلتفت لعياله : غرفتك إنت وهي
_
سكنت ملامح عذبي ، حتى سلاف يلي توّها دخلت من الخارج وسمعت الحدّة بآخر جملته كان ودها ترجع تطلع للمرة الثانية لكن ما عاد لها مهرب وأشّرت لعيالها يصعدون للأعلى لكن خطفت قلبها ملامح قصيد يلي تبدّلت ، الإحمرار يلي حاوط ملامحها يبيّن إنها بتبكي فعلياً لأن " هي " ، كنطق من أبوها موجعة ، تجي قاسية بشكل مستحيل وتوجهت للأعلى مباشرة يتبعها عذبي أخوها ركض قبل تقفل الباب ، وجلست سلاف مع تركي يلي دفّ الطاولة قدامه يبعثر كل شيء فوقها يتكسّر حتى الكوب والمزهرية وما نطقت هي لكنهّ عض شفايفه غضب : تدرين حاكم وش يقول لي يوم سألته وش وصلت له بالعلم عن ذياب ؟ تدرين وش يقول لي حاكم ؟ يقول الخافي البيّن ما تلاقيه إحنا قاطعين الأمل متى ما وده يطلع بيسيّر علينا لكن ماله أثر ولا أدري عن دياره من أول ما مشى للحين ! أقوله تزوّج نهيان بدون ذياب يقول لي الدنيا تمشي ! تقولين لي ذياب رجال أقولك سيد الرجال وشيخهم تقولين لي قصيد تتحمّله ! أقولك لا ما تتحمله ولا أنا أطيق بنتي يصير هذا وضعها لأنّي واثق فيه وأشوفه رجال إن زادت ، إن زادت يا سلاف هو خير الرجال لكن مو لبنتي
ما تكلّمت كلمة هي كيف تطفي جمر داخله يلي من أيام يخفيه عشان خاطرها والحين طلع بشكل يحرقه قبلهم : قلتي لي خاطر البنت إتركها لا تهوّل البعد والمسافة وشغله والبشوت ، قلتي لي بنتك يا تركي إيه بنتي ما أرضى لها الكسر وإن كان به شخص بيكسر خاطرها ويعنيّها فهو أنا ما يكسرها غيري وإن كان ذياب ، وإن كان ولد حاكم وإنّ كان من يكون وفهّميها
_
« مزرعـة آل سليمـان »
نزل نصّار من سيارته رغم شديد إستغرابه إن نهيّان طلبه يجي بالمزرعة مو غيرها ، كلّ يوم يمر هو يضيق خاطره أكثر من سابقه والحين إنّ ما بقى على زواج نهيّان الشيء الكثير وما بانت لذياب شمس عن كلّ ضيقة مر فيها بحياته ، رفع نظره وهو يشوف الخيول يلي كانت بالخيام بساحة المزرعة قدامه ونهيّان جالس على أحد الكراسي يتأملها : نهيّان
لف نظره لنصّار يلي رفع طرف حاجبه يتوجه له : وش
مسح نهيّان على راسه : كنت بروح الخيام ، اليوم ..
سكنت ملامح نصّار يناظره ، وعضّ نهيان شفايفه : مقفل خطها تدري ؟ رجّعتني الدورية يقول لي من هنا ما تفرق تبي تطلع من الرياض إطلع لكن هنا ما تدخل ، قلت له خيامي وحلالي قال قلت ما تفرق وإرجع دربك
سكنت ملامح نصّار : ما فرقت من مكان غيره !
هز راسه بالنفي : دوريات طول الخط ، أنتظر أبوي يعرف وش العلم عشان أفهم ليش يردّونا عن البر والخيام
ناظره نصّار لثواني ، وعضّ نهيان شفايفه : ما وصلك خبر من ذياب للحين ؟ ماله نية يجي يعني ؟
↚رفع نصّار حاجبه : وش هالنبرة ؟ ما ظنتي يلعب ولا ظنتي مسافر متعة عشان تقول عنه كذا أفهم متوتر وأفهم تبيه معك لكن ما تقولها بهالطريقة كأنه هو ما يبي الجيّة !
ناظره نهيّان لثواني وعلى قدر توتره هو ، نصّار متوتر بالمثل لأن فعلياً طول هالشهور هو ما قدرت خطوته تزور الخيام بين سفره وبين وجوده مع أهله وبين باقي الأحداث وبين كلمة ذياب نفسه يلي تردّه دائماً ، نهيّان ماله بالتعامل بالخيام والإبل يكفي يعرف إنها بخير وإن كل شيء بخير واليوم وقت قرر يروحها ما كانت له فرصة ..
سكنت ملامح نصّار يلي جال نظره على كل الخيول لكن لزام مو وسطهم : لزام وينه !
