📌 روايات متفرقة

رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل السادس 6 بقلم شروق عبدالله

رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل السادس 6 بقلم شروق عبدالله

رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن pdf الفصل السادس 6 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن pdf الفصل السادس 6 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل السادس 6 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل السادس 6
رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل الاول 1 بقلم شروق عبدالله

رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل السادس 6 بقلم شروق عبدالله


وتين ابتسمت: اسفه لك بس دامك معي ما راح تشرب إلا نعناع
ضحك عناد يمسح على راس قطوته
ونطقت وتين تكمل: ال٢٠٠ شتله، بتشربها شتله شتله
رفع راسه يضحك بصوت عالي، ومشت وتين تتعداه شايله الصينيه بابتسامه وطلعت من المطبخ
ووقفت مكانها وتلاشت ابتسامتها من شافت تهاني واقفه قدامها
ورفعت تهاني حاجبها تناظر عناد اللي طلع خلف وتين وابتسامته تزيّن ملامحه ومشى متجه لغرفته اللي بجنب المطبخ بدون ما يناظرها
ونطقت تهاني تناظر وتين: وش تسوين بالمطبخ معاه لحالكم؟
وتين عقدت حاجبها: الجدة حصة كا…
تهاني شدّت يدها بغضب تقاطع كلامها: هذي عوايدك مع كل من هب و دب؟
وصلهم صوت هاجر: تهاني خلاص!
تهاني التفتت: لا مو خلاص! خلي عديمة التربية تعرف حدودها
وتين تقدمت تمدّ الصينية لهاجر: امسكيها شوي حبيبتي
هاجر ناظرتها بعدم استيعاب ومسكت الصينية
والتفتت وتين وتقدمت لتهاني وشدّت شعرها: عديمة التربية تعرف تربّي
تألمت تهاني تحاول تبعدها وتركت هاجر الصينية على الأرض
ومشت تبعد تهاني عن وتين: خلاص! لا تسمعكم أمي حصه وتصير مشكله!
وتين رفعت اصبعها لتهاني بتهديد: اعرفي حدودك معي
تهاني تراجعت بقهر: أنا أوريك والله لأفضحك
سفهتها وتين اللي التفتت تشيل الصينية ومشت متجهه للحديقة
والتفتت هاجر بحدّه: تهاني وبعدين معك!
تهاني تأففت ومشت تصعد لغرفتها، وتنهدت هاجر بتعب من تصرفات اختها بسبب حبها الأعمى لعناد وغيرتها عليه
كانت هاجر الشاهده الوحيدة على حب تهاني لعناد من صغرهم
تحبه وتشتاق له وتخاف وتغار عليه بصمت
واليوم صمتها تحوّل لقنبلة موقوتة تشم هاجر ريحة بارودها وتخاف من انفجارها

صبت وتين من اللافندر تمدّه لحنين وهاجر
ووجد اللي شربت من كوبها وسألت: كيف تجهيزات الملكه؟ لازم ننجز ما بقى الا اسبوع
وتين حكت جبينها: فستاني تقريبًا جاهز
هاجر بابتسامه: تصميمك؟
هزت راسها وتين: صممته قبل فتره باقي أعدّل عليه، بحط ريش
وجد بضحكه: بتطيرين يعني
وتين هزت راسها بالإيجاب وضحكت
بنفس الوقت نطقت فاطمه اللي تهمس لغاليه: على وش العجله؟ خطبنا فجأه وقلنا ما عليه بس الملكه نهاية الاسبوع ليه؟
غاليه عقدت حاجبها: وش فيها؟
فاطمه بتنهيده: ماني مرتاحه لهالزواج مدري كيف امي حصه وابوي راجح ساكتين
غاليه سكتت، ووصلهم صوت الجدة: غاليه أبيك تكلمين خالاتك وعماتك واعزميهم على الملكه
فاطمه عقدت حاجبها: لو نخليها عائليه مو احسن
نطقت الجدة: اقطعي بس، كل اللي نعرفهم بيجون ويفرحون معنا مثل ما فرحنا بحاتم، عناد ما هو ولدي بعد؟
سكتت فاطمه، وابتسمت غاليه: ابشري يمه
بنفس الوقت نطقت وتين: قولي لهم يخلونها بسيطه، لا تتكلفون
وجد بضحكه: مافي شيء بسيط عند أمي حصوص، خصوصًا اذا الموضوع يخص عناد كل شيء بيصير مُبالغ فيه
هاجر أيّدتها: و ليش تبينها بسيطه؟ هذي فرحة عمرك
سكتت وتين وابتسمت حنين تناظر شرود وتين وارتباكها
كل مالها تستوعب جدية الموضوع، الموضوع اللي بدأ بعناد منها وتحدّي من عناد صار حقيقي وماله رجعه

دقايق طويلة مرّت و محور حديثهم ملكة عناد ووتين
برَد الجو و التمّوا العيال في الحديقة حول شبّة النار اللي زادت وجد حطبها
ونطق مشاري يحذرها: بالملقاط يا غبيه بالملقاط
وجد التفتت تناظره بطرف عينها وأخذت الملقاط تحط الحطب على النار
التفتوا لغاليه اللي طلعت لهم: جلسة طرب وما تنادوني!
ضحك تميم يأشر لأمه: تعالي بجنبي، باقي ما بدينا ننتظر عناد يجي
جلست غاليه يتبعها جلوس فاطمه اللي ناظرت هاجر: وين تهاني؟
هاجر بتنهيده: قالت بتنام
صدّت وتين، ووصلهم صوت الجدة اللي مشت باتجاههم ماسكه ذراع عناد بثوبه الأسود وشماغه اللي لفّه على راسه
ومشت تجلس بينهم، وجلس عناد بجنب مشاري اللي مدّ له العود
ونطق مشاري: وش شعورك واحنا نعاملك معاملة مخاوي الليل وننتظرك تعزف لنا
قاطعته حصة: الله يتوب عليه من هالذنوب كله منك!
مشاري وسع عيونه: وش دخلني يمه العود حقه ماهو حقي
ضحك عناد، ونطقت غالية: خليهم ينبسطون يمه
ابتسمت وتين تشوف عناد يحرك أصابعه على الأوتار
ورفع نظراته لها يناظر لمعة اللهب اللي انعكست بعيونها
ومسكت كوب اللافندر تشرب منه وعزف عناد وعينه عليها
يغني بصوته الهادي:
"صدّقيني، قلبي يحكي لك حقيقة
صدّقيني، ما أرى غيرك ملاك
من أجل وصلك باتخذ أيّة طريقة
ما أبالي لو طريقي لك هلاك"
ناظرت وتين خطوط ابتسامته في خدّه وحوّلت نظراتها لأصابعه اللي يحركها ببراعة على العود
وغنّى مشاري معه:
بُعدك ولا غيابك على نفسي ما أطيقه
كيف أجاهد روح تشقى من غلاك؟
ارتفعت ضحكاتهم من سدّت وجد أذانها بأصابعها ورمى مشاري علبة المويه اللي بيده عليها: شيلي أصابعك واسمعيني
ضحك عناد يكمل عزفه، وغنّى مشاري ومعه تميم اللي يدندن
غاليه ناظرتهم: يعني انتم كورال ولا وش؟
ضحك تميم، ووقف مشاري: والله لأمشي
ضحك عناد يسحبه يجلّسه جنبه: اجلس اجلس
ابتسمت حنين تتأمل علاقتهم، من ضحكات عناد وابتسامات تميم ودندنة مشاري المتحمس
بنفس الوقت التفتت وتين تتأمل الجدة اللي سنّدت خدها على كفها تتأمل عناد
وتسندت وتين تشد عبايتها حولها، تناظر لهب النار المشتعله وسطهم
وحوّلت نظراتها لعناد اللي في الجهه المُقابله لها، يناظرها
كانت اللحظة وكأنه حلم من خيال لكنه يحس بحقيقته من ملمس الأوتار بين أصابعه، من حرارة اللهب وحلاوة طعم اللافندر
طال ليلهم وقرّبت سهرتهم لنهايتها
و قام عناد من انتبه للساعة يستأذنهم: عندي دوام لازم أمشي
غاليه ناظرته: دامك بتمشي الحين معناته بتنام في الخبر
هز راسه عناد: يمكن انام وارجع بكره
ونطقت الجدة: استودعتك الله انتبه لنفسك
ابتسم عناد والتفت يدخل للبيت متجه لغرفته ينوي يجهّز شنطته وأغراضه
بنفس الوقت التفتت وتين تناظر حولها: وين جوالي؟
التفتت وجد ودوّرت حنين مع وتين اللي عقدت حاجبها باستغراب
وجد: يمكن تركتيه في المطبخ ولا الصالة
بنفس الوقت مشى عناد لغرفته ووقف من وصله الصوت من المطبخ
التفت باستغراب ومشى يدخل المطبخ وطاحت عينه على تهاني اللي فزّت برعب
تركت تهاني الجوال من يدها وناظرته: عناد
عناد سأل يناظر الجوال على الطاولة: وش تسوين؟
تهاني أشرت على الكاس تخفي توترها: أشرب مويه
هز راسه عناد والتفت يطلع من المطبخ يكمل طريقه للغرفة
تارك تهاني خلفه، تناظره لين اختفى عن أنظارها وبلعت ريقها ومشت تصعد غرفتها بارتباك
ثواني ودخلت وتين المطبخ تدوّر جوالها وتنهدت من شافته على الطاوله وأخذته
طلعت وعينها على جوالها والتفتت لصوت الباب تشوفه يطلع من غرفته وشنطته على ظهره
مدّ عناد رجله يمنع قطوته تطلع وهمس: لا كاتي ارجعي نامي
قفل الباب بتنهيده يسمعها تماوي، والتفت يمشي وانتبه لوقوف وتين اللي تناظره بصمت
رفع حاجبه: ليش جيتي هنا
وتين رفعت جوالها: أخذت جوالي من المطبخ
ناظر عناد الجوال بيدها وعقد حاجبه يتذكر تهاني
ونطقت وتين: ليش تحبس نعناعه وتروح!
نفى عناد: ما حبستها، أنا دايم اذا بمشي للخبر اتركها بالغرفة ووجد بعدين تاخذها
وتين سألت: أقدر اخذها عندي هالمره بعد؟
ناظرها عناد ثواني، وابتسمت وتين تشوفه يرجع لغرفته ويفتح بابها يسمح للقطوه تطلع
وضحكت وتين وتقدمت تشيلها وتتكلم معها: حابسك المعتوه؟
تنهد عناد ومشى خلف وتين اللي ما زالت تتكلم مع القطوه: عضيه مره ثانيه لا تسكتين له
ابتسم بخفوت ورفع صوته من طلع للحديقة ولوّح لهم: فمان الله
ناظرته وتين يمشي باتجاه سيارته وتسمع دعوات حصة له
وجلست بجنب وجد اللي سألت: لقيتي جوالك؟

