📌 روايات متفرقة

رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل التاسع والعشرين 29 بقلم مجهول

رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل التاسع والعشرين 29 بقلم مجهول

رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب pdf الفصل التاسع والعشرين 29 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب  pdf التاسع والعشرين 29 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل التاسع والعشرين 29 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم  رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب التاسع والعشرين 29

رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل التاسع والعشرين 29 بقلم مجهول

رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل التاسع والعشرين 29 بقلم مجهول

شفت ولد أقّومه ما يقوم ، وجيت لولد عثت به الدنيا بعد وش بقى من الخير يا أمي ؟ وش بـ
ضاع أبونصّار لأنه حلّفها ما تحرق قلب ذياب ولا تتكلم لكنها من شافت هيئته بهالشكل ، من عرفت إن مافيه فرق بين هيئته ولا هيئه نصّار النائم للآن جُمر داخلها وضحكت من الوجع : قلت له طوّلت على ذياب وإنت ما تصبر عنه ، قلت له ما قلت أخو ذياب لك وقت يانصّار
ما كان يطلع منه كلام يحسّها تضرب قلبه بسيوف ، ويمكن دمّت عمره كله من رجفت نبرتها : إنت كنت معه
هز راسه بإيه وهو مستعد تنهشه ألم ، مستعدّ تحمله ذنب طيحة نصّار كلها لأنها فعلاً ذنبه : كنت وراه
بكت بدون أي كلمة أخرى ، ونُفض صدر ذياب كله يشد على عكازه : كنت وراه ولا رديّت البلاء عنه ، ما رديّته
نطق أبونصّار مباشرة : لا يابوك ، لا ما كان الذنب منـ
هزت أم نصّار راسها بالنفي وهي تمسح دموعها : ما كان الذنب ذنبك يا أمي ، ما طاح نصّار وإنت جنبه مرّة ويوم طاح إنت طحت معه ولا تركته لكن ما جيت تسلّم علي وأنا ودّي أشوفك ، ودي أسلّم عليك وودي ألقاك ، ما تقول أخو نصّار ؟ أمه مالها حق يا أخوه يا ذياب ؟
هز راسه بإيه يحس شديد الضرب براسه من الوجع ، من الألم من كلامها : أخو نصّار وإنتم هَلي يمه ، لا تبكين
كل هالمشهد كان تحت أنظار قصيد يلي ما فارقت جنب الشباك تنتظر عودته وكان قلبها يخفق بشديد النبض من لمحت رجوع أسامة ويلي معاه وما قدرت تصدّق إنه لوحده هي مباشرة وقفت تسأل أسامة يلي نطق لها " هذا أمره طال عمرك " ورجعت تمتلي بذات الذّهول يلي إعترى ملامح أسامة من لمح أبونصّار جنبه ، ومن لمحت أم نصّار بالمثل ما تسمع الحوار لكنها تشوف الوجع يلي تحكي به أم نصّار وتشوف باكي ملامحها ، وتشوف أبونصّار يلي يمسكها وهو على وشك ينهار حيله والأهم ، تشوف ذياب يلي قلبها على وشك يطلع من محلّه ويتوجه له عشانه ، عشان الوجع يلي به وإنه مع ذلك هادي يتكلّم بهدوء ولا يبيّن منه شيء لكنها تعرف داخله كله وما سكتت هواجيس قلبها ، وعقلها يلي شرّدتها من الواقع إلا من صوت الباب يلي تركها تفزّ من مكانها : ذيـاب
_
« المسـتشـفـى »
تركت لبس دوامها بالسيارة تعدل نفسها ، ترتجف خطاويها من الخوف ، والرهبة ، وإن إحتمالية معرفة أبوها بمكانها عالية جداً لكن مع ذلك هي ملّت عدم المعرفة ، وملّت السكوت والأكثر ، فيها شديد الفضول إنها " تشوفه " خصوصاً مع معرفتها إن خواله رجعوا للخارج والباقيين الوحيدين هم أمه وأبوه وأخذت نفس من أعماقها : يارب ما يكون فيه ولا أحد ، ولا شخص
دخلت للممر تراقب ظلّها من خوفها يلي تحقق بأول قربها من جناحه من نطق صوت خلفها : ورد ؟
_
ما تحرّكت خطوتها من الرعب لدرجة إنها ما تميّز الصوت يلي نطق يناديها صوت رجّال ، أو صوت بنت ولفّت رغم إن ما ودها تلتفت لكن برد قلبها مباشرة من كانت ممرضة : سمـي ؟
إبتسمت لثواني : الحمدلله على سلامة أخوك ، وعقبال خطيبك بالسلامة إن شاء الله جيتي تشوفينه صح ؟ من لما جيت هنا ويقولون لي الممرضات ذياب بن حاكم كان موجود بجناح هنا وقام بالسلامة قلت لهم أعرف ورد أخته ، وحدة من الممرضات قالت لي إنك خطيبته وجيتي عنده قبل ومن وقتها أنتظرك تجين عشان أشوفك
ما علّق عقلها بمرة مثل هالمرة وهزت راسها بإيه وهي مستنكرتها تماماً عجزت تعرفها والخفقان يلي صابها أكثر من إنها تستوعبها أساساً ، وصافحتها بعدم إدراك : الله يسلمك
توجّهت الممرضة لبعيد تترك ورد تتنفس الصعداء من رعبها ، تفتح الباب على أقل من مهلها وما طاوعتها خطوتها بكامل الدخول من شدّة نبض قلبها هي دخلت خطوات بسيطة تتركها تشوفه وسكن كل قلبها من منظره الساكن تماماً ما طاوعتها الخطوة عالأكثر إنما رجعت أدراجها مباشرة برعب غير عادي سكن صدرها بدون مقدمات ما تدري ليه حسّت بإن أحد من أهلها بيكون موجود ، ذياب ؟ أبوها ؟ نهيّان ؟ هذا كان ترتيب إحتمالاتها المرعب وعضّت شفايفها تهدي نفسها : ما صار شيء .. وما جاء أحد ما صار شيء
أخذت نفس من أعماق قلبها وهي بداخل قلبها ربكة مستحيلة ، ما تدري ليه تحسّ بشديد الخوف من جاي الأيام ودها كل وقت تهرب من بيتهم وتتمنى دوامها يطول لأنّ السكون الفضيع بالبيت غير عادي ، كل عصر يجي ذياب يسلم عليهم ويمشي " مثل الضيف " وتلبية لطلب أمه ، ونهيّان تشوفه وقت مجيء ذياب فقط ، وأبوها أغلب وقته ساكت وساكن وأمها الوحيدة يلي تحاول ترجّع الحياة بالبيت مثل ما رجعت تسقي ورودها من أول وجديد وكل الأسئلة .. بدون إجابات حرفياً ما يعرفون عن أي شيء بجايّ أيامهم ، ما يدرون ذياب كيف يعيش ووش بيصير بوضعه والشاش يلي على عيونه وأساساً وش تشخيص حالته وهل قصيد معاه فعلاً أو لا ، ولا يدرون نهيّان وديم المتباعدين من مدة وش مصيرهم تشوف أخوها يهيم بكل وادي يبعده عن ديم وطاريها ، ولا هي تدري وش مصيرها ووش المفروض تسويه ولا القادم لكنها تخافه ، ترتعب من خوفها بدون أي منطقية لأن الدنيا تهيم بهم والوقت يمشي ، ولا فيه أدنى تغيّر يقول إن أيامهم بتمشي بإتجاه يسرّهم كمية ضياع ، وكميّة تخبط ، وكميّة صمت قاتلة فعلاً كانت الأفراح وقت صحوة ذياب وطفت لأن هو ما وده بأيّ فرح لأن صاحبه ما قام وتسلل لقلبها شعور مرعب بإن صحوة نصّار بتطول : يارب لا ، أعوذبالله من هالأفكار
مال تفكيرها للممرضة وسكنت بإستيعاب إن ..
_
إن إسمها يلي كان على بطاقتها مألوف ، وشهقت بذهول من إستوعبت إنها كانت زميلة لها أيام دراستها لكنها ما إستوعبت ولا كلمة نطقتها لها بوقتها لأنها مرتعبة : شلون ما عرفتها ! وكيف تقول نصّار خطيبي من قال !
ما طوّلت التفكير إنما عضّت شفايفها بنسيان تام لكامل تصرفها من الرهبة : طيب وش قالت هي ؟ وش سويت أنا كيف سلّمت وكيف مشيت كيف ترقّع الموضوع ؟
_
« بيـت ذيـاب ، العشـاء »
نُهش داخلها تماماً لأنها طول فترة جلوسها معه هي حرفياً ما تشوفه ، ولا تلقاه وإن لقيته تحسّ كل الناس بينها وبينه وهم كذلك ، كُسر ذياب بشكل مفجع من بعد مجيء أم نصّار وأبوه هي أكثر من لاحظ هالشيء لأن زاد صمته ، وزاد تفكيره ما يشكي لها كلمة غير إنه كل ليلة وقت نومه تحسّه جمرة بحضنها ، تحسّه نار جنبها وأغلب لياليه يتوجّع أساساً ما ينام وكل ما سألته ، شدّ يدها بجملة وحدة " الأمور طيبة لا تخافين " ، يحترق داخلها عليه لأنه يمنع نفسه من كل شيء ، حتى منها وهي بحضنه وتفهم كل إبتعاده ويحترق داخلها إنه مُتعب ، وميّت تعب لكنه مع ذلك ما يرتاح يركض لكل أحدّ بمراعاة وكلهم يشوفونه بمنظر القوي وهو كذلك ، لكن حتى القوي يحتاج راحة بأوقات كثير وذياب ما يرحم نفسه ، ولا غيره يرحمه وذياب مو قادر يرتاح ، من تعب إلى آخر وهي تكتم كلام كثير بصدرها لأن العتاب حارق ، ولأنهم أحرقوه بما فيه الكفاية ..
عدلت لبسها تضمّ الجلال عليها وتنزل للأسفل : ذيـاب
-
صدّع راسه لأنه من العصر يسمع كثير الكلام من رجال سموّه ، ومن أمور شغله ، ومن أسامة نفسه وضغط على يدّه يشدّ حيله وصار وقت تصرّفه الآن : أسامـة
لف أسامة نظره له وهو يتهرّب منه : كل شيء قلته لهم عندي طال عمرك وبتصرف ، تبي شيء توصي شيء ؟
هز راسه بإيه : ما طلبت منك شيء أنا ؟
توتّر الدم بعروقه مباشرة ، وكان ذياب ساكن تماماً هو طلب من أسامة شيء من الخيام ويدري إن أسامة جابه بوقته لكن ما سلّمه له ، نُفض صدر أسامة لثواني من رعبه : طال عمرك إنت توّك طلعت من موت محقق وما حسّبنا تصير بخيـ
رغم وجود الشاش ، أسامة بتر كلامه برجاء لأنه يفهم هيئته : طال عمرك تكفى ، لا تتصرف بشيء ما نبيه وإن كنت تبي أحد بعينه قل لي وأنا أجيبه من أذنه عندك
ما كان من ذياب كلام بشكل ترك الدم يرجف بعروق أسامة يلي نطق برجاء : ذياب تكفى ، إن ما كان عشـانـ
نطق ذياب بنفاذ صبر تماماً : أسامة !
كان كل هالحوار تحت مسامع قصيد يلي الرعب يلي بملامح أسامة كان كافي لإنه يرجّفها من الخوف ، كانت كافية حركة جسد ذياب يلي تبيّن إنه ينوي شيءّ وإن أسامة هز راسه بإيه وتوجه لأحد السيارات يطلع منها ..
_
يطلع منها شنطة متوسطة الحجم يبيّن على منظرها التهالك ، تبيّن على ملامح أسامة الرجفة قبل يمدّها له أصلاً وسكن قلبها من تناولها ذياب بيمينه بسكون الأرض كله ونطق : والبل ، بخير وإلا بها شيء ما قاله محمد ؟
رجف صدر أسامة من الرهبة يلي يحسها من الشنطة : بخير ، وماهو ناقصهم شيء لكن
نطق ذياب بإشتياق يُلمس من نبرته من شدته : لزام ؟
شتت أسامة نظره : لكن لزام يقول محمد إنه يبيك ، هو يبيك ؟
هز راسه بإيه ، وعدل أكتافه : روّح إنت ، ما بقى شيء
هز أسامة راسه بإيه بطاعة مباشرة يمسح على جبينه ، طال وقوف ذياب بحديقة قصره وهو لو يختلي بنفسه ثواني ما يلاقي نفسه إلا تنهشه بشدّة شنيعة ولأنها تدري ، هي فتحت الباب : ذيـاب
نطق مباشرة بهدوء يمشي بإتجاهها : عونك ذيـاب ، لبيـه
رجف قلبها من هدوئه : الأكيد إنها مو شنطة دوام ، صح ؟
هز راسه بإيه يدور يدّها ، ومدّت يدها مباشرة : أسامة خايف ، وإنت ساكت يعني الأكيد إن الشنطة ما فيها شيء حلو وإلا ما كان هذا شكلها أو هذا خوف أسامة منها
يحبّ تحليلها ، دائماً تحلل كل شيء بطريقة ما تشبه أي شيء آخر وهز راسه بإيه يجاريها : مافيها شيء حلو
ناظرته لثواني لأنها تعرف إسلوبه معاها ، وتعرف العبط يلي دائماً يكلمها فيه عشان ما تركّز على أي همّ من همومه : ولأن ما فيها شيء حلو بشوفها ، ممكن ؟
هز راسه بإيه يجلس ، يتركها بجنبه : تشوفينها لكن تعالي يمي أول
قبل تجلس بجنبه هو بدّل مكانها يتركها تجلس بحضنه ، يوتّر الدم بعروقها لأنها مدت يدها لصدره مباشرة : ذياب
نطق بهدوء الأرض كله يشدّ جلوسها عليه : مدي يدك
سكنت ملامحها لثواني تمد يدها لشاش راسه كالعادة ، وسرعان ما رجف قلبها لأنها هي تعوّدت على هالحركة يومياً لكن اليوم تحس بإختلاف يضرب بقلبها : ذياب
نطق بهدوء : نزّليه
نطقت بعدم رضا تسحب يدها بإرتعاب : لا الدكتور ما قـال نفتحه ويمكن يألّمـ
قاطعها مباشرة بهدوء : رجعي يدك ونزّليه ، وإلا نزلّتـ
نطقت تقاطعه من توترها : لا تهددني !
هز راسه بالنفي يكمّل : وإلاّ نزّلته بنفسي ، ما أهددك ..
ما كانت تتكلم لكن من حسّت ببارد يده على خصرها مباشرة وإنه ما يمزح هي نطقت برجاء : ذياب يألمـك
رجفت لأنها تحسّ يده بشكل يتركها تشع من الخجل ، ومن إنه ساكت يجبرها بسكوته ونطق لآخر مرة : نزليـه
مدّت يدها للشاش فعلاً تفتح أولّ لفاته ، تموت بشكل ترك عيونها تغرق بالدموع لأنه ساكن ولأن ما ودها : ذياب
ما شدّ على راجف يدها رغم إنه يحسّها ، يحسّ بتوقّفها لو هو نزله بنفسه يمكن بنفس اللحظة مزّقه لكن هي ترجف بشكل مؤلم وشدّ على خصرها يبيها تكمّل ونطقت برجاء :..
: ذياب يكفي .. ما ننـزله الحين ننزله بعـ
هز راسه بالنفي يشدّ خصرها : يكفيك ، لا ترجفين
لوهلة حسّت إنه بيسمع كلامها وما بينزّله ، لكن من مدّ يده هو بيكمّل هي مسكته مباشرة بإرتعاب لأنها تخاف قسوته على نفسه ودائماً تشوف إنه ما يترفّق بنفسه إلا لو كانت هي معه ، أو جنبه ، أو تشوفه بنفس المكان : لا ، أنا بنزّله خلاص
رجعت تمسك طرفه من أول وجديد هي ماتدري بموته وهو كل وقته يحسّها لكن ما يشوفها ، يخايل رسمها بكل حركاته ، بكل قُبلاته لها وبكل سكونه بحضنها لكنه ما عاد يقدر عالأكثر لو الصداع يقتله ، هو يبي يشوفها لو مرّة يمكن ترحمه أعصابه ، يمكن تساعده ما تضرب بعقله الألوان وبالفعل كان لكن إنهار قلبها كله هي نزّلته ولا تجرأت ترفع نظرها لعينه ، ما تجرأ حتى هو لوهلة إنه يفتح عيونه داهمه الخُوف يخاف ما يلمحها وهو على عدد جيّات الممرضين يغيّرونه له يومياً إلا إنه ولا مرة فتح عينه كان يختار إنه يغمّض ولا وده يشوف لكن الحين ودّه وودّه أول شيء يشوفه هي لكن ما تصّور كل هالرهبة ، رجّفت له روحه من غطّت عيونه ومن قرّبت يحس شفايفها على خده هو يحسّ خوفها وإنها ما تبيه يضغط على نفسه أبداً وإنها تخاف وشد على ظهرها : لا تخافين
نزّل يديها بيدّه الأخرى وشتت نظرها لبعيد مباشرة لأن دموعها ما وقفت من الشاش يلي بحضنه بينها وبينه وإن من رعبها ما ودها تشوف شيء ، تخاف تلمحه يتألم وهي للآن باقي بعقلها وبقلبها أول صحوته وبالفعل تألّم بشكل مجنون أول ما فتح عينه لكنه ألمُ يحتمل بالنسبة له ، وألم رجّف داخل صدره لكن ما طغى عليه شدّ على نفسه بالقوة يرجع توازن نفسه ، يحاول ما يضربه أول النور ويغمضّها بشدة ورجفت نبرتها لأنه ساكت وما يتكلّم ولا يتحرك : ذياب يكفي ، يكـ
حسّت بيده ترتفع لملامحه وسكن كونها لوهلة لأنه يضغط على عيونه ، رجفت نبرتها مباشرة : يألمك ؟ ذياب يألمك صح ما تـ
سكن قلبها كلّه بإرتعاب ماله مثيل وسرعان ما تلاشى كله من نزل يدّه يمسح على باقي ملامحه ، من فتح عيونه لكن هي ما إستوعبت لوهلة من طغى فيها شُوقها بلحظة لرموشه ، لعيونه يلي يبين خَدرها ما كان للإستيعاب محل كان كل مافيها ينبض بشدّة مستحيلة من توترها ، من طُغيان الشعور عليها بلحظة وذاب قلبها كله لأنه يتأملها بشكل مجنون وما كان قلب ذياب هادي نهائياً ، كل هلاكه متمثّل بحضنه بهيئة ما تصّورها رغم إنه يخايل رسمها دائماً لكنها جات أحلى ، جات أطغى وجات بشكل ما يكفيّه النظر ولا يتوقع إنها ما تسمع شديد نبضه ولا استكن ، ولا حاول الهدوء أصلاً بلحظة أخذها كلّها يطغى هو ، يقبّلها هو ويبّدل كل شيء بلهفة الأرض كلّها ..
_
« الصبـاح »
سكـر سيارته رغم تحذيرات الدكتور المستمرة له بإن إحتمالية ضعفه كثيرة بأيّ لحظة ، بإن إحتمالية إحساسه بالضغط يلي راح يضرب مباشرة على عيونه عالية جداً لكنه مع ذلك ما قدر ما يروح لنصّار بنفسه ، ويشوفه بعينه ووقفت خطوته لوقت طويل يتأمل المبنى قدامه ورفع النظارة الشمسية لعيونه ما وده يتألم من بدري .. دخل ممرّات المستشفى وجهته جناح نصّار ولا غيره وبالفعل فتح الباب يدخل له رغم رهبة قلبه يلي سكنت بمجرد ما لمح نوم صاحبه الهادئ ، بمجرد ما لمح ملامحه يلي " إشتاق لها " وإنه بدون شعور إبتسم يتأمله ، يتأمل شماغه يلي بجنبه : تحب النوم لكنك طوّلتها
أخذه يتركه بجنب نصّار بالضبط ، وسحب الكرسي يجلس بجنبه ورفع يده يتكيّ فقط يتأمله ، كثير الكلام بصدره كالعادة وبعد طُول صمت مخيف هو عدل أكتافه : نصّار
قرّب بهيئته يشبّك يديه ، قرّب بالهيئة يلي " يخافها " نصّار ودائماً يقول له وقت تتكلم بجدية تصير مرعب لكنه هالمرة فعلاً بيتكلم بها لكن بعد ما ناداه ، ما يدري ليه حسّ إنه بيجاوبه وهالشيء أربك شعوره وشتت نظره لثواني : أبيك ترتاح وتدري إن الأمور طيبة تنتظر قومتك
شتت نظره لوقت طويل لحد ما شدّ على يده : أنا أنتظر قومتك ، ولازم تقوم لأن ماعاد به شيء يحتمل تأجيل
سكت لوقت طويل يرجّع جسده للخلف ، يفكر بالحادث وصاحب الحادث وخطبة نصّار لورد وكل شيء بحياة نصّار ، كل تفصيل بحياة نصّار ومسح على ملامحه لثواني يرتجي الصبر فقط : وإنت مالك ذنب بها لكن عهدٍ علي .. إن ما زانت لك ما تزين لي وتشبّ بنا جميع
طال صمته لوقت طويل يتأمل صاحبه ، يفكر بأحواله هو ومن تمكّنت هي بعقله وسط كل شيء يفكر فيه هو مسح على ملامحه ، على شنبه يشتت تفكيره ووده يفكر بكل شيء لأنه يدري أول ما تعتّب خطوته بيته ، بينسى الدنيا وينتبه لها هي ..
