📌 روايات متفرقة

رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم مجهول

رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم مجهول

رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب pdf الفصل السابع والثلاثون 37 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب  pdf السابع والثلاثون 37 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل السابع والثلاثون 37 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم  رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب السابع والثلاثون 37

 رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم مجهول 

رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم مجهول

سكن داخلها لأنه أخذ يدها الأخرى لموضع قلبه ، وما جاوبت هي تحس عينه تحترق تحت يدها ونطق بعدم وعي : به شيء ؟ وإلا فاضي ما به شيء ؟
لأول مرة تعجز ترد بطريقة ما ، تعجز تستوعب أو هي إستوعبت لكن ما ودها تستوعب أكثر وسكت لوهلة لكنه فعلاً ما عاد يحس من قبح شعوره : أنا من قصيد ؟
سكنت ملامحها مباشرة تمسح على دقنه بيدها : إنت ذياب ! مين إنت لو مو ذيـ
رجع يدها مباشرة على عيونه لأنه تألم ، لأن رغم خافت النور هو تألم ما وده يلمح شيء ورجف قلبها مباشرة : ذياب راسك يعورك صح ؟ النور يضايقك ؟
سكت يستوعب إنها قصيد ، سكت يستوعب إنه صار يهلوس لكن من حرقته مو من شيء آخر ومافيه حيل حتى يجلس ويتدارك نفسه يبي هذا الهدوء ، ييي حضنها ، ويبي يدها تحاوطه ويبي يحسّها ولا يحس شيء بالوجود غيرها وجلس مباشرة يفز قلبها : ذيـاب
مسح على راسه ، على جبينه يشدّه لأنه بينهلك من صداعه : ما به شيء ذياب ، ما به شيء
ناظرته لثواني طويلة لأنها تعرفه لدرجة تتأكد إنه بيختار الصمت عشان ما يحرق قلبها عليه وهو ميّت ، منتهي من حرقته وما بعدّت نظرتها عنه لو ثانية وحدة يمسح على ملامحه : لا تناظريني كذا قصيد ، ما بي شيء
هزت راسها بالنفي : تسكت عني أنا ليه ذياب ، ليه حبيبي
لف نظره لها لأنها نطقت بطريقة يستغربها وعضّ شفايفه يمسح على جبينه ، على راسه اللي بينفجر : ما بي شيء
كان من قصيد الرفض المباشر : قولها للي مايعرفك ، مو لي ذيابي
سكت ما يوجه نظره لها لأنه ما يقوى أساسًا ، لأن معها حق بكلمتها ، ومعها حق بإنها تعرفه وتعرف خاطره لكن اللي بخاطره لو نطقه بيجرّحه هو كيف يشكي أبوه لها ، كيف يسولف لها عن ألمه ، عن وجعه ، عن حكايته بدون لا تنهار هي و” تشفق “ عليه مثل ما يشفق هو على نفسه بهاللحظة وإحتقنت ملامحه من فكرة الشفقة اللي نهشت صدره مباشرة تنتبه له ، تفزّ له : ذيـاب !
هز راسه بالنفي ياخذ نفس ، بالقوة ياخذ نفس لأنه يتجرّح بشكل حتى هي ما تصدقه ولو مو خوفها ، لو ما تفهم شخصيته بشكل كافي إنها لو سألته “ أبوك السبب ؟ “ مباشرة وبدون مقدمات يمكن ينهار أضعاف هالإنهيار صرخ عقله من أذّن الفجر يتنفس : الله أكبر ..
هي قدام جلوسه واقفة ، قدامه وكل مافيها يخفق من حاله وأكثر من إنها بمجرد ما مدّت يدها لملامحه هو توارى عن الدنيا كلها بحضنها ، توارى يشدّها يخفي كل ملامحه بصدرها يبي الحيل ، بس يبي الحيل وإنهار كونه من إحساسه بيدّها يلي تخللت بشعره ، يدها اللي فوق راسه و” ذاب قلبه “ من حسّها تترك قُبلة وحيدة بكل شعورها ، بعمق الأرض وكل شيءّ يواسي قلبه على راسه ينطق هو مباشرة بهمس : حبيبتي ..
_‘
لأنه وقف على حيله يضمّها هو ، ينحني لها هو بعد ما شدّ حيله بالقوة وما تكلمت ، ما كان منها السؤال تضمه فقط لكنه عزّمت ، قررّت ولا يمكن لشيء بالدنيا يردّها عن قرارها تاخذ نفس من قبّل عنقها لوقت طويل تشد ذراعه : بتروح المسجد ؟
هز راسه بإيه يمسح على ملامحه فقط ، يضغط على عيونه لأنه مصدع بشكل ما يتخيله أحد ويضغطه هالشعور : بتروش عن البل وأروّح
كانت تراقب عيونه فعلاً لأن داخلها يرجف خوف من كثر صداعه ، تراقب وتحسّه كيف أخذها تحت جناحه يرقى معاها للأعلى وتوجهت هي للدولاب تاخذ منشفته من نزع ثوبه هو وما تمالكت نفسها تسأل : ذيـاب تشوفني ؟
لأنها توجهت قدامه تمد له منشفته وبقى ساكن هو قلق داخلها مباشرة تنطق : ذيـاب
مد يده للمنشفة بهدوء : أشوفك ، ما بي خلاف أشوفك
دخل للحمام - الله يكرمكم - لكن بقيت هي بوقوفها ، بقيت بقلقها اللي ما يتخيّله أحد تشد شماغه كثيرة عليها ريحة عطره ، والحطب ، وكثير عليها حاله بشكل ما يتصّوره أحد ترجع تجلس على السرير بإنتظاره : ذياب تبي شيء ؟
خرج بعد دقائق بسيطة يسكن داخل قصيد كله لأن عينها بقيت تنتظره ونطقت مباشرة توقف للدولاب : ما يمديك تروح المسجد بتقوم الصلاة والجو بارد مرة ، صلي بالبيت
هز راسه بالنفي وهو حتى برودة الماء ما حسّها ، ولا حس لفحة براد وحيدة من وقت خروجه : عطيني ملابسي
كانت عينه تراقبها من توجهت للدولاب تطلع له ملابسه ، تشوفها وتشوف نظراتها القلقة له بشكل يحرق صدره كله ينطق: ما بي شيء قصيد
عضّت شفايفها لثواني تتأمله ، تتأمل المويا اللي تقطر على صدره وظهره وتوجهت قدامه تترك ملابسه على الطاولة بجنبهم : فيك أشياء ، مو شيء واحد وأعرف .. بجيب لك مويا على ما تلبس
لأنها كانت بتمشي هو مد يده مباشرة يمسك ذراعها ، يرجّعها قدامه وإنحنى يقبلها يحسّها ، يحسّ كل خوفها ، ويحسّ خفق قلبها ، وحتى خجلها اللي توارى تحت الخوف والقلق صار يحسّه من لمست يدها عاري صدره ، من قبّلته هي لوقت مُطول لكنها تداركت ، وتدارك هو يترك ذراعها تتوجه للمطبخ ولبس هو يتوجه لدولاب الثياب ياخذ الثوب الأسود ، يمد يده لشماغ قريب منه ياخذه وطلع من غرفتهم يصادفها بالدرج : ريّحي ، جاي
هزت راسها بإيه فقط من أخذ المويا من يدها ، ونزل درجة وحيدة يتعداها لكنه رجع يقبّل خدها : ريّحي قصيد
كان منها القبول تمسح على كتفه من توجه للأسفل ، وأخذت نفس من أعماق قلبها بهمس : برتاح ، لما ترتاح
توجهت لغرفتهم تدور جوالها مباشرة لأنها مستحيل ترضى هذا الوضع ، ومستحيل تقبل تشوفه ينحرق قدام عينها وتكون ساكتة تراقبه وبس وأخذت نفس من أعماق قلبها بهمس : يارب
_« العصـر »
ما طاعها قلبها ، وما طاعتها الخطوة تصحيه رغم طول وقت جلوسها بجنبه بهالشكل تتأمل نومه ومدّت يدها ليده المجرحة : ذياب
ما كان صوتها عالي ، وما نطقت بشكل عالي لكنه صحى مباشرة يفتح عيونه وإبتسمت هي : صح النوم
رفع يده لجبينه ما يدري هو صداعه ، أو فعلاً هي بجنبه وشد يدها : قصيد ؟
إبتسمت تشدّه : قصيد ، ما ودك تصحى ذياب ؟
مد يده للساعة يدورها ، وسكنت ملامحه لثواني لأنه فعليًا ، من وقت رجوعه من الفجر ولُقاها وحتى كيف نام ما يذكر لكن يذكر إنه كان مهلوك ، كان مُتعب وشد يدها لثواني طويلة تنطق : قهوتك جاهزة ، والغداء جاهز
ناظرها لأنها مستحيل تكون - قصيد - وتذكّر إن عاملتهم موجودة وإبتسمت من عدل جلوسه لكنها تراقبه للآن بتشوف يمسك راسه ، وش يسوي بالضبط ودّها تعرف حاله ومسح على عيونه : بك شيء ؟
قصيـد : لا ، أنتظرك تحت تمام ؟
رفع نظره لها من طلعت خارج الغرفة وهو كله إستغراب ، من وقت جاء من الفجر وهي " غريبة " بشكل ما يتصوّره وما تبيه ينتبه لشيء بالدنيا ، ولا يفكر بشيء بالدنيا إلا هي وعرفت تجيبه ، فعلاً عرفت تجيبه ياخذ نفس بهمس : الله يخليك لي
قام يشد حيله بالقوة وهو حتى جوالاته مو حوله وما يدري هو نساها بالسيارة من أمسه أو وينها بالضبط ونطق ينادي : يا بنـت
ما كان منها رد ياخذ منشفته يتوجه للشاور ، ونزل بعد دقائق يشوفها جالسة بالصالة وجوانا فوق راسها : يابنت
لفت نظرها له تبتسم ، تمد جوالها لجوانا : صح النوم
رفع حاجبه لثواني يعدل ثوبه : ما شفتي جوالاتي وينها
هزت راسها بالنفي : لا تدورها الحين ، تعال تقهوى أول
جلس بجنبها يناظرها لثواني : بك شيء ؟
إبتسمت من مد يده للتمر تصب له هي ، تشوف إنه يراقب كل حركة تطلع منها من مدّت له بيمينها وتتأمله بطريقة اللي عندها شيء ، وراها شيء بتقوله وهي فعلاً كذلك لكنها من الفجر للآن عجزت تعرف ردة فعله كيف بتكون ، عجزت تتخيل الكلمة اللي بتطلع منه كيف بتكون والشيء الوحيد اللي تضمنه ، وتتأكد منه هو إنه مستحيل يردّها ويقول " لا " وهذا رهانها : عندك شغل شيء ؟
هز راسه بالنفي يفكر فقط : وش عندك قصيد ؟
ناظرته لثواني بإستغراب ، وهز راسه بإيه يحاول يصحصح بالقهوة اللي تُفوح بيده : به شيء تبين تقولينه من الفجر
عضّت شفايفها تهز راسها بإيه بهدوء : طيارتنا بعد ساعتين
ناظرها لثواني ينبض عنقها لأنها ما عرفت نظراته ولا الإجابة : نحتاج نبعد شوي ذياب
هز راسه بإيه يسكن داخلها : موافق ؟
كان منه الإيجاب ، ورجعت تسأل بإستغراب ، بذهول : ما سألت وين !
لف نظره لها بهدوء لأن ترددها - يكرهه - : دامك معي وتبين ما يهم ..
_« بيـت حـاكـم »
جلسـت تتقهوى وعلى مسامعها سوالف ديم ونهيّان ، شرود حاكم ، وسكونها هي وإبتسم نهيّان يرد على جواله : هلا حبيبتي ، هلا يا كل الورد ياورد
ضحكت ورد : يا أهلين ! كل هذا الترحيب لي لحالي ؟
إبتسمت ديم لأن نهيّان قرب الكام لها : وحشتينا !
إبتسمت ورد مباشرة بحب ، بشوق لامُتناهي وبسرور أكثر لأن جلسة نهيّان بهالشكل وديم جنبه ، توضح على ملامحها الإرتياح ، وتوضح على حركتهم الراحة أساسًا ما بينهم كثير المسافة تغرق عيونها وضحك نهيّان : بدري ! بدري ما شفتي شيء ما شفتي إلا أنا وديم الحين نبكيك
لف الكام على أمه تحتقن ملامح ورد مباشرة ، وضحك لأن ملاذ إبتسمت بحب : وحشتيني يا أمي !
ضحك نهيّان لأن أمه " بتبكي لو بعّد الكام عنها " : ورد
كانت مركزة بالكام وهي تمسك دموعها بالقوة ، كانت تمسكها بالأصح من لفها لكل زوايا البيت وصُولا لأبوه الجالس على الكرسي المفرد ويده على دقنه يسمع لها لكن وقت لفّ نهيان الكام بإتجاهه هو عدل كل جلوسه يتقدّم ، تتكي يدينه على ركبه وإبتسم : هلا بنتي !
بكت مباشرة تبعد الكام عن ملامحها ، وضحك نهيّان : والله يفز لها حاكم حتى جلسته عدلها عشانك !
إبتسم حاكم : كيف حالك يا ورد
أخذت نفس من أعماق قلبها تمسح دموعها بعشوائية ، ترجع للكام : الحمدلله تمام ، كيف حالك إنت كيفكم
إبتسم يهز راسه بإيه : بخير الحمدلله يابوك ، بخير بس إنتِ كل ما دقيتي علينا بتبكين يا ورد ؟ كل ما شفتينا ؟
إبتسمت تاخذ نفس من أعماق قلبها : توحشوني ما أقدر
ضحك يهز راسه بإيه : وكيف حاله نصار ؟
إبتسمت ورد بإرتياح : الحمدلله بخير يسلم عليكم
إبتسم حاكم : الحمدلله ، الحمدلله سلمي لنا عليه
_
« قصـر ذيـاب »
حضنت جوانا لآخر مرة لأنها ما قصّرت معاها ، لأنها رتبت كل شيء فعلاً وبنزول ذياب للقهوة والغداء هي صعدت غرفتهم بالأعلى تجهّز لها ملابسها وتحط ملابس ذياب بالشنطة لأن قصيد جهزتها : شكرًا جوانا
إبتسمت جوانا تضمها ، تنطق لها بلقبها المفضل " بيبي " تضحك قصيد خلفه : كبرت جوانا ، كبرت خلاص !
ضحكت تضرب كتفها تودّعها لأن السواق بإنتظارها ، وأخذت قصيد نفس من أعماقها عينها تنتظر ذياب اللي هز لها قلبها كله من طلع بيده شنطتهم ، وشنطة يدّها اللي عليها لكن سكن قلبها كله من الكاب اللي بيده تُذهل لأنه كابها ، لأن بعد الحادث كان معاها لكن تركته بالدولاب وما توقعته يدري بمكانه ولا يدوّره : ما نسيته ؟
هز راسه بالنفي يقفّل الباب : أدري به ، ما نسيتي شيء ؟
إبتسمت لهدوئه لثواني ، لأنـ
_‘
لأنه بثوبه لكن بدون شماغ وبديله أسود الكاب اللي بيلبسه : هادي أكثر من اللازم
رفع طرف حاجبه تناظره لثواني : وما قلت لي لا
إبتسم بإستغراب : وإنتِ تبيني أقول لا قصيد ؟
ما تدري ، لكن تدري بإن حيرتها منه كثيرة وتزيد كل شوي لأنه هادي ، هادي لدرجة الجنون وتوجهت تركب لمكانها يركب بجنبها : ما قلت لي شيء بشكل غريب مره يعني
رفع حاجبه لثواني : ما صحيت قلتي طيارتنا بعد ساعتين؟
هزت راسها بإيه : قلت بس إنت بس قلت تمام وبس
ضحك يناظرها بذهول : وش أقول قصيد ؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة : يعني إنت ودك ؟ عادي ؟
حرّك عن بيتهم يستودعه ربه ، ونطق : لا ما ودي من قال
كشّرت مباشرة لأنه ما يرد عليها بجدية لكن ما بتعلق تبي تشوفه ، بس تشوفه وفعلاً ما بعدت عينها عنه طول الطريق اللي مرّ بالسكوت منها لأنها هي ودها تشوفه ، ودها تعرف شعوره للرياض قبل كل شيء بما إنهم يودّعونها ولو كان لمدة بسيطة ، ولو كان لوقت بسيط لكن بالنسبة لها ولشخصية ذياب هذا وداع - ما يليق بالرياض - ، ما يليق بشخصيته " نهائيًا " لأن الوقت ما يسمح يمرّون أهلها ، ولا أهله وطول الطريق من بيتهم للمطار يدّها بيده ، ما تفارقه لكن بالسكون الرهيب منها تسمع مكالماته لمحمد ، لأسامة ، توصياته وفعلاً تبي تعرف شخصيته ، تبي تعرف أطباعه بالسفر لأنها حاولت تتوقع لكن ما تلاقي الإجابة إلا بمواضيع تخصها : ذيـاب
لف نظره لها وهو ساكن ، فيه سكون غير طبيعي من وقت قالت له للآن لدرجة إنه ما تكلم بشيء : عونك
قصـيد : فيك شيء ؟ لأن من البيت للآن ما قلت شيء
إبتسم يهز راسه بالنفي فقط : ما بي شيء ياحبيبتي
عضّت شفايفها لثواني ترفع أكتافها بعدم معرفة وتكلّم هو قبلها : تراقبين كل حركة مني ، إنتِ بك شيء ؟
رفعت قصيد أكتافها بعدم معرفة : مدري ، أحس غريب
ما علّق لأنهم وصلوا المطار ، لأنه وقف سيارته بالمواقف ينزل ، ياخذ شنطتهم من الخلف ونزلت هي تحس “ خفق قلبها “ ما يخفّ من جاء بجنبها يمسك يدها : غريب ؟
لأن يدها ترجف ، هو لف نظره لها : وش فيك قصيد !
ناظرته لثواني لأنها ما تعرف ، فعلاً ما تعرف وما تخيّلت وقت يصير الجد ، وإنهم بالمطار فعلاً يكون شعورها بهالشكل : خفت ذياب !
رفع حاجبه يوقف وسط مشيه ، يلف نظره لها : نعوّد ؟
ضحكت لأنها ما تعرف ، فعلاً ما تعرف لكن الخوف اللي تحسه بهاللحظة مو طبيعي : لا ، لا تشوفني كذا ذياب
إبتسم فقط لأنه يفهمها ، يهز راسه بإيه يكمّلون مشيهم للداخل ولصالة الإنتظار المخصصة لهم تاخذ نفس من أعماق قلبها لأن باقي وقت : نرسل رسالة ؟
هز راسه بإيه يتأمل الصالات بهدوء : اللي تبينه قصيد
_عضّت شفايفها تناظره ، وطلّع جواله من جيبه لأنه ما يقدر ويدري بأبوه بشكل كافي : بدق على أبوي
هزت راسها بإيه يسكن داخلها : بكلمه معاك
ناظرها يجلس بجنبها ، ودق على أبوه يشتت نظره لأنه حتى الرد ما يضمنه حاليًا ونطق من رد : السلام عليكم
رد حاكم السلام بكل هدوء الأرض يرفع ذياب يده لجبينه لأنه يعرف حتى نبرات أبوه ، وتكلّمت قصيد : كيفك عمي
رفع حاكم حاجبه بإستغراب : قصيـد ؟ هلا بنتي الحمدلله كيف حالكم إنتم يابوك عساكم طيبين
إبتسمت بهدوء تراقب ملامحه : الحمدلله طيبين وبخير
نزل ذياب يده عن جبينه يسأل : أمي حولك أبوي ؟
كان من حاكم النفي : لا ، راحت مع ديم لبيت عمك
هز راسه بإيه : حنّا بالمطار قلنا نسلم عليك وعلى أمي دام الوقت ما سمح نمرّكم ، تبون شيء توصون شيء ؟
سكت حاكم تمامًا يسكن داخل ذياب لأنه يعرف أبوه ورجع حاكم ينطق : ماشاءالله ، أستودعكم الله يابوك سلامتكم وتروحون وترجعون بالسلامة إن شاء الله
إبتسمت قصيد فقط : الله يسلمك عمي ، تفهمنا صح ؟
إبتسم حاكم بهدوء : معذورين يابوك ، معذورين الله يحفظكم ويستر عليكم وإن وصلتوا عطونا خبر
لف ذياب نظره لها لأنها سلسة ، لأنها تتعامل مع الموضوع بسلاسة مستحيلة وتكلم أبوه بطريقة هو ما يتخيّلها ولا يتوقعها ونطق حاكم : أستودعكم الله ياذياب
هز راسه بإيه : الله يحفظك ويخليك ، مع السلامة
سكر من أبوه يلف نظره لقصيد : تدقين على أبوك إنتِ؟
هزت راسها بالنفي تبتسم : من جوالك مافي فرق
نزل بالأسماء لعمه تركي تبتسم ، فعلاً تبتسم لأنه مسميه " عمي تركي " بشكل حرّك شعورها ما تدري ليه وإبتسم تركي يرد : يا هلا ، جانا العلم يا ذياب قصيد جنبك ؟
ضحكت قصيد مباشرة يبتسم ذياب : من قال لكم
إبتسمت سلاف : جوانا ، ما تحمّلت وقالت مسافرين
إبتسمت قصيد : كل شيء صار فجأة بدون مقدمات
هز تركي أبوها راسه بإيه : دامكم طيبين وبخير الحمدلله وتوصلون بالسلامة إن شاء الله يا بابا ، إنتبه لبنتي ذياب
ضحك ذياب : لا توصي حريص ياعمي ، لا توصي
سلاف : ما قلتي لنا المكان للآن يا قصيد لعلمك
إبتسم ذياب لأن حتى هو ما يدري وضحكت قصيد : إذا وصلنا ان شاء الله أرسل لكم
إبتسمت سلاف يتدخل عذبي بالمكالمة : ما تتوبين من حركاتك اللي فجأة ؟ أمس كنا عندج يبه قولي ترى بسافر وبسحب عليكم ، شكلنا مشينا من عندج قررتي ، صح ؟
ضحك ذياب تبتسم قصيد : الإنسان يحتاج يغيّر جو عذبي
إبتسم عذبي : توصلون بالسلامة يبه !
قفّل بعد ما ودعهم يلف نظره لها : إنتِ شلون ؟
إبتسمت بإستغراب لأنها ما فهمته ، ولأن النداء صار لرحلتهم تسكن ملامحه لأنه ما توقع تكون وجهتهم ..
