رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل السادس 6 بقلم مجهول
رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب pdf الفصل السادس 6 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب pdf الفصل السادس 6 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل السادس 6 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل السادس 6
رواية انت الهوى كل الهوى برد ولهيب الفصل السادس 6 بقلم مجهول
‘
تنزل للأسفل للصالة يلي فيها تركي متمدد على كنبة يلعب سوني وعالكنبة الأخرى عذبي أخوها المتمدد يقرأ كتاب كالعادة ، لفت أنظارها لنيّارا وأمها النازلين من الأعلى وعرفت إنهم بيروحون مع أمها مو مع أحد من العيال : ملاذ تقول لا تطولون نبي نشوف المؤتمر سوا
سكنت ملامحها وهي تعدل شعرها وطرحتها وتاخذ نفس تتبعهم للسيارة وتتمنى كل التمنيّ ، ما تلمحه ..
_
« بالوزارة »
كان يضغط على نفسه يصحصح وهو من الظهر جاء بالوزارة ولا نام من أمسه إلا نص ساعة إن كثرت من كثر تفكيره والأرق يلي إستحلّ روحه وعقله ولا قدر يغفى وإن غفى ترجع وتتصّور بباله ، أخذ نفس وهو يعدل بشته عليه وجلس بمكانه بهدوء وهو ما يحس برهبة من كثر الجموع يلي قدامه ولا من الحضور الإعلامي عن يمينه وعن شماله وأمامه المطلوب منه فقط يكون مع المُستشار مثل كل إجتماعاتهم ويتقيّد بصمته وإن عُرضت عليه مداخلة يدخل بالحوار وإلا يكون مجرد مستمع وما يتمنى ذيّاب شيء أكثر من الإستماع ..
جلس تركي وهو يتأمل الوزارة ولأول مرة يدخلون لقاعة المؤتمرات منها وما ينكر عظمها أبداً ، الرهبة يلي تتركها بداخل كل شخص يدخلها ، قاعة بأولها منصة عليها طاولة مستطيلة من الخشب العتيق خلفها الكراسي لأصحاب المؤتمر السياسيين من وزارة الداخلية المُستشار والمحللين السياسين يمينه ويساره ، يمين هالطاولة المنبر وبصدرها يجلس المستشار وقدام المنصة تبدأ الكراسي للحضور يلي من ضمنهم بأول الصفوف هو وحاكم وأصحابه العسكريين وراعين الرُتب وبعض من المحامين معاه ، وإبتسم وهو يأشر لحاكم على مكان ذياب يلي كان بعد المستشار بشخصين عن يمينه : الذيب
أخفى حاكم إبتسامته وهو يحس بغرور لامُتناهي فيه ، على ثقته بنفسه ونظراته الهادئة للكل وكأن المنصب وكل هالجموع يلي أمامه ما يهزّونه ، ما يهزون ثباته لو ذرة وما كان يدري عن كمية الإرهاق يلي يحسّها والتعب المستحيل يلي شكاه لنصّار قبل دقائق بسيطة وقت كان يعدل شكله وبشته " ما نمت لي يومين ، نصّ ساعة غفيتها هي حصيلي " وهوّنها عليه نصّار قد ما يقدر لكن الواضح صاحبه ما كان يحتاج شيء يهّون عليه ، كان متماسك بشكل ما يعرف يوصفه ولا تظهر عليه ذرّة إرهاق ، ساد الصمت بين الحضور من نطق المُستشار بالسلام وإعلانه بداية المؤتمر بالصلاة على النبي والسلام عليه وإكماله لباقي خطابه يلي فيه معايير كثيرة تهمّ كل شخص من الجهات المدعوة سواءً وزارة الخارجية أو وزارة العدل أو الجهات الحكومية الأخرى ويطلب بتنفيذها بالقريب العاجل ، مد أحد المحللين الورقة لبن مساعد لجل يقرأها ويكمل من بعد المستشار لكن كان لبن مساعد رأي أخر بـ
_
بهمسه للمستشار إنه ما يقدر ويعاني من وجع بحلقه لكن ذياب بيكون خير منه ، سكنت ملامح ذيّاب من نطق المستشار بإسمه يترك الباقي عليه وهو يدري إنه ماهو له إنما لبن مساعد ..
" ذيّاب بن حاكم يُكمل باقي النقاط " ..
مرر بن مساعد الورقة لذياب يلي عدل جلسته بهدوء ولا إلتفت تجاه بن مساعد نهائياً وهو ما يحس بشيء إنما وجه أنظاره للحضور يلقي السلام بداية ، ويحييّهم ، ثم يسترسل بباقي الخطاب ورفع أنظاره يختتم بكل ثقة وما إهتزّت له نبرة ولا تردد بثانية رغم عدم إستعداده وإنه ماهو شيء يخصّه : هذا والله وليّ التوفيق ..
إبتسم تركي بإعجاب وبالمثل حاكم يلي عدل أكتافه ، زادت إبتسامة نصّار وهو عرف نوايا بن مساعد كلها بإنه يحرجه قدام الناس كلهم لأن وقت شكى ذيّاب عن قل نومه مرّ بن مساعد من خلفهم لكن ما توقع ولا واحد بالمئة إنه يلفّ الموضوع بهالشكل ويتركه تحت الأمر الواقع وتحت ضغط عدم الجاهزية مع قلّ النوم ، وقف المستشار يتبعه وقوف أتباعه بعد ختام المؤتمر وأشّر على ذياب يجي يمه : ذياب
شد على بشته وهو يقرب منه : سم طال عمرك ..
همس له المستشار إن وده يقابل أبوه ، وأشّر ذياب على خشمه لكن كلمة المستشار أثارت ريبته إن وده ينزل له يقابله علن الآن ونزع الشك من داخله إنه أكيد لسوء ..
نزل المستشار وخلفه ذياب يلي بحركة سريعة نزل بشته يطويه ويتركه على إيده ، إبتسم تركي الجالس بعيد لأنه فهم المغزى من حركة ذياب وقت قرّب من أبوه بإنه ينزع بشته ويتركه على إيده لأن أبوه بالمنصب أعلى لكنه ما يلبس بشت ومن قلّ الإحترام إنه يوقف بجنبه متقلّد ببشته حتى لو كان مكان عمله ، لف المستشار أنظاره لذيّاب وهو كان يبي يشوف نباهته بخصوص البشت وأعطاه إياها على طبق من ذهب وإبتسم يصافح حاكم ويبارك جهود سنينه الماضية بعمله وجهود ولده الحالية على أمل تُثمر السنين نفس إثمارها معاه ..
↚
« بيـت حاكـم »
غرقـت ملاذ بدموعها من نطق المُستشار بإسمه ومن توجّهت الكاميرا عليه ومن لمحت بين الصفوف حاكم يلي تبيّن نظرات إفتخاره بعينه حتى لو ما وضّح شيء وبكت بمجرد ما ألقى السلام وبدأ كلامه ، كانت تضحك وتدمّع بنفس الوقت وتحصّنه ومشاعر كثيرة تحاوطها ما يفهمها إلا يلي جرّب شعور يشوف ولده بمنصب تمنّاه ويستاهله ، يشوفه واثق من نفسه مو عادي وعند ملاذ بكت لأن كلمة نهيّان لهم لجل ذياب تحققت " وإن كان يتبعه إسم حاكم فهو فخر لكن السنين تعلّم الناس إنه إسمه لحاله صاحب صيت وإسم أبوه وراه ينهي النقاش " ، إبتسمت سلاف وهي تفهم مشاعر ملاذ تجاه ذيّاب وكيف عظيمة لدرجة تتُرجم على ملامحها وعلى دموعها يلي عجزت توقفها : …
‘
: الله يحميه لك ويقرّ عينك بعياله يارب
سكن داخل قصيد كله وقت شافته ، وقت نُطق إسمه ورجف كيانها لأن مثل الأرق يلي صابها الأكيد إنه صابه وما تدري ليه هالإحساس داهم خاطرها وقلبها وهي ما تجرأت على النظر فيه إلا ثانية وحدة لأنها بكل مرة يرفع عينه تجاه المصوّر تحسه يطالعها هي من بدّهم ويرتبك داخلها ، كان تماسكها مُهيب كأنه ما يعني شيء ، كأن سرورها من سرور كل يلي بالجلسة حولها من زوجات عمامه وأقاربه يلي كلهم مثله ينختم إسمهم بآل سليمان وما يدري برجفة داخلها أحد ولا لهيب ظهرها البارد يلي تحسّه من جمّعت جرائتها ترفع أنظارها للشاشة معاهم وتشوفه بآخر نطقه لـ والله وليّ التوفيق وكيف سكر الملف يلي قدامه يرجع ظهره للخلف ويناظر المدى حوله ..
إبتسمت بإرتياح من لمحت أبوها يلي جالس بجنب عمها حاكم وهي تلف أنظارها لأمها يلي مشاعرها تجمّعت بعيونها لكنها تخفيها والحُب الوحيد يلي تعرف إنه مستحيل يخفى عليها ، هو حُب أمها العظيم لأبوها كل مداها هو ، وكل مدى تركي هـي ورغم إن تصير بينهم خلافات بأوقات متفرقة خصوصاً وقت يختلفون هي وعذبي ويكبر الموضوع يوصل لأمها وأبوها يسبب بينهم خلاف وإذا تعرف شيء واحد تعلّمته من غضب أمها وأبوها وعواصفهم إن للسلامة العامة هي وعذبي لازم يبعدون عنهم ، ما كانت قصيد بجراءة شخصية أمها يلي تسولف معاهم وترد كانت تكتفي بالإبتسام وتجاوب على السؤال يلي يتوجه لها لكنّها ما تدخل بمناقشاتهم أبد وكل همها ما تسرح ، ولا تختلف وقت يجيبون طاريه وما تدري وش هالشعور الغريب لكن محاولاتها للتماسك فوق قدرتها بكثير ودها تسرح ، وما ترجع بعالمهم بس تفكّر وإن أرّقها نومها ممكن تلقى تفصيل يدلها ..
شدت على باطن إيدها لثواني من جات وسن بجنبها وهي تعرفها على بنتها : بنتي ، شَدن
إبتسمت قصيد بإعجاب وهي تمد إيدها تصافحها : أهلين !
فتحت وسن راحة يدها وما فهمت قصيد لثواني لحد ما أشّرت لها شدن : ماما قالت تعورتي بيدك ، بشوف
ضحكت وهي تمد إيدها لإيد وسن ، ومررت شَدن إيدها على أثر الجرح يلي بإيد قصيد وهي تناظرها : مين باس الجرح وقالك سلامات ؟
ضحكت قصيد وهي تهز راسها بالنفي بتمثيل للحزن : محد تخيلي !
