رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم مجهول
رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب pdf الفصل الخامس والعشرون 25 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب pdf الخامس والعشرون 25 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل الخامس والعشرون 25 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الخامس والعشرون 25
رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم مجهول
هز راسه بإيه وهو ينفض من توتره ، حتى بشته يهتزّ ما عنده ثبات إلا أبوه ، وإبتسام أبوه يلي لاحظ إنه ما يخففّ إبتساماته من أوّل اليوم ويدري إنّ كله عشانه ، عشان يحسسّه بيومه يلي آمن إن ذياب ماله جية ولا طريق ولا درب وهالشيء يحرق جوفه بشكل غير معقول لكنه ما يقدر يلبس الخوف الحين ، ما يقدر يسوي أيّ شيء نهائي ولا بيسوي عشان هالإبتسامات من أبوه لو كانت مزيفة هو يزيّف معاه لكن ما يزيد الجرح ..
إبتسم حاكم بخفيف ، وضحك نهيّان : والله يا إنت تتأملني اليوم قسماً بالله أدري إني حلو بس الفريق ماهو خفيف
ضحك حاكم يهز راسه بإيه ويمشي لمكتبه : الفريق ماهو خفيف على قولك لكنّ سميّ غاليه إنت
ضحك يعدل بشته بذهول : عشاني سميّه ؟ مو عشان وجهي ولا عشان البشت يعني يابونهيّان ؟ يجي منك أكثر
دخل حاكم مكتبه بدون رد ، وإبتسم نهيّان يلي زادت إبتسامته لضحك من أصوات الزغاريط المستحيلة يلي ضجّت بمسمعه كلّهم هنا ، آل سليمان كلهم هنا ، أهله كلهم هنا يسطّرون عظيم الإحتفالات والسرور عشانه ، تبخّر لحد هاللحظة ألفين مرّة من أمه ، جدّاته ، عمّته الوحيدة ، حتى ورد ، وحتى شدن جات تبخّر بشته وكانت دقائق بسيطة طلع فيها حاكم من مكتبه : مشينا
طلع نهيّان يفتح له أبوه باب البيت وبلحظة وحدة هو رجفت عظامه بجسمه من أهله ، من جموع الثياب قدامه ، من الضحكات يلي تحاوطهم والإبتسامات جدّانه ، خاله ، عمّه ، أقاربه وعيال أقاربه وكلّ من له صلة ونسل منهم وضحك من لمح نصّار يلي كان متكي على جواله لكنه بمجرد ما لمح خروجه هو ترك جواله وإبتسم بشكل ترك نهيّان يضحك ، فعلاً يضحك من حرقة قلبه أول ومن شعور مجنون إستحلّ ضلوعه لأنه يدري نصّار يبي يخفف عليه إن ذياب ماهو موجود ، وبنفس الوقت نصّار أكثر من يفقده وإبتسم نصّار : الله يحييّ العريس
_
إبتسمت ورد من أعماق قلبها هي كانت تصّورهم ، ووقت تقدم نصّار من بينهم يضحك مع نهيّان ويعدل له بشته هي ذاب قلبها بالخجل ، بالشعور المُريح يلي عضّت شفايفها بهمس عليه : ليت ذياب جنبكم ، هنا ، وبالملعب ، وبكل مكان ..
وقت لمحت إن نصّار إبتسم من خلف نهيّان يلي مشى للسياره ، ووقت لمحت إنّه نزّل راسه لثواني يرفع يده لعنقه من الخلف هي سكتت ، وإنكتم شعورها يمحي إبتسامتها لأنه مسح على وجهه ومشى ما إنتبه له أحد إنّه مكسور ، لكن هي إنتبهت بشكل محى إبتسامتها يبدّلها كلهم يقاومون شعور واحد ، شعور ما يقدرون عليه وكلّ كسرهم إن ذياب ماهو موجود هذا المنطق الوحيد ..
_
وتتحجج بإنّ مالها خلق ولا يعجبها ذوقها والحين هي ودّها تجلس بزاوية وحدة وتتأمّل ، تتأمّل كل تفصيل يبيّن إنها هي عروس ، إنّ كل الورد يلي يحاوط هالمكان عشانها هي ، لأنها ليلتها هي ويومها هي يلي كانت تتخيله بضحك وسخرية وجاء بشاعرية مالها حدّ غير عن كامل الظروف ، يلي يشوف الصورة من بعيد يقول هي أسعد عروس وهي إختارت كلّ تفصيل على كيفها وشخصيتها وحبها وتشكر أمها ودرّة على هالشيء لأنه يحسسها بدفء ما حسّته من مدّة ..
جلست على آخر عتبات الدرج يلي هي راح تُزفّ منه ، ودها تسّكت قلبها يلي ما خفّ ضجيجه الزواج عشان أهلهم لكن ليش يتيسّر بهالطريقة الغريبة ما تعرف وليش ركضت الأيام لين صارت هنا هي ما تعرف ، وش سحابة الشعور يلي تحوم حولها من مدّة ما تعرف ، ما تعرف ناوية تمطرها رحمة أو عذاب لكن تعرف إنّ كل شيء فوق طاقتها ، فوق إحتمالها العادي ..
ركضت درّة ترفع فستانها : بنت ! مافي وقت يلا عشان تلبسين فستانك يجون الضيوف الحين ويبدأ الليّل
هزت راسها بإيه وهي توقف ، هي سوت شعرها مثل ما تحب ، وجهّزت نفسها ونفسيتها مثل ما تحب تماماً وباقي بروبها يلي يبيّن إنها عروس والحين بتحسّ فعلاً بهالشيء أو حسته بمجرد ما دخلت غرفتها تتعالى أصوات البنات بلحظة بالصراخ ..
صرخت وسن بحماس : يلا يلا يلا الفستان ينتظر يلا
إبتسمت ديم لثواني : وش كلّكم بتلبسوني يعني ؟
إبتسمت ورد بخفيف : مو أول عروسة بيننا ؟ يمكن حنّا كلنا نلبسك
إبتسمت علياء يلي جالسة بأحد الزوايا : أو يجي نهيّان يلـ
تعالى صراخ البنات بلحظة يقطعون كلمتها ، وضحكت ديم فقط أحلامهم كبيرة وهي تعرف وش حكايتهم وخفاياها لكن وقت ضحكت هي ثبتت الشكوك وتوقعاتهم بشكّل ورد ملامحها تمسك فستانها : سلامات ؟ عندكم شيء يعني ما أضحك وإلا كيف ؟
كشرت جود مباشرة : ياشينك حتى وهو يوم زواجك الأخلاق ماش ، جاهزة تتهاوشين على طول ما عندك وقت
إبتسمت تهز راسها بإيها : يومي معليش قولي لي تم ولبيه بس وإلا أزعل ومشكلتك وقتها
ضحكت توق لثواني : مالك داعي تزعلين العروسة ياجود
_↚
« بيـت تركـي ، بعد العشاء بمدّة طويلة »
تأملت فستانها لألف مرة ، كلهم بالزواج من وقت لكن هي طلبت من أبوها وقت والحقيقة هي ما كانت لها نيّة تروح لكن سلافها قدرت تقنعه يجبرها ، قدرت تقول له إنّ حضورها ضروري وقدرت تتركه يضغط عليها بشكل تركه ما يمشي خطوة للزواج إلا بعد ما تأكّد إنها جهزّت نفسها وشاف فستانها بنفسه وإنّها ما تحتاج شيء ومشى معاهم كلهم ما باقي بالبيت إلاّ هي ، وجوانا ..
أخذت نفس ورسل لها عذبي أخوها من وقت إن ذياب فعلاً مو موجود وعضت شفايفها بهمس : …
_
: أنا وش محلّي بينهم طيب ليش !
قبل حتى تفكر تعاتب نفسها أكثر نوّرت شاشتها بإسم أبوها يلي تركها تفزّ وتوقف : بابا
إبتعد عن ضجّة الرجال بهدوء : أمك تقول ما جيتي للحين
مسحت على جبينها مباشرة : إيوه ، بجي الحين كلّمت السواق يجهّز السيارة وبجي ما بطوّل وأبلّغك على طول
هز راسه بالنفي : لا ، أنا أرسل لك واحد من العيال الحيـ
قاطعته مباشرة برجاء : لا ، لا خليهم بجي أنا
رفع حاجبه ، وعضت أصباعها بتوتر : شفتهم مبسوطين مع نهيّان ، خليهم لأنه حتى هو متوتر وماله داعي يجون والسواق موجود ، مو عالفاضي وإلا ؟
هز راسه بإيه بهدوء : مثل ما تبين ، لا تطولين وكلمي أمك تطلع لك عند الباب لا تدخلين لحالك وتحصّني
إبتسمت تهز راسها بإيه تتوقع إنه يسمع صوت قلبها : من عيوني ، قول للعيال يصّورونك كثير وتصوروا كلكم مع بعض ، أشكالكم حلوة وما لحقت أصّوركم
ضحك يهز راسه بإيه : إبشري ، لا تتأخرين ..
قفّلت وهي يسبقها نبضها بشكل مجنون ، طمّنته بطرق غير مباشرة على مدى الأيام بإنّها بخير ، وطلبت منه شيء واحد فقط " إنت لا تشيل همي وبس إضحك لي وأعطيني وقت ، فترة وأبي أثبت لك فعل يرضيك مو كلام وبس مو تقول كبرنا ياقصيد ؟ أنا بوريك إني كبرت شوي لو تسمح لي " وهنا هي عجبت أبوها بشكل مستحيل لأنه يحب إسلوبها ورغم إنه ضحك لأنها دمّعت حتى وهي تبتسم وقت قالت هالكلام وجاوبها " كبرتي وإنتِ باقي حنون الكلام ما تقولينه بدون دموع ؟ " وتعالت ضحكاتها هي ، وأبوها يلي عجبته لأنّها واثقة ، لأنها جاته بنته يلي تعوّدها بشيء يحبه ، جاته تقول له شوف الأفعال يلي تجي واضحة ما تخدع مثل الكلام ..
توجهت تلبس فستانها ، ودخلت جوانا يلي إبتسمت مباشرة : حلوة
إبتسمت قصيد وهي ما خفّ نبضها من بداية اليوم ويشدّ كل لحظة بشكل غريب تتمنى يكون وراه مجيء لذياب لإن إحساسها طاغي : ساعديني
جات جوانا خلفها تساعدها ، تتأملها وضحكت قصيد من نظراتها تحاورها بلغتها المحببة : كيف شكلي ؟
أرسلت جوانا قُبلة هالمرّة عن الكلام ، وإبتسمت قصيد بخجل ترك جوانا تضحك وتتوجه للدولاب عشان تجهّز لها عبايتها وجلست قصيد تلبس كعبها ، ووقفت تلبسّها جوانا عبايتها ، تمد لها شنطتها وإبتسمت : تعرفين إني أحبك؟
إبتسمت جوانا بغرور : أعرف ، أنا أحب نفسي
إبتسمت قصيد بتعجّب : مغرورة جوانا
ضحكت جوانا توّدعها للخارج وطلعت قصيد تسكر شنطتها بيدها ، تتعدل ومدّت يدها لجوالها تدخل الواتس كانت نيّتها ترسل لأمها عشان تجهز لكن سكنت خطوتها لثواني من رقم غريب صار بالأعلى ، من إنّ هالرقم مرسل مقطع وحيد وسرعان ما تسمّرت خطوتها بلحظة وحدة من ذهولها هي تشوف …
_
هي تشوف ذياب ، ذياب مو غير ذياب تشهق من القوة يلي تشوفها منه ، أو تشهق من إنّ شخص يصوره وإن التصوير قُطع بطريقة مريبة ، تشهق من إنها تشوف لزام وجنونه أو تصرّخ من وصلت رسالة جديدة تبيّن لها إنّ تاريخ التصوير اليوم ، تبيّن لها إنه بالخيام وبرّه وما ببالها شيءّ إلا إنه بحرب لوحده ، وأهله بإحتفالات ما جنبه أحد ولا حوله أحد هي تشوف منظر وإرتعبت كيف هو بوسط هالحدث ..
غطّت بأسرع ما يكون هي ممكن لأوّل مرة تركض للسيارة بهالشكل ، وحرّك السواق لكنها مباشرة نطقت تصحح وجهته : بنروح الخيام
هز السواق راسه بالنفي لكنها تكلّمت مباشرة : أنا أعرف مكانها وإنت تعرف مكانها وبنروح الحين أو أقول لعذبي
كانت تقصد عذبي أبوها يلي يتهاوش على أبسط شيء ما يمزح ولا ياخذ بالعقل والمنطق بشيء وتمتم بالإستغفار يسطّر مخاوفه لو حصل وراحت ، ويسطّر مخاوفه لو حصل ومنعها وهي خوفها أكبر منها هي تتهّور ، تتصرف من كيفها يلي عمرها ما طاعته وتعرف إنه خطر لكن هالمرة يسبقها نبضها بشكل تحسّه مجنون من شدته ، بشكل ماله قرار آخرها مخاوف ؟ خطر ؟ أصلاً كل روحتها لوحدها لمكان زي الخيام ومع السوّاق غلط ؟ هي تعرف هالمخاطر وتعرف إنه شيءّ ما تقدر له ولا بعمرها واجهته لكنها بنفس الوقت تعرف إن قلبها ماعاد وسط صدرها ولا ضلوعها من بعد شوفته يلي تدّورها لو بشمعة ..
_
« قـاعـة الرجـال »
ما وقفت ضجّة الثياب بالمسير من كثر المعازيم ، كثر الأسئلة يلي هلّت بإستغراب عن ذياب " وينه " والكلّ ما عنده جواب حتى كلمة " جاي " ما نطقها أحد بسبب عصبّية متعب يلي وقت طُلب منه إن لو أحد سأل عن ذياب يقول إنه جاي فقط هو عصّب بشكل مستحيل يجاوب" لا ماهو جاي ولا يقولها واحدٍ منكم ، ما بقول شيءّ هو ما قاله ينتظرونه يجي وإن ما بيّن يركّبونه ذنب غيابه ويتشمّتون به وهو " ..
ووافق حاكم الصامت على هالرأيّ بدون لا يقول كلمة لكن بالفعل كانت كلمة متعب صحيحة ويمكن متعب فكر بإتجاه أخذت حاكم اللهّفة ورغبة التصديق بالعكس لدرجة إنه ما فكّر بهالشيء وقت قرر الزواج وإستعجله هو فكر بنهيّان وديم إن نهيان يحتاج يلمّ خطاه معاها ويحتاج يستقرّ أساساً ، وتمسّك بشيء بسيط من الأمل إن ذياب ممكن يحضر ويجي ويطلع بشكل يسمح له يشوفه ..
إبتسم نهيّان المتوتر يثبت السيف على كتفه ، يعرض مثل ما يعرض جدّه الهزيل ويعرضون آل سليمان يلي ما وقّفت أفراحهم ، ما خفّت إبتساماتهم ولف نظره لأبوه : عمي
كان يأشّر له إن فزاع أخذ السيف ونزل ساحة العرضة ، وهز حاكم راسه بإيه يعدّل السيف بيده وتعالت أصوات آل سليمان بلحظة ، حتى تركي إبتسم لأنه يعرف …
_
يعرف قوّة العلاقة بين فزاع وحاكم والحين هالمنظر ، إنّ حاكم وأخوه يلعبون بالسيوف قدام الجموع لأنّ العلاقة صارت أقوى ، صارت بنت فزاع لولد حاكم وإبتسم من لمح متعب يلي كانت إبتسامته مستحيلة تبيّن سروره ، تبيّن إبتهاج خاطره ..
_
« عنـد ديـم »
كانت تضحك بعالي الصّوت لأن البنات مبسوطين ، لأن البهجة تحوفها مع كل إتجاه ويمكن كل عروس على وجه الأرض يخالجها قليل التوتر والخجل لكن هي ما تشوف إن لهالشعورين مكان بقلبها وبما إن الفرح طاغي ، هي ودها تفرح وباقي المشاعر تجيها بوقت آخر ..
إبتسمت ورد يلي تراقص أمها المسرورة لكن بكل لحظة يطغى الحزن بنظرتها إن ذياب مو موجود ، ولا حتى قصيد جات ويمكن هنا صدمتها يلي ما تخطّتها وقت لمحت نساء آل نائل وبناتهم لكن قصيد مو ضمنهم ..
أخذت ملاذ نفس وهي تضم ورد بجنبها : أبوك ما كلمك؟
هزت راسها بالنفي وهي تمسك جوالها ، وإبتسمت : خالي يقول جايين الرجال الحين بيسلّمون على ديم قبل الزفة
يمكن هالجملة الوحيدة يلي رجّفت خطوة ديم بلحظة تسكن ملامحها ، وشدّت مسكتها لثواني توقف فضيت الغرفة من الكل إلاّ ورد يلي بقيت عشان تساعد ديم ..
دخل جدّها متعب ، ودخل عمها حاكم ، ودخل أبوها فزّاع ، ويمكن ما نُفض كل جسدها إلا وقت دخل نهيّان خلفهم عينه بالأرض ، وتخنقه خطوته ، وما إبتسم إلا وقت لمح أخته بس ↚
إبتسم فزاع يسلّم على بنته : تستاهلين الطيّب يا بنتي
إبتسمت بخفيف وهي تسلم على عمها حاكم يلي قبّل راسها بشكل وتّر كل عصب بداخلها هو للآن يعتذر تحسّ بهالشيء لكن الحين جات قُبلته غير ما تفهمها ..
إبتسم متعب وهو يعدل عكازه : بصّور معاكم أنا
الشيء الوحيد يلي إختارته ديم ، هي ما تبي تصوير نهائياً البنات بيصورون بكيفكم .. يغرّقونها تصوير بكيفهم لكن صور تضمها هي ونهيّان بألبوم مثل أي عرسان طبيعيين بالدنيا هي ما تبي ولا قبلت وإبتسمت ورد تفتح جوالها : بصوركم
تلقائياً بعد نهيّان لجده مجال عشان يصير بينه وبين ديم ، وضحك متعب لثواني : إنت من دخلت ما رفعت عينك يابوك ولو رفعتها ما بعّدت هالشبر عشان أدخله بينكم
وقت قال جده هالشيء هو رفع نظره لديم لا شعورياً وضحك أبوه حاكم أوّلهم لأن نهيان أكثر شخص يوضح كل شيء على ملامحه ، كانت ديم مبتسمة لجدها يلي يعدل وقوفه وعكازها وصادف إنها مدّت يدها تساعده وإبتسم متعب : أشوفك رجّعت خطوتك يا نهيّان
نطق مباشرة : تلومني ؟
ضحكت ورد لأنّ هالمرة أوّل مرة تخجل فيها ديم من بداية الزواج بشكل يوضح عليها ، وإبتسمت تصّور أبوها الواقف على يمين نهيّان ، ديم يلي بجنب نهيّان ، جدّها متعب الواقف على يسارها …
_
وأبوها الواقف بجنب جدّها
إبتسم نهيّان لثواني : وإنتِ ؟ تعالي معانا إنتِ
هزت راسها بالنفي لكن بعّد لها أبوها مجال تحت ذراعه وبالفعل ثبتت جوالها وتوجهت تركض لجنبه ، ووقت طلع فزّاع ومتعب دخلت ملاذ تتصّور معاهم مع نهيّان وديم وورد وحاكم يلي ضمّها تحت جناحه يبتسم ، وما إختفت إبتسامته إلا من رفعت نظرها له بسؤال : جاء ؟
هز راسه بالنفي بهدوء : ما جاء ، لا هو ولا أحد من طرفه
هزت راسها بإيه فقط ، لمح إنّ إبتسامتها ضاعت بالمدى وقبّل راسها بهدوء : يلا يا نهيّان ، بنرجع عند الرجال
هز راسه بإيه وهو يخرج مع أبوه بدون أي شيء آخر ليش يزيّف شيء ثاني هي حلوة وإعترف بهالشيء ، وهي ما كان منها ردّة فعل ولا حتى رفعت عينها لعينه ليش يجلس ..
_
« قصـر صاحـب السمو ، الساعـة 11 تماماً »
طلع من جناحه وقت صرخ سموّه قبل كم ساعة ما كان بمقصد كلبشته يلي حصلت من الحرّاس بالغلط وعصّب عليهم سموه ، ما كان المقصد الضّغط عليه كان ودّه يفض الجمع فقط ويثبّت لكل شخص حقه ولأن ذياب معصّب ، لأن ذياب تعب هو توّه يستوعب الساعة ويستوعب كلّ شيء من جديد ..
فز أسامة يتبعه : طال عمرك سمعتني وأنا أدق الباب ؟ يوم قلتلك إن سموّه تحت بالحديقة ويبيك تجيه سمعتني
هز راسه بإيه وهو يلف نظره لأسامة يلي إبتسم بدون شعور ، ورفع ذياب حاجبه لثواني : وش ؟
إنتبه إنه إبتسم وسرعان ما صحصح يستوعب : مدري والله طال عمرك حسيت ودي أبتسم يوم شفتني بس
ناظره ذياب لثواني ، وتنحنح أسامة : يعني طال عمرك
أشّر له بالسكوت : تعلم تخفّها من لسانك ، تعلّم
كان يقصد كلمة " طال عمرك " وإبتسم : إبشر طال عمـ
ناظره ذياب لثانية وحدة ، وسكت أسامة يبترها ما يدري ليش يحس إنّ ذياب هادي ، مروق ، شعوره بسيط وعادي مو شايل الدنيا فوق أكتافه وماشي بها وهو بكلّ المدة يلي جلسها معاه ما شاف ذياب بروقان يُحسب إلا مرّتين وما يعتبر روقان ، يعتبر هدوء أعصاب وهمس : يارب تممّه
طلع يتبع ذياب لمجلس سمّوه الخارجي ، مجلس بالحديقة الخارجية يضمّ كل رجال سموه المُقرّبين وأقاربه والكرسي يلي جنبه كالعادة فارغ ينتظر حضور ذياب يلي بالفعل جلس بجنب سموّه بهدوء : طال عمرك
لف سموّه له يناظره : أنا قلت لك إنت تعجبني يا ذياب ، إنت داخل عيني وكثير مثلك رجال أبيه جنبي لكن
رفع ذياب حاجبه وهو يشوف جوالاته على طاولة الخدمة يلي أمامه يعتليها فنجال قهوة صُبّ بأكمله بشكل يفهمه هو ، يفهم إنّ " فنجالك والباب " ونطق بهدوء : وأنا قلت يا طويل العمر أنا وجه واحد وشخص واحد ، وأعصاب وحدة إنّ كنت تبي سمعٍ وطاعة على كلّ شيء همّ حولك ، وإن كنت تبي ذياب هذا أنا
_
ناظره سمّوه لثواني ، وإنحنى ذياب يترك الفنجال على زاوية فارغة من الطاولة ويمد يده لجوالاته هو يفهم مثل هالحركات وهالفهم كان مقتل سموه ذيّاب مكسب ، مكسب ما يُخسر لأنه يفهم قليل الشيء وبسيطه : ذياب
دخل مفتاح سيارته بجيبه بهدوء يناظره ، وشدّت أعصاب أسامة يلي كان يشوف النظرات ويشوف كلامهم وشاف الفنجال يلي بعّده ذياب ومع إنه ما يفهم لكنه يتوتر لأنه بعيد ما يوعي شيء ، وهز سموّه راسه بإيه بهدوء : إنت قلت لي إنك راعي صبر إلاّ على وش يا ذياب ؟
نطق بهدوء : إلا على حدودي طال عمرك ، إلاّ حدودي
إبتسم سمّوه بهدوء يأشّر للقهوجي الواقف بعيد ، يسوق قدمه لعندهم يصبّ لذياب فنجال آخر يُشاف إنه مجرد فنجال قهوة عادي من بعيد لكن بين ذياب وسمّوه هو مفهوم ، مفهوم تماماً صُبّ بقدر قليل هذا أصله ، قليل الفنجال أصل الودّ ، أصل الوجود والثبات ونطق سموه بهدوء : تقهوى ، تعال يا ممدوح
رفع حاجبه لثواني من وقف قدامه شخص آخر يفتح آيباد قدامه يعرض له مقاطع عن زواج نهيّان ، عن أهله وأفراحهم ونطق سموه بهدوء : تطمن خاطرك دام مالك نصيب تروّح لهم ، الله يتممّ لهم الأفراح
هز ذياب راسه بإيه بهدوء يعضّ جمر داخله ما يحتاج يفكر بشيء ولا ودّه وطلع جواله من جيبه يفتحه لأن كل شيء مسموح هو يشوف كم الرسائل المهوولة بجواله ، إتصالات نصّار الكثيرة ، نهيّان ، أمه ، ورد يلي ترسل رسائل بين فترة وفترة ..
