📌 روايات متفرقة

رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل التاسع 9 بقلم شروق عبدالله

رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل التاسع 9 بقلم شروق عبدالله

رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن pdf الفصل التاسع 9 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن pdf الفصل التاسع 9 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل التاسع 9 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل التاسع 9
رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل الاول 1 بقلم شروق عبدالله

رواية غريب يدور في طرف عينها حضن ووطن الفصل التاسع 9 بقلم شروق عبدالله


وسألت وتين: هاجر انتِ الوحيدة العاقله الفاهمه فينا، وش تشوفينه حب ولا اعجاب؟
هاجر ردت بثقة: أشوفه أقل من الإعجاب، مجرد انبهار بشخصية الولد وأسلوبه حتى من ناحيته أنا متأكده إنه ما يحبك
نزّلت وجد نظراتها لجوالها تناظر رسائل سعود بتفكير
ونطقت حنين: يا بنت الحلال تقولين ما يحبها وهو يرسل كل شوي و يحتك فيها
هاجر عدلت جلستها بجدّيه: وجد، حاولي ما تتكلمين معه كثير و لا تثقين فيه
عقدت وجد حاجبها، وكملت هاجر: مالك إلا أسبوع عرفتيه ما تدرين وش نيّته
تهاني باستهزاء: وتين مالها إلا أسبوع تعرف عناد وهذي هي زوجته وما تدري وش نيّته
وتين ناظرتها بابتسامه: عناد ما يدخل اسمه في أي مُقارنه
رفعت تهاني حاجبها: وش الفرق؟
وتين ابتسمت تطري في بالها ملامح عناد وقطع عليهم صوت جرس الباب
وقامت وجد تفتحه وطلّت تشوف عناد اللي متسنّد على الجدار
ونطق بابتسامه: خلص دوركم، نادي بنت سلطان أبيها
نفت وجد: ما تبيك
عناد: قولي لها، نبَت نعناع في مدخل الفندق
ومشى قبل يسمع رد وجد اللي دخلت تسكر الباب باستغراب
وناظرتها وتين بفضول، ونطقت وجد: عناد، يقول نبَت نعناع في مدخل الفندق
ابتسمت وتين وقامت تلبس عبايتها والتفتت لتهاني: عرفتي الفرق؟ عناد يزرع لي النعناع عشان يقابلني
سكتت تهاني، وكمّلت وتين تاخذ شنطتها: عرفته وتزوجته بكم أسبوع لأنه عناد، مو أي أحد
صدّت تهاني وابتسمت وجد: لا جينا للصدق عناد محد مثله
ابتسمت وتين ولوّحت لهم وطلعت من الغرفة تتجه للمصعد
و نزلت تشوف وقوف عناد عند مدخل الفندق حاشر يدينه بجيوبه وينتظرها
اتسعت ابتسامته من لمحها تمشي باتجاهه وعدّل وقفته يمد ذراعه لها
وابتسمت وتين تلف يدها حول ذراعه: ناديتني؟
عناد هز راسه والتفت يمشي معها باتجاه سيارته: غريبة ما دوّرتي النعناع؟
وتين ضحكت: أدري إنه ما نبَت
عناد ناظرها: ليش جيتي دامك تدرين؟
وتين ردت بدون تردّد، تنساب حروفها من قلبها بدون إراده منها: جيت عشانك، ما جيت عشان النعناع، وين بنروح؟
ابتسم عناد يحس بارتفاع نبضاته: مكان بيعجبك
سكتت وتين وركبت السيارة معه، تحس بالحماس ويراودها الفضول وتمتنع عن الاسئلة، تحب تعيش معه المجهول ومستعده تقطع دروب طويله وما تشتكي من المسافة دام يد عناد بيدها

عند تميم اللي جالس على سريره يناظر جواله بشرود
ينقل نظراته بين سرير مشاري الفارغ وبين جواله بتفكير
تنهد وطلع يتجه لمكتب بتّال وتقدم يفتح الباب وتراجع من طلع الشخص الغريب عليه واللي كان فواز
يسمعه يودّع بتّال ويشكره: أشوفك على خير يا بتّال، ما قصرت
انتبه فواز لوقوف تميم ووسع عيونه بصدمه: تميم!
انتبه فواز لوقوف تميم ووسع عيونه بصدمه: تميم!
تميم عقد حاجبه يناظره بغرابه: معليش بس ما عرفتك
فواز تقدم بابتسامه: أنا فواز، وحش السلّة!
تميم وسع عيونه بصدمه وتقدم يحضنه: ارحب فواز!
فواز حضنه وناظره بتساؤل: وين مشاري وعناد؟
تميم حك جبينه: مشغولين
ونطق يطلّع جواله: بالله عطني رقمك ضاع من عندي بعد التخرج
ابتسم فواز يسجّل رقمه: والله ودي اقعد معك وأخذ علومك بس تأخرت على أختي، لازم نشوف لنا يوم أقابلك انت ومشاري
تميم: اشتقت نكسر راسك في مباراة وحدة؟
فواز ابتسم: حدكم مباراة وحدة، وانت تدري إني امسح فيكم الملعب بثلاث مباريات
تميم بضحكة: ما سميناك وحش السلّة عبث
ضحك فواز وودّعه يمشي مبتعد عنه ودخل تميم لمكتب بتّال اللي سمع حوارهم
ونطق بفضول: تعرفون بعض؟
تميم جلس وهز راسه: درس معنا انا ومشاري في الجامعة وعقب التخرج نقل فواز للبحرين وانشغلنا وانقطعنا عنه
هز راسه بتّال بتفهّم ونطق: ما كلمت مشاري؟
تميم نفى بدون رد، وناظره بتّال باستغراب: صاير شيء؟ مشاري ترك شغله وما يرد على مكالماتي!
سكت تميم، ونطق بتّال يكمل كلامه: كلّمه شوف وش وضعه! أشغاله متراكمه خله يجي يكملها ما بقى غير يومين ونرجع للخبر
نفى تميم: عناد بيكلمه
قطع عليهم صوت الباب ودخول وجد: خالو بتّال حبيبي
بتّال رفع حواجبه: خالو بتّال! وحبيبي بعد! وش تبين؟
ضحكت وجد وتقدمت تجلس بجنب تميم تناظره بغرابه: انت ليش لحالك هنا غريبه وين مشاري؟
صد تميم بتنهيده، ونطق بتّال: ماعليك منه، وش تبين؟
وجد عدّلت جلستها بجدّيه: تعرف سعود اللي معي في التدريب؟
هز راسه بتّال بالإيجاب، وكمّلت وجد: تقدر تنقله لفرع الخبر؟
عقد بتّال حاجبه: هو طلب منك؟
هزت وجد راسها: هو طلبني أكلمك عن وضعه لأن أهله في الخبر ووده ينقل
قاطعها بتّال بتنهيده: المشكلة ماهو بيدي، الفندق عنده احتياج موظفين خصوصًا في إدارة المشاريع، ما أقدر أنقل سعود
سكتت وجد، والتفت تميم لها: وليش يطلب منك تتكلمين عنه ليش ما جاء هو؟
رفعت وجد أكتافها: يمكن منحرج
بتّال ناظر تميم: انت قوم سو اللي قلت عليه! كلّم مشاري يجي
قام تميم بتنهيده ومشى يطلع تحت نظرات الاستغراب من وجد
ونطق بتّال: وانتِ قولي لسعود مافي مجال للنقل أبد، الأشغال ما تخلص
هزت راسها وجد وقامت تطلع من المكتب وتسنّد بتّال يدلّك بين عيونه بتعب
وقف عناد سيارته ونزل والتفت لوتين اللي نزلت ومشت تناظر واجهة المحل الكبير ولانت ملامحها من طاحت عيونها على الرفوف اللي امتلت بالأقمشة الملوّنة والأجهزة الخاصة بالتفصيل والخياطة
والتفتت لعناد بذهول: ليش جينا هنا؟
مد يده بدون ردّ وحوّلت وتين نظراتها ليده، ونطق عناد: قلتي لي بتخيطين لي جناح
وتين مدت يدها تشابك يدينه وابتسم عناد يمشي معها للمحل
دخلت وتين ولمعت عيونها تناظر حولها والتفت عناد لها بابتسامه: اختاري كل شيء تحتاجينه للمشروع
وتين عقدت حاجبها: بس المستودع
قاطعها عناد يتلمّس الأقمشة: ما عليك من المستودع حلّيت موضوعه، الحين ركزي على احتياجاتك
وتين ناظرته باستغراب: حلّيت موضوعه؟ وش سويت؟
عناد تسند بابتسامه: اذا اخترتي اللي تحتاجين علّمتك
وأشّر عناد يكمل كلامه: جهاز التطريز اللي كان عندك مثله هذا هو؟
وتين ناظرت الجهاز وتقدمت تناظر ورقة السعر بجنبه وعقدت حاجبها: غالي
عناد وقف خلفها يسند ذقنه على كتفها: أخذتك وانتِ أغلى منه ظنك ما بقدر أخذه؟
وتين تراجعت تناظره: تدري اني ما بسمح لك تدفع عني صح؟ لا بخصوص المستودع ولا بخصوص المنتجات
هز راسه عناد: أدري عن راسك اليابس بس ما تدرين عن راسي، اختاري يا بنت سلطان اختاري
وتين ناظرت حولها بحيره، معها مبلغ كسبته من المشروع ومعها مبلغ اللي أعطتها إياه الجدة حصة لكنها ما زالت تشوف الرماد في جَناحها وما زالت تعد خساراتها أكثر من أرباحها
وتين التفتت له: ما راح تدفع شيء! ما بتحمل خساره ثانيه
عناد نفى: لا تشيلين هم الخسارة، انتِ بوجهي
ارتفعت نبضاتها من تقدم عناد يعدم المسافة بينهم
ونطق يكمل كلامه: بدفع، وتخيطين لي جَناحي اللي وعدتيني فيه ولا وعودك تروح مع مهب الريح يا بنت سلطان؟
وتين ناظرته بدون ردّ، وابتسم عناد يفهم نظراتها ويدري إنها ما تطلب مساعدته بلسانها ولا تبيّن له حاجتها لكنه يشوف الشغف باقي بعيونها ويشوف آثار جَناحها المحترق بذراعها، يدري بإن قلبها ما زال بالمستودع بين أقمشتها وعباياتها وبقاياها
وتين نطقت بعد تفكير: بردّها لك وما راح تمنعني، كل اللي بتدفعه لي بردّه لك أول ما أكسب
عناد رفع حاجبه: ماهي عوايدك، أخذتي ولاعاتي وزقايري وما ردّيتيها
ابتسمت وتين ومشت تناظر الرفوف ومشى خلفها عناد يقلد صوتها: وتقولين "الشيء اذا أخذته ما يرجع"
التفتت له وتين بضحكة: تقارن ولّاعاتك بفلوس؟
عناد هز راسه: الولّاعه اشتريتها بفلوس اذا ما تدرين
وتين تلمّست الأجهزة تناظرها بتركيز: أجل لا تشتري مره ثانية
عناد ابتسم: ما بشتري، بس انتِ بتشترينها لي
وتين التفتت ورفعت حاجبها: أنا اشتري لك ولّاعه؟
هز راسه عناد وتسنّد: بعد ما نطلع من هنا نروح أقرب بقالة وتشترين لي وحده
وتين ضحكت: وتولّع بها زقاره؟
نفى عناد: بولّع بها شيء ثاني
التفتت وتين تسمع الجدّية بصوته: وش تقصد؟
عناد ناظر لمعة العسل بعيونها، عيونها اللي لمح انطفاءها ليلة أمس، وابتسم يجاوبها: بولّع في قلب اللي يضايقك
صدّت وتين تتسع ابتسامتها ومشت تكمل طريقها بين الرفوف
ومشى خلفها عناد يكرّر: اشتري لي ولّاعه!

