رواية هن لباس لكم الفصل الثاني 2 بقلم مشاعل الحربي
رواية هن لباس لكم الفصل الثاني 2 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية هن لباس لكم الفصل الثاني 2 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية هن لباس لكم الفصل الثاني 2 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية هن لباس لكم الفصل الثاني 2
رواية هن لباس لكم الفصل الثاني 2
يطيح جفن الليل و أهز كتفه
........نجم يشع وباقي الليل مطفي
..
..
ليت الشوارع تجمع اثنين صدفه
......... لا صار شباك المواعيد مجفي
..
..
يا بنت تو الليل ما راح نصفه
......... و يا ليل بعض اللي مضى منك يكفي
..
..
.................................................. .......................
أبعدت الملاءات عن جسدها بكسل ..
تشعر به متفككا وكأن مجهود شهر اجتمع به ..
أعادت أبعادها مره اخرى .....تحمل رائحه غريبه كما لو كانت رائحه ..
..
..
رجل..
..
..
اقترب حاجبيها من بعضيهما ..أنزعاجا..
.كان حلما مرعبا ..فظا ..
من شده روعي أحس بأن مازالت رائحته تلتصق بجسدي..
..
..
بل حتى أنني حفظت ملامحه..
واختلاجاتها ..وانا اللتي لم تره يوما ..
..
..
وكعادتها جمعت ملاءتها بين فخذيها ..عدلت من وضع وسادتها ..
تسمرت للحظه ..هذه ليست وسادتي ..تغرقني رائحتها الغريبه ..
..
..
حركه اخر سريرها المزدوج ..كيف وقد كان فردي ..
..
..
جلست مضطربه ..غير مركزه ..
رفعت شعرها عن وجهها ..
تأملت المكان من جهتها ..
لفتها ماكان على طرف السرير بلون تعرفه ..
تأكدت من جسدها العاري ..
شهقت وارتجفت بعنف ...
انتفض صدرها من هول ما حل بها ..
..
..
اغمضت عينيها والتفت ليسارها ..
دعت بقلبها الفتي .."أن يارب حلمي هذا وسوف استيقظ منه الأن ..."
..
..
فتحت عينيها الواسعه واثار كحل سابق تحددها ..
هناك أسمر ضخم يتأملها في الناحيه الأخرى ..
بوجه جامد ..وجسم صنم لا يتحرك ..
..
..
وكأن الفراغ صفعها بقوة ..وكأن الروح نزعت منها غصبا ..
..
خانها لسانها ..
أرتجفت يدها ممتده الي ردائها بطرف السرير ..
لازال يتأملها صامتا ..مركزا ..
..
..
كساها الحياء من منظرها ..من وضعها ..
ومن تفكيرها فيما حدث مسبقا ..
كيف لا والجسد لم يعد لي وحدي..وهناك من شاركني به ..
..
لبسته مسيره ..لم تفكر اين قد تكون بقايا لباسها ..
وقفت وانسدل يغطي جسمها ..
يالله أ لهذه الدرجه يصعب الوقف ..ويتعذر السير..
..
..
هزه عظيمه وموجه رعناء حلت بها لم تتمالك وقفتها ..
شددت بكفها على فمها ..
توجهت لحمام غرفته ..
أفرغت ماببطنها ..كساها الأشمئزاز والقرف وكره الذات ..
كافحت مخرجه مابجوفها ..
..
..
مازالت عينيها تحدق الى العدم ..محاوله تصديق امرها وتفسيره..
..
..
احاول ان أجهش باكيه الا أن الدموع لربما تحجرت ..
سندت نفسها بتعب للمغسله ..رشت الماء على وجهها..
شهقت من برودته ..
..
..
خرجت ترتجف من مكانها ..ترتجف خوفا ,,غضبا ..استحياء..واشياء اخرى ..
..
ياربي أي جبروت يتمثل بهذا الرجل أي غرور أي برود ..
يراقبني اهرب من سريره مشمئزه ويتأملني بصمت ..
ارتعد صدرها ..و ذاك داهمته رجفه..
..وهي تتجه الى الباب ..
..
..
كانت تمد يدها للمقبض لولا استوقفت نفسها وهمست له دون ان تلتفت اليه .."في عقد القران كان هذا شرطي وانت رضيت فيه .."
..
..
تسمع صوته للمره الاولى من هذا القرب ..
..
رد لها الهمس بصوته المميز"كسرته ..."
..
..
ألتفتت أليه غاضبه وجدت وجهه يحمل ابتسامه قذره ..
عرفت لماذا ارتجف ..فوق غضبي ..وخوفي ..حيائي..
..
..
لهذا الرجل حظور غريب ومسيطر ..لابد بأنه ميزان الرجال في قياس اكتمال الرجوله ..
أرتجف صوتي ..."بس انا ماكسرت هالشرط .."
..
..
لم يرد علي واكتفى بجموده..عند لمسي لمقبض الباب تذكرت تفاصيلا صغيره منه ..
عندما اقترب مني هنا ..رفعت عيني للحائط بجانب الباب...
شعيرات صغيره رماديه على طرف وجهه..رسمه حاجبيه ..سماره ..طوله ..عرض صدره ..رائحته التي تلتصق بي..
..
أشياء تجعلني ارغب في التقيء مره اخرى ..
....
أبى الباب ان يفتح تجمعت الدموع في عينيه وهي تدير المفتاح خارجه ...
..
راقب خروجها ..تمدد على مكانها في سريره مازالت الوساده تحمل بروده شعرها الرطب ورائحتها ...
..
همس عقله لقلبه ..في سريري كانت أنثى ..
أبتسم عندما لمح بواقي لباسها في طرفه من السرير..
..
...........
تقدمت من المرأه وهي تلمس طرف شفتها السفليه بحذر وقد تجمع الدم وسط كدمه..غسلت وجهها بالماء البارد ..
..
..
رفعته تتأمله في المرأه ..تحدرت دمعه تبعها سيل غزير ...
ألا ان تحول الى اجهاش عنيف بالبكاء ..
بعثرت الاغراض اللتي امامها بقسوه ...
جرت المناشف المعلقه على الجدار وتعثرت في خطوتها للوراء ..
..
..
تذكر ذاك اليوم جيدا ..
اواه ياقلب ما اصغرك على عظم وقع هذه الاسرار ..
أي ألم ..أي لعنه لزمتني ...صماء انا لست بخرساء ...
..
صعب على رئتها العمل في خضم ماتواجهه من موجه انهيار ..
..
..
سندت نفسها على الجدار مدت رجليها والقت يديها على الارض بجانبها بكسل ..
تحدرت دموعها صامته ..
تأملت الخارج ..
..
..
مكانها يتيح لها رؤيه صدر الغرفه ..
كانت تلك الصغيره تشاركها البكاء صامته ..
..
..
تمسكت بالمغسله ووقفت مترنحه ..مسحت دمعه اكملت مسيرها معانده ..
..
..
راقبتها تتكور على نفسها مرتجفه ..
أقتربت منها وجلست بجانبها مدت يدها وعانقت كفها بقوه ..
..
..
همست ..بأسم كادت تنسيها السنين اياه ..."مدين ...ياروحي ..سامحيني ..."
..
أنتفضت تلك واقفه تنفض يدها ...صارخه"مابغى اسامح اد ...مابغى اعرف احد ....أبغى اموت ...بس ابغى اموت ..."
..
أكملت من بين بحه بكائها وهي تنفض رأسها ..."أخرجوا من هنا كلكم ...اخرجوا ...خلاص اسكتوا ..."
..
..
محت دموعها بعنف ...وهي تقف ..موجهه صفعه لوجه اختها ...
"اسكتي ...أسكتي ..."
اشارت على رأسها بعنف ..."هنا مافي احد غيرك انتي وبس ..."
..
أمسكت بكتفيها تهز تلك الهزيله ...
"بلا غباء ..بلا غباء شفتي الضعف وش جاب لأمي ...لا تسيرين ضعيفه ...بس قولي ...يارب ...بس قولي يارب ...محد يستاهل ...
↚
عاتبها النوم ..ظلت في الفراش لمده طويله ..توجهت لخزانتها الخشبيه تتأكد للمره الألف من الحلوى التي خبئتها لهم ..
..
سحبت صندوق قديم من مكان تحفظه ..
توجهت لباب غرفتها وتلفعت بشالها الكشمير ..
اغلقت الأضاءه متأمله قليلا في سريرها الخالي..
..
..
توجهت للساحه الخلفيه للبيت ..واجهتها بروده المزارع المجاوره ..شددت على وشاحها فوق نحرها ..
لازالت هناك جمرات متقده من نار سابقه ..
أعادت اشعال النار ..
تأملت الحطب يحترق ..وضوء النار يعانق وجهها البدوي أكتناز شفتيها عينيها الواسعه حاجبيها بياض جفنيها يكمله سواد رموشها الطويله ....
...
نسمه صيفيه تحمل عبق جريد نخل وعشب وارض مبتله....
..
تعبث بخصلاتها السوداء ..
..
..
هنا حيث ترتاح منذ كانت صغيره ..صخب الخبر اللذي عاشت به معظم حياتها لم يناسبها ...ولا ازدحام الرياض التي عاشت بها نصف عمرها الأخر..
..
..
لم أكن يوما حاده او معانده لرجل ..كنت صامته منقاده ..
لو أن ابو تركي لم يجد بي شريكه حياته ..
لم يجد تلك المتعلمه طليقه اللسان متحرره الفكر ..
وجد العاقله الرزينه المهتمه بشؤؤن بيتها ,,
لم أشاركه يوما حب السفر ..حب التغيير ..حب الجديد..
..
..
أتفهمه ان تركني ..لطالما غرت من أم فهد قبل ان يتزوجها لانها تشبهه..
لكن الأن هي الوحيده التي اشعر بأن أبنائي معها بأمان..
..
..
لكن ما بال عبد الرحمن ..ألم اكن نعم الزوجه له ..
والقريبه من قلبه ..التي تعلمت من أخطائها الماضيه ..
زواج 7 سنوات ينتهي بـ ماحصل بيننا تفاهم ..
..
أي تفاهم هذا الذي ينشده لربما وجده عند عذراء صغيره اقترن بها وانا لم أنهي عدتي بعد ..
..
..
مسكينه يا أنا بقدر كرهي لقريتي انا من علقت بها ..حسنا لربما بعد بلوغي الخامسه والثلاثين أجد بأنني أستسيغها ..بل اميل الى حبها ..
..
..
أن أتو أبنائي سأذهب الى المدينه وامكث في شقتنا هناك ..
فأن اتوا الى هنا وذهبوا سأكره هذا المكان اضعافا ..
..
..
ألتفت الى الصندوق القديم لن تفتحه فهي نحفظ مابداخله صما ..
وظيفته الوحيده هو ان يشارك وحدتها ..
به صور ابيها ..أمها ..أختيها من ابيها ..أخواتها الشقيقات واخوانها في صغرهم ..اطفالها وصور قديمه لها ..
..
..
راقبت المكان خالي حولها ..تحشرهم جميعهم في هذا الصندوق ..
وهي من فقدت اغلبهم ..
تحس بهم يؤنسونها ويضحكون لتعليقاتها الاذعه ..
ومرحها القديم ..
موت ابيها ..وارتحالها للشرقيه بدايه انكسارها ..
وهاهي حالها تسوء ..
ما الفائده بأصلاح شيء مستمر بالأنكسار ..
..
..
نظرت الى ساعتها اقترب موعد الفجر ..
أستلقت على الارض تتأمل نجوم ..خيل لها بأنها تبكي ..
عجبا في صغري خيل لي بأنها تضحك.
..
..
لربما رأيتها بقلبي ..ماضيه مبتسما واليوم محتضرا..
↚
من غير عادتها كانت تلف شعرها للأعلى وقد استلقت على بطنها تحتضن وسادتها ..
وجيب بيجامتها منحدر يخرج اغلب كتفيها وعنقها الابيض ..
..
..
تسمع صوتا بعيدا يناديها ..يبدو بأن الصداع قد زال ..
ياه كان حلما سيئا ..
فتحت عينيها بكسل كانت تقف قريبا منها ..
وقد استندت على حافه رأس السرير معاتبه ...
"قومي ..قومي وانا امتس هاذي اللي تقول بصحيتس العشاء ...الساعه سبع ونص ...قومي عمتس الغدا عنده اليوم .."..
..
..
بدأت وكانها تفكك طلاسم داخل رأسها وهي تراقب ابنتها تقابل المرأه تحدد كحلها ..
"ليش من غير عادته عمي غداه ثاني العيد ....؟؟"
..
يبدو بأن تلك العجوز تحمل الكثير من التوتر وهي تحادثني تود ان تنهي المحادثه وهي تحدق بنحري وعنقي...
"عاد قال اليوم ذا الغدا قومي يامتس يالله صلي مافاتس..."
..
خرجت بدون ان تنطق بكلمه اخرى ..وقد شحب وجهها ..
توجهت الى التسريحه بجانب ابنتها ..
تتفقد الساعه في هاتفها ..
كانت تشير للسابعه والنصف فعلا ..كانت تهم بالتحدث
...لولا بهتت وجف ريقها مما رأته مطبوعا على نحرها وعنقها ..
ألتفتت ابنتها اليها ..
فتحت شعرها مسرعه واسدلته على كتفيها
أبتسمت تضيع فاجعتها ...وبصوت مرتجف لم تتقن اخفائها
"مدري جدتس وش فيها ...؟؟"
هزت ماريا كتفيها ان لا أعلم ..
توجهت مسرعه لدورة المياه تخفي ما ألم بها وهز كيانها الذي احتفظت به صامدا طوال تلك السنون ..
..
..
أه ياربي رجل مره اخرى ..الم مره اخرى ..حرمان مره اخرى..
..
..
احاطت نفسها بكتل محارم احتفظت بدموعها وباقي كحلها ..
وهي تجهش ..وتهديء نفسها ..بذكر الله..
..
يا أنثى الوحده ..يا أنثى النسيان ..ياماريا ..
..
..
طلبت رقمه للمره الألف ..ليس من عادته ان ينقع ولو يوما ..
فكيف بيوم العيد ينساني ..
..
..
أرسلت رساله اخرى نصها ...
"اذ انك طيب رد علي لو برساله فاضيه ..ارحمني انا تعبانه..."
..
..
سندت رأسها على طرف السرير ..
وهي تتنهد
..
..
"الله يحفظك يالغالي من كل شر.."
↚
مازال هاتفه يصر على الرنين ..
أستيقظ هلعا وهو يراقب المكان الذي نام فيه لم يكن سريره ..
بل في مكان قريب من شرفته ..
التي نشرت الشمس في المكان كرما ..
وقف متخبطا ..أتجه لمكان هاتفه كان رقما غريبا ..
توقف عن الرنين ..
تفقد المكالمات الفائته ..ثلاثه من الرقم الغريب ..وواحده من ثابت ..
..
..
عاد للرنين وهو في يده ..
بصوت ناعس ولم يغفل عن رسميته رد ..
"ألو ...؟؟"
..
..
صوت نشيط مستبشر في الطرف الاخر..
"السلام عليكم ورحمه الله وبركاته ...أبو تركي..."
..
رد السلام مستغربا ..."ياهلا والله من معي..؟؟"
..
رد ذاك براحبه صدر..."معك ابو ذيب .."
..
..
هلل به صاحبنا فأكمل ذاك في مبتغاه..
"الله يخليك ..بس بقولك انه اليوم مسوين غدا عن المرحوم زيد وولده محمد وعازمينك ..عاد وانت يابو تركي الاولى ومننا وفينا ..."
..
..
تذكر اقرب اصدقائه ولم به حزنا عميق ...
تنهد .."أن شاء الله اكون اول الحاضرين ..هاللحين ..."
......
..
..
..
هناك جلبه تعبث بقلبها ..لم تكن قويه يوما امام رجلا ولاحتى انثى فهي تلك الصغيره المسالمه المغلوب على امرها ...
..
لطفا بي يا أرحم الرحمين ..مالذي يحدث لي ..بل كيف حدث .
أه ياذاك ان رأيتك سألتهمك حيا ..
لابد من كيد يختبيء بين هذه الاضلع...
..
..
خرجت من الحمام متجهه الى رداء صلاتها الابيض ..
ألتفتت الى ابنتها مازالت تقف امام المرأه..
تعدل من زينتها ...
بنبره غاضبه ..."انتي ليش تتصلحين تريها عزيمه رجال بس..."
..
..
أخفت تلك الصغيره حزنها ...
"رجال ولا حريم ...نبي نفرح بالعيد زي باقي الخلايق .."
..
..
لم تفتها نبره صغيرتها الا انها تجاهلتها لتفادي الجراح ...
بنبره تشابه نبرة ابنتها ...
"راح علينا الوقت روحي لبسي اخوانتس..."
..
..
.................................
في وقت ماضي من حياتها ..
...
..
كطفله صغيره ...كنت اداعب انعكاس الغيمات على سطح الشرفه الزجاجي...
هذا المكان جنتي ..اقضي فيه معضم يومي بل احيانا يومي وليلته ...
فردوس فكري ..نضج ثقافي ...كم هائل من كلاسيكيه صاحب المكان تنغرس في ذهني ...
ربع كتبه مرصوصه والاخر مزدحم في رفوف قديمه ... على الارض ..بجانب الشرفه تحت الاريكه الحمراء ...
واسطوانات قديمه ..مشروخه واخرى ملمعه ...
بوب مارلي ..البلتيز..ام كلثوم ..فيروز ..عبد الوهاب ..اي ار رحمان ...
والتقاء ثقافات ...لم استغرب عند رؤيتي مجلدات تعود لشعراء تراثيين عرب واخرى لفلاسفه اليونان ...
...
...
علمني القرأه علم عقلي الاسترخاء ..لقن روحي الرقي ..
ضعف بصري كان دافعي الاول للقرأه ..
ان كتب على هذه العين ان تخسر ..فلتخسر مقابل اكتمال عقلها ...
نظراتي الكبيره ..شعري الاشقر العشوائي قميص رياضي قديم واسع غامق يحمل رائحته ..
...
ارتبطت به ..بكل مابه ...انا امتداد لكلاسيكيته ...انا هو معاد احيائه ....
بشكل اخر ...
اشبهه ..نسخته انا ..
احبه بقدر الحب ....علمني بأن الحب بين المرأه والرجل يكون بأسمى حالته ان خلى من شهوانيه المعشر والحاجات الجنسيه اللتي تنقص من طهر الروح...
....
عدت للتو من عند طبيب الاسنان لم اعتد على هذا الحديد في فمي ...
الا انه لم يفصلني عن مرطابان زبده الفول السوداني والسكر...
رفيقي سهري ولا بد ان تتلطخ احدى صفحات الكتاب في يدي...
...
...
اراقبه يحتضنها يوزع قبلات على عنقها ...
احسدها ..وسعيده لسعادته ...
...
تأملتني مطولا ...أبتسمت ...
يالجمال هذه السمراء .,,
احاطت وجهه بيديها ...وجهت نظره الي ...
"اريدك تشهد باللي يحبوك ..هاي البنيه شفت احلى منها ..."
...
عدلت من وضع نظراتي اضيع خجلا ألم بي..
تأملني بجمود ...
"دبه ...مره دبه وشقارها شوه ...جمالها ابد مو عربي..."
..
..
اعتدت ان اسمع منه هذه الاطراءات الجميله ..
عدت انظر لكتابي بنهم ..
عاتبته ..بحنانها الذي يكملها ..."حرام عليك حبي هيتشي تفجرها بويهها ..عمرها حساس ...قول ماقالت سميه هاي البنيه بتطلع حسناء زمانها ..."
..
..
نظر ألي بجموده الذي اعتدت ..خبئت أبتسامتي الرماديه بفعل المقوم ...
↚
وبعد كل تلك السنوات الطوال ...بعد ان فقدت الكثير ..
بعد كل الجراح ...والفقد ...وموت الاحبه ..
اعود واحيي الذي لم افقده يوما ...كتاباتي ...
اعود لأنقي قلبي من الحزن ...اكتب ...اكتب حتى اتطهر ...
.................................
في وقت ماضي من حياتها ..
...
..
كطفله صغيره ...كنت اداعب انعكاس الغيمات على سطح الشرفه الزجاجي...
هذا المكان جنتي ..اقضي فيه معضم يومي بل احيانا يومي وليلته ...
فردوس فكري ..نضج ثقافي ...كم هائل من كلاسيكيه صاحب المكان تنغرس في ذهني ...
ربع كتبه مرصوصه والاخر مزدحم في رفوف قديمه ... على الارض ..بجانب الشرفه تحت الاريكه الحمراء ...
واسطوانات قديمه ..مشروخه واخرى ملمعه ...
بوب مارلي ..البلتيز..ام كلثوم ..فيروز ..عبد الوهاب ..اي ار رحمان ...
والتقاء ثقافات ...لم استغرب عند رؤيتي مجلدات تعود لشعراء تراثيين عرب واخرى لفلاسفه اليونان ...
...
...
علمني القرأه علم عقلي الاسترخاء ..لقن روحي الرقي ..
ضعف بصري كان دافعي الاول للقرأه ..
ان كتب على هذه العين ان تخسر ..فلتخسر مقابل اكتمال عقلها ...
نظراتي الكبيره ..شعري الاشقر العشوائي قميص رياضي قديم واسع غامق يحمل رائحته ..
...
ارتبطت به ..بكل مابه ...انا امتداد لكلاسيكيته ...انا هو معاد احيائه ....
بشكل اخر ...
اشبهه ..نسخته انا ..
احبه بقدر الحب ....علمني بأن الحب بين المرأه والرجل يكون بأسمى حالته ان خلى من شهوانيه المعشر والحاجات الجنسيه اللتي تنقص من طهر الروح...
....
عدت للتو من عند طبيب الاسنان لم اعتد على هذا الحديد في فمي ...
الا انه لم يفصلني عن مرطابان زبده الفول السوداني والسكر...
رفيقي سهري ولا بد ان تتلطخ احدى صفحات الكتاب في يدي...
...
...
اراقبه يحتضنها يوزع قبلات على عنقها ...
احسدها ..وسعيده لسعادته ...
...
تأملتني مطولا ...أبتسمت ...
يالجمال هذه السمراء .,,
احاطت وجهه بيديها ...وجهت نظره الي ...
"اريدك تشهد باللي يحبوك ..هاي البنيه شفت احلى منها ..."
...
عدلت من وضع نظراتي اضيع خجلا ألم بي..
تأملني بجمود ...
"دبه ...مره دبه وشقارها شوه ...جمالها ابد مو عربي..."
..
..
اعتدت ان اسمع منه هذه الاطراءات الجميله ..
عدت انظر لكتابي بنهم ..
عاتبته ..بحنانها الذي يكملها ..."حرام عليك حبي هيتشي تفجرها بويهها ..عمرها حساس ...قول ماقالت سميه هاي البنيه بتطلع حسناء زمانها ..."
..
..
نظر ألي بجموده الذي اعتدت ..خبئت أبتسامتي الرماديه بفعل المقوم ...
..
.....................................
اكتنفت صغيرتي في حظني ..وقد اخذ البكاء من وجهها مأخذا ..ياقسوة الارض ..يالقاطني هذا الكوكب القساه ..ياللحجارة في صدورهم المسماه قلوب ..
بأي حق ..افرض سيطرتي واحطم حياة احهم بفعل طائش واحد مني اضمن المتعه اللحظيه منه ..
:
:
تحدثت لها بعد صمتا طويلا اخذ مني كل تلك السنون ..
وبصوت متهدج تكلمت ...فسرت وعللت الماضي لصغيرتي ..."لمن لمى قالت لي انه في طلعه في استراحه بس بنات الفصل ..تحمست وفكرت وخططت مافكرت في ردة فعل ذيب او جدي لو طلبت منهم اني اروح ...........اصلا ولا فكرت اقولهم ..فكرت اني راح احضر هالحفله بأي ثمن كان ..الان انا اندم على انانيتي لكن ابدا ما اندم على الحال اللي وصلني له هالموقف ...وفعلا من الله علي ..او ضنيت انه من علي وكان جدي وعمي ابو ذيب وذيب وعدي في العلا ذاك اليوم ...مرتني لمى المغرب وخرجت ..كان اخوها هو اللي يسوق او انا ضنيت انه اخوها ...براءتي كانت محزنه ...وبالفعل وصلنا الاستراحه ..ومكانها كان موحش ..كل اللي اتذكره اننا عدينا نقطة التفتيش ..يعني خرجت من المدينه ..يووووه كنت متحمسة لدرجة اني ابدا مافهمت الاشارات من حولي اللي كانت تنبهني ...نزلت انا وهي متحمسات او كانت تصطنع الحماس..اول مادخلت الاستراحه هالني المنظر ..."ارتجفت هلعه مشمئزة وكأنها تعيش الموقف الى الان " اذكر رجفة هلعي واستهجاني ..يالله حسيت الارض تهتز من تحتي و السخط يضرب من فوق راسي ...بنات ..اولاد ...اوضاع مقرفه...و...و... اش اقولك اش اوصف لك ...كنت للأن ما نزلت عبايتي ...رجعت دربي للباب على طول ...مسكتني لمى ودخل اللي كنت احسبه اخوها وحاولوا يجروني للداخل ...صارخت بطريقه كأن ..كأن احد يجرني لجهنم ويمنعني من الجنه ..الكل التفت وجلس يراقب الموقف ...جا واحد كبير في العمر ... وعطاني كف ...كان يمكن اقوى كف اخذه في دنياي بس ابد ماحسيت بالالم ...وطحت وترجيته عند رجوله ذليت نفسي ...بس كنت افكر فيكي ... كنت اشوفك قدامي ..انتي وبس ...
كنت ابي ارجع اشوفك ابي ادفنك بحضني ولا اسيبك ابد ...الوجه اللي تمنيت اشوفه هو شاهر ... تمنيت يكون شاهر موجود يحميني ...مادري ليش فكرت فيه ..رفسني الحقير وقلي بتخرجين اخرجي ...هيا حنا مانبي وجع راس ..برى كله عزب عمال وقطعه وخلا ..اخرجي لكن ابد ماراح ترجعين لاهلك ...خلك معانا تتونسين وتونسينا ونرجعك لاهلك الصبح سالمه غانمه ...وبعد لمى والولد من على الباب ...بدون تفكير فتحته ...وصرت اجري اجري ...كاني خرجت من قبري بعد ميتة سوء ......المكان كان مظلم وموحش ونباح الكلاب يصم الاذان ...جريت جريت ......الين انهرت من التعب ..وطحت .... ورفعت عيوني لسماء وصرت ادعي ادعي ...اقول يارب اجعلي مخرجا ..يارب اجعلي مخرجا ...وكانت السماء يالله كيف كانت ...كانت كبييييرة ونجومها كثثثثيييير وساااطعه ..فكرت ... انا كنت بسجن لدرجة اني انسى شكل الدنيا كيف ...بس كان هالسجن صحيح سجن روحي لكن ...كنت اقوم وانام وانا امنه كنت متبطره على نعمة الامن اللي انا فيها ...وكان كل تفكيري ارجع لسجني ...
مشيت ومشيت ..واحيان اجري ..الين بدى لي الخط السريع اللي جينا معه ... وصرت اجري الين وصلت له...وكنت اراقب منطقة التفتيش من بعيد ..اخر شيء ابيه اني استنجد بعسكري المشكلة راح تكبر ...جلست مكاني ماعرف اش اسوي الدمع احسه نار بعيوني ...وقعد لساني لا اراديا يستغفر ...وبعيد عني وقف ونيت قديم ومتهالك ونزل منه رجال كبير بالعمر ...ونزل وراه ولد يمكن عمره 8 سنين ...وفتح كبوت السياره ...وقفت واتجهت له امشي واطيح بعباتي الين وصلت له ..اول شيء خاف من شكلي وقعد يسمي ...وانا بكيت واجهشت بالبكاء وهو ماكان فاهم علي شيء ...شرحت له كان هرجي متقطع وغير مرتبط ...من اللحظه اللي قالي اركبي الله يستر عليكي ...الى هاللحظه وانا ادعي له داعاء ماوقف في أي صلاه اصليها ...
وصلنا المدينه ووصل الفرج ...وصرت اوصف له واضيعه اوصف واضيع ...الين طبينا ببيتنا الساعه 2 الليل ..وكنت ادعي اقول يارب مارجعوا من العلا ...صح عمتي وام ذيب بيفقدوني لكن بيهزئوني بس وبيسترون علي ..ومو متكلمين ...لكن كانت الطامه الكبرى اول ماوقفت السياره ..انفتح الباب وطلع ذيب ...ضربني كف ...ياه كان عندي بالجنه هالك الكف ودفني وسط البيت ..واتجه للرجال الطيب في السياره وهو ناوي الشر ...شرح له الرجال الوضع وصدقة ذيب بصعوبه ...رجع لي وربطني بجنب باب البيت ... ونزل عقاله ........ وضربني ضرب ...ياااه جلدني ...صلخ لحمي بعقاله .... كان بيقتلني حلف ..وطلع سلاحه ...لكن ...بعدها فقدت الوعي وبعدها باسبوع كنت بجنب ممدوح في رحلتنا لاستراليا .........ممدوح ... ابوي ........اخوي ....انا ...كان لي كل شيء ...اي شيء ايجابي أي انجاز انا فيه أي فكر عقلاني في عقلي سببه ممدوح ..علمني ثقفني صنع مني انسانه لها قيمه ...صنع لي عقل وشخصيه ...رباني ..اعاد صقل روحي ....اشياء كثير ... صح تزوجني عشان يرضي ابوه لانه متزوج بسميه لانها عراقيه و متربيه هناك وعايشه ومستقره ...ممدوح وسميه لهم فضل كبير علي بعد شاهر ...جلست عندهم سنه وثلاث شهور ...الين جاء الخبر الصاعقه ...شاهر كان موجود في استراليا مرته نوير توفت توها.. طوال وقت وجودي مع ممدوح و سميه كنت طليقة ممدوح مو زوجته ...زوجني ممدوح شاهر بدون حتى لا ياخذ رائي زعلت منه سميه زعل كبير ...كانت تبغاني اكمل دراستي واشوف نفسي ...صحيح ممدوح في اول فرصه جاته تخلى عني لكنه كان كريم معي ...ورجعت مع ممدوح الرياض مو مع شاهر ... وحطني عن خالتي امي نوير ... وعشت عندها الين توفت قبل كم شهر ... وعمري ابدا ماحتكيت بشاهر الا مره وحده جلس معاي وشرح لي كل شيء ..ان ام لمى اتصلت على مشاعل .. وقالت لها انه انا جاره لمى لاستراحة اولاد ...وانه لي علاقه معاهم من زمان كان عمري وقت هذا كله 13 سنه بس ..كنت اعتبر طفله لكن مجتمعي اعتبرني حرمه بشرف بين فخذيها ...انا ظلمتني هالعيله ظلمتني قطعت كياني اوصال ورميته للكلاب ...لكن كمان انتوا مظلومات زيي...انا جربت شعورك يامدين ...او جزء طفيف من شعورك ... هذا اذى انا ما اتمنى لالد اعدائي تذوقه ...معاملتنا اننا جواري او سبايا حرب ..القطط المشرده في الشوارع ماتتعامل معاملتنا ..انا لو فيدي اصد عنك كل اللي سار واكون مكانك ...اخذ كل هالاذى عنك ..بس ولا يمسك شيء يابنت امي و ابوي .."
طال الصمت كلتاهما ..حتى نسيت احداهما وجود الاخرى ..همست ببسمه حزينه "اواز ..تذكرين امي كيف كانت تتكلم ..."
ضحكت تلك بحسره ...مقلده لكنة امها ..."اواز قسمات الله اكسر راس ...العربيه كانت صعبة عليها .."
:
تأملتها مطولا ........لكم تشبه امها ...احسدها لكما نظرت الى المرأه ترى امي ....
................
............................................
تأملتها زوجة اخيها وهى تسند نفسها لباب غرفتها بنظرات تلهب من الغيره ...
احسدها ..في نفس عمري ..وهذا محياها وهذا جسدها ..اين يكمن سرها ...اي سحر تمارسها لتحافظ على رونقها ..من أي ينبوع شباب تغتسل ...كانت تسرح شعرها المبالغ في طوله وقد غطى فخذيها حالك السواد مسترسل ...
