رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل الثلاثون 30 بقلم مجهول
رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب pdf الفصل الثلاثون 30 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب pdf الثلاثون 30 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل الثلاثون 30 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الثلاثون 30
رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل الثلاثون 30 بقلم مجهول
من رهبة الموقف والحاصل مع ذياب هي وصلت لدوامها الأساسي وضيّعت الفرصة إنها تقول لنهيان دوامي بالمركز الثاني وإنّها من مدة تداوم بمركزين مختلفين والحين تنتظر دوامها ينتهي على أحرّ من جمر لأنها بتطلب أبوها يجيها يعرف حكاية دوامها ويشوف هالمركز ، ويرجع ينتبه لها من جديد : ورد ، حالة جديدة
رفعت حاجبها تشيّك عالجهاز وإن ما تجدد عندها إسم جديد ولا ملف جديد: ما وصلني بالسستم شيء
هزت الممرضة راسها بإيه : مو عالسستم ، المشرفة طلبتك تبي فحص شامل وتحددي الخطة
هزت راسها بإيه بإستغراب : طيب ما جاء عالنظام شيء !
هزت راسها بإيه : يابنتي مو نظام ولا موعد ولا شيء السستم قفل ما يستقبل مراجعين الحين شوفي الوقت ، ما أدري كيف رتّبوا الوضع وإن مستعجل بس يبون يعرفون والواضح لي إنه أحد واصل ، يبي يعرف حالته ويكمل علاج بمكان ثاني كالعادة ، روحي تنتظرك
هزت راسها بإيه تتوجه للخارج ، لغرفة الفحص ما كان بداخل قلبها أي شعور ما حسّت شيء تسلّمت ملفه الطبي ولا كانت تعتزم فتحه إلا لما تدخل عنده أول ، ودها تشوف من يكون وهيئته ثم تعرف حالته وتحدد الباقي بعدين ما يكون لها حكم مسبق من الملف فقط ..
أخذت نفس من أعماق قلبها من سمعت المشرفة تناديها قبل دخولها : ورد ، ورد
توجهت لها مباشرة ، ونطقت المشرفة : ورد ، المفروض نهاية دوامك هنا من نهاية هالإسبوع لكن
ناظرتها ورد بتمنّي إنها ما تقول لها " بتجلسين " لأن تعوّض النقص ، ولأن هي أُهلكت بين الدوامين لكنها حطمت طموحاتها مباشرة : لكن رفعت طلب تمديد ، بحتاجك الفترة الجاية الحين روحي شوفي غرفة الفحص
نطقت ورد مباشرة : كم إسبوع ؟ مدة الحاجة يعني ؟
رفعت المشرفة أكتافها بعدم معرفة : حددي حالته ، على حسب مدة علاجه راح تكونين موجودة ياورد ، مسؤوليتك
ناظرتها بذهول العالمين لأن ما كان هذا بالحسبان وهي طول فترة وجودها هنا ما قصّرت ، وتوجّهت المشرفة لبعيد تترك ورد تاخذ نفس من أعماق قلبها : هانت
توجهت لغرفة الفحص تفتح الباب لكن سكن داخلها من عرفت أول شيء عن هالشخص من ظهره يلي يقابلها ، عرفت إن وجعه بكتفه هذا الأكيد ، وإن عمره بعمر أخوانها ودائماً الحالات يلي بمثل عمره تشلّ قلبها من الألم ونطقت السلام لأنه ما إنتبه على دخولها ولا لف يشوفها : السلام عليكم
ما رد لأنه ما سمع ، لأن داخله يرجف من إصراره إنه يجي ويفحص بهالوقت وباله مشغول بشكل مجنون ، وتنحنحت ورد : ما فتحت ملف المستشفى ودي تقول لي وش تحس بالضبط ، ثم نفحص إحنا ، ثم نحدد ونرجع للملف طيب ؟
هز راسه بإيه وهو ما إستوعب للآن ، وعدلت ورد نفسها تتوجه له
_
رجف قلبها تترك الملف على طرف السرير ، وسكنت ملامحها لأنه نصّار مو غيره وقفت خطوتها بشكل غير عادي عرفت من ملامحه وشروده إنه ما إنتبه لها ، وما إستوعب وده ينتهي من الفحص ويخرج هذا الواضح ورجفت يده على فخذه من رن جواله : وعليكم السلام
رجف قلبها من إستوعبت جدياً إنه نصّار ، وإن هي يلي بتكشف عليه وهي يلي بتتعامل معاه بشكل مباشر ما أعطت بال لعاري ظهره أول ما دخلت طبيعي لكن الآن ، إنها تقابله وبتشوف كتفه والمعنى إنها " بتقرّب منه " نبض عقلها بحرارة مستحيلة أوّل مرة تحسها ما قدرت تمدّ يدها إلا لبطاقة إسمها تدخلها بجيبها من التوتر وإنه مشغول بهالإتصال يلي الواضح إنه مهم وكبير كان بوقته عشان ما ينتبه لها ، عشان ما يعرف إنها ورد ..
هز راسه بإيه يضغط على عيونه بيده:إن شاء الله خير أشوف وأرد لكم خبر ، ما تقصر الله يحفظك ، إن شاء الله
رجفت يدها ما ودّها تتكلم أو تقول له شيء لأنه ما عرفها بالبداية لكن الأكيد بيعرفها الحين ، الأكيد بيميّز لو نطقت وتكلمت من جديد ويستوعبها لأنه بدأ يستوعب المكان والمحلّ كله ورجف قلبها بالذهول من فُتح الباب هي صدت للجهة الأخرى لكنها سمعت صوت ذياب يلي نطق من عند الباب يلي فتحه له أسامة لكنه ما دخل : سم
نصار : رسلت لك ملف ، تذكر يوم قلت لك باقي التوقيع ثم أربع سنين بالخارج ويمكن أكثر ؟
هز ذياب راسه بإيه ، وسكن داخل ورد لأنه نطق : كان الوفد الأول ، الحين به وفد ثاني وكلمني السكرتير يقول عطهم الخطة وينسّقون وتروح بعد ما تخلص خطة علاجك ، تم ؟
هز ذياب راسه بإيه : تروح معاهم ، وقّع
بردت ملامح ورد لأن ذياب يقوله " وقّع " والموضوع كله " خارج الرياض " ومدة مو هينة ، يقول ويحطم آمالها ، يحطّم يلي طمنها به وقت قال كل شيء بوجهي وبردت عظامها بلحظة من إستوعبت غضبه ، من تسلل لبالها تفكير ماله بديل ذياب ما مرّ عليه الموضوع مرور السلام وبينهيه بطريقته هو ، بينهيه إن نصار يصير بأرض ، وهي تكون هنا وينتهي كل الموضوع عجزت تستوعب ، وطال إنتظار نصار يلي رفع نظره لها ينتظر الفحص يلي ما حصل حتى بعد مدة من خروجهم : مطوّلين ؟
لفت نظرها له بعدم وعي ، وشتت نظره لكن ما مرّت عينها عادية وقت لمحها ، ما مرّت وده يتأكد رغم إنه يدري ورد تداوم بمركز مختلف ومستحيل تكون هي يلي قدامه لكن قلبه خَفق ، ما يكذب قلبه خفق بشكل مجنون من لمحة ما تأكدها ويخاف يرفع عينه وتكون مو هي وسكنت ملامح ورد من تغيّر ملامحه كأنه يستوعب ، كانت على وشك تطلع ، على وشك تبعد قبل يستوعب أو هي تستوعب أكثر وما إنتبهت حتى على دخول المشرفة يلي نطقت : خلصنا فحص ياورد ؟
سكن قلبه بـ
_
بذهول مجنون يرفع نظره لها من أول وجديد ، رجف قلبه من الذهول هي ! طول الوقت كانت هي لكن ضجة داخله ما سمحت له يستوعب ، ضجة ندم قلبه بإصراره على ذياب إنه يفحص بهالوقت وإن ذياب ما عارضه ، طاوعه وجاء معاه : ما بدينا !
نطقها بإندفاع مستحيل مثل إندفاع نبضه بالضبط ، مثل شدة نبضه يلي عجّزت عقله عن الإستيعاب وسكنت ملامح المشرفة بذهول : ما بديتي للحين يا ورد !
ما عرفت تنطق من ذهولها من نصار ، ومن نظرة المشرفة المذهولة يلي لفت نظرها لنصار : تفضلي ياورد ، آسفين على التأخير الآن بنفسي أكمل الفحـ
هز نصار راسه بالنفي مباشرة لأن ورد كانت على وشك تتحرك فعلاً وما يدري كيف مسك طرف لبس دوامها ما تشوفه المشرفة لكنه يوقفها بمكانها : مني التأخير ، ما حصل خلاف نكمل الحين
عجزت تنطق كلمة من ذهولها ، من الحرارة يلي تحسّها بعقلها وداخلها وإحساسها بيدّه يلي مسكت طرف لبسها ، جيب معطفها الأبيض ما قدرت تتحرك وهزت المشرفة راسها بإيه تعتذر من جديد على التأخير وتتوجه للخارج ونطق نصار مباشرة : ورد
ضاع قلبها من ذهولها ، من توترها مباشرة تنطق وودها تبعد من جديد من نزل يده : ذيـاب هـ
نطق مباشرة يقاطعها من ذهوله ، من رجفة قلبه لأن عيونها تلمع بشكل مجنون ولو ما نطقت كلام ، كانت عيونها واضحة وتعبّر عن ألف شيء وشيء وهو للآن ، للآن ما نسى نظرتها له وقت تبعها لمكان دوامها ، ما نسى صدها للآن : أدري إن ذياب هنا ! أدري إن صاحبي هنا لـ
رجفت نبرتها بذهول لأنه يكلمها ، ولأن هي ما تتحمل غضب آخر من ذياب على قد حنانه هي تعرف إن سكوته على الغلط غير وارد مرّ مرة ، ما يمر مرّتين : نصار لا تـ
هز راسه بالنفي وهو بيموت بمحلّه لأنها فرصته ، فرصته بالكلام ونطق بدون تردد : نصار لا تودينّا وراء الشمس ذياب هنا أنا بقول اللي عندي وبعده بطلع لذياب وأقول له ويطحن ضلوعي لو وده بس إسمعيني ورد
رجف قلبها من ذهولها لأن الخجل مستحيل بهاللحظة ، لأنها تشوفه والمفروض تفحص كتفه والأكثر بتلمس صدره هذا شيء أكيد وهي ما تتخيّل ، ما تتخيّل ترتفع حرارة عقلها بهاللحظة لأنها قريبة منه ولأنه يتكلم ونطق مباشرة : ذياب يدري ، ذياب يدري إنّي أبيك وطالبك مثل ما يدري أبوك ويدرون أهلك ، خطبتك من أبوك مرّة وعدّت وتشبّكت ولا لنا بها نقاش الحين لكن بخطب الثانية الحين بحضور ذياب وبتتمّ ، والله بتتمّ ورد وإلا ما مـسكتك ، ما كلّمتك وذياب وراء هالباب والله
رجف قلبها من ذهولها " قلت بوجهي " كان يعنيها ذياب وهذا كل ضغطها بهاللحظة ، كل ذهولها وسكنت ملامح نصّار لأنها هي ما تعبر ولا ردت :وش ردك ، لي أنا الحين قولي تم وإلا مـ
_
: .. ما هو تم بس أبي الرد منك إنتِ الحين وبعلمك إنتِ
ما نطقت تم ، ولا نطقت العدم لكن دخلت المشرفة يلي غرابة الوضع جننّتها والحين تأكدت إن ورد ما فحصته للآن لأن وقوفها ونظراتهم مو وقوف فحص وقررت هي تفحصه معاها : يلا ياورد
عدلت قفاز يدها مباشرة من الإرتباك تشتت نظرها عنه ، ما ردّت جواب لكن شتت نظرها لبعيد : تقدر تمد يدك ؟
كانت الموافقة خفيه منها هالمرّة ، كانت قبل كل شيء فعل قبل تقول حرفين بسيطة هي ما سمحت للمشرفة تقرب وتمسكه كانت هي تمسك يده : حركها لي .. عندي
كانت المشرفة واقفه على راسها ، ومدّت يدها لكتف نصار تشرح له يمد يده لورد : مدها لها على قد ما تقدر عشان نحدد مدة العلاج ونعرف إتجاه الحركة
وده يمد قلبه مو يده يلي قدرتها ضعيفة بشكل مجنون وحسّ بالضغط من وجود المشرفة مو ورد يبي يطلّعها بأي طريقة ما يكفيه الفعل ولمح إن ورد سكنت بطريقة غريبة ووجه حواره للمشرفة : الأوراق جاهزة ؟
هزت راسها بإيه ، ونطق : ماعليك أمر أبي نسخة منها على ما نخلص الفحص الحين تكون عندي إذا تقدرين
هزت راسها بإيه تتوجه للخارج : سم إن شاء الله الحين ، ورد نفحص الكتف الحين عشان آخذ التقرير مرة وحدة ؟
تورّدت ملامحها مباشرة لأنها قربت من كتفه تلمس جرحه وإصابته يلي بقت آثارها وآثار العلاج فقط ، تحاول تحدد مدى تضرره : مع حركة يدي حرك كتفك بس
تطمّنت المشرفة إنها تفحصه ، وتوجهت للخارج مباشرة وأبعدت ورد بنفس اللحظة من توترها ، من شعورها بالنار بيدها لأنها تلمسه لكنه نطق مباشرة : بعتبرها تم ، وبكلم ذياب الحين عشان ترتاحين وأرتاح أنا ما تخافين
هزت راسها بإيه فقط تنزل القفاز عن يدها لكنها ما قدرت ما تتكلّم ، ما قدرت ما تقول : لا تقول لذياب شيء ..
ناظرها لثواني بإستغراب ، وأخذت الملف مباشرة تتوجه لخارج غرفة الفحص ودخل أسامة بعد دقائق : خلصت ؟
هز راسه بإيه ياخذ تيشيرته ، يلبسه : ذياب وينه ؟
أسامة : يكلّم قريب ، عسى الأمور طيبة وما تطول ؟
هز راسه بإيه يتمتم : إن شاء الله ، إن شاء الله خير ..
جلس على كرسيه بمساعدة أسامة يلي يدفه للخارج ، نبض قلبه من ملامح ذياب يلي ما تبيّن أي شيء كأنه جدار ونطق بمجرد قربهم منه : بشّر ، الأمور طيبة ؟
هز راسه بإيه ، ونطق ذياب : الورق يا أسامة ، لا تنساه
هز أسامة راسه بإيه ، وتسلل لنصّار شعور غريب بقلبه ما وده يقول ، وزاد عليه قول ورد له وإن كل الدلائل تبين إن ذياب ماله علم بدوام ورد هنا وعض شفايفه بتردد : ذياب
نزل ذياب راسه بإتجاه صوت صاحبه : سم
سكت ، وإستلم أسامة الأوراق : معي الورق طال عمرك
هز ذياب راسه بإيه فقط ، ومشى أسامة يـ
_
ومشى أسامة يدف نصار بإتجاه السيارة وركب ذياب بمكانه بكل سكون ، بكل هدوء الأرض ولا نطق حرف لو تكلم أسامة هو يجاوبه ، ولو تكلم نصار يرد عليه لكن مو أكثر نهائياً ومع ذلك كان يحترق قلبه بكل لحظة يسكت فيها نصار ويصدّع بشكل ما يتصوره بني آدم ونطق أسامة : بتروح مكان طال عمرك ؟
هز راسه بإيه وهو يحس بإحتراق أعصابه وقلبه : كلّم نهيان يجي عند بيت نصّار ، وين ما كان لا يطول
ناظره أسامة لثواني بتمنّي شديد إن نهيان يجلس عند نصار هالمرة وهو يرافقه لأنه يحس بشيء غير طبيعي ولأنه يقلق ، كثير القلق يساوره : سم طال عمرك
ما هدأ نبض نصار لكنه يشوف إنشغال ذياب يلي ما توقف الإتصالات عليه ، نزل بمساعدة نهيان يلي تزامن وصوله مع وصولهم : إنتم رايحين مكان ؟
هز أسامه راسه بإيه ، وإبتسم نهيان : وإنت بعهدتي يعني
ضحك نصار يهز راسه بإيه : الله يعين ، صرت بعهدة الورع بس وش نقول ؟ مالي حيل أقول لا ما يمدي
ضحك نهيان لأن ذياب ساكت وجواله على أذنه يبين إنه يسمع شيء أو يكلم : لا يسمعك ، ينهار الحين
إبتسم نصار لثواني يهز راسه بإيه : كل حيلي هو والله الله يديمه ، لي ألف حيل دخلني البيت ياورع إخلص
-
« مسجـد بيـت حـاكم ، الفجـر »
تلثّم يتمتم بالإستغفار ويمشي للمسجد ما بقى على الصلاة وقت وهو تأخر خروجه لأنه دوّر نهيان بالبيت ما لقاه ، أخذ نفس من أعماق قلبه : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد عبده ورسوله .. لا حول ولا قـ
سكن لسانه يلي يكرر الذكر طول مشيه للمسجد من لمح السيارة السوداء واقفة قدام المسجد يعرف إنها سيارة ولده ، ولمح أسامة الجالس فيها لكن ذياب مو جنبه توجه للمسجد مباشرة يدري إن ولده داخل ، سكن قلبه لأن الصفوف إستوت وما يشوف ولده بينهم : ذيـاب ؟
نطق قبل يصف وسكن كل قلبه من لمح ولده بالركن توه إنتهى من سنّة الفجر ، سكن قلبه لأن أسامة صار جنبه قبل يستوعب هو وضاعت الحروف بلسانه من أخذ أسامة العكاز من يد ذياب يوجهه بالكلام وإستوعب حاكم إنه جاي بإتجاهه ، بيصلي جنبه : ذياب
كبّر الإمام يصفّ الصفوف ، يترك كتف ذياب يجاور كتف أبوه ويمنع كل الحروف غير " الله أكبر " يلي نفضت داخل ذياب نفض جات بعد نطق أبوه لإسمه ، وبعد موته كان الصف يضمّ حاكم ، ذياب ، وأسامة يلي بيموت من قلقه لأن ذياب ما تكلّم بشيء ، ولا قال شيء ولا أدرك حتى إنهم لفّوا نص شوارع الرياض بسبب إنه ما حدد وجهة ولا حس الوقت وبالنهاية طلب المسجد فقط ، مسجد حيّ أبوه مو أي مسجد آخر كان يحترق ، يحترق فعلاً وبهاللحظة يحترق وسط بارد المسجد وبارد الصفوف يمكن هو النار الوحيدة بينهم ، عجز قلبه من ..
_
عجز قلبه من الوجع يلي بصدره ومع ذلك كمّل يصلي بثقل الأرض كله وكل دعاه بهالصلاة " اللهم إني أعوذبك من قهر الرجال " لأن داخله مقهور ، داخله ميّت من قهره على كل شيء ويبي كل شيء ينتهي بأسرع وقت ما عاد يطيق أكثر ولا ممكن يتحمل أكثر راحت عيونه ، وراحت أعصابه ، وبتروح روحه كلّها لو ما تعدلت الأمور ..
سلّم حاكم ، وسلّم ذياب ، وسلم أسامة يتوجه للباب مباشرة وعرف حاكم إن ذياب يبيه لوحدهم : صار شيء؟
هز ذياب راسه بإيه يشد على سبحة نهيّان يلي بيده : نصّار رجال وإلا ماهو رجال ؟
ناظره حاكم لثواني ، وشتت نظره لبعيد وحس ذياب بهالشيء يحترق قلبه جمر لكنه كمّل بهدوء : رجال لو طلب منك ورد إنت بتعطيه وهذا كلامك إنت ، ماهو كلامي أنا .. طلبها منك مرّة ، وبيطلبها منك مرّة ثانية و
قاطعه حاكم بهدوء : ذياب هذا الموضوع أنا أفكـ
نطق ذياب بهدوء : إنت فكرت به ، وبتفكر به على ما تبي أنا بقول اللي عندي عن صاحبي ، وورد إنت تاج راسها
سكن داخل حاكم لثواني ، وكمل ذياب بهدوء لأنه أكثر من يفهم أبوه ، وعقل أبوه يلي يجرحه بدون ما يحس : نصار طالبها عشانها هي ، لأنها ورد حاكم ماهو لأنها ورد أخت ذياب طلبها منك ، وشروطك عليه حقك لكن ماهي حق بحقه ، شرط الدباب إنت أكثر من يدري إن الدنيا ماهي مضمونة لأحد وإن نصّار رجال عمر الدباب ما طيحه ولا يطيّحه وما ردّه عنه شيء ، يقدر له ويحبّه ، ما حرمت نهيان من الكورة قبله ولا شرطت عليه يتركها يمكن يُصاب ويصير له بلاء ، من يضمن يومه ؟
نطق حاكم بهدوء : لا ماهو حق ، الحادث راح بـ
نطق ذياب مباشرة وهو ما يبي يُقهر بهالموضوع من جديد نهائياً : الحادث كان لي أنا ، وضربةٍ لي أنا بصاحبي وإنت تدري لا تردّه به رده بي أنا إن بغيت
سكنت ملامح حاكم لأن وضح قهر ذياب بشكل مجنون على موضوع الحادث ، وعض شفايفه لثواني : وشغله ، إنت تدري وإنت قلتها قبل ما أحد يكسر رجل أحد عن مستقبله لو آخر الدنيا يلحق رزقه وتدري به يحب الرياض ولا يصبر عنها ، ولا ورد تصبر عنك إن قلت تم وعطيتها له
ناظره حاكم لثواني : وإنت وش بتوصل له يا ذياب
نطق بهدوء يكرر على أبوه سبب رفضه الحقيقي يلي هو يعرفه : أقول لك عن شروطك عليه ، وكلامك أول عن مثل هالشروط قبل تشرطها على نصار وإنه يبيها لأنها ورد حاكم ماهو لأنها أخت ذياب .. بيكلّمك أبونصار ، وبيجي لو ودّك يجي لكن لا تعنيّه وإنت ناوي الرد ، ولا تحط شروط ماهي بحقه وتقهره وإنت تعرف نصّار ونيّته
ناظره حاكم لثواني ذياب ما يلتمس " لخاطره هو " نفسه ولا يجيب له طاري لكنه يكرر " ورد حاكم " مو أخت ذياب بشكل ترك حاكم يستوعب شيء أكبر من
_
أكبر من الكلام يلي نطقه بخصوص نصار وورد ، يستوعب إن ولده شايف ومتأكد إن ماله مكان ولا خاطر عند أبوه وإنه مستوعب موضوع الرفض كله بالمعنى الخفي يلي بداخله فعلاً : رديت نصار عشانك ؟
ما تكلم ، إنما وقف ما بينطق أكثر : أعرف إن نصار رجّال يستاهل الطيب ، وأعرف إنك تحب نصار وتشهد له وبه شيء ثاني أعرفه ما ظني تجهله ورد تبي العلم منك ، ما تبي الشك ولا تستاهله ولا قد ظلمتها ، ولا تظلمها ورد عندها الدنيا إنت ، إن ما كنت ناوي توافق عطها خبر ولا تسمع من غيرك ، وعطها علم إنك تدري بدوامها ، تداوم مركزين وتحسب إنك ما تدري عنها ولا شايلٍ عنها حمل وما تعوّدت هي ..
