رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل السابع 7 بقلم شروق عبدالله
رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن pdf الفصل السابع 7 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن pdf الفصل السابع 7 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل السابع 7 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل السابع 7
رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل السابع 7 بقلم شروق عبدالله
عناد سكت وتنحنح يغني بصوته الهادي:
"من أول خفقه بصدري وأنا فيك أرسم الأحلام
من أول طاري الأشواق وانت أول أطيافي"
ابتسمت وتين من حسّت إن الأغنية مألوفه لها
وكمّل عناد يناظرها:
"نذرت العمر لعيونك عسى تقبل بك الأيام
عسى باكر يجيبك لي وتوقد ليلي الطافي"
وتين رفعت حواجبها: أعرفها
عناد: كيف تعرفينها؟
وتين ابتسمت: نفس الأغنية اللي كنت تغنيها قبل أطق بابكم يوم حنين تعبانه
عناد ضحك: وللحين تتذكرينها؟
وتين تثاوبت بتعب: صوتك كان حلو، عشان كذا ما نسيتها
سكت عناد و سنّد راسه على الكنبه يشوفها تتسند وتغمض عيونها وينتشر صوت الهدوء حولهم، ناظرها ثواني طويلة ينقل نظراته من غرّتها اللي تلامس رموشها، جفونها النايمه ورسمة شفايفها، وغمض عيونه وغفى.
يوم جديد - في مزرعة راجح
اجتمعوا حول راجح وحصة في بيت الشعر يتشاركون القهوه
ونطق بتّال يكمل كلامه: افتتاح فندق البحرين بكره بعد المغرب، نروح أسبوع كلنا نغير جو ومنها وجد تبدأ تدريبها بالفندق
والتفت بتّال لمشاري: وانت، مكانك جاهز تبدأ وظيفتك معي ان شاء الله
مشاري ضرب صدره: ابد في خدمتك
حصة هزت راسها: على خير، بكلم عناد أعلمه وان شاء الله على الصبح ماشين
و التفتت تسأل غاليه: وين وجد علّميها تتجهز
غالية: في الاسطبل مع البنات، و دام حنين معها وش بيطلّعهم
تميم قام بضحكة: خليهم علي أنا أطلعهم
في الاسطبل، تمسكت حنين بلجام الرعد وهي على ظهره
و ابتسمت تحس فيه يمشي بهدوء عكس وجد اللي ركض بها الخيل
وناظرتها حنين تسمع صرخاتها وضحكت عليها
وجد: حنين، خليه يركض بك بتحسين كأنك تطيرين
نفت حنين: الرعد رايق اليوم وده يتمشى
مشى تميم يناظرهم من بعيد، دخّل اصابعه بفمه يصفّر بقوه
و يلوّح للرعد اللي صهل وركض بسرعته باتجاه تميم، وصرخت حنين تتمسك باللجام بكل قوّتها وارتفعت ضحكات وجد عليها
وقف الرعد بجنب تميم اللي مسح على راسه بابتسامه
ومسكت حنين قلبها: بسم الله! أول مره يركض فيني بهالسرعه
تميم ناظرها: لأني ناديته
ابتسمت و نزلت حنين تنفض عبايتها، ونطق تميم: ترا بنمشي للبحرين الصبح
وجد رفعت حواجبها: احلف!
ووصلهم صوت هاجر: الصبح مره قريب ما جهزنا شيء!
تميم هز راسه: يمدينا نتجهز و البحرين كلها ساعه مو بعيده
وجد نزلت من الخيل وتقدمت بحماس: بنمشي كلنا؟
تميم هز راسه بالإيجاب: عشان نحضر افتتاح الفندق، بتّال متحمس
هاجر التفتت لوجد: يعني بكره يبدا تدريبك!
وجد صرخت بحماس وضحكت هاجر، وابتسم تميم يناظر حنين
المبتسمه
تلاحظ اهتمامهم وحماسهم، و تلاحظ تشجيعهم لبعض بأصغر وأكبر إنجازاتهم، هاللحظة بالذات خلّتها تفتقد وجود وتين حولها وتشتاق لها
حنين سألت: ووتين؟
↚
وتين فتحت عيونها وفزّت تناظر المكان الجديد عليها
وتنهدت من استوعبت انها بغرفة عناد، التفتت حولها تتذكر ليلة أمس وغفوتها في الصالة، وفهمت إن عناد شالها للغرفة أول ما صحى ومشى دوامه
ناظرت دبلتها بين أصابعها تتذكر لعبتهم ليلة أمس وتنهدت وقامت تاخذ شاور سريع
دقايق و دخل عناد راجع من دوامه شايل الأكياس بيدينه ومثبت جواله عند اذنه بكتفه: زين زين، على وعدنا ان شاء الله
مشى للمطبخ بعد ما أنهى المكالمة، ترك الأكياس وتقدم يرتب شتلات النعناع بجنب شباك المطبخ
والتفت لصوتها: جبت النعناع!
ناظر بلل خصلاتها ولمعة العسل بعيونها وهي تتلمس النعناع و تفوح حوله ريحة عطرها
و هزّ راسه: جبته يا مهووسه
تقدمت وتين تغلي المويه وناظرته ببدلته: ليش شلتني من الصاله كان خليتني
عناد ابتسم: لقيتك طايحه من على الكنب وسويت فيك خير وشلتك
رفعت وتين حاجبها وضحك عناد يقطف من أوراق النعناع
وشهقت وتين من تذكرت: المزرعة!
عناد: وش فيها؟
وتين عقدت حاجبها: بيجونها مستأجرين بكره، أغراضنا للحين هناك والمستودع ..
قاطعها عناد: ارتاحي، المزرعة لكم
وتين: كيف يعني!
عناد تسنّد على الطاولة: اليوم الصبح استأجرتها من البلديه
وتين ناظرته بذهول: كم دفعت؟
عناد: أبوي راجح ماهو أنا، شدّاد ما عاد له حق بالمزرعه
سكتت وتين ونزّلت نظراتها لكوب النعناع بدون ردّ
وشرب عناد من كوبه اللي سوّته له: وجهزي أغراضك
وتين رفعت نظراتها له: ليه؟
عناد: كلمتني أمي حصوص، بنمشي للبحرين الصبح
ومشى يتجه للغرفة، ومشت خلفه وتين: ودوامك؟
عناد شال جاكيته ووقفت وتين مكانها تناظر عُري ظهره لأول مره
تلمح ندوب الحروق القديمة على امتداد ظهره و طرف كتفه
ونطق عناد: يا كثر اسئلتك يا بنت سلطان
وتين أبعدت نظراتها عن ظهره: يعني لازم ارمي الدبله بوسط الكاس عشان اسأل!
ارتفعت ضحكات عناد وابتسمت وتين تشوفه ياخذ منشفته
ودخل للحمام بعد ما جاوبها: أخذت اجازة أسبوع
و التفتت وتين تفتح الدولاب تجهّز شنطتها مثل وجد اللي نثرت ملابسها وعباياتها اللي من تصميم وتين
تناظرها بحيره: وش ألبس بيوم الافتتاح؟
ناظرتها هاجر: السوداء فخمه
والتفتت لتهاني اللي لاهيه بجوالها: قومي تجهّزي ما بقى إلا كم ساعه!
تهاني تركت جوالها وقامت تتجهز بتأفف
بنفس الوقت مسكت فريدة جوالها تشوف رسالة تهاني لها
والتفتت لصوت شدّاد اللي دخل يسكر الباب بكل قوته
فريده: بسم الله وش فيك بعد!
شدّاد بغضب: استأجروها، أخذوا المزرعة!
فريدة: راجح!
شدّاد شد على يده: بكل مره أسوي شيء ألقى راجح سابقني بخطوه! خطوه وحده بس
صدّت فريده بتنهيده، وكمل شداد: يبي يغلبني، يبي يقهرني
وفوقها يهددني بس أنا اوريه بكره…
قاطعته فريدة: بكره بيروحون للبحرين، بنت حاتم قالت لي
شدّاد جلس وهزّ رجله بتوتر: خليه، خليه يرجع بس
فريدة: وش بتسوي؟
ناظرها شدّاد بدون رد وصدّت فريدة تاخذ نفس
ونطقت: قاعدين نعيش الموال مثل قبل عشرين سنه! لما اخواتك عايشه وجميلة طلعونا من حياتهم
احتدت ملامح شدّاد، وكملت فريدة بقهر: لما تجاهلونا و راحوا يعيشون حياتهم لوحدهم! هذا جزاء المعروف؟
فريده ارتفع صوتها: تتذكر! تتذكر كم مره مات الجنين في جوفي وكم مره ترجّيت اخواتك يساعدوننا
شدّاد غمض عيونه بغضب، وارتفع صوت فريده: كان معهم فلوس يقدرون يساعدوني في علاجي لكن بخلوا علينا
واختنق صوتها تكمل: شِبنا وكبرنا وما شمّينا ريحة الضنى بسببهم
صد شداد، ومسحت فريدة على بطنها: و بعد هالسنين ربي عوضنا، لكن حرّتي ما بردت يا شدّاد!
