رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل الثامن والعشرين 28 بقلم مجهول
رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب pdf الفصل الثامن والعشرين 28 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب pdf الثامن والعشرين 28 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل الثامن والعشرين 28 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الثامن والعشرين 28
رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل الثامن والعشرين 28 بقلم مجهول
ما إستوعب لوهلة لكن كانت ثواني لحد ما فهم يكتم ضحكته ويقرّب للثلاجة ، لها هي يتركها تفزّ رعب لأنها بجنبها وأخذ مويا يفتحها : ما تبين آيسكريم يعني ؟
إستوعبت توّها إنه سمعها ولهالسبب هو تكلّم : لا
هز راسه بإيه : بكيفك ، إذا تبين قولي لي ونطلع نجيب
طلع من المطبخ وسرعان ما وقف الدم بعروقها تسمع صوت عمها حاكم يكلّمه ، يسأله " زوجتك وينها " وما تدري وش جاوبه نهيّان لكن الصمت يلي حصل بعدها كان مريح بشكل تركها تتنفس : الحمدلله يارب
أخذت مويتها تخرج من المطبخ ، كانت نيتها الدرج وتطلع لورد لكن قطع شديد الصمت عمها حاكم يليّ تكلم من العدم : نهيًـان يلعب بغرفته ، ما طلع فوق
هزت راسها بإيه : بروح عنـد ور
قاطعها مباشرة : إيه قال نهيّان بتروحين عنده ، روحي
طلعت ملاذ من المكتب تسمع هالحوار ، وتوجّهت ديم فعلاً لغرفة نهيّان يلي بالأسفل تحترق ملامحها خجل لأن وش تقول أكثر ورفعت ملاذ حاجبها : نهيّان قال كذا ؟
هز حاكم راسه بالنفي : ما قال ، لكن المفروض يقول
جلست ملاذ بجنبه :المفروض إنها تروح عنده كل وقت
يعني ؟
هز راسه بالنفي : المفروض إنهم يصلحون حالهم ، وضعهم ماهو عاجبني من أول العيد وهي نايمة عند ورد ونهيّان يقول من ناحيتي ما به شيءّ ، أنا ما عندي نيّة يقعدون معنا هنا طول الوقت لكن ودي يفهمون ويتفاهمون ولا بيفهمون وهي تشرد عنه وهو تعرفينه
-
عضت شفايفها غضب : كيف تقوله إني بجي عندك ؟
أبعد السماعة عن أذنه لمح شديد الغضب منها لكنه ما سمع : وش قلتي ؟
كشّرت بغضب مباشرة : أقول ماله داعي تقول لأبوك شيء ما بيحصل وديم بتجي عندي كأننا مدري وش
هز راسه بإيه يأشر على الباب ولا بيقول إنه ما قال له : طيب الباب وراك
عصّبت ، فعلاً عصبّت تبعد السماعة عن أذنه غصب : الباب وراك ؟ يعني إطلعي ؟
عصّب مباشرة بغضب : وش تبـين إنتِ وش تبيـن ! وش تبين ما أفهمك ما تبين تقربين ولا تبين تبعدين ما تبين تجلسين ولا تبين أقولك روحي إذا تبين وش تبين ! وش !
آخر شيء توقّعته هو هالإنفعال منه ، هالغضب منه وهالنظرة يلي إخترقت ضلوعها لأوّل مرة وزفّر غصب لأنها تركته : إعتقيني ! إعتقيني خلاص كرّهتيني نفسي مهما سويت ما تشوفينه مهما فعلت ما تشوفين أكلمك بالليّ تبينه وما يرضيك أقرّب وتشوفين إني أبيك وشاريك ولاهو تعوّد هو شيءّ أكثر منه لكن ما تبين !
رجع السماعة ما تكلّم أكثر يوضح عليه قهره ، حرقته وما تحرّكت هي صح لكن لمحت إن المكان ما عاد يوسعه ووقف ياخذ مفتاحه : إبعـدي
رفضت لأنه ميت قهر هي تعرف ومن وقت حادث ذياب ونصّار هي تهوجس : لا
هز راسه بالنفي : والله والله إني ماني عدوّك ..
_
هي تعرف إنه مو عدوها ، وتعرف إنّ كل شيء بينهم ينهار ما يتماسك وقت بعّدها يخرج ، هي عرفت إنها هدمت كل شيء بلحظة حتى لو ودها تلحقه ما يمديها شتت نظرها لثواني ونطقت ملاذ يلي كانت بتمرّ لغرفتها : ما أدري وش بينكم للحين ياديم ، ولا هو موضوع يخصّني لكن إن جاك شيء من نهيّان ويضرك وما تبينه ، قولي وحقك علي ، حقك علينا كلنا ولا تفكرين إلاّ بنفسك
توجعت هي من هالكلمة ، إنهم يتوقعون الغلط من نهيّان وهو مو نهيان لوحده هم كلهم على بعضهم غلط لكن إنه يكون غلط علني للكل بهالشكل هالموضوع مؤلم : لا
هزت ملاذ راسها بإيه : قلت لنهيّان قبلك لا يقهرك ، ولا يقهر نفسه والحين أقولك لا تقهرين نفسك ولا تقهرين نهيّان ، القهر ما يوصّل لمكان يسرّنا يا بنتي ..
_
مرّت أربع ساعات بالضبط ما بيّن فيها نهيان ، ما رجع وقلب ديم بكلّ لحظة ينهار من التوتر ، من تأنيب الضمير بجنب الشباك هي من أول خروجه للآن ما هديت ، أخذت جوالها تدقّ عليه توقّعت ما يرد ، فعلاً توقعت لكن سكن داخلها كله من كان منه الرد فعلاً : نهيّـان !
رد بهدوء ما ميّزت نبرته منه : بغيتي شيء ؟
هزت راسها بالنفي تبعد الستارة من دخلت سيارته أسوار البيت ، ما قدرت تقول بتطمن عليك نهائياً : لا
نزل من السيارة ما تلمس من ملامحه شيءّ ، ونطق " طيب " يسكّر خلفها ، يدخل الجوال بجيبه وبرد قلبها كله من دخل : وش ؟ وش يعني بدون ولا كلمة
توجهت لجنب الباب مباشرة تحاول تسمع صوت لكنها ركضت بلحظة للسرير تدخل بداخله من حسّت إنه قرب ، تغطي نفسها كلها ولا تدري وش هالتصرفات والأكيد إنه مو غبي يصدّق إنها نامت بخمس دقائق لكن مع ذلك هي ما تراجعت عنها ..
ما ترك مفتاحه على الطاولة كالعادة ، ودخل بدون أي صوت ما تعرف السبب وما طوّل دخوله ولا هي لمحت شيء لكن سمعت الباب يتسكّر من جديد ورفعت نفسها مباشرة ما كان موجود بالغرفة ، ولا له أثر : نهيّـان ؟
ما رُد عليها الصوت ، وسكن قلبها مباشرة وش التصرف الصّح ، وش الأكثر ، وش الليّ بيصير ما تدري لكن تدري إن كله بيدّها الحين وما تدري بعد ساعة وش يتغيّر لكن مستحيل ، مستحيل هي تقوم وتتبعه ما تحبّ …
عضّت شفايفها لثواني بهمس : كل شيء غلط ، كلّ شيء غلط أنا ما أنلام بكل هالخوف ، بكل هالتصرفات ما أنلام هو حدّني والزواج الغبي والتبرير الغبي كل شيء غبي .. كل شـ
وسكتت تعضّ شفتها فقط لأن فعلاً تفكيرها ما يتغيّر عن إتجاه واحد ، عن أول الخطأ وهالشيء يتركها تدور بنفس الدائرة ما تتقدم خطوة وتبعد عنها ، ما ترسم مسار بيّن وهالمرة بس عضّت شفايفها : لو يجي الحين ، بنتفاهم
ما توقّعت إنه يفتح الباب من جديد ، مـ
_
ما توقّعت لدرجة إن نبضها إختلف من الذهول تمثّل إنها نايمة ؟ هي صاحية وجالسة وكانت كلمتها لو دخل بتتفاهم معه لكن دخوله ، وإن عينها كانت بعينه بالضبط هالشيء وتّر كل نبضها ومن شتت نظره بنفس اللحظة ، من دخل للدولاب ياخذ لبس آخر بدون ولا كلمة هي برد قلبها وأكثر من توجه للباب من جديـد : نهيّـان
لف نظره لها ، إختلف نبضها كله ما تدري وش تقول والإعتذار مو منطقي ولا جات أي كلمة منطقية بعقلها ولا أي حرف ومع ذلك هو ينتظر ، بقى ينتظر منها كلمة لكنها نسيت كل الحروف لحد ما ملّ صبره يمشي ويسكر الباب خلفه وسكن كونها ، سكن كونها بعدم تصديق لأن نظرته الأخيرة إختلفت كأنه كان متأمل وطفيت فيه آخر ذرة أمل ، توها تستوعب كل نظراته لها من فترة طويلة ، وتوها تستوعب إنّ هالنظرة الأخيرة منه هي نظرة البرود وهي نظرة الليّ ما تهمه هي ديم أو غيرها ودائماً كل نظراته إنها تهمّه ، إنها تعني له وهالشعور مؤلم : وقت إنك المفروض تتكلمين سكتتي ؟ سكتتي يا ديم هذا الصح ؟ هذا ؟
بقيت ساعة بأكملها تحاول تنام ، تحاول تغفى لكن الشعور بقلبها غير طبيعي والتفكير قتّال ، قتّال إلى مالا نهاية هي رسمت النهاية كلها لكن هل هي مرضية ؟ ما أرضتها من هاللحظة والأكيد ما راح ترضيها وقت تستوعب كلّ شيء وعضّت شفايفها بهمس : ما أقدر أروح
وتعنيها ، لأنها ما تقدر تروح هي باقي بعقلها إن المفروض الجيّة ما تكون منها تكون منه فقط وهالشيء تعرف إنه غلط ، من وقت تعرف إنه غلط وإن كل العلاقات المفروض كلّ الطرفين يبادرون فيها مو طرف واحد ، مو طرف واحد يعطي والثاني ياخذ ويكتفي وقبل حتى يسرقها كلّ تفكير هي خرجت من الغرفة تنزل للأسفل ، لغرفته ولا إستوعبت نزولها لحدّ ما فتحت الباب ، لحد ما إنتبهت إنه يتفرج على جواله وسط الظلام وما رفع عينه للباب أصلاً ونطقت بعد معاناة : بتنـام؟
هز راسه بإيه ، وإحترقت خطوتها ما ودها تتقدم ولا ترجع وعضّت شفايفها تتأكد : بتنام هنا يعني ؟
هز راسه بإيه للمرة الثانية ، حُرق قلبها كله لأن هي تشوف هالجيّة لوحدها مبادرة مستحيل تقدر عالأكثر : طيب
رفع نظره لها ، ما يدري ليه حسّ وده يقول " تعالي " ويجرّب لآخر مرة لأنه لمس فيها الحيرة لكن بنفس الوقت قلبه يعوّره على نفسه ، على محاولاته يلي ما تُشاف وعلى إنه ما يبي يعيش دمار أكثر : بتجيـن ؟
شدّت على قبضة الباب تحس قلبها يتدمّر بشكل غير معقول لأن الشتات مؤلم ، وحيرة القرب والبعد موجعة ، والأكثر إن قلبها يحبّه من مدة طويلة جُرحت منه وهو جُرح منها لكن ما قلّ هالشعور يصحى كلّ وقت ، وقت ما تحركت خطوتها هو فعلاً تألم لكن ما يدري وش يسوي و
↚
وقبل حتى ينهشه قلبه هي دخلت تسكّر الباب خلفه ، تجلس على طرف سريره : نهيّـان
عدل جلوسه صح الظلام حالك لأنه طفّى جواله وغاب نوره الوحيد لكنه يميّزها ، يعرف جلوسها ونطق : مو نهيّان كل شيء بيدك إنتِ ماهو بيديني ، ماعاد هو عندي
عضّت شفايفها لثواني : وإني جيت عندك الحين مو واضح ؟
هز راسه بالنفي : ماهو واضح ، بالقلم نشرح يوضح
توتّرت فعلاً لأنه يبي كلام صريح وهي تكره الصريح ، تخاف تجرحها صراحتها وتخاف الجرح : المفروض يكون وا
قاطعها مباشرة يبتر حروفها : وضحي لي ، تكلمي
وتّرها ، فعلاً وتّرها وهو يستقصد هالشيءّ ورجفت يدها مباشرة بتوقف : ما بوضح شيء أكـ
قبل حتى توقف ، قبل تبتعد أصلاً هو رجّعها لمحلها يرجّف قلبها ، يتركها تنطق بلحظة وحدة : نهيّـان أنا
ما كمّلت جملتها لأنه رجع يقبّلها للمرة الثانية ، لأنه ما يحتاج الصراحة منها هو عرفها ، وعرف كلّ شيءّ بينهم ما صدته ، ولا ردّته ، ولا حتى مانعت وجات لعنده وهالشيء يعني أكثر من القبول من ديم والباقي يجي تباعاً ، وجاء تباعاً فعلاً لأنها شدّت على يده ، لأنها ما مانعت أيّ تصرف منه حتى وهي تعرف كل الجاي ، ما ردّته تعطيه كل غاياته ، تصير أقرب له من نفسه يقبّلها مرة ، ومرّتين ، وثلاث والألف على قدر لهفته ، وعلى قدر رغبته كان الوصل ، كان الشيء يلي يلغي كل الشكوك والمخاوف ودفاعات الهجوم الدائمة منه ومنها ..
_
« المسـتشـفـى ، قبل الفـجر »
كان يمشي بتثاقل فممرات المستشفى يعرف هالوقت مافيه أحد وهو ما يبي أحد فعلاً ، دخل يسكّر الباب خلفه وحيله ميّت ، فعلاً كل حيله ميّت من الهموم يلي تترامى عليه من كل جهة وثقيل الأيام يلي ما عاد يطيقه : طـال عمـرك
كالعادة وعلى حاله ما كان ذياب يستوعب وجود أسامة يلي عض شفايفه حسرة وإبتسم:عاد عيدك طال عمرك ، قلتها لك ٨ أيام ولا قمت وردّيت علي تقول وعيدك يا أسامة ، ماهو عيب؟
سحب الكرسي يجلس بجنب ذياب ، وعضّ شفايفه لثواني : ما كان ودي أسولف لك ، كان ودي أسألك وتعطيني الجواب بس يمكن ما تجاوبني ، سألت غيرك طال عمرك وإعذرني لكن والله ، والله كثير يلي ببالي
شتت أسامة نظره لثواني بشبه حرقة ، وضحك : إنت تدري طال عمرك إني ما جربت يكون عندي أبو ، أبوي توفّى يوم كان عمري ٨ سنين الله يرحمه ولا أذكر عنه كثير لأنه ما كان حولنا وتدري إن ما عندي أخوان بعد والوالدة ماهي بالديرة ومرّ علي العيد وحيد ما عيّد علي أحد
كان يتأمل ذياب يلي ساكن تماماً ما يحسّه ، وعضّ أسامة شفايفه لثواني يعدل أكتافه ، يشتت نظره لبعيد : دايم فيني فضول الولد وأبوه شلون تكون علاقتهم ، شفت كثير ، والله شفت كثير شفت …
_
شفت الصالح والطالح مع عياله شفت الأبو يلي يغني عن بلد ، وشفت الأبو يلي وجوده وعدمه واحد وباقي بعقلي أسئلة واجد ، واجد وزادت من عرفتك إنت ، وعرفت إنك ولد الفريق حاكم تهيّبت ، قلت ولد الفريق حاكم ؟ تسائلت طال عمرك تحيّرت دايم يقولون الفريق حاكم وعياله ، يصّورونكم بصورة تهيب إنه ما يرضى عليكم شيءّ ، ولا يحب الغلط عليكم ، سمعت عنه كثير ونعم الأبو ، والله نعم الأبو يلي يحفظ عياله عرفت ولا يرضى عليهم الضرر آمنت ، نعم الأبو ونعم الفريق بس تحيّرت من طول المدة بالقصر ، أكلتني الأسئلة طال عمرك
رفع أكتافه يسولف كأن ذياب يسمعه : ولا أقصد شيء ، لكن مدري طال عمرك أعرف الفريق حاكم سند الدنيا كلها شلون ما يصير سند عياله وأنا من عرفتك وإنت لحالك وقلت لا يا أسامة طويل العمر خافي ما تعرف عنه شيءّ لكن ، لكن بعقلي أشياء واجد والله بنفجر منها وإنت طولت ما صحيت تردّها عني وأسكت وأقول مالك دخل
عضّ أسامة شفايفه لثواني يخلل يده بشعره ، وضحك لثواني يمسح على عيونه : يعني قلت أسامة إنت ما كان لك أبو شلون تعرف شلون تفكر ؟ بس طال عمرك يوم فكّرت ، أوجعني عقلي يوم فكرت وكلام عمي يعيد ويزيد براسي عجزت أوخّره ، عجزت أوخّره والله ويوجع أنا توجّعت منه وهو ماهو لي ، وإنت توجّعت منه أنا أعرف إنت شلون تتوجع .. طال عمرك أنا أنحرق لا توجعت إنت
مسح على عيونه من صارت تحترق بلحظة : إنت قلت لي مرة ، قلت لي ما يقهرك شيءّ غير شيءّ واحد وسألتك وش هو ، قلت ما أقوله ولا ودي تشوف قهري يا أسامة وبعدها سألتني ، قلت إنت تتكلم بدون لا تدري يا أسامة ؟ قلت لك لا طال عمرك .. وقلت إيه هالطبع لا تقرّبه ، لا تتكلم بدون لا تدري والحين عرفت إنت وش تقصد ، الحين عرفت وش يقهرك ووش يحرقك
كان أسامة يتكلم بتجمّع الحرقة بداخله : أنا شفت قهرك سكوت وشفته غضب طال عمرك ، شفته بوجهك يوم طلعنا من دعوى الفساد أوّل مرة وسألت عن أبوك ما كان موجود ، وشفته بوجهك أشدّ ثاني مرة بالخيام ، بالخيام
مسح دموعه بلحظة يتوجع قلبه : والله ودي إني ما سمعت ، ودّي إني ما سمعت عجزت أنام ! عجزت أنام كل ليلة ودي أروح أقول لأبوك ياعمي وش هالظلم إنت ما تعرف ذياب ، ما شفت ذيـاب إنت شلون تضربه بهالكلام شلون توجعه وإنت ما تدري عن شيء تقول يبي صيت العز وهو ما يدّوره وتقول ماهو بار وهو أكثر واحد به برّ شفته بحياتي ويقول تركض لأفراحهم وتترك أهلك وإنت كله ما تطيقه ! ماتطيقه أنا أدري إنت ما تلقاهم علن إنت كلّ شيء يبونه أول من ينفّذه إنت ، إنت وأنا أدري من طلع نهيّان يوم أبوك راح يركض له وتركك ، أدري بكلّ شيء تسويه
_
مسح على عيونه للمرة الثانية : رحت لمحمد ، سألته إنت ليش زدّت الحلال ، كنت أبي أعرف أبوك يتكلّم عنه كأنه ذنب وكأنك تفتخر به عليهم ليش وش الداعي يقول صيت عز وصيت فخر وإنت خيامك بعيدة ما يدري عنها أحد وأكثر من تأذى بموضوع حلاله بالقصر وسط البشوت يلي أبوك يقول تبيها إنت ، تحيّرت ومحمد قال يحب الحلال ذياب ومات حلاله الأولي وجاب هالحلال بديله ولا أفهم للحين ، ليه الغضب دامه كذا ؟
تنفّس بالقوة أسامة : لو ما أدري إنك ما ترضى ، ولو ما أدري إنّك ما عاد بتشوف وجهي بعدها كان رحت أنا كلّي لأبوك ، رحت عدّلت صورتك عنده لأنها توجع ، والله توجع طال عمرك وأنا ما أحب الإتهام ولا إنت تطيقه ، أنا ما أحبّ القهر وإنت ، إنت غيّر ملامحك القهر أنا شفته
مسح على دموعه يهدي نفضته : كان يقول الجمعة ما صليتها جنبه وإنت كنت تموت وتحيا بعد ما زرت قبر جدّك وقبله ، إنت كنت ما تحس بالدنيا طال عمرك كنت تعبّان وأنا ! أنا توقّعتك ميّت يوم طحت ، يوم صرخت من الوجع وفوق هذا عن كل القصور للخيام لو ترتجي العز مثل ما يقول أبوك ما كنت إخترت حارّ الأرض عن باردها ، ما إخترت النار طال عمرك
تنهّد وجع من أعماقه يكمّل : والله فاضت طال عمرك ، إنت ما تصحى وأنا ما ببالي غير قهرك وكلام أبوك ولا أقدر أقول شيء ، ما أقدر أقول ترى كل كلمة رميتها بوجه ذياب ماهي حق ، أعرفني بعصّب وبثور لأن ما عاشرك أحد مثلي وكلامه ثقيل ، كلامه ثقيّل هد حيلك إنت وإنت هدّيت كل شيء قرّبه ، كلامه ثقيل حرق قلبك إنت وحرقني ما أرده عنك وهو أبوك ، أبوك وأنا من تصرّفاتك إنت له عرفت إنك ما ترضى عليه ولا أقدر أسوي شيء ، هدّيت حيلي ما أقدر وأموت لأني ما أقدر على زعلك إنت ماهو على شيءَ ثاني ، على ضيقة خاطرك إنت لكن ودي أقول ، والله ودي أقول له كل كلمة نطقتها يا أبوه ماهي حق ذياب ما ترك أهله ، وما ترك زوجته يومها تعبت دخل عندها بجنبها ولا تركها وأنا شاهد ، أنا شاهد إنها هي عنده بكفّة وباقي الدنيا عنده بكفّة وأنا أدري باللي إنتم ما تدرونه ، أنا أدري وأنا أسمع كلام إنتم ما تسمعونه ، ما تدرون باللي يصير بالقصر ما تسمعون كلام الرجال يومهم يقولون سموّه يبي يزوج ذياب لبنت بنته ، لحفيدته وما يقدر يصارحه لأنه يخافه يقدر يلمّح له وما تشوفون حال ذياب ، ما تشوفون غضبه ويقول إنت مو كفو بنت تركي ، أنا أكثر من يعرف وأكثر من يشهد إن ما بعدك رجال وإلا ما تمنّاك سموه من بين رجاله اللي معاه عمر تصير إنت زوج لحفيدته
كانت هالكلمة يلي ضيّعت خطوتها ، يلي نفضت صدرها كلّه ، قلبها كله كانت تسمع تسبقها دموعها مع كلّ حرف نطقه أسامة يلي ما ..