عجز ينطق كلمة من دخل أسامة مباشرة يمد العكاز لذياب يلي لمح حاكم مشيبه قدام عينه ، لمح نهيّان يمشي مو ذياب ولأول مرة يسكت عقله مباشرة بدون ما ينطق ولا كلمة طلع من المسجد بعد ثواني لكن ما كان لذياب ، ولا للسيارة وجود وشتت نظره فقط : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، لا حول ولا قوة إلا بالله ..
ما رجعت خطوته للمسجد ، هو كمّل لبيته مباشرة يسكر الباب خلفه : ورد
سلّمت ملاذ بإستغراب من رجوعه بدري ، وطلعت ورد من المطبخ سكن كل قلبها لأن رجعته غريبة : ناديتني ؟
هز راسه بإيه يجلس : تعالي جنبي ، قهوتكم جديدة ؟
هزت راسها بإيه وهي قلبها بيخرج من محلّه من التوتر ، وإحتار حاكم يبدأ بأي موضوع بالضبط لكنه مسك يدها طال صمته لثواني ، وما عرف كيف يقول لكنه نطق بدون مقدمات ، بدون لف ودوران : نصّار تعرفينه ؟
سكنت ملامحها بذهول حس برجفة يدها داخل يده ، وهز راسه بإيه يكمل تهلل وجه ملاذ - وأخيراً - لأنها عرفت غايته ومقصده ، ونطق حاكم : نصّار رجال ماعليه غبار ، ورجّال تعرفينه مثل ما أعرفه وخطبك مني ، إن كنتي تبينه شرّعنا الباب ، وإن قلتي لا ما يلحقك شيء الأمر بيدك ، والشور شورك ولا تقولين صاحب ذياب ولا تقولين قريب .. شوفي إنتِ وش تبين ووش تقولين وردي يابوك
كانت على وشك تقوم لكنه شدّ يدها يجلسها : ما تقهويت
ضحكت ملاذ : أقهويك أنا .. تستحي ورد الحين
إبتسم يهز راسه بالنفي : تقهويني ورد ، وتسولف لي الحين كيف الدوام معها وما أقصد الدوام العادي يا ورد
برد قلبها مباشرة تناظر أبوها ، وهز حاكم راسه بإيه : ليه ما قلتي لي إنك تداومين مركزين ؟ ماهي كثيرة عليك ؟
نُفضت ضلوعها بلحظة ، وأخذ حاكم الفنجال : ولو ما قال لي ذياب ما كنتي بتقولين يابوك ؟
إبتسمت ملاذ مباشرة لكن ورد نُفض نبضها بشكل مجنون ، بشكل بيّن بملامحها وما تقدر تروح غرفتها لكن ودها ترجّع شعورها من التوتر من موضوع نصار وكلام أبوها ، ومن الحين إن ذياب قـ
_
‘
إن ذياب قال لأبوها عن دوامها وضحكت ملاذ : روحي غرفتك يا أمي ، روحي وين لقيت ذياب حاكم ما جاء ؟
لف نظره لورد يلي طلعت الدرج ركض بدون ولا كلمة الواضح إنها ما إستوعبت ولا شيء ، وشرب من فنجاله : صلى معي الفجر ، وقال لي ..
_
« بيـت فـزاع ، العصـر »
من أول ما نطق لها أبوها ، ومن أول ما قال لها كل الحلول وكل كلمة وهي تحس بشيء غريب وإن الأمر بيدها عجزت تفهم الغاية والسبب ، عجزت تفهم مقصده وعجزت تستوعب كل شيء من أول كلمة نطقها أبوها ، لآخر كلمة قالها وإنه طلع من عندهم غاضب معزّم إنه بيرجع وورقتها معاه ورجع مختلف تماماً ، رجع مليان تعقّل يقول إن مصدره نهيّان وإن كل الكلام كلام نهيّان لكن هي ما تصدق تعرف نهيان يشد ما يرخي ومدت يدها لجوالها مباشرة تتصل عليه ورد يضحك : هلا عيوني
تقتلها عدم جدّيته ، تقتلها بشكل مجنون وإنها تسمع صوت ضحك عنده : مستوعب إني ديم صح ؟
هز راسه بإيه : ليه قلت عيوني لو مو مستوعب ؟
ما تكلّمت لثواني ، وإبتسم : دقيقة بس دقيقة ، نصار
ضحك نصار يمسح على ملامحه : روح الله يستر عليك
طلع من عند نصار يسكر الباب خلفه ، ومسح على جبينه : وش الأخبار ؟ وش الطاري من جابنا عالبال ؟
هزت راسها بالنفي لثواني : ولا شيء ، بس كلمني أبوي يقول إنك قلت له طلاق ما بتطلق والخلع بيدي
هز راسه بإيه : فيها شيء ؟ بعد ما تبين هالحلول ؟
ما تكلّمت لوهلة ، لكنها رجعت تسأل : ليه ما بتطلق ؟
رفع حاجبه لثواني لكنه نطق بهدوء : تبيني أطلق ؟
ترتعب بكل مرة يتبدل ضحكه لهالجدية رغم إنه يستفزّها بشخصيته يلي ما تاخذ شيء على محمل الجد ، ورجع من جديد يكرر : تبيني أطلق ديم ؟ تبين الطلاق ؟
ما جاوبت ، ورفع أكتافه بعدم معرفة : مدري وش تبين ، والله صدق مدري وش تبين الأمور بيدك أكثر من كذا ما عندي تبيني أجيك جيت وما يردّني شيء ، ما تبيني ؟ الأمر بيدك وما يوصلك بعده شيء والله ما قال لك أبوك ؟
هزت راسها بالنفي : الأمور بيدك وبسيطة يعني بس كذا
هز راسه بإيه : لأن وش أقول أكثر وش أسوي بأكثر تارك حياتنا كلها بيديك وش أكثر ديم ؟ وش أكثر حتى لنفسي أنا مو جالس أسوي شيء أستنى وش يرضيك ووش تأمرين به كأن مالي كلمة .. به أحد يسكت على شعوره ؟
رجّف قلبها ما تدري ليه ، وشتت نظره : ما بقول كلمة وأنا مدري إنتِ وش تبين بالضبط ، تبيني وإلا ما تبيني ووش النهاية يلي تبينها وترضيك لكن قلت لك من قبل ، كل شيء قلته لك من قبل وكل شيء شفتيه إنتِ مني قبل
هزت راسها بالنفي : ومع ذلك تقول كل شيء بيدك والنهاية يلي تبينها وترضيك مو حياتي لحالي ! مرة مو حيـ
رفع أكتافه بعدم معرفة : …..
_
‘
رفع أكتافه بعدم معرفة : وأنا قلت لك حياتي وشلون أبيها ! قلت لك وشلون أبيها ومع من أبيها وش بيدي أكثر
ما تكلّمت ، وسكت حتى هو لأنه يفهمها ، يفهم شعورها ويمكن يفهم شخصيتها بشكل غريب هي بنفسها ما تتصوره ولهالسبب تاركها على راحتها عشانها ، وعشانه هو يدري إنها حتى الوصل تفكّر فيه غلطة وهو ما يفكر بهالإتجاه نهائياً هو فعلاً وجدياً " حبّها " ولا يدري شلون رغم إنها ضد شخصيته بشكل مستفز لكنه حبّها ، ولا يدري وش يسوي لأنه مستحيل يجبرها أو يقول أكثر من اللي قاله وبالنهاية ما بيكون فيه درب بينهم : ديم
ما ردّت علقت كل الحروف بجوفها بين " ما أبيك " ، وبين إن فيه شعور وصوت مزعج بداخلها يقول لها إنها تبيه ، إنها تحبّه " للآن " ومواقف مزعجة تمر بعقلها بكل لحظة كانت " هادية " وطبيعية بينهم ونطق نهيان بعد ما مدّ يده لعنقه : إذا ما كان به فرصة تشوفيني نهيان بدون الماضي كله ترى ما به درب ، نظرتك لي بيدك ماهي بيدي لو كانت بيدي وعليّ كان تغيّرت من زمان والله
ما تكلّمت ، ونطق لآخر مرة بجدية : قولي لي وش تبين بس ، والله بس وش تبين وأنا أقول تم ديم عشانك إنتِ
دخلت درة يلي نطقت مباشرة من ملامح ديم بإستغراب : صار شيء !
مسح على راسه لأنها ساكتة ، ولأنها نطقت لدرة تقول " لا مافيه شيء " وهو حسّ من نبرتها إنها وصلت أقصاها ويمكن حتى ملامحها تصّورها : أنا أدري وش صار وأسمعك وودي إني ما أقول صار شيء ودي أكون معك الحين وما يردني شيء ، آسف ديم وحقّك علي ..
ما تكلّمت هي قفلت قبله ، وسكنت ملامح درة تتأمل أختها يلي فعلاً يبين ضياعها على ملامحها ، يلي غرقت عيونها بالدموع مباشرة ونطقت بعدم إدراك : تركتوا !
بكت بكل دموعها يلي من مدة طويلة كاتمتها ، بكت كل شعورها من الذهول والشعور يلي بقلبها لا يُشرح ، ولا كان يُبكى لكن الحين فعلاً تبكي شعورها وتبكي نفسها وتبكي الشهقة العالقة بقلبها قبل حلقها وإرتعبت درة يلي توجهت تضمّ أختها بدون مقدمات : بسم الله عليك ديم !
_
« بيـت تركـي »
ما رُحمت من أفكارها بشكل مؤذي لأن الأفكار تلعب بها بشكل ما يرحم تحس بشعور غريب ، شعور ما قد حسّته مرت الأيام ثقيلة لأن جيّات ذياب شبه معدومة فيها حبل الوصل الوحيد بينهم مكالمات يسكت فيها كثير ، يسكت وهي تعرف كل أسباب سكوته وتفهمه لكنّها ما ترضيها ، وترهقها لأن ودها تخفف عنه لكن مو بيدها هو شايل حمل نصّار ، وتعب نصّار ، وضغط شغله ، ووقته بين نصار وأسامة وأوراقه فقط لا غير وتعرف إن الشوق ينهشه لها بشكل مؤلم ما يطيق معاه إلا شديد التمنّع عن أبسط الجية لأنه بياخذها ، وهو ما …
_
وهو ما يبي ياخذها إلا على ودّ أهلها واللي يليق فيها ، اللي يليق بقصيد الشاعر وكونها حرمه وهالشيء صارت تشوفه قصيد بعيد بشكل عوّر لها قلبها يمكن آخر إهتماماتها صار الزواج والحفل ، كل همها هو وشتت نظرها للبيت كلّه ، للشعور الغريب يلي بقلبها ما تحس بالراحة ومدّت يدها لجوالها تدق عليه لكن ما كان منه الجواب ، لمرّة ، ومرّتين ، وثلاث ما كان منه الجواب : يارب خير !
_
« بيـت ذيـاب »
ما تحرّك من جلوسه على وقت تركه أسامة ببيته ، ما تحرّك يموت قلبه بشكل غير طبيعي ، تشدّ عروقه بشكل غير طبيعي بينتهي بمكانه من قهره هذا الأكيد سكوت نصار ، سكوت ورد ، وضع نهيّان يلي لآخر لحظة يتصل عليه ، وضع شغله وضغط سموه " أنا مثل هالوضع ما يرضيني ذياب " ، علمه الصريح بإن بن مساعد ويلي معاه رجع يقوى عودهم من جديد لأن صار لهم العلم الكافي بخصوص نظره وأعصابه ، وضع أعصابه هو ووضع تقصيره مع قصيد وإنّ داخله ينهشه بشكل مؤلم اليوم ما ودّه يروح لها لأنه يحس بثقل غير طبيعي ، يحس حتى خطوته على الأرض ثقيلة ويكفيّها ، ومات كل قلبه من كان وده يروح لحلاله ولخيامه لكنه ما يشوفها وما يشوف قصيد وما يشوف الدنيا حوله ، كل دنياه قهر وكل مكان يضرب بوجهه بشكل ينفض صدره من القهر ومسح على ملامحه : لا إله إلا الله .. لا إله إلا الله
كان يحاول يخفف لهيب داخله المشتعل لكنه ما خفّ ومد يده يتحسس الشنطة جنبه فيه شعور مزعج بقلبه ، شعور مخيف يحاوطه فتح الشنطة يطلّع " ذهبه " من داخلها ، يتركه على فخذه بشعور غريب وسكنت ملامحه من صوت باب بيته يدري إنه مو أسامة ، ويدري إن ولا مخلوق ممكن يوصل له بهالوقت ولا يدري به لكنه مع ذلك ما تحرّك خطوة كانت يده تتحسس الليّ على فخذه فقط بكل هدوء الأرض ينصت ، يسمع بكل إنصات لكون هالشخص فتح الباب بكل هدوء " مخيف " وما كان معاه صوت مفتاح ، أو صوت آخر ولا يدري أسامة قفل الباب خلفه أو لا لكنه ألغى كل حواسه يعتمد على سمعه ، ونبض قلبه الشديد يلي يحسسه إن هالشخص يقرب منه بهدوء مريب وبدون لا يميّز خطواته هالمرة ما إنتظر من أوّل لحظات قرب هالشخص منه هو رفع السلاح بإتجاهه بالضبط كأنه يشوفه ، بشكل مرعب هو نطق : مـن ؟
ما يشوف ، ذاب قلبها لأنه ما يشوف ولأن هالقلق مستحيل ومنظر عيونه مرعب والشيء يلي بيدّه مستحيل أكثر وصرخ يفزع كل عروق قلبها ما قدرت حتى تنطق كلمة وحدة : مـن لا أبتـلي بك !
رمى بإتجاه آخر يتركها تصرخ من رعبها من الصوت ، ومن إنه " معصّب " ما يثبت فعلاً ، من صوت تحطم الزجاج يلي رجّف قلبها من ذهولها وسكنت ملامحه بذهول ينزل السلاح مباشرة ، يحاول يستوعب : قصـيد !
_
ما أدركت صرختها ، ما أدركت قلبها يلي بيخرج من وسط ضلوعها صوت الرصاصة ، وصوت الزجاج يلي تحطّم لأن الرصاصة هزت الشباك كله تخترقه وإلا صرخته هو كلّ شيء مرعب وبردت ضلوعه من الذهول يفز لها مباشرة : ما جاك شيء ! ما جاك شيء قصيـد !
هزت راسها بالنفي لكنه ما يشوفها ، ما يدري ما يشوفها وهي عجزت تتكلم من أول دخولها كان رعبها شكله ، سكون جلسته وإن شيء بيده كان ودها تشوف ملامحه عشان تستوعب إنه ما حسّ عليها لكن السلاح يلي رُفع يقابل ملامحها ، عيونه والإنتفاخات المرعبة تحتها ، الشاش يلي تحت أقدامه وهي تدري إن كل مدى نظره ضرب ألوان فقط ما يشوف شيء ثاني والأرعب غضبه ، غضبه يلي ما ميّزها ولا عطاها الوقت إنما رمى يرجّفها ويرجّف الأرض تحت أقدامها : ما جاك شيء ! ما جاك شيء إنتِ هنا والـ
رجّف قلبها لأنه يتحسس كل جزء بملامحها ، بجسدها ورجعت يده لملامحها يمسح دموع رعبها مباشرة ، يضمّها كله لصدره بيده يلي إستقرت بنهاية راسها يقبّلها بخوف الدنيا ، بخوف هي لمسته منّه وبكى قلبه : قصيد ما جاك شيء ؟ ما صار لك شيء قصيد
هزت راسها بالنفي تشدّ أزرار ثوبه : ما صار شيء ، أنـ
ما كان يسمح لها حتى تكمل حروفها لأن رجفة صوتها تبيّن خوفها ، لأن هو شدّ عليها بكل مافيه من ذهوله ، من رعبه إنه ما حسّها وتسمعه يتمتم بـ" الحمدلله " وبهمس ما تفهمه لكن تدري إنه مرتعب ، وإن حاله من سيء لاسوأ وعلى قد ما كان ودها تمسك نفسها ودموعها إلا إنها بكت فعلاً ، بكته هو ، وبكت رعبه قبل رعبها من ضمّها بشكل تدري منه إن وده يدخلها داخل ضلوعه ، من كانت كل يده تغطيها ، من تكررت قبلاته لألف مرّة لرأسها كان يكرر " أبوي إنتِ " ، ويكررّ " آسف يا دنيتي " بشكل يرهبها ، بشكل يرعبها وأخذت نفس من أعماق قلبها : ذياب ما صـ
طُرق الباب يبتر حروفها ، يبتر كل كلمة كانت على وشك تنطق فيها وبردت ملامح ذياب عَجز أرعبها ، وما يشوفها : روّحي فوق
هزت راسها بالنفي بذهول من زاد صوت الضرب عالباب : لا ! لا ما بروح مكان ذيـ
سمع صوت الزجاج بشكل جننّه وما طاع يسمعها ، ولا طاع يوقف فيه شخص وصل لحطام الزجاج من الخارج يعني يبي يشوف وبردت ملامحها لأنه ما إستكن هو توجه بإتجاه الباب وكل رعبها السلاح يلي تشوفه عالكنبة بجنبها ، جنب الشنطة يلي كان منها سؤال عن محتواها وما جاوبها عليه وبردت ضلوعها بلحظة من نطق " مـن " يزلزل ضلوعها هي تنتظر الجواب ما كان شخص ، ولا إثنين ، كانت الأصوات أكثر تبيّن من ركضهم وإعتلى صوت واحد من بينهم "
_
" طال عمرك .. عسى ما شر ! " ، تنفّست قصيد بشكل نسيته من وقت من " طال عمرك " يلي طمّنتها إن يلي حولهم رجال ذياب ، أخذت نفس ترجف من فرّق ذياب مجيئهم ومسح على ملامحه تدري ما يشوف شيء ، وتدري ما تشيله الأرض من رعبه من رجع بخطوته عندها يدلّها وسكن قلبه من كان وده يمسك يدها لكن كان السلاح فيها : قصيـد !
رفعت أكتافها بعدم معرفة غرقت عيونها بالدموع حتى هي ما تصّورت لكن رعبها أكبر ، كل رعب الدنيا إستقرّ بصدرها من حاله الأوّلي والرصاصة ، من رعبه عليها ، ومن الجمع المريب يلي صار حول البيت خافت تخسره ، خافت يضيع من يديها وما تصّورت تتحرك خطوة أو تتصرف بشيء إلا إنها مسكت سلاحه ممكن تقدر تسوي شيء وبرد قلبه مباشرة : لا تكفين .. لا تكفين قصيد ما
هزت راسها بالنفي ما سمحت له يكمّل لأنها بعدت يدها عنه يدري إنها تكتم دموعها ودها تستجمع نفسها ورفعت أكتافها : ما أعرف ! ما أعرف كان المفروض أسكت وأشوف وأخاف ؟ بس أخـاف ذيـاب ؟
هز راسه بالنفي يشدّ يدها ، يقبّلها : ما تخافين خسى الخوف بس لا يجيك شيء إنتِ ، لا تشيلين هم شيءّ لا تخافين
أخذت نفس من أعماق قلبها لأن رعبها كثير ، لكن بنفس الوقت ودها تهدأ ، ودها هو يهدأ من إرتكت على صدره يضمّها ، يجلس وهي بحضنه وهالمرة لمحت ألف شيء بملامحه يلي تبيّن نار داخله ، تبيّن لهيبه ما سنّدها هي على صدره ، هالمرة إستند هو على صدرها يواري وجهه عنها ، وعنّ كل شيء بحضنها وعضّت شفايفها : ما بقول ولا شيء
هز راسه بإيه بينفجر عقله ، بينفجر من الضغط ومن الأفكار لو صار ، ولو وصلها الضرر منه وإنتهى كله لأن يدها إستقرت على خدّه وجرحه الأعمق ونطق هو : تبيـن لندن ؟
سكتت لوهلة ما توقّعت ، ما توقعت تشوف الرعب بعينه وكمّل : بقول الصحّ تبعدين ، وإنّي ماعاد بي صِحّ لكن ماني قدّه ، ولا أقدر أبعدك وما عاش من يبعدك ولا بقول أزين لك بعيد عني
سكنت ملامحها لثواني بذهول : ذياب ليش تقول كـ
نطق يستعجل حروفها لأنه بينفجر : تبينها ؟ نروّح ؟
هزت راسها بالنفي ، ولمحت الخوف من شدّته عليها : إنت تحب الرياض ذياب ، أهلك ، وديرتك ، وخيامك ، ودنيـ
هز راسه بالنفي كان وده يأكد إن دنيته هي ، وإن كل أهله هي بهالوضع وإن وجوده بالرياض يموّته بشكل مؤلم على كل شيء يحبّه والحين بوسط بيته من كثر الضغوط كان على وشك يضرّها وهز راسه بالنفي من فهم إنها تبي الجواب منه ، تبيه يبرر لها شلون يترك الرياض وهمس بشكل يرجّفها من حرقت الحروف داخله وده يقول تغيّرت دنيتي كلها وما بقى لي شيء ، تضاربت الكلمات بقلبه سكّين لحد ما طلعت جملة وحدة فقط : إنتِ الرياض ، وديرتي ..