رفع حاجبه من الجوال الآخر يلي ما كان له يفتحه ونطق سموه بهدوء : هالجوال أنا تركت الفني يمسكه برقمك يكلم أبوك وأمك ، إن كان ودك تشوف
وكان مثل توقعه ، من أمه رد ومن أبوه ولا حرف وقفّله يدخله بجيبه بهدوء كان وده يركز أكثر ويشوف من مرسل له لكن قُلبت كل موازينه من إنه يحرك المحادثات بعشوائية ورسالة وحدة وقّفته كانت من مدّة ماهي بسيطة ، رقم غريب وجملة وحدة أغَرب " مَرَتك يمّنا "..
ترك فنجاله بهدوء هو رسل إستفهام وحيد لمحه سموّه مثل ما لمح الجملة الأولى ولمح تقلّب حاله منها : ذياب
هز ذياب راسه بالنفي : دقيقة طال عمرك ، دقيقة
وصل الرد بنفس اللحظة ، بنفس اللحظة كانت صورة لـ…
_
كانت صورة لإنسانة وسط حُطام خيامه يبيّن منها ظهرها ، عبايتها يلي تحركها الريح ، وقوفها بالوسط ما يبيّن من ملامحها شيء لكنه يعرفها وبنفس اللحظة هُزّ كل كونه بشكل مستحيل ونطق سمّوه يلي صد بنظره بهدوء يهز فنجاله : إقعد محلّك يا ذياب
ضحك بسخرية هو صابته نفضة ما صابته من شهور من رجع يرسل له مقطع من جديد هي قلبه ، وقلبه وسط وحشة الخيام والبرّ وما يشوف حولها أحد هذا جنونه وقف بدون وعي يدور مفتاحه ونطق سموه بشبه غضب : قلت إقعد محلّك يا ذياب ! إقعد محلّـ
عضّ شفايفه غضب وهو يحس مفتاحه بجيبه ولا وده يفصل على كلّ كلمة تُقال له الحين من الشعور يلي حرق صدره بلحظة من ضياعها يلي لمسه ومن إنها بمهجور برّه لوحدها : إلاّ حدودي أنا قلتها ، إلاّ حدودي !
ناظره سمّوه لثواني من الغضب يلي إعترى ملامحه بلحظة ، وعضّ شفايفه لثواني من توجه ذياب لسيارته يرمي بكل شيء عرض الجدار وما زلزل القصر إلا صوته بـ "إقطع " يلي نفّض فيها الحارس يلي كانت نيّته يتبعه وأشّر له سموه بالإنسحاب فقط هو سمع صوت سيّارة ذياب يلي صدح بكل أركان القصر ولمح أسامة المحتار من ذهوله يركض خلفه وإلا يجلس بمحلّه ما يدري : لا تلحقـه
↚
« الخيــام »
من أوّل وصولها للآن هي ما إستوعبت شيءّ واحد ، ما إستوعبت بارد الريح يلي هزّت كيانها ، ولا إستوعبت النور الغريب يلي يبيّن لها كلّ زاوية حُطام بهالمكان يلي كان عامر بيوم والحين خراب ، فعلاً خراب بشكل شيّب راسها ما توعيه ، إلتفتت عينها ألفّ مرة تدور ذياب بالمدى ، تدور لزام يلي شافت جنونه ولمحته مستحيل وقع عليها ، تدور الخيل الآخر يلي كان ذياب على ظهره يتبع لزام .. تدور الجنون يلي لمحته بعينها وصرخة ذياب يلي ما كانت واضحة كلماتها لكن هي حسّت قلبها يتقطع منها لأنه قوي ولمحت كيف شدّ لزام لو تنقطع يده ما يهمه ، قوي ومع ذلك هي تعرف إنّ كل قوي يحتاج مستراح ويمكن هنا إنقطاع نفسها هي تشوف مستراحه دمار قدام عينها ويمكن الأنوار الموجودة هي الشيء الوحيد يلي يبيّن لها إنه فعلاً هنا لكن كيف يكون موجود وهي تحسّ الخوف ..
نادت لمرة ، لثنتين ، لثالثة بشكل أعلى ويمكن ما بردت ملامحها إلا من توجه نظرها على زاوية بعيدة هي لمحت طيف شخص أو خيالها : ذيـاب ؟
،
إبتسمت تتأمّل بهدوء ، وهمست ضحى : عمتي وش النهاية ؟ البنت وجات وش الباقي ؟
هزت راسها بالنفي بهدوء توجّه كلامها لليّ خلفها من لمحت إن السواق يبتعد بجواله بعيد والواضح إنه يدور أبراج إتصال : بعّدوه عن دربها ، ما أبي له وجود
سكنت ملامح ضحى لثواني : وش بتسوين لها !
لفت عكازها للخلف تأشّر للحراس : لا تحسّ بكم هي ! ..
_
ركضت خلفها مباشرة بذهول : عمتي وش تسوين !
فكّت عمتها رباط " عذبه " ، توجه مسارها بإتجاه الخيام ، تضرب ظهرها بعكّازها عشان تركض وما صدّقت ضحى بذهول : تبين تمسيّنه بزوجته !!
هزت راسها بإيه بهدوء ، بصراحة لا متناهية : أبي الدرب الليّ يجيبه ، ما جابوه أهله لكن هالبنت تجيبه حافي
ناظرتها بعدم فهم ، وسكنت ملامحها من إبتسمت عمتها هي ببالها موّال هالطريقة أبسط طُرق تحديده بما إنها عرفت قصيد من تكون ، وعرفت هي وش أصلها : صوروا للمحامي وين بنته
_
بردت ملامحها هي تتوهم الأصوات أو تسمعها حقيقة ما تعرف ، شافت طيف حقيقة أو خيال ما تعرف لكن تعرف إنها صارت تخاف ومشيت خطوتها للسيارة لكن سكنت ملامحها من ما كان السواق موجود ولا له أثر حولها : كامـل ؟ كـامل
ولا كان لندائها مُجيب رعبها الآن تحوّل لشيء آخر هي ساقت قدمها لمجهول ما تعرفه ؟ فتحت جوالها مباشرة ودها ترسل لأبوها أّو تتصل عليه ما بتبلّغه إنها بالخيام لأنه بيموت بأرضه وبيحرق الدنيا وأوّل الدنيا هي وذياب .. لكن بتطمّنه عليها وهي لازم تتصرف ، بكل الطرق لازم تتصرف بأيّ طريقة كانت هي لازم تتصرف وفعلياً نورت شاشتها بإشعار واحد من أمها " وينك " ، ومن بعدها ما عاد يوصلها شيء ولا هي قدرت ترسل شيء بشكل تركها ترمي جوالها لبعيد : ما بيصير شيء قصيد ، مابيصيـ
كانت تطمن نفسها لوهلة لكنها سمعت صوت تكسير قريب منها نفض خطوتها لأنه من خلف بيت الشعر المهدود جزئياً ويمكن ما بمرّة خافت بهالشكل يلي رجّف نبرتها : ذياب موجود هنا
هي كانت تسأل ! أو كانت تثبّت لمصدر الصوت مين من كان إنها مو لوحدها وإنّ ذياب موجود ممكن يهابه لكنها خافت بشكل مستحيل ، بشكل تركها تصرخ بدون وعي ترجع خطوتها للخلف من خرج من خلف الصوّت حصان أبيض وقف الدم بعروقها ، تركها تصرخ من رعبها وعضّت شفايفها بعدم إحتمال : ميـن هنا !
كانت السيارة خلفها فعلاً من إرتعابها من الخيل يلي خرج من العدم لها ، كانت حتى النفس ما تاخذه من كان رأسها بحضنها ومن تألّمت بخوف إن هالخيل تحاصرها تمتمت بكل ذكر تعرفه وصرخت برعب من فتحت هالخيل فمها بشكل واضح لعين قصيد يلي صرخت رعب ما تمزح هي توقعت الخيل ياكلها ؟ هي فعلاً توقعت وتسمع ضجّة أصوات مرعبة بلحظة لكنها ما تشوف ولا توعي هي تصرخ من الشيء يلي بحضنها أو تصرخ من إنه صهل بشكل مجنون يركض للبعيد بلحظة من الخشبة يلي طاحت عالأرض قدامها ومن إنها هي سُحبت لمكان آخر صرخت بخوف ، بأكثر خوف تحسّه بحياتها لو ما حُوّطت كلّها بيد تضمّها كلها حتى راسها لحضنه ، لو ما سمعت الهمس المُرتعب والمُرعب : قضت
_
كررّها ثلاث مرات عشان تستوعبه ، عشان توعيه لأنّها ماهي حوله ومسك وجهها يثبّت نظرها عليه : قصيـد
كان خوفها أكبر من إنها تستوعب ، أكبر من إنها توعي أو تحسّ هي بكت بلحظة وحدة تشبّ كامل جوفه حرقة عليها ، وغضب على الفرس الجريحة قدامه يلي وده يرديها قتيله ، تشبّ ضلوعه هو حرق مسافة الرياض ما وقّف لو ثانية وحدة ، ثانية وحدة ما وقّف هلك نفسه هلك سيّارته هلك كلّ شيء من خوفه المجنون عليها هيّ ورجع يضمّها بذراعه يعرف إنّ البر وحشة ، البر مرّعب يعرف رعبه وإنّ عليها عيون هذا كلّ جنونه يعرف إنها عيون ما تقدر توصلها " وتعقب " لكنّه شبّ كله وأكثر من بكت ، بكت تمسك أزرار ثوبه بدون وعي وعضّ شفايفه لثواني يرفع طرحتها على شعرها ويتفحّصها بالوقت نفسه : جاك شيء ؟ جاك شيء إنتِ قولي لي يوجعك شيء وش يوجعك
كان يتفحصها بجنون ، فعلاً بجنون كلّ زاوية منها هو نزل نظره ويدّه لها هي بكت خوف ورهبة من الشعور الأوّل ومدّ يده لخدها : قصيـد
هزت راسها بالنفي تثبّت يده لأنه يهزّها : لا ، لا ما يوجعنـ
صهلت عذبه بالخلف وبمجّرد صهيلها قُطع نفس قصيد كلّه قطع كلامها يتبّدل لشديد الدموع يلي وضّح خوفها ، قطع نفسها كله تتمسك بثوبه وهنا هيّ شبت عروقه ، سطّرت الدم بهالصحراء بهالحركة بالذّات وهو مجنون كفاية لدرجة إنه يحرق الدنيا ويرضيها هي : لا تتحركين من هنا
هزت راسها بالنفي لكن يدّه كانت أقوى ، يدّه كانت أطغى يوقّفها بمكانها ومشى هو للبعيد يسحب المهرة معه ولمحت إنه إنحنى ياخذ شيءّ لكن ما توعيه من الدموع ومن إنها تحاول تثبّت خطوتها ..
_
كانت تشوف كلّ الموقف ، شافت كيف هو رمى عذبة بخشبة من عرضها تردي الإنسان قتيل ولا تدري كيف أخذها ورماها عليها يبعدها عن قصيد يلي كانت خلفها السيّارة وقدامها " عذبة " يلي قررت ما تترك لها مجال الخطوة ، شافت كيف سحب قصيد يمّه وشافت حتى كيف رفع طرحتها يغطي شعرها وشافت نظره يلي جال للمدى هو ما يخفى عليه طبعاً وعرفت إنها حدّ من حدوده ..
بردت ملامح ضحى من أخذ عذبة غصب : عمتي وش يسوي ليش أخذها ؟ ما يكفي الخشب عمتي ؟
أشّرت لها بالسكوت بهدوء ، ورجفت ضحى من لمحت إنّه مو طبيعي نهائياً وإنه يسحبها ما كأنها روُح جريحة خلفه ورجفت بذهول : عمتي وش بيسوي !
نفيت عمتها بهدوء : راعي حلال ما يفرّط الأرو
صرخت ضحى بلحظة من صار نزف عذبه جرح قاتل قطع جملة عمتها من أساسها ومحى إستيعابها هي، من صارت جثّة بلحظة ومن مشى ما كأن صدر منه شيءّ غير إنه نفض يديه يحاوط ظهر قصيد ويمشي لسيارته فقط وهي معه ، هي معه وهو سلّ سيف ما يرحم على كلّ دنيته بـ
_
من هاللحظة بالذات تعب التمنّع وتعب الخوف وتعب الصّبر والعقل وكلّ شعور يردّ خطوته عنها ..
ناظرته لثواني هي توجّست الصوت وتوجّست حتى يده يلي حاوطت ظهرها لأنها سمعت صهيل لعذبة قبل دقائق ما وعيته وإختفى صوتها ورجع ذيّاب بعدها لها تبعته هالصرخة يلي تخيّلتها أو سمعتها حقيقة ما تدري ووضح خوفها حتى بصوتها ما تثّبت خطوتها : ذياب !
نزّل نظره لها بهدوء وهو يفتح لها باب سيّارته ، محلّها جنبه : لا يطري ببالك شيء
وقت جلست هي ، ووقت ركبت هو وجّه نظره لبرّه ، للأشخاص يلي يدري إنهم يشوفونه هنا ويلي يدري إنّ قصيد بسببهم موجودة هنا ، وإنّ عذبة جات لقصيد منهم وإنّ السواق مو موجود بسببهم ولأنّ كل شيء بسببهم ، هو يعرف كيف يتصرف ولا يرفّ له جفن إنّ كانت روح حيوان ، أو بني آدم دامه يمسّ قصيده ويتحدى عقله وقدرته فيها ..
نطقت براجف الهمس تمسح دموعها : السواق ما رجـ
بتر جملتها كلها لأنه دّور السواق بعينه مو حباً فيه لكن بيشوف وش عقله وبيحرقه عليه : يدلّ دربه
ما نطقت كلمة هي للآن ترجف من خوفها ، من كلّ شيء حصل لها وهو يكذب لو قال خفّ دمّه وإرتاح هو ودّه لأوّل مرة يشب نار بهالأرض كلها بس لأنها عيشته بشعور ما يوصفه من قبحه ولأنها للآن باقي ترجفها ونطق بهدوء : ما صار شيء ، إنتهى
هزت راسها بالنفي وهي تحاول تمسح دموعها ، تحاول تخفّ لكن إنهار كل قلبها من لمحت إتصالات أمها المتكررة ومن نّورت شاشتها بإتصال جديد من أمها ونطق هو : ردي
شبّت له نفسه كلّها نار من طلعت منها نظرة وحيدة تبيّن إنّ ما ودها ، تبيّن إن ما بيخفّ إنهيارها ومن رجعت تنزل دموعها من جديد هو عضّ شفايفه يضرب الدركسون لأربع مرّات من غضبه هي بكت بوسطها وما نطق حرف أكثر يمنع حروفه بالقوة عن كل شيء..
-
« القـاعـة »
وقفـت ديم المتوّترة وسط أهلها وناسها وقدّام الكل رهبة شعور ، ورهبة إلإبتسامات يلي تشوفها ، تعمّدت تأخر زفّتها لأكثر وقت ممكن عشان ما يبقون كثير الحضور لكن الحاصل إنّ باقي كثير صُعقت فيه لكنّ سر خاطرها كثير الإبتسام من الكلّ ما تنكر ، أمها ودّرة بالخصوص كانت فرحتهم غير إعتيادية ويمكن كل آل سليمان بذات الوقت يرقصون ، يغنّون ، وينبسطون بشكل ماله حدّ لكن هي طول الوقت ما لمحت قصيد ولا جاتها ولأن نظرها طاح على سلاف يلي مو حول شيء إنما على جوالها همست بتساؤل : قصيد ما جات ؟
هزت توق راسها بالنفي : ما شرّفت للآن رغم إن أمها قالت بتجي ، يمكن مالها نية تحضر إنتهى الزواج خلاص
رفعت حاجبها بعدم إعجاب كان على وشك يطغى بملامحها لكن جود يلي سمعت آخر جملة لتوق وإبتسمت غيّرت هالشيء : غريبة مستعجلة عالمشية ؟
_
إبتسمت لأن ما تحسّهم يزيّفون الفرح إنما هو فعلاً شعورهم حتى وحقيقة ظروف الزواج غير طبيعية لاهي عروسة ملهوفة ، ولا هو عريس يتقطّع على جيّتها لحضنه لكن مع ذلك جاء أفضل من بشع توقعاتها عن هالليّلة بكثير هي رقصت ، ضحكت ، حبّت الشعور أكثر من اللازم ويكفيها ..
↚
وقفت سلاف بعدم إحتمال لأن قصيد نهائياً ما ترد وهالشيء مو عادتها ولأنها هي قبل وقت طويل طمّنت تركي بإنّ الأكيد هي بالطريق والحين ردّت يدها ألف مرة ما تتصل عليه وتقول له قصيد ما جات ، وما تردّ لأنها تعرف مين بيهتز كونه مباشرة ورجعت تتصّل لآخر مرة وبقلبها سيول غضب لا مُتناهية سطّرتها من أول ما ردت : ما أتوقع فيه شيء يشغلك هالقد ما تردّين على خمسين إتصال ! خمسين إتصال ! تعرفين كم مرة بكلم أبوك بقول له بنتك ما جاتني للآن والناس نظراتهم مقرفة ؟ ممكن أعرف مكانك الحين ؟ إرسلي لي الموقع ولا تناقشيني بكلمة منّك برسله لأبوك على طول
نطق بهدوء : مكانها عندي ، وعليكم السلام يا عمّة
بردت ملامح سلاف يمكن آخر صوت توقّعت تسمعه يكون صوت ذياب ، يكون هالرّد منه وهي حتى السلام ما سلّمت : ذياب ! وينكم إنتم
فتح باب قصيد يلي للآن تعدل نفسها : عند الباب
هزت راسها بإيه وهي تمسح جبينها وتتوجه ركض للباب البعيد عن الناس وضجّة الإحتفال بالداخل : فتحت الباب بس فيكم شيء إنتم ؟ قصيد فيها شيء ؟
شدّ على ظهرها أكثر يقرب خطوتها منه ، يبتر كلام سلاف كلّه يقدّمها هي قبله تدخل وقفّل هو جوالها يدخله بجيبه ووقف خلف الباب يراقب تعابيرها من نزلت الطرحة عن ملامحها باقي بوجهها خوفها ، وباقي بوجّها ألف شيء لكن من ضمتها أمها عرف إنه هو لوحده يلي يقرأ هالتعابير وهالملامح هي عبّرت بشكل جزئي خوفها لو ما حضرت ، وخوفها لو حضرت وهو سألها سؤال وحيد " تقدرين وإلاّ ما تقدرين ؟ " ووقت جاوبت " شوي " ، هو طلبها تجمّع نفسها وتترك الباقي عليه لأنه ما بيسمح لمثل هالحدث يهزّ علاقتها بأحد ، يهزّها هي ، أو يهز شيء يخصّها ولأن عقله يفكر بالمنطق ولأنه ما يرضى عليها شويّ هو قرر الجية رغم إن جوفه نار تجاه هالوضع كله وشعوره ..
تركت عبايتها بيدّ أمها يلي توجهت لبعيد عشان تتركها مع أيّ أحد وتشوف الوضع وترجع وأخذت قصيد نفس هي قدرت تجمّع شوي من نفسها بالطريق ما تدري كيف ..
دخل ذياب يلي رمّد داخله من كثر ما إحترق من الأحداث ، ومنها هي الحين أكثر يرسّي يده على ظهرها بهدوء وهي تحسّه وده يدخلها وسط ضلوعه دايماً يحاوط ظهرها بس اليوم بطريقة أخرى ، اليوم ودّه تلاصقه : رجعتك معي
قبل حتى تردّ ، أو تخاف أو تشّتت نظرها لبعيد وصل على مسمعها ومسمعه صوت ….
_
صوت أمه وخطوة أخرى معاها تركته ما يرفع عينه إنما يصد للجهة الأخرى وكان على وشك يرجع للباب يطلع للخارج ما ودّه يلمح أحد لكن يدّ قصيد شدت عليه لوهلة بهمس : خليك !
ما رجّع نظره للخلف نهائي وهو يسمع ضحكة أمه يلي هدّت حصون قلبه كلها ، ضحكتها تكلّم جوالها عرف هالشيء من نطقت لنهيّان إنها ودها تشوفه ويجيها قبل يمشي مع زوجته ومن شدّت قصيد على يده تمنع خطوته لأنّ يلي كانت مع ملاذ هي ورد فقط يمكن لأوّل مرة ، لأوّل مرة بكل حياته يطغى تعبيره على ملامحه بشكل مؤلم وأكثر ما ودّه يشوف أحد ، ما ودّه أحد يشوفه بالأصح بهالهيئة المرعبة يلي خوّفت حتى قصيد منه وعليه وتأكّدت له أكثر من إختفت إبتسامة أمه بلحظة لأنها شافته ، لأنها ما صدقت عينها وسكتت ورد بعدم إستيعاب إختفت حتى حروفها لكنها نطقت : ذيـاب !
سرى اللهيب بجسد قصيد كلّه هو كان على وشك يترك ظهرها ويمشي لأنّ ما وده يلمحه أحد وهي مسكته لكن تمّنت إنها ما مسكته بهاللحظة ، من حسّت إن داخله يشبّ بشكل غير معقول ولمحت منه شعور ما يُصنّف تحت أيّ شيء هي ما تصرفت ، لكن كان ودها يقابل عينها لو ببسيط النظرة وبالفعل حصل لفّ نظره لها ونطق بهدوء يرجع نظره لورد وأمه : ذياب ، ما تصدّقينه ؟
ما نطقت قصيد بحرف هي لمحت صدمتهم ، ولمحت إنه ضغط عروق قلبه بشكل مجنون ينطق : أم ذياب
لمعت عيون ملاذ بلحظة ما تصّدقه ، ما توعيه وبمجرد ما قبّل راسها هي شدّت على ذراعه لثواني طويلة وقبّل خدها بهمس يثبّت يدها : لا تبكين ، عشاني لا تبكين ..