نطقت وجد: الفندق يحتاج موظفين هنا فما يقدر ينقلك
صدّ سعود يتأفف بصوت واضح وعقدت وجد حاجبها
والتفت سعود: طيب دام ما يقدر ينقلني، قولي له يحطني بمنصب حلو ويستاهل، مساعد مدير أو مدير مثلًا
وجد نفت: أنت تدري الموضوع مو بهالسهوله وانت باقي متدرب قدامك شغل لازم تتعلمه
التفت سعود وطاحت عينه على مشاري اللي دخل الفندق
يمشي بخمول ويناظر خطواته بشرود يحس بثقلها على الأرض
ونطق سعود بصوت مرتفع: ولا المنصب يعطيه لصاحب الأولوية؟ مثلًا ولد أخوه و مدير التخطيط مشاري
رفع مشاري نظراته لسعود، ولانت ملامح وجد: سعود!
سعود ناظرها: ما قلت شيء غلط! كم لي وانا احاول اثبت نفسي ولا استفدت شيء لا نقلت ولا ارتفع منصبي وهذا ياخذ كل شيء وهو مرتاح! طالع من النهار وتوه يرجع تارك كل شغله متراكم على الموظفين
مشاري تقدم يناظره بحدّه: هذا اللي تقصده عنده اسم تعرفه؟
سكت سعود يناظره بغضب، وكمّل مشاري: مشاري آل منصور، وتدري إنه وصل آخر ذرة صبر فيه لو ما تبعد عن وجهه مسح فيك بلاط الفندق
وجد تقدمت بقلق: مشاري لا
سعود التفت لوجد بحدّه: لا خلّيه
قاطعه مشاري يلكم وجه سعود بقوه واختل توازن سعود يطيح بالأرض وتراجعت وجد تناظرهم بصمت
وتقدّم مشاري يمسكه من ياقته بغضب: لا يحتدّ صوتك عليها
مدّ سعود يده يلكم مشاري اللي اندفع يضربه بغضب، يلمّون الناس حولهم وترتفع أصواتهم بحدّه
ابتعد مشاري من حس بيد وجد تسحبه: مشاري خلاص!
مشاري التفت يناظرها بصمت و أبعد يده عنها وتراجعت وجد من حسّت على نفسها وعقدت حاجبها تناظر جمود ملامحه لأول مره
ومشى مشاري يتعداهم ويتجه لغرفته يحس بالغضب ينهش جوفه
بنفس الوقت وقف سعود بألم والتفت لوجد اللي تناظره بصمت
وناداها: وجد ا
قاطعته وجد: لا تكلمني لين تتكلم مع أهلي باحترام
سعود: أهلك؟
هزت راسها وجد: مشاري من ضمن أهلي، ما أرضى تتكلم عنه بهالطريقة خصوصًا قدامي
سكت سعود يشوفها تتعداه وتمشي مبتعده عنه وشدّ على يده بقهر

مشى مشاري بالممر الطويل يناظر خطواته بشرود
رفع نظراته وانتبه لتميم اللي يمشي بالجهه المقابلة له متجه لغرفتهم
وقف تميم وتلاقت نظراتهم ثواني…
مشى مشاري بالممر الطويل يناظر خطواته بشرود
رفع نظراته وانتبه لتميم اللي يمشي بالجهه المقابلة له متجه لغرفتهم
وقف تميم وتلاقت نظراتهم ثواني وصدّ مشاري والتفت يمشي مبتعد عن الغرفة تحت نظرات تميم اللي يناظر ظهر مشاري لين اختفى ومسح وجهه بتنهيده
كانت المره الأولى اللي يتخلّل فيها البرود والصدود علاقتهم
المرة الأولى اللي يتلاقون فيها بدون ترحيبهم المعتاد لبعض
دخل مشاري مكتبه يشوف تراكم أوراقه وأشغاله وجلس بتنهيده
فتح أزارير ثوبه الأولى يحس باختناق أنفاسه، وأخذ أوراقه يشغل أفكاره فيها يلاحظ ارتجاف الورقه بيدينه وخمول أطرافه
ثواني وانتبه لصوت الباب وفزّ قلبه يشوف وجد تدخل بيدها علبة الاسعافات الأولية
وابتسمت تتقدم تجلس قدام مكتبه: كيف سمحت لأحد يجلدك غير الرعد؟
سكتت وجد تشوف اللّا رد منه لأول مره تحاول استفزازه وما تلقى منه رد
نزّلت نظراتها تفتح علبة الإسعافات تحت نظرات مشاري يشوفها تعقّم الشاش وتمدّه له
ونطقت: ما أدري وش صاير لك وحتى تميم جاء من الخُبر وما شفته معك طول اليوم، وأدري ماراح تعلمني
أخذ مشاري الشاش من يدها بدون ردّ وناظرته وجد بتنهيده
وتسنّدت على المكتب بابتسامه: بس لا تتوقع انجذابي لسعود بيخليني اسكت له يعورك! تركته يتلوّى برا وجيتك أركض
ابتسم مشاري بخفوت، وكملت وجد: خلّه يعرف إن ميشو خط أحمر! إلا العشير
مشاري سكت ثواني ونطق: وش جذبك فيه؟
سكتت وجد تجهل الرد وكمّل مشاري: لا تحبينه، كان ودك تحبين حبّي أي أحد إلا هو
وجد ابتسمت تناظره ثواني ونطقت: انت دايم كذا
مشاري عقد حاجبه بعدم فهم: كيف يعني؟
وجد بضحكة: تتذكر واحنا صغار؟ كنت تزعل إذا حبيت شيء انت ما تحبه
صدّ مشاري، وكمّلت وجد: خليتني أحب كابتن ماجد وانا ما كنت أحبه!
ابتسم مشاري، وابتسمت وجد: خليتني أحب حليب الفراولة لأنك كنت تحبه، شنطة المدرسه حقت سبايدر مان تذكرها؟
هز راسه بابتسامه، وكملت وجد: اشتريت سبايدرمان لأنك تحبه!
نطق مشاري يدافع عن نفسه: كنت أبيك تشاركيني الأشياء اللي أحبها!
ضحكت وجد: وما زلت، كبرت على هالعاده وما زلت أحب كل شيء تحبه
سكت مشاري يحس بارتفاع نبضاته، وكمّلت وجد: لكن مشاعري لسعود شيء ثاني، قاعده أعيش وأجرب مشاعر جديدة علي ما ودّي شيء يأثر عليها
بلع مشاري ريقه بدون رد، وناظرته وجد: أبغى اكتشف هالمشاعر وحقيقتها بنفسي
مشاري نزّل نظراته للشاش: ما يستحقّك
مشاري رفع نظراته لها يكمل كلامه: كثيره عليه انتِ، ضعيف قلبه ما يقوى حبك، ما يحبك إلا اللي قلبه قوي
ناظرها ساكته تجهل الرد ونطق يغيّر الموضوع: عمومًا لو يعورك بعوّره، ولو يرتفع حسه عليك مره ثانيه كسرت فمه
ابتسمت وجد وقامت: يكفيه اللي جاه، كمّل شغلك بتّال من اليوم يسأل عنك
هز راسه مشاري يشوفها تطلع من عنده تتركه يشوف شغله
وتسنّد بتنهيده يناظر مكانها الفارغ وعلبة الإسعافات الأولية على مكتبه