_
ما حسّ بدخولها من أول سوالفه للحين لأنه يرجف ونطق يسطّر مقتلها كلّه : وأدري إن حرقتك يوم الحادث منه ، أدري إن بقلبك شيءّ كبير وأدري إنك لو قمت ونصّار ما قام إنت بتحرق نفسك لأنك تحمّلها ذنبه ، كثير عليك
رفع أسامة يده لأعلى راسه ترجف نبرته لثواني : عرفت عن نهيّان جدك ، عن علاقتك فيه وعن علاقة أبوك قبلك فيه وبموت ، والله بموت من حسرتي ومن قهري لأن ما يرنّ بإذني غير صوتك تسأل أبوك وين كان يوم مات نهيّان عنك ، بموت لأني عرفت كل شيء ولأنّك كل مرة ضربت فيها صدرك قهر كنت تكسّر ضلوعي أنا ، ضلوعي أنا ذياب
كل حرقة سولف فيها لذياب كانت تموتها بكلّ كلمة تشلّ عقلها ذهول ، كانت تكتم شهقتها بكل كلمة ينطقها لو رجّفت أسامة مرة هي رجّفتها ألف توجّع قلبها بشكل غير معقول من حروف أسامة إحترقت محاجرها ، ولّعت محاجرها حرقة بشكل غير معقول ما تستوعب الألم يلي سولف فيه أسامة عن كل شيء ، عن كلّ شيء يحطّم صورة عمها حاكم كلها بشكل مؤلم يجرّحها حطامه من قو الألم ومحاولات التصور ، عن آخر شيء نطقه أسامة هنا موضوع آخر تماماً توجّعت ، تألمت بشكل مرعب ولا تبي أسامة يحسّها هي خرجت تسكّر الباب يُسمع صوته ما راعته ، وتغيّرت ملامح أسامة يمسح دموعه : وش هذا
وقف مباشرة يلف نظره للباب المقفّل ، يعدل ملامحه هو من الصداع وقلّ نومه صار يشك بأي شيء ما يصدق عقله إلا لو صار واضح قدام عينه لكنه مع ذلك خرج يتأمل فاضي الممر ومسح على عيونه : مابه أحد
↚
دخلت المغاسل ما عاد تعرف لقلبها محلّ وسط ضلوعها ، ما عاد تعرف لقلبها مكان أخذت نفس مرة ، مرّتين ، ثلاث تحاول تشوف خطوتها لكنها عجزت لا تطيقه شهقت حُرقة مستحيلة ، لوعة مستحيلة تموت ضلوعها من الألم بيدها سبحته وكلّ لهفة العالمين بصدرها لكن ودّها تصرخ وجع ، ودها تصرخ ألمّ كلّ عالمها هُد فوق راسها تتزلزل كل أركان أمانه كل هالشيء كان بداخله ويعايشه ويقاسيه وهي ما تدري ؟ هي ما عندها علم أجهشت بكيّ تنحني عالأرض ما تطيعها أقدامها بالوقوف ، بكت دمّ قلبها وجع هالشعور المؤلم ما كانت تحسّ الألم وهي تعضّ يدها حتى تغيّر لونها ، حتى أثّرت فيها بقوة تخلّف دم كله لأن ودها تصرخ من الشعور يلي حسّته وما إنتبهت إلا صوت العاملة يلي نطقت بإرتعاب تحاورها بالإنقلش : مـدام ؟ إنتِ بخير
هزت قصيد راسها بإيه تصدّ نظرها مباشرة من دخلوا مجموعة حريم ، حاولت تخفف دموعها ووجعها ونطقت أكبرهم بحزن على حالها المرعب : الله يهون عليك يابنتي
ما كانت تقدر تخبيّ دموعها لكنها شدّت نفسها بالقوة تمسحها بأطراف يديها ، تغطّي ، وتخرج تبي غرفته ، تبي جناحه وتبي جنبه ولا ..
_
‘
ولا يهمها شيء غيره ، ما يهمها لأن كلّ شيء إختلف ..
فتحت الباب تدخل فعلاً ، ووقف أسامة يشوف مين هالشخص لكنه صد بنظره مباشرة : طال عمرك !
ما كان منها كلام كان يموت قلبها رهبة وشعور ما تعرف تحددّه ، ما تعرف تصنفه ، وتنحنح أسامة يستوعب ويبعد مباشرة : حيّاك حيّاك آسف ، تفضلي طال عمرك
مّر أسامة من جنبها يخرج لكنه رجع قبل يسكر الباب من كثر رعبه وعدم توقعه لو وهلة وإنه توه يستوعب شيء : السموحة بس إنتِ توك جيتي وإلا من أول تنتظرين ؟
هزت راسها بإيه عرفت غاية سؤاله : توي جيـت ..
هز راسه بإيه يخرج ، كان على وشك يسكّر الباب لو ما كان إنتباهه إن خطوة قصيد واقفة بمحّلها ما تحركت وتثبّتت نظرته للأرض لكنه نطق : طال عمرك تحتاجين شيء ؟
كان وقوف قصيد بمحلّها لأنها توّها توجه نظرها على ذياب ، توها تقرأ صريح أسباب وجع روحه قبل وجع جسده كلّ مرة تشوفه متوجع من كل النواحي تعرف وجع الجسد لكن وجع روحه خوافي ما تعرفها ، حاولت تاخذ نفس لكن ما كانت إلا دموعها يلي تنزل بشديد الصّمت وجوده هو على هالسرير مؤذي ، مؤلم وما لقيت إلا خطوتها تمشي لجنبه ، يتقطّع قلبها لأن الشاش يلي على راسه ما عاد هو موجود وتشوف رموشه ، عيونه ، كلّ ملامحه بكل وضوح يقطّع قلبها شوق ولهفة : ذيـاب
جلست على طرف السرير بجنبه ، جلست تترك أسامة يسكّر الباب لأن قلبه تقطّع حتى وهو ما لمح شيء لكن وقوفها ، وإن خطوتها تسمّرت ما تحرّكت له إلا بعد وقت ، وإنّ يدها حاوطت يده من أول جلوسها ونطقها ، كلّ هالأشياء مؤلمة عضّ شفايفه يسكر الباب ، يهمس : الله يديمك له
-
تقطّع داخلها وجع هالمرة ما تركت حتى سبحته تصير بينها وبينه هي مسكت يدّه تكرر نداها من جديد : ذيـابي
يموت قلبها بنطقها ، تحترق لهيب بالحروف يلي قطعت حنجرتها من كثرها ولا تقدر على نطقها : أبي نرجّع الوقت ، كل الوقت ذياب ، كل الوقت أبي من البداية ما عاد أبي لا ، ولا وقت ، ولا إنتظار ولا زعل ذيابي
عضّت شفايفها تشدّ سبحته بيدّها : أحبها ، أحب عطرك فيها تدري ؟ أحب إنها تدور بيني وبينك بكل مرة وما أحبها بدونك ذياب ، ما أحبها بدونك تعّورني أحبها بيدك
تألمّ داخلها وجع لأقصى حدّ تشهق كل ألمها ، كلّ داخلها ألم هي شدّت يده تنتظر منه ردّ وترجّته : ذياب والله بموت حسرة ، بموت حسرة تكفى يكفّي ، يكفيّنا تكفى ..
تحرّكت من جنبه جلوس تتمددّ بجنبه ولا يهمها شيء آخر ، تمددّت جنبه وجع تترك يدها على صدره ، تسند راسها لصدره وتحس دموعها يلي أحرقت خدّها نار تصير على صدره ↚
_
: كل الكلام يلي قاله أسامة ، كلّ حرف هدّني ذياب لو سمعته منك إنت أهون ، لو عرفته منك إنت أهون ليش جاء كلّه مرة وحدة وليش أنا ما شفته ، ليش أنا ما عندي علم ذياب !
كانت يدّها على مكان قلبه رغم نار الحروف يلي تحاول تخففها : أموت على الكلام ؟ على صورة عمي حاكم وإن عقلي ما عاد يستوعب أكثر لأني كل مرة أشوفك بعمّي حاكم كيف أشوف الحين ؟ كيف أقدر ذياب ؟ وإلا أموت على قلبك يلي شايل هذا كلّه وما قد كلّمني ، ما قد شاركني أبكي عنه أنا ، والله أبكي عنه أنا !
رفعت نظرها له تشوف منه دقنه ، أسفل ملامحه لأنها متمددة على صدره وما خفّت رجفة شفايفها تقبّل دقنه فعلاً كلّ ذكرياتها تمرّها لأقوال ، لأفعال ، لكل حدث وكلّ وجع قلبها إنه ممددّ ما ضمها كالعادة ، ولا شدّت عليها يديه وعضّت شفتها ما بتنطق موضوع حفيدة سموّه حتى لو ما كان يسمعها لأن هالموضوع ما تعرف له قرار ووقت كُشف كمّ عبايتها يبين لها أثر عضّتها والدم ، تسترجع أوّل الحكاية وجروح الصقر ومدّتها بهمس : ما شفتني
وهي نطقت ما شفتني عمداً لأنها تعرف هالكلمة وش تسوي بقلبه وكلها أمل إنها بتلمسه بهالكلمة وضحكت وسط دموعها بهمس : ضاع العدل بالناس لو تظلميني ، متأكد للآن ما ظلمتك ؟
-
" قبـل مدّة "
رجف قلبها لأنه حاوط خدّها ، لأنه منزوع قلب وبداخله غضب تشوف هالشيءّ لكن دموعها ، تكرارها لإنه ما يشوفها تركته يكرر همسه : وش صار ؟
شتت نظرها داخلها يمتلي كلام بشكل مخيف من بعد كلام أمها ، عتاب أمها وخصامها لها بخصوص الزواج وما توقعت إن يُنزع قلبه من محلّه لأن عروق محاجرها تلّونت بالأحمر الشديد يلي تركه ما يثبّت : قصيد وش فيـه ! أحد كلّمك ؟
هزت راسها بالنفي ، ووجه نظره لسلاف يلي جمّعت أغراضها تسلّم عليه من بعيد وتودّعه وإنهار كله لأن مشيت أمها من جنب ، وهدّت هي حيله يستند جبينها على صدره يدري تبي تمسك نفسها وهو يبي يمسك حيله من الرهبة يلي صابته قبّل أعلى راسها ، وهمس لأنه يلعب بقلبه هالطبع وإنه جاب مكانها من غيرها : لا أدوّر مكانك من غيرك قصيـد
هزت راسها بإيه تشتت نظرها ، تمسح دموعها بكلّ عشوائية ونطقت من إختلاط كلام أمها عليها : ذياب أنا ظلمتك ؟ أظلمك ؟
رفع حاجبه من السؤال وإنه بدون سبب : ظلمتيني ؟
هزت راسها بإيه وفهم إنها بتبكي لو يقول إيه ، إنها فعلاً بتنهار وهز راسه بإيه يجرّبها : إيه ظلمتيني
ما لحق يكمّل الكلمة لأنها صدّت بأنظارها لبعيد ، لأن رجعت دموعها تتجددّ من جديد وإنتبه إنها بتنهار فعلاً : ظلمتيني قصـيـد
رجعت نظرها له لكنها عضّت شفايفها ما تبي تتكلم ، ولا هو كان يبي منها كلام هو قبّلها يـ
_
يسرق نفسها من نفسها ، من دموعها لأنه عرف كل خوافيها ولأوّل مرّة يحسها تقبّله بالمثل أبعدت تاخذ نفس ، تلمّ قلبها وقلبه بيدها يلي تركتها على صدره وإنها ما وجّهت نظرها له نهائياً سندت راسها على صدره من جديد ، وقبل راسها يثبّت يده على ظهرها بهدوء : ضاع العدل بالنّاس لو تظلميني
رفعت نظرها له لثواني ، ونزّل نظره يوتّر الدم بعروقها : وإجابته قبله لو تبينها بالصريح
ولأنها هي قصيد ، وتعرف كلّ سطر شاعري هُز قلبها كان سؤالها " ظلمتك " ، وجاوب " ضاع العدل بالنّاس لو تظلميني " لكن مقصدّه كله ، كلّ مقصده الكامل " لا يابعد كلّ القرايب والأحباب .. ضاع العدل بالنّاس لو تظلميني " وجّه نظره لها يوتّرها ، يوتّر قلبها لأنها تتوقع منه كل الأطباع لكن طبع الشاعر ما توقّعته ، وجاء بطبع يخصّه هو لوحده وهالشيء يغرّقها ، يهلكها لأن كل شيء يختلف معه إختلفت الكويت يلي كل طفولتها فيها معه ، وإختلف طبع الشاعر يلي هي تربّت بكنفه معه كله يختلف معه ، كله يصير يخصّه ما رُحمت من نظراته ولا رُحم قلبها حُب له عرف المكان يلي ما يعرفه أحد بالدنيا من هجرانه إلا هي وأمها ، وجاء لحزنها وهالشيء كبير عندها..
_
« العشـاء ، بيـت حـاكـم »
دخل للبيت بعد صلاة العشاء نُهش داخله غربة جديدة من كل الإتجاهات الدكاترة يطمنونه على نصّار وذياب لكن إنّ للآن ما صحى ذياب ، ولا نصّار صار كل شيء يوتّره كل شيء يضغط عليه وكلّ شيء ينهشه والأشد سكوت تركي الشديد وصدمته هو بمعرفته إنّ قصيد أغلب يومها جنب ذياب ما تفارقه ولا يمانع تركي نهائياً : نهيّان وينه
عدلت ورد عبايتها تشتت نظرها لثواني : بغرفته
ما كان من حاكم إلتفات وعضت ورد شفايفها هي تُضغط بدوامها بشكل غير معقول وللآن ، هي صدمتها إن أبوها ما يدري بخصوص دوامها بمركزين مختلفين وإنّه ما علّق على هالموضوع والأدهى والأمر إنها هي طلّعت رخصتها وللآن ما عنده علم ولا تعرف كيف تصارحه ، طلعت ملاذ تلبس عبايتها ، وسكنت ملامح حاكم من إنتبه إن مفتاح السيارة بيد ورد : بتطلعون مع نهيّان ؟
هزت ورد راسها بالنفي ، وإبتسمت ملاذ : بنطلع مع ورد
رفع حاجبه لثواني بعدم إستيعاب ، وطلّعت ورد رخصتها من شنطتها : قلت لك مرة لكنك كنت مشغول ما إنتبهت ما ركزت معي ، ما صار لي فترة أطلع مع درّة ؟
هز راسه بإيه يتذكّر إنها أحيان وسط إنشغاله تقول له بتطلع مع درة : لكنك ما قلتي لي تبين الرخصة !
هزت راسها بإيه : قلت لأمي ، وقلت لك لكنك ما ركزت
هز راسه بإيه لثواني لكن داخله " قلق " لمسته ملاذ يلي إبتسمت : …
_
: بارك لها طيب عشان تحسّ فيها ! وبعدين إنت قد علّمت ورد قبل وقد علمها ذياب وقد علمها نهيّان وهي الحين تشّجعت وجابت لك الرخصة إثبات ، وش أكثر ياحاكم ؟
إبتسمت ورد لثواني تتذكر طُرقهم المختلفة بتعليمها ، وإبتسم حاكم لأنه شاف ذياب بعيونها : وش جاك
ضحكت لثواني تشتت نظرها : ذياب ، تذكرت محاولاته يعلّمني ويعزز لي ووقت كنت بصدم ناقته تغيّر الميزان
ضحك نهيّان يلي نزل من الأعلى : ما تكلّم ، لا تكذبين
هزت راسها بإيه : ما تكلّم ، إنت تكلّمت تهاوشني هو بس وقّف السيارة ونزل ما عاد قال شيء بعدها قال إن كنتي مصرة تسوقين علّمينا يصير نهيان قدامك وأنا وراك
ضحكت ملاذ لأنها تلمح إبتسامة حاكم ، وتوجهت لجنبه بهمس : تروح معانا ؟
نزل نظره لها لثواني ، وهزّت راسها بإيه تشتت نظرها لبعيد : نهيّان من أيام وهو مبسوط ، ونفسيّته تغيرت من كلام الدكاترة عن نصّار وذياب ومن حاله هو وديم تغيّر للأحسن أنا شايفة ، ورد رجعت تبتسم ، ورجعت تضحك ، وأنجزت لكن إنت أهملتها شوي حاكم وما تعودت
رنّ جواله يطلعه من جيبه ، وسكنت ملامح ملاذ لأنه من رجاله والأكيد بينعزل بمكتبه كالعادة : يلا ورد ؟
هزت ورد راسها بإيه تبتسم لأبوها ، ولف نهيّان نظره : أنا أروح وراهم ، ديـم إعجلي بنمشي
هز حاكم راسه بالنفي يقفّل جواله : إنت روح مع زوجتك
ناظر نهيّان أبوه لثواني : يروحون أمي وورد لحالهم ؟
هز حاكم راسه بإيه يطلع للخارج ، ورفع نهيّان حاجبه لثواني بعدم تصديق يمشي خلف أبوه لكن سكن كلّه من إنتبه إنه توجه للسيارة بيركب معاهم ، إبتسم كلّه لأن هالشعور بيعني لورد مليون شيءّ ويذكر نهيان أول مرة ركب فيها أبوه جنبه وكيف كان شعوره مليان فخر : ديم
نزلت ديم من الأعلى تعدل عبايتها ، ووقفت جنبه بذهول : ميـن يسـوق !
إبتسم بحماس شديد : ورد ، جنبها أبوي ومعاهم أمي
سكنت ملامحها لثواني لأن ورد ما قالت لها : عشان كذا تطلع ورد مع درّة كثير
رفع حاجبه لثواني بإستغراب : ما دريتي ؟
هزت راسها بالنفي ترفع طرحتها لأعلى راسها : نمشي ؟
↚
« بـالشـارع »
إبتسم حاكم لأن ورد تتحكم بتوترها بشكل مُبهر ، بشكل ما يقدر يخبي إعجابه فيه نهائياً : ماشاءالله
إبتسمت بإرتباك : حضرة الفريق ، عندك علم إن كل سيارات الشارع ما توترني لكن إنك إنت جنبي توترني صح
ضحك يهز راسه بإيه ، وإبتسمت ملاذ لأنها تحسّ سرور بنتها وما تعرف أسبابه لكنه يكفيّها ، تعرف حب ورد الغير طبيعي لأبوها حاكم وكلّ محاولاتها مع حاكم بإنه يكلمها وما يخفي عنها شيء يردّ عليها حاكم " أنا أدرى ببنتي " ولهالسبب هي ساكتة وما نطقت أي شيء يخصّ نصّار ويخص ورد نفسها..
_
رغم إنها شافت بنتها حسّت ، وشافتها تُهلك من الحيرة لكن ما كانت تقول لها شيء صريح إنما دائماً تسولف لها عن أبوها ، وحب أبوها لها ، وإن حاكم عنده كلّ شيء بكفة وورد عنده بكفة أخرى تماماً : أبوي
لف نظره لها ، وعضّت شفايفها لثواني : من فترة وإنت مو معانا ، مشغول وأعرف إن ماهو وقت كلام فاضي بس عادي أطلبك طلب ؟
هز راسه بإيه : جات الرخصة وتبين السيارة بعدها ؟
هزت راسها بالنفي تبتسم : لا ، السيارة ما يحتاج أطلبها منك هي جات ببالك أصلاً وما تترك ورد حاكم بدونها
ضحك بإعجاب يهز راسه بإيه : ووش الطلب ورد حاكم ؟
إبتسمت لثواني تشتت نظرها : إنك ما تخبّي عني شيء ، ولو فيه شيء يخصّني أنا ما أعرفه ودي أعرفه
رفع حاجبه بهدوء : وإنتِ وصلك علم وودك تتأكدين منه
هزت راسها بالنفي : لا طال عمرك .. أنا ودي الكلام منك
رفع حاجبه بتعجب : طال عمرك ؟ بنت من إنتِ ؟
عضّت شفايفها لثواني : بنت حاكم ، أبوي تكفى لو سمـ
أشّر لها بالسكوت : ولأنك بنت حاكم لا تسألين حاكم عن شيء ، إيه فيه شيءّ ما تعرفينه ويخصّك إنتِ ومستقبلك ولا بتعرفينه الحين ، بتعرفينه متى ما ضمنته لك
عضّت شفايفها لثواني : ويرضيك إنّ الكل يدري إلا أنا وهو موضوع يخصّني يعني ؟ ما أدري وش وكيف لكن مو حـ
قطع كلامها كلّه بنبرة تنهي نقاشها معاه : ورد
عضّت شفايفها مباشرة تجمّعت الدموع بمحاجرها لأنها تكره تغيّر نبرته معاها وتتحسس منها إلى مالا نهاية : سم
حسّت ملاذ إن بنتها زعلت ، وعضّت شفايفها لثواني : ورد
لف حاكم نظره لملاذ يطلبها السكوت ، وشدّ على يده بهدوء : أنا أكلمك لمصلحتك إنتِ يا ورد
هزت راسها بإيه تشتت نظرها لبعيد : لمصلحتي ، كل شيء لمصلحتي لكن المفروض إني ما أدري عن شيء ؟
هز راسه بإيه من إنتبه إنها ما تستوعب إنه أبوها ويبي يحذّرها من هالشيء : ومع ذلك ما أشوفك تكنّين ماشاءالله الليّ تبينه تطولينه
لفت نظرها له لثواني لأنها ما تدري هو بيعصب عليها أو وش الموضوع ، ووجه نظره للشارع : سميّ بالرحمن وإعرفي إني ما أسوي شيء إلا لمصلحتك ولاني مقيّد عنك شيء يفيدك وتبينه ، سميّ بالرحمن وقرّي اليوم ما تفهمين وتزعلين والزعل ما يوصل أحد مكان لكن
سكت بعد " لكن " ، وشتت نظره لبعيد : تعرفين بعدين
حسّت إن الحوار بيتوجه لمكان هي ما تحبّه ، ولمست ملاذ إن بنتها تايهة وودها أبوها يرسيّها على بر وفعلاً حاكم تكلّم والباقي على فهم ورد يلي تاخذ كلام أبوها بحذافيره وتحبّ تفصله كله ، تفهمه كله بعيد وقريب ..
أخذت نفس من أعماق قلبها ومسك أبوها يدها يشد عليها : تعرفين بعدين وإفهميني الحين ما تتحسفين لا غابت شـ
_
تركت الشارع كله تلف نظرها لأبوها يلي ضحك يمسك الدركسون بذهول : ما تقوين على حاكم بس تموتيّنا ؟
هزت راسها بإيه تغيّر كل مزاجها لأنه بيقول " لا غابت شمسي " وهي تكره هالكلمة : إنت تدري ما أحب هذا الكـلام !
إبتسمت ملاذ تشتت نظرها لبعيد : الله يديم لكم أبوكم ، ويديمكم له ما يحبّكم كثره أحد يا أمي
مسحت ورد دموعها تهز راسها بإيه : ويديمك لنا يارب
_
« عنـد نهيّـان وديـم »
أخذت قهوتها من يدّه للآن ما تستوعب الحاصل بينهم ، ولا تستوعب إنه ساكت ما قال شيءّ ولا علق بشكل يحرجها هي صحيت قبله ، ووقت صحى بعدها وجاء عندها كان طبيعي تماماً ما تكلم بشيء غير إنه جلس يتقهوى معاها ويتفرّج وكل تعليقاته على أحداث مسلسلها لحدّ ما عصبت من أسئلته وضحك يطلبها يخرجون فقط : لنا ساعة بدون وجهة ، وين بنروح طيب ؟
رفع أكتافه بعدم معرفة : وين ما يودي الخط نروح
رفعت حاجبها لثواني : نهيّان لنا ساعة نتمشى بدون هدف
هز راسه بإيه : ووين المشكلة نتعرف على الشوارع
رفعت حاجبها لثواني ، ولف نظره لها : تبين نرجع البيت؟
غصّت لأنها تشرب مويا ونطقه مع لفّته كان شيء غريب ، ورفع حاجبه بإستغراب من نطقت النفي مباشرة : شفيك
هزت راسها بالنفي : سلامتك ، نهيّان ما عاد بتلعب ؟
هز راسه بإيه : وإنتِ كل ما زانت الجلسة قلتي نهيان ما عاد بتلعب ؟ ترى المواضيع واجد دوّري شيء غير اللعب
رفعت حاجبها مباشرة : والمفروض أنا أفتح موضوع ؟
هز راسه بإيه : إنتِ تبين تسولفين
ناظرته بذهول : أنا أبي أسولف ؟ ماشاءالله وإنت ما تبي
هز راسه بالنفي : لا ، السوالف ما أبيها
كشّرت بسخرية : على أساس بموت وأسولف معك وبعدين ووش تبي يعني ما فـ
قطعت حروفها ، وضحك : كمّلي كلامك لا تخافين بنصه !
