📌 روايات متفرقة

رواية هن لباس لكم الفصل الاول 1 بقلم مشاعل الحربي

رواية هن لباس لكم الفصل الاول 1 بقلم مشاعل الحربي

رواية هن لباس لكم الفصل الاول 1 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية هن لباس لكم الفصل الاول 1 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية هن لباس لكم الفصل الاول 1 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية هن لباس لكم الفصل الاول 1

رواية هن لباس لكم الفصل الاول 1

تجفف شعر ابنتها الرطب أمام المرأه....تسرق منها بعض اللمحات الا انها تشبه جدتها اكثر ,,,,,



ارتجاف يدها يعوق اتقان ماتقوم فيه وهي تستمع الى صوت صراخه في الخارج .....



لكم تهابه وتخاف منه وتحمد المولى في السر احيانا ان ربي لم يهبه الخلفه.....
......



نظرت الى انعكاسه في المرأه ....وهو يقراءجريدته في العصر كالعاده ببرود....
....تكره عائلتها من كل قلبها فالانثى فيها تعامل كساقطه حتى تثبت العكس....حتى لو اثبتته تعامل هكذا ..


.....هذا ماجعل القسوه كلها تجتمع علي ابنتي محمد رحمه الله ففكرة ان امهم كردستانيه تقتل ابي وتعذبه كثيرا كان من المفترض ان يتزوج ماريا ابنه عمه لكن يبدو ان رونديك سحرته تماما لازلت اذكر تلك الدميه الخزفيه الصغيرة من حقها حقا ان تموت بعيدا وفي بلادها على ان تعيش هنا في جحيم ابي وذيب .............غريب كيف ان ابي وعمي لم يصرا على زواج محمد من ماريا....


..ذيب المتسلط الاناني الشرير اجزم بكل قواي العقليه انه لايحمل بين طيات صدرة الا بلورة حقد ....



..................وهأنا في السابعه عشرة وابنتي في الثالثه أي قانون هذا يجبرني من الزواج برجل يكبرني بعشرة سنوان فقط لانه ابن عمي ...



تجبرني على كرهك يأبي ....عمي زيد رغم تسلطه الا انه ارحم منه بالكثير فهو يعامل ماريا بحنان ....فقط لانها انثى ...بينما ابي يسطر اجسام اواز ومدين ومن قبلهم انا لاننا فقط اناث....




اذكر للأن كيف كنت طفله في الرابعه عشر في كشك الولاده....شيء مخزي...
للغير فخر لابي وعمي....واتت طفله اخرى ...في عائلتي تاء التأنيث لعنه....
اذكر تماما كيف ان لم يزرني احد حتى خروجي سوى خالتي موضي ....بدون رضا الجميع واولهم هذا الجبان خلفي ....فذيب يسيره بكلمتان نعم ولا....
لكن استغرب حقا وجود ذيب هناك ...وقت خروجي....هه لربما خشي على هذه العائله اللعينه من العار.....






أحسد شاهر ونوير .....في بقاءهم بعيدا عن هذه العائله الظالمه المستفزه.....
صحيح ان شاهر في الـ22 ويكبرني بعدد قليل من السنين لكن تمنيته هو زوج لي وليس عدي....





لكن هذا لايعني بالضروره ان اكره نوير بالعكس تعجبني تلك الانثى المبتسمه التقيه تليق حقا بشاهر.....





.....................




لازال قلبي مع اواز الملقاه بأهمال في الفناء الخلفي....مسكينه مدين كيف تشعر....
لكن سمعت امي تهمس لها بأنها ستراقب الوضع للأطمئنان عليها ....



سرحت شعر ابنتي برقه فهي قد غطت في نوم عميق....حملي في الشهر السادس هو مايهون الامر على عدي بالشعور بالعار لان اول خلفته فتاه لا يريد ان يلحق محمد بلقب" ابو البنات " اتذكره عندما همس لي بجمله صدرت منه لكن من نطقها اجزم بأنه لسان ذيب....كنت مازلت في الاربعين...."مضاوي شوفي لو ماجبتي لي ولد بحملك الثاني بتزوج عليك اللي تجيب الولد..."




اللعنه عليك وعلى جنسك اخلف امتداد لعقولكم الفارغه انت ورجل عائلتك....لااريد ان اخلف أي من الجنسين فالفتاة ستظلم بالتعامل والولد سيظلم بالعقل اللذي ستورثونه له ....




لكن القول ليس مثل الفعل فها أنا في شهري السادس بتؤام ذكور.....
كل اللذي افكر فيه الان ن اطلق على احدهما ذيب مهما كلف الامر ....في كل صلاوتي ادعي رافعة يدي بوجل "يارب اشغله في نفسه "ذيب من النوع اللذي يطلق عليه سكت دهرا فنطق كفرا.....




فهو قد قلب البيت رأسا على عقب عند علمه بتغيب اواز عن المدرسه وذهابها للسوق مع ابنة الجيران .....لكم هذه الاواز جانحه هذا الفعل كفيل بحرامنها من اكمال مسيرتها العلميه لكن انا الاعلم بها لديها قوه تهدم اعتى المخضرمين تسلطا .....





لكن من سوء حظها بأن ذيب هو من كان سيأخذها هي ومدين في الانصراف .....
انها في الـ13 الان لابد أن ابي سيبحث لها عن زوج والارجح احد الاثنان...."ذيب او شاهر "والاكيد شاهر لن يفكر في نوير فهو لايشعر بتمام الرضا عن زواج شاهر بها لكنه الابن المدلل لن يرفض له طلب ....





...................................



اعلم بأن مافعلته منافيا وغير عقلانيا البته ...لكن كثرة الكبت والحرمان ستولد الادهى ....



فهي لاترى خارج اسوار هذا السجن الفخم الا المدرسه وقبل الاعياد السوق في مرة واحده فقط ....اغلب مانرتديه بركاتي بعد الزواج ورضي عدي لي بالخروج في بعض الاحيان و خالتي ومشاعل ....




..........................



مشاعل ....غريبة الاطوار الغامضه ....أعجب من السيطرة التي تتقنها في حق ذيب....لربما صبرها عليه وهو عقيم....لم تدع ماركة الا ولبستها ولا دولة الا وزارتها حتى ابي وعمي لا يمارسون تسلطهم عليها ....
.......




واواز تراقب وتقلد ناسيه من تكون وابنة من تكون فهي ابنة العاصي محمد....والاجنبيه رونديك....




............................................




أشار متسأئلا برأسه بتنازل....."هاذي خلاص فطمتيها ...."




هزيت رأسي بالايجاب والحقد يتلظى بالمدعو قلب..."ماريا ....ايه فطمتها من سنه..."



وكيف لك ان تنتبه وانت من دولة لدوله ومن حضن فاجرة لاخرى ....



صراحه احترم ذيب احيانا في اخلاصه لمشاعل ....واهتمامه بماريا ....رغم كرهه لزوجها المسكين....وحنانه الخفي على ماريا الصغيره ....ومراقبة مدين وحرصة على تربيتها......الا انه يصبح ذئبا مسعورا امام اواز فكما يبدو بأنه يكرة النساء القويات المتسلطات....لكن موازينه تقلب تماما مع مشاعل.....




...............................




تدور السنين وتداولنا الايام .....وبعد احدى عشر سنه....


توفي ابي ولم يقم فيه قبل وفاته الا انا ومدين اذكر تماما طلبه السري منا ان تسامحه اواز على ماقترفه في حقها ...........







اواز الله ذكرى قديمة واسم محته العائله .....من كروتها.....





اصبحت ام ذيب ومحمد ابي من سماهما بعد وفاة عدي وانا في شهري الثامن ....



شاهر لايزال يعيش على اطلال نوير المرحومه نوير فقده لها جعل منه رجلا اخر لا نكاد نسمع عنه الاخبار الا نادرا فهو يعيش في بيته في الرياض اللذي جمعه ونوير قبل محاربتها الخبيث بسنوات.....




ماريا ترملت هي الاخرى يبدو بأن نساء عائلتي تعوذيه لموت الرجال .....




مشاعل مازالت كما هي عليه تمارس تسلطها بتفنن ....



موت ابي دمر ذيب وكأن ابيه هو اللذي مات مازال قويا ومتسلطا ولكن هادئا وبقوه .....ولكن مانستغربه بأنه في بعض الاحيان يمارسه ماضيه على مشاعل....




مدين ....الانكسار في انثى لها شخصيه ضعيفه ومنقاده ....تخجل ان تبتسم ...رغم ان عمي يحبها ولا يرفض لها طلب حتى انها اول انثى في العائله تدخل الجامعه....واول الاناث تصل الى هذا العمر دون ان تنقاد الى زوج غريب...





تكن مشاعر لشاهر اراها تخرج احيانا للملاء دون قصد منها ....لانها تهتم به بعنفوان....





عمي زيد......مازال كما هو عليه .....





اواز التي لا نعلم لها ارضا بعد ان تزوجت ابن صديق ابي هذا كل مانعلمه....



.
.
.
.
آه نسيت .....

اصبحت انا زوجة ذيب الثانيه........
بسم الله الرحمن الرحيم....


تذكرِينْ !!

الليلْ ، اللهفَه ،السَهر ،،
السُوآلفْ ،وَالحَنيــنْ !

تَذكرِينْ !!

البَرد ، وَ المِطر ..
وَ رِيحْ العِطر ..
الليْ بِ كفُوفك .. » سجِينّ !

تَذكرِينْ .. الوصَايآ
.................. وَ الوعُود ..
......................... وَ حلفْ اليَمينْ !
.......................................... « مآ نتفآرقْ ! »
وانْ تَفآرقنَآ :
إمآ أجِي , والآ تجِينْ !


تذكرِينْ !!

تَذكرِينْ الوَدآع !!
الليْ وَصفتِيه بِ ' ضَيآع '
وَ طآرِيْ الفَرقآ آ
اللِي كِنتيْ .. تكرِهينْ !

تذكِرينْ هَذآآآك .. الليّ يَنوووووومِك ..
وتُوعدِينَه .. فِيه بِ تَحلمِينْ !!

يَ عزّتيْ لَه !
هَذا هُو بِ كلّ حَيله
( يَصرخّ ) وآنتِي , ولآ تَسمعِينْ !‏

كنتْ آسولِف لِك ..
وكنتِي تَخجلِينْ ..‘

يَوم اشّر لكْ علىَ صدرٍيْ ...
وآقُول :
........ منْ هُو هِنآ !!
..................... مَن هُو هِنآ !!

كنتْ انآظِر فِيْ عُيونك ...
ومنْ خَجلك ... تَغمضِينْ !

وَ هذِيْ اللّيلهَ آسولِف لِ الغيآبّ
كآنتْ هِنآ ..
كآنتْ هِنآ ..
كآنتْ هِنآ ..

ولِ الأسسَسسفْ ...
مآتسمعيـن ... !! ‏

تذكِرينْ هَذآآآك .. الليّ يَنوووووومِك ..
وتُوعدِينَه .. فِيه بِ تَحلمِينْ !!


تَذكرِيييييينْ .... !

,


‌بَدرْ بِنْ عَبْدآلمحْسِنْ

...................
في زمن ما ماضي....
وقفت امام المرأه تأملت شكلها بتمعن ....حدقت في عينيهامطولا ....من أكون....من أنا...أعرفها هذه المنعكسه اعرفها جيدا ...هذه مرتع الحزن وروض الألم ...
هذه تجسد الظلم...هذه جسد العبوديه ....
قطع تأملها لعب أبنتها في طرف ثوبها المشجر الطويل ...اطرقت رأسها لها مبتسمه ...أمه وتلد أمة من بعدها...أي مستقبل ينتظرك ربما بعد عشر سنوات تدخلين علي تحملين طفلا في يدك هأنا في نهايات السابعه عشرة وام واحمل طفلين في جوفي....آله ولاده ومكينه تكاثر لأبناء عائلتي....
....مضاوي أيه الحسن البديع ...أكتمال الخلق والخلقه ....الطول الفارع ...الشعر الليل المغطي الى أسفل ظهرها ....العينان الواسعه بفتنه ودقة الخصر اللتي تميزها وبقوه عن باقي بنات عائلتها سمارها طول اناملها وابتسامه اللؤلؤ لها شفتان ممتلئه وأبتسامه غريبه للأسف لم تعد تراها مؤخرا ....
........
ألتفت لأبنتها مبتسمه ............وهي تنحني تقبل وجنتيها ..."ياهلا بالزين كللله انتم لحقتم تجون ..."
رفعت عينيها لتجد ماريا تقف بصمت أمام الباب وتراقب تفاعلها مع ابنتها تبدو كمن يتلو تأبين في جنازة لها ملامح غريبه ....
حملت أبنتها بصعوبه ووضعتها على طرف السرير وهي تجلس لتخلع حذائيه ...وبأستغراب..."ماريا ...هلا وغلا ...انتي جايه معاهم بنفس السياره من القريه ....."
لم ترد ماريا وتباطئت حركة يد مضاوي وهي تتأملها بخوف...."ماريا في شيء صاير ....حد تعبان ليش جايين الاجازة توها ابتدت اتوقعت تجون الاسبوع الجاي على الاقل ....."أبتسمت بتوتر وهي تضيع من مقدار الغرابه اللذي تشعر به ..."بس يالله زين جيتم ولا وش يصبرني لين يجي عدي و انزل معاه وأشوف هالقمر..."قالتها وهي تقبل كف أبنتها "تشاغلت بنزع جورب ابنتها ...."زين اصلن احس مافيني انزل الدرج بركب سيارة واروح واجي 30 كيلو ...مابقلي الا اسبوع وادخل التاسع ......"

تنهدت وألتفت وبقلب أنثى ....وعيناها ميته ..."ماريا الله يرحم من تعزينهم ...في شيء ..."
عندما نطقت بهذه الجمله انهارت ماريا بدون سابق انذار ببكاء غير مبرر.......
وبدون أي تصرف تهدئ منه ماريا وضعت طرحتها السوداء الشفافه الكبيره اللتي كانت ملقاه كتفها... على رأسها ....
وتناست تضخم ساقيها ...واستدارة بطنها ....أبعدت ماريا عن طريقها ونزلت الدرج مسرعه وهي تصرخ .........."يمممممه ............يممممه ...."
وتدور بين الغرف بهيجان مشاعر وقلب يكاد يتوقف لايهمها في هذه الدنيا غير زوجه عمها ومرتبه امها موضي وبنات اخيها واحداهن قد فقدتها وابنه عمها ماريا وابتها الصغيره وتأكدت من أمان اثنتين والباقتين مجهولات بالنسبه لها ....دخلت غرفة عمتها رأتها جالسه على الارض ومطرقه رأسها بين ذراعيها وهي تتهاود بجسمه يمنة ويسرى ...وقد انتبذت مدين احد أركان الغرفه بصمت .....
لم تحملها رجليها واستحالت مفاصلها ماء زلال رمت بجذعها على الارض ...وقد تسمرت عينيها بالفراغ ....
.
.
.
دخل من خلفها ذاك الطويل الشامخ القاسي وبهيبته اللتي تهزها وتخيفها حتى انها لاترفع عينيها في وجوده ولايبين منه الا وجهها وظاهر كفيها وقدميها ......والحياء يغطيها ....ولا تنبس ببنت شفه .......
.
.
.
سمعت صوته اللذي لايحمل لها الا كل ارتجافه جفن وهدير نبض قلب ...."مضاوي .......عظم الله اجرتس وانا ابوتس.........."
.
.
.مازال نظرها للأرض والتفت أليه ...."في من ....لاتقول في ابوي..."
والأمل القليل ذاك والضعيف اللتي كانت تتحلى به بداء يتسرب للخارج وينسكب مختلطا مع تراب احتضار الاماني.....
.
.
.
نطق بما لم تتوقعه ....وهو يحارب ندم نبرته وحزن روحه"أبوتس بخير ............عدي من يطلبتس الحل............"
.
.
.
نظرت الى باطن معصمها كان مازل يحمل ندبات اخر مواجهه مع هذا العدي.........
شعورها ...تبدو كــ...
تشعر وكأنــــ...
.
.
.
لا شيء....لايوجد شعور.....كأنهم يقولون لها عدي غادر وعائد قريبا ...كأنهم يقولون ...عدي مسافر وعائد هذا الاسبوع ....
عدي ....توفي...مات .....لم يعد في الوجود ...أختفى ....تلاشي....حررني ربما ....لقد ابرحني ضربا قبل الامس....
لقد شتمني قبل خروجه ....
.
.
.
مأن همت بالوقوف حتى لم تحملها قدماها ....عادت ووقفت بأصرار ....مرت من جانب عمها ورفعت عينها بوثوق....وهي تهمس....."حسبنا الله ونعم الوكيل ....حسبنا الله ونعم الوكيل ..."
.
.
.
أرتجف وهو يتأمل عينا أمها البدويه اللتي ورثتها .....
لأول مرة يراها بهذا القرب وهذا الوضوح ...اي فتنه كانت تحملها ولم يرها ....
.
.
راقب غيابها خلف بيت الدرج القديم ....
.
دخلت غرفتها واغلقت الباب بهدوء ...كانت لا زالت ماريا تبكي بهدوء ...وماريا الصغيره تنام على رجلها بأستسلام ....
اقتربت من مرأتها ...سحبت منديلا ومسحت كحلها البدوي اللذي لطالما عانق رمشها الطويل .....وجمعت شعرها و جدلته حتى نهايته ....نزعت اساورها الذهب ودبلتها الفخمه....ورمتها بقوة على التسريحه وبعضها قد ارتد ...
توجهت للخزانه فتحتها بهدوء واخرجت جلابيه سوداء بدون أي تفاصيل....
.
.
.
همست لماريا برزانه..
."ماريا قومي روحي لرجلتس ونادي لي أبوي بشوفه ...."
.
.
.
شهقت ماريا .....وكتمتها بكفها وهي تعجز عن .
.وصف الموقف ومايدور حولها .
.."زين ذاني بروح اناديه من بيته ...."
.
.
خرجت مسرعه وهي تعيد ترتيب حجابها ....أستوقفها أبوها بصرامه .
.
.."بنت ماريا على وين العزم ...؟؟"
.
.
شهقت وقد احمر وجهها الابيض ..."بروح انادي عمي مضاوي تبي تشوفه ...واحالي تعبانه ماتقدر هي تروح له ..."
.
.
وبصرامه تفنن بها عبر السنين....
.
"اصلن مايجوز لها خرج من بيتها ....مايحتاج عمتس بالمجلس معاه ذيب وشاهر ....جاي في الطريق..."
.
.
.
ترقرت عينيها مره أخرى ..."شاهر ...بيجي ...اللحين ....لنا حول الست شهور ماشفناه .....الله يرحمتس يانوير ..."
.
.
.
توجهت للمجلس وهي تكتم مابها من حزن ....مايحزنها حقا هو هذا الفقد اللذي تشعر به العائله ولكن الجميع يبدو وكأنه يمر بمشله طفيفه الجبروت الظلم الطغيان القوة كلللها نبذت المشاعر في هذا البيت ....واكث الضحياي مضاوي وهاهي أرمله بقلب بارد ويطلب منه شعور الاحتضار بعدما مات.....
..
..
دخلت المجلس وهي تطرق برأسها ....وقد تغيرت نبرتها للبكاء.."عظم الله أجركم ....."
لم تنتظر رد هذين الحجريين ....
.
.
."يبه تري مضاوي تبيك ..."
.
.
تفاجئ بالطلب الغير مسبوق من نوعه .....
.."ذاني هنا ...خلها تجي....."
.
.
وقف ذاك بهيبه محترمه ....وبصوته الفخم اللذي يفرض الرأي حتى لو كان خاطئا ...
.
.
"بقوم افتح الجالس واجلس فيها انا وابوي وخوالي الناس سمعت بالخبر اللحين بيجون .."
.
.
.
نظر اليها بحزم وبأمر يلقيه وقد اصبح ماهرا في ألقاءها...
.
.
"خلك بجنب مرة ابوك وخلك من هالدلع الزايد ..."
.
.
شددت بقوه على قبضتها ....بكائي على موت أخي من أبي اللذي لم احتك به من قبل وكان اشدهم عداوة بي ....يبدو تصنعا بعينه ....تبا لهكذا تجلد وقسوه..اصلن ياأكبراخوتي بكائي هو على تلك الضعيفه امه ....
.
.
.
.
كانت ستهم بالخروج لدعوة مضاوي الأ انها فاجئتها بدخولها ....همست لها بطلب مغلف بغموض..
...
.."ماريا عشتي اطلعي لبنتي شكلها بتسخن .."
.
.
.
أنتظرت خروجها وهي تتأمل مكان جلوس ابيها ......بنظرة لم يعدها بعد الذل والخنوع والادب المبالغ فيه ....
..
..
نظرة حقد ربما او شيء مثيل بها ...
..
..
همست بصوت يكاد يسمع ..."ذاني يبه قدامك ....ماكملت 17 وذي حالتي حامل وام وارمله ....عساك زين يبه اللحين أمي ماتت مقهورة ...محمد ومات مذلول بناته وحده مرميه الله اعلم فين ووحده كأنها خدامه وانا أنا انتهييت ....عساك زين يبه اللحين...عساك زين وراضي عننا ...دمرتنا عشان ترضى ...."
.
.