هي بمجرد ما قبّلها بكت مباشرة ، وإبتسمت ورد لثواني من لمحت إن قصيد تقلّبت ملامحها : غيرة ياقصيد ؟
كان شعور آخر ، آخر غير الغيرة تماماً وضحكت ملاذ تكفّ دموعها وتبتسم : لا لا ما نبكي ما نبكي ، ما يكفي جيت ؟ حيّ هالجية يا أمي ، حيّ هالجية تو يكتمل يومنا
يمكن أكثر مواضع تعبه بيّنت وقت إبتسم وعشانهم مو عشانه ، عشان دموع أمه وعشان إبتسامة ورد يلي سّلمت عليه بشكل طبيعي وإبتسمت : بينبسط بشوفتك نهيّان ..
رنّ جواله يشوف المُتصل " أسامة " يلي ما يذكر إنه سجّل رقمه نهائي لكن بيحاسب الكل على هاللعّب وقفل بوجهه بدون مقدمات ، مسح على أنفه بهدوء وهو لف نظره لقصيد لجزء من الثانية : تبون شيء توصون شيء؟
هزت ملاذ راسها بالنفي وهي تعدّل نفسها بتدارك سريع : لا يا أمي لا ، الحمدلله على سلامتك وسلامة الوصول وإنك جيت اليوم تروح للرجال وإحنا ملحوق علينا ينتظرونك
يعرف إنّ ما ينتظره أحد ، ويعرف إن هالمكان كله مو مكانه ويعرف الشعور البشع يلي هلك ضلوعه وش يكون لكنه مع ذلك ساكن ، مع ذلك هادئ تماماً : …
_: الله يسلمك
إبتسمت ورد لثواني من لمحت إن نظره على قصيد يلي وقت قرّب من أمه أول مرة هي تجمّعت الدموع تغرق عيونها بشكل مجنون وبالقوة تداركتها ، هي تغيّرت ملامحها تكتسي بالإحمرار توضح للكل ، ونبض عنقها يحرّك حتى سلسالها يوضح له هو لوحده الحين ومن لمحت نظرته لها نطقت ورد : يسألون عنك البنات قصيد ، بنتظرك قريب عشان ندخل لا تطولين
هزت راسها بإيه وهي شبّت له جوفه وقت رفعت يدها لخدها تمنع دمعتها وصدّت عن ورد وملاذ ، وإبتسمت ملاذ : بيمشون الحين الرجال ، لو ودك تلحق أخوك
هز راسه بإيه فقط ، وإبتسمت ملاذ لثواني تراقبه بعيونها وتنحنحت تتوجه للداخل بدون أيّ شيء أكثر ..
شبّ جوفها كلها وأكثر من مدّ يده لعنقها بهدوء يضمّه ، يرهن نبضه تحت يدّه ويحسّها ويضم ملامحها لعنده يقبّل جبينها لثواني طويلة حسّت بحرارته ونطق بهدوء تامّ : ما ودك تدخلين ؟
هزت راسها بالنفي تجمّع نفسها لكنها بعثرته كله هالمرّة ما مسكت أزرار ثوبه ، هالمرّة إستقرت يدها على قلبه تنبسط هي تدّور نبضه ، أو تبي توقّفه له وكان الخيار الثاني الأصح من رفعت عيونها له : لا تدور خاطري وش يبي
نزل نظره لها لثواني بإستغراب ، وتغيّرت نبرتها من الحرقة يلي حسّتها إن حتى ورد ما ضمّته وبيّن خوفها منه بعادي سلامها : إنت خاطرك وش فيه ؟
كانت تلمس قلبه ، تتحسّس صدره المُلتهب من قُبح شعوره هو يدري إنه يخوّف ويدري إنّ جيته ماهي جيّة سرور عليهم ويدري إنه مُرهق وإنّ ملامحه تنفّر ما تريح ويدري إنّه واضح عليه : فيه إنتِ ، ما به شيءّ ثاني ..
وقت نزلت راسها عنه لثواني بسيطة عرف إنها على وشك الإنهيار فيها لأن عيونها تحترق بإحمرارها ، تشعّل نار هو نفض المسافة ، ونفض شعوره وشعورها والدموع يلي حاوطت عينها يقبّلها هو بنفسه ياخذ رضاها ، ويرضيها هيّ ..
_
« قسـم الرجـال »
طلع من الضجة وهو يكذب لو يقول إنه بخير ، وإنه لقى بفرح اليوم مكان يوسعه هو ضحك وإبتسم وشالّ عن نهيّان جزء كبير من همه إن ذياب مو موجود لكن الحين هو ما يطيق ، ما يطيق الجلسة ولا يطيق شيءّ آخر يحس إنه يُهد ولا يمسكه شيء يرممّه ومع إنه وعد ذياب ألف مرة لكن الحين ما بقى له حيل ولا قدرة صدره يغلي ويحتاج إنه يخففّ هالنار عنه ولا فيه مثل الدخان تخفيف بعينه وطريق يعرفه ذياب ماهو موجود ، ولا دبابه ، ولا شيء..
جلس على سيارته يشعل سيجارة وحدة تأمّلها لثواني : عن الخاطر ، ماهو عصيان لكن عن الخاطر ..
أخذ نفس من أعماقه منها ينثر الدخان غيمة حوله ما يخاف يطلع أحد ويشوفه ، ولا يخاف شيءّ لكن جوفه يحترق بشكل مو عادي ولا له حلّ ترك آل سليمان بأفراحهم هم باقي يـ
_
هم باقي يعرضون مع نهيّان ويرقصون وهو يحس ماله داعي ولو ما كان خاطر نهيّان ، وإن ذياب ما بيرضى العكس ما كان جلس : يجيبك بالسلامة ياحبيبي
رمى سيجارته بعد ما بقى منها إلا آخرها يدعسها بقدمه ، تعطّر على السريع يعدل أكتافه : والله يا تستاهل حضن يا نصّار ، تستاهل حضن تستاهل عشر بوسات وتستاهل أشياء كثير لكن الله كريم وإلاّ مثلك يجلس وحداني ؟
عدل أكتافه يرجع يمشي للمدخل ، للقاعة يلي فيها الرجال ويلي مشرّعة عظيم أبوابها للضيوف يلي ما بقى منهم أحد ، ما بقى إلا الأقارب ورجع يرسم الإبتسام بمجرد ما لمح نهيّان الواقف مع جدّه متعب والواضح إنه يعرض عشان خاطره ، ومن لمح عذبي وتركي وفهد بالجهة الأخرى يسولفون مع عيال آل سليمان لكن ما شدّ إنتباهه شيءّ كثر تركي المحامي يلي كان واقف يتأمّل جواله لكن ملامحه تعقّدت بلحظة وسأل من فضوله : عمي ؟
قرّب عذبي الكبير يلي لمح تغيّر تركي المريب : تركي ؟
ما نطق بكلمة وحدة من صدمته من الرسالة يلي وقّفت له عقله كله ما يستوعب حضور ولا يستوعب مكان لا يستوعب شيء وناظره عذبي الكبير لثواني بإستغرب : تركي !
ترك عذبي ولده العيال لأنه لمح ملامح أبوه ولمح سميّه يلي يحاول يكلمه ولهالسبب توجه له مباشرة لكن وقت قرّبت خطوته وطاح الجوال من يد أبوه يعلن تشنجها هو مباشرة مشى لناحيته يمسكه بذهول : صار شيء ؟
لأوّل مرة يغيب المنطق عن تركي يلي مشى بدون كلمة ، بدون حرف يتوجه للباب لكن مشيته قوّمت آل نائل كلهم خلفهم لأنّ ترتجف خطاويه هو خوف هو غضب هو وش بالضبط ما يدري ونطق عذبي الكبير يتدارك الفزّة الغريبة منه : دامت أفراحكم يابو ذياب ، دامت أفراحكم بالأذن
_
مسح على شنبه بهدوء هو وقفت خطوته من وقت لمح نصّار صاحبه ، صاحب عمره يلي كان جالس على السيّارة يدخن ، يسولف لنفسه كالعادة ووقت لمح هو كيف تعطّر وعدل أكتافه يرجع للداخل هو عدّل أكتافه بالمثل يعزّم خطوته على باقي الشعور كله ، يحسّ الغربة ما يكذب بهالشعور يلي ما جاء من كيفه وهو حسّه بمزاجه إنما جاء متوالي عليه من كل إتجاه والحين يسوق خطوته للغربة ، بكل خطوة هو يطعن نفسه ألف مرّة يمشي لعظيم الباب ويسمع عظيم الأفراح والإحتفالات تسعده ، جداً تسعده لكن ودّه تتم بدونه ولا له مجال الحين ..
وقفت خطوته بهدوء من الصّف يلي حصل قدامه ، أوّلهم الشاعر المرتجف يلي طلع يسبق خطوته يتبعونه آل نائل ولمح الخوف فيه ولهالسبب نطق بهدوء تام يوّقف كل الخطوات ، يقطعها كلها : السلام عليكم ..
سكنت ملامح تركي لثواني يوقف ، يوقّف آل نائل خلفه بوقوفه هم على مدخل القاعة وقدامهم على الشارع شخص واحد ، شخص …
_
شخص وقّف كثير الخطاوي وأصوات الثياب بالمشي ما نطق شخص منهم الحرف من الصدمة لكن همس فهد مذهول شخص بعد شهور يطلع من العدم ، بآخر الزواج ، بشكل غير متوقع والأهم بهالشكل : هذا ذياب !
سكت عذبي يتأمل أبوه لثواني كان ساكت ، كان غاضب ، كان فيه مليون شعور وشعور ما عرف يفهمها بس الصدمة يلي حصلت تمنع كلّ الأصوات ما رُدّ السلام إلا بعد ثواني ، بعد ما إستوعب عذبي الكبير يبتسم : حيّ عينه ! وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته حيّ عينه !
كانت عينه لعمه تركي ومع ذلك ردّ بهدوء : الله يبقيك
نزل تركي من المدخل مباشرة يتوجه لذياب ، يوقف قدامه خُطف نفس تركي نفسه وخُطفت أنفاس آل نائل من الغرابة وتأمل ذياب عمه لثواني طويلة : آمرني
رجفت نبرة تركي مباشرة هو ما يستوعب عقله ، ما يستوعب إنّ وصلته رسالة محتواها صورة لقصيد بمهجور الخيام وخلفها سيارة السواق فقط وإنّ ما حولها أحد وإنه هو ما شافها إلا الحين ، إنه ركض يسبق خطوته ما يدري كيف يتصرف لكن خوفه كان أكبر من كلّ شيء : بنتي وينها
ناظره ذياب لثواني وهو يفهم بالشكل الكافي إنّ وصله خبر وعلم ، يفهم إنه ما يبي جواب يقوله بإنها عندهم وبس : بنتك بوجهي ، وبعهدتي ، وحمايتي ، وزوجتي ..
كان وده يغضب ، وده يصرخ من خوفه وده يهدّ حيل الدنيا كلها على الشعور يلي رُمى بقلبه بدون مقدمات يضيّع خطوته ومنطقه وثباته لكن إنه شاف قدامه ذياب بهالشكل ، إنه شاف ماضي سنينه من الغربة والهجران والإحتراق بملامح ذياب هو ساق خطوته يمّه يسأله ، وجاء الجواب أكثر من إنه يخالفه وأكّد ذياب هالشيء : ولا أقولها بداعي الهرج أنا ماني راعيه ، أقولها حق وسيف على كلّ فعل غيره وإنت تفهمني ياعمي ، إنت تفهمني إنّ كان بخاطرك شيءّ هاته لي أنا الحين وهي ما يقربها شيءّ ..
سكت لثواني يمسح على ملامحه بيده يمكن ما يكذب وقت يقول ضاعت خطوته من الأرض ورجعت تثبت الحين بيترك كلّ شعور ، كلّ كلمة ويركز على جيّة ذياب وكلامه وزوّد عليه إنّ ذياب أخذ راسه بهدوء وهنا تركي ما إكتفى إنما ضمّه يشدّ على ظهره مباشرة من الرجفة يلي حصلت له : حيّ ولدي ، حيّ ولدي بدياره حيّ عينه
يمكن هالحضن هو الشيء الوحيد يلي ترك آل نائل يتنفّسون وأولهم عذبي يلي مسح جبينه من توتره : أنا ليش تخيّلت هوشة ؟ ليش شفت أبوي معصب وليش نزل ما تجرأ واحد منّا يقرب منه !
-
رجف بشت نهيّان هو يمكن راقب ساعة يده أكثر من كل شيء ثاني كل ساعة يقول ذياب بيجي ، ووقت تمرّ الساعة وما يجي ذياب هو يجددّ الأمل ما يبيّن عليه شيء لكن الحين وقت إنتهى الزواج بشكل تقريبي طغى عليه شعوره بشكل مجنون كيف ينتهي الـ
_
كيف ينتهي اليوم المسمى بزواجه وأخوه ماهو موجود ، وقف نصّار عن يساره لأن حاكم للآن عن يمينه وما فارقه : أبوحاكم
إبتسم نهيّان لثواني يعدل بشته : ما تردّني البيت معك ؟
ضحك نصّار بذهول لأنها جات عفوية وعشوائية بشكل مجنون : والله ؟ ترى أصدق بسرعة وأردّك معي
رفع حاكم حاجبه يسمع نهيّان ونصار يلي يسولفون جنبه لكن إنشغاله إنه شاف شيء غير طبيعي بآل نائل وقت مشيتهم وإن تركي ما مرّه نهائي وإنهم الحين باقي واقفين على المدخل ، يشوف منهم ظهورهم بس ويستغرب وقوفهم ما يدري وش أسبابه ولا يسمع منهم صوت لأنّ متعب للآن ماسك الفرقة يعرضون له ويدقّون ويبيهم لين يمشي نهيّان يدقون وراه : جايكم الحين أنا ..
هز نهيّان راسه بإيه وبمجرد ما مشى أبوه هو عدل بشته تبيّن نفضته : ذياب ما رسل لك شيء ؟ ما قال شيء
هز نصار راسه بالنفي وهو يحاوط كتفه : يومك ، يومك يابن الحلال ذياب لو بيده يجيك على جناح طير ما تعرفه؟ صورتك له وولا يهمك يوم يشيلك الخيام ونلبّسك البشت بعد وتصير عريس مرّتين وش تبي أكثر ؟ تبيه يعرض لك ؟ أعرفه يخلّي السيف يرقص لك من نفسه ما تعرفه إنت ؟
ضحك نهيّان من توتره وهو يناظر نصّار يلي إبتسم يضم راسه لعنده : إنت المهم عنده ، إنت المهم ياعريس وبعدين طول عمرك ما تقول كلهم يلبسون بشت بزواجك بس ذياب ما يلبس ما تبيه يلبس وبتزعل منه لو لبس ؟ هاك نفّذ لك طلبك ولا جاء أبد لا هو ولا بشته
ضحك يمسح على عيونه لثواني : ماهو كذا يضحّكون تكفى ! ماهو كذا تكفى ياثقل دمك ياخي يا ثقله
ضحك نصّار وهو يدري إنه ضغط على جرحه وأخذ راسه لعنده يضمه : تصدمك الدنيا وأنا موجود ؟ ما أرضى بس صدق هذا ماهو كلامك له دايم ؟ تنفّذ كلامك عشان تحسب للجاي وتفكر كيف تطلب أشياء طرق تحقيقها كثيرة إنت تقصد هيّنه وهي تجي كثيرة حيل ما تعرفها
ناظر نهيّان نصار لثواني : تتفلسف الحين وأستوعب أنا ؟
إبتسم نصار يهز راسه بالنفي : لو تسألني يانصّار وش قلت أقولك مدري بس حكم ، كلام كبار وأدري ما تفهمه
ضحك نهيّان يعدل بشته ، يتأمل أبوه يلي لابس بشت مثله ، خاله ، عمّه ، جدّانه وأقاربهم كلهم بالبشوت وهو كان كلّ طاري للزواج يقول " موافق الكل يلبس بشت بزواجي إلا ذياب " وحججه كثير مره يقول إن ذياب أغلب إجتماعاته يلبس بشوت وهو ما يحب إن يصير زواجه مثل إجتماع عند ذياب ، ومرّة يفضح سرّه وخافيه ويقول إن ما وده أحد يغطي عليه ولأن منظر أخوه جدي أكثر يليق عليه البشت دايم وكلها كانت تُقال هزل لكن الحين وقت حصل فعلاً ، هو وده ينزّل البشت ويلبسه ذياب لكن يكون موجود هذا ودّه ..
لف نظره لنصّار يلي شرد تفكيره يتأمل …
↚
يتأمل متعب المبسوط ويعرض للآن ، متعب يلي وقّف حاكم عنده يتركه يعرض ويبتسم معاه ومع فزّاع للآن وتنحنح نهيّان من لمح شروده الشديد : إنت ما قلت شيء
إبتسم نصّار لثواني : وش أقول ؟ مبروك يا حبيبي مبروك
ناظره نهيّان لثواني ، وشتت نصّار نظره لبعيد فقط هو ما يبيّن شعوره لمين من كان لو يحترق لهفة وإنتظار وشوق ولو إن وده يصرخ من الألم بكونه هو موجود وذياب أحقّ منه بالوجود لكنه يداري ، يداري ويحاول يداري وما يدري متى يجي الوقت يلي يُدارى هو فيه ..
رفع نهيان نظره لجمع آل نائل يلي تفرّق قدامه ، ولف حاكم نظره يركي السيف على كتفه بقيت إبتسامته من أفعال أبوه لكن تحوّلت كل ملامحه لسكون تام من لمح إنّ يلي فرق الجمع يدخل من بينهم ما كان إلاّ ولده ذياب مع تركي وبجنبه ، ولده الغايب عنه من شهور دخل القاعة من صدمة دخوله حتى الفرقة يلي كانت تعرض أشّر لها متعب بالسكوت ، نطق ذياب السلام بهدوء تامّ ، هدوء وجه فيه نظره لأبوه ، عمّه ، آل سليمان كلهم وأخوه ونصّار يلي تغيّرت كل ملامحه مو صدمة ، تغيّرت ملامحه بشكل آخر ما يوصفه بني آدم ولمح ذياب هالشيء عينه أشّرت خفية لنصّار يسكت ، يصبر شعوره ورُد السلام متفّرق منهم لكن نهيّان سكت ، نهيّان سكت يشوف أخوه ويمكن ما حسّ ذياب إلا بشديد الحمل على ظهره من سكوتهم صار هو لازم يتكلم ، هو لازم يقول عشان ما يصير الموقف محرج أكثر وبالفعل نطق : مبروك يا عريس
بعد ما نطق ذيّاب هالجملة العادية هو زلزل شعور نصّار يلي صد بنظره مباشرة تختنق حروفه ، وزلزل القاعة كلها هو يبي يخفي جروح سوء العلاقة وسوء نفسه عن العيون بمحاولات وبلحظة وحدة ما صدح بالقاعة كلها إلا ضحك نهيّان يلي ما صدّق عينه ، ما إستوعب إن أخوه فعلاً قدامه وضحك متعب يشدّ عكازه : تو تصدح ضحكات العريس
إبتسم فزاع لأنه حتى هو بنفسه شاف توتر نهيّان الشديد وسمع ضحكته الحين وقت جاء ذياب : تو ما نوّر العرس يا عمي ، تو يزين الليّل زين سيّرت وجيت الحمدلله
توجه لأخوه بكل هدوء يقبل راسه ، يشدّ بشته عليه : تستاهل الطيب ياخوك ، تستاهل الطيب ومبروك ..
من أول الزواج للحين ، لهاللحظة بالذات حسّ نهيان إن حروفه تتجمع شوك بحلقه ما قدر ينطق كلمة كان على وشك الإنهيار لكن ذياب ضمّه لعنده ، يشدّ على كتفه بهدوء وهمس يضرب ظهره: رجال إنت ، رجّال الله يوفقك
كان نهيّان على وشك ينزل بشته يلبسه ذياب لكن ذياب شدّه عليه مباشرة يبتر حروفه كلها وحتى فعله ، ونطق نهيّان مباشرة : تكفى
هز راسه بالنفي ما يسمح له مجال : ما قلت ذياب ما يلبس ؟
رجفت نظرة نصّار يلي شتت نظره بعيد ، وإن ذياب …
_
رجفت نظرة نصّار يلي شتت نظره بعيد هو كان يذكّر نهيان بهالجملة لكن وقت جات من ذياب صار وقعها مُحرق بشكل لا مُتناهي ما خففته إلا إبتسامة ذياب بنهايتها يسبب إنهيار تام لنصّار ، ولنهيان نفسه يلي همس : ما ودك تعرف ؟ طيب على الأقل تعرف ليش صـ
قطع حروفه كلها بهدوء : الله يتممّ لك والباقي ما يهم
هز نهيان راسه بإيه وهو يدري إن ذياب ما بيسأله نهائي لأنه قد سأل مرتين وما يسأل ثالثة ، وتأكّد من لف نظره لنصّار يلي كتمته مشاعره بشكل لا محدود ونطق ذياب يبتسم له رغم هلاكه : تعزويت إنت ؟
هز راسه بإيه يمكن ما بعمره تجمّعت مشاعره كلها يحسّها بحلقه ،طغت حتى على عينه هو يشوف صاحبه راعي الهيبة دايم لكن بهالحال يشدّ حيله بالقوة ، حال المهلوك يلي يبتسم غصب ، حال المُتعب المرهق يلي سوّدت ملامحه من التعب ، إنتفاخات عيونه والشّدة بكل تقسيم بملامحه لكنه مع ذلك بحاله الخارجي المعتاد ، لابس ثوبه يبيّن عزه ، وشماغه يبيّن إنه بخير وبحال يليق بمكانه هو وإنه بزواج أخوه وأخذت نصّار الأفكار إلى إنّ غرقت عينه يضحك وهو ما نطق كلمة من كثر المشاعر يلي هلكته هو يشوف صاحبه مهلوك ، مهلوك بشكل مُخيف تغيّرت عينه وتغيّرت نظرته وتغيّر فيه كل شيء ويتحامل على نفسه نصّار يشوف هالشيء لكنه يكتمه ومدّ ذياب يده يشد على كتف نصّار لثواني ودّه يخفف عنه وهمس : تحسّب إني ما شفت ولا دريت وتخفى عليّ ؟ أخو ذياب وأخو ذياب وآخرها تدخن ؟
ضحك لأن كتمته مشاعره بما فيه الكفاية : لو دريت إن دخاني وحظي يجيبونك من زمان سويتها ! والله من زمان هو نطق هالجمل يهدّ شعوره ، ووقت إبتسم ذياب ما تمالك نفسه غير إنه ينفّض ثوبه كله يضمه ، يضحك ذياب من بعده يشدّ على كتفه ياخذ بدقنه بيدّه : لا تكررها وخفّ ، خفّ ما تخفى عليّ وأدري بك مشتاق إن ما قلته
ضحك نصّار يضغط على عينه ، يتمالك نفسه ما يبكي وسط جموع الرجال : من يشتاق ؟ ماهو أنا
ضحك ذياب يهز راسه بإيه ويشدّ على كتفه فقط لحد ما صحصح ومسك نفسه يتوجه للباقين ، يرد السلام على أهله ، على أقاربه كلهم هو توجه لنهيان بالبداية لأنّه أول شخص بدرت منه ردّة فعل ولأنه كان لازم يروح له وعلى ضجة أصواتهم بالترحيب وصوته بالرّد لكن ما وقف خطوته إلا عند أبوه يلي غيّر مكانه عشان يكون الأخير يلي يسلّم عليه ذياب ، أبوه يلي باقي السيف على كتفه لكنه ما نطق بحرف واحد أخذ ذياب يده يصافحه ، يقبل راسه ما قال حاكم كلمة بالبداية لكنه شدّ على يد ذياب لثواني : حيّاك يابوك
هز راسه بإيه بهدوء وهي كلمتين طلعت بالقوّة من أبوه لمح هالشيء وشدّ على يده بهدوء ما ينتظر أكثر : الله يبقيك
لأن ..
