📌 روايات متفرقة

رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم مجهول

رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم مجهول

رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب pdf الفصل السادس والثلاثون 36 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب  pdf السادس والثلاثون 36 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل السادس والثلاثون 36 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم  رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب السادس والثلاثون 36

 رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم مجهول 

رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم مجهول

طلع لأن الموضوع صار بيد أمه يسكّر الباب خلفه ، وناظرها بذهول : صغار ياسلاف ! صغار منها له !
إبتسمت تهز راسها بإيه : هذا وإنت الشاعر تركي !
ناظرها لثواني يسكن لأن كثير أمور المفروض يستوعبها ومن نطقت “ إنت الشاعر “ هو ضحك ، فعلاً ضحك وإبتسمت سلاف : ما تشوفه كيف رجال يبيها وبخطبها ! أفهم كيف تشوفه صغير وبدري عليه بس تردّه ؟ ترى لو خطبتها له ما بتتعب معه كثر تعبك الحين هو بيشد حيله ويعتدل على ما تبي بدون لا تتكلم ، بيكبر أكثر وبسرعة
تركـي : هذا إسلوبك بالإقناع ؟ بيشد حيله عشانها ؟
إبتسمت تناظره لثواني بينما هو سكت تمامًا ، فعلاً سكت : أنا قصيد للحين ما إستوعبت زواجها ، تبين أزوّج عذبي وراها سلاف ؟
ضحكت تهز راسها بالنفي : لا ، عذبي خطبة بس حتى هو قالها زواجه مطوّل من غير شر لين يتخرج ويتوظف ويكوّن نفسه وتقتنع إنت إنه قادر يفتح بيت ، بس خطبة
-
« بيـت حـاكـم ، العشـاء »
دخل حاكـم يشوف كيف صار بيته يضجّ حياة لمجرد وجود قصيد بين علياء وملاذ وبينهم ، إنه ما يفرق بينها وبين ورد لأنها تقوم مع ملاذ كل شوي وبهاللحظة تصبّ الشاي وتسولف مع علياء وتضحك لها وإبتسمت من لمحته ، لمحت نظرته تخجل : معانا عمي ؟
هز راسه بالنفي يمشي بإتجاه جلستهم لمكانه : لا يابنتي الله يعطيك العافية ، إرتاحي يابوك إرتاحي
إبتسمت وهي يضج داخلها بتردد بتسأل عن ذياب ، وإنتبه حاكم لهالشيء : جاي وراي ذياب مع أبوي ، جاي
إبتسمت فقط تجلس بمكانها ، ولفت ملاذ لحاكم : تقول مواعدين أهلها ، المحامي كل شوي يسأل وينها وينها قل له ماله بنت عندنا خلاص بنتنا !
ضحك حاكم من إبتسامة قصيد ، من ضحكت قصيد بنفسها من نطقت علياء يلي تشرب شاهيها : إي والله وش يبي يحاشرنا ؟ بنيّتنا الله يحفظها خلاص اليوم لنا
ضحكت تحمّر ملامحها لأن علياء نطقتها بطريقة قتالة ، وضحك حاكم بنفسه أكثر رغم إنه حاول ما يضحك : ويصبر عنها لا قلنا بنتنا ؟ يجي ياخذها من بينّا
هزت علياء راسها بالنفي بذهول : وإنت هيّن ياحاكم ؟
هز راسه بالنفي : ماني هيّن ، بس المحامي ماهو هيّن
إبتسمت قصيد لأنها تعرف مقدار حب حاكم لأبوها من سنين ، تعرف عظمه وإبتسمت من دخل ذياب يلي يدّه بيد متعب والواضح يخاصمه وهو بالفعل ينطق لجده : ما قلتلك ؟
هز متعب راسه بالنفي وهو بالقوة يلقط أنفاسه ولأنها لمحت ملامح ذياب ، لمحت إنحناءه على جده هي أخذت مويا من قدامها تتوجه لهم بهمس : فيك شيء ؟
إبتسم متعب المرهق لأنه سمعها : ما فيه غير إنه معصّب على شايبه ، معصّب علي
ناظره ذياب لأنه فعلاً معصب ، فعلاً ميت غضب لأن ..
_
لأن جده ما سمح له يصلّي بالبيت معه ، ولا رضى يروحون المسجد بالسيارة وهذا كله يتعبه هو تبتسم قصيد بهمس : يبي راحتك ذياب ، كلنا نبي راحتك الله يخليك لنا
إبتسم يرقّ قلبه مباشرة لأن ذياب يلي يشرّبه من رجفة يديه رغم وقوفه ، وإنتبهت قصيد على لمعة عيونه ترفع نظرها لذياب بمعنى “ فكّ تكشيرتك “ حتى لو كانت لأنه يأوي له ويحنّ عليه ويزعّله تعبه ، وأخذ متعب نفس يشد يده : ما بي شيء يابوك ؟ ما بي شيء يا ذياب الحمدلله
ما كان منه كلام لأنه قبل دقائق بسيطة وقف جده بنصف الخط يعجز يلقط نفسه ، ويرفضه يشيله وإنحنت حتى قامته وهو باقي بالرفض ويحلّفه ما يقربه : بك عناد ما شفته بأحد الله يطول لي بعمرك
ضحك متعب يكح بين ضحكاته ، يرقّ قلب ذياب له وسكر حاكم جواله : يقول نهيّان هم بالطريق جايين
هز ذياب راسه بإيه فقط لأنهم بيمشون ، وتنحنح حاكم يمسح على طرف أنفه : تعال معي المكتب ذياب
لف نظره لأبوه لثواني فقط ، وهز راسه بإيه يناظر قصيد يلي فهمته بإن وقت رجوعه من عند أبوه هم بيمشون وإبتسمت علياء من لمحت نظرات قصيد تراعي ذياب لآخر دخوله : الله يخليه لك ، ويخليك له يمه
كانت على عين متعب بالمثل ، وخجلت بشكل غير طبيعي تشتت نظرها فقط ترجع شعرها للخلف ..
_
دخل المكتب يسأل أبوه مباشرة : متى آخر مرة شافه الدكتور ؟ يوم سألته قال قريّب ولا ظني قريّب
هز حاكم راسه بإيه : بعد عرس ورد جاء له ، وعصب عليه ما يبي يقيس لا ضغط ولا سكر ولا يبيه يقربه ولا حتى كيف الحال يسأله يقوله خلّني بس أنا طيب وما بي شيء
سكت لأن عناد جده غير طبيعي ، سكت يمسح على ملامحه لثواني ورفع نظره لأبوه الليّ جلس بقلق فقط وكثير الأسئله بلسانه نطق أولها مباشرة : وش صار عليها وعلى بنت أخوها يا ذياب ؟ بنت صلاح ؟
سكت فقط يناظر أبوه لثواني ، وهز حاكم راسه بالنفي : تخاف ربك أنت ؟
هز راسه بإيه بهدوء يبيّن له إنه كذلك : بالليّ يخاف ربه
سكت حاكم لوهلة يتأمله : وعمك عناد ؟ يترددّ علي من يوم العرس ساكت ويجي يتقهوى ويمشي حتى أمك مستغربته وأنا لو ما دريت العلم من ديم ما ر
طقّت أعصابه مباشرة لأن هالموضوع ينرفزه ولا له علاقة به ويشوف حاكم هالشيء لدرجة تثير تساؤله : يعني لا تسأل يابوذياب ؟ هذا اللي يقوله وجهك الحين يا ذياب
هز راسه بالنفي : غلطت بحق أحد ؟ ما ظني غلطت بنت صلاح أنا حذّرتها مرة وحذّرتها ثانية ولا قرّبتها لين هي جات لدياري ، ماني ظالم ولاني طاغي وأخاف الله بالّلي يخافه لكن الليّ ما يخاف ربه يدي ماهي قصيرة عنه
سكت حاكم يناظره لأن هالشخصية من ولده بالذات حتى لو يعرفها يجهلها ورجع ينطق : وكله عشانها
هز حاكم راسه بإيه بتأكيد : وكله عشانها وأنا لا شفت يرجع لي الطاري يابوك ، أذكر يوم قلت لك ما تستاهل بنت الشاعر ولا إنت كـ
مسح على جبينه مباشرة لأنه ما يتحمّل هالموضوع من أبوه : تأخرت على أهلها قصيد ، توصي شيء تبي شيء ؟
ناظره حاكم لثواني لأنه يشوف إن باقي جزء " مكسور " بعلاقتهم وكل ما تكلم هو جرّحت أطرافه ذياب نفسه ، هز راسه بإيه فقط يبقى ذياب بمكانه بدون خروج ورفع حاكم نظره : روّح يابوك ما حولك أحد
هز راسه بالنفي يشتت نظره فقط : يمكن جاء نهيّان
سكت حاكم لوهلة يستوعب ، تغيّرت على ذياب أشياء كثير مو بس بعلاقته معه ، تغيّرت عليه أشياء كثير حتى ببيت أبوه ما إختلف على نهيّان ، ولا على ورد لكن عليه هو إختلف لحد الجنون وهز راسه بإيه فقط يطلع : درب
إبتسمت ديم ترفع طرحتها على شعرها ، ولف حاكم نظره لذياب يلي بمجرد سماعه لصوت نهيّان هو نطق : نهيّان ما دخل ؟ بروّح له
هز حاكم راسه بإيه يناظره : بيروّح السيارة ذياب خلّكم
طلع بدون لا يلتفت تشوفه قصيد ، وإبتسمت ديم : والله تو الناس ! ما دريت إنكم جايين لو دريت ما طلعنا !
إبتسمت قصيد تعدل عبايتها : الجايات إن شاء الله ! بعدين قريب إحنا بأي وقت إن شاء الله بنتلاقى !
إبتسمت ديم تهز راسها بإيه وكلهم من وقت الزواج " ميّتين فضول " لأن بعد آخر موقف هم ما لقيوها ، ولا سمعوا عنها خبر نهائيًا والحين تشوفها قصيد ، على ماهي وأطغى ولا كأن مرّها شيء : إن شاء الله
قبّلت رأس علياء ، وسلّمت على ملاذ ورأس متعب وحاكم يلي جاء لها تودّعهم كلهم " لوحدها " بشكل ذوّبها لأن ذياب بالخارج مع نهيّان ولأن عمها مشى بجنبها : ياولد
ضحك نهيّان بتأكيد : قل تم إنت طيب ! بسرعة
هز ذياب راسه بإيه يبتسم له فقط : نشوف إن شاء الله
دخل نهيّان من الجهة الأخرى يشوف ذياب إن قصيد نزلت وبجنبها أبوه ، يشوف نظرات أبوه له وركبت بجنبه تهمس مباشرة : كيف تغيب عني كل هالوقت ذياب ؟
لف نظره لها ، وإبتسمت تحاوط يدّه يلي مُدت بإتجاهها : يسّلم عليك جدك ، لآخر لحظة يقول طمّني ولدي عني
« أسبـانيـا ، مدريـد »
وقفـت تتأمل ساحر الإطلالة ، عمارة مدريد العتيقة بساحر مبانيها وصار لها من وقت مجيئها للآن مفتونة بهالمنظر اللي يقابل كل صحواتها بأيّ وقت ، الصباح أول طلوع الشمس ، العصر ووقت المغيب ، أو حتى آخر لليل وشديد الهدوء فيه وما تملّ منه : ساحرة ، ساحـرة بالجمال
إبتسم وهو من شاف وقوفها بهالمكان جاء يحاوطها : ما تعجبني
لفت نظرها له بذهول : هالجمال والفتنة كلها ما تعجبك !
هز راسه بإيه : فتنة الأرض وجمالها كله قدامي ورد !
_
ضحكت لأنها تفهم غزله يلي ما يردّه داخله ، وإبتسم يترك قهوتهم على الطاولة بالبلكونة : تعالي نتقهوى هنا
جلست بالكرسي تقابله ، وإبتسمت تاخذ نفس من أعماق قلبها كل أيامها تُحاف بالسرور وشديده ، كل أيامها فعليًا " أيام عروس " بدايات حياتها وهالكم من السرور تحتاجه هي مثل ما يحتاجه نصار المبتسم يلي ضحك يسكر جواله : وش تفكرين فيه ؟ وين وصلتي ؟
إبتسمت تشرب قهوتها فقط ، وضحك رغم كل السرور لكنه وقف يمدّ يده لها : تعالي ، جاء لك شيء يعجبك
رفعت حاجبها من أخذ يدها يتوجه لمعطفها يمدّه لها ، من كان منها الإستغراب مباشرة : بنطلع هالوقت؟
هز راسه بإيه يلبس جاكيته ، وعدّلت نفسها بأسرع ما يكون من أخذ يدها بالإستعجال يخرج : على وين !
هز راسه بالنفي ينزل تسكن كل ملامحها مباشرة من صاروا بالساحة الخارجية أمام شقتهم بلحظة ، من إستعجاله بالركض وضحكت بذهول من لمحت وسط الساحة المليانة ضجيج الناس ، السيارات ، الجموع شخص واقف بيدّه خوذة ، وجنبه وحش من جماله تعجز تصدّقه وتعرف إنه يخصّه مباشرة : جبته هنا !
ضحك نصّار يلف نظره له : ما قلتي لي كان ودك تجرّبينه ؟
ضحكت بذهول تمسك كفّه من جاء الشخص يمد له خوذته ، ومدّها هو لورد بدوره يبتسم ، يشكره : مشينا
إبتسمت لأنه يرمي بعض الكلمات بالأسبانية ، لأن عنده خبرة ويبّين من تعامله وأريحيته هنا : قراسيس ؟
هز راسه بإيه : تعلمي منهم كيف يقولون أحبك وقوليها
ضحكت تتأمله من توجه للدباب يلبس خوذته هو ، فعلاً هذا حلم عمرها من وقوفه بهاللحظة يلبس خوذته وعينه عليها وضحك يمشي لها : الحين يشمّون الخبر عاد ويتصّل ذياب ويتصل حاكم ويتصل حتى نهيّان ، إنتبه لبنتنا يانصّار وياويلك لو ما إنتبهت لها
ضحكت تتأمله لثواني : وما بتنتبه إلا لو قالوا ؟
إبتسم يمشي لها ، يعدل لها الخوذة على راسها وهز راسه بإيه يركب ، يشغّله يزأر بعالي الصوت يلي ترك الأنظار حولهم تُورد ملامح ورد وضحك نصّار : تعالي
توجهت تركب خلفه ، تتعالى ضحكاتها أساسًا من شدّت على ظهره لأنه ما صدق تكون فعلاً خلفه ، على دبابه وتشهد على ضحكاتهم شوارع مدريد وطُرقها صرخت سرور ، صرخت نشوة فرح للحظات طويلة وأكثر من صار الضجيج خلفهم بمدة طويلة ومن كان المدى ، كل المدى هي ونصار والدباب فقط لاغير ماتوقعت يكون شعوره " طيـران " لهالدرجة ومن خفف سرعته يخفّ ضرب الريح ويسمع ضحكها فعلاً ، يسمع فرحها يلي نطقته : شعوره يجنن ما تنلام !
ضحك يهز راسه بإيه يتوقف : شعوره أحلى بواجد وإنتِ معي ورد
إبتسمت لأن شعوره فعلاً مجنون ، لأنها " ترجف " من حماسه ومن الرهبة وضحك من نزلت بعد توقفه يشوف رجفتها :…
_
رجفة حماس أعرفها
ضحكت لأن يديها فعلاً ترجف ، لأن شعورها بالجو بالسرعة بكل الإتجاهات "يرجّف " وأخذ يدها بيدّه يخفف رجفتها : أول مره ركبته بحياتي وطرت به ، ما رجفت إلا يوم رجعت البيت جاتني نفضة عجزت أوقف منها
ضحكت تاخذ نفس من أعماقها : ما بتوقف رجفتي شكلها
ضحك يضمّها لأن ما صارت الرجفة بيديها بس ، صارت كلها ترجف وتعالت ضحكاته لأنها مو قادرة تشد عليه : الحمدلله إنها رجفة حماس وإلا وش يفك ضلوعي !
ضحكت لأنه حتى بهالوقت يفكر بأبوها وأخوانها ، ومدّ يده يفك الخوذة عنه وعنها وإبتسمت : حبيبي
ترك خوذته وخوذتها على الدباب ياخذها تحت جناحه ، وإبتسمت من صار يتمشّى وهي بجنبه معه : كذا يعني صار ودك نطلع بالدباب ونطلع نتمشى وتم ؟
هز راسه بإيه : بفكر وبشاور وتجهيز وعلى ما نطلع يروح طعمها ، أنا كل شيء سريع سريع اللي يجي بخاطري أسويه بلحظته
ضحكت لأنها لاحظت هالشيء بشخصيته : واللي يجي بقلبك تقوله بلسانك على طول ما عندك وقت تفكر
إبتسم نصّار : إيه ، ما عندي وقت ، أحبك ؟ إيه أحبك
ضحكت لأنه نطقها على طول تصرخ هي ، وضحك يرجّعها تحت جناحه يقبّل راسها : الحمدلله ياورد
إبتسمت لأنها أكثر من يعرف سروره ، أكثر من يعرف ظروفه وكيف تهيّت فعلاً على وده كل دنيته من محبوبته ، لهوايته ، لأحلامه ، ولقُربه من أهله : الحمدلله نصاري
_
« بيـت تركـي »
كانت الجـلسة تضم تركي ، عذبي ، عيالهم وذيـاب فقط وأشبال فهد وقصيد توجّهت تسلم بالداخل وتشوف الموجودين وهز ذياب راسه بإيه : إيه هو بن عبدالرحمن ؟ مرّني قال المزرعة طيبة وطلعها طيب والنخل ما تعده وقريّبة من مزرعة فلان وفلان قلت وش لي بقربها مالي بها ، قال إنت خذها ثم تدعي لي عليها
هز تركي راسه بإيه بإستغراب : وش سالفته هو وش يبي
رفع ذياب أكتافه بعدم معرفة : له نصيب من بيعتها
هز عذبي الكبير راسه بإيه : دامه شاد حيله كل ما شاف أحد قال له تبي مزرعة تبي تشتري أجل له منها شيء
هز ذياب راسه بإيه ينطق تركي : ما باعها للي حوله ياعذبي ولا فتح عليها سوم جاي يدللّ عليها عندنا
أخذ ذياب الفنجال من فهد : تسلم ، يقول ما يبيها للي حوله يخاف يندم لكن لا راحت للغريب أهون عليه
هز عذبي راسه بالنفي : كلام فاضي ياشيخ الغريب أهون
دخلت قصيد تشوف علامات الإستغراب بملامح أخوانها ، وتوجهت تجلس بجنب ذياب يناظرها فهد : قهوة؟
هزت راسها بالنفي تبتسم له : لا حبيبي شكرًا
نزل ذياب نظره ليدها ، وإبتسم تركي أبوها : لقيتي أمك؟
إبتسمت : لقيتها بس متشوّقين وش السالفة يلي أصواتكم لعندنا منها ؟
نطق فهد بهدوء تام : ريلج يبي يشتري مزرعة هذا موضوعهم
_
لفت نظرها له لوهلة بإستغراب لأن وش الطاري ، وضحك عذبي أخوها يوقف : مطفي الليتات مو فاهم ماعليج منه بعدين شفيك تقولها كذا ؟ سهالات هي ؟
هز فهد راسه بإيه : يتشاورون كأنهم داشين بقّاله يبون علچ وإلا عصير ما تشوف ؟ يبه حياة الكبار تونّس جذي ؟
هز تركي أخوه راسه بالنفي يضحك : محد قال بيشتري
لف نظره لأخوه ، وهز عذبي جونيور راسه بالنفي : موضوع مايهمج حبيبتي لا يعورّج راسج ، قصيد
لأنه توجه جنبها يجلس على ذراع الكنبة نطق تركي أبوها مباشرة يترك فنجاله : لا ، إنت بعّد عن أختك ياعذبي
كشّر تبيّن تكشيرته ، وهز أبوها راسه بالنفي تبتسم قصيد بإستغراب : ليه ؟ مسوي شيء ؟
هز راسه بالنفي يضحك أبوها : لا مو مسوي شيء بس أنا بسألك ، داومتي شيء هالأسبوع ؟
سكتت ملامحها تنتصر ملامح عذبي مباشرة ، تتعالى ضحكاتهم وإبتسمت قصيد يخفق قلبها من ترك ذياب فنجاله يتكيّ فعليًا ينتظر جوابها تهمس له بالإبتسام عشان يغيّر الموضوع : بتشتري مزرعة ؟
ضحك ذياب فعلاً تتعالى ضحكاتهم مباشرة ، تتعالى ضحكات عذبي أخوها يلي إنهار من ضحكه لأنه سمع : تسأله بتشتري مزرعة تقول لي أجل ؟ إيه راح سؤالك يالشاعر
ضحك عذبي أبوها مباشرة : ما عاد تعرف تجاوب الحين
ضحك تركي وهي من لفّت لذياب تدور " تصريفة من عنده " هو إرتاح قلبه ، من ضحك ذياب والحين يلمح نظراته ، إبتسامته الخفية لها بعد ما إنتهى الضحك هو إرتاح قلبه بطريقة ما : ما داومتي يعني ما أدري بك ؟
إبتسمت تهز راسها بالنفي : أبرر لك بالمنطق طيب ؟
هز راسه بإيه ينتظر تبريرها يلي خجلت تنطقه حتى من إستقرت يد ذياب على ظهرها بيسمع هي وشلون بتقول " نومي كان ملخبط " بدون ماهي تفهمها بطريقتهم ، وتعالت ضحكاتهم من كان منها السكوت ونظراتها تكفي يبتسم تركي يغيّر الموضوع : ما عرضها على أبوك ياذياب ؟
إبتسم ذياب يرفع أكتافه بعدم معرفة : ما قال لي
رفعت نظرها لأخوها عذبي يلي يشوف يد ذياب على ظهرها ، ويشوف جلوسه وإن المجلس يضجّ بحديثه مع أبوه بكل ثقة وأريحية بهمس : ريلج يصعّبها علي
إبتسمت لأنها ما تفهمه بهمس : ليه يصعبها عليك ذيابي ما فهـ
توردت ملامحها لأنها نطقت إسمه بهالطريقة ، وكمّل همسه عذبي : كلمت أبوي ، قلتله بخطب ودّ خلاص قال تو الناس وكلام مدري كيف قلتله وش فرقي عن ذياب ؟
ناظرته لثواني بذهول ، وهز راسه بإيه : غبي ، أدري غبي وكلمة قلتها بالغلط بس قولي له يخفّ يسوي شيء أبوك جرحني ثلاث آلاف مرة عشاني قلتله وش فرقي عن ذياب بالغلط والحين يتشاورون على مزرعة بعد وش يرقّع لي
ناظرته بذهول لأنها ما تستوعب : إنت قلت له بتخطب ؟
_
هز راسه بإيه بقلّ حيلة : وأمي قالت الموضوع عندي وماعاد تكلّمت وأنا لا شفت وجهه وبقنعه قلتله ذياب عنده شنب وأنا عندي شنب وما جرحني عليها ؟ قال ذياب يوقف على شنبه الطير خليه يخففه يشوف له حل
ضحكت بذهول لأنه نطق لها ألف شيء بلحظة ما تستوعبه بين إنه قرر يخطب ، وبين إنه يشرح لها الحال ونطق تركي أبوهم : تعال صبّ لي قهوة ياعذبي
ناظره عذبي لثواني لأن القهوة فهد يصبّها العادة : تبي تقوّمني عن أختي ؟ عادي قولها بالصريح الله يحفظك
ضحك سميّه : مشكلتك ذكي وتفهم بسرعة يالسميّ
رجّعت جسدها للخلف تلف نظرها لذياب لثواني وبطريقة ما توجهت عينها لشنبه تتأمله ، ما كان يتأملها كان نظره للأمام لضجيج تركي وولده وعذبي وبقيتهم لكنه همس يلتفت : يوقف عليه شجاع ، ما تدرين ؟
شعّت ملامحها خجل بلحظة لأنها ما توقعته يلتفت ولا حتى توقعت سمع ، عجزت تبعد عينها وهو طبعه مستحيل يبعّد قبلها لكنها الحين تحس حر ، تحس خفق قلبها ويمكن لو ما كان الشبل يلي توسّد حضن ذياب ما بتنتهي النظرات على خير ومسح عليه : متى نسري ؟
وجه فهد نظره لقصيد : بنروح ناخذ قهوة تبين معنا ؟
هزت راسها بالنفي يكشر مباشرة بإن مو على كيفك ، وإبتسم تركي لولده : عمك قال فيه أوراق وملفات جديدة بالكوفي جيبها لي وإنت جاي
أشّر عذبي على خشمه يلف نظره لسميّه : بتجي معنا ؟
هز راسه بإيه : بجي أدفع عنكم
كانت بتطلع من فهد كلمة لكن ضربة تركي أخوه على عنقه سكتته مباشرة يستوعب : نسيت إنك أبوي المعذرة
ضحك عذبي ياخذ ولده تحت جناحه ، وإبتسمت قصيد لأنهم يودّعون ذياب ويهددونه بإن “ جايين لا تروح “ وإبتسم فهد يتنحنح : ترى باخذ لك قهوة على حسابي ، بتقول أنا ويني عنها من زمان وتشكرني عليها وتذكّر
ضحك ذياب يهز راسه بإيه تنبهر قصيد مباشرة بهمس : ما قلت له لا ما أشربها !