.
.
لولا كانت رفعت نظارتها هذه بحظورة وتجرأت وتكلمت بنبرة ملامه وعتاب لكان انزل بها اشواط العقاب والعذاب.....
.
.
.لكنها نطقت بما كان يوقنه ويقتنع به ولكن يكذب نفسه احيانا ....ويهمشه خارج عقله .يكذب شعورة بعلم مضاوي ومن تبقى من العائله بفعلته......لكنها صدقت وهو من الكاذبين ....
.
.
.
مأن خرجت من باب المجلس حتى استندت بذراعها على الجدار وجلست .....تركة هذا البيت وتمقته تمنت من كل قلبها ان ينهار وتموت كل ذكرى يحملها او يصنعها ....
.
.
.
.
مرت الايام تغير أبيها تغيرا جذريا الا انه ينازع الموت بعد انهيار عضله قلبه الضعيفه وتكالب كل تلك العمليات القديمه ضده..
تأسف ...عوض...اغدق بحنان ليس له وصيف ...رغم كذبها على نفسها ...الا انه اغللى رجال حياتها .....بعد ذيب ومحمد الصغيران....
كانت تجلس مقابله له وهي تتلو من مصحفه القديم وتحارب دمعاتها ....همس لها بحنان....
..."العيال نايمين .."
هزت رأسها بالايجاب وهي تقاوم حزنها ....
..أكمل بنبرته الغريبه اللتي تسمعها لاول مره ..."الله الله فيهم يابوتس ماحتاج اوصيتس والله الله في ذا اليتيمه مدين ودورا لي اواز واستسمحوا لي منها ....الله الله في نفستس ياوليدي لاتخلين احد يدوس لتس على طرف خللتس مثل امك الله يرحمها ....وعيالتس خلي قلوبهم على بعض مالهم غير بعض.....بقلتس شيء ياوليدي عمتس ابوتس ....وشاهر اخوتس...وذيب ياوليد ذيب غير ذيب هذا وليدي اللي ماجبت شيليه عن الارض شيل تراه حنين وماهو مقصر بعيال اخوه ...ادري ان ذكر الموت ولا ذكره عندتس ....لكن طول عمري كان قايم فيني وفي شغلي وفي مقضاتي وفي وقفتي بين العربان ...ذيب هو الوحيد بيننا اللي من تبعه ماخسر انا اشهد لا والله كسب ....برضاي عليك يابوتس الي يطلبه منتس ذيب يتنفذ بدون كلام زايد تراه يحب الخير للغير هو بس عصبي وبدوي جللف مثل جده ..."أبتسم لها ...بادلته اياها بحزن.....
...
وقفت وهي تقبل رأسه ..." الله يخليك لي يبه ..."
....
...
...
بعد اسبوعين من وفاته ....ان كانت فقدت الكثير من قبل فهي الان فقدت كل شيء...
أبتسمت لأبنتها وهى تراقب الصغيرين بأستغراب....
جلست بجانبها وهي تبتسم ....."كيفتس يمه طيبه ...؟؟"
لت طرف خصله سوداء عللى اناملها الطويله ..."الحمد لله عل كل حال...."
تنهدت ..."ونعم بالله ...."أخذت نفسا عميقا واستعدت لما ستقوله............"يامتس ترى ذيب خطبتس من عمتس ...ويبيتس وشاريتس وبيربي عيال اخوه ذا اليتامى ........وكمان لاج لان ابوتس رحمة الله عليه وصاة بتس انتي وقاله وصاتك مضاوي ولا عيال اخوك انت اللي توصي عليهم وهو ياوليدي مايبي الا انه يعني تخبرين يجز كلام الناس ويقطعه من انك ارمله وببيت مع اخو رجلتس وتسذا"
...
.....
......
تذكرت كلام ابيها واستحضرته في الدفاع عن حقها ولكن الرضا على كل مايأمر به ذيب بمقدار رضا ابيها عليها ......هزت رأسها بالايجاب....وهي تراقب ابنتها والقادمين الصغيرين..."أنا بوافق يمه بس بشروطي...أنا ماهمتني ذا اللي يقال لها مشاعل كثر مايهمني رضا ابوي ....بوافق لكن لاشوفه ولا يشوفني وبدون حق شرعي يعني زواج ورق ونجلس على ذا الحال ....يعني ياعمتي بدون قصور ذيب مايخلف ولا له بالحريم هاذي هي مشاعل شوفيها ساكنتن بغرفة لحالها وهو لحاله .....ياخذني موافقه لكن بشروطي..."
..
..
..
أستغربت عمتها هذه الشروط لكنها استبشرت بالموافقه ....
....
..
..
مرت السنين توالت الازمات ....توفي زوج ماريا وردعت عشرات الخاطبين....
كبرت ميداء واستوت انثى ودخلت في نزاع عمها وشاهر المستطير حولها شاهر يفضل العيش على اطلال نوير ومدين مجرد طفله في نظرة...
وعمي يحلف ويجزم الا تتزوج من غيره ....
مدين تصارعها مشاعرها اتجاه شاهر خصوصا بأنه هو السبب في اقناع عمي بدخولها الجامعه ...وهذا هو حلمها حيث تعتقد بأنها ستقابل اواز هناك يوما ما ...
كانت الطامه والصدمة الكبرى عندما حمل الينا سنام العئله ذيب بأن رجلا ما خطب مدين منه وهو جدير بالموافقه ولن يضيع مستقبلها على شاهر اللذي لن يقبل بها ابدن ....
يومها ...كنت حاظرة في غرفة مدين اللتي لا تبرحها كثيرا ....
.
.
.
كانت منهاره تبكي بأصرار وهي تدفن وجهه مستلقيه على سريرها .....
.
.
.
جلست بجانبها لنف ساعه وهي على هذه الحال هوانا تاره اربت على كتفها وتارة امسح على خصلات شعرها .....
همست لها ..."مدين قومي ناظريني انا عمت ودنياك انا ادرى فيك ....أنتي تبين شاهر ولا ...."
.
.
.
عندها زادت من نوبتها البكائيه الغير مبرره ...أجهششهت ...
ونطقت بصعوبه ..."بس شاهر مايبيني ....لي سنين محيره له ومايبيني انا خلاص تعبت ....بوافق على سليمان....واحد يبيني ولا واحد ولا يهمه وجودي...."
.
.
. أعجبها ردها العقلاني...."وطيب ليه البكاء اللي ماله داعي والدلع الزايد...."
.
.
.
تأملتني مطولا ..."عمه عقلي يقول كذا لكن قلبي يتقطع ....احس شاهر كان يلعب بنفسيتي..."
.
.
.
تنهدت وانا احاول اقناعها بلمعان النجوم وقت الضحى ..."ياقلبي ذا طبع شاهر حنون عقلاني ومتفهم ....انت فسرتي اهتمامه بتعليمك غير ....وبعدين ترضين تاخذين واحد له فوق 11 سنه يدق قلبه لمرة متوفيه ....وبعدين مع احترامي انتي في الجمال تغطين عليها الله يرحمها بس في العقل والقلب غيير هو عشقها من جوه كان مايستحمل يفارقها دقيقه ولا هو قادر يفارقها للحين ...خذي سليمان شباب وصغير واكيد بيفهمك وترى بعيدن والله بتندمين خذيه ولا بزوجه ماريا ....."
.
.
.
أبتسمت بين دموعها ...."ياذا الماريا اللي محاربتني على كل شيء..."
.
.
.
تأملت ملامحها اللتي تشبهني وامي المرحومه كثيرا ولاتحمل من ملامح امها شيئا ..."هاه يعني ابشر امي موضي ..."
.
.
.
هزت رأسها بالايجاب وهي تحارب دمعة ما ....
....
...
..
جلست بوقاحتها المعتاده اللتي يجزم الكل بأنها ليست بتصرفات نساء جيلها مبهرجه هي حد المبالغه وتزيد فوقه قليلا.....
شعرها بقصة قصيره جدا تبين رقبتها وشحمتي اذنها وبلون فاقع ومبالغ في درجه شقاره ....تحمل الكثير من الحده في الملامح ....وحاجبيها برسمه شيطانيه داكنه واغرورقت عينيها بالكحل الاسود وعدسات زرقاء فاتحه ...كانت لاتزال مرتديه عبائتها وتنظر اليهن بملل يجتمعن في مكانهن المعود غرفة ضيوف العجوز موضي....
.
.
.
تأملت جمال مضاوي بحقد وقد انت تلك الاخرى تغرق في عالم أخر وهي تبعد محمد عن ذيب وتمنعه من ضربه ...
لديها كل شيء كل شيء ينقصني ...ولدت بملعقه من ذهب في فمها ...جميله لحد الثماله ...ولديها أبناء...تميزت عنها بذيب وهاهي قد شاركتني فيه ...
فكرة انها زوجته وهو لم يسمع حتى صوتها من قبل تضجر مضجعي فكيف بها زوجه له وفق العادات والاصول ...
..
..
..
مثلما نفيت غيرها بأستطاعتي نفيها لكن كيف ....كيف ؟؟وزوجي ذيب ؟؟ياللغبائي كيف اخترته من بين الرجال تزوجت طائرا حرا ومتوحشا وذيب يتوقى لدماء فرائسه على هيئة رجل...
..
..
..
كانت تجلس مقابل جدتها وقد انعكست ملامحها المتجعده القديمه عليها ولكن قد مرت بينبوع شباب في طريقها الى الانعكاس ...وكانت تلك العجوز مبتسمه تجدل شعر حفيدتها الطويل ...
.....
..
..
وبوجهها الدائري وغمازتيها اللتي تبين مع كل همسه وبسمه ....تسألت ..."الا صدق مدين بتاخذين ترم صيفي بيجي زواجك ووجهك محروق من الشمس..."
..
..
..
كسا الاحمرار وجنتي تلك الخجوله اللتي تسرق من ملامح مضاوي الكثير لكن مع خطوط رفيعه لحسن تركستاني عريق تحمله في درجة بشرتها ولون حدقتيها المائله للرماديه...وقد اكتسبتها من جدتها لأمها بحسب اقوال المرحومه رونديك....
..
..
..
وهمست بحياءها اللذي يلازمها ..."مالك شغل ايوه باخذ ....ابي افتك مواد التخصص بالصيفي اسهل ..."
..
..
..
كانت تصب لها فنجان من القهوه وهي تبتسم بحنان ..."هاه علينا ولا علينا مدينوه..ولا عشان سلومي ضحك عليك بكلمتين عسل بتأخذينه ...عشان تسحبين على الترم الاول..."
..
..
..
تركت شعر حفيدتها من يدها .....وهي تتسخط ..."واخزياه سمعتي يأم ذيب وش تخربط هاذي تقزلتس تكلم الرجل وهو مابعد شافها ..."
..
..
..
ضربت برجلها على الارض بغضب ولم يلاحظه غير مضاوي ...خذيه لك بأكمله فأنا لأ اطيق ذكر أسمه ....
..
..
أبتسمت لها ..."عادي يمه ..." ألا انها اقتطعت كلامها وهي تبعد محمد بقوه ..........وغضبها اللذي يكتسيها مؤخرا من تصرفاتهم ..."ياولد ابعد ابعد عمى تراني اللحين بعلم جدك ....أف وش راكبك انت ..."
..
..
عندها وجهت ماريا امرها بهدوء...."بس يامحمد سيب امك واطلع فوق العب بلاي ستيشن ...."
..
..
نظر اليها وبحزن ....وطفوله.."هذا اللي يقهر السوني ابوي شاله كلله من ذيب ....أبوي يهاوشه وهو مايفه الا يشغله ...."
..
..
وعاد ليلقن ذيب ضربه اخرى ....
عندها وقفت بعصبيه ..."حسبي الله عليكم عيال عدي ماتهنون الواحد قوم انقلع انت هناك ....."
وخرجت من الغرفه كأعصار ...
..
..
.. حزنت مدين لحالها ..."مسكينه عمتي دمورها محمد وذيب أذاهم بزياده ..."
..
..
تنهدت ماريا ....وبدعاء صادق .."الله يصلحهم هم كذا لا كان ذيب مو موجود يطلعون لها قرون ..."
..
..
..
سكتت ماريا الصغيره لأنها الاعلم بحال امها وما تقاسيه ...
..
..
نطقت ببرود وتكبر..."خلها ذا اللي يبي الولد يستاهل اللي يجيه ...."
..
..
همست ام ذيب..."ياوليدي الولد من الله هو يعطيه وهو يصلحه ...."
..
..
..
تصنعت الدموع ....ووقفت ..."وش قصدك ياعمه لين ولدك مايجيب عيال تحطون حرتكم فيني ...ذاني ماخليت دكتور ماشلته له ملف ولدك لكن هو راسه يابسه ومايبي يراجع غير انا اروح واراجع وادور علاج عنه خليه محمد وذيب بيشلون اسم عدي مهم شايلين اسمه يومهم ينادونه يبه ........."
حاربت بكاء غير موجود وهي تغادر الغرفه ....
حزنت عليها العجورز الشفافه ..."لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم .........."
..
..
..
نظرت اليها ماريا ...بغضب..."يمه الله يهديك تصدقينها ام جنيب هاذي عقرب عقرب والله يان تحتها البلاوي وانتم مسكنينها بيتكم ...."
..
..
..
مابال هذه الماريا وتخيلاتها الغريبه ..."ماريا ياوليدي انت وشبتس حرام عليتس على المره جالستن لها على الدقه ...."
..
..
..
وكالعاده ماريا الصغيره ومدين يراقبن بصمت وقد اعتدن هذه المواقف....
قبل شهر من الأن....

.
.
بعد سنوات تبوك الطويله أتاه النقل كمعلم ابتدائيه في المدينه ...واخيرا ..عاد الى ارض الطهر ...تنهد عندما تذكر من يشاركه المسكن ...
تأمل جموع المصلين خارجين من بوابه المسجد العملاقه ويبدون في غاية سعادتهم وقد لامست ارواحهم شفق الرحمه وبوابات الغفران....
...
...
وباعة متجولين غطوا الاركان وخيوط شمس طيبه الهادئه بدت تغطي الظلام وتغزله بنورها ....
..
..
..
لمح وجها يألفه يقف بشموخ ينظر الى لاشيء ...ماللذي فعلته به السنين لق بنى كل هذا الجسم وهذه الضخامه من ذاك النحول والجسد اللطيف ...
حقا يبدو عملاقا لقد تغير جذريا لولا حدة ملامحه لما عرفته تقريا غياب فوق 23 سنه...
...
..
تقدم منه متهللا مبتسما ونبض قلبه لا يكاد ينتظم من حده شعورة بالسعاده وانتهاء سنين البحث ....تقدم منه ورفع صوته بغير تصديق....
"محمد....محمد بن زيد هذا انت ....؟؟"
..
..
ألتفت اليه بنظره لم يعهدها من محمد ابدا ...وحركة رقبته مغروره ...وتطلق عينيه اشعاعات تكبر تغطي ماحوله بهاله تخصه ...حتى مع طولي بجانبه انا مراهق ...
..
..
لم ينطق ونظرة الى عينيه هذا بالتأكيد ليس بمحمد يبدو كمحمد وقد تلبسه شيطان ما ....عيناه عسليه مائله للذهبي وناعسه قليلا ...حتى بشرته افتح من بشرة محمد ...وشعر وجهه اسود مائل للرمادي ..يحدده بدقه وكأنه كان للتو بين يدي المزين ..
..
..
..
لم يحرر من اطباق شفتيه المعتصمه بالصمت الغامض الطويل ...
حتى بدا لي من خلفه وجها اعرفه جيدا ..
فقد لازمته في عدة مواطن من طفولتي ...
أبتسمت له وانا استغرب تصرفات محمد الغريبه ...صحيح بأنه أكبر مني سنا الا انه لم يعاملني بهذا المقت من قبل ..
..
..
تبادلنا سلاما حارا محملا بالأشتياق ..وعندها وضع عمي زايد يديه بفخر على من بجانبه ...وهو يتكلم بشموخ يستمده من محمد صديقي القديم ....
..
"هذا ولدي الذيب ........."
..
بلعت ريقي صحيح وتالله ماكذب هذا ذيب بحق ....لايمت للأنسانيه بصله مع عرض كتفيه وضخامه جذعه ...
..
..
بادلني التحيه ببرود يبدو كطبعا يلزمه خيلت لي ابتسامه على وجهه وقد كشفت عن طقم اسنانه المميزة بأنياب بارزة ...
والله انه ذيب بهيئه بشريه ولو انني في مسجد لخلته محمد بتلبس شيطاني وروح شريره...
أختفت أبتسامته وبدا صوته فخما كالرعد ..."يحسب اني محمد الله يرحمه ..."
قال جملته الاخيرة وهو مدقق على عياناي خلتني عاري أمامه وقد اكتشف كل الماضي والحاظر وكل المشاعر ...
..
..
أستوعبت قوله على مضض...........وحاربت دمعتي ...."محمد توفى ...متى ...ليه مادرينا انا واخواني ؟؟وش صار؟؟"
..
..
تنهد أبو ذيب ....وهو يربت على كتفي ..."تعال ياوليدي افطر عندي ..ونتفاهم ..."
...
نظرت الى ذاك الواقف بقرب سيارته السوداء الفارهه ...
وتسألت بفقد..."وعمي زيد عساه طيب ........."
...
لمحت تغضن حاجبيه وتغير ملامحه ....همس يحارب نغمته .."عمي زيد توفى من 11 سنه ...ومحمد من 19 سنه ...."
..
..
كادت الارض الا تحملني وضاق الكون بما رحب ...
..
..
وحاربت دمعه امام اعتى اثنين واصحاب القلوب الصخريه ..."انا لله وانا اليه راجعون ....الحمد لله على كل حال ........"
..
..
سندني من ذراعي ....وهو يردد بصدق قلب مؤمن ..."ونعم بالله وانا عمك ربك ارحم بعباده ....قم ياتركي الله يهديك ..."
..
..
كان ينظر الي بعينان فارغه ونظرة سوداويه بمعنى انت لست رجلا ....
..
..
.................................................
كانت تقف امام التسريحه وهي تحدد عيناه بالكحل ...ومبتسمه تتذكر اخر محادثه مع سليمان ...كنت صدقا غبيه بتعلقي بشاهر ...سليمان بالنسبه لي حياة ...حلم يتجدد وحريه قادمه لم يتبقى سوى اسبوعين واربعة ايام على زفافي ...
وتبتدىء حياتي الجديده ...ليتك بجانبي يا أواز ...ايتها الهاربه العنيده ....متى تعودين تحنين واراك من جديد ..
شعوري مع سليمان شعور كل طاهره مع اول رجل تسمع صوته وتشاركه نغمه خاصه شعو ر غريب وكأنه لباس لي ...

.
.
دخلت عمتي مضاوي وهي مبتسمه ...كم اعشق هذه الجميله الفاتنه ...لها قلب طاهر وابيض لا يحمله غيرها ابدا ...
أبتسمت لها ....."اليوم اخر يوم واخيرا ....خلاااص بأنتهي وبأفتك قلت لتس بخلص قبل 15 رمضان ..."
نظرت اليها وهي تعيد ترتيب سريرها ..."بلا كلام فاضي اليوم 15 ...."
...
بتملل من وسوستها في النظافه والترتيب ...."عمه سيبي الفراش بجي وانام عليه كلها ساعتين اختبر واجي ...."
..
..
تجاهلت حديثى وجلست على طرف السرير

..