_
‘
« بيـت حـاكـم ، صبـاح العيـد »
عدل نهيّان شماغه يبتسم لأبوه ، وأمه يلي تبخّر شماغ أبوه قبل صلاة العيد وإن العادة تقول يصلّون ثم بعدها يكونون الرجال كلهم بالمجلس ، تُفتح المجالس ويُستقبلون ضيوفهم ، وأهلهم وتكتمل بهجة أفراحهم دائماً بوجود الأحبّة ، بوجود كل أفراد آل سليمان : أم ذياب
إبتسمت ملاذ ترجع خطوتها للخلف : هلا أمي ، عيوني
فتح شماغه تبخّره : أظن لي حق ، وإلا لحاكم بس ؟
إبتسم حاكم : مالك حق عند أمك ، حقك عند زوجتك
ما تكلّمت ملاذ وكان حاكم قاصد كل أنظاره للدرج ، لنزول ورد يلي من بعد ما صار لها العلم بخطبة نصار لها ما تكلمت عن شيء ولا قالت شيء لكنها أبدت موافقتها ، وتمّت تحاليلهم ، وما تدري متى العقد لكن عجلة الأمور أربكتها وكلها قياساً على - وجود أهل نصار - يلي هاليوم آخر يوم لهم بالرياض وبيرجعون لحياتهم بالخارج : ورد ، العقد اليوم بعد صلاة العيد
سكنت ملامحها بذهول ، وهز راسه بإيه : تجهّزوا
إبتسمت ملاذ : أبوك قال يقولك بوقتها ، الشيخ بيصلي معاهم ويجي ورسمياً بعدها تصيرين حرم نصار وأخيراً
إنتبهت لإبتسامة أبوها لخجلها ، حتى الاسئلة يلي بعقلها تُلغى كلها ما ودها تعرف ولا شيء لأن ذياب بآخر مرة وقت ثبّت كل الأمور قال لها هي " لا تسألين عن شيء قديمه يزعلك دام الجاي يرضيك " وهذا المنطق يلي ودها تعيش عليه هي زعلت كثير ، أُهلكت كثير ولا ودها تعرف بشيء يزعّلها يمكن يصير ودها بالمستقبل ، لكن الحين ما ودها بشيء حتى أبسط المعرفة ، ما ودها : آل نائل جايين ؟ قصيد وأهلها ؟
هزت ملاذ راسها بإيه : كلم أبوك تركي ، قال له نجمع العيد والغداء واحد دامنا أهل ليش متفرّقين وقال له تركي إن شاء الله وتصير عادة عيد الفطر ما يتغيّر لكن الأضحى نعيّد مع بعض بإذن الله
هزت راسها بإيه بتوتر : يعني ما قال له عن العقد ؟
إبتسمت تهز راسها بالنفي : ما قال ، ما قال لأحد باقي بس
-
دخل حاكم تتفقد عينه أفراد آل سليمان المتوزعين كل ثلاث وأربع منهم يدخلون لوحدهم ، وصية من سنين طويلة يحافظون عليها للآن ما يدخلون المصلى ولا المسجد ولا أي مكان جماعة ، يدخلون متفرّقين ومن أبواب مختلفة لو سمح المكان كانت عينه تتفقدهم كلهم من أكبرهم أبوه ، لأصغر حفيد فيهم والوحيد يلي ما كان له وجود ، ولا تواجد هو ذياب وشتت نظره فقط يصافح الشيخ : الله حيّه ، بنتعّبك اليوم تعيد معنا ثم مع أهلك
ضحك الشيخ يشد على يد حاكم : الفرح ما يتعب ياحاكم الله يتمم لكم على خير ويديم دياركم عامرة بالأفراح
إبتسم حاكم فقط يصلّون صلاة العيد ، وما كان لذياب وجود فيها نهائياً سكنت ملامح حاكم يـ
_
‘
يشتت نظره فقط ما يدري وين ولده ، ولا وين أرضه ، وداخله شعور غريب يبيّن له إن كل بر سابق ، وكل ركض سابق من ذياب له بيختلف تماماً من آخر لقاء ، من آخر مرة كان يكلمه عن " ورد " ، وخاطر ورد ، ويجيب كل خاطر إلا خاطره هو ولفحته برودة أرعشت عظامه : ذياب بار .. ذياب ولدي
لمح نهيّان أبوه يتمتم : أبونهيّان ، ما ودك نروح المجلس؟
عدّل له حاكم بشبه غضب : أبوذياب ، كلمك وإلا ما كلمك؟
هز راسه بالنفي : ما كلمني ، بس يجي ما يتأخر أكيد
كانت تبيّن على ملامح حاكم عدم ثقته بمجيء ولده ، وضحك نهيّان : نصّار ما يعقد بدون ذياب ، بيجي ترى
هز حاكم راسه بإيه يشتت نظره ، يتوجه لمتعب يسنده ويلي ما نطق إلا كلمة وحدة : ذيـاب حي ؟
سكنت ملامح حاكم وأبوه من فترة يودي ويجيب ، يضيّع ويدرّك ودائماً ضيعاته تعكس هموم قلبه ، ما تكون الأسئلة إلا عن ذياب : حي ، حيّ ذياب الله يطول عمرك وعمره على طاعته يبه يجي ويسلّم عليك ويعايدك اليوم
هز متعب راسه بإيه يسنده حاكم يلي يمشي للسيارة ، ويمشون خلفه آل سليمان كل ثلاث وأربع مع بعض لسياراتهم متوجهين لبيته ، لمجلسه المشرّع للكل ..
_
« بيـت تـركـي »
ضحكت قصيد تسكّر جوالها بعد مقاطع أخوانها يلي فعاليتهم المفضلة بعيد الأضحى هي وجود أضاحيهم بالحديقة عندهم يسولفون لها ، ويتصّورون معاها صورة تذكارية كل عام وفعاليتهم المفضلة الأكثر ، إنهم يتركونها تركض خلف البنات أو يدخلونها المجلس عليهم ، ضحك فهد يناظرها ويعدل شماغه : ما خفتي إنتِ
هزت راسها بالنفي بإنكار : ما خفت ، ما جاء لي راح لودّ
ضحك فهد يهز راسه بإيه : وشاله عنها الخروف عذبي ، ابو ابليسها شبر ونص هالصراخ كله يطلع منها !
ضحكت تشوف عذبي يلي يعدل شماغه وبالفعل كان صراخ ود مفجع لأنهم دخلوها عليهم فجأة ، ولأنه تركهم كلهم توجه يركض خلف ود يلي ما قدرت إلا تصرخ من رعبها وتتجمّد بمكانها : حتى قصيد صرخت يوم جاها الصغيّر لا تكذبين ، بعدين شنو تموت البنت خوف يعني ؟
ضحكت قصيد بذهول : ما كانت هالحنية علي عذبي !
هز راسه بإيه : دايم عندج تركي إنت أول ما تصرخين يشيله عنج واليوم لو جاك يرسبن الذيب بعد لا تغارين
هزت راسها بالنفي ، وإبتسمت سلاف : قصيد شفتي وش فيه على باب غرفتج ؟
هزت راسها بالنفي بإستغراب ، وإبتسم تركي أخوها يلي توه دخل : يالله قصيد ننتظرج ، خلّها بعدين تشوفين
ناظرته لثواني بفضول : كأنك تعرف وش فيه ؟ لا ما أقدر
ضحك يهز راسه بإيه : زين لا تطولين ، قبل تشدّ الشمس
إبتسمت سلاف بحب وهالعادة جميلة عندهم بشكل غير طبيعي ، كل عيد أضحى بالذات تكون لهم …
_
‘
صور جماعية للكل بحديقة البيت ، نساء ورجال كل عائلة وكل بيت وآخر صورة دائماً وأرقّها ، وأجملها ، وأعذبها بالنسبة لها هي صورة قصيد الدائمة مع جدّانها ، أخوانها ، وآبائها ، وكل محرم لها من آل نائل دائماً تكون بين بيض ثيابهم فارقة بكل لون تلبسه ، وبكل لبس تزهيه قبل يزهاها وهالعيد بالذات ما قدرت تمسك دموعها من نزلت قصيد ركض تقبّل خد تركي أخوها يلي ضحك لأنه هو تارك كيس هدية معلّق على باب غرفتها ، وتتوسطهم يستعدّون للصورة يلي دائماً خلفها أنواع الصراخ من الكل وضحكت تضمّ أبوها عذبي يلي رقّ قلبه بشكل مجنون بمجرد ما إنتهت الصورة وتعالى الصراخ لأنها رهيبة ، لأنها مستحيلة يُشاف الحب منها ، من إبتساماتهم ووقفاتهم وإبتسامة قصيد يلي تتوسطهم بشكل يأسر: الله يخليج لنا يبه
إبتسمت تقبّل خده : ويخليكم لي يا حبيبي ، يخليكم لي
إبتسم تركي أبوها لثواني : شفيه صوتج ؟ تعبانة وإلا شنو
هز فهد راسه بالنفي : من الدلع والصراخ تصارخ عشان شنو عشان والله دشت عليهم الذبيحة تركض وراهم
ناظره أبوه عذبي لثواني بفقدان أمل : دشت عليهم الذبيحة ؟ جذي تسميها وما بعد ذبحناها ؟ مالها إسم
رفع أكتافه بعدم معرفة : شنو يدريني هي تيس خروف نعزة ماعز حمار
ناظره أبوه بذهول لأن كل المسميات غلط : نعزة ؟
هز راسه بإيه بثقة يعدّل شماغه : ريلج يضحّي وإلا ما يضحي إنت ماله بهالعلوم ؟ إذا يبي نعلّمه ترى
ضحك تركي يخوّفه : يضحّي إبل ذياب ، تقدر لها إنت ؟
سكنت ملامح قصيد قبل فهد يلي ناظره بذهول : شلون !
هز تركي راسه بإيه ، وسكنت ملامح قصيد : بس يحبهم !
هز فهد راسه بإيه : قايل لج ، قايل لج ما عنده حب هذا إسم على مسمى ذيب أمس يربي وحلالي واليوم يضحي شهالحب طلقيه خلاص ما تبينه صح
ضحكت بذهول لأنه ما أخذ نفس ، وضحك أبوه : لا يضحّي بك هالعيد الولد ما جاك ولا كلمك شفيك عليه !
كشّر فهد لأنه إنتبه لضحكهم ، ومزحهم وإن تركي يشرح لقصيد إنه ما يسويها : شنو تقنعونها إنه ما يذبح يعني؟
هز تركي راسه بإيه : يذبح مع أبوه ذياب دايم ، لكن ما يذبح من حلاله شيء صاحي إنت تصدق ؟ مع أبوه
ناظرهم بشك : لا تصدقينهم ما يبونه يشين بعينج تراه يذبح وبدم بارد ويغرق ثوبه بالدم بعد تبين أثبت لك ؟
كان يتوقع إنها بتقول لا ، لكن طال تفكيرها هي ما تعرف أطباعه بالعيد ، ولا تعرف حياته وأيامه بهالوقت كيف تكون وتجدد فضولها : أنا بشوف ما يحتاج تثبت لي شيء
إبتسم تركي وهو يلمح بنته تسرح بأوقات كثير يحس إنها تخص ذياب ، لكن يشوف حب الأرض بعيونها وبكلامها وبشخصيتها وقت يتكلمون عنه ، أو يجيبون طاريه لو عابر وهو ما يمرّ له طاري عابر
_
‘
ويتراجع عن كل ظنونه يدري إنها مرة راحت له بوقت متأخر ورجعت شبه مختلف حالها ، وللآن ما تكلم إنه يدري لأن ما وده يقول شيء : قولي لهم يجهزون بنروح بيت عمك حاكم عيدنا عندهم
_
« بيـت حـاكـم ، المجـلس »
رجفـت أقدام نصّار يلي بالقوة يمشي ويشدّ حيله لكن مع ذلك يسندونه أبوه وخواله لأن للآن ما رجعت قدرته التامة على المشي وكلهم إستغراب من " إستعجاله بالعقد " رغم إنهم يعرفونه ، ويعرفون إنه مستحيل يرضى النقص ومستحيل يرضى يعقد وهو ما تمّت صحته وعافيته ولا كمّل علاجه للحين لكنهم معاه بكل الأحوال ولا يشوفونه ضعيف أو به ضعف ، يشوفونه قوي لأن ما يهمه : ذيـاب ما جاء للحين ؟
هزّ أبوه راسه بالنفي : يجي الحين أكيد ، لا تشيل هم شيء
كان داخل نصّار متوتر ، قَلق أكثر من كونه فرح لأن إختفاء ذياب غريب يدري إنه بيجي ، وأكيد بيجي لكن ما يدري بأيّ حال راح يجي وكيف راح تكون جيته ووضعه وجلس بعد السلام بمكانه كان داخله متوتر بشكل مجنون إن ذياب ما جاء وإن الشيخ ممكن بأي لحظة ينطق ولا قدر هو يقول ننتظر ذياب لكن نطق أبوه : لا جاء ذياب إن شاء الله ، نقول بسم الله على بركة الله ما للعجلة داعي
هز حاكم راسه بإيه وهو متوتّر بشكل شديد إن ذياب ما جاء للآن ، وسكنت ملامحه من دخل ولده بشكل هادي ما يتبعه أحد ، ما يدرون هو يشوف ، أو ما يشوف لكنه نطق بجهوريته المعتادة : السلام عليكـم
كانت عين حاكم تدور أسامة خلفه لكن ما كان ، ورد السلام على قدر جهوريته من كل رجال المجلس فز نهيّان يدل ذياب وين يجلس لكنه كان عارف تقريباً وما قدر نهيّان يسأله تشوف أو ما تشوف هو جلس بجنبه فقط : نصّار شكله توه يتنفس يوم دخلت ، متوتر بشكل
إبتسم ذياب ما يعكس داخله بأي شيء ، باقي بقلبه جرح ما يُصدق لكنه يحاول يكتمه بكل مافيه : الله يتمم على خير
لمح نصار إبتسامة ذياب بشكل شرح له صدره ، بشكل تركه يبتسم وترجع ثقته بنفسه من جديد ما يُرد دام ذياب موجود ، ما يصير شيء عكس بإذن الله وما ينكر نصّار ، ما يضمن حاكم وشروطه نهائياً للآن وإبتسم الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم وعلى بركة الله .. الله يحييّ هالوجيه الطيبة ويديم الأفراح والمسرّات علينا وعليكم وكل عام وإنتم بخير أولاً ، والله يتمم الأفراح بإذن الله إجتمعنا اليوم بفضل الله نعقد قرآن الشاب ، نصّار آل عبدالله على كريمة حاكم آل سليمان على سنة الله ورسوله وعلى ما يرضي الله
رجف قلب ذياب يلي يحس بشعور صاحبه ، وما يخفي الإبتسام يطمّن به نصّار من طلبه الشيخ ، وطلب حاكم يرددّون خلفه كل كلمة يُعقد بها قرانهم ورجف حاكم بشكل شديد من نطق " زوّجتك ابنتي ورد …"
_
وحتى نهيّان يلي شد على يد أخوه لا شعورياً كان الوضع مهيب ، مهيب بشكل مجنون بمجلس الرجال ، وأكثر عند ورد يلي سمعت كل كلمة نُطقت بشكل ذّوب لها قلبها هي والبنات يلي يكتمون صراخهم ما عرفت تتنفس هي وصرخت وسن تهددها بالمويا يلي بيدها بمجرد إبتعادهم عن المجلس : برشّ عليك تنفسي ! تنفسي
هزت ورد راسها بالنفي بعدم تصديق : يعني الحين صدق
ضحكت درّة تهز راسها بإيه : صدق ، صدق رجعت عيونه من الإمارات لراسه وصار زوجك على سنة الله ورسوله الحين
تعالت أصوات الزغاريط من دخول نساء آل نائل ، ومن فرحتهم بورد يلي أكلها الخجل بشكل غير معقول تسمع المعايدات ، والتهاني بنفس الوقت منهم كلهم وإبتسمت قصيد تضمّها : الله يتمم لكم على خير ويهنيّكم ياحلوتي ، عقبال ما نزفّك له عروس يارب !
إبتسمت ورد : نزفّك إنتِ وذياب أول لو سمحتي
ضحكت لأنها تعرف ذياب ، وتعرف إنه ما بيرتاح له بال لحد ما يزوّج نصار وورد وتعرف كل خافي قلبه ولمحت ديم إبتسامتها ، وضحكتها وإنها صافحتهم تعكس شعورها لهم ، علاقة طبيعية ومحبة وإبتسمت جود : تجنن !
ما إستوعبت وسن هالكلمة من جود ، وهزت راسها بإيه من نظرة وسن : تجنن صدق ليش الكذب ! قبلة البنت
ما إستوعبت ورد مدح جود ، ولا من جات ملاذ يلي إبتسمت : ورد أهل نصار جايين أمه وخالاته روحي تجهّزي عشان تروحين المجلس مع ذياب أو نهيان تشوفين زوجك ووقت يجون أهله بجي عندك أنا
بردت ملامحها لثواني بذهول توها تستوعب فعلياً وجدياً إنها ملّكت ، إنها صدّقت على عقد قرانهم وإنها فعلياً تزوجته لسّا قبل كم يوم كان الموضوع خطبة وكانت تشوف جياته للمركز ترك كتفه تماماً كان وده بس يشدّ حيله يمشي كم خطوة وما كانت هي بعلاجه والحين عرفت كل أسبابه ، الحين رقص قلبها من الخجل والذهول والحين إستوعبت ضجة أصوات الحريم حولها وإن إجتماع آل سليمان وآل نائل وكمان أهل نصار ، يعني شيء مرعب من الآخر من الكثرة وهي أساس إنتباههم دام عقدها بهالوقت : بسم الله طيب كثير بسم الله !
ضحكت ديم يتوجهون كلهم للأعلى ، لغرفة ورد يلي تنسى تتنفس كل لحظة ما تصدّق وإبتسمت توق : مبسوطة
بشكل ! وأخيراً نصار يعني ما بغينا !
ضحكت درة تهز راسها بإيه ، وطُرق الباب تتكلم قصيد من خلفه : ورد ؟
ذابت عظامها بلحظة ، بثانية من تصّورت إن ذياب يلي بيكون معاها عند نصار ما تخيّلت : قصيد ! ذياب كلمك
هزت راسها بإيه بخجل وهو كلمها هي عن نهيان لأن ورد ما ترد ، وملاذ ما ترد : يقولك نهيّان بالمدخل ينتظرك
رجف قلبها بشكل مستحيل : لا تقولون لي بمر من مجلس الحريم والصالة وكلهم موجودين ؟ والله ما أنزل
_
إبتسمت قصيد تطمّنها : راحو المجلس كلهم ، باقي أنا والبنات بالصالة تخجلين منا ؟
أخذت نفس من أعماقها : طيب مين بالمجلس عند نصار
رفعت قصيد أكتافها بعدم معرفة : الرجال كلهم بالمجالس الثانية وبيت الشعر ، أتوقع لوحده يمكن ..
_
شبّك يديه بتوتر العالمين كله ، هو فعلاً تمم عقده ، صارت زوجته فعلاً ، حلاله ، يتربط إسمها بإسمه مثل ما إرتبط قلبها بقلبه من مدة طويلة ، مثل ما إرتبطت حلاوته بحبل فستانها ومثل ما سحب دبابه حبل فستانها من البداية توتّر قلبه بشكل مجنون يحسه بيطلع من محله ومد يده لصدره : تكفى خلّك محلك لين تجي ثم نط بيدها لو ودك عالأقل تشوف ، تدري هي وش عندي
رجفت ضلوعه من فُتح الباب يدخل نهيّان ، وما طاوعته رجوله عالوقوف من لمح طرف فستانها خلف نهيّان يلي يبين عليه التراجع ونطق بدون وعي : ذياب وينه
ضحك نهيّان : جايب لك ورد وتبي ذياب ؟ تستهبل إنت
ما إستوعب إن سؤاله كان بصوت ، ونطق بعجلة مباشرة : أبي ورد بس أبي ذيـ
بتر حروفه من إنتبه إن نهيّان يبي يلخبطه ، وإنه هو يتوتر ويجيب العيد بشكل غير معقول وهز نهيّان راسه بالنفي : غيرت رأيي ، على توترك هذا ما ودي تشوف أختي تراجـ
ما قدر يكمل جملته من سمع صوت ذيـاب يناديه ، وذابت عظام ورد لأن نهيان يستهبل لكنه بيتركها ويروح : جـاي الحين
ذاب قلبه من دخلت خلف نهيّان يلي ماسك يدها هو ما نسى شكلها وقت شافها على درج بيتهم ، ما نسى شكلها وقت كانت خلف دبابه والأكيد ما بينسى شكلها بهاللحظة خطفت له نَفسه قبل قلبه ووضح كل شيء على ملامحه بشكل ترك نهيّان يضحك ، ويطلع لأنه هو يخجل : لا تاخذ راحتك أبوي أو ذياب بيجي لك بأي وقت
يدري إنه يستهبل لكن ما يوعيه ، كل وعيه ورد يلي ما قدر يرمش لجل يضمّها كلها بعينه ولا ينسى منها تفصيل ، كل وعيه وجودها قدامه ، أبيض فستانها يلي تزيّنه الورود بشكل مبهر يكشف أكتافها ويوصل لنصف ساقها بإتساع خفيف ، كعبها يلي يُربط على ساقها بأحد ألوان ورود فستانها بشكل جميل ، بشكل ملفت أكثر من كونه عادي أول مرة تلمح صريح نظراته بهالشكل يلي يوتّر وفعلياً كان ودها تهرب لكنه مسح على عيونه بذهول من إستوعب نظرته : آسف ، ورد
برد قلبها من التوتر تتوجّه له لأنه بالقوة واقف على حيله وما توقّعت لو وهلة إن أول ما تقابله يمسك يدها ، رجف قلبها وسط ضلوعها من ضحك لأنه ما يستوعب ووده يمسك نفسه وإبتسمت هي من شدّ على يدها ونطق بدون مقدمات : زوجتي ، حرم نصار
توّردت ملامحها من ذهولها ، وضحك لأنها تخجل وهو ما يقدر يكون جدي من حماسه كل وضعه إنه يضحك ، من ذهوله ومن حلاوتها لعينه وتنحنح من
_
صوت الباب يلي يعلن مجيء أهله وقفت ورد بجنبه ، وباقية يدها بيده إنتهت تماماً من الخجل من دخلت جمانة يلي تزغرط وغرقت عيونها بالدموع مباشرة من كانت هالصورة قدام عينها ، ولدها واقف على حيله بصحّته رغم التعب ، وجنبه وبيده إختيار قلبه ويلي تليق فيه من كل الإتجاهات ورد حاكم ويلي أخيراً ، صارت له ..
توجهت جمانة تسلّم على ورد أولاً ، تضمها بحب العالم كله : مبروك يابنتي ، مبروك يا أغلى الغوالي الله يتمم لكم على خير ونزفّكم عرسان يارب .. يا قلبي إنتم !
ضحك نصار لأن ورد بتنتهي من خجلها ، من سلامها على أمه وخالاته وزوجات خواله الكبار وإنتبه إن بنات خالاته خواله هالمرّة - ما دخلوا - وإبتسمت أم نصار بهمس : مو عاداتهم السلام حتى لو من بعيد ، ولا ودنا نزعّل عروستنا
إبتسم لأن أمه راقية ، راقية بشكل كبير وما تتصّور كيف أسعدته بهالشيء وإنها تحسب لخاطر ورد وفكرها من الحين : الله يديمك لي ياتاج راسي ياكبر هالقلب !
دخلت ملاذ يلي تشدّ على يد " شَدن " بتوتر العالمين لأنها ما تصورت تدخل لنصّار وهو زوج بنتها ، وما تصورت تضطر تدخل له لوحدها وهالتوتر كثير عليها بما إن خالاته وأمه وأهله موجودين : السلام عليكم
ركضت شدن مباشرة تدخل بين نصّار وورد ، وإبتسمت جمانة بحب شديد تضمّ ملاذ : ياحبيبتي الله يبارك فيك ويهنيّهم يارب ، قرّ قلبك وقلبي الحين بهالشوفة
ضحكت ملاذ تهز راسها بإيه وغرقت عيونها بالدموع مباشرة : الله يهنيهم ، مبروك يا أمي نصار ، مبروك وردتي
إبتسم بتوتر وهو ما يجي بباله إنها أم زوجته ، يجي بباله إنها أم ذياب وإنها زوجة عمه حاكم وتوّتر بشكل مستحيل قبل يقبل راسها : الله يبارك فيك ويخليك ويحفظك ..