إبتسم بهدوء : كريم الولد ما ينرد
إبتسمت من طلعوا العيال يتبعهم عذبي أبوها ، وإبتسم تركي لولده قبل خروجهم : نادي أمك ياعذبي
ولف نظره لقصيد يبتسم : معها شيء متحمسة عليه من يوم العرس قلتلها أنا بعطيه قصيد قالت لا ، أنا بعطيها وياويلك تقول لها بعد
إبتسمت بإستغراب : ما قالت لي شيء !
دخلت سلاف تتوجه نظرة قصيد لها مباشرة ، وضحكت سلاف : قال لك أبوك معي شيء صح ؟
إبتسمت : طيب ما قلتي لي وأنا كنت عندك ! ونظرات بابا أساسًا يعني تبيّن إن شيء واو صارت مناسبة وأنا ما أعرف ؟
ضحكت سلاف تمدّ لها ورقة مستطيلة أكبر من كفها بشوي : ما أخذتيها
رفعت حاجبها يسكن قلب ذياب مباشرة ، يسكن كلّه من كانت رسمة لها ، لفُستانها في زواج ورد وضحكت قصيد مباشرة بذهول : نسيـتها !
_
لفت تبتسم لذياب تشرح له : كانت فيه رسّامة بالزواج بس ما توقعت ونسيت وراح عن بالي الموضوع كله ، ماما مخبيّتها أسبوع عني ليه يعني ؟
ضحكت سلاف تناظرها : قلت لأبوك لمّا تجي أوريها
هي ما ركزّت إن قلبه ماعاد هو بصدره من رسمتها بيديها وهو نفسه ياكثر رسماته لها ، ياكثرها بكل أحواله ووقت طغت عليه هو كان ودّه يرسمها بالألوان والحين يشوف رسمها يشعّ قدامه مثل ما كان يشعّ منظرها بزاهي الجمال والفتنة بالزواج ، يسمع حوارهم عن الرسمة ومن مدت أناملها هي تتأمل تفاصيلها تهلكه : حبيبتي ماما !
لفّت الورقة تشوف خط أبوها بالخلف وما توقّعت تضحك ، تضحك لأن مشاعرها صارت أكبر منها لأنها تعرف خطه ، وكاتب كلمة وحيدة : خزامى ؟
إبتسم يهز راسه بإيه ، وضحكت سلاف لأنها تدري بالخافي : ومو المقصد لون الخزامى وبس ، غرت مره
ضحكت قصيد مباشرة : ولها مغزى وتخبّي عني يعني ؟
هزت سلاف راسها بإيه : تطلعين كل أشعاره ياماما كلها ما غلط يوم سمّاك قصيد أعترف مره
ضحك تركي ، فعلاً ضحك لأن كلام سلاف حقيقة ولأن بنته تعشق أشعاره ولأن عينها تطلبه يشرح الحين ويقول وإبتسمت : شفت ؟ حتى ماما تقول قصيد الشاعر يعني أنا أولى وأول الناس يلي لازم يسمعون ويعرفون بابا
ضحكت سلاف ، وإبتسم تركي : وش تبين تعرفين ؟
إبتسمت مباشرة : ليه جاء ببالك خزامى يعني
إبتسم يهز راسه بالنفي : طرى عليّ يوم كنا بالخيام نقول لذياب أصلي أنا بيتي شعر والبرّ هو ديرة هلي ، أخذنا منها نصّها له وجات مفّصله عليه وعاد الصدف تدرين مطلعها وأولها وش يقول ياقصيد ؟ على لسانه ؟
إبتسمت لثواني لأنها ما فهمت وش علاقة الخزامى بشعره عن ذياب لكن حسّت يد ذياب المستمع خلفها ، وإبتسم أبوها : يقول لا تسألوني ليه أنا عاشق خزامى مُستهام !
تعالت ضحكات سلاف على إبتسامة ذياب المخفيّة ، على ملامح بنتها يلي توردّت تبتسم ، وتضحك لأبوها تعبّر عيونها بشديد الحب وكثيره وإبتسمت سلاف لأنها هي شهدت محبة ذياب لقصيد : ما يحتاج نسأله أساسًا !
لفت نظرها لثواني لذياب ، وضحك تركي يوقف : إي والله
ضحكت سلاف توقف بالمثل : تبي الشاي صح ؟ تعال
هز راسه بإيه وقصيد تدري إنه ما يبي شيء لكن لأنها ماتت خجل هو وده يرحمها ، وضحكت تلفّ نظرها لذياب : شفتني ؟
ذيـاب : بلاي إني أشوف
إبتسمت لأنه يتأملها ، يتأمل الألوان يلي شعّت برسم جسدها وكل تفصيل بفستانها حتى فتحة فخذها وكعبها وحتى بُني شعرها كان غير عادي بالإتقان ومدّ يده للرسمة يتأمل تفاصيلها باللمس : وهي تفصّلك ليه ؟
لفّت نظرها له لثواني : لأن عندي رسّام ما يعطيني حقي بالتفصيـل
_
ما توقّع تكون منها مثل هالجملة تذهله فعلاً : وش ؟
لأنها تعرف نظراته هي عضت شفايفها لوهلة تنتظر منه جواب منطقي ، ونطق بتساؤل : ما يعطيك حقك ؟
لو ما كان دخول سلاف يلي هي خجلت ودّها تصرخ من قربهم الشديد ، ولو ما نطقت قصيد مباشرة : ماما
كان تهرّب لأنه لمح نبض عنقها أساسًا بعد ما نطقت هالجملة ، وتلعثمت سلاف ما تقدر تنطق لكن قصيد إبتسمت توقف لها مباشرة : كنت جاية أساعدك
توجهت مع سلاف للخارج تبقى رسمتها بيد ذياب ، وأخذ نفس من أعماقه يمسح على الشبل اللي بحضنه بهمس وعينه تتأملها : ما تشوف هي وش تسوي بي ؟
لأن الشبل توارى بحضنه هو إبتسم ودخل عمه تركي بالشاي يشوف راحته وإرتياحه : يالله حيّ ولدي ، يالله حيّه _
« بيـت حـاكـم »
جلسـت ديم بين درة ووسن : توق قالت لك يعني ؟
هزت وسن راسها بإيه : كلمتها ، يوم ما ردّت رحت لهم للبيت قلت وش العلم البنت من يوم الزواج ما عاد شفناها طلع عناد درى بالأكو والماكو
سكتت ديم مباشرة ، وتنهّدت وسن : حطت نفسها بموقف مو طبيعي والمشكلة تقول إن هي ماغلطت ! ما غلطت ومصرة تقول كل ما جاء أبوها قالت له هي غلطت عليها وإن مهما يكون الغلط مو عليها لحالها مافي دخان بدون نار لنا أسبوع على هالحالة ما تغيّر شيء !
تنهّدت درة لثواني : وقصيد ؟ قالت شيء ؟
هزت ديم راسها بالنفي تشوف رسالة من نهيّان : لا وش بتقول يعني ، نهائيًا جات شوي ومشيت بس بعدين سألت أمي علياء قلتلها إن عمتي ملاذ ما درت ؟ قالت لا وسألتها إن طيب قصيد ما قالت شيء محد قال شيء قالت لا ، تقول لي العقل له دوره ياديم قلتلها طيب واللي صار بين ذياب وعناد إنتِ شفتيه بنفسك قامت تقول أشعار واللي يقرب حمى الذيب وكلام ما فهمته
ضحكت درة مباشرة : طيب وقفتي وين بتروحين يعني
إبتسمت : بروح لنهيّان ، صبي له فنجال من عندك
عضّت وسن شفايفها : قال لك تعالي ؟ أكيد بنتي مفشلتنا عنده
ضحكت ديم تتوجه للداخل ، لغرفة نهيّان وإبتسمت لوهلة لأنه يلعب والسماعة بأذنه وشدن بحضنه : ولد
إبتسم يبعدها عن أذنه : إسمعي وش تقول شدن ، قولي
إبتسمت شدن تخجل : قلتله بكرة بيلعب معاك البيبي حقكم ؟
ضحكت لأن نهيّان مبسوط عليها : قالت لي أدري ديم عندها بيبي ببطنها ، قولي لوسن ترى بنتها تكبّ عشاهم واجد
« بيـت الشعـر »
إبتسمت تدخل مع بـابه وهي تسمع ضجيج أصواتهم بكل حماس يلعبون " بلـوت " وإبتسم حاكم يلي لمح وقوفها عند الباب ومجيئها : حيّ بنتي ، يا هلا
إبتسمت لأنها ما توقعت وجود عمها حاكم ولو لحظة ، وإلتفت ذياب وسط لعبه لها يشوفها فقط ورجّع نظره من تعالى الصراخ يضحك تركي : الذيب جايع يا قصيـد
ضحك حاكم : إن كمّلناها غلطنا عليك يا تركي إنتبه !
تعالت ضحكات تركي يضرب كفه بكفّ حاكم لأنه يفهمه بشطر " الذيب جايع وشبعـانه حصانيها " بمعنى يشبع الثعلب ويجوع الذيب وفرق الصفات واضح ، وإبتسمت قصيد على كم السرور والصراخ والضحك بينهم ويد ذياب الليّ تسجل بالقلم على الورق تسأله : مين فاز ؟
إبتسم ذياب : يقولك الذيب جايع ، أبوك روّح علينا
ضحكت تجلس بجنب فهد اللي مدّ لها كوب قهوة تبتسم : ما لقيت ذياب لما شربها ، عجبته ؟
هز راسه بإيه : عجبته بس مدري شفيه قال لي عط المهيلة حقها وتعال إنت دوّرني لو بغيت لها بديل
ضحكت لأنه يقلد طريقة كلام ذياب وكل إنتباهها لأحاديثهم بخصوص خسارة ذياب وحاكم بهاللحظة وضحكات أبوها وعذبي الكبير ، النقاش يلي شدّته مستحيلة وضحكاته أكثر وإبتسمت تشرب من قهوتها وعينها تتأمله ، تتأمل إبتسامه معاهم وتذكّر حاكم يلف نظره لقصيد : يوم شفتهم مستعجلين ينادون بالبلوت نسيت ، عمتك مرسله لك معي شيء كان ودها تعطيك وإنتِ عندنا بس ما جابوه لها بدري
إبتسمت لثواني بإستغراب لأن ما يطري بالبال ، وكان على وشك يقوم لكن يد ذياب مسكته : إرتاح إنت
هز حاكم راسه بإيه يمد مفتاح سيارته لذياب يلي نظر فيها لثواني تبتسم : بجي معـاك ذياب
هز راسه بإيه توقف وكوبها بيدّها ، وطلعت من بيت الشعر معاه من لبس شوزه وهي بالمثل تبتسم لأنه يشوف لو بتنحني : وش هالنظرات طال عمرك ؟
لف نظره لها لثواني : نظرات اللي أبطيتي عليه ، وينك ؟
إبتسمت تمشي بجنبه ويدها تشد على كوب القهوة : جلست معاهم ، ما دريت إن أبوك جاء محد قال لي
هز راسه بإيه يفتح سيـارة أبـوه : قالوا له بلوت تعال ربّعنا إن كنت فاضي قضى شغله وجاء
هزت راسها بإيه تدخل يدها بجيبها : الجو برد ، صح ؟
رفع نظره لها يطلّع مزهرية الورد الكبيرة حجمًا من على مقعد الراكب من سيارة أبوه ، وسكنت ملامحها تبتسم ، تغرق ملامحها بالكوب بخجل مباشرة : ما توقعت !
_
إبتسمت لأن ألوانها ملفتة ، لأن تشكيلها غير عادي “ مُنعش “ ومن كل الورود بتناسق غير طبيعي لكن يدها إمتدّت لنوع واحد من بينهم بالذهول : بيـوني !
إبتسم مو لأنه ميّز الوردة ، ولا لأنه عرف وش تقصد لكن لأن حماسها بهاللحظة - مو عادي - : تعجبك ؟
إبتسمت بذهول : أعشقها ذياب ! شكلها حلو وترمز لأشياء أحلى والأهم ما يحبونها كثير يمكن بس أنا اللي أحبها ، كيف عرفت مامتك ؟
هو ما يعرف يعبّر عن شعوره لكن وقت تسولف بمثل هالشكل ، وتسأله بالمنطقية اللي ما يدرّكها هو عندها هو وده ياكلها ، يخفيها ، يهرب بها وما يكتفي : مالي علم ، ما يحبونها كثير ؟
إبتسمت تهز راسها بإيه ورفعت نظرها له لثواني لأنه يعرفها ، لأنه يفهمها وضحك يهز راسه بالنفي : طوّلنا
إبتسمت تتأمل الورد ، وتتأمله بنفس الوقت هالكم من الراحة فيه يعجبها ، يهلكها بالإعجاب لأن شخصيته وهو مرتاح فرق غير عادي عن شخصيته وهو وسط الضغوط والهموم وطلع فهد من بيت الشعر يهمس لنفسه من لمح وقوفهم قدام سيارة حاكم ، وفازة الورد الكبيرة بحضن ذياب شايلها ويّد قصيد تلمس الورد : رومنسيات وحركات ، ذيـاب يقولون لك تعال يبون صكة ثانية
رفع نظره لنداء فهد يلي أشّر مباشرة : هم ينادون مب أنا
ضحكت قصيد تهز راسها بالنفي : بتصلي الفجر هنا تدري ، روح لهم وباخذها لماما عشان تشوفها تمام ؟
هز راسه بالنفي من مدّت يديها : أدخّلها لك ثقيلة عليك
إبتسمت لثواني تتوجه لمدخل بيتهم ، ودخل ذياب خلفها يتركها على الطاولة قدامه وإنتبهت إنه ما يرفع نظره تضحك : أنا بنتهم الوحيدة لو ناسي مافي أحد
هز راسه بإيه يأشر : لا تحركينها من محلها المهم
إبتسمت لثواني : لو بعدين بدخلها أكثر أناديك ؟ مو منطقي شوي
ناظرها لأنها تستعبط عليه ، لأنها “ تلعب “ : بنـت
ضحكت لأنه ما يمزح ، وطلعت سلاف يلي سمعت أصواتهم أساسًا يرجع ذياب لبيت الشعر وإبتسمت هي : وش هالخجل ؟ أضيّع مين الورد هنا بعدين وش هذا !
ضحكت تاخذ نفس من أعماقها : عمتي ملاذ أرسلتها خجلت ! خجلت عمي حاكم قال عمتك أرسلتلك شيء ولما رحنا طلعت هالفازة
ضحكت سلاف : يحبون بنتي والله ، أحد يحصل له قصيد وما يحبها ؟ ما يدللها ؟
ضحكت ترجع شعرها للخلف لأنها فعلاً خجلت ، وإبتسمت سلاف : إرسلي لعمتك ، وسلّمي على عمك بعد
هزت راسها بإيه ، وطلعت نيّارا تضحك : قصيد روحي عندهم ، عذبي يقول نادوا بنتي تشوف
_
جلست بجنب فهد وعذبي وتركي المتحمّسين لجلستهم وتعالى الضحك من رفع عذبي أبوها يدّه يشدّ بإستعراض عشان تشوف عضلاته : يبه قصيـد تشوفين ؟
ضحكت تحمّر ملامحها لأن عمها يقوله “ إلعب أخلص “ ومن
_ومن ضرب ورقته بالأرض بكل قوته لأنهم على وشك الإنتصار : تشوفين ؟
ضحكت يضرب على ظهرها تركي أخوها من كحّت ، وإبتسم ذياب يناظرها : لا تحدّنا
لف حاكم نظره لذياب : يحدّنا يابوك ، يحدّنا يا ذياب
ضحك تركي يلف نظره لقصيد : من تشجعين؟
ضحكت لأنها ما تجاوب هالسؤال نهائياً : باخذ حقي بالحياد هنا !
ضحك ذياب أولهم لأنه منتظر جوابها ، لأن نظرتها مرّت له عابرة ومن لف عليها أبوها عذبي هي مدّت يدها تشرب قهوتها مباشرة : الحياد ؟ شنو على كيفج يعني ؟
ناظرته لثواني يهز راسه بإيه ، يبتسم مباشرة : إيه على كيفج أكيد يبه على كيف منو يعني !
ضحك فهد يجمّع يديه عند فمه : يالخفيف ! يالخفيف
ضحك ذياب من كمّلوا من جديد بين شدّ ورخاء منهم كلهم ما وقّفت الصكات مرة يكون الفوز لعذبي وتركي ، ومرّة لحاكم وذياب وما يرضونها بالتعادل يبون الفاصلة يلي هلكتهم كلهم يرمي عذبي الورق : ياشيخ روح ياشيخ
ضحكت قصيد وهي فعلاً هُلكت من كثر ما ضحكت ، وضحك ذياب يوقف : ما يعجبك العدل ياعمي ؟
هز عذبي راسه بالنفي : أبوك يهددني بعينه ما شفته ؟
ضحك فهد بذهول : وتخاف منه يعني ؟
لف حاكم نظره لفهد يلي نطق مباشرة : محشوم عمي بس قدوتي أبوي بشوف هو يخاف وإلا ما تروّعه
ضحكت قصيد تمد يدها من كان عذبي بيضرب فهد لأنه مذهول ، وكشّر عذبي : يخاف وإلا ما تروعه شهالحركات
ضحك فهد يتنحنح : إنت لا تفهمني غلط الله يهديك يبه !
إبتسمت من جلس ذياب بجنبها يسند ظهره مباشرة ، ولفت نظرها له بهمس : طولت جالس بدون مسند وراء ظهرك ، تعبت ؟
هز راسه بإيه بهمس يشوف جوالها بحضنها مفتوح على صورة الورد : هلكني أبوك الله يحفظه ، أشوف
إبتسمت تلفه له ، ولأنها حطت قلب باللُون الوردي يمثّل شعورها ، ويمثّل أغلب لون الورد ورفع نظره لها تبتسم : شربت القهوة ، كيف ؟
أخذ كوبها بيدّه يشوف إنها شربت قهوتها : تعجبك إنتِ؟
ضحكت تهز راسها بإيه ، ومدّ يده للقلم يتأمل كوبها يدري تحبّ الكتابة على الورق ، على الصور ، حتى على أساورها وخواتمها وتحبّ الدلال اللي يليق لها لكن هو لسانه ما يشبه الشاعر ، ولا تعبيره يشبهه لكنه يعرف أغنية ، أغنية جزء منها قد قاله قاصدها “ مكاني من البيوت ومن الصحاري “ ، والحين بهالسرور كله يطري عليه جزء آخر منها يسطّره على كوبها “ ألف غصن من اليباس .. فز لأجلك وانثنى “ وكانت عينها تشوفه ، تشوف كيف سطرها يخفق قلبها تبتسم : ما أرق الرياض تالي الليل ؟
هز راسه بإيه يتأملها ، وكمّلت تعرف بتجرم به : ويقول لو أبي خذتها بيدها ومشينا
هز راسه بإيه يهمس لها بأول كلامه : أبي وباخذك ، حنا نستأذنكم ياعمي
_ما توقعته ينطق بهالسرعة لكنه فعلاً ما عاد عنده وقت ، ولا حتى صبر ووقف حاكم بالمثل : إي والله تأخر الوقت ، كثر الله خيرك يابوعذبي ما قصرتوا ولا قصر أبوتركي
إبتسم ذياب : وما قصر فهد ، كثر الله خيره
إبتسم فهد مباشرة تضحك قصيد : ومبسوط يعني !
ضحك يأشّر بالتأكيد ، ولفت نظرها لذياب يلي يدّه على ظهرها لأنها واقفة جنبه : بروح آخذ عبايتي وشنطتي
هز راسه بإيه : ولا تجيبينها ، أجي آخذها أنا
نطق فهد المبتسم : لا والله ما تروح ، أنا آخذها عنك
ضحك عذبي : يوه عاد الحين لو تبيه يشيلك ما يقول لا
إبتسم ذياب يضرب على كتف فهد اللي مر يمشي معها وطلع هو يودّع أبوه وعمه تركي وعذبي مع عيالهم وكانت دقائق لحد ما خرجت قصيد تودّعهم وتركب يترك فهد الفازة بالخلف يبتسم له ذياب : ما قصرت
إبتسم فهد من توجه ذياب لمكانه يركب ، وأخذت قصيد نفس من أعماقها من حرك لكنها شهقت : رسمتي !
نطق بهدوء تام يكمّل : مشينا خلاص يوم ثاني تاخذينها
ناظرته لثواني بذهول : لا ما بعدنا كيف يوم ثاني !
