📌 روايات متفرقة

رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم الثالث عشر 13 بقلم الرُبانة صفاء

رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم الفصل الثالث عشر 13 بقلم الرُبانة صفاء

رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم pdf الفصل الثالث عشر 13 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم pdf الفصل الثالث عشر 13 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم الفصل الثالث عشر 13 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم الفصل الثالث عشر 13. 

رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم

رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم الثالث عشر 13 بقلم الرُبانة صفاء.

حفلة التخرج

كانت التجهيزات لا تعلو عليها من فرط جمالها ومبالغتها بكل شيء استقبال وغيره وعزمت من معهم تشوف نفسها في ثراء و عز لان هذا اساس حياتهم تتمحور كلها على الاموال والنفوذ والقوة والسلطة ، ابتسمت سجى للمصوره تصورها ورفعت نظرها لندى اللي جت : تتوقعين المجنونه تيجي؟
سجى : اتمنى لا اوف ماودي تخرب حفلتي
ابتسمت ندى تعدل قبعه تخرجها : معليك اذا جت نخرب عليها قبل تخرب علينا
ناظرت لها سجى بحماس : نفشلها قصدك؟
ضحكت ندى اللي مازال قلبها مقهور من اخر ماصار فيها بسببها الحرق وشعرها والكوفي وامور كثيره تجمعت وماتبي الا تاخذ حقها منها بابشع الطرق ..

بيت مُهاب

وضعت حلقها الطويل تكتفي فيه تضع اخر لمساتها وهي تكلم جهاد وتسمعه من الاتصال : والله مو ضروري تروحين
ثُريا : اتصال مدته ساعه تتكلم عن نفس الموضوع بلبس عبايتي وبعدك تحاول
تنهد جهاد يعرف انهم يأذونها ونطق : ما اقول الا الله يقويك
ابتسمت تناظر لشكلها في المرايا : لا تخاف علي خاف مني
ابتسم جهاد بضحكه : والله اخاف
ضحكت وقفل ، وقفت تعدل فستانها الاحمر بفتحه جانبيه تصل لركبتها تتدلى اطرافه على اكتافها ويضم جسدها يرسم تفاصيله ، ثبتت شعرها من الامام وتركته ينسدل من الورى اخذت العطر اللي شافته امس هنا باسم "النور " وادركت انه جديد واخذته تبخه حول ثيابها وترفع حاجبها بدهشة من رائحته ، ابتسمت برضى من شكلها ورفعت نظرها لدخول مُهاب ببدلته كان ينتظرها لاجل يوصلها ويروح شغله ، ناظر لها بسكونه المعتاد من حُمرة شفايفها لحُمرة جسدها نزولًا حتى طلاء اظافرها لنور المشع من حولها ، كانت فتنة وهذي قضية لا جدال فيها ومشى نحوها بهدوء ساكن تجهل مايدور بذهنه ولا تفهم هذي نظرة اعجاب او نظرة اعتيادية رفع يده لاجل تمسك كفوفه اثناء نزولها من الدرج بصوت الكعب ونطق : نار و نور ؟
ابتسمت تمشي نحوه تمسك كفه بنزولها : لاجل ذا اسمه النور ؟
يعرف مقصدها وغايتها وسبب السؤال محوره العطر لانه شم رائحته من لحظة دخولها : يمكن ..
ابعدت يدها تلتفتت للمرايا الطويله في الصاله وهو خلفها يناظر لها من المرايا نطقت : رايحه احرقهم
هز رأسه يفهم غايتها : لا يكثرون الاصابات عندي قضايا واجد هالفتره
ابتسمت تناظر له من المرايا والتفتت نحوه : ما اوعدك يا نقيب بس بحاول
مشت تاخذ عبايتها تمشي نزولًا معه يسبقها صوت كعبها وضحكت من نظرات سمر لهم باعجاب : نار و شرار
مشى مُهاب يسبقها لسيارة ولبست عبايتها تسمع سمر : تحصني تكفين
ثُريا : عزمتك سجى ليه ماودك تروحين؟
سمر : ماودي والله بنات عمي بيروحون وش يفكني من اسئلتهم
هزت رأسها بفهم وطلعت ثُريا تركب مع مُهاب متجهين للاستراحة ..

الاستراحة ..

دخلت ثُريا تسمع صوت الاغاني والضحك والسوالف وتشوف التجهيزات المبالغ فيها جدًا مشت للحمامات تبعد عبايتها وتعدل شكلها وابتسمت تفتح الشنطه تشوف علبه الماء الصغيره اللي عبتها ديزل احتياط وضحكت تناظر للمرايا : يارب ما انجبر استخدمها
طلعت تمشي لهم بزولها وطولها وهيبتها تلفت الانظار تسمع الهمس عنها والتساؤلات من تكون ولمين يرجع نسبها !
ابتسمت تناظر لمجيدة وتقدمت تسلم عليها بضحكه سخرية همست مجيدة بإذنها : ياويلك تخربين هالليلة
ابتسمت ثُريا تقترب من اذنها : عندهم علم ان عقاب جاب فوقك ضرّه ؟
بلعت ريقها مجيدة وابتسمت ثُريا تبتعد تعدل لها دراعتها : اصحّك تفكرين تهددينّي مرة ثانيه احرقك قدامهم وانتِ حية ..!
وابتعدت تمشي تناظر لسجى : يا خريجة!
بلعت ريقها سجى تتقدم تسلم عليها : ماكان ودي تيجين
ضحكت ثُريا : جايه اصلح ليلتك ناقصها عريس والله
ابتعدت عنها تنفض يدينها امامهم وجلست تحط رجل على رجل تسمع وحده تنطق : ماشاءالله بنت مين ؟
ابتسمت ثُريا : سالم بن جبران آل زينّ
عقدوا حجاجهم بصدمه يلتفتون لبعض نطقت وحده : مو قالوا من سنين انها مجنونه وتعبانه في شهار؟
شدت على اسنانها ثُريا تسمع همساتهم " اي ترى مو صاحية "
" عقلها ناقص انتبهوا منها "
" الله يعطي عقاب اجره رضي فيها واعتبرها مثل بناته "
" تكسر الخاطر رغم ماشاءالله شكلها مايدل على ضرب عقلها "
" الله يشفيها ويرفع عنها "
شدت على يدينها تحسّ بالاختناق وتجاهلت كلامهم تبتسم بهدوء تناظر لهم تثبت بمكانها تزيد ثقتها تناظر لمجيدة ساكته تخاف تتكلم وتفضحها عكس ندى وسجى يضحكون ويتهامسون مع البنات وواثقه ان كلامهم كله عنها ، التفتت للبنت اللي نطقت : اي اسمك ثُريا صح ؟
هزت رأسها واكملت بتخطيط مع ندى : وش درستي؟
وقبل ماترد شيء بشيء نطقت سجى : شهادة ثانوي مايدرسون بشهار جامعه
رمشت ثُريا من ضحكت وابتسمت تهز رأسها بهدوء تمشي للحمام ورفعت جوالها تضغط على رقمه المسمى "٦٦" انتظرت رده بهدوء ..

