رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل الاثنين والثلاثون 32 بقلم مجهول
رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب pdf الفصل الاثنين والثلاثون 32 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب pdf الاثنين والثلاثون 32 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل حدالوالاثنين والثلاثون 32 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الاثنين والثلاثون
32
رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل الاثنين والثلاثون 32 بقلم مجهول
ضحكت سلاف تنهار ، كلها ينهار تعضّ أصباعها مباشرة لأن ذياب ضحك وإبتسم تركي من أعماق قلبه من لمح عبايتها على ذراع ذياب محلّ بشته بالعادة وإبتسم : وإنت أخذتها ياذياب ، أخذت بنتي وأغلى الغوالي عندي ..
ناظره ذياب ، وتنحنح تركي ينزل بشته يمكن ما بمرّة غرق قلبه بشعوره مثل ما غرق هالمرّة ، من لبّس بنته بشته يرجّفها هي ، ويرجف قلب ذياب يلي فهم من نظرة عمه أساساً وقبل يلبّسها وضحك تركي من غرقت عيون قصيد بالدموع تنطقه يهز راسه بالنفي ورجف قلبه يرد على نداها بـ " بـابـا " : عيـونه ودنيته إنتِ ، قلب الشاعر وروح الشاعر وكل عمره وما أخذك إلا غالي ، ما عطيّتك إلا رجال يرخص الدنيا دونك وسند ، سند ما يحتاج وصاة ياقصيدي أعرفه من صغره ، وأعرفه بكبره ما أجهله
عدلّ البشت على أكتافها يبكّي روحها ، ويمكن روحه كله من عضّ شفايفه بتأكيد : بنت تركي ، وقصيد تركي وأخذتي راعي سياسة وأحكام وظنّي يدري وش يعني بشتي عليك ، الحين أكثر من يدري ذياب ويفهمني به
ضحك ذياب يهز راسه بإيه لكنه نطق بهدوء : قبل لا تحطّه عليها وإن ما لبستها كان بشتي الله يطول عمرك ،
ضحك تركي يهز راسه بإيه وقبل تبكي قصيد ، بكت سلاف يلي بالخلف من ضمّها تركي ، من أخذ ذياب نفس من أعماق قلبه كثيرة على قلبه بشكل مجنون من تلّونت ملامحها بالإحمرار ، من غرقت عيونها يرفع نظره وسكن كونه من إنتبه لأبوه بينهم ، أبوه يلي يسمع شديد إفتخار تركي فيه ، أبوه يلي يتأملهم بهدوء الكون كلّه وأخذت قصيد نفس من أعماقها تمنع نفسها : حبيبي بابا الله يديمك ويخليك ، ويحفظك لي يادنيتي
ضحك لأنها ترد له كلامه لكنه يجي منها عذب ، ضحك يمسح على ملامحها : الله يوفقكم ويهنيكم يابابا ..
كانت تحس يد ذياب بظهرها ، ويذوب قلبها كله من هالإحساس وتقّدم تركي يسلم على ذياب ، يصافحه لوقت طويل وهمس له بتساؤل : وش هي عندك ياذياب ؟
كانت تتأملهم ويحسّها ذياب ، يحسّها لكن يده بيد أبوها وما يتصّور أحد خفق قلبه بهاللحظة من نظراتها ومن إنها مستحيلة على قلبه ، مستحيلة لعينه وغير عن كل ردود الدنيا ، والعالم ، وبطبع الشاعر نفسه يلي يحبّه هو رد بكل هدوء ما توقّعه تركي لو لحظة وحدة ، رد بكل هدوء يشلّ قلبها : مكاني من البيوت ومن الصحاري ياعمي ..
ناظره تركي لثواني بذهول ، وضحك يشدّ على يده بإعجاب مستحيل ، بإعجاب كثير : الله يحميك ويحفظك ويحفظها لك ، الله يحميكم ويهنّيكم يابوك
إبتسم ذياب بهدوء يقبّل رأس عمه وسمعت قصيد همسه " مكاني من البيوت ومن الصحاري " يرقّ قلبها لأنها هي بنت الشاعر ، ولأنها جات من محبوبها هالمرّة كانت تشوفه هو ، تشوف عـ
_
‘
تشوف عذب نطقه يلي قالها لها بمرّة " إنتِ الرياض وديرتي " ، ويلي أكّده لها بألف مرة بأفعاله إنها هي محلّه ، هي مكانه من كل أرض ، وكل ديار وخُطفت من نفسها لأنه كان يكلم أبوها لكن كانت منه نظرة لها ، نظرة هزّت ضلوع قلبها من سرعها ، من إنها تشوف أعماق داخله وخوفه وكل قلبه وهالشوف كثير عليها ..
ضحك تركي يشد على يده : أنا أشهد ، الله يحفظكم ..
إبتسمت تلفّ نظرها لأبوها عذبي يلي هز راسه بالنفي مباشرة : شنو تبيني أقول بعده شيء ؟ ما يمديني
إبتسمت تضمّه من جاء يقبّل خدها ، من جاء يوصيها على نفسها بهمس وضحكت تهز راسها بالنفي من كان يأشر على عضلاته " إن صارت منه حركة مني وإلا مني ، تدلّيني " وهزت راسها بالنفي لكنه شهق مباشرة : ما ترضين عليه ؟ بدينا ؟
هزت راسها بالنفي وهي كانت على وشك ترتكي على قدمها لكنها تألمت مباشرة تشدّ على يد أبوها عذبي وضحكت تضيّع الموضوع : لأن ما تصير منه حركات ..
إنتبه ذياب على عقدة حاجبها البسيطة ، على شدّة يدها على أبوها عذبي وما عبّر من جاء عذبي يسلّم عليه ، من توجهوا لها أخوانها ونطق فهد مباشرة : صح رقصنا معاه ودقيناها سوالف وحبيناه وحبنا لكن الحين لا
رفع تركي حاجبه لثواني بإستغراب : وش الحين لا ؟
هز فهد راسه بإيه بصراحة مباشرة : الحين لا ! تردين معانا البيت خلاص حفلة لبستي فستان رقصنا والدنيا طرب أوه فليناها خلاص تأخر الوقت عاد مشينا
هز ذياب راسه بإيه : ما شفت السيف معك فهد
ضحكت لأن فهد تغيّرت ملامحه بلحظة يتنحنح : تركت لك الميدان بس ، قلت لو نزلت يعني أخرب ليلتك
_
« بالأسفـل »
للآن ما خفّت بهجة الأفراح ، للآن ما خفت الضجة ولا قلّ وجود المعازيم وإبتسمت ورد تتوجه للمدخل : نصّار ؟
كان يدندن بصوت مسموع ، ودخل يبتسم مباشرة كان وده يتكلم ، لكنه ما تكلّم إلا بعد دقائق : أصفر !
ما إستوعبت لوهلة وسرعان ما ضحكت لأنه يقصد فستانها ، إبتسمت تتنحنح لثواني : صح ما شفتني
تنحنح مباشرة : لو دريت من أول جيت ، وش هذا ؟
ما كانت تستوعب إن " وش هذا " هي مدحة عنده لحد ما لمحت عيونه يلي تنطق أكثر من لسانه ، كان فُستانها مليان حياة بلونه الأصفر ، بإنه يدور حولها لو دارت وإبتسم : كيف الزواج ؟
إبتسمت بحب مباشر : يجنن ، كل شيء جاء بالتمام والكمال مثل ما يبي ذياب ومثل ما نبي كلنا
إبتسم بإعجاب يلف نظره للقصر : أصلاً بعد هالقصر فيه كلام ؟ ماشاءالله صدق الله يتمم لهم وعقبالنا حنا
إبتسمت تهز راسها بإيه : أشوف كتفك مافيه شيء ماشاءالله
ضحك يهز راسه بإيه وميّل شفايفه لثواني : مافيه شيء ؟ وراها مقصد ثاني دامها جات بعد عقبالنا حنا
_
‘
ما إستوعبت لوهلة مقصده وسرعان ما شهقت بذهول من فهمت قصده بإستعجالها : نصار !
ضحك يهز راسه بإيه : وأنا أقول مستعجل لحالي لكن
ناظرته بذهول لأنه بيكمل جملته لكنه هز راسه بالنفي يضحك : مافيها ملامة ترى عادي تقولين لي مثل ما أقولك ، أنا مستعجل وودي اليوم قبل بكرة وإنتِ ؟
هزت راسها بالنفي بذهول : طبعاً لا ! مو الحين نهائياً !
رفع حاجبه لثواني يهز راسه بإيه : طيب متى تقريباً ؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة : السنة الجاية ممكـ
شهق بذهول قبل تكمّل جملتها هي ، وهز راسه بالنفي : صاحية إنتِ ؟ وش السنة الجاية أنا لا طاب كتفي ماشي من الرياض وتقولين لي السنة الجاية ؟ أروح لحالي يعني؟
إبتسمت لثواني لأنه ينفعل ، ورفعت أكتافها بعدم معرفة : ما أحس ودي الحين وش يعني ؟
هز راسه بالنفي مباشرة : لا مو بكيفك الصدق عاد أنا شهرين بالكثير والأمور طيبة والزواج نحدده ، تم ؟ تم
ضحكت بعدم تصديق : تجاوب عني يعني ومقرر ؟
هز راسه بإيه بتأكيد ، وهزت راسها بالنفي : على رهبة المشاعر يلي شفتها اليوم ، وعلى الوضع كذا مبدئياً سنة سنتين قبلها لا تقول لي زواج أبداً
زعل بعدم تصديق يناظرها ينتظر تمزح : ورد منجدك ؟
هزت راسها بإيه بجدية مرعبة ، وهز راسه بالنفي برفض : تستهبلين والله ؟
ضحكت لأنه " ما صدّق " : أستهبل ، نتفاهم بعدين يلا
إبتسم رغم زعله اللحظي ولأنه تنفّس ، رنّ جواله بإسم " نهيّان " يرجعه لجيبه مباشرة : تأخرت عليهم تبين شيء؟
هزت راسها بالنفي ، وإبتسم يتأملها لآخر مرة : الحمدلله إنك زوجتي
إبتسمت لثواني من سرعة تعبيره وما توقّعت يخطف منها قُبلة بدون مقدمات ، ما توقّعت يقرب بدون حتى يحسب حساب لشيءّ يقبّلها وضربت صدره بذهول : ينتبهون !
هز راسه بالنفي : يودعون العريس كلهم مافيه أحد مهم
_
« بالخـارج »
بعد ما ودّعوها رجال آل نائل هم توجهوا للخارج يسمحون لسلاف وملاذ يدخلون عندها من جديد ، يرافقونها للباب وكل خطوة تخطيها كانت تحسّ وجعها نار لكنها ما تكلّمت ، ما بيّنت وكل أمنياتها كانت إنهم يتركون ذياب عندها وتنزل معاه لكن أبوه ناداه وما تكلّمت هي ، خفق قلبها من كان يسكر باب سيارته الخلفي وإنتبهت إن البشت ما كان عليه لكنها شتت نظرها عنه مباشرة ما ودّها ينتبه لها بينهم وإبتسم تركي أخوها يمد يده لها عشان يساعدها : على مهلج
إبتسمت بتوتر تمسك يده من كان جنبها ، تشد على وجعها بشكل مُرجف وإنتبهت لذياب يلي يكلم أبوه لكن نظره عندها وكل أمنياتها ما يحسّها بينهم وإبتسمت من عذبي أخوها يلي يرفع فستانها لكنه كان مستغرب بهمس : ما قلتي تبين تبدلين عشان ما يضايقج ؟
توتّر قلبها لأن فـ
_
‘
توتّر قلبها لأن فعلاً كانت نيّتها تبدل فستانها هذا لأخفّ ومع الألم ويلي صار هي ما ودّها تبدل ، ولا ودّها يساعدها أحد ويشوف وحتى هي ما تجرأت تشوف قدمها وإبتسم تركي أخوها : شنو ما تصورتي عدل به ؟
ضحكت تهز راسها بإيه ، وضحك عذبي يتنحنح : صوّرتك واجد ، جوالي كله صار إنتِ بس نص الصور كانت وعيوني مدري وش فيها لكنك حلوة بكل الحالات ما عليك
ضحكت لأنه من كثر ما خنقته العبرة بهاليوم كل شوي تغرق عيونه ومدّت يدها تضمه لوقت طويل وحسّته من ترك راسه بين عنقها وكتفها تعرف عذبي ، وتعرف قلب عذبي وغرقت عيونها بالدموع مباشرة : عـذبي
إنهارت سلاف لأنها تشوف عيالها مع الشباك ، لأن عمرهم ما كان بينهم فراق لو بسيط والحين يودّعها عروس وما يتحمل قلب عذبي مثل هالشيء ولا تتحمل قصيد : عذبي
مسح على ملامحه يقبل خدها : إنتبهي لج وكلميني
ضحكت تناظره لثواني : تقدر تجيني لو ما تدري يعني
هز راسه بإيه ، وقبل تدخل السيارة توجه حاكم يسلّم عليها للمرة الثالثة : الله يحفظكم يا بنتي أستودعكم الله
هو نطقها يشدّ على يدّها ، وإبتسمت بإرتباك شديد لأنها تشوف أبوها ، أخوانها وفهد يلي يتأملها فقط ، عذبي الكبير ، عمها تميم ، عمها رياض ، خالها سيف وجدّانها سلطان وخالد ، ومتعب يلي للآن يقاوم نعاسه بشكل بيّن هم المتواجدين ، والبقية بين ساري وبين الباقين بقسم الرجال لأنهم الأهل وإنتبهت على نظرة متعب لذياب يلي يكلّمهم كلهم ، يودّعهم كلهم ورق قلبها لأن نظرته كانت غريبة ، كانت تتأمل ذياب بشكل غريب وتوجه ذياب فعلاً لجده : طويل العمر
إبتسم متعب يرفع يده لملامح ذياب ، يتحسس كل ملامحه بشكل هز قلب ذياب لوهلة لأنه يعرف هالنظرة ، يعرف الخافي ونطق مباشرة : جدي بك شيء ؟
هز متعب راسه بالنفي ، وتجمّد كون ذياب بذهول من دمعة نزلت من عين شايبه ، دمعة ضاعت بتجاعيد ملامحه يمسحها ذياب بيده مباشرة ، وقبّل يد متعب يلي كانت تتحسس ملامحه رجف قلبه لأن نظرته تذكّره بنظرة نهيّان قبله ونطق مباشرة : الله يخليك لنا وشوله الدمع !
قرّب حاكم لهم يمسك أبوه ، وبكى متعب كلّه : أذكره ، كان يبي هاليوم لك وحنّا حضرناه وهو ما حضر ، ما لحق
ما تصّور حاكم لوهلة يشد على يد أبوه : الله يطول بأعماركم ، ويرحمه بواسع رحمته ، لا تزوّد عليه
همسها بالنهاية ما يسمعها ذياب ، لكنه سمعها ولمح حاكم نظرة ولده الساكنة ، وإنه أخذ برأس جدّه بهمس بيّن حرقة داخله : صرت كلّ شيء تمناه ، ويكفيني ..
ناظر حاكم ولده لثواني ، وإبتسم ذياب بهدوء يناظر جده : إن ما ضحكت لي ما طاعتني الخطوة أروّح
ضحك جده مباشرة ، ورفع حاكم نظره يـ
↚
ورفع حاكم نظره يودّع ولده لآخر مرة : أستودعكم الله يا ذياب ، الله يحفظكم ومثل ما وصيّتك يابوك الله يحفظكم ، على مهلك
هز ذياب راسه بإيه يأشر على خشمه فقط يتوجه لسيارته وضحك حاكم يسمع صراخ البنات بالداخل وضحكهم ، وصوت الزغاريط يلي من حريمهم الكبار ، وضحكاتهم كلهم رجال ونساء من دخل ذياب لسيارته بمكانه وهو اللي رفض كلّ الرفض ، إن غيره يسوق أو يكون معاهم كان ودّه هو ، وهي فقط وهذا يلي صار الحين هو لفّ نظره لها لوهلة ، وهي كل نظرها بالشباك ، لرجال آل نائل يلي يودّعونها بالإبتسامات والتلويحات وضحكت تهلّ دموعها لأن أخوانها يرسلون لها قُبلاتهم من يديهم بالهواء وأولهم كان فهد يلي الواضح ميّت بشعوره ، تركي المبتسم ، وأخوها عذبي يلي تلمع عيونه للآن : أحبهم
ما إنتبهت إنها طول الوقت ، من أول إلتفاتها ، ومن أول ركوبه هو هي كانت متمسّكة بيده ، وشدّت عليها أول ما هلّت دموعها ما تدري متى صارت يدّه عندها ، وما تدري متى شدّت عليه نهائياً لكن كان شعورها مُهيب ، شعور يدّه بيدّها غير عادي بهالليلة بالذات : ذيـاب
مسح على يدها بإبهامه يهز راسه بإيه بهدوء : عونك ذياب
على كم الألم يلي تحسّه بقدمها ، وبعنقها ، وبروحها من مشاعرها ومن إنها كتمت دموعها إلى مالا نهاية جات " عونك ذيـاب " ترجّف ضلوعها ، تكتم كل نفسها من مد يده ما همّه بشت أبوها يلي يحاوطها ، ولا عبايتها ، وما غطّت هي لأن ما يشوفها أحد لكن نبض عنقها من كانت يده تنزع الوشاح يلي يغطي عنقها ، من سحبه لبعيد يرجّفها وشدت يده تهز راسها بالنفي : ذيـاب
كان وده يرد ، ودّه يتكلم لكن ما عاد نطق من لمح الجروح ونبض عنقها وإنتبهت إنه يشوف كل زاوية ، كل مكان إلا ملامحها ، إلا عيونها ما يواجهها وشتت نظره لبعيد ، للشارع ، ما ردّ بكلمة ، هو رد على أسامة يلي لقى الوقت المناسب يتصّل وتنفّست هي من ردّ " ذيـاب " كالعادة يوتّرها لهيبه ، لكن جموده يخوّفها أكثر من كل شيء ..
_
« القصــر »
وقف حاكم يتأمـل القصر المُهيب يلي ما توقّعه حتى هو ، يتأمل المكان يلي بتضجّ الرياض بأخباره شهوُر من الحدث يلي صار فيه ويسمع الأحاديث بمسمعه من الآن " زواج ذيـاب بن حاكم آل سليمان ، وقصيـد بنت تركي آل نائل " ، " زواج حفيد نهيّـان " وضحك من جات بباله ذكرى لذياب بصغره " تجمع حضارتين ؟ " يلي لو عاشّ نهيان لهالوقت كان قال وأكّد إنه يقصد إختلافه هو عن بنت الشاعر مو إختلاف آل نائل وآل سليمان ، ضحك من زارته مشاعر كثيرة بتأمله للقصر ، من إن صورة ولده بالسيف ما تغيب عن باله نهائياً ، من العظمة يلي صارت قدامه من ولده وإن حاكم دائماً يعرف إن..
_
‘
يعرف إن ذياب به قوة ، به طُغيان من صغره ، وبه عظمة تفرقه عن كل جيله ، تفرقه بكل مجلس تضجّ به الثياب ، وبه ما يعجّز اللسان من إنه يوصفه ودائماً يخاف عليه منها ، من صغره يخاف عليه وضحك يأنّبه قلبه لأن خوفه كسر ولده ، وكسره هو ، وكسر أشياء كثيرة : راح عمرك بالخوف يا حاكم ، راح عمرك بالخوف وش فادك به ؟
مرّته مشاعر مستحيلة من عظمة كل أركان اليوم ، كل زاوية بالمكان وللآن ما يدري سرّه وحكايته ولمين يكون لكنه تمتم على تمام هالليلة بكل خير ، بإن ما حصل سيء وحيد فيها يقلقها وتمّت على ما يبي ذياب : الحمدلله
إبتسم تركي يلي كان يمشي بالجهة الأخرى ولمحه : أبوذياب
ضحك حاكم وجاء وقع " أبو ذيـاب " هالمرّة مختلف ، وإبتسم تركي : إن كان هذا شعورك بزواج ذياب وبيّن عليك الحين ، زواج ورد وش تقول عنه يا حاكم ؟
ضحك حاكم يهز راسه بالنفي : هذا إنت أدرى به مني ، وش تقول عن زواج قصيد ؟
إبتسم نهيّان يلي كان جاي وسمع حوارهم : ولي الله أنا؟
ضحك حاكم يضمه تحت جناحه وهز تركي راسه بالنفي يضحك : لا تجحد أبوك ، ما قصّر معك بزواجك مثل فرحته بذياب كانت فرحته بك ويمكن أزود ، الأوله لك
ضحك نهيَان يهز راسه بالنفي : الأوّله لذياب ياعمي
ضحك حاكم يقبل رأس نهيّان ، وإبتسم تركي : الله يخليه لكم ، ويخليكم له وعقبال ما يفرح بعيالكم قل آمين
إبتسم نهيّان يهز راسه بإيه : آمين ، آمين تبون شيء ؟
هز حاكم راسه بالنفي : سلامتك يابوك ، وين رايح ؟
إبتسم لأن العيال ينتظرونه : بنروح مع العيال الديوانية
هز حاكم راسه بإيه ، وتوجه نهيّان للعيال يبتسم حاكم لتركـي : وإنت ؟ الظاهر مالك جلسة هنا
ضحك تركي يهز راسه بإيه : بروح البيت أرتاح ، مشت بنتي وأخذها الذيب وش يجلّسني هنا ؟
ضحك حاكم يهز راسه بإيه : الله يتمم لهم ، ويحفظهم
نطق تركي " آمين " من كل قلبه يكمّل دعواته هو " ويسعدهم ، ويهنيّهم " وودّع حاكم يتوجه لسيارته ، باقي الأفراح والزواج بقسم النساء يلي إحتمال كبير ، ما تخفّ أفراحهم للفجر يلي صار موعده قريب مو بعيد بالحيل ..
_
« عنـد الحـريـم »
إبتسمت ورد تتأمـل القـاعة ، تتأمل الورود ، وتتأمل كل زاوية سعيدة بهاليوم بدايته كانت تحسّ جدران بيت أبوها تضحك من سرورهم ، وكانت تحسّ القاعة تضحك وضحكت من رسالة نصّار يرد على كلامها " هي بس القاعة والبيوت ؟ الرياض كلها تضحك لفرحة الذيب اليوم " وهزت راسها بإيه : كل الرياض مسرورة ، أنا أشهد
جات ديم عندها ، وإبتسمت ورد : نهيّان راح معاهم ؟
هزت راسها بإيه : راح معاهم ، يقول بيسهرون كلهم
ضحكت تهز راسها بإيه : ..
_
: مافي راسهم نوم ماشاءالله خلّص الزواج من هنا يقولون بلوت ولعب من هنا ، مبسوطين كأن وش ماشاءالله
إبتسمت ديم تهز راسها بإيه وتأشر على وسن يلي ترقص مع شدن : يارب إن شدن لقيت قصيد ! بتموت عليها
هزت ورد راسها بإيه : لقيتها ، لقيتها تقول بستها عشر مرات وهي باستني مرة وحدة بس وأنا قلتلها خلاص
ضحكت ديم تناظرها : ليش قالت لها خلاص ؟ ما تتحمل
ضحكت ورد تهز راسها بإيه وتأشر على قلبها : مرة تقول قلتلها إلمسي قلبي شوفي كيف مرة فرحان وخلاص ما أقدر أكثر ، ماتوا عليها بنات آل نائل أكلت قلوبهم
ضحكت ديم تهز راسها بإيه ، وتوجهت درة لهم من إبتساماتهم : وش تقولون ؟
إبتسمت ورد : نمدح بنات آل نائل مع شدن ، تصدّقون ؟ ببالي تفكير ثاني الحين أحس فيني شعور مثل الليّ خلاص إنتهت الحكاية ، وصلنا النهاية ! نهيّان تزوج ديم ومبسوطين ماشاءالله عقبال الحفيد ، ذياب وقصيد اليوم كان زواجهم وأصلاً حياتهم يعني ماشاءالله تبارك الله
ضحكت درة تهز راسها بإيه : وإنتِ ملّكتي ومن نصار مو أحد ثاني ، فيه أفضل من كذا نهاية ؟ خلاص قفّلنا فعلاً
ضحكت ورد تهز راسها بإيه ، وجات جود من الخلف تبتسم : يمكن ما قد قلتها بحياتي ، بس يا الله يا حبهم لبعض مستحيل ! شايلينها شيل كلهم ومبسوطين لها
إبتسمت ورد تهز راسها بإيه : قصيد الشاعر وش تتوقعين
ضحكت جود تهز راسها بإيه : وإحترت اليوم ، أحسد ذياب عليها وإلا أحسدها هي على ذياب بعد اللي شفته؟
كشّت درة عليها مباشرة : قولي ماشاءالله لا تحسدينهم
إبتسمت ورد بإستغراب من سكون توق : اليوم توق خارج الخدمة تماماً ، ولا كلمة ولا حرف ولا رقص ولا شيء
إبتسمت توق لثواني : مصدعة ، تبون نرقص الحين ؟
ضحكت ورد وهي تشوف بنات آل نائل يلي يرقصون ، سلاف يلي دخلت تراقصهم كلهم ويصفّقون لها ، يحتفلون بها من كل قلبهم ويصفّرون لها وضحكت : وإحنا تاركين وسن لحالها ترقص هناك ، يلا مشينا
صفّرت ودّ لسلاف يلي تتمايل طرب قدامهم مع نيّارا ، ووجد ، ولتين ، وسوار يلي هم أمهات البنات : مسموح نصورك لخالي تركي وإلا مو مسموح ؟
ضحكت سلاف تهز راسها بالنفي : لا مو مسموح اليوم يكفيّه ، صورونا لقصيد بس
ضحكت نيّارا يلي ترقص معاهم بالمثل : يكفيّه ما يتحمل دايم يقول لا يجوني قصيد وسلاف سوا ، وحدة بس ..
إبتسمت لتين - عمّة قصيد - بعبط وهي ترقص مع بنتها ودّ : وقصيد عندها وقت تشوف سلاف ؟
ضحكت سلاف تهز راسها بالنفي وإنهارت خجل لأنهم شافوها وقت كانت وراء الباب وكيف كان خجلها : على اللي شفته ؟ ما ظنتي بسم الله على بنتي
تعالت ضحكاتهم وسط تمايلهم بالرقص ، وسط غُناهم والسرور يلي تضجّ به ..