هز راسه بإيه يتكلم بالصدق : يوم ثاني ، وش تبين بها ؟
لفت نظرها له بإستغراب فقط لأنه ما لف فعلاً لا يرجع دربه ولا لف نظره لها : ذيـاب ؟
لف نظره لها بهدوء يشوف إنها تتأمله لأنه مستحيل يكون صادق ، ومدّ يده يطلع رسمتها من جيبه يمدها لها وإبتسمت : يعني ما نسيتها ، وشو يعني عصبي ياقصيد ؟
هز راسه بإيه : ودك تعصبين ؟
إبتسمت تلف نظرها للورد بالخلف : لا ، أبي البيت بس
ذيـاب : أبطينا عنه
ضحكت تاخذ نفس من أعماقها سرورها بهاليوم غير عادي ، وسروره هو وهذا المهم لكن شعور الإرتياح يلي صار بصدرها بمجرد دخولهم مع بوابة القصر ما تقدر توصفه ، من نزلت تترك طرحتها على أكتافها ويدها تمسك الكُوب ورسمتها ، وتوجه هو ياخذ فازة الورد من الخلف : بك شيء ؟
كان منها النفي تدخل ، وبمجرد دخولها هي نزلت عبايتها تتركها على الكنبة يعرف إن ودها يجلسون بالصالة : ليه
هزت راسها بالنفي تعدل نفسها : وحشني المكان هنا
ترك الفازة على الطاولة أمام الكنب ، وإبتسمت : هلكت مره بس ودي نجلس هنا شوي ، لو طلعنا بنام على طول
هز راسه بإيه يمشي بإتجاهها ، يترك الفازة على الطاولة أمامها وعدّل وقوفه يسأل : وينها اللي تعجبك ؟
أشّرت عليها تبتسم له : بتنسى شكلها ؟ ما تحب لو تنسى
هز راسه بإيه : يعجبك لا كلمتيني كذا ؟ يعجبك الجحود ؟
ضحكت لأنه يعجبها فعلاً وقرّبت من وقوفه : حلو اليوم ؟
ما ودّه بهاللحظة يسولف من صارت مقابل صدره وإبتسمت لأنها تعرف وسُرق قلبها من كان منه الإنحناء فعلاً يقبّلها بهدوء بدون إكتفاء ، يقبّلها عن كم إشتياقه لأنـ
_لأن حتى وهي جنبه ، هو يشتاق وحالته معاها ولها هي بالذات ما يقدر يشرحها لكنها تجيه على قد شوقه وتفهمه بطريقة آسرة تسرقه ، تسرقه لأنه يعيش معها وبها أشياء ما كان يصدّق وجودها وإنها تكون بحياته وإبتسمت بالخجل لثواني من رنّ جواله بجيبه تهمس : أكيد أسامـة
ناظرها لثواني تأشّر بالسكوت لأنه يعصّب ، وطلّع جواله من جيبه فعلاً يكون أسامة وتدري إنه مجبور يرد : ويعصّب علينا يعني مو أنا اللي قلت له يتصل ! بروح الـ
ما تركت يدّه خصرها يرد على أسامة بهدوء : سم
إبتسمت لأنه عبيط لدرجة ما يسمح لها تتحرك حتى وهو يرد على أسامة ويكلّمه وقفّل منه : وش قلتي ؟
قصيـد : ما قلت شيء ، يعني لك أسبوع ما تروح للدوام وتقول لأسامة لو بغيت شيء دق علي ولما يدق كذا تقفل على طول ؟ سم وطيب وزين والسلام عليكم خلّصنا ؟
ناظرها لثواني : ويدق علي الحين ؟ من يدق هالوقت ؟
رفعت حاجبها بذهول : بس هذا ردك دايمًا وبكل وقت
إبتسم لأنه فعلاً ترك كل شيء وده يرتاح ، وده يستريح من كل همّ ووده هي ترتاح عن سوء كل مناسباتهم الماضية ، وإبتسمت تاخذ نفس من أعماقها : أحب مره تدري ؟ ودي نجلس دايم كذا ما يعكّر علينا شيء ، ما يزعلنا شيء نطلع مبسوطين ونرجع أكثر بدون ما يختلف شيء
هي تستاهل ، تستاهل اللي ياخذ من ظروف الرخا وقت ويعطيها ، تستاهل اللي يجيب لها عمر الهنا في كفوفها ونزلت يدّه عن خصرها تاخذ الكوب ، ورسمتها : بسبقك
هز راسه بإيه لأن جواله رجع يرنّ ، وتوجهت للأعلى تراقبها عين ذياب لآخر لحظة من صعودها هو يحبّها ، يعشقها ما إختلف عليه شيء غير إن حبه صار " مليان خوف " بعد ما طمّنها بعد زواج ورد وقال نروح لندن ، ووقت كانت نيّته يصفي آخر حساباته كان همس العجوز وتمتمات هلوساتها كلها بإنه ما بيتهّنى ، ولا هي بتتهنّى معه ولو ما كان يصدق كلامها لكنها هزّته وقت ضحكت بشديد السخرية " الحمدلله إنك تحبها " وعبّرت إن كسرته بتكون شديد حبه لأن هذا جنون ، هذا مو مجرد حُب " ما هدّك اللي يهد الجبال لكن هي تهدّك ، تهدّك بالدرب اللي إنت تدّله وبيصير لو تبعد شرق الأرض وغربها ، فاقدها ، فاقدها " وصعد للأعلى بعد ما قفّل من أسامة يشوف إنها لبست بجامتها ، يشوف إنها هلكت فعلاً من طول اليوم ونطقت تبتسم له : خلصت شغلك ؟
هز راسه بإيه يتمدد بجنبها ترفع نظرها له : بالثوب ليه
نزل نظره لساعته : ما بقى على الفجر شيء بروّح المسجد
كان منها السكوت تتمدد على صدره بإنتظار لصوت الأذان يلي صدح بعد دقائق ، تحس يده يلي تضمّها وسكونه من قبل راسها : تصليّن وتنامين ؟
هزت راسها بالنفي تجلس : بصلي وبنتظرك تجي ما بنام
_« الخميـس »
مر أسبوع بأكمله لكن “ بالثقل “ مو مثل الماضي بالسرور والخفة ، مر يسرق ذياب لشغله من جديد ويرجعها هي لجهاد دوامها يلي تنتظر إنتهائه بهاللحظة لكن عندها مناقشة كان المفروض تتم من زمان لكن بسبب غيابها هم أجّلوا الموضوع بإنتظارها وإبتسمت دكتورتها : ما بغينا ياقصيد ؟ من متى ننتظر جيّتك حتى خصومك ما ودّهم يترافعون ضد أحد غيرك
إبتسمت فقط وهي داخلها مشمئز لأنها ذات بنت القصر يلي كان خصامها مع ذياب “ بسببها “ ومدّت يدها تراجع ملف القضية يلي سُلم لها من قبل وقت : يارب نخلّص
كان المدرج يضجّ بحضور الطالبات ، دكتوراتها ، ورئيسة القسم وتعرف إن بدون كلمة منها الكل يعرفها ، يعرف أبوها ولهالسبب هي جالسة لحد هاللحظة تنتظر يبدون فقط وإنتبهت لرسالة ذياب “ ما خلص دوامك ؟ “ تجاوب بالنفي “ باقي “ وكان منه الإستغراب لأنها طوّلت “ ليه ؟ “
نادت عليها رئيسة القسم تطلب حضورها ، وكتبت بسرعة “ عندي مناقشة “ تقفّل جوالها وتوقف ، تتوجه لهم ولمكان الترافع بالمسرح وإبتسمت رئيسة القسم : كيفك ياقصيد وكيف الوالدة
إبتسمت بحب : الحمدلله ، تسلم عليك كيفك إنتِ دكتورة ؟
هزت راسها بإيه : الحمدلله ، البنات يقولون مجهّزين قضية على مستوى وهم ماشاءالله فريق وإنتِ لحالك ؟
كانت على وشك تقول هي تكفي عن الكل لكن هذا غرور مستحيل وضحكت دكتورتها يلي توّها نطقت لها “ ما بغينا “ : ماعليها خوف قصيد ماشاءالله تبهرك يا دكتورة
إبتسمت تهز راسها بإيه وتوجهت لمكانها ، لمرتفع المسرح يلي بطرفه بنت القصر ، والبنت اللي إستفزتها “ خبرات محامين ما نبي لأن البابا ما راح يكون موجود “ فقط وبقيتهم نزلوا يكونون ضمن المشاهدين وطبعًا التقاضي أمام لجنة تشكيلها رئيسة القسم ، والمشرفات بجنبها وبدأ عرض على الشاشة يشرح القضية لكن قصيد ما رفعت نظرها له نهائي لأن كان موجود بالملف عندها ، أو كانت تتوقع وجوده وبدت تشرح “ لينـا “ بهدوء : بسم الله الرحمن الرحيم ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته معاكم لينـا وبشرح لكم وش قضيتنا ووش موضوعنا لليوم ، أولاً مثل ما تشوفون بالعرض أمامكم هذا محور القضية ، طبعًا كلنا نعرف هيئة الرقابة ومكافحة الفساد …..
شُدت قصيد مباشرة ترفع نظرها للعرض لأن ما كان هذا بالملف ولا كانت القضية يلي بالملف تمس الفساد ولا طرف منه لكنها سكتت من لمحت نظرات البنت الأخرى يلي للآن ما تعرف إسمها لكن تعرف هي من تكون ومن كمّلت لينا بالشرح بهدوء : قضيتنا اليوم ؟ صارت فعلاً وباقي مستمرة لأن كلنا نعرف ما تنتهي الإجراءات بسهولة ، وبنقول قصة بسيطة قبلها ؟ تحصل كثير وياما سمعنا عن شخص يـ….
_..ياما سمعنا عن شخص يتدرّج بالمناصب وصولاً إلى منصب عالي ، أو لأنه كفو لهذا المنصب والأمور تمام طبعًا الشخص المناسب ، بالمكان المناسب ؟ نقولها ، تمر سنة وراء سنة يجون له عيال هالشخص ، حوله قرايب شيء إنت ما عندك وظيفة ؟ أبد وظيفتك عندي أنا منصب على وش ؟ بس هذا كله أموره بسيطة ، سهلة ما يهم لأن وش بيوظفه غير بمنصب بسيط صح ؟
كان النقاش يعلى بالقاعة ، ونطقت “ لُجين “ بإبتسامة توقف : لكن الكلام يصير لما شخص بمنصب ، يوصّل ولده مثلاً لمنصب عالي وبمكان مهم وحساس مثل الوزارات أو الديوان أو مجلس الشورى
هي تأكدت إن الموضوع يمسّها ، يمس ذياب وعمها حاكم ولهالسبب هي جلست على طرف الطاولة بمكانها بهدوء تنتظر نهاية “ الحكاية “اللي بيسردونها فقط وتدخلّت رئيسة القسم : لكن هذا ما يصير عندنا يابنات
إبتسمت لينا : صار يادكتورة ، صار وفُتحت قضية ودعوى وجلسات لكن كم السرية فيها والتكتم عليها يبيّن لك الآن إنها ما حصلت
بدأ التشاور بلحظة ، وإنتبهت قصيد إنّهم يتصفّحون جوالاتهم بحثًا عن الخبر ونطقت لينا : محور قضيتنا لليوم يقول بإن شخص ، بمنصب حساس جدًا وعالي بالعسكرية كان فساده من نوع آخر بإنه يدخل ولده لمنصب عالي وحساس بوزارة الداخلية
سكتت لأنها عرفت ، لأنها تأكدّت من المقصودين واللي يعرف بهالمكان ذياب وحاكم بيعرف إنهم المقصودين لكن كل إنتباهها على إبتسامة لجين فقط تستفزها ، تستفزها وتعاديها بشكل ماله مبرر إلا الجنون وكمّلت لينا : الأمور تمام لو ما كان فساد الإبن ذاته بتسريب ملفات خاصة لوالده بعد التقاعد ولأيّ مصلحة ما حُدد للآن لكن لا يُعقل إن المبرر داعي الفضول ، غير الملفات كان الإتهام بإختلاسات بمبالغ هائلة ورُفعت الدعوى بداية من زملاء هذا الإبن عليه لأن من يكشف فساده لو ما كانوا اللي معاه ؟ وإلا يا قصيد ؟
كانت تتأملها فقط تنتظر النهاية ، ونطقت قصيد بهدوء : يُفترض إنك تتفضلين لي بالأدلة لأن هذا الكلام كله غير صحيح ، وحي خيال
هزت راسها بإيه بإبتسامة مباشرة : شهادة زملائه ، كان الإعتراف منهم جميًعا بإنه يسلم ملفات خاصة جدًا لأبوه
قصيد بهدوء : باخذ شهادتك يا ؟
نطقت لينا : لينـا
هزت قصيد راسها بإيه : باخذ شهادتك فيني أنا ، أنا قصيد وإشهدي عني بأي موضوع تبينه
سكتت لوهلة ، وإبتسمت قصيد لأنها كانت تبي هالسكوت : من غير المنطقي أطلب شخص في خط التنافس معي ، شخص ممكن يكنّ العداوة لي بإنه يشهد ، طلبت شهادتك بي شخصًا الآن وكان منك السكوت حتى وهي ماهي مسألة مهمة وحساسة فما بالك بالشهادة يلي تتكلمين عنها ؟
↚إبتسمت رئيسة القسم تتكي لأن يعجبها هالمشهد ، يعجبها إنه تلاعب أكثر من كونه ترافع : حجّتك يا لينـا
هزت قصيد راسها بالنفي بتنهي الموضوع من أساسه كله : قبل الحجة ، القضية ذاتها مالها معنى ولا لها طائل إستحالة تُرفع قضايا الفساد بهالشكل وإن فُتحت بالواقع ، ورُفعت فعلاً مستحيل تُذكر كامل التفاصيل ، أو يوصل لها شخص إلا بطرق غير نظامية لأنها بكل بساطة مو من حقوقه ، صحيح ؟
لفت لينا نظرها للُجين الساكتة تمامًا ، لأن قصيد فهمت المعنى والمغزى الخافي عن الحضور هي كانت منها هالشراسة بتقفيل الموضوع والقضية تمامًا وهزت لجين راسها بالنفي بهدوء تبتسم : ما ودك نترافع ؟
إبتسمت قصيد بهدوء : تبين الباقي وحي خيال ؟ نترافع لكن قضية حقيقة مثل ما تقولين ، وتفاصيلها وهمية
لا ما نترافع فيها لأن يصير فيها تدليس غير عادي وقتها
ضحكت رئيسة القسم “ تصفّق “ فعلاً لأن هذا المشهد قبل الإسترسال شيء رائع ، شيء فعلاً جميل ووقفت هي بنفسها : ماشاءالله تبارك الله ، ماشاءالله يعني أنا بإسمي فخورة وجدًا بإن هالبنات طالبات عندنا ، تبارك الرحمن
جلست قصيد بمكانها وهي تاخذ نفس من أعماق قلبها فقط ، تسمع مديح رئيسة القسم يلي تشوف إنه “ مشهد “ وما تفهم الخافي مثل الكل بهالجلسة ويتوقعونه شيء عادي وطبيعي لكن هو ماهو كذلك وإبتسمت : طبعًا أنا شخصًا ، من أشد المعجبين بوالد قصيد الله يطول بعمره المحامي القدير تركي آل نائل ، وماشاء الله بنته مثله قمة فالتركيز والدهاء يعني تقفّلت القضية قبل نشوف الترافع ، لُجين ولينا يبي لنا موضوع آخر تترافعون فيه نبي نشوفكم أكثر لو عندكم قضية مالها صلة بالواقع لأن خصمكم شخص شرس وواقعي جدًا ما يرضى الغلط
ضحكت قصيد فقط لأن رئيسة القسم تمدحها بهالشكل ، وإبتسمت لجين تجلس على طرف الطاولة بسخرية قاتلة : المحامي القدير تركي آل نائل ، فعلاً شخصية قانونية بارزة وبما إن بنته ، طالبة معانا وماشاءالله تستفيد من خبرات والدها وقفّلت الترافع مباشرة ، أفضّل نسمع حكاية أبوها منها بدلاً عن الترافع ، شخص مكافح تركي آل نائل صح ياقصيد ؟ نسمع حكايات نبي التأكيد منك
رفعت قصيد طرف حاجبها فقط لأنها حسّت بسوء نية غير عادي ، وإبتسمت لينا بهدوء : أعرف قصته عن قرب ، في حال ما تعرفون تركي آل نائل كان مسجون لمدة لا تقل عن الثلاث سنوات ، كان في حالة تدهور إلى درجة إنه يراجع دكتور نفسي طول مـدة سجنه ، كم مرة دخل السجن أبوك قصيد ؟ كنا نـ
لأن قصيـد وقفت إبتسمت لجين مباشرة لأنها فعلاً نجحت تستفزها ، نجحت لينا تحدها على أقصاها : سوري قصيد لكن قصة أبوك مـ
_قصة أبوك ملهمة ، جدًا ملهمة ونقولها طبعًا بداعي الفخر لأنه مثال كيف الإنسـ
إبتسمت قصيد تهز راسها بإيه وهي تعرف إنه مو داعي الفخر ولا الإعتزاز به ، تدري إنهم جابوا طاريه بسوء النية ورغم إن داخلها يفُور ودها تتعامل مع دناءة الموقف بطريقة أخرى لكن لأنها سمعت الشهقات ، سمعت الهمسات وتشوف الذهول وتحسّه بإن كل إنتظارهم كيف هي بتخجل من أبوها وماضيه هي إبتسمت تتكلم بالثبات ، بالفخر الليّ يشعّ من عيونها : قصـة أبوي تُحكى على لسانه ، وعلى لسان بنته وهي أنا قصيد بنت تركي آل نائل في حال كان منكم شخص ما يعرفني ، أو يعرف أبوي رغم إستحالة هذا الأمر لأن في مجال القانون والمحاماة وبالدنيا كلها الحمدلله أبوي أشهر من نار على علم وتفضّلوا بالسؤال عنه إذا ما وصلكم الصيت للآن بإنه أشرف وأعدل خلق الله في أرضه وأعظم شخص عرفه القانون وعرفته أنا ، وعرفته الدنيا .
ولفّت نظرها للجين وللينا بإبتسامة ساخرة : وظني أكثر من يعرفه إنتم
إبتسمت رئيسة القسم اللي حتى هي توترّت من الحوار تقفّل جوالها ، توتّرت من رد قصيد ومن إن الأعصاب شُدت بشكل غير عادي : إنتهى إجتماعنا ، الله يطول بعمر الوالد ويحفظه ياقصيد تقدرون تتفضلون شكرًا على حسن إستماعكم
كانت تاخذ شنطتها وأغراضها وتتمنى فقط ، تتمنى إنهم ما يقربّون منها لأنها فعلاً ما تمسك أعصابها بهاللحظة ، فعلاً ما تبي تلزم الهدوء يلي موصيه عليه أبوها ولا ودّها حتى تمسك العقل لأن طاري أبوها يُذكر بهالدناءة كلها ؟ كثير على قلبها ، كثير يرجّفها ولفت نظرها للينا من تجمّع الطالبات حولها تسمع جملة وحيدة طلعت منها " والله العظيم حتى له تقارير وسوابق جنائية وأعتقد شخصوه بالجنون شيء كـ" وتركت شنطتها على الطاولة مباشرة : إنتِ
كانت تمشي بإتجاههم وأشّرت لجين للبنات يبعدون فقط ونطقت قصيد : وش تبين توصلين له ؟
لينا بإستفزاز : أسولف عن حكاية أبوك القدير وش بوصل له ؟
إبتسمت قصيد بهدوء : قولي بوجهي وش بتقولين أسمعك
سكتت لأن حتى البنات يلي كانوا مبتسمين كان منهم السكوت ، حتى لجين كان منها السكوت لأن نطقها لجملتها بهالشكل كان غير عادي وما وجّهت نظرها لوحدة منهم كانت على وشك تبعد فقط لكن لينا نطقت : خوفتيني يعني ؟ ما قلنا شيء قلنا الحقـ
لفت قصيد نظرها لها تبتر جملتها ، بإبتسامة تمرر نظرها للُجين ثم للينا : قلت تكلمي بوجهي وما نطقتي يوم جيتك ، تعرفين مصلحتك وحدّك يعني
ناظرت لُجين لينا بذهول من أعطتهم ظهرها تمشي ، ونزلت لينا عن المسرح تتبعها وخلفها لجين يلي مسكت قصيد مع ذراعها : على وين ؟
نزلت قصيد نظرها ليد لُجين اللي تمسكها : نزلي يدك
_
إبتسمت لجين تهز راسها بالنفي : وإذا ما نزلتها ؟
نطقت بإستصغار يثّور لجين تمامًا : ما إنتِ قدي ، نزلي
ضحكت لينا بذهول : ومن إنتِ عشان ما تكون قدك ؟
إبتسمت قصيد بسخرية فقط تنفض ذراعها من يد لُجين ، تمسح على مكان مسكتها بتقرّف غير عادي : لا تجرّبين تلمسيني مرة ثانية ولآخر مرة أقولها وإذا ما تفهمين ، أتكلّم عن اللي صار داخل والشيء اللي وصل يدك والمفروض ما يوصلها ، وصلت ؟
ضحكت لجين بذهول تلفها لكن هالمرة بقوة “ هزّت قصيد “ من كانت على وشك تمشي : تهدديني يعني ؟ هذا الجنون بعينه وعلمه شكله وراثة من الوالـ
ما قدرّت تكملها من كان كفّ “ قاسي “ بالجنون اللي هي تقوله على خدها ، كف يُسمع صداه وتسمع الشهقات خلفه وما إكتفت ، ما إكتفت هي مسكت ذراع لجين بكل قوتها ما تتركها حتى تستوعب الكفّ من نطقت بالغضب : إنتبهي تتكلمين عن مين
صرخت لينا بذهول : إنتِ اللي إنتبهي مع مين تتكلمين !
عصّبت لجين مباشرة بغضب : ما تعرفيني شكلك ؟ ما تعرفيني شفتي قضية الفساد اللي تكلمنا عنها واللي تهدديني بها ؟ إيه هي تخصّ زوجك اللي جدّي بنفسه خلصه من بلوته وفساده وكـ
ضحكت بسخرية “قتّالة “ تدفها عنها فقط : أوهامك هذي وش ؟ ما تشفقين على نفسك ؟ معقول لهالدرجة الرفض يعورّ ؟
سكنت ملامح لجين لثواني بذهول تسكت ، فعلاً تسكت وأكثر من أعطتها قصيد ظهرها تمشي وهي وصل فيها الغضب إلى مرحلة إنّ لو لجين نطقت حرف واحد هي إحتمال تصرخ ، تجنّ من كم الإستقعاد اللي كل مبرراته هي تعرفها ومحد دلّها عليها نهائيًا : مريضة مقرفة
رفعت طرحتها على راسها تشوف إتصال ذياب عليها ، مكالمة من أمها ، ومكالمة من أبوها وجاء الإشعار من ذياب بالأعلى “ قدام البـاب “ تاخذ نفس من أعماق قلبها تلبس نظارتها عن الشمس : خلاص ، ما له ذنب وما صار منه شيء وما سوى ولا شيء قصيد ، ما سوى ولا شيء
لمحت سيارته بالخارج تتوجه له فقط ، تركب بجنبه من فتح لها الباب من الداخل ونطق بهدوء يجسّ نبضها : سلّمي
هزت راسها بإيه تهذّب غضبها ، تحاول : السلام عليكم
لأنه يدري ، هو ردّ السلام فقط يحرك : ودك تعصبين ؟
قصيـد : وليه أعصب ؟
ذيـاب : لأن ودك ، ما أعرفك ؟ , وش مضايقك قولي
كان منها النفي ، ونطق بشبه حدة : قصيـد
كانت على وشك تغضب فعلاً لو ما إستوعبت إنه مو خط بيتهم : وين رايحين إحنا ؟
مدّ يده ينزل نظارتها عن عيونها قبل حتى يجاوبها لأنه يبي يعرف ، يبي يتأكد وبعدّت نظرتها عنه مباشرة فقط تستوعب إنهم رايحين لبيت أهلها وحتى “ليـه “ السؤال ما طلعت منها لأن لو كان لأي عذر ،هي بتغضب بشكل مجنون ومو بسببه كثر ماهو لأن …
_‘
لأن داخلها يفُور غضب للآن وما خفّ ينتبه لهالشيء منها ، ينتبه له بشكل يوتّره فعلاً ..
