📌 روايات متفرقة

رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل الخامس 5 بقلم شروق عبدالله

رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل الخامس 5 بقلم شروق عبدالله

رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن pdf الفصل الخامس 5 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن pdf الفصل الخامس 5 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل الخامس 5 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل الخامس 5
رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل الاول 1 بقلم شروق عبدالله

رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل الخامس 5 بقلم شروق عبدالله


١٠:٤٥ م
في مزرعة راجح
جالس على سريره ومسنّد ذراعينه على ركبته، ماسك بيدينه صورة أمه وكتابها ويتأملها بشرود
تتكرّر على مسامعه كلمات وتين له قبل ساعات
"متى ما قرّرت تشوف الصناديق في أي وقت، علمني"
يتذكر كلامها عن أمها المجهولة، يتذكر نبرة الحزن والشوق بصوتها
كلماتها له، والصور اللي حطّتها بين يدينه كانت هي الشرارة الأولى اللي أشعلت فتيل ذكرياته الضايعة
ذكرياته اللي عاش سنين عمره وهو يخاف يتذكّرها
عاش عمره بين روح خايفة وبين قلب قوي، اختار درب النيران ووقف بوجهها كل يوم لكنه كان يتحاشى درب المزرعة ورمادها
واليوم دروبه تاخذه للمزرعة، وأفكاره تودّيه لصناديق المستودع
ودّه يبحث أكثر ويشوف اسم عايشه أكثر، ودّه يلمس آثارها اللي انتركت على كُتبها و صورها
قام ومشى يطلع من الغرفة ينوي ينفّذ اللي في راسه

أما في الصالة اللي مجتمعين فيها كعادتهم
نطقت غالية باستغراب: وين التوأم مالهم حس الليلة
وجد اللي لاهيه بجوالها: كلمتهم ما يردون بعد ما رجعنا من الخبر
الجدة حصة بضيق: ما ذاقوا بسبوستي
هاجر بضحكة: يمه احنا نذوقها كل يوم
تنهدت حصة والتفتت لوجد: كلميهم يا بنتي، تطمني عنهم لا يقعدون بهالمزرعه لحالهم
هزت راسها وجد، وانتبهت حصة لعناد اللي مشى بيطلع
ونادته: يمه عناد، تعال يا وليدي
تراجع عناد ودخل للصالة، ونطقت حصة تأشر: اذا بتطلع خذ معك هالصحن بسبوسه للتوأم
تهاني التفتت: الساعه ١١ يمه يمكن ناموا
نفت وجد: ما اتوقع ناموا
مشى عناد ياخذ الصحن: أبشري
وابتسمت حصه: الله يرضى عليك يا وليدي

عند التوأم، في المستودع اللي دفنت وتين نفسها فيه وسط أقمشتها، تكمل طلباتها الناقصة وتشغل أفكارها بها
تسمع كلمات حنين بجنبها: وتين تكفين نشف ريقي
وتين بتنهيده: روحي نامي حنين، تعبنا اليوم
حنين ناظرتها بصمت وانتبهت لرسائل وجد لها
ونطقت وتين تحذّرها: يا ويلك حنين يا ويلك مني لو تعلمينها او يوصلهم خبر عن الموضوع!
تأففت حنين ووقفت بغضب: لا تحسبين الموضوع بيوقف هنا ويعدّي بالنسبه لي! لو سويتيها والله لأقعد بالمزرعة لوحدي
وتين هزت راسها: ايه اقعدي مع المتخلف شداد وخلّيه يهينك ويذلّك وهو حتى المزرعه يذلنا على أجارها
دمعت عيون حنين تناظر وتين وعصبيتها، وصدّت وتين ترسم بدفتر تصاميمها
ومشت حنين تطلع من المستودع، ورفعت راسها تاخذ نفس
و شردت وتين تفكر بأحداث اليوم وتسترجعها، بلعت ريقها تفكر بالمصيبة اللي طيّحت نفسها فيها
قطع عليها صوت الباب والتفتت باستغراب، قامت تلبس عبايتها ومشت تطلع
ورفعت صوتها: مين؟
ووصلها الرّد: عناد
فتحت وتين الباب وناظرت وقوفه قدامها شايل بيده صحن البسبوسه اللي مدّه لها: من أمي حصوص
اخذته وتين بامتنان ولاحظ عناد الضيق بملامحها
وسأل: صاير لكم شيء؟ أمي حصوص شايله همكم
نفت وتين: مو صاير شيء
سكت عناد، كان يحس بغرابتها، ما ابتسمت ولا نادته يا المعتوه كعادتها
صدّ يناظر الفراغ ونزّلت وتين نظراتها للصحن بصمت
ونطق عناد: قلتي لي أعلمك متى ما بغيت أشوف الصناديق
وتين بذهول: تبي تشوفها؟
هز عناد راسه: بس ماهو الحين الوقت تأخر، إذا أصبح الصبح أجيك؟
ناظرته وتين ثواني، وهزّت راسها بالايجاب: بكون في المستودع
تراجع عناد وعينه بعينها، ورفع يده يلوّح لها ولوّحت له تشوفه يلتفت ويمشي باتجاه مزرعة راجح، حاشر يدينه بجيوبه ويناظر خطواته
دخلت وتين، والتفت عناد يناظر الفراغ بمكانها وتنهد يدخل للمزرعة

يوم جديد، عند التوأم
وقفت وتين قدام المرايا تلفلف خصلاتها كعادتها، وحنين اللي تحرّكت تصحى من غفوتها تحس بصداع راسها، ما نامت الليل كله وهي تفكّر، يشغلها موضوع زواج وتين ويخنق أنفاسها كل ما فكرت فيه
انتبهت للاشعار بجوالها واللي كان من شدّاد
"الشيخ بيجي بكره جهزوا أنفسكم"
وفزّت حنين: وتين! قريتي رسالة شدّاد
وتين: قريتها
رفعت حنين نظراتها لوتين اللي منشغله ترتّب شعرها الكيرلي
ونطقت حنين: بيجي الشيخ بكره مستوعبه؟
وتين هزت راسها: خليه يجي
حنين سكتت ثواني ونطقت: ما صرت أعرفك وتين
ناظرتها وتين بصمت، وكملت حنين كلامها: ما صرت أعرف وش قاعده تسوين وليش؟ كل هذي المسأله عناد؟ تعاندين شدّاد وتتحدينه؟
وتين هزت راسها: يبيها عناد؟ يبيها تحدي؟ اللي ودّه، المهم أنا وشداد ما يجمعنا مكان
ومشت وتين تطلع من الغرفة، وغطت حنين ملامحها وبكت
بكت من قهرها، بكت من شعورها بالعجز، بكت تشتم شدّاد بين شهقاتها
ثواني والتفتت لاتصال وجد بجوالها وناظرت اسمها بشرود
تختفي قدامها كل السُبل، وتتقطع كل حبال النجاة إلا حبل واحد
ردّت حنين بصوتها الباكي: وجد