مشت وجد متجهه لغرفتهم وانتبهت لتميم اللي تقدم باتجاهها
وسأل: وش فيه مشاري؟
وجد عقدت حاجبها: وش فيك انت؟ صاير شيء بينكم؟
تميم تنهد وكرّر سؤاله: وش فيه؟ متضارب مع مين؟
وجد مشت لغرفتهم: اسأله بنفسك
تميم مسك ذراعها: علميني طيب فيه شيء؟
وجد ناظرته ثواني ونفت: ما فيه شيء بس جرح بسيط
صد تميم بدون ردّ، ونطقت وجد: شوفوا لكم حل وضعكم هذا مو عاجبني ولا علمت عليكم أبوي راجح
مشت وجد ومشى خلفها تميم: طيب مين ضربه؟
وجد التفتت: ليه وش بتسوي؟
تميم: بكسر راسه ويده اللي انمدت عليه
وجد بتنهيده: لو فيك خير كان رحت شفت مشاري بنفسك
نطق تميم بيتكلم وسكت من انفتح باب الغرفة وطلعت منه حنين وخلفها هاجر
حنين فز قلبها من انتبهت لوقوف تميم اللي ابتسم لها بخفوت
والتفتت هاجر لوجد: زين جيتي! كنا طالعين ندوّرك
وجد بتساؤل: وين بتروحون؟
هاجر: بننزل للبوفيه ناكل، تجين؟
نفت وجد بخمول: ما اشتهي شيء أبغى انام
ومشت وجد بعد ما ودّعتهم ودخلت الغرفة تسمع صوت الهدوء وتناظر تهاني النايمه بمكانها والتفتت لسرير وتين الفارغ وعرفت إنها عند عناد
رمت نفسها على السرير بتنهيده وغمضت عيونها تسترجع أحداث اليوم
تتذكر سعود وثقل كلامه على قلبها، ما فاتتها نبرة صوته ولا فاتها مقصده من كلامه، تدري بإن هدفه الأول هو النقل و تحاول تساعده قد ما تقدر، تدري بإنه وحيد أهله و ودّه ينقل ويكون معهم لكنه زعّلها، وسعود يدرك إنه تمادى وزعّلها بتصرفاته
التفتت وجد لرسائل سعود لها واللي كانت
"نمتي؟ ابغى اتكلم معك بكره الصبح"
غمضت عيونها يمرّ في بالها كلام مشاري
"ما يستحقّك"
"كثيره عليه انتِ"
"ما يحبك إلا اللي قلبه قوي"

مشى عناد بالممر وبجنبه وتين بعد ما أنهوا مشاويرهم
والتفتت تسمعه يضغط على الولّاعه بتكرار، يراقب شعلتها بابتسامه
وتين: شفت بيدك ولّاعات كثير بس أول مره أشوفك مبسوط عليها!
عناد ناظرها: هذي غير، لأنك اشتريتيها لي
وتين رفعت باكيت الدخان بيدها: بس أخذت منك شيء ثاني، روح نام يا المعتوه
مشت وتين لباب غرفة البنات وناداها والتفتت له بفضول
ونطق عناد: غرفة ٤١١ نبَت فيها نعناع
وتين بضحكة: وكذا يعني بصدقك وأجيك؟
مد لها كرت الغرفة: بتجين، بطلب لنا عشاء ونتكلم عن المشروع
أخذت وتين الكرت منه، وكمّل عناد: اسبقيني، بروح أشوف مشاري وتميم
وتين بتساؤل: صاير لهم شيء؟
عناد بتنهيده: أول مره يتهاوشون، بشوف وش الموضوع
هزت راسها وتين ومشت باتجاه الغرفة اللي حجزها عناد لهم
ومشى عناد لغرفة العيال ودخل يشوفها فارغة وعقد حاجبه باستغراب، وطلع يناظر جواله ويدق على تميم ويتلفت حوله
مشى باتجاه مكاتب الموظفين والمتدربين ووقف مكانه من لمح تميم يتكلم مع اثنين من المتدربين
ووصله صوت تميم يسألهم بحدّه: اللي تضارب مع مشاري من هو؟
المتدرب: ما عندي علم عن اللي صار
تميم التفت للمتدرب الثاني بغضب: وانت؟ ما تعرف من هو؟
عناد قاطعهم يسحب ذراع تميم: معليش شباب امسحوها بوجهي
تميم التفت لعناد اللي يسحبه: وش اللي امسحوها واحد منهم متضارب مع مشاري!
عناد مد يده يضرب راسه: اللي متضارب معه انت يا غبي
تميم مسح على راسه بألم، والتفت عناد للمتدربين: وين مشاري؟
المتدرب: في مكتبه
سحب عناد تميم ومشى معه يتجه لمكتب مشاري
وقف تميم مكانه: ماني داخل
عناد سحبه بإصرار: بتدخل!
نفى تميم وتراجع ومسكه عناد يسحبه بكل قوته وفتح الباب يدخل مكتب مشاري اللي رفع راسه وفزّ من انتبه لتميم خلف عناد
عناد ابتسم: ارحب استاذ مشاري عسى ما قاطعناك
تميم صدّ يناظر حوله، و نفى مشاري: حياكم
عناد جلس والتفت لهم: تركتكم شوي ورجعت لقيت كل واحد يسوي نفسه ما يعرف الثاني
سكت مشاري ونزّل نظراته لأوراقه، وكمّل عناد: وانت مين مفقّع وجهك؟ هذا كله من تميم؟
مشاري لمس ملامحه: وش فيه وجهي؟
تميم أشّر: الجرح اللي في حاجبه ما هو مني، انا بس عطيته وحده في خشمه
عناد التفت لتميم: ومبسوط؟
سكت تميم يزمّ شفايفه، كانت تعابير الندم واضحه بملامح تميم وتصرفاته، يشدّ على يده بغضب كل ما لمح حالة مشاري وجرح حاجبه وكدماته الخفيفة
عناد التفت لمشاري: قوم عطه وحده في خشمه وتراضوا اخلصوا علي
مشاري نفى: تنكسر يدي ولا أمدّها عليه
قطع عليهم صوت جوال عناد ووقف يناظر اسم بتّال
والتفت لهم: تراضوا وحلّوا مشكلتكم!
مشى عناد يطلع من المكتب و ردّ على بتّال ووصله صوته: هلا عناد
عناد: سم
بتّال: كلمتك بخصوص سؤالك عن شدّاد، بحثت عن أبوه عبدالله
سأل عناد: وش لقيت؟
بتّال: عبدالله ما عنده غير شدّاد، ما عنده بنات
عقد عناد حاجبه: كيف يعني؟ و خواته؟
بتّال: ما لقيت شيء عن خواته، عبدالله مات وشداد توه صغير، يمكن أم شدّاد تزوجت عقب وفاة أبوه

عند وتين اللي جالسة بالغرفة تنشغل بجوالها بملل وتنتظر عناد
التفتت لصوت الجرس وقامت تفتح الباب
طلّت براسها تشوف الفراغ حولها، ونزّلت نظراتها من انتبهت للظرف اللي على الباب وأخذته باستغراب
قرأت المكتوب عليه واللي كان "خاص لوتين"
عقدت حاجبها ودخلت تفتح الظرف بفضول…
تميم رفع نظراته لمشاري اللي يحاول يشغل نفسه بأوراقه
ونطق تميم: مين اللي تضاربت معه؟
مشاري ناظره: عشان تروح تضربه؟ ماني معلمك
سكت تميم ثواني ونطق: ما قصدت أضربك، أعماني الغضب يوم شفت صورة وجد معك وقلت لي إنك تحبها
أبعد مشاري نظراته عن تميم بدون رد، وكمل تميم: وجد دايم تردّد لي "انت ومشاري واحد" تشوفك مثل ما تشوفني وتحبك مثل ما تحبني
هز راسه مشاري: أدري
تميم بتنهيده: وجد ما تخاف من شيء من صغرها وهي تحب بصوت عالي، تبيّن حبها لكل شيء تحبه بدون خوف
بلع مشاري ريقه يفهم كلامه، وناظره تميم: و هي لو تحبك كان قالت إنها تحبك
وقف تميم من مكانه ينهي كلامه: بس وجد تشوفك مثل أخوها، لو استمر وضعك كذا بتخسرها، وتخسرني
انقبض قلب مشاري يشوف تميم يصد ومشى يطلع من المكتب بهدوء، وسنّد راسه وغمض عيونه بتنهيده