_ما جات بباله “ دبـي “ نهائيًا وما صدقها لو ما عدلت جلوسها تمسك شنطتها بتوقف : تبين دبي إنتِ ؟
إبتسمت لأنها مو وجهتها ، ولا توجهها لكنها فعلاً وقت فتحت دوّرت أقرب حجز ، أقرب مكان بس يبعدون عن هذا الضغط كله وبعدها هي تبي شيء آخر لكن تطول إجراءاته بطريقة ما : دبـي ، وأبي مكان ثاني غير دبـي
هو وقف معاها يتوجّهون للطيارة ، لمقاعدهم تجلس ، ويجلس بجنبها وهو وقت نطقت “ دبـي “ ما يدري وش صار فيه : وين تبين غيـر دبي ؟
مدّت يدها ليده : مدريـد ، حاولتها أمس وما قدرت بس
أشّر على خشمه فقط ، وإبتسمت تاخذ نفس من أعماق قلبها : ما كانت دبي بالحسبان ، ما كانت لدرجة أفكر ما ودي نجلس بالرياض بس بنفس الوقت ما ودي مكان إلا مدريد
ناظرها لثواني لأنها رهيبة ، لأنها فعلاً “ رهيبة “ ويقولها بيقين تام إن مثلها مستحيل يتكرر وإبتسمت : وفكرت ، تحب دبي إنت غالبًا وتنبسط فيها ما نسيت لما كنا نلعب بادل ، رسل لي عذبي مقطع لك تلعب سلة والأبراج وراكم
إبتسم لأنه يتذكر ، وهز راسه بإيه : كانت مع نصّار
إبتسمت قصيـد : يغيّر جوك نصار ، ومن هنا تركت الموضوع بيدك بما إنها دبي ، وتعرف لدبي وتحبها خلاص
ضحك لأنها لهالسبب بالذات كانت تتأكد منه كل شوي : عندي ، لا تشيلين هم
« مدريــد ، الليـل »
وقف على البلكونة يتأمل ، يفكر بالرياض بدون غيرها وما يدري وش الحنين اللي مرّ صدره بهالشكل الطاغي يدق على ذياب لكن مقفّل جواله يتنهد : والله إشتقت
طلعت ورد له تستغرب وقوفه : نصار ؟
إبتسم يلف نظره لها ، وتوجهت تدخل تحت ذراعه لأنه مكانها المعتاد بكل وقوف : إشتقت لوش بالضبط ؟
إبتسم يرفع أكتافه بعدم معرفة لأنه فعلاً ما يدري وش بالضبط من كثر شعور الشوق بصدره : لك ، الظاهر
ضحكت لأنه يستعبط ، وإبتسمت : كلنا ندري إنك نصاب
ضحك يشد أكتافها ونطقت هي : تعال ، ساعدني بالعشاء
هز راسه بإيه يشمر أكمامه : جاهز ، وين المطبخ بس
ضحكت تمشي قبله للمطبخ ، يدخل خلفها لأنها مشتهيه “ بيتـزا “ ومن البيت : متأكدة تعرفين ورد ؟
ضحكت تطلع الأغراض : متأكدة ، البيتزا بسيطة أساسًا
هز راسه بإيه : اليوم بيتزا ، بكرة كبسة وحشنا هالأكل
كشّرت تمشي له ، وقبّل كتفها يسمع رنين جواله : كنت بساعدك ، بس شفتي زوجك كيف مشغول يعني ؟
ناظرته لثواني بذهول : تتهرب يعني ؟
توجه ياخذ جواله ، ورجع عندها تسمع إنها مكالمة لدوامه لكن إبتسم قلبها بطريقة ما لأنه واقف قدامها ، واقف بعادية تترك يده تلعب بالطحين قدامها ، يرسم عليه ، ويسولف بكل جدية العالمين بخصوص شغله لكن من جات قدامه هو مسح أصباعه على أنفها بدون مقدمات وما قدرت تشهق لأنـ
_لأنه يكلم لكنه ضحك مباشرة يتنحنح بتدارك : مثل ما قلنا طال عمرك
ضحكت لأن فعلاً الطحين صار على أنفها من يده اللي يتأملها ، وقفّل يضحك مباشرة : لا تجين قدامي والله مدري وش جاني حسيت ودي أحطه بوجهك
ضحكت تهز راسها بالنفي : مروقة ما بتهاوش معك
ضحك نصّار يهز راسه بإيه : بعد الدموع يوم كلمتيهم ؟ الأكيد تروقين حبيبي ما قصرتي
ضحكت لأن هذا سبب ، لكن الأساس بروقانها هو شعورها بالإستقرار من كل النواحي ، شعورها باللّذة اللي ما تقدر توصفها لكن هذا المشهد حنون ، وجودها معاه بالمطبخ ، عينه تتأملها بشكل تعرف إنه يفتنه لأنها لابسه فستان أحمر يوصل طوله لأعلى ركبتها وأعلاه حبال رفيعه فقط على أكتافها ، تترك شعرها بحريّته وهو بدوره " أسباني " تماماً بأبيض قميصه ، وشورته السماوي وإبتسم نصار : وش تفكرين فيه ؟
هزت راسها بالنفي تتأمل البيتزا : خلصت ، وما ساعدتني
ضحك يهز راسه بإيه يتوجه لها : لا جات من يدك بتصير حلوة ، الخطوة مني تخربها ما ودك تجربين
ضحكت تغسل يديها ، وأخذها نصار يدخلها بالفرن ترجع ورد لجنبه لكن سكن كونها كله لأنه إنحنى يقبّلها ، يكمّل حنون المشهد بعقلها بدون لا تقوله تبتسم ، يبتسم قلبها فعلاً لأنها دائمًا تتأكد بإن هذا مكانها الصح ، وهذا كل الصح بحياتها رغم ماضي الصعوبات كلها ..
_
« دُبــي »
ما خفّ ذهولها بالطيارة ، وما خفّ وقت وصولهم المطار ووصول سيارتهم وما خفّ الآن بدخولها للفندق يدّها بيدّه لجناحهم ولو تحكّي أحد عن ذياب ، ذات الشخص اللي يُقال عنه " بدوي " بشكل قاسي وكل علمه بر وإبل يمكن ما يصدقها أحد لأن من وقت وصولهم ، للآن وهي تنبهر بكل تفصيل وكل ما حسّت بالإنبهار تذكرت إنه بدوي فعلاً ولا يخفي بداوته ولا يستحي منها ويفخر بها ، يفخر لأنها ما تنقصه ولا تحطّ منه وهذا أصله وضحكت من وصلوا لجناحهم تشوف رقمـه " 222 “ : كثير ومو معقول
لف نظره لها لثواني يفتح الباب : وش اللي مو معقول ؟
هزت راسها بالنفي فقط تدخل معاه ، تنزّل عبايتها ورغم إن الرحلة قصيرة ، بسيطة ما حسّتها أو هي من كثر حماسها ما حسّت شيء ما تدري ومسح على أنفه : قريّب أنا بس بروّح أخلص كم شغله وأجيك ، تبين شيء أجيبه ؟
هزت راسها بالنفي تنزل عبايتها ، تسمع صوت خروجه وعضّت شفايفها مباشرة : خيالي إنت خيـالي
ما تدري وش كانت توقعاتها لكن تدري إنه جاء يفوقها وهذا الأكيد ، وأخذت جوالها تصّور صورة وحيدة للأبراج اللي أمامها ، تخصّ الصورة بقلب بُني فقط وعينها تتأمل بهمس : يارب تكمل
عدلت شكلها لثواني تفتح شعرها ، تتأمل المكان وأخذت نفس تنتظر رجوعه اللي ..
_اللي حصل فعلاً بعد ربع ساعة يدخل : يا أهلاً ، ما طولت
هز راسه بإيه وهو نزل يرتب وضعه فقط ، يكلّم أسامة وتوجه يغسل يديه على ما ترتب هي مكان لجلستهم يبلّغها : شوي ويوصل العشاء
لف نظره يشوف إنها عند البلكونة تعدل ستايرها ، يشوف إنها تتأمّل وجففّ يديه ما تصدق اللهفة اللي بداخله لها لكن صار ممُكن تخمينها من جاء لها تبتسم : ذياب
هو حاوطها من الخلف يقبّل كتفها ، يضم يديها تحت يدّه وإبتسمت لثواني : من أول شوارع دبي للحين وأنا جالسة أتذكر أشياء كثيرة مره ومدري تتذكر زيي أو لا
سكت لأنه يتذكر ، لأنه يدري هي وش تتذكر لكن يبي يسمع منها ، يبي سوالفها : وش تتذكرين ؟
لأن الباب طُرق يقطع حديثهم ، إبتسمت هي : ما بقول
رفع حاجبه فقط يتوجه للباب ، ياخذ العشاء منه ورتبت قصيد مكان لجلوسهم على الكنبة : وعلى ذوقك يعني !
إبتسم فقط يترك الأكل على الطاولة : على مستوى
إبتسمت لأن هالراحة منه رهيبة ، فعلاً رهيبة من جلس يقابلها وذياب بالأكل خصوصاً " يعجبها " لأنه هو يمد كل شيء لها ، هو يعدّل كل شيء لها وهو يهتم بطريقة تحسّها " تخصه وحده " وحنونة بشكل ما يصدقه أحد : ريحة الأكل تشهي أساسًا ، جربته هنا قبل ؟
ضحك يهز راسه بإيه : عرفناه أنا ونصّار مرة ومن يومها وحنّا غداء وعشاء ولو يفتح فطور بعد أخذنا منه
إبتسمت من مد لها شوكتها ، وضحكت : بتراقبني ؟
هز راسه بإيه بجدية : يمكن ما يعجبك أجيب لك غيره
ضحكت تتلذذ ، يبيّن على ملامحها إن الأكل لذيذ فعلاً يبتسم هو فقط : وش كنتي تتذكرين تقولين لي ؟
قصيـد : لا ياحبيبي ، إنت تقول لي الحين
إبتسم بهدوء لأنه فعلاً يتذكر ، ومسح على جبينه : آخر مرة جيت بها دبي ، جيت عشان السيارة طيران وأخذتها برجع بها بنفس الليلة
هزت راسها بإيه لأنها تذكر ، وتتذكر بشكل مو عادي كمان : أتذكر ! أشغلتني وقتها لأنهم كانوا عندنا وكنت أسمعهم كيف شايلين همك ويقولون لك نام ما نمت إلا ساعتين وإنت مصر على رايك ، من وقتها عرفت كيف تحب تتعب نفسك بشكل مو طبيعي
إبتسم فقط لأنها ما تدري كيف كانت كل تفكيره بوقتها ، ما تدري كيف إن رغبته برجوعه عشانها مو عشان الرياض ولا همه إرهاق نفسه : إنتِ السبب طال عمرك ، أتعبتيني
رفعت حاجبها بذهول ، وهز راسه بإيه : صدق قصيد ، ما أطيق الإنتظار وما قصرتي بي أبد
خجلت لوهلة لأنه لأول مرة يتكلم بهالشكل ، لأول مرة بيعبّر لها وتشوف هالشيء : وقتها سألتك ، قلتلك كم باقي لك وتوصل وكنت بس أبي أتطمن عليك على طول قلتلي كم باقي وتوافقين بدون مقدمات ، ومن العدم
هز راسه بإيه يعترف : كنت متشفّق عليك ، كنت ملهوف أبيك
_
لأنها وقت حسّت إنها بتخسره ، وإن الضغط عالي عليه بشكل ما يتصّوره أحد هي ما ترددت ، ما رفّ لها جفن بإنها تستغّل محبته لها بشيء بصالحه مو ضدّه ، ما ترددت تاخذ بيدّه وتقرر إن صار وقت لهم لوحدهم ولهالسبب ذياب ما يستوعبها ، وكل ما حاول يستوعب حبها له يوقف مذهول عندها وإبتسم فقط من كانت تخجل ، من كانت تتلون ملامحها وتغرق بالأكل لأنها ما تبيه يسولف ومسح على طرف حاجبه : وقتها قالت لي ورد ، قصيد كان ودّها بشيء موجود بدبي وتدرين وش سوّت بي يوم قالت وإلا ما تدرين قصيد ؟
ما خفّ تورد ملامحها لثواني ورجع يكمّل بشعوره وقتها : وشلون أدري باللي بخاطرك بدون لا اسأل حتى ورد هذا اللي سوّته بي وديّتها يمين عيّت ، وديتها يسار عيّت لين آخرها قلت ذياب ، لا صارت حلالك تاخذها بيدها وتجيبها لليّ تبيه بدبي وغير دبي تاخذه
ضحكت تغص بأكلها فعلاً ، ضحكت يضحك هو ببسم الله عليك يضرب على ظهرها " بخفّة " بسيطة وتُوردت ملامحها تغرق بالذهول : يعني كيف ؟ كنت تفكر كذا ؟
هز راسه بإيه بتأكيد : بخاطرك شيء وما أدري به شلون تبيني أفكر ؟ ما ودي يقعد بخاطرك شيء وأنا موجود
إبتسمت لأنها ما تدري ليه تشوف المواضيع منه دائماً بمنظور الشاعر ويصرخ عقلها بأغنية وحيدة وسط كلامه : متى ناخذ فرة ؟
_
« بيـت تركـي »
طلع من بيـن فوضى كتبه دفتر وحيد غلافه من الجلد البُني والأكيد إنه من أحد سفراته ، تركه على مكتبه يجلس ، يعدل سماعته بأذنه من رنّ جواله قدامه بإسمها يبتسم مباشرة : على الموعد ، ما تأخرتي ماشاءالله
إبتسمت لأنه فتح كام مباشرة ، فتح تشوف فوضى شعره ، نظارته اللي على ملامحه وجلوسه على المكتب وخافت نور الغرفة : تذاكر ؟
ضحك يهز راسه بالنفي : لا ، تذكرين هالدفتر ود ؟
رفعت حاجبها لأنه رفعه يوريّها لكن ما تذكره ، ما يطري ببالها ولا تتصّور له وجود : شفته بغرفتك قبل لكن لا
إبتسم لثواني يهز راسه بإيه : جلست مع أبوي اليوم ، جلس يسولف لي عن أشياء كثير ، عنهم أول ، عن عمي حاكم ، عن أيامهم قبل وعن دنيتهم ودّ متخيلة من العصر للعشاء وحنّا نسولف ؟ نصلي ونرجع نسولف
إبتسمت لأنه يتحمس : واضح وإلا ما فتحت الدفتر
هز عذبي راسه بإيه يمسح على جبينه : مليان أفكار ، مليان كلام أبي أنثره ، أبي أكتبه ومدري كيف بكتبه لكن
إبتسمت ود لثواني : أول ما تكتب كلمة ، بيجي الباقي
قفله لأنه ما يبي يكتب وقت جات هي ، ما يبي وضحكت لأنه تكى يعدل أكتافه : وش عذبي ؟
إبتسم لأنه صح ما يشوفها ، وصح هو اللي فاتح كام فقط لكنه ما يتخيّل متى ينتهي الترم ويخطبها : سلامتك ، وش طيّحنا ببعض ودّ ذكريني ؟ غير إنك بنت عمتي
_‘
ضحكت لأن قواسمهم المشتركة كثير ، كثير لدرجة ما يحصيها أحد ونادر يجتمعون المتشابهين لكن هي وعذبي ، بطريقة ما صارت علاقتهم أعمق من كونهم عيال عم وقرابة عادية لأنها كانت تهتم له بصمت ، ويهتم لها بصمت ، تجمعهم الصدف بنفس المكتبات ، بنفس الذوق حتى بأبسط الأشياء ، وبنفس الكلمات وقت يسولفون لدرجة " مضحكة " : جمعتنا الصدف
إبتسم يهز راسه بإيه : ما قصّرت إي والله ، ما قصّرت
ضحكت لأنه متحمس لدرجة تبيّن على ملامحه : وش
ضحك يهز راسه بالنفي : ود تعرفين شعور اللي يوم توصلين لنهاية شيء ؟ يعني مثل المسلسل يوم يقولون يوم الحلقة الأخيرة وتتحمسين ، الكتاب وقت توصلين لآخر جزء فيه لآخر صفحة عرفتي الشعور ؟
ضحكت ودّ بذهول : عرفته ، بس وش طاريه ما عرفت
إبتسم لثواني : مدري ، بس بعد ما سولفت مع أبوي وإنتهت السوالف يقول والحمدلله هذا أنا ، وهذا حاكم ، وهذا إنتم بخير ونعمة ومستقرّين حسيت كنا نركض وصار وقت الراحة ، وقت السكون ويوم جلس أبوي يشرب شاهيه على الكنب وهادي ما وراه شيء
صرخت لأنها فهمت ، لأن وصلتها المعلومة تماماً وإبتسم عذبي : الحمدلله يعني ، حتى والحكاية مو لي الحمدلله
_
« بيـت حـاكـم ، العشاء »
جلس حاكم بالمقلط يبتسم ، يرحّب من أعماق قلبه لأن من العدم تركي دق عليه يسأله لو فاضي ، ولو أم ذياب موجودة يجي هو لحاكم ، وتدخل سلاف لملاذ وإبتسم لتركي : مبطي ما سيّرت علينا بدون موعد وبدون حجز
ضحك تركي : والله طلعنا أنا وأم عذبي ناخذ لنا فرة شوي يوم جيت جهتكم قلت مالك خاطر تمريّن على أم ذياب ؟ قالت إنت لك خاطر تمر على حاكم الحين وفهمتني
ضحك حاكم يهز راسه بإيه : أعز من يجي ويمرّ ياتركي بيتك ومكانك ياخوي متى ما بغيت اكسر الباب وادخل
إبتسم تركي وهو مرتاح بشكل ما يتصّوره أحد على وجه الأرض : لا ما بكسره إنت بتفتح لي ياحاكم
ضحك حاكم لأن هذا غرور : ما كبرت إنت ياتركي ؟
ضحك تركي يهز راسه بالنفي ، وإبتسم حاكم من إرتياحه : ماشاءالله ، جايّك علم يسرك الظاهر شاركنا عطنا
ضحك تركي يهز راسه بالنفي : يوم صحيت اليوم ، كلّمت قصيد حبيبتي أقول لها كيف دبي تقول لي عسل يابابا
ضحك حاكم مباشرة لأنه يعرف كيف يحب قصيد ، وإبتسم تركي بإرتياح : والله يا حاكم ، وماهو عشانه ولدك ولا أمدحه عندك لكن ذياب ، ذياب ماشاءالله عليه
إبتسم حاكم يهز راسه بإيه فقط ، وهز تركي راسه بإيه بتأكيد : ونعم الرجل ياحاكم ونعم الولد لكن إذا إنت أبوه
ضحك حاكم لأنه بيمدحه : إذا إنت عمه لا تدوّر غيره
« بالداخـل »
إبتسمت ملاذ تمد لسلاف قهوتها : والله حيّ الله من جانا
إبتسمت سلاف بحب : الله يبقيك حبيبتي ، تركي يوم جينا جاه الحنين لحاكم كأن صار له عمر ما شافه قلت ما بقوله رجعني البيت وتعال لحالك أنا ما شفتك بعد
ضحكت ملاذ بذهول : أزعل منك لو تسوينها أهل ياسلاف
إبتسمت سلاف لأن حاكم وتركي بالمجلس القريب منهم وتسمع ضحكاتهم ، وضحكت ملاذ : لا ماشاءالله رايقين
هزت سلاف راسها بإيه : رايقين وبس ؟ تركي مروّق لدرجة لو تبينه يروّق لك الرياض كلها اليوم مو بس حاكم يروّقها
ضحكت ملاذ تهز راسها بإيه : إيه يسوي خير ما يقصر
نزلت ديم المبتسمة تسلم على سلاف يلي إبتسمت مباشرة : يا أهلاً ، كيفك ديم كيف صحتك ؟
إبتسمت ديم : الحمدلله تمام كيفك إنت خالتي ؟
هزت سلاف راسها بإيه ترد عليها ، وإبتسمت ملاذ بحب لأن صار الحمل يوضح على ديم أكثر وأكثر : نهيّان عنده مباراة ؟
هزت راسها بإيه : إيه طلع من العصر أكيد ساعة ويخلص
هزت ملاذ راسها بإيه تستودعه ربه ، ورنّ الجرس تتنحنح ديم بشبه إحراج : أكيد البنات ، بدخلهم فوق تمام ؟
هزت سلاف راسها بالنفي مباشرة : تعب عليك أمي أنا مو غريبة ولا حنّا مطولين ، لا تستحين مني
إبتسمت ديم بإحراج مباشر تضحك ملاذ لسلاف : تحشّم ديم مره ، خجولة لدرجة تحسين ما بالدنيا أحد يفكر كذا إلا هي حبيبتي تشيل همي وتشيل هم عمها وهم نفسها
إبتسمت سلاف : الله يحفظها ويخليها ماشاءالله
دخلت وسن اللي شهقت من منظر ديم مباشرة بفستانها الشبه واسع باللون الوردي ، يبيّن بطنها ببروز خفيف وضحكت درة مباشرة تصرخ : فديت الوردي !
ضربتها ديم مباشرة تسكتها : عيب ! عيب سلاف موجودة
سكنت ملامح توق مباشرة لأن آخر مرة قابلتها كان وقت زواج ورد ، وسكتت جود لثواني : سلاف ؟ وقصيد
هزت ديم راسها بالنفي : قصيد مسافرين مو موجودة
إبتسمت درة لثواني : حركات ماشاءالله جود ما شفتي من سناباتها ؟
كشّرت جود مباشرة : ما تنزل شكلها تخاف من العين !
ضربتها ديم بذهول لأن حتى والكلام عفوي وعادي ما صار بمحلّه ، ونزلت توق طرحتها : ما بدخل عندكم ، بطلع
ناظرتها وسن لثواني : توق ، عن الدلع وسلّمي وإنتهى
دخلت وسن تسلّم أولهم ، ودخلت جود ، ودخلت درّة خلفها توق الساكنة تماماً حتى سلامها على سلاف ما حسّته لأنها ما رفعت عينها لها ، سلّمت حتى سلاف عليها بعادية تامة تكمّل حوارها مع ملاذ على ذات إبتسامتها ، وذات ضحكتها وإبتسمت درة تقرصها بهمس : تنفّسي ، إنتهى الموضوع من زمان تنفّسي خلاص وإعقلي
_
« دبــي »
كانت عينها تتأمل الأبراج ، يدها بيدّه وتسمع معاه
_« دبــي »
كانت عينها تتأمل الأبراج ، يدها بيدّه وتسمع معاه
“ الود ودي أجيب لك .. روحي روحي على يدّي ..
وأغزل لك نجوم الليل .. وأخلّي لونها وردي “ بإختيارها يبتسم هو لأنها تشرح حُبه لها فعلاً ، لأنها تريحه من جزء الشاعر وهي تشوفه بنفسها : هذا أنا قصيد ؟
إبتسمت تهز راسها بالنفي لأنها تخجل ومستحيل تقول بالصريح إنها تشوف جزء من حبه فيها ، وضحك لأنها تخجل ، لأنها فعلاً بهالأغنية بالذات صرخ بها عقلها ألف مرة بهالسفرة بكل أيامها من وقت كان يسطّر إعترافاته هو كيف يحبها ، كيف يعشقها لليوم ولقبل ساعات من وقت تسوّقهم كيف يمشي معاها بكل هدوء ، يبتسم لذوقها بكل شيءّ ويوافق على كل شيء تبيه له ، أو لها ويضحك لو مثّلت هاللبس وين يكون مثل قميص بالأسود إبتسمت له فيه “ صار ودي أشوفك فيه ، بأسبانيا طبعًا مو هنا لأنك تستغل إننا بدبي وما تغيّر عن الثوب “ ، ووقت كانت تتأمل الشورتات تلتفت له “ ما تلبس شورت إلا بالبيت عندي ، تلبس هناك ؟ “ ولفت نظرها له تسولف : بكرة بنودّع دبي من غير شر ، تصدق ماودي ؟
لف نظره لها تضحك مباشرة : يعني ودي ، بس أقصد ما توقعت أحبها كذا ، أو يمكن حبيتها لهالدرجة لأني شفتها من منظورك إنت زي ما شفت الكويت لما جيتني
هز راسه بإيه يمد يده لعبايتها : لبسك خفيف إنتِ ؟
ما توقعت تشهق لأنه مد يده بدون مقدمات : اسألني !