..
أطرقت برأسها بحزن ....وهمست .."تدرين انه تركي ولد جيراننا ...مات ...."
تقبلت الامر كخبر أي وفاة اسمعه مؤخرا ....بحزن لفقد مؤمن أخر ....."الله يرحمه ..."
تنهدت ..."يمكن ماتتذكرين هو كان قدى الله يرحمه اخوه الاوسط كان دايم بشغله ومايقصر فيه لكن يتركه عندنا لا راح شغله ولا رجع ياخذه ...خصوصا ان اخوه الكبير كان برى في أستراليا ...ابوتس كان مرة يحبه ومتعلق فيه ....وبس بعد ما وصل المتوسط نقل اخوه الرياض واخذه معاه ...وانقطعت الاخبار .."
حزنت لذكر ابي ..."الله يرحمه ويغفر له ....كبرتس يعني صغير ....يعني 28 "
هزت عمتي رأسها بألم .."الموت مايعرف عمر ...ولا ييعرف نجاح ولا سعاده ....الواحد لازم يكون مستعد له ...الله يثبتنا وقت السؤال ......."
وقفت تهم بالخروج من الغرفه ...التفتت ألي ..."أنتبهي لنفستس يامدين الدنيا تخوف ..."
هززت رأسي بالأيجاب ..."أدري ...لاتوصين ..."
..
..
..
تناولت عبائتي الرأس من على الكرسي ..وأكتملت بها ...
أخذت ملزمتي وحقيبتي وبرقعي في يدي....
فتحت باب الغرفه ....

..
.. نزلت مع الدرج قابلتني عمتي ماريا وهي تسند محمد الصغير وهو يغط بلحضات نوم متقطعه ...
..
..
أبتسمت لي .."هاه خلاص اليوم أخر يوم ...."
بادلتها الابتسامه ..."خلاص الحمد لله ...حتى تأجيل الترم قدمته الاسبوع الفايت ...."
..
..
نظرت الي بحب يخصها قط ..."الله يحفظتس من كل شر ...."
..
رديت لها "أمين ..."
وانا اكمل طريقي ....
مررت بغرفه امي موضي قبلت رأسها ورافقتني دعواتها المحببه اللتي أعشق....
..
..
ركبت في السياره وانا اتمم بأذكاري ...طبعت رساله وارسلتها لرجلي المستقبلي وعاشقي الجديد...
"دعواتك اليوم اخر امتحان ..."
لم يلبث حتى اعادت النغمه نفسها .."موفقه ياغلى من الروح .."
..
..
..
خرجت من الحمام وهي تلف شعرها الاسود بمنشفتها توجهت للتسريحه وهي تبحث عن مشطها ...
نظرت لأبتها خلفا من يراها يجزم بأنها أختها ومن غير المعقول بتاتا بأن أبنه الـ28 ليها أبنه في مشارف الـ14
....
..
فتحت المنشفه وهي تنفضها ...."يابنت ماريا قومي جيبي لي فحم ببخر شعري وخلتس من ذا الجهاز اقري لتس صفحة من القرأن أبرتس لتس ..دلع قومي أشوف..."
وبدون غنج بنات جيلها ..."يمه الله يخليتس رمضان حنا كيف تبخرين شعرتس ....وتكحلين ..."
..
نظرت اليها بنصف عين ..."قولي مفحالي وخلاص عن المحاضرات ما دخل جوفي شيء ولا صايمه اطلع تسن مايتن لي أحد ...قومي ولا نامي أحسن لتس..."
..
..
سلمت ورقة الامتحان بعد طول انتظار ...اعادت ترتيب اغراضها في حقيبتها ..واخرجت هاتفها لتتصل بالسائق ..مرت من جانبها احداهن ...
توقفت مبتسمه ..."مدين هلا اخبارك ...كيف اختبارك..."
بادلتها الترحيب.."هلا منى ..انتي كيفتس كيفه اختبارس ..."
هزت رأسها بقل حيله .."جبت العيد ...سويت الهوايل ..."
ضحكت لها ..."ربتس كريم في ذا الصيام والحر كاحن بمجاوبات ابد ...."
أبتسمت وهي تراقب ثغرها ..."مدين انتي من المدينه أكيد ....يعني ليش كلامك كذا كلله سين في سين ..."
ضحكت وهي تبتعد عن مكان القاعه ..."اكيد من المدينه بس اصلي من العلا خبرتس ذا حكينا ..."
تفاجئت ..."والله ماتوقعت قلت ابد مو حجازيه البنت ...."
وضاعت نصف ساعه بين مدين ومنى ذات اللسان الجميل والدم الخفيف فهي صديقه جديده قد تعرفت عليها في الكليه ...
اتصلت للمره الألف على السائق دون مجيب أذن الظهر واقامت صلاتها ...حتى منى رحلت منذ مايقرب ساعه ونصف....
أخرجت هاتفها لتتصل على مضاوي او ماريا كي يحلن المسأله ...تفاجئت بأنطفاء هاتفها ...
رباه ماهذا الحظ ...حتى انني لا أحفظ رقما ابدا لا لجوال او تليفون ثابت ...
سأبحث عن شاحن وكانت مفاجئتها عند خروجها من المصلى والمبنى هو فراغ الكليه التام من أي طالبه توجهت للمكان الوحيد المفتوح بهذا الوقت كشك الجوالات وبطاقات الشحن ...كان مغلق هو الاخر ....
أي حل سأفطن به الأن ...
ألبس واخرج واقف في مكان وجود حمزه دوما لربما قد اتى ...لبست عبائتها وهي تستعين بربها ...كان قد وجد حارس أمن وحيد وقد أغلق عليه كشكه الزجاجي ...ويبدو غير منتبها لوجودها ...
قطعت سور الكليه الخارجي ...كان يبدو المكان موحشا مع العمائر البعيدة والمزارع القريبه ....
أحست بأرتجافات تجتاح جسدها وقلبها قد يتوقف من الرعب عندما لم تجد السائق ....
شهقت وهي تذكر ربها ..."يارب سلم يارب سلم ...."
...................................
أمل بعيد قد لاح عندما اقتربت سيارة السائق وكأن أبواب النعيم فتحت اقفالها في وجهها نظرت الى ساعتها كانت الواحده والربع......
البارت الاول

وترحل..صرختي تذبل...

في وادي..لا صدى يوصل..ولا باقي أنين....

زمان الصمت....

يا عمرالحزن والشكوى..
يا خطوة ما غدت تقوى....
على الخطوة.........
.
.
على هم السنين........
........................
مع عدم ضمانها من وجود ذيب وعمها خرجت وهي تلف طرحتها السوداء الكبيرة على رأسها ....اغلقت باب غرفتها المشتركه مع ابنتها بعد أن تركتها قائمه تصلي خلفها ...
كان البيت يعمه السكون غريبه العاده عصر أيام رمضان يكون البيت يعج بقاطنيه وحركتهم ...
لكن لابد من انهم منهكين من يوم أمس وضيوفه ...
مرت على غرفة ذيب ومحمد ...
كأنا ينامن بحال يرثى لها ...عدلت من وضعيت استلقائهم ...همست في أذن ذيب ..."ذيب ذيب قوم يامك صلي ....."
.
.
رفع رأسه بنعاس ..."صلينا يمه صلينا ...مع أبوي .."
..
..
أبتسمت لها .."اجل ارجع نام ...بس بصحيك بعد شوي.."
..
..
تشكر ذيب على التربيه اللتي يقوم بها أتجاه هذين اليتيمين الله اعلم لو كان اباهما على قيد الحياة ماللذي سيورثه لهما ..غفر الله لك ياعدي ...
..
..
كانت تهم بطرق باب غرفة ماريا عندما فتحته تلك الاخرى مبتسمه ...
"ماشاء الله على التوقيت قمت هاه بنزل المطبخ ابدع شوي..."
..
..
أبتسمت لها ..وهي تتجه لغرفة مدين ..."اللحين بأجيتس بس بمر على مدين اكيد انها صحيت خلاص.."
..
..
فتحت باب الغرفه فاجئها الهدوء والصمت اللذي يعم الغرفه وقد كان فرش السرير كما رتبته والتكييف مغلق ...
وباب الحمام مفتوح وانوارة مطفئه ... ...
نظرت الى خلف الباب لم تكن عبائتها معلقه على الشماعة...
هزت كتفيها بقل حيله ...
..
..
لابد ان النوم جافاها ونزلت لغرفة جلسة امي موضي ...
اغلقت باب الغرفه واتجهت الى غرفة جلسة عمتها ...الغريب بأن عمتها تأخذ قيلوله على سجادتها ..
والكنب خالي من أي جسد لربما أتت وقضت وقتها هنا ...
أتجهت الى المدخل لم تجد عبائتها ...
أحست بأن قلبها يكد يقفز من مكانه ...وعضامها استحالت زجاجا هشا..
سندت نفسها على المدخل الخشبي العملاق بصدمه ...
رفعت سماعة الهاتف وطلبت رقمها اللذ تحفظه جيدا ...كان الرد ..."عزيزي المتصل أن الرقم ......."
شددت من قبضتها على جيب ثوبها ...
طلبت رقم حمزة سائقهم الخاص ...وكان نفس الرد ...البارد المرعب ...
كست حدقتيها طبقه لامعه شفافه... لا أراديا ...
وهي تهمس ...بصوت مبحوح .."يارب سلم يارب سلم ..."
علت من صوتها ....مناديه ...منهاره..."ماريا ...ماريا .....سوقياتي ...سوقياتي...."
جلست على الارض بوهن ...
خرجت الخادمه من الصاله المجاورة وهي تحمل منشفه في يدها ..."نأم مدام ..."
نظرت اليها بتفكير ..."سوقياتي روحي غرفه هذا حق حمزة دقي كثير شوفي هوا في...بسرعه ..."
رمت المنشفه من يدها وهي تفتح باب البيت الزجاجي المطعم بالحديد العملاق..."طيب مادم سويه بس...."
.
.
.
أتت من خلفها ماريا مسرعه ....وبنبره هلع .."ايش في ...في رايحه هاذي ..."
..
..
..
لم يطمئنها منظر مضاوي وهي تجلس بصمت الاموات وطرحتها على كتفها...
نزلت الى مستواها ..."مضاوي ايش فيه ....تكلمي..."
تأملت وجه ماريا بخوف وشفتها ترتجف .."مصيبه ياخيتي مصيبه ...."
وأبدتئت تلطم رأسها بكفيها ....
"ياربي منين تتحذف علينا ذا البلاوي..."
..
..
جلست ماريا هي الاخرى مشاركه اياها انهيارها ...غير متفهمه لما يحصل ...
داهمتهم الخادمه هلعه ..."مادم هدا غورفه كلللو فادي دولاب فادي لبس مافي بس مادم في هدا ..."
رفعت يدها بهاتف السواق ...
عندها نظرت الى الهاتف في يدها بتمعن ...وأبتداء الكون يتلاشى ويسود ...وفقدت الارض اتزانها ....
.............
.....
..
خرجا للتو من صلاة التراويح ...قطعا طريقهما مشيا الى مكان قد ألفاه كثيرا ففيه يسك أكثر المحببين على قلبهما ....
قطعا اشواط من الرمال ومنظر يكرر نفسه وقد تكرر نظرائه التصاقا به ....
وصلا الى مكان مازالت تربته رطبه ...
فهو لم يطمر الى منذ اسبوع ويومان ...
..
..
سكتا مطولا ....
بدا كتمثلان نحاسيه ومن قورن ميلاديه بعيده يقفان ...نادمان ويتشاركان حزنا ضبابيا مشتركا ..
رفع الاول ثوبه و جلس لحقه اخر بنفس الحركه .....
ومن ثم رفعا عينهما في نفس الوقت ونظرا الى نفس الاتجاه ...
تشاركا الصمت بأتقان وكان لهما نفس الالتفاتات المشيه والنظرات ...
..
..
وقفا وعادا من حيث أتيا ...
وكل تحدثه نفسه ....يا أرض البقيع كوني لهم اول منازل الجنه ....
...
...
..
توقفت أمامهم سيارة gmc....سوداء ألتفت الى الأخر أومأ برأسه مودعا ...وركبها ...
..
..
راقب أبتعاد السيارة ...وتوقفت أمامه سيارة القسم تويوتا fj بشعارها المميز ...
..
..
توجه من بداخلها اليه بلهجه حماسيه ..."سيدي ...مهمه عاجله ...الوكر الاخير اللي كنا نراقبه هذا الوقت المناسب للمداهمه..."
..
..
نظر مطولا الى ملامح الجندي الشاب المتحمسه ذكرته النظرة الحماسيه الممتلئه بفخر اسلامي بنظرة احدهم أفتقده منذ قريب....
..
..
وجه اليه الاوامر بحرفيه ..."ترجل ياعسكري انا بسوق......"
رفع جهاز الاتصال بين الوحدات ووجه اوامرة بدقه....
..
..
..
كانت تتربع فوق سجادتها ومازالت برداء الصلاه الابيض وقد اسندت رأسها بتعب على يديها ...
وتفكر للبعيييييد...في غدا ..في الماضي ...في تفكير الناس ..في الحلل...أفكار ذيب وعمها المحتمله تفسيرهم حالتهم الحاليه يبدو بأن التاريخ أعاد نفسه ...بطريقه أبشع ...
..
..
..
دخلت ماريا الصغيره بهدوء للغرفه اغلقت الباب بهدوء وجلست على السرير مقابلها ...همست "عمي شاهر جاء من الرياض توه وصل ..."
..
..
تنهدت وقد تهدج صوتها ببكائها ...وضربت على فخذيها بقل حيله ..."ياحسرتي يومين ولاحس ولا خبر ....شاهر وش بيسوي ...ذيب بيقص راسه لا وصلها للشرطه ..."
..
..
..
شددت من اعتناق كفيها وهي تفرغ توترها ..."عمي شاهر فاهم وماره عليه هالامور اكيد بيحلها وبيغطي ...."
..
..
خرجت منها أهه طويله وانخرطت في نحيب مكتوم ..."انا ما هامني ولا مكدر خاطري وبموت من حره الا هالضعيفه اللي لها يومين غايبه لاحس ولاخبر ميته حيه مأذيها هالكلب اللي ماخذها ...ياحسرتي يامدين البنت ماتعرف تعتب باب البيت بدون احد مننا ....ياربي سلم ياربي سلم ..."
..
..
..
أخذت نفسا أقوى للذي سوف تطرحه وهي اللتي تحملت توصيله الى امها ..."يمه ...سليمان ...........درى بالسالفه ..."
..
..
..
عندهما سمعت اخر جمله كذبت نفسها وعادتها لمسمعها كي تصدقها ..."سليمان درى .....؟؟"
وتوجهت لأبنتها بنظرة حائرها ...
هززت ماريا رأسها لها بالأيجاب ...
شددت على طرف ردائها بقوه ....وهي تكتم بكائها ..."ياويلي ...ياويلي .....يا حرتي عليتس يامدين....ياويلي..."
..
..
توجهت لأمها وهي تحبس دمعاتها كذالك ...وقد حاوطتها بذراعيها ...
"يمه الله يخليتس لاتسيرين تسذا انتي بس ادعي وربتس يسهل ..."
..
..
..
شهقت بقوه وهي تشير الى قلبها ..."نار فيذا وانا امتس نار انتي ماتذكرين زمان اول وش صار ....كل شيء ينعاد بس أقوى ...."
كانت تجلس على كرسيها كالمعتاد وقد قابلت به مرأة تسريحتها الكبيرة تقضم اظافرها وتسرح في ملكوت أخر ...

عندما انفتح باب غرفتها ..كان يقف ببذلته العسكريه على الباب ..

وقفت مسرعه وارتمت في حضنه الواسع الرحب لمن يريده ولا يطمع بحنانه على أي مخلوق ...

تعلقت في رقبته بكل قوتها ....

ربت على ظهرها ...وبصوته الاثيري اللذي تعشق.."اذكري الله وانا اخوتس وش ذا ؟؟"

...

..

أبتعدت قليلا لتعطي نفسها مساحه كي تتأمله ...مازال بكامل هيبته وضخامه جسده الا ان عينيه تحمل اسرار لا سبر لأغوارها ...

..

..

أبتداءت الشعيرات الرماديه تغزي أطراف وجهه ...

وأثار حادث سيارة قديم على طررف شفته السفليه وأخر فوق حاجبه الايسر اللذي يخيل للرأي بأنه يملك زاوية في طرفه....تذكرت كيف كانوا سيفقدونه ...كم تحبه فهو أول من أستقبل وجودها في هذا البيت بعد وفاة جدتها ...

..

..

وبعد السلام والاشتياق وطول الغياب ...

همس لها ..."يوم جاني الخبر وانا في الشغل على طول على المطار اشوى لقيت لي رحله ..."

..

..

مسحت على صدره العريض ...وهي تتأمل النجوم على كتفيه ...همست له بأبتسامه حزينه "مبروك سيادة النقيب ...."

بادلها الأبتسامه وهو يتنهد ...

ويأخذ نفسا عميقا لما سوف يطرحه ....وبمهنيه تامه اكتست ملامحه وغيرتها جذريا ..."ماريا ...بعيد عن أي علاقات عائليه او خوفك من ابوي او ذيب ....وبما أنك قريبه من مدين ...عمرها حكيت لتس عن شيء عن تورط شخص هددها شخص تخاف منه قولي أي شيء....عشان نوصل لها ..."

..

..

تأملت وجهه وقد اكتست ملامحها بحزن عتيق و رمشت بجفنها تمنع دموعها ...وهي تهز رأسها بالنفي..."لااء والله يعني هي كانت علاقتها قليله ويعيني بس كانت تخاف من السواق تقول نظراته ماتعجبني ....كنت اقول لها بلاتس خبله وتخيلين عشان هي خوافه بزياده .."

...

..

نظر اليها مطولا ثم أدلى بدلوه ..."يعني تتوقعينه السواق هوا اللي شرد بها ..."

..

..

بلعت ريقها وهي تتأمل ملامحه الجديه اللتي باتت تسرق من ملامح ابيها ..."ايه مافي غيره ...."

..

.. نظر الى الفراغ وهز رأسه بالنفي ..."اقلتس سر ذيب لاقي السواق من الفجر ...وتاريه شارد بس ..ولا يدري عن ارضها وين ...وتريه ماكذب علينا يوم مايدري عنها تعرفين ذيب لعن والديه والرجال مصر مايعرف شيء..."

..

..

تقوست شفتيها وبانت ملامحها الطفوليه أكثر فه يحتى مع عمرها اللذي يقارب الـ29 ...الا انها مازالت تحتفظ بملامح مراهقه ....

"يعني ...."

.....

..

..

أحتضن محياها بكفيه ...."يعني الله يستر ...أنا بقولك انه السواق ماله دخل علشان لو في شيء غلط تعلميني ..."

..

..

................................

في المجلس العربي الكبير بأثاثه الاحمر والاسود المذهب ...ونوافذه العملاقه ...وأسلحه قديمه مثبته على الجدران تعطي المكان هيبه ...

..

..

كانوا أربعتهم جالسين في أماكن مقتربه والشماته باديه على اوجه بعضهم ...

بينما الغضب يسيطر على كبيرهم ....

ضرب بعصاه اللتي كان يسندها على كتفه ويمسك طرفه بقبضته ...

بملامح وجه لاتفسر ..."وش المقصود من كل ذا الحكي الفاضي يابو عماد.....؟؟"

..

..

نظر لأبنيه من حوله ..."المقصود واضح وش نبي لولدنا بوحده لها يومين خارج بيتها بدون لاحس ولاخبر..."

..

..

نظر بحسره الى عيني محدثه ..."حسافه يابو عماد هاذي علوم رجال ولا متعزوي لي بهالرخوم عيالك ...."

..

..

دخل بهيبته العسكريه وهو مازال مرتدي بذلته البنيه ونجوم فوق كتفيه لامعه ويحمل قبعته بيده و شعيرات رماديه تكسي اطراف سوالفه ورأسه....

..

..

وبلامح جديه تشابه اللذي يجلس بهيبه وتسرق منه الكثير ..."أفا يابو عماد ذا حكي يقال البنت ماخذتوها الا وانتم عارفين هي بنت من و وين متربيه ....ولا وقت الشده كل الحكي يزول ..."

..

..

..

تشمت بنظرته وافصح عن جهله ..."اسمع ياعسكري انا مالي حاجه بوحده لو انها بنت ناس ...يعني معليش كانت بيد رجال غيري ..."

..

..

اقترب من ..."نعم ...وانت وش مضمنك انها اللحينن بيد رجال ...متورط حضرتك ولا لك يد بالموضوع ...ولو كانت بنت شارع ولها الشرف اللي انت تزعمه شاريها يعني وبايع بنتنا اللي الشرف يخرج منها ....لعلمك بكلمتك هاذي اللي قلتها بأوديك اسفل سافلين وبلبسك تهمة اختفائها ..."
وبحزم على من نبرته ..."شاهر ......خلك منهم ...."

..

..

وقف يصطنع القوه والأنفه ...فكان قزما في حضرة جبروت مواجهه...ولكن تحللى بالقليل ..."أسمع عاد بنتكم هاذي ماتشرفني وانا دكتور اصلا زيها زي أي بنت هوى اشتريها بكم قرش...."

..

..

..