ناظرته لثواني فقط ، وإبتسم : والله ، والله لو ما تستعجلين الهواش دايم كان حنّا بألف خير من زمان
شتت نظرها لثواني : وحنا بخير الحين ؟
رفع أكتافه بعدم معرفة : إذا إنتِ ما تدرين أنا بدري ؟
وجهت نظرها له لثواني فعلاً هم بينهم شيء آخر ، صار القرب صحيح وللآن هي ما ودها تفكر فيه لكن باقي حياتهم موقفة عند نقطة معينة تلمح هالشيء وشتت نظرها لثواني لكنه رفع يده لراسه لثواني : ديم
نطقت قبل يكمل هو كلامه : لا تسألني عن شيء نهيان
هز راسه بإيه ، ورجفت يدها لثواني : ولا تطلبني شيء
رفع حاجبه بإستغراب : شلون ؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة ، وسكنت ملامحه لثواني : لا ترجّعينا من البداية الحين ، ديم
أشّرت له بالسكوت بتوتر : نهيّان ما أبي أفكر بشيء ولا أتكلم عشان ما نزعل كلنا بس باقي ، باقي شـ
هز راسه بإيه فقط يشتت نظره لبعيد : تم ، آسف ..
_
وجهت نظرها له لأنه قطع حروفها يعتذر ، ولأنها تدري ما بيفهم هي وش بداخلها يتوقع إن بعد القُرب كل شيء صار بخير وإنتهى لكن باقي ، باقي قلبها يتوتر من كثير أشياء وما ودها حتى تفكر بالقرب لأن تفكير نهيّان مشوش من فترة بخصوص أخوه ونصّار يمكن هذا سبب إعتقاده إنه يحبّها ، إنه يبيها ، ويمكن هو كل دوافع قربه منها ولأنها ما توقعت يصير القرب بينهم بهالشكل ولا ودها حتى تفكر لأنها ممكن تنهش نفسها وقتها : نرجع البيت
_
« بيـت تـركـي »
توجه يجلس بجنب أمه ، يتمدد بحضنها بدون أي مقدمات : سلاف إنتِ ما عاد تحبيني ؟ ما تدوريني ؟
هزت راسها بإيه تخلل يدها بشعره : حلّق شعرك
جلس مباشرة يناظرها لوهلة ، وضحكت من لمسها يتأكد إنها حقيقية ونطق فعلاً : إنتِ سلاف صدق ؟
هزت راسها بإيه لكنه قاطعها مباشرة : تركي بلا إستهبال
رفع أبوه النازل مع الدرج حاجبه مباشرة : إيـه ؟
سكنت ملامحه مباشرة : ما غلطت عليك والله آسف
هز أبوه راسه بإيه يأشر له على يده يلي تمسك ذراع أمه ، ورفع عذبي حاجبه : يعني ما همّك إني غلطت عليك بس همك إني ماسك سلافك ؟ تراها أمي قبل تصير زوجتك
هز تركي راسه بإيه بهدوء : ما همك إني غلطت عليك ؟
أشّرت سلاف له بمعنى " ياويلك " ، وكمّل تركي بتساؤل : وتراها أمي قبل تصير زوجتك ؟ إيه تعال عندي
هز راسه بالنفي مباشرة : أمي تبيني
هزت سلاف راسها بالنفي : مين قال ؟ روح لأبوك وتركي حلق له شعره ما عاد يعجبني ، أبيه يصير يشبهك
شهق بذهول يناظر أمه : يعني إشتقتي له وهو شباب وتبين تعدميني أنا وشعري شكو ! بعدين ترى ما بصير أشبه له قصيد بنتك تشوفه أوسم خلق الله وقالت لي بعيد عليك تشبهه تعترف إني مستحيل أصير أشبـ
ضحكت سلاف لأن وسط سوالفه أبوه صار خلفه وهو ما إنتبه ، ورفع تركي حاجبه بذهول من فز ولده : إنت وش جايك ! وش جايك تخاف من ظلّك وش مسوي
هز راسه بالنفي بذهول : أخاف منك إنت مو من ظلّي
ضحكت سلاف بشكل مجنون ، وإبتسم عذبي : شفت ؟ أنا كنت أبي أضحكها بس وإلا من قال أخاف من شيء
إبتسمت سلاف تمسح على ظهره : قلبي إنت
إبتسم عذبي مباشرة يأشر لأبوه " يغيضه " ، وإبتسم تركي فقط يعطيه أمان بإبتسامته : إرفع علومك وإسترجل اليوم ضحكت لك بكرة يلعب العقال على ظهرك ، زين يا بابا ؟
سكنت ملامحه بذهول لأن أبوه يكلّمه بجدية ساخرة موجعة ، وضحكت سلاف تطبطب على كتفه : سمعت يا بابا ؟
لف نظره لأمه بذهول : وتطقطقين علي مثله ! طيّب
ضحكت لأنه زعل لكن تحوّل الزعل كله لإحراج من لمح ود وتوجه نظر سلاف لها مباشرة : أقول من شدّ نظرته
ناظر أمه بذهول ، وضحكت سلاف ما تتمالك نفسها لأنه ..
_
لأنه مشى بعيد وإبتسمت ود يلي تخفي شديد الإحراج : بروح للبنات
هزت سلاف راسها بإيه وهي تعرف إن بين ودّ وعذبي شيء لكن ما تفكّر فيه بشكل كثير لأن عذبي يقول لها " ولا شيء كلهم واحد عندي مثل قصيد " لكن هي تشوف شيءّ آخر وما تدري عن الحقيقة لكن الشيء الوحيد يلي تدري فيه إن ممكن بينهم إنجذاب ، ممكن هذا أضعف إحتمال لكن عذبي كثير يلمّح لأمه إنه ما يفكر بشيء ، وإنه " توّه " هو بالحقيقة كلهم صغار وعضّت شفايفها بهمس : بدري عليكم الهوى ، حلوين وإنتم خفاف بدونه
-
« المسـتشـفـى »
أخذت نفس من أعماق قلبها تسكّر الدولاب على ثوبه وشماغه ، على الشنطة يلي جهزتها هي لأغراضه من " بيتهم " وشتت نظّرها من أيام وهي كلّ حالها مختلف ، طالت المدة عليها وملّ الصبر والتمنع والمداراة لخاطر أي أحد غير خاطرها هي ، غير نفسها هي وتُنهش بكل لحظة وأكثر من وصل لمسامعها إن سمّوه يبي ينقل ذياب للقصر ويكون تحت نفس الرعاية لكن خُطف قلبها من هالكلمة ، إنهم يتشاورون يُنقل للقصر ، أو لبيت أبوه وهي تموت بكل كلمة ينطقونها لأنها ما تقدر تقول " بيتنا " بسبب إنه سلّمها مفتاحه ، وسلّمها بطاقته وهي ما كمّلت نقطة منه ولا صارت فيه تقول ترى ماله محلّ إلا محلي ، تقول بيته أريح له وهالشيء قتلها ألف مرة عجزت تهدأ ، وعجزت توقّف دموعها ندم غير طبيعي حتى النفس ، نسيت كيف تتنفسه لأن ممكن فعلاً يضغطون عليها ويروح لقصر سموّه وما يفهمون رفضها ، أو يروح لبيت أبوه وهي تعرف مشاكله وتعرف روحه ، تعرف داخل روحه وبكّل مرة تستوعب إرتياحه عندها ، نومه بحضنها هي تموت ألف مرة نُهشت ، فعلاً نُهشت تسطّر إعتذاراتها ، أو تموت إن كل شيء بينه وبينها وبيفرّق بينها وبينه بالجاي بسببها هي لأنها تركت مجال لكل الناس بينهم وما صارت الحكاية بس هو وهي ، بس هم لوحدهم وببيتهم عضّت يدها من الألم يلي عصر روحها تدميها للمرة الثانية بشدّه مستحيلة ما حسّت إلا بشخص يقبّل راسها تتدارك دموعها ، أو تنتبه لإنها ميّتة شعورياً مستحيل تقدر تتداركها وقت إنتبهت إنه فهد أخوها ، وقت حسّت إنه قبل راسها بشكل رجّف قلبها هي ما خبّت دموعها وأكثر لأنه جلس جنبها يضمّها ، جلس جنبها يتركها تشهق وجعها بدون أي تدارك كتمت كلّ شيء لكن وقت جاء فهد وقبّل راسها بهالشكل ما عاد تمالكت نفسها ، حمّرت محاجره لأن هو من مدة ضايع ومن مدة يشوف أخته ولا يوصلها : قصيد تكفين
ما قدرت تكتم الألم يلي موّت داخلها منه إنهما يصحى ، ما يستجيب الدكتور يطمنها وملامحه ما ..
_
وملامحه ما تطمّن ووقت تجبره يبيّن لها مخاوفه ، يبين لها إن كل ما طوّل هالشيء مو مريح ولا يطمن وهي هلك حيلها ، مات حيلها عضّت شفايفها تحاول تسكت نفسها لكنها عجزت إلا تهلك بالدموع يتقطع قلبها ويحسّه فهد يلي كل عيونه معلّقة بذياب وداخله يحترق ، يحترق ما يخف ولا يهدأ بالقوة سكتت نفسها قصيد ، وبالقوة أخذت نفس تمسح دموعها وإبتسم فهد وسط توتره لكن يبي يُفض جو البكاء ويبي يتماسك هو من إنهيارها : وحشنا ، إشتقنا له
لفت نظرها له لثواني تمسك حيلها : ذياب ؟
هز راسه بإيه يشبك يديه ، يبتسم لها: يشم خبر إني عندج الحين ويفز يضاربني أدري به ، ما يتحمل يشمّني يمج
ضحكت لأنه متوتر من ذياب حتى وهو ما يحسّه وأخذت نفس : بس هو ما قد هاوشك ، ما قد قال لك كلمة
هز راسه بإيه : لا ما يقول ، بس يقول فهد أمك تبيك
ضحكت لأنه يقلد نبرة ذياب ، وإبتسم فهد لأنها تضحك وسط دموعها : بس يمون وإلا تهاوشت معه تدرين بي ما أتحمل أحد يغلط علي وإلا يسوي إنه أسد على راسي ما يدري إني فهد وعندي ثلاث أسود بعد يعني هو خسران
ناظرته لثواني بهمس : ثلاث أشبال وإنت فهد ، صح
هز فهد راسه بإيه بتوتر : صح إنه ذيب بس يعني !
ضحكت لأنه يمثّل الخوف : بس هو ما يقول لك شيء
هز راسه بإيه : ما يقول هو الصدق ما أجحده بس عليه نظرات تقول ، هي طبيعية هو قاصدها بس أحسه يستقصدني فيها أو إني أقابله بأوقات غلط مدري
إبتسمت قصيد لثواني تتأمل ذياب وما مرّها إلا آخر رضا بعد الخصام ، بعد عواصف الديرة يلي زعّلت خاطرها وخاطره وبعد وقت غفى عندها تتأمل لحيته وتذوب بكل تفصيل لكن كان لفهد رأي آخر بإنها تخوف ومرعبة وإنه هو مرعب فيها وما تلومه صادف ذياب وقت خروجه من عندها تمنعاً ، وصادفه وهو صاحي على إتصال من شغله وما نام له وقت يُذكر أصلاً ويستغرب ليش يخوف وكان كل إستغرابه قصيد ما تشوفه يخوف كيف : تحبينه ؟
ما تكلّمت ، ونطق فهد بتراجع مباشرة : لا ! لا تردين أخاف أموت من الحرّة
إبتسمت لثواني تناظره ، ورقّ قلبه برجاء : آخذج البيت؟
وجّهت نظرها لذياب يلي حسسّته بكل شيء ممكن يحسّه ، تركت عكاز نهيّان جنبه ممكن يحسه ، حاوطت يده بسبحته ممكن يحسّها ويحس دموعها يلي يومياً تنساب على يديه ولا تصحيّه ونطق فهد برجاء : تكفين ، اليوم بس تعالي معي
لفت نظرها لفهد لثواني يحرقها قلبها ما ودها تفارقه لكن نظرات فهد ، رجاء فهد وعضّت شفايفها : فهد
_
« الفجـر »
نُفض صدره يحاول يسكّت عقله ، هواجيس عقله يلي ما كفّت بلحظة ما يشوف إلا …
_
ما يشوف إلا شدة اللون الأحمر ، والأزرق يضربون عينه بشدّة مستحيلة كل الألوان قدامه هي تخالطهم بشكل مُشعّ ، بشكل مؤلم من شدّته نُفض صدره ثقل يبي يتحرك ، يبي يقوم يبي يفتح عيونه يحسّ إحساس المكبّل بثقل غير طبيعي مو قادر على شيء وتوسّعت عيونه بلحظة من صوت الحادث يلي ضرب مسامعه يهز كونه من جديد ، من تكرار المشهد عليه دباب نصّار يلي صار بالأرض ، وصاحبه يلي للآن يحس ألم إصطدامه بالأرض بضلوعه نُفضت يديه من صراخ نهيّان يلي إخترق مسامعه ومن الأصوات يلي تنطق " مـات ، مـات لا حول ولا قوة إلا بالله " وما صرخ إلا من إحساسه بيديه يلي للآن تهشّم فك الشخص يلي صدم نصّار ومن إنه لمح أبوه يلي يمشي له ، ما يصدّق كتمة نفسه يلي يحسّها بهاللحظة ولا يصدق الألم يلي تركه يغمّض عيونه بكل شدته صرخ يطيّح كلّ سلك يحاوط جسده , صرخ ينزع المغذي يلي إحساسه على يده من حسّ بيد تصافحه ولا يدري هي حقيقة أو يتوهمها لكنها سرّت الرعشة بجسده من برودتها ، من الثوب خلفها ومن النطق يلي موّت قلبه من قبل سنين ما ينسى هالنبرة طول عمره " عظم الله أجرك " وتكرارها بمسمعه الآن مفزع : نصّـار ! نصّـار
دخلت قصيـد تركض بذهول من صراخه ، من المغذي والعامود يلي صار عالأرض وإنه يصارع ودّه يقوم على حيـله كلّ هالمنظر مستحيل من شدته : ذيـاب !
توجهت جنبه مباشرة تمسكه لأن الأكيد بيطيح لكن إنتهى حيلها لأنه شدّ على ذراعها بكل قوته يبي يقوم وما يشوفها ، تدري ما يشوفها ، لأن ملامحه تحتقن بشديد الإحمرار حتى النفس ما يقواه : نصّـار ويـنه ! ويـن نصّار
شدّت بقوة شديدة عليه ما تستوعبه ولا تستوعب إن عيونه ما تشوفها : ذيـاب نصّـ
صرخ من شعوره ، إحساسه هو بالسوء وتكرار المنظر والكلام بعقله : ما مـات نصّـار ويـنه !
تألمت ذراعها من شدّته ، ضاع قلبها من قوّة صرخته وحرقته يلي ما تستوعبها وإنه يموت ، يموت من الحرقة كان تعبه ساكن وهو ما يوعي لكن الحين هي رجعت تشوف اللهيب والنار فيه بلحظة يمشي وتهتز خطوته ، يحسّ الجدران بيديه لأنه ما يشوف حوله وقصيد يلي تحاول قد ما تقدر تمسك ثقله لأنه بيطيح بأيّ لحظة وما يكرر إلا إسم نصَار ، صراخه كله وجع بنصّار وهي ما بيديها شيء : نصّار بخير ! والله بخيـر نصار بس إسمـ
ما كان يسمع ولا يوعي كل الأصوات بعقله صوت الحادث وتكراره ، كل النظر قدامه تخالط الألوان يحرق راسه من الوجع وشهقت قصيد برجاء تحاول توقّف خطوته لأنه حسّ الباب يفتحه : تكفـى ذيـاب !
تغيّرت نظرة أسامة كلها من لمح الممرضات يتركون كل شيء بيديهم يركضون لجهة جناح ذياب وهو سمع الضجة لكن ما توقعه هو ، برد قلبه كله …
_
'
برد قلبه كله بذهول من طلع ذياب تحاول توقفه قصيد يلي تمسك كل ثقله ، ويحاولون الممرضات لكنه عبث ما لقى نفسه إلا يركض من ذهوله لأنه بيطيح ويصرخ على الممرض : لا يطيـح ! لا يطيـح إمسكه
شدَ على ياقة أسامة بمجرد ما صار قدامه يحسّه ما يشوفه وصرخ فيه من حرقته : نصَـار ويـنه !
نطق أسامة بذهول : بخير ! نصار بخير طال عمرك بخير والله بخيـ
صرخ ذياب من حرقته ينفضه : لا تكـذب علي ! لا تكذب عليّ سمعتهم ! جاء يعزّيني سمَعته نصّـار وينه !
شهقت قصيد لأنه نفض أسامة بشكل مرعب ونطق أسامة يستعجله مباشرة : والله بخير ! والله بسماه إنه بخير والله !
شهقت قصيد تحاول تثبّته لأنه بينهار ، لأنه بيطيح : ذياب
مدّ أسامة يده مباشرة يحاول يثبّت ثقله ، يحاول يثبّته وإنتهى وعي ذياب كله من الألم ما عاد يقدر يثبّت خطوته ، ولا عاد يقدر يوقف ولا عادت قصيد تستوعب شيء إلا رجاء أسامة ، وإنها تحاوله ما يطيح ، وشهقة الممرضة يلي توجهت تركض للدكتور ما عاد توعي قصيد شيء غير إنها رفعت يدها لشفايفها تكتم شهقتها ، تكتم بكاها من دمار الغرفة ودماره هو وإنها ما عاد تشوف إلا الدكاترة والممرضين حوله ورجفت : يده ، دم يده تنزف
إنتبهت الممرضة إن يده تصبّ دم من نزعه للمغذي ، وشتت قصيد نظرها وجع لأنه يحسّ ، وصاحي ، وما عاد يتكلم والوجع كله إن الدكتور يوجّه النور لعينه وما تفهم الباقي لكنها تسمع الدكتور يتكلم بكلام ما تستوعبه من همّها لكن من رجع يغطّي عيونه بالشاش ، يغطي نصف ملامحه وذياب ما يعترض وسكنت عواصفه هي ذاب قلبها ، هي ما وقّفت دموعها : ذيـاب !
ما كان يحسّها ، ولا يستوعب شيء ما يصرخ بمدى تفكيره إلا نصّار ، كلام نصّار يلي باقي بخاطره وكيف كان يضحك له بعد ما فضفض عن كلّ شيء ومع شاهيه "دامي بوجهك بتزين غصب " وقّف الكون عند ذياب بلحظة يترك الدكتور يأشر للممرضة ، يترك الفوضى تعمّ بينهم بلحظة وما حسّت قصيد إلا وهي خارج جناحه ، بعيد عنه ما إستوعبت شيءّ من ذهولها ، من صدمتها وسكن الكون كله من نطق عمها حاكم : قصيـد
لفت نظرها لعمها يلي يمشي بالممر بإتجاهها ما وقفت دموعها توقّف قلب حاكم لأن كل شهقاتها مكتومة ما تطلع : ذياب به شيء !
ما عاد يتكلم أسامة يلي طلّعوه بالمثل وهو مكتوم ، ينفض صدره يستوعب إن ذياب صحى بهالشكل المفجع أو يستوعب الجاي ، أو بهاللحظة يستوعب حاكم الواقف شاب عمره ذهول يتوجه للجناح ورُد بنفس اللحظة بشكل هزّ كيانه ذهول يرجع لقصيد : قصيـد بنتي
غرقت عيون أسامة بالدموع لأن المنظر مرعب ، لأن لهفة حاكم يلي بهاللحظة مرعبة وشعورها غريب ومدّ يده لسماعة أذنه : لا تبعدون
↚
دخل حاكم للجناح بدون لا يحسب حساب المنع وإنتهى كونه من نطق ذياب الهادي يطلب الدكتور والممرضة : شمـاغي
ما عادت تشيله رجله من منظره ، من إن ولده جالس بكل هالهدوء ومن فمّه تسللت هالكلمة ونُفض صدره ترجف نبرته ، يرجف الإبتسام بشفّته لهفة ، وخوف : تبي شماغك ؟ وين بتروح يابوك ؟ وين بتروح وتوك صحيت
ما ردّ ، وتوجه حاكم للدولاب يطلع شماغ ذياب ، عقاله براجف يدينه وما وقف عقل ذياب إلا من إحساسه بأبوه يقبّل راسه ، من نطق بشديد الضعف : الحمدلله على السلامة
دخلت قصيد تتألم من لمحت إنه مسك شماغه من يد أبوه ، إنه لفّ يصد حتى وهو ما يشوفه وإن الدكتور أشّر للممرضة تقرب الكرسي المتحرك منه لكن ذياب نطق برجفة ينادي : أسامـة
رجف حاكم مباشرة : أنا موجود يابوك وش بغيت علّمني أنـ
ما نطق كلمة يحترق صدره لأنه أستوعب كلام الدكتور يلي نهش صدره نهش بإن صاحبه موجود قريب منه وبالقوة الجبرية ترك الدكتور يوافق لإنه يشوفه ، دخل أسامة يلي نادته قصيد بإشارتها ورجف قلبه ، اهتزّت نبرته كلها : طال عمرك
لمحت قصيد إنه يموت ، إنه ما يحسّ شيء ولهالسبب هي ساكتة يُقتل داخلها ألف مرة ما خفّت دموعها ، ولا سكن إنهيار داخلها من لمحت إنه مدّ يده لأسامة " يسنده " ، وعشان يساعده ومن لمحت إن عمها حاكم ماسك طرف السرير يستند به وحُرقة نظرته مستحيلة ومن فهم أسامة ذياب وين ودّه يروح يساعده أمامهم هالشيء أنهاها ، وأنهى حاكم يلي رفع نظرته لهم يشوف ولده يُسند لكن مو عليه : يارب رحمتك ..
طلعت ما تتحمّل المكان ودّها تنهار لأن الشعور مؤلم توقّعت صحوته بألف طريقة ، هالطريقة ما كانت من ضمنها ..
طلع أسامة يرجف قلبه من جناح نصّار ، طلع يدّور بنظره عليها : طال عمرك ، تعالي
نُفض قلبها مباشرة : صار له شيء !
