رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم الفصل الرابع عشر 14 بقلم الرُبانة صفاء
رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم pdf الفصل الرابع عشر 14 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم pdf الفصل الرابع عشر 14 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم الفصل الرابع عشر 14 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم الفصل الرابع عشر 14.
رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم الرابع عشر 14 بقلم الرُبانة صفاء.
جيهان : هقويتي انك ماتقصدني بعبارتك ذي
ضحك جاسر : لا ماتشملك توك بنت ١٦
ضحكت سمر و مودة وتقى يسمعونها : مايصل صوبي حد ان قعدت مع الصغار صغرت وان قعدت من الكبار ماكبرت
ضحكوا بشدة من ثقتها وابتسمت سمر من دفء هالعائلة عليها ، التفتت لمودة : شفتك مصوره بنت معك اظن صديقتك تبارك الرحمن
ابتسمت سمر : اي ثُريا عسل مره صح ؟
تقى : هذيك عسل ؟ والله قليل العسل
ضحكت سمر تسمع جيهان : شفتها ان شاء الله نعزمها هنا
ابتسم متعب يدري انهم يتكلمون عن زوجة حفيده الغايب والتفت لجاسر : وينه أيمن؟
جاسر : أيمن تخاوى مع فرقه عسكرية معاد يرجع البيت
ابتسم حاتم : اتركه يكبر ويعتمد على نفسه
متعب : انتبه عليه هزمن مامنه امان الصاحب ساحر
عقد حجاجه جاسر : امس وانت تقول اتركه دامه مع النقيب مُهاب!
متعب : لا دامك تقصد مُهاب اجل اتركه
ضحك جاسر وحاتم باستغراب من حبه له ونطق : وش سر هالمحبه له ؟
ابتسم متعب : سمح وانا ابوك ينحب غصب
حاتم : صادق من يوم شفته وانا حابه
هز رأسه جاسر يتفق معهم والتفتوا لسمر تدلع على جدها كعادتها : جدو ماودك نطلع حنا البنات نتونس؟
ضحك متعب : بدت بدت
قصر السفير
كان بغرفته مهموم وضايقه فيه الوسيعه ولا لاقي درب يضمه ويسكن فيه ، اغمض عيونه من دخول امه تستشعره برودة الغرفه وظلمتها وتنهدت تخفض التكيف توقفت تناظر لعقاب واقف عند الباب وهمست : بيموت من حزنه
هز رأسه : يموت من حزنه ولا يموت من غباءه
مجيدة : ليه ما حنّ قلبك لاولادك يوم انه حنّ لبناتك؟
عقاب : بناتي سندوني يفتخرون فيني وشرفوني بدراستهم اولادي عبء احمله على اكتافي
هزت رأسها : بتحمله مع دمهم
رفع نظره لسرياتي جت وبيدها ثياب جهاد النظيفه وناظرت لها مجيدة بكره وارتبكت سرياتي : ماما احط ملابس هنا؟
قاطعتها بغضب : تخسين ماني امك
التفت لسرياتي بهدوء : ناديها مجيدة ماهي زايده عنك
ناظرت له مجيدة بصدمه ومشى تاركهم وابتسمت سرياتي تناظر لها ولحقته ، جلست على الكنبه المنفرده تبكي بحرقه وكل هذا يسمعه جهاد بقهر ويسمع صوت بكاءها ، طلعت وفتح عيونه يناظر لسقف بقهر وغبنه قام يمسح وجهه ويبدل واخذ مفتاح سيارته وركب يرفع جواله يتصل على ثُريا قسّوا على بعض ويعرف مالهم الا بعض ولا ردت ، اسرع بتفكير وهموم تتعبه وترهقه وتهد حيله من المخفي بظلمة الطريق باله بعيد ولا رجع لواقعه الا من النور القوي الذي اخترق ابصاره واغمض عيونه بعجز بتحكم بدركسون
↚
رجع لواقعه الا من النور القوي الذي اخترق ابصاره واغمض عيونه بعجز بتحكم بدركسون وصدم بسيارة امامه بقوة انقلبت سيارته وعادت وتهشم زجاجه وتكسرت ابوابه وطاح مغشي عليه ينزف الدم منه من كل حدب وصوب وعلى طرف الكرسي جواله الذي بدأ بارسال اشعارات بسبب خاصية " الطوارئ " اللي كان مفعلها بجواله ..!
بيت مُهاب
صحت ماتشوفه حولها وتنهدت تقوم تغتسل وتصلي ولبست وعدلت شكلها تلتفت لجوالها تاخده ولا انتبهت لانه صامت ، دخلت الرسائل النصيه وفزت من رساله تحذير لحادث وارسال موقع ولا فهمت شي بس شافت رقم جهاد وبردت اطرافها وارتعش صدرها تتنفس بعمق وقفت تركض تطلع من الغرفه تنزل الدرجة تنادي : مُهاب! مُهاب!
فز يلتفت خلفه بعد جلوسه في الكنبه بصالة لابس بدلته ناوي يطلع بعد مايخلص شاهيه يشوفها تركض بخوف نحوه : على هونك ..!
اقتربت تناوله الجوال ترتعش بخوف باين في عيونها وشحوب وجهها : وش يعني؟
ناظر لرسالة ورمش بصدمه يهمس : صار له حادث!
اجحظت عيونها برعب ماتستوعب تسمعه يكمل بعجله : البسي عبايتك والحقيني
اخذ جواله معه يرسل الموقع له ولشدّاد يطلب منه يروح والتفت يشوفها تركب ترتجف بخوف وعدم استحماليه لفقدان شخص اخر ابدًا بعد ماخسرت كل اهلها وارتجفت برعب : عصبت عليه انا عصبت عليه!
