رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم الفصل الأول 1 بقلم الرُبانة صفاء
رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم pdf الفصل الأول 1 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم pdf الفصل الأول 1 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم الفصل الأول 1 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم الفصل الأول 1.
رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم الأول 1 بقلم الرُبانة صفاء.
المقدمةفي حرب اجتمع فيهما الضدان ، الأسود والأبيض ، النور و الديجور، الغضب والهدوء ، الاضطراب والسكينّة في معارك الثأر والانتقام ولهيب الحقد والكره بين العداوة والفتنّة والقبح والجمال تُحكى شرارة جحيم تحرق كل من لمسها وعلى الرغم من معرفته انها الحرب التي سيخسر فيها الا انه خاضها بكامل رغبته وردد ..!
مدّي يدينٍ عاهدتها يديّاياللي سماك ملبده برق وغيوملا تشتكين اللوم وانا هنيّاانا هنيّا لأجل ما يلحقك لوم!ياللي جبينك من غلاه الثرياما عاشرت شمسٍ ولا خاوت نجومان كان ما جتني عليك الحميّاما عاد لي في باقي العمر ملزومما فزْ قلبي للنواعس كذيّاالا يبي يصبح عوضها عن النومنامي وخلي كل همٍ عليّامالله خلق هالجفن لسهاد وهموملا تندهيلي واصلٍ لك بليّالو نكسر قلوبٍ ولو نزعل خشومقام يتعَزْوا في حديّا حديّايوم انحدر دمعٍ عن الذل محشومراسي خلق بالطايلات يْتفَيَّاوخدّك تفيّا بالهَدب جعله القومٓكان الذي في خاطرك ما تهيّا؟ماني ولد عودٍ كفَخ وابعد الحوم
تنويه : هذي الرواية تُحكى من نسيج الخيال هروبًا من حتميّة الواقع والمنطق بحثًا عن درب يرمي فيه الانسان عقله برضاه التام ان لم تكن مستعدًا على خوض الجنون والإبحار بعيدًا عن واقعنا المرير لا تركب معنا..!↚عاصمة المملكة- الرياض -قبل ١٦ سنة
لحظات العُمر العتيق متقلبة المزاج مرة ترفعك لسابع سماء ومرة تخسف فيك الارض وتهدّ حيلك ..بيت سالم آل زينابتسمت زهراء باتساع تمشط شعر ثُريا الطويل وتردف بين ضحكاتها : غني ابوك جاء خليه يسمعكابتسمت ثُريا بطفولتها تغني بصوتها الرهيب مُنذ طفولتها وحبها لام كلثوم بسبب ابوها تغني بطفولة وطلاقة لا تُصدق في طفلة : واثق الخطوة يمشـي ملكـاً ظالم الحسن شهي الكبريـاء عبق السحر كأنفاس الربـى ساهم الطرف كأحلام المساء ..ضحك سالم يشيلها ويدور : تغنين الأطلال ! هذي الاغنية تأخذ من العُمر وانا ابوكابتسم يلتفت على باسل بيده كتاب يقرأ : المثقف باله بعيد عناابتسم باسل يناظر له : الكتاب يحمس واللهابتسم سالم يشوف زهراء تجهز الاكل ورفع نظره على رنين جواله القديم وتقدم يقرأ الاسم ويرد يسمع كلامه وبدأت ملامحه تتغير ويعقد حجاجه ويركز نظراته على مكان واحد بصدمه لين نطق : لا تظن بدخل الجحيم وحدي والله لاسحبكم كلكم معي واحد واحد !قفل منه يرفع يدينه لشعره يشده بجنون وعدم إستيعاب ورفع جواله يتصل وردد : شكله خاننا ابدأ بالخطة ولا تتصل علي ابدًا آمن اهلي ونتفاهم وان صابني شيء مايحتاج اوصيك عليهم ..كل هذا تحت نظرات بنته و مسامعها قفل وركض ينادي : زهراء بسرعه اجمعي الاغراض المهمه طالعينالتفتت له زهراء بفزع : وين طالعين!شافته يعبث ويسحب اوراق ومستندات وصكوك ماتدري ايش هي : بسرعه قلت مافي وقتركضت تاخذ اغراض اولادها وقف باسل بفزع يحضن ثُريا اللي نطقت : بابا وين رايحين !ابتسم سالم يبان في ملامحه الخوف ونزل لمستواها يحضن وجهها بكفوفه : ودك نلعب ونروح الملاهي؟ضحكت ببهجة وسرور تهز رأسها بفرح تصرخ : ايابتسم يرفع يدها لاذنها : اذا سمعتي صوت غطي اذنك وغني اتفقنا؟هزت رأسها مبتسمه وقف يبعثر شعر باسل : انتبه على اختكواخذهم يركب السيارة وحرك بسرعة جنونية مُخيفة ولا احد فاهم منه اي شيء ، بلع ريقه يسمع صوت سيارات الشرطة بالخلف ، التفتت ثُريا بفزع لهم وسحبها باسل لحضنه وتخبت بخوف حتى بدأت سيارات الشرطة تختفي من خلفهم وناظر سالم للمرآيا براحة وابتسم يكلم ثُريا : لعيون الثُريا نوديها احلى ملاهيابتسمت ثُريا بمرح تضحك ، الضحكة الاخيرة والنظرة الاخيرة لابوها المبتسم الهارب من المجهول ولامها بخوف في عيونها ويدين باسل تحضنها تحميها↚قبل ماينتشر صوت الاصطدام القوي والسيارة اللي تقدمت تصطدمهم بقوة تُسبب انقلاب سيارتهم مرتين وانتشار الصوت القوي والدخان والنار ودم باسل المرمي عليها وهي باسفله تأن بالم في ظُلمة الليل وطريق السفر المتجهين فيه فتحت عيونها بتألم تسمع صوت الخطوات بالمكان والشخص المجهول ماشافت الا ثوبه الابيض بعد فتحه الباب من جهة ابوها ورغم اعتقادها انه المُنقذ الا ان شكله المريب يخفي ملامحه بسواد في سواد ، رفعت رأسها تناظر له تبي تتكلم تطلب النجدة ، الا انها لمحت بين انامله شيء ما ميزته لكنه كان ابرة غرزها في شريان سالم وبث سُمها بداخله واغمضت عيونها لحظة ما شافته يتلفت نحوهم يتآكد محد شافه او محد حي ، واقفل الباب تسمع ركض خطواته هارب من المكان ..!رمشت بعدم إستيعاب وإدراك ثقل لسانها عن الصراخ وارتعشت اطرافها تستشعر الدم ينزف عليها من باسل !انتشر صوت سيارات الشرطة مع هروبه ورجفت تبكي من غير صوت وخوف يسكنها ، تقدموا العساكر مع سيارة الإسعاف يسحبون ابوها وامها وباسل لتكون هي الاخيرة بإصابات بسيطة ..جلست في الارض تناظر لسيارتهم وشريط ام كلثوم المرمي بعد تلوثه بالدم والعسكر والضجيج واجساد اهلها المرمية على سُرر الإسعاف ومحاولة الإنعاش الغير لازمه بسبب الموت المُحتم ، تحركت سيارة الإسعاف ووقفت تنظر لفستانها والدم فيه وشعرها المبعثر والصدمه في عيونها وركضت بمنتصف الشارع ، تركض خلف سيارة الإسعاف كطفل ظن انها سيارة صاحب الأسكريم ، ركضت تصرخ بين العساكر حولها جبال رمليه بسبب انهم في طريق سفر مهجور وركض خلفها رجل في السلك العسكري يسحبها لحضنه ويجلس على ركبته: هدّي يبه هدّي بخير بإذن الله بخيرصرخت في حضنه تتشبث فيه تردد : بابا .. ماما .. باسل !شدّ عليها بحضنه نظراتها على بدلته العسكرية مصدر الآمان الوحيد في دُنيا الخوف وخارّت قواها تسقط مغشي عليها بمنتصف الشارع في حضن رجل غريب بعمر ابوها بين ضجيج العساكر والقطاع وظُلمة الليل الموحشة الأبدية ، شالها بين يدينه ووقف يمشي بهدوء بوسط المجزره تحت نظرات العسكر له ومشى لسيارته يركبها يناظر للبنت بعمر بنته تعيش شيء فوق طاقتها واستحمالها ..!
بعد اسبوعين
دخلت القصر الواسع الفسيح تتدلى منه الثُريات واللوح والكنب العتيق والدرج بمنتصفه قصر شاسع يجذب الأبصار نحوه بإعجاب وانبهار ، رفعت نظرها لمجيدة توقف بمنتصف القصر بدراعتها سابقه عصرها بالاناقة وعلى يمينها ندى وسجى ويسارها راشد و ماجد وجهاد ، جهاد اللي ركض يحضنها تحبه حيل لانه اخوها من الرضاعة وبكت ثُريا تردد : ماما وبابا وباسل ماتوا جهاد ماتوا وخلوني!↚مشّى عقاب يجلس بالكنبة يناظر لها ورفعت نظرها له بحقد عمرها ماتنسى كيف صحت في المستشفى بعد ايام وبكل برود يعلمها بموت اهلها حتى عزاء ماحضرت ولا ودعتهم وياخذها معه من مكان لمكان ..
نطق عقاب بشخصيته وقوته وخشونه صوته : ثُريا من يوم ورايح تعيش هنا بينكم بآمري انا واللي عنده اعتراض يواجهنيسكتوا جميعًا باستغراب حتى نطقت مجيدة : سبرها بسبر الخدم ماتجلس مع بناتي بنفس المقامونطقت بعدها بعلو : ميري جهزي لها الملحق تحت الدرجناظرت لهم بشرود تستوعب حياة رُميت عليها والجحيم المقبل عليها وميلت ثغرها تبتسم تناظر لهم بنظرات من لهب يجهلها الكل جنونها وخسارتها لبراءتها وتلبسها بلباس القوة والجنون ..
