📌 روايات متفرقة

رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل الثالث 3 بقلم مجهول

رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل الثالث 3 بقلم مجهول

رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب pdf الفصل الثالث 3 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب pdf الفصل الثالث 3 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل الثالث 3 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم  رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل الثالث 3

رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل الثالث 3 بقلم مجهول

رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل الثالث 3 بقلم مجهول

شتت ذياب أنظاره لناحية أبوه وعمه تركي ، وسأل تركي : نهيّان بخير ؟ بالرياض ؟
هز حاكم راسه بإيه : بخير ويسلم عليك اليوم رجع الرياض وإلا هو دايم بمخيماته ، ما درى إنك عندي وإلا تلاقيه قدامنا كلنا يستقبلك ويستقبلها ..
إبتسم تركي بخفيف : نروح له حنّا الفجر نصلي بمسجده
هز راسه بإيه وهو يناظر ساعته : تم ، نام إنت الحين
وقف تركي وهو يشيل قصيد بحضنه يعدلها بمكانها ، إنحنى يقبّل خدها بخفوت ويقوم يسكر الأنوار ويرجع يتمدد جنبها لأنه متأكد بتصحى ووقت تصحى لازم يكون قريب منها لجل ما تخاف أو ترتعب ..
توجه ذياب لغرفته وهو يبدل ملابسه وكانت ثواني بسيطة لحد ما دخلت أمه يلي تبتسم بخفوت وتركته يبتسم غصب عنه لأنها مليانة فضول وتبي تسولف له ، تمدد عالسرير وهو يتكي بظهره ، وجلست ملاذ جنبه : حكيّني يلا
هز راسه بالنفي وهو يتأمل باطن يده : وش أقول لك ؟
ميّلت شفايفها وهي تناظره بهمس : وش شفت اليوم
ناظر أمه لثواني وهو يلف أنظاره للساعة : بنام عشان الصلاة ، وبنمشي لنهيان والخيام من جديد العصر
ما قبلت ملاذ كلامه ومراوغاته ، ورفع عيونه لها وإبتسمت : بتركك اليوم بس ، بعدين لا تحاول
إبتسم وهو يعدل جلسته ، ويقبّل خدها يرضيها وإبتسمت وهي تحاول تبين إنها ما رضيت لكنه ضحك وهو يتمدد فقط وعضّت شفايفها بهمس غاضب : خفيفة أنا صح بس تلاقي من يخليك خفيف مستقبلاً لا تتشمت فيني !
طلعت من عنده وهي تسكر باب الغرفة والأنوار خلفها ، وكانت دقائق بسيطة لحد ما غرق بنومه من تعبـه
_
« العصـر »
عدلت فستانها لآخر مرة وهي تمسك إيد أبوها وهي تو تصحى ومافيه شخص مبسوط بنومتها بهالطول كثر أبوها ، نومها بالكويت من أقل ما يكون وصحيت على فجعة وأول ليلة لهم بالرياض كانت كل شوي تصحى لكن هالمرة ببيت حاكم نامت من آخر الليل لقبل ساعة تقريباً تعوّض كل التعب من السفر ، خرجت قبل أبوها من المجلس وسكنت ملامحها وهي تشوف قدامها بنت صغيرة ، وولد بجنبها ومو من يلي شافتهم بالأمس أبداً ..
لفت أنظارها لأبوها يلي إنحنى بيعرّفها مين بيكونون لكن جات ورد تمشي لناحيتها وتاخذ المبادرة : أنا ورد
وقف نهيان الصغير قدامها لدقائق طويلة يتأملها لحد ما مسكت ورد إيده وهي تناظر قصيد : تلعبين معانا ؟
لفت أنظارها لأبوها يلي إبتسم بتمني إنها توافق وما تصدهم وبالفعل مدت إيدها لورد تركض معاهم لغرفة الألعاب ووقف تركي: حضرة الفريق متى نمشي ؟
ناظر ساعه معصمه وهو يشوف الوقت : نمشي الحين
هز تركي راسه بزين : باخذ قصيد ونسبقكم حنّا أجل
هز حاكم راسه بتمام ، ورجع تركي للمجلس ياخذ شنطته وشنطة قصيد ويخرج يناديها : قصيد
هزت راسها بالنفي وهي تركض له تستأذنه بالبقاء معاهم رغم إن كلهم أكبر منها وحتى الفرق بينها وبين ورد سنتين وأكثر إلا إنها تبي تلعب معاهم ، طلع ذياب وهو يناظر عمه تركي : عمي أمي تقول قصيد بتجي معانا
هز راسه بزين وهو يناظرها : سولفي معاهم عربي طيب؟
هزت راسها بزين وهي ترجع ركض لعند نهيان وورد ، وطلع تركي لكنّه بقى قدام البوابة ما حرك لحد ما جاه حاكم : وراك ما حركت إنت البنت ومعانا خلاص !
هز تركي راسه بزين وهو يتعدل : بمشي قدامكم
توجه حاكم لسيارته وهو يركب بمكانه ، وبجنبه ملاذ وبالخلف ركب نهيّان يلي مد إيده لورد ووقفت قصيد عند الباب لثواني لحد ما حست بذيّاب خلفها ، لفت أنظارها له وهي تمد له إيدها لأن السيارة مرتفعة عن الأرض وإبتسمت ورد بذهول من مد لها ذياب إيده يساعدها تصعد بجنبهم ثم يركب هو بجنبها ..
إبتسمت ورد وهي تناظر قصيد : فين ماماتك ؟
إبتسمت قصيد مباشرة وهي تجاوبها " بالكويت ، عند عذبي أنا جيت مع بابا بس " وإستوعبت بعد نهاية كلامها إنها ما قالت ولا كلمة بالعربي مثل ما وصاها أبوها وهمست لنفسها بالأسف ، ضحكت ملاذ وهي تلف عليهم : ماما قصيد سولفي بالليّ تبين تمام ؟
هزت راسها بالنفي وهي تلعثمت لحد ما قدرت تنطقها : بابا يقول سولفي عربي !
مدت ملاذ إيدها لخدوها من لطافتها : بشويش علينا !! ضحك نهيّان المبسوط بشكل لا يُصدق عليها رغم إنه أكبر منها بـخمس سنوات تقريباً : حلوة حيل !
زعلت ورد منه مباشرة وهي تناظره : لا تمدح صحبتي!
لفت ورد تعطي نهيّان ظهرها ، ورغم عباطتهم المستمرة وخلافاتهم إلا إن ذياب كان ساكت ولفت قصيد تجاهه تتأمله لدقائق طويلة ، لأن ورد ونهيان مو حولها ، وحاكم وملاذ يسولفون ، وهو الساكن الوحيد بينهم ..
نزل أنظاره لها لثواني ، ومد إيده يشيلها مباشرة من رمى نهيان العلبة يلي بإيده وأخطت ورد لكنها ضربت إيد ذيّاب يلي كانت على قصيد ، عصب حاكم مباشرة : نهيّـان !
ناظرته ملاذ : بشويش تفجع البنت مو متعودة
تمتم بالإستغفار ، وضحكت ورد بإنتصار وهي تأشر لنهيان بمعنى إنه هو بيتهاوش لكن هي لا ..
لف أنظاره لناحية الشباك ، وتقدمت ورد للأمام تتكي بين مقعد أمها وأبوها ونطق حاكم : ذياب جاها شيء ؟
هز ذياب راسه بالنفي وهو يناظر أبوه : لا
رجع أنظاره عليها وهي باقي بحضنه ، ومدت إيدها بعد تردد لرموش عينه الطويلة بشكل وقّف وقته كله من التوتر يلي حسّه ، من قبل نومها بالأمس وهي تتأمل رموشه ووقت قربها منه الحين صارت أوضح لها وما قدرت غير تمد إيدها على أقل من مهلها تمشي بأناملها عليها ، ترفعها للأعلى وما رمش هو ولا مرة من…
_
من توتره لأنه ما تعود أحد يقرب رموشه غير أمه ، إحمّرت ملامحها من الخجل لأنها وسط تأملاتها كانت عينه عليها وحتى وقت كفّت ونزلت إيدها بقت عينه عليها ، إبتسمت وهي ترجع لمكانها وتتأمل بالجو ويدري ذيّاب إنها صغيرة وإن كل حركاتها عفوية لكن توتره غير طبيعي ، نزل أولهم من السيارة وكان بيسكر الباب لولا إنها قربت من ناحيته وإضطر يمد إيده مره ثانيه ينزلها ..
سكنت لوهلة وهي تشبّك يديها ولأول مرة بحياتها تكون بحُضن الصحراء فعلاً ، لأول مرة تشوف خيام بهالشكل ولأول مرة تشوف إبل بهالشكل والأهم والمهم لأول مرة تشوف صقور قدامها تحاوط مخالبها قطع الخشب وعلى رأسها قطع الجلد يلي يغطي نظرها ..
راحوا نهيّان وورد يركضون للداخل ولفت أنظارها تجاه ملاذ مباشرة من حسّت بتردد من المكان : فين بابا !
ميّلت ملاذ شفايفها بعدم معرفة وهي تدور سيارة تركي بعينها لكنها ما تعرفها من السيارات الكثيرة يلي بجنب بعض : أكيد يجي شوي ، تجين معايا ؟
هزت راسها بالنفي وهي تشد على يديها وتتأمل حولها ورجعت لخلف السياره عند عمها حاكم : بابا فين
لمح حاكم الدموع بعيونها والتوتر بنبرتها وهو يشوف سيارة أبوها باقي بعيدة : جاء أبوك ياعمي جاء ، تعالي
هزت راسها بالنفي وهي تبعد عنه ، وسكر حاكم شنطة سيارته وهو ينزل أغراضهم ويناظر ذياب : إنتبه لها
مشى ذياب خلفها من إبتعدت ، ومن وقفت خطاها جنب الإبل تتأملها وتسولف له عنها ، إنها تعرف إسمهم وتعرفهم لكن تخاف منهم ، مشيت بخطواتها أكثر وطغى السرور على نظراتها من لمحت خيل باللون الأبيض وبجنبه خيل صغير باللون البني ، كانت تسأله عنهم وإن أكيد الأبيض الأم ، والبني الولد وطغى الحزن على عيونها وهي تلف لناحيته تسأله إذا الأم والولد موجودين فين أبوهم ؟ جلست تتأمل الخيل لثواني لحد ما لفت لناحيته بإستيعاب إنها تكّلمت كثير وما كان من كلامها شيء بالعربي " تفهمني ؟ " ، رفع ثوبه وهو ينحني ويتعدل لجل يصير قريب من طولها : تعرفين كلامنا ليه ما تسولفين فيه ؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة ، ووقف من صوت أبوه يلي يناديه ، ويناديها معاه وأشر لها تروح مع نهيّان أخوه : روحي
هزت راسها بالنفي برفض ، وعدل ثوبه وهو ياخذ العصا يلي عالأرض لكنها تممت جملتها : تعال معي !