هز راسه شدّاد بالإيجاب بدون رد يناظر الفراغ بتفكير
٨:٠٠ ص
ركب راجح سيارة بتّال: بسم الله توكلنا على الله
حاتم فتح الشباك: مشاري معنا؟
مشاري نفى: بروح مع تميم
وجد اللي حاضنه القطوه: وانا وحنين وكاتي مع تميم بعد
تميم شغّل سيارته: مدري هو انا مخلّفكم وناسيكم ولا وش
وجد ركبت بضحكة وجنبها حنين تشوف مشاري يضرب راس تميم ويركب جنبه
التفتوا لصوت حصة: تميم يا يمه لا تسرع ارفقوا
تميم: أبشري
ابتسمت حصة ومشت تركب بجنب غاليه بسيارة بتّال
حرّك حاتم سيارته مع زوجته وبناته ومشت خلفه سيارة بتّال
وتتبعهم سيارة تميم اللي سأل: عناد ما قال متى بيجي؟
مشاري ناظر جواله: بيمشي من بيته ويلحقنا للبحرين
ضرب عناد البوري بتكرار بدون صبر، والتفت يشوف وتين تطلع من البيت بنظارتها الشمسية وتسكر الباب ومشت تركب بجنبه
عناد: لي ربع ساعه انتظر وش تسوين؟
وتين نزّلت المرايا تناظر شكلها: كنت اسقي نعناعاتي، بنتركها اسبوع خفت تجف
سكتت من شمّت ريحة الدخان والتفتت تناظر يده اللي مطلّعها من الشباك وتحترق السيجاره بين أصابعه
عناد انتبه لنظراتها وترك السيجاره تطيح وقفل الشباك يحرك السياره
وتين ابتسمت برضى وتسندت: غريبه
عناد: وش اللي غريبه؟
وتين رفعت أكتافها: رميتها، ما دخّنتها
عناد ناظرها: قلتي لي انها تكتمك
وتين: ولو كانت ما تكتمني؟
عناد ابتسم: بدخّنها
وتين ابتسمت تناظر خط خده، وسألت: ما نويت تترك الدخان؟
عناد نفى: ما لقيت شيء يشغلني عنه
وتين: أها مثل الأطفال يعني لازم نشغلك عشان تنسى
عناد ناظرها: بدينا نغلط؟
وتين ضحكت تشوفه يمثل الجدية والتفت عناد للطريق بابتسامه
والتفتت وتين لشبّاكها تتأمل البحر بشرود
↚
في سيارة تميم اللي يناظر طريقه و يسمع ضجة مشاري ووجد وصوت الأغنية العالية
مشاري نفى: أنا اشتريتها لي مو لك
وجد بقهر: ترا كلها كاميرا فوريه ليه شادها؟ ابغى اصور صورتين
مشاري: عشان تخلصين علي الأوراق واذا وصلنا للبحرين ما قدرت أصور
قاطعهم تميم يسكر الأغنية: خلاص راسي صدع منكم، اذا وصلنا نروح أقرب محل وتشترين لك كاميرا فوريه
وجد نفت: أبي حقت ميشو
مشاري التفت يمد لها الكاميرا: خذيها فكّيني منك
وجد ابتسمت بانتصار تاخذ الكاميرا تتصور بها وضحكت حنين عليها
رفع تميم نظراته للمرايا اللي تعكس له حنين اللي تصوّرت مع وجد
تميم سأل: تبون نوقف ناخذ لنا شيء نشربه؟
وجد ومشاري نطقوا مع بعض، وسكّتهم تميم: اسكتوا انتم، حنين وش ودّك؟
حنين ناظرتهم باحراج: مدري اللي تبون
مشاري ووجد بتزامن: شاهي
تميم تجاهلهم يرفع نظراته للمرايا: ها حنين؟
حنين هزت راسها بالايجاب: وانا بعد شاهي
وقف تميم سيارته يطلب لهم، ونادت وجد: ميشو
التفت مشاري لها وصوّرته وجد بالكاميرا الفوريه وابتسمت تنتظر الصوره تنطبع
وصدّ مشاري بتنهيده: خلصت الأوراق
أما بسيارة عناد اللي التفت يشوف وتين تتفحّص تفاصيل السياره
فتحت وتين درج السياره تناظره، ونطق عناد: وش تسوين؟
وتين: أشوف داخلية الجي كلاس
ونطقت تناظر حولها: ليه مافي حامل أكواب؟
ابتسم عناد يورّيها مكانه المخفي وناظرت وتين التفاصيل بذهول
وسألت: بكم شريت السياره؟
عناد ناظرها: ليه تسألين؟
وتين بتنهيده: بشوف كم عبايه أبيع عشان أجيبها
ضحك عناد، وسأل: تعرفين تسوقين؟
وتين هزت راسها بالايجاب: سجلت أنا وحنين بمدرسة القيادة وسقت سيارة شداد بدون علمه كثير
عناد: وأخذتي الرخصه؟
نفت وتين: قبل الاختبار بكم يوم نقلنا للمزرعة و لهيت
سكت عناد ثواني ولف الدركسون يهدّي من سرعته ووقف على يمين الطريق
وتين باستغراب: ليه وقفت؟
عناد شال حزامه وفتح الباب: تعالي سوقي
وتين بصدمه: بس ما معي رخصه!
عناد: على مسؤوليتي، لين نوصل الجمارك وأكمل أنا السواقه
وتين نفت: و لو صار شيء للسيارة بسببي
عناد رفع حاجبه يتحداها: تخافين؟
وتين ناظرته ثواني وصدّت تضحك بعدم تصديق
وكمل عناد: قولي انا بنت سلطان، و سوقي
ابتسم عناد يشوفها تنزل و تقبل التحدي بدون تردد
ركبت وتين مكانه تربط حزامها وركب عناد بجنبها
تلمّست الدركسون بعيون لامعه لمح لمعتها عناد المبتسم
و ناظرت وتين اعدادات السيارة واللي كانت جديدة عليها
ونطقت بحيرة: وين الهاند بريك؟
↚
عناد أشّر يشرح لها وتسمعه وتين باهتمام وحطت يدها تنزّل الهاند بريك بصعوبه: كيف؟ ما عرفت
مدّ يده عناد يحطها فوق يدها ويسحب الهاند بريك
ناظرت وتين يده على يدها، ونطق عناد: والحين شيلي رجلك عن الفرامل
ضحكت وتين من تحركت السياره وابتسم عناد يتسنّد يناظرها تسوق السياره على مهلها
واتسعت ابتسامته من فتحت وتين الشباك وتزيد من سرعتها تحس بتسارع نبضاتها وتبتسم لنسيم الهواء اللي يداعب ملامحها
ونطقت وتين: صوّرني
رفع عناد جواله يصوّرها يلبّي طلبها، يوثّق فرحتها وابتساماتها.
البحرين - المنامة
تنهد بتّال براحة من لاح لهم مبنى الفندق: وصلنا الحمدلله
حصة التفتت: غاليه كلمي تميم وعناد شوفي وين وصلوا
غالية: يعني ما تعرفين هالعيال يا يمه؟ اكيد مضيعين وقتهم يتمشون يبي لهم نص ساعه ما وصلوا للفندق
رفع بتّال نظراته للإشارة المرورية اللي صارت خضراء ومشى
فزّت حصة: بتّال انتبه للسيارة!!
شهقت غالية من صدم بتّال السيارة اللي قدامه وعض شفايفه
ونطق راجح: خفيفه خفيفه، دق فلشر وانزل شوف الوضع
تنهد ونزل بتّال يشوف البنت اللي نزلت من السيارة بنظارتها الشمسية
وملامح الغضب بوجهها: أثوَل انت؟ ما تشوف؟
بتّال عقد حاجبه: أنا أثوَل! انتِ اللي ضغطتي فرامل فجأة
البنت ناظرته بعصبية: واذا دست فرامل تدعمني؟
بتّال صدّ يعض شفايفه يهدّي نفسه من أسلوبها المستفز
ونزل راجح: بتّال يا ولدي، بنيّه خلها تمشي
بتّال: واذا بنت يبه؟ هي الغلطانة
راجح التفت للبنت: جاك شيء يا بنتي؟
نفت بإحراج وناظرت سيارتها: بس سيارتي
راجح قاطعها: تتصلّح، عطي ولدي رقمك وما يصير خاطرك إلا طيب
بتّال صدّ بتنهيده، وطبطب راجح على كتفه: يالله وأنا أبوك، لا نسبّب زحمه للطريق
رجع راجح يركب السياره، والتفت بتّال للبنت اللي تتلمس سيارتها وتناظر الضرر الواضح عليها
وطلّع جواله يمدّه لها: سجلي رقمك
ناظرته بطرف عينها وأخذت جواله تسجّل رقمها
ونطق بتّال: بمشيها عشان أبوي معي ولا كان صارت علوم
مدّت له جواله بعد ما انتهت: وانا مشيتها عشان عندي أشغال مو فاضيه لواحد أثوَل مثلك
التفتت تركب سيارتها تحت نظرات بتّال اللي شد على جواله بغضب
ونزّل نظراته يشوف رقمها واسمها ورفع حواجبه من قرأه
وهمس: شموخ؟
شموخ حرّكت سيارتها تناظر الساعه وتأففت: وأنا من قرادة حظي ما دعمت إلا في أهم يوم! تأخرت
وركب بتّال السياره بتنهيده، وناظرته حصة: الأمور ما تنحل بالعصبيه يا بتّال
بتّال مشى يتجه للفندق: أي عصبية يمه هي اللي نازله بشرّها ولا أنا كنت محترمها من البداية
↚
وقف سيارته قدام مدخل الفندق وناظرت غالية سيارة تميم وسيارة حاتم اللي وقفت خلفهم، ينتشرون حولهم موظفين الفندق اللي استقبلوهم
نزلت وجد تتبعها حنين اللي شالت شنطتها ومشت بجنبها
ونزل مشاري وانتبه لصورة وجد اللي طايحه بالأرض والواضح إنها طاحت من الكاميرا بيدها
أخذها يناظرها يلاحظ ابتسامة وجد فيها، وابتسم بخفوت
طلّع محفظته يحط الصوره بوسطها، والتفت يمشي خلف تميم للمدخل
يشوف بتّال يتكلم مع موظف الاستقبال وياخذ منه بطاقات الغرف
والتفت راجح يناظر تفاصيل الفندق وتصميمه بفخر
ونطق بتّال: حجزت لكم دور كامل كله سُويتز VIP توزّعوا فيها مثل ما ودكم وارتاحوا ورانا ليلة افتتاح طويلة
وناظر بتّال ساعته: وأنا عندي اجتماع مع الموظفين الجدد ما اقدر اتأخر عليهم
مشاري سأل: أنا معهم؟
هز راسه بتّال: انت ووجد، انتظركم في غرفة الاجتماعات في الدور الخامس
مشى بتّال بعد ما أعطاهم بطاقات الغرف، والتفتوا لصوت عناد اللي وصل
يمشي باتجاههم وبجنبه وتين اللي أسرعت بخطواتها تستقبل حضن حنين لها
ابتسم راجح يطبطب على كتف عناد، ونطقت حصة: أجل خلونا نصعد نريّح
دخل بتّال غرفة الاجتماعات يلفت انتباه المتواجدين بصوته الواثق، مشى يشيل بين يديه ملفّاته وجلس يتوسط طاولة الاجتماعات الضخمه، ينقل نظراته بين الموظفين والمتدرّبين المُرشحين
ومن بينهم وسعت عيونها تناظره بصدمه، تعرفت عليه من أول نظره، هو نفسه اللي صدم سيارتها قبل دقايق و صرخت بوجهه
هو نفسه مُديرها الجديد، الأثوَل
طاحت عينه عليها ورفع حواجبه وصدّت تبعد نظراتها بارتباك
ونطق بتّال ما يبعد عينه عنها: ناقصنا متدربه و موظف، ننتظرهم ونبدأ اجتماعنا
في غرفة البنات
تخبطت وجد بتوتر ،ترتّب شعرها و تعدّل مكياجها الخفيف، و تسمع سوالف وتين
وتين بتنهيده: أحس اني طايره لكن بالأرض، تأثير الجي كلاس علي مو عادي
ضحكت حنين تناظر صور وتين وهي تسوق حلمها بعيون لامعه
ونطقت هاجر: كيف عناد وافق تسوقينها ما خاف عليك!
