📌 روايات متفرقة

رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم مجهول

رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم مجهول

رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب pdf الفصل الثامن والثلاثون 38 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب  pdf الثامن والثلاثون 38 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل الثامن والثلاثون 38 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم  رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الثامن والثلاثون 38

 رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم مجهول 

رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم مجهول

_
« عنـد الرجـال »
جلس ذيـاب بجنب أبوه بالمجلس اللي يضج برجال آل سليمان وعيالهم وأحفادهم ، بأصحابهم المقربين اللي كلهم لاقوهم بالمسجد وعزّموا عليهم إلا يرجعون للغداء معاهم وبالفعل ، يضج بالرجال ، بالثياب ، الأحاديث عن كل المواضيع لأن الكل وده يخفف وقع الموت ولا يدرون كيف وجاء أعز أصحاب أبوه لأقدامه : أبوذياب
إستوعب إنه بوسط مجموعة رجال بمجلس بيته مو لوحده ينزل نظره لصاحبه : هذام ، تعال يمي تعال
ما تكلّم ذياب اللي يراقب تصرفات أبوه فقط ، يشوف إنه يغيب عن عالمهم وقت طويل وما يستوعب شيء ووقت يرجع يستوعب ، يكون ساكن تماماً ووقف هو يفز داخل حاكم مباشرة : وين
إنحنى يقبل راس أبوه بهدوء : نقّلطهم للغداء ، استريح
هز راسه بإيه فقط ينتبه له صاحبه ، ينتبه له هذام اللي نطق : حاكم وش جاك ؟ وش فيك علّمني
لف نظره له لثواني ، ونطق هذام يهمس : قل لا إله إلا الله ما نعرفك كذا ياحاكم !
-
وقف على عتبة باب المجلس ينطق نهيّان بقلق : ذياب ، وضع أبوي مو مريّحني ذياب قالك شيء ؟ كلّمك ؟
هز راسه بالنفي يلف نظره لأبوه فقط ، وطلع فزّاع من المجلس بالمثل يتوجه لذياب : ذياب ، قلّط الرجال وخذ أبوك ودّه يمشي وإلا طلّعه يرتاح وإلا سو شيء ياذياب
لف نصّار نظره لذياب اللي عينه على أبوه أساساً : ذياب
هز راسه بالنفي يضغط على عيونه : نصّار تأكد من المقلط ، تعال معي نهيّان وروّح ارتاح ياعمي ، روّح ارتاح أبوي طيب ماعليه خلاف لا تكلّمونه
ناظره فزاع بذهول : وش طيّب تشوف اللي نشوفه ياذياب
طلع عناد من المجلس لأنه كان الأقرب بذهول : فزّاع ؟
رفع فزّاع أكتافه بقلق ، بعدم معرفة : عناد تشوف حاكم طبيعي ؟ البارح كان حاكم اليوم ما أعرفه هذا من ياعناد
سكت نهيّان أخوه يحس بالضغط ، يحس بالرعب لأن عمه مرعوب وأكثر من نطق يوجه نُطقه لذياب : روح كلّمه ياذياب أنا ماني متعوّد يكون هذا حال أخوي
سكت ذياب لثواني يشتت نظره ، يحاول يبتر لسانه لكنه يعجز تماماً من نطق بهدوء : ماهو ولد متعب ياعمي؟
رجف صدر نهيّان مباشرة يصد بنظره ،وسكت نصّار لأنها الحقيقة كافية من ذياب حتى حاكم ، ذات حاكم فقد أبوه كيف يبونه يتعامل بعادية وأمور طبيعية ويشيلهم فوق ظهره ومحد يدري بجروحه ، محد يدري عن حرقة قلبه الحقيقة إلا ذياب نفسه اللي أشّر لنصار يروح ، وأشر لنهيّان يتبعه فقط وشتت نهيّان نظره : ذياب
بينفجر قلبه من الضيِّق لأن الكل يعاتبه من وقت الصلاة للآن كأنه ما يدري بنفسه عن حال أبوه ، كأنه “ يشوفه عادي “ وهو يتقّطع أكثر منهم كلهم يمد يده لراس أخوه يبعثر شعره : الأمور طيبة ، وأبوي طيّب يانهيان ما به شيء ..
_
أخذ نهيّان نفس من أعماقه من حارق الشمس يشيل مع أخوه صحون الغداء اللي تفوح حرارتها وعلى ما يشوف من أخوه ، هو ما يحسّها نهائياً ودخل للمقلط يشوف ورد الواقفة مع نصّار واللي بخاطرها سؤال لكن الواضح نصّار رده ينفض ذياب يديه بإستغراب من ملامحها : ورد
غرقت عيونها بالدموع مباشرة لأنها سمعت عمّها ، وسمعت نهيّان وسمعتهم كلهم يهز راسه بالنفي برجاء : لا تبكين مابه شيء ، والله ياخوك طيّب وبحيله ومابه شيء
هز نصار راسه بإيه من نبرة اليأس بصوت ذياب يلف نظره لورد : خلاص ورد ، ما قلتلك ؟
ناظرت نهيان تشوف قلق عينه مثلها ، وأخذت نفس من أعماق قلبها تهز راسها بإيه فقط بإنها بتتراجع وتمشي لأنها حتى هي لمست نبرة ذياب وقبل تخرج ، قبل تخطي هو نطق يخضّع نبرته مباشرة : تعالي
شتت نظرها مباشرة لأنها بتبكي ، وخطى لها هو ياخذ نصّار نفس من أعماق قلبه من وقف قدام ورد ياخذ بدقنها مثل حركته المعتادة مع نصّار ذاته وإن ورد ضمّته مباشرة تعتذر بهمس : آسفه
هز راسه بالنفي يقبّل راسها ، يمسح دموعها بطرف يده وإبتسم لها بهدوء : روّحي
توجهت للخارج تاخذ نفس من أعماق قلبها ، ولف ذياب نظره لنهيّان : قل لهم يقلطون
توجه نهيّان لمجلس الرجال يخرج ذياب مع نصار اللي وقف بجنب صاحبه على عتبة الباب الخارجي : مثل هالأوقات تتمنى إنك تدخن ، صح ؟
لف ذياب نظره له ، وهز نصار راسه بإيه : أو تتمنى تضرب أحد وهذا أنا بعد ما جبت طاري الدخان ، سم كيف تبي
ما تكلم كان يناظره ، وتنحنح نصار : أو شدّت وتبي تدفن أحد وهذا أنا بعد ، أنا نصار زوج أختك ورد وأبوعيالها مستقبلاً
كانت نظرته تقول “ الحمدلله والشكر “ فعلياً ، وضحك نصار ياخذ نفس من أعماقه : ياخي ذياب ، أخوي حبيبي
هز ذياب راسه بالنفي يضرب على كتفه : طيبين ، طيبين الحمدلله والأمور طيبة إنت علومك ، عساك طيب ؟
هز نصار راسه بالنفي مباشرة : تعرف شلون أصير طيب ؟
ناظره ذياب لثواني ، وضحك من فتح نصار ذراعه يبي “ حضن “ فعلياً يضمه ذياب وشدّ نصار على كتفه مباشرة يهمس : شايل حمل الجبال أشوفك بس أنا موجود ذياب ، أنا موجود ياخوك عطني تكفى
ضرب ذياب على كتف صاحبه يبتسم بهدوء : أخو دنيا
_
_
« بالداخـل »
تكّت وسن تتأمل قصيد الجالسة بجنب علياء تكلمها ، وتسولف لها تنطق بهمس : أحبها هالبنت والله العظيم
كشّرت جود اللي للآن قرصة وسن معلّمة بذراعها ، وكشّرت توق الساكنة بالمثل تتكلم جود : ما يحتاج تقولين ، القرصة منك كانت تبيّن كيف تحبينها
هزت وسن راسها بإيه بتهديد : والله ياجود ، تفتحين فمك بحرف إنت وهي وإلا تتكلمون أضربكم والله
ناظرتها جود لثواني ، وناظرتها توق لثواني فقط وموقف بعد الفجر بالمطبخ ، وقت خرج من غرفته يتنحنح وهي معاه البنات كانوا قريب الممر ما يطلع منهم الصوت وشافتهم وسن اللي شهدت الموقف كله معاهم ، من أول خروجه من الغرفة لوقوفه معاها وهزت جود راسها بالنفي بهمس : تكفين وسن ، بس بنسولف عند ورد بشوف وش تقول يعني معقول كذا شخصية ذياب ؟
ناظرتها وسن بذهول لأن وش يخصهّم بشخصيته ، وضحكت توق بسخرية بيّنة تبتسم وسن : إسكتوا شوي
تنحنح حاكم ينطق “ يابنـت “ تذوب ديم مباشرة : هذا عمي حاكم ، ياويلي هذا عمي حاكم
قرصتها درة مباشرة تاخذ جلالها ، ووقفت ورد : معاك أحد ؟
هز حاكم راسه بإيه : أخوك ذياب بس ، يمّنا وإلا نروح ؟
تركت قصيد الجلال على أعلى راسها تحسباً فقط وهي خَفق قلبها وقت نطق “ أخوك ذياب “ ونطقت ورد : تعدّوا ما حولكم أحد
لفت علياء يفز قلبها مباشرة : حاكم أمي ؟ حاكم يمه
هز راسه بإيه يمر ذياب من خلفه لكنها نطقت مباشرة من لمحته : ذيـاب تعال لا تروح وين نهيان يمه حاكم وينه ؟
توجه لأمه يقبل راسها : راح مع نصّار الحين يجيك سمي
سكنت ملامح علياء تشوف حاكم اللي واقف قدامها ، سكنت تتأمله لثواني : ذياب وينه ؟
لف حاكم نظره لقصيد اللي سكنت تماماً “ بخوف “ من حال علياء : هنا ذياب ، ذياب تعال لجدتك
توجه ذياب لها وهو يكره - التجمّعات - بشكل ما يتصوره أحد لكن كانت منه نظرة وحيدة لقصيد ينحني على ركبه مثل أبوه قدام جدته لكن أقرب لقصيد : سمي يمه
سكنت ملامح علياء تتأملهم لثواني ، كانت تشد على يد قصيد بدون وعي منها : أبوك ما جاني اليوم حاكم وينه ؟ قال بروح للخيام وما عاد رجع كلمتوه وإلا ما كلمتوه
سكنت ملامح حاكم يستوعب إنها “ ضيّعت “ ، وشتت ذياب نظره لملامح قصيد اللي إحتقنت بالإحمرار مباشرة لأن نبرة علياء جات “ مؤلمة “ بالحزن ومد يده بين يدّها ، ويد جدّته يخفف قبضتها عليها حتى وهي مافيها كثير الحيل : أمـي ، تروّحين غرفتك تريحين الحين أوديك ؟
هزت راسها بالنفي بذهول : لا ! بنتقهوى الحين بس متعب وينه ما جاء مبطي يقول بنتقهوى ببيت ذياب وينه
سكنت ملامح حاكم يهز راسه بالنفي : هذا بيتي يمه
ناظرته علياء لثواني تلف بنظرها تجاه البيت : لا ، هذا وين
إحترق قلب حاكم مباشرة لأنه يعرف إنها غيّبت ، ومدت علياء يدها تشد يد قصيد بذهول : القهوة وينها يابنت أبطيتي علينا !
لأن نبرتها تحوّلت لغضب ، لعصبية تنفض يد قصيد ويدّه هو بعّد يد قصيد يمسك هو يد جدته فقط : يمه تروّحين الغرفة ترتاحين الحين ؟
ناظرته بذهول تعصّب مباشرة : أرتاح من وشو ما تعبت ! أقولك أبوك راح الخيام وما رجع للحين تقول ارتاحي !
سكت حاكم بضعف ، سكت بعجز غير عادي وهي رجعت تلف نظرها لقصيد لثواني وحتى هي ضيّعتها ما تعرفها : قومي سوي القهوة ما تسمعينّي ! متعب جاي بالطريق قـ
وقف ذياب تبعد قصيد لأنه بيجلس مكانها ولأنه هو مد يده لقصيد اللي إرتعبت يبعدها ، يشغل علياء فيه
وبعّدت قصيد مسافة بسيطة يجلس ذياب بمكانها ، ولف نظره لأبوه من صرخت علياء تضرب على رأس حاكم ذاته : علامكم ما ترّدون علي ! علامكم حاكم وين أبوك
إنكتمت ديم اللي الموقف والمنظر جاء فوق تحمّلها تماماً ، إنها تهز راس عمّها حاكم بهالشكل وهو ساكن تماماً ينطق ذياب مباشرة : يا ورد !
جات تركض بالإبرة بيدّها ، برعب : ثبتها ذياب لا تتحرك
هز راسه بإيه تغرق عيون قصيد بالدموع من هول الموقف قدامها ، توها تعرفها وبلحظة وحدّة ضيعتها تغضب عليهم كلهم بدون إستثناء وبلحظة وحدة صارت ورد تركض بالمهدئ قدام عينها يثبّت ذياب ذراع جدته ، وقدام عينها دخّلت ورد الإبرة تحقنها ترجف ، ترجف برعب وبذهول من سكون أبوها ينزل ذياب نظره لأبوه : أبوي ، روّح فوق جاي الحين أنا
جات ملاذ عند حاكم مباشرة : ودها غرفتها أمي ذياب
هزت ورد راسها بإيه من وقف أبوها : أبوي
مد حاكم يده لخد ورد : ورد حاكم ، ذيبة يابوك ذيبة
ما سكن داخلها من نطقه بهالشكل ، وتوجهت ملاذ مع حاكم للأعلى بموقف “ قطّع قلوبهم “ فعلاً من إنتكاس حال علياء المباشر وتوتر ذياب يلف نظره لقصيد اللي تمسح دموعها بعدم إستيعاب : تعالي قصيد
عدّلت ورد وضعية جدتها : تشيلها ذياب ؟
هز راسه بإيه ينحني ، ياخذ علياء كلها بحضنه وركضت ورد قبله تفتح باب الغرفة لكن قصيد ما تحرّكت من مكانها تفز لها وسن مباشرة : قصيد حبيبتي
قامت ديم تاخذ المويا من قدامها : قصيد ، قولي بسم الله وأشربي !
ما كانت تحسّهم من رعبها وحتى وسن اللي تمسح على ظهرها وتسميّ ما تحسها نهائياً برعب تنطق : ديم قولي لورد تجي تكلم ذياب أي شيء
-
ترك جدّته بسريرها يشوف إن قصيد ما جات خلفهم ولف نظره لورد يحس بالضغط : ورد نادي قصيد روحي
هزت راسها بإيه تترك اللحاف على جدتها لكن وسن نطقت برعب هز الأرض تحت أقدام ذياب : ورد ، ذيـاب !
_
لأنها ما تحسّهم ، وما تستوعبهم وتصرخ بداخلها لكن ما يطلع منها الصوت من هول المنظر كان رعب وسن اللي صرخت تنادي لأن لو طاحت قصيد بعد وقوفها بهاللحظة لا وسن ، ولا ديم بيقدرون يتداركونها وركضت ورد بين وسن وديم تمسك يدها من وقفت : قصيـد
عضّت شفايفها مباشرة تهز راسها بالنفي ، تحاول تدرك خطوتها بالقوة : مافيني شيء ، بغسل وجهي
كانت نظرة ذياب " مخطوفة " فعلاً لها لأنه مو قادر يفز ويدخل بين وسن وديم الواقفات حولها لكنه واقف مقابل لهم بالضبط بمسافة بسيطة ومدّ يده مباشرة من مشيت هي مع ورد بإتجاهه ، من لمحت نظراته غرق قلبها مباشرة تهز راسها بالنفي تشد يده : مافيني شيء ذياب
عضّ شفايفه لأنه يشوف ، من عينها يشوف وما يحس إلا بقلبه لهيب بهاللحظة ياخذ بيدها ونطقت ورد المرتعبة مثله لأن لونها إنخطف : بجيب مويا ، إجلسوا ذياب
هز راسه بإيه يدخلها تحت جناحه ، يحاوط ذراعها بإتجاه المغاسل ونطق ينزّل نظره لها : أبوي قصيد
كان منها الرفض تفتح المويا فقط يغلي عقلها ، تحس بالنار بعقلها لأن المشهد فوق تصورها وإدراكها توّها علياء تعرفها ، وفجأة ضيّعتها يتبدل حالها لأقسى أنواع النكران بين متعب وينه ، وبين إنها ترفض ذياب ويدّه وتهز رأس عمها حاكم المنحني على ركبها ونزلت دموعها ، نزلت دموعها تحرق ذياب اللي إنها تحاول تنشغل بغسيل يديها : قصيـد
هزت راسها بالنفي لأنها تدري الرعب اللي فيها بداخله قهر أضعافه وما ودّها ، آخر ودها تزيد حموله : مافيني شيء ذياب ، بتروح لعمي ينتظرك لا تتأخر عليه
لأنه يعرفها ، ويعرف إنها تموت ولا تتكلم بهاللحظة هو مد يده لوجهها يقفل المويا بشبه حدة : بنـت !
لأنه قفّل حجتها ، ولأنه لف وجهها بإتجاهه عن إنشغالها ومحاولاتها يشوف حارق دموعها على خدّها هو بردت عظامه ، بردت روحه مباشرة تهز راسها بالنفي : بس خفت ، خفت شوي ذياب وإنتهى
ذياب بذهول : خفتي شوي وإنتهى ليه ترجفين قصيد !
عضّت ورد شفايفها لأنه بينجنّ تشوف هالشيء منه : ذياب ، إجلسوا أول
مدّت قصيد يدها ليده اللي تحاوط ملامحها للآن ، ليده اللي تموّتها لأنه يتفحصها بنظرات " مرعوبة" تماماً تاخذ نفس من أعماق قلبها وتفجّر داخله كله من شاف إن دموعها ما توقف تفيض يضمّها لصدره ، ياخذ نفس من أعماق قلبه فقط وشتت ورد نظرها من نزلت ملاذ تشوف إن ذياب يحاوط رأس قصيد كله بحضنه يقبّله ومدّت قصيد يدها لذراعه تاخذ نفس : مابي شيء والله العظيم
جات شدن اللي تتأمل لثواني ووقفت قدام ورد اللي تكّت يديها على أكتاف شدن ..
_
هز راسه بإيه يشتت نظره فقط ، يمسح دموعها بيده ولف نظره لورد : طيب ، إجلسي هنا مع ورد خلاص
هزت راسها بالنفي يعضّ شفايفه مباشرة لأنه بيفصل لامحالة ويدري بها ، يدري بداخلها كله وبيفصل لأنها تردّه عنه وتكلّمت ورد : نجلس هنا شوي بعدين نروح عندهم
ماكان منها كلام تشتت نظرها لبعيد يعرف إنها زعلت ، يفهمها إنها زعلت من مدّت يدها تمسح دموعها وتجفف يديها فقط ونطقت ملاذ : أبوك ينتظرك ذياب ، حنّا هنا
هز راسه بإيه يطلع بدون ولا كلمة ، بدون حتى ما يقول درب وما إنتبه للبنات الواقفين قريب منهم يرقى الدرج للأعلى وشهقت درة بهمس : ليه معصب طيب !
جات شدن تركض لأمها اللي كان منها السؤال مباشرة : ليه معصب ذياب شدن ؟ قصيد فيها شيء ؟
إبتسمت شدن تهز راسها بالنفي : لا ، هي تبكي كانت بس كان يضمها ذيابي كذا تقول مافيها شيء
لأنها ضمت راس أمها المنحنية لها تقبّل راسها ، ضحكت جود : وتمثّل شدن إنتِ رهيبة مرة
قلقت ديم مباشرة : طيب ليه معصب لا يكون فيهم شيء
رفعت وسن أكتافها بعدم معرفة تاخذ نفس ، وكشّرت توق : أوفر دراما مره !
_
« بيـت مـتعـب »
صار الإجتماع هنـا كالعادة يستقبلون المعزّين ، يستقبلون فيض الجموع الآسفه على رحيل متعب وكالعادة أول الواقفين حاكم ، وبجنبه ذياب الساكن اللي جاء له عمه تركي أوّل الناس : ذياب أبوي
قبّل رأس عمه يهز راسه بإيه فقط ، ولف تركي نظره لحاكم وهو من الأمس عجز يكلمه ويداريه نهائياً : حاكم
وقف تركي قدام حاكم الساكن تماماً يناظره لثواني ، وأخذ بدقنه بحركة عشوائية يقبل راسه : أنا هنا ياخوك ، وراك
هز حاكم راسه بإيه ومن الأمس ، تركي واقف بجنبه وقفة أخو - ما تُكرر - لأنه ما يسأله عن شيء ، وما يعاتبه على شيء ، يأكد وجوده كسند له فقط لكن مايرهقه بشيء وسكن ذياب تماماً بهدوء من دخلت سيّارات سموه ، والحرس ، وأسامة اللي من الأمس يجي ويغيب حسب الظروف وتقدّم سموه يقبل كتف حاكم اللي أخذ بكتفه بالمثل - إحترام متبادل - يشدّ يده بالقوة : عظم الله أجرك ياحاكم ، عظم الله أجركم الله يغفر له ويرحمه ويبدله دار خيرٍ من داره
هز حاكم راسه بإيه : آمين جزاك الله خير يابونايف
ناظره سموّه لثواني يشد يده : طيبين ان شاء الله ؟
حاكم : الحمدلله ، مسّلمين وصابرين ومحتسبين
هز سموه راسه بإيه يضرب على كتف حاكم ، ولف نظره لذياب الساكن تماماً بجوار أبوه : ذياب أبوي
قبّل كتف ذياب بالمثل ، وقبّل ذياب كتفه بالمثل لكن بحرارة أكبر ، بحرارة تترك الكلام بالحضن وبين الأكتاف ينطق له سموه : طيّب إن شاء الله يابوك ؟ الله يرحمه ويغفر له ويثبّته
_
هز ذياب راسه بإيه : الحمدلله ، الله يطول بعمرك ما قصّرت
نطق سموّه بتبرير : والله إني من البارح أسوق النظر يمكّم لكن سألت أسامة قال لو تروّح ثاني يوم أفضل تلقاهم
لف ذياب نظره لأسامة بإمتنان : يدري بالحال أسامة ، وافين الله يطول بعمركم ويخليكم ولايجي منكم قصور !
« بيـت حـاكـم »
جلس بجنبها يتأملها لثواني وأخذت نفس من أعماق قلبها خفّ الضجيج ، خفّت الضجة والركض بأيام العزاء والحزن بعده تاخذ نفس من أعماقها : نهيّان ودي نطلع
لف نظره لها يعدل ثوبه : حتى أنا ودي ، إنكتمت
قامت تلبس عبايتها مباشرة ، وعدل ثوبه يخرج ويتنحنح “ درب يا بنت “ تلف ديم نظرها له : مافي أحد
هز راسه بإيه : أجل يا ولـد
ما ردّ عليه الصوت أحد تمشي ديم للأسفل معاه ، ركبت السيارة تاخذ نفس من أعماق قلبها : موحش البيت مرة
هز نهيان راسه بإيه يركب : بعد الزحمة صار فاضي ومافيه صوت ، لو وسن خلّت بنتها عندنا كانت مشغلتنا
هزت ديم راسها بإيه يبتسم نهيّان : بس يجي الشيخ حقنا يشغلنا عن شدن وطوايف شدن بعد ، صح يالذيب ؟
لأن يده مُدت لبطنها هي إبتسمت : وليه متأكد إنه ولد !
نهيّـان : إحساسي ، زهر مبطية ما بتجي الحين
رفعت حاجبها لثواني : ومقرر إسمها ! طيب والولد ؟
ضحك بذهول : وش متوقعة لو كان أول ولد بنسميه شيء غير حاكم ؟ أول حفيد لأبوي لازم يكون سميه مني وإلا من ذياب
هزت راسها بالنفي : طيب خلينا نمر الآيسكريم أول شيء ، وموضوع السماوة هذا مدري متى تتركونه يعني وش يضرّ لو جاء ولد وسميّناه شيء مو مكرر ؟
لف نظره لها : بس أبوي مو مكرر ، هو حاكم لحاله
ناظرته لأنه يستعبط ، وكان منها التأكيد : لا قصدي نطلع مرة ، وش يضر لو سميّناه فهد مثلاً ؟ عبدالرحمن ؟ فراس ؟ سلمان ؟
كشّر مباشرة يناظرها : تحبين تنكدين علي ديم ليه ؟
ضحكت بذهول لأنه يقلّد نبرتها بنطق كل الأسماء ، وكشّر : حاكم تعرفينه وإلا ما تعرفينه ؟ بنسميه حاكم
هزت راسها بالنفي : إذا صار ببطنك إنت سميه حاكم مع إحترامي التام وحبي الأكمل لعمي لكن ولدي ما بسميه
ناظرها بذهول : ديم وش قلبك ؟ أبوي حالته زفت من بعد العزاء وجاي مستكثره عليه يفرح بسميّه ؟
ما توقّعت يكلمها بجدية بهالشكل ، وما توقعت يخطف نظرتها بهالشكل تحزن مباشرة لأنه صوّرها “ وحش “ مو بس قاسية : لا مو قصدي كذا نهيان أكيد يفرح بحفيـ
ضحك يقبّل يدها لأنها خافت : أمزح معاك يابنت هو فرحته بالحفيد وش عليه من الإسم ؟ وما ظنتي يحب السماوة أبوي أصلاً
ضربته مرة ، ومرتين ، وثلاث بذهول لأنه وقف قلبها : غبي متخلف !
_
ضحك ينزل ، يمسك الباب بيدّه : وش تبين نكهته ؟
كشّرت تصد عنه فقط ، وضحك يتوجه للمحل تاخذ نفس من أعماق قلبها تمدّ يدها لبطنها : مو طبيعي
كانت دقائق بسيطة لحد ما رجع بيده آيسكريم لها ، وله : وين نروح الحين ؟
أخذت الآيسكريم تكشر ، ونطق : طيب الزعلان ما ياخذ
هزت راسها بإيه : نهيان قد جربت تسوق ومطبوع بوجهك آيسكريم ملّون بكل النكهات ؟
هز راسه بالنفي بجدية : لا ، جربت وبوجهي آيسكريم نكهة وحدة توت بس
صرخت من غيضها منه بلحظة تتعالى ضحكاته لأنه يسوي إنه جدي وهو يستعبط ، كله على بعضه عبط وضحك من أعماق قلبه : تعجبيني ياخي أحب تعصبين
ناظرته ديم بذهول تنزل نظرها لبطنها فقط : لا حول ولا قوة إلا بالله ! لنا الجنة ياماما ، لنا الجنة لا تخاف
نهيّان بتعجب : ووش أنا من أهل النار يعني ؟ إن شاء الله إني من أهل الجنة معاكم بعد عمر طويل حبيبتي
ناظرته لثواني ، وضحك يوقف عند الملعب : ما تبيني ؟
هزت راسها بإيه تكشّر : مره ، رجعني البيت أصلاً
إبتسم ينزل من مكانه فقط ، وتوجه لبابها يفتح الباب لها : وش رجعني البيت يوم وصلنا ، تعالي
مدّ يده ينزلها تكشر له لكنها طاوعته وصولاً إلى المدرج تجلس هي ، وتوجه هو ياخذ أقرب كورة وصرخ بكلمة وحدة " مكتـوم " تشمّق هي بسخرية مباشرة : ما سمعت إلا ضحكاتك لو فيه أحد مكتوم هنا فهو أنا
إبتسم نهيّان فقط : بتخفف عني الكورة وش بيخفف عنك
كشّرت تشتت نظرها عنه ، من صار يلعب لوحده ، يتمرّن لوحده ، يشوت لوحده وسط ساخر تعليقاتها عليه وضحكاته لها وما إستوعبت إنها تضحك معاه ، تضحك عليه وحتى هي تغيّر جوها " يخفف عنها " كأنه صار فاصل تام بينهم وبين حالي الظروف والأوضاع ، كأن ما عاد بالكون إلا هالملعب ونزلت عبايتها تتركها عالمدرج تعدّل تيشيرتها ونزلت بإتجاهه يوقف لعب يتأملها ، لابسه تيشيرت كحلي ، وبنطلون رياضي رمادي تنزله لأسفل خصرها تماماً وبروز بطنها ياخذ منها " حتّة " تقتله وضحكت من نظراته الغريبة : وش ؟
هز راسه بالنفي : حلوة إنتِ ديم ، حلوة مرة
ضحكت لأن غير متوقع منه بهاللحظة ، وإبتسم لأن فعلاً الحمل أعطاها " وزن " قليل تشكّل كله ببطنها البارز وهزت راسها بالنفي : طيب ما ودك تشوت لي بالغلط ؟
ضحك نهيّان : تشوتين وتولدين ؟ ديم
كشّرت مباشرة يترك الكورة عند أقدامها بالضبط : على مهلك
إبتسمت لثواني : تتحداني أجيب هدف على مهلي ؟
رفع حاجبه لثواني ، وشاتت الكورة فعلاً على أقل من مهلها تمسك بطنها وصرخ نهيّان مباشرة : قووول !
هو راح يركض يمثّل الإحتفال لكنه بالحقيقة توجه للكورة يزيد دحرجتها بطرف رجله عشان توصل المرمى وتدخل هدف و
_
وضحكت ديم من جنونه من جاء يضمّها ويحتفل عند بطنها : ماما لعيّبة تاخذ المركز الثاني بعد أبوك
ضربت كتفه يقبّل خدها ، يبتسم بهمس : أو المركز الأول
_
« بيـت حـاكـم »
ما عرفت تتنفس بعد ما غابت الضجة ، بعد ما مرّ وقت كافي على نهاية العزاء ومرور ثقيل الأيام اللي ما فارقت فيها أمها ، وبيتهم نهائياً لأن وسط ضجة العزاء ما كان أحد يستوعب لكن بهاللحظة هم كلهم يستوعبون وعزاها الوحيد ، إن ذياب طول وقته مع أبوها ما يغيب عنه من يصحى لين ينام وما وعيت إلا على صوته : وردتي
شدت الوشاح على جسدها تبتسم : أهلاً ، متى جيت ؟
نصّار : من يوم ما لعبت بك الهواجيس
إبتسمت تهز راسها بالنفي : وتاركها تلعب بعقلي يعني ؟
هز راسه بإيه : مريّت سلمت على عمتي ، قالت لي ورد بالحديقة قلت يوه شلون أطلّعها من بين الورود يوم تحرّكتي عرفت وينك
ضحكت تهز راسها بالنفي : سخيف
إبتسم نصّار يشوف كم الشتلات الجديدة اللي مازُرعت وما إستقرت بأماكنها رغم إنها جاهزة : ليه ما زرعتيها ؟
إبتسمت ورد لثواني : شتلات ماما ، فقدت الشغف شكلها
قالتها بطريقة محزنة ، بطريقة تأكد إن العزاء أخذ من أمها شيء كثير وشمّر يديه : تزعل علينا لو زرعناها ؟
هزت راسها بالنفي : قالتلي ، وقت طلعت الحديقة هنا قالت جات الشتلات الجديدة ياورد لو ودك بس ماودي
تجاهل إنها قالت ما ودّها ياخذ شتلة بيده ، يتوجه لمكانها المفرّغ لها لكنه علّق بأول خطوة تضحك ورد : ما تعرف ليه تحاول ؟
هز راسه بالنفي : ترى كلها شتلة أكبر منك بشوي
جلست لأنه نطقها ، ولفت نظرها له لأنه يحاول وخايف على الشتلة لكن ما بتوقف له لين ينطق إستسلامه وبالفعل : ورد ، تعالي يميّ شوي
ضحكت تترك جلالها على الكرسي : إستسلمت يعني ؟
هز راسه بإيه ، ومدّت يدها تلمس التربة : تقول أمي ، لا تنزع الشتلة من ترابها لتراب ما تعرفه يتغيّر عليها المكان
رفع حاجبه لأنه ما يصدق هالأمور لكنه معاها يصدق ، وإبتسمت ورد تلمس أغصانها : ووقت تتفتح ، تطلع زهور بيضاء صغيرة لكن ريحتها خيالية ما قد شميتها ؟
هز راسه بالنفي ، ومدّت يدها لشتلة أخرى ترفعها لأنفه عشان توصله ريحتها : ماما تعشق الريحان والياسمين
إبتسم لأن مزاجها تغيّر ، لأن يديها تلطّخت بالتربة مثل يديه يساعدها بزرع أول شتلة ، وثاني شتلة ، والثالثة ، والرابعة بلا كلل ولا ملل وإبتسم : هذا وما كان ودك
ضحكت تستوعب ، تشوف التراب اللي بيده ، ويديها ، وملابسه ، وملابسها : تخفف عني مرة ما حسيّت الوقت
إبتسم لأنها ما شافت إندماجها ، ما شافت هي كيف تزرعها "بكل حب " فعلياً بتربتها الجديدة ، ما شافت كيف تمسح على أوراقها ..