حرك بسرعه يردف : ماصار له شيء بإذن الله اهديّ
بكت برعب ماتستحمل يتكرر الزمن فيها تهز رأسها برفض: لو صار فيه شيء ما اسامح نفسي ما اسامح
التفت لجواله يتصل شدّاد اللي كان قريب من موقع الحادث ورد بعجلة : بشر !
شدّاد وأنظاره لسيارة اللي كانت بحاله يرثى لها : والله حادث شنيع والعياذ بالله يحاولون يطلعونه قالوا حي
هز رأسه مُهاب : المهم انه حي والحديد يتعوض
اخذت نفس تناظر له : وش يقول!
التفت لها وللخوف بعيونها ودموعها المتجمعه توه يلاحظ كثر ايش تحبه وتعزه وتغليه وعلاقتهم جدًا اخوية : يقول حي ثُريا حي ..
عضت على شفايفها ووقف بالموقع بعد دقايق نزلت وارتعشت اطرافها تشوف سيارة الإسعاف والشرطة والازعاج والصوت وعلى مسافه بعيده عنها سيارة جهاد بحالة يرثى لها بمنتصف الشارع يحاولون يطلعونه وارتجفت يدينها وشحب وجهها تتنفس بضيق تتراكم الذكريات عليها تتذكر لحظات كثيرة في وقت واحد ابتسامة باسل وضحك ابوها وتصفيق امها وكيف انقلب الحال لأنين باسل وصراخ ابوها وسقوط امها ، لشريط ام كلثوم الملوث بدم ،لخطوات الرجل المجهول وتسميمه لابوها ، لصوت سيارات الشرطة والاسعاف ، لسعود وحضنه لها بمنتصف الشارع ، انقطع نفسها تشوفهم يطلعون جهاد من سيارته لنقالة وفزت تركض بمنتصف الشارع من مكانها له
↚
والتفت مُهاب بصدمه لها وركض خلفها يشوفها تتمسك بنقالة تبكي تشوف جهاد مغطى بدم تردد ببكاء : جهاد ! جهاد تكفى مابقى لي احد تكفى لا تروح ، لا تخليني ، لا تروح تكفى
حاوطها بيد وحده يمنعها تمسك النقالة لاجل يآخذونه لسيارة وبكت بشدة اول مرة يشهد انهيارها هذا بكت برعب تسمع صراخ وضحكات اهلها وصوت اخوها مختلط بصوت جهاد وامها وابوها تراكمت الذكريات عليها وهي تمشي تبتعد عنه بمنتصف الشارع واقف يشوف تأرجحها يدري انها بتفقد قواها الان ومشى خطوتين بعجلة يتمسك فيها وارتخى جسدها مع ارتخاه يسمح لها بسقوط في احضانه ونزل معها محاوط اكتافها وخصرها يشوفها مابين صحوة و وعي من همسها لاسم "باسل" ثم " جهاد " وماكان منه الا القول بهمس لها: اهدّي يا ابوي اهدّي بخير بإذن الله بخير ..!
نطق اسم " ابوي " لها ، اسم ما قاله من ١٧ سنه وطلع من ثغره من غير شعور باللحظة هذي ناظرت له النظرة الاخيرة ماشافت فيها مُهاب وحده ، شافت سعود !
واغمضت عيونها مغمي عليها واخذها بين يدينه يرفعها ، يشيلها لصدرها بمنتصف الشارع المظلم يمشي ببدلته العسكريه بين احضانه يتكرر المشهد للمرة الثانيه بعد ١٧ سنة وامام انظار شدّاد اللي ابتسم بصدمه من تكرار المشهد بنفس اللحظة مع نفس البنت بحضن الاب ثم بحضن الولد ، بحضن الفريق الاول ثم بحضن النقيب ..!
كان مشهد شاعري امام شدّاد اللي همس يردد بصوت خافت اول ما خطر بباله "يا شايل الظبي بين إيديه
يستاهل الظبي من شاله بالهون، بالهون يا مغليه
بالهون، بالهون يا مغليه معطيك ظبي الفلا حاله "
ركبها السيارة يسمع أنينها وركب يناظر لها ولوجهها امامه حرك يتبع سيارة الاسعاف حتى وصل المستشفى ودخلوا جهاد غرفه العمليات بصوره عاجله ، وناظر لها بسيارة رفع يدينه يزيح خصله تمردت في جبينها وربت على خدها بالهون : ثُريا .. ثُريا
اخذ الماء يبلل كفه الاسمر ثم نديّ خدها وفزت باستيعاب وصداع تمسك رأسها ماتدري وش صار معها وخارت قواها نطقت بتذكر بعد ثواني : جهاد!
ناظر لها بهدوء : دخلوه العمليات
اخذت العلبه من يدينه تشرب ونزلت بسرعه وعجله تتجاهل الندأ وتبعها بتعب يشوفها تركض بعد ماسألت عن مكانه ركضت لجهة غرفة العمليات تشوفه عقاب واصل مع مجيدة اللي تبكي وراشد واقف وسجى وبعدها ندى ماوصلت ، ركضت لعقاب بغضب تناظر سكونه وصرخت في وجهه : اقسم بالله لو يطلع لك يد بحادثه والله العظيم لاذبحك هالمره بيديني والله لاخنقك
تقدم لها عقاب يشد من حجاجه : اقتل ولدي!
ضحكت بجنون تناظر له : صعبت عليك ذي ؟ قتلت ماجد و اخوك جت على ذا
↚
عقاب : ابلعي لسانك لا ارجعك مكان ماجيتي!
التفت لصوت القادم بنبرة حادة : وين ترجعها !
ناظرت لمُهاب ورجعت التفتت لعقاب اللي اكمل : شهار لان هذا مكانها مجنونه طول عمرها مجنونه
رفعت يدينها تضربه كف بقوة اجحظت اعينهم وصرخوا بصدمه ونطقت بغضب : خاف يا عقاب من الجنون خاف
ورفع عقاب يدينه وصدّها مُهاب بقبضة كفه يشد عليه بحدة : ماقلت لك حلالي ما تمسّه !