بنفس الوقت في مزرعة راجح
ناظر الساعة وابتسم بخفوت يتذكر موعده مع وتين
لبس الهودي الأسود و رشّ من عطره ياخذ نظره أخيره لمرايته
والتفت يناظر شتلة النعناع بجنب شبّاكه وحوّل نظراته للريشه ونظارتها على رفّ تسريحته، يشوف وتين حوله ويشوف تأثيرها عليه بأيام قليلة
يحس باختلافه اذا صار معها، الوحيدة اللي يلاقي نفسه يضحك ويبتسم معها بسهوله
مشى يطلع من غرفته وابتسامته ما زالت تزيّن ملامحه
طلع للحديقة يشوف وجد اللي رافعه جوالها بإذنها وبجنبها تميم اللي عاقد حاجبه ولانت ملامح عناد يناظر حالهم المُريب
يسمع صوت وجد المرتبكه: حنين وش قاعده تقولين! اهدي وفهّميني
حنين أخذت نفس وتمسح دموعها: وتين بتتزوج شدّاد يجبرها، قاعد يتحداها، بتتزوج بكره يا وجد بكره! وزوجها راعي خراب وخرّيج سجون وجد ماراح اتحمل اعيش مع متخلف ثاني
وسّعت وجد عيونها بصدمه، وهمس تميم: وش صاير؟
عناد تقدّم باستغراب يناظر ملامح وجد اللي جمدت: ايش!
ونطقت حنين بصوتها المختنق: وجد وش أسوي؟ وتين مو راضيه تسمعني واخذت السالفه تحدي، ما في خير يجي من وراء شدّاد، هالزواج ما بيجي منه خير
عناد سأل: وش صاير وجد؟
وجد بلعت ريقها بربكه: خالهم، يجبر وتين على الزواج
تميم عقد حاجبه: يجبرها!
وجد هزت راسها: تقول بكره بتتزوج، وزوجها ماهو كويس خالها بيزوجها راعي خراب
عناد التفت وأسرع بخطواته يطلع من المزرعة، ما يشوف بين عيونه إلا باب المزرعة وتقدم يضربه بتكرار
وتين اللي كانت بالمستودع وتدري بموعدها مع عناد سمعت صوت الباب
و مشت تلبس عبايتها وفتحت الباب وناظرت عناد اللي تقدّم بعصبيه: وش قاعده تسوين؟
وتين باستغراب: وش فيك؟
عناد ناظر هدوءها، عكس العواصف اللي عاثت داخله
عناد سال: صدق اللي سمعته؟ بتتزوجين بكره؟
وتين سكتت بصدمه وعرفت إن الموضوع وصل لهم
ونطقت: صدق
عناد ناظرها بصدمه: برضاك؟
وتين بلعت ريقها: برضاي
عناد لاحظ اهتزاز صوتها رغم ثبات ملامحها: خالك يجبرك صح؟ سمحتي له؟
وتين بغضب: محد يجبرني! لو بجلس بجلس باختياري ولو بطلع اطلع باختياري، واخترت اطلع!
عناد تقدم يعدم المسافه: قولي انا بنت سلطان
وتين عقدت حاجبها: لا تجيب طاري أبوي
عناد بقلّ صبر: قولي أنا بنت سلطان وما راح أسويها
وتين نفت وبقهر: بسويها، و ماني قاعده عند شدّاد المتخلف ولا يوم زياده! بطلع من هنا وأترك له المكان لو اطلع لجهنّم
عناد غمض عيونه يتحدّاها بكلماته يدري بعنادها: اذا بتسوينها قولي أنا بنت سلطان
وتين رفعت صوتها: أنا بنت سلطان و
قاطعها عناد: تزوّجيني
سكتت وتين تناظره بذهول، وناظرها عناد يترقّب ردها
وتراجعت وتين: انت قاعد تسمع الكلام اللي تقوله؟
هز راسه بالإيجاب يكرر كلامه: تزوجيني يا بنت سلطان
وتين صدّت تاخذ نفس، ترتجف يدها اللي شدّت على الباب
ولاحظها عناد ونطق: كان في راسك عناد وتحدّي، تزوجي عناد نفسه، كانك بتوقفين بوجه خالك اوقفي بقوّتك وعنادك
عقدت وتين حاجبها ونفت: ما احتاج وقفة أحد ولا تظلم نفسك معي
قاطعها عناد يرفع صوته: ما أحد يظلم نفسه هنا غيرك
وتين ارتفع صوتها: وانت؟ مالك الا كم اسبوع تعرفني ووقفت قدامي تقول تزوجيني كأن الموضوع سهل
عناد ضحك بسخريه: على اساس راعي الخراب ذا تعرفينه من سنين؟
سكتت وتين وصدّت، ونطق عناد يتقدم يعدم المسافه بينهم
وتراجعت وتين تخفي ارتباكها من قربه، ونطق عناد: ما نمت من ليل أمس، جيتك وأنا شايل بصدري كلامك لي، جيتك وأنا ناوي أنبّش في الرماد معك
ناظرته وتين بدون رد، وكمّل عناد: ما تبين تعرفين أمك؟
نفت وتين: أمي تركتنا
عناد سأل: وكيف عرفتي وانتِ ما تعرفينها؟ مو انتِ نفسها اللي قالت لي كيف تعرف انك ما تتذكر؟ كيف سمعتي لشدّاد وما سمعتي لأمك نفسها؟
قاطعته وتين: لا تدخّل المواضيع ببعضها
عناد ناظرها: جيتك وأنا أبي اتذكّر، وقررتي تروحين؟ تتركين اسئلتك بدون جواب؟
بلعت ريقها وتين، وهمس عناد: ودك ترمين نفسك في النار؟ أنا نار ما طفى لهيبها سنين، إلمسيني، بارد لكن جوفي جمر مشتعل
ناظرته وتين بدون ردّ، تشم ريحة عطره تحوم حولها
يتردّد صوته بمسامعها، ونزّلت نظراتها لكفوف يدينها
ونطق عناد: يقهرك؟ يتحدّاك؟ ويجبرك على شيء ما تودّينه؟
ناظرته تحط عينها بعينه، وختم عناد كلامه: اقهريه، تحدّيه واجبريه على شيء ما يودّه، وأنا بوجهك
وتين سكتت ثواني والتفتت تدخل وتجلس على عتبة المستودع تحت نظرات عناد اللي تقدّم يتسند على الباب
مسكت وتين راسها بصمت، ورفعت نظراتها له: ليه تسوي معي كذا؟
عناد صدّ وابتسم بخفوت: لأنك بنت سلطان، وقفتي بوجهي يوم طفيت زقارتي على نعناعك، وصرختي بوجهي يوم استصغرت أحلامك، عاندتي النار اللي في صدري وحطيتي صور أمي بين يديني، ليه تسمحين لشدّاد يهزمك؟
وتين نفت: ما هزمني
عناد عقد حاجبه: اجل ليه وافقتي!
وتين بقهر: رفضت لكنه ذلّني، يحسسّنا بحاجتنا له و يذكرنا بغياب أمي عننا
عناد سأل: و ظنك يوم وافقتي قهرتيه؟ انتِ سويتي اللي يبيه و ظلمتي نفسك
غطّت وتين ملامحها بكفوف يدينها تستوعب حجم المصيبة اللي طاحت فيها وناظرها عناد يفهم شعورها
وهمست وتين: ما ادري عناد ما ادري
صدّ وابتسم بخفوت، يسمعها تناديه باسمه لأول مره
وناظرها عناد: تدرين يا بنت سلطان تدرين، تدرين انك بتقهرينه وبتطيرين بجنحانك اللي تخيطينها وبتلاقين أمك بعد كل هالغياب، بتقهرينه
رفعت نظراتها له: انت تشفق علي؟
تقدّم عناد ووقف قدامها يشوفها تناظره تترقب إجابته
ونطق: أشفق على نفسي لو دريت عن هذا كله و ما وقفت قدامك هالوقفه، اشفق على نفسي أنا لو ما كنت حربك وسيفك و نارك اللي بتهزمين بها شدّاد
ناظرته وتين وملامح الحيره ارتسمت بوجهها، تحس بارتفاع نبضاتها وارتجاف دواخلها، تشوف جدّيته وتسمع النبره الجديدة عليها منه، لكنها تكره الموقف اللي انحطت فيه، وتكره حاجتها وقهرها اللي تحس فيه بسبب شدّاد، تضايقها فكرة تورّط عناد معها وتحس بالعبء والثقل عليه
ونطق عناد: موافقه؟
وتين ناظرته ثواني ووقفت: بحل الموضوع لا تشغل نفسك فيه، مثل ما بديت هالحرب بنفسي بنهيها بنفسي
عقد حاجبه عناد وتراجعت وتين تدخل المستودع تنهي نقاشهم
وتنهد عناد بتعب من عنادها، ناظر حوله بشرود وطاحت عينه على شتلة النعناع ونبتة البابونج اللي تتوسّطه، وابتسم
تراجع وطلع من المزرعة يقفل الباب خلفه واسرع بخطواته لمزرعة راجح
سمعت وتين صوت الباب وعرفت انه راح، تسندت تمسح على صدرها المرتاب، تسترجع كلماته لها ووقوفه قدامها بجرأه