_
لأن الأصوات ضجت بمجيئه ما بينتبه لهم أحد ولا ودّه يجلس باقي قدام أبوه يجرح نفسه بالغربة يلي داهمته هو رجع توجه لنهيّان ، ولنصّار يلي عدل نفسه وأكتافه الفّ مرة من توتره وإن ذياب بعد سلامه على أبوه إختلف حاله تماماً ما نطق كلمة ، وشتت نظره للبعيد لكن ملامحه شدت بشكل مخيف : فيك شيء ؟
رفع نظره لنصّار يلي همس وهو فصل عن الدنيا كلها ما يستوعب شيء ، ما يستوعب إنّ كانت نية آل نائل المشي لكن بمجيئه رجعت ترتفع السيوف ، رجعت تضج الأفراح عشانه وما لفت إنتباه تركي الشاعر شيء إلاّ شيء واحد ، لاحظ اليوم كله إنّ نصار يضم رأس نهيان عنده كل شوي وعرف إنه من توتر نهيّان ومشاعره هو يسوي هالشيء لكن الحين عرف أصل هالحركة لمن تكون من ضمّ ذياب راس نصار عنده لثواني طويلة ومن لمح تركي نيران لها أوّل مالها آخر بذيّاب يلي مع الناس ، لكن باله بعيد ..
ناظره عمه فزاع يمدّ له سيفه ، وأخذه ذياب لكنه ما حرّكه إنما ركّاه على كتفه ولمح حاكم هالشيء ولمح حتى تركي إن أعصابه مضغوطة بشكل لا مُتناهي وفعلاً كان كذلك هو من أبوه لوحده تمنّى إنه ما جاء والمضحك المبكي إنّه وقت لمح إن أبوه غيّر مكانه وصار بآخر الصّف توقع إنه عشان يكلمه ، عشان يجهّز نفسه يبتسم له عالأقل ولكن وقت سلّم عليه هو حرقه الشعّور بالتفكير يلي ما يطيقه وصار له مرّتين للآن ، صار له مرّتين مرة بالمسجد ووقت وداعه وبالبيت وقت حسسه بغربة مستحيلة لكن الحين غربته غير ، غربة تفكيره عن أبوه نفسه غير هو رجع لآخر الصف لأنه ما كان وده يسلم عليه ؟ هذا التفكير يلي ما يطيقه لكن كلّ شيء يدفه له يعرف إن أبوه يحبه ، ويعرف إنه هو لو يقول له موت قدامي يموت لعينه ، ويعرف إنّ علاقتهم تسوء كثير لكنه كان يعرف الحبّ يلي بقلب أبوه له عالأقل والحين ما عاد يعرف شيء ..
ترك السيف بيد نصّار من لمح شخص واقف على باب المدخل يعرفه ويبيه ، وبردت ملامح نصّار : وين ؟
نطق بشكل بيّن ضيق أعصابه غصبٍ عنه : جاي
توجه ذياب بمشيه لأسامة يلي بمجرد ما مدّ ذياب يده يحركه قدامه نطق : طال عمرك جيت أتطمن عليك بس
عضّ شفايفه لثواني يمشيّه قدامه وفصل بدون رغبة منه : شفت لسانك الليّ تهرج به ؟ إن قلت طال عمرك به مرة ثانية نزّلته لك تاكله سمعتني ؟
ناظره أسامة لثواني بذهول : بس
كان يستناه يقول طال عمرك فعلاً عشان يفصل عليه ، وما لقى أسامة لنفسه مهرب غير إنه يسكر فمه : حاضر ، بس بشتك بالقصر أجيبه لك الحين أنا عشان تقعد به طـ
قطع جملته كلها من نظرة ذياب وهو يناظره ورجع يأشّر بشديد السكوت فقط : آسف طال عمرك ، آسف
،
لف تركي نظره لحاكم يلي باقي عينه تـ
_
لف تركي نظره لحاكم يلي باقي عينه تراقب ذياب ، وتراقب الشخص غريب الهيئة يلي ما لمح وجهه نهائي لأن ذياب ما ترك وجهه يقابل المدخل هو لمح هالشيء وتأكّد إنه تقصّد من ولده من تركه حتى وقت بيمشي يتلثم عشان ما يشوفه أحد وما قاطع تفكير حاكم إلا تركي يلي نزّل السيف من على كتفه : وش تقول عنه إنت دايم ؟
لف حاكم نظره لتركي لثواني بإستغراب ، وهز تركي راسه بإيه وهو إحساسه يدله على سوء غير طبيعي بعلاقة ذياب وحاكم وسوء ما يطيقه هو ولا يتمناه لذياب : وش تناديه
نطق حاكم بهدوء من لمح رجوع ولده للداخل ما كأنّه طلع : الخافي البيّن ، يليق يه غيره يا تركي ؟
هز تركي راسه بإيه لثواني : إنت تقولها لأنه ولدك ، لأنّ له خوافيه وله شيءّ يبينه ، تعرف الشاعر وش يقول ؟
لف حاكم نظره له ، ونطق تركي بهدوء : يقول ما شفت جرحٍ عليه هدوم ؟ هذا أنا ، البيّن الخافي
وقبل ينطق حاكم إبتسم تركي : الله يديمه لك ولا تشوف به جروح توجعه ، ماهو كل شيء يقوله الشاعر حقيقة
_
« عنـد ديـم »
لآخر لحظة كان صوت غُناهم عالي ، كان وداعهم لها عاليّ ويراقصونها حتى وهي بعبايتها ويضجون بالصوت لكن وقفت خطوتها بإدراك عند الباب : وين بنروح ؟
رفعت ورد حاجبها لثواني خلفها : وش وين بتروحين ؟
سكنت ملامح ديم ترفع فستانها لثواني وتكشف طرحتها : وش وين بروح ؟ لا يكون برجع معاكم البيت يعني ؟
ضحكت وسن بذهول تناظرها : صح النوم حبيبتي بيتك وينه ؟ مو بيت عمي حاكم ؟ يعني بتروحين معاهم إيه
إبتسمت قصيد من داخل الغرفة على حوارهم هي سلّمت على ديم من وقت لكنها حست ببارد سلامها ومع ذلك ما همّها لأن هي بالها مو معاها أساساً ، الحين هي إبتسمت لعقلها يلي قرر يفكر ديم فعلاً بتسكن ببيت عمها حاكم وذياب للحين هو مستقر بمكان ما تعرف بيرجع لبيته يلي كلّمها فيه بآخر مرة وبجنبه الصقر وهز شعورها لما قالت له " لوحدك " وجاوبها " إنتِ معي " وهالجواب يهزها كثير ، أو بيرجع للغياب لكن تعرف إنّ الأكيد ما بيرجع بيت أبوه وما عاده مكانه هي حسّت هالشيء ..
لبست توق عبايتها ، طرحتها تتركها على شعرها وتقدمت خطوة على ديم : تعالي إركبي سيارته ووين ما ودّاك يوديك وش علينا إحنا خلاص بنقفّل الزواج
هزت ديم راسها بالنفي بتوتر : لا ، لا بيت عمي حاكم ما أروح معاه واليوم كمان مستحيل وش الإستهبال هـ
نطق نهيّان يلي كان نظره على الأرض طول الوقت : ومن قال بتروحين معه بيت عمك حاكم ؟
شهقت توق مباشرة تدخل للداخل ، وعضّت وسن شفايفها لثواني : دوخة بسم الله عليّ
كانت وسن شعور ديم المُتحدث لأن فعلاً هي حست كل شعورها ببطنها من إنه بالخارج خلف الـ..
_
خلف الباب وإنه يسمع ويمكن توها تستوعب رهبة الزواج كلها من إنه ماسك بشته ، ومن إنه قرب خطوته يمدّ يده لها عشان تنزل معاه : لا
ضربت وسن ظهرها مباشرة بهمس : وش لا ! وش لا
رفع نهيان حاجبه وهو يشوف ديم بس لكن لمح إن ظهرها تحرك : وش لا يابنت الحلال ورانا نوم إخلصي
هو قالها عفوية لأنه ما نام وما حصلت له راحة إلاّ بعد ما شاف ذياب لكن من صرّخت ملامح ديم من الخجل ومن وصلت لمسمعه الضحكات والشهقات هو إستوعب يتنحنح لثواني ، يخجل بشكل شديد وهمس : تكفين
مدت يدها له بالفعل يساعدها وتنزل معاه ، وتعالى الصراخ والوداع لها يزفّونها عروسة له وعلى عينهم هي تمشي بجنب نهيّان لسيارته وما يصدّقون هالمنظر ..
إبتسمت ملاذ بحب شديد : الله يحميكم يا أمي ..
فتح نهيّان الباب لها يساعدها ووسط هالمساعدة هي توها تدرك إنّ يدها بيده طول الوقت وبأسرع ما يكون هي سحبت يدها تتدارك نفسها وإنتبه على هالشيء لكنه ما إهتم نهائياً هو يتصرف بكيفه والشيء يلي يشوفه واجب وحقّ لها عليه والباقي ما يعنيه هي كيف شعورها وكيف تتصرف تجاهه ما يعنيه نهائياً ..
كان قلبها يدق بشدّة غير معقولة ما تعرف الطريق يلي رايحين له وما تصدّق إن نهيان جالس ومرتاح والسواق يمشي بهم على كيفه وهمست : يدري وين بيروح ؟
هز راسه بالنفي : لا ، يمشي وين ما يوديه الخط بس
ندمت على السؤال ، وندمت إنها تكلمت وفعلياً هي ما إنتبهت إن الطريق إنتهى إلا وقت نزل يمد يدّه لها بعد ما فتح الباب ونطقت بشبه تهجّم : وش فيك إنت ؟
رفع حاجبه بإستغراب : تنزلين لحالك ؟ إنزلي
فعلاً ما نطق شيء آخر غير إنه وقف ينزل بشته يطويه ويتركها هي تنزل بثقل فستانها لوحدها لأنه ودها ، دقّ قلبها بشكل غير معقول لأنه مو بيت عمها حاكم يلي خافت الرجوع له لكنه مكان تخافه أكثر ما كان إلا أحد الفنادق ، مشى جنبها ما يسبق خطوتها لكنه مع ذلك ما مسك يدها ولا يبيّن إنهم عرسان لو مو فستانها ، ولو مو بشته يلي على يده ..
دخل الجناح يفتح النور : أغراضك تركتها أمك بالغرفة ، تبين أطلب لك عشاء شيء ؟
هزت راسها بالنفي وتوجهت فعلاً للغرفة مباشرة بدون أي كلمة زيادة تقفل الباب خلفها ، ورفع حاجبه يرمي بشته على الكنبة : تستهبل وإلا شلون ؟ وش هالمعاملة ؟
-
توجهت لأغراضها ركض وهي خايفة إن أمها بدّلت شيء لكن كل إرتياحها إن كله على تجهيزها هي ، نزلت فستانها ترميه بطرف الغرفة مباشرة ، تمسح كلّ شيء بملامحها وهزت راسها بالنفي بعدم إقتناع : ما يكفي ، ما يكفي
وفعلاً توجهت تتحمم عنّ كل شيء ، تخفف من توتر نفسها وتترك شعرها مبلول تغرق بأسود بلوفرها الواسع وبنطلونه يلي مثله
_
مرّت ساعة ونصف بالضبط وهي ما طلعت من الغرفة وعضّت شفايفها من دق الباب ونطق بإستغراب : ديم ؟
عضّت شفايفها لثواني برعب ، ورفع حاجبه من حرك المقبض لكن الباب مقفل : إطلعي لا أكسره فوق راسك
وسّعت عيونها بذهول تتوجه للباب مباشرة : تستهبل معي ؟ يعني من أولها كـ
كان مبتسم ، فعلاً كان مبتسم وضحك من لمح ملابسها : تعالي تعشيّ معي ما أكلت شيء ، ما أحب آكل لحالي
وقفت بإستيعاب إنه لابس شورته وتيشيرته بكل عادية وإنه رجع يجلس بالصالة والأكل قدامه لكن مو هنا صدمتها ، صدمتها إنه يتابع مباراة بكل برود وإن هو نطق " إطلعي لا أكسره فوق راسك " عشان يطلعها بنيّة الهواش يلي ماهو نيّته أساساً ، رفع حاجبه لثواني بإستغراب من وقوفها : ما تبين ؟ وش أكلتي لو ما تبين
هزت راسها بالنفي : أكلت الحمدلله ما ودي بشيء
ميّل شفايفه لثواني : طيب تعالي إجلسي عندي بس ، لا تكلميني ولا تاكلين أبد بس تعالي إجلسي عشان آكل
كانت على وشك ترجع وتقفل الباب خلفها وتتركه ، لكنه نطق بهدوء غريب عليها وما توقّعته : ما ودك تجين ؟
ما تدري ليش توجهت تجلس جنبه حتى وباله مو معاها مع المباراة ، وياكل بشكل طبيعي ما كأن أحد جنبه وهي مصدومة تتأمل بس هو مستوعب إنها زوجته وهاليوم يوم زواجهم ؟ تشك بهالشيء وأكثر من ضحك : شوفي الحين هالغبي وش بيسوي ، شوفي وين يطيّر الكورة
كان يتكلم وما يلف نظره لها ، ولفت هي نظرها للشاشة لكنها شهقت من ضرب اللاعب الكورة بوجه الحارس وتعالت ضحكات نهيّان يلي ما يكتفي من هاللقطة : غبي
إبتسمت ما تدري ليه ، ووقت لمح إبتسامتها هو مدّ لها معاه من الأكل : لا تقولين لا
أخذت من يده فعلاً لكن هي لمست يده بالغلط ما تدري ليش توقعت شيء يوتّرها ويكرهها بجلوسها وإنها لمست يده يمكن تكون منه نظرة ، أو كلمة ، لكن ما حصل منه إنما ضحك يرجع يتابع بكل إستمتاع وسكتت هي فقط ..
_
« الفجـر ، القـاعـة »
طلعت للخارج مع أمها وفعلاً تو ينتهي الزواج وينتهي تمسّكهم الشديد فيها وسكنت ملامحها من لمحت أبوها الواقف مع عمها حاكم ، ومن لمحت ذياب بالخلف بعيد واقف يكلم أحد داخل سيارة إستوعبت إنه صاحبه نصّار لكن نظره رُفع لها كأنه إنتبه ، ورفع يده عن شبّاك نصار يتركه يحرّك للبعيد وبردت ملامحها من صوت أبوها : قصيـد
توجهت أمها تركب السيارة ، ومشيت قصيد بخطوتها تجاه أبوها وعمها حاكم يلي إبتسم يصافحها : حيّ بنتي ، كيف حالك عساك طيبة وبخير إن شاء الله ؟
إبتسمت بتوتر لأنها رميت طرحتها بإهمال على ملامحها وبالفعل طاحت تكشفها بمجرد ما رفعت نفسها تسلم على عمها : الله يبقيك ، الحمدلله بخير إنت كيف حالك وكيف صحتك؟
_
‘
إبتسم تركي أبوها على نطقها ، وهز حاكم راسه بإيه : الحمدلله يابوك الحمدلله ، لا تغطين الشارع فاضي
ما تدري ترجف من برودة الجو الشديدة ، أو من الخجل من عمها حاكم أو من اليد يلي حاوطت ظهرها بشكل ما تدري ليش خوفها هيّ حسته يشد على ظهرها ولفّت نظرها له لجزء من الثانية فقط وإبتسم تركي : دام الذيب جاء ، أنا أستأذن تبي شيء ناقصك شيء يابوذياب ؟
هز راسه بالنفي : سلامتك ما تقصر ياخوك ، ما تقصر
إنفتحت عبايتها من شديد الريح لكن ما توترت من شيء كثر يد ذياب يلي مدّها يضمها لها ولفت نظرها لأبوها يلي كانت منه نظرات عتاب غريبة لها بهمس : صار شيء ؟
هز راسه بالنفي : لا يا بابا ما صار ، ذياب يبيك بس
حسّت بدوخه لا مُتناهيه من كلمته ، ولف حاكم نظره لأمه يلي تناديه تستعجله : سلمت على جدتك وأمك ؟
هز راسه بإيه فقط : لقيتهم ، وسلمت عليهم جميع
نادت ورد أبوها لأن معاها أكياس بيدها وهي توها تخرج من القاعة وبالفعل توجه لها بعد ما ودّعهم بالله يحفظكم لكن رجفت قصيد لثواني : برجع معاك ؟
هز راسه بإيه بهدوء يناظرها : ما قلت رجعتك معي أنا ؟
لفت نظرها له ، كلها لفت له عشان تقدر تتحكم بعبايتها ولمح إنها تتوتر بشكل غير معقول : خاطرك وش به
هزت راسها بالنفي ترفع نظرها له لثواني ، تحسّ بالحصار إنهم بنص الشارع وإنها هي مو مغطيه والريح تزعجها لكنه مو مهتم بشيء نظره عليها بطريقه تعرفها وبالفعل جبر عروق صبره كلها يطلبها بتمنّع : غطي عني
كانت تسمع صوت أكعاب خلفها ، ولمحت إنه صد بنظره وإبتسمت ورد لثواني بوهقة : قصيد بتروحين مع ذياب ؟
ما نطقت من صدمتها وتوترها لكن ذياب نطق : إيه معي
هزت ورد راسها بإيه : طيب أبوي سيارته مافيها مكان معاه جدّاتي وأمي والأغراض ، قال روحوا مع ذياب
يمكن ما حسّت بخفقان وضغط لا مُتناهي كثر ما حسّت بهاللحظة وإنها رجعت تكشف عشان تقوله بتروح هي مع أبوها لكن نظرته سكّتت كل حروفها : السيارة مفتوحة
كانت المقصودة ورد والبنات خلفها يبيهم يسبقونه ويركبون ، ونزلت هي طرحتها عن ملامحها فعلاً تتركها على أعلى راسها لأن عنقها ينبض بشكل مجنون : أروح مع بابا أنا ، تجيني بالبيت هناك عشان ما تـ
عضّ شفايفه لثواني وهو ما يبي يعصب عليها لكنه ما يتصّور : تروحين معه عشان ما ودك يروحون معنا يعني ؟ هم يروحون معي وإنتِ لا هذا المنطق قصيد يعني ؟
سكنت ملامحها من عصبيته ، وشدّ فكه لأن ملامحها اختلفت : ارحميني ، بس ارحميني
ما نطقت كلمة أكثر ، ومشى أبوها يدق البوري لذياب يلي رفع يده يحييّه ويرد سلامه يودعه وعضّ شفايفه لثواني : إرفعي عينك لي
غطّت بدون ولا كلمة أكثر تـ
_
غطّت بدون ولا كلمة أكثر تسبقه للسيارة ، وعضّ شفايفه ياخذ نفس ويتبعها هيّ لسيارته ورد ركبت بالخلف بدون ما يُطلب منها ولا يُقال وهنا كان توتر قصيد يلي وقفت خطوتها عند الباب تلف نظرها لذياب : ورد وراء !
أشّر لها تركب فقط وركب هو مكانه ، وعضّت قصيد شفايفها بتوتر تكشف : ورد ليش ركبتي وراء ؟
إبتسمت ورد وهي ذابت بما فيه الكفاية من لمحتهم بالخارج أول ما طلعت وإن ذياب كان جنبها : زوجته إنتِ وصدقيني وده يشوفك ما يشوفني الحين
توردت ملامحها وسط صدمة توق وجود يلي كلهم إستغراب ذياب كيف يتركها تكشف بهالشكل لكنها رجعت تتحجب ، ورجعت تغطي وما حرّك ذياب لحد ما غطت وهمست توق يلي للآن ما صدقت وقوفهم بالأول وإن ذياب كان عندها قدام أبوه ويحاوطها : متفاهمين يعني !
هزت جود راسها بإيه بهمس : بعدين ، بعدين !
يمكن بعمرها ما حسّت إنها تسمع صوت قلبها زي ما حسّته بهاللحظة وإنه وقت ركب هو ما نزّل عينه منها لحد ما رجعت تغطي ، إنه يسرق نظره لها كلّ شوي هي من توترها بس شدّت عبايتها ألف مرةّ وفستانها وما كفّت عن هالحركة إلا وقت توسّدت يده يدها تمنعها وشدّت على يده بدون إدراك هي تحس التوتر مو غير التوتر من عصبيته هو بالبداية ، ومن نظرات أبوها ، ومن إنه للآن مستحيل يعدّي روحتها للخيام لوحدها ومن إنها بالزواج هي كل تفكيرها إنها لمحت طرف عذبة الهامدة وما تدري وش حصل لها من دموعها ولا ركّزت النظر لكن الأكيد بتسأل عنها ومن كل شيء هي تتوتر ، ومن البنات الحين هي جداً تتوتر ..
قطع الصمت الطويل صوت ورد يلي نطقت بعد تهديد : بيروحون معي البنات لبيتنا بس نبي أشياء من البقالة إذا عندك وقت وتقدر تمر
هز راسه بإيه ورنّ جوال بجيبه تركت قصيد يده عشانه لكنه ما حرّك يده من عليها طلّعه بيده الأخرى يشوف إنه جوالها ، يشوف إن المتصل مثل ما سمّته هي " فهودي " وقلوب لا متناهية باللون الأزرق ومدّه لها تحت أنظارهم يترك النظرات تتبادل بذهول شديد من أخذت قصيد الجوال صح ما ردّت لكنها فتحته تكلمه كتابة وهمست جود بعدم تصديق : جوالها ؟
هزت توق راسها بإيه من ذهولها ، وما إستوعبت ورد نهائياً إلا لما تركت قصيد الجوال بحضنها تأكد زود على الرد إنه فعلاً جوالها وكان بجيب ذياب ، وقف يمرّ المكان يلي يبونه ونطق إنه هو ينزل : وش تبون ؟
ورد بتوتر شديد : بننزل إحنا
هز راسه بالنفي بهدوء : قولي وش تبون أجيبه
فتحت توق طرف الباب لكنه ما نطق إنمّا عض شفايفه غضب يصبرّ نفسه ويشوف لو هي فعلاً بتنزل قبل ينهي كلامه ، كانت ورد متأكدة وتعرف إنه ما بيسمح لو تقول الليّ تقوله وقبل تتكلم نطقت جود تستفز عروقه :..