إبتسمت شّدن وهي تبعد معصم إيدها وتأشر لها على أثر جرح بسيط : أنا باسني هنا ، أنا قلتله
إبتسمت وسن وهي تناظر قصيد يلي ما عرفت مين المقصود وتكلّمت هي توضح لها : طاحت مرّه وراحت لذيّاب تجبره يبوس إيدها ، كل دقيقة كانت ترجع له بجروح كذبية ويلا بوسني ياويلك تقول لي لا
هزت شَدن راسها بإيه وهي توقف : وقت يجي أنا بقول له عندك جرح لازم يبوسك
_
‘
سكنت ملامح قصيد مباشرة بإحراج ، وضحكت وسن وهي تناظر شّدن يلي إبتعدت عنهم تجلس قدام الشباك وهمست : ياويلك تنتظر الرجال يرجعون وتعطيه العلم !
إبتسمت قصيد وهي تمسك نفسها وزمام شعورها يلي إرتعش من ذكرها لقُبلة ذيّاب وتورّدت ملامحها بإحراج من رجع بالها لموقف الشوك أوّل ، يلي كان وهي صاحبة العشر سنين ورجعت تلاشيه من خيالها مباشرة ما ودها تعيده وسطهم لأنها بتنهار ولا بيبقى لها سر ..
إبتسمت وهي تتأمل بنات آل سليمان ، نسائهم أولاً إبتداء من جدة ورد علياء أم أبوها ، وجدتها نُهى أم أمها لحد أصغرهم وهي بنت عناد أصغر عمامهم يلي ما عرفت إسمها ولا شخصيتها عجزت تعرفها ، كانت تسلم عليهم وتجلس ما تلتفت لأحد لكن إندماجها بالمؤتمر ما خفى على قصيد وإنها هي يلي وقت تكلّم ذياب مدت إيدها ترفع الصوت أكثر ، رجعت شعرها للخلف وهي تاخذ نفس من تفكيرها يلي يميل لأشياء ما ودها تفكرها وسكنت من الشعور يلي حسّته لوهلة وهي تشتت أنظارها فقط ، إن كانت غيرة هي مالها حق لكن لمُجرد ما مرّ بالها طرف تفكير إن بنت عناد تكون تحبه شتت عقلها الموضوع كأنه شيء مستحيل يكون وتراجعت وهي تدري إن بنت عناد صغيرة توها بدايات الـ١٧ تقريباً مستحيل يكون هذا شعورها وتفكيرها وعضّت شفايفها وهي تحاول ترجع تركيزها من ورد يلي وقفت تناديها مع باقي البنات : تعالي ..
قامت وهي تعدل نفسها تتبع قصيد للمطبخ ، وإبتسمت ملاذ من إبتسامة أمها الخفية : يحق لك
ضحكت سلاف وهي تسمع حواراتهم ونقاشاتهم وإبتسمت ملاذ وهي توقف بعد رسالة من حاكم تبيّن إنه يبيها بالمجلس ، ركضت شَدن لإيد ملاذ يلي ضحكت لأنها لمحتهم جايين ولأن وجهتها محددة هي تبي ذيّاب ، إبتسمت وهي تدخل عند حاكم : الرجال معاك ؟
هز راسه بإيه : معي تركي وهذام ، الباقيين بالطريق
ميلت شَدن شفايفها بعدم إعجاب : فين ذياب ؟
رفع حواجبه وهو يناظرها : ما بعد جاء ذياب
كشرت وهي تترك إيد ملاذ وتتوجه للخارج ، وضحك حاكم بذهول : وش يعني عصّبت علينا كذا ؟ مالنا هيبة ؟
إبتسمت ملاذ بهمس وهي تناظره : فخور إنت ؟
سكت وهو يناظرها لثواني ، ومدت يديها على أكتافه وهي تبتسم : لو تخفي إفتخارك عشرين سنة حضرة الفريق ، تفضحه عينك لليّ يحبونك ، أولهم أنا ..
رفع حواجبه بخفيف وهو يميّل شفايفه ، ومرر إيده على شامة نحرها لكنها ضحكت : كبرنا يابوذيّاب عيب كبرنا
ميّل شفايفه وهو يخفي إبتسامته من خروجها لعندهم وهو كان يبي يشوف شعورها لو
↚شافت المؤتمر ومن لمعة عيونها وسؤالها صارت له أتمّ المعرفة إن قلبها صابه التوسّع من كثر حبها وإفتخارها يلي ما يلومها عليه أبد ، طلع وهو يدري بـ..
بذيّاب إنه كان بيمشي لديار ما يدري عنها وين من بعد المؤتمر لكن هو مسكه غصب عنه وقال له الرجال بيجون عنده وإنه بيجلس معاهم وما كان من ذياب الرفض ولا الكلام إنما هز راسه بزين وإبتعد عنه ..
نزل من سيارته مع نصّار يلي يناظره : بتنام صح ؟
هز راسه بالنفي وهو يعدل نفسه بهدوء وهو فعلاً ماله خلق شيء وكان بيرجع البيت وينام مباشرة لكن صُعق من كلام أبوه عن الرجال ومجيئهم : ما سمعت أبوي يقول الرجال بالمجلس لا تغيب ؟
تنهّد نصار وهو يناظره لثواني : نهيّان موجود ، أنا موجود ما بروح بس إنت إدخل ونام الرجال ماهم لحالهم
هز راسه بالنفي من دخل وجات شَدن تركض لعنده مباشرة : بقولك سر بيني وبينك !
رفع حواجبه لثواني من ناظرت نصّار يلي ما تبيه يبقى عندهم ورفع نصّار حواجبه بتعجب : عجيب يالنتفة ! بروح المجلس قولي له يلي تبينه خلاص ما ببقى هنا
إبتسمت وهي تشوف ذياب ماله خلق أبداً ، ومن سكر جواله يرجعه بجيبه : روحي جيبي لي مويا ..
أشّرت على عيونها وهي تركض للداخل وتصرخ له يبقى بمكانه ما يتحرك لأن ما قالت له موضوعها للآن ، دخلت المطبخ وهي تناظر البنات يلي فيه وأشّرت على قصيد من بينهم : ممكن تعطيني مويا ؟
رفعت دُرة حواجبها : مدي يدك وخُذي وش هالدلع ؟
هزت راسها بالنفي وهي تناظر قصيد المُستغربة ويلي هزت راسها بزين تمد لها مويا من خلفها ، إبتسمت شَدن بخفيف وهي ترجع للخارج ركض لعند ذيّاب الجالس على أحد الكراسي البعيدة وإبتسمت تمّدها له : تعرف ، يدها من هنا فيها جرح لازم تبوسها زي الجرح حقي
سكنت ملامحه وهو يناظرها تأشر على باطن يدها وتغيّر جوفه بثانية وحدة من إستوعب إنها تقصد قصيد يلي الأكيد موجودة ببيتهم وإلا ماكان شافتها شَدن ، مثّلت الحزن مباشرة وهي تستعطفه : أنا قلتلها مين باس جرحك وقال لك سلامات قالت لي محد ! حتى هيّ زعلانة لازم إنت تروح وتبوسها زيي عشان ما تبكي ..
هز راسه بالنفي وهو ما يدري وش يقول وكيف يصرّف الموضوع يلي صدمته فيه ، وهزت شَدن راسها بإيه بإصرار : هي أعطتني المويا قالت عشان ذياب ، تعرف ؟
عضّ شفايفه بخفيف وهو يدري إنها تكذب وحتى لو هي تكذب جالسة توتّره وتطقّ بعقله : بنت !
إبتسمت بعبط وهي تهز راسها بالنفي : آسفه ، أنا قلتلها تعطيني عشان إنت تاخذها شوف كيف هيّ ما قالت لا إنت ليه تقول لا ما تبي تبوسها ؟
هز راسه بالنفي ، وناظرته لثواني بإستغراب من أسباب رفضه وهي تفكّر وطغى تفكيرها على جملها يلي تسطّرها بتساؤل خافت : ليش ما تبوسها ؟ تعرف إنها مره حلوه
وقف مباشرة من عرفت توتّره بالحيل وترجّع له ذكرى كان يحترق إنه ينساها من طغيانها عليه : ..
‘
: إرجعي لأمك !
هزت راسها بالنفي بإصرار وهي تحاول بشتّى الطرق تقنعه لحد ما طلبها تنادي له ورد وتوجهت للداخل ركض ، جلس بمكانه وهو ما وده يرجع لموقف الشوك أبداً لكن غصب عنه رجع بعقله ..
-
« قبـل عشر سنـوات »
إرتخت أكتافه ومد إيده تصير تحت إيدها ، وإيده الأخرى تطلع الشوك لكنّ كان الثبات منها مستحيل من رجفتها ، من محاولتها لإنها ما تبكي لكن دموعها كانت تنساب بدون حول منها ولا قوة رغم إنها ترفع إيدها الأخرى تمسحها بعشوائية وتتلبّس لباس القوة ، كانت ترجف بشكل ما يقدر ذيّاب منه يسيطر على إيدها بالشكل الكافي لجل يطّلع كل الشوك أبداً : إثبتي !
ما كان منها الثبات ولا جُزء منه وهز راسه بالنفي وهو يرفع أنظاره لثواني يتبع نظرات عينها الراجفة بكل المدى وسكن جسدها ونظراتها من عيونه الهادئة يلي تناظرها لحدّ ما إستقرت عينها بوسط عينه ، كان منها شديد السكون لمجرد إنه ناظرها وهز راسه بإيه بهمس : إيه ثبّتي عينك معي
ورغم ثباتها بعينه إلا إنها كانت ترجف بكل مرة يبعد عينه عنها ويوجه أنظاره للشوك يلي بإيدها وهز راسه بالنفي من جديد يناظرها ويرجع يكرر جملته " ثبّتي عينك وتثبتين معي " ، وهمست بدورها تبيّن له إن ثباتها من ثبات عينه معاها : لا تبعد عينك !
ورفع أنظاره من ما تبقى إلا القليل من الشوك الواضح يناظرها وينزع الباقي بدون لا يزيح أنظاره عنها من طلبها ، وقت إنتهى ونزّل أنظاره كانت تتأمل إيدها هي ورجّفت كل كيانه من رجعت لنفسها ، وقربت تترك إيدها على كتفه ، تقبّل خده وتبتعد بعد ما بيّنت إمتنانها وهزت كل كيانه لأنه ما تعوّد ، أو ما توقع بالأصح ولأنها ضيّعت تفكيره عن هوشته مع أبوه وتعب جده وتركت تفكيره بيدّها والشوك وحتى وقت طلبته يبقيّ عينه معاها ، كان منه السمع والطاعة وهذا الغريب عليه ..