كان بين فوضى مكتبه والملفات والقضايا ساهي يناظر لصور السيارة المحروقه من غير اي دليل ولا وجود لكاميرات صورتها ولا في تفسير الا انه فعل فاعل ورغم ذا صاحب السيارة "ياسر" انفى وجود اي عداوة له وسكت بشكوك انها مجرد حادثه ورغم ذا مافي اي دليل يجبرهم على فتح قضيه بسبب عدم دلائل انها فعل فاعل ، التفت لجواله لرقمها وعقد حجاجه يرد يقربه من اذنه ينتظر صوتها وبعد ثواني نطقت : كم يبي لك حتى توصل الاستراحة؟
رمش بهدوء مُريب : ربع ساعه او اقل
ابتسمت تناظر لنفسها بالمرايا : تعال وجيب معك فرقه واسعاف ومطافي
رمش يستوعب كلامها ونطق بعجلة : بنت لا لا ثُريا !
ناظر لجواله بعد انقطاع الخط وفز يسحب سلاحه وقبعته يطلع بعجلة ينادي : راجس !
فز راجس يركض يسمعه وهو يمشي : جيب الفرقه والحقني ودق على المطافي
وطلع بعجلة تاركه بعدم فهمه لشيء ورغم ذا طبق كلامه يركض يناديهم ..