هز راسه بالنفي : وليه اسألك دام يدي قريبة ؟ نرجع تبدّلين ، وأبدل أنا باخذك لمكان ثاني دامها وداعية
هزت راسها بإيه : وش المكان عشان أعرف وش ألبس
ضحك لأنه عشانها ، لأنه يعرف أطباعها ويعرف دلالها اللي يتركها تبدّل لكل شيء بلبسٍ يخصه : تعرفين ، تعرفين
هزت راسها بإيه من وقف سيارته يتركها للعامل ، من أخذ الأكياس بيدّه من الخلف ومد ياخذ يدها : لاحظت إنك هنا بالذات ، ما تترك يدي لو شوي ؟
رفع حاجبه لثواني : وأنا وإنتِ بالرياض وين نطلع ؟
ضحكت تهز راسها بإيه لأنه منطقي ، وتوجه لجناحهم يفتح الباب ، يترك الأكياس ونزّلت عبايتها : وين ؟
توجه لشنطة ملابسهم ياخذ لبسه اللي هي مجهزته بين الملابس ، وضحكت مباشرة تغرق ملامحها بالخجل لأنها توقعت ما إنتبه له : قلت ما راح أقول لك إذا فهمت من نفسك تمام ، وإذا لا يعني
هز راسه بإيه يقاطعها : إذا لا ، بتزعلين مني وما بتقولين ليه لأن وش عندك ما يجيك الوحي يا ذياب وتفهم إن ودي أشوفك تلعب سلة قدامي ، تلعب سلة معي
ضحكت لأنه يعرف إسلوبها بشكل مضحك ، يعرف يقلّدها حتى بالكلام وإبتسمت من قرب منها : لأن فعلاً ليه ما تفهم من نفسك ؟ ليه ما تقول بسوي لك كذا ؟
_لأنها العادة ، وكل ما قرّب منها وقابلها يدها تتوجه دائماً لأزرار ثوبه ونزل نظره لها : تعرفين تلعبين إنتِ ؟
ضحكت تهز راسها بإيه : جهّزت لنفسي لبس ، هذا المهم
ضحك فقط لأنها “ رهيبة “ ينحني يقبّل خدها ، فكها ، بجوار أذنها وضحكت تشدّ ثوبه : مشينا لا نتأخر
هز راسه بإيه يتوجه يبدل لشورته الأسود ، والتيشيرت الواسع بنفس اللون يعدل أكتافه ودخلت هي بعد ثواني تعدل شعرها فقط : حلوة ؟
لف نظره لها لأنها خيالية مو بس حلوة ، خيالية حتى ولبسها رياضي بحت يرسم جسدها باللون الرمادي ، ينساب شعرها وعدلت أكمامها تعدل أكتافها لأنها تشوف من نظراته وش ممكن يقول أساسًا وضحكت : خفيف
ضحك بذهول لأنها طلعت عنه للصالة تلبس عبايتها ، وطلع بعد ثواني يمد يده للجاكيت اللي تاركته له على ذراع الكنب : تلعبين بالنار إنتِ إنتبهي لنفسك
إبتسمت تعدل طرحتها لأنه ترك الجاكيت على ذراعه فقط تبتسم ، ينهار قلبها لأنها ما تشبع من منظره بالثوب ، ولا من منظره بالشورت ، ولا من منظره بهاللحظة كيف هو يختلف ، يتبدّل ، يليق ومثل ما إنهارت وقت شافت الفيديو هي تنهار أضعاف بالواقع وإبتسم من نظراتها فقط : ما ودك نمشي صح ؟
ضحكت تهز راسها بالنفي : لا بنمشي ، بنمشي مشينا
لأنها توجهت للباب قبله هو إبتسم مباشرة يمشي خلفها ، ينزل معاها للسيارة ورجف قلبها لأنها تعيش نعيم بشكل ما يتصّوره أحد ولا حتى هي نفسها من شخصيته ، رهيبة شخصيته بعيد عن الضغوط وركب بمكانه تركب بجنبه كلها حماس ، كلها لهفة للمكان وإستوعبت : بيكون فاضي ؟ لأن يعني ما باخذ راحتي لو فيه أحـ
ضحك لثواني يهز راسه بالنفي : قصيد ، أنا ذياب حبيبتي
إبتسمت بذهول : وغرور كمان ! وش يعني أنا ذياب
هز راسه بالنفي فقط لأنه يحسب حساب لراحتها ، ويحسب حساب لغيرته من قريب وبعيد لدرجة هي ما تتصورها ولا تتخيلها وسكن داخلها من دخلت السيارة لمكان يمتلي بالأشجار اللي تغطي الطريق الهادي بخفيف الإنارة ، مكان “ رائع “ يفوق الوصف وخيالها يسكن قلبها من لمحت ملعب وحيد فيه : كيف طحت بهالمكان !
إبتسم لأن موقعه خورافي ، خلفه الأبراج بإطلالة خيالية لكنه معزول بين الشجر ونطقت : مكان أحلامي على كذا
ضحك فعلاً يوقف ، ينزل ونزلت هي يلف نظره لها : خلّي عباتك هنا ، ما به أحد ولا حولنا أحد لا تشيلين هم
تركت عبايتها فعلاً تشوف كورة السلة اللي بنص الملعب ، وإبتسمت تعدل نفسها : المكان والملعب وكل شيء يحمّس مرة ! ، لما لعبنا بادل ما تتخيّل كيف كان ودي تكون موجود
إبتسم ذياب ينحني للكورة : الحين أنا موجود ولعبة تسوى مو اللي تقولينها ، تبين الأولى لك ؟
_إبتسمت قصيد لثواني بذهول : لا تغلط على البادل هذا أولاً ، وثانيًا بس كذا ؟ بدون قواعد بدون شيء خذي وإرمي وإذا دخلت تمام ؟
هز راسه بإيه : القواعد عندي ، والنظام عندي إنتِ بس حاولي تجيبينها والأمور طيبة بعدين
ضحكت تاخذ الكورة من يده بإعجاب : وما تغشّني يعني ؟
ذيـاب : بي قلّ صح أغشك إنتِ ؟ حاولي وماعليك
ناظرته بعدم إعجاب لثواني : ذياب مغرور على كذا سهلة بدخلها وبس والفوز لي يعني وين المتعة ؟
إبتسم يهز راسه بإيه : دخليها طيب بشوفك
ناظرته لثواني من ثقته تعدل الكورة بيدها بكل غرور : سهلة طيب مستحيل ما بتدخل يعنـ
لأنها رميتها ، ولأنها مالت ما دخلت تضرب بطرف السلة وترجع هي سكنت ملامحها تسمع ضحك ذياب اللي مد يده ياخذ الكورة مباشرة قبل تهدأ ، ويرجع يرميها تدخل : مستحيل ما بتدخل إيه أكيد ، دخلت ما تشوفين ؟
كشّرت مباشرة لأنها ما توقعتها فعلاً ما تدخل تمسك الكورة من جديد : الأولى حظ ، دايمًا كذا أساسًا
هز راسه بإيه يتكي وعينه تتأملها من دوّرت الكورة بيدها تتأمل السلة ، ولفت نظرها له : غمض عينك أول
ضحك يهز راسه بإيه يغمض ، ورميتها تدخل بالذهول مباشرة : لأنك ما تشوف ! لأنك ما تشوف دخلت ذياب
هز راسه بالنفي ياخذها : والمفروض أصدقك الحين ؟
كشّرت لأنها حتى هي ما توقعت تدخل ، وإبتسمت مباشرة من دخّلها هو للمرة الثانية ، الثالثة ، والرابعة ما يترك الكورة تبتعد إلا وياخذها مباشرة يدخلها : يوم لعبت مع نصار ، الأخيرة قال والله مو منك من البل
كانت على وشك تسأل ليه ، لكن تمثّل لها الجواب كله من نط يرتفع يدخّلها ، ويده تمسك طرف السلة نفسها يرجع للأرض : ولك وجه تلومه يعني ؟
رمى الكورة بإتجاهها تمسكها مباشرة : كم صاروا الحين ؟
ضحكت تهز راسها بالنفي : وياخذ اللعب بجدية بعني !
هز راسه بإيه : نافسيني مافي منافسة للآن
ميّلت شفايفها : ما علّمتني جالسة أرميها بالحظ والحظ يخسّر أحيان ، ما أحب أعتمد عليه
ضحك يهز راسه بالنفي : ووش تحبين تعتمدين عليه طال عمرك ؟
إبتسمت قصيد مباشرة : على نفسي وقت أعرف ، وعليك
ضحك لأنها تلعب به بالكلام بشكل مو طبيعي : ماشاءالله شلون فزتي علي ؟
ضحكت مباشرة لأنها توقعت تعدل وقوفها : سهالات ، يالله كيف لو مسكتها كذا تمام ؟
هز راسه بإيه يوقف خلفها ، يعدل الكورة بيدها ويده على خصرها : لأنك واقفه هنا وبعيد ولا بترتقين لها ، إمسكيها من هنا ما تميل وركزي بس
إبتسمت لأن تركيزها كله مع يده ، مع وقفته معاها بهالشكل ولأنه متحمس يشرح لها لكن هي ما سمعت كلمة وحدة وشدّ على خصرها يهمس : وأدري ما سمعتي كلمة وأدري وش تفكرين به ، إنتبهي
_رميت الكورة بدون مقدمات ما تدخل لكن من توترها وإنها بتبيّن له العكس ، ولفت نظرها له وهي تحس نبض عنقها الشديد : تعليماتك فاشلة مره مره !
ضحك يهز راسه بإيه ينحني للكورة : فاشلة ، إيه لأنك سمعتيني أكيد !
كشّرت مباشرة لأنه رماها بسرعة ودخلت ، ولأن واضح إن المنافسة جدًا شديدة تعدل وقوفها لأنه على وشك يرميها مرة ثانية من أخذها بيده : ذياب إذا ماودي أنتبه ؟
رماها يخطي لأنه لف نظره لها ، وإبتسمت تاخذها مباشرة تسبقه يضحك هو : كذا نظامك يعني !
إبتسمت ترميها هي ، تدخل فعلاً وصرخت بإعجاب تناظره يضحك لأنها تنافسه ، وتضحك له وقت دخلت عشان يفرح لها : وش تسوين إنتِ قصيد ؟
_
« بيـت حـاكـم »
عضّت شفايفها من الألم تمسك ظهرها ، طوّلت بجلوسها اليوم لكن ما توقعت تحس بكل هالألم بدون مقدمات وعجزت تجلس منه ، عجزت تعرف للجلوس طريقة لأنه يشد عليها بطريقة غير منطقية ويدّها تدور جوالها فقط ما رجع نهيان للآن ، وعمها تعرف إنه مو موجود ، وما تدري ملاذ وين أرضها لكن ودها تصرخ من الألم وما تقوى الصراخ : يارب .. يارب
رجفت يدها من الألم اللي داهمها بشكل تركها تصرخ بالغلط على دخول نهيّان اللي سكنت ملامحه من وقوفها بجنب الطاولة ، من صرختها ومن يدها اللي تمسك بطنها يطيح اللي بيده مباشرة : ديـم ! ديـم
شدّت يده بألم ما قدرت حتى توصفه ترفع نظرها له : نهيّـان
لأنها رجفت بإسمه بهالشكل هو ما يدري وش يسوي ، ما يدري وش يتصرف بالضبط شُلّت أقدامه : وش ! وش وش يوجعك وش ديـ
صرخت للمرة الثانية من الوجع اللي تحسه وإن بدون مقدمات صار يشد هالألم تحتقن ملامحها بالإحمرار وما قدر ، ما عرف يفكر غير إنه ياخذ عبايتها بأسرع ما يكون بيطير للمستشفى وهذا اللي حصل يركض بها للسيارة وسط وقوف حاكم المذهول اللي توه نزل من سيارته : نهيـان !
لأن ملامح ولده مخطوفة ، ولأنه شافه كيف ترك ديم بمكانها ما بقى بحاكم عقل يرجع لسيارته مباشرة يتبع ولده برعب : على مهلك لا حول ولا قوة إلا بالله !
ما تكلّم نهيان لأنها تتألم ، تتألم وعينه عليها من ذهوله يحس الطريق ما ينتهي وما عاد ينتهي من لمح دموعها برعب : وش ديم ؟ وش ديم
ما تدري ، ما تدري وبعقلها ألف فكرة من رعبها تمسك بطنها : بيروح ؟ بيروح نهيّان صح ؟
هز راسه بالنفي بذهول يصرخ : وش يروح ما بيروح ! ما بيروح وصلنا وصلنا ، وصلنا ديم !
لأنها تحس ألم غير طبيعي هي ما تصّورت ، ما جاء ببالها خيال إلا إن طفلها اللي متهلّفة تعرف جنسه بيضيع من يديها قبل تعرف حتى ، قبل تكتمل مشاعرها بشكل يرجّفها رعب يناظرها نهيّان : لا تخافين إنت ، لا تخافين
_وقف حتى كلام أبوه ما يسمعه لأنه عاش رعب بلحظات ما عاشه بحياته ، عاش رعب ما حسّه بحياته لأنه جاء مشتاق لها بشكل غير طبيعي ووقت شافها تتألم ، وقت لمح هي كيف تتألم ما عاد يدري أرضه من سماه ووقف فزّاع مع حاكم بممر المستشفى : ووش قالت الدكتورة ؟
هز حاكم راسه بالنفي يشد كتف أخوه اللي جاء بعد مكالمة منه هو : قالت طيبة وقالت إرهاق وتعب الظاهر ، طيبة الحمدلله ماعليك
هز راسه بإيه يلف نظره لنهيّان مخطوف الملامح : نهيّان؟
رفع نظره لعمه يستوعب ، يحاول يستوعب بالأصح : سم
ناظره فزّاع لثواني يصحصح نهيّان ، يضغط على عيونه بسؤال لأبوه : هي وش قالت الدكتورة ؟
ناظره حاكم بذهول لأنه للآن هو عاد له كلام الدكتورة سبع مرات لكن الواضح ما يستوعب ولده : قالت طيبة ، الحمدلله طيبة والجنين طيب فيك شيء إنت بك شيء ؟
هز نهيّان راسه بالنفي تطلع الممرضة : تقدرون تدخلون
دخل فزّاع أبوها أولهم تسكن ملامحه من لمحها بهالشكل ، من كانت ممددّة يبين على ملامحها شديد الشحوب والتعب ويدّها على بطنها فقط : ديم ؟
سكنت ملامحها لثواني تحاول تعدل جلوسها لكنها ما قدرت حرفيًا ، ما قدرت لأن ما أخذ منها الألم قد ما أخذ منها رعبها : مين قال لـ
جلس أبوها بجنبها مباشرة : دق علي عمك حاكم وطلعت ، ما لقيت نفسي إلا هنا ولا قلت لا لأمك ولا لأختك وش جاك يبه ؟ توها درة كانت عندك وتو سألتها عنك قالت طيبة ومبسوطة وبخير وش جاك ؟
غرقت عيونها لأنها حتى هي ما تدري : ما أدري ، ما كان فيني شيء كل شيء كان تمام فجأة صار كل شيء وتـ
هز حاكم راسه بإيه : إرتاحي يابوك ، إرتاحي المهم إنك طيبة الحمدلله ومرّت سلامات بس المهم لا تخافين
هز فزاع راسه بإيه لأنه يشوف إن اللي فيها خوف مو غيره ، ووقف يقبّل راسها : إرتاحي ، إرتاحي يابوك !
طلع فزاع ، وطلع يتبعه حاكم للخارج وبقى نهيّان بوقوفه لأنه للآن ما إستوعب هي كيف تعبت ، كيف صار هذا كله وتوجه بجنبها يشوف إن بصدرها كلام : ديم
هزت راسها بالنفي تشتت نظرها لثواني ، وإنتبه ليدها اللي على بطنها يمدّ يده فوقها ، يجلس بجنبها على السرير وغرقت عيونها بالدموع لثواني : خفت ، أول مرة بحياتي أخاف كذا نهيان ما قدرت أسوي ولا شيء ! ولا شيء لو ما دخلت إنت يمكـ
هز راسه بالنفي يضمها مباشرة ، يضمّها لأنها بكت فعلاً رهبة الموقف وتألمها لوحدها بعد ضجيج الناس كان مرعب لها فعلاً ، مرعب لأن ما حولها أحد ولا قدرت حتى تصرخ وشدّ على ظهرها لثواني : موجود أنا ، موجود ومرّت سلامات ومافيه شيء إنتم طيبين هذا أهم شيء
أخذت نفس تهز راسها بإيه وهي ما تدري وش أسباب الـ
_وهي ما تدري وش أسباب التعب المفاجئ لأنها كانت بخير ، كانت جالسة مع البنات طول الوقت وما كان فيها شيء نهائياً ووقت تعبت بهالشكل تحس الألم بظهرها وببطنها ما توقعت إلا إنها بتخسره لأنه لأول مرة يجيها بهالشكل ولأول مرة تحسه : الحمدلله
قبّل يدها من رعبه يتمتم بالحمدلله مثلها ومسح على ملامحه يشوف إنها غمضت عيونها تتمدد ، يشوف إن مافيها حيل ورجع يطلع لأبوه بمجرد مانامت وغفت بدون مقدمات من قلقه : وين الدكتورة ؟
ناظره حاكم لثواني : وش تبي فيها يابوك ؟ ديم وطيبة الحمدلله أنا سألتها وأنا تطمنت عليها وإنت معي
هز راسه بالنفي يمد حاكم يده لكتفه : التعب وارد لكن لا تخاف إنت وتخوّفها ، ما شد عليها التعب إلا من الخوف لا تزيدها
عض نهيان شفايفه يمسح على ملامحه : ما كان حولها أحد ، ما كنت موجود إنت ولا أمي ولا ورد ولا أحد ولا أنا أنا لو ما جيت يمكن هـ
ناظره حاكم بذهول لأنه يزيد خوفه بتفكيره : نهيّان ! خلاص يابوك خلاص صرت يمّها وجبتها وتطمنا عليها لا تفكر بالشين وتحطه ببالك ! الحمدلله على سلامتهم
لأنه أكثر من يعرف جانب نهيان الهَلِع ، لأنه أكثر من يعرف كيف نهيان يخاف بشكل جنوني تجاه أي شيء يمس أحد حوله ويخاف فعلاً مو خوف يتبعه قوة ، يخاف بشكل يشلّه لهالسبب هو يحاول دايمًا يبعد مخاوفه : خلّها ترتاح الحين على ما قالت الدكتورة ، وشويات وتطلعون
هز راسه بإيه يمسح على ملامحه : أمي كسرت جوالي إتصالات ما قدرت أرد عليها ، كلمتها إنت ؟
هز راسه بإيه : كلمتها وطمنتها وبرجع لها الحين وإنت شد حيلك لا خلصت أموركم تعال البيت وعلى مهلك
هز راسه بإيه يضرب حاكم على كتفه ، وتوجه للخارج يشوف بين الأرقام رقم ذياب يشتت نظره فقط ودخل جواله بجيبه ما توقع مرّة بشبابه ، ولا مرة تخيّل وتصور هالأحداث يتنهّد : الله يحفظكم ويخليكم ولايوريني بكم مكروه ولا شيءّ يضركم .
« دبــي »
جلست بنصف الملعب تضم أقدامها لحضنها ، تتأمل ذياب اللي يلعب بالكورة بيده وصّورته كثير ، صوّرت لعبه كثير بدون ما ينتبه لها أو ممكن إنتبه لكن يتركها براحتها وأخذ الكورة بحضنه يتوجه لها : تعبتي ؟
هزت راسها بالنفي تبتسم من جلس بجنبها : لا ، بس جلست شوي حسيت الجو رهيب ، وودي أشوفك بس
هز راسه بإيه يجلس بجنبها ، ياخذ نفس من أعماق قلبه يتكي يده للخلف ، خلفها يميل بإتجاهها : وش تشوفين
إبتسمت لأنه صار يقابلها ، لأن وجهه صار مقابل لها تماماً تمد يدها لوجهه لثواني تسكن ملامحه مباشرة ، يسكن داخله لأن حنان لمستها دائماً غير عادي وعضّت شفايفها لثواني تبتسم : مبسوطة ، مبسوطة بشكل ما تتخيله ذياب مبسوطة معك ، وفيك
_سكت لأنه حتى هو ، ما تتخيل كيف غيّرت له جوه ، غيّرت له حياته وإبتسمت لثواني : أول ، كنت أحبك من بعيد وأتخيل ، حتى لما عرفت شخصيتك كنت أتخيل لكن يوقف خيالي عند حد معيّن لأن بالنهاية ذياب ! ذياب قصيد مو على كيفك
ضحك يهز راسه بإيه : وصرت على كيفك يعني ؟
إبتسمت لثواني تهز راسها بإيه : شوي ، بس يعني تعرف كيف الكل يتكلم عنّا ؟ كيف الكل يقول قصيد ؟ وذياب ؟
هز راسه بإيه : جلف بدوي شلون له قصيد ، شلون خذاها وشلون رضـ
إبتسمت تمرر أناملها على شفايفه قبل يكمل : أحسن ، أنا أبي كلامهم كذا عنا ولا يدرون بالخافي ، أبي الخافي لنا
إبتسم لأنه هو الخافي البيّن ، حكايته إنه الخافي البين وشتت نظرها لثواني : مرّة من المرات ، فقدت الأمل بالحب والمحبة وكل أنواع الحب لأن بعيني كان شاعري مختمّها كلها ، فكّرت قلت أنا بابا مغرّقني محبة ، مغرّقني أشياء ما تخطر على بال بني آدم كيف بتعايش مع شخص ما يعرف الشعر ؟ ما يعرف يدلل الكلام أو بالأصح يمكن ما بيفهم أنا كيف ودي يحبني ، ما بيفهمني وهذا كله قبلك
هز راسه بإيه ، وإبتسمت لثواني : أذكر مرة ، ماما طوّلت علينا كانت بلندن مع خالو سيف ، طوّلت أخذت لها مدة هناك وكنت أشوف بابا كيف يتغيّر بدونها ، كيف يشتاق لها ، وكيف يحبّها وأخذنا معاه للمطار نستقبلها ، ما كنا كبار مره بس كنت أعرفه ، وكنت أفهمه كنت أشوف لهفته من عينه وما تصدق لو أقولك شفت قلبه يفزّ لما جات تمشي لنا ، كيف تنهّد ، كيف لمعت عيونه وكيف وقتها لما جات له ما ترك يدها وضحك شاعرنا ، ضحك يقول لها إن كلّ إبتسامه مهاجرة جات ، رجعت لشفتّه .. وكل الدروب الضايعة منه تنادي خطوته ووقتها كمّلت عنه ماما ودّعت المطار تقول يارحلة الغربة ، وداعاً رحلتي
لفت نظرها له لأنه يغرق بكلامها ، يغرق فيها هي كيف تسولف وإبتسمت : وعرفت متأخر إن الخوف ماله داعي ، وإن كلنا نحب بشخصياتنا وأطباعنا مستحيل يكون فيه حكاية تشبه حكاية وحتى التمنّي ما يصير ، أتخيل لو بقيت على خيالاتي وأمنياتي قبل ، وين بلقى زي بابا ؟
هز راسه بالنفي : ما تلقين ، مثله والله ما تلقين ومـ
إبتسمت مباشرة : بس لقيتك إنت ، تشبه نفسك وبس وتناسبني ، مرة تناسبني تليق علي بشكل مجنون
ضحك لأنها تعنيها ، تعنيها بشكل غير طبيعي ويبيّن من عينها وهالمحبة بالذات كان يفقدها ذياب ، يفقد مثل هالشعاع اللي يوصل لروحه مباشرة يفقد مثل هالخفة بحياته اللي من كل إتجاه فيها شدة ، وقسوة ، شديد برود أو لهيب حارق لجوفه وما تحركت أناملها من على خده من إنحنى يقبّلها ، لوقت طويل يـ..