_
وما شافت كيف إرتوى قلبه هو مثل ما ترتوي الشتلات لكن الفرق هي تسقي الشتلات الماء ، وتسقي قلبه إبتسامتها وإلتفاتتها له بكل لحظة وكل ما مدّ يده يطلع لها شتلة وإنحنى يقبّل خدها لوقت طويل ما تكلّمت لثواني وشهقت : مو بأسبانيا إحنا !
هز نصّار راسه بإيه : ببيت حاكم ، بس ماهو موجود ورد !
_
« بيـت تركـي »
ما تـدري كيف سارت بهم الأيام وصولاً لهالمحطة ، وصولاً لهاللحظة بالأمس بخيالها هي كانت معاه تاركين كل الدنيا - حرفياً - وراهم برغبة وحيدة بس ودّهم يحسون الحياة ، يعيشون بعيد عن رعب الظروف ؟ بعيد عن شغله ، عن دراستها ، عن ضرب الوجع عليهم بكل لحظة سعيدة : الحمدلله على كل حال ، الحمدلله
عدلت خاتمها بيدها تنزل ، لأخوانها الجالسين بالصالة مع عذبي وتركي الكبار وتسمعهم يسولفون عن الأيام الماضية وتنهّد تركي : لكن حاكم الحمدلله كأنه شد حيله شوي وإرتاح وكلّمت فزاع وعناد وبتال كلهم ، قلتلهم دامه مرتاح وذياب معاه خلّوه
هز عذبي راسه بإيه ، ونطق فهد بتساؤل : وذياب كيف حاله ؟ يوم لقيناه بالعزاء ما كان واضح عليه شيء
هز تركي راسه بإيه يشوف قصيد اللي نازله مع الدرج : كيف حاله ذياب ياقصيد اليوم ؟
هزت راسها بإيه تشتت نظرها لبعيد : طيّب ، الحمدلله
جلست بجنب تركي وعذبي ، بينهم بالأصح وسأل فهد : تلقينه قصيد ؟ وإلا من ثالث يوم ما لقيتيه ؟
كان منها النفي فقط وهي ما لقيته فعلاً : مشغول مع أبوه
تنهّد تركي لأنه شايف حال حاكم “ المتدهور “بشكل غير طبيعي تجاه ذياب مو تجاه غيره : الله يخليه له يارب
هزت راسها بإيه ، وإبتسمت لفهد : ما ورّيتني أشبالك
ضحك فهد ياخذ جواله : الحين أدق على رشود نشوفهم
إبتسم عذبي أبوها : قصيد ، متى تزورين الكويت؟
رفع تركي حاجبه : وش تبي ببنتي ؟
عذبي : أبيها تسيّر علينا ، يسألون عنها إنت وش تبي ؟
كشّر تركي ، وضحك عذبي الصغير : زعل ليش ما قلتله هو متى تجي الكويت لا تتعداه يالسمي
تركي : تشوف ؟ لا كلّمني ولا كلّمك راح لقصيد متى تجين
إبتسمت قصيد يرق قلب تركي لأنه يشوف ببنته أحوال ، ونطق سميّه : شدن قالت لي شيءّ عن إنك خفتي بالعزاء وبكيتي وش صار ؟
قصيـد : ما صار شيء ، كنت مع أمي علياء وإختلف حالها
رفع عذبي حاجبه : شلون يعني ؟
هي من وقتها للآن ما رجعت تدرك الموقف من جديد : يعني اليوم كله كانت تعرفني وتقول لي سوي قهوة بنتقهوى
رنّ الجرس يوقف فهد : دقيقة لا تكمّلين
رفع عذبي الكبير حاجبه : ماعليج منه ليش محد قاليّ ؟
قصيد : كانت تعرفني ، وتقول قصيد وتقول حرم ذياب ومرته طول الوقت
هز تركي راسه بإيه بإنصات لكنه فزّ من الداخل خلف فهد : يامرحبـا !
_
أشّر ذياب لعمه بالجلوس مباشرة : والله ما تقوم !
كان مسمعه لنطقها هي “ حرم ذياب ومرتـه “ تهز ضلوعه مثل ما خَفق قلبها بهاللحظة لدخوله بدون مقدمات تشوف حرارة سلام أبوها عليه وكيف شدّ كتفه : ولدي جايني وما أقوم ! عساك طيب يابوك طمّني عنك
هز ذياب راسه بإيه : طيّب الله يسلمك ويخليّك ، علومك إبتسم تركي : بخير وأفضل حال دام شفناك ، ما جاء أبوك معاك ؟
هز راسه بالنفي : لا وديّته البيت يرتاح من البارح صاحي
جلس فهد بجنبها : يسمع بشيء إسمه نوم قصيد ؟
سلّم على أبوها ، وعذبي ، وأخوانها وسلّم عليها يشد يدها بهدوء فقط لكنه خطف قلبها لأن بينهم كلهم ، هو إنحنى يقبّل خدها بسلامه لكن هي تعرف قُبلاته ومعانيها تشعّ ملامحها من شعورها اللي صار كله ببطنها وبعّد عذبي يترك لذياب مكانه بجنب قصيـد وشدّ ذياب كتفه يجلس ، وبعد سؤال الأحوال اللي إنتهى بشكل سريع رجع عذبي لذات الموضوع : إيه قصيد ؟
توترت ، توترت لأنه غريب ماتعرفه بجنبها وعدلت جلوسها فقط وهي تحس يده اللي على ظهرها ، وتشوف يمينه اللي مُدت تاخذ الفنجال من فهد يمسكه على ركبته بكل هدوء : بس
ناظرها عذبي الكبير لثواني : وش بس ؟ يعني قالت لج سوي قهوة وزعلتي خفتي ؟
ناظرها فهد لثواني : لو صج يبه قولي ما أعرف ليه تزعلين
هز ذياب راسه بالنفي يلف نظره لها ، ونطق عذبي أخوها بهمس : ذياب يدري إنك ما تعرفين تسوين قهوة ؟
ناظرته لثواني فقط وإنتبه عذبي إن ذياب يسمعه ، ويتأمله على نطّته لها ونطق مباشرة : حبيبي الذيب
هزت راسها بالنفي تكمّل : ضيّعتني ، فجأة تغير حالها تقول كلام وصارت ما تعرفني وعصّبت ، علينا كلنا وعلي وما قد جرّبت أحد يختلف ويتغيّر فجأة
نطق تركي يهز راسه بإيه : ما صدّقت الله يكون بعونها
لاحظ إنها تقصّ الكلام عشان خاطره بشكل يحرقه ، وهز راسه بإيه يشرب فنجاله اللي يفُوح من حرارته : ضيّعتنا تقول لقصيد قومي سوي القهوة متعب جاي ، بنتقهوى سوا ببيت ذياب قالها أبوي يمه هذا بيتي ، قالت هذا وين
رجف داخلها من نطق أبوها وعذبي الكبير “ لا حول ولا قوة إلا بالله “ وسأل تركي جونيور : كنت معها إنت يعني؟
هز ذياب راسه بإيه : وزين إني كنت ، يوم ضيّعت هي شدّت على يد قصيـد تنفضها ولو عصبت أكثر هي ما تدري بعمرها ولا بحالها ولا تدري إن قصيد اللي يمّها
ناظر تركي بنته اللي تحفّظت على الكلام بشكل يبيّن بملامحها ، تحفّظت على الحوار كله وقام فهد يقهوي ذياب : يعني مو عشان ما تعرفين تسوين قهوة
عضّت شفايفها لثواني بشبه حنق : فهودي ليه تكررها ؟
ناظره ذياب ، وإبتسم فهد : أبيه يقول شيء ما يقول
إبتسم ذياب بهدوء : عيالك وينهم
_
6,007 تسجيل إعجاب
صورة ملف rwaiah99_ الشخصي
1412
-
فهـد : تركتهم عند رشود ولد عمي بالكويت تو قصيد تسأل عنهم بعد قلتلها ندق عليه نشوفهم
هز ذياب راسه بإيه يعدّلها : تدق عليه وصّور لنا
كتم عذبي ضحكته ، وبالمثل تركي اللي فهم ولأنها تحس نظراته عليها ، لأنها تفهمه ولأنها تدري فيه “ ما يخجل “ والكل يدري بهاللحظة إنّ يده خلف ظهرها من أريحية جلوسه هي كانت تشتعل خجل بكل لحظة وهز ذياب فنجاله يعبّر عن إكتفاءه : بس تسلم
ناظره تركي وهو يعرف إنه بيمشي : الشاهي يا ذياب
هز راسه بالنفي يشدّ ظهر قصيد : مالي به الله يكثر خيرك
عدلت جلوسها توقف لأنه بياخذها ، ومسح تركي على ملامحه يبتسم ومشى مع قصيد خارج جلستهم ومع ذياب اللي نطق : به شيء أشيله ؟
هزت راسها بالنفي : بلبس عبايتي وباخذ شنطتي بس
قبل تفكر تطلع نزلت جوانا اللي إبتسمت لذياب ترحّب به ، ومدّت لقصيد عبايتها تلبّسها وشنطتها : أجـي معاك ؟
إبتسمت قصيد تهز راسها بالنفي بإمتنان : شكرًا جوانا
إبتسم تركي بهدوء يناظر ذياب من لفّت قصيد تكلم أخوانها اللي ينادونها يسولفون لها : تاخذ بنتي ياذياب ؟ كم صار لكم متزوجين وكل ما جات عندنا وصار وقت رجعتها أقول شلون تاخذ نور بيتي عني
ذيـاب بهدوء : نور بيتك ياعمي ، وبيتي كله هي لا تلومني
إبتسم تركي بإعجاب لأنه يرتاح للرجال اللي شعوره على لسانه بالضبط بركازة مثل ذياب ، بالليّ يقدّر : الله يحفظكم ويستر عليكم ، أستودعكم الله ياذياب
هز ذياب راسه بإيه : توصي شيء تآمر على شيء ياعمي؟
تركـي : سلامتك ياذياب
لف ذياب نظره لقصيد اللي تضحك مع فهد اللي ماسك يدها : ممكن تترك يدي طيب ؟
وقف عذبي أبوها : إما عاد تسلّمين علي ولا تدوريني
ناظرته لثواني : أنا ؟ مستحيل مين يقول هذا الكلام
فهد بإستمتاع : بوسة ويرضى على ضمانتي
مثّل إنه ما رضى من رفعت نفسها تقبل خدّه ، وضحك فهد لأن وجه أبوه “يتشقق فرحة “ لكنه يحاول يسوي إنه ثقيل : كلنا ندري إنك خفيف يبه فكّها ، ذياب
ضحك ذياب فقط لأن فهد “ عبيط “ ووقت نطق بوسه هو كان يشوفه ، يأشر له بشوف وضحك بإستمتاع مباشر : أحب جذي أحب الدنيا تدور
ضحك ذياب يهز راسه بإيه : ندوّرك معها لا تخاف
تعالت ضحكاتهم وحتى قصيد وقت إستوعبت إن فهد طلب بوسة لأبوه لأن ذياب باس خدّها تناظره بذهول ونطق بإنتصار : فهودي ما يسكت
ضحك عذبي الكبير يضرب فهد على راسه ، وطلع كاميرا صغيرة من جيبه : بتمشين اليوم خذيها معج يبه
سكنت ملامحها تبتسم : جبتها ! بتردّون الكويت ؟
كان منه الإيجاب تضمّه ، تودعهم بالأحضان وتوجهت تركب جنب ذياب اللي ودّعهم قبلها يلف نظره لها : لا تغطين
ما لفّت نظرها له تنطق بهدوء : إشتقت لي ؟
ذيـاب : لفي عينك لي واسأليني ما يسألون كذا
قصيـد : من زمان ما شفت الشارع بشوفه
تستعبط عليه لأن ماضي الأيام كلها تسأله بساعات متفرقة عن حاله ووضعه ويرد مرة وحدة بـ “ طيّب “ ، و” الحمدلله “ فقط ويدري تكره ، يدري تغضب وما تحب لأنها آخر شيء بس حطت له إستفهام وما عاد ردّت نهائياً لين جاء هو يشوفها : قصيـد
ما كان منها كلام تلعب بالكام اللي بيدّها ولفت نظرها له بهدوء ، بعادية تامة : كيفهم عمي وعمتي ؟
ما ردّ يناظرها فقط لأن هالنظرات منها “يكرهها “ بشكل غير عادي : إنتبهي لعينك
عضّت شفايفها بهدوء : ما بنتبه ممكن تشوف الطريق ؟
نطق بشبه حدة مباشرة : قصيـد !
نطقت على نفس وزن نبرته بالضبط : ذيـاب !
عضّ شفايفه فقط ، ونطقت بهدوء تام : وحشني بيتنا لو ممكن نوصل بسرعة وسلام وتنتبه للخط طال عمرك
تلعبّ به ، وما غمّضت عينها طول الطريق من دخل السيارة لداخل أسوار قصرهم تنزل بدون ما تنتظر مجيئه وإنه يمسك يدها ودخل خلفها يقفّل الباب من نزّلت عبايتها : بنطلع فوق
قصيـد : بجلس هنا
ضغط على عيونه بإن ما وده بالجدال : ليه تعانديني قصيد ؟
قصيـد : لا نتهاوش ، إذا سمحت إنت مُرهق روح نام
نزل نظره لها لأنها جلست فعلاً ، لأنه وقت عصّب بالعزاء هي كانت زعلانة وتكره وقت تزعل ويعصّب معاها على كل شيء بالدنيا لأن ليه تزعلين وزادها كثير مو شوي من وقت ما صارت هي ببيت أهلها ومرّت الأيام بإنشغاله وتعبه وإرهاقه اللي هي كالعادة - مو جنبه - فيه بأسبابه هو وعض شفايفه يجلس بجنبها : نطلع فوق
رفضت ، وهز راسه بإيه فقط يدخل يدّه بجيبه وسكنت ملامحها من ترك شيء براحة يدّها وإعتدل بجلوسه يسكن داخلها كله لأنها دُبلة أعجبتها بُدبي ، أعجبتها لحد الهلاك ماشافت بروعتها ، بلمعة ألماسها وبكل برود طلّعها ينطق : مشينا ما خلّصوها ، وصلت ثالث يوم
نزلت نظرها لها ونُفض صدرها بلحظة من نُقش بداخلها أعذب كلماته لها اللي ينطقها بطريقة ما تشابه أي نُطق بالدنيا : حبيبتي
لف نظره لها لأنها نطقتها مايعرف شعورها وعجز يبعد يتأمل عينها فقط وتألم داخله من تأملها له بالمثل لأنه ما يقدر يسوي شيء رغم شديد رغبته بإنه يقبّلها لكن نظراتها تردّه ، داخل قصيد يقول كلام آخر من تعب ملامحه من إنه غير عادي كيف يجلس وكيف يقدّم أغلى الألماسات بعادية من جيبه تعرف إنها مرافقته طول ماضي الأيام : أكرهك
ذيـاب : إكرهيني ، بس قرّبي مني قصيد
ما قرّبت تجففّ عروق صبره لأنها تتأمله ، تتأمل رمشه اللي ما كانت تريده لكنّها بهاللحظة تبيه ، بهاللحظة تعشقه وذاب داخله من مدّت يدها لخده يخفق قلبه من لامسه حنانها تقبّله ..
_
تقبّله هي بنفسها بدون ما يحرّك ساكن لان هدوئها بهاللحظة يقتله عن ماضي أيامه المليانة عواصف ، رقّة ملامستها لشفايفه عن كل قسوة مر فيها تهلك داخله وأخذ نفس من أعماق قلبه من همست بين شفايفه بهدوء : حبيبي
نزل نظره لها لأن يدها دايماً تلقى محلها على خده ولأن نهشته روحه بالأمس : ليه تلمسين وجهي قصيد ؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة : أحب ، بدون ما أفكر دايماً
حسّت إن حاله غريب لوهلة ، وعدلت أكتافها : ليه ؟
أخذ نفس من أعماق قلبه فقط يرجع يدها على ملامحه وفزع داخلها مباشرة : تصدع ذياب ؟
إبتسم بهدوء ينفي ، يهمس كل شعوره : الله يديمك لي
هي همست “ ويديمك “ لكنها لمست غريب حاله فعلاً ترجع جسدها للخلف عنده ، ونزل نظره من حس إن هواجيسه بتنهشه من جديد وهو وده يتفكك عنها ، وده يهرب عنها بكل الطرق : وريني
كان يقصد الدبلة بيدّها ، وأخذته بالفعل لكن مدت يدها له : المفروض إنت تلبّسني ، تعرف هالشيء؟
هز راسه بالنفي لأنه ما يعرف ، ومدّ يده ياخذ بيدها وإبتسمت لثواني من نظراته ليدها : وش؟
كان منه النفي يلبّسها بأُصباعها ، يشوف كيف صار أحلى بكثير بيدّها كأن ما للألماس قيمة ، زان بيدها فقط وشعّت ملامحها خجل من قبّل يدها يرجع جسده للخلف وترك يدها على حضنه ترجع هي تتكي : فيك شيء ذياب؟
هز راسه بالنفي : سولفي لي ، وش عطاك عمي عذبي ؟
إبتسمت تاخذ الكاميرا بيدها : ما بسولف بورّيك بس
فتحت الكام تبتسم للصور وأول صورة بالضبط ، كانت لها بلفّتها البيضاء وإبتسم : ماشاءالله
يعرف إنها “ محبوبة “ من صغرها وللآن يزيد الحب تجاهها ما يخفّ شغف آل نائل فيها نهائياً ، يشوف طاغي الحب لها بصورهم مع كل رجّال بالعائلة ويلمس السرور ، والفرح ، وطاغي الحب من نظراتهم لها : يحبك الشاعر
هزت راسها بإيه تبتسم : قبل ولادتي كان حلمه عني ، يقول لماما تحلّمت ببنتي قصيد وشفتها بالحلم
لف نظره لها كانت فعلياً صورها وهي رضيعة مع كل رجال العائلة ، بدايات عُمرها وقت بديت تكبر وتبيّن ملامحها بأنواع الفساتين ، أنواع الدلال وضحكت من صورة تغرق بدموعها فيها : هنا ، خاصمتهم على شيء ما أدري وش يكون لكن زعلت ، زعلت مره مره ووقتها بابا جلس يقول لي قصيدة ويطلبني أرددها وما أفهم من معانيها شيء بس كنت أقولها وراه ، فيه فيديو كمان
شغّلت الفيديو يبتسم ذياب من أعماق قلبه لأنها واقفة “ بخصام شديد “ قدام الشاعر الجالس على الكنب وما تبيّن منه إلا يديه اللي تمسك يديها يكلّمها “ قولي بابا يقول “ ، وتترجمها هي بلُغتها المحببة “ Daddy says “
_
ويضحك لها الشاعر “ بالعربي بابا ، بالعربي الجاي .. قولي يقول والله ، لا أنسيّك الزعل لين ترضين “ وإختارت تقول آخر كلمة بلعثمة فقط لأنها ما تتعود ، وكمّل الشاعر يبتسم “ وأمهّد لك الدنيا فجوج فضيـة “ وضحك ، تعالت ضحكاته من خجلت هي ما تفهم أبوها وش يقول لكنها ضمّته تتعالى ضحكات الشاعر ، وضحكات عذبي المصور : الله يديمك له ، ويديمه لك
إبتسمت لأن ضحكته رائعة بهالوقت ، ولفّت نظرها له من جات صورها مع عيال عذبي : تعرف إني ما كنت أعرف إنهم أخواني ؟ يعني لفترة طويلة لين صرنا كبار شوي وأنا ما أعرف وهم ما يعرفون بس على بالنا عيال عم
نزل نظره لها : ولا أنا كنت أدري ، وإنتِ تدرين
ضحكت قصـيد لأنها تعرف : الكويت تدري
إبتسم ذيـاب فقط ، ومررّت الصور بسرعة : آخر شيء وبنقوم
كانت بمراهقتها ، بسيارة عذبي الكبير وهذا الواضح لأنه هو اللي يسوق بشوارع الكويت يحتفلون بالسعُودية والكويت من سيارته ، مقاطع مصورة لضحكاتها ، لشعرها اللي تحركه الهبايب لأنهم يطلعون مع أعلى السيارة يرفعون أخضر الخفّاق ، راية العز يتغنّون بها وعلم شقيقتها الكويت بالفخر والغرور ، إبتساماتها ومن كان يطلبها تركي أخوها تغني معاه يمتلي صدر ذياب اللي يتفرّج وضحكت من قبّل راسها : أحبهم ، إكتفيت فيهم عن كل شيء وهنا ، تسمع كيف أغني؟
كانت تغني للسعودية ، تغني للوُطن معاهم وهز راسه بإيه يتزاحم داخله لأنه يسمع كيف تغني وتضحك ، تغنّي يعرف إن وطنه هو ضحكتها ، إبتسامتها وإبتسمت لأنها تلمح بعينه كلام تعدل جلستها : وش ؟
هز راسه بالنفي يمسح على ملامحه ، على شنبه وإبتسمت هي : وش ذياب بتقول شيء ؟
كان منه النفي لثواني لكن ما طال ، الشاعر ما تردد يصرخ لها بعالي الصوت “ والله “ ويكمّل أشعاره وهي طفلة ، هو كيف له قلب يبخل عليها : ذكرت اللي يقول ، تغنّي للوطن
إبتسمت لأنها تعرف متى بيُقال فيها الشعر ، والقصيد ، وعذب الكلام وكلها إنصات كانت تُشدّ له من كمّل : تغنّي للوطن .. وإنت الوطن ، والأرض ، وأهل الأرض
خجلت ملامحها يبتسم هو : بلادي إنت ، والخطوة معك هي كلها بلادي !
تعالت ضحكاته من صرخت خجل تضمّه يقبل كتفها ، يتنفّس بها للمرة الألف وما يدري كيف بتكون أيامه فعلياً بدونها وإبتسمت هي تاخذ الكام بيدها بشغف : أبيها معاك
رفع حاجبه ، ورجعت جسدها لآخر الكنب تطلب منه الإلتفات لها وإبتسم فقط من رفعت الكام بإتجاهه بتصوّره ، إبتسم يهلك قلبها تاخذ له صورة يرفّ لها قلبها من جلوسه ، ملامحه الرائعة رغم هلاكه وشخصيته المهلكة لها بالثوب وإبتسمت تتأمل الصورة ترجع لجنبه ، لحضنه بالأصح :بنطبعها ، ونكتب وراها تم؟
_
ضم عاري أكتافها تجاهه رغم شديد نُعاسه بهاللحظة لكن وده يتأملها ، وده يخفف عن روحه بمنظرها بحضنه ، وده يتأمل وجودها بحياته بشكل أكثر الأيام تحرقه ، والظروف ، وكل دنيته تحرقه ويجي لها تسلبه من كل شيء بأفعالها ، بإنها تحبه لدرجة يحس ماعلى الأرض شخص يحبه مثلها تاخذ رضاه من الأيام ، تهلّ على عمره سحايب وصلها تزهر يباس حياته وكل ما جارت عليه الدنيا لقى إنها تهلّ جدايل حبها ، وشعرها الطاغي تظللّه عن الشمس الحارقة بظروفه ورجف صدره : يارب
_
« قصـر ذيـاب آخـر الليـل »
مرّ أسبوع جديد بأكمله ، أسبوع ما تغيّرت فيه الأحوال كثير من ماضي الأيام وبهاليوم مرّ على وفاة متعب شهر مرّ بعدم الإستيعاب على ذياب الجالس بحديقة قصره يفكر بعد مكالمة مطولة مع أسامة ، يفكر وما يسعفه التفكير بأي شيء شهر كامل مرّ ما يدري كيف غير إنه ثقيل ينهشه ، وما لقى لحظة يصفى فيها لوحده ويختلي ويشيل هم نفسه فقط ومسح على ملامحه يشوف رسالة أسامة له “ متأكد طال عمرك ؟” ، ورجع يرسل له “ تممه يا أسامة “ يتنفّس من أعماق قلبه ، يهلكه عقله بالظروف اللي تركها تتراكم عليه بإنه ما يحلّها من جذورها لكن يقص راسها وما توقّع تطلع له ذيولها تزعجه من أول حكاياته بالوزارة ، للدعاوى عليه وعلى أبوه ، للعجوز الغير عادية بالبر واللي أقلقت راحته بشكل ما يتصّوره أحد بإنزعاج غير عادي على صحته المتدهورة بشكل هو أكثر من يعرفه : رميتني ببحر هلكني يانهيّان ولا عاد بي حيل يعلم الله لا أبيه ولا يبيني
شتت نظره وهو آخر شيء ودّه يفكر فيه بهاللحظة ذات الشيء اللي أخذ شهر من عمره وفاة نهيّان وحاله ، وأحوال أبوه المريبة : لا إله إلا الله
عدل تيشيرته ودخل للداخل يشوف قصيد اللي بالمطبخ لكنه ما دخل عندها ، وما إنتبهت له ونُفض صدره من سوء مشاعره بلحظة يشتت نظره فقط : يارب العون لا تكسرها بي ، ولا تكسرني بها يارب
لأن الخوف ينهشه ، ولأنها هي اللُون الوحيد بحياته من وجودها بالمطبخ بهاللحظة وكيف صحيت من نومها تشهق بالذهول بإنها “ إشتهيت كيك ! “ ووقت لبس ودّه يجيب لها ، كانت مجهزة لستة الأغراض من الماركت لأن ودها هي تسويه بنفسها وبالفعل يتأمل إنسجامها ، نظراتها وإنها تحاول ، يديها اللي تبعد خصلات شعرها بإنزعاج بطرف يدها وإنتبهت لوقوفه بالصالة يتأملها تعقد حاجبها : ذيـاب ؟
لأنها شافته ، هو عدل نفسه يمشي لها : خلصتي؟
قصيـد : لا ، ذياب ما أعرف
مد يده لخصرها لأنها إنتصفت الطريق على ما يشوف : وش ما تعرفين ؟
كانت على وشك تصرخ بكل شيء ما تعرف له لكن صوت الجرس وقّفها ، ووقفه تلف نظرها له : ننتظر أحد؟
_

هز راسه بالنفي : كملّي ، تعرفين لها شلون ما تعرفين
توجه للباب ، ونطق “ مـن “ ما يُرد عليه الصوت يفتح بإستغراب لكن سكنت ملامحه تماماً من كان غير عن كل ظنونه وتوقعاته ، من إبتسم نصار بهمس وإنتصار شديد : أنا قلت الذيب ما ينام الليل أدري به مع إن من فتحتك للباب وهالوجه إنت كنت بتدفن الجاي
ضحك يهز راسه بالنفي : وراك ما ترد الصوت طيب !
طلعت ورد من خلفه : يقاله تشويق عشان يشوف ملامحك ، يارب ماجينا غلط ويارب قصيد مو نايمة كمان
إبتسم يهز راسه بالنفي بذهول : لا الله يحييكم ياخوك صاحيين بس وش العلم
سلّم عليه نصار يشد يده : العلم سلامتك ياطويل العمر طفشنا ولا به شيء نسويه ، قلنا بيت ذياب ما دخلناه
إبتسم يهز راسه بإيه يسلم على ورد اللي إبتسمت له
يأكّد عليها : كل وقت ياخوك الله يحييكم ، قصيد بالمطبخ
كان يبيّن الذهول على ملامحها لذياب بشكل لمحه نصار ، وإبتسم ذياب فقط يلف نظره لنّصار اللي ما دخل: نصّار ؟
هز نصّار راسه بالنفي : لا تكفى ما ودي بالبيت ماشاءالله عندك حديقة يلعب فيها الخيل ، جيب قهوتك وتعال بجلس بالجلسة
إبتسم ذياب يهز راسه بإيه ، ولف نظره لورد الواقفة معاه : ما ودك تدخلين ؟
إبتسمت ورد تنزل طرحتها عن شعرها : بدخل بس معاك
هز راسه بإيه يمشي بإتجاه المطبخ لقصيد اللي سمعت صوت الباب يتسكّر ، وسمعت خطوته لوحده تعض شفايفها : ذياب ندمت ، ندمت ما أعرف القهوة تنقذني عليها تمام لكن الكيك ؟ سألت ماما تقول تصرفي رسلتلك الطريقة وبس جوانا تلمّح لي بهمس ما فهمت ولا شيء ذيـ
ضحكت ورد تنطق بإنهيار لأن قصيد رفعت راسها تأشر لذياب بيأس : ما تستحي ذيـاب !
ضحك على حركة قصيد نفسها ، وعلى ملامحها اللي خجلت تهلك قلبه من تعدّلت تستوعب : ورد !
ضحكت ورد تهز راسها بإيه : ورد ، تبين ذياب ينقذك بالكيك يعني قصيد مو منجدك !
توجه للثلاجة ياخذ له ولنصّار مويا يسمع قصيد اللي نطقت بيأس : ما أدري كان سهل حسيّت ، بعدين ما سمعت صوتكم
ضحكت ورد تسلّم عليها : وتخجلين مني ؟ ما عرفت شيء بس إن ودك ذياب ينقذك بالكيك
جهّز القهوة على النار ببُنها ، وكل ما فيها يترك الباقي لقصيد وضحك لأن ورد تعيد وتزيد بطريقة وإبتسمت قصيد : تنقذيني إنتِ مشكور ذياب
هز راسه بإيه : تساعدك ورد ، نصّار عندي بالجلسة
هزت ورد راسها بإيه تتأمل خليط الكيك ، الفراولة اللي بالصحن ، ولخليط آخر يشبه القشطة أبيض : ما قصرتي تقدم والله أفضل شيء الفراولة !
كشرت قصيد مباشرة تاخذ المويا من يد ذياب تشرب : لأنها جاهزة ما لمستها
ضحك لأنها نطقتها بزعل مستحيل يهلك قلبه ومدّ يده لخدها تلقائياً : ..
_
-
: ماعليه ، تزين كلها وإن ما زانت أجيب لك غيرها تم ؟
هي تداركت إن ورد موجودة رغم إنها تشوفه كيف " ذايب " فعلياً وإبتسمت ورد من إنهيارها هي تتنحنح : الموضوع عندي ذياب ، الحين نكملها مع بعض ولا يهمك
إبتسم ذياب ياخذ مويا أخرى : لا جهزت القهوة أجيك
لفت نظرها للقهوة اللي على النار تبتسم ، وبمجرد خروجه عضّت ورد أُصباعها مباشرة : الله لايلومك يا سلاف !