_
« بيـت فـزّاع ، العصـر »
أخذت ديم نفس من أعماق قلبها لأن كثيرة أسئلتهم عن نهيّان وعن علاقتها معاه ، عن المشاكل لو بينهم شيء وكلهم إستغراب من نومها عندهم لأنها طوّلت بشكل ما سَبق من بداية زواجها : متى آخر مرة كلمتيه ؟
كان سؤال غير متوقع من أبوها : مين ؟
رفع أبوها حاجبه : نهيّان
ترددت ، وما بتقدر تكذّب أو تخبي عليه لو مهما يصير ونطقت بتردد : يمكن إسبوع ، ما أذكر
رفع حاجبه بذهول : يمكن إسبوع وما تتذكرين ؟ وش ؟
ضحكت درة : وش يدريك عن هالجيل ؟ عادي بالشهور ما يكلمون بعض ما تفرق معاهم
هزت أمها راسها بالنفي : الليّ ما يكلم مستغني يا درة
_
سكنت ملامح ديم لثواني تناظر أمها يلي هزت راسها بإيه بصدق : تقولينها بكل برود كأنه شيء طبيعي إنكم ما تكلمون بعض والمفروض إنك زوجته هو وزوجك ، مو طبيعي لو ما عندكم ظرف قاهر وإلا لو ما بينكم مشاكل وحنّا كل ما سألنك قلتي مافيه بيننا إلا كل خير ولا بيننا مشاكل وإنتِ عندنا مبسوطة ونهيّان مبسوط عند أهله ، يا إنك مستغنية عنه ، يا هو مستغني عنك مافيه غيرها
تنهد فزاع بعدم معرفة وكان بيتكلم لكنه قرر السكوت لأن غريب الوضع ، والأغرب إنه بعدم قدرة منه هو رجع يفكّر من بداية الحكاية وهزت ديم راسها بالنفي من حسّت بالخطر : بس صدق ما فيه شيء يعني ولا مشاكل ولا شـ
هزت درة راسها بالنفي : ولا فيه لهفة ولا شوق ولا شيء ؟ كذا طبيعي سادة بدون سؤال ولا كلام ولا كيف حالك ؟
نطق فزاع : تبين تتطلقين إنتِ ؟ وماودك تقولين ؟
ناظرته نادين بذهول ، وهز راسه بإيه بصدق ينتظر إجابة ديم يلي ضحكت من الصدمة : شلون يعني ؟ مين قال ؟
من وقف أبوها يتوجه للداخل ، ومن تنهّدت أمها لثواني توقف خلفه حسّت ديم بشيء آخر تماماً : درة ؟
شتتّ درة نظرها لبعيد لكن ديم قربت لها مباشرة : درة وش صاير شيء أنا ما أدري عنه ؟
عضّت درة شفايفها لثواني : أمي علياء تسأل ، وكثّرت السؤال على أبوي ويمكن كلهم كثّروا السؤال عليه وأمي تقول صار بس يفكر ، يفكر بكل شيء من البداية ديم
ناظرتها لثواني ، وهزت درة راسها بإيه بهمس : والمفروض إنك فعلاً تحددين قبل لا يكثر التفكير ويكثر الكلام بعده ، بالبداية صارت قصّة ومرّت بينك وبينه غلطة وزلة وتمام ، تشفّيتي منه لما خلاص ديم وأنا أعرفك ، أعرفك لكن موضوع التعليق هذا مو حلو ولا هو صح لا لك ولا لأبوي وتفكيره وإنت تعرفين كيف تشتغل عقولهم
عضّت ديم شفايفها لثواني : يعني ؟
ناظرتها درة بقهر : ديم مو فاهمة يعني ؟ يعني أبوي يفكّر إنه تطمن عليك وإنك فعلاً مبسوطة ونهيّان يحبك وتحبينه بشعور حقيقي ودنياكم مستقرة وجالس ينصدم الحين لدرجة إنه يفكر بشوفته لكم ببيت عمي حاكم ، باللّي صار وقتها ولو نبّش أكثر وفكّر أكثر بتكون مصيبة لأنه يقول لأمي ما أشوف من الليّ قلتوه لي أول شيء
رفعت ديم حاجبها لثواني : كيف يعني ؟
ناظرتها درة ، وطلعت نادين من الداخل : أبوك كلم نهيّان
بردت ملامح ديم مباشرة بذهول : أمي سلامات !
هزت نادين راسها بالنفي : بيسأله ويتطمن عليكم
ناظرتها ديم بعدم تصديق : ويبيّن إني ملهوفة عليه لدرجة إن أبوي يتدخّل بيننا ؟ وجودي مضايقكم ؟
ضحكت درة بذهول من تفكير أختها : ياساتر ! تراه زوجك وإن تلهفتي عليه ليش لا ووش دخل وجودك مضايقنا أبو يتطمن على حياة بنته مع زوجها !
_
إنتبهت نادين لأول مرة على شيء مختلف بداخل بنتها ، بتفكير بنتها أساساً ووقفت درة تسحب أختها للأعلى : تبين الأمور تكون تمام قبل تتشبك أكثر على الملأ ؟ بتلبسين وتنزلين تحت مع أبوك وزوجك وتحددين
كان ودها تصرخ من الضغط يلي تحسّه : أحدد وش ! أحدد وش كيف أحدد شيء وإنتم حتى جيّتي حرّفتوها
ناظرتها درة لثواني ، وأخذت ديم نفس من أعماقها ما تبي أي نقاش أكثر : لا تحاولين حتى تناقشيني ما أحتاج نصايح
هزت درة راسها بالنفي : إيه إنتِ عقلك ما يشتغل بالنصح والكلام ، يشتغل تحت الضغط ووقت الشدة بس
لفت نظرها لأختها يلي تركتها وخرجت ، وأخذت نفس من أعماق قلبها هي تدرك مقدار الدمار بعلاقتها مع نهيّان وتدرك السوء يلي فيها ورجفت كلها بدون مقدمات من تذكرت الأعظم ، تذكرت إن صار بينهم وصل عقّد كل الأمور لا البعد بعده سهل ، ولا القرب سهل من كل الجروح قبله وما تدري كيف حصل بينهم لكنها عضّت شفايفها : غباء ! لأن كل شيء غباء
_
صافح عمّه وهو حس من طريقة كلامه بالجوال إن " فيه شيء " غير طبيعي وما لقى نفسه إلا هنا مباشرة : والله الحمدلله طيبين وبخير يسلّم عليك الوالد
إبتسم فزاّع يهز راسه بإيه : الله يسلمك ويسلّمه ، حياك
جلس نهيّان ، ومرّت خمس دقائق بالسلام والسؤال عن الحال لمح فزّاع إنه ما سأل عن ديم فيها ، وزادت شكوكه أكثر لأنه يدري بإنهم ما يتكلّمون وعدل جلسته : نهيّان
حس بالجدية من نبرة عمه مباشرة وبالفعل سأل فزاع : أنا ما أحكم شيء ، ولا أقول شيء الحين لكن وش بينك وبين ديم ، شيءّ المفروض نعرفه ندري به ؟
هز راسه بالنفي بإستغراب : ما بيننّا إلا كل خير الحمدلله ياعمي ، بها شيء ديم ؟
هز راسه بالنفي بتساؤل : ما بها شيء ، بس أعرف الزوج يسأل عن زوجته لا صار غايب عنها وإلا ما عادت عندكم ؟
ضحك نهيّان : أدري إنها بخير دامها عند أبوها ومرتاحة وأنا موجود قريب ولا غبت ليه السؤال ، ما تغيّر الزواج أول عن الحين ياعمي
رفع فزاع أكتافه بعدم معرفة لكنه أُعجب بردّ نهيان يلي حتى نهيّان نفسه أُعجب بنفسه فيه : والله على حالكم أشوفه تغيّر بالحيل ، ما كنّا كذا بأول أيامنا يابوك أبد
إبتسم نهيّان وهو ياخذ الأمور - بسلاسة - مستحيلة ويمكن فهم نصف الحكاية وأكثر من طُرق الباب لمرة تدخل خلفه ديم يلي بيدّها القهوة وبّين بملامحها ألف شيء كانت تحاول تخفيه وإبتسم ، مو تصنعاً ولا عشان أبوها ولا عشان شيء طلعت منه تلقائياً بمجرد ما لمحها : ياهلا
تعجّب فزاع لأن بنته حكاية ، ونهيّان عالم آخر بترحيبه وإن كل شيء يوضح على ملامحه ووقف نهيّان يسلم عليها من توجّهت له لكنه شد يدها بهمس : وش فيك ؟
_
ما كان منها إلا تهزّ راسها بالنفي وكانت على وشك تجلس بعيد عنه لكنه مسكها يجلّسها بجنبه وهي من الضغط يلي تحسّه " ما قاومت " إنما جلست جنبه فعلاً ، وعدل فزاع نفسه : كل ما سألت ديم عن مبارياتك قالت ما تدري ، إنت وشلون تلعب ياعمي ماهو إحتراف ؟
هز راسه بإيه : يُقال إنه إحتراف لكن ياعمي ماهو لي ، ما أحب التقّيد وجاء الحادث قلب الدنيا بعد وسحبت بس
رفع فزاع حاجبه : وما عليك شيء دامك سحبت ؟
هز راسه بالنفي : علي ، لكن يعتبر هيّن لأن العقد عند عمي تركي وأنا قد كلمته بعد الحادث قلتله ما عاد أبي ومن هالكلام قال العقد عندي ودبرته باللي يناسبك لكنّي ما بلغيه وإنت متى ما شفت نفسك قادر إرجع وإنتظم
رفع حاجبه بتعجّب : ويمدي ؟ ما عندي علم بهالأمور
هز نهيان راسه بإيه يتقهوى : والله ولا أنا عندي لكن كلها عند عمي تركي يفهم بها يقول هي من ناحية قانونية على قوله وشرحها لي وأنا ما أفهم إلا باللّعب ونية اللعب والعقود كنت متوقعها بسيطة أول طلعت معقدة والله
هز راسه بالنفي : لا الحين قام ذياب بالسلامة ، ونصّار إن شاء الله قومته قريب وعاد نبي نشوفك بالملعب وقتها
إبتسم يهز راسه بإيه : عاد الصدق ودي لو هم معي
ضحك فزاع يعدل ثوبه ويوقف : إيه ندري بك كلنا ، المهم ذياب ونصّار موجودين وبخير وإنت ما تنرد وقتها
ضحك نهيّان فعلاً ، وتطمّن فزاع جزئياً إن الوضع بينهم " بخير " مو مثل توجّسه نهائياً حتى مع هدوء بنته يلي ما تعوّده وطلع للخارج بحجة واهية فهمت ديم مقصد أبوها منها لكن نهيّان رجع جسده للخلف : كيف الحال ؟
ناظرته لثواني ، وطلع جواله من جيبه بكل هدوء الأرض لأنها ما ردت ، ولأنّ نظراتها لوحدها تبيّن إنها مو طايقة وجوده أصلاً ولا كان منها حرف واحد غير إنها شتتّ نظرها لبعيد لكنها لمحت أبوها يلي مر لأن طرف الباب مفتوح ، ولمحت نظرته لعينها يلي قلّبت كل الموازين بداخلها بلحظة لأنه نظر وإبتعد وهي تخاف هالحركة منه لأنها تعرف نظرات أبوها ، وتميّزها وعضّت شفايفها لثواني بشبه غضب : أبوي شاف ، ما كان لجيّتك داعي
قفل جواله يدخله بجيبه بإستغراب : طيب ؟
ناظرته لثواني بضغط غير عادي : وكان له داعي تكون كـ
قطع كلامها بشدّة لأول مرة : أكون شلون ؟
ضُغط داخلها ، ضُغطت كلها تشتت نظرها لبعيد : ما كان له داعي تجي أساساً وما كان له داعي توضّح إن الوضع عـ
رفع حاجبه بذهول ؛ إنتِ شفيك ؟ وش المشكلة ؟ أبوك قال تعال وجيت له ما تبيني ؟ مشكلتك ماهي مشكلتي
ضحكت تهز راسها بإيه : وتجي كذا تكون عندي ؟
رفع حاجبه لثواني :…
_
رفع حاجبه لثواني : وش ؟ أبوس راسك عشان تجاوبيني كيف حالك وإلا وش فيك ؟ أجلس ساكت أنتظر متى تحنّين وودك تتكلمين ؟ إنتهت من عندي ذي
ناظرته لثواني فقط تشتت نظرها لبعيد ، وعضّ شفايفه بعدم قدرة لأنه بينفلت بالكلام والغضب ولا ودّه وهو بمجلس أبوها وبرد داخل ديم كله من وقف يجمّع أغراضه , من وجّه نظره لها بغضب لأوّل مرة تلمحه : تقولين لأبوك نهيّان مشى لأنه ما يتحمّل ، طيب ؟
ما نزّلت عينها عنه لو ثانية وحدة بشكل ضرب كل عقله بغضب مستحيل : وش تبيـن ! وش تبيـن قولي لي ! ما تبيني خير شر ؟ تم والله ما أقولك لا عليها تم
عضّت شفايفها لثواني بغضب : ما أقولك لا عليها ؟ لا تمثّل عليهم إن الأمور عادي وما بيننا شيء وهي كذا طيب
ضحك يهز راسه بإيه : إني جاي لأبوك أمثّل ؟ إيه صح
كانت على وشك تتكلم لكنه توجه للباب بشكل ضرب عقلها كلّه مستحيل تتحمل التجاهل ، ومن سمعت صوته مع أبوها هي ضُرب نبضها بشكل لا يُطاق ما تدري كيف تحمّلت ترجع توازنها ، تتوجه لهم ولا توعي كلمة نطقها نهيّان لكنها تلمح إنه يضحك لأبوها وإن أبوها هز راسه بإيه يدخل للداخل وإن نهيّان كمل خطوته بدون أي كلام لكنها نطقت : مستفز إنت ! مستفز كيف تضحك وتبيّن إن كل شيء عادي كأن مـ
قطع كل كلمتها من قرّب لها بغضب لكنه مع ذلك يهمس ، يحاول يخفّض نبرته : مستفز أنا ؟ لا والله ماني مستفزّ أنا فاهم نفسي ، وفاهم وش أبي وجيت لأبوك أكلّمه لأنه عمي وعشانك إنتِ لا يجي ببـ
قاطعته بذهول : لا تجي عشاني ! لا تجي عشان تبيّن له إن كل شيء عادي وإحنا أصلاً مو فاهمين كيف بتنتهـ
قاطعها مباشرة بذهول : أنا فاهم نفسي ! وفاهم وش أبي إستوعبي وإنتِ لا فهمتي نفسك وفهمتي وش تبين وإستوعبتي إنّ الدنيا أبسط من الليّ بعقلك وقتها كلميني ، وقتها قولي نهيّان أبي كـ
قاطعته مباشرة بنفس اللحظة لأن داخلها إنتهى من الضغط يلي تحسّه ، من الجنون يلي تعيش به : أبي ننفصـل ! أبي تنتهي خلاص إنت لحالك وأنا لحـالي
سكنت ملامحه لوهلة يناظرها لو ما شاف الضغط يلي دخلت فيه ، ولو ما صار وصل بينهم ، ولو ما كانت عيونها غارقة بهاللحظة تجاهدها بكّل ما أعطاها الله من قوة كان نطق " طالق " وإنتهى بذات اللحظة لكنه هز راسه بإيه : تم ، دام كل شيء عندك لعب تم
تسمّرت خطوتها بالأرض ، بمحلّها من أعطاها ظهره وخرج بدون لا يلتفت هي تعرف مشاهد الوداع وتعرف وجعها لكنها ما تعرف شيء بخصوصها هي ونهيّان ، ما تعرف ولا شيء غير إنها مو مستعدة تتقبّل كونها معاه ، ولا تعرف لو كانت مستعدة تتقبل الإنفصال لكن شعورها بهاللحظة غريب ..
وشعور نهيّان يلي توجه لسيارته بدون لا يلتفت أعجب ، وأغرب بشكل مجنون ضرب سيارته ألف مرة قبل يركب من قهره ، من الشعور " القبيح " يلي وسط ضلوعه ورفع نظره لبيت عمه لآخر مرّة حتى ما نطق كلمة غير إنه ركب ، وحرّك وداخله يحترق من إنه ما يحب القسوة ، لكنه مجبور ..
_
« بيـت ذيـاب »
دخل على صوت آذان المغرب وبقت أنظاره بالخلف لثواني كانت نيّته يوصل قبل المغرب بوقت لكن ما يدري كيف تأخرّ لهالقد ، أو يدري لأنه تعب أكثر من مرة وصارت أبسط المشاوير بالنسبة له جهاد : حقّ
أخذ نفس من أعماق قلبه يوجّه نظره لداخل بيته لكن سكن قلبه بمجرد ما إستقرت عينه عليها ، من كانت جالسة بالصالة والواضح إنها تفكّر بعمق لدرجة ما حسّت بدخوله ، أو هو كان هادي ما يُحس به وسرقت نفسه من نفسه لأن بعد كل أعاصير داخله جاء منظرها هادي لقلبه ، مُريح بشكل ما توسعه ضلوعه وسكن كل كيانه من لفّت نظرها تجاه الباب ، من تبدّل سكونها لهفة ونطقت تعدل جلستها ، توقف : ذيـاب !
هز راسه بإيه يسكّر الباب خلفه ، يترك جوالاته وأغراضه على الطاولة ويتفحّصها بعينه : ذياب ، بك شيء ؟
هزت راسها بالنفي بتوتر لأن نظراته غير طبيعية لها نهائياً : لا ، توك ترجع ؟ على لما مشيت الصباح يعني ؟
هز راسه بإيه وهو ينتبه لنبض عنقها وإن الخجل يأكلها بشكل هي تحاول تقاومه ، ونزّل شماغه يتوجه للمغسلة وتبعته هي بشبه تردد لأنها تخجل : تبي قهوة ؟
إبتسم لأنها جات جنبه ، ولأنها تموت خجل تحاول تخبيّه لكن هو أكثر من يعرفه : تعرفين ؟
هزت راسها بإيه وهي تستمتع بكل مرة توقف بجنبه وقت يتوضأ ما تدري ليه ، ومدّت له المنشفة القريبة منه يجففّ يده لكن نظرها توجه للخلف : جوالك
توجّهت هي لجواله ، وطلع هو يجففّ يديه وملامحه وسكن قلبها من مدّت له الجوال ، وبقت المنشفة على شفايفه وشنبه عرفت إنه " شال هم " لأن المتصل نهيّان وردّ بهدوء : نهيّان
نطق نهيّان بتوتر : السلام عليكم ، عندكم وظايف؟
هز راسه بإيه : وعليكم السلام والرحمة عندنا ، مرّ
هز نهيّان راسه بإيه : إيه قريب منك أنا ، بصلي معك المغرب سمعت آذان المسجد تو ألقاك هناك ؟
هز ذياب راسه بإيه ، ونطق نهيّان بتردد وهو يكره هالتردد : بتصلي بالمسجد وإلا أمرّك البيـت ؟
كان داخل قصيد القلق لأنها ما تشوف من ملامحه أي تعبير ونطق بهدوء : بالمسجد ، جاييك الحين
توتّر قلبها من قفّل ولأن ملامحه ساكنة :صار شيء ؟
هز راسه بالنفي يقبّل راسها لوقت طويل ، وذاب قلبها لأنها تخجل ، ولأنها تحسّه ولأنه ساكت وسكن قلبها من كانت يده على نبض عنقها هي ما تخطّت الأمس للآن ونطقت مباشرة بتوتر : الصلاة
_
إبتسم لثواني يناظرها ، يشوف خوفها وهز راسه بإيه ياخذ شماغه : الصلاة ، تبين شيء ناقصك شيء؟
هزت راسها بالنفي من ترك عقاله بين يديها ، ومن توجه للباب رجف قلبها لأن كل حركة عادية منه وهي ما تشوف شيءّ عادي منه كل شيء منه مُلفت ، حتى تركه للعقال بيدها وإنه أخذ الشماغ بس وكيف طلع يلبسه هلاكها وشتت نظرها لثواني طويلة تتأمل الصالة خلفها ، تتأمل بيتهم يلي كل أركانه قائمة بودّ ، وحب ، وشعور مجنون ورجف قلبها تشتت نظرها عن كل محاولة للتذكر منها لأنها وقت صحيت الصباح على تجهّزه وإنه بيخرج ما تنسى نظراته لها ، ولا تنسى جلوسه جنبها ومن تسللت الإبتسامات لملامحها تنبّض عنقها هي عضّت شفايفها برعب مباشرة تخاصم نفسها : قصيد ! عيب
_
« المسجـد »
كان نهيّان يحس بربكة مستحيلة وما تحرّك نظره عن الباب لو ثانية وحدة ينتظر يشوف العكّاز ، ينتظر يلمح أخوه أو حرّاسه مع إنه ما يتوقّع وجودهم معاه ويتمنى عشان يكون هو جنبه وسكن قلبه بعدم إستيعاب من دخل ذياب بدون عكاز ، بدون أحد يسنده ، وبدون شاش يغطّي نصف راسه وعيونه ما إستوعب : ذيـاب !
إلتفت كل المسجد على نطقه يلي ما حسب حسابه ، وإبتسم ذياب غصب عنه لأن أخوه " مربوش " ولأن صابه الإحراج من لُفت الأنظار له : سـم
توجه نهيّان له مباشرة يضمه من ذهوله ، يقبّل راسه لأنه مذهول وضحك ذياب : على مهلك وش معجلك !
إبتسم نهيّان بذهول : تشوفني إنت ؟ هذي كم ذياب ؟
ضحك لأن نهيان يأشر له بيدّه عشان يقول له الأرقام : تعدل بتقوم الصلاة ، إركد
على قدر الضيق يلي كان بداخل نهيّان إلا إنه ضاع كله من شاف ذياب بهالحالة ، لأنه إبتسم ، ولأنه ضحك له ، ولأن وأخيراً نهيان ما يحتاج يداري شيء ومتيّقن يقين ، ذياب بيحلّ أموره ، وبعثرته حتى لو ما شكى له الحال ..
