📌 روايات متفرقة

رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل الثامن 8 بقلم شروق عبدالله

رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل الثامن 8 بقلم شروق عبدالله

رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن pdf الفصل الثامن 8 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن pdf الفصل الثامن 8 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل الثامن 8 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل الثامن 8
رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل الاول 1 بقلم شروق عبدالله

رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل الثامن 8 بقلم شروق عبدالله

عناد تقدم يركب بجنبها: بطير معك، حتى أنا ما عندي جَناح
وتين ابتسمت تشوفهم يجهّزون القارب: بخيط لك جَناح معي ولا يهمك
مدّ عناد يده وناظرته وتين تحط يدها بيده وشدّ عليها من تحرك القارب وارتفعت ضحكات وتين تتلمس الرمل برجولها
ثواني وحسّت بارتفاعهم عن الأرض والتفتت لعناد اللي ابتسم يناظرها، ما يترك يدها ولا يبعد عيونه عنها
وصرخت وتين تناظر البحر والأرض اللي ابتعدوا عنها ورفعت راسها للسماء ولمعت عيونها تحس إنها فعلًا تطير بأجنحتها لأبعد مدى، حتى لو كان في الحقيقة برشوت وقارب، وحتى لو كان ما ردّها تهبط في الأرض كانت تحس إنها تنتمي للسماء ومكانها السحاب سواء اكتمل جناحها أو لا.

أما عند أصحاب الخيول، ضحكت وجد وهي على ظهر الخيل اللي مشى على أطراف البحر وتلمّست حنين برودة الموج برجولها
والتفتت خلفها تشوف تميم اللي لوّح لها وهو على ظهر خيله وقدامهم وجد اللي سبقتهم يركض بها الخيل وترتفع صرخاتها بضحكة
صوّرتهم هاجر بابتسامه، وجنبها تهاني اللي رفعت نظراتها للبرشوت بالسماء
ونطق مشاري يناظر أخواته: ليش ما ركبتوا الخيل؟
هاجر نفت: أخاف منهم
تهاني عقدت حاجبها: مقرفين
مشاري ضحك والتفت يناظر وجد اللي مشت باتجاههم
وجد: ميشو قول انك جبت الكاميرا الفوريه
مشاري دخل يده في جيب جاكيته يطلّعها: جبتها
وجد: صورني
مشاري رفع الكاميرا يصوّرها بابتسامه، وناظرت هاجر ابتسامة مشاري وهو ينتظر الصورة تنطبع، تلاحظ لمعة عيونه وفزّته من تناديه وجد
تدري به، وتدري بحبّه لها مثل ما تدري بحبّ تهاني لعناد طول هالسنين، تعاني بينهم وتشيل همهم وتلاحظ علامات الحب بملامحهم وتصرّفاتهم بدون حول منها ولا قوة

التفتوا لصرخات حنين اللي تمسكت باللجام بقوه و ركض بها الخيل بسرعه
عقد حاجبه تميم يشوف خيل حنين اللي طلع عن طوره وفقدت حنين سيطرتها عليه
تميم ركض بالخيل يوازي سرعة خيلها: تمسكي حنين
حنين ناظرته برعب: كيف أوقّفه؟
تميم: اسحبي اللجام
حنين سحبت اللجام بدون فايدة، وصرخ تميم: نطّي
تمسكت حنين برعب من تحرك الخيل بقوه يحاول يبعدها عن ظهره
وارتفع صوت تميم: نطّي حنين!
تركت اللجام ونطّت تطيح على الرمل تترك الخيل يبتعد عنها
ونزل تميم يركض باتجاهها يشوفها تلقط أنفاسها بصعوبة
تميم بقلق: جاك شيء؟
حنين مسكت رجلها بألم: لويت رجلي
تميم: تقدرين توقفين؟
هزت راسها حنين وقامت بعقدة حاجبها والتفتت لوجد اللي ركضت باتجاهها
وجد: كويس نطيتي قبل يطيحك بنفسه
حنين كشّرت: حسبته مثل الرعد
تميم تنهد يشوفها تعرج: محد مثل الرعد
وجد مسكت ذراع حنين و تسندها: يبي لك تدريب كيف تسيطرين على الخيل
حنين نفت: مابي غير الرعد
تميم ناظرها تعقد حاجبها بألم: بغيتك تغيرين جو بالأخير تنكدتي
حنين التفتت له: لا! انبسطت كثير
تميم نزّل نظراته لرجلها بصمت، ونطقت حنين تطمّنه: خفيفه بتطيب

جلست وتين على الرمل بتنهيده بعد جولتهم المجنونه بالبراشوت
وجلس عناد جنبها يسند ذراعه على ركبته ويناظر الشاطئ قدامهم
رفعت وتين نظراتها للسماء تناظر الطيور والبراشوت العالي
وانتبهت للريشه اللي طايحه بمسافه قريبه منها وتقدمت تاخذها
ونطقت: ريشه!
عناد ناظرها تتلمّس الريشه: حتى الطيور تساعدك تخيطين جناحك، اعطتك من ريشها
وتين ضحكت تلعب بالريشه على الرمل وابتسم عناد يتأملها
وتين نطقت بتفكير: لما كنت صغيره، اذا شفت ريشة طايحه على الأرض ازعل واتضايق
عناد: ليه؟
وتين بضحكه: أحسب اذا طاح ريشها يعني ما تقدر تطير
عناد ابتسم يسمعها تسولف له عن أفكارها الطفوليه
وكمّلت وتين: كبرت وفهمت إن الريش الجاف يطيح و يطلع بداله ريش ناعم يساعدها تطير بشكل أفضل، وأنا أحسبها ما تطير
هز راسه عناد بابتسامه: يعني كنتي غبيه من صغرك؟
ناظرته وتين والتفتت تتجاهله و تكتب على الرمل بالريشة
وضحك عناد بعلوّ صوته بعد ما كتبت "معتوه"

في مكان جديد
نزلت من الدرج بعبايتها بخطوات متسارعه، رافعه شعرها الأشقر كعادتها وشايله بيدها شنطتها وابتسمت تشوف أمها وأبوها وأخوانها الثلاثه مجتمعين في الصالة
شموخ لوّحت لهم: صباح الخير
أمها التفتت: تعالي خذي لك لقمة أكل قبل تروحين
نفت شموخ: لا يمه تأخرت وايد
أبوها ثنيان نطق: ما قلتي لي كيف الوظيفة؟
هزت راسها شموخ تطمنه: توني هذا يومي الثاني بس كل شيء بخير
التفت أخوها الكبير: ايه صح تذكرت! وانا راجع البيت شفت سيارتك مدعومه من وراء عسى ما شر؟
شموخ تنهدت: لا تذكرني راكان! أمس دعمني واحد أثوَل
أخوانها الثلاث بتزامن: منو!
شموخ ناظرتهم بضحكه: بسم الله! شنو يعني بتروحون تضربونه؟
أخوها الصغير نطق: أدوس على بطنه
شموخ تقدمت تسحب خده: حبيب اخته علاوي
علي أبعد يدها: ماني طفل وخري يدك
شموخ ابتسمت: تبقى بعيوني طفل حتى لو إنك أبو ١٦ سنه
والتفتت لصوت ثنيان: خلي فواز يوديك الدوام وراكان ياخذ السياره يصلّحها
فواز ناظر أبوه: عندي مباراة كرة سلة اليوم ما أقدر
ثنيان: تقدر توديها وتروح للمباراة
نفت شموخ: اللي دعمني قال بيصلحها لي
أخوانها الثلاث بتزامن: شنو!
شموخ بضحكه: شفيكم؟
راكان: واحنا شنو فايدتنا؟ الغريب يصلحها! واحنا موجودين ليه؟
شموخ: احسن عشان يتأدب مره ثانيه ينتبه لطريقه!
نفى ثنيان: لا! راكان ياخذها لورشته يصلحها بنفسه، عندنا ورشه كامله ما نحتاج أحد غريب
شموخ: زين أجل الأثوَل اللي دعمني يجي للورشه يدفع حق التصليح ويروح
أمها ناظرتها بصدمه، ونطقت شموخ: هو الغلطان لا تطالعوني!
ثنيان تنهد يدري إن بنته بتاخذ حقها بأي طريقه: قوم يا فواز وصّل اختك لدوامها
فزّ فواز ينفذ أوامره، ومدّ يده راكان لشموخ: عطيني مفتاح السياره
تقدمت شموخ تعطيه مفتاح سيارتها: انتبه لها حبيبتي بشويش عليها
وتقدمت تبوس خد علي، والتفتت لفواز: يالله فواز مابي اتأخر أكثر

عائلة شموخ :
الأب ثنيان ٦٠ سنة
الأم مريم ٥٥ سنة
-راكان بن ثنيان ٣٠ سنة
-فواز بن ثنيان ٢٧ سنة
-علي بن ثنيان ١٦ سنة
-شموخ بنت ثنيان ٢٥ سنة