_
سكت لأنه حتى هو ، ما تتخيل كيف غيّرت له جوه ، غيّرت له حياته وإبتسمت لثواني : أول ، كنت أحبك من بعيد وأتخيل ، حتى لما عرفت شخصيتك كنت أتخيل لكن يوقف خيالي عند حد معيّن لأن بالنهاية ذياب ! ذياب قصيد مو على كيفك
ضحك يهز راسه بإيه : وصرت على كيفك يعني ؟
إبتسمت لثواني تهز راسها بإيه : شوي ، بس يعني تعرف كيف الكل يتكلم عنّا ؟ كيف الكل يقول قصيد ؟ وذياب ؟
هز راسه بإيه : جلف بدوي شلون له قصيد ، شلون خذاها وشلون رضـ
إبتسمت تمرر أناملها على شفايفه قبل يكمل : أحسن ، أنا أبي كلامهم كذا عنا ولا يدرون بالخافي ، أبي الخافي لنا
إبتسم لأنه هو الخافي البيّن ، حكايته إنه الخافي البين وشتت نظرها لثواني : مرّة من المرات ، فقدت الأمل بالحب والمحبة وكل أنواع الحب لأن بعيني كان شاعري مختمّها كلها ، فكّرت قلت أنا بابا مغرّقني محبة ، مغرّقني أشياء ما تخطر على بال بني آدم كيف بتعايش مع شخص ما يعرف الشعر ؟ ما يعرف يدلل الكلام أو بالأصح يمكن ما بيفهم أنا كيف ودي يحبني ، ما بيفهمني وهذا كله قبلك
هز راسه بإيه ، وإبتسمت لثواني : أذكر مرة ، ماما طوّلت علينا كانت بلندن مع خالو سيف ، طوّلت أخذت لها مدة هناك وكنت أشوف بابا كيف يتغيّر بدونها ، كيف يشتاق لها ، وكيف يحبّها وأخذنا معاه للمطار نستقبلها ، ما كنا كبار مره بس كنت أعرفه ، وكنت أفهمه كنت أشوف لهفته من عينه وما تصدق لو أقولك شفت قلبه يفزّ لما جات تمشي لنا ، كيف تنهّد ، كيف لمعت عيونه وكيف وقتها لما جات له ما ترك يدها وضحك شاعرنا ، ضحك يقول لها إن كلّ إبتسامه مهاجرة جات ، رجعت لشفتّه .. وكل الدروب الضايعة منه تنادي خطوته ووقتها كمّلت عنه ماما ودّعت المطار تقول يارحلة الغربة ، وداعاً رحلتي
لفت نظرها له لأنه يغرق بكلامها ، يغرق فيها هي كيف تسولف وإبتسمت : وعرفت متأخر إن الخوف ماله داعي ، وإن كلنا نحب بشخصياتنا وأطباعنا مستحيل يكون فيه حكاية تشبه حكاية وحتى التمنّي ما يصير ، أتخيل لو بقيت على خيالاتي وأمنياتي قبل ، وين بلقى زي بابا ؟
هز راسه بالنفي : ما تلقين ، مثله والله ما تلقين ومـ
إبتسمت مباشرة : بس لقيتك إنت ، تشبه نفسك وبس وتناسبني ، مرة تناسبني تليق علي بشكل مجنون
ضحك لأنها تعنيها ، تعنيها بشكل غير طبيعي ويبيّن من عينها وهالمحبة بالذات كان يفقدها ذياب ، يفقد مثل هالشعاع اللي يوصل لروحه مباشرة يفقد مثل هالخفة بحياته اللي من كل إتجاه فيها شدة ، وقسوة ، شديد برود أو لهيب حارق لجوفه وما تحركت أناملها من على خده من إنحنى يقبّلها ، لوقت طويل يـ..
_يقبّلها وإبتسمت هي لأن باقي بشفاتها له سوالف ، باقي ودّها تسولف عنه وما تكتفي ، عن حبها له وما تكتفي ، عن كل الحكاية وما تكتفي وعضّت شفايفها لوهلة : ما أدري ، ما أدري كيف صار هذا كله من أول يوم تقابلنا ، من أول مرة وإحنا كبار كنت أعرفك ذياب من ناحية ورد ، وكنت أعرفك كذا ذياب وبس ودايمًا كذا
عقّدت حواجبها تمثل الغضب بإنه دايمًا كذا يضحك ، ومثّلت الهدوء بملامحها توصف له نفسه بإن هذا حاله الآخر وإبتسمت : بمعرض الصقور ، وبالصيدلية تتذكر ؟ ، وبالكويت ، وبكل مكان بالدنيا ذياب كنت أذوب ! أذوب كيف هذا الإنسان كذا ، وكيف يحبّني كذا ولا تحاول تخبي ، أعرف إنك من البداية تحبّني ومو شوي ما كانت حميّا وبس بكل المواقف
ضحك يهز راسه بالنفي : من يوم كبرتي ؟ من يوم إنك صغيّرة تلعبين بي على ما تشتهين وما يجي دلعك إلا على ذياب يوم إني ما أبيك تقربيني ، تقرّبيني يوم الكل يبعد ولا عليك من أحد إن بغيتيني ؟ حتى أنا ماتهابيني ونهيّـان
سكت بعد ما نطق نهيّان لأنه هو الشيء الوحيد اللي ما وده يسولف لقصيد عنه ، لأن نهيّان يهزه بشكل “ غير طبيعي “ ، وإبتسم فقط : تضحكين لا قلت لك نهيّان كان يدري ؟ من وحنّا صغار يدري إنك لي ، وإني لك
رفّ قلبها لأنه ما يخصها هي لوحدها بإنها له ، يخصّ حتى نفسه لها دائما تبتسم : وإنت كنت تدري ؟
هز راسه بالنفي لأنه فعلاً ما يدري ، فعلاً ما يعرف : لا ، حتى وش الشعور اللي أحسّه لك ما كنت أدري وش يكون غير إنك لا جيتي تقلبين موازيني وتقلبيني كلّي ، كنت أسكت كل ما جاب نهيان طاريّك لأنه يجيبه كثير يميّ ويوم تجين إنتِ ، تجين غير عن دنيتي وعوايدي وتجين معك عيال عذبي لا تفارقينهم ولا يفارقونك
ضحكت تهز راسها بالنفي : تدري ما عرفت إنهم أخواني إلا متأخر ؟ يعني بدايات عمرنا كلها كان الموضوع إننا قرابة وبس وكلنا آل نائل وعيال عم زي ما يقولون
هز راسه بإيه : والكل كان يقوله ، ويوم صارت الطواري إنكم أخوان أنا ما عدت أقرّب مجلس واحد يجيب إسمك
إبتسمت لأنها تذكر غيرته ، تذكر غضبه بالكويت وتذكر كل حدث بينهم بشكل يخطف أنفاسها دايمًا : تدري وش أكثر شيء كان يلفتني ؟ إنك بكل المرّات كنت
ما لقيت كلمة توصف ، إحتارت حروفها لوهلة لأن الكلمات تضاربت بعقلها يهز راسه بإيه : كنت ؟
إبتسمت قصيـد ترفع أكتافها بعدم معرفة : كنت ما تقرّب لي ، كنت تحاول ما تشوفني حتى بكل المواقف أشوف كيف تبيني وكيف ترد نفسك بالقوة وبالصيدلية مثلاً ، لما جيت وأخذت المرهم وباقي الأشياء حسيت
سكتت لوهلة تتأمله لثواني ، ونطقت كلمة وحيدة بعد طول تفكير : حسيت جنتلمان ، مرة
_
ضحك لأن الكلمة جات رهيبة منها ، جات خطيرة يبتسم فقط وإبتسمت من نظراته : لا تتأملني كذا ، لا تتأملني
هز راسه بإيه يرجع جسده للخلف فقط يتأمل السلة قدامهم : من بدوي ، لجنتلمان ؟
ضحكت ترجع شعرها للخلف تفتح جوالها ، تصور الكورة بينهم وبين أقدامهم وقرب المسافة المستحيل تقفّل جوالها لأنها تسمعه يدندن يطير قلبها بالسرور لأن دندناته كلها " أغزل لك نجوم الليّل .. أخلي لونها وردي "
يتأمل باطن يده ولف يده لها : وش باقي تبين ؟
ضحكت تهز راسها بالنفي فقط ، ومدّ يده لشعرها يتأملها من نوّرت شاشة جواله برسائل متكررة من محمد يبتسم بشكل "مجنون " من فتحها : تبارك الرحمن ، ماشاءالله
إبتسمت لأنها تشوف ، تشوف إنه مصّور له " حوّار " صغير ومصور له كميّات الحليب رغم قرفها من هالشيء بشكل دائم لكن شخصيته تجاه حلاله تعجبها وإبتسمت من لمحت بالمقاطع خيل " متحمّس بحركاته " لكن مو هذا اللي جذبها ، إبتسامة ذياب له جذبتها ومن إنها تشوف تمتماته بـ “ ماشاءالله “ بلسانه تنطقها هي من فز كله : ماشاءالله !
لف يوريّها كامل المقطع : حار ، به حرارة الصبا توّه
إبتسمت لثواني لأن جاء ببالها لزام تسكن ملامحها ، وقفّل جواله بعد ما كتب لمحمد رسالة وحدة تبتسم قصيد لإسلوبه فيها “ ماشاءالله تبارك الرحمن
الحلال طيب وإنت طيب الله يقويك يامحمد ماتقصر “:مين اللي صوّره قبل شوي ؟
إبتسم ذياب فقط يشتت نظره : عزّام ، ما تعرفينه
سكتت لأن إسمه مثل لزام ، ومدّت يدها لخاتمها لثواني : ما كنت أعرف منهم أحد إلا لزام ، الباقيين ما أعرفهم
هز راسه بإيه : ما كنت أدري به أنا ، جبته بسنة قلت أبيه يلازم لزام ويحوم حوله وردّه الشايب ما يبيه ، وعزلته عنه مع باقيها ونسيته ، العلم يوم رحت الخيام آخر مرة ويقبل علي وعرّفني بنفسه ، وعرفته وطيّب ، نشيط يعجبكد
إبتسمت لثواني تهز راسها بإيه ، وعضّت شفايفها لثواني لأن ببالها أسئلة كثير : سولف لي عن الخيول ، عنك
سكت لثواني يمسح على طرف حاجبه ، وشتت نظره لثواني : مع نهيّان ، كل دنيتي كانت مع نهيّان من بل من خيول من صقور ، هو كل شيء إن كان بي طبع فهو منه
هزت راسها بإيه تشتت نظرها لثواني : كنت أتذكر ، ولازلت أتذكر عنه أشياء بسيطة بس ودي تتكلم لي عنه
هز راسه بالنفي لأنه ما يتخيّل يتكلم عن نهيان ، بكل الطرق ما يتخيّل لأنه يختلف بطاريه كثير : الله يرحمه
سكتت تتأمله لثواني فقط لأنها تعرف ، ومدّت يدها لكتفه من الخلف تمسك أعلاه : سولف لي عن عزّام طيب ، كنت ناسيه متى سميّته عزام ليه على وزن لزام
هز راسه بالنفي يمسح على ظرف حاجبه : سمّاه أبوي ، ماهو أنا
_
ناظرته لثواني لأنها تبي تعرف الوقت ومتى والحكاية لكن بنفس الوقت ما ودها تضغط عليه ، ومسح على طرف حاجبه يعدل أكتافه : آخر يوم رحت به الخيام يومها لقيته ، ويومها سمّاه أبوي وقت شافه
عضّت شفايفها لثواني لأنها تعرف ما يتكلم عن علاقاته نهائياً ، لا عن أبوه ولا عن ورد ولا عن نهيّان ولا عن أمه ولا عن أي أحد بحياته بشكل يثير فضولها دايمًا وتعرف علاقته مع أبوه من أسامة ، ومن أحواله بكثير أوقات لكن للآن عجزت توصل لنقطة السؤال أو إنه يتكلم لها : تحبه؟
لف نظره لها يعرف إن السؤال عن أبوه ، يعرفه بالصريح لكنه لفّه لعزّام : عزام ؟ يبيني أحبه وما قصّر
إبتسمت فقط تهز راسها بإيه ، ورنّ جوالها بمكالمة جماعية من أخوانها تبتسم : يا أهلاً
إبتسم فهد : قصيد بسألج ، ذياب يعرف يصورج وإلا
لأنه سمع هو رفع حاجبه ، وضحك تركي : فهودي غيران ؟ تبي الصج دشيت الألبوم أشوف وهي معنا تلعب وشلون نصورها أدور فروقات بينّا لا يغطي علينا الذيب
ضحكت قصيد تخجل لأن ذياب يسمع معاها ، وإبتسم عذبي أخوها : مو عوايدج تنزلين ستوري جذي قصيد
رفعت حاجبها لثواني لأنها ما نزلت ، وإنتبهت إنها فعلاً نزلت تحذفها بعدم إهتمام لأنها صورة الكورة وأقدامهم وما شافت حتى مين لمحها : ما كانت مقصودة إيه ، شكل ما شافها غيركم أصلاً لهالدرجة تنتظروني يعني ؟
لف ذياب نظره لها يسمع سوالفها مع أخوانها ، يده تتأمل شعرها اللي تحرّكه الريح بين يده يبي كل عمره يوقف على مثل هاللحظة فقط ، يبي سكون هاللحظة وما كمل من صوت إشعارات جواله من محمد جديد يهز داخله بلحظة من رسل له صورة ، صورة وصل حنانها لقلبه مباشرة من سجل له مقطع صوتي “ جاء يسأل عنك ياعم هو وابراهيم معاه ، تقهوى عندي وأخذ حليب وصلى معي وراح للحلال مع ابراهيم “ وسكن قلبه من الصورة لأنه جالس بين الحلال ، جالس بضعف يشوفه ذياب من هامته ، وقامته ، ومن الصور المفرقة يلي رسلها له محمد مرة يمسح جبينه ، ومرة يعدل الفروة عليه رغم إن الصور بالنهار لكن كان من ضمن الصور صورة لابراهيم - سواقه - يترك الفروة على أكتاف جده ودق هو بدوره على محمد لأنه ما رسل له صور متعب من البداية ويعرف طبع محمد بهالشيء : طيّب أبوي يامحمد ؟
سكت محمد لأن الحال اللي جاء متعب فيه مخيف ، مخيف لدرجة غير طبيعية يحس البرد والجو عبارة عن حرارة لا توصف ، ويسكت كأنه بعالم آخر غير عالمهم : طيب الحمدلله ياعم ، طيب يقول جاء يدورك وحلّفني ما أرسل لك شيء بس ما قدرت إنت وصيتني
سكت ذياب فقط يهز راسه بإيه ، وقفّل من محمد تمشي له قصيد ولمحت صورة متعب قبل يقفل جواله : تحبه؟
هز راسه بإيه بهمس : ..
_
هز راسه بإيه بهمس لأن الصور تذكره بأشياء كثير ، تذكره بشخص واحد ماله بديل : الله يطول بعمره
رفعت نظرها له لثواني تحاوطه ، ومدّت يدها لجواله قبل تطفي الشاشة تشوف صور متعب بين الحلال ، إبتسامته بصورة ، وتعبه بالأخرى وبفروته وشماغه ما قدرت تتخطى منظره لو ثانية وحدة ورفعت نظرها لذياب الساكن تماماً يتأمل بشكل تعجز تعرف شعوره منه : ذياب؟
هز راسه بالنفي يبعد أفكاره عنه لأنه ما يتحمل لكن ما تتخيل كيف صارت تنازعه روحه يرجع للرياض بدون مقدمات ، يرجع لشايبه لأنه يدري به ما جاء لخيامه إلا وهو مشتاق له وما يبي يقول له وجاء الحال غريب يمسح على ملامحه ، يرمي ظنونه : عونك
ما كمل لوهلة من لمح رسالة عمه عناد له يسكن داخله “ تعال الرياض ياذياب “ يفز قلبه بشكل مؤلم ، تألم قلبه بشكل ما يخفيه شيء وقفّل جواله مباشرة ما تلمح الإشعار يقبّل راسها ونزل نظره لها : وش ؟
هزت راسها بالنفي وهي حسّته ، حست شعوره وما يحتاج يقول نهائيًا : أعرف كيف تحبه ، وأعرف كيف تشتاق
هز راسه بإيه فقط يمسح على طرف حاجبه من رنّ جواله بإسم عمه عناد يشتت نظره : دقيقة قصيد
هزت راسها بالنفي لأنها ما تبيه يتحرك من مكانه لأنها تشوف ملامحه ، تشوف كيف تغيّرت ، وتبدّلت ، وكيف صارت ألف شيء يرد لكن ما قوى ينطق بكلمة غير سم ومسح عناد على حواجبه لثواني : ذياب أبوي ، قل لا إله إلا الله وتعال
« الريـاض ، بيـت متعـب »
دخل يسمع نبض قلبه بأذنه من شدة الضغط اللي يحسه ، دخل يشوف كم بيض الثياب على مد عينه ونظره من وجودهم كلهم بالبيت يضجّ فيهم ولمح عمه فزاع اللي ملامحه حارقة بالبكاء ، نهيّان الواقف بجنبه والواضح من ملامحه إنه “ يحترق “ بالصمت وإنتهى كله من طلع أبوه من غرفة جده يسكّر الباب خلفه ولا رفع عينه ولا نظره عن الأرض يشلّ حواس ذياب كلها : أبوي !
سكت حاكم تماماً ، سكت لأنه هو ما دق وقال له رغم معرفته بمجيئه للرياض وسكت لأن هالمنظر بالذات ما يبي يشوفه : جدتك تبيك
هو نطقها وإبتعد بشكل رجّف أقدامه ، بشكل شل عقله لوهلة يشوف النظرات له ، يسمع لاحول ولاقوة إلا بالله ، ويشوف نحيب عمه فزاع اللي تغطّى بشماغه فقط لأن متعب موّدع ، هذا الأكيد وهذا اللي يعرفونه كلهم لكن وش الحال اللي هو فيه مايدري ذياب ويخاف يدري ، يخاف تثقل خطاه يحس المسافة بين وقوفه ، وبين الباب اللي خلفه جده عمر مو مسافة عادية ، يحس إنه يمشي وما يتقدّم بخطوته وتمنى ، تمنى يدخل أبوه معه لكن الكل وقوف ، الكل ينتظر والكل يراقبه بشكل جرّحه يفتح طرف الباب بعد ما دقّه بيده لمرة وحدة يستأنس من جدته اللي نطقت براجف الصوت : من
_رجفت شفايفه ما ينطق ، عجز يتكلم وينطق : ذيـاب
سكن الصوت يحسّه من علياء ، من جدته يطير عقله كله من سمع صوت جده اللي يحاول ينطق : تـ تعال ذيـ
بكت علياء تصد بشيلتها لأن ذياب دخل كله مباشرة ، دخل كله ينطق برعب يمسك يد جده اللي يمدّها بالهواء : استريح ، استريح جيتك يمك أنا جيتك يبه
لأنه مسك يد جده اللي يحاول يتعدل يقبلّها ، يقوي نبرته بالقوة بإرتاح ، واستريح ، وخلّك لا تتحرك ويمّك أنا تبكيه علياء اللي تمسح دموعها ، ونطق متعب إرتجافه : ذياب
نطق برجفة صدره كلها يقبّل يده : سم ، سم أبوي سم
إبتسم متعب اللي ينازع روحه بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ، إبتسم تغرق عيون ذياب مباشرة لأن تجاعيد وجه جده ، نظراته اللي تبين إنه مودّع لامحالة يقبّل يده للمرة الثانية ، والثالثة ، والألف لأنه كله صار يرجف من سنين ما تخطّى مشهد الموت والحين ينعاد عليه بأحنّ وجه عرفه يضحك متعب متجاهل التعب كله : ولدت الناقة ؟
ضحك تنزل دموعه مباشرة يقبّل يد جده لأن نبرته مؤلمة ، نبرة تعبه مع ضحكه جات مؤلمة يهز راسه بإيه : ولدت ، ولدت حوارٍ صغير يبيك تسميه شد حيلك
هز متعب راسه بإيه يحاول ينطق بالقوة رغم إحساسه بشديد العطش اللي يبيّن بشفايفه : أبطيت علي يابوك ذيـ
هو نطقها ، وهو تلاحق نفسه اللي قُطع يوقّف قلب ذياب مباشرة : على مهلك ، على مهلك أبوي
وقف قلب ذياب كله يناظر جده اللي سكن تماماً ولا كأنه كان ، سكن يهلع كونه لأن جده يحترق بالحرارة بشكل ما يتحمله هزيل جسده نهائي ومسح على ملامحه برعب : ووش قال الدكتور ؟ وين علاجاته وش قال لك أمي ؟
كان يدور بالأكياس حوله ، يدّور بشكل “ مجنون “ لأنه ما كلمه ، ما لقاه ويقول له أبطيت علي بهالشكل المعاتب يحرق له قلبه كله ورجفت يديه يدّور بعلاجاته ، يقرأ وش تعبه ووش يرهقه وبكت علياء اللي تحاول تكفّ يده عن الادوية فقط : ذيـاب ، يمه ذيـاب
مسك يدها لثواني ينتبه لها ، ينتبه إنها غرقانه بدموعها وسكت تماماً يقبل يدها ، يتمالك نفسه بمحاولة للثبات وأخذت علياء نفس من أعماقها : ليه جيت يمه ؟ ليه جيت له كم يوم يهوجس بك وينتظرك ليه تريّحه وتجي يمه ليه !
ناظرها تشحب عينه مباشرة ، وبكت علياء لأن خوفها من راحة متعب مو من عذابه : يدوّرك ، ويسأل عنك ويبي الدنيا عشان يشوفك يمه ليه تجيه ليه !
_
طلع من غرفة جده بالقوة يتدارك خطوته ، بالقوة يشد حيله لأنه بيطيح لا محالة ما جاء وقع كلام جدته هيّن عليه وإن كانت ما تعنيه ويدري ، وإن كان مو بيده ولا يدّها يدري لكنه ما تخطى ورجف نهيان أخوه اللي توجه له مباشرة : ذياب ، أبوي ساكت يكلمونه وما يرد ذياب
ناظره لثواني يشد عيونه بالقوة ، ياخذ أخوه تحت جناحه لوقت طويل ومسح نهيّان على ملامحه عينه تتأمل أبوه الساكن على أحد الكراسي ونُفض صدر ذياب كله من رفع أبوه يدينه لراسه فقط يواري نفسه عن الكل رغم الزحام ، نُفض صدره يضرب على ظهر أخوه : قل لا إله إلا الله وتوجه هو لأبوه من بينهم كلهم ، توجه يمشيّه قلبه ماهو رجوله وأكثر تسكن الأصوات ، سكن كون حاكم كله من حسّ بيدين ولده فوق راسه ومن حسّ به قدامه ينحني يقبّل راسه لوقت طويل ، لين رفع حاكم يدّه ليد ولده اللي على جوانب راسه يشدّها بقوة : لا إله إلا الله يا ذياب ، لا إله إلا الله يابوك
أجهش نهيّان يغطي ملامحه بشماغه فقط لأنه شاف كيف مشى ذياب لأبوه براجف الخطوة يمسك راسه ، ينحني بين كل الجموع لأبوه الجالس يقبّل راسه يشدّه ووقت رفع حاكم يده ليد ولده ما تحمّل نهيان نهائياً يحاول يسكت ، يحاول يشد حيله لكنه عجز تماماً من لمح إرتجاف أكتاف أبوه وعيون ذياب اللي صار يحسّ لهيبها من هالمسافة من كثر ما يحاول يكتم دموعه ويحاول يتصبّر ، يحاول لأن الكثرة حولهم مرعبة ومخيفة واليأس ، اليأس اللي ودّه يكون رجّال ويقتله بمحلّه من كثر ما يكرهه بعيون كل شخص حوله وإن متعب ، متعب نهايته بتُسطر لامحالة وهذا اللي تقوله كل الوجوه حوله ..