وتين: يخاف مين! أقول لك تحدّاني بنص الشارع
ضحكت هاجر و صدّت تهاني بملل، ووصلهم صوت وجد المتوتره: حلو شكلي؟
وتين وقفت وتقدمت تمسك أكتاف وجد: تهبلين لكن اهدي! كله اجتماع بسيط
وجد نفت: مو بسيط هذا أول اجتماع لي!
حنين: ارتاحي خالك بتّال ومشاري معك
وجد اخذت شنطتها: هذي المشكله إن مشاري معي!
ضحكت هاجر: مسكين تلقينه متوتر أكثر منك
مشاري عدّل شماغه: يا عيال يقول اجتماع يحسب الموضوع سهل! ما يدري اني اخاف حتى من اجتماع شيبان أبوي راجح
تميم بضحكه: اقول روح لا تتأخر
عناد اللي انسدح بنعاس: قفل النور معك
رن جوال مشاري يشوف مكالمة وجد اللي تنتظره
↚
وطلع بخطوات متسارعه يقفل النور خلفه
والتفت تميم يناظر عناد النايم: أما نمت يا أبو سيف! وانا احسب بنطلع نتمشى ونفطر
عناد اللي يحس بالتعب: ما فيني حيل
أما مشاري طلع والتفت لغرفة البنات في آخر الممر يشوف وجد اللي مشت باتجاهه
ومشى جنبها يسمعها تهدده: يا ويلك تناظرني بالاجتماع فكّنا من نوبات الضحك السخيفه
مشاري التفت يدور غرفة الاجتماعات: انتِ اللي لا تناظريني، وجهك يضحكني
تجاهلته وجد وفتحت الباب تدخل الغرفة وتتوجه الأنظار لهم
ورفع بتّال نظراته وترك الملف اللي بيده: ممتاز اكتملنا
وجد جلست وجلس جنبها مشاري، ونطق بتّال: قبل نبدأ خلونا نتعرف عليكم وأعرّفكم على بعض
بتّال أشّر لمشاري: نبدأ من مشاري
مشاري بلع ريقه، ووقف يعرّف عن نفسه: مشاري حاتم ال منصور، متخصص في إدارة الانتاج والتخطيط
جلس مشاري ووقفت وجد تعرّف عن نفسها: وجد عبدالمحسن، خريجة حديثة في إدارة الأعمال ومُتدربه في إدارة المشاريع
هز راسه بتّال يمنع ابتسامته الفخورة بمشاري ووجد
وناظر المتدرب اللي وقف بعد وجد: سعود، متدرب في إدارة المشاريع
التفتت وجد بفضول تناظر وقوفه و ثقته الواضحه
جلس سعود بعد ما انهى تعريفه بنفسه، والتفت لوجد اللي أبعدت نظراتها عنه من التفت لها
ثواني ووقفت الموظفة اللي ابتسم بتّال بسخرية من جاء دورها
ونطقت بارتباك: أنا شموخ ثنيّان، متخصصة في العلاقات العامة ومهتمة في التسويق
جلست شموخ تحس بنظرات بتّال لها، والتفتت للملف تشغل نفسها فيه
التفت بتّال يسمع تعريف الموظفين بنفسهم، وهز راسه: مثل ما كلكم تعرفون افتتاح الفندق الليلة، راح يحضرون مُدراء ورجال أعمال كبار، مشاهير مؤثرين في المجال وزُملاء معروفين
بلعت وجد ريقها، وكمل بتّال: وجودكم بهالمكان كموظفين جدد أو متدربين هو بصمة كبيرة في مسيرتكم لو نجحتوا فيها راح تكونون من ضمن المُرشحين للفرع الرئيسي في السعودية
سعود عض شفايفه يسمع كلمات بتّال التحفيزية
وأشّر بتّال: الملفات الموجوده قدامكم، فيها كل تفاصيل الافتتاح والفعاليات اللي راح نقدّمها الليلة، راجعوها واستعدوا لها من الحين
دقايق و انتهى الاجتماع، ووقفوا الموظفين ياخذون ملفاتهم ويغادرون الغرفة
بتّال: استاذه شموخ
شموخ وقفت مكانها والتفتت له، وتقدم بتّال بابتسامه خافته
بلعت شموخ ريقها، ونطق بتّال: يا حلو الدنيا اذا دارت
عقدت شموخ حاجبها: شنو قصدك؟
بتّال بسخريه: أنا الأثوَل اللي هزأتيه عند الإشارة ولا ناسيه؟
شموخ أخفت توترها: و أنا شموخ، تشرفنا
رفع بتّال حواجبه و مشت شموخ تتعداه بخطوات متسارعه
اتجهت لمخرج الفندق وغطت ملامحها بعدم تصديق
وهمست: مقروده! والله مقروده يا شموخ
↚
تسنّد بتّال يسمع سوالف مشاري ووجد المتحمسه
مشاري: ما عمري توترت من شيء كثر اليوم
وجد ناظرت بتّال: بس بالله وش رايك فينا؟
بتّال ابتسم: بيّضتوا وجهي والله
وجد: عادي أقول لهم انك خالي؟
مشاري ضحك: ما قلتي له خالك وهو بالبيت بتقولينه في الدوام؟
وجد رفعت حاجبها: على أساس انت تناديه عمي!
تعداهم بتّال بملل يتركهم يكملون نقاشهم الطويل لوحدهم
والتفت مشاري من حس بالشخص اللي يناظرهم وسمع حوارهم
مشاري عقد حاجبه: سعود على ما أظن؟
سعود ابتسم يصافحه: مشاري؟
هز راسه مشاري بالإيجاب، والتفت لوجد: وجد صح؟
وجد: صح
سعود ابتسم: المدير بتّال يقرب لكم
مشاري بضحكه: للأسف
ضحك سعود، ونطق مشاري: مبين من لهجتك إنك سعودي
سعود: ايه سعودي، كان ودي اتوظف بفرع الخبر الرئيسي لكن خيره
مشاري طبطب على كتفه: شد حيلك واثبت نفسك وينقلونك للفرع الرئيسي ان شاء الله
هز راسه سعود وناظر وجد اللي ابتسمت له وتراجعت تستأذنهم
وأشّرت تنبه مشاري: وانت نام وارتاح ورانا شغل الليلة
دخلت وجد غرفة البنات تسمع صوت الهدوء فيها
مشت تناظرهم نايمين ما عدا وتين منسدحه تناظر جوالها بملل
وفزّت بهمس: وجد جيتي، بشّري؟
وجد تركت شنطتها وتقدمت تجلس قدامها بحماس تسولف لها
وابتسمت وتين: شفتي قلت لك الموضوع بسيط
وجد انسدحت بجنبها بتنهيده: كذا شعور تحقيق الأحلام
وتين ابتسمت، وكملت وجد: وليش ما نمتي وش قاعده تسوين!