ضحكت جمانة لكن رقّ قلبها تعدل طرحتها على راسها : عاد ما أطلع من هنا قبل أسلم على ذياب ، تغار زوجته؟
إبتسمت ورد ، وضحكت ملاذ : حسبة أمه .. ما تغار
إبتسم نصّار بتوتر يشد على يد ورد يلي بيده ، وضحكت شدن لإنها شافته : الحين عادي تمسكها صح ؟
هز راسه بإيه : الحين زوجتي ، يدها بيدي من يقول لا
هزت راسها بإيه : يعني خلاص الشيخ قال صرتوا زوج بعض ؟ قالك يمكنك أن تُقبّل العروس الآن ؟
حست ورد بالحر لأنها بنت وسن يلي كل إدمانها المسلسلات ، وضحكت علياء يلي دخلت مع الباب وسمعت كلام شدن : يقدر ، بس ظني يستحي قدامنا
هزت شدن راسها بالنفي بعدم إقتناع : لازم يبوسها عشان يتزوجون ! كيف يتزوجون ويمسك يدها بدون ما يبوسها؟
ضحكت جمانة من لمحت ملامح ولدها يلي فعلاً يخجل ، ومن إنتبهت لورد يلي تشتت نظرها لكل الزوايا : ..
_
: عاد من حسن حظكم اليوم عيد ونبي اللّمة ، بس يجي ذياب ونسلم عليه عندكم ثم نروح ونترككم لحالكم ما تخجلون
توجهت شدن من بينهم ركض : أنا بقول لذياب أنا بروح
ضحك نصّار وهو قلبه للآن يرجف وسط ضلوعه مع فوضى العيد والناس باقي ما إستوعب لكن ما نزلت عينه عنها ، رجف قلبه من صوت صاحبه اللي يتنحنح وتوجه نظره مباشرة للباب كانت شَدن تمسك يده ، وكان نظر ذياب يلي للآن ما يدرون - يشوف ، أو ما يشوف - للأرض ووقف عند طرف الباب ما دخل : السلام عليكـم
ردّت جمانة تسبقهم كلهم وبان حتى بُكاها بنبرتها لأنها تحبه ، ولأنه فعلاً أخو نصار وأفعاله كثيرة : وعليكم السلام يا هلا أمي كيف حالك ؟ كل عام وإنت بخير
هز راسه بإيه : بخير وأفضل حال الحمدلله ، وإنتم بخير وصحة وسلامة الله يحفظك ، الله يتمم لكم على خير
إبتسم نصار من محبة أمه الشديدة لذياب وكلامها له ، ومن إن صاحبه ما يُقارن بشيء من نادر أوصافه وإبتسمت جمانة يرقّ قلبها كلها : يارب ، الله يحفظك لنصار ولأهلك ، الله يحفظك ويسخّر لك الطيبين من عباده يا أمي أول كنت أزعل ما جاء لنصار أخو وشلون بيكون عقده وزواجه واليوم أشوف صار العوض إنك أخوه عن الدنيا الله يحفظكم لبعض ولا يورينا فيكم مكروه ويتمم أفراحكم بخير دايم يارب ، بوجودكم معنا
رقّ قلب ورد تشد على يد نصار يلي فعلاً طغت مشاعره ، ومسح ذياب على أنفه يرنّ جواله بجيبه : ويحفظكم ويخليكم ، عن إذنكم
رقّ قلب ملاذ كله توجه نظرها لورد يلي غرقت بمشاعرها بشكل مجنون ، وضحكت هي بدورها : الدموع ما تنفع
همس نصار خارج عن المألوف كله : ترى إن بكيتي عشانه بكيت معك تدرّكي
ضحكت تهز راسها بالنفي ، وضحك هو يضمّها تحت جناحه لأنه كان يبيها تضحك وصاب لأن عفويته ما تبقى أحد ما تضحكه وإبتسمت ملاذ تسمع صوت حاكم يلي تنحنح : أبوك جاء ، عاد يدخلون عندك الحين
هزت ورد راسها بإيه بتوتر ، وتعدّل نصار بعد خروج أمه وأمها يدخل حاكم يلي نطق السلام وخلفه نهيّان ، وخلفه أبوه وجدّانها ورد نصّار على تهانيهم يلي جات دفعة وحدة : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، الله يبارك فيكم ويخليكم
إبتسم نهيّان لورد يلي إختفت من الخجل من أبونصار يلي يكلمها وهو يصافح يدها ما تركها والواضح إنه يوصيها على نصار وإبتسمت : إن شاء الله لا توصي
ضحك أبونصار يهز راسه بإيه : هذا العشم بنت حاكم وحرم نصار ، عليك بكتفه عاد نبيه مثل أول وأحسن
ضحك نهيّان من إبتسامة نصار بهمس : الظاهر لو قالت حرك كتفك الحين قلت سمع وطاعة ، طلعت خفيف
هز نصار راسه بإيه بهمس يستغبي ووده يعصّبه : طلعت ما تشبهك غصب أصير خفيف
_
زالت إبتسامة نهيان مباشرة بذهول : لا تتكلم عن أختي !
ضحك نصار يهز راسه بإيه : زوجتي ، وأختك تخيل !
إبتسمت ورد تضم أبوها يلي جاء جنبها ، ويلي همس : غالية وما أخذك إلا غالي .. الله يهنيكم يابوك ويحفظك
إبتسمت تتجمع دموعها بعينها مباشرة : ويحفظك لنا
توجه نهيان للخارج يدور شدن وإبتسم من لمح إنها واقفة عند ذياب ، ماسكة يده وتتأمله وهو يكلم جواله والواضح إنه مو حولها لكن هي باقي متمسكة فيه : شَـدن
أشر لها تجيه لكنها رفضت تتمسك بيد ذياب ، ودّها يدخل ويشوف قصيد وهي معاه لكنه بعالم آخر وبيطّول إنتظارها ولفت للمرة الثانية من نداه تتوجه له بخصام : ليش تناديني ؟ ما بروح معاك مكان بروح مع ذياب بس
هز راسه بإيه : طيب ذياب مشغول الحين وش رايك تجين معي ؟ وأعطيك اللي تبين بعدين ما عيّدتي علي للحين
تذكرت إنها ما عيّدت حتى ذياب ونصار ، رفعت حاجبها لثواني بتساؤل : أجي معاك وين ؟
ترك عيديتها داخل يدها ، وإبتسمت لثواني : يلا نروح
_
كانت عين ديم تراقب الصالة يلي تضجّ بأصوات البنات وسوالفهم ، فناجيل القهوة يلي يغري صوتها بين تركها عالطاولات ورفعها ، بين حرارتها يلي تفوح وريحتها الآسرة ، أصوات الكعوب ، والبهجة المتناقلة من مجلس الحريم بالداخل ضجة عيد وضجة فرح بعقد نصّار وورد ، للصالة يلي تضم البنات كلهم من أكبرهم وسن ، لأصغرهم بنات آل نائل ودخلت شدن تركض : درة درة
رفعت درة حاجبها لثواني : بسم الله عليك شفيك !
مسكت يد ديم تمثل إنها ما تقدر توصل لدرة يلي داخل بالكنب ، وشدّت ديم على يدها : شفيك !
كانت تمثل إنها من ركضها ما تقدر تتكلم ، وشهقت وسن : سويتي مصيبة ؟ سويتي مصيبة أعرفك أنا أعرفك
جلّستها جود مباشرة قبل تقوم لها : ديم شوفي البنت
قامت معها ديم فعلاً قبل تتوجه لها وسن لأنها بتضربها لا محالة : وش صار طيب قولي لي أول !
ما تكلّمت شدن كانت تركض بها تجاه المجلس ، ودخلت تذّوب عظام نهيان الواقف وتترك السكون يحتل ملامح ديم يلي ما توقعت ، لو لحظة وحدة ما توقعت وتوجهت شدن تاخذ باقي عيديتها من يد نهيّان وتركض للخارج مباشرة تسكّر الباب خلفها وسط ذهول ديم يلي شتت نظرها لبعيد لثواني فقط ، ثواني ما طالت من تكتفت : ما كان له داعي تستغل البنت بهالشكل وتعلّمها تسوي كل شيء عشان الفلوس بس
_
ضحك لأنه يعرفها فعلاً ، لأنه يدري بتعلّق على هالموضوع بالذات وهز راسه بإيه يثبت لها إنه توقّع منها هالرد بدون ما يقول: وعاد عيدك .. كل عام وإنتِ بخير وسلامة
ناظرته لثواني ، وضحك يبيها تبتسم وبالفعل شتت نظرها لبعيد ما ودها تضحك ، ولا ودها تبتسم وقدّم خطوته هو : ترى عيد وكل الناس تعيّد حتى على عدوها
هزت راسها بإيه : كل عام وإنت بخير نهيّان
ما رد ، كان يتأملها بدون رد ما تخطى للآن آخر حوار بينهم وما تخطى إنّه يدري بحزنها لكن ما يقدر يكون جنبها وشتت نظره لبعيد : ما قررتي للحين ديم ؟
ناظرته لثواني ، وأول مرة تلمح إن نظرته تعبّر عن شيء خفي ما تدري عنه وفعلاً كانت كذلك ، من آخر مرة وقت كان نهاية حوارهم " آسف ديم وحقك علي " ، لشهقة درة " تركتوا " ، ولبكاها هي تخففّت روحها من ألف شيء وشيء بعد بكاها لكن بزاوية بقلبها ، داخلها خوف والحين تشوف هالخوف بعين نهيّان يلي دائماً تشوف إنه يلعب ، وما يخاف ، وما يخطط ، وما يهمه شيء لأوّل مرة تلمح هالخوف بعينه بهالشكل وشتت نظره لبعيد لكن كان منها سؤال : تخاف نهيان ؟
ما رد ، يشتت نظره لبعيد وتوقّعت إنه بيتهرب من الإجابة لكنه رجع يشوف عينها بالضبط : أحد بالدنيا ما يخاف ؟ ينام ويصحى ما يدري وش بيصير بحياته ما يدري إنتِ معه وإلا بتوصله رسالة تقول ترى إنتهى ؟
ما تكلّمت ، وما تكلّم حتى هو كان يتأملها كانت على وشك تبتسم بمعنى " مثل العادة " وإنه يتهرّب من الجواب لكنه صدمها بردّه ، بوقفته : لكني ما أعيش بخوف ، ما أطيق الخوف ولا أطيق أحس إني مقيد قولي لي كلمة ، كلمة وحدة بس بعينك أنا نهيّان الحين وإلا نهيان أول ؟
ما كان منها كلام تقول قلبها ، أو تقول عقلها يلي كل ما صفى ودها له قرر يوقف ضدّها ويمنعها ، تقول إعجابها الأول ، وتقول شخصيتها الأولى ، أو تقول جرحها الأول منه وقرر هو يجاوب من لمح حيرتها ما جاوب حروف ، جاوب كل تساؤلات عيونها وترددها بإنه يقبّلها بدون تفكير ويمكن تهدم هالقبلة كل شيء ، أو تبني كل شيء من أول وجديد ما يدري ، لكنه ما أبعد قبّلها بكل شعوره من أول مرة ، لهالوقت وكيف إنها حتى وهي بهالشكل ، يبيها لأن سوء ظنونها وشخصيتها كلها من جرحه الأول ولهالسبب هو يحاول ، لهالسبب هو يبيها ما وده يضيّعها أو يحطم شيء المفروض ينبني ويزيد ما ينتهي وشتت هي نظرها تبعد ،رجفت ما توقّعتها منه رغم إن كل نظراته كانت تبيّن ذهوله منها ، إعجابه بها ، بكل ملامحها وبكل تفصيل فيها ولمحت نظراته يلي ماهي إلا نظرات محب ولمحت حتى إن كل نظرة تبيّن إن وده يقبّلها لكن كانت ضامنة إنه ما يتجرأ ، وما يقرّب دامه ما أخذ إجابة :
_
: نهيـان !
هز راسه بإيه : ما أوقف على كلامك ، ما يمديني أوقف وأنا طرف وأبي هالشيء لي ولك وإنتِ تسكتين ما تحددين
ما تكلّمت كانت ملامحها تغلي من السكوت ، ومن أفكار داخلها هي وناظرها لآخر مرة يشدّ على يده فقط ، يشتت نظره لبعيد لأن صمتها يعني ما ودها وهالمرة فعلاً ما فيها رجعة أشّر على خشمه : حقك علي .. وآسف وأخذت جوابي إن ما تكلمتي وتم ، اللي ودك به يصير تم
ناظرته لثواني ، وشتت نظره لبعيد نُفض صدره فعلاً لأنه يبيها لكنها ما تبيه ، فعلاً ما تبيه يحس هالشيء وإلا ما كان منها السكوت ، ما كان منها هذا كله والمفروض الحين وش يسوي بالضبط ؟ وش يسوي لمحت إحتراق محاجره يلي شبّت نار : أكلم أبوك ، وعمي تركي يعرف الإجراءات يرتبونها تصير منك إنت وتنتهي ، حقك علي
ما قدرت تنطق حرف واحد من طلع من المجلس ، من لمحت إنه نزل شماغه يرميه وإنه ضرب الباب خلفه ينبه ذياب يلي كان يكلم جواله وناداه : نهيّـان ؟
برد قلبها لأن نهيّان كان وده تهرب خطوته عن أخوه ، لأن هي يرجف قلبها وسط ضلوعها فتحت نصف الشباك ودها تسمع وبردت أطرافها كلها من توجه نهيّان لذياب : إنتهى خلاص
رفع ذياب حاجبه يأشر له بالإنتظار ، وودّع الشخص يلي يكلمه بالطرف الآخر يسكر جواله ويدخله بجيبه : وش إنتهى ؟
رجف قلبه يشتت نظره لبعيد ، ورجع يكرر ذياب بتساؤل أحد لأنه ما يدري وش لكن يلمس بأخوه شيء غريب : وش إنتهى ؟ من إنتهى ؟
إحترقت محاجره يمسح على عيونه يلي بتفضحه : إنتهى ، الغلط ملازمني وأنا ……. وإنتهى ، ما ودها إنتهى !
ما تكلّم ذياب بشيء غير إنه يحس بحرقة أخوه ، وشتت نهيّان نظره لبعيد يمسح على ملامحه : أنا إن جلست هنا بموت ، والله بطق ذياب وش أسوي ؟ وش أسوي ما ندمت ؟ ما بكيت ؟ ما طقّيت ؟ شاريها وأبيها ولو تبي عيني عطيتها لها لكن ما يرجع الوقت ! والله ما يرجع الوقت وش أسوي أنا ؟ وش أسوي ؟
ما تكلّم ذياب ، وتغيّرت حتى نبرة نهيّان من قهره : إن جلست بموت ما يمديني ، ما يمديني إنت تصرف وأنا
هز ذياب راسه بإيه يدخل أخوه لجناحه ، يضم راسه لصدره لأنه " بيبكي " وحسّه نهيّان مهما كبر ، قلبه طيب ، ويتأثر بسرعة مهوولة ووقت يُقهر يختلف وآخر شيء ذياب ممكن يتمناه ، إن أخوه يكبر من قهره ما يكبر كبر عُمر : دام ودها ، محد يردها ..
نُفض صدره بشكل مؤلم ، ومد ذياب يده يمسك وجه أخوه لأنه يحس به وذاب قلب ديم من لمحت هالشيء ، من عضّ شفايفه يشتت نظره لبعيد وإن ذياب يضرب على عنقه : نهيّـان
هز راسه بالنفي بحرقة يشتت نظره لبعيد : ما ودي
هز ذياب راسه بإيه : ما قلت ودّها المهم ؟ وودها المهم إن ما كانت تبي يفتح الله إنت لـ
-
‘
لك نصيبك ، وهي لها نصيبها .
ضحك نهيّان يشتت نظره لبعيد : وظنّك ودي بأحد ثاني ذياب ؟ يفتح الله كلٍ ونصيبه ؟ أنا لو شفتها مع غيري أموت ذياب تستوعب ؟ والله ماهو لعب والله ما لـ
كتمته كلمته ما قدر يتكلّم ، ووضح قهر ذياب بملامحه يشدّ على عنق نهيّان : توضأ ، وصل ركعتين وقرّ
أخذ نفس من أعماقه ، وهز ذياب راسه بإيه من رنّ جواله : روّح ، إن ما زانت ماهي نهاية الدنيا يا نهيّان
كانت نظرة نهيّان تبين إنه بينتهي ، وهز راسه بإيه فقط يتوجه لبيت الشعر بعيد وسكتت ديم من لمحت إن ذياب يضغط على عيونه ، ردّ على جواله وما عاد تسمع شيء من دوختها بخصوص نهيّان لكنها لمحت عمها حاكم الواقف من بعيد كان يتأملهم من بداية الموقف وما تدري إنتبه لوجودها جنب الشباك أو ما إنتبه لكن نُفض قلبها ، نُفضت كلها من توجه خلف نهيان للمغاسل ولبيت الشعر ومن لمحت دخول " أسامة " يلي ركض تجاه ذياب يلي سكر جواله يشد على ذراع أسامة يلي نطق مباشرة : نمشي طال عمرك ؟
إرتعبت تسكر الشباك لأن أسامة كان يتفحّص المكان ، وهز ذياب راسه بالنفي : لا ، خلّك قريب إنت
رفع أسامة حاجبه لأنه ما شاف أحد ، وما علّق ذياب على موضوع الشباك وصوته لكنه نطق بهدوء : وش العلم ؟
تنهّد أسامة : يمر العيد طال عمرك ، يمر العيد ونتفاهم أبوك ونهيان ببيت الشعر تبي تروح عندهم ؟
ما تكلم بكلمة ، وجاء فهد يتنحنح : يسألون عنك يبونك
هز راسه بإيه فقط ، ومشى بجنبه أسامة وفهد المستغرب ما كان منه إلا يطلع جواله يسأل قصيد لأنه ما فهم شيء " ريلج يشوف وإلا ما يشوف ؟ "
_
« الداخـل ، عند نصّار وورد »
جلس بمساعدة ورد يلي مسكت يده ، وأخذ نفس من أعماقه : ماتوقعت تطول الوقفة تشنجت
إبتسمت لثواني ، ونطق بدون مقدمات : وش التصرف الحين يادكتور ؟ تشنجت المفروض ما أتحرك صح ؟
هزت راسها بالنفي : لا عادي ، ترتاح وتمشي بعد شوي
رفع حاجبه لثواني : بس ما أحس يمديني ، تشنجت كم لي واقف لازم أجلس وأرتاح ما يمديني أقوم صح ؟
هزت راسها بالنفي لأنها تفهم مقصده : شفت تقاريرك ، عادي تقدر تقوم وتتحرك بس على خفيف والوقفة ما تأثـ
زعل فعلاً يبيّن على ملامحه : تبيني أتعب إنتِ يعني ؟
ضحكت بذهول , وإبتسم يتأمّل ضحكتها فقط كانت مقصده ، كل غاياته لأنه للآن ما يصدق إنها حرمه وتوّه يختلي معاها بدون لا يكون معاهم أحد : وش الأخبار ؟
إبتسمت لأنه يتكلم بدون لا يفكر : الحمدلله وإنت ؟
هز راسه بإيه : الحمدلله بخير بس ما كأنه غريب شوي لا نهيان ولا ذياب ما عاد أحد جاء وخرّب ؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة : يمكن مشغولين بالمجلس
هز راسه بإيه بهمس : هذا ذكاء العقد صبح عيد
_
'
إبتسمت لأنها سمعت همسه ، ولف نظره لها يتأمّلها ، يتذكر كل تفصيل كان وقت كانت بمثل هالقرب له لكن مو حلاله ، ما يقدر يتصرّف بشيء يذكر للآن عطش روحه ، ويذكر إن كان ودّه يقبل أقرب شيء منها وقتها يعتذر عن قطعه لحبل فستانها وإنتبهت إن أفكاره توديه وتجيبه وهو ساكت : نصّـار ؟
تنحنح يمسح طرف حاجبه : سرحت شوي صح ؟
هزت راسها بإيه بإستغراب : شوي ؟ أحس وصلت مكان ثاني فيه شيء يشغلك ؟
هز راسه بإيه يتنحنح ، يتعدل : الصدق ؟ إيه فيه شيء
رفعت حاجبها لثواني ، وما قدر يحس بتوتر شديد : ورد
إبتسمت من توتره لثواني : نصار ؟ إشتقت لذياب ؟
ضحك يهز راسه بإيه : إيه بروح أشوفه الحين
ضحكت تهز راسها بإيه ، وقفت هي ووقف هو بالمثل يعدل نفسه بالقوة لأن للآن صعب موضوع المشي السريع ، الطبيعي ، حتى البطيء صعب عليه شوي يوقف ، ويحاول يتهيأ لأنه بيمشي وضحكت ورد من محاولاته يلي يحاول ما يوضحها : نصار ، عادي تمشي بشكل طبيعي لو تاخذ بالخطوة دقيقة ، عادي ما يضر
ضحك يهز راسه بإيه ويمكن ضاع كله لأن يدها على صدره وهي تكلمه ، إبتسمت من تبدل نظرته بذهول : وش ! الحين وش
ما ردّ ، قدر يجمع شجاعته وأخيراً يقبّلها لثواني طويلة رجف قلبها ما توقّعته وإنتهى نصّار كله يكذب لو يقول يقدر يثقل ، أو يقدر يثبت خطوته ويسوي إنه طبيعي هو رجع يمسك يدها يبيّن إنه ناوي الجلسة وفزّت رعب ، وخجل من طُرق الباب كانت أم نصار : ما ودي أخرب عليكم لكن كلمني أبوك نصار
هز راسه بإيه من خجل أمه يلي خرجت مباشرة ، وإبتسم لورد مرة ثانية يقبّلها : شوفي الدرب
تُوردت ملامحها تتوجه للباب ، وسكنت ملامحها من إرتباك ديم يلي خرجت من المجلس الآخر : ديم ؟
توتّرت ديم مباشرة ودها تضيع باكي ملامحها ، ولخبطة خروجها بهاللحظة وما تخرّب على ورد يومها وضحكت : ورد فستانك كله على وجهك كل هذا خجل !
ما إستوعبت ورد لوهلة ، وضحكت ديم من إستوعبت ورد ترفع يدها لخدها يلي يحترق من الخجل والحرارة وإستوعبت من صار نصار خلفها ، ودخلت ديم للداخل : مافي أحد ، تقدر تروح
هز راسه بإيه يقبّل خدها ويتوجه للخارج على أقل من مهله لكن ما خفي عن إحساسه ورد يلي ذابت تماماً تمسك طرف الباب كان ودها تصرخ ، وودها تنفجر من طلعت شدن يلي ضحكت على إنصهارها بجنب الباب لكنها توجهت ركض للخارج وإبتسمت من لمحت ديم المتوترة قرب الباب الداخلي : ديم صار شيء ؟
هزت راسها بالنفي : لا ، تعالي كلهم يسألون عنك ..