_
وقف تركي على العتبة وخلفه سلاف يلي تمسك الباب و عينها تترقب فقط ، سلاف يلي ما خفّ خفق قلبها لو لحظة وحدة قبل وقت كانت تنادي تركي “ بالإبتسام “ بإنّ تعال إسمع بنتك عندها مرافعة لكن الفويس الثاني اللي وصلها كان شيء ثاني تمامًا ، كان شيء “بالغلط “ لأن الأول كان فعلاً لجزء بسيط من المناقشة “ تبين الباقي وحي خيال ؟ …. “ وكانت ضحكات تركي الفخور “ ذيبة بنتي ، ذيبة “ لكن الآخر يلي كانت بدايته “ كم مرة دخل السجن أبوك … “ إلى نهاية نطق قصيد بـ” وعرفته أنا “ تسكن ملامح تركي تمامًا ، يسكن قلبه مثل ما سكن داخل سلاف كله لأنه ما تكلم هو توجه لمكتبه فقط والحين تعرف منه إنه طلب بنته تجي عنده والحين تشوف خفق قلبه من نزلت من السيارة تستغرب وقوفه بهالشكل : بـابـا ؟
إنتبهت لوجود أمها عند الباب ، وسكنت ملامحها لأنها من توجهت لأبوها هو قبّل جبينها لوقت طويل بسلامه عليها تستوعب ، تفهم إن العلم عنده وما تكلّمت حتى كانت نظراتها كافية فقط لكن حتى نبرتها تغيّرت : بغسّل يدي
إنتبهت سلاف على إنها دخلت للداخل مباشرة ينتفض صدر تركي غصبًا عنه ونطق ذياب : عمي وش ؟ دقيت علي جبها يمي وجبتها وش العلم ؟
رفعت سلاف نظرها له بهدوء : ما قالت لك ؟
أشّر تركي بإنه يبي الوضع عادي فقط : خلوّها ، تعال يابوك تعال أدخل الشمس حرقتنا ، لا إله إلا الله
كان من ذياب الرفض بذهول : وش خلوها عمي شفيها ! زعلانه معصبة هي من كلمها ؟
شدّ تركي على ذراعه فقط تنتبه سلاف لإنه يبي يطمّنه ويكلمه لكنه هو بنفسه “ عاجز “ بشكل مؤلم ، بشكل يقهر ودخل للداخل يشوف إنّ قصيد صعدت لغرفتها ، إن تركي جلس ينتظر ومثله سلاف الساكنة فقط لكن هو بيجنّ حتى لو الإنتظار دقائق وبالفعل وقفت سلاف : بشوفها ياتركي
قبل يعتدل وقوفها كان نزول قصيد الهادي ، الساكن تمامًا مع الدرج هي نزلت عبايتها ، بدّلت لبسها حتى وما تكلّمت من لمحت نظرات أبوها عليها تجلس بجنب ذياب يلي إنتبه على إحمرار جفونها الشديد يدّل على شدة ضغطها على عينها ونطق تركي : قصيد
عضّت شفايفها لأنها تدري وش بيقول ، لأنها تدري وش بيتكلم وقامت سلاف لجوالها يضحك تركي ضحكة تبيّن قهره ، تبين حسّرته : قصيد تركي آل نائل ، والله والنعم يابوك والنعم
رجفت عينها مباشرة لأنها ما كانت تبيه يدري ، وحرقت قلب ذياب كله مباشرة من لمح إنها رفعت يدها لعينها بعشوائية ترد دموعها من ضحك أبوها ياخذ نفس : خذ العلم يا ذياب ، بنتي أنا يعايرونها بسجن أبوها ، يعايرونها بجنون أبوها وماضيه
_سكنت ملامح ذياب لأن داخل قصيد نُفض كله تمامًا هو يحس كتمتها ، يحس رجفتها وكيف فزّت من عنده تتوجه لأبوها مباشرة تضمّه : ما يهم ، ما يهمني
لأنها تعرف إن حرقة أبوها عليها هي مو على شيء آخر هي نطقت بهالشيء ، نطقت به تحاول دموعها بالقوة لأنها تبي أبوها بس يفهم هالنقطة وضحك تركي يلي حُرق لحد الجنون فعلاً يمسح على خدها : ما يهمها ، تقول ما يهمها قالت لهم أبوي ؟ أعدل وأشرف خلق الله في أرضه وأعظم من عرفته الدنيا ، وعرفته أنا .. بنتي تقوله هذا قصيدي تقوله عني ولهم
كان ودها تصرخ لأنها تتألم من شعور أبوها مو شيء ثاني ، لأن دموعها حرقت خدّها بهاللحظة تقبل يد أبوها اللي تقابلها يهتز داخل ذياب اللي ما عاد يعرف للجلوس محلّ لأنه يشوف ملامحها ، يشوف كيف تصرخ بالإحمرار ووقت قبّلت يد أبوها بهالشكل هي سطّرت موته هو يوقف ، يمسح على جبينه وجات سلاف الساكنة تمامًا تشوف حال تركي ، تشوف همس قصيد له يلي تحاول تقنع أبوها بكل الإتجاهات إنها ما تأثرّت ، ما ضرّها شيء وبالفعل أخذت نفس من أعماق قلبها : ويقولون ، يقولون أمس ويقولون بكرة ويقولون قبل سنين بابا ، يقولون اللي يقولونه ما أعرفك أنا ؟ ما أموت بك أنا ؟ ما أفتخر بك وأقول أنا بنت تركي ؟ ما أقول بنته ؟
ضحك وسط قهره لأنها تواسيه ، لأنها تكلّمه ومتى كبرت بنته لهالقد ما يدري لكنه لا زال مقهور ، لا زال للآن مقهور لأنه يشوف بها حرقة غير طبيعية مهما حاولت تكتمها وكانت نظرات ذياب تراعيها بشكل مؤلم ، بشكل تركي نفسه يحسه لأنها تحترق ويحسّها وهمست لأبوها - بحرقة - فعلاً : أنا ما أرضى ، ما أرضى وأجنّ لو أحد يجيب طاريك بالشين قدامي لو بشيء ما أعرفه بابا ، وما أهتم ! ما يهمني شيء أعرفك وهذا المهم
ضحك تركي ياخذ نفس من أعماق قلبه لأن فعلاً قصيد ما تعرف كامل الحكايات ولهالسبب هالموقف بالذات ضرب صدره بشكل غير طبيعي هو طول عمره يحميها من كل شيء ، هو يمهّد لها دربها واليوم سمع على أذنه وش أول شيء رموه لمسامعها بدرب ما يقدر يمهّده لها ياخذ براسها ، يقبّلها وهزت سلاف راسها بالنفي رغم حرقتها المستحيلة تفرك أصابعها لوهلة لكن الموضوع ما يحتمل التأجيل نهائياً : ضربتي البنت كف ؟
سكنت ملامح ذياب يلف نظره لسلاف ، وسكنت ملامح تركي بالمثل يرفع عينه لها لكن كان من قصيد السكون ، تام السكون وكامله تاخذ نفس من أعماق قلبها ونطقت سلاف من جديد تسأل : ضربتي البنت كف قصيـد؟
_أخذت نفس من أعماق قلبها تمسح على ملامحها ، تعدل شعرها وهي “ تحترق فعلاً “ : وما كان يكفي
سكنت ملامح سلاف فقط تتأمل ، تشوف تركي يلي ما يشوفها وداخلها يضجّ لأن غضب بنتها وحرقتها شيء ، حرقة تركي وناره شيء ثاني ، والليّ سمعته هي توها شيء آخر تمسح على جبينها : البنت راحت تشتكيك تقول مدّت يدها علي ، تقول لرئيسة القسم إما تتصرفون وتفصلونها الآن حالاً وإلا كبرتها بشكل ما يعجبكم كلكم
ضحك ذياب بسخرية يمسح على ملامحه ، على شنبه لأنه بدأ يعصب بشكل مجنون : من بنته هي ؟ من ؟
سكنت ملامح تركي يلف نظره لبنته يلي تعلّقت نظرتها بذياب لوهلة فقط ، من إنتبه إن الموضوع ينهشها تماماً بشكل مهما كان حاولت تداريه هو يفهمه وعض شفايفه ما تمنى تنطق سلاف هالشيء قدامها : سلاف
رفعت أكتافها بعدم معرفة تنحني قدامها لأنها مذهولة وما تخطت كفّ توق توها تُصدم بهالكف : ليه ياماما ؟ ليه يا ياحبيبتي ما أعرفك كذا ! ما أعرفك هاليد ما تضرب ! ما تضرب يا أمي قصيد مو لها !
سحبت يدها من أمها فقط ما بقى بها شيءّ ما إحترق ، ما بقى شيء ما تحسّه لهيب وأكثر من رفعت نظرها تشوف نظرات ذياب لها تحس حتى المكان كله صار يخنقها ما عادت تتحمله ..
_
« مدريـد ، بدايات المسـاء »
كانت يدّه بيدها يصعدون آخر عتبات الدرج وصولًا للبوابة الرئيسية بقصر أبوه يلي يحتفل بمجيئهم اليوم ، يضجّ سرور بجيتهم وفتحت الخادمة ترحّب بالأسبانية يرجف داخل ورد مباشرة : كل شيء أسباني بزيادة
ضحك لأن هذا كان تعليقها عليه وقت شافته بالبدلة وما طال شعورها من ريحة العود اللي إستقرّت بأعماق قلبها ، من سمعت صوت أم نصّار وخالاته يزغرطون تضحك مباشرة : لا ، دخلنا الرياض كذا خلاص
ضحك نصار يهز راسه بإيه : هذا الشوق حبيبتي
إبتسمت أم نصار من أعماق قلبها تتوجه لهم ، تسلّم على ورد قبل نصار : يا هلا ! يا هلا يا هلا تو ما نوّر البيت ! تو ما نورت دارنا هلا بعروس نصّار هلا ببنتنا
إبتسمت ورد تسلّم عليها بالمثل لكن غرّقها الخجل من ضحك أبونصّار اللي يعدل بدلته : على مهلك على البنت ياجمانة ، لا ترتاع ، يا مرحبا بالأسباني يا هلا !
ضحك نصّار يسلم على أبوه : تطقطق على البدلة ؟ إنت قلت لي وإلا أنا مجهز ثوبي بس خربت علي الله يهديك
ضحك يضرب كتف ولده ، وسلّم على ورد يبتسم : باخذه مشوار بسيط لي ربع ودهم يعرفونه وودي يتعرف عليهم ، ما نطول زين ؟
إبتسمت ورد بخجل مباشر : معقول ياعمي ؟
ضحك نصّار : معقول صدق تستأذن من ورد ؟
إبتسم أبونصار يهمس : أخاف يجي أبوها من الرياض بعد
ضحكت ورد لأنها سمعت ، وغمز نصار : إذا ذياب بيجي موافق لا تستأذن
↚….ازعلي يا ورد بسرعة
ضحكت ورد مع أم نصار اللي ضربته بالذهول : توكم عرسان لا تصير دفش ! لا تسمعين كلامه يا ورد هو كذا الله يهديه مدري يشبه مين
رفع أبونصّار طرف حاجبه فقط : مشينا يابوك مشينا
ضحك نصّار : عروستي يمكن ما ودها ، تجلسين لحالك ؟
شهقت أمه مباشرة بذهول تضحك ورد : وليه ما أجلس ؟ أهلي وناسي
ضحك بذهول لأنها عرفت تطيّح أمه ، وتطيّح أبوه يغرقون مباشرة بكلمتها يأشر لها بمعنى إنها مو سهلة ما كفّت الضحكات ، ولا الإبتسامات من مشيت مع أم نصّار للداخل تشوف كل خالاته ، وزوجات خواله ، وبناتهم يلي كان منهم حار الترحيب وشديده يخجلها وإبتسمت سحاب تسلم عليها : يا أهلاً بالعروس ! عاش من شافك .. كيفك ؟ كيف مدريد معاك تعودتي عليها خلاص ؟
إبتسمت تجلس بجنبها : يا أهلاً فيك ، الحمدلله كل شيء تمام كيفك إنتِ ؟ نقول تعودنا بس باقي الشوق للرياض ماله حل
ضحكت أم نصار تقهويها " بنفسها " : البداية دايم كذا بس تتعودين بعدين لا صاروا أهلك وناسك هنا تتعودين
إبتسمت ورد تاخذ الفنجال : الله يعطيك العافية ، يقول نصّار بس أول شيء بعدين تتعودين وشكله هو ما تعود
تعالت ضحكاتهم يبلّغونها بإن نصار " نصّاب " وما يتعود مستحيل وضحكت خالته : إحنا كلنا مصدومين هو كيف جلس هنا بدون لا يقول الرياض ، فرقتي معه ياورد
إبتسمت أم نصار : قلتلك يتعوّد الحين خلاص يربطه شغله وزوجته معه أول ما له إلا حنا ويطفش معنا ما يبينا
ضحكت سحاب تهز راسها بإيه : شكلك بتسحبين البساط عن ذياب ياورد ، أول كل ما قالوا له شيء قال وصاحبي
إبتسمت أم نصار : على الطاري ، كيف حاله ذياب عساه طيب ؟ ما يبي يبشّرنا بشيء قريب بالدرب شيء ودنا نفرح
ضحكت سحاب من تورّدت ملامح ورد ترفع أكتافها بعدم معرفة ، وضحكت أم نصار : كلمت أمك قالت لي عن ديم حبيبتي الله يسهل لها ، وطول الوقت على بالي تقصد قصيد ما إستوعبت إلا يوم قالت نهيّان الله يقومها بالسلامة إن شاء الله ويتمم عليها ويبلّغكم ..
فعليًا كانت تحس بالألفة لأن ما حصل ولا لحظة صمت غريبة ومحرجة ، ولا لحظة تحس فيها رسمية كلها سوالف " إعتيادية " وعادية تبهج صدرها ، تحسسها بإن ما تغيّر عليها شيء نهائيًا ..
_
« أحـد الملاعـب »
إبتسمت وهالمرة هي كان ودها تجي معاه ووافق مباشرة لأنه ذات الملعب يلي جات له مرّة معه وتمشي بممراته تتذكر كل تفاصيله وتتذكر كيف مدّ لها التيشيرت تلبسه وكان ينتظر يشوفها : تتذكر نهيّان ؟
لف نظره لها يبتسم ، يعدل شورته : أتوقع إنها كانت أسعد لحظات حياتي بس الحين ما يمديك تلعبين معي
ضحكت بإعجاب وأكثر من صار يقابلها ، من قبّلها لـ…
_
من قبّلها لوقت طويل ويدّه على بطنها فعليًا “ يسرقها “ من نفسها ، مع نهيّان بالذات على كم الشد والرخاء بعلاقتهم ما توقّعت تحس بكل هالمشاعر له ولا تدري هل هو تأثير الحمل أو حقيقة شعورها لكنها تتأكد دايمًا إنه يناسبها ، إنها تناسبه ، وإنه يعشقها وإبتسم : أحبك
إبتسمت فقط ترجع شعرها للخلف ، ورنّ جواله بإسم أبوه يبتسم : هلا أبونهيّان ، أنا بالملعب تجي ؟
ضحكت تتوجه لخارج غرفة الملابس للمدرج البسيط ، وكانت دقائق بسيطة لحد ما خرج هو بيدّه كورته : أبوي بيجي ، تذكر إنك حامل ما تقدرين تقومين معي
ضحكت بذهول : وإنت لازم يلعب معك أحد يعني ؟
إبتسمت ملاذ تنزل طرحتها على أكتافها : لازم ، معقول ما تعرفين زوجك للحين يا ديم ؟
ضحك نهيّان يهز راسه بإيه ، وإبتسمت ملاذ تتأمل الملعب : طيب فيه كاميرات هنا نهيّان وإلا كيف ؟ ممنوع
إبتسم حاكم بهدوء فقط يأشر على نفسه : هذا الشبل من هذا الأسد ، تسألينه ؟ مقفلها الذيب
ضحكت ديم تصفّر لعمها مباشرة ، وضحك نهيّان يغمز لأمه على إطراء أبوه يلي توجه له يشوت الكورة ويسأل : أخوك كلمك ؟
هز نهيّان راسه بالنفي : لا ، ما عنده دوام ؟ أكيد مداوم
رفع حاكم أكتافه بعدم معرفة ، وإبتسم من لمح ديم وملاذ يسولفون : زين إنكم بالملعب ، ملّت أمك
إبتسم : ما ودكم تسافرون ؟ تجددون الشباب ؟ أمي تمل واجد وما عندكم شيء ولا عيال تنشغلون فيهم خذها وروحوا عيشوا
_
« بيـت تركـي ، الحديقـة الخارجيـة »
هو ساكت لأن عمه أساسًا محترق وما خفت حرقته للآن ، ساكت رغم إن كل مافيه يثور نار ، يثور غضب من إنه لهاللحظة ما وصل لشيء بسبب إن كل ما حاول ينطق له عمه “ خلّيها “ قاصد راحتها وذياب يبي غضبها ، يبي نارها لأن ما بيهدأ صدرها ولا بيقرّ خاطرها إلا لو ثارت وشدّ على راسه فقط يرسل لها “ إنزلي لي وإلا شوفي حل بجيك “
فتحت رسالته وهي تشوفه من الشباك أساسًا لكنها تعرف لو قابلته وش بيصير ، تعرف لو وقفت قدامه بس وش بيصير وهي كل مافيها “ يغلي “ للآن وما خفّ رغم خلو البيت إلا منها ، ومن أمها وأبوها فقط وذياب لكنها تشوفه ما يطيق الجلوس داخل البيت يدور الخارج فقط وأخذت نفس تنزل للأسفل تلمح أبوها ، وتلمح أمها اللي نطقت مباشرة : شعرك مبلول الهواء بارد لا تطلعين
هزت راسها بالنفي فقط تاخذ وشاح من جنبها : مو برد
عضّت سلاف شفايفها ينطق تركي مباشرة : ما كأنها بنتك
ناظرته لثواني فقط تشوف بنتها اللي طلعت تسكّر الباب خلفها ، وأخذت قصيد نفس من أعماق قلبها تشوف جلوسه بالجلسة ومن فز لها مباشرة من لمحها ، فزّ “ ملهوف “ وهو من وقت مجيئهم للآن ما خفت حرقته لأنه يـ
بشكل يشوف “ ناره “ الآن بملامحها من شديد إحمرارها : ندخل ليه تطلعين دام شعرك كذا !
هزت راسها بالنفي يشوف إنها تبي تتكلّم لكن يعاودها بُكاها بشكل يحرق له قلبه هو ، يشوف إحمرار محاجرها ، جفونها ، أنفها ويشوف حتى نبض عنقها اللي تحاول تسكّته فقط : لا تحرقيني ، لا تحرقيني قولي لي
هي رفعت يدها لرمش عينها تبي تقرّ بأرضها لكنها عجزت ، عجزت تكرر النفي ونطق هو برجاء : نروّح بيت الشعر تكلميني ؟ قصيد
لأنه مد يده لدقنها يرفع نظرها له هي ما تماسكت دموعها لو لحظة وحدة تحرق قلبه قبل ما تنساب على يدّه ، تحرقه كله يضمّها مباشرة لأن الجو بارد ويعرف عنادها الغير عادي وصار مع زعلها : تكفين ، تكفين أبوي
ما تدري تغضب ، تحزن على نفسها ، أو تعطي زعلها حقه لكن تدري إن كل مشاعر قلبها وداخلها لهيب من أوله لآخره ، تدري إنها بتطق بلحظة ما لأنها فعلاً ما عاد تتحمّل وهز راسه بالنفي لأن الجو “ ثلج “ من برودته لكن قصيد ، قصيد تحرق يدّه اللي على عنقها من شدّة حرارتها وعضّت شفايفها ترفع أكتافها بعدم معرفة : ما أعرف ، ما أعرف أعصب ؟ أزعل ؟ أصيح ؟ أكتم ؟ أمـ
جنّ عقله مباشرة بذهول يسكتها : قولي لي ! قولي بس قولي من هي وش علمها أدفن سابعها قصيد بس قولي ووش عليك من الباقي إنتِ وش عليك أنا موجود !
هزت راسها بالنفي لأن حرقتها هالكلمة و” أنا موجود “ مو لجين ، ولا لينا ، ولا حتى تفاهاتهم : ما همتني ، ما همتني ما تزعّلني هي ولا يزعلّني غيرها ذياب ! إنت تزعلني وبس ، إنت وبابا وأنا موجود وبس تحرقني ، تحرقني تعرف ؟
سكنت ملامحه لأنه ما يذكر طلع منه شيء ، ما يذكر صدر منه شيءّ وعضّت شفايفها لثواني : حتى ما أعرف المفروض أقول أو لا بس تعبت ! تعبت وأنا ما أعرف شيء وتعبت تسكتون عنيّ بكل شيء يترك اللي يسوى ، واللي ما يسوى يجي يضربني فيكم إنتم ولو ما أعرف ما أقدر أرد ، لو ما أعرف بنفسي ما أقدر أرد تستوعب ؟ بيجلس يتكلّم ويشتم ويقول ويتطاول وأنا بتأمل بس تقصد بابا وذيابي بكلامك ؟ وإلا ما تقصدهم ؟ ما أعرف تقول الحقيقة وإلا ما تقولها ؟ كمان ما أعرف
ما كان يفهم ، أو عقله قرر ما يفهم وضحكت تضغط على عيونها لأنها فعلاً تتألم وحرقها تفكيرها : المرافعة اليوم ، المرافعة الغبية اليوم تعرف يتكلّمون عن مين ؟ عنك ، قضيتهم عن مين ؟ عنّك وأنا لو ما شفت الملفات بمكتب بابا من وقت ما عرفت ، ما عرفت أردّ على عيني بتقول ذياب بن حاكم بطل حكايتنا وقضية الفساد زوج قصيد هو المقصود فيها عندك شيء تدافعين عنه فيه قصيد ؟ تدرين أصلاً ياقصيد ؟
ناظرها لثواني لأنه ما يستوعب : وش ؟ وش تقـ
ضربت صدره مباشرة تـ
_
ضربت صدره مباشرة تمنعه ، تكمّل بحرقتها لأن مو هيّن عليها نهائياً : ولأني سألت ، لأني سألت بابا قبلك ، وسألتك عنها هي من تكون جاوبتني على قد كلّمتي قلت من القصر وبعدها ؟ جيت تبوسني ؟ تراضيني ؟ تنسيّني وبعدها ! وبعدها ذياب !
