📌 روايات متفرقة

رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل الرابع 4 بقلم شروق عبدالله

رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل الرابع 4 بقلم شروق عبدالله

رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن pdf الفصل الرابع 4 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن pdf الفصل الرابع 4 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل الرابع 4 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل الرابع 4
رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل الاول 1 بقلم شروق عبدالله

رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل الرابع 4 بقلم شروق عبدالله

مرّت أيامهم القليلة وكأنها شهور، يتحرّون رجوع عناد، رغم الزحام إلا إنهم يعيشون بفراغ
فراغ مقعده على طاولة الطعام، زاوية جلوسه في بيت الشعر، في جلسة الشباب والصالة
ورغم الفراغ عند عناد إلا إنه يحس بالزحام، زحام أفكاره وضجيجها المزعج
يعيش يومه مثل جرح مكشوف ما قدر يغطّيه أو يداويه، لياليه ما تنتهي ولا زارها شُروق

تنهد مشاري وتسنّد على الدكّه اللي اعتادوا يجلسون ويعزفون فيها
ونطق: مرّت ثلاث أيام وما رجع
تميم التفت بتساؤل: ما ارسل لك شيء اليوم؟
هز راسه مشاري: ارسل لي الفجر يطمني وما عاد ارسل
تميم بتنهيده: أنا سألته اذا بيجي للبطوله بكره وما ردّ
مشاري: مستحيل أكيد بيجي! عناد ما قد غاب عن بطولاتك
تميم بتفكير: ولو ما جاء؟
مشاري عقد حاجبه: نروح بيته
تميم: بيته جديد ما نعرف موقعه
مشاري سكت ثواني ونطق: بتّال يعرف، هو اللي اقترح البيت على عناد قبل يشتريه
وعلى طاري بتّال، كان يسوق سيارته متجه للمزرعة بعد انشغاله في ادارة فنادق راجح وأعماله طول الفترة الماضية
انفتحت بوابة المزرعة وفزّ مشاري والتفت تميم بلهفه ما يطري في بالهم غير إن عناد رجع
تلاشت ابتسامة تميم وصدّ مشاري من عرفوا ان اللي دخل المزرعة بتّال
بتّال شافهم وأشّر بتهديد: يوم جيت كشّرت انت وياه انا اوريكم
تقدم يمشي باتجاههم يكمل كلامه: ما كأن عندكم خال و عمّ ما تسألون ولا تقولون بتّال وينه! حتى أبوي يتابع أخبار الفندق أكثر من أخباري
وقف مشاري يسلم عليه بضحكة، وسأل تميم: كم عمرك؟
بتّال صافحه يرد على سؤاله: ثلاثين
تميم هز راسه: كبر الحمار و هذي حلطمتك؟
التفت بتّال بيمشي: والله لأرجع البحرين واتزوج هناك وانساكم
سحبه مشاري بضحكه: تعال تعال
بتّال رفع اصبعه بتهديد: قل اسف خالي
تميم ضحك يجلّسه معهم: اسف خالي اجلس
جلس بتّال بابتسامه و ناظر حوله: وين عناد؟

نفت وجد اللي حاطه جوالها بإذنها: ما يرد
حصة عقدت حاجبها: اذا ردّ قولي له لا يرسل وخلّيه يدق، ودي اسمع صوته
هزت راسها وجد والتفتت حصه تدخل للصالة تاركه البنات والتوأم المجتمعين في الحديقة كعادتهم
هاجر بضيق: يا عمري أمي حصوص حتى وعناد يرسل لنا ما ارتاح بالها
تهاني هزت راسها: حتى أبوي راجح مو على بعضه
حنين سألت بفضول: هذي أول مره يغيب هالكثر؟
رفعت وتين نظراتها من اللابتوب تسمع حوارهم عن غياب عناد
نفت وجد: يغيب كثير عشان شغله بس مو كذا، هالمره كأن فيه شيء تغيّر
عقدت حاجبها وتين والتفتت تشغل نفسها باللابتوب
رغم المدة البسيطة اللي عرفت فيها عناد، إلا إنها تحس بالتغيّر اللي تقصده وجد، تشوف تأثير غياب عناد عليهم كلهم وحتى عليها ولو كانت بنسبه قليله، ما تنكر إن وجود عناد حولها مُختلف مثل وجود غصن البابونج بين نعناعها، ووجود ولّاعاته في دروجها و الريش على مكتبها والصناديق في زاوية المستودع
وحتى وجود القطوة اللي مشت تجلس على كيبورد اللابتوب
وضحكت وجد تأشر عليها: نعناعه الا غصب تدوّر الاهتمام
وتين ابتسمت تحضنها: خليها تدوّره صاحبها مو موجود!
تهاني رفعت حاجبها: من متى صرتي تسمينها نعناعه وجد؟
وجد ضحكت من سبقتها وتين بالرّد: من اليوم فيه اعتراض؟
صدّت تهاني، وضغطت وتين على الكيبورد بتكرار
وضحكت هاجر تناظرها: بس خلاص! من اليوم تحدّثين بالموقع ما راح تجيك طلبات بهالطريقه
وتين بإحباط: لنا ساعتين من نشرت موقع البراند ولا جاني ولا طلب
وجد بضحكة: هدّي ترا يعتبر افتتاح تجريبي! تونا ما قلنا بسم الله
حنين: خليها هي كذا تزرع النعناع وتجيني بعد ساعه تقول نعناعي ما يكبر
ضحكوا والتفتوا لصوت بتّال اللي مشى ووراه مشاري وتميم يسمعونه يعاتب: أنا آخر من يعلم!
مشاري مسكه: يا اخوي اصبر نفهّمك
بتّال عقد حاجبه: وش تفهمني! كل هذا صار وانا ما أدري، تركتوا عناد يروح بكل بساطه وثلاث أيام محد فيكم فكّر يروح له
عقدت وجد حاجبها بضيق تسمعه يعاتبهم
ونفى تميم: بنروح له
بتّال: متى!
مشاري ردّ: بكره بعد البطوله، بنروح له في بيته لو ما حضر
فزّت وجد: بروح معكم!
التفتوا لها بدون ردّ وسفهها بتّال ومشى بيدخل للبيت ووصله صوت وجد: خالو امانه بروح معكم
نطق بتّال من سمعها تناديه خالي مثل ما هو يحب: وجد بتروح معنا
ضحك تميم ومشى مشاري خلف بتّال يقلد صوت وجد: خالو امانه بروح معكم
ضحكوا البنات وابتسمت وتين تتأمل علاقة وجد مع خالها
والتفتت لحنين اللي كانت مبتسمه، تحس بمثل شعورها وتدري بها
قطع عليها صوت الاشعار باللابتوب وفزّت من شافته: جاني طلب
صرخت وجد بحماس، وسألت حنين: وش الطلب؟
وتين ناظرت تفاصيل الطلب بذهول: عبايه من كل تصميم! الإجمالي أربع عبايات
سكتت وتين من طاحت عينها على اسم صاحب الطلب واللي كان
"مخاوي الليل" وشردت وتين تتذكر آخر حوار لها معه
"تدري أول طلب يوصلني ما راح أنساه وبعيش عمري كله أتذكّره"
"ليه؟"
"لأنه أول ريشه من جَناحي، ما بنساها"
وهمست وتين بابتسامه وهي تناظر اسمه بالشاشه: المعتوه
قطع عليها صوت وجد المتحمسه: وش تنتظرين وتين قومي جهزي الطلب وتواصلي مع المندوب
وتين باست نعناعه بضحكة وتركتها وقامت بعد ما أخذت جوالها
وقامت معها حنين، ولوّحت لهم هاجر: نشوفكم بكره لا تنسون البطوله

دقايق ودخلت وتين المستودع بابتسامه واسعه و خلفها حنين
تقدّمت وتين للعبايات الجاهزة واللي صمّمتها للطلبات الأولية
رمت حنين نفسها على الكنبة: صاحبة هالطلب مميزة لازم تحطين لها هدية بالبوكس!
وتين ضحكت ترفع الريشه: مع كل طلب بحط ريشه
حنين نفت: غير الريشة، حطي شيء ثاني كتعبير عن الشكر
وتين ابتسمت تلفّ العبايات وترتبها داخل البوكس المطبوع عليه كلمة "جَناح" بألوان هاديه و حطّت الريشه مع الكرت الخاص بالبراند
ونطقت وتين: تدرين مين صاحب الطلب؟
عقدت حنين حاجبها، وكمّلت وتين: المعتوه!
حنين شهقت: عناد! مو صاحي ليش يطلب عبايات
ضحكت وتين ترشّ العبايات بالعطر اللي خصّصته لطلباتها
وكمّلت حنين بذهول: هالمره صدق يستحق لقب معتوه
وتين تكتّفت تناظر الشكل النهائي للبوكس: أنا أعرف وش أحط له هديه
ناظرتها حنين وهي تسرع بخطواتها برا المستودع وضحكت تشوفها تدخل بيدها غصن نعناع وحطته داخل البوكس
وتسنّدت وتين تناظر جوالها: المندوب يقول نص ساعه ويوصل
ابتسمت حنين تتأمل اختها ولمعة الشغف بعيونها وسكتت ثواني
وطرى في بالها شدّاد ونطقت باستغراب: ما تلاحظين شدّاد له كم يوم مختفي
وتين كشّرت: روقيني حنين ليه تجيبين طاريه الحين
حنين تنهدت: مدري بس هدوءه مو عاجبني
وتين بعدم مبالاة: ما يهمني
والتفتت ترتب حوسة المكتب على ما يوصل المندوب اللي تنتظره
وينتظره عناد اللي وصله إشعار من مندوب المتجر وابتسم بخفوت
وكأنه يسمع صوت وتين المتحمس، كأنه يشوف لمعة العسل بعيونها وهي تجهّز طلبه، يدري إنها تنقده هاللحظة وتسمّيه المعتوه كعادتها
لكن كل اللي كان ودّه إنه يصير الريشة الأولى لجناحها مثل ما قالت
ودّه يشاركها الحلم اللي يجهل شعوره، حتى لو كان وهم ودّه يعيش الوهم معها
ودّه يعلّق أحلامه على رف مستقبله المجهول مثل ما علّق عباياتها في دولابه، ودّه يتلمّس أوهامه مثل ما يتلّمس الريشه بين يديه
ناظر البوكس والكرت اللي انكتب عليه:
"شكرًا لاختيارك التحليق في سماءنا"
وهمس يقرأ ختام الكرت: جَناح
وضحك من لمح غصن النعناع وأخذه يتلمّس أوراقه بابتسامه خافته
فاحت ريحة عطور عباياتها واختلطت مع ريحة النعناع
وغمض عيونه يتسنّد بتنهيده بعد ما غرس غصن النعناع وسط الشتله اللي عند شبّاكه، ينوي يزرعها في شتله جديدة بكره
بكره؟ فتح عيونه من تذكّر بطولة تميم اللي الكل يتحرّاها
و أخذ جواله يشوف رسالة تميم له "بتجي بكره صح؟"
٧:٠٠ م