نرجع بالاحداث للورىبيت سعود آل رشيد
الفريق الاول ورجل تهابه الدنيا من شهامته وقوته يقف امام المرايا ببدلته تاج وسيفان متقاطعان ونجمتان امامه كل الميداليات و الشهادات شكر له وعرفان لشجاعته وقوته ورجولته في ميادين المعارك رجُل والرجال قليلًا له .التفت وقت دخل مُهاب واخوه يمّان وأختهم الصغيرة سمر لابسين عسكري واخفى ابتسامته يلتفت لهم : عسكر ! استعداد دُر واحد اثنين واحد اثنينتقدموا يمشون معه مشية عسكرية يرددون خلفه : نازلك يا عدوي نازل ، مصيونة دايم يا بلادي ..عبارتين يرددها في التدريب الميداني ومع اولاده حتى رسخّت في ذاكرتهم مثل النقش على الحجر .عبس يمّان يردف : يبه انا ماودي اصير عسكري بصير مهندسابتسم سعود يناظر له : قلبك رقيق وانا ابوك الهندسه افضل لكانزل نظره لمُهاب وابتسم : الاسمراني ابو قلب شديد يقوىابتسم مُهاب وتقدمت وردة : ابوك ينشد عليك يا سعود مشينا لهمهز رأسه ومشى طالع مع اولاده متجهين في ظُلمة الليل نحو بيت الجد متعب ، انزل سعود يده لسلاحه يحسّ بغرابة يستشعرها بموهبته من الظُلمة الغريبة عليه وسرعان ما اشتغلت انوار تحيط به ووقف السيارة بقوة يرتد اجسادهم للامام وهمس : لحد يتحركسحب سلاحه ونزل بترقب يُدرك انه محاصر من كل الجهات ورفع نظره لعقاب ينزل من السيارة وناظر له بكره شديد لخاين يطلع من مصايبه مثل الشعره من العجين ماقدر يثبت تهمته بسبب واسطته اللي تغطي عليه دايم ..ابتسم سعود بسخريه : السفير !تقدم عقاب منه موجه سلاحه : الفريق الاول !نطق سعود بصوت جهوري : ان كنك رجال واجهني لوحدنا سيارتي فيها عياليابتسم عقاب يناظر له : هذا المطلوب مانبي من نسلك ادمي↚التفت سعود لرجال من حوله بعدد مهول واكمل عقاب : نقوى نفجرهم قدامك نزل سلاحك !هز رأسه سعود بخوف على عياله : تبيني انا ؟ خذني عيالي مالهم ذنباكمل عقاب بصرامه : نزل سلاحك قلت!التفت حوله يشوف تجمهرهم عليه واسلحتهم يقدر يخلص نفسه بس مستحيل يخلص اولاده وانحنى ينزل سلاحه وتقدموا الرجال يسحبون وردة تحت صرخاتها المتكررة وبكاء سمر و يمّان وغضب مُهاب يردد : خلّو ابوي خلّوه !اخذوهم جميعًا لمستودع خرابة مهجور من سنين طويلة ربط سعود على الارض بجنبه اولاده الاثنينبينما وردة و سمر كانوا في غرفه ثانيه لها بابين صرخت وردة تحاول تفك رباط يدينها ونطق الرجل بغضب : حركة وحده بس اقتل بنتك !بكت تضم سمر وارتجف الرجل بخوف ماكانت نيته ابدًا يكونون اولاده معه ومشى يبي يتكلم مع عقاب ، ناظرت وردة للباب المفتوح والتفتت لسمر بهمس : اسمعي يمه اوقفي واركضي اطلعي من الباب هذا لا تناظرين وراك ابدًا فهمتي ؟وردة اللي كانت متعوده على عداوة زوجها ولا مرة توقعت توصل للحد ذا وقفت سمر بخوف لانهم ماربطوها بسبب صغرها : ماما !همست وردة : هش حبيبتي اركضي ولا تناظرين وراك احبك يا امي انتِهزت رأسها سمر: احبك ماماابتسمت تشوفها تركض بعجلة تطلع من المكان والتفت الرجل لوردة اللي وقفت تركض بيدين مربوطه تشتته عن بنتها ، رفع سلاحه يطلق عليها بخوف وفزع سقطت على الارض وارتجف يناظر لها ماكان يبي يقتلها بس خاف وانجبر وطاح على الارض بصدمه يسمع عقاب : على مين اطلقت علي !علي بصوت راجف : زوجته ، زوجته ماتتوماقدر يعلمه ان الصغيره هربت وطلع يركض يدور عليها
رعشت اطراف يمّان ينوح يناظر لتصلب مُهاب وصرخ سعود بغضب وقهر وحرقة : جبان طول عمرك جبببان ورخيص وضعيف تندسّ ورى سمعتك وانت خاين لدولة وخاين لنفسك ياسكير ونكير يا لعييينضربه عقاب بتكرار وقوة ينزف رأسه و وجهه وجسده : ما اسمح لك انت باخر الزمن تعدم سمعتي ياسعود قلت لك لا تعلب بنار تحرقك اترك المستور مستور ماتعقل يا ولّد رشيدتوقف عن ضربه وانتشرت ضحكات سعود يتفل دمه يناظر له : يا مسكين يا جبان ماتقوى تأخذني الا غدر ؟ قوتك على حرمه ضعيفه و ورعان ؟تقدم عقاب يسحبه يعلقه من يدينه وركض مُهاب بغضب له : اترك ابوي اتركهدفعه بقوه يسحبونه الحراس وتقدم يضرب عقاب بحديده على ظهره يبيه يصرخ بس ولكن ولا صوت طلع من سعود يناظر لاولاده ، يمّان واضع رأسه على ركبته يبكي و مُهاب يصرخ بغضب يحاول يفك نفسه من الحراس بعجز بسبب صغره امامهم ..↚نطق عقاب بفحيح : والله لاخليك عبرة لكل من يحاول يوقف قدامي يا سعود و اذا ما عقل شدّاد مرده نفس خاتمتكابتسم سعود يناظر له : تضرب قفايّ ؟ تخاف حتى لو نظرة عيوني بعيونك يا هاربناظر له عقاب بقهر : قلت لك لا تحدنيّ على الردى مابي اقتلك ماني قاتل تعال نتفق نوصل لحل ولا ترى بتموت محدن درى عنكابتسم سعود يتنفس بعلو : يديني ما تصافح خونه تذكر يا عقاب المملكة ماتنسى حاميها ولا تصفح عن خاينها ! لو ما مت على يديني وفضحتك تموت على يدين اولاديناظر له عقاب بقهر انه مايقوى حتى يصرخ ومازال يهدده ولو فضحه بينتهي للابد ونطق : اختار واحد من اولادك يموت !رفع سعود نظره له بصدمه وابتسم عقاب : لا تخاف كلهم ميتين بس نبي واحد الاول ونبكي الثانيمارد سعود وتقدم عقاب يوقف اولاده قدامه ويعدل سلاحه مبتسم : اختار واحد والا الاثنينبلع سعود ريقه معلق ينزف يناظر للخوف بعيون يمّان يبكي و الغضب بعيون مُهاب واغمض عيونه : اللي بيننا نحلها حنا يا عقابصرخ عقاب بغضب : اختار !ناظر لهم سعود بحرقة : اعطيك كل الادلة بس اتركهم اذبحني اناازداد صراخ عقاب : اختار والا انا بختاراغمض عيونه سعود يناظر لهم يدري ان يمّان رقيق ومستحيل يعيش طبيعي بعد اللي صار ، يعرف انه مايقوى على هالدنيا ابدًا وهمس بحرقة تتجمع دموعه بعيونه لان الضنى غالي وحيل : الصغير..!صرخ مُهاب يردد بصدمه : لا !وانتشر صوت الرصاصة يطيح بعدها جسد يمّان بطلقة برأس وانحنى مُهاب يبكي يحرك جسد اخوه : لا تكفى لا تكفى لاأغمض سعود عيونه وناظر له عقاب : حدّيتني على الردى لو رضيت بعرضي ماوصلنا هالمواصيل!تقدموا الحراس ينزلون سعود على الارض وزحف على ركبته ليمّان يرفع يده بحبالها لملامح وجهه بحضن مُهاب يبكي بحرقة يناظر لابوه : لييه يبه ليه ليه !ميّل سعود رأسه بحرقه : مايقوى على هالدنيا وانا ابوك يعيش طير بالجنة ولا مجنون بالدنيا ..!رفع عقاب سلاحه : لا تبكي على أخوك تلحقه السماء توسع طيرينانتشر صوت سيارة الشرطة وركضوا الحراس هاربين وركض عقاب والتفت خلفه يشوف ظهر سعود واطلق اخر رصاصتين غدرًا بظهره هارب !تدلى جسد سعود امام انظار ولده وارتعشت يدين مُهاب ينحني لابوه بصدمه يبكي ، رفع سعود يدينه فيها دم يمّان على خد مُهاب يناظر له يفقد اخر انفاسه يختمها بقوله بتاتاة الم : لا .. تسامح !صرخ مُهاب يردد " يبه " وسقطت يدين سعود ميتًا غدرًا و بُهتًا و ظُلمًا في سبيل دفاع من بلاده ..↚وقف شدّاد رفيق سعود يناظر للمجزره بالمكان ، وردة مقتوله وسمر لقيوها اثناء هروبها ولانه يعرفها وتعرفه بصفته عم لها خصوصًا ان شدّاد جاي بعد معرفته بنية عقاب من اتصال مجهول من المقر ، يمّان مقتول بجانب ابيه سعود ، مُهاب يصرخ يبكي بعدم إستيعاب و إدراك ، شدّ على يدينه يعرف مين السبب ولا يملك اي دليل وحتى ان لقى دليل مين يصدقه وعقاب اعلى مناصب منهم و واسطته بكل مكان سفير ينحسب له مليون حساب ..!تقدم لمُهاب يسحبه ورفع رأسه يمسك بفكه : ناظر ولا تنسى هالمنظر ابدًا ! ناظر واحفظ كل شيء !بكى مُهاب يناظر لحوله والدم بكل مكان والآلم واحد ، وصلوا الاسعاف والبقية يحاوطون المكان واخذ شدّاد مُهاب و سمر طالع لبيت جدهم متعب ..
قصر متعب
لا تأتي المصايب فرادى ما بكوا على ولد ، بكوا على زوجة ولد كانت مثل بنتهم ، بكوا على حفيد ماتعدى عمره العشر سنين ، بكوا وليت الدموع تكفي ..رفع متعب يدينه يشيل مع جاسر وحاتم اولاده ولده البكر اللي راح ضحية الدُنيا ويبكي وينوح يردد " سعود " يمشي قدامهم مُهاب بيدينه طاقية ابوه العسكرية بوجه مسود معدوم الحياة تحت تأثير الصدمة القاتلة ، يمسكه شدّاد الصامت مع مجموعة عسكرية هائلة ، جنازة حضر لها الصغير قبل الكبير من كثر محبينه ..وقف مُهاب امام الثلاث قبور ، حفروها بنفس الوقت ، وردة ثم يمّان ثم سعود ، كتم بكيته يسحب مجرفه بعمر ماتعدى حتى ال ١٤ يرمي التراب يبكي مع اعمامه حاتم ماقدر من هول مصيبته و جاسر يردد " اخوي يا اخوي" وينوح يسمعهم : الصبر يا آل رشيد ، وحدوا الله ، لله ما اخذ و لله ما اعطى ، إنا لله وإنا اليه راجعون كلنا على هالطريق يا متعببكى متعب بعجز وهمس مُهاب بصوت باكي هامس ينثر التراب عليهم : نازلك يا عدوي نازل ، مصيونه دايم يا بلادي..التفتوا له يكررها ويبكي وبكوا كل الحاضرين بنحيب والعسكر اللي دربهم وانزل شدّاد طاقيته العسكرية على عيونه يخفي دموعه وانحنى جاسر يحضن مُهاب يبكي ودفعهم مُهاب وتقدم جده متعب ودفعه يصرّ ينثر التراب وهو يردد عبارة ابوه ..!نطق احد الحضور : اتقوا الله في الولد مب مستوعبسحبه شدّاد يطلعه من المقبرة وخلصوا الدفن طالعين للعزاء بقصر متعب أنطفأت انواره ونكست أعلامه ، موته كان الخبر الاول في الصحف والجرايد و تم إذاعته في الآخبار لمكانته المرموقة ، جريمة قتل مجهولة لا إثبات فيها ولا دليل ما غير شهادة طفلين ضايعه ..!