_
« المطـار »
محد بالدنيـا قدر يطمّن إحساسها ، يهدّي رعبها وأيامها اللي حسّتها مرّت مرور الدهر بكل مكالمة تجمعها بأحد من أهلها ويقولون الأحوال والأمور طيبة لكن هي تدري بتعب جدّها ، تدري وزلّت جود بوجودها تقول " الله يرحمنا برحمته لكن كلهم يقولون يحتضر " وحذفتها بنفس اللحظة لكن ورد شافتها ، ورد شافتها ومن وقّتها طيّرت نصار بالدموع " أنا بروح الرياض .. أنا برجع حتى لو مالك رجعة وما تقدر أنا برجع أعرف إن جدي يودّع والكل ساكت وبشوفه نصّار ! بشوفه ما أبي وقت يروح يقولون راح يا ورد ما لقيتيه بشوفه " تنهار بالدموع وما قدر نصّار يردّها ، ما قدر ما يركض للرياض بترجّي لأبوه إنها ما يقدر يتركها بإنهيارها وإن كانت أمه بترجع معاها ..
فرك عيونه بالقوة لأن له يومين ما ذاق طعم النوم من سوء نوم ورد وكوابيسها ، قلقها وإنها تغفى من التعب لكن تفز على أبسط صوت تنتظر من بيقول لها " مات " وهالرعب لحاله غير طبيعي ولف يشوفها ، يشوف ذبولها الـ
_
ولف يشوفها ، يشوف ذبولها الغير معقول وتنهّد من أعماق قلبه : ورد
هزت راسها بالنفي تنزل دمعتها لأن كل سيء الخيالات بعقلها ، تتخيل وجه أبوها ، تتخيل وجه أمها ، تتخيل ذياب ، وتتخيل نهيّان وتتخيل الكل والخيال لوحده مُفجع كيف يكون الواقع : لا إله إلا الله ، لا إله إلا الله ..
أخذ نفس من أعماقه يمسك يدّها ، يتوجّهون للخارج وللسيارة اللي تنتظرهم يمدّ يده للباب تركب ورد ، وركبت أمه من الجهة الأخرى يركب هو بجنب السوّاق : جبت اللي وصيتك عليه ؟
هز راسه بإيه ، ومدّ يده للكيس ياخذه للخلف : أمي ، ورد ما أكلت شيء طول الرحلة ومن أمس ..
هزت راسها بإيه تتنهد ، تاخذ الكيس بيدها : حرام اللي تسوينه بنفسك يا أمي ، الرياض ووصلناها وودهم يشوفونك بحيلك ياحبيبتي .. زين أمي ؟
أخذت نفس من أعماق قلبها لأنها تدري كيف تعّبتهم ، أهلكتهم تعب وخوف عليها لكن مو بيدها تاخذ التمرة من يد عمتها : لا تشيلون همي ..
لف نصّار نظره للخلف تنتبه لعينه ، تنتبه لنظراته بشكل جمّع دموعها من جديد بعينها تشتت نظرها بمحاولات للتدارك : نصّار ، كلمت ذياب؟
هز راسه بالنفي يمسح على أنفه : ما يرد ، الحين نروح البيت ترتاحون إنتِ وأمي وأروح أشوفـ
هزت راسها بالنفي مباشرة : لا ، بروح معاك بيتنا نصار
شتت جمانة نظرها لثواني لأن لو قال نصّار لا ، وأصرّ على رأيه ممكن تنهار بمحلّها تهز راسها بإيه : نروح يمه ، نروح أنا وإنتِ نروح لا نمر البيت نصار ، على بيت أبوذياب على طول
ضغط على عيونه مباشرة يهز راسه بإيه فقط وشتت ورد نظرها للشوارع من أول ما حطت أقدامها أسبانيا وهي تتخيل رجعتها للرياض بتكون بأي مناسبة ، بأي فرحة وكيف بتكون المسرّات وما توقّعت تكون الرجعة بحزن ، بخوف ، بقلق وبشعور سحاب الموت يخيّم على ديارهم وماتحبه ، ما تحبّ مروره لأنه يمر وتمطر دمُوعهم بعده وتنهّدت من أعماق قلبها تمسح على عيونها من لاح لها بيت أبُوها المظلم ، لاحت لها أسواره ، النُور الوحيد عند بوابته الداخلية فقط بشكل يذكّرها بكئيب الأيام اللي عجزت تتخطاها ، عجزت تمرّ عادية عليها يوقف نفسها كله ، يُقطع تماماً من لمحت البُاب يفتح والخارج من وراه نهيّان أخوها اللي يحني راسه على جواله وكانت منه إلتفاته لشخص يكلّمه بالداخل لكنها تعرفه ، تعرفه بشكل كتم نفسها كله لأنه رد بكلمة ورجع يصد لجواله تدري إن وده يختفي وبمجرد ما وقفت السيارة ، بمجرد ما إنتبه نهيّان توه على السيارة اللي دخلت للداخل وأمامه هو سكنت ملامحه ما يشوف داخلها ، لكن من فُتح الباب الخلفي يشوف أقدامها هو عرفها مباشرة ، عرفها يفز قلبه يدخل جواله بجيبه : ورد !
ما يدري كيف نزلت أقدامه عتبات الدرج كلها بلحظة من شاف إنها فعلاً ورد اللي تركت السيارة كلها تركض لحضن أخوها فقط يصرخ داخل نصار اللي تقطّع بوقوفه عند باب السيارة لأن هالإندفاع منها ، وهالشدّة من نهيان تحرقه هو لأنه بطريقة ما من زمان ، ومن مدّة طويلة يشوفهم أخوانه الصغّار وإن كانت ورد زوجته لكن يحمل هالشعور لهم قبل لا تكون زوجته وطلعت ملاذ من الداخل تشدّ جلالها برعب من خلف الباب : نهيّـان ؟
مسح دموعه مباشرة يشد على ورد ، يمسح دموعها بيده : إيه أنا هنا ، جات ورد أمي
طلعت من خلف الباب تشد جلالها ، طلعت تشحب نظرتها مباشرة من لمحت السوّاق اللي طلع خارج أسوار البيت ، نصّار الواقف عند باب المعاون ، وأم نصار اللي تمشي لجنب ولدها تمسك ذراعه والأمرّ ، دموع ورد اللي غرّقت ملامحها ووقف نهيّان اللي يمسك أخته بجنبه هدّها ، هدّها تماماً تغرق عيونها بالدموع لكنها مسكتها تشتت نظرها لثواني : لا توقفون هنا ، تعالوا تعال أمي نصار .. أم نصّار
سكتت أم نصّار لأنها تشوف كيف كتمت ملاذ دموعها ، كيف إهتزّت نبرتها تمشي هي قبلهم لأن نهيان وورد للآن يتهامسون وأخذت ملاذ تضمّها : الله يصبّركم ، ويجبركم ، ويقوّي حيلكم ولا يفجعكم بغاليكم يا ملاذ ، عساه أهـ
بُترت كلمتها من نزلت دموع ملاذ تمسحها ، تحس السوء من سرعة مسحها وهمست ملاذ بضعف ، برجفة : الله يلطف به يا أم نصار ، الله يلطف به ويلطف بنا
سكتت أم نصار تشدّ كتفها فقط ، وسلّم نصار عليها يقبّل راسها فقط وعينه للخلف ، لورد ونهيّان اللي يمسكها ما فارقت يدّه يدها ومن وقفت قدام أمها كانت تحاول تجمّع كلام ، تجمّع حروف وتتكلم لكن عيون أمها اللي ماودها بالكلام أهلكتها ، حرقتها تمسح دموعها تضمّ أمها لوقت طويل وشدّت ملاذ عليها بهمس : قولي لا إله إلا الله يا أمي ، قولي لا إله إلا الله وتصبّري الله يلطف به وبنا ..
هزت راسها بإيه تاخذ نفس من أعماق قلبها ، ترجع شعرها للخلف ولفت نظرها لنهيّان : بتروح لهم الحين ؟
هز راسه بإيه : بروح ، أبوي وذياب هناك بروح أجلس وأقنع واحد منهم يرجع ويجي لكم ، يدري إنكم جايين ؟
هز نصّار راسه بالنفي : محد يدري ، بروح معاك أنا الحين
هزت ملاذ راسها بالنفي : يروح نهيان الحين ، توكم جايين من السفر يا أمي إرتاح شوي ويجي عمك وإلا يجي ذياب
لفت ورد نظرها لهم لثواني : بروح معاكم
هز نهيّان راسه بالنفي برفض مباشر لأنها ما بتتحمل ، مستحيل تتحمل : لا ورد ، إرتاحي وبيجي أبوي أصلاً لا درى إنك هنا ووقتها تروحين معه لو ودك تروحين .. أمي روحوا إجلسوا خذي ورد معاك وإرتاحوا بيجي أبوي
_
هزت ملاذ راسها بإيه تاخذ ورد ، ومشى نهيّان مع نصار اللي ضغط على راسه : وش صاير نهيّان
ركب نهيان السيارة مباشرة يمسح على ملامحه : وش صاير ؟ الله يرحمنا برحمته يانصّار ، الله يرحمنا برحمته
لف نظره له لثواني طويلة ما يحتاج يقوله نهيّان عن كم القلق ، والخوف ، والحزن ، كلّه مسطر بملامحه ومرسوم من شحوب وجهه ، انخطاف لونه وهالاته اللي تعبّر عن عدم نومه ولا ارتياحه يتنهدّ من أعماق قلبه : يارب
_
« بيـت متعـب »
مشيت علياء على أقدامها بالقوة بعدم إهتمام لضجيج الرجال بالبيت ، مشيت تشوف ريف بنته تبكي على يدّه لأنه يغيّب عن الوعي ويذكرها لحظة ينساها لحظات ، مشيت تتوجه لكرسيها وتسمع نحيب ريف لأن شكل الموت مُفجع ، وجه الموت قبيح بشعوره بوجوده بكل معانيه ودخل حاكم بجنبه ذياب ولده اللي ماعاد يطيق الوجود ، ما عاد يتحمّله ووقت الفجر بالذات يضيق صدره بشكل محدٍ يتخيلّه ، محد يخففّه عنه لأن محد يدري به ولأن مابه وقت ، ما به وقت أبوه شايل الحمل كله وهو شايل أبوه والحمل عنه معه بشكل مؤلم لأن الكل يتألم ، والكل يتوجع وينهار لكن لو إنهاروا كلهم والمقصد هو وأبوه ، من بيمسك الباقي ؟
رجفت شفايف ريف من صحى ، من تحرّكت يده تحت يدها تلف نظرها لأخوها : حاكم ، حاكم صحى أبوي .. صحى أبوي يبه تسمعني ؟ يبه أنا ريف بنتك حبيبي
سكنت ملامح ذياب لأنه يعرف هالنظرة ، يعرف هالصحوة ، يعرف هالإبتسامة المتهالكة اللي طلعت منه بشكل شدّ عروق راسه كلها ، بشكل يحس الدم ينساب من راسه منه يحس برطوبته : عمتي
هو إنحنى يوقّفها عنه مباشرة لأنها بكت من إن لسانه ثقيل ما يقوى الكلام ، لأنها إنهارت بدموعها عنده وقرّب حاكم لأبوه مباشرة يمسك يدّه اللي رفع سبّابتها ، وداخله كل يموّت كيف يلفّظ أبوه الشهادة وتغيب شمسه : قل أشهد أن لا إله إلا الله
رجف صدر ذياب كله من رجفة همس أبوه ، من إنه هو ما قوى وإن عمته ريف جنّت تضرب صدره بمحاولات للتفكك منه لكنه يمسكها ، يمسكها ولا يحسّها ولا عاد يحسّ شيء من إنحنى راس أبوه يمسح على ملامحه ، يضغط عيونه بالقوة يكمّل الشهادة لأبوه وأجهش بمجرد ما إنتهى ، بمجرد ما ثقلت يد أبوه بيده على دخول فزّاع ، نهيان اللي مات حيله عند الباب يضحك فزاع بالرعب مباشرة : ما مات أبوي ما مات حاكم ، بشوفه مامات
وقف حاكم مباشرة يمسك أخوه ، وضحك فزاع بالذهول يصرخ على ريف : لا تبكيـن إنتِ ما مات لا تبكينه حيّ !
مسكه بالقوة يخليه يستوعب ، ومدّ يده الأخرى لولده نهيان اللي إنكتم تماماً يضمّه ما صار يُسمع إلا صوت البكاء ، صوت الإنهيار بين اللي ..
_
صوت الإنهيار بين اللي يحاول يكتم شهقاته ، واللي يحاول يردّ دموعه ، واللي غاب عن وعيه أساساً وهي ريف اللي شالها ذياب بيدّه عجز لسانه ينطق ، عجز لأن راسه صدّع بشكل يضرب رؤيته وسمع همس نهيّان بشكل يشله تماماً “ ورد جات ، كانت تبي تجي معانا وقلت لها لا أبوي يجيك ما قدرت أجيبها “ينتفض صدره ودخل عناد ، دخلوا رجال آل سليمان تضجّ الغرفة بالصوت والازدحام ولف حاكم نظره لنهيّان يمسح دموعه : روح البيت ، عطهم خبر وعط الرجال خبر وقل لهم يقولون لا إله إلا الله .. كلنا لله وكلنا له راجعون يابوك
توجه ذياب بجنب أبوه يضغط على عيونه ، ونفض داخل نصّار الواقف على عتبة الباب من لمح خروج نهيّان وحاكم وذياب من غرفة متعب : عمي ، ذياب ..
ناظره حاكم اللي رد بدون وعي أساسًا : روح مع نهيان لورد يانصار ولا تخلوّنها لحالها ، لا تعلّم أمك وهي واقفة نهيان خلهم يقعدون ويوحّدون يابوك ، طيب يانهيّان؟
هز نهيّان راسه بإيه ينتفض صدره من مد أبوه يده يضرب على خده ، وشحبت نظرات نصّار من صارت التمتمات كلها “ لا إله إلا الله .. لا حول ولا قوة إلا بالله ، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون “ ما يدري حاكم هو كيف للآن على أقدامه ، وما يدري كيف للآن واقف بحيله لكن من توجه نصّار لذياب يضمه ، وإنتبه إن ذياب ضمه بيد وحدة فقط يستوعب توه إن يد ولده خلف ذراعه من مدّة تسنده ، توّه يحسها ويستوعب وشدّ ذياب على كتف نصار بهمس : روّح
ناظره نصّار لثواني طويلة وهو يهتز قلبه ، يبيّن على ملامحه حزنه لأنه يشوف ملامح صاحبه ويحسّه وشتت ذياب نظره فقط من صارت ضجة الرجال يشدّ على كتفه للمرة الثانية يودعه فقط ..
_
« بيـت حـاكـم ، العصـر »
مدّت يدها لأسفل بطنها وهي ما تقدر للوقوف ، ولا تقدر للجلوس من الشعور اللي تحسه ودخلت ورد اللي تمسح دموعها من كثرة الناس : تعبت .. يالله تعبت
سكتت حروفها من إنتبهت لملامح ديم شديدة الإحمرار تمشي لها مباشرة تسندها : ديم !
عضّت ديم شفايفها لثواني تجلس بمساعدة ورد ، تتمددّ بمساعدتها وكتمت صرختها ألم تنطق ورد مباشرة اللي تمسح دموعها : لا تبكين ، لا تبكين وخذي نفس شوي عشان البيبي ديم ، عشان البيبي
عضّت ديم شفايفها لثواني لأن نهيان وقت جاء ، وقت دخل الغرفة جلس عند الباب على طول يجهش ببكاه ونظره كله لديم وبطنها “ قال لي ما بعد شفت ولدكم يانهيّان ، حفيدي من أحفادي الإثنين “ وصرخ بعدها بإنه نساه ، وإنه غاب عنهم يبكيه القاصي والداني والغريب والقريب ، تبكيه قلوبهم كلهم وعضّت شفايفها برجفة : كان يبي يشوفه ، يشوفها ورد ما أدري وتوّه ! توّه كان طيب
لأن ديم منهارة تماماً ، ما كان
_
ما كان حال ورد اللي ضمّتها أقل منها تاخذ نفس : الله يرحمه ويغفر له ، الله يرحمه ..
أخذت ديم نفس من أعماق قلبها لأنه جدها ، ولأنها تعرف قسوة ضرب الموت عليهم كيف يزلزلهم وإنّ كان يومه ووقته وراحته : يارب .. يارب آمين رجعوا الرجال ؟
دخلت درة اللي تعدّل نفسها ، تمسك نفسها وهي أصبرهم : دفنوه توهم ، لكن ما رجع أحد للحين ..
سكنت ورد وهي تذكر النفور اللي حصل من الكل بعد عزاء فاطمة وعزاء نهيّان ببيت نهيّان نفسه ، تذكره بشكل مؤلم وكل قلبها خفّاق لحال أبوها وأخوها اللي ما لمحتهم ولا تدري عنهم تمسح دموعها : درة خليك عند ديم ، وإرتاحي بقول للعاملة تجيب لك شيء تاكلينه
دخلت وسن اللي معاها أكل لديم أساسًا ، ولفت نظرها لورد : تعالي إرتاحي إنتِ بعد ، شوفي وجهك كيف
دخلت جود وخلفها توق اللي رجف قلبها : ورد روحي لأمي علياء ، جابوها من بيتها توهم العيال
هزت راسها بإيه مباشرة تخرج للخارج ، للكم الهائل من النساء المجتمعين ببيتهم وما خفّ فيض البوابة نهائياً وأفضل الحلول كانت إن النساء ببيت حاكم ، والرجال ببيت متعب ذاته ومسحت دموعها من لمحت علياء المنهارة بينهم وبجنبها عمتها ريف تنحني لأقدامها : أمي
لأن ورد جلست قدام ركبها تمسك يدها ، لأن ريف إنهارت مباشرة ولأن علياء بكت ، علياء بكت من أعماق قلبها تمسح على ملامح ورد : توّه يمسك يديني وراح يمه ورد ، راح متعب يمه
نزلت دموعها تحرق خدها تقبّل يد جدتها ، ومسحت ملاذ دموعها مباشرة من الحال ، والوضع ، والشعور الموجع اللي الكل يحسه بدون إستثناء والكل يتألم منه تضغط على صدرها : لا إله إلا الله .. لا إله إلا الله ..
« حـدود بيـت متعب »
لو ما كانت تعرف بإن بنتها في حال يُرثى لها ، ولو ما كانت تدري بإن مستحيل يقرّ قلبها أو يهدأ لها بال لين تشوفه ، لين تلمحه بين غفير الجموع ما كانت جات معاها وطاوعتها لحدود بيت متعب يمروّن بالسيارة بمحاولات لأنهم يلمحونه ومدّت سلاف يدها لبنتها : ماما قصيد
هزت راسها بالنفي وهي للآن متماسكه ، للآن تحاول تمسك نفسها لأنها شافت عمه ، شافت نهيان ، شافت نصّار وشافت الكل إلا هو وأبوه ما لمحتهم : بس بشوفه أمي ، بس بشوف من وقت رجعنا ما لمحته ماما ما تـ
بُترت جملتها كلها من لمحته عند البوابة الخارجية وسط غفير الجموع يرجف قلبها مباشرة بذهول وعضّت سلاف شفايفها تتجمع دموعها بعينها : قصيد ماما
هزت راسها بالنفي ترجف شفايفها من المنظر اللي تشوفه قدامها ، ما تشوف عيونه من نظارته الشمسية لكن وقوفه ، يدينه اللي خلف ظهره وجامد ملامحه بجوار أبوه “ هدّتها “ تشد يد أمها بعدم إدراك وهي حتى النفس ما صارت
ما صارت تعرف له من منظره ، من إنها تشوفه وبينهم شارع وكثرة رجال بسلامهم يحجبونه عن مدى شوفها ورؤيتها كل شوي من كثرة مرورهم تنهار كلها : ماما ، ذياب أ
رجفت شفّتها من كثر ما تزاحم الكلام بداخلها ، من إحساسها بإن داخلها يتقطّع حرفيًا لأنه جامد ، لأن اللي يمروّن قدامه ما يحسهم ويصافحون أبوه لكن هو يهز راسه بالإيجاب فقط يرجف داخلها ونزلت دموع سلاف مباشرة على ملامح بنتها يلي إحتقنت بالإحمرار وإنها تحاول تتكلم بعدم قدرة : لا حول ولا قوة إلا بالله ياماما خلاص ، خلاص الحمدلله صابر ومحتسب هذا قضاء وقدر يا ماما
هزت راسها بالنفي تجهش ببكاها بمجرد ما ضمّتها سلاف اللي نطقت للسواق يكمّل طريقه ، كيف بتواجه آل سليمان بعد ما لمحته وكيف بيبقى عقلها بمحلّه ما تعرف وعضّت سلاف شفايفها تشد على بنتها ترجّعها قدامها تمسح دموعها بيدها : خلاص ياماما .. خلاص
أخذت نفس من أعماق قلبها تشتت نظرها لأن وقت وصولهم لبيت عمها هي ما تدري كيف بيكون حالها لكن تدري بإنها تعيش شيء لأول مرة تعيشه بحياتها ، من سنين وهي تنفر من أي عزاء ، من أي طاري للموت ماتحبه وما تحضر نهائياً وهالمرّة تألمت لطاري الموت ذاته يرعبها ، وتألمت لمحبوبها اللي ما شافته من وقت رجوعهم يتركها ببيت أهلها وهو غاب ماعاد له طاري ..
أخذت نفس من أعماق قلبها تمسح على ملامحها من ازدحام السيارات قدام بيت عمها حاكم ، كثرة النساء الداخلة والخارجة ونزلت هي بجنب أمها تشتت نظرها لكل زاوية بالبيت ما عندها إستعداد تشوف علياء ، ما عندها إستعداد تشوف ملاذ ، ولا ريف ولا ورد اللي تعرف برجوعها وقدّمت خطوة أمها قبلها ينتفض داخل قصيد مباشرة من صوت البكاء اللي كل مصدره علياء ، من حسّت بفيض الدموع وتجمّعهم حول علياء اللي ورد تدلّك لها يدها ، ودرّة تمد لها كأس يرويها تمسح على جبينها هي من وقفت ملاذ لسلاف تسلّم عليها ، من طال السلام وطالت مسكة سلاف لملاذ تعزيّها : الله يرحمه ويغفر له ويجبر قلوبكم ياحبيبتي ، الله يرحمه عظم الله أجركم
هزت ملاذ راسها بإيه تشد على كتف سلاف الآخر ونظرها على قصيد اللي خلفها : جزاك الله خير ، بنتي قصيد
لأن نظرتها ونطقها صار لقصيد اللي عيونها تصرخ بالإحمرار ، وملامحها تصرخ بآثار بُكاها نطقت هي من فيض الحنان اللي صار بـ" بنتي قصيـد " : عمتي
تركت ملاذ سلاف تضمّ قصيد اللي شدت على كتف عمتها تتدارك دموعها ، تهمس بآمين لدعاء ملاذ بين الله يرحمه ، ويغفر له ، ويصبّرنا وهي ممنونه لأن عمتها بنفسها تكلّمت ودعت وإلا هي ممكن تكتمها دموعها تهز راسها بإيه تقبّل راس عمتها : آمين ..