جاء بكره المُنتظر، وبقى سؤال تميم بدون إجابة
شيّك تميم على جواله بتنهيده والتفت يطبطب على خيله الرعد
ما بقى إلا ساعات قليلة على بداية سباق الخيول اللي استعدّ له لأيام طويلة
امتلت المدرجات بالحضور والمشجعين، انتشرت الكاميرات بكل زاوية توثّق تفاصيل الحدث
التفت تميم يناظر المدخل ويدوّر بين الزحام بعيونه
واتسعت ابتسامته من طاحت عينه عليهم، متوهّجين بين الحشد الكبير، يلفتون الأنظار بكثرتهم ويثيرون الإعجاب بإطلالتهم
إطلالة راجح اللي مشى ببشته وخلفه عياله وزوج بنته عبدالمحسن أبو تميم اللي مشى باتجاههم: يبه!
ضحك عبدالمحسن يحضن ولده بفخر: فرّغت جدولي وجيت عشانك
ابتسم تميم والتفت لراجح اللي طبطب على كتفه: الله الله بالفوز اليوم
ضحك والتفت يشوف الجدّه حصه وغاليه وزوجة خاله فاطمة والبنات اللي لوّحوا له بحماس
ابتسمت حنين من طاحت عينها بعين تميم اللي ابتسم والتفت لمشاري اللي يحاوط كتفه
ونطق مشاري: اصرخ باسمي اذا فزت
تميم بضحكه: يا طماع صرخت باسمك البطوله اللي فاتت! هالمره وعدت عناد اصرخ باسمه
التفت مشاري حوله بتنهيده: شكله ما جاء
بنفس الوقت كان راجح يناظر حوله ومشى معهم يقعدون بمكانهم المخصص في المقاعد الأمامية
جلست وتين بجنب وجد والتفتت حولها تدوّر هيئته
ونطقت وجد: مستحيل عناد ما جاء!
هاجر التفتت لأبوها الجالس بجنب راجح، وهمست: ما الومه لو ما يجي
وجد بتفكير: يمكن جاء بس ما يبينا نشوفه
وتين عقدت حاجبها والتفتت تناظر بالجماهير، تتأمل العائلات اللي حضرت تشجّع بفخر، كانت مشاعر الحماس تملأ المكان
من المدرجات لمضمار الخيل، من الكبير للصغير، من المشجّعين للمتسابقين للمدربين اللي وقفوا يتحرّون بداية البطولة
وارتفع صوت المعلق يرحّب بالحضور ويبدأ أول كلمات العرض
والتفت تميم حوله، ينقل نظراته بكل مكان تطيح عينه عليه
يدوّر هيئة عناد اللي اعتاد يشوفه واقف ويلوّح له ويناديه بعلوّ صوته
ابتسم بخفوت يسمع صرخات مشاري والبنات المتحمسين
وصرخ بتّال: انت قدّها تميم
صعد تميم على ظهر الرعد بعد ما لبس خوذته
الأنظار توجّهت للمضمار، يترقّبون بداية السباق بحماس
بنفس الوقت اللي انطلقت الخيول تبدأ سباقها
دخل يمشي بين الحشد، يناظر طريقه ثواني وثواني يناظر المضمار ويلمح تميم اللي كان في بداية السباق
عناد اللي جلس بالمقاعد الأخيرة يبتعد عن أنظارهم
يلمح جلوس راجح وبجنبه حاتم وبتّال اللي واقف يناظر السباق بحماس
تسنّد عناد يناظر ظهر مشاري اللي تسنّد على السياج يصرخ باسم تميم
وحوّل عناد نظراته للبنات اللي هتفوا باسم تميم بتزامن
يلمح وتين الجالسه بينهم، تنقل نظراتها بين المضمار والمدرجات
تجهل جلوس عناد خلفهم وبعيد عنهم، يفصل بينهم الحشد الكبير اللي ارتفعت أصواتهم من قرّب السباق لنهايته
وقف عناد يناظر تميم اللي يتحكّم بالرعد باحترافية
يتصدّر المتسابقين ويتعداهم بسرعه، ويتعدّى خط النهاية بانتصار
وقف راجح يلف بشته حوله ويصفق بفخر يتبعه وقوف عبدالمحسن وبتّال وحاتم
وابتسمت حصة بعيون لامعه تتأمل تميم اللي شال القبعه يرفعها
وصرخ بعلوّ صوته: عناد!
ابتسم عناد بخفوت يسمعه يصرخ باسمه مثل ما وعده
كان تميم يصرخ باسمه رغم إنه ما يشوف عناد ولا يدري بحضوره
ونطّ مشاري السياج يركض باتجاه تميم اللي نزل يحضنه
يتبعه حضن بتّال اللي كرّر: مبروك
وبين المدرجات، ابتسمت حنين تتبع بنظراتها فرحة تميم
تشوفه يحضن ويستقبل التباريك، تشوفه يمشي باتجاه السياج
يتعداه ويتقدم لهم، ويحضن راجح وحصة ويبوس راس أبوه وأمه
كانت اللحظة دافية رغم برودة الجو، لحظة تزيّنت بابتسامات الفرح والسرور اللي ارتسمت بملامح وجد
وقفت حنين تترك مجال لتميم يحضن وجد
وابتسمت تناظره: مبروك
وابتسم لها تميم: الله يبارك فيك
تراجعت وتين بابتسامه تناظر حولها وطاحت عينها على عناد اللي صدّ من لمح التفاتها له
فزّ قلبها تشوفه يلتفت ويمشي مبتعد عن المدرج ويطلع من المكان بدون ما يناظر خلفه
صحت وتين من شرودها والتفتت لحنين اللي دمعت عينها
وهمست وتين: ليش تبكين!
حنين مسحت طرف عينها بضحكه: مبسوطه
ابتسمت وتين من فهمت شعور اختها، مبسوطين باللحظات الجديدة اللي يعيشونها، بمكان جديد عليهم يجربون شعور الحماس، الفخر، الفرحة واللهفة
وبعد دقايق طويلة من الاحتفال، مشوا يطلعون من بوابة الميدان يحملون معهم شرف فوز تميم، ترتفع أصواتهم وهم يردّدون تفاصيل السباق والحماس اللي عاشوه
وجد بضحكة: راح صوتي وانا أصرخ كل ما قرب خيل من الرعد
مشاري هز راسه: كنت ماسك قلبي لا يرفسه الرعد وتصير مصيبه
ضحك عبدالمحسن والتفت بيركب السيارة، ووصله صوت وجد: أبوي بتروح؟
تقدم عبدالمحسن يحاوط كتفها: الوجد وش ودها؟
وجد ناظرته: بتروح عشان شغلك بس على الأقل لا تطول
عبدالمحسن أشّر على خشمه، وكمّلت وجد: وأبي سيارتي من البيت أبوي بالله! كل ما بغيت أطلع من المزرعه ما ألاقي أحد يوديني
غاليه هزت راسها بقلّ حيله: محد يقدر عليها
عبدالمحسن ضحك: اجيب لك سيارتك بس توعديني تنتبهين وما تسرعين
هزت راسها وجد تحضن أبوها، والتفت عبدالمحسن يودعهم وركب سيارته يغادر المكان
والتفت راجح لتميم ومشاري: ما كلمكم عناد؟
تميم نفى: بنروح لبيته
فزّت حصة، ونطق راجح: يالله أجل! نروح كلنا
صدّ حاتم، وانتبه له راجح اللي نطق: واللي ما ودّه يجي معنا يرجع للمزرعة
حنين التفتت تشوف حاتم يركب سيارته مع زوجته وبناته
وهمست لوتين: نرجع للمزرعه معهم؟
سمعتها وجد اللي عقدت حاجبها: بتجون معنا! بنحتفل بفوز تميم
مسكت حصه ذراع وتين وحنين: مين قال ما راح يجون؟
ركبوا ينقسمون بسيارة تميم وسيارة بتّال اللي فتح لوكيشن بيت عناد
عناد اللي دخل بيته بعد ما رجع، و رمى نفسه على الكنبه في الصالة
يسمع صوت الهدوء بعد صوت الضجيج قبل دقايق
يتذكر عيون وتين اللي طاحت بعيونه، يتذكر صدمتها من لمحته
وغمض عيونه يتذكر صرخاتهم وفرحتهم بفوز تميم اللي مشى بسيارته خلف سيارة بتّال يدلّهم على طريق بيت عناد
مسك عناد جواله ودخل محادثة تميم يكتب له بتردّد
"تزهاك البطولة يا بطل" ارسلها وترك الجوال بتنهيده
استلم تميم الرسالة بابتسامه، وكتب يرد عليه " افتح بابك"
والتفت تميم لمشاري اللي جالس جنبه: عناد ردّ وشكله كان حاضر
رفعت وتين نظراتها لهم، وفزّت وجد: كيف ما شفناه!
عضت وتين شفايفها تتذكر جلوسه خلفهم ونظراته لهم ولها
أما عناد فزّ من قرأ رسالة تميم وعقد حاجبه يفهم إنهم جايين لبيته
ناظر حوله بذهول، خلّل أصابعه بين شعره بتفكير
وقام لغرفته يبدّل ملابسه، ينفض شعره بعشوائية ويرش من عطره
ومشى يتخبط بين زوايا بيته، يعدّل وسائد الكنبه، يبعد الصناديق ويشغّل أنوار المدخل