نطق الإمام " الله أكبر " تعتدل الصفوف ، تتجاور الكتوف وتبدأ الصلاة يلي بمجرد ما إنتهت مدّ نهيان نظره لأخوه الساكن يعرف إنه يقول أذكاره ، وتذكّر بطفولتهم هو أول ما تخلّص الصلاة يفزّ يدور اللعب ونهيّان الكبير يهاوشه على هالطبع والحين سكن حتى هو ينتظر المسجد يفرغ ، وينتظر أخوه ينتهي ونطق : الحين إنت بخير مرة ؟
هز راسه بإيه : بخير الحمدلله ، إنت وش علومك ؟
هز نهيّان راسه بالنفي : ما عندي علوم ، كنت أبي أشوفك
هز ذياب راسه بإيه : البيت كلهم طيبين ؟
هز نهيّان راسه بإيه : طيبين كلهم ، أمي أتوقع ببيت جدي هي وورد والظاهر أبوي لحاله بالبيت أو عنده خوياه
هز ذياب راسه بإيه : وإنت وش تسوي ؟
شتت نهيّان نظره لبعيد لثواني : كنت ببيت عمي فزاع
رفع ذياب حاجبه لثواني ، وتربّع نهيان بصدق : ذياب
_
هز ذياب راسه بإيه بمعنى كمّل ، وتوجّس نهيان مباشرة لأنه للآن ما تخطّى غضب ذياب الأول وإنه وقت يغضب إحتمال يكفر فيه وللآن ما تخطّى أول أسئلته وغضبه " إترك النفاضة عنك لا أنفّضك الحين وش جايك إنت !" ، نطق ذياب من سكوت نهيان المستفز : نهيّـان ! إخلص
توتّر مباشرة ينطق : تذكر يومك قلت لي لا يوصل لي شيء جديد يا نهيّان لأنّك طقيّت بي مرة ولو طقيّت الثانية تدري وش يصير ؟
هز راسه بإيه يعدل جلسته لأن الواضح أخوه " جايب العيد " ، وتوتّر نهيان مباشرة بمجرد ما عدل ذياب أكتافه : وقلت لي تعدل وأجيك عون أنا ؟
هز راسه بإيه : إيه أذكر وش قلت لك ، تكلّم إنت الحين
عضّ نهيان شفايفه لثواني من وين يتكلّم بالضبط ، أو كيف يتكلم بالأصح من أي موقف يبدأ ، ومن أيّ كلمة يبدأ بالضبط من أول الحكاية ؟ غلطه بحقّ ديم ؟ المشكلة يلي حصلت ؟ بعدها وشكوك ديم ؟ الزواج يلي صار بلمح البصر لأن ما وده يكبر الموضوع أكثر وهاللحظة إن الزواج على وشك ينتهي لكنه صعب ! صعب مهما فكّر فيه من كل النواحي هي بنت عمه وهم ما تعوّدوا على " الطلاق " ويستنكرونه بشدّة مستحيلة لو وقع وحتى من كلامهم عن الزواج والطلاق لهم جملة تُكرر دائماً ولا حس فيها إلا الآن " خذ تصون .. لا تاخذ تسلّي " ، هي بنت عمّه وهم حدث بينهم وصل والأهم ، هو يحبّها ، يمكن يحبها وتوتّر من حس إنه غرق بأفكاره وإن ذياب ما نزّل عينه عنه حسّ لوهلة إنه مفضوح بشكل جمّع الدم بملامحه : خلاص
كان على وشك يقوم ، ويقول نمشي لكن ذيّاب جلّسه بأرضه بشبه حدة : ما تقوم وإنت ما قلت علّتك ، لا أعصّب وأنا ما ودي أعصّب يا نهيان
أخذ نهيّان نفس من أعماقه : متعافي الله يحفظك
ناظره ذياب لثواني بسخرية ، وضحك نهيّان يتحسسّ يده : أوجعتني صدق ترى ما أمزح ، أوريك تبي تشـ
هز ذياب راسه بإيه يسايره : ضيّع الموضوع قد ما تبي نهايتك تنطق لكن لا تطولها وتزعل مني بعدين ، تكلّم
هز نهيّان راسه بالنفي وهو فعلاً بدون شعور يستفز ذياب بأكثر شيء يكرهه وإنه يستعبط : مستفز صح ؟ والله أدري
هز ذياب راسه بإيه : تكلّم ، إن ما قلت لي تقول لمن ؟
ناظره نهيّان لثواني ، وضحك يمسح على ملامحه إحتمال يفجّر فيه ذياب من نطقه لكنه تشجّع : بطلّق ديم
مد ذياب يدّه ينزل شماغه عن راسه لكن نفضة نهيّان يلي إبتعد مباشرة كانت مُضحكة بشكل مريب وفعلاً ضحك ، ضحك لأنه ما يصدّق كلامه وضحك لأن أخوه يتوجّس من كل حركة منه ويخاف جدياً : صادق إنت ؟
إنخطاف ملامح نهيّان يلي إبتسم من ضحكة أخوه فقط كان يبيّن صدقه ، وناظره ذياب : ووش السبب ؟
إستوعب نهيّان إن عقاله مو معاه ، وإستوعب إنه يتوجّس بخوف مو من طلاقه لديم لو حصل ، لكن من الحكاية يلي هو على وشك ينطقها لذياب ونطق ذياب بجدية : وش السبب نهيّان ؟ إنت ناوي ومعزّم ما تشاور وش السبب ؟
هز نهيّان راسه بالنفي : ما عاد فيه درب بيننا ، ما ننفع
ناظره لثواني لأن أخوه يهرب بعينه بشكل مجنون ونطق بجدية مرعبة : أمس يا زواج واليوم ما عاد به درب ؟
هز راسه بإيه وهو إحتمال يموت من توتره قبل ينطق ، وشتت ذياب نظره للمسجد : تكلّم لا تسكت وش بعد
أخذ نهيّان نفس من أعماق قلبه : مدري .. أنا أخطيت بحقها وهي أخطت بحقي وتشابكت الدنيا وتزوجنا صار الزواج والحين تـعقد كل شيء من جديد ولا فيه درب
عض ذياب شفايفه لثواني وهو بعقله ألف شيء : نهيّـان !
مسح على ملامحه لأن الموضوع شرحه كبير ، وتفصيله كثير ، وغضبه أكثر لو درى ذياب بكل خافي يدري إن ذياب ما بيجي ضدّه ، لكن ممكن يزعّله كثير لأنه مخطي ولأنه من البداية ما نطق ولا شاور ونطق ذياب يلي للآن ما نسى الرسالة يلي وصلته عن تجبّر نهيان : إنت غلطت بحقها هي ؟ ثم تزوجتها هي ؟ والحين بتطلقها هي ؟
ناظره نهيّان لأنه يحس ذياب بيغضب بأيّ لحظة ، ومسح ذياب على ملامحه لأن الأفكار تلعبّ به بإتجاهات ما يبيها : تكلّم لا أفكر أنا ، تكلّم
رفع نهيّان أكتافه بشبه إرتعاب ، نطق بتوجّس يبين من نبرته: كل شيء تفكر به هو الليّ صار ، لا أتكـ
نفضه ذياب بلحظة وحدة من ذهوله : صاحـي إنت !
وقف نهيّان مباشرة لأن تبدّلت ملامح ذياب كلها للغضب ، تبدّلت نبرته لنبرة مرعبة من ذهوله وما عاد ذياب يفكر من ذهوله لأن نهيّان يقوله بالصريح إنه غلط غلطة شرف وسكنت ملامحه بعدم تصديق : تستهبل علي إنت ؟ ما يخليّك حي !
كان يقصد أبوه ، ونُفض نهيّان : ماهو هنا الكلام ، ماهو هنا خلّاني حي وصار يلي صار بس هي ما عادت تـ
سكّته ذياب من ذهوله بلحظة لأنه ما يستوعبه ولا بيستوعب التفكير : لا أسمع لك حسّ !
_
دخل تشدّ كل عروق راسه من الصداع ، من الألم يلي يحسه والغضب يلي حاول يرميه خارج أسوار بيته قبل يدخل ما كان لقصيد أي صوت ولا أثر بالصالة ولا غيرها وتوجه للمغسلة بعد ما ترك شماغه على الكنب ، توجه يغسّل يديه يلي تورّمت عروقها من كثر عصبيته ، يمسح على ملامحه يلي رُسمت بالحدّة الشديدة من غضبه ووده يخففها ، يخففّها لأنها مرعبة إلى مالا نهاية وتنهّد من أعماق قلبه ياخذ نفس : لا حول ولا قوة إلا بالله
بردت ملامح قصيد بإرتياح من لمحت إنه ذياب يلي رفع حاجبه مباشرة لأن يبيّن عليها الخوف : بك شيء ؟
إبتسمت تخفي خوفها مباشرة : ما سمعت صوت الباب لما دخلت ، سمعت الصوت من هنا وجيت أشوف
إبتسم لأن بيدها ملعقة : وتوقّعتيه آدمي وبتضربينه؟
ضحكت تهز راسها بالنفي : لا ، أعرف إنه إنت طبعاً
هز راسه بإيه : دامك تدرين إنه أنا الخوف وش داعيه ؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة : إحتياط يمكن ؟ ليش لا
هز راسه بإيه ، وجففّ يديه يتأملها : تقهويتي ؟
هزت قصيد راسها بالنفي : لا ، كل شيء تمام ذياب ؟
هز راسه بإيه يقرب منها ، يرد على سؤالها بنفس القياس : كل شيء تمام
ما بعّدت لوهلة لأن جوابه ما كان مقنع على ملامحه بالبداية ويلي ما إبتسمت إلا لها ، وسكن قلبها من قبّل راسها للمرة الثانية اليوم : قهويني
ناظرته لثواني طويلة ، وهزت راسها بإيه فقط تتوجه للمطبخ تتبعها نظرات ذياب للنهاية ، لحد ما بعدت تماماً عن عينه ورمى نفسه مباشرة على الكنبة هلك حيله نهيّان بشكل ما توقّعه لأنه نطق له كل الحكاية ، أو يتوقع ذياب إنها كلها لأن مع ذلك فيه جزء مخفي عليه والواضح إنه الأعظم وإلا ما خبّاه نهيان ، شد على راسه لوقت طويل يطلع جواله ، يتصل على أسامة : رسلت لك رقم ، طلع لي مكانه
ما يدري ليه الشكوك تساوره وتنهشه بشكل فضيع إن الرقم من بيت عمه فزاع ، إن ديم نفسها هي يلي رسلت الرسالة وهالشيء يضغط عروق عقله قهر لأن كلام نهيّان كان مؤلم ، كان مؤلم حسب الحكاية يلي رواها وتدخّل أبوه فيها هو ما ردّ عن البنت شيء ، ولا حاول حتى يخففّ قهرها أو يتصرف بالليّ تجري عليه العادة ويعاقب نهيّان ما يخفف عنها وطأة كلامه فقط ، تُضغط عروق عقله بشكل مؤلم لأن ما وصلت له الرسالة إلا من قهر من المُرسل وكان يبيه يتدخل ويعرف الحين ليه يبيه يتدخل ويُضغط ألف مرة لأنه تدخّل صح ، ما دّور مصدرها بوقتها ولا دّور تمام الحكاية راح يدّور من نهيّان إجابات وعض شفايفه : قلت ما يظلم الفريق ، ما يظلم يردّه إن غلط ..
أكل نفسه بالأفكار ينتظر رد أسامة عشان يعرف لكنه سُرق من نفسه بلحظة من نوّرت شاشته بالأعلى بإسم …
_
أبوه مو شخص آخر ، لو حط كل الإحتمالات قدامه ما كان أبوه من ضمنها وجلست قصيد بجنبه لأن جواله يرنّ بيده وهو يتأمل وساكن ، هادي تماماً ونطقت قصيد يلي تعرف كل أسباب سكونه لكن مع ذلك تبيه يرد : أبوك
ردّ فعلاً وسكن قلبها لأنها هي جنبه ومع ذلك بدون شعور منه مسك فخذها عرفت إنه ما يبي يعصّب ، وما يبي ترتعش يدّه وللآن ما فهمت منظر شماغه يلي لأول مرة تشوفه " ملتوي" لهالقد ولا فهمت السبب كان شماغه بهيئة مرتبة وقت طلع ، والحين شكله غريب ورجف قلبها من رفع حاجبه : وهو قـال ؟
هز حاكم راسه بإيه : تصرّف به ، كان عندك وإنت تصرف
ضُغطت أعصابه فعلاً لأن نهيان " بيسافر " وهو توّه ماسك نفسه بالقوة عنه ، عن إنه ما يكفر فيه والحين من مكالمة أبوه توضّح له إن نهيّان يبي الهجّة عن كل شيء وعادته ، نهيّان يكره المسؤولية ولا يتحملها لكن هالمرة مو بكيفه وعضّ شفايفه بإيه فقط : سم ، توصي شيء ؟
ما تصّورت قصر الحوار يلي بينه وبين أبوه يتركه كومة غضب بهالشكل ما يُخفى عليها ، من دقّ على نهيان بنفس اللحظة يخضّع نبرته : الحين تجيني
هز نهيّان راسه بالنفي وهو فيه من التخبّط ما يكفيه : ما قلت تصرّف وحلها ! أنا بتصرف خـلا
صرخ بغضب ، بعدم قدرة على الإحتمال : الحيـن تجيني !
قفّل ما يسمح له ينطق كلمة وما عادت قصيد تنطق من رمى جواله يحاول ياخذ نفس ، من فصلت أعصابه بشكل مجنون ومدّت يدها لظهره لثواني : ذياب
هز راسه بالنفي ياخذ نفس من أعماق قلبه ، يتأكد إنه ما شدّ عليها بيده ولا أوجعها : عونك ذياب
ناظرته لوقت طويل أول رجوعه كان يبيّن عليه الغضب بشكل مرعب لكنها ما حطّته ببالها ومشّته لأنه ضحك لكن الحين ، الحين مُفجع شكله وإنه يحاول يهدأ رغم هذا كله عشانها لكن الواضح " عبث " ومدّت يدها ليده تعدل فستانها ، تتورّد ملامحها بالخجل يلي لمحه هو بعد وسكن قلبها من مدّ يده بيتقهوى وترددت : بتتقهوى ؟
هز راسه بإيه : ما سويتيها عشان نتقهوى ؟ نتقهوى
هزت راسها بإيه : نتقهوى بس مو الحين أحس
رفع حاجبه بإستغراب ، وشرب أول فنجال وكان ذهول قصيد كله إنه ما تركه ، أو علّق عليه لأنها تعرف مستحيل تكون رائعة وعلى ذائقته هو وما إنتبهت إن نظراتها كانت فخورة بنفسها ، إن نظراتها كانت مبهورة بشكل غير طبيعي : حلوة ؟
ماكانت حلوة ، كانت خفيفة ما تبيّن فيها نكهة بُن ، ولا طعم هيل نهائياً وما يشرب مثلها هو لكنه هز راسه بإيه : حلوة
ضحكت لأنها ما تصدّقه ، وإبتسم من أعلنت الخصام بعينها لأنها شبّكت يديها ترجع جسدها للخلف ما كان الفنجال الوحيد إثبات ، وشرب آخر يوقف بعده عشان يبيّن لها إنها فعلاً حلوة : أجيك
_
« ساحـة المسجـد »
نزل نهيّـان من سيارته وهو مقهور إلى مالا نهاية ، مكتوم إلى مالا نهاية وينتظر مجيء ذياب يلي عصف فيه أول لكنه حاول قدّ ما يقدر ما يلمسه بشيء حتى لسعة الشماغ يلي نفّضت قلبه من غضبه وخوفه على أخوه بنفس الوقت كانت للأرض مو له هو وعضّ شفايفه لثواني من لمح ذياب : لا عقال ولا شماغ .. الحمدلله
عدل وقوفه من لمح السبحة بيدّه ، وتمتم بهدوء : سبحة نهيّان ، غالية ما يقطّعها على ظهري بعد الحمدلله
نطق ذياب بهدوء يشد على سبحته : متى تتعدل إنت ؟
شرّع له نهيّان خده بقهر مباشرة : أبوي ما مد يدّه ، وإنت ما مدّيت يدك للحين وكلكم ودّكم وش يردك ؟ وش ير
نفضه ذياب بغضب : لو بغيت الكف هدّيت لك حيلك أول ما نطقت لا تشرّع لي وجهك الحين ! لا جاك وبكيت منه بترتاح ؟ بتقول جاني نصيبي وما غلطت ؟
ناظره نهيّان يرفع أكتافه بعدم معرفة : وش أسوي ! وش أسوي إنت قل لي غلطت وراحت مـ
نفضه ذياب بغضب : عدّل غلطك ! خلّك وراه إنت تصرف ما تطيع لي شور فاضي وتتزوج وإنت مو قد الزواج ! البنت ما غلطت يومك بليتها وتزوّجتها كأن بها العيب وهي ما عابها شيء والحين تقول لي بطلّق !
ناظره نهيّان بذهول : ووش أسوي ! وش أسوي إن ما طلقت يروح عمري وعمرها ذياب ما تستوعب البنت ما لها خاطر ما تبي بعقلها إني …….. وإني …… وإني …..
نفضه ذياب بحدة : وإنت كذا دامك ما ترجّلت للحين ! إنت كذا دامك تبي شور حياتك من غيرك البنت ما تبيك ؟ قل لها روحي وإخلعي وعدّاك العيب وهذا شنبي
ناظره نهيّان بذهول ، ونطق ذياب قبل يفتح فمّه بشيء يجننه : ما رضيت الحين ! ما رضيت الحين وإنت عارف إن البلاء كله من تحت راسك والحين بتطلّق وحنّا ندري وش مجتمعنا ووين عايشين به بترتاح إنت والبنت تشقى !
ناظره نهيّان بيأس مستحيل ، وعصّب ذياب مباشرة بغضب لأنه بنفس الوقت محترق على الحكاية الغلط وعلى إن أخوه يحكمه الطيش والحين فعلاً هو ضايع بشكل مؤلم : لا تناظرني كـذا ! لا تناظرني كذا ما قلت لي من أولها لا تناظرني !
شتتّ نهيان نظره لبعيد حُرق داخله ، وتمتم ذياب بالإستغفار من رفع نهيّان أكتافه بحرقة : ووش أسوي أنا ! وش أسوي يرحم شايبك غلطت بحقها وإعتذرت غلطت هي بحقي وعذّرتها حطيت وجهي قدام أبوها قلت أبي بنتك وحقها علي وحقكم كلكم علي عشان لا تشب بينه وبين أبوي وتزوّجتها وما بقى شيءّ ما سويته ! ما بقى شيء
كانت عيونه تلمع بشكل يبيّن إنه بيبكي ، إنه محروق لدرجة بيدمّع فعلاً ونطق ذياب : كل شيء سويّته عشان أبوك وأبوها وحطيّتها بشيء هي ما تبيه ثم تقول وش قصّرت به ؟ وش الليّ سويته للبنت ؟ وش اللي سويّته لها وتقول ما قصرت ؟
_
مسح نهيّان على ملامحه بيأس : إنت ما تعرف شيء
ضحك ذياب لأن نهاية النقاش مع أخوه بتنفجر أعصابه ، بتطق عروقه وبيموت بأرضه : قل خلّني أدري باقي شيء ؟
هز راسه بالنفي يرفع أكتافه بعدم معرفة : وش أقول ؟ أقول ترى الدرب مستحيل وإني أبيها لكنها تشّك وكل حركة مني تشوف إني عدوّها ولا ترضى ؟ إنّي بموت من القهر لأن كل شيء ماهو مفهوم ولا يتعدّل
ضحك ذياب بسخرية : بالله تبيها ؟ حطّ الأمر بيدها وإنت عضّ جمرة واسكت مالك كلمة دامك حكمت عليها شيء ما تبيه من البداية فهمتني ؟ ما ودّك تروح ؟ أنا أروح وأقبر الموضوع من أصله على ما تبي هي مو إنت
ناظره نهيّان لثواني بسخرية : وإن قلت لك
كان على وشك يتهّور ، على وشك يقول إن قلت لك هي تشكّ إني دنيء لدرجة أفكّر بزوجتك لكن إستوعب إنه يكلّم ذياب ، وإنها قصيد ، وإن حتى لو ودّه البراءة بصفحته من هالإتجاه إلا إنّه بيسطّر موته هو مو براءته ، إن ذياب شديد الغيرة وما جاء الظنّ إلا بقصيد ؟ يعني إحتمال يقطع راسه هو ، وراس ديم معاه وكلّ من يفكر ولا يكتفي وناظره ذياب بحدة : لا تقول كلمة وتسكت
أخذ نفس من أعماق قلبه ، وعضّ ذياب شفايفه من البداية : إن كنت منت راضي ولا قدّه من أولها لا تدق الصدر يازواج ثم الحين تبي تطلق وتقبر الموضوع وتهجّ
ضحك نهيّان يناظر أخوه لثواني ، يمسح على ملامحه فقط وهز راسه بإيه : أنا غلطان .. فعلاً غلطان بس طالت وكبرت و……. ولا عاد أتحمّل الليّ يصير يصير خلاص
ضحك ذياب بسخرية : ياشيخ الليّ يصير يصير ؟ هجّ إنت وخلّ البنت معلقة هنا وإترك أبوك وأبوها يحددون وش الجاي وإنت نفّذ لهم ياوحش وقل تراي خلّصت المراجل وحاولت ما قصرت !
ضحك نهيّان من قلة حيلته ، ومن قهره بنفس الوقت : خلّصت ؟
ناظره ذياب لثواني فقط يحكم غضبه ، يحكم نفسه لأنه لو إنفلت عليه على إسلوبه هذا بدون باقي الأشياء إحتمال يدفنه وإنتبه نهيّان على هالشيء يلي هو فعلاً يبيه وقرّب لذياب يقابله : إيه عصّب ، أنا أبيك تعصب وأبيك تمد يـ
مسكه مع ياقته بلحظة وحدة يكتم حروف نهيّان كلها ، ينفض كلها من الغضب : إنت تبيني أنفضك وترتاح صح ! إفهم لو بغيت الكفّ هديت حيلك من أول ما نطقـت !
ما كانت من نهيّان مقاومة ، وذياب عارف كلّ خوافي أخوه لدرجة إنه نفضه يبعده عنه ويتمتم بالإستغفار فقط لو كان للكف معنى وداعي ، كان سُطّر على وجه نهيّان من أبوه نفسه لكن ما حصل وهو ماله طاقة بإنه يصير الظالم حتى لو نهيّان مخطي ، هو كان بنفس الموقف بإختلاف الأشخاص والظالم والمظلوم ولا ودّه يتجبّر وهو محروق قلبه للآن من تجبّر أبوه ولف نظره لأخوه يلي يمسح على ملامحه : إمش قدامي

« بيـت حـاكـم »
تمللّت ورد الجلوس والإنتظار وهي تشوف أبوها جالس ويفكر ، وأمها ترسم بالإتجاه الآخر وهي تنتظر رجوع نهيّان لأن ودها تخرج ، ولا ودها تخرج لحالها لأنها تفكّر بشكل مفرط وبشكل يخلّ توازنها وما عاد ودها تفكر ، تنتظر لصحوة نصّار ووقتها هي فعلاً " بتواجه " وبتسأل وراء شكّها حتى لو خلف سؤالها موتها لكن تتخلّص من الحيرة ، كفّتها الحيرة ..
رفع حاكم نظره لصوت المفتاح بالباب ، ونطقت ورد يلي تميّز أصوات مفاتيحهم كلهم وطريقة كل واحد : نهيّان
رفعت ملاذ أنظارها وسرعان ما إنخطف قلبها من كان ذياب خلف نهيّان ، من كان الشاش مو على راسه بشكل بيّن لها عيونه ووقفت مباشرة بذهول : يا هلا ! يا هلا أمي
إبتسم نهيّان يدخل ، يبيّن إن الأمور طبيعية لأنه مو ناقص غضب أبوه كمان : الترحيب هذا مو لي ، لنا الله حنّا
رفع حاكم أنظاره وهو بمجرد ما نطقت ورد إنه نهيّان نزل أنظاره على جواله - لأنه معصّب منه - فعلاً ولا وده يزيد عليه وهو يدري نار ذياب كيف ممكن تكون حارقة ، رفع أنظاره لهفة لأن الداخل خلف نهيان ذياب يلي إرتمت ملاذ بحضنه بكل ذهول الأرض وسروره تتحمّد له بالسلامة ، تقبّله لألف مرة وإبتسم هو بدوره يهز راسه بإيه ، يشدّ يدها : بخير وطّيب والحمدلله لا تشيلين همي
إبتسمت ورد لأنه رفع نظره لها ، وتوجّهت تسلم عليه مباشرة : الحمدلله على تمام السلامة
هز راسه بإيه يشدّ على يدها بالمثل : الله يسلمك
كانت الفاصلة مجيء حاكم لذياب ، مدّ يده يصافحه وهالمرة قبّل ذياب راسه كان على وشك يبتعد لأن إنتهى سلامه لكن حاكم شدّ يده بهدوء : ذياب
جلس نهيّان يشوف تقابل أبوه وذياب وإن للآن أبوه ما ترك يد ذياب ، وإبتسمت ملاذ من مرّتها ذكرى بدون مقدمات لوقوف حاكم بسابق زمانه مع أصحابه وإنها تقول عنهم " عمالقة " والحين العملاق الثاني جنب حاكم ولدها وهالشيء تركها تضحك بدون مقدمات وإبتسمت ورد لأن طوّل أبوها بحواره مع ذياب بشكل من زمان ما لمحوه ، ولأن باقي الأيادي مشبّكة ما فُكت للآن ..