تهاني جلست على سريرها تكلّم بجوالها: لقيته على طاولة المطبخ وقدرت افتحه وهذا اللي طلع معي ارسلتهم لك
وصلها صوتها تسأل: شافك احد؟
تهاني سكتت تتذكر عناد ونفت: بس عناد دخل فجأه وقلت له أشرب مويه، فريدة تتوقعين يشك؟
نفت فريدة: حتى لو يشك فيك ما عنده دليل
سكتت تهاني، ونطقت فريدة: كلمت واحد يعرف للايديتنق والفوتوشوب، ما راح يجي بكره إلا والخطوبه متكنسله
تنهدت تهاني تهز رجلها بتوتر: واذا ما صدّق عناد؟
فريدة: وليش ما يصدّق؟ كل شيء واضح له بالصور والأدلة
تهاني هزت راسها: راح يصدّق
قفلت فريدة جوالها من سمعت صوت شدّاد يدخل للغرفة
ونطق بغضب: شفتي ولد الكلب راجح وش مرسل لي!
فريده عقدت حاجبها باستغراب وتقدمت تناظر الرسالة اللي بجوال شدّاد واللي كانت:
"ملكة ولدي عناد وبنتي وتين يوم السبت الجاي، ما علمتك عشان أعزمك علمتك عشان أهددك للمره الأخيره، لا تحضر الملكه ولو لمحت وجهك ما يصبح صبح الأحد إلا وموضوع الحريق مفضوح"
شدّاد بغضب: وتين تمشّي كلامها علي وتقرر يوم ملكتها بدون ما تشاورني! وفوقها راجح يهددني ما أجي
فريدة اللي ارعبتها رسالته: صدقني راجح هذا يعرف كل شيء، لا تتورط معه
شدّاد جلس بقهر وسكت، وناظرته فريدة بتنهيده

في مزرعة راجح
وقفت حنين تستأذنهم مع وتين اللي تقدمت تسلم على الجدة
ونطقت حصة: أي شيء تحتاجونه للملكة كلموني ولا كلموا وجد، لا تستحون
ابتسموا التوأم بامتنان، ومشوا يتجهون لبوابة المزرعة
والتفتت غالية لتميم اللي قام، ونطقت: عفيه، روح معهم لا يمشون لوحدهم بهالظلام
أسرع تميم بخطواته يمشي خلف التوأم، والتفتت حنين لصوته ووجّهت فلاش الجوال اتجاهه
تميم: لا تمشون لوحدكم هالوقت تجتمع الذيابه
وتين رفعت القطوه: معنا ذيبه لا تخاف
ضحك تميم، وابتسمت حنين وناظرت الظلام حولها تمشي خطواتها بحذر
ونطق تميم من تذكّر: حنين
التفتت حنين تسمعه يناديها باسمها، وكمّل تميم: قبل كم يوم وقعت عقد مُدرب في مسابقة خيول للمبتدئين، وتذكرتك
فزّ قلب حنين، وسأل تميم: كان ودك تشاركين في المسابقة؟
حنين بتساؤل: وين راح تكون؟
تميم: في الخبر
وتين ناظرت تردّد اختها، ونطقت: ودّها
حنين ناظرت وتين وهمست: وتين! يقولك في الخبر
وتين: واذا في الخبر؟ شاركي
تميم فهم تردّد حنين وخوفها: فكري في الموضوع المسابقه باقي عليها وقت طويل، علميني متى ما قررتي اكتب اسمك مع وجد
ناظرته حنين وهزت راسها بالايجاب، وفتحت وتين باب المزرعة
ولوّح لهم تميم: فمان الله
لوّحت له حنين تشوفه يتراجع ويمشي لمزرعة راجح
وابتسمت وتين تناظرها: بتشاركين
حنين دخلت للمزرعة: مدري مدري وتين خليني أفكر
وتين مشت خلفها بضحكه وقفلت الباب بتنهيده

يوم جديد
وقف سيارته قدام مزرعة راجح ونزل بتنهيده بعد تعب الدوام
تسنّد على سيارته يطلع سيجارته ويناظر مزرعة وتين من بعيد
ناظر رماد سيجارته بيده بشرود، تحترق بين يدينه ويتطاير دخانها
قطع عليه شروده صوت السياره اللي وقفت جنبه وعدّل وقفته يناظر الشخص الغريب عليه واللي سأل: هذي مزرعة راجح ال منصور؟
هز راسه عناد: الله الله
الشخص الغريب سأل: بغيت عناد
عناد باستغراب: أنا عناد، وش بغيت؟
الشخص الغريب مدّ له الظرف، وأخذه عناد وتراجع من تحركت سيارة الشخص تغادر المكان بسرعتها
فتح عناد الظرف وجمدت ملامحه من بانت له صور وتين
صوره لها بفستان ناعم يبيّن ملامحها وتفاصيلها وصوره ثانيه تبيّن عفويتها وابتسامتها الواسعة
ووسع عيونه من شاف صور المحادثات المصوّرة واللي كانت بينها وبين شخص مجهول، عبارات حُب ومواعيد مدروسة بينهم
رفع نظراته للمزرعة، مشى يوطى سيجارته بالأرض ويتوجه لها
وتين اللي كانت في المستودع تجهّز فستان ملكتها باندماج
توزع الريش على أطراف فستانها وتتخيّله بابتسامه
التفتت لصوت الباب ومشت تلبس عبايتها بعد ما سرقت نظره للساعه
تدري برجعة عناد هالوقت من دوامه، فتحت الباب وطلّت
ونطقت: نعناعه نايمه ومستحيل أصحيها عشان تاخذها
نفى عناد: ما جيت عشانها
وتين ناظرت تغيّر حاله وجمود ملامحه، وحوّلت نظراتها للظرف اللي مدّه لها
أخذته باستغراب: وش فيك؟
صدّ عناد يبلع ريقه، وتراجعت وتين تجلس على عتبة المستودع
وفتحت الظرف تناظر محتواه بصدمة وتحتدّ ملامحها من قرأت المحادثات
ووقفت وتين بغضب: مين أعطاك الظرف!
عناد لاحظ ارتجاف يدينها: ما عرفته، اعطاني الظرف و هرَب
وتين هزت راسها ونطقت بعصبيه: هذي الأفعال أنا عارفتها زين
عناد قاطعها: في راسي شخص واحد ممكن يسويها، بس انتِ عطيني كلمة وحدة وقولي لي يا عناد اللي في الظرف ما هو لي
وتين تقدمت تحط عينها بعيونه: اللي في الظرف صوري يا عناد، بس الرساله بوسطها ماهي لي
تراجع عناد يرمي الظرف بالارض ومشى لمزرعة راجح بغضب
ورفست وتين الباب بغضب: الله ياخذك يا فريده الله ياخذك