وقفوا سياراتهم قدام بيت عناد اللي ناظره راجح بتأمل
ونطقت حصة: ماشاء الله هذا بيت وليدي الجديد؟
هز راسه بتّال ينزل من السياره، بنفس الوقت نزل تميم ومشاري
ووصلهم صوت راجح اللي يوصّيهم: لا تعاتبونه، اخر شيء وده يسمعه عناد هو عتابنا له
هزت راسها حصه بتنهيده، ومشوا خلف راجح اللي وقف قدام باب عناد
والتفتت وتين لحنين باحراج: ننتظرهم بالسياره؟
حنين هزت راسها: احس وجودنا غلط
وصلهم صوت وجد بتهديد: انزلوا!
غاليه مشت باتجاههم: يالله يابنات
حنين باحراج: بننتظر
قاطعتهم غاليه: انزلوا ولا ناديت لكم أمي
بنفس الوقت صدح صوت الجرس في بيت عناد اللي مشى للباب
فتحه وفزّ قلبه يشوف وقوف راجح بجنبه حصة اللي دمعت عينها
وتقدم عناد يحضنهم، ونطقت حصه بلهفه: وليدي
ابتسم عناد وابتهجت ملامحه يشوف وجودهم قدام باب بيته
يشوف اللهفه والشوق بملامحهم، وتراجع بضحكه من حضنوه تميم ومشاري مع بعض
وتقدّم بتّال يبعدهم عنه: وخروا دوري
ضحك عناد يحضن بتّال والتفت لغاليه ووجد: حياكم
غاليه ابتسمت: خالي مكانك يا عناد
هز راسه راجح: يدري يا غاليه، يدري ان مكانه خالي وينتظر رجوعه
ابتسم عناد بخفوت والتفت وطاحت عينه على التوأم اللي دخلوا خلف غاليه ووجد
حكّت وتين جبينها تبعد نظراتها عنه وتناظر تميم اللي حاوط كتف عناد بمزح: بعدين لا تبارك لي بالواتس وبارك لي زي الناس!
عناد ضحك يحضن تميم: مبروك ماهي غريبه عليك ياخوي
وتراجع يأشر لهم يجلسون: حياكم
مشوا يدخلون، ودخلت وتين آخرهم تمرّ من جنب عناد اللي ناظرها
وناظرته وتين تهمس: معتوه
صدّ يخفي ابتسامته ومشت وتين تجلس بجنب حنين ووجد
وأشر راجح بجنبه: تعال يا عناد
مشى عناد: ما ضيّفتكم ولا سويت قهوه
وقفت غاليه: اجلس أنا اسوي
نفى عناد وقاطعته غاليه: اجلس أبوي وأمي مشتاقين لك! أنا والبنات بنجهّز كل شيء
هزت راسها وجد: طلبت كيكه وحلويات بتوصل بعد شوي
تميم بضحكه: لو داري ان البطوله بتخليكم تسوون كل ذا كان فزت فيها من زمان
بتّال ناظر تميم: الحمدلله هذي الفايده الوحيده منك
ارتفعت ضحكاتهم، واندمجوا يسولفون عن السباق وفوز تميم
وقامت غاليه بعد ما دلّها عناد على المطبخ، ومشت مع وجد والتوأم يجهّزون القهوه والفناجيل، يتكيفون بالمكان الجديد عليهم بسهوله، جلست وتين على الكرسي وسنّدت ذراعها على الطاولة تتأمل انشغال غالية ووجد بنتها اللي تساعدها مع حنين
كانت تتأمل مفهوم العائلة اللي تجهله طول عمرها
كانت حنين عائلتها الوحيدة، كانت تقضي وقتها مع توأمها لوحدهم بين رفوف المطبخ يتشاركون الطبخ حتى لو انتهى بهم الحال بطبق محروق، واليوم يتشاركون الفنجال والكيك والسوالف مع عائلة كاملة رغم غُربتهم بينهم
لكنهم يلمسون الاهتمام من حصة اللي تحرص ان التوأم ذاقوا من الكيك، وتملأ غالية فناجيلهم كل ما فضت، وتشاركهم وجد السالفة
والتفت عناد يشوف اندماج وتين وحنين معهم، ويسمع ضحكات حصة وراجح
تأمل وجودهم حوله في صالة بيته بعد أيام من الهدوء والوحدة
والتفت لصوت تميم: جهّز أغراضك بترجع معنا للمزرعه
سكت عناد، والتفتت وجد: بترجع لا تسكت!
مشاري نطق: والله يا المزرعة كئيبة بدونك حتى كاتي ما عاد تطيقنا
وجد هزت راسها: ومشاري وتميم صاروا ينامون بدري
تميم كمّل: وأمي حصوص تسوي بسبوسه كل يوم تحسبك بتجي
بتّال أشّر على راجح: وأبوي يغلط كل شوي ويناديني عناد
وضحك مشاري: ووجد صارت تسمع لمخاوي الليل
وجد ناظرته: تخسي!
ضحك عناد ونقل نظراته لوتين اللي ابتسمت من طاحت عينها بعينه
ونطقت حصة: بترجع؟
عناد ناظرها: هو فيه شيء ثاني غير إني أرجع؟
هز راسه راجح برضى، وابتسمت حصة براحه بعد أيام من القلق والضيق، ابتهجت ملامحهم يبيّنون لعناد مدى أهميّته عندهم
ونطق راجح: أجل عشانا الليلة في المزرعة، باكر سبت ما عندك دوام
هزت راسها حصه: علمني وش مشتهي واطبخه لك، شوف كيف وجهك شاحب
ناظرت وتين الذبول بملامح عناد اللي نفى: دام اني شفتكم ما علي خوف
ووقف راجح: يالله أجل مشينا
تقدمت غالية ترتب الفوضى على الطاولة بمساعدة وجد
وتقدمت وتين بتشيل صينية القهوة بنفس الوقت اللي مد عناد يده بيشيلها
تراجعت وتين من لمست يده بالغلط، ونطق عناد: أنا اشيلها
مشى ومشت خلفه غاليه: ماشاء الله يا عناد اختيارك للاثاث وتنسيق البيت حلو
ووصلهم صوت حصة: ناقص بس العروسه، عساني أفرح فيك قل امين
عناد ابتسم يحك جبينه: امين يمه
مشاري اللي لف شماغه: وأنا مو عريس؟
ناظرته وجد: انت الله يعينها اللي بتاخذك
وسع مشاري عيونه وارتفع صوت تميم اللي ضحك بشماته
ونطق بتّال بثقه: طيب أنا يمه ادعي لي القى وحده تزيد شموخي شموخ
حصة التفتت له بابتسامه تدعي له، و ردّ مشاري: انت دوّر لك شموخ أول
ضحكوا ومدّ بتّال يده يضربه، كان ضجيجهم مستمر لآخر لحظه، تسند عناد على الباب يشوفهم يغادرون بعد ما وعدهم يلحقهم للمزرعه بسيارته
دخل البيت بتنهيده يناظر الصالة اللي فضت، ومشى لغرفته يجهّز أغراضه وياخذ مفتاحه والتفت بيطلع وطاحت عينه على الشتله اللي زرع فيها غصن النعناع وتقدّم ياخذها وقفّل الأنوار خلفه
ركب سيارته ومشى، كان غيابه عن المزرعة مؤذي بالنسبه له، وكان يتجاهل جرحه و شوقه طول هالأيام
لكن وقوف راجح وحصة قدام باب بيته، ولهفة تميم ومشاري وبتّال اللي ما غابت عن عيونهم، وحتى لمعة العسل اللي لمحها بعيون وتين الليلة كانت السبب اللي يخلّيه يسلك طريق المزرعة بدون تردّد
شايل معه جرحه وشوقه وشتلة النعناع اللي فاحت ريحتها بسيارته