_
رفعت علياء نظرها وهي تحاول تشوف من بين دموعها : قصيـد ؟
هزت راسها بإيه تعضّ شفايفها مباشرة وقرّبت تنحني تقبل راس علياء الجالسة على الكنب : قصيد يمه ، سميّ
شتت ورد نظرها مباشرة لأن كتمتها دموعها ، كتمتها ما تقدر تسكت عنها تنهار كلها مباشرة ومدّت درة يدها ليد ورد تقومّها عن إنحناءها بالأرض تجلّسها بجنبهم ، وإنحنت قصيد لعلياء اللي تقبّلها للآن تحس حرارة دموعها وهمست براجف الصوت : عظم الله أجركم ، والله يرحمه ويغفر له
هزّت علياء راسها بإيه كانت على وشك تتكلم ، لكنها أجهشت بالبكي من جديد تضم قصيد لها وتبكيه ، تبكيه بجُملها بحروفها بكلامها ومسكت قصيد نفسها رغم حارق الدمع على خدها : أمي قولي لا إله إلا الله ..
_
« آخـر الليـل »
صار وقت رجوع الرجال بعد مهُلك اليوم وطويله ، علياء نامت وأخيرًا وسكن البيت ، سكن رغم إنه مليء بآل سليمان وبقيت قصيد وأمها معاهم لكن تأثير الموت والعزاء للآن أخذ منهم كثير ، كثير ما يردّه أحد وجلست درة بجنب ديم تهمس لها : روحي غرفتك إرتاحي ، أمي علياء طيبة مافيها شيء وحنّا كلنا موجودين روحي فوق
هزت راسها بالنفي تشد يد درة وهي أفزعها الموت ، أفزعها ولازال يفزعها السكون الغير عادي بجلستهم رغم إمتلاء الصالة بنساء آل سليمان وإن ما بقى إلا الأهل لكن فيه شعور " مؤلم " بملامحهم الباهتة ، بإنها تشوف أمها متمددة على فخذ ملاذ ، تشوف توق وجود الجالسين بصمت ، وسن المتمددة بأحد الكنبات وجنبها بنتها النايمة ، ورد المرتكية على كتف قصيد بجنبها ، وسلاف الساكنة بجنب قصيد وأم نصار جنبهم ونزلت نظرها لجوالها من وصلتها رسالة من نهيّان " كلنا جايين " تقفل جوالها : الرجال جايين
تنهّدت ملاذ من أعماق قلبها : الحمدلله ، كلهم ياديم؟
هزت راسها بإيه ، وتنهّدت نهى : جهزي لهم شيء ياملاذ
قامت ملاذ فعلاً تقوم خلفها توق وجود ولفت قصيد نظرها لورد يلي إحترقت محاجرها من جديد وبدون مقدمات بهمس : وردي
هزت راسها بالنفي تغطي عيونها : ماعندي إستعداد
عضّت قصيد شفايفها لأن أصوات الرجال ضجّت بالمدخل الخارجي توصلهم ، يوّدعهم أبوها تسمع صوته وتميّزه بينهم وذياب ماله صوت تلفّ سلاف بإتجاه قصيد بهمس : هذا أبوك .. تجين معانا ماما؟
ما تعرف ، وش الوضع كله ما تعرف هي المفروض تجلس وتلاقيه ، وإلا هو بيجيها ، وإلا هو بيكلمها أساساً ما تعرف لكن وسط إنهيار ورد هذا هي ما بتمشي وتتركها : لا
_
هزت سلاف راسها بإيه فقط ، ومسحت ورد على عيونها لثواني من وقفت درة تقفّل جوالها : نروح ورد ؟
هزت راسها بإيه لأنهم بيشوفون آبائهم ، ووقفت ديم معاهم تمسكها درة : مافيك حيل إرتاحي
_
« جهة الرجـال »
وقـف نصّار بجنب نهيان بالحديقة الخارجية يمسح على راسه ، يمسح على جبينه وهو يرسل لورد ما ترد عليه ولف نظره لنهيّان الشارد تماماً : نهيّـان
نزل نهيان شماغه عن راسه ياخذ نفس من أعماق قلبه : يسلّمون على أبوي وعمي الحين أكيد يعزوّنهم
هز راسه بإيه يلف نظره للخلف : ذياب بالمجلس ما طلع
تنهّد نهيان من أعماق قلبه لأنه وقت ما شالوا جنازة جده ، لأنه شاف موقف يمكن محد لمحه إلا هو لكنه نفّض صدره بشكل غير طبيعي من شاف أبوه “ تعب “ لوهلة ، وهُزم لوهلة وشاف ذياب اللي تبدّلت ملامحه كلها كأنه ما حس موت متعب إلا بعد ما تبدّلت ملامح أبوه تغرق عيون نهيّان يضغط عليها من جديد : يارب
تنهّد نصار يضرب على ظهره ، ياخذ نفس من أعماق قلبه من لمح تركي خرج لسيارته : ما قصر أبوعذبي ، ما قصّر
هز نهيّان راسه بإيه يمشي للجهة الخلفية : يطلعون أهله الحين أكيد ، تعال
-
وقفت على مدخل المجلس تحس رجولها ما تشيلها ، تحس رجولها ما تحملها ورجعت خطوة ديم ، ودرة من تنحنح ذياب قبل خروجه تتسمّر ورد بمكانها : ذيـاب
سكنت ملامحه لأنه كان خارج من المجلس وده ياخذ نفس لكن وقت سمعها هي خطفت كل النفس عنه ، زلزلت الأرض تحته من نبرتها : معك أحد ؟
هزت راسها بالنفي ترجف بمحلها وما تكلّمت ، ما قوت تتكلّم بكلمة يرفع نظره يدوّرها : ورد ؟
عضّت شفايفها مباشرة لأنها بتبكي ، لأنها ترجف ولأنه بمجرد ما طلع كله يصير أمامها هي ما عاد قدرت تمسك دموعها ومدّ يده مباشرة لها من إرتمت بحضنه يشدّ عليها ، يُشل لسانه بمثل هالمواقف لكنه ضمّها من أعماقه يمكن يهدي روعها ، يمكن يهدّي خوفها اللي يعرف كل أسبابه وكل مافيه ينطق : أبوي طيّب ، وصابر وواقف ومسلّم لله وبحيله ورد حبيبتي .. طيّب أبوي
هزت راسها بالنفي تشهق مباشرة : كيف بسلّم عليه كيف بشوف عيونه ذياب ما أقدر ! ما أقدر
كيف يلومها وهو طول وقوفه ما قوى يحط عينه بعين أبوه ، طول وقته حوله وجنبه وخلفه لكن ما قوى يشوف عينه لو لحظة لأنها بتهدّه ومسح دموعها على وشك يتكلّم ، على وشك ينطق لكن فُتح الباب ينطق حاكم : ذيـاب
كان ودّها تصرخ ، ودها تنهار بمحلها لكن ما لقت إلا إنها تغطي ملامحها كلها بيد ذياب اللي يمسح دموعها ، تتوارى خلفه لأن ماعندها قدرة ولا طاقة تشوفه وإبتسم حاكم بهدوء : بنتي ورد
بكت ، من أعماق قلبها بكت يـ…
_
يتقطّع قلب حاكم اللي شتت نظره فقط ، بكت ورد لأنها تعرف إن أبوها يحزن ويرسم طيف الإبتسام عشانها هي بشكل يحرقها وما قوت حتى تسلّم عليه يمسح حاكم على جبينه لأن ذياب تسمّر بمكانه يشدها ، يحاول يخفّ إنهيارها وهو إنتهى كله لانه لمح نظرة أبوه لورد المنهارة يمسح دموعها ، يقبّل جبينها بهمس : روّحي له ..
أخذت نفس من أعماق قلبها وهي تدري بمجرد ما تسلّم على أبوها بتهلّ دمعتها من جديد وبالفعل من أول ما مسكت يده ، من أول ما رفعت نفسها تقبّل راسه وشتت ذياب نظره من قبّل أبوه راس ورد يهمس لها : الحمدلله على كل حال ، والله يرحمه ويغفر له إدعي له ياورد
شتت ذياب نظره لأن ورد تبكي جدها ، وتبكي حزنه من حنانها وهزت راسها بإيه ترجف نبرتها : الله يرحمه ..
طلع فزاع من المجلس يشوف ورد اللي مسحت دموعها بعشوائية تناظره وحاكم اللي يحاوطها بشدّة تحت جناحه يحنّها من الشعور كله : ورد
عضّت شفايفها تمدّ يدها تسلم عليه ، تقبّل راسه بهمس لكن ما بعّدها حاكم عن جناحه تنطق هي : عظم الله أجرك عمي ..
هز راسه بإيه يتنهّد : أجرنا وأجرك يابنتي ، الله يرحمه يابوك
دخلت ريف تلف نظرها لدرّة وديم ، وسكنت ملامحها من لمحت حاكم وفزاع ودموع ورد وذياب : البنات هنا
هز ذياب راسه بإيه لأنه بيخرج ، ومشى بإتجاه الباب ينطق حاكم بشكل ما توقّعه هو من نفسه : لا تروح ياذياب
لف نظره لأبوه لأنه ما بيروح ، ومستحيل يروح ويتركه يهز راسه بإيه : أبشـر
طلع يحتاج يتنفّس ، يحتاج يوّقف صداعه شوي لأن العواقب وخيمة لو طوّل بنفس الضغط ويدري بها وطلع يتنفّس ، طلع يحاول يستوعب وهو ما وده بالإستيعاب وأكثر من مر عمّه عناد بجنبه : ما بقى أحد يا ذياب ، مشى عمك تركي وأهله وأصحاب أبوك بعد .. بروح الحين تبون شيء ناقصكم شيء يابوك ؟
هز راسه بالنفي يمسح على عيونه : ما قصرت ياعمي
ضرب عناد على كتفه يمشي ، ورفع ذياب نظره لثواني يستوعب “ مشى عمك تركي وأهله “ يلف نظره لبيت أبوه من جديد هي جات ، ومشت ، أو ماجات ، أو وينها بالضبط مايدري ونُفض صدره لوهلة لأن هي مع أمها وأبوها مستحيل يمشون وتبقى هي يضغط على عيونه : يارب
كان على وشك يطلع جواله من جيبه يكلمها لو ما جاء له نصّار ، وجاء نهيّان بجنبه يمسح على جبينه : بروح داخل
هز ذياب راسه بإيه فقط ينبهه بعينه إن فيه أحد ، يهز نهيّان راسه بإيه وناظر نصّار ذياب لثواني طويلة : تشوف؟
هز راسه بإيه رغم إن مرّت عليه لحظات يحس الدم يسيل على جبينه ونظره “ إحساسًا “ فقط من قوة صداعه والألم ، مرّت عليه لحظات تظلم عيونه من شدة الضغط كأنه بيطيح من طوله لكنه يتماسك وشتت نصّار نظره : …
_
: كانت تبي تشوفه ورد .. ليه رديّتوها ذياب؟
رفع نظره لنصّار لثواني لأن أخته “ حنونة “ ، أخته رقيقة بشكل ما تتحمّل بسيط التعب يمسّ حبايبها كيف تتحمّل إنها تشوف الموت بوجه جدّها اللي تعشقه ، كيف تتحمّله وما تحمّله أبوها ، ولا تحمّله هو ولو رُمى هالشعور ومنظر متعب على الجبال هدّته كيف بأخته ورد : عشانها
تنهّد نصار لثواني لأنه يعرف لكن بنفس الوقت يسأل ، وهز ذياب راسه بالنفي يمسح على جبينه : أبوي أدرى نصار ، يدري هي وش بيجيها لا شافته ووش بيصير بها ..
ناظره نصّار لثواني لأنه يعرف لكن بنفس الوقت فيه جزء منه “ ينهار “ وشتت نظره : إنت طيب ؟
كان منه الإيجاب بإنه طيّب ، وناظره نصار لوقت طويل يمسح على عيونه ونطق ذياب : ورد مع أبوي بالمجلس
_
« الداخـل ، الأعـلى »
دخل يلف نظره لها من دخلت خلفه مباشرة ، من سكّرت الباب تمد يدها لبطنها ينطق بقلق مباشر : تعبتي صح ؟
هزت راسها بالنفي وهي حسّت المسافة من عند المجلس ومن بين ورد وحاكم وأبوها لغُرفتهم عُمر لكن وأخيراً إنتهى اليوم ، وأخيًرا إنتهى تتوجه للسرير وسكنت ملامح نهيّان مباشرة لأن يدها صارت لظهرها : تعبتي إنتِ
توجه قدامها بعد ما نزّل شماغه ، وسكنت ملامحه ينحنيّ أمام جلوسها اللي على طرف السرير : ديم ؟
عضّت شفايفها لثواني تشتت نظرها : كنا عارفين .. وكنا نقول لا إله الا الله ومتأكدين إن بتجي لحظة يقولون فيها توفّى .. ليه يوم توفى صدق ماتحمّلنا نهيان ؟ كلنا
سكتت ملامحه لأن تعب متعب بآخر أيامه كان مؤلم ، مؤلم عليهم هم بشكل غير عادي لأنهم يعرفون إن الموت راحته وحق لكن ما يقوون ينطقونه ، ولا يقوون يصرّحون به ويدعون حتى له يقبّل يدها لأن ما عنده ردّ ، وعضّت شفايفها لثواني تغرق عيونها بالدموع : أمي علياء ما بقّت دمعة بعيونها وأخاف عليها نهيان ، أخاف من كثر مابكت اليوم تـ
وقف يسكّتها مباشرة لأنها بتفكر بالسيء والاسوأ ، وقف يجلس بجنبها يقبّل راسها بمحاولات للتماسك : وتبكي ، تبكي تفرّغ ولا تكتم بقلبها وحنّا حولها ، حنّا كلنا حولها ودامها تقول لا إله إلا الله كل مابكت .. لا تخافين عليها
أخذت نفس من أعماق قلبها تمد يدها لبطنها ، وشتت نظره لثواني يمد يدّه معاها : لا تبكين إنتِ ولا تتعبين وإن كان يضايقك الجو تحت لا تنزلين ، محد يلومك ديم
هزت راسها بالنفي لكنه أصرّ يأشر على بطنها : عشانه ، عشانها ، لا تتعبين بالحيل ما تشيلين نفسك وبس ديم
تجمّعت دموعها بمحاجرها بشكل يحرق ، بشكل ذاب له داخل نهيّان يقبل خدها لوقت طويل يضمّها يواسيها ، وتواسيه بعد طويل الهلاك والتعب ، وكثير الدموع منه ومنها ..
_
« بالأسفـل »
دخل من سمع صوت عمه حاكم يسمح له بالدخول ، ووقف فزّاع يمسح على ملامحه : بروح البيت ياحاكم ، العصر إن شاء الله نصليه ببيت أبوي
هز حاكم راسه بإيه يوقف : إن شاء الله ، تعال يانصّار
دخل نصار يتوجه لجنب ورد اللي كانت جالسة بجنب أبوها لحد ما وقف ، وشتت حاكم نظره بعد ما كانت منه نظرة وحيدة لنصّار يشد على كتفه وتعدّاه لفزاع اللي يمشي للباب تغرق عيون ورد بالدموع مباشرة لأن أبوها توجه يدخّل أخوه تحت جناحه وجلس نصار بجنبها بهمس : إرحمي عيونك من الدموع تكفين ، تكفين
هزت راسها بالنفي تغطي ملامحها : مو بيدي ، مو بيدي نصّار أشوفه وأحس ودي بيدي شيء عشانه وما بيدي
يدري إنها تقصد أبوها بشكل هزه يشتت نظره ومدّ يده ليدها : ورد ، حبيبتي
خنقتها عبرتها بشكل مجنون تحتقن ملامحها بالإحمرار : يبتسم لي ، يبتسم لبنات عمي ، يكلّمنا كأن ما صار شيء وراح لعمي يواسيه ولعمتي ويواسينا كلنا وهو أبوه نصّار ! أعرف أبوي وأعرف وش يحس بس ما أقدر أواسيه ما أقدر أسوي ولا شيء عشانه
رجف قلبه لأنها بكت ، بكت تشرح له بعجز يضمّها وما قوى ينطق كلمة وحدة لأن هذا حنانها ، هذا تفكيرها كيف يردّه وشتت نظره يمسح دموعها : يبتسم لك يبيك تشوفين إنه بخير وطيّب وراضي ورد ، وهو ما يبي يشوف دموعك يبي يطمّنك عليه
هي تعرف إنه كذلك لكن ما تقدر تكتم دموعها ومسحت بيدها على قلبها ، على عنقها تاخذ نفس : تعبت ، تعبت ما ودي أبكي قدامه بس ما أقدر ما أقدر نصّار
هز راسه بإيه يشدّ يدها ، يحاول بكل مافيه يسكّتها لأنها هلكت بالبكي وهمس يقبّل يدها اللي يشدّها بيده : أدري ، والله أدري بس قلبك رهيّف ، قلبك حنون وش نسوي به حنّا والأكيد أبوك أكثر من يدري به ورد لا تفكرين تكبر لا فكرتي فيها ، قولي لا إله إلا الله ورد
أخذت نفس من أعماق قلبها تحاول ، ومدّ يده للمويا أمامه يمدّها لها بتأكيد : حال الدنيا ورد ، الله يرحمه ويغفر له ويعوّضه بجنة النعيم عن تعبه ووجعه وأبوك طيب الله يطول بعمره ولاهو ضعيف إيمان ياورد يكفيّك
هزت راسها بإيه تاخذ نفس : آمين
قبّل خدها توصله رسالة من أمه ، ولف نظره لها : ترجعين معي؟
ورد : لا ، بجلس هنا لأن كلهم بيجلسون وأريح لي عندهم
نصّـار : توقعت .. بودي أمي البيت ترتاح وإنتِ كلّميني
كانت منها الموافقة تمسح على كتفه ، ووقفت معاه من وقف يدخل جواله بجيبه تضمّه لوقت طويل وهمس بتأكيد : لأنك بترتاحين هنا بخليّك ، لا بغيتي شيء كلميتي
هزت راسها بإيه تقبّل خده ، ومدّ خده الآخر تلقائياً تقبله وإبتسم لأنه حس بإبتسامتها : حبيبتي
_
« بالأعـلى »
خفق قلبها لأنها تـ
_
لأنها تشوفه من الشباك ، لأنها تشوف ظهره فقط ووقوفه تحس خفّاق قلبها بهاللحظة بيطلع من محلّه ويتوجه له وعجزت تتنفس من لمحت أبوه يمشي له لكن ذياب ما رفع راسه تهمس برجفة ، بخوف إنه ما يشوف : يارب لا .. يارب لا
-
كان وده يتنفس ، ودّه يشد حيله ويفكر بدون لايستوعب لأن الحال يفرض عليه تصرّفات كثيرة والحمل يثقل بظهره بدون لا يعيش شعوره ، بدون لا يستوعب ولا حتى تمرّه لحظة الإدراك بإن متعب ، واروه تحت الثرى يودعونه وما حس إلا باليد يلي مُدت لذراعه : ذياب
لف لأبوه يحسه ونطق حاكم بتأكيد : لا تروح بيتك ياذياب ، تنام الليلة هنا لقيت أمك وإلا ما لقيتها ؟
هز راسه بالنفي لأنه طول الوقت معه كيف يلاقيها ووقت حاول كانت ديم معاها ، وتنهّد حاكم من أعماق قلبه يمسح على راسه : تعال ، قصيد موجودة وإلا مشت ؟
بيّن إنه ما يدري ، ما يدري وقلبه ماتلاحق يحسّ ويدري وشتت حاكم نظره بعد ما تأمل ولده لثواني لكنه ما يقدر ، ما يقدر لأن وجهه ما يعبّر عن أي شيء يمشي معاه للداخل بدون شعور ، بدون ما يحس كأن كل مشاعره رُميت بجانب تماماً وتنحنح حاكم بهدوء : يا بـنـت
وقفت ملاذ مباشرة : تعال ياحاكم مو حولكم
دخل حاكم يسمع أصواتهم يعزوّنه بمجرد ما مرّ ، يهز راسه بإيه لأن الكل صار ينطق له بـ” عظم الله أجرك “ وخطوة ذياب وقفت مع خطوة أبوه يحس بالضغط الغير عادي لأنه ما سمع صوتها بينهم ، وما حسّ وجودها تمشي له ملاذ اللي غرقت عيونها بالدموع : أمي ذياب .. عظم الله أجرك يا أمي الله يرحمه ويغفرله ..
هي مدّت يدها لصدره تمسح عليه ، وقبّل راسها بهدوء يهز راسه بإيه بهمس : أجرنا وأجرك ، قصيد مشت؟
نزلت ورد من الأعلى بجنبها قصيد ، ورفع حاكم نظره يبتسم لقصيد اللي شُلّ عقلها بلحظة من وقوفه خلف أبوه لأنها سمعت تعالي الأصوات بـ” عظم الله أجرك عمي ، وعظم الله أجرك أبوذياب “ من نساء آل سليمان وبناتهم وتوقّعته عمها لوحده بتنزل تسلّم عليه بإصرار ورد لكن ما توقّعت تشوفه ، ما توّقعت تلمحه تحس قلبها يعتصر بلحظة لأن أمه تحت جناحه ويدّها على صدره وهو جامد تماماً وإبتسم حاكم لأنه يشوف ساكن ملامح ورد ، ويشوف قصيد اللي خُطفت نظرتها : بنتي قصيد
سكنت ملامحه تبرد يرفع نظره مباشرة ، يرفع نظره لنظرة وحدة صادفت عينه بعينها تشتت هي نظرها لعمّها مباشرة لأنها ما لقيته ولا بأي شكل من الأشكال تتوجه له ، تصافح يده اللي مُدت لها وكتمتها حروفها ما تقوى تتكلّم : عظم الله أجرك ياعمي ، الله يرحمه ويغفر له
هز راسه بإيه يشد يدها من رفعت نفسها تقبّل راسه : أجرنا وأجرك يابوك جزاك الله خير ، يدك مثلجه يابنتي وين جالسة !