ناظره نهيّان لثواني : ما جابه ، يقول العامل لزام ما جاء أبد بس تدري هالخيول من متى هنا ؟ بعضها من أوّل وبعضها كان بالخيام آخر فترة لكنّه ردها بآخر يوم شفناه فيه ! آخر يوم وقت إنّه ودعنا هو رد الخيول هنا ليش ؟
كُتم نفسه للحظة لأنه يفهم صاحبه ، لأن تو يحصل له كامل الفهم وطاغيه إنّ صاحبه مبعد ، إن صاحبه مقفّل خيامه يلي الكل ما زارها ويمكن ما تملّكته بحياته ضيقة أكثر من هالضيقة الحالية يلي تركته يفتح جاكيته : طيب
جلس نهيّان وهو بحياته ما حسّ بتوتر شديد يشبه هالتوتر إلا بهاليوم بالذات ، بقى على زواجه يومين والتجهيزات على قدم وساق وما إستوعب هالشيء إلاّ العصر اليوم ، العصر اليوم وقت قفّل أبوه غرفة ذياب هو إستوعب هالشيء ، وقت ركض للخيام وسُدّ طريقها بوجهه هو إستوعب هالشيء ووقت تغيّرت غرفته كلها هو إستوعب هالشيء ، إستوعب إنّ ما عاده وحده ولا عاد فيه رجعة ولا مهرب ورفع نظره لنصّار يلي كُتمت ملامحه : وش فهمت إنت ؟
هز نصّار راسه بالنفي : ما فهمت شيء ، ما فهمت شيء إنت وش أخبارك ؟ وش علومك ؟
ناظره نهيّان لثواني ، ومسح نصّار على أنفه : بجيك الحين
توجّه لزاوية بعيدة هو يعرف الجواب ، يعرف الجواب عن كلّ شيء لكنه مع ذلك بيحاول : السلام عليكم عمي
رفع حاكم حاجبه وهو يركب سيارته : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يانصّار ، فيك شيء ؟
هز راسه بالنفي وساقته خطوته لداخل المزرعة من توتره ، يسمع ضجةّ أصوات بسيطة لكنه ما يوعيها : فيه شيء ، عمي إنت رحت الخيام هالشهور ؟ مريّت عليها ؟
_
« الزاويـة الأخـرى من المزرعـة »
رتبت آخر فازات الورد على أحد الطاولات وهي كلها سرور بالجو ، كلها حب غير عادي تجاه الجو وبارده وتجاه نفسها ، تجاه البنات يلي صار منهم القرار بإنّهم يحتفلون بديم حتى لو ما بقى على كبير الزواج إلا يومين هي ودّها تفرح ، وودها الدنيا حولها تفرح وهمست لوسن : …
_
وهمست لوسن : لو كان زواجي ما كنت بفرح بهالشكل لأنّ كانت العلاقة موترتني بينهم وللآن متوترة ، نهيّان ما يشاركني شيء عنها ولا يجلس بالبيت ولا هي تتكلم لكن أول فكرة إني بالوسط بين أخوي وبين صحبتي وبنت عمي كانت مؤلمة
إبتسمت وسن لثواني : كلها خيرة بس أنا حسوفتي على ذياب بس يارب يصير أيّ موضوع ويرجعه قريب
مسحت على ملامحها لثواني تتنهد : أمي تقول يكفي إنه بخير وإن لو كان موجود وغيره غايب هو ما بيرضى التأجيل بس تحز ، والله تحز يعني ذياب مين عنده أخوان غير نهيّان وما بيشوفه عريس ؟ يارب تحصل له فرصة
ناظرتها وسن لثواني ، ومسحت ورد على ملامحها : إدخلي شوفي توق وجود وش صار معاهم بموضوع الهدايا ، وشيّكي على درة وديم الأكيد إنهم على وصول خلاص
هزت وسن راسها بإيه : بروح أشوف وأكيد عماتي والباقين على جيّة ، بدخلهم المجلس الثاني أول من يجي هنا ديم
إبتسمت وهي تهز راسها بإيه وتتأمّل مزرعتهم لثواني ، تتأمل الورد يلي يحاوط كل زاوية لأنه إحتفال ما قبل الزواج عندهم ، بينهم هم لوحدهم عشان تفرح ديم ويفرحون هم نفسهم وتنهّدت تشوف محادثة قصيد يلي ما أعطتها رد نهائي : يارب تجين
سكرت الجوال تضمّه ليدها ، وسكنت ملامحها لثواني من لمحت شخص بالطرف الآخر وقفت خطوته من لمحها هي ، هي كانت بكامل وقوفها قدامه تحاوط يدها أحد الكراسي وتتأمّل ولو إن المسافة بينهم أشبه بالشارع تقدر تقطعه لكن وقوفه وتّرها بشكل غير عادي يسمّر خطوتها مكانها ، ويثبّت عينها عليه بعدم إدراك منها ..
ما رمشت عينه لحظة وحدة هو مشى بدون إدراك منه لأنه يكلّم عمه يلي صدم كلّ طموحاته ، صدم كل أحلامه بإعترافه إنه ما زار الخيام لو مرّة وما قربها ، وإنّ محمد ما رد عليه لو مرّة وكان يعض الجمر منه بسبب هالشيء والحين يعضّ الجمر ألف مرة من قهره وشعوره القبيح ، ومن ورد يلي قدامه بدون أيّ تخطيط يمكن حتى الصدفة نفسها ما تدري لكنها قّلبت موازينه ورفع حاكم حاجبه من طال صمته : نصّار عندك شيء ثاني ؟
هز راسه بإيه باقي رما رمشت عينه ، وباقي ما تحرّكت خطوته رغم إنّ كل شيء يحرقه عقله يلي يفكر بذياب وقلبه يلي يفكّر بالليّ ما حصلت له لكنها بأصفر فستانها قدامه ونطق بهدوء : دامها كذا أنا طالبك بطلب واحد
هز حاكم راسه بإيه : ملبّى قبل تقوله ، هات وأنا عمك
هو كان يعضّ الجمر مرة ، وصار ألف مرة من خطفته هي من نفسه تحرق جوفه نار وشتت نظره بعيد عن ورد يسوق خطوته لإتجاه آخر : …
_
: نروح الخيام أنا وياك الحين ، تقابلني بخطّها وأنا جاي
ولو إنه كان يقدر يستغل دام الموافقة وصلت جيبه وهو يدري بعمه حاكم إن قال موافق يعنيها لو هي على موته وتكون على أيّ شيء لكن عقله ما يطيق ، إن كان قلبه يبيها مرة عقله يرّده ألف مرة لأنه ما يطيق كل هالحاصل بدون ذياب ، طال صمت حاكم بشكل تركه ينطق وهو : عمي ؟ هز حاكم راسه بإيه بهدوء : قابلني على مخرج الرياض ، ونهيّان وده يروح كلّمه معك
قفل من عمه مباشرة يرجع لعند نهيّان : مشينا
ناظره نهيّان لثواني : على وين ؟
ركب نصّار سيارته ، وتوجه نهيّان ركض يركب بجنبه وتوجهت عينه للسيارة يلي دخلت البوابة توها كانت سيارة درّة لكنه ما طول نظره إنما ركب مباشرة : وين !