-
رجع لواقعه على صوت ورد يلي تناديه وهو يمسح على جبينه ويوقف ، وإبتسمت ورد بإفتخار : بنموت من الفخر وتعّبتنا ممكن تعطينا من هيبتك شوي بس ؟ إيش سوّت فيك شَدن ؟
إبتسم وهو ما إستوعب ولا جمّع نفسه من ذكراه الأخيرة عنها ومن حكي شَدن يلي حتى وهي طفلة قدرت تربكه بطاريها وإنها جات تطلبه يقبّل الجرح يلي ما قدر يشوفه : ما سوت شيء لا تجلس هنا برد
هزت راسها بزين : ماظني بتطلع أساساً إستلمت قصيد تسألها عن كل شيء بحياتها ، ناويه عليها البنت مو هينة الله يحفظها ..
شد على المويا يلي بإيده وهو يشوف رسالة من أبوه يطلبه يجيب له غرض من مكتبه : شوفي لي درب بدخل المكتب
هزت راسها بزين وهي تسبقه : مو حولك إحنا البنات بالمطبخ وأمي والبقية بالصالة الداخلية
↚_
دخلت ورد ، وخلفها ذيّاب يلي توجه للمكتب يسكّر بابه خلفه ولا يدري وش جالس يصير بداخله من التعب والإرهاق والشعور المُهلك إن المسافة بينه وبينها جدران وألف حاجز ما يقدر يحصيها من كثرها ، أخذ نفس وهو قرر ماهو لجل نومه لكن لجل يدرّك نفسه بيمد لأبوه الأوراق يسلّم على باقي الرجال ويبتعد لأن ماله طاقة يبقى ، جاته شَدن تطلبه يبوس جرحها وتعاتبه ما درت إنه وقت جُرحت هالجرح تقطّع داخله وعقله وقلبه بين وده يرجّع خطوته يمّها لجل يشوفه وبين إنه يخضّع نفسه للحدود ويجلس بمكانه يلي عجز يقرّ فيه راح يهيم بالبراري وبجنبه عكّاز نهيان ، أخذ نفس من أعماقه وهو يشوف رسائل أبوه إنه يبيه يفتح خزانته ويقرأ له مضمون ورقة فقط ويحفظه يجي يقوله له لجل ما يغيب عن ذاكرته شيء ، مد إيده للدرج للمكان يلي يترك أبوه فيه مفتاح خزنته وهو يفتحها ، وطلّع الأوراق وهو يدور الورقة المطلوبة ومد إيده ياخذ الصور الصغيرة يلي طاحت من بينها وإبتسم من كانت صور لورد بطفولتها ، سكنت ملامحه من صورة لها بجنب أبوها قررت تطيح للمرة الثانية من إيده وتستقّر قدام عينه تاخذ إنتباهه لها ، مد إيده ياخذها من الأرض وكانت ثواني لحد ما رجع كل الأوراق للخزنة والصورة من ضمنهم وهو يطلع من المكتب مباشرة لمجلس الرجال ، جلس بجنب أبوه وهو يهمس له بمحتوى الورقة ويجلس بجنبه لكن كل كيانه ماهو معاهم نهائياً من تعب الأرق وتعب التفكير ، يشوفهم ويشوف حركات جسدهم ويسمع تخالط أصواتهم لكنه ما يوعى كلمة وحدة يقولونها ويركّز لو كان إسمه حديثهم ولا شيء غيره ولا يقدر يمشي لأن نهيّان بدون مقدمات طلع عنده مباراة وإعتذر يروح لها ، جلس نصّار بجنبه وهو ما يدري وش إختلف بصاحبه وهمس : وش صار لك قول لي ؟
هز ذياب راسه بالنفي وهو يفرك عيونه لثواني ويرجع يصحصح معاهم وتنهّد نصار : تعال نطلع شوي
وقف وقبل لا يطلع نطق أبوه : ذيّاب يابوك إرتاحوا إنت ونصّار إن كان ودكم تطلعون وإلا تنامون ، ما قصرتوا
هز ذياب راسه بزين وهو كان ينتظرها من أبوه وما نطق بكلمة إنما طلع مع نصار يلي نطق : بتطلع تنام الحين
هز راسه بالنفي وهو يطلع مفتاح سيارته من جيبه : بنام ببيت الشعر اليوم ، إنت روح دّور لك شيء غيري
هز راسه بالنفي وهو ياخذ مفتاحه من يدّه : قبل لا تفصل عليّ غرفتك أقرب نام وباكر نروح وتغيب عن الوزارة وعن البيت شهر لو ودك ما برّدك ، الحين روح
مد إيده يفتحها ويناظر نصّار : هات مفتاحي
هز راسه بالنفي وهو يمشي : لا صحيت كّلمني أمرك
تنهّد من أعماقه وهو ماله خلق يتجادل معاه أبداً ، ودق الباب وهو ينادي : ورد
جات له شدن وهي تناظره بـ
جات له شدن وهي تناظره بزعل شديد لثواني ورجعت يمّهم وهي ما نطقت ولا كلمة له ، رفع حواجبه بإستغراب لكن ما كان منه الإهتمام ليه تخاصمه مع إنه يتوقع أسباب خصامها إنه ما قبّل جرح قصيد وهو ينادي على ورد يطلب الدرب وبالفعل قالت له ماحوله أحد وتوجه للأعلى ، سكر باب غرفته وهو يرمي ثوبه ويبدّل على وجه السرعة ورمى نفسه على السرير مباشرة ويتمنّى ، يترجى عقله بالأصح ما يجي لها طاري لأنه مُرهق وهي تزيد فيه هلاك ما وده يعيشه ولا وده يحاوله ، ما وده يجيه ..
رفع وجهه عن المخدة من صوت الباب يلي يدقّ : تعالي
دخلت ورد وهي تبتسم وتتعذر له على إزعاجها : معليش عالإزعاج بس ذيّاب عندك بنادول ؟
رفع نفسه وهو يناظرها لثواني بتفحّص : فيك شيء ؟
هزت راسها بالنفي وهي تدور بأدراجه : قصيد تبي
عضّ شفايفه وهو يرجّع سؤاله بجوفه غصب عنه ، وناظرها لثواني وإبتسمت ورد وهي تسولف له : ما نامت عدل أمس والبنات مو راضيين يفكونها يقولون خذي بنادول ويخفّ الصداع لكن ما بتمشين عنّا ، جيت معاها ومع شدن ندوّر بغرفتي بس ما لقينا قلت بشوف عندك
منع كلامه للمرة الثانية وهو كان وده يهاوش كيف تبقى عشان البنات وتمنع نفسها من النوم لكنّه سكّت نفسه غصب ونطق بعد ما أخذت بنادول من الدرج الآخر حقه : هذا ثقيل عليها رجعيه
رفعت حواجبها لثواني : مافي غيره بالدرج هنا ؟
تمدد للجهة الأخرى من سريره وهو يطلع واحد آخر ، وسكنت ملامحه من لمحها تنزل مع الدرج وبجنبها شدن ومن تأكد إنها هي من شدن يلي رجعت تناظره مع الباب وتبتسم بعبط ، لفت ورد أنظارها له لثواني من سكونه وإنه ما مده لها : ذيّاب ؟
مده لها وهو يغطي وجهه بالمخدة بدون رد آخر وهُلك عقله تماماً وهو مو قادر ينام ، ولا قادر يبقى بمكانه وهو لمحها ، وإبتسامة شدن الأخيرة له دمّرته تماماً كأنها تعاقبه إنت ما قبّلت إيدها ، لكن لمحتها وبالفعل وقف ياخذ جاكيته ويتصل على نصّار مباشرة : إرجع
تنهّد نصار من أعماق قلبه وهو ما حرّك من قدام بيت حاكم وكان متوقّع إتصال ذياب عليه : بالسيارة تحت والله إني دريت ما بيجيك النوم ولا بتبقى بأرضك ، تعال
-
إبتسمت وهي تاخذ البنادول من إيد ورد يلي توجّهت للبنات وبقت قصيد لوحدها بالمطبخ تعيد توازنها ونفسها وقدامها شدن الجالسة على الكرسي الآخر وتتأمل قصيد لثواني ، وتكمل تأملها ببلكونة المطبخ يلي تطل على …
_
‘
يلي تطل على بيت الشعر ومجالس الرجال الخارجية وبابها مفتوح وما تكلمت وهي تشوف قصيد سارحه تتأمل كوب المويا يلي بإيدها وحبّه البنادول ، هزّتها شدن ما قصرت بداخلها من جات تحكيّها عن ذياب لكن حكّتها وسطهم ، جابت أجلها كله وزادت صداعها فوق صداع النوم كون كلامها صار قدام البنات وإنها فعلاً ما كانت تستهبل وقت قالت بتطلبه يقبّل جرح إيدها وما قصّرت بشيء نهائياً ، رجع الإحمرار يكسي ملامحها من مررت أناملها على باطن إيدها لثواني ورفعت البنادول تاخذه وهي تشرب مويتها وإبتسمت لها شدن مباشرة : راح الصداع خلاص ؟
ضحكت وهي تهز راسها بإيه رغم إنها ودها تبكي من كثر الوجع يلي تحسّه بعقلها لكن براءة شدن وإنها بمجرد ما أخذته توقّعت إنتهى صداعها وإبتسمت تجاوبها : راح خلاص كيف ما يروح !
وسكنت ملامح ذيّاب يلي كان بيخرج من جهة المجالس لكنه لمحها للمرة الثانية ومو بس ظهرها هالمرة إنما كلّها ورغم سكون حركته لثواني إلا إنه فصل مباشرة من أصوات الرجال وهو ينادي على شدن : سكري الباب !