بينما عند ثُريا طلعت الروج الاحمر تعدل حمرتها وتدندن بهدوء وطلعت ابدًا ماتنوي خير تشوف ندى تكلم سجى : القاتو وصل جوا الغرفه جهزيه وتعالي
مشت ندى ودخلت سجى الغرفه لحقتها ثُريا تمشي بهدوء ودخلت تغلق الباب تشوفها تصور معطيتها قفاها : ندى تعالي صوريني معها
ماسمعت رد والتفتت خلّفها بأستغراب فزت بخوف : ثُريا!
ابتسمت ثُريا تهز رأسها تمشي لها : ثُريا ..
ابعدت شنطتها تبتسم بتعابير وجهها المعتاده الساخره منهم : صحيح مادرسونا بشهار جامعه بس تعرفين وش درسونا ؟
رفعت يدينها لرأسها تشير بحركة الجنون : هبّال !
تراجعت سجى تناظر لها : مهبوله وش بتسوين!
ضحكت تمشي تهز رأسها : مهبوله وجايز لي هبّالي
دفعت الكيكة اللي كانت ادوار وصرخت سجى بصدمه تشوفها تسقط على الارض تخرب بعد ماكانت بابهى شكل وبكت بقهر من منظرها تقدمت تنحني ثُريا للكيكه واخذت بطرف اصبعها قطعها من الاعلى تقربها من ثغرها تتذوقها ونطقت بتقليد لطريقه كلامهم : لذيذة القاتو !
ابتسمت تاخذ بقبضه يدها قطعه كبيره وبعجلة اقتربت من سجى تمزج القطعه بشعرها وطرف وجهها وهي تشد شعرها تحركها يمين ويسار اثناء صراخ سجى وكلام ثُريا: مجنونة قلتي عني ؟ عيشي الجنون اللي تخافونه
دفعتها تطيح بالارض وابتسمت تاخذ شنطتها تمشي وقبل طلوعها التفتت لها : مبروك التخرج سجو !
وضحكت بعباطة تمشي طالعه وقفلت الباب عليها تتقدم لصاله الواسعه اللي فيها ستائر كثيره سحبت العلبه الصغيره بحقيبتها وابتسمت تصب بعشوائية على الستائر عارفه انهم برا وبيشوفون احتراقها بسبب الزجاج الكاشف عن ما بداخل واخذت الكبريت من شنطتها تشعل طرفه ورمته على الستاره لتنتشر النيران وبسبب نوعية قماش الستائر القابل للاحتراق بسرعه بثت نيران مُرعبه على طول الستائر وصولًا للكنبات ، لبست عبايتها ومشت بعجلة تصرخ : حريق يعالم حرييق اهربوا حرييق
التفتوا بفزع لنيران تبان من الزجاج وصرخوا يركضون كل وحدة تاخذ عبايتها واللي طلعت تركض وانتشر الصراخ ومشت ثُريا بينهم مبتسمه تطيح التوزيعات والزينات والاستاند تبتسم بشماته رفعت نظرها لمجيدة تصرخ تنادي : سجى بنتي يمه بنتي
وناظرت وقوف ندى عند المسبح تتصل بفزع واقتربت منها تدفعها بقوه تطيح بداخل المسبح ويطيح جوالها تحاول ترفع جسدها حتى تمسكت بطرف المسبح ، انحنت ثُريا لها بابتسامة : تضحكين علي بنتين اضحك عليك العرب يا كلبه
ودفعتها تغرقها زياده وابتعدت بعد سماعها لصوت سيارات الشرطة ونطقت : ياي زوجي الجنتل وصل خايف علي ياحياتي
وضحكت تمشي تطلع تشوف نزول العسكر ورجال المطافي وعائلات الحاضرين محاولاتهم يطفون الحريق اللي ماكان فيه ضحايا وبصوره متوسطه ، ابتسمت تشوف عقاب ومشت له تغير ملامحها للخوف : عمي بغينا نموت تخيل احترقت الاستراحة؟
تقدمت تحضنه اثناء وقوفه امام العسكر ورمش يدري انها تتقمس دور البراءة رفع يدينه على ظهرها : ماجاكم شي وانا عمك هدي
ابتسمت تبتعد عنه تهمس له : العقبى لك يا سفير ..!
رفعت نظرها لمُهاب ومشت بخطوات سريعه نحوه تتظاهر بالخوف : نقيب !
ادخلت يدينها تحاوط ظهره واستقر رأسها بصدره رمش يناظر لنظرات عقاب و راشد ورفع يد وحده يحاوطها بهدوء يعرف لعبتها وغايتها ومقصدها من كل هذي الفوضى ، ابتعدت عن حضنه ترفع رأسها له وابتسمت بهدوء له تسمع همسه : لا تبتسمين !
عضت شفايفها تحاول تمنع تبسمها : تبيني اخاف ؟
ناظر لها مطولًا بهدوء شابك يدينه خلف ظهره : خافي .. من خاف سلم ..!
عقدت حجاجها بتساؤل : من السفير ولا من النقيب ؟
اطال بنظره لها وبنفس الوقت منتبه لنظرات راشد وقدر يفسر غايته ونظره العاشق بعيونه واقترب منها يهمس في اذنها : السفير يدينه تنقطع ولا تطولك ، لكن النقيب مين يقطع يدينه عنك ؟
ابتسمت ترمش بهدوء تهمس له في اذنه : انا اقطعها ..!
ابتعدت تخفي ابتسامتها ومشت لسيارته تركب وتقدم يمشي للمطافي بعد ما اطفوا النيران يسمعهم :
هز رأسه يمشي والتفت لعقاب واقف امامه وتقدم نحوه يسمعه : قلت لك مجنونه لا تآمنها تحرقك وانت بدارك هذي مصيبه مكانها شهار
هز رأسه يبتسم باستفزاز : المصيبه هذي تخصني وحدي يا سفير ابعد عنها ..!
ومشى يتركه يركب السيارة وحرك بهدوء في صمت لدقايق قطعه بتساؤل ؛ من وين لك كبريت و ديزل ؟
ابتسمت بعدم مبالاة : اشياء بديهية ضروري وجودها بشنطة
ناظر لها بسخرية : عندك سكين ومسدس ؟
هزت رأسها تفتح شنطتها بتفكير : اي موجود
رفعت سكين من نوعية قابل للفتح والإغلاق : عندك سكين ورصاص وكبريت اي وبعد روج
هز رأسه بسخرية : الروج اكيد بالغلط حطيتيه
ضحكت تفتح مرايا السيارة وتقترب تفتح ثغرها بخفيف تجدد الروج والتفت لها بهدوء يناظر للون الاحمر الطاغي على شفاهها وللمعان ماله مثيل وابتسمت تلتفت له تبان صفوف اسنانها تسمعه : الجنون هذا يا بنت سالم نهايته شينه
شدّت على اسنانها تنطق بقهر : دعسوا على بساطي خذوني مضحكه شهار اسكت ؟ زين ما حرقتهم احياء بس معليك جاي هاليوم ان شاء الله
مارد يدري انها ماتوصل للحالة ذي من العدم وانهم اكيد تكلموا عن ماضيها وقصتها واخذوا معاناتها سخرية وهذا سوء حظهم انهم لعبوا معها انتظروا دموعها ومانزلت الا دموعهم ، القوة هذي ما اكتسبتها من عدم هذي جتها بعد ما طلعت روحها و ردّت مليون مرة هذي نتائج الضيّم و الوحدة وتجريح الليل للخد الناعم ، هذي جتها من بعد كفوف المصايب ودموع لين جفت مداميعها ، الشجاع تعرض لمليون خسارة وفقد كل شيء لين صار مافي شيء يخسره ، الشجاع خاسر لمعارك سابقه اخذت منه اغلى مايملك ، هي شجاعة من عقب كل الخسائر وهو شجاع من عقب كل المصايب وهذي معركة لا فايز فيها ولا خاسر معركة تنشلك من اقصاك وتهدك تهزمك في اضعف جزء فيك ، تهزمك من - قلبك - لان الانسان يقود معارك كثيرة لنصر ويقوده قلبه لهزيمة بنهاية ..
رفع يدينه يشغل اغنية يقطع هذا الصمت المريب لينتشر صوت عبادي بالمكان باللغة العربية الفصحى مع عوده الساحر " نالت على يدها ما لـم تنلـه يـدي نقشاً على معصمٍ أوهت به جَلَـدي، خافت على يدها من نبـل مقلتهـا فألبست زندها درعـاً مـن الـزردِ سألتها الوصلَ قالت لا تُغـرّ بنـا من رام منّا وصالاً مـات بالكمَـدِ "
ابتسمت لانها تعرف الاغنية ورددت في الكوبلية الثانية بصوتها الطاغي: "فكم قتيل لنا بالحُـب مـات جـوىً من الغرام ولم يُبـديء ولـم يُعِـدِ، وخلّفتنـي طريحـاً وهـي قائلـة: تأمّلوا كيف فعل الظبـي بالأسـد .."
ابتسم بخفوت لانها يدري ليه غنت هالكوبلية بضبط تردد باتساع : تأمّلوا كيف فعل الظبـي بالأسـد ..!
ناظرت لابتسامته وضحكت : اظهر اظهر انيابك يا أسد
ناظر لها مايظهر اسنانه في ابتسامته وضحكت : وش سوا الظبي بالأسد ؟
رفع حاجبه من مقصدها : اكل الاسد الظبي
ضحكت بشدة تهز رأسها برفض : توه ما مات الظبي مايموت قبل مايقتل الضبع
رفع حاجبه : السفير؟
ضحكت لانه فهم وابتسم حتى بانت انيابه رغمًا عنه و رغمًا عن عدم رغبته في ظهورها الا انها ضحكت تردد : يا أسد انت !
هز رأسه بفقدان امل من حركاتها واسلوبها وعيشها للحياة من غير قيود حتى بكلامها تمارس جنونها حتى بالحروف ، ومضى بطريقه لين وصل بيتهم نزلت تضرب تحية له تنطق : تعيش الحكومة ..!
هز رأسه وحرك بهدوء ابتسمت تمشي تدندن بروقان ماله مثيل ومن ما وصل له الحال وانتصارها الحارق دخلت تشوف سمر جالسه بالكنبة وساهيه تفكر بعيد وعقلها مو معاها ابدًا لدرجة نادتها ثُريا ولا ردت واقتربت منها بخوف : بنت علامك!
فزت سمر تناظر لها وتجمعت الدموع بعيونها ومشت ثُريا تجلس بجنبها بخوف : اشفيك ؟
ميلت جسدها تحضنها وبكت برعب لدقايق معدودات تركتها ثُريا تبكي على راحتها وابتعدت بعد وقت تمسح دموعها تشرب ماء ونطقت ثُريا : وش صار قولي لي اسمعك..
بلعت ريقها تتذكر اللي صار وتسرده لها ..