دخل عناد الصالة يشوف الجدة حصة جالسة مع غاليه وفاطمه
ووجد اللي التفتت تناظر حالته بغرابه: عناد؟
عناد ناظر حوله: وين تهاني؟
فاطمه عدلت جلستها باستغراب: ليه؟
عناد مشى يجلس وهز رجله: بغيتكم بموضوع وابيكم كلكم فيه
فاطمه قامت: أناديها الحين
ناظرت حصة عناد بصمت، تلاحظ الغضب بملامحه: عساه خير يا وليدي
هز راسه عناد يشوف تهاني تنزل وخلفها هاجر يناظرونه بفضول
ونطق بهدوء: خير يا يمه خير
جلست تهاني تناظره بصمت، وسألت غاليه: وش فيك وترتنا!
عناد نطق يناظر الجدة حصة: موضوع الخطوبة تكنسل
حصة فزت بصدمه: وش تقول!
عناد: وتين مابيها والخطوبه تنلغي اليوم قبل بكره توني جاي من عندها وأنهينا كل شيء
تهاني نزّلت نظراتها لجوالها تحاول تخفي ابتسامتها
ونطقت غاليه بصدمه: عناد! وش اللي صار
عناد وقف يناظر تهاني اللي تكتب بجوالها: البنت عندها علاقه مع شخص ثاني ووصلني ظرف بصورها ومحادثاتها
مسكت حصه راسها، ونطقت فاطمه: وتين!
تهاني ابتسمت بخفوت ورفعت راسها وانتبهت لنظرات عناد لها
توترت تهاني وأبعدت نظراتها عنه وبلعت ريقها
و نطق عناد وما شال عينه عنها: إيه وتين، لكن اللي انقال عنها ماهو صحيح
حصة عقدت حاجبها: كيف يعني!
عناد التفت لها: يعني يا يمه فيه شخص مفبرك الموضوع، والشخص هذا أعرفه زين
جمدت ملامح تهاني، وناظرها عناد: والخطوبة بتنلغي لين يعترف باللي سواه ويعتذر لوتين بنفسه
فاطمه تبعت نظرات عناد وناظرت تهاني بصدمه
وجد سألت: طيب مين هالشخص! وليش يسوي كذا لوتين
عناد هز راسه: يعرف نفسه زين وموجود بيننا، واذا ما يعرف بيوصل العلم لأبوي راجح وحاتم ووقتها نصفّي حسابات المفروض قفلناها من بدري
حصة بتنهيده: يا يمه العن الشيطان ولا تلغيها بعد ما عزمنا ربعنا وأهلنا
نفى عناد: وتين ما توقّع الكتاب إلا و صفحتها بيضاء وخاطرها طيّب! واللي عنده شيء يقوله بوجهها ما يطعن بظهرها
عناد التفت لتهاني يختم كلامه: سوء الفهم والظن والطعن بالأعراض هذا كله يتصلّح قبل الملكة و بإعتذار! أو أنهيته أنا بطريقتي
تراجعت تهاني تلاحظ نظراتهم لها، ومشت تصعد غرفتها بصمت
غاليه عقدت حاجبها تحاول تستوعب الموضوع، ومشت فاطمة تلحق تهاني ومشت خلفها هاجر بتوتر
حصة ناظرت عناد بترجّي: يا يمه دام الموضوع مفبرك توكل على الله وخلوا موضوع الملكة يعدّي على خير
تقدم عناد يبوس راسها: بيعدّي على خير يمه، ارتاحي
التفت عناد وطلع من الصاله يفتح أزارير ثوبه وياخذ نفس بتعب
ووصله صوت وجد: عناد دقيقة!
التفت لها يشوفها تسرع بخطواتها له: وش صار اشرح لي! الشخص اللي تقصده هو تهاني؟
عناد احتدّت ملامحه: كان جوال وتين معها ليلة أمس و ردّة فعلها اليوم أثبتت لي
وجد بصدمه: ما أصدق
عناد أشّر بغضب: قولي لها تحمد ربها جت على كذا وما وصل الموضوع لأبوي راجح وحاتم! لعب البزران هذا ما يجوز لي
سألت وجد: وتين تدري عن الظرف؟
هز راسه بالإيجاب وصدّ يناظر الفراغ، ونطقت وجد: ليش سوت كذا طيب!
عناد: ما تهمني أسبابها ولا يهمني شيء غير إنها تعتذر لوتين قبل يوم السبت

بنفس الوقت دخلت تهاني غرفتها وتكتب بجوالها بارتباك
"فريدة عناد يدري عن كل شيء"
قطع عليها دخول أمها ووراها هاجر والتفتت تبعد جوالها عن أنظارهم
ونطقت فاطمة: وش سويتي! ليش عناد كان يناظرك تحت!
هاجر مسكت أمها: اهدي
فاطمه ارتفع صوتها: اتركيني هاجر! اللي يقصدها عناد انتِ؟
نفت تهاني بتوتر: ما أدري، لا
هاجر بتنهيده: اعترفي واعتذري يا تهاني قبل يدري أبوي! لو ما اعتذرتي عناد بيقول لهم
جلست تهاني تلمّ راسها بصمت، ونطقت فاطمة بعصبية: ليش سويتي كذا؟
ما ردت تهاني وطاحت دموعها، وصرخت فاطمة: ليش!
نطقت تهاني ببكاء: وش أسوي أمي؟ وش اسوي
فاطمه تقدمت تضربها بقهر: وش تسوين! تسوّدين وجهي قدامهم وتظلمين البنت وتفشليني عند عناد؟
غطت تهاني ملامحها، وكمّلت فاطمة: كل هذا عشان عناد! تحسبيني ما أدري عن حبك له طول هالسنين
ناظرتها تهاني بصمت، وتقدمت هاجر تمسك ذراع أمها تهدّيها
وارتفع صوت فاطمه: قلت تكبر وتعقل وتنسى هالحب
تهاني بكت تمسك صدرها بألم، وكرّرت فاطمه: الرجال بيتزوج، بيتزوج يا تهاني عيب!
عقدت هاجر حاجبها تشوف انهيار اختها وبكاءها
وصدّت فاطمه تاخذ نفس والتفتت: بتعتذرين لوتين وننتهي من هالمشكله قبل توصل لأبوك تفهمين؟
ومشت فاطمه تطلع وتقفل الباب خلفها بقوه وتقدمت هاجر تحضن تهاني اللي انهارت بحضن اختها
ونطقت هاجر: قلت لك يا تهاني خلاص! وقفي اللي تسوينه

بنفس الوقت مشت وجد للحديقة وجوالها بإذنها تكلم حنين
ونطقت وجد بتنهيده: دقيت اتطمن على وتين عقب اللي صار
حنين اللي التفتت تناظر باب المستودع: بتحرقنا، والله خايفه تسوي شيء من عصبيتها! لها ساعه تحاول تدق على فريده
وجد عقدت حاجبها: فريده؟
حنين بتنهيده: ايه، شاكه فيها
وجد قاطعتها: بس اللي ارسلت الظرف تهاني
حنين وسعت عيونها بصدمه: ايش!
عند وتين اللي ماسكه جوالها تدق على فريده بغضب: ردي يا القرده ردي يا جبانه
التفتت لحنين اللي دخلت تشوف وتين اللاهيه بجوالها
حنين مشت تاخذ جوالها من يدها: اهدي، ماهي فريده
وتين رفعت حاجبها: مين غيرها اللي بيسوي كل هالمسخره؟
حنين بتنهيده: تهاني، وجد كلمتني وعلمتني كل شيء
وتين وقفت بغضب ومشت بتطلع ومسكتها حنين: تكفين اهدي! عناد تصرف معها
وتين ارتفع صوتها: وش اللي تصرف معها! اذا ما خليتها تعض الأرض ما تبرد حرّتي
حنين مسكتها تمنعها تطلع، ونطقت وتين: حنين انتِ تدرين ديني ودين اللي يمسّ كرامتي ويشوّه سمعتي! ما اسمح لها تطلّعني بهالشكل قدامهم واسكت لها
حنين نفت: محد سكت، حتى عناد وقف بوجهها وقال لها تعتذر منك بس انتِ اهدي
وتين تراجعت وجلست على الكنبه وأخذت نفس تهدّي نفسها

أما عند وجد اللي التفتت بعد ما أنهت مكالمتها مع حنين
وطاحت عينها على مشاري اللي طلع من الاسطبل ماسك خصره بألم
تشوفه يمشي باتجاه المدخل الخلفي للبيت، ومشت وراه
ونادته: مشاري!
مشاري التفت وشهقت وجد من انتبهت للدم على ملابسه
ونطقت: وش جاك!
مشاري مشى بألم: الرعد
وجد اسرعت بخطواتها تفتح الباب ودخل مشاري يناظر حوله
ونطق: لا تشوفني أمي وتسوي سالفة
نفت وجد: تعال المطبخ، محد حولك الحين
مشاري مشى للمطبخ يشد على خصره بألم وجلس على الكرسي يشوف وجد تفتح الدروج تدوّر علبة الاسعافات الأولية
و ردّد يناظرها: يا وجدي وجد من ضاقت الدنيا عليه، لاوَعته ظروف الأيام وحزامه رخو
وجد التفتت تأنّبه: اقول اسكت بس! كم مره أقولك ابعد عن الرعد ما يطيقك
تسنّد مشاري ورفع تيشيرته يناظر الجرح: عجزت معاه، مو راضي يعطيني فرصة ولا طاع يحبني
وجد مشت تمدّ له الشاش: مو غصب يحبك! الحب مو غصب
وسكتت تشوفه يمسح الدم ويلف الشاش على جرحه
وكمّلت وجد كلامها: اذا غصبت أحد على حبك، بيكرهك زود
بلع مشاري ريقه ورفع نظراته لها: وانتِ؟
وجد مشت تجلس: أنا وش؟
مشاري سأل: لو حبيتي شخص ما يحبك، وش بتسوين؟
وجد بضحكه: ما جربت، إذا جربت لا سمح الله بعلمك
مشاري نزّل نظراته للشاش: و لو كنتي مكان الرعد؟
وجد سكتت تفكّر والتفتت له بمزح: برفسك
ابتسم مشاري يسمع ضحكاتها ونزّل نظراته يشغل نفسه بالجرح
وضحكت وجد: بس يعني ماراح أعوّرك كذا! شوف الدم على ملابسك يا ويلك لو تشوفه أمي حصوص بيضيق صدرها
مشاري بتنهيده: جيبي لي شيء ألبسه قبل اصعد
وجد قامت ومشت للصالة تشوف الجدة اللي متسنده ومغمضه عيونها
وجنبها غاليه اللي تشرب كوب الشاهي بصمت
تقدمت وجد تاخذ جاكيتها بهدوء ورجعت لمشاري اللي وقف ياخذه منها
ونطقت وجد: جاكيتي، رجّعه اذا خلصت
لبسه مشاري بابتسامه ومشى يطلع: تخسين
وجد مشت خلفه: بترجّعه احب هالجاكيت!
مشاري: برجّعه اذا حبني الرعد
وجد بضحكة: يعني كأنك تقول حلم ابليس بالجنة
ضحك مشاري وصعد الدرج ودخل غرفته وقفل الباب وتلاشت ابتسامته
مشى يجلس على سريره يناظر الفراغ بصمت، يشم ريحة عطرها اللي تفوح من جاكيتها، ويحس بلسعات جرحه في خصره