رفعته ...ولفته حتى ارهق يدها ..اعادت على رسمة الكحل الداكنه في عينيها العربية الاصيله بحدقتيها العسليه ...مررت قلم احمر الشفاه على شفاتها المكتنزة قرصت خديها بخفه ..ثلاث خطوات كانت كفيله بأظهراها اجمل بدويه ..وحسناء القريه ..الذهب على ساعديها الرشيقه و اصابعها الرقيقه ..ونحرها الابيض الفاتن ...لا يظهرها كحسناء بدويه بل كعارضه مجوهرات منمقه ومرتبه ...حتى على كاحلها الايسر علقت خلخالين من الذهب ..
عدلت فستانها الاسود الضيق الطويل ...على خصرها ..يالله يا أي انحنائات مبالغ فيها تملكها ..كيف يتخلى عنها رجلان لا اعلم ..
:
:
تخصرت ورفعت احدى حاجبيها ..."لا يكون تجرين رجلي وعياله المدينه ...ويسحب عليتس ابو تركي ومايجيبهم لتس ...الحمد لله الواحد يترك عيد اهله ويهج زي الخبل لديرتن ثانيه..."
:
:
اجابها الحائط .. اكملت تلك حزم حقائبها مهملة الموضوع ..
:
:
اكملت تحاول ان تجر المشاكل ...."انا وبنياتي بنجلس فيذا عند اهلي الله لا يحرمني منهم ..."
:
:
في موضع اخر كانت سترد عليها ...ولربما توصل الى الضرب الا انها اهملت الموضوع لانها حقا تود الذهاب الى المدينه بشده لكي تقابل اطفالها ..
:
سمعت صوت اخيها يناديها مستعجلا ..."هيا يا مرادي ورانا طريق ...."
:
..................
...............................................
الشوق الى خالي يقتلني ... رائحة امي هو فداه روحي ...يالله كيف كانت طفولتنا ..انا وهو في كنف جدتي بعد وفاة امي ...كنا نقتسم الوحده فيما بيننا ...اخر مره رأيته يوم زفافي ..لقد بكى كطفل رضيع وهو يرتجيني الا اتزوج اليوم ...لم افهم بكاءه ولن افهمه يوما ....
اذكر تلك السنه ..عندما ورتدني رساله من رقم غريب على اول هاتف جوال اقتنيه ...في يوم عيد ...كان نصها ......."الاعياد بدونك مياتم ..والايام متشابهه"
:
:
ضنيتها من رقم خاطيء الا انني بت يوما كاملا افكر في هذه الجمله ...هل يأتي يوما ويقولها احد لي ...انا اوحد الاناث ..انا القلب المهجور من أي حب او ارتباط ...
:
:
تورادت الرسائل بعدها .......
الا ان ارسل لي نصا "القمر وانا وماريه ..والدنيا بعدنا زايله "
لقد كان خالي ..ياه ياحلاوة وصاله ...انه اهلي ..وقلبي ...وكلي ...
لم ينقطع عني اسبوعا منذ ذاك العيد ...ماباله هذا العيد يهجرني ...
:
جملتنا السريه القمر وانا وماريه والدنيا بعدنا زايله ...
اذكر قصتها جيدا ..لقد كنت ابكي فوق سطوح بيت جدتي في اخر ايام عزائها عندما علمت بأن ابي سيأخذني عنده ..الى بيته الغريب اللذي اجله تمام الجهل ..بالكاد اعرف ابي ..فكيف بأخوتي ..
:
:
احتظنني مطولا .. وقال لي بانه لن يتركني يوما ...ولن ينسى ابدا سهراتنا الجميله على احد الكتب اللتي كان يستعيرها من اصدقاءه في الجامعه ..
وقال لي هذه الجمله التي كنت امني نفسي فيها وقت حزني واشتياقي له ...
كانت تلك المره ماقبل الاخيره التي اراه فيها ليظهر يوم زفافي من العدم ويترجاني بألا ارتبط ..
...........
وقفت في المطبخ بجانب الموقد تتأمل العدم ...والقهوه تغلي امامها..ارتجفت مقشعره مما تذكرته وعصف بكل حواسها حتى خيل لها بأنها تستنشق رائحته ...
يالله ..اعني ..لقد وشم جسدي جسده ...
لقد مر دهرا منذ ان كنت في موضع كهذا ...لا اذكر هذا الشعور ...حتى وان لا سمح الله تذكرته لم يكن .....كهذا ..موضع لمساته ...احس قد التصق به قطعه منه ...
..
..
لقد شاركني جسدي ذئب ..
..
.....................
ايقظني صوتها من غفوتي المتأمله ........"امي ....القهوه فارت على العين ......"
تدراكت الوضع مسرعه ......
وجهت اليها الامر ...."بخري البيت ...انا بحط للبنات فطور ......"
:
:
جهزت الافطار على عجل وصعدت به الى الغرفه على مضض .....
طرقت الباب ثم دلفت الى الغرفه ...كانت بارده للغايه .......وقد جلست كلتاهما متقبلتين يتأملان صورة لامهما ....
:
:
اصدرت صوتا يدل على وجودي ..
التفتت لي اواز ...يالله كم اصبحت تتلبس طلتها ملامح امها ...
ابتسمت لها بلطف ...
بادلتني الابتسام مستفتحة الحديث ......."زاد جمالك اضعاف ياعمه ..."
عبارة تعودتها من القلائل اللذين يعرفوني ......"تسلمين ياروحي ...والله كاني اناظر برونديك الله يرحمها .."
:
:
حينها تدخلت احادهن تحولت الى صنم منذ تلك الفاجعه التي اقضت مضاجعنا ....."امين ...."
:
:
لقد غمرتني السعادة واغرقتني وانا اسمع صوتها العذب الصغير ...اقتربت منها واحتظنتها ......"جعل ربي مايحرمني من هالصوت ....."
:
:
وجود اواز غريب جدا ...كانها لم تكن ابنتنا ابدا ...كانها وافده كردستانيه جديده ...
وقد كانت شرسه ..الا انها يبدو لاتفهم باننا ذقنا مما ذاقت اصنافا ..
تكلمت حينها لا ادري لماذا تكلمت ....."يا اواز ...الي فات فات ...وكل شيء هنا تغير ..بعد ماراحوا ابوي وعدي.. عمي وذيب خفو علينا شوي يمكن الدنيا علمتهم دروس جديده يمكن مبادئهم تطورت ...يمكن اشياء كثير بس بجد بعض هالقوانين تغيرت بالبيت .."
:
:
ردت عليها برد مؤلم ..."جدي ومسامح الله يرحمه ..لكن يظل ذيب بينكم ...انا لا يمكن بيوم اسامح ذيب على اللي كان يسويه فينا ..."
:
:
::
اكمل تأنقه امام المرأه ...كان يبدوا وسيما بشكل اثيري ...فارع الطول عريض المنكبين غامض المحيا بشعر رمادي ..
مرر العوده على اماكن النبض في جسمه ..
رفع هاتفه و مفاتيحه ومحفظته وخرج من الغرفه ...
رن هاتفه في يده ...كان رقمه رفعه وتحدث ...
وبعد السلام والسؤال عن الحال اعرب ذلك عما يخالجه ويشغل باله لاخيه التؤام ..."ام عمار بتتزوج ..وتبيني اخذ العيال... وانا اشوف اني صعب اجيبهم ببلاد الغربه خصوصا انه انا يمكن رجعتي قريب .....فقلت بعد اسبوع مر عليهم خذهم عندك اش قولتك ...."
تأمل القصر الخاوي الا منه وصداه وصدف الضحى .."انا اخوك ذيلا عيالي ...وعيني اوسع لهم من المكان ...ولاتفكر ولا بيقصر عليهم شيء ان شاء الله ..عمار واخوانه في عهدتي لكن البنت والله صعبه ..هي بنت تبي من يقابلها ويعتني فيها ..."
رد علي مبررا ......."لا تخاف افنان متعوده ...مو طول الوقت امها في القصيم ماترجع الا خميس وجمعه وهي في المدينه عند جدها ........"
:
:
استغربت ....كيف يتركهم جدهم بهذه الاريحيه لمخططات ثابت ..يبدو بأنه وهن ..
الا ان جاوبني ثابت بدون ان اتسائل ....."الشايب رجع الديره واعرس من هناك واستقر ومعاد لهم احد غيرك ......."
:
في الواقع يبدوا ان ثابت استغل الوضع لكي يلهيني هؤلاء الاطفال في وحدتي وافتقادي لتركي رحمه الله ..
:
:
لم اطل التفكير وتوجهت الى الخارج ذاهبا لغداء ابو ذيب البي عزيمته الغير مسبوقه ..
...............
............................
كان قد بقي عن المدينه 90 كلم ...حدثها اخيها متسائلا ..."ها مرادي تبيني اوديكي الشقه وحنا نتغدى عند ابو ذيب واردتس تعيدينهم المغرب ولاتروحين معاي من اللحين واخذتس من عندهم المغرب .....؟؟"
ردت بلطف ..."لا خلاص معاكم وخذني المغرب زمان عن بنت اختي بعيدها واجلس عندها للمغرب ...."
ابتسم لها ....."اللي تشوفينه يالشيخه ......"
:
:
كان اخوة مرادي مغرمين بها للغايه لانها تشبه امهم واختهم الكبيره ام محمد رحمها الله قلبا وقالبا ...
:
:
::::::::::::::::::::::::::::::::::::
طرق الباب عدة طرقات ثم اطلت ماريا منه مبتسمه ..."السلام عليكم ....مضاوي ترى الحريم بديوا يجون .......تعالي نقهويهم ماريا بنتس دوبها للمطبخ تسوي قهوه وتساعد سوقياتي ....."
:
:
بادلتها الابتسام ...."هيا لاحقتكي ...."
نظرت تلك الى اواز ........"منورتنا والله يابنت الغالي والغاليه ........سبحان الله كأني اطالع فيها ....."
:
:
ابتسمت لها اواز ..."الله يخليكي...يوم غيرتوا البيت تغيريتي معاه ياعمه ماريا ......احلويتي كثير ......."
:
:
بدمها الخفيف المعتاد .....دخلت وسط الغرفه وكانها تعرض جسدها ..."بالله مو حرام تروح هاذي الصحه وانا عزباء سنقليه ......"
:
:
شدتها مضاوي "بالله قدامي قدامي .......وش يجيب الزواج ....."
::
ردت ماريا ..."والله يازوجة ذيب الحال من بعضه مرتبطه ولا عزباء كلها سجن ....."
:
:
انتظرت خروجهن من الغرفه والتفت الى مدين متفاجئه ......"عمه مضاوي تزوجت ذيب ..........ومشاعل وين ؟؟"
:
:
.................................................. ....
...............
دلف المجلس ..........اكتسحت هيبته المكان.... ملفتا وفريدا ...كان يبدوا غريبا عن البقيه ...
ما ان دخل حتى ارتفع صوت ابو ذيب محييا به ...
...
........
الاحراج طغى على المكان ...كلما دخل رجلا سأل عن زفاف ابنتهم اليوم .......
و كانت حلوقهم تغص بكلمه واحده ......"تأجل ....."
....
...............
رن جرس باب البيت من قسم العائلة ...
توجهت الى الباب واضعه حجابها على رأسها ....
فتحته ..واطلت تلك ..تجسيد انضج و اصح واقوى ....تشبهها الى حد كبير ..فتحت عن وجهها ..
والتقين بالاحضان .....
رددت ......."وحشتيني ياخاله مرادي ...والله وحشتيني موت ......."
شددت تلك من احتضانها لابنة اختها .......وهي تقبل رأسها "ياعمري ..ياعمري ياريحة الغاليه ....."
..اكملت وهي توجس خيفة و تدفع الشائعات من عقلها ....."صح زواج مدين تأجل ....."
هزت تلك مكسورة رأسها بالايجاب ....
اخذت نفسا عميقا ....."لا اله الا الله ........لا حول ولاقوة الا بالله ..ومدين حبيبتي كيفها ...."
وبنظرات حزينه جاوبتها مضاوي "الله المستعان تعبانه مره ......."
:
:
هزت رأسها بحسره "بس اعيد الناس وعمتكي ...واشوفها ...في غرفتها هي ......."
:
:
................................
.................................................. ....
راقبتها تدخل مبتسمه ...وقد فضحت الالسن ردات فعل اللاتي في المجلس بهمهمات حسد او ذكر لله ......
اقبلت عليها ...تقبل رأسها ..ويديها ..وتعيدها بنبرة مؤدبة و ممتنه ..فهي تعز هذه العجوز كثيرا ...
اكملت تبادل الباقين السلام ...
تأملتها يالله كأني انظر للمرحومه ام محمد ..تلك من سرقت قلب زوجي وهي زوجة اخيه ...لم يفصح لي يوما لكنه ابن عمي وربيته تحت يدي ..اعرف مكنون صدره ..واختلاجات وجهه ..وسهو عينيه ...
↚
اربعين من العمر ما من جديد
وش بقى بعمري قلي وش بقي
لاحظ انك انت متهني وسعيد
لاحظ ان الشيب يغزي مفرقي
الغريب انك مثل طفل عنيد
تلعب وتضحك وانا المشتقي
لا دنا حظي صرت انا بعيد
ارفقي بالحال يا دنيا ارفقي
من يجي ليلي هواجيسي تزيد
ما احب الليل يا شمس اشرقي
شوفتك وغيرها ما اريد
كم وكم وياك ودي التقي
.................................................
..................................................
لا زالت الشقه تحمل رائحة ذاك الشقي الراحل ...ياه كم حملت هذه الشقه من اسرار وآلام للبدوي العاشق ..
ياه كم تبدلت احوال وتطورت افكار في هذا الوكر البسيط ...كيف لابن الصحراء ان يتركها ولا يجدب قلبه ..
ياذكرى "لفى" اليتيم في هذه الجدران ترحمي عليه ..واذكريه بالحسنا لقد توفي مكلوم الصدر ..ولا زال العشق يقتل البدوي ..لم يخلق بدوي يوما ليقول عشقت فلانه ..........فكيف بعشق هذا الشقي المحرم ...لم يفصح لي يوما عنه الا بكلمه واحده ....."اعشق بدوية هي حرام علي ..."
:
:
تذكر الموقف كأنه اليوم .....
كنت اتمدد في صالة شقته المتواضعه ...سجارتي في يدي الثمها بعشق واصفي عقلي متأملا سقفها القريب ...
كان يستند بجانبي يرتشف القهوه من دلته النحاسيه الاقرب الى قلبه من أي شيء ...
ويتبادل الرسائل النصيه مع احدهم ..
وضع الهاتف بجانبه ...ثم خرجت منه آهة طويله ومتألمه ..
رفعت رأسي اليه ...كان يحارب دمعته ..للمره الاولى اراه هكذا ...
وقد وقع من جرف الغرام على وجهه ....
استحثيته ليتحدث ......."خير ...؟؟ عساك طيب بس؟؟"
:
:
سكت دهرا ...ونطق محاربا لليأس ....."احبها ..حب لو توزع على هالدنيا كلها كفاها وزاد ........"
:
:
تأملته مطولا ..........في الحقيقه انا لا اعلم عن ماذا يتحدث .....ولم اجرب طعمه يوما ...ولم احب احدا سوى نفسي ........واخوي وابنائي مؤخرا ......"الحب خدعه ...تبرر فيها ضعفك وعجزك لنفسك ....."
:
:
أبتسم بحزن ........"يبليك ربي يا ثابت كما بلاني ...العشق لاكان حرام يوجع القلب مرتين ....لا انت راضي عن نفسك ولا انت تقدر توصل لمحبوبك وازيدك من الشعر بيت ...من طرف واحد ....."
:::
:::
كانت كنكتة بالنسبه لي ضحكت حتى دمعت عينياي ......فرديت عليه مستهزء "الله يرحمك اجل ياسيد لفى .."
رحمك الله ياصديقي ......سأخذ حقك صدقني ...انا حاقدا عليها بكل تفاصيلها من جعلت صديقي البدوي الاشم .. ضعيفا هزيلا طريح الفراش غريق الهوى ......لقد كنت كل شيء لي ياصديقي العزيز لقد علمنا ابي الراحل صديقك حزامك وقت الشده واخيك وقت الرخا ..
:
.................................................. ...........................................
كان المجلس يفيض بالرجال ....لكل منهم مقامه واسمه ...
تسائل احدهم مستفسرا بحسن نيه ....."الا صحيح يابو ذيب تأجل زواج بنية محمد الله يرحمه ؟؟........"
غرق المجلس الشاسع في تساؤلات البقيه ..
غص ثلاثتهم بالاجابه .........وعلى مضض تكلم ابو ذيب .."أي والله تأجل لظروف العايله ......."
:
:
راقب الموقف ..وهو يشد على قبضته ..موقفهم لا يحسدوا عليه ابدا..
تسائل اخر ........"ماشاء الله منهو نسيبكم .....؟؟"
اضاف اخر ......."أي والله مانشوفه ...؟"
تلاقت نظراتهم التائهه ...وتعالى التساؤل ...اطرق زايد برأسه وقد غرق في العار ...
لم يكسر ذئب نظراته وبقي محدقا في ضيوفه ..اما السبحه فقد تنسلت خيوطها في يد شاهر .....
..
..
راقب خرزة عوده من سبحة شاهر تتدحرج و تستقر عند رجله ...
عندها نطق بما صدم الجميع .....
"انا رحيمهم ..والله اجلنا الزواج بسبب وفاة اخوي الله يرحمه ......"
غرق المجلس مرة اخرى بتقديم التعازي الى راجح .......الرجل النبيل .......والصديق الاوفى ..لقد كفى الوفاء والاخلاص كله بكلمته هذه ...لينقذ من يحتسبها ابنته من العار ولينزه صديقه من الاتهامات ...
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
طرقت الباب عدة طرقات ......ما من مجيب ....اختارت ان تدلف بهدوء .....كانت حفيدة اختها من ابنها الوحيد تستلقي على طرف السرير وتغط في نوم عميق ...........
اقتربت منها بهدوء ...رفعت يدها المتدليه ..كانت ستهم بتغطيتها لولا شدها اثار حقن تغطي ساعديها وضماده طبيه بيضاء تلتف حول ساعدها الايمن .....
:
:
ارتجف قلبها خيفة ..ابعدت شعر مدين عن جبينها ..وقبلتها ..لم تكن مدين التي اعتادت ...خرجت تلك من الحمام منذ زمن وهي تراقب هذه الغريبه ....
:
نطقت بتساؤل ....."من انتي ........؟؟ شتبين ؟؟"
التفتت الى صاحبة الصوت تأملتها مطولا ........هنالك الكثير يحدث بين جنبات هذا القصر الموحش ........همست تسأل نفسها قبل أن تسأل التي امامها ........"أواز .......؟؟"
:
:
راقبت ملامح وجهها المستغربه ........"ايه ....؟؟انتي مين .......؟؟"
:
:
أبتسمت بنسبة من الهذيان ........."انا خالة ابوكي مرادي ........"
:
:
تغضن جبين تلك ........"ابوي ........."تأملتها مطولا ....لاتذكر هذه الباذخه الانوثة ابدا ........
:
:
هزت رأسها بالنفي ......."ماعرفكي ........"
:
:
بررت استفهامها ........."ماكنت موجوده معاكم من زمان ...لجل كذا ماعرفتيني ....."
:
:
تبادلن الصمت مطولا ...وكلتاهما تتأملان مدين تغط في اغماءه سببها لها المهدئ ..
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
بعد ان ودعت خالتها وصلت المغرب دلفت الى غرفة عمتها ام الذيب ......كانت تلك مازالت على سجادتها ...
جلست بعيدا عنها تتأملها تصلي وهي جالسه ...والحناء في يدها المتجعده ......تسابقت تخيلاتها لعمها زايد .......بضخامة جسده وشعره الاسود الكالح ...وسكسوكته البيضاء التي تزيده هيبة ..وخيفه ...صحته ..ووقفته ..وحتى يديها التي لاتزال شابه وقاسيه ....
سلمت تلك من صلاتها منذ وهله..........
:
:
راقبت سرحان زوجة ابنها المزعومه ........"ياوليدي يامضاوي ....اقفلي الباب ابيك بسالفه ........"
:
:
سابقها هلعها الي الباب وه غلقه ببطء لابد انها ستتحدث عما رأته من اثار توشم عنقي ونحري ...
لا اراديا امسكت بجيب قميصها الحريري .....
:
:
جلست بجانبها مستفسره عما تريده منها ....
تحدثت تلك بعد صمت حكيم .....
"يا وليدي ..انا ربيت زايد ...وربيت عياله ......وبنته ..انا امه مو مرته.........تزوجته مغصوبه وهو مغصوب ...لكن ابد ماقصرنا في حق بعض ..الفرق بيننا عشرين سنه ....يوم ولدته امه الله يرحمها وانا ميت لي بزرين .....انا اخذني زايد ..وزيد اخذ زوجته الاولى الله يرحمها .......وكان جارنا جدتس بداح الله يرحمه كانت امتس حسنه على اسمها حسنه ..بعمر زايد ....وكان خاطره فيها من مبطي ...لكن يوم توفت مرة ابوتس الاولى خطبها جدتس لابوتس .......تعرفين زايد وش سوى ..........ماحظر العرس وجابني اعيش بالمدينه ......كان يتحلم بأسمها ...ويناديني بأسمها لا سهى ...انا ابد مالمته بيوم ...انا عاذرته ابو ذيب والله يشهد عمره ماغلط علي بيوم ..."
:
:
أبتسمت لها .......تبدو العجوز مثقلة الكاهل ....."ادري يايمه جعلتس للجنه .........ما من علم جديد ......"
: مسحت على رأسي ..."عمتس شوفتس تضيق صدره .....من يوم توفت امتس الله يرحمها ......عمتس للحين يسهي بأسمها يا مضاوي ..."
:
:
يبدوا اعترافا خطيرا ....مازال عمي متعلق بأمي لا اصدق هذا ....لقد توفيت منذ زمن بعد منذ ان كان عمري ثلاث سنوات ....
اكملت زوجة عمي وام الجميع بما كنت اخشاه ......"خالتس...مرادي ...بترد لرجلها ولا عافته ؟؟"
:
: هززت رأسي بالنفي اغلق الحديث الحساس هلعه ......"مدري يمه مدري .......بقوم اشوف عيالي ."
قبيل ان اخرج نادتني ............وبتوكيد وحرص ......."تراها وصيتس يامضاوي ........وكلتس بها بعد رب العالمين ...."
:
:
خرجت من الغرفه مرتجفة الاطراف تتخبط في مشيتها .......سمعت صوته الجهوري الاشج ينادي ........"طريق يابنت ........."
:
:
اختفت خلف باب الغرفه المجاوره لغرفة امه .......راقبته يقترب ...لاول مره تسمح لنفسها بتأمله ......لم تره يوما هكذا ...تغير منظارها التي لا طالما راقبته به ......تذكت قربه منها وملمس شعره الكثيف على رقبتها .....
ارتجفت ...احست بأنها مكشوفة امامه .....
:
مالا توقنه مضاوي بأنه .. غرق برائحتها عندما جلس مكانها بجانب امه .......اللعنه الان بت اعرف كيف تبدو .......لم تكن لتشغل عقلي يوما .......حتى ارتمت على صدري ذاك اليوم المشؤوم .....لا زالت رائحتها تقض مضجعه في سريره وبقايا لباسها ...
لم تخلق انثى لتشغل بالي يوما .....ولكن ابنة العم هذه لاتفسر .....
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::
ما ان خرجت من مكانها حتى قابلها عمها متجها الى غرفة زوجته ......
التي تقطنها في الدور السفلي بينما هو يملك نصف الدور الثاني له وحده ..
:
نكست رأسها ومرت من جانبه ...تحس بأن هاذين الصخريان يحملان سرا خطيرا ..تأملها حتى غابت عنه ..منذ ان رأها اول مره حتى اليوم لازالت تطعن قلبه من انصال منقوعة بالسم ...
:
:
خرج الجميع عصرا وقد طلب ابو تركي ابنة اخته ليعايدها ...كان المجلس خالي الا منهم الاربعه ....
لقد ورط نفسه حقا ......لقد القى بيديه الى التهلكه .......الا انه لم يندم على فعله ابدا بل احس بفخر يعتريه عندما توجه لهم بشهمة قائلا ......."انا تحت امركم ....وكلمتي وقلتها قدام الرجال ....."
:
:
اشاد به زايد فخورا معتزا ........"الله يحرم وجه عبد العزيز النار ......انا اشهد ان فعوله حيه ......."
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
رن هاتفها مشعا في الظلام بأسمه .......انتظرت طويلا ......اخر ذكرى تجمعها به تغضبها وتقهر كيانها .....
ردت اخيرا ....بدون جواب منها .......
رد الاخر بالتحيه ....وبدا مترددا ............"أأأأأأأ ........اواز ..انا اسف على اللي صار يوم العيد ........"
سكتت مطولا ولا زال ينتظر اجابتها ....تحدثت اخيرا ........وهي تتأمل اختها ............"رد فعل متوقع ......."
متسائلا ....."اش قصدك .......اواز لا تشبهيني بغيري لو كنت مثلهم كان جريتتس من ثمان سنين لهم ..."
ردت متملله ......"انا مايهمني احد ولا ردة فعل احد .......كل اللي ابيه اني باخذ اختي معاي الرياض .......مالها جلسه هنا ابدا ....."
عندها حنق ......"انتي مين مفكره نفستس .....؟؟ تامرين تنهين اللي تبين ....ومن بيسمح لك تغيرين بروتوكولات عائله ماشيه عليها ......لعلمتس اهلنا هاه اهلنا ركزي ابدا ما أذو مدين وردة فعلهم زي ردة فعل أي احد بتنضر بنته ........ومدين ابدا مو هي اللي قادت نفسها لهالموقف وابوي وذيب كل همهم كيف يحافظون على امانة محمد ........"
ضحكت بأستهزاء ......"لا ماشاء الله مره محافظين "
رد عليها ........"انتي اكثر انسانه وقحه وناكرة جميل .........."
ردت عليه ببرود ..........."شكرا ...وتراني عطيتك على اني باخذ مدين الرياض معاي ........."
تمنى انها امامه لكي يلقنها درسا ........."مدين شورها بيد رجلها .....لا قال خذوها اخذناها وانا مو راد الرياض .ززعندي دورة في مكه ثلاث شهور ......زوباخذتس معي مكه وانتي ساده علقتس لا اخليك عند اهلنا ......."
اعتراها الغضب ..........."خييير .........مين رجلها ان شاء الله اللي طلقها ومابقى عن فرحهم الا اسابيع وخذلها واتخلى عنها ........"
رد عليها منهيا النقاش ...."يخسي رجلها شيخ يذكر اسمه بالمجالس مايسوى سليمان ظفره ......"
مهاجمه اياه بدون أي عقلانيه "يعني جايبين لها واحد ينفس اخلاقكم ومعتقداتكم بيعاملها كجاريه طول عمرها وبيمن عليها بمسألة العار والستر وتفاهاتكم ...."
رد مستحقرا ..........كل يوم يكرهها اكثر من الذي قبله"للأسف اواز في اشياء انت عمرتس ماراح تفهمينها ..اخلاقيات ارفع من مستواكي الناقم ......" لم يترك لها فرصة للرد وهو يغلق الهاتف ..
:
:
رماه بقوه على السرير ........وانهار بجسده المتعب فوقه ........تذكرها ......كيف يتذكرها وهو اللذي لم ينسها يوما .......تلك الطاهره المحتشمه البدويه الفاتنه .........لقد اعتاد ان يقارن بينها وبين الشقراء المتسلطه بعد كل احتكاك بها ......
فقده "نوير"يزداد يوما بعد يوم ..اشتياقه اليها وصل حد البكاء ..حتى ان لا يوجد امراءه بأمكانها ان ترتقي في عينيه حتى تقارن بها .......
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
الهاتف الجوال برقم سري ...الكمبيوتير المحمول ايضا كذلك ......كل الطرق مسدوده .......
قلب الوسادات وشرشف السرير ...لفتت نظره صورة مقلوبه سقطت .......رفعها ....
قراء ماكتب خلفها بخط صديقه ..."ماريا في عيد الفطر عام 2010"
قلبها ...كانت لانثى جميله يبين طولها الفارع في الصورة ودقة خصرها فما بال الطبيعه ...كانت مبتسمه تنظر الى شيء اقصر من مداها كما يبدو ....ترتدي ثوبا امارتي بلون وردي فاتح ونقوش ذهبيه ...وفتحته تفضح نحرها الابيض الريان ...وخاتمين من الذهب على اناملها الطويله وعقد يحاوط عنقها الشامخ ..وقد جمعت ليلا اسودا غجريا يصل الى منتف فخذها وتمسك بطرحه سوداء تلامس الارض بأطراف اناملها...وملامحها رباه يالجمال البدويه الحجازيه يطغى على الصوره ....بعيناها الغارقه بالكحل ووجنتيها البارزه للاعلى وشفتيها المكتنزة الصغيره المبتسمه بألق وانفها الحاد ......
:
:
جاس على الارض بهدوء وهو يحمل الصورة بين انامله ......تأملها مطولا ........حتى خيل له انها ستتحرك بعد وهله .........يالله كيف تحمل العيد في كل قطعة من جسدها ...
:
:
اللعنه لا الومك ابدا يالفى ..
الا انه تذكر بأن لفى قد قال له يوما بأن كل من تبقى له في حياته هي ابنة اخته ماريا .......يستحيل ان تكون هذه الفاتنه حبيبته ...
:
:
وبدون تفكير فتح الكمبيوتير المحمول .......وكتب اسمها بالانجليزي ...لتظهر مقدمه ويندوز الزرقاء الكئيبه ...
:
:
:
انه حقا متعلق بها .......لم يكن يحوي على الكثير ..الا من اوراق عمل ممله ..........وافلام قديمه ...كتب ...مستندات نصيه ....وملف بأسمها في التنزيلات ........يبدو بأنه اتى من هاتف محمول .......فتحه ...
:
:
وكانت الصدمه ...لقد كان يحتوي على بصورها 20 صورة.....وثلاث فيديوهات اخر الملف ......نزل اليها مسرعا ....
كانت تجلس على سريرها .......تنظر الي شيء بين يديها ...ترتدي عبائتها .......وتسدل شعرها الاهوج حول كتفيها ...
رفعت رأسها فجاءه ...تأملها جيدا يبدو بأنها كانت تبكي ...وقد سال الكحل وتجمع في محجر عينها ...واحمرت وجنتاها وانفها وتورمت شفتيها ..كانت تهمس وهي تتحدث لم يسمع ماذا تقول ...وصل سماعات الرأس بسرعه واعاد الفيديو ......
مسحت دموعها ونظرت الى سبابتيها ...اخذت نفسا طويلا ..عضت شفتيها السفلى ...وتحدثت بألم ....."الوضع هنا اصبح لا يطاق ...بجد تعبت ياخالي ...انا كبرت خلاص ولازالت المعامله السيئه مستمره..."رفعت رأسها عندما اتى صوت طرق الباب من بعيد وانتهى الفيديو .....
اعدته اكثر من مره ...حتى خلت انني اشعر بحرارة جسدها في حجري ....
لقد كان صوتها مثل طائر سنونو مبتل وضعيف....
وكأنه لم يرى انثى من قبل ...جال في الملف كثيرا ......بصورها كلها ..لم تكن تبين بكامل جسدها في الصور ...وقد لاحظ بأنها محافظه جدا الا انها فاتنه مهما حاولت الاحتشام .....
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::ايع� �ل بأنها من تعلق فيها لفى ....لا انها ابنة اخته ........اذا من معشوقته هذه ......
↚
قولوا لها إنني مازلت اهواها مهما طال النوى لا انسى ذكراها
:
يا املي من الدنيا هي املي هي السعادة وما احلاها وما اشهاها
:
هي التي علمتني كيف اعشقها هي التي سقتني شهد رياها
:
الشعر من وجهها در مرصع والفن من سحرها واللحن مغناها
:
روح من الله سواها لنا بشر كساها حسن وجملها وحلاها
:
فإن عبدتها لا اشراك بالله لانني في هواها اعبد الله
:
بلغوها اذا اتيتم حماها انني مت في الغرام فداها
:
واذكروني لها بكل جميل فعساها تحن علي عساها
:
وبحق الوفاء اعيد عليها ماعرفتم من عذابي في هواها
:
واجلبوها الى تربتي فعظامي تشتهي ان تدوسها قدماها
:
ان روحي من االضريح تناجيها وعيني تسير إثر خطاها
:
لن يشفني يوم القيامة لولا املي انني هناك سوف اراها
.............
..............................