قبل اتصال ثُريا بمُهاب سلم مُهاب فراس اوراق ونطق بحرص : وصلها عند شدّاد تلاقيه ببيتي
وكان شدّاد في المستودع الخارجي جاء لانه يدور كم غرض هنا وبالفعل استجاب له فراس وراح بيت مُهاب يسلم الملفات وطلع بعدها يناظر لسيارة اللي دخلت وماكانت الا سيارة سمر راحت تاخذ لها كم غرض وتزور عمتها ، نزلت تمشي للباب الثاني وطلعت الاكياس كلها وكانت ثقيلة وحيل لكنها حاولت تتمسك فيها وتمشي، فزت بفزع بعد انقطاع كيس وطاحت منه علب غاريات اخذتها لها ولثُريا واغمضت عيونها بتعب لكنها سرعان مافتحتها بفزع من ظل شخص انحنى يجمع العلب ، رفع جسده بعد نزوله والتقت عيونه بعيونها ، ارتجفت برعب تعرفه وتتذكره وناظر لها بهدوء في يدينه الغازيات ، خوفها كان واضح وحيل كانها في مسرح جريمة وقبض عليها ، تجمعت دموع بعيونها من رعبها الملازم لها وتنهد يشوفها خافت وكانه بيفضح سرها ونطق : جيبي كيس احط الغازيات فيه
هزت رأسها برضى ومشت بعجلة تدخل تحاول تلتقط انفاسها من خوفها تنادي : خديجة اطلعي خذي الغازيات من رجل برا
هزت رأسها خديجة تطلع واغمضت عيونها سمر بخوف تتساقط دموعها حسّت ان قربه من اخوها بيكون هلاكها وبتكون تحت الخطر دائمًا وفي اي لحظة ممكن يفضحها وتلقى من مُهاب اشد انواع الصدمه والكره ..
بكت بتعب تناظر لثُريا تردف : دامه حولي ويعرف ماراح ارتاح والله وانسى
ثُريا بامر وغضب : يخسي يأذيك بعدين لو يبي يقول له كان قال له من اول واضح نسى وترك الموضوع لا تتعبين نفسك بتفكير
تنهدت تمسح دموعها واكملت ثُريا : وش كان اسمه ؟ فارس؟
هزت رأسها برفض : لا فراس
هزت رأسها ثُريا ونطقت سمر : وش بتسوين؟
ثُريا : ولاشيء قومي امسحي وجهك وعينّي خير واضح انه أصيل ورجال ولا اذاك من البدايه مستحيل يأذيك الان
هزت رأسها سمر تطمئن ومشت تطلع تنهدت ثُريا بتفكير طويل وموال مايخلص ..

قصر السفير

اغمض عيونه بتعب من كلام مجيدة اللي ماخلص من لحظة دخولها وختمته بقولها : خربت فرحت بنتك بسبب قرارك واجبارك نستحملها ! طول عمرك مخفيها عن العالم وراميها بمستودع اليوم صرت تحبها!
احتدت نظراته ووقف بغضب امامها : هذا كان قبل تتزوجه
مجيدة : مين هذا اللي مخوفك مين!
مسح وجهه بيدينه مايدري هالخوف وش مصدره : يخسي يخوفني ورع البارح ولكن زوجها ساطي وله مكانته نكسبها رفاقه ولا عداوه يكفي من عادينّاهم
ضحكت بصدمه منه : رفاقه ؟ بعد ١٧ سنة تتوقع تشوفنا اهل !
عقاب : زين معترفه بسواد افعالك فيها
تقدمت منه بغضب وقوة تجهل مصدرها : سواد افعالي بياض قدام سواد افعالك وجرايمك فيها ..!
شد على اسنانه يرفع يدينه يضربها كف من قوته لفت للجهة الاخرى تتسع عيونها بصدمه من هول قوته ورفع عقاب نظره على جهاد واقف توه جاي يشوف ابشع موقف ممكن يواجه بحياته أمّه تنضرب ومن ابوه !
مشى بقهر نحوه مايقدر يكبته : لا تلمس امي مرة ثانيه!
ضحك عقاب يمد يدينه يضربه كف ولا لف جهاد يناظر له بحرقه : اضربني واكسر رأسي واذبحني دامك تتحيل ان الدين يبيح لك قتل ولدك بس امي لا تلمسها..!
مد عقاب يده الا ان مجيدة مسكتها تبكي تبوسها : لا تكفى رجيتك لا اتركه
ناظر له جهاد بصدمه : امي ! اتركييه!
تجاهلته بخوف تفقد ضنى ثاني : تكفى اتركه عقاب تكفى
اغمض عقاب عيونه يستغفر وسحب يدينه يمشي طالع لغرفته بصمته ، اغمض جهاد عيونه بحرقه : ليه امي ليه!
بكت تحضنه بقهر : يمه لا تحرقون قلبي عليكم رجيتك لا تعانده وتقرب صوبه !
انزل رأسه بحرقه نطق : امي طول عمري اشوفك أحنّ قلب بالدنيا ليه عجزتي تحنين عليها ؟
عقدت حجاجها بأستغراب : على مين ؟
جهاد : ثُريا امي والله ماكانت تستاهل اللي صار !
جهاد : ثُريا امي والله ماكانت تستاهل اللي صار !
وقفت تبتعد عنه ؛ كل مصايبنا بسببها من يوم دخلت حياتنا لا ليلنا ليل ولا نهارنا نهار كسرت فرحت اختك وهبلت باخوك بحبه لها وابوك اللي عمره ماقدر يفكنا منها وتيجي انت بعد تدافع عنها ؟ تشتهون موتي انتم مايريحكم لين تدفنوني بسببها ؟
مشت تتركه تطلع واغمض عيونه بتعب يهمس : يارب تكفى يارب ..!
التفت على راشد اللي دخل بسكره و ادمانه ينادي : ثُرييا يا ثُرييا !
تقدم منه بخوف يرفع يدينه لفمه : اسكت يا كلب اسكت لا يسمعك ابوك
ناظر له راشد بعدم وعيه : تحبه شفتها معه تحبه ليه ماتحبني لييه لييه
سحبه جهاد يطلع لجناحه يسمعه ينادي " ثُريا " بعشقه المسموم ودخله الغرفه يشوف سليمة بمحرم الصلاه تتستر عنه وتنهد يحزن عليها يرمي اخوه بسرير وناظر لها باسف : وش حادك وانا اخوك ؟ اتركيه
سكتت تناظر له بحرقه ؛ هو مايقدر يترك ثُريا وانا ماقدر اتركه ..!
تنهد يطلع يتركهم متجهة لغرفته ..