هز راسه بالنفي ، وإبتسم نهيان وهو يمد لها إيده : تعالي معي بوديك لأبوك أنا !
هزت راسها بالنفي وهي تضم يديها وباقيه نظراتها على ذياب يلي ينتظر منها تمشي مع نهيّان لأنه قال لها تروح لكن الواضح إن عنادها أكثر وصبرها أطول منه ، نادى حاكم للمرة الثانية ورمى ذياب عصاته وهو يمشي خلفها لـ
لبيت الشعر يلي يمتلي بالرجال ، وقفت خُطاها ترجع للخلف قبل لا تدخله بالكامل وسكنت ملامحها من صارت وهي تشوف ثياب كثيرة بكل الألوان ، رجال ما تميّز ملامحهم نهائياً وتعلقت عيونها بالشخص يلي بصدر المجلس ، كانت ملامحه مُريحة بشكل مستحيل حتى وعكازه جنبه وإرتاحت مباشرة من جلس أبوها بجنب هالشخص عن يمينه ، أبوها يلي ما لمحته من البداية لأنه كان بالطرف الآخر من بيت الشعر وركضت له مباشرة من لمحته وهي تجلس بحضنه ..
إبتسم نهيّان وهو ينادي ذياب يلي كان الواضح إنه جاء لجل يتركها ويمشي : تعال ياذياب ، تعال يمي
جلس ذياب يسار جده ، ولف نهيان أنظاره لقصيد يلي بحضن أبوها ويلي تشد على إيده وسط سواليفه مع الرجال وما منع نفسه من الإبتسام وهو يوجه أنظاره لحاكم يلي توه يدخل ورد الإبتسام لجده مباشرة ، جده يلي تنتكس حالته بأوقات كثيرة وتمر عليه أوقات أكثر وهو بصحته وعافيته ما يضرّه شيء ..
جلس حاكم بجنب ذياب ، ولف نهيان وهو يعدل إيده على مركاه ويبسطها قدام قصيد يلي ناظرته لثواني بسيطة بتردد ومدت إيدها له تتركها بوسط كفه وسكنت ملامح ذياب يلي كانت أنظاره على يدها ويد جده المرتعشة ، إبتسمت قصيد بخجل وهي تلف أنظارها لنهيان يلي إبتسم من الفرق بينه وبينها ، هي توّها طفلة تنطق يديها حياة ، وهو تجاعيد يدينه تترك له رعشة ، رفع إيدها بإيده لشفايفه يقبّلها وتوردت ملامحها مباشرة لأن ما تعرف ترد على معاملته والدلال يلي تحسّه خصوصاً إنه كبير بالسن ، ناظرت أبوها بخجل وإبتسم تركي : جدك نهيّان هذا ، تاج راسنا
وقفت من على حضن أبوها وهي تعدل فستانها على مهلها ، وتقدمت لخد نهيّان تقبله لثواني ويديها على كتفه وضحك نهيان من سروره : يا بنت الشاعر ترهقينا
رجعت لمكانها بحضن تركي ، ولف نهيّان على ذياب يلي شتت أنظاره للمجلس مباشرة وما طال جلوسه من حس بنظرات جده تقرأ روحه : عن إذنكم
وقف يمشي للخارج ، وكانت ثواني بسيطة لحد ما مشوا الرجال كلهم وبقى تركي وحاكم ونهيّان يلي سأل : تركي
لف تركي لناحيته ، ولفت قصيد بالمثل وإبتسم نهيان : بتبقى بالرياض خلاص ؟
هز راسه بالنفي : للأسف لا ياطويل العمر ، عذبي وأمه بالكويت بنرجع عندهم
هز نهيان راسه بالنفي بهدوء : عذبي وأمه يرجعون الرياض بعد ، إنت بتبقى عندي تعوّضني حق السنين
هزت قصيد راسها بالنفي بصدمة : بنرجع الكويت إحنا ! عند ماما وعذبي وتركي وفهودي وعمو عذبي
ناظرها تركي بذهول ، وميّل نهيان شفايفه بعدم إعجاب وهو يسأل تركي : فهودي وتركي ؟ عيال عذبي ؟
هز تركي راسه بإيه : عيال عمها عذبي إيه ، تبيهم الظاهر
هز نهيّان راسه بالنفي بتشديد : ..
_
هز نهيّان راسه بالنفي بتشديد : بنتنا إنتِ ومقعدك عندنا ، تكفيّك لندن وتكفيّك الكويت
ناظرته وهي تزم شفايفها وتوسّعت عيونها بذهول رغم إنها ما تفهم أغلب كلامه إلا إن من تعابيره وإشارة يده الشديدة يبين إنها بتجلس هنا ما بتمشي مكان وضحك تركي وهو يغطي عيونها لأنها بتعلن الخصام على نهيان وقد أعلنته أساساً من نظراتها المتوسعة : سمي بالله وروحي معاهم
قامت وهي تصد عن نهيان ، وضحك حاكم من زعلها اللطيف : نهيّان خذ بخاطرها قبل تطلع
إبتسم بخفوت : باكر تدري إني على حق
مشيت للخارج وتطمّن تركي من شاف ورد ونهيان الصغير حولها ، وإبتسم حاكم : لا تخاف ما يروحون بعيد ينتبهون لبعض
هز نهيان راسه بإيه : بتبقى عندي سمعتني؟
أشّر على خشمه وهو يناظر نهيان يلي أخذت السنين منه كثير : على خشمي ، بس أرجّع قصيد لأمها
هز راسه بالنفي وهو يمد إيده لجل يوقف، فز حاكم وبالمثل تركي يلي مسك إيده الأخرى يوقفونه وهز راسه بالنفي : هات عكازي !
حاكم : ما تحتاجه الحين حنّا يمك !
ناظره نهيان يبين إنه ما يبي نقاش ، ومد تركي عكاز نهيّان يثبته بإيده وكانت خطوات بطيئه منه لحد ما طلع يبتعد عن بيت الشعر ، تنهّد تركي وهو يمسح على جبينه وبالمثل حاكم وهم يخرجون خلفه ويراقبون خطواته من إبتعد عن الخيام ونطق تركي : ما بتلحقـه ؟
هز حاكم راسه بالنفي بتنهيدة : يعصّب حيل ولا ودي يشد أعصابه الحين
هز تركي راسه بزين وهو يتكي للخلف وفعلاً يوضح على نهيّان إنه ما عاده مثل أول يساير أو يناقش ، رن جواله بجيبه وهو يرفعه ونادى على قصيد من كان أخوها عذبي : قصيـد
ركضت بإتجاه أبوها وإبتسمت بحب وهي تلوح لعذبي يلي أمامها " هاي ! إشتقت لك ! "
إبتسم عذبي وهو يلوح لها بالمثل " كلنا إشتقنا لك ! تعالي عندنا بنجلس بالكويت إحنا ما بنجي "
طقّت أعصاب تركي وهو ينزل أنظاره لعذبي : تكلّم عدل
تعدّل عذبي بكلامه وهو ما إنتبه إنه ما نطق بكلمة عربية ، وضحك حاكم : هدي يابوعذبي ، خلهم يهرجون براحتهم سنين الغربة ماهي هينة عليهم مصيرهم يتعودون على حكينا ! أبوهم شاعر وهم يحبّونه ما بياخذون درب غير دربه .
تنهّد تركي وهو شايل هم نهيّان يلي راح يمشي بعيد ، ونطق ذياب بهدوء : بروح أشوف جدي
هز حاكم راسه بزين وأخذ ذياب فروة جده وعصاته ولف أنظاره لأخوه وهو كان بيناديه لكن سكت من شاف إنه يفتح علبة المويا لقصيد يلي إبتسمت تجلس عالكرسي يلي خلفها وإنحنى نهيّان على ركبه يأشر لها على خده : بوسيني !
علّق وجه حاكم يلي خلفهم وبالمثل تركي وهو يشوف ملامحها الخجولة وإبتسامتها العبيطة لنهيان ، وسكنت ملامح ذياب يلي تعدل يمشي بعيد عنهم و
_
ويتوجه للمكان المتأكد إنه بيلاقي جده عنده وبالفعل ، كان واقف بهدوء يتأمل غروب الشمس ويجمّع يديه على عكازه ، توجه لناحيته وهو يترك الفروة على أكتافه وعرف نهيّان إنه حفيده ذياب وبالفعل تقدم جنبه وهو يناظره ، كان لابس فروته بالمثل ويلف شماغه على راسه ومد نهيان إيده له لكن رجعها يمه من لمح ملامحه الهادئه فوق اللزوم : من سرق نظرتك ؟
ناظر جده وهو يبتسم : إنت وغيبتك ، ليه ماشي عنّا !
حسّ نهيان إنه يخبي شيء وراء إبتسامته ، ومد إيده له وهو يراوغه بالمثل : بقعـد
نزل ذياب فروته على أكتافه لكن نهيان هز راسه بالنفي من عرف إنه بيفرشها له : على التراب ياذياب ، مدّ لي
مد ذياب يده وهو يساعد جده بالجلوس ، وتكى نهيان عكازه على ركبته وهو يتأمل المدى الخالي أمامه ويوصله صوت أحفاده وعياله وهرجهم ، ضحكاتهم ، سرورهم وناظر المدى لثواني بسيطة لحد ما نطق بهمس : تذكر يوم قلت لك ، تمرّ السنين مر الثواني ؟
هز ذياب راسه بإيه ، وإبتسم نهيّان بهدوء : مرّت ، مرّت وصار الفرق بينك وبين بنت الشاعر ٩ سنين ..
ناظره ذيّاب بإستغراب وش جاب طاري قصيد الحين ، وكمّل نهيان بهدوء : إنت أخذت كل شيء ودي إنك تاخذه يا ذيّاب ، ذكرتني بالبر وعشنا به جميع لكن لا تهمل الدنيا ثم تلاقيها تهملك ، إلتزم العدل بين البر ، والرياض ، وبين باقي المُدن ياذياب ..
ضحك وهو يحاوط باطن إيده ويناظر جده : وش لي غاية بغير هالبر والرياض ؟
إبتسم نهيان وهو يرفع أكتافه : ما تدري السنين وش تمسك لك بين شهورها ، يمكن غايتك تصير بآخر أرض وإن صارت ، لا توقّف ملاحقها ياذيّاب سمعتني ؟
ضحك وهو يشتت أنظاره ، وإبتسم نهيّان بتنهيدة وهو يتأمل لوقت طويل وأخذ كفايته من التأمل من دخل وقت المغرب وسمع صوت الأذان يوصله من خيامه وبصدى أصوات عياله : صلينا ..