طلع حاكم من الداخل يتبعهم ، يوقف على الباب مثلهم ووقف عمره من لمح نصّار الممدد على السرير ، وذياب يلي يدّور صاحبه بيديه يتحسسّ وجوده وهمس : لا اله الا الله .. يارب
رجف صدر قصيد من نطق أسامة المرتعب : قال روّح عني ، قال لا يجيني أحد وأخاف يصير شـ
دخلت له قبل يكمّل ، قبل يشدّ شعره من الوجع يكرر : ليته أنا
-
حسّ بارد يد صاحبه بلحظة ينفض صدره من الوجع ونطق يتألم صوته : نصّار
لمحت قصيد إنه يدوّر شماغه بحضنه ، يبي يوصل لأوله ورجف صوت ذياب بحرقة مستحيلة : قم ، قم جبت شماغي معي نصّار
كان يتحسسّ المغذي يلي على يد نصّار ورجفت شفته بوجع يحاول الوقوف : بعلقه ، تقوم وتشوفه لا تخاف
مدّت قصيد يدها تمسك الشماغ منه ، وإنهار حيل ذياب لأنه مو قادر يقوم : علّقه قريب منه ، علّقه على المغذي يشوفه ما يخاف
_
علقته مثل طلبه تعرف إنه يموت وجع ، تلمح هالشيءّ منه وتتأكده لأنه ما يحسّها ولأن صدره ينفض من الوجع ، من الألم وتغيّر صوته : نصّار تكفى ، تكفى
كتمت شهقتها بالقوة ما تبيه يحسّها لأن وجعه يكفيه وما تتخيّل وش بيصير بقلبه لو درى إنها هي يلي معاه ، هي يلي جنبه ومات داخل ذياب كلّه حسرة من الألم : قم وما جاك بوجهي والله لا أهد الدنيا بس لا تهدّ حيلي
مات داخل قصيد لأنه يموت بكل كلمة ، لأنه ما يوعي شيءّ ولمحت إنه ينهش نفسه بوجع بيّن من نبرته يلي نطقت : لا تهدّ حيلي أموت من العوق إني ما وفيت تكفى ، لا تذبحني يانصّار .. لا تذبحني تكفـى
تقطّع قلبها تكتم شهقتها ، تكتم بكاها وجع وسكن ذياب قبل حتى ينطق أي كلمة من وجع روحه ، من إحساسه الغريب يلي نفض صدره بلحظة : أسـامة ؟
ما تكلّمت كلمة تأشر لأسامة يدخل عنده ، وطلعت هي ما عاد تقدر تكتم بُكاها ولا شهقتها ولا ألم يدها يلي زاد الوجع عليها أضعاف من عضّاتها ، ومن ضغط ذياب عليها ما حسّته بوقته لكن الآن تحسّه وإنتبهت لها الممرضة : لو سمحتي ؟ أشوف يدك
لفّ حاكم العاجز نظره يقفّل جواله ، وإنتبه ليد قصيد يلي مسكتها الممرضة ومن نفي قصيد " ما يحتاج " : روحي يابوك لا تقاومين ، روحي ما يبيّن وجعها الحين
مات داخل قصيد كلّه بلحظة من أبوها الملهوف يلي دخل يركض تركض خلفه ثياب آل نائل ما يصدّقون الخبر ، من عيونه يلي تراعيها ومن إن قلبه يسبقه تشوفه من عيونه : قصيـد
تركت يد الممرضة يلي مسكتها تضمّ أبوها بشكل وقّف له قلبه ، بشكل ترك حاكم يصدّ قلبه نُفض تماماً لأن تركي يمسك قصيد كأنها آخر أمل بحياته ، كأنها كلّ حياته وشدّ عليها مباشرة : الحمدلله على سلامته وسلامتي بك ، الحمدلله
بكت مباشرة يضمّها لأعماق روحه ، وإبتسم يضحك لها وودّه يضحكها هي : لا يخاصمنا الذيّب الحين دمع أول تبكين عشانه الحين وش نتعذّر به ؟ طيّب وبخير وماعليه خلاف الحمدلله ، الحمدلله على سلامته يا حبيبتي
أخذت نفس من أعماق قلبها من إبتسم لها أبوها عذبي : عاد تطقّ أعصابي ترى ، تطقّ خلاص الدموع ما نبيها
أخذت نفس من أعماقها من قبّل راسها يضمها لجناحه وتعلّق نظرها بأبوها يلي توجه لعمها حاكم يضمّه ، يشدّ كتفه ويتحمّد له بسلامة ذياب وصدّت هي بنظرها تمسح على ملامحه : بغسّل يدي .. وأعدل نفسي وأجي
هز راسه بإيه : روحي يبه ، بس طمّني أمج تراها ملهوفة تقول ضحّكوا لي قصيدي وسمعوني ضحكتها ..
إبتسمت لثواني تناظره ، وضحك : يلا عاد رميت كلّ ما عندي وما فهمتي ، إضحكي لي مرّة وطمّني هالشيبات
إبتسمت لثواني تناظره ، وضحكت يبيّن صوتها المبحوح أكثر من كل شيء غـ
_
أكثر من كل شيء غيره وضحك يقبّل راسها مباشرة : الله يديم هالضحكة ويديمج لنا ، الله يديمها يا حبيبتي ولا تصدقين إني شايب تحنيّن علي .. ما شفتي عضلاتي ؟
ضحكت هالمرة بشكل أصدق من سابقه ، وإبتسم يشدّ على ظهرها : إيه عدل .. هذا الليّ نبيه
توجّهت للمغسلة تاخذ نفس من أعماقها ، تتأمل أحمر محاجرها الدامية وللآن ما تصدّق كل شيء ، للآن يوجعها قلبها ألم وما قطع صمت المكان إلا دقة الباب يلي أفزعتها هالمرة بشكل غريب : ميـن ؟
_
« بيـت حـاكـم »
صحى من نومه على صوت ديم يلي تصحيه بكل هدوء بشكل مريب ، ما إستوعب مكانه لوهلة ونطقت هي لثواني : نهيّان ، أمك تنادي عليك من أول تبيك
كانت ملامحها غريبة وسكن قلبه لثواني يخاف وفزّ من مكانه مباشرة : أمي ؟ شفيها أمي ؟
مدت له تيشيرته لأن من رعبه ممكن ينزل بهالشكل والبنات موجودين بالأسفل : مافيها شيء الحمدلله ، كل شيء تمام لا تخاف بس قالت نادي نهيّان أبيه
ناظرها لثواني بشك ، ورقّت عينها تشتت نظرها لبعيد مباشرة لأنها كانت بالأسفل وقت دقّ حاكم ، وقت سمعت ملاذ منه جملته " صحى ذياب يا أمه .. قام ذياب " وبكت مباشرة ما تصدّقه وتركت الكل يسمع معها يأكّدون لها وللآن تتكرر نبرة عمها حاكم الراجفة ، الإبتسام يلي لمسوه كلهم من تكراره لجملته وتنهيدته والحمد يلي ينطقه بين كل جملة والثانية ، بكي ملاذ يلي هزّ كيانهم وإنه كان يكررّ عليها " قولي الحمدلله .. قرّت عينك وعيني ، قرّت قلوبنا ياملاذ قرّت الحمدلله ذياب بخير ، وبوعيه ، وصاحي ماعليه خلاف الحمدلله " ..
نزل للأسفل مُرتعب يبيّن خوفه ،وقف نفسه أساسا من ورد يلي تترك عبايتها عالكنب وكلها ذهول تشوف دموع أمها وتحاول تفهم من البنات : صار شيء ؟ أمي ؟ توق ؟
هزت توق راسها بإيه ، ورجفت عروق ورد من دموع أمها ، من ضحكاتها يلي تخالط دموعها وإنها ما تقوى النفس ومن لمحت إن حتى البنات تسيل دموعهم : وش صار طيب ؟ وش صار تكفون لا تفجعـ
قبل حتى تنطق أجهشت ملاذ بكي تتمتم بالحمد ومن كثر بُكاها ضاعت حروفها : صحى ذياب .. ذياب بخير يا أمي
ضحك نهيّان مباشرة يناظرها ، ولف نظره لديم ينتظر التصديق منها وبالفعل إبتسمت تشدّ على كتفه : وعمي يقول إنه بخير وبوعيه ، الحمدلله على سلامته
ما صدّقت ورد لحد ما ضحكت لها وسن تضمّها وبكت مباشرة من ذهولها ، من صدمتها ، ومن فرحتها وإن أمها بكت تضمّ نهيّان وتكفّ دموعها ونطق بعجل من لهفته : ليش ما لبستي للحين ! وينها عبايتك نروح له نشوفه
أخذت ورد نفس من أعماقها تمسح دموعها : نروح هيّا
هزت ملاذ راسها بإيه : بنروح ، كلنا بنروح بس ننتظر رسالة أبوك
_
_
« المسـتشـفى »
كان له علم بضجّة الممرات والثياب الكثيرة يلي ينتظرون قبوله للدخول ، نطق أسامة بتوتر : طال عمرك الرجـال
ما نطق ذياب كلمة كان يُنفض صدره لأن كل تفكيره باقي عند نصّار ، عند صاحب عمره يلي كلهم يطمّنونه عنه لكن قلبه ما يهدأ وينهش نفسه وجع بكل ثانية تمر هو يحسّ الدنيا فيها لكن نصّار ما يحسّها ، حتى وإحساسه ناقص هو ما يبيه ورجفت شفته لثواني : قرّب
إنحنى أسامة جنب ذياب يلي عض شفّته جمر ، عضّ شفته ترجف ضلوعه من قهره والوجع : تروّح للخيام ، تقول لمحمد عطني الذّهب
رفع أسامة حاجبه لثواني : ذهب ؟ ناقصك شيء طـ
ما كمّل يسكت مباشرة لأن حاكم دخل ، ولأن حتى وعيون ذياب مُغطاة بالشاش هو يعرف متى تحتدّ نظرته ومتى تلين وعدّل وقوفه فقط : جاء العم حاكم طال عمرك
ما تكلّم ذياب هو يحس أبوه وكيف ما يحسّه ، وما نطق بحرف واحد إلا من نطق حاكم نفسه : أمك وأخوانك يـ
نطق ذياب النفي مباشرة بهدوء : لا
عضّ حاكم شفايفه لثواني وهو عارف هالجواب من قبل ولهالسبب قال لهم ينتظرون خبر منه وسمع من قصيد نفسها إنها ما تبيه يعرف بوجودها نهائياً ، وقبل حتى يكمّل حاكم فُتح الباب يدخل جدّه متعب ، وأخوه نهيّان ، وباقي آل سليمان وحُرق جوف ذياب كله لهيب لأن نهيّان صار عنده بلحظة ، لأنه مسك يدّه مباشرة ويعرف قلب نهيّان كيف رهيّف وسمع نحيب متعب المكتوم : متعب
لف حاكم نظره لولده ، وإنه ينادي جده بإسمه وهالشيء له حكاية طويلة عنده وما توقع يرجّف صدره لهالقد من صار من ذياب لحاكم ، قرّب متعب من سريره يرجف من بُكاه وإنتهى حيل حاكم كلّه لأن متعب مسك يدّ ذياب يقبلها ، يبكي : فداك متعب يابوك ، فداك متعب وشيب متعب وعمر متعب يا أبوي
مسك ذياب يدّ جده بيده الأخرى يمنع تقبيله ، يحترق قلبه بشكل مؤلم ولمح حاكم إنه أخذ براس جدّه يقبله ، يمسح دموع شيباته حتى وهو ما يشوفه وهالمنظر مؤلم لمح صدر ولده الآخر ينتفض من كتمه لدموعه ولمح إن ذياب يحترق ما بيبقى منه شيء لأنه ما يحب يكون بهالمنظر وإن كل آل سليمان عنده ويشوفونه بهالحال وعدل نهيّان أكتافه يقبل راس أخوه : الحمدلله على سلامتك
هز راسه بإيه يشد يد أخوه : الله يسلمك ، الله يسلمك ..
طُرق الباب يدخل عمه تركي ، باقي آل نائل ونُفض صدر ذياب للمرة الثانية من توجه عمه تركي يقبّل راسه بحرارة : الحمدلله على سلامتك يابوك ، الحمدلله
شدّ ذياب على يده ، وهمس تركي : ما تحتاج وصاة لكن ترفّق بقلبك وعقلك يا ذياب ، ما نبي إلا سلامتك ووجودك الحين وبعدين الليّ تبيه يصير قل تم وأوعدني
ما كان من ذياب كلمة ، وعضّ شفايفه بهدوء بهمس : ..
_
‘
: ما أقول شيءٍ ماني بقدّه ياعمي ولاني بكذب عليك ، لكني بخير وسالم بإذن الله إن كان ودك تتطمن ..
أخذ تركي نفس من أعماقه وهو يعرف جروح قلبه ويشوفها ، ودُق الباب يُلقى السلام خلفه وتُحبس خطوة أسامة بعده : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
توجّهت نظرة حاكم مباشرة لولده الساكن ، لولده يلي عضّ شفته بهدوء يرد السلام : وعليكم السلام والرحمة
ورُد السلام خلفه لأول مرة ينتبه حاكم إن السلام ما رُد إلا بعد ما نطق ذياب بالرد يتبعونه ، وتوجه سموه قريب من ذياب ياخذ بكتفه : الحمدلله على سلامتك يا ذياب ، طهور إن شاء الله وما تشوف شر
شدّ ذياب على يد سموه يمنعه من الأكثر لأن مهما بيّن للكل إنه إحترام ومحبة بينهم ، ذياب ما يحب تبيّن ظواهر شغله وعلاقاته للملأ نهائياً : الشر ما يجيك طال عمرك
تتابع الوفد يلقي سلامه ، يرمون التحية على ذياب ويتحمّدون له بالسلامة وإنتباه حاكم كله إن ولده صار مثل الجدار بالضبط ما يلمح منه شعور ، ساكن كإنه ما يحس شيءّ من وجودهم تتخالط الأصوات بين داخل وخارج ، وذياب ساكن كلّ رده " الله يسلمك " ، " الشر ما يجيك " ووسط كل هالسكون كان ينهش صدر ذياب تفكير واحد وعدل أكتافه ينتظر أسامة يلمحه وبالفعل فزّ له مباشرة بهمس : سم طال عمرك
هُلك تماماً بشكل مرعب وهمس لأسامة بهدوء : سرّهم
مد أسامة نظره لذياب لثواني ، وهز راسه بإيه : إرتاح إنت
ما كان من حاكم قُرب لذياب نهائي لكن ذياب يحس نظرات أبوه من بينهم كلهم ، يعرف إن داخله " مفجوع " لكن داخل ذياب به أشياء أعظم ما تسمح له يقولها وعقله ينهشه بألف شيءّ وشيء ، يسمع عبارات وداعهم الآن بعد طلب أسامة منهم لكنه ما رد نهائياً ألم راسه أقوى ، ونُفض صدره من قرب حاكم منه يكلم ذياب : أبوي بك شيء ؟ تبي شيء توصي شيء ؟
هز راسه بالنفي فقط ، وتوجه أسامة لحاكم بهمس : صار لازم يرتاح طال عمرك ، أنا بنادي له الدكتور الحيـن
هز حاكم راسه بإيه بفهم وما يحتاج أحد يشرح له جرح ولده منه ، ما يحتاج أحد يشرح له إن ذياب ما يحتاجه وإن وجوده وجود الضيف فقط وهز راسه بإيه وجع : لا تتركه يا أسامة .. وأدري ما تتركه
هز أسامة راسه بإيه بهمس : أعز عليّ من روحي والله توجه حاكم للخارج يضمّ نهيان ولده تحت جناحه ولا زال نهيّان مفجوع ، لا زال قلبه مفجوع ولف نظره لأبوه لثواني : هذا ذياب ؟
نزّل حاكم نظره لنهيّان يلي تكلم بوجع ما يصدّق : أنا ما أصدق إنه ذياب ، ما أصدق لو تقولون ما تقولون والله
شدّ حاكم على كتف نهيّان يلي بردت عظامه من المنظر يلي كان فيه ، من الجناح يلي كان يمتلي بالرجال : ..
_
‘
: يقول لأسامة سرّهم ، ذياب يقول سرّهم لأن ما له طاقة بأحد متى صارت ؟ ما عمره ردّ الرجال عن مكانه واليـ
قاطعه حاكم بهمس : تعبان أخوك يا نهيّان ، تعبـ
بعد عن أبوه مباشرة برعب : أبوي لا تقول تعبان ! لا تقول تعبان قبل كان يتعب ويخليّنا حوله ولا يوضّح اليوم ما يبي أحد ووضح عليه تعبه قدامهم كلهم ! قدامهم كلهم ما سمعتهم وش يقولون ؟ يقولون الله يعوض شبابه كأنه مات لكن لأن كلهم يعرفونه بحيل واليوم ما يعرفونه
لف حاكم نظره لولده لثواني ، وعضّ نهيان شفايفه بوجع : وتحسّب إنه ما يتألم ؟ والله إن تعبه ما يهمّه لكن أنا أعرف أخوي ما هانت عليه نفسه ، ولا هان علي أبوي
كان يتقطّع قلب حاكم بكل كلمة ينطقها نهيّان ، ومسح على ملامحه تغيّرت نبرته فعلاً : روح عند أمك وأختك ، طمّنهم عليه وقل لملاذ إنه قال بيجيها بنفسه ما تجيه هي ، أمك تعرف إنه ما يقوى تشوفه بهالحال وما جات للحين لكن ما أظن تصبر وصبّرها إنت ، عزّمها إنت
ناظره لثواني يتقطّع قلبه ، وسأل : قصيد موجودة ؟
هز حاكم راسه بإيه : حوله قصيد ما تركته ، حوله
_
« بيـت حـاكـم »
عضّت ملاذ شفايفها رجفة : نهيان لا تكذب علي ، أخوك
قطع كلامها مباشرة يشدّ حيله : أمي والله بخير ، والله بخير وبيجي لعندك هو قالها ، يبي هو يجيك وتشوفين إنه بخير وما تزعلين ما تعرفينه شلون يحبك ؟ ما تعرفين إنـ
قاطعته ورد تشتت نظرها لثواني : ما تعرفين إنه ما يحبنا نشوف ضعفه لكن السؤال يقول ، لو هو بخير مثل ما تقول ليه ممنوع نروح لـ
شدّ نظرته لورد مباشرة ، وغرقت عيونها بالدموع بدون مقدمات تشتت نظرها لبعيد وعضّ شفايفه : لأن كلهم رجال حوله ، إمتلى جناحه من أول ما طلع الخبر وإنه صحى وحتى حنّا ما جلسنا عنده ، تطمّنا ورجعنا لأنه بخير
ما عند ملاذ علم للآن إن الشاش على عيونه ما يشوف ، ولا عند ورد خبر لكن نفضة نهيّان كانت غير طبيعية وعضّت ملاذ شفايفها : وقصيـد؟
نزل نهيّان راسه ، وما تمالكت ورد دموعها : قرّ قلبها قصيد
مسح نهيّان على عيونه لثواني : موجودة بالمستشفى ، لكن ما دخلت عند ذياب لأن الرجال عنده ، صحى وهي جنبه لكن ما يدري للآن وأبوي يقول قالت لا تعلمونه
تسائلت ديم يلي طول الحوار كانت ساكتة ، ويُعتصر قلبها ألم على ناقص فرحتهم للآن لأنهم ما شافوه : وما يحسّها ذياب يعني ؟ ماهي كل أيامها راحت جنبه
رفع أكتافه بعدم معرفة : الأكيد يحسّها ، لكن ما إستوعب كل شيء جاه وراء بعض ما كأنه كان غايب عن الدنيا مدة و
كان على وشك يتحلطم ، على وشك يعظّم الحزن بقلوبهم كلهم ويقول إن صحوته فجعة على صاحب عمره وتتناقل هالفجعة بمسامع الكل بشكل مكثفّ لـ
_
‘
لكنه شتت نظره بعيد : لكن الحمدلله شفناه ، وسمعنا صوته ، وسلّمنا عليه ولا نبي أكثر من سلامته الحمدلله ..
صعد للأعلى تتبعه ديم بعد ثواني بسيطة ، وسكّرت الباب خلفهم : باقي شيء ما قلته لهم؟
هز راسه بالنفي يلف نظره لها : ديم وش النهاية
رفعت حاجبها لثواني بعدم فهم ، وهز راسه بإيه : وش النهاية بينا ؟ وش المفروض يصير الحين ووش أسوي ؟
ما إستوعبت لوهلة : ليش تتكلم من العدم وش تغير الحـ
شتت نظره : تغيّر إني ما أبيك تهتمين من بعيد ، وتواسين من بعيد وأنا واقف بنفس مكاني إن ما سمحتي ما إستجد شيء ، ما تشوفين إن الوقت يمشي ؟ يجري الصدق ؟
هزت راسها بإيه : أشوف لكـ
قطع حروفها مباشرة : لكن ما تحسيّن ، ما باقي عذر ما قدمته وما باقي كلمة ما قلتها وما بقى شيءّ ما سويته صرنا أخوان وأصحاب وليلة وحدة ، ليلة وحدة صرتي فيها زوجتي وبعدها رجعتي غريبة وصاحبة وقريبة وبعيدة
شتت نظرها لثواني ، ونطق بشديد اليأس : إن ما كان يتعّبك الحال ويسعدك أنا تعبت ، تعبت أفكر بكل خطوة معك وأنا ما أحب التفكير يوديني لدروب ما أبيها وتبين الصدق ؟ أنا على هالتنافر كله أفكر بجروح أول وكثر التفكير ما ينسّي وأنا قلت لك ودي أنسى ، ودي نعيش
كانت على وشك تتكلم لكنه عض شفايفه لثواني : أوديك بيت أهلك ، ترتاحين عندهم وتحطين نهاية ترضيك
نطقت مباشرة يخفق قلبها : ترضيني لحالي ؟
ضحك لثواني يتوجه للباب وهو فاضت به لأنه تمنى بعد هلاك يومه ما تواسيه من بعيد ، إنما تواسيه كأقرب الناس له: رضاي ماهو مكتوب عندك ولا ظني يغيّر شيء
_
« بيـت تركـي »
دخل البيت مُرهق ، لا يوصف إرهاقه لأنه عرف شعور ذياب والألم يلي بقلبه وحاول بكل ماع ، يسهّل له حقه بمساعدة حاكم ومع ذلك يحسّ باقي أسرار ما عرفها وما يمديه عليها لكن ما وده يتأذى ذياب ، ما وده يعميه الغضب لأن الواضح إن داخله ميّت على صاحب عمره وما يوعي شيءّ : سلاف
شدّت كتفه تترك كوب القهوة قدامه : ما جبت بنتي
ضحك يمسح على عيونه ، وإبتسمت تشدّ على ذراعه : الحمدلله على سلامة ذياب ، وسلامتنا بقصيد
لف نظره لها لأنها تتكلم بلسانه ، تتكلم بلهفته يلي نطقها لقصيد " الحمدلله على سلامته ، وسلامتي بك " وطلعت من لسان قلبه وقت نطقها لبنته لأنها سلمت ، سلم قلبها وهالسلامة وصلته هو لأن قلبه كان يموت من ألمها ووجعها وهمّها وضحك : كبرت بنتي ياسلاف ، كبرت
كان عذبي واقف على الباب لكن ما قوت خطوته الدخول من سمع ضحكة أبوه يلي تبيّن إحساس قلبه ، وإبتسمت سلاف : وش شفت منها ؟
أخذ نفس من أعماقه : تعوّدت الدلال بنتي ما توقعت منها شديد البأس ، شجاعة بالحب بنتك ماتدرين بها ؟
_
إبتسمت لثواني : بنت مين؟
ضحك يمسح على ملامحه : بنت سلاف ، أنا أشهد إنها بنت سلاف ووالله لو ما كانت سلاف بهالمكان قبلها ، ولو ما كنت أنا بمكان ذياب قبلها كان ردّيت وصدّيت وقلت بنتي ما أبي لها العنا ، مسكت بكاها لين جيت أنا وهلّت دموع لها أول مالها تالي ، ضحكت لي وضحّكت قلبي لأنها تضحك بس وهالبنت بتهلكني ، والله بتهلكني
لمعت عيون سلاف من دموعها ، وأخذ تركي نفس من أعماقه : من كان يتوقع إنّ قصيدي تحب ، وتحب ذيبٍ طاغي توقف الدنيا دونه وعليها من قلبه قبل قلبها ووالله إني على كثر إعجابي ، أنا خايف
هزت سلاف راسها بالنفي تفهمه مباشرة : خايف عليها؟
هز راسه بإيه : عليها ، وعلى دنيا ذياب وذياب نفسه خايف
هزت راسها بالنفي : ذياب معه ربه ويعرف ربه ودينه ، وراه إنت ، وراه أبوه ، ووراه آل ↚
هز راسه بالنفي يضحك ، ياخذ نفس من أعماقه ويقطع كلامه : ونعم بالله لكن أنا ؟ وحاكم ؟ إن ردينا عنه شيءّ حنا محدودين بالظاهر والخافي أعظم ، إن رديّنا عنه الدنيا ما ردينا عنه نفسه وذياب كل عذاباته نفسه ياسلاف
عضّت شفايفها لثواني ، وأخذ نفس من أعماق قلبه : الخافي البين .. ما كذب حاكم إي والله ما كذب
دخل عذبي يتنحنح ، يمثّل إن الكلام ما سمعه ولا هزّه : السلام عليكم
لف تركي نظره له ، وتوجه عذبي يقبل رأس أبوه : صحى ذياب بس قصيد ما رجعت للحين ، مو خلاص ؟
إبتسمت سلاف لثواني : إشتقت لأختك إنت وإلا شنو ؟
هز راسه بإيه : حيل والله ، كل ما شفت البنات تمنيتها معهم خلّصت إجازتها وهي ما ضحكت ولا لقيت أحد
هزت سلاف راسها بإيه : رتّب الكتب يلي بغرفتك عشان لا جات تلاقي لها موطى رجل وتجي تسلم عليك
إبتسم تركي يناظر ولده : قلمك ما خطّ شيء للحين ؟
هز عذبي راسه بالنفي : قلنا أحب الكتب وأحب أقرأ لكن أكتب ؟ ماهي شوي صعبة على عذبي ؟
هز تركي راسه بالنفي : عط نفسك فرصة ، وورنا حنّا لا تقطع الدفاتر بعد ما تكتب فيها وما تصير صعبة عليك
_
« المسـتشـفى »
ما عاد ينطق بحرف من شعور صدره النهّاش ومن السبحة يلي لقاها بزوايا سريره من وقت ما كانوا الرجال عنده ، ما يشوف المدى حوله من الشاش يلي يحاوط راسه والصداع يلي الأكيد يسطّر نهايته وما عاد يتحمّل الهلوسة وقاتل تفكيره وشعوره المؤلم : قصيـد
فز أسامة مباشرة يناظره بتوتر : طال عمرك
مدّ ذياب يده يدور بالمدى طيفها ، وعض أسامة شفايفه برجاء لكن تغيّرت نبرة ذياب بألم ينطق الشيء يلي إستوعبه من وقت وأرهق روحه : كذبت علي يا أسامة ، كذبت علي ما علّقت شماغي عند نصار إنت ، ماهو إنت
رجف قلبه لأنها كانت قصيد ، ولأنه أساسا نطق بإسم "قصيد " من هلوسته و..