لفت قصيد لناحيته بعدم إدراك وسكن كونها كله من تصادمت عينه بعينها وهي ما تدري وش تتصرف أو وش تسوي أو لأي جهة ممكن تبعد عن أنظاره ولحُسن حظها إنه هو تدارك وضعه ووضعه قبل لا تلمحهم شدن وتنتبه إنه شافها ومشى ، تغيّرت كل ملامحها للإحمرار الشديد وهي تجلس بمكانها من سكّرت شدن الباب وهي تناظر قصيد يلي إختلفت ملامحها بشكل مو عادي : فيك شيء ؟
هزت راسها بالنفي وهي كانت جمّعت نقطة من نفسها تلاشت النقطة وصارت تحس اللهيب بداخلها كله مو بس ظهرها ، سكنت ملامحها وهي ما عاشت وقت تستوعب فيه من دخلت ديم المبتسمة : راح صداعك ؟
هزت راسها بإيه بعدم إدراك ، وإبتسمت ورد وهي تشوف شدن تتأمل قصيد : شدن مامتك تناديك
هزت راسها بزين وهي تنزل عن الكرسي ، وتركض لأمها يلي بتمشي ورجعت تودّع قصيد وهي تتوجه لناحيتها بهمس : لا تزعلي لو ماباس يدّك وقال سلامات
إبتسمت قصيد وهي تناظرها بهمس : إنتِ قلتي لي سلامات ، يكفيني ما أبي أحد ثاني يقول لي
إبتسمت شدن وهي تقبّل خدها وتركض لأمها يلي ودّعتهم من بعيد ، جلست ديم بجنب دُرة أختها : نقترح عليك إقتراح ؟ بننام هنا لو ما تدرين ووش رايك تفكّرين تجلسين معانا ؟ بما إن العيال مو موجودين
هزت ورد راسها بإيه : نهيّان ما بيرجع البيت قال بينام عند أصحابه بس ذياب نايم بغرفته ، نصحح معلوماتكم
كشرت دُرة : ماعليه هذا يروح يداوم من الصباح ما يدري عننا ولا ندري عنه ، المهم قصيد كيف ؟
هزت راسها بالنفي وهي كانت بتغلط وتقول ذيّاب خرج تصحح معلوماتهم لكن مسكت لسانها بآخر لحظة :…
_↚
: ما يجيني النوم بعيد عن بيتنا ، حقيقة هالشيء
ضحكت ورد وهي تهز راسها بإيه وإبتسمت : نعرف وندري بهالشيء أكثر من باقي الأشياء كلها ، ياكثر الصور لك عندنا بس محمية حماية خاصة ما تطلع لنا !
عضّت ديم شفايفها : بغار طيب ! يعني حاكم عمّنا إحنا ليش أحسّه يميل لك أكثر مننا وإحنا بنات أخوه ؟ أقصّ إيدي لو عنده صورة وحده لي وتُحمى هالحماية
همست دُرة وهي تطقطق : طبعاً ديم أكثر وحدة تخاف من عمي حاكم بس الحين متمردة شوي تقول إسمه بدون عميّ ولو جاء يمّنا أول من يخاف هي لا تغرّك
ضحكت قصيد وهي تهز راسها بالنفي : يبيّن عليها
إبتسمت جود وهي تجلس بينهم : صدق ورد لنا صور إحنا وإلا مالنا ؟ بس قصيد ؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة : لكم الصور يلي معي وإحنا صغار بس أقصد صور قصيد وهي صغيرة حتى إحنا ما نشوفها ولا نلمحها تقول أمي كثيرة حيل وما كان يحتفظ فيها بجواله ولا بالكاميرا كان يطبعها لجل جدي نهيّان لأنه يكره صور الجوال يقول مالها طعم ..
رجف داخل قصيد وهي تناظر ورد لثواني ، وتنحنحت ورد وهي تاخذ نفس : من كثر ماكان يحبّك جدي نهيان ، صار أبوي يمسك الكاميرا ويصوّر عشانه كل ما جيتي ..
ساد الصمت لثواني ، والشعور القوي عليهم كلهم من طاري نهيّان العز يلي رجف دواخلهم ، عضّت قصيد شفايفها بخفيف لأنها تعرف الحكايات ، تعرف حب أبوها العظيم لنهيّان وتعرف إنهياره بالفترة الطويلة يلي إنهدّ حيله فيها كان لجل من ، ما دام صمتهم من دخلت ملاذ تناديهم يجلسون عندهم وكانت ساعة وحدة لحّد ما ودعت قصيد البنات مع أمها ونيّارا يرجعون للبيت ..
لفت نيّارا تجاه قصيد وهي تناظرها لثواني من حسّت بإختلاف حالها لكنّها ميّلت سببه للتعب وإن صار وقت نومها ، نزلت قصيد قبلهم وهي تناظرهم لثواني : بنام
هزت سلاف راسها بزين وهي تسكر باب السيارة : تمام
دخلت وهي تنزل طرحتها على أكتافها وما إنتبهت لشرودها لدرجة ما إنتبهت لوجودهم بالصالة ، إبتسم أبوها وهو يناظرها لثواني وما يدري كيف إختار تحيّة مغايرة عن باقي تحيّاته الدائمة : حيّ محاميتي
إبتسمت مباشرة وضحك من تُوردت ملامحها ، ومن عدلت نفسها تستوعب نفسها : مو حيّ قصيدي ، ولا حيّ بنتي ، ولا حيّ حبي ، صار حيّ محاميتي ؟
هز راسه بإيه من جات بجنبه ، وقبّلت عذبي الكبير قبل تجلس وسطهم وكمّل تركي : جات من الخاطر
إبتسمت وهي تتكي على صدر أبوها يلي قبّل راسها ، وإبتسم عذبي الكبير وهو يأشر على المؤتمر يلي ينعرض من جديد على الشاشة : الله يعينهم بيحللونه إعادة
هز تركي راسه بإيه : شيء من الآخر ، يحق لهم يعيدونه
ما كانت تناظر الشاشة أبداً ولا تتجرأ و..
‘
وإبتسم عذبي وهو يناظرها : شفتي أبوك ؟ وإلا ما شفتيه ؟
هزت راسها بإيه بإفتخار وهي تناظر أبوها : شفناه ، وتجمّعت مشاعر الناس بعيونهم تعرفهم ؟
ضحك تركي من عرف إنها تقصد أمها ولف أنظاره تجاه الباب يلي دخلت منه سلاف مع نيّارا وهو يقبّل رأس قصيد بهمس : الله لا يحرمني يابوك ، الله لا يحرمني ..
تجمّعت الدموع بمحاجرها وهي تناظره لثواني ، وضحك تركي وهو يضمّها لأن بكل مرة يعبّر فيها عن أمها أو يدعي إنها تدوم له تغلب قصيد عواطفها ومشاعرها مباشرة : وإنتِ تغلبك العواطف دايم ؟
إبتسم عذبي وهو ياخذها بحضنه : لو تتركها عليّ ، ما يغلبها الشعر ولا تغلبها العواطف تعاديها ..
ضحكت قصيد وهي تناظره وتاخذ نفس تمسك مشاعرها : يبي لي كثيرة عليّ كل هالمشاعر ، نترك درب المحامي ونلتزم دربك العصبي ؟ أفضل لنا وما يبكينا ؟
هز راسه بإيه : دربي ما يحتاج تجاهدين فيه ولا يبكيّك ، عصّبي وبس وقبل تمشينه تناديني وأمهّده لك ..
ضحك تركي وهو يناظرها : بمعنى آخر إلزمي الغضب وإن مالك حيل تعصّبين وتتهاوشين ، ناديه يخلّص لك الموضوع كله وتمشين الدرب وهو مستوي ما به عثرات
إبتسمت بعبط وهي توقف : كثير هالدلال بس أحبه
ضحك عذبي وهو يناظرها وصعدت للأعلى وهي تسمع مناوشاتهم على عذبي الكبير بإن التربية مو كذا وكالعادة يرجّع ظهره للخلف ببرود وينطق بجملته المعتادة " بنتي تسويّ يلي تبيه وإبن أمه يعارضني عليها بكلمة " ..
دخلت غرفتها وهي تنزع عبايتها ترميها على الكنب وسكنت ملامحها لوهلة وهي تشوف نفسها بالمرايا ، هزت راسها بالنفي وهي ما بتسمح لنفسها تفكّر بنُقطة وحدة من تفاصيل اليوم ومباشرة توجهت للدولاب تبدّل وترمي نفسها على السرير وعضّت شفايفها من بدأ التفكير يتسلل لخلايا عقلها لكن ما كان له فرصة من فهد يلي فتح طرف الباب بدون لا يدقه : بنـت
عدلت جلستها وهي تناظر الباب والنور الخارجي يلي دخل لغرفتها من فتحته له : تعال
إبتسمت وهي تلمح تركي وعذبي أخوانها وراه ، ودخل فهد خلفه تركي وعذبي وتمددت هي تفتح الأبجورة يلي بجنبها من عرفت إنهم ناويين يجلسون : ليش جايين ؟
جلس فهد على الكنبة ، وعذبي جلس على السرير بجنبها وبالمثل تركي يلي تمدد بالعرض وهو يدخل يديه خلف راسه ، ميّل عذبي شفايفه وهو يتأمل الكتب يلي بجنبها لكنه إختار يسولف لها ويمنع فضوله لوقت آخر : تدرين وين رحنا اليوم ؟ حضرنا مباراة لولد الفريق حاكم
إبتسمت مباشرة : نهيّان ؟ فاز أكيد وإلا
رفع تركي حواجبه وهو يناظره : ليش تبتسمين ؟
ضحكت وهي تهز راسها بالنفي : شكو ما أبتسم يعني ؟ البنات كانوا يسولفون عن مباراته بس ما كنت أفهم
_
‘
هز فهد راسه بإيه : لعيّب الولد ماعنده واحد إثنين ماشاءالله ، شفت الليّ طرحه ؟ المغرور خصمه
هز تركي راسه بإيه وهو يضحك : شفته يوم طاح كيف رجع يوقف له ؟ ينتظره يقول كلمة عشان يفقّع وجهه
هز عذبي راسه بإيه وهو يضحك : وربي كنت أنتظر تصير هوشة وجالس أعدّ من وقف يناطحه ، توقّعته هادي مو مثل أبوه ولا ذيّاب بس طلع حتى هو يشبّ بسرعة
رفعت قصيد حواجبها وهي ما فهمت شيء : إشرحوا لي
تعدل عذبي أخوها يمنع فهد وتركي من الشرح : بشرح لها إنتم ما تعرفون ، بس إذا بتقومون تمثّلون عادي
ضحكت من وقف فهد يسحب تركي ، ومن بدأ عذبي يشرح لها الموقف : الحين بنص الملعب هم زين ؟ الكورة كانت مع نهيّان وجاء هذا من بعيد رمى نفسه عليه يطرحه على الأرض ورجع يوقف كأنه ما سوا شيء
ضحكت وهي تشوف فهد طرح تركي على الأرض : بشويش طيب مو بالملعب إحنا !
هز تركي راسه بإيه وهو يضرب فهد يلي تعدّل : إسكت
كمّل عذبي يشرح لها : المهم هذا الثاني يلي هو فهد حالياً قدامك قال كلمة والله العالم هي وش ، شبّ نهيّان على طول وقف يناطحه بمعنى يحطّ راسه برأسه
سكنت ملامحها بإرتعاب من وقف تركي يحط راسه برأس فهد ويمثّلون بوادر الهوشة صدق : خلاص ما بشوف
ضحك عذبي وهو يرجع يتمدد : وربي إنه رجّال صدق ، ما أمداه يناطحه إلا هجّ يرجع لفريقه ويترك نهيّان بحاله
هز فهد راسه بإيه : سمعت يلي يمّنا وش يقولون إنت ؟ يقولون كان يمديه على الإحتراف بس أبوه ما يرضى
رفع عذبي حواجبه لثواني : ما ظنيّ ، الفريق دايم مع عياله كيف يحرمه من شيء يبيه !