سكنت ملامحه لأنها تحترق ، لأن ودّها تصرخ ما عاد حتى يعرف يتصرّف لكن يبيها تحرقه لو كانت ترتاح بهالشكل لأنه ما عاد يتحمل : وبعدها ؟ وش سوى ذياب وبعدها
حتى يدها يلي ضربت صدره مرة ، ومرّتين ، وثلاث ما ردّها لأنها ميّتة غضب ، لأنها تحترق بشكل يبكيّ قلبه وفعلاً نطقت : أكرهك ! أكرهك لأنك تركت لها مجال تكلّمني ! تلمسني وأكرهك إنك ما قلت لي كلمة وحدة ما قلت لي حفيدته ! ما قلت لي جدّها قال لي ذياب خذها وتزوّجها وأنا موجـودة ! أنا موجـودة ذيـاب قال لك خذهـ
هو كتّف يديها مباشرة لإنها “ إنهارت “ بكلّ ما تعنيه الكلمة يضمّها ، يضمّها وتو يستوعب كلّ شيء لكنها ما سكتت ، ما سكتت تصرخ من وجعها : وما قلت لي ! ما قلت لي تتركني ما أعرف وأرد وأنا ما أعرف ! ما أعـ
هز راسه بالنفي : تدرين ! تدرين بي أبوي ما به إلا إنتِ ، ما به إلا إنتِ قصيد
كان منها الرفض لأنها ما تعرف ، لأنها لو ما سمعت أسامة هي ما بتعرف وعمرها ما راح تعرف وحتى لو تدري بحبه ، حتى لو تدري بقلبه بهالموقف كان يحرق ما كان كافي ، كانت تسمع همسه “ بآسف “ لكن من كثر ما بكت ، من كثر ما إنهارت ، من كثر ما هدّت حيلها هي بنفسها ما عاد فيها حيل حتى تشدّ على ذراعه تحسّ كل شيء بجسدها ينبض بشكل هي تسمعه وقتلته بمحلّه من حسّ إنها على وشك تفقد وعيها يمسك خدها : قصيـد ، قصيد أبوي
ما عاد يحسّ الدنيا من ركضت سلاف اللي كان كل المشهد على عينها وعين تركي تلمح ثقل بنتها هي بنفسها ، على عين تركي المذهول يلي شاف كيف شالها ذياب لحضنه مباشرة كانت سلاف تركض بعباية لقصيد تركتها بحضن ذياب ، تركض وما بقى فيها عقل لأنها ما تدري تلحق ذياب وبنتها اللي بحضنه يشيلها ، أو تتلاحق تركي اللي يده ما عاد يحسّها لكن تدري إن ذياب طار للمستشفى قبلهم تركض لتركي : ما بها شيء ، ما بها شيء ان شاء الله طيبة طيبة تركي
_
هو ركض يحاوطها شماغه وما يكذب لو يقول ما عاد يحسّ بالأرض تحته لو ما جات سلاف ترمي عبايتها له تصرخ فيه بالمستشفى يمكن بعمره ما إستوعب ودخل تركي خلفه سلاف اللي وقفت بالذهول فقط لأوّل مره تلمح ملامح ذياب بهالشكل : ذيـاب !
ما يحسّها ، ما يسمعها أصلاً يشتت نظره بمحاولة للإستيعاب إن “ محبوبته “ تهاوت بحضنه تعب تفقد وعيها ، قصيد اللي ما ردّ عنها ولا جرح ،ولا جرح من أوّل جروح شجاع ، لكل حدث بعده من …
_
ما ودّه ، لأول مره ما ودّه يمشي خطوة زيادة ودّه ينتهي بمحله من وقف مع الدكتور بالزاوية يحس كل العيون تراقبه ، كل العيون عليه وضغط على عيونه لأنه بيطيح من طوله هذا آخره وما يتخيّل غير إن كل الأصوات بعقله تصرخ لو كانت حامل مثل ما شهقت أمه بقولها ، لو راح بعد إنهيارها المجنون مثل ما نطقت سلاف هو كيف بيشيل هالخبر ، كيف بيتحمّله قلبه قبل ظهره وكيف بتتحمله قصيد الليّ ما ودها ولا هو وده لكن لو حصل ، لو صار وحملت فعلاً يدري إنها بتطير فرح وبتطيّره والحين ، الحين ما يدري غير إن يده تنتفض يضغط على عيونه : وش ؟
_
كانت ملامح حاكم ساكنة يراقب ولده ، يراقبه بكل حركة ويحاول يفهم الدكتور وش يقول لكن فزعهم حوله غير طبيعي ، غير عادي وأكثر من لف نظره للممر بالخلف يسكن من لمح أسامة اللي توارى عن نظره مباشرة يعضّ شفايفه فقط ويرجع نظره لذياب اللي نُفض صدره يهز راسه بإيه للدكتور فقط يمشي له تركي مباشرة ، وما قدر يلمّ كلمتين على بعضها لكنه نطق : طيبة ، الحمدلله
توجه حاكم خلفه ، ومسح ذياب على ملامحه : يقول معها حرارة يبيها تخف وتقدرون تدخلون عندها
سكنت ملامح حاكم من لمح إن ولده يبعد بيمشي ، ومسك ذراعه مباشرة يوقفه : وين بتروح !
هز راسه بالنفي وهو النفضة يلي صارت بصدره غير طبيعية ، غير طبيعية بيهدّ الأرض وراها : جاي
نطق حاكم بذهول مباشرة يشدّ ذراعه : مرتك وتخليّها الحين ! إقعد ماهو طاير أسامة ولا الشغل طاير يا ذياب !
هو رفع نظره يدّور أسامة بعينه وفعلاً لمحه وهز راسه بالنفي فقط يتحررّ من يد أبوه مباشرة يتوجه لأسامة اللي نطق كل قلقه مباشرة : طال عمرك أنا ، سموّه يـ
لأن ذياب ما سمع له كلمة كانت خطوة أسامة تركض للسيارة مباشرة وما ركب مع بقية الحرس ، هو ركب لسيارة ذياب يلي ركب يحرّك مباشرة : طال عمرك بس بـقولك تراه يدري
سكت لأنه يشوف من ملامحه شيء مرعب ما ينوصف وتمتم يتمنى السلامة مو غيرها …
_
« قصـر سمـوه »
جلسـت على أعلى الدرج تتأمل جدها اللي يمشي بالصالة ما قرّت خطوته لو لحظة ، جلست وهي تدري بالنار يلي هي أكثر من أشعلها بخدّها يلي وجّهته لجدها “ أنا ، أنا أنهان ومن مين ؟ من زوجة المحترم اللي تحطّه فوق راسك وقدام الكل تمدّ يدها علي ليه ! ليـه ! “ ودخل ذياب خلفه أسامة ، والحرس يلي فتحوا له البوابات يضحك سموّه مباشرة بذهول : وفوقها جاي لي الحين هالوقت ومعصّب ! جاي لي معصّب وش اللي سمعته يا ذياب ! وش اللي سمعته أنا تكلّم إخلص علي تكلّم
عضّ شفايفه لأن آخر شيءّ وده يفصل عليه هو سموه : إيه عندك العلم وجاي معصّب إيه لأن من أولها أنا قلت إلا حدودي إمّا …
_
إمّا تكف أهلك عن أهلي وإلا تدخّلت أنا ولا أحسب لشيء والله وش لها حفيدتك تروّح لـمرتي تضرّ
صرخ سموّه مباشرة بغضب يهز أسامة وضلوعه : وتقوم
مرتك تمدّ يدها على بنتي ! تمدّ يدها عليها !
مسح على شنبه مباشرة ، مسح على ملامحه لأن نبرته بتعلى وهو ما ودّه تعلى لكن ما بيرد حروفه نهائيًا : تمدّ وتكسّر راسها لا ضرّتها ما تسكت عن حقها ولا عنّي ولا عن أبوها !
نزلت لجيـن مباشرة بذهول تصرخ لأنها ما توقعت : إنت هيـه وش تحسّب نفسك ! من شايف نفسك !
صد مثل ما صد أسامة اللي مسك ذراعه مباشرة برجاء يهمس له لأنها بتولع آخرها : طال عمرك ، طال عمرك هذا سموّه هذا سمـ
وقفّها بجنبه مباشرة يعضّ شفايفه : تكلّم من يا ذياب ؟
ضحك يهز راسه بالنفي : أكلّم اللي أهله اليوم قدام الملأ يعرضون دنيا أنا ما خليّت ابن امه يشوفها لأنها تمسّني وتمسّ أبوي وملفاتها بعهدتك أنت ، يقولون قدام مرتي هذا الفساد للي ما يدري به وزودٍ عليه تبي العلم ؟ قدام الملأ يقولون لمرتي أبوك به وبه يعني بتخجل به ؟ لا ما تخجل ولا تسكت ولا أنا جاي أسكت إن كنت تبيها كذا
لأن ولا كلمة من اللي قالها ذياب نطقتها لجين له هو لف نظره لها مباشرة لكنها ضحكت بسخرية : ويبرر لها تمد يدها علي صاحي إنت ؟ طيب دوّر لك مكان يلمّها
عضّ ذياب شفايفه فقط لأنها ما يبي يردّ عليها ، ما يبي لأن الإحترام لسموّه فقط وإلا هو ماهو عاجز عنها وصرخت لجين بغضب : والله ، وهذا وجهي لو خلّيتها تكمّل
ما نطق ذياب كلمة يلف سمّوه نظره للُجين : إطلعي فوق ، إطلع يا أسامة ولا يدخل علينا أحد
نفض صدر أسامة لأنها بتشب ، بتشبّ وبتولع يهمس لذياب برجاء : تكفى ، تكفى أبوس راسك تكفى هدّ
طلع أسامة يعضّ سموه شفايفه يقرب خطوته من ذياب : أنا يوم قلت لك عنها يا ذياب ، ما قلت لك ترى ماعندي بالدنيا أغلى من بنت بنتي ؟ ما قلت لك وتحدّني بها ؟
هز ذياب راسه بالنفي وهو بينفجر من غضبه : قلت ، وإن كنت أنا ما قلت لك ترى ما عندي بالدنيا كلها أغلى من مرتي والتراب اللي هي تمشي عليه وهي حدودي يوم أقول حدودي لا تقرّبوني بها
سكت سموّه يشوفه فقط ، يشوف الغضب بعينه وهز راسه بالنفي : بتحدّني على شيء ما أوده يا ذياب !
هز راسه بالنفي قبل يكمّل سموه حتى : أنا أوّده وإنت أكثر من يدري بي طال عمرك وإن كان به شيء ، تدّلني ويني وهي يوم تقول دورّ لك مكان يلمها وهذا وجهي لا خليّتها تكمل حشمة لك أنا ما رديّت والباقي إنت تدري به
نطق سموّه بغضب من كان ذياب بيلف ويمشي : ظهرك ما تلفّه لي يا ذياب حشّم وإحترم وقرّ لا تشب بينا حنّا
هز راسه بالنفي فقط يـ….
_
يحترق قلبه ، يحترق يمسح على ملامحه : ما ردّيتك يوم قلت ذياب ، ولا ردّيتك يوم قلت يميني وحاطك على عيني وراسي مثل ما تحطّني ولا أعدّك غريب يوم قلت لي واحد من الأهل لكن إنت سمعت وش الهرج اللي قالته وحشّمتك إنت وقدرك ما رديت لكن أنا وراء مرتي واللي يعاديها ، يعاديني
ما نطق سموّه لأنه بيفهم الموضوع من لجين نفسها ، لأن هذا الإنفعال من ذياب “ غير طبيعي “ ومن هز راسه بإيه لأنه ما عاد يبي كلمة زيادة : مفاتيح المكتب مع أسامة ، ما قصرت وما جاء مني قصور
سكت سموّه فقط لأن ذياب “ ثاير “ إبتعد عنه ، ولف هو نظره للخلف بغضب مباشر : لجـين ، تعالي يا لجيـن
نزلت بكل هدوء تتكتف أمامه ، ونطق جملة وحيدة تعبّر عن نار غضبه اللي يحاول يكتمه بقدر الإمكان : دخلتي مكتبي وأخذتي منه ملفّ يخص قضية لذياب ؟
هزت راسها بإيه بكل هدوء ، وعضّ شفايفه لأنه “بيولّع “ فيها بهاللحظة لكنها ضحكت بذهول : ما بتتجاهل إنه رفع صوته لهالدرجة عليك هنا ، وما بتتجاهل إن زوجته مدّت يدها علي أنا وتركز على ملفات سخيفة ذكرناها بدون أسماء لكن وش ذنبي إذا هم يتحسسون وصار مفهوم لها إن المقصود زوجها الفـ
صرخ بغضب مباشرة يسكّتها ، يسكّتها بالذهول : ولا كلمة ! ولا كلمة لا أسمع لك صوت لا تشوفك عيني
ناظرت جدّها بذهول لأنه فعلاً معصب عليها هي ، وضحكت بعدم تصديق : أنا كلمت رئيسة القسم وقلتلها يا تفصلها هي بنفسها يا إحنا بنتصرف ، أنا ما أقبل الإهانـ
صرخ للمرة الثانية بذهول : إقطـعي ! إقطعي ماهي علومنا ماهو سلمنا ماهو طبعنا ! إستحي يا بنت إستحي هالشيب بعد هالعمر تخجلينه ! بعد هالعمر يا لجين !
ناظرت جدها اللي يأشّر على لحيته : تفصلها هي بنفسها إنتِ تدرين من أهلها ؟ شفتي من زوجها ؟
ضحكت لجين بسخرية : أدري ، أبوها مجنون منفوخ وخريّج سجون وزوجها حدث ولا حرج لو مو إنت معه ما طلع له صيت ولا هيبة ، باقي أحد ؟
_
« المستشـفـى »
دخل يهدي نفسه بكل مايقدر له ، يمسح على ملامحه لأن كل أمنياته بهاللحظة يطير بها لبعيد ، لمكان ما به أحد غيرهم لكن يشوف إستحالة أمنياته من لمح أبوه وأمه ، وعمه تركي وسلاف والواقفين يتنفّس من أعماق قلبه : ما قصرتوا ، روّحوا أنا معها ماله داعي توقفون وتنتظرون
هزت سلاف راسها بإيه : تطمّنا عليها
ما كان قلب تركي يطاوعه يمشي ، ولا حاكم اللي عينه على ملامح ولده يلي تُخطف بالغضب ، بالثوران والعصف اللي مهما حاول يبيّن إنه العكس وإنه هادي مايقدر وسكنت ملامحه مثل ملامح تركي ، وحاكم ، وملاذ وسلاف من فتحت الباب هي : مامـ
لأنها ترنحّت مباشرة مد ذياب يده يشدها ونطق تركي : ليش تقومين !
_
هزت راسها بالنفي تشد يد ذياب : ما بجلس هنا !
هزت ملاذ راسها بالنفي لأن حتى صوتها ما يسمع من تعبها ، لأن لو مو ذياب يسندها عليه يمكن هي ما تتحمّل حتى الوقوف : إرتاحي شوي أمي ، إرتاحي بس شوي
كان منها الرفض وشديده بعينها ، بيدّها يلي تركت يد ذياب مباشرة يمسكها من جديد : نروّح ، ما تجلسين
تنهّد تركي من أعماق قلبه يضغط على عيونه فقط ، وشدّت سلاف على يده بهمس : لازم نتركهم لحالهم
لأن داخله يضج بالقلق على المشهد اللي طاحت فيه قصيد وكيف كانت تضرب صدر ذياب بالجنون وبعده هي إنهارت وحتى لو ما كان حوارهم مسموع لكن المشهد لوحده يقلقه : ترتاحين ببيتنا ياقصيد ؟
سكنت ملامح ذياب يحس الضغط بشكل غير طبيعي لدرجة الإحمرار الليّ صار يبرز بملامحه لأنها جات من أبوها وكان منها النفي تهمسه فقط ونطق حاكم مباشرة : الحمدلله تطمنا عليك يابوك ، ما تشوفين شر وآخر الأوجاع إن شاء الله
إبتسمت ملاذ بحنان مباشرة : إنتبهي لنفسك ولصحتك يا أمي ، لا ترهقين نفسك بشيء ترى الدنيا سهالات
إبتسمت يصرخ ذياب لأنها رغم تعبها تحاول للآن وتجامل ، وأخذت سلاف يدّ بنتها من ذياب : تعالي ماما
لأن سلاف أخذت قصيد نطق حاكم مباشرة بهدوء : تعال
أخذت ملاذ مفتاح السيارة تسبق حاكم للخارج ، وشد حاكم ذراع ولده بهدوء : وش سويت عند سموه إنت ؟
مسح على ملامحه لأن ما وده يتجادل ، ما ودّه يتكلم : طويلة مالك بها
ناظره حاكم بالإستغراب لكن الموضوع اللي يضرب بصدره شيء آخر تماماً : ما عدت بالدنيا يوم أمك قالت حامل ، وش جاك أول يا ذياب بك شيء ؟
سكنت ملامحه لأنه آخر سؤال توقع أبوه يسأله ، ومسح على أنفه بهدوء ما يدري حتى كيف يجاوبه بإن ما وده ولا ودّها ولا حتى وقت هالموضوع : ما جاني غير إنّ كل همي هي وهي تعبت تطيح ويوم قالت أمي ما تركت بي عقل
ناظره حاكم لثواني يحاول يفهم الموضوع ، يحاول يستوعب لكن الواضح إنها أمور كثيرة على إستيعابه وطلع تركي من غرفة قصيد يلي يدّها بيد أمها يتنحنح فقط : ما قصرت يابوذياب ، طوّلت واقف
إبتسم حاكم : المهم شفت بنتي بخير وتطمنا عليها
كان الوداع بين تركي وحاكم يلي تفرّقوا يتبع حاكم ملاذ ، ويمشي تركي مع سلاف للخارج ومدّ ذياب يده لقصيد الساكنة تمامًا : به شيء يوجعك ؟
هزت راسها بالنفي فقط ما تنطق حرف لأن أمها ، أمها عرفت تنفّضها بشكل غير معقول : لا ، الحمدلله
تمتم الحمدلله يكتفي بها حوار لهاللحظة لأنه يبي البيت ، يبي البيت ويبيها بإرتياح بدون لا يكون حولهم أحد ، ولا معهم أحد ، ولا بينه وبينها حدّ ولا فاصل ولا مسافة ويشوف رغبته قدام عينه بهاللحظة بعد طول الصمت يلي كان بـ
_
يلي كان بكل المسافة من المستشفى لبيتهم ، لجناحهم ولغرفة نومهم تحديدًا من طلعت تعدل لبسها فقط كانت لابسة بجامة عاديّة تحاول تسكر ازارير بلوزتها لكنه يشوف رجفة يدها بعجز يتوجه لها : خلّيها علي
نفض صدرها لأن أمها قالت لها ، لأن لو ما قالت لها بالرعب يلي نفض ذياب كله وقت شهقت ملاذ " حامل " يمكن ما قررت ترجع معه البيت بهالوقت ، يمكن كان إختيارها بإنها تروح لبيت أهلها تفصل ، تفصل وترتاح " على هالإنهيار وإن الدكتور قال له تعال لحالك توقعنا إنك حامل وبيقول راح الجنين الله يكفيك الشر ، ما شفتي خوفه يا قصيد .. ما شفتي كيف وقف أنا ! أنا خفت وخفت بالبيت يوم شفتك تضربين صدره ماما وش فيكم ؟ وش فيكم تحملّون بعض فوق طاقتكم وش !"
ورجف جسدها لأن نظرها على يده يلي تضمّ أزرار بلوزتها يسكّرها لها ، من وصل لآخر زر أعلى صدرها يسكره ومُدت يده مباشرة لعنقها يضمّها ، يقبل حار جبينها لوقت طويل يسطّر إعتذاره ، وأسفه يلي نطقه بحروف مباشرة : آسف ، والله العظيم آسف قصيدي
إحترقت بالحرارة اللي تحسّها من قبلته ، من يده يلي تشد على عنقها ومن نزل نظره لها تاخذ نفس : ما كنت برجع معك تدري ؟
إبتسم لأنه مقهور ، لأنه ميت قهر ويدري : تخلّيني ؟
عضّت شفايفها مباشرة لأنها ما تقدر ، لأنه وقت نطقها بهالشكل جرّح قلبها ترفع نفسها تضمه وما إكتفى يضمها هو شالها عن الأرض يتوجه للكنبة محلّ جلوس له وهي بحضنه للآن : ما عاد فيه سموّه ، ولا القصر ، ولا شيء بالدنيا يزعلك قصيد ، ولا شيء أبوي
عضّت شفايفها لأنها تشوف " الرعب " من عينه بشكل غير طبيعي : ما أردك عن دنيتك يوم تكلّمت أنا عشـ
هز راسه بالنفي مباشرة : ردّيني ، ردّيني إنتِ دنيتي ولا يجيك شيء ، بس لا يجيك شيء الباقي ماعليه حسوفة
أخذت نفس من أعماق قلبها تتأمله ، تشوفه وما تدري ليه كل هالرهبة بصدرها للآن ومدّت يدها لخده ، لطرف شنبه وشفايفه من قبّل يدها مباشرة وضحكت هي تغرق عيونها بدموعها : ماما ، قالت لي عن الحمل وعن أمك
سكت ، وأخذت قصيد نفس من أعماقها تمسح دموعها بعشوائية : ما كنت مستوعبة هي وش تقول لدرجة إني خفت وأنا أدري إن لا ، خفت قلت ممكن حصل وممكن صار وما عرفنا وما فكّرت لما قالت راح إلا إن
أشّر لها بالسكوت لأنها بتنهار وبتهدّه ، بتهده لأن حتى هو ما تخطى للآن وما يدري ليه كان وقع الموضوع بهالشكل عليهم وما كان حتى لها حيل كلام ولا ودّها وسكن داخل ذياب كله من إنحنت تقبّله فقط رغم إن كل توقعاته وظنونه بإنها ما بتقربه لأن زعلها منه كبير ، لكن زعلها عليه وعلى حالهم كان أكبر لدرجة إنها ما بعّدت تقبل طرف شنبه ونطق هو : قصيـد
كان منها النفي تقبّله بهدوء لأنها تعرفه ، وتعرف قلبه ، وتحنّه عن الرعب يلي صوّرته لها أمها ببسيط الحروف لكن هي أكثر من يعرف محبوبها وقلبه ، وإنحنت تسند راسها على صدره فقط يضمّها لأنها تشتعل حرارة للآن ، ولأنها مهلوكة بشكل ما يستوعبه أحد ونزل نظره لها : تذكرين يوم سألتيني ، قلتي تحبّني ذياب ؟
إبتسمت لأنها سمعت جوابه من وقت لكن لأنه ما كرره ما علقت عليه وهزت راسها بالنفي : وما جاوبتني
عضّ شفايفه لثواني لأن نبرتها مرهقة ، لأن كلها ميتة تعب يجاوب : ردّيت يومها قلت وش الحب ، أنا أموت بك قصيد
ضحكت تهز راسها بإيه تشعّ ملامحها ، ضحكت يبتسم قلبه رغم تعب ضحكتها : أعرف ، وسمعتك لما قلتها
إبتسم ينزل نظره لها : دامك سمعتي ليه تخلّيني أعيدها ؟
إبتسمت ترجع شعرها للخلف : أرد على أحبك دايمًا بأموت فيك وأعشقك ، وإنت قلتلي أموت بك قصيد وما أعرف كيف صرت أقولها زيك وما أحس
ضحك يستوعب : وأبوك اليوم تقولين له أموت بك
هزت راسها : لو ركزت كان عرفت إني سمعتك من يومها طال عمرك ، تركز مع كل الناس ومعي لا ؟
ضحك لأنها تجحده ، لأنها تعشق - تجحده - : وقلتيها بأيّ حال يوم ودك أركز وش تقولين ؟ بالحال الليّ ودي أشب الدنيا ولا تنزل دموعك به ؟
إبتسمت تستند عليه فقط ، وبقيت يدّه تحاوط خصرها ينطق بتأكيد شديد : تدرين إن الأمور طيبة ، كلها ؟
هزت راسها بإيه بهمس : إحنا طيبين ، هذا المهم ..