رفع يدينه مُهاب الثانيه يسحبها ورى ظهره يحميها تلقى ظهر بعرضه و وسعه تتخبى فيه يشوف راشد تقدم بغضب : ابعد يدك عن ابوي
ناظر عقاب لثُريا تناظر له بتحدي : والله لتندم على وقوفك معها !
قاطعه مُهاب : مابه ندم لمن اختار الثُريا ..
ابتسم عقاب يتقدم له لاذنه تحديدًا همس : دريت ان القماش مثقوب ولا بعدك غشيم ؟
رمش يستوعب ثقل الكلام اللي قاله اجحظت عيون مُهاب بشده تبرز عروق جبينه ونحره من غضبه انه طعن بشرفها واتهمها باقبح الالفاظ يناظر له بصدمه وانقض عليه مثل اسد لقى بين يدينه فريسته حاوط بكفوفه عنقه يخنقه بعد ماضرب ظهره بالجدار بقوة وسقطت عصاه وصرخت ثُريا بصدمه تشوفه يخنقه وينطق بغضب : اصحّك تمس شرفي وعرضي اصحّك تقرب صوب حلالي فاهم والله اكفر فيك والله!
كل محاولات راشد باتت بالفشل وصراخ مجيدة وسجى ولا وقفه شيء الا صوت شدّاد اللي انقبض قلبه يحس ان في شيء بيصير لاجل ذا لحقهم ولا يعبر عن صدمته يشوف مُهاب يفقد سيطرته اللي تحكم فيها ١٧ سنة ويخنق عقاب بكفوفه ونطق بصراخ : مُهاب !
تقدم يسحبه بصدمه وابتعد مُهاب باحمرار عيونه وبروز عروقه يناظر له يسقط يسعل بصدمه محمر الوجه مفقود النفس واقفه ثُريا يدها بفمها تناظر لمُهاب تارة بين يدين شدّاد وتارة لعمها في الارض قدام المسعفين والتفت مُهاب لها ومشى يمسك كتفها بقوة يجرها معه بغضب طالع من المستشفى وصرخت تحاول تتحرر من قبضته بعجز : فكنيّ يالله اتركني!
صرخ بوجهها بعصبية يحاول يتمالك أعصابه : اعقلي لا اهد الدنيا عليكم!
سحبها معه لسيارة دفعته وقت ارخى قبضته وصرخت : ليه تجرنّي معك كذا لييه ماطلع واترك جهاد ما اخليه
التفت لشدّاد خلفه بغضب : ١٧ سنة اركد نيرانك واهديك وكلمه وحده من عقاب تهبل فيك كذا ! وش قال لاجل تثور!
التفت لثُريا يتذكر كلامه اللي مايدري صدق او كذب وهل تفسير خوفها يؤكد كلام عقاب !
اغمض عيونه يسمع شدّاد : قلت لك الزواجه ذي ماوراها الا الهبّال
ضحكت ثُريا تمشي نحوه ؛ انت يا الشايب اخر واحد يتكلم كل شيء صار بسبب سكوتك
تقدم شدّاد نحوها بغضب : اللي قدامك ربيته بيديني ما يغضبه كايد وبسببك ماصار يوزن افعاله !
↚
تقدم شدّاد نحوها بغضب : اللي قدامك ربيته بيديني ما يغضبه كايد وبسببك ماصار يوزن افعاله !
ضحكت بسخرية : الله والتربية جايب لنا جبل قاسي ويقول ربيته ليتك صرت له اب زين على الاقل
صرخ مُهاب بغضب بينهم : خلاص !
التفتوا نحوه برعب من صوته واكمل يشدّ على اسنانه : اركبي !
هزت رأسها برفض بعناد : ما اركب وبجلس عند جهاد
قاطعها يتمالك اعصابه : قلت اركبي!
تقدمت بغضب منه : لا تصرخ علي وماني راكبه
رفع يدينه يمسح وجهه يستغفر بتكرار وتنهد شدّاد : روحي عند جهاد انا عنده
التفت له مُهاب : شدّاد!
طنشته تمشي تدخل المستشفى ومشى مُهاب بغضب مكبوت وقهر تراكم ورفع يدينه بعدم إستيعاب يضرب السيارة بتكرار مرة ومرتين وعشر وضرب المرايا الجانبيه وتكسرت على كفوفه بصرخات وكلام عقاب يتكرار يحسه جمر طاحت بجوف صدره تحركه من عظمته وكيف استهان فيها وبشرفها ودخل شكوك وهو المتاكد انها اطهر من الذئب من دم يوسف كيف هان عليه يقذفها !
ناظر له شدّاد بصدمه اول مره يشوفه كذا يدينه تنزف من كل مكان وأصابعه غرقت دم من جروحها وتقدم نحوه : وش قال لك ؟
رمش يشتت انظاره مو قادر حتى يقول اللي قاله وتنهد شدّاد : البنت مالها اقارب واهل غير هالولد اللي رضعت معه
قاطعه بغضب وصراخ : انا اهلها ! انا اقاربها ! هذول ملاعين كلاب حرام تسميهم اهل
ناظر له شدّاد مايفهم ليه كل هالغضب لكن اكيد صب عقاب باروده على نيرانه : لا تضيع تعب سنين بغضب دقيقتين لا يروح تعبنا يا مُهاب !
مارد ومشى شدّاد يتركه يركب سيارته وجلس مُهاب على الرصيف بجانب سيارته ويدينه تنزف من جروحه يعيد كلام عقاب وأغمض عيونه بتعب كل ذا كان تحت نظراتها بعد وقوفها ببعد مسافه منهم ومشت تدخل تدور لعقاب وقالوا لها بغرفه خاصه ودخلت تناظر له وفزت مجيدة : وش تبين بعد ولدي بالعمليات وزوجي تبون تذبحونه ليه جايه ليه
ثُريا بغضب : اكرميني بسكوتك لا ادعس عليك انتِ بعد
عقاب : اطلعوا واتركونا
التفتوا له بصدمه ونطق راشد : يبه!