هز تركي راسه بإيه بتفكير : بس يمكن صح ! بالنهاية أبوه فريق وأخوه سياسي هو بيختلف يصير لاعب ؟ ماظنيّ
رفعت قصيد حواجبها لثواني : ووش يعني إذا صار لاعب
هز تركي راسه بالنفي : قصدي كلهم راعين مناصب ، بس سمعت العيال يمّنا إنت مستغربين ذيّاب ما جاء مباراة أخوه الواضح إنهم يدعمونه بس هو ما يبي الإحتراف
ميّلت شفايفها بعدم إعجاب ، وإبتسم فهد : يدعمون بعض ، نهيّان واضح عليه يحبّ ذياب بالحيل وقت كنتي بالمخيم مع البنات إنتِ شفت خلفية جوال نهيّان ، سألته من يلي فيها قال ذيّاب أخوه ماشاءالله عليه
ناظره تركي بإعجاب : راعي الثوب الأسود الليّ متلثم بالبر ؟
هز راسه بإيه وإبتسم عذبي : ليش مستغرب إنت تركي ؟ ذيّاب كل حياته بالبر لو تدري عنه ما يحب يبقى هنا
ما كان من قصيد المشاركة وهي تناظر باطن إيدها ،
وناظرها عذبي لثواني : فيك شيء إنتِ ، نطلع تنامين ؟
هزت راسها بالنفي وهي تبيهم يبقون عندها ويسولفون لحدّ ما تغفى وتنام بدون ما تفكر بشيء يربكها : لا‘
وبالفعل كانت منهم السواليف ، وصوت ضحكاتهم يلي كل ما تعلى ينبههم أحد من الكبار ، إبتسم تركي وهو يشوفها على وجه نوم وأشّر لفهد يلي يدندن ويفتش بدولابها بالسكوت ، إبتسم عذبي وهو يعدلها من غفت على كتفه يتركها على مخدتها ، وخرج مع فهد وتركي يتركونها تبقى بنومها ولا يزعجونها عليه أبداً ينزلون للأسفل ..
_
« بيـت نصّـار »
إرتاح نصّار وأخيراً وهو يشوفه نايم وجلس فوق راسه لثواني بسيطة ، وده يعرف وش إختلف بصاحبه ووش صابه لكنّه ما قدر يطلع أدنى إحتمال يرسى عليه ويقول هذا سبب إختلافه ، مو طبيعي حاله هذا الشيء الوحيد يلي يعرفه ويتأكد منه لأن ذياب ما يختلف ، ما يُرهق لهالدرجة إلا لو كان باله مشغول وحسب علم نصّار المحدود ، كل أموره بالوزارة تمام وكل أموره مع أبوه تمام وغير هالشيئين مايظن فيه شيء يقدر يشغل ذيّاب لدرجة يسرقه من نفسه ، من وسط مجالس الرجال ..
غطاه وهو يتوجه لمكانه يتمدد وأنظاره على السقف لدقائق لحد ما غفى هو بالمثل خلفه وباله مرتاح لأنه كان خايف ما يجيه النوم حتى اليوم من حاله شديد الإختلاف ، ذيّاب ما يدري كيف نام لكن كل شيء كثير عليه ، كثير عليه لدرجة ما يقدر يستوعبها وهو كل ما حاول يهرب بتفكيره عنّها يرجع طيفها يتشكّل قدامه بصورة مُهلكة ، خدعته شَدن وقت قالت " حلوة " لأنها ظلمتها بهالوصف ، ظلمتها بشكل أدركه ذيّاب حق الإدراك من شوفه البسيط لها يلي ما تجاوز الثواني القليلة لكنّه إستوعب طغيان الحسن يلي مرّت عليه عينه وما يكفيّها وصف شَدن البريء بإنها " حلوة " . إستوعبه وكأن ما يكفي على قلبه وعقله أكوام الذكريات يلي يهرب عنها سنينه الماضية كلّها وإن طاريها خفّ ذكره عنده وأمامه من حياتها البعيدة عنه بين الكويت ولندن ورجعت بفترة قصيرة تهّد كل حيله وكل أسواره المحكمة على ذكرياته ، ترجّع فيه الماضي وتثبت نفسها بحاضره ووده يصرخ لأن يعرف هذا مداه معاها ، ذكريات الماضي وعذاب الحاضر لكن المستقبل ، مالهم مستقبل سوا يتأكد من هالشيء أكثر من إسمه وأكثر من إسم أبوه خلفه ، هي بنت الشاعر ، هي صاحبة الدلال يلي مُستحيل يتركها أبوها لشخص ما يكون حسب طوعها ورغبتها وهو مايعرف للدلال دروب ودلالها هي بالذات ما يقواه ، ما يقواه وقت كانت صغيرة سنّ كيف الحين ..
↚
صحى من نومه وهو يعرق من شدة الحلم ووقعه عليه وسكن كونه كله بإستيعاب لمكانه وإنه ببيت نصّار ، مد إيده لجواله يتأمل الساعة وإرتخت حتى أكتافه لأنه فوّت صلاة الفجر ما حس بنفسه وصارت الساعة قريب الظهر الحين ، رجّع راسه للخلف وهو يحاول يستوعب نفسه وذاته ووقف ياخذ أغراضه ويتوجه لخارج الغرفة
_
يتوضأ ويصلي مافاته وطوّل بعد ما إنتهى من السلام وإبتسم داخله إنها ما جات بباله لكن بعد ثواني بسيطة كان منه السكون الشديد من رجعت بباله بشكل أشدّ وقعاً عليه من أي شيء آخر وهو ما وده يفكّر ولا وده تطري عليه ، ما وده يتأمّل وظن إن نظرته بسيطة ما لمح كاملها لكن حتى إسوارة الغالي يلي على معصمها لمحها وهذا تأكيد له إن الثواني يلي لمحها فيها كانت كافية وأكثر ياخذ كل شيء بعقله ويصّوره . لف أنظاره يتأمل باطن إيده وما يستوعبه كل إستيعابه بليلة الأمس ولمحته لها ، لمحها كثيرة على عينه بشكل ما يعرف يوصفه وبشكل يعجّزه بكل مرة يتذكر فيها طريقة جلوسها ، إيدها المستقرة على الطاولة وإنحناءها وتأمل عيونها للكوب والبنادول ، شعرها البُني يلي يوصل لنصف ظهرها ويستقرّ عليه وكل حلمه وأمنيته بهاللحظة ما يرجع يطري على باله لأن له قلب واحد وله عقل واحد ما يقدر يستوعب كل شيء بليلة وحدة ، فزّ من مكانه من حس بعقله يميل لملامحها وهو يصارع نفسه ما يفكّر ولا يرجع يسترجعها بعقله لأن وقتها ما بيبقى له قرار ، ولا زمام أمر يمسكه ويتداركه وإن كانت له أمنية فهي من شديد الأماني لإنه ما يلمحها مثل لمحته لها بالأمس مره أخرى إلا بحالة وحدة مُستحيلة ، إنها تكون له بدون حد وبدون قيد ..
دخل يتحمم ، يبدل ملابسه لثوب ويترك شماغه على رأسه يتجهّز للصلاة ورجع الغرفة لكن ما كان نصّار موجود : نصّـار
طلع من الطرف الآخر وهو يسكر كبك ثوبه : مشينا ؟
كان بيمنعه لكن نصّار ماله نية ومجهّز نفسه ويدري إن ذيّاب بيروح للخيام ما بيجلس بالرياض ونطق : مشينا
خرج مع ذيّاب متوجهين لمسجد الحيّ القريب يصلون الظهر ، ثم يرجعون للسيارة وسكر ذياب جواله : مرّ البيت
هز نصّار راسه بزين : وأنتظرك وإلا أروح قبلك ؟
هز راسه بالنفي : رح قبلي والعامل قل له يروح بيته
نزل ذيّاب للبيت وهو يشغل سيارته ، ومن إنه شغّلها قبل يدخل البيت عرف نصّار إنه يبي يمشي بأسرع وقت ما يبقى وتنهّد لأنه ما يدري هو وش فيه وتمتم بهمس لنفسه : أشهد إنك صادق ياحضرة الفريق يومك تقول الخافي البيّن لكنّ الظاهر بيترك البين ويبقى على خفاه ولا لنا حيلة ..
-
دخل البيت وهو باله ماهو معاه نهائياً ويستغرب إن أبوه ماهو موجود لأنه ما لمح سيارته ، دخّل مفاتيحه بجيب ثوبه وهو يناظر البيت حوله وقبل لا ينطق بكلمة طلعت من الغرفة يلي قدامه ، تغيّرت ملامحه مباشرة وهو يصد وقفلّت الباب بدورها وهي ترجع لداخل الغرفة عند البنات ، وقفت ورد وهي تشوف ملامحها تغيّرت ومن كانت على وشك تطلع لكنها رجعت بهالطريقة : جاء أحد ؟
هزت راسها بإيه بتوتر : ذيّاب ..
‘
ضحكت دُرة وهي تدندن ، وتطقطق على إحمرار ملامح تَوق بنت عناد : بنت عناد وولد ملاذ ! بتتحقق أُمنية أبوك وينتهي عالمه الموازي خلاص هو ما قدر يتزوج الأم ما تجوز لأنه عمها ، لكن ذيّاب يقدر ياخذك وننبسط كلنا
جلست بدون رد ، وضحكت ورد وهي تدوّره لكن سمعت صوت الباب ورجعت عندهم : مشى ، ما لحقت أشوفه
إبتسمت جود وهي تشوف توق إختفت من الخجل والإحراج : بمقام أخوك لا تستحين
هزت ورد راسها بإيه وهي تجلس : أنا نسيت ما قلت له إنكم نايمين عندي ، هو مو نايم بالبيت أصلاً وقت رحت له الفجر بصحيه ما كان بغرفته وشكله تو راجع
إبتسمت درة وهي تناظر ديم يلي تتأمل بجوالها : تو راجع وما لحق يجلس رجع لدربه على طول ، لسان حاله يقول وش جابني أنا بس توق لا يهمك يعني عادي ذيّاب
هزت ورد راسها بالنفي بضحك : لو نهيّان بصدق تقولين عادي وبقول لها عادي معاك لأنه بيكمّل دربه لغرفته كأنه ما شاف بس ذيّاب طلع من البيت كله وتقولين عادي ؟ ما أصدق
-
ركب سيارته وهو يتمتم بالإستغفار من الغضب يلي يحسّه وحتى أمه ما شافها ولا لحق يسأل عن أبوه لأنه من الصدمة رجع أدراجه لسيارته وما يبي شيء من البيت ، ما عاد يبي على الموقف يلي صار ..