كانت في غرفة ابناءها ترتب ملابسهم التي انتهت من كيها للتو .....
فتح الباب .......و ولجت منه ماريا كالاعصار ...
كانت تشدد على كفيها ...وملامح غريبه تكسو وجهها ....وجهت كلامها لذيب ومحمد .........."يا اولاد انزلوا تحت كلموا جدكم يبيكم ......."
انطلقا مسرعين وارء بعضيهم ...لحقتهما واغلقت باب الغرفه .......
تسألت تلك فزعه ............"خير ياماريا ؟؟طمنيني ......."
اخذت نفسا عميقا ........."تتذكرين ..راجح خوي محمد الله يرحمه ......؟؟"
استغربت ........"ايه اذكره الله يرحم ميته وميتنا .......اشبه ..؟؟ لايكون خطبك؟؟"
:
:
تأملتها مطولا .........."لاء ...." ونطقت بطامتها على رأس مضاوي ......"تزوج مدين........."
:
سقطت الملابس من يدها ..........
ونظراتها مشدوهه الى ابنة عمها .....
وفاغرة فاهها ..تحاول استيعاب ما سمعته ..
"ماريا ..اصدقي القول ...راجح ...راجح ...ماغيره ..."
:
:
تغضن جبينها ........"هو ماغيره ...شاهر دوبه حكاني وشرح لي السالفه كلها ....."
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::
فتح هاتف صديقه بنفس كلمة سر حاسبه المحمول ........
تورادت الرسائل ....كان معضمها عمليا ...الا الرسائل القادمه من تلك .........
كانت كلماتها شفافه وجميله ..تذكره بالخير في صباحه في بعضها ..والاخرى تحصنه من الشرور ...وبعضها موجز احداث ليومها ......واخرها عتب لانه لم يتصل عليها او يرسل لها رساله بمناسبة العيد وانها تفتقده كثيرا .....
:
:
يا الله لاتعلم بأنه توفي ...وكيف ستعلم ..
:
بالخطاء ضغط على المسودات .....وقد اسود كل شيء في عينه من الرسائل المتراجع عن ارسالها ..
:::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
تسرب صوت اذان الفجر من المسجد المجاور لمسمعها ...
سحبت ذراعها بهدوء من تحت رأس ابنتها التي تحتضنها وهي تسمي بأسم الله..تفقدت ابنها الذي ينام على السرير الاخر بجانبها .....
لقد تغير كثيرا منذ اخر مره رأته .....انه حقا يكبر ...سامحك الله يا ابو فهد لقد حرمتني منهم فقط لانني لم ارتقي لتوقاعتك ...قد لا اكون اتحدث لغتين ..ولا افهم في اتكيت الحداثه ..لكن لازلت اما ....خساره لم تنظر الى قلبي يوما ..
موضي في العاشره من عمرها و تركي في الخامسه عشر ..
:
:
التقطت شرشف صلاتها من جانب ابنها فقد اعتاد منذ صغره ان يحتضنه عند نومه ........توجهت الى دورة المياه للوضوء ...
بعد ان انهت وضوئها .......مسحت الماء عن المراءه ...عيناها قد تورمت من البكاء ..وحدتها تحز بخاطرها ...لقد مرت سنوات كثيره من عمرها انها في الخامسه والثلاثين .......في دوله اخرى ..او في ثقافه اخرى لنفس منطقة الحجاز ...لا اعتبر عانسا ..او عارا ..او منفور منها ابدا ...........انا حقا ناقمه على عادات مجتمعي ...لكن لازلت احلم بشريك الحياة المثالي ..لازلت احلم برجلي يقدر قيمتي ..يقدر كياني ..قراراتي ..افكاري ..توجهاتي ...يحترمني ..يحتويني ..
الا انه يبدو بأن حكم حياتي صدر منذ زمن بعيد ..
:
:
جلست في الصاله لوحدها بعد ان صلت وفتحت مصحفها وقد خرج اخيها وابنيه وابنها للصلاة ..
عادوا من الصلاة ..وبيدهم الافطار جهزته لهم ..
اغتصب الصغار لقيمات ليعودا الى السرير ..
نظفت المكان ولازال اخيها يتصفح الجريده في الصاله ..
عادت اليه بقهوه عربيه اعدتها ..
جلسة بجانبه تتلبس الهدوء وتعتنق الصمت كعادتها ..كعادة كل النساء تحت مسمى "حرمه "
:
:
انزل الجريده من يده واغلق التلفاز وهو ينظر اليها من تحت نظارته الطبيه للقراءه ....
اعتدل في جلسته ..
وتوجه اليها بالحديث ......"ابو تركي كلمني امس ........"
راقب ردة فعلها لم تبادر بأي فعل يذكر حتى ...
اكمل " يبيتس ترجعين له ......هاه وش قولتس يقول لا اني اقدر اسيب عيالها عندها واحرمهم مني ومني اخوانهم واهلي ...ولا اني اقدر احرمها منهم ....."
:
:
رفعت حاجبها مبتسمة بأستهزاء .." جزاه الله خير والله فكر فيني ........قله اختي عايفتك ......."
:
استغرب ردها ودافع بغضب عن ابن جنسه ........"ياوخيتي ذا مو كلام عيب ذا ابو عيالتس .........."
:
:
اخذت نفسا عميقا ...تعرف ماسيواجهها ..........."ابو عيالي على عيني وراسي .......ماقدرني وانا بنت عنده بيقدرني بعد ماتطلقت من رجل بعده ........كلامه لا يودي ولا يجيب والله يستر عليه "
:
:
لم يكن اخيها ليفهمها ابدا ........رد عليها بما كسرها .........."والله غير تاخذينه سامعه يابنت ابوي .........."
:
:
وقفت ..........."انا قدني مره شايله عمري بعمري ........ومنت بغاصبني على شيء ....لا والله اشتكيك بالمحكمه ............"
:
:
وقف غاضبا ............."مرادي احسن لتس ..لاتعصبيني ...والله رجعه لبيتي للعلا مافيه ........."
:
كانت زوجته تحدثه بقوتها لكن لم يرها يوما .......
:
:
وقد التمعت عينيها بعناد .........."بجلس في بيتي ...وجعل العلا باللي فيها للحرق ..........وزواج منه مو متزوجه ........."
:
:
جرها مع شعرها .......واخنعها عند رجليه ... "وانا حلفت يابنت ابوي ......"
:
:
مسكت يديه ..."حلفانك باطل ياخوي ......اقتل نفسي ولا ارجع له ......."
:
:
رماها على وجهها ...وانهال عليها بالضرب .....
:
:
استيقض ابنيها هلعين على صوت صراخها المكتوم ....
:
:
عندما فتحا الباب صدما بها مستلقيه على الارض ..وخالهما يصرخ بأسماء ابناءه ...ويسحثهم للذهاب .....
:
:
جرت اليها ابنتها تسترها ..وقد انكشف جسدها ...
بينما هرع ابنها لرفع رأسها عن الارض ..
لكم هذا يبعث بشعور المهانه والذل والتقزم في القلب ..
لم تكن للتتمنى ان يراها ابنيها بهذا الحال .....
جلست بصعوبه وهي تحتضنهم يقوه ...تبحث عن كرامتها الضائعه فيهم .....
وقد سال الدم من شفتها السفلى ..وانفها وتقطع شعرها في يده حت ان منابته اسفل رقبتها قد ادمت ..
:
:
::::::::::::::::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
كانت للتو قد بعثت ابنيها ليستأذنا لها من ذيب بالذهاب لخالتها في بيتها ..
..
بدأت في الاستعداد سارحه غارقه في البعيد ..
تفكر ...ولم تفعل يوما الا التفكير ......
بمدين ..بأخر لقاء لها معه ..
بعمتها ام الذيب ..بكل شيء ..
بعمها زايد ..
بأبنائها ..
بمصير ابنتها ماريا ..
يحمل عقلها الكثير و ثقل الحمل يهد قلبها ..
:::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::
اتى اليها ابنها محمد ......."امي ابوي يقول يالله اجهزو .....بسرعه بيخرج ......"
هزت رأسها بالايجاب ..
استحثت ابنتها للأستعجال ........"بسرعه عمتس يقول هيا ....."
:
:
جلست خلفه ..
راقبت ابنتها تقبل رأسه وكفه وهي تجلس بجانبه ...
والذيب الصغير يلعب في القلم في جيبه وهو يرتجيه بأن يسمح له بشراء شريط جديد ..
:
:
لوهله حزنت عليه فنهرت نفسها ..
سمحت لنفسها بالاقتراب وكأنها تعدل من وضعها ..فاختنقت برائحته ..وداهمتها ذكرى ذاك اليوم ..
تأملت يديه على المقعد الجاور وهي ينظر للوراء ليخرج بالسيارة من الموقف ..وقد نهر ابنيها للجلوس بأدب ..
لم تسترجي ان ترفع عينيها لوجهه ...
وقد احست به يكتمها ..يجلس في حجرها ..قربه متعب هذه ليست اول مره تستقل معه السياره هي وابناءها فقط ..
لكن هذه اقرب مره يكون اليها بعد ذاك اليوم ..الذي اهداها فيه انوثتها ..
يالله ذكرى رقته تخجلها ...
لقد سيطر عليها تماما وتحكم بها ولم يسعفها قلبه بكلمه واحده توقفه بها ..
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
عاد من العمل ...فتح الباب ووجد غير ماتوقعه واعتاده ..
كانت البيت يعج بهم محتفلا ..
اثنان يلعبان البلايستيشن احدهما على الارض والاخر يجلس على الطاوله .......والتؤمان قد التحما في صراع بينهم على غرض ما ...
:
:
والفتاه متعلق عينها في جهازها وتصرخ بهم طالبه الصمت ...
أبتسم يستشعر دفء المكان ..ابتعدت الخادمه التي كانت تحاول عبث ترتيب المكان عن طريقه ..
جلس بينهم ..لازالو يغرقون بصخبهم ..
التفتت اليه مبتسمه ..." عمي راجح ..........متى جيت ما انتبهت؟؟ ...."
وكأنها ايقضت الكل من انشغالهم توجهوا اليه جملة واحده يقبلون رأسه ويديه ....
رد عليهم بمحبه ....."الله يخليكم ويحفظكم ......هاه تغديتم ...؟؟"
ردت افنان الصغيره البلسم ........"لاء كنا نستناك تجي ........."
::
::
مسح على رأسها ..اخذ يديها وقبلها ........."حبيبة عمك ..افدى حنانك ......"
:
:
:::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::
رنت الجلس مطولا ..كان لايزال واقفا يراقبها ليطمئن عليها ...
عندها ردت فتاه صغيره ....
وفتحت الباب بعد ان علمت من هي ..
:
:
صعدت للدور الثالث .. وفتحت لها موضي الصغيره الباب ..
قبلتها وعايدتها ..
كانت تلك وجهها لايبشر بالخير ..
تسألت ......."فين امتس ياروحي ......."
أشارت على الغرفه تحبس دمعتها ...هرعت الى الغرفه ما ان دخلت حتى خرج ابنها على استحياء .......
كانت تغطي كامل جسمها حتى رأسها ...
جلست على طرف السرير ..اهتزت تحارب بكاءها ..
ربت بيدي على كتفها ......."خاله مرداي ..؟؟......"
↚
كانت تغطي كامل جسمها حتى رأسها ...
جلست على طرف السرير ..اهتزت تحارب بكاءها ..
ربت بيدي على كتفها ......."خاله مرداي ..؟؟......"
:
:
تأوهت تلك بألم من لمسة ابنة اختها على كتفها ...
رفعت الغطاء عن خالتها جزعه ..
لتصدم بما واجهته ...
كان محياها متورما من البكاء ..وبقايا دم متخثره طرف شفتها اليسرى ..نزعت الغطاء اجمعه عن جسدها ...
كان قد كسى عضدها اللون البنفسجي ..
يتوسطها جرح مدمي من اثر العقال على جسدها الابيض الريان ...
:
:
شهقت .........هلعه"خاله مرادي اش هذا ؟؟.. من سوى فيتس كذا ..؟؟"
لم ترد تلك وهي تنظر الى الباب مكسوره ..
شاركتها وجهة النظر ...كانت موضي وماريا يقفان عند الباب ....
همست لابنتها تقاوم دمعه ......."يمه ماريا خذي موضي واخرجوا ...ابي اكلم خالتس ....جيبي لنا مويا بارده معاتس ....."
:
:
ما ان ابتعدت الصغيرتان حتى انهارت مرداي ببكاء مرير .......
حاولت تهدئها عبثا ...لم تكن تلك لتستجيب وهي تنتحب على كرامتها وكيانها المهدور ......
اخذت الكأس من ابنتها ........راقبت خروجها ...
سكبت القليل من الماء في كفها ومسحت به وجه خالتها ..
شهقت تلك من برودته .....
مدت لها الكأس بحنان ......"اشبري ياعمري ...بسم الله عليتس ......."
:
اوجعها قلبها وهي تتأمل خالتها الرزينه الناضجه بهذا الحال .......
شعور المهانه ...يشبه شعور المرض المزمن العضال ...المرض المميت ..
:
:
تكلمت تلك بعد ان استجمعت كلماتها بصعوبه ......."خالتس يبيني ارجع لابو تركي .......واتوقع باين علي نقاشنا لوين وصل ......."
:
:
رفعت ليلها الغجري الملتصق بجبينها ......"الله يسامحه خالي ....كيف يرضاها لتس ...."
:
:
تنهدت ........."هو بيهمه امري ..كل اللي بيفكر فيه وحده مطلقه مرتين عنده بالبيت والناس بتاكل وجهه .....
:
:
دخلت ابنتها وقد على البكاء وجنتيها .........."امي ابوي تحت يقول يالله بنرجع الشرقيه ........"
:
:
تاملت ابنتها بأنكسار وسالت دموعها حرقه ......."مدت لها يدها اليمنى ......."تعالي يا روح امتس ........"
:
:
راقبت مضاوي المشهد ..يالحزن خالتها ززفكرة ان احد يحرمها من ذيب ومحمد و ماريا تقتلها ..فكيف بحرمانها منهم ولا تراهم في السنه الا مره ..
:
:
قبلتها تلك تسع وتسعون قبلة ...تنحت مضاوي ليدخل ابنها يودعها .....
ضمت كلاهمها على صدرها وهي توزع عليهم قبلاتها وتبللهم بدموعها ......."ياحبايبي ...ياقطعة من قلب امكم ...ياكلي .ياكلي ...ياروحي..لا اوصيكم ببعض الله العالم متى بشوفكم مره ثانيه ...خلوا قلبكم واحد هاه ..وانتبهوا لبعض ..لاتخبون شيء على بعض ..ولا تزاعلون بعض مالكم الا بعض .......ياقطعة قلبي ياروحي ......"
:
:
انسحبوا من يديها بصعوبه .......لحقت بهم مضاوي ...لتودعهم وتطمئن قلبهم على امهم ...
راقبتهم ينزلان مع السلم حزينان يقومان الدموع ..
عادت الى خالتها ..
كانت تلك قد انتصفت غرفتها ..واخذ البكاء منها مأخذا ...وقد افرغت ما بمعدتها ..
وارتفعت درجة حرارتها ..
اسرعت اليها تحاول رفعها ..فصرخت بألم ..."رجلي ....رجلي ...."
:
:
رفعت قميص خالتها عن رجلها ...كانت قد تورمت واخضر لونها ..
:
:
نادت ماريا بصوت عالي ........"ماريا ...ماريا .........دقي على عمتس ......"
طلبت الرقم وهي تراقبهم هلعه .......وكان الرد واحدا ....."عزيزي المتصل ان الرقم المطلوب مغلق الرجاء الاتصال في وقت لاحق ..."
:
:
"يمه عمي مايرد .......؟؟اش اسوي ؟؟ ادق على جدي ؟؟"
محدقه في خالتها التي يبدو انها فقدت الوعي ....."دقي عليه أي احد بس نوديها المستشفى ......."
:
:
كان يهم بركوب سيارته خارجا للتو من غداء ثالث العيد من بيت ابناء عمومته ..
رن هاتفه .....برقم ابنة اخيه وام احفاده ..
رد مستفسرا كان صوت حفيدته ......."ابوي ...ابوي ...الحق ...خالتي مرادي تعبانه مره وعمي ذيب مايرد مانعرف اش نسوي انا وامي ....."
:
استغرب اسمها الذي يسمعه للمره الاولى ....."لا حول ولاقوة الا بالله ....فينكم انتو طيب .....؟؟"
:
:
مستعجله اياه ......."في بيتها .......عمي ذيب يعرفه وين ........."
:
:
رد عليها امرا بصوت هادي يحاول تهدئتها ......"عطيني امتس اكلمها ...."
:
:
كانت قد رشت من عطرها على منديل وقربته من انفها علها تستيقظ...عبثا ..
:
:
اخذت الهاتف من ابنتها واصفه المنزل لعمها ....و شارحه له الحال ...
:
:
استغرق ربع ساعه للوصول ..قابلته حفيدته في المدخل وهي ترشده ......"من هنا يا ابوي ......"
:
:
ذكر اسم الله وهو يصعد خلفها في خطوات واسعه رشيقه ..
:::
:::::::::
لقد علمت مسبقا ..بأنه هذه غرفته..بعيده بمنعزل عن باقي الغرف ..وكأنه بالفعل يغرد خارج سرب هذه العائله ..
:
:
طرقت الباب ..لم يكن هناك رد ..سمحت لنفسها بأن تفتحه ..
قابلتها البروده القارسه ..وضوء الشمس سمح لنفسه بالتطفل من وراء الستار..ليبين خيالات اثاث الغرفه ..
:
:
نظرت خلفها ..تتأكد من عدم وجود احدهم ..اغلقت الباب بهدوء ..
سحبت الستار من على النافذه قليلا ..
انارت لها اشعه الشمس الطريق ..كان يعطيها ظهره العاري ...على سريره المزدوج الفارغ من الجهه الاخرى ..
:
:
كان على جدار الغرفه صوره كبيره ..ليوم زفافه بتلك ..
راقبت نظراته القديمه التي حنطتها الصورة لتلك ..لما ياربي لم تهبني يوما من ينظر الي بهذه الطريقه ..
:
:
تأملت منكبيه الواسعه ..احست بشوق يعتريها اتجهاه ..لطالما كان شاهر مميزا ..بكل شيء ..بقلبه ..بشكله ..بتصرفاته ..
:
تغضب منه عليه ..تغار منها عليه .. تبتعد عنه لاجلها ..غريب امرها ..هي لاتكر ابدا بان له فضل كبير في حياتها ..كيف وهو يساندها بكل قرارتها رغم انها اخر مره رأته قبل 8 سنوات ..وانتقلت للعيش معه بعد موت خالتها موضي ..التي جعلها وصيه عندها وما هي الا ام زوجته الراحله ..
اقتربت متردده جلست في المسافه القليل بين ظهره ونهاية السرير ..أحست بدفء ظهره العاري على نهاية ظهرها ..
تنهدت بصمت ..وقد سالت دمعات على خديها ..انها حقا تحتاجه بشده ..لطالما استمدت قوتها منه ..أبتسمت عند تذكرها بأيصاله كتبها لها في وقتها المحدد كي تستعد للامتحانات الجامعيه ..كان يحفظ جدولها .. وكل مايتعلق بجراستها لاعتقاده بأن هذا مسؤلييته ..
وهي التي لم تره لسنوات طويله ساندها ..ولو برساله نصيه ..
:
:
مررت اناملها الطويله على ظهره حتى وصلت الى كتفه ..
متردده قربت رأسها ..عدلت من وضعها حتى استلقت خلفه ..
اخذ نفسا عميقا ..وجر يديها حاوط بها جذعه ..محتضنا كفها بكفه ..
::
::
::::::::::::::::::::
الرعود العاتيه لا تولد الا بعد الهدوء..
الاحزان الكبيره يجلبها المطر ..
لنا لقاء قريب ان شاء الله
انتهت ..
اسعدني تواجدكم معي بعد عودتي ..لكل من تعلق بالروايه واحبها ..وتقبل رجوعي ..وكل من نسي الروايه مع السنوات ..
شكرا لكم يا احبابي ..
اتمنى لو كنت استطيع ان اتواصل معكم طوال يومي ..
ولا تحرموني من ردودكم الجميله التي تسعدني حقا ..لقد مريت بأوقات عصيبه ..لقد كنت وحيده وحزينه ومكلومه ..
بكتابتي عدت الى نفسي ..وعدت اليكم ..
فأنا قارئه شرهه لنفسي ..وكل ما نزلت بارت ارجع اقراءه كانه مو انا اللي كتبته واتحمس له وافكر اش راح يصير ..
ما ان افتح الوورد ويبدأ عقلي ينطلق واكتب اكتب احيانا استمر ليوم كامل وانا اكتب وما ادري عن نفسي ... وارجع اقرأ اللي كتبته ..بأتحمس واصير اسعد انسانه ...
..
..
احبكم واحب مساندتكم ليا ..لو تبغوا تتواصلوا اكتر معايا خبروني بس واشوف لنا وسيلة تواصل ..
..
....
موعدنا ..الاحد ..الثلاثاء ..الخميس .. ولامانع من بارتات صغيره بينها ..
↚
ابعد وخلني.. في حياتي انا حر..
وكثر ما تقدر.. عن حياتي تبعد..
ماابيك حتي في خيالي انا تمر..
ومابي اشوفك في طريقي تردد..
لا تطرح الموضوع كل ساعه وتصر..
بيني وبينك الهوى ما يتجدد..
ابيك ترحل عن حياتي وتهجر..
يمكن مع الوقت على بعدي اتعود..
ما عاد وصلك يشرح القلب ويسر..
موقف فؤادي من غرامك تحدد..
قلبي معزم وعلى فرقاك بيصر..
وماخذ قراره.. إلآ ليما تأكد..
.....
...............
الجراح تملء قلبي ..والسنين لاتداويني ..الوحده انهكتني ..والهم ينهشني ..العمر يمر وانا وحيده ....حتى شبابي يهدر امام عيني ..
:
:
تنهدت تتأمل المرأه وهذا حالها دوما عندما تكون وحيده ..
وقفت وبان طولها الفارع ...اطلقت عنان ليلها الغجري ..
فضحتها دمعه بللت وجنتها النافره ..
تذكرته ..يا الله كم تفتقده ..انه حتى لم يترك لها طفلا ترتبط معه به ..بطفل يشاركها حزنها على فقده..
:
:
نغمة رساله جديده صدرت من هاتفها ..لتقفز اليه مسرعه ..
كانت منه..كلمتان فقط ..قرأتها مبتسمه ..
" وافي توفى .."
:
:
تغيرت ملامح محياها ..وهي تعيد قراءتها ..تغلقها وتعيد فتحها وقراءتها ..
:
طلبت الرقم مستعجله ..لربما هي مزحه ثقيله من خالها الحبيب ..
وبعد طول طلب ..رد ........كانت متعطشه لصوته ..
:
:
رد بعد صمته الممتد ......."السلام عليكم .."
لم يكن الصوت الذي تطمح لسماعه..لم يكن صوت روحها وكل اهلها وبقايا امها الحزينه ..
:
:
انصت لشهقاتها في الطرف الاخر ..لكم هو جاهلا لما دفعه للرد عليها :::
لعن نفسه على تهوره ..ان تكلم صوته يحمل اليها الحزن ......وان سكت فهو يضيع حق صديقه في الانتقام ..ومن ولاك ياثابت لتنتقم من انثى معدمه وحيده ..
"لفى توفى من شهرين ..والله يرحمه كان خارج من عملية قلب مفتوح ..لكن صحته بعد العمليه تدهورت والاجواء هنا صعبه وعطاكي عمره ..."
:
:
اغلق الهاتف مسرعا .....وهو يشدد على قبضته ويضرب بها جبينه ...كان في موقفا لا يحسد عليه ..
:
:
تأملت جدر حجرتها المترفه بالوحده والسهر..المشبعه بالنسيان ..تعلقت يديها بجيب ثوبها ..الهواء المحيط بها يخنقها ..وعيناها فقدت الرؤيه ..هوت على الارض ....حمل الحزن ثقيل عليها..
:
:
................
.............................................
اذان العصر يشق صمت العيد في الشارع ..
::
تحرك في مكانه ..منذرا عن قرب استيقاضه ...
ازعجها بحركته ففتحت عينيها ........استوعبت ما فعلت ..لقد شاركته السرير في لحظة ضعف منها ....
سحبت يدها منه مسرعه وأتجهت الى الباب مسرعه وهي تراقبه ..
عندما همت بفتح الباب ..سمعته يناديها متأكدا من وجودها ....بالاسم الذي لايناديها احدا غيره به .....وهو معنى اسمها الكردي المعرب ....."الحان ..."
:
أغمضت عينيها وقطبت جبينها ....كرهت وضعها وتهورها ودخولها غرفته من الاساس ...
ألتفتت اليه بعد تردد ...
لم يركن ليرى ملامحها في الظلام ..
اخذت نفسا عميقا ...ومددت يدها لمفتاح الاضاءه ..
::
انزعج من تسلل الضوء لرمشه ..
ثم فتح عينه بصعوبه ..
تأملها ..الشقراء ..المتجرده من العروبة الا في جموح خصرها ...
بخديها الورديه وشفتيها الصغيره ...وعيناها الزرقاء الواسعه ..
انها كمارلين منرو ..بينما لاترى عيني البدوي الا معشوقته ابنة الصحراء بعنيها الكحيله و بنيتها الشامخه و عراقتها ..
:
:
يراها هكذا للمره الاولى لقد بدا يتعرف عليها مؤخرا ..زمت شفتيها الورديه واكتست خديها بحمرة الخجل ..
كانت تنكش اظافرها الحمراء الطويله بصوت مسموع ..
أستحثها للحديث ......"أمريني..؟"
:
:
رمشت بعينيها ثلاثا وابعدتها عنه ...ونظرت الى اللا شئ ..
وبصوت هامس ........"بس ...كنت ابا اكلمك بشيء ......."
تأملها بلابس لا يليق بالمكان ......وقد ارتدت فستان احمرا يكشف كل نحرها ويفضح صدرها ...ويشف دقائق جسدها ... وقدفجر هذا اللون هذا انوثتها مع التقاءه بلون بشرتها..
همس لها غاضبا ...لا يكذب لقد اثارته بمنظرها هذا ........."الحان ...لاتنسين انتي فين ....رجاء اطلب منك بأدب ...معاد اشوف هاللبس عليكي ...تمام ....."
هزت رأسها بخنوع غريب عليها ....."تمام .."
:
:
أكمل وهو يغطي مافوق سرته وعضلات بطنه بالغطاء.."والموضع اللي جايتني على شانه انا قلت لتس أنا اسف ..وابد ما اقدر البيه لتس ....."
ترجته وهي تقترب منه ...."طيب الله يخليك اسمع وجهة نظري للموضوع على الاقل ....."
ونظرت اليه بنظره استعطاف واستجداء ذكرته بطفولتها كثيرا ....يا الله كلما يتذكر طفولتها ينفر منها اكثر ..لقد ربيتها تقريبا ..
تلك السمينه الشقراء المغطى وجهها بالبثور ..أصبحت هذه ..
:
:
تنهد ......"نوريني يا ست الحان بوجهة نظرتس ....."
:
أبتسمت بطفوله وهي تتقدم .....
نهرها ..........وقد مد يده ...."آأ ...آأ .......آأ ......اشرحي لي من بعيد ..."
توقفت في مكنها وقد اقشعر بدنها من كلمته ......الى هذه الدرجه ينبذني ...الى هذه الدرجه يعاملني كعبء ..
:
:
بينما اقترابها منه اشعل جسده ..وارتجف للحظه مراقبا اقترابها ..قبل ان ينهرها ..
:
:
رمشت بعينها اكثر من مره تمنع تساقط دموعها وركزت بنظرها على اللاشئ ..
رفعت جيب فستانها بيديها الاثنتين وفردت كفيها تغطي مالم يستره الفستان من صدرها ..
اخذت نفسا عميقا ....."انا شايفه انه اختي نفسيتها مره تعبانه ..و..و ...هي محتاجتني ..محتاجه تتنفس ..تنسى ..ابغا... ابغا ...اعوضها ..وو ...شاهر افهمني .....مدري اش اقول ...."
:
:
أبتسم لها ..وهو يقف ولا زال يستر بالغطاء اسفل جسده ......."فاهمتس ...يا الحان وانا لو بيدي اخرج مدين من هالمكان اليوم قبل بكره ...لكن تعرفين الوضع ...اللحين هي متزوجه ...حتى ذيب وابوي مالهم شور بهالأمر يعني بكلم زوجها ...وما اوعدتس لكن بكلمه ......"
:
:
راقب تعابير وجهها .....التي كانت تخلو من أي ردة فعل ..هزت رأسها بالايجاب ........"مشكور ياشاهر على كل شيء ..."
:
:
اتجه الى دورة المياه وهو يراقب ظهرها تتجه الى الباب ....
قفز التساؤل الى رأسه ..فأستوقفها ......"الحان ..؟؟"
::
مسحت دموعها من على وجنتيها التي انهمرت ما أن اعطته ظهرها ..التفتت اليه ...
لم يعرف كيف يصيغ السؤال ....."آآآآآ ..الحان ..أأأممم ...؟؟انتي من متى كنت في الغرفه ..؟؟"
:
:
ارتجفت شفتيها تبحث عن حل ..عندها اشاحت بنظرها عنه لا اراديا متأمله صورة نوير على الحائط .....
واعادت النظر اليه ...وبمحاولة ان تكون واثقه من اجابتها ......"اول مافتحت الباب ...انت صحيت ......."
:
:
هز رأسه بالايجاب ...هو موقن بان احدهم كان يشاركه السرير ..
ذكر اسم ربه يقطع الشك ..
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
ما أن اغلقت باب غرفته حتى ......انهمرت دموعها في صمت ..واختفى طريقها الى غرفة اختها ....سندت نفسها على الجدار ...وهي تمنع شهقاتها ....
لقد شعرت بأنها منبوذه اكثر من أي وقت في حياتها ....كتمت شهقتها بكفيها الاثنين ...
تلك النصف ساعه التي نمتها بجانبه ..لقد شعرت بالدنيا اجمعها تتقلص بيني يدي ..بأنني ملكت كل شيء ..بأنني كنت الف ساعدي حول سعادتي ..
كم انا حمقاء منبوذه كلما رفعت رأسها الى الاعلى كسرت رقبتها ...
:
:
.......................
..............................................
كلن يقف في رواق المشفى الخاص ..وقد اغلق هاتفه للتو من خال ابني اخيه ...لقد لفهمه ذاك الشقي بان هذه المستوره عصت زوجها المزعوم في امر ما ...وما كان منه الا ان يلقنها درسا تأديبا وردعا لها عن هذه الافعال ..
...
............
لم يعلق برأسه شيئا سوى اختراق رائحتها تنفسه عندما حملها بين ذراعيه....
كيف له ان يحتك بها بعلمه انها امرأه مرتبطه ..لا تسمح له رجولته بتأمل امرأه ضعيفه محتاجه ..لقد ساعدها كما لو ساعد أي احد ..
الا انه اشفق عليها ..موقفها ضعيفا للغايه لقد تكالب عليها زوجها واخيها .....
:
:
لم يكن يوما ليمد يده على امرأه برغم ان اخيه زيد ورث طول يده الى ابنه ذيب ..
لايسمح له موقفه بالحكم على الاخ في الموضوع .....
:::::::::::::::::::::
راقب اخيها يتجه اليه من اخر الممر ..شرح له سعيه في ايقاف الطبيب عن تقديم بلاغ للجهات المختصه ..تفسيرا للأعتداء الجسدي الواضح على تلك المسكينه ...
..
..
لم يكن ليتدخل ويتكلم وينصح .......اعتاد البدوي على ان لا يتدخل بين رجل ومحارمه ..
::
::::
تـأملت خالتها العاجزه الكسيره على السرير الابيض ..كرهت ضعفها وقلة حيلتها ..وهي تراقبها تأن بأسماء ابنيها البعيدين....
لكم تكره ان تكون هذه الانسانه العظيمه بهذه الموقف وهذا الوضع ...انها لا تستحق سوى كل تقدري ...
دخلت ابنتها متأمله خالة امها بحزن ......"ابوي يقول يالله ....."
::
قبلت رأس خالتها ...يعز عليها فراقها الا ان ما باليد حيله ..
.
.
راقبت دخول خالها مع خروجه لكم مات كل تقدير له بقلبها واستبدلته بالاستحقار ..