هزت راسها بالنفي لأنها كانت تشوفهم من الأعلى وما شافت وقت غابوا عن عينها لأن ورد جات تسولف لها وناظرها حاكم لثواني لأن ملامحها تحتقن بالإحمرار لكنه ما تكلّم يمد يده لخدها ونطقت ورد لأنها تحس بقصيد بهاللحظة : فوق فيه قهوة جاهزة بالصالة لو ودكم
هز حاكم راسه بإيه يبتسم : دام فيه بنتقهوى
حس قلبه يطلع من محلّه ولاعاد به خافي بنظراته لها وقت صارت ملامحها بكفّ أبوه وكانت منها نظرة وحيدة له ، وقت لمح كيف غرقت عيونها وأكثر له ومن نزل حاكم يده يشد على كتفها بقوله “ نتقهوى “ وطلع حاكم للأعلى أولهم وبجنبه ملاذ ، وخلفه ذياب اللي أخذ بيد قصيد معه يشدّها وتشدّه وما تكلّم يقدّمها أمامه ويده على ظهرها ، ما تكلّمت حتى هي لأن الموقف فوق إستيعابها وللآن ما تستوعبه ، ما تكلّمت من رمى حاكم نفسه على الكنبة بالصالة ياخذ نفس من أعماق قلبه وصبّت له ملاذ تجلس بجنبه : أكلتوا شيء حاكم ؟ ذياب أكلت شيء ؟
هز حاكم راسه بإيه يتنفّس وأخيرًا ، يقدر يتخفف من ثقله وأخيرًا لكن عينه للآن على ذياب : تنامون هنا ذياب أبوي
جلس لأن أمه صبّت له فنجال تمده يجلّس قصيد بجنبه وهو ما ودّه ، يكذب لو يقول ودّه لأنه يبيها وببيتهم يبي الخلاء وحريّته وبيت أبوه مزدحم بالناس وهزت ملاذ راسها بإيه : جهّزت لكم الغرفة من وقت قلت ما تروحون وأريح لكم هنا ، لا تروحون يا أمي
هز راسه بإيه يأشر على خشمه فقط ، ومسح حاكم على ملامحه : من كلمك اليوم ذياب ؟ من بقى ما جاء
كانت تحس فيه بإنه ما يحسّهم ، بإن صدره يلتهب ومدت يدها هي تاخذ الفنجال اللي مدته لها ملاذ بالمثل يشد على جبينه : بقى اللي ماهم بالرياض ، اللي نعرفهم بالديرة كلهم جو ماظنتي بقى أحد
حـاكم : وشفت جوالك إنت وإلا ماشفته اليوم
هز راسه بالنفي يطلعه من جيبه : مامداني
فتح تشوف هي كم المحادثات ، كم الإتصالات عليه وشتت نظره لأبوه اللي تنهّد : ترد عليهم بعدين ، نهيّان نام وإلا صاحي ؟
رفعت ملاذ أكتافها بعدم معرفة ، وخلّص ذياب فنجاله يتركه وتركت قصيد بالمثل ينطق حاكم : ارتاح يابوك ، ارتاحوا
هز راسه بإيه يوقف : إن بغيت شيء أنا صاحي
سكن داخل قصيد كله من توجه ذياب يقبّل راس أبوه ، يسكن داخل حاكم اللي شتت نظره لأن نهيّان ، ورد ، الكل ، هو يحنّ عليهم ويحنوّنه بحنان يناسبهم إنهم عياله الصغار لكن ذياب مختلف ، ذياب يحنّه حنان “ السند “ بطريقة ما ويهزّه يهمس من مشى : الله يحفظك يابوك
_
هي مشيت قبله وما خفّ خفق قلبها لحظة لأن هذا شعور - لأوّل مرة - يعيشونه بإنهم يكونون لهالدرجة قدام الناس ودخلت يدخل خلفها يسكّر الباب وتعرّت روحه مباشرة لـ
_
لأنها وقت دخولها ما بعدّت ، تركت له المسافة الكافية يسكّر الباب فقط وبمجرد ما سكرّه هي لفت كلها تضمّه ينحني لها ، ينحني لها صار يحس بضرب براسه مو نبض وبس وقبّل عنقها يتنفس ، توّه يتنفس وعضّت شفايفها تشد أكتافه تمسك حارق دموعها بالقوة : أبـوي ..
أخذ نفس من أعماق قلبه من عنقها ، من ريحتها هي كأنه طول الوقت الماضي مايعرف النفس ولا يتنفّسه وصابته بمقتل وقت نطقت له هي “ أبوي “ اللي أكثر من يفهم حنانها ويحبّه هو ، أكثر من يصرخ بها لها هي بكل موقف ..
شدّته عن شوقها ، وعن شعورها ، وعن لهفتها اللامتناهية له هو وعن إنها تعرف داخله ولهيبه من الفقد عاهدت نفسها ما تدمع ، لكن اللي يلاقي حنانه كيف مايدمع هذا سؤالها ومدّ يده يمسح دموعها ، يقبّل جبينها وبعّد مسافة يشوفها : طيبة إنتِ ؟
هزت راسها بإيه ترفع يدّها ليده اللي على خدها ودها تنهار من منظره وهلاكه : طيّب إنت ؟
ما يدري وش حاله ، ما يدري وش بصدره أساساً يدري بآخر الأحوال وخَفق قلبه من وقت رفع عينه لها بنزولها والباقي كله ما عاد يدركه ، ما يدركه من رجع يضمّها من جديد تشدّ ذراعه اللي حاوطتها كلها من قبّل راسها تعرف كم لهفته وتحلف به لأن كم له ما لقاها لكنها هزّت راسها بالنفي ترجع ملامحه قدامها ، تمدّ يدها لوجهه بالقوة تكتم دموعها : ذياب
هز راسه بالنفي برجاء : لا تسأليني ، لا تسأليني مدري
عضّت شفايفها لثواني تشوفه ، تتأمله وما تسيطر على حنان نظراتها اللي ودّها تدخله بضلوعها وتبعد به وسكن ، فعلاً سكن كله لأن باكي ملامحها مو شوق وبس ، باكي ملامحها كانت له ولحاله وسكن كله ياخذ نفس من أعماق قلبه فقط يجلس على طرف السرير ، وجلست بجنبه تمد يدها لفخذه : ذيـابي
سكن كله لأن راسه يصدّع ، لأنه ما يستوعب للآن وهز راسه بالنفي : طيّب قصيد ، طيّب ماعلي خلاف الحمدلله
عضّت شفايفها لثواني لأنه ما بيتكلم ، ما بيقول لها شيء وشد على جبينه ياخذ نفس بهدوء : الحمدلله
رقّ قلبها تمد يدها لكتفه ، لأعلى ظهره : الحمدلله
سكت ، لدقائق طويلة كان منه السكوت يحس يدها اللي على كتفه ، يدها الأخرى اللي على فخذه وكيف إن ودها تحتويه يشتت نظره فقط للآن ، لهاللحظة هو ما يحس شيء وما يدري كيف يحسّ ونطقت هي : شوفني ذياب
جمّع نفسه يلتفت تقابل ملامحه اللي هزّت لها قلبها كله من سواد الإرهاق وقل النوم تحت عيونه وإنتفاخها ، من جمود ملامحه اللي تعرف وش خافيها لو يستوعب وهُز قلبها لأنها إشتاقت له ، إشتاقت لرمش عينه تاخذ نفس : كم صار لك ما نمت ؟
أشّر بإنه ما يدري وما يفرق معاه لكنه يفرق معاها ، يفرق معاها وأكثر من…
وأكثر من مدّت أناملها للإنتفاخات تحت عينه ، لرمش عينه يسكن كله يتأملها ، يتأمّلها عن كم إشتياقه الحارق لكل تفصيل بملامحها وما يكتفي باللمس مثلها ، مثل ما تتحسسّ له طرف حاجبه ، رمشه ، وتحت عينه تصرخ له عيونها باللهفة ، بالشوق ووقت نزلت يدّها لخده آلمته ، آلمته يغمّض عينه من الحنان وعضت شفايفها لثواني بدون مقدمات : أحبك ذياب
هي نطقتها وسط مرور أناملها على طرف شنبه ، على شفايفه تهز له روحه وتعرف وش بيكون ردّه وتراهن عليه ، تحلف به يفُوز رهانها من بعّد يدها يلغي المسافة يقبّلها ، من حسّت كل شعوره بيده اللي بشعرها ، من إنه مايبيها تبعد عنه ولو بيدّه ، دخلها بضلوعه وما يكتفي وما بعّدت ، ولا بعّد هو ما ينتهي شوقه ، ما تنتهي لهفته وعضّت شفايفها ترتكي بين عنقه وكتفه ، تحس بقُبلاته لخدها ، راسها ، ويدّه اللي تحاوطها وشتت نظرها بهدوء : شفتك العصر بين الرجال ، وشفتك قبل شوي لحالك
رفع نظره لها يبيها تكمّل ، ورجفت شفتها لوهلة ترجع يدها على خده : أعرف وأشوف إنك ماترحم نفسك وأخاف ، خفت تصدع خفت يضايقك النور خفت كل شـ
نزّل يدها اللي على خده لشفايفه يقبّل باطنها بهدوء : ما عليّ خلاف ، لا تخافين
ما يركّز ، للآن ما يحس بشيء غير إنه يتأملها ونطقت بهدوء : كلّمني ذياب لا تتأملني مو أنا الموضوع اليوم
ذيـاب : كل مواضيعي إنتِ قصيد ، لا تسأليني مابي شيء ولا أحس شيء
تأملته لثواني تشوف من عينه إن كل خافيه ووضوحه بهاللحظة هي مو غيرها ، تسكن كلها من رجع ينحني بالهدوء يقبّلها لوقت طويل يخطف نفسها وما يكتفي لين ما شدّت ذراعه من حسّته لأنه يقبّل نابض عنقها : ذيـاب
هز راسه بالنفي فقط ما عاد يحسّ الكون حوله : لا تردّيني
رجف قلبها لأنها تعرفه ، لأنها تعرف وشدّت ذراعه ودها يستوعب نفسه ومكانهم من غيّر مكانها من جنبه ، لحضنه بدون مقدمات : أقدر أردّك ؟
هز راسه بالنفي لأنها ما تقدر ، ولا هو يقدر ، ولا الدنيا كلها تقدر تردّه عنها لأنه ما عاد يحسّ بشيء إلا هي ، وما يبي شيء إلاّ هي : ما تردّيني
عضّت شفايفها لأنه يعرفها ، ولأنها تعرفه وتخافه بهاللحظة من فار دمّه بالإدراك ينحني ، يتكيّ راسه بحضنها : المفروض حنّا ببيتنا
مدّت يدها لشعره تهز راسها بإيه ، ينبض عنقها على عينه من وقت رفعت راسه تجاهها وذاب كله ، كله إنتهى من كان منها السؤال برجاء : تألمت اليوم ؟ بس جاوبني ذياب
هز راسه بإيه فقط ينتهي ، ينتهي وسطّرت موته من إنحنت تقبّل جبينه عن صداعه ، وعينه عن الألم يهز راسه بالنفي لأنه ما عاد يقدر ولعبت بشعوره كله : وش تسوين بي
_

« غـرفـة ورد »
جلست ورد على السرير لأن البنات بينامون عندها كالعادة ولفت وسن نظرها لورد : قصيد ما مشت صح؟
هزت درة راسها بالنفي : سمعت عمي حاكم يوصّي أول قال لحد يروح ناحية غرفة ذياب ولحد يزعجهم
هزت ورد راسها بإيه : بما إن ذياب بيجلس هنا أكيد معاه
إبتسمت وسن فقط وهي ما ودها تفتح الموضوع لأنها تعرف وش بيميل له الحديث قدام ورد وكيف بيضايقها ، لكن جود فتحته : ذياب يشبه أبوك مره ورد
هزت ورد راسها بإيه وهي تعرف إن قصدها الهيئة ، وما تكلّمت توق اللي تتأمل أظافرها فقط تاخذ درّة نفس من أعماقها : زين اللي جلس هنا ، عشان يكون مع أبوك طول الوقت واضح عليه متأثر عمي ووجود ذياب يخفف عليه
إبتسمت ورد لثواني : فعلاً ، بشوف قصيد لو صاحية تجي
هزت وسن راسها بالنفي بذهول : وش تبين بالبنت خليها مع زوجها ، موجودة ما مشت الظاهر بس معاه أكيد
هزت درة راسها بإيه : عزاء ، ومو وقته والله يلطف بالحال بس بنات آسفه لكن أبي أحد يفزّ لي زي ذياب اليوم
ناظرتها وسن لثواني ، وضحكت جود لأنها هي إنتبهت : لاحظتي ؟ وقت وقف عمي يرد علينا ابتلش ودّه يمشي وعلى أعصابه ومتوتر بس يوم قال بنتي قصيد تبدّل
ضحكت درة تهز راسها بإيه ، وأخذت ورد نفس من أعماقها لأنها " شايله همه " لكن هي مثلهم ، شافت نظرته لقصيد ولأنها تعرف قصيد ترتاح من هالناحية وإبتسمت وسن ما تعلّق تنتبه لها توق : الإبتسامات ؟
إبتسمت فقط تهز راسها بالنفي ، وضحكت درّة : ما ودها تتكلم كأننا ما نشوف من عيونك الحين ، قولي
إبتسمت ورد تشوف وسن : وتخجل كمان ، أبحرت وسن
ضحكت تهز راسها بإيه : لا تضغطون علي مايخصكم ، ساكتة ما تكلمت يعني مالكم دخل بعقلي وخيالي
ضحكت درة تهز راسها بإيه فقط ، وإبتسمت ورد لأنها تعرف إن الحزن هلكهم لدرجة حتى الإبتسام والضحكات بهالوقت يجي وقعها غريب ولفّت جود نظرها لتوق بهمس : إنتِ فيك شيء ؟
_
« الفجـر »
فتحت عيونها على صوته يصحّيها ، من مدّ يده لكتفها عشان لا تفز تسمعه يسمّي عليها : بروّح المسجد قصيد
ناظرته لثواني تشوف مبلول شعره وهزت راسها بإيه يشتت نظره : بس قومي قفّلي الباب وراي ، ونامي
عدلت نفسها تجلس لأن ودها تستوعب لثواني وإنتبهت إنه يتأملها ، إنتبهت على نظراته ترجع شعرها خلف أذنها ، تشدّ اللحاف على جسدها : بتطوّل ؟ ليه أقفل
شدّ ذياب يده على ركبته يوقف : قرّبت تقوم الصلاة ، قومي
ما لها حيل ، مافيها حيل بشكل رجّع خطوته لجنبها من مدّت يدها لجبينها : بك شيء ؟
هزت راسها بالنفي يمد يده لجبينها وعنقها ، لخدّها يتأكد بنفسه وإنحنى ياخذ جواله : أقفّل أنا خلاص لا تقومين ، لا بغيتي شيء دقي علي
_

كان منها الإيجاب توقف خطوته يتأملها ورجع يمدّ يده من جديد تهمس : مافيني شيء ، لا تطول ذياب
هز راسه بإيه ينحني يقبّل راسها : بقفل ، بس دقي علي لا بغيتي شيء المسجد قريّب وإلا تقفلين إنتِ ؟
مدّت قصيد يدها ليده اللي على خدها : قفّل إنت
قبّل راسها للمرة الثانية ياخذ شماغه يخرج بقلق ، يشوفها لآخر لحظة من خروجه وقفّل الباب يترك المفتاح بجيبه تحت أنظار أبوه اللي مرّ من جنب غرفته بيشوفه يقوم أو لا : يالله يا ذياب ، ما ردّت ديم يا ورد ؟
هزت ورد راسها بالنفي تتأمل ذياب : لا ، ما ردّت ..
لف ذياب نظره لها : المطبخ به أحد ياورد ؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة : أجيب لك ، تبي مويا ؟
هز راسه بإيه يأشر لها بيده ثنتين تتوجه للمطبخ ورجعت تمد له المويا ينطق بهدوء : عشتي ، ما قام نهيان صح ؟
ورد : لا ، دقيت عليه ما يرد ودقيت على ديم ما ردّت عشان كذا أبوي يسأل
هز راسه بإيه يتبع أبوه اللي سبقه للأسفل ، يتوجه ذياب خلفه بهدوء : تعب نهيّان البارح ، لا تلومه ما صحى
يدري حاكم إنّ كلهم مرهقين ، لأن هو بنفسه ما غفى له جفن ونطق ذياب بتساؤل من خرج للشارع : نمت أبوي ؟
لف حاكم نظره له لثواني فقط ، يوصله الجواب من عين أبوه أساساً بدون لا ينطق يكمل السكون لحين وصولهم لعتبة المسجد يشوف ذياب ، ويحسّ النظرات عليهم من جيرانهم اللي ينطقون “ عظم الله أجرك يابوذياب “ وهُلك قلبه لأن أبوه يرد بالإشارة على صدره ، بإنه يجاوب إيماء براسه فقط : بك شيء ؟
عدل حاكم وقوفه بالصف بهدوء : الله أكبر ياذياب ، تعدّل
تعدل تستوي الصفوف ، تستوي ويُهز قلبه بدون ما يهدأ لو لحظة وحدة لأن أبوه “ مُختلف تماماً “ بشكل ضيّع منه خشوعه كله ، بشكل حسّه من وقت نطق الإمام “ الله أكبر “ ترتخي أكتاف أبوه اللي يحس لوعة صدره أضعاف بشكل محد يفهمه لأنه يفكر بفقدانه هو لأبوه بهالعمر ، وفقدانه لولده اللي “ جنبه “ بشكل ما يستوعبه عقل بشر وبشكل هو فكّر فيه يهلكه ، هو ما فقد ذياب بالموت ولا بغيره ذياب واقف جنبه ، لكنه يحسّ قصر العمر بشكل غير عادي ويدري إن الموت حق لكن أفزعته الفكرة ، أرّقته الفكرة وقت بقى هو يفكر بكل ذكرياته مع أبوه ، وبردت عظامه وقت فكّر ، وش ذكريات ذياب معاه غير الجروح ، والقسوة ، والشِّدة اللي بالمقابل كانت لين تام مع أخوانه يصبّر نفسه ، يتصبّر بالقوة والشدة رغم إحساسه بالضعف الغير عادي وهو يضعف ، يضعف بكل صلاة لربّه خشوعاً لكن هالمرة وده يجهش من بُكاه مو سخط ، ولا قلّ إيمان ولا رضا لكن لأن اللي بقلبه كثير ، كثير ولو ما يدري بإن ولده بينكسر مباشرة بمجرد ما …
_
كثير ولو ما يدري بإن ولده بينكسر مباشرة بمجرد ما يشوف دموعه ، ويشوفونها الناس حوله ما كان قصّر ولا ردّها يجلس للتشهد ، يردد يقين بإن لا إله إلا الله يتنفّس ، أو يحاول يتنفّس وقت سلّم الإمام ، وسلّم حاكم وذياب اللي لف نظره لأبوه “ يسكن “ فقط لأنه ساكن وداخله ينهار يشوف هالشيء ويعرفه وما تكلّم ، ما نطق بحرف غير إنه يفتح له المويا يتركها أمامه وهذا تعبير ذياب ومداراته اللي حاكم أكثر من يعرفها وتمنّى ، لوهلة طغت الأنانية بصدره يتمنّى يكون ولده عاصي ومايبرّه لأنه أهون عليه بشعوره لو كان كذلك ، تمنّى على ضياع السنين الماضية بالشدة ، والقسوة ، وكثير الحدود يكون ذياب يقابله بالمثل ، يقابله بالهجر ، بالعقوق ، بالقطاعة وأضعفه يقابله بوقوفه بوجهه لكن ذياب ما يوقف بوجهه ، ذياب وقف بوجه ظلمه يوم تجبّر بإنه ياخذ أعز أشيائه منه وردّ تجبر هو بنفسه يطبع " كف " على ملامح ولده اللي بكل مجلس ، بكل جلسة يُصرخ ببره ، برجولته ، بإنه " ونعم الإبن " ويحسدونه عليه لكن مايدرون بالخافي ، ما يدرون به ورجفت أكتاف حاكم من أوشك يجهش ببكاه تشحب نظرة ذياب مباشرة : أبوي
سكت يتقطع داخله ، سكت يحاول يمسك نفسه وشتت نظره لبعيد : الله يرحمه ويغفر له ، الله يرحمه يا ذياب
هز راسه بإيه وهو يرجف صدره ، يرجف لأن أبوه يصد بالشماغ عنه ما يشوفه وأخذ حاكم نفس من أعماق قلبه يشتت نظره للمدى : ما أذكر إني برّيت فيه بر يُذكر ياذياب ، أذكر إني طول عمري تربية نهيّان ، ومع نهيّان ولا أذكر إنه مرّة ، تأفف وقال ترى أنا أبوك ياحاكم
سكت ذياب يشتت نظره ، ونُفض صدر حاكم توسع الإختلافات بعينه بشكل حارق : كنت عاصي ، ما أشوف فوق راسي راس ياذياب لا شدّت أنا حاكم ، وأنا أبو حاكم ، وأنا أمه وأنا كل الناس له من يحتاج حاكم ؟
سكت تُبتر حروفه من كتمته عبرته ، سكت تخنقه نفسه يمسح على ملامحه اللي صارت تشّع حرارة من كتمه لحزنه ، من محاولته يمسك دموعه : بعد ما راح نهيّان ، ما لقيته يعاتبني يوم صرت ملازمه وطول الوقت يمّه ، ما سمعته مرة قال يابوك تعدّيتني وحطيت جدك أبُو لك وما شفتني ويوم مات عرفت إن لك أبو ، ما سمعته مرة يقول ولدي أبو نفسه وما
شتت ذياب نظره لأن أبوه يقارن وتكتمه المقارنة ، لأن أبوه حرقة جوفه أعظم من فقده لأبوه فقط وما عرف وش يسوي ، إحتار وش يسوي غير إنه مد يده لكتف أبوه : أبوي ، أبوذياب
لعلّها جات على جرحه ، لعلها كسرت ظهره " أبوذياب " بهالشكل منه وإنحنى ذياب يقبّل كتف أبوه فقط حرقته روحه ، إحترق كله يـ
إحترق كله يقبّل كتف أبوه لوقت طويل يفهمه حاكم ، ووقف بعده يقبّل راسه يبتعد بخطوته لأنه ماعاد يقدر حتى هو ، ولأنه أكثر من يعرف أبوه وشد على جبينه يوقف على باب المسجد يلي مافيه بداخله إلا أبوه ، يوقف على العتبة لا داخله ، ولا خارجه جُزء منه يُنهش على أبوه الجالس بكل ضعف ، وجزء منه يحاول يوقف صداعه ويتنفس أنسام الفجر يمكن يهدأ داخله اللي ثار كله وقت لمح كفوف أبُوه ترفع للسماء يناجي ربه ، وقت حس إنّ عيونه ما عادت تطيعه تغرق بالدمع مباشرة على هالمنظر وحُرق خده نار من نزلت دمعته يمسحها بطرف كمه مباشرة يحاول ، يحاول يشد حيله اللي يهدّه موت متعب والحزن مرة ، وتهدّه أحوال أبوه ألف مرة يشتت نظره فقط : رحمتك يارب
رفع نظره للسماء ينتظر متى يشعّ نور الشمس اللي ودّه وكل وده تشرق بقلب أبوه قبل السماء ، ودّه يشيل الحمل كله عنه لكنه ما يعرف ، لأبوه بالذات ما يعرف ..