سكنت ملامح ملاذ يلي كانت مع حاكم بسيارته من تعدّت سيارة من يسارهم بأقصى سرعتها : هذا مو ذيّاب !
لف حاكم أنظاره للسيارة يلي إختفت عن أنظاره وقدر يلمح طرفها فقط تبتعد للمدى وهو يطلع جواله من جيبه ويستغفر من سرعته المجنونه وبمجرد ما ردّ عليه ذياب عصّب أكثر إنه مسك الجوال وهو مسرع : هدّ لا أجي وراك الحين ، قفّل
رمى الجوال بعيد عنه من نبرة أبوه الغاضبة وإنه قفّل بوجهه ولا كان وده يسمع ردّه ولفت ملاذ أنظارها لحاكم يلي إحمرّت ملامحه من الغضب وهي مصدومة بشكل ما تقدر توصفه : هدّ لا أجيك ؟ وتقفل بوجهه قبل تسمع منه رد ؟ حاكم وش تسوي إنت بفهم !
ما كان منه رد وهو يستغفر ، وتكتّفت ملاذ بزعل شديد وهي تمد إيدها لجواله لأن جوالها مو معاها وتتصل على ذيّاب يلي ما رد وناظرته بغضب إنه هو السبب بكونه ما ردّ هالمرة : إرتحت الحين خلاص ؟
-
نزل عند نصّار وهو يمسك نفسه : جاك أحد ؟
هز راسه بإيه وهو يأشّر له على الصقر يلي بمكانه : جاء العامل ترك هالصقر قال إنت شريته من المعرض ، متى شريته متى صار ؟
تقدم بهدوء ينزع برقعه ، وهديت براكين داخله لثانية وهو يلبس الدّس : لازم تدري متى صار ؟
هز راسه بإيه : ما كانت لك نية تشتري صقر ولا قلت ، إيه لازم أدري متى صار وليه صار
ما كان من ذيّاب الرد وهو يتأمل الصقر يلي بذراعه ، وناظره نصّار بهدوء : شيء يخصّها ؟
_
ما لفّ ذياب لناحيته ولا كان منه رد وهو يتأمل الصقر يلي بإيده ، وسكن نصّار من إستوعب إن فعلاً ممكن تكون هي سبب إختلافه ، هزّ ذياب إيده يسمح للصقر يطير بالسماء وتوّسعت نظرة نصّار مباشرة : تستهبل !بكم شريته إنت يومك تطلقه كذا وما بعد تعوّدك !
ناظره ذيّاب بهدوء وهو ينتظر ويتأمل الصقر يلي يحوم بالسماء حوله ، جمّع يديه يتأمله وجلس نصّار بمكانه وهو مصدوم منّه ما يدري كيف يوصف صدمته ، ما درى إنه بيشتري هالصقر يلي قيمته توضح من شكله وما إستوعب إنه هزّه يسمح له يطير بالسماء بدون لا يبقى معاه ثواني عالأقل وترك الدلة على النار : مثل اللّي يرمي فلوسه بالبحر يا ذيّاب ، مثله
جلس وهو يتكي ويناظر نصّار ، ومدّ إيده يعلن للصقر موعد عودته وسكت نصّار من رجع الصقر يستقر على إيد ذيّاب ، استغفر وهو يناظر ذيّاب يلي ترك الصقر بجنبه وما عادت له قدرة ولا طاقة يجادله ويسأله لأن لو كانت فعلاً هي سبب إختلافه ، ما بينطق ذيّاب كلمة ..
تمدد ذيّاب وهو يتأمل الصقر يلي بجنبه وعينه عليه وعلى الجمر والمدى الواسع من الخيام خلفه ، الإبل يلي مشى راعيها يتركها بعهدته ويلي يلقى فيها أُنسه وقت وحدته ، الخيول يلي من ضمنها خيله ، والصقور يلي مكانها خالي لأنها أمر العامل يطلقها ، يبيعها ، يتصرف فيها وهو حر بمالها ويبقيّ المكان لصقره الجديد .
لف نصّار أنظاره لذياب يلي يمرر إيده على جناح الصقر وريشه ، يتأمل حدة نظراته وإبتسم نصّار لأن نظرة الذيب أحدّ لو ماكان للصقر علم وضاع ذيّاب بعوالمه وهو يمرر إيده على ريشه ، على جناحه ومن نفض الصقر نفسه يفرد جنحانه قدام ذيّاب يذكّره بطاريها ، بإنها إرتعبت من حركته ورجع الحلم لذيّاب يسرقه من واقعه كله ، كان حلمه بهالمكان لكن بشوف شخص يعزّ عليه أكثر من عمره وغالي سنينه ..
كان نهيّان يتوسد صدر بيت الشعر الكبير يلي خلفّ نصار بهاللحظة ، كانوا الرجال كثار ، عظيمين الجيّة والكثرة وهو وسطهم لكنّه خالي رغم الزحام ، جوفه ماهو معه ولا قلبه معه قلبها معاها مو حوله ، يسمع ضجيجهم ، يحسّ أصواتهم وسُرق قلبه ونفسه من نفسه من نظرة نهيّان يلي إلتفت يمّه من بدّهم كلهم ، رعّش جسده يناظر قلبه وخافيه لكنّه ما يحاكيه ، ما يقول له الكلمة وقرّب ذياب يمّه يسأله : دلّني
بسط نهيّان راحة كفه ياخذ إيد ذيّاب ، وضحك يناظر عينه ما ينطق له الكلمة وتوّه ذياب يلي صابه شديد العرق والتوتر والحب ، والشعور الكبير من الضحكة السَمحة يلي يبيع كونه لجل يرجع يشوفها قدامه ..
_
↚
كتم تنهيدته بصدره وهو يرجع لواقعه من الرجفة يلي ملت داخله : نصّار
لف نصّار أنظاره له وهو يمد له فنجال قهوة : لبيّه
ما يدري ليه نطق إسمه لكن كان وده يدرّك نفسه ويترك حلمه ورجفته يستوعب الواقع ، وإبتسم له نصّار : مثل الليّ يقول والله إني معاكم شكل ومساحة وحيّز لكن عليم الله إني بوادٍ غير واديكم ، وين واديك ياخوك قل
رفع ذيّاب أكتافه بعدم معرفة : إن صار لي قرار وقريّت بأرض قلتلك يانصّار تراني هنا ، لكن الحين مثل ما تقول عليم الله إني مدري هو أنا بأرض وإلا سما
إبتسم نصّار بخفيف : دامك تقدر ليه تختار الحيرة ؟
رفع ذياب حواجبه لثواني ، وإبتسم نصّار من ما كان من ذياب سؤال ينفي شكوكه وتأكد كل التأكد إن صاحبة الصقر يلي فزّ لها ذياب هي سبب إختلافه وإختلاف مو عادي دامه جاب الصقر كله وهمس : شريت الغالي وهي ماهي حولك ، وقت تصير حولك بتجيب الدنيا بيديها ذيّاب ؟
لف ذيّاب لناحيته ، ودندن نصّار كأنه ما نطق كلمة وهو يتأمل الخيام حوله ويستمتع بكل شيء يشوفه من الوسع رغم إنه ما يهوى البر ولا هو حوله هو له إهتمامات مغايرة تماماً ، لكن ديار ذيّاب دايم دياره ..
وقف نصّار وهو ينزل ثوبه بعيد : أحس غداك اليوم من يديني ، تحسّ نفس الإحساس إنت ؟
إبتسم وهو يهز راسه بإيه من نصّار يلي ما يشاوره أصلاً إنما نيّته يطبخ صدق : دام ودك ما بقول لك لا ، ناقصك شيء كلّم العامل يجيبه
ضحك نصّار وهو يتوجه لسيارته ينزل أغراض : ناقصني شيء ؟ أنا مبيّت النية طبخ من الرياض بس نسيت شغلتني بحالك الغريب ونسّيتني ، طبخ ما تلقى زيّه
_
« الريـاض »
فتحت عيونها وهي تتأمل السقف لثواني وعدلت نفسها بإستيعاب لكونها نامت أمس وأخوانها عندها والحين هي لوحدها بالغرفة ، مدت إيدها لجوالها وسكن إحساسها كله من دخلت تدور على إسمه بالمؤتمر وتراجعت قبل تلمحه وهي ترمي جوالها بعيد عنها ، ما ودّها تغرق بالتفكير لكن غصب عنها رجع لبالها شوفه ، وقوفه ونظراته لها وكلّه بكوم وظهرها يلي يشبّ لهيب بكل مرة يطري عليها كوم آخر ، ووقت شَدن كانت بكل براءة تقول لها " قلت لذيّاب يجي ويبوس يدك " كانت تترك اللهيب يسري بجسدها كله مو بس ظهرها وما ترحمها أبداً ، ما تدري وش تفسّر كل هالشعور يلي تحسه ولا تدري وش تقول عن أي شيء يخصّها ويخصه لكنه شيء يعجّزها تقوله لأقرب الناس لها ، يعجّزها إنها تسولف لأمها عنه ، أو تحكيّه لأبوها مثل حكاية عابرة وحتى مواقف الطفولة تتظاهر بنسيانها لأنها تحسّ شيء يخصها ، ويخصّه ما تقدر تبوحه لأحد ولا تقوى البوح عنّه لأنها هي بنفسها مو محددة وش يكون كل شيء فيه طاري لذيّاب هو شيء ..
_
‘
عادي وإلا مستحيل يقرب العادي ، رفعت نفسها تتكي على طرف السرير وما تعوّدت من وقت طويل يطري على بالها شخص بصحوتها ، قبل منامها ، ووقت منامها نفسه ، ما قد جرّبت تهرب من تفكيرها لجل شخص ولا قد جربت ياخذ شخص مساحة كبيرة من عقلها وتفكيرها ، شدت على إيدها لثواني وهي تمنع ظنونها وتاخذ نفس بهمس : هو ذيّاب ، وإنتِ قصيد ..
