📌 روايات متفرقة

رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل الثالث 3 بقلم شروق عبدالله

رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل الثالث 3 بقلم شروق عبدالله

رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن pdf الفصل الثالث 3 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن pdf الفصل الثالث 3 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل الثالث 3 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل الثالث 3
رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل الاول 1 بقلم شروق عبدالله

رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل الثالث 3 بقلم شروق عبدالله


التفت عناد وضحك وابتسمت وتين تسمع ضحكاته وتلاحظ خط غمّازته بخده بعد ما كان الذبول يغطّيها قبل دقايق
وصلهم صوت حنين اللي تنادي: وتين تعالي صوّريني
نطّت وتين السياج تلبّي طلب اختها، وتنهد عناد والتفت يمشي ودخل البيت
وتين صوّرت حنين وناظرت الصور بابتسامه، والتفتت حنين تناظر انشغال وجد مع الخيل
وهمست حنين: بنت!
وتين رفعت راسها لها، وهمست حنين: لك ساعه واقفه مع عناد وتهاني أكلتكم أكل
وتين عقدت حاجبها: تهاني؟
حنين أشّرت على الحديقة بعيونها والتفتت وتين تشوف تهاني جالسه بالحديقه
وتين: ما فهمت ليش تاكلنا؟ جوعانه؟
حنين ناظرتها بذهول: يا سخفك، البنت ما شالت عينها عنكم من اليوم مدري ليه
وتين ضحكت والتفتت تناظر تهاني من بعيد ومشت للحديقة وابتسمت تشوف نعناعه نايمه بمكانها
وتقدمت تجلس جنبها وتسرق نظرة لتهاني اللي ناظرتها بصمت
وتين حكت جبينها: وش اخبارك؟
تهاني شدّت على يدها تناظر وتين بدون ردّ، تتذكر صوت ضحكات عناد قبل دقايق وتتذكر وقوف وتين جنبه
تهاني سألت: وش تبين بعناد؟
جمد وجه وتين من سؤال تهاني الجريء: وش فيك تهاني؟
تهاني صدّت بتنهيده، والتفتت تنطق بجنون: تعرفين وش ماضيه؟
وتين بتساؤل: ماضي عناد؟
تهاني بانفعال: مو ولد أبوي راجح ويتيم مو معروفين أهله، ابعدي عنه الرجّال غريب
وتين رفعت حواجبها بذهول ونزّلت نظراتها تتلمّس فرو القطوه تحت نظرات تهاني المعصبه
وتين بهدوء: يا وقاحتك
تهاني: نعم!
وتين رفعت نظراتها لها: وقحه
تهاني نطقت، وقاطعتها وتين بجمود: حتى أنا يتيمة ومو معروفين أهلي، ابعدي عني أنا غريبه!
وسعت تهاني عيونها بصمت، ووقفت وتين وكملت كلامها: اذا تشوفين هالأشياء سبب انك تكرّهيني بالشخص او تبعديني عنه فانتِ سطحيه وتافهه!
أشّرت وتين على القطوه ورفعت حواجبها: حتى أقدر احترم نعناعه أكثر منك!
تهاني بقهر: ما..
قاطعتها وتين: تكلمي عن ماضي عناد ما يهمني، بس لا تستصغرين فكرة يُتمه وغربته بينكم، لأن عناد أثبت وجوده بنفسه وبدونك!
ومشت وتين بعد ما ختمت كلامها لتهاني: يا تافهه!
تقدمت وتين للاسطبل بخطوات متسارعه وتتلمّس صدرها تحس باختناق أنفاسها، ونادت: حنين، يالله نروح
وجد عقدت حاجبها تشوف حنين تنزل من ظهر الخيل وتقدمت لوتين باستغراب: وش فيك؟
وتين مرّرت كفّها على رقبتها وأخذت نفس: ابي أرجع البيت
حنين ناظرتها بقلق: وتين لا تخوفيني
وتين همست: رجعيني البيت قبل أكسر وجهها
حنين حوّلت نظراتها لتهاني وهزت راسها من فهمت: اهدي مو وقت نوباتك
صدّت وتين تاخذ نفس، بنفس الوقت طلع عناد وبجنبه الجدة حصة اللي مشت ووراها مشاري اللي شايل أغصان النعناع بتكشيره
وضحكت وجد تأشر عليه: تم القبض، بتخليك تزرعه مثل ما قطفته يا ملقوف
مشاري رفع حاجبه: انتِ قلتي لي ميشو اقطف لي!
الجده حصه أشّرت: تعال قدامي ازرعه
ضحك عناد على مشاري، وناظرته وتين بشرود
رفع عناد نظراته لها ولانت ملامحه من شاف الضيق بملامحها
وصدّت وتين: يالله حنين
وجد التفتت لهم: اجلسوا شوي
نفت وتين بتنهيده: ما نمت من أمس، تعبت
وجد هزت راسها بتفهّم وتقدمت تطبطب على كتفها: ارتاحي ورانا كرف ونامي زين عشان تطيرين على راحتك
ضحكت حنين من فهمت انها تقصد براند جَناح وابتسمت وتين بخفوت ومشت للجدة تناديها: أمي حصه
فزّت حصه من سمعتها تناديها و تقدمت وتين تسلم عليها مع حنين المبتسمه
وسألت الجدة: لا يكون بتروحون ما امداني اشوفكم!
حنين: ما شفناك الصبح كنتِ نايمه
عناد اللي ناظر وتين وشرودها وعقد حاجبه مستغرب حالها
وتين ناظرته وبلعت ريقها تتذكر وقاحة تهاني وكلامها عنه
فهمت ذبول ملامحه اللي كانت أحيان تلمحه، فهمت شروده وهو بينهم، فهمت غُربته ويُتمه لأنها عاشت الغُربة واليُتم سنين طويلة وتعرف شعوره
شرد عناد يناظر الانطفاء بعيونها، و يدوّر لمعة العسل اللي اعتادها وما لقاها، والتفتت وتين تقطع تواصل نظراتها ومشت مع حنين متجهين لمزرعتهم بعد ما ودّعوهم

دخلت حنين والتفتت لوتين اللي رمت نفسها على سريرها
حنين تكتفت: وش صار بينك وبين تهاني
وتين رصّت على أسنانها وغمضت عيونها تاخذ نفس
تقدمت حنين تجلس بجنبها تتلمّس خصلاتها: بتنفجرين بالأخير، علميني دام الأعصاب بارده
وتين ناظرتها ووسعت حنين عيونها تشوف احمرار عيون وتين
وعدّلت وتين جلستها: أعصابي ملتهبه حنين، المسيها تحرق
حنين باستغراب: وش صار؟
وتين انفجرت تنثر حروفها: قالت لي ابعدي عن عناد لأنه مو ولد راجح ويتيم ما يعرف أهله!
حنين جمدت ملامحها، وكمّلت وتين بقهر: قالت لي ترا غريب ابعدي عنه
وتين ناظرت حنين بسخريه: كانت متوقعه ان كلامها بيبعدني! كانت تشوف يُتمه وغُربته سبب إني أبتعد التافهه!
حنين دمعت عينها، وكمّلت وتين: محسّستني انه اختار هالشيء! محسستني انه ذنب وإثم كبير
حنين حضنت وتين تهدّيها وهمست وتين بغضب: كان ودي أكسر وجهها بيدي
بنفس الوقت عند عناد اللي نزل لمستوى زرع الجدة حصة
يتلمّس الخزامى ويناظر انشغال جدّته وهي تسقي زرعها
و يسمع تأنيبها لمشاري اللي يزرع النعناع بملل
بلّل عناد شفايفه وناداها: يمه
التفتت حصة: لبيه
عناد حك جبينه: بغيت اسألك
ناظرته الجدة تعطيه كل اهتمامها، وكمّل عناد: تذكرين الأعشاب اللي كنتِ تحطينها على جروحي؟
حصة بقلق: انجرحت؟
مشاري رفع نظراته لهم ومدّ ذراعه يشكي: انا انجرحت رفسني الرعد
الجدة حصة ناظرته: زين سوّا فيك
وصلتهم ضحكات وجد وناظرها مشاري بطرف عينه
والتفتت الجدة لعناد اللي طمّنها: بغيتها لواحد من اخوياي
هزت راسها الجدة وعض عناد شفايفه يخفي ابتسامته، كانت كلمة "واحد من اخوياي" قابله للضحك عليها بالنسبه لعناد اللي طرَت في باله وتين
والتفتت الجدة لوجد: روحي يا بنتي جيبي الكيس اللي عند سريري
مشت وجد تلبّي طلبها وتوجهت الجدة مع عناد ومشاري اللي نفض يده من انتهى من الزراعه وجلسوا بالحديقة مع تهاني اللي ناظرت كيس الأعشاب بفضول
ونطقت الجدة تمدّه لعناد: قول له يمسحها على جرحه ويضغط عليه
ابتسم عناد بامتنان، والتفتت الجدة لمشاري: وانت عطني يدك
مدّ مشاري ذراعه لها ومسحت الجدة الأعشاب على جرحه ونطقت تحذّره: انتبه من الخيل يا يمه لا يعوّرك أكثر
هز مشاري راسه وابتسم يشوفها تنفخ على جرحه وتسمّي عليه
وجد ناظرت جدّتها بعيون تلمع: الله! اشتهيت انجرح وتنفخين علي كذا
عقدت حاجبها الجدة: لا تتفاولين إلا خير!
مشاري نفى يناظر وجد: لا يمه احسن خليها تجرب رفسة الرعد
وفي وسط جدالاتهم وتأنيب الجدة لهم كانت عيون تهاني على عناد الشارد بالكيس و غارق بأفكاره
يفكر بالسبب اللي يخليه يطلب كيس الأعشاب من الجدة
يفكر بجروح وتين، شرودها وصدودها ولمعة الحزن بعيونها.