ضحكت قصيد تاخذ نفس من أعماقها : تتشمتين ورد مرة تتشمتين شايفتك
ضحكت ورد من أعماق قلبها تجلس : خيالي المنظر ذبت بالغلط ، كيك وآخر الليل أشوف ذياب مافيه عقل
ناظرتها قصيد بذهول ، وضحكت ورد تشرق من ضحكها : آسفه والله بس يعني لو تخيّلت ١٠ سنوات قدام ما بتخيّل ذياب بهالرقة وكيك وأشياء أعرف رقته مع حلاله بس
_
« بالخـارج »
توجـه لنصّار الجالس على الجلسة يدندن ويتأمل الشجر حوله يشوف إنه يسرح بتفكيره : وش مشغلك ؟
هز نصّار راسه بالنفي : السفر والرحلة من الحين والله
رفع ذياب حاجبه : ما ودك ترجع ؟
نصّار : لا ماهو على ودي الله يحفظك ، بس الوقت طويل
هز ذياب راسه بإيه : تسوق الطيارة إنت الله يعينك
كشّر نصار بسخرية ، وإبتسم : مروق ماشاءالله وش السر
رجع ذياب جسده للخلف : وش تبيني أسوي يعني ؟
كشّر نصار للمرة الثانية يتربع ، وضحك ذياب لأن نصّار وقت يتربع يعني وقت تزين السوالف وبالفعل نطق نصّار : وش علومك ذياب ؟ كيف حالك وين رحت وين جيت
هز ذياب راسه بإيه : نصار ، العشاء متقابلين ياخوك
تذكّر : صحيح ، طيب وعلومك كيف حالك
إبتسم ذياب : تسرّك علومي الحمدلله ، إنت علومك
إبتسم مباشرة : بيجي سمييّ الظاهر وش هالفرح كله ؟
ضحك يهز راسه بالنفي فقط لكن قصيد وقت نطقت " لأنها جاهزة ما لمستها " قتلته فعلاً ، قتلته يضحك وضحك نصّار لأن ذياب يحاول يوقف ضحكته بإنه يضغط على عيونه : وش ذياب ؟
هز راسه بالنفي يحاول يوقف ضحكته : سلامتك ماعليك
ضحك نصّار تتعالى ضحكات ذياب المنهار تماماً ولو مو ورد بالمطبخ هو يعرف وش بتكون ردّة فعله وقت نطقت " لأنها جاهزة ما لمستها " وعلى تصرفاتها ، وجات ورد بالقهوة تشوف ذياب اللي يشرب مويته لكن تبيّن عليه ضحكاته وإنه بياخذ نفس : بسم الله عليك حبيبي !
أشر نصار على نفسه من رفع ذياب نظره لها : مقصودة لي الكلمة الأخيرة بس سمّت عليك
إبتسم ذياب يهز راسه بإيه : لو ناديتيني ما تعنّيتي ياورد
إبتسمت : كسبت أسمع ضحكاتكم ، وش يضحك ؟
أشّر نصار على راسه بالجنون : من العدم قام يضحك
إبتسمت ورد : دايماً يارب ، إذا خلصتوا وتبون الشاهي ارسلوا لنا !
_
هز ذياب راسه بالنفي : إرتاحي تقهوي إنتِ ، تقهووا !
توجهت للداخل فعلاً ياخذ نصّار الفنجال اللي مدّه له ذياب يبتسم : أشوفك مرتاح الحمدلله ، إرتحت الحين
ذياب : متى ماكنت مرتاح ؟
رفع نصار حاجبه : لك شهر وجهك ما يتفسر وتقول متى ماكنت ؟ إنت المفروض تقول متى كنت مرتاح
ذيـاب : لا الحمدلله ، مرتاح وطيب وأموري طيبة وماعليّ خلاف أبد
إبتسم نصار يهز راسه بإيه : الله يديمها عليك ويزيّنها ، بس بسألك شيء عاد جاوبني ولا تلف ولا تدور علي
رفع ذياب حاجبه يتردد نصّار بالسؤال لثواني لكنه تجرأ : وش تشتغل الحين ؟ مع سموه ؟ بترجع الوزارة ؟ وش تسوي أعرفك ما تطيق الفضاوة وأشوفك فاضي الحين
هز ذياب راسه بإيه يشرب فنجاله : عندك وظيفة ؟
سكنت ملامح نصّار لثواني : وش ؟ وظيفة صدق وإلا وظيفة حقتكم إنت ونهيّان ؟
ضحك يصب له فنجال آخر فقط ، وسأل نصّار بإصرار : وش ذياب صدق وش شغلتك الحين يعني وينك بالدنيا
_
« الداخـل »
إبتسمت تتأمل الصور اللي صورتها ورد تنزلها بسنابها ، وأخذت قصيد منها صورة وحيدة تنزّلها هي بالمثل : تشهّي حتى ريحتها تشهي مرة يارب طعمها كمان !
إبتسمت ورد تجلس على الدولاب : التزيين عليك
إبتسمت قصيد تمد لها حبة فراولة : لازم وسام الشرف منك ، يعني لو ما جيتي كنا بنجلس أنا وهي للفجر
ضحكت ورد تتأمل الساعة : فعلاً ماباقي عالفجر شيء
ضحكت قصيد تناظرها ، وإبتسمت ورد توثّق هي إندماج قصيد اللي زيًنت الكيكة بأبيض القشطة بتركيز لامُتناهي تسولف لورد : عذبي ينهار لو شافها ، ماما عرفت تسويها من أول مرة وجات لذيذة لذّة مو طبيعية وماصدقت ، جلسنا يمكن شهر ؟ يومياً الكيكة موجودة قبل كل شيء وياويل اللي ما ياكل منها ويقول لذيذة لما آخر شيء صار يبكي عذبي ، ماما أكره كل الكيك بس لا تسوينها خلاص !
ضحكت ورد بذهول : شهر ولو ما بكى عذبي هي بتكمّل !
ضحكت قصيد : كانت فخورة بإنجازها وكيف سهلة وحلوة ومن أول مرة ، شرّفينا لو سمحتي
إبتسمت ورد تترك آخر قطعة فراولة بيدّها على الكيك يكتمل تزيينه ، وإبتسمت قصيد ترفعها بيدها : حلوة؟
كان ذياب عند الباب يسمعها تسولف لورد الجالسة على الدولاب قدامها ، وإبتسم هو بهدوء يدخل : حلوة
لفت تورّيه ، وإبتسم ذياب بإنبهار من عينه كأنه تو يشوفها وما شاف كل إندماجها بالتزيين : والله حلوة ، ورد ؟
هزت ورد راسها بالنفي : كله قصيد ما سويت ولا شيء
ضحكت قصيد : الأكيد إنك ما بتصدق بس كم من عشرة ؟
ضحك لأنها تعرفه ويعرفها : أشوفها عشرة من عشرة
تنحنحت ورد بهمس : يشوفها هو يعني ترى فيه شكوك شوي قصيد
ناظرته لثواني يكمّل : وهي فعلاً عشرة من عشرة ورد إعقلي
_‘
كان المنظر ما تستوعبه عين نصّار لوهلة من جاء ذياب له بيدينه “ كيك فراولة “ مو أي كيك : صاحبي وين راح
إبتسم ذياب يمده له ، قدامه : إنت وش جايك ؟
ضحك نصار بذهول : إنت اللي وش جايك ما كانت القهوة مع التمر وغيرها كفر بشرعك ؟ جاي بكيك فراولة ؟
ضحك ذياب ، وإستوعب نصار يهز راسه بإيه بإرتياح : بس لي يعني ما تغيّرت إنت بس رحمتني
هز ذياب راسه بالنفي : لا ، أكلت داخل أنا هذا لك
ناظره نصار لثواني ، وضحك ذياب فقط من صدمات نصّار الكثيرة فيه : تقهوى ، وعيّن من الله خير وإعقل يانصار
هز راسه بالنفي بذهول : والله ، لك الجنة يابنت الشاعر هذا خويي الجلف جاي وبيده كيك فراولة ؟ مستحيل
ضحك ذياب فقط يرجع جسده للخلف وهي ما فكّته لين ذاقها ، ولين تأكدت إنه يقول لذيذة مو بس عشان خاطرها : وتقول لي
رجع نصّار لموضوعهم مباشرة : مخوفني إنت ، علومك مخوفتني يعني دنيتك معطوبه وتضحك لي متى صارت ؟
هز ذياب راسه بالنفي : بتزين ، ماهي بيديني بس بتزين
ناظره نصّار لثواني وهو تردد بالسؤال ، تردد كثير لكنه مسح على جبينه : وعمي ، علومه وعلومك معاه ؟ أشوفكم كثير عند الحلال وأشوفه كأنه مختلف عليك
هز راسه بإيه يمسح على يده : طيّب ماعليه خلاف
يعرف نصّار متى يتحفظ ذياب ، متى يكون ما وده يتناقش بالموضوع نهائياً وهز راسه بإيه : ودك نروح الخيام ؟
لف نظره للقصر لثواني ، فيه تخوّف من تالي بإنه يترك قصيد لوحدها : لا ، ناخذ الشاهي ونطلع نمشي
إبتسم نصار بإعجاب مباشر : يناسبني ، إنت سوه تكفى
من بيسويه غيره هذا اللي مايعرفه نصار ، ورجع نصار لموضوع ما جاوبه عليه ذياب بالصريح : فكرت ، يعني الحين إنت لا مع سموه ، وموقّف أوراقك للوزارة ما ودك ترجع ؟ طيب وش ودك وش ببالك يعني ؟
تنهّد ذياب بهم مايعلم فيه إلا ربه وحده : والله يانصّار ماعندي علم ، وش أبي ؟ ما عندي علم وش بيصير ؟ ما عندي على الود أنا ودي أترك ذي الدنيا كلها وأسجّ مع البل وحلالي لا يقربني أحد ولا أقرب أحد
ضحك نصّار لأنها أُمنية ذياب من زمان : وتعيش بها ؟
هز ذياب راسه بإيه : ماهيب شينة ، نروّح نقلب المزاين والصياهد على أهلها ومحمد به دم التاجر يبيع ويشري بالحليب والله يديمها نعمة ووده بالغنم ، يبيع ويشري بها بعد تجارتين ماهيب شينة وإلا وش تقول ؟
ضحك نصّار بذهول : ياسوء المنقلب ياذياب من البشوت والقصور للخيام وتبيع وتشتري بالبل وإنتاجها ، ليه ؟
ناظره ذياب لثواني يتنهدّ : راحة البال ياخوك ، راحة البال
_
هز نصّار راسه بالنفي : راحة البال لها دروبها بس حرام تترك هذا كله وتكتفي بالخيام ، إنت لو تسمعهم عندي هناك شلون يسولفون عنك لا دروا إنك خويي ماتركتها للضعوف ياذياب ، الخيام والبل ودنيتك محد يردك عنها بس ما تتقارن ، أنا بترك الشغل وبكتفي بالدباب والسباقات وش تقول ؟
ضحك ذياب فقط لأن نصّار مهما لبس ثوب النصيحة عبيط ، وهز راسه بإيه : آخذ الشاهي وأجيك ، تقهوى
_
مرّت شهور كافية تجفّ فيها دمعة علياء على متعب ويبقى حزن قلبها اللي ما تكفيّه الشهور ، ترجع الأيام لمسارها المُعتاد وروتينها المعتاد للأغلب ، للي له دوامه ، وللي يكمّل دراسته بمحاولات للوصول للنهاية ، ولآل سليمان جميعاً هم ينتظرون موعد “ ولادة “ ديم القريب بلهفة غير عادية خصوصاً بعد ما زيّنت وسن دُنياهم بحفيد سمته “ جابـر “ على أبوها ، آل نائل يلي بديت تتزيّن بيوتهم إستعدادا ً لخطبة جديدة ، وحكاية جديدة تُخط بكلمة ينطقها تركي طالب القُرب لولده عذبي ، مرّت شهور تدهورت فيها صحة ذياب بشكل يحاول - يخفيه - رغم إنه صاير يبينّ ورغم شديد الإستنكار من حاكم اللي صار طول وقته معاه ، ومن قصيد اللي تلاقي كل إجاباته - طيّب مابي شيء - لكن بنفس الوقت ، أسامة يرافق ذياب كما الظّل بشكل يزيد الإستفهامات من الكل حوله ، شهُور غيّبت نصار وورد لحياتهم يكمّلونها من بعد ما وقفت بأسبانيا ، وشهور بدّلت أحوال وغيّرت أحوال ، وبقيت أحوال على حالها ..
_
« قصـر ذيـاب »
هي تلمح إرتعاشة يده الدائمة بأوقات متفرقة من اليوم ، يهلكها الشيب اللي يغزي لحيته وراسه رغم إنه بسيط ومو بالكثرة المخيفة ومتفرق لكنها تطمّنت جزئياً وقت كان حديث آل سليمان وعمها حاكم بالذات إنه وراثي ، بدايات شيب حاكم نفسه كانت بالثلاثين لكن مع ذلك هي ما تقبّلت مو منظره ، ما تقبّلت لأنها ما تحسه وراثة ذياب مختلف عليها تماماً ما تحس منه ولا شيء : ذيـاب
لف نظره لها تحس بعدم إرتياح : بتروح لعمي ؟
هز راسه بإيه يشوف إنها تركت عبايتها : وأوديك لأهلك
هزت راسها بالنفي يرفض مباشرة : بتروّحين قصيد
قصـيد بعدم إرتياح : فيك شيء ؟ مو طبيعي كل ما خرجت إنت من البيت بخرج أنا كمان ما ودي
سكت يناظرها ، وعضّت شفايفها : ما أبغا حبيبي ، بجلس هنا وبذاكر وأموري تمام وإنت ما بتطول
هز راسه بإيه فقط ترفع نفسها له ، تقبّل خده بعدم إرتياح لأن شخصيته - مرتاحة - أكثر من اللازم رغم إنها تجزم بإنه يصارع ومُتعب لكن مايبيّن لها شيء ورنّ جواله يرد عليه : سـم
تسمع صوت عمها حاكم لكن ما تفهم وش يقول ، تحسّ يد ذياب اللي تمسك خصرها بهدوء وإنه نطق “ أبشر “ يقفّل فقط تسأل : فيه شيء؟
_
هز راسه بالنفي ينزل نظره لها : كم باقي وتتخرجين قصيد
رفعت حاجبها لأنه يعرف ولأن هذا السؤال مو وقته : ماباقي شيء وإنت تعرف متى ، ليه تسأل؟
هز راسه بالنفي فقط يمسح على أنفه : أدري ،بس اسأل
هو يتوهها وصارت تكشف هالشيء ، كل ما سألته يرجع يسأل سؤال يخصها هي ويضيّعها وهزت راسها بإيه فقط تتركه ، توجهت لعبايتها ترجعها بالدولاب وتحسّ إنه ما تحرك من مكانه لوقت طويل يتأملها لين طاعته الخطوة وخرج من الغرفة تاخذ نفس من أعماقها : آخر شيء بنجنّ ، أعرف هالشيء بنجنّ وما أقدر أقول ولا كلمة ولا تروح وترى أعرف كل شيء ولا تمثل إنك مرتاح وإنت مو كذا !
عضّت يدها لأنها تُقهر ، يحترق قلبها وهي كل مافكّرت بحاله تتوقع الأسياب لكنه والجدار واحد مستحيل ينطق وأخذت نفس فقط لأنها تلاحظ عليه ، وبأطباعه كل ما كان حولها يحاول - يرتوي - فعلياً ، وينطق لها بالصريح إنه بحياته ما صار طمّاع بشيء كثرها تشتت نظرها فقط : مستحيل إنت ، مستحيل ذياب
توجهت للشباك تشوف أسامة اللي حوله : يارب أفهم
_
لف نظره لأسامة اللي عند السيارة يأشر له بالنفي : بروّح لحالي ، بك شدة تقعد هنا لين أعوّد ؟ ماني مطول
ناظره أسامة لثواني يطلع جواله : تم السواق يروح معك
هز راسه بالنفي تتحول نظرة أسامة للرجاء مباشرة لكن كان من ذياب شديد النفي : ماني ورع يا أسامة لا تخاف
ركب السيارة فعلاً ينطق أسامة بهمس : أستودعك الله
تنفّس بمجرد ركوبه للسيارة ، بمجرد إبتعاده يمسح على جبينه فقط بهمس لأنه يجامل أيامه : يارب
ما حسّ المسافة بين بيته وبيت أبوه نهائياً من وصل ، من لمح أمه وأبوه الجالسين بالحديقة يرتاح أكثر إنهم بمكان خارجي : السلام عليكم
رُد السلام من أمه وأبوه ، ومن نهيّان الخارج من الداخل يبتسم من لمحه : يا هلا !
إبتسم ذياب يصافحه بهدوء ، بهمس : أبوحاكم
ضحك نهيّان : ويمكن أبوزهر ، وش يدريك ياولد !
إبتسم ذياب : كلهم خير وبركة ، عساك طيب ؟
هز راسه بإيه : طيّب وبخير الحمدلله ، جاي للوالد ؟ اليوم كله يهوجس ولا هو معانا قلت الحب حقه ما جاء
ضحك ذياب : بتروّح مكان وإلا بتقعد معنا ؟
هز راسه بإيه : بروح أشتري كم شيء للأهل وأجيكم
هز ذياب راسه بإيه يضرب على كتفه ، وتوجه لجلسة أمه وأبوه تبتسم ملاذ : يا أهلين ! يا هلا !
لأنها وقفت ، قبّل ذياب راسها يسلم عليها وتوجه لحاكم اللي من أول دخول ذياب ، ومن الأمس والأفكار تاكله أكل بخصوص ولده وحتى بهاللحظة وهو يسلّم على أخوه ما سكت عقله ، وإنحنى ذياب يقبل راس أبوه اللي يلاحظ يدّه دائماً خلف ظهره وقت يقرّب منهم ونطق حاكم بهدوء : جيت لحالك ماشاءالله أسامة وينه ؟
_

جلس يلمح نظرة أمه لأبوه كأنها تطلبه ما يفتح الموضوع ، ولف نظره لأبوه بإستغراب تام : وليه يجي
سكت حاكم يشتت نظره فقط وهو بالأمس مرّته لحظة إدراك دكّت خاطره وقت صار يستوعب تعب ذياب وحاله مو تعب يوم ، ولا تعب ليلة هو تعب شهور متواصلة من مداراة خاطر أبوه نفسه وباقي الخواطر ، على حساب خاطره ومشاعره وما سمح له حاكم يعيش لحظة وحدة يستوعب فيها شعوره من بعد وفاة متعب كان شايل همه هو فقط وشتت حاكم نظره يشد نبرته : أبوي توفى الله يرحمه ، وأبوك لا زال حي ودّه يشوفك طيب وما عليك خلاف
سكنت ملامحه فقط يهز راسه بإيه : والله يطول بعمره أنا طيّب وماعلي خلاف من يقول غيرها ؟
هز حاكم راسه بالنفي بغضب : أنا من يا ذياب ؟
لأنه يعرف متى يكون حاكم أبوه ، ومتى يكون الفريق حاكم هو نطق بكل هدوء العالمين : الفريق حاكم
هز حاكم راسه بإيه بقهر شديد : وتكذب علي تقول طيّب وماعلي خلاف يوم سألت المستشفى قال صحيح ذياب له ملف عندنا لكن السرية تتطلب ما أطلعه حتى لأبوه ، وين صارت ذي إذا مو إنت ملزّم عليهم وإلا من يرد أبو بيتطمن على ولده ؟
ناظره ذياب بهدوء يشتت نظره فقط : والله ، والله لو كان بي شيء يسوى جيت وقلت لك لكن ما بي شيء ! الملف من وقت الحادث ما تغيّر به شيء وش بيستجد يعني
شتت حاكم نظره ينطق فقط : أشقيتني ، أشقيتني يابوك كل ما قلت بان رجعت تخفى إلى متى ؟
سكتت ملاذ تشتت نظرها فقط ، وسكت ذياب اللي إرتعشت يده بشدّة يدخلها بجيبه : الأمور طيبة أبوي
إبتسمت ملاذ اللي تفكّر بشيء آخر تماماً وتصدّق ذياب بقوله : أمي ذياب ، للحين ما تفكّرون بالولد ؟
لف حاكم نظره لذياب اللي هز راسه بالنفي بهدوء : لا
رفع حاكم حاجبه لثواني ونطقت ملاذ بتشفّق : لا تبطون يا أمي ترى بالدنيا كلها مافيه ولا شعور أحلى من شعور الولد ، وقصيد قربت تتخرج ما عندك عذر تقول صغيرة
هز حاكم راسه بالنفي يفهم ولده مباشرة : هو ما يبي
كان من ذياب نظرة وحيدة لأبوه ، وسكنت ملامح ملاذ تخجل السؤال لكن حاكم نطق يتأكد : ما تبي وإلا ما
لف ذياب نظره لأبوه فقط : ما ودي ولا قصيد ودها
إبتسمت ملاذ تفض الموضوع : بدري ، توّ العمر
لمح إبتسامة خفيفة فقط بثغر أبوه يعرف معانيها ووقفت ملاذ : بروح أشوف ديم ما ردت على ورد للحين
توجهت ملاذ يلف حاكم نظره لذياب اللي مد يده للفنجال يتقهوى فقط ، يتأمله ويعرف حاكم إن كل الخلل “منه “ لأن وقت كان ولده بعيد ويعرف أخباره من غيره ما كان راضي ، والحين وهو ملازمه مثل ظله ما يسمع منه إلا أبشر وتم ماهو راضي وشتت نظره للبعيد فقط تطلع ملاذ : حـاكـم !
كان صوتها غريب ، كان ندائها مُفزع بشكل غير طبيعي يفز أبوه من عضّت شفايفها تحاول ما تصرخ لأن ديم - مخطوفة ملامحها - رعب وتأشر : دق على نهيّان ياذياب
سكنت ملامح حاكم مباشرة يفز : شفيها !
هي رجعت تركض للداخل وتوجه حاكم يركض لها مباشرة يوقف ذياب بالخلف يحاول يثبّت رعاش يده بغضب : ماهو وقتك ! ماهو وقتك
-
تسمّرت بمكانها تتغيّر ملامحها لأن الألم اللي تحس فيه مو طبيعي وبعّدت يد ملاذ عنها : ما بولد ! لا
دخل عمها حاكم مع الباب - مرعوب - فعلاً : بنتي ديم
هزّت راسها بالنفي وهي تنهار وجع ، وألم قلب لون ملامحها تماماً تبعد يد ملاذ للمرة الثانية : بروح أتمدد بـ
صرخت من الوجع تمسك يد عمها بدون مقدمات ما تدري تركز بالألم ، وإلا تركز بالخجل عجزت تعرف تركض ملاذ لعباية ديم وعبايتها : مشينا يا أمي مشينا !
سكنت ملامح ذياب من لمح خروج أبوه يسند ديم على يده ، وبجنبه ملاذ اللي تمسك يدها وتسميّ ينزلون الدرج بسرعة خيالية وردّ نهيان : ولد ذياب ! وينك
نطق مايعرف كيف يصيغ الحروف : نهيان ، تعال البيت
سكت نهيان لثواني بشبه تردد ينطق : ديم صح ؟
هز راسه بإيه يشوف أبوه اللي يأشّر له وما يفهمه : إيه أخلص رايحين هم أبوي وأمي معها روّح وراهم نهيان !
-
« المسـتشـفى »
ركـض يشوف أبوه وأمه الجالسين على الكراسي بإنتظار وهو من رعبه يحس إنه يسمع نبض قلبه بأذنه : وين ديم ! أمي ما دخلتي معها ! ليه خليتيها لحالها !
هزت ملاذ راسها بالنفي : ما رضيت يا أمي ما رضيت
لف نظره للباب اللي فُتح يسمع صراخها تبرد أطرافه مباشرة ، ووقف حاكم ياخذ بيده فقط : تعال
هز نهيّان راسه بالنفي برعب : أبوي وش ليه تاخذني !
ناظره حاكم بذهول يشد ذراعه : عشان تقرّ ، إمسك نفسك جايك ولد الخوف هذا وش له ! قل لا إله إلا الله
ناظر أبوه لثواني ، وإبتسم حاكم يضرب على ظهره فقط : بتقوم بالسلامة هي والصغيّر ، لا تشيل هم يابوك
توجهت ملاذ لنهيّان يجلس حاكم ، وسكت لثواني لكنه رجع ينطق من رعبه لأمه برجاء : أمي تكفين ، طول الأيام وهي تهوجس ما ودها تولد روحي عندها أمي تكفين
ضحكت ملاذ بذهول : وش ماودها تولد وين يروح الولد يعني ! الله معها يا أمي ما يخليها بس إنت تنفس
دخل فزّاع اللي يركض ، ونادين ودرة معاه كلهم على نفس اللهفة يسألون ونطق حاكم : ننتظر ، إن شاء الله خير
عضّت نادين شفايفها برعب تتأمل الغرفة بإنتظار من لمحت إن ملاذ بالخارج : عنيدة بنتي ، عنيدة أعرفها
_
صرخت ملامحها كلّها لأنها ما كانت مستعدة لهاللحظة اللي تبعدها عن بالها بكل الطرق وجاتها تشد عليها بأبشع الطرق لأنها كابرت على نفسها بإن مستحيل
_
مستحيل تصرخ وتعرف إنهم يسمعون صراخها ، تسمع صوت الدكتورة ، تسمع صوت الممرضات وتعرف إنها تضرب اللي حولها لكن ما تحسّ إلا بالألم اللي سكن كله ، إنتهى كله يتبدّل صراخها هي لصُراخ رضيع خَفق له قلبها مباشرة تحس بحارق دموعها على خدها وإبتسمت الدكتورة تضحك : شيخ الشباب ماشاءالله ! مبروك !
ضحكت ديم لأنها طول الشهور هي ما ودها تعرف جنس الجنين من سالفة الإسم وعنادهم عليه ، وذاب قلبها بلحظة من جات الممرضة تشيله بين يديها لها : بسم الله
رجفت شفايفها تحتضنه من الممرضة لحضنه ، قطعة من روحها بحجم ما تصدّقه من صغره ، بسكون ما تصدّقه من صغره وما وقّفت دموعها لو لحظة وحدة بدون إدراك منها ترجف : يا أهليـن !
_
إنقطع نفس نهيّان من صار ما يسمع لها صوت رغم إنه سمع بُكاء صغير رجّف قلبه من ضحكت ملاذ تضرب على ظهره مباشرة : مبروك يا أمي ! مبروك ما جاك !
ما صدّق يشوف نادين اللي تحضن درة ويبكون ، أمه اللي صارت تبكي مباشرة وأبوه وعمه المبُتسمين يصافحون بعض ولا يدري هو وش موقعه من الإعراب تخرج أحد الممرضات بإبتسامة : مبروك ماشاءالله ولد أحلى من القمر ! البيبي والأم كلهم بخير الحمدلله ننقلهم لجناحهم وتقدرون تتفضّلون عندهم ، مبروك مرة ثانية
ضحك نهيّان يلف نظره لأبوه مباشرة : ولد ! أبوي ولد !
ضحك حاكم يهز راسه بإيه يشوف إن ولده عيونه تغرق بدموعه : مبروك ما جاك يابوك ، مبروك ما جاك قرّت عينك بسلامتهم ويتربى بعزكم
تعالت ضحكات حاكم من توجه له نهيّان يضمه - بعدم تصديق - تضحك ملاذ اللي تمسح دموعها تضم نادين ، ودرّة تحت جناح أبوها المبتسم تصوّر الأوضاع وضحك حاكم يمسح دموع نهيّان بتوصية - حنونة - : صار عندك ولد تجمد عشانه ، قوّ نفسك أشوف لا جيت بتسولف له قل آخر عهدي بالدموع دمعة طاحت من فرحتي بك
ضحك نهيّان يضم أبوه للمرة الثانية : الحمدلله
-
عدلت نفسها وهي تنتظر متى يجيبونه لأنهم أخذوه عنها لكن قلبها متشفّق له بشكل غير طبيعي ، بشكل غير عادي رغم كل التعب إلا إن داخلها خفّاق له تعدل جلوسها بالقوة من فُتح باب جناحها : جبتيـه ؟
كان نهيّان يمشي أولهم يشيله بيديه ، خلفه حاكم وفزاع ونادين وملاذ ، وآخرهم درة اللي تصور تغرق عيون ديم بالدموع مباشرة من إبتسامة نهيّان وأحمر ملامحه لليّ باللفة بيده ، ولده : جبناه يا أمـه
ضحك فزاع من بكت مباشرة يتوجه لها يقبّل راسها : الحمدلله على سلامتك ياحبيبتي ، يتربى بعزكم وعزنا
سلّم عليها حاكم ، وملاذ ، وبقيت أمها بجنبها تضمّها ودرة تمسك يدها ما توقف دموعها وبقى الولد بيدين نهيّان اللي يتأمله بكل حنان العالمين : إنت ولدي
_
ضحك فزّاع : وحفيدي ، حفيد فزاع وحفيد حاكم بعد
إبتسم حاكم من توجه له نهيّان يمده له ، ولفت نادين لديم : ما قررتوا الإسم للحين ؟
هزت راسها بالنفي ، ولف نهيّان نظره لأبوه اللي يتأمل الصغيّر يلي صار بين كفوفه ، أول أحفاده من أوسط عياله ، من نهيّان اللي بين كثير الجنون ، والعقل بمواقف قليلة فقط ، بين المسؤولية واللامسؤولية ، وبين الحياة ، والحياة لا خيار ثالث يعيش أيامه وغُمر قلب حاكم بشعوره تجاه الولد ، وولد الولد اللي بحضنه الحين : لا تسمّونه على أحد ، لا علي أنا ، ولا على أبوي الله يرحمه
نطق فزّاع يسند موقف أخوه بإبتسامة : ولا علي ، ولا على عمامي عيال نهيّان الله يرحمه نبيه الأول من اسمه
تنهّد نهيان لأنه كان يدري : ما بيصير حاكم الثاني يعني ؟
ضحك حاكم يهز راسه بالنفي بهمس ، يكتمه شعوره بالسرور وإبتسم نهيّان من رسالة ذياب له : جاء عمك
ضحك فزاع لأن حاكم مو مستوعب ووقت نطق نهيّان “ جاء عمك “ يقصد فيها ذياب ما إستوعب : إيه كبرنا ياحاكم ، نهيان أبُو ، وأنا ويّاك جدانه ، وذياب عمه
غرقت ملامح درّة بالدموع مباشرة من ضحك فزاع : وديم أمه ، وجدّاته حوله ، ودرّة خالته وورد عمته ياحاكم
ضحك حاكم يهز راسه بإيه تغُرق عيونه للي بين يديه فعلاً : وورد عمته ، يا هلا بك يا أبوي .. يا هلا بك
إبتسم نهيّان : ناخذه لذياب يشوفه ؟ ونجي لكم
هزت ديم راسها بإيه لأن ودها تتخفف من مشاعرها الكثيرة بهاللحظة وشديد تعبها ، وطلع نهيّان يفتح الباب لأبوه اللي يشيل الصغير بيدينه وإبتسم لذياب الواقف بالممر بسرور مباشر : الذيـب
إبتسم ذياب يشوف فرحة نهيّان من عيونه لكن تحرّك قلبه من مكانه من لمح أبوه خارج من الغرفة يشيل بيده ملاك صغير ، وأكثر من الملاك بصغير حجمه المستحيل يضحك نهيّان من نظرة ذياب مباشرة : هذا ولدي ذياب
ضحك ذياب بذهول : لا إله الاّ الله ، ماشاءالله !