↚
: ترى ما به إلا العامل بننزل وبنرجع ما بنطول وش فيها !
جبر عروق صبره لأن الباب للآن مفتوح لكنه ما بيتكلم ويطلبها تسكره ولا بيعّصب هو له طريقة أخرى دامها تبيها عناد بعد كلمته حرر الفرامل بلحظة يتركها تقفل الباب من رعبها لأن وسكنت ملامح قصيد تشتت نظرها للبعيد من حرّك بدون ولا حرف يقفّل الأبواب ويكمل بلحظة لبيت أبوه ووقت وقف عنده هو ما نطق ولا كان منه نظر ولا حركة غير إنه رجع جسده للخلف ، نزلت توق ، ونزلت جود ، ونزلت ورد يلي ولّعت تضرب جود بغضب من التوتر يلي حسته : ما قلت لك ما يوافق ! ما قلت لك ما يوافق بس تبينه يعصّب يعني غصب يعصب عشان ترتاحين يعني ؟
كشرت جود مباشرة وهي مصدومة بشكل غير معقول : يخفّ علينا بس يبي يغار يغار على زوجته هي عنده حنّا ماله كلمة علينا وش هالنظام ؟
رفعت ورد حاجبها بذهول : لا حبيبتي هو ما يغار عليك ولا طقّ لك خبر هو يفكر إن وش ينزلك بعد عرس تسحبين فستانك وراك والرجال كلهم طالعين من المسجد وداخلين البقالة ووقت بغيتي تعاندينه هو ردّ عليك بس
ناظرتها جود لثواني بسخرية : صح ، نسيت إنه متحجّر وبدوي وكلمته يلي تمشي والباقي ما يهم ، نسيت معليش
ناظرتها ورد لثواني بعدم تصديق ، وتغيرت ملامح جود لثواني : بس صدق ، لو قصيد يلي كان ودها تنزل ينزلها ؟
ضحكت ورد بعدم تصديق : جود تستهبلين معي ؟
هزت راسها بالنفي : لا فعلاً ، ينزلها أتوقع ما يردها وهو حتى الشارع ما حرّك إلا لين حضرتها غطت ماشاءالله
مشيت ورد بدون ولا كلمة أكثر تدخل للداخل ونزلت توق طرحتها لأكتافها وهي للآن ما تستوعب كيف حرك وهي باقي فاتحة الباب : هي مالها نية تنزل أصلاً ما فكّت يده طول الطريق ، لو يقول لها إنزلي ما تنزل والله
عضّت جود شفايفها بغضب : متخلف ، متخلف الله ياخذه وياخذ حركته الغبية يقدر يرد يقدر يتفاهم يقدر يقولك سكري الباب يقول لي مافيه يقول شيء مو كذا يفجعنا بدون مقدمات يحرك !
-
أخذت نفس طويل تعض شفايفها لثواني هي خافته ، تكذب لو تقول ما خافته وترجف يدها للآن من خوفها هي مع البنات لكنها تشجّعت تنطق : مالك حق
لف نظره لها ، ورجفت لثواني ودها تكشف بس ما ودها ويكون أرحم لها لو ما كشفت : مالك حق تكسرهم كذا ، ليش تمرّ من الأساس لو ما بتتركهم ينزلون ؟
عضّ شفايفه لثواني بغضب : إيه مالي حقّ عليهم ولاني مسؤول عليهم لكن ما يعاندني إبن امه ،اللي ودها تروّح السواق موجود يوديها ولا هم قاصرات عن الروحة
هزت راسها بإيه لثواني وهو معصّب للآن ما ينكر وهي تخافه بشكل غير معقول لدرجة إنها ما تعرف المكان يلي بيروحون له ، ولا تهتم للطريق ولا المسافة وما حسّت إلا بـ…
_
بوقوفه هي نزلت طرحتها مباشرة تتركها على أعلى راسها فقط ، وفتح هو الباب من الخارج يمد يدّه لها يساعدها على النزول ومدّت يدها له بالفعل تنزل معاه لكن هبّت بصدرها ريح غير عن بارد الجوّ يلي حرك شعورها كله لثواني طويلة ، هبّ بداخلها شعور لا يوصف ما تعرف كيف تصنّفه تشوف قدامها قصر عظيم النخيل بكل الإتجاهات ، الشجر ، الممر قدامها والمساحة الشاسعة هي حسّت بالخوف ؟ فعلاً حسّت بالخوف وإنه قفل الأسوار خلفهم كان خوف أعظم هو بيتها هالمكان يلي شافت منه حديقته بس وصابها شعور ما يُوصف ، والحين تتأمّل أدواره وعظيم أركانه على عينها هنا بيتها ؟ ..
طوّلت بوقوفها لحد ما قرّب يحاوط ظهرها بيده وتسمّرت خطوتها تدور مهرب وباقي خاطرها عند البنات ، عند حركته يلي فجعتها هي : لو طاحت البنت ؟
عضّ شفايفه لثواني ينطق بكل شفافية تامّة : ما تطيح ، لو كنت أبيها تطيح طرحتها ولا سألت عنها ولا عن عنادها
ناظرته لثواني بعدم تصديق ، وشدّ فكه بهدوء يبيّن إن ما عنده جواب غير هالجواب وهو فعلاً كذلك لأن أعصابه ما تتحمل ولا هو مجبور يداري العناد على حساب أعصابه ، حسّت رجفة مستحيلة ، رجفة تركتها تنطق قبل تدخل لداخل البيت هي من خارجه وإرتعبت بهالشكل : بيتك ؟
هي تلعب بعروق قلبه بدون إنتباه منها ويعرف إن كل حركاتها طبيعية وعادية لكن هو فيه شوق ما يوصفه بني آدم لها ولا يدري كيف قرّ خطوته بعيد عنها : بيتك إنتِ معي ..
قبل تنطق بكلمة هو رفع جواله يردّ ، ينطق بإنه " إيه ذياب " ويلعب هو بعروق قلبها من إختلاف نبرته وإنه توجه للبعيد يكلّم وأشر لها هي تتوجه للداخل بعد ما ترك مفتاح بباطن يدّها يمكن ما هزّها شيء كثر المفتاح ومكانه وتوجهت للباب فعلاً تدخل المفتاح فيه ، ودها تهرب منه لو دقائق تجمّع فيها نفسها لكن بمجرد ما دخلت هي سكن قلبها بذهول غير طبيعي كانت ناوية الهرب ، وإن المفتاح أكثر شيء هزها لكنها حست بشيء غير طبيعي من كانت هالصالة بالذات الصالة يلي كلّمها منها ، الكنب يلي طلع الصقر على ظهره ومكان جلوسه وقبل لا تفكّر ، قبل لا تغرق بالشعور هي حسته خلفها تستقر يده على ظهرها وكان منها السؤال مباشرة : الصقر كان هنا ، كان معك لما كلّمتني ، كلمتني هنا وقلت إنتِ معي
هز راسه بإيه بهدوء : وإنتِ معي ، أول بيني وبينك المسافة ، والحين
قبل لا يكمّل هي…..
_
خَفق قلبها بشكل مجنون ما تتصّوره لكنه وضح عليها من نظرتها له ، من إنه فعلاً قال إنتِ معي مره يقصد وجودها معاه بالمكالمة والحين صارت هي كلها معاه ينفّذ كلمته واقع رجعتها معه ، وهي معه وإكتشفت إنها هي تقول " لا " وتأجل الزواج بكيفها لكن هي كلّها معه ، وهو كلّه معاها وإنتبهت إنه ما كمّل جملته وإنتبه لها هي يقطع كلامه لجلها وشدت المفتاح : موجود هنا ؟ الصقر
هز راسه بالنفي بهدوء يتوجه لبعيد : ماهو موجود
نزلت عبايتها تتركها على ذراع الكنب تتأمل البيت الفاضي فعلياً هو غير مُكتمل ، أغلب زواياه ظلام دامس والنور الوحيد الخافت والأثاث الوحيد بهالصالة فقط ، كنب لمست أطرافه تحسّ رهبته ، وطاولة باللّون البني المعتّق تتوسط بحر السجاد والجلسة أمامها ومدى واسع من الغرق ودها تعيش كل تفصيل فيه لأنه يخصّه ..
،
وقف بالزاوية البعيدة يقفل جوالاته يتركها على طاولة المدخل ، هالمرة ما يتأمّل بيته وأركانه زي أوّل مرة دخل فيها هالبيت ، هالمرة يتأمل ربيع عمره يجول قدّامه وتهز له ضلوع قلبه من أوّل ما نزلت عبايتها تتركها على ذراع الكنب وهالحركة مقتله الدائم منها هيّ حلوة ، حلوة حتى بعبايتها ووقت تنزلها تشد عروقه من أولها لآخرها بكل موقف ، يتأمّلها من أول فستانها يلي يرسم أعلى جسدها بالكامل ويوسع من بعده بشكل بسيط جداً يوصل لكعب قدمها ، تنزل أكمامه من على أكتافها تترك الحرية لشعرها يختلط بأسود لون الفستان ، ولون بشرتها هي ، ويطغى بُني لونه بوضوح يعانقها هو لمحها كلها بالقاعة ولمحها بالخيام لكن الحين منظرها الحيّ مع ميت البيت ومهجوره جاء شيء آخر تماماً لعينه ، وقلبه ..
لفت نظرها له من لمحت إنه واقف بعيد ويديه على الطاولة ومشيت لناحيته تقربّه : توريني المكان كله ؟
هز راسه بالنفي يمد يده خلف ظهرها : مفتاحه معك
ما فهمت لكن وقت مسك ظهرها هي إستوعبت جزئياً إنّ ما وده يضيع وقت وهزت راسها بإيه تثبت يدّها على صدره تتأمل البيت وتتركه هو يغرق تأمّل لها مرّته فصول ما يتصورها عقلها من أول لحظة لُقاء للحين وهي واقفة جنبه بهالشكل ، يدّه على ظهرها وهي أقرب له من نفسه تترك يدها على صدره يلي يلهَب لهيب النار من كلّ شيء ورفعت نظرها له وإنتبه إن باقي المفتاح بيدها ، قبل ينطق هي كان منها السؤال : يزوره أحد معاك ؟ هالبيت ؟
هز راسه بالنفي يجاوب : ما مسك مفتاحه إلا إنتِ ، ولا عتّبت خطوة غير خطوتك بابه ..
كان يقصد بيته ، ويقصد قلبه بالوقت ذاته ما نزلت عينها عنه كلّ تفصيل بوجهه يحكي عن شيء ما تتصّوره ، إن يدها على صدره تحسّه وإنها واقفة قدامه بهالشكل ونزل نظره لأزرار ثوبه هي تـ
_
هي تقربها ، لكن ما تمسكها وتلعب بعروقه : بنـت !
لمحت فيه إختلاف غير عادي بملامحه لكن هي فيها شعور غير معقول تبي الحوار ، تبي الكلام الكثير عن كلّ تفصيل وإستقرّت يدها على الأزرار بدون لا تحاوطها : جيت بالمستشفى أعرف ، وجيت بالخيام
كانت تزعل عينها بكل كلمة تقولها بشكل يستغربه وبالفعل هي شتت نظرها لبعيد لكنها دخلت أناملها بين أزراره ودها تمسك شعورها وودها تحسسّه لو إنها تشّب من خجلها لكنها ما تطيق البعد أكثر : بس ما تكلمني ، ما تقول لي شيء بالمستشفى ما أذكر جيّتك ! ، صحيت وسبحتك معي ولو ما تركتها ما كنت بستوعب إنك جيتني ذياب ، شكيّت .. صار ببالي إنت جيت حقيقة وإلا ما جيت ؟ مو حلو الشعور لو ما تأكدت إنه إنت من
هز راسه بإيه بهدوء يبيها تشرح له : من ؟
توترت نبرتها مستحيل تقول من آثاره وهزت راسها بالنفي : لا تقاطعني بكمل كلامي بس شوي
هز راسه بإيه يسمح لها ، وكمّلت بالفعل تعض شفايفها كانت على وشك تتكلم عن إنها لأوّل مرة بحياتها تركض بدون منطق لأنها لمحت منه طيف ووقت شتتت نظرها لبعيد هو نطق : قولي ، وش ودك تقولينه قوليه
أخذت نفس تجمع نفسها : جيت وأنا بالمستشفى وما أعرف هو خيالي وإلا حقيقة لكنك كنت مهلوك أعرف هالشيء ، جيت اليوم بالخيام وإنت باقي مهلوك ذياب تـ
قطع كلمتها قبل تقولها لأنه ما يبيها منها : تخافيني ؟
هزت راسها بالنفي هي إبتسمت : ما كانت كلمتي ، ما قلت لي لا تخافيني ؟
وقت لمست وجهه هيّ شبته كله نار وشتت نظره لكنها عضّت شفايفها تتكلم من جديد تشدّه : أخاف ؟
رجع نظره لها بشكل ما عهدته ، وهزت راسها بإيه يرجف قلبها : أخافك ذياب ؟
كانت تعرف إنها تلعب بعروق قلبه ، إنها تجبر ناره وكانت على وشك تتكلم لو ما نطق يلغي كلامها كلّه : وش تسوين؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة وزعل خاطرها بشكل مجنون : ما أعرف ، أعرف إنّي أخاف هذا الوضع وخفت الخيام اليوم وأعرف إنّ ما ودي تجلس معي اليوم وبكرة ما ألقاك ..
شدّت له جروح لها أوّل مالها آخر من نطقت : ما كنت ناوي تجي لو ما كنت أنا بالخيام ؟ لو ما شفتها أنا وكنت وسطها أنا ما كنت ناوي تجي ؟
عضّ شفايفه بهدوء : قصيـد لا تـ
قطعت حروفه قبل يكمّل هي صار نبضها شديد من توترها : كيف عرفت وكيف جيت ما أعرف أعرف إنك أخذت الخيل معاك وما أعرف وش صار لها بعدين ذياب ، وش صار لها ؟
ما كان منه رد ، وشدّ زعل نبرتها وحتى عينها تعلن الخصام عليه : إنت معي الحين ، وأعرف إنك معي لأنّك بتمشي من جديد وإلا ليش تكون معي أنا ؟ ليش مو مع أهلك ليش مو مع صاحبك ليش معي
وقت وضح خوفها هذا بالذّات هو قطع كل حروفها يـقبّلها ، يرجـ
_
يرجّع خطوتها معاه للخلف قبل ساعات بسيطة وقت كان معاها بالقاعة ونزلت من عينها دمعة بعد ملاذ وورد هو نفض شعوره كلّه يرضيها ، يقبّلها يتركها تغرق معه هو مو بالعالم حولهم وردّ نفسه بالقوة عشان الناس ومكانهم ، لكن الحين ما به شيءّ بالدنيا يرّده هي وسط بيتها ، وبحضنه ، ومُهلكة لآخر نفس فيه جاها مليان تعب من كلّ شيء وهي الوحيدة مُستراحه ، هي وحدها ..
كانت عواصف ، فعلاً عواصف منه وعطف لامُتناهي منها حتى ساعة يدها وقت لمحت إنها تضايقه نزلت نظرها لها تنزّلها ، تتركها على الطاولة وهالحركة قتلته تماماً هو إكتشف إنه ما يقدر على شيءّ وعضّ شفايفه بتمنّع : رديني !
_
« العصـر ، أحد الفنـادق »
فتحت عينها بإنتباه تستوعب مكانها هي ما كانت هنا ، هي كانت عنده بالصالة بالليّل كيف وصلت الغرفة وسرعان ما سكنت ملامحها بسرعة توقف : مستحيل !
مستحيل يكون هو شالها يجيبها السرير لأنها متأكدة نامت بالصالة عنده وما تتخيّل نهائي يكون شالها بالفعل طلعت بدون لا تصحصح من ذهولها : نهيان !
رفع نظره عن جواله لها بإستغراب من نبرتها : صح نومك
عصّبت مباشرة بغضب : صح نومي ؟ صح نومي الحين ؟
رفع حاجبه يترك جواله بعيد زادت إستغرابه : ما ودك تصحين ؟ إرجعي نامي وش أقول لك يعني عسى ما شر ؟
عضّت شفايفها لثواني بغضب : تمام جلست معاك أمس ، نمت بالصالة عندك تمام بالغلط نزل من الجناح ، وخرج من الفندق كله يتوجه لسيارته : هذا الوضع ما يمشي معي .. مرّه ما يمشي
قبل يكمل كلامه رنّ جواله بيده يتوسّطه إسم أبوه ، وتنحنح ياخذ نفس ويرد : حيّ أبونهيان ، آمرني
ترك حاكم فنجال قهوته : وينك فيه مع زوجتك ؟
هز راسه بإيه : يعني وين بكون مثلاً ، الأكيد إني معها
رفع حاكم حاجبه بذهول من كلامه : وش قلت ؟
هز راسه بالنفي وهو يسمع صوت ورد وصوت أمه : جالسين على القهوة إنتم ؟ وش تقول لو جيت تقهويت
هز راسه بإيه : جالسين ، تعال وهات زوجتك معك
رفع حاجبه بذهول : شلون ؟ تعال وهات زوجتك ؟
هز راسه بإيه : ودك تجي لحالك وتقعد البنت لحالها ؟
نزل الجوال عن إذنه لثواني يتأكد إنه يكلم أبوه : وش ؟ شلون ؟ ذياب وينه عندكم هو وإلا ماهو موجود
هز حاكم راسه بالنفي بهدوء : ماهو عندنا ، ما جاء يمّنا
رفع حاجبه بإستغراب : شلون ؟ يعني هو جاء عشان العرس وراجع من وين ما جاء وإلا كيف ما تدري عنه ؟
هز راسه بالنفي بهدوء : ما أدري عنه
هز راسه بزين : طيب بنسيّر عليكم أنا وديم إنتظرونا
هز حاكم راسه بإيه : الله يحييكم يابوك ، الله يحييكم
قفل من أبوه يفكر بغرابة الوضع الشديدة هو صح تزوّج ، لكن ليه ما يحس إن إختلف شيءّ بحياته ما يدري وهل فيه عريس يتقهوى عند أهله أول يوم بعد زواجه ؟ ما يدري وضحك لثواني : عدّيت نفسك عريس يابوحاكم شفيك !
رجع يجمّع أغراضه ويصعد للجناح ودخل يشوفها جالسة بالصالة وبدّلت ملابسها من وقت : تجهزي بنطلع
رفعت حاجبها ، ونزع تيشيرته يدخل للغرفة الأخرى يدور له ثوب بدون ما يعطيها معلومات أكثر وصدّت بنظرها للبعيد : وين بنروح ؟
رد وهو يجهز نفسه : عند أهلي ، ينتظرونا على القهوة
سكنت ملامحها مستحيل يكون منطقي وهزت راسها بالنفي : روح لحالك
هز راسه بإيه بهدوء : بتتعبين ترى
ما ردّت بكلمة لكن صدمها وقت فعلاً طلع يمسك الباب يتركها لوحدها ورميت الفنجال بكل قوتها على الباب خلفه يسمعه متأكدة إنه يسمعه لكنه ما رجع ولا فكّر ونطقت تقلّد نبرته : بتتعبين ترى ، على أساس إني بخير وبموت من الإرتياح الحين ماشاءالله !
مدّت يدها لجوالها من وصلتها رسالة وحدة منه " أنتظرك بالسيارة إخلصي عليّ ولا تطولينها ، يبونك"
_
« قصـر ذيـاب »
فتحت عيونها من نور الشمس يلي تو يصير لها الإدراك له ، وش حصل بأمسها تحتاج لحظة إستيعاب طويلة عشان تفهمه ورفعت نفسها عن السرير تجلس : ذياب
سكر ساعته يتأملها من المرايا : عونـك
مدت يدها لعيوانها ، لجبينها تحاول تستوعب السرير يلي هي غارقة بوسطه وذياب الموجود أمامها لكن ضاع كل الإستيعاب من لمحت فستانها يلي على …
_
يلي على الكرسي البعيد بشكل لمحه هو " وإبتسم " ينتظرها تستوعب ووقت نزلت نظرها لملابسها هي إرتاحت بشكل غير معقول لأنها لابسة تيشيرت له ، لأن رجع لبالها كل شيء بالأمس وتوّردت ملامحها لوقت طويل تناظره كانت على وشك تندم على نظراتها لأنه يقابلها بنظرات أخرى لكن رنين جواله تركه يرفعه لأذنه بهدوء ويشتت نظره بعيد عنها : إيه ذيـاب ..
لفت نظرها لزوايا الغرفة يلي ما توقعتها نهائياً من هجران البيت وما تدري ليش تصّور عقلها إنّ ذياب وقت ينام بالبيت ينام عالكنبة بس لكنه صدمها بهالغرفة ، عضت شفايفها لثواني من توجه للشباك يبعد ستارته بطرف يدّه ومباشرة تغيرت ملامحها تذكر مثل هالموقف ، مثل وقوفه هذا حصل ببيت أبوه وقت كان يلبس تيشيرته بيدّ وبالأخرى يبعد الستارة : بتمشي !
-
شدّت على ذراعه بعد ما حسّت إن مالها قُدرة ومالها حيل ، من صوت جوالها يلي تركه يخفّض راسه بحضنها مو بعيد عنها يلمّ شتات نفسه بالأوّل ومن حسّ إنه يوجعها بدون أسباب منطقية وإن رغبته وأعصابه وسوء كلّ شيء يحصل له يطغى عليه بشكل غير منطقي ، هو صابه شيءّ ما يعقل لكنّه خضّع نفسه غصب يجلس على الطرف ، يمسح على ملامحه ويجمّع نفسه بالقوة الجبرية وردت هي تخففّ نبضها : تركـي
لف ذياب نظره لها لجزء من الثانية ، وعدلت هي جلوسها لأن نظرته وتّرت عروق قلبها تلامس أقدامها الأرض ومسحت على جبينها : ما سمعت تركي
هي فعلاً ما ركزت لأن تركي قال كلامه وهي كان إنتباهها لنظرة ذياب يلي صدّها بذات اللحظة ، صدّها لأنها تهلك قلبه من شعرها المبعثر على أكتافها ، على الفستان يلي نزلت أكمامه أكثر لكن ما كان إنتباهه لهالشيء هي وقت رفعت يدّها تعدل شعرها إنتبه إن حدّ الفستان حددّ آثار خطوط حمراء بظهرها ومدّ يده لها لثواني يتحسسّها وتوّتر الدم بعروقها حتى لغتها إختلفت : جوانا معاها المفاتيح وتتصرف ما أعرف ، بكلمك بوقت ثاني ..