تمدد نهيّان على فخذ أمه مباشرة : إقري علي .. ما بقّى فيني حيل ولدك
قرصته ملاذ بهمس لأنها تعرف الموضوع كله : ما قسى ، إحمد ربك إنه ما قسى وإلا أبوك قالها لي بالحرف الواحد قلت لذياب يكسر راسه أنا ما عاد بتدخل بالموضوع
همس بشبه وجع يأكد كلام أمه : شوي وأقوله يرحم والديك إضربني ولا مد يده وأنا تعبت ، والله تعبت
ما مرّ همس نهيان عادي على ملاذ ، وما مرّ المنظر قدامها من وقوف حاكم وذياب يلي لأول مرة يطول الهمس بينهم لهالدرجة من مدّة عادي نهائياً ، ذاب قلبها لأن ولدها باقي متوجّع للآن ولا جرّب حتى يـ..
_
حتى يمد يده على أخوه وهو غلطان مع تمام قدرته وحتى وحاكم كان يبي يرجع له نهيّان يبكي بدموعه لأنه مو مستقرّ ولأن موضوع السفر " جننّه " من الآخر ولأنه تعب منه إلا إن ذياب ما يتصرّف بمثل هالتصرفات نهائياً ..
ما كان الهمس واضح لهم لكن كانت حركات الجسد واضحة ، هز ذياب راسه بإيه : إن شاء الله
كان الحوار كله عن نهيّان فعلاً ، عن تصرف نهيان لكن شدّة اليد الأخيرة نطق خلفها حاكم مباشرة : وإنت
رنّ جوال ذياب بجيبه لكنه دخل يده يسكره بنفس اللحظة يدري إن المتصل أسامة : أنا بخير ما عليّ خلاف
ناظره حاكم لثواني ، وتردد بالسؤال لكنه نطق : ذياب ، المتسبب لا تدور وراه يابوك قد إنك هدّيت حيله وعمك تركي يتصرف به ويربيّه بالسجن الحين ، إنت ما عليك منه
هز ذياب راسه بإيه لأنه يدّوره هو ونطق بهدوء : إنت ما تركته وما قصّرت أدري ، لكن وصلك العلم ؟
هز حاكم راسه بإيه ، وشتت ذياب نظره لبعيد لثواني لكن حاكم شدّ يده : أتصرف أنا ، إنت إطلع منها يابوك
هز راسه بالنفي : جاء لي ، ولنصّار ولاني قليل حيلة وإلا ما توصله يديّ وإنت عليك من الدعاوي الليّ يكفيك ولا ودي يجيك أكثر بالديوان ، خلّها علي واللي تبيه على خشمي
ناظره حاكم وهو أساساً عارف إن ولده ما بيبقيّ ، ولا بيترك وبياخذ حقه بنفسه ما بيكتفي ، وشدّ ذياب على يد أبوه لأنه بيمشي ولأن المواضيع ممكن تطول لأشياء ما يبيها ولا يبي يُضغط أبوه بسببها نهائياً : ولا تشيل هم الأمور طيبة إنت توصي شيء تبي شيء ؟
هز حاكم راسه بإيه يشدّ على يده : قصيد وش أخبارها
حسّ بشعور أبوه ، وجاوبه مباشرة بهدوء : بخير الحمدلله وماعليها خلاف ، تسلّم عليكم
كان يلمح إن أبوه وده يسأل أكثر ، وده يتطّمن أكثر لكنه ما ينطق وسأل هو : إنت بخاطرك شيء تبي تعرفه ؟
يمكن لأول مرة يرجف صدر حاكم لهالدرجة ، لأول مرة يحس بضعف غير معقول يوقّف الرياض ، ويوقّف الدنيا بكلمة منه والحين يعجز يسأل ولده ويرتّب الكلام قدامه - وكله من شعوره هو بالذنب - لكنه هز راسه بإيه : ودي ، الوضع بينكم وشلون يابوك ؟ أنا أدري بك لكن الدنيا وش يدّريها والبنت غالية ما
سكنت ملامح ذياب مباشرة : وأنا ما أرخصها ولا يعيش من يرخصها ، البنت معي لأنها زوجتي ولأني بحاجتها وإن كنت إنت تدري وعمي تركي يدري ، أنا مكتفي
يتوجّع من " لأني بحاجتها " يلي ما تردد ذياب بنطقها ، أو يتوجع من إنه يقوله إنت تعرفني وهو أكثر من كسره وهز راسه بإيه : دامك مرتاح ، الله يحفظك واللي تبيه يابوك
هز راسه بإيه : توصون شيء تبون شيء ؟
إبتسمت ملاذ برضا : سلامتك أمي ، الله يحفظك
كان نظره لورد يلي توتّرت بـ..
_
بمجرد ما لمحت نظراته ، توتّرت توتر كثير ويدري ذياب إن ورد بعالم آخر تماماً عنهم ، ويدري إن الظروف يلي مرّت عليهم أخذت من كل أحد شيء لكنه بنفس الوقت يدري إن ورد تُسلب وتُسرق ولا تشتكي وإلا ما كان الحكي واقف بحلقها للآن وما قوى يطيل النظر من جاوبت إنها ما تحتاج شيء ولا ناقصها شيء ودّعهم يخرج للخارج ، وإستوعب نهيّان : هو جاء معي شلون يرجع سيارتـ
بعّد حاكم الستارة بطرف يده من إنتبه إن أسامة عند الباب ، وإن ذياب ركب بجنبه ما ساق رغم إن أسامة نزل لكن ذياب أشّر له يسوق وسكن قلبه ذياب ما يصير معاون إلا إذا كان تعبان ، مهلوك تماماً : مشى
هز نهيان راسه بإيه : نسيت إنه من قوم طال عمرك
_
« بيـت ذيـاب »
دخـل وهو يعدل أكتافه ويدري بشديد ظلمه ، يدري بوقته المسروق وإن رغم إنها ما تشتكي ولا تعلّق لكن فعلاً وقته معاها قليل جداً ، قليل وهي ببيته وبحضنه لأنه غالباً يخرج لأشغاله ، أو تعكّر عليه الإتصالات ويخرج وهي ما تشتكي تودّعه بحب ، وتستقبله بحب ..
سكن قلبه كلها من جلوسها ، من إنها تطقطق على جوالها وتهلك له قلبه لأنه يعرف حبها للأبيض يلي وقت تلبسه يحس ما على الأرض غيرها ، والهدوء ، وإنها تجي بهيئة مستحيلة على إحتمال قلبه وتوضح إستحالتها بأفعاله وصبره يلي يمنعه بآخر لحظة ، رفعت راسها له من دخوله : تدخل ساكت دائماً
هز راسه بإيه يترك أغراضه على الطاولة : وما خفتي الحين
إبتسمت لأنه يقصد الملعقة ، وهزت راسها بالنفي : ذياب
توجه يغسّل يديه ، ويجففها لكنها ما جات جنبه هالمرّة وكله إستغراب ويمكن " بداخلها خصام " ما يلومها عليه ، توجه لناحيتها يرد على أول نداها : عونك
بعدت له مكان بجنبها ، ونطق : كل شيء تبينه عندك ؟
هزت راسها بإيه ، وإنتبه إنها ساكنة بشكل يوتّره : قصيد
قفّلت جوالها تترك على جنب ، ورجّعت شعرها لخلف أذنها تميّل له وعرف إن النقاش " جدّي " من طريقة جلوسها ، ومن إنها رجعت شعرها للخلف بهالشكل وتوضّح له كل عنقها يلي ما قصّر فيه هو - وما كان قصدها - : كلمتني ماما ، قالت الفجر أبوك بيكلم ذياب وما قالت ليش .. يمكن قالت وما إستوعبت أنا
هز راسه بإيه يمد يده لظهرها ، يقرّبها منه : طيب نستوعب بعدين ما يضر ، إنت وش يزعّلك ؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة ، ورفع حاجبه لثواني : قصيد
هزت راسها بالنفي فقط ، ومدّ يده لملامحها يرجع نظرها له : وش ؟
هزت راسها بالنفي وهي رقّ قلبها بشكل مجنون ، بشكل لمعت منه عيونها تجننّه لأنها على وشك تبكي : فهودي
رفع حاجبه بعدم إستيعاب وحتى هو نطق مثلها : شفيه فهودي ! فهد
زعل قلبها بشكل مجنون لأنه …
_
زعل قلبها بشكل مجنون لأنه مخاصمها ، لأنه مرّ من جنب أمها وهي تكلمها وقالت له قصيد ولا كلّمها وطيّرت لذياب عقله من شبّكت أصابعها يعرف إنها آخر محطّات الزعل فعلاً : وش بلاه ! مسوي شيء ؟
ما قوى قلبها يقول إنه مخاصمها ، ورفعت يدها لطرف عينها من الشعور يلي حسّته وإن دموعها تفيض بشكل ما ودها فيه لكنها ذوّبت له قلبه بشكل غير عادي من هزّت راسها بالنفي : مخاصمني .. ما يكلمني زعلان
سكن قلبه لثواني يتأملها ، وحتى وهو حاول يخففّ أو يستوعب ما نطق إلا كلمة وحدة مباشرة : أكسّر راسه ؟
ناظرته لثواني من جديّته بالكلمة وإن ما عنده حلول غيرها ، ووصل الزعل أقصاه من رنّ جواله تهز راسها بالنفي وبعّدت عيونها عنه فقط لكنه عدل جلسته : قصيد
أخذت نفس من أعماق قلبها : لا .. زعلان مني فهد
عجز ، يمكن كل حجج لسانه وفصاحته وشدّة أسئلته بمعرفة الأسباب وكل حلوله وقفت عند زعلها الشديد من فهد وإنه " مخاصمها " ، وعضّت شفايفها : ماما قالت له أكلم قصيد .. وما جاء يكلمني وما شافني
ناظرها لثواني من جدية زعلها ، وإنها زعلانة بشكل مستحيل : ماهو مخاصمك ولاهو زعلان يمكن مشغول
كان ودّه يخفف الزعل لكنه زاده بدون شعور وهزت راسها بإيه تأشر على نفسها : عني أنا مشغول؟
طقّت عروق راسه يرجع جسده للخلف مباشرة ويحرّك قدمه لأن عجزت حلوله وتوتّر ما ينكر : ما يحق له
ما تكلّمت ، ومسح على ملامحه وشنبه وتّرت الدم بعروقه ولا يدري وش يتصرّف وكيف يحلها : أجيبه يراضيك ؟
ناظرته لثواني لأن فهد الزعلان مو هي ومع ذلك ودّه يجيبه يراضيها ، وهز راسه بإيه بجديّة الكون : تبين فهد؟
_
« بيـت تركـي ، العصـر »
فُتحت أبواب البيت كلها ، كل المجالس بإجتماع آل نائل يلي هالمرة ينتظرون أغلى ضيف على قلوبهم ، وأعزّ ضيف ممكن يجي لهم وما يُعتبر ضيف كثر ما يُعتبر من أهل البيت يتحمّدون له بالسلامة وأخيراً ويقرّون عينهم به ، وببنتهم يلي طوّل غيابها شهور بالنسبة لهم ..
أخذت سلاف نفس من أعماق قلبها تنتظر بكل لهفة الأرض وإبتسم عذبي : الشوق هذا لقصيد وإلا ذياب تبين تتطمنين عليه ؟
ضحكت تهز راسها بإيه : أبوك بالمجلس ؟ مين عنده ؟
إبتسم يهز راسه بإيه : موصيني عليك توصية خاصة ، أول من يشوف قصيد وذياب معاه إنتِ ، الرجال بالمجلس قال ناد أمك وتعال لا جو وعاد إحنا أخوانها لابُد مننا يعني ومسموح لنا
طلع فهد " المعصّب " يعدل ثوبه : ما شرّفت دلوعتكم ؟
ضحك تركي أخوه ، وكشّر له فهد مباشرة لكن شهقة سلاف قطعت كل حوار ممكن يدور من دخلت سيارة ذياب فعلاً للبيت ، فزّ قلبها كله مباشرة بشكل ضيّعت منه خطوتها وضحك عذبي : كل هذا شوق !
_
ما إنتبهت إنها علّمت بيد ذياب من شدة ضغطها من التوتر وما كان منه كلام طول الوقت ولا علّق ، ما إنتبهت إن قلبها على وشك يطلع من ضلوعها إن كان شعور شوق ، أو توتر ، أو لأنها تحس بشعور غريب كأنها " كبرت " والحقيقة هي ما كبرت وشدّ على يدها ينبهها : قصيـد
أخذت نفس من أعماق قلبها تمسح على يده يلي شدّت عليها " كأنها تخفف " وهي ما ضرّت بالأساس : ننزل ؟
هز راسه بإيه يبتسم : ننزل ، أمورك طيبة إنتِ؟
هزت راسها بإيه وهي ذياب لوحده وقّف لها نبضها ألف مرة قبل مجيئهم كيف أهلها ، وردة فعل أهلها نزلت بالفعل بعد ما عدلت نفسها ، تركت طرحتها على أكتافها وأخذت نفس من أعماق قلبها تنزل وإنتبهت إن ذياب قريب من بابها لو كان ودّها يساعدها بشيء حتى وهو كل نظره وتركيزه مع ترحيب أبوها المبتسم وتخالط أصواتهم يلي يسبب لها إرتباك بالمشاعر وإبتسم ذياب يصافح عمه ، يشدّ على يده ويقبل راسه : الله يخليك ويسلمك
ضحك تركي لأن سلاف ضمّت قصيد والواضح إنها بكت أصلاً : ما طوّلت الغيبة يا سلاف بالهون ، بالهون
إبتسم عذبي من لمح إن يد ذياب على كتف أبوه من الخلف وإنهم واقفين فعلاً بصورة " الأب وولده " ويتكلّمون : شيّك الهيبة جنب أبوي تبارك الرحمن
نطق فهد بغضب مباشر : مستانس يالأثول ! لو يوقف مع أبوي جذي كرّهته وقفته لا يسوي خوي وإلا يمون عليه
ضحك تركي أخوه يتكيّ : صار الكلام على أبوي الحين ؟ راحت قصيد خلاص إستوعبت إنها مرته يالبطل ؟
تذكّر فهد تهديداته السابقة عن قصيد ، وكشّر : عشانها هي تبيه ما أقرب منه وإلا هو ما يخوف قطو ، تبيني أروح له وتشوف ؟
هز عذبي راسه بإيه : تعوّل على إنه توه صاحي من وقت طويل وتعبان وإنت نادي وحديد وبروتين وتحس إنك أقوى واحد صح ؟ روح له ورّنا تكفى وش تسوي
ضحك تركي أخوه : نطق المثقّف ، ورنا فهودي ورّنا
هز فهد راسه بإيه يتوجه لهم يتبعونه تركي وعذبي ، وأخذت سلاف نفس من أعماقها من ضحك تركي : أبي بنتي ياسلاف ، بسلّم على بنتي
ذاب قلب قصيد من نطق أبوها كأن ما كفّت دموع أمها ، ومن نظرات أخوانها وضحك تركي يلي توجّه لها : عاد لا تبكين أول ما تجينّا يا بابا ، لا تبكين
إبتسم ذياب يصافح عمّته ويسلم عليها ، وضحك لأن قصيد تمسك دموعها بالقوة لكن عيونها تغرق وهم تصدح ضحكاتهم وصافح تركي ، وعذبي يلي إبتسم : الحمدلله على السلامة
إبتسم ذياب يردّ عليه وهو كل إنتظاره لفهد يلي نظراته تحسسّه بإنه قاتل وبالفعل توجه فهد يصافحه ولا فكّ يده أبداً : الحمدلله على السلامة
هز ذياب راسه بإيه وهو يحس بفهد يشدّ على يده كأن وده يوجعه ويبيّن هالشيء منه : الله يسلمك
_
لمح تركي شدّة يد أخوه على ذياب ، وضحك عذبي لأنه يشوف ذياب ما يشدّ عليه أبداً : لو يشد عليه بيبكي
تنحنح فهد يفتح موضوع ويحاول " يصيد جوّه " : مبيّن أثّرت عليك القطعة عن النادي ما تشد بالحيل
هز ذياب راسه بإيه : بالحيل تأثر وإنت تشد ما قصرت
إبتسم فهد لأن ذياب يحسّ بشدته ، وإبتسم ذياب لأن فهد يزيد بضغطته ولا فكّه : النادي ما يعطيك قوة
ضحك فهد يشدّ بكل قوته : أفا ما تحس بي يعني ؟
كان فهد مبتسم ، منتصر لأن ذياب يبتسم ويبيّن له إنه فعلاً يألمه وكان على وشك يتفلسف لكن ذياب شد على يده بشكل تركه يفتح عيونه على وسعها بعدم إستيعاب من الحركة المفاجئة وإنه ما توقّع وإبتسم ذياب يخفّف شدته : النوق تعطيك
إبتسمت لأن الحب يشّع من ملامحهم قبل سلامهم ، قبّل تركي أخوها خدّها يدخلها تحت جناحه وإبتسمت من عذبي يلي يتأمل ذياب وفهد وإنفجر ضحك بمجرد ما تغيّرت ملامح فهد دليل إن ذياب شد عليه ولف عليها : حيّ قلبي
ضمّها يسحبها من تحت جناح تركي غصب ، وضحك تركي : يعني ما يمديك تسلم من بعيد ، ما تتوب ؟
هز عذبي راسه بإيه : هي بدون شيء عندها الدنيا بكفّة وإنت بكفة عطنا حنا مكان ، حنّي عالغلابة ياقصيدي
رفعت حاجبها بذهول : ليش تجحدني ؟
ضحك يناظرها : ما أجحدك بس ما وحشناك حنّا ؟
قبّلت خده تبتسم لفهد القادم : وحشتوني
ضحك تركي لأن عذبي كان بيعارض لكنه ضيّع يسألها كيف حالها ، وإبتسمت لفهد يلي يشد على يده وجاي بإتجاههم : فهودي
ناظرها لثواني ، وعضّت شفايفها تتأمله لأنه غاضب ، ولأنه يشدّ على يده وزعلت ملامحها مباشرة حتى ما تكلّمت بشكل ترك تركي أخوها يتكلم : فهد
هز راسه بالنفي بحنق : ما بسلم عليها لا تناديني
دفه عذبي : لا تستعبط الحين
لف نظره لذياب يلي يتأمل من بعيد ، وهزت قصيد راسها بإيه : تمام ، يعني مخاصمني ما راح تسلم وما بتكلمني؟
هز راسه بإيه : إيه بالضبط عندج إعتراض ؟
هزت راسها بالنفي ، وناظره عذبي : تستهبل !
كشّر يصدّ نظره عنها يعلن أشد الخصام ، وشتتّ نظرها : ذيـاب
لف عليها بذهول : ما فرقت معاج تنادينه يعني !
ضربه تركي أخوه ، وضحك عذبي : شفيك خفت إنت؟
نطق فهد بغضب : لا مشى ذلفي معاه ما نبيج
كان ذياب يقرب بإتجاههم وإرتعب فهد : قصيد
عضّت شفايفها تناظره وتصدّ هي تنادي ذياب لأنها بتشوف متى بيدخل المجلس مو عشان فهد نهائياً ، وقرّب مباشرة يصافحها من رعبه من إقتراب ذياب يلي قاله " سلّم على أختك " حتى لو كانت بطريقة عادية : تقولين لي مبسوطة على البدوي حقج ذا ؟
ناظرته ومن ربكته بقرب ذياب هو شدّ على يدها بدون قصد لكنه إرتعب مباشرة لأنها تألمت : والله آسف !
_
قبّل حتى ينطق ذياب مد فهد يده له بإعتراف ولأنه يبيه يشدّ على يده مرة ثانية : شديت يدها !
هز ذياب راسه بإيه من رعب فهد منه : إيه شفتك
لف فهد نظره لقصيد بخصام من جديد : بس تستاهلين لأنه كسر لي يدي يشد علي وما تكلمتي ولا قلتي له شـ
مد ذياب يده يصافح يد فهد الممدودة ، يقرّبه " لكن ما شدّ عليه " ونطق فهد مباشرة : بالغلط ! والله بالغلط شديت عليها وهي دلوعة بعد ، قصيـد حبيبتي
لف ذياب نظره لقصيد يلي تناظره بذهول ، ونطق فهد يعدل الوضع ويتنحنح : بسلم عليها مرة ثانية ، تسمح ؟
هز ذياب راسه بالنفي : سلّم علي دامك مصافحني
هز فهد راسه بالنفي : لا ، قصيد تبيني صح قصيد ؟
هزت راسها بالنفي ودّها يعصب ، وأشّر بيده يهددها لكنها نطقت تفضحه مباشرة : ليش تهددني طيب ؟
ضحك عذبي لأن فهد يهددّها بعيونه ويده الأخرى لكنه تلعثم من ذياب : أنا أهددج ! من قال !
شدّ ذياب على يد فهد بالخفيف يبي يخوّفه فقط وضحك تركي لأن فهد يبيّن يأسه من عيونه : قصيد
دخلت سلاف للداخل ، ونطق صوت آخر جاء يسلّم توّه ويبيّن سروره من نبرته ، تبيّن لهفته : حيّ بنتي
إبتسمت قصيد مباشرة تتوجه له: يا أهلاً !
نطق فهد مباشرة كأنه الفرج : حبيبي يبه ! حبيبي
رفع عذبي الكبير حاجبه من يدّ ذياب يلي تصافح يد فهد للآن لكنه ما نطق من توجهت قصيد له تسلّم عليه مباشرة ، وضحك يضمّها ، يقبّلها : حيّ بنتي ، حيّ عيوني ودنيتي كلها أبوي ! كيف الحال شلونج يبه ؟
إبتسمت تترك يدها على صدره : بخير بس عندي عتب شوي ، ما قلت لي إشتقت لج ولا مرة تدري ؟
ضحك بذهول : أفا ! يبه إشتقت لج وبموت من الشوق زين تلاحقتيني وإلا عصبّت على الدنيا
نطق فهد لأن يده للآن بيد ذياب ما يبعّده وكل ما حاول يبعد يقربه : يبه مب وقته الغزل ما تشوفني ؟
هز عذبي الكبير راسه بإيه : زود محبّة طول السلام وإلا شلون ؟ أشوفك بس وش مسوي ماسكك الذيب ؟
ضحك تركي أخوه بإستمتاع : أتحداك تقوله
نطق عذبي بهمس : نار أبوك وإلا نار ذياب إختار إنت عاد
لف فهد نظره لقصيد وأبوه ، ثم لذياب : إنت كريم وأنا
شدّ ذياب على يده أكثر بالفعل : وإنت تستاهل إي بالله
نطق فهد ينادي أبوه من الألم لكن عذبي تجاهل : ذياب كسّر راسه ، بتروحين لهم يبه ؟
هزت راسها بإيه : بروح ، وإنتم بالمجلس أجيكم بعدين
نطق فهد بذهول : أمي تبيني بروح معها !
ضحك عذبي الكبير يتوجه لهم : إيه أمك تبيك ، روح
كانت قصيد تمشي للداخل ، وتعدل فهد يسحب خطواته للخلف من تركه ذياب ونطق عذبي : ما إرتحت له
ضحك تركي بذهول ، وإبتسم ذياب فقط من توجه فهد يركض خلف قصيد يلي ركضت للداخل عنّه ونطق ..