وتين بتنهيده: قاعده أفرز الطلبات وأرتبها على ما نرجع وابدأ فيها، احس تأخرت والطلبات كلها مُعلقه
وجد: اعتبريها فترة اجازة لك، الشغل لاحقين عليه
هزت راسها وتين، وهمست: يالله قومي بدّلي ملابسك وارتاحي شوي
٦:٠٠ م
غابت شمس البحرين واشتغلت أنوار الفندق الشاهق
يعلن عن افتتاحه ويفتح أبوابه يستقبل زوّراه وضيوفه
انفتح باب غرفة راجح وطلع وخلفه حصة وبنته غالية وبتّال المبتسم
بتّال مشى جنب أبوه: كل شيء جاهز كل اللي عليك توقف على المنصة وترحب في الحضور
هز راسه راجح يسمع بتّال اللي يسرد له اسماء الحضور والرجال المدعوّين، يتجهون مع بتّال لصالة الفندق الواسعه والمُجهزه
بنفس الوقت انفتح باب غرفة البنات وطلعت وجد مع البنات بعد ما تجهزوا
والتفتت لصوت باب غرفة العيال تشوف تميم ومشاري
وتين ناظرت خلفهم تدوّر هيئة عناد، وسأل مشاري: جاهزه؟
وجد بحماس: جاهزه
مشوا للمصاعد ووقفوا ينتظرونه، والتفتت وتين خلفها تنتظر جيّته
↚
وجد لاحظت شرود وتين، وسألت العيال: وين عناد؟
تميم بتنهيده: تعبنا معه ما رضى يصحى شكله تعبان
عقدت وتين حاجبها: تعبان؟
تميم هز راسه: يمكن تغيّر عليه الجو، يحتاج يرتاح شوي
وتين ناظرت باب غرفة العيال بدون ردّ، ولاحظ مشاري نظراتها
طلّع بطاقة الغرفة يمدها لها: روحي شيكي عليه
وتين ابتسمت له بامتنان واخذت البطاقه والتفتت للبنات: اسبقوني
مشت وتين لغرفة العيال تحت نظرات تهاني اللي صدّت من انفتح المصعد، وركبوا يتجهون للصالة يستعدون للافتتاح
تردّدت الأصوات مثل الصدى، ينتشر الدخان حوله وتلفحه حرارة اللهب، يسمع صوت أمه من بعيد تناديه "عناد.. عناد"
دخلت بهدوء ومشت باتجاهه وعقدت حاجبها تشوف حالته، وتقدمت تجلس جنبه ومدّت يدها تمسح على جبينه تتحسّس حرارته
وتين همست: عناد؟
فزّ من كابوسه وطاحت عينه عليها تناظره بقلق، ونطقت: وش جاك بسم الله؟
عناد ما أبعد عيونه عن ملامحها، يناظرها بعيون ناعسه وقلب مضطرب، ما زال تحت تأثير التعب و اللهب وصوت أمه
وتين ارتبكت من نظراته ووقفت: قوم صحصح ال..
قاطعها يمسك يدها ويسحبها تجلس بجنبه: خلّيك
وتين نزّلت نظراتها ليده اللي شدّت على يدها، وغمض عناد عيونه يغفى بتعب
وتين ناظرت علامات التعب بملامحه ثواني ومدّت يدها بهدوء
تتلمّس جبينه الملتهب، جفون عيونه النايمة ومكان خطوط خدّه المختفيه، تشم ريحة عطره الفوّاحه وتتحسس ملمس يده الدافية
ناظرت حولها بتفكير، وقامت بهدوء والتفتت من شدّ على يدها يمنعها تغادر مكانها
وهمست: برجع، ما راح أروح
ترك يدها ومشت وتين للمطبخ تدوّر شيء يخفف حرارته ويطرد التعب عنه
أما في الصالة الضخمه اللي امتلت بالحضور
انتشروا الموظفين والمتدربين بزوايا الصالة يشرفون على الترتيبات
من ضمنهم وجد اللي ناظرت حولها بارتباك وحماس بنفس الوقت
تعيش حلمها لأول مره بمكان ضخم وكبير مثل ضخامة حلمها
التفتت لصوته: تحتاجين مساعدة؟
وجد ناظرت سعود اللي مشى يوقف جنبها: بغيت أشيّك على عروض المسرح بتبدأ بعد شوي
سعود هز راسه: عرض البيانو جاهز توني شيكت عليهم
وجد ابتسمت بامتنان والتفتت تناظر الحضور جاهله عن نظرات مشاري اللي واقف بمسافة بعيدة لكنه يلمحها، يلمح ابتسامتها ووقوف سعود بجنبها
صدّ يشد على يده يهدّي أعصابه، والتفت لصوت تميم: ترا مو ماكل من الصبح، تبي أجيب لك من البوفيه شيء
نفى مشاري: بعد شوي باكل
هز راسه تميم ومشى باتجاه طاولة البنات: اكلتوا؟
حنين التفتت لصوته تشوفه يناظرها، وردّت هاجر: بعد العرض بناكل
تميم: بتّال موصيني تدخلون للبوفيه قبل الزحمه…
↚
تميم: بتّال موصيني تدخلون للبوفيه قبل الزحمه
وقفت هاجر يتبعها وقوف تهاني: أجل خلينا نقول لأمي ونروح
هز راسه تميم والتفت لحنين اللي ما زالت جالسه: وانتِ؟
حنين حكت جبينها: بنتظر وجد ووتين وأكل معهم
وسكتت حنين تناظر وقوفه قدامها والتفتت تبعد نظراتها
ونطق تميم: كلامك قليل دايم ولا بس معي؟
حنين نفت: لا بس ما عندي شيء أقوله
تميم ناظر حوله، وتقدم يجلس يترك بينهم مقعد فارغ
وابتسم تميم: أو انتِ تتكلمين مع الخيل أكثر من الناس؟ وش السر؟
حنين ضحكت تغطي فمها بيدها والتفت تميم يناظر رقّتها وهدوءها
حنين: أنا عشت عمري أحب الخيل من الأفلام التاريخية، من بطولات الخيل العالمية، من الروايات والقصائد ومن المتنبي يوم قال "الخيل والليل والبيداء تعرفني"
ابتسم تميم يسمعها تكمل كلامها: حبيت الخيل وهو كان بالنسبه لي خَيال، و حبيته أكثر وهو واقع
تميم بتفكير: يعني أول خيل حبيتيه في الواقع هو الرعد؟
هزت راسها حنين بالإيجاب، وابتسم تميم: بعذره حبّك من أول مره
حنين بضحكة: ليه؟
تميم: على قولة وجد، شمّ فيك ريحة الحب
ابتسمت حنين بحياء، وصدّت تناظر المسرح وتسمع عزف البيانو
يربكها وجود تميم بجنبها وتربكها كلماته ونظراته لها
أما في جهة ثانية من الصالة، مشى مشاري و عينه على وجد اللي واقفه مع سعود
مشاري نادى: سعود!
سعود التفت له، وأشّر مشاري: احتاج مساعده تعال
وجد: أجي معكم؟
مشاري نفى: خليك في هالجهة يمكن يحتاجون شيء منك، أنا وسعود بنروح عند المدخل
هزت راسها وجد ولوّح لها سعود ومشى بجنب مشاري يبتعدون عن وجد اللي تسندت وتكتفت تناظر حولها
في نفس الوقت عند عناد اللي عقد حاجبه وتحرّك بانزعاج من حس بالكمادة الباردة على جبينه
وتين: لا تتحرك
عناد فتح عيونه يشوفها جالسه جنبه ومنشغله تمسح الكماده على جبينه وتمرّرها حول رقبته تخفف من حرارته
تنهد عناد يأنّ بألم، وناظرته وتين بعقدة حاجبها تشوف خموله وإرهاقه
غفى بتعب وتركت وتين الكماده على جبينه ومرّرت يدها تمسح قطرات المويه من على خدّه وطرف رقبته
وبيدها الثانيه سنّدت كفها على خدها، تناظره بهالقرب لأول مره
تلمس الدفء بيدينه وملامح وجهه، وكأن داخله مُشتعل لهب لين صار خارجه دافي
التفتت حولها من حسّت بالكائن اللي يمشي على السرير
وهمست تسحبها لحضنها: نعناعه!