قفلّت وهي كلها توتر من إنه قام ومشى يصعد الدرج بدون شيء آخر ومدّت يدها لكعبها تلبسه وتصعد خلفه المفروض تحسّ بالخوف لكنها ما حسّته هي وقت طلعت للدور الثاني ما وقفت خطوتها لو لحظة تستوعبه إنما مباشرة توجهت للباب النصّف مفتوح والنور الخافت منه : ذيـاب
بعّدت الباب بيدها تدخل ، وسكنت ملامحها ما طاحت عينها إلاّ على الدولاب يلي قدامها ، الدولاب المليان ثياب لدرجة إنها ما تلمح أيّ شيء آخر غير الثياب ومن شدّ بيده على الدرج يهمس غضب من نفسه : ما حسبت حساب
إنتبهت إنه يتوتر ، إن أعصابه تنضغط بشكل غير معقول وتركت تأملها للغرفة : كلّمني ، صار شيء ؟
مسح على ملامحه لثواني يـ….
_
لكن ما يعني تسوي نفسك وتتدخل ترجعني الغرفة ما يحق لك تلمسني نهائياً تعرف
هالشيء ؟ ما أسمح لك ولا تفكر أمس كان سماح وإستثناء أمس ما كان إلـ
عصّب مباشرة بغضب : إكتمي نفسك لا أعصّب الحين ! أكلمك طبيعي ردّي علي طبيعي لا تقروشيني !
ناظرته لثواني بذهول لكنه نطق قبل تطّق أعصابه ما يصدق إنها صحيت بهالغضب عليه بدون سبب منطقي وإستفزّته بشكل مجنون بهالشيء : أمس كان ولا شيء بالنسبة لي بس وش فيك شدّيتي حيلك بالحيل وعديتيه شيءّ ؟ سريرك مشيتي له لحاله ما قربت منك ولا رجّعتك ولا أفكر لو أشوفك نايمة على الأرض ما تشقيني ،وصلت ؟
توجهت للغرفة بدون رد ، وضحك بسخرية قبل تسكّر الباب لأن توه يفهم بالشكل الكافي : وش تفكيرك إني شايلك مرجّعك سريرك ؟ هذا كان بالفيلم ماهو بيننا
صرّخت ملامحها تضرب الباب بكل قوتها تقفله لأنّ فعلاً هي كانت تتابع شيء معاه بعد المباراة ما تذكر وش كان لكن شكلها تسرّعت بالغضب ، وتسرّعت بالهجوم ورجعت للغرفة تهدي نفسها وش حصل لها ؟ وش المنطق يلي صار لها توّها ما تدري ..
وقف يجمع أغراضه بقروشة : وش مجلسني للحين أنا ؟
وبالفعل نطق بعالي الصوت إنه خارج ، وسكنت ملامحها بذهول من إنه فعلاً خرج ولا سألها عن شيء نهائياً : مريض
↚
مسح على ملامحه لثواني يدخل يده بجيب ثوبه : بروح
ناظرته لثواني بذهول تترك يدها على صدره : فيـن !
عضّ شفايفه لثواني : ما حسبت حساب ، ما حسبت إنّه يضايقك بروح أجيب لك شيءّ تلبسينه وش تبين تلبسين؟
هزت راسها بالنفي بذهول : وش تجيب لي هالوقت ذياب ؟ بعدين ما ضايقني الفستان مين قـ
مدّ يده يبعد حدّه عن صدرها عشان تشوفه ، وتّوردت ملامحها تمد يدها ليده ولأعلى فستانها مباشرة : ما يضايقني ، لو يضايقني بقولك ذياب يضايقني ما بسكت
إبتسم بسخرية من توتره : بتقولين لي يضايقني ؟
إرتبكت لثواني لأنها فهمت مقصده ومصدومة من نفسها كيف هي تفهم بهالسرعة : يعني
هزّ راسه بالنفي بعدم رضا وقبل يتكلّم هي مسكت يدّه : توريني ؟ يمكن نلاقي شيء طيب ويكفيني عشان ترتاح؟
عضّ شفايفه لثواني يشتت نظره لبعيد وهو صدّع بشكل غير معقول إنه ما حسب حساب هالشيءّ ، ما حسب إنّ مالها ملابس عنده وعضّ شفايفه يجلس على الكرسي البعيد وطلعت هي تيشيرت وحيد لقيته جنب شورتاته مو رسمي ، ولا يخصّ الثياب ، تيشيرت عادي تماماً وعضّ شفايفه لثواني من إبتسمت له لكن جوفه إحترق مباشرة يوقف : ما تبينه ، ولا هو الصّح
ناظرته لثواني بهدوء هي تحسً بالصراع يلي بقلبه وعقله إنه ما حسب حساب الملابس : برتاح فيه ، ما تبي ؟
وقف بمكانه يشّد أعصابه لمّا برز فكّه من شدّته وهز ضلوعها على هالحركة تمشي بخطوتها عنده لكنها ما تكلّمت ، ما تكلّمت لو شوي كانت تتأمله لثواني طويلة تجبر المنطق والعاطفة وكلّ شعور آخر لكنها قبّل يحرك خطوة وحدة هي عضّت شفايفها لثواني : بنزل قبلك
هز راسه بالنفي : اقعدي هنا
زعلت نبرتها بشكل غير معقول تصّر على رأيها : بنزل ، جوالي وأغراضي تحت وما بنجلس هنا الأكيد ، ما ببدّل فستاني بما إنّك تقول ما أبيه وشوي وبتمشي صح ؟ ماله
قطع حروفها قبل تتكّلم أكثر وقبل تزعل أكثر : قصيـد !
عضّت شفايفها غضب وزعل لثواني : مو قصيـد !
إستوعبت إنّها تعصب بشكل غريب ، وعضّت شفايفها لثواني تتورد ملامحها لأن أخوانها ممكن ياخذون عصبيتها بهالشكل على محمل الجدّ لكن ذياب يلي سكنت ملامحه مستحيل ياخذها ، مسح على أنفه بهدوء : خلّك محلك
نزل للأسفل يجيب كل أغراضها ، وأغراضه بثواني بسيطة ورجع للأعلى لكن هي وقفت بوسط الغرفة يجول نظرها عليها كلها باقي ذياب غريب عنها ، باقي ما تعرف عنه كلّ شيء صح لكن الشعور يلي بقلبها تجاهه مو طبيعي تحاول وودّها ، ودّها تكون أقرب من كل شيء له وهالشعور ما حسّته مع أحد .. ودّها منه هو بالذات تعرف حتى تفاصيل الأثاث الموجود ببيته ليه الصالة ، وليه الغرفة ، وكم ليلة نام لوحده بهالقصر كلّ …
_
‘
كلّ هالتفاصيل ودها تعرفها والأهم ودها تحس إنه مرتاح لأنّها تشوف إنّ كل شيء يضغطه وتعرف إن ودها تسأله عن كلّ شيء وتحاوره وتاخذ الحروف منه غصب لكن بنفس الوقت قلبها يبيها تريّحه ما تحاوره ، كان الشعور مضيّعها ، والأكثر من حسّت إنه جاء بدون ما تحسّه لكنها حست بيده يلي حاوطت ظهرها تستقّر عليه لكنه ما عطاها مجال أكثر إنما أوّل ما لفّت نظرها له هو إنحنى يقبّلها ، تفهمه بطريقته هو ويلغي كلّ حرف وكل نقاش لأنها على وشك تزعل وهو ما بردت أعصابه ..
_
كان نبض قلبها مجنون ما بين الذكرى يلي ما تفارقها وإنّ النهاية كانت إنه نام بحضنها لابس شورته فقط وعرفت إنه ما يعترف بالتيشيرتات لهالسبب ما كان فيه إلا واحد وصار عليها هي ولأنه واسع ، واسع بحرّ هي كان إرتياحها لأنه مثل باقي فساتينها لكنه تيشيرته ، إنه نام بعد عواصف طويلة وبعد ما لمحت إن عروقه تتفجر بملامحه ووقت نام هي بقيت تتأمّل رمش عينه ، وتتأمل يديه يلي تمتلي خرائط جروح مالها آخر بباطنها ، وبظهرها ، وبكلّ زاوية من يده تلقى جرح وهي فضولية كفاية لدرجة ودّها تعرف كل تفصيل حتى لو كان عن الجروح ، فعلاً كان نبضها مجنون بين الأوّل وبين إنها نطقت هالسؤال بدون وعي منها وهو يكلّم جواله وما رد عليها أساساً ، عضّت شفايفها لثواني توقف للبعيد ولمحت إنّه يتأمل الشباك ويكلّم لكن وقت تحركت هي تنزل عن السرير صار إنتباهه لها ونظره لها : لا يدخل المكتب أحد سمعتني ؟
أسامة بإستغراب : حتى أنا طال عمرك ما أدخله ؟
نطق ذياب بسخرية : لا إنت إدخل برجلك اليمين
إبتسم إسامة بحب شديد : الله يطول عمرك حاضر
قفل ذياب بدون رد أكثر وهو يدري إنّ أسامة بيستوعب إنّ حتى هو ما يدخل وهذا سبب إختياره له ، أسامة خفيف وذكي بالوقت نفسه ماهو الصارم الجدّي ولا هو الأهبل يلي يشرح له كل كلمة عشان يفهمه ..
لف نظره لقصيد يلي مدّت يدها لجوالها تتفقّده ومسح على أنفه بهدوء : تجهزي بنمر أهلك ، أبوك ينتظر
هزت راسها بإيه لكنها عضت شفايفها لثواني : موجودين كلهم تقول ماما ، كل أهلي يعني من أكبرهم لأصغرهم كيف بروح لهم كـ
أشّر على طرف الغرفة بهدوء : كلّ شيء تحتاجينه يمك إن نقص شيء عطيني علم ، خمس دقايق تكفيّك ؟
ناظرته لثواني بإستغراب وتنحنح يعدّل كلامه : على مهلك
هزت راسها بإيه لكن سرعان ما سكنت ملامحها من لمحت ملابسها وأغراضها وهزت راسها بإيه فقط ما بتسأل الحين ولا بتستغرب شيء : تمام
هز راسه بإيه لثواني ينزل للأسفل ، ومدّت قصيد يدها لشنطتها يلي بمجرد ما فتحتها عرفت إنها تجهيز ….
_
‘
أمها يلي ترك ملامحها تصرخ خجل لأنّها كل قطعة حطتها هي قطعة تغطّيها كلها لرقبتها وتعرف إن أمها تفهم مو مغفلة ، تنحنحت تاخذ نفس من أعماق قلبها : يوتّر
دخلت تتحمم ، تجهّز نفسها بشكل تحاول يكون سريع لكنّ لعبت فيها الأفكار وهي تتجهز بشكل غير عادي لدرجة إنها توّترت تترك كلّ شيء عن يدها وعضّت شفايفها لثواني ما ودها تتجهز وما ودها ترجع البيت وما ودها تسوّي أي شيء يذكر تحسّ بالخوف وشعور آخر غريب لكنّه طاغي بجنون عليها ما يرحمها ..
دخل الغرفة لأنها طوّلت ، طوّل إنتظاره لها وسكنت ملامحه من لمح إنها ما لبست للآن وإن لونها مخطوف : بنـت !
عضّت شفايفها تلف نظرها لها : ذياب أحس ما ودي أروح
رفع حاجبه لثواني بإستغراب : وش ؟ شلون ما ودك
هزت راسها بإيه وهي ترفع يدها لجبينها لثواني كيف تقول له إنّها تحس بتفكير غريب إنها نامت معاه والكل يعرف هالشيءّ وعضّت شفايفها : ما ودي أروح هناك
هز راسه بإيه وهو يأشّر على خشمه : على خشمي بس أحد ضايقك ؟ أحد كلّمك قال لك شيء ؟
هزت راسها بالنفي تشد على باطن يدّها لثواني ، ورفع حاجبه يسحب الكرسي يجلس قدامها : قصيـد
عضّت شفايفها تتوّرد ملامحها بشكل مجنون وهو فهم ليه ما ودها تروح وتسيّر عليهم ، فهم إن تفكيرها يطير لبعيد ورفع يده لوجهه : قولي
هزت راسها بالنفي تشتت نظرها لبعيد : تبينا نروح بنـ
قطع كلمتها كلّها مباشرة : عينك لا تبعدينها عن عيني
طلعت نبرته شبه حادةّ على مسمعها ، رجعت نظرها له لثواني وهي تموت من الخجل وتموت من إنه نطق بهالشكل وهز راسه بإيه : ما ودك ، والسبب ؟
عضّت شفايفها لثواني مستحيل تعترف : بدون سـ
مسح على ملامحه يناظرها ، وتوتّرت عروقها كانت على وشك تغيّر حتى لغتها تطلبه يكفّ النظر وهالشيءّ حرقها خجل لكنه نطق : قصيد
شدّت يدها لثواني : إنت تعرف ، وتفهم ليش تجبرني أقـ
نطق بشبه صرامة : لأنّ مابه شيءّ تخجلينه زوجتي ونمتي معي وببيتي وبحضني ، زوجتي وإلا ما تصيرين ؟
عضّت شفايفها لثواني وهي تحترق من الخجل من كلمته وناظرته بالذهول : يصيرون يعرفون إني معاك
هز راسه بإيه يبين إن ما يفرق معه : والليّ ما يعرف ولا يشوف أنا أدرّيه ، ودك ما يوصلك الكلام ؟ محدٍ يتجرأ
_
« بيـت حـاكـم »
سلّمت ديم على عمها ، على ورد ، وعلى ملاذ يلي إبتسمت : يا أهلاً يا أمي ، نّورتي بيتك الحين مو بيت عمك
إبتسمت بدون رد ، وعدّلت ورد نفسها من سأل نهيّان عن ذياب : ما كلمناه أمس تركنا هنا وكانت معاه قصيد يعني يمكن جالس ببيت عمي تركي عندها أو عند نصّار
ضحك نهيّان : دامها كانت معاه أجل عندها ، عند بنت الشاعر ماهو عند نصّار وش يبي بوجهه
_
إبتسم حاكم ، وضحك نهيّان يلي غمز لأبوه : وإنت أدرى
كان حاكم يحاول يمسك ضحكته لكنّه ضحك فعلاً يرفع يده لجبينه وضحك نهيّان يعدل ثوبه ويجلس بجنب ديم : رح سيّر عليهم ببيت عمي تركي معذور
إبتسمت ملاذ بخفيف : لو قصيد معاه يجيبها ويجي ذياب ، رسلت له أوّل قال بيمرّ بإذن الله ويسيّر
لف حاكم نظره لها لأنها ما أعطته خبر ، وإبتسم نهيّان بإرتياح : عسى إنتهى شغله وبيجلس عندنا ؟
رفعت ورد أكتافها بعدم معرفة ، وتنحنحت ديم يلي فهمت أول الحوار بين عمها ونهيّان وصار صمت داخلي كبير بأفكارها وبعقلها وبكل شيءّ هي إبتسمت لأن عمها ضحك ، لكن المحتوى نفسه يلي ضحك لجله ما عجبها نهائياً ..
لف نظره لها وهو أخذ الدلة يصبّ لنفسه : تبين قهوة ؟
هزت راسها بالنفي ، وقبل تكمّل وترفض هو مد الفنجال لها ونطق عمها حاكم : تقهوي
إبتسمت ورد : ما تحب القهوة ديم ، ما تكثّر منها
هز نهيّان راسه بالنفي وهو يتكلم بعفوية تامّة : فنجال واحد ما يضرّ ، تتعبك هي ؟
كان السؤال لديم يلي ناظرته بإستغراب صريح ، وإبتسمت ورد ترّد لأن نظراتها طوّلت : سويتها خفيفة ما توجع معدتها
هز راسه بإيه يتكلم بعفوية : واحد ما يضرّ ماعلينا
شتتّ نظرها لبعيد ، وتنحنح حاكم : إيه وكيف حالك يا نهيّان ؟
هز راسه بالنفي يبيّن إن ما عنده جديد وهو يدري إن ديم تجمّع عليه أخطاء لها أوّل مالها تالي فهم هالشيء من نظراتها ومن سكوتها لكن ما بيهتمّ الحين ، وقفت ورد : البنات فوق نايمين ، لو ودك
هزت راسها بإيه تترك الفنجال بدون ما تشرب منه رشفة ووقفت : بشوفهم
هز حاكم راسه بإيه وهو لمح نهيّان يلي سكت لأنها ما لفت نظرها له لو ثانية وتركت الفنجال بطريقة غريبة : البيت بيتك خذي راحتك
_
« بيـت تركـي »
نزلت من السيـارة بعد ما فتح لها الباب بنفسه كالعادة يمدّ يده لها لكن نظره ما نزل تجاهها لو ثانية كان للشارع وحتى وقت حاوطت يدّه ظهرها يقدّمها هو ما عدل وقوفه يصير خلفها أو تبيّن إن نيّته يدخل ونطق : إدخلي
أول ما عتبت خطوتها حدّ البوابة هو ترك ظهرها يتوجه لسيّارة تو تنتبه لوجودها قصيد لكن ما لمحت منها أحد ولا قرّب ذياب خطوته لها غير إنه وقف يتأملها لثواني رجّفتها لين حرّكت تبتعد ..
رجع لها يرجّع يده لمحلها بدون أيّ كلمة يدخل معاها ..
إبتسم تركي ، وعذبي يلي رحّب مباشرة : حيّ عينه
إبتسمت قصيد لأنهم جالسين بالجلسة قدامهم ولأنهم يرحبّون بضجة تتخالط الأصوات فيها وتوجهت تقبّل أبوها عذبي ، خالها سيف ، عمّها رياض وعمّها تميم يلي حاوطها تحت أكتافه ما يتركها وجلس ذياب بجنب عمه تركي ياخذ فنجال القهوة من فهد يلي وقف يقهويه تحت الضغط :..
_: يطول بعمرك بخير ونعمة وأحسن حال الحمدلله
إبتسم تركي بهدوء يهز راسه بإيه وهو عنده كثير الأسئلة لكن مو وقتها الحين : يديمه عليك يابوك ، يديمه
كانت دعوات فهد كلها إنّ ما يصير الإنتباه له إنه ماسك الدلة بيمينه والفنجال بيساره لأنّ يده اليسار توجعه وما يعرف وش السبب لكن لمح إن ذياب إنتبه له من وقت ووقفت يدّه عند الفنجال لثواني قبل ياخذه لكنّه ما علّق وحصل الإنتباه الحين من أبوه المذهول : بيسارك يا فهد !
قبل ترتفع الأصوات لأن الأحاديث قُطعت يوجهون نظرهم لفهد وقبل يتكلم فهد ويبرر نطق ذياب بهدوء : شماله يمين ، ما يقصّر لو كان يمديه بيمينه ماهي عادته
تنحنح فهد بإعجاب وهو يدور جملة يرد فيها وبالفعل : يعني عادتي قهوجي ؟ ترى أ
رفع ذياب حاجبه لثواني من كان فهد على وشك يهدده لكن فهد إبتسم مباشرة : الله يعزّك
إبتسم تركي لثواني يوقف من جات قصيد له : حيّ بنتي
إبتسمت تقبّل راسه ، وخدّه ومن كان منه حضن طويل لها هي حست إن فيه شيء وهمست : صار شيء ؟
هز راسه بالنفي وهو من الأمس ما نام : ما صار يادنيتي
إبتسمت لثواني تقبّل خده للمرة الثانية ، وإبتسم بهدوء يشدّ عليها : تعالي إجلسي يمي ويمّ ذياب لا تروحين بعيد
سكنت ملامح ذياب بهدوء لإنه سمع نبرة عمه وكلامه ، ولأن هو فهم الخوف يلي فيه للآن لكن قصيد ما فهمت إنما عضّت شفايفها لثواني : تميم يقول تعالي جنبي
قبل يتكلم تركي رفع عمها تميم صوته : لا تحاول ياتركي البنت أبيها جنبي ، تطوّل السلام وإلا ما تطوله نبيها حنّا
إبتسمت لثواني تتأمل أبوها يلي ناظر أخوه بعتاب وضحك يهز راسه بإيه : طيب جدّانك بالمجلس يبونك
هزت راسها بإيه ونطق عذبي يهز راسه بالنفي : لا ، فهد رح ناد عمي سلطان وعمي خالد قل لهم قصيد عندنا
رفع فهد حاجبه بذهول : ما تعرف غير إسمي يبه ؟ ترى عندك ولد ثاني إسمه تركي بعد شفيك عليّ وعندك لوح إسمه عذبي سميّك ، فهد فهد فهد فهد الى متى ؟
ناظره عذبي أبوه بذهول ، وضحكت قصيد تهز راسها بالنفي : لا بدخل لهم أنا ، بشوف ماما كمان مرة وحدة
رفع عمها تميم أصابعه بتهديد : تشوفين أمك وترجعين حركات الليّ بشوف ماما وتقعدين عندهم جيت وسحبتك من بينهم حركات الدلع ذي ما تمشي عندي
ناظرته لثواني بذهول : ليش تهددني كذا طيب !
ضحك تركي أبوها يمسح على وجهه غصب عنه ، وضحك فهد بذهول وعدم إستيعاب : حنا ندري إنك بنصّ عقل لكن تهددها جذي وذياب موجود وعلى عينه ! صاحي إنت ؟
لفت قصيد نظرها لذياب ، وضحك تركي يشدّ على كتف ذياب : من محبة وإلاّ ما ترك به الذيب شيءّ صاحي
إبتسمت برضى بدون إنتباه منها وضحك تميم بذهول يشهق : ..
_: ترضين على عمك ياقصيـد !
تّوردت ملامحها لثواني : لا ! لا مو قصدي يعني أقصـ
تعالت ضحكاتهم بلحظة لأنها توتّرت وضحك تركي أخوها يوقف يدخلها تحت ذراعه : تعالي تشوفين لي الدرب
وبالفعل مشيت معاه للداخل تسمع ضجّة أصوات سوالفهم مع ذياب وتحسّ نظراته يلي لها للأخير ..
دخلت للمجلس تسلّم على جدانها يلي قرروا الخروج ، وتوجهت للداخل تسمع ضجّة البنات وأهلهم وتّوردت ملامحها مباشرة من قُطعت الأصوات من دخولها هي ما حسّت بكثير الإحراج عند الرجال لأن ما صارت منهم نظرات غريبة لكن كل الغرابة حصلت قدامها الحين من السكوت يلي حصل من دخولها والتفحّص يلي بنظراتهم بشكل تركها ترجّع خطوتها : وقت ثاني
ركضت سلاف مباشرة تمسكها قبل تهرب وضحكت : وش وقت ثاني ! أهلين ياماما سلّمي علينا أوّل وبنشوفك !
إبتسمت بتوتر تشدّ على يد أمها : برجع عندهم عمو تميم قال تعالي ، أجي عندكم بعدين تمام عادي ينفع ؟
ضحكت سلاف من توترها وقبل تنطق نطقت عمتها لتين يلي إبتسمت بعبط : عمو تميم قال تعالي وإلا عشان الذيب عندهم ودك تشوفينه ؟ نفهم هالحركات بس ماعليه روحي إحنا مستمتعين عندنا رؤية كاملة لكم من هني بس نزلي عبايتك وخلّك بمكان واضح لا تختفين
صارت لها دوخة مستحيلة من إنتبهت إن الستائر كلها مفتوحة عشان يشوفونهم وضحكت سلاف من تركت قصيد يدها بالفعل تبتعد عنهم ..