لم يستوعب الابجسده يضغط بقوه على الجدار وطرف شفته ينزف من لكمه توجهت له قبل قليل ...وعينا ذئب قريبه من وجهه ...وبأحتقار "أسمع ياهيه...هالكلام الواطي مثل قايله ...ماينقال في حضرتي ...تسمع ...وشهاداتك هاذي بلها واغرق بمويتها ....والله لولا وجود ابوي ...لا مداك مرحوم يالكلب وطلاق بتطلق غصبا عنك ولانبي قربك ....."

..

..

دخل في الموقف تحت ذهول الحاضرين وأبتسامه على طرف شفتي ابيه لايكاد يخفيها ....

..

..

وضع يده على صدرة وحاول ابعاده دون جدوى وبعقلانيه ..."بس يالذيب ....أذكر ربك يارجال..."

..

..

ألتفت الى ابي عماد وهو مشدوه وأبنه عماد بجانبه تكاد تكون رجفته باديه ..."ترى المرجله مو بأوراق وشهادات وكانك ما عرفت تعلمهم ايها انا اعلمهم ...."

ودفع سليمان بكل قوته وسقط ذلك على الارض وهو يتأكد من سلامة رقبته اللتي كانت للتو بين يدي ذاك اللذي يصنف ضمن الوحوش المفترسه ...

..

..

خرجوا خانعين عكس مادخلوا متكبرين ....وشتم سليمان نفسه للمره الالف ..بأنه لم ينبه لوقوف ذيب عند الباب ...الاهي ان القرب منه حقا مخيف ...

..

..

كان يتنفس بعنف ...وهو يهمس..."ودي اقتله الكلب وجع رخوم عيال الرخوم ..."

..

..

ألتفت عليه ..."أسمع البنت ولقيناها وبتاخذها وانت ماتشوف لدربك نور...."

..

..

وقف أبوه مبتسم ...وفخور...ووجه كلامه لشاهر ..."هذا الذيب وقلت لك هروج القوانين هاذي ماهي نافعتنا ..."

..

..

حاول الا يرفع صوته ..."أي قوانين يابوي اقولك الناس درت ...الموضع خرج ....لين دسيتوا على مشكلة اواز وحليتوها مانتم داسين مشكلة مدين ...."

..

..

ضرب ذيب بقبضبته على الجدار بكل قوته ....وركله بقوى اكبر ....وبهمس حاقد ..."امووووت واعرف من نشرها ...اكيد مو بذا الخبل سليمان لانه توه درى ودرى من رساله جاته ....اموت واعرف ولا لا دق رقبته اللي نشرها ....."تنهد وهو يلهث ..."القضيه طاحت بيد ....راجح بن عبد العزيز انا أشهد والله انها كملت..."

..

..

أعاد ابيه قوله متفاجئا ..."راجح ....."

..

..

كره تفكيرهم السطحي الم فقط بأبناء القبيله وقولهم وافعالهم ..."ياجماعه خلكم من هالكلام البنت .....طيبه..."

..

..

تذكر ذيب ماتندي له الاجبان وتعجز عن تقبله الاذهان ....وجلس بطريقه اقرب للأنهيار ..."لقيوها فاقده للوعي ..."وتردد قليلا ينفي لعقله ماحصل وكان ..."ومقيده وعلى يدها أثار أبر ..."

..

..

أطرق برأسه على الجدار وهو يسمع ماألم بأبنة عمه ...في طبيعة عمله يتعامل مع الكثير من هذه القضايا الا ان التعرض لها يفقدك الشعور بقلبك ويشل من الوصل الى طريقة حل او تفادي...

..

نطق بأستياء....يستحث ذيب"....و ....."

..

..

فهم مايعنيه شاهر ...والتفت يراقب ملامح ذيب....." يالذيب تكفى هات اللي يسر ..."

..

..

تأمل وجه ابيه الخالي من أي تعابير بحزن ...."كان سلمت اواز ...هي ماسلمت....طلبت منهم انهم مايكشفون ...."...

سكت لبرهه ثم أكمل..."طلبت من راجح يسكر على القضيه ...بيسوي اللي يقدر عليه ...و...العيال ...من زمان مطلوبين وطاحوا في قضية ترويج ...واكيد بيقصونهم ويموت سرنا معاهم ....لكن اللي يوهق اللي يقتل ان الخبر انتشر لو اعرف ميين ميين ماحد يدري الا اهل البيت ...حتى مرتي ماتدري..."

..

..

..

أطرق برأسة أرضا ...وهو يهمس..."الله يرحمك ياولد اخوي ....والله لو انه عايش كان راسه يشيب..."

..

..

نظر الى ولده الأصغر..."شاهر ياولدي ...قم الله يخليك وفز لسليمان خله يطلق...ومن ثم بنزوجك اياها ..."

..

..

همس مدافع عن أكره الامور الى قلبه ..."يبه الله يهديك لاتسوي كذا ....لين تزوجتها الكل بيقول اجل اكيد البنت سار لها وسار ..."

..

نظر اليه ذيب بغضب..."شاهر لاتستغفلنا خلاص ايام رفضك انتهت ...وبعدين ياخي عرض ولد عمك أستر عليه ..."

..

..

نظر الى ابيه وكان ينظر له أن لامفر ....

تنهد واسفر عن ماذهلهم ..."الا بتضغطون علي ....ياخي زواجي بمدين لايمكن يتم راح اذنب لو اخذتها ....خلاص أرتحتم....."

..

..

وقف ذيب مقتربا منه ...وبحزم جازم ...."البنت بتاخذها وعن هالخرابيط الزايده مو انت اللي يحلل وييحرم ........."

..

..

سرح الى ملكوت أخر وافصح عن مايكن ....
أنهت قرأه ست صفحات من مصحفها قبل أن تضعه على الكوميدينو بجانبه ...وتقف لتنزع رداء صلاتها ...



تأملت في غرفتها مطولا ....كانت ممله كغرف المستشفيات مع كبر حجمها وضخامة اثاثها الا انها ممله تحن الى شقتها هي وخالتها الصغيره ...آه رحمك الله ياخالتي مزنه ...



كنتي قد ملئتي حياتي واحتضنتيني عندما تخلى الكل عني ...



قبل شهرين ...



كانت تجلس وأمامها دلة قهوتها والتمر ...



وقد بداء النحول ينهش جسدها العجوز وهالات داكنه تحتضن عينيها الصغيره ...



وأنا أقرأ كتابي بصمت وقد استلقيت وأسندت رأسي على وساده بالقرب من فخذها ...



كانت تتأمل التلفاز القديم على قناة القرأن الكريم ...



تنهدت وبلكنتها اللتي أحب..."مدري برمضان ذا انا فيذا ولا رحلت عن ذا الدنيا ...."



رفعت رأسي أليها كي أتبين ملامحها كانت تسرح فيما تشاهد ....



سحبت يدها وقبلتها ..."الله يخليتس لي والله يبلغنا رمضان غير فاقدين ولامفقودين ..."



أبتسمت وهر تربت على كتفي .."ياوليدي مابقى كثر اللي راح والحمد لله على كل حال..."



أكاد أقسم بأنني لم أستطع كبح دموعي فقط ...شددت من على قبضت على كفها اللتي ترتاح فوق كتفي ...



..



أنا أعلم مرضها خطير وقد فتك بها ...كنت اتوقع ان تعيش معي حتى العيد او منتصف رمضان لكنها فارقتني منذ شهر وأبتدأت الحقيقه اللتي كنت اتخفى عنها واختبئ بالظهور ...واقعي الغريب ...او الوحيد على الأرجح ...أفتقد لشقتنا لقديمه لكن بدون خالتي لن أدخلها ابدا ....وستبدو في نظرى كقبر موحش وقديم...



..



..



أبديت رأسي مع باب غرفتي اللتي لا أبرحها كثيرا ...كان البيت الكبير يعج بالظلام وتكدس الظلام على الاركان ....



والأتربه تغطي الشراشف البيضاء فوق الاثاث الضخم والسجادات ملفوفه منذ من بعيد ومسنده للجدار ...



..



..



كئيب ممل وواسع ...حتى فناءه كانت الاتربه قد كست بلاطاته الواسعه ...وأستحالت جصيات الحديقه الى قوالب طينيه قديمه ...



يبدو كبيتا سكنته الارواح ...والذكريات الحزينه ...جدرانه تبدو باكيه ...وأسقفه منتكسه ...



..



..



يعطيني هذا البيت شعور واحد ...



..



..



الــــــــــــــحــــــــ ـــزن..



..



..



..



دخلت الغرفه ووجها لاينبئ بالفرح او بالقلق....نظرت الى الكائنة على الارض وقد افترشت سجادتها وماريا الصغيرة تغط في نوم عميق....



...



..



همست .."لقيوها ........."



..



..



كانت للتو وحيده وتسمع همسا بكلمه كانت ترددها طوال الـ48 ساعه الفائته لابد من أن الجنون بلغ مبلغه منها .....



رفعت رأسها كانت ماريا الكبيره تقف بالقرب منها ....



بلعت ريقها تساعد نفسها على النطق ..."لقيوها ....متى ؟؟ وش تخربطين الله يهداتس..."



جلست على طرف السرير ...وهي تأخذ نفسا ..وتنطق بحذر ..."لقيوها اليوم بعد المغرب بشوي ...."



..



..



نظرت تراقب ثغر ماريا وطريقة نطقها ...همست بصوت باكي" حاسه قلبي مو مطمني ؟...طب لقيوها المغرب فينها اللحين وحده ونص ...ليه ماجبتوها ...."



وقفت مقتربه منها ...ومسانده لقلب تحمل في داخلها قلبا اضعف منه ويكاد يتفطر من الحزن..."بنزورها بنروح لها يابنت الحلال لكنهم كانو مانعين الزيارة لين ينتهي التحقيق...."



..



..



شهقت ..."التحقيق...."



..



..



هزت رأسها بالايجاب وقد تقوست شفتيها .."أيه ...بس ذيب سكر عليه وطمر السالفه ...لكن اللي يقهر ان سليمان درى من رسالة برودكاست انتشرت امس....الناس كلها تدري ..."



..



..



وقفت متوجهه للباب ...وهي تبدي ضيقا ..."وقلعت الناس بقريح انا ماهمني الا بنت اخوي وش صار لها ....اكيد السواق مأذيها ..."



..



..



نظرت تتأكد من نوم ابنة اخيها وسميتها ....اقتربت من مضاوي وأجلستها بالقرب من الباب..."وين بتروحين ..."



هزت رأسها بالنفي وبضياع "مدري ..ياختي حر في جوفي ابي اشوفها اللحين .....اكيد بالحالها بالمستشفى ....الا قولي لي وش سوى فيها ...بعدها بنت الله يلعنه ويكافيه ...الله يلعنه"



..



..



هنا لم تستطع ماريا صبرا ونطقت بما كانت تحاربه منذ دخولها ...."مو السواق ...خمس عيال مروجين ...ومالقيوا عليها الا اثار ابر مخدرة"



..



وقد خبئ الكل من شاهر وذي بوابيهم سر رفض ذيب القاطع للفحص وطلبه اغلاق القضيه بدون اكمال التحقيق ....اسم ذيب وعائلته المشهورة وقربهم من راجح كان كفيلا بمحو الادله خصوصا وبأن عقوبة المروجين القصاص ...



..



..



نظرة الى وجه ماريا تتأمله ....وبلهجه باكيه وكأنها تستنج ..."طيب خلتس معي ...أسمعي ...]عني هم خذوها وبس ...ماسووا لها شيء....بس عطوها ابر ...."



..



..



أبتسمت تحارب تقوس شفتيها وهي تهز رأسها بالايجاب ...."حسبي الله عليهم بشهر ربي الفضيل ..."



..



..



وضعت كفها على شفتيها تمنع شهقاتها وهي تهمس...وقد التمعت عينيها بدموعها ...اللتي لم تتوقف منذ يومين .."الحمد لله ...الحمد لله ربي سلم لي راسها ...."



..



..



كانا جالسين وجلال الصمت محاوطهما مطرقان رأسيهما بنفس الطريقه ...



همس غير مصدقا بما سمعه ..."والله لو أننا كفار ما زوجناها شاهر ..."



نظر الى رأس ابيه المطرق بتفكير..."ذا كله يطلع من شاهر ....ماتوقع ....مو مصدق...حلولنا لهالمصيبه اختفت فجاءة أختفت "



..



..



تنهد وهو يقوم من على كرسيه ..."اطلع وريح لك كم ساعه قبل الفجر يابوك ...اللحين 2 ونص..."



..



..



كان محتاج لهذه العباره صدقا فقد كان يوما حافلا وبقوه ...



"وانت يبه .....؟؟"



..



..



خرج من باب المجلس ..."بأجلس انتظر الاذان برى ...من له خلق يحط راسه على الوساده اللحين ..."



راقب خروج أبيه ...تنهد وجر خطاه لداخل البيت ....غريب حقا مايحدث ويبدو وكأن التاريخ عاد ليسطر نفسه وكأنها مؤامرة ...بل وكأن بنات محمد يجتذبن هذه الامور اليهن ...



..



..



كان البيت خاليا ...توجه بعدها الى السلم الموصل الى غرف النوم ...صعده بملل وببطء نظر الى باب غرفتها اللذي يلي باب غرفته مباشره وبعيدا عنه باب زوجته المزعزمه وابنتها ومن ثم ماريا وابناء اخي ....



..



..



تذكر بأن أخر مرة رأيها فيها كانت منذ ثلاث ايام ...عسى وعل يارب بأنها غير موجوده كي أفصل لحمها عن عضمها ...



لقد ضقت بها ذرعا هذه الإمرأة ..



..



توجه لباب غرفتها ولم يطرقه ضنا بأنه سيفاجئها ...



..



..



وحدث مالم يكن بالحسبان ولم يطرأ على بال انسان ....



..



..



شرح :زايد وزيد اخوان ....



زايد لديه من الابناء:ذيب.عدي.شاهر.ماريا ...



ذيب له زوجتان:مشاعل .مضاوي.



عدي متوفي لديه من الابناء:ماريا والتؤمان ذيب ومحمد ...



زيد متوفي لديه من الابناء:محمد .مضاوي.



محمد متوفي لديه من الابناء:أواز .مدين.



مضاوي :زوجة عدي سابقا .زوجة ذيب حاليا..
صلبوا الأحلام على قلبي..

فغدوت طريدا من نفسي

يأس في الليل يطاردني..

من ينقذ نفسي من يأسي..

فالخوف يطارد خطواتي

وتشد الأرض على قدمي

تستنكر موت الكلمات

والدرب الصامت يسألني

أن أنبش يوما.. عن ذاتي

تحت الأنقاض غدت شبحا

و رفاتا بين الأموات

يا ويحي.. بين الأموات

!

* * *

نظر مطولا ناحية باب غرفتها ...بابها مغلقا كعادتها ...يعاملها كشبح ..يسمع باسمها يؤمن بوجودها لم يرها يوما أو حتى يسمع صوتها ...

إلا أنها مهتمة به جدا بموعد فطوره بملابسه ...وتربية أبناء أخيه على مفاضل الأخلاق...

تذكر غياب الأولى عن ناظرة قبل لثلاثة أيام ....

.....................................

كانت تجلس على الكرسي وقد مدت رجليها فوق المنضدة ...وشاشتها الكبيرة تعرض دراما رمضانية ما ...

..

أكدت بنبرة شامته ما تحدث به الطرف الأخر..."ياشيخه والله احلف لك صدق ....يعني مانشرت البردكاست من فراغ .....ياربي تخيلي ياربي لاتبلانا ...دايم ذا العيله متكبرين على قل سنع ...."

...

...

سكتت لبرهه تستمع للطرف الأخر ....ثم ردت بأختصار "ياشيخه بلا زوج بلا هم ...زوج مو داري وين اراضي....يــــــ"

..

..

كانت ستكمل لولا ان انسحب الهاتف منها ....وتلاقى مع الحائط وتناثرت أشلائه.......

بلعت ريقها قبل ان ترفع رأسها ....فرعشت جسدها الجبانه هي ماتؤكد حضوره ....

اوقفها بشده شعرها بعنف ...

صرخت من شدة الالم ..."أأأأأأأأي ذيييب اتركني....أي عيب حنا كبار....."

اليوم كل معاني الغضب ومواقفه وتجلياته سكنت ذيب ...فكان ختام يومه سيلقن احدهم درسا ....

..

..

تركها من يده ورمها على الارض ...وبنبرة غامضه ..."انت تعرفين العيب اصلا ...."

ذيب شخص هاديء بارد يتمم امورة بنظره جليديه ...ولكن اتق شر الحليم اذا غضب....

..

..

هلعت عندما اقترب منها وقد شددت من قبضته على عقاله ...

وقفت مسرعه الى احد اركان الغرفه ...."يمه ذييب لااااء لا تضربني والله ماسويت شيء ...ذيب انا مرتك مشاعل ..."

..

..

رفع احد حاجبيه ...وبنبرة استهزاء..."لا والله مرتي ...ميين مرتي وانا رافع يدي عنتس من 8 سنين ....هيه اسمعي ...بيت ابوتس واتعذر ملاقى وجهتس بس...أول بربيتس ....ماتستحين انتي ماتستحين البيت اللي عزتس ورزتس يابنت الناس كذا تسوين فينا ....أنا ليي مدة ساكت على عمايلتس ...."

..

..

تأملت صدق غضبه ....وبعدم تصديق ..."اصلن ماتقدر تطلقني انت جبان اصلا عقيم ماتخلف انا اللي صابره عليك ...وحارمني من الخلفه ....اصلا انت منت برجال ...."

..

..

.................................................. ...

رمى كل قطعه من زيه العسكري حتى وصل الى الحمام ....

فتح تيار الماء الساخن ووقف تحته ....يحس بأن مفاصله متباعده وعظامه تتفكك ....أغمض عينيه ...

كان اسبوعا حافلا ....

..

حزينا وفاقدا ...

اختلط الماء اللذي غطي وجهه بألتماع حدقتيه ...

أخذ نفسا عميقا يمنعها من الانحدار ....طوال 42 حبستها لن تتحرر الان ...

حتى دموعي حبيسه ...أعجب مني حقا ...

تذكر اخرم كالمه جمعته به ..

كان متأثر بموت محمد اللذي لم نعلمه خصوصا بأننا عدنا مؤخرا الى المدينه ...

وبعد السلام وتبادل السؤال عن الاحوال...

تسألت بعطف..."شلونك ....طيب...؟؟"

..

وصلتني تنهيدته ..."الحمد لله ...في طريقي لمكه ...."

..

..

استشعرت طلبه للوحده ..لطالما كان طفلا حساسا.."ماشاء الله ...تقبل الله .."

..

رد علي بصوت كدت اسمعه ..."منا ومنكم صالح الاعمال..."

..

ألمني حقا القلب الطيب اللذي يحمله فأنا وثابت علمتنا الدنيا الا نشعر ..."ترجع سالم دير بالك على نفسك ....وانتبه للطريق وياويلك ترجع مع الطريق القديم تسمع ..."

..

..

سكت لبرهه ثم رد بنبرة غيربه كأنه علم بأنه مفارق..."الله يجزاك عني كل خير ياخوي ....والله انا اشهد ماقصرت ...."

..

..

جلس بعد وقوفه الطويل ولم تعد قدماه تحمله ...يحس بالفقد بالوجع بانه عجوز ثكلى ...فقد ابنه ...نعم لم يكن له اخا بيوم من الايام كان ابنه ...

يذكر احاديثه مع صديق الطفوله محمد ......

كانا يجلسان في احد متنزهات المدينه البريه ....وقد ركض تركي خلف كورته ...

صرخ به محذرا ..."ياولد ياتركي لا تبعد ........."

..

..

التفت محمد الي ..."ياخي ياحلو شعور الاخوان ....انا ماحسه الا مع شاهر...."

..

..

نظرت مطولا الى السماء اللتي غمرته موجه غيم اخرى تنذر بهطول قوي ...."وانا ماحسه الا مع ثابت ......."

..

..

استكملت وانا عالما بأستغرابه ..."تركي ولدي ..الفرق بيننا كبير حولي 15 سنه ..."

..

..

أشتقت اليه حقا ...أشتقت اليه كأنني لم أره من قبل الا لحظة....

افتقد تنفسه في مكان ما على نفس ارضي ...ايوم هو تحت الثرى موارى ....كل مايصبرني بأنه كان شابا جيدا حقا ...لم يستدعي المشاكل يوما ..كان بريئا ...كان دينا ...

ضغط بقوه على محاجر عينيه يمنع دموعه ...عندما تذكر لحيته اللتي تنير وجهه الابيض...

نم يا أخي في سلام ....للأسف الارض كانت اضيق من أن تتسع لبرأتك ...لتكن لك السماء....

................................................

سمع اذان الفجر ...ينادي بالحق ..

خرج من تحت الماء ...وتوجه ليتوضى ويذهب للمسجد مبكرا ...