بيت مُهاب ..

نزل من الدرج بهدوء خطاه وقفت سمر تناظر له تشبك يدينه بتوتر نطقت : مُهاب ؟
التفت لها من غير رد الا بنظراته ونطقت تشد على يدينه: عمتي جايه
عقد حجاجه بعدم فهم : وين جايه؟
شتت نظراتها عنه بخوف منه : هنا ..
مشى لها بعقدت حجاجه وعدم فهمه واستيعابه : هنا !
انفلت حبل ستر كلامها تنطق بسرعه وعجلة وخوف : والله هددتني وحلفت علي ارسل لها اللوكيشن رفضت والله اجبرتني قالت احرمك انجبرت والله
اغمض عيونه يتماسك يمتص غضبه لا يكفر فيها بعد ما اخفى بيته و موقعه وحياته سنين بحركة متهوره منها دخلت عمته اللي مابتتركه براحته بعد اليوم ورفع يدينه يمسح وجهه يسمعها تهمس : اسفه والله قلت لثُريا اول ماصحيت
وقبل مايرد التفت لنزول ثُريا من الدرج : اشفيك عليها مالها ذنب وبعدين خلّها تيجي البيت بيت ولد اخوها اكيد ما بتطردها!
رفع حاجبه يشوفها لابسه ومتجهزه وباحلى حليّه والتفت لصوت الجرس يتبع سمر : جت!
تقدمت خديجة تفتح الباب ودخلت جيهان مبتسمه بيدها هدايا وبصوت جهوري : بسم الله ماشاء الله عساه بيت عامر بالافراح والمسرات والاولاد والبنات يارب ..
ناظرت لهم واقفين يناظرون لها : افا محد يتناول من يدي!
مشى مُهاب نحوها ياخذ الاغراض : زارتنا البركة
ابتسمت تشوف ثُريا تتقدم نحوها : والله مابه بركة اكثر من هزول والطلّة تبارك الرحمن
ضحكت ثُريا تسلم عليها والتفتت لسمر : بزعل وانا
ابتسمت جيهان تفتح احضانها تحضنها : حي دلوعتنا والله الدار بلاك مابها حياة و مسرة
ابتسمت سمر : مسيو عميمه
جيهان : قامت تترطم بهالكلام الاجنبي
ضحكت سمر وتقدموا يجلسون وجلس مُهاب يسمعها : ودي اشره عليك لو ما عزمتني سمر ماكنت بتعزم عمتك؟ مالي قدر و قيمة عندك ؟
اعتدل بجلسته يفرد ظهره على الكنبة : حشاك عميمة لك مقامك وقيمتك لكنك خابره باللي انا فيه ماله لزوم الشرهات
هزت رأسها بابتسامة تناظر لثُريا : ماجيت علشانك اساسًا انت معادك الاولي انا جايه لظبي اللي قدامي
ضحكت ثُريا تخجل من مدحها بطريقه عذبه : افا يا نقيب عندك هالعمه ولا جبتها من اول ؟
تنهد ينحط في تجمع مايبيه ولا يستهويه وده يختفي من الوجود مثل ماكان طول عمره شخص خفي ، تقدمت خديجة بالضيافه وتأملت ثُريا علاقة سمر وجيهان ماعمرها حسدت احد على لحظة اكثر من شعور الآلفة اللي تشوفه الان ، شعور ام وبنتها انحرمت منه في صباها و شبابها، شعور ان حد يحبك ويتقبلك ويشتاق لك ويخاف عليك .. نظر مُهاب لها تناظر لأظافرها بهدوء ورفع نظره يسمع عمته : وش دارسه ثُريا؟
ابتسمت بهدوء تشد على كفوفها : حدي ثانوي
سكتت جيهان بغرابة اكملت ؛ البنت مالها الا شهادتها ليه ما كملتي ؟
ابتسمت بتظاهر مايبان كثر ايش موضوع حساس بنسبه لها ومرهق لاحلامها المسروقه : نصيب
ابتسمت تهز رأسه : وزواجكم عسى مثل ماودك وانزفيتي وفرحتي ولا جاك قصور ؟
عضت شفايفها تناظر لمُهاب وتنهد مُهاب يسمعها : ما سوينا زواج كان سريع
ناظرت لمُهاب بصدمه : افا تاخذ البنت من بيت عمها من غير ماترفع مقدارها لسماء؟
مُهاب بسكون وهدوء : حدّتنا الظروف الفرحه ماهي بتكاليف
جيهان : هذي عندكم انتم يا رجاجيل البنت ان مالبست الابيض وشافت اهلها حولها وصحباتها وانبسطت معهم ورقصت مب زواج
رفعت يدينها ثُريا لرقبتها تحس بالاختناق من هالسوالف ووقفت تبتسم : بجيب الشاي واجيكم
مشت للمطبخ والتفت مُهاب لعمته : عميمه ليه كل هالاسئله ؟
جيهان : ليه تمنع البنت تتكلم ؟ ولا حارمها من حقها ؟
وقف يمسح وجهه يناظر لسمر بغضب وعضت شفايفها سمر بتوتر ومشى مُهاب للمطبخ يشوفها واقفه سارحه تناظر لغليان الشاي بنسيان عنه ، تقدم يطفي النار وفزت تلتفت له تناظر له يحاول ينطق بشيء ويعجز يطلع
الحروف والكلمات والعبارات في ابسط الاقوال : معليك منها ..
كلمتين بس يحاول تصحيح بها ماحدث لكن ماكانت تكفي وابتسمت تضحك بسخرية : معليك منها !
رفعت يدينها تمسح وجهها تضحك : تعرف انها صادقه ؟ وش يزيدون البنات عني يوم ينزفون عن الاغاني ويلبسون الابيض ؟ وش انا قليلة فيه لاجل ما اعيش حياة زوجية سعيدة ؟ ادرس باحلى الجامعات واتخرج واحتفل ؟
كان واقف بوقفه عسكريه يضم كفوفه خلف ظهره يناظر لها بسكون يسمعها بسكون ابتسمت تكمل : بس لا ماكان لي نصيب في اي شيء حتى بالفرح وزواجنا مجرد اتفق مرده ينتهي وماتضيع حسرة عمتك ان شاءالله تزوجك وتزفك وتشوفك بالبشت
هز رأسه برفض مشى نحوها بهدوء يوقف امامها على مقربه : مايمديها تشوف ، تقتليني قبل تشوف ولا يا بنت سالم ؟
ابتسمت تهز رأسها بتذكر : متشوق على الموت بيديني؟
ابتسم بخفوت يناظر لها يعرف ان تعديل مزاجها بتحدياتها وممارسة الجنون معها : بكون أسعد مقتول بالعالم ..!
ابتسمت باتساع ترفع يدينها لكتفه : وبكون اسعد قاتلة بالعالم ..!
ناظر له بهدوء تتبادل معه النظرات ، لاشيء بينهم اكثر غموضًا وعدم إيضاحًا و فهمًا من النظرات بينهما ، لكنها انقطعت تفز تسمع جيهان : يازين من خلقكم وجمعكم فعلًا ثُريا ما تقارن بثرى
ابتسمت تناظر لها وضحكت جيهان : الشاي برد ببراده والحب حار باكوابه
ضحكت ثُريا بشدة تناظر لمُهاب تهمس له بين ضحكاتها: ياحلوها ماتدري اني اهددك بالقتل
ابتسم بخفوت يهمس لها : من الافضل محد يدري
مشت لجيهان تاخذ منها : عنك عنك
اخذتها تمشي لصاله والتفتت جيهان خلفها : يمه مُهاب تع..
انقطع كلامها تشوفه طلع وتركهم وهزت رأسها بفقدان امل : هارب عساه معك مب كذا يمه ثُريا
ابتسمت تناظر لها : لا تخافين اروض اسود
ضحكت جيهان باعجاب تهز رأسها : اي هذي البنت اللي تكسر رأسه يوم دريت انه تزوج خفت لا يكون ماخذ له من هالبنات الضعيفات ويضيعها بقسوته
ابتسمت ترفع رجل على رجل بيدها كوب الشاي : ظنك سوء يا عمه
ابتسمت جيهان : عاش من سماك ماكذب فيك
ابتسمت بهدوء تدري وتعرف ان شخصية جيهان طيبه وفطينه ولا قصدت بكلامها سوء ماغير انها تبي تتعرف وتلطف الجو ولا عرفت بطريقة صحيحة ورغم ذا ما شالت عليها لكنها ما زالت تضع خطوط بينها وبين علاقتها معهم كلهم ..
اليوم الثاني