عقاب : قلت اطلعوا !
طلعوا كلهم وناظرت له ثُريا وابتسمت : عاجبك صح ؟ تحب الاجواء ذي
عقاب : كل اللي حنا فيه بسببك وان صاب جهاد شي انتِ السبب!
مشت نحوه بصدمه : انا !
ضحكت تمسح وجهها : معلينا وش قلت لمُهاب!
ضحك بسخرية : طردك ؟ عرف حقيقتك؟
تقدمت نحوه بغضب : وش قلت !
ناظر لها من فوق لتحت : واقعك وحقيقتك
رمشت تستوعب كلامه وهزت رأسها برفض ماتصدق كيف قدر وابتسم عقاب : قلت يا بنت اخوي مالك احد غيري
↚
ضحكت تهز رأسها : كل هذا لانك خايف اطالب بورث ابوي؟
ضحك عقاب بشدة : ورث ؟ تهقين ان عقاب محتاج قرشين منك ؟ انا شيّدت مملكتي بيديني ابيعكم وأشتريكم ولا اشوفكم شيء
هزت رأسها بهدوء : حتى متى بتبقى مستور ؟ والله نهايتك قربت والله
مشت تطلع تتركه تجلس تنتظر معهم الدكتور وتفكر برده فعل مُهاب على كلام عقاب ومرت ساعات والتفتت لدكتور اللي طلع وفزت تمشي نحوه نطق : الحمدلله تجاوز مرحلة الخطر عنده كسرين في الضلوع ويد ونزيف داخلي قدرنا نوقفه بنخليه تحت الملاحظه الحمدلله على سلامته
تقدم راشد : يعني بخير مافيه شيء ؟
تنهد الدكتور : حالته مازالت صعبه ننتظر صحوته نتاكد ان ما تضرر رأسه النزيف الداخلي كان خطير ال ٤٨ ساعه الجايه مهمه لاي مضاعفات دعواتكم له
تبادلوا النظرات بخوف لان واضح من وجهه الدكتور انه كانت عمليه صعبه وجدًا ، نقلوه غرفه خاصه فيه وناظرت له من الزجاج وبكت بصمت تتذكر اخر حديثهم ، تحسّ ان الدنيا ضيقه عليها عمها يهون عليه قذفها زوجها يسمع اسوأ العبارات عنها محد بالدنيا ذي فتح يدينه لها واحتواها تتذكره وتتذكر الفوضى اللي صارت وغضبه تحس بازعاج في عقلها ودها تصرخ ودها تشيل رأسها من جسدها وترميه تعبت من كل شيء ومن سلب حقوقها تبي تنهار وتبكي وتعجز ، تعجز وهذا اللي يهدها ..
مشت تطلع من المستشفى بضيق تحاول تتنفس والتفتت تشوفه مازال جالس برصيف!
توقعت راح وتركها لكنه جالس ! يناظر لدم يدينه البارد وساهيّ مرخي الرمش ساكت مثل عادته بس ساكت ، الساكت اللي اذا تكلم هبّت نيران غضبه تحرق الاخضر واليابس ، رمشت تناظر له مو منتبه لشيء حوله بعيد عن اعين الناس موقعه ومشت تمشي نحوه بهدوء حتى وصلت قباله ورغم انه يسمع خطواتها وعارف بجيتها بس مارفع نظره ، جلست على الارض تنحني قباله وناظرت له ورفع نظراته المجهوله نحوها يتبادلون النظرات بسكون نطقت : على قد ما سكوتك مُريب ، غضبك مُخيف ..!
رمش بناعس الرمش : يخيفك ؟
هزت رأسها برفض تبتسم بخفوت : يخيفهم والا انا ما اخاف ..
مارد واكملت بعدها : اول مرة اشوف عقاب خايف حتى لو ما تكلم انا لمحت بعيونه خوف
هز رأسه يشتت نظراته : يخاف الجبان طول عمره خايف والله مايمسّه امان وانا حي ..!
ناظرت ليده واحمرار الدم الناشف فيها رفعت يدينها تمسكها تسمعه : كيفه جهاد؟
ابتسمت بخفوت تهرب بنظراتها : مو بخير ..
التمس بنبرتها الرغبة بالبكاء لكنها تقاوم رغم كل شيء مازالت تقاوم رفعت نظرها نحوه : نرجع بيتك؟
هز رأسه برفض يغير المسمى : نرجع بيتنا ..
↚
ناظرت له تعرف انه يصدقها ويكذب عقاب من غير ماتبرر اي شيء ، مُهاب العدو الشجاع لها عمره مايرميها بقفاها ، مُهاب حامي لها مادام اتفاقهم دايم ومدام عقاب حي هم صُحبه حتى ينهونه وتشوف منه كيف يداري هصحبة بيدين دمها ناشف..!
وقفت ووقف يمشي يركب السيارة وركبت بسكوت تام تناظر ليدينه وسكوته وهو يسوّق شارد ، ناظرت لطريق وعرفت انه رايح للمربط يهرب من الدنيا لمربطه وهي معه ..