ابتسمت تشوفها تدفن نفسها وتغمض عيونها: حتى انتِ تعبانه ولا تقلدين صاحبك المعتوه؟
التفتت لعناد اللي ما زال نايم، مرّ الوقت وهي تنتظر و ما غادرت مكانها ولا شبر، مسكت جوالها تنشغل فيه دقايق ودقايق ثانية تبدّل الكمادات له بهدوء
↚
رفعت نظراتها من تحرّك عناد وتركت جوالها تشوفه يفتح عيونه
وناظرها بجنبه، ومدّت يدها تتحسّس حرارة جبينه: كيف صرت؟ أحسن؟
غمض عيونه بخمول يحس ببرودة يدها الناعمه على جبينه
وقام يعدّل جلسته، و ناظر حوله بعدم استيعاب
والتفت لوتين اللي تناظره بصمت، تناظر البلل بخصلات شعره وآثار النعاس بعيونه
ونطق بصوت خامل: ليش ما نزلتي معهم؟
وتين سكتت تجهل الردّ، وناظرت القطوه: جيت أدور نعناعه وشفتك تعبان
ناظر الكمادات حولها وحوّل نظراته لها واتسعت ابتسامته تبرز خطوط خده
ورفعت وتين حواجبها: ليش تضحك؟
عناد نفى: ما ضحكت
التفتت وتين من وصلها صوت الإشعار من حنين
"أمي حصوص تسأل عنكم، انزلوا للبوفيه تعشوا"
والتفتت لعناد: لازم تاكل شيء وتصحصح، تقدر تنزل ولا أطلب لك أكل؟
قام عناد يبعد اللحاف عنه: باخذ شاور وبنزل ما علي إلا العافية، ماهي أول مرة ترتفع حرارتي
وتين قامت تشوفه يمشي للحمام: وش سببها؟
عناد شال تيشيرته وأخذ منشفته: نوبات تجي من فتره لفتره، بالذات اذا تغير علي المكان
وتين سكتت والتفتت تلمّ الحوسة، ونطق عناد: اسبقيني بخلص شاور وأنزل
نفت وتين: بنتظرك، ننزل سوا
ابتسم عناد بخفوت ودخل للحمام، والتفتت وتين تكمل ترتيب
و انتبهت لباكيت الدخان على الطاولة بجنب سريره ورفعت حاجبها
بنفس الوقت في صالة البوفيه اللي امتلت بألذ الأصناف
تتوزّع حولها الطاولات الدائرية ويجتمعون عليها الضيوف يتشاركون أطباقهم مع بعض
التفتت وجد من وصلها صوتها: لو سمحتي، وجد؟
وجد التفتت تشوف اللي مشت باتجاهها رافعه شعرها المصبوغ أشقر ذيل فرس، شايله شنطتها بيدها ويصدح صوت كعبها على الأرضية
وجد ناظرتها بإعجاب: انتِ شموخ اللي في العلاقات العامة صح؟
شموخ هزت راسها تصافحها: ما تعارفنا على بعض الصبح
وجد ابتسمت، وسألتها شموخ: كنت بسأل اذا تخبرين شيء عن هذا اللي اسمه بتّال؟
وجد عقدت حاجبها، وضحكت شموخ: انتِ البنت الوحيدة اللي أقدر اسألها، زي ما انتِ شايفه كلهم شباب
وجد: وش تبين تعرفين عنه؟
شموخ بتفكير: يعني شنو منصبه؟ هو المدير لهالفرع ولا كل الفروع؟
وجد صدّت تخفي ابتسامتها: بتّال مالك كل سلسلة الفنادق هذي
شموخ باستغراب: بس الفندق باسم راجح آل منصور
وجد ناظرتها بذهول: متقدمه على الوظيفة وانتِ ما تدرين راجح هو أبوه؟
شموخ شهقت وغطت فمها: أمبيه! الأثوَل هذا ولد آل منصور؟
ارتفعت ضحكات وجد وناظرتها: أثوَل؟
شموخ: الصبح قبل الاجتماع دعمني عند الإشارة، زعقت عليه وناديته أثوَل ما كنت أدري إنه هو المدير وولد آل منصور!
↚
وجد ابتسمت تسمع لهجتها واللي كانت خليط بين البحريني والسعودي
وقاطعتها وجد بفضول: انتِ بحرينية ولا سعودية ما عرفت أحدد
شموخ ضحكت: بحرينية، لكن أمي سعودية وخوالي في الخبر
وجد بذهول: حتى احنا من الخبر لكن جينا البحرين نحضر الافتتاح
شموخ باستغراب: احنا؟ انتِ و منو؟
قطع عليهم صوت بتّال: وجد
وجد التفتت له وتقدم بتّال يحاوط كتفها: كيف الشغل معك؟
شموخ ناظرت يده على كتف وجد اللي ردّت: كل شيء تمام
شموخ صدّت، وابتسمت وجد: يقولون انك مسوي حادث!
ناظرتها شموخ ووسعت عيونها بصدمه، وابتسم بتّال: ايه والله صدمت وحده ما تعرف تسوق
شموخ: أعرف أسوق! وبعدين ليه تضحك وتسولف مع المتدربات مو عيب عليك؟
بتّال رفع حواجبه، وضحكت وجد: شموخ، بتّال يصير خالي
شموخ ناظرتها بصدمه ونطقت باحراج: أمبيه اسفه فهمت غلط
بتّال صد يخفي ابتسامته ومشى يبتعد عنهم بعد ما نطق يقلد صوتها: أمبيه!
ضحكت وجد، والتفتت شموخ: قرادة حظ! اتحدى تلاقين وحده مقروده أكثر مني
ابتسمت وجد ومسكت ذراعها: تعالي بس تعشي معنا بعرّفك على البنات
شموخ مشت معها بحيرة: تهقين راح يفصلني؟
نفت وجد: ما عليك بتّال ما يخالف، دايم نتنمر عليه في البيت ما يقول شيء
انفتح باب الحمام وطلع عناد لاف منشفته حول خصره
ونفض شعره بيده يشوفها واقفه قدام المرايا تلبس عبايتها
عناد: هذي مو العبايه اللي أنا طلبتها؟
وتين التفتت: قصدك العبايه اللي أنا صممتها
عناد مشى يوقف بجنبها يناظر المرايا ويجفف شعره: زين لقيت من يلبسها كنت شايل همها
وتين تراجعت تتسند على التسريحه تناظره: وين كان عقلك يوم تطلبها يعني بتلبسها انت؟ ولا أمي حصوص؟
عناد رفع أكتافه: ما يهم، المهم إني أول طلب
وتين: معتوه
عناد ابتسم، وناظرت وتين عُري صدره: روح البس لا يدخلك برد
عناد: عادي، اذا دخلني برد بتطردينه مثل ما طردتي حرارة جوفي
وتين ضحكت: دام لك حيل تستظرف يعني حرارتك انخفضت
تقدّم يعدم المسافه بينهم: مدري شيّكي علي، انخفضت؟
↚
تقدّم يعدم المسافه: مدري شيّكي علي، انخفضت؟
وتين رفعت كفّها تتلمّس جبينه وناظرها بابتسامه يلاحظ ارتباكها من قربه
وتين تراجعت وهزت راسها: انخفضت شوي، روح البس ينتظروننا تحت
مشى عناد لغرفة الملابس يلبس ثوبه ويلف شماغه، رشّ من عطره بعجله ولبس ساعة يده
وطلع يشوفها تنتظره، تقدم لسريره ياخذ جواله يناظر الساعه
ونطق: فاتك الافتتاح بسببي
قاطعته وتين: مو بسببك، بسبب نعناعه لأني جيت ادورها
عناد التفت للقطوه يكلمها: ما تستحين على وجهك؟
وتين صدّت تمنع ضحكتها، والتفت عناد يحط جواله بجيبه ويدوّر حوله باستغراب
وتين: وش تدوّر؟
ناظرها بعقدة حاجبه ولانت ملامحه يشوفها ترفع باكيت الدخان بيدها، وابتسمت: تدوّر هذا؟
تنهد وغمض عيونه باستسلام، والتفتت وتين تحشره بشنطتها: مشينا يا المعتوه
عند مدخل الفندق
وقف مشاري مع سعود يشرفون على الاستقبال والضيافة
تسنّد مشاري يناظر حماس سعود وحبّه للشغل، يلاحظ محاولاته وهو يثبت نفسه للفريق وينجز شغله على أكمل وجه
التفت مشاري يلمح الشخص المعروف اللي دخل للفندق
عدّل وقفته وعقد حاجبه يناظره باستغراب، طلّع جواله يتصل على بتّال
بتّال اللي كان جالس مع راجح وحاتم ومجموعة من رجال الأعمال
التفت يرد على مكالمة مشاري: هلا، زين، خله يدخل
راجح: مين؟
بتّال ترك جواله يعدل شماغه: واحد من المستثمرين الجدد وصل ونسيت أعلمك عنه، شخص نعرفه زين
راجح عقد حاجبه، والتفت بتّال لمدخل الصالة يشوفه يدخل ويناظر حوله
رفع بتّال يده يلوّح له، ووقف راجح بغضب من شافه
بنفس الوقت التفتت حنين وانتبهت له ونطقت بصدمه: شدّاد!
شدّاد ابتسم بخفوت يلاحظ الصدمه والغضب بملامح راجح
و التفت لمدخل الصالة يشوف عناد اللي يمشي وبجنبه وتين اللي وقفت مكانها تناظر وقوف شدّاد قدام مدخل الصالة
التفت عناد للموظفين بعصبية: هذا مين سمح له يدخل!
الموظف: أستاذ بتّال
وتين شدّت على يدها تلاحظ نظرات السخريه من شدّاد
لاحظ عناد يد وتين المشدوده ومد يده يمسكها: مشينا
وتين ناظرت تشابك يدينهم وشدّت على يده ينبعث منها دفاه
عكس برودة يدها اللي حسّ فيها عناد، ومشى معها للمدخل
بنفس الوقت مشى شدّاد باتجاه طاولة راجح يلقي سلامه
ردوا الرجال السلام ما عدا راجح اللي ما زال واقف بغضب
شدّاد: رد السلام واجب يا أبو حاتم
بتّال اللي يجهل عداوة راجح وشداد، التفت يناظر أبوه باستغراب
ونطق: يبه وش فيك؟
شدّاد تقدم يجلس يعرّف عن نفسه للرِجال: أنا شدّاد آل عبدالله، مستثمر جديد في مجال الصناعة
↚
هز راسه بتّال يناظره: خصوصًا في صناعة الأثاث، شدّاد يملك مصنع للخشب والأثاث وشخصيًا تعاملت معه لأول مره بهالفندق
راجح التفت لبتّال وهمس بحده: وليش ما عندي علم بهذا كله يا بتّال!!
بتّال وقف: عن أذنكم، بغيت الوالد بكلمة
هز راسه شدّاد يشوف بتّال وراجح يبتعدون عنهم
ونطق راجح بغضب: ليش ما علمتني انه مستثمر عندنا!