كان حقا يوما شاقا ....

يوما غريبا وكأنه سفيرا من الجحيم ...

خصوصا قضيتي هذه ,,,

يندي لها الجبين حقا ...

محمد ...محمد عاد الى حياتي حتى بعد موته ...كيف سأحلها ....ذيب ضغط علي ان اترك الموضوع واتجنبه ...

,,

لكن سأبحث فيه اكثر واتعمق فتاه ...محتشمه حسب مارئيت مقبله على الزواج ...تخطف بهدوء من امام كليتها ...جامعه طيبه مكان أمن وحراسها كثر ...

كيف بهذه السهوله ..في شهر مضان ...واخر يوم لها في الدوام ...

ماحصل قبل اذان مغرب اليوم ....

كانت المداهمه ناجحه وموفقه من كرم المولى ...

دخلوا الجنود مدخل الاستراحه اللتي تقع في احد اطراف المدينه المشهورة بكثرتها...

توفقوا في القاء القبض على خمس شياطين يتحلقون وبينتهم كميه رماد ابيض كبيرة وق همو في تقسيمها ...

..

..

انتهت المداهمه وبقي هو وجنديان في المكان ...

والبقيه خارجا ...

ومن ثلاث غرف فتح الاخيره ...القى نظرة وكان سيهم في اغلاق الباب...

ألا ان قد لفته هاله بتنورة جينز وقميص أسود ملقاه على وجهها بأحد الاركان ...

..

..

واضح من طريقة تقييدها و اسلقائها بأنها قد فارقت الحياة ...

في منتصف الغرفه كانت حقيبتها السوداء وعبائتها مبعثرة ملزمه عطر هاتف ومحفظة مكياج متناثر ...
حزن حقا لرؤيتها....تقدم من المحفظة ورفعها فتحها ...كانت تحتوي على مبلغ يتضح منه بأنها ابنة عائله غنيه ...

كرت صراف الكليه ..

كرت مراجعات اسنان لم ينتبه الى الاسم لأنه انتبه الى الاعظم ...

"بطاقة جامعية .."

أسم بالكامل وصورة وسجل مدني ...

صعقه الاسم كاد ان يقسم بأن الارض من تحته بحر يتلاطم بعنف....

ماكان منه الا بحمية الاب ان يغلق باب الغرفه ويقترب منها ...

وهو مازال هائما في الاسم ...

مدين بنت محمد بن زيد ال.....

تأكد وأوقن من تكون انها ابنة صديقة المرحوم الصغرى ...

....

أقترب منها وقلبها عليه ...

سندها على كتفه وفتح عقدة الحبل اللذي يقيد يديها ...

أبعدها كي يرى مالم بها من هؤلاء الجانحين الأثمين ..

لفته كم قميصها المقطوع ...ازاحه عن نظرة ...كانت اثار واضحه لابر حقنت بوحشيه ...

..

..

رفع شعرها الاسود اللذي انتثر على صدره وغطى معظمها عن وجهها ...

كانت تحمل ملامح الموتى بشفتان زرقاء وكدمات ودماء متخثرة على طرف شفتها السفلى وكحل قديم تلطخت به جفناها ..

رفع شعرها كثر بكفيه...

لم يميز ملامحها فقط ميز كم هي مظلومه ...أستشعر بأتها من طريقه تواجدها هنا .....

..

..

رفع يدها وضغط على معصمها كان عرقها يهتز بنبض ضعيفوبعيد يكاد يصل لأطرافها ...

...

...

على من نبرته ....وبأمر ..."ياعسكري اطلب الاسعاف بسرعه ....."

أتى عسكري بالجوار مسرعا الا انه نهاه بحزم ....."ولاحد يدخل هنا تسمع بسرعه اطلب الاسعاف غيرهم ماحد يدخل علي ..."

..

..

كانت مازالت مستلقيه في حضنه ...وشعرها يغطيها وتلتف خصلاته على الارض البارده ...

شدد على معصمها بقوه ...

وهمس صوت بعيد في دواخله ..."لاتموتين يابنت الغالي..."

..

..

الا ان ألمته مقلتيه عندما انتبه الى ما يغطي تنورتها الجينز....

..

..

.............................................

انهى صلاته تقبل تعازي من لم يره او لم يسمع بالخبر الا مؤخرا....

وعقله مسلوب الى قضيته الاخيره ....يبدوا بأنه يعطي الامر فوق حجمه ...

يريد فقط ان يتشاغل به عن موت تركي ...

..

..

كانت تقف على السجاده لأداء صلاتها فقد قضت ليلتها هنا عن مضاوي تهدئ من روعها ...

نظرت الى ابنة اخيها تنام بهدوء وقد احتضنت غطائها همست "الله يحفظك..."

..

..

سمعت صوتا انتفض له جسدها من المفاجئة والخوف ...

خرجت مضاوي من الحمام مسرعه ...وهي جزعه ...."وشذا ياربي؟؟ وش ذا .....؟؟"

هززت رأسي لها بأن لا اعلم ....

توجهت مسرعه الى الباب ....نزعت رداء الصلاه اللذي اعاق من حركتي ....

..

..

خرجت فوجدت اساطير المفاجئات كلها تتجسد امامي ...

...........................

كانت تقف امام مرأة الحمام وهي خجله ...وتمتم لنفسها وهي تتأمل صدرها العاري ..."صدتس اني قليت الحيا مقابلة ماريا بذا اللبس..."

..

..

أزاحت شعرها للخلف فغطى معظم جيدها حتى بداية فخذيها ....

رفعت قميصها البحري بين ساقيها وهي تكمل وضوئها ...

..

..

سمعت حينها الصوت القبيح اللذي تكرهه ...الصراخ ...

فهو يرتبط معها بذكريات مؤلمه ..

عندما تهان ...ويتوشم جسدها بالكدمات ولا تحرر شفة عن اخرى ...

..

لربما خيل لها ...ماتسمع فهي في اليومان الاخيره قد تشاغلت بمدين وقضيتها يعتصر قلبها الا تستطيع رؤيتها...

أعاد الصوت نفسه بعلو عندها ايقنت بوجود حادث ما ....

خرجت هلعه من الباب ....."وشذا ياربي؟؟وشذا .."

كانت ماريا تقف وقد اتسعت حدقتيها من الخوف ....

..

..

لدى ماريا قلب طفل ..حقا ..

توجهت مسرعه للباب حيث مصدر الصوت ...

..

..

ورئيت مالم يكن في حياتي ان أراه او اتوقعه ...

كانت مشاعل تصرخ وهي تستند بظهرها الى ديربزين الدرج ...وذيب ...أه من ذيب ...ذكروني متى اخر مرة ضرب ...ياه لقد مضى زمن منذ 11 سنه تقريبا ....عندما كنت احمل ابنائي في السادس...

..

..

أركه الضرب اكره مناظر العنف حتى لو كانت في عدوا فهي تنافي انسانيتي وكما انني تعرضت للكثير منه ...افهم معنى ان يضربك زوجك ...

ركضت اليه غير مستوعبه شكلي ...او مصدر القرب منه ...

فهو اللذي لم يسمع صوتي يوما او يرى ظلي حتى ....

..

..

شددت يده اللتي يمسك بها العقال ...كان حديديا بالنسبة لي ...وأضخم مماتوقعت ....

...

صرخت به...."بس ياذيب .......بس....."

..

دفعني بيده بخفه ...الا انه كاد ان يحطم أضلعي....

تبدوا مشاعل في حال يرثى لها ماللذي اقترفته هذه المره ....

رفعت من همتي وشديت من أزر نفسي ...

وكان مالم يكن في الحسبان ..فكل اللذي اردته ان امنعه ...

..

..

اني غاضب حقا غاضب ...ما اقترفته دمرنا واحال سمعتنا للحضيض ...

كيف تعض يدا امتدت لها ...كيف كانت يوما انثى اسميها زوجتي ...

..

..

لم أستوعب الى بمرميها جسدها في حضني ...وقد تعلقت برقبتي ولفت ذراعيها حولها ...ودفنت رأسها برقبتي ...

كنت سأبعدها عن جسدى ...

الا ان خلايا عقلي ارتجفت قبل خلايا جسمي...

وأحسست بنعومة جسدها وبرودته يلتصق بي ...وامتزجت بها معها ...ورائحة العود في شعرها ...

تنضح انوثها لها خصرا محدد بدقه عندما حاوطتها بيدي واردتا بعدها ...

كانت ....كانت...

..

..

غريبه ...شفافه...بارده ...فتنه صغيره ...

..

..

ولكن ما هالني وجود مشاعل امامي تنظر بملء حدقتيها اتساع...

ووقوف ماريا بعيدا بلا حراك ...وقد شاركت مشاعل الفعل ...

من تكون ...من اين أتت.........

لماذا تتملكني هكذا ....من أذن لها ....

..

..

وجهت امرا بصوتا مرتجف ...."ماريا ....خذيها ...خذيها الغرفه ...بسرعه .....قفلوا الباب عليكم ....."

..

..

رقبت ردة فعل ماريا بتبلد اقرب للغباء ...وهي تسند مشاعل الى غرفتها وقد على صدى اقفالها الباب باالمفتاح في ارجاء المكان ...

..

..

كانت مازالت في حضني انعم بها ...تبدو كنهاية يوم مثاليه حقا ...لمستها تشفي احد المشاعر و اكثرها جنوحا ....

..

..

...................

أستوعبت ماقترفته من خطأ .....الا انها لم تستطع الحراك خصوصا بأن قديمها ارتفعت بمقدار ملحوظ عن الارض ...

..

..

تحاول الابتعاد الى انه قد شد من محاوطة خصرها ...

..

..

أحس ببلل يتسرب الى رقبته ...احس بها تحرك جسدها حتى تكون اليه اقرب ...

غمرت وجهها أكثر في رقبته ..

تنهدت بصوت مسموع ...مدت يدها الى مؤخرة رأسه وغمرت اناملها بشعره ...

..

..

هربت منه اليه ....لآول مرة اعانق رجلا ...أحسست برحابة صدرة ...غريب ...

أحسست بذاك الشعور اللذي لم اعرفه ....ذاك ...

حيث تسرع دقات قلبك ...لانها مرتاحه ...

وتدمع عينك .....لأنها سعيده ....

...

ذاك ما يدعى الأمان ....

..

أمان في صدر ذيب ...

..

..

أتوقع العبارة تشرح نفسها ...
ياجلال الحسن طرزك الجمال

باالعذوبه والملاحه ياجميل

يبهر الارآم مزيونك وحسنك

والسحر لي فيك والطرف الكحيل

النسايم في السحر تحمل اريجك

دهن عود وياسمين وريح هيل
..
..
أحسست بذاك الشعور اللذي لم اعرفه ....ذاك ...
حيث تسرع دقات قلبك ...لانها مرتاحه ...
وتدمع عينك .....لأنها سعيده ....
...
ذاك ما يدعى الأمان ....
..
أمان في صدر ذيب ...
..
..
أتوقع العبارة تشرح نفسها ...
..
تاج الغرابة ما أشعر به ...في حال نسيت فهذا ذيب ...لربما افتقاري و حاجتي لأحتضان احدهم لي ...أن يحتويني هكذا تماما أحس بأنني جزء من صدرة ...
..
..
لوهلة ندمت انني حرمت نفسي من هذا الشعور ..
لكن طغى صوت ينادي ....هذا ذيب ..
ذيب ..
كنت سأحرر نفسي لولا انه شدد على خصري ورفعني أكثر ..
أحسست بأنني اطفو ...
حقا اطفوا تحرر ربما ..
خلت لو أنني اراقب نفسي من بعيد لرأيت آلام ...ذكريات ..واحزان ...تنسل منى وتبتعد مغادرة ...
..
..
رفعت وجهى لأرى ملامحه ...
..
أي عينين هذه اللتي يملكها ...أصدقكم القول ...لأول مره ارى ملامحه ....
فأنا لم ألتقي به يوما لم يجمعنا حتى القاء سلام ..او توجيه أمر...
كان شبحا غامضا ومسيطرا بالنسبه لي ..
..
..
ليس جميلا مثل عدي ابدا ...ولكن وسامته قويه وفخمه..
رسمة حاجبيه ..أنفه عوارضه الرماديه ..وحتى شفتيه ...
فخم ..فخم ...يبدوا حقا كذيب ...
..
..
أنثى ترضي كل رجل ....هذا ما رأيته ...
ترضى غرور الملوك وتملكهم ...
أهكذا تبدو ...الان ايقنت من هي ...أنها زوجتي ...وابنة عمي ..
حقا لقاء كاسح يبرر غياب 11 سنه ...
..
..
سمعت صوت الأقامه ...من منبر مسجد حينا المجاور ...
كان كنداء فراق ..
أيقن بأنني لو تركتها حررتها مني الأن لن أراها مرة اخرى ...
..
..
انها حقا نهاية يومي اللتي اتمناها من كل قلبي...
بلسم ورقة ..
..
..
أكره المشاعر فهي تنكس من رايات الرجال ...
أنبذ النساء فهن يستعبدننا بدون أي حق ..
..
..
تمنيت الا ابتعد عنه الا يتركني انا ادفن هنا في صدرة ...
..
..
الا انني اكره الرجال ...اكره هذا الجنس المتملك الاناني ...
أكره احتياجي لهم ..
..
..
وضعها على الارض بخفه ...
لمح تفاصيل جسدها اللتي كانت مختبئه في حظنه ...
والقى عليها نظرة تميز بها بين بني جنسه ...
نظرة بأن "لاتهميني انتي مهمشه ...."
..
..
واندحرت جرأتها ..واحتياجها ..عانقت الارض بنظرتها وتوجهت مسرعه الى غرفتها ...
..
..
بعد ان القى نظرته توجه الى السلم ونزل الى الطابق الارضي ببرود ...
طرقت الباب بقوه ...
هلعت ماريا وفتحته ...مع علمها بأنها مضاوي فيستحيل ان تقوم الصلاة وذيب موجود...
..
..
تجاوزت ماريا ...وكادت ان تسقطها من سرعة توجهها للحمام ...
..
..
لحقتها تحت ذهول نظرة مشاعل وماريا الصغيره ..
كانت تجلس على الارض وقد سندت يديها على الكرسي ...وهمت بأفراغ مافي معدتها ...
..
..
جزعت ماريا واقتربت منها تزيح شعرها عن وجهها ...
..
وبعد مده وبوادر الهدوء تسللت اليها ...وقد وقفت مشاعل بتطفل على باب الحمام وبجانبها ماريا الصغيره وهي ترتعد من منظر امها ...
..
..
همست لها ماريا ..."مضاوي ...وش بتس ياقلبي وش صار ؟؟"
..
..
نظرت الى مشاعل على الباب ...وتأملت وجه ماريا ....
همست بحقد وخوف تخفيه ...."وش كنتي تسوين مع ذيب.؟؟.."
كان السؤوال دافع لها لكي تكمل مابدأته ....
توقفت أخيرا همست لماريا بصوت مبحوح يكاد يسمع ...."ذيب ....ذيب .....كان ...كان .." أشارات على صدرها ..."كان هنا لاصق فيني ..."
..
..
همت بالوقوف وهي كأنها تنفض تراب عن جسدها ...وتصرخ ..."لاء ...لاء ...كنت بحضنه ....لااء..."
..
..
ذهلت ماريا الصغيره لما قد سمعته ومنظر امها اللذي يوحي بشيء أخر تماما ..."يمه وش فيتس ..؟عمي ذيب وش سوى ؟؟"
..
..
نظرت اليها مشاعل بحقد ...وهي تجتذبها بيدها ..."وش سوى ماسوى شي امتس تتخيل ..."
..
..
ماريا الكبرى نهرتها ..."مشاعل مو وقتس ....بدال ماتشكرينها فكتس ولا كان أخي اللحين مكسر عظامتس يالحيه ..."
..
..
صرخت بهن ...."بس ...بس اسكتوا ...برا عني ...برا ...بأتحمم ..."
..
..
........................................
بعد السلام من الصلاة التفت عليه ابوه ....
.."وينك تأخرت ....مو عوايدك ووينهم عيال اخوك ماجبتهم معك ؟؟"
..
..
هز رأسه بالنفي ...أستشعر ابيه غضبه وبأنه يخبي الاعظم ...
..
..
قاموا متوجهين الى بيتهم ..."يبه انا رجال .....وكلمتي تتم على الكل ..."
..
..
همس الى نفسه ان استر يارب...."ومن قال غير ذا الحكي وانا ابوك..."
..
..
همس بغل ..."بنت ابو سعد ...ماعاد لي فيها حاجه ..وبطلقها بائن ..."
..
..
أستقبل ابيه الخبر خصوصا بأنه كان مستعدا لسماعه طوال هذه الفتره الاخيره لكن التوقيت الان خاطئ ..."اصبر وانا ابوك الصبر زينه .."
..
..
تقدم خطوتين مستعدا للذهاب الى الاعلى ..."والله ماني برجال لا خليتها على ذمتي يوم ...المرة اللي تجري ورا هرج الناس وتدور علينا الزله ما تلزمني ...ولا غصبني عليها طول هالسنين الا حلفة ابوها علي ...واللحين ماهمني لا حلفان ولا رقاب حتى ..."
..
..
تنهد ابيه يبدو بأن المصائب قد تكالبت ..."براحتك ...."
ألا انه يثق بأبنه ثقه عمياء...
..
..
......................................
تأكد من أحكام اغلاق باب مكتبه كانت الساعه تشير للتاسعه والنصف ....
رفع هاتفه واتصل برقم مسجل على بطاقة امامه ...
..
وبعد التحويل لهاتفها الثابت ...
..
برسميه عمليه بحته ..وبنبرة امره..."ألو السلام عليكم ...معاك النقيب راجح ...ارجوا منك ارسال أفاده بحالة المريضه من القضيه الاخيرة ...للفاكس ....خذي الرقم ..#######"
وبنفس عمليته ..."بس ياحضرة النقيب راجح ...اهل البنت رفضوا الفحص...عذرا يعني صح جاني الامر منك بالتستر لكن انا عارفه انه اهلها رافضين ...فعذرا لااء ما اقدر ارسلك أي شيء ..."
..
..
همس بنبرته القياديه ..."د.حنان .....هذي مو اول مرة نتعاون مع بعض على مثل هالقضايا .....وهذا امر من جهه مختصه رفضه يعتبر مخالفه ....أنتظر الأفاده ....شكرا ..."
كانت مستلقيه في غرفتها المخصصه لها في بيت اهلها ...تأملت السقف وكأنها قد فقدت شيئا فيه ...

شعور غريب يراودها ..



تشعر بأن لم يتغير بها الحال ...



فقط اصبحت بمسمى مطلقه ..



أي شيء جنته ..



ماهذا الفراغ اللذي تشعر به ..



فقط عندما علم بأهون افعالي في حق عائلته ...طلقني بائن بدون عوده ..



امور كثيرة تدور برأسي وماضي ...ماضي بعيد ..



سيعود قريبا أحس بذلك ..



لقد طلقني ذيب ...بطاقتي الحياة الكريمه ...



تذكرت قول ابيها ....



وغضبه العارم "انتي وش مسويه هاه ....ذيب الرجال اللي الكل يشتريه ....يقول بنتكم ما تلزمني وما استحملتها الا لجلكم ....وش مسويه علميني ....الرجال ماعنده نيه يرجع ...اصلا انا مين عشان اترجى ذيب ....انت ماتستحين انتي وش مبلويه وش مسويه ..."



..



..



وبدون دموع بكاء او ندم صرخت به.."خلاص يبه هو غصيبه يعني خلاص كل هالسنين معاه وهو لا خلفه ولا شيء ما تكلمت ولا شكيت خلاص يبه لو عايفني مره انا عايفته مية مره ....مابيه غصب...."



...



...



تفاقم غضبه ..."بس اسكتي بعد هالعمر استخفيتي ...من اللي ترجتني وتذللت عند رجولي ....مو انتي ....مو انتي اللي قلتي ...يبه ابي ذيب لاتحرمني منه ...مابي عيال ابي بس ذيب...."



..



..



غصت بكلمتها ..."كنت جاهله ....خلاص اللحين لا ذيب ولا احد ...كنت هبله ابي فلوسه بس...."



..



..



تدخلت امها بنفس غضب ابيها ...."تبين فلوسه يابنت على مين ....ذيب حلف لنا لو وافقتي على الطلاق بيصرف عليك كأنك ببيته ...."



..



..



نظرت لأمها بغموض ..."لاء .....وصدقتوه ....لو جاني واحد وغصبني ابوي عليه حال كل خواتي بيصرف علي لاء مو صارف ....لو طفش...لو خذته مضاوي ....."



..



..