_
‘
والسرور يلي تضجّ به القاعة لأنها ليلة عُمر ، فعلاً ليلة عُمر يصرخون بها ، يرقصون لها ، ويطربون لها بنشوة الفرح المستحيل إن كان من نساء آل نائل جميعاً ، وإن كان من كل نساء آل سليمان من أكبرهم لأصغرهم شدن يلي ترقص بينهم ، لباقي المعازيم يلي بعضهم ، للآن ما مشى وضحكت سلاف من جات أم ناصر ترقص بينهم ، تصفّق ، وتزغرط لهم وأكثر من تعالى الصراخ وأكثر من مدت سلاف يدّها تراقص ملاذ وضحكت لأن ملاذ باقي تأثرها بهاليوم مستحيل : أم ذياب ، ما خفّت الدموع
ضحكت ملاذ تهز راسها بالنفي : ما خفّت ياسلاف
_
« الديـوانيـة »
بكل زاوية يُرمى شماغ وعقال ، بكل مكان صارت علب مشروبات الطاقة ، والقهاوي ، وأوراق البلوت وضحك نصّار يعدل تكيته من نهيّان وفهد يلي يلعبون فيفا وكل الأنظار تجاههم وصرخ : يا مهزوم يا نهيّان
رمى اليد لأنه فعلا هُزم : والله معه حظ ماهو طبيعي
ضحك فهد بإنتصار يرقص بأكتافه ، وضحك تركي يعدل له طاقيّته على راسه : الليّ بعده يا ناس اللي بعده
ضحك فهد بغرور يهز راسه بإيه ، ولف نظره لعذبي يلي جالس على جواله : عذبي تعـال
سكر جواله يدخل بجيب ثوبه ، ووقف يرفعه عشان يتعدل ويجلس بالأرض قدام الشاشة : أكسّر راسك
إبتسم نهيّان يناظر نصّار يلي يهوجس : نصار وش تفكر ؟
ضحك نصّار يمزح على ملامحه : ذياب ، يوم يدخل علينا بمجالس العيال أول حركة يسويها ، يعلّق شماغه بعقاله ويعلّقهم على أطرف شيء ، حق الستارة وإلا طرف الباب وإلا حتى طرف الشاشة ، ما يعجبه الرمي مثلنا ينرفزه
ضحك نهيّان يهز راسه بإيه : أحبه ، أحبه يوم يجي
هز نصّار راسه بإيه يضحك : يحبونه كلهم ، ما تتصور كيف يحبونه مع إن يلي يشوفه من أصحاب العيال يقول هذا ثقيل بالحيل لكنه وقت يجلس ، وينزل شماغه ، حتى لو ما كان يسولف لكنه يعطيهم على جوهم ويدوّرونه بعدها ، راح عمري أقوله جمعات العيال يقول شغل
ضحك نهيّان يهز راسه بإيه : حتى مع خوياي كل ما رحت لهم قالوا ذياب ما جاء معك ، بس شفته اليوم ؟
ضحك نصار يغطي ملامح : شفته ، حبيب قلبي والله ..
إبتسم نهيّان من دخل عدي يلي رمى السلام ، وضحك تركي من دخل " ناصر " وأخوانه خلفه يوقف لهم مباشرة : يالله حيّهم
إبتسم نصّار من السلام بينهم ، من علاقتهم ولف نظره نهيّان يلي همس له : جيرانهم بالكويت ولندن
هز نصّار راسه بإيه : يالله حيهم ، تفضّلوا حياكم
↚
« قصـر ذيـاب »
كـانت تحس المسـافة عُمر وهذا كان إحساسها هي فقط لأن ذياب " ما يخفف " سرعته بالخط نهائياً ، ولأن الوقت ما مرّ منه كثير من أول وداعهم لهم ، لوجودهم الحين قدام عتبـة قصرهـم ، بيـتهم
_
‘
المكان يلي بيضمّهم مع بعض ويلي كل مرة تمرّه يختلف فيها شعوره وهالمرّة بالذات ما ترك السيارة بالخارج ، فتح البوابة كلها يدخّل السيارة لداخل أسوار بيته ، قدام عتبة درجه بالضبط ورجف قلبها لأن تغيّرت أشياء كثيرة ما كانت موجودة لكنها ما تشوفها بهاللحظة ولف نظره لها : قصيـد
تنحنحت تعدل جلوسها وبالغلط هي ضغطت على قدمها ، وجرّحها طرف الكعب تحس وجعه نار : ننزل ؟
هي عقّدت حاجبها للمرة الثانية بشكل ما إستوعبه ، بشكل غيّر تفكيره مباشرة : وش يوجعك ؟
هزت راسها بالنفي مباشرة : لا ، لا ما يوجعني شيء !
ناظرها لثواني ما يصدّقها ، وقبل حتى تنزل خطوته مسكت يدّه مباشرة بتردد : عادي تلبس البشت ؟
ناظرها لثواني بإستغراب ، وتُوردت ملامحها بشكل غير طبيعي لأنها بتبرر وما تبي تبرر وأشّر على خشمه : إبشري
تنفّست مباشرة لأنها شافت نظرته لعنقها ، لأن ودها تتنفس قبل تنزل وودها تعدّل وضعها وودها يكسر جموده يلي هي حسّته بشكل مرعب بعد مكالمته مع أسامة ما فهمت كثير لكن يلي فهمته إنه ما يبي أحد حوله ولا وراه ولا جنبه وبالفعل فتح الباب الخلفي ينزّل بشته ، يلبسه بكل هدوئه وتوجه لها يمدّ يده لجل يساعدها ، لجل يعاونها بنزولها وبالفعل مدّت يدها ليده تتذكر كل موقف كان على نفس هالقياس بالذات ، من أوّل طفولتهم وأول موقف بخيامه ، لكل مرّة كانت معاه فيها ونزلت تمسك يدّه ، ولهالمرّة يساعدها بنزولها عروس قلبه ، وعروس عمره كلّه ما حسّت حتى الوجع من مسك يدها يعاونها بنزولها ، من كان المنظر لعينها غير طبيعي من وقوفه ، من بشته ، من وجود يدها بيدّه وعلى عتبة " قصرهم " زوج وزوجة فعلاً ، فعلاً مو تزييف وبدون ما تخاف ، وتقول حسب الظروف وإنتبه إنها تغرق بشعورها : قصيـد
ضحكت تهز راسها بالنفي لثواني ، وعضّت شفايفها تشد على يده : ما توقعت ، يعني ما توقعت نكمل لهنا
إبتسم لأنه يشوف بعيونها لمعة مستحيلة ، لمعة مجنونة ويحسّ شعورها كله من نظراتها ، من شدّتها على يده وما كان منه إلا يحقق رغبته ومناه من كل أيامه على عتبة بيتهم ، ضمّها له ، ولبشته ويمكن كل مكتوم بُكاها ، ورهبتها ، وحلو شعُورها له دون باقي الأشياء كان ودّها تهله بهاللحظة وهمس " آسف " يموّت قلبها من حسّته يقبل خدها ، ينحني لها وهزت راسها بالنفي تاخذ نفس ودها تخففّ ، وودها ما يرجع لجموده : على وش؟
كانت تبيّن إن مافيه شيء بشكل ياكل قلبه ، بشكل يهلكه وبقى بتأمله لها لثواني وإبتسمت فقط : لا تشوفني كذا
هز راسه بإيه يفتح باب البيت ، وأخذت قصيد نفس من أعماق قلبها ترفع طرف فستانها المُتعب لكنها تألمت من أول خطوة توقف خطوتها ، تألمت مـ
_
‘
تألمت ما تغيب عنه هالمرّة وإنتبه مباشرة يكرر سؤاله ، ووقفت حتى خطوته يتأكد من كلّها : وش يوجعك ؟
هزت راسها بالنفي : ما يوجعني شيء ذياب مافيه شيء
هز راسه بالنفي ، وشدّت على وجعها تخطي خطوة تثبت له لكنها كانت تموت من ألمها ما كان وجع ضربة العجوز فقط كانت تحسّ بالتجريح يلي ما تفهم سببه : مافي شيء
ما صدّقها لوهلة يفتح الباب كلّه قدامها ، تدخل لبيتها يلي مو أوّل مرة تدخله لكنها هالمرّة عروس وقبل حتى ينزّل بشته ، قبل تتحرك خطوتها هي تكلمت بتعلثم مباشر : لا ذياب
رفع حاجبه لثواني بإستغراب ، وعضّت شفايفها لثواني يضيع كلّها بالحروف وعجلتها : أعرف ما تحب ، لكن
هز راسه بإيه ينتظرها تكمّل ، ولمح حتى نبض عنقها من خجلها الغير عادي : تخجلين مني وإلا به شيء يخوّفك وإلا يوجعك وإلا ودك تطلبيني شيء ، وش قولي لي ؟
عضّت شفايفها لثواني تهز راسها بالنفي وقرّب خطوته لها : قصيـد ، قلتي لي تلبس البشت ولبسته وش بعده؟
عضّت شفايفها تموت إحراج ، تموت خجل بشكل ما يتصّوره لأنها تعرف شخصيته يلي ما تحب التصوير ، وتعرف إن كل خيالات عُمرها من وقت لهالليلة بالذات ، أول صورة لهم ببيتهم وبعد ما نُزع منها كل شيء ، ما ودها حتى هالخيال يتحطّم ومد يده يشد يدها : قصيد
عضّت شفايفها لثواني وهي تشوف نظره يلي على جروح عنقها ، تحت عقدها ورجف قلبها تحكيّه بشيء يمكن لأوّل مرة تبوحه ، وشيءّ ما يدريه : بعد الحادث ، لما كمّلت البيت ، كملته معي مامـا عشان وقت تصحى يكون جاهز وكنت أعرف إن يعني هاليوم جاي ، بالنهاية
هز راسه بإيه لأنها متوترة بشكل غير طبيعي ويبيها تهدأ ، وأخذت نفس لثواني ينبض عنقها : لمّا خلصنا ، مرّينا من هنا وقالت لي
هز راسه بإيه ، وعضّت شفايفها لثواني تختلط لغتها وترجع بإدراك ، وإحراج شديد : كانت تسولف لي بالأصح عن الزواج ، وقته ومتى بيكون وكيف راح يكون وشلون وأنا وإنت وكل شيء ، كانت تحّكيني عن خيالها وكيف تتوقع وقلت لها ليلة زواجنا ، وبعد ما يخلّص الزواج
هز راسه بإيه لأن ملامحها تشعّ خجل بشكل غير طبيعي ، وشتت نظرها لثواني ودّها تنهار وأشّرت على المرايا الضخمة يلي بالمدخل : قلت لها هنا بنتصّور بعد الزواج ، وقالت لي بنتظر الصورة والحين يمكن كلهم ينتظرون وأعرف ما تحـ
هز راسه بالنفي بهدوء يقاطعها من رجّعت نظرها له بتبرر " ما تحب ، ومو لازم " : قلتي لها إنتِ
عضّت شفايفها لثواني لأن من جموده هي ما تميّز شيء : قلت لها ، وذكّروني كلهم لكن عادي ننـ
هز راسه بالنفي يشد يدها : وإنتِ تبين قصيـد ؟
لمعت عيونها تتأمله بس ، تلمع عيونها بشكل غير طبيعي يمكن يشوف كل تخبط بـ
_
‘
كل تخبط بمشاعرها بهاللحظة بإنهم ينتظرون هاللحظة وهالصورة كلهم وإن حتى هي ودّها ، حتى هي ودّها لأن من بعد العجوز يلي مرّتها هي ما عاشت شيء وودها تعيش ورجفت يدها : أحس ودي
هز راسه بإيه ينزّل نظره لعنقها ، وتوجه هو ياخذ جوالها بيده : دام ودك من يقول لك لا ؟
إبتسمت لأنها حسّت " بعاديّته " بهالجملة ، لأنها حسّت بإنها تقدر تتحامل على وجعها شوي لأن ما ودّها يمر عادي نهائياً هي وقت طلبته يلبس بشته ، عدلت نفسها تتأكّد إن كُلها تمام والحين كلّها تمام فعلاً وفتحت جوالها تتوجه لقدام المرايا وإنتبهت إنه يعدل بشته ، إن خطوته تمشي لها وذابت ضلوعها كلها من إستقرت يدّه خلف ظهرها يقبل راسها ، من لفت نظرها له لثواني بسيطة لكنّ غلطتها ، كانت كامل إلتفات وجهها له ما فكّر ، هو قبلها لثواني طويلة يسرق نفسها ، بدون لا ينطق كلمة وعدل أكتافه بعدها : تبيني هنـا ؟
ما إستوعبته وسرعان ما هزت راسها بإيه بتوتر : حلوة
تلعثمت من مال تفكيرها هي قبله : الصورة ، بتكون حلوة وإنت هنا يعني
هز راسه بإيه فقط هو كان واقف على يسارها ، يدّه على ظهرها بشماغه وبشته وثُوبه ومهيب وجوده ، جنبها بأبيض فستانها الساحر ، طرحتها وتاج راسها وجمالها الطاغيّ يلي وثّقته بأجمل شكل بصورة طلعت بالقوة من رجفة يدّها لوجوده ، ووجودها ببيتهم عرسان وهذا إنعكاسهم بليلة عُمرهم ، بوسط بيتهم ، بالمرايا يلي هي أُعجبت فيها بشكل غير عادي من إنها تليق بقصرهم من عظمها ، من حجمها وأطرافها الذهبية الهادئة ما أخفت إبتسامتها إعجاب لكنها تحرّكت - بالغلط - بطريقة مؤلمة تشد يده وتأكد مباشرة : كل ما تحرّكتي به شيء يوجعك ! وش هو
هزت راسها بالنفي : مافي ولا شيء يعورني ذياب ، أبداً
ما كان منه التصديق ينزل بشته للكنبة بجنبه من مشيت خطوتها للدرج لأن ودها تصعد ، وعضّ شفايفه مباشرة لأنها تتهرب ويدري: وقفـي
لفت نظرها له وهي سمعت صوت جواله بتردد : جوالك
ما كان يهتمّ ، ولا كانت منه نظرة إهتمام لجواله يلي يرنّ بجيبه وبردت ملامحها مباشرة لأنها فعلاً توجعت من أول درجة صعدتها عجزت تكمّل وعجزت تتكلّم حتى من حسّت بيده تمسكها بذهول : ذيـاب فستاني ثقـيل بطلع عـ
هز راسه بإيه : لا صرت غبي قولي الفستان يوقّفني
سكنت ملامحها بذهول تمسك طرف فستانها من توقعت إنه بيرفعه لكنها شهقت من
_
‘
رفعها كلّها ما تحس الأرض تحت أقدامها ، شهقت بذهول تمسك كتفه كانت تتوقع الهيّن وإنه بيرفع فستانها يشوف ما توقّعت يرفعها كلها لحضنه : ذياب ! أمشي لوحدي الفستان ثقيل عليك أنا ثقيـلة عليك الحين ذياب !
نزل نظره لها يقطع كل حروفها خوف لأن من ملامحه يبيّن إن ماله نيّة رد أصلاً ومن صعوده هي ما عاد تستوعب ، ثقل فستانها ، وثقلها هي يلي ما يحسّه شدت على كتفه بتوتر مباشرة : ذياب خلاص يكفي
هز راسه بالنفي ينزل نظره لها ، وما تنفسّت من قُربها الشديد من ملامحه ، من إن نظرتها ما نزلت عن رمش عينه توتّر كل قلبها تحسّ قلبها يذوب وسط ضلوعها ويحسّه ذياب نفسه يلي ما نزّل نظرته عنها ، نظرة هي أكثر من يعرفها وتوتّر قلبها مباشرة تشتت نظرها : ذياب
، خلاص ذياب وصلنا هنا !
فتح باب الغرفة ينزّلها عالأرض لكنه يسندها بيده يلي تحاوطها يرفعها وعمداً هي ما تركت ذراعه ، ما أبعدت المسافة بينهم لأنها تدري جنّ الأرض كلهم قدام عيونه من غضبه يلي يكتمه ونزّل نظره مباشرة : وريّني الحين
هزت راسها بالنفي تشدّ ذراعه : أبدّل ، بعدين نتكلم
هز راسه بالنفي مباشرة بشبه غضب : الحيـن ! وش فيك شيء ما دريت عنـه ؟
هزت راسها بالنفي برجاء تشدّ ذراعه ، تحاول تنبهه : ضايقني الفستان ، ضايقني ذياب أبي أبدّل بس أبدّل أول
ما وجّه نظره لعيونها لأنه ما يتصّور يكون فيه شيء يألمها ما يدري عنه ، ما يتخيّل يكون فيها جرح ويألمها وهو ما درى ووضحت الشدّة بملامحه ترعبها : ذيـاب
هز راسه بإيه فقط يمسح على ملامحه : تبدّلين
هزت راسها بإيه من خفف يدّه على ظهرها ، من قوّت نفسها بالقوة تبعد خطوتها عنه هي نزلت عقد عنقها أول شيء لأنها تحسّه يحرقها ولمحت إنه كان يشوفها ، لكن من لمست العقد هو شتت نظره ما يبي يشوف عُنقها : بتجلس هنـ
قبل تكمّل جملتها هو جلس على الطرف ينزل شماغه ، وعقاله يعلّقهم ببعضهم وتركهم على الكنبة : خلّصي
لفت نظرها له لثواني مباشرة : لا تكلمني كذا ذياب
شتت نظره لبعيد بدون أي كلمة ، ورجف قلبها لأنها فكّت طرحتها ، تاج راسها ، عقد عُنقها وما تجرأت تمدّ يدها لحبال فُستانها من الخلف نهائياً وهو موجود : ذيـاب
وقف يتركها تتنفّس بظنها إنه بيخرج وسرعان ما خَفق قلبها من صار خلفها بالضبط ، من حسّت بيده على حبال فستانها من الخلف وهزت راسها بالنفي مباشرة : ذياب
ما كان يرد ، ما كان ينطق كلمة وهي تحس بيدّه يلي تحلّ الحبال وتحس بالفستان يلي خفّ شدّه على جسدها ، تحس بالنار من قُربه وإحساسها به وإن نظره يكشفها ومدتّ يدها من وصل لآخره فوق يده مباشرة من خوفها لأنه بيكمّل ولا بيوقّف ، ومن ..
_
‘
ومن نبضها المجنون يلي يشوفه بكل وضوح بعُنقها يلي يحاوطه إحمرار شديد محلّ العقد وأطرافه ، وجروح خطّية من شدّة العجوز عليها إنتبهت لغضبه المشتعل ، لنيران الغضب خلف هالسكون كلّه ونيران أخرى هي تفهمها ، وتعرفها وشدّت يده ما تدري يخفق قلبها ونبضها خجل ، وإلا رعب بهاللحظة : أنا ، أنا أكمّل
هي نطقتها رعب من حسّت بحرارة يده على جسدها ، على خصرها يمكن ما عاد تتنفّس لأن ممكن يحلّه كله وهي ما تقدر تتعايش مع هالكمّ من الخجل : ذيـاب
حسّ رجفتها تحت يدّه ، يحسّ خوفها وخجلها لكن بنفس الوقت يحس نيران شعوره ما تدري هو بهاللحظة وش بعقله ، وش النار يلي بقلبه ووش شعوره وكيف إنّ تأمله بهاللحظة لأنه يبيها ، يبيها بكل رغبته وعضّ شفايفه يبي كلّ شيء ويجنّ من صبره يلي بهاللحظة ما يتركه يقدّر يقبّل كتفها ، وظهرها لأنه ما يدري وش وجعها : تكمّلين ، وأنا هنا
هزت راسها بالنفي لكن ما كان منه إستماع من توجه هو يفتح الدولاب بنفسه ، الملابس يلي موّتته ألف مرة وسط ضحكاتها هي بمكالمتهم ليلة الزواج لأنه يبيها تخلّص بأسرع وقت ورنّ جواله من جديد يوتّر قلبها : ما بقدر وإنت هنا ما أعرف ، أخجل
ناظرها لثواني يهز راسه بإيه وحسّ إنه يضغط عليها فعلاً لأن نظرتها إختلفت ، لأن رعبها صار غير عادي وعض شفايفه فقط يخرج للخارج وبيدّه جواله يلي رنّ على خروجه تنفسّت مباشرة من ذهولها : أنا وش أسوي
أخذت نفس من أعماق قلبها مباشرة تعضّ شفايفها ، توجهت تاخذ لبسها وما تدري وش أخذت بالضبط لكن على شرح أمها ، هذا يلي المفروض تاخذه وتوجهت مباشرة تبدّل حتى هي ما شافت وش لبست لكن سرعان ما شهقت بذهول من رفعت نظرها للمرايا ، ما قدرت تتحرك خطوة ولا تستوعب من نزلت نظرها لقدمها المجرّحة ، يلي يبين إنتفاخها جزئياً ما توقعت هالمنظر نهائياً : مستحيل ! مستحيل
لمحت آثار الدم على كعبها ، وبداخل فستانها يلي نزّلته ما توقّعت وهي كانت تتحامل عليه بظنها بسيط لكنه - يخوّفها بهاللحظة - وما قدرت تستوعب لبسها ، ولا قدمها لأنه رجع يدخل الغرفة من جديد ما كان منها إلا تربط الروب بكل إحكام على جسدها من وجه نظره لها على رعبها : وش يخوّفك إنتِ ؟
هزت راسها بالنفي مباشرة برعب : ما يخوفني شيء
من …
_
↚
‘
من الجمود يلي تشوفه بملامحه هي كلها تتوتر ، هي ما بيّنت قدمها لبست سليبر يغطيّها لكنها بتكشفها بالنهاية وما غاب عن عينها إنه ينتبه لطريقة مشيها : قصيد وش بك ؟
توتّر قلبها لأنه يخوفها ، لأن كلها تخاف ما أعطاها الوقت الكافي بس يخفّ توترها وإنتبه على هالشيء من وقوفها قدامه كان ينتظرها تنطق لكنها ساكتة وهو ما يحتمل عقله شوفته لآثار عنقها ، ما عاد يحتمل نبضها أصلاً من رفع وجهها لأعلى بيدّه وده يشوف وما كان منها كلمة ، كلمة وحدة ما كانت من حسّت بيده تحسس آثار عنقها ، من همس كل غضبه يلي يكتمه : وش غيرها شيء ؟
ضغطت على قدمها تتغيّر كل ملامحها من الوجع يلي تركه يجنّ مباشرة ، تركه يجلّسها على طرف السرير وما تدري شلون لكن تغيّر قلبها كله من إنحنى للأرض : ذياب
ما عاد قدرت تنطق كلمة لأنه نزل السليبر عن قدمها يكشفها قدامه ، ما عاد قدرت تتكّلم لأنه منحني لها بهالشكل يشوفها ورجف قلبها مباشرة : ذياب لا تهوّلـ
كان ودها تسحب قدمها ، كان ودها توقف لكنها ثُبتت بأرضها من مسك قدمها بيدّه ما يبعدها : منها ! بعد منها
ما جاوبته ، ما نطق كلمة من شهقت ألم لأنه مسكها - متعمّد - هو ما نطق كلمة تلمح غضب الأرض كله بملامحه ، وبالحروف يلي عجزت تطلع من شفايفه هي فزّت كلها من وقف هو : لا ! ذيـاب لا ومستحيل تروح
عضّ شفايفه لثواني لأنها هي ما تستوعب وش بقلبه بهاللحظة ، ما تستوعب النار يلي تحرق ضلوعه وهز راسه بالنفي من غرقت عيونها مباشرة ومن إن يدّها تمسكه بهالشكل : ما أخلّي ضلوعها تنوح أنا ؟ ما أخلّيها تنوح ؟
هزت راسها بالنفي لأنها ما تبي ، ما تبي هالرّعب كله وهز راسه بالنفي يجنّ عقله ، يجنّ فعلاً لأنه حرق أرضها وبرّها - فعلياً - بكل مافيها بسبب جروح عنقها والحين ، الحين ما يرضيه إلا إنه يخليّ الضلع يحن للثاني من تباعدهم وهالشيءّ كله من ملامحه هو ، من فزته هو ، من وقفته هو يرعبها ما يخفف نبضها نهائياً : لا وأخاف منك الحين !
ما مسكت أزرار ثوبه هالمرّة ، كانت تمسك طرف كمّه وطرف يدهّ وتغيّرت حتى نبرتها مباشرة : ما أحب
_
« بيـت تركـي »
أخذت خطوتها لغرفة " قصيـد " وعجز النوم يجيها رغم تعب الأمس كله ، حاوطت نفسها لثواني تتأمل كل زاوية ضمّت دلال بنتها ، ضحكاتها ، غرقها بعالمها يلي شيّده لها أبوها بعز لا يُضاهى ولأن سلاف تعرف مقرّ قصيد بهاللحظة وإنها من عزّ لعز آخر هي ضحكت بحب ، ضحكت تغرق عيونها من غرفتها المرتبة ، الساكنة : حبيبتي ..
ما فزّت من مكانها وقت حست بشخص خلفها ، وضحكت تمسح دموعها : متخيّل ؟ قصيدي أنا مع زوجها الحين ؟ ومين زوجها كمان ؟ ذياب ؟ أبي أكلمها الحين
_
‘
ضحك تركي ، وأخذت سلاف نفس من أعماق قلبها : تجنن بنتك ياتركي ، تجنن لحالها تجنن جنب زوجها تجنن كلها واليوم تضحك لنا يعني ياماما شوفيني عروسة وترقص لنا وتدندن ليلة خميس كل وقتها ! ما أتحمل وتغترّ ! تغترّ كل ما قلت لها شيء قالت بابا راقصني !
ضحك يهز راسه بإيه : لا تكررين علي وش سوّت أروح آخذها من حضنه الحين !
ضحكت تهز راسها بالنفي : ويتركها ذيب آل سليمان ؟
إبتسم تركي يهز راسه بالنفي : ما يتركها ، لكن هي تحنَ لشايبها ما ترضى عليه لا شافته مشتاق ويبيها عنده
ضحكت بذهول : إيوه بدينا إستعطاف يعني ؟ وشو هذا ؟
ضحك يهز راسه بالنفي بإرتياح : الحمدلله على التمام
هزت راسها بإيه بحب شديد : الحمدلله .. كلهم مستغربين مني ومنك يقولون كيف ؟ يعني قصيد هالقدّ شلون ذياب زوجها وشلون الحين وهي صغيرة ، قلت ما يفهمون ولا يعرفون أنا أشوفها معه ، أشوفها جنبه وأسمع ضحكها له ومعه وهذا يلي يستاهل بنتي ، وتستاهله هي
إبتسم يهز راسه بإيه ، وضحكت سلاف : ليلة قبل الزواج ، كنت أحسها متوترة ومريّت جنب غرفتها قلت أشوفها لكن إرتاح قلبي كانت تضحك ، تضحك من كل قلبها وما يضحّكونها أخوانها ! ولا البنات ! كانت تضحك مع ذياب وتكلّمه وهنا إرتحت ، هنا عرفت إن بنتي بخير عنده ومعه
_
« بيـت حـاكـم »
سكر باب غرفـة ورد يلي نامت من أول رجوعهم من تعبها ولا تدري كيف نامت أصلاً ، كان هدوء البيت " غريب " عليه هالمرّة رغم إنه معتاد وما يدري ليه يحسّه غريب وتوجه لجناحه يسكر باب الغرفة خلفه : نهيّـان رجع ؟
هزت ملاذ راسها بإيه تتمدد على السرير : رجع من وقت
جلس على طرف السرير يفكر ، يُشغل باله فعلاً لأنه وبطريقة ما لمح إختلاف أسامة وخوفه وما ريّحه يلي لمحه نهائياً ، مد يده لجواله وسرعان ما سكنت ملامح ملاذ : بتتصل على ذياب ؟
ودّه ، لكنه قفل الجوال يهز راسه بالنفي : لا ، نامي خلاص
عدلت جلوسها لثواني : صار شيء اللي ودك تكلمه الحين؟ لأن هالجلسة والتفكير مو لأحد ثاني لذياب بس
مسح على ملامحه يعدل أكتافه : صار قلق أبُو وده يتطمن
إبتسمت لثواني بإستغراب : تتطمن على وش ؟ الأكيد إنه ببيته ويمكن نايم هالوقت ؟ لو فيه شيء المفروض يقلقك كان عرفته من زمان حاكم من وقت الزواج
هز راسه بالنفي : أوّل ، كان عرفته من وقت الزواج لأنه يبيّن من وقته إن كان فيه شيء وإلا لا ، مع ذياب يختلف ما يبيّن شيء ، ولا يطلع شيء ، ولا أفهم شيء
لمست قلقه جدياً تعدل جلوسها ، تمد يدها لكتفه : لأنه ذياب ولأن مافيه شيء مهم يقلقك صدقني
_
-
‘
هز راسه بإيه يمسح على ملامحه ، يسكّر جواله وإبتسم بشكل مطوّل ضحكت من خلفه ملاذ : ما تقدر تردّها
هز راسه بالنفي : ولا بردها ، الحمدلله على التمام
إبتسمت لأن حاكم ما يخفي سروره بهاليوم نهائياً ، لأن يبيّن عليه كل شيء بملامحه وبإبتسامته يلي من مدة طويلة ما كانت بهالكثرة ، ولا بهالوجود وتنحنح : كنت شايل هم زواجه ، شايل هميّ أنا بزواجه وهم اليوم
إبتسمت تهز راسها بإيه : وعرفت إن كل ماله داعي لأني شفتكم تعرضون ، وشفت لسانك يحصّنه حاكم
ضحك يهز راسه بإيه لأنهم بالعرضة ، وقت ما عرف وش يقول هو حصّن ذياب للمرة الألف لأن ما عنده غير هالشيءّ هو يدري إن ذياب ملتزم بأذكاره أصلاً ، لكن من كثر ما كانت جيّته " عظيمة " لعين حاكم ، ومن كثر ما كان كل شيء عظيم ما قدر حاكم إلا يذكر ربه عليه وإبتسمت ملاذ : وش جايك حاكم ؟ فيك شيء مختلف
هز راسه بإيه لكنه ما تكلّم ، حاكم للآن بداخله رهبة الحادث وطيحة ولده ، وبذات الوقت بداخله هيبة ولده وزواجه اليوم وعرضته وكله ذُهول ، كله تعجّب كيف وتمتم : الحمدلله .. الحمدلله
_
« الجنـاح الآخـر »
عدلت جلوسها جنبه وهو من وقت رجوعه من عند العيال - وحاله مختلف - بشكل غريب : نهيّان ؟
إنتبهت إنه يتابع مباريات متفرقة بالآيباد يلي بحضنه ، وتنحنح يمسح على طرف حاجبه : بتنامين إنتِ ؟
هزت راسها بإيه بإستغراب : بنام بس صاير شيء ؟ مباريات هالوقت وإنت أول بتطق على النوم وبتنام ؟
هز راسه بإيه وهو فعلاً أزعجها بإنه بينام ، ويبيها تنام معه : نتناقش مع العيال أول ، وكان ودي أشوف
رفعت حاجبها لثواني بإستغراب : تتناقشون على وش ؟
إبتسم لثواني يتنحنح : يقولون لي إنت لاعب " عبط "
عدلت ديم جلستها : كيف يعني ؟ شلون لاعب عبط ؟
هز راسه بإيه يعدد لها أسماء لاعبين كان لهم وجود بالملاعب ، لكن وجود جداً قليل : تعرفينهم ؟
هزت راسها بإيه : أول سنوات لعبهم كانوا مبهرين العالم بعدين مدري وش صار لهم ومحد يسمع عنهم شيء
هز نهيّان راسه بإيه : يلعبون بالحواري الحين ، دوري حارة
هزت راسها بإيه بإستغراب ، وتنحنح : أنا جات لي فرصتين ، كلها ضاعت وضيّعتها بنفسي لأن مكاني ماهو الملاعب الكبار ما أحبها ، ما أطيقها جاملت عشان والله موهبة ومكاني وهو الصدق ؟ ماهو مكاني
هزت راسها بإيه : طيب وشلون لاعب عبط ما فهمت ؟
رفع أكتافه بعدم معرفة : يعني على كيفي ، ألعب مباراة وحدة من كل العقد أروح التمارين هنا بالرياض لكن ما أطلع وكنت مرتاح أول ، كان هذا لعبي يلي أحبه ما به شيء ثاني ونلعب لعب صغير ، لعب خفيف ماهو بالحيل
هزت راسها بإيه : ..