بتّال: قبل يومين وقّعنا العقد وتفاجأت إن له خبره بهالمجال ووجوده معنا يفيدنا قبل يفيده
قاطعه راجح: و ليش ما شاورتني قبل!
بتّال عقد حاجبه: ومن متى أشاورك بأمور الفندق و انت معطيني كل الصلاحيات ولا عمري شاورتك بالشغل وانت تدري يبه!
تنهد راجح وصدّ، وتقدم بتّال بتساؤل: وش مشكلتك مع شدّاد؟ وليش ما علمتني ان بينكم مشاكل؟
راجح: شيء واحد لازم تعرفه يا ولدي، إن شدّاد عدوّي ولا أسمح له يشاركني شغلي
سكت بتّال يشوف شدّاد يمشي باتجاههم: اتركني مع أبوك شوي يا بتّال
في نفس الوقت بجهه ثانيه من الصالة
أكلت وتين من صحنها بهدوء وجنبها عناد اللي يناظر شدّاد من بعيد بجمود
ونطقت حنين اللي واقفه جنب وتين: ما أصدق جاء لهالمكان! كيف؟ و بصفته ايش؟
وصلهم صوت مشاري: مستثمر جديد في الفندق
رفعت وتين نظراتها له ووسعت حنين عيونها بصدمه: شدّاد مستثمر؟ من متى؟
وتين شربت من مويتها بصمت ولاحظ عناد أصابعها اللي تضغط على الكاس
مشاري رفع أكتافه: ما أدري لكن بتّال يدري
ونطقت حنين: وتين مستوعبه؟ هذا هو نفسه شدّاد اللي يستكثر علينا الخمسه ريال ولا يصرفها علينا!
وتين بهدوء: على أساس بقبل يصرف علينا؟ أموت من جوعي ولا أخذ ريال واحد منه
مشاري التفت: المهم وجه أبوي راجح ما يطمن
وتين رفعت نظراتها باتجاههم تشوف وقوف راجح مع شدّاد
راجح همس بغضب: أنا ما قلت عيني لا تشوفك يا شدّاد ولا والله ل..
قاطعه شدّاد: والله وش؟ للحين تهددني بموضوع الحريق؟
سكت راجح وتقدم شدّاد يكمل كلامه: هددتني ما أجي للملكه وجيت، هددتني ما أتعرض للتوأم وتعرضت لهم وطردتهم من المزرعة مع انك اشتريتها لهم! لكن ما شفتك تنفذ تهديدك
راجح صرّ على أسنانه: قاعد تقول كلام أكبر منك
التفت شدّاد يناظر وتين وابتسم، و صدّت وتين تاكل من صحنها
تكره تواجد شدّاد ووقوفه بنفس أرضها بعد ما هجرت أرضه بنفسها
تحس ببرودة أطرافها، تصرّ على أسنانها وتبلع لقمتها بصعوبه
عناد التفت وهمس لها: ترتجفين؟
وتين مسحت فمها بمنديلها وتسندت: برَدت، الصالة باردة
عناد ابتسم بخفوت: أحرقها لك؟
وتين رفعت حاجبها تناظره: تستظرف؟
عناد التفت يأشر على شدّاد بعيونه: أو أحرقه؟
وتين سندت يدها على خدها: وش بتسوي؟
↚
عند شدّاد اللي ابتسم يهمس لراجح: ما تقدر تدري ليه؟ لأنك تخاف، تخاف من ردة فعل عناد يوم يدري إني خاله
لانت ملامح راجح، وكمل شدّاد: تخاف يدري عن تفاصيل الحريق اللي انت بنفسك تجهلها، تعرف الحقيقه كاملة؟
رفع راجح اصبعه بتهديد: الحقيقة إنك السبب الأول في موت أخواتك
شدّاد نفى: ما تدري عن شيء يا راجح وعناد ما يتذكر وماهو متذكّر أبد!
ناظره راجح بحده، ومدّ شدّاد يده يضرب صدر راجح: تبي تعلمه عن الحريق؟ علّمه إنه هو السبب فيه
وسع راجح عيونه وتراجع خطوتين يمسك صدره بصدمه
ونطق راجح: كذاب!
نفى شدّاد ونطق بيتكلم و سكت من انتبه لخطوات عناد اللي يمشي باتجاههم
عناد تقدم ومسك شدّاد من ياقته: محد قالك العين اللي تنحط في عين راجح نعميها؟ واليد اللي تنمدّ عليه نلويها؟
شدّاد اختل توازنه ودفعه عناد للخلف يبعد عن عيون الحضور وما يترك ياقته
وكمل عناد كلامه بحدّه: والمكان اللي ما هو مكانك ما تقربه؟
نطق شدّاد، وقاطعه عناد يشدّ على رقبته: ما تقرأ المكتوب في المدخل؟ رِجال أعمال
كرّرها عناد بحدّه: رِجال! و الرجال ما تطولهم يا شدّاد
شدّاد دفعه يلكم وجه عناد بقوه، و تقدم عناد يهجم عليه بغضب
يسمع أصوات راجح وحصة اللي ينادونه، ويتدخّلون العيال بينهم يفرّقونهم
شدّاد ارتفع صوته يهدّد عناد: والله ما أخليك!
عناد حاول يفلت نفسه من يدين مشاري وتميم اللي ماسكينه
وكمّل شدّاد بغضب: تحسب انك كسرت كلمتي يوم تاخذ بنت اختي غصب؟ تراها رمَت نفسها عليك، رخيصة مثل أمها
احتدّت ملامح عناد يحاول يهاجمه، والتفت شدّاد يشوف وتين تمشي باتجاهه بملامح باردة
مشت بين التجمّع، تتعدى حصة اللي نادتها وتفلت يدين حنين عنها، شايله بيدها كاس المويه اللي تقدمت تسكبه على وجه شدّاد
صدّ شدّاد يمسح وجهه، ورَمت وتين الكاس تصيب الجدار خلفه ويتهشّم زجاجه و ينتثر حولهم
ونطقت وتين: اصحى من حلمك، محد كاسر كلمتك هنا غيري
تقدم شدّاد بغضب وتراجع من مسكوه أمن الفندق اللي ناداهم بتّال
ارتفع صوت بتّال: خذوه برا، لا يعطّل شغلنا أكثر
التفت عناد من اختفى شدّاد عن أنظارهم يشوف وتين اللي تناظر الفراغ بصمت
لمح الجرح في طرف جبينها واللي كان بسبب الزجاج اللي انتثر من الكاس
وأبعد عناد يدين العيال عنه وتقدم يمسك ذراعها ويسحبها يمشي خارج المكان بعيد عن أنظارهم
مسكت حنين قلبها تستوعب الموقف اللي صار، وطبطبت وجد على كتفها تطمّنها
ونطق راجح بعلوّ صوته: كل واحد يرجع للصالة، لا نحسّس المتواجدين بغيابنا
حصة تقدمت تمسك ذراع راجح ومشت معه: بخير؟
سكت راجح، ونفى: من اليوم، ماني بخير لين أنهي شدّاد!