غابت خيوط الشمس وأظلمت سماهم ينوّرها القمر
اللي تأملته حنين من شبّاك غرفتهم، تسرق نظرق للسماء ثواني وثواني تقرأ الكتاب بيدها بهدوء، التفتت لحركة وتين النايمة
فتحت وتين عيونها والتفتت لحنين اللي ابتسمت: أخيرًا صحيتي
وتين تمدّدت بتعب وسألت: كم الساعة
حنين ناظرت جوالها: قربت تجي ٩
وتين تأففت: نمت كل هالوقت!
ابتسمت حنين تشوف وتين تدفن راسها بالوساده: صداع
حنين هزت راسها: لأنك نمتي وانتِ معصبه
تذكرت وتين غضبها من كلمات تهاني وقامت من السرير بتنهيده

بنفس الوقت عند عناد اللي منسدح على سريره يناظر قطوته اللي تلعب عند ذراعه وحوّل نظراته لكيس الأعشاب
شال قطوته وكيس الأعشاب وطلع من غرفته يسمع ضجة البنات بالصالة وانشغال الجدة وغاليه وفاطمه بالمطبخ
وجد طلّت بايباد هاجر باعجاب: واو ضبطتي الشعار نفس ما وصفته وتين!
ابتسمت هاجر بحماس: هذي أول مره ارسم لبراند! وش بينزّل راسي من السماء لو نجح
وجد بثقه: بينجح ان شاء الله
تهاني ناظرتهم بصمت وصدّت وطاحت عينها على عناد اللي مشى يطلع من البيت شايل قطوته

طلع عناد من المزرعة ومشى يترك قطوته على الأرض وتسنّد على الباب وتكتّف يناظرها: اهربي يالله
راقب قطوته اللي تمشي بالمكان، ينتظرها توصل لأسوار المزرعة اللي ما فارقت تفكيره سنين
شدّ على كيس الأعشاب ومشى خلف قطوته يرفع قبعة الهودي على راسه
وهمس: اهربي كاتي
شالها يقرّبها لباب المزرعة يساعدها تنط داخل المزرعة
وابتسم من تحقّق مُراده يسمع صوتها تماوي من فقدت صاحبها وصارت داخل مزرعة التوأم اللي مشغولين بغرفتهم
ناظرت حنين وتين اللي تنشف شعرها الرطب وتلفلف خصلاتها
ونطقت حنين: للحين معصبه؟
وتين هزت راسها: ودي شدّاد يجي واطلّع حرتي فيه، تهاني ما تكفيني
ضحكت حنين ووصلهم صوت الباب، وعقدت حاجبها حنين: مين بيجينا هالوقت؟
قامت وتين تلبس عبايتها ومشت وراها حنين اللي ناظرت غرفة شدّاد الفارغه: مستحيل يكون شدّاد، عنده مفتاح
وتين مشت تطلع وتمثّل انها تلكم بالهواء: الله لو تهاني وأكسر وجهها
ارتفعت ضحكات حنين، والتفتت وتين لصوت القطوه
وشهقت وشالتها: نعناعه!
التفتوا لصوت الباب اللي رجع ينطق، وسألت حنين: مين؟
ووصلهم صوته: عناد
حنين تنفست براحه، وتقدمت وتين تفتح الباب تخبّي نعناعه عن أنظاره: وش بغيت؟
عناد ابتسم بخفوت يشوفها تطلّ براسها: كاتي هربت قلت يمكن جت عندكم
نفت وتين: ما عندنا كاتي
سكت عناد، وسمع صوت قطوته ورفع حاجبها: وهذي مين؟
وتين ابتسمت: هذي نعناعه
حنين تنهدت بملل ومشت تدخل تدري بإن حوارهم راح يطول وعنادهم ما ينتهي
ناظرت وتين الكيس بيده ورفعت نظراتها له: وش بغيت؟ غير نعناعه
تسنّد عناد على الجدار ومدّ الكيس: من أمي حصوص، عشان الجروح بيدينك
وتين أخذت الكيس وابتسمت: بس الجدة حصه متى شافت جروحي؟
عناد رفع أكتافه: شافتها
هزت راسها وتين بدون رد، ونطق عناد: حطيها فوق الجروح، مو تشربينها وتبلشيننا
ضحكت وتين، وابتسم عناد والتفت يناظر الفراغ حوله
ونطقت وتين: اشكرها عني
هز راسه، ومد يده: والحين عطيني كاتي
وتين ناظرت القطوه: جت عندي بنفسها، اتركها عندي الليلة
سكت عناد وناظر ملامحها وابتسامتها الخافته، عكس حالها في آخر مره شافها
وهز راسه: بس الليلة
تراجع عناد تحت نظراتها تشوفه يمشي طريقه لمزرعة راجح
و يلتفت لوتين اللي رفعت يد قطوته تلوّح له بها وضحك
و دخلت وتين تسكّر الباب خلفها، ووصل عناد ودخل يسكّر الباب
وتسنّد يطلّع سيجارته يحطها بفمه ورفع ولّاعته بيولّعها
والتفت لصوتها: ليش رحت لمزرعتهم؟
عناد عدّل وقفته باستغراب: تهاني، وش جابك هنا؟
تهاني توترت من نظراته: كنت اتمشى وشفت باب المزرعة مفتوح
مشى عناد يتعدّاها: ادخلي لا يشوفك أبوك ما بيعجبه
تهاني قاطعته: كنت عند مزرعة التوأم صح؟
تجاهل سؤالها وكمّل طريقه بدون ردّ، تحت نظرات تهاني اللي شدّت على يدها بقهر

أما عند التوأم
ارتفعت ضحكات حنين اللي تلاعب القطوة، وجلست وتين على سريرها تمسح الأعشاب فوق جروحها وعقدت حاجبها تحس بلسعاتها
حنين التفتت لها: يا حلوها الجدة حصة مع انها كانت مشغوله شافت جروحك وما سكتت، قلبها كبير
وتين ابتسمت تناظر يدينها: مو الجدة حصة
حنين عقدت حاجبها بعدم فهم، وكمّلت وتين: خبّيت يديني وانا اسلّم عليها، ما شافتهم
حنين سكتت ثواني وفتحت فمها بصدمه من فهمت انه عناد
ونطقت حنين: جنتل!!
ضحكت وتين وتنهدت: ما أصدق تهاني قالت عنه هالكلام، وش مسوي لها؟
حنين مسحت على فرو القطوه بتفكير: أحس تهاني تحبه، ما لاحظتي؟
وتين نفت: محد يتكلم عن الشخص اللي يحبه بهالطريقه
حنين: كانت تناظركم وانتِ واقفه مع عناد، يمكن غارت منك وتبي تبعدك عنه
وتين رفعت حاجبها: تغار مني ليه؟ المعتوه طول وقته يستفزّني
حنين أشّرت على الأعشاب: يستفزك كذا؟
وتين رفعت يدينها تشكي: تحرقني! جابها لأنه يدري انها بتحرقني
حنين ضحكت بعلوّ صوتها وكشّرت وتين تمسح على جروحها