بمكان جديد
فيلا بتصميم بسيط، امتلى مدخلها بشتلات النعناع اليابسة، تدل على ظماها لأيام طويلة بدون ساقي ولا راعي
تسنّد براحه يشرب من كوب الشاهي، ووصله صوتها: شدّاد
التفت لها يشوفها تجلس بجنبه: وش صار على اللي قلت لك عنه؟
شدّاد: كلّمته وواضح الموضوع بيمشي مثل ما ودّنا
فريده ابتسمت: ومين سعيدة الحظ؟ وتين ولا حنين؟
شدّاد ناظر الفراغ بصمت ونطق: وتين
فريده سألت: ليش وتين؟
شدّاد احتدت ملامحه: أبي أكسر عنادها، أبيها تتأدب وتندم على أفعالها معي
فريده: وظنك بتضعف وتوافق بسهوله؟
شدّاد هز راسه: بتوافق، أعرف كيف أخليها توافق وتروح هي واختها
فريده بتنهيده: اتمنى توافق ونفتك ويطلعون من حياتنا
ابتسم شدّاد وناظرها تتلمس بطنها: تحسين بتعب؟
فريده نفت وناظرته بتفكير: أفكر نغيّر غرفة التوأم ونخليها للبيبي
سأل شدّاد بابتسامه: ووش بعد؟
فريده بتفكير: ونشيل الشتلات اليابسه لأنها مشوّهه بيتي
هز راسه شدّاد بالإيجاب وابتسمت فريده تتسند براحه
بنفس الوقت اللي كان شدّاد يبعد الشتلات، كان عناد يثبّت شتلته عند شبّاك غرفته بالمزرعة، رفع نظراته ولمح وتين من الشبّاك
واقفه عند الاسطبل شايله قطوته بحضنها وبجنبها هاجر وتهاني
يناظرون تميم اللي ينزّل الرعد من السياره المخصصه للخيل
بمساعدة مشاري، ووجد اللي حذّرت: ميشو وخر لا يرفسك مثل ذاك اليوم
مشاري ابتسم وتراجع خطوتين يبعد عن الرعد اللي يصهل بغضب
تقدمت حنين بتردّد، وناظرها تميم وهي تمسح على الرعد تهدّيه
وناظرتها وجد بعدم تصديق: لو أسويها رفسني
ضحكت حنين وابتسم تميم يمسك لجام الرعد ويمشي
ونطقت حنين تسمع صهيله: شكله تعبان بعد البطوله؟
تميم ناظرها: تقصديني ولا الرعد
حنين حكت جبينها باحراج: اقصد الرعد
ضحكت وجد، وهز راسه تميم: اسأليه لا تسأليني

أما بالجهه الثانيه من الاسطبل تسنّدت وتين على السياج
وناظرت القطوه تكلمها: تعلمي عشان بكره اذا صار فيه سباق قطاوه تفوزين
ناظرتها هاجر بذهول: بسم الله مين تكلمين؟
وتين ناظرتها: نعناعه
وصلهم صوت عناد: كاتي
وتين التفتت له ونفت: نعناعه
تهاني ناظرت عناد بابتسامه: نوّرت مكانك عناد
هز راسه عناد بدون ردّ، والتفت لوتين يمدّ يده بمعنى اعطيني القطوه
ضحكت هاجر تشوف وتين تعانده: نعناعه ما تبيك لأنك تركتها ورحت
نزّلت نظراتها للقطوه تسألها: صح؟
ردّ عناد: كاتي متعوده علي أروح وأرجع لها
رفعت وتين ذراع القطوه تأشّر له بمعنى "لا": ما نقبل أعذار
عناد رفع حاجبه: نقبل؟
سكتت وتين وناظرتهم تهاني بعقدة حاجبها، تشدّ على يدها وتشوف ابتسامة عناد لوتين اللي تمازحه بجراءه
ولاحظتها هاجر اللي سحبتها بهمس: تعالي نقعد بالحديقة
مشت تهاني مع هاجر، وكمّلت وتين كلامها: انا ونعناعه أقصد ما نقبل
عناد استفزّها: وانتِ وش دخلك انا اتكلم عن كاتي
وتين عقدت حاجبها: أنا ونعناعه واحد!
نطّت القطوه من حضن وتين ومشت تبتعد عنهم وناظروها عناد ووتين يشوفونها تجلس عند الحديقة
ونطقت وتين: شفت؟ خليتها تعصب مني
عناد: انتِ لو ما تنادينها نعناعه كان ما عصبت
سفهته وتين وصدّت تناظر الاسطبل وانشغالهم مع الرعد
وناظرها عناد يمنع ضحكته، والتفتت له وتين: كيف العبايات؟ ما أشوفك لابسها
عناد بإنكار: أي عبايات؟
وتين بضحكه: عبايات مخاوي الليل
عناد نفى: تحلمين شكلك
وتين هزت راسها: طيب وغصن النعناع وينه؟
عناد ناظرها: رميته
شهقت وتين: تمزح! كان سويت به شاهي على الأقل
عناد نفى: الشاهي ينشرب ساده
وتين نطقت قبل تمشي: معتوه!
ضحك يشوفها تمشي للحديقة تحت نظرات تهاني اللي عاقده حاجبها تلمح ابتسامات عناد، تلاحظه يبتسم ويضحك مع وتين بسهوله
تلاحظ راحته بالكلام معها، وابتهاج ملامحه من يشوفها
يوم جديد - ٩:١٠ ص

وقفت قدام المرايا تلفلف خصلاتها المبلوله، تحرّكت بهدوء لأجل ما تزعج حنين النايمه، أخذت جوالها تحس باهتزازه واستغربت تناظره ووسعت عيونها بذهول تشوف العدد الكبير من الطلبات
مشت تطلع من الغرفه وقفلت الباب بهدوء، وغطّت فمها بصدمه
وأسرعت بخطواتها للمستودع تكلم نفسها: يمه! وش صاير
دخلت وجلست على مكتبها تناظر الجوال، فتحت الموقع وشهقت تشوف عدد الطلبات المرتفع وزيادة عدد المتابعين
وقفت بصدمه ورفعت خصلتها خلف اذنها تناظر العبايات الجاهزه وتعدّهم بربكه
ورجعت تجلس تهدّي نفسها: يمديني، عندي أقمشه كثيره يمديني
كانت تحتاج حنين هاللحظة، لكنها نايمه ولا ودّها تصحّيها
رتّبت الطلبات حسب الأولوية، تفرزهم بتركيز وتكلم نفسها
مرّ الوقت واندمجت بين العبايات، تنتهي من الطلبات البسيطه بسهوله
وتبدأ تفرش أقمشتها تصمم العبايات الجديدة، كانت مبتسمه طول الوقت رغم ارتباكها وتوترها من العدد المُفاجئ اللي شافته بالموقع
ما كانت تدري وش السبب وكيف صار كل هذا لكن كل اللي تعرفه إنها تعيش حلمها، وتشوف ملامح جَناحها على وشك تكتمل
دخلت حنين اللي عينها على جوالها: وتين تخيلي وش صار!
رفعت حنين نظراتها ووقفت بذهول تشوف كمية البوكسات المنتثره بالأرض، ووتين اللي ترتب العبايات داخل كل بوكس
وتين اللي لاهيه بالعبايه بيدها: وش صار؟
حنين مشت تمدّ لها الجوال: فيه بلوقر مشهوره اعلنت عن براند جَناح
وتين رفعت راسها بصدمه تناظر الجوال: كيف أعلنت لي وأنا ما كلمتها!
حنين بتتكلم وقطع عليهم صوت الاشعارات بجوال وتين
وفزّت وتين: مافي وقت حنين افرزي معي الطلبات
ضحكت حنين ومشت تلبّي طلب وتين بحماس وتساعدها
دقايق وتنهدت وتين براحه بعد ما سيطرت على الوضع
ومدّت لها حنين كوب النعناع اللي سوّته لها وجلست جنبها
وتين شربت من كوبها وتناظر جوالها وعدّلت جلستها من انتبهت للرسالة اللي واصلتها من هاجر قبل ساعات
واللي كان محتواها "هدية بسيطة بمناسبة افتتاح مشروعك"