مثل وقوفه قدام الجد راجح اللي رفع نظراته لعناد باستغراب
ونطق عناد: يبه، بغيتك بموضوع
أشّر راجح بجنبه: تعال اجلس وعلمني
بنفس الوقت في الحديقة، التفتت وجد لتميم: عناد طلع مستعجل ورجع مستعجل وش صار ظنك؟
تميم بتفكير: ما أدري، ما عاد ردت عليك حنين؟
نفت وجد وقامت: ودي أروح لهم واتطمن بنفسي
مشت وجد بتلبس عبايتها وناداها تميم والتفتت له
ونطق: طمنيني
هزت راسها بابتسامه ومشت تكمل طريقها للتوأم
تحديدًا لحنين اللي مشت تدخل للمستودع تدوّر وتين
التفتت وتين لصوت الباب وطاحت عينها على حنين وصدّت تبلع ريقها
وتقدمت حنين تجلس بجنبها على الكنبه وتناظر الفراغ
نطقت وتين:انتِ علمتيهم صح؟
هزت راسها حنين بالإيجاب: ما كنت ادري وش اسوي
لمّت وتين راسها بين يدينها، هزّت رجولها بصمت ولاحظت حنين ارتباك اختها الواضح
وسألت: وتين وش صار؟
وتين نطقت: احضنيني
انقبض قلب حنين وتقدمت تحضن توأمها وشدت وتين على حضنها بصمت
و بكت حنين، عكس وتين اللي حافظت على جمود ملامحها
كانت حنين تبكي حال وتين، مدّت وتين يدها تمسح على ظهر حنين تهدّيها
ثواني ووصلهم صوت الباب، وابتعدت حنين تسمح دموعها: هذي وجد، قالت لي بتجي
فتحت الباب ودخلت وجد تناظرهم: ما بتكلم ولا بقول شيء، بس انتم بخير؟
وتين ابتسمت تشوف خوف وجد عليهم: بخير، ادخلي وجد ادخلي
وجد دخلت ونطقت تغير الجو: وين خالكم موجود؟ ودكم أطقه؟
ضحكت حنين وناظرتها وجد تلمح بلَل رموشها وتقدمت تمسح عيونها: لا بارك الله في اللي يبكيك
ناظرتها وتين ونطقت تغير الموضوع: تعالي أوريك مكان جَناح
ابتسمت وجد تشوف وتين تورّيها مكتبها وتصاميمها بشغف
رغم انها لاحظت اختلاف حالهم، لاحظت شرود وتين والضيق بملامح حنين الا انها يكفيها وجودها بينهم، يتطمن بالها
وتطمن بال تميم اللي قرأ رسالتها "الأمور تمام"
تنهد ورفع راسه يشوف عناد يطلع من بيت الشعر بعد نقاشه الطويل مع راجح، يحك جبينه ويناظر طريقه بشرود
ناظر تميم شرود عناد بصمت، مثل نظرات وجد لشرود وتين اللي ترسم بدفتر تصاميمها
والتفتت وجد لحنين اللي همست بقلق: وش أسوي وجد؟
وجد بتنهيده: يحلّها ربي، يحلها ربي ان شاء الله
مرّت ساعات يومهم ما بين فكرة وهاجس، يقلقهم مرور الوقت ويربكهم اقتراب موعدهم اللي اتفق عليه شدّاد
ترك جواله بعد ما ارسل للتوأم "أنا في الطريق"
التفتت حنين لوتين اللي جالسه على تسريحتها تناظر انعكاسها بالمرايا بصمت
ونطقت حنين: شدّاد جاي وتين
وتين بهدوء: خليه يجي
حنين عضت شفايفها وناظرتها: وتين تكفين
قاطعتها وتين: حنين خلاص
حنين ارتفع صوتها: وش بتسوين؟ بتوقعين الكتاب؟ بتمشّين كلام شدّاد
سكتت وتين وتنهدت حنين وامتلت عيونها بدموعها
ونطقت: تأكدي لو وقعتي، ما بجي معك وبجلس هنا
بلعت ريقها وتين وطلعت حنين من الغرفه تسكّر الباب خلفها بقوه
وغطّت وتين ملامحها بيدينها، تحس بصداعها يزيد وأنفاسها تختنق، رفعت راسها تاخذ نفس وتناظر شحوب ملامحها
احمرار عيونها وآثار السهر والتعب الواضحه فيها
وصلها صوت شدّاد العالي: وتين، حنين
غمضت عيونها، تدري باللي ينتظرها بعد دقايق
تدري بوصول الشيخ اللي جلس بالمجلس ينتظر
وجلس بجنبه خالد المبتسم، يعدّل ياقة ثوبه
وفي الصالة جلست فريدة مع نجلاء اللي ناظرت حولها: وين عروستنا؟
فريدة قامت لغرفة التوأم ودخلت تشوف وتين جالسة بمكانها نفسه، شارده بالفراغ وتهز رجولها بارتباك
ونطقت فريدة: وين اختك
وتين التفتت لها وتنهدت بملل: وش جابك؟
فريدة ابتسمت وتقدمت تناظرها باستفزاز: جيت اشهد على جحيمك
وتين ناظرتها بصمت ووقفت قدامها وارتبكت فريدة من نظراتها
وتقدمت وتين تسحب شعرها بقوه وصرخت فريدة بألم
وتين شدت شعرها: لك كم يوم فاقعه كبدي يا القرده لا تخليني احطك براسي
صرخت فريده تحاول تبعد يدها عن شعرها، ودخلت حنين اللي اسرعت بخطواتها تبعد وتين عنها
تراجعت فريده تناظرها بقهر: خالك والشيخ ينتظروننا
وتين رفعت صوتها: انقلعي عن وجهي
حنين مسكت ذراع وتين تهدّيها وطلعت فريده تقفل الباب خلفها بقوه
والتفتت وتين لحنين اللي نطقت: خلينا نطلع من هنا وتين تكفين، نروح أي مكان بس لا يتمّ الموضوع
وتين ناظرت حنين بدون ردّ، وناظرتها حنين بترجّي
ارتفع صوت الشيخ يردّد دعواته، يجهّز كتب الكتاب لخالد اللي أبتسم لشدّاد
وقام شدّاد ياخذ الكتاب وطلع للصالة ينادي: وتين
فريده فزّت وقامت نجلاء بابتسامه تسمع شداد اللي نطق: خليها تبصم
فريده اخذت الجهاز ومشت لغرفة التوأم ودخلت والتفتت وتين
ومدّت فريده الجهاز: ابصمي
وتين ناظرت الجهاز بيد فريدة بدون رد، وصدّت حنين اللي طاحت دموعها باستسلام
كرّرت فريدة: ابصمي
وتين ابتسمت بخفوت ونفت: قولي لشدّاد يستريح، ماني متزوجته
التفتت حنين بصدمه وجمدت ملامح فريدة اللي نطقت بغضب: تستهبلين؟
قطع عليهم صوت الباب العالي والتفت شدّاد للصوت باستغراب…
قطع عليهم صوت الباب العالي والتفت شدّاد باستغراب
استأذن شدّاد من الشيخ وخالد اللي يناظر بفضول
طلع شدّاد ورفع صوته: مين؟
وصله الصوت العالي: راجح
جمدت ملامح شدّاد اللي فتح الباب يشوف وقوف راجح ببشته قدامه وخلفه عياله وأحفاده، وطاحت عينه على عناد اللي واقف يناظره بحدّه
ونطق راجح: ما ترحّب بضيوفك يا شدّاد؟
شدّاد تراجع بارتباك: حياك حياك
دخل راجح ودخل خلفه حاتم اللي يناظر زوايا المزرعه وبجنبه بتّال اللي لبّى طلب أبوه وترك شغله وجاء عشان عناد
وخلفه تميم المبتسم ومشاري اللي عدّل شماغه
بنفس الوقت مشت فريده تطلّ من شباك غرفة التوأم
وعقدت حاجبها باستغراب، ومشت وتين تطلّ تناظر عناد اللي مشى يدخل بثقه مع الجدّ راجح

وقف الشيخ يتبعه وقوف خالد اللي عقد حاجبه باستغراب
شدّاد أشّر لهم: حياكم استريحوا
جلس راجح بصدر المجلس ويمينه عناد ويساره حاتم وجلسوا الشباب حولهم
وأشّر مشاري لخالد: افسح شوي يا الطيب
خالد تحرّك يفسح له وجلس مشاري بابتسامه يناظر جدّه راجح اللي تنحنح يتكلم بهيبته اللي اربكت شدّاد
راجح: وصلني كلام ما عجبني يا شدّاد
شدّاد عقد حاجبه بدون ردّ، وكمل راجح: تجبر بنت اختك على الزواج؟
جمدت ملامح خالد يناظرهم بصدمه، ونفى شدّاد: ما…
قاطعه راجح: تقهر يتيمه؟ هذي هي علومك يا شدّاد؟
صدّ شدّاد يحس بالإحراج من الموقف اللي انحط فيه قدام الشيخ و خالد
ونطق شدّاد: بس البنت موافقه
راجح هز راسه: بعد ما ذلّيتها وقهرتها
ناظرهم الشيخ بعقدة حاجبه يحاول يستوعب حوارهم
وكمّل راجح: عمومًا ما هو هذا موضوعنا، بختصر موضوعي لأن لو طوّلت كلامي معك بتزعل مني واجد
شدّاد بلع ريقه، والتفت راجح لعناد: جيت أنا وعيالي و ولدي عناد نطلب بنت اختك وتين على سنة الله و رسوله
جمد وجه شدّاد يناظر عناد اللي ابتسم بخفوت وعقد حاجبه خالد اللي ما زالت الصدمه واضحه بملامحه
راجح ناظر شدّاد: وش فيك ساكت؟
شدّاد حك جبينه ونطق: أبد نتشرف بكم بس…
قاطعه راجح: ولّا أقول لا تكثّر حكي، و لا تشاور البنت ولا تقول لها شيء لأن ما لك شور ولا رأي
جمد وجه شدّاد، وكمّل راجح: اللي ما يحشم البنت ما أحشمه
شدّاد رد: وش هالكلام يا أبو حاتم
راجح هز راسه: المهم جاك العلم والبنت رايها الأول والأخير لها، لا تمّت الأمور على خير بنجي أنا وزوجتي والبنات نخطبها رسمي وهي اللي تحدّد وقت الملكه واتركها تتجهز على راحتها ماهي بضاعه تبيعها وتجيب لها الشيخ في يومين
الشيخ صدّ يحك حاجبه باحراج، ونطق شدّاد: اعذرني يا ابو حاتم بس البنت لخالد و موافقه عليه
وقف راجح يتبعه وقوف عياله و التفت لهم: اسبقوني برا، عندي كلمة راس بيني وبين شدّاد
هز راسه حاتم ومشى يطلع ومشوا العيال خلفه
التفت عناد قبل يطلع يناظر شدّاد ويمسح على شنبه تحت نظرات شدّاد اللي احتدت ملامحه من حركته
و تقدم راجح بعد ما فضى المجلس، ونطق: قلت لك لا يطول كلامنا يا شدّاد
شدّاد نطق: ولا أنا ودي يطول يا ابو حاتم لكنك دخلت بيننا وسط ملكة الرجّال و تخطب لولدك وتبيني اعديها
راجح بحدّة: البنت لعناد، جاك العلم؟
شدّاد احتد صوته: ماني معطيكم
قاطعه راجح يضرب بعصاه الأرض بين كل كلمه ينطقها: قبل عشرين عام في ليلة سبت من شهر رجب
جمدت ملامح شدّاد، وسأل راجح: تذكر هالتاريخ ولا أذكّرك؟
بلع ريقه شدّاد وتقدم راجح يضرب بعصاه: تحسب بتمشي علي جيّتك لهالمزرعه صدفه؟ أقدر أجيب ماضيك بمكالمه وضغطة زر يا شدّاد، عندي علم بكل شيء وأدري إن البنات ما يدرون
رفع راجح عصاه يثبتها على كتف شدّاد يدفعه على وراء
تراجع شدّاد يسمع كلمات راجح الحادة: ترفع صوتك وتمدّ يدك عليهم، ما تصون الأمانه وتقهر يتيمه وتذلّها؟ طول هالسنين؟
همس راجح: أنا أقهرك، وأذلّك وأوطى على راسك هنا
تراجع شدّاد ينكر: ما ذليت أحد..
قاطعه راجح: البنت لعناد ولا لك سلطة عليهم من اليوم، ولا والله اللي رفع سبع ونزّل سبع ما يصبح الصبح الا وعلومك كلها وموضوع الحريق عند البنات
سكت شدّاد وصدّ بدون رد، وختم راجح كلامه: وباقي بيننا حساب ما انتهى! لا تحسب الموضوع بينتهي اليوم، تونا نبدأ يا ولد عبدالله