_
لفت درة نظرها لأختها ديم يلي تعلّقت عينها بنهيّان للحظات طويلة ، ديم يلي تمثّل إنها ما تعرف شيء لكن الحقيقة هي تعرف ، تعرف إن البنات ودهم يحتفلون إحتفال له أول ماله آخر لأن ما بقى على الزواج إلا يومين وهي فعلياً ، فعلياً ما تدري عن نهيّان من آخر مرة لاقته فيها عند محل الآيسكريم بشيء ، زوجها صحيح ، لكن ما بينهم أدنى تواصل حتى رقمها مو معاه ، ويمكن حتى وجودها على وجه الأرض هو ما يوعيه ولا يستوعبه وعلى كثر ما قالت أفضل هي تعرف إنه ما يقرّب الأفضل بشيء وودها تعرف عنه ، ودها تعرف وش بيصير بالجاي عشان تفهمه وتوعيه ما تكون على عماها لهالدرجة هي بكل تفصيل ، بكل تفصيل حتى فستانها ما كانت مسؤولة ولا كانت مختارة شيء واحد فيه أمها إختارت ودرّة إختارت هي كانت تجرب ، وتقيس فقط ..
أخذت نفس بهدوء والسرور أخذ الكلّ بفرح ينسون كل ماضي وكل سابقة حصلت بينها وبين نهيّان ، وهي أخذها التوتّر كانت تقول ما بيتمّ الزواج لكنه الآن بيتم هي تعرف هالشيء ، وتعرف إنّ ما منه مهرب ولا رجعة : مين فيه ؟
إبتسمت دّرة لثواني : كلّ اللي يحبون العروس موجودين
نزلت مع أختها وهي باقي فيها رجفة مستحيلة من نظرة نهيّان البسيطة للسيارة وركوبه كأنّ ما شاف شيء ولا يعنيه وتنحنحت : بدخل للمغاسل وأجي
هزت درة راسها بإيه : تلاقيني بالساحة هنا بشوف وش تغيّر فيها
وبالفعل مشيت ديم للداخل ، ورفعت درة حاجبها من لمحت جلوس ورد البعيد : ورد ؟
ما إستوعبت درة ، ولا إستوعبت ديم لوهلة هي وقف إستيعابها بعد الغرابة المخيفة يلي حصلت من نصّار كانت عينه عليها بشكل مختلف عن كلّ سابق الصدف ووقت صدّ ومشى هي هانت عليها نفسها بشكل بشع ما توصفه ووقفت تصحصح نفسها : أخيراً ! طولتوا
_↚
« الخيـام »
رجفت قدم نهيّان الجالس بجنب نصّار يلي يسوق وهو يشوف إنّ بوسط الخط ووسط طريقهم للخيام كانت سيارة أبوه قبلهم ، وسيّارة عمه تركي يلي وتّرت قدمه تنفضها هو يحس بسوء ما يُوصف وعرف إنّ نصار نفسه يحسه من همس : يارب سترك
دخلت سيارة حاكم أولهم تفرق من على الخط لداخل البر ، ودخلت سيارة تركي وآخر السيارات كانت سيارة نصّار يلي تضم نهيّان ونصار بداخلها ولو تُسمع الضجة ، ما كانت ضجّة السيارات ونزولها بالبرّ ولا ضجة الغبار يلي تثّوره خلفها ، كانت ضجة قلوبهم يلي ما خفّ خفقها لو لحظة وحدة لأن من حاكم لنهيّان ، وبينهم تركي ونصّار كل واحد فيهم يرددّ قلبه دعوة تختلف صيغها ودروبها ، لكن نهايتها وحدة " السلامة " ..
وقف حاكم ، ووقف تركي ، ووقف نصّار يلي ما عاد طاوعته يدّه يمسك الدركسون ولا حتى الباب ولا ينزل وسكنت ملامح نهيّان ينزل أولهم بذهول : وش هذا !
نزل تركي يمسك باب سيارته فقط ، ونزل حاكم يلي شابت نظرته هو كان متوقع من مدّة طويلة ما يكذب لكن ما صدّق شكوكه قال ذياب مستحيل يمحي خيام نهيّان .. مستحيل يطفى ضوّها ومستحيل تغلق أبوابها ورجف صدره لأوّل مرة ما بقى على الأرض إلا بيت الشعر يلي كان شامخ بأيام نهيّان ، وأيام ذياب لكنه الحين تهالك من الهجران ما بقت حوله إلا حطام الخيام يلي هُدت هاماتها تصير على الأرض وتساويها ، يغرّقها التراب يلي محى معالمها ، ما بقى شبك يضمّ داخله حلال مُهيب هُجر الشبك يلي ما بعُمره هجر حتى وقت مات الحلال الأوّل ، هُجر من الروح ما بقى فيه إلا يابس العلف ومجرى الماء اليابس يلي غيّرت حرارة الشمس والتراب والإهمال لونه يصير الباهت ، الباهت المُحرق ..
نطق تركي يلي شبّ جوفه بلحظة وحدة هو طول ماضي الفترة يتمنّع ، يقول حاكم بعقله شيء وبينفّذه مستحيل يكون منه هالسكوت والبرود والغرابة : من غرّبه عن دياره
_
شدت لثام طرحتها بهدوء وهي تتأمّل السيارات يلي دخلت تتبع بعضها للخيام ، الأشخاص يلي نزلوا منها وشدّت بعينها تحاول تميّزهم ونطقت بنت أخوها تعرفها عليهم : أبوه ، وأخوه وصاحبه ، وعمّه تركي
رفعت حاجبها لثواني بنسيان : عمه تركي ؟ من متى له عـ
وسكنت ملامحها بإستيعاب تنطق بهدوء : أبو زوجته
رفعت حاجبها وهي تحاول تتذكرها وهزت راسها بإيه : بنت لندن ، قصيـد الشاعر
هزت راسها بإيه تلف نظرها لعمتها : ما مرّت خيام رجلها مثلهم ، من أول ما هدها هو وما درينا به ما جاها أحد
هزت راسها بإيه : جاء أبوه ، وجاء أخوه وخويه وأبو زوجته الحين ، وتمر زوجته قريب ، تمر قريب يا ضحى
ناظرت عمتها يلي توجهت للبعيد وهي تتأمل الخيام وسكنت ملامحها من…
_
‘
من لمحت إن نهيان أخوه توجه لبيت الشعر ركض لكن هُد طرفه بلحظة من أول ما لمس بابه ، هُد شامخه كأنّه ينتظر شخص يلمسه عشان ينهار ووقت إنهار حصل السكون المؤلم يلي ترك نصّار يتوجه لخلف السيارات فقط
وترك حاكم يتأمّل لوهلة بسيطة هو قال لنصّار يقابله بالخيام ، وقال إنّ نهيان يكون معاه ، ولأن تركي راعي شأن معاهم هو كلّمه يجي عشان يعيش الشعور مرّة وحدة ما يتوّزع عليه كل مرة بجرح جديد ..