بنفس الوقت في مزرعة راجح
نطقت تهاني: والله انك سخيفه يا هاجر مالها داعي هالحركه!
هاجر التفتت لها: ليش سخيفه! البلوقر صاحبتي ومشهوره وش فيها لو طلبت منها تعلن لوتين؟ حتى ريال واحد ما أخذت مني
وجد رفعت عينها من اللابتوب: اتركيها هاجر! حتى لو ما كلمتي أحد يعلن أنا كنت ناويه أكلم أصلًا
تهاني هزت راسها: ايه خلوها تلعب عليكم وتستغلكم واخر شيء كل الأرباح لها لوحدها وانتم خلوكم!
وجد عقدت حاجبها: على أي أساس تفكرين كذا! ما طلبت من وتين أرباح ولا شيء، أنا جالسه أمارس هوايتي وتخصصي ومن زمان كان خاطري أدير مشروع وأساعد وتين وما تهمني الفلوس!
هاجر هزّت راسها: وحتى أنا رسمت لها الشعار بكل متعه ما طلبت منها شيء، وهي أصلًا صممت لنا عبايات وما قصرت
تهاني صدّت بتنهيده بدون ردّ، وقامت وجد تشيل اللابتوب: عمومًا ماني فاضيه اتناقش معك
طلعت وجد من الغرفة ومشت تنزل للصالة تشوف جدتها وأمها وزوجة خالها جالسين
وسألت: وين بتّال؟
غاليه أشرت: ظنتي انه في بيت الشعر عند جدّك
مشت وجد لبيت الشعر، ودخلت تشوف خوالها يتقهوون
ورحّب فيها راجح بابتسامه: هلا بشيخة البنيّات
تقدّمت تبوس راسه بابتسامه وجلست بجنب بتّال اللي ناظرها
ومدّت له وجد اللابتوب: احتاج مساعدة خبير مثلك
بتّال عدّل جلسته: اول شيء قولي خا
قاطعته وجد: خالي! ودي أقدم على تدريب إدارة أعمال في الشركه هذي لكن مو راضي
بتّال هز راسه: مو راضي لأني مسجلك عندي
وجد باستغراب: عندك وين؟
بتّال: وين يعني؟ بالفندق لكن لهيت ونسيت أعلمك
راجح نطق: سجّلها في فندق فرع البحرين أحسن لها، تبدأ في مكان جديد وتتعلم
هز راسه بتّال: سجّلتها هي ومشاري من زمان وبشوف اذا تهاني وهاجر يبون
حاتم نفى: بناتي أنا بسجلهم بس لين تتخرج تهاني
وجد بصدمه: دقيقه بستوعب! يعني بتدرب في البحرين؟
هز راسه بتّال: ايه في قسم ادارة المشاريع زي ما تحبين
صرخت وجد: احلف بتّال!
بتّال رفع اصبعه بتهديد: خالي
ضحك راجح يشوف وجد تبوس راس بتّال: بسميك خالي للأبد
وسألت وجد بحماس: وش راح تكون طبيعة شغلي؟
بتّال: بتصيرين مشرفة على مشاريع الفندق وأول إشراف لك راح يكون على الافتتاح، بيصير فيه عروض ومهرجان خاص لعملاءنا، وراح تكونين مع فريق عمل موظفين ومتدربين مثلك
وجد بحماس: متى أباشر؟
بتّال رد: في هذي ما أقدر اعطيك جواب واضح، الفندق باقي ما انتهى بشكل كامل
وجد هزت راسها: ما عليه بنتظر
ابتسم راجح يشوف فرحة وجد، والتفتوا لدخول عناد اللي سلّم وصدّ حاتم بتنهيده وقام يطلع من المكان
تقدم عناد يبوس راس راجح اللي أشّر: تعال يا عناد بغيتك بموضوع
جلس عناد، وقام بتّال: اجل انا استأذنكم عندي شغل
وقامت وجد شايله لابتوبها: وانا بروح أبشّر أمي
التفت راجح لعناد من فضى المكان، و صبّ عناد فنجال راجح
والتفت: آمرني يبه
راجح تسنّد يناظره: أبيك تعلمني وش اللي صار بينك وبين شدّاد ذيك الليلة
صد عناد واحتدت ملامحه، وكمّل راجح: ما صدقت حاتم ولا يهمني راي شدّاد ولا يهزّني أكبر راس فيهم، كل همي انت و أبي اسمع منك
نفى عناد: لا تشغل بالك يبه
قاطعه راجح: يتشكّى منك عند حاتم وما تبي ينشغل بالي؟ لو ما علمتني رحت لشدّاد وكسرت عينه
عقد حاجبه وناظره راجح يترقّب ردّه، ونطق عناد: في الوقت اللي رحت أعطيه كرتون التمر سمعته يرفع صوته على البنات واستفزني
هز راسه راجح من فهم الموضوع، وشرب فنجاله بتفكير
يناظر عناد اللي شارد بفنجاله، عناد اللي كبر وتربّى على يده
يد راجح اللي يمنع ويرفض فكرة إهانة البنت مهما صار، راجح اللي يعزّ بنته غاليه ووحيدته، ويبدّي سعادة حفيداته و راحتهم على راحته
فهم غضب عناد، وتفهّم شعوره ونطق: زين سويت، زين سويت يا عناد
سكت عناد، ونطق راجح بتنهيده: شدّاد قال ان أمهم تركتهم عنده بعد وفاة زوجها وسافرت، بس ما هقيته يعاملهم بهالشكل
عناد عقد حاجبها: ووينها أمهم؟
تنهد راجح: ما عاد سألوا عنها

أما عند التوأم
ابتسمت وتين تترك جوالها بعد ما شكرت هاجر: يا حلوها هاجر والله أحلى هدية
ناظرت حنين الفرحه بملامح اختها وابتسمت تتأملها
ونطقت وتين بتفكير: المندوب يقول عشر دقايق ويوصل ومابيه يدخل المستودع واحنا لوحدنا هنا، خلينا نطلّع له البوكسات الجاهزه ياخذها، واللي ما جهزت بكملها بكره
هزت راسها حنين، وقامت وتين تلبس عبايتها وشالت البوكسات
تحطها عند باب المزرعه
فتحت الباب من وصلها صوت سيارة المندوب
بنفس الوقت طلع عناد من مزرعة راجح ومعه تميم اللي يتحلطم: عجزت أنام من ألم عظامي عقب البطوله
عناد تسنّد يطلع سيجارته من جيبه ورفع راسه يحطها بفمه وطاحت عينه على السياره الواقفه عند باب مزرعة التوأم
والتفت تميم يشوف البوكسات اللي شايلها المندوب
وترك عناد سيجارته ومشى باتجاههم وخلفه تميم اللي يناظر بفضول
عناد سلّم على المندوب اللي يركّب البوكسات بسيارته
والتفت وطاحت عينه على وتين اللي شايله البوكس بيدها
وابتسم بخفوت يشوف كمية الطلبات، وسأل تميم: تحتاجون مساعده؟
ووصلهم صوت حنين اللي نطقت بتعب: وتين باقي بوكسات كثير خليه يدخل
وسكتت من شافت تميم وعناد، وتقدم عناد: وينها فيه؟
وتين نفت، وردّت حنين: في المستودع
تراجعت وتين تشوف عناد يدخل للمستودع ودخل خلفه تميم
يشيلون الطلبات، وأشّرت وتين: اللي هناك باقي ما جهزت
طلع تميم يشيل آخر الطلبات، ونفض عناد يده بعد ما انتهوا والتفت يناظر زوايا المستودع والصناديق السوداء بشرود
ووقفت وتين عند الباب تناظر شروده ونظراته للصناديق
ونطقت وتين: تقدر تشوفها، ما لمستها من جينا للمزرعة فما ادري وش داخلها
سكت عناد، وكمّلت وتين: شفت صور أطفال بس ما كانت واضحه بسبب الغبار والرماد، تبي تشوفها؟
نفى عناد: مابي أشوف شيء
وتين باستغراب: ليه؟ الصور لأهلك وانت تدري بهالشيء
قاطعها عناد: ما أعرفهم وحتى لو شفتهم ما أتذكر شيء
مشى عناد يطلع، وطلعت خلفه وتين: وش يعرفك انك ما تتذكر لو شفتهم؟
التفت لها عناد يحس بحرارة جوفه، وكملت وتين: أدري الموضوع صعب وحسيت بشعورك من ليلة عرفت ان المزرعة لأهلك
عناد صدّ بتنهيده: لا تتكلمين وكأنك تعرفين كل شيء
وتين نفت: ما أعرف كل شيء، بس أعرف شعور الفقد والغربه، حتى لو كنت ما تتذكر ابحث عن ذكرياتك بنفسك واعرف اللي صار!
ناظر عناد باب المستودع ثواني وناظرها يشوفها تترقّب رده
والتفت يكمل طريقه، ونطقت وتين: انت مو ما تتذكر، انت تخاف تبحث وتتذكر
قاطعها عناد: وانتِ؟ ليش ما بحثتي عن أمك طول هالوقت؟
جمد وجه وتين وسكتت تناظره بصدمه، ونطق يختم كلامه: ما هو أنا لحالي اللي اخاف يا بنت سلطان
وطلع والتفت له تميم اللي كان يركّب البوكسات مع المندوب
ومشى عناد يرجع لمزرعة راجح تحت نظرات تميم اللي نفض يده بعد ما مشى المندوب
ووصله صوت حنين اللي شكرته: شكرًا ما قصرتوا تعبناكم
تميم ناظرها ونفى: أبد ما من تعب
حنين سألت: وش اخبار الرعد بعد البطولة للحين تعبان؟
ابتسم تميم، وصدّ يدلّك كتفه: يمكن عنده شدّ في الكتف يطيب مع الراحه
ابتسمت حنين وهزت راسها: انتبه له، أقصد الرعد
ضحك تميم والتفتت حنين تدخل تشوفه يمشي للمزرعة بعد ما رفع يده يلوّح لها
دخلت حنين وانتبهت لوتين اللي جالسة على عتبة باب المستودع
تناظر الفراغ بشرود، واستغربت حنين: وتين وش فيك؟
صحت وتين من شرودها و نفت: ولا شيء
انتبهت حنين لصوت جوالها وأخذته وابتسمت تقرا الرسالة
والتفتت لوتين: وجد تقول إن الجدة حصة تبغانا معهم على الغداء
هزت راسها وتين: اسبقيني بخلص الطلبات وألحقك
حنين نفت: نطلع مع بعض
وتين أصرّت: روحي ما راح أطوّل دقايق وألحقك
هزت راسها حنين ومشت تتجهز تلبّي دعوة الجدة حصة
دقايق وطلعت ورفعت صوتها: وتين بطلع، بترك لك باب مزرعتهم مفتوح لا تتأخرين
تركت وتين القماش من طلعت حنين، والتفتت بتفكير ومشت للصناديق
وقفت تناظرهم تتذكر كلام عناد لها، مدّت يدها تفتح الصندوق بتردّد
وكشّرت تشم ريحة الغبار، وعقدت حاجبها تشوف الأشياء العشوائية والألعاب
أخذت الصورة تناظرها، وطاحت عينها على الكتاب اللي محترق نصفه
أخذته تناظر الاسم المكتوب عليه واللي كان
"عايشة - علم الكيمياء - ٢٠٠١"
لمعت عيون وتين وتقشعرت من فكرة إن صاحبة الكتاب متوفية
نقلت نظراتها تشوف آثار الحريق اللي شوّهت كل شيء
كل ما طاحت عينها على شيء تتركه من تشوف ان الرماد دمّره
أخذت الصور والكتاب تنوي تعطيهم عناد، لبست عبايتها ومشت تطلع من المزرعة تصرّ على فكرتها
تدري بإن اللي تسويه هو الصح، وتدري بإن الجهل شعور خانق بالنسبه لها، مثل جهل عناد بعائلته وجهلها بأمها
دخلت مزرعة راجح وتلفتت حولها، تسمع صوت البنات بالحديقة من بعيد
ومشت تدوّره بعيونها وطاحت عينها عليه جالس عند دكّة العيال لوحده
سيجارته بين أصابعه ويناظر جواله، أخذت نفس ومشت باتجاهه
نطق عناد من سمع صوت الخطوات: تميم صحى مشاري؟
رفع راسه ولانت ملامحه من استوعب انها وتين
ومشت وتين للمرجيحه تجلس عليها: أولًا ما جيت عشانك، جيت عشان المرجيحه
ناظرها عناد بدون رد، وأشّرت وتين على سيجارته: ثانيًا طفّها تكتمني
ابتسم عناد بخفوت ورماها يطفّيها تحت نظرات وتين اللي كمّلت كلامها: ثالثًا أنا ما أخاف
ناظرها عناد يفهم إنها ترد على آخر كلماته لها وخوفها من البحث عن أمها
وتين بلعت ريقها: طول عمري وأنا اتساءل عن أمي، لكن ما لقيت من يسمع أسئلتي، حنين كانت ترفض اتكلم عنها وشداد ما يهتم
نزّل عناد نظراته ليدينها اللي تشدّ على الصور والكتاب بحضنها
وتين حرّكت المرجيحه بهدوء: دايم اتساءل عن أشباهها، عن أطباعها، صوتها، وريحتها، و اتساءل عن سبب تركها لنا
بلع ريقه عناد يبعد نظراته عن ملامحها، وابتسمت وتين: لو أقدر أبحث عنها بحثت، لو عندي صناديق وبقايا لأمي ما كنت بتركها وأغمض عيوني عنها حتى لو كانت أمي مو موجودة بعالمنا
سكتت وتين تناظر الصور بيدها: مرّات أفكر يمكن أمي بعد هالسنين ماتت، يمكن ماتت وما عرفنا عن موتها، ولا لقيت أجوبه لأسئلتي لكن راح يكفيني إني بالأخير عرفت عنها شيء وبقى لي منها شيء
وقفت وتين وتقدّمت تمد له الصور والكتاب وناظرها عناد بشرود يلمح اسم أمه على الكتاب ومدّ يده ياخذها من وتين اللي تراجعت
ونطقت: متى ما قرّرت تشوف الصناديق في أي وقت، علمني
التفتت بتمشي وناداها عناد: بنت سلطان
التفتت وتين له، ونطق عناد: ما شكرتك
نفت وتين: لا تشكرني
ابتسم وصدّ يفهم انها تقلّد ردوده، وقلّدها: ما كنت بشكرك!
ضحكت وكملت طريقها تتركه يناظر الكتاب ورفع الصوره يشوفها بعقدة حواجبه، كانت فعلًا محترقه ومو واضحه ملامحهم
لكنه يدري ان اللي بالصورة أمه واختها، عائلته المجهوله