_
رجف قلبه لأنها كانت قصيد ، ولأنه أساسا نطق بإسم "قصيد " من هلوسته وشدّ على يده برجاء : طال عمرك الدكتور جاي الحين بيفحص الفحص الأخير إن شاء الله لـ
نفض يدّه بشدة غير معهودة ورجف أسامة مباشرة لأنه بيقوم وقوماته مصيبة لأنه ما يشوف ولأن جسده متعب : أناديها لك ، أنادي طويلة العمر لك إبشر بس لا تقوم
رجف صدره تسكن نبرته ، يضيع قلبه كله وتأسف أسامة مباشرة : آسف طال عمرك ، آسف ما كنّا نبي إلا راحتك الحين أناديها عندك وأنا أنتظر عند الباب تناديني
شدّ ذياب يده يهز راسه بإيه فقط : جهّز السيارة
سكنت ملامح أسامة مباشرة : وين بتروح طال عمرك !
ما كان من ذياب الجواب إنما ترك أسامة يخرج من الغرفة مباشرة ، يركض للجناح يلي بداخله قصيد يدق بابه : طال عمرك
بردت عظامها بلحظة لإن الإستعجال يبيّن من دقته للباب ، من سرعة نطقه لطال عمرك ولأن بمجرد ما فتحت هي جزء من الباب وقبل تتكلم نطق مباشرة : طويل العمر يبيك ، وقال جهز السيارة لكن أنا ما ودي يطلع باقي له فحوصات ولا بيسمعني
هزت راسها بإيه فقط ، وتوجه أسامة للبعيد يومياً تزيد حيرته إنها قصيد ، وإنها بنت تركي ، وإن وقتها بالمستشفى طويل وما تبعد عنه وحتى اليوم وهي تعرف إن إحتمالية مقابلتها له جداً ضئيلة ولا تبي يدري بوجودها هي موجودة وبمكانها وما راحت والحين وقت توجهت لجناحه هو إبتسم : يستاهل طويل العمر
رفع يده لخلف عنقه لثواني : وأسامة يستاهل بعد الله يكتب له النصيب بس يعرف حظه ، الله كريم
لف نظره بإتجاه جناح نصّار من لمح إن أبوه متوجه له ، ووقف مباشرة يبي ياخذ العلم منه : أبونصّار
وقف أبونصّار يبتسم له ، يمد يده يصافحه : هلا أسامة ، هلا بالغالي صاحب الغالي
ما توقّع هالترحيب بشكل أربكه ، وإبتسم لثواني يصافحه : الله يسعدك ويخليك ، بغيت أتطمن على نصّار أشوفك جاي هالوقت ، عسى الأمور بخير ؟
هز أبونصار راسه بإيه : بإذن الله بخير ، جيت أزوره
إبتسم يهز راسه بإيه : أجل الحمدلله ، إن بغيت شيء أنا قريب
إبتسم أبونصّار : قريب وراعي واجب دايم ، ما تقصر يابوك
_
فتحت الباب على أقل من مهلها تتمنى نومه ، تتمنى ما يرجف قلبها لأن من نبرة أسامة وإنه قال " يبيك " هو حسّها وأدرك وجودها وهالشيء تعرف وش يسوي بقلبه ، ذاب قلبها كلّه بلحظة لأنه جالس على طرف السرير يمسك تيشيرته بيدّه ، لأن ظهره يقابلها هي ولأن أعلى راسه محوّط بالشاش ورجفت خطوتها من عدل أكتافه ينوي اللّبس : ذيـاب
ما نطق كلمة من الجمر يلي رُمى بداخله مباشرة من صوتها ، من إنه ما إستوعب وجودها وقت إنهياره الأول والحين يحسب لكل..
_
والحين يحسب لكل خطوة تخطيها وتعوّد الحسبة من مدة ، تعوّد من أول خطوبتهم ووقت كلّمها أوّل مرة يعد خطوات كعبها بإستماعه والحين يعدّها بوقت ضعفه ، بوقت تعبه وحسّها من صارت قدامه ، من صارت مقابلة له بالضبط ذاب قلبه ينطق بهدوء : ليه ما قلتي لـي
مدت يدها تاخذ التيشيرت من يده إحتمالية إنهيارها عالية بشكل غير طبيعي لأن خفقان قلبها ما يخفّ ، تعدله بيدها لكنه كفّ يدها يبي تكلّمه أول ، يبي يحسّها وتغيّرت ملامحه من حس شيء آخر بمعصمها : هذا وش !
عضّت شفايفها لثواني تبعد يدها : ذياب الجو بارد
ما نطق كلمة لأنها بعدت ما يقدر يستوعب مكانها ، ولأنها ساعدته تدخل التيشيرت بمقدمة راسه على أقل من مهلها لكنه بمجرد ما لبس كامل التيشيرت هو رجع يمسك معصمها وما ضيّعته حركتها أبداً ، رجع يحسّه بأكمله ويحسّ ضماده : هذا ضماد ! رحتي الخيام إنت ؟
هزت راسها بالنفي تمسك نبرتها : لا ، ذياب مو مهـ
شدّ على يدها يلي كانت تحاول تبعدها ، وسكن قلبه لثواني لأن أسامة بلّغه " كانت جنبك وقت صحيت طال عمرك " ويعرف على أيّ حال هو صحى : مـني ؟
ما غرقت عيونها بالدموع مثل ما غرقت هالمرة من نبرته ، من تحيّره ومدّت يدها تمسك يده يلي على معصمها : ما أبي أول شيء منك سؤال عن الجروح ذياب
هو رفع راسه لثواني بنسيان إنه ما يشوفها ، إن الشاش يحول بينه وبينها وهالشيء قلب داخل كيانه بلحظة لأنه يحسّها ، يحسّ دموعها ويقدر يرسم شكلها كلّه إنها على هالهيئة لكن إنه ما يقدر يشوفها هذا عذاب آخر ، وعذاب أطغى من مدّت يدها لراسه حسّها قبل تقرب يبعد : قصيد
عضّت شفايفها لثواني فقط أول سؤال منه عن الجروح ، وأول ما حاولت تقرّب للشاش هو أبعد وهي قلبها يموت من هالأفعال ، قلبها قد ذاب وما حسّه هو من كثر إشتياقها ولهفتها ومداراتها وشتت نظرها فقط : بتمشي؟ نفضت كلّ قلبه يحسّها ، يحس نبرتها : تعالي لا تبعدين
مسحت دموعها بطرف يدها مباشرة داخلها يزعل بعدم إرادة منها ، وهز راسه بإيه يحاول يبتسم : تعالي ، لا تبكين تعالي يمي أبيك
هزت راسها بالنفي تحاول تعدّل نفسها ، لهفتها : لا
مدّ يده يقربها ، يرجّعها لذات وقوفها الأول قدامه وذاب قلبها لأنه يمسك خصرها يقربها ونزل يده : قصيد
ما تكلّمت لأنها تكتم كثير البكاء والحروف بقلبها ، لأن داخلها ينهار هي مدّت يدها يحس أناملها على الشاش يلي يحاوط عيونه ، يحسّ يدها يلي رجّفت له ضلوعه وتغيّرت نبرتها مباشرة : يألمك؟
مدّ يده ليدها ينزلها ، يقبّلها بلحظة وعضت شفايفها تمنع بكُاها يلي ودها تهلّه : لا تبعدني ، ولا تصدّني ذياب !
رجع يدها لمحلها مباشرة على شاش عيونه : ما أبعدك
_
‘
كانت تلمح إن داخله يموت وهي أكثر من الشوق ، من اللهفة ، ومن الوجع تتحسسّ الشاش يلي خلفه عيونه ، كل دنيتها رموشه وعضّت شفايفها لثواني تشتت نظرها لكنه ثبّت يدها بيده على شاش عيونه : رضيتي؟
كانت ساكتة لأن مشاعرها جيّاشة ودها تضمه ، وضحك لأنه يعرف سكوتها ويعرف كلّ مافيها : أقربي ما يرضيك
ما إستوعبت إنه مُتعب لكنه يعرفها ، وما إستوعبت إنه جلّسها على فخذه يضمّها ، يتركها هي تضمّه وتنهار بكل دموعها على كتفه مباشرة لأنه شد ظهرها بطريقة تبكي لها ضلوعها حنين ، لأن رُسم كامل الإحتياج بإحتضانهم هذا وقبّل كتفها اللي يحسّه ودّه يدخلها لأعماقه كأن كل النفس قبلها ما كان كافي وإنها هي كلّ إتجاهاته ، وهي تضمّه بهالشكل ويضمها ذابت ضلوعه من الحنين لكن ودّه يتماسك ، ودّه هي تكف إنهيارها وما خفّ تقبيله لعنقها وكتفها ومحلّه بينهم بهمس : أبوي إنتِ ، أبـوي
ما خفّت دموعها حتى وهي تحاول تكتم شهقاتها وعضّ شفايفه يشدها له ما يحتاج تقوله هي ليش تبكي ، وما تحتاج تقوله إن داخلها يموت خوف ولهفة ولهالسبب هو يموت داخله : هذا البكي كله لذياب لحاله ؟
مسحت دموعها لثواني تهز راسها بالنفي ، تاخذ نفس : لا
إبتسم لأن يبيها تفكّ عن الدموع ، لأن يبيها تتكلّم وتنسى دموعها : من يشاركني ؟
هزت راسها بالنفي ، وتعدل بهدوء : ما أشوفك إن نسيـ
عضّت شفايفها لثواني : لا تقول لي ما أشوفك !
إبتسم يهز راسه بإيه : أشوفك ، جاوبيني من يشاركني ؟
عضّت شفايفها لثواني لأنها تعرف كيف يستعبط ، وتعرف إن قلبه يحترق لأنها تبكي ووده ما تبكي لكن قلبها يفيض من شعورها ، من كلّ شعورها ومن حبّها له وإن جلوسه ، وإبتسامته ، وهدوئه وكلامه بالدنيا كلها عندها كيف وهو يتركها بحضنه ، تشاركه جلوسه مو جنبه وهزّت له كيانه من مدّت يدها قريب من شنبه هي تقتله باللّمس الحنون يلي ما يطيقه ولا يحبّه لكن منها هي ، منها هي وقت تلمس خده ، رموشه ، ملامحه عذاب آخر وإنتهى حيل ذياب كله لأنها قرّبت منه تقبّله بإجابة عن " من يشاركني " ودمّرت له كل متمنّع داخله وإشتياقه ، ذوّبت له قلبه من طاغي الشعور يلي يحسّه منها وإنه بكل أوقاته لهيب ، حارق هجير وكلّ برده هي ..
إستقرت يدها على خده تبعد نفسها لكتفه من صوت الباب ، يحسّ حرارة وجهها بعنقه من الخجل : مـن ؟
نطق أسامة المتوتر : أنا أسامة طال عمرك ، أدخل ؟
عضّ شفايفه لثواني لأن قصيد ما سمحت له مجال إنما بعدت عن حضنه مباشرة ، ووقف هو بدوره يجمّع حيله بالقوة : يدخل ؟
هزت راسها بإيه لكن إنتبهت إنه ما إستوعب وينتظر جواب ، وإنه ما يشوفها وهمست مباشرة : يدخل
↚
هزت راسها بإيه لكن إنتبهت إنه ما إستوعب وينتظر جواب ، وإنه ما يشوفها وهمست مباشرة : يدخل
نطق ذياب يدخّله لكن إنتبهت قصيد إنه قرّب له عند الممر ما تركه يدخل الغرفة كلها ، وشتت نظرها لبعيد من كان أسامة يهمس له فقط ما تسمع من حوارهم شيء ، أسامة على كثر خوفه على ذياب وحبه له ، يخاف ذياب بشكل غريب ويخاف على كل شيء يخاف عليه ذياب ، عليها حتى هي وقت دُق الباب وهي بالحمامات - الله يكرمكم - كان أسامة خلفه ويطلبها تتوجه مع الممرضة لأنه سمعهم يقولون يدها ويدها وكانت أكثر جملة تبيّن خوفه هي " إن درى طويل العمر ما يبقيّنا " وإلا هي ما همّتها الجروح ولا الألم لأنها ما تحسّه ..
أسامة بهمس : تكفى باقي فحص واحد ولا بيـطول أقصاه
نطق ذياب يقاطعه بهدوء : جهّزت السيارة إنت؟
نطق بفقدان للأمل مباشرة : جهّزتها ، بس إسمع مني تكـ
لف ذياب بيمشي للجهة الأخرى ، وتكلّم أسامة من ثقل خطوته : أمرك ، الحين أرسل واحد ياخذ الأغراض وأجي أنا بكرسي ترتاح عليه ، تبـ
سكنت حركة ذياب لوهلة ، وحتى وصوت أسامة منخفض تماماً إلا إن قصيد سمعت ولمحت إنه " حزّ بخاطر ذياب " يلي نطق بهدوء : ما شُلّت رجلي ، روّح الخيام يا أسامة
سكن داخل أسامة لثواني من حس إنه " غلط " لكن من كثر حرصه وخوفه ، وأكله الندم مباشرة : طال عمرك
أشّر له ذياب بيده " ينصرف " وإنه ما أخطى وعلى سرور أسامة يلي صار بلحظة إن ذياب فهم شعوره إلا إن باقي قلبه ينهشه يخرج ،ويسكّر الباب خلفه ونطقت قصيد : يخاف عليك أسامة
هز راسه بإيه تعبت خطوته لكن باقي قبل يخرج وده يروح لنصّار ، إنتبهت إنه مدّ يده يدور شيء يستند عليه وتركت يلي بيدها مباشرة تتوجه له : ليش تكابر على نفسك ذياب؟
هز راسه بالنفي يشدّ يدها : ماهو كبر لكني طيّب وماعلي خلاف ، الجوال الليّ كان يمي وينه ؟
رفعت حاجبها لثواني بإستغراب : كان جنبك جوال ؟
هز راسه بإيه ، وقرّبت قصيد للسرير تدور فيه جوال وبالفعل كان جوال " ما شافت مثله بحياتها " تتركه براحة يده ، وهز راسه بإيه يمسكه لكنها نطقت : تبي أسامة؟
هز راسه بإيه تلمح إنه يتحسس الأزرار بيده ، وعضّت شفايفها لثواني لأنه ما طلبها تناديه مع إن كان يمديها : وش تبي منه طيب يمكن أنا أعرف
إبتسم لثواني : أبي العكّاز ، ما تتحملين ثقلي لحالك
ما ردّت لوهلة لكن إنتبه إنها تركت يده ، إنها تعدّت خطوتها لثواني ورجعت من جديد ما تترك يدّها بيده ، تترك العكاز نفسه وسكن بدون كلام لأنها توجهت للدولاب تجهّز باقي أغراضه ، ثيابه وشتت نظرها لكنه نطق : تعاليني
توجهت لجنبه تترك آخر الأغراض : كلها جاهزة لو بترسـل أحد يـ
_
هز راسه بالنفي يمسك يدها ، ويده الأخرى تشد على العكاز يلي يسند ثقله وبيساعده بالمشي لأنه للآن يحس بشديد الثقل بجسده وللآن يوجعه راسه : يجونها هم
ما تكلّمت لأنه مسكها معاه يخرج من الجناح ، لأنه ساكن تماماً ونطق بتضييع للمكان : وينه جناح نصار ؟
عضّت شفايفها لثواني : أسامة يـدري أناديـ
شدّ على يدها : إنتِ تدرين ، وأبيك إنتِ معي ماهو أسامة
أخذت نفس من أعماقها ، ونطق بهمس غير عادي : لا تزعلين مني
هزت راسها بالنفي فقط ، وشدّ على يدها لأنها ما بترد : مفتاح البيت معك ؟
هزت راسها بإيه : معي ، ومع أسامة باقي مفاتيحك
هز راسه بإيه هي تفهم إنه يبيها هي ، ويبي مفتاح بيتهم منها هي ما يبي باقي مفاتيحه لأن غايته مو المفتاح ، ولا البيت نفسه غايته هي وروحتها هي معه ورجف قلبها من قرّبت خطوتهم لجناح نصّار وإنه ما وقف ، أو طلبها هي توقف إنما دخل تلمح إختلافه ، وتلمح ناره يلي حرقت له جوفه وإنه بكل خطوة يشدّ على يدها : وش تشوفين منه
سكنت ملامحها لوهلة ، وهز راسه بإيه يحس بحرارة عيونه تحرقه ، يحسّ بضرب الألوان تحت الشاش وشدّ على يدها يطلبها الكلام وهي تعرف لو تكلّمت بتبكي مباشرة : تحسّ يده عشان تعرف أنا وش أشوف؟
ما تكلّم من تركت قصيد يده فوق كفّ نصار ، من إرتعاش جسده يلي له أوّل ماله تالي ومن إن قلبه مات بلحظة من الشعور السيء يلي إعتراه ولا له قدرة عليه لكن قصيد تحسّه ، تحس تأمله ليدّ صاحبه حتى وهو ما يشوفه وتحس اللهيب يلي بصدره عليه وقرّبت هي تحاوط ذراعه بهمس : نصّار بخير ، وبيقوم بالسلامة ، وبيصحى بخير ومبسوط إنك بخير وإنك بحياته ويدري إنك ما تفارقه ولا تتركه ، يدري إنك تحبّه ويدري إن الدنيا عندك بكفّة ، وهو بكفة لحاله وإلا من يحصل له شماغ ذياب جنبه ؟
إنتبهت إن " الهواجيس " تاكله بشكل مجنون ، وعضّت شفايفها تقبل أعلى ذراعه يلي يقابلها لأنها تحاوطه : ذياب
هز راسه بإيه يتمتم : الحمدلله ، الحمدلله على كل حال
غرقت عيونها بالدموع مباشرة لكن ما توقعت يختلف موضع يدّه من على كف نصّار لخدها هي ، لدموعها هي كأنه يحسّها وقبّلت يده مباشرة : لا تداريني .. أنا بداريك
إبتسم لأنها تهلك له قلبه من أقصاه : تنتبهين لي إنتِ ؟
ما تكلّمت لأنها بتبكي من أول وجديد ، وضحك يضمّها لجناحه : إنتبهي لي ، ترى إن طحت العتب عليك ..
أخذت نفس من أعماق قلبها تشوف إنه يحترق لكن كل شوي يغيّر النقاش كله عشان هي تكفّ بكاها وتبتسم ، لأن مهما قالت إنها بتداريه ، تلاقيه يداريها أكثر وهالحنان مُهلك منه وتشوف من مشيها معاه بالممر كمية الرجال يلي يتأملونه ، يدّ تحاوطها هي ، و…
_
‘
ويدّ أخرى على العكاز يسرّع بها ثقيل خطوته ومن ركض أحدهم يفتح باب السيارة له ولها لأوّل مرة تحس إنها بهالقرب الشديد من عالمه يلي كانت تحسّ رهبته من بعيد واليوم تحسّها بهالقرب الشديد وهي وسطه ، إنتبهت إنه أخذ يدّها بيده وإن أسامة مو من ضمن الرجال يلي تشوفهم ولا هو السوّاق بهالسيارة وهالشيء أقلقها لكن زال القلق من مدّ السوّاق جوال له : طال عمرك المكالمة لك
أخذ ذياب الجوال منه يرد ، ونُفض صدرها من نطق " ذيـاب " كالعادة يعرّف بنفسه ، ومن تبدّل نبرته يلي دائماً تذوب عنده معاها غير ، ومع كل الناس غير : الله يسلمك ويبقيك الحمدلله ، إيه يتواصل معك أسامة ، خير إن شاء الله
كان يتكلم طبيعي لحد ما تبدلت نبرته للحدة بتساؤل : ومن قاله ؟
هز راسه بإيه فقط : إيه خلّه ، خلّه لا تسوي شيء ولا تبدّل شيء الباقي عندي موجود بس لا تضيّع وينه
قفّل يترك الجوال على فخذه ، وشدّت على يده : صار شيء ؟
هز راسه بالنفي وهي صارت " أشياء " توضحت له بمكالمة وحدة لكن عقله ما يحتمل : كل خير
فُتح الباب بمجرد وصولهم لبيتهم تتجدد رهبة قصيد معاه ، من نزل ذياب يكلم السوّاق يلي نطق " أسامة عنده مشوار وأنا موجود هنا طال عمرك إن بغيت شيء " ، توجّهت لجنبه تمسك يده لأنه ينتظرها ، لأنهم يدخلون بيتهم بشكل ما توقّعته بحياتها هي فتحت الباب يدخلون لكنه دخل بعدها ، وهو وقف يسكّر الباب خلفهم تعرف إنه مو معاها ، وتدري إن عقله يفكّر ما سكن : ذياب ؟
جلس على الكنبة يتحسسّ مكانه ، يترك عكازه جنبه وتركت قصيد عبايتها وشنطتها تتوجه للمطبخ تاخذ مويا هي حاولت بكلّ مافيها من قدرة تهتمّ بالبيت فترة تعبه وكانت أمها خير مُعين لها بهالموضوع لأنها توقعت ، وتأكدت بالأصح بعد حكي أسامة إن ذياب ما بيختار بيت أبوه ، ولا القصر ، وبينعزل لوحده ولو كانت هي " زوجته " ما كان لوحده خيار وهذا كل ندمها ..