قرأت المكتوب عليه واللي كان "خاص لوتين"
عقدت حاجبها ودخلت تفتح الظرف بفضول وجلست تناظر محتواه
وارتعش قلبها من شافت الصورة واللي كانت صورة قبر يغطّيه التراب
وانتبهت للكلام المكتوب خلف الصورة واللي كان
"مكان أمك اللي دوّرتي عليه كثير، دعواتك لها بالرحمة"
وارتجفت يدينها تشد على الصورة بقوه ووصلها صوت الباب
ودخل عناد اللي نطق: تأخرت عليك؟ طلبت لنا عشاء و..
سكت من انتبه للظرف بيدها وتقدم يشوفها تناظر الفراغ بجمود
جلس جنبها باستغراب: وتين؟
رفعت نظراتها له وانقبض قلبه يلمح الانطفاء في عيونها
يدوّر لمعة العسل اللي يحبها، لكنه ما يشوف غير احمرارها
أخذ الظرف من يدها يناظر محتواه ووسع عيونه بذهول
وتين نطقت: أمي ميته
ناظرها يسمع نبرة الأسى بصوتها لأول مره، يلاحظ ارتجاف رمشها
و كرّرت وتين: أمي ميته، أمي ميته طول هالوقت
ضربت وتين صدرها بتكرار تحس باختناق أنفاسها وثقل جوفها، عاشت حياتها تنتظر أمها و تتخيّلها، فكّرت في مُختلف الاحتمالات وتقبّلتها وكان احتمال موت أمها ضئيل لكنها تستبعده في كل مره تفكر فيه، تثق بإن أمها حيّه وراح تقابلها بحياتها، تعيش على قيد الأمل وتستمد قوتها من فكرة وجود أُم بحياتها ولو إنها وهم
وتين ضربت صدرها باختناق: قال لنا شدّاد إنها تركتنا وراحت ما دريت إنها ميته من الأساس
عناد تقدم يمسك يدينها يمنعها تضرب نفسها، يحس بارتجاف جسدها وبرودة يدينها رغم احتراق جوفها
عناد نطق: ناظريني
ناظرته ولانت ملامحه من انتبه لدموع عيونها العسلية
صورة قبر أمها كانت الشرارة اللي سبّبت انفجار رُكامها، كتمت داخلها واختنقت بدُخان جوفها ليالي طويلة ونزلت دموعها بعد ما منعت نزولها سنين، وانهارت قواها واستسلمت تبكي بصوت مسموع لعناد اللي سحبها يحضنها بكل قوته
ونطقت وتين بين دموعها: تخيلت لقاءنا كل ليلة، تخيلت ملمس يدينها وحضنها، تخيلت صوتها وملامحها وعشت عمري كله وأنا انتظرها
ابتعد عناد يمسك وجهها يناظر انهيارها بين يدينه
وكملت وتين ببكاء: ما صار اللي تخيلته، ما صار يا عناد طلعت ميته
نزّلت راسها تسنده على كتفه وبكت بعلوّ صوتها، تحس بإنكماش قلبها داخل جوفها، تلفظ آلامها على هيئة دموع حارقه وكأنها جمر اشتعل داخلها سنين طويلة
غمض عناد عيونه ورفع راسه يبلع عبرته، حاوطها بيدينه يحضنها ويسمع شهقاتها اللي أوجعته، اعتادها قوية ما تبيّن ضعفها لأحد كانت تبهره قوتها وتتناغم مع قوّته وعناده لكن منظر دموعها قدامه هدّ حيله ونهش جوفه، تفقده صوابه ويرتعش قلبه كل ما زاد بكاءها
ثواني و تراجع يلمّ وجهها بين كفوفه يناظر انسياب دموعها على خدّها وبلَل رموشها، مسح دمعها بأصابعه تضيع منه الحروف والكلمات ويهدّي انهيارها بلمساته، ذاق طعم الفقد وبكى جنب أمه بين النيران ويعرف مُرّ شعورها و حسرتها
التفت يناظر الظرف ونطق: مين أعطاك إياه؟
وتين مسحت وجهها تاخذ نفس: لقيته عند الباب
التفت لها عناد يناظرها ثواني، وتقدم يشوفها تناظره بخمول
مسك طرف فكّها و قرّب يبوس عينها وغمضت وتين تتحسّس حنانه و مواساته لها بطريقته، التفت يبوس عينها الثانية وابتعد مسافة قليلة يناظرها مغمضه عيونها يسيل منها بقايا دمعها
مسحه بإصبعه وهمس: حلفت يمين لأضيّق حياة اللي يضايقك
فتحت وتين عيونها تناظره بصمت، وكمل عناد: قلت لك بولّع في قلبه!
نزّلت وتين نظراتها ليدينها من حسّت فيه يحط الولّاعه وسطها ويشد عليها، ونطق: نولّع فيه مع بعض

في الدمام
نطقت فريدة: متأكد من اللي سويته يا شدّاد! انت تخرب اللي بنيناه سنين
شدّاد ناظرها بغضب: حاولت اكسرها وما فاد! ما يكسرها غير حقيقة موت أمها
فريدة بقلق: اذا عرفت موت أمها يمكن تعرف كيف ماتت!
شدّاد قاطعها: ما هو ذنبنا كيف ماتت! ذنب البزر ولد عايشة
فريدة بتنهيده: واذا انكشف موضوع الورث اللي خبّيناه سنين؟ كل هالخير والغنى اللي احنا فيه منه، تبي تخسّرنا كل هذا؟
شدّاد نفى: وتين ما تقدر تسوي شيء
فريدة: اعترف يا شدّاد ، وتين قوية و الحين صار عناد معها
شدّاد سكت ثواني ونطق: هذي المشكلة، عناد معها

تسنّد عناد على السرير يحاوط وتين ويشدّها بحضنه أكثر
سنّدت وتين راسها على كتفه ورفعت الولّاعه بيدها تضغط عليها بشرود، تحس بذقن عناد على راسها ويدينه تتلمّس حروق ذراعها
ونطقت وتين: متى نروح؟
عناد: متى تبين؟
وتين ضغطت على الولاعة تناظر شُعلتها: بكره
عناد هز راسه بصمت، وثبت ذقنه على كتفها: ناظريني
رفعت وجهها له وناظر عناد هدوء ملامحها بعد انهيارها وخمول عيونها اللي يدوّر فيها لمعتها في كل مره يناظرها، وكأنه يعيش وسط لمعة عسلها ويموت من يلمح انطفاءها، تنهد يسمع صوت الهدوء بينهم بعد ما تركها تبكي وتنهار بحضنه
ونطق عناد: لازم أعلمك عن شيء
وتين ناظرته بفضول، وكمّل عناد: سألت عن أمك الله يرحمها، ووصلني كلام إنها ماهي اخت شدّاد الشقيقة، أمك تعتبر اخته من أب ثاني
وتين بذهول: كيف عرفت؟
تلمّس عناد خصلاتها يرفعها خلف اذنها: طلبت من بتّال يبحث وعرفت منه، كنت أبي أدور أمك عشانك
وتين: عشاني؟
عناد ناظر لمعة عيونها، وابتسم بخفوت: عشانك، وعدتك قبل زواجنا وقلت لك بتلاقين أمك وكنت ناوي أحط معلوماتها بين يديك بنفسي، بس…
قاطعته وتين تحاوط رقبته وتحضنه بصمت، و شد عليها يفهم ردّها ويحس بشعورها، تدري بإنه يحاول عشانها ويحارب معها وتدري بإنه يوعد ويوفي بوعده عشانها
غمضت عيونها تحس باندماج نبضاتها مع نبضاته الواضحة وغمض عناد عيونه يشمّ ريحة عطرها دقايق وناظرها تستسلم لنعاسها وتعبها وتغفى بحضنه بهدوء.