في الصالة اللي اجتمعوا فيها حول جدّتهم
انسدح تميم يحط راسه على رجل أمه بتعب بعد تدريبه على ظهر الخيل من الصبح
ونطق تميم بألم: ما أحس بعظامي
غاليه ناظرته: قلت لك لا تضغط على نفسك ما طاوعتني
وجد هزّت تميم: لا تسوي نفسك ميت وتنسى اللي قلته
تميم ما ردّ، ونطقت وجد: أبي سيارتك تميم ضروري هاليومين بروح الدمام
تميم بنعاس: احتاجها عشان اروح للتدريب
الجدة عقدت حاجبها: أصلًا ما رضيت تسوقين بهالطريق!
وجد نفت: كلها نص ساعه واوصل ومعاي رخصتي!
غاليه: معك رخصه بس ما معك عقل اعرف سواقتك المجنونه
وجد ناظرت تميم اللي غفى: أجل تميم يودينا
غاليه ناظرت ملامح التعب بوجه تميم النايم وهمست: قصّري حسك
دخل عناد ووراه مشاري اللي شايل العود على أكتافه يسمع حلطمة وجد
وجد بقهر: والله أكلم أبوي يجيب لي سيارتي من بيتنا وأروح أنا والتوأم بها
مشاري تسنّد على الجدار وسأل: وين بتروحون؟
وجد التفتت: الدمام، تودّينا؟
مشاري نفى: مستحيل أكرر غلطتي يوم وديتك وجلستي في سيفورا ساعتين
وجد وسعت عيونها: مرّت ثلاث سنوات للحين ما نسيت
عناد اللي جلس بجنب الجدة والتفت لوجد: أنا ماشي للدمام بكره
وجد فزّت، وقاطعتها غاليه: لا يا عناد لا تشغل نفسك وعندك دوام
نفى عناد: ما عندي شيء بعد الدوام
وجد ناظرته بامتنان: أصلًا ما راح نطوّل بس بناخذ أغراض لمشروع وتين ونرجع
الجدة ابتسمت تطبطب على كتف عناد: الله يرضى عليك يا وليدي
تهاني نطقت: أجل نروح كلنا وش رايك وجد؟
هاجر رفعت راسها من الايباد وعقدت حاجبها تناظر اختها
وجد رفعت أكتافها: اذا خالتي فاطمة موافقه
فاطمه نفت: قلنا وجد تروح معهم لأنها تفهم بهالاشياء والمشاريع
تهاني بتتكلم وقاطعتها أمها بهمس: تبين أبوك يسوي لنا مشكله اذا عرف انكم رحتوا مع عناد؟
تهاني بقهر: ووجد؟
هاجر نغزتها بكوعها تهمس: ماله داعي نروح كلها أغراض ويرجعون وش فيك؟
قطع مشاري سالفتهم يأشّر على تميم: هذا ميت ولا حيّ؟
غاليه ناظرت تميم النايم: بسم الله على ولدي حيّ
الجدة بتنهيده: له شهر يجهّز لهالبطوله الله يكفيه شرّها ويوفقه
قطع عليهم دخول حاتم ووراه راجح اللي يمشي بعصاه
احتدّت ملامح حاتم من جلس وناظر عناد بينهم
و قام عناد يستأذن: أنا رايح أنام
راجح أشّر بعصاه: اجلس اجلس
نفى عناد وتقدم يبوس راس راجح: ما نمت من الصبح والله
راجح مسك ذراعه يسحبه: اجلس بس
جلس عناد بجنب راجح اللي نطق يرفع صوته: يوم قالوا لي منهم عيالك يا راجح وش قلت يا حصه؟
حصة ضحكت تعدّد: حاتم، بتّال، و عناد
راجح ابتسم يكمّل كلامه: ويوم قالوا من أغلاهم وش قلت؟
حصة طبطبت على كتف غاليه: قلت ما أغلى من الغالين إلا غالية
ارتفعت ضحكاتهم وابتسم عناد يناظر كفه بين كفوف راجح اللي يمسح عليها
وجد نطقت: أها
مشاري هز راسه: أها
هاجر بضحكة: أها
ابتسمت الجدة، ونطق راجح: وش بلاهم؟
وجد: الغيره توجع يبه
راجح بمزح: تعرفين معنى الغيره وانتِ من الصبح مع هالبنات ما قلتي اروح لجدّي اقعد معه وأشوف أخباره
وجد ضحكت: لو قلت لي إني أغلى الغالين ما جلست مع أحد غيرك
ارتفعت ضحكاتهم وابتسم راجح يناظرهم: الله لا يبيّن غلاكم ولا والله كلكم تسوون الدنيا باللي فيها

بنفس الوقت عند التوأم
فزّت وتين من وصلها الاشعار وابتسمت تقرأ محتواه لحنين
"تم اعتماد وثيقة العمل الحرّ"
صرخت حنين بحماس وفتحت وتين الوثيقة تناظرها بعيون تلمع
حنين بضحكة: رسميًا المصممة وتين
وتين ضحكت ترسل لوجد تبشّرها، ووصلها ردّ وجد اللي تحمست "ضروري بكره نروح للدمام تجهزوا"
حنين سكتت ثواني وسألت: لو جاء شدّاد واحنا مو موجودين واكتشف اننا بالدمام وش بيسوي؟
وتين انسدحت تحضن نعناعه بتنهيده: صار عندي جَناح متوقعه بهتم لشدّاد؟
سكتت حنين وانسدحت بجنب اختها وابتسمت بخفوت تتأملها
وغمضت وتين عينها متأملة في بكرة، متأملة تبرى جروحها، وتتماسك خيوط أجنحتها اللي طرّزتها بيدينها الدامية.
يوم جديد
وقفت وتين قدام المرايا تناظر شكلها بعد ما جهزت
أخذت نظارتها الشمسيه تلبسها والتفتت لحنين: وش رايك؟ تحسين شكلي شكل مصممة؟
حنين اللي التفتت تشوف وتين بعبايتها الكُحلية واللي كانت من تصميمها، تاركه شعرها بخصلات الكيرلي تنساب على كتفها
وتقدمت حنين بتمثيل تصافحها: المصممة وتين! انا من اكبر معجباتك
ضحكت وتين والتفتت تشيل شنطتها: سخيفه
دقايق وانتبهت حنين للاشعار من وجد اللي تنتظرهم
وطلعت مع وتين اللي شالت القطوه ومشوا متجهين لمزرعة راجح
فتحت لهم وجد الباب وابتسمت لها وتين تشوفها لابسه عبايتها اللي صمّمتها لها
وجد: عناد شوي ويوصل ادخلوا
دخلوا التوأم يجلسون بالحديقة، وانتبهت وجد للقطوه: كاتي معك!
تهاني التفتت وناظرت القطوه بين يدين وتين وعقدت حاجبها
تتذكر خروج عناد ليلة أمس والقطوه معه، تتذكر وقوفه عند مزرعتهم
شدّت على يدها تسمع ضحكة وتين: هربت أمس ونامت عندنا
وجد ضحكت تشيلها وتدخّلها جوا البيت والتفتوا لصوت سيارة عناد اللي وصل
ومشت وجد ووراها التوأم وطلعوا يشوفون عناد بسيارته
فاتح شبّاكه ومطلّع ذراعه وبين أصابعه سيجارته
كشّرت وتين من شافتها بين أصابعه وابتسم عناد يفهم كرهها لسيجارته
ترك السيجاره تطيح بالأرض و مشت وجد تركب السيارة
وركبوا التوأم، جلست وتين خلف وجد تشوف عناد اللي شال جاكيته الثقيل
ومدّ ذراعه يترك الجاكيت على المقعد الخلفي بين حنين ووتين
وناظرته وجد: ترا بتبرد
نفى عناد يحرّك السياره: سيارتي دافيه
وتين ناظرت جاكيته تفوح منه ريحة عطره، وحوّلت نظراتها له
تشوفه يلتفت يناظر الطريق بانشغال، وطاحت عينها على الندوب الواضحه من خلف رقبته وبداية ظهره وعقدت حاجبها
مسكوا خط الدمام وارتفعت نبضات حنين من ابتعدوا عن طريق المزرعة والتفتت لاختها اللي ابتسمت تفهم شعورها
ثواني وصدح صوت خالد عبدالرحمن بالسياره
"عيني أنا بعينها والقلوب بعاد
و اخشى هدب عيني يلامس هدبها"
مدّ عناد يده للمرايا يلفّها باتجاه وتين اللي صدّت تخفي عيونها تحت نظاراتها الشمسيه وابتسم عناد يتمتم مع الكلمات
"ما اقوى الحكي حينها والقلب ما اعتاد
على لقى اللي حبّها من عرفها"
وجد مدّت يدها تقصر الصوت: لا يكون بنسمع لخويّك ذا طول الطريق؟
عناد هز راسه بالإيجاب، والتفتت وجد للتوأم: بنات وش تبون تسمعون؟
نفى عناد: في سيارتي ما يشتغل فيها فن غير فن مخاوي الليل
وتين ردت على وجد: تايلور سويفت
عناد التفت لها: مخاوي الليل
وتين رفعت حواجبها: تايلور سويفت
عناد نفى: مخاوي الليل
وقاطعتهم وجد: ما بنسمع شيء خلاص استغفروا لين نوصل
سكتوا، و كشّرت وتين وصدّ عناد يبتسم بخفوت
بنفس الوقت، بينما كانت سيارة عناد تتعدّى طريق المزرعة
دخلت سيارة شدّاد طريق المزرعة، ووقف السياره قدام الباب
ونزل يدلّك رقبته بتنهيده، مشى شايل بيده مفاتيحه ينوي يفتح الباب
وقطع عليه صوت الشخص الغريب عليه: السلام عليكم
شدّاد باستغراب: عليكم السلام
مدّ يده يصافحه بابتسامه: أنا مشاري بن حاتم، ولد راجح جاركم في المزرعة اللي هناك
شدّاد صافحه والتفت للمزرعة وهز راسه: هلا بك
مشاري نطق ينفّذ أوامر الجد راجح: جدي راجح حالف عليك قهوتك عندنا وقال لي ما ارجع الا وانت معي، لا تردّه