عدت ايام العزاء بثقل كبير عليهم وحزن كسى ملامحهم والسواد على اجسامهم ، بكت جيهان اخت سعود تحضن سمر : علامك يا مال العافية يا امي تكلمي ابكي نوحيّ انا اسمعك↚ماردت سمر وهذا حالها من اسبوع ساكته ومتكتمه تناظر لبقعه وحده وتآكل بالغصب ولا تتكلم الا مع مُهاب ..دخل مُهاب وركضت تحضنه وتنهد يحضنها : اكلتي؟رفعت نظرها له تبكي : وينه يمان ؟سكت يناظر لها بشرود وهمس : راح معهمبكت عمتهم جيهان وبكت سمر وحضنها بسكون نطق :عمه بقعد معها شويهزت رأسها جيهان تطلع وقفل الباب يجلس قدام سمر : تذكرين وجهه ؟ناظرت له بخوف هزت رأسها بالرفض سكتت تناظر له واكمل : اوعدك اهدّ لياليه عليه انا موته يا سمر اناحضنته تبكي وتنهد بهدوء تركها تنام وطلع لمكتب جده بعد ما ناداه
مكتب متعبوقف متعب بغضب يناظر لشدّاد : مابك عقل انت ! مب صاحي مابه رجال صاحي يطلب من جد يعلم الناس انّ حفيده مات !تنهد شدّاد يناظر له : هذا اللي لازم يصير قاتل ولدك مُحال يبقي على حفيدك حيمتعب بغضب : اعترف واحد اسمه علي قاطع طرق مع رجاله اعترفوا بالجريمة واقاموا الحد عليهم وش بقى !ابتسم شدّاد بقهر : مب هم والله مب هم قاتله واحد مايخطر على بال ادمي قتله ومشى بجنازته !متعب : انت تعرفه اهرج تكلم علمنا !ناظر له شدّاد بخفوت : ما اعرفه وكل الادلة انسرقت من بيت سعود بس اللي اعرفه انه مايخلي مُهاب حي ابدًاجلس متعب بصدمه وتنهد شدّاد يناظر لمُهاب جالس وساكت يسمع : انشر خبر ان حفيدك مات وقمّ بالعزاء والدفن اعرف يتيم مات امس ادفنه بدّل حفيدك وانسى حفيدك انا أخذه وأغير اسمهقاطعه متعب بغضب : تنسب حفيدي لغيري!تنهد شدّاد : انت والدولة تعرف من يكون وهذا يكفيالتفت لمُهاب يكمل : اصنع منه رجل ياخذ من اسمه نصيب تفتخر فيه بعيد عنك وتعرفه ويعرفك ياخذ حق ابوه وامه واخوه محد غيره يقوىنطق متعب برفض قاطع : رميت ولدي للهلاك ردّوه عليّ جثمان والله ما اعطيكم حفيدي لو تاخذون روحيوقف مُهاب يطلع من صمته : بروح معه جديناظر له متعب بصدمه يتقدم له يمسك اكتافه : تروح للموت مثل ما راحه ابوك!هز رأسه بجمود : اروحه ..ابتعد عن جده يمشي لشدّاد وتنهد يردف : بتفهم يا متعب انه لصالحه مايخلونه حي والله لارده لك تفتخر فيه تمشيه بين العرب تذكرهم انه حفيدك وهذا وعد رجال يا متعب ..ناظر له متعب غير مُدرك انه يفقده مجبر و مرغم لإجل مايخسره ، التفت مُهاب لشدّاد : اختي بتعرفهز رأسه شدّاد برضى من طلبه : الصبح يا متعب اعلن موته وبيوصلك جثمان الطفل وادفنه بدله ..↚الظهر في المقبرةانجبر متعب ينصاع لاوامر شدّاد رفيق سعود وهذا هو الآن يدفن حفيده الثاني يبكي من قهره رغم انه يدري انها خطة لكنه يبكي من حرقة كبده ويسمع بكاء اولاده وجاسر يردد : طفل مات من قهره ! طفل مات بسكته قلبيه مين ياخذ حقه مين !وحضنه حاتم بقهر : مايعيش الظالم وانا اخوك مايعيشدفنوه ينوحون عليه ويبكون ..خارج المقبرة في سيارة شدّاد بجنبه مُهاب مغطيه همس : جاء يقتل القتيل ويمشي بجنازته
فز مُهاب بجنون مجرد ما شاف عقاب ينزل يسلم على جده يعزيه وصرخ : الكلب هذا هو الكلب ذاسحبه شدّاد بغضب يقفل السيارة : وش بتسوي ها وش! انهبلت صدق انت هذا مايقوى عليه احد الا ربه هذا مجرم قاتل سكير كل شينه بهالبلد هو وراها ورغم ذا محد للان قدر يمسك عليه زله سفير وكبير بنظرهم يصدقون ورع يقول هذا قاتل!ناظر له مُهاب بحرقة يسمعه يكمل : انزل لو ودّك صرخ هذا قاتل يضحكون عليك ينادونك يا المهبول يا المخبول لان ذا اعظم رجل بنظرهم كل جرائمه يرميها على غيره يمشي ماتطبع رجوله مالك كل المحاكم والاماكن حتى السيارة ذي شارينها من شركته تبي تاخذ حقك ؟ خذه بذكائك اغلبه بلعبته احكم عليه قصاص لا تسجنه بس فاهممم!سكت مُهاب وناظر له شدّاد وحرك بعدها خارج من المدينة الى مكان بعيد جدًا عنهم لديرة مافيها احد من قرابتهم ولا من نسلهم - ديرة مزهر - ببيوتهم القديمة وحياتهم البدوية من الإبل و الغنم والبقر وحياة البدو اهل الكرم والجود ..كانت ديرة شدّاد من الاساس ونزل يمشي معه مُهاب لبيته المتواضع وناظر مُهاب بغرابة للمكان بعد جيته من القصور والڤلل والعمائر ضحك شدّاد باستهزاء : ها يا ولد الاكابر مب حياتك ذي ؟ وين اواني الفضة والذهب؟ روح احلب الناقة لو ماتبي تموت جوعمارد مُهاب يشوف البيت المتشققه جدرانه والغبار وناظر له شدّاد بامر : انا هنا اربيك واكبرك بكرا تكبر ويخط شنبك وتطلع لحيتك وتكبر ملامحك مايعرفك احد ولا يذكرك احد حتى عقاب نفسهسكت مُهاب يناظر له : اسمه عقاب ؟هز رأسه بتآكيد : السفير عقاب بن جبران آل زين لا تنسى هالاسم ابدًاناظر له مطولًا واكمل : ان نشدّك عليك احد من هالديرة ومن وين انت علمهم ان اسمك مُهاب بن محمد يتيم مالك احد كنت عند عمك ومات وخذيتك وصاية ادرس هنا واربيك على العسكرية لين تاخذ مكان سعودمارد مُهاب ملزم بصمته ونطق شدّاد : كنك بغيت تبكي ابكى الحين ولا تبكي بعدها طول عُمرك ابدًا فاهم !ومشى يتركه وشد مُهاب على كفوفه تحمله الدنيا هم اكبر من اكتافه ترميه في فوهة البركان تحرقه حي وتنثر رماده على صحراء الربع الخالي ،↚تهدّ حيله تعدم انسانيته تنهي عواطفه ومشاعره تخلق منه انسان قاسي متبلد عديم شعور صخر من صلابته ..!
بعد ١٦ سنة ..
لان العُمر بضع تضحيات لا تُدرك ولا تُذكر الا بعد فوات الأوان ، لان الدروب العثرة تبقى عثرة ومن وطأت اقدامه الوحل سيبقى متسخًا مدى الحياة ، لان الدنيا ظالمة تنصف من يملك الاموال تمحي زلاته وتمجده تمجيدًا خالدًا حتى يفنى بطريقة مؤسفة ..الحد الجنوبي درع المملكة ..يقف يقود الكتيبة المكونه من السرايا ورجال كثير ضحوا بحياتهم في سبيل الوطن لا يخافون الموت ..طلع مُهاب قائدهم برتبة نقيب يمسح جبينه وخده من الفحم الموجود في المخبأ ، وقف يسمع احد العساكر : العدو اقترب ناوين الهجومهز رأسه يعدل سلاحه : كل واحد في موقعهاستجابوا له والتفت لمحمد ينطق : النقيبالتفت له وابتسم محمد : امي بامانتك ان صابني شيءناظر له مُهاب بهدوء ربت على أكتافه ومشى بقناصته بعد ما بدأ الهجوم يلمح قناص فوّق الجبال ونطق بامر : الزموا أماكنكم اطلقوا من هنانزل هو خلسّة يقترب من موقع القناص وجلس بالارض يحتمي بصخرة وعدل قناصته يقترب من العدسة بعيونه بدقة يحدد هدف القناصين في الجبل ، اطلق من غير تردد يصيب الأول والثاني والاخير و رمش يسمع الانفجار خلفه والتفت يشوف المدرعة اللي كان سايقها محمد فجروها ، ركض كمن يتجاوز جثث اصحابه في الحرب لأكمال المعركة وهجموا بالرصاص والقنابل حتى انسحب العدو من فقدانه لجميع القناصين ..مشى مع العسكر للمدرعة يسمع العسكري : محمد استشهد اثنين مصابين علي فقد رجوله و حميد مصابناظر لمحمد ينحني له ورفع يدينه على وجهه يغطي عيونه يلمح طيف ابتسامته مات شهيد مبتسم كأنه نظر لمقعده في الجنة ، رفع نظره لعسكري صاحب محمد يشد على عيونه مايبي يبكي ونطق : وش يبكيك ؟ شهيد؟ ابكى على نفسك مب عليهوقف يرفع الاسلكي على اتصال يسمعه : حضرة النقيب في مصابين؟مُهاب بهدوء انظاره للجبال : شهيد محمد من جازان وإصابتين علي من نجران و حميد من الرياضتنهد القائد يردد " لا حول ولا قوة إلا بالله " مكمل : وصلك استدعاء من الفريق الاول شدّاد لرياض وصل الشهيد لاهله وخُذ حميد لرياض وانا اخذ علي الكتيبة وصلت تبادلوا التسليمهز رأسه يقفل والتفت لهم بامر : عسكر !اعتدلوا بوقفتهم يناظرون له : انتهى التسليم ورايومشى طالع بعد ما بدل مكانه بسرايا اخرى يسلم الشهيد لاهله وينفذ امانته ويتأكد ان امه بخير رغم ان مافي خير بعد فقدان الولد لا مال يغني ولا حسب ولكنه امر الله ..↚الرياض
كان الهرب المتعة الوحيدة المحتملة مُنذ ستة عشر سنة ، الركض رغم معرفة ان خلفك جيش يلاحقك شعور لفحات الهواء على ملامحها وشعرها كان النجاة بنظرها ولو لدقايق معدودات ، ركضت تصرخ بمرح وجنون مفعم فيها ، تثبت لهم مقولة انها مجنونه من غير خوف من الخسارة لانها لا تملك شيء لتخسره ..التفتت خلفها تشوف السيارات السوداء توقف ونزلوا منها الحراس وضحكت بجنون تلتفت لقدامها تركض بقوة حتى تعثرت بخشب وسقطت يدخل في معصمها زجاج صرخت بالم ورفعت نظرها للحراس يحاوطنها بصورة دائرية : يالليل تونا ما مترنا الرياضابتسمت ترفع طرحتها سقطت وترميها بإهمال على شعرها تناظر لعمها يتقدم بعصاه يوقف قدامها: لين متى يا ثُريا ؟وقفت امامه تبتسم تزيد غيضه : لين تموت يا ملعونرفع يدينه بغضب يضربها كف بخدها يلف وجهها لليمين وابتسمت باتساع للحظات تلتفت له وتفلت وهي تهجم عليه لولا الحارسين اللي مسكوها يمنعونها وهي تحاول مقاومتهم وتصرخ : ياملعون يا قاتل والله لتموت على يدي والله لاذبحك يا كلبتقدم يمد يدينه على شعرها يشده : لا تختبرين صبري مالك مكان غيري مجنونه مين يصدقك ؟ناظرت له بحقد وقوة وتحدي وتركها يمشي لسيارته وركب يركبونها عنده بالغصب ودفعت الحارس ترفع عبايتها بعد ما طاحت من اكتافها تلتفت لعقاب : اجننك واللهناظر لها عقاب وسفهته تسمعه : على المستشفىضحكت بسخرية : ياحنون انت ياعمومارد عليها وصلوا للمستشفى ونطق : خابره وش اسوي لو ماعقلتيسفهته تنزل تشوف الحرس وضحكت بسخرية تناظر ليدها مغطيها الدم وتقدمت تدخل مع عمها تخيط جراحها ..