_
ونطق عذبي الكبير : هو توّه أذاها صح ؟ روح له لا أدش
هز ذياب راسه بالنفي بثقة تامة : ما يسوي شيء
فكّر عذبي لثواني : يا ثقة ، يا راحت يده الله يعوضه بس بروح أشوف يجي عليه يستهبل عليها الحين وهو دفش
إبتسم عذبي الكبير يصافح ذياب : حي الذيب ، الحمدلله على السلامة يبه توّ ما نور البيت ! حياك يبه حياك
دخل ذياب للداخل ، لمجلس عمه تركي يلي كان يكلّم بأحد الزوايا ومع ذلك إبتسم يرحّب به ومكالمة الفجر ما كان محتواها إلا إنه يعزمه للمجيء ويرفض منه كل إحتمالية رفض ، كان المجلس يضجّ برجال آل نائل كلهم وما وقّف السلام ، ولا خفّت الإبتسامات يحوفونه مثل ما يحوفونها بشكل مُبهج ، بشكل يشرح الخاطر فعلاً وجلس جدّها جنبه بشكل عكّر مزاج تركي تماماً بهمس لسميّه : قل له قصيد تبي تسلم عليه وإلا سلاف
توجه تركي الصغير لذياب يلي جاء بجنبه جدّ قصيد خالد ، وجلس بجنبه يكلّمه : سم طال عمرك ؟
كرر خالد لأن ذياب ما سمع : أقول إنتم طويلين الأعمار ونعرفكم الله يحفظكم كلّ شيء عندكم بسرعة وعلى الكيف لكن إنتم عيال عم ، بينكم وبين بعضكم ما يضر
رفع ذياب حاجبه لثواني : إيه ؟
هز خالد راسه بإيه باقي بجوفه كلام كثير : لكن
نطق تركي يبي يسكّته : قصيد تبي تسلم عليك داخل
أشّر ذياب يبي خالد يكمّل جملته : لكن طال عمرك ؟
عدل خالد جلسته : لكن أنا ما يرضيني بنت بنتي عندك قبل لا يصير زواج ويصير حفل ، ما يليق بها ولا بك
هز ذياب راسه بإيه ، ونطق خالد : إلا إن كنت تقول ما عاد للزواج لزوم ، هنا مالنا كلمة بس لا تلعب ياولـ
قطع تركي كلام جدّه لأنه بيجيب العيد بالنهاية : ندش حنّا
لف خالد نظره لذياب يلي ما يردّ إنما يسمع له ، ونطق بتساؤل : إنت ناوي عرس وإلا مو ناوي يابوك ؟
-
« المستشـفى ، العشـاء »
فتح عيونه لوهلة ما يحسّ المكان ، ولا يحس النور إلا ضباب رؤية شديد ، ما يوعي شيء ويدري إنه على هالحال من وقت لدرجة ما يدري هو فعلاً صاحي ، أو مو صاحي ولا يدري كم من الوقت مرّ عليه بعدم إستيعابه حاول يرفع جسده لكنه ما طاعه ، ولا يحسّه من الخدر ، حاول يتكلّم لكن ما طاعه لسانه من العطش الفضيع ونُهش كله من شعور العجز يغمّض عيونه بكل قوته يحاول يشوف ، يحاول يستوعب المكان وتوضح له رؤيته وخفق قلبه بشكل مجنون من لمح بعد قو أبيض النور لون الشماغ الأحمر المعلّق على المغذي بكل عجز الأرض حاول ينادي " ذيـاب " لكنه ما قدر ، حاول يمسك الشماغ وطرح عامود المغذي كلّه على الأرض وتآوه من ألمه ما حسّ إلا نطق صوت مذهول بعده : نصّـار !
_
« مسجـد الحـي »
طلع آخرهم من المسجد من الشعور المريب يلي يخالج صدره ، عمره ما حسّ بضيق صدره " حتى بالمسجد ما فكّه " مثل هالمرة وتمتم بالإستغفار : يارب الخير .. يارب
طلع جواله الصامت من جيبه لكن رجف صدره من إتصالات أسامة المتكررة لأنه يدري أسامة وينه ، وصار يدري ضيق صدره بهاللحظة ليش كان وليش حصل ودقّ عليه مباشرة بكل فزع الأرض : أسامـة
نطق أسامة المرتبك ، المرتبش من إنهيار أم نصّار يلي دخلت عليه بدون مقدمات أول صحوة نصار وما كان منها إلا تبكي ذهولها ، وتبكي ولدها يلي من الألم إختلفت ملامحه وبالقوة قدر يتلاحقها أسامة : طال عمرك نصـ
ما قدر ذياب يسمع كلمة أكثر من خوفه ، من رعبه يلي شلّ أقدامه بلحظة وحدة تثبّته لأن نبرة أسامة مرعبة ويبيّن خوفه منها ولأن هو شعوره مرعب أساساً ما حسّ إلا بشدة الضغط المرعبة ترجع لراسه ما عاد يسمع : جاي
لمح تركي إشارة ذياب له بالوداع ، إستعجال مشيه لسيارته ، لمح ملامحه يلي تبيّن ثبات ، وتبيّن هدوء - يجاهده - وتمتم : عساه خير ..
_
« المستشـفـى »
نزل حاكم من سيارته مباشرة مخطوف قلبه ، مخطوفة روحه لأنه كان بنفس الخط من مرّت بجنبه سيارة - بسرعة مجنونة - ويعرفها ما يشكّ حتى فيها أو من يكون صاحبها ، ما كانت إلا سيارة ولده يلي تركته يضيّع الخطوط كلها ويلحقه والحين نزل بكل سرعته من حال ولده يلي نزل من السيارة ركض : ذيـاب !
كانت نزلة ذياب يلي ترك حتى باب سيارته مفتوح وركض كلّه مرعبة ، ونزلة حاكم يلي ضاعت الدنيا كلّها قدام عينه يترك الباب والدنيا بنفس الوضع ويركض خلف ولده مرعبة أكثر : ذيـاب !
ما عاد يحسّ الأرض تحته من إندفاعه ، من وقف على باب جناح نصّار يشدّ حيله بالقوة على الباب كان السرير خالي ، وكان الصراخ من الخلف مفجع يسمع نحيب شنّج ضلوعه ما قوى يلتفت وتكون جمانة ويموت هو ، ما قوى ينصت لـ " الله يرحمه ويغفر له " ويوعيها رغم إنها تضرب ضرب السيوف بمسمعه من تكرارها والأصوات يلي ما يميّزها خلفه وشدّ حاكم صدر ولده مباشرة من حس إنه بينهار : ذياب ! ذيـاب أبوي
ما عاد قوت حنجرته عالكلام ولأول مرة يُفجع حاكم بهالشكل من رُسمت عروق وجه ولده كلها قدام عينه بملامحه ، من حسّ إن العروق بعنقه بتنفجر من ضغط دمّه والشعور يلي يحسّه بهاللحظة : قل لا إله الا الله ذياب يابوك ! ذياب
ما قوت عينه حتى النظر لأبوه ، ما قوت حروفه تتكلّم من الوجع ولا عاد يحسّ النفس من الألم يلي ضرب عيونه بكل قوة ، من رجعت الألوان تلعب بعينه وكلّه تأثير شعوره ومنظر أسامة المفزع يلي لمحه قبل يحسّ الوجع ، والأكثر أبونصّار يلي يركض ضايعة منه روحه مو …
_
مو شيءّ هين وهالفزع مقتل ذياب ووجعه كلّه ، حذّره الدكتور ألف مرة من الضغط كان ضرر الحادث على عينه بسيط لكن أثر ضغط أعصابه هو ووجع راسه هو السبب ، أثر نفسيته وضغطه السابق هو كان سبب الشاش ووجع عيونه من أبسط نور قبل ما يكون أثر جانبي من تدخلاتهم الطبية بعد الحادث لكن كل الوضع تفاقم من كتمانه هو ، من ألمه هو وإنخطفت ملامح حاكم يثبّت ولده يلي يبي يتكلّم لكن الحروف توقف بحلقه بشكل مؤلم وتفجعه هو : قل ! قل أنا أسمعك ذياب
ما قدر ينطق من الوجع اللي يحسّه ويلي حسّه حاكم من شدّة ولده عليه - الغير مقصودة - لأول مرة يحسّ بقوته ، أو قوة قهره بالأصح كان يتمتم وكل نطقه " نصّار " وركض أسامة المرتعب مباشرة : طال عمرك ! طال عمرك
كان وده يصرخ وجعه من شدّ ذياب على يده بكل قوة الأرض يحاول يتمسّك بقدرته على الرؤية : وينـه !
نطق أسامة يلي وده يصرخ وجعه ولا عرف يتكلم لكن من نظرات حاكم ما قدر ينطق إلا كلمة وحدة : حيّ ! نصّار حيّ صحى وشفته أنا لكـ
سكّته حاكم ما ودّه حتى يكمل لأن الكلمة يلي نطقها كافية تزيل عن ذياب نصف هلعه عالأقل لكن ذياب مات قلبه : لكن ! لكن وش فيه !
نطق حاكم يشدّ صدر ذياب يلي رفض تماماً ينفّض أسامة لأنه بيموت لو فيه ضرر عليه : لكـن وش ! لكـن وش !
ما نطق أسامة لأن نظرات حاكم تهدده ولا يبيه يتكلّم ، ومشى ذياب حتى وقدرته على الرؤية تقلّ بكل خطوة ما يدري وين يمشي ، ما يدري وين يركض ووين تسوقه خطوته لكنه يبي صاحبه ولا يبي يقيّده أحد : ذيـاب أمي
كان صوت جمانة الباكي ، صوت جمانة يلي تبكي دمّ مو دموع وطلعت تشوف أبونصّار لكنها لمحت ذياب ووقفت غصب من منظره ، من رعبه ونطقت بصوتها تقتل آخر ذرّات العقل والأمل فيه من وجعها : ماهو بخير يا أخوه
ضاع كله لأنه ما يدري وين خطوته أصلاً ، يسمع صوتها لكن ما عاد يدري حتى إتجاهها وين يكون وتوجه حاكم له ودّه يدله لكن ما قدر ما عادت تطيعه الخطوة من وجع ولده ، إن الموت الليّ ما تحقق له بالحادث ممكن يكون الحين من فجعته على صاحبه وحاكم أكثر من يدري نصّار وش يكون عند ذياب ومع ذلك ، هو ما توقّع ردّة هالفعل منه دخل ذيّاب بمساعدة أسامة يلي يدّله ما يلمسه وخلفه حاكم يلي سمع بكاء أم نصّار وكلامها لأبوه يعرف علّة نصار الحين وتمتم بهمس : لا حول ولا قوة إلا بالله
رجفت خطوة أسامة يهمس لذياب : تشوف طال عمرك ؟
ما يشوف ، من الضغط يلي بعقله للآن ما يشوف وشدّ على يد أسامة يبي يسكّته وهمس : وينه
كان منظر نصّار مؤلم ، مؤلم جدياً لأنه يحاول يجلس بقوة عُكست على ملامحه وإحتقانها بالأحمر والأوجع كان الشماغ يلي على مخدّته …
همس أسامة يشرح له مكانه : قدامك عالسرير على طول
إلتفت نصّار على صوت الهمس لأنه ما حسّ دخولهم ، وسكن كونه كلّه وسط محاولاته من لمح ذياب الساكن ، من عمّه حاكم يلي يتأمله بالخلف وتبيّن ملامحه ألف شيء لكن ما همّه شيء غير إنه نطق برجفة الأرض من صاحبه : ذيـاب !
كان منظر نصّار يرجّف الحجر وده يقوم ما يقدر ، ودّه يضمّ صاحبه ما يطاوعه كتفه ولا تطاوعه يدّه وشد ذياب حيله بالقوة يدّوره مات حاكم كلّه لأن ذياب شافه بعين قلبه ، ولقى مكانه بعين قلبه والأوجع إنه قبّل راسه بشكل ترك نصّار ينهار من شدته ، ينهار من قوته ذياب كان ماسك رأس نصّار بيديه يقبّله ، يضمّه له وإنهار قلبه من مسك صاحبه ذراعه يشدّ عليها بان ألمه ، وبان وجعه كلّه من نحيب صدره ونطق ذياب مباشرة يطمَنه : ماعليك خلاف وطيّب وبخير .. ما عليك خلاف
شدّ نصار على ذراع ذياب يهز راسه بالنفي إمتلت عيونه دموع من شوفة صاحبه يلي إندفع له كأنه لقى الدنيا كلها ولا خطر بباله لحظة إن صاحبه ما يشوفه ، إن صاحبه يتألم بشكل مجنون لكنه ما بيّن له ومات قلب ذياب كله لأن شدّة نصار عليه تبين وجعه ، تبيّن ألمه ويحسّه لو ما كان يشوفه وصدّ أسامة بمجرد ما لمح ضيقة نصّار ، وإشارة ذياب إنه ما يبي أحد لأن صاحبه على وشك ينهار ، أو إنهار وتحطّم أساساً وكان يزيّف ذياب الإبتسام يشدّ عنق صاحبه من الخلف ، يذكّره بحكايا قديمة : بي عنـك
ضحك نصّار وسط دموعه يلي إنهمرت غصب عنه خوف على صاحبه ، والشماغ يلي لمس أقصى ضلوعه وقت صحى ولقاه جنبه ، وإنه كان يمثّل قوة الأرض بصدره ما هزّه كلام الدكتور قدام أمه وأبوه لكنه موّت داخله ولا يفهم داخله إلا ذياب يلي نطق : ما قمت إنت الحين ؟ وش عليك من الدنيا وش يشقيك منها ؟ خلّها
هز نصّار راسه بالنفي يتألم ، يهز راسه بالنفي وبالقوة قدر الكلام لكن راجف نبرته مؤلمة : ما سمعته ؟ ماهي دنيـ
هز ذياب راسه بالنفي يشدّ عنق صاحبه ، يأشّر على وجهه هو وبملامحه هو : بوجهي .. دنيا ماعليك فيها خلاف
ما كان نصّار يبي كلام ، ولا كان يبي شيء ضاقت فيه الأرض بما رحبت من كلام الدكتور عن كتفه يلي بيطّول علاجه أكثر شيء لأن كل الضرر وصل له من إرتطامه بالأرض وإن ما كانت العمليات كافية وراه مشوار تعافي طويل ، عن تأثر أقدامه وظهره يلي بالقوة يشدّه ويتألم طاعن سكين يحسّها بكل حركة والنصيحة " لا تتحرك " والأدهى ، نطق الدكتور الصريح له عن الدباب وإنه يودّعه ولا يفكر فيه حتى بسيط التفكير عدّ له أضرار لا تُعد ولا تحصى بجسده ومن أثر طويل نومته ونصّار طبعه عجول ، نصّار بسيط الحرارة ما يتحمّلها : الحمدلله .. الحمدلله
_
« بيـت حـاكـم ، الحديـقة »
كانت ضجة أصوات البنات ، وإجتماع آل سليمان كلهم كالعادة كبارهم يسولفون بجهة ، والبنات بجهة أخرى لكنهم قريبين من بعض ما تفصل مسافة كبيرة بينهم ..
جلست شدن تلعب بجوال ملاذ يلي تسولف معاهم وتضحك لكنها عصّبت : جدو بس يرسل بس يرسل
رفعت ملاذ حاجبها من لمحت الإشعارات بالأعلى من حاكم ، وإنتبهت إنه إتصل لكن شدن قفّلت عليه : ليش ما قلتي له إنه إتصل !
كشّرت شدن بزعل تمد الجوال لملاذ يلي دقّت على حاكم مباشرة : حاكم
مسح على ملامحه : وينك عن الجوال إنتِ ؟ ما تردين ؟
رفعت حاجبها لثواني : مع شدن ، لو دقيت على ورد
هز راسه بالنفي يتنهد : ماله داعي ، دقيّت أقولك نصّـ
تغيرت ملامح ملاذ كلها مباشرة ، ما تدري ليش توقّعت الأسوأ ووقفت : لحظة حاكم ما أسمعك من أصواتهم
هي بعّدت مسافة عنهم لكن إدراكها قلّ لدرجة ما إنتبهت لورد يلي مرّت من جنبها بتكمل طريقها للبنات لكن على نُطقها هي : حاكم قلت نصّار ؟ وش فيه نصّـار ؟
تسمّرت خطوة ورد بمحلّها تلتفت على أمها يلي إنتبهت لوقوفها ، إنتبهت لوقفتها ومدّت يدها تمسك يد بنتها وضحكت من فرحها مباشرة : صحى وطّيب ؟ الله يبشّرك بالخير والسعادة ! الحمدلله يارب الحمدلله قرّت قلوبنا
ما قاومت ورد الإبتسام من شديد الخفقان يلي ضرب نبضها ، ما قاومت الشّدة على يد أمها تبيّن فرحها هي : صحى نصار !
كان على مسمع حاكم يلي قفّل بدون ولا كلمة أكثر آخر موضوع ممكن يصير ودّه يفكر فيه هو موضوع نصّار ، وخطبة نصّار ، وورد وحتى أبسط إحتمال إنها تبيه هو ما ودّه يحطه بباله ..
هزّت ملاذ راسها بإيه بسرور العالمين تضمّ بنتها ، غرقت عيونها دموع تكرر " الحمدلله " بكل كلمة وذاب قلب ورد يلي شدّت على أمها ما توسعها الأرض من فرحتها ، ولا تقدر تخبّيها ، إبتسمت علياء بإستغراب : علّمونا ؟
أخذت ملاذ نفس تشدّ على بنتها : حاكم يقول نصّار قام وطيب الحمدلله !
كانت ديم متوجهة للداخل من سمعت إبتساماتهم ، ضحكاتهم وتكرار " الحمدلله على سلامته ، زين ذياب يرتاح الحين " وتحليل البنات يلي يتأملون ورد وهي تفهم ، هي تفهم وخاطرها يزعل من فهمها ورد تفرح لكن المفروض كل الموازين مختلفة ، المفروض ورد تكون عنده بصفتها زوجته مو بس خطيبته لو تمّت الأمور ، ولو ما تخبّى عنها كان ما بتضطر تداري الفرحة بهالشكل خوف منهم ، ما بتضطر تسمع عنه مثل الباقيين كلهم والأهم ، ما بتسرح وتكتم شعورها وتمثّل إن الفرح عشانه صاحب أخوها ، مو عشانه شخص تحبّه ..
دخلت للداخل تعدل لبسها لكن صوت نزوله الراكض مع الدرج وقّفها ، إستوقفتها سرعة خطواته يلي سكنت من لمحها : ديـم !
_
لأول مرة تنسى كيف ممكن تتكلم آخر الحكاية بينهم غضب ورغبة إنفصال واضحة والحين ، الحين على وقوفه ونطقه تحسّ الموازين مختلفة : مستعجل على شيء ؟
هز راسه بإيه : لقيت أبوي متصل ، وأدق عليه مشغول
هزت راسها بإيه : كان يكلم أمك .. يبشّرها عن نصار
كان وده يشاركها فرحته يلي رُسمت بملامحه لكن تذكّر صدها ، رغبتها ، ولأوّل مرة يصد نهيّان نظره عنها وتوجه للباب ما طلب الدرب منها هي ، دقّ الباب ينادي ورد : ورد شوفي لي درب
رفعت علياء حاجبها : وديم ماهي داخل تشوف لك درب؟
تقّدمت ورد تسمح له يخرج ، وإنتبهت على وقوف ديم الساكن بالخلف : صار بينكم شيء؟
هزت ديم راسها بالنفي لكنها همست : ما عاد يشوفني
ما فهمت ورد همسها ، وترددت ديم لثواني : صحى نصّار
هزت ورد راسها بإيه تتوجه للمطبخ ، وتبعتها ديم مباشرة : بتروحين المستشفى ؟ تشوفينه ؟
ناظرتها ورد لثواني من دخلت توق ، وتتبعها درة ، وخلفهم وسن يلي تعدل لبسها وآخرهم جود : تتوقعون خواله يرجعون بما إنه صحى الحين ؟ وإلا يتعالج هناك ؟
سكنت ملامح ورد لثواني تناظرها ، وهزت جود راسها بإيه : سمعتهم يتهامسون يقولون يحتاج علاج بس ما عرفت وش علاجه بالضبط ، أكيد أبوه ما يخلّيه بالرياض
كلمة وراء كلمة ، كان الأمل يُسحب من ورد بشكل مفجع هي مو شيءّ بحياته ، والأكيد إنها ما بتقدر تشوفه من تكون والأوجع ، أبوه ما يبقيّه بالرياض وهذا أكيد إنطفى حيلها بشكل مفجع : إذا أحد سأل عني نايمة ..
تبعتها ديم للأعلى مباشرة لكن ما كانت غرفتها مفتوحة ، ولا كان منها تجاوب نهائياً : ورد مو معقول نمتي !
-
مسحت على ملامحها لوهلة ما نامت لكنها طفّت كل نور ، ما نزلت منها دمعة وحدة لكنها ضمّت مخدتها بوجع العالمين كله شعور قلبها كبير ، والمنطق كلامه كبير بين "يحصل " وما يصير ، وبين " تحبّ " لكن هي مين بالضبط ووش حجة سؤالها لو ودها تسأل ..
-
« المسـتشـفى »
دخل نهيّان ركض مباشرة لجناح نصّار ، إبتسم من لمح أبوه الواقف بالخارج : لقيته ؟ من عنده الحين بشوفه
هز راسه بإيه : عنده ذياب وأبوه وخوياه ، روح
هز راسه بإيه تقدّمت خطوته لكنه رجع بعدم إستيعاب : وإنت ليه ما دخلت ؟ ليه واقف هنا تنتظر شيء ؟
هز حاكم راسه بالنفي : سلمت عليه ولقيته ، روح
وصلت خطوة نهيّان لباب نصّار لكن رن جواله يوقّفه ، رن جواله بإسمها من بين كل توقعاته وسكنت ملامحه ما طوّل التفكير ، قفل جواله يرجّعه بجيبه فقط ..
فتح الباب على أقل من مهله لكن سكنت ملامحه مباشرة من لمح نصّار الممدد على السرير ، ضجة أصوات أبوه وأصحابه وإرتبك من لمح أخوه الجالس على الكرسي ويده على شنبه ومستمع : ..
_
: الحمدلله عالسلامة !
إبتسم نصّار يعدل جلسته بالقوة : يا هلا ! الله يسلمك
توجه نهيّان مباشرة يسلم عليه ، يقبّل راسه بالمثل وضحك نصّار من أخذ نهيان بدقنه : حركات كبار ياولد
إبتسم نهيّان : ما بتصير بحاجتي الحين ؟ يعني كبيرك أنا
ضحك نصّار بذهول يلف نظره لذياب : ذياب يرضيك ؟
إبتسم ذياب يهز راسه بإيه : خلّه يعيش جوه ، ماعليك
ضحك نصّار ، وتوجه نهيّان جنب أخوه يجلس على ذراع كرسيه : الخير والبركة
سكن داخل ذياب من قبّل نهيان راسه ما حسّه ، وما توقّع منه هالحركة وإبتسم نصّار يتعدل بتهديد : وخر عنه
ضحك نهيّان : بتطقني ؟ أخوي قبل لا يصير خويك
ضحك نصّار بذهول : خوش يالتأثير شنو رايح الكويت ؟
ضحك نهيّان يشد على كتف ذياب : ربعنا كويتيين
إبتسم أبونصّار من ضحكات ولده وإبتساماته ، من ضحك ذياب يمسح على ملامحه : ذياب أبوي .. تعال معي!