نزل نظره لها لأن هو يبي يطمّنها عن الأحداث كلها ، وهي تطمّنه عليهم لأن الأحداث ما تهمها وبقيت عينه تتأملها فقط ، تتأملها بحضنه وكل تفكيره هو فيه بالدنيا مثلها ؟ مثل قوتها ، مثل حبها ، مثل دلالها ، ومثل حنيّتها عليه لأنها “مستحيلة “ بالحنان الليّ هو ما يتعوّده تزعل منه ؟ ما تبعد عنه ، تغضب منه ؟ تغضب بنفس اللحظة عليه ما تحرقه بالصمت ولا تدور من وراه شيء ، تتركه يراضيها ويحاول عشانها ووقت ينتهي يستوعب إنه ما هان عليها ، ولا بعمره يهون عليها وهذا الشيء بعلاقتهم “ مجنون “ ، مجنون يسطّر الخرافة بعينها ومعناها وعلمها كلّ ما شد الغضب زاد الحنان ، وكل ما نزلت الدموع رقى الحُب والإرتباط والشِّدة ، تفتخر به بكل أطباعه ومافيه ويفتخر بها بكل مافيها وإنتبهت إنه يتأملها للآن وما حبّت تقطع تأمله بالحروف ، قطعته بإنها تقبل نهاية خدّه اللي تقابلها وتُوردت ملامحها من حست بيده على أزرار بلوزتها بهمس ، من بادل قُبلتها لخدّه بإنه يقبّلها هو تهمس بالخجل : كنت مستغربه أساسًا
_
« العصــر »
جلس بالصـالة يشيّك على الأوراق قدامه ، اللابتوب قدامه بالمثل يتأكد إن كل “ الأمور طيبة “ ورنّ جواله ..
_
مكالمة فيديو من نصّار يرد عليه : يالله حيـه
إبتسم نصّار مباشرة : وقت البريك من الشغل وقّف وقّف
ضحك ذياب يهز راسه بإيه : وتحدده من كيفك؟
إبتسم : إيه نصار متصل عليك ، أكيد وقت بريك خلاص بس وينك إنت مو بالمكتب ؟ مداوم من البيت ؟
هز ذياب راسه بإيه ، وإبتسم نصّار : بالله ما وحشتك ؟ ما ودك تاخذ إجازة تمرّني كم يوم بس نطفي الشوق وتتمشى معي بمدريد ؟ مبطين ما تمشينا سوا
إبتسم ذياب فقط ، وضحك نصّار يلف الكام لشوارع مدريد لأنه يتمشى لحاله وسأل ذياب : ما معك أحد ؟
كان منه النفي : لا طلعت أتمشى لحالي شلون بتحزن علي لو معي أحد ؟ يعني تخيل لو يصير لي شيء الحين بالشارع هنا ما يدري عني أحد لأنك بالرياض ما جيتني
هز ذياب راسه بإيه : إنت دايم ما تفتح فمك إلا على الشر ؟ وصخ دايم كذا ؟
ضحك من أعماق قلبه : ما يجيبك إلا خوفك وش أسوي حتى ورد قلت لها قالت ما يسمع لي ما بيجي وش نسوي وهي والله إشتاقت لك كل ما جيتها قالت كلمت ذياب
إبتسم يهز راسه بالنفي : طيبين وأموركم طيبة وتجون الرياض قريب من غير شر ونتلاقى ، ما تبطون
ضحك نصار يتذكر : ذياب ، تدري صحيت اليوم مشتاق لوش ؟
ضحك ذياب لأنه يدري ، لأن نصار إنهار بنص الشارع بهاللحظة يضحك : والله صحيت دقيت على محمد ألو قم صور لي الحلال ، قل لهم نصار مشتاق لكم وكلّمتهم فيديو بعد تعرفت على اللي ما أعرفهم
ضحك ذياب يبتسم نصار : تكفى ذياب ، تعال يومين بس
هز راسه بالنفي : ما به بل بدياركم ، إن لقيت البل جيتك
إبتسم نصار مباشرة بحماس : والله ؟
ضحك ذياب لأنه يدري بنصّار ، وضحك نصّار لأنه يعرفه : بجيبها بس مو لا جبتها تقول لا حلالي غير خلّك عند كلمتك
نطق ذياب مباشرة : ولـد ، متى ما كنت عند كلمتي !
ضحك نصّار يبتسم له ذياب : وأموركم ماشيه ناقصكم شيء تبون شيء ؟
هز نصّار راسه بالنفي يبتسم : أمورنا ماشيه ونسلم عليك الحمدلله ، عاد لا تبطي دق علي لا فضيت
أشر ذياب على خشمه بإنّ تبشر وإبتسم : الله يحفظكم !
رجع يغرق داخل أوراقه ما يفك عنها إلا من الآذان للآذان وباقي قصيد ما صحيت للآن يفتح باب البيت بعد رجُوعه من صلاة العشاء يتوقع نومها للآن لكنه همس : طولتي والله عساك طيبة
دخل ينزل شماغه وعقاله ، يتوجه للمغسلة يغسّل يديه وإبتسمت لأنه ما إنتبه لوجودها بطرف الصالة وما تكلّمت هي تتأمل تصرفاته من كان بيرقى الدرج : رايح لمين ؟
إبتسم توقف خطوته ، يرجع ينزل للأرض يمشي لها : صح نومك ، أبطيتي قلت بشوفك طيبة وإلا بك شيء
إبتسمت لأنه مد يده لعنقها ، ولجبينها يتحسس حرارتها يوقف قدامها وما تدري ليه بهالحركة بالذات - رفّ قلبها - :..
_
: أبطيتي ، ليه ما صحيّتني معاك متى صحيت ؟
إبتسم وهو يحس منها حرارة خفيفة : لا طيبة الحمدلله ، ما صحيّتك ودي ترتاحين ما نمتي عدل
لفت نظرها له بذهول : وإنت تعرف الراحة ذيابي ؟
هز راسه بإيه : راحتك ؟ أعرفها ، الأكل بالمطبخ تعشي
جلست تشوف قهوته بين أوراقه ، وإن لها فنجال كالعادة : لو قوّمتني أسوي لك أو أتقهوى معاك ممكن
إبتسم لأن كلهم يعرفون قهوتها وش تعني ، وتكّى يشوف إنها صبّت لنفسها فنجال وأبهرته من مدّت يدها للتمر قبل تشرب يبتسم مباشرة ، يفتخر مباشرة : تعلّمتي
إبتسمت تهز راسها بإيه : تشوف عينك كيف تراقبني ؟
ضحك لأن فعلاً عينه كانت تنتظر زلتها وإنها تشرب قهوة فقط بدون التمر وهي توّها صحيت ، وإبتسمت : مروق
هز راسه بإيه وهو فعلاً - مروق - لدرجة الجنون لأنها ما تتخيل كيف تركت داخله يشعّ بمجرد ما لمحها بعادي فُستانها الأخضر بأغمق درجاته ولا فيه أي تفصيل غير إن طوله يوصل لنصف فخذها وأعلاه يُمسك بحبال رفيعة فقط وشعرها تاركته على حُريته وباقي فيه بلل خفيف وضحكت بالإحراج مباشرة : حاول تبعّد عينك شوي
إبتسم يمسح على ملامحه : تقهوي ، تقهوي
رجعت جسدها للخلف تشوف أوراقه ، ولابتوبه : طول الوقت كنت تشتغل هنا ؟ على من صحيت العصر ؟
هز راسه بإيه يشوف إنه ما عجبها ، ومسح على عيونه : ودق عليّ نصار ، سولف معي شوي وروّح
قصيـد: ما إشتقت له ؟ صحيت لقيت ورد تسأل كمان
إبتسم فقط : يقول لي ، تعال سيّر يومين على قوله قلتله أنتم طيبين أموركم طيبة نتلاقى بالرياض إن شاءالله
إبتسمت لأنه مشتاق له لكن يبيّن العكس : حلوة مدريد
رفع نظره لها لثواني ، ورجعت شعرها لخلف أذنها : وأشوف تأثير نصار عليك لدرجة إنك مروق مره اليوم
ضحك لأنها بتقنعه ، يدري بتقنعه : هذا تأثير نصّار ؟
هزت راسها بالنفي : لا هذا تأثيري الحين بس أقصد تـ
ضحك من أعماق قلبه لأنها تلعثمت مباشرة بإستيعاب ، ضحك من كل قلبه يتأملها فقط وتورّدت ملامحها تبتسم : أقصد يا عبيط يا ذياب ، إن ليش لا لو ودك ؟
رنّ جوالها تشوف رسالة من عذبي أخوها “ لو صاحية بنمرك “ : عذبي يسأل ، يقول بنمرك لو صاحية
هز راسه بإيه : الله يحييهم ، دامهم جايين بسلّم عليهم ثم بروّح الخيام بشوف محمد والحلال أبطيت عنهم
_
« بيـت حـاكـم »
جلست ويدها على بطنها تفكر بمرور الشهور كيف بيكون ، حماس معرفتهم بنت أو ولد كيف بيكون ، كيف بتكون الفرحة ، كيف بتكون المشاعر وهي أجّلت كل شيء فعليًا - حتى دراستها - إلى ما بعد الولادة وجلس نهيّان بجنبها : وش تفكرين فيه ؟
هزت راسها بالنفي : أفكر كيف يمر الوقت بسرعة طفشت مره
_
هزت راسها بالنفي : أفكر كيف يمر الوقت بسرعة طفشت
ضحك بذهول يلف نظره لها ، وإبتسمت : والله ، يعني الحمدلله بس أقصد كل ما جاء ببالي شيء قلت بعد الولادة ، بعد ما أولد إن شاء الله وكل الخطط تروح لبعد الولادة بشكل يستفزني شوي مو طبعي التأجيل كذا
إبتسم : ووش الخطط اللي تأجلينها لبعد الولادة ؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة : تحب الألعاب نهيان ؟ الملاهي ؟ يعني ما أذكر يوم كنا صغار إلا إنك تموت بشيء إسمه بنات هذا اللي أذكـ
سكت حاكم اللي كان طالع من المكتب على وشك يتكلم ، وكح نهيان مباشرة بذهول لأنها صدمته : وش ؟
إنتبهت على عمها تخجل ملامحها مباشرة ، وتنحنح حاكم فقط : أنا بروّح لأخوك يا نهيان ، أمك عند جدّانك
هز راسه بإيه فقط وديم صدمت حياته بقولها ، وسكّر حاكم الباب خلفه يلف نهيّان نظره لديم : وش قلتي ؟
ضحكت تهز راسها بإيه : والله ، يعني أذكر كنت دايمًا مع ورد ومعانا تعشق شيء إسمه بنات
هز راسه بالنفي يأشّر على عقله : صاحية إنتِ ؟ كنتي صغيرة أصلاً وين تذكرين كم الفرق بيني وبينك ٦ سنوات ؟ وإلا خمس وإلا كم شلون تذكرين ما يمديك
ضحكت لأنه مصدوم لكن الواقع إنه بطفولته كان دايمًا عندهم ، وإبتسم : ما كنت أحبك وحنّا صغار طيب ؟
إبتسمت لثواني : تبي الصدق ؟ كنت تحبني بس مو لأني ديم ، لا لأنك تحب البنات كلهم
ضحك بذهول لأنه يذكر شخصيته كانت إجتماعية جدًا بس يحب اللُطف ، يستلطف البنات ولعبهم أكثر من جلسات أبوه وأخوه وبقية الرجال ولهالسبب : تدرين ليه ؟ كان اللعب كله عندكم ذياب أول هو خويي الوحيد وكل ما قلت له بنلعب قال أبوي ينادي ويمشي عني ما نلعب إلا بالسنة مرة وإنتم ما تقصرون ماشاءالله
ضحكت لأن فعلاً ذكرياتها مع نهيّان ما كانت خاصة ، كانت ذكريات طبيعية بين اللعب والضحك بدون مشاعر أخرى وإبتسم : تقولين لي كنت تحب كل البنات أول ؟
هزت راسها بإيه ، وضحك : الحين إنتِ عن كل البنات
إبتسمت ديم لثواني طويلة ، ونطق هو بتساؤل : اللي تبينه بعد الولادة ، ملاهي ؟
ضحكت لأنه ما نسى وربط المواضيع لأول مرة يفهم ، وهزت راسها بإيه : مره ودي ، جلست أشوف مقاطعنا أنا والبنات السنوات اللي راحت والصراخ وكل شيء وحسيت يالله بخاطري أقول لهم مشينا نلعب وتذكرت
إبتسم لأنها مدت يدها لبطنها : تلعبين ، تلعبين ولا يهمك وتبين الصدق ؟ ترى أحب الألعاب بالحيل نلعب سوا !
كشّرت مباشرة : يمكن بلعب مع البنات طيب ؟
هز راسه بإيه : مع البنات يوم ومعي يوم ياكثر الأيام ديم
ضحكت بإعجاب مباشر : وتعرف تلقى حلول يعني
_
« قصـر ذيـاب »
عدلت لبسها تشوف إنه يتأملها ، أو يتأمل فستانها اللي صار عالسريـ
_
السرير وسأل بهدوء : متأكدة ما تبين شيء ؟
هزت راسها بإيه تتوجه له ، وإنحنى يقبّلها من وقفت تقابله لأنها لعبت به وقت سألها “ ما بتبدّلين ؟ “ وكان منها بارد النفي بإن ما يحتاج توّها لبسته ، وما به شيء عشان تغيّره وكل مقاصدها “ تلعب به “ ونجحت فعلاً لأنها وقت صعدت للغرفة هنا هو تبعها مباشرة “ بتبدّلين “ توقف له “ ما يحتاج ، ليه أبدّل ؟ “ ووقت فهم عبطها هو ضحك “ ما يحتاج ، بس يصير يحتاج “ ويعنيها وهمست بين شفايفه بالنهاية “ يكفي لو قلت أغار وبس تدري ؟ “ ونطق شخصيته هو “ ما أقول ، أعرف أورّيك “ ، تُوردت ملامحها من صوت الجرس تبعد عنه : وصلوا
نزل نظره لساعته لأنهم سمحوا له بوقت كافي : ما قصروا
سوّت إنها ما تسمعه لأنه ما يخجل ، مستحيل يخجل وما يعرف للخجل درب ولو كلمته تدري بتفتح الباب لهم وهي تتلوّن خجل وفتحت الباب تبتسم : يا أهلاً
إبتسمت جوانا أولهم تضمّها مباشرة : إشتقت لك !
ضحكت قصيد بذهول : إشتقت لك أكثر !
كشّر فهد مباشرة : راعية محل واقفة قبلنا بعد وتسلم قبلنا ؟ يوم درت إننا بنمرج ركبت السيارة أولنا وما تسمعني يوم أقولها إنزلي ومابتروحين ولا شيء
ضحك تركي يضرب عنق أخوه ، وإبتسمت قصيد تشوف أشبال فهد يلي ماسك حبالهم بيدّه : يا أهلين !
دخل عذبي يلي تمتم “ ماشاءالله “ أولهم بعد ما ضمّها ، ودخل تركي يتأمل بالمثل : ما سيّر عليكم أحد للحين ؟
هزت راسها بالنفي تنتبه لوقفة جوانا اللي تسأل عن مكان المطبخ وإبتسمت تأشر لها : هناك ، أجيك الحين
دخل فهد اللي ماسك أشباله : ماشاءالله تبارك الله ، ماشاءالله قصيد تبين أعيش عندج ؟ أحرّك لج البيت ؟
نطق ذياب النازل مع الدرج : الله يحييك وين تبي بس
إبتسم فهد مباشرة تسكّر قصيد الباب وتوجهت لجوانا بالمطبخ ركض لأن ذياب يسلم على أخوانها : جوانا
إبتسمت جوانا : إنتِ كنتي تعبـانة ، أنا بسوي عشاء الحين وأسوي قهوة وماما تقول نامي عند بيبي اليوم
ضحكت قصيد تضمّها فقط ، وإبتسمت جوانا تضرب ظهرها بإن “ شدّي حيلك “ فقط ورجعت قصيد تطلع لأخوانها وإبتسم عذبي أخوها : يقولون الله يحييكم يامرحبا شيء
كشّرت مباشرة توقف بجنب ذياب : ليش واقفين طيب ؟
حسّت بيده إستقرت على ظهرها : راعيين واجب يودّعوني
هز فهد راسه بإيه : قلتله بروح معك قال خلك عند أختك
ضحكت قصيد لأنه قالها بنبرة شكاية ، وناظره ذياب ينتظره يكمّل وإبتسم فهد : قال لي الله يحييك الصدق بس ما ودي من يروح البر هالوقت وما فيه إلا إنت بعد ؟ أنا إنسان زلاتي واجد وأبوي بالبيت ماهو معي يردّك
ضحك ذياب فقط : البيت بيتكم ، الله يحييكم والمعذرة منكم لكن أبطيت على محمد والحلال وإلا ما مشيت
إبتسم تركي مباشرة : أهل يا ذياب ، أهل
هز راسه بإيه ترافقه قصيد لعتبة الباب ، وإبتسمت : بتطول هناك ؟ وإلا بترجع قريب بس بتشوفهم ؟
رفع أكتافه بعدم معرفة : بيمرني أبوي ، إن بغيتي شيء دقي علي لا تقولين بعيد ولا بالخيام ولا شيء قصيد
إبتسمت فقط تهز راسها بإيه : تمام ، إنتبه لنفسك
هز راسه بإيه ينطق " أستودعتك الله " وتوجه لسيارته تقفّل الباب خلفه وقلبها يخفق له لآخر لحظة وتكّى عذبي بهمس : ماشاءالله ، ولي وجه أقول لأبوي وش فرقي عنه
إبتسم تركي تجلس قصيد على طرف الكنبة : توقعت كلكم تجون !
إبتسم فهد أخوها يضم الشبل بحضنه : بيمرون يسلمون عليج بعد شوي ، طولنا القعدة إشتاقت لنا الكويت
سكنت ملامحها بإستيعاب إنهم بيمشون : بتمشون !
هز تركي راسه بإيه : مشتاقين حيل
كشّر عذبي لأنه يكره هالطاري بدون شيء ، وعدل أكتافه : ما يمدي باللعب أقول بروح معاهم وإلا بروح لي ديرة ، عاهدت الوالد ينتهي هالترم على ما يبي عشان يوافق
ضحكت تشدّ كتفه : لعين ود تكرم مدينة يعني ؟
هز راسه بإيه يبتسم فقط لأن أبوه وافق عالخطبة لكن بنهاية الترم وبشروطه تكون خطبة فقط ومن وقتها ما تشيل عذبي أرضه : الحين إنتم بتروحون الكويت ، وأنا بنشغل بدراستي ، وبعض الناس يعني يومين موجودين وعشر لا .. إيه يالدنيا
وقف فهد من نادت عليه جوانا عشان القهوة ، وضحكت قصيد لأنها تسمع يدندن بكل شيءّ يخص الكويت ويتغنّى بأغانيها : مشتاق الولد هذا مره !
هز عذبي راسه بإيه : اليوم كله وهو يدندن ، أبوي أول يشتغل بالملفات وكان مفعّل وضعية أبونوره يغني شوي تلخبطت إعداداته عاشت لنا الكويت وعاشوا أهلها
ضحك تركي لأنه يتذكر الموقف وكيف إستوعب سميّه ، وإبتسمت قصيد : ما سأل عني طيب ما قال شيء ؟
كشّر فهد يلي جاء وبيده صينية القهوة : ما تدرين كيف رديت هوشته عني ؟ قلتله قصيد تسلم عليك وذاب على طول بالله وش قالت لك طيبة هي الحمدلله ؟
_
« مدريــد »
جلسـت بأحد الكوفيهات تتأمل المارّة مع سحاب ، وبنات خوال نصّار الباقيين ورغم كثير إندماجها معاهم إلا إنها باقي تفقد بنات آل سليمان وإبتسمت سحاب تشوف تأمل ورد : باقي ما تعودتي ؟
ضحكت ورد تهز راسها بالنفي : مو على التعوّد بس يجيني حنين مرة
إبتسمت تأشر لها على نصار اللي واقف ياخذ له قهوة : شوفي مين هنا
لفت ورد نظرها تشوفه ، تليق عليه حياتهم بشكل ما قد تخيلته بحياتها وعلى رغم كثر الإختلاف بين تعوّده وتعودها إلا إنه - يعجبها - وما يضايقها بالشكل اللي تصورته : ..
_
: قلتي لي مكانكم المفضل بس ما تخيّلت الصدف
ضحكت سحاب فقط : روحي الصدفة أحلى من الموعد
إبتسمت ورد تاخذ أغراضها لأن وصلتها رسالة منه أساسًا " طولتي معهم متى بترجعين ؟ " : متى تبيني أرجع ؟
فز لوهلة لأنه ما توقع يسمع ردها صوت ومن جنبه ، وإبتسم مباشرة : هلا والله ، ما شفتك هنا !
إبتسمت ورد لثواني : محترم ما ترفع عينك وتتأمل !
إبتسم نصّار بالغرور مباشرة ، وضحكت ورد : وش ؟
هز راسه بالنفي ياخذ قهوته ، ومدّ يده ياخذ الأكياس اللي بيدها : ولا شيء ، ودك تتمشين معي نرجع القصر مشي؟
إبتسمت لثواني : وش سر حبك للمشي ما عرفت
رفع أكتافه بعدم معرفة وهو فعلاً يعشق المشي : متعة
إبتسمت ورد تلف نظرها له ، وبمجرد ما صار بخالي الممر يلي مافيه أحد ، ولا يشوفه مخلوق هو إنحنى يقبّلها لثواني بسيطة تسكن هي بذهول : نصّار !