مشت وتين ووقفت مكانها من وصلها صوت تهاني: وش كنتِ تسوين عند عناد؟
عقدت حاجبها وتين تشوفها تتقدم وتناظرها بحدّه
وكرّرت تهاني سؤالها: ليش واقفه عنده لوحدك هناك! ما تستحين؟
وتين ابتسمت بخفوت: ما ودي اعوّرك تهاني
تهاني نفت: بتخوفيني؟ خليتي اختك تجي قبلك عشان تختلين بعناد و تستغفليننا يا قليلة الأدب
تقدمت وتين ومسكت فكّ تهاني بيدها تضغط عليه وتدفعها بعيد عنها وطاحت تهاني بألم
ووصلها صوت فاطمه: تهاني!
وقامت تهاني بألم: أمي
فاطمه تقدمت تمسك ذراع تهاني تساعدها توقف: وش فيكم انجنيتوا؟
تهاني نطقت: وتين كانت مع عناد عند دكّة العيال لوحدهم
فاطمه التفتت لها: وتين؟
وتين ناظرتها بدون رد، ونطقت فاطمه بتنهيده: ادخلوا، أمي حصة تنتظرنا على الغداء لا يشوفكم حاتم ويسوي لنا سالفه
مشت تهاني ماسكه ذراعها بألم، ومشت وتين ومسكتها فاطمه
ناظرتها وتين بصمت، ونطقت فاطمه: صدق الكلام اللي قالته تهاني؟
وتين هزت راسها بالايجاب: صدق
فاطمه ناظرتها بغرابه: وش عندك مع عناد؟
رفعت وتين أكتافها: اعطيته أغراض من المزرعة بعد الحريق
فاطمه حذّرتها: لا عاد تعيدينها ماله داعي يشوفكم أحد غير تهاني
مشت وتين خلف فاطمه والتفتت تسرق نظره أخيره لجهة دكة العيال
عند عناد اللي ما شال عينه عن الصور، يلمح هيئة أمه اللي ماسكه يده بالصورة وهيئة اختها اللي شايله بيدها بناتها الثنتين
غمض عناد عيونه، تحرقه الذكرى، يتهيأ ملمس يد أمه في الصورة
و يتردّد صدى صوتها: عناد حبيبي طالع في الكاميرا
وصوت انثوي يصرخ: واحد اثنين ثلاثه!
تداخلت الأصوات، وعاثت به ذكرياته بالفراغ لين لقى نفسه وسط الحريق، ينادي بعلوّ صوته الطفولي ويهرب من النيران بضعف
فتح عيونه من وصله صوت تميم ينادي: عناد يالله الغداء

في الصالة اللي اجتمعوا فيها على طاولة الطعام
امتلت بألذ الأطباق اللي سوّتها الجدة حصة بكل حُب
تحرص على إن الكل يذوق منها وبالذات التوأم، ضيوفها اللي تحب تواجدهم حولها
الجدة حصة تأملت حفيداتها اللي جالسين قدامها مع التوأم
ونطقت: يالله عسى البنات يكثرون
غالية ضحكت: يمه احمدي ربك ما سمعوك العيال
فاطمه هزت راسها: والله مشاري ما راح يسكت لو سمعها
حصة: وأنا قلت شيء غلط؟ خلي العيال يدعي لهم جدّهم و أنا ادعي لبناتي
ابتسمت حنين وناظرت وتين اللي ابتسمت لها يسمعون دعوات حصة الحنونة وحبّها الواضح لبناتها
ونطقت وجد: طيب يمه دامك تحبيننا، أبوي جاب سيارتي وبنطلع انا والبنات للخُبر نتمشى
حصة ضحكت بقلّ حيله: شيطانه هالبنت
وجد ضحكت: ماراح نطوّل بنتمشى بالكورنيش ونجرب مطعم جديد ونرجع
حصة ناظرت غالية تترقّب ردها، ورفعت غاليه يدينها: الأمر جاء من عبدالمحسن ماهو مني، أبوها فيه من شطانتها بعد
وجد ضحكت تشرب عصيرها: حبيبي أبوي
حصة هزت راسها: روحوا بس انتبهوا لنفسكم ولا تسرعين!
ابتسمت وجد: تامرين أمر

وبعد ما انهوا غداهم، اجتمعوا العيال في الدكّه كعادتهم
تسنّد عناد وتقدم مشاري يثبّت ابريق الشاهي على النار
وجلس تميم: بتّال مشى للبحرين ما امدانا نشوفه
عناد هز راسه: منشغل مع الفندق الله يعينه
التفت مشاري لأصوات البنات، والتفت تميم يشوف وجد تركب سيارتها
ورفعت يدها وجد تلوّح لهم، ورفع مشاري صوته: انتبهوا لأنفسكم
عناد طاحت عينه على وتين اللي ركضت تتسابق هي وهاجر على المقعد الأمامي وارتفعت ضحكاتهم
هاجر ركبت بالمقعد الخلفي: انا الكبيرة بس بسكت لك
ركبت وتين قدام ونزّلت المرايا تناظر شكلها وتعدّل شعرها وركبت حنين وبجنبها تهاني وحرّكت وجد السياره تطلع من أسوار المزرعة
تميم تسند بتنهيده: مدري ليه ما ارتاح اذا وجد ساقت في طريق المزرعه، دايم تجيب لنا مصيبه
عناد ضحك: مثل تغريزتها السنه اللي فاتت عند البحر
مشاري بضحكه: يوم كانت تقول بجرب السياره تمشي على الموج ولالا، صرعتني ضحك

حكّت وجد اذنها بغرابه: احس العيال يحشون فيني
وتين التفتت لها: وش الطاري؟
وجد هزت راسها: اعرف نظراتهم لي من شوي وانا اركب السياره محسسيني بسوي مصيبه
هاجر ضحكت: انتِ اكثر وحده تدرين ليه يا وجد
وجد لفّت السياره تدخل بين المزارع، وسألت تهاني: وش تسوين الطريق السريع ورانا!
وجد ناظرت قوقل ماب: بنروح مع طريق مختصر
تهاني ناظرت حولها بقلق: وجد ارجعي للطريق بالله
وتين مدّت يدها تشغل أغاني تايلور سويفت: ماعليك منها روحي مع أي طريق تبينه
وجد ضحكت: هذا اللي ابيه!
ضحكت وتين ترفع صوت الأغنيه، وابتسمت حنين تغني معها
دقايق ووقفت وجد السياره بقوه وشهقت والتفتت وتين: وش صار؟
وجد فتحت الباب ونزلت تناظر الكفر بصدمه وطلّت وتين من الشباك: انكسر الكفر
حنين ناظرتها: ما يقولون انكسر!
هاجر نزلت تناظره وتنهدت: انشق
وجد رجعت تركب السياره واخذت جوالها تدق على تميم
وتسندت وتين بتنهيده تختار أغنية من جوالها
ونطقت وجد من ردّ تميم: تميم الكفر مدري وش فيه تعال
تميم غمض عيونه: والله إني داري، وش فيه؟
وجد رفعت أكتافها: مدري وتين تقول انكسر
وتين التفتت ونفت: هاجر تقول انشق مدري أنا
تميم وقف والتفت عناد له يسمعه يحذرها: لا تلمسين شيء بجيك انا والعيال الحين، ارسلي اللوكيشن
وجد بترجّي: أمي حصوص لا تدري عن شيء تعالوا بصمت وقول لمشاري لا يجي معكم
قفل تميم بتنهيده، والتفت للعيال: بنشر الكفر
مشاري ضحك بصوت عالي ووقف، ونطق تميم: عناد عندك العدّة صح؟