وقف ذياب بجنب جده وهو كان بيساعده لكن سكنت ملامحه من عرف إنهم بيصلون هنا ما بيرجعون للخيام ، وقف بجنبه يصلي معاه ، ويسّلم بجنبه من إنتهوا من صلاتهم ومن تنهّد نهيان من أعماق قلبه ورجع يناظر ذياب ويبتسم : لا تضيّع من حكايتك شيء يا ذياب
ناظره بتساؤل وهو يبتسم : ووش حكايتي ؟
رفع نهيّان أكتافه بعدم معرفة : إنت بحكايتك الحين
هز راسه بالنفي وهو بجوفه حكي وده يقوله ، عن كلمة قالتها أمه مرة عن إنه بيعيش " بدون قيد أبوك " وإكتشف هو إن مهما صار له من شخصية ومن وجود ، هو كل كيانه إنه ولد الفريق حاكم آل سليمان فقط ولا له حق بأي شيء آخر ، يفتخر بكونه ولده أكثر من كل إفتخار بالأرض لكن يرهقه هالشيء كونه يلغي وجوده ..
جلس بجنب نهيان وهو يمرر عصاته عالأرض ، وإبتسم نهيّان وهو يـ
_
وهو يحمد الله ويشكره ويوقف بجنب حفيده يلي يساعده ، ويلي أخذ عكازه يسنده وهمس له : بتعيش ؟
ناظره ذياب لثواني ، وشد نهيّان على إيده بهمس : تاخذ حق الحياة مثل ما أخذه أبوك من قبلك
_
دخل نهيّان لناحية رجال آل سليمان يلي جالسين قدام بيت الشعر وينعكس ضو النار يلي وسطهم على ملامحهم ، لف أنظاره يدور ذياب بعيونه لكنه ما لقاه وجلس بمساعدة من عياله وهو يناظر حوله وناظر نهيّان الصغير يلي جنب أبوه بإستغراب إنه ما يلعب ويحارش أحد مثل عادته : نهيّان ؟ وش تسوي هنا
رفع أنظاره لجده بتنهيدة لأن قصيد رفضته أول وحتى ما قبّلته تشرح له إنها ما تقبّل إلا أبوها وأخوها عذبي وعمها وتعدد له الناس يلي تقبلهم لكن هو مو من ضمنهم نهائياً : ما يبوني معاهم ياجدي !
ضحك تركي : إلعب معاهم ما يقولون لك شيء يانهيان
هز حاكم راسه بإيه وهو يشد على عنق نهيان من الخلف : ولا تصير مثل صاحبنا الأولّي الله يخلف عليه
رفع عمه عناد عيونه عن فنجاله وهو يناظره ويدري إن حاكم يشبّه نهيان الصغير عليه الحين وإنه ما يوفّر : كبرنا وأنا عمّك توبنا ، تقول لي وينها بنتك ياتركي ؟
إبتسم تركي من جات قصيد صوبه : الشيخة عند ذكرها
تعدتهم جميعاً وهي تتوجه لأبوها ، وضحك حاكم من ملامح عناد يلي تقّلبت : توّبت إنت يا عناد لا تنسى
وقف عناد وهو يشد فروته عليه ، وتخطى أخوانه وهو يمشي لناحية تركي : حضرة الشاعر ، هي صغيرة وأنا شايب مسكين لا تغار ولو إنه واضح على ملامحك
ضحك تركي وهو يناظر قصيد يلي بحضنه وتناظر عناد ، وأشّر لها عناد على خده وسرعان ما شهق نهيّان الصغير من قبّلته : قبل شوي ترديني تقولين ما أبوس أحد !
ضحك عناد وهو يلف ناحية نهيّان ولد حاكم : تعلّم تعلّم دامك ماشي على خطاي ، الخبرة تجي بالسنين ..
جلس ذياب بجنب أبوه من الجهة الأخرى وهو كان شاهد الموقف كله ونطق نهيان بتذكير لتركي : ما بتمشي ياتركي وأهلكم صار الوقت يرجعون للرياض ..
إبتسم تركي وهو يهز راسه بإيه : ما بمشي أنا عندك ، قصيد جاها عمّها يبونها هناك وبتروح معاه
تمتم نهيّان بالإستغفار وكانت ساعات بسيطة لحد ما فعلاً جاء عذبي يلي معاه تركي ولده ، يسلم عليهم ويجلس معاهم وشد نهيّان بإيده على إيد عذبي بهمس : ما تصبر عنه الله يحفظك ؟
ضحك عذبي وهو يهز راسه بالنفي : ما أصبر عن بنتي
جلس بجنب تركي ولد عمه ، وجات قصيد بحضنه وسط صدمتهم كلهم لأنها ما تتقبلهم ولا تجلس بحضن أحد غير أبوها والحين بحضن عذبي الكبير يلي حاوطها ، إبتسم تركي ولده وهو يناظرها : تردين الكويت معاي ؟
هزت راسها بإيه وهي تنزل عن حضن أبوه من مد لها إيده ومشيت تلعب معاه بعيد
_
إبتسم تركي وهو يناظرها تلعب مع سميّه ، وإنضمت لهم ورد وإنضمّ لهم نهيان وباقي أحفاد آل سليمان ، ساد الصمت للحظات وكلٍ منهم يراقب سنينه بعياله ، حاكم أكثرهم وهو يناظر ذياب يلي يتأمل باطن إيده بجنبه وتنهّد نهيان : يامرور السنين ياحاكم
كان نهيان يدري بخافي حاكم ، وخافي ذياب يلي بجنبه إن حاكم يشوف نفسه بذيّاب ، وذياب يدّور نفسه بين الصحاري وحكي نهيّان ينتظر حكايته ويبي يفهمها ..
وقف عذبي يودعهم ، وإبتسم تركي وهو ينحني لقصيد : ودعي جدك ، قولي له نتلاقى بإذنه
عدلت نفسها وهي تمشي لناحيته ، وإبتسم نهيان وظهره ما يطاوعه ينحني لها : ذياب
سكنت ملامح ذياب وهو يناظر جده يلي كمّل : إرفعها لي
إنحنى يشيلها من ناظرته وهو يقربها من جده يلي قبّل خدها يهمس لها : لا تسرقك الكويت منّا ، هنا مكانك
إبتسمت بخجل وهي تقبّل نهيان بالمثل ، ونزلها ذياب عالأرض وإبتسمت له بخفيف وهي تركض لناحية تركي ولد عمها تمسك إيده وتلوح لهم ، ضمّت أبوها لدقائق طويلة وهز راسه بالنفي من كانت على وجه بكي وهو يبادرها بالحكي : بجي عندكم أنا
هزت راسها بزين وقبّلها تركي فوق الخمس مرات ك وهو يبتسم لها من إستعبطت وهي تأشر على أنفها : باقي هنا !
قبّل أنفها وضحكت بغرور من قبّل يديها وهي تضمه ، تقبّل خده وتمشي مع عمها عذبي وكل هالموقف كان تحت أنظار حاكم ، نهيّان ، وذياب ..
_
« الكـويت »
كانت تدورّه بين أرفف المكتبة وتعبت وهي تدور عليه لكن ماله أثر ، عضّت شفايفها وهي تناديه : عذبي!
ما كان منه رد وإبتسمت وهي تشوفه متكي على أحد الجدران وبإيده كتاب والواضح إنه من إنسجامه نسى إنها معاه بالمكتبة ، مشيت لناحيته وهي تمد إيدها لنظارته تنزلها عن ملامحه : ممكن حضرتك تترك الكتاب ونمشي ؟
ضحك وهو يفرك عيونه : نسيت إنك معي !
إبتسمت وهي تلبس نظارته ، وميّل شفايفه بعدم إعجاب : بتليق عليك مثلي ؟ ما تليق رجعيها
كشرت وهي ترجع النظارة على ملامحه وتعدل نفسها وطّلع جواله من جيبه وهو يشوف رسائل من تركي وفهد : مشينا
تبعته لسيارته وهي تتأمل حولها ، تحب الكويت وتحب إنهم بكل إجازة يكونون هنا وما تذكر قد قضّت إجازة وحدة من سنين بالرياض ، دائماً بالكويت أو لندن حتى وأبوها يغيب كثير الأوقات للرياض وهي وعذبي يبقون هنا ..
نزلوا أمام البحر وإبتسمت من جاء تركي يمهم يمد لها قهوتها وتغيّرت ملامح عذبي : وأنا
ميّل تركي شفايفه : إنت مالك داعي
ضحكت قصيد وهي تناظر عذبي يلي نزل نظارته يحطها بجيبه وأبعدت قهوتها : تركي تراه بياخذ قهوتي !
ناظره تركي بتهديد مباشر : يجرب حظه
_

إبتسمت بغرور وهي تناظر عذبي يلي كشّر لها : هيّن
دخل تركي إيده بجيبه وهو يناظرها : إفتحي يدك
إبتعد عذبي لفهد يلي جايب له قهوة معاه وهو يضمه ، وفتحت قصيد راحة كفها لكن سكنت ملامحها من ترك بداخلها إسوارة : دشي العشرينات باليمين
توجه يمشي بعيد لناحية عذبي أخوها وفهد أخوه وفتحت جوالها تتأمل التاريخ وسرعان ما ضحكت لأنه يوم ميلادها لكنها ما حسّت فيه من كثر إنها تفقد أمها بشكل غير طبيعي ، أخذت جوالها وهي كانت بتتصل عليها ونّورت شاشتها بدون مقدمات بإسمها ، ردت وهي تحس قلبها تجمّع بوسط حلقها من إبتسمت سلاف :
ما تسألين عن ماما يعني ؟
غطت فمها مباشرة وعيونها تنطق حُب وسرعان ما إستوعبت إن أمها مو بلندن : ماما إنتِ بالكويت ؟
جاء عذبي بجنبها ركض وسكنت ملامحه مباشرة لكن سلاف عضّت شفايفها تعدل نبرتها لا تبكي : عذبي !
ضحك بذهول ، وعادت قصيد سؤالها وهزت سلاف راسها بإيه وهي تلف الكام على غرفة قصيد : بالكويت وبغرفتك كمان ، لا تطولون عليّ
ضحك عذبي وهو يناظر عيال عمه : بنرجع البيت حنّا
هز تركي راسه بزين ، ووقف فهد : برجع معاكم
لفوا أنظارهم لتركي يلي سكر جواله : بروح الديوانية
ركبت بالخلف رغم إصرار فهد عليها إنها تبقى قدام لكن هي رفضت ، جلست بمكانها وهي تعدل الإسوارة على معصمها وناظرت عذبي : تتوقع أبوي يجي الكويت ؟
هز راسه بإيه مباشرة : أمي رجعت وما يجي ؟ مو تركينا
ضحكت غصب عنها وهي تاخذ نفس من أعماقها لأن أمها من شهرين وأكثر مو متواجدة معاهم بالكويت ولا بالرياض إنما بلندن مع خالهم سيف يلي يدرس هناك من فترة طويلة وحبّت أمهم إنها تزوره بآخر الشهور لأنها تعرف الضغط يلي يصير فيها وتساعده لجل يخلص ..