انفتحت بوابة الفندق ودخلوا يلفتون الأنظار حولهم بعد ما رجعوا
مشت وتين ماسكه ذراع حنين: تعورك رجلك؟
حنين نفت: مو كثير
هاجر انتبهت لرسالة أمها: خلونا نروح للبوفيه أبوي راجح وأمي حصوص يتغدون هناك وينتظروننا
تهاني تراجعت: اسبقوني شوي واجيكم
ناظرتها هاجر بصمت تشوف تهاني تبتعد عنهم وكملوا البنات طريقهم
و التفتت وجد لصوت سعود: مشاري، المدير بتّال يسأل عنك انت ووجد
مشاري عض شفايفه، وتقدمت وجد باتجاههم: يبدو لي اننا بننفصل
سعود بضحكه: معصب اليوم، وحده من الموظفات متأخره واثنين هاربين من شغلهم
مشاري: مين الهاربين لا يكون احنا؟
وجد ناظرته: أجل مين؟
مشاري رفع حاجبه: انتِ هربتي أنا من الأساس ما داومت اليوم
وجد رفعت أكتافها: أنا سلّمت كل شغلي قبل أهرب
مشاري مشى بتنهيده: مشينا نروح له

بتّال اللي رفع نظراته للباب يشوف مشاري يدخل ويسلّم
ودخلت خلفه وجد اللي مشت تجلس على الكنبة والتفت مشاري يناظر حلويات الضيافه
بتّال تنهد وتكتّف يشوفهم ياخذون من الحلويات ببرود
ونطق: وش أسوي فيكم؟
وجد برّرت له: والله بتّال سويت التقرير قبل أهرب
بتّال التفت لمشاري: وانت؟
مشاري تسنّد براحه: أنا غايب اليوم ما يعتبر هروب
بتّال دلّك جبهته بتعب: كيف تبون تمسكون مناصب بكره وانتم كذا؟
مشاري: ليه ما أمسك منصب؟ انا المؤسس والمدير لقروب العيال بالواتس اب
بتّال رفع الملف يرميه وتفاداه مشاري بضحكة وضحكت وجد
والتفتوا لصوت الباب وسكتوا يشوفون شموخ تدخل بهدوء
بتّال ناظر الساعة وبسخرية: اكتملت!
بتّال ناظر الساعة وبسخرية: اكتملت
شموخ رفعت اصبعها تقاطعه: استاذ بتّال، تأخرت بسبب سيارتي اللي انت دعمتها
مشاري وسع عيونه يناظر بتّال: صادم سيارتها!
تجاهله بتّال وناظرها: ووش فيها سيارتك ما فهمت؟
شموخ: أخذوها للورشة اليوم
بتّال هز راسه: عمومًا كنت بكلمك بموضوع السيارة والتصليح، اعطيني اسم الورشه و
شموخ ابتسمت بخفوت تقاطعه: اسمها ورشة راكان ثنيّان برسل لك اللوكيشن
مشاري فتح فمه بإعجاب من أسلوبها البارد مع بتّال
هز راسه بتّال يناظرها بثقه: راح أمرّ الورشة وأسدّد رسوم التصليح لكن قبلها وقّعي هنا
شموخ: أوقع على شنو؟
بتّال: تعهد على تأخيرك
صدّت وجد تكتم ضحكتها، ورفعت شموخ حاجبها تناظره
بتّال ابتسم: تعرفين اننا نخصم من الراتب في حالة التأخير ولا ما تعرفين؟
شموخ تقدمت تاخذ الورقه من يده بدون ما تقرأها ووقعت وتكتّف بتال بابتسامه يناظرها
شموخ تركت القلم: زين چذي؟
هز راسه بتّال: الحين أقدر أسدّد رسوم تصليح سيارتك من المبلغ المخصوم من راتبك
ضحك مشاري والتفتت له شموخ بحدّه و زمّت وجد شفايفها تمنع ضحكتها
والتفتت شموخ لبتّال: ما علينا، كيف طريقة البصمة للحضور والانصراف؟ ابي اسجّل حضوري
بتّال: الحضور والانصراف راح يكون توقيع ورقي لين يجهز جهاز البصمة
هزت راسها شموخ: حلو، ووين ورقة التحضير؟
بتّال رفع الورقة اللي وقّعتها شموخ قبل ثواني: وقعتيها
شموخ ارتفع ضغطها تشوفه يستفزّها: انت تكذب علي! قلت لي ورقة تعهد و صارت ورقة تحضير
مشاري تقدم يهمس لوجد: بتّال وش فيه عليها؟
وجد همست لمشاري: قالت له أثوَل
مشاري كتم ضحكته وأشّرت له وجد يسكت
التفت بتّال يفتح دروجه: يعني افهم من كلامك تبين تعهد حقيقي؟
شموخ تراجعت ومشت للباب: مابي شيء وما راح أوقّع شيء
ارتفعت ضحكات مشاري ووجد من طلعت شموخ من المكتب
وناظرهم بتّال: كل واحد يروح شغله، ولا عاد تطلعون من الدوام! خلوا هالاسبوع يمر على خير لين أنقلكم لفرع الخُبر
مشاري قام بضحكة: ابشر يا الأثوَل

في جلسات البوفيه الخارجية والمُطله على البحر بارتفاع شاهق
مشى عناد يبوس راس راجح وحصة وجلس يتبعه جلوس تميم
و البنات اللي التمّوا على طاولة الغداء مع حصة المبتسمه
حصة ناظرتهم: انبسطتوا؟
هزت راسها وتين بابتسامه، ونطقت هاجر: المكان رهيب ما ينشبع منه
حصة هزت راسها: ما ينشبع منه بس لازم نرجع خلاص حضرنا الافتتاح وخلصنا
غالية باستغراب: وين وجد وتهاني؟
حنين: وجد راحت لمكتب بتّال
فاطمه بتساؤل: وتهاني؟
تهاني اللي وقفت بالزاوية وردّت على جوالها
ونطقت: نعم فريدة
فريدة: أخيرًا! من أمس أحاول أكلمك
تهاني بتنهيده: انتِ عارفه ما أقدر أتكلم وأهلي عندي
فريدة: طيب علميني وش اللي صار أمس شدّاد رجع معصب
تهاني باستغراب: ما قال لك؟
نفت فريدة: انتظره يهدأ ويعلمني بس ودي اسمع منك
تهاني ناظرت حولها، ونطقت: شدّاد جاء و تكلم مع أبوي راجح ومدري وش قال له وعناد تضارب معه
فريدة عقدت حاجبها بغضب، وكملت تهاني تعلّمها عن اللي صار
فريدة سكتت ثواني، وسألت: متى بترجعون؟

وجد بصدمه: بترجعون بكره! وفوقها تتركوني هنا لوحدي
غالية نفت: مو لوحدك معك خالك بتّال، ومشاري بعد عنده شغل وبيجلس
وجد: هذي المشكلة بتّال ومشاري ما اتحملهم! أمي حصوص تكفون اجلسوا عندي
حصة ناظرتها: يا بنتي انتِ تدرين أنا و أبوك راجح ما عاد نتحمل السفَر
غالية ابتسمت: و لا تتدلعين كلها اسبوع وينقلكم بتّال للخُبر، والبحرين قريبه نقدر نجيك بأي وقت
وجد ناظرت البنات: وانتم بتتركوني بعد؟
حنين بضحكة: وجد وش دعوه ما تركناك كلنا قريبين
وجد ناظرت وتين اللي تاكل بصمت: ووتين
وتين ابتسمت: انتِ أكثر وحده تدري إني لازم أرجع، الطلبات متراكمه وأهملت البراند كثير
وجد تنهدت وهزت راسها باستسلام: تمام، بس ياويلكم تسوون شيء بدوني!
والتفتت لحنين تحذّرها: و يا ويلك تروحين للاسطبل بدوني
حنين عضت شفايفها تمنع ابتسامتها، ووصلهم صوت تميم: ماهو على كيفك، حنين عندها مسابقة لازم تتدرب
وجد: وانا بعد عندي مسابقة!
تميم مشى يجلس بجنب أمه: بس انتِ عارفه للخيل، حنين لازم تتدرّب
غالية التفتت لتميم: هذي البطولة اللي وقّعت معهم عقد مُدرّب؟
هز راسه تميم بالإيجاب: مدرب لبطولة المبتدئين
وابتسمت حصة بفخر: تعبت ونلت يا حبيبي عقبال أشوفك في أكبر البطولات
وتين التفتت من حسّت بوقوف شخص خلفها وشافت عناد اللي واقف ومتسنّد على مقعدها يسمع سوالفهم بصمت
حصة انتبهت لوقوف عناد: تغديت يا وليدي؟
هز راسه عناد يأشر على الطاولة بجنبهم: تغدينا مع أبوي راجح
التفتت وتين تاكل من صحنها تحس بعناد اللي ما زال واقف خلفها و انحنى لمستوى جلوسها يسند دقنه على راسها وابتسمت تحس بثقله، تسمعه يسولف باعتياديه مع حصة وغالية
ونطقت وتين بهمس: طيب وخر لا تكسر راسي يا المعتوه
ابتسم عناد يرفض يبتعد ويضرب دقنه على راسها بخفّه
غافلين عن نظرات تهاني اللي مشت تجلس بجنب هاجر
هاجر التفتت لها: وين كنتِ؟
تهاني بهدوء: رحت لدورات المياه
ونزّلت نظراتها لجوالها تحذف مكالمتها الأخيرة مع فريدة
نزلت للصالة تشوف شدّاد جالس يناظر الفراغ بصمت
فريدة مشت تجلس جنبه تحط رجل على رجل: شدّاد
التفت لها بدون ردّ، ونطقت فريدة: تهاني علمتني بكل شيء
صدّ شدّاد بتأفف، وسألت فريدة: وش صار على استثمارك؟
شدّاد: ألغوه، لكن ما يهمني
ابتسمت فريدة بخفوت، والتفت شدّاد يكمل كلامه: اللي يهمني اني وقفت بوجه راجح بهاليوم وعلّمته من أنا
فريدة: ضربك عناد صح؟ ووتين ما قصّرت أكيد
غمض شدّاد عيونه بغضب يتذكر تهجّم عناد عليه وحركة وتين
تقدمت فريدة تناظره: اضربها مع اليد اللي توجعها، هي ويّاه
شدّاد سكت ثواني و ناظرها يفهم المقصد من كلامها
فريدة: تدري وش يوجعهم صح؟
وابتسم شدّاد: ما قالت لك بنت حاتم متى بيرجعون؟
فريدة تسنّدت: بكره