ما حسّها جنبه ونطق بشبه قلق : قصيـد
قرّبت على صوت نداه يُعتصر قلبها : جيت
جلست بجنبه تفتح له المويا تمدّها له ونطق : أقربي
نطقت بتساؤل لأنها قريبة منه : أكثر من كذا ؟
هز راسه بإيه يشرب من المويا ودّه يرتوي ، وده يجمّع حيله وسكن قلبها لأنه مُتعب بشكل غير معقول : بتنام؟
هز راسه بالنفي : أريّح ، ونروح لأمي وعدتها أمرها
هزت راسها بإيه ، ووصلتها رسالة من ورد " أبوي يقول ذياب خرج من المستشفى وإنتِ معاه ، لو صاحي إحنا بنجيه " : ورد تقول هم يجـ
إنتبهت إنه يتألم بشكل غير معقول لدرجة إنها بترت كل جملتها تمد يدها ليده لأنها تبي تحس وجعه : ذياب ؟
شدّ عليه راسه بشكل غير عادي بلحظة ، بشدّة مؤلمة وشدّ على يدها بدون ..
_
‘
بدون إدراك بشكل بيّن لها مقدار الألم ، مقدار الشيءّ يلي يحسه ومدت يدها مباشرة لملامحه برعب : بكلم السواق نرجع المستشـ
هز راسه بالنفي يتألم ، يتألم يبيّن عليه وغرقت عيونها بالدموع مباشرة لأنه ساكت ولا يصرخ : ذياب تكفى
هز راسه بالنفي يعرف إنه بيفكّ ، يعرف إن الوجع بيخفّ وبالفعل خفّ بعد ما عصف فيه وفيها بدون أي مقدمات لكنه حسّ يدها يلي بيدّه ، ويدري إنه شدّ عليها لكن من كثر الجُهد يلي حسّه بهالصداع قُطع نفسه وشعوره ما كأنه إرتوى توّه كأنه كان يركض مسافة : قصيد لا
ما كمّل جملته لأنها ضمّته من رعبها بدون أي مقدمات ، لأن ما تحسّ يدها كثر ما تحسّ وجعه هو وبكى قلبه داخل ضلوعه لأنها تفهمه : تكفين إنت لا أوجعك ، تكفين
هزت راسها بالنفي لثواني ، وعضّ شفايفه لأنه يدري بكل مافيها بدون ما تقول لكن بنفس الوقت يعذّبه قلبه إنها تتألم ، وإنها تبكي على حاله لكن تبكي بجنبه أهون له بكثير من إنها تحترق بغيابه لأن للآن لهيب غياب وعيه يضرب بصدره عليها هي ، وحاوطها كلها يضمّها ، يتركها تستند على صدره وقبّل راسها : لا تخافين عليّ .. ولا مني
هو قبّل راسها بعمق شديد يبين إحساسه ، يبيّن ناره ولأن يده تحاوط كتفها وتحاوطها ، ويدّه الأخرى تتحسس يديها يلي بحضنه من أول الضماد لكفّها يلي شد عليه : إن شدّ علي شيء لا تقربيني ، لا تجين يمي
بعدت جزئيا عن حضنه تنوي العتب لكنه نطق مباشرة برجاء من رعبه : ولا أبعدك لكنه إن شد ما بيقتلني ، والله ما بيقتلني لكن إنتِ تقتليني لا جاك شيء شلون لا صار مني ؟
ما تكلّمت لكنه يحس زعلها ، يحسّه ومد يدّه لشفايفها : لا تزعلين ، وخلّك دايم جنبي وبحضني ولا يبعدك شيء
عضّت شفايفها بندم غير عادي : أنا بعدت نفسي عنك
لأول مرة يسمع هالندم بنبرتها ، لأول مرة يحسّه بهالشكل المؤلم وإنه باقي معاها للحين ونطق بهدوء : والحين ما بتبعدين ، ولا يبعدك عني أحد
كانت نبرته مُطمئنة لكن خوف داخلها أكبر ، خوف قلبها أكبر وأكثر لكن من مدّ يده يحاوطها ، يتركها تستند على صدره ورجعت يده تحاوط معصمها ما يسأل ، يتحسسّ كأن وده يعرف وش الأثر ..
_
« بيـت حـاكـم »
كان واقف بالضبط على شباك مكتبه يتأمّل البوابة الخارجية ، يتأمّل بوابات بيته المشرّعة كلها مثل أبواب قلبه يلي ترجف مُشرّعة وتتكرر بمسمعه جُملة وحدة نطقها له نهيّان مرة ، ونطقها مرة أخرى يقصد بها مجيء ذياب " والله إنّا من درينا بجيّتك .. ما بقى بالبيت باب إلاّ ومشرّع " وما عاد يحسّ بأقدامه من دخلت سيارة سوداء من هيئتها يُعرف مين داخلها ومن ممكن يكون غير ولده لكن نُفض قلبه كله من السيارة الأخرى يلي ..
_↚‘
يلمحها قريب البوابة الخارجية ويعرف إنها من رجاله أيضاً لكن مؤلم شعوره ، مؤلم بشكل لا يوصف إنه يشوف ولده يدخل حماه لكن خلفه حماية وإن خطواته محسوبة عليه : ما كنت أبي هالدنيـا لك يا ذيـ
نُفض صدره بدون مقدمات من لمح العكاز إستقر على الأرض ، نفض صدره برجفة مستحيلة من نزل ولده تشدّ يده عالعكاز وما حسّ إلا ضرب الوجع بصدره لأن ولده بدون شماغه ، لأن الشاش يحاوط راسه ما يشوف المدى حوله وكل إستناده على العكاز : لا إله إلا الله ، لا إله إلا الله
ما كانت تخفّ رجفته ، ولا نفضته يمسح على عيونه وجع مستحيل يتصّوره بني آدم على وجه الأرض وهو يشوف ولده بهالحال ، بهالوضع وحسّ قلبه يذوب لأن ولده وقف بمكانه ما يتحرّك ، لأن الحرس حوله ولأن حاكم يدري عن سبب وجع راسه وعيونه ولهالسبب إحترق صدره بألم ، إحترق قلبه لأنه يسند نفسه عالعكاز ولأنه فاتح يدّه الأخرى ينتظر قصيد يلي بالفعل جات تمسك كفّه : يا قو ذنبك ياحاكم ، يا قو ذنبك ياحاكم
دخلت ورد بعجل الدنيا لأبوها : ذياب وقصيـ
تغيّرت ملامحها بلحظة من لمحت إن يده على صدره ، من لمحت إنحناء هامته : أبوي !
نزل شماغه من على راسه يمكن ذياب يفهمه بطريقتهم ، طريقة السياسيين وإن كل تفصيل عندهم مهم وله معنى يفهم ندمه لكن توجّع قلبه لأنه من الشعور يلي بداخله هو توقّف عقله ما يستوعب إن ولده ما يشوفه ، ما بيشوفه : روحي سلمي على أخوك ، جاي وراك أنا
هزت راسها بالنفي بإرتعاب : ليش يدك على قلبك ؟
_
أخذت نفس من أعماق قلبها توتر من بيت عمها حاكم يلي اليوم ، لأوّل مرة تشوفه بنظرة أخرى تماماً ..
اليوم لأوّل مرة تحس قلبها يرجف بشكل غير معقول وتتوقع ذياب يسمع رجفته من شديد نبضه مو رهبة من البيت نفسه ، ولا من أشخاصه كثر ماهي رهبة من ردود الفعل ما تتصّور عمتها ملاذ كيف بتستقبل ذياب ، وما تتصّور دموع ورد الأكيدة والأكثر ، ما تتصّور عمها حاكم ولا نهيّان نهائياً وذاب قلبها كله لأنه نزل يكرر نفس حركته بالمستشفى يوقف ، وتوقف يدّه ينتظرها تحاوط كفّه : كل شيء تمام؟
هز راسه بإيه وهو فيه شعور مستحيل بقلبه : الحمدلله
شُرع الباب الداخلي بمجرد ما إستقرت يدّ قصيد بداخل يده ، بمجرد ما لامست يدّها يده فُتح الباب خلفه ملاذ يلي تقدّمت خطوتها مباشرة ونطق بإرتباك ما ميّز: من؟
شدّت على يده مباشرة وهي هُلكت من دموع ملاذ يلي هُلّت بدون مقدمات : أمك ، لوحدها
تقدّمت خطوته بالعكاز لكن ملاذ كان ودها تكتم شهقتها بالأول ، ودّها تقوي نفسها أول ما ودها تصرخه ولا تبكي من قلّ الحيلة وإن ولدها بهالوضع وإحترق جوفه يحرك عكازه : تبكي هي ؟ تبكي ما جات يمي صح؟
_
‘
نُفض صدره لأنه يحسها تبكي ، ويدري إنها تبكي وهالشعور حارق وسط صدره : أمـي
عضّت قصيد شفايفها لوهلة تتمنى إن تطيع ملاذ خُطاها وتتقدم له ، تمشي له لأنه بيموت من حسرته ويمكن ندم على كل جيّته لأنه ما يشوفها ولأنه بس يدري إنها تبكي ووقف قلبها كله من صار على البوابة خلف ملاذ حاكم ، وتحت جناحه ورد يلي كانت ملامحها تعبّر عن صدمتها وتعبّر عن كل شعورها وأكثر من غرقت عيونها بالدموع بلحظة وقبّل حاكم راسها يخفف عليها ، من توجّهت ملاذ تقرب خطوتها لذياب : ياعيوني يا أمي .. ياعيوني إنت
ما تكلّم لأنها قربت تضمّه وهو ما يشوفها ومستحيل توصل طوله ولا يدري كيف يحاوطها ، ما يدري غير إن خطوته تسمّرت لأنها بكت بشكل مؤلم تقبّل صدره يلي يقابلها : الحمدلله عالسلامة يا أمي آخر الأوجاع
قبّل راسها يشد عليها وإنتبهت قصيد إن كل حروفه سكتت لكنها تعرف قلبه ، تعرف إنه بيطقّ من قهره من لمحت إنه حاوط أمه يقبّل راسها ونطق بكلمة وحدة " الله يسلمك " ورجفت ملاذ : يوجعك شيء ؟
هز راسه بالنفي يشدّ على كتفها ، يبتسم بالقوة رغم نفضة قلبه المستحيلة : بخير وطيّب الحمدلله ، لا تبكين
هزت راسها بالنفي بوجع مستحيل : أبكي من الفرح إنك طيّب وبخير وقدامي الحمدلله ، من الفرح يا أمي
إبتسم يهز راسه بإيه تمشي خطوته للداخل مع أمه يحسّ إن بإنتظاره أحد لكنه ساكن تماماً ، ويحسّ قصيد الساكنة بالمثل وبالفعل رجفت ورد : ذيـاب
إبتسم بهدوء يشدّ على عكازه ، يدّورها : ورد حاكم
إنهارت ورد تماماً لأنه نطقها بهالشكل ولأنه إبتسم ، لأن أخوها بحال ما تعودّته هي توجهت تضمّه مباشرة وبكت بعدم سيطرة على دموعها ولمحت قصيد شيء مختلف تماماً ، لمحت إنه يحترق على ورد بشكل غير طبيعي ومن قبّل راسها يشدّ على كتفها كان قهره واضح لحاكم يلي ما عاد تشيله رجوله من الوجع يلي يحسّه لأنه يعرف ذياب ، ويعرف سبب إحتضانه لأخته بهالشكل ويعرف وجع قلبه كله وإنه همس لورد يهدّي بكاها : الأمور طيبة ياخوك وكل شيء بخير الحمدلله ، كل شيءّ بخير وحنّا بخير
هزت ورد راسها بإيه وهي ودها تنهار بمحلّها : الحمدلله
كانت قصيد تنتظر خطوة وحدة من حاكم يلي عجزت تلمح من ملامحه تفسير واحد ، عجزت تعرف وش يحسّ داخله بهاللحظة وعجزت تعرف وش الخطوة القادمة منه لكنه نطق بثقل الأرض كله : ذياب
سكنت خطوة ذياب لوهلة ما كان يحاول يميّز مكان أبوه ، كان يعرف مكانه وطريقة وقوفه بالضبط وإن خطوته تقرّب له ، إن هالمكان فيه أبوه وأمه وورد يلي ما يخفون بكاهم وما إستوعب إن أبوه مدّ يده يصافحه وينطق : الحمدلله على سلامتك والحمدلله على جيّتك
_
‘
ما كان من ذياب كلام غير إنه شد على يد أبوه لوهلة قبل ينطق ، كان حاكم يشدّ على كتفه وهالحركة يعرفها ذياب ، هالحركة كان يحتاجها قبل وقت طويل وتألم داخله يشتت نفسه لبعيد : الله يسلمك ويبقيك
تقطّع قلب قصيد بلحظة لأن الصمت بينهم مستحيل ، لأنها تشوف حاكم وتشوف أفعاله والأكثر ، تشوف ذياب
وتحسّ وجعه تعرف إن بُكاء أمه وورد حرق روحه ، وتعرف إنه بهاللحظة يرمّد ويحترق من جديد لأنه يحب أبوه بشكل مجنون هي أكثر من يعرف وإن كل جروح قلبه من أبوه هذا وجع ما تصّورته بحياتها ، نطق ذياب يقطع الصمت ، إحساسه بدموع ورد وأمه ويقطع شعور غربته المستحيلة عن أبوه وبيته : نهيّـان ماهو موجود ؟
إبتسمت ملاذ الليّ تكف دموعها بالقوة : جاي بالطريق
هز راسه بإيه ، وإنتبهت قصيد على إن عمها حاكم تقدّمهم للصالة ، وللجلوس وإن نظره متعلّق بيد ذياب يلي تحاوط عكاز نهيّان وسبحته وما يرفع نظره لرأس ذياب نهائياً ، ما يمدّ نظره له وأخذت ورد نفس من أعماقها تضم قصيد : الحمدلله على سلامته ، والحمدلله إنك معه
مات داخل قصيد كله لأن أمه كانت تساعده وين يجلس " بحنان مفرط " وهي تعرف حساسيته تجاه هالموضوع ، وإن عمها حاكم نزّل نظره للأرض فقط : الحمدلله ، تعالي
وقفت خطوة ورد بمكانها ، ووقفت قصيد معاها بالمثل لأنها بتنهار من البكي من جديد : ورد ، نروح عندهم ؟
هزت ورد راسها بالنفي فقط تدخل للمجلس خلفها ودخلت قصيد خلفها بالمثل مباشرة : ورد !
مات داخل ورد كله تضمّ قصيد لأنها ما تتحمل يلي تشوفه ، ما تتحمّل الوجع يلي تشوفه وذاب قلب قصيد مباشرة : ما شفتي ذياب قدامك وإنه بخير الحمدلله ؟
هزت ورد راسها بالنفي تحاول تمسح دموعها يلي ما كفّ إنهمارها ، وشدّت قصيد على يدها مباشرة : قولي لي
أخذت ورد نفس من أعماقها : الحمدلله إنه بخير ، والحمدلله إن كل شيء بعد قومته هيّن
ناظرتها قصيد لثواني ، وتألم داخل ورد ما تطيق الوقوف لكن قصيد شدّت يدها : ورد وش الموضوع ؟
هزت ورد راسها بالنفي ، وناظرتها قصيد لثواني تتركها تغرق بدموعها من جديد : شفتي أبـوي ؟
هزت قصيد راسها بإيه تشتت نظرها ، وأخذت ورد نفس من أعماقها تمسح دموعها : أموت من فرحتي إن ذياب بخير وصحة وإلا أموت من قهري إني ما أتحمّل أشوف أبوي كذا ما تعوّدت ! ما تعوّدت ويحترق قلبي لأنه بس ساكت ماهو مثلنا ما يبكي ولا يعبّر ولا يتكلم
ناظرتها قصيد لثواني ، وأخذت ورد نفس من أعماقها بوجع : ذياب لو مو الشاش بيعرف إن أبوي كان ودّه يضمه لكنه ما يبادر ، لو ما كان الشاش هو بيفهمه ويساعـ
إحترق قلب قصيد بلحظة تشتت نظرها فقط ولا ممكن تعلّق على هالموضوع لأنه ..
_
‘
لأنه يحرقها بشكل غير عادي وأخذت ورد نفس من أعماق قلبها من سمعت نهيّان أخوها داخل البيت توّه ويناديها ، وإبتسمت قصيد لثواني : يناديك نهيّان ، ولا تبكين خلاص
أخذت ورد نفس هي كانت كاتمة بكي عظيم من ضمّت ذياب ما عاد لها قُدرة تحكم فيه نهائياً ، توجهت لنهيّان ودخلت قصيد تجلس ويموت قلبها بكل لحظة لأنها تحسّ شعوره ووجعه وهالشيء يقتلها بشكل غير عادي..
_
دخل نهيّان يلف نظره للخلف لثواني : ورد ؟ جاء ذيـ
سكن قلبه مباشرة لأنها طلعت من المجلس الداخلي يبيّن على ملامحها بُكاها ونفضت له قلبه كله ينطق بتسرّع : شفت السيارات عند البيـت أنا ! ذياب به شـ
نطق ذيـاب بهدوء لأنه يسمعهم : ذيـاب هنـا
سكنت ملامح نهيّان لثواني ، وضحكت ورد من صدمة ملامحه : قصيد بالمجلس ، ذياب بالصالة
دخل مباشرة للداخل وسكن قلبه بلحظة من جلوس أخوه الساكن ، من عكّازه يلي جنبه ومن سبحته يلي بيدّه ومن الشاش يلي يحاوط راسه للآن : تو ما نوّر البيـت !
إبتسم ذياب على وشك يقوم له لكن نهيّان ركض مباشرة يمثّل الصدمة : ومن متى الكبير يقوم للصغير ! والله ما تقوم إلا إذا ملهوف تضمّني
ضحك ذياب لأن نهيّان يقوله " لا تقوم " وبالحقيقة هو يساعده يقوّمه ، وإبتسم لأنه بمجرد وقوفه حضنه نهيّان بلهفة الدنيا كلها ولأن ذياب يعرف قلبه هو عرف إنه لو طوّل شوي بيبكي نهيّان ولهالسبب إبتسم بهمس : ملهوف؟
هز نهيّان راسه بايه يردّ عليه همسه : أنا الملهوف ، الحمدلله على سلامتك ياحبيبي ..
شدّ ذياب على نهاية راسه لثواني ولإن إسلوب نهيّان جاء مطابق لإسلوب نصّار ومسّه هو رد عليه بنفس الإسلوب : الله يسلمك ياحبيبي
إبتسم نهيّان بيلاشي حزنه : ضحكوك قبلي وإلا كان لي شرف التهريج ؟ أعرفهم دراما وراعين دموع وقل لي ما تقهويت للحين بقهويك بنفسي
إبتسم ذياب يهز راسه بالنفي ، وإبتسمت ملاذ : بشويش على أخوك يا نهيّان ، خليه يرتاح
إبتسم نهيّان : حصان ماشاءالله عليه ما عليه خلاف ، ومشتاق لي ما تشوفينه ؟
إبتسم ذياب يهز راسه بإيه ، يرجع على ذات جلوسه وكانت عيون حاكم تتعلق بعياله فقط ، نهيّان يلي بيموت من سروره ورجع مثل الطفل بالضبط لكنه كبر ، كبر لأن حاكم شاف كيف ضمّ ذياب وشاف إن ذياب فهم أخوه وإنه لو طال حضنهم بيبكي نهيّان لامحالة ، وإبتسم لورد : إجلسي جنب أخوك
مدّ نهيان فنجال القهوة لذياب وجلس بجنبه مباشرة : لا ورد تقهويني أول ، بعدين تجلس يمي لا تجلس يم ذياب هي بتبكي وأنا بضحّكه عندي نكت
إبتسمت ورد تهز راسها بالنفي : بروح لقصيد أنا
هز حاكم راسه بالنفي يوقف : أنا بروح لقصيـد ، إنت إجلسي عند أخوك ونهيّان لا تصبين له قهوة
_
إبتسمت ملاذ لأن نهيّان مهما كبر باقي نظرته لذياب وحدة ، دائماً ينظر له بشكل مُبهر ولمعت عيونها لأنها تشوف عيالها بشكل تتمنّاه من وقت ، ذياب ونهيّان وورد يلي إبتسمت : نهيّان من الشوق تتكلم بلسان ذياب ؟
هز راسه بإيه : لا من قال
ضحكت ورد بذهول : لا وتهز راسك بإيه ؟
إبتسم نهيّان : شفتي شلون ضحكتك ؟ صبي لي قهوة لا تقولين لا أبوي راح ، راعي واجب أخذ معه قهوة لزوجتك
إبتسمت ورد لثواني ، وميّل نهيان شفايفه لكن ذياب كان ساكت فقط ونطق بهدوء يبي يحس أمه : أمـي
أخذت نفس من أعماقها تعدل شعورها : لبيه أمي
ما كان يحتاج أكثر عشان يفهم الواقع وإنها حزّت بخاطر أمه بشكل مجنون إن حاكم راح وما جلس معه أكثر ، وحزّت بخاطر ورد وحتى نهيّان يلي ما وضّح لكن ذياب الوحيد يلي يعرف تمام المعرفة إن أبوه ما قام يتجنّبه أو ما ودّه يجلس معه ، أبوه ودّه يكونون أخوانه معه وجنبه لأنهم ما لقيوه وقت طويل لكن حاكم طول وقت تعبه كان عنده وحوله ..