لمحت إن ذياب واقف يكلّم بجواله بعيد عنهم ، لمحت أبوها يلي يسولف معاهم وتسمع ضجة سواليفهم ولمحت أخوانها يلي يتفرجون بجوال فهد ويضحكون ولوهلة كان ودها تبقى بهالمكان بس ، كان ودها تبقى لحدّ ما حسّت بشيء يسحب عبايتها من الأسفل نزلت نظرها لوهلة بعدم إستيعاب وسرعان ما صرخت من رعبها بذهول بشكل ترك ذياب يلتفت ، وترك أبوها كلّه يوقف وشهق فهد بذهول : لا لا لا تسحبينها منّه بقوة !
صرخت برعب لأنه ينطّ بإتجاهها يمكن ما إستوعبت شيءّ لوهلة لحدّ ما حست بيدّه تشيل " الشبل الصغير " بعيد عنها وضحك فهد ياخذه من يدّ ذياب لحضنه : تعرفي على سمييّ ، فهد جونيور الثاني
إرتعبت ملامحها بشكل مجنون ما تستوعبه فجأة تخرج من البيت ويكون نظرها لبعيد وتحسّ بشيء يسحب عبايتها ما تشوف إلا إنه حيوان ما إستوعبته ، وما عاد تستوعبه من رجعت خطوتها للخلف لأنها لمحت إثنين مثله لكن وقفت بمكانها من حسّت بيد ذياب خلفها ، على ظهرها : لا يجون عندي !
إبتسم تركي ياخذ واحد ، وعذبي مد يده يشيل الآخر : حاضر ، بس ما ودك تلمسينهم ؟ ما يخوّفون ترى أبد
هزت راسها بالنفي وهي مرتعبة للآن بشكل مجنون ، مُحرجة من صراخها وسكنت ملامح فهد من لمح خوفها : آسف ، والله آسف ما دريت بيجـ
_
هزت راسها بالنفي تناظره لثواني بعتاب وهيّ لمت نفسها شوي : لا تتأسف أنا ما إنتبهت ، ما كنت مركزة ..
ناظرها لثواني من مسحت على ملامحها ، من خللّت يدها بشعرها تبعثره يعرف إنها للآن خايفة وهز راسه بإيه لكن قبل يتكلم نطق ذياب بهدوء يمدّ يده لفهد : هاته
سكنت ملامح فهد لثواني برعب : لا تكفى هو صح خوفها معك حق بس والله تراه حليّل توه مولود ما يسوي شيء وتبي أربيه الآن أربيه أقوله قصيد خط أحمر لا تقربها
هز ذياب راسه بالنفي ، وضحك عذبي : ما بيقتله ترى ، يدغدغه شوي بس يعلّمه وش يعني الذيب شدعوه
ناظره فهد لثواني بتوتر وهو يمدّه لذياب يلي أخذه بحضنه ، ولفت قصيد نظرها له لثواني بهمس لأنها ترجف للآن منه وما تستوعب إنه شبل : ذياب
هز راسه بالنفي بهدوء يلمس دقن الشبل : عونك ذياب
ناظرته لثواني من وجّه عينه لها بعد هالكلمة ، من توتر الدم بعروقها تهز راسها بالنفي : لا تتوقع إني بلمسه
هز راسه بالنفي بهدوء : لا تلمسينه ، بس لا تخافين منه
ناظرته لثواني بدون مقدّمات مرتها ذكرى هزت قلبها من مكانه وتذكرت كثير أشياء لكن ما كان فيه مجال للأكثر من صوت أبوها يلي يناديهم ومشى ذياب معاها للجلسة يجلس بجنبها وهي بينه وبين أبوها يلي إبتسم : ما تدرين الذيب بزمانه كان عنده شبل ؟ أكبر من هالصغيّر
لفت قصيد لأبوها لثواني : شبل ؟ شبل زي هذا يعني ؟
هز ذياب راسه بالنفي بهدوء يجاوبها : أكبر منه
لفت أنظارها له لثواني بهمس : ما حكّيتني عنه ، ولا مرة
إبتسم تميم : ياويلك يا ذياب تعلن عليك الخصام الحين شلون ما تدري هي ، ما كان له وأنا عمك كان لواحد من أصحاب جدّه نهيان الله يرحمه يجيبه عند ذياب
ضحك تركي وهو يتذكر : كان كلّ مرة يجيبه يقوّي حيله وعوده يقول الذيب يخاف من الأسد ما يقربه شوفوه
لمحت إن ذياب يبتسم ويداعب الشبل بيّده يحاول يخفي إبتسامته وإبتسمت هي بدورها : كنت تخاف منه ؟
ضحك فهد بتلذذ : إيـه طلع هذا دواك تخاف من الأشبال
تعالت الضحكات بثانية وحدة لأن فهد مبسوط بإن ذياب يخاف من شيء ، وضحك حتى ذياب من كمل أبوها يلي يضحك : كان ذياب يخوّفه بناقة يا عمي يا فهد ، الشبل بحضن صاحبه وذياب وناقته جالسين وابن امك قرّب
_
« بيـت حـاكـم »
نزل من سيارته بالجهة البعيدة عن بيت حـاكم بمسافة بسيطة ، يتأمّل ساعة يده وكله إنتظار شغوف لصاحبه يلي رسل له " حول المسجد أجيك " وتنحنح يمسح على أنفه : ما لمحت سيارتك عند البيت ولا إنت فاضي تدخلها داخل يعني باقي ما جيت .. يعني بسم الله المعين
دخل يده للخلف بسيارته يطلع البكت يلي باقي منه سجائر قليلة ورفع يده : ..
↚
: وعد ، والله العظيم وعد وقت ينتهي هالبكت ما أدور غيره بس حرام إسراف ينرمي
شعّل سيجارته يقبلها قبل ما تحاوط شفايفه ، ولف نظره بإتجاه بيت عمه حاكم يتأمل لكن عدل وقوفه كله بدل ما يكون متكي على السيارة صار واقف تماماً من لمح سيارات غريبة مرّت من قدام البيت ما طولت وقوفها ولا نظرها لكن يعرف هالنوع من السيارات وكيف ما يعرفه ولهالسبب مسح على أنفه لثواني : الله يعينك ياصاحبي
سكنت ملامحه لثواني يتأمل الشارع ونطق بتساؤل بينه وبين نفسه : لا تكونون تحومون هنا ودكم ترجعونه ؟ لا لا لا مو بكيفكم عاد صدق الحين والله مو بكيفكم
مد يده لجواله يتصل على رقم ذياب يلي طلع له مشغول وسرعان ما سكنت ملامحه يكمّل هواجيسه : ما لقيته أنا توّي طلعت من إجتماعات الفَلس تكفون تو الناس
نفّس بشكل مجنون ما يمزح وهو يشوف السيارات تمر بمسافات وأوقات مختلفة ومن لمح وحدة وقفت بجنب المسجد هو رفع يده لجبينه : يخرب بيت القروشة
لمح سيارة ذياب دخلت الحيّ وهو من كثر ما تقروش من السيارات باقية السيجارة للآن بفمه : ما بغيت تجي ؟
نزل ذياب من سيارته يسكر الباب ورفع حاجبه : لا يا شيخ
ناظره نصار لثواني بإستغراب : شفيك وجهي شين لهالدرجة ما يعجبك ما ودك تجيني ؟ وش هالنظـ
نزع ذياب سيجارته من فمه وسرعان ما سكنت ملامح نصار بإستيعاب : استغفرالله العظيم وش جابها ذي !
رفع ذياب حاجبه بسخرية لثواني : وش جابها ذي ؟
هز نصار راسه بإيه وهو ياخذها من يد ذياب يرميها عالأرض يطفيها بقدمه : تشوف ؟ سبحان الله
ناظره ذياب لثواني بهدوء : وش مخوفك إنت ؟
هز نصّار راسه بالنفي وإبتسم : إنت ليش ما تضمني ؟
سكنت ملامح ذياب لثواني يناظره بإستغراب : شلون ؟
فتح نصار يده لكن ذياب رجع خطوته للوراء : شفيـك !
زعل مباشرة بذهول : إيه جاي شبعان أحضان وش تبي بي بعدين تاركني أنتظر ساعة هنا شفيك ؟
ناظره ذياب لثواني بذهول : قرب مني إنت الحين ، قرّب
هز نصّار راسه بالنفي بتمثيل الإرتياح لأنه يدري ما وراء القرب خير : عاجبني مكاني هنا الله يعزك ما بقرب مكان
مشى ذياب بخطوته إتجاه البيت ، وسكنت ملامح نصّار يمشي خلفه : طيب عطني خبر مو تلف وتمشي ذيـ
لف ذياب نظره له ، لف بكل جسمه له وتغيرت وجهة نصار يمسح على ملامحه : بنتظرك عند السيارة أنا
هز ذياب راسه بإيه : إنت تنتظرني ، متى ناوي تنطق ؟
سكنت ملامح نصّار لثواني من نظرة ذياب ، من إسلوب كلمته ومن إنه يقصد ورد وخطبته لها والحاصل وهز راسه بالنفي بهدوء : إنتهى بأرضه ، لا تفكّر
رفع ذياب حاجبه : إنتهى بأرضه ؟ ما ودك أتدخل يعني؟
هز نصّار راسه بالنفي يرفع يده لعنقه من الخلف : ..
_
: سلّم عليهم ، لاحق علي بنتظرك عند السيارة
توجه نصار فعلاً للسيارة يجلس بداخلها ، ما رفع راسه له لو لحظة وذياب يعرف متى يزعل نصار ، ومتى يحز بخاطره ، ومتى تتوتر أعصابه ويعرف إنه بيرفع يده لحاجبه الحين وبالفعل كانت من نصار هالحركة يلي قلبت كل كيان ذياب يدخل للداخل يمسح على شنبه وتوجه للباب يدقه هو مسكه صداع يلغي سَمعه لكل شيء حوله لثواني وعضّ شفايفه من خفّ يرجع يدق الباب لكن سكنت ملامحه من أصوات الصراخ والضحك وإن كان وده يتراجع لكن فُتح الباب كله ما كان خلفه إلا أمه ، وأبوه الجالس بنص الصالة لكن نظره كان للباب وإنتبه ذياب لهالنظرة لكنه نزل عينه لأمه وترحيبها : حيّ عينك
إبتسمت ملاذ بشديد الحب ترفع نفسها تقبّل خده بعد ما قبّل هو رأسها : حي قلبك يا أمي ، حيّ قلبك ما جبت قصيد معاك ؟ ينتظرونها البنات قلت لهم تسيّر مع ذياب
هز راسه بالنفي : أهلها عندهم ما تلحّق
هزت ملاذ راسها بإيه وإبتسمت من أعماق قلبها لوقت طويل : معذورة حبيبتي ، الحمدلله على سلامتك يا أمي
كانت تتوقع إنها رجعة كاملة ، وهز ذياب راسه بإيه فقط ما بيشرح أكثر : الله يسلمك ، عندكم أحد إنتم ؟
هزت ملاذ راسها بإيه : نهيان أخوك وزوجته ، والبنات والباقيين جايين الحين إن شاء الله حريمنا والرجال حتى أصحاب أبوك وعمك ، تعال إدخل تسلم عليهم
هز راسه بالنفي بهدوء لأنه لمح أبوه يلي كان جالس بالصالة ويناظر سلامه على أمه وقام يتوجه للبعيد بدون ردّة فعل تركت شعور قبيح ينهش داخل ذياب كله : جيت أسلم وأتطمن على حالك ، توصين شيء؟
هزت راسها بالنفي وسرعان ما سكنت ملامحها : ما بتجلس عندنا ؟ وين بتروح
قبل ينطق نطق نهيّان يلي كان جاي للباب : سمعت صوتك والله إني سمعته ، حيّه
ناظره ذياب وهو لمح بعين أخوه شيءّ غريب : يبقيك ، وين رايح إنت ؟
هز راسه بالنفي : العيال يقولون الملعب مفتوح بروح لهم وبشوف لعبهم
ناظره ذياب بإستغراب وهو ما دخلت مزاجه نهائياً سرعة زواج نهيان والغرابة ، والحين هالوضع ما دخل مزاجه لكن ما بيسأل : طيب إنتبه
سكنت ملامح ملاذ لأن ذياب ما يسأل رغم غرابة الوضع الصريحة ، وما بيسأل لمحت هالشيء لكنه خوفها لأنه جاء من مبدأ آخر ، من مبدأ نهش قلبها إنه يحس إنه غريب ماله حق السؤال ومن إنتبهت إنه للآن على عتبة الباب ما دخل هي تغيّرت ملامحها : إدخل ذياب ، بنادي أبوك وورد نجلس بالصالة ما تلاقينا من وقت
هز راسه بالنفي : نهيان روح ناد ورد ، أمي
دخل نهيان ورفضت ملاذ نبرته يلي نطق فيها " أمي " رفض تام لأنها تعرفها ، تعرف إنها عدم قبول للنقاش : ذياب
عدل حاكم أكتافه بهدوء من بعيـد : إدخلي يا ملاذ
_
سكتت ملاذ لثواني من قدّمت خطوة حاكم يقرب منهم : إدخلي بسلم على ذياب
ما تحركت خطوتها ، ومد حاكم يده يصافح ذياب بشكل جمّع الدموع بعين ملاذ لوهلة لأنها لمحت بعين ولدها شيء مستحيل يكون عادي ، لأنها لمحت حتى حركة فكه وقت قبل راس أبوه وحرقتها هالحركة بشكل مجنون : أمي ذياب تدخل تتقهوى ؟ نتقهوى كلنا الحين أمي ؟
ما كان يتكلم كان داخله يحترق نار من نظرات أبوه له ، من إنّه يحس بشعور بشع مستحيل يوصفه واقف على باب بيت أبوه ولأوّل مرة يتمنى هالباب ما فُتح له ، يتمنى وقف على سلام أبوه البارد له بالزواج ولا جاء يحس بهالشعور كله وقبل يصير الأكثر مسح حاكم على وجهه كان بيرجع خطوته للخلف ويدخل للصالة لكن سكنت ملامحه من شمّ ريحة دخان صارت بيده : تدخن إنت ؟
كانت هالكلمة على مجيء ورد ونهيّان ، كانت كف أشدّ من الأول لأنها جات نبرة إتّهام ، ولأنها جات على مجيء نهيّان وورد .. جات بشكل آخر ما يقدر ذياب يستوعبه وسكنت ملامح ورد بغباء لحظي حتى قبل ينطق ذياب : مين يدخن ؟
شدّ نهيان على ذراعها لثواني يمنع حروفها ، ورجع حاكم يدخل للداخل بدون لا ينطق كلمة أكثر وعضّت ملاذ شفايفها لثواني : سلمي على أخوك ورد
سكت نهيّان لثواني ، وتوجهت ورد تسلم على ذياب وهمست : قول لي إنك بتجلس عندنا اليوم ؟
دخلها تحت جناحه هو ودّه يقيس نبض آخر : نصار ينتظر
ما كانت منها ردة فعل تبيّن شيء ، ما كان بعينها شيء يبيّن لذياب الجاي ورفع نظره لنهيّان لثواني يحاول يدور إجابات وش يصير ، نصّار خطب ورد وما تمّ للآن لكن طاريه ما لمع بعينها وقت جابه بعكس نهيان يلي إختلف حاله ونطق بهدوء : تبين شيء توصين شيء إنتِ ؟
هزت راسها بالنفي : بترجع عندنا ؟ من زمان ما لقيتك
رفع نهيان حاجبه : هذا الكلام ليش ما أسمعه أنا ؟
رفعت ورد حاجبها لثواني : إنت طول الوقت عندنا ماشاءالله عليك ، قلت تزوج الحين بيغيب عنا ما حسّبت أبوي يقولك قهوة وتعال جيت على طول ولا كأنك عريس
لمح ذياب إن أمه تُقهر ومن عينها وإنها هي فكرت بالمقارنة على طول أبوه نادى نهيان بس ما ناداه ، أبوه إستقبل نهيان لكنه حرقه هو وإنتبه إن تفكيرها يميل لأشياء عمره ما فكّر فيها وإنه يموت داخلها من هالتفكير ولهالسبب نطق بهدوء يترك ورد : أم ذياب
تغيّرت كل ملامحها من قرب منها ما عندها حروف تقولها ، ما عندها كلام تسطّره عشان تخفف على ولدها شعوره يلي يداريه بداخله بكلّ قوة لو هي حست بهالقهر ، هو وش إحساسه ونزلت دموعها من قبّل راسها ، من قبّل خدها لوقت طويل يضمها لكتفه تعرف إنه يداريها عن أخوانه : ما صار شيءّ تبكينه ودك تقهويني ؟ أتقهوى وش ودك بغيره ؟
_
‘
كانت تعرف إنها تجبر أعصابه ، تجبر ضغطه يلي ما يطيق ولا يتحمل وسندت راسها على كتفه لثواني طويلة وتنحنح نهيّان : إذا بتجلس ما بروح للعيال ما لقيتك لي مدة
قبل ينطق ذياب وصل صوت أبوه يلي يأمر نهيان يفتح المجلس وهنا عرف إنه مو محله ، مو مكانه ولا ممكن يصير ومد يده لذراع أمه بهدوء كان على وشك يقول ماشي لكن عينها غيّرت كلمته كلها : تقهويني ؟
عضّت شفايفها لثواني تهز راسها بإيه : تدخل داخل
قبل تخطي خطوته طلعت ديم من المجلس الداخلي وصدّ ذياب نفس اللحظة يلي فُتح فيها الباب وتسمّرت قدم نهيان بمحله لأنه لمح خروجها ويدري إن أخوه وراه لكنه من الصدمة ما نطق شيء ورد يلي نطقت : ذياب موجود لا تطلعين وقولي للبنات كمان ، ما شافك
نزل نهيّان نظره عن ديم مباشرة يكمل طريقه للداخل بدون شيء آخر ، وعضّ ذياب شفايفه وهو يغلي تماماً لكن أمه هزت راسها بإيه : تعال أمي ، تتقهوى ونشوفك
هز راسه بإيه وهو يأشر على خشمه : كم أم ذياب عندي ؟
إبتسمت ورد تدخل معاهم للداخل ، للصالة الداخلية ودخل نهيّان يجلس بالمثل : وفتحنا المجلس على طلبه ، قلتله يجي يتقهوى وأتوقع ما يقول لا
أخذ ذياب الفنجال من يد ورد بدون ردة فعل على كلام نهيان يرفع نظره لأمه : إيه أم ذياب ، أموركم بخير ؟
إبتسمت ملاذ تهز راسها بإيه : كل شيء بخير الحمدلله يا أمي ، كل شيء بخير كنت ناقصنا وجيت تكمّلنا
هز راسه بإيه بهدوء : دامكم بخير الحمدلله ، نهيّان
إبتسم نهيان يمسح على راسه لثواني : تمنيتك موجود ، يوم نزلت تيشيرت ذاك النادي وأعلنت النهاية على قولك ، نهاية وبداية بالوقت ذاته مثل ما قلته والحين جاني عرض وعقده راجعه لي عمك تركي ، وراجعته لي زوجتك بعد
ناظره لثواني يهز راسه بإيه : وعزّمت ؟
هز نهيان راسه بإيه : ما أعيش بدون كورة ونادي ياخوك ، ما أعيش طقيّت واللعب الصغيّر ماعاد يناسبني
هز ذياب راسه بإيه : ماهو مقامك من الأول ، الله يوفقك
إبتسم نهيّان يناظر أمه يلي صاب قلبها جزء من السرور إنهم قدامها ، إنهم يسولفون وكان ذياب يحس إهتزازات جواله بجيب ثوبه لكن ما وده يطلعه لأن وده أمه تحس إنه معاها كُلياً ، وده تخف دموعها ورفع يده لحاجبه يسمع ضجة الأصوات والضحكات ولف نظره لورد يلي جالسة جنبه : روحي عندهم لو ودك
هزت راسها بالنفي : لاحقة عليهم نايمين وصاحيين هنا إنت ما لقيتك ، توقعت تجيب قصيد معاك
هز راسه بالنفي وبخصوص قصيد فيه موضوع شاغل باله بشكل مجنون عنها ، بشكل ما فارق تفكيره من أول ما خرج من عندهم ومسح على شنبه بهدوء يحاكي ورد بينما أمه ونهيان مشغولين : رسلتي لها ورد إنتِ ؟ يومها تعبت
_
هزت راسها بإيه وإبتسمت لثواني من تربّطت مواضيع بعقلها : كلنا رسلنا ، وكلنا كلمتنا تشكرنا وصّورت بس كانت فيه باقة غريبة ما عرفت هي صاحبها أبداً قالت لي مو من البنات ولا أحد من أهلها ، هي عرفته الحين؟
نفس التساؤل يلي صار بعقل قصيد وقت مسكت أزرار ثوبه صار لورد الحين كلهم يتوقعونها منه بينما هو ما طرى بباله يرسل ورد هو ترك سبحته ، وترك قُبل تحسسّها بوجوده وجيّته لكن ما جاء الورد بباله ولا هو بقاموسه أساساً ، قصيد ما قالت له شيءّ غير سؤال رسل أو لا ووقت رفع حاجبه هي غيّرت الموضوع تودّعه ، وورد سطّرت له كامل التساؤل وسببه ولمح إن ورد بتطقّ من فرحها وقت تسأل عن قصيد إنها الحين عرفت مين صاحب الورد وإنه يكون ذياب نفسه ولهالسبب ما تكلم إنما كمّل فنجاله فقط يعضّ شفايفه بهمس لنفسه : نشوف ليش ما نشوف ، ما عرفت صاحبها أجل
رفع نهيّان حاجبه بإستغراب : وش عنده أبوك طول يا ورد ؟ روحي شوفيه كل هذا مكالمة ؟
كان يعرف ذياب إنها مو مكالمة إنما تهرّب منه ومن لمح نظرة أمه يلي تداريه ، تشفق عليه هو رفع يده لملامحه مباشرة يمسح عليها لأنه يحس بضغط مستحيل بعقله وترك فنجاله على الطاولة من أول ما رنّ الجرس يعلن وصول آل سليمان : شوفي لي درب
وقف نهيّان يتنحنح : بروح للمجلس دامهم وصلوا
لفت ورد نظرها لذياب لأنه الأكيد ما يبي يمشي لكن بيطلع فوق : بتروح غرفتك ؟ بروح أجيب لك مفتاحها من عند أبوي
سكنت ملامحه لثواني يناظرها ، وسكتت ملاذ تماماً من لمحت إن عينه سكنت تتأمل أخته كأنه ما يصدق سبقتها حروفها بالتبرير : قفلها أبوك عشـ
وقف مباشرة يدخل يده بجيبه لأنه صار يتوتر ، صار يصدّع ما يستوعب شيء أكثر : شوفي لي درب بمشي ما بطلع
تركت ملاذ الفنجال من يدّها توقف مباشرة : أمي ذيـ
توتر بشكل مستحيل هو يسمع ضحك أبوه حوله ، يسمع صوته ويسمع " إفتح المجلس يا نهيّان " يلي كانت قبل شوي ، يسمع لسان الإتهام يلي صُفع فيه قدام أخوانه الصغار " تدخّن إنت " وبموقف مألوف عليه لكن الفرق كان وجود نهيّان الكبير وعدمه الحين ، الحين مو موجود أحد والحين يحسّ إنه مو بمحلّه بشكل مؤلم حاول يلتمس أعذار حاول يضغط قلبه وأعصابه وكلّه عشان خاطر أمه ويدخل لكن هالضغط كلّه كثير عليه ..