توجه نهيّان تحت جناح ذياب اللي إبتسم بذهول : مبروك ماجاك ويتربّى بعزك ياخوك ، الحمدلله على سلامتهم
ضحك حاكم اللي يشوف الصغير فتّح عيونه : شكله يدري الذيب جاء له ، فتح عيونه عشان عمه والله ونعم القدر
ضحك نهيّان يصرخ : وإنت عمه ذياب ، يقولك عمي ذياب
ما صدّقت عينه لوهلة يتأمله بحضن أبوه بحجم كفّه ، أحمر الملامح تماماً ويُلف بلفة زرقاء تعبرّ عن جنسه وحتى راسه يُغطى بقبعة صغيرة بنفس اللون ، يبتسم وما عرف يصيغ الحروف بلسانه يكرر “ ماشاءالله “ وإبتسم نهيّان اللي يتأثر بشكل غير طبيعي للآن ويحاول يشد نبرته : يقول أبوي ، قول له آخر عهدي بالدموع دمعة طاحت من فرحتي بك ذياب ، لأنه ولدي وأنا أبوه
_
-
لف ذياب نظره لأخوه اللي تأثر بمشاعره مباشرة يضحك ، يضمّه : الله يقرّ عينك به ويبلغك فيه تشوفه ذيب يشبهك
سكت حاكم لأن جملة ذياب بهاللحظة رجعته لـ٣٠ سنة وراء ، ليوم ولادة ذياب نفسه واليد اللي شدّت عليه تضحك له “ الله يقرّ عينك به ويبلّغك لين تشوفه ذيبٍ يساوي الدنيا “ ولمح ذياب نظرة أبوه له لكنه ما دققّ فيها بالحيل يضرب على كتف أخوه : أبوحاكم؟
هز حاكم نفسه راسه بالنفي : يكفي حاكم واحد يابوك
حس ذياب بشيء آخر خلفها يتأمل أبوه ، ومسح نهيّان دموعه يحس يد ذياب اللي تشد على كتفه للحين : ما يبون يسموّنه عليهم كلهم ، نسميه ذياب على عمه ؟
إبتسم حاكم فقط ، وهزّ راسه بالنفي : وذياب واحد
إبتسم ذياب يشد على كتف نهيّان : تشاور إنت وأمه ، وحق السماوة مننا كلنا لو تسميه وش ما تسميه
ضحك نهيّان يهز راسه بإيه : لا تعرف النوايا ياذياب ، لو سميّته حاكم بيصير حاكم بن نهيان بن حاكم بن متعب بن نهيّان ، ثقيلة حاكم ونهيّان مرتين
هز ذياب راسه بإيه ، وإبتسم نهيّان مباشرة : لكن شكل السماوة لك ،حاكم بن ذياب بن حاكم بن متعب بن نهيان
_
تلاشت الضجة من الكل وما تلاشت فرحة نهيّان الجالس بالسرير بجنبها ، ولا فرحتها هي وهي تشيله بين يديها بحضنها رغم إنها مهلوكة ومنهارة تعب إلا إن فرحتها فيه أكثر ، فرحتها فيه أكبر وإبتسمت لأنه نايم ما يحس فيهم وبقى الإسم ما إختارته ، ولا نهيّان إختاره : وش نسميه؟
إبتسمت تتأمله بحب ، ومد نهيّان يده بين يد ديم اللي عليه وبين لفّته يبتسم : ديم
رفعت أكتافها بعدم معرفة لثواني لكنها قررّت ، وإختارت : سعود ، نسميه سعود ؟
هز راسه بإيه تضحك ديم ، تغرق عيونها بالدموع للمرة الألف بهاليوم فقط : يا أهلين يا سعود ، يا أهلين أمك ديم ، وأبوك نهيان ، وإنت سعود بن نهيّان آل سليمان !
ضحك نهيّان غصباً عنه لأن الوقع جاء رائع لمسمعه وأخذه بيدّه عن ديم : ودك أمك ترتاح صح ؟ وبتجي جدتك وخالتك عندكم وأنا قالوا لي توكل
ضحكت ديم تريّح ظهرها : لأن مالك داعي تجلس هنا
هز راسه بإيه : إرتاحي إنتِ المهم ، عندك أمك ودرة
إبتسمت فقط ، وترك سعود بسريره بجنبها على أقل من مهله يبتسم له ، يمسك أطراف سريره ورجع يتوجه لديم يمسك يدها : وإذا تبين شيء دقي علي
هزت راسها بإيه يقبّل راسها ، ووقف يسمع دخول نادين ودرة لها : عمتي إذا تبون شيء أنا قريب ، كلموني بس
إبتسمت نادين تهز راسها بالنفي : ما نبي إلا سلامتك يا أمي الله يحفظك ، ولا تشيل هم
_
« أسبانيـا »
دخل يحس كل عظامه تألمه من طول جلوسه بالمكتب وسكنت ملامحه من لمح جوالها بيدها لكن دموعها تجري على خدها نهر ، من شهقت بمجرد ما لمحته يوقف قلبه لأن ملّ البكاء ، وملّته دنيته من كثير بكاء الشوق اللي هو أصعب شيء يمرّ فيه من ورد لكنها نطقت : نهيّان ، جاه ولد !
إبتسم مباشرة يرتاح إنه بكاء سرور وفرح : ماشاءالله !
توجه يمشي لها من لفّت جوالها له توريه ، وما عرف وش يبكيّها للآن لأن منظره بلفّته رهيب ورائع يضحك نصار مباشرة : ماشاءالله تبارك الله ! الحمدلله على سلامتهم بس وش يبكيك ما عرفت حنان العمومة يعني ؟
ورد : هنا كنت أبكي فرح ، بس هنا مدري وش صار
لفت له الجوال يفتح مقطع مصور من زاوية لغرفة لظهر عمه حاكم ، وظهر نهيّان يمشون للواقف بالممر يرق قلب نصّار مباشرة يضحك : يا حـبيبي !
شهدت عينه كامل الموقف ، ضحكات حاكم ، دموع نهيّان ، حضن ذياب لنهيان وإنه يشد ظهره وإنبهاره الشديد بالصغيّر بحضن حاكم يتأثر حتى نصار وتكّت ورد على كتفه : غرقت بدموعي غرقت ما قدرت ، متخيّل ؟ أبوي شايل أول أحفاده ويمشي له لأول عياله ونهيّان ! نهيّان حبيبي بيطير من فرحته حتى الأرض مو شايلته
ضحك نصّار يعيد المقطع لمرة ، ومرّتين ، وثلاث وأربع ورجع حتى لصور سعود يشوفها : الله لا يلومه ! ماشاءالله .. هذا حاكم الصغير ؟
ورد تبتسم : لا ، سموّه سعود ما وافق أبوي يسمونه حاكم ولا على أي أحد يقول الأول من إسمه
إبتسم نصّار يهز راسه بإيه : أسعدهم سعود إي والله ، يتربى بعزهم إن شاء الله وعقبال عندنا
ضحكت تغرق مشاعرها مباشرة فقط ، وإبتسم إنها ما عارضت بإستغراب : وش ؟ ما قلتي لا
نطقت يذوب قلبها من منظر سعود : آمين !
ضحك بذهول ، وأخذت نفس من أعماق قلبها : يعني تخيّل هذا المنظر كان ممكن يفوتني لو درّة ما صورت ، يفوتني كيف بابا يشيله كذا وكيف نهيّان مبسوط وكيف ذياب مبهور ! ما أتحمل
ضحك يهز راسه بإيه بإرتياح : الله يجزاها ألف خير والله
هزت راسها بإيه : تقول ماما ، أبوي مبسوط كل شوي يتأمل الصور ويبتسم يقول ما أغلى من الولد إلا ولد الولد
إبتسم نصّار : عقبال عيالنا وعيال ذياب !
_
« قصـر ذيـاب »
دخل يشـوف إنها على الكنبة تذاكر بكل هدوء لكن إما يسرقها التركيز ، أو تسرقها الأفكار لأنها ما حسّت دخوله وظهرها بإتجاه الباب يمشي لها ولوهلة ، حسّت برعشة جسدها من بعّد شعرها بطرف يده عن عنقها وظهرها تحس البرد ، واللهيب بلحظة من إنحنى يقبّل عنقها من الخلف لثواني طويلة بهدوء : ما فزّيتي
شتت نظرها بهدوء تنطق : مين بيقرّبني غيرك
نطق بشبه حدة مباشرة : بـنت ! ماهي كلمة تقولينها
عضّت شفايفها تعدلها : مين بيدخل البيت غيرك مع وجود طويل العمر أسامة يحوم بالأطراف ، تمّت ؟
توجه يغسل يدّه فقط وهو يعرفها وقت تعصّب عليه ، يعرفها وقت تزعل عليه ولف نظره لها لثواني تتجنب حتى تلف نظرها له تركز بالآيباد قدامها وبقى هو يتأملها فقط ، يتأمل وما يكف التأمل وشتت نظره بهدوء : لو تتأمل طول عمرك ما تكتفي ذياب ، والله ما تكتفي ولا يكفيّك
توجه يجلس بجنبها يلاحظ إنها بعدت لأنه جلس ملاصق لها بالضبط ينطق بهدوء : زعلانة مني يعني ؟
لفت نظرها له لثواني فقط : لا تعودت ، ليه الزعل ؟
ما تكلّم تضرب صدره مباشرة بايبادها : مو طبيعي ! أكـ
لأنها كانت بتوقف وتبعد هو مسك يدها يبتر كلمتها : أحبك
رجّعها لذات جلوسها ، ولذات وجودها يكمّل : تقصدين
ناظرته لثواني بذهول : ليه تسوي كذا ذياب ؟ وش يعني ؟
عضّ شفايفه لثواني يعترف : أخاف عليك قصيد
ضحكت لأنها ما تصدقه : لأن على رقبتي سكين أو باقي شهر وأموت !
نطق بغضب مباشر : قصيـد !
أخذت نفس فقط لأنها ما تصدّقه وتعرف إنه يكره تتكلم بهالطريقة : تخاف علي من وش حبيبي من وش !
لأنه سكت ، وتشوف إن أعصابه فصلت بمجرد ما جابت الطاري هي عضّت شفايفها برجاء : مو قلتلي ما نعيش بالخوف ؟ مو قلتلي لا تخافين ؟ ولا تخافيني ؟ كيف تـ
عضّ شفايفه يهز راسه بإيه : لا تخافين ، أنا اللي خايف وبي شيءّ هنا ماهو راضي يقرّ قصيد ، والله ماهو راضي
أشر على صدره ماتقدر تمنع كلمتها نهائياً لأنها حست بجديته وحسّت إنه يصدع : حتى بعد الايباد ؟
ناظرها لثواني لأنها تقصد ضربتها له توّها يهز راسه بالنفي : لو بالطاولة ما يقرّ
لفت نظرها تقيس الطاولة اللي قدامها لثواني ، وعضّت شفايفها فقط لأن حتى لو ودها تضربه بالطاولة مثلاً ما يمديها : طيب أنا هنا ، وطول الوقت معاك وحولك وتمام وبخير الحمدلله ومافيني شيء والأمور طيبة ما أعـ
هز راسه بالنفي مباشرة : لا تقولين لي الأمور طيبة
شتت نظرها بهدوء فقط : حلال عليك حرام علي طال عمرك صح ، نسيت
سكت لأنها تزعل منه ، لأنها صدت عنه بتكمل مذاكرتها لكنه عمداً قرب كتفه منها عشان ترجع ظهرها عليه ، وعمداً مد يده لخصرها يقيدها ونطق يحاول يشرح : والله ، والله ما هو بيدي قصيد والله
ما تكلّمت ، ونزّل ينحني بدقنه على أعلى راسها ياخذ عطرها لأعماقه من خصلات شعرها : ماهو بيدي وبي شيء مو طبيعي عليك إنتِ بالذات قصيد وتشوفيني !
هزت راسها بإيه لأنها من وقت وفاة متعب هي تشوف أحواله ، تشوف إن لو تنهشه الدنيا نهش هو كل إنتباهه لها خايف تضرّها الريح ولا يحس شيء إلا هي ، تشوف إنه صار - خوف - أقرب للهوس لكن..
_
لكن ما لقيت مبرراته وما تكلّمت تكمل مذاكرتها فقط تحت أنظاره ، بوجودها بحضنه يشوفها تمرر الكلام كأنها تقرأ قراءة فقط : على وقتي ما أذكر كذا يذاكرون ويمررون
قصيد بهدوء : كلها أفهمها مافي ولا شيء جديد
نزل نظره لها وهي لو تفهم وش بصدره ، ووش بداخله ووش ينهشه من وقت وفاة متعب بتعذره ألف مرة مو مرة وحدة هو مشاعره ؟ ما يستوعبها للآن لكن الأحداث هو يدركها تماماً وكلها رجوعاً من أوّل مرة جرح فيها شجاع معصمها ، لأقسى مرة وقت زارت الخيام وحدها ، ولأبشع مرة وقت ثار لزام وثارت خيامه قدامها ، ولأمّر مرة وقت تواجهت مع حفيدة سموه تحرقها بالكلام وهي تحرق خدّها بالكف بالنسبة لذياب نفسه ،ولين آخر موقف وقت شهدت قصيد بنفسها بشاعة الموت كيف يضرب بقسوة وأكثر من يعرف بشاعة الموت ، وتغيّرات الموت وما يطيقها هو ذياب نفسه ، كيف قصيد تطيقها ؟ قصيد ما تستاهل ولا حدث من هالأحداث ، هي بنفسها ما تستاهل إلا الليّ يمهد لها الدنيا فجوج فضية مثل ما قال شاعرها وشتت نظره فقط : إعذريني قصيد
عضّت شفايفها فقط تقفل آيبادها ترميه بعيد عنها وتكتّفت ، تكتّفت يعرف إنها تحرق قلبها بهاللحظة لكنها ما تبعد عنه ودها تستجمع حروفها ونطق يحاول : ما رميتيه على صدري ؟
نطقت بهدوء تام : أخاف ينكسر ، ما يفرق معاك إنت
هز راسه بإيه بعدم إهتمام يستفزها : أجيب لك بداله
لفت عليه بهدوء : من وش تخاف علي ذياب ؟
جاوبها ، وشتت نظره : كل شيء قصيد ، كل شيء ما أقدره
لأن عينه كانت تسولف بشكل يرعبها ، عينه كانت تسولف أكثر من شفايفه بهاللحظة هي شتتّ نظرها فقط يكمّل : وأدري ماهو مبرر ، ولا هو شيء تطيقينه ولا أطيقه أنا لكن
هزت راسها بإيه تبعد نظرها فقط : لكن مو بيدك
عرف إنها بتبتر روحه ، بتقطع عنه نفسه وبالفعل هي حاولت بكل الطرق ما تفتح الموضوع لكنها ما قدرت : بس أنا أعرف الخوف ذياب ، أكثر من يعرفه أنا حبيبي
هي تقصد أبوها ، وخوف أبوها اللي تشوف إن خوف ذياب عليها بيتخطّاه بمراحل ونطقت تحاوله : وأعرف أعيش معاه وأتعايش معاه بس
صدّع راسه ترتعش يده يخبيّها ، يحاول يخبيّها لأن عيونها غرقت بدموعها ويشوف كيف تبعدها عنه عشان تحاوره بشكل طبيعي : بس ما أعرف أسكت ولا أشوف الخوف كأنه شيء عادي ، الإرتياب عادي ما أبـ
رنّ الجرس تشوف إن أعصابه شُدت ، وأخذت نفس من أعماق قلبها فقط توقف ، تتنفس : هذا محمد ، جاء يدّورك وأسامة كان بيصرّفه بس قلت له يدخل وطلبته يجيب شجاع أبيه وللآن ما جابه ما أعرف إنت ، ولا أسامة طلبتوه يتأخر لهالقد وما يجيبه إلا وقت ترجع
هو يحس رعشة يده ما تخفّ : وبتفتحين لمحمد إنتِ يعني ؟
_
وقف تشوف إرتعاش يده ، تشوف أعصابه اللي يشدّها وتشده بشكل يجننها بهمس : يموت محمد لو بفتح له ، ما يستاهل
هزت راسها بالنفي تسمح له يتوجه هو للباب يفتحه ، ياخذ شجاع من يدّ محمد لكنه مسكه بنفس اللحظة اللي نفض جنحانه فيها : قصيد
ما تكلّمت تزعل ، يزعل خاطرها فعلاً وهُلك قلبه يترك الدّس على يدها ، وترك شجاع على يدّها ببُرقعه للآن وتوجه يجلس فقط ، يجبر نفسه يجلس وما يهتم وتوجهت تجلس بجنبه تنطق بهدوء : بنجلس جنبك لو سمحت
ما تكلّم ، ولا رفع نظره لها لأنه يدري الخلل منه ، ويدري البلاء كله منه بشكل يحرق صدره وما تُلام هي ويعرفها وقت تحاول تداريه مثل ما يشوف جلستها بجنبه بهاللحظة إنها تلاصقه بالضبط ، ومدّت يدها تمسح على جناح شجاع بحب : وحشتني ، أكثر من كل شيء بالدنيا
لفت نظرها لذياب بتذكر : إشتهيت قهوة قبل شوي ، وسوّيت بس كنت أنتظرك ترجع عشان تتقهوى معي
هز راسه بإيه فقط تحاول تنزّل شجاع عن يدها عشان تروح للمطبخ هي وعجزت ، عجزت تشوف إنه يتامّلها ومد يده بعد دقائق حاولت فيها هي لوحدها ينزّله ، ونزّلت الدس عن يدها تمشي للمطبخ لكنها وقفت على بابه تشوف إن ذياب يمد يده يمسح على شجاع اللي بجنبه على الدسّ وما شاله من محله ، من نزّل برقعه عن عينه وما تحرك شجاع من محله تعضّ شفايفها لثواني : يعني حتى شجاع العنيد يخافك وتقول لي خايف ؟
-
فصل عقله فعلاً من كثر ما يفكر ، من كثر ما ينهش بنفسه بهاللحظة على زعلها وعلى دنيته وحاله يدري إن آثار الحادث كل إرتباطها بنفسيته والضغوط وأعصابه ، وهو ما يحسّ بنفسيته من أي إتجاه لكنه يتعب ، ما يحسّ لكنه “ يتعب “ بشكل ينهشه ولا يُرد بشيء ومن شهور وهو يتعب ويتدهور ووش بلاه ؟ ما يدري غير إنه يُهد ، ويشيب وترتعش يدينه ضعف وهو كل علمه بنفسه ، شديد ما يعرف الضعف وشتت نظره فقط على مجيئها من المطبخ تشيل القهوة بيديها ياخذ شجاع بيساره ، وجلست هي تبتسم لشجاع : تتقهوى معانا؟
صبّت لذياب تمده له يشربه ، وصبّت لنفسها تشوف نظرات ذياب لشجاع لكنها تعرف متى ما يكون بكامل وعيه : طوّلت ما رجعت البيت بدري
هز راسه بإيه يتذكر : نهيّان جاه ولد اليوم ، ما دريتي ؟
إبتسمت بذهول مباشر : لا ما شفت جوالي من وقت ! ماشاءالله !
هي ركزت على الخبر ، وركّزت على إنحناء شجاع لفنجال ذياب اللي بيدّه يشرب منه : راعي كيف يعني؟
ترك ذياب الفنجال على الطاولة يمد يده لجيبه يطلع جواله ، ومدّه لها يسكن قلبها مباشرة من
_
من كانت محادثة نهيّان اللي مرسل له صُور ، ومقاطع كثيرة إبتسم لأنها أخذت الجوال منه يذُوب قلبها ولا كأن الزعل كان ، ولا كأن الخصام موجود تتأمل بالإنبهار وصرخت من مقطع يصوّر لسعود المتمدد بسريره بإنه يفتح عيونه ويغمض تلتفت لذياب مباشرة : يفتح ويغمض ذياب ! وشو هذا يعني وشو ماشاءالله !
ضحك لأنها إنبسطت بشكل غير معقول وكان منها السؤال مباشرة : سموّه على عمي حاكم ؟
هز راسه بالنفي : سموّه سعود
إبتسمت بحب ، بإنهيار : بيبي سعود ، نوّرت الدنيا !
ما كان يتوقع لهفتها بهالشكل ، وما كان يتوقع “ محبتها “ بهالشكل تصرخ له عينها بعدم تصديق : ذياب ليش ما أخذته بجيبك ! ما أقدر ايش هذا يعني ماشاءالله !
إبتسم يهز راسه بالنفي يأشر على جيب ثوبه العلوي : يدخل هنا ، أجيبه لك
إبتسمت بحب تشوف مقطع آخر يرسله نهيّان وصرخت مباشرة : وش يعني نصوّر لعمو ذياب وش يعني !
ضحك يشوف إنّها ذابت تماماً من كل الصور ، كل المقاطع ، وسكنت ملامحها تماماً من لمحت إنه سعود بحضن عمّها حاكم ، ونهيان بجنبه يمشون بإتجاه ذياب نفسه الواقف بالممر فزّ قلبها ، هُلك قلبها تماماً لأن إنبهار ذياب وفزته كيف عدل حتى وقفته يطلع إيديه من خلف ظهره ما كانت عادية نهائياً ووقفت المقطع من أوله مباشرة تلف نظرها لذياب اللي إستغرب ، توجّه حوارها لشجاع : شجاع ممكن تبعد شوي حبيبي
إستوعب إنها تبي تضمّه يسكن خاطره مباشرة : وشفيك؟
هزت راسها بالنفي ترجع لجلوسها المعتاد وقت يكون جنبها ، يلاصق ظهرها صدره ومدّ يده يحاوطها ترجع تفتح الفيديو من جديد لكنها مسكت الجوال بيسارها ، ونزّلت يمينها لذراعه اللي تحاوط خصرها يشوف ملامحها اللي تنهار من حبها تهمس : ما أقدر !
خَفق قلبها من لمحت يد ذياب اللي تلمسه بحضن أبوه ، من لمحت إبتساماته ودموع نهيّان وكيف أخذ أخوه لحضنه يضحك له تغرق عيونها هي لأن ذياب غير عادي ، غير عادي تحبّ إنه حنون ، إنه إنسان ، وإنه كل طبعٍ يسرها تلاقيه فيه لكنّها تميّز ، وتشوف نظراته لعمه حاكم بكل لحظة حوار : أقدر أتخيّل مشاعرك وأشوفها كلها بس عادي توصف لي ؟ يعني أشوف كل شيء قدام عيني بس
يفهمها ، ولأنه يفهمها هو نطق : فزيّت له قصيد
عضّت شفايفها لأنها شافت ، وهز راسه بإيه بصدق : أقبل أبوي شايله يمشي لي ، وأخوي الصغيّر صار أبوه ومن فرحته به ما يردّ دموعه وأبوي يوصّيه عليه ، كثيرة
ما يدري كيف تكلّم لكن جملة أبوه للآن ترن بأذنه ينزّل نظره لشجاع اللي جنبه : أبوي يقول له ، لنهيّان قل لولدك آخر عهدي بالدموع دمعة طاحت من فرحتي بك
حسّت بشيء غريب فيها ، بإن ذياب نطقها يشتت نظره لـ…
_
يشتت نظره لشجاع لكنها إنتبهت ، ومع ذلك غيّرت الموضوع تبتسم بهدوء : كيف باركت له طيب ؟
ذياب : قلت له الله يقرّ عينك به ، ويبلّغك فيه تشوفه ذيبٍ يساوي الدنيا
لفت عينها له تبتسم لثواني : كيف جات ببالك ؟ أحس المفروض الناس يقولوها لنا ، يقولوها لك يعني بعدين
نزل نظره لها يبيها تلتفت له وبالفعل : شلون ؟
قصيد : يعني لو جاء لنا إحنا ولد ، لأنك ذياب يقولون لك الله يبلغك فيه تشوفه ذيب يساوي الدنيا وأكثر
هي بديت تشرح له ، وخجلت بنصّ الشرح يبيّن إنه ما إنتبه عشان تنتهي من شرحها : شلون ؟
رفعت نظرها له لثواني تحاول تفهم ، وضربت صدره مباشرة من إستوعبت : فاهم من الأول ذياب !
إبتسم فقط ، ونزّلت قصيد نظرها لشجاع اللي ساكن تماماً تمسح على ريشه : حبيبي شجاع ، جاء لك ولد عم
رفع حاجبه : كثّرتي علي قصيد ، كثرتي ترى أنتف ريشه
ناظرته لثواني بذهول : عيب أبوشجاع ! عيب
لف نظره لها لأنها إبتسمت لشجاع تمسح عليه ، تهمس له بإنه حبيبها وإن “ أبوه “ ما يقصد ينزل نظره لها فقط : ولدي صقر قصيد ؟
نبض عنقها لأنه نطقها بطريقة “ غريبة “ ، وهزت راسها بالنفي : أحبه محبة الولد ، ما تحبه ؟
هز راسه بالنفي ، وعضّت شفايفها لثواني لأنه يتأملها بطريقة غريبة وقفّلت جواله بيدها : وش ذياب ؟
كان منه النفي ينفض شجاع اللي توجه يطير لبعيد ، ومسح على شنبه فقط ينهي الحوار : خلصتي مذاكرة ؟
_
« بيـت تركـي »
جلس عذبي اللي يحس دقات قلبه مستحيلة لأن خطبته بعد بكرة ، فعلياً خطبته ، وشوفته ، بعد بكرة بدون جدال وبدون ما تتغيّر المواعيد وأخيرًا يعزّم ، وتعزّم ويقبل أبوه بإنه بيتوجّه لسعود يطلب بنته ودّ على سنة الله ورسوله وتنحنح يعدّل أكتافه للكتاب اللي بين يديه : نهاية الكتب ، نبي نسطّر عرض الرواية خلاص نبي الناس تقرأ مو أنا
لف نظره لدفتر بجنبه ، دفتر عنوان أول صفحاته كلمة وحدة “ شاعـر “ يبتسم له بهدوء لأن الحكاية بداخله ، حكاية شاعر فعلاً ، حكاية شاعر خُتمت بأبهى حُلة شافتها عينه واقعاً قبل ما يخصّبها خياله ويسطّر سطورها ، حكاية شاعر سارت به الأيام في غربة حياة ، سارت به على دروب شوك تجرّحه وما يودّها توصله للهلاك ، والجنون الوشيك ، حكاية شاعر كافح بأشعار يكررّها يأمّل نفسه ، وبأشخاص لاشدّت عليه دنياه لقى من بينهم حبيبته وسنده ، وعضيده ولد عمه ، وأخوه وكل قريب منه يجددّ به الأمل ما يوقف عند كثير المصائب وما وقف فعلاً ، ما وقف لين عانق غرّة الشمس ، ولثم خدها وضحك يقلب صفحاته بيديه : عزّتي للي بيقرأ حروفها خيال ما يدري إنك واقع أعيشه أنا وسمعته على لسان محبوبتك كلّه
كان يقصد أمه ، وإبتسم فقط لأنه يذكر إن الأُمنيات له كانت بكونه كاتب يميّزه أسلوبه ، يُعرف من بين ألف نصّ ونص إن هنا بهالسطور إسمه وعلى ما يشوف هو يتأكد إنه فارق تماماً عن الكل ويُميّز متى يكتب عذبي ، ومتى يكتب غيره ولف نظره للدفتر الآخر بعنوان “ قصيـدة “ وإبتسم : قصيدة فعلاً !
منغومات فنية ، ومقتطفات بسيطة عن حياة أخته المليانة “ دلال “ فعلي لكن على ما يشوف ، الدلال ما أثّر بكون شخصية أخته قوية جدًا ووقفت الفصول فارغة تماماً لأن ما عاد ودّه يشيد الحكاية لقصيد وحدها : أعرف إن الأسرار كثيرة وأعرف إنه مجنون بالعظمة لكن كيف تسولفين لي قصيد ؟ وكيف تجي لي التفاصيل كلها أو على الأقل بس بسيط الأحداث والتفاصيل لخيالي أعرف لها لكن شلون ؟ شلون بدون لا أصير مجنون لا سألت
قلّب فارغ الصفحات بيده يضحك : الخافي البيّن ، ما قالها عمي حاكم عبث أدري إي والله لكنه يجذبني
-
« بيـت حـاكـم ، العصـر »
ترقص جدران البيت “ طرباً “ بمجيء أول أحفاد حاكم بهاليوم ، بإنه جاء بيت جدّه ، بيت أبوه ، بيته هو عن المستشفى والكل يجتمع على شرفه وإبتسمت ملاذ ترد على هتان : إيه اليوم خطبة أخوها عذبي بس قالت بتجي تتحمد لديم بالسلامة وتسلم على سعود بعدين تروح !
درة : ماشاءالله عليهم ما عندهم وقت على طول خطبة
هزت جود راسها بإيه : خطبة بس ، الزواج مو قبل ثلاث أربع سنوات تقريباً حسب مافهمت يعني
توق : أجل ليه مستعجلين لو بس خطبة يعني مو زواج ؟
إبتسمت نادين تتوجه لسعود اللي بحضن ملاذ : نصيب
إبتسمت ديم اللي تشوف أمها ، وملاذ يلاعبون سعود بينهم وجات وسن بإتجاهها : ريّحي ظهرك ديم
هزت راسها بإيه : مرتاحة ، كيف الشيخ ؟
إبتسمت وسن تتأمل جابر اللي بحضنها : مبسوط ، جاء له صاحب ماشاءالله يكيّف الحين
ضحكت ديم تعدل جلستها ، بصالة البيت الكل يجتمع سرور هالمرّة بسعود مو مثل آخر جمعاتهم وخفق قلبها من طلعت جدّتها علياء من الغرفة ترتكي على يد عمها حاكم اللي تنحنح يطلب الدرب ولفّت ملاذ : تعال حاكم
غطّوا كلهم عنه ، ومشى يجلّس أمه على الكنبة : عندك ملاذ يمه ، وعندك ريف بعد تبين شيء توصين شيء ؟
هزت راسها بالنفي فقط ، وإبتسمت ملاذ تاخذ سعود بإتجاهها من بعّد حاكم يتوجه لمجلس الرجال فقط : يمه ، شوفي سعود ولد نهيّان
ناظرته علياء لثواني ما تستوعبه ، وإبتسمت من تركته ملاذ بحضنها : ولد نهيّان وديم ، أحفادك يمه حفيد حاكم وحفيد فزاع
سكتت علياء لثواني طويلة تبتسم ، تغرق عيونها بالدموع ومسحت على جبين سعود تقبّل يدها بعد مسحتها فقط وإنحنت ملاذ تاخذه ، تشوف قلب ديم اللي رقّ كله على حال جدتها تنطق لهم : لقاها نهيان أول ما جينا ، أخذ لها سعود بس ما إستوعبته قالت له وزوجتك طيبة ؟ بس
تنهّدت ملاذ تبتسم لسعود : تروح عند ماما خلاص ؟
-
عدلت عبايتها تشوف نظراته وطويل الجدال اللي حصل بينهم بالبيت ومشى قدامها ينطق : درب يا ولـد
نزل نظره للأرض فقط يفتح لها الباب لكن باقي بصدره لهايب يبيها تمرّ قدامه ونطق بهدوء : تحصني
هزت راسها بإيه تتوجه للمغاسل ، تشوف إنه باقي عند باب البيت ما تحرّك ، وما دخل المجلس لكنه يبي يشوفها إلى دخُولها عندهم وتلمح إن صدره يشب ، وأكثر من عدلت نفسها تترك شعرها على أكتافها وما نزّلت عبايتها تضمّ أطرافها فقط : أكرهك
هز راسه بإيه فقط لأنه يعرف ، وبقيت خطوتها ما تحرّكت تسأل : ما بتدخل عند الرجال ؟
هز راسه بالنفي يعضّ شفايفه فقط : روّحي قصيد روّحي
كشرت له مباشرة تتوجه للداخل ، تسمع بُكاء سعود وتخالط أصواتهم وإبتسمت تعدّل الورد بيدها من صار كل النظر لدخُولها لأنها نطقت بالسلام يُرد من الكل ، ووقفت ملاذ ترحّب مباشرة : يا أهلاً بنتي ! يا هلا !