نزل عذبي قبلهم كلهم وهو يركض للداخل ، وصفّر مباشرة من ضحكت أمه وهي توقف له من جاء يضمها ويترك المكان كله وما إنتبه لوجود أحد نهائياً ، ضحكت وهي تشد على ظهره وتجمعت الدموع بمحاجرها بهمس : قلنا ما تبكوني ياعذبي !
دخلت قصيد مع فهد وسكنت ملامحها مباشرة من حُضن أمها الحنون لعذبي يلي تلمح إحمرار ملامحه من مكانها هذا خلفه ، تركت شنطتها عالكنب وهي تمشي لأمها يلي إبتسمت وهي تفتح لها يديها وضمّتها مباشرة لكن قصيد بكت بدون مقدمات وهي تشد عليها وكأنها ما إستوعبت مقدار شوقها إلا وقت صارت حقيقة قدامها ، إستوعب عذبي وجود خاله سيف وهو يناظره بذهول : إنت خلصت ؟ كيف شلون
ضحك سيف وهو يوقف له ، وضمه عذبي مباشرة لأنه يحب خاله ويحب إنه قريب من عمرهم : أخيراً
إبتسمت سلاف وهي تمسح دموع قصيد : يكفي !
ضحكت قصيد وهي تتوجه لسيف يلي ضمها يقبّل راسها ، وجلس عذبي بجنب أمه وهو ياخذ يدها : أبوي
هزت سلاف راسها بالنفي بخفوت : ما بيجي الكويت
تغيّرت ملامحه لثواني : إنتِ جيتي ! كيف ما بيجي هو
مررت يدها على ظهر عذبي بهمس : ما بيجي لأن أنا برجع الرياض عنده ، جيت أمرّكم إنتم أول
هزت قصيد راسها بالنفي مباشرة : حتى إحنا بنرجع
هز عذبي راسه بإيه بموافقة : حتى إحنا بنرجع معاك
إبتسمت لثواني ، وتعدل سيف : تتركون الكويت الحين ؟
هزت قصيد راسها بإيه بتوجّس لأن أمها وأبوها ما عاد يجلسون فيها : نتركها بما إننا لحالنا فيها ، مهما جاء أبوي ما يجلس أكثر من إسبوع هنا وإنتِ مو موجودة
دخلت نيّارا وهي تناظرهم وإبتسمت : وش صاير بالدنيا قصيد وعذبي يدورون الرياض الحين ؟
ضحكت سلاف وهي تناظرها : صار للرياض خاطر الحين
أخذ عذبي جوال أمه وهو يتمدد عليها : حجزتي ؟
هزت راسها بإيه وهي تلعب بشعره : حجز لكم أبوك معي ، قال إن كان هم بيجون يصيرون معاك وإن ودهم يبقون بالكويت إلغوها ..
جلست قصيد بجنب أمها يلي مدت إيدها تتحسس الإسوارة يلي على معصمها بإعجاب : ما وريتيني إياها
توردت ملامحها وهي تناظر أمها ، ولف عذبي أنظاره لهم : ما ورتك وش
أشرت له سلاف على إسوارتها ، ورفع عذبي حواجبه لثواني بسيطة فقط : ما كنتي لابستها قبـ
قطع كلمته وهو يرجع يتمدد ويطقطق بجوال أمه ، وإبتسم وهو يرفع أنظاره لها من إستوعبت إن جوالها يلي بإيده وهي تاخذه منه : جهزوا أغراضكم يلا عشان نمشي
وقف عذبي وهو ينزل النظاره عن ملامحه ويلبسها لقصيد ويمشي لغرفته ، ضحكت سلاف وهي تنزلها عن قصيد : سيف إنت بتجلس هنا بالكويت ؟
هز راسه بإيه وهو يسكر جواله : يومين للعيال ثم بجي
هزت راسها بزين ، ووقفت قصيد وهي تاخذ أمها معاها لغرفتها للأعلى ، دخلت سلاف وهي تتمدد عالسرير بتعب وأخذت قصيد شوي من أغراضها وهي تناظر أمها : صاير شيء بينك وبين أبوي ؟
هزت راسها بالنفي بإستغراب وهي تجلس : لا !
ميّلت قصيد شفايفها بعدم معرفة ، ودخل عذبي يلي يناظرهم : أمي سيارتي بتركها عند فهد بعدين يرسلها
هزت سلاف راسها بزين وهي توقف ، وناظرتها قصيد لثواني بتفحص : إنتِ فيك شيء طيب ؟
هزت سلاف راسها بالنفي بإبتسامة : إنتِ فقدتيني أكثر من اللازم وهذا سبب الأسئله يا أُمي ، خلصي وإنزلي
سبقتها أمها للأسفل ، وتبعتها قصيد بعد ما جهزت شنطتها وأغراضها رغم إنها تحس بحزن إنها بتترك الكويت ، توجهت لناحية عمتها نيّارا وهي تضمها وإبتسمت نيّارا : بسلم لك عليهم لا تخافين !
خرجت تتبع أخوها وأمها ، وأشّر عذبي لتركي ولد عمه يلي تو دخل سيارته بـ
_
بإنه ما ينزل وفتح الشباك بدوره : وش
إبتسم عذبي بخفيف : بتودعنا ياحبيبي ، توصّلنا المطار؟
سكنت ملامح تركي لثواني وهو يشوف فهد جاي ومعاه مفاتيح عذبي : زين أوصّلكم أنا ، خلاص فهد
إبتسم فهد وهو يهز راسه بزين ويرجع للداخل ، وركب عذبي بجنب ولد عمه وأمه وقصيد بالخلف : بتشتاق ؟
هز تركي راسه بالنفي بصدمة : عمتي ليش بتمشون ؟
إبتسمت سلاف بخفيف : طوّلنا عن الرياض خلاص
ميّل شفايفه بعدم رضا وهو يلف أنظاره لقصيد يلي تتأمل مع الشباك ويرجعها للشارع قدامه بدون كلام ..
نزلت سلاف وهي تمشي مع عذبي ، ونزلت قصيد وبجنبها تركي يلي معاه شنطتها : شفيك ؟
هزت راسها بالنفي بقلق : تعرف شعور إن الإنسان لما يرجع لبيته يكون مبسوط ؟ ما أحسّه
وقفت خطاه وهو يناظرها لثواني : ما تبين ترجعين ؟
هزت راسها بالنفي : مو على الرجوع بالعكس أنا قلت لأمي نرجع الرياض معاها ، على شعور إن فيه شيء مو تمام ، فهمتني ؟
هز راسه بإيه وهو يناظرها لثواني ، وفككت يديها المتشبكة وهي تاخذ شنطتها منه : لا تشيل هم طيب ؟
هز راسه بزين وهو يمسح على جبينه : تم
توجهت لناحية أمها وعذبي وهي تودّع الكويت بأنظارها من سمح لها عذبي تكون بجنب الشباك ، وسكنت ملامحها كلها من أمه يلي من تعبها نامت على كتف عذبي يلي مد إيده يشد على إيد أمه يتحسس عروقها ويلف أنظاره لقصيد السارحة : بنت
لفت أنظارها عليه ، وناظر عيونها لثواني : فيك شيء ؟
هزت راسها بالنفي وهي تعدل نفسها ، ومد إيده الأخرى لها وبالفعل مدت إيدها تحاوط إيده وترجع أنظارها للسماء ، لحد ما لاح لها وجه الرياض بشكل رجّف كيانها ولا تدري ليه ماهي أول مرة تتأمل سماء الرياض ولا هي أول مرة ترجع فيها للرياض لكن شعورها غريب ..
_
« بيـت حـاكم »
سكر باب غرفته وهو يرمي تيشيرته بعيد ويحس بالدم يثور بعروقه أكثر وأكثر بكل دقيقة تمر عليه . ما يحس بالألم من نزيف عنقه ونصف ملامحه ولا يحس بالندم لكنه يحس بشديد الغضب من نفسه ومن أعصابه يلي ما قدر يتمالكها وما قدر يداريها مثل ما تعوّد بماضي سنينه .
عض شفايفه وهو يسمع صراخ أبوه وغضبه وعصفه بالأسفل ويسمع محاولات أمه لتهدئته ويعرف حق المعرفة إنها ترد خطاه عن جناحه لأنها لو ما ردته ما بيتركه يطلع من غرفته وهو حي ولا وده يتجادل مع أبوه أكثر ، ما وده تكبر حروبه أكثر وتصير مع نفسه ومع الناس ومع أبوه ، ما وده يصير من هالنوع ..
سحب بلوفره الأسود من الدولاب وهو يبدل على وجه السرعة وحتى رغبته بالإستحمام إختفت لأنه ما بيقدر يتواجد مع أبوه ويلتزم الصمت والهدوء وهو فيه من الغضب شيء شديد ، مثل غضب أبوه وأشد ..
نزل للأسفل وهو يناظر أبوه بنظرات تتقّد بالغضب ، ووقفت ملاذ بالمُنتصف بينهم وهي تناظر حاكم يلي مذهول تماماً من غضب ذياب ونظراته ، ورن جوال حاكم وهو يناظر ذياب وجمّع كلامه وهو ياخذ الجوال بإيده وما يقدر يمسك غضبه أكثر : لا تشوفك عيني
تغيرت ملامح ملاذ مباشرة وهي تناظر حاكم على أمل إنه يستهبل بكلمته ، ولفت بإتجاه ذياب يلي يشد على قبضته وما سمح لأمه تنطق الكلمة من إبتعد للخارج ، تركت حاكم وهي تتوجه للباب ركض : ذياب !
ما لحقت إلا صوت سيارته ، وعضّت شفايفها وهي تسكر باب البيت وتتوجه للأعلى مباشرة لأن ما بتتحمل تكلم حاكم وهو بهالغضب وهي منه أغضب حالياً لأنها قد حذّرته بخصوص غضبه يلي يوصل للمنع والصد والحين تبيّن لها إنها ترسم تحذيراتها على الهواء ما تُعتبر شيء ..
نزلت ورد لعند أبوها يلي يتمتم بالإستغفار وهي تجلس بجنبه ، وأشر لها تجي بجنبه وبالفعل قامت تستند على كتفه من تنهّد من أعماقه وسكنت ملامحها : تبي نروح ؟
هز راسه بالنفي لأن هو وذياب نفس الشخصية وإن راح وراه أحد بيزيد غضب ما بيهدأ ، دخل نهيان يلي يدندن وسكنت ملامحه وهو يسحب مفاتيحه من الباب : بسم الله وش فيكم ؟
أشّرت له ورد بالسكوت ، وناظره حاكم لثواني فقط وهو يرجع أنظاره بعيد وتوجه نهيّان للأعلى مباشرة : أمي
دخل غرفة أمه وهو يشوفها من عصبيتها مو قادرة تجلس بمكان : وش صاير !