يالوقاحته ..يقتل القتيل ويمشي في جنازته ...
لحقت بعمها وابنيها ..اخذتها افكارها للذكرى ..لقد كان عدي كريما بطول يده علي ..عصفت ذكرى ذاك بذهنها لم تره يوما يضرب سوي مرتين في حياتها كانت كفيله بزرع الرعب في قلبها .....ضربه اواز في ذكرى تلك الحادثه الشهيره ...ضربه مشاعل مؤخرا ....انه عالمه تماما بما شعرن به ...لقد دربها عدي قبلا .....
::
::
قاومت افراغ ما بمعدتها وهي تركب السياره متأملا الطريق الطويله المؤديه للمنزل ...مشتاقه تماما لسريرها ..عمرها ثمانيه وعشرن وكل يوم تزيدها الدنيا عبئا وحملا ثقيلا ..تستيقض كل يوم ..تحارب كل الاحزان والهموم ..وشرور الدنيا ..وتحمي اطفالها حتى يعودا الى السرير امنين ...ثم تستلقي هي على سريرها والفكار تتلاطم بها ...والاعباء تنهكها وتتضخم وتتفرع مع كل صبح جديد ....
:
:
لقد كان يوما طويلا بحق ..الاحداث كانت متزاحمه ..والاحزان تكالبت عليهن ...
حتى عمتها اليوم ارتفع ضغطها وقضت اليوم طريحة الفراش ..
الا انها تفتقد ماريا للغايه لكن باب غرفتها مقفل يبدوا بأنها لا تريد مقابلة احدهم ..
حتى اواز و مدين خلدا مبكرا الى السرير ...
وهي المنهكه للغايه لم تخلد اليه بعد ..
لنستعرض مافعلته اليوم ..لان الحياه بدونها لاتسير على مايرام في هذا المنزل ..
استيقضت مبكرا لتصلي الفجر ..نزلت الى المطبخ دلال القهوه للمجلس ..وحضرت الفطور لذيب وعمها وابنيها ...
اشرفت على تنظيف المجلس السريع ثم بخرته و اغلقته .....
توافد الرجال على مجلس عمها ...
حضرت لهم سفر الافطار مع الشاي ...وقاد كنت متعبة جدا نظرا لكثرتهم ..
:
:
لم يكن هناك غداء اليوم وهي تخطط للذهاب الى خالتها بعد الظهر قبل ان تقع تلك الفاجعه ..
جمعت ملابس ذيب وابنيها وعمها ..
غسلتها وانتهتها مبكره نظرا لقلتها هذه المره ..
حضرت الغداء بكميه تكفي لاطعام البيت كله ووجبه دسمه ..
تركتها على الموقد وامرت الخادمه بأعادة تسخينها وتقديمها بعد الظهر ..
:
:
ذهبت الى خالتها وحدث ما حدث عادت الى المنزل بعد العصر بنصف ساعه ..
:
كانت عمتها مرهقه فقامت على العنايه بها حتى المغرب وحضرت الاكل لأبناءها لقد كانوا جياعا ..
بدأت في تحضير وجبة العشاء حتى تكون جاهزه قبل صلاة العشاء ليأكل الجميع ثم يخلدون الى النوم ..وزعت الصواني على غرفهم لم يكونوا ليأكلوا مجتمعين عدا ذيب والصغيرين وابيه يأكلون سويا..
رابع العيد هو غداء ذيب كالعاده لزملاءه ورفاق عمله ومعارفه غير غداءه وابيه اول العيد وثانيه للاقرباء ..عاده غداء رابع العيد يكون ابسط ..
حضرت ثلاث اصناف الحلو للغداء ونوعين سلطه والحساء ..بكميات كبيره كالعاده ..
ثم صعدت الى غرفتها ..جمعت غسيلها وابنتها وغسيل مدين واواز معها هذه المره ماريا لم ترد عليها ..
وقابلت الغساله والمجفف حتى الساعه الحاديه عشره الا ربع ..انها حقا منهكه الا انها تذكرت بأنها لم تتاكد من خلود الصغيرين الى السرير..
توجهت الى غرفتهم كانت غارقه في الفوضى وتعلقت عينا هاذين الاثنين بالشاشه حماسا لالعاب الفيديو ..
الا ان رتبت الغرفه وهدءت الوضع وسحبت الاجهزه من ايديهم كانت الساعه الثانيه عشره وهي من استيقضت قبيل اقامة صلاة الفجر ..
:
:
ذهبت الى غرفتها منهكه ورمت بنفسها على السرير ..كانت ابنتها تتابع التلفاز ..
تأملت ابنتها وقد انعكست اضاءه التلفاز على محايها الجميل ...انها تشبه امي وعمتي في نفس الوقت ياله من خليط غريب ..
الا انها جميله للغايه وقد نضجت مؤخرا ولايبين عليها عمرها ابدا بل تبدوا في عمري وعمر مدين ..
بنصائح الامومه المعتاده ....."ماريا ابعدي عن التليفزون عيونتس ......."
:
:
ردت عليها وهي لازالت محدقه في التلفاز ....."بالله للحين تصدقين هاذي الخرافات يا امي ......"
:
:
تقلبت في سريرها منزعجه وبلهجه تهكميه ......."قولي لي قومي اتحممي ......"
:
:
ردت عليها بلا مبالاه وهي تتابع التلفاز ....."قومي تحممي..."
:
رمت عليها الخداديه بجانبها حنقا ......."وجع ...انا امتس احترميني .."
:
:
ابتسمت تلك تتفادى الضربه وهي لا زالت تراقب التلفاز ..
شاركتها ماتشاهده .....وبفضول ....."حلوه المسلسل ......"
:
:
هزت ابنتها رأسها بالنفي ......."لاء ......"
:
شاهدن التلفاز بملل وهن يسرحن بحياتهن الممزقه الغريبه .....تأففت ....."ماريا اعتبريني عجزت ....قومي حمميني ولا مافي حيل اتحرك......"
:
:
ضحكت ابنتها ......."لاتحاولين بنعجز انا وانتي مع بعض ...اصلا محد مصدق انك امي ...الشئ الوحيد اللي يثبت انك امي لغة العجايز حقتك ......."
:
:
وقفت متجهه لابنتها ...بعثرت شعرها ..."قومي ...قومي جيبي لي فحمتين والعوده حقتي سيبتها في المطبخ تحت ..تعرفين علبتها ...قومي ......."
:
:
اعترضت بتهكم .........."امــــــــــــي ...امانه ما ابغا مافحالي ..وبعدين البيت ظلما والمطبخ بعيد ...خلاص مره ثانيه جيبي لك موقد هنا ......."
حركت رأس ابنتها بيدها ....."قومي ....قومي انتي مهلوكه انا اش اقول ...قومي ......"
:
:
راقبت ابنتها تخرج وهي تكيل عبارات التهكم والتعب ......
أتجهت الى المغطس تحتاج لحمام طويل ومريح وساخن ...
:
:
كان للتو داخلا للمنزل ..قابلته ابنة اخيه خارجه من المطبخ وفي يدها علبة العوده والمبخره ..قبلت رأسه وتشاراكا الصعود على السلم الواسع ..
قبل ان يدخل غرفته سألها ..."ليش البخور ذا ؟؟......"
جاوبته تلك الحمقاء ببديهيه ......."لشعر امي ......."
لم يبدي أي ملامح على وجهه ...
بل مد يده اخذا المبخره منها وعلبة العوده ..."هاتيها ببخر غرفتي ....."
أتسعت عينيها من فعله ......."طيب وشعر امي ......"
ابتسم بتصنع ......."تدبر عمرها ........."
اخذها منها واغلق باب غرفته ...عادت الى غرفتها وامها صفر اليدين ..
:
:
فتح العلبه الذهبيه واخرج قطعه من العوده في المبخره ...
لتغمر الغرفه رائحتها التي تركتها على وسادته ذاك اليوم ..الا ان هناك خليط روائح تركته له وهذه رائحة شعرها الليل الغجري الاسود فقط ..الذي وقع في فتنته ...
ذهب للأستحمام ..وعند خروجه كانت الغرفه قد غرقت برائحة شعرها ...
:
:
جففت شعرها الذي يصل الى منتصف فخذها ..وسرحته بصعوبه ..مسحت من على جذوره ناحيه عنقها من خمرية نفس العوده ..
:
:
"ماريا وين الفحم والعوده ...."
:
اغلقت جهازها اللوحي ..."اخذها مني عمي ذيب ....."
راقبت ردة فعل امها ..لم تبادرها بأي رد او طلب للتبرير ..
فقط رفعت غطاءها ..واندست اسفله ..
وضعت يدها على فمها تقاوم افراغ ما بمعدتها ..
هذا لايعقا أي اتصال مباشر او غير مباشر لها مع ذيب يقلب كيانها ..لكم تكرهه وتهمشه ..وزاد كرهها اليه اضعافا بعد اخر لقاء بينهم ..
كيف له ...؟؟ اقشعر جسدها وارتجفت عند تذكرها قربه ورائحته ..
:
:
كانت غرفتها الوحيده المضاءه في هذا القصر الكبير ..
حركت اناملها الطويله على الارض البارده ..لقد كان التكييف مفتوح منذ الفجر ..
آه كم يؤلمها جسدها ..وجنبيها تكاد تتشقق ..تذكرت الم فقدها طفلها في شهرها الثاني منذ اعوام بعيده ..ظهرها يكاد يقصف .زوعظامها تأن ..
ياه لقد كان حلما سيئا ..تسلل النور بين رمشيها ..وفتحت عينيها ..لم تستطع تعديل وضعها ..
نظرت الى جسدها لقد كانت شبه عاريه بما تلبسه ..هناك شيءمنعها من اكمال ارتداء ملابسها ماهو ....
تذكرت ماحصل ..ما قيل لها ..وماعرفت ..
اطرقت برأسها على الارض بقوه وانهارت بالبكاء ..
:
:
اغلق للتو من مكلمة ذاك ..تفكر للحظه ما دفع ذاك الاسطوري لفعل فعلته يوم العيد ... يالله أي الرجال هذا الذي يعيش في زمننا الغادر المواقف الصعبه بعقل رجل من الزمن القديم ..لقد فضل ان يستر على ابنة احدهم التي يراها الجميع ناقصه بعدما حدث لها ..على ان يتخير في النساء وهو اكمل رجال قومه ..لهذا الرجل خفايا كبيره ..
:
:
كان للتو يخلد الى فراشه عندما رن هاتفه برقم لا يعرفه ..
كان شاهر ابن عم ابو تلك ..يبدوا لي بأنه متزوج من اختها ويريد مني ان اسمح لذهابها مع اختها ..
:
:
يالبساطة هذا الشاهر ..وطيب اصله يحسب بأنني سأمارس عليها كل حقوقي ...لقد انقذت سمعة هذه الصغيره لا غير ..
ولا انوي ان اجلبها يوما الى بيتي وامارس عليها واجبات الزوج ..علاقتي بها عنوانها ..."دعها للايام نتبينها ..."
:
:
تم بحمد الله الجزي التاسع ..
اعتذر للتأخير الا انه كان يوما صعبا علي بالفعل ..
ولكل من طلب التواصا راجعوا بروفايلي _ عن نفسي ..وراح تلقون كل وسائل الاتصال بي...
شكرا احبكم ..لي عوده قريبه ..
↚
ولما بدا لي أنها لا تحبني
وأن هواها ليس عني بمنجلي
تمنيت أن تهوى سوايا لعلها
تذوق صبابات الهوى فترق لي
وما كان إلا عن قليلٍ وأشغفت
بحب غزال أدعج الطرف أكحلي
فعذبها حتى ذاب فؤادها
وذوقها طعم الهوى والتدللي
فقلت لها هذا بذاك
فأطرقت حياءً وقالت كل ظالم مبتلي !!!
::::::::
::::::::::::::::::::::::
أرتدت ثوبها بصعوبه ..وبشعرها المبعثر ..كأنها خرجت للتو من قبر دفنت فيه اشتباها بموتها ..خرجت من غرفتها ..ما ان فتحت الباب حتى لم تحملها ساقيها فسقطت وخدشت ركبتها اليسرى ..وقفت ..تتخبط في الجدران وقد ابتعد باب غرفته ..نادت بصوت عالي تستنجد به ..
"شاهر ...شاهر ........"
بلعت ريقها بصعوبه ..وقد وشمت الدموع مسارها في محاجرها..
سقطت من جديد في طريقها الى غرفته ..
:
:
كانت للتو تسلم من صلاتها ..سمعت اسمه يتردد بوهن خلف الباب ..
هرعت الى الباب مسرعه وفتحته ..
كانت ابنة عم ابيها تتجه الى غرفة زوجها ..
ركضت نحوها لم يكن شكلها ينبئ بالخير ..
"عمة ماريا ....؟؟اش فيكي ...؟؟"
رفعت تلك عينيها تتأمل ..اواز بتوهان .......وبصوت ضعيف .."شاهر ...ابغا شاهر ..."
:
:
هزت رأسها بالايجاب وهي تتجه الى غرفه شاهر ..طرقت الباب ما من مجيب ..فتحته ..التلفاز مفتوح والغرفه مظلمه يبدو بأنه موجود لكنه في الداخل ..
عادت الى ماريا تسندها ..ما أن ادخلتها الغرفه حتى انهارت تلك جالسه ..
خرج للتو من دورة المياه يسرح شعره مرتديا ثوبه يبدوا بانه كان مستعدا للخروج ..
:
هرع الى اخته الباكيه على الارض انخفض الى مستواها فتشبثت في ساعديه بقوه ...
حاوط وجهها بكفيه ..والقلق يعتريه من حال اخته الوحيده "ماريا ...ماريا ...طالعيني ...حبيبتي ..اش في ..؟؟خير ..؟؟قوليلي...؟؟"
:
:
امر اواز "الحان جيبي مويا بارده ....."
التفت حول نفسها لا تعلم من اين تذهب او ماذا تفعل .....صرخ بها ...."المويا في الثلاجه وراي ......"
:
:
ادمعت عيناها من صراخه وهي تتجه الى الثلاجه تجلب الماء ...
كان يستحث تلك بالحديث كما يستحث طفلا صغيرا ...وهو يهز رأسه ببطء مستخرجا الكلمات منها ...
لم تكن لتتحدث و تحاول بين شهقاتها ...تتشبث به كأنها ستفقده..او كأنه سيعيد خالها لها بأي لحظه ..
اخذ الماء من الباكيه الاخرى بجانبه ..ذكر اسم الله وهو يمده لشفاهها المتشققه ......
بعدما شربت القليل غسل وجهها وشعرها بالباقي ...
شهقت بقوه من البروده التي ببلت شعرها والصقت ثوبها بجسدها ...
بعدما عاد اليها القليل من وعيها ..رددت بعدم تصديق ......"خالي مات ...خالي مات ...من شهرين مات ...وانا مادري مات ...بأشوف لفى ...شاهر ابي اشوفه تكفى ........"
:
:
أطرق برأسه حزنا لما سمعه ..تنهد ..لم يكن يعرفه الا معرفة سطحيه ..مسح وجهها بكم ثوبه ..ثم جرها الى حضنه ..شدد عليها بين ذراعيه ..
وقبل رأسها ..كل هذا وتلك تراقب ..
ثم بهدوء و تمرس ,,يبدوا بانه واجه هذا كثيرا ..."قولي لا اله الا الله ياماريا ..."
نطقتها بأستسلام و شكوى الى الخالق الاوحد ..
رفعها شعرها عن جبينها مكملا ......."هذا طريق كلنا ماشين عليها يا بنت ابوي ..ادعي له و اذكريه بالخير ولاتنسينه في صلاتتس ولا صالح اعمالتس ..هو من له غيرتس لا بكيتي انتي وانهرتي مين بيدعي له ..؟؟"
أبتسم لها وهو يرفع محياها اليه ..."قولي الله يرحمه ...ادعي له ..عدي نفسك له ولد صالح ربي مارزقه اياه .."
:
:
نظرت مطولا الى اخيها ..
مررت يدها بطفوله تجفف بلل دموعها الذي غزى شفتيها ..قفزت لخلدها ذكراها فتغضن جبينها وتقوست شفتيها تمنع نفسها من البكاء ..
همست لاخيها تبرر له ..."بس خالي وحشني ياشاهر ..اللحين من بقى لي .."
:
:
قبل جبينها واعاد ترتيب شعرها ....."آفا ..ياماريا ..وشاهر حبيبتس وين راح ..."
اضطرب صدرها تمنع بكاءها ..."كان ...هو اللي بقى لي من ريحة امي ..."
:
كانت تراقب تواصلهما بدموع صامته ..تراقب يديه وعينيه تعطف على اخته الوحيده بكرم ..تراقب الثوب ملتصقا على صدره متأثرا ببلل شعرها ..
تأملت ماريا مطولا ..يا الله كم كانت بدويه وجميلة للغايه حتى وهي تبكي ..والكحل الممتزج بدموعها ..تلك الانثى التي بأمكانها ان تثير اهتمام شخص مثل شاهر ..
نهرت نفسها لتفكيرها الذي يأتي في زمن وموقف كهذا ..
راقبتها تهدأ في حضنه ..وهو يصبرها بكلمات قويه ومؤمنه ..لوهله تخيلته عندما فقد نوير لابد انه كان وحيا ليت الزمن يعود بي و أواسيه بكلي ..
التفت اليها فجأه ..فشتت نظرها عن تأملها اياه ..
همس لها ....."خذيها غرفتها ...خليها تصلي وتقراء ...وانتبهي لها ...انا خارج مشوار وراجع لكم ...طيب .."
:
:
هززت رأسي بالموافقه وانا اتجه الى ماريا ارفعها عن الارض ..
استجابت لي تلك بوهن ..كانت حرارتها مرتفعه للغايه ..وكفيها ترتعشان ..والحراك من مكانها يؤلمها ..ساعدني على رفعها ..
اتجهت بها الى غرفتها ..
راقبته ينزل مع السلم مسرعا ..همست له ..ليست واثقه بانه سمعها .."أنتبه لنفسك .."
:
:
وضعت ماريا على سريرها ..كانت الغرفه بارده للغايه اقفلت التكييف ..ومدتها بمسكن وماء ..
تأملتها مطولا ..الى ان نطقت تلك بحزن ويبدوا بأنها تهذي .........."شاهر اول شخص تقبلني يوم دخلت هالبيت ..شاهر هو جنتي في هالبيت ..وخالي لفى كان اخوي وخالي وابوي وجدي وامي احيانا ......."أبتسمت تكمل نوحها الحزين ........"كان كل شيء بالنسبه لي ..لكن علاقته مو تمام مع ابوي وذيب لأجل كذا ما اشوفه كثير ...حتى جدي الله يرحمه كان يقول عليه الرخمه ...حرام هو بس حنون لكن هم مافهموه ..ويعني من يومه كان قلبه ضعيف وماهو حمل أحد ولا مشاكل ولا اصدقا ولا اهل .كنا انا وهو بس .....كنا كل الحكايه ......."
:
:
أبتسمت لها أواز ......"الله يرحمه....ادعي له عمه ماريا ماله غيرك حتى انا ان شاء بأعد نفسي ولد صالح له زي ماقال شاهر وبأدعي له في كل صلاه وفي كل حين .."
:
:
كانت تغط في النوم تدريجيا ...أبتسمت للشقراء الرقيقه امامها .......وهي تمد يدها تلامس خدها الوردي ......."تعرفين انه انتي اجمل شيء شفته في حياتي ......"
:
:
أبتسمت تلك بخجل .....أكملت ماريا ....."يمكن مافي فرق بيننا كبير في العمر لكن من اول لحظه شفتك فيها وانتي صغيره تمنيت ربي يرزقني ببنت زيك.......ترى انا قبل حملت .....لكن ربي ما اراد انه يكمل ....شفيع لابوه ان شاء الله ......"
:
:
راقبتها تغط في نوم عميق ..والدموع تنهمر دون ان تتوقف ...راقبتها مطولا حتى غفت بجانبها ...
.....
..............
أضطرب صدرها ..فأستيقضت هلعه ..راقبت المكان حولها ..كانت غرفه مشفى خاصه بها وحدها ...رفعت يدها اليمنى بصعوبه كان على ظاهر كفها ضمادة مابعد المغذي ..لمست عضدها الايسر فتألمت ..كان مضمدا من كتفها حتى مفصل ساعدها..
:
:
أعادت رأسها على الوساده تذكر ماحدث لها ..كانت رجلها اليسرى ثقيلة ..يستحيل تحريكها ..
تأملت انعكاس اضواء السيارات الماره في الخارج على جدار الغرفه الكئيبه ..
انهارت فجأه بالبكاء ..لقد كانت وحيده أكثر من أي وقت في حياتها ..
لقد غصت بمرارة حالها هذه المره حتى ضنت أنها ستموت ..
.................................................. ......................
......................
ارضية الغرفة قد كساها بلورات الزجاج وقطعه الحاده المنتشره مع دمائها ..لقد حطمت عطوراتها جميعها للتو بحنق على الارض...
كان شعرها في حالها يرثى لها ..والكدمات البغيضه على جسمها بدأت بالتقلص والاختفاء ..
هناك نقص مرعب وملحوظ في وزنها ...
محدقه في فستانها الابيض الفخم ..وحقائب الماركات الملئ بالازياء الجميلة مصفوفه بالرفوف الجانبيه ...
فتحت الغلاف البلاستيكي من على الفستان واخرجته ..
لمست نقوشه المحبوكه ..لقد كلفها ثروة لقد كانت واقعه في غرام هذا الفستان كأنه هو ..كأنه قطعة منه ..
صبغت اناملها لونا احمرا على مكان لمساتها ..
اخذته تجره حتى رمته في المغطس ..افرغت عليه علبة مزيل طلاء الاظافر ..لم يفلح اول عود ثقاب في الاشتعال ..اما الثاني رمته على الفستان ..لينتج لهيبا ازرقا كريه الرائحه ..
:
:
جلست امامه تتأمله يتأكل وتذوب اجزاءه ..لقد ضاع كل شيء ..لقد انتهى كل شيء ..
كنت كيان ..اصبحت عقاب ..درسا سيئا واسود ..أسوه في الحكايا عن الشرف .. و أنا الشرف ..
وقفت بصعوبه تستند على المغسله ..فتحت تيار المياه على الفستان ..
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::
سمعت اذان الفجر يصدح..جلست هلعه ..هناك مايؤلم قلبها ويكتمه ..استعاذت من الشيطان وذكرت ربها كثيرا وهي تستعد للصلاة ..
ايقضت ابنتها ماريا لتصلي ..صلت ابنتها وعادت للنوم
:
:
كانت ستهم بفتح باب غرفتها لولا سمعت صوته محدثا ابنيها ..
سمحت لنفسها بفتح الباب قليلا لتختلس النظر..عضت على شفاهها تراقبه ..حتى اختفى عن نظرها ..تنهدت ..
انه حقا ممتنه له بتربيته ابناءها لكن كل خوفها ان يكبرا مثله ..
عادت الى خزانتها أخرجت تنورة جينز و قميص ورديا وشالا تغطي راسها به يليق بلباسها ..
:
:
سرحت شعرها ..و كحلت عينيها بكرم حتى ازدادت فتنه ..ارتدت ملابسها ..أساورها خاتميها وخلخالها ..
وعطرها المميز بها ..
نظرت الى المرأه مره اخرى قبيل خروجها ..
نزلت تحظر الافطار لعمها وابينها وذيب ..
بعدما جهزته ..جهزت قهوه لعمها وذيب فقط ..فلن ياتي الضيوف الان ..
توجهت بصنية افطار عمتها لغرفتها ..قبلت رأسها وجلست بجانبها ..
شاركتها الافطار بأحاديث جانبيه ..
نظفت المكان ثم اتجهت لغرفة ماريا ..
كانت المفاجأه اواز تستغرق في النوم على سرير ماريا ..
حينها خرجت ماريا من دورة المياه مرتديه الاسود خالعه ذهبها بدون أي كحل في عينيها ..هوى قلبها وبردت اطرافها ..
:
:
جاوبت تلك نظرتة ابنة عمها ......."خالي لفى ...توفى ..."
كتمت شهقتها ...تعلم كم ماريا متعلقه به ..ومكانته عندها ..همست لها وهي تقترب لتحتضنها ......."الله يرحمه ياعمري ...الله يصبرتس ...ويثبته عند السؤال ......"
:
:
هزت تلك رأسها بالايجاب بملامح بارده ..
:
خرجت من الغرفه بعد ان صبرت ابنة عمها و واستها ..في الواقع هي لم تحزن على خاله هي حزنت عليها هي لا غير فهي روحها وملاذها ..
أتجهت الى غرفة مدين ..كانت تغط في نوم متعب ..قبلت جبينها وغطتها جيدا ..
الا ان رائحة الغرفه كانت مزعجه ..
اتجهت الى الحمام ..كشرت بملامح وجهها ..رفعت الفستان بصعوبه ..ووضعته في كيس للنفايات ..وفتحت التهويه ..
عندما همت بالخروج ..احست بدوخه خفيفه فوقفت ..."حسبي الله عليكي يامدين خيستينا .."
:
:
بعدما تخلصت من الفستان المغدور صعدت الى غرفة ابنيها ..
كانت غارقه في الفوضى لقد استيقضا للتو ..
وبختهما دون جدوى وهي ترتب المكان حولهما ..
بادر ذيب بفعل اغضبها ...فنهرته ..."ذيب ...بس .."
:
:
واكملت تنظيفها ...عندها احتدت وتيره تمرد ذيب .....فصرخت به بغضب ......."ودين الله ياذيب لو ماتنطق تجلس و تتأدب كلللله عند عمك ذيب ....."
:
:
كان صاعدا للتو ليغير ثوبه ..سمعها للمره الاولى في حياته تصرخ بأبناءها ..
الا انه يبدو بأنه لا جدوى مما تفعله عندها رفع صوته بكلمه واحده فقط جعلت منهما ملاكين ..."ياا ولــــــد"
:
:
عضت على يدها من الحرج لا بد انه سمع صوتها ..
لم تتحدث فقط شدت شعر ابنيها ..وهي تهددهم بأيماءات يدها وعينيها .....
عائدا للتو من ابيه و اخيه ..شاركهما الافطار والاخبار ..خصوصا انه غدا راحل الى مكه ولن يعود الا رابع عيد الاضحى ..
:
:
مر بغرفة اخته ..طرق الباب ما من مجيب الا ان يبدو بأن الباب لم يغلق جيدا ..
دخل الغرفه بتردد ..لم تكن اخته موجوده فقط تلك بالهيئه التي عهدها بالامس ووبخها عليها وهي تغط في نوم متعب كما يبدو وقد تخلصت من الغطاء على الارض كانت الغرفه دافئة نسبيا ..
اقترب منها على غير عادته ..كان شعرها الاشقر بتموجاته الواسعه يغطي كتفيها واصلا الى نصف ظهرها ..
ورموشها الكثيفه تستقر بهدوء نهاية جفنها الواسع كان خدها متوردا من دفئ الغرفه ..
مرر انامله من منتصف فخذها حتى هوى على خصرها ثم ارتفع واصلا الى شعرها .....قلبه في يده ..لم يكن اشقرا خالصا كان يميل الى الرمادي ..تأمل سمار يده على بياض عضدها ..
أنها فتنه بمفهوم جديد ..
↚
يامن هواه اعزه واذلني .. كيف السبيل الى وصالك دلني
انت الذي حلفتني وحلفت لي .. وحلفت انك لا تخون فـ خنتني
وحلفت انك لا تميل مع الهوا .. اين اليمين واين ما عاهدتني
تركتني حيران صبا نائما .. ارعى النجوم وانت في عيش هني
لاقعدن على الطريق واشتكي .. واقول مظلوم وانت ظلمتني
ولادعون عليك في غسق الدجى .. يبليك ربي مثلما ابليتني
الجزء الحادي عشر..
أصدرت أخته صوتا خلفه فتوقف عما كان مستغرقا به ..ألتفت اليها مبتسما ..
مد يده اليها ..أقتربت منه ..حاوطها بذراعه وقبل رأسها ..حدثها هامسا " ماريا ياوخيتي انا بروح مكه ثلاث شهور ..تجين معاي ..متى ماتبين تردين اردتس ..ياروح اخوتس ..هاه .."
:
:
قبلت كتفه مبتسمه ..."روح انت ..ربي يحفظك من كل شر ..انا ما اقدر اسيب مضاوي لحالها ..تعرف حنا نشيل البيت وعمتي مع بعض ..لكن ادعي لي وادعي لخالي عند الحجر الاسود .."
:
:
هز رأسه بتفهم .."الله يجزاتس عننا كل خير ياوخيتي والله ماتقصرين من يومتس .."
:
:
وجه حديثه للنائمه .."الحان ...بنت ...قومي جهزي الشناط بنمشي الظهر ...الحان ...."
:
تقلبت حول نفسها منزعجه من الصوت ..وهي تهمهم ..
أنحرجت من منظرها ..انها حقا فتنه بشكل جديد ..فضح فستانها الضيق حتى منتصف فخذها ..
أبتعدت عن السرير وادعت انها مشغوله في فتح خزانتها ..سحب فستانها في حرج وهو يرفعها مع عضدها .."الحان قومي ...هيا بنمشي الظهر .."
تذمرت مصدره صوت اشبه للبكاء واطرقت برأسها على بطنه .."شوي انام ياشاهر بس شوي .."
نظر حوله لم تكن اخته في الغرفه ..اخرج نفسا بقوة ..أشتعل جسده من قربها ..انها اغواء وشر مستطير ..
نهرها بحزم ......"ألحان ......قومي "
:
:
أبتعد عنها فأستوت جالسه ..راقبت خروجه تأملت الغرفه بملل ثم خرجت من السرير بكسل ..
عند خروجها من الغرفه قابلها خروج ذاك من الغرفه ..
يالله.. تجمد الدم في عروقها لازال على عهده القديم ..على جبروته القديم ..بل حتى انه يخيل للرأي بأنه ازداد شبابا وقوه ..
:
:
نظره واحده منه كانت كفيلة بأزدياد نبضات قلبها حتى القسم بأنها سمعته و ضج بأذنها ..
عاملها كأنها ليست موجوده واكمل طريقه في النزول ..
راقب المنظر كله ..كانت تضع يدها على صدها ..
ما ان اختفى عن عينها حتى اضطرب نفسها ..وتزاحم الهواء للدخول الى رئتها بعدما توقفت عن التنفس وهي تراقبه ..
:
رفعت عينيها كان مستندا على باب غرفته ويرمقها بنظرات غاضبه ..
اقترب منها بغضب ودفعها داخل غرفة ماريا ..
وبغضب شدد قبضته على كتفها ......لقد الهبت غيرته ..متى تتعلم هذه الاعجميه بهويتنا المزيفه التي تحملها...."اذا اخوي شاف هذا كله ...انا رجلتس وش بقى لي ......انا ماقلت لتس امس مابي اشوف هالشكل مره ثانيه .....انتي اش يكسر اللي براسك.."قالها وهو يدفع رأسها بعنف ...
أكمل ....."لو مره ثانيه محترمه نفسها وخايفه على عرضها مالبست كذا من الاساس ...انتي متى تتعلمين احنا مجتمع بدوي بدوي اسواء من الشرقي ...حتى الحريم المفروض ماتقابلينهم بالشكل ذا ...."
دفعته بعيدا عنها بحنق ......"انا لي كيان ..انا مو نوير ولا ماريا ولا مضاوي ...انا انسانه لي حقوقي و خياراتي ....."
:
:
تقدم منها ليضربها ..نهر نفسه اخر لحظه ..هذا ليس هو ..انها تخرج أسواء طباعه ..تجبره على القسوه ..انها لعنة بوجهين ..فتنه واغراء و عناد وعداء .."مرتي ما تجيبين اسمها على لسانتس سامعه ......."
:
:
ابتسمت له بتشمت وهي تعدل شعرها ......"انا مرتك ياشاهر ...اناا ..انا اللي حيه انا اللي هنا .."
:
:
رد اليها ببرود وهو يرفع احد حاجبيه ......."انتي وصاية عمي ولا شئ غير كذا ......."
حقائق جديده تظهر لها ......
همست بعدم تصديق ......"جدي يدري انه اتزوجتني ........"
:
سيندم على ما قاله لاحقا اشد الندم .........."اجل تتوقعين اخذتس ليش لولا عمي مانزلت مستواي لوحده سجلها كله سوابق ..انتي يابنت ولد العم ما انظر لتس الا بعين وحده ..الشك .."