رجفت يدّ تركي يأشّر على البقعة يلي قدامه : أنا هنا ، هنا بهالأرض شهدت كلمة نهيّان لذياب يا حاكم ، هنا بهالأرض شهدت له كلمته يوم قال ديارك وأرضك ومكانك لا تفنيها الدنيا ، ولا يفنيها إلا الشديد القوي عنك يابوك ! هنا يومه قال هالخيام لك ومحلّك وهنا ركض سنين عمره ما يمسّها الهجران تبقى مثل ماهي بزمان جده !
ناظره حاكم لثواني ، وعضّ تركي شفايفه : وإنت الشديد القوي عليه يا حاكم ؟ من الشديد القوي عليه يلي تركه حتى أرض نهيّان يهدها ويهجرها لا تقول الشغل ، أول شغله غاب سنة وبقت هالخيام عامرة ما هُدّت
ناظره حاكم لثواني وإلتهب جوفه بشكل غير معقول : تركي
مشى تركي لسيارته وهو ما تصّور يبلغ فيه القهر هالمبلغ وبهالسرعة : إن جلست هي زعلة بيني وبينك يا حاكم ، زعلة لأني سألت وقلت ولو كان الغلط مني وما سألت ما كان تكلّمت
كان الشيء يلي وقّف خطوة تركي ، ووقف حتى خطوة حاكم يلي شبّ قهر مستحيل هي رجفة نهيّان يلي مسح على طرف حاجبه يضحك : نهيّان كان يقول لي ، يقول إذا إشتقت لي ليلة تعال دياري تراها عامرة دايم ما تهدّ
إبتسم تركي بحرقة وهو يناظر حاكم : عمار الدار ذياب يا نهيّان ، عمار الدار ذياب يا أخوه إن إشتقت دوّر أخوك
كان الحق ، وكلمة الحق يلي ما يختلف عليها شخص ..
ركب تركي سيارته يحرّك فقط لأن الموضوع بيكبر وبتصير زعلة بينه وبين صاحبه قبل كل شيء ولا هو مستعد ..
وقف نصار يمسح على أنفه إحترق من الشعور القبيح يلي إعترى قلبه هو شمّ ريحة الموت مرة بهالمكان وقت مات الحلال وبقى صاحبه يودّعه ميت ، يودّعه جثث .. وقت بقت ناقة تمسك فيه حيله يتبعها من مكان لمكان وماتت بحضنه هو ، وقت قررّ يرجع يشتري ويحب ويشدّ حيله ماتت أحبهم لقلبه ، ووقت شدّت دنيته هو شال كلّ شيء يخصه لأنه عارف ما أحد بينتبه له وصار الهجران ، صارت ريحة الهَجر يلي شبّ داخله جمر ومع ذلك ما سمع صاحبه يشتكي ، ما سمعه يقول حرف يشتكي به وهنا النار يلي شبّت بصدره ، صدر نهيان ، وحرقت حاكم كله ياخذ نفس من أعماقه ويتوجه لسيارته فقط ورجع نهيّان يركب بجنب نصّار .. رجع يركب بجنبه وش بقى لهم بهالمكان وسكنت ملامح نصّار من إنتبه إن …
_
‘
إن نهيّان تبدلت ملامحه بشكل مؤلم وما خفّت نفضة رجله : ولد
ما كان من نهيّان كلام غير إنه لف نظره له : نرجع المزرعة
هز نصّار راسه بإيه : أُقرب
وقت أخذ نصّار راس نهيّان لحضنه هو إهتزت حتى أكتافه يكذب لو يقول ماهو خايف من زواجه ، وماهو خايف من جايّ حياته ، وماهو مقهور بشكل ما يتصّوره شخص لأنه ما يقدر يقول لا ، ولأنّ ذياب ما جاء ولأنه شهد هالحال وعضّ نصار شفايفه وهو حاله مو أقلّ من نهيان : شدّ حيلك ، شدّ حيلك الحين ماهو وقت طيحة ولا حزن
مسح على ملامحه وهو يشدّ حيله ، وتنهّد نصار : تزين
_
« المـزرعـة »
ضجّت الأصوات من قامت علياء بنفسها ترقص ، تراقص ديم يلي ضحكت لأوّل مرة بهالجمعة لأنّ علياء تركت عكازها كامل ترقّصها ، تحاول تحسسها بالحفاوة والفرح لأن صحيح من أوّل يغنون ومن أول يرقصون لكن الفرح غايب كلّ شخص فيهم باله يشغله شيء ثاني تماماً ..
جلست ملاذ بجنب ورد : ما ردت عليك قصيد ؟
هزت راسها بالنفي : ردت ، بس قالت باركي لها عني
هزت ملاذ راسها بإيه ، ولفت ورد لها : صار شيء ؟
هزت ملاذ راسها بالنفي وهي تشد على يدها لثواني : أبوك لما حددّ الزواج وأعلنه ، كان وده يوصل الخبر لذياب
هزت ورد راسها بإيه : نعرف هالشيء مو غريب
شتت ملاذ نظرها بعيد مستحيل تقول لها إنه كان وسط التوقّعين يحضر أو ما يحضر واليوم وضح عليه توتّره يلي يتركه ما يتكلم كثير لأن ما بان لذياب أثر باقي ولأنه يُضغط فعلياً من هالشيء وصار يجزم بإنه حاصل بدونه وما خفى هالإحساس على ورد يلي شتت نظرها لبعيد ، للبنات يلي يصرخون ويرقصون بشكل مجنون وحتى ديم وسطهم هي تضحك من أعماق قلبها معاهم هم ، على شعورهم..