في الجانب الاخرانتهى العزاء من اربعة ايام وغادر لسماء الرياض وهذا هو الآن خارج المستشفى بيده ولاعة يشعل سجارته المثبته بين شفايفه بلباسه العسكري متكأ على السيارة ينتظر خبر عن صحوة حميد رفع نظره لراجس يتقدم له يضرب التحية مكمل بعدها : صحى حميدناظر له بهدوء رمى سجارته يدوس عليها وتقدم يمشي يطلع اول الدرجات للمستشفى وتوقفت خطواته يسمع الصراخ المتبوع وظهرت بعدها بنت تركض بشده تضحك تصطدم بصلابته ولا تزحزح فيه شيء ، تراجعت بالم تستشعر الجسد الصُلب ورفعت نظرها للوجه المتجمد بحدة حاجبيه تناظر له بوسع عيونها ومظاليلها بقرب مشهود وابتسمت تناظر له تردف بنبرة فيها من السخرية الكثير : الحكومه !رفع نظره للحراس وواحد منهم نطق : مجنونه هذي امسكها↚ركضت بعجلة الا ان يدينه توسطت كتفها يشد عليها بالم استشعرته يرجعها امامه وعقدت حجاجها من الالم تناظر له رفع نظره لصوت العصا من بعدها زول عقاب وزاد من شدة كتفها واسنانه للحد اللي تحرك فكه يلتقي بعقاب للمرة الاولى مُنذ ستة عشر سنة !يلتقي به بشنبه و شعر وجهه وسماره وطوله وعرض منكبيه ماكان هذاك الطفل الهزيل الضعيف كان قدامه النقيب كسب مكانته بأفعاله وشجاعته وماكانت الا لأجل اللحظة ذي ..تقدم عقاب منه يناظر له بغرابة مايذكر شافه هنا رغم معرفته بكل صغيره وكبيره ، انزل مُهاب نظراته لثُريا يشوف تقاسيم الالم بوجهها تقاومه بغضب : مهبول انت فك يدي !ناظرت له وصرخت بوجهه بغضب : فك قلت اصم انت!شدّ على كتفها بقوة واغمضت عيونها تقاومه ورفع نظره لعقاب : اعذرني يا ولدي أشغلناك هذي مجنونه مب حولنا اتركها لوجه اللهارخى من قبضته وسحبت كتفها بغضب تناظر له ولنظراته الخالية من اي شعور نطق يكلمها بصوت تسمعه فقط يشك في عقاب : بك شيء منه ؟ضحكت بسخرية تهمس بنفس صوته : كم يكفيك لاجل تسكت عنه ؟قالتها باستهزاء لانها كل ماهربت عند عسكر ردوها له تدري كم فلس يسكتهم خصوصاً مع شهاده عمها انها مجنونه وصارت تكرهم ولا لقيت آمان بعد اخر عسكري حضنها بوسط الشارع ، التفت لها يناظر سخريتها وفهم مقصدها يستهزأ فيها : على حسب كم صفر على اليمينميلت ثغرها لان ظنها ما خاب وتراجعت خطوتين للخلف تضرب تحية عسكرية كأنها تثبت كلام عمها بجنونها : تعيش الحكومه !تبادلت معه النظرات بعد تحيتها العسكرية وضحكت وقت تقدم الحراسّ يمسكونها لسيارة وتقدم عقاب صوت عصاه يسبقه : اعذرنا مجنونه مابها عقل عافنا اللهمارد مُهاب يناظر له ولف يدينه خلف ظهره بوقفه عسكريه يردف : معذورعقاب باستغراب : جديد انت هنا مالمحت زولك من قبل؟استمر بسيل نظراته نحوه ونطق قبل يمشي : تعودّ على هالزول بتشوفه واجدومشى يدخل تاركه يرفع يدينه لعنقه يحرك رقبته ويشد على قبضته يمسك اعصابه ..وعقد حجاجه عقاب يكلم الحارس بجنبه : ذاعر جيب لي سابع جد له فاهم!هز رأسه ذاعر : على امركوتقدم يركب السيارة يشوفها جالسه تناظر لشاش يدها وضحك : مين يصدق مجنونه ؟ابتسمت تميل رأسها على كرسي السيارة تناظر له لدرجة صارت تخوفه لو فعلًا انهبلت : انت تصدقني وتخافني !↚مارد يناظر لطريق حتى وصلوا القصر ونزل ونزلت يسحبها حارس صرخت تدفعه برجلها : اعرف امشيانحنى بالم ومشت تنثر شعرها وتفك عبايتها داخله للقصر وضحكت تشوفهم بصالة : اهل فرعون متجمعين وحشتونييييي!كشرت مجيدة تناظر له : ردّها الله يردّ الموت لكابتسمت ترمي عبايتها تجلس على الكنبه : شدعوه تبيني اموت وتوي ماشفت عمي ياخذ عليك الخدامه الله لا يقولها عسى عمري طويل وانا اول الشماتيّنناظروا لها ندى وسجى بكره وتنهد جهاد براحة انها بخير ووقف راشد : يبه قلت لك اتزوجها اربيهاضحك عقاب بسخرية يجلس : تربيك هيضحكت بشدة تسحب من سرياتي صحن الفواكة : جيبيه جيبيه والله فرعون ينكت الليلةاخذت السكين تقطع التفاحة : والله تضحكوني اقسم باللهابتسمت سجى : اضحكي على نفسك يا المجنونهالتفتت لها ترفع حاجبها : تتكلمين معي ؟هزت رأسها سجى ووقفت ثُريا يطيح صحن الفواكهة وتتناثر الفواكهة ورفعت السكين تناظر لها تمشي بهدوء : اوريك الجنون؟صرخت سجى تركض بخوف وركضت خلفها ثُريا رافعه السكين : والله اشوهك اطلع الفيلر اللي بجسمكوقفوا بفزع صرخت مجيدة : بنتي عقاب بنتي الحق عليهاتقدم جهاد يسحب ثُريا وطلعت سجى الدور الثاني تبكي والتفتت ثُريا بيدها السكين تحركه : حد عنده كلام يقوى يقوله ؟؟محد رد يناظرون لها بخوف ووقف عقاب يطلع بهدوء لحقته ندى و مجيدة وناظرت لراشد تتفل عليه ومشت تدخل غرفتها تحت الدرج مثل مستودع وتبعها جهاد بحذر قفل الباب : كيف تهربين ماتقولين لي؟خبت السكين ترفع شعرها: ماودي اورطكتنهد جهاد يجلس يناظر لها امام المرايا : بالله هذي الهربة رقم كم ؟ابتسمت تناظر لنفسها بالمرايا : خمسه وستين بس صدقني ستة وستين ثابتهضحك جهاد وكان الشخص الوحيد العاقل بينهم كلهم وتحبه حيل مثل مايحبها لدرجة انه احيانًا عمها يهددها يقتله لو ماتهجد وفعلًا يسويها لانه قاتل ولد له من قبل ، نطق جهاد : كل مرة تقولين كذا ثُريا لا يأثر كلامهم عليكضحكت بهسترية تناظر له : يأثر ؟ بعد ١٦ سنة ؟تنهد يناظر لها : اخاف تصدقين انك مجنونهابتسمت تناظر له : انا مجنونه نسيت؟التفتت للمرايا مبتسمه : ٢٥ سنه راحت من عمري احاول اثبت اني صاحيه محد صدقني بس تعرف من اللحظة اللي بديت اصير فيها مجنونة واصدق جنوني صارت المتعة احلىابتسمت تلتفت له : اطلع لا تشوفك امك محد ناقص صوتها↚جهاد : امي ماتقتنع اني اخوك من الرضاعه حتى راشد الغبي بس يبي يتزوجك كيف صرنا مثل الاخوان!التفتت له بغضب : يخسي يكون السكير اخوي انا اخوي باسل وباسل مات وجهاد وعسى عمره طويلابتسم يتقدم يحضنها : انتِ احلى مجنونه شفتها بحياتيضحكت تمازحه : انت عندك حياة قبلضحك ودفعته تطرده وطلع تنهدت تجلس أمام التسريحه الصغيره واغراضها القليلة تناظر لشاش يدها وشعرها الغجري المنتشر حولها ماترفعه ماتحب يمكن لانه يذكرها بامها ، لملامحها والجنون اللي صارت تصدقه ، والتفتت لمكينة الخياطة الذكرى الوحيدة من امها وتنهدت توقف تنزع بلوزتها لانها تقطعت من جهة الزجاج وتبدأ تخيطها تمارس الحرفة الوحيدة المسموحة لها في زمنها المحروم ..!
عند عقابدخل غرفته يبدل ثيابه يسمع الشريط المعتاد من مجيدة: لين متى نستحملها ونصبر عليها ؟ ما ودي فيها ببيتي تذبحنا هالمجنونهعقاب : هذي وصية اخوي مالها طلعة من هناضحكت مجيدة بشدة : اخوك اللي قتلته ؟وبدأت تسرد كل شيء كعادتها : جبتها طفلة وقلنا معليه نصبر عليها طال لسانها وفضحتنا عند الرايح والجاي وماغير تهرب ورميتها في مستشفى المجانين ثلاث سنين ما ارتحنا منها ومن هروبها لين رموها علينا بعجز ماقدروا عليها دكاترة نقدر عليها حنا ؟ حتى جامعة منعناها منها وعندك توقيع ستين دكتور على حالتها العقلية بس علشان تكسب الوصاية وتبقى عندك وتنحرم من ورث ابوها لو قتلتها ولحقتها باخوها كان آريح لنارفع عقاب نظره لها ؛ قفلي النور والباب واطلعيناظرت له بحرقة : واذا ماطلعت ؟ وش تسوي تذبحني زي ولدك؟آبتسم يناظر لها : لا الموت مايقهرك الطلاق يقهركناظرت له لشخص نُزعت الرحمة من قلبه وطلعت وتنهد يرفع نظره لسماء بتفكير في وجهه مُهاب ، رفع جواله يتصل على احدهم : متأكد ان ولد سعود الثاني مات؟ليوصل له صوته : وش جاب هالطاري بعد ١٦ سنة ! سعود واهله ماتوا وشبعوا موت وانعدم اللي رمينا التهمة عليه من سنين وتقفلت القضية من زمن جدي وش بلاك!سكت يهز رأسه براحة وقفل يحس انه يهلوس وغفى بتعب..
بعد ايام- المربط -جالس في مربطه على الجلسة الخارجيه خلفة البيت المصمم بطريقة كلاسيكية رهيبة امامه الخيل العربي الأصيل اشتراه من اسبوع يشوفه يركض مع العامل بالمكان ، اخذ سجارته ينزلها يشرب من الشاي والتفت على شدّاد يدخل مبتسم : جديد ؟وكان يقصد الخيل وهز مُهاب رأسه يسمعه يكمل حديثه : نقلتك الرياض كمل الناقص↚هز رأسه بفهم واكمل : في حفل تكريم للابطال من صاحب السمو وعلمته عنكانزل مُهاب كوبه : ليه تعلمه !ناظر له شدّاد : كيفي عاد عندك اعتراض؟اغمض عيونه مُهاب يتمالك اعصابه يسمع شدّاد : بعدين ليه ماوقفت تضرب لي تحية؟ناظر له مُهاب : لابس ثوب تبي اضرب لك تحية ؟ مادخل علي الفريق الاول دخل علي شدّاداعتدل شدّاد بغضب : وشدّاد كلب تكلمه كذا !رمش مُهاب بهدوء : محشومارخى شدّاد ظهره على الكنبه وناظر له مُهاب لرجل اللي اخذه من الوحل لطُهر الماء كان ابوه بعد سعود ومدربه وقائده لدرجه انه ماتزوج ابدًا لاجل يبقى معه بس ، نطق مُهاب : ليه ماقلت لي ان قضية ابوي اعترف رجل وعدم؟ كيف عدموه وهو بريء!اخذ شدّاد يشرب من الشاي : واحد جاء سلم نفسه وسلاح الجريمة وجاب كم ورع معاه شهود وعون وش تبي القاضي يسوي به ؟ يتقهوى معه ؟ بعدين ماكان بريء قتل امكناظر له مُهاب بغضب : كنت اقدر اشهدالتفت له شدّاد بسخرية : صدق ؟ ورع عمره ١٤ سنة وش يقول ؟ والله السفير العظيم الرجل الصالح عقاب هو القاتل ! وش دليلك؟ من عيونه عرفتهاغمض مُهاب عيونه من شخصية شدّاد اللي ماتتغير ابدًا ويكره ان يرادده من احترامه له ورفع نظره للخيل يشد على قبضة يدينه ونطق شدّاد بهدوء : مابقى شيء يشفى غليلك وغليلي الصبر يا ولد سعودمارد مُهاب ووقف شدّاد مغادر واستمر مُهاب بنظر نحو الخيول نظرة خالية من اي شيء ..
الاستراحة
ابتسموا يدخلون حميد يسمعهم يتحمدون له بسلامة وضحك يجلس يناظر لراجس نايم : هذا مايقوم ماغير نايم !ابتسم أيمن يجلسه : من يوم دخلت فرقتكم ماشفته صاحي الا في الحدودابتسم حميد : انت وش جابك معنا بالله حد يختار الموت مالقيت الا النقيب مُهاب تروح معه!ضحك أيمن : مب انت معه ليه ماكون انا ها ! بعدين خبري انه بنفس اعماركم ليه رتبته اعلى منكم !شرد حميد مبتسم : يا رجال هذا ادمي مابه عقل ولا منطق انت تعرف الترقية يا بسبب سنينك في المهنة او بسبب مهمه يعطونك وتترقى هذا يروح للموت يهرب الموت منه ثلاث سنوات دخل عند العدو متظاهر انه يخون الدوله مستوعب !اعتدل أيمن بصدمه : احلف !حميد : يمين بالله يوصل لنا اخبار نعرف بكل شيء قبل يسونه وهذا ولاشيء كسب محبة من امراء واخذ ترقيات المفروض اعلى ترى نقيب ماهي على قد افعاله لكنه صغير ما يعطونه اكثر
رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم الأول 1 بقلم الرُبانة صفاء.
المقدمة
في حرب اجتمع فيهما الضدان ، الأسود والأبيض ، النور و الديجور، الغضب والهدوء ، الاضطراب والسكينّة في معارك الثأر والانتقام ولهيب الحقد والكره بين العداوة والفتنّة والقبح والجمال تُحكى شرارة جحيم تحرق كل من لمسها وعلى الرغم من معرفته انها الحرب التي سيخسر فيها الا انه خاضها بكامل رغبته وردد ..!