_
‘
هزت راسها بإيه : حتى أنا ما أفهم شلون تلعب كذا أعرف اللاعبين يروحون ، ويسافرون ومعسكرات ودنيا
هز راسه بإيه : والحين يبوني أثبت لهم العكس ، يبوني ألتزم موسم كامل بدون لا أتهرب ولا أسحب على شيء وأنا عندي إستثناءات أصلاً ، إنتِ شايفة كيف دنيتي
هزت راسها بإيه : مع بداية الموسم الجاي ؟ حلو طيب
هز راسه بإيه لثواني : وعندك إنتِ عادي يعني ؟ ماعليك؟
هزت راسها بإيه بإستغراب : شلون يعني بالنهاية بتلعب بشكل أفضل لك من التشتت وإنك مره موجود وعشره لا ، أصلاً وشلون تمشي فيها ؟
هز راسه بالنفي يبتسم : دامك تقولين أفضل ، أجل يبي لنا جلسة مع عمي تركي قريب
ناظرته لثواني بذهول من تمدد بينام ، ورجعت تكرر : شلون تمشي فيها نهيان ؟
هز راسه بالنفي يبتسم فقط : أسرار ، قفلي اللمبة صدعت
ما أستوعبت لأنه يستعبط ، لأنه مروق بشكل مستحيل وضحك يعدل تمدده بحيث إنه يشوفها : وين راحت الحلاوة يلي شفتها بالقصر صح ؟ تلعبين علي صح وإلا شـ
ضربته مباشرة تترك ضحكاته تعلى لكنها مذهولة ، وهز راسه بالنفي يمسك يدها بإعتراف شديد : والله إنك كنتي حلوة اليوم ، والحين أحلى وبكل وقت حلوة
كشرت مباشرة : وإنت كنت شين والحين أشين ، زين ؟
هز راسه بإيه يقبّل يدها يلي ضربته توّها : أدري حبيبتي
ما تكلّمت لأنه " عبيط " فعلاً ، وتمددت تقفّل النور جنبها لأنها بدون طاقة ، وودها تنام بشكل غير عادي والأحلى ، إن حتى نهيّان يبين تعبه المستحيل لدرجة إنها تدري بيغفى على طول وبالفعل كان منه ، وكان منها ..
_
« قصـر ذيـاب ، العصـر »
فتحـت عيونها لثواني ما تحس المكان حولها ، ما تستوعب مكانها من شدة ظلام الغرفة وبرودتها وما حسّته جنبها ، عدلت جلوسها بالقوة ودها تستوعب الوقت ، وإنه مو جنبها قبل كل شيء لكنّها ما إنتبهت لوجوده بالزاوية هو إنتبه لصحوتها ، وسكّر جواله بهدوء : صح نومـك
رجف قلبها لثواني لأنها سمعت صوته لكن ما تشوفه من شدّة الظلام ، وعضّت شفايفها لثواني : إنت هنـا ؟
ترددّت من طال رده لأنها ما تشوفه ، ونطقت بتردد يبيّن من نبرتها : صرنا ليـل ؟
هز راسه بالنفي يوقف ، يفتح الستاير يلي تركتها تغمّض عيونها بنفس اللحظة من النور ونطق : عصرية
ما تكلّمت لأن أحداث الأمس للآن ببالها وللآن توترها ، رفعت يدّها لجبينها تبعد شعرها : متى صحيت ؟ ليش ما صحيّتني
شدت الروب على جسدها مباشرة من كان يمشي لها ، من جاء لإتجاهها بالسرير : ما كان ودك تصحين ، مدّي
ناظرته لثواني وهي للآن يرجف قلبها من الأمس ، مدّت قدمها يلي ضمّدها لها بنفسه ، بحضنه كانت قدمها يضمّدها وشتت نظرها لثواني : ما توجعني ، راحت ..
_
ما كان يبيها هي تطمنه ، كان يبي يشوف بنفسه لأنه يشوف منها إختلاف غير عادي وما يدري هو خوف من العجوز ، أو خوف منه ، أو رهبة من الزواج ما يدري لكنّها ماهي العادة نهائياً : ما توجعك الحين ؟
هزت راسها بالنفي لأنه يوتّرها بكل مرة ينحني للأرض فيها ولقدمها ، يوتّرها بكل مرة يصير على ركبه عشان يشوف ويتأكد وتحترق من الخجل ، والحرارة : لا ، ما توجع
ما وقف كان يتطّمن ، وصار ودها تصرخ من الخجل لأنه رفع قدمها جزئياً وكُشف عن فخذها يلي تغطيّه بالروب ، وبيدّها يلي صارت ما تمسكه بهاللحظة : خلاص ذياب
رفع نظره لها لثواني بهدوء يذوّب قلبها لأنها تعرف نظراته ، لأنها تخجل بشكل غير طبيعي ومدّت يدها ترجع الروّب يغطيها وعدل وقوفه بهدوء : وش يخجلك مني ؟
رفعت نظرها له مباشرة : ما يخجلني شيء ، مين قال ؟
هز راسه بإيه : من قال ؟
ما تكلّمت تعدل وقوفها ، وما بعد خطوته عنها لثواني تحسّ بنار غير طبيعية من مد طرف يدّه يفتح ربطة الروب يلي كانت " رابطته بإحكام " بظنّها : كذا كنتي بحضني
نبض عنقها بشكل مستحيل وهي تتذكر الأمس ، تتذكرّه بشكل غير عادي ويتوتّر قلبها منه ما قوت يدّها حتى ترجع تربطه وتغطّي قصير فستانها ، وشفافه : باخذ شاور
أبعد يفتح لها الدرب قدامه ، وتوجّهت تمشي لدورة المياه - أكرمكم الله - تحت نظراته يلي تراقب خطوتها ، فيه بينها وبينه صد غريب ما عرف سببه لكنّ يعزيّه لتوترها ، وإن الزواج كان ثقيل بكل معانيه عليها ومد يده يمسح على شنبه فقط : ما ظنّتي على هالأرض أصبر مني
وكان يعنيها ، بكل معانيها يعنيها لأن صبره مجنون ، لأنها تحرّك قلبه وين ما تبي مرّة بباطن يدّه ، وألف مرّة خارج خافقه وبمداها هي أصلاً من نبض عنقها ، لجروحها ، لكلامها ، مرّة لأزرار ثوبه وصدره ، وألف مرّة براجف مسكتها لطرف كمّه بالأمس ، بطرف يدّه وشتت نظره فقط تسطّر مقتله بشكل غير طبيعي ، ويردّ غضبه بكل شيء بالأرض لأنه ما يقدر يوصلها : الله يعين
،
أخذت نفس من أعماق قلبها بهمس : قصيد وش يصير ؟
ما كانت تدري ، ورجفت يدّها تفتح المويا عشان يتأكد إنها تتحمم ، وما تاخذها الأفكار وهزت راسها بالنفي بهمس : وهذا يلي المفروض يصير .. ما نفكّر قصيدي
دخلت تحت المويا يرتعش جسدها لوهلة من برُودتها ، كان ودّها تضيع التفكير لكنها من أول لحظة ، غرقت بالأمس ..
-
" بـالأمـس "
مسكت طرف كمّه وتحس أناملها يلي تلامس باطن كفّه ، تحس رعشة يده أصلاً وهز راسه بالنفي : لا تردّيـني
تدري إن أصلاً قلبه يموت وسط داخله من نظرتها ، من إن فعلاً وصلت أقصاها من هذا اليوم وهزّت راسها بالنفي لأن آخر شيء تتحمّله هـ
_
‘
لأن آخر شيء تتحمّله هي روحته ، وإنها تجلس على أعصابها بإنتظاره وقبل حتى تنزل دموعها يلي غرّقت عيونها بشكل يخافه هو ، بشكل يرعبه لأنها نزلت على يديه وموتتّه والحين إحتمال تنهيه لو نزلت من جديد وبردت خطوته يضمّها كلها لصدره ، يقبّل جبينها من رفعت نظرها للأعلى تكتم دموعها لكن محاجرها تحترق من إحمرارها : خلاص
هزت راسها بالنفي تشدّ ثوبه بشكل قطع له قلبه تماماً يحاوط وجهها بيديه : وش تبين يصير ؟ قولي لي
عضّت شفايفها تهز راسها بالنفي : ما يصير ولا شيء ، اليوم بس صار كثير ويكفي ما أتحمل أكثر ولا أبي !
ناظرها لثواني لأن بعيونها خوف ، لأن فعلاً ترجّفه بهاللحظة وإنها تبيّن له إن ما ودها بشيء أكثر وهز راسه بإيه بقيت بحضنه لثواني طويلة يقبّل جبينها : أرتاحي
هزت راسها بالنفي من تحرّك ما تأمنه : ما بتروح ؟
هز راسه بالنفي : ما تبيني أروح ، إرتاحي وجاييك أنا
تنفسّت رعبها كله من خرج من الغرفة ، من أخذت نفس من أعماق قلبها تبي تعدّل نفسها ، ووضعها وتوجهت لدورة المياه - الله يكرمكم - تغسّل يديها ، الميكب يلي بملامحها وتعدّل نفسها ودها تهدأ ، ودها تتنفّس لو شوي وعدلت نفسها ، وشعرها كانت تتمنى تخرج قبل يجي عشان تبدّل لكن ما حصل من فتحت الباب وهو قدامها ، من إنتبهت لنظراته لها : تعالي يمي
هزت راسها بإيه تاخذ نفس من أعماق قلبها وجلست بجنبه من لف نظره لها يمد لها كأس المويا وسكنت ملامحها من إشارته يلي تركتها ما تكمّل شربها : إرفعيها
هزت راسها بالنفي بتردد : ذياب ، أنا أتصرف معاها بعدين
ناظرها لثواني فقط ، وعدلت جلوسها تبعد عنه جزئياً لجل تقدر ترفع قدمها له ، إنتبه لشدّة تمسكها بالروب لا يُكشف وهي تحاول تمثّل إنه عادي ، وإنه ما يهمها لكن إنتبه إن ودها تغرق بكأس المويا يلي تشرب منه : قصيد
ما تكلّمت من كانت قدمها بحضنه ، من لف نظره لها ترفع نظرها له لكنها ماتكلّمت يشوف إحتراق ملامحها من الخجل وما تكلّم غير إنها شافت - شنطة إسعافات بجنبه - : وش قالت لك
هزت راسها بالنفي : ما أبي نتكلم عنها
هز راسه بإيه بهدوء : ما تبين نتكلم عنها ، وما تبين أشوف رجلك ، وما تبين أروح لها ، وما تبين أقرب لك ، وش تبين إنتِ ؟
ما توقّعت بشكل خوفها لوهلة لأنه قال هالكلام وهو يمسح على جروح قدمها ولا لف لها ، عضت شفايفها ألم لوهلة وسرعان ما إستوعبت إنه قال هالكلام لجل يخوّفها فعلاً ، لجل ما تحس المسحة الطبية : ليش تسوي كذا ؟
هز راسه بإيه بهدوء لأنها فهمته : لجل تقولين لي ، وش قالت لك ؟
عضّت شفايفها تشتت نظرها لبعيد وما كان ودها تتكلّم لكنها شبّكت يديها :
_↚
شبّكت يديها لوهلة : ما فهمتها ، ما عرفت كلامها كانت تتكلم عنك ، كانت تقول يدك قوية ويدي أنا
لو قالت تهديدها ، وبإنها " تكسر يدها " تعرف إنه ما بيجلس بهالهدوء يضمّد قدمها وهزت راسها بالنفي ترفع أكتافها بعدم معرفة : قالت كلام كثير ، عنك عن البر وقالت كانت عندها عذبة ، كانت وإن إنت قتلتها
رجفة نبرتها بـ" إنت قتلتها " تركته يوجه نظره لعيونها بالذات ، لمح الخوف بملامحها من تلعثمت كلّها من نظرته ترجف لوهلة وضيّعت حروفها : ما أعرف ، قالت إن عشاني بعدين قالت منك ما أبي شيء منك يا عـ
بترت حروفها كلها ما تكمّل ، وهز راسه بإيه بهدوء : يا ؟
شتت نظرها لثواني تحاول تسحب قدمها : يا عذبـته
ثبّت قدمها بحضنه بهدوء ، ما تكلّم بشيء تشوفه يضمّد جرحها يلي كان من الكعب بعد ضربة العجوز ، يهز لها قلبها خجل ، وإحراج إن قدمها بحضنه ، على ثوبه بهالشكل ورجف قلبها تثبت روبها لأنه إنتهى من الضماد يلي صار يحاوط قدمها وإنه ساكن تماماً : خلصنا ؟
هز راسه بالنفي بهدوء : قلتي كلامها ، ما قلتي وش صار
تقوله إنها سحبت سلسالها بالقوة ؟ وإلا تقوله إنها ضربتها بشكل مؤلم بعكازها الخشبي على قدمها ، وإلا تقوله " تهنّي معه كانك تقدرين " وهي بدون لا تقولها تشوف ثاير النار منه وهزت راسها بالنفي بهمس : لا
لف نظره لها لثواني وهي كلها تتوتر إن قدمها بحضنه ، كلها تخجل لأن ما تتخيل بكل الأحوال وتنحنحت تنزلها عن حضنه لكنه أشّر لها تقرب منه وبالفعل هزّت راسها بالنفي بتردد : ذياب لا تفكر بالليّ صار ، ولا فيها اليوم
هز راسه بإيه فقط تتغيّر ملامحها من مدّ يده يبدل مكانها لحضنه ، من عجزت تتنفس لأن يده أبعدت الروب عن نحرها وعنقها لكن مافتحه أكثر وهزت راسها بالنفي تمسك يده : وش يفيد إنك تشوف طيب ؟ عشان تزعل؟
ما كان منه كلام لأنها مسكت يدّه بشكل يوتّر عروقه ، يوتّر عروقه غضب ، ورغبة ما تُجادل تشوفها من عينه : عذبته
رجف قلبها لأن يده على خصرها ، لأنه كرر " عذبته " بشكل غير طبيعي ولو عنده معرفة بسيطة بالعجوز حسب ظنّه فهي وصفت أكثر ، وشرحت أكثر ووصفت قصيد على كونها ذات العذبة وبذات أوصافها ولهالسبب جرّحت منها عنقها وحس بإن عقله يفصل : أقربي
كان يبيّن خوفها بشكل غير طبيعي ، بشكل غير منطقي لأنها تعرف نيّته وخافيه لكنها إنحنت تسمح له يقبّلها ، تسمح له يسرق نفسها من نفسها ورجّف لها قلبها لأنه يقبّلها بشكل تعرف نهايته وآخره وش بيكون ، من تغيّر المكان كله من وقوفه ، من ما صاروا على الكنب كان يحملها بحضنه وهمست لثواني : ذياب
كان وده يتأكد من شيء واحد وقت تركها على السرير وتأكدّه كله من ..
_
كان وده يتأكد من شيء واحد وقت تركها على السرير وتأكدّه كله من قبّل عنقها لكن يدّها شدت عليه تبيّن إن الجروح توجعها للآن وما تكلّمت ، ما بيّنت ألمها لكنه شافه بملامحها شديدة الإحمرار ، شافه بعيونها ، بأنفها ، وبنبضها يلي يثّور عقله من شدته ويشوفه بكل وضوح بعنقها : قصيـد
-
ما إنتبهت إنها بمجرد إسترجاعها لهالأحداث نبض قلبها بشكل مجنون ، بشكل غير عادي ما تتذكّر إلا إنه لجل وجعها تمالك نفسه ، ولجل إنها نامت بشكل غير مسبوق بحضنه لكن الغريب ، تتذكر إن الروب كان على جسدها ويغطيّها وتصيبها رهبة داخل ضلوعها للآن من حركته وسهولتها كيف مد يده لربطته يلغيها ، يبيّنها كلها قدامه والخافي يلي ما تدري به قصيد ، إن فعلاً وقت نامت بحضنه هو حلّ عقدة الروب " يغضب على نفسه " ، ويشتم نفسه ألف مرّة وهمس جملة وحدة من تردد كلمة العجوز ونداها بباله " الظاهر إنك عذابـي " وما تدري هو نام ، وإلا ما نام لكن هو مات من هواجيسه كيف هي بحضنه مستحيلة ، وهو يسكّت كل ما به لجل جروحها وخرجت من الشاور تجفف مبلول شعرها ، تتوجه لدولابها تختار لبسها ، تختار عذابه الأكيد من كان إختيارها فستان " أبيض " كل تفصيله بإنه يتزين بالفصوص من حد الصدر ، يمسك على خصرها ويوسع من بعده بطُول خفيف يوصل لأعلى ركبتها فقط وتنحنحت تتورد ملامحها لكنها همست : عادي
وهذا الستايل يلي هي تحبّه ، وتتقبله دائماً ولفّت نظرها لجروح عنقها تحتار بين إنها تغطيها ، أو تتركها وهزت راسها بالنفي : على أساس ما شافها وما شفتها أنا ؟
طلعت من الغرفة تتوقع وجوده بالصالة عندها لكن ما كان ، وسمعت صوته بالأسفل تتوجه للدرج بتنزل له وبالفعل كانت تنزل لحد ما سكنت ملامحها من جلوسه ، من الأوراق يلي على الطاولة أمامه ويلي بيديه ، من دلة القهوة وفنجاله وإنه ما إنتبه لنزولها ووقفت هي ودها تتأمله لثواني ، ودها تتأمل تشميرته لأكمام ثوبه وفز قلبها من كان يتكلم تنتبه على السماعة يلي بأذنه : صحيح راجع المكتب وتواصـ
بترت حروفه من كانت بالدرج وقت إلتفاته ، لأول مرة يسكت بهالشكل لأنه ضيّع وش كان يقول أصلاً من جات لعينه مستحيلة ، كلها مستحيلة من فستانها ، من شعرها ، من تورًد ملامحها ، من نزولها ووقوفها تتأمله وشتت نظره عنها : تواصل مع أسامة ثم كلمني
قفّل يترك أوراقه : خلّك فوق لا تنزلين تحت
هزت راسها بالنفي تكمل مشيها للأسفل ، وله رغم خجلها : وما أتقهوى معاك؟
هز راسه بالنفي يرفع نظره لها : تتقهوين معي فوق
كان منها الرفض تكمّل خطواتها للأسفل : أحب هنا
كانت تنتبه لنظراته ، لإنه وقف لها هي توجهت له تتركه ينحني لها ، يقبّـ
_
يقبّل خدها ، طال إنحناءه وطالت قُبلاته لخدّها ، نهاية فكها وأول عنقها يلي ما قربّته الجروح تحسّه ياخذ نفس منها لأعماقه ، ياخذ عطرها ، وريحة المسك ، ويحاول يرد جزء من ثقله يلي ضيّعه وإنتبهت لهالشيء تحس نبض عنقها تحت شفايفه وتخجل : إنت سويت القهوة؟
هز راسه بإيه وهو طول عمره يتقهوى بنفسه ، وإبتسمت لأنه عادي تماماً دلة ، وتمر ، وفنجالين بدون أي إحتراف آخر ووسط زحمة أوراقه لكنها رجعت تتذكر : متى صحيت
جلس يجلّسها بجنبه ، يقهويها بنفسه وتنحنح : الظهر
هزت راسها بالنفي لثواني : يعني ما يعتبر نمت ؟ قبل الزواج ما نمت أعرف كان عندك إجتماعات وأمس خرجت للفجر بعدين رجعت ؟ ومتى صحيت بعدها
هز راسه بإيه : صحيت الظهر للصلاة ، ثم قيّلت هنا
ناظرته لثواني بذهول : ليش ما جيت فوق عندي ؟ لـ
بترت حروفها كلها تخجل مباشرة ، من أول مجيئها تحس نظراته عليها ، تحس صمته وسكونه والحين تحس حتى الإبتسام المخفي خلفها من تلعثمها ومدّ التمر لها قبل القهوة لكنها هزت راسها بالنفي : لا أبي القهوة بس
هز راسه بالنفي يردّ بنفس أسلوبها : تبين وبتاخذين ، القهوة تحرقك
_
« بيـت حـاكـم »
نزلت بتمللّ غير عادي لأن مشرفتها إتصلت بنص نومتها تبلّغها إن عندها موعد ، وإنّها لازم تحضر وتجي وعدلت عبايتها : نهيّـان ، أبيك توديني مالي خلق أروح لحـ
بُترت جملتها كلها من كان أبوها بالصالة ، ونهيّان ، ونصار المبتسم بشكل - يضحّك - لكنها شهقت تتغطى بدون مقدمات لأن ملامحها تبيّن غضب ، لأن مالها نفس وما كان ودها تصحى أصلاً والحين تحس الدوخة إن نصار عندهم وضحك نهيّان : تعالي تعالي زوجك مو غريب
ما قاوم حاكم الإبتسام لأن فجعتها لا تصدق ، ورجعت خطوتها للأعلى مباشرة تعدل نفسها ، وتتعدل وترجع تنزل من جديد تشوف إن نهيّان ميت ضحك ، وملامح نصار على وشك تتفجر من مسكه لضحكه وإبتسم أبوها : تعالي ، مر علينا نصار يقول عنده موعد عندكم بالمركز
ناظرته بذهول تشهق : الموعد اللي مصحيني عشانه ؟
لف حاكم نظره لنصار يلي أشّر لها بالسكوت : تصحي بنتي عشان موعدك يانصار ؟
هز راسه بالنفي وهو - مذهول - لأن ما توقعها تفضحه ولأن من أمس يرسل لها وما ترد لو ردّت يكون ردها كلمة وترجع تكمل نومها : دوامها دايم أولوية ياعمي
هز حاكم راسه بإيه : ووش بتسوي بدوامها لا رحت هناك
لف نهيّان نظره لأبوه بإستغراب : وين تروح ؟
حاكم :بعد ما يخلص نصّار علاجه ، يباشر دوامه بالخارج
سكنت ملامح نصّار لثواني ، وسكنت ملامح ورد بالمثل لأن هذا ما يدرون به كثير والحين ينطقه حاكم بهالشكل ورفع نهيّان حاجبه : شلون ؟ كم تروح وين تروح ؟ برا ؟
_
تنحنح نصار بهدوء : حدود الأربع سنين إن شاء الله ، إن تمّت على خير بإذن الله
هز حاكم راسه بإيه : أربع سنين وإحتمال تزيد ما تقل
حسّت ورد إن الحوار بيتوجه لمكان محدد ، وما تكلّم نصار لأن نفس إحساس ورد صاب داخله لكن حاكم هز راسه بإيه فقط ينهي الموضوع كله : الله يكتب لكم الخير
ناظره نهيّان لثواني بذهول : شلون ؟ بيروح نصار وإلا بتروح ورد معاه وإلا كيف الوضع وش الله يكتب الخير
رفع حاكم أكتافه بعدم معرفة يمسك جواله يلي يرنّ وكل إنتباهه صار له ، ما نطق لحد ما وقف : إذا كانت زوجته بياخذها ، وإذا كانت باقي بنتي وبعهدتي تجلس معي
لفت ورد نظرها لأبوها لثواني بذهول لأن هالجملة عبارة صريحة على عدم ممانعته ، وهز نصار راسه بالنفي لثواني : قال إذا زوجته ياخذها ؟ عادي يعني ؟ آخذك ؟
ناظره نهيّان بذهول : تستهبل ؟ وين تاخذها ؟
ما أستوعبت ورد يلي لفّت نظرها تجاه مكتب أبوها يلي دخل وسكر الباب خلفه : كيف ؟ وش يعني ياخذني ؟
إبتسم نصار يعدل كتفه : يدري إنك عند رجّال ، حتى الحين يوم جيت قال ورد تروح معك شكله يحبني
هز نهيّان راسه بالنفي بعدم تصديق : والله تارك الدنيا ، شكله للحين بفوضى الزواج ما صحصح وإلا إنه مستوعب إنه زوّج ذياب وخلاص ما عاد يدرّك شيء بعده ولا يهمه
ضحك نصّار يوقف : تتوقع بجلس لين يغيّر رايه ؟ لا ياحبيبي مشينا ياورد ، الدوام ما ينتظر يا بنت الحلال
ناظرته لثواني ، وكشّر نهيان : ودوامها إنت يعني ؟ وع
ضحك نصّار بذهول من مشى نهيّان لمكتب أبوه ، ووقفت ورد بمكانها بعدم تصديق : فهمني ، وش هذا كله ؟
رفع أكتافه بعدم معرفة : شكلها دعوة أمي ، تأخرنا يالله
ناظرته بذهول من لمحت نهيّان دخل مكتب أبوها ، ولفت نظرها له ما تستوعب : باقي بالحلم ما صحيت ؟ أبوي أنا حاكم يبيني أروح معاك الدوام وراضي بكل شيء؟
ضحك بذهول يناظرها : شفيك تحسسيني إن فيني بلاء ما تروحين معي ! زوجتي على سنة الله ورسوله ترى !