وبمجرد نطقها لإسمه وإسمها أخذت نفس تهدّي بالها ، تمنع باقي تفكيرها عن كل شيء آخر وكل خيال غيره يوديّ لدروب أكبر منها لكنّها بكل دقيقة تمر تنسرق من نفسها تفكر فيه هو ، نظراته المُستحيلة ومراعاته لعينها وقت تخاف هالشيء تعجز توصفه لأنّه أكبر من إستيعابها للآن ، إنه ما إختلف من وقت طفولتها كان يناظر عينها لو تهرب بكل الإتجاهات ويلتزم الهدوء الشديد لحد ما تثبت هي معاه وما تدري هي كيف تثبت لكن الأغلب إن قدرته وقدرة عينه أقوى من خوفها بموقف الشوك ، وأقوى بكثير وقت الصقر وثورته والأقوى من كل شيء هو معرفته لها ، ثقته وتكراره لنفس جملة الطفولة " ثبّتي عينك وتثبتين معي " وسكن كونها من نظراته لها بالأمس وسكونها الغريب وتغيّرت ملامحها كلها من تذكّرت إنها كانت تتأمل البنادول يلي قالت لها ضمن سوالفها إنّه من ذياب وعضّت شفايفها مباشرة لكنها أبعدت سخافة أفكارها إن مستحيل يفكر بإنها تتأمله لأنه منه وعضّت شفايفها أكثر كيف يطري على بالها هالشيء ..
لفت أنظارها لظهرها العاري وأبعدت عن المرايا وهي تتوجه للدولاب تبدّل ملابسها ، تجمّع نفسها لكن يبين شتاتها على ملامحها وهي كل ما حاولت تنسى يرجع لها تفصيل ما تقدر تتخطاه وجلست على الكرسي تتأمل الشباك وما عندها قدرة تطلع وتقابل أبوها وأمها والبقية ..
دخل عذبي أخوها يلي مشغّل فلاش جواله لكنه قفله من نور غرفتها ومن لمحها ، سكّر الباب خلفه من لفّت لناحيته وإستغرب بدوره : متى صحيتي ؟
تعدّلت وهي تناظره لثواني : قبل شوي
رفع حواجبه وضحكت من مد إيده لجبينها وكمّل طريقه للسرير يدور دفتره الصغير لأنه شكّ بكونه طاح عندها من تمدده بالأمس وبالفعل لقاه ، دخّل دفتره بجيبه : صدق مافيك شيء إنتِ ؟ أحد مضايقك مكلّمك غلطان عليك ؟
هزت راسها بالنفي ، وتذكّر : الكبار ماهم موجودين ترى ، إحنا بنطلع مع العيال إنتِ وش بتسوين ؟
ناظرته لثواني وهي ترفع أكتافها بعدم معرفة ورفع حواجبه بإستغراب : زين لو تبين شيء كلميني
هزت راسها بزين من طلع رغم إستغرابه وعدم إرتياح داخله لأن مو قصيد ولا شخصيتها ، رجعت تتمدد على السرير وهي تقاوم ما تدخل على المؤتمر من جديد وتشوفه وتذكّرت بنت عناد وتركيزها معاه ، إنها ..
_
إنها رفعت الصوت وما تدري ليه سكن كونها لوهلة تترك جوالها وتطلع من غرفتها مباشرة لكن البيت فاضي ، حتى لو ودها تطلع مكان وتهرب من تفكيرها مافي أحد يشغلها ، توجهت لمكتب أبوها وهي تجلس على الكرسي حقه وإبتسمت بخفيف من دفاتر أشعاره يلي تعرف إن كلها بأمها لكن ما قويت تفتحها لأن مشاعرها مو مستقرة ولا تعرف للإستقرار درب ، لفت أنظارها للقضايا يلي عنده وإبتسمت من صورة أمها بين دفاتره وهي تلف الصورة للخلف ورجف قلبها من أشعاره الكثيرة خلف صورتها ، تجمّعت دموعها مباشرة وهي تزمّ شفايفها لكنها ما لحقت البكي من صوت الدق على الباب يلي أرعبها لكن تركها تجمّع نفسها لدقائق بسيطة وتتوجه له وإبتسمت من كان عمّها تميم وقبل تفتح الباب هو دخّل مفتاحه يدندن ويفتحه ، إبتسمت وهي تناظره وتضمّ يديها وضحك من همست : كنت بفتح طيب !
هز راسه بالنفي وهو يميّل شفايفه : من أول يابنتي ، أبوك قال لي قصيد نايمة وش صحّاك !
ميّلت شفايفها بخفيف وهي تسلّم عليه ، ترفع نفسها لجل يقبّل خدّها وإبتسمت : لحالك جيت ؟
هز راسه بالنفي ، وإبتسمت بحب مباشر وهي تشوف زوجته وجد ، بنته أسيل ، وولده الأصغر عديّ : حيّهم
إبتسم تميم من تحيّتها : تاخذين إسلوب أبوك يعني
إبتسمت وهي تهز راسها بإيه : كبير تأثيره ما أنلام !
ضحكت وجد وهي تقبّلها : كنت أتوقع تأثير سلاف الأكبر
إبتسمت قصيد بعبط : تأثير سلاف وتركي واحد !
دخلت وجد وإبتسمت قصيد وهي تناظر عدي صاحب الـ١٦ سنة : أتغطى عنك وإلا عادي ؟
ميّل شفايفه بتفكير : إذا أخوانك موجودين تغطّي ماهم موجودين لا ، وأتوقع ماهم موجودين ما شفت سياراتهم
شهقت أسيل مباشرة : طالعين مع بعض بثلاث سيارات ؟
ضحكت قصيد وهي تناظرها : ليش الإستغراب يعني؟
رفعت أكتافها بعدم معرفة وهي تضمّها بهمس : كنت ناوية نهرب شوي قلت أكيد سياراتهم موجودة !
تنحنحت وجد وهي عرفت نوايا بنتها : أسيل هالحركات كنا نسويها قبلكم ونعرفها ، مافي سيارات لا تدورين
كشّرت مباشرة ، وضحك تميم وهو يناظر وجد : إعترفتي يعني ؟ بس ما كنّا نسمح لكم تاخذون سياراتنا
رفعت حواجبها لثواني وهي تناظره ، وإبتسمت قصيد بهمس : بس كلنا ندري إنك كنت تعطي سيارتك لها
رفع حواجبه وهو يناظرها : يابنت عمّك ثقيل ما يعطي
هزت أسيل راسها بإيه وهي تجلس : ثقيل إلا مع وجد ما ينفع يصير إستثناء مره ثانية وتصير ثقيل مع الكل إلا بنتك وبنت أخوك وتتنازل لهم عن سيارتك ؟ حتى مو زي سيارتك أيام الشباب يعني ما تعني لك مره
هز راسه بالنفي : وين تبون تروحون أنا أوديكم
ميّلت قصيد شفايفها بتساؤل : بيجون الباقين ؟
هز تميم راسه بإيه : ..
_
هز تميم راسه بإيه : أهل الكويت بالطريق الحين ، عمتك لتين جاية بعد وكلنا بنبقى هنا عندكم الله يوسّع داركم
هزت أسيل راسها بإيه وهي تناظر قصيد : جهّزي غرفتك
ضحكت وهي تهز راسها بزين : أسوي قهوة يعني ؟
هزت وجد راسها بالنفي وهي توقف : قالت لي سلاف آخر مره سويتي فيها قهوة وش صار ، بسوي أنا إجلسي
كشّرت مباشرة وضحك عمها تميم : تعالي
جلست قصيد بجنب عمها لكن وجد نادتها للمطبخ : تبي أجيب لك شيء ؟
هز راسه بالنفي من عدي يلي تمدد بالأرض يشبك السوني : بدق راس بعض الناس أنا ، أسيل روحي معهم
ضحك عدي وهو يلف أنظاره لأبوه يلي جلس بجنبه ياخذ اليد الثانية : إن دقيت خشمك ؟
ناظره تميم لثواني : أبوك أنا لا أقطع عقالي عليك
دخلت قصيد عند وجد وهي تجلس على الدولاب ، وسحبت أسيل الكرسي تجلس : أمي كلهم بيجون هنا ؟
هزت وجد راسها بإيه : عمّك تركي قال الكل يجي بيتي ، حتى جدانكم بيجون هنا
ما كان من قصيد السؤال لأنها تعرف أبوها ما يدخل بيت جده محسن الله يرحمه نهائياً ودائماً إجتماعات آل نائل تكون ببيتهم إذا جمعتهم الرياض وصادفتهم مع بعض رغم تفرّقهم ، هالمرة الواضح بيكون منهم الإجتماع هنا وممنونة لأن وقتها بتضطر تبقى معاهم طول الوقت ويبعد طاري الذيب عن بالها لأن البنات بيكونون معاها طول الوقت حتى وقت نومها ولا يمديها تبعد عنهم وبالفعل كانت أقلّ من ساعة لحد ما ضجّ بيتهم بأصوات إجتماعهم وإبتسمت بإرتياح من رجوع أمها ونيّارا لأن كان صعب عليها شعور المسؤولية وإن هي يلي تستقبل كل شخص يجي من آل نائل رغم إن مابينهم حواجز وحدود لكن صعب عليها الموضوع ما تحبّ تكون بالواجهة ، أخذت جلالها مثل أمها وهي تتلثّم وتتوجه للصالة المليانة بوجودهم لأنهم ما يفرّقون المجالس إنما يجلسون مع بعض والبنات بجلالاتهم ولثامهم عن الليّ ما يحل لهم يشوفونهم ، جلست بجنب أمها وهي تشوف رجال آل نائل جدّها سلطان أبو أبوها ، وجدها خالد أبو أمها ، جدها أمين وجدها فهد يلي هم عمام أمها وأبوها ، جدّتها جهير القلب الكبير أم أبوها ، وجدّتها جميلة أم أمها وزوجات عمام أبوها وأمها لطيفة وفضّة .. عمّتها لتين وزوجها سعود وولدهم فيصل وبنتهم ودّ ، وعمّتها سوار وزوجها نوّاف وعيالها الإثنين وبنتها ملاك ، عمّها رياض وزوجته وولده راشد وبنته أصغر آل نائل ضيّ ، ويكمل المجلس بوجود أبوها تركي وعذبي وأخوانها وبقيّتهم ، كان الزحام والسوالف أمان لها عن تفكيرها لكن ما طال الأمان من طرى إسمه عابر بالمجلس لكن مو عابر بكونها وإنما كان طاريه كافي يسرقها من وسطهم رغم شديد خصامها لنفسها وعقلها بهاللحظة كيف يتجرأ يسرقها وهي
_
وهي مُحاطة بكل رجال آل نائل ، كيف تصير له القوة يجي بتفكيرها وبجنبها أبوها ، بجنبها أخوانها وجدّانها وسكنت تشد على باطن إيدها وخاصمت نفسها أو خاصمته هو ومجيئه بعقلها " وإن كنت ذيّاب ما يحق لك تسرقني من بينهم " وسكن كونها لثواني بتفكير هي تطري على باله مثل ما يطري أو مالها وجود ..