٥:٣٠ م
انفتحت بوابة مزرعة راجح
دخلت سياراتهم خلف بعض وتنهد راجح براحة
بعد غياب يومين رجع لمكانه ومزرعته اللي ما يصبر على ابتعاده عنها
عاش طول عمره بين أسوارها ومهما ابتعد وانشغل تاخذه دروبه لها
مشى مع حصة اللي نزلت من السيارة تمشي بعصاها باتجاه بيت الشعر
عناد التفت يشوف وتين تحاول تنزّل شنطتها من السيارة
وتقدم بيشيلها عنها
و رفضت وتين: أقواها!
عناد تسنّد يشوف اصرارها: تقوينها يا بنت سلطان بس مو وقت تحدياتك عندي شغل
وتين شالتها والتفتت له: مو أخذت اجازة؟
عناد التفت يركب سيارته: شغل ثاني، اذا تبين تعرفين تعالي معي
وتين مشت توقف عند شبّاكه: بروح للمستودع لازم أكمل طلباتي، اذا تبي أجي معك انتظرني لين اخلص
عناد ابتسم: ظنك اني بنتظرك يعني؟
وتين هزت راسها: بتنتظر!
عناد دعس برجله يعاندها ويرتفع صوت مَكينة سيارته وضحكت وتين
ونطقت: روح خلص شغلك وانا أخلص شغلي أجل
عناد لوّح لها: ماني مطوّل
ابتسمت وتين تشوفه يغادر أسوار المزرعة ومشت تدخل
والتفتت لحنين اللي لاهيه مع هاجر: حنين، بروح للمستودع أخلص طلبياتي
حنين فزّت: أجي معاك؟
نفت وتين: لا خليك ماني مطوّله
مشت وتين تدلّ طريقها لمزرعتهم اللي غابت عنها فتره بسيطة
دخلت وابتسمت من استقبلتها شتلات النعناع المُرتبة بكل زاوية
مشت تشغّل الأنوار وناظرت الأثاث الجديد عليها وابتسمت بامتنان تدري إنه من فعل راجح وعناد
مشت للمطبخ تغلي المويه تنوي تسوّي لها كوب نعناع قبل تبدأ شغلها
تسنّدت تنتظر غليانها والتفتت خلفها يراودها شعور غريب
تشوف الفراغ وتسمع صوت الهدوء اللي انتشر بزوايا المزرعة
مشى بهدوء يدري بتواجدها في المطبخ، التفت للمستودع
ومشى يفتح بابه وطلّ داخله يشوف مكتبها وعباياتها المعلّقه
ناظر خلفه، عدل كمامته وتقدّم يرش المادة اللي بيده بحذر
وتراجع بابتسامه يضغط على الولاعة يتبعها شعلة النار…
‏«ما تنساه الذاكرة، تعزّز حضوره الأمكنة»

تعدّى عناد طريق المزرعة بدقايق بسيطة يناظر طريقه بشرود
ابتسم يتذكر عنادها ونظرات التحدّي منها، التفت لمقعدها الفارغ بجنبه، ما زال يحس بوجودها وتأثيرها عليه طول طريقهم من البحرين، يحب خفّة الشعور معها و يدركه، يحب يتكلّم ويضحك ويجادلها بدون ملل، تبعث فيه رُوح الشغف واللهفة وينشرح صدره في قُربها
اتسعت ابتسامته يتذكر آخر حوارهم
"ظنك إني بنتظرك؟"
"بتنتظر!"
شدّ على الدركسون تراوده الرغبة بتواجدها معه، تراوده الرغبة بانتظارها ساعات طويلة لأجل يقضي معها دقايق قليلة
لف الدركسون يرجع لطريق المزرعة بدون تردّد و أخذ جواله يدق عليها بابتسامه ينتظر ردّها

طاح كوبها من يدها يتبعه جوالها اللي نوّرت شاشته بالمكالمة باسم "المعتوه" وتهشّمت شاشته وانسكب النعناع على الأرض
ركضت باتجاه المستودع بهلع تردّد بين أنفاسها: لالالا!
انتشر الدخان وتزايدت ألسنة اللهب تاكل الماده المسكوبه بزاوية المستودع
دخلت وتين بدون تفكير تناظر مكتبها وبعض عباياتها اللي أكلتها النار
مشت تحاول تسحبه وتردّد بعدم تصديق: لا يا رب لا
حاولت تنقذ بعض عباياتها اللي ما وصلتها النيران ومشت تبعدها برا المستودع
وكحّت بكتمه وتقدّمت تتجاهل حرارة النيران تحاول تسحب جهاز التطريز و تراجعت من حسّت باللسعات في كفوفها
توقّف دماغها عن التفكير لثواني، ووقفت بوسط المستودع تناظر اشتعال حلمها وجَناحها قدام عيونها، تلفحها سُموم النار و دخّانها وما رمشت عيونها تحسّ بتجمّد أطرافها رغم لهيبها
والتفتت لصوت انهيار الرف المشتعل اللي طاح يسدّ مدخل المستودع
انهارت على الأرض تناظر الرف بعيون مصدومه، تراقب ألسنة اللهب بغضب، تعيش موقف جديد عليها لكنه يشبه شعور جوفها

ناظر جواله يوصله عدم الرد منها وعقد حاجبه باستغراب
دخل محادثتها يكتب لها "بنتظرك"
ترك جواله وناظر اقترابه للمزرعة بابتسامه، لف سيارته يمشي بالطريق الترابي يتجه لبوابة المزرعة وتلاشت ابتسامته من لمح الدخان اللي يتصاعد من داخلها
وقف السياره ونزل يركض بدون شعور منه، ما بين عيونه إلا وتين
يسمع ارتفاع نبضاته ويحس بارتجاف يدينه اللي ضربت الباب
ينادي بعلوّ صوته: وتين!
تراجع يرفس الباب بكل قوته، مره ومرتين وثلاث وانفتح يندفع بجسمه داخل المزرعة
والتفت ووسّع عيونه يشوف حالة المستودع وتقدم يحاول يدخل ووقف مكانه يشوف الرف المشتعل اللي يعيق طريقه
رفسه بدون تردد يبعده عن طريقه ودخل وسط اللهب وطاحت عينه على وتين الجالسه على الأرض
انقبض قلبه بخوف وركض باتجاهها ونزل لمستواها: وتين!
مسكها بين يدينه وارتعش جسمه من مرّت الذكرى بباله
ينادي بعلو صوته الطفولي: ماما!
زحف على الأرض بيدينه الصغيره، يحس بحرارة الأرض ويبكي برعب
وصرخ يناظر خلفه وينادي: خاله جميله، خالي شدّاد
بكى بقلّ حيله، يخنقه الدخان ويمنعه الظلام من الوصول للمخرج
يرفض ترك أمه ويقاوم خوفه، يحس بلسعات النار في ظهره
استسلم وفقد قدرته على التحمّل وانهار جسده الصغير بجنب أمه

صحى على نفسه وناظر وتين اللي مسكت صدرها تكحّ بكتمه
شالها يرفعها عن الأرض و يشدّ عليها بحضنه، وحاوطت وتين رقبته تدفن راسها بصدره تحس بارتفاع نبضاته
مشى عناد بين النيران يتحاشى الحطام، يدلّ دربه لباب المستودع
طلع يبتعد عن المستودع و نزّل وتين على الأرض و مسك وجهها بين كفوفه
ناظرته وتين تلقط أنفاسها بتعب، ونطق عناد: جاك شيء؟
وتين ناظرت احمرار عيونه ولمعتها، و سحبته تحضنه بكل قوتها
اندفع جسده ومسكها يشدّ على حضنها وغمض عيونه
يتردّد صوته الطفولي براسه "خالتي جميلة، خالي شدّاد"
ناظر الفراغ بدون ما ترمش عينه، يمسح على ظهر وتين اللي ناظرت المستودع بعيون مُحمره تلمع بغضب.