ضحكت وسن وهي تركض لورد : يعني لابسة أصفر وحلوة لدرجة إني أضيعك بين الورد وما ترقصين ؟
إبتسمت لثواني وسحبتها وسن تدخلها بينهم وسط تعالي أصوات الزغاريط بينهم ، التصفير ، والتصفيق إخترقت صفوفهم شدن يلي ركضت لديم : نهيّان يبيك يبيك
ما كان لديم رد من حاوطت شدن كفّها تسحبها من وسطهم ، من تعالت أصوات الصفير بشكل مجنون وصرخت وسن : تهنّى ياعريس !
ضحكت ديم بذهول : طيب بشويش بجـي معاك !
هزت شدن راسها بالنفي تركض ، وتترك ديم نفسها تسابق خطوتها وتركض بالإبتسام المستحيل وما بمرّة خُطفت نظرتها مثل ما خُطفت بهاللحظة من لمحت نهيّان ، ملامح نهيّان يلي الواضح إنه يتألم داخله وسكن قلبها من تركت شدن يدها تتوجه لبعيد : نهيّان
على قد نطقها لإسمه ، هو لفظ إسمها : ديم
لأوّل مرة من مدة هي تحس بشيء مختلف تماماً ، لأول مرة تحس بخفقان شديد من جات ببالها فكرة وحدة ترسمها ملامح نهيّان الغير طبيعية أمامها ….
_
فكرة وحدة لُغيت بالكامل من نطق بهدوء : تعالي معي
هي وقفت قدمها لثواني ما تحرّكت ، وهو مشيت قدمه خطوتين لكنه لف نظره لها بهدوء ينتظرها تجي جنبه وأوّل ما جات جنبه ، أوّل ما جات جنبه هو مد يده يقدمها قبله من خصرها ما يعني خصرها بذاته ، لكنه كان يبيها تسبقه بمشيها ونطقت بتوتر : صار شيء ؟
هز راسه بالنفي وهو جاء ما يدري كيف وناداها هيّ ما يدري كيف لكن يدري إنّ كان بنيّته ألف شيء وشيء ووقت خُطفت ملامحها بهالشكل عشانه ، هو صابه السكون يلي ودّه يسيره بطريقة أخرى : صار ، إجلسي معي هنا
عدلت فستانها وهي تجلس بجنبه لأوّل مرة بشكل طبيعي ، لأوّل مرة هي ما تتهجم على كونه لمسها رغم إنه مسك خصرها ،ولأوّل مرة يكون ودها بالهدوء الغريب لكنها تحس بإستماعه لصوت قلبها هي متوترة ، بتنتهي من التوتر لأنه ناداها جنبه ومن إنه ساكت ما يقول حرف يتأمل الجو حوله ، ويتأمّل المكان حوله وكل الجهات إلا هيّ وشبكت يديها لثواني : عندك فرصة تقول لا
رفع نظره لها ، يمكن لأول مرة يواجه نظرها بصريح عينه وإبتسم : أقول لا والزواج باقي له يومين ؟ أقول لا
هزت راسها بإيه وهي يرجف قلبها : قل ما إرتحت ولا ناسبتني ، قل ذياب ما جاء ويفهمونك ويلغون
عضّ شفايفه لثواني هي ضغطت أعصابه بآخر جملتها : ذياب ما جاء ، فعلاً ذياب ما جاء لكن أنا ما بلغي شيء
هزت راسها بإيه وهي تشوفه مكسور بشكل مستحيل ، بشكل يصعب على عديم الإحساس وهي ماهي لهالدرجة متبلّدة تجاهه لكن تخوّفها العاطفة يلي صار طغيانها مُهلك من أول مجيئه للحين ، هي جالسة بجنبه على كرسي واحد ، تتأمّل كل حركة صدرت منه وهدوئه الغريب هالشخصية منه بالذات ما عمرها شافتها .. الهدوء من شخص دايم الضجة مثله ما تعوّدته وفز قلبها من وقف يتبدّل حاله وينطق بالهدوء : إن قلت لا الحين ، طلع الكلام عليك إنتِ وأنا أرضاه عليّ ما أرضاه عليك
كانت تقدر تشوف إنه " إهتمام " منه فيها هي لكنها شافته هجوم غير مباشر بإن هو ما يعيبه شيء ، وهي لو تركها تُعاب : يعني فعلاً هذا تفكيرك للآن ؟ فعلاً ؟
إبتسم يهز راسه بالنفي : أنا شخص تفكيره واحد لكنه ما يعرف يسولف إن كان ودك تفهميني خير وبركة ، وإن ما كان ودك وبتدققين على كلّ حرف تتعبين إنتِ ماهو أنا
رفعت حاجبها لثواني ، وجمّع نفسه بأسرع ما يكون من إستوعب إنه كان على وشك ينفض كل شيء من وراء حزنه وشعوره وما كان يفكر نهائي : طالعة حلوة اليوم
رمى هالجملة مع إبتسامة عادية يمشي بعدها لكنها إستفزّتها ، ما حركت فيها شيء لأنها وبكل بساطة ، بكل بساطة تعرف إنها …
_
تعرف إنها جملته الدائمة لورد ولأمه ولكل شخص على وجه هالأرض " طالع حلو ، وطالعة حلوة " وما تحب تكون مثل الباقي ولهالسبب هي حتى لو حبّت نهيان ولو حبها ، هو ما يوصل للمستوى يلي هي تحبه نهائياً ..
_
« بيـت تركـي ، قبل الفجـر »
دخلت مكتب أبوها تسحب خطوتها لأنه خارج البيت وهي تحتاج مكتبه ، من أوّل إنفعال لأبوها للآن وهو مو تركي ، ولا هي قصيد وكلّ شيء مختلف تماماً ، يكلّمها ويحاورها لكن باقي بقلبه شيءّ هي حتى الدوام ما تداومه من مدّة ماهي هينة تحضر مرّة ، وتغيب عشر ولا عاد يهمها شيء ولا يعنيها من كلّ الإفراح هي بقلبها شعور سيء ، شعور مستحيل توصفه من قُبحه واليوم بالذات هو جبل من الضيق يخيّم على قلبها ما نامت ، وباقي تنتظر رجوع أبوها يلي سمعت بعابر حديثه إنّه بيروح مع عمها حاكم لخيام ذياب وكلّها لهفة ، كلها شوق تعرف وش أخبار خيامه ..