دخلت السيارة تناظر لجهاد ساكت ويناظر امامه وتنهدت تردف : لومنيّ لومنيّ جت عليك
جهاد بتعب منها : ليه بس قولي ليه ! قلت لك لا تروحين دام نيتك شينة!
صرخت بقهر تناظر له : انا نيتي شينه ! اقولك رحت ولا في بالي اسوي شيء خواتك الشياطين السبب اخذوني ضحك تحسب بسكت لهم ؟ والله احرقهم !
جهاد بجنون : وليه تروحين من الاساس وانتِ عارفه هذي غايتهم !
ثُريا : لان ماعاش من يخوفني ويمنعني مكان ما تسوقه رجولي اروحه واللي يتكلم عني احرقه فاهم لو جاي تحط الغلط فيني وانت عارف كل شيء قولي انزل لان انت اخر حد اتمنى تحدني الظروف اهاوشه!
تنهد ياخذ نفسه يهدأ : اللي صار صار وانتهى
ناظرت له تشوف تعبه وشحوبه : وش فيك ؟ صار شيء ؟
وبعدم تحمل رفع يدينه يسحب ثوبه من جهة صدره : تعبت والله العظيم تعبت من هذي الحياة والناس والعداوة والحرب ابوي جهة وانتِ جهة وانا بنص اموت بنص وحدي اموت
رمشت تتنهد بتعب تناظر له : جهاد انت مو وحدك انا معك ما اخليك
اخذ نفس بتعب ترتعد رئته : انتِ تبين من يسندك
قاطعته بغضب وعدم رضى : انا ثُريا ما احتاج ساند وعزوه انا سند نفسي وعزوة نفسي وجيشي وانا الدستور فاهم ! اصحّك تقلل مني واني احتاج احد ..!
نزلت من السيارة بغضب تمشي وتتركه واخذ نفسه يشوف تقلبات الحال اللي هم فيه وسببها عقاب اللي ارسل مثل العقاب عليهم كلهم ..!

بيت مُهاب

دخلت تشوف سمر مجهزه شنطها واغراضها ورغم نفسيتها السيئة ومزاجها المعكر الا انها حزنت تمشي نحوها : بتروحين خلاص؟
بوزت سمر بزعل : اي عمتي تبيني واعمامي اتصالاتهم ماوقفت حسيتني نشبت لكم
تقدمت لها تنفي كلامها بغضب : خير بنت وش هالكلام ! ما انبسطت الا معك والله
ابتسمت سمر : عندك انا وقت ماتبيني دقي ومن غير ما تدقين جايه وانتِ بعد تيجين عندي
ضحكت ثُريا رغم تعبها : اجيك لو عرفوا عن اخوك
سمر : حتى لو ماعرفوا تعالي انتِ اختي قبل تكوني زوجته
ابتسمت تحضنها تودعها وطلع مُهاب يناظر لها وابتسمت سمر تمشي تحضنه وربت على اكتافها بهدوء : اوصلك؟
هزت رأسها برفض : سيارتي هنا
هز رأسه بهدوء ومشت سمر ترفع يدها تودعها ولوحت لها ثُريا تقبلها بالهواء وطلعت سمر والتفتت لمُهاب واقف نطقت : برجع غرفتي
هز رأسه برفض ؛ ماله لزوم وسمر بتسير علينا دائم وعمتي ما تتركنا ليه التنقل؟
سكتت بتفكير وهزت رأسها باقتناع : اجل بنقل الخياطة هناك
هز رأسه ومشى وتنهدت تدخل الغرفه تتذكر حديث جهاد اخذت عدة نفس بلحظات سريعه من شعور الضيق المتملك منها ومشت للبلكونة بتعب تلتقط انفاسها بتكرار ..