أما عند فريدة اللي ناظرت رسالة تهاني ومكالمات وتين
قرأت آخر رسائل تهاني واللي كانت:
"مهما سويت ما ينفع عناد صار يدري، ما جبت طاريك عندهم طلّعيني من هالموضوع خلاص"
شدّت فريده على الجوال بغضب، تكرة فكرة انتصار وتين عليها
تكره تصرّف عناد واصراره مثل كرهها لعناد وتين وتحدّيها لهم
ورفعت نظراتها لشدّاد اللي جالس قدامها و شارد بصمت
فريدة: شدّاد
رفع نظراته لها، ونطقت: أعرف وش مقوّي وتين علينا
شدّاد عدل جلسته: وش؟
فريدة: بنت حاتم علمتني قبل كم يوم، وتين عندها متجر تصميم عبايات
شدّاد رفع حواجبه: تخيط؟
فريده هزت راسها بالإيجاب: و عندها من يساعدها، هذا اذا ما صارت تاجره من ورانا
تسنّد شدّاد وهز راسه بالإيجاب، وتكتفت فريدة والتفتت تشوف رسايل وتين وتهديدها لها، وتين اللي كانت واثقه إن فريدة لها يد بالموضوع
تدري بخبثها من سنين واليوم قرّرت توقف قدام هالخبث وترسم حد ونهاية له.
٦:٤٥ م
في حديقة مزرعة راجح
اجتمعوا التوأم مع وجد كعادتهم تتوسطهم شعلة النار
وتسنّدت وتين بحضنها لابتوب وجد اللي صارت تستخدمه لمشروعها
وتسمع سوالف حنين ووجد اللي نطقت تكمل سالفتها: ألغى الملكه لين تعتذر لوتين بنفسها
وتين بدون ما ترفع عيونها عن شاشة اللابتوب: اعتذارها ما يهمني
وجد بتنهيده: أدري اللي سوته مو هين، بس كلنا نعرف خالي حاتم لو يدري بيذبحها
سكتت وتين، وكملت وجد: وعناد ما تفرق معه، لو يبي الحين يروح ويعلّم أبوي راجح وحاتم لكنه يبي تهاني تتعلم درسها
حنين ناظرتها بترجّي: وتين خلي الموضوع يمر على خير
قطع عليهم خروج هاجر وخلفها تهاني اللي مشت بتردّد
ومسكتها هاجر بهمس: يالله تهاني خلينا نخلص من هالسالفه!
وتين ناظرت تهاني اللي مشت ووقفت قدامها وصدّت بتنهيده
ناظروهم البنات بقلق، ونزّلت وتين نظراتها للابتوب تتجاهل تهاني
ونطقت تهاني: اسفه، غلطت بحقك واتهمتك بشيء ما سويتيه
قاطعتها وتين: ليه؟
ما ردت تهاني، وسألت وتين: ليه سويتي فيني كذا؟ ترضينها لنفسك؟
نفت تهاني وهمست: اسفه
تركت وتين اللابتوب ووقفت قدام تهاني اللي ناظرتها بصمت
وتين: ما يهمني اعتذارك، يهمني سؤال واحد أبيك تجاوبيني عليه
ناظرتها تهاني بفضول، وكمّلت وتين: فريده معك؟
جمد وجه تهاني، وكرّرت وتين سؤالها: فريده ساعدتك صح؟
تهاني: فريدة ما ساعدتني بأي شيء، كل شيء أنا سويته
ناظرتها وتين ثواني وصدّت تهاني تقطع تواصل نظراتهم
وتراجعت وتين تجلس على اللابتوب: حصل خير، ما ودي الموضوع يكبر ويوصل للرِجال، لكنه ما تعدّاني ولا مشى علي
بلعت تهاني ريقها ومشت تبتعد عنهم و تدخل البيت، ومشت هاجر خلفها بتنهيده
ومسكت حنين قلبها: والله إني خفت
وجد بضحكه: وش خفتي منه؟
حنين أشّرت على وتين: خفت وتين تضربها وش بيفكّها عنها
وجد: بس تهاني اعتذرت، يعني الملكه بتتم
حنين التفتت: يعني يا وتين جهّزي فستان الريش
وتين ابتسمت بخفوت والتفتت لهم: جاهز من أمس
التفتت حنين من وصلها صهيل الرعد من الاسطبل
وسألت وجد من تذكرت: ايه صح حنين قال لك تميم عن المسابقة؟
حنين هزت راسها بالإيجاب: بس إني متردده
قاطعتها وتين اللاهيه باللابتوب: بتشاركين
حنين ضحكت، ونطقت وجد: صدق ليش متردده؟ شاركي لا تضيعين الفرصة وأنا وتميم معك
حنين بتردّد: ولو خسرت؟ ما أعرف للمسابقات وجد بالله خليني بعيده
نفت وجد: ما تخسرين! المسابقه للمبتدئين أصلًا ومو سباق! قفز حواجز
عقدت حاجبها حنين: كيف يعني؟
وقفت وجد ومدّت يدها لها: قومي معي للاسطبل أفهّمك
مسكت حنين يدها وقامت تمشي معها بإتجاه الإسطبل يشوفون تميم اللي يتدرّب على ظهر الرعد ومشاري المتسنّد على السياج يناظره
تاركين وتين تكمل شغلها باللابتوب، تناظر تصميم موقعها وصور العبايات المعروضه وأسعارها بتركيز
ثواني وانتبهت لانعكاسه بشاشة اللابتوب تشوفه واقف خلفها يناظرها
وابتسمت بخفوت، ونطقت: مخاوي الليل يبي عباية هالمره؟
عناد ابتسم من عرف انها انتبهت لوقوفه، والتفتت له وتين: شفتك
عناد التفت يناظر انشغالهم في الإسطبل، وحوّل نظراته يأشّر على جهة دكّة الشباب ونطق: هناك عند المرجيحة، نبَت نعناع تعالي شوفيه
ناظرته وتين تشوفه يتعدّاها ويمشي باتجاه طريق الدكّة

تسنّد عناد على جذع النخلة يتحرّى جيّتها، يحشر يدينه بجيوبه يتلمس ولّاعته وباكيت دخّانه وتراجع يتركهم من شافها تمشي باتجاهه
تقدّمت وتين تناظر حول المرجيحه: وين النعناع يا المعتوه؟
عناد رفع أكتافه: قلت لك كذا عشان تجين
وتين جلست على المرجيحة: كنت تقدر تقول تعالي وبس!
عناد سأل: وبتجين لو قلت تعالي؟
وتين حرّكت المرجيحة: طبعًا لا
صدّ وابتسم، وناظرها يسألها: وصلك الاعتذار؟
سكتت وتين ثواني، و ردّت: وصلني
عناد هز راسها بالإيجاب: حلو
وتين ناظرته بتساؤل: ليش ما صدّقت اللي بالظرف؟ ليش كنت واثق إنه مو لي؟
عناد ناظرها: معتوه بس ماني غبي يا بنت سلطان
وتين ابتسمت: مافي فرق ترا
عناد ضحك وابتسمت وتين لضحكته، ونطق عناد: ما صدّقت لأنك ما تسوينها، غير إني شفت جوالك بين يدين تهاني
وتين رفعت حواجبها: طيب وش دراك اني ما أسويها؟
عناد: لو بقلبك شخص وبينك وبينه علاقة كنتي وقفتي بوجه شدّاد يوم إنه بيزوّجك غيره، كان رفضتي الكل عشانه
وتين سكتت، وكمّل عناد: كان اخترتيه و حاربتي عشانه، خيّطتي لك جَناح عشان حلمك ماهو صعب عليك تاخذين حبك
هزت راسها وتين بابتسامه، وناظرها عناد: غير إن المكتوب في المحادثات ماهو أسلوبك
وتين بضحكه: تعرف أسلوبي؟
هز راسه: بالمحادثه المفبركه كنتي على اساس تواعدينه يقابلك عند البحر؟ في الواقع ما تقولين "قابلني حبيبي عند البحر"
وتين سألت: وش أقول؟
عناد ابتسم: تقولين "نقدر نتكلم وجه لوجه؟"
ارتفعت ضحكات وتين من فهمت إنه يقلد أسلوبها بمحادثتهم
وكمّل عناد: محسستني إنها مقابلة عمل
وتين ابتسمت: اجل وش لا يكون تبي اقول لك قابلني حبيبي؟
ناظرها يزم شفايفه يمنع ابتسامته، وصدّت وتين بهمس: معتوه