هزت ورد راسها بإيه تدخل مع الباب لداخل البيت ، تعدّل نفسها قبل لا يستقبلونها ورجف داخل ديم من صراخهم من دخول ورد وترحيبهم يلي ضجّ قلبها كله ، ومن دخل..
_
نهيّان تسحبه شدن وما توقعت ، لو لحظة وحدة ما توقّعت الداخل خلفه كان عمها حاكم بكل هدوئه ، كانت منه نظرة وحدة كشف فيها كل داخلها وتوجّهت تسلّم عليه بإستيعاب إنها ما لقيته ، وما عيّدت عليه وإن نظرته أرعبت داخلها كله : كل عام وإنت بخير
هز راسه بإيه يشدّ على يدها : وإنتِ بخير وصحة وسلامة يابنتي ، وإنتِ بخير
رجفت نبرتها مباشرة : أشوف لك درب ؟ بتدخل لـ
هز راسه بالنفي يأشر لها ترتاح وتوجه للخارج ، وذاب عظمها كان نظرها لنهيان يلي يتأمل كل الزوايا إلا هي ويده للآن بيد شدن يلي تنتظر ديم تتحرك : أروح ؟
ما إستوعب ، ورجفت نبرة ديم تهز راسها بإيه وتركته شدن كان ودها تخرج للخارج لكنه مسك يدها : وين ؟
إبتسمت : جاء بابا عند الرجال ، بروح أجلس معاهم
رفع حاجبه لثواني بسخرية : عشان بابا بتروحين ؟
هزت راسها بإيه تمثل البراءة وإن كل مقاصدها أبوها وهو يدري تبي مين ووقت ركضت شدن للخارج كان وده يضحك ، وده يسولف لها عن نصب شدن ، ووده يسخر من جملتها عليها بالبداية وإنه إستغلّ شدن لكن ما عاد فيه محل يقبل هجومها من جديد وإبتسمت هي بتوتر العالمين تشبّك يدها : ما كان له داعي أستغل البنت ؟
كان ودها يردّ جملتها عليها لكنه سكت ، وتوتّر كل قلبها لأنه ما ضحك ولا نطق كلمة إنما مسح على جبينه ونطقت هي مباشرة بتعجل : للآن مدري ، ما أدري بس
كان ينتظرها تكمّل كلامها ، وإنتبه إن حروفها تعجز على شفايفها ودها تتكلم ، وودها تقول شيء ومسح على ملامحه لأنها ما بتقول شيء وذاب قلبها كله من نظرة اليأس بعينه ، وإنه شتت نظره لبعيد : نهيّـان
لف نظره لها ، وكان منها سؤال خارج حدود المنطق كلها : ليش راحت المجلس شدن ؟ مو عشان أبوها ؟
هز راسه بالنفي من وصلته رسالة : عشان عيال الكويت ، برجع المجلس تبين شيء ؟
كان يعرف إن جوابها المعتاد " لا " ، والأكيد بتقوله ومو بتقوله وبس ، وبتقوله وتزعل وتبني إن كان ودها تتكلم لكنه مشى وتركها وهذا طبعها يلي هو يعرفه ويعرف يتعامل معه لو هي تسمح له ، لو هي تترك سيوفها وهزت راسها بإيه بمعنى إنها تبي شيء ، ورجع جواله لجيبه : وش ؟
ما عرفت تتكلم ، ما عرفت تنطق كان يبيّن ضياعها بعينها وكان من نهيان السكوت فقط لأن أي كلمة بيقولها ، بتحطّها هي السبب بإنهاء الأمور وهو يشوف من عينها إن ما ودها تنتهي : ديـم
ما توقّعته صح ، توقعت إن صبره إنتهى من تلعثمها وسكوتها : سمعت كلامك لذيـاب
تغيّرت ملامحه كلها بلحظة ، وبُترت حروف ديم تحس بالخطأ بهالكلمة ونزل راسه مباشرة : ذياب يـ
هزت راسها بالنفي وللآن ترن بإذنها " دام ودها محد يردها " ويلي جاء وقعها مرعب : ..
_
‘
: دام ودها محد يردها
هز نهيـان راسه بإيه يأكد جملة أخوه يلي تبيّن ألف شيء وشيء ، تبين الحقيقة كلها وهزت راسها بالنفي بخوف العالمين كله ما تدري هي وش تسوي بالضبط لكنها نطقت وما تصدق نطقها من أساسه : ما ودي ..
ما كان منه تعليق نهائياً ، وناظرته ديم لثواني : نهيّان
هز راسه بالنفي يمسح على ملامحه : سمعتينا أنا وذياب
عرفت إنها غلطت بقولها هالشيء ، وعرفت إنه يبي يتنفّس الحين لكنها هزت راسها بالنفي : مو سبب كلامي
هز راسه بالنفي يمسح على ملامحه : ديم ، ما تـ
هزت راسها بالنفي تقاطعه لأنهم بالممر : ندخل المجلس
ما تكلّم من دخلت قبله ، هو دخل يسكّر الباب خلفهم وأخذت نفس من أعماق قلبها : سمعتكم ، بس قبل أسمعكم وقبل تطلع من عندي كان ودي أقول نهيان
هز راسه بالنفي : ما قدرتي الكلام بتقدرين أكثر منه ديم؟
ناظرته لثواني ، وهز راسه بإيه : شاريك ، بس ماني بايع نفسي ديم ولا بصدق شيءّ ما نطقتيه واتأمل وأفهم من نفسي ، يوم فهمت من نفسي وش صار ؟
كان يقصد وصلهم ، وغرقت عيونها بدموعها لكنه ضحك يمسح على ملامحه : مستكثرة الكلمة علي ، وتقولين ودك ؟ ما قلت تعالي لي بالدنيا قلت كلمة ، كلمة
كانت تبي تضمّه بهاللحظة ، وعضّ شفايفه لأنها ما تتجرأ وهو يفهم لكنه يحترق من هالشيء : أفهم من نفسي ؟
هي هزت راسها بإيه يتقدّم خطوة ، يضمّها لأنها ما تهون عليه حتى رغم هذا كله ، ما تهون عليه لو ما كانت تحبّه ولو ما كانت تبيه ولو كان ألف شيء وشيء هو ما يحب توصل أي علاقة بحياته لهالقد من الأذى النفسي وشدّ على ظهرها يقبل عنقها - بعدم إدراك منه - ومن باب المواساة : اللي سمعتيه ما يعني شيء ، كل شيء بخير
كان وده يبيّن لها إنه عادي ، وإن بتنتهي علاقتهم بشكل عادي وهذا كان فهمه هو إن سمعها لهم حدّها على هالتصرفات ، وهالحضن منه يبيّن لها إن " الأمور طيبة " لكنها خالفت كل ظنون عقله من قبّلته بهدوء ما توقّعته لكنه يحس قلبها ، يحس نبضها ويحس إنها بتصرخ من سرعة بعدها عنه لكن وضحت له كل الحكاية ، كل مقاصدها : ديـم
_
« مجـلس الرجـال »
جلست شدن بحضن تركـي تسمع ضجة كلام الرجال يلي يسولفون بكل مواضيع الدنيا ، عددهم مُهيب لأن يجون الجيران يعايدون ، والأقارب كلهم موجودين آل نائل ، وآل سليمان ، وآل عبدالله وكل أقارب نصار : تركي
عدلها بحضنه يلف نظره لفهد أخوه يلي نظره طول جلوسه بالمجلس على ذياب : إنتبه لعيونك إنت
هز فهد راسه بالنفي بإستغراب : محيّرني تركي !
لف تركي نظره من قام ذياب ، وقام معاه أسامة مباشرة والأدهى ، من قام حاكم يتبعهم لكن شدن نطقت : تركي إنت بتتزوج مين ؟ تحب مين ؟
_
'
إبتسم فهد لأن هالسؤال كان له قبل تركي وهمس لها يهددها لو علّمت بالجواب ، وضحك تركي : أحب قصيد
ناظرته لثواني بذهول ولفّت نظرها لفهد يلي أشّر لها بالسكوت ، وإستوعبت إنه أخوها بخجل لكن ما ناسبها الجواب نهائياً : طيب يعني ما تحب أحد ثاني ؟
هز راسه بإيه : أحب أحد ثاني أكيد ، أحبج إنتِ
خجلت بشكل " يموّت " ، بشكل تركها تضمّه بدون مقدمات وضحك فهد : زين اللي سلاف مو هني تنهار
قرّب المحامي من جنبهم بهمس : طاري مرتي شجابه ؟
ضحك فهد يهز راسه بالنفي ، وإبتسم تركي الكبير يتنحنح ويقوم خلف حاكم لأنه يبيه وإبتسم فهد : شدن لو يحبج صج عيّد عليج ، ما عطاج عيدية للحين ترى لا تنسين
ضحك تركي بذهول : تبي تشوف إني صج أحبها ؟
هز فهد راسه بإيه ، وطلع تركي خمس مية من جيبه بشكل ترك شدن تخجل من ناداها أبوها أصلاً وتعالى صوت الحلف وضحك تركي يهز راسه بالنفي من ضمّته شدن من الخجل : لا والله ما تحلف ما تنردّ العيدية !
إبتسمت بخجل تهز راسها بالنفي : بس ، كلهم أعطوني عيدية زي كذا الحين إنتم فلوسكم زينا بالكويت ؟
ضحك فهد بذهول : لا حنا عملتنا غير عنكم شوي
تركت شدن الخمسمية بحضن تركي : طيب بعدين كيف يعرفون إنك أعطيتني عيدية ؟ أبغى حقتكم إنتم
هز راسه بإيه يدخل يده بجيبه ، يطلع محفظته ونطق فهد : زين الحين تبين بس تعرفين شنو ينقال لها ؟
هزت راسها بإيه بثقة شديدة : ريال كويتي
ضحك تركي يهز راسه بالنفي طلّع أول دينار يشوفه لأنها تخالطت مع بعضها وبيطلّع بعدها : دينار كويتي إسمه
شهقت بمجرد ما شافت إنها عملة مختلفة عن الريالات كلها وما إستوعب تركي من ركضت بـ" دينـار واحد " ما أعطته فرصة حتى يطلع الأكثر ومات فهد من ضحكه لأنها تركت الخمس مية تبدلها بدينار كويتي واحد : شدن
ضحك عذبي من لمح عياله يلي يحاولون يتمالكون ضحكهم بشكل مجنون لدرجة إن فهد يدمّع ، ويحاول يتوارى خلف تركي يلي يمسح على ملامحه بمحاولة لأنه ما يضحك لكن يبين عليه بشكل ترك الإبتسامات تتناقل بين المجلس كله من ضحكهم
-
« بالداخـل »
عدلت توق مشروبها بيدها تتأمل الشباك لوقت طويل ، شتت نظرها لبعيد لكن درة جات جنبها : وش عندك إنتِ
هزت راسها بالنفي : وش عندي ؟
ضحكت درة بسخرية لثواني : أشوفك وإنتِ ما بقى شباك يطل عالمجالس ما لصقتي فيه تبين تشوفين مين ؟
شتت نظرها لثواني : لازم أشوف أحد ؟
سكنت ملامح درة بلحظة من لمحت ذياب يلي حوله أسامة ، وحاكم يلي جاء يتبعهم لكنه يصافح " عناد " أبوتوق بشكل لمحت درّة منه تورّد ملامح توق بشكل مجنون : توق ! بسرعة الآن وش صاير
_
‘
رفعت أكتافها بعدم معرفة لكن درّة كشرت من لمحت المحامي جاء وأخذ حاكم عنهم : لا إرتحت إن أفكارك ما تتعدى هالباب دام المحامي موجود ، وش السالفة ؟
كانت نظرات توق غريبة لدرّة يلي قرصتها مباشرة لأنها شافت مصافحة عناد لذياب ، وشافت إن للآن متصافحين : وش سالفتك شايفة عينك على مين أنا !
هزت راسها بالنفي من لمحته يبتسم لأبوها : ما أدري !
دخلت شدن تركض لقصيد قبلهم كلهم : ليش يحبونج !
تُوردت ملامح قصيد لأن كل المجلس سمع تساؤلها : مين يحبني؟
إبتسمت ود تشوف الدينار بيد شدن : اللهجة ، والدينار ؟
ضحكت قصيد من جات شدن لها : وما يحبونج يعني؟
إبتسمت شدن : يحبني تركي ، تسولفين زيهم
هزت قصيد راسها بإيه ، وإبتسمت شدن لثواني : بس فهودي يحبك إنتِ بس ما يحبني تدرين ؟ أقوله تحب مين يقول قصيد أقوله ومين يقول نيّارا ما قال أحب شدن
ناظرتها قصيد بذهول : فهودي ما يحبج ؟ إلا يموت عليج بس فهودي خجول شوي ما يعرف يقول
هزت راسها بإيه بإفتخار : شوفي تروكي عطاني عيدية
ضحكت وسن يلي جات خلفها : تروكي ؟ ماشاءالله
إبتسمت ملاك تهز راسها بالنفي : تركي ودينار واحد ؟
هزت شدن راسها بالنفي " بغرور " : لا تركي أعطاني خمس مية حقتنا لونها أزرق بس قلتله أبي فلوس الكويت وكان يطلعها وأخذت هذا على طول جيت أوريكم
ضحكت قصيد لأن شدن تغترّ وودها تقهرهم ، وضحكت وسن يلي همست تضرب خدها : ذكية الله يحفظك أمي
ضحكت قصيد لأن وسن بتنهار من ذكاء بنتها وإبتسمت من رسالة من تركي : طيب تركي يقول يبي يشوفج الحين
نطق الحب من عيونها بشكل ترك ضحكاتهم تتعالى بدون مقدمات وشهقت وسن تمسك بنتها يلي شوي وتذوب وذّوبت الدينار بيدها : بسم الله على بنتي هالخفة على مين يا بنت !
ضحكت قصيد لأن حتى شدن تضحك بإنبساط غير معقول لكنها وقّفت كل ضحكها تتسائل : أعطاك عيدية؟
ضحكت أسيل بذهول : ونغار بعد !
هزت قصيد راسها بالنفي وإبتسمت شدن : يعني يحبني أكثر !
ضحكت ود تشوف جوال قصيد : عذبي يقولك تعالي
إبتسمت قصيد تهز راسها بإيه ، ومدّت شدن يدها لقصيد يروحون مع بعض وبالفعل حصل ركضت شدن للممر وللباب عشان تدخّلهم ، وبقيت قصيد تكّت على طرف الباب تتوارى عن الداخل لو ما كان أخوانها ، وبنفس الوقت قريبة من الشباك كانت تسمع حوار درة وتوق لكن ما شدّها نهائياً ولا أعطت بال وشهقت درة تضربها " تستهبلين ! بلا غباء شوفي قصيد مرّت وأكيد بيدخل لها " ، " ما أستهبل أقولك الكلام زي ما صار بالضبط ، سمعت أمي وأبوي يسولفون يقول لها كأن ذياب بخاطره كلام وما قاله مستوعبة صلى مع أبوي ٣ مرات ومرتين يتقهوى معه بالمجلس ؟ " ضحكت درة بذهول "..
_
" وهذا يعني إنه يبيك ؟ " نفيت توق " هذا كلام أبوي مو كلامي يقول يوم راح الموضوع لتوق ودراستها كأن كان وده يعرف شيء لكن قال الله يحفظها لك ويستر عليها "
ما علّقت قصيد خَفق قلبها بشكل مجنون من سكنت درة " هو سأل عنك ؟ " ، هزت توق راسها بإيه " أمي تقول سأل حتى أبوي ما فهمه لكن وقت قال لأمي هي فهمت إنه يبي يعرف شيء عني " نطقت درة بذهول " توق مستوعبة إنه زوج قصيد ؟ وش بتكون له غاية عندكم ؟ البنت توها مرّت أكيد جاي يشوفها ويعيّد عليها ما درى عنك" ، هزت توق راسها بالنفي " ما تزّوجوا للحين وإنتِ تشوفين وضعهم زين يعني ؟ راح وراها للكويت وهي وش سوّت عشانه الحين ؟ أخوه الصغير تزوج قبله وأخته ملّكت وبتتزوج وهو للآن ينتظر حضرتها متى تحدد درة " ، " ما دخل ، دخلوا أخوانها وشوفي هو يسولف مع مين الحين وبعدين قولي توق تستهبلين حتى المحامي مو عنده " وشهقت درة بذهول تتبعها " توق لا يكون عـ "
ما عاد إستوعبت ولا عاد سمعت من أصوات أخوانها هي إبتسمت بلا وعي لهم وإبتسم تركي بإستغراب : مضايقج شيء؟
هزت راسها بالنفي ، وإنتبه لشدن يلي مدّت يدها له ونبض داخل قصيد بشكل مجنون : بشوف البنات
مسكها عذبي أخوها مباشرة : تكفين ، إتركي البنات وواسيني الحين فهد وتركي مروقين بالمجلس وأنا هلكني أبوك شوف الذبايح يحلفون هو وعمج وأنا ماكلها بينهم روح وتعال روح وتعال ، واسيني
إبتسمت تشد على كتفه ، وقبّلت له خده لكنه نطق من حسّها : لا إنتِ مو بالمود أبد وش مزعلج ؟
ضحكت تهز راسها بالنفي : مالقيتكم ، مزعّلني شوي
ناظرها تركي يعرف إن شيء آخر فيها لأنها ما تشوفهم ، وشدّته شدن تبعده : تعال بوريك بابا
نطق فهد : ذياب يشوف وإلا ما يشوف ؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة : إذا بتمشون كلموني
رجعت للداخل ، وطلعوا أخوانها لكنها عجزت تثبّت خطوتها ولا ترجع عند البنات هي توجهت قريب المرايا ما ودها يبيّن عليها شيء ، للآن هي ما تدري كيف تفكر وكيف شعورها وإنتبهت إن خاتمها مو بيدها الأكيد طاح بالممر توها كانت تلعب فيه وعضّت شفايفها تتوجه للممر فعلاً دخلت بعد ما تأكدت إن مافيه أحد ولا فيه صوت كانت عينها تدّوره ، وخطوتها تدّوره وفُتح الباب ترتعب هي حتى لو ما يشوفها الداخل ، ودخلت توق بنفس اللحظة من الداخل : شـدن
شهقت توق بذهول لأن ذياب كان الداخل ويتنحنح لكنه " لمحها " ، وسكنت ملامح قصيد كان مستحيل يشوفها هي كانت توق مقابلة دخوله ولمحها نطق بغضب:استغفرالله العظيم !
عصّب لأنه تنحنح قبل يدخل ورجع يتنحنح الحين تدخل خطوته لكن سكن غضبه من لمحها ، من كانت بالطرف عجزت تتكلم لكن من إنتبه لها هي رجفت : تشوف
_
هز راسه بإيه يشبّ غضبه من نفسه بهاللحظة ، ومن عينه يلي شافت ولمحت : وودّي وودك إني ما أشوف
هزت راسها بالنفي كانت " خيبة " أكثر من لهفتها الدائمة بكل مرة يرجع يشوف فيها وأول شيء عينه تشوفه هي ، صدّت نظرها عنه مرّت منها نظرة وحدة على خاتمها يلي بالأرض لكنها ما إنحنت له ، ولا فكّرت تنحني له شتت نظرها لبعيد ولمح إنها وصلت " أقصاها " لأنه يعرف هالنظرة منها ونطق مباشرة من رجّعت خطوتها للخلف : قصيـد
دخل حاكم المبتسم خلفه : بنتي قصيـد هنا ؟
كانت على وشك تطلع لو ما سمعت صوت عمها حاكم ، وصوت ضحك أبوها من الخلف وقفت خطوتها بمكانها وعضّ ذياب شفايفه هو تحرك بيمنع خروجها وصار جنبها لكن دخول أبوه ، ودخول عمه تركي يلي ضحك مباشرة وقّف خطوته وخطوتها ونطق تركي : حيّ قلبي !
لفت بإتجاههم ما وجّهت من عينها نظرة لذياب ، وعضّ ذياب شفايفه يغلي راسه من الغضب حالياً هو جاء ونيّته يكلمها ويشوفها وآخر شيء توقّعه يكون هالموقف ، آخر شيء توقّعه تزعل منه بهالشكل يلي حرق له قلبه كلّه وإبتسم تركي من توجهت تسلّم على عمها حاكم تعايده ، ترفع نفسها تقبل راسه : كل عام وإنت بخير عمي
إبتسم حاكم يشد على يدها : ماشاءالله تبارك الرحمن ، وإنتِ بخير وصحة وسلامة يابنتي الله يحفظك
أخذها تركي تحت جناحه يقبّل راسها ويكرر بهمس لأنه شاف نظرات ذياب لها وقت سلّمت على أبوه : عاد عيدك ، وعاش حبيبك بدون الزعل هالعيد ما يمديك
رقّ قلبها كله لأن عيدهم الماضي يقولون لها " عاش حبيبك " بتمنّي لصحوة ذياب ، والحين أبوها يضحك لها بإن حبيبها قدامها ، وعايش وشتت ذياب نظره لأنه سمع همس أبوها لها ، لأنه شاف عيونها وداخل عيونها ومن ضحك تركي يقبّل راسها يضمّها وطلبت الإذن : عن إذنكم
سكنت ملامح ذياب بذهول لأنها دخلت فعلاً ما قالت كلمة ، سكنت ملامحه يشبّ غضب وده يداريه ويسكّته ودخل تركي للمجلس خلفه حاكم ووقفت خطوة ذياب بالممر يمسح على ملامحه كان يبين غضبه ، ويبين تعبه آخر شيء وده يزيد من سوئه بهاليوم هو زعل قصيد يلي فعلاً حصل ، بأبشع طريقة حصل وطلع حاكم من المجلس كان يتأمل ذياب يلي نظره على جواله ويده الأخرى تشدّ على شيء بداخلها يبيّن من قبضته ونطق بهدوء : وش الشغل يلي ما يوقّف حتى نهار العيد ؟
رفع نظره لأبوه ، وهز حاكم راسه بإيه : صليّت العيد ؟
هز راسه بإيه كان على وشك يقول وين صلّى وليش ، وإبتسم حاكم يمسح على ملامحه : صليته بالقصر ؟ عند طويل العمر ؟ ما كان يكفي إن عيد الفطر ما كنت معنا وهالعيد معنا شكل بس ما نشوف حنا ؟
عضّ شفايفه لثواني ضاق قلبه بشكل مجنون من ظن أبوه القطعي، وضحك حاكم : ..