عند وتين اللي مشت تحوم بالغرفة بتفكير وحنين تناظرها بابتسامه
والتفتت وتين: لا تناظريني كذا
حنين بضحكه: الجد راجح والعيال كلهم تحت متخيله؟
وتين طلّت تشوف وقوفهم عند باب المزرعة، ورفع عناد نظراته لشبّاكها يلمح وقوفها وتراجعت وتين تختفي عن أنظاره
وهمست بتكرار: معتوه، معتوه والله معتوه!
التفتوا لصوت الباب ودخول فريده اللي ناظرت وتين بعصبيه: وش سويتي!
وتين عقدت حاجبها: نعم؟
فريده تقدمت بحدّه: وش اللي سويتيه وتراجعتي عن الزواج فجأه وخليتي نجلاء تطلع مع اخوها ويكنسلون كل شيء؟
وتين تنهدت بملل وجلست على سريرها: يا عمري عسى ما زعلوا بس؟
فريده بحدّه: رحتي تكلمين الولد من المزرعه اللي جنبنا؟ رميتي نفسك عليه يا الرخيصه
وقفت وتين بغضب وتقدمت بتضربها ومسكتها حنين: وتين!
وتين مسكت العطر القريب منها ورمته بقوه يصيب فريده اللي تراجعت بألم وطاح العطر ينتثر زجاجه على الأرض
وصرخت وتين تقاوم حنين اللي ماسكتها: ما الرخيصه إلا انتِ عشتي سنين عمرك ترمين نفسك على شدّاد لين وافق ياخذك
فريده ناظرت الدم اللي نزف من خشمها وتقدمت بغضب تحاول تضرب وتين
ووصلهم صوت شدّاد العالي: خلاص!
التفتت فريدة وبكت تشتكي: شدّاد
قاطعها شدّاد يناظر وتين بحدّه: تجهزي، راجح وأهله جايين يخطبونك لولدهم عناد باكر
فريدة عقدت حاجبها: شدّاد! وش قاعد تسوي؟
شدّاد ناظرها: مشينا فريدة
طلع شدّاد وطلعت فريدة تلحقه مستغربه تغيّر حال شدّاد
وجلست حنين على السرير تناظر الفراغ بذهول وتستوعب اللي صار
وتنهدت وتين تهدّي غضبها من فريدة والتفتت تناظر الزجاج بالأرض وشهقت: لحظه هذا عطري!
مشت بتلحق فريدة بعصبيه ومسكتها حنين: وتين ريحيني تكفين مو وقتك!
وتين بغضب: عطري اللي أحبه انكسر على راس القرده
حنين مسكت وجهها بين كفوفها: عناد خطبك وتين خلي العطر على جنب
وتين سكتت تناظر حنين بدون رد، ونطقت حنين بغرابه: كنتِ عارفه انك بيجي؟
وتين عضت شفايفها وصدّت، وصرخت حنين: يا سخيفه!
ضحكت وتين تشوف حنين تاخذ الوساده وترميها عليها
ومسكت وتين الوساده ونطقت: جاني أمس وقال لي، مع إني رفضته لكن كنت عارفه إنه بيجي
حنين سألت: وكيف عرفتي؟
وتين رفعت أكتافها: لأنه معتوه
حنين هزت راسها: حتى انتِ صايره معتوهه مثله، ما تلاحظين؟
ابتسمت وتين بخفوت ونزّلت نظراتها للزجاج تشم ريحة عطرها اللي فاحت بالغرفة
وعقدت حاجبها: ما كان ودي الموضوع يوصل لهالدرجة، ما كنت ابي عناد يورّط نفسه معي
حنين براحه: يتورّط معك ولا تتورّطين مع راعي الخراب ذاك
ونطقت حنين تكمل كلامها باستغراب: بس كيف شدّاد وافق بكل سهوله؟

عند راجح اللي جلس يتوسّط الصالة يشوفهم ملتمّين حوله
ونطق يلفت انتباههم: باكر تجهّزوا
ابتسمت الجدة حصة اللي كان عندها علم عن الموضوع من راجح
وسألت غالية: نتجهّز ليش يبه؟
راجح ناظر عناد: بنخطب لعناد
جمدت ملامح تهاني، ونطقت وجد بصدمه: مين!
حصة جاوبت: وتين
وقفت تهاني ومشت تصعد للغرفة وناظرتها فاطمه بغرابه
ولحقتها هاجر بهدوء، وكمّل راجح: الموضوع صار بسرعه، لكن جاكم العلم
حصة هزت راسها: أبرك الساعات ووتين بنتنا وعناد يستاهلها
غالية نطقت رغم عدم استيعابها للموضوع: الله يتمّم لكم يا حبيبي يا عناد
بتّال طبطب على كتف عناد اللي ابتسم له
ونطق مشاري: قولي عقبالنا يمه
حصة بضحكة: عقبال أفرح فيكم كلكم وأولكم مشاري
وجد بتتكلم وقاطعها مشاري يأشر: ادري وش بتقولين وفّريه لنفسك
ارتفعت ضحكاتهم، وابتسم عناد بامتنان يناظر راجح اللي هز راسه وغمض عيونه بهدوء يطمّنه، ما خاب ظن عناد براجح ولا خابت هقواته يوم وقف قدامه ليلة أمس وطلب منه وتين بعد ما سرَد له أفعال شدّاد وإجباره لها بالزواج
وسَرد له رغبته بالزواج بدون تردّد، يعلّمه إنه اختار درب الوتين يتحدّى شدّاد وياخذها بعناد، يعاند الظروف والغُربه واليُتم معها، مع بنت سلطان.
دخلت تهاني غرفتها ودخلت خلفها هاجر تشوف انهيار تهاني اللي مشت ترمي أغراضها من على تسريحتها على الأرض بغضب
وصرخت بقهر: سوتها الخبيثه!
هاجر عقدت حاجبها: تهاني اهدي لا تسمعك أمي!
تهاني بجنون: كيف اهدأ هاجر كيف؟ ما سمعتي وش قالوا؟ الخبيثه طول الوقت تتلصق فيه وخلته يخطبها
هاجر نفت: عناد هو اللي راح وقال لأبوي راجح يخطبها له، عيب هالكلام!
تهاني بقهر: هذا الزواج ما راح يتم وتشوفين
هاجر رفعت حواجبها: وش بتسوين بتمنعين عناد يعني؟ تهاني خلاص استسلمي كم لك وانتِ على هالسالفه
تهاني لمعت عيونها: من صغري حبيته وما تكلمت ولا نطقت سنين وأنا كاتمه حبه بصدري، وتجي هذي تاخذه مني بكم اسبوع!
سكتت هاجر وصدّت بتنهيده وجلست تهاني تغطي وجهها وتبكي بقهر