مدّي يدينٍ عاهدتها يديّا
ياللي سماك ملبده برق وغيوم
لا تشتكين اللوم وانا هنيّا
انا هنيّا لأجل ما يلحقك لوم!
ياللي جبينك من غلاه الثريا
ما عاشرت شمسٍ ولا خاوت نجوم
ان كان ما جتني عليك الحميّا
ما عاد لي في باقي العمر ملزوم
ما فزْ قلبي للنواعس كذيّا
الا يبي يصبح عوضها عن النوم
نامي وخلي كل همٍ عليّا
مالله خلق هالجفن لسهاد وهموم
لا تندهيلي واصلٍ لك بليّا
لو نكسر قلوبٍ ولو نزعل خشوم
قام يتعَزْوا في حديّا حديّا
يوم انحدر دمعٍ عن الذل محشوم
راسي خلق بالطايلات يْتفَيَّا
وخدّك تفيّا بالهَدب جعله القوم
ٓكان الذي في خاطرك ما تهيّا؟
ماني ولد عودٍ كفَخ وابعد الحوم
تنويه : هذي الرواية تُحكى من نسيج الخيال هروبًا من حتميّة الواقع والمنطق بحثًا عن درب يرمي فيه الانسان عقله برضاه التام ان لم تكن مستعدًا على خوض الجنون والإبحار بعيدًا عن واقعنا المرير لا تركب معنا..!
↚
عاصمة المملكة
- الرياض -
قبل ١٦ سنة
لحظات العُمر العتيق متقلبة المزاج مرة ترفعك لسابع سماء ومرة تخسف فيك الارض وتهدّ حيلك ..
بيت سالم آل زين
ابتسمت زهراء باتساع تمشط شعر ثُريا الطويل وتردف بين ضحكاتها : غني ابوك جاء خليه يسمعك
ابتسمت ثُريا بطفولتها تغني بصوتها الرهيب مُنذ طفولتها وحبها لام كلثوم بسبب ابوها تغني بطفولة وطلاقة لا تُصدق في طفلة : واثق الخطوة يمشـي ملكـاً ظالم الحسن شهي الكبريـاء عبق السحر كأنفاس الربـى ساهم الطرف كأحلام المساء ..
ضحك سالم يشيلها ويدور : تغنين الأطلال ! هذي الاغنية تأخذ من العُمر وانا ابوك
ابتسم يلتفت على باسل بيده كتاب يقرأ : المثقف باله بعيد عنا
ابتسم باسل يناظر له : الكتاب يحمس والله
ابتسم سالم يشوف زهراء تجهز الاكل ورفع نظره على رنين جواله القديم وتقدم يقرأ الاسم ويرد يسمع كلامه وبدأت ملامحه تتغير ويعقد حجاجه ويركز نظراته على مكان واحد بصدمه لين نطق : لا تظن بدخل الجحيم وحدي والله لاسحبكم كلكم معي واحد واحد !
قفل منه يرفع يدينه لشعره يشده بجنون وعدم إستيعاب ورفع جواله يتصل وردد : شكله خاننا ابدأ بالخطة ولا تتصل علي ابدًا آمن اهلي ونتفاهم وان صابني شيء مايحتاج اوصيك عليهم ..
كل هذا تحت نظرات بنته و مسامعها قفل وركض ينادي : زهراء بسرعه اجمعي الاغراض المهمه طالعين
التفتت له زهراء بفزع : وين طالعين!
شافته يعبث ويسحب اوراق ومستندات وصكوك ماتدري ايش هي : بسرعه قلت مافي وقت
ركضت تاخذ اغراض اولادها وقف باسل بفزع يحضن ثُريا اللي نطقت : بابا وين رايحين !
ابتسم سالم يبان في ملامحه الخوف ونزل لمستواها يحضن وجهها بكفوفه : ودك نلعب ونروح الملاهي؟
ضحكت ببهجة وسرور تهز رأسها بفرح تصرخ : اي
ابتسم يرفع يدها لاذنها : اذا سمعتي صوت غطي اذنك وغني اتفقنا؟
هزت رأسها مبتسمه وقف يبعثر شعر باسل : انتبه على اختك
واخذهم يركب السيارة وحرك بسرعة جنونية مُخيفة ولا احد فاهم منه اي شيء ، بلع ريقه يسمع صوت سيارات الشرطة بالخلف ، التفتت ثُريا بفزع لهم وسحبها باسل لحضنه وتخبت بخوف حتى بدأت سيارات الشرطة تختفي من خلفهم وناظر سالم للمرآيا براحة وابتسم يكلم ثُريا : لعيون الثُريا نوديها احلى ملاهي
ابتسمت ثُريا بمرح تضحك ، الضحكة الاخيرة والنظرة الاخيرة لابوها المبتسم الهارب من المجهول ولامها بخوف في عيونها ويدين باسل تحضنها تحميها
↚
قبل ماينتشر صوت الاصطدام القوي والسيارة اللي تقدمت تصطدمهم بقوة تُسبب انقلاب سيارتهم مرتين وانتشار الصوت القوي والدخان والنار ودم باسل المرمي عليها وهي باسفله تأن بالم في ظُلمة الليل وطريق السفر المتجهين فيه فتحت عيونها بتألم تسمع صوت الخطوات بالمكان والشخص المجهول ماشافت الا ثوبه الابيض بعد فتحه الباب من جهة ابوها ورغم اعتقادها انه المُنقذ الا ان شكله المريب يخفي ملامحه بسواد في سواد ، رفعت رأسها تناظر له تبي تتكلم تطلب النجدة ، الا انها لمحت بين انامله شيء ما ميزته لكنه كان ابرة غرزها في شريان سالم وبث سُمها بداخله واغمضت عيونها لحظة ما شافته يتلفت نحوهم يتآكد محد شافه او محد حي ، واقفل الباب تسمع ركض خطواته هارب من المكان ..!
رمشت بعدم إستيعاب وإدراك ثقل لسانها عن الصراخ وارتعشت اطرافها تستشعر الدم ينزف عليها من باسل !
انتشر صوت سيارات الشرطة مع هروبه ورجفت تبكي من غير صوت وخوف يسكنها ، تقدموا العساكر مع سيارة الإسعاف يسحبون ابوها وامها وباسل لتكون هي الاخيرة بإصابات بسيطة ..
جلست في الارض تناظر لسيارتهم وشريط ام كلثوم المرمي بعد تلوثه بالدم والعسكر والضجيج واجساد اهلها المرمية على سُرر الإسعاف ومحاولة الإنعاش الغير لازمه بسبب الموت المُحتم ، تحركت سيارة الإسعاف ووقفت تنظر لفستانها والدم فيه وشعرها المبعثر والصدمه في عيونها وركضت بمنتصف الشارع ، تركض خلف سيارة الإسعاف كطفل ظن انها سيارة صاحب الأسكريم ، ركضت تصرخ بين العساكر حولها جبال رمليه بسبب انهم في طريق سفر مهجور وركض خلفها رجل في السلك العسكري يسحبها لحضنه ويجلس على ركبته: هدّي يبه هدّي بخير بإذن الله بخير
صرخت في حضنه تتشبث فيه تردد : بابا .. ماما .. باسل !
شدّ عليها بحضنه نظراتها على بدلته العسكرية مصدر الآمان الوحيد في دُنيا الخوف وخارّت قواها تسقط مغشي عليها بمنتصف الشارع في حضن رجل غريب بعمر ابوها بين ضجيج العساكر والقطاع وظُلمة الليل الموحشة الأبدية ، شالها بين يدينه ووقف يمشي بهدوء بوسط المجزره تحت نظرات العسكر له ومشى لسيارته يركبها يناظر للبنت بعمر بنته تعيش شيء فوق طاقتها واستحمالها ..!
بعد اسبوعين
دخلت القصر الواسع الفسيح تتدلى منه الثُريات واللوح والكنب العتيق والدرج بمنتصفه قصر شاسع يجذب الأبصار نحوه بإعجاب وانبهار ، رفعت نظرها لمجيدة توقف بمنتصف القصر بدراعتها سابقه عصرها بالاناقة وعلى يمينها ندى وسجى ويسارها راشد و ماجد وجهاد ، جهاد اللي ركض يحضنها تحبه حيل لانه اخوها من الرضاعة وبكت ثُريا تردد : ماما وبابا وباسل ماتوا جهاد ماتوا وخلوني!
↚
مشّى عقاب يجلس بالكنبة يناظر لها ورفعت نظرها له بحقد عمرها ماتنسى كيف صحت في المستشفى بعد ايام وبكل برود يعلمها بموت اهلها حتى عزاء ماحضرت ولا ودعتهم وياخذها معه من مكان لمكان ..
نطق عقاب بشخصيته وقوته وخشونه صوته : ثُريا من يوم ورايح تعيش هنا بينكم بآمري انا واللي عنده اعتراض يواجهني
سكتوا جميعًا باستغراب حتى نطقت مجيدة : سبرها بسبر الخدم ماتجلس مع بناتي بنفس المقام
ونطقت بعدها بعلو : ميري جهزي لها الملحق تحت الدرج
ناظرت لهم بشرود تستوعب حياة رُميت عليها والجحيم المقبل عليها وميلت ثغرها تبتسم تناظر لهم بنظرات من لهب يجهلها الكل جنونها وخسارتها لبراءتها وتلبسها بلباس القوة والجنون ..
نرجع بالاحداث للورى
بيت سعود آل رشيد
الفريق الاول ورجل تهابه الدنيا من شهامته وقوته يقف امام المرايا ببدلته تاج وسيفان متقاطعان ونجمتان امامه كل الميداليات و الشهادات شكر له وعرفان لشجاعته وقوته ورجولته في ميادين المعارك رجُل والرجال قليلًا له .
التفت وقت دخل مُهاب واخوه يمّان وأختهم الصغيرة سمر لابسين عسكري واخفى ابتسامته يلتفت لهم : عسكر ! استعداد دُر واحد اثنين واحد اثنين
تقدموا يمشون معه مشية عسكرية يرددون خلفه : نازلك يا عدوي نازل ، مصيونة دايم يا بلادي ..
عبارتين يرددها في التدريب الميداني ومع اولاده حتى رسخّت في ذاكرتهم مثل النقش على الحجر .
عبس يمّان يردف : يبه انا ماودي اصير عسكري بصير مهندس
ابتسم سعود يناظر له : قلبك رقيق وانا ابوك الهندسه افضل لك
انزل نظره لمُهاب وابتسم : الاسمراني ابو قلب شديد يقوى
ابتسم مُهاب وتقدمت وردة : ابوك ينشد عليك يا سعود مشينا لهم
هز رأسه ومشى طالع مع اولاده متجهين في ظُلمة الليل نحو بيت الجد متعب ، انزل سعود يده لسلاحه يحسّ بغرابة يستشعرها بموهبته من الظُلمة الغريبة عليه وسرعان ما اشتغلت انوار تحيط به ووقف السيارة بقوة يرتد اجسادهم للامام وهمس : لحد يتحرك
سحب سلاحه ونزل بترقب يُدرك انه محاصر من كل الجهات ورفع نظره لعقاب ينزل من السيارة وناظر له بكره شديد لخاين يطلع من مصايبه مثل الشعره من العجين ماقدر يثبت تهمته بسبب واسطته اللي تغطي عليه دايم ..
ابتسم سعود بسخريه : السفير !
تقدم عقاب منه موجه سلاحه : الفريق الاول !
نطق سعود بصوت جهوري : ان كنك رجال واجهني لوحدنا سيارتي فيها عيالي
ابتسم عقاب يناظر له : هذا المطلوب مانبي من نسلك ادمي
↚
التفت سعود لرجال من حوله بعدد مهول واكمل عقاب : نقوى نفجرهم قدامك نزل سلاحك !
هز رأسه سعود بخوف على عياله : تبيني انا ؟ خذني عيالي مالهم ذنب
اكمل عقاب بصرامه : نزل سلاحك قلت!
التفت حوله يشوف تجمهرهم عليه واسلحتهم يقدر يخلص نفسه بس مستحيل يخلص اولاده وانحنى ينزل سلاحه وتقدموا الرجال يسحبون وردة تحت صرخاتها المتكررة وبكاء سمر و يمّان وغضب مُهاب يردد : خلّو ابوي خلّوه !