هز ذياب راسه بإيه يشدّ يد نهيان أخوه بهمس : قم يمّه
ما إستوعب نهيّان لوهلة ، وسرعان ما سكنت ملامحه يتوجه جنب نصّار من وقف ذياب ، نهيّان منع نصار يشوفه صح ، لكن هو بنفسه شاف أخوه يدلّ درب خطوته مع الجدار وشاف فزّة أسامة يلي توجه يمسكه مباشرة : تقول لي كيف الحال ؟
إبتسم نصّار وذياب قد أخذ بخاطره بشكل تركه يتندّم على كل يأس دخل قلبه : اللي عنده خوي مثل ذياب ما يضام يا نهيّان .. بخير وأفضل حال الحمدلله
إبتسم نهيّان يهز راسه بإيه : قال لك شيء ذياب ؟
رفع نصّار حاجبه لثواني : وش يقول ؟ عن وش ؟ ما قال
هز نهيّان راسه بالنفي : شفيك خفت عن ولا شيء أقول وش سولفتوا يعني وش قال لك وش قلت له بس ؟
رفع نصّار حاجبه : ومن متى نعلم الأطفال هرجنا ؟
ضحك نهيّان بذهول ، وإبتسم نصّار رغم عدم إرتياحه : روح شوف أبوي وذياب وش موضوعهم
هز نهيّان راسه بالنفي : وش علينا منهم تكفى ؟ خلّهم
ضحك نصّار يشد يده ، وإبتسم نهيّان : الحمدلله على سلامتك ، والصدق عاد وحشتنا
هز نصّار راسه بإيه : علّمني عن ذياب ، وحشته بالحيل؟
هز راسه بالنفي : تبي الصدق ؟ لا ما قال شيء
كشّر نصار مباشرة يتمدد : على أساس إنه يسولف لك
ضحك نهيّان من دوخة نصار وإنه فعلاً دايخ : ثقيل إنت
هز راسه بإيه : ٧ الآف مسكّن ومخدر تبيني أصحصح ؟ ناد ذياب أبيه
نهيّان : ترى ماهو زوجتك ينوّمك ، نام لحالك يا حبيبي
رفع نصّار حاجبه يتكي : عنده شيء هو ماهو خالي
-
أوّل خروج ذياب تعدل حاكم لكن أسامة فز يسبقه يمسك ذياب ، ما طاعته خطوته حتى يقرّب جنب ولده ويحسسه بوجوده وهو يشوف همس أبونصّار له والواضح إنه "يوصيّه " على نصار وسكن قلبه لأن ذياب مُستمع فقط ومن تكلّم هو شد ..
_
هو شد على كتف أبونصّار يذكّره : وما تعرفني ؟
هز أبونصّار راسه بالنفي يمسح ملامحه بطرف شماغه : أعرفك ومثل ما تقول ما تحتاج وصاة ، أخوه ما كذبنا
هز راسه بإيه ، وإبتسم أبونصّار يسمّعه فويس من جمانة يلي بمجرد ما سمعت ضحكة ولدها وكلامه لذياب سجّلت تهل دموعها ، وتهلّ ضحكها وكل كلامها دعوات لذياب وزُلزل قلب ذياب يهز راسه بإيه : آمين الله يديمكم له ، ويديمه لكم ولا تفكّر بشيء إن جد علم كلمتك أنا
هز راسه بإيه يشدّ على كتف ذياب ، وتوجه للخارج ما كان ذياب يدري إن أبوه بالممر ، ولا حسّ فيه لإنه فعلاً مرهق وتردد أسامة بالكلام لكن وضح رعبه من إرتخت أكتاف ذياب يشدّ على يد أسامة يلي نطق مباشرة: طال عمرك
شدّ ذياب عليه بدون ولا كلمة ينطقها ، وطلع نهيّان : نام نصّار ، كان يسأل عنك يبيك بس إنه داخ ونام عاد شوفه
هز ذياب راسه بإيه يشدّ حيله : روّح إنت ، خلاص
تردد نهيّان لثواني ، ونطق حاكم يبيّن وجوده : نهيّان يجلس عنده ، وإنت روح إرتاح يا ذيـاب
هز راسه بالنفي يشدّ على يد أسامة " بتوصية " : مرتاح
دخل ذياب لجناح نصّار ، وسكنت ملامح نهيّان يتأمل أبوه يلي الواضح إن بقلبه جمر : ما يشوف ذياب صح ؟
تذكّر أسامة يضرب جبينه ، وتوجه بعيد مباشرة يضغط على سماعة أذنه : عطني سموّه ، ببلغه عن شيء
عضّ أسامة شفايفه : طال عمرك الإستشاري رجع ألمانيا !
_
« بيـت تـركـي ، قبـل الفجـر »
هي تدري إن تمام عافيته يعني إنّه يرجع يكون لوحده لموعد الزواج ، تدري إن الأمور متوقفة على صحوة نصار يلي سمعت إستهلالهم فيها لكن قلبها ما كان مطمئن ، ولا قرّب منه الإطمئنان لو شوي لأن ذياب ما يرد ، ولأنها شافت تفكير أبوها بعد العشاء وتدري إن الأكيد ذياب شاغل باله مو أحد آخر ووقفت تتوجه جنب الشباك تفكّر بأيامها الماضية يلي مرّت بإنشغاله أكثر شيء وهي ما تعاتب ولا تخاصم هي تحاول تعينه بس ، تفكّر بالأسرار بينها وبينه ، بكثير حبّه وصمته مع ذلك وعضّت شفايفها لثواني لأن شخصيته تخالط عجيب من طويل الصمت ، والحب ، والأفعال أكثر من الكلام وكلّ ركن بجسدها شاهد على ذلك : متى ما تخبي ما أعرف
دخلت سلاف يلي تمشي على مهلها : أبوك ما شافني الحمدلله ! تتهربين مني اليوم يعني ما أصيدج ؟
إبتسمت قصيد لثواني ، وضحكت سلاف بذهول من تورّد ملامح بنتها من الخجل ومن الوشاح يلي تضمّه على جسدها وعنقها : يا أمي وش صاير ببنتي ! حكيّني بسرعة
هزت قصيد راسها بالنفي ، وضحكت سلاف تجلس عالسرير : بتقولين لي ولا شيء ، وبصدّقك أنا لأني ما شفتك وما شفت شيء طبعاً والأهم ما شفت ذياب ونظراته هذا شيء أكيد ما أشوف !
_
ضحكت قصيد بذهول من عضّت أمها أصباعها من كثر حبّها المجنون : ما أتحمّلك ما شفتي عينه يوم فهد يكلّمك ؟ جزى صبره الجنّة وده يأكلك بعينه والله
ضحكت قصيد بذهول تناظر أمها يلي شهقت من آثار عنقها يلي لمحتها بالصريح مو مثل ما توقّعت : قصيد !
كان على دخول تركي يلي بتر الحروف كلها ورفع حاجبه : تشهقين على وش ؟
ضاعت قصيد بالخجل مباشرة ، بالإحراج الشديد لأن ملامح أمها تفضحها ولأن دخول أبوها مرعب ورددّ كلمته : سلاف !
عضّت شفايفها لثواني : تركي لا تخرّب علي لو سمحت
ناظرها لثواني بذهول : الحين توك تقولين لي حرام قصيد تعبت اليوم من الناس والضيوف وأخوانها والبنات وما إرتاحت وآخر شيء جاية عندها وتشهقين ؟ ما كنتي نايمة
هزت قصيد راسها بإيه تتوجه لجنب السرير ، تشرب من مويتها : تمثلين النوم ماما كمان ؟ عيب
كشّرت سلاف مباشرة لكنها نطقت بتهديد : عيب ؟
شرقت قصيد بدون مقدمات لأنها تعرف أمها ما تخجل ، وتقول بالصريح كل شيء والأكيد بتجيب الأوّلي والتالي وضحكت سلاف : بسم الله عليك يا ماما ، بسم الله عليك
عضّ تركي شفايفه لثواني : إشربي وإنت جالسة ، إضربيها
ضحكت سلاف بذهول من كان بيسكر الباب : بتخلّيني ؟
كانت نظرته كافية لكنه نطق : البنت تكح للحين !
ضحكت سلاف تركض لقصيد تضرب على ظهرها ، وسكّر تركي الباب خلفه لكن سلاف إبتسمت : تدرين فهد اليوم كله يتحلطم وش يقول ؟ يقول أكيد قصيد تخاف منه ما تبيه بنروح نخلعه كلنا وأنا أدرى بمصلحتها !
ضحكت تهز راسها بالنفي ، وإبتسمت سلاف بجدّية : سولفي لي الآن ، مو عن حبّه ولا شيء كله شايفته بعينه وتصرفاته معك ومبيّن ، كيف الوضع معاك إنتِ؟
هزت قصيد راسها بالنفي تغيّر الموضوع : كيف الوضع معاك إنتِ ؟ وحشتك مرة ؟
ناظرتها سلاف بخصام ، وضحكت قصيد ودها تصرخ حبه أو تتوقعه باين عليها أساساً وواضح وضوح الشّمس ، ودها تشرح سرورها بكل مرة تشوفه يضحك ، وبكل مرة تستقر يدّه على ظهرها بدون لا يحط إعتبار لأحد والأهم ، إنها هي لوحدها تعرف خوافي روحه ، وهي لوحدها تعرف حبّه ، وهي لوحدها تعرف جرائته يلي توقف عند حدود خجلها هي وإلا هو ما عنده حدود ، هو نطق لها " حدودي إنتِ " ومن وقتها وهي ما تثبّت شيء : ماما
ضحكت سلاف بذهول : عيوني بس يمّه الحب يسوي كذا ؟ لهالدرجة طاغي الذيب يعني سرحتي وما نطقتي إلا ماما ؟
ما إستوعبت لوهلة ، وضحكت سلاف تشدّ على يدها : الله يديمه لك يا ماما .. ويديمك له لأنك عيونه وكلنا شايفين وتصدقين ؟ أبوك يقول لي اليوم ، يقول أول يتعجّبون من..
يقول أول يتعجّبون من ذياب ، راعي بل وهو صغير وبالبر مع جدّه طول وقته ولا يجي الرياض إلا قليل وإن شلون وكيف يصير هالضدّ كله لدرجة واحد من الرجال قال لنهيّان ، دام الولد علومه بر وبل وطيور ودنيا عصيّة ، لا تزوّجه إلا بنت بر مثله
ضحكت سلاف لأن بانت على قصيد الغيرة : وأبوك توّه يستوعب إن نهيّان كان عنده بعد نظر ويدري قلب ذياب وينه من وقتها ، من وقت قال ذياب يحب الشتاء ، والثلج
سكنت ملامح قصيد بعدم فهم : كيف يعني ؟
إبتسمت سلاف : قولي لذياب ، تنزل على الصحراء ثلوج ؟
ضحكت قصيد لأن أمها تعرف خافي روحها وداخلها ، وعضّت شفايفها لثواني بهمس : يحب الشتاء والثلج ؟ أعرف الشتاء بس الثلج من متى ما قال لي ولا أعرف
توجهت لجوالها تشوف إنه ما ردّ على رسالتها للآن ، وعضّت شفايفها ترسل مرة ثانية إسمه فقط وتوجهت جنب الشباك تنتظر ردّه لكن ما طال إنتظارها من رنّ جوالها بإسمه : ذيـاب
ضغط على عيونه من الوجع : عونك ذياب ، أبوي
سكنت ملامحها من صوته : صار شيء ذياب ؟
هز راسه بالنفي بدون ما يجاوبها : إنتِ بك شيء ؟
ضحكت بتعجّب : لا تردّ سؤالي بدون ما تجاوبني ، ذياب
إبتسم لأنه يبي ضحكتها ما يمزح ، وضغط على عيونه : ما صار ، ما نمتي للحين وش مسهّرك ؟
رفعت أكتافها : بالبيت إنت ؟ ما أحس
هز راسه بالنفي يمشي للخارج : رايح البيت الحين
ما حسّت بالإرتياح ، ونطق أسامة يفتح له الباب : تفضل طال عمرك
سكنت ملامحها : أسامة بيسوق ؟ ليش مو إنت ؟
ما كان منه الجواب ، وعضّت شفايفها بعدم إرتياح : يصير تصلي الفجر بمسجدنا ؟
ضحك لأنها تلفّها عليه ، تبيه يجي وتشوفه ولفّها بالمثل : أنا بصلي بمسجدنا إيه ، إنتِ وينك عنّا ؟
ما يُغلب ، وكشّرت لأنه ما يُغلب " مسجدنا " هو مسجد حيّ بيتهم هذا اللفظ عنده ، لكن المسجد يلي بحيّ بيت تركي ما يعتبر يخصّه : براحتك الله يتقبل
أعلنت الخصام يدري بهالشيء لكن ما ودّه يروح لها وهو ما يشوفها : نامي وإن بغيتي شيء كلميني
سكّر يأشر لأسامة الواقف بالخارج يركب ، يسوق وبالفعل ركب بجنبه أم نصّار صارت عنده وهو ما عاد له جلسة لكنه بيرجع له ، وعضّ شفايفه من ما كانت منها رسالة لدقائق ، ما كانت لحدّ ما وصل قريب بيته هُزّ جواله يدري إنها رسالة منها ، ويدري إنها زعلت يرفع يده لعيونه بهمس : يارب ..
ناظره أسامة لثواني بتردد : أشوف من مين ؟
_
ما تحرّكت من جنب الشباك تدري ومتأكدة إن فيه شيء وإلا ما كان أسامة يسوق ، تدري وصار ينهشها الخوف من معرفتها وسكّرت جوالها بعد ما رسلت له " ما بقولك ولا شيء " وإنه ما شافها بشكل وتّرها : مو معقول
شُدّ نبضها بلحظة من كان نـ….
_
نور السيارة يلي صار بالخارج يبيّن لها إنه جاء ، متأكدة إنه جاء بشكل ما تركها حتى تثبّت خطوتها إنما شدّت وشاحها مباشرة تخرج من غرفتها للأسفل ركض ، فتحت البوابة الداخلية ، وسكن قلبها كله لأنه دخل مع البوابة الخارجية المفتوحة لكنه ساكن ، وساكت : ذياب !
شدّ ضرب عيونه للمرة الثانية بهاللحظة من صوتها بشكل تركه يغمّض ما يتحامل عليها ، من نبرتها يلي بيّنت كل خوفها مشيت خطوته لها لكنها وقّفت له دنيته من توجهت لها ركض تضمّه من هلعها ، من رعبها يلي طغى بشكل مستحيل عرفت إن عيونه توجعه ، وإنه ما يشوفها : ذيـابي شلون !
ضحك شلون يقول لها من خوفه ، أو يمكن ما توقّع ردة هالفعل منها راح من عندها وهو بكامل عافيته والحين رجع لها ما فيه حيل الكلام حتى : شلون ؟ ما به شيء
ضحكت لثواني تشدّ يده : وأصدّق ما به شيء الحين ؟
هز راسه بإيه ، وعضّت شفايفها إمتلت عيونها دموع لأنها ما توقّعت ، وخاصمته نبرتها بدون قصد : ما كنت بتجي ؟ بتخبّي عني وما بتقول كمان يعني ؟
هز راسه بالنفي : وما تدرين إنتِ ؟ دريتي !
هزت راسها بالنفي : ما يكفي أدري ، لازم تقول لي ذياب
هز راسه بإيه ورغم إنه ما يشوفها إلا إنه ما ضيّع مكان يده الدائم بكل مرة تقابله ، على خدها : والحين تم ؟ أروح ؟
هزت راسها بالنفي لأنها تزعل ، ويدري إنها تزعل ويزعل قلبها عليه ، وعلى عيونه وعليها هي إنها ما بتكون معاه وعضّت شفايفها : أروح معاك ؟
هز راسه بالنفي ، ونطقت مباشرة : تجلس عندي طيب؟
ضحك لأن ودها تقنعه ، ودّها ما يروح عنها ولا تروح هي عنه لكنها بتشقى هو صدره مليان ، وعقله بمجرد ما يختلي بنفسه بيقتله وبينهشه وعيونه ما تطيعه ويكفيّها هي تعبت معه ، وهي عاشت شعور أكبر منها معه وهو آخر خروج لهم من بيتهم أكّد لها يلي أكّده أوّل مرة وقت لمحها وأخذها كلها بطاغي شعوره ، أكّد لها إن صبره على بُعدها قليل وإنّ لو حصل وإضطرّت وإضطرّ تكون معاه من جديد ببيته هو ما بيتمنّع ولا بيصبر مثل هالمرّة لأنه يذكر بالتمام وش حصل بينهم يذكر طاغي لهفته ، ويذكر جامح رغبته ، ويذكر كل تصرّف منه يلي يوقف على دلالها هي فقط كان يكرر لها إنّ هي حدوده ، هي حدوده وقت قبّلت كتفه خوف هو عرف حدّه يلي تركه ينطق بملء صبره " أبي دلالك لي .. ماهو عليّ " بمعنى حتى خوف الدلال يكون له ما يردّه أو يصير عليه وضدّه ، شدّت يده ودها يجاوبها وهلكت له كل قلبه تجبره ينطق : ما تروحين معي ، ولا أقعد عندك لأن
شدّت يده ما تبيه يكمّل وتستقصد تألمه ، وضحك لأنه ما يحسّها : طيب به أحد حولنا الحين ؟ ما أشوف تدريـ
ضربت صدره تترك يدّه ، وضحك لأنها بعدت : بنـت
_
هزت راسها بالنفي لأنها تشوف إرهاقه بملامحه ولا يبيها تشاركه وتدري إن عيونه تألمه ولا يبيها تعينه : لا !
ضحك بتعب الدنيا كلها : قصيد ! ما جيت لك الحين ؟
ودّها تعصب ، ودها تخاصمه بغضب له أول ماله تالي وهمست رغم إنّ ما كان ودها بالكلام : جيت وبتمشي
هز راسه بإيه وهي تقتل حيله بهالخصام تبي تكون جنبه ، وتبي ما تفارقه لكن هو إكتفى من تمنّعه ومن الكلام يلي يمسّها قبله وما خفى عليه همس جدها خالد لها وإن ما شكت له وما يدري عن صراع داخلها الحالي لأن أطباعها تشدّ عليه وهي تعرف طبعه " حارّ " يمكن يتحمل هالتخبط مرّة ومرتين لكن مو أكثر : شوفي درب
قطع صمت سكونها بهالكلمة وقبل يتراجع هي نطقت مباشرة : بيت الشعر مافيه أحد
يناسبه ، أكثر من أي مناسب بالدنيا وهز راسه بإيه يتوجه لبيت الشعر معاها بالفعل دخل قبلها ، وجلس وهو ما ودّه يجلس " بالمعنى الحرفي " لأنه وهو شادّ حيله ما يحس التعب ، لكن وقت يجلس يحس إن صار وقت راحته وهو ما له راحة : تعالي يمي ما بقى عالآذان وقت
جلست بجنبه لكن بينهم المركى يلي مدّ يده هو يبعده رغم إنه ما يشوفه ، وعدلّت جلستها تقابله لكنه ضحك : لا تلعبين علي الحين وأقربي ! ما أشوف بس أدري بك
هزت راسها بالنفي : ليش ما حطيت الشاش على عيونك ؟ لما شغّلت النور الأبيض تألمت على طول
هز راسه بالنفي : ماله لزوم ولا حاجة ، قصيد أقربي
عضّت شفايفها تسأل من جديد : متى صار وكيف صار ؟ لما مشيت من عندنا العشاء ؟ مشيت بدون ما تقولي
هز راسه بإيه ، وترددّت : عشان نصّار ؟ يعني لأن
هز راسه بإيه يتنهدّ : ما دريت بالعلم كامل ، والشاش ما حطيّته لأن نصّار ماهو ناقص يدري بشيءّ يقهره ولا أحتاجه ولاني متأذّي ، الأمور طيبة يا قصيد
ترددت لثواني تقرب منه ، ومدّ يدّه عشان ما تتراجع وتبعد عنه لكنه نطق : وش هالصوت ؟
ما تسمع شيء ، وسكنت ملامحها من كان صوت فعلاً عند باب بيت الشعر : ميـن ؟
رنّ جوال ذياب يطلعه من جيبه ، وإختفى الصوت يلي كان حول الباب لكن قصيد نطقت بتردد : محمد يتصل
عضّ شفايفه لثواني داخله ميّت من اللهفة على حلاله لكنه ما رد إنما قفّل يترك جواله بجيبه ، ميّت كله من اللهفة ويمكن هالمرة أكثر مرة يغيب فيها بهالشكل عن الخيام ومقصد الغيبة بإنه ما ينام هناك ، ولا يسيّر كثير ووقت يروح ما يطوّل وصايرة أكثر روحاته من بعيد لبعيد وفزتّ من تكرر الصوت جنب الباب للمرة الثانية : بشوف مين
وقفت قبل ينطق هو ، ورجّع جسده للخلف ما يدري كيف سرقته أفكاره تجاه الخيام والأكيد بيّنت عليه ..
مسح على ملامحه من سكونها ، من صمتها وإن ما عاد لها صوت من فتحت الباب : قصيد ؟
_
كان الشبل واقف بكل " شجاعة " قدام الباب كأنه يهددّها ، كأنه أسد وهو بالحقيقة صغير لدرجة المفروض ما تخوّف لكنها تخوفها هي لأنها حاولت تسكر الباب مرة ثانية لكنه قربّ منها ووقف بمحله كأنه يهددّ ، كأن عباطة فهد كلها قدامها وسكن قلبها من لمحت فهد عند باب البيت الواضح إنه طلع يدّوره لكن وقت لمحها ، والأكيد لمح جزمة ذياب يلي عند الباب هو رفع يدّه يأشر بالتهديد لها بشكل مفجع وشهقت ترجع خطوتها للخلف من لمسها الشبل بجسده بقدمها ما كان لفهد وجود عند الباب ، ووقف ذياب من شهقتها : بنـت
هزت راسها بالنفي : مافي شيء ، الشبل حق فهد بس
حتى لو ما قالت توترها كان مبيّن ، وحسّه ذياب عند أقدامه ينحني له بيدّه : وفهد موجود وإلا ماهو موجود ؟
هزت راسها بالنفي : لا ، دخل البيت فهد ما جاء
هز راسه بإيه يرجع لجلوسه والشبل بحضنه : أزين له
رفعت حاجبها بإستغراب ، وتوجهت لجنبه من نطق بإستغراب : وإنتِ للحين تخافينهم ؟
هزت راسها بالنفي لكنها ما تدري شعورها الفعلي للشبل وش يكون هي تخاف منه ؟ لا ما تخاف لكن ما تحب يلمسها ، ولا تحب تلمسه إلا بوجود ذياب : مدري .. ليش سرحت بعد ما إتصل محمد ؟ ببالك شيء ؟
ضحك يهز راسه بالنفي ويده تداعب الشبل : مرّني شوق
سكنت ملامحها مباشرة ما إستوعبت : لمين ؟
لوهلة هو ما إستوعب نبرتها ، وعضّت شفايفها لثواني لكنه نطق حتى وإن تأخّر وما وده ينطق : لحلالي ، والخيام
هزت راسها بالنفي تذكّره بوعده : بس وعدتني ، لو بتروح بروح معاك ما بتروح لوحدك وبشوف كل شيء معاك
هز راسه بإيه : ما قربتي للحين ياقصيد
هزت راسها بإيه : أحس ما ودي ، ومعاك الشبل يكفي
ضحك بذهول ، وإبتسمت لأنها تستعبط على مزاجه مثله هو بالضبط وتبيه بس يبتسم ، بس يضحك أول وتوجهت لجنبه ، لمكانها الدائم أقرب له من كل شيء ويدّه تحاوط ظهرها كالعادة : كل الأمور طيبة ذياب ؟ كلها ؟
هز راسه بإيه يأكد كلامه : كل الأمور طيبة وبخير وماعليها خلاف ، إنتِ بخير .. وأنا بخير ما عليّ .. والدنيا بخير
إبتسمت تتأمّل الشبل لثواني ، وتذكّرت تساؤل أمها عن الصحراء والثلج وما تدري وقته ، أو مو وقته لكنها نطقته بدون مقدمات : تنزل على الصحراء ثلوج ذياب ؟
سكن قلبه لثواني ، وبنفس الوقت تراجع لبالها تساؤل آخر وهي وقت تفتح باب للتساؤلات ما تكتفي : جاوبني
هز راسه بالنفي : إنتِ جاوبيني .. تنزل وإلا ما تنزل ؟
هزت راسها بالنفي : كنت بقول تنزل لكن جاء ببالي إن دايماً الهجير ما يعرف أنفاس البراد وأحسه صح أكثر من إن الصحراء يجيها ثلج ، أحسه منطقي أكثر صح ؟
ضحك يهز راسه بالنفي بيحتفظ بهالجواب بقلبه لـ..