وجد سنّدت راسها على الدركسون: مشاري بيجي أكيد بيجي معهم
هاجر بضحكه: ماراح يفوّتها حبيبتي بيجي يتشمت ويمشي
وتين شغّلت الأغنية: روقي ما عليه ينكسر الكفر ويتصلّح
تهاني نطقت: لو رايحين مع الطريق السريع بدال فلسفتكم
وجد التفتت بتهديد: تهاني والله أنزّلك لو ما تسكتين
طال جدالهم، وقطع عليهم صوت السياره اللي وقفت خلفهم
وطلّت وجد من الشباك تشوف تميم وعناد اللي شايل العدّة
وخلفهم مشاري المبتسم اللي مشى باتجاه شباك وجد: يا الغشيمه
وجد قفلت الشباك تتجاهل مشاري، وضحكت وتين وطلّت من شباكها تشوف عناد يناظر الكفر بعقدة حاجبه: والله مشقوق
ونطق تميم يناظر وجد: وش يدخلك بين المزارع والمسامير!
وجد باحراج: تميم صلّحوه بسرعه لا تعاتبني
عناد تقدم لشباك وتين يسمع صوت الأغنية اللي مشغّلتها
وسنّد ذراعه على الشباك يناظر وتين: حطّي السياره على الp عشان نقدر نرفع الكفر
وتين أبعدت عيونها عن نظراته والتفتت لوجد اللي نفّذت كلام عناد
طق مشاري شباك وجد المقفول: يا الغشيمه افتحي الشنطه باخذ الكفر الاحتياطي
غمضت وجد عيونها تهدّي نفسها وفتحت الشنطه تسمع ضحكات مشاري
سنّدت وتين دقنها على الشباك تناظر انشغال عناد مع الكفر اللي كان من جهتها وقريب من بابها
ابتعد تميم عن عناد يشيل الكفر المشقوق وياخذه لسيارته
ثبّت عناد المسمار بين أسنانه وبيدينه الثنتين يلفّ الكفر
ونطقت وتين: لا تبلعه يا معتوه
رفع عناد عيونه لها والمسمار بين أسنانه وابتسم على لقب معتوه اللي صار يستلطفه منها
شال عناد المسمار وثبّته بالكفر وصدّت وتين تناظر جوالها من انتهت الأغنية وتشغّل غيرها، غافله عن نظرات تهاني اللي كانت منتبهه لكلماتها مع عناد وابتسامته لها
أما حنين كانت تتأمل الموقف حولها بصمت، تتبع بنظراتها تميم واهتمامه في وجد من ينبّهها: لا تنزلين أنا أسوي كل شيء، خلوكم في السيارة
وتضحك على مزحات مشاري وضحكاته، وتبتسم لمساعدة عناد وحرصه على إن الكفر مضبوط
قام عناد ينفض يده: تقدرون تمشون الحين بس لا تجين من هالطريق ارجعي وراء
وجد هزت راسها: ما كنت بجي منه أصلًا بس ضيعني قوقل ماب
أيّدتها وتين: صح كنا نبغى الطريق السريع
هز راسه عناد وناظر وتين: انتبهوا لأنفسكم
نزلت وتين نظراتها لجوالها ولوّحت له وجد ومشى تميم وخلفه مشاري
ضحكت هاجر، ووسعت حنين عيونها تناظرهم: ويكذبون عيني عينك
هاجر بتنهيده: كنا متحملين وجد لحالها طلعت وتين مثلها
وجد مدّت يدها تصافح وتين: توأمي الضايع
وتين هزت راسها تصافحها: عندي توأم بس استقبل توأم ثاني
حنين بضحكه: حرّكوا بس
و مشوا متجهين للخُبر، متحمسين يقضون وقتهم في الكورنيش
تتعالى ضحكاتهم وتزين سوالفهم ويندمجون مع بعضهم أكثر
حاوطت وتين كتف حنين تتصوّر معها وخلفهم البحر
توثّق اللحظة اللي تمنّوها وتخيلوها سنين طويلة، اللحظة اللي انطلقوا فيها بأجنحتهم، وتعرّفوا على ناس حنونة، تشاركوا معهم الضحكات والأكلات، التمّوا معهم حول الطاولة في المطعم
ونطقت وتين: أنا بعزمكم بمناسبة انطلاق مشروعي
والتفتت تناظر هاجر بامتنان: الطلبات من الصبح ما وقفت
وجد ناظرتها: اذا تحسين بضغط كلميني أساعدك
نفت وتين بابتسامه: قدرت اسيطر على الوضع انا وحنين وارسلنا أول دفعه مع المندوب
ناظرتها هاجر بفخر: عقبال افتتاح محلّك الخاص يا مُلهمه
ناظرت تهاني ابتسامة وتين لهاجر وصدّت تاكل من صحنها بصمت
وانتبهت حنين للرسالة بجوالها وجمدت ملامحها تقرا محتواها
همست لوتين تورّيها: شدّاد مرسل لي
قرأت وتين الرسالة واللي كانت "انا جاي للمزرعة ومعي ضيوف رتبوا المجلس وجهزوا القهوه"
تأففت وتين والتفتت تكمل أكلها، وهمست لها حنين: لازم نرجع لو جاء واحنا مو موجودين…
قاطعتها وتين بهمس: للحين تخافين حنين؟
نفت حنين وعقدت حاجبها: مالي خلق ينكد علينا
سكتت وتين ثواني وناظرت البنات اللي أنهوا صحونهم
ونطقت: يالله بنات نرجع؟