اخذوهم جميعًا لمستودع خرابة مهجور من سنين طويلة ربط سعود على الارض بجنبه اولاده الاثنين
بينما وردة و سمر كانوا في غرفه ثانيه لها بابين صرخت وردة تحاول تفك رباط يدينها ونطق الرجل بغضب : حركة وحده بس اقتل بنتك !
بكت تضم سمر وارتجف الرجل بخوف ماكانت نيته ابدًا يكونون اولاده معه ومشى يبي يتكلم مع عقاب ، ناظرت وردة للباب المفتوح والتفتت لسمر بهمس : اسمعي يمه اوقفي واركضي اطلعي من الباب هذا لا تناظرين وراك ابدًا فهمتي ؟
وردة اللي كانت متعوده على عداوة زوجها ولا مرة توقعت توصل للحد ذا وقفت سمر بخوف لانهم ماربطوها بسبب صغرها : ماما !
همست وردة : هش حبيبتي اركضي ولا تناظرين وراك احبك يا امي انتِ
هزت رأسها سمر: احبك ماما
ابتسمت تشوفها تركض بعجلة تطلع من المكان والتفت الرجل لوردة اللي وقفت تركض بيدين مربوطه تشتته عن بنتها ، رفع سلاحه يطلق عليها بخوف وفزع سقطت على الارض وارتجف يناظر لها ماكان يبي يقتلها بس خاف وانجبر وطاح على الارض بصدمه يسمع عقاب : على مين اطلقت علي !
علي بصوت راجف : زوجته ، زوجته ماتت
وماقدر يعلمه ان الصغيره هربت وطلع يركض يدور عليها
رعشت اطراف يمّان ينوح يناظر لتصلب مُهاب وصرخ سعود بغضب وقهر وحرقة : جبان طول عمرك جبببان ورخيص وضعيف تندسّ ورى سمعتك وانت خاين لدولة وخاين لنفسك ياسكير ونكير يا لعييين
ضربه عقاب بتكرار وقوة ينزف رأسه و وجهه وجسده : ما اسمح لك انت باخر الزمن تعدم سمعتي ياسعود قلت لك لا تعلب بنار تحرقك اترك المستور مستور ماتعقل يا ولّد رشيد
توقف عن ضربه وانتشرت ضحكات سعود يتفل دمه يناظر له : يا مسكين يا جبان ماتقوى تأخذني الا غدر ؟ قوتك على حرمه ضعيفه و ورعان ؟
تقدم عقاب يسحبه يعلقه من يدينه وركض مُهاب بغضب له : اترك ابوي اتركه
دفعه بقوه يسحبونه الحراس وتقدم يضرب عقاب بحديده على ظهره يبيه يصرخ بس ولكن ولا صوت طلع من سعود يناظر لاولاده ، يمّان واضع رأسه على ركبته يبكي و مُهاب يصرخ بغضب يحاول يفك نفسه من الحراس بعجز بسبب صغره امامهم ..
↚
نطق عقاب بفحيح : والله لاخليك عبرة لكل من يحاول يوقف قدامي يا سعود و اذا ما عقل شدّاد مرده نفس خاتمتك
ابتسم سعود يناظر له : تضرب قفايّ ؟ تخاف حتى لو نظرة عيوني بعيونك يا هارب
ناظر له عقاب بقهر : قلت لك لا تحدنيّ على الردى مابي اقتلك ماني قاتل تعال نتفق نوصل لحل ولا ترى بتموت محدن درى عنك
ابتسم سعود يتنفس بعلو : يديني ما تصافح خونه تذكر يا عقاب المملكة ماتنسى حاميها ولا تصفح عن خاينها ! لو ما مت على يديني وفضحتك تموت على يدين اولادي
ناظر له عقاب بقهر انه مايقوى حتى يصرخ ومازال يهدده ولو فضحه بينتهي للابد ونطق : اختار واحد من اولادك يموت !
رفع سعود نظره له بصدمه وابتسم عقاب : لا تخاف كلهم ميتين بس نبي واحد الاول ونبكي الثاني
مارد سعود وتقدم عقاب يوقف اولاده قدامه ويعدل سلاحه مبتسم : اختار واحد والا الاثنين
بلع سعود ريقه معلق ينزف يناظر للخوف بعيون يمّان يبكي و الغضب بعيون مُهاب واغمض عيونه : اللي بيننا نحلها حنا يا عقاب
صرخ عقاب بغضب : اختار !
ناظر لهم سعود بحرقة : اعطيك كل الادلة بس اتركهم اذبحني انا
ازداد صراخ عقاب : اختار والا انا بختار
اغمض عيونه سعود يناظر لهم يدري ان يمّان رقيق ومستحيل يعيش طبيعي بعد اللي صار ، يعرف انه مايقوى على هالدنيا ابدًا وهمس بحرقة تتجمع دموعه بعيونه لان الضنى غالي وحيل : الصغير..!
صرخ مُهاب يردد بصدمه : لا !
وانتشر صوت الرصاصة يطيح بعدها جسد يمّان بطلقة برأس وانحنى مُهاب يبكي يحرك جسد اخوه : لا تكفى لا تكفى لا
أغمض سعود عيونه وناظر له عقاب : حدّيتني على الردى لو رضيت بعرضي ماوصلنا هالمواصيل!
تقدموا الحراس ينزلون سعود على الارض وزحف على ركبته ليمّان يرفع يده بحبالها لملامح وجهه بحضن مُهاب يبكي بحرقة يناظر لابوه : لييه يبه ليه ليه !
ميّل سعود رأسه بحرقه : مايقوى على هالدنيا وانا ابوك يعيش طير بالجنة ولا مجنون بالدنيا ..!
رفع عقاب سلاحه : لا تبكي على أخوك تلحقه السماء توسع طيرين
انتشر صوت سيارة الشرطة وركضوا الحراس هاربين وركض عقاب والتفت خلفه يشوف ظهر سعود واطلق اخر رصاصتين غدرًا بظهره هارب !
تدلى جسد سعود امام انظار ولده وارتعشت يدين مُهاب ينحني لابوه بصدمه يبكي ، رفع سعود يدينه فيها دم يمّان على خد مُهاب يناظر له يفقد اخر انفاسه يختمها بقوله بتاتاة الم : لا .. تسامح !
صرخ مُهاب يردد " يبه " وسقطت يدين سعود ميتًا غدرًا و بُهتًا و ظُلمًا في سبيل دفاع من بلاده ..
↚
وقف شدّاد رفيق سعود يناظر للمجزره بالمكان ، وردة مقتوله وسمر لقيوها اثناء هروبها ولانه يعرفها وتعرفه بصفته عم لها خصوصًا ان شدّاد جاي بعد معرفته بنية عقاب من اتصال مجهول من المقر ، يمّان مقتول بجانب ابيه سعود ، مُهاب يصرخ يبكي بعدم إستيعاب و إدراك ، شدّ على يدينه يعرف مين السبب ولا يملك اي دليل وحتى ان لقى دليل مين يصدقه وعقاب اعلى مناصب منهم و واسطته بكل مكان سفير ينحسب له مليون حساب ..!
تقدم لمُهاب يسحبه ورفع رأسه يمسك بفكه : ناظر ولا تنسى هالمنظر ابدًا ! ناظر واحفظ كل شيء !
بكى مُهاب يناظر لحوله والدم بكل مكان والآلم واحد ، وصلوا الاسعاف والبقية يحاوطون المكان واخذ شدّاد مُهاب و سمر طالع لبيت جدهم متعب ..
قصر متعب
لا تأتي المصايب فرادى ما بكوا على ولد ، بكوا على زوجة ولد كانت مثل بنتهم ، بكوا على حفيد ماتعدى عمره العشر سنين ، بكوا وليت الدموع تكفي ..
رفع متعب يدينه يشيل مع جاسر وحاتم اولاده ولده البكر اللي راح ضحية الدُنيا ويبكي وينوح يردد " سعود " يمشي قدامهم مُهاب بيدينه طاقية ابوه العسكرية بوجه مسود معدوم الحياة تحت تأثير الصدمة القاتلة ، يمسكه شدّاد الصامت مع مجموعة عسكرية هائلة ، جنازة حضر لها الصغير قبل الكبير من كثر محبينه ..
وقف مُهاب امام الثلاث قبور ، حفروها بنفس الوقت ، وردة ثم يمّان ثم سعود ، كتم بكيته يسحب مجرفه بعمر ماتعدى حتى ال ١٤ يرمي التراب يبكي مع اعمامه حاتم ماقدر من هول مصيبته و جاسر يردد " اخوي يا اخوي" وينوح يسمعهم : الصبر يا آل رشيد ، وحدوا الله ، لله ما اخذ و لله ما اعطى ، إنا لله وإنا اليه راجعون كلنا على هالطريق يا متعب
بكى متعب بعجز وهمس مُهاب بصوت باكي هامس ينثر التراب عليهم : نازلك يا عدوي نازل ، مصيونه دايم يا بلادي..
التفتوا له يكررها ويبكي وبكوا كل الحاضرين بنحيب والعسكر اللي دربهم وانزل شدّاد طاقيته العسكرية على عيونه يخفي دموعه وانحنى جاسر يحضن مُهاب يبكي ودفعهم مُهاب وتقدم جده متعب ودفعه يصرّ ينثر التراب وهو يردد عبارة ابوه ..!
نطق احد الحضور : اتقوا الله في الولد مب مستوعب
سحبه شدّاد يطلعه من المقبرة وخلصوا الدفن طالعين للعزاء بقصر متعب أنطفأت انواره ونكست أعلامه ، موته كان الخبر الاول في الصحف والجرايد و تم إذاعته في الآخبار لمكانته المرموقة ، جريمة قتل مجهولة لا إثبات فيها ولا دليل ما غير شهادة طفلين ضايعه ..!
عدت ايام العزاء بثقل كبير عليهم وحزن كسى ملامحهم والسواد على اجسامهم ، بكت جيهان اخت سعود تحضن سمر : علامك يا مال العافية يا امي تكلمي ابكي نوحيّ انا اسمعك
↚
ماردت سمر وهذا حالها من اسبوع ساكته ومتكتمه تناظر لبقعه وحده وتآكل بالغصب ولا تتكلم الا مع مُهاب ..
دخل مُهاب وركضت تحضنه وتنهد يحضنها : اكلتي؟
رفعت نظرها له تبكي : وينه يمان ؟
سكت يناظر لها بشرود وهمس : راح معهم
بكت عمتهم جيهان وبكت سمر وحضنها بسكون نطق :عمه بقعد معها شوي
هزت رأسها جيهان تطلع وقفل الباب يجلس قدام سمر : تذكرين وجهه ؟
ناظرت له بخوف هزت رأسها بالرفض سكتت تناظر له واكمل : اوعدك اهدّ لياليه عليه انا موته يا سمر انا
حضنته تبكي وتنهد بهدوء تركها تنام وطلع لمكتب جده بعد ما ناداه
مكتب متعب
وقف متعب بغضب يناظر لشدّاد : مابك عقل انت ! مب صاحي مابه رجال صاحي يطلب من جد يعلم الناس انّ حفيده مات !
تنهد شدّاد يناظر له : هذا اللي لازم يصير قاتل ولدك مُحال يبقي على حفيدك حي
متعب بغضب : اعترف واحد اسمه علي قاطع طرق مع رجاله اعترفوا بالجريمة واقاموا الحد عليهم وش بقى !
ابتسم شدّاد بقهر : مب هم والله مب هم قاتله واحد مايخطر على بال ادمي قتله ومشى بجنازته !
متعب : انت تعرفه اهرج تكلم علمنا !
ناظر له شدّاد بخفوت : ما اعرفه وكل الادلة انسرقت من بيت سعود بس اللي اعرفه انه مايخلي مُهاب حي ابدًا
جلس متعب بصدمه وتنهد شدّاد يناظر لمُهاب جالس وساكت يسمع : انشر خبر ان حفيدك مات وقمّ بالعزاء والدفن اعرف يتيم مات امس ادفنه بدّل حفيدك وانسى حفيدك انا أخذه وأغير اسمه
قاطعه متعب بغضب : تنسب حفيدي لغيري!