_
وضحك حاكم : والله أحاول أفهمك يابوك ، أحاول أفهمك بس دامك إخترت دربك روّح الله يستر عليك مثل ما تبي
هز راسه بإيه فقط مستحيل ينطق كلمة وحدة بعد هالنظرة من أبوه لكنه تراجع : صليت العيد عند نهيّـان
سكنت ملامحه لأن بين كل فترة عيد وعيد يصلي حاكم ومعاه ذياب بالمصلى القريب من المقبرة ويسيّرون عليها يدعون لنهيان وما حصل بهالسنة منه ، لكن صار من ذياب وعضّ حاكم شفايفه من طلع ذياب بدون لا يلتفت توجه خلفه أسامة لكن بردت ملامح حاكم من توجه لسيارته مستحيل يترك العيد ، ومستحيل يترك غداء أبوه وسط هالضيوف كلهم ونطق مباشرة ينادي : نهيّـان
لف نصّـار نظره لأسامة وذياب يلي يتناقشون قريب السيارة ، ولف نهيان نظره لأبوه : سـم
أشّر له يتوجه للسيارة مباشرة : قول لأخوك أبوي يقول لا تمشي ولا تروح مكان العيد والمجلس ما يفضى
هز نهيّان راسه بإيه يتوجه لهم مباشرة : أبوي يقولك لا تمشي المجلس لا يفضى
رفع نظره لأبوه الواقف على عتبة الباب وما رد ، ما كان منه رد مستحيل تتعدل صورته بعين أبوه ومستحيل يستوعبه أو يفهمه دائماً يفترض السيء منه وينتظره وهو ما قد حصل منه وتوجه نهيّان لأبوه : ما قال شيء
وقف حاكم للآن يتأمل لأن نظرة ذياب كانت غريبة ، وقُطع الحوار بين أسامة وذياب أسامة ركب السيارة وذياب الواضح " يوصيّه " على شيء وما يدري كيف ظنَ إن ذياب بيمشي ويترك العيد وهذا يلي برر له نظرة ذياب بهاللحظة - تحرقه - : روح المجلس لا تتركه فاضي
ضحك نهيّان يهز راسه بالنفي : يروح ذياب الحين
نزل حاكم نظره لولده لثواني يدخل للداخل ، وتوجه نهيّان للمجلس لأن نصار توجه لذياب والواضح مطولين..
مسح ذياب على ملامحه ، وتنحنح نصار : ذياب
ناظره ذياب لثواني : شدّت الشمس لا تتعبك ، إدخل
ضحك يهز راسه بالنفي : الحين تخاف علي من الشمس ؟ ما خفت من شمس الخيام أول والإ صار به إمتيازات ؟
إبتسم ذياب فقط يقهره كونه يسكت بهالشكل لكن فعلاً داخله ما تخطّى للآن كونه كان واقف بالممر ، وخلف الباب ورد مع نصّار وكان ينتظر من نصار يقول كلمة ، بس كلمة وحدة لكنه سكت ما كأن الموضوع مهم ولا نطق له كلمة وحدة وهو يدري به ، يدري به ما يجهله ويدري إن الموضوع مأرّقه وبالمثل سكتت ورد يلي تشوف عينه ، وما نطقت له كلمة وحدة وهو كلّمها وتدري انه يسعى لهم مو ضدهم مثل ما يدري نصّار : تعال المجلس
هز نصار راسه بالنفي وداخله يتردد بشكل مجنون : ذياب
هز ذياب راسه بالنفي : نصار ، الشمس صدعت بي
ضحك نصار لثواني بتردد يمسح على جبينه : الشمس صدعت بك الحين ذياب ؟ بقول شيء
هز راسه بالنفي ، وأصرّ نصار بتردد : ذياب
_
هز ذياب راسه بالنفي لأن ما وده يسمع ، ما وده حتى يفكّر إن وقتها سأل نصّار " بتقول لي شيء ؟ " وسكت ، وسأل ورد " بتقولين لي شيء ؟ " وسكتت وحرقة قلبه كلها إنه بالمركز وقت سأل المشرفة قالت له " تطمّن معاه أفضل معالجينا ورد ، المُفترض إنها تغادر المركز هذا الإسبوع لكن مددت وجودها عشان يكمّل علاجه معاها هنا " وقت ما إستوعب صدمته هو سألها " ورد ؟ " ، ونطقت له المشرفة كامل إسمها ما شالته الأرض يومها هو دخل ، هو كان عالباب عندهم ولا نطقت له شيء ولا نطق له نصّار شيء وإن كان ما يشوف ، هالإستغفال كثير على قلبه وبردت ملامح نصار بلحظة من إستوعب إنه يدري ، إنخطف لونه بلحظة لأنه ما إستوعب : ذياب
هز ذياب راسه بالنفي يبي ينهي الموضوع بأرضه لأنه فعلاً يحرقه ما يخف عليه : لا تزعل يانصار ، لا تزعل ولا أزعلك
هز راسه بالنفي بذهول لأن ذياب يدري ، ومن وقتها يدري : ذياب أنـ
نطق " خـلاص " يلي يخافها نصّار أكثر من كل شيء ، لأن ذياب ما يقولها إلا إذا وصل أقصاه وإذا قالها بهالشكل هي مؤلمة : ماهو خلاص تكفى بقول وتسمعني كنت بقـ
هز راسه بالنفي لأن فعلاً ما يتحمّل ، فعلاً ما يتحمل : ما قلت لي يوم سألت ما أبي منك القول الحين
هز راسه بالنفي يمسكه بذهول : كنت بقول ذياب لا تـ
هز راسه بالنفي يتمالك غضبه : نصّـار ! خـلاص
هز راسه بالنفي يوقف قدامه وهو بيموت من قهره بهاللحظة يدري إنه قهر ذياب ، ويدري إنه موّته من قهره : زعلّني ، كسر راسي لو تبي أستاهل وحق تكفى ذياب
مدّ ذياب يده لصدر صاحبه لأن ما وده يتكلّم ، أشّر له على قلبه وهو فعلاً إنتهى من قهره بهاليوم ، إنتهى من غضبه ولو زوّدها نصار إحتمال فعلاً ما عاد يقدر يمسك قهره داخل قلبه : إنت تعرفني ، إنت تعرفني وسكّت عني يومها ويوم سألتك ما أجي لك ضد وما عرفتني ، ما
ما كمّل جملته من قهره يتخطى نصّار للمجلس ، وما عاد شالت نصّار خطوته رجع لعينه سكون ذياب يومها ، جلوسه عنده وسؤاله " نصّار بتقول لي شيء ؟ " : وش سويت يا نصّار وش سويّت !
مسك راسه من هول صدمته بنفسه هو ، مسك راسه لأن ذياب ما نكّد عليه شيء وكان ساكت يعامل الموضوع عادي ، يعامله على كونه - صاحبه وعقد على أخته - ما نطق كلمة يخرّب فيها فرحته والحين ، ما ودّه حتى ينطق شيء وما يوسع نصّار شيء غير إنه يعرف كل أسباب قهر صاحبه والحين صار هو أكثر من قهره : ماهو ناقصك .. والله ما كان ناقصك يانصّار
كان هالمشهد كله تحت أنظارها ، كل حركة كانت تحت عينها بشكل يترك قلبها ما يخفّ خفقه لو ثانية عجزت تتحرك ، وعجزت تبعد عن الشباك من الألف فكرة وفكرة يلي صارت بعقلها ومـ
_
وما إستوعب عقلها المنظر يلي شافته عينها ، الحوار يلي ما سمعته ومستحيل تسمعه لكنّها شافت ملامحه ، شافت قهره وشافت مشيه للمجلس وتركه لنصّار يلي مسك راسه فقط وما يتصّور عقلها شيء من نطقت ورد : قصيد ! اللي ماخذ عقلك يتهنّى ! قلنا نطلع فوق ناخذ راحتنا وبرضو ما شفناك والحين أمي تقول تعالوا المجلس
إستوعبت خطوتها تهز راسها بإيه فقط وداخلها مشمئز تماماً من توق يلي خرجت من غرفة ورد تحس نظراتها لكنها ما تعطيها بال ، ولا إنتباه ولا حتى تلتفت لها : تمام
نزلت للأسفل تتوجه للمرايا وإنتبهت على دخول بنات آل سليمان للمجلس لكن هي ما ودها تدخل ، ما ودها ويقتلها كون ما ودّها لأن فعلاً داخلها يضجّ بألف شيء وشيء ولا يحتمل ضجة خارجية توجهت تجلس بالصالة ويقتلها صداعها بين التردد ترسل له ، أو ما ترسل له
_
« مجـلـس الرجـال »
كان ساكت تماماً يشوف المجلس الممتلئ لكنه ما يوعيه ولا يحسّه ، يسمع هرجهم وما ينتبه إلا لو وُجه له حوار وهذا أغلب الحديث وده يشرد ، وده يسكت بدون لا يُنطق إسمه لكن بين الدقيقة والأخرى يوجه له حوار وما كان حتى يحس بكثر النظرات عليه كانت عيون أبوه ، ونصّار ، وعمه تركي ، ونهيّان يلي نظرته إما لذياب وإما للأرض ودار موضوع المجلس بلحظة من نطق أحدهم : البارح آخر الليل مرّيت على خيامكم ، ماشاءالله الله يبارك لكم بها وبالحلال شيءّ طيب لكن الراعي سألته ، حلال من هذا قال حلال نهيّان آل سليمان الله يرحمه لكن إن ما خاب الظن ما كانت بل نهيّان وضح ؟ قلت له شلون لا ماهو حلاله ومصرّ إلا حلال نهيّان الله يرحمه إدعي له
هز ذياب راسه بإيه بهدوء ينطق : ودعيت له ؟
ضحك يهز راسه بإيه : دعيت له ، لكنّي دريت إنه حلالك يوم سألت راعين البل وإنك صاحب الخيام من بعده
سكت حاكم يشتت نظره للمجلس بهدوء ، وهز ذياب راسه بإيه بهمس : الله يرحمه ويغفر له
ما فهم فهد يوجه نظره لتركي الكبير : شلون ؟ حق منو
همس تركي بهدوء : هو حلاله ، وحقّه لكنه يقول للناس ويلي يسيّر على الخيام حلال نهيّان عشان يترحمون عليه ويدعون له وما يغيب ذكر خيره
سكن فهد يسمع حوارهم ، وسكت حتى ذياب من نطق الرجال من جديد يترك فنجاله على الطاولة وضحك : عاد أذكر أول كانت الطيور كثار الحين ما به إلا طير واحد يقول هذا ما يقربه أحد وإنك راعيه ما غشّني وقال لنهيان لكن ماشاءالله إن كنت ناوي تبيعه تراي شاري باللي تبيه
هز ذياب راسه بالنفي يأشر للقهوجي يقهويه : ما لي ببيعه
كان يبي ينهي النقاش ، ووقف حاكم يطلع للخارج وتبعه ذياب بعد ثواني لأن صار وقت يتفاهمون عالغداء وطلع نهيّان : تصلون بالمسجد وإلا جماعة هنا ؟
_
‘
لف ذياب نظره لأبوه ، وسأل حاكم : وش تقول ذياب ؟
هز راسه بالنفي : إن صليّنا هنا المسجد من يصلي به ؟
هز راسه بإيه لأن تقريباً كل رجال حيهم بالمجلس ، وكل أقاربهم وهز نهيّان راسه بإيه : أخاف يتعبون شمس
نطق ذياب بهدوء : المقلط مفتوح للي وده يصلي به
هز حاكم راسه بإيه : نهيّان روح لأمك قل لها بعد الصلاة يدخلون صحون الغداء عندهم خلّها تجهز اللي تبيه
هز نهيّان راسه بالنفي بتساؤل : هالعيد ليه مو ذياب يروح لصحون الحريم وتخلّيني أنا مع صحون الرجال ؟
ناظره حاكم لثواني ، وطلع منه تساؤل آخر : بس ما كأن الذبايح كثار ماشاءالله ؟ إن زادت وش بتسوون ؟
هز حاكم راسه بإيه : حلف عليّ تركي ، قال ذبايحنا وحدة وحنّا مثلكم كل عيد نذبح غداء ولا حنّا مغيرينه ذبايح تحط وذبايح توزّع وهذا اللي بنسويه إن شاء الله ..
هز ذياب راسه بإيه فقط يرجع للمجلس من أذن ، وتوجه نهيان للداخل عشان يبلّغ أمه ولف حاكم نظره لبيته يلي يضجّ بالضيوف فعلاً وما يذكّره هالشيء إلا ببيت نهيّان سابقاً وتنهّد من أعماقه : الله يرحمك .. الله يرحمك
_
توجهت ديم للباب تسمع نهيّان يلي يسولف ويده تمسك طرف الباب لأنه دخل يدخّلون الصحون : نهيّـان ؟
دخل لكن ديم إبتسمت لثواني من منظره كان رابط ثوبه ، بدون شماغ ويلبس نظارته فقط عن الشمس لأن شدّتها ولهيبها ما يمزحون : جايين الرجال من المسجد الحين ، دخلنا الصحون خلاص عندكم كل شيء وإلا ناقص شيء ؟
هزت راسها بالنفي : لا تقول مافيه شيء ناقص خلاص بس تبي تشيك على مقلطكم ، جايين الرجال وإنت كذا ؟
إبتسم يهز راسه بإيه : وش يدريك بس يتسابقون من يخطبني لبنته الحين وش هالرجال الذيب شايل المجلس ، قولي لأمي أبوي قال لا تجي هناك أبد الرجال نصهم يصلون بالمقلط ومالها مكان تجي ، العيال بيتغدون ببيت الشعر والرجال بالمجلس والمقلط وكل شيء كامل عندنا يعني لاحد يطلع ، زين ؟
هزت راسها بإيه وهذا اللي يقتلها بنهيّان ، يتصرف بهالعادية يلي ما تعرف وش هي تتصرف بدورها معاها يعني الآن ، يكلمها بعادية مستحيلة ما كأن الدنيا شبّت بينهم بلحظة ، وعصفت بينهم بلحظة كانت على وشك تُكسر ما يردّها شيء ، ورُدت تتماسك بقُبل وسكوت طويل بينهم توجه بعده لمجلس الرجال ، وهي دخلت
عندهم تختلف ملامحها من الخجل و " عدم المعرفة " والآن يكلمها عادي بهالشكل كأن ما بينهم شيء : نهيّان
لف نظره لها من سمع صوت ورد بالممر ونادى : ورده
كشّرت مباشرة تلف نظرها تجاهه : لا تناديني كذا
إبتسم لثواني : صح زوجك بكتف واحد لكن ترى ذياب خلّاه يشيل القدر معاه ، هو مصرّ إلا ويشيل وأتوقع الحين ما عاد عنده كتف صاحي
_
-
‘
ناظرته لثواني بذهول ، وضحك : أعيادنا كلها نشيله أنا وذياب ما طقّيتي خبر والحين عشانه كذا يصير بوجهك ؟
إبتسمت ديم تناظر ورد يلي هزت راسها بالنفي بثقة : ما يخليّه ذياب يشيل لا تكذب ، ما يقدر أصلاً
هز راسه بإيه : الصدق ما شال معه بس هو يقوله بشيل وبشيل لكن سمعت ذياب يقوله إن زوّدتها علي حطيتك وسطه ، عاد تخيّلي الشموس حارقه والقدر حار وفوقها نصّار فوق راسه يسوي إنه نشمي بشيل وهو بكتف واحد
ضحكت ديم لأنها تخيّلت المنظر ، وإبتسم نهيّان لكن ورد كشرت : تضحكون على حسابنا يعني ؟
ضحك نهيّان بذهول : على حسابنا عجيب ! بعدين والله نصيحة مني لك كلميه سوي شيء شيليه عن ذياب لأن آخر شيء إحتمال يذبحه من كثر ما نشب له ماهو ناقصه
سمعت صوت ذياب يلي ينادي عليه وإبتسمت : أو يمكن يذبحك لأنك جالس تسولف هنا وتارك المجلس له
ناظرها بذهول من عباطتها ، وركضت مباشرة للداخل من كان على وشك يجي لها وضحكت ديم يبتسم لها هي : تبين شيء ؟
هزت راسها بالنفي ، وتوجه لمجلس الرجال وضحكت ديم من كم الغرابة الهائل ما تدري تأثير الشمس ، أو هو فعلاً مو مستوعب شيء مثلها : ورد باقي شيء بالمطبخ ؟
هزت ورد راسها بالنفي وضحكت أم نصار يلي خرجت من المجلس من لمحت إن ورد تساعد أمها : أفا تتعب بنتنا وهي توها عروس ؟ ما يرضى نصار ترى
غصّت وسن يلي كانت تشرب مويا لأن ورد ما إستوعبت ، وإبتسمت قصيد لأن ملامح ورد تبدلت وضحكت ملاذ : مالي غنى عنها وهي ما تتحمل لو قلتي لها إجلسي تقولك بشوف أمي وتجي ، حياكم الغداء الله يحييكم
إبتسمت أم نصار : الله يحفظها نعم التربية إي والله بنت أصول ، الله يديم دياركم عامرة بالأفراح والمسرّات ويكثر خيركم ماشاءالله
إبتسمت ورد تتوجه لقصيد : قصيد صدق تعبتي خلاص تعالي نجلس ، أمي علياء شوي وتقوم تجيبك غصب ..
أخذت قصيد نفس من أعماقها تبتسم ، الكل يشوفها بمنظر زوجة ذياب وهالشيء يحدّها تكتم كل شعورها بداخلها وتجامل - على حساب نفسها - لأنها تشوف اللي ينتظر غلطتها ، وإن يبان شعورها عشان يحرّف ويبدل الحق بكيفه ويقول ما حشّمت زوجها ولا أهله وهي تفهم هالأطباع ، حذّرتها منها أمها كثير وجلست بجنب أمها عالغداء فعلاً تشوف نظراتهم كلهم ، تحس نظرات توق يلي ودّها تفجر لها عينها بالشوكة يلي تلعب فيها بيدها لكنها تسكت وإنتبهت سلاف بهمس : فيك شيء ؟
هزت راسها بالنفي تترك ملعقتها : شبعت ، الحمدلله
ناظرتها سلاف بتعجّب لأنها ما يُعتبر أكلت شيء ، وتوجهت قصيد للمغاسل ما تتقبّل ولا شيء من الشعور يلي بداخلها ومن إنها صدّعت وردت على جوالها من إتصل فهد يلي نطق : قصيدي ، تبين تمشين ؟..
_
‘
هزت راسها بإيه : إيه ، خلصت غداء ؟
هز راسه بإيه : إيه تغدينا الحمدلله ، عذبي قال كلّم قصيد قلت أكيد تبي تمشي بس توي كلمت أمي تقول تو تتغدون وما بتمشون إلا العصر يمكن ؟
هزت راسها بالنفي : هم بيجلسون بمشي معاك الحين أنا
هز راسه بإيه : زين بس شفيج ليش ما تقعدين
شتت نظرها عن المجلس : إذا رحت السيارة قول لي
هز راسه بالنفي بإستغراب : لا ما تصرفيني شفيج دام البنات بيقعدون وكلهم قاعدين ؟ لحقتي تتغدين الحين ؟
هزت راسها بالنفي : الحمدلله إيه ، ما فيني شيء صدعت
هز راسه بإيه : سلامتج لا تعصبين ، أروح السيارة وأكلمج
سكّرت منه تشتت نظرها لبعيد إذا عالواجب يلي تكرره عليها أمها هي ما قصّرت لكنها فعلاً يفيض شعورها بشكل مجنون وما توقّعت يكون العيد بهالثقل على قلبها لدرجة إنها ما تحسّها عاشته أصلاً وإبتسمت لورد يلي جات لها : عبايتي مع مين ورد
ناظرتها ورد لثواني بذهول : بدري طيب ! ما جلستي
إبتسمت قصيد تهز راسها بالنفي : الأيام جاية إن شاء الله
هزت راسها بإيه : عبايتك أخذتها أنا من العاملات ، تركتها لك بغرفة ذياب فوق روحي ما في أحد والغرفة فاضية
هزت راسها بإيه تشتت نظرها لأنها لمحت توق يلي مرّت مع درة ، وتوجهت للأعلى دخلت غرفته تسكّر الباب خلفها ، وتسللّ لداخلها شعور غير عادي من مرّتها الذكرى الأولى لها معاه بهالغرفة ، من كان أول شيء لمحته على الطاولة يلي بجنب سريره هي رسمة أمه له ورق قلبها كله من صداعها يلي نهش روحها فعلاً لأنه تجمّع لكل مشاعرها بعقلها وهالضغط غير عادي وتوجهت للمرايا تمسح على ملامحها لثواني ، تحاول تعدل نفسها ولمحت إحمرار محاجرها من التعب والصداع وهمست : مين يلومك؟
شتت نظرها لغرفته ما كان هذا العيد ببالها ، ولا خطر لوهلة بيكون بهالشكل وجلست على طرف سريره تمد يدها للطاولة ، للدرج يلي فيها ممكن يضمّ رسمة جديدة ما لمحتها عينها ورجف داخلها من غرقت بسيول الشعور بلحظة تذكر وجودها الأول بهالغرفة ، الرسمة يلي لمحتها لظهره وأكتافه وشكله الخفي ، مجيئه لأن اليد يلي تمكّنت مكانه على ظهرها ما كانت يدّه ، أول نطق منه لـ " أبوي إنتِ " والرعب بعده من مشى وشافت السلاح يُوجه لجبينه ، من رجف قلبها الحين هي مُحطمة وجات غرفته للمرة الثانية لكن بدونه ، وبدون ما تلقى رسمة له وكانت على وشك تقفّل الدرج لو ما لمحت دفتر شدّها شكله ، شدّها بشكل غير عادي تاخذه بيدها وسكنت ملامحها بلحظة من داخله ، من كل صفحة فيه ووصل إشعار لجوالها ووقفت تدّور عبايتها وهو باقي بيدها : ورد ما لقيت عبايتـ
بُترت جملتها قبل تكمّلها من صوت المفتاح يلي قفّل الباب هـ
_
هي لفت تشوف مين وسكنت كل ملامحها مباشرة ، سكنت تثبت خطوتها لأنه ذياب وما نطقت كلمة وحدة لأنها ما توقعّته ، ما توقعت مجيئه لو لحظة وشتت نظرها عنه مباشرة لكنه نطق : لا تبعدين عينك عني
ما تكذّب هالمرة فعلاً زعل خاطرها ، زعل قلبها بشكل مستحيل لأنها تحس المسافة طويلة بينهم ، تحس بينهم ألف شيء وشيء وهزت راسها بالنفي تشتت نظرها لبعيد وكان منها سؤال واحد فقط : بينك وبين نصّار شيء؟
هز راسه بإيه لكنه نطق بهدوء يسألها : من زعّلك إنتِ ؟
إبتسمت لثواني وشدّت يدها على الدفتر يلي بداخلها ، ما ودها حتى تتكلّم لأنه ما جاوبها وبدّله بسؤال وتركت دفتره عالسرير بكل هدوء تتوجه للباب : فهد ينتظر
مسك ذراعها بهدوء يوقّفها قدامه : مشى فهد
كان يشوفها لكن هي تشوف كل الأماكن إلا وجهه ، ما رفعت راسها له وهزت راسها بإيه : باقي تركي وعذبي و
عضّ شفايفه بهدوء يقاطعها : وذياب ، من زعلك إنتِ ؟
إبتسمت لثواني تهز راسها بالنفي : ذياب ؟ مين ذياب ؟
ضحك لثواني : تجهليني الحين من ذياب ؟
هزت راسها بالنفي توجه نظرها له : أعرف إنك ذياب ، لكن وش أعرف أكثر ؟ أعرف اللي سمعته اليوم ؟ أعرف اللي شفته اليوم تحت بالممر وإلا أعرف كل الأسئلة يلي بدون جواب ذياب ؟ وش أعرف ؟
هز راسه بالنفي بهدوء : هذا كله ما أدري به ولا وش وراه ولا ودي أدري ، أدري إنّ العين اللي ما تشوفك ما عيّدت
هزّت راسها بالنفي لأنها صدّعت ويرهقها صداعها بشكل غير طبيعي ، ومدّ يده لملامحها ، لمكانه المعتاد على خدها وأبعدت مباشرة تهز راسها بالنفي : ذياب ما فيني
هز راسه بإيه يمسح على ملامحه فقط من توجهت تاخذ جوالها من على السرير ، كان يبيّن زعلها بشكل مهوول تحت أنظاره هو يتأملها ما يخفّ وقعها على عينه وإنها زعلت بهالشكل ، وإنها مصدعة سمع مكالمتها لفهد يلي وقت قال " سلامتج " نزع له آخر ذرّة قلب من ضلوعه كان يُقهر من أول " قصيدي " ، لمعرفته لإنها تبي تمشي ، وآخرها سلامتج ولا تعصّبين ونطق بهدوء يطلع خاتمها من جيبه : عاد عيدك
إبتسمت وهي فعلاً ما ودها تطلع بمثل هالشعور لأنه مُرهق ، لأنه متعب وقُهر كله من هالإبتسامة يلي ما تبيّن شيء إلا زعلها وإنها مو من خاطرها يمسح على ملامحه مباشرة : وش سمعتي اليوم ، ووش مزعّلك قولي
هزت راسها بالنفي تشتت نظرها : ما عندي شيء أقوله غير إني تعبت وبروح البيت ، ممكن ؟
_
هز راسه بإيه وللآن خاتمها بيده يتأمله : تروحين ليه لا
هزت راسها بإيه تمسح على جبينها ، وضيّعت كل شيء ممكن تستوعبه : عبايتي ، قالت لي ورد إنها هنا بروح أشـ
كان يعصّب لكنه يمسك أعصابه بالقوة : ماهي هنا
لفت نظرها له ، وإستوعبت إنه هو طلب من ورد تجي لغرفته وشتت نظرها لبعيد بهدوء : كلمت ورد
هز راسه بإيه : سمعت فهد ، وكلّمت ورد يوم ما جاء منك الرّد ، من زعلك ووش سمعتي قصيد ؟
هزت راسها بالنفي فقط وهي تلمح إن أعصابه ما تساعده نهائياً وشتت نظرها لبعيد : فيك يلي يكفيّك مو ناقصنـ
نطق بغضب مباشر لأنها بتحرقه بهالشكل : بنـت !