بنفس الوقت جنّ جنون شدّاد يسرد لفريده اللي صار
شدّاد بغضب: هدّدني بموضوع الحريق
فريده بصدمه: وش يعرف بالضبط؟
شدّاد جلس على طرف السرير يمسح دقنه بتفكير: ما أدري بس الواضح لي انه يعرف كل شيء ويدري ان البنات ما يعرفون
فريده بقلق: كيف عرف كل هذا؟
شدّاد هز رجله وناظرها: بس أنا أوريك فيه، تهديده لي وموضوع زواج وتين من ولده الخسيس والله ما يعدي على خير
فريده جلست جنبه ومسكت ذراعه: ولو فضحنا عند التوأم وانفضح كل شيء وش بنسوي؟
شدّاد نفى: ما يهمني، المهم أدمرهم وأخليه يندم انه يحط راسه براسي بالذات ولده عناد
فريده مسكت يده تثبّتها على بطنها: لا تنسى مستقبلنا شدّاد! لا تتورط معهم اتركهم بقلعتهم وخلنا نعيش براحه
شدّاد ناظرها: دام راجح تكلم عن موضوع الحريق ماهو تاركني ولا أنا بتركه لين أنهيه بنفسي

في المستودع
جلست وتين على مكتبها تشغل نفسها عن أفكارها اللي سهّرتها، يشغلها عناد وفكرة خطوبته لها وسط كل هالأحداث
فكرة وقوفه قدام شدّاد وجلوسه مع خالد بنفس المجلس
تتذكر كلماته لها اللي تردّدت بمسامعها مثل الصدى
"تزوجيني، تزوجيني يا بنت سلطان"
"ما تبين تعرفين أمك؟"
"اقهريه، تحدّيه واجبريه على شيء ما يودّه، وأنا بوجهك"
"تدرين انك بتقهرينه وبتطيرين بجنحانك اللي تخيطينها وبتلاقين أمك بعد كل هالغياب، بتقهرينه"
"اشفق على نفسي أنا لو ما كنت حربك وسيفك و نارك اللي بتهزمين بها شدّاد"
"موافقة؟"
صحت من شرودها من وصلها صوت الإشعار والتفتت لجوالها تشوف اشعار الطلبات ورسائل المتجر
وانتبهت للرسالة بين كومة الرسائل واللي كان محتواها
"يا بنت سلطان"
ابتسمت تقرأ اسم حسابه واللي كان مخاوي الليل وعرفت صاحبه
وردّت عليه "يا المعتوه ليه ترسل هنا"
عدّل عناد جلسته يمسح على راس قطوته بحضنه بيده، وبيده الثانيه يرد على رسالتها "أعياني الفضول طول الليل، وش ردّك؟"
وتين تسندت ترسل له "قلت لك أنا بحلّ الموضوع، ليش تعاند؟"
كرّر عناد سؤاله "وش ردّك؟"
وتين التفتت تناظر الصناديق السوداء بزاوية المستودع
شردت ثواني، وكتبت ترد عليه "اخترت انبّش معك، اخترت أحارب شدّاد وأدور أمي وأسمع منها"
ابتسم والتفت عناد يناظر صور أمه بجنب سريره بشرود
وكتب يرد عليها "صح انها حرب، بس وجد اليوم تسأل وش نجيب ورد للخطبه؟"
وتين ابتسمت تكتب له "بتقطف من زرع الجدة حصة؟"
ثواني وارتفعت ضحكاتها تقرأ رد عناد "تخسين"
أرسلت وتين "ما أبي ورد، أبي نعناع"
و ختم عناد محادثتهم بعد ما ارسل "مهووسه"

بنفس الوقت وجد التفتت لأمها: أمي تكفين! بس باقة ورد وكيك وأرجع
غاليه نفت: قربت تجي ١٠ ما ابيك تسوقين لحالك في طريق المزرعة أخاف عليك! وتميم نام ماني مصحيته
وجد: ما راح نروح نخطب البنت ويديننا فاضيه
الجدة حصة: ومين قال يديننا فاضيه بسوي بسبوستي
وجد رفعت حاجبها: والورد؟ مستحيل خطوبه بدون ورد
والتفتت وجد تناظر حولها: وين هاجر وتهاني يساعدوني ليش محد متحمس غيري!
فاطمه بتنهيده: محد بيتحمس لشيء صار فجأة! مو مصدقه بيوم وليله قرر يخطبها وما شاورنا
الجدة حصة التفتت لفاطمة: وليدي شاور راجح وراجح علمني بالموضوع، ماله داعي يشاوركم كلكم
سكتت فاطمة، ونطقت وجد: يمه تكفين وش قلتي؟
التفتوا لصوت مشاري اللي دخل يدندن: يا وجد حالي لا أظلم الليل ثم طال
وجد قاطعته: مشاري يجي معي، ماراح نطول بس كيكه ونرجع
التفت مشاري بيطلع من الصالة يتهرّب من طلبات وجد
ووصله صوتها: ميشو تكفى
مشاري مشى: الله يقلع ميشو انتظرك بالسياره
أسرعت وجد بخطواتها تلبس عبايتها وطلعت خلف مشاري
وتنهدت غاليه: الله يصلحها الا تسوي اللي في راسها
ركبت وجد سيارة مشاري، وناظرها: اجحديها!
وجد التفتت له: بتقعد تذلني مثل يوم توديني لسيفورا؟ نزّلني أجل
وهز راسه مشاري: انزلي
وجد فتحت الباب ونزلت وناظرها مشاري تمشي وتركب بالمقعد الخلفي
مشاري رفع حاجبه: كذا نزلتي؟
وجد هزت راسها: مابي اشوف وجهك طالع قدام
مشاري غمض عيونه ياخذ نفس وحرّك السياره: وين بنروح؟
وجد تقدّمت تتسند على المقعد الأمامي: نجيب كيكة نكتب عليها مبروك ونجيب هدية بسيطة لوتين وباقة ورد باسم عناد
رفع مشاري حاجبه: أما عناد و باقة ورد ما يليق
وجد: يليق ليش لا؟ خله يتعلّم الرومانسيه
ضحك مشاري وتراجعت وجد تتسنّد على مقعدها وتنشغل في جوالها، ورفع مشاري نظراته للمرايا اللي تعكس ملامح وجد اللاهيه، وابتسم بخفوت.
دقايق و مشت وجد بجنب مشاري اللي شايل الأكياس بيده وباقة الورد
ونطقت وجد تأشّر على المحل: سوارفسكي!
مشاري بملل: ترا باقي نص ساعه وتسكّر المحلات
وجد تقدمت تدخل المحل: اخر شيء خلاص بجيب سلسال بسيط لوتين وبسألهم عن اسواره
مشاري باستغراب: اسواره؟
وجد هزت راسها ومدّت جوالها للموظف تسأله عن الاسوارة
ناظرها الموظف ونفى: للأسف هالاسوارة مو متوفره بكل الفروع
مشاري ناظر ملامح الخيبه في وجه وجد اللي هزت راسها
والتفتت وجد: ودي بسلسال بسيط وناعم
الموظف مشى يورّيها القطع المتوفرة واختارت وجد هدية وتين تحت نظرات مشاري
مشى الموظف يغلّف الهدية وابتعدت وجد عنهم تناظر زوايا المحل
تقدّم مشاري للموظف وسأل: الاسواره اللي سألت عنها متى تتوفر؟
الموظف: للأسف ما عندي خبر
مشاري مدّ جواله: بس تتوفر في أي فرع الله يعافيك اتصل علي
هز راسه الموظف وأخذ جوال مشاري يسجل رقمه ويتصل عليه
ونطق الموظف: باسم مين؟
مشاري ردّ: مشاري حاتم
الموظف ابتسم بعد ما سجّل رقمه: تم
ووصلهم صوت وجد اللي ناظرت الهديه: جاهزه؟
مدّ الموظف الهديه لوجد اللي أخذتها وطلعت مع مشاري بعد ما أنهوا مشاويرهم
وجد ركبت السياره بتنهيده ومشى مشاري، ومدّت وجد يدها تنزّل المرايا وتناظر شكلها
التفت مشاري يسرق نظره لها ثواني ويحوّل نظراته للطريق بابتسامه.