تنهد شدّاد : انت والدولة تعرف من يكون وهذا يكفي
التفت لمُهاب يكمل : اصنع منه رجل ياخذ من اسمه نصيب تفتخر فيه بعيد عنك وتعرفه ويعرفك ياخذ حق ابوه وامه واخوه محد غيره يقوى
نطق متعب برفض قاطع : رميت ولدي للهلاك ردّوه عليّ جثمان والله ما اعطيكم حفيدي لو تاخذون روحي
وقف مُهاب يطلع من صمته : بروح معه جدي
ناظر له متعب بصدمه يتقدم له يمسك اكتافه : تروح للموت مثل ما راحه ابوك!
هز رأسه بجمود : اروحه ..
ابتعد عن جده يمشي لشدّاد وتنهد يردف : بتفهم يا متعب انه لصالحه مايخلونه حي والله لارده لك تفتخر فيه تمشيه بين العرب تذكرهم انه حفيدك وهذا وعد رجال يا متعب ..
ناظر له متعب غير مُدرك انه يفقده مجبر و مرغم لإجل مايخسره ، التفت مُهاب لشدّاد : اختي بتعرف
هز رأسه شدّاد برضى من طلبه : الصبح يا متعب اعلن موته وبيوصلك جثمان الطفل وادفنه بدله ..
↚
الظهر في المقبرة
انجبر متعب ينصاع لاوامر شدّاد رفيق سعود وهذا هو الآن يدفن حفيده الثاني يبكي من قهره رغم انه يدري انها خطة لكنه يبكي من حرقة كبده ويسمع بكاء اولاده وجاسر يردد : طفل مات من قهره ! طفل مات بسكته قلبيه مين ياخذ حقه مين !
وحضنه حاتم بقهر : مايعيش الظالم وانا اخوك مايعيش
دفنوه ينوحون عليه ويبكون ..
خارج المقبرة في سيارة شدّاد بجنبه مُهاب مغطيه همس : جاء يقتل القتيل ويمشي بجنازته
فز مُهاب بجنون مجرد ما شاف عقاب ينزل يسلم على جده يعزيه وصرخ : الكلب هذا هو الكلب ذا
سحبه شدّاد بغضب يقفل السيارة : وش بتسوي ها وش! انهبلت صدق انت هذا مايقوى عليه احد الا ربه هذا مجرم قاتل سكير كل شينه بهالبلد هو وراها ورغم ذا محد للان قدر يمسك عليه زله سفير وكبير بنظرهم يصدقون ورع يقول هذا قاتل!
ناظر له مُهاب بحرقة يسمعه يكمل : انزل لو ودّك صرخ هذا قاتل يضحكون عليك ينادونك يا المهبول يا المخبول لان ذا اعظم رجل بنظرهم كل جرائمه يرميها على غيره يمشي ماتطبع رجوله مالك كل المحاكم والاماكن حتى السيارة ذي شارينها من شركته تبي تاخذ حقك ؟ خذه بذكائك اغلبه بلعبته احكم عليه قصاص لا تسجنه بس فاهممم!
سكت مُهاب وناظر له شدّاد وحرك بعدها خارج من المدينة الى مكان بعيد جدًا عنهم لديرة مافيها احد من قرابتهم ولا من نسلهم - ديرة مزهر - ببيوتهم القديمة وحياتهم البدوية من الإبل و الغنم والبقر وحياة البدو اهل الكرم والجود ..
كانت ديرة شدّاد من الاساس ونزل يمشي معه مُهاب لبيته المتواضع وناظر مُهاب بغرابة للمكان بعد جيته من القصور والڤلل والعمائر ضحك شدّاد باستهزاء : ها يا ولد الاكابر مب حياتك ذي ؟ وين اواني الفضة والذهب؟ روح احلب الناقة لو ماتبي تموت جوع
مارد مُهاب يشوف البيت المتشققه جدرانه والغبار وناظر له شدّاد بامر : انا هنا اربيك واكبرك بكرا تكبر ويخط شنبك وتطلع لحيتك وتكبر ملامحك مايعرفك احد ولا يذكرك احد حتى عقاب نفسه
سكت مُهاب يناظر له : اسمه عقاب ؟
هز رأسه بتآكيد : السفير عقاب بن جبران آل زين لا تنسى هالاسم ابدًا
ناظر له مطولًا واكمل : ان نشدّك عليك احد من هالديرة ومن وين انت علمهم ان اسمك مُهاب بن محمد يتيم مالك احد كنت عند عمك ومات وخذيتك وصاية ادرس هنا واربيك على العسكرية لين تاخذ مكان سعود
مارد مُهاب ملزم بصمته ونطق شدّاد : كنك بغيت تبكي ابكى الحين ولا تبكي بعدها طول عُمرك ابدًا فاهم !
ومشى يتركه وشد مُهاب على كفوفه تحمله الدنيا هم اكبر من اكتافه ترميه في فوهة البركان تحرقه حي وتنثر رماده على صحراء الربع الخالي ،
↚
تهدّ حيله تعدم انسانيته تنهي عواطفه ومشاعره تخلق منه انسان قاسي متبلد عديم شعور صخر من صلابته ..!
بعد ١٦ سنة ..
لان العُمر بضع تضحيات لا تُدرك ولا تُذكر الا بعد فوات الأوان ، لان الدروب العثرة تبقى عثرة ومن وطأت اقدامه الوحل سيبقى متسخًا مدى الحياة ، لان الدنيا ظالمة تنصف من يملك الاموال تمحي زلاته وتمجده تمجيدًا خالدًا حتى يفنى بطريقة مؤسفة ..
الحد الجنوبي درع المملكة ..
يقف يقود الكتيبة المكونه من السرايا ورجال كثير ضحوا بحياتهم في سبيل الوطن لا يخافون الموت ..
طلع مُهاب قائدهم برتبة نقيب يمسح جبينه وخده من الفحم الموجود في المخبأ ، وقف يسمع احد العساكر : العدو اقترب ناوين الهجوم
هز رأسه يعدل سلاحه : كل واحد في موقعه
استجابوا له والتفت لمحمد ينطق : النقيب
التفت له وابتسم محمد : امي بامانتك ان صابني شيء
ناظر له مُهاب بهدوء ربت على أكتافه ومشى بقناصته بعد ما بدأ الهجوم يلمح قناص فوّق الجبال ونطق بامر : الزموا أماكنكم اطلقوا من هنا
نزل هو خلسّة يقترب من موقع القناص وجلس بالارض يحتمي بصخرة وعدل قناصته يقترب من العدسة بعيونه بدقة يحدد هدف القناصين في الجبل ، اطلق من غير تردد يصيب الأول والثاني والاخير و رمش يسمع الانفجار خلفه والتفت يشوف المدرعة اللي كان سايقها محمد فجروها ، ركض كمن يتجاوز جثث اصحابه في الحرب لأكمال المعركة وهجموا بالرصاص والقنابل حتى انسحب العدو من فقدانه لجميع القناصين ..
مشى مع العسكر للمدرعة يسمع العسكري : محمد استشهد اثنين مصابين علي فقد رجوله و حميد مصاب
ناظر لمحمد ينحني له ورفع يدينه على وجهه يغطي عيونه يلمح طيف ابتسامته مات شهيد مبتسم كأنه نظر لمقعده في الجنة ، رفع نظره لعسكري صاحب محمد يشد على عيونه مايبي يبكي ونطق : وش يبكيك ؟ شهيد؟ ابكى على نفسك مب عليه
وقف يرفع الاسلكي على اتصال يسمعه : حضرة النقيب في مصابين؟
مُهاب بهدوء انظاره للجبال : شهيد محمد من جازان وإصابتين علي من نجران و حميد من الرياض
تنهد القائد يردد " لا حول ولا قوة إلا بالله " مكمل : وصلك استدعاء من الفريق الاول شدّاد لرياض وصل الشهيد لاهله وخُذ حميد لرياض وانا اخذ علي الكتيبة وصلت تبادلوا التسليم
هز رأسه يقفل والتفت لهم بامر : عسكر !
اعتدلوا بوقفتهم يناظرون له : انتهى التسليم وراي
ومشى طالع بعد ما بدل مكانه بسرايا اخرى يسلم الشهيد لاهله وينفذ امانته ويتأكد ان امه بخير رغم ان مافي خير بعد فقدان الولد لا مال يغني ولا حسب ولكنه امر الله ..
↚
الرياض
كان الهرب المتعة الوحيدة المحتملة مُنذ ستة عشر سنة ، الركض رغم معرفة ان خلفك جيش يلاحقك شعور لفحات الهواء على ملامحها وشعرها كان النجاة بنظرها ولو لدقايق معدودات ، ركضت تصرخ بمرح وجنون مفعم فيها ، تثبت لهم مقولة انها مجنونه من غير خوف من الخسارة لانها لا تملك شيء لتخسره ..
التفتت خلفها تشوف السيارات السوداء توقف ونزلوا منها الحراس وضحكت بجنون تلتفت لقدامها تركض بقوة حتى تعثرت بخشب وسقطت يدخل في معصمها زجاج صرخت بالم ورفعت نظرها للحراس يحاوطنها بصورة دائرية : يالليل تونا ما مترنا الرياض
ابتسمت ترفع طرحتها سقطت وترميها بإهمال على شعرها تناظر لعمها يتقدم بعصاه يوقف قدامها: لين متى يا ثُريا ؟
وقفت امامه تبتسم تزيد غيضه : لين تموت يا ملعون
رفع يدينه بغضب يضربها كف بخدها يلف وجهها لليمين وابتسمت باتساع للحظات تلتفت له وتفلت وهي تهجم عليه لولا الحارسين اللي مسكوها يمنعونها وهي تحاول مقاومتهم وتصرخ : ياملعون يا قاتل والله لتموت على يدي والله لاذبحك يا كلب
تقدم يمد يدينه على شعرها يشده : لا تختبرين صبري مالك مكان غيري مجنونه مين يصدقك ؟
ناظرت له بحقد وقوة وتحدي وتركها يمشي لسيارته وركب يركبونها عنده بالغصب ودفعت الحارس ترفع عبايتها بعد ما طاحت من اكتافها تلتفت لعقاب : اجننك والله
ناظر لها عقاب وسفهته تسمعه : على المستشفى
ضحكت بسخرية : ياحنون انت ياعمو
مارد عليها وصلوا للمستشفى ونطق : خابره وش اسوي لو ماعقلتي
سفهته تنزل تشوف الحرس وضحكت بسخرية تناظر ليدها مغطيها الدم وتقدمت تدخل مع عمها تخيط جراحها ..
في الجانب الاخر
انتهى العزاء من اربعة ايام وغادر لسماء الرياض وهذا هو الآن خارج المستشفى بيده ولاعة يشعل سجارته المثبته بين شفايفه بلباسه العسكري متكأ على السيارة ينتظر خبر عن صحوة حميد رفع نظره لراجس يتقدم له يضرب التحية مكمل بعدها : صحى حميد
ناظر له بهدوء رمى سجارته يدوس عليها وتقدم يمشي يطلع اول الدرجات للمستشفى وتوقفت خطواته يسمع الصراخ المتبوع وظهرت بعدها بنت تركض بشده تضحك تصطدم بصلابته ولا تزحزح فيه شيء ، تراجعت بالم تستشعر الجسد الصُلب ورفعت نظرها للوجه المتجمد بحدة حاجبيه تناظر له بوسع عيونها ومظاليلها بقرب مشهود وابتسمت تناظر له تردف بنبرة فيها من السخرية الكثير : الحكومه !
رفع نظره للحراس وواحد منهم نطق : مجنونه هذي امسكها
↚
ركضت بعجلة الا ان يدينه توسطت كتفها يشد عليها بالم استشعرته يرجعها امامه وعقدت حجاجها من الالم تناظر له رفع نظره لصوت العصا من بعدها زول عقاب وزاد من شدة كتفها واسنانه للحد اللي تحرك فكه يلتقي بعقاب للمرة الاولى مُنذ ستة عشر سنة !
يلتقي به بشنبه و شعر وجهه وسماره وطوله وعرض منكبيه ماكان هذاك الطفل الهزيل الضعيف كان قدامه النقيب كسب مكانته بأفعاله وشجاعته وماكانت الا لأجل اللحظة ذي ..
تقدم عقاب منه يناظر له بغرابة مايذكر شافه هنا رغم معرفته بكل صغيره وكبيره ، انزل مُهاب نظراته لثُريا يشوف تقاسيم الالم بوجهها تقاومه بغضب : مهبول انت فك يدي !