رفعت أكتافها بعدم معرفة وهي تمسح على جبينها :
أنا فهمت وش صاير ؟ ما فهمت كل واحد فيهم يصرخ مع جنب كل واحد فيهم معصّب مع جنب
مد إيده مباشرة لأمه المتوترة بشكل لا يُعقل : ذياب وأبوي ؟ لا تفهمينهم ياعيني إتركيهم محد يفهمهم
دخلت ورد المترددة لثواني : أبوي مشى
سكنت ملامح ملاذ مباشرة ، وهزت ورد راسها بالنفي : قال بيروح عند تركي ، ما بيلحق ذياب قال لي كلميه يرجع البيت
طلع نهيّان جواله مباشرة وهو يتصل على ذياب ، للمرة والثانية والثالثة لكن ما كان منه الرد نهائياً وعضّت ملاذ شفايفها بتوتر لكنه قبّل راسها : بروح أشوفه أنا لا يهمك
نزل نهيّان ركض ، وجلست ورد بجنب أمها : أمي
تنهّدت ملاذ من أعماقها وهي تناظر بنتها ورجفت إيدها بتوتر تحاول تداريه : ذيّاب ماهو سريع غضب ، ذيّاب يمسك أعصابه أكثر من أبوك وهالمرة ما صار كذا إلا
سكنت ملامح ورد من ما كمّلت أمها جملتها : إلا ؟
هزت ملاذ راسها بالنفي لأنها ما تتخيل يكون ذيّاب مضغوط لدرجة عظيمة وهي ما تدري ، عضّت شفايفها وهي تشد على إيد ورد : كلمي نهيان ، لقاه وإلا لا
أخذت جوالها وهي ترسل له ، ووصلها الرد منه إن ما لقاه بكل أماكنهم المعروفة بالرياض وبيتوجه للخيام والـ
وبيتوجه للخيام والحلال يدوره بينهم وسكرت ورد جوالها بتردد : أُمي
لفت ملاذ أنظارها لها ، وسألت ورد بتردد : بيرجع ؟
هزت راسها بإيه بتأكيد : بيرجع ! كيف ما يرجع
هزت ورد راسها بزين وهي تخرج من عند أمها وتتصل على ذياب لكن ما كان منه رد نهائياً ، دخلت غرفته وهي تشوف دفاتره المبعثرة وتيشيرته يلي عالأرض وتكّت وهي تتأمل مكانه لثواني ، ذياب شديد الهدوء يلي إنفجاره بهاليوم غير طبيعي لدرجة إنها ما نزلت من غرفتها من كثر إرتعابها من صوته وصوت أبوها ..
_
« مكـان آخـر »
نزل من سيارته وهو يرمي الحطب بالحفرة يلي قدامه ، رمى كبريته يشبّها وتوجه لبيت الشعر يفتح أبوابه ، لف أنظاره للعامل المذهول يلي يتأمله وطلّع له مفتاح سيارته وهو يتركها براحة يده : إرجع بيتك لا تجي
هز راسه بالنفي وقبل لا ينطق سكتته نظرة ذياب يلي يبيّن إنه ما يبي يتناقش معاه أبداً ، توجه لسيارته وهو يفتح شنطتها وينزّل عكاز جده نهيّان وفروته ورجع يجلس بمكانه وعيونه تراقب الراعي يلي حرك بالسيارة لحد ما إبتعد عن مدى نظره وهو يرجع جسده للخلف على مركاه ويتنهّد من أعماقه وعيونه تتأمل النجوم يحاول يخفف غضبه ، غمّض عيونه وهو يسمع صدى أصوات كثيرة لكنه ما يهتم نهائياً ، نزلت أنظاره لعكاز نهيان يلي جنبه وضحك بشبه سخرية : قلت لي بتعيش بدون قيد أبوك ياذيّاب ، وقيد الناس يانهيّان ما قلتلي
تنهّد من أعماق قلبه وهو يتأمل العكاز يلي بيده ، وعض شفايفه وهو ياخذ نفس ويتأمل النار يلي إنعكس ضوها على ملامحه وأخذ شماغه يتلثم ويتمدد ولا وده يلاقيه بشر لكن ما حصلت له هالأمنية وهو يسمع صوت سيارة تقترب منه وفتح نصف عينه فقط وهو يناظره : إرجع
هز نهيان راسه بالنفي وهو ينحني يمّه يقبل راسه : تو دريت ، تسلم يمينك
رفع ذياب أنظاره له وهو يتأمل مفاصل يده شديدة الإحمرار من تجمع الدم فيها : ماهو طبعي
هز نهيان راسه بإيه وهو يجلس بجنبه : ماهو طبعك لكن بعض الناس يستاهلون وأنا أخوك ، بس مستقبلك
هز راسه بالنفي بسخرية : أترك راعين الهرج ؟ لا
إبتسم نهيّان وهو يوقف : تعال طيب
هز ذياب راسه بالنفي : مالي حيل ياخوك مالي
توجه نهيان لناحية الخيول وهو ياخذ سرجه : تعال
ناظره ذياب لثواني ، وسرّج نهيان الخيل حقه وحق ذياب وهو يطلع من مكانهم : دام ما فيك حيل خلّني أسطر لي مجد الحين وأقول سبقت الذيب
إبتسم ذياب وهو يناظره ، وطلع خيله يتوجه لناحيته ووقف هو يركب على ظهره ونطق نهيان وهو تو يستوعب : إنت سيارتك وين راحت ؟
ميّل ذياب شفايفه وهو يعدل لجام خيله : عطيتها الراعي لجل يرجع بيته ، بقعد هنا ما ظني أرجع
هز نهيّان راسه بذهول : أخوك وما قد عطيتني سيارتك لهالدرجة ما تبي أحد ؟
هز ذياب راسه بإيه وهو يلف بالخيل لناحية أخوه : بس إنت فهمت إني ما أبي أحد ؟
إبتسم نهيان وهو يشد اللجام : الله يسلمك بس أنا وسيع وجه إن طردتني من الباب رجعت لك من الشباك ..
إبتسم ذياب وهو يشد لجامه ، وضحك نهيّان وهو يناظر المدى قدامهم ويكفيهم ضوّ البدر بهاليوم ينور طريقهم بأكمله وكانت ثواني فقط لحد ما سبق نهيّان ذياب يخلف غبار خيله عليه ، كانت أصواتهم هي الضجيج الوحيد بصحاريهم الخالية وبخيامهم يلي كان ضجيجها يُسمع من مسافات قبل سنين لكنها الحين ديار خالية ، ما يدخلها إلا ذيّاب بكثير الأوقات وأبوه لو طغى عليه شوقه وضاقت الرياض عليه ، سبق نهيّان ذياب هالمرة ووقف ذياب وهو يسمع أصوات غريبة وشد خيله للخلف يوقف خطاه : تسمع ؟
هز نهيان راسه بالنفي وهو ينحني على خيله بتعب : وراك تشّد معي كل ما شديت هلكتني ! سجّلها
أشر له ذياب بالسكوت ، ووجه ذياب خيله لناحية الخيام مباشرة وهو يرجع لها وتغيّرت ملامحه من لمح سيارة ، وشخصين نازلين منها : من إنتم ؟
وقف نهيان خلف أخوه وهو يوقف خيله يلي صهل بغضب ، وناظر شخص منهم ذياب : إنت ولد الفريق ؟
_
« بيـت تركـي »
هز حاكم راسه بإيه وهو يناظر جواله والساعة وإن ما وصلته رسالة من ذياب كالعادة ولا من أحد من أخوانه ولا من ملاذ : دام الأهل قريبين تطمّنت عليك
إبتسم تركي بخفيف وهو يناظره ، ووقف حاكم وهو يسمع صوت السيارة بالخارج ووقف معاه تركي يرافقه للخارج : جيت وبتمشي وإنت ما قلت لي وش بخاطرك
إبتسم حاكم وهو يناظره لثواني : خاطري ما به شيء
نزل عذبي وهو يتعدل ، ويتوجه جنب أبوه وهو يسلم على عمه حاكم يلي إبتسم : حيّ الله أهل الكويت
إبتسم عذبي وهو يشد على إيده : الله يبقيك
طلع حاكم جواله من جيبه وهو يرد على نهيان : سم
مسح نهيان على جبينه لثواني : يبه جوّ جماعه يمنا عن الحلال يقولون لهم معرفة فيك ، ما عجبوني شوي
رفع حواجبه لثواني بإستغراب : ذياب عندك ؟
هز نهيان راسه بإيه وهو يسمع أصواتهم تعتلي : عندي
سكر حاكم مباشرة وهو يمشي لسيارته ، وتبعه تركي يلي يحاول يفهم منه لكن حاكم بنفسه مو فاهم : مدري
تبع تركي حاكم لسيارته ، ورجع عذبي بجنب أمه وقصيد يلي تتأمل حاكم لثواني وسكنت ملامحها لأن لها سنين طويلة ما شافته إلا من بعيد لبعيد ، رجع تركي يمهم وهو يتنهد وسألت سلاف : ملامحه مو كالعادة ، صاير بينه وبين ذياب شيء ؟
لف عذبي أنظاره لقصيد يلي شدها الحوار بإستغراب
: تسرحين معانا لحظة وترجعين لحظة ، وش شدّك ؟
هزت راسها بالنفي وهي تناظر أبوها يلي يحاوط أمها تحت ذراعه : نسانا تركي ؟
إبتسم عذبي بخفيف : لا تلومينه الشوق ، أمي مرهقة حيل ما ظني تطلع عندنا اليوم أكيد تنام
هزت قصيد راسها بإيه وهي تشوف أبوها يلي يحاوط يد أمها ويدخل للداخل معاها : ليش أحس بشيء غريب ؟
ميّل شفايفه لثواني وهو يشوف رسالة من فهد تبلغه إنهم يومين وبيجون الرياض عندهم : بينزلون الرياض
دخلها تحت ذراعه من سكونها الغريب : شفيك إنتِ ؟
هزت راسها بالنفي وهي تمشي للداخل : وحشني البيت
رمى جاكيته على الكنب وهو يتمدد : وحشتني لندن
إبتسمت وهي تترك عبايتها على الكنب بجنبه ووجهت أنظارها لغرفة أمها وأبوها : نطلع عندهم شوي ؟
هز راسه بالنفي وكانت دقائق بسيطة لحد ما وصلت لها رسالة من أمها " تعالوا عندي " ، وقفت وهي تمد إيدها لعذبي يلي سبقها لجل ياخذ المكان بحضن أمه ، وكشرت وهي تدخل خلفه من كان فعلاً متمدد بحضن أمه : المفروض تقولين له يقوم
طلع تركي يلي يجفف يدينه وإبتسم من جات قصيد يمّه تضمه وهو يقبّل راسها : حيّ بنتي ، تاج راسي
رفع عذبي حواجبه وهو يناظرهم بطرف عين ، وإبتسم تركي وهو يأشر على شعره : مو ناوي تحلق ؟
هزت سلاف راسها بالنفي وهي تخلل يدها بشعره الكثيف ويلي تحبّه حيل : ما بيحلق ، أحبه كذا كيرلي
رفع حواجبه لثواني : إنتِ تحبينه لأنه ولدي بس وإلا شعره ماهو مهم !