في الاسطبل
صفّقت حنين بابتسامه تشوف تميم على ظهر الرعد اللي يقفز الحواجز ببراعة
وناظرتها وجد: شفتي كيف سهل؟ أهم شيء تعرفين تتحكمين بالرعد
تميم مشى باتجاههم يناظر حنين: بتشاركين؟
سكتت حنين ثواني وهزت راسها بالإيجاب: بشارك سجّلني
تميم ابتسم: أصلًا سجلت اسمك مع وجد من زمان، أدري إنه ودّك
وجد ضحكت: حتى الرعد ودّه!
تقدم مشاري وحذّرته وجد: لا تقرب منه ويرفسك روّقنا!
مشاري رفع يدينه باستسلام: ما عاد بقرّب، لو يحبني بيجيني
تميم رفع حاجبه: لو بيجيك أنا اللي برفسك
ارتفعت ضحكاتهم، وابتسمت حنين تناظر تميم اللي التفت لها
وابتسم يمسح على راس الرعد ينقل نظراته بينه وبين حنين

أما في بيت الشعر
عند راجح، جالس مع حصة اللي تسولف له وتعدّد له أسماء المعازيم
وكمّلت حصة: شدّاد و فريدة
نفى راجح: شدّاد ماهو جاي
حصة بتفكير: بس انت تدري انه وليّ أمرها الوحيد والشيخ بيسأل عنه
سكت راجح، وكمّلت حصة: خله يجي يا راجح، ما يقدر يسوي شيء
راجح ناظر حوله، والتفت لها يهمس: واذا قرأ اسم عناد وعرف إنه ولد اخته؟
حصة: و ظنك شدّاد بيتكلم ويفضح نفسه إنه خاله؟ ما يقدر يقول شيء هالخوّاف
راجح بتنهيده: خوفي يتكلم و أنا ما ودّي عناد يدري إن شدّاد خاله، ما ودّي أشوف الخيبه بوجهه يوم يدري إن خاله هو عدوّه وهو نفسه اللي تخلى عنه وهو صغير
نفت حصة: شدّاد حتى لو شاف اسم عناد بيسكت من تهديدنا له، ألزم ما علي إن الزواج يتمّ و البنات ما عاد يجلسون عنده!
تنهد راجح، وناظرته حصة تكمل كلامها: بالنهاية الموضوع بينكشف سواء لعناد أو للتوأم
راجح عقد حاجبه: بينكشف بس ماهو الحين، لين أعرف الموضوع كامل عقبها بوقف بوجه شدّاد بالحقيقة كاملة
حصة: وعناد؟
راجح تسنّد وغمض عيونه: والله يا حصوص، ودي أقطّع روحي قطعه قطعه ولا أشوف الخيبة بوجه عناد
حصة نزّلت نظراتها بصمت، وكمّل راجح: ما ودي ينتكس مثل يوم كان صغير، تذكرين أول ما أخذناه جلس غيبوبه سنه كامله وعقب ما صحى ما تكلم أبد ولا انطلق لسانه إلا وهو أبو عشر سنين؟ تذكرين المعاناة اللي عشناها معه؟
مسحت حصة دموعها بتنهيده: أذكر
راجح: ما ودّي أرجع أعيشها
حصة ناظرته: فال الله ولا فالك، ما يصير إلا خير إن شاء الله، المهم البنات يطلعون من عند هالظالم ويجون قدام عيني
هز راسه راجح بالإيجاب، وقامت حصة وطلعت تبتعد عن بيت الشعر ورفعت نظراتها للإسطبل تسمع أصواتهم وضجّتهم
ابتسمت من لمحت ضحكات عناد اللي يلاعب صغير الخيل عناد، وصرخات حنين على ظهر الرعد وابتسامات وتين لها
طالت نظراتها وتأمّلها لهم، وانتبهت لعناد اللي لوّح لها
ووصلها صوت مشاري: صباح الليل يا حصوص
ابتسمت حصة ومشت باتجاههم تسمع مشاري: تغيب شمس وتشرق عيون حصة
وصلهم صوت راجح: ما تتغزل فيها وانا حيّ يا الخسيس
ارتفعت ضحكاتهم، وابتسم عناد يبوس راس راجح اللي طبطب على كتفه
وابتسمت حصة تتأملهم وحوّلت نظراتها للبنات تشوفهم يسولفون ويضحكون
وابتسم راجح، يكفيه من هذا كله وجودهم حوله، يكفيه إن هاللحظة ما تغيب عنهم ولا تغيب شمسهم.
يوم السبت - ٣:٠٠ م
فاحت ريحة النعناع بالغرفة، تسندت وتين على سريرها تشرب نعناعها وتناظر حنين اللي تستشور شعرها بشرود
حنين التفتت لها: أربط شعري كامل أو نصفه؟
صحت وتين من شرودها: لا تربطينه، حلو كذا
حنين انتبهت لرسالة وجد وقرأتها لوتين: وجد تقول لا تتأخرون تعالوا عندي من بدري ابغى نتجهز مع بعض
وتين هزت راسها وشربت نعناعها بدون رد
حنين ناظرتها وتقدمت تجلس جنبها: وش فيك؟
وتين نزّلت نظراتها لكوبها: ما أدري
حنين: تكرهين هالوضع صح؟ أعرفك
وتين ناظرتها: أكره إن زواجي و زواج عناد صار بهالطريقه!
حنين سكتت، وكمّلت وتين: أكره إن كل شيء صار بتحدّي وعناد، كان المفروض عناد يحب ويتزوج ويبني حياته بنفسه وكان المفروض أنا أختار واتزوج اللي حبيته
حنين مدّت يدها ترفع خصلة وتين خلف اذنها: بس مو عناد أفضل اختيار؟ وقف معنا يوم تعبي وساعدك بمشروعك واليوم وقف بوجه شدّاد
وتين: طيب وهو؟
حنين بتساؤل: هو ايش؟
وتين: أنا افضل اختيار له؟
حنين ابتسمت: لو ما كنتي افضل اختيار ما كان جاء لين بابنا وطلب تتزوجينه
وتين: طلبني عشان يتحدى شدّاد
حنين هزت راسها: وانتِ وافقتي عشان تتحدين شدّاد بعد، نتحداه كلنا
والتفتت حنين تفلّ شعرها: وأنا مستعده اتحدى العالم كله معك، المهم نطلع من جحيم شدّاد
التفتت وتين تسمع الأصوات اللي وصلتهم من برا
وقامت تطل من الشباك تشوف سيارة شدّاد، والشاحنه الكبيرة والعمال اللي انتشروا بالمزرعة
وتين عقدت حاجبها ولبست عبايتها تنزل لهم وخلفها حنين المستغربه
وتين طلعت تناظر شدّاد اللي ابتسم بسخريه من شافهم
شدّاد: بنات اختي هنا! حسبتكم عند راجح
وتين ناظرت العمال: وش قاعدين يسوون!
شدّاد: اليوم سبت، سلّمت المزرعة للبلدية وبنقل كل اغراضي للدمام
حنين: واغراضنا! باقي ما رتبنا شيء
شدّاد بسخريه: ما تهمني أغراضكم أنا باخذ الأثاث اللي اشتريته بنفسي
وتين رفعت حاجبها، والتفت شدّاد للعمال: شيلوا كل شيء وحمّلوه بالسياره
دخلوا العمال ودخلوا خلفهم التوأم يشوفونهم يشيلون الأثاث الخاص في شدّاد ويشيلون كل شيء تأشر عليه يد شدّاد
وتين وقفت قدام غرفتهم تمنعهم يدخلون: اذا شلت أغراضنا خليتكم تاخذون الأثاث
شدّاد: وخري عن طريقهم، البيت لازم ينشال كل شيء فيه بعد يومين بيجون مُستأجرين
حنين وسعت عيونها بصدمه: بعد يومين! ما يمدينا نسوي شيء أبد
شدّاد ناظر وتين اللي ساكته: هذا اللي يصير يوم تبيعيني وتروحين لراجح، خلّيه يضفك انتِ واختك
حنين: طيب اترك غرفتنا احنا بكره نجي ونرتبها
قاطعها شدّاد: لا، اليوم والحين ينشال كل شيء!
وتين ناظرته ثواني وابتسمت: تسوي كذا عشان تكسرني؟
نفى شدّاد: هذا ولا شيء باقي حتى يدك أكسرها لك
وتين: طول عمرك وانت تمسكني مع اليد اللي توجعني، أوجعتني لكنك ما كسرتها
وتين تقدمت تكمل كلامها: أوجعتنا بيُتمنا، بطفولتنا ومراهقتنا، أوجعتنا بشوقنا لأمنا وتجاهلت سؤالنا عنها
عضت حنين شفايفها، وارتفع صوت وتين: لكن تبطي يا شدّاد ما كسرتني، أقطع يدي بنفسي ولا تكسرها
ضحك شدّاد بسخريه يكتم غيضه و قهره من كلامها
وتراجع يأشر للعمال: كملوا شغلكم
وابتعدت وتين عن الباب تترك العمال يشيلون أثاثهم
مشى العامل يسحب التسريحه وطاحت الأغراض تنتثر بالأرض
و تقدمت وتين تجمعهم: عطوراتي وجع!
والتفتت حنين للرفوف اللي امتلت بكتبها وتقدمت تجمعها
وأشّرت وتين: ألبومات تايلور خذيها
أخذتهم حنين تبعدهم عن يدين العمال اللي شالوا الرفوف يحمّلونها في السيارة