وقف عناد سيارته بعد ما وصلوا، ونزلوا التوأم مع وجد
ونزل عناد يفتح الباب الخلفي ياخذ جاكيته ويلبسه
ومشى خلفهم يسمع وجد اللي تسولف مع وتين: هذي محلات الجملة فيها كل شيء تحتاجينه للمشروع من الباكجنق للمنتجات
وتين ناظرت المكان ومشت بين البضاعه تناظر الأقمشة وأدوات التطريز وأكياس التغليف والبوكسات بأشكالها وأنواعها
تسنّد عناد يراقب البهجه بملامحها، يشوفها تتلمّس الأشياء وكأنها تتلمّس أحلامها
لمعت عيون وتين من انتبهت للصندوق اللي امتلى بالريش
وتقدمت تناظره وعقدت حاجبها من شافت الريش منتثر ونطقت: البوكس مستعمل
عناد عدّل وقفته ومشى باتجاهها والتفت ينادي الموظف: اخوي، عندك من هالمنتج بوكس جديد؟
الموظف ناظر الريش بيدّ وتين: بشيّك على المخزن
عناد التفت لوجد اللي لاهيه تناظر الأقمشه مع حنين
وتسنّد يشوف انشغال وتين: وش تبين بالريش؟
وتين ابتسمت ترمي الريشه بالهواء: بطير بها
مسك عناد الريشه يتلمّسها ورفع حاجبها: هذي الريشه الصغيره تطيّر؟
وتين ناظرته ثواني، تتذكر كلام تهاني عنه، عن يُتمه وعن غُربته بينهم
وتين: ليش لا؟ للحين ما اقتنعت ان الأحلام مو أوهام؟
عناد نفى: أحلامي أوهام بس يمكن حلمك لا، شوفي مكان وقوفك
وتين نزلت نظراتها للأرض تشوف الريش منتثر حول رجولها
ورفعت راسها له: وحتى انت، بطل المطافي وعازف للفن وراعي الجي كلاس، وباقي مكان يتسع لأحلامك
سكت يناظرها تسرد انجازاته بوجهة نظرها، تعلّمه إنه يحلم وينجز، تعلّمه إن الوهم ماله مكان، وإن المكان مكانه هو بشخصه، بصوته، بانجازاته وبأحلامه حتى لو كانت رماد
التفتت وتين لصوت حنين تناديها ومشت باتجاههم تاركه عناد غارق بأفكاره
دقايق قضوها البنات بين المنتجات يختارون مع وتين الأقمشة اللي لفّها الموظف يرتبها داخل الأكياس
ومشى عناد يطلع من المحل ينتظرهم ووقف يطلّع سيجارته
وبيده الثانيه يدوّر ولّاعته، ثبّت سيجارته بين شفايفه وعقد حاجبه يدور ولاعته بجيوبه
ووصله صوتها وهي رافعه الولاعة بيدها: تدوّرها؟ راحت عليك
وصله صوتها وهي رافعه الولاعة بيدها: تدوّرها؟ راحت عليك
رفع حواجبه عناد بذهول يشوفها تحطها بشنطتها
وسأل: كيف أخذتيها؟
وتين ابتسمت: طاحت من جاكيتك، كان جنبي طول الطريق
طلعت وجد مع حنين وتنهد عناد باستسلام يرجّع سيجارته في جيبه، ومشوا يركبون السياره بعد ما انهوا تسوّقهم

في مزرعة راجح
تحديدًا في بيت الشعر اللي جالس فيه راجح وبجنبه ولده حاتم
و مدّ مشاري الفنجال لشداد اللي يناظر حوله بإعجاب
وأخذ فنجاله يسمع ترحيب راجح فيه
راجح: اعذرنا على القصور يا ابو؟
شدّاد: شدّاد اسمي
راجح عقد حاجبه: ما عندك عيال؟
نفى شدّاد: ما رزقني الله
راجح شرب فنجاله والتفت: أفا ما رزقك الله؟ وهالبنات اللي عندك ماهم رزق؟
شدّاد سكت، وكمّل راجح: حتى لو ماهم بناتك، البنات رزق يا شدّاد
هز راسه شداد بدون رد، وسأل حاتم باستغراب: ما قلت لنا ليش جيت للمزرعة؟ لها سنين محد جاها
راجح التفت يناظر شدّاد ينتظر إجابته
ونطق شدّاد: بعت بيتي في الدمام محتاج فلوسه وجيت هنا عقب ما عرفت ان المزرعة تبع البلديه
راجح: ومن وين عرفت؟ محد يدري الا اللي يعرف المزرعة
شدّاد بتوتر: سألت الشباب حول المنطقة
سكت راجح ثواني، ونطق: تعرف عن الحريق اللي صار فيها قبل سنين؟
عقد حاجبه شدّاد يمثل الجهل: حريق؟ ما خبرت فيه حريق صار فيها
هز راسه راجح: سنين طويلة، رمّموها شباب البلديه ما قصّروا، وانتظرنا يرجعون أهلها ومحد رجع
شدّاد سأل يخفي ارتباكه: عرفت منهم أهلها؟
راجح نفى: لحظة الحريق كانت فجعه ما عرفنا نتحرّى عنهم، لكن اذكر انهم شالوا منها جثتين يقال لهم عايشه وجميلة، اخوات الله يرحمهم
شدّاد صد يبلع ريقه، وكمّل راجح بتنهيده: عقب الفجعه رحت اسأل عنهم قالوا ان فاعل خير تصرّف بجثمانهم ودفنهم
عقد حاجبه حاتم يتذكر ذيك الأيام وفاجعة الحريق
ونطق راجح يسولف لشداد: عقبها سألت البلدية عن اسم اللي استأجر المزرعة، قالوا اسمه سيف وعرفت انه زوج عايشه الله يرحمها
شدّاد مسح جبينه يحس بتعرّقه، وتنهد راجح: لكن عقبها دريت انه متوفي قبل الحريق بكم شهر، مات بحادث الله يرحمه
هز راسه شداد وهمس: الله يرحمهم
شرب راجح فنجاله وأشّر لشداد: تقهوى
شدّاد أخذ من التمر يغيّر الموضوع: ماشاء الله هذا التمر انتاجكم؟
راجح ابتسم: إنتاج ربنا، أقول للشباب يجهّزون لك منه كرتون؟
نفى شدّاد، والتفت راجح لمشاري: روح يا ولدي قل للعامل يجهّز من تمر المزرعة لعمك شدّاد
فزّ مشاري يلبّي طلبه، وحك شدّاد جبينه يشوف اصرار راجح و كرمه وهيبته الواضحه بين عياله
وقف عناد عند الكوفي بعد ما طلبت منه وجد
والتفتت وتين تدوّر نظارتها اللي كانت على المقعد: وين نظارتي وجد عندك؟
رفعت راسها تشوف عناد يلوّح لها بنظارتها وعرفت انه أخذها بدون لا تحس، يردّ لها حركة الولاعة
جت بتتكلم وسحبتها حنين: روقينا بتغيب الشمس ما يحتاج نظاره
والتفتت وجد بعد ما نزلت: بناخذ قهوة للطريق تبي معنا؟
عناد نفى: إما شاهي ولا فلا
وتين نزلت تناظر عناد بطرف عينها، ومشت: حتى انا وجد، ما احب القهوة
مشوا التوأم مع وجد يدخلون للكوفي ويطلبون لهم قهوتهم
وتين ناظرت الموظف: عندكم شاهي؟
الموظف هز راسه: عندنا ساده ونعناع وكرك
وجد نطقت: عناد يشربه ساده
وتين هزت راسها تطلب: اثنين شاهي نعناع
ضحكت حنين وتنهدت وجد باستسلام: مستحيله هالبنت
دقايق ورجعوا للسياره ومدّت وجد الكوب لعناد اللي كان ينتظرهم بالسيارة
أخذه بابتسامه وتلاشت ابتسامته من شاف أوراق النعناع داخل كوبه
وناظر وجد: شكلك غلطانه عطيتيني حق مهووسة النعناع
وتين ضحكت، والتفت عناد يشوف كوبها بيدها
ورفع حاجبه: طلبتوا لي بنعناع؟ وانا ما اشربه الا ساده
وجد بضحكه: اكسر الشر هالمره واشربه
التفت لوتين يشوفها مبتسمه وصدّ عناد يخفي ابتسامته
وحرّك السياره يرجعون للمزرعة بعد ما انهوا مشاويرهم بشوارع الدمام
وفي وسط صمتهم داخل السياره، تأملت وتين ألوان الغروب وشربت من نعناعها بتلذّذ
فز قلبها والتفتت من صدح صوت تايلور سويفت بالسياره
والتفتت وجد بصدمه تناظر عناد اللي رفع الصوت ويناظر الطريق
يحس بنظراتهم، ويدري بابتسامات وتين اللي ابتهجت ملامحها وهي تسمع كلمات مغنّيتها المفضلة
وشرب عناد من كوبه، يحس بشعور جديد على قلبه، يشم ريحة النعناع تنتشر بسيارته بعد ما كان يشم ريحة دخّانه
يذوق طعم السكر في كوبه بعد ما كان يشربه مُر، ويسمع صوت جديد على مسامعه بعد ما اعتاد صوت الفنّ القديم