جلست قصيد على طرف السرير ، وتمدد أبوها بمكانه وهو يناظرها : تعالي يمي
إبتسمت وهي تدخل بينهم ، ظهرها على صدر أبوها يلي جمع يديها الثنتين فوق بطنها يضمها ، وإبتسم عذبي من إيده يلي تتخلل بشعرها : أمي يجيني النوم !
ضحكت بخفيف وهي تشد شعره : وتنام عندنا ليش لا
ميّل تركي شفايفه وهو يناظرها ، وضحك عذبي : تبينه يطردني من البيت ؟ مشتاق بالحيل ما يقوى
إبتسمت قصيد لثواني وهي تناظر أبوها : وش تفكر
ميّل شفايفه لثواني وهو يهز راسه بالنفي فقط ولف أنظاره لسلاف يلي تعرف هو وش يفكر فيه ، تعرف إختلافه الشديد من سنين وأسبابه ، كان ينهار خلف أبواب مكتبه وبأحضانها ويطلع لعياله بأحمر المحاجر لكنّه يخفي شعوره ويخفي حكيه عنهم ، كانوا يقرون بملامحه شديد الحزن واليأس ويذكرون حق التذكّر الفترة الطويلة يلي إبتعد عنهم فيها وما كان يجيهم إلا بالشهر مرة ورغم إنها من سنين ، إلا إن قصيد وعذبي يذكرونها وكل ما جاء طاريها ينطقون بدعوة وحدة فقط " الله لا يعيدها "، إبتسم تركي بتذكّر : كنتي تجلسين بحضني كذا ، كل يوم تجيني بكتاب جديد وقصة جديدة
رفعت أنظارها لأبوها يلي ضحك بدوره : …
 كانت فيه قصة ، عن بنت الملك وشخص من القرى ، تركتيني أكررها لك ١٠ مرات بإسبوع واحد ، ثم صارت كل خميس لحد ما كبرتي وصرتي تنامين لحالك ..
إبتسمت سلاف بتذكّر : كانت ترفض إني أرويها لها ، توقف بطرف الغرفة وتتكتف لحد ما تترك كل أشغالك وتفضى لها ولو ما فضيت تعلن عليك شديد الخصام
إبتسم بتنهيدة وهو يتذكر أيامهم وهم صغار ، وهمست قصيد بتردد : ليش علقت معي هالقصة ؟
إبتسم تركي وهو يناظرها لثواني : علقت معاك بعد مخيمات آل سليمان ، نزلتي معي مرة بدون عذبي وبدون أمك وكانت أول مرة تشوفين فيها صحارينا ، أول مرة تشوفين الصقور والإبل والخيول ، الحكاية كان فيها خيول ، وإبل ، وراعي وكل ما إنتهيت منها ، تقولين لي نفس المكان يلي رحنا له يابابا ..
توردت ملامحها مباشرة ، ولف عذبي أنظاره لها : ما تذكرين من آل سليمان شيء ؟ من طفولتك معاهم ؟
هزت راسها بالنفي وهي تشبك يديها رغم إنها تذكر قليل أشياء لكن ما تحب البوح : ما أذكر شيء كثير
إبتسمت سلاف وهي تناظرها ، وناظر عذبي أبوه : تذكر طفولة قصيد ، وطفولتي ؟
ميّل تركي شفايفه : إنت ما كنت ترافقني ، كنت هايم بالكويت ولندن ومرافق أمك إن ما كانت معي ما تجيني
ضحك بذهول وهو يناظر أبوه يلي شد على قصيد : لكن هذي بنتي ، بحق وحقيق بنتي ما تنساني ..
ناظره عذبي لثواني : ما كانت تروح مع غيرك معقول ؟
هز أبوه راسه بالنفي : بين فروتي وبيني طول الوقت ، ينتظرون منها النظر لكنّ هي مدى نظرها ممتلي بالشاعر
تنحنحت سلاف ، وضحك عذبي من غيرة أمه : غارت !
إبتسمت وهي تناظر قصيد : ما أغار من بنتي يلي تشبهني ، تملي مدى أبوها بغيابي تتأكد إنه ما ينسانا
ناظرها تركي وهو يتنهّد من إبتسامتها : دام الجحود بيسعدك مالي رفيق يا أم عذبي ، ما نسيتك قبل قصيد وقبل هالولد تبيني أنساك بعدهم ؟
إبتسمت قصيد بخجل وهي تناظرهم : أحبكم مع بعض
هز عذبي راسه بإيه بموافقة وهو يناظر أبوه : يا حظك بأمي ما تلقى مثلها لو تدور الأرض والعشر كواكب
ضحك تركي وهو يناظره ، وهمست سلاف : الحمدلله
كان همسها مسموع لتركي يلي إبتسم بخفوت : الحمدلله عليك ، وعليهم ..
ضربت قصيد عذبي مباشرة من مشاعرها ، وتعالت ضحكاتهم وحتى التعب زال من أمهم يلي أخذتها السوالف معاهم بكل سرور وإشتياق لجلستهم ، وإجتماعهم يلي ما يخلى من الذكريات دائماً ..
_
« خيـام آل سليمـان »
تمدد بمكانه وهو يتأمل باطن إيده لدقائق طويلة ، مشى نهيان وأجبره على المشي وإنه يكلم أبوه لجل ما يجي صوبه ، يسمع صوت نهيّان بكل زوايا عقله وهالشيء يرهقه ، يرهقه بتأمله لمفاصل يده شديدة الإحمرار وعدم مسكه لغضبه وهو حتى ..
_
وهو حتى دراسته ومنصبه كلها من نصائح جده نهيّان ، تو يفهم مقصده وقت قال له " إدخل بالسياسة " ويدري إن ثمن نصيحته بالذهب لأن كانت له نظرة ، كان يدري بمُعاناته إن ذكره كامل بسبب أبوه وإن كل شيء ينقال له يُحسب فيه حساب أبوه
" ولد الفريق " ويهمّش هو بشكل مؤلم ، كانت لنهيان غاية ومقصد من دخول ذيّاب بالسياسة لأن وقتها بيضطر القاصي والداني يفرّق بين إسمه وإسم أبوه ، يعرفون إن وجود ذياب ماهو مرتبط بإسم أبوه وغير هالغاية ، كان لنهيّان كامل الدراية إنه ما بيمنع حاكم وذيّاب عن الغضب ، وكامل المعرفة بإن حتى ملاذ بيصير الموضوع صعب عليها بشكل لا يُصدق لأنه عاش موقف جرّب فيه غضب ذياب بطفولته ، وجرّب فيه جنون حاكم الشديد يومها ومن وقتها كانت نصيحته المُسطّرة بالذهب " إدخل السياسة " لأنها بتصقل أطباعه أكثر ، بتعلّمه يتمالك نفسه أكثر ويعرف مفاتيح شخصيته ومفاتيح أبوه وبتزيد من تفهّمه أكثر من الغضب ..
شتت أنظاره عن باطن إيده وهو يتأمل عكاز نهيان ورجع بذاكرته لقبل سنين ، موقف ثار فيه من الغضب بشكل لا يصدق وحتى جده نهيّان كان مذهول منه ..
_
« قبل ١٠ سنـوات »
دخل بيتهم وهو يحسّ بدمه يفور بداخل عروقه من شديد الغضب يلي يحسّه ، وين ما وجّه وجهه توقف له نظرات الإستغراب من كونه ولد الفريق حاكم ، بكل موقف يسمع التمتمات عنه وعن هدوءه كيف يكون هالهادي من صلب الشخص يلي أبعد ما يكون عن الهدوء ، كيف يتعرّض لكثير المضايقات ويمشيها ولا ينطق الحرف لحد ما رُميت بطريقة جملة فوّرت الدم بداخله " لو إني من الفريق أستحيّ إنك ولدي " ، وقتها تجادل مع راميها ، تجادل بشكل هزّ كيانه وأركانه كلها من نطق بإنه بعيد عن كونه ولد الفريق هو ذيّاب ، ولا ود هالشخص يعرف من يكون ذيّاب وزادت التمتمات عليه أكثر وأكثر " ذياب العايش تحت ظلال أبوه ، بتقول للفريق علينا يمسكنا ؟ " وكان يشهد إستنقاصهم له بعيونهم ، الفريق بيمسكنا كانت جملة كافيه لجرح كيانه كامل بإنه ما يقدّر بنفسه يسكت كل لسان ينطق عليه إنما مثل الطفل بيرجع باكي لأبوه ويشكي له ..
وقتها لأول مرة ينفجر غضب بشكل مُخيف ، بشكل وصل الخبر لأبوه بمكتبه ويلي توجه للمكان بلبس عمله ما بدّله لكن ما كان لذيّاب أثر كان شخص واحد قدامه يشتكي له من ولده وقسوته والعنف الغير معقول فيه إنه ما هدأ ولا إستراح لحد ما هد حيل كل شخص بطريقه ..
يذكر إنه دخل البيت غاضب ، ويذكر مجيء أبوه يلي كان مصدوم منه تماماً لكنّه ما عرف يتعامل معاه بالهدوء إنما صرخ فيه بكل غضب " ما تمشي وتضرب بكيفك !"
وقتها ضحك بسخرية يرد عليه " ولد الفريق حاكم ليش ماهو بكيفي ؟"
_
وهو حتى دراسته ومنصبه كلها من نصائح جده نهيّان ، تو يفهم مقصده وقت قال له " إدخل بالسياسة " ويدري إن ثمن نصيحته بالذهب لأن كانت له نظرة ، كان يدري بمُعاناته إن ذكره كامل بسبب أبوه وإن كل شيء ينقال له يُحسب فيه حساب أبوه
" ولد الفريق " ويهمّش هو بشكل مؤلم ، كانت لنهيان غاية ومقصد من دخول ذيّاب بالسياسة لأن وقتها بيضطر القاصي والداني يفرّق بين إسمه وإسم أبوه ، يعرفون إن وجود ذياب ماهو مرتبط بإسم أبوه وغير هالغاية ، كان لنهيّان كامل الدراية إنه ما بيمنع حاكم وذيّاب عن الغضب ، وكامل المعرفة بإن حتى ملاذ بيصير الموضوع صعب عليها بشكل لا يُصدق لأنه عاش موقف جرّب فيه غضب ذياب بطفولته ، وجرّب فيه جنون حاكم الشديد يومها ومن وقتها كانت نصيحته المُسطّرة بالذهب " إدخل السياسة " لأنها بتصقل أطباعه أكثر ، بتعلّمه يتمالك نفسه أكثر ويعرف مفاتيح شخصيته ومفاتيح أبوه وبتزيد من تفهّمه أكثر من الغضب ..