الاستراحة

دخل أيمن يركض بعجلة والتفت له راجس : بسم الله حد مات !
هز رأسه برفض : لا عاده
جلس عند الفيش ودخل بعده أيهم : بزر قسم بالله له ساعه يركض علشان يجلس هنا
حميد : لا تشره عليه مدلل
أيمن بسخرية : كل تبن انت واياه يا عقّال !
التفت أيهم على فراس جالس وشارد يناظر للفراغ وابتسم : بيننا عاشق
التفتوا له ونطق حميد : اللي ماخذ بالك يتهنى
ما انتبه عليهم فراس واخذ المخده يرميها عليه وفز يناظر له : وش بلاك !
فراس : ساعه نتكلم مين سارق عقلك !
هز رأسه برفض بتكرار : محد اشغال بس
حميد بسخرية : اشغال ! ناقصك شيء ؟
هز رأسه برفض وسكتوا بغرابة منه ، طوال الايام الفائتة ماغاب زولها عنه ، السمار الفاتن والرمش يحاول يبعدها عن باله بس بعد اللقاء الثاني بدأ يتذكر شكلها بالأول وتخطر بباله رغمًا عنه وعن محاولاته لتجاهل شاف خوفها ودّه يطمنها ان منه مايصيبها اذى وانه شافها في مقام عزيز دامها اخت مُهاب وتلخبطت مشاعره من ناحية قهر بتصرفها وتصديقها لكاذب ومن ناحية البراءة في ملامحها الجذابة ..
مشى يطلع ولحقه راجس يشوفه يمشي بشارع التفت خلفه فراس يشوفه : غريبه صاحي؟
راجس : غريبه سارح ؟
تنهد فراس يناظر له : ان كان الموضوع اللي بالك فلا والله مب هو تقفل وانتهى والبنت الله يستر عليها تزوجت وحلال غيري
راجس : ولانها حلال غيرك اصحّك تخطر ببالك
فراس : حشى والله ماخطرت من يوم خذاها غيري
هز رأسه راجس بهدوء وارتياح ولا جبره يتكلم وحتى لو جبره محال كان بيتكلم عنها وعن سمعتها ..
المربط

بين يدينه ملفات وقضايا يشرب من كوب شاهيه بهدوء جنبه بالكنبه الثانيه شدّاد وامامهم الخيول تركض نطق شدّاد : عقاب سلم شركته لراشد
يسمعه من غير مايرفع نظره له : راشد جاهل بنطيح اسهمه
رفع نظره مُهاب له : وان طاحت اخذها
ابتسم شدّاد يهز رأسه : تاخذها تشاركه نص شركته تطعنه بسلاحه
هز رأسه يفهم غايته ومقصده واكمل شدّاد : الظاهر انه فتح صفحه جديده ما اشوفه يطلع برا المملكة يلعب بذيله
رفع مُهاب نظره له : والله لو يتقلب في الطهاره قرن ما محى سواده
هز رأسه شدّاد : هانت مابقى شيء وتكشف المستور وتلقى دلائل تُوجب قصاصه وتمشي بهالارض تسعى وترتاح وتخلف
ميل ثغره بسخرية : اخلف !
شدّاد بنبرة شدة : تخلف ليه ماتبي تخلف!
مُهاب : اقفل على السيرة
شدّاد بغضب: ما تنقفل السيرة وانا حي لين اشوف سعود هنا يركض
مسح وجهه مُهاب بصبر يسمعه يكمل : وش عذرك ؟ وش يردك بحلال الله ليه ماتبي!
وقف بغضب يناظر له بحدة : مابي والدنيا ذي ما اسمح لها تخليني اختار بين اولادي مين يموت اول ..!
اغمض عيونه شدّاد يشوفه يمشي ويدري مخاوفه ورعبه وعدم تجاوزه للي صار ، يدري بعتبه على ابوه يوم اختار يمان عنه يدري ان بقلبه سؤال " ليه " كبر طويق مالقى له جواب ، يدري ان مُهاب مازال واقف باللحظة اللي نطق فيها سعود " الصغير " مانسى ، ماتخطى ، ماتجاوز، مازال واقف على حافة الهاوية ، لا هو اللي طاح وارتاح ولا هو اللي انقذ نفسه ، مُهاب عايش لاجل انتقامه فقط حتى هو مايدري وش ممكن يسوي اذا خلص هالانتقام ، تنهد شدّاد يدري بالحمل اللي على اكتافه وان الدنيا قسّت عليه وشدّاد قسى عليه وكل ماحوله يقسى عليه وماتعلم صفة غير هالقسوة ..