إبتسمت ملاذ لثواني : بتجلس عندنا اليوم أمي ؟ تنام ؟
هز راسه بالنفي وهو ترك إن له محلّ ببيت أبوه من مدة ، ولا يتخيّل يرجع وينام فيه أو يكون له مكان أصلاً : لا
تنهّدت ملاذ لثواني ، وهز راسه بالنفي : لا تشيلين همي
تعدّلت ورد بعدم فهم : طيب بتكون لحالك ببيتك ؟ وإلا بترجع للقصر وإلا كيف ؟ يعني لو تجلس عندنا أفضل
هز نهيّان راسه بإيه : إجلس هنا ، ترتاح ومنها أمي وورد موجودين ولا يضايقك شيء وتلقاني أضحكك أنا بعد
هز راسه بالنفي ، وتردد نهيّان لثواني لكن لأنه يعرف أخوه وتوه يستوعب : إذا عشاني وعشان ديـم تراها مـ
هز ذياب راسه بالنفي يقاطعه : ما تعرفني يا نهيّان ؟
توتر مباشرة : ولأني أعرفك قلت يمكن ما تبي تجي لأنك بتقول ما بتاخذ راحتها هي ، ديم ببيت أهلها
رفع حاجبه بإستغراب لكنه ما بيعلّق وبنفس اللحظة نورت شاشة نهيّان بإتصّال من ديم:الطيب عند ذكره ، ذياب إذا قصيد جالسة هناك عشاني خلّها تجي عندكم
هز ذياب راسه بالنفي : رد على جوالك
تنحنحت ديم بهدوء لثواني لأنه رد مباشرة وسمعت آخر كلامه ونطق ذياب : ذياب عندكم ؟
هز راسه بإيه : عندنا هو وزوجته ، طرينا على البال حنا ؟
هزت راسها بالنفي : لا ، أبوي يسأل متى مباراتك الجاية
ضحك لثواني : تتوقعيني كنت أستهبل يوم قلت لك خلاص ؟ ماعاد فيه مباريات جاية ما ودي أبد
ميّلت شفايفها لثواني بعدم رضا : طيب ، تبي شيء ؟
رفع حاجبه لثواني بإستغراب : بس هذا السؤال ؟
هزت راسها بإيه : ما توقعت ذياب عندكم ، إجلس معاه
رفع حاجبه لثواني من الغرابة : زين ، تبين شيء ؟
نطقت النفي تقفّل بعده ، ورفع حاجبه : طيب والحين ؟
_
‘
كانت تعدل إسوارتها بيدها وداخل صدرها طُبول من شدّة نبضها يلي ما تخفّ هي قالت له بتكون معاه ، وحاولت بكل ما تقدر ما تبيّن معرفتها بأيّ شيء عن علاقته مع أبوه لكن الإستقبال يلي حصل ، والضيق يلي اقتحم صدره أساساً قبل يدخلون وأخذت نفس من أعماق قلبها تطرد تنهيدتها ، إحتراق قلبها ومحاجرها الشديد والدرب يلي يمشونه وما تعرف نهايته لكنها تخاف ما يرضيها ، تخاف تضُرب الحقيقة بوجهها وينطق أبوها أو أي أحد آخر إن جلوسها مع ذياب ما يليق قبل لا يصير العرس يلي يحلمون فيه كلّهم وينتظرونه وعضّت شفايفها لثواني : لو ما كان غبائك ما كان هالإحتمال وارد
ما إنتبهت لدخول عمها حاكم يلي نطق بهدوء لأنها تهمس لنفسها : ما ودك تسولفين لنا حنا ياقصيد ؟
سكنت ملامحها بعدم إستيعاب إن عمها يلي دخل عندها ووقفت بإستيعاب من إنتبهت لفنجال القهوة يلي بيدّه ونطقت بتردد : ما جيت ضيفة ياعمي
ما تحمّل قلب حاكم إنها قصيد ، وإن كلامها لسان ذياب ولا تحمّل الهيئة يلي دخل وهي عليها شرود تفكيرها ، وإنتظارها وإنه يعرفها من طفولتها والحين هي بشبابها زوجة لولده وهلاكه هالشيء بكل معانيه : ما عمرك دخلتي بيتي ضيفة ياقصيد ، بنت تركي وبنتي قبل لا تصيرين زوجة لذياب ومن أهله
ما كانت لها قدرة الرد لوهلة من ترك الفنجال لها يجلس بجنبها ، وإنتبهت إن عمها بجوفه كلام كبير لكن ما يقدر يقوله وهي تفهم هالشيء : لا تشيل همي أنا أبيكم تجلسون مع ذياب عمي وأنا بلاقيكم
هز راسه بإيه ، وشبّك يديه بتردد قتّال ، بعجز مستحيل : ذياب وش أخباره ؟
ناظرته بعدم تصديق إنه يسألها عن أخبار ذياب وذياب بالصالة عنده ، وكمّل حاكم : وش شفتي منه ؟ به شيءّ مضايقه به شيء ناقصه ما يقول عنه ؟
رقّت نبرتها مباشرة بعدم تصديق : تسألني أنا وذياب بالصالة عمي ؟ ليش ؟
ناظرها لثواني ويمكن لحظة ضعف مرّت حاكم - وبتندّمه عمر - لكن ما عاد يستوعب شيء من إحساسه بالمسافة بينه وبين ولده وإن ما يحقّ له سؤال شيء ، يمكن ما أوجعه شيءّ بحياته كثر نظرة قصيد بهاللحظة له ، ونطقها " ليش " وشتت نظرها لثواني : أعرف إن ذياب بخير ، وكل شيء بخير ومو ناقصه شيء الحمدلله لكن
رنّ جوال حاكم بدون مقدمات يقطع كلام قصيد يلي إرتاحت مباشرة لأن ممكن الكلام يورّطها وهي آخر شيء ممكن تبيه بهالوقت التورّط والخصام هي تبي خاطر ذياب فقط ، وكل شيء يرضي خاطره مو أكثر وشتت نظرها لبعيد من كانت مكالمة لعمها حاكم ولأن الصوت شبه عالي هي سمعت نُطق شخص بإسم " أسامة " وسكن كيانها من همس عمها : وما عرفت وش أخذ ؟
شتت نظرها لبعيد فقط من قفّل ، من عدل جلوسه : أبوك ما قال لك شيء ياقصيد؟
_
‘
ما فهمت لوهلة ونطق هو قبل تتكلم : أنا كلّمته ، وأبيك إنتِ تكلمين ذياب يقعد هنا حول أمه وورد ، وإنتِ معه
سكن قلبها من صدق كلامه ، وتأكيده : أبي لكم الخير ، وأبوك يبي لكم الخير يابنتي ذياب يبيك جنبه إيه أدري لكن يميّ ، هنا عندنا يابوك ماله داعي البعد
هزت راسها بالنفي بهدوء وهي مذهولة إنه يكلمها هي بهالمواضيع : عمي أنا وذياب ما تكلّمنا عن شيء
تنهّد حاكم لثواني : يابوك إفهميني ، ما تكلّمتوا لكني أعرف ولدي وأعرف إن ما وده يجي هنا ولاهو بيقعد لحاله لكن هالكلام بدري ، ولا يليق يابوك لكن إنتِ تكلمينه وتقولين لـ
هزت راسها بالنفي مباشرة : عمي ذياب ما راح يوافق على
هز راسه بالنفي يقاطعها : يوافق لأنك قصيد ولأنك تبين راحته ولأنه بيفهم حنّا ليه نقول هالكلام يابنتي
هزت راسها بإيه وهي شد نبضها بشكل مجنون لأن الكلام يلي بتقوله ما بيخفى على عمها حاكم نهائياً : ولأني أبي راحته ما بقول له شيء عمي وإنت أدرى بذياب مني ، ما تكلمنا عن شيء لكن إنت تقدر تقوله يلي بخاطرك ياعمي
ناظرها لثواني ، وعضّت شفايفها تشتت نظرها لبعيد ما تتصّور النبض يلي بقلبها ، والشعور المستحيل يلي تحس فيه بهاللحظة إنه المفروض يكلّم ذياب لكنه يختار أبعد مكان عنه ويناقشها هي وإنه متكلّم مع أبوها بموضوعهم هذا شيء آخر تماماً ، هذا شعور ما تطيقه ولا لها عليه إحتمال ودخلت ورد : نهيّان مشى .. تعالوا عندنا
حسّت هالجملة ثلج على قلبها ، ووقف حاكم : وين راح؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة : قال ساعة وراجع
أخذت شنطتها وفنجالها تمشي للداخل مع عمها حاكم وقلبها يذُوب بكل لحظة من سكون ذياب الغير طبيعي وما تدري عن الحرب يلي بقلبه وإنه يسمع خطوات كعبها بكل إنصات ينتظر قُربها منه وجلوسها وبالفعل جلست بجنبه ونطق هو مباشرة بهمس يبي يحسّ : قصيـد
ردّت على نفس همسه تترك فنجالها على الطاولة : لبيـه
كانت تتمنى ما ينتبه لنبرتها ، أو ما يحس إن داخلها متقلب لكن من مد يده تصير على ظهرها هي عرفت إن كل شيء واضح له ونطقت تحسسه بإن الوضع عادي : تتقهوى معي؟
هز راسه بإيه ، وسكنت ملامح ورد : طيب تو قلتلك تبي قهوة قلت لا ذياب !
إبتسمت ملاذ لثواني : ما قالت له أصب لك مثلك ، قالت تتقهوى معي ؟ بتقولين لا إنتِ لو قالت لك ؟
إبتسمت لثواني تهز راسها بالنفي ، وإنتبه حاكم لمكان يد ولده من قامت قصيد تصبّ لهم قهوة ومن عدل ذياب وضعيته صحيح إنه ببيت أهله لكن حاكم ما يقدر يشوف إلا إن ولده يحس إحساس الغريب وهالشيء يحرقه ولا يدري كيف يتصرف فيه ، إنتبه على تعلق عيون ملاذ فيه وعلى سكونه وقرر هو يكسر الصمت : تقعد عندنا يا ذياب؟
_
رفع نظره بنسيان تام لوجود الشاش على عينه ، وكمّل حاكم : أنا قلت لقصيد توّي ، تقعدون عندنا إنت وهي منها إنت ترتاح وحول أمك وورد ، ومنها ما
سكنت ملامح ذياب لأنه فهم مقصد أبوه يلي بتر جملته قبل يقولها ، وهز راسه بالنفي : أنا مرتاح هناك ، وأمي
نطقت ملاذ برجاء : أبوك معه حق ، خلّيكم عندنا أمي وبعدين إنت قمت بالسلامة وإحنا ما حسيّنا بالعيد والحين ودّنا نحس فيه ، أبوك يبي يفتح المجالس على سلامتك وودنا حنّا نفرح فيك وتكون قريب منّا أمي
رجف قلبه لكن حاكم تدارك الوضع : تطمّنت على نصار اليوم وإن شاء الله نفرح بقومته مثل ما قرّت قلوبنا بسلامتك يابوك ونذبح بدل العشر عشرين ، عنّك وعنه
لأول مرة يكون المُتدارك حاكم يلي نطق بتفهّم : كلمني جدك ، وقال يبينا نسوي عزومة على سلامتك وقلت له ننتظر لين يقوم نصّار بالسلامة وإنت ترتاح بعد ، أفضل
هز راسه بإيه يثبّت يده يلي ما خفّ إرتعاشها بالقوة : إن شاء الله
ناظره حاكم وإنتبه على إرتعاشه مثل ما إنتبهت قصيد يلي تعرف إن خلف كل إرتعاش شديد بيدّه صداع فتّاك وهالشيء يوتر قلبها وهمست له : ذياب؟
ما تكلّم لأنه يحس ألم يفتك ضلوعه من طاري نصّار ، وإن أبوه صار يفهمه بخصوص نصار لكن الصوت يلي يضرب بعقله إنّ دامه يحب نصّار ، ودامه يحسب حساب لنصّار وسلامته ليه كسر قلبه وطلبه من البداية ونُفض صدره كله لأن ما كسر نصّار بأسباب نصّار نفسه ، كسره عشانه هو ولأنه صاحبه وهالشعور يقتله بكلّ مرة على نفسه هو ما كانت قسوة أبوه وعدم التفاهم بينهم محصورة عليهم الإثنين ، حتى نصّار تضرر منها وهالشيء يموته وشدّ على فخذها بيده يبيّن لها إنهم بيمشون ووقف : إذا جاء نهيّان ويبي شيء قولي له يجيني ياورد ، توصون شيءّ ؟
سكن قلب حاكم لأن ولده وقف يشدّ على عكازه ، وغرقت عيون ملاذ بالدموع مباشرة : بدري يا أمي ما جلست !
هز راسه بالنفي وهو بيموت من تعبه : أجيكم إن شاء الله
نطق حاكم بعدم شعور مباشرة : إنت ما نمت يا ذياب ؟
لأول مرة أبوه يسأله لدرجة إنه ما يعرف يجاوبه بالصدق " لا " ، أو يطمّن خاطره وقلبه ويقول " نمت " لكن قبل يجاوب نطق حاكم : أهم ماعليك صحتك يابوك ، نام وإرتاح وحنّا نجيك إن بغيت
هز ذياب راسه بإيه يودّع أمه وورد ، وتعدّلت قصيد تودّعهم بالمثل وهي يموت قلبها لأنه " هلك " من الآخر وبيّن عليه..
فتح السواق الباب له تحت أنظار حاكم ، وركبت قصيد بجنبه توقعت صمته لكنه نطق بهدوء يتوقّع أبوه : أبوي ما دخل
ما كان يسأل كان متأكد وهزت راسها بإيه تمد يدها له ، تتأمل عمها حاكم الواقف يتأمل السيارة : واقف على الباب ما دخل ، تبي منه شيء ؟
_
‘
هز راسه بالنفي يسكت فقط لأن أمه ودعته بدموع ، وورد بدموع بالمثل وبالأحضان والسلام لكن أبوه ساكن بوداعهم ما سمع منه إلا همس واحد " أستودعكم الله " بعد ما نطق هو ذياب لآخر مرة "توصون شيء تبون شيء؟" وأخذت قصيد نفس من أعماق قلبها تمسح على يده لأنها تمتلي إستغراب كيف حاكم ساكن وما ودّعه لكن كان يتأمله بس وذياب ما يشوف هالشيء عشان يخفف على نفسه لكن إنه يفهمه ، هذا شيء ما توقّعته : يوجعك شيء ؟
هز راسه بالنفي يكلّم السواق وهو يبي البيت بأسرع وقت ما يبي مكان ولا شخص آخر : لا تطّول الطريق وإنتبه ..
↚
« بيـت تركـي ، العشـاء »
دخلت سلاف لمكتبه لأن ماله وجود بينهم والكُل مجتمع ، كل آل نائل مجتمعين لكن تركي غائب ولا له وجود ولا أثر بينهم : كلمتك قصيد؟
هز راسه بإيه يمسح على عيونه : تقول طيبين ، وبخير
ناظرته لثواني بإستغراب : الحمدلله لكن ليه قلتها كأن شيء مضايقك ؟
رجع جسده للخلف : عذبي يسأل متى تجي قصيد ، وتركي يسأل هي بتنام عنده وإلا شلون ، فهد يقول قام بالسلامة هي ليه ما رجعت وهذا كلام أخوانها بس أقولك عمامها وخالها وجدّانها وش يقولون ؟ أقولك أبوك وش يقول لي ووش يتكلم به ؟
رفعت حاجبها لثواني بإستغراب : أخوانها داعي الشوق تمام نفهم ، لكن تركي إنت أبوها الباقين وش
عضّ شفايفه بغضب يجبرها تقطع حروفها قبل تكمّل ، وسكنت ملامحها لأنها تنتبه لغضبه : إنت معصب عليهم وإلا على نفسك تركي ؟
أخذ نفس من أعماق قلبه يشدّ على يده : قبل سنين ، قبل سنين بس أنا كنت بنفس موقف ذياب بالضبط وكان أبوك يبي ياخذك مني وتذكرين وش حصل وقتها سلاف ؟ تذكرين وش صار وقتها غير إني كسرته وكسرت كل شيء عشان
ناظرته لثواني بذهول : ليه تفكر بهالطريقة الحين تركي ؟ إنت أبوها وخايف عليها إيوه وأنا أمها ولا كان ودي تعيش مثل هالشعور لكن هي وين رأيها بهالموضوع ؟
ناظرها لثواني ، وهزّت راسها بإيه : تظلمها وتذبحها ظلم لو تسمع لكلام أحد وتقول لها إتركي زوجك وتعالي هنا ! إذا هم ما يحسّون ولا لهم قلب يفهم إنت تحسّ بها وتحس به تركي وش تغيّر !
هز راسه بالنفي يشد على يده ، وتنهّدت سلاف لثواني : لا تفكر إن المفروض يصير يلي تبيه إنت وبس ثم وش قلوبهم يلي تطاوعهم بالسؤال والولد توه صحى ! توّ لقيته قصيد وتو قرّ قلبها به
ناظرها لثواني وهو عقله بينفجر من التفكير لكنها نطقت مباشرة : ما تقول هي بنت سلاف ؟ أقولك سلاف قبل وقفت بوجه الدنيا كلها لأنها تحب ، وبنتك الحين تحبّ ولا يحق لك تنزع حبها وقلبها أو تكسرها ، أو تكسر نفسك عندها تركي ، قلبها مو بيدّها وذياب ما بيتركها صدقني
_
‘
ناظرها لثواني ، وهزّت راسها بإيه : لا تجبرها تختار وتحتار ، لا تكون إنت قاسي عليها يكفيها البنت ويكفي تخلّف الصح والغلط ووين المفروض تكون ووش المفروض تحسّ ووش الصح ويلي يرضي الناس ، ما ودي قصيد تحس بشيء أكثر من يلي حسّته ولا ودي ذياب يكسر نفسه ولا يكسر غيره ياتركي لأن لو عظمت ، بالنهاية هي زوجته وحقّه مالأحد كلمة عليه ولا لأحد دخل فيهم
ناظرها لثواني ، وهزّت راسها بإيه : وذياب يحشّم ، يحشّم لا تجبرونه على شيء ما يودّه ويختلف طبعه وتكبر
هز راسه بإيه بألم غير عادي : وأنا ما ودي أغلط بحقه ، ولا ودي أكسره ، ولا ودي بنفس الوقت أغلط بحقها هي
إبتسمت لثواني وهي تعرف داخله : ما تغلط بحقها ، وبتزفّها عروس كل الرياض تشهد لها لكن بالهون ، بالهون باقي ما تهيّت لهم أيامهم لكن لا تمنع ، ولا تردّ الحاجة الزواج والعرس والفرح مو كل شيء أنا وأنت ندري
_
« بيـت فزّاع ، آخر الليّـل »
أخذت ديم نفس من أعماق قلبها ترفع أكتافها بعدم معرفة : ما أدري ! ذياب عندهم مو عندهم بالبيت مو بالبيت قصيد معاه أو مو معاه ما أدري ! ما أدري
هزت توق راسها بإيه : لأن رقم نهيّان مزهرية بجوالك صح
ناظرتها مباشرة : رقم ورد مزهرية بجوالك ؟ حتى رقم شغالتهم عندك إنتِ لا تسوين إن مافيه درب إلا نهيّان
جلست درة : وإنتِ ليه معصبة لهالدرجة ؟
إبتسمت وسن تمثّل إنها تقرأ بجوالها : فيه دراسة جديدة من إحدى الجامعات تقول الشوق يزيد هرمون التوتر والإنفعال والعصبية ولا يمكن يرجع لمستواه الطبيعي إلاّ بعد حضن طويل من المحبوب
ناظرتها ديم لثواني ، وضحكت جود : النظرة نظرة شخص تحسسّ .. تراها تقرأ دراسة لا تحسين إنك المقصودة
هزت ديم راسها بإيه : دراسة مجتهدة فيها هي شخصياً على أبوشدن ، طولتي الجلسة عندنا روحي لزوجك
هزت درة راسها بالنفي : إنتِ طولتي الجلسة عندنا روحي لزوجك ، كلكم طولتوها يلا على بيوتكم عاد طفشت
هزت ديم راسها بإيه : طفشت فعلاً ، على بيوتكم
إبتسمت جود : من المحسوبين معانا إنتِ ، وينها ورد لا تطرد ولا تتأفف
تنهّدت وسن : كل ما قلتوا ورد جاء ببالي نصّار
ناظرتها ديم لثواني بدون رد وكان الصمت لحد ما قُلب داخل ديم كله يلي تقلب بجوالها لمحته مصّور قهوة ، والصورة الأخرى كانت كورة تحت أقدامه وسكن قلبها من الصورة الثالثة وإنهم أخوان قصيد ما تكلّمت أكثر لكنها كُتمت بشكل ترك توق تاخذ الجوال منها : وش تشوفـ
قطعت كلمتها مباشرة بإعجاب : تبارك الرحمن !
قرّبت وسن تشوف ، وإبتسمت جود : تبارك الرحمن على الكويتي تركي صح ؟ يقول أبوي محترم بشكل كأنه تركي الكبير بس على أصغر وكأنه أكبرهم أصلاً
_
هزت توق راسها بإيه : محترم ووسيم ! كلهم حلوين آل نائل لاحظت بس هذا بزيادة شكله على أهل الكويت
هزت درة راسها بإيه : خوال أبوه كويتيين بس هم مالهم علاقة اللهم إنهم عايشين بالكويت من زمان ، تدرون أحسهم بيستقرون هنا نهائي ؟ لأن حرفياً كل كم يوم وهم بالرياض ما يجلسون هناك أبد وأتوقع بعد قصيد كمان ما يروحون لو وش ، يعني لا تزوجت خصوصاً
هزت جود راسها بالنفي : وين يموتون بالكويت ، خصوصاً هذا الصغير فهد يقول أبوي دمّه كويتي بحت يعشق الكويت ، والكبير هذا يقول هادي عكس أبوه مرة وتدرون إنه أصغر من عذبي أخو قصيد ؟ طول عمري أحسبه أكبر
هزت وسن راسها بالنفي : كلهم صغار وبعدين بالعكس ، أحس لا تزوجت تخفّ جياتهم هم يجون عشانها أصلاً ودواماتهم تحكمهم ومالهم داعي يجون
ما تكلّمت ديم لوهلة غير إنها أخذت جوالها تتوجه للغرفة البعيدة عنهم ، وعضّت شفايفها لثواني : ديم وش تبين بحياتك ؟ وش تبين بحياتك هو وإلا مو هو ؟
_
« أحـد الملاعـب ، الفجر »
إبتسم يصفقّ بيده لفهد : لا صعب صعب إنت حيل قوي
إبتسم فهد يرمي نفسه على العشب بتعب : نغزات من تحت الطاولة ما نبي لا أفصل عليك ، قايل لك ما تفوز
ضحك نهيّان لأنه يحاول يقلد لهجتهم وفهد ما يتحمّل : أقول ساعدك إن تركي معك وإلا تعقب
شهق فهد مباشرة : وعذبي اللي معك ماهو كفو ؟ عذبي تسمع ؟
ضحك عذبي يهز راسه بإيه : أنا مالي بالكورة هو اللاعب المحترف وهو ما قدر عليك أنا وش ذنبي يردها فيني ؟
ناظره نهيّان بذهول ، وضحك تركي : فرق هدف يانهيّان
هز نهيّان راسه بإيه : لأن عذبي معي ، خذوه معكم
ضحك عذبي يشرب مويته : الكثرة تغلب الشجاعة يانهيّان لا تهايط وتلقم شيء أكبر وتندم بعدين !