في مزرعة راجح
تسندت حنين تدلّك رجلها وعقدت حاجبها بألم: توقعت راح يخف!
هاجر: تحتاج راحه كم يوم وتطيب
التفتوا للضجة اللي وصلتهم من برا وعقدت حنين حاجبها
ومشت هاجر تسمع صوت أبوها و تميم اللي ركض باتجاه المخرج: المزرعة شبّت!
ووقفت حنين بخوف: وتين! وتين هناك

ابتعدت وتين وتراجع عناد اللي ما زال تحت تأثير ذكراه المجهوله
وتين ناظرت المستودع بغضب: شدّاد
ناظرها عناد بصمت، ونطقت وتين: هو اللي أحرقه
وصلهم صوت العيال وتراجعت وتين تبتعد، ووقفت تناظر محاولاتهم بإخماد النيران
راجح مشى بخطوات متسارعه لعناد اللي تقدم، وحضنه راجح بخوف
تمرّ ذكرى الحريق بذاكرته رغم كبر سنّه إلا إنه يتذكر حضن عناد الصغير، يتذكّر جسمه الهزيل وحروق ظهره المؤلمه
يتذكّر اللحظة اللي ركض راجح بين النيران يحاول ينقذ الطفل بعد ما أيقن إنه الوحيد اللي عاش و عانَد النار لآخر لحظة
عنَاد الصغير اللي أنقذه راجح وراقبه وهو طريح الفراش لسنتين بدون ملل ولا كلل، انتظره يصحى بلهفه مثل ما ينتظر له مولود
قطع عليه أفكاره صوت سيارات الإطفاء اللي حاوطت المكان
وتراجع عناد يناظر راجح: أنا بخير يبه، اهدأ
راجح مسك صدره وجلس على العتبة ما يقوى الوقوف
والتفت عناد لوتين اللي ما زالت واقفه بعيد عنهم، تناظر المستودع اللي خمدت نيرانه وما بقى منها غير دخّانها
دخلت حنين تناظر حولها برعب: وتين!
وتين التفتت لحنين اللي ركضت باتجاهها متجاهله ألم رجلها
والتفت تميم من لمح حنين اللي رمت نفسها بحضن وتين
واستقبلت وتين حضنها وبكَت حنين بحضنها: خفت صار لك شيء
وتين طبطبت على ظهرها بصمت تهدّي روعة توأمها
ونطق راجح بتنهيده: روح يا عناد، خذ البنات للمزرعة حصة تحاتيهم
سكت عناد يناظر راجح، ما زال اسم شدّاد بصوته الطفولي يتكرّر بمسامعه، نطق بيتكلم وسكت يتراجع عن السؤال ويخاف من مُرّ الإجابة
ومشى لوتين اللي يطغى على ملامحها الجمود بعد ما انهارت أخر آمالها وتلاشى حلمها قدامها، مسك عناد يدها يسحبها ومشت معه تجر خطواتها بثقل وخلفها حنين اللي ناظرت المستودع برعب

في البحرين
طلعت من غرفتها ومشت بأسياب الفندق بملل
ناظرت جوالها مستغربه هدوء التوأم وعدم ردّهم على أخر رسائلها
التفتت لصوته: تو كنت بكلمك
وجد ناظرت مشاري اللي مشى باتجاهها ونطق: بتّال عازمنا على العشاء احنا والموظفين
وجد مشت جنبه بضحكه: بتّال صاير كريم ولا يتهيأ لي؟
مشاري نطق بيتكلم وسكت يشوف سعود الواقف عند المصاعد
التفت سعود وابتسم من شافهم: نازلين للعشاء؟
هزت راسها وجد بالإيجاب، ودخلوا المصعد يتجهون لمكان العشاء
التفتت وجد لسعود اللاهي بالورقة بيده: عشاء تعارف مو عشاء عمل ارتاح
سعود بضحكة: قاعد أراجع المهام احتياط لو سألني عن شيء
مشاري ناظر سعود واجتهاده، ونطقت وجد: ماله حق بتّال لو ما وظفك بالفرع الرئيسي في الخُبر
سعود تنهد: عسى يارب
صدّ مشاري يناظر أرقام الطوابق ينتظر وصولهم ويحس باختناقه من وجود سعود بينهم
وجد: بتّال مره حريص على التقارير حاول ما تفوّت أي تقرير وأثبت له انك مهتم
ابتسم سعود يسمع نصايحها، والتفتت وجد من انفتح المصعد
وطلع مشاري يتعدّاهم ويمشي باتجاه البوفيه ومشت وجد خلفه تشوف مشاري اللي اسرع بخطواته يختفي عن أنظارها
سعود ناداها: وجد
التفتت وجد له، ونطق سعود بتردّد: شكرًا
وجد عقدت حاجبها: ليش تشكرني؟
سعود رفع أكتافه: لأنك دايم تساعديني بدون ما أطلب منك
نفت وجد: ما سويت شيء هذا شغلنا كفريق نعين ونعاون
سعود: كفريق؟ ما أشوف غيرنا أنا وياك اللي يشتغل
وجد ضحكت تحك جبينها: صادق بس توّنا ثاني يوم
قاطعها سعود: كان السبب الأول برغبتي بالوظيفة في الخُبر إنها ديرتي، لكن الحين راضي بالبحرين دامني اشتغل معك
وجد توترت من كلماته وتلعثمت: الاسبوع الجاي بنقل للخُبر
لانت ملامح سعود، وكمّلت وجد: أهلي وبيتنا هناك
صدّ سعود وبلع ريقه، ولاحظت وجد تغيّر ملامحه
ونطق سعود: مشينا لا نتأخر على العشاء
جلست على سرير عناد تناظر الفراغ بصمت
تسمع همس الجدة حصة اللي واقفة عند الباب وتمدّ لعناد من أعشابها وعلبة العسل
حصة: امسحه على يدها ويدك، وعلمني اذا احتجتوا شيء
هز راسه عناد وتقدم يبوس راسها يطمّنها: ارتاحي يمه
حصة ناظرته بتنهيده والتفتت تطلع بعد ما سرقت نظرة لوتين اللي ما زالت على وضعها
ما نطقت بكلمة ولا ارتعش لها جفن، ما زالت تكبح رغبتها بالانهيار وتكتم نار جوفها كعادتها، تخفي احتراقها خلف ملامح الجمود والبرود، وتشم ريحة الحريق والرماد تفوح منها
قفل عناد الباب ومشى باتجاهها وجلس قدامها يناظرها
وهمس: وتين
وتين ناظرته، و مدّ يده يتلمّس خدها: لا تسكتين و تروّعيني
انقبض قلب عناد يسمع اللّارد منها ويشوف انطفاء لمعة عيونها
ومسك وجهها بين يدينه: لا تسكتين! اعصفي واكسري واحرقي، حلّفيني يمين إني لأذوّق شداد المرّ، وبحلف لك يمين إنك بوجهي من كل قهر وكل نار تاكل جوفك، علميني..
مسح عناد على خدّها يحط عينه بعيونها: علميني وش أسوي؟ حطّيني وسط نارك والله ما اشتكيها، بس لا تسكتين
وتين سكتت تناظره ثواني ونطقت: خذني لبيته، بيت شدّاد
فزّ عناد ومدّ يده لها: قومي!
مسكت يده تلاحظ احمرارها وكأنه يعكس الاحمرار اللي بذراعها
وقامت تلبس عبايتها والتفتت لعناد اللي مسك يدها ومشى يطلع من الغرفة
فزّت حصة من شافتهم: وش فيكم؟
عناد نطق يطمنها: مافينا إلا العافية ارتاحي، بس بنمشي للخُبر
وتين ناظرت حولها، ونطقت غالية تفهم نظراتها: حنين نامت عند هاجر وتهاني، روحوا الله يحفظكم
حصة مسكت قلبها تناظر حال وتين اللي مشت مع عناد بهدوء
ركبت السيارة وركب بجنبها يشغّل السياره بصمت
وتين ناظرته: بمرّ على المستودع أول
هز راسه عناد يمشي باتجاه المزرعة اللي طغى عليها الظلام والهدوء
نزل عناد ونزلت وتين تمشي بجنبه، يوازي خطواتها ويمشون مع بعض باتزان للمكان اللي إلتهمته النيران قدام عيونهم
عناد شغّل نور جواله ينوّر طريقهم ومشت وتين تدخل المستودع
لمّت الحطام بيدينها وتقدّم عناد يلمّه معها بدون أي اسئلة
يجاريها ويحسّسها بتواجده معها بكل خطوة، مشى وشال عنها الصندوق اللي امتلأ بالحطام والرماد وبقايا القماش المحترق
ونطقت وتين: بناخذه معنا لبيت شدّاد.