↚
سحبها عناد يمشي باتجاه استقبال الفندق وناظرت وتين يده اللي شادّه على ذراعها، تسمعه يطلب كرت لغرفة جديدة
صدّت بجمود تخفي جرحها عن أنظار اللي حولها، تحس بالدم اللي في طرف جبينها ورفعت يدها الثانيه تمسح الدم
ومشى عناد بدون ما يترك ذراعها، يفتح باب الغرفة ويدخل يتجه للكنبة يتركها تجلس بصمت، ومشى للمطبخ يختفي عن أنظارها ثواني وشالت وتين عبايتها وتسنّدت بشرود
رجع عناد شايل بيده علبة الاسعافات الاولية وجلس بجنبها
طلّع الشاش والتفت لها يشوفها شارده بالفراغ، ما نطقت بكلمة بعد كلامها لشدّاد وكأنها ابتلعت باقي حروفها
نزّل نظراته ليدها المشدوده، يلمح بقايا الدم اللي مسحته بين أصابعها
ونطق: ناظريني
ما التفتت وتين، وكرّر عناد: وتين، ناظريني
التفتت له تسمعه يناديها باسمها للمره الأولى قدامها
ومدّ يده يمسح جبينها بالشاش بصمت، يناظر لون العسل بعيونها اللي ما شالتها عن عيونه
ما ارتجفت جفونها ولا أعطت ردة فعل للألم بجرحها، رغم يد عناد الخفيفه واللي كان يحاول ما يوجعها
عناد بلّل الشاش بالمعقم: اذا يلسعك علميني
مسح جرحها وناظر ملامحها يترقب أي ردة فعل منها، لكنها تشدّ على يدها بجمود ملامحها، تراجع عناد من انتهى من تعقيم جرحها
ونزّل نظراته ليدها و مسكها يحس ببرودتها اللي بدأت تعتادها يدينه الدافية، مسح الدم عن أصابعها ونزّلت وتين نظراتها ليدينهم
ونطق عناد: لو انك رميتي الكاس وأصبتي راسه، ما كان تناثر الزجاج عليك
ما ردت وتين والتفتت تناظر الفراغ تحت نظرات عناد اللي بلع ريقه يحس بشعورها، ما بكت ولا اهتز رمشها ولا انهارت رغم ان كل شيء حولها يستدعي للإنهيار
يحس باشتعال جوفها ويدري به، يشم ريحة رمادها لكنها تكتمه بداخلها، تلبس الجمود وتحس بالبرد تمنع احتراقها بطريقتها
مسح على يدها البارده يدفّيها: لا تكتمين نارك خليها تحترق
ناظرته وتين بدون رد، وتسند عناد ما يترك يدها: و إذا تخافين النار أنا أطفّيها، و إن ما طفت احترقت معك
بلعت وتين ريقها وصدّت، وكمل عناد: طفّيت حرايق ووقفت بوجه النار سنين
مدّ يده يأشر على صدرها: إلا حريقك، ما دلّيته، أشم ريحته داخلك
ناظرته بصمت، يناظر احمرار عيونها واختفاء لمعة العسل منها
ونطق عناد يكسر الصمت: علميني كل شيء عن شدّاد
↚
عند حنين اللي واقفه مع وجد بزاوية بعيد عن الزحام
مسحت حنين دموعها: نكرَه! طول عمره نكره بحياتنا ولا قد اعترفنا انه خالنا
وجد مسكت ذراع حنين تهدّيها، وكملت حنين بين شهقاتها: قهرنا وظلمنا وما قد اهتم لنا ويفرح ويستلذ بتعذيبنا من صغرنا
وجد عضت شفايفها تمنع بكاءها، ونطقت حنين: يضربنا كل ما سألناه عن أمنا لين كرهت طاريها و كرهتها
حنين طاحت دموعها: و ما يتركنا مع اننا تركناه، لحقنا لين هنا عشان يكسرنا! أكرهه يا وجد أكرهه
تقدمت وجد تحضن حنين اللي بكت بقلّ حيله وانهيار
غافلين عن تميم اللي متسنّد خلف الجدار يوصله صوت حنين وبكاءها، غمض عيونه بتنهيده والتفت يبتعد عن المكان
وتين بهدوء: أنا عشت عمري وانا ما اهتم لأي شيء يخص شدّاد لا عن حياته ولا عن شغله، والاسئلة اللي تبي تعرفها أنا دفنتها من زمان وما عندي أي فضول عنها
عناد سكت، وكملت وتين: فضولي الوحيد اللي ما دفنته، هو أمي! أمي السبب اللي خلاني أعيش مع شدّاد طول هالسنين على أمل أعرف مكانها منه، نبّشت كثير في دروجه وبين أغراضه عن شيء واحد يوصلني لها
عناد: ولقيتي؟
وتين بلعت ريقها: ما لقيت
صدّ عناد بتنهيده، وكملت وتين: سمعته يشتمها بكل مره يمرّ طاريها، يبان كرهه لها من تصرفاته معنا ويحط السبب في إنها تركتنا وراحت، وصارت حنين تكره أمي ويوجعها طاريها
سندت خدها على يدها تكمّل: لكن أنا أحبها، أحبها من كُره شدّاد لها، شدّاد يكره أي شخص أقوى منه، وأنا متأكدة إن أمي قوية
عناد هز راسه: قوية مثلك يا بنت سلطان
نزّلت وتين نظراتها لكفوفها بين كفوفه اللي شدّ عليها
ونطق عناد: عرفتك وانتِ قوية وأخذتك وانتِ قوية، و اللي خذاك بعناد هو نفسه اللي وقف قدامك وقال أنا حربك وسيفك و نارك
ابتسمت وتين، وتقدم يهمس: وهذا العناد يسمّونه أبو سيف، عرفتيه؟
هزت وتين راسها بالايجاب بابتسامه، وكمّل عناد: يعني عناد و سيف وبنت سلطان، وش بيفكّهم مننا؟
ارتفعت ضحكة وتين وابتسم عناد لضحكتها يشوفها تتسنّد وتناظره بهدوء
ونطق عناد يناظر جرح جبينها: و مره ثانيه، حاولي تصيبين الكاس بمكانه الصح
و رفع يده يمثّل إنه يرمي: في الراس على طول، خلّيه يشم ريحة الزجاج يومين قدام
ضحكت وتين وانتبهت لخط خدّه الواضح من ابتسامته ولمحت الاحمرار اللي بدأ يوضح أثره
و ناظرت خدّه بشرود: مدّ يده عليك
عناد: لويتها له، ولو ما مسكوني العيال كنت كسرتها
ابتسمت وتين وتسنّدت وتثاوبت بنعاس: المره الجايه، اكسرها
ضحك وتسنّد يشوفها تغمض عيونها بتعب، تأملها دقايق طويلة
يتأمل غرّتها اللي طاحت على ملامحها تلامس رموشها، ومدّ يده يبعد خصلاتها بطرف اصبعه لأجل ما يصحّيها
↚
ثواني وقام يسحب اللحاف من على السرير ويغطيها به
ومشى بهدوء يطلع من الغرفة يتصل على وجد اللي ردّت من شافت اتصاله
عناد: وينكم؟
وجد بتنهيده: صعدنا غرفتنا من شوي
عناد: جهّزي لوتين من ملابسها وأغراضها بجي بعد شوي أخذها
وجد التفتت لحنين اللي تناظرها بفضول
وسألته: وش أخبارها؟
عناد طمّنها: بخير و نامت من شوي
وجد همست لحنين: بخير يقول نامت
حنين تنهدت وتسنّدت براحه وغمضت عيونها
وطبطبت هاجر على كتف حنين: نامي وارتاحي، عناد عندها لا تشيلين همها
بنفس الوقت عند راجح اللي جلس بتنهيده ومسك راسه يناظر الفراغ
يتذكر كلمات شدّاد اللي عاثت بصدره، يتردّد صداها بمسامعه
"تبي تعلمه عن الحريق؟ علّمه إنه هو السبب فيه"
صحى راجح من شروده يشوف حصة تجلس بجنبه تمدّ له مشروب البابونج اللي جهّزته له
حصة: اشربه، يهدّي أعصابك
التفت راجح حوله: وين غاليه؟
حصة: راحت غرفتها قالت بترتاح
هز راسه راجح وناظرت حصة شروده: وش قال لك شدّاد؟ حالك هذا ما هو جايز لي
راجح سكت ثواني وناظرها: قال إن عناد هو السبب بالحريق
وسعت عيونها حصة: و صدّقته! يكذب!
راجح نفى: ما صدّقته، بس وش يثبت لنا إنه يكذب؟
مسكت حصة قلبها والتفتت تناظر الفراغ بشرود
وكمّل راجح: وش يثبت لعناد؟ كيف بوقف قدامه وأعلمه وأنا ما عندي علم عن الحقيقة كاملة
عض راجح شفايفها بقهر: يا ليتني ما عزمت شدّاد ذيك الليلة، ليتني ما نبّشت عنه، ليتني ما عرفت عنه ليتني بقيت جاهل حقيقته مثل ما عناد يجهلها
نفت حصة تمسك يده تتلمّس تجاعيدها: لا تقول كذا، إلا والله اشوا إنك عرفته وعرفنا هالبنات الضعيفات وأخذناهم عندنا
راجح ابتسم بخفوت: ضعيفات؟
ضحكت حصة تفهم قصده بموقف وتين وقوّتها اليوم قدام شدّاد
وتنهدت: بس جرحهم، قال كلام ما يرضي الله ولا انت ترضاها
نفى راجح: ما أرضاها
قطع عليهم صوت الباب ودخول بتّال وخلفه حاتم اللي مشى يجلس
ونطق حاتم: انتهى الافتتاح على خير الحمدلله ما لاحظوا ضيوفنا شيء
بتّال تقدم يبوس راس راجح: اعذرني يبه، كان المفروض اعلّمك عن حضور شدّاد من بدري
نفى راجح يمسك ذراع بتّال يجلّسه بجنبه: لا تعتذر
بتّال: لو أدري إن هذا أسلوبه ما كان حشمت عمره الكبير ولا وافقت على شراكته
التفتوا لصوت الباب وقام بتّال يفتحه يشوف عناد يدخل
ومشى عناد لراجح اللي فزّ ومسكه عناد: لا تقوم استريح
نفى راجح ووقف يسحب عناد لحضنه و يطبطب على ظهره
وباس عناد راسه: والله ما تنمد يد عليك وأنا حيّ، علمني وش تبي أسوي فيه؟
↚
نفى راجح بابتسامه: اجلس اجلس، جاه اللي كفّاه
عناد مشى يبوس راس حصة اللي مسكت ذراعه تجلّسه جنبها
ونطق بتّال: عناد اعذر…
قاطعه عناد: يا ويلك تعتذر!
حاتم تنهد وهز راسه: ما هو ذنبك، شدّاد اللي المفروض يعتذر
بتّال ناظرهم: بس والله ما يصبح الصبح إلا وعقده ملغي، مثل ما طلع الليلة مذلول بيطلع من الاستثمار مذلول
هز راسه راجح بالايجاب، والتفتت حصة لعناد: وتين وش أخبارها عسى مو ضايق صدرها
نفى عناد: ما عليها الا العافية
مسحت حصة على كتفه: تبي أسوي لك بابونج يا وليدي؟
ابتسم عناد، ونطق بتّال يغيّر الجو: وأمي كالعادة تستغل الفرصه بأي وقت عشان تسوي بابونج
ضحكت حصة: لو إنك تحبه كان سويته لك بعد! لكنك عنيد
كشّر بتّال: الله يديم النعمه مدري كيف تشربونه
عناد أشّر بعيونه على حصة: لأنه من يدها يا العاق
ارتفعت ضحكاتهم، ونطق بتّال بضحكة: صرت عاق عشاني ما أحب البابونج يرضيك يبه؟
راجح شرب من كوبه: يرضيني، مين ما يحب بابونج حصوص علمني بس؟
حاتم ناظر ابتسامات أبوه وضحكات أمه، ونطق: نحب بابونج حصوص ونحب حصوص
ضحكت حصة وابتسم حاتم يشوفها تقوم: أجل انتظروني، أسوي لكم منه
و مشت للمطبخ تأشر: لا تروح يا عناد إلا انت ماخذ البابونج حقك انت ووتين
في غرفة العيال
تسند تميم على سريره يناظر جواله بشرود يتذكر بكاء حنين وانهيارها بحضن وجد، ما تغادر تفكيره ولا تغيب عن باله ولا دقيقه
التفت يشوف مشاري اللي منسدح على بطنه والقطوه تمشي على ظهره
تميم بضحكه: لا يشوفك عناد وانت مخلّي كاتي تهمّز لك ظهرك
جلست القطوه على ظهره، ونطق مشاري: ليتها تهمّز زي الناس!