بيت مُهاب

جافاها النوم عجزت جفونها تغفى ، تقلبت يمين وشمال وعجزت ولا لقيت نفسها غير انها تنزل للحوش ترمي وشاحها الكشميري على اكتافها تنثر شعرها بشرود وتفكير طويل وهواجيس مالها اول ولا اخر ، ركبت على الأرجوحة المعلقة على الشجرة مثل ما طلبت ببدايتها بالبيت هذا ، حركت جسدها بخفه وهدوء تشرد بتفكير لمكان بعيد عن واقعها لدقايق عديدة انقطعت بصرخه فزع من اليدين اللي حستها على ظهرها والتفتت بقوة برعب
والتفتت بقوة برعب ونظرات خايفه للمرة الاولى وتبدد الخوف تردف : يالله مُهاب طلع صوت أحمّ دستور اي شيء
دفعها بسكون يحرك الارجوحة ينسى دائم يطلع صوت ماتعود ولانه جاء من الباب الخلفي حتى السيارة ماسمعتها ، تدريباته على يد شدّاد تحتمت عليه بصمت حتى بالحركات ، كانت تستشعر يدينه على ظهرها يدفعها بخفه منهي السكوت بتساؤل : ليه صاحيه؟
لان الساعه قراب الثانية بعد منتصف الليل وغريب وجودها هنا وبدل ماترد على جوابه نطقت بسؤال : وين كنت ؟
دفعها بهدوء وخفه يردف : أصعب سؤال اللي جاوبه مثله سؤال ..
يعلمها بكره لان يرد على سؤاله بسؤال مثل ماصار الان يبغض وجدًا ، بسبب عدم قدرتها الان للعناد نطقت : ماجاني نوم ..
هز رأسه بفهم ونطق : في المربط
رد على سؤالها مثل ماردت على سؤاله نزلت من الأرجوحة تناظر له : تشرب قهوة ؟
اطال بنظر فيها واكملت لمحاولة الإقناع لانها من وقت غادرت سمر الملل يسكنها وبسبب مشكلتها مع جهاد قضت ايام ساكته ماتتكلم مع احد لين طلعت روحها من هذا الصمت الملازم له وحاولت تقنعه تكمل : دام اتفاقنا مبني على صُحبة بيننا حتى ينتهي نشرب ولا ؟
رفع حاجبه يناظر لها متعجب لتفسيرها لعلاقتهم : صُحبة !
هزت رأسها بتآكيد واثق : اي بعدين نحولها عداوة
هز رأسه بمسايرته المعتاده ؛ نشرب يا الصحيّب
ضحكت لانه صغر مسمى " صاحب " لـ " صحيّب " ومشت وهو خلفها تردف : اجل شغل التلفزيون
التفتت له ترفع يدها بتحذير لذيذ : اصحّك تحط على ناشيونال جغرافيك محد مهتم بحياة الكنغر
هز رأسه يبتسم بخفوت يشوفها تمشي للمطبخ بعد حركتها وتصرفاتها المثيرة للجنون برأيه ، لانها شخص قادر على ان يكون عدة اشخاص في آن واحد قابلة للحب والكره و الصحبة والعداوة في نفس اللحظة ، تثير جنون المرء بعجزه على فهمها ، ما تنحل لغز ماله حل ..

اطفأ سجارته لحظة وصولها بالقهوة التركية اللي اشتهتها بعد عجزها عن النوم وكانت تنتظر حافز لاجل تروح تسويها ، جلست في نفس كنبته تناظر لتلفزيون مشغل مسلسلها المعتاد وابتسمت برضى تناوله فنجانه واخذت فنجانها تتفرج معه كانت اكثر تركيز منه للمسلسل لانه ساهي بامور مختلفه وجالس بس لانه عارف وحاسّ بمقدار الوحدة اللي تعيشها ونطقت تتكلم عن ابطال المسلسل : غيره وحُب على هالليل صارت مشاعر لذيذة
ما اتفق معها ابدًا لانه نطق : مشاعر طفولية مؤقته
رفعت حاجبها تناظر له : ما تؤمن بالحُب ؟
هز رأسه برفض : ما اؤمن بغير الله
ضحكت تعتدل بجلستها : كلنا نؤمن بالله ونصدق الحُب
هز رأسه برفض مازال على رآيه : اؤمن بالاول ولا اصدق الثاني ..
رفعت حاجبها بتعجب : مو على كيفك يعني كل المشاعر كذبه ؟
شرب من فنجانه يناظر لها ولوشاح مال عن اكتافها : صيريّ ديموقراطية وتقبلي الاراء
ضحكت بشدة وسخرية منه : ديموقراطية ! وين اللي قال إنه ديكتاتوري !
رفع حاجبه لانه مازالت تتذكر اللي قاله عنها في اي موضع يخصها : هذا انا مب انتِ
هزت رأسها برفض بشدة : اجل انا ديكتاتورية بعد وغصب تصدق
ورفعت يدينها بتعابير شرح اعتيادي فيها مما سبب انه يضع خده تحديدًا على باطن كفه يتكأ يناظر لها بتأمل تكمل : بعدين متاكده لو حبيت انت بتصير رجل شرقي بحت وغيور ودقة قديمة
رفع حاجبه يناظر لها : دقة قديمة !
هزت رأسها بالإيجاب تآكد كلامها : اي دقة قديمة يا سته وستين ..
هز رأسه بهدوء من غير رد يشوفها ترجع تلتفت للمسلسل ، جلستهم الآن كان اغرب جلسة لانها أول جلسة بنسبه له يتحدث فيها مع اللي قدامه بشكل مطول ، صحيح ردوده مختصره وواضحه وتعابيرها وحركاتها حيوية اكثر ورغم ذا كان الامر غير اعتيادي لانه ورغمًا عن كل فوضى حياتهم والمصايب اللي طاحوا فيها بسبب بعض وتعقيدات قصتهم والعداوة والكره ونيران الأنتقام كانت هذي الجلسة تحيطها هالة طمأنينة غريبه تسكن لها الروح دفء حار مثل قهوتها و ملمس ناعم مثل وشاحها و الدنيا ارخت عليهم مثل مرخي رمشه ، سكون مُريب يجلس المقتول مع من هدده بالقتل يشرب القهوة ويتناقش عن الأيمان بالحب !
مشهد غريب ولكنه اعتيادي في حكاية النور و الديجور ..!
وانتهت الليلة بعد ان غلبها النعاس والتفتت نحوه ولا لقيته مثل ماء تسرب بين يدين المتوضي وضحكت بخفوت تبدأ تتعود على حركته وهروبه الدائم وقفلت التلفزيون تطلع لغرفتهم ..

قصر متعب

ابتسمت سمر تحيطها دفء هالعائلة تسمع عتاب حاتم : افا وانا عمك ضاق عليك بيتي ؟
قاطعته برفض تام : والله مايوسعني دار اكثر من دياركم بس اشتقت لصحباتي
ليشاركهم النقاش جاسر : هالمره وانا عمك عدت اما غيرها مالك طلعه حنا بدونك وش ؟
متعب بتاكيد: اي والله ضاقت علينا الوسيعه ماغير شياب بالبيت
تعليقات