↚
« بيـت حاكـم ، العصـر »
كان يفتّش بالملفات قدامه وذيّاب له إسبوع ما رجع البيت وهالشيء يعصّبه أكثر من كل شيء آخر ، من الضغوط يلي ترتمي عليه ومن الهرج يلي صاير يتردد عليه وعلى مسمعه بخصوص ذيّاب وبخصوص نفسه ويحاول قد ما يقدر ما يعطيه مجال لكن بنفس الوقت يشبّ لأنه ما يقدر يتفاهم مع ذيّاب بدون ما يعصب ولجل رغبة ملاذ هو يعطيه راحته وتاركه بالبرّ لحاله ما يسأل عنه لكنّ بتضرب أعصابه لو إنتهى هاليوم وما جاء هو ، رمى الملفات بعيد عنه وهو ياخذ نفس من أعماقه ورفع أنظاره من صوت الباب : إدخل
فتح ذياب الباب بهدوء وهو يناظر أبوه : بمشي الوزارة
ناظره لثواني وهو يشوف بعينه غضب : أحد كلمك ؟
هز راسه بالنفي ، وما نطق حاكم وهو يشد على إيده فقط من طلع ذيّاب يسكر الباب خلفه ويمشي خارج البيت ، طلع من مكتبه وهو يشوف سكون ملامح ملاذ وورد ونهيّان الواقف : قال لكم شيء ؟
هزت راسها بالنفي بهدوء وهي تناظره : إتركه يتصرف
كانت بتطق أعصابه لكن نهيّان ناظر أبوه : بن مساعد مسوي شيء بس ما ندري وش يكون ، سمعته يكلم نصّار يقول إن لقيته قدامي ما برحمه
طلع حاكم من البيت مباشرة ورفعت ملاذ أنظارها لنهيّان بغضب : لازم تقول له وتعطيه خبر يعني ؟ ما يكفي ذيّاب يروح لهم وما ندري وش بيسوي الحين ترسل أبوك وراه ؟
تكى بهدوء : بن مساعد ورع يحتاج من يربيّه وإن ربّاه ذياب يحتاج ظهر وراه ، فيه أقوى من حاكم ظهر ؟
ميّلت ورد شفايفها لثواني : يمكن نصّار ما يتركه يروح
هز نهيّان راسه بالنفي : نصّار قال إمسكه إذا كنت تقدر
تنهّدت ملاذ من أعماقها ، وميّلت ورد شفايفها لثواني وهي ودها تفكّر بشيء لكن تعجز وتفكيرها يميل لشيء واحد ، هو بعد ما لمح تَوق ما عاد رجع البيت ومهما حاولت تفسّر الموضوع ما تطلع بشيء يرضيها أو شبه منطقي ، وقف نهيّان يطلع وناظرت ورد أمها لثواني : أمي
تركت ملاذ جوالها على جنب ، وشبكت ورد يديها : أُمي تحسين ذياب فيه أحد بقلبه ؟ يعني بعيد عن كل شيء
رفعت ملاذ حواجبها لثواني : شفتي شيء إنتِ ؟
هزت راسها بالنفي : قبل إسبوع ، رجع البيت وطلعت تَوق بوجهه بالغلط ومن بعدها ما عاد رجع البيت ..
سكتت ملاذ لثواني وهي تناظرها : يعني يبي تَوق ؟
‘
وقبل لا تجاوب ورد هزّت ملاذ راسها بالنفي : مستحيل تَوق صغيرة حيل وذيّاب ماهو حولها ، بحسبة أخوها
ميّلت ورد شفايفها لثواني ، وتنهّدت ملاذ : يضحك إن أنا وأبوك يلي ما يخفى علينا شيء صار يخفى علينا ولدنا ما ندري هو وش بجوفه ولا ندري هو وش بعالمه
هزت ورد راسها بإيه : يخوفّ بس عندي أمل ما تعرفون حكاياتنا حتى إحنا يعني نبي خصوصية شوي
ميّلت ملاذ شفايفها : ووش عندك حكايات يا بنته ؟
ضحكت ورد وهي تهز راسها بالنفي : قبل كم يوم نتكلّم أنا وعماتي هتان وريف ، على قفطات أبوي لهم زمان إنه قدر يعرف إن هذام يحبّ هتان ، وإنه مرعب لؤي زوج عمتي تقول ريف حافظ جملة أبوي له أكثر من كل شيء بالدنيا وقت قال له لو ما جيت بالحلال يا لؤي كان راسك بـنجد ورجولك بالحجاز
إبتسمت ملاذ وهي تهز راسها بإيه : أبوك من النوع يلي يدري لكن ما يقول ، يخوف هالطبع فيه وقت يتمّ كل شيء يجي يقولك زين إنك عدّلتي خطوتك ..
إبتسمت ورد وهي تهز راسها بإيه ، وتمددت ملاذ وهي تفكّر بذياب لثواني بسيطة لكن عجز تفكيرها يطلع بنتيجة وهي تتنهد : الله يكون بالعون يارب ما يشبّ لا هو ولا أبوه من يوقفهم بعدين ، ذيّاب يبي لي جلسة مطوّلة معاه مو طبيعي بيقضي وقته كذا ما أدري عنه
-
« الـوزارة »
نـزل من سيارته وهو يدخل للداخل ولمكتبه مباشرة وما يدري كيف يمسك أعصابه لو شاف بن مساعد وما يهدّ حيله لأن وصلته رسالة من زميل له يبيّن إن له يومين يفتح مكتبه ولا يدرون وش ياخذ منه ووش يسوي ، توجه لدرجه المقفول وهو يشوفه على حاله وهذا الليّ يهمه ، وطلع من مكتبه يتوجه لبن مساعد يلي رفع حواجبه من ما دقّ ذياب الباب : وش عندك ما تدق ؟
ناظره ذيّاب لثواني بسخرية : تبيني أدقّ خشمك جرب تدخل مكتبي مرة ثانية ، وصل ؟
هز بن مساعد راسه بالنفي : بدخله متى ما بغيت ، إنت أخذت هالمنصب وهالمكتب بإسم أبوك وجدّك أنا جالس هنا بتعبي وعرق جبيني وأي شيء بحتاجه باخذه من مكتبك أو من حضن أبوك بعد عرفت كيف ؟
إبتسم ذيّاب وهو يناظره لثواني ووده يمسك أعصابه : تعال لي لا طلعت من هالمكتب
هز راسه بالنفي : حيّاك هنا إن كنت تبي شيء ما أجيك
عضّ ذياب شفايفه لوهلة ، وإبتسم بن مساعد بسخرية وهو يشوف حاكم بالممر وراء : علّمه عليّ لا أوصيك
لف ذيّاب وهو يشوف أبوه بالممر خلفه ، ودخل لمكتب بن مساعد وهو يسكر الباب خلفه : تبي تبكي إنت ؟
إبتسم بن مساعد بسخرية وهو يناظره ، وقرب ذياب بخطواته وهو فعلاً ناويه لكن أبوه يلي فتح الباب منع كل تهوّر براسه وهو يناظره : ذيّاب
ناظر بن مساعد بسخرية فقط وهو يخرج مع أبوه يلي كان واضح عليه يمسك غضبه ..
_
وبالمثل ذيّاب يلي وده يفصل لكن ما كان يقول كلمة ، وقف حاكم من شخص يناديه من الخلف ولف ذيّاب مع أبوه من ضحك المستشار وهو يسلم عليه ولا يبي يعرف شيء ، نزل خلف أبوه من درج الوزارة وهو يشوف النظرات عليهم ويغضب ، كثير الغضب يحتلّ داخله وهو يناظر أبوه بمجرد ما طلع للمواقف وما نطق الكلمة لكن حاكم عرف داخله وجوفه وعصّب : إنطق لي بكلمة إن كنت رجّال
ضحك ذيّاب بسخرية وهو يناظر أبوه : إن كنت رجّال ؟ صرت الحين مو شايفني رجال يعني ! دامي مو رجال ليه جاي وراي غصب تبيهم يقولون الفريق حاكم مع ولده ؟
ما رد عليه أبوه بكلمة وهو يركب سيارته ويحرك ، وركب ذيّاب سيارته بالمثل يحرك وراه لأن الغضب يلي فيهم مستحيل يبقى على حاله ومستحيل يكون قدام الناس ..
كان يمشي بجنب أبوه بالخط وأنظاره عليه من أشّر له يتبعه لمكان آخر وتنهّد من أعماقه لأن مهما عصّب ومهما وصل فيه الغضب ما يقدر يبتعد الحين وهو له إسبوع غايب وفيه أمور كثير لازم يتفاهم مع أبوه عليها ..
تبعه لكن سكن داخله كلّه من عرف الحي يلي دخل له أبوه وكيف ما يعرفه وكأنه رجع يرمي على نار جوفه حطب أكثر وأكثر ، سكن كونه من زحمة السيارات قدام بيت تركي وما يدري ليش حسّ بنبض عروق إيده بدون مقدمات وسكن فقط وهو يوقف خلف سيارة أبوه من رجال آل نائل يلي بالخارج ولأول مرة يشوف إجتماعهم كلهم ، نزل من نزول أبوه ومن لف يرمقه بنظرة وحيدة تبيّن إنه يبيه ينزل وبالفعل نزل معاه يسلّم عليهم ويمسك أعصابه عن أبوه يلي يبيّن إن كل شيء طبيعي وعادي ويناديه يسلم معاه ، وقف بجنب أبوه من جاء تركي من الداخل : حيّ حاكم ، الذيّب بعد نوّرت الدار
إبتسم حاكم وهو يصافحه : الله يبقيك ، ها وش العلم ؟
هز تركي راسه بإيه وهو توّ كلمه ووقت قال له إنه قريب أصرّ عليه يجي : العلم يسرك مامن ضرر ، شيّكت على الملفات أنا مثل ما طلبت ما يقدر يسوي شيء أبد
هز حاكم راسه بزين : الحمدلله دامه كذا ، ما قصّرت
هز تركي راسه بإيه : وأنا ناديتك تجي يمنّا تجلس معي
هز حاكم راسه بالنفي : إنتم توّكم متجمّعين ياخوك وقت ثاني أجيك إبشر لكن الحين بتعـ
هز تركي راسه بالنفي مباشرة : والله إن تدخل مجلسنا مابه أحد العيال الحين بيتركونا ويطلعون وإنت ما عندك شيء ، تبقى عندي إنت والذيب
هز حاكم راسه بالنفي وهو يصرّ عليه يأجّل دخوله ، وإصرار تركي أكبر وهو يقول له إن الكل بيمشي من البيت بيطلعون للكوفي والممشى وما بيبقى إلا الكبار وحاكم لازم يبقى عنده ، تنهّد حاكم من إصرار تركي يلي همس بالأخير : إنت فيك شيء ولا وديّ تشب بالرياض اليوم