في نفس الوقت، في سيارة شدّاد
تأففت فريدة: ما كان له داعي أجي معك
شدّاد هز راسه: الا له داعي اجلسي مع اخت الرجّال وخليها تشوف وتين
التفت شدّاد لصوت الجوال و ردّ: هلا خالد
صدّت فريده تسمعه يكلّم: ايه على اللوكيشن اللي ارسلته لك، انا شوي وأوصل، بالسلامه
ناظرت فريده طريق المزرعة: ما اصدق بتاخذني للمكان اللي هربنا منه قبل عشرين سنه
شدّاد ناظرها: تحملي الليله بس وبنرجع
وقف شدّاد قدام المزرعة يسمع فريده تحذّره: ماراح ننام فيها. مااقدر اتحمل أجلس أكثر من كذا!
هز راسه وفتح الباب ودخل يسمع صوت الهدوء بالمزرعة
وخلفه فريده اللي دخلت وناظرت حولها بغرابه
دخل شدّاد البيت ينادي: وتين، حنين
فريده ناظرت الشتلات ومدّت رجلها تبعدهم عن طريقها: حتى هنا نعناع
رفع صوته شدّاد يدخل غرفة التوأم: وتين!
فريده مشت خلفه وناظرت بصدمه: مو موجودين!
شدّاد أخذ جواله بعصبيه يتصل على وتين اللي كانت بالسياره
انتبهت لاتصاله وقفّلت بوجهه تناظر الطريق بجمود
شدّاد صرخ بغضب: ما ترد بنت اللذين
قاطعته فريده: بيجون الضيوف وهم مو موجودين شدّاد!!
شدّاد مشى يطلع بعصبيه وهو يتصل على حنين اللي ناظرت مكالمته بقلق
ورفعت راسها من وقفت وجد السياره قدام المزرعة
سمع شدّاد صوت السياره وطلع يشوف التوأم ينزلون منها
لوّحت لهم وجد ومشت لمزرعة راجح، وناظرهم شدّاد بغضب
مشت وتين تدخل ودخلت خلفها حنين تحت نظرات شدّاد
ووصلهم صوت فريده: جيتوا! وين كنتِ انتِ وياها؟
حنين ناظرت فريدة بصدمه مستغربه وجودها في المزرعة
ونطق شدّاد بغضب: روحوا تجهزوا، كلامي معكم بعدين
وتين سفهته ومشت بتدخل ووقفت مكانها من شافت شتلاتها طايحه على الأرض ومنتثره
وشهقت: نعناعاتي!
رفعت وتين راسها لفريده بعصبيه: انتِ سويتي فيها كذا صح؟
صرخ شدّاد: سووا اللي قلت لكم عنه بلا كلام زايد
نزلت وتين لمستوى شتلاتها ترتّبهم وتتلمّس غصن البابونج تتأكد من سلامته
ونطقت حنين باستغراب: مين راح يجي؟
شدّاد تقدم يناظرها بعصبيه: تفهمين الكلام ولا أفهّمك؟
حنين تراجعت ودخلت تبعد عن نظراته، وقامت وتين بتنهيده تنفض يدها
وتقدّم شداد يمسكها من ذراعها بقوه: ما بعد حاسبتكم على طلعتكم، الحقي اختك قبل اكسر راسك
ابعدت وتين ذراعها عنه ومشت تتعدّاه وتضرب كتفها بكتف فريده اللي تراجعت بألم تناظر وتين بحقد
ومشت وتين للغرفة ودخلت تقفل الباب بكل قوّتها
شالت عبايتها وانسدحت على سريرها تناظر حنين اللي شارده
ونطقت حنين: مو مرتاحه من جيّتهم، ليه القرده معه؟
وتين عدّلت جلستها: انا اوريها هالقرده ان ما قطعت شعرها وخيّطت به عبايه
ضحكت حنين، ونطقت وتين بقهر: تقطّعت نص نعناعاتي بسببها!
حنين بتنهيده: انتِ وين وانا وين! كل همك النعناع
قطع عليهم صوت الباب ومشت وتين تطلّ من الشباك تشوف شدّاد يفتح الباب ويستقبل ضيوفه المجهولين بالنسبه لها
تشوف الرجال الغريب ومعه وحده استقبلتها فريده بالأحضان
دقايق ونزلت وتين وخلفها حنين تشوف فريده جالسه بالصالة ومعها ضيفتهم المجهوله
فريده ناظرت وتين: تعالي يا وتين سلّمي على خالتك نجلاء
وتين تقدمت تناظر نجلاء اللي وقفت تنقل نظراتها بينها وبين حنين
ونطقت نجلاء بضحكه: أي وحده فيهم وتين؟
فريده أشّرت: هذي
نجلاء ابتسمت: ماشاء الله، ماشاء الله
وتين رفعت حواجبها بدون ردّ، ونطقت فريده: روحوا سووا القهوه
وتين جلست: سويها انتِ مو انا اللي عزمت
تلاشت ابتسامة نجلاء تشوف تواقح وتين مع فريده واسلوبها
ووسعت فريده عيونها: وتين!
حنين مشت تهدّي الوضع وهمست لوتين: انا بسويها اهجدي
وتين ناظرتها والتفتت لجهة المجلس تسمع ضحكات شدّاد العالية
شدّاد هز راسه: أبرك الساعات
خالد نطق: والله يوم كلمتني اختي نجلاء وقالت لقيت لك بنت انصدمت، مالي الا كم يوم طالع من السجن وانت عارف تفكير الناس
ابتسم شداد: ابد ماهو عيب يا خالد الانسان يغلط ويتوب
بنفس الوقت نطقت نجلاء: أخوي خالد طاح في شلة خراب من سنين وهم السبب اللي خلّوه يتأخر ما يشوف حياته ولا يتزوج
فريده شربت فنجالها بابتسامه: يتزوج يا حبيبتي ليش ما يتزوج
نجلاء ضحكت: وقلنا ندوّر له وحده تصونه ويعقل شوي ويوم كلمتيني وقلتي لي عندك بنات للزواج استانست
وتين شرقت تضحك بصوت عالي وتراجعت نجلاء تمسح رذاذ القهوه اللي تطايرت عليهم من وتين
فريده ناظرت وتين وردّت على نجلاء: صادقه وحتى هو ياخذ له وحده يربّيها من جديد
وتين بضحكه: وش ذا الزواج بكج تربيه ولا وش؟ نتزوج عشان نربّي بعض
وتين كملت كلامها تناظر نجلاء: بس للاسف هالبكج ماهو عندنا
نجلاء عقدت حاجبها ونطقت فريده: نردّ لكم خبر هاليومين
حنين جمد وجهها تستوعب الكلام اللي تسمعه، تدري انهم ماهم ضيوف عاديين، وتدري عن نية فريدة وشداد اللي وقف يصافح خالد ويودّعه
وقفت وتين واحتدت ملامحها من طلعوا، والتفتت لفريده: وش قاعده تسوين يا القرده ما يكفي كرّهتينا بحياتنا طول هالسنين!
وصلها صوت شدّاد العالي: انطمي
حنين تقدمت تسأل بعدم استيعاب: مين هالضيوف اللي جو؟
شدّاد تقدم و رمى نفسه على الكنبه بابتسامه يناظر وتين باستفزاز
حنين بلعت ريقها من نظراته الغريبة، وكرّرت سؤالها: مين اللي كان في المجلس؟
شدّاد ناظر وتين: خطيبها
وسعت حنين عيونها، وضحكت وتين بعلوّ صوتها وتصفق يدينها ببعض
وقف شدّاد وتقدم لوتين اللي سكتت تناظره بابتسامه خافته
شدّاد مسك فكّها يشدّه: يوم تكسرين كلمتي، اكسر عينك
وتين: تنكسر يدك و ما تكسر عيني يا شدّاد
شداد دفعها يكمل كلامه: بعد يومين بيجي الشيخ
حنين رفعت صوتها: أي شيخ! انت مستوعب وش قاعد تسوي؟
شدّاد هز راسه يأشر على وتين: أزوّجها، الا اذا ودك تتزوجين مثلها
وتين نفت: ما بتزوج
شدّاد بغضب: بتتزوجين، جهزي نفسك
وتين ضحكت بسخريه وناظرت شدّاد اللي يناظرها بغضب
وتين تقدمت تحط عينها بعينه: بتجبرني؟ اتحداك
شدّاد صفعها وتراجعت وتين خطوتين وسألت: هذي قوة الاجبار عندك؟ بالهمجيه؟
ورفست وتين الكرسي بصرخه: حتى انا همجيه! لا تختبر صبري لا تختبرني
تراجعت فريده برعب، وطاحت دموع حنين تشوف غضب اختها وتقدم شدّاد بعصبيه: لا تكثرين حكي، قلت اللي عندي و راح تنفّذينه واختك تلحقك وهالمزرعه ماعاد بدفع أجارها وبتطلعون منها
نفت وتين: ما تفهم؟ مابي اتزوج
شدّاد باستفزاز: ليه؟ عرفتي انك تحتاجيني؟ تحتاجين مأوى تعيشين فيه واللي أنا وزوجتي موفّرينه؟ تحتاجيننا؟
عقدت حاجبها وتين، وكمّل شدّاد كلامه يتحداها: ما قلت لك؟ حاجتك عندي وبتعيشين طول عمرك انتِ واختك تدورون العيشه وما تعيشونها، هذا انتِ ترفضين الزواج بنفسك ورضيتي بالعيشه عندي
جنّ جنون وتين تسمعه يسرد سمومه ويختم كلامه: بتعيشون تحت ظلّي، مالكم احد بهالحياه غيري انا و فريده
ابتسمت فريده بانتصار و رصّت وتين على أسنانها تشوفه يضحك بسخريه ويرجع يجلس براحه وتسمع ضحكة فريده الخافته
حنين تقدمت تمسك ذراع وتين تخاف من غضبها وتهوّرها
وهمست حنين: وتين لا تسمعين له!
وتين شدّت على يدها تناظر شدّاد، وهمست حنين: وتين تكفين
شدّاد التفت لوتين اللي نطقت: بتزوجه
وسعت حنين عيونها بصدمه: وتين!
وتين اللي ما شالت عينها عن شدّاد: بتزوجه مو عشانك، عشان اثبت لك و لقردتك انك نكره بحياتنا
سكت شدّاد يشوفها تتقدم له وتوقف قدامه بتحدي: بتزوجه عشان اثبت لك ان لا أنا ولا حنين نحتاجكم
حنين طاحت دموعها وتقدمت تسحب وتين اللي صرخت على شدّاد: ما نحتاجك تفهم؟
سحبتها حنين لغرفتهم ودخلت تقفل الباب وتقدمت وتين بغضب ترمي الاغراض اللي على التسريحة وتنثرها بالأرض وتسندت تاخذ نفس
ومسكتها حنين تلّفها لجهتها: وتين انجنيتي!
وتين جلست على السرير وغمضت عيونها بقلّ صبر
ومشت حنين تجلس قدامها وطاحت دموعها: ناظريني وتين
وتين ناظرت حنين وعيونها المدمعه ومدّت يدها تمسح دموعها: لا تبكين
حنين بقهر: لا تغيرين الموضوع، مستوعبه وش سويتي؟
وتين هزت راسها: مستوعبه
حنين نفت: انا مو مستوعبه! كيف خليتيه يلعب بعقلك وسويتي اللي يبيه هو وزوجته
وتين رفعت حاجبها: ما سويت اللي هو يبيه! سويت اللي أنا أبيه
حنين بترجّي: لا تظلمين نفسك وتسوينها، مو قلنا بنحقق أحلامنا ونطلع من هالمكان؟ خلينا نتحمل هالفتره بس
نفت وتين: ما راح اتحمل اعيش معه بعد كلامه
حنين نطقت بقهر: وتين بنطلع من هالمكان بس مع واحد خرّيج سجون! ما تسمعين كلام اخته عنه؟ طايح بالخراب وفوقها أكبر منك بعشر سنوات
وتين ناظرتها بصمت و قامت تدخل الحمام، وغمضت حنين عيونها تمنع بكاءها
ثواني و قامت حنين وطلعت من الغرفه ونزلت لشدّاد اللي يكلم بجواله
وقفت مكانها تسمعه: الله يحييكم بعد يومين موعدنا والبنت موافقه
حنين عضت شفايفها، وقفل جواله ورفع راسه لحنين وابتسم: لا تزعلين ماهي طايره اختك بتعيشين معها جهّزي أغراضك
ناظرته حنين بقهر تشوفه ياخذ مفتاحه ويطلع وطلعت خلفه فريده اللي ما زالت ابتسامة الانتصار مرسومه بملامحها
وشدّت حنين على يدها تختنق بأنفاسها وتبلع كلماتها المحبوسه بصدرها بحرقه
جلست على الدرج ولمّت راسها وغمضت عيونها تحاول تستوعب حجم المصيبه اللي طاحوا فيها
تجهل وش ينتظرهم بكره، وتخاف منه، تخاف من الأمان اللي كانت تعيشه مع اختها و في ثواني تبدّد من حولها
و الأحلام اللي كانت ترسمها مع اختها اختفت من صفحتهم وبقت بيضاء وكأنها أوهام
تعليقات