:
:
كانت ستهوى من حديثه لها ..الا انها تماسكت نفسها ....ومرت بجانبه ..الا ان كيدها اشتعل ..لقد شهد الله بكيد بنات جنسها ..
..
..
ادخلت اناملها داخل ياقة ثوبه ..جرته بقوه الى الاسفل ..واخرجت نظرة الاغراء التي احتفظت بها مطولا من حدقتيها الزرقاء ..اقتربت منه ببطء الصقت صدرها به وهمست في اذنه ..."اذا نوير جنتك انا جحيمك ياشاهر ..."قبلت مابين رقبته واذنه ..
ودفعته ..أبتعدت عنه مبتسمه ..
:
:
ما ان غابت عن ناظره حتى انهارت بالبكاء وهي تتجه الى غرفة اختها ..
وقف في مكانه وقد بردت اطرافه من قربها ..نفض مكان قبلتها كأنه يميحها او يزيلها ..
في الواقع الحرب بينهما أبتدأت اليوم ..
:
:
كانت تجلس على سرير ابنة اخيها وكل ما تبقى لها من عائلتها ..ترتب حقيبة سفر تلك ..
كانت تلك تخرج الملابس الجديده من خزانتها وترميها خلفها ..لم تكن تعيش في عالمنا مضادات الاكتئاب جعلت منها غريبة اطوار ..
..
جمعت ما رمته على الارض واتجهت به الى دروة المياه..
لحقتها مضاوي مسرعه ..وهي تمسك يدها تنهاها ......"والله ماتحرقينها ......أشبك انتي مجنونه .......هاتيها ....."
نظرت الى الملابس في يدها ثم الى عمتها ....."بس انا ما ابغاها ..."
:
:
اخذت نفسا عميقا تقاوم حزنها ونثرت الملابس من يد تلك وجرتها خلفها ....."يابنت قولي لا اله الا الله ...نتصدق بها عنتس .....اجر وكفاره ......."
:
:
سكتت ..كانت لا تتوازن في وقوفها واغلب وقتها تقضيه بالنوم ..حتى شعرها لم تسرحه منذ مده طويله ..اصبح عصي التسريح هائجا ضد الجاذبيه تلفه بأهمال اسفل رقبتها .....
نطقت بحزن ..........."عمه ...انا اكره نفسي ..انا اتقرف من نفسي ...ماصرت احس بخصوصيه ........"تنهدت ..يبدوا بأنها لم تعرف كيف توصل شعورها لي ..
:
:
اقتربت منها ضميت كفيها ..."مدين ..كل هالناس عندها احزان عمر ماحد جربها او ذاقها غيرهم وماشين ...ماشين ....شفتي ماريا ..تموت ويرجع لها زوجها وتخلف بس ماتقدر ...شفتي اواز تتمنى تتأقلم مع اللي حولها بس ماتقدر ..انا امنيتي يرجع الزمن وما اخلي عدي يمد يده علي او يهيني بس مقدر ..شاهر امنيته ليل نهار ترجع نوير بس مايقدر ..ذيب امنيته يكون اب بس مايقدر ..عمي امنيته يعيش عمره بس مايقدر ...كل اللي تحت سقف هالبيت الحزن فتت قلوبهم كلنا في الليل اذا تسكرت علينا غرفنا نعيش عذابنا واحزاننا واحلامنا اللي لا يمكن يوم تتحقق ..تعرفين ليش ..لأنها هي الدنيا كذا ..اللي يصير اليوم لا يمكن يكتمل بكره الا اذا اراد ربي ..لان بكرا يخوف وامس ماضي وراح واليوم ماتدرين على ايش بينتهي ..ممكن انا اليوم بجنبك بكرا ربي اخذني بجنبه ..الدنيا كذا متقلبه ولا ترحم ولاتراعي ..انتي تشوفين لتس ذنب او يد باللي صار ..لاء ..هذا ابتلاء من رب العالمين خصك فيه انتي بس ..انتي ..انتي تصيرين قويه وتستحملين وترجعين توقفين واقوى من اول كمان ولا تستسلمين وتضعفين وتفقدين الايمان والامل ..ربي اختبرك يا مدين خلك عند حسن ضنه ما احلمه واكرمه ربي ..اقولك شئ ..يمكن بكره حلو يمكن اسواء من اليوم ..بدال ما افكر فيه اعيش اليوم ..والله ياعمري يا مدين انا عمتس وانتي داريه بظروفي لكن مو كل شيء اقول ويطلع انه عندي اشياء تشيب الراس وانا ام واخاف ..وافكر في نفسي مره و في عيالي مية مره ..كلنا بهمومنا ياروحي ..انا ما اقولك انسي ومره ولا كان صار لتس شيئ والله اللي صار لتس يشيب بس خففي على نفستس ياعمري ..وين مدين اللي تحب الكشخه والحلويات والمسلسلات التركيه ..فين ضحكتنا ..والله يامدين انتي ضحكتنا .......كلنا ربيناكي بطريقه عوضنا فيكي كل اللي نقصنا ...يعني عمي كل يوم ..ماله غير يسأل عنتس ويطمن عليتس ..وعمتي تزن عليه كل يوم يجيب العامل يصلح المصعد عشان تطلع لتس ......انتي روحنا يامدين لاتسوين في نفستس كذا تعذبينا وتعذبين نفستس ......"
تأملت عمتها .......الاحاديث اصبحت لا تحرك فيها ساكنا ...كل الاشياء اصبحت تافهه وبلا معنى وحمقاء ..
أستشعرت مضاوي انعدام ايجابية الكلام على مدين ....قبلتها ...."ان شاء الله هالثلاث شهور مع اختس بمكه بتعدل نفسيتك ولو شوي ......ترى والله وحشتيني يامدين ...."
:
:
دخلت اواز للتوها الغرفه وقد اكتست ملامحها بالحمره ..
فتحت الخزانه بعنف واخرجت حقيبتها التي اتت بها من الرياض ..ثم اخرجت باقي ملابسها التي توزعت في خزانة اختها ..
:
:
كانت تحدث نفسها ..."قالك ايش ..مرتي ..مرتي ...ماتت مااااتت يفهم ذا ...والله لا اروح الرياض ..دراستي بتبدأ واخذ اختي ..خير الدنيا تمشي على كيفهم عيال الملوك ...بلا زوج بلا هم قلة حيا ..."
:
:
كانت مستلقيه تعطي المشهد ظهرها ...في الواقع لا يهمها أي مما يحدث......اتجهت لها عمتها وجرتها الى الممر المؤدي لدورة المياه داخل الغرفه ......"خير ......ماحسبنا تنطق تهرج تاكلها لقمه عشان بتروح معاكي ...خير ...؟؟اتكنسلت روحتس ولا ايش ........."
:
:
تأففت ...وبحقد السنين مجتمع ....."انا مدري عيال زايد ذيلا عليش شايفين نفسهم مدري الجنه والنار بيدهم .....انا شاهر ذا لا يمكن اتبعه مكان ...."
ضحكت عمتها بأستهزاء ....."ياحليلتس ...فوري ..وعصبي ..واصقعي براستس الجدر محد بيطق لك خبر وبتتبعينهم وانتي ماكله تراب ومحد تعبان غيرتس ......كل شيء حولتس يجبرتس تطيعينه ..حنا حاكمنا دين عادل وعادات ظالمه ..حنا يا اواز لو نصرخ من اليوم لين بكره مانقدر ..والله مانقدر ..حتى قلب على المكايده واخذ الحق حسب الظروف اللي حنا فيها ماعطانا ربي ......"نظرت اليها مطولا ......
أبتسمت ......"الا انتي يا بنت رونديك ..الظاهر لتس قلب على المكايده ..."
أبتسمت تلك بدورها ......الا انه تغضن جبينها ......"نفسي اذوقه كلامه سم ياعمه ......"
أتكأت عمتها على الجدار ........"أحد ردتس ........"
هزت رأسها بالنفي ..."كسرني ياعمه كسرني .....والله لو ابوي عايش ماصار فينا كذا ..."
تنهدت عمتها ......"لو ..لو ..لو ...في الاخير تقولين لو ماربي حطني في هالعيله ..قولي الحمد لله وعيشي بس ..."
:
:
:::::::::::::::::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
بعد يوم طويل في المطبخ اقترب موعد مغادرة ضيوف ذيب ..جلست على كرسي في المطبخ واخرجت هاتفها ..اتصلت على خالتها لقد أكلها القلق الى تلك ......
ردت بعد طول انتظار ..
خرجت من المطبخ متوجههالى الصالة الداخليه ..
سمعت صوتها بوهن في الطرف الاخر ..
وبعد السلام ......"كيفتس ياخاله ....طمنيني..."
تنهدت تلك بحزن ....."تعبانه ياروحي والله تعبانه .."
كانت تقصد بنفسيتها التعب ..لم تكن خالتي لتشتكي يوما انها نعم الصبورة المحتسبه ..
أعقبت تصبرها ....."الله كريم ياخالتي ..وانتي خليتس مصره على رأيتس ...ولا تخضعين لخالي وطلباته ..الي تخلى عنتس مره معاد يلزمتس ..تبين شيء ياروحي اجيب لتس معاي العصر ...."
تأوهات تلك عندما حركت الممرضه المخده وراء ظهرها ....."أي والله ابي كل شيء ....واشكري لي عمتس وتسمحي لي منه ..والله الواحد منحرج منه ..."
:
:
وبعطفها المعتاد ......"حاظر ياعمري انتي ارتاحي بس وانا العصر باجيب الي ناقصتس ..جوالتس كيف الشحن ...اجيب شاحن معاى احتياط ..حتى عمتي والله ودها تجي بس تعبانه..."
:
ردت مدحا للجميل الذي يغطيها ....."ماتقصر ام ذيب والله ماتقصر معذوره ...."
:
:
انهين المحادثه ..لم تنتبه للذي كان حاظرا للمحادثه من اولها ..
توترت بوجوده ....."تامر شيء ياعمي ...."
هز رأسه بنفي "سلامتس.."
نظر للقهوه على الطاوله ..."قهويني من قهوتس السنعه ...."
تمثلت لامره ..اعطته اول فنجال وقربت التمر منه ..
من باب الواجب سأل عن خالتها ..."كيفها خالتس ....."
سكت مطولا محاولا تذكر الاسم ....بادرته ..."مرادي ...."
هز رأسه بالايجاب ..."ايه مرادي ......"
هزت رأسها بقل حيله ....."الحمد لله ..الله يعينها ....تتشكرك ياعمي وتقول استسمحي لنا منه ..."
رد بمرؤته ......"لا انا عمتس كيف ذا واجبنها .."تنهد ..."هذيلا ريحة ام محمد الله يرحمها ...."
أخذت نفسا عميقا تخفف من حدة الموقف ..
أكمل ....."الا هي خالتس من رجلها .......؟؟"
غضنت جبينها ..يبدوا بأنه غير عالم بأنها مطلقه ......."أبو عيالها ناصر ساعد الــ وطليقها الثاني والله مدري هو صديق خوالي من الرياض مو من القبيله......"
غضن حاجبيه ..."هي مطلقه ...؟؟"
هزت رأسها بالأيجاب ......"ايه مطلقه مرتين خالتي مرادي واللحين عايشه مع خالي في العلا ...لها عماره في المدينه ..بس تجي وقت العطل مع عيالها يجيبهم ابوهم من الشرقيه ..."
:
:
تعقد الامر عليه ......"خالتس يقول انها عاصيتن رجلها لجل كذا صار ماصار ....."
لابد من ان تواجهه بالحقيقه على الافتراء الذي تسمعه عن خالتها ......"لا ياعمي خالتي رفضت يردها لزوجها الاول وصار ما صار ....."
:
:
التمعت في رأسه فكره ......"يصير خير انا عمتس ..ربتس مايضيع حق أحد ...."
وقف ..ووقفت معه حتى غاب عن ناظرها ...
ضربت خديها بندم .........لقد وقعت فيما خافت منه ..صعدت السلم لتودع ابنة اخيها قبيل ذهابها ..
:
:
تبادلن الاحضان مودعات ..
الجميع وصى اواز على مدين حتى عمها ..
كان لقاء ام ذيب بمدين محزن للغايه ..
انهالت على مدين بالقبل والاحضان ..والدعوات ..
↚
تعلق قلبي بطفلة عربية**تنعم بالديباج والحلي والحلل
لها مقلة لو انها نظرت بها**الى راهب قد صام لله وابتهل
لاصبح مفتونا معنى بحبها**كأن لم يصم لله يوما ولم يصل
حجازية العينين مكية الحشى**عراقية الاطراف رومية الكفل
تهامية الابدان عبسية اللمى**خزاعية الاسنان درية القبل
اقبل ثغرا كالهلال اذا اهل**فقبلتها تسعا تسعين قبلة
وواحدة اخرى وكنت على عجل**وعانقتها حتى تقطع عقدها
وحتى لاألئ العقد لمل تناثرت **ضياء مصابيح تطايرت من شعل
:::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
الجزء الثاني عشر..
أخذت نفسا عميقا وهي تغلق الباب وتستوي جالسه بجانبه ..
تأملت القصر التي كانت حبيسته لثلاث ايام ..
ثم التفتت الى الكائنه خلفها ..مدت يدها لتربت عليها ..
ثم التفتت اليه فتغيرت نظرتها كليا ..يكاد يقسم الرأي ان نظراتها اليه تقتل ..
نظرت امامها ..وهي تتأمل المدينه المنورة ..القادم صعب ..الايام غامضه ..والقوى خارت ..ارزقني يالله قوه من عندك ..
::::
:::::::::::::
شعور غريب غزى المنزل ..شعور بالنقص او الانتهاء ربما ..الحزن وقلة الحيلة والعجز ..اسواء ماقد يمر عليك هو الشعور بالعجز وانت تراقب احبتك يذبلون دون فعل أي شيء ..انت تود لو بأمكانك فعل شيء ..لكن واقعك يكبلك بظلم ......
أتجه الجميع الى غرفهم ..عدا مضاوي اتجهت الى غرفة مدين ..
رتبتها ونظفتها وبخرتها ...
ثم اغلقت الستائر واحكمت اغلاق النوافذ والاضاءه ..واقفلتها الى أجل غير مسمى ..
:
:
نزع غترته وفتح ازرار ياقة ثوبه ..عدل من وضعية جلوسه ليرتاح ..
فتح شاشة التلفاز ..اخبار دمويه ومظاهرات وانقلابات لا تنتهي ..
التفت يمينه بملل ..كانت قد جهزت له قهوتها التي يميزها بل وادمنها ولا يشرب غيرها وحلوى من صنعها ..
مد يده ولمس مقبض الدله ..لا يعلم فقط فعل هذا ..انه اصبح يفكر بها كثيرا مؤخرا وهذا شيء ضد مبادئه واشغاله ..
يحتاج حقا لان يصفي ذهنه لربما يذهب الى حائل ليعيش بسلام مع الصيد والتخييم في العراء او ربما الى جبال الحجاز ..لقد كان شهرا صعبا ..المشاكل بدأت به بالجمله ..
:
:
سمح لنفسه بأخذ غفوه خفيفه وهو يفكر ..
مرت بالقرب من المجلس لم تسمع صوتا او نشاطا يدل على وجود احدهم ..تقدمت بخفه واطلت برأسها كان نائما على وضعه ..
لم تكن لتصف وضعه بالنوم ...كان مغمضا عينيه فقط لازال محافظا على حدة ملامح وجهه وارتفاع احد حاجبيه ..
كان كملكا على عرشه بكل هيبته وعرض منكبيه وفخامة اطراف شعره الرماديه ..
سمحت لنفسها بتأمله ..انه حقا لا يشبه عدي البته ولا يبدو بأنه اخيه في الاساس .. انه مرعب للغايه ..لقد اخذ من الذئب المكنى به اسمه ورسمه ..
أنزعج من وضعه فتحرك.. ارتجفت هلعه مبتعده عن المجلس ..ذئب حقا لا يفسر ..شعور جميع من في المنزل ناحيته غريب ..الا ان الجميع لايستطيع الاستغناء عنه ..انه كمدير او كقائد بدون مشاعر وبالكثير من التسلط ..
..
..
التفتت الى اختها كانت تغط في نوم عميق ..بالفعل المهدئات ومضادات الاكتئاب لها رجع سلبي عليها ..
ألتفتت اليه كان مركزا على الطريق ..ينظر الى المرأه الجانبيه ..
تود حقا ان تحدثه عن دراستها لقد قرب ابتداء الترم ..
لا تود محادثته البته ..وايضا هي ليست بمزاج للعوده الى مقاعد الدراسه ..
فتحت هاتفها للتواصل مع معرفتها الوحيده في الجامعه ......
تواصلت معها كتابيا ..
"السلام عليكم ..كل عام وانتي بخير ولو انها متأخره "
"وعليكم السلام اهلا اواز وانتي بصحه وسلامه ياعمري "
"اخبارك واخبار بنوتتك .."
"حلوين الحمد لله ..انتي اخبارك واخبار شاهر "
"ماشين .."
"أمس شاهر كلم زوجي يقوله خلي زوجتك تقدم تأجيل لأواز هالترم بس نسيت اكلمك "
نظرت اليه ..انه حقا يتخذ كل قرارتها عنها ..لو لم يكن قراره في محله لكانت اوقفته عند حده ..
"أي والله اكون لك شاكره ..عندي ظروف هالترم مقدر اداوم .."
اكملا المحادثه وديه ..
كانت اذاعة القرأن هي الصوت الوحيد في السياره البارده ..اذان العصر في الرياض بصوت رجل تقي قد غادر وبقي صوته ينذر بقرب اذان العصر بتوقيت المدينه ..
اشاحت بنظرها عن يديه التي راقبتها مطولا ..وتأملت الطريق من جانبها ..
...............................
...............
صلى العصر في مسجد قباء ثم خرج الى مزرعته الكائنه على احد اطراف المدينه ..
لم يكن غارقا في التفكير ......كان رجلا ناضجا متخذ القرار ..
عاد الى منزله قبيل العشاء ..عن مروره بالصاله كانت مضاوي تراجع حفظ ابناءها للقرأن ..أمرها بلطف "مضاوي وانا عمتس الحقيني ابيتس بموضوع ..."
:
:
أمتقع لون وجهها ..لماذا يبدو الموضوع جليا امام عينيها ......"سم .."
:
:
تركت ابناءها وهي توصيهم "احفظوا زين...شوي وارجع لكم ..."
عدلت لباسها وغطاء شعرها ثم لحقته ..
كان جالسا في صالة غرفته ..
امرها باغلاق الباب ..فعلت ماطلب وجلست بجانبه متوتره ..
تقدم الى الامام في جلسته .."اليوم وانا عمتس قررت اني اتقدم لخالتس .."كانت تنظر الى الاسفل اغمضت عينيها بقوه عند سماعه ..
أكمل "انا من زمان ودي اعرس ..وبعد ام ماريا الله يرحمها خلاص زي مايقولون.. خرجت الموضوع من راسي..لكن هاذي فرصه وجات لعندي وحده من بنات ابو عبد العزيز الله يرحمه النسب اللي الناس تتسابق له ..تقولين انا ليه كلمتس قبل عشان ناخذ رأي خالتس ..لاكلمت اخوها على طول يمكن تحصل مشاكل ..لكن لو عرفنا رأيه نتخذ القرار المناسب صح ولا لا ......"
:
:
هزت رأسها بالايجاب ..لم تكن تعرف ماذا تقول لماذا لايخرجها من الموضوع هي لن تفعل هذا بعمتها ..بل كيف ستستجيب خالتها للموضوع ..
اللعنه على حوراته المنمقه فهو وابنيه خريجي الجامعه الاسلاميه ..عدا عدي ..
مالحل ..
مالسبيل لانهاء هذا الموضوع قبل ان يبتدئ لابد ان استشير ماريا فهي بطريقة ما لديها حسن تصرف افضل مني فلقد عاشت خارج هذه العائله لسنوات ..
:
:
بعدما وعدت عمي بفعل مالا اقدر عليه ..توجهت مسرعه الى غرفة ماريا ..كانت تغلق مصحفها ..وتقف مستعده لتصلي العشاء التفتت لي ..قراءت ملامح وجهي ..
قلت لها ..."أصلي واحط العشاء وارجع لتس ..لاتنامين ابيتس ضروري .."
هزت رأسها بالايجاب ..
يا الله سامحني صليت العشاء والوتر من بعده وانا لا اعلم بما قلته ..
استغفرت الله كثيرا لازلت برداء صلاتي..
جهزت سفره واحده للجميع في غرفة عمتي ..وتفردت انا وماريا بسفرتنا ..
عندما كنت اجهز ..اتت ماريا بجانبي .....مبتسمه انه تستشعر المرح لكثرة مللها في اسرار هذا البيت ..جهزت القهوه والحلوى ...سألتها ......."لمين هاذي ....؟؟"
:
:
أبتسمت ...بحماس ..."لنا ..ورانا ليل طويل ......."
لازالت بأسودها دون أي زينه ..الا انها جميله للغايه سبحان من سواها ..
أمرت الخادمه ......."سوقياتي ودي هذا لغرفتي ...."
وتوجهت الى غرفة عمتها ..قبلت رأس ابيها وعمتها ..وصافحت اخيها ..
جلست بجانب عمتها ..
واستها العجوز اللطيفه بكلمتان عن خالها المتوفي ..
تأملت ذيب فاتحا هاتفه ويستند كلا التؤامين على احد كتفيه ..محزن هذا الذيب ..لكنه لا يترك مجالا لأحد ليحزن عليه معاذ الله من شره ..
:
:
وماريا الصغيره كانت تجلس بجانب ابي وبيدها جهازها اللوحي تقرأ معه قصيده وهو يشرحها لها بعد كل بيتين ..
ولما تلاقينا على سفح رامة
وجدت بنان العامرية أحمرا
فقلت خضبت الكف على فراقنا
قالت معاذ الله ذلك ما جرى
ولكنني لما وجدتك راحلا
بكيت دما حتى بللت به الثرى
مسحت بأطراف البنان مدامعي
فصار خضابا في اليدين كما ترى
..
..
كان يشرحها لها بخفه وتمرس ..في الواقع ابي مغرم بقصائد قيس ابن الملوح ..لربما لانه شاركه نفس المأساه ..الحبيب المستحيل ..
سألت عمتي بحنان ......."كيف حال اهل مكه ..؟؟كلمتوهم .."
رد عليها ذيب ..."أيه الله يحفظتس ..توني كلمت شاهر يقول توه يدخل أجياد .." (اجياد شعب من شعائب مكه ملاصق للحرم المكي الشريف )
:
ردت بطيبتها المعهوده ..."ياربي اكيد مسرع يمشي الظهر يوصل العشاء ....."
:
أبتسم لها ..في الواقع ذيب يعامل الكل من منظور واحد ..الا امه ..تعلق بأمه غريب بره بها لم ينافسه احدا عليه ..حتى هيا لاتصدق في ذيب كلمه واحده ..
أكمل يطمئنها .."لا يمه لا مسرعين ولا شيء .."
وبحنان الام وعطفها .."ياربي وين بيسكنون ..شاهر لاخرج عنهم بنيات لحالهم وش يسوون .....؟؟"
أجابها أبي ...أبي يحترم عمتي للغايه احترام غريب ..وكأنها عمته ..أو خالته ..غريب احترامها له ..بأمكانها ان تكون أي شيء الا زوجته .."لا يا ام ذيب حجزت لهم ثلاث شهور في الفندق ...حق ذاك السنه تذكرينه اللي بجنب الحرم .."
هزت رأسها بالايجاب ..."الله يخليك لهم يا ابو ذيب ..ماتقصر .."
بغنج ماريا الصغيره التي تذيب به ابي ..انه عاشق متيم لها ..لطالما كان ابي يميل للبنات اكثر ...
قبلته على خده ...ومن بين قبلاتها .."ابوي تكفى ..تكفى ..نبي نروح مكه ..تكفى.."
:
:
اعطاها خده الاخر ..."وحده بعد هنا .."
قبلته وهي تضحك ..فرد عليها ......"امرتس وانا ابوتس شهر اثنين بوديتس تمسكين استار الكعبه من كثر مالحرم فاضي ..والجو زاين وقتها اطلعكم لأستراحة ابحر ناخذ لنا كم يوم ثم نرجع .."
:
:
نزلت وجلست بجانبه ..شوق يدفعنب الى هذا الرجل الا انني لا اعرف كيف اتواصل معه ..لقد كان بعيدا عني لمده طويله طوال وقت مكوثي مع جدتي كل تلك السنوات وعدت لاعيش معه سنتان ثم تزوجت وعشت مع زوجي سبعه سنوات ..ثم عدت اليه ..
:
:
نظر الي بأبتسامه ..قبلت كتفه ..لو كانت السعاده بيدي لأهديتها كلها ابي ..
سأسعى على بره مادمت حيه ..انه باب الى جنه يعيش بيننا ..
كان مكاني من الغرفه يسمح لي بمراقبة مضاوي ترتب السفره بالصاله الصغيره الملحقه بغرفة عمتي ..غرفة عمتي اكثر غرفه حميمه في هذ المنزل ...بفرشها القديم واثاثها القليل والبسيط ..لاتشبه غرفنا المبهرجه الضخمه ..
:
:
عندما انهت مضاوي ماتفعله ..تحدثت اليهم .."ماتبون تتعشون مضاوي حطت السفره .."
:
:
اتجه الجميع الى السفره ..تخطيتهم ..وجه ابي الحديث الي .."وين ..ماتبين تاكلين ؟؟"
:
وبحسن ضن مني بادرته بالاجابه ..."لا بروح اكل مع مضاوي .."
:
تنهدت عمتي ..."لاحول ولاقوة الا بالله .."لم يكن يعجبها الحال ابدا ..
لكنه كان من رضا الاثنين ..
وضعهما اصبح يزعج العائله مؤخرا ..
:
:
بادر ذيب بأمر .."روحي يا ماريا .."
نظر الى الجميع ثم قال "سمي يمه ..."
:
:
ذئب وزايد اخوه واصدقاء اكثر من ان يكونا اب وابنه يفهمان بعض جيدا ويتشاركان كل شيء بل حتى ان اصدقاءهم مشتركين ..
::
توجهت الى مضاوي في الغرفه ..كانت تجلس على الارض واماها صنية العشاء والقهوه ..يبدو بأنها سارحه في ملكوت أخر ..
وعينيها معلقه على الفراغ ..
جلست أمامها ..لم تعرني انتباها ولا زالت سارحه ..
ناديتها اكثر من مره لتجيب ..
أبتسمت لي بتوهان .."هلا .."
بادرتها ..مبتسمه ..."خير اشبك ..؟؟قوليلي كيفها خالتك اليوم .."
هزت رأسها بالايجاب .."الحمد لله ..يقولون الجبيره بتاخذ شهر ..بس هي مو رجلها المشكله يدها وظرها مره تعورها ومكان العمليه ..عيالها كلهم جايبتهم بعمليه ...تعرفين ...انا الى الان عملية ذيب ومحمد احسها سكاكين .."
:
:
هزت رأسها بتفهم ..."الله يكون بعونها .....مضاوي مو علي ..هاه ؟؟قولي ؟؟طلعي ..اتحفيني ..اصدميني ..انا العيله ذيا طول ما انا عايشه تحت سقفها ربي بيتحفني كل يوم بمغامره شكل .."
ضحكت على مضض ......"والله انتي اللي فاهمه الدنيا صح ياماريا .."
ضغطت على جفنيها بيدها واخذت نفسا عميقا ....."عمي .........كلمني عن خالتي مرادي ..يبي يخطبها وقلي كلميها اول عشان لانسبب لها مشاكل وكذا ..مثلتس خابره ..."
:
:
نظرت الي وهي تزم شفتيها ........."وبس ..هذا اللي مكدرتس ..يابنتي كل اللي حولنا يشير انه ابوي بيخطب مرادي بيوم ..عمتي طلبت منك وموقفها هاك اليوم وتعلق ابوي بأمتس الله يرحمها ..ياختي خير واذا ...اش فيها ...كيمياء هي ..والله يا ان خالتس لو جات هنا بتاخذ حقنا كلنا ...بس خسارة مشاعل ما عادت معانا .."
اضطربت تلك عندما سمعت اسم ضرتها ...ليس لشيء سوى لذكرى الليلة تلك ..
تنهدت ماريا ......"تبيني انا اكلمها ........عادي ترى ..."
:
:
تغضن جبينها ......."جزاتس الله خير بس عمتي شايله همها تقول مربيتها وتروح تزوج رجلي خالتها ......."
:
:
رمت الملعقه من يدها .."مضاوي انتي صراحه مشكلتكي تفكرين كثير...بالله ..بالله ..عمتي بتقول شيء زي كذا..هي ادرى الناس بالوضع ..وهي اول من فتح الموضوع .....معناتها تبي هالشيء يصير..يابنت اكبر من زوجها بعشررررين سنه ...عشرين سنه تفهمين ...لو مخلفه عيالها اكبر من ابوي ..يوم جدتي خلفت ابوي كانت عمتي متطلقه ومات لها بزرين ....بزرين افهمي ...والله الاولين مدري كيف يفكرون ..ابوي خلف ذيب وعمره 15 سنه ..الله يعطيه العافيه صراحه احد يخلف بالعمر ذا ...ماشفتي ذيب فسقان عشانه جاي على الطازج والمستعجل ....."
:
:
ضربتها على كتفها ....."انتي ليش وصخه ...بفهم ...كل شيء تردينا لسالفة عمي خلف وهو عمر 15 ...الا اله الا الله ...انا مالي شغل كلمي خالتي بكره لا رحتي معاي لها ...والموضوع خرج من يدي ..اقنعيها بأسلوبتس "
:
:
تناولت ملعقتها مجددا ..."والله لا اكلمها واخش في عينها ..صراحه مرداي ماتتفوت ..وبتعيشنا مغامرات كثير لاجات ...الله يعطيها العافيه "
:
:
اخرجت نفسا عميقا ..."مدين وحشتني يا ماريا ..حسبي الله على من كان السبب ..ياويله من رب العالمين على اللي سواه بهالضعيفه .."
:
:
انهن لا يتحدثن كثيرا عن الاحزان في هذه العائله فلو تحدثن لن تنتهي الاحزان ابدا ولن تنسى .."الله كريم يامضاوي ..حنا من لنا غير ربنا نتوكل عليه ونفوض امرنا له ....حسبنا الله وهو نعم الوكيل ..."
:
:
أبتدأت بقصة جديده ......"أواز ...أواز ..هالعيله بكوم وقصصها بكوم ثاني ....أحسها شافت اكثر من ما شفنا عشان كذا تبي تعيش .."
:
:
أبتسمت مضاوي بحزن ..."الحمد لله هذانا عايشين ..هذا اللي ربي قدره لنا ..والايام تخفف علينا الحمل ..بالله تصدقين لو جاكي احد ايام ماكان ابوي عايش وقالك بننقل من البيت القديم ..ولا بنسافر ..ولا بنروح السوق ..الله يرحمه كان شديد جدا ..."
:
:
تنهدت ......"الله يرحم عمي كان أفش شويه ..."
:
:
ضحكت ..."أفش شويه ...اللي يتفرج افلام مصريه هاذي نهايته ......"
شاركتني الضحك ..."ومن كان يصدق او ماطلعت الجوالات والنت و الكميوترات انه ذيب بيرضى لنا ندخلها البيت ...من جد كل يوم يمر اهون من اللي قبله ...حنا لو نصبر بس ..."
:
:
هزت كتفيها ......"ومن قلتس ياماريا والله صبرنا كثييير ...اوف تتذكرين التسيعينات ..لا اله الا الله ....كنا مخنوقات ...اخس شيء يوم عدي فصلني من المدرسه ..بكيت بكى ذيك الايام لين جرحت عيوني وكنت اتوحم على ماريا ..كان عمري 14 بس ..انتي مستوعبه اش يعني 14 ..يعني كبر ماريا اللحين ..الله يحمي بنتي .."
:
:
هزت رأسها وهي تبتسم ....."الله يرحمه خلاني اكمل دراستي للأخير ..لكن من يومي ماكنت مياله للجامعه.."