وقف ونزلوا تمشي ودخلت تبعد عبايتها تناظر له جالس ويطلع بكت سجايره : مُهاب يدك دم
مارد وتنهدت تمشي تاخذ صحن كبير عميق وصبت فيه ماء ومشت تجلس بجانبه بالكنبه وضعته بحضنها وسحبت السجارة من يده تطفيها ، وضعت كفه على الصحن وادخلت كفها معه تتلامس اصابعه تداعبها بالخفيف بغرض ازالة الدم الجاف منها كل هذا من غير مايصدر منه اي مقاومة او رفض تشوف الماء يتلون بالدم الاحمر ، ارخى جسده يناظر لها تغسل كفه شارده بكيف عقاب تكلم وايش قال بضبط ، سحبت يدها ويده تبعد الصحن واخذ منشفه تجفف يده بشرود : عندك لصقات؟
سكت بتفكير ناظر لدرج بالمطبخ المفتوح : هناك
مشت تفتح الدرج وطلعته تتقدم له وحطت يده بفخذها تفتح اللصقات تغطي اصابعه كلها تقريبًا من المنتصف وخلصت ترخي جسدها بالكنبه تضع رأسها على ذراع الكنبه مثل رأسه مقابل له بهدوء نطقت : ماعندي هنا ملابس
هز رأسه : بدولاب ملابس لي خذي اللي تنفعك
هزت رأسها وكلهم يتجاهلون اللي صار ولا يتكلمون عنه ، وقفت تطلع لفوق دخلت الغرفه تتذكر اول احداث صارت هنا وتحسّ بضيق ما تستحمله تبي ملجئ وحضن لها ماتلقى ، فتحت الدولاب تفتش ولا لقيت الا بلوزة طويله رماديه لنصف الفخذ تقريبًا ، ناظرت للبسها الحالي تحس بضيق فيه ماتقدر تنام واخذت البلوزة تمشي للحمام وبدلت لبسها من غير اهتمام رفعت طرفها لانفها تشم ريحة عطره و دخانه مختلط مع بعض وتنهدت وطلعت تشوفه سادح بسرير بتعب من طول الليلة ، ناظر لها من طرف اقدامها لاول خصلات شعرها ، لعُري ساقها وركبتها ومقدمه فخذها وشعرها الطويل منسدل حولها انتبهت لنظراته ونطقت : ما يأثر فيك ولا ؟
ابتسم بخفوت لانها مانسيت ابدًا مانسيت وهز رأسه يآكد لها : ما يأثر ..
ناظرت له ومشت لتسريحة تعدل شعرها وكانت تتنفس بصوت مسموح لدرجة انتبه كانها مو قادره تنضم انفاسها ونطق : بك شيء ؟
التفتت له توقف ترفع يدها لصدرها تتنفس بتكرار تبي ترتاح ولا قادره حتى ترتاح تفكر بجهاد وتخاف عليه وكل هذي الاحداث بليلة وحده ثقيله عليها حيل
↚
رفعت نظراتها له تعض شفايفها بتردد : عرضك مازال قايم؟
ناظر لها بهدوء يبي يفهمها وهمست : الامان ..!
رمش بطرفه يفهم مقصدها ويستوعب انها تقصد الحضن والحديث اللي دار بينهما في المطبخ ، وفتح البطانيه من جهته ورفع ذراعه : تعالي ..
ناظرت له بتردد تحسّ برجفة كفوفها ورغبتها بالاختفاء هنا ، في صدره ومشت له ما تلقى مكان يأويها الا حضن عدوها ، دخلت بين احضنه وضعت رأسها على ذراعه حاوطها بكلتا يدينه تستشعر بقسوة صدره وعضلات جسمه ويستشعر رقة جسدها وبلوزته اللي كانت خفيفة عليها ، رفعت رأسها تحس بدقنه عند جبينها همست : انسى بكرا اني كنت بين يدينك ..!
كانت تقصد ان الحضن هذا ينتسى ولا يذكرونه بعد اليوم وانزل رأسه واغمضت عيونها تستشعر انفاسه ينتبه على خوفها وهمس : نسّاي انا ..
اغمضت عيونها بطمأنينة وشد عليها لدرجة حسّت ان وده يدخلها ضلوعه ينهي هذا الخوف رغم خوفها من القرب منه الا ان حاجتها اليوم غلبت مخاوفها كلها ، دفء ماحست فيه طول حياته وتقيده لحضنه لها فيه من التملك العجيب والقسوة الغريبة ، حد يقسى وهو يحضن ؟ كان يقسى حتى بحضنه القسى المباح والشدة المرغوبة ، انتظم نفسها وهدأ نبض قلبها اللي كان يحسّ فيه معها ، اغمضت وغفت بسرعه من شدة تعب الليلة وشدة راحت حضنه ، نامت بين احضانه مثل ظبي غفى بين يدين أسد ، لكنه ما نام وساكن بظلمة هادئ يحسّ بنومها الساكن يفكر بكل شيء ابعد وجهه يناظر لوجهها بصدره ، رفع يدينه يبعد خصلات شعرها عن وجهها يناظر لها بهدوء همس : نسّاي انا لكل شيء الا اللحظة ذي ..!
قالها بنومها مايبيها تسمع ولا يبي حد يسمع كلامه يخفي كل شيء وهذي مهارته ماظهر الا سكوته والقليل من غضبه ، رغم حتمية هلاكه فيها الا انه مازال محافظ على ثباته ، نسّاي لكل شيء الا هي ..!
اليوم الثاني
صحيت من النوم ماتلقى اثر له حولها ورفعت جوالها ماتلقى شيء من جهاد نفس عادته وتنهدت تمشي تشوف شنطه فيها كم لبس الاكيد انه جابها ، اخذت ملابس ودخلت تغتسل ، طلعت تنزل بهدوء تشوفه جالس بيده اوراق ويشرب قهوة ، مشت بتناسي للي صار تردف : بروح المستشفى
رفع نظره لها على طبيعته ماكانه صار شيء والكل متجاهل : البسي
وقف ياخذ مفتاح سيارته ولبست عبايتها تمشي تلحقه وركبت بهدوء تناظر يده ولصقات الجروح حرك للمستشفى وقف عندها وناظرت له تسمعه : اذا خلصتي دقي علي
هزت رأسها ونزلت بهدوء حرك يتركها ومشت تدخل المستشفى تدور بانظارها على جناحه وصلت تناظر لمجيدة اللي وقفت : وش جابك!