وقف سيارته وشال نظارته الشمسيه يناظر الشاحنه اللي امتلت بالأثاث
ثواني ودخل بسيارته لمزرعة راجح ونزل يمشي باتجاه بيت الشعر
وفزّت حصة اللي كانت جالسه مع راجح: بتّال!
ابتسم يحضنها ويسلم على أبوه اللي نطق: الحمدلله على السلامه
جلس بتّال بجنبهم: الله يسلمك يبه
حصه بمزح: وانت صرت ولد البحرين خلاص؟ ما عاد نشوفك الا بالمناسبات
بتّال بضحكة: لا خلاص أبشرك انتهى الشغل الكثير والفندق جاهز، باقي تشرّفونا
راجح ابتسم: ان شاء الله! تزين أمور الملكه ونطلع للبحرين
هز راسه بتّال وناظر حوله: وين الشباب؟
راجح: مشغولين مع تجهيزات الملكة، مشاري راح مع تميم يشوفون موضوع الذبيحة
بتّال: وعناد؟
حصة ابتسمت: عريسنا، راح يحلّق
بتّال هز راسه والتفت: ايه صح تذكرت، من شوي شفت المزرعة اللي جنبنا ينقلون عفشهم
راجح عقد حاجبه: ينقلون!
بتّال: ايه، استغربت ليش ينقلون مو اليوم الملكه؟
فزّت حصة: المفروض البنات يجون لوجد الحين!
مشت حصة تطلع من بيت الشعر بخطوات متسارعه
و صرّ راجح على أسنانه وغمض عيونه يهدّي نفسه
ورفع جواله يتصل على شداد اللي ناظر مكالمة راجح وتغيرت ملامحه
التفت للعمال اللي قربوا ينهون شغلهم: خلاص، مشينا
التفتت وتين تشوف العمال ينسحبون ويغادرون المزرعة
وطلع شدّاد بعد ما ناظر التوأم وابتسم بسخريه يركب سيارته
حنين ناظرت الفوضى اللي عاثت بغرفتهم وتنهدت
و جلست وتين على الأرض بتعب حاضنه ألبوم تايلور وتناظر الفراغ
ونطقت حنين: خفت يدخل المستودع ويشيل عباياتك ومكتبك
وتين: ما بسمح له!
التفتت حنين تشوف مكالمة وجد: تأخرنا على وجد
ردّت ووصلها صوت وجد: انا عند الباب جيت بسيارتي
عقدت حنين حاجبها: ايش!
وجد نزلت من السياره ومشت للباب: جيبوا اغراضكم وفساتينكم مافي وقت يالله امي حصوص تنتظرنا
حنين شالت شنطتها والتفتت لوتين: اتركي باقي الأغراض بكره نجي نشيلها
وتين رفعت حواجبها: ولو جاء شدّاد ياخذهم؟
حنين: بيجي ياخذ ألبومات تايلور وشتلات نعناعك مثلًا؟
وتين مشت تطلع: عشان اقطع يده

أما في مزرعة راجح
فتحت حصة باب الغرفة المخصصة للضيوف واللي كانت مجهّزتها تنوي تستقبل التوأم فيها
وخلفها غالية اللي بخّرت الغرفة: ينقل الأثاث في يوم ملكة البنت! هذا ما عنده ضمير؟
حصة: قلعته! بناتي بيعيشون عندي من الليلة سواء ينقل ولا ما ينقل
وصلهم صوت حاتم: صار المكان ملجأ كل من هب ودب عاش عندنا
غاليه نبّهته: حاتم!
حصة أشّرت بعصاها: اطلع ماني رايقه لك
حاتم تأفف ومشى ينزل للصالة اللي جهّزتها حصة
تنتشر في زواياها ألوان الورد، يزيّن مدخلها الاستقبال والمرايا الضخمة والسجّاد الاحمر اللي امتد على طول المدخل ينتهي بالكوشة الراقية اللي انتثر حولها الريش الأبيض
وابتسمت حصة تناظر التجهيزات، مثل ما كانت تبي
تبالغ باختياراتها، و تبالغ بفرحتها وحبها لعناد
وحبها للتوأم ولوتين اللي دخلت مع وجد ووقفت مكانها بصدمة تناظر المكان
وتقدمت حصه تحضنها: هلا بعروستنا
وتين ناظرتها بعدم استيعاب ونطقت بصدمه: ليه كل هذا!
حصة مسكت ذراعها تصعد معها: أبي نفرح كلنا وش اللي ليه!
وتين بلعت ريقها تحس بالثقل والعبء على قلبها
اختارت طريق الزواج بعناد عشان تتحدى خالها لكنها تشوف فرحة حصة وتجهيزاتها له وحماسها
حصة: تزيّني يا بنتي، جماعتنا وأقاربنا كلهم بيجون الليلة أبيك الأجمل بينهم
وتين عضت شفايفها باحراج: تكلّفتي يا أمي حصة
نفت حصة: اللي سويته ولا شيء! قال لي عناد إنكم تبونه بسيط وما تبون زواج وسويت لكم الملكة عن عشر زواجات
سكتت وتين، وكملت حصة: بتنزفّين الليلة، بتلبسين الدبلة وبتجلسين على الكوشة، ونفرح كلنا
وجد ابتسمت: وبتطيرين، الكوشه كلها ريش من توصياتي
ضحكت حنين وابتسمت وتين بامتنان لوجد وتقدمت تحضن حصة اللي ضحكت تطبطب على ظهر وتين
ووصلهم صوت هاجر: مجتمعين وما ناديتوني!
وجد: توني كنت بناديكم، وين تهاني؟
تهاني اللي جالسه على سريرها تناظر الفراغ بصمت
التفتت لصوت الباب ودخلت هاجر: التوأم وصلوا، قومي تجهزي لا تخلين أمي حصوص تشك فيك أكثر من كذا
بنفس الوقت وصل عناد ونزل من سيارته يمشي باتجاه بيت الشعر، توصله أصوات الشباب اللي يسولفون مع الجد راجح
مشاري: والله يا يبه اخترت أغلى سعر ذبيحه لعيونك
راجح عقد حاجبه: وانا وش علي من السعر! الذبيحه أهم شيء زينه
تميم ضحك: زينه تسلم عليك
راجح رفع الفنجال يهدّده والتفتوا لدخول عناد اللي ابتسم
بتّال رحب فيه: ابو سيف! ارحب يا عريس
عناد سلم عليه بابتسامه: العاقبه لك
مشاري: ياخي مطوّل ذا حوّل الدعوه لنا
وصلهم صوت حصة اللي دخلت: الا بنفرح فيه ليش يطوّل؟ هذا هو عناد اصغر من بتّال وتزوج
عناد تقدم يبوس راسها، ونطق راجح: عجّل علينا يا بتّال
بتّال: أنا قلت لكم ماني متزوج إلا اللي تزيد شموخي شموخ، غيره لا
تميم التفت له: تراك غثيتنا بشموخك ذا
بتّال تجاهلهم ووقف: بقوم أتجهز أحسن لي
أشّر مشاري: دوّر شموخك على طريقك
طلع بتّال بضحكه، وناظرتهم حصة: استح انت وياه وقوموا تجهزوا ريحتكم غنم
ضحك عناد، ومسك تميم تيشيرته يشم ريحته بصدمه
ووقف مشاري يأشر لحصة: اذكريها يمه! اذكريها الليلة اذا اكلتي من اللحم اللي اخترته بنفسي
دفعه تميم يطلّعه من بيت الشعر وطلع خلفه بضحكه
وضحكت حصة: الله يصلحهم بس
ابتسم عناد يتلمّس شنبه، والتفت له راجح: عناد وأنا أبوك
عناد: سم يبه
راجح ناظره بجديه: شدّاد سلّم المزرعة للبلدية، شال عفشه من شوي ومشى من المزرعة
عناد عقد حاجبه: والبنات!
حصة: البنات عندي
لانت ملامحه، ونطق راجح: بكره اذا أصبحنا أبيك تمرّ البلديه وتستأجر المزرعة، ناخذها لنا بخشم الريال ونقهره
عناد هز راسه: أبشر