:
:
أبتسمت بحالميه ..."انا لاخلصت المنازل هالسنه بقدم ان شاء الله ...يوم رحت مع مدين العام حتى محاضرات حضرت معاها وربي تحمست ...يارب ذيب يوافق ...تتذكرين يوم طلبوا ام أواز وكانت رونديك متوفيه الله يرحمها ورحت لهم ...يعني كنت اكبر منها بخمس سنين بس ..وقتها كنت حامل بذيب ومحمد ..كان منظري بين ابلاتي مو حلو ..كنت شاطره توقعوني اوصل لأحسن مراتبي ..بس الله يسامح عدي ويرحمه ...كسرني وقتها .."
:
:
مغيره الجو ...."ياختي ..لو بنوقف على كل الجروح والكسرات اللي واجهتنا زمان ..والله مو مرتاحين ..ربك كريم ..."
الا ان الحزن باغتها هي ايضا ..."والله حسره في قلبي على خالي يا مضاوي ..لا اللي انا زوجته ..ولا اللي انا شفته وشبعت منه ..سبحان الله أخذه في عز شبابه هو بسن شاهر الله يحفظه ..لكن ..لكن قلبه ضعيف ..من يومه قلبه ضعيف ..الله يرحمه ..وحشني وحشني ..."
:
:
قاومت دموعها واختلاج الحزن صوتها ...وهي تسكب لها فنجالا من القهوه ....."أما قهوتكي يابنت العم ...تقعد الرااااس ..أش الحلا ذا ......؟؟"
:
:
تأملتها بحزن ..يا الله يا ماريا ما اقوى ايمانك ..
"اللحين يجون عيالي ينكدون عليكي روقانتس ........"
:
:
بعدما اكلت مابيدها ..."عياااالتس ...عياااالتس .."كانت تقلدني بلهجتي .."عيالتس ...بالله انتس وش رضعتيهم ...ماشاء الله ..من الفجر الين نص الليل ...كر وفر وصريخ وضرب ...لو تشوفينهم مع ذيب كيف ...بسوووس الله وكيلك كل واحد متشعبط فيه من جهه ..بكلمه وحده بس يصفهم زي الالف ..."
اشاحت بنظرها ....."ذيب ماحد يطلع من جميله ابد ...لأكنه أفش حبتين على قولتس ....."
:
:
عضت طرف شفتها السفلى ورفعت حاجبها ....."ذيب ...ذيب لو يشوفك ينام واقف .."
:
:
رفعت حاجبي انا الاخرى ....."لزووووم نزوجتس انتي مالك غير هالحل ....."
:
:
نهرتني كعادتها ...."والله هالجسم للدود بعد المرحوم ...ماخذ غيره ......"
:
:
رديت عليها بقلة حيله ....."أجل لا عاد تسولفين بقلة الحيا هاه ...ولاتشكيلي لا ابكيلك انا وانتي حالتنا وحده ......."
:
:
بضحكه ........."لا اله الا الله يعني لا رجل ولا كلام يفتح النفس خير ...وسعي خُلقك شوي .."
:::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::
أستمرينا في سهرتنا وضحكاتنا التي لا نخرجها الا لبعضنا ..كنا نتشارك نفس الهموم والاحزان ..نعيش ايامنا سويه ومواقفنا سويه ..كنا نتشارك الارواح ..
........
................................
صعد للتو من ابيه ..الذي فاتحه بموضوع مهم قد اقدم عليه ..
لا يلومه ابدا ..لان امه قد فاتحته بهذا الموضوع قبلا كثيرا ...
هناك ضحكات تخرج من غرفة اخته ..يبدوا بأنهن حزينات للغايه للضحك بهذه الطريقه ..
ضرب على الباب بيده ..
سكتن ..وهن يغطين شفاهن بكفوفهن ..ويتبادلن نظرات بأنهن تمادين حتما ..
:
:
::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
كان قد حجز ابيه اليه غرفه بسرير مزدوج وغرفه مجاوره بسرير منفرد ..طلب من الاستقبال مفتاح للباب الفاصل بين الغرفتين ..ليكن على تواصل معهن حال احتياجهن ..
اخذ الغرفه بالسرير المنفرد واعطاهما الغرفه بالسرير المزدوج ..
وقفن بجانب بعضهن يتأملن الحرم ..كان ضيوف الرحمن ..يتجهون اليه بوتيره سريعه ..ببياضه ..وروحه تلك ..روح رب العالمين ..والكعبه تنتصفه ..وقد تحلق حولها المؤمنون ..
:
:
لمست كتفها ..
نظرت اليها وقد اغرورقت حدقتيها الرماديه بالدموع ..."تبينا ننزل يامدين نصلي الوتر ونشرب زمزم ..ونطوف ..اش رايك؟؟.."
:
هزت رأسها بالأيجاب ..
اشارت بيدها .."بس تكه اقول لشاهر ..البسي عباتك ..."
:
:
أتجهت لشاهر ..كان قد احتل الغرفه بجهازيه المحمولين..واوراقه التى غطت منتصف الطاولة الزجاجيه ..
وثيابه المغلفه وبذلتيه العسكريه برتبة نقيب ..صغر سنه على المرتبه يستغرب الا ان لديه بكالريوس من الجامعه الاسلاميه يؤهله للترقيه بسهوله ..
:
:
أتكأت على الباب .."شاهر فينا ننزل الحرم ..نطوف و نصلي .."
:
:
رفع عينه لها كانت تراه للمره الاولى بنظارة القراءه ..نظر اليها من خلف النظاره ..."انتبهوا لبعض ..ولا تطولون .."
:
:
هزت رأسها ..."شكرا .."
كان الحرم قريبا للغايه ..تنزل مع باب الفندق تتجه الى اليمين بخطوات قليله فأذا بك في ساحات الحرم ..
:
:
:::::::::
:::::::::::::::::::::
كان للتو انتهى من حلاقة ذقنه ..غسل وجهه ومسحه ..اتجه الى غرفته ..
كان يجلس امام التلفاز ويمد رجله على الطاولة الزجاجيه اما التلفاز ..
هز رأسه اليه بالتحيه فتبادلا الحركه ..أنهما تؤمان في كل شيء الا ف الصفات الخلقيه ..
تسأل راجح ....."نازل السعوديه بدري .."
:
رمى جهاز التحكم من يده بملل وهو يتمدد متثاوبا ..."جاني عقد تدريس من جامعة طيبه ..يمكن اخذ معاهم سنه ..سنتين ..مدري ...اشوف الوضع .."
:
:
تنهد اخيه ..."و ستوكلهوم....."
بنبره استهزاء ......"طيبه دعتني لابد من تلبية النداء ...بعدين اشوف ابناء وطني يستحقون اني انهل عليهم شويه من علمي ..."
:
:
يالهذا الثابت المغتر العدائي .."زين عشان تقابل عيالك شوي ..."
:
:
وقف متجها للخارج ...."امم ..هو ذا ..."
ضرب على الباب ..."انا بروح انام ..ممكن يوم ..يومين ..الله العالم ..لاتقول للعيال اني جيت بس اصحى لكل حادث حديث .."
:
:
:
الايام تتوالى والقصه لا تتوقف ..الاحزان لازالت تنهمر ..
..
..
القاكن على خير بأذن الله غدا يوم الثلاثاء بجزء جديد..اعذروا تأخيري فلقد كنت متعبه جدا بالامس ..واستغليت غيابي عن المحاظرة اليوم لأشاركن ماكتبت ..
↚
تاقف على اطراف الهدب .. وماشافتك عيني
صافحتني ومدري يدك هي لمست ايديني ...
سلم .. ابارد السلام ..
وهذا ترى كل الكلام ..
اللي بقى بينك وبيني ...
تخيـّــل ...
من وين ... ومنين ومتى ...
بالله ذكرني ...
بالله ذكرني ... متى
جيتك انا فـ ليلة شتا ..
تهزني ريح الشمال ...
محتاج انا لبسمه وشال ...
تركتني لبرد الطريق وانا على بابك ..
اتذكر انك قلت لي بالله وش جابك ..
ودعتني قبل السلام .. وهذا ترى كل الكلام
اللي حصل بينك وبيني ...
تخيّــــل ...
اليوم لعيوني السما والارض البعيد ...
اليوم ولغيرك انا يطري على بالي القصيد ...
اشتقت للقلب الخلي ..
وش هم .. لو تعتب علىّ ..
جيتك انا فـ ليلة ألم .. قلبي على كفي ...
همست لي روح ياغريب الشوق مايكفي ...
سلم ابارد السلام ...
وهذا ترى كل الكلام ...
اللي بقى بينك وبيني ...
تخيّــــل
:::::::
:::::::::::::
الساعه الواحده ليلا ..رابع العيد لم يكن صحن الحرم مزحوما ..
جرتها اختها خلفها ..ما ان افسحت لها الاعمده الضخمه والبوابات الواسعه الرؤيا حتى بانت ..سوداء وضخمه ..طاف حولها الكثير ...وتوافدت اليها الامم لأن محمدا بأبي هو وأمي أمرهم بهذا ممتثلا لأمر ربه ..
يا الله كم تعلق بأستارها مريض ..وحزين ..ومحتاج ..يالله كم تقي سلم على ركنها اعز مكان وأجل منفى ..
تقدمت الى الكعبه لاترى غيرها ودموعها تنهمر ..اقتربت منها ..حتى لمست أستارها ..ثقيله وبارده ..ورائحة العوده تغرق المكان حولها ..التفتت الى اختها ..كانت تقف بجانبها ..رفعت رأسها ..ونادت ....."يا رب اخترتني واصطفيتني من بين خلقك اكون هنا ...يا رب ازل الحزن والهم من قلبي ..طهرني ياربي ..ثبت قلبي ..أغفر لي حزني وضعفي وتقصيري يارب العباد ..ارحمني وارحم حالتي واصفح عني واغفر لي فانه لايغفر الذنوب الا انت ...يارب ثبت قلبي ..يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ..."
لقد كانت هنا رمضان العام الفائت مع خالتها ..الا انها تشتاق الى المكان ..راقبت اختها نتعلقه بأستار الكعبه تبكي بصمت ..
أكملن الطواف ..كانت تلك تردد طوال اشواطها السبعه "ربي اني مسني الضر وانت ارحم الرحمين "
:
:
جلسن في الصحن بعد انتهاءهن ..صلين وطلبن من الله المغفره ..توجهت لها بالحديث .."خلك هنا اجيب لنا زمزم ومصاحف طيب ..شوي واجي .."
:
:
راقبت غياب اختها بين الحشود المصليه ..انه تشبه امها للغايه ..لكم تفتقد امها وابيها ..لم تنسى الدعاء لهما ..
سمحت لنفسها بتذكر ماحدث معها ذاك اليوم ..
:
:
اقتربت السياره التي ضنت جهلا منها بأنها سيارة السائق ..اقتربت حتى تركب ..فتح الباب بقوه ..لم تستوعب الا وقد سحبيها اثنين مع عضديها ..حاولت ان تفلت منهم الا انهما اغلقا الباب خلفها ..حاولت تحرير نفسها و الاتجاه الى الباب ...الا انهما كان يفوقانها قوة وقدرة ..صرخت بأقصى ماتتحمله حبالها الصوتيه ..وخدشت احدهم بأظافرها ..
صرخ السائق بحماس .."سكتوها باقي لين نوصل ....اما ياهي صيده .."
:
:
كان ذاك اخر ماتذكرته عندما ضرهما احدهم بقوه اسفل رأسها ..
::
ياه لقد كان حلما سيئا ويوما متعبا ..مابال سريري غير مريح ..ما هذا الثقل فوق صدري...؟؟ماهذا الحر وهذه الضيقه ..
فتحت عينها..كانوا قد حشروها في المسافه بين ظهر مقاعد السائق ومرافقه ..اسفل ارجلهم ..
لقد تندست كرامتها منذ الان ..كانت الجبال فقط ماتراه من زجاج النافذه ..لم تستطع التحدث فقد الجموها بطرحتها ..وربطو يديها خلفها ...
كانت تراقب من غير تصديق وعيناها تدمع بغزاره ..
فقدت الوعي مجددا من هول صدمتها ..
أستيقضت ...هلعه مره اخرى ..كانت في غرفه بغيضه بفرش قديم متهالك ورائحه نتنه ومرتبه قديمه لشخصين في طرفها ..
ونوافذ عاليه تقارب السقف ومروحة زرقاء قديمه بصوت مزعج ..
كان الليل قد حل ..والغرفه اضاءتها ضعيفه ..والاربطه تزعجها ...
لم تكن عباءتها عليها وقد فقدت كل شيء واصبحت بلباسها للكليه فقط ..
أنهمرت دموعها ..وبردت اطرافها وبدأت في الارتجاف ...لقد دخلت في صدمه اخرى ...
حاولت الوقوف عبثا ..سمعت ضحكات بغيضه خارجا ..يبدو المكان مكتضا ..
:
:
قضت ليلا مرعبا ..ومخيفا ..واكثر ليل اسودا وموحشا وحالكا مر عليها ..ونباح الكلاب يزيدها خوفا ..كان صوتها وكأنها معها في الغرفه من حدته ..
:
:
الا ان فقدت وعيها مجددا ..
لم تشعر الا بأحدهم يهز جسمها ..
فتحت عينها بهلع وتحركت للوراء تحمي نفسها منه ..كان الشمس قد بدأت بالغروب ..رمى عليها وجبة أفطار صائم التي توزع في طرقات المدينه ..
تأملها .."أفطري ..."
تقدم منها وحرر شفتيها ..التي تشققت وتجرحت وسال دمها وجف اكثر من مره ..
شهقت تدخل الهواء دفعه واحده ....وقد احمر جفتيها والتهبا من الدموع ..
مد بيده الدنيئه العصير الى فمها .زكانت بحاجه الى شربة ماء او أي ماتبل به شفتيها انها صائمه منذ يوم ونصف ..الا ان الرعب والارتجاف وارتعاد صدرها اخذ منها مأخذا ..اعاد الطلب له تكرار بأن تشرب ..الا انها بادرته بالصمت ...
صفعهما بقوه على وجهها فتساوت مع الارض وسائل دافي تسلل بين شفتيها مصدره جرح اسفلها ..لقد فقد السمع لوهله ..اختل توازنها ..لاتسمع صوته وهو يهدد ويشتم ..فقط كانت تشعر بركلاته يهوي بها على بطنها ويسحق فخذيها تحت اقدامه الكبيره ..
:
:
غابت عن الوعي لتستيقض من جديد ..
:
:
عاد مجددا بأبر في يدها ..
جر ساعدها ..وغرزها بدون رحمه واحده تلو الاخرى ..حتى افقدها الالم الشعور بيديها ...
جر تنورتها ..لم تستطيع مقاومتها لقد انهكها بأبره البغيضه ..الا ان هناك صوتا مناديا ..فلعن كثير وشتم بالفاظ تخدش الحياء ..وخرج ثم اقفل الباب الحديدي مره اخرى ..
:
:
أحست بالغرفه تدور بها بعنف وتهتز ..وطعم الدم في فمها ..ورأسها يكاد ينفجر ..وهلاوس مخيفه حتى أنها رأت اشياء لا تفسر ومرعبه وانخفضت حرارة جسدها حتى باتت ترتجف ..فقدت وعيها ..
كان الله حاميا لها ولم تمت جراء جرعه زائده من المخدر ..
..
..
أفاقت من اغمائتها ..بألم وحرقه في معدتها ..افرغت ما بمعدتها ولم تكن تحوي شيء سوى عصارتها وخيوطا من الدماء ..مما زاد الالم ..
:
:
دخل مره اخرى ..لم تكن تقوى على الحراك ..جرها نحو المرتبه ..فعلمت ماذا ينوي ..ابتدأت بالصراخ لم يكن صوتها يساعدها ..كان منتشيا للغايه فلم يقوى عقله على نزعها التنورة ..حاول رفعها كانت ضيقه وضد محاولاته ..
تحركت برجليها بقوه حتى رفسته في بطنه ...شدها مع شعرها وبنفسه الخبيث أمرها ...."شششششششششش".
:
:
:
:
ثم دفعها فارتطم رأسها بالجدار ..و سال دمها ,,
الا هذا ..الا هذا ..لقد جمعت كل قواها وباتت تتحرك رجليها ..شدت شعره ..خدشت وجهه ...الا انه كان اقوى منها ..
توقف عما يفعله لما شاهد نزفها بغزاره ..ضربها على وجهها بقوه ...ثم خرجت ..
احست بحرقه تغزو جسدها ..ووهن غريب وقلبها عجز في الاستمرار بالنبض ثم فقدت وعيها ..
وفقدت كرامتها ..وشرفها ..وجسدها ..وكل شيء ..حتى انها فقدت نفسها ..
:
:
تذكر فقط استيقاضها في المشفى ..لربما عاد اليها في ضعفها لاتتذكر الا انها فقط تتذكر ..حضن ابيها ..نعم تكاد تجزم بأن ابيها عاد وحضنها وطمئنها ..تؤمن بأنه انقذها منهم ..وكان بجانبها عندما احتاجته ..الا انه قدم متأخرا ..
:
:
تناولت المصحف من يد أختها ..والماء ..فتحته وقرأت قرأت حتى تمنت الا تغلقه يوما في حياتها ..
قاطعتها أواز .."مدين حبيبتي لازم نرجع الساعه صارت اثنين وشاهر ارسل لي رساله يقول فينكم ..هيا مشينا .."
هزت رأسها بالأيجاب وهي تنقاد خلفها ..اعادا المصحفين وخرجا ..
دخلا غرفتهما ..
نزعت عبائتها وهي تراقب اختها لازالت بعبائتها تتصل لتطلب شيئل ليأكلانه ..وربما قهوه ..
:
:
راقبتها تنزع عبائتها ..وتعدل لباسها ..همست لها .."أواز ..افكر اسيب المضادات والمهدئات ..تعبتني ..."
:
:
أبتسمت لها وهي تجلس امامها ..."بس الدكتورة قالت استمري عليها .."
هزت رأسها ......"قالت استمري عليها لين تحسين انك مو بحاجتها ..وانا فعلا مو بحاجتها وتعبتني ..."
:
:
ابدت الرضا ...."أوكي بس لا توقفين فجأه انسحبي من العلاج تدريجيا عشان لا تتضررين ..طيب ..."
:
:
طرق الباب ..كان ماقد طلبته اواز ..لقد غصبتني على الاكل وكأنني طفله ..
ثم خلدنا الى الفراش سويا ..
كنا نشاهد التلفاز بملل ...
بادرتني ...."تعرفين اني احب المسلسلات التركيه لانها تذكرني بأمي .."
اجابتها بتفهم ..."حتى أنا ...في مسلسل ..اش اسمها ياربي ...سيلا على ما اعتقد ..ذكرني بيت ابوها الاصلي ببيت جدي .."
:
:
ضحكت ..."تتذكرين جدي ..انتي ماعجبتيه ..يقول عليكي سعوديه ..لكن عيونك زي عيون جده ..بس انا الكل وقع في غرامي .."
اكملت مقلده لهجة جدها .."اوووه ديليمن ديليمن "
ضحكت ..."لحظه اش يعني ديليمن ...وربي نسيت الكردي "
أبتسمت ..."يعني قلبي .."
أكملت تصطنع محادثه مع اختها ..للتذكرا الفاظ امهم الجميله .." لە چيياي؟"
(كيف حالك؟؟)
ضحكت تلك تغطي وجهها ...."والله معرف ..لحظه ...أش اقول ...ايوه ...الحمد لله ..."
ضحكن الاثنتان ..أكملت اواز هي التي لازالت تتقن اللغه "ئه ز حشته دكم"
(انا احبك )
ردت مدين بقل خبره ..وهي تبتسم ..." پيرۆزە" (مبروك ...)
دفعتها بخفه ......"لاياشيخه انتي قتلتي الكوردي مره وحده .."
::
غرقن في ذكرى امهم ..يالجمال امهم ..كانت رقيقه للغايه وجميله كدميه خزفيه ..بأناملها الرقيقه وشعرها الاشقر الطويل ..وفساتينها البسيطه ..
لم تكن يوما لتتأقلم مع الوضع هنا ...
ألتفتت اليها ...."أقولك شيء يضحك ....؟؟"
تحمست تلك واتسعت حدقتيها الزرقاء بفضول ...."قولي .."
زمت شفتيها وهي تفكر ..."كنت خطيبة شاهر يمن لي خمس سنين وازود ...بس هو كان رافضني ..اي احد يتقدم يقولون له لاء محيره لولد عمها ...طلع مخبيكي عننا "
:
/
:
سكتت مطولا ..يالسخرية القدر ..ثم تنهدت وهي تنطق أسمه بتمعن في صفاته قبل معنى اسمه ..."شاهر .."
:
:
حركتها في سريرها صعبة ..سيكتب لها الخروج غدا ..تململت وعدلت من جلستها ..
تناولت جهاز التحكم وفتحت التلفاز..كان يعرض القنوات السعوديه الممله ..وعلى القناه الثقافيه كان يعرض برنامجا وثائقيا عن "العلا" أبتسمت بأستهزاء تلحقها اينما كانت ..ان العلا حقا لعنتها التي ستموت معها ولن تتركها يوما ..
اغلقت التلفاز ..وتناولت هاتفها ..فعلت ما تفعله عاده فتحت البوم الصور ..كان يحوي صورا توثق عمر ابناءها ..في الواقع سلبت ابنتها من حضنها عندما كان عمرها سنتان ..تاملت صورهم ..موضي وتركي ..حياتها وروحها ومتنفس احلامها ..
:
:
خانت حدقتها العسليه الواسعه دمعه ..مسحتها بقل حيله ...تموت وتستنشق رائحتهم لثانيه واحده فقط ..
::
::
أخذت نفسا عميقا وهي تتأمل الغرفه بضجر ..
اصدقت النيه بالدعاء لربها ..."ربي اني فوضت أمري اليك..."
:
:
عادت الى وسادتها والوحده تنهشها كالعاده ..
:
:
بعدما انهيا اعمال البيت وصليا العصر اتجهتا الى الفناء الخارجي تنتظران ذيب ليقلهما الى المشفى ..
وقفتا متكئتين على الباب ..
ماريا لم تغطي وجهها بعد ..و مضاوي تجمع طرف عبائتها في يدها و البرقع يزيدها فتنه وقد بانت كلا ساعديها ..بنقاوتها وساعتها السوداء واسورة الذهب وخاتميها تزين اناملها الطويله ..وارتفعت تنورتها فبانت كلا ساقيها وخلخلها الذهبي الناعم الذي لايغادر ساقها الايسر ابدا ..
تشاركا الضحك على رساله مخله قرأتها ماريا لمضاوي ...
فتح باب المنزل بقوه ..ففقدت توازنها وضربت مؤخرة رأسها بطرف ظرفة الباب الاخرى ..دلكته متألمه..
عندما لاحظن وجوده تحولن الى صنمين على رؤسهم الطير ..
رمقهن بنظره ثم همس ..."تغطي زين ........؟؟"
لأول مره يوجه حديثه لها بطريقه مباشره امام احدهم ..
هو يعلم بأن حجابها كامل ومحافظ أكثر من ماريا ومدين ..لكن لا يعلم ما الذي دفعه لقول هذا ...
لربما حقدا على ضحكاتها التي تطربه بها منذ الامس ..او ربما لذكرى عينيها ووقعها القوي على شعوره ..
لم تبادر بأي رد فعل سوى ترتيبها عبائتها وتغطيتها عينيها ..أحست بقلبها يشتعل ..لم يكن يوما من يعقب بتعليقا على حجابها ..فهي خجول عفيفه لن تسمح بظهور ايا من جسدها له ...فما باله بغيره ..
راقبته بحقد طوال الطريق ..كانت ماريا تجلس بجانبها ..وابنيها بجانبه ..مررت يدها بخفه وقرصت ماريا في فخذها ..انتقاما للموقف الذي وضعتها به ..
كتمت ماريا شهقتها ..ونظرت اليها شزرا ..بادلتها الفعل ..فأصدرت صوتا متألما ..كاد ان يفقد السيطره على المقود ..من الصوت الذي اصدرته ..
هو اعلم الناس بصوتها ..انها هي ..يا الله غطى الحرج كلاهما ..وماريا كاد يغشى عليها وهي تكتم الضحك ..
أحس بالسياره تشتعل به ..اللعنه على جنس النساء ..كم نحن ضعفاء امامهن ..
فقدت القدره على التنفس من الحرج ..بينما هو عدل من وضعية جلوسه وابطأ في سرعة السياره ...والافكار تعصف بذهنه ..
:
:
:::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::
طرق الباب الرابط بين الغرفتين ..فتحت لها ..وكعادتها لم يكن منظرها يسر الناظرين ..في الواقه يسرهم لكن من وجهة نظر اخرى ..ببيجامه حريريه سوداء تفضح صدرها ويديها وساقيها ..
:
:
أشاح بنظره وهو يوجه الحديث لها ..بينما هي من فتنت به وقد شذب لحيته وخفف شعر راسه فغلبه الرمادي ..وارتدى بذلته العسكريه الضيقه بلونها المميز الخاصه بمكافحة المخدرات وقد اشتدت على كتفيه وعضلات صدره ..غزتها رائحته الرجوليه التي تضعفها ..
اشار لها على مابيده ..."غداتس انتي واختس ..."
أخذته منه مبتسمه ..
غابت عنه ..كانت مدين تغط في نوم عميق ...اتجهت الى حقيبتها ..اخرجت عطرها الخفيف برائحة الياسمين ..اغرقت به نفسها ..نفشت شعرها بالفرشاه الى الاعلى عكس منبته ..تجرأت ووضعت من احمر شفاه احمر مطفي ..نظرت الى نفسها في المراءه برضا ..
الا انها اقبلت على فعل خبيث يحسب لها بعشرة نقاط ..فتحت حمالة صدرها ورمتها على السرير ..
:
:
كان يرتب غداءه على الطاوله ..وقد تخلص من قميصه الرسمي وبقي بالداخلي الابيض القطني ..
فتح حزامه وهم بالجلوس لو لم تشدته رائحه ما في الغرفه رفع نظره كانت تقف مستنده على الباب ومبتسمه بمكر تخفيه ..
:
:
تأملها مطولا بحاجب مرفوع ...هذه الفتاه شيطانيه للغايه ..و طريقة لعبها صعبه ومكلفه ..
:
اغلقت الباب وهي تهز جسدها بغنج ..اتجهت اليه ..فبادرها .."يالله مساك خير ....الحان ..اخرجي من غرفتي ..."
:
:
سحبت كرسي وجلست بجانبه .....تكتفت على الطاولة واسندت جذعها عليها ....."ليش ..مو تقول انه انا ما اهمك ..ووصيه ..ومن هذا الوصف ..بلا بلا بلا ......"
:
:
مسح وجهه بكلا كفيه ..محاولا التخلص منها فهي حقا تثيره ..وهذا ما لا يريده "الحان ...اش تبغين انجزي ...تعبان وربي صاكتني الشمس ابي انام للمغرب على الاقل ....."
:
:
تنهدت بغنجها المميز وهي تفتح علبة الغداء له ....."بعقد معاك صفقه ..."
نظر اليها بملل يصطنعه ...اكملت ...تشرح محركه اناملها .."حلو ...انا وانت يا ولد العم بنكون ..مو اخوان ..تعرف اخوان مانقدر نقول لبعض كل شيء ..وواجبات كثيره ..بنكون اصدقاء ..يعني ..نتحمل بعض ..الين كل واحد يشوف حياته ..او اهتمام جديد ..فاهمني ما ؟؟.."
:
:
هز رأسه بنفاذ صبر ...."اذكري الله ..وطريق غرفتتس ...لا يصير شيء مو طيب لتس ..الخلا .."
:
:
زمت شفاتها بحسره مصطنعه ....."ماراح يصير شيء مو طيب لانه تعرف ..نظرتك اتجاهي انا انو ما احرك فيك شيء صح ..وانو أي مره ثانيه راح تكون احسن مني صح ..وانو انا ما اليق بمقام سيادة النقيب شاهر زايد الــ.. صح ..؟؟"
:
:
شدد على قبضته ..لقد اوقدت النار على دمه ...
تقدمت اليه اكثر ...وربتت على صدره ..."اللحين انت ارتاح ..ها ..لاتتعب نفسك ..يعطيك العافيه .."قبلته بخفه على جفنه الايسر ..أبعد رأسه عنها بغضب و نفور ..
:
:
الحرب ستكون مرهقه ..انها قويه ولا طاقة لي بها ..الا انها حمقاء في أي لحظه ممكن تقلب الحرب ضدها ..
لمثل هذه المرأه يستعيذ منها الرجال ..لن تترك في احدهم ذرة قوه وتسلط ..لكن ليس انا ...ليس انا ..انا ند قوي ايضا يا ابنة ولد العم ..
:
:
دخلت غرفتها هي واختها وهي تدندن بلحن تحفظه ..وقد على وجهها البهجه والانتصار ..كان سينفجر في مكانه ..لكم هو جميل شعور المكايده واخذ الحق ببطء وتخطيط ..
:
:
سأجلعه يقع على وجهه ..ثم سأجعله يلهث ورائي هي حياة واحده اعيشها وهو شاهر واحد احضى به ..فلتكن بأسم الله الحرب ..
:
:
::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::
ما ان صعدا في المصعد لوحدهما ..حتى انفجرت ماريا بالضحك ..
كانت مضاوي حانقه للغايه ......"هههه ..يضحك مره .."
:
:
مسحت دموعها ..."صراحه هالعيله كلها مواقف من ذهب ..ذهب الله وكيلك ..اكشن ابدا ماتتفوتون .."
:
بحزم ذكرتها ..."لا تنسين لا خرجنا خالتي لبيتها ..اش تقولين لها ..هاه؟؟ ...لاتنسين خراب بيوت ها .."
(خراب بيوت كان لقب ماريا التي اطلقته عليها عمتها مره في موقف قديم )
:
:
فرحت بدخولهما عليها ..كانتا الوحيدات المقدرات لقيمتها وروحها ..
ساعدنها في توضيب حاجياتها البسيطه ..
ساعدتها ماريا في الجلوس ..."ان شاء الله بنروح معاك البيت وسمره لاخر الليل ..زمان عنك يا مرادي ..محد يفرش لي البساط احمدي لسوالفي غيرك ..."
:
ضحكت ......"ومين قال لكم بسيبكم تروحون ...والله ياماريا منحرجه منكم بالحيل .."
:
:
ابتسمت ماريا بخبث ..لم يفهمه سوى مضاوي التي ابتسمت على شخصية ابنة عمها ..."ولو يامرادي حنا كلنا برسم الخدمه لك ..اولنا ابوي ..."
:
دعوة صادقه غادرت قلبها .."الله يخليه لكم ويحفظه و يسلمه من كل مكروه ..."
::
بحركه مضحكه شاركتها الدعاء ..."أمييين ..."وركزت باللفظ على "يحفظه لنا كللنا ..."
:
:
سندتها ابنة اختها الى دورة المياه ثم توجهت الى ماريا التي كانت تقلد مرادي في شموخها وحركات حاجبها اذا تحدثت ..."الله يخليه لكم .."
:
:
ضربتها مضاوي اكثر من مره انها حانقه عليها للغايه اليوم ..
توجهت لها بالحديث ...بدراميه ...."اخلصي عيلنا ذيب أه "مقلده ماتفوهت به في السياره "..مخلص الاوراق من زمان وينتظرنا تحت .."
:
شدت الغطاء من يدها...محاوله تبرير موقفها ..."حيوانه ,,انا كنت افكر فيه يوم قالي غطي وانقهرت وقرصتك ..انتي ليش تردينها ...طلع اسمه بالغلط عاد.."
:
:
ضحكت وبحالميه مصطنعه ..."عقبال ما يطلع اسمه كمان وكمان ..."
:
أنزعجت مضاوي ....."هاذي اسمها قلة حيا .."
:
:
ساعد كلتاهما مرادي في الصعود الى السياره ..
ادلت بالسلام عند ركوبها ..رد عليها بأدب واحترام..
تحرك ببطء مقدرا لظروفها ..حتى وصلا بيتها ..من حسن حظها بأنها تملك مصعدا ..والا كانت مكثت في السلم مطولا ..
:
:
كانت هذه العماره ماتحصلت عليها من ورثتها لابيها رحمه الله ..
دلفن الى الشقه ..
جلست في الصاله ..وبأعتياديه بدأت مضاوي بتنظيف المكان واعادة احياءه ..
جهزن كل شيء بلمح البصر ..
تبادلن الاحاديث وتناول القهوه ..
:
:
تحدثت مرادي بأعجاب ...."ماشاء الله يارجلتس يا مضاوي ..وش ذا وراتس داسته عننا ...ماشاء الله اطخم ..."