هم بضربها لولا اوقفته امها ...."لا يا قليله الحيا انا مقصر عليك بشيء....."



..



..



تحامت خلف امها ....وبنبره خاليه من الادب "بتقارن نفسك بولد زايد ......"



..



..



حاول ابعاد امها عن طريقه ...."ابعدي خليني اربيها .....عرفت ليش عافها ولد زايد ...."



.................................................. ......................



..


..



..



أنتظر اكتمال خروج الورقه من الجهاز بجانبه ....سحبها بسرعه ....



وقلبها على وجهها فوق المكتب ....



تأملها قليلا ثم قلبها ...



وكانت الطامه الكبرى ....



ورقه متوجه بعلامة المستشفى ..



أسمها ..ومعلومات عنها ...



افادة بحالتها ..."................................. ..."



كانت تحمل ما لايسره ابدا ...نزيف ...



اطرق برأسه بين يديه ....



أحس بخيوط خفيه في قلبه تتمزق ...



صرخ بقوه ...



"....عسكري......"



دخل الجندي مسرعا والقى التحيه ..."نعم سيدي...."



..



وبنظرة لايفهما سوى من شاركه العمل مطولا ....طرق على مكتبه "هاتي لي الخمسه من أخر قضيه ترويج جرهم هنا زي الكلاب..."



..



..



وبعد مده رفع ساعته كانت تشير للثانيه عشر والنصف.....رفع عينيه لاخر من استجوب..."مين غيرك .....كلمني ...أرفع رأسك ...."



كان الأخر مازال مطرقا رأسه ..."ترى كذا ولا كذا قصاص لكم كلكم يعني ثبت انكم مروجين ....قول الحق .....عسى ربي يغفر لك ..."



تنهد ....."قلت لك انا بس .....أنا بديت فيها ...."



ارتعدت احدى زوايا قلبه من كمية الاثم في قول اللذي امامه ...نفى مشاعره واحتضر قسوة عمله ..."ماشاء الله ....يومين وانت بس ....البنت ...صابها نزيف ....منك انت بس......بس..."



ركز على كلمته الاخيره ...



تنهد ....ونظر الى حائط الغرفه وكم تملكه الخجل والندم ...."عشان كذا انا بس اللي يعني ... ....عشانها نزفت ....كانت تتحرك كثير...."



..



..



شعور حميه ....شعور ثأر او قتل ربما طغى عليه .....



تمنى انه هو من ينفذ الحكم فيه ...."وكنت ساكت على البنت عشان ....عشان حضرة زملائك يكملون مابدأت متى ماوقف ......ياجاهل ...كانت عرضه للموت ...كان رميتها على طريق أي مستشفى واهل الخير اللي انزع منك ....بيساعدونها ....تدري عاد حسابك مو عندي ولا عند اهلها .....حسابك عند ربك اللي بتقابله قريب....هاه .....برر فعلتك ...."



..



..



دافع عن نفسه وبأي حق..."انت ليش كذا لا تكبر الامور .....يعني كنا مارين من عن كليتها وهي لحالها .....و لحظة تهور مني انا والشباب ...اول مرة نسويها دايم ...يعني برضى اللي ناخذها الاستراحه ..."



..



..



جلس على مكتبه وسند رأسه على ذراعه ....نظر اليه بحزن ...وبنبرة هادئه "ضيعت نفسك ...ياحرام ....قصاص ..تفهم وش يعني قصاص ...."



صرخ ....."ياعسكري..."



..



..



أنتفض ذاك امامه ...ودخل الجندي...



"خذه ...."



وجهه حديثه للذي يمقته اشد من الد عدو ..."وانت بلغ اصاحبك ينتظرون صدور الحكم ....جهنم وبئس المصير ..."



..



..



............................



دخل منزله ...بعد غياب دام يومان .........كان لايحمل سوى بذلته المغلفه في يده ...وثوبه اللذي يرتديه ...



هلعه وطريقة ذهابه خففت من ما يحمله ....



...



...



...



وكما كان يتوقع ...كما كان ينظر ...



ظلام وصمت يسود المكان ....



الا من خيوط ضوء تسللت من خلف الستائر الثقيله ....



..



..



قابلته خادمته واخذت الزي من يده ...



تسأل ..."وين زوج انتي .؟؟"



..



..



اجابته بأختصار ..."يرسل يجيب اغراد..."



..



..



هز رأسه بتفهم ...



وصعد السلالم الضخمه ...بملل ويفكر بما سيحدث أي حلول أي راحه ترجى ...



كل اللذي قدر عليه اجازه لثلاث ايام قادمه عسى ان يعينه ربه ... ...



كان سيهم بفتح باب غرفته الا ان الباب المجاور قد انفتح بقوه ...



يبدو بأنها تفاجئت لرؤيته ....لايراها كثيرا نادرا مايلتقي فيها ...



تغيرت كثيرا منذ ان تحجبت وعوملت كراشده ..



كل ما أتذكرة فتاه بدينه بخدود ممتلئه وعينا زرقاء وشعر غجري بلون اشقر فاتح ...كانت كدميه خزفيه ..او صورة على طابع او كرت ما ...



اما الان تنضح بأنوثتها وقد التف جسدها وبرزت ملامحها التركستانيه ...عينان برسمه واسعه ..وجنتان بارزه وفم صغير ...



بعيده هي تماما عن معشوقتنا البدويه ...فهذه تبدو كممثله او عارضة ما ...



بطلاء اظافرها الاحمر الفاقع وبيجامتها البيضاء ورفعها شعرها الاشقر بعشوائيه ....ولها حدقتان كمحيط لاقرار له...



..



..



سكتت لبرهه تتأملني ..."السلام ......"



هززت رأسي لها بالأيجاب ....."وعليكم السلام ....."



..



..



نظرت الي مطولا ثم نزلت السلالم بخفه ...راقبت اختفاءها حقا لم اتعود على وجودها بعد
تأملت ملامحها في المراءة لاتزال ترى طفله رغم غياب الماضي ...لقد انتصفت الـ29 ...



عانيت الكثير ...مارسني الحزن بوحشيه ...



أشتقت ...فرحت ..فقدت ..تألمت ..وحدي ..



وحدي فقط..



..



كان الألم حافلا بعائلتي قبل 11 سنه ....



يبدو بأنه قد اعاد نفسه ..



..



..



تذكرته وهو مبتسم ...لطالما رجف قلبي لأبتسامته ...



كان مبتسما دوما حتى وهو يبكي مبتسم ....



توفي بعد عدي بـ6 أشهر ...



كانت الايام ظالمه معي لم احضى به كثيرا ...



دام زواجنا 5سنوات ... كان حافلا بالفرح ..



كنت اتحرر معه ...



كنت اضحك حتى استلقي ...



لم اعد استلقي ضاحكه منذ ان فقدته ..



موته كان صدمة حياتي فوق موت جدتي وموت امي ...



افتقده بقدر الفراق للذي طالني ..



اتذكر الحاحه عندما يناديني ويكرر اسمي كثيرا حتى اجيب..



وعندما يدللني كصغيره ..



وطريقة تقبيله لي ..



...



لم تعي بدموعها اللتي غزت وجنتيها ...



لها ملامح حاده وبدويه ..الا انها تغلبها ملامح طفوليه ...



هي اطول نساء عائلتها الا انها تمتلك جسم ممتلئ اكثر من مضاوي فمهما كان مضاوي هي متربعه عرش جمال العائله ...



..



لها شعر بلون بني فاتح ...وناعم جدا ...وشفتان ممتلئه ورسمة عين واسعه برموش طويله ..



..



..



تنهدت وهي تمسحها وتتسرب بغزارة من عينيها ...



توجهت الى هاتفها وطبعت رساله الى احدهم ....



"اخر مرة حسيت بالحزن هو اخر مرة شفتك ..أشتقت لك ..تعال ...والله احتاجك"



..



..



فتح الباب بدون ان يطرق ...



راقبت دخولهم الذي تحب وكل منهم يتسابق عليها



ارتمى الاول خلفها ..."عمتي ماريا ...عمه ..عمه ..."



أبتسمت كم تحب الاطفال فهي لم تحضى بهم وكم ينسونها كل شيء...."بس ...بس ...أسمعك .."



جلس الثاني امامها ..."عمه ...عمه ...صدق ابوي طلق ..عمتي مشاعل ..."



..



أختفت المشاعر في ملامحها ...ووقفت ..."هاه من قال ....متى الكلام ذا؟؟"



..



..



وبطفوله حلف ذيب الصغير ..."والله محمد سمع جدتي تقولها ..."



..



..



همست ..."ياربي سترك منين تجي كل هالمصايب .."



..



..



وبنبرة حنان ..."هيا حبايبي روحوا اجلسو عند ماريا لين الاذان بقي شوي ونفطر..."



..



..



راقبت خروجهم ...واتجهت مسرعه لغرفة خالتها زوجه ابيها فكم تعشقها فهي بمرتبه الام لديها ...دخلت الغرفه ...



كانت تجلس على الارض وقد اطرقت برأسها بين يديها ...همست لها ...



.."يمه....."



رفعت رأسها وقد تأكدت بأنها قضت ساعتها الاخيره باكيه ...



اقتربت منها وشاركتها جلوسها ....



..



"يمه الله يهديتس لاتسوين بنفستس كذا ....ربي مقدر وكاتب اللي يصير..."



..



..



تأملت وجه ابنه زوجها ....اللتي تعدها ابنتها ..."ياوليدي حر في جوفي من ذا اللي يصير بطق خلاص ...نقلتها بنت ابو سعد ...خلها عساها بقرح اللي تأذي ولدي ...لكن بنت محمد يهالبنت قلبي متقطع على شوفتها ...قلت لذيب بروح لها مارد ...."



..



..



دخلت الغرفه المظلمه وقد تجلدت اركانها من انخفاض برودة التكييف ...



لمحتها ملقيه جسدها وقد غطته كله بالغطاء ...



غير معقول اول مرة تقضي امي هذا الوقت كله في السرير ماللذي يحدث احتاج تفسير ...



حتى فطورها شربت ماء واكلت تمرة في سريرها ...



همست لها ...



..



..



..



"يمه ....يمه ...قومي من الفجر وانتي نايمه ....."



..



..



رفعت رأسها وقد بدا شعرها مبعثر ....وبنبرة اول الحمى ...



..."نعم ...خير ....لاتقوميني الا اذ بتروحون لمدين غيره لاء ....انا تعبانه برا وسكري الباب....."



..



..



انتظرت خروج ابنتها واكتساء الغرفه بالظلام مجددا ...



قلبت وسادتها المتشبعه برطوبه دموعها ...وغرقت في بكاء جديد..
صرت اراقب كل ومضة .. وارخي للهمس المسامع




واحتري قلوبٍ تسافر من قساها للخشوع




ألتقيت الظلم لذة في البشر والعدل ضايع




وألتقيت من المشاعر كل صنف وكلنوع




به قلوبٍ ياهي تشقى لو يبات الحقد جايع




وبه قلوبٍ لوهي تقوى مابقى في الدنيا جوع




وبه عيون في هدبها تسكن الآم و مواجع



ومن سواد اليأس فيها ما قوت تذرف دموع



...............................



..........



أخذت نفسا عميقا فتحت عينيها الواسعه بكسل ...أزعجتها الاضاءه ...



تشعر بأنها قد دارت الأراضي السبع مع هذا الصداع و الدوران اللذي تشعر به...



...



آه اطرافي تؤلمني وجنبي ايضا ..



اريد ماء ..إلهي كم دمت نائمه ..



..



..



أستوعبت مكان وجودها قطعا لم تكن غرفتها ..بأثاثها الابيض الكئيب ..



ورائحة معقماتها النفاثه ..



ما الذي يحدث اين انا ...



..



..



مستشفى لماذا .؟؟ لم تعد هذه مزحه ما الذي يحدث ؟؟



..



عصفت بذهنها موجات متقطعه ..



انا ...السيارة ..حقيبتي ...ابره في ذراعي ..



رجل ..رجل كان ....



كان ...



يمتهنني ..



..



..



لا هذا لم يحدث ..



لاء انا متأكده كان قريبا ..انفاسه تنجس ملامحي ..



..



..



بكت بطريقه غير مصدقه ..



وهي تبعد الغطاء عن جسدها ..تحس انه مازال معها على نفس السرير ...



صرخت .."يمه ...لااء ....ابعد ...ابعد ...."



نزعت الاسلاك من يدها بوحشية ...رغبة في الهرب ...



وقفت مسرعة الا ان جسدها كان منهكا ولا يحتمل الوقوف خصوصا وقد كانت مستلقيه لاربعه ايام ...



....



..



أحست بجسدها يتفتت او يتمزق عندما سقطت ....



تألمت من بين بكاءها ....



..."آآآآآهـ ...آآآآآي....يمه ...يمه ...."



..



..



اقتربت منها احد الممرضات وقد وقفت الاخرى مع الطبيبه ...



كانت ستهم بالاقتراب منها ...



ابتعد عنها بجزع ...."ابعدي ....ابعددددي ...ماتفهمين ...لاتلمسيني ..."



..



..



همست د.حنان ..."لاحول ولاقوة الا بالله ....."



..



وهزت رأسها بالايجاب للمرضة بجانبها كي تعطيها ابرة مهدئه ...



..



تنبهت لاقترابها ......"ابعدي لااء ...ابر... لاء ....يممممه ..."..



..



..



...................................



.



اقتحمت الغرفه وفتحت الاضاءه ...



كانت مازال مستلقيه على سريرها وقد غطت كامل جسدها ...



..



..



سحبت الغطاء بقوه ..كانت ترتدي ثوب الاستحمام..وشعرها المنتثر مبلل.......



اين مضاوي تاج العقلاء ومنبر الرزانه ...



وبنبره امره ..."مضاوي للمره الالف قومي غيري والبسي عباتس نب نروح لمدين ...قومي..."



..



..



وبصوت مبحوح كتمته في وسادتها ...."مابي اروح ...اوف خلاص قلت لماريا ماني رايحه ..."



..



..



تنهدت ....اي جنون قد تلبسها ..."وانا قلت قومي ابوي بيودينا مو رجلتس ...قومي ..."



..



..



رفعت رأسها بغضب وقد احمرت عينيها وشحب وجهها ..."لا تقولين رجلتس ..."



..



..



تأملت ماريا للحظه ..."انتظروني بقوم البس ...من بيجلس عند عيالي ...؟؟"



..



..



راقبت نهوضها البطئ ..."عيالتس ذيب خذهم للحرم ...هيا خلصينا ابوي بيعصب ترى ...تعرفين مايحب يسوق في الزحمه ..."



..



..



مرت على خزانتها تخرج منها ماسوف ترتديه ...وعبائتها فهي ليست مولعه بالخروج من المنزل ...



..



..



دخلت الحمام ..



وجلست ماريا لبرهه ...لفتها ماقد احتوته سلة المهملات بجانب التسريحه ...كان قميصا بحريا شهد معركه اخيره ..



سحقا ما الذي يحدث مع هذه الفتاه ...



الهذه الدرجه تمقت ذيب ..



..



..خرجت من الحمام ..وهي تلف شعرها متجهه للتسريحه ..



تناولت مشبكا للشعر ..



واتجهت لعبائتها ..



همست ببحه ..."خير يا ماريا هالنظرة وراها سالفه ...؟؟"



..



..



لعنت وضوحها وتجلي افعالها امام مضاوي وضوح ..



ترددت ..الا انها استجمعت قواها ...



.."دريتي ......."



رفعت وجهها بملل تستحثها ان تكمل..



أخذت نفسا عميقا ..."ذيب ....طلق مشاعل ..."



..



..



توقفت يديها عن ما تفعله ..تأملت عينيها الفراغ ..



استشعرت اعاصيرا قادمه وبقسوه ..



هزت رأسها بالإيجاب ...



...



"هيا عمي تحت ينتظر..."



..



..



استغربت ماريا رد فعلها بدت غير مهتمه ...او كما يبدو وكأنها أستبصرت من قبل لما حدث...
كان في سفرة رمضانيه يقيمها عمدة الحي ..قابله واصر على حضورة ...
جلس اثنان بجانبه الايسر والثالث عن يمينه ..
وبعد السؤال والتعارف ورد الانساب والقبائل من حيث يتفرعون ...انسحب ثالثهم ...وبقي هو صامتا ...
تحدث من بجانبه بحماس ...
..."دريت ...باللي سار لزايد اللي ولده الذيب..وشاهر ...."
..
..
نبض الفضول عند ذاك ..."مو هم تجار الـعـقـار اللي اغلب القصور والمجمعات لهم ....لاء وش صار ..."
..
..
تقدم ذاك في جلسته ..."ياولد جاني عنهم برودكاست يقولون بنتهم اللي بياخذها سليمان خوينا ....انخطفت ...المهم ..وسليمان طلقها ...صدق رجعت لأهلها بس بعد ايش ..."
..
..
اصطنع ذاك عدم التصديق ..."انت تصدق أي شيء ...بكرا بيجيك بي سي يقول اني تزوجت ملكة انجلترا ...كبر عقلك ..."
..
..
اصر ذاك ..."لاء والله صدق خويي ضابط بفرع الشرطه اللي قريب من الجامعه اللي عند معاهد البنات يقولك شاف زيد وعياله الاثنين اكثر من مرة في الفرع ....تهقا كذب لا والله ...."
..
..
رد عليه بدون اهتمام ..."اقول يالله بس يالله زواج سليمان ثاني العيد يومها ....بعد ماتعشى تعال عشان اعطيك كف يروقك ...."
..
..
التفت عليه احدهم ...ولم يعي الملامح اللتي طغت على وجهه ...ولا وش رايك يالنقيب بالله مامرت عليك السالفه ..."
..
حسبه مثل اؤلاك المثرثرون المتشدقين بمصائب الغير ...
..
همس بصوت يكتم به غضبه ..."اقول صوم صوم ..هاه ...وواعرف انت عن مين اتكلم..."
.
.
.
في ساحات المسجد النبوي الخلفيه ...وقد اكتضت بجموع المصلين خصوصا وقد اقترب موعد اقامة صلاة العشاء ..
تأمل رجلا بجانبه ...تقريبا يوازي عمرة ...وقد اشتد بشابين في مقتبل العشرينيات واحدهم حوالي العاشره ...
وأخر تحلق حوله ثلاث اطفال ...
لايوجد مايؤلم الرجل وينقص من شأنه في عيني نفسه الا انه لم يرزق بالضنى...
عمري الان 43 لو انني رجل طبيعي لربما كان اكبر ابنائي في العشرين ...
رجال يحملونني كما حملت ابي وعمي ..
يعينونني على جور الزمان ..
..
..
بت أكره الاطباء اكره المستشفيات ..لاني لي معهم مواقف ..
حقا ابدو غريبا ..لما لا اعود وافحص ..ولك طبيبين اصروا على صعوبة حالتي ..وانا لم اسعى ليكن الصدق ...لم اجرى خلف كل دكتور..مشاعل من كانت تحمل ملفي وتذهب به الى كل مكان ....
مشاعل ...كيف ...وانا الادرى بها ..
و الواثق بما يدور في خلدها لم اكن اهمها ..
..
..
كانت تهمها نفسها تريد طفلا مني حتى تأتمن نفسها من مكري ..
لكن وان عولجت الان ...اطفال في هذا العمر ..
سأبرح الدنيا وهم في عشرينياتهم وعز شبابهم ..
بل من ستنجبهم لي وان تعالجت ....
..
..
قطع تفكيرة محمد عندما همس له بتساؤل ..وقد استند بذراعه على رجله ..".يبه ....هذي الكلمه ايش...؟؟"
..
..
قالها وهو يشير على كلمه في المصحف ...
تقدم منهم ذيب الصغير ...باهتمام...
"أي كلمه ...ورني ...؟؟"
..
..
تأملهم ...ولاحت طرف ابتسامه على وجهه..
تألمت لحالها ...



رفعت عينيها وجدت عمتها تكتم شهقاتها وماريا قد بللت الدموع نقابها ..



كانت تنام ...وجسدها اقرب للميته ..وضمادات تغطي يدها اليمين ..ابر مغذيات متصله بظاهر كفها ...



..



..



كدمات مزرقه على وجهها ودم قديم متخثر ..



اقتربت منها وقبلت جبينها ...وجمعت شعرها المنثور على الوساده ...بجديلة طويله تركتها على كتفها ...



..



..



دخلت الدكتورة والقت السلام وتفحصت ملفها ..



همست ماريا ..."ليه ما تصحى من متى وهي نايمه ...نبي نطمن عليها ..."



..



..



تأملت الدكتورة طريقة وقوفهن وجلوس كبيرتهن ...يبدين هلعات ...