يوم جديد أشرقت شمس صبحه بعد ظلام الليل وعتمته
مشت وجد تتجه لمكتبها تنجز شغلها الأخير في فرع البحرين
انتبهت لوقوف سعود اللي ينتظرها وتذكرت رسالته ليلة أمس
تقدم سعود من شافها: توقعت ما راح تداومين عشانه أخر يوم
نفت وجد: لازم أداوم بتّال بيزعل لو غبت
هز راسه سعود يلاحظ برودها معه، ونطق: اسف
وجد ناظرته بدون ردّ، وكمّل سعود: تماديت أمس وقلت كلام ما ينقال لكن انتِ تدرين عن ظروفي وبُعدي عن أهلي
وجد رفعت نظراتها من انتبهت لمشاري اللي يمشي خلف سعود بمسافة بعيدة متجه لمكتبه، ووقف مشاري يناظرها واقفه من سعود
ما كانت منتبهه لكلمات سعود لها، كانت تناظر مشاري ونظراته المُربكه لها، تتذكر كلماته أمس وتتكرّر بمسامعها مثل الصدى
"ما يستحقّك، كثيرة عليه انتِ، ما يحبك إلا اللي قلبه قوي"
ما أبعدت نظراتها عن مشاري، يناظرها وكأنها النظرة الأخيرة
يدرك سبب وقوف سعود معها بهالوقت ويدري بإنه أخر يوم يجمعها مع سعود بنفس المكان، ويدري بإن سعود ما راح يضيع الفرصة
نطق سعود: وجد أنا مُعجب فيك
سكت سعود يشوفها شاردة تناظر خلفه، والتفت يتبع نظراتها وطاحت عينه على مشاري اللي صدّ من التفت سعود ومشى يكمل طريقه….
نطق سعود: وجد أنا مُعجب فيك
سكت يشوفها شاردة تناظر خلفه، والتفت يتبع نظراتها وطاحت عينه على مشاري اللي صدّ من التفت سعود ومشى يكمل طريقه
و نطقت وجد تستوعب كلامه: انت معجب في علاقتي مع خالي بتّال مو فيني
نفى سعود: في البداية كنت كذا، الحين لا
سكتت وجد، وكمّل سعود: قلت لك بغيت أنقل عشان أهلي والحين أبغى أنقل عشانك، اليوم أخر يوم لك هنا وبتنقلين للخُبر وأنا بثبت نفسي وبنقل معك قريب
سكتت وجد تحس بشعور غريب عليها، ما زال فكرها عند مشاري ونظراته
ناظرته بابتسامه خافته: الله يوفقك
و ابتسم سعود: بيننا تواصل؟ حتى لو رحتي للخبر بيننا تقارير كثيره نساعد بعض فيها
ابتسمت وجد وهزت راسها بالايجاب ومشت تكمل شغلها تاركه سعود يناظرها لين اختفت عن أنظاره
رغم إن مشاعرها لسعود وإعجابها ما زال في قلبها إلا إنها تدرك تغيّر نظرتها له، تحس بالحذر معه وتبرد معاملتها معه أكثر
التفتت وجد لصوت شموخ اللي نادتها وابتسمت تسلم عليها
شموخ: سمعت انه أخر يوم لك صج؟
وجد بتنهيده: أخر يوم أخيرًا
شموخ: عاد لا تقطعين التواصل! زوريني متى ما لقيتي فرصة
هزت راسها وجد بابتسامة، وسألت شموخ: والأثوَل بعد بيروح معكم؟
وجد بضحكة: بيجي معنا كم يوم ويرجع هنا، ليه؟
شموخ رفعت أكتافها: قلت أشوف اذا بيروح أو لا عشان أخذ راحتي بالتأخير
ضحكت وجد، ووصلهم صوت بتّال: التأخير يا أستاذة شموخ يوصلني يوميًا على الايميل
شموخ فزّت والتفتت له: كنت أمزح!
كتمت وجد ضحكتها ومشى بتّال يناظر شموخ بابتسامه ويكمل طريقه لمكتبه تحت نظرات شموخ المكشّره
والتفتت لوجد بهمس: ويع! أدري إنه خالك بس ما ينبلع كلش
وجد بضحكة: بالعكس بتّال رهيب! لكنك عرفتيه بعد ما صدم سيارتك طبيعي ما تبلعينه
تنهدت شموخ بدون رد، وسألت وجد: على طاري سيارتك وش صار عليها؟
شموخ: طلعت من الورشة اليوم أخيرًا
مشت وجد مع شموخ تقضي وقتها يشتغلون ويسولفون مع بعض.

٤:٥٠ م
تسنّد بابتسامه يشوفها تلفلف خصلاتها الكيرلي بأطراف أصابعها
تستعيد قوتها بعد انهيارها ليلة أمس وتوقف على حيلها من جديد
رفع الولاعة يلعب بها بيده: بنروح نولّع نيران وانتِ هنا تلفلفين شعرك
وقفت قدامه من انتهت: حلو شكلي؟
ناظرها ثواني ينقل نظراته بين شعرها وملامحها، يشوف لمعة العسل اللي يحبها ويلمح نظرات التحدي اللي اعتادها
ونطق : حلو، ما نحتاج ولاعة
ضحكت وتين تاخذ عبايتها، وكمّل عناد: نارك تكفي
ابتسمت وتين ومشت معه لباب الغرفة، وناظرته: بروح أشوف حنين قبل نمشي
عناد سأل: بتعلمينها؟
وتين سكتت ثواني بتفكير ونطقت: ما أقدر أخبي عنها شيء بعلمها بعد ما نرجع كلنا للمزرعة
هز راسه عناد و مدّ يده يمرّرها على خدها: انتظرك في السيارة
ابتسمت وتين ومشت تتجه لتوأمها تدري بتواجدها في الكوفي مع هاجر وتهاني، اتسعت ابتسامتها من لمحت حنين يوصلها صوتها وضحكاتها مع هاجر
مدّت حنين ذراعها من انتبهت لخطوات وتين وضحكت تستقبل حضنها لها تحت نظرات تهاني اللي عقدت حاجبها تسمع سوالف وتين مع حنين وهاجر
ونزّلت تهاني نظراتها لجوالها تكتب "علمتوها عن أمها؟"
وصلها الرد من فريدة خلال ثواني "علمناها"
تهاني كتبت باستغراب "كيف علمتوها وهي تضحك وتسولف قدامي ما كأنها تعرف شيء!"
فريدة شدّت على جوالها بغضب بعد ما قرأت رد تهاني، تدري بقوة وتين وتدري بإنها ما تنهار ولا تستسلم بسهولة
وتين ابتعدت عن حضن توأمها وناظرتها: بروح مع عناد مشوار ونسبقكم للخُبر، متى بتمشون؟
حنين بتفكير: بعد ما تخلص وجد دوامها بنمشي كلنا مع تميم ومشاري
هزت راسها وتين: انتبهي لنفسك
ناظرت حنين عيون وتين تلاحظ انتفاخها رغم إن وتين أخفته خلف الميكب والماسكرا لكن حنين لمحته بسهوله، توأمها وتعرفها تمام المعرفة لكنها ما سألت ولا تكلمت، تتراجع عن سؤالها كل ما ابتسمت وتين لها ويتطمن قلبها
وهزت حنين راسها بالإيجاب ووقفت وتين تودّعهم ومشت
ووقفت حنين تناديها والتفتت وتين تشوفها تمشي باتجاهها
حنين همست لها: انتِ بخير؟
وتين ابتسمت تطمنها: بخير
حنين التفتت تلمح سيارة عناد عند مدخل الفندق
ونطقت بابتسامه: تدرين صرت اتطمن إنك بخير لأن عناد معك
وتين التفتت لسيارته وابتسمت تشوفه يناظرها من بعيد
وكمّلت حنين: كنت عارفه زواجك من عناد راح يكون خير لك و لنا كلنا
ما شالت وتين عيونها عن عناد، وسألتها حنين: مرتاحه معه؟
وتين ناظرتها ثواني وابتسمت: مرتاحه
تقدمت حنين تحضن توأمها وشدّت وتين على حضنها بتنهيده
ونطقت حنين: روحي وخلصي مشوارك أبغى أشوف جَناحك من جديد! ولا تشيلين همي أنا مبسوطه هنا مع البنات
ابتسمت وتين ومشت بعد ما ودّعتها وركبت سيارة عناد بتنهيده
وسندت راسها: صعب، مدري كيف راح أعلمها
عناد حرّك السياره: قلتي لي إنها تكره أمكم لأنها تركتكم، لازم تعلمينها
وتين بلعت ريقها وصدّت تناظر الشباك، ومدّ عناد يده يمسك يدها ويشدّ عليها بصمت يحسسها بوجوده جنبها بأي طريقة
ونطق عناد: بنروح للمصنع كأننا زباين لشدّاد، نمثل على العمّال إننا نشوف جودة الخشب
ناظرته وتين باهتمام، وكمّل عناد: ومنها نشيّك على المكان، نشوف مداخله ومخارجه ونعرف أوقات العمل
ومدّ لها الولّاعه يختم كلامه: والليلة نولّع فيه
ابتسمت وتين تاخذها من يده: كنت بتنفذ هالخطة لحالك؟
هز راسه عناد والتفت لها: لين شفت دموعك أمس، بتنفذينها معي و جنبي
وتين ضغطت على الولاعة تناظر شُعلتها: ولو بلّغ عننا الشرطة؟ أكيد بيعرف اننا السبب
عناد ناظرها: تخافين؟
وتين ضحكت وابتسم عناد لضحكتها يفهم جوابها، ما تخاف ولا يخوّفها شدّاد، و رغم إن وجود عناد معها في حربها يطمنّها إلا إنه في نفس الوقت يقلقها، تخاف يتأذى عناد بسببها وتخاف تندم إنها أشركت عناد في صراعها مع شدّاد
شردت تناظر عناد اللي لاهي في الطريق، تنقل نظراتها بين ملامحه وخط خدّه المبتسم ويده المتشابكه مع يدها