في مزرعة راجح
قام شدّاد بعد ما أنهى فنجاله واستأذن: لازم أرجع للمزرعة
راجح التفت: اجلس شوي وتعشى عندنا ومنها ينبسطون بناتنا مع بعض
شدّاد سأل: بناتنا؟
هز راجح رأسه بالإيجاب: بناتي وبنات اختك
سكت شدّاد والشك يتخلّل صدره، ونفى: كثر الله خيرك خلّها يوم ثاني
بنفس الوقت وقف عناد سيارته قدام مزرعة التوأم
ناظرت حنين سيارة شدّاد اللي واقفه عند بابهم ومسكت راسها
وضحكت وتين بصدمه: جاء!
التفتت وجد: وش فيكم؟
نفت وتين تفتح الباب ونزلت مع حنين اللي تحس بنبضات قلبها العاليه
نزل عناد يفتح باب الشنطه ينوي ينزّل أغراض وتين
ناظرته وتين بتردّد وتقدمت: اتركها في السياره، جيبها لي بعدين
عناد باستغراب: ما تبين الأغراض الحين؟
وتين ناظرت الفضول بعيون عناد: مابيه يشوفهم، خلّها بسيارتك
ومشت وتين بخطوات متسارعه تدخل المزرعة وعقد حاجبه عناد باستغراب
ومشى للسياره مع وجد اللي سألته: والاغراض؟
عناد مشى يدخل مزرعة راجح: قالت ننزّلها بعدين
هزت راسها وجد ونزلت، ونزل عناد وانتبه لنظارة وتين اللي طايحه على مقعده
اخذها وابتسم بخفوت يحطها في جيبه، والتفت يمشي باتجاه بيت الشعر
وقف مكانه من وصلته أصواتهم يسلّمون على الشخص الغريب
راجح ابتسم: نشوفك على خير
هز راسه شداد والتفت يطلع من بيت الشعر ومشى وطاحت عينه بعين عناد اللي واقف آخر الممر يناظره، عقد حاجبه عناد يتذكر ملامحه اللي مرّت عليه
مشى شدّاد يتعدى عناد، ونطق عناد: وش أخبارك عسى لحقت على زوجتك؟
جمد وجه شدّاد والتفت لعناد يناظره بغرابه
ونطق شدّاد من تذكّره: انت اللي صلحت الكفر!
هز راسه عناد ومدّ يده يصافح شدّاد اللي كل ماله يحس بحرارة جسمه وتعرّق جبينه أكثر، و ردّ: الحمدلله، لحقت
هز راسه عناد وأسرع شدّاد بخطواته يتعداه ويطلع من المزرعة، والتفت عناد يكمل طريقه لبيت الشعر
ووصله صوت راجح: الرجال مشى ونسى كرتون التمر ما أخذه
فزّ مشاري، ونطق عناد: اجلس أنا أودّيه، بس من هو ذا؟
مشاري: هذا خال التوأم

وتين دخلت غرفتهم وشالت عبايتها: سيارته برا بس مو بالمزرعه، ان شاء الله طاح في حفره ولا شيء
حنين سكتت ثواني، ونطقت بقلق: يمكن بالمستودع! وتين تصاميمك هناك
وتين فزّت تطلع من الغرفه ومشت معها حنين تناظر حولها
طلعت وتين من البيت ومشت بين الزرع متجهه للمستودع
فتحت الباب وطلّت تشوفه فارغ، نقلت نظراتها من مكتبها الفوضوي للكنبه بالوسط والصناديق المتراكمة بالزاوية
وقفلت الباب والتفتت لحنين: مو موجود
حنين جلست على عتبة البيت، ومشت وتين لباب المزرعة بسخريه: ما توقعت بيجي يوم أدوّر فيه على شدّاد
ضحكت حنين، ومدّت يدها وتين بتفتح الباب وتراجعت من انفتح
ودخل شدّاد واحتدت نظراته من شافها: وش جابك عند الباب؟ ناويه تطلعين؟
وتين ناظرته بغرابه: من متى جيت؟
شدّاد مدّ يده يدفعها بتكرار يبعدها عن طريقه: بتحاسبيني متى اجي بعد؟ تحاسبيني؟
وتين تراجعت تقاوم دفعاته المستمره و فقدت توازنها وطاحت
بنفس الوقت وقف عناد بمكانه شايل كرتون التمر ويسمع الضجة باستغراب، تقدّم بهدوء يشوف باب المزرعة شبه المفتوح
شدّاد نزل لمستوى وتين بغضب: طلعتوا مكان في غيابي؟
حنين تقدمت تمنع وتين من انها تتكلم، ونطقت: ما طلعنا
شدّاد رفع صوته: و راجح وش يعرّفه فيكم؟
جمدت ملامح حنين، وضحكت وتين بصدمه: رحت للجدّ راجح؟
شدّاد دفعها بحدّه، وقطع عليهم صوت الباب اللي ضربه عناد برجله…
قطع عليهم صوت الباب اللي ضربه عناد برجله والتفتت وتين تشوفه شايل بيدينه الكرتون وصادّ عنهم
شدّاد ناظر التوأم: ادخلوا داخل!
قامت وتين اللي نست ألم سقوطها من عرفت ان اللي واقف برا هو عناد
مشى شدّاد لعناد اللي ينتظره، وسأل: وش بغيت؟
عناد بجمود: نسيت التمر
شدّاد هز راسه وتقدّم بياخذه من يدين عناد
عناد تراجع ونفى: ما قلت لك تاخذه
شدّاد عقد حاجبه بعدم فهم، ونطق عناد: ما انت كفو تاخذه، ولا انت برجّال تدخل مجالسنا
وتين وسعت عيونها تسمع صوت عناد الواضح لهم
أما شداد تقدم لعناد بغضب: احترم اللي أكبر منك لا أنا أعرفك ولا انت تعرفني!
عناد هز راسه: أعرفك، أعرف أشكالك مثل عديم الرجولة بين مجالس الرجال ويتصنّعها لا رجع البيت، ترفع صوتك وتمدّ يدك على بنت؟
شدّاد: ما يعلمني الرجوله بزر مثلك
وتين نطقت من شافت عناد يترك الكرتون بالارض بغضب: خلاص!
شدّاد التفت: ما قلت ادخلي؟
عناد صدّ من وصله صوتها وسكت ياخذ نفس يمسك أعصابه لا يتهوّر، يشوف الغضب بعيون شدّاد ويدري لو تكلم زيادة و تطاول عليه راح يأذّي التوأم
شدّاد ناظره بسخريه: الحسافة انك ولد راجح
عناد نفى قبل يمشي: الحسافه والله شنبك
غطت وتين فمها تكتم ضحكتها، والتفتت حنين تسرع بخطواتها تدخل غرفتهم ومشت خلفها وتين اللي قفلت الباب وضحكت بعلوّ صوتها
وتين رفعت كمّها من حسّت بالألم وناظرت حنين ذراعها والكدمه الحمراء: تعوّرتي!
وتين تأففت: وكسر ان شاء الله! شوّهني
سحبتها حنين: تعالي أحط لك كريم
مشت معها وتين وضحكت تتذكر الموقف: رفض يعطيه التمر