شتت نظرها لبعيد فعلاً تزعل ، فعلاً قلبها يزعل وغرقت عيونها مباشرة تاخذ نفس وتوجّهت له تبي خاتمها ، تقرّب منه وصارت مقابلة له بالضبط : ما ودي نزعل ، تمام ؟
قفّل عليه بيده يهز راسه بالنفي : ودي أزعل ، زعّليني
هزت راسها بالنفي بشكل حرق له قلبه ما وّدها تتكلم لأن فعلاً داخلها يزعل وعصّب بشكل مو طبيعي : قصيـد
هزت راسها بالنفي تمد يدها لقبضة يدّه ودها بخاتمها ، وعضّ شفايفه مباشرة لأنها تحاوله وفتح قبضة يده فعلاً تاخذ خاتمها منه ، حرقت له كل قلبه لأنها - زعلانة - وما يقدر يتحمّل هالزعل يعصّبه ، يعصّبه : عشانها ؟
رفعت نظرها له لأنه يقصد توق ، وتركت حتى خاتمها وسط يده من عضّ شفايفه يكتم غضبه ما يدري وش زعلها ، وما يدري كيف يرضيها : قصيـ
هزت راسها بالنفي كانت على وشك تبعد عنه لكن طق آخر عصب بعقله يمسكها : قولي وش
رفعت نظرها له كانت على وشك تسكت ، شافت عصبيته يلي يكتمها بالقوة ولمحت غضبه يلي هزت راسها بالنفي عشانه وتغيّر حتى صوتها تهز راسها بالنفي : ماله داعي
عضّ شفايفه لثواني ، وغرقت عيونها بالدموع تبعد يدها عنه : ما بقول ولا شيء ذياب بس أبي أمشي ، لو سمحت
هز راسه بإيه : تمشين ، على خشمي تمشين تم
ناظرته لثواني من حُرق قلبه يبيّن على ملامحه وما يهون عليها ، ما يهون عليها بشكل غرّق قلبها بدموعها لأنه ما قدر حتى يشوف عينها لأن زعلها يعصّبه ، لأنه جدياً يعصبه ولمحت نظرة عينه يلي تركتها ترفع أكتافها بعدم معرفة : كل مرة نرجع لنفس الموضوع ، نفس النقطة ما أعرفك ، أجهلك ما أعرفك ما أعرف عنك شيء ما أعرف وش تسوي وليش تسوي ما أعرف ولا شيء ، تحبّني ذياب ؟ لأن
ناظرها لثواني بذهول من بترت جملتها ما كمّلتها ، وهزّت راسها بالنفي من كانت على وشك تنهار جدياً : ما أعرف ، ما كان هذا العيد ببالي لكن عاد عيدك
ناظرها بذهول من توجهت للباب تفتح قُفله هالمرة قسيت عليه ، قسيت كثير بشكل ما يقدر يتصّوره وأوجعه راسه مباشرة يـ
_
يعدل أكتافه وما إستوعبت قصيد من ضرب الباب يقفّله من جديد ورجّعها قدامه بلحظة : تبين تزعلين ؟ تزعلين يمّي هنا واللي سمعتيه واللي شفتيه أجيب علمه أنا ولا يصير خير ، والله ما يصير خير ياقصيد ولا تحدّيني
ناظرته لثواني من حسّت إنه يتعب وشتت نظرها لبعيد تشدّ على ذراعه فقط عشان يتركها ، عشان ما يشدّ عليها لكنه ما تركها يبيها تخاصمه وبالفعل شدّت على يده يصدّع عقلها : قلت لك أكره المسافة بيننا ! أكرهها
من تجمّعت دموعها بعيونها بشكل قاتل هو فهم نصف سبب غضبها لكنها ضربت صدره : أكره إنك بعيد ! وأكره إني ما أعرف كل شيء عنك أكره إنك تزعل وما أعرف ليش وأكره إنك تعصّب وما أعرف ليش تقرّبني باللي تبي ، وتبعّدني باللي أنا أبي ذياب ، بالليّ أنا أبيه ما أعرف
عضّت شفايفها تشّد على ذراعه هي ودها تألمه ، ودها توجعه وزعل قلبها : تحبني ، أعرف تحبّني بس ما تـ
ما قدرت تتكلم ، وما عرفت المصطلح الصحيح لإنها تصيغه وتشرح له إنها زوجته لكن باقي إحساس البُعد ملازمها ، باقي مكانها مو مكانه وعضَت شفايفها : مو حلو ، مو حلو إني ما أعرف تشوف أو ما تشوف وأعرف لما تشوف أحد ثاني ، مو حلو أسمع أوهام وخيالات وإنك تقرّب منه وتصلي معه وتسلّم عليه لأنك تبي منهم والمفروض إني أعرف سببها منك إنت مو من ظني أنا وماهو دليل ! الظن مو دليل هم يظنون شيء وأنا أعرف إنه مو كذا بس ما أقدر أقول وحتى ما أصدق نفسي شفت الموقع بجوالك وشفتهم يقولون لك بيت مين ! أسمع ما تزوّجوا للحين وأسمع ظنون تقرف وأعرف إنها كذب بس ما أحب ! ما أحب كل شيء ويجي الشوف يأكد ظنـ
قطع كل حروفها يركّز على هالنقطة بالذات : من قاله
هزت راسها بالنفي تاخذ نفس من أعماقها ، ورجّف ضلوع قلبها يكرر ويحاول يفهم : ظنون وش ومن قالها ؟
هزت راسها بالنفي لأنها فعلاً تزعل ، وتزعل أكثر إنها تكلّمت وأخذت نفس من أعماق قلبها : ما يحق لي
جنّ عقله من هالجملة لأنها قالتها بشكل " ينزع حقها " منه ، ورجّفت له ضلوعه من حاولت تفكّها من يده ونطق : ما يحق لك ؟ بي أنا شيءّ ما يحق لك قصيد ؟
وجّهت عيونها له تقتل آخر ذرة عقل فيها لأن هذا عيدها ، دموعها وزعلها وتعبها هذا عيدها وأول عيد معاه " ما يحق لها " : ما يحق لي أجي والدنيا عليك
هز راسه بالنفي وهو بينجنّ لأنها للآن بقلبها شيء ، للآن زعلانة من شيء عجز يفهمه من حروفها : وش سمعتي
هزت راسها بالنفي تشتت نظرها لبعيد وجلست على طرف السرير : ما يهم وما بيتغيّر شيء
بقى بوقوفه من مدّت يدها لدفتره ، من رجعت هي بنفسها تجرّح نفسها دفتر يضم إسمه بخطّه وهو ..
_
يضم إسمه بخطّه وهو طفل هذا اللي يبيّن من أول صفحاته والتاريخ ، يضّم بداخله رسومات متقابلة كل صفحتين متقابلة بنفس الرسمة لكن يختلف الإتقان ويبيّن إن الصفحة الأولى رُسمت بسن صغيرة ، والصفحة المقابلة تعديل لها وتوضيح هذا كان ظنّها أول ما تصفّحته ، أشّرت على آخر صفحة يلي تضم إسمه وتاريخ العام الماضي وزعل قلبها من جديد : ما أعرف أزعل لأن كل شيء منك وعنّك بالقوة أعرفه وما تعوّدت ، أو أقول ذيابي رسّام ويمكن أنا موجودة بهالرسمات ؟
ما يستوعب ولا كلمة هي نطقتها لأنه ربط كل شيءّ قالته ، لأنه مسح على ملامحه يرجّف ضلوعها : بنت عناد ؟
هزت راسها بالنفي يحترق قلبها لمجرد نطقه : ما تهمني
عضّ شفايفه لثواني يعصّب ، وهزت راسها بالنفي تبتسم : تعصّب ، وبتعصّب وبتتصرف لكن ما بتقول لي
ناظرها لثواني يهز راسه بالنفي : هذا اللي سمعتيه منها ؟ إني صليت مع أبوها وجلست معاه يعني أبيها وإلا دريت عنها ؟ ما سمعتي إنها دخلت نفسها بشيء ما يخصّها تحامي عنه وأنا عشانه أروح لأبوها وأرجع مدري وش أقول له لكن المفروض يدري والصح إنه يدري ؟
ناظرته لثواني ، وعضّ شفايفه غضب يشتت نظره وأخذت نفس من أعماقها من رن جوالها مكالمة من تركي وخلفه رسالة " تمشين معنا؟ " ، وسكّرته ترفع نظرها لذياب : أخواني بيمشون
ناظرها لثواني من وقفت وتركت دفتره خلفها عالسرير ما كانت توجه عينها له ، رتّبت نفسها تحت أنظاره ما نطق كلمة من صارت قدامه بعد تردد طويل وهزت راسها بالنفي تشدّ يده ، بيّنت له ألف مرة من بعد تعبه إن ودها تكون جنبه بس ، ودها تكون معاه كل وقت لكنه ينتظر متى تزين دنيا الكل حوله ، متى تلين الظروف القاسية ومتى يستقرّ بشغله وهذا كله يحرقها لأنها تخسره ولأنه يموت بهالأوضاع وتشوف لكنه مصرّ ما ياخذها جنبه ، مصرّ وهي حتى بآخر لقاء وقت خافت ، ما كان خوفها منه قد ماهو عليه لأنه يُنهش من نفسه ولأن مات قلبه وقتها يقبّلها كل شوي ، يحسّها كلها يتأكد إن فعلاً ما فيها شيء وبإنتظاره لإنها تزين عشان يكون فعلاً زواج يستحقها وتستاهله ، هم يضيعون من بعضهم وتكبر المسافة بينهم ما تقل ومدّت يدها لخاتمها بيدّه تلبسه وما توجهت منها نظرة وحدة له من وقوفها أمامه ، ومن قبّل جبينها بشكل مطوّل هو حس بهالشيء منها ، وحسّ بجبينها يشتعل حرارة تحته لكنها هزت راسها بالنفي تشدّ على يده يلي مسكت يدها ، وما قالت كلمة تتوجه للخارج قبل حتى تتنفس من رفعت عينها كانت قدامها درة ، وتوق ، وورد يلي إبتسمت تضمّ عبايتها بإحراج : عبايتك معي هنا
هزت راسها بإيه تبتسم وهي تعرف إن يبيّن عليها كل شيء ونطقت ورد : بتروحين مع ذياب؟
_
وقت ما ردّت قصيد لثواني هزت درة راسها بالنفي : مشى نهيان توّه أكيد بيجلس بالمجلس ذياب ؟
فتح الباب يدقّ عليه بيده وما كان يحتاج من علو صوّته يلي أرهب داخل قصيد ما تحصل هالنبرة معها : درب
ركضت جود يلي كانت تطلع الدرج برعب : بسم الله
توجهت مع درة وتوق لغرفة ورد ، وإنتبهت قصيد إن طرف الباب باقي مفتوح بشكل قلب كل داخلها وما تصرّفت بشيء ونطقت ورد : تعال بس أنا وقصيـد
عدلت عبايتها ترفع طرحتها لفوق شعرها ، وإنتبه على زعلها ، عدم تحمّلها للمكان وذاب كل قلبها من صارت يده خلف ظهرها لأنه وقف جنبها وطلعت ملاذ مع علياء - المصرّة - بإنها تطلع وتشوف ذياب من قالوا لها إنه بغرفته وضحكت علياء مباشرة : البنات يقولون ذياب فوق وذياب فوق أقول ذياب عمرنا ما شفناه بالأعياد يسرقه المجلس ، غيّرتي موازينه ياقصيد مانتي هينة
إبتسمت قصيد تحس لهيب بظهرها من يدّه حتى وبين يده وفعلي ظهرها عبايتها إلا إنها تحسّه وتخجل من إبتسمت علياء تغمز له : ذياب ، ترى تحت القلوب تسولف والنظرات تاكل وأنا أمك
ضحك لأنه فهم جدته ونظرتها ، وإبتسمت علياء : والله إني أشوف الود من عينك وأنا أمك ، راعي الهوى مفضوح ترفّقي ياقصيد ، ترفّقي وعجلي العرس ترى ما به صبر
إبتسمت لوهلة لأنها ما إستوعبت ، وغمزت علياء تهمس لها عن نظرات ذياب ذابت من الخجل ، ذابت من الإحراج لأن ذياب سمعها وضحكت ملاذ : تعالي ذياب وقصيد بيمشون الحين وإنت إرتاحي هنا لين يجي حاكم
هزت راسها بإيه بسرور : الله يحفظكم ويحميكم يارب
إبتسمت ورد تتوجه لغرفتها فقط ، وضحك ذياب لأن قصيد ودها تضربه لكنها تتمالك نفسها : ما قالت شيء
عضّت شفايفها وهي تحس بشديد الحر من نظراته ، من همس علياء ومن إن البنات موجودين وهمست بغضب : لا تضحك !
هز راسه بإيه للآن باقي يده على ظهرها ، وعضّت شفايفها لثواني بهمس تناظره لثواني فقط وأخذت نفس من أعماقها إنتبه لنابض عنقها من رجعت شعرها للخلف وتوتّر قلبها مباشرة لأنها تعرف هالنظرة منه : نمشي
شهقت وسن يلي كانت طالعة الدرج ولمحتهم ، وسكنت ملامح قصيد يتوتر قلبها ومشى ذياب فعلاً ياخذها بيدّه للدرج الخلفي بدون ولا كلمة زيادة وذابت وسن مباشرة تجلس عالدرج : يمه بسم الله عيني وش شافت
ضحكت جود بذهول لأن وسن ما تتنفس ، لأنها تأشر بمعنى " هفّوا علي " : ورد ! ورد وش هالنظرات ورد شلون ما ذابت قصيد ؟ أنا ما عاد تشيلني ركبي ورد بسم الله
_
كانت نظرات درّة لتوق بمعنى " شفتي " ، وشهقت وسن تضرب ورد مباشرة وضحكت جود : لا تضربينها عروس !
أخذت وسن نفس من أعماقها : الحمدلله شدن ما كانت هنا وإلا ذابت بنتي ، يمه تبارك الرحمن خفت يلمحني بس ما تحرّكت عينه عنها !
ضحكت جود تهز راسها بإيه : تلومينه ؟ الله لا يلومه
ناظرتها توق بذهول ، وأخذت وسن نفس من أعماقها : أمي علياء وينها ؟ قالت بتطلع تشوف ذياب وينها ؟
أشّرت لها درة للغرفة وركضت وسن للداخل مباشرة : أمي علياء ، شفتي قصيد وذياب !
هزت علياء راسها بإيه تأشر على الغرفة وتضحك من سرورها : شفتهم اليوم وبكرة يلعب وليدهم عندي هنا إن شاء الله , الذيب وأعرفه نسل متعب ما يخيب
ضحكت وسن تضرب توق يلي بجنبها بدون شعور : صح أمي ؟
_
« مجـلس الرجـال »
بعد الغداء والشاي ما يبقى أحد كثير ، بين اللحظة والأخرى يرتفع صوت مودّع بـ" كثر الله خيركم جعله كل سنة وكل عام " ويرد حاكم يتناقص عدد المجلس والرجال ولأول مرة يكون مجلسه بدون عياله تعوّد إن نهيان بعد الغداء - يهرب - ، لكن ذياب يبقى دائماً لآخر رجال لكنه هالمرة جاء يودّع مثلهم ، وسأل أبوه مع ذلك " تبي شيء توصي شيء ؟" يدري بإنه لو قال إيه بيجلس ذياب لكنه هز راسه بالنفي وقتها ، لمح نصار الجالس للآن والواضح إنه بعالم آخر بعيد عنهم : نصّـار
رفع نظره لعمه ينتبه لوضعه ، يعدل نفسه : سم عمي
رفع حاكم حاجبه وهو يحس فيه شيء : بك شيء يابوك؟
هز راسه بالنفي : لا ياعمي الحمدلله ، ما به شيء ..
ناظره لثواني طويلة كانت كافية لأنه يعرف بشيء بينه وبين ذياب ، وإبتسم حاكم يأشر له بالجلوس : تعال ، صب لنا شاهي وتعال
سكن داخل نصار يصب لعمه وله شاهي ، وجلس بجنبه لأن المجلس صار فارغ تماماً ما بقى إلا هو وعمه وأخذ حاكم نفس من أعماقه : إنت تعرفني يابوك ، يومك خطبت المرّة الأولى قلت لك شروط عاتبني عليها ذياب يومه درى ، قال على نصار شروط ؟
رجف داخله لأن إحتمال عالي جداً يبكي لو وصف له حاكم محبة ذياب له لأنه يدري ، وإبتسم حاكم : أنا ما شرطتها عشانك يابوك ، ولا عشان شيء بك شرطتها عشان بنتي ، وشرطتها عشان اتأكد إنك تفرّق بين ورد زوجة ، وبين ذياب صاحب وأخو دنيا على ما تقول والصدق يابوك إني قلت شلون ، وقلت يمكن تبي ورد عشان ذياب وعرفت إنه ماهو صحيح الحين لكن تدري
ناظره نصار لثواني ، وكمّل حاكم : عرفت إنه ماهو صحيح منك إنت ، ومن ذياب يوم جاء بالمسجد يكلّمني عشانك
رجف قلبه لأن حاكم يتذكر الوقت ، رجف بشكل تركه يترك فنجاله على الطاولة لأنه بيحرقه لامحالة وكمّل حاكم : ..
_
: عرفت إنه ماهو صحيح منك إنت ، ومن ذياب يوم جاء بالمسجد يكلّمني عشانك
رجف قلبه لأن حاكم يتذكر الوقت ، رجف بشكل تركه يترك فنجاله على الطاولة لأنه بيحرقه لامحالة وكمّل حاكم : جاء يكلمني عشانك ، وعشان ورد ويقول لي عنها
لهيت عن دوامها وعنها مدّة ما تعوّدت ورد وجاء ينبّهني ترى كذا وكذا ويوم راجعت ، لقيت إن علاجك عندها بعد يوم وقالت لي ، قالت لي نصّار عندي بالمركز
بكى قلبه لأن ذيّاب رتبها بشكل حتى لحاكم ما يبيّن ، كان علاج نصار عند ورد قبل يوم ووقت كان ذياب موجود لكنّه بيّن شيء ثاني ومثل إنه متأخر وورد قالت لأبوها ، لكن ما قالت لذياب وهز راسه بإيه : ما منه إثنين
إنتبه حاكم على تغيّر ملامح نصار ، وهز راسه بإيه : ما منه إثنين الله يخليه لك ، ولورد جاء يكلّمني كأن الموضوع له ماهو لأخته ولا لصاحبه لكن أعرف وش يشوف فيك ذياب ، أعرف إنه ما يتكلم إلاّ لغالي وإنت غالي عنده يانصّار وغالي عندي بعد ، وعند بنتي
ضحك نصّار لأن عمه يواسيه بمثل هالكلام ، وهز راسه بإيه ما إرتاح داخل حاكم لأن نصار ساكت وما قال وش فيه ، وهز راسه بإيه نصّار لكن حاكم نطق : بينكم شيء؟
هز نصّار راسه بالنفي لكن نفى حاكم : أشوف يانصّار ، أشوف نظرتك له وأشوفك تتبعه إن خفى هو إنت بيّن ، ما أقولك وش بينكم لا يخصّكم بس أدري بك تحبّه ، وأدري به يحبّك وما يشوفك إلا أخوه قبل لا تكون صاحبه
هز نصّار راسه بإيه وهو يحترق قلبه ، وضحك حاكم يتذكّر الحادث بشكل هز له ضلوعه لأن فعلاً ذياب يحب نصّار بشكل مجنون ، ونصّار يحب ذياب بالمثل : لا تزعلون من بعضكم يابوك إن زعلته طيّب خاطره ، وإن زعلك بيطيب خاطرك
حُرق نصار تماماً لأن ورد وقفت عند الباب تدق طرفه ، وإبتسم حاكم لها مباشرة : هلا بنتي ، تعالي
إبتسمت لثواني وهي لمحت إختلاف نصّار من أول دخولها : أمي علياء تقول طوّلت عليها ما جيت ، تنتظرك
هز راسه بإيه يوقف : تعالي ودعي زوجك ، بيمشي
ضحك نصار لأن عمه يقصد لا تطول وماله نية أصلاً ، وإبتسم حاكم يشدّ على كتفه فقط ويتوجه لخارج المجلس لكن رق قلب ورد مباشرة : صار شيء ؟
هز راسه بالنفي من قرّبت له ، ونطقت : مو صحيح
هز راسه بالنفي يمسك يديها ، ولمحت حرقة قلبه يلي أفزعتها هي فعلاً : نصار وش صار ؟
هز راسه بالنفي يصدع عقله : ما صار شيء ، بس
سكنت ملامحها مباشرة ، وهز راسه بالنفي يبتسم وإبتسمت بإستغراب لأنه تراجع بشكل واضح : وش ؟
هز راسه بالنفي ، ودخل نهيّان المبسوط لكن وقفت خطوته من مرّ بجنب الباب وكان وقوف ورد ونصّار يلي يمسك أكتاف ورد بيديه : ورع ! خلّص العيد حرك
_
ضحك نصّار يهز راسه بإيه ، وشدّ عليها : أكلمك بعدين
هزت راسها بإيه لكنه تلقائياً قبل خدها يطيّر عقل نهيان يلي شهق بذهول لأنه ما أستوعب : ولـد !