طلع عناد من غرفته يجافيه النوم ويحس بالظمأ
مشى للمطبخ وعينه بجواله، يقرأ محادثته الأخيرة مع وتين
ويسترجع كلماتها له ويبتسم بخفوت، مشى ياخذ له مويه
وتسند على الثلاجة يشرب ويناظر متجر عبايات وتين و ازدياد متابعينها الملحوظ، غافل عن دخول تهاني اللي لفّت لحافها حولها من انتبهت لوجوده
ونطقت تكسر الصمت: عناد
التفت وعدّل وقفته من شافها ومشى بيطلع
وناظرته تهاني: ليش خطبت وتين فجأة؟ تحبها؟
التفت عناد بدون ردّ، وكمّلت تهاني كلامها: بس هي ما تحبك وما تبيك
مشى عناد ينهي كلامها ونطقت تهاني: ما تعرف حقيقتها، وتين تحب وتكلم واحد
وقف عناد مكانه والتفت لتهاني: وش قاعده تقولين؟
تهاني ارتبكت من نظراته: تكلم واحد وسمعتها بنفسي كانت تتفق معه يتقابلون
ناظرها عناد بحدّه وتقدم: انتبهي للكلام اللي تقولينه
تهاني بلعت ريقها تبعد نظراتها عن عيونه: بثبت لك كلامي مع الأيام وبتعرف ان وتين ما تصلح لك
قطع عليهم صوت هاجر اللي دخلت بغضب: تهاني!
مشى عناد يطلع من المطبخ وتقدمت هاجر تمسك ذراع تهاني بقوه
ونطقت بغضب: مين انتِ؟ أمه ولا اخته عشان تتدخلين باختياراته؟
تهاني ابعدت ذراعها: يوه هاجر اتركيني
هاجر رفعت اصبعها بتهديد: لا تتدخلين تهاني! لا تتعدين حدودك
سكتت تهاني، ونطقت هاجر: امشي الغرفه قدامي.
يوم جديد - ٤:٣٠ م

طلعت وتين من الحمام بعد ما أنهت الشاور وجلست قدام مرايتها، ناظرت ملامحها بشرود تلاحظ تغيّر حالها عن ليلة أمس
تلمّست بشرة وجهها، وناظرت لون العسل بعيونها وبلَل رموشها بعد الشاور، خلّلت أصابعها بين خصلات شعرها الكيرلي
ومدّت يدها تحط الكريم توزعه على شعرها والتفتت لدخول حنين
شايله بيدها المبخره بابتسامه وتقدّمت تمدها لوتين: جهزت كل شيء ورتبت المجلس، كان ودي اسوي كيكتنا بس مافي طحين
وتين بضحكه: تدرين ان هذا كله اتفاق بيني وبين المعتوه صح؟ فلا تتحمسين
حنين نفت: حتى ولو! بالأخير بتتزوجون صح ولالا؟
هزت راسها وتين بالإيجاب، وكملت حنين: يعني لازم كيك ولازم بخور
وسكتت ثواني وشهقت: وفستان!
وتين أشّرت: فساتيني بالمستودع، ولا ناويه تلبسيني فساتين مو من تصميمي!
ناظرتها حنين بضحكه: حتى في زواجك بتصيرين مصممه؟
وتين هزت راسها: المصممه وتين بنت سلطان بكل مكان وزمان
ابتسمت حنين ومشت تتجهّز مع وتين اللي لبست فستان ناعم بأكمام طويلة من تصميمها، تلمّست قماش المخمل الأسود اللي ناسب جسمها وابتسمت برضى تنثر شعرها على أكتافها
ووصلها صوت حنين: وتين! تعالي شوفي مين عند الباب
وتين نزلت باستغراب تلبس عبايتها ومشت تطلع تشوف حنين اللي فاتحه الباب وواقفه تناظر بذهول
وتين مشت توقف جنبها وطلّت من الباب تناظر الشاحنه الكبيرة اللي انكتب عليها "شركة راجح آل منصور الزراعية"
وتقدم العامل: وصلنا طلب ٢٠٠ شتلة نعناع بإسم بنت سلطان
ووسعت وتين عيونها من استوعبت: المعتوه!
حنين التفتت لها باستغراب: عناد؟
ضحكت وتين من تذكرت محادثتهم ليلة أمس وسؤاله لها عن الورد
وتين تراجعت تترك مجال للعامل ينزّل الشتلات
والتفتت لحنين تشرح لها: قلت له مابي ورد
حنين ضحكت بذهول: و جاب لك نعناع! معتوه بس عنده ذوق شوي
وتين ابتسمت تناظر النعناع بعيون تلمع، امتلأ المدخل بريحة النعناع وتزيّن بأوراقه اللي تلمّستها وتين
والتفتت حنين لوصول سيارة شدّاد وكشّرت وتين اللي مشت تدخل بملل
ودخلت خلفها حنين بتنهيده: الله يعدي هالليلة على خير

فريده مشت تناظر الشتلات بقرف ودخلت البيت تشم ريحة البخور
وتشوف تجهيزات حنين للقهوة في الصالة وفي مجلس الرجال
ورفعت حاجبها: الحين تسنّعتوا؟
حنين صدّت تكمل ترتيبها: اطلعي من راسي
فريده ناظرت حولها: وين ست الحسن والدلال؟
التفتت فريده تسمع صوت الكعب العالي وناظرت نزول وتين بكامل زينتها
رفعت فريده حواجبها وناظرتها بشرود، كانت تشبه أمها بهاللحظة
طرَت ملامح جميلة أم التوأم بمخيّلة فريدة اللي ارتبكت وتراجعت تطرد أفكارها
وناظرت وتين فريده: جيتي تباركين ولا تعطيني قيمة العطر اللي انكسر على راسك؟
حنين همست: وتين!
فريده مشت تجلس: لا هذي ولا هذي! جيت عشان أكرم ضيوفنا اللي رميتي نفسك عليهم
حنين وقفت تمسك ذراع وتين وهمست: عدّي الليلة على خير تكفين
وتين جلست: ان شاء الله تعدّي، ما ودي اكسر عطر ثاني على راس قرده
سفهتها فريده والتفتوا لدخول شدّاد اللي ناظر التوأم بغضب
شدّاد مشى وناظر وتين: أنا ما أدري وش اللي سويتيه وقلتيه لراجح لكن والله إن تندمين
وتين وقفت وتقدّمت تناظره: مو كنت تبي تزوّجني؟ مو قلت لك ما احتاجك؟ وش تبي أكثر؟
شدّاد بغضب: أبي أنزّل راسك مثل ما نزلتي راسي قدام الرجال أمس
وتين صدّت تبتسم بخفوت وناظرته: دامك نزّلت راسك من البدايه، فبينزل كثير يا شدّاد، باقي بتشم ريحة الأرض
تقدّم بيصفعها ووقفت حنين بوجهه: إلى هنا وخلاص! ما تمدّ يدك
ناظرها شدّاد ورفع يده بتهديد: تونا في البداية، اذكروا كلامي زين
هزت راسها وتين بتسليك، ورفع صوته شدّاد: اذكروا وقوفكم قدامي بعد كل هالسنين ربيتكم وضفيتكم وتجحدون كل هذا في ليلة
وتين ضحكت بسخرية ومسكت حنين ذراعها تمنعها تتكلم أكثر
قطع عليهم صوت الباب ومشى شدّاد يفتحه يدري بوصولهم
دخل راجح ببشته وناظر شدّاد اللي تراجع يترك لهم مجال يدخلون
دخل خلفه عناد اللي التفت يشوف شتلات النعناع وابتسم
أشّر لهم شدّاد: حياكم

وقفت فريده تستقبل الجدة حصة اللي سلمت عليها
وخلفها غالية وفاطمه والبنات، ووجد اللي تقدمت تمدّ الهدية وباقة الورد لوتين اللي أخذتها بضحكة وحضنت وجد
التمّوا بالصالة تتوسّطهم الطاولة اللي حطت حنين كيكة وجد وبسبوسة الجدة وناظرتهم بامتنان، والتفتت لوتين اللي ابتسمت
تفهم شعور حنين وتفهم نظراتها، تشوف حب الجدة لهم وتقديرها الواضح مثل تقدير راجح اللي جمع عياله وزوجته وبناته
يطلبون وتين بالشكل اللي هي كانت تتمناه، يقدّرها ويحترمها بطريقته
ونطقت الجدة تناظر وتين اللي تصب القهوه: ماشاء الله تبارك الرحمن وش ذا الزين يا بنتي
ابتسمت وتين تمدّ لها فنجالها وأخذته حصة: تسلمين
صدّت تهاني تشدّ على يدها ولاحظتها فريدة اللي ابتسمت
ونطقت: نورتونا وزارتنا البركه
حصة ناظرتها: أكيد عندك علم ليش جايين
هزت راسها فريدة بالإيجاب، ونطقت حصة: وليدي عناد ما عمره جاني وطلب مني شيء إلا هالمرة، طلب وتين

في مجلس الرجال
ارتفع صوت راجح: على بركة الله، بسمع رأي البنت من أم حاتم
صدّ شدّاد، ونطق راجح يأشر عليه: ولا انت ماني سامعه منك
حاتم بهمس: يبه الله يهديك لا تحرجه
راجح ناظر حاتم بحدّه وسكت حاتم
ونطق شدّاد : الله يكتب اللي فيه خير يا أبو حاتم
بنفس الوقت في الصالة
نطقت حصة: عناد لمّيته بين يديني وهو بعمر الست، كبر معنا و ربى بين يديننا، كبر وهو يحترم ويصون ويقدّر اللي حوله، ما اعتدناه إلا ضحوك المبسم وبشوش الوجه ما عمره زعّلنا ولا ارتفع حسّه
والتفتت حصة لوتين: ولا أبي له إلا اللي مثله، مثل وتين
ابتسمت وتين ونزّلت نظراتها لكفوفها بين كفوف وجد
تحس بيد حنين تطبطب على كتفها وتسمع كلمات حصة
تهاني قامت تستأذن ومشت للمغاسل تحت نظرات هاجر
والتفتت فريدة لحصة بابتسامه: يشرفنا ويسعدنا يا أم حاتم
همست وجد تأشّر على الباقه: بتصدقين لو قلت من عناد؟
نفت وتين بضحكة، ونطقت وجد: ذوقي الكيكة طيب مني
ابتسمت وتين تاكل من قطعة الكيكة اللي قطعتها وجد
وقامت حنين تملأ فناجيلهم بابتسامه وتسمع دعوات حصة: وعقبالك يا حنين نفرح فيك ان شاء الله