رمى عناد كرتون التمر عند مدخل مزرعة راجح يأشّر للعمال: خذ التمر وزّعه عليكم
ودخل يقفل الباب بكل قوته ومشى للصالة والتفت مشاري للصوت العالي وعقد حاجبه يشوف عناد وملامح الغضب بوجهه.
ما اعتاد يشوف عصبيّته، كان عناد دايم هادي بملامح مُسالمه، يضحك اذا استفزّوه ويبتسم اذا مازحوه، ما كان فيه شيء يثير غضبه بالحياة كثر النّار، والعُنف
دخل غرفته ومشى يدخل الحمام يشيل ثيابه ويوقف تحت المويه
يلقط أنفاسه ويغمض عيونه يتذكّر صوت الارتطام واللي كان عارف إنها وتين، يتذكّر حدة شدّاد معها وصوته العالي
التفت لصوت مشاري اللي طق الباب: ولد فيك شيء؟
عناد قفل المويه وأخذ نفس: مافيني شيء، شوي وأطلع
طلع مشاري بتنهيده، ومشى للمطبخ يسمع ضجّة البنات وتميم اللي يضحك على سوالف وجد
وجد ضخّمت صوتها تقلد عناد: انا ما اسمع للفن غير فنّ مخاوي الليل
ضحك تميم، وكمّلت وجد: وبعد ساعه يشغّل تايلور متخيلين!
تهاني عقدت حاجبها: هذا عناد؟
وجد بضحكه: ايه! اكتشفت انه اذا روّق يصير غير
مشاري حك جبينه: واذا عصّب يصير غير
تميم التفت بتساؤل: معصب؟
مشاري تنهد يتسند على الطاولة: بيهدأ ويجي، علمنا كيف التدريب؟
تميم هز راسه: الأمور زينه، حدّدنا وقت البطولة وارسلت التذاكر لكم في القروب
وجد فزّت: جبت تذاكر للتوأم؟
تميم ابتسم: مثل ما وصّيتيني
تهاني سكتت ثواني تناظر كوب قهوتها ونطقت: ما تلاحظين انك تحشرينهم معنا بكل شيء؟
وجد التفتت لها: ليه؟ مضايقك الموضوع؟
تهاني هزت راسها: مضايقني تواجدهم حولنا بكل وقت ودخولهم بحياتنا فجأه!
هاجر ناظرت اختها بصدمه، وكمّلت تهاني: حتى في مناسباتنا الخاصه! بطولات تميم دايم نحضرها لوحدنا ما نعزم صحباتنا
تميم قاطعها: بالعكس، أنا راضي
مشاري ناظر تهاني بغرابه: وش مشكلتك؟
تهاني قامت بانفعال: مشكلتي اني ما تقبّلت وجود ناس غريبه بمزرعتنا وبيننا
وجد رفعت صوتها: ناس غريبه!
هاجر تقدمت تهدّيهم: اكسروا الشر الموضوع ما يسوى
وجد صدّت: تهاني فارقيني لا تعكّرين جوي اكثر
مشت تهاني تطلع من المطبخ ومشت هاجر وراها بتنهيده
أخذت وجد جوالها ترسل تذاكر البطولة للتوأم بعقدة حاجبها
وناظرها مشاري: اليوم تعاملت مع المعصّبين كثير! روقوني
تميم مشى ياخذ الإبريق يملاه بالمويه: الحين أضبط لكم شاهي يهجد شياطينكم
والتفتوا لدخول عناد اللي رمى نفسه على الكرسي بتنهيده
وناظره تميم: هلا فان تايلور
ضحكوا، و سفههم عناد يسأل وجد: كلّمتي التوأم؟
هزت راسها: قبل شوي، ليش؟
عناد خلّل أصابعه بشعره المبلول يمثل اللامبالاة: قلت تشيّكين على وضعهم، ومتى ارسل أغراضهم
وجد ناظرت جوالها: وتين قالت اذا راح خالها عشان تاخذ راحتها بترتيبهم
صدّ عناد يعقد حاجبه، ونطق مشاري: على طاري خالهم، والله يا الرجّال مافيه قبول أبد
تميم اللي لاهي يسوي الشاهي: ليش وش فيه؟
مشاري: ودّك اذا تكلم تجلده، تحسه متوتر ويوتّرك معه، بثر!
ضحك تميم وعقد حاجبه عناد يتلمّس طرف الطاولة
وقامت وجد اللي لاهيه بجوالها: سوالفكم ما اعجبتني انتهى وقتكم
طلعت وجد من المطبخ، وتوجّهت أنظار تميم ومشاري لعناد الشارد
انتبه لنظراتهم ورفع راسه لهم باستغراب: وش؟
تميم ومشاري تقدموا يجلسون حوله، ونطق مشاري: شيئين تعصب منهم بحياتك، النار واللي يمدّ يده
تميم هز راسه يكمل: وما فيه مبرر لعصبيتك الا انك طفّيت حريق حول المزرعة وجيت
مشاري بضحكه: او انك انجلدت من أحد
عناد ناظرهم بدون ردّ، وأشّر على الفرن: الشاهي قاعد يفور
فزّ تميم يطفّي النار وتأفف مشاري يمسح الشاهي اللي انتثر على الفرن و يأنب تميم
دخل شدّاد غرفته يحس بتلف أعصابه، جلس على سريره يهز رجله بغضب، استفزّته ضحكات وتين وعدم مبالاتها، استفزّه كلام عناد وإهانته له قدام التوأم
التفت لصوت جواله، وأخذه يرد على المكالمه
ووصله صوتها: شدّاد وينك! تركتني وحدي ورجعت للمزرعة
شدّاد بتنهيده: فريده
فريده عقدت حاجبها: وش فيك؟
شدّاد: برجع بكره وباخذ معي البنات
فريده بغضب: ما يدخلون بيتي يا شدّاد، ما يدخلونه
شدّاد صرّ على اسنانه: لو تركتهم هنا تمرّدوا أكثر!
نفت فريدة: ما يهمني! عاشوا عندي أول حياتهم ولما كبروا ماني مسؤولة عنهم! وانت تدري لو جبتهم عندي ايش بيصير
شدّاد غمض عيونه، وكملت فريدة بحقد: راح ارجع أعيّشهم بجحيم مثل ما عيشوني جميلة وعايشة بجحيم، مثل ما جميلة تخلّت عني انا وياك وقت حاجتنا راح اتخلّى عن بناتها
احتدّت ملامح شدّاد من طاري جميلة، ونطقت فريدة: ارجع لي شدّاد، اتركهم وارجع
نفى شدّاد بغضب: كيف اتركهم يسوون اللي يبون هنا لوحدهم!
سكتت فريدة بتفكير، ونطقت: بكره نتفاهم اذا جيت

يوم جديد بدأ بهدوء عكس ضجيج ليلة أمس
طلّت حنين من شباك غرفتهم تشوف سيارة شدّاد تغادر أسوار المزرعة
وتنهدت براحة: أخيرًا ذلف! مو طبيعي كيف وجوده بالمكان يخنق
والتفتت لوتين اللي متسنّده على تسريحتها تحط مناكير بأصابعها بتركيز
وعقدت حاجبها: وش تسوين!
وتين نفخت على أصابعها: وجد قالت بنسوي جلسة تصوير لتصاميمي اليوم عشان نبدأ ننشرها
ورفعت يدينها تسأل: شرايك؟ تحسين يديني يدين مصممة؟
حنين ضحكت، وتقدمت تتسند جنب توأمها: مو بس يدينك، انتِ انولدتي مصممة! متاكدة طلعتي من بطن أمي بيدك خيط وابره
تلاشت ابتسامة وتين من نطقت حنين بـ "أمي" وسكتت حنين تستوعب اللي قالته وبلعت ريقها
وتين ابتسمت بخفوت والتفتت تناظر أصابعها: ليت أمي أخذتنا، كيف كانت بتصير حياتنا لو إننا معها؟
حنين غيّرت الموضوع: كلمتي وجد يجيبون الأغراض؟
هزت راسها وتين بالإيجاب، دقايق ووصلها اتصال وجد وردّت تسمع صوتها المتحمس "افتحي الباب أنا وجَناح في الطريق"
ضحكت وتين وقامت تلبس عبايتها مع حنين اللي مشت خلفها بابتسامه
فتحت وتين الباب وابتسمت تشوف وجد شايله الأكياس
ومشت وجد تدخل وتترك الأكياس على الأرض و تسلّم على التوأم
التفتت وتين اللي ما زالت واقفه عند الباب، تشوف عناد ينزّل باقي الأغراض من السياره
مشى عناد للباب شايل البوكس الكبير بيدينه وتقدمت وتين بتشيله
ونفى عناد: ثقيل عليك، ما تقوينه
وتين تراجعت: مافي شيء ما أقواه! لكني حاطه مناكير وما ودّي يخرب
ابتسم عناد، ومشت وتين تفتح له باب المستودع: اتركه داخل المستودع
تجمّد مكانه يناظر باب المستودع بشرود…
تجمّد مكانه يناظر باب المستودع بشرود وناظرته وتين باستغراب
مشى يدخل ويحطه على الأرض يحاول يتجاهل حقيقة المكان ووقوفه بين جدرانه
رفع راسه وبلع ريقه من طاحت عيونه على الصناديق والسواد حولها
ونطقت وتين: المكان فوضى شوي، لكن هنا اشتغل
التفت عناد يناظر مكتبها، ومكان تصاميمها والعبايات والفساتين المُعلقة
تراجع من حس بضيق المكان يخنق صدره، يتهيأ له ريحة الرماد والدخان
وطلع تحت نظرات وتين اللي استغربت حاله وطلعت خلفه
وجد التفتت لوتين: جت ببالي فكرة نصوّر العبايات عند البحر
وتين اللي ناظرت عناد يطلع من المزرعة، وهزت راسها: نصور عند البحر
والتفتت وجد ترفع صوتها: عناد لا تروح قبل توصّلنا للبحر
تسنّد على السيارة وغمض عيونه، يلسعه لهيب الذكريات المجهولة ويحرق جوفه منظر السواد اللي شافته عينه
التفت يشوف وتين شايله بيدها بوكس الريش وخلفها حنين اللي ضحكت: شكلك ناويه تطيرين صدق
وجد اللي شايله كومة العبايات: الله يستر من أفكارها
تقدم عناد بيشيل البوكس عنها، ونفت وتين: أقواه
التفت عناد يخفي ابتسامته وشال العبايات من وجد يحطها بالسيارة
وركبوا يتجهون للبحر ينفّذون فكرة وجد بتصوير العبايات
وفكرة وتين اللي نثرت الريش على الرمل وتسنّد عناد على سيارته يناظرها من بعيد، ينقل نظراته من السماء المغيّمه لأمواج البحر الهادية و أخيرًا لوتين
يشوف انشغالها بتحقيق حلمها، يشوفها تطرّز من الريش جَناح مخفي لكنه واضح بلمعة العسل بعيونها، واضح بضحكاتها العالية وحماسها
يشوفها توقف قدام الكاميرا اللي ماسكتها وجد و تعدّ: واحد اثنين ثلاثه
التفتت وتين تحرّك طرف العباية ويتطاير الريش حولها، تغيّر وضعيتها كل ثانية، تناظر البحر وترفع ذراعينها وتلتفت للكاميرا بضحكة
وابتسمت حنين الجالسة على الرمل تتأمل اختها بعيون لامعة
تراجعت وجد تناظر صور الكاميرا: تهبل الصور!
وتين طلّت بالكاميرا تناظرهم: كيف أنقلهم لجوالي؟
وجد التفتت: عناد يعرف، الكاميرا حقته
والتفتت تناديه: عناد
مشى باتجاههم يسمعها تسأله: كيف ننقل الصور للجوال
عناد حك جبينه: السلك بغرفتي، اذا نقلتها برسلها لوجد
هزت راسها وتين، والتفتوا للصوت اللي وصلهم وضحكت حنين تشوف الرعد يركض باتجاههم وعلى ظهره تميم
وخلفه مشاري اللي شايل العود بيده ويلوّح لهم بيده الثانية
وسأل مشاري: فاتنا شيء؟
وجد بضحكة: ما فاتكم شيء بس ما اذكر اني عزمتكم
تميم نزل من على الخيل: الرعد ودّه بجوله ولا ردّيته
والتفت لحنين اللي عينها على الرعد بابتسامه، وتقدمت تلمسه بهمس: وحشني
تميم سمعها وابتسم: جبته يغير جو قبل البطولة، بتحضرون؟
وتين وحنين بتزامن: أكيد
مشاري التفت لتميم: باقي ثلاث أيام مستعد؟
تميم طبطب على خيله: أنا و الرعد مستعدين
شال تميم خوذته يمدّها لحنين اللي ناظرت الخوذه وناظرته وابتسمت تاخذها منه وتقدّمت تصعد على ظهر الرعد ببراعة
وصفّقت وجد: واو حنين بدأتي تتعودين!
ابتسمت وتين لهم، والتفتت تلمّ الريش من على الرمل تسمع ضحكات حنين ووجد اللاهين مع خيل تميم
تركت الريش داخل الصندوق وانتبهت لخطواته القريبه منها ورفعت راسها تشوف عناد واقف قدامها بيده الريش اللي لمّه
ونزل لمستواها يحطه في الصندوق: الريش بكل مكان
ضحكت وتين والتفتت تشوف تطاير الريش حول البحر: بس حلو
ناظر عناد البحر وتباعدت الغيوم تكشف لهم أشعة الشمس
ورفعت وتين ذراعها تبعد الشمس عن ملامحها
طلّع عناد نظارة وتين من جيبه ولبسها والتفتت وتين له
ورفعت حاجبها: نظارتي رجّعها!
عناد ابتسم: أخذتها، والشيء اذا أخذته ما يرجع
صدّت وتين بتنهيده، وسكت عناد يشوفها تبعد خصلاتها عن ملامحها ولمح آثار جروحها
وسأل: الجروح اللي بيدينك منه؟
ناظرته وتين اللي فهمت انه يقصد شدّاد: مو منه، مني أنا اللي سمحت له يطيّحني
عقد حاجبه عناد: يعاملكم كذا دايم؟
سكتت وتين تفكر بسؤاله، دايم؟ الدايم المقصوده كانت سنين عمرها، عاشت طفولتها ناقصه ومراهقتها مُرّه، عاشت تخيط دُميتها وألعابها بنفسها، تضيف السكر والنعناع لمرارة مراهقتها بنفسها، عاشت تلبّي احتياجاتها بالسرّ وبالخفاء بعيد عن عيون شدّاد الطاغي وزوجته الظالمة
والتفتت تجاوبه: ما يهمني تعامله لأنه ما كان له وجود بحياتي أصلًا
عناد ناظرها: لا تسمحين له يمد يده
وتين ابتسمت تتذكر وقوفه قدام شدّاد ليلة أمس
ونطقت تقلد صوته: ما عليك بقول له، الحسافه شنبك
وضحكت، وابتسم عناد يصدّ للبحر وضحك على تقليدها له
ونطق عناد بجدّيه: بس لا تسكتين له، ماله حق يضربكم مهما كان السبب
وتين نفت وأشّرت على الريش: ما سكت له، وهذا سبب وجودي هنا
سكت عناد يناظر عيونها العسلية، يفهم سبب اختيارها للريش
تعلّمه إنها بتغادر أرض شدّاد بجنحانها، تنتظر لحظة طيرانها
و تعدّ أيامها على مهل وكأنها تعدّ لانتصاراتها
وسأل عناد: متى افتتاح المشروع؟
وتين ابتسمت تتلمس الريشه بيدها: هالأسبوع على ما يجهز الموقع ونتفق مع المندوب
والتفتت له تكمّل كلامها: تدري أول طلب يوصلني ما راح أنساه وبعيش باقي عمري كله أتذكّره
عناد: ليه؟
وتين رفعت الريشه تناظرها: لأنه أول ريشه من جَناحي، ما بنساها
هز راسه عناد وابتسم بخفوت والتفتت وتين تشوف وجد اللي رفعت الكاميرا تصوّرهم وضحكت
ومشى مشاري يمدّ العود لعناد اللي أخذه بابتسامه
ونادت وجد: ميشو، تعال صوّرني مع البحر
تقدم مشاري يلبّي طلبها ويصوّرها، امتلت الكاميرا بصورهم العشوائية، من صور عبايات وتين للريش وغيوم السماء والبحر
والرعد وضحكات حنين اللي رفعت ذراعينها وهي على ظهره
ونطق تميم اللي ماسك لجام الخيل ويمشي بجنبه: تمسّكي لا تطيحين
نفت حنين: الرعد ما يطيّحني
تميم ضحك بمزح: ان خسرت البطولة فهو بسببك
حنين: ليه؟
تميم نطق: لأن الرعد بيصير يحبك أكثر مني
حنين نفت بابتسامه: بتفوز ان شاء الله
هز راسه تميم، ونطقت حنين: هذي أول بطولة للخيول راح أحضرها بحياتي
رفع حاجبه تميم: اجل ضروري أفوز فيها دامها أول بطولة تحضرينها!
حنين ضحكت تأيّده: ضروري!
والتفتت حنين لوتين اللي لوّحت لها بابتسامه تعلّمها انها ما غفلت عنها وتشوفها تعيش حلمها
وارتفع عزف عناد بالمكان، وحوّلت وتين نظراتها له
تشوفه يمرّر أصابعه على الأوتار ببراعة واحترافية
وتقدّمت وجد تصوّره فيديو، توثّق فنّه وابداعه بابتسامه
وغنّى عناد بصوته الهادي:
"أنا وقتي معك.. نظرة وترحال
صدفة تبيّن لي مشارف مطلعك"
سندت وتين خدّها على كفّها تسمعه، ورفع عناد نظراته يكمّل:
"ما أروعك.. يا مُلفت أنظار
خلّيت كل الخلق خلفك تتبعك"
ابتسمت وتين، والتفتت وجد تصوّر البحر تترك صوت عناد خلفية للتصوير
تلاطمت الأمواج و هبّ النسيم البارد حولهم، وانكمشت وتين تشدّ عبايتها عليها
ومدّت حنين يدها وشهقت: تمطر
رفع تميم أنظاره للغيوم المتراكمة، وابتسم من حسّ بقطرات المطر على ملامحه
ووصلهم صوت وجد: خلونا نرجع لا تقلق أمي حصوص علينا