إبتسم فقط يسبقها : تعبت ، يجي السواق يشيلنا خلاص
ضحكت بذهول لأنه أخذ يدها يمشي للشارع الرئيسي تشوف السواق يلي وقف بالسيارة يفتح الباب ، ودخلت بجنبه تستوعب : نصار ، ما تحس إنك تتهور
لف نظره لها لثواني بإستغراب : أتهور في وش ؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة : مدري ، تنزل تتمشى لحالك تاخذ قهوتك لحالك وتمشي بالشوارع عادي وتسوي حركـ
ضحك يهز راسه بإيه : دام يمديني ما بقيّد نفسي بتجي أوقات بنشغل ، بفقد الروتين العادي ذا يا ورد ما تدرين
إبتسمت لأنها تدري وشافت إنشغال أبوه على أصوله وقالت لها أمه بإن يومًا ما ، بيصير نصّار مثله ومسح على حاجبه : الحين توها البدايات وبديت أنشغل بس ما ودي ، ما ودي يسرقني الشغل من الدنيا لو تبين الصدق أنا إنسان يحب يعيش ، يحب نظام حياته كذا ما يحب طول وقته بالشغل والأوراق وأتوقع لو جاء وقت من غير شر وإنجبرت يكون طول وقتي بالشغل ، بتركه
ضحكت بذهول لأنها ما توقعت يكون هذا جوابه ، وإبتسم : والله ، ما أمزح ترى
أشّرت على عقلها بالجنون فقط ، وإبتسم : ودي ذياب يتعلم ، علميه ياخي جيبيه كلمي زوجته شوفي حل
_
« الخيـام »
جمّع آخر الحطب بيده لمكانه يتأمل الخيام وهو رسل حتى محمد الرياض لأن وده يختلي لو دقائق بسيطة بنفسه يرتب حساباته ، ويرتب وضعه ويفكر بالأيام الجاية وش خطته فيها وش حساباته لكن بقيت عينه على مكان الخيول لوقت يفقد وجود لزام ، فعلاً يفقده وهو ما عاش حزنه عليه لأن كان كل همه قصيد ورعب قصيد وأخذ من العلف يتوجه قريب منهم يبي يشوف من أول خيل يركض له ويجيه وضحك بحزن : يدرون بك ماعاد إنت موجود
لأن ما كان يقرب له أحد إلا لزام ، والحين كلهم يقربون له بمجرد نداه والأكل يلي بيده ومسح على ناصية أحدها : تشبهه ؟ لا ماله شبيه
لأن كلها مسرّجة ، وبقى سرج لزام الوحيد على السياج لأن صاحبه غير موجود ما يدري ذياب وش صار بصدره لوهلة تمره ألف ذكرى لزام ما يشابه شيء ، ما يشابه أحد وما له بالدنيا كلها إلا ذياب “ يعشقه “ ، يتبعه من مكان لمكان وقت يكون خارج السياج ، ينتبه له ، وما يخاف من الحلال بدون لا يعوّده هو ، يجي له وهو يتقهوى ، يجي له وهو يصلي ، وبكل وقت يجي له ولا بغى يطير بأرضه ويشدّ التراب خلفه من ركضه ، يطيّره لزام على ما يحب وما يبي ولا ينافسه خيل بقوته وما يدري كيف لقى نفسه قدام سرجه ، ما يدري كيف بقيت يده تتحسسّ سرجه ينتفض صدره : أذكر يوم سرّجك لي نهيان ، أول مرة بعد ما جابك
سكت لوهلة ، ونفض صدره مرة ثانية : يوم طلعت على ظهرك ، كنت أشوف إنيّ عالي على الدنيا كلها من قدّي وجاء نهيان يقودك ، يشدّك وأنا على ظهرك وصار ما ودي أصير عالي ، ولا أشوف أنا وين والأرض وين صرت أشوف ظهر شايبي ، وحيل شايبي ، ويدّ شايبي اللي تشدك
سكت لوهلة ينتفض صدره لأنه يذكر للآن طفولته ، وكيف كان يركب على ظهر لزام لكن ما يتركه نهيّان كان بنفسه يمسك حبل الرسن ويمشي قدام لزام يسحبه ما يترك اللجام بيد ذياب نهائيًا ولا يرضى أحد يمشيه غيره وضحك : يوم ، زعلت على نهيان يوم جاء لك وأنا على ظهرك قال لي عصب علي خلاص يقول ولدي وأدري به وبعدها قال شفت ؟ يدري بك لزام ما يطيّحك ، ما يغدرك ، يمتثل لك باللي تبيه سمعٍ وطاعة يدري بظهره ذيب وإن كان صغيّر لكنه ذيب
ضحك يشد على عيونه لوهلة من صارت الذكرى توجعه : وراح شايبي وبقيت إنت ، كبرت معي إنت وشيّبت معي إنت ، ورحت عشاني إنت ..
شتت نظره من حس إنه بينهد يتوجه للخيل يطلّعه من مكانه : تعال
هو طلعه ونيّته يصعد على ظهره لكن ما طاوعه قلبه ، ما طاوعته قدمه يمسح على ناصيته : ما بك عيب ، لكن عمري ما ركبت غيره إلا لا جيت أردّه عن ثورته ولا حدّتني الدنيا ..
لأن الخيل حرك راسه ، ضحك ذياب يهز راسه بإيه : تقول حدتني اليوم يعني ؟ ذكي بس من إنت ما عرفتك
مسح على ناصيته لأنه ما يعرف إسمه ، وضرب على عنقه يعدل لجامه لأنه بيركبه وبالفعل إستقر على ظهره بعد ما مشاه مسافة بسيطة : تعرفني إنت ؟ أنا بعرفك الحين
ضحك لأنه حرك راسه ، وشدّ ذياب اللجام يلفه يمين ، لفة كاملة ، ويرجع يلفه يسار لفة كاملة وسكن حاكم من كان المشهد تحت عينه من تركه يفز كله يرفع نفسه على خلفي أقدامه فقط وذياب على ظهره وإبتسم ذياب يضرب على عنق الخيل : تفهم ، تفهم وحش
كان يشوف حاكم حزنه حتى من إبتسامته ، لأن ذياب مع لزام “ نشيط “ بشكل مجنون والحين الخيل يمتثل له لكن هو به شيء ناقص ، هو فـ
_
هو فرحته ناقصة ومشى بإتجاهه : السلام عليكم
رد السلام مباشرة كان على وشك ينزل لكن حاكم أشّر له بالجلوس : خلّك ، مبطي ما ركبت أنا
إبتسم ذياب فقط من توجه أبوه يفتح البوابة يطلع أول خيل منها ولوهلة مرّته أمنياته بطفولته ، كلهم جرّبوا يركبون بحضن أبوه لكن هو لأنه كان يعرف ، ولأن لزام يخصه من طفولته كان يركبه لوحده بدون ما يكون أبوه معاه ونزل نظره للخيل الليّ ماهو لزام يمسح على طرف حاجبه من صعد أبوه على صهوة الخيل يشد لجامه : وين ناوي تروح ؟
أشّر ذياب على الحلال : بروّح لهم ، مبطي عنهم كم لي
حرك حاكم خيله بإتجاه الحلال مثل ولده ، وسكن داخل ذياب لأن ما يدري وش الشعور اللي خالج صدره بهاللحظة لكنه " مريح " ، وفيه من الهدوء شيء كثير هو وأبوه وبينهم سكون ، بينهم هدوء بدون تجريح ويتمشى معه بأرضه على ظهر الخيل وبين حلاله ، منظر يسّره فعلاً ونطق حاكم لأنه خاف وقت شاف ذياب وكيف شنّع الخيل " يرفعه على أقدامه الخلفية فقط" : لا تشنّع بخيل ما تعرفه يا ذياب
لف نظره لأبوه كان على وشك يجاوبه لكن حاكم أشّر له على خيله بشبه قلق : متحمس إمسكه
إبتسم ذياب فقط : العهدة على الخيّال ماهو الخيل
هز حاكم راسه بإيه وهو يشوف حماس الخيل الشديد لكن ذياب مو حوله ، ذياب يمسح على الناقة اللي جات قريب منه : يا ذياب إمسك لجامه لا يهج بك !
مسكه بيده يلف نظره لأبوه : ما يهج ، لو تركته ما يهج
هز حاكم راسه بالنفي : هذا ماهو لزام يا ذياب ، امسكه
لف ذياب نظره لأبوه لثواني يهز راسه بإيه فقط وهو يدري إنه ماهو لزام لكن وقت جات بهالطريقة من أبوه ما يدري ليه جات غريبة : ما قد قلت لي إمسك خيل
هز حاكم راسه بإيه : ما عمرك ركبت إلا على لزام يابوك ولزام هو يمسكك بدون لا تمسكه
لف نظره لأبوه لثواني يشد لجام الخيل اللي معاه ، وإبتسم حاكم : تبي تشوف أبوك كبر وضاعت مهارته وإلا باقي له خبرة ؟
لف ذياب بالخيل يبتسم : ودي لكن هاللي معي متحمس وإنت تشوفه لكن خفت عليك ، مبطي ما ركبت تقول
هز حاكم راسه بالنفي : أنا حاكم يا ذياب ، حاكم
إبتسم ذياب فقط يشوف نية أبوه بالسباق : والنعم
هو ما سمح له يستوعب أساسًا من نطق واحد ، إثنين ، ثلاثة وطار يسمع ضرب اللجام على الخيل وبعده كان الصهيل يلي ضحك له ذياب بالذهول : عطني علم طيب !
هو لف خيله مباشرة يفزّ لجل يلحق أبوه اللي طار بالمدى - حرفيًا - يشوف غبار خيله ، ولف حاكم نظره لذياب اللي خلفه بمسافة بسيطة : ما يمديك يابوك ، ما يمديك !
ضحك ذياب لأن يمديه ، يمديه لأن خيله متحمس بشكل مجنون لكنه هو يهديه : إن كان يمديني تحسبه عقوق ؟
ضحك حاكم بالإستحالة
_
يرخي ذياب لجام الخيل يسمح له هو يطير ما يهدي ، ورجع حاكم يضحك من أعماق قلبه من تعدّاه ذياب يسبقه : إيه هذا عقوق يا ذياب !
إبتسم ذياب فقط يهدي خيله ، يلف نظره لأبوه وهو مليان إستغراب يمكن هاللحظة حتى بأحلامه ما تخيلّها وما تصّورها ولا توقعها وإنتبه حاكم على يد ذياب اللي تمسح على عنق خيله : تعرف تعاملها يا ذياب ، تعرف
هز راسه بإيه : يقول نهيّان تجي باللين ، ما تجي بالقسوة
سكت حاكم لأن طفولة ذياب ، أطباع ذياب ، تربية ذياب كلها إكتسبها من نهيّان مو منه وشتت نظره يبتسم : فرق السن يابوك ، فرق السن هو اللي خلاّك تفوز علي الحين
إبتسم ذياب يمسح على عنق خيله : ما فزت الله يطول لي بعمرك ، إنت روّحت المسافة كلها الخيل هج آخر شيء
ضحك حاكم وإبتسم ذياب لأنه مستحيل يفاخر أبوه بشيء ، من وهو صغير مستحيل يجرب يتكلم معه مثل ورد ونهيان حتى لو باللعب بإن " أنا أفضل منك ، أو فزت عليك " أو أي شيء من هالكلام وسأل حاكم : كيف حالها قصيد ؟ تركتها لحالها وإلا عندها أحد ؟
إبتسم ذياب يخضّع خيله اللي يلعب ، يلعب بشكل مجنون تحت يده وللآن متحمس : طيبة الحمدلله تسلم عليك ، عندها أخوانها
قلق داخل حاكم مباشرة من لمح ولده اللي يلفّ الخيل يمين ، ويسار ، وما قرّ بمحله يخضعه وحتى وهو يدري إن ذياب " خيّال " ماعليه غبار إلا إنه يقلق بهاللحظة : وش فيه هو
هز ذياب راسه بالنفي : متحمس ، به طاقة ما فرّغها
ناظره حاكم لدقائق طويلة يتأمله ، يتأمل إنسجامه معه ويمكن لأول مرة يترك خوفه على جنب ويشوف ولده فقط بدون لا يعصب عليه مباشرة بسبب خوفه وإبتسم لأن ذياب يفصل إذا صار بعالمه ، فعلاً يفصل كأن ما على الأرض إلا هو ولزام سابقًا ، وهو وحلاله ، وهو وصقوره وشنّع الخيل يخضعه ذياب مباشرة : نعوّد ؟
هز حاكم راسه بإيه وهو إنتبه إن ذياب - عشانه - خضّعه بهالسرعة وعشانه شد لجامه بهالقوة : نعوّد بس لا تشد
إبتسم ذياب يأشر على خشمه فقط لأن بالخفي - لا تشد - يعني ما بي حيل لكن ما يعترف حاكم ولفت إنتباه حاكم نور السيارة عند الخيام : كأن فيه أحد جاء ؟
هز ذياب راسه بإيه : محمد ، معه سيارتي أكيد هو
نزل حاكم نظره للخيل يكلمه : شد بس لا تشد
إبتسم ذياب من فهم إن ما وده يطير بالسرعة لكن وده يسرع وتيرة مشيه يسرّع هو خيله بالمثل ..
-
وقف محمد المذهول من المنظر اللي يشوفه من إقترابهم ، حاكم ؟ وذياب على خيول والواضح إنهم كانوا يتسابقون وإبتسم مباشرة يوقّف خيل حاكم : يامرحبا ياعم ! يامرحبا
إبتسم حاكم ينزل عن خيله : يا هلا يا محمد
نزل ذياب بالمثل لكنه بقى يمسح عليه ، على ناصيته : هذا من يامحمد؟
_
رفع محمد أكتافه بعدم معرفة : ما له ينادونه البني
هز ذياب راسه بإيه يتأمله لثواني بمحاولة للتذكر : هذا اللي شريته أنا يوم كان صغيّر توه ؟ اللي يناشب لزام ؟
هز محمد راسه بإيه : هذا هو اللي قلت شيلوه عنه
ضحك ذياب فقط لأنه نسى موضوعه أساسًا ولا يطري بباله لأن لزام كان يتضايق منه وما يخليه جنبه نهائيًا وشاله ذياب عن لزام ينسى موضوعه تمامًا، وإبتسم حاكم لأنه يشم ريحة الحطب والقهوة : سمّه عزّام يا ذياب
إبتسم ذياب للخيل يضرب على عنقه : عزّام راعي العزم
نفض يديه يراقب عزام إلى وقت رجوعه للسياج ، وتوجه يغسل يديه خلف أبوه لأن محمد يجهز القهوة لهم وجلس بالإرتياح مثل أبوه اللي سأل : وش تقول عنه ؟
إبتسم ذياب وعينه على عزّام اللي يدور بمكانه : صغيّر توه ، ومتحمس بالحيل لكنه يطيع ، وبسرعة يطيع
هز حاكم راسه بإيه : بديل للزام يا ذياب ؟
سكنت ملامحه لثواني يهز راسه بالنفي : ماله بديل لزام ، هذا يوم جبته حتى لزام ما رضى به وشلته عنه ونسيته
ناظره حاكم لثواني من إنتبه إنه يتأمل باطن يده ، وجاء محمد المبتسم يقهوي حاكم ، ويقهوي ذياب اللي نطق : قرّب الحلال يامحمد لا تبعده بالحيل والعمال وينهم
هز محمد راسه بالنفي : أنا قلت لهم يمشون ياعم
رفع حاكم حاجبه ، وضحك ذياب : ودك تختلي لحالك ؟
إبتسم محمد فقط يمد التمر لحاكم ، ولف ذياب نظره له : شجاع وينه ما جاء ؟ مبرقعه ؟
هز محمد راسه بإيه : مزعج شجاع مزعج ياعم
إبتسم ذياب فقط : فكّه خله يسير علي ، لا تجيبه فكه
هز محمد راسه بإيه يتوجه لمكان شجاع يفتح عنه برقعه ، يفكّه لكنه ما تحرّك من مكانه يرجع محمد عندهم : شلته ، بروح أقرب الحلال تبي شيء ياعم ؟
إبتسم ذياب : ما قصرت يامحمد مشكور روّح
كان حاكم فعليًا يتأمله فقط ، يتأمله ويتقهوى فقط وصفّر ذياب يشوف حاكم بعد تصفيره شجاع اللي شدّت جنحانه بالسماء بهيمنة ، بغرور مستحيل يحوم حولهم لثواني لين نزل لمقرّه ومحله على ذراع ذياب المبتسم فقط وإبتسم حاكم : مطوّل الغيبة عنهم أشوفك مشتاق وهم مشتاقين
مسح على جناح شجاع يلف نظره لابوه : أول طول وقتي يمهم ، الحين بين اليومين والثلاث مرة وما أطوّل بالحيل
إبتسم حاكم فقط ، ورفع نظره من صوت السيارات يلي قربت منهم يسأل حاكم : تنتظر أحد ؟
هز راسه بالنفي يرفع حاجبه ، وسكنت ملامحه من كانت سيارات القصر ، سموّه وخلفه أسامة يسكت حاكم تمامًا من فُتحت الأبواب ينزلون بثيابهم ، بهيبتهم ، بشُمغهم ووقف ذياب مباشرة لأنه ما توقع : عن إذنك دقيقة
توجه مباشرة لسموه بهدوء رغم ذهوله : طال عمرك ؟
مد سموّه يده يصافحه : الله يبقيك يا ذياب !
سكنت ملامح ذياب يقرأ ملامح أسامة وشدّ يد سموه بالمثل بذهول : الله يحييك ما قلت لي جاي
-
كانت عين حاكم تراقب سلام ذياب على سموه ، حارّ السلام اللي يشوفه بينهم من تمسّك سموه الشديد بذياب وذراعه وإنه يهمس له بإذنه بطريقة ما " كان يستفزه " ، ونوّر جواله بالإشعار من الفريق أول سعد " ماشاءالله تبارك الله يا حاكم ، تو يوصلني العلم رجع ذياب للوزارة ألف مبروك " تسكن ملامحه مباشرة ولف نظره لشجاع يوقف فقط ، يوقف عشان يسلّم على سموه اللي إبتسم له مباشرة : شكلنا جينا بوقتٍ غلط دامها جلسة أبو وولده لكن يشهد الله إن ذياب بمقام نايـف عندي ، ولا أصبر عنه ويوم دريت إنه هنا لحاله جيت بنفسي له
إبتسم حاكم فقط يهز راسه بإيه : الله يحييكم يابونايف ، الله يحييكم ويخلي لك نايف ويحفظه حياك
إنتبه ذياب إن أخلاق أبوه - قفلت - بشكل غير طبيعي ، ووقف أسامة قريب منهم : طال عمرك بكلمك شـ
هز ذياب راسه بالنفي : دقيقة يا أسامة ، قّلطهم بس
توجه أسامة للداخل يقلطهم ، وسكنت ملامح ذياب من تعدّاه أبوه يمشي للجلسة بدون ولا كلمة وهو كان يناوي يتكلّم معه ، كان ناوي يفهمه وما يدري ليه صار بموقف التبرير مباشرة لكنه مسح على طرف حاجبه : يا محمد
كانت عين سموه تتأمل المكان ، تتأمل الصقر اللي بوسط جلستهم من وسّع ذياب الجلسة بدل لا تكون محفوفة له ولأبوه رجّع المركى للطرف يصير هو جالس بالطرف مثل أبوه مو مثل ما كان مقابله وقريب منه : الله يحييكم
جاء محمد اللي أخذ الدلة بيده يقهويهم تتعالى الأصوات بالضجة بين سموه ورجاله وحاكم اللي يرد على سؤالهم بكيف الحال ، وكانت إشارة ذياب لمحمد تفيد بإنه يجيب باقي العمال فقط وإبتسم سموه من الصقر اللي توجه لذياب : وش إسمه يا ذياب ؟
نطق ذياب بهدوء : هذا شجاع طال عمرك
نطق مساعد سموه يبتسم : تبي تشريه طال عمرك ؟
ضحك سموّه : لك نية تبيعه يا ذياب ؟ إن كنت ناوي
إبتسم ذياب فقط : والله ماهو للبيع ، يخصّني هالصقر
ضحك سموه يهز راسه بإيه : دامه يخصك مانقربه يا طويل العمر ، ماشاءالله تبارك الرحمن ، ماشاءالله
كان يلف نظره للمدى يتأمل الخيام ، الحلال اللي صار قريب منهم ورغم إنها شبه مُظلمة لأن مافيه ضيوف لكن يقدر يتصّورها بمجيء الضيوف وما بقى على التصور من شعّت أنوارها تصير واقع ينتبه لمحمد اللي نوّرها : ما عندك إلا هالعامل ياذياب
هز ذياب راسه بالنفي : لا معه ، محمد أقدمهم عندي
كان سموه يتأمل فعليًا على عين حاكم ، يتأمل الإبل ، ويتأمل الجلسات ، والخيول ، ومكان الصقر ومسح حاكم على يده : ما عطيتنا علم يابونايـف ، نجهّز لك
_
إبتسم سموه بإعجاب : هذا وماهي جاهزة ياحاكم ، الله يعزه ولا يعز عليه ماشاءالله يوم يقولون لي خيام ذياب أقول يبي لنا زيارة لها والنصيب لليوم ، لو دريت كل إجتماعاتنا الأوله قلت لك بالخيام يا ذياب
ضحك مساعده : الخوف لا جينا هنا ننشغل بشبة النار والقهوة وينشغل ذياب بحلاله ويروح الإجتماع
ضحك سموه يهز راسه بإيه : صادق من يفوّت مثل هالجو ومثل هالدنيا ويقابل الورق ، ما تنلام يا ذياب
تعالت ضحكاتهم يبتسم ذياب فقط لأن همس سموّه له بسلامه ، شدته على ذراعه بالإعتذار ونطقه له بالنهاية “ جاي لك أبو ، وصاحب وما جيت بالشغل وعلومه يا ذياب إنت ولدي قبل لا تصير بمكتبي وقبل لا تصير هالعلوم بينّا وأدري بالعلم كله إنت راعي حق ، ومرتك راعية حق وإن كان باقي بالخاطر شيء من هالشنب تاخذه “ كان بمحله ونطقه : الله يحييك بكل وقت طال عمرك محلّك ومكانك
لأن كم التقدير واضح ، ولأن السوالف ضجّت عن الحلال والخيول والصقور والمكان فقط بدون أي سالفة خارجية أو تخص الشغل كان من حاكم السكون والإندماج معاهم لكنه يشوف نظرات أسامة لذياب ، أسامة بجنب سموه صحيح لكن نظراته لذياب مريبة ويشوف حاكم إن السوالف مختلطة ، متداخلة لكن إلتفات سموه لذياب بين كل موضوع والآخر يقوله “ وش يا ذياب ، وش العلم يا ذياب ؟ وش يقول ذياب ؟ “ وضحكاته صحيح بالسرور ويبين إهتمامه بولده لكن يغصّه وما يدري ليه ووقف سموّه ينطق من كانوا بيوقفون رجاله خلفه : لا إرتاحوا ، باخذ لي لفة مع ذياب حول الخيام بس
سكنت ملامح ذياب يلف نظره لأبوه اللي نطق : لا ينتظر أبونايف
ناظره ذياب يوقف مع سموّه ، ونزل على نظر حاكم اللي شاف توجههم للخيول أول شيء ومن عزّام اللي جاء ركض لذياب يضحك له سموه ، يقدر حاكم يسمع حوارهم لكنه إختار يشد تركيزه لسوالف الرجال قدامه ويشاركهم
-
ضحك سموّه من جاه بكل هاللهفة : هذا إنت راعيه ؟
هز ذياب راسه بإيه يبتسم لعزّام : توّي وتوّنا نسميه ، عزام
إبتسم سموه بإستغراب : عزّام ؟ سمي لأحد حولكم وإلا
كان من ذياب النفـي يبتسم : سمّاه أبوي عقب ما شافه
ضحك سموه يمسح على ناصيته : راعي عزم شكله ؟
إبتسم ذياب يهز راسه بإيه فقط ، ووقف حاكم يدخل جواله بجيبه وهو ما عاد يطيق الجلسة : يا ذيـاب
نطق لسموه عن إذنك يتوجه لأبوه اللي واضح نيّته يمشي من نزوله عن جلستهم : بتروّح ! على وين !