و بوطء التزام الصدق في المهنه ..."هي تحت تأثير المهدئات ...لازم تكون نايمه اريح لنفسيتها ...ويعني ان شاء الله اذ قامت نكون ساحبين كل سموم المخدر منها ..."



..



..



تساءلت العجوز بألم ...."يا دكتورة هي بنت ...."



..



..



توترت وتغيرت ملامحها ...."آسفه مضطرة اتستر على ذا الموضوع بأمر من الاخ ذيب ...للحين ماحد يعرف النتيجه غيره ...."



..



..



شهقت مضاوي بصوت مسموع وهي تدعي باحتياج .."حسبي الله ونعم الوكيل ..حسبي الله على اللي كان السبب ...خلاص دقوا على عمي بروح غيرت رايي مو مرافقتها ...مابي اشوفها كذا ..."



..



..



وبلهجه امرة نطقت ام ذيب.."اصلا عمتس مو مخلي حد يجلس غيري ...دقوا على ذيب وتوكلو على الله ..."



..



..



ركبت السيارة بلا مبالاه حال مدين قد انساها كل مشاعرها الماضيه فقط تحس بكره ...كره عميق لمن فعل هذا بها ..لن تسامحه امام رب العالمين ...



لايهمها من يقود السياره حتى لو كانت بجانبه تحس بأن روحها تنازع نفسها ..لا تريد المزيد ...المزيد من ماذا لا تعلم ...



..



..



اطرقت برأسها للخلف ...شاركتها ماريا نفس فعلتها ...ففي حضور ذيب يمنع الكلام ويتوج المكان بالصمت ...فهو سيده ...



..



..



في المقعده الاماميه كان التؤمان يتحركان بنشاط ...



ألتفت ذيب الصغير ..."امي ...انتي هنا ..."



ذيب يشارك محمد كل ملامحه ...ويشبه كلاهما جديهما زيد وزايد ...الا ان بالفعل ذيب يسرق الكثير من ملامح عمه المكنى به ...حتى في جسمه يخيل للرأي بأنه اضخم من محمد ...محمد هادئ ومستقل ..بينما ذيب ثائر وشقي...



نظر محمد بحزن للكرسي خلف عمه يبدو بأنه استشعر مايحل بجوف امه ...



مد اليها ذراعيه ...



"امي بجي عندتس ...."



..



..



نظرت اليه مطولا ...لايبدو جيدا ...يالهذا الطفل ماالذي يدور بخلده ....



فهو كتوم وله عينان لامعه ..



..



..



امام ابناءها انجاز حياتها تنسى كل شيء حتى نفسها تخاف عليهم من نسمات هواء تائه هاو كلمات غير مقصوده ..



تحبهم حتى الفناء ...وتشكر عدي احيانا بأنه وهبهم بعد الله اياهم ...



..



..



مدت يديها تحت ذراعه وجلببته لها ...أجلسته بجانبها ودفن رأسه تلقائيا في حضنها ...يتنفسها بهدوء...



..



..



فسرته ماريا مسرعا ...فهي تجيد فهم اخويها كأبجديات لغتها الام ...



كان يراقب الوضع بصمت ..وينظر تاره الى الطريق ...



كان يشارك مضاوي حزنها في سره ...



كان كمن يشفق...



ومن يعرف الذيب يوقن بأنه لايشفق ابدا ...



..



..



مر أسبوع رمضاني هاديء ....الحياة مستقرة تسير بروتينيتها ...



و حال قاطني البيت كما هو ...



لم يتغير شيء ..



سوى المزيد من الالام يشع من غرفة الزاويه ...



من غرفة تلك الصغيره اللتي عانقها الصمت ...



و ربت على ظهرها الغبن ...



..



..



فتحت باب الغرفه بهدوء ...كانت كما تركتها بارده وشبه مظلمة فصبح 22 رمضان ملء المكان ....



ابتدت العشر الاواخر بروحانيتها ...



في ركن الغرفه كانت تستقر بعض الاكياس ...



غصت بعبرتها ...كانت اخر اكياس جهازها ...فتحت الخزانه كي تضعها داخلها ...



داخلها يقبع فستان ابيض وجميل هادئ ومنقوش ينتظر نهايه مرضيه لأسطورة سحريه ...



يبدو بأن أنتظاره سيكون ابديا ...



........



............



توجهت بنظرها اليها وهي تستلقي على جنبها الايمن متكومه على نفسها وتضع ذراعيه بين فخذيها ...



ألمها منظرها فلقد كانت تفعلها في طفولتها عندما افتقدت امها ...



وبعدها عندما فقدت اواز ...



والان عندما فقدت كل شيء يبدو بأنها ستفعلها حتى النهايه ...



..



..



ارتبط في ذهنها هذا الوضع بالفقد ...بالألم ربما ...



..



..



اقتربت منها هامسه ..."مدين حبيبتي تبين تقومين تأخذين حمام ....؟؟.....أجهزه لتس ...؟؟"



لم ترد ...توجهت تلك بدورها واغلقت التكييف فتحت الستائر وسمحت للشمس بالدخول حتى اشعه الشمس متأثره بهول عظم الحزن اللذي يغطي المكان ..كانت شحيحه ومحتضره حتى في عز صيف العام ...



..



..



اخرجت ملابسها رتبتها في الحمام ....منشفتها ....مستحضرات التنظيف ..وعدلت من درجة حرارة المياه..



...



..



خرجت ومازالت تلك على حالها ...مستلقيه ...وغطى وجهها الشحوب ..سلب النحول منها كل جمال ملامحها ..



حتى ان شفتيها تقوست من شدة وطء الامر ...



شعرها المبعثر فقط هو ما يثبت هويتها القديمه ...



..



..



مددت يدي لها ..."هيا يامدين قومي ..."



..



..



لم تشاركني تفاعلا ...مددت يدي كي اسندها ..



فأرتجف تخيفه ...طمئنتها ..."مدين ...انا عمتك ....لاتسوين كذا ...قومي حبيبتي هيا ..."



..



..



رفعت عينيها الي وكانت الدموع قد استدلت طريقها وغرقت بها محاجرها الداكنه ...



وببحة شوق قديمه ..."ابي ..امي ....ناديها ..."



..



..



الغريب ان مدين لاتتوجه لعمتي ام ذيب بلفظ امي ...فقط رونديك من حضيت به ...



..



..



استغفرت بصوت مسموع ...يبدو بأن حالتها النفسيه قد تدهورت الى الحظيظ ...خسارة مدين كانت اشدنا التزاما بالدين ...



..



..



الا ان لها قلبا حساسا وضعيفا ..



..



..



وقفت معي بصعوبه ..وقد ثقلت خطواتها ..وتشتت اتزانها ...



تسندت علي باستسلام وهي تتأوه ..



..



..



عندها دمعتي انا من أستدلت طريقها ...



..



..



سندتها حتى الحمام ثم تركتها ..
دخلت بهدوء واقفلت الباب استندت عليه لفتره نزعت ملابسها ...ودخلت تحت تيار الماء ...



لم تستطع الكتمان اكثر فشهقت بقوه ....وبكت بهستيريه ...



ماللذي حدث صدقا ماللذي حدث اغمضت عيني وفتحتا لألاف المرات لم يكن حلما ابدا ...لم يكن كابوسا ...كان وقاعا لعينا ويؤلمني في صدري ...جسدي يؤلمني ...أشعر بنفسي لا زلت تحت رغبته ...



اشعر بي لا زلت اطفيء شهوته ...عاملني بقسوه ...ضربني كثيرا حتى نزفتي ..



اتمنى الموت ....وأريد امي ...وأختي ...



أي عداله ...اي تجرد من العر هذا اللذي يجبرني ان لا ارى من تبقت لي من امي وابي ...من هي دليل على وجودي ..لربما اكون انا حتى ...خيالا لنفسي ...



..



..



ربي عاقبهم ...حقا ربي عاقبهم بما اقترفوا في أختي بي....لن يستطيعوا الستر علي ابدا ....



..



.. فأنا عقابهم ...



.................................................. .....................



..................................



...........



في نفس اليوم ...



بعد خروج صلاة التهجد من المسجد المجاور ..



دخل منزله الفارغ كالعاده ...



كانت كشمعه تتوسط المكان ...



وقد رفعت شعرها الاشقر الغجري ...وجردت بيجامتها العسليه الى منتصف ساقيها ...



وشاركتها خادمته قديما ..خادمتها حاليا التنظيف ..



واخرتان من جنسيات افريقيه ...يقمن بنفس الفعل ...



..



..



الاضاءه القويه تحيط بالمكان ..التماع قطع الاثاث الذهبيه ...السجاد مفروش ... و الملاءات البيضاء اختفت ..ورائحه المطهر تتشبع بها الارض ...يبدوا المكان حيا ..كما تركته تلك ...



لقد غاب عن المكان منذ السابعه والنصف صباحا ..



لابد بأنها عانت المشقه في فعلها هذا ... لا ألومها كان بيتي يبدو كقبر ...وكنت راضيا ..الأن هي تشاركني اياه ...



انتبهت لي فأبتسمت ...كم هي بشوشه ..



التفتت على الافريقيتان في مكان بعيد ...واشارت عليهن ..



"جبتهن من عند جارتنا في الحي القديم ....اتفقت معاهم وارسلتهن لي..."



..



..



هززت رأسي لها بالأيجاب وانا اتجه للصاله الداخليه ...."وليه التعب ذا كله ..."



كانت ماتزال واقفه في مكانها ..."تنظيفة العيد ....."



..



..



ألتفتت لها والقيت بما أكن ...



وبحزم مني ..."العيد في المدينه ..."



..



..



راقبت تفاجئها ..ولا اخفيكم احسست ببعضا من متعه مفقوده ...



..



..



تبدو كتلك اللتي تقطن مع سبع اقزام ..من ...؟؟



..



..



لحقت بي مسرعه ...



تجاهلتها وصعدت الى غرفتي ... كنت اهم بأغلاق الباب لولا انها فتحته ....



...



وتوجهت لي بغضب ..."شاهر ....انا لا يمكن ارجع المدينه وانت ادرى ..."



..



وبدون ان التفت اليها توجهت الى الشماعة وانا انزع غترتي ...



"وانا قلت المدينه ماعليش ....يعني 8 سنوات وانا اجاريك ...."



..



..



تخصرت تلقي بقوتها المزعومه ..."وانا قلت مدينه لاء انا انسانه لي حقوق وانا حره بنفسي مافي قانون يجبرك او يسمح لك انك تجرني او تقودني كأي كائن داجن للمكان اللي تبي ...انا انسانه اذا قلت لاء فهي تعني لااء ..."



..



..



عضضت على شفتي السفليه امنع ابتسامه مفرداتها مضحكه ...



..



"الا يازوجتي ...في حال هالعباره عنت لك شيء....في قانون يسمح لي ويجبرني اسمه القوامه على النساء ..."



..



..



سكتت لبرهه تراقب صمتي ..."قوامه وش ...في عقد قراننا ماذكر انه حد سألني لمينا لقوامه في هذا الارتباط ...."



..



..



علت ملامحي التعجبيه تكشيره ..."ياسلام وش هالكلام الفارغ اقول ترى بأقطع النت هالشهر ....ادخلي على شيء يفيدك .....وبعدين اول وتالي انا ولي امرك .....واقول المدينه تقولين تم ....يعني مع مين بتعيدين هنا ..."



..



..



عدلت منوقفتها ..."بعيد مع الجدران ولا ارجع المدينه ..."طال نبرتها انكسار ما ..."ترضاها لي ياشاهر ...ارجع لهم ..وانا مطرودة مثل البهيمه ........."



وتوقفت لبرهه وهي مطرقة رأسها تمسح دموعا أبت الا ان تنهمر...



كسرني منظرها فهي انثى القوة طوال سنوات ارتباطي بها كانت قويه ...كانت متجلده ..مثقفه ..وتفرض رأيها ..كانت حجازيه ...



اقتربت منها احاول ان اخفي نبرتي المتعاطفه ..."خلاص بس ...ارفعي راسك ...بعدين ..يا ألحان ...جدتس وصيته اننا نردك للمدينه ونستسمح منك ...."



..



..



رفعت رأسها و أشاحت بنظرتها عنه وتأملت جدار غرفته التي تدخلها للمرة الاولى ...." جدي ومسامحته المدينه مو راجعه .....حتى اختي وعمتي أشتاق لهم بس يوم اذكر الروحه للمدينه قلبي يعاف الشوق ...وبعدين انا ادري بأخبارهم عن طريقك تكفيني هالنعمه ....انا الليحن في جنه معك شاهر عن اللي عشته هاك السنين ...مابي ارجع ...بيستعبدوني مثل زمان بيضربوني ...عقولهم حجريه ..."



..



..



مع احترام مسافته كزوج بهوية اخ ...
"الحان ...ناظريني ....الصخور تتفتت ...صدقيني هم تغيروا كثير بعد موت عدي وعمي بنفس الوقت ....تغيروا كثير سار همهم يردونك ...كانوا يوكلوني بالبحث عنك وانا اخبيك عند ام زوجتي ....المرحومه ...



"



نظرت اليه بوجع وقد استرجت العطف ..."شاهر الله يرحم والديك مابي ارجع ..."



..



..



قد نفذ صبره امام هذه العنيده ..."اواز انا قلت اللي عندي ....العيد في المدينه ...انتي ماتبين تتطمنين على اختس..."



..



..



لا يتوجه اليها بأسمها هذا الا في غضبه واتقي شر الحليم اذا غضب ...شعرت بصعوبة الحوار كانت ستنسحب من المكان ا انها عادت جزعه ............."أختي ............وش فيها ...؟؟قول ياشاهر ..."
كل عام والجميع بخير ..
..
..
..
..
يامدينة من لمح انسان ضايع



ماهو كل من راح راجع
خلى الى فى قلبى ..... فــــ قلبى
لاتقلبين المواجع
لاتقلبين المواجع
رحت كلـًى
كنت امشى والتفتلك
صرت امشى .... والتفتلى
وان عرفتى الفرق نادى
بالمدينه
يــــا مديـنه
من لمح انسان ضايع
..
..
..
نبتت شعيرات بيضاء لا رماديه ..غطت جنبات محياه ..
يقف كالجبال بل أشد..لم يكن يوما خلق ليحزن ..او ليحب ..خلق ليحقد فقط ...
فهو بوابه الشيطان لعوالم الحقد ..حتى ابناءه يجد من المستحسن ان يبعدهم عنه ويربيهم جدهم لأمهم ...
لم يكن أخا صادقا ...و أبنا بارا ,, ولا أبا مثاليا ...
..
..
ألا انه مع من يسكن تحت هذا الاسم الجصي ..
كان له نعم الصديق ..
نعم السند ..
لفى ...لفى البدوي البسيط ...مدمن الكتب ..
زير النساء سابقا ...
العاشق ..المتوفي ..
لفى يحب احداهن بالحرام ....من تكون ,,,لأ أدري الا أنني حاقد عليها ...لا أعيش دون حقد ...ستكون فريستي التاليه ..
..
..
سأبحث في أثرها ..سأجدها ..مستعد أن أحرق شقه لفى فقط لأجد شعره تخصها ...سأخلص لفى من ألامه ..سأحرره ..حررت ابي ..أمي ...أخي الصغير حررتهم كلهم ....بقي لفى ...لربما تحررت أنا بعد ذالك ...
..
..
مسجد قريب ...يصدح في شتاء سماءهم ...تكبيرات ذاك الدين ..
اليوم ...العيد ....لقد توفي هذا الشقي بالأمس ...
..
رحمة الله عليه ..
سأحرره قريبا ..
..
..
جلس في صاله بيته الضخم ...كان يحضره لتركي حتى يتزوج به ويعمره بالبنون ...
بأناقه العيد ورائحه عودته القويه ...يبدو كملك .............ملك وحيد...
..
اليوم العيد ..من سيطرق بابي ...أين أهلي ..من أكون ..
حتى تلك السنوات القديمه لم يكن العيد جيدا ..
أم يتبكي بصمت ..أب يشرع باب البيت البسيط مرحبا ...ومُنكرا ..
تركي بلفته في منتصف البيت ..
ثابت تتعانق حاجبيه مفكرا في العدم ..وانا ذاك المراقب الصامت للباب ..
تغير البيت يا أهلي ...بت اسكن قصرا ..و لعنة وحدتكم تخنقني ...
..
..
..
لم يكن هذا العيد يسري جيدا ...
ينقصه شي ..هل يا ترى القهوه ليست مبهره ..
ام البخور ...لم ينتشر ..
ام حلواه فاسده...
لا لربما زينتي ناقصه ...
ياعيد مابالك جف عطرك ..نفذ فرحك ..
..
اه تذكرت ياعيد ....ليس بك ماينقصك ..انت كامل ..انت طاهر ...انت روحاني ...
..
..
نحن من ينقصنا كل شيء...
..
..
دخلت غرفته الضخمه الفارهه وبيدها المبخره ....
استغرب منه ...امي موضي انهكتها دوربه ...
ولا زال شابا مستقيم الظهر ..
قوي البأس ..جهوري الصوت ..
أبوي العود ...أبوي العود أسد أن كان ولده ذيب ...
رفعت شالها البنفسجي المشابه لثوبها البدوي الفخم ...تغطي به رأسها بعدما أنزلق ..
لفتته ...نظر أليها مطولا ..
يألجمالها ...تشبه أمها ..كيف لا ..وأنا اللذي يأن كلما لمح حفيدته ..
سرقت من ملامح جدتها كل شيء ..
أقتربت منه وعينها تعانق الارض ...علمها ذكورها أن تخنع ..أن تضعف ..أن تبكي صامته تضحك صامته تصرخ صامته ...
..
أناملها الطويله بطلاء أسود ..كحلها رجفت يدها بجانبه تشبهها بكل شيء ..تشبهها لحد العشق ..
..
..
ربت على كتفها برسميه ..وهي منهمكه توزع الدخان تحت غترته ..
أرتجفت بخوف ..سألها بهمس ..بعد ان حياها بقدوم العيد ..
وبجرأه الكهل ..."من من خالاتس تشبهك ....؟؟"
.
..
توترت وكادت تسقط المبخره من يدها ...ألتفتت ...تستعلم مكان زوجته العجوز ...
..
..
تلعثمت ..."هاه ....مدري .....؟؟"
رفعت عينيها له ...
رجفت للحقيقه في مقلتيه ....يشتاق لأمي ...
رددها بحرص خانق ..."هاه ...من تشبهها ...........؟"
..
..
بلعت ريقها ...تستعلم عقلها ماسمعت ...تشبهها ....يبدو ان الفقد ألمه ...
سأعذبه هذا المتصابي ......
..
..هزت رأسها بالنفي ...وهي تبتعد ...
..
..
لم تريح قلبه بل ألمته ..كما لم يتألم من قبل ...
ساذجه ياصغيره ...ساذجه ..
..
..
خرجت مسرعه وارتطمت بصغيرها ...كادت ان تلت من يدها المبخره ....
حنقت عليه ...."ذيب ويجع ...ماتشوف انت انقلع من وجهي روح لماريا تمشط شعرك شوف كيف منفوش ...وجع ....."
لم تعي لمقلتيه اللتي أمتلئت بدمعه عندما لحقها منكسرا ...
جلس امامها وهي تجدد البخور بحركات يدها التي تترجم بها عنف مايدور بداخلها ..
همس بطفولته المحببه ........"أمي انتي ماتحبيني عشان اسمي ذيب......"
تشنجت يدها وتوقفت مفكره ..
أي رساله بعثتها لهذا الطفل ...
ألتفت أليه مبتسمه ..."ذيب انتي اللي مايعرفك يحبك ...كيف وانا امك كنت ببطني ...أنا احبك تكثر من أي شي في الدنيا ياروحي ....بس انا اعصب كثير وانتم بس تأذون ماتساعدوني صح ..انت مو تحب محمد ..."
هز رأسه لها بالايجاب ..
أبتسمت ..."تحبه صح ..بس لمن يأذيك تزعل وتعصب انا زي كذا أعصب بس منكم لكن ماعندي الا ذيب واحد حبيب امه صح ..."
أبتسم بطفوله ..."بس في أبوي كمان ..."
وخرج مسرعا من المكان ينادي ...أخته صارخا ...
..
..
تأملت باب غرفته مطولا ..غطت شفاتها الصغيره بكفها ..تبعد شعورا ما ..
دخلت غرفه ابنه عمها ..مبتسمه ..كانت تلك الانثى الضخمه ترتب الساري الابيض على كتفها ..
..
..
لم تكن ماريا من ذاك النوع الضخم حتى يفقد انوثته ولكنها الاطول بينهم والاكثر أمتلاء..
..
..
جلست متنهده على طرف سريرها ..."أبوي سألني عن خالاتي ..ومدين حالتها سيئه ..."
..
..
تنهدت تلك ...لحال ابيها ......"عادي ياروحي الرق بينه امي موضي كبير ...وتزوج بزر.........15 بس........."
..
..
"خالي مايرد علي ....و شاهر جاي ببلوه ...الله يستر ....."
..
..
أنتفضت تلك ذاكره ربها ......"ياساتر يكون مو متزوج مدين ......"
..
..
ألمها حال ابنه عمها الغافله عما يحدث ...
..
..
أخذت نفسا وهي ترقبها من مرأتها ......"شاهر مدين حرام عليه يا مضاوي ......."
..
..