جلست على كرسي مكتبه تتأمّل أشعاره ، أشعار أبوها يلي مستحيل تملّها هو يكتب كلّ ما يجي على باله ووسط الأوراق هي مرّت يدها على ورقة سطورها حرّكت كامل كيانها ، سطورها وقّفت لها قلبها لأنها تعني لها ، لأنها تحبّها ولأنها سمعتها معاه ، بخطّ الكويت معاه وقت غفيت على كتفه هي غفيت على ألحانها وسكن قلبها من مرّت الذكرى عليها برد أو لهيب ما تعرف وش شعورها ..
-
"حاوطت ذراعه بهدوء تتكي على كتفه بعد عواصف لها أوّل مالها آخر كانت منه بعد ما صلّى الفجر وهي خلفه ، تحاوط ذراعه بيسارها ويدّها وسط يدّه وبينهم السبحة ، ويدها الأخرى معاها جواله تتصفح وش تشغلّ ، وش تحط شيء يسمعونه : تختار معي ؟ إحترت ما أعرف
هز راسه بإيه وهو ينزل نظره لها من رفعت الجوال تتركه بين نظره ونظرها ، تقّلب بيدها وسط صمته وصمتها لحد ما نطق بهدوء يأشّر : هذي
إبتسمت توقف عندها ويغلبها النوم : العنا ؟ تحبها ؟
يعرف منها قليل وهز راسه بإيه فقط ، وبالفعل فتحتها من جواله هو ترتكي على كتفه ، تتأمّل يدها يلي وسط يدّه ، تمددها هي وراسها على كتفه ، جروح يدّه من غيرته يلي دمّت جدران الكويت ، وآثار جروحها من الصقر يلي هو يتأملها والسبحة يلي بين يده ويدها تحبّ الأغنية ، وكلّ إنهيارها إن " العنا وشهو العنا غير إنتِ وجروحك وأنا " أول الحكاية هي ، وجروحها هي من الصقر ، وهو ذياب نفسه وما خفى لذيذ إبتسامتها عليه بشكل تركه يبتسم هو لأنها تستمتع بأقل تفصيل لو كان خطّ جوه غريب تشعّ الشمس تبددّ ظلامه ، وسيارة تضمّها هي معه وأغنيه تحبها فقط ..
_
كانت الذكرى باردة ، باردة لكنّها ضيقت فيها نفسها من صارت أخرى تماماً ، من ذاقت كلّ كلمة بالأغنية بإنها وضعهم الحالي ، وضعهم الـ
_
وضعهم الآن بهاللحظة يتحوّل البرد للهيب آخر ، لهيب رجع جسدها للخلف تفكّر لثواني ..
من الأكيد إنها بكت الذكرى ما إبتسمت ، وإنّ المفارق صعب .. إنّ ما للجفا كلمة ولا للغياب لسان لو بيدها غرقت بهالشعور بس من قوّته ، من شدّته هي تسمع أخبار أهله وأفراحهم لكن ما ودها تكون جزء منها بغيابه ولا تعنيها ، تسمع ضجّة أخوانها اليومية بالخروج لكنها تبقى بالبيت تضحك وتسولف معاهم ويكفيّها ..
بردت ملامحها من سمعت صوت أبوها ما تبيه يعرف إنها بمكتبه ، مستحيل تسمح بهالشيء وهو يدور الزلة عشان يحددّ موقفه ويقول ذياب ما يناسبك ووقت يشوفها غارقة بين أشعاره هو بيستوعب هالشيءّ وتخبّت ، فعلاً تخبت ما كأنّ لها وجود بالمكتب ولو فضحها شيء فهو صوت نبضها الشديد ..
رمى شماغه وهو ياخذ نفس من أعماقه ، من أعماق قلبه أخذ نفس وضحت حرقته حتى بجملته : قصيد قالت لك ما ودها تروح حتى الزواج ؟ أنا ما ودي تروح وإتركيها
سكنت ملامح سلاف لثواني ، وإحترق جوف تركي كامل : اليوم كله ، اليوم كله يا سلاف وأنا أحاول بس أستوعب هو وش صار لذياب غير شغله شيءّ يحرقه ؟ شيء يتركه حتى خيامه يهدها ويعلن بعده عنها مابقت بها روح وحدة ! لا حلال ولا خيول ولا طيور ولا شجر وش حصل له قولي يوم أقول هو رجال ماهو لقصيد ويوم أقول قصيد ما تليق على غيره ! يوم أقول أعرفه وعشرة ما أعرفه من بيرّيحني أردّه عنها وتصرفي صح أبو خايف على بنته ؟ وإلا أتركه معها أجني على نفسي وبنتي بالنار من هالخفاء وش حلّه
ما حصل من سلاف رد ، وسكنت ملامح قصيد يلي ما تصّورت تسمع هالشيء طول سنينها من قبل لا يكون زوجها هي تعرف تعلّقه بالخيام ووقت سمعت هالشيء الحين بحُرقة من أبوها تغيّر كل تفكيرها ، ما تفكر بخيام ، ولا بحلال ، ولا حتى بأفراحهم يلي على الأبواب هي تفكر بقلبه وحاله مو غير قلبه شيءّ جاء وطمنها ، جاء وضمّ سبحته عندها وجاء قبّلها وبعدها ؟ هي ما تدري عنه ..
نبض عنقها يلي خبّته بيدها مباشرة تسمع صوت أمها يلي نطقت : قصيد بتروح معي للزواج أنا ما يهمني شيء ، يهمني بنتي ما يوصلها كلام زوجة كبيرهم ما حضرت ما بيقولون لها أسبابها ، بيقولون مقصّرة بحق أهل زوجها ..