في مزرعة راجح
دخل حاتم الصالة بغضب والتفتوا الجد والجدة لصوته
حاتم بعصبيه: ما سمعت ولدك عناد وش مسوي؟
راجح عدّل جلسته: سلّم وتكلم زين
جلس حاتم ياخذ نفس، وناظر أبوه: قابلت شداد في طريقي للمزرعه قبل ساعه، كان معصب
هز راسه راجح: ووش بلاه؟
حاتم عقد حاجبه: قال ان عناد امس تلفظ عليه وأهانه عند باب بيته
حصة نفت: وليدي ما يسوي كذا
حاتم وقف بعصبيه: خليتوه يصدق انه ولدنا لين صار يستقوي على ضيوفنا
راجح رفع صوته: حاتم

دخلوا المزرعة بعد ما قضوا وقتهم عند البحر
مشى تميم ياخذ خيله للاسطبل، ومشت وجد مع التوأم
وخلفهم عناد ومشاري اللي سرق نظره لبيت الشعر الفارغ
ونطق: شكلهم مجتمعين في الصاله
دخلت وجد مستغربه صوت جدّها العالي ووراها التوأم اللي وقفوا مكانهم باحراج من عرفوا ان اللي في الصالة الجد راجح وولده
حاتم بصوت عالي: اللي ما يحشمنا في بيتنا ماني حاشمه! هالغريب يتطاول على اللي اكبر منه وتبيني اسكت
صدت الجدة تستغفر بهمس، ونطق راجح بغضب: ثمّن كلامك يا حاتم، عناد ماهو غريب
حاتم ارتفع صوته يوصل لمسامع عناد اللي وقف عند الباب يسمع كلامه بجمود
حاتم ارتفع صوته يوصل لمسامع عناد اللي وقف عند الباب يسمع كلامه بجمود
حاتم: الا غريب! من ليلة حريق ذيك المزرعة وهو مجرد غريب اخذناه عندنا احتساب للاجر!
وسعت وتين عيونها بصدمة من عرفت إنه يقصد مزرعتهم
وعقدت غالية حاجبها: انت خليت فيها أجر بكلامك ذا؟
حاتم: بس ما توصل إنه يشوّه سمعتنا ويفشّلنا عند الرجّال! يكفي اني ساكت لوجوده بين بناتنا طول هالسنين
الجدة وقفت ترتكز على عصاها بغضب: عناد ولدي! وبيبقى طول عمره ولدي
نزلت هاجر باستغراب وخلفها تهاني اللي وصلتهم الأصوات العالية
نفى حاتم: لو ما صار هالحريق ما كان عرفتيه من الاساس! قلنا صغير ومُصاب وماله أحد غيرنا لكنه كبر وصار عنده وظيفته وبيته
التفتت وتين لعناد اللي ما زال واقف عند الباب بملامح عجزت تقراها
ونطق مشاري يعقد حاجبه: يبه هذا كلام تقوله؟
فزّت حصه من شافت مشاري ووجد والتوأم وتميم اللي دخل باستغراب، والتفتت تدوّر عناد بقلق
والتفت راجح من لمح وقوف عناد عند الباب: عناد!
عناد مشى يدخل و مرّ من جنب وتين اللي تراجعت تتركه يمرّ
ومشت حصه باتجاهه: وليدي!
عناد ناظرها بهدوء، والتفت لحاتم: اعذرني، ما دريت ان كل هذا في خاطرك علي
راجح قاطعه: لا يهمك كلامه ان..
نفى عناد وتقدّم يبوس راس راجح اللي اهتزّ قلبه من سمع عناد ينطق: اسمح لي يبه بس أنا ماشي من هنا
حصة عقدت حاجبها تسمع النبرة الجديدة عليها من عناد وليدها
ما اعتادت تشوفه بهالحاله، عناد اللي يتسع مبسمه من يشوفها، ويطيب خاطره من يقعد معها ومع راجح اللي وقف على حيله
وعقد حاجبه: وش قصدك بماشي؟
عناد أبعد نظراته عن ملامح راجح: ما قصرت معي طول هالسنين ولا انسى فضلكم علي
حاتم هز راسه بالإيجاب يسمع كلمات عناد اللي التفت يناظره: و ارتاح يا حاتم، ما شوهت سمعتكم ولا فشّلتكم
ومشى يبوس راس حصة اللي مسكت ذراعه: لا تروح يا عناد، هنا مكانك
طمّنها عناد: بكلمكم
تراجع عناد يبتعد عن الصالة يسمع صوت راجح اللي يناديه بتكرار
وغمض عيونه راجح ينادي: عناد!
طلع عناد يتعدّى وتين اللي ناظرته بعيون لامعه تشوفه يسرع بخطواته ويطلع من المزرعة
ركض تميم ومشاري خلفه ولحقته وجد والتوأم اللي طلعوا من الصالة
وجلس راجح مكانه يناظر الفراغ، ومسكت حصه قلبها وسندتها غاليه: يمه بسم الله عليك
تقدمت فاطمه لزوجها تهمس: زين كذا يا حاتم زعّلت أمك وأبوك؟