عاد للتو من صلاة المشهد ..لا تراه كثيرا مرتديا الزي التقليدي ...
توقف للحظه ناظرا لها ...
يبدو انها لم تشده ...
..
..
كانت كدميه بفستان وردي وكنزه بيضاء ...
..
..
الا ان التوتر سيدها ...والحزن مولاها ..والانكسار نديمها ..
همس لها مذكرا ..."يالله يا ألحان مشينا ..."
..
أخذت نفسا عميقا وهي متوجهه لعبائتها ...كان الليل طويلا بهذا الفندق ..
كئيبا ..ويحمل رائحه تلك الأيام ...
..
..
أستلقت على سريرها بالعرض ...موهبتها مؤخرا تأمل جموع المصلين على الشاشه ..كسا غرفتها الظلام ...
ورائحه فرح خلف بابها تتسرب منه ..
عدلت من وضعها ...ودخلت سباتها ...
..
..
ضوء خافت مع صرير باب خلفها ...
رائحه تألفا وطمئنينه تغشاها ..
التفتت للداخل ..
همست ..."أمي..."
..
..
ارتجفت تلك تمسح سيل دموعها ..
وببحه يسيطر عليها بكاء الامس ..."مدين حبيبتي ..."
..
..
توجهت للسرير مسرعه ودفنت تلك النحيله بصدرها ..
وأجهشت باكيه منهاره ...
..
..
........................
قبل قليل ..كان الكل يقف مشدوها لما يراه ...تلك الشقراء خلف شاهر تقف بجبروت علمها اللذي امامها حرفنته ...
..
..
كان الخبر صاعقا ...أواز عادت وقد تلبست شاهر كزوج..
عادت تلك الشقراء السمينه اللعوب ..
كواحده تستعيذ مشاعل وأمثالها من شرها ...
لا تزال نغمتها ترن في اذانهم جميعا ..
"والله ماجيت من شوق ...ولا من حب جايه اشوف اختي ...الظاهر خرفت وكبرت وماعدت تعرف تغطي على بلاوي بنات ولدكم ..."
..
..
كانت صفعه شاهر مدويه ليس شاهر من يمد يده ولو حقا ..
تبدو هذه الفتاه محمله بالمصائب ..
لم يهزها ماحد رغم تأكل طرفا من قلبها ...نظرت اليه بقوه لايعهدنها نساءنا ...."بطلع اشوف اختي ....انزل ...وارجع الرياض ...تبي اهلك خلك عندهم ,,الله لا يعدمك منهم ..."
..
..
أبعدت ماريا بقوه عن طريقها صاعده للأعلى ...
لاتبدو تهوى طيبها لا اخفيكم منظر شاهر مشمئزا من نفسه .. ولا تأنيب ابي ..."هذا جزاك قلت لك ....وجه امها بيطلع ...."
..
..
أبتعدت تلك ما اقتربت من السلم حتى اهتزت تكتم بكائها ..
لعنت جرائتها لعنت قوتها كيف واجهتم كيف وقفت وكيف تجرأ ...
..
..
يبدوا بأن تفكير السنون كلها وألمها ...في طريقه لقياهم تبدد ما أن التقتهم ...
أي قلب احمله ..لا أقوى على الألتفات ..صحيح بأن الماضي ..لايتفهم هرب من عاصره ...
لدي ذاك القلب الفارسي القاسي انا اعرف انا احمله هنا لطالما كنت قويه ..
انتم لاتهموني انتم مجرد اعداء...
..
..

..
..
صعدت السلم بهدوء..تمنت ان يحالفها الحظ من اول باب لتجد اختها ..
..
فتحت اول باب يصدر منه صوت ابتهالات قناة السنه النبويه ..
..
..
ابعدته بهدوء ..ووقفت تحجب النور ...
تأملت ذاك القفا النحيل ...وشعرها الاسود مبعثر خلفها ...
..
..
تلك الهامده اختي ..نعم تلك من شاركتني ..كل شيء..
امي ..ابي ..ألمي ..
وحدتي ..نبذي..عنفواني..
تلك مرأتي التي فقدت ....
عندما التفتت لي ..
لعنت قسوتي واعتراضي ابد ذاك الدهر المنصرم ..
كيف نسيت بأن خلفي أرق الاطفال ..
وحيده ..محتاجه ..
أي سر نحمله نحن الاثنتان حتى نتعرض لنفس القصه ..
نفس الملامح ..نفس الشعور..
حتى وان كنت عذراء ..ففكري قد اغتصب ..
اما هذه الطفله ..كانت مسوده فاجر ..
...
..
..
..
خرج ليلمح ذا العينين الثاقبه يقف مستندا على جدار المجلس ..
أبتسم بشماته ..واشاح نظره ..
رديت له بسمته الشامته ..."ترى كلنا في الهوا سوا ولا واحد منا متوفق بمره ..."
..
..
رفع حاجبه الايسر بلا مبالاه ....أن لايهمني الأمر..

..
..
..
كانت ماتزال تدفن نفسها في حضن امها تضيق عليها بعضديها حتى تكاد تعد اضلعها ..
..
..
فلتكن كل مشاكل ووقائعي السواء ,,لكن اريد مقابله امي ..
وهاهي تلفني حانيه..
..
..
ليلهى الامس ..أخر ايام شهره الكريم .....
..
..
ان تطء قدمها المدينه شيء غريب ...وكأن كل من حولها يطء قلبها هي ..
دخله موجه هواء قويه داخل رئتها ..
أنت هكذا ياطيبه من يتنفسك ..يعشقك ..يعتمد عليك ..يثق بك ..
ام ..سند ..مربيه ..حانيه ..بيضاء انتي ياطيبه ..
..
..
همس لها ..تظنه يهمس بينما كان طبيعيا تأملت فمه بدهشه ..
اعاد لها نبرته مهتما ..
مال عليها بجذعه الطويل ..."أقولك تروحين الحرم تفطرين فيه ..ولا مالك خلق..."
..
..
هزت رأسها بأستجابه خانعه ..اينما تقودني اطوف انا معك ..
..
..
المسافه من طريق المطار للحرم في قلب طيبه كبيره ..
..
..
ركبت خلفه في سيارة الاجره مسيره..أسندت رأسها للخلف ..تحركت السياره محركه جسدها بأهمال ..تألمت كالميته في ما حولها ..العمران يتزاحم ..والخطوط تزدحم ..
..
..
الشوارع مزينه محتفله بيوم غد ..لايوجد مايدعو للأحتفال ..
كانت الساعه تشير للخامسه والنصف ..
بقي القليل عن موعد الاذان ..
رفعت رأسها ..ولمحت ذاك الكيان الابيض الطاهر ..
محلات قديمه ..بيوت صغيره برواشين تراثيه ..أشجار معمره ..
ووفود تمشي متجهه اليه بخنوع ..
شددت بكفها على فمها من خلف غطائها تمنع شهقه غادرتها خائنه ..
نسيت كم انتي جميله ..يامحفل الاديان ..
..
..
أبن المدينه ايضا ..كان يعدل من وضع عقاله كل فتره ..هدؤها بعث التوتر يعبث به ..
كيف تفكر ..ماللذي تحمله ..
ان صدقت ام نوير رحمها الله في شيء فهي صدقت بأن هذه الفتاه ليست سوى عاله علي ...
في البدايه عاملتها كتلك الصغيره الممتلئه المشاغبه اما الأن ..
كبرٌت ..وكبرِت ...
..
..
وجود أمرأه حولي أخر ما أحتاجه ..
وأخر ما أحتاجه ..
لو ارتبطت بغيرها بعد نوير لكانت ارحم ..من هذه الاجنبيه ..
نعم ..ألحان اجنبيه ..بفكرها ..بشكلها ..بتصرفها ..
برمشاتها ..بطلاء اظافرها الاحمر ..
الحان كتلك الجميلات من عشرينات القرن المنصرم ..
بفساتينها الزاهيه بشعرها الفاتح ..بفمها الصغير وجنتيها المرتفعه ..حدقتيها الشبه زرقاء..
ليست كبدويتي اللتي أعشق..
..
بشعرها الطويل الاسود ..ولا بعينها اللتي تشهد المكحله بجمالها ..
ولا أنفه جسمها ..ولانقش حنائها ..
..
..
جدران كثيره تقف بيني وبينها ...كبيره وعاتيه ..
الان هي وصيه عمي فقط ولكل حادث حديث..
.
.
.
.............................
في بيت شعبي قديم وواسع في تلك الارض البعيده ..لم تكن يوما حانيه على أبناء هذه العائله ..
..
..
رفعت ثوبها القطني وجمعته ووضعته بين فخذيها وجلست ..تقابل سفره تربع عليه خروف لقي حتفه للتو ..
حركتها تدل على تمرسها وأنها لاتعي هذا اليوم ماهو ؟؟..
..
..
دخلت اخرى تصغرها لكنها ....تشاببها ..
تأنقت وتكملت بزينتها ..وحملت وليدا في يدها ..
تفاجئت مما رأته ....."أم تركي وش تسوين انتي انهبلتي عيد تريه عيييد ..."
رمت مابيدها وبحده طبعها اللتي تلازمها دوما ...
"وانتي شايفتني اتكحل ...وش اسوي ....ذا عيد اخوتس وذا اللي يجيبه ....تسنه يقول هلابك ياللي مطلق اختنا تكفى تغدى من طبخها عساك تحن لها ....جعل العلا باللي به الحرق يارب ....."
العلا :مسقط رأس عائله روايتنا ...
........
أستغفرت تلك تناول الخادمه طفلها ........."ام تركي تريتس مانتي بزر تنافخين وتهاوشين كل ماجا واحد من رجالتس ..."
..
..
رفعت عينيها لها غاضبه ..."هي انتي يا ام زوج وراه غاثتني ..خذي بزرتس وانقلعي ...لاشوفتس ..."
..
..
تنهدت وخرجت من المطبخ الواسع دون مجادله..
هذا طبعها ..
ناريه هذه المرأه لذا لم تصمد مع أي من رجليها الاثنين كان الطلاق حليفها ..بعد أبنائها عنها اثر بها ايضا ..
تحزنني هذه الجميله فهي تتلهى بصغائر امور المنزل واحتياجته ..
عن حاجتها ..وعن شعورها عن ألمها ..انا اختها الصغيره ,,عالمه بما يلم بها ..
أن تعيش مع اخوها الكبير وزوجته وتراهم كيف يعملون بعضهم ويربون أبنائهم بالنسبه لها اقسى عذاب ..
..
..
بينما كانت منسجمه بما تفعله ..مر ابن اخيها الصغير من جانبها راكضا للخارج من باب المطبخ الخلفي وقد شاركه قريبه الفعل ...
..
..
اسدلت رأسها بأنكسار ..غطا عينيهاالحزن ..بلعت غصه ما ..
وحاربت تلك الزجاجيه من التكون ..
همست ببحه كاتم البكاء ...للخادمه
"هاتي جوال شوفي فوق دولاب ..."
مسحت يديها وطلبت رقم زوجة طليقها السابق "الاول"...
..
أنتظرت لبرهه ردت تلك مرحبه ...وبعد مبادله المعايدات...
"حيا الله ام تركي اشلونتس ..؟؟؟علومتس؟؟"
..
مازالت بحتها تلازمها .."الله يحيتس ياعمري.........ام فهد ...عيالكم كيفهم مبسوطين ..."
فهمت تلك قصدها بعيالكم لطالما كانت مرادي تراعي الاصول وواجباتها فلم تقل اولادي ..واولادك وفرقت بين الاخوه ..
..
..
مرادي كانت اقرب صديقه لها ..بل انها تزوجت ابو فهد لان مرادي خطبتها له ..لانها تستأمنها على ابناءها في غربتهم في المنطقه الشرقيه بعيدا عنها ...
..
..
فقد لأبناءها اقوى صفعات الدنيا لها ..فلولا كانت عصبيه صعبت المراس الا ان الابناء هم منفس حنانها ..
طمئنتها ..."مبسوطين الحمد لله ...وياخذون العقل موضي ونهى لبستهم مثل بعض ..وجددت لهم الذهب وامي جابت نقاشه امس ونقشت لهم وتركي وفهد سايرين معاريس..."
..
..
ابتسمت تلك بأطمئنان "عيدي لي عليهم وصوريهم لي تكفين ..وبوسي لي اياهم الله يسعدس وكلمي ابو فهد تجيبونهم لي والله العظيم فاقدتهم ..."
..
..
حزنت تلك ...أخر ماتريده ان تفقد فهد ونهى ليوم فكيف بهذه فقدت ابناءها لسنوات ...
الترجي في نبرتها منكسر ..ولايحمل من غرور مرادي وتكبرها شيئا ..
..
همست لها تعطيها املا ..."بأذن الله ياروحي...."
..
..
.................................................. .........
يوم العيد المغرب ...
صعدت الى الطابق الثاني بعد انقطاع المعايدين ..كان يوما متعبا ..
والحر شديد ..لطفك يارحمان وتغير جدول الصوم المستمر ..
والاحداث التي جعلت من العيد ميتم ..
لا اصدق تلك الطفله كيف عادت ..بل لا اصدق بروده عمي زايد اتجاه الموضوع مع علمه المسبق ..
دخلت تحت الماء البارد تسرح بفكرها..منذ ان دخلت غرفه مدين لم تخرج ..ولا أتجرأ ان افتح الباب عليهن ..تبدو كلبوة شرسه ..
..
..
مازال سؤال عمي يؤرقني حتى كدت ان ادلق القهوه على احداهن ..لم افعلها يوما بحياتي سوى اليوم ..اه يبدو اليوم مفعما بالغرائب ..
عمي ليس بذاك الكبير فهو يبدو كأخ لذيب ..حتى انه عندما رزق بذيب كان في الخامسه عشر ..هذا مايفسر تربيه ابي لذيب ..
انه الان في السابعه والخمسون ربما ..
ليس بذاك الكبير المتكاسل ولا بالعجوز المتهدل مازل ماحفظا على شبابه كيف وامي موضي تكبره بـكثير فهي في الثانيه والسبعون من عمرها ..
كيف يفكر القدماء حقا لا أفهم ..
..
..
فقط لانها ابنه عمه وجد نفسه ملزما بها ..هه ..
كيف اتعجب ونحن مازلنا نطبق شرع جدنا القديم ..
..
..
خرجت تجفف شعرها ..الاسود الكاسي خصرها ومغطي نصف فخذيها ..
سرحته وتركته حتى يجف ..نفشته قليلا واغدقت من عطرها ..
اعادت الكحل داخل عينيها ..اخرجت جلابيه بيت هادئه ..لبستها وخرجت تتأكد من نوم ابنتها اللتي تشاركها الغرفه ...
..
..
..
تسللت بخفه الى غرفه مدين ..فتحت الباب بهدوء لفحتها برودة المكان وارتجف جسدها البارد ..
..
..
تحدت من عينيها دمعه حنان لما رأته ..
كانتا تغطان في نوم عميق محتضنتان بعضيهما ..
..
..
خففت من حدة التكييف وتأكدت من تغطيتهما جيدا ..
تأملت وجهيهما مطولا ..
واحده نسخه جدتها لابيها ..والاخرى نسخه جدتها لامها ..
كردتسانيه وبدويه ..
الا ان دم محمد النقي الطاهر يجري بعروقهن ..
..
..
وضعت الشال على رأسها وخرجت بهدوء كما دخلت ..
توجهت لغرفه امها موضي..
..
..
أبتسمت عند دخولها وقبلت رأسها جلست بجانبها ..أستشعرت التعب بوجهها ..
وببرها اللذي اعتادته .."يمه نامي ...واصحيك انا للعشاء تصلين وتتعشين وتكملين نومك ..."
..
..
هزت رأسها تلك بالايجاب وهي تستلقي ..
أستوقفت مضاوي وهي خارجه بنبره حزينه ..."المفروض بكره عرس بنيتنا .....الله المستعان ..."
..
..
احسيت بالأرض مهتزه ..من تحتي كيف نسيت ياربي ..
تنهدت ومازلت اعطيها ظهري ..
"اللي يجي من ربنا به الخير ربي ما ينزل بعبده شر ..."
..
..
هزت رأسها ..."ونعم بالله ...ياوليدي ..."
..
..
تذكرت متسائله ...حيث استوقفني محمد ابني قبل المغرب سائلا عن جده وانه لم يجده ...
"الا يمه ابوي وين راح .......موجود هو ..."
..
..
كانت تعدل من غطائها ..."راحوا كلهم العصر للعلا به عشاء عند ولد عمهم اليوم ...."
..
..
أستغربت ذهاب ذيب دون ان يأخذ الولدين فهو حريص على ان يتبعوه الى أي مكان .....
..
..
هزيت كتفي بلا مبالاه ..
وخرجت ..
..
..
دخلت غرفه ماريا ..
..
..
هلعت لوجودي يبدوا بأنها سارحه في موضوع خالها ..
..
..
ابتسمت وانا اتوجه لمنضده تزيينها ..
"بشري ...وش ذا الوجه اللي يفتح النفس ..."
..
..
أبتسمت وكأنها لاتود الحديث ...
رتبت اغراضها المبعثره بهدوء ..
..
..
همست بالكاد سمعتها ..
وعلت وجهها نظره غامضه ..وهي تحدق في الجهول ..."لمتى هالعيله ماتتغير ...مغناطيس مشاكل ..محد ترمل كثرنا ..ولا احد انخطف كثرنا ..ولا احد معقد كثرنا ...ياكافي وش ذا بس ادعي ربي يسلم عيالتس من بلاوينا ويكبرون طبيعي ......."
...
..
..
تنهدت ..."ما استغرب اخوتس وابوتس جايبين لبنيتي عريس بكرا ...يوم اني بعمرها كنت حامل فيها ..."
..
..
ضحكت ماريا بحزن ...."شر البليه مايضحك ...."
..
..
تبادلنا انا وماريا الحديث ..أستبعدنا كل تلك الألام والمشاكل ..حاولنا ان نضحك ..
لكن يبدو بأننا لم نعتد على ذلك ..
..
..
نظرت ماريا في ساعتها ..
"الله باقي عن العشاء ساعه ونص ... تخيلي؟؟ "
..
..
قمت متكاسله ..."أستغفر الله متى يأذن نعسانه بصلي وانااااام ..."
..
..
نظرت لأظافرها المطليه بالبنفسجي الداكن ..
"عندك مزيل مناكير ....؟؟"
..
..
هزت رأسها بالنفي ..."خذته بنتك أسئليها ....؟؟انا بأتحمم وانام ....لاتقوميني للعشا..."
..
..
هززت رأسي بتفهم ..."تصبحين عخير..."
..
..
توجهت لغرفتها تحارب نعاسها ..
..
..
أخرجت قميصا حريرا طويل بنقوش نمر ...واطارف سوداء كلاسيكيه..
..
..
وزعت الكريم على جسدها ..لابد ان تزيل هذا الطلاء كي تصلي ..فقد وضعته العصر قبل وصول جارات امها موضي ..
..
..
بحثت عن المزيل لم تجده ..
هزت أبنتها النائمه شبه ميته من تعب اليوم ..
"ماريا ....ماريوه ...قومي ..وين المزيل حق المناكير ..."
..
..
ردت تلك بهمهمات وسط نوما ...
"محمد لا تاخذ حلاوه وجع ...."
..
كتمت ضحكتها ...
"ويجع يوجع الشيطان .....ماريا ...المزيل فين ...."
..
..
تنبهت تلك ...وبنعاس وصوت يكاد يفهم .."تحت ...في المطبخ ..."
..
..
اعادتها على وسادتها بضربه خفيفه على رأسها ...
"في المطبخ ويش يسوي ...لاخذيتي بلا رديه مكانه فاهمه ...."
..
..
خرجت من غرفتها تنفش شعرها الرطب ..
..
نظرها مركز على السلم اللذي سوف تنزل منه للأسفل ..
فجأه اختفى ...وحل محله ...مكانا تعرفه من الخارج فقط ..
حيث لم تدخله ابدا ...
.....................
........
ألمها عضدها من ماحدث لم تستوعب مايحدث بعد ...
....
..
..
..
..
شكراً لوفاءكن ..
تعليقات