عضّ شفايفه لثواني : أنا ودي أفهم ، بس ودي أفهم هي تبيه ؟ هي تحبّه عدل ؟ هي تحبّه وهي متعلقة وهي كلّ شيء بس هو ! هو يا سلاف أنا ودي أفهمه هو وبنتك ما تساعدني إن غلطت وقلت ما عاد به نصيب هو غلطها هي لأن أنا إنسان ما عاد عنده منطق ولا يبيه
عرفت قصيد مقدار تخبّط أبوها يلي شب نار بضلوعها وعقلها ودها توقف ، ودها توريه السبحة يلي تحاوط يدها وودها تقول له إنّ غيابه عن الكل لكن …
_
مو عنها وإنّ تأخير كل شيء منها هي مو منه وإنّ مخاوفه يلي سُطرّت بعقله عن الهجران وإنه يهجرها ، ودّها تقول له إن ذياب يهجر كل الأماكن ويسكنها هي ، إنها هي الإختلاف الأكيد عنده ومن سمعت تنهيدة أبوها يلي شعّلت جمر بصدرها هي ما عاد تثبت حتى خطوة لقدمها لكنها بتطمّن خاطره ، بأيّ طريقة كانت بتطمّنه وبأنسب وقت يلي مستحيل يكون الحين ..
خرج أبوها من مكتبه ، وخرجت أمها تتبعه وطلعت هي من مكانها تخرج مع الشباك للحديقة ، للخارج مو لداخل البيت ودّها تمسك نفسها شوي ووقت قررّت هالقرار هي دخلت سناب تشوف أفراحهم ، مبسوطة عشانهم ، وعشان ديم لكنها ما تفكر فيهم كثر ما تفكر بذياب وشعوره هو بيجي زواج أخوه ؟ هو بيقدر ويجي عَلن ما يصير سرّ بينها وبينه ، يجي يهز الدنيا بجيّته وهمست : يارب تجي
_
« قصـر صـاحب السمـو ، العـصر »
كان أسامة يسرد له كامل الأحداث من آخر إسبوع هو كان متغيّب تماماً فيه عن الإدراك ، كان طريح الفراش بشكل غير عادي ضيّع حسبة الأيام من قوته لأنه هُلك بدون مقدمات وإستنفر سموّه وكل فريقه بالفحوصات يلي هلكته ، يشوف أوراق التحاليل يومياً أكثر من أوراق الشغل تغيرت ملامحه للمُخيف ، للمُرهق الشاحب وجمّع يديه يسكّت أسامة يلي صدّع له راسه بكلامه : خلاص
هز أسامه راسه بالنفي : طال عمرك آخر شيء ، تاريخ اليـ
لفّ نظره له بحدة مستحيلة تركت أسامة يسكت لثواني ، يمسك الخوف ويحاول يكمّل : طال عمرك بـس لازم تـعرف إن اليـ
هو نفض الكرسي يلي قدامه يقطع حروف أسامة كلها بدون لا ينطق كلمة ، وعلى هاللحظة بالذات دخل سموه يلي ما يدخل غُرف القصر ولا الأجنحة الخاصة كثير لكنه هالمرةّ دخل ومو أول مرة ، من أوّل ما تغيّب ذياب عن عينه لأيام هو جاء يتطمن عليه ووقت عرفت بتعبه هو كان المشرف الأوّل على كل شيء ..
لف نظره لذياب الواقف على حيله خلف كرسي مكتبه ، حيله المهدود الطاغي ، الرعب يلي تسطره ملامحه والقسوة يلي تتسرب من كل تقسيم بوجهه على نفسه هو ، على تعبه هو يلي ما يرضاه وبانت هالصفة بوضوح له : كيف أمسيت يا ذياب عساك بخير وطيب ؟
هز راسه بإيه بهدوء : أحسن حال الحمدلله ، أحسن حال
هز سموه راسه بإيه : تعال مكتبي بيني وبينك موضوع
هز راسه بإيه بهدوء ، وطلع سمّوه ورجاله بقى أسامة الواقف بأحد الزوايا ويلي تمتم بهمس : طال عمـ
عصّب مباشرة يرمقه بنظرة وحيدة تركت أسامة يسكت ، وجلس ذياب يجمّع أوراقه ، يجمّع نفسه يلي ضاعت منه بهالإسبوع قبل لا يتعب وطاحت من يدّه ورقة تركته يرفع نظره لأسامة مباشرة يسمّر خطوته بأرضه : إطلع
كان على وشك يقرب يرفعها له لكن من نظرته ، وكلمته ، هو هـ…
_
‘
هو هز راسه بإيه وتوجه للباب : إبشر طال عمرك ، إبشر
إنحنى ذياب يجمع ورقته ، هزيمته المستحيلة يلي سطّرها قبل يهزمه التعب يلي شدّ عليه أكثر من الكويت ، المرسام يلي ما عانق يديه من فترة طويلة عانقه بطُغيان مهلك على أربع أوراق مربعة صغيرة بحجم الكفّ يرسم بكل وحدة حال من أربع أحوال ما تضيع من عقله ..
أحوال تثبّت مجنون خطوته ، أربع أحوال تخصّها هي لوحدها هي ..
أولها كان وجود يده الدائم على ظهرها ، آخر طول شعرها يلي دائماً يلامس يدّه ، موطنه الأحبّ والمخيف إنه رسم هالرسمة وهالتفصيل وفيه لهيب ما يطفي من الشوق لدياره ، لخيامه ، لحلاله لأرضه يلي ما سطّرتها يده رسم لكن سطّرت قصيد ، وظهر قصيد ..
ثانيها حال تهلك له قلبه فيه بكلّ موقف ، يدها ، وأزرار ثوبه هو بكل موقف بينهم وكلّ حال وقت تمسكه ..
آخر منظر له معاها ، زيارته الأخيرة لها بالمستشفى وحالها يلي قطع له عروق قلبه يرسمها ويرسمه بدون ملامح ، لكن بطاغي الهيئة يلي تبيّن صفتها ، جلوسها ، لحاف المستشفى ، يدها ، مبعثر شعرها ، كلّ تفصيل فيها وكتفه هو ، وجوده هو ..