لم تبدى مضاوي أي رد فعل بل حشرت قطعة حلوى في فمها بحنق..
سكتن فجاءه ..هنا تنحنت ماريا وهي تعدل شعرها"يشابه ابوي كثير .."
شرقت مضاوي بما تأكله ..سمت خالتها وهي تمد لها علبة الماء ..
حقا ماريا اليوم تمادت كثيرا ..اي متعه تراها في الاحاديث المغلفه..
اكملن احاديثهن وسهرتهن الخاليه من أي تصنع ومجامله ..
بعدما رفعن سفرة العشاء ..وجهزت مضاوي الشاي الاخضر ..
لقد توترت مضاوي للغايه اقترب موعد قدوم ذيب ولا زالت ماريا تماطل بحديثها ..
:
:
تحدثت ماريا اخيرا وهي تبعد أي حرج انها حقا تجد في مرادي شخصيه وانثى تليق بمقام ابيها .."صراحه يا مرادي ..انا من اليوم ماسكه كلام موصيه اقوله لك ..."
أبتسمت لها مرادي مستفهمه ......"خير ان شاء .."
::
::
هزت ماريا رأسها بالايجاب ..تنهدت"خير الحمد لله ..الكلام من اخره يامرادي ابوي مفكر انه يتقدم لك ..وقال اول شيء كلموا ام تركي خذوا رايها ..وافقت كان بها وتقدمت لاخوانها ..ماوافقت الله يوفقها ويستر عليها.."
:
:
سكتت بذهول تراقب ماريا في حديثها وكأنه لم يكن موجها لها وتنتظر احدهم ليجيب..
طال سكوتها فدعتها ابنة اختها .."خالتي مرادي؟؟.."
:
:
سرحت بذهنها الى ملكوت اخر ..تبادلن النظرات مستغربات ..
كلمتها وهي تنظر الى ماريا ..."خلاص ياخالتي لو فيها ضغط عليتس او ماتبين ..يعني ماراح يصير شيء.."
:
:
لم ترد ...
حاولن تغيير الموضوع ..يبدوا بأنه لم تستسيغ الفكره ..حاولت الاندماج معهن في الحديث عن شيء اخر ..
أتى ذئب ..ودعنها ووصينها بنفسها خيرا ..
أتجهت ماريا الى الباب للخروج الا انها استوقفتها .."ماريا ...أفكر واستخير وارد عليكم ..."
:
:
أبتسمت ماريا بود .."خذي راحتك ياروحي ..وابد هو موضوع لو ربي يكتب له ويتم يابختنا فيكي ..ولو ما تم حبيبه وغاليه يا ام تركي ..."
:
:
أبتسمت لها مضاوي وهي تحتضنها "اوعديني ياخاله تفكرين لا تستعجلين بردتس .."
:
خرجن سويا و عادت اليها وحدتها الموحشه بعنف ..
يا الله يا مرادي ..لقد كبرتي ..ويأستي ..حتى فكرتي ان تشاركي عجوزا برجلها ..
لقد حكم عليك زمانك بفناء ما تبقى من شبابك المغدور على شائب لا طائل له من فائدة ولا مشاركة حياة ترجى ..
:
:
الا انني فعلا يائسه للغايه ..وسألجأ الى ربي طالبة منه العون والاستخاره ..
فكرة عم مضاوي ..أهون على كرامتي بمليون مره من فكرة رجوعي للذي باعني مره ..وسيبيعني الف مره ان لزم الامر ..
:
:
اخذت عكازيها واتجهت الى دروة المياه بصعوبه ..ستصلي الى ربها منذ الان حتى مطلع الفجر ..ليهديها الى الصواب وحسن الاختيار ..
:
:
::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::
ركبن معه ..كانت السياره تختنق برائحته ..كان يقود بهدوء سالك الطريق الاطول الى المنزل ..
بهمسه الذي يبدو كخطابا قويا ..متوجها الى ماريا بجانبه بالحديث وهو مركزا على الطريق ..."كلمتوها ...؟؟"
:
:
هزت ماريا رأسها بالأيجاب ..."قالت افكر واستخير وارد .."
هز رأسه بالايجاب .."الله يتمم اللي فيه الخير ..."
:
:
لم تحاول فتح حديث معه او ملاطفته بقول ما ..ذيب هو من يبتدء الحوارات وهو من ينهيها وهو من يسيرها كيفما رغب ..
له هيبه غريبه استمدها من عمه رحمه الله وجده من قبله ..حتى ابوه واخيه لطيفا المعشر ..اما عدي فكان منقادا اليه ..لانه عالما بأنه لن يتصرف يوما افضل من ذيب ..
:
لنتحدث عن عدي قليلا ..عدي غريب ..شاذا ما بين الاخوه ..بشكله وبشخصيته ..بطباعه ..واخلاقه ..متهورا ..مهملا ..اناني ..واحمق احيانا ..تصرفاته مزعجه ومحرجه ..لايختلط الا بأصدقاءه ..متمادي على احكام الدين ..لم يكن يوما ليحب مضاوي او تملئ عينيه او تقنعه ..لم تكن لتقنعه امرأه ابدا ..
:
:
غفر الله له ..ورحمه ..
:
:
::::::::
:::::::::::::::::::::::::::
دخلا المنزل صعدت ماريا الى غرفتها والازال هو في سيارته ..
كانا ابنيها ينامان في الصاله ..امام التلفاز ..
حاولت فيهما للأستيقاض عبثا ..
:
:
دخل المنزل ..راقب تحركاتها البسيطه ..ومحاولاتها اليائسه في ايقاض ابنيها ..كانت تعدل ملابسهما ..وتمسح على شعرهما تاره ..وتحاول رفعهم تاره ..ودفعهم بعبارت للأستيقاض ..
"ذيب حبيبي تعال .."
ارتجف طرف قلبه للكلمه ..لم تكن تقصده ..بل تقصد اكبر ابنيها ..
توجه اليها حتى لم يفصله عنها سوى خطوتين ...
همس .."خليهم انا بطلعهم .."
:
:
انتفضت هلعه ..عدلت عباءتها المنزلقه على كتفها ..وانسحبت بدون أي كلمه راقب صعودها السلم ..وكل درجه تفضح عن احدى ساقيها ..كانت كغزال أبيه حره تصعد الصخر ..فيتفتت تحت قدميها لا يحتمل جمالها ..
:
:
:
بسهوله ايقض التؤمان وصعد بهما السلم ..
كانت للتو تدخل غرفتها ..احاطته بنظره بعينها العسليه القاتله ..
تأملها حتى اغلقت الباب ..انه حقا يتمناها اليوم بين ذراعيه ..لعن الله الكبرياء ومحاه ..
↚
يا بعيد وجابك الله .. لين عندي وصلك
:
ما تمنيتك لأنك .. كنت ابعد من خيالي
ما خطر في بالي مره .. اني ممكن اوصلك
كنت اشوفك مثل نجمٍ .. في السماء ساطع وعالي
يا بعيد وجابك الله .. لين عندي وصلك
:
جيتني مثل الشروق .. اللي محى عتم الليالي
جيت فرحه للحزين .. اللي من همومه هلك
جيتني وانت يحبك الف محبوبٍ بدالي
سخرك سبحانه اللي في عيوني كملك ..
يا بعيد وجابك الله .. لين عندي وصلك
:
:
:
داهمها النوم في مكانها ..بعدما صلت الفجر وقامت الليل كله تستخير ..قض مضجعها صوت بكاء طفل احد المستأجرين ..
:
رفعت رأسها ..هلعه وكأن الصوت كان في حجرها ..تأملت الشقه الواسعه خاليه مؤصدة الأبواب ..
غزاها التفكير مرة أخرى ..بقي اربعة أشهر وتنهي الخامسه والثلاثين ..
شبابها يسلب منه يوما تلو الأخر ..
وهاهي مقبلة على اتخاذ قرار خطير سيغير مجرى حياتها ..الا انها مشتته لاتعلم ..هل ستكون سعيده مرتاحه ..أو يبقى الحزن حليفها والخيبة صديقتها كما اعتادت..أنه قرار صعب ..
ان قالت لاء ستعود الى طليقها وتهان كرامتها..وفي احسن الاحول ستعود الى جحيم العلا وتكمل بقية حياتها خادمه في منزل اخيها وزوجته لاشغل لها سوى اكثار النسل ..وستأوي الى الفراش وحيده حزينه ومتعبه ومكسوره ..
و أن وافقت ستضيع حياتها مع من لاتعرفه وقد شاب شعره ووهن عظمه ونحل جسده ..ومزاج شيء ولوم وعتاب على كل فعل وقول ..لكنها ايضا ستقون مستقله ..تكون سيدة البيت الثانيه ..ولربما شاركها احدهما وحدتها ليلة او ليلتين ...على الاقل لن يمد يده علي وستكون لي قيمه ربما ..
:
:
:
لا زال القرار مبهما في رأسها ..
عائدتان للتو من المسجد الحرام وقد قضيا فيه وقتا طويلا بعد خروج الصلاة ..
قابلهما خارجا ببذلته وهاتفه ومحفظته ومفاتيحه بيده ..
لم يعرفهما واكمل طريقه لم يكن يوما ليتأمل انثى تمر من جانبه ..
صعدا المصعد ..وشاركتهما المكان ثلاث اخريات تبادلن الحديث بالاعجاب عمن قابلنه للتو ببذلته العسكريه ..
:
:
حنقت وكادت عروق يدها تتقطع وهى تشد على يد حقيبتها ..
من سمح لهن بأستباحة ذكره ..والتطاول بوصف دقائق تفاصيله ..وجمال خلقته ..
:
:
نعم انا اغار ..اغار منه عليه ..ان لزم الامر ..
بادرتهن بخضب وهي تحمحم .."شوية ادب معليش ..هذا مو كلام يقال عن رجل عابر والسلام ..."
تكفلت احداهن بالرد ...."ليه ..زوجك مثلا؟؟"
:
هزت رأسها بالايجاب ...."يعني لازم يكون زوجي عشان اشوف اللي تسوونه غلط .."
:
:
أسكتتها مدين ..لأنه يبدو بأنها حانقه للغايه ...."معليش بنات ..بس هيا غياره عليه .."
:
:
ابعدت اختها ..."وتتأسفين ليه ...عيب ..احترموا نفسكم على الاقل اهمسو بهرجكم .."
:
:
كساهن الحرج وتوقف المصعد عن دورهن تأسفت أخر وحده قبيل الخروج ..قبل ان يغلق الباب سمعت احداهن تتسأل بصوت عالي ..."ذحين هاذي سعوديه..؟؟"
:
:
اغلق باب المصعد ..نهرتها مدين معاتبه..."ليه تلكمتي أواز ؟؟"
حركت يدها بلا مبالاه .."ياختي من ابسط حقوقي في ذا الشاهر .."
:
:
شخصية اواز متمرده للغايه ..حتى انها احيانا هي من تبادر بالغلط ..عكس شخصية اختها الرزينه المتأنيه ..
:
::::::::::
:::::::::::::::::::::::::
أستيقضن الفجر كعادتهن ..تشاركا الأعمال حول المنزل ..صحيح هناك خادمه ..لكنها واحده فقط تساعدهن على صعاب الامور ..وكأنهن سيتنازلن عن مهامهن للغير ..
أنها خادمه واحده وجودها ضد اراتدهن احضرها ابو ذيب نوعا من الرفاهيه ومساعدة في اعمال المنزل الضخم ..
أبتدأت مضاوي في اعداد الاطباق الجانبيه للغداء ..وماريا تجلس في المطبخ لتسليها ..
بادرتها .."تتوقعين خالتك اش راح يكون ردها ..."
كانت مستغرقه في صنع مابيدها .."انا طول ليل وانا افكر بالهموضوع ..مابي افكر اكثر .."
:
:
بوجهة نظر تحدثت ..."طيب يمكن هي حيرانه ..دقي عليها كلميها عن ابوي اوصفيه لها ..جاوبي اسألتها ..مهما كان في اشياء لازم تعرفها عشان تقول ايه ولا لاء .."
:
:
غلفت الصنيه الزجاجيه في يدها ......"ياختي انا ودي اخرج من هالموضوع بكبره أحسه ثقل على صدري ....."
:
بواقعيه اجابتها .."مهما كان مضاوي انت قريبه منها وهاذا الموضوع في يدك بعد الله ..كوني محضر خير ووفقي راسين في الحلال .."
:
أغلقت المبرد ..وهي تضحك ....."أش أسلوب الخطابات ذا ..."
:
:
أكملت ماريا متقمصه الدور ...مقلده اسلوب عجوز يعرفونها ..وبمبالغه .."أمير ..أمير ..دين ديين ..ويشتغل بارامكو وامه ميته وخواته ميتات وابوه ميت واخوانه ميتين وهو بيموت ان شاء الله .."
:
:
ضحكت بتعب ..."ماريا ..قومي عني ..مهلوكه ..انتي طول الوقت على الخط ..."
:
وبمزاج حسن أعقبت ..."انا الحمد لله أمس أخر شيء اتذكره تقومين في عيالك تحت ..نووومه من وحده إلا.. الين قال الفجر الله أكبر .."
:
:
تذكرت حادثة الامس ...وبتكدر واضح .."انا يبي لي انبهم على نومة الصاله هاذي ..جننوني فيها وماشاء الله كبروا ماعدت اقدر عليهم .."
:
:
:::::::::
::::::::::::::::::::::::
الجبيره في ساقها الايسر تزعجها وتؤرق راحتها في الحركه ...الا انها اعتادت على وجودها وهي في نصف أسبوعها الثاني ..
صنعت لها قهوه عربيه وفتحت التلفاز ..
لم تشرب قهوتها ..ولم يلفتها ما كان يعرض سرحت بتفكيرها الى الموضوع الذي يشغلها منذ أسبوع ..
حسنا ..فليكن ..طلبت رقم مضاوي ..نغمة دعاء بصوت ماهر المعيقلي حتى ردت تلك ..
لم تحادثها مباشره بل سمعت تهديدها لأحد أبنيها ..
أبتسمت..مضاوي أكبر معجزة يصادفها الرائي ..
حدثتها حينها وبعد السلام والسؤال عن الحال ...بادرتها تلك ..."ها خالتي مرادي لأش وصلتي .."
:
:
تنهدت وهي ترفع شعرها عن وجهها ..."والله ما أدري يا مضاوي محتاره .."
:
خرجت من غرفة أبنيها .."طيب اكيد استخرتي يامرادي ..اش حسيتي؟؟ .."
وبصدق ويقين ....."والله العظيم أستخرت أكثر من مره ..بس ما أحس بشيء ...ولا كأن الموضوع يخصني ..لأكني افكر فيه من يوم قالت لي ماريا ذاك اليوم ..."
أغلقت باب غرفتها خلفها ......"خالتي أي شيء أي سؤال ..قولي لي كلميني ...بعدين والله عمي زايد محترم وهيبه وعاقل وحكيه موزون ولا بيوم غلط على أحد مننا ...."
:
:
للمره الأولى يصفه احدهم لها ...للمره الاولى تفكر به بجديه ..تنهدت .."يصير خير ..انا صراحه طولت وانا افكر اليوم ان شاء الله مايأذن الفجر ألا وانا مقرره ......."
:
محاوله تغيير الموضوع ...."أحد من خوالي زارتس ..."
:
:
وبفكر مشغول .."امم ..كلهم زاروني ...الا الي بالي بالتس ...ضربني وبكى سبقني واشتكى ..أخرتي انا مرادي اخته حبيبته اللي شايله بيته وعياله يسوي فيني كذا......رجال الله المستعان محد ياخذ منهم كلمه "
:
:
تنهدت ..وهي تعيد ترتيب الغطاء فوق ابنتها النائمه ......"الله كريم ..موق وصار وراح وقته وعفى الله عما سلف بيجلس الواحد يفكر بكل اللي صار والله تفكيره بيجلس الى يوم يبعثون ..."
:
:
عادت الى الموضوع واكثر مايؤرقها ويشغلها .."أقولتس ..عمتس أم ذيب ..كيف ؟؟"
:
:
أتت على الوتر الذي كان يؤرق مضاوي بدورها ....."عمتي هي اللي طلبتكي بالاسم اصلا .."
:
:
أستغربت حقا من هذه المرأه الا انها كانت يوما في مكانها ورشحت احداهن لزوجها ...لكن هل يا ترى الوضع مشابه وهذا كذاك ..
"انا مصدعه من هالموضوع نفسي اتوصل لقرار وافتك ...اخاف اوافق اتعب معاه واخاف ارفض اتعب مع اخواني ....."
:
:
طمئنتها تلك بصدق ....."وربي عمي جنه ياخالتي مرادي ..ويليق بتس صدقيني ..."
:
يليق بي ...هه..لقد أصبحت يائسه لغاية ان طاعنا في السن يليق بي وبوضعي و بظروفي "خلاص ان شاء الله بيننا كلام ..سلمي لي على ماريا و عيالتس..سويت قهوه و لا فيني حيل اشربها بروح انام مصدعه راسي بيتكسر والعمليه اليوم الله وكيلتس سكاكين ...."
:
:
::::::
:::::::::::::::::::::::
ودعتها ..وبملل جلست على طرف سريرها ..لقد ارسلت ابناءها وماريا مع عمها اليوم للمزرعه يبدوا بأنهم منهكين للغايه ..تأملت ابنتها تستلم للنوم العميق ..
تناولت جهاز ابنتها اللوحي ...لا بد انها وثقت اليوم بالصور ..
فتحت البوم الكاميرا ..كان مليء بصور عمها وابناءها و خضرة المزرعه الفاتنه والمياه والنخيل الورد واشجار الليمون ..
:
:
الا ان هناك صورة استوقفتها ..كانت له ..لذاك .. من زرع الرعب في قلبها منذ طفولتها ..أبن أبيها ..ونسخته المطابقه ..بل حتى انه يشابه محمد كثيرا ..الا انه اضخم من محمد اضعافا ..و أحد ملامح ..و اشر خلقا ..تحاول بكل ما أوتيت من قوه تقبله على الأقل لما يبذله مع ابناءها ..الا انها لا تغفر له ماضي تسلطه وتطبيقه لأوامر ابيها القاسيه بأتجاه هذه العائله ..
أي أغوار تسكن أعماق هذه العينين وهذا الصدر ..تذكرت صدره أوسع مكان تواجدت به يوما ..
:
كان متكئا على مسند في فناء منزل المزرعه ..وينظر على مد بصره يبدو ..الى شيء يصفه له أحدهم ..
وقد أرتفعا حاجبيه كعادتهما ..فهو غاضب متأهب للمتاعب منذ ولدته أمه ..
قلبت الصور مسرعه تضن بأنها تمحيه من رأسها هكذا الا انها تعود للصورة خلسه ثم تبتعد عنها ..
قلبتها وتصفحت الصور بعدها الا ان مرت صوره اليه افقدتها تماسكها ..واحمرت خجلا ..
كان يقف على طرف المسبح بسروال سباحه اسود فقط ..وقد تناول احد ابنيها ليضعه في الماء ..
:
:
اغلقت الجهاز واعادته الى مكانه ..اتجهت الى الخزانه ..نثرت الملابس منها و اعادت ترتيبها من جديد ..فقط لتتوقف عن التفكير فيما رأته ..
:
:
أغلقت للتو مصحفها ..متأهبه الى النوم ..رن هاتفها بنغمة رساله على احد تطبيقات التواصل الاجتماعي الشهيره ..فتحتها كانت من رقم غريب لكنه محلي ..
"مساء الخير ماريا ..."
:
"مساء النور..مين ؟؟ "
:
حفظت الرقم بسرعه بدون أسم ..كان الرقم لازال متواجدا وظاهر اتصاله الا انه لم يرد عليها تساؤلها ..
أستمرت تنتظر الرد ..الا انها ملت ..أقفلت هاتفها وخلدت للنوم ..
:
:
راجعتان للتو من الحرم ..
:
:
أتجهت الى السرير بتعب ....."بناااااام ...مكسره .."
:
:
تذمرت .."مدين الله يخليكي ..خلينا نجلس مع بعض شوي نتقهوى ونتونس ....."
تمددت في مكانها .......بكسل .."أممم..طيب هيا سوي لنا كوفي ..بس بسرعه لا أنام ...."
:
:
أتسمت وهي تتجه الى مكان تحضير القهوه في الغرفه ..."تكه بس ..."
:
:
أنهت تحضير كوبين لها ولأختها ...توجهت بها الى السرير ..كانت تلك تستسلم للنوم بوجه ملاك ..
أبتسمت وقبلتها ثم خفضت من حدة الاضاءه ..
جلست في الكرسي مقابلها وغرقت في تأملها ..لقد تغيرت أختي كثيرا ..وثقل الحمل على كاهلها ..الا ليتني احمله عنها واحميها من الشرور وشرار الخلق ..
الا ان الروح تسربت الى داخلها تدريجيا منذ قدومنا الى مكه ..ولا زال امامنا الكثير حتى نغادرها ..
:
:
أتجهت الى دورة المياه لتحضى بحمام دافيء ومريح ..
جففت شعرها وخرجت ..لبست فستانا قطنيا قصير و رمادي..لفت شعرها للأعلى و رطبت بشرتها ..
:
:
تأملت اختها مجددا ..فعصفت بها ذكرى ما حدثتها به وافضت اليها به اليوم عصرا ..فأعتصر الحزن قلبها ..وأخضعتها قلة الحيله ..أنهمرت دموعها دون أن تدري ..
:
:
أتجهت الى الباب الفاصل بين الغرفتين فتحته بهدوء ..كان مستغرقا في العمل على حاسبه المحمول ..
:
تأملته بهدوء واتجهت الى سريره ...
لاحظ وجودها منذ ان فتحت الباب فرائحتها قد غزته ..
تمددت على سريره وتناولت الغطاء فقد كانت الغرفه بارده ..كان الغطاء غارقا منتشيا برائحته ..تدثرت به وشددت عليه ..
:
:
تأملت تراقبه وقد انعكس ضوء الشاشه الازرق على اجزاء من صدره ومحياها وانعكس بشده على نظاراته للقراءه حتى اختفت حدقتيه خلفها ..
:
:
لم تقاوم دموعها وهي تتأمله ..لقد كسرت قلبي يا هذا ..ارحم قلبي فهو لم يجبر يوما ..وهشمته الاحزان من قبلك ..الا انه استحال رمادا منثورا في وجه الريح بعدك ..
:
ألتفت اليها بعد ان نسي وجودها كانت تنام وقد توردت خديها واحمر انفها ..هل هذه دموع ..تبلل وسادتي ..
:
:
يالحزن هذه المتوحشه الشقراء ..
أرتدى ثوبه بهدوء وهو لا زال يتأملها..خرج من الغرفه بصمت ..
توجه الى الحرم ..صلى ثم دعى لتلك بكل ما أوتي من عزم وذكرى ..
تأمل المسلمون حوله ..يا الله يا مهجة الروح وشغاف القلب كم أشتاق اليك ..
ياصغيرتي البدويه ..لقد رحلتي من بين يدي مبكرا ..أغمض عينيه محاولا تذكرها ..قفزت تلك بدوعها الى عقله فجأه ..
فتح عينيه متنهدا ..هذه الشقيه لا تكل ولا تمل من اجتياح عقلي ......خوفي بأن تجتاح قلبي يوما ....
:
::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::
اليوم التالي ..الساعه السابعه صباحا ..
رفعت جيب ثوبها و أستنشقت رائحته التصقت بها ..
استيقضت فجرا ولم يكن موجودا ..داهمني النوم عندما شعرت بدفء غطائه الذي لمس جسده يوما ..
:
:
:
:
توكلت على الله وذكرت أسمه كثيرا ..أتصلت بمضاوي ..ما ان لبثت حتى رفعت تلك الخط ....."صباح الخير ..."
:
تنهدت ......"صباح النور ...خلاص يا مضاوي قولي لعمك انا وافقت ..وربي يتمم اللي فيه الخير .."
:
:
أبتسمت على الطرف الأخر ..."أمين يارب ..ومبروك مقدما ..جا اليوم اللي نفرح زمان عن الايام الحلوه ..."
:
:
أغلقت منها خالتها وتوجهت مسرعه الى ماريا ..التي كانت تبخر المنزل ..."ماريا ...ماريا ......البشاره .."
:
:
أبتسمت واتسعت حدقتيها ..."مرادي وافقت ..."
هزت مضاوي رأسها بالايجاب مبتسمه..
وضعت المبخره من يدها .."لو اعرف ازغرط كان اطلقتها اللحين .."
:
:
قلن في صوت واحد .."مين اللي بتعلم .."
:
:
انتفضت مضاوي ..."لاحبيبتي اكيد مو انا معليش ...مقدر عمتي تعز عليا .."
:
كشرت ماريا ....."عمت تعز عليا ...عمتي اول وحده بتنبسط بالخبر ..بعدين انا استحي اقول لابوي صراحه .."
:
دفعتها بخفه ......"ولا اقولك ابعدي ..انا بقول لأبوي لازم اكون شاهده على لحظات الزواج هذا كلها ......."
:
:
مسكت كتفها ......"آه ..الله يقويتس هيا روحي قولي لعمي .."
:
:::::::::::::
راقبتها مبتعده قاصدة غرفة ابيها ...دعت الله في سرها بأن يتم الزواج على خير ..
:
:
طرقت تلك الباب ثم دخلت غرفة أبيها ..
هي لم تكن غرفة بقدر ماكانت جناح مستقل وملاذ ومعزل له داخل المنزل ..
كان حائط الصاله الشمالي ..مكسي بأرفف الخشبية التي طفحت بالكتب ..طبعات قديمه منذ السبعينيات ربما وبعدها سلاسل الكتب تصطف متراصه ..دين وادب وتاريخ وفقه .. .. ..
:
في الواقع ابي رجل مثقف للغايه ..خريج شريعه من الجامعه الاسلاميه لكنه لم يزاول مهنة يوما سوى المتاجره بxxxxاته ..لكنه درس سنتان في احد مدارس البنين ..تعتبر مهنته التدريس اذا ..
::
::
لكن ابي وذيب من بعده لما يكونا يوما لعيصيا كلمه لعمي زيد رحمه الله ..وكان قاسيا متحجرا رجعيا ..
رفع رأسه من الكتاب في يده ..اغلقه ونظر الي مبتسما ..
قبلت رأسه وجلست بجانبه على مضض ..
تاملني مطولا ..."تعرفين انتي تشبهين مين ...؟؟"
أبتسمت "مين ...؟؟"
هز رأسه بالنفي .."ولا أحد ..محد مثلتس ابد ..لاجداتس ولا امتس .."
:
أبتسمت اليه يالا لرقته ..."صحباتي كانوا يقولون أني أشبه لك .."
:
ضحك ..."أحسن من شابهتي ..ولا كيف ؟؟"
:
:
قبلت كتفه ضاحكه أن ابي حقا وحيد حتى نحن مقصرون في حقه جدا لم يضفر ببره سوى ذيب .."أبوي ..موضوع مرادي .."
:
راقبت ردة فعله لم يظهر ايها ..فـأكملت .."تراها وافقت ..."
:
هز رأسه بالايجاب .."على بركة الله .."
:
:
:
مر أسبوع ..مر أخر ..والاحداث لا زالت صامته الكل تسائل عما يحدث ..بل أن مرادي زاد همها همان ..واستغرقت في التفكير للغايه ..لقد كان موقفها لايحسد عليه ..
:
:
يجلسان في صالة منزله الضخم الخالي الذي عُمر مؤخرا ..
يتابعان مباراه من الدوري الانجليزي بكل حماس ..
وابناءه يملئون المكان ..عمار 15 سنه و تركي 13 سنه التؤمان فيصل ونواف 10 سنوات وافنان 12 سنه .
:
:
كانت افنان تلعب مع قطه اشتراها لها عمها لتونس وحدتها ..
صرخت عندما خدشتها في يدها ..
نهرها ابيها ..."أفنان ...."
:
:
راقبها تحبس دموعها من الالم او من الحرج ..
رفعت عينيها كان يتأملها بحنان ..اتجهت اليه متخطيه بخطواتها اخوتها المعلقه أعينهم بالتلفاز ..
كان جالسا ممدا رجليه على طول الأريكه ..
أندست بينه وبين مسند الظهر ودفنت نفسها في حضنه الواسع ..حاوطها بذراعه وقبل رأسه ..انها ترى فيه الملاذ والحنان ..وحيده هي وملئ بالشكوى الا انها اعتادت الصمت والجفا ..
:
:
راقب المباراه معهم ..أنتظمت ضربات قلبها في حضنه ..كانت ترتجق كلما صرخ ابيها واخويها مع المباراه ..
مسكينه هذه الصغير تغرق في مجتمعنا الرجولي ..انها تحتاج للقليل من الاهتمام ..
يتمنى لو ان بيده شيء يفعله ..صديقاتها لا لن يأخذها الى بيت اناس لا يعرفهم ..امها ..انها بعيده وقد استغنت عنها ..
ومهما تقربت انا منها فأنا كهل لا فائدة مني ترجى لها ..لن تشاركني دماها والعابها التخيليه ..
:
:
عائده للتو من المشفى مع اخيها الصغير ..فتحت الجبيره اليوم تحس بساقها تتنفس ..حمل لها الاغراض لشقتها ..لقد لزمت عليه ان يشاركها العشاء اليوم ..
:
:
فتحت باب شقتها ..كان هو وزوجته وابناءه يستحلونها ..ادخل اخيها الاغراض المطبخ ..وأستأذن بالخروج لن يستطيع الجلوس معها بوجود زوجة أخيه ..
حيت بهم على مضض ..لازالت مجروحه من اخيها ومما فعله بها ذاك اليوم ..
هناءتها زوجه اخيا بالسلامه بدون أي لباقه ..كشرت في وجهها ولم ترد عليها ..فالعلاقه بينهن لم تسير عما يرام يوما ولن تسير ..
وعلى غير عادتها ساعدتها في اعداد العشاء ..
بعدما انتهوا من العشاء وخلد الاطفال الى النوم ..تحججت زوجته ..."انا بقوم اسوي لنا شاي.."
:
لم ترد وهي تراقبها بحاجبين مرفوعه ..التفتت الى اخيها ...
:
لم يتأسف لها عما حصل بل فاتحها يبالموضوع مستعجلا .."أبو ذيب خطبتس مني ...وش قولتس ..؟؟"
:
:
حدثته ببرود .."كأن قولي بيفرق ...أيه موافقه .."
أستغرب خنوعها الغير مسبق وسرعة ردها ..راقبها تقف ..."بروح انام مصدعه وتعبانه عيالكم لا صحيوا لا يطلعون صوت ..وشوية ادب العام مأثثه الشقه ...شكرا ..."
:
:
كان الله في عون زوجها ..ورحم الله من سبقه من الرجال في بعدها ..المرأه القويه مرعبه و غير مؤهله للحياة الزوجيه في نظر بعض الرجال بينما الاخرين يرون في قوتها قوة لهم وشموخا وعزه ..
:
:
أغلقت باب غرفتها ..خلعت ثوبها ولبست قميصا للنوم ..رفعت القميص عن ساقها ..كانت تؤلمها عندما تضغط عليها في المشي ..وعرج خفيف يظهر عندما تتحرك ..
ان كنت سأتزوج لن أتزوج ابدا وهذه حالي ..لا بد لي من فستان ليوم الزفاف وزينه وحلي وذهب واغراض متفرقه ..وان يكن هذه ارتباطي الثالث و هو طاعن السن ..انها لي ..لنفسي ..
:
:
أنتشر الخبر كما تنتشر النار في الهشيم ..مطلع الشهر بعد الجاري ذو الحجه سيتزوج ابو ذئب للمره الثالثه ..
:
:
وصل الخبر لأواز ...سقطت من على السرير من شدة الضحك ..
ابتسمت مدين .."خير ..انخبلتي ..."
:
:
اومت ضحكها .."مدري بس الموضوع يضحك ..تخيلي عمي زايد عريس ...اصلا هو يحس عشان يتزوج .."
:
حنقت تلك ......"حرام عليكي الا عمي زايد .."
:
:
كشرت تلك بعدائيه ..."يا امي فكينا ..كلهم واحد .."
لن يولى الذئب يوما على الحملان حتى وان وثقت به ..سيضل ذئبا ..
لازالت اواز تحمل الجرح القديم ..والذكرى القديمه ..لازالت غاضبه ومنكسره من كل ماحصل ..
من كل تلك الذكريات القبيحه والمواقف المؤلمه دقها وجلها ..
وكعادتها عندما يغلي حقدها عليهم ..تفرغه في شاهر ..