مشت تحوم في صالة البيت تناظر جوالها كل ثانيه
عضت شفايفها بتوتر تنتظر أي خبر من شدّاد اللي طلع ينفذ خطّتهم وما رجع
وصلها صوت الباب تشوفه يدخل بابتسامه
فريدة تقدمت: وش صار!
شدّاد مشى يجلس براحه، ونطقت فريده: لا تجنّني علمني حرقت المستودع؟
شدّاد ناظرها: انتِ علميني بتبيع وتين عبايات بعد اليوم؟
ضحكت فريدة وجلست بتنهيده: و ليش تأخرت!
شدّاد: مرّيت مصنع الخشب على طريقي خلصت بعض الأشغال
التفتوا لصوت الجرس وقام شدّاد باستغراب وطلع: مين؟
ناظرت وتين عناد اللي واقف جنبها وناظرها بدون ردّ
التفتوا لصوت الباب اللي انفتح وطلع شدّاد وتراجع من نثرت وتين الرماد وبقايا الحريق عليه واختل توازنه يتراجع ويطيح على الأرض
وتين دخلت بخطواتها تناظر شدّاد اللي يشوف الرماد حوله
و صرخ بعصبية: وش قاعده تسوين!
وتين مشت تنثر باقي الحطام على أرض بيت شدّاد
تحت نظرات عناد اللي تسنّد على الجدار وتكتّف يناظرها
مدّ عناد رجله يطيّح شدّاد اللي حاول يقوم من الأرض: اقعد، خلها تشوف شغلها
التفتوا لصوت فريدة اللي لفت حجابها وطلعت: شدّاد!
وتين ناظرتها وتركت الصندوق بعد ما نثرت اللي داخله
ونطقت فريدة بصدمة: وش جابك!
نفضت يدها وتين: جابتني النار اللي ولّعتوها، وجبت معي رمادها قلت شكلكم نسيتوها
عناد ناظر شدّاد: لازم تلسع عشان ما ينسونها يا بنت سلطان
وتين ناظرته تفهم مقصده، ودخّل يده بجيبه يطلّع ولاعته
ومدّها لوتين: جربي
فريده وسعت عيونها بصدمه، وفزّ شدّاد يحاول يقوم و رفسه عناد يطيّحه مره ثانيه
مشت وتين يصدح صوت خطواتها على الأرض تحس بحرارتها وكأنها تمشي على لهب
تسنّد عناد يشوفها تضغط على الولاعه وتراجع شدّاد يناظر شعلة النار بذهول
ونطقت فريدة: وتين اتركي الولاعة!
وتين تقدمت ترفعها بوجه فريدة وتراجعت فريدة تبتعد عنها
والتفتت لشدّاد وما زالت الولاعة تشتعل بيدها: حرقت المستودع
نفى شدّاد ينكر كلامها وقاطعته وتين: ما اسألك، انت حرقته عشان تكسر ذراعي
راقبتها فريدة تشوفها تتعدّى شدّاد ومشت تنزل لمستوى الأقمشة والحطام اللي نثرتها على أرضية المدخل
وقرّبت الولاعة لها تشعلها: ولّعت في المستودع لأنك تدري إنه مكان رزقي
تراجع شداد من اشتعلت الأقمشة وركضت فريدة تدوّر شيء تطفّي به النار
وابتسمت وتين بخفوت: بس قلت لك يا شدّاد، اقطع يدي قبل تكسرها لي
ابتسم عناد يتأملها والتفت من قام شدّاد يحاول مهاجمتها
ومسكه عناد يثبّته من ياقته على الجدار: قلت لك اقعد!
تقدمت فريده تسكب المويه على النار والتفتت لوتين بعصبيه: اطلعي برا ولا كلمت الشرطة
وتين ناظرتها باستهزاء، والتفتت تختم كلامها لشدّاد: ولا تفرح كثير، قطعة القماش اللي ولّعت فيها النار تطفّيها قطعة قماش ثانيه
التفتت لعناد: مشينا عناد
مشت وتين تطلع من المكان، وتقدّم عناد لشدّاد يعدم المسافة
وهمس يزيد على كلمات وتين: بس نار القلب تدري وش يطفّيها؟ نار ثانيه
ناظره شداد بدون ردّ، ونطق عناد يهمس: تونا في البداية يا شدّاد
شدّاد صرّ على أسنانه بغضب: اطلع برا!
طلع عناد وقفل شدّاد الباب بقوه ومسكت فريده قلبها: ما اصدق اللي شفته! البنت هذي مو صاحيه لا هي ولا زوجها
شدّاد سكت يناظر بقايا الحريق اللي على الأرض بعصبيه
تفشل كل محاولاته في إنه يكسر وتين، كانت ترجع له أقوى بكل مره وتوقف بوجهه بتحدّي وعناد، كانت تشابه أمها جميلة وتذكّره بها وبقوتها، وتواجد عناد جنبها يشابه تواجد عايشة بجنب جميلة اللي عاشوا حياتهم وهم يبغضون شدّاد ويعادونه ويتعاونون مع بعضهم ضدّه.

اجتمعوا الموظفين حول طاولة الطعام يتوسّطها بتّال اللي ناظرهم يلاحظ نقصان عددهم
وسأل: باقي موظفه ما جت
وجد: قصدك شموخ، توها كلمتني قالت بترجع للبيت
عقد حاجبه بتّال: أنا قلت عشاء موظفين يعني الكل لازم يكون متواجد وبنتكلم مع بعض عن مشروع جديد
وجد أخذت جوالها: بتصل عليها
شموخ اللي واقفه عند مدخل الفندق تنتظر وصول أخوها راكان بعد ما طلبت منه يمرّها
وصلتها مكالمة وجد و ردّت يوصلها صوتها: اذا انتِ للحين بالفندق تعالي بتّال ينتظرك
شموخ رفعت حاجبها: ليش ينتظرني شنو يبي؟
وجد التفتت تناظر بتّال من بعيد: يقول لازم كلنا متواجدين راح نناقش المشروع الجديد
تنهدت شموخ من طاحت عينها على سيارة راكان اللي ضرب لها بوري
ونطقت تنهي المكالمه: شوي وأجي
تقدمت تأشر له وفتح الشباك يسمعها تنطق: اسفه راكان بخليك تنتظر شوي، المدير ناداني
راكان باستغراب: شنو صاير مو خلص وقت الدوام؟ ماله حق
شموخ بتنهيده: هو طلب
قاطعها راكان وعقد حاجبه: شموخ لا يكون يضايقك علميني أنزل أدوس بطنه
شموخ نفت: ما يضايقني بس هو…
نزل راكان يقفل سيارته: وينه مديرك بجي معك أشوفه
مشت شموخ بجنبه تشرح له: هو مديري بس بنفس الوقت هو اللي دعم سيارتي
راكان ناظرها بصدمه، وعضت شموخ شفايفها: ما كنت أدري إنه مديري
تنهد ومشى معها يدخلون البوفيه ووقفوا يناظرون حولهم
والتفتت شموخ من لمحت طاولة الموظفين
وأشّرت: هناك
راكان ناظرهم من بعيد: أي واحد فيهم مديرك؟
شموخ: أي واحد من بينهم تحس إنه أثوَل؟
راكان ناظرهم بتفكير وأشّر على مشاري: هذا؟
شموخ هزت راسها: ما رحت بعيد هذا ولد أخوه
ومشت باتجاههم تلفت انتباههم وناظر بتّال الشخص الغريب اللي يمشي بجنبها
تقدّمت شموخ تناظره: استاذ بتّال ما دريت ان العشاء له أهمية كان حضرته من البداية
هز راسه بتّال: استريحي
وتقدم راكان يمد يده: معك راكان ثنيان أخوها الكبير
بتّال وقف يصافحه: حياك الله، بتّال ال منصور
رفع راكان حاجبه تعجبه ثقة بتّال والتفت لشموخ اللي أشرت له يجلس جنبها
جلس راكان وقرّب يهمس: راقي حيل
كشّرت شموخ والتفتت لبتّال اللي بدأ يتكلم معهم ويتشاركون الأكل مع بعض
فتح عناد باب بيته ووقف يتركها تدخل قبله ومشى خلفها يشوفها تشيل عبايتها ووقفت تتلمّس ذراعها اللي بانت عليه آثار الحروق السطحيه
التفت ياخذ الأعشاب والعسل اللي من توصيات الجدة حصة
وجلس على الكنبه يناظرها: تعالي
وتين صحت من شرودها والتفتت تجلس بجنبه بصمت
مسك ذراعها يداوي حروقها: قلتي لي ان الطير يطيح ريشه الجاف عشان يطلع بداله ريش ناعم؟
ناظرته وتين، وكمّل عناد كلامه: اعتبريه ريش جفّ وطاح
وتين نفت: ما جفّ، احترق هو والطير
عناد سكت يشوفها تأشر على قلبها بيد مرتجفة: احترق هنا
عناد مسك يدها: تذكرين يوم سألتيني وش أكثر شيء أكرهه بحياتي؟ وش كان جوابي؟
وتين ناظرت يده بيدها: النار والعنف
عناد مسك ذقنها يرفع وجهها يخليها تحط عيونها بعيونه
ونطق: صاروا ثلاث، النار والعنف و ضيق الوتين
أشّر عناد باصبعه باتجاه قلبها: واذا ضاق الوتين يضيق الصدر ويتعب القلب، صح؟
ابتسمت وتين تسمعه يميّز معنى اسم الوتين و يميّزها، وهزت راسها بالايجاب
وختم عناد كلامه: و ما دامني حي انتِ بوجهي من الضيق، حلفت لك يمين بالله لأضيّق حياة اللي يضايقك
وتين ناظرته تجهل الردّ عليه وتقدمت تحاوط رقبته تحضنه بهدوء وابتسم يفهم شعورها، يفهم ردّها على كلامه ويستشعره بحضنها
ثواني وابتعدت ونزّلت وتين نظراتها لحروق يده والتفتت تأخذ من العسل
ومسكت يده تمسح عليها بخفّه تحت نظرات عناد اللي يناظرها قريبة منه، ينقل نظراته حول ملامحها وعيونها، و يراوده شعور غريب
ما زالت ذاكرته عالقه وسط بقعة المستودع الملتهبه، يتذكر صوته وهو ينادي "خالتي جميلة، خالي شدّاد"
يجهل ترديده لإسم شدّاد ويقنع نفسه إنها أوهام نسجها عقله
يقنع نفسه إنه بسبب الصدمة وتأثير النار على ذاكرته الهشّه.