في نفس الوقت في الدمام
مشى راجح شايل بيده الملف اللي انكتب عليه بخط عريض
"المحكمة العامة بالدمام"
الملف اللي انتظر أيام طويلة بصمت عشان يواجه فيه شدّاد
مشى بهيبته و شموخه يضرب بعصاه الأرض ويناظر طريقه يدلّ دربه لمكتب شدّاد الخاص فيه
وقف الموظف قدامه: استاذ شدّاد مشغول
راجح رفع عصاه يبعد الموظف: أنا اللي مشغول، أبعد عني
مشى راجح يكمل طريقه يفتح باب مكتب شدّاد اللي رفع راسه وعقد حاجبه بغضب يشوف راجح يمشي باتجاهه
راجح رمى الملف على المكتب: أبعد عن عناد والبنات
شدّاد ناظر الملف باستغراب وأخذه يناظر محتواه بربكه
و نطق راجح: موضوع الورث تحسب إنه يفوتني بسهولة؟ تسرق وتظلم سنين طويلة وتحسب ربي ما هو كاشفك؟
شدّاد وسع عيونه بغضب ينصدم من معرفة راجح عنه: من انت؟
راجح نطق يضرب بعصاه على المكتب: راجح آل منصور، كابوسك
سكت شدّاد وكمّل راجح: أقدر أجيب سواياك وماضيك بضغطة زر، ماني محاسبك على الورث بعد هالسنين بترك حسابك على رب العالمين، لكن جيت أهدّدك تبعد عن ولدي وبناتي
كرّر راجح: بناتي اللي انت ما حافظت عليهم وما صنتهم
شدّاد شد على الملف بيده: اطلع برا
راجح هز راسه: ما عندك رد غير انك تطردني، تدري بإن الغلط راكبك من راسك من يوم فكرت تمد يدك على ورث أخواتك، ماتوا أزواجهم في ليلة وحدة وجيت تحاشرهم بعيشتهم؟ ما استحيت على وجهك؟
شدّاد بغضب: أخواتي اللي تقول عنهم هذولي تركوني في عز حاجتي! طلبتهم فلوس و رفضوا يساعدوني
راجح هز راسه: لأنك ردِي، و الردي يبقى ردي
نطق شدّاد وقاطعه راجح يرفع عصاه: اقطع الصوت
والتفت بيطلع من المكتب وانتبه للدروع على الرف واللي كانت باسم شدّاد وإدارته لأعماله في النجارة والخشب
ورفع عصاه يضرب الرف ويطيّح الدروع وينثرها على الأرض وكمّل طريقه يطلع من المكتب يتجاهل كلمات التهديد من شدّاد.

لف سيارته يدخل أسوار المصنع ويزيد سرعته ينتثر التراب يمين ويسار السياره يسمع ضحكات وتين، تراجعوا العمّال يبعدون عن سيارة عناد اللي وقّفها قدام مدخل المصنع يصدح صوت كفراتها
و لبس نظارته الشمسية والتفت لوتين: دولاب عبايات؟
لف سيارته يدخل أسوار المصنع ويزيد سرعته ينتثر التراب يمين ويسار السياره يسمع ضحكات وتين
تراجعوا العمّال يبعدون عن سيارة عناد اللي وقّفها قدام المدخل يصدح صوت كفراتها
و لبس نظارته الشمسية والتفت لوتين: دولاب عبايات؟
وتين هزت راسها بضحكة ونزلت ونزل يمشي بجنبها يلفتون انتباه العمّال
حاوطت يدينها حول ذراعه تناظر حولها بابتسامه ومشوا يدخلون المصنع
ونطق العامل يرحّب: ايش حاب أساعدك فيه؟
عناد ناظر وتين: زوجتي ودها تفصّل دولاب وجينا نشوف شغلكم
العامل هز راسه ومشى يورّيهم أنواع الخشب وتصاميمهم
عناد ناظره بتساؤل: المدير شدّاد ما هو موجود؟
نفى العامل: استاذ شدّاد متواجد في المكتب الخاص فيه، نادر ما يجي للمصنع
وتين عقدت حاجبها بتمثيل: نودي! لون الخشب مو حلو
عناد ناظرها و قرّب بهمس: مين نودي لا يكون أنا؟
وتين ابتسمت تكرّر: نودي وش فيك؟ اللون مو عاجبني
عناد تنحنح يناظر العامل: هذي ألوانكم الوحيدة المتوفرة؟
العامل: نقدر نصمم لكم أي لون تحبونه
عناد التفت لها وعض شفايفه: أي لون تحبين؟
وتين بتفكير: نعناعي
هز راسه العامل، والتفتت وتين تناظر حولها وطاحت عينها على المواد المتراكمه في زاوية المصنع
وانتبه عناد لنظراتها وسأل: هذي المواد وش؟
العامل: مواد نستعملها لتلميع الخشب وطلاءه
عناد تقدم يناظرها يلمح كلمة "مواد قابلة للاشتعال" ورفع نظراته يشوف مخرج الطوارئ ويعرف مكانه، ورفع نظراته للسقف يتأكد من خلو المكان من كاميرات المراقبة
وابتسمت وتين تفهم نظراته، ونادته بدلع: نودي
عناد عض شفايفه يمنع ضحكته على الاسم اللي تناديه به
مشت وتين تحاوط ذراعه وناظرت حولها: خلنا نمشي
هز راسه عناد والتفت للعامل بتساؤل: متى أوقات العمل عندكم؟
العامل ردّ باعتياديه: من ٩ الصباح إلى ١٠ مساء
وتين سندت راسها على كتف عناد بهمس: بينامون كثير بعد اليوم
أخفى عناد ابتسامته ومشى معها بعد ما أنهوا جولتهم السريعة حول المصنع وطلعوا يركبون السيارة
ضحكت وتين من التفت لها عناد بذهول: وش سويتي داخل!
وتين سندت خدها على كفّها: مثّلت دور الزوجة
عناد بضحكة: و اسم نودي من ضمن الدور يعني؟
هزت راسها وتين: أكيد ولا ودك أناديك المعتوه قدامهم
ابتسم عناد: نودي أحلى
وتين ضحكت: تبقى معتوه
في البحرين
انتهى دوام وجد بعد ساعات من الشغل المتواصل ومشت تسحب شنطتها وخلفها البنات يتجهون لسيارة تميم اللي ينتظرهم وبجنبه سيارة بتّال
لانت ملامح وجد تشوف مشاري يمشي باتجاه سيارة بتّال
بدون ما يناظر خلفه، تتبعه بنظراتها تلاحظ هدوءه اللي ما اعتادته
اعتادت تسمعه يحارشها ويستفزّها بتصرفاته، بلعت ريقها تشوفه يركب سيارة بتّال تحت نظرات الاستغراب من بتّال والبنات
ما ركب بجنب تميم مثل العادة، تلاحظه يبعد نظراته عن تميم اللي شغل سيارته من فهم ان مشاري ما راح يجي معه
و بلع ريقه ينادي وجد: تعالي جنبي
ركبت وجد جنبه وركبوا البنات بالمقاعد الخلفية
ونطقت هاجر بقلق: وش فيه مشاري ليه ما جاء معك؟
تميم سكت ثواني و ردّ: يمكن عنده شيء يناقشه مع بتّال بخصوص الشغل
لمحت حنين الضيق بملامح تميم وعقدت حاجبها
و سكتت هاجر تحس بالغرابة والتوتر بين مشاري وتميم
و حرّك تميم السياره يتجهون لأراضي السعودية و مزرعتهم