_
لكنها مقنعة بحجّتها : هذا كلام الشاعر مو كلامك
هزت راسها بإيه : أنا قصيد الشاعر طيب ، يعني كلامي
هز راسه بإيه تعجبه ، وإبتسمت لأنه يحاورها ، ويكلّمها وتكّت على كتفه مهما حاولت تفهّمه إنّ جيته لها كبيرة ما بتقدر ، ومهما حاولت تشرح بالكلام ما تقدر مع ذياب الصمت أبلغ من الكلام ومدّت يدها مع يده للشبّل للمرة الثانية ، يكون الشبل بحضنه ، وتكون يدّها هي معاه وما تخاف ، ما يمرّها خوف وإنتبهت إنه يسرح بأفكاره ، إنتبهت إنه يفكّر ورغم كل الكلام هي ما وصلت لخافي قلبه وروحه : ذيـاب
لفّ بإتجاهها ما يشوفها لكنه متعب ، وتعب من تفكيره والتمنّع يلي يوماً ما بيسطّر نهايته هي مستراحه ، وهي ضحكته ومع ذلك باقي ما كملت له على الشكل يلي يبيه هو ، يلي يرضاه هو وما يوقف الخجل ولا الدلال ولا الخوف حاجز بينهم ولا حتى أفكاره توقف بينهم ما ردّ نداها حروف ، ردّ تعب يومه كله وشوقه كلّه بالليّ تعود عليه ، يقبّلها بقرب " ناقص " منها لكنّه بالدنيا عنده لأن نهايته يستريح دائماً على نبض عنقها ، على هالمكان بالذات تُسطرّ راحته يلي فُضّت تماماً من رن جواله يعرف المتصل ، وسكن داخل قصيد لأنه كان ودّه يرتاح لكنه تنحنح ، شدّ حيله وردّ كالعادة : ذيـاب
هلك لها قلبها لأنه مستمع ولأن بروز الإنتفاخات تحت عيونه صار أشدّ من تعبه وألمه بالوقت ذاته ، قفّلها لأن الألم مهلك فعلاً ومسحت على ظهره تحاول تقويّه ، تحاول تشدّ حيله ما تدري مين المكالمة يلي بالطرف الآخر لكن تدري إنه هم جديد على قلبه من نطق " يصير خير " ، عضّت شفايفها لثواني : الأمور طيبة ؟
هز راسه بإيه : طيبة ، غصبٍ عليها مو برضاها طيبة
إبتسمت ، ورفعت طرف حاجبها من لمحت إنه دخل الواتس " تلقائياً " وكان على محادثة حيّرت لها قلبها ، محادثة محتويات رسائلها رقم جوال ، وموقع بيت ، ورسالة أخرى " بيت عمك عناد طال عمرك " وشتت نظرها لبعيد من تنحنح أول ما أذن : حقّ الله أكبر ..
_
« المستشـفى ، العصـر »
وقف أسامة جنب ذياب مرّت أسبوعين أصعب من الجحيم نفسه لأنه يقابل نصّار ، ولأنه يحسسّ نصار بإن مافيه ولا سيء بالدنيا ويردّ عنه كل خبر ممكن يأرّقه ، كل حادثة ممكن تزعجه يردّها عنه حتى موضوع عيونه يلي تُضغط وتفكّ للحظات فقط يردّها وأسامة يشوف ، ويحسّ الوضع ، وساكت تماماً لكنه يحترق على ذياب يلي جبال الدنيا كلها فوق كتفه لكنه ما يشتكي ، أسامة معاه بكل صغيرة وكبيرة ويشوف إجتماعاته مع سموّه وعودة شغله مثل ما كان أوّل لكن بفرق واحد ، ما عادت له نومة بأي قصر هو ينام بقصره هو ، ببيته هو ولأنه تمّكن وصار ووصل ما عاد …
_

ما عاد للحكم الأولي والإختبارات الأوّلية داعي ..
أخذ نفس وضغط عيونه مستمر للآن بكل لحظة يُضغط فيها ، أو يتوتر فيها تقفّل عيونه عن الدنيا وما تتحمل تشوفها ، وزادت رعشة يده بشكل ملحوظ لأن حدّه اليومي فعلياً بشغله يوقع ١٠ أوراق ما ترتعش يده ، ثم بعد ذلك يتلاشى عزمه ويرتجف توقيعه وهالشيء ما حسب حسابه ، ولا شافه قدامه لكنه يتحامل عليه : طلع نصّار ؟
هز أسامه راسه بإيه بتردد : معاه أبوه جايين طال عمرك متى بتقول له ؟ إسبوعين مرّت بفضل الله لأنه بالمستشفى والمكان واحد وإنت حفظته لكن الحين شلون ؟
سكت ذياب بدون لا يتكلّم وهو لقى نصار بوعيه ومو بوعيه ، سمع حروفه بالوعي وباللّاوعي وقت يهلوس وكل هلاوسه توضح إحتراق قلبه على أشياء كثير والأكيد ما بيحرقه ويقول له إن وضعه هو من سيء لأكثر ، وإنه كل ما حسّ رجعت عافيته بالتمام رُجع ضرب بكل قوته بعينه ، وبيمينه يلي الكل يعرف شدّتها : ماعليك
هز أسامة راسه بإيه يوجه نظره للممر ، وسكنت ملامحه من الجاي من الطرف الآخر : طال عمرك أبوك جاء
ما تكلّم ذياب بكلمة وهو كل وقت تزيد إحتراقاته من أبوه أكثر ، من درى إنه للآن يدّور خلفه ما يسأله هو ، ومن الصمت الطويل بينهم يجي غريب ، ويروح غريب والأكثر إن أبوه يتجنّب حتى يشوفه بشكل مُحرق صح ذياب ما يشوفه ، لكنه يحسّه ويحس إن الجاي من صعوبته " مفترق طرق " بعلاقته هو وأبوه وصدح صوت عالي بالممر بدون مقدمات : وينـه الكلب ! ويـنه !
ما كانت من ذياب ردة فعل تذكر لأنه ما يشوف ، لكن يحس إنه المقصود : أسامـة
بردت ملامح حاكم بلحظة لأن كانت من أسامة حركة لسماعته ، حركة وحدة أعدمت حركة الشخص القادم كلّه من صاروا إثنين حوله كبّلوه يبعدونه وسكنت ملامح حاكم : قاصدك هو ؟
هز راسه بإيه ببرود العالمين تجاه هالشخص ، ورفع نصّار طرف حاجبه لكنه مبتسم ، وفخور بصاحبه : وش المسرحية يلي إنتهت قبل تبدأ ؟ عز الله يعزّك
ضحك أسامة ، وإبتسم ذياب فقط بشكل كان يرعب حاكم هو أكثر من يعرف هالتصرفات ، وأكثر من يعرف القسوة وش عواقبها وإنّ ما همه هو يستخدم سلطته وبس هالشيء بيرجّعهم لنقطة الصفر ، لأول شيء ..
شدّ أبونصّار على كتف نصّار بحسرة العالمين كلها : عاد الحين تطمّنا عليك ، وتأكدنا إنك طيّب وبخير وبعهدة أهلك وإنت تدري لو ماكان ضروري ما تركت الرياض يوم
إبتسم نصّار : تخاف علي وعندي ذياب ؟ تسمعه ذياب ؟
ضحك أبونصّار يهز راسه بإيه : وحنّا راضين نخليك بالرياض لأن فيها ذياب وإلا ما تركناك ، توصي شيء يابوك ؟
هز راسه بالنفي يقبّل يد أبوه من إنحنى يحضنه ، وهلّت دموع أبونصّار على كتف نصّار لآخر رمق يودعونه
لأنهم ماشيين رغم إنها كم يوم ويرجعون لكنها مثل الجمر بصدره وصدر أم نصّار يلي لها إسبوع يودّعها وما تكتفي ورقّ قلب نصار من بكى أبوه : كلها كم يوم وترجعون ، وأنا طيّب والله العظيم وبخير لا تفكرون بي
هز أبونصّار راسه بإيه وهو قد غرق بدموعه : الله يحفظك ، أستودعتك الله يابوك .. أستودعتكم الله
توجّه يسلم على ذياب يلي يشدّ عزمه ، ونطق أبونصّار بشكل يسمعه حاكم : أخوك أمانة عندك يا ذياب ..
دخل نهيّان بيودّع أبونصّار وبيتطمّن على نصار لأنه يدري اليوم يوم خروجه من المستشفى ، نصّار يلي يوجه نظره لكل الجهات ، إلا لعمه حاكم فيه شعور غريب ، شعور غريب بشكل فضيع ونطق نصّار : نمشي ذيـاب ؟
هز ذياب راسه بإيه : نمشي ، بس أروح للدكتور وأجيك
قربّ أسامة يمشي مع ذياب لكن نصار نطق مباشرة: أسامة إجلس عندي ، لو إنك ظلّه ما لحقته كذا
ضحك أسامة بتردد : شغلي ياطويل العمر ، لازم
هز ذياب راسه بالنفي يشدّ على كتف أسامة : خلّك يمه ، وروّحوا السيارة أنا لاحقكم ما أطول
تنحنح نصار مباشرة لأن شدّة ذياب وحركته لأسامة تبين إنه "صحبة " أكثر من شغل : كلنا نبي نشتغل زيك أجل
إبتسم أسامة يهز راسه بإيه : تقدر تقول ، أروح معه ؟
هز نصار راسه بالنفي يمثّل التعب مباشرة : ضغطي ، ذياب إنت خلّك يمي وإرسل أسامة أحس إني ماني طيب
ضحك ذياب يهز راسه بالنفي ، وإبتسم نهيّان : هذا وإنت ما تغار بس ضغطك يرتفع سبحان الله
مثّل نصار الزعل مباشرة وتوجه ذياب بعيد بدون ولا كلمة كان حاكم ودّه يرافقه لكن من لمح إن شخص آخر غير أسامة صار ملازم لذياب مثل ظلّه هو شتت نظره لبعيد فقط ، إبتسم نهيّان ينحني لنصّار : مالك إلا أنا وأسامة وأبوي
كان على وشك يجيب العيد وتوتّر دمه بعروقه من صارت عينه بعين عمه حاكم : والنعم ..
توجّه أسامة مع نهيان يلي يدفّ الكرسي المتحرك لنصّار قدامه ، وعمه حاكم يلي يتأمل المستشفى بشكب هادي تماماً وما وقّف طريقهم إلا شخص جاء يستعجل خطوته لحاكم : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا عمي !
إبتسم حاكم يشدّ على ذراعه : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ! يا هلا يابوك شلونك عساك طيّب ؟
تنحنح نهيّان ، ونطق فارس بعد ما صافحهم كلهم : والله بخير الحمدلله ، الحمدلله على السلامة !
ردّ نصار ولو إن قلبه إختلف شعوره : الله يسلمك
نطق فارس بتساؤل : ذياب ماهو معاكم ؟ كأني شفته أبوي يوم قلت له بجي المستشفى هنا قال تلاقي ذياب أكيد سلّم لنا عليه
، وهز حاكم راسه بإيه : معنا ذياب داخل الحين يجي
رفع نصار حاجبه بعدم إعجاب وهمس لنهيّان : نعرفه ؟
إنحنى نهيّان بهمس : فارس .. ولد الفريق أول سعد
_
إنخطف لونه فعلاً ، سكنت ملامحه ويمكن لأول مرة يتمنى ما سأل يذكر كلام أهله " ورد خطبها ولد الفريق أول سعد “ والحين قدام عينه يشوف حب حاكم لهالولد ، شدّته على ذراعه وطول السلام والهمس بينهم يمكن نسى يتنفس بالغلط وإنكتم شعوره : نمشي ؟
هز نهيّان راسه بإيه : نركب السيارة على ما يجي ذياب
توجه مع نهيّان للسيارة ولمح تردد أسامة ما وده يروح معهم وده يرجع لذياب : تراه رايح الدكتور تعال
ضحك أسامة يهز راسه بإيه ولف نصّار نظره لعمه حاكم يلي للآن يسولف بشكل يبين الألفة والمحبة مع فارس ، بشكل حرق لنصّار قلبه يشتت نظره لبعيد ونطق نهيّان لأبوه بإستغراب : ما طوّل ذياب عند الدكتور ؟
شدّ فارس يد عمه : عساه طيب ؟ أنا بروح أشوفـ
سكنت ملامح حاكم بلحظة من إستوعب إن ولده ما راح للدكتور ، وإن أسامة هنا وما يدري كيف مرّت عليه : لا
إستغرب فارس لوهلة من تركه حاكم : عمي !
نزل أسامة مباشرة من لمح إن حاكم إستوعب وبيروح لـذياب وتسرع خطوته تجاه البوابة : طال عمرك ! طـ
طلع ذياب من البوابة يمسح على يدّه ، وسكنت ملامح حاكم كلها بلحظة لأن يد ولده تبيّن إنه إفترى بأحدهم بشكل مؤلم : ما كنت عند الدكتور إنت !
هز راسه بالنفي بصدق ، وبردت ملامح حاكم ما يصدق الشخص يلي قدامه بهاللحظة ، ما يصدّق إنه ما إستوعب إن ولده ما بيمررّ كلمة " الكلب " وإن هالشخص جاي له مخصوص وإنه رجع له ما كان ناوي دكتور : ومن يكون ؟
نطق ذياب يشدّ على يده وهو محروق قلبه بشكل ما يتصّوره بني آدم مو لإنه ضرب شخص توه ، لأن بمروره سمع حديث ثوّر الدم بعروقه : كلب تكرم عنه ، نصّار وينه ؟
نطق أسامة بتوتر من لمح إن ذياب بينفجر والأكيد ثوّره شيء ثاني : بالسيارة ، معه نهيان طال عمـ
نطق حاكم وهو وده ينفجر من غضبه بهاللحظة وقطع حروف أسامة : روح عندهم ، ذيـاب
هز ذياب راسه بإيه بشكل يفهمه أسامة ، بشكل يحترم به كلمة أبوه بإنه يبعد لكن ما يروح للسيارة مثل ما طلبه وهو بينفجر لامحالة من الكلام يلي مر على مسمعه ، من إنّ وده وإشتهى إنه مات قبل يسمع ويحترق قلبه بهالشكل المجنون : ما به شيء تشيل همه ، توصي شيء ؟
مسك حاكم ذراع ذياب يصدّه عن خطوته غصب عنه ، وما إستغرب ذياب لو وهلة هو ما يشوف أبوه لكن طول صمته يبيّن إنه ما يبي شيء وعضّ حاكم شفايفه بغضب : أنا أبوك ؟ ماني أبوك أجل أنا الفريق حاكم ما تعرفني ؟
عضّ ذياب شفايفه لثواني ما قدر ينطق ، ما قدر يقول أبوي من الجمر يلي يحسّه بصدره وإن أبوه كمّل بطريقة تقتله وشدّ حاكم على ولده بغضب فعلياً لأنه يتصرّف وما يقول له : إنتبه وين توطى ، وإنتبه وش تسوي يا ذياب الغرور آخـ
_
ضحك بذهول ، بعدم تصديق لأن أبوه ما يشوفه ياخذ حقه ، ولا يشوفه يدافع عن نفسه للآن يشوف إنه غرور ، وإنه إعجاب سلطة ، وإنها تغريه البشوت ودنيا البشوت للآن كل شيء تغيّر لكن هالفكرة بعقل أبوه عنه ما تغيّرت وعضّ شفايفه لثواني يكمل الجملة يلي كان أبوه وده يقولها: الغرور آخرته حسافة .. أنا متحسّف الحين ولا قد إغتريّت لكني متحسّف ، وتقتلني الحسايف يا أبوي
ترك حاكم يد ولده ، وتوجه ذياب لأسامة يلي مدّ يده علن قدام الكل ، قدام نصّار يلي عدل جلسته بإستغراب من ملازمة أسامة لذياب طول الوقت : هو ليش طول الوقت ماسك ذياب كأنه عصاه ؟
رفع نهيّان أكتافه بعدم معرفة : أنصحك ما تستهبل عليه
سكنت ملامح نصار لأن كلهم يعرفون هيئة ذياب وقت يعصّب : توي مودّع الموت ما بسلم عليه من جديد !
هز نهيّان راسه بإيه بإستيعاب يلف على نصّار : توّك ما كنت متضايق وزعلان إنت ؟ وش غيّـ
نطق ذياب يلي ركب بمكانه بالأمام وسمع : ووش مزعّله ؟
سكنت ملامح نصّار لأن أسامة ركب يسوق ونطق من إستوعب إن ذياب ينتظر الجواب : محد جاب طاري زعل نهيّان : لقيت ولد الفريق أول ؟ فارس ؟ كان يسأل عنـك
عضّ شفايفه وده يشتت عقله كله لبعيد : ما لقيته
همس نصّار " أحسن " لكنها كانت مسموعة لذياب يلي يحسّ عقله يغلي من الحرارة ، يحسّ عقله كله يغلي من الحرارة والضغط يلي ما توجّه ضربه كالعادة إلا على عيونه : نروّح البيت وتنزل مع نصار ، عندك شيء ؟
نطق نصّار بذهول : وإنت وين بتروح ؟ ما بتجي معي ؟
شدّ على يده يدور سبحته : عندي شغلة أحلها وأجيك
هز راسه بإيه ، وغيّر ذياب رأيه كله يأشر لأسامة : إنت تقعد عند نصار ، نهيّان بيروح معي
هز أسامة راسه بإيه مباشرة : سم طال عمرك ، إبشر
كان تبادل النظرات بين نهيّان ونصار بتعجب ، بإستغراب ، بذهول ويمكن الأكثر بخوف لأنهم يعرفونه ، كلهم يعرفونه ويعرفون نيرانه وما يدرون وش سببها بهاللحظة
_
« بيـت حـاكـم »
أخذت ورد نفس من أعماقها تلبس لبس دوامها ، تعدل نفسها لثواني طويلة وكل مافيها يجبرها ما تداوم اليوم ولا ودّها ، مرت الإسبوعين نار عليها ما تحس إلا نظرات أبوها ، سكوت أمها المستمر والأدهى إنها صارت تستوعب إنهم كلهم ، ما يجيبون طاري نصّار عندها بأي شكل ولو الحوار عنه يروحون لأبعد مكان عنها وهالشيء غير طبيعي يتعّبها بشكل مو معقول والأكثر ، إنها صارت تفكّر بتعمق مرهق لدرجة تتخيل ، هل يعقل إنه فعلاً جاء وطلب وأبوها رفض ؟ لو كان كذلك وش أسباب رفضه ؟ وليه هي ما عندها علم ..
سكن قلبها من سمعت صوت ذياب ، من نطق يزلزل أركان البيت كله يناديها هي لأول مرة تحس بالـ..
_
لأول مرة تحس بالخوف ، لأول مرة ترتبك بعدم إستيعاب : بسم الله !
-
شبّ عقله كله من الكلام يلي سمعه ، يلي يصدح بعقله بشكل مجنون هو كان مارّ وتوه مفرّغ جزء من غضبه بشخص جايّ " يبي يرد إعتباره ويسترجل عليه" لكن صادفه حديث الممرضات " ما جات خطيبة نصار من صحى تدرون ؟ شفت أبوها وأخوانها كلهم يجون وأم نصار نفسه وهي ما جات ولا مرة ! " ومن كان مقتله كله نُطق آخر " ورد قصدكم ؟ ماهي خطيبته ومين قال لكم خطيبته ؟ وقت جات وقلت لها ما ردّت علي مصدومة وبس دخلت عنده وسألت بنات خالتي يعرفون أقاربها ، قالوا لا خطيبته ولا هم يحزنون ولا هي مخطوبة ورد أصلاً " ، الشهقات يلي تطعن قلبه سكّين بكل مرة يتكرر صداها بعقله والذهول " إذا مو خطيبته شلون جات ! " ، " هو صاحب أخوها حسب ظني بس " ، " وصاحب أخوها يعني عادي تزوره ؟ وتجلس عنده ؟ " بيموت من حسرته ، بيطق بأرضه وبيموت بمكانه لا محالة لو قتلوه هو ، ولو قطّعوا قلبه هو ، ولو نهشوا لحمه هو أهون عليه ألف مرة من إنه يسمع هالكلام ونطق نهيّان : ذيـاب بس تـ
أشّر له بالسكوت لأنه ما وده يغلط عليه هو كمان ، ما وده ينفجر فيهم كلهم : روّحوا المكتب
نطقت ملاذ مباشرة من رعبها : ورد مداومة ذياب
عرف نهيان إن أمه وصل فيها الخوف أقصاها على ذياب أول ، ثم على ورد لكن ضاع كله لأن ذياب سمع خطوتها ، ما شافها لكن سمع خطوتها بشكل تركه ينطق من حرقته على هالحركة لأنه مو ناقص : ما أشوف إيه لكني أدري !
نطقت مباشرة بتبرير ، برعب : ذياب أمي مو قصـ
ما كان منه رد ، وأشّر نهيان لأمه بالسكوت لأن حتى هو مرتعب ، لأن حتى هو مو فاهم شيء وعضّ ذياب شفايفه بغضب : ما قلت روّح المكتب ؟
هزت ملاذ راسها بالنفي بتردد لكن نهيّان شد عليها بهمس : أمي تكفين ، أبوي جاي بالطريق أصلاً تكفين
صرخ بغضب لأن خطوتها تسمّرت بالدرج وما نزلت له : تنزلين وإلا أجيك أنا !