مشيت ورد قبله للباب الآخر ، ومشى ذياب خلفها لكن إعتلى صوته ينادي أخوه يلي بيركض للمجلس : نهيّـان
جاء نهيّان عنده مباشرة وهزّته نبرة ذياب : عيونه
ناظره لثواني يبي يتأكد من شيء وبالقوّة خضع نبرته تهدأ : وش صار بالمجلس ؟
رفع نهيّان حاجبه لثواني بعدم فهم وكمّل ذياب يمسك أعصابه : يوم نصار قال يبي ورد ، وش صار بالمجلس
_
‘
عضّ نهيان شفايفه لثواني هو يعرف أخوه وقت يعصّب ولهالسبب جالس يتوتر مباشرة : مدري ، أبوي قال له عطني وقت ويصير كلّ خير وقال ما يطلع خبر حتى لورد
سكنت ملامح ذياب لثواني يناظره ، وتنحنح نهيان : وأبوي شرط على نصّار شروط ، هذا يلي أعرفه ويلي صار
رفع ذياب حاجبه بذهول ، بعدم تصديق : على نصار وقت وشروط ؟ على نصار وقت وشروط ؟
كان نهيّان على وشك يتكلّم لكن من لمح إن فيه نار تشبّ بضلوع أخوه هو سكت لثواني يبي يجمّع حروفه : ذيـ
ضحك لثواني من كثر ما كتّم قلبه بشكل مجنون ، من الألم يلي حسّه يضرب بعقله بشكل مؤلم بزمان مضى قال له أبوه بنفسه " لو نصار خطب مني ورد عطيتها له لأنه رجّال وكفو " والحين ما إختلف نصّار ، الحين إختلفت علاقته هو مع أبوه وقرر يعاقب نصّار معاه هذا التفسير الوحيد ما عادت له حروف يقدر ينطقها وقفت الحروف جمر بجوفه ونطق نهيّان : حاولت أكلمه ما يعـ
ضحك من قهره يقطع حروف أخوه وش يسوي غير إنه يضحك ، ما نطق ولا كلمة يشتت نظره للبيت لكن وقفت عينه على أبوه يلي خرج من باب المجلس ووجه نظره عليهم بشكل شبّ بضلوعه نار ما تطفي ، نار تحرقه كلّه وده يصرخ وده يغضب ودّه يصير العاصي المحترق بنار تكويه ولا كلّ قبح الشعور يلي يحسه ويلي ما صار يمسّه هو لحاله ..
توتر نهيّان لأنه لمح ملامح ذياب ، لمح نظرته لأبوه ولمح نظرة أبوه له ولأنه يعرف وش النهاية هو نطق بنبرة بيّنت خوفه من إنها " تولّع " بينهم : ذياب
ناظره لثواني وما نطق كلمة غير إنه يتوجه للخارج من الشعور يلي على وشك يمشّيه على كيفه ويحرق هالبيت كلّه بكل مافيه ويزعّل الكل ، من الشعور يلي نهشه كلّه ولا ودّه تنفجر أعصابه يلي ما عاد يطيقها ، يتوجه للأسوار الخارجية بدون ولا كلمة أكثر غير إنه ودّه يصرخ من الضغط يلي يحسّه بعقله ، من الغضب يلي صار ينهشه كلّه ومن إنّه لمح السيارة باقية بمحلّها بشكل تركه يولّع نار من غضبه يتوجه لها مباشرة وأول ما فتح له الحارس الشباك هو مدّ يده يشدّ ياقته : ترجع لسمّوه تقول له ذياب خنقني وقال لا يلمح أحد وراه اليوم ، تسمع ؟
توتر الحارس لأنه ما توقّع هالمسكة نهائي : بس طال عمرك قـ
عضّ شفايفه بغضب يشدّه : وقل له لو تبيها رصاصة حطّها بنصّ عينه لا جاك بكرة ، لا ألمحك !
رفع نصار نظره من لمح إن السيارة حرّكت لكن سكنت ملامحه من لمح ذياب يلي يمشي بإتجاهه ومن دق على شباكه بيّده يبيّن له إنه ينتظره بسيارته ، جمع أغراضه على عجل ينزل من سيارته ويركب بجنب ذياب : وش ! وش فيك وش صار
هز راسه بالنفي يجمع نفسه بأسرع ما يكون لأن نصار ما لقاه وما جلس معه : ترجع لسيارتك بعدين
↚
طلع من الحي ، من كلّ الأماكن من زحمة الرياض كلها للخارج نصار جنبه ما نطق كلمة لكنه يسمعه يتشهد بهمس مثل عادته ولأن الغضب أخذه كثير ، لأن القهر أخذه كثير هو طلع من الرياض بدون إدراك وتو يحصل له الإنتباه يلف نظره للخلف ولمح نصار صدمة صاحبه وإنه تو يرجع يستوعب إنه بسيارة وإن نصار نفسه جنبه ، مسح نصار على ملامحه : الحين ؟ وين بتروح الحين ؟
إرتخت أكتاف ذياب لوهلة لأن هنا خط خيامه ، هنا المفرق يلي يدخل منه لخيامه لكن سكن قلبه بذهول لأن هو بدون إدراك ساقته خطوته يمّها لكن وين الخيام ؟ ما بقى منها إلا الحطام وما عادت خيامه الأولى ، خيامه الأولى كانت تحتويه ، تضمّه ، تدفي عليه البرد وكلّ ذكرياته فيها ذكريات نهيّان لكن الحين خيامه سرقت نفسه من نفسه كثير مرّة مات حلاله يلي يعز عليه أكثر من الجديد يلي من حرّ ماله ويعرف إنه أحد يترصّد له من ماتت العنقاء بعدهم ، هُدت علاقته مع أبوه بكفّ طاغي سطره على خده وآخر شيءّ حرق قلبه كله كان وقت ركض بخطوته ونفسه غضب وخوف لأن كلّ قلبه وسطها لوحده ، وسط مهجور خيامه وموحشها ..
يحبّ هالأرض لكنها طغت عليه غيره ، طغت عليه غيره يترصّد له بأعز أشياءه ذكرى نهيان ، وقصيـد ، ونفسه ..
نزل من السيارة من حسّ إنها تضيق عليه ما توسعه ، ونزل نصّار يلي عدل أكتافه : ما ودك ندخل لها ؟ للخيام
هز ذياب راسه بالنفي بهدوء لأن الحنين ينهشه : لا
إبتسم نصار وهو لمح نظرات صاحبه من السيارة ، الحرقة ، الإستيعاب ، الرغبة والقهر الشديد كلّ هالمشاعر لمحها من عين صاحبه لكن بيغيّرها : بعدل السيارة عن الخط ، وبفرش نجلس هنا الجو عجبني بالحيل
ناظره ذياب لثواني ، وبالفعل ركب نصار يدخل السيارة لوسط البر ونزل يفتح الشنطة يطلع منها فرشة ذياب : نسولف انا ونهيان وأقوله تذكر أول يوم نقول لذياب إنت طول الشتاء بالخيام ما تطلع منها ما تشوف الدنيا ؟ أقوله دريت إن الدنيا كلها بالخيام والله وما حلّفتني ان هالشتاء ماله طعم ولا كأنه شتاء والله لا
إبتسم ذياب بهدوء يشد على يده : الحين ؟
هز نصار راسه بإيه بصدق يترك المركى على الفرشة : والله صدق ، تعرف اللي مدري وين أروح ومدري وين أجلس ؟ كل شتاء لا خلص دوامي جيتك وإنت وسط الخيام ، الإبل حولك والعكاز بيدك ومتلثم وتمشي وراها ياساتر وحشتني
رفع ذياب حاجبه من شاعرية نصار الغريبة وهو يتكي : شفيك إنت !
ضحك نصار بخفيف : وش عليك وش فيني الحين خلّني ! عزبتك معك بالشنطة ؟ ودي بشاهي يزيّن السوالف زيادة وأنا عندي سوالف لك من هنا لين ما تقول آمين ياحبيبي
ناظره ذياب لثواني من رجع نصار فعلاً لشنطة السيارة يطلع منها …
_
شنطته المعتادة ويلي فيها كل أغراضه يلي يحتاجها وقت يطلع للبر وناظره ذياب لثواني : تكلم
هز نصّار راسه بإيه : بتكلم لين تسكتني مثل دايم بس صبرك علي ، الشاهي أول ابي راسك يصحصح لي
ناظره ذياب لثواني من طلع الأغراض ، ورفع نصار حاجبه يتأمل علبة الشاهي يلي متغيّر شكلها : هذا من متى عندك ؟ اخاف نشربه ونموت محلنا شكله قديم
فكّر ذياب لثواني وهز نصار راسه بإيه بتعجب : وتفكر بعد ؟ إيه خير ان شاء الله بس اول صبّه لك اذا ما مت وما جاك شيء بشرب معك
_
« بيـت حـاكـم ، قبل الفجـر »
إبتسمت توق لثواني : الزوجة عندنا والزوج بالملعب ، متزوجين تلعبون مع بعضكم إنتم وإلا كيف ؟
رفعت ديم حاجبها لثواني : وش لك بمواضيع الكبار ؟
ناظرتها جود بذهول : مواضيع الكبار ؟ شكله نساك عندنا أقول ذكريه إنكم متزوجين عشان يجي وياخذك من هنا
ناظرتها ديم لثواني بذهول : نساك عندنا ؟ شفيكم حاسبين نفسكم ببيت عمي على بيتك إنتِ وهي بس ونهيان يدل دربه بدون تحرياتكم السخيفة
هزت توق راسها بإيه : كلامك منطقي بالنهاية بيرجع هنا ويتذكر إنه تزوج أمس ، تعجبوني الصدق الله يحفظكم
ناظرتها ديم لثواني بسخرية تمسك جوالها نهيان على من خرج ، على من لما لمحته هي وطلعت بوجود ذياب والحركة يلي عجزت تفهمها منه هو وقف بدون ما ينطق ولا كلمة لو مو ورد تكلّمت وقالت إنّ ذياب موجود ، هو ما يغار ؟ وهنا نفضت كل تفكيرها لأن الليّ يغار شرط عليه يحب ، ونهيان ما يحب وما كانت النفضة لتفكيرها كثر ماهي لشعورها ، لمنطقها كلّه ضجة الزواج والأفراح أخذتها لكن تو يحصل لها الإدراك إن مثل هاليوم هو باقي حياتها متزوجة إسم لكن الباقي كله ما يُذكر ولا هو شيء ..
لبست توق عبايتها تناظر درة يلي تتأمل أختها : نمشي ؟
هزت درة راسها بإيه : نمشي خلاص يلا ، تبين شيء ورد ؟
هزت ورد راسها بالنفي وهي بالقوة تمسك نفسها : لا
وقفت ديم معاهم تودعهم ، ولفت نظرها لورد يلي رفعت يدها لجبينها : البيت بيتك ديم ، بروح أرتاح أنا
هزت راسها بإيه ، وتذكرت ورد : غرفة نهيان موجودة ، جناحكم كله موجود يعني لو ودك تجلسين لما يجي
عضت شفايفها تهز راسها بإيه فقط ، وصعدت ورد للأعلى وهي اليوم كله مو معاهم من وقت لمحت وضع بيتهم المتدهور ومن وقت سمعت حوار أخوانها يلي وقف كل تفكيرها بشكل مستحيل تبي تسأل ، تبي تعرف وش يعني " وقت وشروط " وبخصوص وش لأن هي سمعت من ذياب جملة " على نصار وقت وشروط ؟ " ومال تفكيرها لكونها هي المقصودة لكن مستحيل يكون لها طرف بالموضوع ومالها خبر للآن مو منطق لو كانت فعلاً هي ويلي أكّد شكوكها بإن المقصد بعيد عنها كان ..
_
كان آخر موقف حصل بالمزرعة ، كان نصار مُختلف وهي حست بشيء آخر ولهالسبب هي تضيّع بين هل الموضوع والوقت والشروط عنها هي ولهالسبب حسّت بالشعور يلي حسته بالمزرعة وكرهت نفسها من وراه ، أو هي مالها دخل وكان موضوع آخر لكن بكل الأحوال هي يطق عقلها لأن ما تخطت المزرعة ووقت لمحها وصد ولا عندها عقل طبيعي يفكر بإستقرار وكلّ حيرتها لو كان فعلاً يخصها ليش ما نطق منهم أحد ؟
دخل حاكم يفتح الباب بدون لا يدقه ، ورفعت ورد نظرها له لكنه لمح غريب نظرتها : وش فيك ؟
هزت راسها بالنفي : مافيني شيء كنت أفكر ، تبي شيء ؟
هز حاكم راسه بالنفي : وش تفكرين فيه ؟
إبتسمت : حضرة الفريق ما يكفيك تعرف ملامحنا صار ودك تعرف وش نفكر فيه ؟ ولا شيء
هز راسه بإيه يتنحنح : نهيان كلمك ؟
هزت راسها بالنفي ، وكان بيخرج لكنه رجع يسأل : وذياب
هزت راسها بالنفي مرة ثانية ، وهز راسه بإيه لأنه للآن ما يدري عن ذياب ورجعته الغريبة وما يدري هو بيجلس بيرجع يغيب ما يدري عن ولا شيء وهالكمّ من عدم المعرفة يوتره لأنه غير منطقي بالنسبة له عمره ما صار عليه شيءّ خفي والحين ذياب ما يدري عنه بشيء بشكل مستفز وإنه مهما حاول يوصل لنقطة قبل غيابه وتختفي الخيوط بعدها ما يعرف أكثر كأنها وصية ..
رفعت حاجبها من شرود أبوها الشديد : نحنُ هنا
هز راسه بإيه يناظرها : وما أدري إنك هنا ؟ لا تطولين
ضحكت لأنه كلمها بجدية وسكر الأنوار معاه والباب يخرج وتمددت هي تاخذ نفس من أعماقها : والله تعبت ، تعبت أقول أنا وتعبت أقول مو أنا مافيه حل
_
« البــر »
ترك فنجال الشاهي من حضنه وهو سولف لساعات طويلة بدون توقف إلا دقائق يترك ذياب يجمّع نفسه فيها وما يصدع ويرجع يسولف من جديد بكل المواضيع ، شغله ، سفرته لأهله ، أيامه بغياب ذياب نفسه ، آخر إجتماعاته يلي كان بالأمس الصباح بعد زواج نهيان مباشرة وإنه ما طلع بدري وأول خروجه جاء هنا عند ذياب وسولف عن كل شيء ، فعلياً عن كل شيء إلا موضوع ورد يلي ياكل ويشرب مع ذياب ومستحيل يمشيّه : خلصت مواضيعك ؟
هز نصار راسه بإيه وهو يناظر ذياب : خلصت مواضيعي لكن إنت ؟ بتقول لي وش نهاية شغلك الغريب هذا ووش الهدف منه بترجع للوزارة وإلا ما بترجع ؟ بتقول لي الخيام وش نهايتها لا تقول هديتها وإنتهى الحلال توك شاريه واقصّ يدي لو بعته والصقر ماهو موجود بعد ولزام ماهو مع خيول المزرعة كلها ما تدخل العقل وحتى محمد غايب
إبتسم ذياب لثواني : بعد ما سطّرت هالهرج كله بسكت أنا وما بسأل عن شيء ؟ ما تتوّب إنت ؟
هز راسه بإيه : بحق لو تسألني عن شيء بدون ما تجاوبني
سأل ذياب بهدوء : وش كانت شروط أبوي عليك ؟
_
ناظره نصار لثواني طويلة ذياب ضرب بكل كلامه عرض الجدار وسأل لأن وده يسأل ، لأن ذياب يعرف يسكت عن الإجابة وقت يكون السؤال له لكن يعرف ينزع الإجابات والحروف غصب وقت يسأل وهز ذياب راسه بإيه يربك ضلوع نصّار كلها : شاريها إنت ؟
عضّ نصار شفايفه لثواني لأنه حاول يفكر ، حاول يستوعب شروط عمه لوقت طويل ويوصل لنقطة وحدة بكل وقت يفكر فيه: ما جيت إلا وأنا شاريها حتى ولو كانت الظروف غلط وما كانت النية وقت غيابك ، شاريها بالدنيا لكن ماني بايع أحلامي وإنت أكثر من يدري بي
ما نطق ذياب بكلمة غير إن رجعت تشبّ بصدره نار من أول وجديد ، شرب آخر الفنجال يمسح على ملامحه : حق
ناظره نصار لثواني من وقف صاحبه يتأمل بعيد المدى يلي خلفه مكان خيامه وينازعه الحنين إلى مالا نهاية لكن ماهو وقته ، ماهو وقته عنده كثير أشياء وده يستوعبها ..
وقف نصار يتوضأ بمساعدة ذياب يلي رجّع أكمامه ثوبه لوضعها الطبيعي : صل بنا
ناظره نصار لثواني وما سأل إنما رفع صوته بالآذان ، بالإقامة من بعده ورفع صوته يكبّر يصلون الفجر مع بعضهم وسط البر ولا يدري وش الجاي لكن يهابه كثير لأن صاحبه تنحّى عن الإمامة وهو دائماً إمامهم بكل صلاة ، ما أذّن مثل عادته ، وما كان منه تعبير إلا الهدوء ولمح حدة نظره للمدى قبل يخضّعها لمحل سجوده ويكذب نصار لو يقول ما خافها لأنه يعرفه ..
_
« بيـت تركـي ، الصبـاح »
إبتسمت لثواني لأن لها مدة طويلة ما لقيت البنات واليوم لقيتهم بشوق طاغي ، بشكل مستحيل يكون عادي وكلّ إمتنانها إن ذياب وموضوعه وكل نقاط الإحراج كانت لوقت بسيط فقط ما يعيدون ويزيدون بنفس النقطة ويخجلونها لكن السؤال كان " متى الزواج " ويستعجلونها بإنه يصير بالقريب العاجل لأن كلهم حماس له ، سحبت نفسها من السرير يلي نايمين عليه البنات كلهم لأن باقي ما داهمها النوم وما وصلها من ذياب خبر من وقت مشى من عندهم والأكيد إن أخوانها صاحيين وودها تلاقيهم ..
عدلت لبسها لثواني ، ورفعت حاجبها من تركي الخارج من غرفة أمه وأبوه يلبس تيشيرته : تركي ؟
إبتسم مباشرة مع إنه ما إنتبه لخروجها : قلب تركي ، لبيه
إبتسمت لثواني بإستغراب : فيك شيء ؟ ليش طلعت كذا
هز راسه بالنفي : لا ماكو شيء ، ما نمتي للحين ؟
هزت راسها بالنفي : نايمين البنات ، لو بتنامون إنتم برجع وأحاول أنام بس قلت بجي عندكم شوي ما لقيتكم
دخلها تحت جناحه مباشرة : صاحيين حنّا ما ننام ، عدي عندهم بس بطرده الحين وتجلسين إنتِ معنا
هزت راسها بإيه بدعم شديد : يستاهل الطرد عدي
رفع حاجبه مباشرة : شفت فهد يضربه اليوم ، والحين إنتِ تقولين يستاهل وش مسوي ؟
_إبتسمت لثواني تهز راسها بالنفي : مو مسوي شيء
رفع حاجبه لثواني يتوجه للداخل عشان يطلع عدي من عندهم ، ووقفت قصيد تتأمّل باب مكتب أبوها لثواني بسيطة ومن تحرك مقبضه يُفتح هي وصل نبضها لُعنقها لأنها لمحت منه أشياء غريبة كثيرة وما نطق لها ولا شيء منها ، طلع أبوها من المكتب فعلاً وعدلت وقوفها لكن سكنت كل ملامحها من توجه للخارج بدون ما يعطي وجودها إنتباه رغم إنه لمحها وهالشعور ما يكون مُريح ولا يكون خلفه خير وقبل تُسرق بالتفكير أكثر نطق تركي أخوها : بنـت
لفت نظرها لتركي يلي طلع يناديها ، ودخلت تبتسم على أقلّ من مهلها : سمعت إني وحشتكم
نزل عذبي السماعة عن راسه يتركها على عنقه ويلتفت لدخولها : أهلين حبي
إبتسمت لثواني من فهد يلي يلعب للآن : فهد مالك حق ما تلتفت لي ، شوفني أول !
نطق بذهول لأنه متحمس باللعبة : وأموت !
هز عذبي راسه بإيه وهو يفتح المويا من جنبه : أنا سلّمت نفسي للعدو وذبحني عشان عينها ، إنت ما ودك ؟
هزت راسها بإيه : إذا عذبي مات إنت ليش ما تموت ؟
رمى اليد مباشرة لأنه كان مُحاصر وبيموت : أموت عشانج
ضحك تركي يمد يده لها وإبتسمت قصيد تمدّ يدها عشان تمرّ من فوضى الأرض وتجلس بجنبه : طيب شفتك يانصاب يا فهد كنت بتموت بكل الأحوال ما تخدعني
هز عذبي راسه بإيه وهو يتمدد عالكنبة الأخرى : صح تشوفينه من بعيد أهبل ، مو صاحي ، أثول على ما يقول لكن يجيب لك حلول من تحت الأرض يعني الحين بيموت غصبٍ عليه لكن لفّها شوفيني الشجاع المضحي ميّت عشانج .. نصّاب صج يبي لك وحدة مصحصحة عشان تستوعب
إبتسم فهد بغرور يوقف : يسمونه ذكاء إنت ميت ميت بس تبيّن لها إن عشان خاطرج أنا أموت حاضر وهي تصير تحبك زيادة وكل الأطراف تربح
إبتسمت تناظره من صار يقنع عذبي بإن الحب كذا وما تكلمت لحد ما إبتسم بعرض الأرضّ كله : تبي تصدق إن كلامي صح؟ شف قصيد الحين بحضن من وعينها لمن وتصدق
ضحكت بذهول تناظره ، وضحك عذبي لأن منطقه مستحيل : وش هالمنطق !
إبتسم تركي لثواني ، وإبتسم فهد يرسل لأخوه قُبلة بالهواء : حبيبي إنت
ضحكت لأن تركي بس يبتسم ويناظر أخوه : أحبك طيب !
صرخ عذبي يضرب الكنبة ، وعضّ فهد المخدة يلي بجنبه تتعالى ضحكاتهم بلحظة وضحك تركي يعدل أكتافه : تعلّم
ضحكت لأنها عرفت إن تركي كان يراهن بإبتسامته على حركات فهد أخوه وإن كلمة " أحبك " منها كانت الحاسمة بإن تركي أولاً وإنه ما يحتاج يسوي شيء ، إبتسمت ترجع ظهرها للخلف لتركي أخوها وتنهّد عذبي يغير مزاج الضحكات : الحين إنتم بترجعون الكويت ، وقصيد لا قلبها ولا عقلها لي ويمكن يجي يقول زواج بأيّ لحظة ، أنا من لي ؟
_