هزت راسها بالنفي : يعني ما أدري إنك زوجي بس أقصد شلون كذا ؟ كيف كذا ؟
رفع حاجبه بعدم فهم : وش شلون كذا كيف كذا ؟تساؤلات مالها داعي ريحي عقلك يابنت ومشينا الحين
كتمت السؤال بداخلها تمشي للسيارة معه ، وركبت بجنبه لكن لمح نصار كم الأسئلة بعقلها : ورد وش فيه ؟
_
« المكتـب »
سكر حاكم جواله ينزله بهدوء فقط على دخول نهيّان المذهول : وش اللي صار توّه ؟ ليه سمحت على طول ؟
رفع حاكم حاجبه مباشرة : تحاسبني؟
هز راسه بالنفي مباشرة : لا ، بس أقصد وشلون راضي ؟ يعني إذا نصار قال زواج بيتزوجون وتروح معه ورد برا ؟
هز حاكم راسه بإيه : ما بيصير زوجها ومكانه مكانها ؟
_
‘
ناظره نهيّان بذهول : إنت شلون مقتنع !
نطق حاكم بشبه غضب : نهيّـان ! وش تناقشني عليه ؟
هز راسه بالنفي بعدم تصديق : سلامتك آسف ، أمي ببيت جدي صح ؟ بروح لها أودي ديم عندهم ثم بروح لبيت عمي تركي إنت بتروح مكان وإلا بتجلس ؟
حاكم بهدوء : وش تبي من عمك تركي ؟
هز راسه بالنفي يبتسم : كم إستفسار بسيط بس
هز حاكم راسه بإيه يوقف بعد ما وصلته رسالة وحدة لجواله ، يخرج من المكتب وسط ذهول نهيّان يلي تبع أبوه للخارج يشوفه يركب سيارته ، ويحرّك فقط : وش هالغرابة طيب رد علي ؟
عدلت عبايتها لأنه يكلم نفسه وواقف بالخارج : نهيان ؟
هز راسه بإيه : لا جده ، ساعة تتجهزين ديم ؟
كشّرت مباشرة : مو نصار عندكم ؟ ما قلت لي مشى
ركب بمكانه تركب بجنبه ، ورفعت حاجبها : سلامات؟
إبتسم يهز راسه بالنفي : سلامتك إنتِ ، مطولين هناك؟
هزت راسها بإيه : مطولين ، عندك شيء ؟
نهيّـان : بروح لبيت عمي تركي ، والعيال عنده أصلاً ناويين يسافرون وعزموني معهم وش تقولين ؟
ناظرته لثواني بإستغراب : مين العيال ؟ عيالهم ؟
هز راسه بإيه : جو خوياهم من الكويت ويضبطون جدول يبون يسافرون وقالوا معانا ، أنا ونصار محفولين مكفولين
ضحكت بذهول تناظره لثواني ، وهز راسه بإيه : صدق
هزت راسها بالنفي : ونصار بيروح يعني ؟ ما بيروح
هز راسه بالنفي : نصار مرتبط عنده إلتزامات ما بيروح
ضحكت بعدم تصديق : وإنت فاضي ماشاءالله يعني ؟
هز نهيان راسه بالنفي : لا ، عندي إلتزامات الكورة بس أ
ما كمّل جملته من إستوعبها يتراجع : بعدين أنا قلت نسافر أنا وإنتِ لين يستقر الوضع وتشوفين دراستك
هزت راسها بإيه فقط لأنه تعدّل ، وضحك يوجه نظره للشارع : أحبك ديم ، ما تحبيني إنتِ ؟
هزت راسها بالنفي ، وضحك لأن يشوف العكس وما يبي منها كلام أصلاً : طيب ، إذا عندكم فعاليات إرسلوا لي
ناظرته بذهول لثواني : بتروح بيت تركي وش تبي فينا ؟
إبتسم يهز راسه بالنفي : ما أحب أفّوت شيء تعرفين
هزت راسها بإيه بهمس غير راضي نهائياً : كيف ما أدري
وقف قدام بيت جده يلف نظره لها من نزلت ، وضحك فقط لأنها تتهرب من كل الكلام ، ما تعرف تواجهه ، ما تعرف تكلّمه بشيء تعرف تتهجم وبس ، وتعرف تلتفت له بكل مرة وضحك يرسل لها قُبلة لأنه كان يعدّ لها " واحد ، إثنين " ومجرد ما نطق ثلاثة هي لفت تجاهه يفتح الشباك : أدري تحبيني وإلا ليه تلفيّن لي دايم يا ديم ؟
كشّرت رغم إن داخلها ضحك ، وضحكت وسن يلي جالسة بالحديقة وسمعت : عصافير الحب
ضحكت ديم : تكفين ، البنات مو معاك الحمدلله !
هزت وسن راسها بإيه : يحللون داخل ، راسي إنفجر والحمدلله طلعت أكلم أبوشدن لقيت شيء أحلى منه
_
‘
ضحكت وسن بسرور : والله مبسوطة بس تراكم مو أحلى من أبوشدن ، سياق الجملة بس وإلا وش إنتم عنده ؟
ضحكت ديم تتوجه للداخل ، تلقي سلامها يردّون كلهم تحس الإبتسامات من طريقة ردهم قبل لا تشوف ملامحهم المبتسمة وضحكت علياء مباشرة : هلا بنتي
إبتسمت ديم بإستغراب : هذا الترحيب لي أنا ؟
هزت علياء راسها بإيه : أم الحفيد ، الترحيب كله لك
إبتسمت ملاذ تترك فنجال قهوتها : تو الناس
هزت علياء راسها بالنفي : أنا شفت لي صغيّر بالحلم يلاعبني وقلت الله أعلم إنه ولد نهيّان خلاص ما غيره
إبتسمت وسن يلي توّها دخلت على هالجملة من علياء ، وإنتبهت درّة : وسن حبيبتي وش عندك اليوم كله أبوشدن وأبو شدن وكل شوي إتصالات ومكالمات ؟ غريبة
سكنت ملامح جود تلف نظرها لوسن : هذا صار وقت حملك بشدن بس كل شوي يدق ! وسن !
من تورّد ملامح وسن الغير طبيعي ، وإنها ضحكت تعالى الصراخ بلحظة بعدم تصديق ، تعالت أصوات التباريك و” ماشاءالله “ وشهقت توق : وسن الزواج ما جلسـ
صرخت مباشرة : قولي ماشاءالله ! كنت شاكه بس قلت ما بتأكد إلا بعد الزواج عشان ما أشيل هم وقتها وتأكدت اليوم والحمدلله كل شيء تمام أنا والولد يلي له شهرين وشوي ببطني ما دريت عنه
ضحكت ديم : يعني إنت كانت نيتك بعد ما تزوجين البنات بس خلاص زوجتي ذياب تطمنتي عليه يكفي
هزت راسها بإيه تتمدد : الصدق ؟ إي والله خلاص زواج ذياب وقصيد المهم وإنتم عاد بكيفكم تتزوجون تعنسون يصير اللي يصير خلاص سبع سنين قدام ما ودي زواج طلعت كل طاقتي بزواج ذياب
ضحكت ملاذ تهز راسها بإيه : الله يتمم لك على خير ما قصرتي أمس كلنا نشهد ماشاءالله ، بس إرتاحي خلاص
هزت راسها بإيه تبتسم : برتاح الحين دلعوني بس يستاهل ذياب ، قولي له وسن شالت الليلة عشان يدري يمكن يسجل لي ناقة بإسمي تعيّشني أنا وعيالي
↚
« بيـت تركـي ، العشـاء »
إبتسمت سلاف يلي تسمع صراخ العيال بالملحق لأنهم يجهزون لرحلتهم ، وكل ما كان السؤال “ متى رحلتكم “ ، يكون الجواب بدون أي تفكير أصلاً “ لا جات قصيد “ لأنهم بيمشون الكويت ، ومن الكويت يكمّلون دربهم لكن كل هذا بيصير بعد ما تجي قصيد ويشوفونها وأساسا هالإسبوع ، إسبوع مُفترق طرق كلٍ يرجع لديرته من كل أفراد آل نائل بين الكويت ، والشرقية ، وكل أرض : بيحس البيت بوحشة ما حسّها قبل ، يعني الحين ضجة الصوت تغطي شوي لكن وقت يمشون كلهم ؟ قصيد وببيت زوجها وعذبي مسافر والباقيين كلهم بيمشون
هز تركي راسه بإيه يسكّر الملف قدامه : نرجع قصيد من بيت زوجها وعذبي الحين نقفّل عليه ما يروح مكان
ضحكت تهز راسها بالنفي : وهذا الحل يلي شفته ؟
_
هز راسه بإيه بجدية : جايبينهم ويمشون بدري ويتركونا ؟ تو الناس ياسلاف وعذبي إن قال زواج قبل لا يصير عمره ثلاثين ضربته
ضحكت بذهول منه ، وضحك عذبي يلي كان داخل وسمع أبوه وكلامه : طلعت تحبّني ودايم تتغلى علي كأن ما قبل قصيد ولا بعدها أحد ، بيّن لي ما أردك ياشاعري
ضحكت سلاف بذهول من عبط عذبي يلي توجه يضمّ أبوه الجالس على الكرسي ، يقبّل راسه وما إستوعب تركي يمسك ملامح ولده : قصيـد ؟
ضحك يهز راسه بإيه : ليتك تشوفني قصيد ! ليتك
إبتسم تركي من شعر ولده يلي رجع يطول ، وبعثره هو له هالمرّة : ما ودك تحلّق إنت ؟ مالك نية تعتدل ؟
إبتسم يهز راسه بالنفي : سلافك تحبني فيه وهو كذا ما تهمك ؟ عمي تميم قال بيمشي الشرقية الصبح ويبينا كلنا بالكوفي اليوم ، يقول بيحضّرنا عنده
رفع تركي حاجبه لثواني : يبينا كلنا ؟ مين كلنا ؟
هز عذبي راسه بالنفي : لا قصده يبينا كلنا الشباب مو إنـ
ضحكت سلاف بذهول لأن تركي ضربه مباشرة ، وضحك عذبي يوقف من على المكتب لكن تركي ناظره بذهول : وش تقول عني إنت يا ولد !
ناظره عذبي بذهول : والله إنت تلعب ياحضرة المحامي ، عند سلاف وقصيد أنا الشايب عشان يقولون لك سيد الشباب والحين يوم قلت أنـ
صرخت سلاف من ضحكها لأن تركي يناظره بذهول وما إستوعب عذبي إنه جاب العيد لحد ما وقف له أبوه يتركه يركض كله من خوفه للخارج ، وجلس تركي يسمع شهقة ودّ يلي كانت جاية للمكتب وتفادى عذبي إنه يصدمها لكنها تلعثمت تضيّع كلامها : أمي تقول بتروح معاكم
هز راسه بإيه : أمك مين قال لها بنروح ؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة : خالي تميم قال كلنا بنروح
هز راسه بالنفي : قولي لها يقول خالي روحي مع عذبي ولده ، قولي له يوديك المكان يلي تبينه
ضحكت سلاف : تعاقبه بـ لتين يعني ؟ ود روحي معاهم
طلعت ودّ تتوجه للخارج ، ورفع تركي حاجبه : وش ؟
هزت راسها بالنفي : أخاف على ولدي من لتين لحالها
ضحك يهز راسه بالنفي بعدم إهتمام : وترسلين بنتها معهم ؟ تحامي لأمها ما تدافع عن ولدك صدقيني ، كلمتي قصيد ؟
هزت راسها بالنفي ، وإبتسمت من وصلتها رسالة من قصيد : حبيبتي توها ترد تقول الحمدلله تمام
ترك ملفه يقرّب من سلاف ، يشوف المحادثة كلها ونطق برغبة خفيّة : تدقين عليها ؟
هزت راسها بالنفي : أدق عليها الحين ؟ ليه أدق عليها
هز راسه بالنفي : لا مشيت العشاء بتدقين عليها أدري ، دقي الحين ذياب تلقينه بالمسجد ما بقى عالإقامة شيء
لأنها إتصلت بدون مقدمات ضحك تركي يمسح على ملامحه ، وإبتسمت قصيد ترد مباشرة : أهليـن
ضحكت سلاف لأن تركي بس إبتسم من صوت بنته ، وتعالت ضحكاتها بشكل ترك قصيد تضحك : ..
_
بشكل ترك قصيد تضحك بإستغراب : ماما ؟ ليش تضحكين ؟
إبتسم تركي يشد على كتف سلاف : شافت إني ذبت بثوبي وتضحك علي الحين ، تفرح علي أمك يا قصيد
إبتسمت بحب يشّع من ملامحها مباشرة : حبيبي بـابـا
صرخت سلاف لأن تركي ضيّع علومه ، وضحكت قصيد تصبّ لها قهوة وتحاول تسمع أمها لكن تورّدت ملامحها من إنتبهت لذياب يلي إنتهى من وضوءه يرجّع أكمام ثوبه المشمّرة لوضعها ، يتأملها بطريقة - تخجلها - وسمع وأكثر من إبتسمت سلاف من أول ما خرج تركي من المكتب : حبيبي بابا ؟ ما صارت حبيبي ذيـاب ؟
إنتهت تماماً لأن ذياب سمع ، لأن ذياب إبتسم بشكل حرق دمها من الخجل يتوجه للباب ويخرج وضحكت سلاف من صمت بنتها وصوت الباب : بسم الله على قلبك يا ماما ، راح ذياب الصلاة ؟
هزت راسها بإيه تاخذ نفس : إيوه ، كيف الحال ؟
ضحكت سلاف مباشرة تهز راسها بالنفي : الحمدلله الحال تمام بس ما تضيّعيني ، كيف الوضع معاك الأمور تمام ؟
_
« المركـز »
رفعت أكتافها بعدم معرفة : ما فهمت يعني وش القصد
ناظرها لثواني بعدم إستيعاب : ورد لنا ثلاث أيام نتناقش على نفس الموضوع وش اللي ما فهمتيه بالضبط ؟
كانت تألمه بدون لا تنتبه لكنه ما يوضح ، وتركت كتفه توقف لثواني : ما فهمت يعني عادي عنده أروح بعيد ؟
هز نصّار راسه بالنفي يناظرها وهذا كان محتوى الجلسة من بدايتها ، لحظة علاج وحدة وتمرين ، ولحظات من التساؤلات والوقوف : عادي عندك إنتِ ؟
كان الإستغراب من ورد على سؤاله - بعدم إستيعاب - لكنه هز راسه بإيه بجديّة : صدق ورد عادي عندك إنتِ ؟ ما فيه تعليق من أول ما قلت لك غير إن أبوك ما بيسمح ، وأبوك ما بيوافق واليوم وافق وتستغربين ليش
هزت راسها بالنفي لكنه قاطعها قبل تتكلم : موقّف إستيعابي وش يعني الكلام هذا كله ؟ ما تبين تروحين ؟
ناظرته لثواني وهي ما تدري وش تبي بالفعل لأنها مصدومة ما توقّعت وإنتبهت إنها عبّرت عن عدم توقعها - بطريقة خاطئة - من إستغراب ملامح نصّار قدامها : لا مو عن كذا بس ما توقعت يعني لكن الحمدلله ؟ نقفل
ما كان مقتنع تماماً لأن فيها إختلاف غير طبيعي ، وشتت نظره لبعيد من دخلت المشرفة : ورد ، إنتهت الجلسة ؟
هزت ورد راسها بإيه : خمس دقائق وتنتهي ، ليه ؟
هزت راسها بإيه : مريني مكتبي مباشرة أول ما تنتهين
رفع حاجبه لثواني من خروج المشرفة : وش الموضوع ؟
رفعت ورد أكتافها بعدم معرفة : مد يدك لي
هز راسه بالنفي : الحين مد يدك لي بعد ما كسرتي كتفي ؟ ، بدور لي دكتور غيرك ما يسرح ويعالج بكيفه
ضحكت بذهول تناظره : مستحيل ما أوجعتك !
كان على وشك يقول الحقيقة وإنها مو حوله ولا حول الجلسة من إنشغالها لكن …
_
‘
لكن من نظرتها الحين هو هز راسه بالنفي : صحيح ، خلصنا حنّا الحين ؟ كم باقي ويرجع طبيعي طال عمرك ؟
هزت راسها بإيه : باقي تلتزم طال عمرك لأني أشوف إنّك ما تشد إلا بالجلسات ، تروح البيت وش تسوي ؟
ميّل شفايفه فقط يمد يده لتيشيرته لكنها هزت راسها بالنفي مباشرة : ليش ؟
ضحك لثواني بإستغراب : ما ألبس ؟ ما عندي مشكلة
نطقت المتدربة يلي كانت عند الباب يلي ما قفّلته المشرفة تماماً من وقت خروجها ، وسمعت : إنتهت الجلسة ، ورد تفضلي على مكتب المشرفة لو سمحتي
تُوردت ملامح ورد بإحراج غير طبيعي من ضحك نصّار بعدم إهتمام يلبس تيشيرته ، إنتبهت إن نظراته ما تبيّن - عادية - بينهم نهائياً وتوتّرت لوهلة : يارب ما سمعت
هز راسه بالنفي : وش عليك منها لو سمعت ؟
ما كان منها الإعجاب تناظره : مكان دوامي نصار
هز راسه بإيه : أحب العمليين ، بس ينتهي دوامك معي
هزت راسها بالنفي : كيف يعني ؟
هز راسه بإيه : يعني ما كان عشاني إنتِ مكمّلة دوامك بهالمركز أكثر من الثاني اللي أبوك يبيه ؟ خلّص وقتي
إنتبهت لوجود المتدربة يلي تشوف للآن ، وشدّت على يد نصار يلي بطريقة ما دائماً تستقر على طرف اللابكوت : داومت عشانك اليوم بس ما يعني ما عندي غيرك
ناظرها بذهول يضحك ، يعدل وقوفه ويطلع خلفها من مرّت هي من الممر قدامه لكن إستوقفها شخص : ورد
سكر نصار الباب خلفه توقف خطوته ويضبط عقله بإنه - دوامها - وطبيعي بتصادف مراجعين يكلّمونها إن إستدعت الحاجة لكن مراجع بطوله ، وفارع بصحّته ما يبين عليه شيء يحتاجه غيّر عقله يمشي بإتجاهها ، هزت ورد راسها بإيه : تقدر تتواصل مع المشرفة بتحدد لك
لفت نظرها بإتجاه نصار يلي صار جنبها : نصار ؟
شتت نظره لبعيد بهدوء : وش مشكلته ذا ؟
ورد بإستغراب : مراجع ويسأل ، وش يعني ؟
هز راسه بإيه : والمراجع لا جاء يسأل يقول ورد حاف ؟
ناظرته لثواني لأنها تشوف منه نظرة غريبة : وش نصار ؟
طلع المراجع يفتح باب مكتب المشرفة من جديد : ورد
هز نصار راسه بالنفي مباشرة لأنه نطق إسمها ويأشر لها تجي : لا أنا أهد له فمه الحين
مسكته بذهول لأنه فعلاً بيمشي له : نصّار ! لا تفشلني
ناظرها لثواني من ذهوله فقط ، بداية ما كانت تستوعب إنها بتروح معاه لمكان ، والآن “ لا تفشّلني “ : تم
سكنت ملامحها بذهول تبرد خطوتها مباشرة من نفض ذراعه من يدها يتوجه للخارج وعضّت شفايفها : مجنون
↚_
« طريـق الكـوفي »
طول الطريق فعليـا كانت لتين بمكالمة مع سوار كالعادة وكل شوي تدقّها ود من الخلف لأنها تدخل بتفاصيل عميقة وشهقت لتين : …
_
: شفتيها ؟ تبارك الخالق أذكرها هالطول صغيرة متى صارت كبيرة ماشاءالله تبارك الله ؟
هز عذبي راسه بإيه : عمتي ما يصير اليوم كله تمدحين ولا تقولين لي ، دامهم حلوات شحقه ما تخطبين لي ؟
هزت لتين راسها بإيه مباشرة تضحك من إسلوبه ، ولهجته : صار يتحچى لغات بعد ، سوار لا وصلت أكلمج
تنحنحت ود وهي عرفت نيّة أمها : ما يجوز ماما حرام
هزت لتين راسها بإيه : حرام بس على عذبي مو حرام يقولك إخطبيها لي ، هذا الله يسلمك تذكر جيران أم ناصر ؟ جارتها وأختها بعد بنتهم الصغيرة إسمـ
ما عاد يسمع حرف ، ولا عادت لتين تعرف تتكلم من فتحت ود الشباك يصير صوت الهواء مزعج مع سرعة السيارة وتحججت بعد صراخ أمها : فتح من نفسه
كان يكتم ضحكته ، وهز راسه بإيه : سيارتي لك عليها
صدّعت لتين مباشرة : قفله وش تنتظر إزعاج !
رفع نظره للمرايا لأن ودّ تضغط بيدّها على تحكمه ولأنه يبيها تشيله بدون ما تستوعب أمها ولا يقول هو ، كانت نظرتها تبين الرفض لحد ما ضحك فعلاً - بصوت - وناظرته لتين لثواني بذهول : الحين نطرح ود بالكوفي وناخذ لنا فرّة أنا وأنت ، أشم ريحة حب غريبة منك
ضحك يهز راسه بإيه : مبيّن علي صح ؟
ضحكت بإنبساط تهمس : وطاح ولدك بيدي ياتركي
ضحك عذبي لأنه سمع همسها ، وإنتبه لودّ يلي صارت مشغولة بعالم آخر تمثل عدم الإهتمام من الكل ، علاقاتهم أساساً قريبة ، مثل الأخوان بكل جمعاتهم لكن بينه وبين ودّ قواسم كثير مشتركة ، بينهم " سوالف " مو مثل علاقته مع أسيل ولا وملاك ولا أي أحد بينهم الضحك والجمعات فقط ، بينهم مقاطع خفية تصوّره بأحيان يجهلها ، ويصّورها بأحيان هي تجهلها وكلّ الحكاية ، بديت من فترة وقت صادفها يميّزها نفسها قبل الكتاب يلي بيدّها ومن وقتها وهي بعالمه الخفي عن كل الناس تشوف كتبه ، والكتابات بكتبه ، وهو بعالمها ووقف عند الكوفي ينزل تشهق لتين : ما قلت بنروح أنا وإنت !
هز راسه بإيه : وتنزل ود لحالها الحين ؟
لفت لتين نظرها للتجمع عند الكوفي وإبتسمت : ياغيّور
نزلت ود تكّشر مباشرة بهمس : ما يحتاج تجي معي
هز راسه بالنفي : سيارتي لك عليها تقولين ؟
ضحك لأنها ما تكلمه نهائياً يبين غضبها ، لأنها فتحت الباب بنفسها تدخل ما كانت تنتظره يفتح لها : معصبة
لفت نظرها له لثانية وحدة فقط يضحك بعدها ، ووقف يشوفها دخلت تسلم عليهم ، تضحك لهم وإبتسم تبرد إبتسامته من إلتفت يشوف أبوها سعود خلفه يلي رفع حاجبه لأنه ما يشوف إلاّ تميم وما يشوف مين معه ، مين قدامه : تبتسم لمن ومفهي ؟ الظاهر ماهو تميم ؟
هز راسه بالنفي وهو كان بيتحجج بـ لتين يلي تنتظره بالسيارة لكنها جات ، وبيدّها المفتاح :.
_
‘
: عمتي جات
لف سعود نظره يشوفها ، ودخل عذبي الكوفي مباشرة : روحي فوق عند البنات
هزت راسها بالنفي تلف نظرها له : ليش !
قرّب تميم من عندهم بإستغراب لأن عذبي جاء لودّ مباشرة قاصدها : عذبي ؟ شفيك ؟
نزل نظره لودّ بهمس : إذا تهمك حياتي روحي فوق الحين
سمع تميم همسه مع إنه مثّل العدم ، وطلعت ودّ للأعلى من إنتبهت لدخول أبوها وأمها وضحك تميم يكمّل قهوته ورسمها : ما لقيت إلا بنت سعود يالذيب ؟
ناظره عذبي لثواني يجلس قدامه ، يمثّل عدم الفهم وضحك تميم : أبوك أول خلّى سعود يصلي الفجر عشر ركعات عشان لتين ، وشايلها سعود بقلبه للحين إنتبه
ما إستوعب لوهلة يلف نظره لعمه تميم يلي توجه لطاولة العيال ويضحك بشكل رهيب مع سعود ، وضحك من إستوعـب يدخل يده بشعره ، يبعثره لأنه ما توقع : إيه طلع الموضوع صعب كذا ، بدري طيب
إبتسم من نزل فهد من الأعلى بيده شبل واحد فقط لكن ما إستوعب لبسه ، ما إستوعب إن فهد لابس ثوب اليوم وهو أمس كان متقروش منه بالعرس : فهودي ؟
إبتسم فهد بغرور : تشوف ؟ طلع ذياب ساحرهم بالثوب اليوم كله ما مد يده علي القطو ، يهابني ويحبني مؤدب
ضحك يهز راسه بإيه : عشان الثوب يعني أخوانه وينهم ؟
أشّر على تركي الجالس والباقيين عنده ، وهز راسه بالنفي : تدور عذر هذا تركي لابس شورت وتيشيرت ولا قطعوه ولا شيء ، وإن عطيتني إياه بثبت لك
هز فهد راسه بالنفي : لا تمد يدك على عيالي ! وخر
ضحك يأشر على عقله من توجه فهد لعند العيال ، وإبتسم لأن كل آل نائل يشوفهم قدامه ، كل الآباء والعيال والأمهات والبنات يلي بالأعلى كالعادة ما عدا جدّانهم وضحك من دخل أبوه ، وبجنبه أمه يكمّلون آخر عائلة وإبتسم : كملت ، هلا بسيد الشباب
ضحك سعود : أي شباب ؟ قهونا يا عذبي
أشّر عذبي على خشمه يشوف ضحكات عمه تميم يلي تعالت من العدم ، وضحك تركي بإستغراب لأنه شاف ضحكة عذبي يلي دخل يربط لبس الباريستا على ملابسه وبيسوي قهوتهم : وش بينك وبينه ؟ ليش ضحكت له
هز تميم راسه : أقول هذا الشبل من ذاك الأسد
ضحك عذبي يهز راسه بالنفي : ماهي بمحلها والله
ضحك تركي بذهول : تغلط على نفسك وإلا علي !