لف حاكم نظره للخلف يشوف ولده الواقف على باب المسجد ، شاف كل عمره بهالوقوف بلحظة ما يغّصه ، يغصّه بشكل "شديد التأثير " من نزل ذياب خطوة عن العتبة لساحة المسجد الخارجية ، ونزل أكثر كان وده يناديه لكن ما طاعه الصوت وهو يشوف إن يد ذياب على راسه : ذيـ
ما طاعه صوته ولا الخطوة ولا حيله من سمع صوت ضرب فرامل غير عادي بدون مقدمات ، من تعالت الأصوات بلحظة يصرخ حيله اللي يحاول يشدّه ويقوم وما يدري ، ما يدري كيف وقف ولا كيف صار وقوفه على باب المسجد يشوف المنحني للأرض قدام سيارة أوشكت تصدمه يبيّن من الحال ، يشوف السائق نزل غاضب وبين بيض الثياب اللي تجمّعت هو ما لمح ولده يحس قلبه بيخرج من محلّه ، ما عاد يحس كونه حوله بعجز غير عادي ومدّ ذياب يده لأبوه مباشرة بقلق : أبوي
شد يده لوهلة ما يصدقه ، ما يصدقّه لكن ذياب اللي كان جالس بطرف الساحة وقت سمع الصوت ، وشاف الحادثة هو فزّ كله يركض لباب المسجد لأنه يدري وش بيصير بصدر أبوه وداخله وإنتهى حيله وقت شاف إندفاع أبوه تجاه الباب وشد يد أبوه يوعيّه : أبوي أنا ذياب هنا
بكى داخل حاكم كله لأنه هو واقف على عتبة المسجد بالأعلى فوق الدرج ، وذياب بثالث درجة يمسكه لكن شدّت عروق ذياب كلها من أخذ أبوه راسه يقبّله بدون مقدمات ، من حاوط راسه كله بذراعه يقبّله " بدموع "
أحرقت داخل ذياب كله يشد ذراع أبوه اللي بكى " فعلاً " يقبّل راسه : كسرت ظهري ياذياب .. كسرت ظهري
_
ما عاد يحس بقلبه من الوجع ، من حضن أبوه له وإنه يقبّل راسه للآن وشدّ ذياب ذراع أبوه اللي تحاوطه يقبّلها وما قدر ينطق بكلمة ، ما قدر ينطق بحرف من حرقة جوفه ياخذ حاكم نفس من أعماقه يتدارك نفسه ، يتمالك نفسه ومسح دموعه يوقف على حيله بالقوة يشدّه وشتت ذياب نظره بهدوء لأن نطق أبوه له " كسرت ظهري " مؤلم مايدري كيف يرّده ، ولا يدري كيف يقابله : لا تخاف علي أبوي .. لا تشيل همي طيّب وماعلي خلاف
لف حاكم نظره له لثواني ، لف نظره لولده اللي أمس ، بالأمس كان عمره ٧ سنين واليوم واقف قدامه بهالشكل ، بالثلاثين من عمره بشنبه ، بكامل رجُولته من عرض أكتافه لأقدامه بآثار قسوة الزمان ، وقسوته هو بوجهه يشتت ذياب نظره لبعيد : نروّح البيت ، ترتاح
هز حاكم راسه بإيه ينزل الدرج ، لكن بيد ذياب اللي تسند ذراعه وشتت نظره تكتمه عبرته مباشرة : يوم إنك ولد السبع سنين ، تجلس معي لين تشرق الشمس ولا تروّح وكلٍ يقول ياحاكم الولد عنده مدرسة ليه تصحيّه الفجر
سكت ذياب ، وشتت حاكم نظره : كنت أقول لهم الصلاة حق الله عليه ، لكن جلسته معي مالي بها كنت أبيك تروّح البيت بعد الصلاة وترجع تنام لين وقت مدرستك ، لكنّك تعنّد وبقعد معك لين تشرق الشمس ما أروح بدونك
إبتسم ذياب فقط ، وشاب قلب حاكم يتأمل ساحة المسجد الخارجية بكتمة : يوم رسلتك ، قلت هاك الفلوس روّح قل للعمال يحمّلون مويا للمسجد وإنتبه
هز ذياب راسه بإيه يشتت نظره : يومها جاء واحد ، مدّ لي بيده شيء قال وصّله لأبوك
ضحك حاكم لأن قلبه يوجعه ، قلبه يحرقه بهاللحظة : قلتله من إنت ، قال وصّله لأبوك وغلطان ، أشهد بالله غلطان يوم فكّر يتجبر عليك يقولك وصّله
ضحك ذياب لأنه يتذكر ، يتذكر سخريته منه : قلتله تبيه وصّله بنفسك ، من يكون يتأمر علي ؟
ضحك حاكم وسط حرقة قلبه اللامتناهية ، وسط ناره الغير طبيعية وسكت ذياب يشتت نظره لبعيد : كنت أدري لا شفته ما بتخلّيه وجيت له ، جيت هديّت له حيله من تكون تلمس ولدي ، وبأي حق تلمسه ، صارت بين الكبار وأنا ما كبرت ألوي ذراعه بنفسي بدل لا تلويها له
لف حاكم نظره لولده ، وهز ذياب راسه بإيه يشتت نظره لبعيد : كنت أدري أبوي من ، وأعرف من يكون أبوي وأشهد له قبل كل الناس وما ودي ، ما ودي يقولون ذياب ولد حاكم ما ربّاه حاكم ياخذ حقه بيمينه ..
_
« بيـت حـاكـم »
وقفت ملاذ على الشباك تنتظر ، تنتظر وتحس قلبها " يغلي " لأن حاكم طول الليل ما رفّ له جفن ، طول الوقت ساكت وساكن بشكل يتعبه هو تعرف هالشيء ورغم عديد محاولاتها فيه لكن ما…
_
لكن مامنه تجاوب ، ما يطلع منه شيء كأنه بعالم آخر غير عالمهم تماماً وخرجت من الغرفة تسمع الهدوء ، والصمت الطويل تلف نظرها تجاه غرفة ذياب : وما أدري عن حالكم ، الله يهدي بالي
أخذت نفس من أعماق قلبها يسكن داخلها بلحظة من لمحت مجيء حاكم وذياب اللي يمشي بجنبه ، من لمحت السكون بخطوتهم تشوف إن ذياب وقف على العتبة الخارجية ويده خلف ظهر أبوه الواضح إنه ما بيدخل البيت لكن إلتفات حاكم له “ ما تصدقه “ ..
-
هز ذياب راسه بإيه يشد ظهر أبوه يحاول يطمّنه : باخذ كم شيء من البيت وأعوّد ، ماني مطول
ناظره حاكم وداخله ينهش نفسه من القلق ، من السخط الغير طبيعي وده يدخله قدامه وما يبعده عن عينه لحظة ونطق ذياب بتأكيد : ماني مطول .. البيت قريّب
هز حاكم راسه بالنفي : ماهو قريّب ، لا تسرع يا ذياب
أشّر على خشمه فقط يناظره حاكم لثواني وللآن ، لهاللحظة ما فهم هو ليه قفّل الباب على قصيد : قصيد
نطق ذياب بهدوء يمسح على أنفه : نايمة
هز حاكم راسه بإيه : إيه نايمة ، وراك قفلت عليها الباب ؟
سكت لثواني يشتت نظره بهدوء وهو قفّله لأسباب كثيرة ، لأنها نايمة أولها ، ولأنها بترتاح لو الباب مقّفل ما بتقلق بعدم وجوده ، ولأن حالها ووضعها ما يسمح لأي أحد يدخل قاصد أو غلطان ولأنه ما تعوّد يكونون عند أحد نهائياً وفهم حاكم يهز راسه بإيه : لا تطول
هز ذياب راسه بإيه يركب سيارته ، يلف نظره لأبوه الواقف على الباب للآن يضرب البوري - بخفة - لمجرد إنه يطلبه يروح للبيت ويرتاح وإنتبهت ملاذ على هالحركة ومن رفع حاكم يده له ، من بقى بوقوفه لين ما غابت سيارة ذياب عن نظره تشوف إنه لف يدخل للداخل ونزلت مباشرة : حاكم
دخل ينزع شماغه بتعب ، بإرهاق شديد ياخذ نفس : مانمتي
هزت ملاذ راسها بالنفي تمشي له ، تمد يدها لصدره مباشرة : وين أنام وما لقيتك ، وين راح ذياب حاكم ؟
حاكـم : بيته ، راح ياخذ أغراض ويرجع ماهو مطول
إبتسمت لأنه مرتاح تحس هالشيء ، وجلس على أقرب كنبة ياخذ نفس من أعماق قلبه : أمي ما صحت ؟
جلست ملاذ بجنبه تمد يدها ليده : صحت ، أمي عندها لا تشيل هم صلّت ورجعت نامت على طول
هز راسه بإيه يتأمل ساعته تنطق ملاذ : توه راح ياحاكم
_
_
« قصـر ذيـاب »
بمجرد دخوله إرتخت أكتافه مباشرة ، إرتخت ولا فيه وقت للإنهيار يمسح على أنفه يركض للأعلى ولا ودّه يطول أكثر ، ما وده يستوعب حتى بيته يفتح دولابهم ، ملابسها بهمس : وش المناسب تلبسينه لهم
مدّ يده يتأمل فساتينها لوهلة ، كلها تلبسها “ له “ فقط وشتت نظره يطلع جواله من جيبه يشوف إنها ما رسلت له شيء يحتار ، بين كل ملابسها يحتار وما وده يتصل
_
وما وده يتصل عليها وتصحى : تزهينها إنتِ ، ما يهم وش أجيب لك أنا
حاول يقنع نفسه من طلع لها جينز ، وتيشيرت أبيض يفكّر هي تلبسهم مع بعض أو لا : لا ، ما تحبينها
رجع يطلع بنطلون أسود ، وتيشيرت رمادي يتأمل لثواني وعضّ شفايفه : وش تلبسين حبيبتي ، وش تلبسين؟
هو لف نظره لملابسها لوهلة يحاول يركّز لأنه يعرف دقتها بموضوع الملابس وإنهم حالياً ببيت أهله مو منطقي تلبس شيء ما تبيه : إذا ماعجبك ، أرجع آخذ لك غيره
طلع شنطتها يترك لها الملابس اللي طلعها ، وأخذ تيشيرت من تيشيرتاته لها في حال ماودها تلبس أي واحد منها ونزل نظره لباقي الأمور اللي ممكن تحتاجها ياخذ لها ، كل تفصيل ماغفل عنه يسكّر الشنطة بعد ما دخل لنفسه معاها ملابس ، ومد يده ياخذ ثوب من ثيابه وشماغ لكن سكنت ملامحه من لمح عباياتها جنب ثيابه : أكيد ما تبين عباية غير اللي معك ؟
هو سكت يفكر فعلياً ، وجدياً يفكر لكنه شتت نظره بذهول : بترجع تاخذ لها ، بترجع لا تفكر الحين عوّد ..
نزل الدرج بأسرع ما يمكن يركب سيارته ، ياخذ نفس من أعماق قلبه ويحمد ربه على إنشغاله بهاللحظة وماوده تجيه لحظات الإدراك بأي موضوع غير وقت يختلي ، وقت يصير لحاله وبس وحرّك مايحس الخط إلا بوصوله أمام بيت أبوه ياخذ الشنطة بيده ، وثوبه بيده ينزل على أقل من مهله للداخل وفتحت له ملاذ قبل يدق الباب تسكن ملامحه : أمي
أشّرت له بالسكون يدخل خلفها وسكنت ملامحه ، فعلاً سكنت من لمح أبوه “ نايم “ بجلوسه تهمس : عجز ينام ، أقول له تعال الغرفة ترتاح يقول ما جاء ذياب للحين
سكت يترك ثوبه على الكنب والشنطة ، وتوجه لأبوه ينحني قدامه بهمس : أبـوي
فز حاكم مباشرة يستوعب مكانه ، وشد ذياب على ركبة أبوه : تروّح ترتاح ؟ ما نمت من البارح أبوي
ناظره حاكم لثواني ، وإبتسمت ملاذ : جاء ذياب ، كنت تنتظره وجاء تقدر تنام وترتاح مابينك وبينه إلا كم جدار
سكت لأنه صار “ مفضوح “ بضعيف الحال تجاه ذياب اللي هز راسه بإيه فقط : ولاني مروح لين ترتاح ، ماعليك
إبتسمت ملاذ يوقف حاكم اللي ضرب على كتف ذياب فقط ، وطلع معاها للأعلى ياخذ ذياب ثوبه ، وشنطة ملابسهم يصعد للأعلى يسمع صوت باب أمه وأبوه اللي تقفل يطلع المفتاح من جيبه لكنه سمع أصوات قريبة منه ينطق مباشرة : يـابنـت
سكتت جود مباشرة توقف توق ، وفتح باب الغرفة يدخل وقفّل مباشرة خلفه تكشّر توق : ما نتكلم يعني صح ؟ ومقّفل والمفتاح معه يعني مدري وش أقول صراحة
ضحكت جود : مو متعود ، خايف نطلع بوجهه بالغلط
كشّرت توق تشد الجلال عليها : لأننا نتمشى بدون جلالات طبعاً
_
ناظرتها درة لثواني : ممكن تقولين لي وش يدريه عنا ووش نتمشى فيه ؟ سمع أصواتنا قال يابنت عشان ننتبه
ناظرتها توق بذهول : طيب وش فيكم علي الحين مافهمت ؟ وش النظرات ذي وش التبرير هذا يعني ؟
ضحكت جود بذهول : محد كلمك روحي نامي بس روحي
-
« غرفـة ذيـاب »
قلق ، كل نومتها كانت قلق بشكل ما يتصّوره أحد لدرجة إنها فزّت وقت نطق " يابنت " كأنه ينطقها لها : ذياب
سكّر الباب خلفه يقفله ، يعلّق ثوبه ولف نظره لها : أبوي
ناظرته لثواني تاخذ نفس ، تجلس : مين يابنت ؟
توجه يغسّل يديه : درب عشان ما يطلع أحد ومايدري بي
قصيـد : بس قلتها قريب هنا ، كأنك تقولها لي
لف نظره لها لأنها " دايخة " تماماً ، ونفض يديه يمشي لها : هنا سمعت صوت ، صحّيتك يوم قلتها ؟
هزت راسها بالنفي من جلس على طرف السرير بجنبها تأشر له يقرب ، وسكنت ملامحه لأنه بمجرد ما قرّب هي إرتكت تسند راسها بين كتفه ، وعنقه ينطق مباشرة : فيك شيء قصيد ؟ يوجعك شيء ؟
مافيها شيء ، لكنها مرهقة لدرجة تفز كل شوي لغيابه ومجيئه ومد يده لعاري ظهرها يمسكها : قصيد أبوي
أخذت نفس من أعماق قلبها : ما صلّيت للآن ، عجزت
ناظرها لثواني ولو ماكانت الصلاة " حق " كان شالها عنها ، ولفت نظرها له تعاتبه يبتسم بهدوء : آسف
إبتسمت فقط تاخذ نفس ، ترجع جسدها للخلف ووقف هو بدوره : تقومين الحين ؟
هزت راسها بإيه يفتح الشنطة ، ومد لها تيشيرته تبتسم بهدوء : جاي ومعاك حلول يعني
إبتسم بهدوء يتأملها : ما قلتي مو عدل تسبب وماتحل ؟
حسّته غير ، أو حسته يحاول يكون غير تلبس تيشيرته وهي بالليل ، من عدم إحساسه بشيء وإن كل رغباته هي ينُولها إستغربته لكن تحوّل إستغرابها لتفهّم شديد لأنها تعرفه ونبض عنقها خجل من إنه يتأملها : وش يعني
هز راسه بالنفي : قومي ، عشان تصلين وننام
إبتسمت لثواني تهز راسها بالنفي : تتوقع بنام معاك يعني
لف نظره يتأمل الغرفة : ووين ترّوحين عني ؟
وقفت تعدل تيشيرته عليها : حدنا هالغرفة مو ببيتنا ، أروح لورد هنا وما تردّني تعرف هالشيء ؟
وقف يقابلها بهدوء : ما يمديك لا هنا ، ولا ببيتنا ماتروّحين
يعرفها ، يعرف كيف تحبّه ويعرفها بشكل يريّحه تجاه كل شيء بدون مبالغة وإبتسمت فقط تتوجه للحمام - الله يكرمكم - ياخذ نفس من أعماق قلبه ، كثير اللي بداخله ، وكثير اللي على ظهره ، وكثيرة مشاعره ما يستوعبها وما يدري ، ما يدري كيف لو ماكانت قصيد بحياته ينشغل بوجودها ، يتلهّف لرجعته لها ، يفكّر فيها كل ما شدت عليه وكل ماحُرق قلبه يتذكرّها برد للهيبه ، ما تسأله ، ما تردّه ومكانه للأبد بين أحضانها : لا تطولين
هو نطقها بعدم إدراك منه يـ
_
ياخذ جواله ، يجلس على طرف السرير بإنتظار لخروجها يتأمل كم المحادثات ، كم الناس اللي تعزيّه يرد ، وأخذه الوقت بالرد يرفع نظره لها من خروجها وإنها تحاوط جسدها بالمنشفة يأشر لها : جبت لك ملابس
هزت راسها بإيه يوقف : مافيه مويه ؟
لفت نظرها لثواني تدّور : لا ما أعتقد ، كانت فيه بالليل مسح على جبينه يجلس : بشوف ورد إن كانت صاحية
إبتسمت لثواني فقط : ليه قفلت المكيف طيب
رفع نظره لها وهذا “ موضوع جدال “ أبدي بينهم ، هي تقفل المكيف وقت يتحمم لكن ياويله ، ياويله يقفّل المكيف وقت هي تخرج من الشاور : لأن ماهو على كيفك
ما جادلته تبتسم للملابس ، تضحك وغرقت بالخجل مباشرة من إستوعبت إنه جايب كل شيء وكل التفاصيل من الخارج للداخل : ما قصرت
هز راسه بإيه يشوفها تتأمل الملابس : مدري تلبسينها وإلا ما تلبسينها إن بغيتي غيرها أجيب لك
هزت راسها بالنفي تاخذ بجامتها بإنبهار ، ورجع جسده للخلف بهدوء : كان أسهل شيء أجيبه اللي تلبسينه عندي ، ما ردت ورد للحين لكن بطلع أجيب لك
قصيـد : يمكن فيه أحد بالمطبخ طيب !
ميّل شفايفه وهو أكيد فيه أحد : وش يعني تطلعين إنتِ؟
هزت راسها بإيه لكن كان منه النفي مباشرة : لا
قصيد بتعجب : مافي بالبيت إلا نهيّان وأكيد ما بيخرج الحين ، أخرج أنا آخذ لي ولك وبلبس عبايتي تمام ؟
ما وافق نهائياً ، وتوجهت تبعد عن عينه تلبس بجامتها اللي جابها لها شورت وقميص دايماً ما تسكر أزراره وتركت مبلول شعرها على حريته تلبس عبايتها : ذياب
هز راسه بالنفي يوقف بهدوء : نروّح سوا
قصيد : لأن المويا ثقيلة ما يقدر واحد فينا يشيلها لوحده
ما رد عليها لأنها تطقطق عليه ، وما حطت الطرحة على راسها لأنه طلع قبلها يتنحنح وما رد الصُوت عليه أحد تمشي قصيد قبله للمطبخ : شفت إن مافي أحد ؟
دخل خلفها يوقف على طرف الباب ، وتوجهت تاخذ لنفسها وله مويا لكنه نطق : ما ودك تفطرين ؟ ما أكلتي
قصيـد: لأنك أكلت بدوني ، صح
رفع حاجبه لثواني : ليه تكلميني كذا ؟ من الغرفة وجاي
ميّلت شفايفها تمشي بإتجاهه : لأنك ما تفكر بنفسك ، تفكر بقصيد وبس لازم العدل
هي تكلّمت بعادية تخطف قلبه لأن نظرها له ينطق بهدوء : وإنتِ أعدل الناس بي يعني ، تقولينها ؟
إبتسمت فقط لأنها تعرف أحواله ، تحفظه عن ظهر غيب ورجعت للغرفة معاه تصلي على ما بدّل هو يتمدد ، وتوجهت لجنبه بعد ما إنتهت من صلاتها تدخل بحضنه وأخذ نفس من أعماق قلبه يقبّل راسها ، ياخذ ريحتها لأعماقه وهمست لثواني : ما بتقول لي شيء؟
_
كان منه هادي النفي ترفع نظرها لها ، تشوف إن الإرهاق صار واضح على ملامحه ما يقاومه ولا يقاوم النعاس نهائياً وللأبد ، تحب هالحال منه ما يعترف بإرهاقه ، وتعبه ، وهلاكه إلا لو تمدد بحضنها أو هي بحضنه “ بالهدوء “ وبهالحال فقط يبيّن عليه تنزل نظرها ليده اللي تحاوط خصرها وهي تحس بالنعاس أكثر منه وما طالت صحوتها تغفى هي معاه بعد ما سكّرت خافت النور اللي جنبهم ..
_
« الظهـر »
وسط ضجيج آل سليمان ، وصحوة الأغلب وتجهيزات الغداء ما كان الشعور ثقيل مثل ما كان بالأمس بعد الفجعة وإن الكل تلقّى الخبر لوحده أو ما حوله كثير وهذا اللي يقوّي عزمهم ، إنهم مجتمعين ودائماً مجتمعين بالأفراح والأحزان ولفت ملاذ نظرها للبنات : يلا يابنات يجون الرجال من الصلاة والغداء جاهز ، ورد
سكّرت ورد جوالها تشوف نصار اللي صوّر لها بالمسجد معاهم : جاهز المقلط وكل شيء جاهز روحي إرتاحي
دخلت قصيد للمطبخ تدخل جوالها بجيبها : أساعدكم؟
إبتسمت ورد تهز راسها بالنفي : أمي علياء كيفها ؟
لأن نظراتهم كلهم لفّت لقصيد ملهوفة هي هزت راسها بإيه : أحسن الحمدلله ، قالت وين القهوة
رفضت ملاذ مباشرة : ما أكلت شيء قولي لها الغداء جاهز بعدين القهوة يا أمي ، من أمس ما أكلت شيء على القهوة والتمر ما يصلح لها
هزت قصيد راسها بإيه : قلت لها عمتي ، قالت سوي لي
ورد : لا ماعليك بعد الغداء نقهويها ، ذياب معاهم قصيد
لفت ملاذ نظرها تنتظر الجواب ، وهزت قصيد راسها بإيه بإستغراب : ذياب من قبل الظهر مع عمي ليه ؟
ضحكت ورد لأن ملامح قصيد خطفت : أكيد معاه ، لأن نصار توه صوّر لي شفت نهيان بس ما شفت ذياب
دخلت ديم تشيل الصينية ، ومدّت قصيد يدها تاخذ عنها لأنها بتتركها : ديم تعبتي مرة روحي إجلسي
تنهّدت ملاذ تشتت نظرها : ديم عنيدة ديم ، ماشاءالله البيت مليان يا أمي روحي إجلسي وإرتاحي ليه ما تجلسين
جلست على الكرسي تاخذ نفس ويدها على بطنها : أتوتر إذا جلست ما أعرف ، عالأقل أغيّر جو لا تحركت
دخلت درة : عمي حاكم معصّب عليك ، سمعنا وإحنا نهاوش نقولك لا تشيلين قال جلّسوها وإلا جيتها أنا
إبتسمت ورد : تعرفين وش يعني جيتها أنا صح ؟
ناظرت ديم أختها لثواني : أصلاً جاني النوم بروح أنام
دخلت شدن تركض لقصيد بذهول : حتى إنتِ عندنا !
إبتسمت قصيد تهز راسها بإيه : حتى أنا
ناظرتها شدن بإعجاب ، بإنبهار تبتسم درّة بشبه حزن : ليتني بزر زيك ياشدن
لأن ملاذ فهمت هي نطقت مباشرة بهدوء : درة !
عضّت درة شفايفها لثواني من مشيت شدن : صدق والله أتمنى ، يعني عالأقل هي الحين تفكر هالإجتماع واللمة لأننا مبسوطين والدنيا وردية ما تدري
_

تعليقات