دخل مشاري يدل طريقه للمطبخ يروي عطشه
تسند يشرب مويه وارتعب من دخلت وجد بخطوات متسارعه
ومسك قلبه: يا وجدي على قلبي
مشت وجد رافعه نصف شعرها، تفتح الثلاجه وأخذت الثلج تحطه على اصبعها بألم
وسأل مشاري: وش جاك؟
وجد: حرقني الفير، وبعدين ليش باقي ما تجهزت؟
تقدّم مشاري يفتح الدرج يطلّع علبة العسل وأخذ ملعقه
ومدّها لها: حطيه على اصبعك، يخففه
أخذت وجد الملعقة ومشت تطلع بخطوات مستعجله
بعد ما نبّهته: تجهز ما بقى إلا ساعه
وطلعت تاركه مشاري يناظر مكان وقوفها بابتسامه خافته
فعلاً، ما كان باقي غير ساعه تفصلهم عن بداية ليلتهم
وقف عناد قدام مرايته يلف شماغه، ساعه وحده تفصله عن بداية حربه مع شدّاد
و تلمّست وتين الريش بطرف فستانها السكري وتسندت تناظر عقارب الساعة، ساعة وحدة تفصلها عن بداية انتصارها على شدّاد وفريدة، بداية تكوّن جناحها، ومغادرتها من أرض شدّاد مع توأمها
٧:٠٠ م
انفتحت أبواب المزرعة استقبالًا لضيوف راجح وحصة اللي وقفت بوسط الصالة تشرف على التجهيزات
تفوح ريحة البخور والقهوة بزوايا الصالة، تشمّ ريحتها وتين اللي جالسه بالغرفة قدام المرايا تناظر انعكاسها بشرود
تشوف حنين اللي تعدّل لها خصلات الكيرلي بتركيز
و ابعدت غرّتها عن عيونها يبرز لون العسل فيها
وشدّت حنين على أكتافها: جاهزه؟
هزت راسها وتين بالإيجاب، والتفتوا لدخول حصة بالمبخرة
وابتسمت: الصالة امتلت كلهم يتحرّونك
وناظرتهم تكمل كلامها: تحصنوا يا بناتي
بلعت حنين غصّتها تداهمها مشاعر البكاء، وابتسمت وتين: أبشري

في مجلس راجح، امتلى بالرجال كبار وصغار يردّدون عبارات التهنئة ويغمرون عناد بدعواتهم
يتوسّط المجلس راجح وبجنبه الشيخ اللي سأل: وين أهل البنت يا أبو حاتم
دخل شدّاد، وأشّر راجح بعلوّ صوته: يقولون الطيب عند ذكره
شدّاد تقدم يسلم عليه بجمود، وهمس له راجح: و المشكلة ما ذكرت إلا رخمه
احتدت ملامح شدّاد والتفت يناظر عناد اللي ابتسم بخفوت
ونطق الشيخ: أجل بسم الله على بركة الله
جلس شدّاد يسمع الشيخ يلقي كلماته ويستفتح الملكة
والتفت لشدّاد: ردّد معي، زوّجتك يا عناد بن سيف ابنة اختي وتين بنت سلطان
جمدت ملامح شدّاد من سمع اسم عناد، وراقب راجح ردة فعل شدّاد
راجح مد يده على كتفه: شدّاد؟ وش فيك؟
شدّاد بلع ريقه ورفع نظراته لعناد: زوّجتك يا عناد بن سيف
سكت شدّاد يحس برجفة يده، ويتكرر اسم عناد بمسامعه يعرفه تمام المعرفة ويتذكّره زين، تداخلت أصوات الرجال براسه
يتبعه صوت الشيخ: كمّل
شدّاد مسح جبينه: ابنة اختي وتين بنت سلطان
الشيخ: على سنة الله ورسوله

ارتفعت زغاريط حصة بوسط الصالة وابتسمت غالية
تحرّكت تهاني بعدم ارتياح تحس بنظرات فريدة لها
وقامت تهاني ومسكتها فاطمه: اجلسي! لا تجيبين لنا الكلام
جلست تهاني تحس باختناق أنفاسها، تسمع أصوات التهاني والتباريك من حولها، وصدّت فريدة تتنهد بملل
توصلهم أصوات العيال بالحديقة، يزفّون عناد المبتسم
و تستقبله حصة اللي حضنته: على البركة يا وليدي
عناد: الله يبارك فيك يمه
لمعت عيونها تردّد: الحمدلله اللي بلّغني هاليوم وشفتك عريس، الحمدلله
مسكت يده تزفّه للكوشه وعدّل شماغه ينزّل نظراته للريش حول رجوله، يسمع صوت الأغنية اللي اشتغلت وابتسم من عرفها
تايلور، محبوبة الوتين واختيار حنين اللي مسكت يدها
ولمعت عيون وتين تسمع صوت الأغنية: حنين!
حنين ضحكت: تذكرين؟ قلتي لي حلمك زفّتك بصوت تايلور
لمعت عيون وتين، وكملت حنين: بتنزفّين لوحدك، بس الجدة حصة قدامك
وتين ناظرتها: وانتِ؟
حنين بمزح: لا يكون تبيني انزفّ معك؟
ضحكت وتين، وعدّلت حنين خصلات وتين: بكون مع الضيوف لكني أشوفك، عيني عليك
حضنتها وتين ودمعت عيون حنين تخنقها العبرة
وهمست حنين: يالله انزلي، لا تخلينهم ينتظرون أكثر

رفع عناد نظراته من ارتفعت أصوات الزغاريط حوله
يناظر خطواتها المتزنه على الدرج بفستانها الناعم
تمشي بثقة، ما تقطع تواصل نظراتها مع الحضور ومن بينهم فريدة اللي ناظرتها بحدّه وابتسمت وتين تلوّح لها
وكملت طريقها تنزل الدرج تستقبلها حصة اللي مسكت ذراعها بابتسامه
تمشي معها باتجاه عناد اللي ما شال عينه عنها
وقفت وتين قدامه، وناظرها عناد: أبارك لك على انتصارك على شدّاد؟ ولا على فوزك عليه بعنادك؟
وتين بضحكة: كلهم
تقدمت حصة تمدّ لهم الخواتم وأخذها عناد بابتسامة
وناظرت وتين خط خده الواضح من قربها له، وحوّل نظراته لها
ونطق وهو يلبّسها الدبلة، تسمع همسه لها بوضوح رغم الضجة حولهم
عناد: ليتك شفتي شدّاد وهو معرّق
ضحكت وتين، وزغرطت حصة من لبست وتين دبلتها تناظر أصابعها بابتسامه
وأخذت الدبلة تلبّسها عناد اللي يحس ببرودة يد وتين تعكس الدفء بيده
ومسك يدينها يمسح عليها: يدك بارده
وتين هزت راسها: طفت ناري و برَدت
و حوّلت نظراتها للحضور تناظر فريدة: بس هناك نار مين يطفيها
عناد فهم مقصدها بدون ما يبعد نظراته عنها: أرفع بلاغ للدفاع المدني؟
وتين ناظرته: لا! خلها تحترق من قهرها هي وشداد
انتهت الأغنية تكشف لهم أصوات الحضور ونطقت حصة تبارك لهم وتحضن وتين اللي استقبلت حضنها تتحسّس حنانها
ناظرتهم تهاني، تتبع عناد بنظراتها وشدّت على يدها تمتلي عيونها بدموعها
وقامت تبتعد عن الصالة ومشت للمغاسل تتسند عليها
ومسكت قلبها تبكي وتغطي فمها بيدها تمنع شهقاتها
التفتت لصوت فريدة: كنتي تقدرين تمنعينه
تهاني صدّت: فريدة مو وقتك
فريده تقدمت: كنتي تقدرين تنكرين! كنا نقدر نتصرف ونلغي كل هذا لكنك خوافه
تهاني عقدت حاجبها: كيف انكر وعناد عارف!
فريده: ما كان عنده دليل
تهاني مسحت دموعها: كان راح يقول لأبوي، يذبحني لو عرف!
فريده همست: كنتي تقدرين تمنعينه، لكنك فضّلتي تبكين في ليلة زواجه في الزاوية لوحدك!
ارتفعت أصواتهم وابتسمت وجد تصور عناد اللي مسك يد وتين يمشي معها يبتعدون عن الصالة
والتفتت تهاني للأصوات، وأشّرت فريدة: يمسك يدها وراح ياخذها لبيته، المفروض اللي ماسك يدها هو انتِ
تهاني ناظرتها بقلّ حيله: فريده خلاص! خلاص اسكتي
بنفس الوقت حضنت حنين وتين: وبس تتركيني؟
وتين بضحكة: اخسي، يخلص دوامه وبرجع ماني طايره
تراجعت حنين بابتسامه وتقدمت وتين تحضن حصة اللي همست: الف مبروك يا بنتي
ناظرتها وتين بامتنان ووقفت حصة عند الباب تشوفها تمشي مع عناد لسيارته
الجي كلاس اللي تقدم يفتح بابها لوتين وركبت بابتسامه
وركب يلوّح لحصة اللي لمعت عيونها: استودعتكم الله
فاطمه عقدت حاجبها تناظرهم: عناد ليش مو ماخذ اجازة من دوامه! في ليلة زواجه بيداوم بعد
غاليه التفتت لها: بيداوم و أخذ وتين معه لبيته، يتركها هنا ويروح لوحده يعني؟
فاطمة نفت: ما يتركها بس ياخذ اجازة ويسافرون شهر عسل أي شيء! أنا قلت هالزواج غريب وماهو مريحني
وصلها صوت حصة: أبد انتِ لا ترتاحين، المهم عناد ووتين مرتاحين ومبسوطين، تعالوا نتعشى بس
أما تهاني ابتعدت تصعد لغرفتها تخفي دموع عيونها عن اللي حولها
وناظرتها فريدة بغضب، والتفتت لصوت جوالها تشوف مكالمة شدّاد
ووصلها صوته: مشينا، ما عاد لنا لزوم نجلس هنا
شالت فريدة شنطتها وطلعت تحت نظرات حصة تشوفها تسرع بخطواتها تطلع برا الصالة
ركبت سيارة شدّاد والتفتت له بغضب: وبس؟ تخلي وتين تمشّي رايها عليك؟
شدّاد قاطعها بهدوء: فريدة
عقدت حاجبها: وش فيك!
شدّاد: عناد، ماهو ولد راجح
فريدة باستغراب: وش قاعد تقول!
شدّاد ناظرها وبلع ريقه: عناد ولد عايشة
فريدة وسعت عيونها بصدمة، وكمّل شدّاد: ولد سيف يا فريدة
فريدة مسكت راسها تستوعب الكلام اللي تسمعه
ونطقت بذهول: العايلة اللي انقذت ولد عايشه ذيك الليلة، هي عايلة راجح!
هز راسه شدّاد بالإيجاب وشدّ على الدركسون بقوه
وناظرته فريدة: وعناد يدري مين انت؟
نفى شدّاد: ما يدري، راجح يدري