صرخ تميم من ضحكه لأنه كان يقصدها ، وضحك عذبي : أبو عدي ناويها علي اليوم ، أبوي محامي إن كنت ما تدري
ضحك تميم يهز راسه بالنفي : إسمعي يا جارة
صرخ عذبي هالمرة من ضحكه لأن عمه يحرّف كل كلامه بشكل مجنون وما يفهم أحد من “ هذا الشبل من ذاك الأسد “ يلي عرف إنه بيرد عليها بإنها مو بمحلها ، ولما نطق “ إسمعي ياجارة “ كان يقصد بإن سعود المفروض يسمع عشان يخاف وإنه ما يقصد يخوّف تميم نفسه : أمي ما تبي قهوة ؟
_
‘
ضحك تركي على ولده يلي طلع للأعلى يشوف أمه لو تبي قهوة ، وضحك على غرابة الوضع بينه وبين تميم : وش ؟ أنا قلت لتين تتسلط عليه ما قلت تميم
ومن بين الكل وضجة الضحكات كان فهد عالم آخر تماماً : ذياب هني ؟ شالسالفة عذبي يبي أمه
_
« مسجـد الحـي »
شتت نظره بهدوء للبعيد وهو يدري إن المُفترض يسافر وهي معاه لكنه مو من الأشخاص يلي يترك الأشغال خلفه ، عاهدها ليلة يتمّها لها على ما ودّها وما يمسّ أحد لكن صبره ما يحتمل الأكثر إذا يبي حياته تمشي ويبي يحلّ عالق الأمور يلي تقيّده ويتهنى ، يهنيّها على ما تبي وطوى الورقة بحجم كفّه يلي يتأملها من أمسه ، وقبله يدخلها بجيبه ، ووقف لأول مرة يطلع بعد ما إنتهت الصلاة مباشرة ، توجه لأسود السيارة الواقفة بمقدمة الحيّ لكن وقفت خطوته بهدوء من الشخص يلي يمشي من الطرف الآخر له ونطق بكل هدوء : قل لا إله إلا الله
كانت من يد ذياب إشارة للشخص خلف زجاج السيارة المُعتم يبيّن له إن لا يفتح ، ونطق بهدوء على ما طلب منه : لا إله إلا الله ونعم بالله ، عسى خير ؟
هز حاكم راسه بإيه بهدوء : عندنا ؟ خير الحمدلله لكن إنت وش يصير معك يا ذياب ؟
هز راسه بالنفي : كل خير الحمدلله ، ما به شيء مهم
حاكم بهدوء : يوصلني العلم يا ذياب وسمعته ، إنت وش تسوي ؟
حرّكت السيارة من جنب ذياب ، وضحك حاكم يشتت نظره لكنها كانت ضحكة - فقدان أمل صريحة - : وتقول ما غرّتني ، أمس ما كنت عريس يابوك ؟ اليوم وش الهرج يلي يوصلك ويوصلني ؟ وش تحت أمرك السيارة بإشارة يدك يفتح وبإشارة يدك يمشي ؟ وأمس الهرج ما سكت طارق كان حوله وهو المتسبب بحادثه هو وخويه وذياب يعرض ولا همه ؟ الهرج كثير ومن عندكم طلع
هز ذياب راسه بالنفي : ما توثق بي ؟
ناظره حاكم لثواني طويلة ، يطول صمته لأن ذياب سأل بصراحة هالمرّة وخلف الصراحة السكوت وطال جواب حاكم ، طال وقد تعرّت روح ذياب بالكامل تحكي عينه كل خفي منه وما يجهله أبوه ، ما يجهل عين ولده يلي شتت نظره عنها بهاللحظة : ماهو عن ثقة لكن الهرج ماله داعي إنت قوي إيه والله والدنيا تدري إنك قوي لكن ماهو كذا ! ماهو بكثر الكلام عنك يابوك الكلام يضرّ ما يفيد
هز راسه بالنفي وهو إنتبه لجملة أبوه الغريبة : الهرج من عندنا طلع ؟ من يمّنا ؟
هز حاكم راسه بإيه يناظره ، وضحك ذياب لأنه يتحمّل كل شك ممكن إلا هالشّك : ماني راعي هرج ولا أدوره لا خير ولا شر
لف حاكم نظره للسيارة يلي مرّت من جديد ، ورجّع خطوته للخلف يمشي : هالسيارة ماهي من طرفك وهذي لفّتها الخامسة على عيني ، إنتبه يابوك
_
« قصـر ذيـاب »
وقفت على الشبـاك تنتظر رجوعـه يلي طال بشكل ما تـ
_
ما توقعته وأخذتها هي أفكارها تغرق بكل عالم ممكن ، بكل حدث من أول الحكاية لكن عقلها يكرر آخر الشهور ، حادث ذياب ، تعبه بعده وتعبها هي ، كل الأحداث بعده وآخرها زواجهم يلي تشوفه “ معجزة “ كيف تمّ بالعلن ، وكيف هو بالحقيقة بينها وبينه وشتت نظرها لبعيد تتحسس جروح عنقها يلي طول وقت قهوتهم تشوف نظر ذياب لها بطريقة خفيّة ، تعرف إن داخله “ خوف “ عليها بشكل بيّن وغير طبيعي لأن نظره طول الوقت بين قدمها وجروح عنقها ، تعرف وتأكدت خوفه من تصرّفاته كيف قرّب لها التمر تتعود أطباعه هو ، تتقهوى ، وإجباراً تتغدى بعدها وكل هذا وسط تأملات مالها آخر وآخر محطات الخجل والإحراج مكالمتها مع أمها “ ما صارت حبيبي ذياب ؟ “ يلي كانت على مسمعه وقت خروجه والأعظم كان بعد خروجه من سوالف سلاف “ أنا قلت بتطمن على بنتي بس الواضح إن الأمور فل الفل “ ولقيت قصيد نفسها تغرق بشكل غير طبيعي وقت كان سؤال سلاف الأخير “ قولي لي كيفه معك ؟ “ وإحتارت وش تقول غير إنها حسّت قلبها يذوب “ زي ما أبي ، وأكثر “ وصرخت سلاف وقتها “ الله يديمه لك ويديمك له يا حبيبتي إنتِ “ وكانت آمين من كل أعماق قلبها تاخذ نفس لكنها فزّت من حست بيده تضمّ وسطها : جيـت !
هز راسه بإيه بهدوء يقبّل راسها من الخلف : وإنتِ يم الشباك ولا شفتيني ، وش يشغلك ؟
هزت راسها بالنفي : دخلت بدون صوت ما حسيت !
هز راسه بالنفي وهي فعلاً ما حسّت مع إنه دخل ، وكان سارح بدخوله وبيده ملف أصلاً ومن البوابة الخارجية ، للداخلية ، لجناحهم بهاللحظة ودخوله ما حسّته ونطق بهدوء : وش يشغلك قصيد ؟
مدّت يدها ليده يلي تضمّها ، على خصرها ونيّتها الإلتفات لأنها تحس خفق قلبها من جيّته والأكيد هو بنفسه يحسّه من سكونه خلفها ، ومن محاوطته لها بهالشكل وتعرف ما بتقدر تتكلّم لو ما لفّت لكن سكنت ملامحها من شديد إحمرارها : ذيـاب !
كان على وشك يسحب يدّه لكنها هزت راسها بالنفي تتحسس مفاصله : ما كانت كذا لما مشيت !
هي إنتبهت ليدّه ، لكن ضاع الإنتباه كله من رفعت نظرها لملامحه يلي تبيّن جموده بشكل تعرفه : ذيـاب وش صار ؟
هز راسه بالنفي يبيها تجاوبه عن شيء واحد لأن صدره يحترق فعلاً ، لأنه هدّ ضلوع بن مساعد توّه بشكل مجنون مو لأنه بن مساعد ، ولا لأنّه مستفزه وجاء بنية “ داعي سلام “ يفكّر بإن لو سلّمه الملف ، ولو بيّن إنه تاب ما بيهد حيله ولأن داخله أصلاً يحترق من أبوه والحين من إنه يفكر بإن يشغلها شيء يخصّ الأمس وفهمت مباشرة تهز راسها بالنفي بذهول : ما يشغلني شيء ذياب ، ما يشغلني وما تشغلني هـي
هز راسه بالنفي يشبّ داخله : لكن طاريها معك
_
هزت راسها بالنفي ما تكلّمت ، حتى هي هالمرّة ما تكلمت كانت نظراتها كافية وهز راسه بالنفي يشدّ قبضة يدّه يتقبل منها الكلام ، لكن نظراتها ما يتحمّلها : قصيـد
هزت راسها بالنفي تمدّ يدها لقبضته يلي شدّت تبرز الإحمرار بشكل مخيف ونبض عنقها بشكل مجنون لأنها ما تتحمل عذاباته ابداً : طاريها معك عني ذياب ، مو معي
ما أشغلتني ووقفت هنا أنتظرك إنت ، وبشوفك إنت
هز راسه بالنفي لكنها همست كل خجلها : وأشغلتني أنت
يكذب لو يقول ما هدّ حيل بن مساعد مرّة من بحر سخطه على كل شيء ، وألف مرة من سخطه على رغبته يلي ما يقدر يطيعها ولا يبدّيها عليها لو تحرقه وبيّن عليه تمنّعه ، بيّنت عليه ناره وحتى جملتها يلي فهمها تحرقه وكل كلامها تختلف نبرته : وش تسـوين بـي ؟
هزت راسها بالنفي ينبض عنقها ، تشتتّ نظرها لثواني وشدّت كم ثوبه لأن يمنعه عنها خوفه عليها ، ولأنها تشوف كيف هالخوف يموّته بشكل غير طبيعي وقبل حتى ينطق هي نطقت تنزع قلبه من محله ، تزلزل أرضه تحته هو فهم “ طاريها معك عني “ بإن طاري العجوز وفعلها هو اللي يردّه عنها : إنت وش تسوي فينا ذيـاب ؟
شتت نظره يحاول ، يحاول لكنه يكذب لو يقول يقدر وهز راسه بالنفي يعيدها من جديد ، يرجّف قلبها من ملامحه وطريقة نطقه ومن مدّ يده يمسح على ملامحه ، على شنبه ودّه يتوازن : وش تسـوين بـي قصيـد ؟
ما كان ينتظر منها الجواب وقّف لها قلبها من ما طال تشتيته لنفسه يلي ما يقدره ، من أخذها كلّها بلحظة ينحني لها ، يلغي كامل المسافة بينهم يقبّلها يهز قلبه وقلبها ، من إستقرّت يدها على صدره ، محلّ قلبه يلي تحس ناره من خلف ثوبه وضلوعه يقبّلها قدّ لهفته ، وإشتياقه ، وجامح رغبته والأكثر يلي هي تحسّه من ملامحه ، من لهيبه وما رحمته تستقر أناملها بين أزرار ثوبه هو كان يحاول يمسك نفسه لكنه يذكر “ إن بغيتيها وصل بيني وبينك .. أمسكي ثوبي “ والحين يحسّ يدها تمسك قلبه ما تمسك أزرار ثوبه وبس ولا عاد عنده صبر ، ولا قُدرة تحمّل يقبّلها كلها ، يقبّل نبض عنقها وما طال سكونه ياخذها بحضنه كلّها على ما يبي ، ومثل ما يبي ينهي عذابه الأكبر بقربها ، بوصلها ..
_
« بيـت حـاكـم ، ١١ المسـاء »
دخلت تستغرب سكونه وإنه ما كلّمها ولا كان ينتظر رجوعها وسرعان ما عرفت السبب من سمعت صوت الكورة ، من لمحته يتدرّب وهذا الواضح من شديد إنعزاله عن الكل حتى عن أبوه يلي بالزاوية الأخرى : نهيّـان ؟
إنتبه لدخولها يوقف الكورة على قدمه ، ودخول أمه خلفها : يا هلا ، مين جابكم ؟
إنتبهت ملاذ على شرود حاكم تسأل بيدها بمعنى وش فيه ، ورفع نهيّان أكتافه بعدم معرفة : ما قال لي
↚
دخلت ورد خلفهم ، ورفع حاجبه بذهول : مين جابك !
رفع حاكم نظره على دخول ورد : نصار موجود يا ورد ؟
هزت راسها بالنفي تشبّك يديها : مشى ، مستعجل
توجهت للداخل مباشرة قبل أي كلمة منهم ، وسكنت ملامح ملاذ تتوجه خلفها فقط ورفع نهيان حاجبه : شفيه
أشّر له حاكم بإنه يكمَل لعبه لأنه كان بيدخل للداخل خلفهم ، وتنحنحت ديم بهمس : بروح الغرفة بغيّر
هز راسه بإيه ، وتوجهت للداخل ما لمحت ورد ، ولا ملاذ ولا حتى سمعت لهم صوت تقفّل جناحها خلفها ..
-
أخذت ورد نفس من أعماقها كان يبيّن زعلها من ملامحها ، ودخلت ملاذ خلفها بإستغراب : ورد ؟
علّقت عبايتها وبعقلها للآن كل المواضيع وإنه صدق - ساكت - طول المسافة من المركز لبيتهم وإنه أساساً ما مشى كان بإنتظارها كلها أشياء حيّرتها وإستغربت ملاذ : صار بينك وبين نصّار شيء ؟ أبوك لاحظك لو ماتدرين
رفعت أكتافها بعدم معرفة : لاحظني ؟ الحين لاحظني ؟
رفعت ملاذ حاجبها لثواني : دقيقة هذا الغضب على نصار وإلا على أبوك ليه رافعه حاجبك ؟ وش صاير أمي ؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة لثواني كانت ماسكه نفسها لحد ما غرقت عيونها بلحظة : مدري وش صاير ؟
ناظرتها ملاذ لثواني بذهول ، وهزت ورد راسها بإيه : مدري ، فجأة نصار موجود تحت ويسولف ويضحك مع أبوي يلي راضي تماماً بإني أروح مع نصار لأي مكان ولأي مدة وما تفرق معاه بدون ما يقول لي ، ونصار فجأة يقرر إن لا ينادونك المراجعين ورد حاف ويزعل من هالشيء !
ناظرتها ملاذ لثواني لأنها تكلّمت بنفس واحد ما سكتت ، وهزت راسها بالنفي تجلس : وش المشكلة أمي ؟
ناظرتها ورد لثواني بذهول ، وهزت ملاذ راسها بإيه : وش المشكلة يلي تتركك تتضايقين الحين وترفعين حاجبك معصبة وزعلانة على نصار وأبوك ، ليه أمي على مهلك
هزت ورد راسها بالنفي تغطّي ملامحها لثواني ، ورفعت أكتافها بعدم معرفة : ما توقعت يكون كذا أمي
دخل حاكم بهدوء : وش ما توقعتي يا ورد ؟ من زعلك ؟
لفت ملاذ بهدوء قبل تنطق ورد وتجيب العيد : إنت زعلتها يا حاكم ، راضي البنت قبل يزعل خاطرها
إبتسم بتعجّب مباشر : أنا زعّلت ورد ؟ ورد حاكم ؟
عضّت ورد شفايفها لثواني : ورد حاكم يلي قررت فجأة إن عادي تروح أبعد مكان لأبعد وقت وما يفرق معك
ضحك يهز راسه بالنفي : وأصبر عنك يابوك ؟
ناظرته لثواني بشكّ ما قبله حاكم يلي يشوف إختلافها ويدري إنه جزء من السبب مو السبب كله ، ورفعت ورد أكتافها بعدم معرفة لكنه نطق بهدوء : وش يزعلك يا ورد
رفعت أكتافها بعدم معرفة : أحس فيه أشياء ما أعرفها ، فيه أشياء غريبة وعشانها أنا ما أستوعب كيف كذا ؟ كيف توافق وعادي عندك ما يهمك ؟ عادي أروح ؟
_
ضحك يهز راسه بالنفي بذهول : وين تروحين يابوك ؟ عادي عندي بنتي تروح بعيد عني ؟
ناظرته لثواني تهز راسها بالنفي : أجل وش لو مو عادي ؟ طيب ليش تصدمني وما تعطيني خبر أول وما نتناقش ؟
ضحك يناظرها وهي ما تدري بإحساسه إنه ظلمها أصلاً من بداية الخطبة ، وسمع حوار بين ديم وملاذ يبيّن هالشيء ما كان الحوار واضح ومفهوم ، لكن ديم كانت تقول “ أحس بالذنب للآن إن ورد ما عرفت موضوع الخطبة من البداية ، يحق لها تعرف “ ومن موافقة ملاذ لها وتنهيدتها يلي هدّت حيله “ المفروض تعرف “ وكان السكوت بعدها ويدري حاكم إنها المفروض تدري منه هو وتدري بكل الحكاية بدون شكوك ولهالسبب هو توجه لداخل غرفتها : نتناقش الحين ، وش تبين نناقشه ؟
ناظرت أبوها لثواني بذهول ، وجلس حاكم يعدل أكتافه بهدوء : قبل النقاش ، أنا بقول لك كلمتين يابوك
قبل يتكلم هي هزّت راسها بالنفي لأنها تتوقع كلماته وش بتكون ومسحت على جبينها : لا ، أنا مضغوطه من الشغل ويمكن أفكر بشيء ماله داعي
هز راسه بالنفي : تفكرين بأبوك وأسبابه ، ماله داعي ؟
رقّ قلبها مباشرة تناظره بالعتاب يلي ما قوى حاكم يشوفه ، وشتت نظره بهدوء : أنا وافقت لأني أدري تبين ، وأدري رفضت أول دراستك مثل ما رفضت أخوانك قبلك أنا السفر الطويل ما أحبه ، ولا أتحمله تبون تدرسون ؟ الرياض خير وبركة
هزت راسها بإيه يزعل قلبها مباشرة : أدري بس وافقت
ضحكت ملاذ تناظرها لثواني : تزعلين لا وافق ولا رفض ؟ وش تبين ياورد ؟
ضحك حاكم يشدّ يد بنته لثواني : تبي تعرف وش بخاطري ، بنتي وأعرفها ما يداري خاطر أبوها مثلها ..
ناظرت أبوها لثواني ، وتنهّد حاكم بدوره بهدوء : نصّار طلبك مني مرة ، وشرطت عليه شروط يا ورد ظلمته
ناظرته لثواني بعدم فهم ، وهز حاكم راسه بإيه بهدوء : شرطت عليه يترك دبابه ، وشرطت عليه يضمن لي شغله بالرياض وحطّيت الإعتبار لي ولك ، ما حطيته لأهله ياورد
ناظرته لثواني ما فهمت ، وهز راسه بإيه : أنا تغيّر عندي الميزان بعد حادثه ، حادث ذياب يا ورد
سكنت ملامح ملاذ مباشرة تنتظره يكمّل كلامه ، وبالفعل كمّل حاكم بهدوء : ما نضمن الدنيا يابوك اليوم عليها وبكرة تحت ترابها ، يوم طاح ذياب بيديني حلفت إن شفته بطوله وعافيته ما أردّه بشيء وللحين ما طلبني الشيءّ عشانه ، يوم جاء يكلّمني طلبني عشانك ، وعشان نصّار
ما فهمت ، ضيّع عقلها بشكل مجنون وضحك حاكم : قلت له ما أصبر عن بنتي ، قال نصّار أكثر من يدري ولا هو براعي صبر عن الرياض ويسخّر الوقت لجل يجيها ، وتجي ورد معه وإيه والله أذكره نصّار ما يغيب ولا يطول الغيبة عشان ذياب ، وإنتِ ما تغيبين عشاني الحين
_
ناظرته لثواني ما يفهم عقلها ، ولا يستوعب وهز حاكم راسه بإيه بهدوء : أربع سنين قرب أهله ماهي كثيرة ، ونصّار سنين تغرب عن أهله وما تغرّب عن دياره ولا هو حق نقول له كمّل غربتك عشانّا ، وإنتِ ودّك تطلعين
ما كان عقلها يستوعب ، وهز راسه بإيه بهدوء : قال لي ذياب ، إن أول يوم تسولفون كان ودك تكمّلين وما تبين عشاني ، وإنه رتّب الوضع مع نصار لا صرتي معاه وودك
ما كان عقلها يستوعب ولا شيء وهزت ملاذ راسها بإيه من إنتبهت لضياع بنتها : حاكم بشويش على البنت
إبتسم بهدوء يهز راسه بالنفي : بنتي ، وتفهمني الحين وتفهم كل كلامي وافقت على روحتك معه لأنك زوجته ، وأنا يوم كنت بعمره ما كنت راضي يردّني عن أمك أحد
أخذتها شريكة حياة ، ما أخذتها بيني وبينها بلاد يا ورد
ما كانت تستوعب بشكل غير معقول ، وهزت راسها بالنفي : كيف ؟
شدّ على يدها فقط : والأمر بيدك يابوك ، للحين الأمر بيدك من أوله لآخره إن قلتي تبين قلنا لبيه ، وإن قلتي ما تبين من يجبرك ومن يحدّك على شيء ما تبينه ؟
ما كان عقلها يستوعب بشكل غير معقول وأكثر من وقف أبوها يقبّل راسها فقط ، وسكنت ملامح ملاذ لأنها إنتبهت لإختلاف حاكم الشديد وقومته يلي تعرفها بعد ما قبّل راس بنته يتوجه للخارج ومسحت على ملامحها تشوف نهيّان يلي مر من الخلف بيتوجه لجناحه : نهيّـان
لف نظره لها لثواني ، وأشّرت له توقف مباشرة بهمس : أبوك قال لورد عن كل شيء ، فهّمها بطريقتك ما فهمت
هز راسه بإيه لثواني بعدم إستيعاب : وإنتِ ؟
همست بهدوء : بشوف أبوك وبجيها ، ما بطول دقايق
هز راسه بإيه بإستغراب يدخل : ورد ؟
هزت راسها بالنفي بعدم إستيعاب ، ما كان عقلها يستوعب ولا كلمة بشكل غير طبيعي : نصّار خطبني قبل ؟ وكانت شروط على الدباب وشغله والحين وافق حتى على إني أروح معاه لبرا ؟ متى صار هذا كله ؟
سحب نهيّان الكرسي يعدل جلوسه : وقت جاء نصار وأهله هنا ، طلبك من أبوي وأبوي وضّح شروطه وسكت الموضوع إنتهى بأرضه ، ذياب رفض وقال لأبوي لا ماهو حق وهو فتح الموضوع من جديد وتم بعد الله على يده
ما كان ودها يقول “ ذيـاب “ لأن ما ودها تفكر من ناحيته ، ما ودها تحطّه ببالها نهائياً وهزت راسها بالنفي وقف عقلها عن الإستيعاب مباشرة : بنام ، نهيّان
هز راسه بالنفي بهدوء يجلس : وش يزعّلك إنتِ الحين؟
ما عاد تكلّمت لأنها ما تدري ، من البداية ما تدري أول الحكاية كان شغف ، كان شعور لذيذ فجأة صار فيه صدّ وغرابة والحين هي عرفت السبب كله ، عرفت وإستوعبت إنّه جاء ورُدّ بطريقة ما تكتمها بهاللحظة من إستوعبت إن حادثه بسبب دبابه ، وإنها ما تشوفه يسولف عن الـ
_
‘
وإنها ما تشوفه يسولف عن الدبابات حتى لو فتحت موضوعها يسكّرها ويغيّر الموضوع وهزت راسها بالنفي تبي تعرف أشياء أكثر من نصّار نفسه لأن هذا الموقف الأخير ما كان حلو : أنا
هز راسه بالنفي يبتسم : الأمور طيبة يا ورد ، ما عليك ..
خرج يسكّر باب جناحها خلفه ، يدخل جناحه هو وأخذ نفس من إنتبه لديم يلي تعدل نفسها على رغم إن علاقتهم تعتبر بأوج تحسنها لكن باقي شيء ناقص ، باقي شيء غريب وخصوصاً إن ما بينهم وصل يُذكر فيه بينهم خطوة مو راضية تكتمل لكنه ما يستعجلها ، تمدد يفتح حلقة من مسلسله بالآيباد ، وجلست ديم بجنبه ينتبه على سكوتها : صار شيء هناك؟
هزت راسها بالنفي تأشّر له يبعد ، وبعّد كله ما توقع إن قصدها يبعد ذراعه لأن ودها تدخل بحضنه لكنه من نظرتها سكن : تبيني ؟
هزت راسها بالنفي : بتابع معاك
هز راسه بإيه يرجع لوضعيته ، يبعد يدّه عشان تستند على حضنه وتتمدد مثله كانت النية يكمّل متابعة لكن ما أستوعب وهي مدّت يدها تفتحه : وسن حامل ماشاءالله
هز راسه بإيه يتأملها : ماشاءالله
سكنت تتابع لوقت طويل وهي تعرف إنه ما يشوف المسلسل هو كل شوفه وجودها بحضنه ، تعمّدت هالحركة لأن اليوم تبدّل شعورها ألف مرة وجاء لقلبها شعور “ بارد “ بإن نهيّان موجود بحياتها ، وبإن الأمور ممكن تكون حلوة وأحلى وهي الحين بهاللحظة ، مستعّدة تنسى كل شيء وفعلاً تكون على طبيعتها وإبتسمت على الحدث قدامها : أحب هالأحداث
ما كان مستوعب لأنه يتأملها ، لأنه مصدوم هي كيف ما تسمع صوت قلبه من تمددها بهالشكل ووجودها على صدره ما قاوم يقبّل راسها لوقت طويل وهمس : أحبك إنتِ
هزت راسها بالنفي تعضّ شفايفها لثواني ، وعدلت جلوسها لأن باقي بخاطرها تساؤل واحد وضحك نهيّان بمجرد جلوسها لأنه يعرفها : ولا تسأليني كيف ، من الله
ضحكت تترك قلبه يضحك لأنه فعلاً يحبها ويعرف داخلها ويعرف شخصيتها قبل الشكّ وقبل كل أمر بينهم من سوالف ورد عنها ، ومن شخصيتها يلي يصادفها بأوقات مع غيره ويبيها معه ، يبي كل صفاتها معه وقرّب يقبّلها ما ترده ، ما تمنعه ولا تصّده ..
_
« بيـت نصّـار »
جـلس ولأول مرة تضيق فيه نفسه ، لأوّل مرة يحس بشعور غريب ، شعور مُنفر ولو زاد عليه شوي يمكن يكره المكان كلّه وأكثر ، ما يقدر يروح لذياب وهو كل ودّه يروح له لأن فيه غرابة ، لأن مخه يفكر بأشياء المفروض ما يفكّرها وهز راسه بالنفي يشعل سيجارته : إن شاء الله ما تدري عني
توجهت يده لرقم ذياب وهز راسه بالنفي : ما تستحي ؟
أخذ نفس من أعماقه لرقم آخر من بعد ذياب ، وعضّ شفايفه بهدوء : السلام عليكم
رفع حاجبه بإستغراب مباشرة : طويل العمر به شيء ؟
_
ضحك نصّار يضغط على عيونه : لا ما به شيء الحمدلله ، عندي طلب يا أسامة بس قول لي ، لك وإلا للذيب ؟
ما تكلّم أسامة ، وهز نصّار راسه بالنفي : أنا أدري بالحادث من كان معي ، وأدري ذياب شاله كله ما يمديني عليه ولا يبيني أشوفه لكن إنت تدري به وأبيه يا أسامة كله
هز راسه بالنفي بهدوء وهو يدري إن ذياب أخفى مقاطع الحادث كلها عن الوجود : ما أقدر أخدمك فيها
ضحك نصّار يهز راسه بالنفي : إن كنت تغلي ذياب تقدر ، ما تعرفني يا أسامة ؟ إعتبرها طلبه ولا أقول له منك أبد
هز أسامة راسه بالنفي يسكّر الملفات قدامه : ولا تقول له مني لكنك أول الكلام قلت لك وإلا للذيب ، الذيب أسرع ويدري بي لا سويتها ولا أسويها به دامه ما يبيها
ضحك نصّار من أعماق قلبه ، وإنتبه أسامة على إنها ضحكة قهر مو سرور ولهالسبب إبتسم : عندك خوي بالدنيا ، هذا الليّ المفروض تعرفه ولا تدور غيره
هز نصّار راسه بإيه : عرف من يختار ، الله يحفظك ..