↚
اخذ نفس تهدي نفسها : ماجيت لسواد عيونك جيت علشان جهاد
تأففت مجيدة : كان يوم اسود يوم قبلت ترضعه امك
ابتسمت ثُريا : بوسي يدينك امام وقفى طلع واحد من عيالك طاهر بفضلها
مجيدة : عيالي خط احمر لا تتكلمين عنهم
ضحكت بسخرية : الله والعيال واحد سكران والثاني قتله زوجك اسكتي لاقوم اتوطاك بس
ومشت تدخل عند جهاد تشوف الدكاتره عنده وفتح عيونه بعد اكثر من ٢٤ ساعه يناظر للفراغ وطلب الدكاترة دخول اهله ونطق الدكتور بابتسامة : الحمدلله على سلامتك جهاد بسألك كم سؤال بسيط نختبر فيه مدى استيعابك وعقلك
ناظر له ورفع الدكتور يده يشير باصبعين : كم ذي ؟
جهاد بصوت متعب : اثنين
ابتسم الدكتور : صحيح والان لف هنا شوف الموجودين
اشار على عقاب : تعرف مين ذا ؟
ناظر جهاد لابوه بهدوء نطق : لا ما اعرفه
عقد الدكتوره حجاجه والتفتوا بصدمه لبعض واشار على امه : طيب ذي ؟
آبتسم جهاد : امي
هز رأسه الدكتور ؛ وهذاك
جهاد : راشد
هز رأسه راشد يآكد انه صح واشار على ثُريا وابتسم جهاد: مجنونتنا
ضحكت تبكي ماتقاوم وابتسم الدكتور يناظر لعقاب : ولدك متذكر بس الظاهر زعلان منك
هز رأسه عقاب : زعلان زعلان
مارد جهاد ومشت ثُريا نحوه بعجله تمسك كفوفه : خوفتني عليك يا ورع
ابتسم بتعب : حتى انا اشتقت لك
ضحكت من مزحه برده وناظر لامه تبكي : بخير امي بخير
الدكتور : تحس بالم شيء؟
جهاد بتعب : متكسر والله
ابتسم الدكتور : حظيظ انت الله ستر عليك الحادث ماكان هينه واصابتك ماهي سهله والحمدلله هذا انت صاحي وهذا المهم انتبه تتحرك او تفك ضماد صدرك لازم تبقى مشدود لين تطيب ضلوعك وتبقى تحت المراقبه
والتفت نحوهم : من الافضل تطلعون وتتركونه يرتاح
هزوا رأسهم وطلعوا كلهم الا ثُريا لان جهاد طلب وجودها وجلست تناظر له : وش كنت بسوي لو صار لك شيء؟
ابتسم جهاد بتعب : مايصير لك شيء ثُريا انتِ
ابتسمت وتبدلت ابتسامتها تشوف ملامح الالم ووقفت : اعدل سريرك ؟ وش تحس؟
اغمض عيونه : جسمي ثُريا مو قادر أحركه
كان الالم قوي لا يستحمل واغمض عيونه ترتجف شفايفه وشافته يقاوم الالم وفزت تنادي الدكتور اللي دخل وتنهد يعلمه انه طبيعي وعطاه مسكن وشافته يرتخي بتعب ورمشت ماتتخيل مقدار الالم اللي يحسه تشوف الشاش في جسمه وجرح برأسه ويده وعري صدره مثبت بالكثير للحفاظ على سلامة ضلوعه
↚
واغمضت عيونها تمسح دموعها وطلعت تشوفهم واقفين برا ضحكت تناظر لعقاب : نكرك وانت حي وينكرك وانت ميت محد بيعترف فيك ولا لك ولد يدعي لك
ناظر لها عقاب وابتسم : وينه زوجك؟
ابتسمت تفهم شماتته : لا تظن انك قدرت تدخل بيننا شك بكلامك انا اطهر منك ومن سواد افعالك !
مشت تتركه بغضب تمشي في الممرات ورفعت جوالها تتصل عليه ليوصل رده : قريب
قفلت تنتظره بهدوء حتى جاء ومشت تركب معه وحرك يشوفها ساكنه وشاردة ومابين لحظة ولحظة تتنهد بتعب فتحت الشباك تحاول تتنفس وميلت رأسها من الشباك وكل هذا تحت نظراته ونطقت ترخي جسدها على المقعد : شايف الرياض هذي كلها ؟ ما توسعني والله
ناظر لها بهدوء نطق : وش يوسعك؟
تنهدت بخفوت تهز اكتافها : ماتوسعني الارض ، ابي اطير..!
رفع حاجبه بغرابة : تطيرين !
هزت رأسها بهدوء وناظرت لسماء : اطير ..
هز رأسه وغير طريقه يسوق من غير تردد وتفكير وناظرت لشارع بغرابة : هذا لا طريق البيت ولا المربط!
هز رأسه بالإيجاب واكملت : وين رايحين؟
ابتسم بخفوت يناظر امامه : نخلي الثُريا ثُريا فعلًا ..!
مافهمت تناظر له بعدم إستيعاب ووقف في معسكرات واماكن خاصه بالقطاع العسكري فقط ، اخذ الاسلكي يسمع القائد يحدثه : الرمز
ليردف مُهاب بسكون : الديجور
أردف القائد : ادخل
دخل وناظرت للمكان بغرابة وقف ونزل يعدل قبعته ونزلت تمشي خلفه تشوف العساكر بمناوبة وراح مُهاب يتكلم مع واحد ورجع وتبعته تمشي فتح مكان ودخلت واتسع عيونها بانبهار من الدبابات والهليكوبترات العسكرية وناظرت له بدهشة تفهمه : صادق!