إبتسمت قصيد تسلم عليها : كيفك عمتي كيف صحتك؟
هزت ملاذ راسها بإيه : بخير الحمدلله كيف حالكم أمي عساكم طيبين ؟ كيف الوالد والوالدة مبروك لعذبي مقدماً
إبتسمت قصيد بحب : الحمدلله كلنا بخير ، الله يبارك فيك ويحفظك يارب ، يتربى بعزكم الله يحفظه ويحميه
إبتسمت ملاذ وهي ودها تقول شيء لكنها إستحت بهاللحظة ، وتوجهت قصيد تسلم عليهم تباعاً وإنحنت تاخذ راس علياء اللي ساكنة تماماً لأول مرة ، ما ترحّب فيها حتى ردت السلام فقط وتوجهت لديم تبتسم ، تنحني لها بالمثل تسلّم عليها : وش هذا الجمال يعني ماشاءالله ! الحمدلله على سلامتك ديم قرّت عينك الله يحفظه ويحميه لكم ويبلّغكم فيه يارب
إبتسمت ديم بحب للورد المُنعش اللي بيد قصيد ، لأن بيدها كيس آخر يبيّن إنه هدية لسعود : الله يسلمك ! آمين وعقبال عندك يارب لا تخلّون سعود لحاله يبي صاحب أو يبي صاحبة ما يفرق معاه بس يبي أحد !
ضحكت قصيد لسعود اللي بحضنها تمد يدّها له : حبيبي ماشاءالله بس وين راح جابر يعني يا ديم ؟
ضحكت ديم ، وكمّلت قصيد تسلم عليهم كلهم ، وتوجهت تجلس بجنب وسن وريف اللي تبتسم لها لأنها مدّت يدها تلاعب جابر ، تردّ على أسئلة الحال منهم كلهم ، مباركاتهم لعذبي وخطبته وتقدّمت ملاذ بإتجاهها : نزلي العباية أمي قصيد !
_
إبتسمت تهز راسها بالنفي لأنها ما بتطول ، ومدّت يدها تاخذ الفنجال من عمتها : مرتاحة كذا عمتي ، إرتاحي
تنحنحت ريف تسأل : كلنا أهل قصيد ، وودي أخجل منك بس ما أقدر ذياب ما يستحي كل ما جيت بسأله قلت لا تجيبين الكلام لنفسك ياريف ، ما ودّكم بصاحب لسعود؟
ضحكت ملاذ لأن تورّدت ملامح قصيد بشكل مجنون تنطق هي بدورها عن قصيد : ذياب ما يخجل تجين للبنت وهي خجولة بالحيل كأنك ما تعرفينها يعني ؟
ضحكت ريف ترفع أكتافها بعدم معرفة تتعالى ضحكاتهم ، وشربت قصيد فنجالها تضحك ديم بتعب : تعوّدي قصيد الله يعينك ولا تخجلين بالحيل !
بقيت أحاديثهم على هذا الوضع ، وزادت السوالف بالحمل والولادة كل وحدة فيهم ترمي تجاربها من إتجاه ترك قصيد تهوّن ، تعيد التفكير بشكل أكثر وأكثر وإبتسمت ديم : قالت لي وسن ، كله يهون وقت تشوفين النونو وما صدقتها لآخر لحظة وأنا منهارة خوف ما بولد شوفوا لكم حل بس أول ما شفت سعود ! ما أدري
ضحكت ملاذ تهز راسها بإيه : هو كذا سبحان الله ، وقت تفكرين فيها صعبة لكن سبحان الله أول ما تشوفينه تتغير الموازين ، تقولين يستاهل التعب والله يكتب الأجر
هزت ديم راسها بإيه تتأمل سعود : يستاهل الدنيا والله
إبتسمت قصيد بحب كأن الحديث طمّنها ، لكن وقت رجع للتعمق من جديد هي كشّت كلها بخوف تضحك ريف بجنبها : لا تخوّفون العروس نبيها تفكر بالموضوع إحنا مو تقولون أشياء ثانية قدامها ! سهالات يا أمي
يمكن لو ما كان صوت عمها حاكم هي غرقت بالكنب مباشرة لأنهم جريئين بشكل هي تخجل منه ، بكل المواضيع مو بموضوع محدد وكل شوي يستلمون وحدة فيهم بدون تحديد وحتى هي ونطق حاكم : يا ملاذ ، ريـف
قامت ملاذ تتوجه لعلياء ، وعدّلت قصيد نفسها من رسالة ذياب لها “ طيب “ : عمتي ، قولي لعمي بسلّم عليه
هزت ملاذ راسها بإيه : حاكم ، قصيد بتسلم عليك بيمشون
لمح ذياب اللي طلع من المجلس خلفه : خليّها تجيب سعود لعمه ، وأمي قولي لها ذياب جاء تبيه من اليوم هي
إنحنت ريف لعلياء تكلّمها ، وجات ملاذ تعاونها ووقفت
_
دخل عند أبوه وهو عصّب اليوم بشكل كافي يزيد غضبه بكل لحظة ، حاول يعدل مزاجه بشتّى الطرق وعجز تمامًا لأن يده ترتعش مو بإرادته ويبي يلقى لها حل ، يبي يوقف هالنفضة بأي ثمن : توصي شيء تبي شيء أبوي ؟
_
هز راسه بالنفي : جدتك تبيك ، بتجي تسلم عليك الحين
هز راسه بإيه ينتظر خروج قصيد فقط ، ونزل نظره للأرض يبتسم حاكم مباشرة يوقف من جلوسه : حيّ بنتي !
إبتسمت بخجل ، بربكة لأن سعود بيدها هي كيف بترفع نفسها بهاللحظة تسلّم على عمها ونطق حاكم يضحك : ماشاءالله تبارك الرحمن ! ماشاءالله
رفع ذياب نظره مباشرة لأن نبرة أبوه بـ“ ماشاءالله “ هزّت الأرض تحته وما يتخيّل تكون نزلت عبايتها مثلاً لكن سكن داخله ، سكن كونه مباشرة من لمح سعود بيديها يعدّل وقوفه نفس فزّته بالمستشفى بالضبط ، وأشدّ صارت بهاللحظة يتوتر داخل قصيد مباشرة : ما أقدر أسلم !
ضحك حاكم يهز راسه بالنفي : الشوفة تكفي يابوك ، ماشاءالله تبارك الرحمن عساك طيبة يابنتي ؟
إبتسمت تخجل ، وهزت راسها بإيه : الحمدلله كيفك إنت عمي كيف صحتك ؟
هز حاكم راسه بإيه ولاق سعود لحضن قصيد بشكل مستحيل وللآن ما شافه بحضن ذياب ويدري بيتقطّع قلبه وقت يشوفه لأن كل ما سأل ذياب ، قال بدري وهو يدري إن العمر سرّاق ولف نظره لذياب اللي يتأمل قصيد فقط : طيب الحمدلله يابوك ، إجلسوا شوي وين رايحين
إبتسمت تهز راسها بإيه ، وطلع حاكم على نداء ريف وملاذ يتنفّس ذياب بالقوة تلمح هالشيء منه وإبتسمت : ذيابي
هي توجهت له تبتسم لسعود : ما قدرت أشيله أول شيء خفت ، ما أعرف صغير مره ذياب يدخل بجيبك فعلاً !
ما كان قادر يتنفس لأنه يشوفه بحضنها بهالشكل ، يليق بحضنها لدرجة هي ما تتخيلها ورفعت نظرها له : تشيله؟
هز راسه بالنفي ينزّل نظره ليده اللي ترتعش وإنتبهت لها قصيد تبتسم فقط : قرّب مننا ذياب ، سلّم عليه
هي تقابله تماماً ، ومدّ مرتعش يده لأسفل سعود اللي بحضنها تبتسم قصيد من كان ينعس ، يفتح ويغمض وهادي تماماً ياكل قلبها : وش يعني يحبّك عمك لهالدرجة ؟ وش يعني أحبك أنا وتاخذ قلبي على طول ؟
عضّت شفايفها ودها تصرخ : أبغا أعض ما أقدر ذياب !
هز راسه بإيه يسمع أبوه اللي نطق له ينتظرون بإنه بيروح للرجال وإن علياء تبيه لكن ما رضيت تجي للآن ولفت قصيد من توجه للباب يقفّله بالمفتاح : بيجي أحد ؟
هز راسه بالنفي يمسح على ملامحه فقط ولمحت شديد إرتعاشه يسكن داخلها : ذياب
هز راسه بالنفي يجلس ، وجلست بجنبه تركي سعود على حضنها ومدّت يدها ليده تشده : صار شيء ذياب ؟
هز راسه بالنفي ومد يده يبعد طرف عبايتها ينبض عنقها مباشرة بذهول : ذياب يجي أحد الحين !
ما إهتم ، ما كان منه الإهتمام يبي تحترق روحه مرة وحدة وما كانت منها خطوة من طاحت عبايتها عن أكتافها للكنب يبعد طرحتها عن عنقها هي تدري يبي يـ
_
هي تدري يبي يشوفها فقط ، بس يبي يشوفها ويشوف سعود بحضنها بدون عبايتها يبي يشوف عذابه ونبض عنقها من كانت متوقعة نظراته أساساً وبالفعل حصلت يهز راسه بالنفي يضغط على راسه فقط ينطق كلامه بالقوة : وش تسوين بي قصيـد ؟
رجّف مشاعرها فعلاً ، رجّفها كلها من نظراته وإنه تكى بيدّه على شفايفه وشنبه يسأل بجدية : وش تسوين ؟
نزلت نظرها لسعود وشتت نظره هو يمسح على راسه بشكل تشوف إن أعصابه بتنفجر ونطقت هي كلمة وحدة طلعت من بين شفايفها فقط : لا تخوّفني ذياب
ناظرها بذهول : وش أخوّفك به ! وش أخوّفك قلتلك ما أتحمل أشوفك كذا ما أتحمل وتجيني شايله سعود بعد
عضّت شفايفها لثواني مباشرة : ما تقول لي طيب !
ناظرها بذهول : وش أقول أكثر قصيد ما تشوفين ! متشفّق ! متشفّق عليك ! على ولد منك !
عضّت شفايفها بذهول تهز راسها بالنفي : إنت قلت لي لا
شتت نظره لأنها صادقة ، لأنها بآخر مرة وقت إرتكت على صدره كان منها السؤال بشبه تردد “ ما ودك ننتبه ذياب ؟ نبي غير شجاع ؟ “ وما جاوب سؤالها لأنها تلف وتدور لين نطقت بالخجل اللي حرقها تماماً تقطّع يده اللي بين يديها من شدتها “ يعني ، تبي يصير عندنا بيبي؟ “ وعضّ شفايفه وقتها ينطق بالنفي فقط “ لا تخجلين مني وإنتِ بحضني قصيد ولا ما ودنا ، ما ودي “ لكن ما يدري وش يصير بقلبه ووش صار له أساساً وقت شافها بهالشكل وعضّت شفايفها فقط تفهم ، للأسف هي تفهم حتى ثورات غيرته وناظرته لثواني : لا تسوي كذا قدامي
هز راسه بالنفي يلف نظره لسعود ، لوجوده بحضنها بهالشكل وهي أساساً تثور الدم بعروقه من لبسها الأحمر بدي يُشد على صدرها بدون أكمام تماماً وطوله لو حرّكت ذراعها ، لو تمددت ، يبيّن خصرها وتنورة بنفس لُونه توصل لنصف فخذها فقط : أهلكتيني قسماً بالله !
_
« أحد بيـوت آل نائـل ، بيت أمين »
زُين البيت كله لأنها خطبة رجال صحيح ، ببيت جدّها أبو أبوها لكن بتنتهي خطبة الرجال وتصرخ الأفراح عندهم بإحتفال يُقال إنه بسيط لكن يُجهز له من شهور تعرف إن الضجة بتكون رائعة بالأفراح وما تهدأ وخفق قلبها مباشرة من لمحت عمها تركي اللي يمشي قدام بيض الثياب أولهم يضحك لعذبي يلتفت له : بسم الله
إبتسمت ملاك اللي تدندن على الشباك تشوف تركي وخلفه عذبي ولده ، العريس : جاء العريس جاء العريس
ركضت أسيل تشوف ، توثّق مباشرة لأن دخولهم “ رائع “ خلفه عذبي الكبير وعياله تركي وفهد ، تميم اللي يضحك يضرب كفّه بكف رياض وراشد ولده مع عدي بالخلف كلهم يضحكون ، كلّهم بالمسرات يمشون وبقيتهم بالمجلس أساساً ينتظرون وإبتسمت ملاك : سُبرايز اليوم غير مستحيل تتوقعونه ، قصيد تقول بالطريق
_
أخذت ود نفس من أعماق قلبها تدخل لتين اللي تضحك مع سوار : العروس بنتي ، يا تبارك الرحمن !
مدّت ودّ يدها لأمها اللي أخذت يدها تدّورها ، يدور زاهي فستانها الأبيض حولها تتعالى “ الزغاريط “ من دخلت نيّارا ودخلت سلاف معاها : بسم الله على قلب ولدي مقدماً يا ودّ قلنا شوفة بس ما قلنا تخطفين قلبه !
ضحكت نيّارا : دافع أقوى منه مافيه لعذبي ، تلقينه يعجّل تخرجه ووظيفته كله لعيون إنه ياخذها بأسرع وقت !
إنحرجت ودّ تتعالى صرخاتهم لأن لتين - تهاوش - كيف تحرجون بنتي بهالشكل وعدلت أسيل جلستها بحماس مباشر : فتح فهد ! فتح فتح
هزت سلاف راسها بالنفي : على الشاشة أسيل على الشاشة تحت مشينا !
_
« مجـلس الرجـال »
بعد طويل السلام ، وضحكات السؤال عن الحال والإبتسامات لأنها كالعادة جمعة لآل نائل لكن هالمرة بمناسبة - مشوّقة جداً - وتعدل تركي يعدل ظهره : كيف حالك يا سعود كيف صحتك عساك طيب وبخير
إبتسم سعود بحماس شديد يرجع ظهره للخلف : والله الحمدلله بخير علومك إنت أبوعذبي عساك طيب ؟
ضحك تركي ما كمل ، وتعالت ضحكات المجلس كله ياخذ نفس يمسح على ملامحه بهمس لولده عذبي : هذا موقف تحطّني فيه ياعذبي ؟
إبتسم فهد اللي يوّثق كل شيء بجواله ، يفتح بث أساساً لأفراد العائلة فقط لأن تهديد قصيد له كان واضح وصريح وتهديد الكل له “ ياويلك ما نشوف مجلس الرجال “ وتنّفس تركي يفتح أزرار ثوبه العليا : عذبي ، قم صلّ ١٠ ركعات وقول للرجال ياعمي طالب بنتك إنتهينا !
ضحك سعود يهز راسه بالنفي : وبهالسهولة يا تركي ؟
ضحك تميم على أخوه اللي يضحك بشكل غير معقول ، وهز سعود راسه بالنفي يتكتّف ، الأرض أرضه والمكان مكانه يمد يده للقهوة : كم سنة أنتظر هاللحظة تركي تعدّها زيي وإلا ما تعدّها ؟ يومك حشرتني بالمسجد ؟
ضحك تركي يهز راسه بالنفي : زمان أول تحوّل ياسعود ، يدك بيدي نتمم للعيال جايينك جماعة نطلب ودّ بنتك لولدنا عذبي على سنة الله ورسوله لا تعقدّها ياسعود
ضحك سعود بذهول يهز راسه بالنفي : تدرون ياعيال ، كم فنجال أكلت ، وكم كلمة سمعت ، وكم ركعة صليت يوم فكّرت أخطب عمتك لتين ياعذبي ؟ وش سوى بي أبوك؟
تعالت الضحكات لأن سعود ما ينسى ، سعود ما نسى نهائياً وهي حكاية قديمة من زمان وقت خطب سعود لتين أُخت تركي وتميم وطفّشوه عليها ، من الموافقة لأبسط تصرّف منه كان يلقى تميم ، أو تركي قدامه ولآخر موقف الأشد ، كان تركي وقت لحقه للمسجد لأنه جاء للتين بدون مقدمات وصلّى سعود الفجر ، ووقت قرب منه تركي هو كبّر يصلي صلاة ثانية عشان ما يكلّمه تركي اللي وقت طالت صلاته ضرب عنقه يهمس له “ لا تشوفك عيني “ فقط
_
دخل ذياب يسلّم تتعالى الأصوات بمجيئه لأن تركي طلبه ، وكرر عليه بالتشديد " إنت أخو عذبي الكبير شلون ما تشهد خطبته يا ذياب ! " وسلّم يجلس يتعدل سعود : عززّت الدفاعات عندك ياتركي ما أقدر أغلط عليك بس
-
كان الضحك يتفجّر بمجلسهم لدرجة إن سلاف حزنت تصرخ : طيب ولدي أنا وش ذنبه لتين كلّمي زوجك !
ضحكت لتين لأن عذبي إبتلش تمسح على ظهر ودّ بنتها بغرور : بنتي بنت أبوها وش نسوي لازم رضا أبوها أول
صرخت سلاف بذهول : وولدي ولد أبوه ترى يجي ياخذها من يدها ويروح لا يردّه سعود ! قصيد قولي لأبوك يقوم يطقّ سعود خلاص زودها ولدي لا تعذبون قلبه حبيبي
ضحكت ود بذهول : عمـتي !
ناظرتها سلاف : معليش بنتي بس لين نضمنكم لبعض بعدين وعد مني لك ، أنا بمسك تركي ويطقّه سعود
ضحكت قصيد بذهول : مـاما !
ناظرتهم سلاف لثواني بذهول : وإبتلشت بالبنات كل وحدة تدافع عن أبوها ! بضمن ولدي حرام عليكم !
تنحنح تركي يعلن إنه بيتكلّم بجدية بعيداً عن الضحك ، وجلست سلاف تمسك يد قصيد تحس قلبها يُذوب من إبتسم تركي “ نعم الرجال اللي عطيناه بنتنا يومها سعود إي بالله ، وأظن نعم الرجال اللي تعطيه بنتك ياسعود هو ولدي عذبي ولا أمدحه ، ولا أزكيّه لكنك تعرفه قبلي “
لمعت عيون سلاف مباشرة تتعالى صرخاتهم لأن المشاعر “ فاضت “ بما تعنيه الكلمة تحضن قصيد أكتاف أمها لأن حتى تركي مشاعره تفيض ، وضحك تركي ذاته يضرب على ظهر عذبي ولده " وغالي ، أغلى ما عندي وإلا ما جيت لك ياسعود تدور الدنيا علي وأنا تركي " تعالت ضحكاتهم يكشّر سعود اللي يشرب فنجاله " وما نخلّص من الغرور ياتركي ما نخلّص ! عذبي مـ"
نطق عذبي يبتر حروف عمه مباشرة " استهد بالرحمن ياعمي لا تقول شيء الحين ، أبوي تكفى " هو همس الأخيرة لأنهم بيتعاندون على حسابه ، وضحك ذياب من وهقة ملامح عذبي اللي يشدّ على يد أبوه اللي هز راسه بإيه " خلاص ، نعيد من أول وجديد " ، " أنا تركي اللي قبل ٢٠ سنة وحدودها خليّتك تصلي الفجر وتزوّد عليه يا سعـ
تعالت الأصوات يبترون كلامه ، وضحك تركي يتنفّس " وش هالحقد اللي بك ياسعود ! والله لو جايب ناقة من حلال الذيب وأكلمها رضت علي وإنت ما رضيت فكّها "
لف سعود نظره لذياب بتساؤل " وترضى الناقة ذياب ؟ "
هز ذياب راسه بالنفي " لا أزعلتها ما ترضى " وهز سعود راسه بإيه بتأكيد يوشك ينطق " ولا أنا برضى " لكن عذبي نطق بفزع مباشرة " وإنت والناقة مو واحد الله يحفظك ويخليك ياعمي ويعز مقامك ، إنت وهي مو واحد "
ذاب قلب قصيد لأن …
_
لأن تأسرها ضحكات فهد اللي لو يشوفونه بداية الزواج ، ما يصدّقون إنه هو نفسه فهد من كثر مايحب ذياب الحين ..
-
إبتسم ذياب يشوف سعود اللي يحلل الكلام بعقله : فكرت بها ؟ ما قصّر عذبي ياعمّه !
تعالت ضحكاتهم من إستيعاب سعود إنه كان على وشك يضرب بنفسه مثل الناقة وما يرضى يأكد كلام ذياب وإن عذبي - بتر الطقطقة -قبل تبدأ يعدل سعود شماغه بذهول : والله ، عشرين سنة وإنت ما إستحيت ياتركي
ضحك تركي يرفع أكتافه بذهول :ووش قلت أنا ياسعود !
تنفّس عذبي يفتح أزرار ثوبه العُليا لأن التوتر وصل أقصاه ، لأنهم يطقطقون على بعض بشكل يدوخه كل ما قال جاء وقت الجد ، زاد الهزل وتنحنح تميم : خلاص يا سعود !
شهق سعود بذهول مباشرة : أنا من اليوم أنتظرك تفتح فمك يا تميم ! من اليوم موصيّنك ما تذكرني شكلك
رجع عذبي ظهره بيأس : ما حلت لك الفزعه إلا الحين عمي ؟ ما قلت لي بتلثم ما يشوفني وينسى ؟
إبتسم تميم عمه يشوف الفنجال يلوح بيد سعود : كبرنا ياسعود ! كبرنا خلاص إنسى ترى ما يحقد كذا إلا البعير وترى ولد أخوي ما يرضى علي لو رميت الفنجال يقولك إقعد ما نبي منك القرب هونّا
لف عذبي نظره بذهول لعمّه تتعالى ضحكات أبوه لأن اليأس بملامح ولده مستحيل بهاللحظة ، وإبتسم ذياب يمد يده لكتف عذبي بهمس : ارفع علومك !
أخذ عذبي نفس يمسح على ملامحه ، وسأل سعود بجدية : لو رميت الفنجال على عمك يا عذبي ، تقول مثل ما قال ؟
سكت عذبي لأنه يختبره ، لأن المجلس كله صار يختبره بهاللحظة يُرمى الفنجال على عمه سهالات ؟ أو الأسهل يقول إن مسيّت عمي ترى القرب ما أبيه وضحك ذياب يهمس له : قل اللي جاء بخاطرك ماعليك !
ما تكلّم كل الكلام تبخر من عقله من كثر الضغط ، ونطق سميّه يعطب آخر آماله : شفت الصلاة اللي صليتها قبل عشرين سنة ؟ المفروض تصليها مرة ثانية تحمد ربك سمييّ جاء لك أحد يلقى عذبي نسخة ثانية ويردّه ؟
لأن عذبي رفع ذراعه يستعرض عضلاته ، ضحك سعود بذهول : لا ، لا لا والله طالت
ضحك فهد يشوف اليأس يتخللّ ملامح عذبي بشكل غير طبيعي لأنه نزّل حتى شماغه ماعاد يقدر يتحمّله على راسه ، وضحك تركي أبوه يشوف إن ملامح ولده مالت للإحمرار ينهي الموضوع : عشان تعرف إن بنت الغالي ، غالية ما يقولون أخذها بالساهل وهي بنت سعود ، لازم تذوق المر يابوك ذاقه عمك قبلك وصبر وتجلّد لين أخذ عمتك ما وقّف ، توقّف إنت يا عذبي ؟
ضحك سعود يخفف حتى هو على عذبي : خلّك ذيب
ما كان يستوعب لين ضحك فهد : هو ذيب لا تحاتي وجاب لك ذيب معه بعد وش تبي أكثر ياعمي ؟
_
بأزهى شكل ، بأزهى حلّة بالأبيض اللي تزيّنه ألوان الورود وتوجهت تجلس أمامه ، بجنب أمها تشوف نظراته ما رمشت عينه فعلاً يهمس بالذهول : والله ما أنتِ ؟
ضحكت سلاف ودّها تصرخ ، عرفت وش بتكون إستفتاحية أغاني ليلتهم من همسة ولدها اللي جمّع لسانه ينطق بتساؤل : كيف حالك يا ودّ ؟
رجفت خجل تنطق وودها تصرخ من ضحكات أمها وسلاف المخفية ، نظراتهم المشعّة : الحمدلله !
إبتسمت لتين تجبرهم يشتتون النظر : شافت اليأس على أصوله بنتي ، لهالدرجة عذّبوك ؟
ضحكت سلاف من هز عذبي راسه بإيه يبتسم : ما ضرّني
طلع من مجلس الرجال لأنه بيمشي ، يشوف أشبال فهد اللي يركضون بالحديقة وصاروا يركضون بإتجاهه يبتسم لهم ، وإنحنى يمسح على رأس واحد منهم : آخذك عند البل ؟ صغيّر المشكلة أخاف على ضلوعك
رنّ جواله برسالة من سكرتير سموه " بالقصر العائلي " ، وتوجه لأنه بيودّع قصيد ويمشي لكن للآن ، ولهاللحظة هو مو هاين عليه لبسها نهائياً ومشى يشوف إنّها واقفة تنتظره ، تعدّل شعرها ولابسة عبايتها : العباية لي يعني ؟
إبتسمت بسخرية : يالله ذياب كيف تحبّ تعقدها ، قلتلك ما بلقى أحد
ما رضى ، ولا بيرضى مستحيل : شلون بتقنعيني قصيد ؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة : إجلس عند الرجال وبتقتنع وقت تشوف ، سهلة مرة مافي أسهل منها !
هز راسه بإيه يمسح على شنبه فقط : تبين شيء طيب ؟
ترددّت لثواني تشتت نظرها : أهل الكويت جايين
رفع حاجبه لأن وش أهل الكويت وسرعان ما سكنت ملامحه تماماً يتذكر ، ضحك فقط يهز راسه بإيه : أهل الكويت ، جيران لندن جايين .. قصيد تستهبلين معي ؟
هزت راسها بالنفي : وأنا ما كان عندي خبر ، تو دريت
نطق " إيه " فقط يرنّ جواله مكالمة من أسامة ينطق بكل هدوء لأنه بيثور لا محالة : إنتبهي لنفسك وتحصّني
ردّ على أسامة يشوف إنها ما تحرّكت من مكانها قدامه وجات الأشبال تتبعه ، جاء أبوها اللي يتمشى بالحديقة وإبتسم مباشرة يمشي لها بهمس من إبتعد ذياب بشكل جزئي : يكلّم من ؟
إبتسمت من جاء يسلّم عليها ، يقبّل خدها : أسامة
دخّلها تحت جناحه يبتسم : جاك العلم ؟ طردتني أمك
ضحكت لثواني : ماما اليوم عندها عذبي وما تشوف غيره نهائياً ، لازم تراعيها لو بيدها قبل شوي دخلت هي المجلس وياويل سعود لو يقول لا
ضحك يهز راسه بإيه : أمك ؟ والله تسويها أعرفها ، وكيف حالك إنتِ حبيبتي ؟ كيف أموركم ؟
قصيـد : بأفضل حال الحمدلله
صار يسمع مقدمة موسيقية صدحت بالجو يعرفها ، يستغربها لأن وش جابها عالبال ، ووصلته رسالة من سلاف تلمع عيونه يلفّ الجوال لها " تسمع الصوت ؟ طلع الشاعر بعذبي أول ما شاف ودّ قال والله ما أنتِ ! "
_
يضحك هو : أمك ما تفوّت الله يحفظها ، تعرف لهم
إبتسمت لأنها حتى هي سمعت اللحن ، وصارت تسمع أكثر من رفعوا الصوت جزئياً : يعني إنت زوجها كيف تبيها تفوّت أشياء كذا ؟
هز تركي راسه بإيه يغنّي مع الصوت ، يبتسم “ عذبة أنتِ … كالطفولةِ ، كالأحلامِ ، كاللحنِ ، كالصباحِ الجديدِ “ وضحكت قصيد لأنه يغنيّ بالهمس ، وإبتسمت حتى هي تغنّي معاه “ أنتِ ، أنتِ ما أنتِ ؟ ، أنتِ رسمٌ جميلٌ عبقريٌ من فن هذا الوجودِ .. “ وضحك تركي لقصيد : حلّت عقدة لسانه بنت سعود ، تعّبني هذا الولد
إبتسمت قصيد : بس ذويّق ، بحسد ودّ مقدماً لأن وش يعني تاخذ ولد الشاعر وذوقه رهيب من أول شوفه كذا ؟
ضحك تركي ، وإبتسمت هي : مبسوط عذبي ، مره
هز تركي راسه بإيه يشد على ظهر بنته بإرتياح من جاء ذياب : أدري فيه مبسوط وإنتِ بعد ووش أهم عندي من شوفتكم مبسوطين ؟ الحمدلله
وهمس نهاية كلامه : هو يقولها لزوجته ، أنا أقولها لبنتي
ضحكت تتورد ملامحها خجل ، وضحك تركي يودّعها للداخل ، يسمع ذياب الصوت لكنه ما يميّز ، وما تكلّمت هي يشوف إنها تخجل للأغُنية رغم إن أكتافها تتمايل عليها وإبتسمت تشوف إنه “ يثور “ بعدم إهتمام تغنيّ له لأن نظراته ما تفارقها : يا لها ، يا لها من وداعةٍ ، وجمالٍ ، وشبابٍ مُنعمٍ أملودِ
_
ضجّت الأفراح تخجل ودّ ، يهلكها الخجل لأنها تسمع بشكل يضجّ العواطف داخلها إلى درجة الإحساس إنها وحدها بهالكون وكيف ما يصيبها هالإحساس وأُهديت لها ، من أول نظرة ، “عذبة أنتِ “ على لسان محبوبها ،
من تبدّلت الأغاني يرقصون ، تشوف الكل يرقص وضحكت تصرخ خجل من جات لها سلاف اللي تتمايل أوّلهم تاخذ بيدها ، تسمع تصفير أمها تصرخ بـ “ ياعروس “ ، تسمع أصواتهم هم بالغناء لأن فعلياً “ الحب بالأجواء “ من كل الإتجاهات علناً مو سر وتتوقع على حال عذبي ، هو ما بيكتفي بالخطبة فقط هو بيطلب يعقدون لأنه ما بيتحمل بدون شوفتها ..
-
ما كان عذبي قادر يمسك سروره ، كان يبيّن بملامحه من وقف عذبي سميّه يرقص : قم دام العرس مطوّل قم !
ضحك تركي يعدّل أكتافه من لمح توجه ذياب للبوابة الخارجية يتنهّد فقط لأنه طلبه يجلس ، لكن إعتذارات ذياب كانت صادقة بإن ودّه ، لكن ما يقدر وعذره يهمس : الله يحفظك
-
« القصـر »
دخل يعرف إنها نهايات شغله ، بدايات الوداع لأنه وضّح بشكل كافي إكتفاءه من كل شيء وحتى كرسيه بالوزارة وقت صار له ولرجعته بأي وقت هو ردّه ما يبيه لكن هالمرة الواضح الجمعة ماهي لشيء هيّن نهائياً ، من قل الرجال الموجودين ، ومن نظرات أسامة القلقة ينطق سموّه بنبرة مُقلقة : ذياب ، وش تسوي يا ذياب ؟
رفع حاجبه بإستغراب :..