قفلّ أسامة يترك نصار بدوامة أفكاره ، ودّه يشوف لأن للآن بخاطره زعلة ذياب وإن ما كانت زعلة بالمسمى الحرفي لكن لأنه يعرف قلب صاحبه ، ولأنه ما يرضى يسوي فعل من وراء ظهره ونزل نظره لسيجارته : على ورد أخته ، مو عليك إنتِ أمرك هين وأعترف له عنك
أخذ نفس من أعماق قلبه وقبل يستوعب شيء ، نّور إسمها بالأعلى يغيّر كل ميزانه وردّ بهدوء : ورد
عضّت شفايفها تهز راسها بالنفي يبيّن ضياعها من نبرتها ، من إن كان منها السؤال مباشرة : وش صار نصّار ؟
من البداية وش صار ؟
هز راسه بالنفي بهدوء : لا ماهو من البداية الحين وش صار معك اليوم إنت ؟ لا تفشّلني لي أنا تقولينها ؟
عضت شفايفها مباشرة وهي ندمت على الكلمة بشكل غير طبيعي : ما كنت أقصدها ، وإنت تعرف ما أقصدها
هز راسه بالنفي : بقاموسي ما تنقال ، خصوصاً لي ياورد
ما كان منها الكلام هي سكتت فعلاً ، وعضّ شفايفه لثواني هو وده يسكت ويفكر بكل شيء قبل لا يُحصر تفكيره بورد وحياتهم بس لكنه ما يقدر : وش تبين تعرفين من البداية
رفعت أكتافها بعدم معرفة كأنه يشوفها : كل شيء نصّار!
هز راسه بالنفي : كل شيء ؟ ما بي طاقته الحين لكن بتعرفين ، وبنعرف بعد ما يتعدّل الوضع كله بإذن الله
هزت راسها بالنفي وهي تسمع منه إختلاف : هذا مني؟
هز راسه بالنفي يبتسم : أعرف الورد ما يجرح ، ماهو منك
هزت راسها بالنفي بإستغراب : بس فيك شيء ما أعرفه
هز راسه بالنفي وهو ودّه يتنهد من أعماق قلبه وتردد كثير قبل ينطق : حتى أنا ما أعرفه لكن تزين ، ورد عندك شيءّ عن الحادث ؟
هزت راسها بالنفي : لا ، ما تحملت أشوف وقتها وحذفته ، ليش تبيه نصار؟
_
يبيه لأن بداخله شيء ما يهدأ ولا يستكن ، يبيه لأنه يحس بالغلط حتى لو ذياب ما تكلم ومن أول خصام تافه مع ورد هو حس الدنيا ما توسعه كيف بالأكثر وهز راسه بالنفي : قولي لي عنه ورد
سكنت ملامحها لثواني بعدم إستيعاب : عن الحادث ؟
هز راسه بإيه ياخذ نفس من سيجارته : عن الحادث ووقته كله ، كل شيء به كل تفصيل تعرفينه قوليه لي كله
هزت راسها بإيه لثواني وهي مو فاهمة شيء ، وأخذ نفس لثواني يهز راسه بالنفي : أدري ما ودك ، لكن ودي أعرف
هزت راسها بإيه : صار بينك وبين ذياب شيء نصار ؟
↚
« بيـت تركـي ، الفجـر »
قفّـل جواله يتمدد ونظره على فهد وتركي اللي يلعبون قدامه ، تفكيره بالكوفي وأحداثه يلي تتركه يبتسم لكن بنفس الوقت يبي يثبّت أشياء كثيرة قبل يتعمق وإنتبه تركي لإبتساماته يترك لعبه ويراقبه لأنه يبتسم بدون سبب ، يفكّر ويتأمل السقف بغرابة مستحيلة : عذبي ؟
لف فهد يرفع السماعة عن أذنه ويوقف لعب : تناديني ؟
هز تركي راسه بالنفي : إنت تلعب وإنتبهت لكني ناديت خويّنا سارح ما يدري عن شيء ، شفيه ؟
رفع فهد أكتافه بعدم معرفة يوجه نظره لعذبي ، يرجع يفتح جواله : مريض ، قصيد فتحت سناباتك تركي ؟
هز راسه بالنفي ، وتنحنح عذبي يستوعب : أنا لا ، وكلمتها بعد ما ردت علي طوّلت ، كلمتكم إنتم ؟
كشّر فهد مباشرة : إيه لا صار الموضوع قصيد صرت تسمع تركي له ساعة يناديك ، ما كلمتنا وما فتحت شيء
رفع حاجبه : غريب ، تركي وش عندك تناديني ؟
هز تركي راسه بالنفي : بدون سبب بس فيك شيء ؟
ضحك يهز راسه بالنفي : وش تبي يكون فيني بس ؟
ناظره فهد لثواني يأشر على عقله : الحمدلله والشكر
ضحك عذبي يتمدد وهو ضحك من كل قلبه من جمعتهم أساساً ، من مواقفهم ومن وجودهم بالكوفي جميعاً كانت تنقصهم قصيد يلي يبي يسولف لها بشكل مطول عن أشياء كثير كلها تخص ودّ ، وشعوره هو ، ويبي يفهم أشياء كثير ورفع فهد حاجبه : ما تدرون قصيد وذياب بيسافرون وإلا لا ؟ يمكن تبي لندن ما راحت لها كم
رفع تركي أكتافه بعدم معرفة ، وإبتسم عذبي : إذا جات نصادفها هناك ونرجّعها معنا ، الله لو تجي
هز فهد راسه بالنفي : ذياب يسافر ؟ ما أذكر عنه
هز تركي راسه بالنفي : ما يحب ، يروح قريب ما يبعد
إبتسم عذبي : يصير يحب لجل قصيد ليه لا ؟ هي تحب
سكت فهد لوقت طويل يلف نظره لهم : متى نروح لها ؟
_
« بيـت حـاكـم »
وقفت تنتظر منه كلمة ما حصلت لأن باله مشغول ، وهزت راسها بالنفي لثواني : حاكم وش صاير ؟ من دخلنا وإنت غريب والحين كلامك مع ورد أكثر من غريب وش صاير ؟ فيه شيء ؟
هز راسه بالنفي يسكر جواله ، داخله قلق بشكل لا يُصدق لأنه يدري بحياة ذياب ، ويسمع بشكل مكثّف ومستمر عن كل شيء ذياب مو ناويها رحمة ، ولا خفاء على بن مساعد ولا عن طارق وهذا الكلام كله يوصله ووصله بالصور من بن مساعد يلي تلطخت ياقة ثوبه بالدم " طلع من حي ذياب طال عمرك " وعرف إن ولده ما قصّر فيه لكن هذا مقتل حاكم ، بن مساعد شخص ضعيف " ودنيء " نفس حدّه يخدع ويحاول ينافس والكلمة تخوّفه لكن ذياب بيوصل لمواصيل أخرى معه : مافيه شيء
هزت راسها بالنفي بإستحالة تمشي بإتجاهه : الكلام يلي صار مع ورد ؟ وشرودك ؟ وش فيك حاكم
تنهّد من أعماق قلبه : يضيق قلبي ياملاذ ، يضيق يالحيل
رفعت حاجبها لثواني تمد يدها لكتفه : بسم الله عليك بس من وش ؟ الحمدلله كل شيء بخير ذياب ومبسوط ، نهيّان ومافيه أسعد منه ، وورد مع الليّ يستاهلها وتستاهله ومثل ما تبي هي وإنت وأكثر ، وش يضايقك ؟
أخذ نفس من أعماقه : الله يحفظهم ، ويحميهم
إبتسمت تشدّ على كتفه بهمس : ونعم بالله ، ثم ونعم بأبوهم وراهم شفت مقاطعك مع ذياب بالزواج واليوم كله يسولفون عنكم ، تأسر الله يخليه لك ويخليك له
ضحك من داخل روحه هالمرة يهزّ راسه بإيه ، يقبّل يدها : ويخليك لنا ، وش يسولفون عنّا به ؟
ضحكت تتوجه لبعيد : كل شيء تتوقعه ، أمك اليوم كله تعيد المقطع آخر شيء قالت وراء ما جبتوا من ذياب عشر ؟ بعدين قالت ذياب يجيب من نسله عشر خلاص
ضحك يمسح على ملامحه : الله يحفظه
إبتسمت لثواني لأنها تشوف شعوره : ليه فيك خوف عليه دايم ياحاكم ؟ ليه ما تترك الخوف ؟
هز راسه بالنفي : أحد يترك الخوف على عياله يا ملاذ ؟
هزت راسها بالنفي : خوفك على ذياب غير خوفك على ورد ونهيان ياحاكم ، خوفك يردّك لا تحسبنا ما نشوف
هز راسه بإيه : نهيان وورد أنا معهم ، وحولهم بكل شيء
هزت راسها بإيه ، ورفع نظره لها بهدوء : وذياب ، بيني وبينه قوّته ودنيته وأنا بعيد شفتي وش صار لنا وين أقرب
هزت راسها بالنفي : لأنك مو راضي تفصل كونه ذياب ولدك عن شغله ياحاكم ، إنت مو راضي تفصل هالشيء
هز راسه بإيه بهدوء : الله يستر عليه ويحفظه هذا المهم
_
« قصـر ذيـاب ، الفجـر »
فتحـت عيونها تشدّ اللحاف عليها لثواني طويلة من البرد يلي مسّ أكتافها ، تغرق بعطره وعطرها يلي تخالط عليها من شدّت اللحاف يذوّبها بدون مقدمات ولفت نظرها ما تحس بوجوده ، ما تحس بثقل يده على خصرها مثل ما ..
_
‘
مثل ما كان إحساسها طول نومها ويمكن هذا سبب صحوتها الحين ، ودّها تقوم لكن بنفس الوقت ودها تغرق داخل السرير وتسكّت عقلها وتفكيرها يلي يخجلها بشكل غير طبيعي من كل الإتجاهات من الأمس وآخر لهيبه يلي حسّته بشكل مضاعف لأنه بعد تمنّع طويل ، أخذت نفس طويل من أعماق قلبها تجلس ، تسحب الروب على جسدها ، تشدّه يموّتها الخجل لأنها أول ما ربطته ، أول ما إستقرّت قدمها على بارد الأرض كان على خروجه يجفف شعره بهدوء وما وقفت خطوته إلا وقت لمحها تشتت نظرها عنه مباشرة ، ونطق بهدوء يهز قلبها : صح نومك
تُوردت ملامحها ما تشوفه نهائياً ، ما تقوى توجه نظرها له لأنه لابس شورت فقط : صح بدنك ، كم الساعة ؟
وقف بمكانه يتأملها لأنها تتأمل كل مكان إلا هو : الفجر
حاولت تسوي نفسها طبيعية مباشرة ، ترجع جزء من شعرها خلف أذنها وتمنّت ما سوتها من نظرته : صليت ؟ يعني رحت المسجد ؟ ما حسيت
هز راسه بالنفي بهدوء يتأملها شدّت عروق قلبه بهالحركة لأنها تبيّن له عنقها : ما صحيت للصلاة
رفعت نظرها له كانت على وشك تستنكر ، تستغرب لكن سكتت حروفها مباشرة من نظراته ما يحتاج يتكلم ، ما يحتاج يقول شيء هي تشوف إنّه واصل أقصاه وتدري بهالشيء من الأمس ووضح كله من نومته ووقفت يفز قلبه لأنها ترنحت : بك شـيء !
هزت راسها بالنفي تعدل وقوفها ، تعدل الروب يلي كشف قدمها وفخذها يحرقها خجل : لا مافي شيء الحمدلله
إنتبه إنها ما تشوفه نهائياً ينطق بهدوء : إرفعي عينك لي
عضّت شفايفها لثواني ودّها ، لكنها تخجل والحين تخاف من نبرته حتى وهي تدري إن مقصده يشوفها وبالفعل رفعت نظرها له تسوي إنها - عادي - وهي يذوب قلبها خجل لأن نظراته غير طبيعية : أنا بتحمم ، وأجيك
هز راسه بإيه يترك منشفته : ما ودك ترجعين تنامين ؟
تغيّرت ملامحها مباشرة تتأمله وسكت من إنتبه إن فهمها راح بإتجاه آخر لأن ملامحها تشعّ خجل ، لأنها ما تنفّست أصلاً ومد يده يمسح على طرف أنفه بهدوء ونطقت مباشرة : لا بصحى معاك
هز راسه بإيه ينتبه لخطوتها من مرّت جنبه ، إنتبهت إنه يراقب كل خطوة منها وما أبعد لو مسافة بسيطة وهي كانت نيّتها تتوجه للدولاب من مرّت بجنبه لكن يده يلي مسكت خصرها وقّفتها قدامه تخجل ، تنتهي من خجلها بشكل يشوفه صريح من إحمرار ملامحها وإنها مسكت ذراعه مباشرة : من البارح تخجلين مني وتمسكيني
شدّت على ذراعه لثواني وهي تحس بشدّة نبضها مستحيلة ويحسّها هو وتوتّرت يتلعثم لسانها : أنا تـ
هز راسه بإيه بهدوء يوتّرها متعمد لأنها سكتت غصب تناظره كانت متوقعة الوضع عادي لكن إن لسانها ضيّع بين اللغات بهاللحظة ، يوتّرها وسكنت ملامحها من …
_
من صوت الجرس يلي ما هز ذياب ، ما رمشت عينه أساساً وتشك إنه يسمعه أو يستوعبـه : الجـرس
كان يسمع ، ويستوعب لكنه " مسحور " بوقوفها أمامه كأنه لو رمش بتضيع من يديه ولا يدري وش سبب هالشعور كله ما توقّعت يذوب قلبها كله ، وكل داخلها من إنحنى يقبّل عنقها للمرة الألف ، يقبّل نابض عنقها تحسّه لوقت طويل وشدّت على ذراعه لأنها تعرفه وتعرف وش ممكن يصير لكنها ما تكلّمت ، رُبطت حروفها كلها تشدّ على ذراعه من رنّ الجرس من جديد : أحد جاء !
هز راسه بإيه ما يهتم ، فعلاً ما يهتم : وعليـك منه ؟
ما عاد تكلّمت لأنها أصلاً ما تتنفّس من قربه ، من إنها تحس نطقه بعنقها : يمكن أحد مهم ، ذيـاب
شدّت على ذراعه يعرف بإنها تموت خجل ومن رنّ الجرس من جديد يربكها هو تمنّع بهدوء لأنه يحس رجفتها تحت يدّه ولأنه يدري لو بقيت خطوته لحظة ما عاد بيحسب للدنيا ، ولا لأي شيء آخر يحرر خصرها من يدّه ولا رفع نظره لها : روّحي
توجّهت لدورة المياه - الله يكرمكم - مباشرة تتنفّس ومدّت يدها لقلبها يلي ما خفّ خفقه : بسم الله علي !
رجّع توازنه بالقوة يمدّ يده ينزع تيشيرت من أقرب ما يكون وهو صار يعترف فيها مو لنفسه ، من بعد حادثة فستان قصيد فقط ونزل للأسفل بهدوء يتوجه للباب يتمنّى يكون شيء يسوى : مـن
نطق محمد المرتبك مباشرة : أنا محمد ياعم ، محمـد
فتح الباب وملامحه ساكنه تماماً لأن محمد ما يجيه إلا بمصيبة ولهالسبب حتى ما كان منه السؤال " عسى ما شر ؟" كان منه السكون فقط ، كانت ملامحه ساكنه بشكل ترك محمد ينتفض : أنا آسف ياعم ، لكن فيه شيء
ناظره ذياب بهدوء ينتظره يتكلّم ، ورجف محمد لأنه فعلاً خاف وما قدر يتكلّم : تشوف بنفسك ياعم ؟
_
طلعت تجففّ شعرها ، تاخذ نفس من أعماق قلبها توقّعت يكون قدامها لكنّه ما كان تتنفّس بهمس : عشان نستوعب ، بس عشان نستوعب وعشان ما أنهار خجل
توجهت للدولاب ودها تختار لبس ، تتأمل كل فساتينها يلي هي تحبّها لكنها هزت راسها بالنفي بخجل غير طبيعي لأنها صارت تشوف بنظرته هو ، مو نظرتها وتعرف إنها هلاكه : ما بنستوعب لو كذا ، لا
أخذت لبس بيدّها تنتبه إن ثوب من ثيابه مو موجود ، من إنتبهت للعلاقة الفارغة وما تذكر كانت له نية خروج أو إنه بيبدل وهمست : عشان الصلاة يعني ؟
ما طوّلت التفكير تلبس ، تعدّل نفسها وأخذت نفس من أعماقها بتوتر لأنها هي معجبة بنفسها وتدري كيف وقعها ، كيف هو وهمست : حاولت شوي بس مو ذنبي
رجعت شعرها للخلف يبيّن لها عنقها ، تبيّن لها أفعاله وأخذت نفس لأن كل ملامحها تكتسي بالإحمرار : يعني
سكنت ملامحها من سمعت صوت الباب بالأسفل توقف : ذيـاب ؟
_
نزلت للأسفـل ما تشوف له وجود يرتبك قلبها ، عرفت إنه مشى لكن لأي مكان هي ما تعرف ولا كان منه خبر ولهالسبب هي ترتبك ، رجعت تركض للأعلى مباشرة للشباك : وش صـ
سكنت ملامحها من لمحت وقوفه بنص الشارع وعينه للسماء ، سكن قلبها وهي تشوف محمد يلي يتكلّم ويشرح وذياب مو حوله كل نظره للسماء كأنه ينتظر شيء لكن وقوفه بنص الشارع محيّر : يارب خير !
وقف نفسها من لمحت إن كل شخص يمرّ يسلم عليه ويوقف لحد ما صاروا حدود العشـر رجال وتلمح من حركة أكتافه إنه يحطّ شيء مده له محمد بيدّه لكنها ما تشوفه من زحامهم وتشوف إنهم يسولفون له ، يكلّمونه وهو يجاوب ويبتسم لهم وهي من ملامح محمد المفجوع تعرف إن ذياب المفروض يكون معصّب ما يبتسم ، ويحيّرها إن نظره يرتفع للسماء كل شوي كأنه ينتظر شيء : وش يعني ؟
_
لو ماكان حب قصيد لهالطير بالذّات يحلف إنه من أول ليلة وأول جرح نتف ريشه ولا بقّاه بعصيانه الغير عادي لكن لأنها طلبته ما يمسّه ، هو للآن ما مسّه ولو مو حبّها له كان هو بنفسه صاده يرديه ولا يتركه يحوم للحين ورجف محمد بتوتر يهمس لذياب من جديد بالألف عذر : والله ياعم مدري وش صار ، يأذي الحلال ويطير واليوم رموه الـ
أشّر له ذياب بالسكوت لأنه صدّع من حركة محمد الأخيرة وإنه جايبه معاه ، لكنه ما ربطه يثبّته ولا بقّى البرقع على عينه إنما فتحه فجأة يفجعه وطار من بعده ما يشوفونه والحين ملّ صبر ذياب من وقوفه وإن الصقر مو ناوي الجيّة ولا بينتظره أكثر والحين أعصابه ما تتحمل وقوف الرجال عنده يلي نطقوا “ عسى ما شرّ “ ومحمد سبقه بالكلام يبيّن لهم إن صقره طار وكلهم واقفين عنده الحين : خلاص يا محمد ، عوّد للخيام ناقصكم شيء ؟
هز محمد راسه بإيه بتردد ، ورفع ذياب حاجبه لأنه ما يذكر قصّر بشيء نهائياً ولا يذكر ناقصهم شيء : وش ؟
تردد لثواني ما نطق ، وحس ذياب إنه شيء بيعصّبه لهالسبب مسح على ملامحه فقط : لزام بخير يا محمد ؟
هز محمد راسه بإيه : بخير الحمدلله ياعم بخير بس
هز ذياب راسه بإيه بإستغراب ، وتردد محمد لأن كلهم ينتظرون وش بيقول : خلّصت الـ
هز ذياب راسه بإيه بنسيان قبل يكمّل محمد : إيه الليلة أرسل لك ، شيء ثاني ؟
هز محمد راسه بالنفي وهو للآن مو مستوعب طلب ذياب منه ، بإنه يمشي لمكان بالبر يحرقه كله “ وإن كان تراب خالي ، شبّه “ ووقفت خطوته من لمح إن الصقر رجع يحوم بالمدى فوقهم هالمرّة من صارت الأنظار له بالأعلى يأشّرون لذياب عليه “ هذا هو ؟ “ ومن رفع ذياب عينه للسماء للحظة فقط يتأمّله وسكن محمد : يا عـم
↚
سكن محمد من نزول الصقر المرعب يلي ما رفّ له جفن ذياب لو ثانية وحدة لكنه فرّق وجود الرجال حوله ، من نزل يوقف على يد ذياب يلي ما مدّها له نهائياً لكن بمجرد نزوله ، هو رجّع البرقع على عينه بهمس : ضامنها إنت ، ما قصّرتوا الله يحفظكم
ضحك واحد منهم يعدل شماغه : ابو أحمد قالها ما يضيع الطير وراعيه صقّار ، الحمدلله على سلامته
ضحك ابو أحمد يبتسم من شدّه ذياب يثبته : مبيّن عليه عاصي عنيد فرّقنا يومه نزل ، توصي شيء ياذياب ؟
هز راسه بالنفي : ما قصرتوا الله يحفظكم ، الله معكم
كان المشهد كله تحت نظر قصيد يلي خفق قلبها بذهول لأنها خافت وقت بعدت خطوات الرجال كلهم عن ذياب فجأة ونظرهم للسماء تتوقّعها مصيبة وما إنتبهت للصقر يلي نزوله أرعبها هي لكن ذياب ما تحرّك ولا تكلّم ، وقف نبضها من توترها ومن إن ذياب يحاور الرجال طبيعي بعده ولمحت محمد يلي مدّ يده بإشارة لإنه ياخذ الصقر معه لكن كان من ذياب الرفض ، توجهت للأسفل مباشرة من لمحت محمد يتوجه لسيارته ، وذياب داخل بإتجاه بوابتهم وبالفعل كانت دقائق لحد ما فُتح الباب يدخل ذياب يلي الصقر على يده للآن لكن عينه كانت تدورها هي وهذا الواضح : ذيـاب
هز راسه بإيه يوجه نظره لها : معـي محمد ، خلّك
رجعت تجلس عالكنبة وعينها تراقبه من دخل مكتبـه ، من طال دخوله تستغربه وسكنت ملامحها من خروجه وبيده شيء ما تشوفه لكنها لمحت يد محمد يلي مُدت تاخذ منه ما كانت إلا فلوس : صاير شيء ذياب ؟
سكّر الباب خلف محمد يلي مشى ومرّت عينه على الصقر يلي للآن على يدّه وعليها هي من ترقّبها وإنها تبي تفهم يهز راسه بالنفي : بيصير بالعاصي الليّ تحبيـنه
هزت راسها بالنفي تبتسم مباشرة : إشتـقـت له !
رفع حاجبه لأنها نطقتها بحب مستحيل ما توقّعه ومن من تحرّك الصقر بيده هو شدّ عليه بهمس : إهجد
رفعت حاجبها لثواني لأنه مبرقعه للآن : نزّله عنه ذياب
هز راسه بالنفي لأنه يعرف قلّ الصّح يلي بطيره ، يعرف إنه لو لمحها بيختلف وإبتسمت لثواني ما تصدقه لأن نظرته فضحته بشكل مجنون : وش يعني ؟ لا ؟
هز راسه بإيه بهدوء : ما تشوفينه من سمعك وش صار به ؟
هزت راسها بإيه تناظره : ويشوفني كمان ليش لا ؟
ناظرها لثواني بذهول ، وإبتسمت : ما يعني إنه بيجيني
هز راسه بإيه : بيجيك ، وإن جاك نتّفت له ريشه
ميّلت شفايفها لثواني بهدوء : ما تسويها
جلس يلف نظره لها بإثبات إنه يسويها ، وجلست بجنبه وإنتبه إن ودها تلمسه لكن يدّها ما تطاوعها : مدي يدك
هزت راسها بالنفي وهي ما تبي تلمسه بدون يدّه معاها لكنها ما بتقولها : لا ، يشوفني أول بعدين أمد يدي
هز راسه بالنفي بهدوء : …
_
هز راسه بالنفي بهدوء : ما يشوفك ، ولا تشوفين عينه
ناظرته لثواني لأنه صادق تماماً وما يمزح : ليش طيب ؟
نزّل نظره للصقر لثواني ، ما يستكين ولا يهدأ ويحرقه بإنه يقرّب قصيد بشكل يأذيها دايماً وهي تحبه وهو يوقف عند هالحب : عاصي
هزت راسها بالنفي تبتسم لثواني : سميته عاصي ؟
هز راسه بالنفي بهدوء شديد : ما سميّته بشيء
إبتسمت تتأمله ، تتأمل هدوئه على يد ذياب : ما يليق عليه عاصي أساساً ، يليق عليه شـ
قبل تكمّل إنتبهت إنه رفع حاجبه ، وإبتسمت تهز راسها بالنفي بتأكيد وتتأمل الصقر : شجاعة ، مو عصيـان
لف نظره لها لثواني يبيها تكمّل كلامها لكنها سكتت ، سكتت تخجل منه وهز راسه بإيه بهدوء : شجاعـة ؟
إبتسمت لأن حتى طرق النطق بينهم تختلف ، هي تطلع الكلمة منها خفيفة وهو دائماً تطلع منه الكلمات غير ، يشدّ على حروف ، ويكسر حروف هي تنطق “ شَجاعة “ وهو ينطقها “ شِجاعة “ هي تقول “ راح “ ، وهو يقول “ روّح “ وغيرها كثير ولأنها وبطريقة ما تشوف المنظر كله بعين الشاعر الحين وتشوف وجوده جنبها بثوبه ، وكيف الصقر على يدّه كثير عليها بعد ما شافته أول صحوته بهيئة أخرى مختلفة تماماً وإبتسمت تسولف قبل تغرق ، تتنحنح وعدلت جلوسها بجنبه : شجاعة لأنه يحبّني ، ويجيني مع إنه يدري تكرهه ويدري تنتظر زلّته بس
كمّل يهز راسه بإيه لأنه يتوقعها : بس ما يهابني ؟
ضحكت تهز راسها بالنفي : يهابك طبعاً بس مو هنا الكلام ، الكلام إنه يدري إنك تحبني أكثر من إنك تكـ
قطعت حروفها مباشرة تخجل ، تنتهي من خجلها وضحك ذياب فعلاً لأنها شدّت عروق قلبه من أول ما ضحكت ترجع شعرها خلف أذنها وبتفهّمه إن شجاعة الصقر من حبّه هو لها ، مو من عدم خوفه وإنها سكتت بخجل تقطع حروفها ، ضحك فعلاً لأنها أنهته ولأنها خجلت تسكت ويبيها تكمّل الحين : أكثر من إني ؟
هزت راسها بالنفي تغيّر الموضوع : ما تقهوينا !
كانت تحاول تشوف كل مكان إلا عيونه ، ولفت نظرها له من كانت يدّه تمر على جناح الصقر وهز راسه بإيه : شجاع ؟
هزت راسها بإيه تمثّل إنها ما تخجل نهائياً : يليق عليه
هز راسه بإيه بهدوء يبيها تمدّ يدها له : أقربي ومدّي يدك
هزت راسها بالنفي تشدّ يدها على فخذها : لا ، ما شفته
مدّ يده ليدها يتركها على جناح الصقر يلي رفّ جناحه يرعبها مباشرة، وهز ذياب راسه بإيه لأنه نفض جنحانه وبعّدت قصيد عنه : أقربي ، هذا وهو ما يشوفك ، لا شافك ؟
هزت راسها بالنفي كانت على وشك تتكلم لكن سكتت حروفها من إنتبهت إن نظره لها ، يتأملها ونطق بهدوء لأنها لابسة بلوزة تغطيّها كلها بأكمام طويلة ، وبنطلون وما يبيّن منها ولا شيء : برد ؟
_
‘
« بيـت حـاكـم ، العصـر »
كانت تتأمل ورود أمها يلي على مد النظر بحديقتهم تمثّل شخصيتها هي ، تتأملّها وكلها تسرح بالجاي والأيام الجاية وإنها شافت من نصّار غرابة لامتناهية بخصوص الحادث وتشوف إن بجوفه شيء غريب ، وهي بجوفها أشياء من أبوها يلي ما نطق الخطبة لها من البداية ، تذكر حيرتها وتذكر شتاتها وتذكر الألف ظن يلي دخلها على نصار، ودخل نصّار عليها والشكوك منها هو بإنه ما جاء ، والشكوك منه هو بإنها ما تبيه ولا تحاول عشانه وأخذت نفس من أعماق قلبها قبل تتنهده هي إنكتمت من نصّار يلي دخل بوابتهم : نصّـار !