ما عادت ملاذ تقوى تتكلم كلمة لأنها هي إرتعبت ، ونطق نهيّان مباشرة من ذهوله : ذياب وش مسـوية هـ
ما سمح له يكمّل لأنه توجه للدرج ، توجه لمكان الدرج يحفظ مكانه ما ودّه يشوف وركضت ملاذ خلفه تمسكه : ذياب ، ذياب أمي قل لا إله إلا الله الغضب يعمـي يا أمـ
ما تكلّم نهيان من ذهوله ، من ترك ذياب أمه يكمّل صعوده لورد يلي تسمّرت بنص الدرج ما عاد تحرّكت وما كان منه إلا يطلع جواله ، يتصّل على أبوه يلي ما حصل منه الرد وركضت ملاذ بذهول لأنه مسك ورد يدخلّها الغرفة ولأنه قفّل الباب خلفهم : ذياب ! ذيـاب
ما كان له صوت ، ولا كان لورد يلي نُفضت ضلوع صدرها من الخوف صوت ، ودقّت ملاذ الباب أكثر من خوفها : ذيـاب أمي!
_
مات داخله كله وده يكسر ضلوع صدّره ويطلع قلبه منه لأنه يحترق ، فعلاً يحترق وهو يسمع بكاها وودّه يجن لأن ما كان بالحسبان ، ما كان بالحسبان وبيموت من لومه لنفسه : وش أقول ؟ قولي لي وش أقول ؟
ما كانت تتكلم لأنها ما تدري وش تقول ، وضرب صدره بحرقة الأرض كلها : وش أقول وإنتِ ورد ! وش أقول وكل شيء مو بيديني وش أقول ! وش قولي لي ! ضيّعتيني ! ما عاد تعرفيني ! ما يمديك تجين وتقولين ذياب ! ما يمديك تقـولين ! ماني أخوك أنا ما تدلّيني !
يمكن لو ما قتلها خوفها منه ، بتقتلها حرقته بهاللحظة لأول مرة تشوفه محروق بهالشكل ، لأول مرة يضرب صدره بهالشكل وتألم من حرقته : ما قلت بشنبي ! ما قلت بوجهي إنتِ ونصّار وكل شيءّ ما قلت بوجهي خلّهم ياكلون وجهي خلّهم ياكلوني أكل إنتِ وشّ له تروحين ! وش له تروحين ويجيبون طاريك وش له قولـي لي ! إن ما سمعت أنا غيري يسمعه أنا أعرفك ! غيري ما يعـرفك ! ما يعـرفك جات تسيّر على صاحـ
ما قوى يكمّل الجملة لأنه بيجرحها هي قبله ، يمكن ما مات منه حيله كثر هالمرة ، كثر النفضة يلي بقلبه لو كانت غير ورد ، ولو كان غير نصار يمكن قتلها بأرضها لكن إنه يعرف ، وإنه كان مرتّب كل شيء بعقله بطريقة ما تضرّها هي ولا تضرّه وغصب طيب هي حلاله وهو حلالها لكن نفضة الكلام ، وإنه عن ورد حاكم ، عن ورد أخته وإنه لو وصل لمسامع حاكم حكاية أخرى بتنكسر صورة ورد عند حاكم لأنه ما يغفر ، وبتنكسر صورة حاكم عند ورد وهو دنيتها وللآن ما يدري كيف يتصرّف ويقول إن نصّار قد خطبها من مدة لكن أبوها كان العائق وهالتصرف منها أكّد له إن مو بس بتنكسر صورة أبوها ، يمكن بعمرها ما تصدّقه أو تستوعبه لأن مافيه مبرر تنكسر صورته هو عندها ما عنده مشكلة ، لكن حاكم يهون وتتألم منه ورد ؟ لا والله كبيرة ما يطيقها ظهره ..
أخذ نفس من أعماق قلبه يحاول يهدي ، يحاول يهدي نفسه وعقله يلي بيقتله بأرضه لا محالة : أخوك وإلا غريب قولي لي !
بكت لأن ما عندها شيء تقوله ، لأن ما تدري وش تقول ولأنه جلس بضعف الأرض كله على أقرب كرسي يشيل مالا يطيق ، ويحسّ شيء ما يحسه أحد على وجه الأرض ومسح على ملامحه لأنه ما يحسّ نفسه ولأن بعدم إستطاعة منه هو تصرّف بكل شيءّ ما يحبه ، وما يطيقه ، ويكرهه وإستيعابه أسرع من إنه ما ينهش نفسه ندم وسط كل هالمعمعة : لا إله إلا الله .. لا إله إلا الله يا ورد نصّار ماهو ردي ، ولا إنتِ غير بنت أصول لكن ليـه ! ليـه وأنا موجود أنا أخليـك ؟ أنا قـد قصّرت وتركتك ؟
كان على وشك يعاتبها على نفسه هو ، على كاوي الألم يلي يحرق قلبه " ليه تحدّيني على شيءّ ما أحبه وطبع ما أطيقه " لكنه …
_
لكنه تجرّعه حارق جمرة بجوفه يسكت ، يسكت وكل ما فيه ودّه يصرخ : كلّميني .. قولي وش بخاطرك
رجفت شفتها لأن كل شيء شديد بشكل هي ما تتصّوره ، ولا حسبت حسابه وقت راحت لنصّار : بقى خاطر ؟
هز راسه بإيه : بقى وأنا أخو ورد .. بقى عن مليون خاطر
« بالأسفـل »
عضّت ملاذ شفايفها لأن غضبه مستحيل ولا تدري عن أسبابه ، وعضّ نهيان شفايفه بتأكيد لشكوكه : هو معصب ، أصلاً معصب ويمكن زوّدتي عليه يوم تغافلتيـ
لفت نظرها له لأن آخر شيء ممكن تكون تبيه هو إن نهيان يقول لها الغلط عليك ، وعضّ نهيان شفايفه : ورد مالها دخل هذا الأكيد لكن أمي تقولين له شيء ، وورد ما تجي له وهو أصلاً ما يتكلم ولا يقول ولا حتى يشوف وما ندري عن ولا شيء منه وتوه تهاوش مع أبـ
سكنت ملامح ملاذ تلف نظرها على نهيّان يلي عض شفايفه المفروض ما يتكلم بس هو يتكلم بدون ما يستوعب : ما تهاوش معه ، بس إن صار بينهم نقاش حاد أبوي مسك ذراع ذيـاب وتكلّموا بعدين إنقلب مزاجه
نطقت ملاذ الحوقلة لأن عقلها ما يستوعب ، وبردت ملامحها كلها من لمحت إن ذياب نازل الدرج لكن ورد مو خلفه ، من كانت ملامحه ما تبيّن شيء وعيونه تغطيّها نظارته يبيّن إنه بيمشي ما بيجلس ووقف نهيّان : نمشي
هز راسه بإيه : نمشي ، وورد بتروح معنا دوامها
ناظرته ملاذ لثواني طويلة ، وما عاد يحسّ شيء لكنه نطق لأنه ما يدري وين مكانها : أمـي
قرّبت له مباشرة يقّبل راسها ، لمرّة ومرّتين وثلاث ويمكن ما إكتفى لأنها تبكي ولحد ما سمع صوت نزول ورد : حقك علي ، وحق ورد علي وبوجهي ما أخطت أنا مخطي
هز نهيّان راسه بإيه : إنت كنت معصب وطاحت على ورد؟
هز راسه بإيه : وإنت أولى .. لكنها طاحت على ورد
إبتسم نهيّان يشوف ورد أخته : والله ما ظنّتي طاح عليها شيء ، بس إنت لو تتكلم وتفضفض أزين لك من الكتمان وتفيض على شيء ما يسوى بعدين وعلى ورد ؟
أخذت ملاذ نفس من أعماقها : الله يصلح قلوبكم يا أمي ، الله يصلح قلوبكم ويخففّ النيران منكم وتصيرون بخير
ضحك نهيّان : يخففّ النيران منا ؟ عيال حاكم إحنا ترى
تنهّدت ملاذ : عيال حاكم وما يبتلي غير الليّ يحبكم ..
كانت تقصد ديم بكلامها ونهيّان يفهم ، وذياب يفهم بشكل أوسع هي تقصد نفسها قبل نهيّان وديم وقبّل راسها للمرة الألف : آمين .. الله يديمك لنا
إبتسم نهيّان من نظرات ورد : الظاهر ورد غارت يا ذياب بس أذكر والله أعلم المفروض الغيرة لبنت الشاعر مو لها
لف يدوّر ورد يلي فعلاً دخلت تحت جناحه بدل أمه ، وقبّل راسها للمرّة الألف لأن قلبه للآن محروق عليها ، ومحروق منّه نفسه عليها وضحك نهيّان بذهول لان محاجر ورد إحتقنت بالأحمر : …
_
: بكت ! وأحضاني دايم ما تبكيك وإلا ذياب غير ؟
إبتسمت ملاذ لأنها تعرف شعور بنتها ، وتعرف ذياب شلون يحتوي : لأنه أخوها الكبير ، الحنون ..
ما كان من ذياب كلمة لأنه مو حنون ، لأن خاطر أخته به ألف شيءّ ما قالته وبه ألف شيءّ ممكن يجرحها ولا يدري كيف يقول الأهون بالأهون ، ما يدري كيف يلمّها ويلمّ قلبها وهي أساس جرحها مو منه لكنه مسؤول وشتت ورد نظرها : تأخرت على الدوام ، نمشي؟
هز نهيان راسه بإيه ، وبالمثل ذياب يلي مشى بعد ما تطمّن على أمه وداخله مُثقل يدري ما طاب خاطر ورد ، ويدري إنه مخطي وبنفس الوقت ، يدري إن الوضع جارح بكل الأحوال إن كان من جهة ورد ، وإن كان من جهة نصار ، وإن كان من الأساس كله أبوه سكنت ملامح نهيّان من لمح عمه فزاع الغاضب يلي بتر حروفه قبل ينطق : لا أسمع لك كلمة ، أبوك وينه ؟
طلع ذياب من الداخل يسكّر الباب ، وسكنت ملامح نهيّان من نبرة عمه : وتكلمني كذا عمي ؟
عضّ فزاع شفايفه : لأن الكلام معك يا عمي ما منه فايدة
هز نهيّان راسه بالنفي : الظاهر جاي لنا ياعمي والكلام عني ، متى كلّمتني وما كانت مني فايدة ؟
ناظره فزاع بقهر : من يوم وافقت وقلت تم ، من يومها وأنا أدري ما منك فايدة وأنا عمك لكن كلامي الحين ماهو معك ، ولا حتى مع أبوك الصدق لأنه أخوي وأدري به وأدري من إنت عنده
سكنت ملامح نهيّان لأنه يقصد ذياب : إن كان الموضوع أنا وديم أنا أول من يسمع ياعمي وإلا وش تقول ؟
ضحك فزاع بسخرية : أول من يسمع وإنت ما تدري عن البنت من متى لا هي معك ولا هي بدونك ؟ نطق ذياب بهدوء يوجه أول حواره لنهيّان ، وآخره لعمّه : ودّ ورد دوامها ، ولا لك علي يمين إن ما جيت إنت ياعمي كنّا جايين حنّا ، حياك
هز فزاع راسه بالنفي : لا يابوك ، عندي كلمتين بـ
نطق ذياب مباشرة : ووالله إن هالكلمتين ما تنقال إلا بالمجلس وأنا قبلها عندي كم كلمة ما تردها !
هز فزاع راسه بإيه يدخل مع ذياب للمجلس ، وطلع ذياب لأمه ما يشوف وما عاد يطيق إنه ما يشوف : قولي لأبوي إن عمي موجود ، يجي ويتفاهمون أنـ
هزت ملاذ راسها بالنفي : لا يا أمي ، لا أبوك ما يتفاهم إلا باللي يرضي نهيّان أكثر وعمك قلبه على بنته أكثر ، ديم وورد واحد يا ذياب ونهيّان إنت تدري به ، الله يرضى عليك !
سكنت ملامحه لأن بعد ما نهش نفسه مليون مرة عشان ورد هو ما يتحمّل يُحط بموقف آخر ، ما بيتحمّل قلبه أكثر وهز راسه بإيه : إن شاء الله ..
توجه للمجلس ما يدري وش الكلام يلي بيضربه به عمه بهاللحظة ، وما يدري وش الأعذار يلي ممكن تكون بيديه ووش الحلول وأمه تبي حل ونهيّان يبي حل ما يبون نهاية ونطق فزاع ينهي كل شيء :..
_
: يا ذياب الوجع له آخر ، والسكوت له آخر لكن المكابر والعناد يضيّع الوقت وأنا بنتي ماهي هينة عندي ، نهيّان يطلق ويفتح الله بينهم كلٍ ودربه
هز راسه بإيه : يطلق .. إن قلت يطلق على خشمي
سكن فزاع لأنه ما توقع ، توقع الجدال من ذياب لكن ذياب وافقه رأيه وسكت لدقائق طويلة قبل ينطق : إن كنت تشوف الطلاق حل يا عمي ، يطلّق
ناظره فزاع لثواني : كأنك ما تشوفه حل ؟
هز ذياب راسه بالنفي : وإن كنت ما أدري عن شيء ، لكن عمر الطلاق ما كان حل يا عمي ، وعن نهيان أخوي أقول ماهو حل ولا ودّه به وأنا أدري به وأعرفه وقال لي
فزاع : ولا ودّه به ؟ العقل له حدود والصبر له حدود يابوك ماهو معقول كل ما سألتها عنه ما تدري
هز ذياب راسه بإيه : عند الباب ما قلت لك جايينك حنّا ؟ جايين نطيّب خاطرك ، ويطيّب نهيان خاطرها ياعمي ووالله ما أكذبك حرف ، إنها غالية على نهيّان ، وبغلاوة ورد ولا تنقص عنها بشيء ولا نرضى عليها شيء والله
هز فزاع راسه بالنفي : الغالي تبيّن غلاوته يا ذياب ..
هز ذياب راسه بإيه : ولأنها غالية أقولك ياعمي إن كنت ناوي الطلاق ومعزّم عليه وهي تبيه ، قل لها الخلع بيدها وما نردّها عنه ولا يردّها نهيان وهو قاله إن إنتهت ولا عاد هي ودّها ، هي تخلع ولا يلحقها شيء بعده .. لكن أقولك ياعمي الطلاق ماهو سهل ، ولا هو هيّن وهو ولد عمها دربهم واحد ، وشاريها ياعمي ، والله شاريها وأنا أعرفه
هز فزاع راسه بالنفي ، وتنهّد ذياب لأنه ما عاد يطيق فعلاً ولا يقدر ولا بيدّه شيء : عنها ما أدري عن شيء لكن إن جاها شيء من نهيّان أنا ضده ، ولا أسكت عن خطاه وإن كان أخوي ، ووالله بعالي سماه إن مالك ومالها إلا طيبة الخاطر إن كان من نهيّان ، وإن كان منّا لكن الطلاق ، لا تطريه إنت ياعمي وإن كانها هي تبيه ومعزّمة عليه قل لها نهيان يحطّه بيدينك وما تلقين منه إلا اللي يرضيك
ناظره فزاع لثواني ، وهز ذياب راسه بإيه : وهذا كلام نهيّان ، ماهو كلامي ياعمي والعاقل الليّ وده يمسك بيته توّهم أول الدرب والطلاق كبير ، والله كبير
ناظره فزّاع لثواني طويلة وهو سمع تنحنح حاكم يبيّن مجيئه : والله وأنا عمك إن ما يسولف قدامي إلاّ نهيان .. عقل نهيّان ولسان نهيّان ، أخطيت السماوة ياحاكم
نطق حاكم السلام وهو سمع جملة أخوه عن إن ذياب أولى بإن يصير إسمه نهيّان ، وبعد ما رُد السلام نطق ذياب بكل هدوء الأرض : ما أخطى نهيّان ، عن إذنكم .
لف حاكم نظره لولده يلي دلّ دربه تجاه الباب ، لف وكل مافيه مذهول منه ما ينطق إلاّ شيء بمكانه ، بمحلّه حفظ قدر أخوه بردّه ، وثبّت إسمه عليه بإنه ذياب لا غير : حيّ الله أبودرة
-
_
« بيـت نصّـار »
ما كفّ تأمل لأقدامه يلي يحركها بصعوبة شديدة مع ألم أشدّ بظهره بكل حركة ، خروجه بهالوقت رجع يحسسّه بوجع العجز بكتفه ، وأقدامه وإن مشوار العلاج جداً طويل لكن صبره الوحيد إن فيه أمل : متى يجي ذياب
سكر أسامة جواله وهو على أعصابه فعلاً لأنه ما يدري عنه ولا يقدر يفارق نصار نهائياً : قريب إن شاء الله
رفع نصار حاجبه لثواني : بشوف نهيّان ، يجون مع بعض؟
هز أسامة راسه بإيه ، ودقّ نصار على نهيّان ينتظر جوابه وبالفعل رد نهيّان : هلا عيوني
إبتسم نصّار لثواني : ليتها من اللي ببالي ، وينكم جايين ؟
هز نهيّان راسه بالنفي : ذياب مو عندكم ؟ توي راجع البيت ما لقيته قلت أكيد جاء عندكم ما جاكم ؟
بيّن توتر أسامة بعينه مباشرة بشكل ما خفى على نصّار يلي هز راسه بالنفي بإستغراب : ما جاء ، متى مشى ؟
نطق نهيّان يسأل أمه يلي جاوبت " كلم عمك فزاع ومشى على طول ، ما جلس " : له مدة والله ، غريب ما جاكم
توتّر أسامة بشكل مجنون من ملامح نصّار يلي نطق : ماله وجهة غيرنا ؟ وإلا بيروح مكان ثاني ؟ إذا ماله وجهة غيرنا غريب التأخير ماهي عادته
سكت نهيّان لوهلة ، وإنتبه نصّار على أسامة يلي إبتعد عنه يكلّم بسماعته وينتظر جواب على أحر من جمر بيّن توتره بشكل ما يُخفى وكله تحت مراقبة نصار يلي قفّل من نهيان ، وكل مراقبته لأسامة يلي وقف نبضه من صوت المفاتيح بالباب فزّ فزة ما تُصدق من دخول ذياب الهادي وما خفت على نصّار يلي عدل جلسته بالقوة : ذيـاب
همس أسامة يقوله إنه قدامه ، وتوتّر نصار مباشرة : وش ؟ ليه الخوف هذا كله لأنك تأخرت ؟ ليه الفزة ذي ؟
ما تكلم أسامة كان يحسّ بالأسف ، وإنه بيّن شيء ذياب يخبيّه وهمس : آسف طال عمرك
هز ذياب راسه بالنفي يمد يده لأسامة عشان يدّور مكان يجلس فيه : جاي يمّك أنا ، جاي يمّك وتعرف
بردت ملامح نصّار لأن أسامة ساعد ذياب بجلوسه جنبه ، وبردت عظامه لأنه صار يدري لا محالة إن فيه سوء : وش
مد ذياب يده يثبت قدم نصّار يلي يرجف قلبه قبل ضلوعه ، وإبتسم لثواني بسيطة وده يفك عن صاحبه رهبته : الأمور طيبة ، وبخير هذا أول شيء تعرفه
نطق نصّار بإستعجال بيموت من توتره : وثاني شي ؟
هز ذياب راسه بالنفي : مابه شيء ثاني ، الأمور طيبة أولها وآخرها
ناظره نصّار بذهول ، وضحك ذياب يشدّ على قدمه ويتأمل المدى يلي ما يشوفه أصلاً وذاب قلب نصّار كله بإستيعاب : ما تشوف ! ما تشوف ذياب !
صد أسامة بأنظاره لبعيد لأن الموقف أكبر من إحتماله هو يشوف نصّار ، وشاف قهره ودموعه يلي غرّقت عيونه فعلاً من ذهوله ، شاف تمتمات حروفه بالذهول عجز ينطق جملة وحدة : وأنا ما دريـ
_
شدّ ذياب على قدمه مباشرة لأن ما وده يُقهر ، ما وده يموت قلبه قهر وهو يكفيّه : ما دريت لأني أنا ما بغيتك تدري ، ما به داعي الأمور طيبة وما علي خلاف
العجز يلي ما حسّه على نفسه وتعبه لأن ذياب كل حيله وحيلته وخففّه عنه حسّه الحين بهاللحظة بشكل مؤلم ، بشكل حسّه ذياب وإن ما نطقه نصار وما باح ومد يده يدور عنق نصار يشد عليه : أول ما قمت ، ما قلتلك كلّ الدنيا بوجهي وما عليك شيء إنت ؟ ما يهمـ
قاطعه نصّار مباشرة : علي إنت ! علي إنت شلـون ما تقـ
هز ذياب راسه بالنفي : وأنا بخير ما بي البلاء الحمدلله ! يوم قمت ما قلتلك المهم قومتك وبعده كل شيء هيّن ؟ متى قلت كلمة وما كنت وراها يانصّار ؟ قد صارت ؟
ناظره نصّار بيأس ، وتنحنح أسامة لأن نصار صار يبيه هو يجاوبه ويأكّد : طويل العمر صدق بخير ، بس عنده مشكلة بالأعصاب وتأثر على عيونه وقت الضغط
هز ذياب راسه بإيه يكرر : وقت الضغط ، يعني شدّة وتمر ووش به شيء ودي أشوفه الحين ؟ إنت قمت ، والأمور طيبة والدنيا ما تغيّرت يصير ودي أشوفها كله مألوف وإن مرة بغيت شيء وغصب طيب أشوف
تنحنح أسامة بهمس سمعه ذياب : أنا موجود طال عمرك
ضحك ذياب يهز راسه بإيه : أنا أشهد ، موجود يا أسامة
ناظره نصّار لثواني ، وضحك يمسح على عيونه بتوجّع : أنا حتى لو ودي أصير موجود ما يمديني الحين ، ذيـاب
ضحك ذياب يهز راسه بالنفي : وإنت موجود ، وبتقوم على حيلك وإن ما خفّ الضغط إنت تدلني وش تبي أكثر ؟
ضحك نصار لأنه يعامله مثل الطفل بالضبط ، وإبتسم ذياب وهو ذاق شعور ما ذاقه أحد بالدنيا وهو سبب ضربة عيونه بهالشدة : دامك حيّ وقدامي ، ودامني حيّ وقدامك ، والنفس باقي الأمور كلها هينة يانصّار ، كلها هينة وتزول بإذن الله ماعلينا منها وماهي كايدة
هز نصّار راسه بإيه يناظر صاحبه لثواني طويلة ، وتنحنح أسامة ينتظر هاللحظة : طال عمرك ، أجيب الشاش ؟
هز ذياب راسه بإيه لأنه فعلاً مصدع وما يمديه يتحامل على نفسه ، وضحك نصار لأنه فهم كل شيء ما يحتاج يسأل : والله لاعبها صح حتى الشاش ما تحطّه قدامي عشان لا أدري ؟ مستهطفني إنت ؟
هز ذياب راسه بالنفي يبتسم : لا والله محشوم ، محشوم
هز نصّار راسه بإيه لكن بجوفه كلام ، ودّه ينطق شيء ولو إنه يحسه ماهو وقته بشكل مجنون لكنه عض شفايفه يردّ نفسه ، يتأمل أسامة يلي يلف الشاش على عيون ذياب يغطيها وإن ذياب ساكن لكنه رجّف له قلبه من نطق : وش بتقول ؟
سكنت ملامح نصّار لثواني كيف يدري به : تلعب علي ؟ إذا تبي تشوف غلاتك ماله داعي نزله خلاص
ضحك أسامة ، وإبتسم ذياب : وش بتقول علمني ؟
_
« المركـز »
أخذت نفس من أعمـاق قلبها من
تعليقات