راجح اللي تسنّد وابتسم يتذكر ردة فعل شدّاد و خوفه من عرف حقيقة عناد
يضغط عليه راجح بتهديده ويدري بنقطة ضعف شدّاد
حريق المزرعة، وحقيقة موت جميلة أم التوأم اللي مخبّيها شدّاد عنهم، وعايشة اللي ماتت ذكراها بذاكرة عناد لكنها عاشت بذاكرة شدّاد، كلها أوراق قديمة يخاف شدّاد إنها تنكشف
بنفس الوقت مكشوفه لراجح اللي يخاف من ردة فعل عناد و ردة فعل التوأم عليها
التفت لصوت بتّال اللي جلس جنبه: ها يبه متى النيه؟
راجح ابتسم: تتزوج؟
بتّال نفى: نروح للبحرين وتفتتح الفندق
راجح تنهد وضحك: خلاص ابشر، اتفق مع البنات وعلمني
"يا رحلة اليأس مُوتي
خلّي مراحل عمرنا الباقية تعيش
انتهت أوقات كلها مأسات
عشتها حزن وألم
وأنورت دنياي بأسعد اللحظات
بعد ما الحزن انهدم"
صدحت الكلمات بصوت خالد عبدالرحمن بالسيارة
يناظر طريقه ويسرق نظره لها وهي تناظر شبّاكها وتسمع الكلمات
عناد نطق يجذب انتباهها: غريبه، ما قلتي لي أشغل تايلور
وتين ابتسمت: انزفّيت عليها اليوم، يكفيني
ابتسم عناد، والتفتت وتين تسند خدها على كفها تناظره
تحاول تستوعب فكرة تواجدها معه، في سيارته، بعد ما وقّعوا كتابهم ومتجهه معه لبيته
دقايق والتفتت وتين من وقف سيارته قدام بيته ونزل يفتح الباب
ووقف يتركها تدخل أول، ومشت وتين تخطي أول خطواتها في بيته، كزوجته
ومشى خلفها: بطلب أكل على ما تبدّلين وتريّحين
ودخل الغرفة يكمل كلامه: خالتي غالية مجهزه كل شيء لك مع وجد، كل شيء تحتاجينه موجود
وتين شالت عبايتها تناظر زوايا الغرفة وتصميمها الراقي
تشم ريحة عطر عناد اللي انتشر فيها، ومشت تجلس على الكنبة تشيل كعبها
والتفتت من حست فيه يرمي نفسه على السرير ويناظر جواله يطلب أكلهم
وتين: بتنام هنا؟
ناظرها عناد يلاحظ ارتباكها اللي تحاول تخفيه: لا، بنام في الصالة ارتاحي
وقام بعد ما طلب: اذا خلصتي تعالي ناكل
طلع والتفتت وتين ومشت تفتح الدولاب وطاحت عينها على عباياتها اللي طلبها عناد من متجرها
تلمّست العبايات بابتسامه خافته تتذكر أول اشعار طلب من متجرها وفرحتها فيه و بسبب عناد

بنفس الوقت في مزرعة راجح
حنين جلست على السرير تحس بالوحشة حولها رغم وجود وجد جنبها
وتنهدت حنين: أول ليلة أنام فيها بدون وتين
وجد: استحي على وجهك أنا معك وتفكرين في وتين!
حنين ضحكت وناظرتها: ما تعشت ولا أكلت شيء
نفت وجد: لا تشيلين همها تلقينها تاكل أفخم وجبه بأفخم مطعم بالخبر
حنين: تهقين؟

جلست وتين على الكنبه تاكل من البيتزا بتلذّذ
وناظرها عناد: طلعتي تحبين البيبروني
وتين ناظرت البيتزا بيده: وانت تحبها بخضار؟
هز راسه يبعد الفلفل الأخضر عن قطعته: بس ما احب الفلفل
مدّت يدها: أنا أحبه
أعطاها قطع الفلفل يشوفها تحطه على البيتزا حقتها
وابتسم: عرفت شيء تحبينه غير النعناع
وتين تسندت تبلع لقمتها: وانت؟ ما اعرف عنك كثير غير انك معتوه
ضحك عناد، وسكت يناظرها بتفكير ونطق: عندي لعبه
ناظرته وتين بفضول، وتقدم عناد ياخذ الكاس الفارغ يحطه قدامهم بمسافه قريبه
وناظرها: ندوّر شيء يتسع داخل الكاس، ترمينه من هنا واذا أصبتي الهدف تسأليني سؤال
وتين عدّلت جلستها بحماس: وأنت اذا جبت الهدف تسألني؟
هز راسه، والتفت حوله: بس من وين بنلقى شيء يدخل جوا الكاس
وتين ناظرت دبلتها بين أصابعها وابتسمت تشيلها وناظرها عناد وضحك من فهمها وشال دبلته
ونطق: انتِ أول
وتين رمت خاتمها وضحكت: جبته من أول محاولة
عناد تسنّد بتنهيده: اسأليني
وتين سكتت تناظره بتفكير، وسألت: وش أكثر شيء تكرهه بحياتك؟
عناد: النار والعنف
هزت وتين راسها و رمى عناد خاتمه يصيب الهدف بسهوله
وابتسم يسألها: وش أكثر شيء تتمنينه هاللحظة؟
ناظرته وتين بتفكير: أمنياتي كثيره، أنا اتمنى عشان أعيش يا المعتوه
عناد: قولي وحده منها
وتين ردّت: ألقى أمي
ناظرها عناد بصمت و رمت وتين خاتمها وصرخت بقهر من طاح الخاتم بجنب الكاس
وتقدمت تاخذ خاتمها وسكت عناد يترك لها فرصه ترميه
وابتسمت وتين بانتصار من دخل بالكاس
والتفتت تناظره بتردّد يثير فضولها سؤال
و تشجعت تسأله: وش تتذكر من الحريق؟
لانت ملامح عناد يناظرها، وتوترت وتين: اذا ما ودك تجاوب لا تجاوب
نفى عناد، وبلع ريقه يسرد لها ذكراه الباهته: كل اللي اتذكره اني كنت أحاول أزحف لغرفة أمي واللهب يميني ويساري
عقدت وتين حاجبها، وكمل عناد: كان المكان يغطيه الدخان، بس أقدر أشوفها على سريرها
عناد خلّل أصابعه بشعره يناظر الفراغ: كنت مُصاب ما أقوى أتحرك، اغمى علي جنبها وصحيت بالمستشفى بجنبي أبوي راجح وأمي حصة فاقد نص ذاكرتي وفاقد صوتي
وتين ناظرته تلاحظ الضيق بملامحه،يختصر لها كلامه ويتجاهل بعض التفاصيل
و سكت عناد يتلمّس خاتمه بين يديه، كانت المره الأولى من فترة طويله يتكلم عن ذكرى الحريق بصوت عالي، غالبًا ما كانت ذكرياته تجيه بكوابيسه أو هواجيسه بدون ما ينطقها بلسانه
قطع عليه أفكاره صوت وتين: دورك
مرّت ساعات ما بين خواتمهم وقطع البيتزا، ما بين سؤال وجواب
يسألها عن حبها للتصميم وعن أحلامها، وتسأله عن اهتماماته
تعلمه عن حلاوة النعناع ويعلمها عن مرارة الشاهي ساده
تعلمه عن شغفها بالتطريز ويعلمها عن انتماءه للإطفاء
يحارب النار حتى بكوابيسه، يعلمها إنه يجاهد لأجل يطفّيها وين ما اشتعلت
و تعلمه عن أغاني تايلور وتسأله عن سبب حبه لمخاوي الليل
عناد تسنّد بتنهيده: يوه يا مخاوي الليل
وتين سندت خدها على كفّها: كيف عرفته وليش؟
عناد ناظرها: أول أيامي مع أمي حصوص، ما كنت أنام زين وكانت تسهر جنبي لين أغفى، أتذكر كانت تغني لي أغنيه وحده لمخاوي الليل و دايم تردّدها
وتين: غنّها
عناد بضحكه: بدون عود؟
رفعت وتين أكتافها: ما تحتاج للعود
عناد سكت ثواني وتنحنح يغني بصوته الهادي:
تعليقات