رفع نظره لها مباشرة : ليش ما تردين طيب دامك هنا ؟
رفعت حاجبها لثواني لأن ملامحه غريبة وقبل تتكلّم توجه نظر نصار لعمه حاكم الخارج مع البوابة الداخلية ، وخلفه نهيّان يلي يسولف له : السلام عليكم ياعمي
هز حاكم راسه بإيه وهو كان بإنتظاره أساساً : وعليكم السلام ، تعال يا نصّار
بنطقه " تعال يانصّار " هو لمح ورد يلي يشوف فيها ضياع غير طبيعي ، لمح إن نصار ما لف نظره لها إنما توجه له مباشرة والهيئة ما سلّم عليها ولمح نظرات بنته يلي ما تخفى عليه بمجرد ما قرّب نصّار جنبه هو مد يده لكتفه بهدوء : وش مسـوي ببنتي يا نصّـار ؟
ضحك نهيّـان يلي سمع : ياويلك يانصار ، يا ويلك ويلاه
إبتسم نصّار بهدوء : كل خير ما سويت شيء
هز حاكم راسه بالنفي وهو يشوف من نصّار إختلاف غير طبيعي : تكذّب علي ؟ يبي لك ذياب يعدلك وش فيك
ضحك يهز راسه بإيه ، وإبتسم نهيّان يلي يعدل ملابسه : طلع يعرف يبتسم يوم قلنا ذياب ، تشوف إنه مو صاحي يابونهيّان ؟ ..
هز حاكم راسه بإيه وإبتسم نهيّان : أنا رايح التمرين تبون شيء توصون شيء ؟
هز حاكم راسه بالنفي : الله يحفظك ، جبت لورد اللي تبيه قبل تروح ؟
رفع نصار حاجبه لثواني بفضول : وش تبي ورد ؟
هز نهيان راسه بالنفي يرفع حاجبه بتقصّد : لو يهمك عرفت ، جبت لها إي
ضحك نصّار بذهول من حركة نهيّان : روح الله يخلف علـ
أشّر نهيان لأبوه مباشرة يقاطعه : تسمع ؟ مزعل ورد ويقول روح الله يخلف عليك وعلى عينك ! على عينك !
ناظره نصّار بذهول وضحك نهيّان لأن حاكم ضرب على ظهر نصّار بيكلمه لكنه أفزعه يستغفر ويبرر وأشّر حاكم لمكتبه : أدخل الله يصلحك ، أدخل
دخل نصّار يعدل أكتافه لثواني ، وأخذ نفس من أعماقه لثواني يدري إنها خطوة مؤلمة ، وما بيسامحه ذياب عليها هذا الغالب لكنّ ما يعجبه هالوضع نهائياً وجلس حاكم : وش بحلقك يانصار ؟
تنحنح لثواني يمسح على جبينه : بن مساعد جاء لي أمـ
نطق حاكم مباشرة يقاطعه بذهول : سوا لك شيء !
ضحك نصّار يهز راسه بالنفي بتوتر:
_
‘
ضحك نصّار يهز راسه بالنفي بتوتر : يخسى وما كان فيه حيل ، طلع ذياب مفقّـ
إستوعب إنه يكلم عمه حاكم يتنحنح : جاء يقول تدخّل ، قل لذياب مالي ذنب وإنت بعد أعرف إن مالي ذنب بالحادث كلّه كان من طارق ولا يبي يطلع من الرياض هو و لا أهله وذياب حالف ما يخليّه ، يقول فهمه إنت وتوسّط بينّا
هز حاكم راسه بإيه بإستغراب من طريقة نطق نصار كأنه ناوي وقاطعه مباشرة : كلام فاضي ، وإنت وش قلت له ؟
عدل نصّار جلسته لثواني يمسح على ملامحه بتردد : قال لك اللّي تبي ، وعنده شيء أبيـه أنا ياعمي الصدق
رفع حاكم حاجبه لثواني : شيء تبيه من بن مساعد ؟
هز نصّار راسه بإيه وهو يدري ذياب ممكن يقتله ، ممكن يمحيه ويدري إنه يلعب بالنّار وزعله لكن داخله ما يستكين ، ما يهدأ وهز راسه بالنفي هو إن طلب بن مساعد حرب ، وإن طلب حاكم حرب أخرى ومسح على جبينه : عنده مقاطع الحادث ، وأبيها
ناظره حاكم بهدوء : ذياب ما يبيك تشوفها وأدري به
هز نصّار راسه بالنفي يتعدل وقبل يتكلّم كان من حاكم الكلام : وتطلبها من بن مساعد ، وش تبيه يسوي بعدها ؟
هز نصّار راسه بالنفي بهدوء : ما طلبتها من بن مساعد لكنها عنده وأبيها وهو خيار ، أطلبها منك الحين ياعمي
ناظره حاكم لثواني متعجّب ، مذهول وضحك يرجع جسده للخلف لأن نصّار وذياب فيهم إسلوب سياسي عجيب ، فعلاً عجيب حتى وقت يتكلّمون ويطلبون ويناقشون ما يكون النقاش عادي وهز راسه بإيه : تطلبها مني طال عمرك ؟ طلبتها من ذياب وما وافق يانصار ؟
هز راسه بإيه وهو يدري إنه غلط ما يغفره ذياب من كبره لو حصل ، يدري إن ذياب يرضى بكل شيء إلا إنه يتعدّاه وهو قد تعدّاه مرة بخصوص ورد ، والحين بتصير الثانية لكنه مسح على جبينه ورفع حاكم حاجبه : ليش يابـوك ؟ وش تبي بها شيءّ يخليك تخالف قوله يانصّار ؟
عض شفايفه لثواني وهو يدري إن عمه حاكم فاهمه ، ويدري إن إحتمال ما يعطيه غايته لكن بنفس الوقت هو ما وده يدّور من دروب أخرى وهز حاكم راسه بإيه : المقطع عندي ، وأعطيك إياه لكن بشرط يانصّار
مسح على جبينه بتوتر : ما فيه شيء بدون شروط ياعمي
هو نطقها عفوية لكنها حكت داخله ، وتنحنح لأنها صارت خطوة ما فيها تراجع : المعذرة ياعمي ، سم
_↚
كانت تحاول تسمـع لكن عبث ما يبيّن أبسط الصوت وفزت كلها برعب من حست بيد تُمد لها من الخلف : بسـم الله !
ناظرتها ديم لثواني : وش فيه سلامات عالباب كذا
هزت راسها بالنفي بهمس : نصّار جاء ولهم ساعة يسولفون ولا أدري عن وش ولا أسمع شيء
هزت ديم راسها بإيه : يطلعون وتعرفين ورد ؟ ليش القلق هذا كله يسولفون يمكن بس
كانت على وشك تتكلم لو ما كان صوت مقبض الباب و
_
وأصواتهم تتركها تركض هي وديم لبعيد ، من الذهول لأنهم ما توقّعوا خروجهم بهاللحظة وعرف حاكم إن ورد كانت عند الباب ، وبالمثل عرف نصار يلي تنحنح ومد حاكم يده لظهر نصّار يضرب عليه ، ومشى نصار للخارج يوقّف داخل ورد لأنه غير معقول ، غير معقول خروجه مع أبوها بهالشكل وغير معقول إنه ما يدّورها وإنتبه حاكم لشرودها : ورد
تنحنحت ديـم : بروح للمطبخ ، عمي تبي قهوة معنا ؟
هز راسه بإيه ، وجلس حاكم يبيّن إن الموضوع عادي وهو يدري إن نصّار ينتظر ورد لكن وضع بنته ما يعجبه ، نهائياً ما يعجبه ولهالسبب نطق بهدوء يرعبها : ورد حاكم لا صار ودها تعرف شيء ، تدخل وتعرفه وتسأل عنه ما توقف وراء الباب يا ورد ، ما توقف وراء الباب يابوك
هزت راسها بإيه وهي تعرف بمعرفته : بطلع غرفتي
هز راسه بالنفي يرجع جسده للخلف : ولا تمشي دام الموضوع بخاطرها ، ورد
لف نظره لها وهي إحتمال لو يقول كلمة بتنهار لأنها ما تفهم هالغرابة كلها ، إنتبه لتقلّب ملامحها وهز راسه بالنفي بهدوء : نصّـار عند الباب ، روحي له يبيك
لو بس قالها قبل دقيقة ، قبل ما تحس بشعور لا يُصدق بداخلها كان هوّن على قلبها كثير ولف حاكم نظره لها وهو يعرف بنته ، ويعرف قلبها أكثر من كل شيء ولا يبيها كذا ، يبيها أقوى : شدّي حالك يا ورد الدنيا ماهي كذا
نزلت ملاذ على كلمة حاكم بإستغراب : تشد على وش
هزت ورد راسها بالنفي تاخذ نفس : طول عمري بنت حاكم كل شيء يشدّ نفسه ، الحين صار كل شيء يبي له شدّة ومني فجأة ؟ لا مو مقبول
هي صعدت للأعلى تترك حاكم بذهوله ، وضحكت ملاذ تهز راسها بإيه : تبيها ترضى بالأمر الواقع الحين ؟
هز راسه بالنفي يتنهد : الله يكون بالعون
-
دخلت غرفتها وهي كلّها عزم إنها ما تنزل هذا الوضع ما يناسبها ، هذا الوضع غريب عليها تماماً من نصار وإختلافاته لأبوها يلي يبيها تتقبّل كل شيء وتشدّ كل شيء وهي أصلاً ما تدري عن شيء ، أخذت نفس تغطي ملامحها : تحطين نفسك بمواقف غبية ياورد ، غبية
وهي فعلاً تكره إنها توقف على الأبواب وتسمع وتعرف إنها مو حركة لكن ما بيدها غير هالشيء ولمحت جوالها اللي يرنّ بإسم نصار تردّ ، وقبل تتكلم هو نطق : إطلعي لي
هزت راسها بالنفي لكنه تكلم : ماني ماشي لو ما جيتي
عضّت شفايفها تعدل نفسها : بنزل عشان أفهم
نزلت للأسفل تشوف إنه دخل سيارته للداخل ، تشوف إنه واقف ويده على جواله ونطقت بهدوء : وش ؟
هز راسه بإيه : يعني معصبة علي الحين منفسة ؟
ناظرته لثواني لأنه يستعبط ، لأن يده مُدت تفتح باب المعاون وسكتت ورد من لمحت كمّ الورد يلي بداخلها ، تنحنح يهز راسه بإيه : ما ركزت معك أمس ، آسف
_
‘
رفعت نظرها له لثواني وهي فعلاً بآخر مكالمة لهم كان يبيها تكلّمه عن الحادث وكلّمته فعلاً ، شرحت له كل النواحي والإتجاهات وكل شيء شافته لكن ما كان كافي بالنسبة له ، وقت طلبت تقفّل بعده كان منه الرفض “ إجلسي معي ، سولفي “ ووقت جلست فعلاً ، ما كان حولها ولا بعالمها والحين باقـة الورد قدام عينها تسطّر إعتذاره ورفعت نظرها له : أصفر ؟
هز راسه بإيه بغرور بإختياره : أصفر ، تحبينه إنتِ أدري
ما كان كافي لتمام الرضا وهمست : إنت تحبه
سمع همسها يهز راسه بإيه وضحك : آسف ، طول حياتي مقابل ذياب وذياب جلف وجيتي عليّ حنونة والعادة أنا الحنون
ضحكت تهز راسها بالنفي : ذياب جلف وإنت الحنون ؟
إبتسم يهز راسه بالنفي : ما بتفهمين قصدي الحين وش
هزت راسها بإيه ، وإبتسم يتنحنح : الأمور طيبة الحين؟
ميّلت شفايفها لثواني ، وضحك يسرق قُبلة وحيدة من خدّها : تعالي إجلسي معي شوي
ولو إنها ما كانت بترضى ، لكنه سحب يدها لمقعد المعاون تجلس بميلة لأنّ الورد بالأسفل ، وركب هو بمكانه : وش تقولين لو آخذك ونمشي الحين ؟
رفعت حاجبها لثواني : صدمات زيادة ؟ لا يكفي شكراً
إبتسم يمسح على جبينه فقط ، وناظرته لثواني : أدري التوتر هذا مو مننا إحنا ولا علاقتنا ، بس نصّار كل شيء تمام ماشاءالله يوم الزواج كنت مبسوط وذياب مبسوط ويضحك لك وكل شـ
هز راسه بالنفي يقاطعها مباشرة : ما بتفهميني بهالشيء
ميّلت شفايفها تناظره ، وضحك لأن حتى هو مو فاهم قلق داخله : صدق ، لأن حتى أنا ماني فاهمني الحين عند ذياب الأمور طيبة وماعليه ، بس أنا هنا ماني راضي
كان يأشر على قلبه ، وضحكت تهز راسها بإيه : المفروض يكون كامل الرضا بما إني بحياتك ، بس وش نقول ؟
ناظرها لثواني يهز راسه بإيه ، قبّل يدها لأنه يدري يخلط كثير ويدري يحتاج " كفّ " من ذياب ويدري إن هذا الشعور كله من داخله لداخله لأنه للآن ما تخطى كونه غلط بحق ذياب بخصوص ورد وللآن مو جالس يفصل ويفرّق وللآن كل شيء ، يقلقـه : ماعليك من شيء
ناظرته لثواني لأنها تشوف كيف هو غريب ، تشوف كيف هو متخبّط وهي مثله بينهم شيء ناقص مو راضي يكمل رغم الرضا ولهالسبب مدّت يدها للورد تتأمله ، تبتسم له وتنتظر وش الجاي يلي رُسم كله أمامها من طلع أبوها يكلّم بجواله وكانت منه نظرة لها ، نظرة تبيّن لها رضاه ، وإنها تقدر على كل شيء وأخذت نفس من رفع حاكم حاجبه من الورد : وراك إجتمـاع يانصّار
عض شفايفه بهمس : وش يفكّنا من غيرة الفريق الحين
ضحكت فعلاً لأن أبوها يراقبهم ، وتنحنح ينزل : توصي شيء ياعمي ؟
_
« قصـر ذيــاب ، العشـاء »
وقفـت تعدل فستانها ، تجفف شعرها وكل تأملها لـ
_
‘
لملامحها شديدة الإحمرار وأخذت نفس من أعماق قلبها تعدل فستانها ما تمنّعت عن الفساتين لأنها عرفت السر مو فيها وخجل تفكيرها مباشرة : قصـيد !
عضّت شفايفها لثواني وهي للآن تذكر سؤاله يلي جاوبته بحسن نية مستحيلة " لا مو برد .. ليـش ؟ " ومن لمحت نظراته هي فهمت إن السؤال كان مستقصد بمعنى آخر نطقه هو بدون خجل " تغطّين عني يعني ؟ " وهزت راسها بالنفي تخجل ، تحترق خجل وقبل تبرر هي حسّت يده على ظهرها كانت بلوزتها تغطّيها كلها فعلاً لكنها كانت تكشف ظهرها وما توقّعت ينتبه لها بجلوسهم لكنه إنتبه ، إنتبه وآخر شيء تذكره إن كونها وقف على يده يلي على ظهرها ، والصقر يلي على يده الأخرى وخجلت بشكل مستحيل تسكّت نفسها ، تترك الروج من يدها وبعّدت عن المرايا تمشي لوسط الغرفة بهمس : عيب !
هي ودها تسكت أفكارها لكن تدري بهالشيء مستحيل ، تدري إنه يفهمها بشكل مخيف وما يخجل بشكل مخيف وأخذت نفس من أعماق قلبها تسمع صوت الباب : جاء
عدلت نفسها لآخر مرة تنزل للأسفل لأن ودها تشوف شجاع ، وسكن قلبها من لمحت الأكياس بيده تركها على الطاولة وتوجه لمكان شجاع ينحني له ، تشوف إنه فتح عنه برقعه يشوفه ، تشوف إنه عدل له مكانه " ويداريه " وإبتسمت : وتقول ما يهمك ولا تحبـه
هز راسه بالنـفي يلف نظره لها لأن شجاع كله فز منها ، كانت نيّته كلام ، يحلف إن كانت نيّته كلام ضاع كله من نزولها له وإنها تمشي لهم ما يدري البلاء به ، وإلا هي ما تجيه هيّنة لكنه يحلف ما يحس خَفق قلبه إلا عندها ، يشوف طيره كيف يفزّ لا شافها ويدري إن قلبه مثل طيره يفزّ لها كل وقت بشكل مهلك بكل الأحوال كيف بمثل هالحال ، بفستانها الوردي يلي يشوف طوله يوصل لفوق ركبتها ويشدّ على خصرها لكنه يوسع من بعده ووقت مشيت هو إنتبه إن فيه فتحة تكشف فخذها ، يشد على أعلى جسدها بقصة مربعة وعادي ، المفترض إنه عادي وإبتسمت لشجاع توقف جنب ذياب المنحني له للآن : تفز لي بس متى تجي على يدي ؟ متى يسمح لنا ذياب ؟
هز راسه بالنفي بهدوء يوقف : يخسي ويدري إنه يخسي
هزت راسها بالنفي : وإنت موجود ومعي ليش لا ؟
لف نظره لها يحسّب إنه مفضوح وقت نطقت لشجاع بإنه يفز لها ويحسّب إنها تقصده ، تتدلل عليه بشكل مهلك يدري إنها ما تقصده ويدري إنه عادي ، عادي جداً وقت يوقف تكون جنبه وعادي تكون بهالقرب منه وطبيعي تصير يدها على ذراعه لأنها بتكلّمه لكنه " ما يتحمّل " نزل نظره لها وهي كل إبتساماتها لشجاع ورقّ قلبها : ذياب حرام عليـك شوي ! عشانـي
هز راسه بالنفي : حرام عليك أنتِ ولا تقوليـن عشاني
ما إستوعب إنه نطقها ، ما إستوعب إلا من …
_
↚
ما إستوعب إلا من ملامحها يلي خجلت بشكل غير طبيعي مباشرة كانت على وشك تبعد لكنه مدّ يده لظهرها يثبتها بجنبها وإنتهى كله ما كان يشوف إن ظهرها مكشوف ، ما كان متوقع ولمحت هالشيء من ملامحه يلي إختلفت ، من إنه يرد جزء من ثقله بنبرته : وش تسوين بي ؟
عضّت شفايفها لثواني تخجل ، فعلاً تخجل : شجاع يـ
هز راسه بالنفي : لا تناديـنه ، وش تسوين بي ؟
هزت راسها بالنفي تشتت نظرها لثواني وما إنتبهت إن يدها من خوفها مسكت أزرار ثوبه : ما أسوي شيء ذيـ
كتمت حروفها لأن عينه نزلت ليدها ، لأنها صدق تجبره وهو يشوف أفعاله ما تخفى عليه ، ويدري بنفسه ما عاد هو صاحب تمنّع نهائياً وإرتبكت من إستوعبت تبعد يدها ، تسطّحها على صدره : ما كانت مرتبة ! رتبتها أنـ
سكتت لأنها تجيب العيد بكل الأحوال ، وهزت راسها بالنفي تغيّر الموضوع مباشرة : كيف حالك ؟
هز راسه بإيه بالقوة : طيّب ما علي خلاف ، علومك ؟
تشوف إنه واصل أقصاه وشدّت على ذراعه تغيّر الموضوع كله ، تغيّر وقوفها وتمثّل إنه عادي : نجلس ؟
ما كانت تنتظر منه رد تتوجه للكنبة ، ولف نظره لشجاع لمحت إنه يتوعّده لكنها مثّلت العدم بهمس : ماله ذنب
توجه يغسّل يديه ، وأخذت نفس تعدل جلوسها وتشتت نظرها لكل مكان ، إلا مكان جيّته وهمست : كلنا مالنا ذنب
إنحنى ياخذ إسوارتها يلي كانت على الطاولة الجانبية وكمّل يجلس بجنبها يمدّها لها وإبتسمت : ما شفتها ! دوّرتها فوق وما لقيتها قلت بعدين أشوف أكثر
مدت يدها بتاخذها لكنه بعّدها يقرأ بهدوء : أحبك ، الحين وللأبد
لو ما كانت تعرف إن الكلام مكتوب ، منقوش ، محفور بالإنقلش على إسوارتها ويلي نطقها هو بالعربي وبطريقته بهاللحظة كان إنتهى قلبها من حلو نطقه وهو فعلاً إنتهى من لف نظره لها يسأل : من ؟
إبتسمت تاخذها من يده : تركـي جونيور ، تعرف ؟ كل أساوري مكتوب عليها شيء من كل شخص ، منهم يعني
هز راسه بإيه يناظرها ، وإبتسمت بحب : أول شخص وأول من بدأ هالعادة عندنا كان بابا كاتب تاريخ مولدي .. أبوك يحبك من هالعام وللأبد ومن بعدها صار الكل يكتب
تنحنح بهمس : الشاعر ، من ينافسه ؟
إبتسمت لأنها تسمع همسه ، تشوف من مسح على ملامحه يهز راسه بإيه “ الله يخليهم لك “ ومدّ يده يفتح الأكياس : ما تغدّيتي ، والبارح ما أكلتي شيء ولا أدري وش تبين لكن أذكر تحبونه ، تحبينه وإلا تبين شيء غيره ؟
ما قدرت تمنع إبتسامتها لأنها تشوف من شخصيته جانب غير طبيعي ، جانب يموّتها حب وهي جنبه ما تسوي شيء هو يسوي كل شيء ، هو يداريها حتى بأكلها والحين بعد ما جاب وإنتهى إستوعب إن فيه خيار تبين شيء غيره : لا ، مين تذكر يحبونه؟
_
-
‘
رفع أكتافه بعدم معرفة وهو يذكر تفصيل ولا يتأكد من صحته مثل كل تفصيل غيره : أنتِ وورد الظاهر ؟
إبتسمت تهز راسها بإيه : صح ، وإنت ما تحبه يعني ؟
هز راسه بالنفي وهو عمره ما جرّب يشتري لنفسه أكل طول حياته بالبر يطبخ له محمد وهو بنفسه ، وطول حياته بالرياض نصّار يلي يجيب لو كان موجود ومعه ولو كان بالبيت من طبخ أمه لكن بنفسه يدّور ويطلب ؟ ما عنده وما قد جرّبها ولهالسبب كانت حيرته ، لف نظره لها يكرر تساؤله لأنه يشك بذاكرته : تبين غيره ؟
هزت راسها بالنفي ، ورن جوّاله يقطع كلامهم لكنه قفّل تلمح إن المتصل أسامة وميّلت شفايفها : أسامة ؟
رفع نظره لها لثواني ، وهز راسه بإيه : أسامـة
ناظرته لثواني وهي تعرف إن داخلها مليان أسئلة بشكل يمكن حتى ذياب نفسه ما يتوقعه لكن الحين ما عاد فيه حاجز ، ما عادت فيه مسافة تردّها من إنها تفهم كل تفصيل بحياته من أول شغله ، لكل شيء بباله ، حتى علاقته مع أبوه وما تكذب لو تقول ودّها تعرف ، لكن بنفس الوقت تخاف تعرف بالضبط مثل خوفها من إنها تسأله عن العجوز ومصيرها ووش صار : بـك شيء ؟
نطقها لأنه شاف سكونها ، وهزت راسها بالنفي : لا !
رفع حاجبه لثواني ما يصدّقها لكنه تجاهل : سمّـي
ما وقّف نور جواله من تكرار الإتصالات عليه ، وعضّت شفايفها لثواني : ليش ما تبي ترد عليهم؟
ما كان وده يتكلّم لأن رده يعني تواجده ، لأن لو رد وقتها يُفرض عليه ألف شيء وشيء ما يقدر يتجاهله وهو للآن يبي يثبّت أمور حياته غاب عن قصيد مدة وتو يلقاها ، وغاب عن دنيته مدة وما لقاها للآن : ماله داعي
هزت راسها بالنفي من لمحت رقم مميز يدق عليه : ذياب
عضّ شفايفه لأنه ما يقدر أصلاً خلاص ، ونفض يديه يمسك الجوال كان على وشك يوقف لكنها مسكته تبيه يكلّم عندها ، ما تدري ليه وما يدري هو ليه جلس أصلاً بالفعل ينطق بهدوء : ذيـاب
شتت سموه نظره للقصر بهدوء : وصلتك الهدايا ياذياب؟
رفع حاجبه لثواني من رنّ الجرس يهز راسه بإيه : وصلت
قفّل يوقف ، وناظرته قصيد لثواني من توجه للباب يفتحه ، تلمح إنه أخذ شيء بيده وتلمح إنه وقّع على شيء يسكر الباب خلفه وما مشى لها ، مشى للمكتب يأشر : دقايق وجايك
ما إستغربت تتنحنح ، تعدل جلستها بهمس : كنت مستغربة كيف مرّوا يومين بدون لا تنضغط أساساً
-
عضّ شفايفه لثواني بشبه غضب يكلّم : أسامـة !
توتّر من كل قلبه وهو ما كان وده يقول ، ما كان وده يتكلّم فعلياً لكنه ما يقدر وما عاد يقدر بعد ما شاف بن مساعد رايح لنصّار ، وبعد ما راح نصّار لحاكم وبعد ما حاول هو يكلّم نصار ويفهم وكان جواب نصار “ ..
_
‘
“ إنت ما رضيت يا أسامة ولا جات الفرصة للواحد برجلها يردها ؟ ما يردها الصدق بس ما عليك “ : طال عمرك أنا قلت بنـ
كان صوت الجرس من جديد والحين هو يعرف الشخص خلفه هالمرة ، يعرف من يكون ويتأكد منه وعضّ شفايفه الورق يلي قدامه ثوّر أعصابه ، ثوّر دمه : خـلاص
خرج من مكتبه للباب مباشرة تسكن ملامح قصيد منه ، من طلع يسكّر الباب خلفه وهزت راسها بالنفي مباشرة : لا مستحيل
وقفت تركض للشباك وسرعان ما سكنت ملامحها بذهول من لمحت يدين ذياب يلي خلف ظهره يشدها والواضح يمنعها عن نصّار يلي يتكلّم ويأشر على خده : ليش تجبـره !
-
هو طلع يمسك أعصابه بالقوة ومثل ما ودّه يمسك أعصابه هو ضمّ يديه خلف ظهره يشدّها ، يمسكها بالقوة وعضّ نصار شفايفه يأشر على خده لأنه شاف الغضب بملامح ذياب يعفيه من كل المقدمات : يمين ؟ ولا يسار ؟ وين تبي علمني سم ؟
عضّ ذياب شفايفه يكتم غضبه ، فعلاً يكتم غضبه : نصار
هز راسه بالنفي يبتسم : وصلك العلم ؟ أبيه يوصلك أنا أبيك تعصّب أبيك تثور أبيك تسوي أي شيء بس لا تـ
ناظره ذياب وهو أعرف الناس بقلب صاحبه ، أدرى الناس بهم اللي يشوف نصّار بزواجه ما يقول هذا نفس هالشخص يلي قدامه واللي يشوفه من بعيد ، يقول يبي يقهره ويأذيه لكن الحقيقة غير ، الحقيقة نصّار للآن ما تخطى زعل ذياب الأول على ورد وإن تخطّاه ذياب وما عده وإن تمم لهم الأمور نصار ما تمّت عنده ، للآن ما تمّت عنده ويبي ذياب “ يفجّر “ فيه بأي طريقة عشان يزول عنه شعور الذنب ولهالسبب هو يسوي أشياء تستفزّه ويشوف بهاللحظة إن ذياب “ معصّب “ بشكل مخيف لكنه ما يكلّمه وأشّر على خده بقهر : لا تسكت طال عمـ
نفضه بغضب لأنه يكره هالكلمة ، فعلاً يكرهها : نصّـار !