ضحك نصّار يحاول يستوعب ، وتعبت رجوله يعدل وقفته من جاء نهيّان له : لا تجي ما يمديني أركض
هو فعلاً نهيّان قرب له لكن ورد وقفت بينهم تتنحنح ، وناظرها نهيّان بذهول : وواقفة تدافعين عنه بعد !
إبتسم نصّار ، وضحك نهيّان بذهول : إنت داعية لك أمك بالحيل مسخّرين لك ذياب وورد ، وش سرّك ؟
إبتسم نصّار يتنحنح ، وضحك نهيّان : تعال ينتظرونك
إبتسمت ورد لأن نهيّان يساعد نصار بالخروج ، وأخذت نفس من أعماق قلبها سرورها كثير بهاليوم من كل الإتجاهات وإبتسمت تدخل للداخل من جاء نهيّان : مشى نصار ؟
هز راسه بإيه يدخلها تحت جناحه : مين باقي عندنا ؟
هزت راسها بالنفي : البنات بس ، الباقيين كلهم مشيوا وأمي علياء وجدي متعب نايمين بغرفتهم هنا ماراحوا
هز راسه بإيه يصعد خلفها ، وطلعت ديم من غرفة ورد لكن تجمّدت خطوتها من كان نهيّان خلف ورد ما تكلم ، لكن إبتسم بشكل بيّن لديم إن كل الأمور سهالات دخلت ورد لعند البنات ، ورفع حاجبه من وقوف ديم : وين بتروحين
هزت راسها بالنفي : كنت بروح المطبخ آخذ مويا وأرجع
هز راسه بإيه : بتنامين عندهم؟
هزت راسها بالنفي بإستغراب : لا ، بس بجلس معاهم
هز راسه بالنفي : بتنامين ، مافيك حيل جلسة ترى
ضحكت تناظره لثواني ، وإبتسم : تسوينها ، بجلس معاك وشوي وإنتِ نايمه ما تصملين ما تمسك معك
هزت راسها بالنفي بإستغراب : ما أسويها
هز راسه بإيه : ما تسوينها ، تجين عندي شوي وترجعين؟
ميّلت شفايفها لثواني : يعني تعترف إني ما أسويها
ضحك يهز راسه بإيه : حجة عشان تجين عندي
هزت راسها بإيه : أصلاً كنت بدخل الغرفة بكل الأحوال بغيّر بعدين أرجع عندهم
هز راسه بإيه يدخل قبلها ، وتوجهت ديم للمطبخ تاخذ مويا وترجع عنده كان مستعد تماماً للنوم وإنتبهت إن النور الوحيد هو يلي جنب راسه تتوجه للدولاب : نهيّـان
ما كان منه صوت ، ولفت له لثواني كان متمدد والواضح إنه دايخ يبي ينام وبالفعل تنحنح يتعدل : سمي
إبتسمت تهز راسها بالنفي فقط : نام ، بطلع الحين
جلس يعتدل لأنه يبي يكلّمها : ليه ما تنامين إنتِ بعد
هزت راسها بالنفي تتوجه للزاوية تبدل ملابسها ، وطلعت بعد ثواني بسيطة تعدل شعرها فقط : ما فيني نوم
ناظرها لثواني طويلة ، وشدّت على فستانها تتركه عالكرسي كان ودها تسأله عن الصباح : نهيّـان
ما تغيّرت نظرته من قبل نداها ، وتنحنح يمسح على راسه فقط بين حقيقة الحاصل بينهم ، وبين كلام ذياب ، وبين شعوره هو لها وبين ..
_
وبين كل شيء راسه يصدّعه ولا وده يتكلم كان يمرر الموضوع عادي وسهالات لكن هي تستاهل توضيح وتبرير لأن شخصيتها كذا ، وحتى هو هالمرة يستاهل منها تبرير وتوضيح لكنه مسح على جبينه : ما ودك تسحبين عليهم وتجلسين عندي؟
ناظرته لثواني فقط تبيّن إن ما ودها نقاش : نهيّـان
هز راسه بالنفي يرجع يتمدد فقط ، وطلعت ديم لأنه ما سأل كانت نيّته النوم لكن رغم دوخته ، ورغم إنه بينهار من تعبه يبي ينام عجزت تغمّض له عين من خروجها مرّت أقل من ربع ساعة من حس بالباب يُفتح من جديد ، من دخلت تمشي على أطراف أصابعها ، يحس حركة السرير بجنبه من دخلت وما نطق كلمة كان يمثل النوم لكنه يدري بكل حركة منها حتى إنها جلست لوقت طويل عالسرير تتأمله ووقت تمددت هي نطق : نمتي عندهم؟
شهقت مباشرة تعدل جلوسها ، وإبتسم : قلتلك فيك نوم
هزت راسها بإيه بتردد : نمت عندهم بالغلط ومستغربين ليش ما أنام هنا
هز راسه بإيه : معهم حق ، جناحك هنا وتنامين عندهم ؟
ناظرته لثواني بتردد : نهيّان كلهم يعرفون إن العلاقة بينا
قطع حروفها بهدوء : يعرفون إنك كنتي ببيت أهلك من مدة لكن ما يعرفون وجهك اليوم ؟ وش عليك منهم
رفعت حاجبها لثواني : وش فيه وجهي اليوم؟
إبتسم يعدل تمدده لأنه بينام : يبيّن عليه كل شيء
سكنت بدون أي كلمة تتمدد بجنبه ، وشبّكت يديها بعد دقائق بسيطة عجزت تغفى يهز قلبها وسط ضلوعها هي تفهم إن المفروض حياتهم تثبت على مسار واحد " مع بعض " : نهيّان الحين وش يعني ؟ بعد الصباح ؟
نطقتها بنفس واحد من توترها ، تنتظر ردّه يلي ما حصل لأنه نايم ، وغمضّت عيونها بنفس اللحظة تتوتر من تقلب الأحوال بينهم وبقى بعقلها حوار البنات يلي ما بقى تفصيل بعلاقة قصيد وذياب ما نطقوه وللآن ترن بأذنها جملة ذياب " دام ودّها محد يردّها " ولفّت نظرها لنهيان لثواني : كان عندي تصور دايم عنكم إنت وذياب ، والحين تأكدت منه بعد كلمته عني وأعرف بدون لا تقول لي إن ذياب يشوفني عدوّة له ، تأكدت إن صدق بينكم ذياب القاسي ، وإنت الطايش بس
كانت على وشك تتكلم لو ما تحّرك ، وردت حروفها تتمدد فقط
_
« بيـت تركـي »
ما تكلمت طول الطريق من بيت عمها حاكم لبيت أبوها ولا توقّعت أصلاً إنها بتروح معاه فعلاً إلا وقت فتح لها باب سيارته يلي جابها أسامة واختفى ، وقت توجه للمجلس يودّع أبوه ورجع يروّعها لأنه ترك فهد يمشي ، وترك حتى عذبي وتركي يمشون وهو يرجّعها معه " ما كان له داعي تترك مجلس أبوك " ، ونطق جملة وحدة يجاوبها " خلّص العيد " وهذا كان آخر كلام بينهم لحد ما وصل لباب بيتهم قبل تنزل ، نطق سؤال واحد "الأربعاء الجاي ، وش عندك ؟ "
_
ما فهمت سؤاله ، وإنتبهت إنه طول الطريق يحسب بعقله لأنه ساكت لكنها جاوبت على كل الأحوال " بعد أسبوع ؟ ما أذكر عندي شيء " ومن بعدها هو نزل معاها يتوجه لمجلس أبوها وهي بقيت بوقوفها هنا من فضولها وطلعت سلاف من المطبخ : قصيد ! ما بدّلتي ولا نمتي !
هزت راسها بإيه : ما أقدر ، بنهار من الفضول ماما !
رفعت سلاف حاجبها : ذياب للحين عند أبوك؟
هزت راسها بإيه ، وناظرتها سلاف : طيب روحي
هزت راسها بالنفي بتوتر : لا ، ما أعرف ليش أروح ؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة : لأن أبوك وزوجك بالمجلس تحتاجين حجة عشان تروحين ؟ لا
ناظرت أمها يلي تركتها تصعد للأعلى بذهول ، وعضّت شفايفها لثواني لأنها ما تطيق فضولها أكثر وكلها إستغراب : طيب أفهم تبي بابا بس معقول ما تبيني أبداً؟
-
إبتسم تركي لأن ذياب يحشمه بشكل كبير ، لأنه جاء له من أوله لآخره يبيّن له كل شيء ويبيّن له وده يلي جاء ثقيل عليه يمليّه تساؤلات : ولو إني مدري ليه العجلة الحين لكن على ما تقول وعلى كيفكم يابوك ، مانختلف
هز ذياب راسه بالنفي : ماهي دنيانا لحالنا ياعمي إن كان به شيء عطني علمه من الحين
إبتسم تركي لثواني بإستغراب : إن كان فيه شيء بتأجل ؟
هز راسه بالنفي بهدوء : نحلّه بإذن الله ويتسهّل ما نأجل
إبتسم تركي يناظره لثواني ، وما كان ذياب يحتاج حروف من عمه كانت نظراته كافية تماماً تبيّن حبه ، تبيّن إفتخاره ، وتبيّن كل شعوره له وبالفعل نطق تركي : أنا لو ما أعرفك يا ذياب عارضت وقلت لا ، لكن إنت أدرى بحياتك واللي تبيه أنا معك به لكن باقي عندي شيء
هز ذياب راسه بإيه ، وناظره تركي لثواني : الدنيا وحدة ياذياب والكلام أسمعه عنك كثير ، إنت بخير يابوك؟
هز ذياب راسه بإيه وهو يدري إن الكلام يوصل لمسامع عمه ، ويوصل يمكن حتى لأبوه : بخير وماعليّ خلاف ياعمي ، ما تقول القوي دايم صواديفه قوية ؟
ضحك تركي بإعجاب يهز راسه بإيه : وإنت قوي ، ونسمع قوّتك يابوك لكن إنتبه بكل الأحوال ما تنضمن الدنيا
هز راسه بإيه ، وإبتسم تركي يلي قبل حتى ينطق طُرق الباب يرد عليـه : أدخـل
ما وجّه ذياب نظره تجاه الباب نهائياً ، وإبتسم تركي يلي فاضت مشاعره من أعماق قلبه من دخول بنته : حيّ بنتي ، حيّ قلبي
رجفت الصينية بيدّها لأن ذياب رفع أنظاره لها يكشف روحها ، وإبتسمت تضيّع حروفها لكن أبوها إبتسم يسبقها بالكلام عن العصير يلي بالصينية : حسّيتي إن الجو حار ويحتاج له بارد ؟ الله يبرّد على قلبك
إبتسمت من أخذها ذياب منها يتركها عالطاولة ، وأخذ تركي عصير منها يوقف : بشوف أمك ، البيت بيتك ياذياب
ناظرت أبوها لثواني من قبّل خدها يطلع للخارج و
_
حسّت بشيء غريب من نظرة أبوها ، من قبلته دائماً يحوفها بشعوره لكن هالمرّة غير لدرجة إنها ما إنتبهت لكلامه مع ذياب يلي وقف يودّعه لأنها حست بيدّ ذياب على ظهرها وضيّعت آخر ذرّة تركيز تملكها من شعور يده وقت لفّت ما صار فيه مسافة بينهم والحين نظراته مستحيل تتحملها ، هزت راسها بالنفي مباشرة يتوتر قلبها : ليش كانت نظرات بابا كذا ؟ أيش كان موضوعكم
كانت نظراته ترهب قلبها يلي رجف فعلاً لأنها حست بشيء ، وبدون مقدمات نطقت شعورها يلي كان بالأول : قطعت موضوعكم؟لأن جيت تبي بابا ما تبيـ
هز راسه بالنفي يقاطعها بهدوء : أكلم أبوك وأبيك إنتِ
شتت نظرها للمجلس كله لكنه نطق يجلس : تعالي
جلست بجنبه ، بمكان أبوها بينها وبينه المركى وعدل أكتافه فقط لأنها المفروض تجلس بحضنه ، ولأنها إختارت المركى بينهم ما جاورته : زعلانة مني للحين ؟
هزت راسها بالنفي توجه نظرها له : مين قال ؟
رجع جسده للخلف فقط يناظرها ، ما ودّه يقول لها للآن لأن باقي خاطرها ماش أو هو يحسّه كذا وشتت نظرها : كان بينك وبين بابا موضوع مهم؟
هز راسه بإيه ، وناظرته لثواني لكنها ما تجرأت تسأله وش وبمجرد ما أختلفت نظرتها هو نطق : لا تحرقيني
هزت راسها بالنفي ترفع أكتافها بعدم معرفة : وش سويت
ناظرها لثواني : تسكتين عني وأنا ما أطيق إنك تسكتين
عضّت شفايفها لثواني ترفع أكتافها ووقفت لأنها تتوتر بدون أي سبب : ما أعرف كيف أقول وليش أقول طيب
بمجرد ما جات قريب منه هو مدّ يده يجلسها بحضنه ، بشكل تركها تشهق من ذهولها : بابا يجـي الحين !
هز راسه بالنفي : محد بيجي ، وإن جاء ماهو عيب قولي
ما تكلّمت لأنها تحس نظراته بشكل يحرق ، لأنها تشوف كيف هو يفصّلها كلها بتمنّع هو جابه لنفسه وهزت راسها بالنفي لكنه نطق : بقت مواضيع ما كملت هناك
هزت راسها بالنفي ترجع شعرها خلف أذنها ورجع زعلها : كيف تكمل وإنت ما تجاوبني ذياب ؟ مين يكمّلها ؟
ناظرها لثواني وهي بمجرد ما يركّز عينه بداخل عينها يضيع كل منطقها ، تضيع كلها وتشكي له منّه فعلاً لكنها شتت نظرها مباشرة : ما أعرف ، ما تهم المواضيع
هز راسه بإيه يثبّتها بحضنه من تحركت : ما عيّدتي علي
إبتسمت تحاول تبعد عن مواضيع الزعل تماماً لكنه يبيّن عليها ، يبين حتى من إبتسامتها : قلتلك عاد عيدك
هز راسه بالنفي بهدوء : معايدة أغراب ، عيّدي علي
ناظرته لثواني فقط خَفق قلبها لأنه يقصد شيء هي ما تتجرأه ، لأنها تعرف نظراته قبل حروفه لكنّه ما تحرك هو نهائياً يتأمل نبض عنقها يوتّرها ، يوتّرها ونطق بهدوء : ..
_
‘
: طيب قولي لي ، عن العيد الأول وش صار به وكيف كان
رجف قلبها لثواني تشتت نظرها : زي باقي الأعياد ، عادي
هز راسه بالنفي يبيها تسولف له ما يبي الأقل : قصيـد
عضّت شفايفها تهز راسها بإيه : ما كان حلو ، كان يخوف
ناظرها لثواني ينتظرها تكمّل ، وبالفعل كمّلت تلمع عيونها : ما كان عيد ، كان يوم زي باقي الأيام ما يختلف
هز راسه بإيه يبي يوصّل الموضوع لنقطة معينة : ومن عيّد عليك فيه ؟ عيّدتي على من ؟
إبتسمت لثواني ترفع أكتافها : كلهم ، جدّاني ، أهلي ، عليك كلهم قلتلهم عاد عيدكم ما قلت شيء أكثر
هز راسه بإيه يناظرها ، وعضّت شفايفها لثواني فهمت قصده ، وفهمت النقطة يلي يبي يوصّل الحوار لها وكمّلت فعلاً : وقتها كلهم ردّوا ، كلّهم عيّدوا علي إلا إنت ما ردّيت
ناظرها لثواني ، وعضّت شفايفها تشتت نظرها : ما قلت لي عاش حبيبك زيهم ولو قلتها ، ما كنت بتتمنى مثلهم
هي بعّدت نظرها عنه تحرقه ، ورجّعت نظرها له تحرقه أكثر من نظرتها ومن رفعت أكتافها بعدم معرفة يحترق وجهها من الخجل : عاش حبيبي بس ما هو العيد يلي ببـ
شدّ عليها لأنها كانت على وشك تتحرك ، ونبض عنقها بشكل مجنون لأنها تجرأت وقالتها لكن كان ودها تهرب بعدها ما توقّعت يمسكها بهالشكل ونطق الآن يرد هو على معايدتها له بـ عاد عيدك الأولى : عاش حبيبك ..
ذوّب لها قلبها لأنه نطقها بشكل مُهيب ، بشكل وتّر الدم بعروقها إنه "حبيبها " وأكّد ذلك من قرب بكل هدوء يقبّلها عن العيد الأول ، وعن هالعيد ، وعن زعلها من مدّت يدها كالعادة لخدّه ما أبعدت ، ولا أبعد ذياب يلي حتى نطقه كان بين شفايفها : الأربعاء إنتِ لي ، كلّك وكلٍ يشوف
ما أستوعبت لوهلة من شعورها ، ومن جملته : مين؟
ما تكلّم لكن سكنت ملامحها مباشرة : ذياب لا ، لا مايـ
ما قدرت حتى تكمّل جملتها لأنها وقت حاولت توقف هو ثبّتها بحضنه والحين نظراته مستحيل تتحملها ، هزت راسها بالنفي مباشرة بتردد : لا ، إنت قلت لي لما يتعدل كل شيء ولما ينتهي كل شيء قلت ببالك أشياء وقلت باقي نهيان ونصار وورد وزواجهم وشغلك أعرف مـ
هز راسه بالنفي بهدوء يقاطعها : ما عاده مهم
هزت راسها بالنفي مباشرة تعضّ شفايفها : لأني زعلت؟
إبتسم لأن لو قال إيه حتى لو كذب بتزعل من نفسها ، وهزت راسها بالنفي تعض شفايفها : قلت الظروف ما تـ
كان يتأملها لأنها تضيّع بين لغاتها ويدري إنها توتّرت وما أستوعبت لأنها تحاول تفهم : ما صار كل شيء تمام ذياب ، أنا أعرف وما زعلت يعني زعلت شوي بس لـ
هز راسه بإيه : وأنا أدري بإني أبيك وما أبي الدنيا كلها
شتت نظرها مباشرة لبعيد عنه لكنها …
_
‘
يبيّن خوفها لأن الأربعاء قريب ، لأن مستحيل بعينها : ذياب مستحيل ، الأربعاء قريب ما يمدي كل شيء يتأخر !
كانت تفكر بجدية لحد ما شهقت من جات على بالها أمها : ماما ما تقدر ! لو ما كان قبل بشهور ما تقـدر !
ضحك يهز راسه بالنفي ، يكتّف يديها لأنها تخاف : قصيـد
ناظرته لثواني من ذهولها لكنها تسمّرت بمحلها من أصوات الزغاريط بالداخل هي تذكر إن أمها الوحيدة الصاحية شلون صارت هالضجة كلها ما تدري : ذياب
ضحك لأن قلبها ذاب وسط ضلوعها فعلاً حتى هي ضمّته بدون لا تستوعب ، وإبتسم يقبّل كتفها فقط : لا تشيلين هم اللي تبينه بيجيك والدنيا كلها تهيّا على ما تبين ، تم؟
ما تكلّمت من ذهولها ، من إن كل شعورها ببطنها لكنه إختلف بشكل مجنون من طُرق الباب يوتّر قلبها توقف من حضنه مباشرة ، ووقف هو تسمّرت هي ما نطقت ونطق هو : أدخـل
دخل تركـي يلي خلفه سلاف يلي قصيد وقّف عقلها من شوفتها آخر مرة كانت أمها بالبجامة الحين رجعت تلبس من جديد ويبيّن من ملامحها سرورها بشكل مستحيل : الله يتمم على خير يا أمي ذياب ، الله يتمم على خير
إبتسم يقبّل راسها يردّ عليها وضحك تركي لأنه يشوف بنته تذوب وتخجل بشكل مجنون : يا ذياب
ضحك ذياب لأنها من خجلها توارت جزئياً خلف ظهره وما توقّعت لو لحظة إنه بيرجع يدّه للخلف وتصير تحت جناحه إنتبهت إن أمها ذابت ، أمها عضت أصباعها بعدم سيطرة وضحك تركي يمسك سلاف يلي إنهارت : وشو إنتِ عروسة الحين يعني ؟ عروسة ؟
ضحك ذياب من أعماق قلبه لأنها ماتت من الخجل تتخبى بحضنه ، وضحك تركي : الله يتمم لكم على خير ويهنيّكم يابوك ، الله يتمم لكم على خير تراها أول مرة تختار حضن على حضني وتتوّارى به لكن حضن رجال أنا أشهد ، وتستاهل الحب بنتي غالية وما أخذها إلا غالي
هز ذياب راسه بإيه بتأكيد ، ولمعت بعين الشاعر قصيدة ذوّبت قصيد تماماً : بابـا
ضحك يهز راسه بإيه : ومن يفهم الشاعر غير قصيدته ؟
_
« العشـاء »
عـدل أكتـافه بهدوء يدخل للمسجد بجنب أبوه , من وقت خروجه من عند بيت الشاعر هو رُمى بدوامة شغل ما طلع منها ولا لقى لو لحظة يقدر يغفى فيها عالأقل على صحوته من أمس ما غفت له عين والمفروض إنه نايم من هلاكه وتعبه لكنه ضغط على قلبه ونفسه يجي لأبوه لأنه لازم يدري قبل الكل ، سلّم الإمام تنتهي صلاة العشاء وسكت ذياب يعدل أكتافه من إنتهى من أذكاره ، وإنتهى أبوه بالمثل يلي نطق : عندك موضوع بتقوله
هز راسه بإيه بهدوء : حددت موعد العرس ، الأربعاء
ما نطق حاكم بكلمة لوهلة ، وسكنت نظرته للمسجد بهدوء : حددّت ، جاي تعزم يا ذياب؟
_