شتت أنظاره عن باطن إيده وهو يتأمل عكاز نهيان ورجع بذاكرته لقبل سنين ، موقف ثار فيه من الغضب بشكل لا يصدق وحتى جده نهيّان كان مذهول منه ..
_
« قبل ١٠ سنـوات »
دخل بيتهم وهو يحسّ بدمه يفور بداخل عروقه من شديد الغضب يلي يحسّه ، وين ما وجّه وجهه توقف له نظرات الإستغراب من كونه ولد الفريق حاكم ، بكل موقف يسمع التمتمات عنه وعن هدوءه كيف يكون هالهادي من صلب الشخص يلي أبعد ما يكون عن الهدوء ، كيف يتعرّض لكثير المضايقات ويمشيها ولا ينطق الحرف لحد ما رُميت بطريقة جملة فوّرت الدم بداخله " لو إني من الفريق أستحيّ إنك ولدي " ، وقتها تجادل مع راميها ، تجادل بشكل هزّ كيانه وأركانه كلها من نطق بإنه بعيد عن كونه ولد الفريق هو ذيّاب ، ولا ود هالشخص يعرف من يكون ذيّاب وزادت التمتمات عليه أكثر وأكثر " ذياب العايش تحت ظلال أبوه ، بتقول للفريق علينا يمسكنا ؟ " وكان يشهد إستنقاصهم له بعيونهم ، الفريق بيمسكنا كانت جملة كافيه لجرح كيانه كامل بإنه ما يقدّر بنفسه يسكت كل لسان ينطق عليه إنما مثل الطفل بيرجع باكي لأبوه ويشكي له ..
وقتها لأول مرة ينفجر غضب بشكل مُخيف ، بشكل وصل الخبر لأبوه بمكتبه ويلي توجه للمكان بلبس عمله ما بدّله لكن ما كان لذيّاب أثر كان شخص واحد قدامه يشتكي له من ولده وقسوته والعنف الغير معقول فيه إنه ما هدأ ولا إستراح لحد ما هد حيل كل شخص بطريقه ..
يذكر إنه دخل البيت غاضب ، ويذكر مجيء أبوه يلي كان مصدوم منه تماماً لكنّه ما عرف يتعامل معاه بالهدوء إنما صرخ فيه بكل غضب " ما تمشي وتضرب بكيفك !"
وقتها ضحك بسخرية يرد عليه " ولد الفريق حاكم ليش ماهو بكيفي ؟"
_‘
دخلت غرفتها وهي تفتح الستاير كلها ، وغطت قصيد وجهها بمخدتها من الضوّ يلي دخل لعيونها وهي تسمع أمها تدندن وتغني وردّت بخمول : ما نمت بدري !
ميّلت سلاف شفايفها وهي تفتح الشباك : أحد قال لك ياقصيد إسهري ولا تنامين بدري ؟ قومي ننتظرك تحت
رفعت أنظارها لأمها يلي إبتسمت وهي تبتعد ، وكشرت من عذبي يلي كان طالع مع الدرج وبمجرد ما لمح أمه وقف يقبلها ، قامت من سمعت صوت أبوها رغم إن ودّها بالنوم لكنّها تعرف إن جمعة الجُمعة شيء أساسي عندهم وهي تأخّرت بما فيه الكفاية ما لحقت فطورهم ..
نزلت وهي تسمع سواليفهم ، وميّل تركي شفايفه وهو يمد إيده للمكيف يقفّله من شعرها المبلول : متى نمتي
رفعت أكتافها بعدم معرفة وهي تجلس : ما حسّيت
هز راسه بزين وهو يعدل نفسه : لأن توّكم راجعين بقول تعب المشوار وتأخرتي علينا بس لا تعيدينها ..
إبتسمت وهي تهز راسها بزين ، وجلس عذبي بجنبها وهو يمد لها فنجال قهوة : عمرك شفت الكبير يقهوي الصغير ؟ ما تلاقي زييّ ولد بس عندي نقطة بعلّق عليها
رفع تركي حواجبه : سمّعنا
إبتسم عذبي وهو يخلل إيده بشعره لثواني : يعني قصيد الحين عشانها نزلت وشعرها مبلول شوي قفّلت المكيف لجلها ولجل ما تبرد هي ، أنا وقت صحّيتني للصلاة وش سويت ؟
ميّل تركي شفايفه بتفكير وهو كان معصب : وش سويت؟
هز عذبي راسه بالنفي بتنهيدة وهو يناظر أمه : ما سويت شيء بس قفلت المكيف وسحبت البطانية ورميت عليّ منشفتي ووقت إني جهزت قلتلك شعري فيه مويا قلت ما يضرّك البرد تلثّم بشماغك وإلحقني الحين وإن ما لقيتك بالمسجد حلقت شعرك لجل ما تتحجج به ، ما سويت شيء الله يحفظك لنا ..
ضحكت قصيد بذهول ، وإبتسمت سلاف : إنت وش فيك على شعره يعني ما فهمت ليه يحلقه
كشر تركي مباشرة ، وضحكت قصيد : يغار تركي يغار
هز راسه بالنفي : ولّى زمننا حنا ماعاد نغار ، ما عاد فينا حيل بس يرضيك لا صار وقت الصلاة يوقف لك يبه والله شعري فيه مويا برد ؟ وراك مخلّيه كذا دامه بيمنعك
إبتسمت سلاف بخفيف ، وتنحنح عذبي : بس بعقّب على كلام سموك بشيء ، إنت تقول كبرنا وولى زمننا إنت كبرت إيه الله يطولّ بعمرك وشيّبت لكن أُمي للحين ما تغيّرت ما أفرّق بينها وبين قصيد بشيء تصدق ؟ لو تعطيها مجال يعني يوقفون الخطّابـ
ما كمل نقاشه من ضربته قصيد مباشرة بذهول ومن ضحك تركي وهو يمسك عقاله يلي عالكنب بجنبه : تعرف هذا كيف طعمه ؟
ضحك وهو يحتمي بقصيد : لا تضربيني إنتِ ، يبه شدعوه حبايب حنّا ما تطقني ولا أطقك
إبتسمت سلاف : …
إبتسمت سلاف : تخيّل يطقك وأنا موجودة ؟ ما يسويها
ميّلت قصيد شفايفها من إبتسم وهو يناظر أبوه يلي تمتم بالإستغفار وهو يضحك : الله يعين ..
تعدلّ عذبي وهو يمد إيده لإسوارة قصيد بهمس : قاهرتني وقاهرني صاحبها ، أقطعها ؟
عضّت شفايفها وهي تناظره : أقطع روحك لو تقطعها !
_
« بيـت حـاكم »
أخذت ورد المخدة لحضنها وهي تناظر نهيّان : يعني إنت عمداً قلت لأبوي بالطريق وقفلت لأنك ما تبي تقول له ترى أنا الجاي لحالي وذيّاب بقى بالبر ؟
هز راسه بإيه وأبوه معصّب عليه بشكل لا يُصدق : من كثر ما عصّب أمس ما قدرت أقول له ترى ذياب عطى سيارته للعامل لأن ماله نيّة يرجع ، تعرفين وقت يعصّب وبس يعطيك نظرة ويصد يعني إن تكلّمت كلمة هديت حيلك ؟ إيه هالنظرة أخذتها أمس وتدرين مشى للجمعة لحاله ما صحّاني ولا قال لأمي تصحيني ؟
عضّت شفايفها وهي تناظر أمها يلي واقفة بجنب الشباك : والرجال يلي جوّ البر وش صار عليهم ؟
رفع أكتافه بعدم معرفة وهو يصب لنفسه قهوة : فصل عليهم ذياب ، كنت أحاكي أبوي عنهم وقلتله جماعة جوّ يمنا وقفّلت ، وقت إني رجعت لذياب لقيته يقول لهم توكلوا على الله وجلس ما كأن شيء صار ولا قال لي شيء
رفعت ورد أنظارها لأمها بتساؤل : ماما على مين الغلط ذياب وإلا أبوي ؟ برأيك يعني على كل شيء
سكنت ملامح ملاذ وهي تشوفهم داخلين مع البوابة الخارجية بجنب بعض : الإثنين !
توجهت للباب تفتحه وتبيّن نظرات الذهول على ملامحها لأن نهيان قال لها بالأمس عن غضب ذياب ، وشافت هي بنفسها غضب حاكم يلي نام خارج البيت وإبتسم ذياب وهو يضمها من إندفعت له ، يقبّل راسها ودخل حاكم يترك مفاتيحه على الطاولة ويناظر ورد : جيبي لي مويـا
تركت المويا قدام أبوها وهي تجلس بجنب نهيّان ، وجلس ذياب عالكنب المُفرد وجلست أمه بجنب أبوه ، شد ذياب على إيده وهو ما طاوعه ضميره رغم كل شيء إنه يصلي الجمعة بعيد عن أبوه ويتركه لحاله وهو ما تعوّد هالشيء ، رغم إنه ما يدري كيف نام بمكانه خارج بيت الشعر ، وما يدري كيف صحى على صوت سيارته يلي رجع فيها العامل وما يدري كيف جهّز نفسه وتوجه للمسجد ولجنب أبوه يصلي معاه وقبل لا يرجع لسيارته نطق أبوه " أمك تنتظرك بالبيت " ..
سكرت ورد جوالها تقطع الصمت المخيف ونظرات الإطمئنان من أمها على ذياب : بطلع اليوم
عضّت شفايفها من ما إنتبه أبوها هي وش تقول وهمست لنهيان : مو وقتي صح ؟
هز راسه بإيه وهو يقرب الفنجال من فمه : ياقوّ قلبك !