عضّ نصار شفايفه بغضب : تدري ! تدري إن بن مساعد جاء لي وتدري إني رحت لأبوك وتدري إن
عضّ ذياب شفايفه بغضب ينفضه كلّه ، ينفضه كله : أدري بك ! أدري بك لا تثّورني أدري بك !
شهقت قصيد بذهول لأن نفضة ذياب لصدر نصّار حركت خطوته للوراء ، لأنها تشوف غضبه المستحيل وصرخ ذياب بغضب يأشر على عقل نصّار وطيّر عقل قصيد يلي تشوف : أدري وش بلاك هنا أدري بك !
ما عاد تكلّم نصار من غضب ذياب يلي هزّ ضلوعه ، من عض شفايفه بغضب يمنع حروفه وأخذ نصّار نفس من أعماقه : لا تخلّيني أتـ
صرخ بغضب : وين خليّتك به أنا ! وين خليّتك !
كان نصّار على وشك يتكلم لكن ذياب هز راسه بالنفي يسكّته ، أشّر له بالسكوت يبتر كل حروفه وسكنت ملامح قصيد لأنه راجع بمشيه تجاه الباب وملامح نصار يلي خلفه “ ما تتفسّر “ بشكل ضيّعها هي ، بشكل تركها تفزّ مباشرة من دخل : ..
_
: ذيـاب !
هو لو ما يدري بإنها خلفه ، لو ما يحلف إنها تقلق وتخاف وتشوفه ما كان رجعت خطوته إنما دقّ نصار بأرضه لكنه يعرفها ، يعرف الخوف يلي رُسم بملامحها بهاللحظة وشافه كله من فزّتها من جنب الشباك ، من مشيتها له يخضّع نبرته بهدوء وشتت نظره : عونك ذيـاب
هزت راسها بالنفي ما تصّدقه : ليش معصّب على نصار !
هز راسه بالنفي بإستغراب تماماً : من معصب ؟ أنا ؟
ناظرته بذهول وهو كان يبي هالنظرة منها بالذات ، يبي هالنظرة لجل ينحني يقبّل خدها بهدوء : ماني معصب
هزت راسها بالنفي بعدم تركيز : ما تضيّعني كذا ذياب ليـ
رفع حاجبه : تبين تضيعين إنتِ ؟ من يضيّعك ؟
هي من إنحنى يقبّل خدها إستقرت يدها على صدره كالعادة بطبع عجزت تتوب عنه عنده ، دائماً تحس بإن يدها تخالفها وتتوجه لهالمكان بالذات تستقرّ عليه وهزت راسها بالنفي لأن عقلها مايستوعب إنه معصّب ، وإنه الحين يستعبط عليها : لا ، ما يضيّعني شيء بتكلمني ايش صار وليـه ! نصار ما مشى للحين وإنت جيـ
دق نصّار الباب للمرة الثانية يوقف قلب قصيد يقطع كلامها ولأنها متأكدة بيروح يدعسه ، لأنها توقّعته يعصّب ويثور لكن ما عاد للإستيعاب مكان عندها من إنحنى يقبّلها ولا يشوف نصّار شيء ، ما يشوف الغضب شيء ولا ترك لها محلّ للإستيعاب من خطف قلبها بشكل ما توقّعته لأنه غاضب ، لأنه يلعب بالغضب والنّار وما توقعتها منه بهالشكل يلي على وشك يطلّع قلبها من محله وعلى رغم تدافع الحروف يبي يقولها ويبرر لها بشيء لو بسيط لكنه ما تعوّد ، وما يعرف ، وضيّع كله من لمح نبض عنقها من جديد يتحسسه بهدوء : جايـك
ما تكلّمت من صدمتها قبّلها ، تحسّ يده بعنقها وإبتعد بعدها بهدوء " جايك " وما صارت تشوف إلا خروجه لنصّار من جديد ، ركضت للشباك مباشرة تشوفه ، وسكنت ملامحها لأنه فتح باب سيارة نصار يركب وتبعه نصّار يركب مكانه وباقي ذهولها من نفسها للآن : قصيـد ما يضيّعون كذا ما يسكتون كذا !
-
فتح الباب يركـب وعينه على الشماغ المعلّق على كرسي المعاون يدري إنه شماغه ، فتح جواله من جيبه يرميه لحضن نصّار يلي ركب توه يمثّل العادية : تبينا نروح مكان
ما تكلّم ذياب يبي نصار يدخل على مقطع الحادث لكن ما طاعت نصّار يده يمسكه ، ما طاعته يده يلف نظره لذياب يلي كان هادي تماماً بشكل يوتّره ورجع يكرر من جديد : نروح مكان ؟ نروح الخيام
لف ذياب نظره له ونطق نصّار : ما برجع حي بس إشتقت لترابها لو تبي ، ما عندي مشكلة
ما تكلّم ذياب يخوّفه ، فعلاً يخوفه وأشّر على الفيديو قدامه لكن نُفض داخل نصار كلّه : ذيـ
عضّ شفايفه : ما تبيـه ؟ هذا هو قدامك وش يردّك ؟
_
‘
عضّ نصار شفايفه لثواني يلف نظره لذياب يلي ما تكلّم ، كانت عيونه تتكلّم عنه بشكل شديد اللهّجة يلي لو نطقه حروف ، بيبكّي نصار عليه لكنه يحنّه حتى من البكاء والضيق وشتت نظره بهدوء : وش يردّك ؟
هز راسه بالنفي ياخذ نفس رغم إنه يحتاج رئات كثيرة عشان يتنفّس ويقدر : ما أخذته من بن مساعد ، ولا من أبوك
يدري ذياب ، يدري ولأنه يدري هو جنب نصار بهاللحظة ولو ما قال وهز راسه بإيه : أدري بك ، ومدّيته داري
ضحك نصّار يمسح على عيونه لثواني وهو فعلاً متضايق ، ضايقة فيه لأنه ما تعوّد يحس بالغلط تجاه ذياب وبحق ذياب وبطريقة ما يخرب توازن عالمه ، وتوازنه هو كله والبلاء إن ما يردّ توازنه إلا ذياب يلي لمح إن صاحبه على وشك الإنهيار وترجف يده على علامة التشغيل لكنه حلف ما بيردّه عنه ، ما بيردّه ولو يدري به ما تجرأ يشوفه لأن ذياب للآن ما تجرأ يرجع ويعيده وشتت نظره بهدوء من شغّله نصار يسمع الأصوات ، من شحبت نظرة نصّار كلها من أول سقوطه هو بعد ما طار من دبابه ، صوت سيارة ذياب ، نهيّان اللي صار يركض له والضجة الحاصلة بعدها وما تنفّس ، ما عاد يتنفّس من صوت الإصطدام يلي حصل بلحظة يشوف بعينه إنه صاحبه يلي بجنبه بهاللحظة ، يشوف بعينه صاحبه يلي روّح سيارته تالف يوقّف الليّ طيحه ، ينزل له بدمّه بترنّحه وما عادت لنصار قدرة نفس من المنظر المرعب قدامه ، من الضّرب المستحيل يلي صار بلحظة من صراخ نهيّان وبكاه ومن حاكم اللي يركض كأنه فقد دنيته ، ما عاد عرف يتنفّس من صاحبه يلي مشى بعد ما حرق صادمه لخطوتين يطيح بعدها ، تنهار الدنيّا بعده من صراخ حاكم ونحيبه ومدّ ذياب يده يقفل الجوال لأنها ترن بأذنه بشكل مؤلم وما كان إلا السكوت ، شديد السكوت نصّار يذكر تفاصيل لكن أُنعشت ذاكرته بشكل مؤلم بهاللحظة ، أنُعشت لكل ضحكة قبل السباقات ، تذكّرت كل مرة وقف فيها ذياب خلفه عند باب سيارته يخاف يحصل له شيء وما يردّه عن شيء يحبه ، لكن المهم يكون معه ونُفض صدره بشكل مؤلم ترجف نبرته لأنه ما يتخيّل : كنت ناوي أزعل لو ما جيت لي ، كنت أقول ما بتجي لي ومصدّق ويوم دخلت ! يوم سمعت صوت سيارتك ويوم قال نهيّان حي عينه الذيب أنـ
مسح ذياب على أنفه بهدوء ياخذ جواله : خلاص يا نصار
ما كان مستوعب يحسّ قلبه بيطلع من محلّه ، شتت نظره لثواني لكن داخله يحترق بشكل غير معقول وإحترق داخل ذياب كله من لمح عيون صاحبه يلي غرقت تماماً يشتت نظره : نصّـار !
هز راسه بالنفي ترجف نبرته : وفوقها تقول تدري بي ، البلاء إنك تدري بي وودي ما تدري ودي تفجّر بي عشان ترضى ، ودي تقول وش له تغلط بحقي يانصّار وش سويت لك ؟
↚
‘
ناظره ذياب لثواني بهدوء : وتتحمّلها لا قلتها ؟
لف نصّار نظره لذياب من الجدية بنظرته ينخطف كله لأنه فعلاً ما يتحمل " العتاب " من ذياب والضرب عليه أهون ، وهز ذياب راسه بالنفي : أمك موصّيتني عليك
فتح الباب ينزل ، ونزل نصّار بالمثل كله تحت أنظار قصيد يلي لمحت ملامح نصار وللآن عقلها ما يستوعب التواري يلي حصل وليه قرر يكلّمه داخل السيارة ما تشوفهم لكن ملامح نصّار ترعبها ، من لف ذياب نظره لنصار يسكر الباب خلفه ولا يلتفت له يرعبها وسكنت ملامحها بذهول من توجه نصّار يضم ذياب ما عاد تكلّمت ، تلعثمت تختلف لغتها مباشرة لأن ذياب وقت لف ما توقع مجيء نصّار له بهالشكل : كيـف !
ما تصدّق عينها المنظر يلي تشوفه قدامها ولأنها تفهم ، هي صارت متأكدة إن نصار أخطى بحق ذياب بطريقة ما وإلا ما كان هذا شكله ، ما كان هذا إنهياره وعضّت شفايفها لثواني من حضن نصّار له وتنحنحت : ماشاءالله يعني بس كثير ، يليق عليه يضمّني بس
ما إستوعبت إنها تكلّمت ما فكرت وبس ، وشتت نظرها مباشرة لأن كان مقصدها ضخامة ذياب يليق عليه قربها هي مو مثل نصار لأنه يصير حضن مهيب : قصيـد !
-
شدّ ذياب على كتف نصار يلي إنهار بشكل ما وكّلها تراكمات أفكاره ، لأن صاحبه قلبه " حنون " بشكل مؤذي وما يتحمل فكرة زعل أحد منه يكبّرها بعقله لو ما كانت تسوى وما يقدر يعيش ، ما يقدر يتعايش ولهالسبب إنهيار نصّار الحالي يلي فعلا ما يعيش أموره طبيعية وشدّ عليه يبيه يخف إنهياره بتأكيد : الأمور طيبة ، وضلوعك سليمة الحين لكن ما ظنّتي تكمّل إن ما وقّفت الدخان يا نصار
سكنت ملامحه يرجع خطوته للخلف ، عرف يغيّر كل إنهياره ويكتمه بالذهول : شلون ؟
هز ذياب راسه بإيه بهدوء يناظره ، وعضّ نصار شفايفه : تراقبني ؟
ناظره ذياب بمعنى " تخيّل " ، ومسح نصار على ملامحه يرجع توازنه : يعني من إنت عشان اراقبك ، هذا المقصد ؟
هز ذياب راسه بإيه بتأكيد : من إنت ؟
ناظره نصّار لثواني ، وكشّر نصار مباشرة يتكي : ولا أحد بس واحد تمشي للموت دونه ، هذا أنا إذا ما عـ
ناظره ذياب يشتت نظره بهدوء : نهاية جملتك بتبكي
كان نصار يمثّل اللامبالاة والغرور بردّه ، ومسح على ملامحه لأن فعلاً كل ما فكر تهتز ضلوعه : ما يكفيك ما أدخن قريب حولك عشان صدرك ؟ بعدين تراني معلّق شماغك قلت يمكن سبحان الله ما تسمح لي أتكلم وتوصلك الرسالة وتندم علي بعدين
هز راسه بالنفي : جاي الشتاء ، بك وإلا بدونك ثاير
إبتسم نصار يلي رجع لعادته بالعباطة مباشرة بمجرد ما ضمن إن الأمور طيبة ، وإنّ صاحبه يحبه ولأنه لو فكر أكثر ذياب وشلون يحبّه بينهار من بكاه : تقول لي متزوج وعريس ؟
_
-
‘
ناظره ذياب ، وإبتسم نصّار : الرجال يقول أقلط
لف ذياب نظره له ، وضحك نصّار : تردني وأنا عند بابك بعدين ودي أشكر بنت الشاعر لأن أول ما طلعت لي كنت ثاير وقلت بس بيشوف الشماغ ويتحسّر عليك يانصار مافيه مجال للكلام
هز ذياب راسه بالنفي : ما تتوب ؟
هز نصار راسه بالنفي مباشرة لأن ذياب يقصد طبعه بتخيّل الاسوأ دائماً : لا ، إنت لو شفت وجهك معي حمدت الله إني معلق الشماغ قلت عالأقل لا جلدني ومتّ يزعل علي بعدين يقول معلّق شماغي
هز ذياب راسه بإيه يبيه يخلّص كلامه ، وإبتسم نصّار بعبط الدنيا : طلع الشماغ ماله داعي من يوم عطيتني ظهرك ودخلت رجعت لي واحد ثاني ونتفاهم بالسيارة ولا لك نية عنف ، تأثير المدام أقـو
مسح ذياب على ملامحه وضحكت قصيد بذهول لأن ما بدر من ذياب تصرّف لكن نصار إنتفض يمشي للجهة الأخرى يودّعه والظاهر حتى جملته ما كملها : عبيط !
فتح نصار الباب : بس تبي الصدق ؟ منوّر وجهك
هز ذياب راسه بإيه : روّح الله يستر عليك
نصار : الشتاء وين تبينا نروح ولا تقول الرياض ! الشمال ؟ وإلا الجنوب ؟ ودّي الصـ
سكت من إستوعب إن ذياب صار متزوّج ، وهز راسه بالنفي : مو معقول تروّح معها وتسحب علي صح ؟
هز ذياب راسه بالنفي : تبي تبكي إنت بس ما تدري شلون
هز نصار راسه بالنفي ينطق آخر أعياده : أنا لو متزوج سحبت عليها ورحت معك ما عندك خوّه إنـ
ناظره ذياب بذهول ، وسكت نصّار بذهول : وزوجتك هي إختي ورد ! ورد أختك زوجتي
من نظرة ذياب هو تلخبط كله ، وأشّر بالوداع يركب سيارته مباشرة وضحك ذياب فقط لأنه غير طبيعي وعدّل أكتافه يرجع للداخل : قصيـد
هي ما رجعت لمكانها لأنها وقفت تتأمله ونسيت إنه بيدخل عندها ، عضّت شفايفها تتعدل لكنه يعرف طبعها وكثير وقت ودّها تخبي شيء ، يعرف نظرتها ولأنها ما مشيت له : وش قـلتي ؟
هزت راسها بالنفي مباشرة : مين قال ؟
توجه لها ولمح إنها توتّرت : وش قلتي؟
ناظرته لثواني : ما قلت شيء ! ما شفت أصلاً أنا
هز راسه بإيه وتنحنحت : كان يأشر على الشماغ بالسيارة .. حقك ؟
هي عرفت من أول ما شافت إشارة نصار وأول ما لمحت طرف الشماغ بإنه ذات الشماغ يلي علّقه ذياب عند رأسه بالمستشفى : حقك
كان هدوء مستغرب منها “ حقك “ وبعّدت عينها عنه بتمشي لكنه ما بعّد يوقفها قدامه بهدوء : إيه
إنتبهت إن عينه تتفحّصها تتكلم مباشرة قبل يتغيّر تفكيره : يحبك نصار ، يراضيك ويوريك و
هز راسه بإيهوما فهم لوهلة لكن صار له كامل الفهم من خجلها يلي تحاول تسكّته : كملي
رفعت أكتافها لأنه بيستعبط عليها وتمثّل العادية تماماً : ويضمّك ! يحبك يعني نصار
هز راسه بإيه بهدوء : وإنتِ؟
_
‘
تعرف إنه يستعبط ومع ذلك ما يفشل نهائياً بإنه يشدّ نبضها ، مستحيل يفشل ويعرف هالشيء لأنها تشوف نظره دائماً وين يكون وهز راسه بإيه : وإنتِ قصيـد ؟
عضّت شفايفها لثواني لأنه يوتّرها : ذياب ! ما أكلـ
قطع كلامها مباشرة يكرر سؤاله : وإنتِ ؟
عضّت شفايفها لثواني مباشرة : وش المفروض أقول ؟
هي الكلمة على طرف لسانها ، يشوفها من عيونها إنه تحبّه لدرجة غير طبيعية لكن ما يدري ليه ودّه يسمعها حروف منها ويشوف إن يوتّرها بطريقة ما لكنه مصر وما نفّذت هي هربت منه فعلاً تتوجه لمكانها ، تجلس ولفّت نظرها له كأن ما صار شيء نهائياً ولا كأنه يهمها : ما أكلت !
جلس بجنبها فعلاً يرجع جسده للخلف ، ومثّلت إنها ما تشوف لأنها تحس نظراته أصلاً وتدري لو لفّت هي بتنطق " أحبك " وأكثر ، لو لفّت هي بتضمه لأنها تليق عليه وتوُردت ملامحها بمجرد تفكيرها يبتسم هو ، يبتسم لأنه يدري ببالها ووش بخاطرها ويدري وش تفكّر فيه بالضبط ولهالسبب نطق بهدوء : بيصير .. تعشّي
لفت نظرها له لثواني بعدم فهم وسرعان ما غصّت من نظراته بذهول يمد يده لظهرها : أبوي بسم الله عليك
كانت يده لظهرها ، ويد أخرى مدّت لها المويا ولمحت إنه يبي يضحك تناظره بذهول : ذيـاب !
_
« بيـت حـاكـم ، العصـر »
عدل حـاكم شماغه تحت نظرات ملاذ يلي تشوف سُروره من عينه لكنه يعرف يخفيه ، يعرف يلعب فيه على كيفه وإبتسمت لأن هي من صباحها ومعرفتها بإن ذياب وقصيد جايين اليوم يمرّ خاطرها شعور ما تقدر توصفه : تتذكر أول مرة جات فيها قصيد بيتنا ؟
هز راسه بإيه : كل شيء عن هالبنت .. أذكره
هزت راسها بإيه بتفكير : كان ببالك إنها بتصير لذياب ؟
هز راسه بإيه : إيه ، كان ولازال يختلف معها ولدك
تعجّبت لثواني ما تستوعب ، وهز حاكم راسه بإيه لكن كان من ملاذ الرفض : ما قد بيّنت ولا لمحت شيء
عدل حاكم أكتافه بهدوء : لأن ولدك والحجر واحد ، ما يبيّن شيء ولا دريت إن البنت بخاطره باقيه إلا يوم نطقها
هزت راسها بالنفي ، وكان من حاكم التأكيد يتذكر طفولة ذياب كلها ، ووجود قصيد : من أول مرة يوم جات مع أبوها ، يوم شفت كيف ولدك معها وكيف هي معه قلت تسرقه من نفسه وياخذها ، لمّح نهيان وقلت أكيد ياخذها وبعدها غاب نهيان وولدك من بعدها ماهو ولدك ولا عاد للموضوع طاري ولا يقعد بمجلس به طاريها قلت ما يبي وماهي نصيبه
عضّت ملاذ شفايفها لثواني : وولدك ، ولدنا ياحاكم
هز حاكم راسه بإيه يتوجه لها ، يقبّل راسها : ولدنا
_
« جنـاح نهيّـان وديـم »
إبتسم لأنها تتجهز ويحب يشوفها دائماً وقت تتجهز ما يدري ليه ، لفت نظرها له : والحين وش بيصير ؟
تكتّف يعدل وقفته
‘
: الحين الله يسلمك بما أني ملتزم بالتمارين وشاد حيلي ، بكون بالتشكيلة الجاية لكن
لفت نظرها له يشوف حماسها بعينها ، وضحك يهز راسه بالنفي : دكة ، لكن مو مشكلة إن شاء الله بنلعب
هزت راسها بإيه : كم مرة خربتها علينا للحين ؟ كل مرة بنحضر لك مباراة يصير شيء عكس والحين ودي مرة
هز راسه بإيه : خربتها علينا ؟ بنحضر لك ؟ ودّنا ؟
ضحكت تهز راسها بإيه : أنا والبنات !
هز راسه بالنفي : دام ودك من يردك ؟ تم على خشمي
إبتسمت لثواني لكنها سكتت من تذكرت هالجملة قبل كانت على وش ، ومن مين والحين من نهيان نفسه ، وعلى موضوع مختلف تماماً وبصالحها ويعجبها هالتغيّر والإستقرار خلفه وإبتسم من ريحة العود يلي صارت بالبيت ويسمع أمه وورد ونقاشاتهم : قرّب الذيب
توجه للداخل يلبس ثوبه ، وعدلت ديم نفسها لآخر مرة تمشي للشباك وإبتسمت من لمحت جدّها متعب ، وجدّتها علياء داخلين مع البوابة الخارجية يمشون وتوسّعت إبتسامتها من لمحت عمها حاكم طلع لهم مباشرة من أول مجيئهم يستقبلهم ، يرحبّ بهم وإبتسمت من نظرات علياء لحاكم : نهيّان تعال شوف
توجه لها يعدل ثوبه ، وإبتسم مباشرة يحاوطها لكن ملامحه تهللّت مباشرة من لمح عمته : حيّ هالطول !
ضحكت لأنه نزل مباشرة للأسفل ، وإبتسمت ورد يلي مرّت من عند جناحهم : وش هالجمال ؟ يخزي العين
إبتسمت ديم : قصيد بتجلس عندنا ورد ؟
هزت راسها بالنفي : حسب ما فهمت لا ، بتروح لأهلها
_
« بالسيـارة »
عضّت شفايفها لثواني بداخلها رهبة غريبة من إنها هالمرّة بعد مرور أسبوع بأكمله بتتوجه لبيت عمها حاكم معه ، بتروح لبيت أهلها معه “ عروس “ وهالكلمة ترجّفها بشكل غير طبيعي وما إنتبهت إنها تشدّ على يده ، إنها علّمت على يده من قو شدتها وإنه ساكت ما تكلّم طول الطريق : عورتك ؟
هز راسه بإيه يشتت نظره للشارع بهدوء : بالحيل
تعرف إنه “ معصّب “ لأنه ما شافها ، لأنه وقت جاء عندها وهي لابسة عبايتها وما عجبه لكنه ما تكلّم ، ولأنه ما تكلّم هي ما تكلمت بالمثل : بس أمك وأبوك وورد ذياب ؟
هز راسه بإيه : الظاهر ، تحصّنتي ؟
هزت راسها بالنفي بإرتباك شديد : عادي نرجع بيتنا ؟
لف نظره لها لثواني وهي فعلاً داخلها مرتبك بشكل غريب ، من إنه أساساً طول اليوم غارق بمكالمات شغله وتلمح إن مزاجه ماهو بمحلّه وهي " زوّدت عليه " وقت ما شافها لكن بنفس الوقت هو ما تكلّم ، وهي ما بتسوي شيء بدون ما يتكلّم وهز راسه بالنفي بهدوء : تحصني
هزت راسها بإيه يبرد قلبها لأنه دخل السيارة للداخل ، وما كان منها إلا تنزّل الطرحة لأكتافها تعدل نفسها ولمحت …
_
‘
ولمحت إن نظره لجواله اللي يرنّ يقفله ونزل يوتّر قلبها بهمس : ما فهمت معصب وإلا لا طيب
عدلت نفسها لثواني تفتح الباب يلي مسكه هو لها - كالعادة - يمدّ يده لها لكن سكنت ملامحه من شكلها ، من داعب شعرها الهواء ومن إنه كان على وشك يتكلم لكنها لمست باطن يدّه تنطق توترها مباشرة : يوتّر
كان بيرد لو ما فُتح الباب تبتسم ملاذ يلي تهللّت ملامحها بشكل غير طبيعي من وقوف ولدها بهالشكل ، من يد قصيد يلي تمسك يدّه ووقوفها جنبه : يا أهلاً يا أمي تو ما نّور البيت ! يا تبارك الرحمن يا عروستنا يا هلا !
ضحك حاكم لأن ملامح قصيد خجلت بشكل غير طبيعي تضغط على يد ذياب : ما من غريب تخجلين منه يابوك
هزت راسها بالنفي تبتسم ، تسلّم على ملاذ يلي أخذتها بالأحضان وكثير القُبل تضحّك حاكم وإبتسم ذياب لأن المشهد قدامه غير عادي ، ولأن أبوه - يضحك - وعدل حاكم أكتافه يسلّم على ولده : يا هلا بكم يا ذياب ، حيّاكم
سلّم على أبوه يشدّ يده ، يقبل راسه وتمنّى حاكم يضمه ما يدري ليه لكنه ما تجرأ ورجعت خطوة ذياب للخلف يبتسم من سلام أمه على قصيد وإنهم يهمسون ما يسمع حوارهم لكن يشوف ملامحها ، إبتسمت قصيد تسلّم على عمها حاكم يلي شدّ على يدها وردّت : الحمدلله بخير الله يسلمك ويخليك
مرّت ورد من خلفهم وابتسمت : مطولين عند الباب ؟
دخل حاكم ، ودخلت ملاذ خلفهم ذياب وقصيد يلي تنفست جزئياً من استقرت يد ذياب على ظهرها تلف نظرها له بهمس مذهول : تعرف تبتسم !
نزل نظره لها يهز راسه بإيـه بهمس : تعرفين تعصّبيني
إبتسمت من سلّم على ورد يسألها عن حالها ، ووضعها ومن تنحنحت ورد : بخير وكل شيء تمام الحمدلله !
سمع صوت نهيان يناديه : أسلم عليه وأجيك
هزت راسها بإيه يمشي له تكتم ورد صرختها مباشرة : يمه طيب وش يعني عرسان ؟
ضحكت قصيد تاخذ نفس من أعماقها : عقبالك طيب !
ضحكت ورد تمسك جوالها : بعد ما شفتكم ؟ يلا جاهزة
وقفت قصيد قدام المرايا تنزل عبايتها ، تعدل نفسها وعينها على الفيديو يلي صوّرته ورد لاستقبال ملاذ وحاكم لهم وعلى قد ما ضحكت إلا إن سُرق قلبها بشكل غير طبيعي من نظرات ذياب لها : أبيـه
ضحكت ورد : ماصوّرته إلا عشانك أساساً أعرف تحبين بس قوليلي ، ما تعّبتينا حلاوة للحين معقول ؟
ضحكت تعدل نفسها لكنها سمعت صوت ذياب يتنحنح " يا بـنت " وطلعت ورد من جهة المغاسل : جايين اسبقنا
دخل للصالة يلي فيها أبوه وأمه وسرعان ما ابتسم من لمح متعب يلي وقف له : يتنحنح الذيب ، سمعته
توجه له مباشرة يمسك يده : وجاك الذيب بعد
ضحك متعب يبيّن سروره بشكل غير طبيعي ، يسلّم عليه مباشرة ولمح حاكم ..
_