التفت تميم ينشغل بجواله ينفّذ الفكرة اللي تراوده من ساعه
قطع عليهم دخول عناد اللي شايل شنطة وتين على ظهره والبابونج بيده
والتفت حوله: وين كاتي؟
مشاري التفت له: اذا تبي مساج صف طابور
عناد انتبه لكاتي على ظهر مشاري وتقدم يشيلها: عشان كذا ما أحب اتركها عندكم!
تميم ناظر عناد المنشغل عند دولابه: عسى ما أوجعك هالشدّاد؟
عناد مشى بعد ما أخذ ملابسه: يخسي
مشاري ناظره يمشي للباب وناداه: أبو سيف
عناد التفت له، ونطق مشاري: قل لشدّاد اذا يبيها هوشه لا يجي بين ضيوفنا مثل الجبان
تميم هز راسه: والله لأفقّع وجهه اذا شفته مره ثانيه
ضحك عناد وهز راسه والتفت بيطلع، ووصله صوت تميم: أبو سيف
عناد التفت بابتسامه، ونطق تميم: بكره خلوكم جاهزين باخذكم لمكان زين، نغير جو البنات وجوّنا عقب الليلة
عناد: ان شاء الله، يالله تصبحون على خير
↚
فتحت عيونها تسمع صوت القطوه اللي تماوي
وهمس عناد يسكّتها ويترك شنطة وتين على السرير
ومشى يحط أكواب البابونج على الطاولة يسمع القطوه اللي ما زالت تماوي
عناد تقدم لوتين ونزل لمستواها بيشيلها للسرير وابتسم من شافها صاحيه
وتين بنعاس: هذا صوت نعناعه؟
نفى عناد: مو نعناعه هذا صوت كاتي
قامت وتين من شافت القطوه اللي مشت باتجاهها: نعناعه!
شالتها والتفتت تناظر أغراضها وشنطتها على السرير
ونطق عناد: قلت لوجد تجهّزهم لك يمكن تحتاجينها
ابتسمت وتين بامتنان، ومدّ عناد كوبها: وأمي حصوص وصتني تشربينه
أخذت وتين الكوب: جعل يدينها تسلم
مشى عناد لغرفة الملابس: لا تنامين على الكنبه ماني شايلك للسرير كل مره
ضحكت وتين من تذكرت غفوتها على كنبة صالة بيته
وسألت: وانت؟
عناد طلع من الغرفة بعد ما بدّل ملابسه: انا وش؟
وتين: وين بتنام؟
عناد مشى يرمي نفسه على السرير: ما حجزت الغرفة عشان أنام على الكنبه يا بنت سلطان
ناظرته وتين بدون رد وابتسم عناد يمد يده ويطبطب على الطرف الثاني من السرير
صدّت وتين والتفتت تاخذ شنطتها ومشت تبدّل ملابسها
ثواني ورجعت تشوف عناد اللي مغمض عيونه وتقدمت تشيل القطوه وتحطها بوسط السرير
ورفعت اللحاف تنسدح على الطرف، ونطقت: لو قربت بخلّي نعناعه تعضك
ضحك عناد وهو مغمض، وسنّدت وتين راسها على وسادتها تحط يدها تحت خدها تناظره
ما فتح عيونه لكنه يشم ريحة عطرها تفوح حوله و يقاوم رغبته بتأملها، وهي ما غمضت عيونها تناظر قُربه، تمرّ أحداث الليلة بذاكرتها مثل الحلم
ملمس جبينه الملتهب وأنينه، هجومه على شدّاد ومداواته لجرحها، صوته الهامس وكلماته ولمسة يدينه الدافية
و غمضت عيونها تستسلم لنعاسها وغفت بتعب.
يوم جديد - ١٠:٣٠ ص
وجد التفتت لمشاري بهمس: من أولها تبي نسحب على التدريب!
مشاري رفع حاجبه: نسينا أيام كنتي تسحبين على الكلاسات وتطلعين تفطرين معي أنا وتميم
وجد تنهدت وناظرته: أوكي بس الحين انا متدربة
مشاري قاطعها: مافي وقت يا المتدربه بتجين ولالا؟ تميم بياخذنا لمكان حلو
وجد: وش المكان؟
مشاري رفع أكتافه: مفاجأة
وجد ناظرت حولها بتنهيده، ونطقت: انا متدربه ما بخسر شيء لو سحبت بس انت موظف! والله ان يخصم بتّال من راتبك
مشاري: يا بنت الحلال هذا حتى شموخ ما عنده، تحسبيني بخاف منه؟
انتبه لمكالمة تميم وناظرها: ها بتجين؟ حنين وهاجر وتهاني بيجون وحتى عناد ووتين
وجد سكتت بحيره، ووصلها صوت سعود: وجد، سويتي التقرير؟
لانت ملامح مشاري وتراجع يشوفها تمشي باتجاه سعود تمدّ له الورقة
وجد: ايه بس يحتاج له مراجعة
و التفتت تشوف مشاري يبتعد ويمشي باتجاه مخرج الفندق بدون ما يناظر خلفه
↚
شدّ على يده يكتم غيظه، ومشى يشوف وقوفهم عند البوابة
التفت تميم: وين وجد ما جت معك؟
مشاري: ماهي حولنا عندها شغل
هاجر باستغراب: مستحيل وجد تدري إننا بنطلع وما تجي
حنين نطقت باحراج: نخليها يوم ثاني
تميم ناظرها: ما أقدر المكان له حجز خاص
صدّ مشاري يبلع ريقه، والتفتوا لصوت عناد اللي مشى باتجاههم وجنبه وتين اللي أسرعت بخطواتها تحضن حنين
حنين تلمّست جبين وتين، وهمست: يعورك؟
نفت وتين تطمنها: طاب
والتفتت حولها: وين وجد؟
هاجر بتنهيده: ما راح تجي
عقدت وتين حاجبها باستغراب، ونطق تميم: مشينا أجل
عناد مسك ذراع وتين ومشى: بنلحقكم بسيارتي
ومشى مشاري يتعداهم بشرود يمشي باتجاه سيارة تميم
يناظر خطواته بصمت، يتذكر وقوفها بجنب سعود وتجاهلها له
ثواني ووصلهم صوتها: انتظروني!
التفت مشاري يشوف وجد تسرع بخطواتها باتجاههم
وضحك تميم: أنا أقول وجد ما تسويها وتتركنا
مشاري ركب السياره واتسعت ابتسامته، وضربت وجد شبّاكه تلفت انتباهه لها
وركبت بالمقعد الخلفي: والله ما تنبسطون بدوني!
حنين ناظرتها: كنت بخليهم يأجّلونها
نفت وجد والتفتت لمشاري: كنت بجي أصلًا بس مشاري ما اعطاني فرصه أكمل كلامي
مشاري رفع حاجبه: انتِ اللي فجأه رحتي تركضين للتقرير
وجد: لازم أسلّمه! سلّمته وجيتكم على طول
تميم حرّك السيارة يسكتهم: خلاص روقونا
دقايق و وصلوا المكان اللي اختاره تميم خصيصًا لهم
التفت مشاري حوله: البحر؟
تميم ناظر حنين: بحر، و خيل
حنين لمعت عيونها من انتبهت للخيول اللي تمشي على أطراف الشاطئ و يبلّلها موج البحر
استنشقت وجد نسيم البحر تناظر سطوع أشعة الشمس على زُرقة البحر
هاجر بذهول: من وين لقيت هالمكان!
تميم ابتسم: سهرت أمس أدوّر لكم أفضل جدول في البحرين
بنفس الوقت مشى عناد ومشت جنبه وتين تناظر خطواتها على الرمل
عناد طاحت عينه على البرشوت البحري اللي يسحبه القارب ويطير بالسماء
ونطق يلفت انتباه وتين: اختاري
وتين باستغراب: اختار وش؟
عناد: اختاري تجين معي ولا تروحين معهم للخيول؟
وتين ناظرته تشوفه يبتسم وينتظر ردّها: وين بتروح؟
عناد باصرار: اختاري! أنا ولا هم
وتين صدّت ترفض تعطيه الإجابة اللي يبيها، ومشت تعطي الخيول ظهرها
ومشى عناد خلفها وفهم انها اختارته: طيب قوليها يا بنت سلطان
وتين: انت، اخترتك انت يا المعتوه
عناد مسك ذراعها بابتسامه ومشى يلوّح لصاحب القارب
وتين بذهول: برشوت!
عناد: مو ودك تطيرين؟ جَناحك باقي ما اكتمل خذي لك برشوت
وتين ضحكت: تستظرف!
ضحك و مسكها يساعدها تركب البرشوت
وتين ناظرته: وانت؟
عناد تقدم يركب بجنبها: بطير معك، حتى أنا ما عندي جَناح.