هز رأسه ومشى لأول هليكوبتر وضحكت تركض نحوه فتح لها الباب ورفعها بخفه وركبت تضحك من فرط حماسها ، ركب وضبط الاجهزه والازرار تناظر له ورفعت نظرها لقبعه موجوده واخذتها تلبسها تناظر له لابس قبعته العسكرية وبدلته بشكله اللي دائم تفضله ، بدأ دوران المروحية وصرخت تشوفه يقودها بالارض بالبداية خروجًا من المستودع حتى توسطوا الساحة والتفت لها لضحكاتها : جاهزة؟
هزت رأسها تضحك واقلع يدخل العجلات وتزيد المروحية دورانها وترتفع الهليكوبتر عن الارض في منتصف الليل و وضوح القمر والنجوم طلع الثُريا لثُريا تعوم بسماء الوسيعة المديدة ، كان صراخها وضحكاتها تسّود بالمكان وحولهم في منتصف الليل في سماء الرياض يلعب بالمروحية كانه يروض خيله يعيشها اللي حلمت فيه للحظة انها " تطير " طول عمرها احلامها تمر وتعدي وتنتسى ولا تحقق هذي المرة الاولى اللي تهمس فيه بحلم ويتحقق !
↚
ما سمعت اعتراضات وضحكات على احلامها ولا سمعت لبيه وحاضر وكلام منسي هي ماسمعت منه شيء هو مايتكلم هو يفعل ، مُهاب لغته الافعال وصفقته مع الكلمات صفقه خاسرة ، صمته معروف وافعاله اكثر معرفه ، مايؤمن بالوعود المزيفه والكلام الكثير والمشاعر البيّاعة لكنه يؤمن ان من يودّ الكون ما يرّده ، ماحفظ من بيت القصيدة الا رجولتها وفعلها ، ناظرت له وناظر لها وللقبعة بشعرها المتطاير حولها تضحك بشكل ما شافه من وقت زواجهم ابدًا ، هذي المرة الاولى اللي كانت معه ثُريا فقط بلا تدنيس او شوائب او خوف وحيطه وتخطيط وجنون ، ثُريا، فقط ثُريا وابتسم يسمعها : تبهرّني يا نقيب من عسكري لخيال لطيار ؟ وش مخبي بعد؟
ابتسم بخفوت: ما خُفي كان أعظم
ضحكت بشدة من رده : ومغرور بعد !
التفت لها وابتسمت تنطق : اعترف ان ماطلع جنونك ذا الا انا !
رفع حاجبه من ثقتها : ومغروره بعد !
هزت رأسها بثقة وغرور : مغروره اعترف ولا تتهرب!
ناظر لها يردف بعد ما ارخى جسده : وش ودك تسمعينه؟
ابتسمت بثقة ونرجسية ما تليق الا عليها : ان العاقل فيك يموت ويخلق بدله مجنون معي !
ناظر لها بتساؤل : تحبي الجنون ؟
ابتسمت تهز رأسها برفض ورفعت يدينها بحركة "الجنون" عند رأسها : احب المجانين
قالتها تهز رأسها بضحكة ونطق بنظرات ماتفهمها : وان صرت مجنون مثل ماودّك بتحبيني معهم وتخرب الحكاية !
ابتسمت بخفوت تهز رأسها برفض : لا تخاف انت بذات ما احبك انا معك امارس الجنون بس
هز رأسه برضى يقلد حركة رأسها ويدينها : اجل مجنون..
ضحكت بشدة ورفعت يدينها تسحب قبعته العسكرية تضحك ورفع يدينه لخصلات شعره ينثرها يهز رأسه بفقدان امل فيها وناظرت له تختفي ابتسامتها تسهى فيه وبحركة يدينه على شعره اللي مال لجبينه بعد ماسحبت قبعته من كثافه حاجبيه لرمشه الناعس ولاسمرار فاتن فيه ، شتت نظراتها تبتسم تناظر لسماء وللقمره والتفت يشوفها ابعدت قبعتها وشعرها يتطاير امامه تبعده كل ما حجب الرؤية عليها ناظر لها للوجه المليح وخذ الزاهي والمبسم العذب من غير تكلف او تعب مثل ماهي وشتت نظراته بعد وقت ينطق : نزلنا؟
ابتسمت تهز رأسه و وجّه الهليكوبتر ينزل ويردها لمكانها يوقف ببراعة وابتسمت من فرط الشعور اللي عاشته ، نزل وتقدم يفتح بابها وناظرت للمسافه للارض ورفع ذراع وحده : تعالي
رفعت حاجبها : تمسكني بذراع!
ميل ثغره بسخريه : بكف وحده
كشرت وقفزت يمسكها فعلًا بذراع يميلها لصدره حتى وقفت على الارض وابتعدت عنه تشوفه يضبط كم شغله وطلع وهي معه راجعين لسيارة وللمربط بعدها فضل يقضي فيه هالايام لانه يعرف بثقلها ولا في اريح من مربطه ..
↚
قصر متعب
دخلت جيهان غرفة سمر وقفلت الباب وضحكت سمر من شكلها تمشي خلسة وبيدها فناجين ودلة : عميمه جايه كذا ؟ ورانا حش
ضحكت جيهان تجلس تصب لها ولسمر : اعوذ بالله ما ناكل لحم الاوادم نيء
ضحكت سمر : اي بس تطعمين
ضحكت جيهان تضربها بخفه ونطقت : علميني كيفها ذي ثُريا ؟ وكيف تعامل اخوك معها ؟ امورهم زينه ؟ حامل ؟
اعتدلت سمر بجلستها : بسم الله الرحمن الرحيم واحد واحد وش ارد و وش اترك
ابتسمت جيهان بحماس : انطقي طق عرقي
سمر : انتِ وش تحسين يوم شفتيها ؟
ابتسمت جيهان : عجبتني والله فطينة و رزينة وتعرف وش تبي ومتى تشد ومتى تليّن
رفعت حاجبها سمر : هذا كله عرفتيه بيوم ؟
ضحكت جيهان : كنت شايله هم لو ياخذ من هضعيفات هذا مايبي الا اللي تكسر رأسه
ضحكت سمر تهز رأسها بالإيجاب : تكسره والله
واكملت بتفكير ؛ ثُريا قوية وذكيه ماتفوتها فايته تقدر عليه
هزت رأسها جيهان : وكيف علاقتهم؟
هزت اكتافها بجهل : غريبه احس
جيهان : شلون غريبه ؟ به غرابة بين زوج و زوجته!