وقف بتّال مع راكان عند مدخل الفندق ووقفت شموخ بجنب أخوها
بتّال: كنت ناوي أزورك في الورشة بخصوص رسوم تصليح السيارة، ما هقيت لقاءنا بيصير هنا
التفت راكان لشموخ اللي صدّت ومشت تمثل الانشغال
وكمّل بتّال: عرفت إن الورشة لك من اسمها، راكان ثنيان
هز راسه راكان: ورشتي، لكن ما يحتاج تدفع شيء والحادث ما صار عمد
نفى بتّال، وقاطعه راكان: لا والله ما تدفع و دامه في الحديد فالحديد يتعوّض
بتّال: أجل لا تردني وشرّفوني في الخُبر في مزرعة الوالد عشاكم عندنا
نفى راكان باحراج، وأصرّ بتّال: يا تخليني أدفع حق السيارة ولا تتعشى عندنا أي يوم انت والأهل
ابتسم راكان يحرجه كرم بتّال وأسلوبه: على خير ان شاء الله ولا يهمك
بتّال سأل: وعد؟
ابتسم راكان: وعد
التفتت شموخ اللي كانت واقفه بمسافه قريبة تشوف اندماج أخوها مع بتّال بسهوله ورفعت حواجبها تشوفهم يتبدالون أرقامهم
ومشى راكان بعد ما ودّع بتّال ومشت بجنبه شموخ: أخذت رقمه؟ قلت له يحوّل حق التصليح
راكان ناظرها: مو شايفه خير انتِ؟ تعطين الرجال اسم ورشتي وتقولين له يدفع ما تستحين؟
شموخ تأففت: امبيه راكان انت ما تدري شكثر هالمدير مليق وما ينبلع كلش!
راكان: لا ينبلع، الرجال طيّب وكان بيدفع! وأبوي أصلًا محذرني ما أخذ منه ولا دينار
شموخ هزت راسها: لا تاخذون، بس أنا راح أخذ
مشت تركب السياره ومشى خلفها راكان بتنهيده: مو وقت دلعك ترا أذّيتينا!
شموخ: چب ولا كلمة! توك كنت ناوي تدوس على بطنه شنو اللي صار؟
راكان ضحك يحرك السيارة يسمعها تتحلطم كعادتها

يوم جديد سطعت فيه الشمس ويتبدّد عنه ظلام ليلة أمس
وقفت تتسند على السياج تناظر الاسطبل بشرود، تتحرك عبايتها بفعل الرياح الهاديه ورفعت خصلاتها خلف اذنها تناظر تميم اللي طلع متجه للاسطبل وانتبه لوقوفها
تميم تقدم: حنين، وش أخبارك؟
حنين ناظرته بصمت تلمس في صوته نبرة الاهتمام والقلق
وبلعت ريقها بدون ردّ تدري إنها مو بخير ولا تقدر تكذب
ونطق تميم: على الأقل وش اخبار رجلك؟ ركضتي عليها أمس
حنين نزّلت نظراتها لرجلها: ما حسيت فيها وأنا اركض كان كل همي أوصل لوتين
تميم عقد حاجبه بضيق: وش أخبارها كلمتيها؟
حنين ناظرته يسأل ويحاول يتطمن عن كل شيء يخصّها
وردّت تجاوبه: تقول بخير لكن أدري إنها مو بخير، أنا توأمها وأحس بها و بحزنها
تسنّد تميم على السياج يسمعها تكمل كلامها: وتين سهرت أيام طويله في المستودع تصمّم حلمها وتخيطه، وفي ليلة وحدة اختفى كل شيء
تميم نطق يواسيها: يتعوّض يا حنين، دامها طيّبه كل شيء يتعوّض
هزت راسها حنين ونطقت بغصة: بس خايفة
تميم سأل: من وش خايفة؟
حنين لمعت عيونها بدموعها: ليلة أمس شفت في وتين نظره ما عمري شفتها، ملامحها وحضنها وملمس يدينها كان بارد، توقعتها بتنهار او تبكي لكن ما انهارت ولا بكت
طاحت دموعها وكمّلت: تدري متى اخر مره بكت وتين؟
ناظرها تميم بفضول، ونطقت حنين: كانت طفلة، ضربها شدّاد عشانها سألته عن امي، بكت لآخر مره وكبرت وتين بعدها عشر مرات
صدّ تميم من لمح بلل عيونها وبلع ريقه يحس بتأثير دموعها عليه
وبلعت حنين غصّتها: وتين في جوفها سيل من الدموع منعت سيلَانه سنين، وأخاف من انفجاره يوم من الايام
تميم ناظر دموعها على خدّها: والسيل هذا سال من عيونك انتِ؟
مسحت حنين وجهها بتنهيده تحاول تمنع انهمار دموعها
وسأل تميم: ودك نروح لوجد؟
حنين ناظرته وابتسمت وابتسم تميم يفهم جوابها من ابتسامتها
طلع من الحمام عاري الصدر، تارك منشفته على كتفه وسرق نظره لوتين اللي ما زالت نايمه
مشى ينفض شعره عن المويه وفتح دولابه ياخذ شنطته يرتّب فيها ثيابه
ووصله صوتها الناعس: وش تسوي؟
فزّ قلبه والتفت: زين صحيتي، قومي تجهّزي
وتين بتساؤل: وين بنروح؟
عناد: البحرين، بغيت بتّال بموضوع ومنها تجلسين مع وجد والبنات شوي
التفت يشوفها تقوم من السرير بكسل، وكمل كلامه: كلمني تميم، بنمرّ المزرعة ونروح مع بعض بسيارة وحدة
هزت راسها وتين بالإيجاب ومشت تدخل للحمام وتتجهّز

٣:١٥ م
في بيت الشعر
تسنّد راجح بتنهيده وبجنبه حصة اللي نطقت: ما يفيد معه التهديد هذا لازم تكسر راسه وتبلّغ الشرطه عنه
راجح هز راسه: اذا عناد ووتين يبون يدخّلون الشرطه بالموضوع برسل بلاغ اليوم قبل باكر
قاطعهم دخول عناد: ما يحتاج شرطه
فزّت حصة: وليدي، متى جيت؟
عناد تقدّم يسلم عليهم وجلس بجنبها: توني وصلت
راجح سأل: ووتين؟
عناد تقدّم يصب لهم من القهوة: مع البنات داخل
راجح ناظر هدوء عناد وشروده الواضح: وش اللي طرى عليك تروحون للبحرين مره ثانيه؟
عناد شرب فنجاله: بغيت وتين تغيّر جو مع وجد والبنات
حصة طبطبت على كتفه: زين سويت يا حبيبي
راجح ناظر عناد: طاوع شوري وبلّغ الشرطة
نفى عناد: مشكلته معي مو مع الشرطة، أنا أحلّها
راجح هز راسه بتنهيده: لا احتجت شيء علّمني
ناظره عناد بدون ردّ، وقامت حصة: بروح أشوف البنات
ناظرها عناد تمشي بعصاها وتطلع من بيت الشعر والتفت لراجح
وناداه: يبه
ناظره راجح بفضول، ونطق عناد: أدري بك شيخ وتعرف شيوخ كبار وعلاقاتك واسعة، وشخص مثل شدّاد تقدر تجيب معلوماته بسهوله
لانت ملامح راجح وصدّ يشرب من فنجاله بدون ردّ
وكمّل عناد: بغيتك تبحث عن أخته أم وتين، عن اسمها ومكانها وكل شيء يخصها
بلع ريقه راجح وسأل: وتين طلبت منك تدوّرها؟
نفى عناد: وتين ما تطلب شيء حتى لو حدّتها الحاجة
سكت راجح وتنهد يجهل الرد وتضيع منه الكلمات، كل ما له الموضوع يصعب عليه أكثر، وكل ما لها الحقيقة ينكشف عنها السِتار أكثر، و راجح يخاف أكثر
قطع عليه شروده صوت عناد: وش قلت يبه؟
راجح هز راسه: على خير، على خير ان شاء الله