نطق حاكم وهو توه يستوعب : مع من بتطلعين
شدت على أناملها لثواني : قصيد ، بنت المحامي
هز حاكم راسه بزين وهو يلف أنظاره لذيّاب يلي كان على جواله لكن ملامحه ما تبشّر بالإرتياح من قفّله وهو يشد على إيده ، ورجّع أنظاره لنهيان يلي متردد بالنطق : تكلّم
تنحنح نهيّان وهو يعدل أكتافه : أبي فلوس طال عمرك
رفع حواجبه لثواني ، وما سأل عن السبب نهائياً : كم تبي
سكنت ملامح نهيان من طلع أبوه محفظته : يلي يجي من خاطرك ما أقول عليه لا ، سيارتي يبي لها قطع غيار
مد له بطاقته وهو يرجع محفظته لجيبه ، وسكنت ملامح نهيان : أنا نهيّان مو ورد ، بتعطيني البطاقة كلها ؟
هز راسه بإيه بسخرية : تخيل أشوف هالوجه وجه ورد ؟
إبتسم وهو يوقف يقبّل راس أبوه ، وتنحنحت ورد : ماشاءالله الله يرزقنا
ضحكت ملاذ بذهول : ورد بلا طمع
إبتسمت بعبط وهي تلمح إبتسامة أبوها الخفيّة : لو الطمع يضحّك حاكم ليش لا !
إبتسمت ملاذ وهي تناظر ذياب يلي بجوفه سؤال هالمرة وبالفعل نطق يوجه حواره لأبوه : أبوي
لف حاكم أنظاره له وهو يقفل الإتصال يلي وصله : سم
تردد لثواني وهو يرفع إيده لحاجبه ، وعدل جلسته بهدوء : عندي إجتماع العصر ، بالوزارة
هز حاكم راسه بإيه ، وكمّل ذياب : بن مساعد نظيري
ميّل حاكم شفايفه ، ونطق نهيان : يلي طحنت وجهه ؟
لف ذياب عليه وبالمثل حاكم ، ورجع نهيان جسده للخلف عند ورد بهمس : ماهو وقتي صدق !
هز حاكم راسه بإيه بهدوء وتعقّل وهو يناظر عيون ذياب : إن جاتك منه الكلمة لا تردها وإن زودها
كان ذياب ينتظر إن أبوه يقول له " إن زودها أنا بتصرف " لكن صُعق من رجع جسده للخلف : وإن زودها هدّيت حيله مرة ما تعجز عنه مرتين ، ومستقبلك تداريه بعد ما تربيه
هزت ملاذ راسها بالنفي : وإن زودها صدّه أكثر لا تقربه ! ما وصلت لمكانك لجلّ يطلعك منه !
هز حاكم راسه بالنفي : ما يطلعه منه هو حده كلام بس
هزت ملاذ راسها بإيه : كلام يهزّه دامه وسط الإجتماع !
هز حاكم راسه بالنفي ، وتنهدت ملاذ : الله يعين
لف أنظاره لورد : متى بتطلعين إنتِ ؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة : العصر يمكن أو العشاء
هز راسه بزين ، وتعدل نهيّان بإبتسامة : أنا أوديك
هزت راسها بالنفي ونطق حاكم : ما عندك مباراة إنت ؟
هز راسه بإيه : عندي بس لو تبيني أسحب وأوديها سحبت ما عندي أغلى من بنتك يلي هي إختي ورد
إبتسم ذياب على إسلوب نهيّان العبيط ، وهز حاكم راسه بالنفي : بنتي أنا أوديها وإنت خلّك بدنيتك
إبتسمت ورد ، وناظر نهيان ذياب : بتجي ؟
هز راسه بإيه : إن خلصت إجتماعي بدري جيتك ..
قام ذياب ونطقت ملاذ مباشرة : ما جلست معانا
قبّل راسها بخفيف : بجهز للإجتماع
_
-
صعد الدرج تحت أنظارهم وقامت ورد : بكلم قصيد عشان أشوف وأتجهّز لو بنطلع العصر أو العشاء
توجهت للأعلى ، وتمدد نهيان عالكنبة وهو يناظر أمه يلي رجعت جسدها للخلف على ذراع أبوه يلي حاوطها ووقف : بروح أشوف لي دبرة ولا يهمكم ..
إبتسمت ملاذ وهي تحاوط ذراع حاكم يلي عليها : شفت كيف الدنيا بسيطة وقت تتحاورون ؟ وقت تتكلمون ؟
ما تكلم لكنه قبّل رأسها ، ومدت إيدها على صدره : هو يحتاجك ، وإنت تحتاج تكون أهون من كذا عليه ..
هز حاكم راسه بالنفي وهو يعض شفايفه بهمس : هو يحتاج شخص يحتويه مثل نهيّان ، ما يحتاجني أنا ..
رفعت أنظارها له لثواني وهي تلمح إحمرار ملامحه المباشر ، وسكنت إيدها على محل قلبه يلي تدري به يصارع الألم وشعوره : حاكم
أخذ نفس من أعماقه وهو يقبّل راسها لدقائق طويلة ، ورجّعت ورد يلي كانت بتنزل لهم خطاها للأعلى قبل ما يشوفونها وتنفضّ جلستهم وهي تعرف مقدار الحب العظيم يلي بينهم لكن من فترة طويلة صارت لحظاتهم مُتباعدة ولا يحصل لهم وقت لوحدهم نهائياً من إنشغال كلٍ منهم بأموره وخلافاتهم المستمرة على أخوانها رغم إنّ أعذب حب شافته بحياتها هو حبهم ، حبهم الكبير يلي ما تتوقع إنها ممكن تشوف أو تسمع عن مثله بحياتها حتى بالخصام كلٍ منهم يدور راحة الثاني ..
دخلت لغُرفتها وهي تدندن وكشرت من نهيان المتمدد على سريرها : كيف جيت هنا
إبتسم وهو يرجع إيده خلف راسه يتكي : ما تبيني ؟
ما ردت عليه وهي تفتح دولابها تطلع لها ملابس ، وتشاوره بين بلوزتين : هذا وإلا هذا ؟
ميّل شفايفه بتفكير لثواني : ولا واحد ، وريني شيء غير
ميّلت شفايفها بتكشيرة وهي تطلع شيء ثاني ، وثالث ورابع وكثّر نهيّان من اللّا والتفكير الطويل لحد ما قُطع كلامهم من الصوت يلي نطق : هذا يليق عليك
لفت لذياب يلي متكي عالباب وإبتسمت : من أول !
إبتسم بخفيف وهو يعدل شماغه وإبتسم نهيّان : شيخنا
إبتسمت ورد وهي تشوف بشته يلي طاويه على الشنطة يلي بإيده : متى تصير شيخ مثله طيّب فهمنا ؟
هز راسه بالنفي : أنا حالف البشت ما ألبسه إلا لزوجتي وإلا تخيّلي حتى بإجتماعات العمل بشت وش هالضيقة !
دخلت ورد لغرفة ملابسها تلبس ، ورفع ذيّاب حواجبه : إنت ليه متكّي هنا ما وراك شيء تسويه ؟
هز راسه بالنفي : أحب أشوف أحد يتجهز قدامي لو دريت إنك تتجهز وكاشخ كان جيت تكيّت عندك بالأول
طلعت ورد وهي تشاورهم : هالشنطة وإلا هالشنطة ؟
تنحنح نهيان وهو يكح : شنطة وحدة تبيعني وتشتريني
إبتسم ذياب وهو يأشر على الصغيرة حجماً ، وإبتسمت بإعجاب : حبيت لأن نفس إختياري ، نهيان ؟
_
-
ميّل شفايفه بسخرية : يعني بتتركين رأيك ورأي ذيّاب وبتسمعين رأيي لو قلتلك إلبسي الثانية ؟
هزت راسها بالنفي بتفكير : صح عليك ما بسمعه لا تقول
لف ذياب أنظاره لساعته : تدفّي زين وتحصني لا طلعتي
إبتسمت وهي تهز راسها بزين ، ونزل ذياب للأسفل لجل يتوجه لإجتماعه وجلست هي تتعدل وتكمّل تجهيزها تحت سوالف نهيّان أخوها يلي ما بقّى شيء ما سولف عنه ..
_
« الوزارة »
دخـل وهو يتوجه لمكانه حول الطاولة الدائرة مُترامية الأطراف ويجلس بمكانه المخصص له ، كان المستشار بصدر الجلسة والباقين مُجرد أعضاء محللين وهو من ضمنهم ودوره بهالجلسة للإنصات فقط لأن ما عنده شيء يضيفه ولا وده ، كان ينصت ولا يعقّب على أي موضوع ويتجاهل كثير النظرات يلي توصله وطالت النقاشات لكن بنهايتها نطق الشخص يلي يقابله : حضرة المستشار إن إنتهت مطالبك ، عندي شيء ودي أقوله
إسترسل بكلامه من سمح له المستشار : المثل يقول طالب الولاية لا يوّلى ، وأنا أقول ولد صاحب الولاية لا يُولى طال عمرك ، حنّا مجلس لنا آراء وأفكار وإستقلالية ولا ودنا نرتبط بأشياء من الأجهزة الأمنية الثانية ..
توجهت أنظار الأعضاء لذيّاب لأنه هو المقصود وهو الوحيد يلي أبوه بالمجال العسكري ، ورجّع المستشار جسده للخلف : هذا تشكيك قوي يا بن مساعد ، إن كان مجرد رأي ما ترميه هنا وإن كان عندك دليل إن لنا الضرر فيه ، عطنا دليلك .
إبتسم بثقة وهو يناظره : لي نظرة بالناس وأطباعهم ياطويل العمر ، وقريب يذيع الصيّت للولد والأبو
وجه ذياب أنظاره بحدة تجاه هالشخص وإنتهى المجلس بإنصراف المستشار ومن خلفه الأعضاء ، وآخرهم كان ذياب يلي شبّت أعصابه من آخر جملة لهالشخص ولا وده يشتبك معاه ، طلع من الوزارة وهو يشوف رسالة من أبوه يتطمّن على الجلسة ، ورفع الجوال يتصل عليه وإبتسم بن مساعد يلي كان لخلفه : بتشكي للفريق إنّك قربت من الباب بهالوزارة ؟ ماهو منصبٍ لك جدك عسكري وأبوك عسكري والمفروض إنت عسكري ما تجي لهالمناصب الرفيعة ولا أدري شيبانك كيف دخّلوك
إبتسم ذياب وهو يلف أنظاره له : قد جربت تبكي وإنت لابس بشت ومسوي أرجل منك مافيه ؟ قد جربت تشهق قدام الوزارة ؟
إبتسم بن مساعد وهو يبتعد عن دربه ، وتمتم ذياب بالإستغفار وهو يرفع جواله لإذنه ويفتح باب سيارته وتنحنح حاكم يلي ما قفّل وسمع كل الحوار يلي صار : من ولده ذا ؟ ولد مساعد من ؟
رمى ذياب بشته وشنطته عالمقعد يلي بجنبه : ما عندي علم ولا ودي أدري لكنّ براسه شيء ماهو طبيعي
هز حاكم راسه بزين من ركبت ورد بجنبه : يتربى يابوك ، يتربى هو وأمثاله وزين إنه طلع من بداياتك لجل تقطع كل لسان يـ..

تعليقات