_
رفع حاجبه بإستغراب : أخطيت بشيء طال عمرك ؟
هز راسه بالنفي ياخذ نفس من أعماق قلبه : جاني العلم ، وشفت الورق بعيني يا ذياب وش تسوي إنت ؟
رفع حاجبه لثواني بإستغراب أي علم يقصد ، ووش مقصده وأي ورق بالضبط ما يدري وعدل أسامة أكتافه فقط : بنت صلاح طال عمرك
عصّب سموه مباشرة يرجع ذياب جسده للخلف بهدوء : قصة وإنتهت طال عمرك ، مالها دخل بشيء
ضحك يهز راسه بالنفي : لا ما إنتهت يا ذياب ، ما إنتهت لأن الدنيا ماهي على كيفك ولا عمرها بتكون تدري وإلا ؟
ناظره ذياب لثواني لأن الموضوع ما يهمّ سموه لا من قريب ، ولا من بعيد ، ورجّع سموه جسده للخلف بكل هدوء : إنت من مدة ، تدري إنها بالرياض وكل ما سألتك يا ذياب به شيء مقلقك ؟ به شيء مأذيك تسكت وما ترد
سكت لأنه دفن موضوعها ، ودفنها كلها بعيد عن الرياض والسعودية كلها بوعيد ، بنيران من الغضب ووقت صار يحس وجودها ، كذّب ظنونه لأنها مجنونة لو تخالف غضبه وترجع : وش تقصد طال عمرك ؟
نفض صدر أسامة فقط : طويل العمر ، يوم درى بالسالفة ردّها الرياض وقال لها إنتِ بحمايتي طول ما إنّك ما تعترضين لذياب لا بالخير ، ولا بالشر
دارت به الأرض تحت أقدامه لوهلة لأن مستحيل ، وش مصلحة سموّه حتى من هذا الفعل ووش يدرّيه بالحكاية كلها أصلاً وعدّل سموه كلام أسامة فقط : رديّتها للرياض يوم تواصلوا معاها الرجال ، وقالت كلام له أوّل ماله تالي عنك يا ذياب ، تسولف كأنها تشوفك قدام عينها
إرتعشت يدّه فعلاً ، ونطق سموّه بقلق “ أبوي “ بحت : لأن تصرّفاتك يا ذياب تصرّفات اللي ماله كبير
سكت فقط يحس صدره يحترق بهاللحظة ، يشد قبضة يده فقط ونطق سموه بهدوء : كلّمت أبوك اليوم ، قبل لا أقول لك تجي ونفتح الموضوع معك إنت ما عاد لك بها ، أبوك خبرة ويعرف شرّها وخيرها ويشوف باللي يصدّها عنك لأن يوم كلمتها ، هي حقدها دفين يابوك
ما تكلّم يشوف أسامة إن ذياب يشتعل ، ويشتعل أسامة نفسه لأن من شهور ذياب يتوجّس من أبسط طيف وكل ما سأل عن العجوز ، قالوا له إنها بمكانها ما تحرّكت لكن هو يحس أحد يراقبه ، يحس أحد يشوفه ومسح على شنبه يستوضح الأمور فقط : يعني طال عمرك ، إنت رديّتها تبي شرّها على عينك وعلى عين أبوي ؟ ومن شهور يوم اسأل ويقولون لي بمحلّها هم يكذبّون علي ويدرون ؟
نطق أسامة يشتت نظره لبعيد فقط : وعليّ طال عمرك
هز سموّه راسه بإيه يزيد خَفق قلبه بشكل مجنون وهذا أكثر ما يجننّه ، هذا أكثر شيء يكرهه ونطق سموه بهدوء : نعرف مصلحتك ، والموضوع حنّا بنحله ياذياب بالرضا ماهو بالتهديد وماهو موضوع جمعتنا اليوم ، يوم تقابلنا أنا والوالد قلت له …
_
قلت له ، ذياب بيترك مكتبي ، وما يبي الوزارة وين بيروح بعمره وتواصل معي أبونصّار قال ما وده حتى عندنا ؟
مو منطقي ، الكلام اللي يسمعه بهاللحظة من سموّه مو منطقي : إنت قابلت أبوي طال عمرك ، وتناقشتوا عني ؟
هز سموّه راسه بإيه : وأبوك ماهو راضي ياذياب
نُفض صدره فعلاً ليه يسمع هذا الكلام من سموّه ، أبوه كان يقتله بكلامه بكل مرة عن الوزارة والبشوت ليه بهاللحظة قرر العكس وما يرضى : طال عمرك
إنتبه أسامة إن يد ذياب ترتعش لأنه يعصّب ، لأنه جداً يعصب ويحاول قد ما يقدر ما يفلت لسانه ، يحاول يتفهّم : متى قابلته ؟ أبوي ؟
ناظره سموّه لثواني يشتت نظره بعيد فقط ، يبيّن إنه من وقت بعيد ورجفت ملامح ذياب فقط يحاول يتماسك ، ومسح على ملامحه يرفع نظره لسموّه ، لعينه : أذكر إنها حياتي وأنا أولى بها طال عمرك وبمشاكلها كلها
نطق سموه بهدوء وهو يعرف شخصية ذياب : حياتك ، لكن لك كبير وأبوك الله يطول بعمره إنسان ماشفت مثله
سكت ذياب ، فعلاً سكت يهز راسه بإيه : الله يطول بعمره
وقف بيمشي ، ونطق سموّه بهدوء : ولا تخاف ياذياب ، ولا تشيل الهم يا أسامة رجالنا حولك طول الوقت .. بعّد صاحبك وقرّب عدوك من عينك ياذياب ماهو العكس
_
« مكـان آخـر »
رسل رسالة وحيدة لذياب ، رسالة يعرف إن موعدها بهاللحظة لأنه يدري وصل الخبر لمسمعه من سموّه وجلس بهالمكان بالذات لأنه ما عاد يبي الأسرار ، يبي يكمّل الوضوح اللي يبداه سموّه ويبي يرجع حياة ولده لمسارها ، يحاول عالأقل وأخذ نفس يشتت نظره فقط : يالله العون
شتتّ نظره لمكانهم اللي يُلقب بالسر المفضوح ، يرجع أكتافه للخلف وعينه على البوابة ينتظر متى يدخل ذياب لكن سكنت ملامحه من دخلت هيئة حُرمه ، تحرّك عكازها قبلها تنفر ضلوع حاكم مباشرة : وش جابك !
إبتسمت بهدوء تشتت نظرها فقط : تهابني ياحاكم
رصّ على أسنانه فقط لأنه ما يهابها وهي نفيت قبله أساسًا : ما تهابني ، ما تشابه نهيّان ، ولا تشابه ذياب
ما فهم لوهلة ، وكمّلت هي : نهيان قبل سنين ، يوم قررّ يكفّني عنه رماني للإمارات يخطط دنيتي وحياتي بكيفه ، وحفيده قبل شهور ، رجع يكررّ فعلته نفسها يكفّني عنه
هز حاكم راسه بإيه بهدوء يضمّ أكتافه خلف ظهره فقط : نهيّان وذياب قلوبهم طيبة ، أنا حاكم
إبتسمت تهز راسها بإيه ، تبتسم بخُبث العالمين : وأنا ما جيت للشر ، أعرف إنك حاكم
رفع حاجبه لثواني يناظرها ، وإبتسمت بهدوء : جاكم ولد
توجّس داخل حاكم لوهلة يغضب مباشرة : إخلصي علي
إبتسمت تهز راسها بالنفي : الذيب جاي ، كلامي معاه !
ضحك حاكم بسخرية يهز راسه بالنفي : وبخليك تشوفين ولدي أنا ؟
_
إبتسمت هي لثواني فقط تتأمله : ولدك ؟
نطقتها بطريقة “ مشككة “ ، بطريقة ما حسّ فيها حاكم إعتيادية نهائياً وإبتسمت هي تتأمله لثواني فقط ، ما تنوي الشر ؟ ، لا هي ما تنوي حاكم فقط واللي سأل بإستغراب شديد : وش يدريك عنه لو كان جاي ؟
ما جاوبت سؤاله تتأمل المكان حولها ، أفضح أسرارهم ولفّت لحاكم اللي كان يدرس خطواتها ، يدرس ملامحها ، يدرس تحركاتها ودّه يفهم وعدل أكتافه بهدوء : وش تبين من ذياب ؟ ردّك مثل ما ردّك نهيان قبله وتدرين به
هزت راسها بإيه ، ونطق حاكم بهدوء : ولا نسيت يومك تقولين بتبكي عليه تـ
قاطعته هي تلمس جذع النخلة جنبها ، تتحسه : ردّها لي ، ثار يقول من إنتِ تهددين أبوي بي تبينها …. ؟ لك اللي تبينه ودريت إنه يقصد بنيتي ، يقصد ضحى
ما تركه أسامة لو لحظة لأنه ما عاد صار يحسّ فيه يشوف هالشيء ، من وقت طلع من قصر سموّه ما عاد حتى يسمع نداء أسامة لأنه يحس الحرارة تتفجر بعروق راسه وركض أسامة يوقفه بصرخة : ذيـاب وقف !
لأنه وقف قدامه ، لأنه نفض صدره يدفّه للخلف يبيه يستوعبه هو ما عاد يشوف على الأرض مخلوق هو رفع يدّه ، رفع قبضته لو كمّلت طريقها لملامح أسامة هشّمت وجهه لكنه صرخ بغضب يشدّ ياقته بيده الأخرى ، يتمالك نفسه : لا تقرّبني !
ما رمش أسامة رغم إنه توقّع اللكمة بتهد فكه ، ما رمش من مسكه ذياب مع ياقته بهالشكل يهز راسه بالنفي بإصرار رغم صرخة ذياب : ماني مجنون أخليك والله !
دفّه ذياب لأنه بيجنّ ، بيجنّ بمحله هو له شهور يتأمل أبوه ، وأبوه يتأمله ، يلمس قلقه ، ويعرف مخاوفه ، ويعرف تخبطّه كله لكن ما حذّره ، ما قال له شيء وبالشهور الماضية كلها فَنت روحه فعلاً بمحاولات ، بس بمحاولات لأن أبوه ما يُهلك بالتفكير بإنه ضيّع العمر عليهم وإن الموت حسرات ورجف صدره من الألم يغمّض عيونه وفز أسامة مباشرة : ذياب ، هدّ نفسك !
هز راسه بالنفي فقط عينه تتأمل السر المفضوح اللي بنهاية الشارع ، وش يجمع من بأسه عشان يشوف أبوه ويلقاه ما يدري ووقف أسامة قدامه مباشرة : تكفى ، تكفى لا تروح الحين وهدّ نفهم الموضوع أنا ويّاك ، نحله
وقفت ملامح ذياب كلها من لمح هيئتها ، من لمح خروجها مع بوابة السر المفضوح تبرد عظامه وما حسّ أسامة اللي تعثّر من بعّده ذياب بالقوة يمشي بإتجاه البوابة ينطق بالذهول : تبين موتك إنتِ تبينه !
ركض أسامة مباشرة لأن خطوات ذياب كانت تسرع لها ، لأنه يعرف إنه بيقتلها لامحالة ومدّ ذراعه يحاول يمسكه لكن ما قدر ، ما قدر لكن ….
_
بوجه ذياب كان حاكم الخارج من البوابة واللي مدّ يديه لصدر ولده يوقف إندفاعه بالقوة : ذيـاب !
هي إبتسمت لذياب من خلف حاكم المذهول ، إبتسمت لملامحه المخطوفة : سلّمت على أبوك
هدّت حيله بجملة وحدة فقط لأنه يشوف عيونها ، يعرف هو كيف بثّ الرعب بقلبها من قبل لأن ماله نية يوصخ يديه فيها لكنها شافت أنيابه وقت كشّر عنها يهددها ولف نظره لأبوه اللي يمسك صدره ، يقيدّ ذراعه وهمس يرصّ على أسنانه : أبـوي
هز حاكم راسه بالنفي يشد على ذراعه بقوة تكسر ذراع ذياب مو بس تصدّه لو شدها أكثر ونطق : ماهي صاحية يابوك وأغلب الظّن تتعامل معهم لا تقرّب منها عنـ
صرخ ذياب بذهول يقاطعه : ما عندها إلا الضعوي ماعندها !
ضحكت بنبرة رنّانة يلف حاكم نظره لها بغضب : تحرّكـي !
ما تحرّكت من مكانها يشوف ذياب بعيونها بس أبشع أيامه ، هبّت عليه الريح بأبشع أحداثه منها ، من عذبة اللي ثارت لقصيد بالبر وحدّها يقتلها هو ولألف حدث وحدث آخرها موت لزام اللي يكذب ، هو ما تخطّاه وما تخطى فجعته فيه للآن وكله ونطقت هي تبتسم له : اللي يخلّف ما يموت يا ذياب ، ما مات نهيّان
صرخ بغضب إنها للآن تسولف وأبوه يردّه ، وأسامة يردّه أو يحاول يردّه من إحكام قبضة حاكم عليه ونطق حاكم يصرخ فيها : تحـركي لا أكفـر فيك تحركي !
إبتسمت لثواني تكمّل بهدوء : وما مات متعب ، ولا بيموت حاكم يوم قالوا آل سليمان جاهم ولـ
ما قدرت تكمّل كلمتها من مُدت يده تخنقها أبوه يقيّد يد ، لكنه فلت الأخرى وما قصّر ، حاول حاكم يثنيها ويعرف إنه يألمه لكن يدّه مُدت تشدّ عنقها يصرخ أسامة يحاول يفكّ يده عن عنقها لأنها بتطيح “ جثة “ لو كمّل يخنقها بهالشكل : أنا أقيدها ، أنا أمسكها ذياب تكفى ذيـ
ما تحمّل حاكم يغضب ، يلوي ذراع ذياب خلف ظهره يردّه للجدار بغضب : إهجد ! إهجد يابوك إهجد سم بالرحمن !
ما تكلّم ، ما عاد تكلّم من الشعور اللي يحسّه ومشت العجوز بعدم إنتباه حتى من أسامة اللي هَلع داخله من تقييد حاكم لذياب بهالشكل ، إنه يردّه ضد الجدار وطلّع شخصية “ الفريق “ جدياً عليه : طال عمرك !
نفض يديه من أبوه ، نفض نفسه كله من أبوه كانت منه نظرة وحدة لعين حاكم ، نظرة سمّرت خطوته بالأرض وما عاد تكلّم حتى لأسامة نفسه يمشي للخلف ، يمشي لسيارته وقرّب أسامة يركض خلفه لكن حاكم مسكه بمحلّه : إنت بتقعـد هنـا !
-
ركب سيـارته يشوف الاوراق اللي ما كانت موجودة ، اوراق ما يعرف محتواها وما أعطاه بال لأن وده يمشي عن هالمكان بأسرع ما يكون ومدّ مرتعش يده من إبتعد كفاية ينزّل عينه لأول ورقة يشوفها ، يقلبها بيدّه عجز يرجع عينه للخط لو لحظة مـ..
_
من اللي تشوفه عينه بالورقة ، صورة على كبر الورقة كلّها لملامحه ، لإبتسامته ، آثار السنين القاسية والطويلة بتجاعيد وجهه أكثرها حول عيونه من إبتسامته مع هيبته اللي ما كسرها الزمن بنظرته ، أحمر شماغه ، أسود عقاله ، وبُني فروته مع ثوبه الشتوي هلكته ما قدر يرفع عينه ، ما قدر حتى يستوعب كونه مبطي ما شاف لنهيّان صورة ، من مدة ما شاف لفقيده ، وظهره ، وسنده ، وشمسه وظلّه من مدة لأن قلبه ما يطيق وبهاللحظة يشوف صورته كأنه قدامه من كُبرها ، من دقّتها .
_
« عنـد آل نائـل »
كانت “ سهرة “ على أصولها فعلاً وبهاللحظة يجلسون حول بعض يسولفون لأن الرقص ، الأغاني ، الصرخات ، والضحكات والألعاب والتصوير ؟ خلّصت كل هالفقرات وإبتسمت ودّ تنزل كعبها : قصيد معانا وإلا بعالم ثاني؟
إبتسمت قصيد تهز راسها بالنفي : معاكم أكيد
سلاف مدّت لها كوب قهوة : ما رجع ذياب عند الرجال ؟
كان منها الرفض فقط وهي قلبها “ ينبض “ بشكل غريب لأنها رسلت له من وقت ، لأنه طوّل وهو قال لها بيرجع وما بيطوّل ولأن هالوقت ، وعده لمشيتهم تنتبه إن ساعة رسالتها تأشر على “ 2:22 “ يخفق لها قلبها ، وإبتسمت ودّ من دخلت أشبال فهد : يعني إحنا اليوم سوينا حظر على الرجال جميعاً والعيال ، أشبال فهد وش تصنيفهم؟
إبتسمت أسيل : حيوانات
ضحكت قصيد تهز راسها بالنفي بتحذير : لا يسمعج
إبتسمت سلاف : ياحلوها أم ناصر جايين متعنيين وآخر شيء ما جلسوا ، أقول لها خليّك تقول والله مرهقة برتاح بس قلنا ولدنا شلون ما نشهد خطبته ؟ حتى على عذبي سلّمت ياود تبارك له تقول له زينة البنات عروسك
تعالت الضحكات على خجل ودّ ترفع ملاك حاجبها: شنو يعني المفروض ودّ تغار من خالتي أم ناصر ؟ حسبة أمه
لفت نيّارا نظرها لقصيد لثواني : قصيد ما بيتغيّر شيء وش فيك كل شوي تفتحين الجوال وتقفلينه ؟
داخلها يقلق ، داخلها “ خائف “ بشكل ما تلقى له مبررات وإبتسمت تهز راسها بالنفي من وصلتها رسالة عذبي “ بنمشي الحين ، تمشين معنا ياويلك تقولين لا “ تلف نظرها لأمها : عذبي يقول هم بالسيارة
هزت سلاف راسها بإيه تعدل عبايتها : معانا قصيد ؟
كان منها الإيجاب تتعالى الأصوات لأن بدري ، لكن ودّهم يرتاحون بعد وسلاف ودها تلقى عذبي وتركي تاخذ الأخبار ورفعت قصيد طرحتها لأعلى راسها تجاوب سؤال أمها : لا بالسيارة بس ، برجع البيت
هزت سلاف راسها بإيه تضحك : أقول ما يخليّك الذيب
إبتسمت وتوجهت تركب أمها قدام يسوق تركي أبوها ، وهي وعذبي بالخلف وإبتسم من أول دخولها : ممنوع دخول الرجال أجل ؟ حتى علينا ؟
رفع تركي أبوه حاجبه بإستغراب : وإنت مو رجال ؟
_
ضحك عذبي يعدل شماغه : أبوي ، أنا عريس اليوم خلّك من القطّات الله يحفظك تفهم قصدي !
إبتسم تركي يهز راسه بإيه بإعجاب : عريس ، ورجّال إي والله من يوم إنك شلت الزلة عن عمك على طول
إبتسم عذبي بإعجاب بنفسه مباشرة : بالله كيف ؟ وش فرقي عن ذياب حتى هو بنفسه قال لي سياسي ماشاءالله ما فرّطت لا بعمي تميم ولا بغايتي أرضيت الطرفين
ضحك تركي يهز راسه بإيه : تُحسب لك إي والله
لفت عليه سلاف تناظره لثواني : متى كبرت عذبي ؟
إبتسم يعدل شماغه ، وهزت راسها بالنفي تنتظر الجواب وضحكت قصيد من غرقت عيون سلاف بالدموع : لا مو معقول !
لف تركي نظره لسلاف اللي “ غرقت “ عيونها فعلاً تتأمل عذبي المبتسم بثوبه ، بشماغه ، بعزّ شبابه بحُلة العريس ياخذ من شباب أبوه كثير بجلسته المرتاحة تماماً يرجع أكتافه للخلف يخرجون من خطبته اليوم لأنه كبر ، لأنه صار رجُل يشهد له وأول رجولته بإنه حبّ ، ونال محبوبته ياخذها ما طوّل ، وجنبه دلوعتها ، أعذب بنات الأرض بعينها ، بغرورها الأعدل بجلستها “ المرتاحة “ كالعادة طرحتها على أعلى شعرها فقط لأنهم بالسيارة ومُبتسمة لأخوها تشهق بالذهول : متى كبروا تركي !
ضحك تركي يلف نظره لها : كبروا وكبرنا يا سلاف ! ، شهقت تاخذ نفس : أمس كنا أنا وأبوكم شباب بأول عمرنا ! أمس كنت تاخذ وضعية الأخو الكبير على قصيد هي بالكارسيت وإنت بنفس هالجلسة يعني ترى مالي كرسي ! أنا كبير
ضحكت قصيد لأن أمها “ تنهار “ ، وضحك عذبي يمد يدّه لها : وللحين شباب ما تغيّر شيء بس كبرت أنا وإلا قصيد
إبتسمت قصيد تقاطعه : حتى أنا كبرت
كانت “ ضحكات “ صادحة من عذبي على دموع سلاف يقبّل يدها بين كل ذكرى وذكرى ترميها عن صغره وإنها ما تصدق ، ما تصدق إن ماضي الأيام كانوا بمثل هالحال تركي يسوق ، هي بجنبه ، وبالخلف قصيد وعذبي “ أطفالهم “ بيديهم حلويات ، ألعاب ، كُتب ، كل مشوار وما يشتهون وهالمرة كبار ، عروسة من مُدة لكن ما يتغيّر هاللقب عنها ، وعريس توّه خطب يبي جدية بحياته ولف تركي نظره لقصيد من وصلوا لبيتها : متأكدة ؟ سيارة ذياب ما هي هنا
كشر عذبي : أصلاً مدري وش جوك راجعة البيت ، تعالي معانا بكرة ترجعين لذياب وين المشكلة ؟
لف تركي نظره لعذبي اللي نطق : خلاص آسف حقك علي الحين بيخليها بعقله لين أتزوج وتجي ود ويقول خلّها عند أهلها بكرة ترجع لك وش المشكلة ؟
هز تركي راسه بإيه : وفّرت علي الوقت باقي على زواجك سنين من غير شر يمكن أنسى
عذبي بهمس : ينسى سعود وما تنسى ماشاءالله ، شماتة علي وعشان قصيد ؟ عز الطلب
ضحكت قصيد تقبّل رأس أبوها اللي يشوف القصر وحوله : لا تشيل هم ، ذياب جاي
_
« الخيـام »
فتح عيونه بالخيام لكن وش الخطوة اللي جابته ، كيف وصل حيّ وكيف وصلت سيارته لهالمحل بالذات ما يدري رجفت ضلوعه ، يحس العرق يتصبّب من جسده لكنه يرجف برد ، يرجف برد بدون مبالغة وفز محمد من محله بذهول من إندفاعه خارج السيارة: ياعم !
مُخيف ، حاله ووضعه مُخيف ومفجع أكثر من كونه مُخيف هو مدّ يده يستند على السيارة يشهق النفس من إنقطاعه عن صدره ، حاول يمسك محمد مع كتفه ، مع ذراعه ، مع يده لكن ما قدر إلا يمسكه من عنقه بعدم إدراك ينطق : لا يدري بي أحد ولا يجيني أحد ، روّح !
كانت يد ذياب ترتعش رغم خانق قبضته على عُنق محمد ، كانت ملامحه تتفجر بالإحمرار يشوف عروقه وهز محمد راسه بإيه “ رعباً “ يحاول يمسك ذياب اللي دفعه على السيارة يفهم محمد ، ويعرف محمد أحواله يناظره : يا عـ
لأنه كان يأشر له يمشي عنه فقط ، يروح عنه ويفهمه ما يجادله فز محمد لسيارة ذياب فقط يحرك خطوة ، وما كان بيحرك أكثر لو ما لمح إنه فعلاً ما يبيه وممكن يحرق المكان كله لأنه يبي يختلي ومدّ يده لجيبه يحاول يوقف رعشته ، يحاول يمسك جواله اللي طاح من يده للتراب يعضّ شفايفه من الألم : لا إله إلا الله ، لا إله إلا الله
-
« قصـر ذيـاب »
نزّلت عبايتها ، كعبها وما خفّ الشعور اللي بداخلها تشوف إن رسائلها ما توصله ، وما ردّ عليها للآن وما تدري وش شعور الفراغ اللي حسّت فيه بلحظة ، تشوف ساعته على الطاولة بجنب ساعتها ، عطره بجنب عطورها ، دهن العود المفضّل عنده بمكانه ، منشفته اللي على السرير ورجف قلبها بذهول : ليه تلحقين كل تفصيل قصيد !
ما سكن قلبها تتأمل ، كبك ثوبه بجنب خواتمها وتأملت أنواع السبح عنده لكن هو يكتفي بسبحة نهيّان دائماً ولفّت تتأمل غرفتهم لثواني طويلة ، تفكّر بأحداث اليوم و “سعـود “ اللي ما تصدّق ردة فعل ذياب عليه للآن ، متشفّق على مايقول وتقول عيونه وعضّت شفايفها لثواني : متشفّق ، وتقول لي بدري علينا الكل يسأل وإنت تقول لا وحتى لما سألت أنا قلت لي لا ، خوف ؟ ما نبي ؟ ليه متشفق لو ما نبي ؟
شتت نظرها من تذكرت رعشة يده ، رعشة يده اللي بكل مرة وقت تصير قدامها هي تعرف إن وده يبترها ولا تشوفها وعضّت شفايفها لثواني : المشكلة إني أعرف البلاء كله من أعصابك ، وأعرف لو لمستها بتحترق وأعرفك قوي ما تحب الضعف بس مو كل شيء بيدك
مدّت يدها لساعته تشوف الوقت وتنهّدت من أعماق قلبها من الشعور الغير طبيعي اللي يداهمها : يارب
توجهت لجنب الشباك تنتظر ، أو تحاول تصبّر نفسها بإنه جاي بأي وقت لأنها رسلت له “ رجعت البيت “ وسكن قلبها من دخلت سيارته فعلاً ، سـ
_
سكنت ملامحها تحس بضجة قلبها مستحيلة : جيـت
طفت أنوار السيارة ، وطفى محركها يُفتح الباب لكن قُلب داخلها كله برعب من ما كان ظهره ، ما كانت هيئته المترجلة من السيارة كان محمد ترجع خطوتها بذهول : محمد ! ليش محمد !
سحبت الوشاح من جنبها تركض للأسفل مباشرة : محمد
هي فتحت الباب على آخر لحظة قبل إبتعاده عن السيارة بعد ما ترك مفتاحها ، ووقف يحاول يعدّل ملامحه لكنه هو ينتفض هز برأسه فقط يبين إنه يسمعها وسكنت ملامحها لأنها تشوفه يعطيها ظهره ، هذا إحترامه صحيح لكن هالمرة تحسه يخبّي شيء : ذياب وين محمد ؟
سكت ، ورفع أكتافه بعدم معرفة تنطق هي برعب مباشرة : محمد سيارته معاك ذياب وين ؟
هز راسه بالنفي يشتت نظره : يجي إن شاء الله
نطقت بكل هدوء : يجي ان شاء الله ، بالخيام صح ؟
ما تكلّم ، ورجف قلبها تحس السوء مباشرة : محمد
هز راسه بإيه : في الخيام لكن شوي ويجي ان شاء الله بس هو عشان قال يمكن ، يجي بعد شوي
كان يتلعثم ، يدور حجة يصرخ من توتره وتشوف هالشيء بشكل يرعبها ، يكتمها :يجي بعد شوي ؟
_
« الخيـام »
إشتعلت ملامحه من شدة الحرارة يحس العرق يتصببّ من جبينه ، يشوف يديه اللي يحس حجمها " أضعاف " ، وثقلها غير عادي مو قادر يحركها هو رمى بنفسه كله على جلسته الأرضية يركي ظهره على المركى خلفه تبدّل المكان بعقله ، تبدّل ما عاد يشوف نفسه بخيامه ولا البر ، ولا عاد هذا عمره يشوف ذياب قبل سنين ، يشوف إن خطوته تمشي بعدم إرادة منه ، يشوف مروره بأرجاء بيت نهيّـان الساكن يتوجه لغرفة وحدة بيفتحها وصرخ عقله الحالي " يردّه " لكن ما يسمعه يمسك مقبض الباب على أقّل من مهله ، يسحبه تجاه جسده عشان وقت يردّه للخلف يفتحه ما يطلع الصوت ، ما يزعج نهيّان " النائم " وبكى عقله بهاللحظة يصرخ " لا تدخل ! لا تصحيه " لكن هو يمشي ما يسمعه ، وهو فتح الباب على نور الغرفة الخافت يشوف جدّه اللي يغطيه لحافه كلّه رغم إن الجو مو بارد ، مشيت خطوته وهو يشوف نفسه ، نفسه بعمره الحالي واقف مثل الجبل تماماً بدون إنهيار ، بدون تعبير ، بدون ملامح ، واقف مثل وقوفه بعزاء متعب بالضبط وتجاهل نفسه يمدّ يده لجدّه بهمس :نهيان ، أبوي
ما صحى على أول نداء ، ولا ثاني نداء ، ولا ثالث نداء ، ولا رابع نداء وقت رجفت يدّ ذياب بالقلق ينزّل اللحاف عن ملامح جده :نهيّـان !
فتح عيونه يتنفّس ذياب ، ترتخي أكتافه مباشرة بإرتياح من طلعت من نهيّان " تمتمته " أو تنهيده خفيفه لكنه صحى ، هذا المهم ومسح ذياب على ملامحه : الفجر
هز نهيّان راسه بإيه يناظره لثواني بإنه بيقوم ومد ذياب يدّه للمويا يجلّس جده :بك شيء؟
_
هز راسه بالنفي يشرب ، يغيّب عن الدنيا يشوف ذياب قطرات المويا اللي تتمردّ على ملامح جده من شدة ضعفه ، وإرتجافه ما إرتوى لكن تناثرت عليه ومد يده يمسحها عن ملامحه بقلق بعثرته كله إبتسامة نهيّان الخافتة ورجف داخل ذياب يسمع إقامة الصلاة ما كان يعرف وجه الموت ، ما يفهم وش وجه الموت خصوصاً بوجه نهيّان اللي نطق إسمه بالقوة “ ذياب “ ترتجف حروفه ، يزيّف الإبتسام ورجف داخل ذياب يقبل يده بقلق
: عونك ، آمرني عونك
شدّ يد ذياب يقربه ، ما كانت تُحس شدته لكن ذياب يفهمه وقرّب لين صار يجلس بمستوى راسه ، يشوف إن جده حاول يرفع نفسه يسند راسه على حضن ذياب ومدّ ذياب يده الأخرى هو يجلسه بقلق يرفع صوته : أبـوي
هو نطق ينادي أبوه لأن حال نهيّان غريب ، من إرتكى نهيّان على حضنه يشدّ يده ولمح إنه ما يشوفه ، ما يحسّه ومُغيّب عنه لكن طلعت منه إبتسامة ، إبتسامة للآن يصرخ من أثرها ذياب وشدّ يده برعب من لمح يمينه ترتفع سبابتها يشحب عالم ذياب كله ، ينتهي : نهيان !
هو تشهّد ، هو زاره الموت يقابله بالإبتسام لكن دمعة حارة نزلت على ملامح نهيّان ما يدري من عين نهيّان نفسه ، أو من عين ذياب اللي مسحها مباشرة عن ملامح جده اللي بحضنه بعدم تصديق : نهيّان أبوي ، نهيّان !
نطق نهيّان مرة ، مرتين ، ألف ما رفع صوته بولا وحدة منهم لأنه الأكيد نايم وعالي الصوت يزعجه وحتى ثقل جسده على جسد ذياب اللي يأكد موته ، رحيله ، غيابه ما صدّقه ذياب اللي صار يهزّه برجفة : نهيّـان !