وعذابه يلي صرخ من بعده من صداعه ، قلب مكتبه كله لأنه ما صار يشوف شيء بعده من الضغط هو رسم آخر عذاباته وقت نامت على كتفه ، غفت على كتفه لكنّ يدها ما كانت تحاوط شفايفها هي كالعادة ، كانت على شفايفه هو وشنبه هو وهالتفصيل هزّ فيه كل سنين عمره ما يمرّه عادي ..
فتح أزرار ثوبه من حس إنه يُكتم ، من حس إنه ما عاد يشوف شيء قدامه ومن حسّ إن ضغط عقله وحرارة رأسه تزيد بشكل مجنون مو قادر يقرب ، ولا يبعد لكنه ينتظر يهدأ الحين ، وبيتوجه لمكتب سموّه على حال آخر وبالفعل بعد ربع ساعة بالكمال خفّ فيها صداعه هو وقف مباشرة يجمع نفسه ، يخرج وركض خلفه أسامة يلي ما فارق باب جناحه يبي يبلّغه بمهم : طال عمرك
تجاهل تماماً يمشي بممرّات القصر نيّته مكتب سموه وما وقف خطوته الكلام ، ولا النظرات ، ولا البشوت يلي تبيّن إن فيه إجتماع يتجهّزون له ما وقف خطوته إلا شخص واحد ، شخص نزّل دموع قصيده عليه ، وشخص كانت له الجراءة يشهر السلاح بملامحه وشخص كانت له الوقاحة يختفي بعد هذا كله ما يعتّب خطوات القصر لكنه الحين قدامه ، الحين قدامه وعلى ثغره أقرف إبتسامة ودّ ذياب يغير كامل ترتيبها لكن وش حجته ، وش عذره ..
إبتسم طارق يعدل أكتافه : ماشاءالله موجود هنا ؟
تنحنح أسامة مباشرة : طال عمرك سموه ينتظر
ضحك طارق لثواني : طال عمرك ؟ والله وكبرنا يا ذياب
رفع حاجبه لثواني وهو يحاول يتذكره من يكون وسرعان ما ضحك يمسح على شنبه : إيه الحين عرفتك إنت
_
‘
إبتسم طارق لثواني بسخرية : سبحان الله صح ؟ يوم كنّا صغار ما نداني بعضنا ويوم كبرنا ما تلّك إلا أنا
ناظره ذياب لثواني وهو حاسّ إن نهايتها مو خير ، حاسّ إن نهايتها مو خير وضحك طارق بالفعل يثّور الدم بعروقه : النتيجة وحدة طول السنين يا ذياب ، أنا القوي وإنت ما ترد شيءّ وين راح وعيدك أول وين راحت قوّتك ؟
إبتسم ذياب : إنت أكثر من يعرف قوتي وينها ووش علّمت بك
إبتسم يهز راسه بإيه بهدوء : قوتك وراء المناصب من يوم الدنيا دنيا هذي قوتك ، أول أبوك فريق تحتمي به والحين تحتمي بالقصور ما تغيّر شيء يا ذياب ما تغيّر
نطق أسامة من لمح إن ذياب يعصب : طال عمرك
إبتسم طارق : حارسك يردّك عني بنداه ؟ ماشي أنا بس إنت ما كان لك أخو ؟ ذاك المهايطي
رفع ذياب طرف حاجبه لثواني لأنه لمس له شيءّ حساس بهالكلمة وهنا عرف أسامة إنه يسطّر موته وشتت نظره بعيد ، وإبتسم طارق : أزعجتنا به يمشي ومحد قده لانك وراه اليوم زواجه وإنت هنا ؟
سكنت ملامح ذياب هو نسى حسبة الأيام من تعبه ، وإبتسم طارق : الله يتممّ له دامه عريس الليلة بس ما هقيت المناصب وحب البشوت يردّونك عن أخوك يلي أبلشتنا به وهو صغيّـر والحين غايبٍ عنـه
نفض له أسنانه وفكه بلحظة يشدّه مع ياقته ، ونفض الدم بعروق أسامة يلي حسّ بدوخة غير معقولة من تعالت الأصوات بلحظة ويدري لو تدخّلت يده بيشلّها له ذياب يلي ثار بشكل مجنون ما يحسب حساب لمين من كان بالأول إنه تو يتذكر بكونه شخص من طفولته وماضيه ، شخص رفع السلاح بوجهه مرّة ، وشخص أقلق منام قصيده ، وشخص الحين جاب طاري نهيّان بطريقة ما يحبها وشخص أصلاً هو ذياب بنفسه يكرهه ..
طلع سموه من مكتبه وسرعان ما تبدّلت ملامحه ، تبدّلت بشكل مستحيل من لمح الحرب يلي قدامه وسكون أسامة يلي ما حرّك ساكن وصرخ بلحظة من لمح إن ذياب ترك دم طارق يسيل من جنونه ، نطق غضب يهزّ أركان القصر كامل : بـس !
نفضه ذيّاب من يده يطرح توازنه كلّه قدام سموّه ، نفضه غضب ونفضه قرف ونفضه بعد ما شفى نصف غليله لو يتكبّل الحين ، لو يُحبس ولو يموت ما عاد يهمّه شيء وبردت ملامح أسامة تتغيّر من كُبّلت يدين ذياب خلف ظهره : طال عمرك ! طال عمرك دقيقة طـ
صرخ بالجمع ، بمستشارينه بالكلّ يفض المكان : على شغلكم خلاص عاد ! خلاص عاد
حاول أسامة ينطق لآخر مرة ونطق أساساً ، نطق يترجى بطال عمرك لكن صرخ فيه سموه بغضب ما يسمعه : إن سمعت لك حرف تطلع برّا هالقصر يا أسامة !
_
« بيـت حـاكـم »
إبتسم حاكم يعدل لنهيّان بشته ، يعدل له توتّره يلي ما خفّ لو لحظة وحدة : الطّيب يستاهلك يابوك ، الطيب جاك وتستاهله بس شدّ قلبك ..
_