تسنّدت تهاني على المغاسل ورفعت راسها للمرايا تناظر الدموع اللي امتلت بعيونها، تحس باختناق أنفاسها ورجفة القهر بيدينها
تقهرها فكرة برود عناد بعد كلامها عن وتين قدامه ليلة أمس
تقهرها فكرة وجوده في المجلس يخطب وتين قدامهم كلهم
قطع عليها أفكارها صوت فريده اللي تقدمت تغسل يدها
ونطقت فريده: دموع فرح ولا حزن؟
مسحت تهاني عيونها بدون ردّ، وناظرتها فريدة: مع اني اشوفها حزن، خليني أخمّن
بلعت تهاني ريقها تشوف فريده تتقدم وتوقف قريب منها
وهمست فريدة: تحبين عناد؟
جمدت ملامح تهاني من تخمين فريدة الصحيح
ووسعت فريدة عيونها: صح علي؟
تهاني تراجعت بارتباك: فهمتيني غلط
قاطعتها فريده: تبيني أساعدك؟
تهاني باستغراب: ايش؟
فريدة ابتسمت وهمست: بساعدك وساعديني، نمنع هالزواج
لانت ملامح تهاني وابتسمت فريدة تناظرها بخبث

في الصالة
التفتت هاجر تشوف تهاني تمشي باتجاههم وبيدها جوالها
جلست بجنب هاجر اللي همست: ليش تأخرتي؟
تهاني شدّت على جوالها ورفعت راسها تشوف فريدة ترجع تجلس
وهمست ترد على هاجر: قابلت فريده صدفه وسولفت معها
هاجر ناظرتها بشكّ، والتفتت تناظر فريدة وابتساماتها لهم
دقايق ووقفت حصة: يالله أجل نستأذنكم
وقفت غالية وفاطمة يتبعها وقوف البنات والتوأم اللي ابتسموا يشوفون الجدة تحضنهم وتسلّم عليهم
وهمست الجدة لوتين: بكلمك وعلّميني بجوابك أنا أول وحدة، علميني قبلهم كلهم زين؟
هزت راسها وتين بابتسامه لاهتمام حصة الواضح وحنّيتها عليهم
بنفس الوقت في المجلس وقف راجح بشموخه يلف بشته حوله
وناظر عياله: مشينا يا عيال، انتهى كلامي
وقف شدّاد يشوف راجح يطلع بدون ما يسلّم عليه ولا يناظره
يشوف الاحتقار بتصرفات راجح تجاهه، ويسمع نبرة التحدي والتهديد بصوته
راجح: نشوفك على خير يا ولد عبدالله
قفل شدّاد الباب بعد ما راحوا، شدّ على يده بغضب
مشى يدخل للبيت والتفتت وتين تشوفه يدخل ويقفل الباب خلفه بقوه
و نطق شدّاد: ارفضيه، ما بتاخذين ولد هالكلب
وتين سفهته تحط رجل على رجل وناظرتهم حنين بقلق
وكمّل شدّاد كلامه: بترفضينه وبنرجع للدمام ونترك هالمكان! ما تبون تكملون جامعه؟
حنين ناظرته باستغراب، ونطقت وتين: جت متأخره يا شدّاد، مو قلت لك ماني بحاجتك لا أنا ولا حنين؟
شدّاد هز راسه يناظرها بغضب: طبيعي، أمك جميلة وش ارتجي منك؟ كل همك نفسك وحاجتك وجحوده
وتين رفست الطاوله اللي قدامها بقوه ووقفت: لا تتكلم عن أمي بهالطريقه
شدّاد تقدم يسحبها من ذراعها بقوه: بترفضينه وبترجعون معي انا وفريدة نهاية الاسبوع بسلّم المزرعة للبلديه
فريده ناظرته بصدمه: شدّاد!
وتين ابتعدت عنه بتحدي: ما برفضه، وبتزوجه نهاية الاسبوع وبترك لك المزرعه
حنين ناظرت وتين بذهول، ورفع شدّاد صوته: وتين!
وتين صرخت: الله ياخذ وتين، الله ياخذني اذا فكّرت أعيش معك أكثر من كذا، الله ياخذني اذا ما أنهيت الموضوع خلال اسبوع وتزوجته وغثّيتك
ناظرها شدّاد بغضب، وتقدمت وتين تكرر كلماته: نرجع للدمام؟ نكمل جامعه؟
صدّت حنين تمسح دمعها بتنهيده وتسمع كلمات وتين
وتين أشّرت عليه بقهر: طردتنا زوجتك وأبعدتنا عن الدمام وجبتنا بهالمكان لوحدنا بدون أي اهتمام، حرمتنا من الجامعه على أخر سنه ولا تحرّكت فيك شعره
تقدمت وتين تعدم المسافه بينهم تحط عينها بعينه
ونطقت تكمّل كلامها: ربيتنا؟ مالك فضل علينا يا شدّاد، ربيتنا على الغربة واليُتم، كسرتنا في عز حاجتنا وأنهيت طفولتنا، ذلّيتنا واحنا صغار وأهنتنا واحنا كبار
طاحت دموع حنين ومسحت على صدرها تمنع بكاءها
ورفعت وتين صوتها: ترجّيتك وأنا طفله يا شدّاد! ترجّيتك بس عشان تاخذني لأمي وضربتني، من يومها كبرت وأنا أتخيل أمي، كبرت وانا أخاف اطلب منك شيء، كبرت وأنا ألبّي طلباتنا بنفسي
مدّت يدها تدفعه عنها: و ذيك الطفله ماتت، انت قتلتها واليوم بتتحمل نتيجة موتها
فريده نطقت: لا تمدين يدك على خالك يا قليلة الأدب! صدق طالعه على أمك
وتين ناظرتها: اطلعي برا
شدّاد ناظرها بغضب: تكلمي زين
وتين ابتعدت وتقدمت لفريده ورفعت صوتها: اطلعي
وتقدمت تمسكها من ياقتها: اطلعي ما تفهمين! اطلعي برا
فريده ابتعدت عنها بخوف، تناظر جنون وتين ونوبة غضبها
و اخذت شنطتها ومشت: يالله شدّاد
طلعت فريده ومشى شدّاد بعد ما ناظر التوأم بغضب
ونطق يأشر لوتين بتهديد: باقي ما انتهينا!
طلع شدّاد يقفل الباب خلفه بكل قوته وغمضت حنين عيونها
وجلست وتين تاخذ نفس وتحاول تهدّي نفسها
والتفتت حنين لها: ليش قلتي له اخر الاسبوع! مره قريب
وتين هزت راسها: كل ما صار قريب كل ما صار أحسن
تنهدت حنين بتعب من عناد وتين واصرارها: وعناد؟ ما شاورتيه
سكتت وتين بتفكير، وقامت تنهي نقاشهم وصعدت للغرفة تبدّل ملابسها ووقفت قدام المرايا تمسح مكياجها بشرود