دخل حاكم اللي يلبس شماغه وخلفه عناد ، ونهيّان أخوه : ما صحيت جدّك يا ذيـ
بين ذياب اللي نهيّان “ جثة “ بحضنه ، وبين ذياب الوهم اللي واقف بزاوية الغرفة يشوف المشهد على عينه بعمره هذا كانت تحترق مشاعره ، تلتهب روحه يشوف سكون حاكم اللي وقف بمكانه ، عمه عناد اللي دفّ كتف حاكم يدخل بذهول يمد يده لنهيّان اللي بحضنه : أبـوي ! وش فيه أبوي ذياب ! ما قام معك !
_
كانت نظراته تتشتت بين ملامح ذياب اللي ما نزلت دموعه ، ما نزلت منه إلا حارق الدمعة الوحيدة أول واللي تأكد إنه من عينه مات داخله ، وبين أبوه الواقف ولمح شيء مشترك وحيد ، مرّ العالم بينهم من إندفاع عناد لأبوه ، ومن نهيّان أخوه اللي توجه يهز سميّه يتأكد مثل عناد كان الوقت سريع ، والحدث سريع لكن على ذياب اللي بحضنه نهيّان ، وعلى حاكم الواقف عند عتبة الباب كان يمر ببُطء ، مثل بُطء الموت وقت ياخذ وجه تحبه روحهم يعذّبهم بكل لحظة ، بكل ثانية صرخ داخله بألم ، بوجع من تمتم أبوه “ لا حول ولا قوة إلا بالله “ ياخذ برأس نهيّان أخوه ، يوقّف عناد اللي إنهار يبكي على حضن أبوه اللي هو أساساً بحضن ذياب ياخذ براسه ، ذياب اللي لو ما كانت دموعه تنهمر على ملامح نهيّان يمسحها بالإرتجاف ، بسرعة لا تضايقه يمكن ما كان يستوعب إنه يبكي ورجع يتكرر المشهد ألف مره بعقله ، على عين حضوره الوهمي وصرخ داخله من إستوعب بتكرار وحيد إن بإندفاع عناد ، وإندفاع نهيّان هو تعلّقت عينه بعين أبوه يبيه يكذّب الحال ، يبيه يقول له ما مات نهيّان ، يبيه ياخذ بيده يبيه بس ينطق إسمه على الأقل يخفّ الصدمة عليه وبدلاً منها ، قطع حاكم النظرة يشتتها ينطق “ لا حول ولا قوة إلا بالله “ وأخذ رأس نهيّان أخوه ، ورأس عناد عمه ورجع يمرّ الوقت ببُطء كارثي على ذياب اللي تنهمر دموعه مات نهيّان بحضنه ، ماتت دنيته بحضنه ولا مدّ أحد له يده يقوّمه لين تشبّعت روحه من الموت ، تشبّعت نفسه من جثة نهيّان اللي بحضنه يبكيه ، يبكي حياته ، ويبكي روحه ومشى ذياب لصُورته اللي نهيّان بحضنه لكنه عجز يوصله ، عجز يقرّب منه وتحترق روحه على الوجع اللي يحسّه من الإثنين ما عاد عرف كيف يتنفّس ، ما عاد تذكّر كيف يتنفس يحس إنه يُكتم واقعاً لكنه عالق بالذكرى مو قادر ، عالق بغرفة نهيّان وموت نهيّان مو قادر يسرق نفس بالواقع ويحس إن كونه يهتز ما يوعي غير بكاء نفسه على نهيّان ، يسمع صوت يناديه لكنه ما يوعيه ..
-
صرخت برعب لأنه ما يحسّها ، لأنها تشوف إنه ما يتنفس وتشوف عيونه اللي شحبت من كتمته تبرز عروق بالأحمر داخلها ، تشوف غرقها بدموع عيّت تنزل وتعرف إن روحه تتوجع لكنه ما يحسها وما يسمعها وصرخت تضرب صدره : ذيــاب !
شهـق يتنفّس ، شـهق يوقف نفسها هي من شهقته ، من كان ما يستوعب ولا يوعي لكنها تشوف عيونه تفيض حُرقة ، تفيض دمّ لو نزل على خده بيحرقه وبكت مباشرة من رعبها عليه ، على حاله : ايش ذياب ايش !
_
‘↚
هو نُزع من عز الألم لوجودها قدامه ، بخيامه يرجع لواقعه مستحيل جات ، مستحيل يشوفها قدامه وهز راسه بالنفي لأن عقله يفصل ، لأنه ما يوعيها ووقت بكت تسأل وش فيه هو بكت روحه داخله ومدّت يدها لملامحه من حسّت إنه ما يستوعبها : ذياب
ما زال ما يستوعبها رغم إنه يحسّ يديها اللي تتحسسّ ملامحه على حارق ملامحه ، يديها اللي تمسك وجهه ، وما زالت دموعها تنهمر على خدها من رعبها عليه لين عجزت حلولها ، عجز نداها يصحيّه هي مدت يديها تضمّه كله من رعبها ، من حرقتها هي لأنه ما شدّ عليها ما يوعيها : بس كلمني ذياب ، أنا هنا ! قصيد هنا ذياب
لأنها ضمّته كله ، لأنها رفعت يدها لنهاية عنقه من الخلف تضم رأسه وتحسّ حرارته تفوح من تحت ثوبه ، من عنقه ، من كلّ مكان فيه ما تحسّه إلا نار ، لهيب ، جمرة مشتعلة بحضنها وضيّع كونه ذياب صار يحسّها ، يحس حضنها ، يحسّ متكرر قبلاتها بدموعها بين كتفه وعنقه عشان يستوعبها ويردّ وهو يستوعبها لكنه ما يستوعب نفسه كل أطرافه مخدّرة ، ثقيلة وبعّدت مسافة تمدّ يدها لملامحه : ذياب
ما يدري تأثير الحرارة ، أو تاثير حرقته لكنه يشوفها “ تشعّ “ كأنه بحلم : قـصيد ؟
لأن نبرته كانت ترجف ، لأن حروفه بالقوة شكّلت إسمها تشوف عيونه اللي “ تحترق “ بدمع ما يخفّ ولا هلّ يرحم عيونه اللي شحبت مثل كل ملامحه هي بكى قلبها مباشرة تهز راسها بإيه : قصيد ، عونك
لأنها نطقتها يسمعها منها ، يحسّها منها هي سطّرت نهايته وأكثر من ضمّها كلها بدون مقدمات تنحني تغطّي ملامحها بكتفه لأنها أجهشت من بُكاها من شَدته ، من إحتياجه وضعفه الواضح هي ما تشوفه لكن تحس إن الدمع حرّق ملامحه وبالفعل نزلت دموعه تقتله بالألم ما كأنها دموع ، ولا الأشد الدم ، كانت أشدّ منها كلها تفيض من عينه بشكل حارق يقتله مرّ وقت ، مرّ وقت ما تحركت هي ، وما خفّت شدتها عليه مثل ماخفّت شدته عليها كأنه يتمسك بآماله ، بحياته ، بلفحة البراد وسط شديد لهيب الحر والقيظ ، بالماء وسط شديد عطشه والظمأ ، بالرضا وسط السخط ، وبالحياة وسط الموت وأخذت نفس من حسّت بيده الأخرى تفك ظهرها ، ترتفع لملامحه وبعّدت مسافة بسيطة تسند ملامحها على خدّه من بعد حتى هو مسافة بسيطة ورفعت نظرها له تشوف نظراته ، مع ذياب وحده هي عرفت كيف ممكن تسكت الحروف ، تخرس الأصوات ، وتصرخ العيون ، تسولف بشكل يترّك شفايفها تختار الطريق الأقصر تضمّد جروحه بقُبلات خفيفة ، عميقة يرتعش لها ذياب كله وبعد لحظات من سكونه ، من إستيعابه هو نطق يلف نظره حول الخيام : من جابـك ؟ مع من جيتي ؟
_
كان منها النفي لأن مستحيل هذا يكون إهتمامه وسط مفجع وضعه وحاله : مو مهم ، ذياب أ
هز راسه بالنفي يلف نظّره للمكان ويده لا زالت تمسك ذراعها تعرف إنه مستحيل يرتاح ونطقت هي : محمد
سكن داخله يناظرها لثواني هو يضمن محمد على روحه بس بنفس الوقت فكرة مجيئها مرة ثانية ، وحدها ، ترعبه وإنتبهت لعينه ، إنتبهت تفهمه ومدّت يدها لخده تحنّه : تخوّفك جيتي لحالي ؟ ما تخوّفني أنا وبعيدها مرة ، ومرتين ، وثلاث ، وألف بكل مرة أعرف فيها إنك
كانت تشوف ملامحه بشكل يهزّ نبرتها بالقوة تكمل : إنك هنا ، بدوني وبدون ما تعطيني خبر
ما تكلّم يتأملها فقط ، وعضّت شفايفها لثواني لأنها حتى الخيام بهاللحظة ما تبيها : نروح بيتنا ذياب ؟
ما كان منه الكلام يتأملها ، يحترق قلبها لأنها تشوف أحواله لأول مرة كأنّ داخله ، كونه ، إحتراقاته ، كلها شفافة قدام عينها وشتت نظرها لثواني ترجع تضمّه فقط ، تاخذه بحضنها لوقت طويل يحسّ قبلتها الطويلة لعنقه بالهدوء فقط وشدّ على ظهرها يسكن ، كله ساكن بشكل تبكيه هي لأن ذياب ؟ والسكون ؟ هذا ما يصير إلاّ من شدة وجعه ، من شدّة ألمه ورجفت شفايفها لثواني : خفت كيف ما تكلّمني ، كيف ما ترسل لي وأعرف مايردّك شيء ووقت جاء محمد ، وقت شفت محمد حسيّت
هي تعرف إنه يكسر صمته بكلامها هي ، ورفعت أكتافها بعدم معرفة : ما أدري وش حسيّت ، لقيت نفسي أجبره يجيبني لك وإلاّ جيتك بنفسي ما أحتاجه
ما كان منه كلام ، وعضّت شفايفها لثواني ترجع قدامه ، تقاوم غرق عيونها بالدموع : أنا مين ذياب؟
كان سؤال واحد منها بهالنبرة يهزّ كونه ، ترتعش له يده ، وترجف له نظرته بين الشحوب ، والأسى وشتت نظره فقط يمسح على ملامحه ، يتدارك حطامه ..
_
رفعت شعرها للأعلى تربطه كله ، تاخذ نفس من كثر شعورها بالكتمة وهي تسمع صوت الماء ، وإنهماره الطويل لأنه طوّل بالشاور على غير عادته تعرف إنه يبي يبرد ، يبي يتخففّ من نفسه لكن الواضح إن ما يمديه من الخيام ، لمجيئهم وهو أشبه بالجثة تماماً وما تخطّت فزعها لهاللحظة هي صرخت بمحمد وقت حاول يردّها بقوله “ يبي يجلس لحاله “ ، “ قلت لا والحين أقولك بعّد عن السيارة وإلا بقول له إنك تردّني محمد ! “ ووقتها بس هجد محمد من محاولاته لمنعها ، أو إنه ما يوافق يرجّعها للخيام ووقت ركبت سيارته ، وقت شمّت عطره فيها ولمحت الأوراق بالمقعد الأمامي تطلب من محمد يمدّها لها هي صرخ قلبها ، تفجّر قلبها لأنها تعرف نهيّان عنده ، وتعرف إن الصور مستحيل تكون منه مثلاً ووقتها بس نطق محمد “ تعبان عمي ، معصب وتعبان أنا أخاف يهاوش الحين يقول ليش تجي محمد ما يحب يجي أحد “ و…
_
وماساعدها محمد ، ما خففّ قلقها ما حسّت كونها وقت وقفت السيارة تشوف جواله اللي ينوّر بالتراب بالأرض ووقفت رعب من بشع الإحتمالات اللي تبددّت كلها وقت رفعت عينها له ، ساكن ارتكاءه بوسط الخيام وبعالم آخر تماماً ، مغيّب بشكل مفجع حتى وقت إرتمت بجنبه بعد ركضها تصرخه ، تكلّمه ، تناديه ، تحاوله ، هو ما ردّ عليها إلا بعد ضربها له لأنه مو حولها وما كان يتنفّس حتى وفزع داخلها من صوت الباب تفز برعب : ذياب !
هو سكّر الباب على مهله لكن لأنها للآن بمنظر الخيام هي فزّت ، وعضّت شفايفها لثواني تمشي له : تمام ؟
هي مدّت يدها لجبينه لأنه كان ، ولا زال يشتعل حرارة ما يخفّ ومد يده ليدها بهدوء ينزّلها : الحمدلله
ما ردّت عليه تاخذ منشفته اللي نزّلها ، اللي كان يجفف بها شعره بهمس : الحمدلله
هي أخذتها بيدّها ، وهي مدّت يدها تجفف له صدره تشوف إنه شغّل المكيف ونزل نظره لها : وش يدرّيك بي
قصيـد بهدوء : شفت محمد وقت جاء
هز راسه بالنفي ما كان يقصد مجيئها ، يقصد كيف حسّت بحاله ورفعت نظرها لعينه اللي تصرخ بالإحمرار ، بالحرقة بكل أجفانه ، إرتخاء رمشه وعضّت شفايفها لثواني تنزل نظرها لصدره : ما أعرف ما كان قلبي بمحلّه ، طوّلت ما رديت ، ما رجعت وأعرف ما يردّك عني شيء
ما كان منه كلام ينزّل نظره ليدها اللي شدّت على منشفته ، وشتت نظرها : ملابسك هنا بجيب لك مويا
هز راسه بإيه فقط من خرجت خارج الغرفة ، ومدّ يده لشورته يلبسه وتوجه للسرير يجلس ما أحد يتخيّل التشويش ، والفوضى ، والإزعاج والسكون بنفس الوقت بعقله بهاللحظة ودخلت بعد دقيقة تشوف جلوسه على السرير ساكن تماماً ، أنظاره للأرض تعرف لو ما بترت سكونه بدخولها بيُسرق لعالم آخر وتوجهت تمدّها له ، تجلس بجنبه يشتت نظره لثواني ينطق : بك خوف ، مني
هزت راسها بإيه تردّ عليه بنفس كلامه بهمس : بي خوف
رفع نظره لها ، وكمّلت : عليك ، مو منك
هز راسه بالنفي لأنه يعرف أحواله ، يشرب وما يحسّ إنه يرتوي نهائياً ولمحت هالشيء من ترك الكوب فارغ تماماً : أجيب لك ثاني ؟
لأنها كانت على وشك تقوم هو مدّ يده يجلّسها ، يقطع وقوفها وسكتت يتكلّم هو : لا ، قصيد
عضّت شفايفها لثواني مباشرة برجاء ، برعب إنه بيفكّر يعتذر لها عن حاله ، أو ينغلق على نفسه فقط ويرجع لإحتراقه لوحده من جديد : لا تقول لي الأمور طيبة ، ولا تقول لي ما بي شيء ذياب لا تبعدني عنـ
هز راسه بالنفي بهدوء : أبي حضنك قصيد
بُترت حروفها تماماً تشوف عينه ، تشوف كيف نطقها يوعيها ، ويعنيها فعلاً على عكس توقعاتها ما…
ما تكلّمت هي رجعت جسدها كله للخلف ، تدخل لداخل السرير ورجّع ذياب نفسه ياخذ نفس لكنها ما توقّعت لو لحظة ، لو ثانية وحده بإنه يختار وجهته شفايفها قبل حضنها يقبّلها ، يقبّلها ينبض عنقها مباشرة يعرف إنها بتمّد يديها لوجهه وبالفعل ، تنّفس من كان إحساسه بيدها على خدّه ، بأناملها ولوقت طويل ما إكتفى لكن ودّه يوقف عند هالحد لأنه يُسرق من نفسه ولا وده ونزل يتمدّد بحضنها تعرف إن ودّه يتوارى عن نفسه ، عن الدنيا كلها بحضنها ومدّت يدها لشعره تعضّ شفايفها لثواني ترجّع ثباتها ، تاخذ نفس من أعماق قلبها هي تنتظره يتكلّم لكنه ساكن تحس بحرارته نار تحرق ملابسها توصل لأعماقها وماكان منه كلام يغطّي ملامحه كلها بحضنها ، بصدرها : كلّمني شوي ذياب
من كثر تجمّع الألم بحلقه ، السوالف ، الصدمات ، المشاعر هو نطق تتبدّل نبرته تماماً : كان يقولها لي ، إن ناديته ، وإن ما ناديته لا شافني قالها .. عونك نهيّان
سكت لثواني تحرقه نبرته لأن بعمره ما سولف لأحد عن نهيّان : يقولها لي ولا يرضى غيره يقول لي عونك ياذياب ، ما قالها لي أحد غيره ويوم قلتيها
رجف داخلها لثواني ، وكمّل يحس إن راسه ينبض من الحرارة لكن شعور يدها يسرقه : قلتيها مثل ما يقولها
نزلت يدها لأكتافه تحسّ إحتراقه ، وعضّ شفايفه لثواني داخله ينهار ، داخله يشتعل من مشاعره : نهيّان
تاهت حروفه ، تاهت كلماته كلها كيف يشرح لها ، كيف ينطق لها ونزّلت نظرها له لثواني : ليه ما يرضى
حُرقت محاجره من أول وجديد لأنه كان يغضب على اللي يقولها ، وما يعنيها يقولها لمجرد رد النداء : ما يعنيها أحد مثله ، إن كنت بحاجته وأخفيت وإن ما كنت بحاجته
فهمت ، ما تعرف كيف لكنّها فهمت كل علاقة نهيان بذياب من هالجملة ونطقت : تحبه
سكت لثواني طويلة تحسه يشبّ بحضنها وما عاد قدر يتكلّم أكثر لكنه نطق بعدم شعور : عشت موته
نزّلت يديها لوجهه لأنها تبي يرفع نفسها تشوفه من جديد لكنه رفع يدّه يقيد يدها ، يقيدّها لشفايفه يقبّل باطنها لوقت طويل يرجف قلبها ، رجف داخلها كلّه لأنه حاول يكتم تنهيدته لكنه ما قدر يهتزّ لها داخل قصيد كله ونطق بإرهاق : تعبان
نزلت نظرها له لأنه فعلاً مرهق ، فعلاً متعب وهزت راسها بإيه تخللّ يدها الأخرى بشعره : أشوف ، ننام الحين ترتاح
يعجبه شعور السكون اللي يحسّه بهاللحظة ، يدّها بحضن يده قريب وجهه ، ويدّها الأخرى بشعره وهو كله متمددّ بحضنها وغفى بعد دقائق بسيطة ، غفى تاخذ قصيد نفس من أعماق قلبها لأنها تعرف إن الذكريات استنزفته تماماً وودّها بس يتهنى بنومه تقفّل النور من جنبها ، ينتهي حيلها مثل ما إنتهى حيله ..
« مدريـد »
ما كانت تقدر تمسك ضحكاتها ، ولا تخفف قبضتها على جاكيته وإحتضانها له يمرّون بالشوارع مرور الشارع الواحد وهذا إحساسها من السرعة ، يحب هذا الوقت بسكون السُكان ، هدوء الشوارع بهالمنطقة وشبه خلُوها وإبتسم نصار يصرخ لمسمعها : وش نوقّف ؟
هزت راسها بالنفي تصرخ له لثواني : لا ، نصّار بنزل يدي
ما كان قادر يسمعها لكنه يحس بإنسحاب يدّها عن جاكيته ينطق مباشرة : ورد لا تنزلين يدك عني !
هزت راسها بالنفي من مسك يدها مباشرة : بجرب نصّار !
كان منه الرفض يشدّ يدها بقوة على وسطه لأنها تبي تجرب ثبات جلوسها بدون ما تمسكه ، تبي تحرر يديها بالسماء لأنها على حسب ما تشوف من نصّار دائماً ، شعور ما يشبهه شعور ولف نظره من حررّت يديها عنه فعلاً ، لف نظره يشوف يديها بالهواء ، يشوف شعرها اللي تلعبّ به الريح بأشقر لونه اللي غيّرته من مدة ولاق عليها يكسر ظلام الليل بنوره وإبتسم من رجعت تحاوطه لأن صار وقت الإنعطاف بالطريق ، صار وقت وقوفهم ونزولهم بمكانها المفضّل منعزل عن الكل ، بس يسمعون ضجيج الشارع والسيارات ونزلت تسحب وشاحها وإبتسم ينزل خوذته : وش الجنون اللي تسوينه ؟
إبتسمت من مدّ يده كالعادة لخوذتها : حلال عليك حرام علي ؟ حارمني من الشعور هذا طول الوقت نصار ليه !
رفع حاجبه لثواني : جبروت مني وإلا ليه أحرمك منه ؟
ضحكت لأنها تعرف إنه من خوفه ، وإبتسمت : تخاف ؟
كشّر فقط ياخذ نفس من أعماقه ، يمسح على دبابه بالإبتسامة : وحش ، وحشي
إبتسمت لثواني تجلس على الدباب مثل جلوسه ، يقابلون المدى قدامهم وخوذته بيدّه ، وخوذتها بيدها : قبل كنت أحسه فعلاً مخاطرة ، يعني عالم أحب أشوفه بدون ما أكون جزء فيه مستحيل ولا أتخيل حتى
ضحك لأنها هي الحين كل ما طفشت ، جات له بمعنى بنطلع بالدباب وما يحتاج تقول هو يفهمها أصلاً : والحين
إبتسمت بذهول : الحين ودي أتعلمه بنفسي ما أركب وراك وبس ، يعني بالعربي أبي التجربة كاملة
ضحك يهز راسه بالنفي : تبينهم يقصّون راسي ؟ وش تبين
إبتسمت لثواني تتأمله ، وأخذ نفس من أعماق قلبه يمسح على يديه : أحبه ، أحبه صدق ورد ماهو بس كذا
هزت راسها بإيه ، وإبتسم يشد خوذته : يعني مع ضغط الشغل ومثل ما تشوفين الغربة ، يمكن لو ما كان عندي ولا كنّا نطلع به أجنّ والله ما أداني الروتين !
مدّت يدها لكتفه ترتكي : بس أهلك هنا ، ما أحسها غربة
إبتسم نصّار لثواني : بعيد عن الرياض ؟ غربة لو الأهل كلهم هنا أبوي طول عمره هنا وللحين يحنّ ، للحين ينتظر تقاعده يبي يرجع الرياض بأي شكل وهم رافضين
هزت راسها بإيه يفتح جواله ، وضحكت لثواني من خلفيته تمد يدها : ..
_
: جديدة ما قد شفتها !
رجع يقفل الجوال عشان توضح لها ، ورقّ قلبها مباشرة كانت الصورة بالبر ، عند الخيام تشوف هالشيء من الإبل البعيدة بكل مكان لكن كل الصورة كانت دبابه ، عليه خوذته ، وبجنب دبابه ناقة من الوُضح ترفع راسها للمكان ، وبالجنب الآخر لِزام الواقف لكن راسه ينحني ليدّ تمسكه ، تمسح عليه تميّز ورد من وضوحها إنها يد ذياب وغرقت عيونها بالدموع يضحك نصّار مباشرة : متخيلة ؟ يوم شفتها مدري وش صار لي ، مدري وش جاني رجعت أتذكّر كل شيء ، من أول يوم عرفت فيه ذياب كيف صرنا سوا ، كيف صار كل شيء لي وحنّا ، حنّا مختلفين بكل شيء لكن ولا مرة ، ما أذكر مرة قال لي ياسخف إهتمامك يانصّار ولا مرة قلتله وش دنياك ذي ؟
إبتسمت لثواني تلف نظرها له : مشاعري كانت على وشك تفيض لكن الواضح مشاعرك فاضت وخلّصت
ضحك يهز راسه بإيه : أنا راعي سفر ، وهو راعي محلّ لكن وين ما قلت له ، قال تم ، قطر ؟ تم ، دبي ؟ تم ، عمان ؟ تم ، جدة ؟ نجرب بحرها ، أبها ؟ بهيّة بالحيل عسير الباحة كل الجنوب تم والشمال وحايل ؟ العقال مايل تم
إبتسمت لثواني لأنها تتذكر سفراتهم ، وإبتسم هو بشوق : دنيا
لفت نظرها له ، وضحك يبتسم : بس بهالدنيا كلها ما تخيّلت مرة آخذك إنتِ زوجتي ، زانت لي بالحيل الحمدلله
ضحكت ترجع شعرها للخلف : وما تخيّلت مرة تصير زوجي أساساً ، يعني نصّار ؟ مدري ما توقعت ولا مرة
نصّار بغرور : إيه كذا شخصيتي ما أجي على التوقعات
كشّرت ، وضحك يقبّل خدها تبتسم ورد فقط لأنها وقت لفّت بإتجاهه هو مدّ يده لملامحها تقابله يقبّلها بالهدوء ، يقبّلها لوقت طويل وإبتسم يرجع نظره بهدوء للمدى مثل إبتسامها هي بالضبط من دخّلت يدها بذراعه تتكيّ عليه..
-
« بيـت حـاكم ، العصـر »
لفّت ملاذ نظرها لحاكم اللي سارح بعالم آخر مو حولها ، ولا حول سعود اللي بأحضانها نهائياً : حاكم وين وصلت
هز راسه بالنفي ياخذ نفس من أعماقه : معك ، وينها ديم
إبتسمت ملاذ لسعود اللي يبكي شوي ، يسكت شوي ، وينام ويصحى كل شوي : نايمة ديم أخذت الولد عنها
مدّ يده ليد سعود اللي بحضن ملاذ ، وإبتسمت لثواني : يشبه نهيان ؟
ضحك يهز راسه بالنفي : يوم قلت ذياب يشبهني قلتي توّ ما بينت ملامحه ياحاكم ، تبين تعيدينها ؟ ما بيّنت
ضحكت تهز راسها بإيه : ثلاثين سنة وما نسيت يعني ؟
هز راسه بالنفي يبتسم لسعود : بيطلع شبه أبوه نهيّان
إبتسمت ملاذ لثواني تتأمل سعود النائم ، ورفع حاكم نفسه تبتسم ملاذ : تتذكر ولادة نهيّان ؟
دخل نهيّان اللي يعدل ثوبه : الطيب عند ذكره ماشاءالله ! أوه الشيخ سعود هنا وين ديم أجل
_
إبتسمت ملاذ من جاء يقبّل سعود : وينك عنهم اليوم ؟
هز راسه بالنفي : طلعت تغديّت مع العيال ، ليه وش صار
ناظرته ملاذ لثواني : وش ما صار اليوم كل شوي أسمعه يصيح وتصحى له ديم ويصيح وتصحى له وإستحيت أروح لها آخر شيء دخلت قلتلها هاتي الولد ونامي
ضحك نهيّان لثواني : وما قالت لك لا ؟
ضحكت ملاذ تهز راسها بالنفي : ودها ، بس التعب أقوى
إبتسم يجلس وعينه على ولده اللي تلاعبه أمه ، أبوه اللي يضحك على إنهيارات ملاذ عليه وبكى سعود يضحك هو : ما يسكت إلا مع أمه الحين تفضلي
هزت ملاذ راسها بالنفي : عذر وحجة هذي ، وإنت أبوه يسكت معاك ليه لا ؟
لأنها مدت له سعود هو هز راسه بالنفي : يوم كان ساكت تبينه ويوم بكى ترمينه علي أمي ؟ ما أتحمل حتى أنا
ضحك حاكم : تتحمله ، ولدك والله يحفظه لك قم
قام نهيّان يشيل سعود بيديه : بوديه لأمه ما يسكت إلا مـ
قطع جملته يعدّلها من نظرة أمه : أو بمشي فيه لين يسكت وترتاح ديم ، ما يبي شيء شرب حليب وغيّرتي له ؟
هزت راسها بإيه : يبي ينام بس ما يبي شيء
ضحك حاكم لأنه ما توقع يسمع الجملة الأخيرة من ولده نهيّان نهائياً : والله وتعلّمت يا نهيّان ماشاءالله ، أبو
إبتسم نهيّان ينزل نظره لسعود : لجل عين تكرم مدينة
، جابني من أقصاي الشيخ
هز حاكم راسه بإيه وإبتسمت ملاذ بتذكّر : تقول لي تذكر ولادة نهيّان حاكم ؟ كيف كانت وكيف صارت ؟
هز راسه بإيه يبتسم : وأقدر أنسى ؟ كانوا يحسبونك بنت يا نهيّان وكنّا ننتظر بنت لين وقت الولادة ، طلعت إنت
ناظر أبوه لثواني بذهول ، وهزت ملاذ راسها بإيه : تخيّل
ضحك بعدم تصديق لثواني : تستهبلون ؟
ضحكت ملاذ لأن ملامح نهيّان - مصدومة - بشكل مسّ رجولته هذا الواضح ، ولأن ملامح حاكم جدية بشكل خالي من التعابير الهزلية هو نطق بذهول : اسألكم بالله !
ضحك حاكم يهزّ راسه بالنفي : لا ، كنّا ندري إنك نهيّان السّمي كلنا ننتظر تشريفك طال عمرك ، الكل
إبتسم يهز راسه بإيه : الإبن المنتظر يعني ، مميز أبوك ياسعود من يومه تسمع ؟
إبتسمت ديم من أعلى الدرج بإرهاق شديد : مميّز جداً
لفت ملاذ بذهول لأعلى الدرج : وش صحّاك يا أمي !
هزت راسها بالنفي : قلقت على سعود سمعته يبكي
إبتسم حاكم : إرتاحي يابوك ، أبوه موجود وجدّانه هنا أموره طيبة الحمدلله .. نامي وارتاحي
إبتسم نهيّان لثواني : أبوه موجود ، نامي ماعليك إرتاحي
إنتبه إن ملامحها مرهقة جداً ، وإنتبهت ملاذ بالمثل تفتح يديها : هات سعود يا نهيّان ، روح خليها تنام وترتاح
إنحنى يترك سعود بيدين أمه ، وركض للأعلى يمسك ذراعها بهمس : فيك شيء ؟
_
هزت راسها بالنفي تمشي للغرفة ، وجلست على السرير ينتبه ليدّها اللي على صدرها : فيك شيء ديم ؟
ما كان منها النفي تحسّ بضيق ، تحسّ بشعور غريب جداً : ما أدري ، أحس بكتمة غريبة أعوذبالله منها
رفع حاجبه لثواني : وش السبب ؟
ناظرته بمعنى ما أدري ، ولف نظره للغرفة : أنادي أمي؟
هزت راسها بالنفي تاخذ نفس من أعماق قلبها : لا ، بحاول أرتاح يمكن من الإرهاق ، سعود لا يتعبهم نهيان
هز راسه بالنفي يبتسم : مروّقين عليه لا تشيلين هم
تمددّت بمكانها وهي “ منتهي حيلها “ فعلاً يتأملها نهيّان بعدم إرتياح وإنحنى يمدّ يده لجبينها : ديم
هزت راسها بالنفي ، ومدّ يده ليدها تشدّه لثواني لأنها مرهقة وبقى بجلوسه لين رجعت تنام وعدل أكتافه يقبّل جبينها لثواني طويلة يخرج خارج الغرفة لأمه وأبوه ، وسعود : نامت ديم
هزت ملاذ راسها بإيه بقلق : شايله هم سعود مرة ، مرة
هز حاكم راسه بإيه : مايصلح لها ، إذا هذا كلّمي نادين تجي عندها بعد ودرة إن كانت تبي ، يقعدون حولها معك
« بيـت تركـي »
هز راسه بالنفي : لكن مدري عن قصيد نفسها ولا عن ذياب ، أقول من ناحية يمكن ما يرضون ومن ناحية يمكن
سلاف بعدم اقتناع : مو منطقي بنتك تترك مكتبك وأبوها وتتقيّد بالتدريب عند أحد ثاني تركي ، مو منطقي
ناظرها تركي لثواني : بس من ناحية السمعة ياسلاف
ضحكت سلاف بذهول : ويقولون اللي يقولون من متى نهتم للناس ووش بيقولون ؟ إحنا نعرف قصيد والكل يعـ
قاطعها بهدوء : أبي نجاحها ينسب لها سلاف ، ما يقولون عشان أبوها وبسبب أبوها وبإسم أبوها
ناظرته : وما أفهم وش المشكلة بهالشيء حتى قصيد وضحّت لك ألف مرة إن كل غرورها فيك تركي
إبتسم يهز راسه بإيه : أدري بها ، ما به ولد على وجه الأرض مايفتخر بأبوه إن كان طيّب ياسلاف بس من حقها ، من حقها لا قالوا ماشاءالله يقولون ماشاءالله عليها ، وماشاء الله على أبوها قبلها ما يقولون إيه أبوها وبس ، ودي تثبت نفسها لحالها قبل معي ياسلاف
نزل عذبي “ المروّق “ تماماً : وش عنده المحامي ؟
رفع تركي حاجبه من إنه لابس الثوب : إنت وش عندك ؟ آخر العلم طالع للكوفي مع العيال جدول حركات فهد وتركي ماهم لابسين ثياب ، إنت الثوب ليه ؟
حاولت سلاف ما تضحك ، وكشّر عذبي مباشرة : أمي
ضحك تركي مباشرة بفهم : المحبوبة هناك
توجه عذبي يقبّل رأس أمه : معقول أبوي ، أعدل خلق الله في أرضه ، وأكرمهم ، وأفضلهم ، وأنصفهم ، إنتِ زوجته والشماتة تمشي بعروقك لهالدرجـ
ما كمّل جملته من رمى أبوه عليه الملف بدون مقدمات يضحك بالذهول : أمدحك طيب !