ناظرت له وصرخت بوجهه بغضب : فك قلت اصم انت!
شدّ على كتفها بقوة واغمضت عيونها تقاومه ورفع نظره لعقاب : اعذرني يا ولدي أشغلناك هذي مجنونه مب حولنا اتركها لوجه الله
ارخى من قبضته وسحبت كتفها بغضب تناظر له ولنظراته الخالية من اي شعور نطق يكلمها بصوت تسمعه فقط يشك في عقاب : بك شيء منه ؟
ضحكت بسخرية تهمس بنفس صوته : كم يكفيك لاجل تسكت عنه ؟
قالتها باستهزاء لانها كل ماهربت عند عسكر ردوها له تدري كم فلس يسكتهم خصوصاً مع شهاده عمها انها مجنونه وصارت تكرهم ولا لقيت آمان بعد اخر عسكري حضنها بوسط الشارع ، التفت لها يناظر سخريتها وفهم مقصدها يستهزأ فيها : على حسب كم صفر على اليمين
ميلت ثغرها لان ظنها ما خاب وتراجعت خطوتين للخلف تضرب تحية عسكرية كأنها تثبت كلام عمها بجنونها : تعيش الحكومه !
تبادلت معه النظرات بعد تحيتها العسكرية وضحكت وقت تقدم الحراسّ يمسكونها لسيارة وتقدم عقاب صوت عصاه يسبقه : اعذرنا مجنونه مابها عقل عافنا الله
مارد مُهاب يناظر له ولف يدينه خلف ظهره بوقفه عسكريه يردف : معذور
عقاب باستغراب : جديد انت هنا مالمحت زولك من قبل؟
استمر بسيل نظراته نحوه ونطق قبل يمشي : تعودّ على هالزول بتشوفه واجد
ومشى يدخل تاركه يرفع يدينه لعنقه يحرك رقبته ويشد على قبضته يمسك اعصابه ..
وعقد حجاجه عقاب يكلم الحارس بجنبه : ذاعر جيب لي سابع جد له فاهم!
هز رأسه ذاعر : على امرك
وتقدم يركب السيارة يشوفها جالسه تناظر لشاش يدها وضحك : مين يصدق مجنونه ؟
ابتسمت تميل رأسها على كرسي السيارة تناظر له لدرجة صارت تخوفه لو فعلًا انهبلت : انت تصدقني وتخافني !
↚
مارد يناظر لطريق حتى وصلوا القصر ونزل ونزلت يسحبها حارس صرخت تدفعه برجلها : اعرف امشي
انحنى بالم ومشت تنثر شعرها وتفك عبايتها داخله للقصر وضحكت تشوفهم بصالة : اهل فرعون متجمعين وحشتونييييي!
كشرت مجيدة تناظر له : ردّها الله يردّ الموت لك
ابتسمت ترمي عبايتها تجلس على الكنبه : شدعوه تبيني اموت وتوي ماشفت عمي ياخذ عليك الخدامه الله لا يقولها عسى عمري طويل وانا اول الشماتيّن
ناظروا لها ندى وسجى بكره وتنهد جهاد براحة انها بخير ووقف راشد : يبه قلت لك اتزوجها اربيها
ضحك عقاب بسخرية يجلس : تربيك هي
ضحكت بشدة تسحب من سرياتي صحن الفواكة : جيبيه جيبيه والله فرعون ينكت الليلة
اخذت السكين تقطع التفاحة : والله تضحكوني اقسم بالله
ابتسمت سجى : اضحكي على نفسك يا المجنونه
التفتت لها ترفع حاجبها : تتكلمين معي ؟
هزت رأسها سجى ووقفت ثُريا يطيح صحن الفواكهة وتتناثر الفواكهة ورفعت السكين تناظر لها تمشي بهدوء : اوريك الجنون؟
صرخت سجى تركض بخوف وركضت خلفها ثُريا رافعه السكين : والله اشوهك اطلع الفيلر اللي بجسمك
وقفوا بفزع صرخت مجيدة : بنتي عقاب بنتي الحق عليها
تقدم جهاد يسحب ثُريا وطلعت سجى الدور الثاني تبكي والتفتت ثُريا بيدها السكين تحركه : حد عنده كلام يقوى يقوله ؟؟
محد رد يناظرون لها بخوف ووقف عقاب يطلع بهدوء لحقته ندى و مجيدة وناظرت لراشد تتفل عليه ومشت تدخل غرفتها تحت الدرج مثل مستودع وتبعها جهاد بحذر قفل الباب : كيف تهربين ماتقولين لي؟
خبت السكين ترفع شعرها: ماودي اورطك
تنهد جهاد يجلس يناظر لها امام المرايا : بالله هذي الهربة رقم كم ؟
ابتسمت تناظر لنفسها بالمرايا : خمسه وستين بس صدقني ستة وستين ثابته
ضحك جهاد وكان الشخص الوحيد العاقل بينهم كلهم وتحبه حيل مثل مايحبها لدرجة انه احيانًا عمها يهددها يقتله لو ماتهجد وفعلًا يسويها لانه قاتل ولد له من قبل ، نطق جهاد : كل مرة تقولين كذا ثُريا لا يأثر كلامهم عليك
ضحكت بهسترية تناظر له : يأثر ؟ بعد ١٦ سنة ؟
تنهد يناظر لها : اخاف تصدقين انك مجنونه
ابتسمت تناظر له : انا مجنونه نسيت؟
التفتت للمرايا مبتسمه : ٢٥ سنه راحت من عمري احاول اثبت اني صاحيه محد صدقني بس تعرف من اللحظة اللي بديت اصير فيها مجنونة واصدق جنوني صارت المتعة احلى
ابتسمت تلتفت له : اطلع لا تشوفك امك محد ناقص صوتها
↚
جهاد : امي ماتقتنع اني اخوك من الرضاعه حتى راشد الغبي بس يبي يتزوجك كيف صرنا مثل الاخوان!
التفتت له بغضب : يخسي يكون السكير اخوي انا اخوي باسل وباسل مات وجهاد وعسى عمره طويل
ابتسم يتقدم يحضنها : انتِ احلى مجنونه شفتها بحياتي
ضحكت تمازحه : انت عندك حياة قبل
ضحك ودفعته تطرده وطلع تنهدت تجلس أمام التسريحه الصغيره واغراضها القليلة تناظر لشاش يدها وشعرها الغجري المنتشر حولها ماترفعه ماتحب يمكن لانه يذكرها بامها ، لملامحها والجنون اللي صارت تصدقه ، والتفتت لمكينة الخياطة الذكرى الوحيدة من امها وتنهدت توقف تنزع بلوزتها لانها تقطعت من جهة الزجاج وتبدأ تخيطها تمارس الحرفة الوحيدة المسموحة لها في زمنها المحروم ..!
عند عقاب
دخل غرفته يبدل ثيابه يسمع الشريط المعتاد من مجيدة: لين متى نستحملها ونصبر عليها ؟ ما ودي فيها ببيتي تذبحنا هالمجنونه
عقاب : هذي وصية اخوي مالها طلعة من هنا
ضحكت مجيدة بشدة : اخوك اللي قتلته ؟
وبدأت تسرد كل شيء كعادتها : جبتها طفلة وقلنا معليه نصبر عليها طال لسانها وفضحتنا عند الرايح والجاي وماغير تهرب ورميتها في مستشفى المجانين ثلاث سنين ما ارتحنا منها ومن هروبها لين رموها علينا بعجز ماقدروا عليها دكاترة نقدر عليها حنا ؟ حتى جامعة منعناها منها وعندك توقيع ستين دكتور على حالتها العقلية بس علشان تكسب الوصاية وتبقى عندك وتنحرم من ورث ابوها لو قتلتها ولحقتها باخوها كان آريح لنا
رفع عقاب نظره لها ؛ قفلي النور والباب واطلعي
ناظرت له بحرقة : واذا ماطلعت ؟ وش تسوي تذبحني زي ولدك؟
آبتسم يناظر لها : لا الموت مايقهرك الطلاق يقهرك
ناظرت له لشخص نُزعت الرحمة من قلبه وطلعت وتنهد يرفع نظره لسماء بتفكير في وجهه مُهاب ، رفع جواله يتصل على احدهم : متأكد ان ولد سعود الثاني مات؟
ليوصل له صوته : وش جاب هالطاري بعد ١٦ سنة ! سعود واهله ماتوا وشبعوا موت وانعدم اللي رمينا التهمة عليه من سنين وتقفلت القضية من زمن جدي وش بلاك!
سكت يهز رأسه براحة وقفل يحس انه يهلوس وغفى بتعب..
بعد ايام
- المربط -
جالس في مربطه على الجلسة الخارجيه خلفة البيت المصمم بطريقة كلاسيكية رهيبة امامه الخيل العربي الأصيل اشتراه من اسبوع يشوفه يركض مع العامل بالمكان ، اخذ سجارته ينزلها يشرب من الشاي والتفت على شدّاد يدخل مبتسم : جديد ؟
وكان يقصد الخيل وهز مُهاب رأسه يسمعه يكمل حديثه : نقلتك الرياض كمل الناقص
↚
هز رأسه بفهم واكمل : في حفل تكريم للابطال من صاحب السمو وعلمته عنك
انزل مُهاب كوبه : ليه تعلمه !
ناظر له شدّاد : كيفي عاد عندك اعتراض؟
اغمض عيونه مُهاب يتمالك اعصابه يسمع شدّاد : بعدين ليه ماوقفت تضرب لي تحية؟
ناظر له مُهاب : لابس ثوب تبي اضرب لك تحية ؟ مادخل علي الفريق الاول دخل علي شدّاد
اعتدل شدّاد بغضب : وشدّاد كلب تكلمه كذا !
رمش مُهاب بهدوء : محشوم
ارخى شدّاد ظهره على الكنبه وناظر له مُهاب لرجل اللي اخذه من الوحل لطُهر الماء كان ابوه بعد سعود ومدربه وقائده لدرجه انه ماتزوج ابدًا لاجل يبقى معه بس ، نطق مُهاب : ليه ماقلت لي ان قضية ابوي اعترف رجل وعدم؟ كيف عدموه وهو بريء!
اخذ شدّاد يشرب من الشاي : واحد جاء سلم نفسه وسلاح الجريمة وجاب كم ورع معاه شهود وعون وش تبي القاضي يسوي به ؟ يتقهوى معه ؟ بعدين ماكان بريء قتل امك
ناظر له مُهاب بغضب : كنت اقدر اشهد
التفت له شدّاد بسخرية : صدق ؟ ورع عمره ١٤ سنة وش يقول ؟ والله السفير العظيم الرجل الصالح عقاب هو القاتل ! وش دليلك؟ من عيونه عرفته
اغمض مُهاب عيونه من شخصية شدّاد اللي ماتتغير ابدًا ويكره ان يرادده من احترامه له ورفع نظره للخيل يشد على قبضة يدينه ونطق شدّاد بهدوء : مابقى شيء يشفى غليلك وغليلي الصبر يا ولد سعود
مارد مُهاب ووقف شدّاد مغادر واستمر مُهاب بنظر نحو الخيول نظرة خالية من اي شيء ..
الاستراحة
ابتسموا يدخلون حميد يسمعهم يتحمدون له بسلامة وضحك يجلس يناظر لراجس نايم : هذا مايقوم ماغير نايم !
ابتسم أيمن يجلسه : من يوم دخلت فرقتكم ماشفته صاحي الا في الحدود
ابتسم حميد : انت وش جابك معنا بالله حد يختار الموت مالقيت الا النقيب مُهاب تروح معه!
ضحك أيمن : مب انت معه ليه ماكون انا ها ! بعدين خبري انه بنفس اعماركم ليه رتبته اعلى منكم !
شرد حميد مبتسم : يا رجال هذا ادمي مابه عقل ولا منطق انت تعرف الترقية يا بسبب سنينك في المهنة او بسبب مهمه يعطونك وتترقى هذا يروح للموت يهرب الموت منه ثلاث سنوات دخل عند العدو متظاهر انه يخون الدوله مستوعب !
اعتدل أيمن بصدمه : احلف !
حميد : يمين بالله يوصل لنا اخبار نعرف بكل شيء قبل يسونه وهذا ولاشيء كسب محبة من امراء واخذ ترقيات المفروض اعلى ترى نقيب ماهي على قد افعاله لكنه صغير ما يعطونه اكثر