تنهدت سمر ماتعرف تشرح مقصدها : لا بس اقصد مُهاب طول الوقت ساكت يعني مدري يمكن معها غير عنا
أبتسمت جيهان ؛ شفتي ذاك الاسد المهيب قدامنا ؟ انا اشهد انه قدامها شبل يتلوه
ضحكت سمر : اتمنى صراحه
ابتسمت جيهان : وهرجت معك عن اهلها؟
سمر بعجلة : صح ذكرتيني ليه تكلمتي كذا ؟ البنت يتيمه من وهي صغيره وعاشت عند عمها عقاب واظن انه ماكان زين معاها احرجتيها ! ترى اعرفها ماتسكت عن حقها بس علشان احترمتك سكتت
عبست جيهان بصدمه : ادري انها يتيمة بس عقاب ! الناس تضرب به الامثال بالكرم والاخلاق مابقى يتيم ما كفله كيف يقسى على بنت اخوه!
هزت اكتافها سمر بجهل : هي صراحة ماقالتها لي بس اني كذا فهمت
جيهان بعدم تصديق ؛ هقوتي فهمتها غلط مير ان كان هذا صحيح فكل البلاء من زوجته مجيدة ياكرهي كرهها لها تقول مابه بالارض بنية غيرها
ضحكت سمر : وشو تغارين عميمه؟
جيهان بغرور تهز فنجانها : اغار ! انا شيخه بنت شيخ ماطلعت من بطن امها بعد اللي تتعداني!
ضحكت سمر تحضنها تبوس خدها : انا فدا كل الشيوخ يناسوه
ضحكت جيهان تضربها بخفه وسعة خاطر وقلب اميمة..
↚
المستشفى
عدت الايام والليالي والاسابيع عليه بالمستشفى يتلقى العلاج اللي تكفل فيه عقاب وجاب له افضل الدكاتره ووضعه في اكبر جناح ودفع له لين ضمن صحوته وصحته من بعد الله ، ابتسم يشوف ثُريا تدخل وبيدها اكل وكشرت مجيدة ولا اهتمت لها ثُريا لان هذا حالها من اسابيع : يازين الصاحي
ابتسم جهاد يرفع جسده يعتدل بجلسته : لو دراي اني باكل من طبخك كل يوم كان من زمان صدمت
مجيدة ببغض : ليه طبخي ماعجبك!
ناظر لها جهاد بوهقه : يمه مابعد اكلك اكل
وقفت مجيدة ونطق جهاد : وين رايحه؟
مجيدة : مكان فيه هالمشؤومه ما اجلس
ناظرت له ثُريا وشد جهاد على يدينها يترجاه وطلعت مجيدة ، التفتت لجهاد : شفت صح شفت ؟ امس اختك واليوم امك انا مابي ارد يحدوني ياخي شسوي
ابتسم يغير الموضوع : وش سويتي اليوم ؟
اتسع مبسمها : قلت مشتهي كبسه؟ ما اخليها بخاطرك
ابتسم بسرور لا يوصف : يلوموني فيك ياخي
فتحت له الحافظة وجهزت له تشوفه يأكل ويتلذذ : يسلام والله طبخك مافي منه
واكمل بتساؤل : الحين النقيب اكل منه؟
هزت رأسها بالرفض : هذا يفطر ويتغدى ويتعشى دخان مدري الجسم والعضلات من وين جايبها بس تركت له دائمًا يرجع ياكل
ضحك جهاد : العضلات شكلها تيجي واسطة مع العسكرية بس والله متعافي ماشاءالله جسم واضح كادّ فيه كدّ
هزت رأسها توافقه الرأي وجلست تسولف معه حتى انتهى وقت الزيارة التفتت تسمعه : تدرين ابوي ماجاء ابدًا
تنهدت تشوف حسرته : جهاد ناسي ابوك مين؟
هز رأسه برفض : مو ناسي بس اكره يكون بنصف يدفع كل شيء وكل يوم داخل دكتور جديد علشاني ولا كلف على نفسه يجيني ! لا هو تركني اموت ولا هو حنّ علي
تنهدت تمشي له تمرر يدها على شعره : جهاد انت بخير وصحة وعافية طلعت من حادث كان مجزره تاريخية مر شهر وتعافيت بفضل الله مو بفضل فلوس ابوك ! احمد الله واشكره صحيح اني اكره امك بس ادري انها تحبك وتعزك واخواتك واخوك يكفيك هم ابوك مامنه رجاء
ابتسم يبعد يدها : ورع انا تعامليني كذا
ضحكت تدفع كتفه بمزاح وخفه : شاف نفسه اقول قوم بس لا اتوطاك
ضحك من اسلوبها ومشت تخرج تتنهد بتعب تطلع ، طول الشهر اللي طاف يوصلها ويروح ويرجع بنفس الوقت لا زياده ولا نقصان ينتظرها بنفس المكان لدرجة احيانًا تشك انه مايروح ويبقى ينتظرها ، تجاهلوا كل ماصار بينهم ولا تكلموا عنه ابدًا عايشين ايامهم في هدوء وسكون تمر ليالي مايتكلم الا لضرورة القصوى وتعودت عليه صارت تفهمه وتعرف روتين يومه ، صاروا يتعاملون بصمت الهادئ مع بعض واغلب وقتها معه بالمربط لان من يوم ماعرفوا اخته وعمته ببيته صار يفضل مايبقى فيه تجنب لزيارة المفاجاة اللي مايحبها .. 209