_
إبتسمت سلاف تشرب من قهوتها فقط : كفّتي أرجح عنده ، ليه تجرب تقلل مني قدامه يعني ؟
ناظر عذبي أبوه لثواني : معقوله ؟ ٧ مدحات كلها تسقط قدام زلّة وحدة بحق الوالدة ؟ هذا جنون مو محبة
هز تركي راسه بإيه : كلّها تسقط ، ما تعرف قدر أمك عندي
ناظره عذبي لثواني يهز راسه بالنفي ، يبتسم يقبّل رأس أمه من جديد : تستاهل أم عذبي
تنحنح تركي لثواني يلف نظره لعذبي : ماشاءالله ، تخرّج قصيد بعد العيد إن شاء الله ، وهي أصغر منك ياعذبي
تنحنح عذبي يشتت نظره : قصيد ماشاءالله إنت وراها ومعها ، أنا هندسة طبيعي بطوّل لهالدرجة ما أتخرج
رفع تركي حاجبه مباشرة : وش يعني ؟
إبتسم عذبي يعدل ياقة ثوبه : يعني أنا مهندس يامحامي
ضحكت سلاف تهز راسها بإيه : بيطلع الجنون الحين يعني بين مهندس ومحامي ، روح الله يحفظك تأخرت عليهم
-
« الكـوفـي »
إبتسمت ودّ تعدل وضعيتها ، بحضنها باقة الورد الضخمة اللي يصوّرونها معاها وعصّبت أسيل تتوجه للدرج : فهد ، تجي تاخذ الحيوانات ذي وإلا أرميهم لك من فوق ؟
رفع فهد نظره للأعلى : مو بيت أبوج تصارخين !
ناظرته أسيل لثواني : مكان أبوي ياغبي ، تعال خذهم !
نزلت أشبال فهد للأسفل ، وكشّر ينحني لهم : شنو دريتوا الهوشة لكم ونزلتوا لي ؟ شحقه يبه شعليكم منها !
دخل عذبي اللي يدندن ، يشوف فهد المنحني على أشباله يأشر لهم على الدرج ، ويشوف تركي اللي بالداخل يجهّز لنفسه قهوته ، بقية العيال على الطاولة جالسين والبنات بالأعلى والكوفي فاضي - إلا منهم - بشكل يحسسهم بالألفة دائماً : تركي إحسبني معك
هز تركي راسه بإيه ، وإبتسم عذبي من رسلت له ودّ صورة للورد ، وليدّها فوق الورد ولخاتم يدّها يبتسم “ لقيتيه ! “ وضحكت هي ترسل له صورة أخرى للخاتم وسط الكتاب “ أهديتني الكتاب ، وقلت لا تشوفينه إلا بعد الخطبة وبعدها قلت لي خاتم الخطبة معك من زمان “ وضحك تسمع ضحكته من الأعلى “ وعرفتي مكانه يعني “ تضحك هي بدورها “ المفروض يكون صعب وما أعرف ؟ “ وهو فعلاً من مدة ترك الخاتم بالكتاب لها ، وبعد خطوبتهم بالأمس قال لها الخاتم معاك من وقت وعرفت مكانه لأنها تعرفه كله أساساً وإبتسم بإرتياح ، بحب يرجع جسده للخلف : عطني فهد
توجه فهد يشيل أحد الأشبال له : كلّمت قصيد عذبي ؟
هز راسه بالنفي : ليه أكلمها شفيها ؟
جاء تركي بيدّه قهاويهم : مافيها شيء شفيها يعني بس قصده البنات كلهم هنا ، هي ما كلّمتنا ولا شيء ما ندري
هز راسه بالنفي : لا ما قالت لي شيء ما كلمتها مدري
رسل لودّ مباشرة “ قصيد كلمتكم ؟ رسلتوا لها ؟ “ وجاه الجواب من ودّ “ قالت ما تقدر تجي “ يرفع حاجبه : غريبة
_
نزلت ودّ للأسفل مع ملاك لأنهم بيجددون قهوتهم لكن خَفق قلب عذبي اللي بحضنه الشبل مباشرة تختلف ملامحه على دخول ناس جُدد ، وضحك فهد بذهول من تبدّل حاله : ياخفيف !
هز راسه بالنفي يتأمل ، ما قدر ينزّل عينه بشكل غير طبيعي ووقف يتوجه لهم : فهد تعرف تسكت ؟
وقف يتوجه بإتجاه ودّ وملاك وبحضنه الشبل ، ونزلت أسيل من الأعلى تتوجه لهم لكن لأن عذبي قريب منهم ويكلّم ود هي شهقت مباشرة تسحب يدّ ود : يا متحرش !
لفّ الشخص اللي كان يطلب : يضايقك بشيء أختي ؟
ضحك عذبي بذهول مباشرة : شنو يعني فزيّع ؟ شتبي ؟
لأن لهجته تبدّلت للكويتية رفع هالشخص حاجبه : إنت اللي وش تبي ؟ طريقة صيد بالشبل يعني تراي ولد عز ؟ يضايقك أختي ؟
ضحك عذبي بذهول يترك الشبل من يده : إنت شتبي ؟
هزت ودّ راسها بالنفي يلف الشخص نظره لودّ ، ولأسيل : مضايقكم بشيء ؟
ضحك عذبي بذهول يلفه بإتجاهه : ورع قدامك أنا كلامك معي هنا شتبي ؟ حرّك لا أغيّر ملامحك حرّ
قبل ينتهي النقاش هو مسك عذبي مع ياقته تشهق ودّ ، يفز تركي وفهد مباشرة يركضون بإتجاههم يبعدونه عن عذبي وما تدري أسيل كيف بلحظة وحدة صاروا متشابكين كلهم لأن أصحاب الشخص اللي مسك ياقة عذبي ركضوا مثل ما ركضوا فهد وتركي تصرخ ودّ بذهول : تستهبلين أسيـل !
كانت على وشك تتكلّم لو ما شهقت من الكفّ اللي صار من عذبي للشخص نفسه يشدّه مع ياقته بذهول لأنه ما أستوعب الموقف للآن : من إنت تلمسني من إنت !
لأنه شتم عذبي - يقذفه - بكونه متحرّش بالبنات هي شبّت ، هي ولّعت بينهم يتدخلون حتى الموظفين يبعدّونهم عن بعض : دقيت على أبوي
نطقت أسيل من روعتها تهدّي غضب العيال ولف عذبي نظره لها بغضب : وليه تدقين تستهبلين !
مسح فهد على شفايفه اللي تنزف دم يمد تركي يده لملامح أخوه : طاحت ضروسك !
كشّر فهد يدف يد أخوه اللي يطقطق على الدم : تخسي
ضحك تركي يلف نظره لعذبي اللي تجرّحت شفايفه ، وحاجبه ونظرات ودّ متعلقة فيه أصلاً : روّعت البنت
هز راسه بالنفي يمسح على طرف شفايفه فقط وودّ قد مدت يدها تاخذ الشبل لأنه راح بين الأقدام وركض لها بفزع أساساً ، وهز راسه بالنفي : تعالي ودّ
توجهت معاه من دخل للداخل ، لجهة المكتب الداخلي وأخذ معاه مويا تنطق مباشرة هي : كنت تقدر تقول له خطيبتي زوجتي أهـ
عصّب مباشرة ينطق بغضب : وش عليه هو وش دخله !
سكتت بدون أي كلمة أخرى ، ومسح على شفايفه بالمناديل المبلول تترك ودّ الشبل من يدها : هات
أخذت المناديل يجلس عذبي على طرف الطاولة ، ووقفت هي قدامه تمسح حاجبه النازف فقط : دايماً نقول الضرب للهمج ومو إسلوب وبأول موقف تتضارب على شيء ما يسوى !
_
مسح على شفايفه بألم تجول عينه بالمكان لكن وقفت نظرته من لمح أسيل اللي تتأمل كوبها عند البار ، ما طلعت للبنات حتى يمشي لها : شفيج ؟
ما تكلّمت تشتت نظرها فقط : فهد مالي خلقك
رفع حاجبه لثواني يبعد الكوب عنها : أسيل !
عضّت شفايفها لثواني فقط لأنها “ إرتعبت “ فعلاً كيف شبّ الوضع بسبب كلمة وحدة طلعت منها : حرّك فهد
نطق بسخرية : ميّت عليج يعني ؟ شفيج اقول
ناظرته بذهول لثواني : وش دخلك ؟ وش دخلك توكل
لأنها لفّت لعينه بالتحديد هو نطق مباشرة بذهول : دموع هذي وإلا شنو ؟
عضّت شفايفها لثواني تبعد نظرها عنه فقط ، وطلعت ودّ من الداخل خلفها عذبي لكنها شهقت بدون مقدمات من ميّلت أسيل الكوب اللي بيدها على ذراع فهد - تغرّقه - ولفت له بشبه غضب : ولو مو الناس رميته بوجهك ! قلتلك ما دخّلك ومالي خلقك فهد
ركض عذبي مباشرة يمسك يدّ فهد لأنه بيلمس أسيل وهذا الأكيد وبيوقّفها محلها وبيثور ، وهز فهد راسه بالنفي فقط ينفض ذراعه بدون ولا كلمة ، ولا حرف غير الهدوء : بروح الديوانية
توجه يمشي للباب متجاهل نداء تركي أخوه ، ووقوف عذبي اللي يتأمل القهوة اللي تقطر : قال لك شيء ؟
غرقت عيونها بالدموع مباشرة وجات ودّ لأسيل : شفيكم
هزت راسها بالنفي فقط ، وتوجه عذبي لتركي الجالس بكل هدوء : وش صار ؟
هز تركي راسه بالنفي يمسح على ملامحه : كسرت خاطره
سكت عذبي لثواني يشوف دخول عمه تميم الهادي تماماً : وصل الملك الله يرحمه
ضحك تركي فقط ، ودخل تميم : خلّصتوا حفلتكم ؟
هز ولده عدي راسه بإيه ، ورفع تميم يده يأشر للموظف يجيب له قهوته فقط ومسح عذبي على ملامحه : قلت لأبوي ؟
هز تميم راسه بالنفي : لا ، فهيدان فيه شيء ؟ بس مشى
كان منهم النفي ، وتعدّل تميم : ما قلت لأبوك قلت لسميّك وجاي بالطريق ، كان يطقطق لين سمعني اسأل فهد شفيه ومدري وش جاه لكن الحين يوصل
ضحك تركي لثواني : يشيل هم فهد الحين يعرفه مايهجد
سكت عذبي تماماً ، مخطوف بعالم آخر للآن من إنها مسحت حاجبه فقط ما قدرت تنزّل المناديل لشفايفه لأنها حسّت بالحر ، والإحراج ، وإن المكتب يضيق عليهم بشكل خيالي وتأسره بالخجل ، تأكد من هالشيء وما إنتبه إنه سرح بعيد عنهم لين هزّ وجهه أحد ينطق : أعوذبالله
تعالت ضحكات تميم يكشّر عذبي الكبير مباشرة : شايف شيطان وإلا شقصتك ؟
هز عذبي راسه بالنفي : كنت سارح أشوف شيء أحلى صـ
بتر جملته من إنتبه لنظرات سميّه اللي يتفحص وجهه ، يتفحّصهم كلهم ونطق هو بإستغراب : أحسب الخوف بأبوي بس ، حتى إنت تخاف علينا ؟
-
« قصـر ذيـاب »
لأول مرة بحياته ، بتاريخه كله يـلازم الـ
_
يلازم السرير يوم بأكمله " تعب " ما ودّه يتحرك من محله ، ما يبي أبسط النور وقليله ، ما يبي الحر يبي شديد البرد لأن داخله يحترق للآن مهما حاول يطفيه ، ما يطفي ودخلت الغرفة على أقل من مهلها تقفّل نور جوالها بهمس : بترجع تنام ذياب؟
هز راسه بإيه وهو ساكن تماماً ، يقوم يصليّ من كثر عجزه بجنب سريره ما قدر يروح للمسجد ، ومشيت بالظلام تتحسّس مكانه لين وصلت ليده الممدودة لها : ذياب
هز راسه بالنفي بهدوء يشدّ يدها ، يسحبها تجاهه بتأكيد : ما بي شيء قصيد ، بس برتاح
عضّت شفايفها لثواني تدخل بحضنه : ترتاح ، حاضر
كان منه الإثبات يقبّل كتفها بالظلام فقط ، ياخذ نفس من أعماق قلبه يسألها : ودك بشيء إنتِ ؟ تبين شيء ؟
مدّت يدها ليده اللي تحاوطها : لا ، ما ودي بنام معك
سكن داخله فقط يقرّ صدره ، يقرّ داخله بشكل غريب كل ما جات عنده وهو نام نومة أشبه بالميت بالضبط ، مثل الجثة بالضبط لو ما فقدها يمكن ما صحى من عمق نومه : تنامين معي ؟
هزت راسها بإيه : ناخذ بريك من الدنيا ، ننام يومين ليه لا
إبتسم بهدوء فقط يقبّل راسها ، ياخذ نفس من أعماق قلبه منها : طيب
رفعت حاجبها لثواني لأنه وافقها ، لأنه رجع راسه للخلف تهمس هي : وش تفكر فيه ذياب ؟
هو يفكّر بحاله ، بإنهياره اللي أكثر من يعرفه هو وهالمرة كان على وشك يتكرر بكل أوجاعه لو ما جات تنتشله من داخل الخيام اللي غرق فيها مرة شهر بأكمله ، ما زاره الطيف : ما أفكر بشيء قصيد
رفعت نظرها له ، رفعت راسها كله بإتجاهه تحس بإنحناءه يقبّلها بهدوء لكن يقطع سكونه ، وسكونها من صوت الجرس يهمس : تنتظرين أحد ؟
ما إستوعبت لوهلة ، ونطقت على ذات همسه : لا !
إستوعبت تعدّل نفسها لثواني : بروح أشـوف مين
لأنه مسك يدّها يوّقفها هي نطقت : بشوف من وراء الباب
هز راسه بالنفي : أنا بروّح ، هاتي لي تيشيرت بس
توجهت للدولاب تسحب له تيشيرت ، ومدّته له يلبسه يلف نظره لها : وش ؟ خلّك هنا مالك داعي تنزلين
ما كان منها الجواب من فتح الباب للخارج تتعقّد حواجبه مباشرة من النور رغم إنها طفّت كل الأنوار كان خافت لكن مع ذلك وَهج بعينه تعضّ شفايفها : شكرًا ذياب ، شكرًا على مفهومك للراحة ماشاءالله عليك
هز راسه بإيه ينزل أول الدرج فقط : عفوًا حبيبتي
نزلت خلفه ما وقّفت لأنها تتوقع من الطارق ، الأكيد أسامة ، عمها ، محمد ، أي مصيبة قادمة هي تعرف ولهالسبب هي وقفت بآخر الدرج ، وكمّل ذياب مشيه بإتجاه الباب تحت أنظاره يفتحه ودها تصرخ لأنه حتى ما سأل " مين " وسكنت ملامحها من …
_
من الأشبال اللي دخلت بدون مقدمات : فهـد !
رفع ذياب حاجبه لأنه شاف الأشبال اللي فزّت تدخل بمجرد ما فتح الباب لكن ما لمح فهد ينطق : إنتبهـي ، فهـد ؟
جهورية صوته أرعبت فهد اللي مسح على حاجبه فقط يتقدم أول خطوة للدرج يرقى : سم
سكنت ملامح ذياب مباشرة من ملامح فهد ، والجرح اللي بشفايفه قبل ينطق هو بالسؤال نطق فهد : طقّني واحد هني يم بيتك بس شنو ؟ لا تشوف شسويت فيه أنا
نطق ذياب مباشرة تتقدم خطوته للخارج : وخلّيته يروّح !
ركضت قصيد مباشرة تمسك ذراع ذياب ، ووقف فهد بوجهه يبتسم بذهول : أتغشمر وياك يامعود شفيك !
ناظرته قصيد لثواني تعضّ شفايفها : تعزمه على هوشة مو غشمرة فهودي !
إبتسم لثواني لأنه يعرف : أعرفه راعي فزعة ، بس تفزع بشورت ذياب ؟
ناظره ذياب فقط لأنه بيتشمّت عليه ، وضحك فهد يبتسم لقصيد : ولهت عليج ، قلتي للبنات ما أقدر قلت أشوفج أنا شدعوه ما تمرينّا
هزت راسها بإيه ينطق ذياب : من لعب بملامحك ما قلت لي
لفت نظرها له لأنه مركّز على ملامح فهد للآن اللي هز راسه بالنفي : صارت هوشة شوي دشيّنا فيها طقينا وإنطقينا وخلصت الحمدلله ، لا تشوف شسوينا فيهم
هز ذياب راسه بإيه يتفحّص ملامحه : إيه واضح ، حيّاك
هز راسه بالنفي وهو يشوف بجامة قصيد ، ويشوف ذياب اللي بشورته وتيشيرته : لا بس جيت أشوف قصيد شفيها لأن البنات محتفلين بالكوفي وهي تقول ما أقدر
لف ذياب نظره لقصيد لثواني ، لأزرار قميصها المفتوحة من الأسفل لنصف بطنها يرجّعه لفهد : اقلط تقهوى ، دامك وصلت الباب ما بتعوّد ومنها تونّس قصيد ، حيّاك
هي توارت خلف ظهره جزئيًا تسكّر أزرارها ودخل فهد أولهم يتبعه ذياب اللي صعد للأعلى يهمس فهد مباشرة : الكلاون فهد
إبتسمت لثواني وهو ما يتخيّل راحتها بإنه هو مو غيره : وش صار لملامحك فهد ؟ بالكوفي تتضاربون مع مين
هز راسه بالنفي : سالفة طويلة ، عندكم برّد ؟
إبتسمت : يا خيبة أمل ذياب بيقلّطك تتقهوى وتبي برّد ؟
سكت لثواني يستوعب ، وإبتسمت قصيد فقط : إرتاح
هز راسه بإيه يتأمل ، وجلس على أول كنبة قابلته يعدل أكتافه وتوجّهت قصيد للمطبخ تدور له آيسكريم وبالفعل ، ورجعت له تمدّه له تنطق له بلُغتها المحببة بمعنى البيت بيتك وإبتسم يهز راسه بإيه فقط من رجعت ترقى للأعلى ولذياب اللي يفتح الدولاب : على وين !
لف نظره لها لأنه الأكيد بيلبس ثوب بما إن فهد جاء ، وإبتسمت لثواني بإستغراب : بس ليه يعني فهد مو غريب ولا ضيف عشان تقابله بثوب
هز راسه بالنفي : ليه ما قلتي لي إنهم طالعين يحتفلون ويبونك
رفعت أكتافها بعدم معرفة : مدري
_
لف نظره لها لثواني ، وهزّت راسها بالنفي بجدية : صدق ذياب الحين بتغيّر عشان فهد ؟ يعني حتى بجامة ما تعتبر لابس كلها شورت وتيشيرت ليش التغيير
هز راسه بالنفي : ماني متعوّد ، من ما كان الجاي ببدّل
ناظرته لثواني فقط : جرّب هالمرة طيب ، بتقهوي فهد تدري فهد دخل وش يدّور ؟ يدّور برّد حبيبي آيسكريم
ناظرها لثواني ، وإبتسمت فقط : هيّن فهد وما يسوى عليك تبدّل الحين ، ما يسوى علينا أساساً كلنا
هز راسه بالنفي ينزل نظره لبجامتها ونطقت هي : أعرف فهد ، بيحسّ إنه ثقيل وبيمشي على طول ما بيطول لو عاملته كذا وحسسته إنه ضيف وغريب
إختار الصّمت وكملت هي : وما شاف الأزرار لأنك ماشاءالله يعني تغطّي البيت وراك ، ما بالك أنا ؟
هز راسه بإيه يشتت نظره لثواني لأن بجامتها طبيعية أساساً ، حرير أسود بأزرار كانت مفتوحة لكن وقت تقفّلت صارت عادية تماماً ومع ذلك هي أخذت وشاحها تحاوط أكتافها فيه : ما ودّك تروحين يمهم؟
كان منها النفي لعينه فقط ترجع شعرها للخلف : لا
نزلت يتبعها هو ، وإبتسم فهد لأنه كان متوتر بشكل غير طبيعي لكن وقت كانت ملامحهم طبيعية ، ونزولهم طبيعي ، وتفشّل من مداهمته لهم بهالوقت ببجاماتهم وهو ما يعرف طبع ذياب لكنه تنفّس بهاللحظة : هلا والله
رفع ذياب حاجبه ، وضحكت قصيد تحاول تمسك نفسها : هذا أكثر منظر بائس شفته بحياتي ! فهد شفيك
إبتسم بشبه حزن : أحزّن صح ؟ مكسور خاطري قصيد
ضحكت لأنها ما تصدقه ، وجلس ذيّاب : من كسره
إبتسم فقط يطقطق : أكيد مو اللي طقّني
جلست قصيد بجنب ذياب : ووش سالفة الطق كله أصلاً
عدّل أكتافه فهد يسولف وعينه بالآيسكريم : واحد تافه بالكوفي شاف عذبي يسولف مع خطيبته حسباله يتحرش فيهم من الخبله أسيل قالت يامتحرش وطقّ الصدر هو يعنني فزيّع شنو يتحرش فيكم إنتو حسبة أهلي هذا الشنب مو على ريّال إذا يتحرش فيكم وطقّ عذبي وعذبي طقّه ودشينا طقيناه وفزعوا ربعه طقينا بعض وانحاشوا
ضحكت قصيد تحاول تمسك نفسها عشان تتطمن عليهم لكن ما قدرت تمسك ضحكها يضحك فهد بنفسه : على مهلج لا تغصّين !
ضحك حتى ذياب اللي حاول يمسك ضحكته لكن من إنهيار قصيد ما قدر ، ضحكة وحيدة طلعت منه يمسك نبرته لكن ما قدر ما يطقطق نهائياً : وطقيّتوهم المهم ؟
إنهارت قصيد ضحك لأن حتى ذياب يضحك على سرعة فهد بالكلام بين طقّني وطقيته ، إنهارت تغطّي ملامحها خلف كتف ذياب اللي ضحك : تسلم يمينك فهد
هز راسه بإيه : ذياب سكّت مرتك لا أقوم أطقها الحين
جاء الشبل ينط بحضن ذياب وضحكت قصيد تاخذ نفس : ما كفّاك اللي بوجهك يعني فهد تحارشه علي ؟
هز راسه بالنفي يغيّر الموضوع مباشرة :…
_
: شنو حيوانج المفضل قصيد
ضحكت قصيد لأنه من العدم ، وإستوعب فهد : محشوم ذياب يعني إنت على الذيب ، وأنا على الفهد بس صج شنو قصيد ولا تغلطين علينا تقولين إنتم احترمي نفسج
هزت راسها بالنفي تضحك : فهد لا تسولف بسرعة طيب
كان مستمتع ، فعلاً مستمتع وإبتسم فهد : ان شاء الله
ضحكت تاخذ نفس من أعماق قلبها ، وسأل : سؤالي انزين
ناظرته لثواني بذهول : يعني منجدك تسأل ما تصرّف ؟
هز راسه بالنفي ، ورفعت أكتافها بعدم معرفة : أحب كل شيء ، الخيول ، الصقور ، أشبالك طبعاً اللي مو حيوانات
لف ذياب نظره لها بتساؤل : والبل ؟ ماهم حيوانات بعد
ضحكت تهز راسها بالنفي : ما أحبها ، يعني ما أحس بحبها بشيء ما أقدر أقرب منها بالنهاية ما أحسها تفهمني وأخاف منها ، يعني اللي قبل كانت لطيفة لونها مريح اللي عندك الحين أحسها كذا
هي غرقت بالسوالف لذياب تعبّر له بملامحها عن " التجهّم " وإن مجاهيمه الحين دائماً غاضبه ، وهز فهد راسه بإيه يوقف : إيه توصون شيء تآمرون على شيء ؟
ضحكت قصيد تستوعب : عن العباطة فهد
جلس بمكانه يبتسم ، وتنحنح ذياب يرجع علومه اللي ضاعت كلها يكمّل فهد : طيب البل ما تحبينها ، غيرها
رفعت أكتافها بعدم معرفة : ما أحس فيه شيء أكثر
ناظرها فهد ، وتذكّرت : لا ، يعجبوني الغزلان إذا ما تدرون
رفع ذياب حاجبه مباشرة : الغزلان ؟
هزت راسها بإيه لكن فهد نطق مباشرة يكّلم جواله : ألو ، محمد ، دوّر لي غزال لو بعشرة مليون الآن وإلا قصيت راسك
ما إستوعبت قصيد ، وما إستوعب ذياب لين ضحكت قصيد بذهول : يا متخلف يافهد !
ضحك فهد يهز راسه بالنفي : يعني إحساس بس ، ذياب
نطق ذياب مباشرة : من كسر خاطرك فهد
سكت فهد لأنه ما نسى رغم كل التهريج اللي سوّاه ، وإبتسم يهز راسه بالنفي : هذا كله ويقولون ما تعشقني
رنّ الجرس مرة ثانية يوقف ذياب اللي كانت منه نظرة لفهد اللي ضحك : الله يسلمك حبيبي بس واضح عليك
توجه ذياب للباب ، وإنتبهت قصيد رغم قلقها على ذياب لسكون فهد المباشر تسأله : فهد صدق وش زعّلك؟
نطق بهدوء : لأنها شبّتها زعلت هي وقعدت لحالها
رفعت حاجبها لثواني تحاول تفهم : أسيل ؟
هز راسه بإيه ، ورفعت حاجبها بإستغراب : و ؟
رفع أكتافه بعدم معرفة : سألتها ، بتبكي هي أصلاً قلتلها شفيج وخرّبتها معي ويوم خرّبتها
نطقت قصيد تقاطعه مباشرة : عصّبت عليها وخربتها ؟
هز راسه بالنفي يعدل أكتافه : ما سويت لها شيء
سكتت مباشرة تستوعب لأنها تعرف إنفعالات فهد وقت أحد يخرّبها معه ، سكوته مع أسيل غريب ورفع أكتافه بعدم معرفة فقط يرجع ذياب الهادي تماماً يجاوب نظرة قصيد فقط : أسامة
_
هزت راسها بإيه وتنحنح فهد يوقف : كثّر الله خيركم
رفع ذياب حاجبه مباشرة : وين عشاك عندنا !
إبتسم فهد يهز راسه بالنفي : لا والله بروح للعيال الديوانية ، بس قلت أسيّر عليكم إشتقتوا لي أكيد
إبتسم ذياب فقط : إذا عرفت دربه دلّني عليه
ضحك فهد بإعجاب مباشر لأنه يقصد اللي جرّح له وجهه : راعي فزعة ؟ أزهلك يعني ؟
إبتسم ذياب بهدوء يهز راسه بإيه : عطني صوت بس
كشّرت قصيد مباشرة : شكرًا لا تعطيه ولا يعطيك ولا تكلّمون بعض أساساً هوشات ما نبي لا إنت ولا إنت ، بليز
إبتسم فهد فقط يصفّر لأشباله ، وأخذ ذياب واحد منهم يرفعه للأعلى لأن فهد ما عجبه : تحبينهم تقولين ؟
شهق فهد مباشرة : شنو وإذا تحبهم بتاخذهم مني ؟ لها سوابق البنت معي والله أطقها وأطقك ما أتغشمر إنتبه
رفع ذياب حاجبه ، وهز فهد راسه بإيه : يوم كنّا صغار ، إذا معي شيء تبيه ياخذونه مني عشان قصيد تبيه وتقول لي ، فهودي نلعب مع بعض ؟ وهو حقي أصلاً بس هي
ناظرته لأنه إنتثر بدون مقدمات ، وضحكت : فهد !
هز ذياب راسه بإيه يحلل الجملة : يوم كنتوا صغار
لفت قصيد نظرها له لأنها تعرف نبرته ، ونطق فهد مباشرة : بسوي نفسي ما سمعت لأنك بتفزع لي تقول
ضحك ذياب فقط ينزّل الشبل عن حضنه بعد ما مسحت عليه قصيد ، يودّع فهد معاها وإبتسمت يسكّرون الباب خلفه : ما قلت لك حسّاس أكثر من كل شيء فهد ؟
هز راسه بإيه : صغيّر توه ، لكن يعجبني هالولد
إبتسمت تهز راسها بإيه ، وتذكّرت : وش يبي أسامة ؟
هز راسه بالنفي : يتطمّن ، ما رديت عليه من البارح ..
وافقت بدون سؤال أكثر تتوجه للأعلى معاه ، من رجع يرمي نفسه على السرير مباشرة ولف نظره لها من كانت تنزّل الوشاح عنها ، من توجّهت له تجلس على طرف السرير بجنب راسه : تفكّر بشيء أشوفك
هز راسه بالنفي فقط وأسامة جاء معاه أخبار كثيرة ، أخبار أعطاه موجزها لكن ما ودّه حتى يطريها بباله ومدّ يده لأزرار بلوزتها ، أسفل واحد فيها : أفكر بأشياء كثيرة قصيد
هزت راسها بإيه من فتح أول زرّ : قول لي وش طيب
نطق بكل هدوء : أفكر بالبارح ، وقبل سنين ، وبالجاي
ما تكلّمت لأنها تعرفه وقت يجمّع كلامه ، وهز راسه بإيه بإثبات بهدوء : أفكر بالحدود ، والقيود .. وبك
فتح آخر زر بالأعلى تزامنًا مع نطقه " وبـك " ينبض عنقها مباشرة بالخجل ، بالإستغراب لأنها ما كانت تستوعب كانت مركزة بكلامه : بي أنا ؟
هز راسه بإيه بهدوء ينطق لعينها بالذات : وبي ، معك
شتت نظرها لثواني تستوعب ، تحس حرارة الجو - أكثر - لكن ما ودها يختار الطريق الأسهل وقت تداهمه أفكاره ويختار قربها ، ودّها يختار الكلام ولهالسبب هي همست مباشرة : لا
تعليقات