في الصالة اللي اجتمعوا فيها البنات حول جدّتهم بوجود غالية وفاطمة
مسحت حصة على كتف وتين: خوفتيني عليك يابنتي
ابتسمت وتين تطمنها: ارتاحي ما فيني الا العافية
غالية بتنهيده: صارت تتكلم مثل عناد! تقولين مافيك الا العافية وانتِ متعورة وعشتي شيء محد يتمنى يعيشه
سكتت وتين، ونطقت حصة: ما صار إلا خير والحمدلله اللي ارسل لها عناد في ذيك اللحظة…
في الصالة اللي اجتمعوا فيها البنات حول جدّتهم بوجود غالية وفاطمة
مسحت حصة على كتف وتين: خوفتيني عليك يابنتي
ابتسمت وتين تطمنها: ارتاحي ما فيني الا العافية
غالية بتنهيده: صارت تتكلم مثل عناد! تقولين مافيك الا العافية وانتِ متعورة وعشتي شيء محد يتمنى يعيشه
سكتت وتين، ونطقت حصة: ما صار إلا خير والحمدلله اللي ارسل لها عناد في ذيك اللحظة
هاجر ناظرت وتين: ولا تشيلين هم العبايات، أدري الخسارة كبيرة لكن العبايه بدالها عبايه
هزت راسها حنين بالإيجاب: لو تبين أخيط معك أنا مستعده
ضحكت وتين وابتسمت حصه تطبطب على كتفها
وصدّت تهاني وانتبهت لنظرات أمها لها وأبعدت نظراتها تنشغل بجوالها
التفتوا لصوت تميم اللي نزل شايل شنطته على ظهره: يالله عناد ينتظرنا في السيارة
قاموا البنات يطلعون وفزّت حصة تمسك ذراع وتين اللي التفتت لها
وتقدمت حصه تحضنها بهدوء وتحط بيدها مبلغ كاش ووسّعت وتين عيونها تناظر المبلغ
مسكت حصه يد وتين تغطي الكاش بيدها وهمست: خذيها
نفت وتين، وهمست حصة باصرار: خذيها والله لو تردّيني لأزعل، اعتبريها تعويض عن اللي خسرتيه
وتين بهمس: ما ودي أزعّلك بس ما أقدر أخذها..
قاطعتها حصة: خذيها وكمّلي مشروعك الله يسهل دربك ويرزقك، و ردّيها لي متى ما قدرتي
ارتفعت نبضات وتين تتحسّس الحنان والاهتمام منها ونزّلت نظراتها ليدينها بين يدين حصة يتوسطها مبلغ الفلوس
لأول مره ينحط بيدها مصروف، لأول مره تعيش هالشعور وعاشته بسبب حصة اللي طبطبت على كتفها: روحي يا بنتي، ينتظرونك بالسيارة
بنفس الوقت مسكت فاطمة ذراع تهاني قبل تطلع
وهمست تناظرها بحدّه: سؤال واحد وجاوبي عليه بصراحة
ناظرتها تهاني بارتباك، وسألت فاطمة: حريق أمس لك يد فيه؟
تهاني وسعت عيونها: أمي مو لهالدرجة!!
فاطمة بهمس: ما عاد صرت أثق فيك بعد اللي سويتيه في وتين
صدّت تهاني بدون رد، وحذرتها فاطمة: انتبهي تسوين شيء تندمين عليه يا تهاني انتبهي!
هزت راسها ومشت تهاني لسيارة تميم اللي ركب بجنبه عناد
وركبت تهاني بجنب هاجر وحنين تتبعها وتين اللي ركبت خلف عناد ومشى تميم يتجهون للبحرين
مرت دقايق طويلة، وسنّدت وتين راسها على الشباك بخمول
التفت عناد يسرق نظره لوتين اللي شارده وما انتبهت لنظراته عكس عناد اللي انتبه للخمول بعيونها والتفت لتميم: اسمع، وقف ناخذ لنا شيء نشربه
ثواني و صحت وتين من شرودها من وقفت السيارة والتفتت تشوفهم يطلبون لهم
رجعت تتسنّد تناظر عناد اللي فتح بابه ونزل ينتظر طلباتهم
دخّل يده بجيبه يطلّع سيجارته وولاعته تحت نظرات وتين
حط سيجارته بين شفايفه بدون ما يشعلها والتفت لشبّاك وتين اللي ناظرته تفهم حركاته ومحاولاته في لفت انتباهها
وفتحت الشباك تمد كفّها: هاتها
عناد قرب وجهه لها والسيجاره ما زالت بين شفايفه يأشر لها بحواجبه بمعنى "خذيها"
سحبتها من فمه ترميها بالأرض: معتوه! متى تترك هالسمّ
عناد همس: قلت لك، ما لقيت شيء يشغلني عنه
وتين أبعدت نظراتها عنه، والتفتت تهاني تناظر ابتسامة عناد الواسعة ونظراته لوتين وكأنها الوحيده المتواجده بالسياره
ثواني واستلم تميم مشروباتهم مع عناد اللي مشى باتجاه وتين شايل بيده كوبها و كوبه وخلفه تميم اللي وزّع مشروبات البنات
أخذت وتين كوبها تناظره باستغراب: غلطان بالطلب؟
عناد مشى يركب مكانه والتفت لها: ليش غلطان؟
وتين عقدت حاجبها: شاهي بدون نعناع! وين النعناع
عناد ابتسم: الشاهي ينشرب ساده يا بنت سلطان
وتين غمضت عيونها تاخذ نفس وضحكت حنين عليها تجذب انتباه تميم اللي رفع عيونه للمرايا تعكس ملامح حنين المبتسمه
ونطقت هاجر اللي كانت مشغوله ترسم بايبادها: ما تطفشين كل يوم نعناع؟ جربي تشربين شيء غير
وتين ناظرتها: تخيلي أحد يقولك ما تطفشين كل يوم ترسمين؟ جربي تخيطين
هاجر بضحكة: لا تكفين الا الخياطة ما أعرف لها

في البحرين
مشى مشاري وعينه على جواله يقرأ رسالة تميم اللي يبشّره بوصولهم، ورفع راسه و طاحت عينه على وجد اللي واقفه تسولف مع سعود
تسنّد سعود بابتسامه: يعني مديرة مشاريع من صغرك
وجد بضحكة: كنت دايم أحب أخطط وأشارك في أي شيء
سعود: وما فكرتي تديرين مشروع خاص فيك؟
نفت وجد: خلني أدير أمور الفندق أول وبعدها يصير خير
سعود سأل: بعد يومين راجعه للخبر؟
هزت راسها وجد بالإيجاب، وكمّل سعود: ما أصدق كيف مر أسبوع التدريب بسرعة!
وصلهم صوت مشاري: ما مرّ بسرعه
التفتت وجد، وكمّل مشاري وهو يناظرها: بالعكس الاسبوع ثقيل هالمره
سعود بضحكة: غريبة عاد مشاري ما نشوفك تكرف ولّا عشان بتّال عمك ماخذ راحتك؟
وجد وسعت عيونها تناظر سعود ونفت: ميشو يشتغل في قسم التخطيط عشان كذا ما نشوفه كثير
مشاري تقدم يعدم المسافه بينه وبين سعود: ولو بتّال عمي و أخذت راحتي؟ وش بتسوي؟
تراجع سعود بضحكة: هدّها قاعد أمزح معك
ابتسم مشاري يطبطب على كتفه: بيئة عمل لا تكثّر مزح فيها واجد
وجد ضحكت تلطّف الجو والتفتت تهمس لمشاري: خلاص
مشاري ناظرها: تميم وعناد وصلوا
هزت راسها وجد ومشت مع مشاري ولوّحت لسعود اللي ابتسم لها
والتفتت وجد لمشاري: وش فيك ليش تكلم الولد كذا؟
ما ردّ مشاري ومشى للبوابة تحت نظرات الاستغراب من وجد
وصلهم صوت تميم وعناد وابتسمت وجد تسرع بخطواتها للبنات
وجد حضنت وتين: الحمدلله على سلامتك، علمتني أمي عن اللي صار أمس
وتين ابتسمت بامتنان: الله يسلمك
وجد سحبتها والتفتت للبنات: تعالوا نجلس بالكوفي اللي برا
بنفس الوقت مشى عناد مع العيال: بتّال موجود؟
مشاري التفت له: موجود بس وش تبي به تعال نتقهوى وناخذ علومك
عناد مشى للمصعد: بكلمه عن موضوع، اسبقوني بجيكم
مشى عناد من انفتح المصعد يدل طريقه في الممرات الطويلة
يتجه لمكتب بتّال اللي فزّ من دخل عناد: ارحب أبو سيف
ابتسم عناد وجلس بعد ما سلّم عليه: عسى ما اشغلتك؟
نفى بتّال: أبد أفضى لك بس آمرني
عناد ناظره بجدّيه: بختصر لك الموضوع، بغيت عنوان مصنع الخشب حق شدّاد أكيد تعرفه
هز راسه بتّال: أعرفه بس وش تبي به؟
ابتسم عناد باستهزاء: بفصّل لوتين دولاب عبايات
بتّال تسنّد بضحكة: تستعبط؟
سكت عناد ثواني ونطق: عندك معلومات عن عائلته؟
بتّال بتفكير: ظنتي انه متزوج
قاطعه عناد: اقصد عن أمه وأبوه و أخواته مثلًا
بتّال بتنهيده: والله يا أبو سيف ما يعرف لهالأمور غير أبوي، مكالمة وحدة ويجيب لك قبيلته كلها
هز راسه عناد بدون رد، وكمّل بتّال: عمومًا برسل لك عنوان المصنع و إن عرفت شيء ثاني بعلمك
هز راسه عناد ونطق: وفيه موضوع ثاني بغيت أناقشك فيه