٦:٠٠ ص
وقف قدام المرايا ينشف شعره ويتجهز لدوامه وابتسم يشوف قطوته تحوم حوله وتحاول تلفت انتباهه
ثواني وانتبه للاشعار اللي وصل لجواله وأخذه يشوف الرساله اللي وصلت له من متجر وتين واللي كان محتواها "صاحي؟"
عقد حاجبه مستغرب رسالتها وأرسل "ما نمت"
التفت يلبس بدلته على ما ترد وتين اللي كتبت
"نقدر نتكلم وجه لوجه؟ الحين"
تركت وتين الجوال والتفتت لحنين اللي نامت بتعب
قامت بهدوء ومشت تطلع للمستودع ورفعت راسها تتأمل ألوان الفجر اللي زيّنت السماء، ولفّت عبايتها حولها من حست بالبرد
جلست على عتبة المستودع تهز رجلها وتناظر جوالها تنتظر رد عناد
تنهدت تستنشق ريحة النعناع حولها، تحاول تهدّي نفسها وأفكارها وغضبها اللي ما زال من ليلة أمس
التفتت لصوت القطوة وطاحت عينها عليها وهي تدخل من تحت الباب
وفزّت وتين بهمس: نعناعه!
تحرّكت القطوه باتجاهها وشالتها وتين بضحكه تحضنها وتلاعبها بهمس: اشتقتي لي؟ انا اشتقت لك
سكتت ثواني تمسح على راسها وعقدت حاجبها تفهم سبب وجود القطوه بهالوقت
والتفتت للباب من استوعبت ان عناد برا، مشت تفتحه وطلّت تشوفه واقف ببدلته وحاشر يدينه بجيوبه يناظرها: اخذتي كاتي ونسيتيني برا
وتين تراجعت تترك له مجال يدخل وجلست على عتبة باب المستودع تشدّ على القطوه بحضنها: نعناعه
عناد نفى: كاتي
وتين ناظرت بدلته: عندك دوام، اشغلتك؟
عناد تقدّم يتسنّد على الجدار: اشغلتني رسالتك، وش اللي صاير؟
وتين سكتت ثواني ونطقت: استفزني شدّاد
عناد عقد حاجبه بغضب: وش سوا لك!
وتين ناظرته: قال لي ارفضك ونرجع للدمام معه، قال راح يسلّم المزرعة للبلدية نهاية هالأسبوع
جمدت ملامح عناد وتقدم: ووافقتي؟
وتين نفت: طبعًا لا، لكنه يصرّ ويهدد
عناد سكت يناظر الضيق بملامحها والحيره بعيونها
و نطق: بكلم أبوي راجح نعجل بالملكة ونخليها نهاية هالاسبوع، نتغدى على شدّاد قبل يتعشى علينا
رفعت وتين نظراتها له من فهم عليها، يفهم إنها وقفت بوجه شدّاد وتحدّته، ويتحداه عناد معها ويوقف بوجهه
وسأل عناد : يناسبك؟
نزلت وتين نظراتها تمسح على راس القطوه: يناسبني
هز راسه عناد وتراجع بعد ما ناظر ساعة جواله: بترك كاتي عندك
ابتسمت وتين تمسح عليها: بدون ما تقول أصلًا
أشّر بابتسامه: لا تفرحين برجع أخذها بعد الدوام
رفعت وتين يد القطوه تلوّح له، وضحك عناد بعد ما طلع وقفل الباب
مشى لسيارته بتنهيده وركب يتجه لدوامه وصدح صوت خالد عبدالرحمن بالسياره
"فجأه طلبتني لها، بلا ميعاد
طول انتظاري حلّ حالي بسببها
لبّيت جيت قبالها، شفتها تزداد
روعه بصورة حسن ربي رسمها"

٤:٢٠ م
فتحت وتين عيونها تصحى على صوت حنين اللي تناديها
حنين بهمس: وتين
وتين التفتت لحنين اللي نطقت: قومي وجد تنتظرنا
قامت وتين تفرك عينها وسألت: ليش؟
حنين اللي تلاعب القطوه بحضنها: تبغانا نتقهوى معها ونخطط للملكه
وتين عقدت حاجبها وفهمت ان عناد أعطاهم خبر بموعد الملكه
وقامت بتنهيده: شويات وأجهز

بنفس الوقت في مزرعة راجح
جهّزت وجد جلسة البنات في الحديقة بمساعدة هاجر
والتفتت وجد باستغراب: وين تهاني مالها حس؟
هاجر رفعت أكتافها: تلاقينها بالغرفه أو نايمه
وجد التفتت لصوت تميم ومشاري المشغولين بالاسطبل
ورفعت صوتها: ميشو
التفت مشاري، وتقدمت وجد: نبغى جلسة طرب الليلة
هز راسه مشاري، ورفع صوته تميم اللي على ظهر الرعد: وش المناسبه؟
وجد التفتت لصوت الباب وعرفت بوصول التوأم: وتين وحنين جايين
تميم التفت ومشى بالخيل باتجاه المدخل يشوف التوأم يسلمون على وجد
وحنين اللي ما انتبهت لتميم والرعد مشت بابتسامه وفزّت من وصلها صهيله
وضحكت تتقدم له: الرعد!
تميم نزل من على ظهره وتقدم يناظرها: صهل من شافك
حنين رفعت نظراتها له: يعني مبسوط ولا معصب؟
تميم مسح على راس الرعد: مبسوط لأنك جيتي ومعصب لأنك وحشتيه
حنين التفتت تشوف وجد ووتين اللي سبقوها للجلسة
والتفتت للرعد بحيره، وفهمها تميم: جوله؟
حنين ابتسمت وتقدمت تصعد على ظهر الرعد ومسك تميم اللجام يمشي بجنب الخيل وضحكت حنين تحس بارتفاعها، ورفعت راسها تستشعر نسيم الهواء اللي يحرّك شعرها
تتحسّس فرو الرعد بين أصابعها والتفتت تناظر تميم اللي يمشي بجنبه
ابعد تميم نظراته من التفتت حنين، ونطق: برد؟
حنين نفت، وأشّرت: روح لجهة البنات
ابتسم تميم ومشى لجهتهم، والتفتت وتين بابتسامه: رحتي للرعد على طول يا مهووسه
حنين ابتسمت: صوّريني
وتين أخذت جوالها تلبّي طلبها وتصوّرها، ابتعد تميم يترك مجال لحنين تصوّر وصهل الرعد من حس بابتعاد تميم
وضحكت وجد: ارجع ارجع لا يصيح
وتين بضحكه: خلك واقف بصوّركم مع بعض الشكوى لله
ابتسمت حنين، وتقدّم تميم بابتسامه يوقف بجنب الرعد ويمسح راسه وصوّرتهم وتين بضحكه
ناظرت وتين الصور بعد ما صوّرتهم والتفتت من حست بالقطوه تجلس بجنبها وابتسمت تصوّرها
ثواني والتفتت وتين لصوت وجد: وتين، أمي حصوص تسأل عنك ترا
وتين فزّت وقامت: بدخل أشوفها
مشت وتين تدخل للصالة تسمع صوت الجدة اللي تسولف مع غاليه وفاطمة
وتقدمت وتين والتفتت حصة تهلّي وترحب بها: تعالي يا بنتي اجلسي بجنبي
ابتسمت وجلست جنب حصة اللي مسحت على كتف وتين
وهمست حصة: عناد علمني
ناظرتها وتين بدون رد، وكملت حصة: كنت أبي اسمع منك بس وصلني العلم من عناد، اتفقتوا الملكه اخر الاسبوع، السبت
هزت راسها وتين بالايجاب، ومدت حصه يدها تبعد خصلات وتين خلف اذنها
وهمست: اذا احتجتي شيء علميني
وتين ابتسمت: ما تقصرين
مسكت حصة يد وتين بحنّيه: وابيك تعرفين انكم مو لوحدكم، أنا وراجح وعناد وكلنا معكم
وتين ناظرتها بامتنان وابتسمت، وسكتت حصة ثواني بتفكير
ونطقت بتساؤل: تحبين الفلندر؟
ناظرتها وتين بعدم فهم، والتفتت لصوت غاليه اللي ضحكت: تقصد اللافندر
وتين هزت راسها بضحكه: أحبه
مسكت حصة ذراعها وقامت: تعالي أعلمك كيف تسوينه
مشت وتين معها بابتسامه ودخلت المطبخ تشوف حصة تجهّز الإبريق ودندنت كعادتها: هب نسناس الهوى لي من شمال حاملٍ ريح الخزامى والنفل
وتين تسندت على طاولة المطبخ تتأملها تنثر ورد الخزامى داخل الإبريق
ونطقت الجدة: بس تغلي مويته وينقع طعمه، تحطين ملعقة عسل، يحبه عناد بعسل
ابتسمت وتين والتفتوا لدخول عناد بعد ما رجع من دوامه
شايل قطوته بحضنه ونطق: عناد يحبه عشانه من يدينك مو عشان العسل
ابتسمت الجدة تشوفه يتقدم ويبوس راسها: الله يرضى عليك يا وليدي
تسند عناد يطلّ في الإبريق والتفت لوتين اللي لفّت عبايتها حولها وتكتّفت تناظره بصمت
ورفع يد القطوه يلوّح لها وصدّت وتين بابتسامه تفهم تقليده لها
ونطقت الجدة: تعالي يا بنتي شوفي، لا صار لونه كذا طفي على النار
تقدمت وتين تناظر الإبريق وتراجع عناد يترك لها مجال
داهمتها ريحة عطره اللي غطّت على ريح الخزامى
ومدّت حصة لها كوبها: ذوقيه وعلميني
وتين ذاقته تحت نظرات الجدة وعناد المبتسم بخفوت
ونطقت وتين بذهول: حلو!
ابتسمت حصة برضى وأشّرت: خذي الإبريق للبنات، يحبونه
والتفتت لعناد: وانت يا وليدي
عناد هز راسه: ببدّل ملابسي وبجي أشرب ولا يهمك
مشت الجدة تطلع من المطبخ ، والتفتت وتين تشيل صينية الإبريق والأكواب اللي رتّبتها
ونطق عناد: تدرين إن أمي حصوص تعلمك طريقته عشان تسوينه لي بعدين؟
تعليقات