في سيارة عناد الواقفة قدام المصنع بمسافة بعيدة
تسنّد يسمع صوت خالد عبدالرحمن مع وتين اللي تراقب المصنع من بعيد، ينتظرون نهاية دوام العمّال عشان ينفذون خطتهم
تمتم عناد مع الأغنية: وشلون ما أغليك وانت الذي علمتني حبك
ناظرته وتين تسمعه يغني بصوته الهادي، تحب بحّته وتحب نبرة صوته من يغني
تسندت تناظره يردّد الأغنية وهو يناظرها بابتسامه
"يا هاجسي، عشقي عيونك
اسأل وتلقى الجواب
في نظرة عيونك.. حبك يا مفتوني"
ابتسمت وتين والتفتت تناظر المصنع و تحس بيد عناد تشد على يدها، وتسمع كلمات الأغنية
"يا عذب الصفات، يا كل الحياة
صبرك علي، هذا قليل
مهما ترى من تضحيات.. هذا قليل
خل السهر لعيون من حبّك
خل العيون اللي لها عشقي تبَات"
ارتبكت نبضاتها تشوفه يناظر عيونها بدون ما يبعد نظراته عنها
ونطقت وتين تمد يدها لجواله: خلص دورك ابغى تايلور سويفت
ابتسم عناد والتفت يناظر المصنع يسمعها تشغّل أغانيها وتغني معها باندماج
انتبه لأنوار المصنع اللي تسكّرت وخروج العمال منه يشوفهم يركبون سياراتهم ويغادرون أسوار المصنع
التفت لها يشوفها تختار أغانيها باندماج: مشينا
وتين: دقيقه أبغى أسمع هالأغنية
عناد فتح الباب ونزل: نسمعها مع بعض بعد ما نخلص
تنهدت وتين ونزلت معه ومشت بجنبه وابتسمت من حاوط كتفها، و نزّلت نظراتها لخطواتهم المتزامنة تحس بارتفاع نبضاتها من اقتربوا لبوابة المصنع ويملأها شعور الحماس
عناد تقدّم يتسلّق البوابة، وتكتفت وتين تناظره: انتبه لا تطيح نودي
عناد ابتسم يناظرها من فوق: لو تسكتين عرفت أشوف شغلي
وتين تسندت على البوابة بضحكة، و نطّ عناد ببراعة والتفت يفتح البوابة لوتين
التفت عناد حوله يتأكد من خلوّ المكان، ومشت وتين تتلمّس الخشب بتفكير
ونطقت باستهزاء: قهر يعني مافي دولاب عبايات؟
عناد تقدم يرفس علب المواد القابله للاشتعال يتركها تنسكب على أرضية المصنع
والتفت لها: لو بتاخذين النعناعي حرقته من الحين
وتين رفعت حاجبها: وش فيه النعناعي؟ أحبه
عناد تقدم لها يعدم المسافة بينهم: مافي شيء تحبينه غير النعناع؟
سكتت وتين تناظر قربه لها و تشم ريحة المواد اللي بدأت تنتشر بالمصنع
ونطقت بتفكير: حنين، تايلور، نعناعه
عناد ابتسم يطلّع الولاعه من جيبه يسمعها تعدّد الأسماء اللي تحبها
و مدّ لها الولاعة: ومين بعد؟
وتين ابتسمت تاخذ الولاعة من يده تفهم إنه يترك لها أهم خطوة في الخطة واللي هي اشعالها للمصنع
ضغطت على الولّاعه وناظرت عناد تجاوبه: و انت
تركت الولّاعه المشتعله تطيح على الأرض في نفس اللحظة اللي تقدم عناد يلصق جبينه على جبينها بعد ما سمعها تحصره من ضمن أحبابها
ناظر عيونها العسلية ينعكس فيها لهب النيران اللي انتشر في زاوية المصنع يلتهم المادة المسكوبة على الأرض
وتين نطقت ما تبعد عينها عن عيون عناد: لازم نطلع
عناد غمض عيونه يتحسس جبينها على جبينه وقربها منه ويحس بحرارة المكان وكأن نار جوفه اجتمعت مع نار جوفها
عدم عناد المسافة أكثر وغمضت وتين عيونها تحاوط رقبته بيدينها و ارتفعت نبضاتها تحس بخشونة شعر دقنه الخفيف يلامس طرف خدّها برقّه، لفّ وجهه يدل طريقه لشفايفها
ومسك فكّها بيده بخفه وارتعش قلبه يحس باندماجهم
قطع عليهم صوت الضجيج القريب منهم والتفتت وتين من وصلها صوت القطوة والتفت عناد معها يناظر حوله
وتين شهقت: قطوه! وينها؟ ما اقدر أتركها هنا
عناد مشى يدوّر مصدر الصوت مع وتين اللي مشت تبعد الخشب
ونطق من لمحها: هنا
ومدّت وتين يدها تحاول توصل للقطوة اللي تراجعت بخوف
والتفت عناد يناظر انتشار النيران اللي كل ماله يزيد وتقدم يشيل الخشب بكل قوته يسمح لوتين توصل للقطوة
وارتبكت وتين تكلمها: تعالي!
مدّت يدها وعقدت حاجبها من انجرحت يدها من حافة الخشب الحادة وشالتها وتراجع عناد يترك الخشب
ومشى باتجاهها: تعورتي؟
نفت وتين ومشت تحضن القطوة ومشى عناد جنبها
طلعوا من البوابة والتفت عناد يشوف نظرات وتين للمصنع
وابتسم يلمح لمعة عيونها العسلية وهي تناظر حلم شدّاد تاكله النار مثل ما أكلت حلمها قدام عينها
حاوط كتفها يكملون طريقهم للسيارة ياخذون معهم انتصارهم على شدّاد وتاركين خلفهم نيران خسارته وخيباته، تطفي نار وتين وتبرد بعد سنوات من اشتعالها، تاخذ ثأرها منه وتحرق قلبه مثل ما حرق قلبها و ظلمها و تجبّر عليها وعلى توأمها سنين عمرهم كلها.
صدح صوت كفرات سيارته يوقف قدام المصنع المشتعل بعد ما وصله اتصال من العمّال اللي ساكنين حول المنطقة
ينتشر دخان المصنع ويلتمّون الناس حوله يراقبون لهب نيرانه
وصرخ شدّاد يركض باتجاه المصنع: طفوها! كلموا الدفاع
مسكوه العمال يمنعونه يدخل للمصنع وصرخ شدّاد بجنون
يناظر مصدر رزقه ومستقبله تلتهمه النار من كل زاوية
شدّاد صرخ: ليش ما كلمتوا الدفاع من بدري!
العامل: ما لاحظنا الحريق الا بوقت متأخر، النار انتشرت بكل مكان
التفت شدّاد وشد شعره بحسره، تراجع يناظر حوله ما يلقى أي مساعده، يشوف الحشد المتفرج وكأنهم يتأملون خيباته وخساراته
احتدت نظراته تطري في باله وتين، يتذكر حريق المستودع ويدري إن وتين تردّها له بأقسى طريقة، صرخ بقهر ورفس الأرض بغضب يتمتم بين أنفاسه: وتين!

وتين التفتت لعناد اللي وقف السيارة قدام البحر قريب من مزرعة راجح
وسألت: البحر؟
نزل عناد بابتسامه ونزلت وتين معه شايله القطوه بحضنها وتناظره يفتح باب الشنطه يطلّع العود
وضحكت بذهول: جبته!
عناد مشى يثبّت العود على كتفه: دايم معي، للحاجه
وتين مشت جنبه: والحين تحتاجه؟
عناد ناظرها: بعد النار اللي اشعلناها، نحتاجه
وتين ابتسمت ومشت معه لحافة الشاطئ تحس بالنسيم البارد يحرك خصلاتها
جلست بضحكة: حبيت الجدول، نحرق مصنع ونعزف عند البحر
عناد جلس جنبها: الجدول الجاي وش ودك؟ نحرق سيارته؟ بيته؟
ارتفعت ضحكاتها وابتسم عناد يحرك أصابعه على أوتار العود ونزّلت وتين نظراتها للقطوه اللي نامت بحضنها بأمان
وتين ناظرت عناد الهادي، يعزف بدون ما يغني ويناظر البحر بشرود
ونطقت تكسر الصمت: أقدر أفهم سبب كرهك للنار، أنا كرهتها لأنها أخذت حلمي كيف لو إنها أخذت أهلي؟
ناظرها عناد وبلع ريقه، ومدّت وتين يدها تمرّرها على ذراعه وآثار حروقه الجديدة
وكملت كلامها: ورغم كرهك للنار إلا إنك وقفت معي بوسط المصنع، و رغم إنك رجل إطفاء والمفروض تطفيها لكنك اشعلتها معي
عناد ابتسم: ماني رجل إطفاء أنا الحين في إجازة
وتين ضحكت وناظرته بعيون لامعه، وكمّل عناد: رجل إطفاء بس عندي دين برقبتي، أطفّي نار وحده وأشعل نيران لو يضايقونك
ابتسمت تناظر ابتسامته وخط خدّه وغمازاته اللي تحبها، تدري بضيق جوفه من دخان النار ولهيبها اللي وقف وسطه قبل دقايق، تدري بإنه ينازع ذكرياته ويبلع جمر عبراته، تدري بعداوته مع النار اللي أخذت أمه قدام عينه وتحس بشعور الفقد اللي يعيشه
تقدمت وحاوطت ذراعه تحط راسها على كتفه تعبّر له عن امتنانها بطريقتها
وابتسم يسند راسه على راسها ويكمّل عزفه، يعزف لها انتصارهم ويواسي حزنهم بين أوتار العود ونسيم البحر الهادي
في نفس الوقت كان شدّاد يعصف و يرعد ويحس بحريق المصنع داخل جوفه، دخل البيت يسكر الباب بكل قوته تزيد أنفاسه وتحتد ملامحه
فريدة مسكت قلبها تناظر حالته: وش فيك!
شدّاد مشى يحوم بالصالة بغضب: حرقوه، حرقوه
فريدة عقدت حاجبها: اجلس وفهمني وش قاعد تقول!
شدّاد ناظرها وارتفع صوته بجنون: المصنع راح! رزقنا الوحيد راح واحترق كله
وسعت فريده عيونها بصدمه تسمع شدّاد يسرد لها خبر خسارتهم وإفلاسهم، يخسرون الفلوس اللي نهبوها بلا ذمة ولا ضمير وعاشوا وتنعّموا من خيرها سنين طويلة، ودارت الدنيا وانتزعت من يدهم في ليلة وحدة
مسكت فريدة بطنها بشهقه وتقدم شدّاد بقلق يشوفها تتألم
وانهارت تطيح ومسكها شدّاد بخوف: فريدة!!