بنفس الوقت في الجلسات الخارجية للفندق
التفت مشاري يشوف وجد ووتين واقفين يطلبون من الكوفي
والتفت لتميم: بقوم أطلب لنا على ما يجي عناد
هز راسه تميم والتفت وطاحت عينه على محفظة مشاري اللي نساها على الطاولة، أخذها وعقد حاجبه من انتبه لطرف الصوره اللي طالعه من المحفظة
بنفس الوقت مشى مشاري لوجد ووتين اللي يسولفون مو منتبهين لخطوات مشاري القريبة
وتين ناظرت وجد اللي نزّلت نظراتها لجوالها وابتسمت
ونطقت وتين: ما عليك مني، علميني انتِ وش عندك؟ تركتك يومين ورجعت لقيتك توزعين ابتسامات والحب يلمع بعيونك
وجد تركت جوالها وناظرتها بصدمه، وضحكت وتين: علميني مين
تكلمين من اليوم؟
وجد تراجعت من حاولت وتين تسحب جوالها: بعلمك!
وقف مشاري بمكانه من نطقت وجد: سعود، المتدرب اللي معي
وتين بصدمه: أمداك توك من كم يوم عرفتيه!
وجد قاطعتها: مدري وتين مدري! أحس بشعور غريب معه وكأني أعرفه من زمان، أحس بشعور أول مره أعيشه
وتين باستغراب: تحبينه؟
وجد رفعت أكتافها: انجذبت لشخصيته وأسلوبه، جذبني تعامله معي واحترامه واهتمامه بأي شيء أسويه
ابتسمت وتين، وكمّلت وجد: بنفس الوقت اتوتر من أشوفه واتحرّاه من يغيب، يمرّ وقتي معه بدون ما أحس فيه
قطع عليهم صوت الموظف يمدّ لهم طلباتهم وأخذتهم وتين
والتفتت وجد وطاحت عينها على وقوف مشاري بملامح شاحبه و لاحظت وتين شحوبه
وجد بتوتر: مشاري!
وجد نطقت بتوتر: مشاري!
وهمست وتين لوجد: أنا بروح للبنات
مشت وتين تتعداهم وتقدّم مشاري لوجد اللي ارتبكت من فهمت إنه سمع كلامها عن سعود
ونطق مشاري بقهر بان بنبرة صوته: تحبينه يعني؟
وجد عقدت حاجبها بدون ردّ، وكرّر مشاري: تحبينه؟
رفعت وجد أكتافها تجهل الرد وتنحرج من فكرة إن مشاعرها صار يدري مشاري بها
ناظر عيونها يعرف إجابتها من لمعَتها، يفهمها وهو اللي يفهم كل تفاصيلها من صغره، يفهم إن قلبها مال لغيره وحبّت غيره، و فهم إنها مستحيل تشوفه مثل ما عيونها تشوف سعود
تراجع مشاري ونادته وجد والتفت لها بصمت
ونطقت وجد باحراج: الكلام اللي سمعته مني، مابي أحد يدري عنه
تعدّاها مشاري يختفي عن أنظارها ومشت وجد لجلسة البنات مستغربه وضع مشاري و ردة فعله
جلست بجنب وتين اللي التفتت بهمس: وش صار؟
وجد ناظرتها باستغراب: توقعته بيطقطق علي ويفضحني بس سألني اذا أحبه و راح!

مشى مشاري يرجع لطاولة تميم اللي جالس وبيده محفظة مشاري
ناظر محفظته وصور وجد بيدين تميم اللي رفع نظراته لمشاري
تميم نطق: نسيت محفظتك
سكت مشاري، و سأله تميم: صور وجد وش تسوي بمحفظك؟
مشاري: لقيتها طايحه
قاطعه تميم يقوم من الكرسي اللي ارتدّ يطيح على الأرض
وتقدّم يعدم المسافه بينه وبين مشاري: لا تكذب!
صدّ مشاري، ونطق تميم يشد على الصورة بين أصابعه: هذي ثاني مره! ثاني مره أشوف صورتها عندك
بلع مشاري ريقه وكمّل تميم: قلت يمكن جت الصوره معه بالغلط، بس هالمره في محفظتك! لا تكذب ليش صورة وجد عندك؟
مشاري ناظره ثواني ونطق: احتفظت بالصورة لأني أحبها
تقدّم تميم يلكم مشاري اللي تراجع يطيح بالأرض بألم
واعتلاه تميم يشد على ياقته يردّد بين أنفاسه: اختك، عاملتها مثل اختك يا كلب ما تناظرها بهالطريقة
تراجع تميم من حس بيدّ عناد تبعده: تميم! وش جاك انهبلت؟
وقف مشاري يمسح الدم عن وجهه بألم ورفع نظراته لتميم اللي يناظره بحدّه وعقد عناد حاجبه يناظر حالتهم الجديدة عليه
كانت المرة الأولى اللي تنمدّ فيها يد تميم على مشاري، المرة الأولى يرتفع حسّه عليه بهالحدّه والمرة الأولى اللي يتضاربون فيها بدون ما يضحك مشاري
لانت ملامح تميم من لمح لمعة عيون مشاري اللي مشى يتعدّاهم يتجاهل نداء عناد له
مشى مشاري لمواقف السيارات يترك الفندق خلفه، يترك شغله ويترك وجد و حبّه، وياخذ معه خيباته وآلامه ولسعات جروحه
ركب السيارة وتسنّد يغمض عيونه يتذكر نظرة تميم وغضبه عليه
شال بقلبه حبه لوجد وحزنه ولا شكى ثقله لين لمسه تميم بيدينه، انكسر قلبه وما تحمّل ثقل العتاب ونظرة الخيبة من أخوه وخويّ عمره.
عناد التفت لتميم: وش فيك!
تميم صدّ بتنهيده، ونطق عناد: وش اللي صار بينكم فهّمني!
تميم نفى بدون رد ومشى يدخل للفندق تحت نظرات الاستغراب من عناد
ومشى عناد يناظر جواله و يتصل على مشاري وتنهد من وصله عدم الرد
تلفّت حوله يدوّر البنات ولمحهم جالسين في آخر الجلسات
وقف مكانه يناظر وتين من بعيد وابتسم بخفوت يلمحها تسولف وتضحك معهم باندماج

مشت شموخ شايله شنطتها بعد ما أنهت دوامها
وناظرت جوالها من انتبهت لرسالة فواز أخوها واللي كان محتواها "أنا وصلت"
ابتسمت ومشت بالممر والتفتت لصوته: أستاذة شموخ
شموخ ناظرت بتّال اللي مشى باتجاهها: ما وصلني التقرير اللي طلبته
شموخ ناظرت ساعتها: انتهى وقت دوامي وأخوي ينتظرني
بتّال رفع حواجبه: لازم اراجعه اليوم
ووصلهم صوت فواز اللي سمع آخر حوارهم: قالت لك انتهى دوامها
بتّال عقد حاجبه يشوف فواز يوقف بجنب شموخ اللي ناظرت أخوها بصدمه: ليش نزلت من السياره!
فواز: كنت بشوف المكان اللي تشتغلين فيه و زين إني شفت
و التفت فواز يناظر بتّال بطرف عينه
ونطق بتّال: عمومًا أستاذة شموخ، أنهي التقرير بأقرب وقت حتى لو انتهى دوامك!
نفى فواز: لا تنهينه تعالي نرجع البيت
بتّال رفع حاجبه: التقرير طلبته بوقت محدّد والمفروض إني استلمته خلال هالوقت!
فواز تقدم يعدم المسافه بينهم: منو انت؟
شموخ كتمت ابتسامتها، ونطق بتّال: أنا بتّال
فواز هز راسه: وأنا فواز، توكل
بتّال ابتسم يستلطف فواز: توكل انت، المكان مكاني
فواز ناظر بشموخ بعدم فهم، وهمست شموخ: هو صاحب الفندق
وسع فواز عيونه، وبلع ريقه يخفي صدمته: ايه زين اجل توكلنا
مسك فواز ذراع شموخ والتفت بيمشي وناداه بتّال: أخوي فواز
التفت فواز، ونطق بتّال بابتسامه: ما يدخل ضيف بمكاني بدون ما أضيّفه، حياك
نفى فواز بإحراج، وكمّل بتّال: ضيّفت أخوك راكان لازم أضيّفك
شموخ نطقت باستهزاء: باقي نكلم علاوي يجي وتكتمل الضيافه
بتّال: علاوي؟
فواز نطق يغير الموضوع: اسبقيني شموخ دقايق و جاي
شموخ مشت بملل تتمتم بهمس: متى تزين سيارتي وارتاح

في غرفة البنات اللي اجتمعوا فيها يرتاحون ويكملون سوالفهم
حنين انسدحت تضحك على وجد: كنتي تقولين أنا والحب ما نجتمع وهذا انتِ واقعه فيه
وجد بتنهيده: ما تسوى علي علمتكم عنه!
غنّت حنين بمزح: وينه سعود القلب دام انت لاهي؟
ارتفعت ضحكات وتين وابتسمت تهاني تناظر لمعة عيون وجد من تتكلم عن سعود عندهم
ونطقت تهاني: من جد حبيتيه؟ هالأمور أحس يبي لها وقت عشان تتأكدين منها
وجد نفت: قلت لكم مجرد اعجاب، انتم خليتوه حب
ابتسمت هاجر بخفوت ونزّلت نظراتها تنشغل بايبادها ورسمتها
تعليقات