إبتسم مباشرة وهم غيّروا جوه بشكل مجنون لأنه كان يتمشى بضيق الأرض كله من درى إن ذياب رجع بيته وإنه قال لو يبي شيء يجيني وهو كان وده يجلس عندهم ، يرتّبهم حتى لو ما تكلم هو وجوده لوحده يتركهم يفكّرون بكل شيء من أول وجديد ، يفكّرون بالخطأ وحلوله وفعلاً كان الضيق مستحلّ قلبه لكن وسط تجواله بالشوارع هو لمح تركي وعذبي وفهد يلعبون كورة لحالهم بأحد الملاعب ونزل عندهم بدون مقدمات ، والحين تغيّر كل مزاجه لأن من وقت حادث نصّار وذياب هو نسى كيف تكون الضحكات ، فعلياً مرّت ساعات على لعبهم وإبتسم عذبي : نهيّان ، ما ودك تدق راس فهد بالسوني ؟
رفع فهد حاجبه لثواني : يدق راسي أنا ؟ يعقب
ضحك نهيان يمسك جواله : أخاف يبكي ويزعجني بعدين
ضحك تركي يعدل شورته ويشوف أخوه يلي يجمّع أغراضهم : شحقه حاقد علي إنت ما يكفي أخوك ؟ ما عندكم إلا فهد وفهد وفهد
ضحك عذبي لأن فهد
_
‘
ضحك عذبي لأن فهد يكرر هالكلام بحلطمة وهو يمشي لسيارته ، وسكنت ضحكة نهيّان من لمح إتصال فائت من ديم ، و٣ رسائل محذوفة منها : عاد الحين بستأذنكم ، تبون شيء توصون شيء ؟
هز تركي راسه بالنفي : سلامتك الله يحفظك ، موفّق
أشّر لهم بالوداع يتوجه لسيارته ، يسمع صوت الأذان وإتصل على ديم : السلام عليكم ، فيكم شيء ؟
رفعت حاجبها : لا ما فينا شيء
حرك من عند الملعب يضحك لفهد المكشر : حبيبي يافهودي فكّها خلاص ، فكّها يا بابا لا تعصب
ما تكلّمت رغم سماعها لإختلاط أصواتهم وضحكاتهم ، ورجع يسأل من جديد : ديم فيكم شيء ؟
هزت راسها بالنفي : تسأل فينا شيء بعدين تسولف وتضحك طبيعي يعني لو فينا يهمك ؟
ضحك بعدم تصديق : لو فيكم شيء ما رديتي علي ويوصل العلم ، إتركي الإستقعاد عنك
ما تكلّمت إنما عضت شفايفها ، وسأل : صدق وش فيه متصلة وثلاث رسايل وحاذفتهم ؟
هزت راسها بالنفي : كنت بسأل عن شيء بس خلاص
ميّل شفايفه لثواني : وش الشيء عندي جواب يمكن
هزت راسا بالنفي : جواب بعد كم ساعة ما يلزمني
ضحك يهز راسه بإيه : المعذرة طال عمرك ، تصدقّين ودي أشوف شلون تشوفيني إنتِ ؟ ودي أفهم كلامك معي ليه كله كذا ديم ؟ وش مسوي لك صارحيني ؟
وسّعت عيونها بذهول مباشرة : وش فيه كلامي الحين ! ضحك يشتت نظره للشوارع : تكلّمين عدوك ماهو زوجك ، تكلّمين غريب ماهو ولد عمك أصلاً وتستقعدين على كل حرف كأن ودك أطلع المخطي دايم ولا تاخذيني بالنيّة ، وش ودك أحلف به وأعلمك عنه وتصدقين إني إنسان عادي وطبيعي غلطت وإعتذرت وتعبت أعتذر وحاولت ولا لي نية سيئة ، وش يثبت لك ؟
ما توقّعت إنه يتكلم بكل هالكثرة وبدون مقدمات ، وعضّت شفايفها لثواني : إنت تشوف شيء أنا ما أشوفه
ضحك يهز راسه بإيه : إعتبريني أشتكي لك منه ، ما تحلّينه ؟
هزت راسها بالنفي مباشرة : وبيدي أنا الحل يعني ؟
هز راسه بالنفي يغيّر الموضوع كله : مدري ، ما نمتي
عضّت شفايفها : لا تغيّر الموضوع ، لا ما نمت
هز راسه بإيه يبتسم : أكيد ما نمتي شنو تستقبلين مكالماتي من الحلم يعني ؟
كانت لكنته مُتبدلة بشكل تلمس فيه أهل الكويت جداً ، ونزل من السيارة يلمح أبوه الخارج من البيت بيتوجه للمسجد وقبل حتى يتكلم نطق حاكم : الصلاة
أشّر على خشمه مباشرة : على خشمي
نطقت ديم بتردد : رجعت البيت ؟
هز راسه بإيه يفتح البوابة : رجعت ببدل ملابسي وأروح الصلاة بسرعة تبين شيء ؟
هزت راسها بالنفي بتردد شديد : لا ، ذياب عندكم ؟
نطق بتمنيّ : ليتـه ، لا ماهو عندنا ببيته
نطقت مباشرة بذهول : لحاله ببيته ؟ وإلا عمتي معاه ؟
هز راسه بالنفي يضحك : لا زوجته معاه ، ما تخليّه
_
‘
سكنت ملامحها لثواني : قصيد معاه ببيتهم يعني ؟
هز راسه بإيه : إيه هناك ببيتهم معاه ، أرجع من الصلاة وأدق عليك ؟
هزت راسها بالنفي مباشرة : لا ، بروح للبنات الله يتقبل
قفّلت تملي داخل نهيان أسئلة كثيرة لكنه ما تعجّل جوابها إنما ركض للأسفل ، وللمسجد يبي يلحق جوار أبوه وبالفعل لحق جنبه قبل تتعدل الصفوف يصلي بجنبه ، ويجدد بحاكم جرح عميق ماله آخر من شعوره ووحشته إن ذياب صار له مدة ما جاوره بالصلاة ولا بأي مكان ..
جلس حاكم بعد ما إنتهت الصلاة يستغفر ربه ، يتمتم أذكاره وجلس نهيّان جنب أبوه : أبوي
أشّر له حاكم بالإنتظار ، وهز نهيّان راسه بإيه وهو يشوف الإشعارات يلي توصل لجوّال أبوه : يمكن شيء ضروري
مد حاكم يدّه للجوال ولأول مرة يتمنى إنه ما مدّها ، لأول مرة يرجف صدره بلحظة وسكنت ملامح نهيّان مباشرة من الصورة لكنه رفع نظره لأبوه مباشرة : أبوي
_
« بيـت فـزاع »
دخلت ديم تحسّ نظرات البنات الغريبة عليها ورفعت حاجبها بإستغراب : صار شيء ؟
كانت وسن الوحيدة المروقة بينهم وتبتسم حتى للجُدران بشكل مريب ، وهزت درة راسها بالنفي : لا سلامتك
رفعت حاجبها من لمحت توق على جوالها ، وجود تتأمل السقف : الخبر عند وحدة منكم ممكن تقولون ؟
ميّلت جود شفايفها لثواني : ما تعصبين ؟
هزت راسها بالنفي تجلس ، وضحكت وسن : وين تعصب الله يهديك قولي ما عندك وخلينا نعرف الأخبار صح
ضحكت ديم بتعجب : يعني فيه خبر بس تبون التأكيد مني وعشان كذا تتبوسمين للجدران ؟ طولتي وسن طولتي
ضحكت بحب شديد : والله ما أمشي والله
ضحكت ديم لثواني : وش جود قولي
تنحنحت جود : مريّت من عند الغرفة ويعني الباب ما كان مسكّر تمام وسمعتك تكلمين نهيان
حسّت بالإحراج قبل حتى تكمّل جود يلي تنحنحت للمرة الثانية : سمعت إن ذياب مو عندهم ، وإن مو أمه معاه لكن قصيد معاه ، يعني صدق هالكلام ؟
عضّت وسن المخدة يلي قدامها تضحك بشكل هستيري لأنها مبسوطة ، وضحكت ديم تهز راسها بإيه : صدق هالكلام ، نهيّان قال زوجته معاه
ضحكت درة تأشر على راسها بالجنون : يحلفون إن وسن مبسوطة أكثر من ذياب الحين
أخذت وسن نفس من أعماق قلبها : عشان لما أقول لكم البدوي هذا تراه مو سهل بس يلعب على الرايق تصدّقوني ما عنده وقت سريع سريع صارت معاه ببيته
هزت توق راسها بالنفي : لأنه تعبان ، والأكيـ
هزت وسن راسها بالنفي تأشر لها بلا : تعبان فيه بيت أبوه وفيه مكان شغله وإحنا كلنا ندري هو وين يشتغل وفيه مليون أحد وأحد يخدمه ويقوم فيه لكن هو إختار مين؟
كشّرت توق مباشرة ، وضحكت وسن : يارب يزورونهم ونروح لهم كلنا أبي أشوف
_
‘
شهقت درة : ملقوفة ! ملقوفة الولد تعبان يابنت وش زيارة وما زيارة مو طايق أحد حتى بيت أهله ما جلس
كشّرت جود : ماهي طايرة قصيد ما يجلس عند أمه أول
ناظرتها ديم بإستغراب : مرة ماله دخل حبيبتي
هزت جود راسها بإيه : إلا له دخل ونص ، ما تزوّجوا
ضحكت وسن : زوجته شرعًا وقانونًا ياحبيبتي وبعدين مرة ماله دخل يجلس عند أمه وقصيد ماهي طايرة هو رايح بيته وملاذ تقدر تروح له ما أتوقع يقول لها لا
ميّلت ديم شفايفها : مدري ، بس ذياب غريب يعني له شهور ما جاء بيت أبوه يعني أكيد ما يرتاح ومتعوّد بعيد وبعدين وش دخل أمه بقصيد فيه إختلاف كثير ترى
ضحكت وسن : شفتي الليّ يقولك أبي الزلة ولاني لاقيها ؟
نطقت توق بتساؤل : يعني معقول خلاص تصير دايماً معه ؟ بدون لا يكون فيه زواج كبير زي ديم ونهيان ؟
هزت وسن راسها بالنفي : أكيد لا ويصير عرس
ضحكت جود : تقنعيني إنهم بيسوون عرس يعني ماهي عنده خلاص ! متى بعد كم شهر ووش فايدته وقتها ؟
شهقت درة بذهول من فهمت مقصدها : جود !
ناظرتها جود بذهول : حدّث العاقل بما يُعقل يعني طايح على وجهه عندها الولد وأخذها معه بيته أول ما فتّح وش يعني ؟ والأمور ماهي تمام يصير زواج الحين وصاحبه ما قام يعني
إستوعبت توق بذهول وهي توها تفهم : دخلتي بالعميق
ضحكت وسن : وإنتِ هذا همك يعني ؟ خايفة تنزف البنت وهي حامل ؟ شايلة هم طلّتها ياحياتي ؟
هزت جود راسها بالنفي : وأنا وش دخلني فيهم
ميّلت ديم شفايفها بتفكير : يخوف
هزت وسن راسها بالنفي : لا يخوّف ولا شيء ، إحنا ما ندري عن العلاقة بينهم لكن على ما شفناه وشفتوه فـ ذياب مو بس يحبّها ، يمكن يموت على الأرض يلي هي تمشي عليها وهي
نطقت جود : هي دلوعة وإلا كان صار زواجهم علن من زمان
ضحكت وسن : هي تحبه ، وتدري إنه رجّال بالدنيا تتوقعين تهمها مثل هالمواضيع التافهة ؟
كشّرت توق : لأنها تدري إنه رجال بالدنيا راحت معه بيته على طول بدون زواج وبدون ولا شـ
ناظرتها درة لثواني بغضب : إما قولوا كلام زي الناس إنتِ وياها وإلا كف على عينك ناسيين من هي ؟
هزت جود راسها بالنفي : لا ، قصيد بنت تركي بن سلطان آل نائل وزوجة ذياب بن حاكم آل سليمان .. عرفتي توقّعاتنا وش والواقع وش ؟ الظاهر لما قلنا ما يجتمعون بنت لندن وولد بر كنّا غلطانين وفيه أشياء واجد ما ندري عنها
كشّرت وسن : لو بيدك دريتي عن أدق شيء عشان ترتاحين
إبتسمت جود مباشرة : محد تجي له المعرفة ببلاش ويردّها يعني إنتِ وأبوشدن ندري عن كل علومكم ، ونهيّان وديم يعني من ملامحها يبيّن بس ذياب وقصيد ما يعجبوني ما أحب الجهل الكثير بخصوصهم ما يعجبني
-
« المسجـد »
_
« المسجـد »
ما تحرّك حاكم من مكانه بشكل ترك قلب نهيّان يتقطع بشكل مجنون لأن أبوه يتأمل وساكت ، لأن الصورة قتلت له قلبه هو وما يتصّور وش الحاصل بقلب أبوه لكنه يقدر يخمّنه من مسكته للجوال وسكونه ، من عيونه الساكنة والأكيد وراها براكين لأن الصورة مؤلمة بشكل حتى نهيّان يلي ما يفكر بالألم ولا يشوف الأمور إلا بسطحية تألم منها ومن الإحساس يلي وصل لقلبه منها ..
كانت صورة بأحد المساجد والأكيد إنه مسجد حيّ ذياب ، كانت صورة لذياب جالس بوسط هالمسجد لحاله ، منتهي من صلاته توّه هذا الأكيد بيديه سبحة يلمحون طرفها ويعرفونها لمين ، وجنبه على العامود يرتكي عكازه والشاش يلي يغطي راسه المُنحني كلّ تفصيل بالصورة مؤلم ، كل تفصيل كان يقتل حاكم لألف مرة لأن ولده ما يُكسر قدام أحد دائماً شامخ ومُهاب لكن داخل صدره قلب رهيّف بشكل مجنون ، داخل صدره قلب كل خضوعه وإحتياجه لربّه وبهالصورة كُسر ظهر حاكم كله لأن لو مرّت الصورة عادية على كل الناس عليه هو ما تمرّ هو يدري بضعف ولده ، قلّة حيلته ، تعبه وعجزه ومقتل حاكم اللي ودّه يصرخه إن أحد رجّاله صّور له ولده من أحد شبابيك المسجد لأنه ما يقدر يدخل ، لأن حاكم يشوف بالصورة طرف شخصين ما يلمحهم الإ شديد الملاحظة الأكيد إن واحد منهم أسامة والآخر ما يعرفه وهالشيء نهش له قلبه كله مكان ولده دائماً جنبه ، كيف صار لوحده وبهالبعد وحوله حراس مو أهله ما يدري وقفّل جواله يشتت نظره لبعيد : روح البيت يانهيّان
هز راسه بالنفي لأن أبوه إختلف : أبوي ليه ما تروح عنده ؟
رفع حاكم نظره لولده لثواني ، وهز نهيّان راسه بإيه بتردد لثواني : روح عنده ، ذياب ما يشكي لأحد بس يشكي لك
ناظره حاكم لوقت طويل من يقينه الشديد إن ذياب بيشتكي له ، وهز نهيان راسه بإيه بتأكيد مُتردد : لأن لو بقت بصدره هي بتكسره أبوي ، عن نصّار وعن الحادث وعن غيبته والحين تحسه فاصل ماهو بدنيانا أصلاً ، يحتاج غيرك جنبه ؟ ولا أحد بيعرف وش فيه إلا إنت بس تكفى لا تتركه كذا ولا ترسل أحد وراه ، إنت روح له تكفى
ما كان حاكم ينطق بكلمة غير إن صدره يُنفض بكل كلمة يقولها ولده ، يموت قلبه بكل كلمة يقولها له وما يتكرر بعقله إلا منظرين ، منظر الحادث وكيف صار ذياب جُثة بين يديه ، وهالمنظر يلي وقعه أشدّ عليه من أي شيء آخر لأنه مؤلم ، مؤلم بشكل غير عادي : روح البيت
ناظره نهيّان لثواني وهو يلمح إن قلبه يموت ، وهز راسه بإيه يوقف ويقبّل راس أبوه ويخرج لخارج المسجد ، يتركه بخلوته لوحده ورفع حاكم يده لجبينه مباشرة : يارب ..
ما سُمح له التفكير من وصلت رسالة له " إنتبه لي ، أمشي وإلا أقعد؟ "
-
‘
« مسجـد الحـي »
ما بقى بالمسجد إلاّ هو لوحده ، خرج الكل تقريباً بعد وقت بسيط من السلام وهو باقي للآن ما فارق مكانه لأن داخله يفيض على الدنيا وعلى كل شيء فيها ، لأن كل شيء يطلب منه التفكير وهو راسه يوجعه ولا يقدر يفكّر بخصوص أي موضوع غير إن كل همومه كبار وقبل حتى يسترسل بالتفكير همس : الله أكبـر ..
كان وده يسكت راجف قلبه ، وألم عقله الشديد بالتفكير بكل شيء ، أبوه ، وأمه ، أخوانه ، نصّار وأهل نصّار ، شغله وكل أمر ترامى عليه منه موضوع الإختلاسات ، دعوى الفساد ، بن مساعد وطارق يلي بكفة أخرى تماماً ، موضوع الحادث وأشخاصه والأوجع ، كبير ذنبه إن السبب بطيحة نصّار مو نصّار نفسه إنما هو ، وإنتقام منه هو هم ضربوه بصاحبه وهالشيء يقتل قلبه مع كل ثانية تمر ونصّار ما صحى فيها ورجف صدره لأن عمره بحياته ما وصل لهالدرجة من الضعف ، من اليأس وإن حتى الفحوصات يلي تتكلم عن عيونه ، وعن راسه ، وعن قلقه وعن الفحوصات اللازمة والإجراءات الجاية هو آخر إهتماماته نفسه لأن كل الأمور المترامية عليه أعظم ..
وقف أسامة يجمع يديه أمامه ويتأمّل سكون ذياب وما بيقول إن فعلاً كان شكه بمحلّه ولمح أحد حول المسجد لأنه صار يفهم ذياب ويفهم تساؤلاته ، ولأنه ما يشوف ذياب قدامه ، يشوف شخص كبر بعمره سنين بشكل مفجع وشخص ما جات دنيته على كيفه لكنه ساكت ، وصابر ما إشتكى ولا يتوقعون منه الشكوى ..
أخذ ذياب نفس من أعماقه يسكّت عقله يلي صار يألمه ومن الذكرى يلي مرّته ، عمره ما عاش الوجع وحده بحياة نهيّان حتى وقت مرة إنعزل لوحده بالمسجد وجاء له نهيّان يضحك ويرتكز على عكازه " إيه خير ما سويّت ، تعرف إن لا ضاقت بك الدنيا وقفّلت بوجهك الأبواب باب ربي ما يقفّله أحد وأوسع من كل باب بس عاد كل مسجد إنتِ بتروح له ندلّه وبنجيك وتحمّلنا ، مالنا غنى عنك " وضحك من الوجع يمسح على يدّه ، وقتها جلس نهيّان معه يواسيه ، يسليّه ويخفف الأمور عليه ، يذكر دخول أبوه بعده وكيف كانت العلاقة بينهم ، يذكر وقت وقف نهيّان يستند عكّازه لكن ما سمح حاكم ، ولا سمح ذياب نفسه وكان يرضيه بإنه يقبّل راسه ويضحك له عشان يضحك : أسامة
تعدل أسامة من وقت ما لمح هزّة أكتاف ذياب ولمح إنها ضحكة ضيق مو شيء آخر ، ونطق ذياب قبله : روّحوا قريب البيت
نطق أسامة مباشرة : وإنت طال عمرك !
هز ذياب راسه بالنفي ، ونطق أسامة : أنا أجلس قريب المسجـ
كرر كلمته بهدوء : روّح ، أدل الدرب
هز راسه بإيه بعدم رضا : سم طال عمرك .. أمرك
توجه أسامة للباب يسكّره خلفه ، وتنهّد ذياب من أعماق قلبه يرفع يديه لراسه من الوجع ، من الألم وإن وده
_
‘
وإن وده يصرخ شعوره على كل هالأفكار يلي تهدّ حيله ما تقويه ، أخذ نفس ومال فكره هالمرة لقصيد دون باقي الأشياء ، يعرف الكلام يلي بيوصلها ويعرف إن هو ما بيتحمّله لكنه يبيها جنبه ، ويبي يقرّ قلبه يلي لولا الله ثم وجودها يمكن ضاع من مدّة ، ومات من مدّة ، وتحجّر من مدة من كثر التجريح وكل هالأوجاع وضاع كلّه من نطق شخص ما حس بدخوله : ذياب
سكنت ملامحه لثواني يميّز الصوت ، النبرة ونطق : عمي ؟
كان أبونصّار يمسك دموعه بالقوة ، بالقوة المستحيلة لأنه جاء بيقين إن ذياب بالمسجد لكن ما توقّعه بهالهيئة نهائياً ومسح على ملامحه يتوجه له ، يبتسم : الحمدلله على السلامة يابوك ، قلت ذياب ماهو ببيته لكنه بالمسجد ما يطلع بعد الصلاة بدري ، الله يتقبل
وقف ذياب يمسك عكازه ، يصافح عمه أبونصّار : منا ومنك ، عساكم طيبين ؟
كتمت أبونصّار عبرته يهز راسه بإيه : تركت خالتك أم نصّار عند البيت وجيت أدورك هنا ، قلت ألقاك
رجف قلبه وسط ضلوعه : صار شيء عمي ؟ نصّار بـ
هز أبونصّار راسه بالنفي قبل يرتعب ، وقبل يموت قلبه هو : لا ، لا يابوك الحمدلله نصّار بخير ما به شيء لكن
سكنت ملامح ذياب لوهلة ، وكمّل أبونصّار : حنّا تونا جايين من عنده وخالتك أم نصار تبي تسلم عليك ، لي يومين أصبّرها واليوم ما رضت إلاّ وتوديني له
هز راسه بإيه ، عجز يقول كلمة غير إنه همس : حقها .. حيّاك ياعمي ، حيّاك
نزل ذياب آخر درجات المسجد وأبونصّار يراقبه بعيونه ، نزل على أقل من مهله يشدّ على عكازه وما نطق أبونصّار يعلمه الدرب لأنه يدري إنما مشى جنبه ، يسولف له ، ويحاول يسمع منه شيءّ وكل هالمشهد كان تحت أنظار حاكم يلي سكن كونه كلّه من لمح ولده خارج من المسجد بهالهيئة ، ولمح شخص آخر خارج خلفه وآخر شخص توقّعه ، إنه يكون أبونصّار نفسه وإن ولده يمشي بكل هالسّكون لبيته لو تقدّم حاكم خطوة ، كانت بتتغيّر كل الموازين لكنه لفّ يرجع بدون أي رد فعل آخر ..
قرّب أسامة بمجرد ما لمح ذياب وجنبه أبونصّار ، وأشّر له ذياب إشارة خفية تعني السكوت لكن أسامة كان منتبه إن خلف صامت ملامحه قلب منهار تماماً ورجعت خطوة أسامة للخلف من نطقت أم نصّار : ذيـاب
ما عاد تحرّكت خطوته لأنه سمع بُكاها ، سمع شهيقها بالنداء ونطق أبو نصّار مباشرة : على مهلك يا جمـ
قطعت حروفه مباشرة توجّه نظرها لذياب ، تحترق من بكاها : كيف حالك يا ذياب ؟ كيف حالك يا أمي
هز راسه بإيه وهو يسمع شهيقها بشكل مؤلم : الله يسلمك ويخليك ، إنتِ عساك طيبة ، عساك بخير ؟
هزت راسها بالنفي يتوجّع قلبها : لا والله ماني بخير يا ذياب ، لا والله ماني بخير شفت …