في مزرعة راجح
اجتمعوا كعادتهم في الصالة يلتمّون حول راجح وحصة اللي تهلّلت ملامحها تشوف أحفادها وعيالها حولها وحواليها
ونطقت بابتسامه: والله المزرعة بدونكم مالها طعم
راجح هز راسه: وأنا موجود تقولينها؟ كان انتظرتي لين أروح
ارتفعت ضحكاتهم، ونطقت غالية: وين عناد ووتين للحين ما جو؟
وجد: كلمت وتين تقول إنهم في الطريق
حصة ابتسمت والتفتت لحنين تأشر لها: تعالي يا بنتي بجنبي
ابتسمت حنين ومشت تجلس بجنبها تسمعها تسألها: علميني انبسطتي؟
هزت راسها حنين بالإيجاب، ونطق راجح يناظر تميم ومشاري: مندوب العشاء عند الباب، نزلوا صحون الذبيحة على ما يجي عناد
قام تميم وخلفه مشاري ينفذون أوامر راجح
ونطق بتّال بضحكة: ذبيحة كاملة عشاني رجعت؟
راجح ناظره بابتسامه: ماهي لك، انت تزوج ونجيب لك ذبيحتين
ضحك بتّال يحك جبينه، والتفتت غالية لبنتها لوجد: سولفي لي كيف التدريب؟

شال تميم الصحن الكبير بمساعدة مشاري اللي مشى معه باتجاه غرفة الطعام يتركون الصحن على الطاولة الكبيرة
والتفت مشاري: خذ صحن الفواكه
تميم شال الصحن الثاني: خذه انت انا معي هالصحن
مشاري ناظره: انا بروح أحاسب راعي المطعم! خذه انت
تميم نفى: ماهي مشكلتي
مشاري تقدم لتميم: وش مشكلتك؟
تميم ناظر جرح حاجب مشاري: مشكلتي مع اللي ضربك، علمني من هو
مشاري ترك صحن الفواكه: انت ما عندك غير هالموضوع؟
تميم ارتفع صوته: عندي غيره! بس بخلص من هذا أول
مشاري تأفف والتفت بيطلع، ونطق تميم: من هو يا مشاري
ناظره بعصبيه: مو شغلك!
تميم ضرب الطاولة: تخليه يضربك وتسكت له يا الرخمه؟
مشاري بغضب: ما سكت له مسحت فيه البلاط
تميم ارتفع صوته: أجل علمني
مشاري رفع اصبعه بتهديد: قصر صوتك
تميم رفس الكرسي يتركه يطيح: وش بتسوي؟
مشاري أخذ الملعقة من على الطاولة يرميها على تميم اللي تفاداها، تتبعها علبة الموية اللي ضربت راسه
ورفس تميم الكرسي يصوّبه باتجاه مشاري اللي تراجع و أخذ التفاحة من صحن الفواكه ناوي يرميها
وأشّر تميم: نعمة ربي، رجّعها
رجّعها مشاري وشال الصحن كله يبي يرميه
وصرخ تميم: يا المريض!
ارتفعت أصوات ضجّتهم توصل لمسامعهم في الصالة
والتفتت حصة باستغراب: وش فيهم؟
قامت وجد باستغراب ومشت باتجاه غرفة الطعام وخلفها غالية وحصة اللي مشت بعصاها تستغفر بهمس
تراجعت وجد من شافت الشوكة اللي طارت تضرب بالجدار جنبها
غالية: وش جاكم انجنيتوا!
حصة رفعت عصاها بتهديد: والله لو يشوفكم راجح ان يحطكم مكان الذبيحة انت وياه
تميم أشّر بغضب: هو بدأ
مشاري نفى: انت من اليوم تكلمني كأني أصغر عيالك
وجد عقدت حاجبها تشوف حالتهم الغريبة، ما صارت تفهم مزحهم من جدّهم، تشوف الصدود والاهتمام و بنفس الوقت تشوف المزح والجدّ بتصرفاتهم
ونطقت غالية بتهديد: نظفوا المكان وشيلوا الملاعق من الأرض!
بنفس الوقت وصل عناد مع وتين ومشوا يدخلون للصالة يسمعون ترحيب راجح لهم وابتسم عناد يسلم عليه
ووصلهم صوت الجدة حصة اللي رحبت تحضن وتين
والتفت عناد لحاتم اللي تقدم يسلّم عليه وطبطب حاتم على كتفه بصمت
مشت وتين باتجاه جلسة البنات بابتسامة
و شهقت وجد من شافت القطوه بحضن وتين: قطوه!
وتين ابتسمت: لقيناها ضايعه
شالتها وجد تستلطفها وتتلمّس حجمها: صغيره!
وتين مشت تجلس بجنب حنين تحاوط كتفها بابتسامه
وسألت هاجر: وش راح تسمينها؟ يا ويلك تقولين نعناعه
نفت وتين بضحكة: مو انثى، عناد يبغى يسمّيه نودي
تهاني حوّلت نظراتها لعناد اللي لاهي يسولف مع راجح وبتّال
ونطقت هاجر بضحكة: ذكر و يسمّيه نودي؟ ما أحس شخصية عناد
وجد مسحت على نودي: لايق عادي
هاجر بتفكير: كاتي و نودي
وتين نفت: نعناعه و نودي!
و التفتت حنين تشوف تميم يمشي بتكشيره وخلفه مشاري
و حوّلت نظراتها لابتسامات راجح من يشوف أحفاده حوله وضحكات حصة مع غالية وفاطمة
التفتت لانشغال البنات مع القطوة وابتسمت تستشعر مفهوم العائلة، تعتاد الصخب والضجّة بعد ما عاشت الهدوء والوحدة مع توأمها سنين
التفتت للعيال اللي جلسوا مع بعض، تتأمل الاهتمام الواضح بتصرفاتهم حتى لو طال الخصام وتنازعوا بينهم، تتأمل الحب والحنان بعيون حصة و راجح حتى لو بانت الحدّة والقسوة بأسلوبهم
مثل الحدة بعيون حاتم إلا إنها تلاحظه موجود حولهم دايم و يلبّي رغباتهم
وتين التفتت لحنين المبتسمة، تلاحظ راحتها وهدوءها
تجهل كيف تسرد لها حقيقة موت أمها وتخاف من اختفاء الراحة من ملامحها، وتخاف من حزن توأمها و انهيارها
التفتت وطاحت عينها على عناد اللي كان يناظرها من بينهم واتسعت ابتسامته من لمحها تبتسم له.
في المستشفى
فز شدّاد من طلعت الدكتورة وتقدم يسألها بقلق: وش أخبارها؟
الدكتوره: البيبي حالته غير مستقرة، لازم الأم ما يأثر شيء على نفسيتها أكثر وراح تكون تحت المتابعه عندنا كم يوم إلى أن تستقر حالة البيبي
شدّاد: أقدر أشوفها؟
هزت راسها الدكتورة: ايه، لكنها نايمة حاليًا
مشى شدّاد يدخل عند فريدة وعقد حاجبه يشوف حالتها وتقدم يجلس جنبها وشدّ على يده بقهر
ثواني و قام يطلع من الغرفة وأخذ جواله يتصل على راجح اللي أنهى عشاه وجلس في بيت الشعر يسمع سوالف حاتم والعيال
التفت لجواله وأخذه يرد عليه ونطق باستهزاء: فكرت في كلامي زين؟
شدّاد بغضب: جيتني تهددني بموضوع الورث، لكنه احترق كله
عقد حاجبه راجح بعدم فهم، وكمّل شدّاد بقهر: حرقه ولدك وزوجته حرقوا مصنعي! قلت لي أبعد عنهم لكن هم اللي ما أبعدوا عني
قاطعه راجح بحده يلفت انتباه العيال: لا تعور راسي! عندك رقم الدفاع المدني ولا ارسل لك عناد؟
شد شدّاد على الجوال بقوه: محد راح يحط نهاية لهالوضع غيري والله لأنهيكم و
قاطعه راجح يقفل المكالمة بوجهه ورمى جواله بتكشيره
ونطق حاتم: عسى ما شر يبه وش صاير؟
راجح نفى: كل خير وأنا أبوك، وين عناد؟

وقفت وتين قدام المرايا في غرفة عناد بعد ما أخذت شاور ولبست
نثرت شعرها تتركه على طبيعته والتفتت تاخذ الظرف اللي يحمل داخله صورة قبر أمها، ناظرت الصورة بشرود ثواني والتفتت تلبس عبايتها
ومشت بتطلع وتراجعت من انفتح الباب ودخل عناد
وسأل: وين رايحه؟
وتين: بصعد لحنين بنام عندها اليوم، واحشتني
عناد سكّر الباب خلفه وتسنّد عليه: بتعلمينها يعني؟
وتين بتنهيده: لازم أعلمها، بحاول أمهّد لها الموضوع
هز راسه عناد بتفهّم، ونطقت وتين: وخر عن الباب بطلع
نفى يسد عنها طريقها وتقدم لها يعدم المسافه بينهم يناظر عيونها
وتين التفتت تأشر: نعناعه و نودي هنا والله أفكهم عليك لو ما تبعد
عناد تلمّس خصلاتها المبلوله: ما قلتي كذا واحنا في المصنع
وتين ناظرته: كنت تحت تأثير النار
عناد ابتسم: أحرق الغرفة يعني؟
ضحكت وتين وابتعدت تسرع بخطواتها للباب ومسك ذراعها يسحبها له وارتفعت ضحكاتها وابتسم يحاوط خصرها ويقترب
ارتبكت نبضاتها تشم ريحة عطره اللي اختلطت مع ريحة عطرها
و ارتفع صوت نعناعه اللي كشّرت أنيابها على نودي بغضب
وفزّت وتين وابتعد عناد يعض شفايفه، ونطقت وتين: نعناعه ما أعجبها نودي
عناد رمى نفسه على الكنبه بتنهيده يشوف وتين تشيل نعناعه
وضحك عناد من هجم نودي على نعناعه وصرخت وتين تبعده: بس يا المعتوه الثاني انت بعد!
عناد: مين المعتوه الأول؟
قامت وتين: انت يعني مين!
ضحك عناد، ومشت للباب تطلع من الغرفة: بروح لحنين
تعليقات