ارتفع صوت مشاري: عناد!
أسرع عناد بخطواته، كل اللي في باله يوصل لسيارته بأسرع وقت
المكان يخنقه، وكلمات حاتم ما زالت تتكرّر بمسامعه، يحس بلسعاتها حارقه في جوفه
فتح باب السياره والتفت لصوت مشاري اللي نطق بصوت عالي: بتخلي كلام أبوي يأثر عليك؟
صدّ عناد بتنهيده، ونطق تميم: عناد انت تعرف خالي حاتم وحركاته دايم ك
قاطعهم عناد يركب السياره ويقفل بابها، شغّلها بدون ما يرفع نظراته لهم
يمنع نفسه من إنه يلمح نظرات الترجّي من مشاري وتميم، يمنع نفسه يسمع صوت وجد اللي تقدمت تسأل: بترجع؟ بترجع صح؟
يمنع نفسه يشوف ملامح وتين اللي ما شالت عينها عنه، تناظره بصدمه، تحاول تستوعب الكلام اللي سمعته، تستوعب فكرة إنه ضحية الحريق والرماد اللي ارتعش جسدها من شافته بين جدران المستودع
التفتت حنين لاختها من مشت سيارة عناد تبتعد عن المكان
وهمست حنين: خلينا نرجع، الوضع هنا متوتر
و طبطب تميم على كتف مشاري: خلّه شوي يهدأ ونكلمه
مشاري تأفف والتفت يدخل للمزرعة ودخل خلفه تميم
والتفتت وجد لحنين اللي نطقت: وجد، أنا و وتين بنرجع
وجد باحراج: معليش على اللي صار يابنات، أشوفكم بكره؟
هزت راسها حنين: بكره ان شاء الله
ودّعتهم وجد، ومشوا التوأم يدخلون مزرعتهم
التفتت وتين تناظر باب المستودع، تتذكر نظرات عناد وشروده
مرّ في بالها سؤاله لها عن الحريق، ونظراته المتشتتّه لزوايا مزرعتهم، و نُدوب ظهره اللي لمحتها
مرّ في بالها وقوفه وسط البيت ليلة تعب اختها وحالته اللي كانت مُريبه بالنسبه لها
دخلت وتين المستودع وخلفها حنين اللي مشت تجلس على الكنبه
ونطقت بهدوء: يعني هالأغراض لأهل عناد؟
ناظرتها وتين بدون ردّ، وتنهدت حنين: في راسي تساؤلات كثيرة
شردت وتين بصمت، ما كانت التساؤلات شاغله بالها ولا همّها فضولها عن الحريق
كان كل همّها ان عناد يعيش الشعور اللي هي عاشته سنين مع اختها
شعور الغُربه، والنُبذ والرفض، شافت النظرة بملامحه وتدري بمدى خيبته
مثل خيبتها بلحظة طرد زوجة شدّاد لهم من بيتها
همست وتين: تأذّى
التفتت حنين اللي ما سمعتها: وش قلتي؟

مشاري تنهد: أذّاه بكلامه
تميم جلس جنبه: حتى أمي حصوص وأبوي راجح تأذّوا
مشاري بعدم صبر: دق على عناد شوف وينه
تميم نفى: مغلق جواله
غمض عيونه مشاري بتعب يتذكّر كلام أبوه الجارح
ووقف تميم يطبطب على كتفه: قوم ادخل عن البرد
هز راسه مشاري يشوف تميم يتعدّاه ويدخل للبيت
ورفع راسه للسماء بتنهيده، والتفت لصوت الخطوات يشوف وجد تمشي باتجاهه وتتسنّد على الجدار بجنبه
وسألت: بيرجع عناد صح؟
سكت مشاري بدون ردّ، والتفتت وجد تشوف الضيق بملامحه
كان المرة الأولى اللي يغادرهم فيها عناد بهالطريقة، بدون ما يوعدهم برجوعه، بدون ما يعلّمهم أسباب غيابه واللي غالبًا تكون بسبب دوامه
كانت المرة الأولى اللي يمشي بدون ما يسمع دعوات حصة ويشوف ابتسامات الرضى من راجح
كانت المرة الأولى اللي يتركهم خلفه بدون تلويحه، التلويحه اللي اعتادوها منه
يوم الجمعة
صحى مشاري يسمع صوت غالية تنادي: يالله يا مشاري، باقي نص ساعه على صلاة الجمعة
ورفعت صوتها تنادي: تميم يالله
تميم اللي نشف شعره ومدّ يده لجواله يشيّك على اشعارات عناد وتنهد بضيق يشوف الصمت بإشعاراته
لبس ثوبه وطلع يشم ريحة البخور والقهوة ويسمع صوت القران اللي يشتغل من راديو جدّتهم
حصة اللي جالسه في الصاله بهدوء، تتحرّى جيّة عناد كعادتها
تأشّر لغاليه: شيكي على صينية البسبوسه بالفرن على ما يجي عناد
والتفتت حصة لتميم: تعال يمه خذ لك فنجال قبل الصلاة
مشى والتفت لنزول وجد اللي سألت: رد عليكم عناد؟
نفى تميم: لا، رد عليك؟
نفت وجد تجلس بجنب جدتها بتنهيده، وسكتت حصة بشرود
مشى راجح يطلع من بيت الشعر يناظر مكان وقوف سيارة عناد
يشوفه فارغ، بعد ما اعتاد كل جمعة يلمح وقوف عناد عندها
يعدّل شماغه بانعكاس مرايته ويسلّم عليه بابتسامه
طلع تميم وخلفه مشاري يستعدون للصلاة مع راجح، وحاتم اللي فتح باب سيارته لأبوه
تعدّاه راجح والتفت لمشاري: بنروح على سيارتك
تراجع حاتم من عرف ان أبوه ما ودّه يركب معه
ومشى مشاري يفتح سيارته وركبوا يغادرون أسوار المزرعة

عند التوأم
تنهدت وتين اللاهيه بين أقمشتها وتصاميمها
تسمع سوالف حنين المنسدحه على الكنبة وبيدها جوالها
حنين بتفكير: ربّاه الجد راجح طول هالسنين. طيب وين اهله معقول محد سأل عنه
وتين التفتت لها: يمكن كلهم ماتوا بالحريق
عقدت حنين حاجبها بضيق والتفتت وتين لرسالة وجد اللي كانت
"تعالوا عندي نكمل شغلنا الناقص"
و فزّت تهاني تناظر وجد: رد عليك عناد؟
وجد اللاهيه بجوالها: ارسل لي صور عبايات وتين اللي صورناها امس
تهاني صدّت بتنهيده، وسألت هاجر: ما قال بيرجع؟
نفت وجد بضيق: ما قال
وناظرت وجد صور العبايات، بنفس الوقت اللي كان عناد يناظرها
متسنّد على سريره وبيده الكاميرا، يناظر الصور العفوية بشرود
ابتسامات وتين وضحكات حنين، انشغال تميم مع الخيل واستهبال مشاري اللي يخرّب تصوير وجد
وطاحت عينه على صورته مع وتين وهم غافلين عن الكاميرا
يلاحظ نظراته لها في الصوره وابتساماتها له، وابتسم بخفوت من اشتغل مقطع الفيديو له وهو يعزف وهم ملتمّين حوله
ما زال تأثير ليلة أمس بحنانها وقسوتها باقي بقلبه، ما زال يشم ريحة البحر وريحة الدخان بصدره، ما زال يصدح صوت عزفه وكلام حاتم بمسامعه
أخذ جواله يشوف اشعاراته ورسائلهم المتواصله له، تنهد عاجز عن الردّ وكأن حروف الكيبورد تطايرت من قدامه، يكتب ويمسح ثواني ويقرر يقفل جواله بتنهيده وانسدح يدفن راسه بوسادته يسكّت صوت أفكاره العالية.
تعليقات