هز حاكم راسه بإيه : دقت علي أمك ، بروح لها أرجعها البيت
نطق ذياب مباشرة : أروّح لها أنا وينها عند من
ناظره حاكم لثواني نظرة غريبة ينطق خلفها بشبه حدة : وتترك ضيوفك !
سكنت ملامحه لأن وش يعني يتركهم : أبوي موجود ولا..
_
ولاني مطوّل لا رحت ! خلّك أروّح لها أنا خلّك ، محمـد
لأنه نادى محمد ، وترك أبوه مباشرة يتوجه لمحمد يبي مفتاح السيارة وتحت أنظار حاكم توجه أسامة مباشرة يمسك ذراع ذياب يشوف الحوار اللي دار بينهم وتأكد له بإن “ إستحالة “ ما يدري ذياب وما عنده خبر ولهالسبب بقى حاكم بوقوفه يبي يشوف آخرها ولمح ملامح التعجب تُرسم على ملامح ذياب اللي نطق له أسامة بشيء وسط مشيه يوقفه ، فعلاً يوقفه يلتفت له ولهالسبب نطق حاكم يستعجله فقط لأنه ما عاد يبي يجلس : ذيـاب
أشّر ذياب لأسامة بإن وقت آخر ، وتوجه لأبوه مباشرة : روّح إرتاح أروّح لها أنا وينها ؟
سكت حاكم لوهلة وهو ما كان ودّه يتكلم ، ما كان ودّه لكن يحده ذياب بهاللحظة بعد ما نطق “ أبوي موجود “ وبعد ما راح للمفتاح ويحاور أسامة اللي أكيد بلّغه : به شيء ودك تقوله لي يا ذياب ؟
ناظر أبوه بذهول لأنه جالس يتوتر داخله بشكل ما عهده ، بشكل آخر عهده به طفولته لأنه يحس بأبوه ويحس إنه بيمشي ما بيطيعه : وش أقول لك ؟
سكت حاكم يناظره لثواني مرّت على ذياب “ دهر “ فعلاً وأكثر من تبدّلت نظرته ، من نطق حاكم بيأس منه فقط : أبوك موجود ، بس بك خافي أبوك ما يعرفه دايم يا ذياب ولا تعتدل ، ما تعتدل يابوك خلّك على اللي تودّه وإقعد مع ضيوفك
سكنت ملامح ذياب لوهلة لأن وش يعني هالكلام بهاللحظة ، ونطق حاكم يرفع صوته يودّعهم بدون لا يلتفت لذياب اللي وقف عقله لوهلة يتبع أبوه لسيارته مباشرة : وش الخافي بي ؟
هز حاكم راسه بالنفي فقط يسكن داخل ذياب بذهول لأن أبوه ينظر له نظرة غريبة ، نظرة مؤلمة من الإجحاف اللي فيها ونطق مرة ثانية بذهول لأن ما قد تعرّى بعالمه عند أبوه مثل هالمرة : وش صار بي خافي !
هز حاكم راسه بالنفي يأشر له على سموه اللي رجع للجلسة : روّح له ، وتمسك به دامه يحبك وشاد حيله عشانك ومبروك الوزارة يا ذياب ، مبروك تقول وتطول
سكنت ملامحه لثواني بإستغراب : وش وزارته ؟
رد حاكم على جواله يكتم ذياب اللي كان وده يتكلم ، كان وده يسأل لكن إن أبوه حرك بهالشكل ، وإبتعد عنه بهالشكل بينهم ويدري ما بيرجع له “ نفضت صدره “ أكثر من إنها تحز وتنتهي ، نفضت صدره لأنه ما حسّب تطيب جروحه بضحكة من أبوه له ، ضحكة تعرف مكانها لصدره وإنه يحسه فعلاً أبوه وحتى الكف ، ماضي الكف ما عاد يعرفه ولا يحسبه بعد ضحكة أبوه لكن بهاللحظة ؟ صار وقع الكلام أشدّ من وقع الكف ومن ضرب السيف لو حصل “ ما تعتدل “ لأن ما يذكر به خافي أبوه ما يدري به ووقت نطق الوزارة بهالشكل هو رجّف صدره يلتفت لأسامة اللي جاء يقابله : وش وزارته ؟ أبوي يقول مبروك الوزارة وش وزارته ؟
_
رفع أسامة أكتافه بعدم معرفة بهمس : هذا اللي بسألك عنه طال عمرك ، اللي أعرفه قلته لك ما عندي غيره لكنّ من ضمن الهواش أنا سمعت كلمة وزارة منها طال عمرك لكن ما أدري ، ما أدري وما قال لي شيء طال عمرك
ما عاد فيه بعقله تركيز حتى للكلام اللي نطقه له أسامة قبل شوي ، وقت بلّغه إنه بالصدفة سمع شجار عالي الصوت بين سموّه وحفيدته ومحتواه يخصّ قصيد يوقفه وراء هالشيء لكنه كان مستعجل لأبوه ويضمن سموّه تجاه حفيدته والحين ما عاد يدري بشيء ، فعليًا ما عاد يدري ونطق أسامة : طال عمرك ؟ ذياب ؟
هز راسه بالنفي فقط : استريح يا أسامة ، استريح جاي
ناظره أسامة من توجه ذياب لمحمد يكلمه ، ورجع يجلس بمكانه فقط للآن الضحكات تصدح ، وللآن السوالف ما وقفت لكن ملامح ذياب إختلفت تمامًا من جاء يجلس ينطق له سموه : أبوك وين راح يا ذياب ؟
مسح على طرف حاجبه فقط : للأهل
_
« بيـت حـاكـم »
تركت عبايتها بمكانها تلف نظرها له : ما دقيت على نهيان قلت أكيد نايم ولو دريت إنك معصب كذا ما دقيت ، وش صاير حاكم ؟
هز راسه بالنفي فقط يناظرها لثواني ، ورفعت حاجبها بإستغراب : وين كنت ؟ وش اللي معصبك هالكثر ؟
نطق " عند ذيـاب "يسكت بعدها ، وسكن داخل ملاذ كله مباشرة : تهاوشت معاه حاكم ؟ وش سويت له ؟
كانت منه نظرة غضب ترجّفها ، فعلاً ترجفها ينطق بالغضب : وش سويت له ؟ وش بسوي له قولي لي يعني
رفعت أكتافها بعدم معرفة تنطق بذهول : ما أدري حاكم ما تشوف وجهك ؟ وش صار طيب وش حصل
هز راسه بالنفي يجلس: أنا تعبت ، تعبت وعلوم ولدك توصلني من غيره وهو ساكت وأنا قدام وجهه ، تعبت من طبعه ومن دنيته وتعبت من كل شيء يا ملاذ ، كل شيء
ناظرته لثواني بذهول : وش صار طيب ما فهمت ! وش
رفع حاكم أكتافه بعدم معرفة : أنا معه ، رايح له والأمور طيبة شوي إلا وربعه أهل القصور جايين له وشوي سعد راسل لي مبروك لولدك رجع الوزارة وقلت ما يدري ، مشّيتها قلت ما يدري ما جاه علم بس ماني غبي يا ملاذ ، ماني غبي يوم أسامة يشدّه يعلمه وأقوله به شيء بتقوله لي يا ذياب يقول وش
ناظرته ملاذ لوهلة لأنها ما فهمت ولا حرف من اللي قاله : وأهل القصور عنده الحين ؟ بالخيام عنده ؟
هز راسه بإيه تسكت ملاذ لثانية فقط : وتركت ولدك ؟
ضحك بذهول يناظرها ، ضحك يوقف كله على حيله بذهول : محتاجني ولدك ؟ محتاجني ؟ ما يحتاج
ناظرته لثواني لأنها تفهم شخصية حاكم بطريقة ما ، تفهمه وتفهم حتى أسباب غضبه بهاللحظة إنه ما يحس بمكانه عند ولده نهائيًا وشتت نظرها : مو شرط يحتاجك إنت أبوه حاكم ، إنت أبوه يكفي مكانك بقلبه وعنده ما يجيه أحد ولا يساويه أحد ما تعرف ذيـ
_
صرخ بغضب مباشرة يسكتها : ما أعـرفه ! ما أعـرفه !
سكتت لأنها صارت تفهم أكثر ، بطريقة ما صارت تفهم أكثر وهزت راسها بإيه فقط : تبي مكانك عند ولدك ؟ تروح ترجع له الحين يا حاكم ما تبعد عنه وقدام ضيوف ثم تقول وينه مكاني عند ولدي ، تعوذ من الشيطان
ناظرها بذهول ، وهزت راسها بإيه بتأكيد فقط يطلع خارج الغرفة ، خارج جناحهم وخارج البيت كله وهو ما يدري فعليًا وش جاه ، وش صار به يتمتم : استغفرالله العظيم وأتوب اليه ، استغفرالله ..
_
« الخيـام »
فضت عليه الخيام لآخر مرة من توجه محمد ينام ، وبقى أسامة اللي قرر يرجع معاه لكنه هو بهاللحظة إختار يترك أسامة ، ويترك محمد يمشي بعاري أقدامه على الرمل وتمدد يسند ظهره على أحد نياقه بالأرض ، وده يفكر ، بس وده يفكّر لكن من كثر ما ينفض صدره بهاللحظة هو مو قادر حتى يستوعب إن رجع تكرر فيه ذات الموقف وقت طلع من الدعوى يدور أبوه ، وهالمرة كان موجود لكنه مشى عنه ومو هنا ألمه ، ألمه إنه حاول ، وحاول بكل جهده لدرجة رجعت له أحاسيس طفولته كلها وهو يحاول يرضي أبوه وما رضى ، ما بقى معه : لا إله إلا الله
رنّ جواله بإسمها يسكت تمامًا ، يسكن كله لأنه يدري بقلبها زي ما يدري بدماره هو بهاللحظة ولو تكلّم ، لو رد هي بتعرف وتدري به ومشى له أسامة : طال عمرك
قلب جواله يرفع نظره له ، وأشّر أسامة على الناقة اللي جالسة مقابل ذياب : لو جلست على ظهرها تقوم ؟
ناظره ذياب لثواني لأنه ما يبي يجلس مثله على الأرض ويسند ظهره على الناقة : خايف على ثوبك من التراب ؟
إبتسم أسامة يهز راسه بالنفي : لا طال عمرك بس بجرب
أشّر له ذياب بمعنى إجلس يجلس أسامة عليها فعلاً ، ولفت بإتجاهه يبتسم برعب لحظي : أنا أسامة
ضحك ذياب من تعبه ، من إرهاقه وحرقته فقط ومن جات الناقة تسند راسها على ضلوع ذياب وصدره يسكن أسامة : هي تضمك ؟
هز راسه بإيه لأن حلاله يلتفّ حوله بطريقة تواسيه ، بطريقة هو يحسّها يرتكي على وحدة وترتكي عليه أخرى ومسح أسامة على جبينه : وش بتسوي ذياب ؟ بترجع ؟
هز راسه بالنفي فقط وهو ما درى بالصريح للآن وما نطق له سموه بإنه رجّع أوراقه للوزارة وطلب يُلغى عنه طي قيده الأول لكن صار واضح له من جات السوالف مخفية من سموه يجسّ نبضه وهو ولا نطق بحرف : مشينا
ناظره أسامة لثواني من وقف يشدّ حيله ، ياخذ أغراضه وتوجه لسيارته يركب أسامة بجنبه : وش بتسوي بالموضوع اللي قلت لك عنه ؟ ما كان جدال عادي طال عمرك والصدق أخاف تسوي شيء لأنها وصلتها للكرامة طال عمرك حسب ما سمعت
ناظره ذياب لثواني بهدوء لأنه يقصد لجين : دامك بلّغتني ما يمديها حتى لو ودها ، ما قصرت
_
وقـف على عتبة الباب وبصدره كلام ، بداخله كلام ما يصدقه أحد من كثره لكنه طمّن قصيد بقوله “ جاي “ وتطمّن عليها وعيّت عليه نفسه إلا يجي لأبوه قبل بيته ، يبلّغ أبوه بإن وش ما كان العلم اللي واصله هو ما يدري به ودق الباب بدون الجرس تحسبًا لنومهم : أنا ذيـاب
سكنت ملامح ملاذ اللي سألت مين تفتح الباب : هلا أمي ! يا هلا
سلّم عليها وما دخلت خطوته لو لحظة : أبوي موجود ؟
هزت راسها بالنفي تشوف ملامحه ، تشوف الجمود المستحيل اللي ما يعبّر عن شيء نهائيًا وما تستشف منه أي شعور : لا ، بس بكلمك ذياب أمي إدخل
كان منه الرفض لأنه ما يبي جدران ، ما يبي شيء يضغط عليه لأن صدره مكتوم : تعالي هنا ، يجي أبوي وين راح ؟
أخذت ملاذ وشاح من جنبها تطلع معاه للحديقة ، تجلس بالجلسات معاه وتكلّمت هي مباشرة : جاء معصب أبوك
هز راسه بإيه يمسح على جبينه ، على راسه اللي بينفجر من صداعه لأنه يغلي بدون مبالغة بهمس : ما سمعني
ناظرته ملاذ لثواني لأنها تشوف منه شروده ، جموده ومن مسح على راسه يناظرها : وش قال أبوي ؟ وين روّح هو ؟
سكنت لوهلة وهي إختارت تفهّم حاكم وما فهمها ، بتجرّب تفهّم ذياب ولهالسبب شدّت يدها : يقول أنا تعبت يا ملاذ ، حاكم أبوك يقول لي أنا تعبت يا ملاذ من ذياب ، ومن دنيا ذياب ، ومن العلوم اللي توصلني من غيره وأنا قدامه
كان يناظر أمه بلا تعبير ، ما قدرت تاخذ منه تعبير واحد وتدري بتغلط ، تدري بتحرقه لكن ودها يتفاهمون لأن الوضع متعب لهم كلهم : أمي ذياب ، إترك الماضي كله حبيبي ، إترك كل شيء وترفّق على نفسك وعلى أبوك تراه كبر ، والله كبر يا أمي وأعصابه دايم محروقة وتزيد لا شـ
قوّمته من مكانه لأنها نطقت “ أبوك كبر “ بهالشكل قدامه تهز عالمه ، تهز دنيته لأنه ما يحب مثل هالجملة تُقال له على أبوه بالذات أبوه بعز شبابه للآن ، وأبوه بعز خيره وقوته للآن لأنه حاكم ، حاكم بكل بساطة ومسح على عيونه : وين قال لك راح هو ؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة لأنها ما تعرف فعلاً وتوقعته يروح له لكن ما حصل ووقفت تتوجه له : إنت تفهمه ذياب أمي ، تفهّمه قلبك يكفينا كلنا خليه يكفي أبوك ، حسسه إنك تحتاجه حسسه بمكانه ذياب أمي ما يبي منك أكثر لكن هو شخصيته كذا يا أمي ويحبك ، يحبّك
سكت لأن آخره بمستشفى المجانين على الكلام اللي تقوله له أمه ، آخره بيولّع بنفسه وينتهي وأجزم بهالشيء من دخل أبوه الهادي كانت منه نظرة وحيدة لهم ، لولده الواقف ، ولأمه اللي تشد وشاحها وقوف قدامه ونظراتها كلها رجاء عكس جامد ملامح ذياب : مـلاذ ؟
_
شدت أمه ذراعه لأنها بتدخل للداخل ، لأنها قالت اللي عندها ويحرقها قولها لأنها أكثر من يعرف قلب ذياب وإن محبته لحاكم ، أكبر من محبّتهم كلهم مجتمعة له ومشى حاكم لولده بعد ما مشيت ملاذ : مشوا ضيوفك
ما كان قادر ينطق كلمة وحدة يهز راسه بإيه ، ومسح على جبينه فقط يتوتّر : الوزارة اللي تقول لي مبروك عنها ، ما دريت بها وللآن ما به علم أكيد أدري به وإن كان حقـ
ناظره حاكم بهدوء : لا تبرر لي يا ذياب ، لا تبرر لي يابوك
هذا طبع أبوه كل ما جاء له ، كل ما ساق أعذاره له يردّه بإنه مو محتاج حروفه وما يبي منه تبرير وعضّ على قلبه ، على إحساس عقله يكمّل : وإن جات لي ، ما أبيها ما أبي الوزارة ولا أبي القصر ولا أبي من الدنيا شيء أبوي
ناظره حاكم لثواني فقط ، وهز راسه بإيه : إنت أدرى
نفض صدره لأنه يعرف هذا آخر النقاش وآخر الكلام وقبل يتكلّم مسح حاكم على طرف جبينه بهدوء : تأخرت على بيتك ومرتك يا ذياب
لأنه شد ذراعه بيمرّ من جنبه ما تكلّم ذياب ، ما نطق بحرف واحد يهز راسه بإيه فقط وهو " يحترق " بكل ما تعنيه الكلمة أمه تقول له " حسسه بإنك تحتاجه " وهو كل ما حاول يلاقي ردود إنت أدرى وبراحتك ومسح على جبينه فقط : أبشر
ضرب حاكم على ذراعه ويفهم ذياب طبع أبوه هذا ، يفهمه وتعوّده ما يزعله لكن هالمرة كثرت عليه نيرانه ، كثرت بشكل ما يصدقه أحد وما تكلّم يهز راسه بإيه فقط ومشى مثل ما مشى أبوه للداخل بدون لا يلتفت ووقف حاكم يتأمله وجات ملاذ له : حرقت قلبه ياحاكم
_
« قصـر ذيـاب »
رغم إن اليوم كان " مُبهج " من كل نواحيه فعلاً لأول مرة يصرخ قصرهم بمثل هالضجة والحياة كلها بوجود أخوانها ، وأشبال فهد اللي تصّوروا معاهم بكل زوايا القصر إلا إنها تعوّدت ذياب لدرجة تفقده بكل ضحكة ، بكل سالفة وطوّل عليها توقف بالقلق قدام الشباك تشوف رسالته : جاي ، وما جيت للآن
دخلت جوانا المبتسمة تسألها لو تبغى شيء ، وإبتسمت قصيد بحب لأنها ما قصرت : لا ، شكرًا جوانا
رفعت جوانا حاجبها بإستغراب تسأل عن ذياب لأن قصيد واقفة على الشباك تتأمل : ما يجي ؟
كان من قصيد النفي تلف نظرها للبوابات تنتظر دخول سيارته وما توقعت يفز قلبها بهالقوة من دخلت سيارته فعلاً ، ما توقّعت يفز بهالشكل من نزل بكل هدوء ينحني لشماغه وعقاله وعينه تتأمل القصر لثواني طويلة من إعتدل لكن هي سكنت ملامحها ، سكنت كلها من حسّته وتأكدت من ترك شماغه وعقاله على سيارته يشتت نظره وتوجه للجلسة الخارجية فقط وفزت من جوانا اللي جنبها : جوانا !
ناظرتها جوانا لأنها جنبها من وقت وما حست عليها قصيد اللي سرقتها شوفته بشكل طاغي تـ
_
تستوعب إن جوانا جات جنبها من وقت تشتت نظرها : أنا ، بروح تحت جوانا وإنتِ نامي تمام ؟
-
هو وقف بجنب الجلسة يتأمل النخيل بالمدى قدامه ، أخذ نفس من أعماق قلبه حتى الجلوس ما طاعه يبي يشد نفسه ، يبي بس يخف شعوره عشان يدخل ، عشان يقابلها ويرتمي بحضنها بكل ما للكلمة من معنى لكن ما يبيها تحسّه ، ما يبي تحس حطامه ولا جروحه ولا حتى مزاجه لأنه يعرفها وما حس بإنها واقفة خلفه تتأمله ، تتأمله ويسكن داخلها لأنها تتأكد من خاطره من وقوفه بهالشكل وإبتسمت بهدوء : مافي أهلاً ؟
لف كله لأن صوتها جاء من خلفه وهو ما حس عليها ، ما سمع حتى صوت الباب ولا صوت مجيئها وما خفّت إبتسامتها تتأمله : طوّلت مره ذياب
سكت لأن عيونها " تشعّ " له مو بس تفيض وتأكدت إنه به ألف شيء مو شيء واحد وبس ونطق هو : برد عليك
إبتسمت فقط تهز راسها بالنفي لأن لبسها خفيف : بدفى الحين بس أول ، معقول ما إشتقت لي ؟
لأنها توجهت تقابله ، ترفع نفسها لأنها بتضمّه هو قبّل عنقها مباشرة يشدّها ، يشدّها تتأكد من إحساسها بفعله هو من قُبلته لعنقها ، من حرارة راسه اللي تحسّها وقبّل عنقها بعمق الأرض كله يتنفّس وأخيرًا بها وشدّت على أكتافه لوقت طويل بدون لا تتكلم ، بدون لا يتكلم هو لكنه يضمّها ، وتضمّه هي بالسكون يحس يدها يلي صارت على نهايه راسه ، بشعره وتنحنح ياخذ نفس من حس إنه بينهار لا محالة : ما نمتي
كان منها النفي تبتسم : ما رجعت إنت كيف أنام !
إبتسم ، فعلاً إبتسم ياخذ نفس من أعماق قلبه وما عاد بقى بداخلها ساكن من قبّل جبينها لوقت طويل تعرفه ومدّت يدها تمسح على صدره : اسألك بالصريح ؟
هز راسه بالنفي يشتت نظره مباشرة : أجيب لك شيء يدفيك
إبتسمت تجلس : مالك خاطر تدخل البيت بس شماغك موجود وقريب
توجه للسيارة فعلاً ياخذ شماغه من عليها ، يتركه على أكتافها لأنها جلست وبقت عينه تتأمل من تركته يحاوطها كلها تضمّه ويدها تطلع شعرها منه يرتكي على ظهرها وشماغه وشتت نظره فقط ، أخذ نفس من أعماق قلبه لأنها تهلكه وما وده يقاوم ، ما وده يسكت عنها وسكن داخل قصيد كله من جلس بجنبها يعطيها ظهره تعرف إنه ما بيكتفي بالجلوس وفعلاً هو تمدد كله يسند راسه على فخذها ، بحضنها يسكن قلبها مباشرة من مدّ يده ليدها ياخذها تغطي عيونه ونطقت هي مباشرة بهمس : يعورك راسك ؟
كان منه الإيجاب تحس حرارته تشد تحت يدها ، تحس ناره يسكن داخلها كله : وش صار معاك ذياب ؟
ما تكلّم وهو وقت تمدد بحضنها بهالشكل ، وقت غطّت يدها عيونه غرق داخله تمامًا يسمع دافي نبرتها بعد قسوة كل كلمة سمعها وبلا وعي كان منه السؤال : وش اللي بصدري قصيد ؟
تعليقات