أتجهت الى غرفته ..كان سيخلد الى النوم لولا انها دخلت ..الايام الماضيه شهدت على ركود بين طرفي الحرب ..
لم يعرها اهتماما ..وقفت وسندت يدها الى الاعلى على الباب وحاوطت بالاخرى خصرها ..
"مبروك ..."
:
انقلب الى الجهه الاخرى معطيها ظهره ..."مصدع ..يا أواز فكيني ....."
:
لم يكن يبدو بخير ..كان يكسو وجهه الحزن ..يدو انه هو ايضا غارقا في ذكرى اخرى ..
الجمتها فكرة الحزن تؤرق مضجعه ..انتم لعني رجال عائلتي ..
اكرهكم واعشق احدكم ..الا ان الصد والحب من طرف واحد تؤلم اكثر مما يؤلم ضرب تلك السنون مجتمع وتحرق القلب اكثر من قسوة تلك المواقف متراكمه ..
:
:
في مثل هذا الوقت قبل زمن بعيد ...توفيت حبيبتي ..وجابهت الاحزان وحدي ..والهموم وحدي ..والقرارت اتخذتها وحدي واولها الشقراء المتسلطه خلفي ..
:
سألته فقط لتطمئن على صوته ..."بننزل للزواج ..؟؟"
:
جاوبها بأيجاز .."لاء ..حفل بسيط للرجال وبس .."
:
:
:::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
افقدها الرقم المجهول صوابها ..فحضرته الا انها مشغولة البال طوال هذه الايام تفكيرا به ..من ياترى هذا او هذه التي تحفظ كل شيء بي ..بل توصفني وصفا دقيقا كأنها امامي ..
لم تتطرق يوما الى عائلتي سوى الى خالي لفى يبدو بأنها لاتعرفهم ..ربما زوجه خالي ..نعم لربما تزوج بالسر ولم يخبر احدا يوما لغرض في نفسه ..
:
:
لا خالي لن يفعلها وان كانت زوجه خالي مثلما اعتقدت لبادرتني وعرفتني بنفسها لماذا تستفزني ..
الحيره تنهش عقلي ..من ياترى من ؟؟..
:
:
:::::::
::::::::::::::::::
أنهى للتو يوما طويلا منهكا فهو يقضي في المعسكر من الفجر حتى العصر ..وهو القائم على الدورة وليس متدربا كالبقيه ..لم يتبقى الكثير كل ماتبقى بقيه هذا الشهر وحتى رابع عيد الاضحى ..
:
:
متجها الى سيارته ..بادله العسكري على الباب التحيه العسكريه..
سبحان من سخر له هذه المنصب لم يكن يحلم يوما بأنه سينهي سنوات دراسته الجامعيه ليلتحق بالسلك العسكري لطالما اعتقد بأنه سلك عمل شاق ..وها هو نقيب في هذه السن ويحمل اعباء كثيره ..
:
قبيل ان يركب سيارته ..اوقفه الظبط ..."سيادة النقيب شاهر .."
وقف متكئا بين سيارته وبابها ..."خير يا ابو نوره ..."
:
بعمليه رد عليه ..."وصلنا خطاب أمارة المدينه المنورة مرسله خطاب انها رئيس الرقباء راجح الــ راح يطلع لنا ميداني لتقييم .."
:
هز رأسه بأبتسامه ..."حي الله ولد العم ..خلاص شكرا ياظابط تقدر تنصرف ..."
↚
كان يقف على الاستقبال يملئ ورقة ما في يده ..
لفته عند دخوله الفندق ..كان يرتدي بذلته العسكريه لمكافحة المخدرات بلونها الزرعي المميز ..تقدم منه مبتسما ..
تبادلا التحيه .."ما شاء الله متى وصلت من المدينه ..."
ضرب على الورقه ..."والله هاذي دخلتي مكه كان عندي تقييم دورات ميداني في جده.."
ضرب على كتفه مبتسما "الله يعطيك العافيه .."
هذا الرجل يزرع الاحترام في داخل أي كان من يقف امامه ..وبصفات قديمه اندثرت في الرجال لازال يحملها داخلها ..
كانا ملفتين للغايه كل من دخل راقبهما حتى غاب ..
دلفن الى الفندق للتو عائدات من الحرم ..لفت نظرهما من كان يقف مع شاهر ..حاربت اواز النسيان محاوله تذكره انها تعرفه من مكان ما ..
تأملته مطولا على غير عادتها ..يالله كم هو مميز ..لكنني اعرفه من مكان ما ..
طوال الوقت التي أستقلب به المصعد وفي طريقها الى غرفتها وحتى دخولها للأستحمام ..كانت تتأمله في عقلها ..
يا رباه ما اكمله ..اقسم انني اعرفه من مكان ما ..انه وقور للغايه تذكرت ضخامته وعرض منكبيه وعلامات انجازاته العسكريه على صدره ..
لمثل هذا الرجل تفنى النساء ..قفزت في خاطرها ذكرى سليمان ..كان وسيما للغايه الا انه كان شابا لم يكن كهلا وقورا كما تخيلت من ترتبط به دوما ..
الا ان كل هذا اختفى بفعل طيش من ظالم أحمق واناني استباحني..لأفراغ رغباته وشهوانيته متجردا من أنسانيته تمام التجرد ..
:
:
عادت تفكر به ..ياترى كيف تبدو أمرأته كيف يبدوا ابناءه ..فليحفظه الله ..
:
وليطهر عقلي وقلبي من الذكرى الحزينه ..
..
خرجت الى الغرفه البارده ..خفضت التكييف ..وجلست تغرق في سرحانها ..
بادرتها تلك .."مدين تعرفين من كان يوقف مع شاهر تحت ..؟؟"
:
:
أرتجفت هلعه من طريقة حديثها المفاجئه.."مين ...؟؟"
:
كشرت تلك بوجهها لقد ربطت الذكريات بالاقوال ..يا الله انه زوجها ..ياربي تزوجت اختي صديق أبي ...امتقع وجهها وبهتت نظراتها ..
لازالت تنتظر أجابتها ......"مين يا أواز ...."
هزت رأسه بالنفي ببطء ..."مدري ..."
تجاوزتها متجهه الى غرفة شاهر ..أغلقت الباب خلفها ..
اعتراها الخجل كان عاريا شبه مستلقي على سريره منشغلا بهاتفه ..
أنه في مزاج عالي لها اليوم ..
كان ستفتح الباب عائده ..الا انه قفز بينها وبين الباب واغلقه بأحكام ..
أبتدعدت عن صدره العار بنفور وهي تنظر لموضع رجليها ..
أقترب منها .."عندتس شيء بتقولينه ...بتتحفيني بأقوالتس الدرر .."
رفعت عينها له بتحدي أبتسمت بمكر وضيقت عينيها ..جمعت قبضتها وضربته على كتفه ..
مسك مكان ضربتها ..."ما اتفقنا على اعتداءات جسديه .."
سمعتها شيء أخر .."أعتداءات ايه ....؟؟"
أبتسم بمكر ..."كل واحد يسمع اللي يشتهيه ..."
:
:
رفعت حاجبيها وهي تجلس على طرف السرير ..
عاد ليستلقي ..
دفعها برجله بخفه ..."قومي بنام ..."
تألمت ..."آآآه كسر ..."
جرها بخفه حتى استلقت مكانه كتف يديها وجلس فوق فخذيها ..
"قولي أسفه ...قولي .."
:
وضعها لا يطمئن ابدا ليس هذا ما كانت تسعى اليه اليوم ..للمره الاولى يتقرب منها هكذا بأرادته ..ارتجف جسدها وتوردت خديها خجلا .."آه ..قوم عني ...كسرتني ..."
:
أبتسم متخطيا تأثيرها عليه "قولي اول أسفه لاني فاولت عليك بالكسر .."
هزت رأسها بالنفي ...رفع فستانها بخفه الى منتصف فخذيها..بنظرة تحدي ..."قولي ...ولا ..."
أرتعد صدرها وهي تراقبه بنظرات هلعه ..."والا ايش ..."
رفع حاجبيه .."ولا بكسر راسك ...تذكري اواز انا دايما المسيطر وانا كنت بمشي لك كل اللي كنتي تسوينه من يوم ماجينا هنا ..انا بأرادتي طيب .."
:
:
دمعت عينيها ..."بس أنا مو جايه عشان ....اكمل اللي كنت اسويه .."
راقب حدقتيها الزرقاء تغرق في دموعها ..وجسدها يرتجف ..ذكرته بشيء واحد ..انها فعلا كقطه ..
خفف من ضغطه على يدها ..فدفعته بقوه ..
وقفت راقب تشتتها بأبتسامه ..فلتعرف من انا ..بمواجه واحده مني اسقطت كل حصونها ..
توجهت له بالحديث ...بحنق ..."أفهم ليش الا الأن مدين ماتدري انها متزوجه ...وصديق ابوها بعد ..."
:
:
وضع ساعده تحت يده واصطنع الانشغال في هاتفه .."بطلب من راجح نفسه ..قال البنت لاتدري ..الين الله يفرجها .."
:
التفت اليها كانت قد تقوست شفتيها ولا زالت تصطنع القوه ..."يعني كيف الله يفرجها .."
:
تنهد .."يعني الين الله يفرجها .."
راقب خروجها الغاضب من الغرفه ..لعن نفسه على ما فعله ..لقد ضر نفسه أكثر ..
:
:
كانت اختها مدهوشه في الغرفه ما ان دخلت اختها حتى صرحت بصوت عالي ..."تذكرته ..هذا راجح خوي ابوي ...تتذكرينه كنا نروح معاهم المزرعه .."
:
هزت رأسها بالايجاب دون أن تتحدث وهي تستلقي على سريرها غطت رأسها وغرقت في البكاء الصامت ..
راقبت اختها بحزن ..هذه حالها دوما عندما تعود من غرفة شاهر ..الى هذه الدرجه اختي منبوذه ولاتسير علاقتها على ما يرام معه..مسكينه اختي ذنبها الوحيد انها لم تتأقلم يوما ..
:
:
::::::::
:::::::::::::::::::::::::
عدلت الأسورة الفخمه الذهبيه على يدها ..تأملت شكلها على يدها ..
رفعت عينها كان البائع سارحا بيدها ..نهرته .."نزل عينك ..بلا .."
:
اضطربت زوجه اخيها بجانبها .."مرادي مو وقته .."
:
:
لقد كان يوما منهكا بالنسبة لزوجه اخيها ..فمرادي البارحه جالت بها مجمع النور أجمعه في يوم واحد ..واليوم محلات الذهب والعباءات ..
:
ترى ان لاطائل مما تفعله سوى تجديد لروحها الضجره ..فهي لاتتزوج للمره الاولى ..ولا تكون عورسا للمره الاولى لكن هذا ابسط حقوق نفسها عليها ..
مهرها ذو المبلغ الخيالي على بكر تتزوج للمره الاولى حسن قليلا من نفسيتها ..فأحدهم يرى لها قيمة حتى يصرف هذا المبلغ عليها ..
تبقي أسبوعين عن موعد زفافها المحدد ..
انتهت مبكرا من تجهيزها لنفسها .. كانت ترتب حقائبها في غرفتها ..توجهت بالحديث .."بس بقى لي نقاشه ..ودلكه وحلاوه ..يمكن اروح لمسات ...يمكن اجيبها البيت مدري ..اجيب النقاشه البيت عشان بسوي حنا .."(حفل حجازي يوم نقش العروس واقرباءها "
:
:
كشرت بأستهجان ..."حنا .."
رفعت حاجبيها .."وخير ...في وحده ما تنقش لرجلها اول مره يشوفها ..بفرح وافرح الناس معاي ..والله ..."
:
:
تنهدت هذه المرأه قويه للغايه ..لا تضيع حقها ابدا ..
عجيب مجتمع يرى في أخذ الحق قوة وتسلطا ..من أبسط حقوق هذه الشقيه التي تقبل على رجلا لاتعرفه بل حتى يكاد يرضيها الارتباط به ..أن تحتفل بطريقه تليق بنفسيتها وحاجتها وشخصيتها ..
:
:
لم يتبقى سوى يومان على يوم الزفاف الموعود ..
كانت تلك العجوز المطمئنه تجلس في غرفتها ..أتت مضاوي قبلتها وجلست بجانبها ..لتستأذنها بكل أدب خوفا على مشاعرها ..."يمه ..بروح لخالتي اليوم مسويه حنا ..بس لنا وحريم اخوالي وخالاتي وبناتهم ..عادي اروح ..."
:
:
ربتت على كتفها مبتسمه ..."روحي انا عمتس وتونسوا وباركوا لمرادي عني ..وعطوها ذا ..."
مدت يدها ..بكيس يحوي طقما من الذهب من محلات فتيحي ..
"هاذي من ذيب لها ".. مدت كيسا أخر "هاذي مني ..عاد مدري عن ذوق ذيب كيف قايل .."
:
:
أخذتها منها بحرج ..حاوطتها تلك بذراعه ..."يامتس يامضاوي ...انا ادرى الناس بتس ...انتي مو هاين عليتس كل اللي يصير شايله همي ..صح ؟؟"
:
:
قبلت يدها لقد فهمتها اكثر من أي احد هنا ..أكملت تلك ..."يا وليدي أنتي اعلم بحالي ..وانا والله فرحانه اليوم كاني ام زيد الله يرحمها فرحانه بولدها ..انا اللي زوجته ام ماريا ..واليوم يوم قل حيلي وصيتكم انتوا تزوجونه مرادي ..لاتكدرين خاطرتس ياحبيبتي ..روحي وافرحي ..عقبال مانفرح بعيالتس ..."
:
:
أبتسمت تقاوم دموعها يا الله ما أعظم هذه المرأه ..قبلت رأسها وخرجت ...
:
حاوطتها تلك بدعواتها ..
فمضاوي حقا ألماس ..ومكسب لكل من مر بحياتها يوما ..الا انها لم تأخذ حقها من الدنيا بعد ..
:
:
لبست مضاوي فستانا عودي ضيق بأكمام طويله يفضح نحرها وتزيدها بساطته فتنه اغرقت رسمت عينيها بالكحل بأتقان كعادتها واحمر شفاه فاتح ..وتركت شعرها كما خلقه ربي ..
لأول مره بعد وفاة خالها عاد الحكل الى موطنه الذي خلق له عينيها الفاتنه ..لبست ثوبا امارتيا أسود ..فهي تعشق هذه القصه وهذه الاثواب ترى فيها تعزيزا لبداوتها ..
:
:
نزلت مع الدرج ..بثوب بدوي في منتصف ساقها ..وقد تزينت بنعومه ..وخلاخالين على ساقها تزيدها جمالا وتركت شعرها على طبيعته وكحلت عينيها التي تشبه امها بها ..
رفع عينه وعاد لما كان مشغولا به ..اعاد رفعها مره اخرى ..أهذه ماريا الصغيره ..أبتسم لها تتقدم بخجل ..قبلت رأسه ورأس جدها وجدتها ...
متى كبرت وأصبحت بهذا الجمال ..تذكره بأحداهن ..في كل لمحه وموقف لها كانت تذكره بأحداهن ..أبنة العم الغامضه ..
:
:
تلقفتها جدتها بين أحضانها وقبلتها ..واحاطتها بأسمه ..."امتس يبي لها هواش ..سيقانتس كلها برى ...وحاطه لي خلاخيل ذهب ..نزليها ..."
:
:
كشرت بغنج .."يممممه ...توني حامده ربي ان امي ما انتبهت ولا فقدتها ...عشان كذا نزلت بدري قبلها ..لاتخليني أنزلها بكف .."
:
:
ضحك جدها ..."معليتس منها وانا ابوتس بكرا اشتري لتس أثنين ..."
:
مسحت على رأسها .."أنا جدتس امتس شديده عليكم لأجل انها تخاف عليكم ...معليه استحمليها .."
:
قفز ذيب الصغير ..."أمي دايم اذا ماسمعت كلامها تشد شعري وأذني ...بس خلاص يوم كبرت صار مايعور ..."
:
أبتسم داخله ..الكل حولي يتحدث عنها انها تحاصرني من كل مكان ..
يالرقتها ..هل يصدر من تلك الصغيره أي فعل عنيف ...الا انها ام ..نعم ام ..هو شعور صعب وشرس ..أحسدها عليه لن أجرب الابوة يوما .. حتى وان مارستها على التؤمين ..الا انه يوما سيندثر اسمي كما أندثر اسم عمي من قبلي ..
:
:
:
وهناك وصلن المغرب متأخرا على ما يبدوا بأكتضاض المنزل بالنساء ..
أبتسمت ماريا ..."الجو ...رهيب ..خالتك بتغيير اشياء كثيير .."
:
:
قابلتها خالتها الصغرى ..تبادلن الاحضان ..تساءلت :وين خالتي مرادي ؟؟"
ضحكت تلك .."في غرفتها ..خالتتس مجنونه ..تخيلي نقشت الين هنا ..."أشارت لمنتصف فخذها ..."أنتبهوا لشايبكم لا يطب ساكت ..."
/
/
ضحكت ماريا بحماس ..."وين النقاشات حتى انا ابي انقش زي مرادي ..."
:
:
كان يوما جميلا ومزحوما ..على العشاء بينما كانت مضاوي ..ترفع شعر أبنتها التي لا زالت حناءها لم تجف على يدها ..
تسائلت اخت زوج خالتها ..."ماشاء الله ..هاذي مين ..؟؟"
:
أبتسمت بخجل ..يخالطه عزة وفخر .."بنتي ماريا ..."
غرق المجلس بذكر الله ..والفاظ عدم التصديق ...
تسائلت تلك .."متأكده ...قبل عشره سنين سمعت تزوجتي ...؟؟"
:
أبتسمت بلطف مفسره ..."لا هاذي بنتي من زواجي الاول ..حتى عيالي من زواجي الاول ...ربي مارزقني من الثاني .."
دعا الكل حولها بالذريه الصالحه لها ..أستغربت في الواقع انا رزقت بذريه صالحه ..مجتمع غريب..
:
تكلمت احداهن بأعجاب ..."والله الام وبنتها واحد ماشاء الله ..وانتظري الخطاب قريب عن هالحلوه هاذي .."
:
غصت بكلماتها ..لا ..ارجوك ياربي ..الا يتقدم أحدهم ..ولا يفكر احدهم بها ..لماذا صحبتها معي اليوم ..قرأت ماريا ملامح وجهها ..
:
"لا بنت اخوي بعدها صغيره ..اصلا عمها وجدها مايرضون يزوجونها اللحين ..."
ما ان قالت ماريا هذا حتى انهالت كل واحده منهن بالحديث المسهب عن عمرها وقتما تزوجت ..
:
:
لا زال البيت مكتض ..الا ان الأكثريه عدن الى العلا ..فهذه الحفله عن حفلة الزفاف التي ستقام للرجال فقط دون النساء ...
:
:
غسلته للتو بعدما جف ...تعجبت مضاوي ..."يا الله يجنن الحنا يا خالتي مضاوي على يدينتس ..."
:
وكان احمرا يزيد اناملها وساعدها فتنه ..
رفعت ماريا التنورة بخفه وتركتها ..."بنشوف اللي هنا وصلتنا علومك ..."
ضحكت مرادي ..."ترى عادي اوريكي بس مضاوي معقده ..."
:
:
هزت كتفيها بقل حيله ..."حتى ابوي مشكلته كتوم ..تتوقعين لا سألته بيحكيني ..."
:
شرقت مضاوي بالماء في فمها ..أحمر وجهها من الخجل ..
هنا رن جرس الباب ..تساءل الجميع ..من القادم الان ياترى ..
سمعت مضاوي صوتا كذبته للوهله الأولى الا ان دخلت تلك تؤكد .."لا تقولون مشيت النقاشه ..."
:
قفزن ماريا ومضاوي لأحتضانها ..."أواز ...متى جيتوا ؟؟وين مدين ؟؟...."
تبادلت السلام على البقيه اللاتي استغربن شكلها بينهن..
نزعت عباءتها ..ودخلت خلفها مدين ..حضنتها مضاوي حتى سالت دموعها تشتاق لها حقا ...
:
:
نفشت شعرها الاشقر .."مدين اصرت تجي ..والله بس نزلنا البيت غيرنا وجيناكم ..تبي تتحنى تقول وتفرح مع خالتي مرادي .."
:
:
احتضنتها مرداي ..."ياعمري ..هو انا اقدر افرح بدونتس ياروح خالتس ..."
قفزت ماريا الصغيره ..."النقاشه توها تتعشى اقولها لاتخرجين ...باقي ثنتين ....."
:
:
شجعتها ماريا الكبرى .."ايه قوليلها ..لو مارضيت قولي لها ندبل لك السعر ..."
:
رفعت يديها بغنج ..." لا انا ما ابي اتحنى ما احبه ..ريحته يع ..."
:
لازلن اخوات مرادي من ابيها وزوجة اخيها الصغير يتأملنها بأستغراب وجودها بينهن مستهجن وغريب ..شرحت لهن مضاوي ..."هاذي اواز بنت محمد اخوي ..."
:
:
نطقت احداهن ..."هاذي اللي واضح ان امها كرديه ..مو مدين ..مدين عيونها بس غريبه .."
:
:
جلست بجانبها ماريا ..."خير ماتبغين تتنقشين ...ترى شاهر يعشق الحنا ..عمتي من يوم تنزل الحنا يقعد يبوس في يدها ....ويدوخ على الريحه ...ياختي اتحني أبسطيه ..مايكفينا مضاوي داقه الثقل ..لاتصيرين زيها ..تنقشي تنقشي ..."
:
:
تأملت خطوط الحناء الحمراء على انامل عمتها مضاوي ..فتحمست للفكره ..
أبتسمت بحماس ..."خلاص بعد مدين بتنقش ..هي أهم ..."
:
:
كانت لازالت تحتضنها ..لقد فرحت حقا لرؤيتها وقد عادت الحياه الى محياها والتمعت حدقتيها الرماديه ..لازالت خجله من الاختلاط بالجمع حولها ..وتتحاشى لمساتهن الغير مقصوده ..
:
:
أتت ماريا الصغرى الغرفه ..."عمي ذيب تحت ..محمد توه طلع قال لي .."
ربتت على كتف ابنة اخيها مبتسمه .."نتقابل في البيت .."قبلتها .."وحشتيني ياعمري .."
:
:
ركبن السياره ..تحركت السياره ..كانت حركة محمد وذيب كثيره فنهرهما ...
:
:
جلس ذيب ومحمد مازال واقفا ...توقف ذيب فجاءه لسياره اعترضت طريقه بطيش ..ضرب محمد في الزجاج الاماي ثم عاد الى مكانه ..
كان ذيب حانقا من ذاك الذي اعترض طريقه ..تحرك وهو لا زال يشتمه ..توقف في اول اشاره ..بينما عينها كانت معلقه على ابنها تطمئن عليه..
لمحت قطرات حمراء على ثوبه ..تقدمت بجذعها ..مدت يدها وجرته اليها ..وبهلع ..."أش هذا ..فك فمك ..."
تلوثت يدها بدمه ..وبغير وعي منها ضربت ذيب بخفه على كتفه ..."بالله المناديل .."
كانت ماريا تراقب الموقف بصمت ..أعطاها المناديل ..مسحت فم ابنها ..تساءلت بهلع .."فين راح السن ..لايكون بلعته ...ولد ..فك فمك .."
:
:
كان يراقب أناملها ترتجف هلعا ..وقد زينت بنقوش حمراء ..وعبق عطرها البارد كلما تحركت يغزوه بلطف ..
:
:
وضعت يديها تحت عضديه ..نهرته .."تعال عندي ..من اليوم عمك يقول اجلس اجلس ..نهاية العناد ..."
:
:
وبغلط منه عندما تحرك عمه بالسياره ..ضغط على أسفل بطن أمه بركبته ..تأوهت بصوت مسموع ..
:
:
نهرته ماريا بعدما هلعت من ردة فعل مضاوي ..."ولد ..بطن أمك .."
:
:
قاومت الما غزى عروقها ..وبردت له اطرافها وهي تمسح على رأسه أبنها ..وتضمه اليها ..
↚
أصابك عشق أم رميت بأسهم - فما هذه إلا سجيّة مغرمِ
أغار عليها من أبيها وأمها ـ إذا حدثاها بالكلام المغمغمِ
أغار عليها من ثيابها ـ إذا لبستها فوق جسم منعّم
فواللّه لولا اللّه فواللّه ـ لولا اللّه والخوف والحياء
لقبلتها، للثمتها، لعضتها - لضممتها بين العقيق وزمزم
::
::
::
لم تدعه يبقى طويلا على يدها ..ازالته ..الا انه كان اجمل مما توقعت ..
:
:
فأخذها الحماس ..كانت الغرفه خاليه الا من مدين وخالتهم مرادي والنقاشه ..رفعت لها عن فخذها الأيسر ..
"نقشي لي هنا حول الفخذ كله الين قبل ركبتي بشوي ..."
أبدت مرادي الاعجاب لجرءتها .."هو ذا الكلام .."
:
:
غرقت مدين في الاشمئزاز وقاومت افراغ ما بمعدتها ..فكل ما يدل الى ذاك الموضوع يقلب كيانها ويجلب حلكة ظلام الذكرى الى صدرها ..
:
::::::::::::
:::::::::::::::::
بعدما انتهت منها النقاشه بنصف ساعة اتصل ذاك يعلمها بوصوله ..
:
توجهت بالحديث الى خالة ابيها ..التي يبدوا بانهما اغرمتا ببعضيهما لتلاقي افكارهن .."اش اسوي ذحين ..اخاف احوس السياره .."
تسائلت .."اذا نشف قشريه وحطي عليه لا وصلتي فكس ولا زيت زيتون خلاص هو يغمق .."
:
أبتسمت بحماس "والله ...طيب حلو عليا ؟؟"
:
هز رأسها لها بالابتسام .."والله حلو يهوس اللون على يدتس ماشاء الله .."
ودعنها ونزلن اليه ..ركبت بجانبه ..
لفتته الرائحه ..مبتسما تسائل ..."حنيتي ؟؟"
:
خبئت يديها ...ماكره"بس مدين ...يع يقرفني .."
:
كشر لها ..."نبته من الجنه ...بركه ..يقرفني قال.."
عضت على شفاهها تحت نقابها ..انه بالفعل يعشق الحناء ..
انتظر ما سيحدث لك ياشاهر سأرد صاعك ذاك اليوم بصاعين ..
:
:
علقت فستنانها ..وهي تطمئن ماريا ..."والله ما احس بشيء بس هو الله يهديه تكى على مكان العميله ..."
:
تنهدت ماريا ..."وينه مكان العميله ..."
اشارت لها اسفل بطنها ..."هنا ..."
..
..
أكملت "صحيح مابقى لها اثر الا خط لونه فاتح بسيط ..لكن بعض الايام تعورني احسها سكاكين ..حتى خالتي مرادي تعاني ..."
:
:
ضحكت ماريا تبعد الخوف ..."الظاهر محمد يبي يرجع محل ما جاء ..."
:
:
تنهدت مضاوي بحزن ..."والله من كثر خوفي عليهم ودي اردهم بطني ..."
:
أبتسمت تلك بحزن ..لكم هو عظيم شعور الامومه ..اكتبه لي يا الله في الجنه لصغيري ..شفيعي وابيه يوم لاظل الا ظلك ..
:
:
صعدت للتو لتغير لباسها ..فقد كوت ثوب ذيب وابنيها وكوت ماريا ثوب ابيها وشاهر ..
هناك حفله بسيطه للنساء في منزلهم ..
والرجال في المنزل ايضا في المجالس الضخمه التي تاسعهم وتاسع ضعفهم ..
:
:
كانت تصعد حامله ثوبه وغترته البيضاء بيديها ..فتحت غرفته التي اعادت مضاوي ترتيبها وتغيير مفرش السرير ..واعطاءها المزيد من الروح بصفوف العطورات والزينه على تسريحته ..تخص القادمه الجديده ..
:
:
أبتسمت له بأعجاب ..كان قد شذب ذقنه الذي اتصل بعارضيه وخفف شعره ..كان اسود الشعر والعوارض الا سكسوكته كانت رماديه ..
هذا ماميزه بين اصدقاءه القدامى وعائلته ..بل اطلق البعض عليه الالقاب أشارة الي طبيعة شهره الغريبه ..
:
:
كان لايزال وسيما وقويا ..لم تثنه الايام ..ولم تهده السنين لازال بدويا شامخا ..يعيش ابيا ضد ان يُكسر يوما ..
قبلت رأسه وعلقت الثوب والغتره قريبا منه ..
:
:
تأمل غرفته بعد خروج أبنته ..لايفسر شعوره ,,بل يجهل على ما اقدم على فعله ..هي كلمة وصدرت منه ذاك اليوم اما مضاوي دون تفكير ..فوفى لكلمته ..
لا يعلم من هي ..كيف تبدو ..ماصفاتها ..ماعيوبها ..والاهم ..هل هي مثلها ..هل تشبهها..لقد شاركتها الاسم والحضن ..لا بد ان تكون تأخذ ولو القليل منها ..
:
:
بعدا أذان العشاء اكتض المجلس تماما بالرجال ..
دخلت البيت وفستانها بيدها كان خاليا الا من الانوار الساطعه ورائحة البخور ..
:
::
تدخل لهذا البيت البيت لأول مره كواحده من قاطنيه ..توجهت الى غرفة تلك في الطابق الاول ..
طرقت الباب ..لاتخلو غرفتها من أحد احفادها او ابناءها ..أبناء مضاوي كانو يشاركونها شرب الشاي ..
رفعت عينها الى الباب.."من ؟؟مرادي ...حياتس الله تفضلي ..."
:
دخلت مبتسمه القيت السلام بخجل ..أشارت المكان الخالي بجانبها بيدها "اقربي ..تعالي اجلسي جنبي ..."
:
جلست بجانبها خجله ..وضعنا غريب ..واي احد كان ليستهجنه الا ان هذه العائله مليئه بالمعجزات ..
ربتت على كتفي .."مرادي وانا امتس ..اليوم دخلتي هالبيت زوجه لكبيره ..رايتي بسلمها لتس ..الله الله في زايد ..وفي هالبيت الكبيراللي مليان حكايا وقصص ماطلعت ورى جداره يوم ..ويوم قلت لهم زوجوا مرادي زايد ..لانتس مننا وفينا وادرى الناس باللي يصير بيننا ..زايد جلس كل هالسنين مادخل بيتنا غريبه ..حتى زوجته ام ماريا الله يرحمها عمرها مادخلت بيتنا ..انا كبرت ياوليدي ولاعاد لي حمل ..زايد وعياله وصيتي لتس ..مابقى كثر اللي راح ..."
:
:
دمعت عينيها لما باحت به تلك العجوز ..أحست بانها اقدمت على فعل كبير ..وينتظرها الكثير لتعيشه ..
:
قبلت يدها ورأسها ......"أنتي تاج راس الكل وبركة هالبيت يام ذيب .."
:
:
كن مجتمعات في غرفتها ..كانت تسرح شعر ابنة أخيها ...
تألمت تلك ممسكه بشعرها ..."آه عمه ..."
:
شدت شعرها في يدها ..."انتي لاتحركين راسك ..."
مضاوي كانت تكوي فستان مدين التي بعد جهد جهيد قبلت ان تقابل الجمع البسيط ..
دخلت أواز تحمل فستانين في يدها ..."هذا ولا هذا ..."
سكت الكل متأمل فستانين فاضحه ..لم تكن احداهن لترد ...سوى ماريا .."الفضي .."
:
نهرتها مضاوي .."ماريا ...مدين حبيبتي دولابي تحت أمرتس ..الناس اللي عندنا ماينفع تلبسين كذا قبالهم .."
:
أبتسمت أواز تبعد الخجل ..أنها لاتعلم مالذي تفعله ..يبدو كل فعل يبدر منها مغلوطا ..وخاطئا ..
همست لها مضاوي مبتسمه ...."تلبسين جلابيه عادي ...؟؟تراها حلوه وربي اشتريتها لحنا مدين ..بس الحمد لله.. وربي حرام فخمه شريتها بألف وثمنميه...لونها عودي مع الذهب ولون شعرك تطلع جنان عليكي ..."
لم تهن عليها كسرة ابنة اخيها ..التي تحاول بكل ماأوتيت بقوه بأن تندمج معهم ..ذكرتها كثيرا بأمها ..لقد تمنت أن تفعل شيئا لامها حينها ولم يكن بمقدورها فلتعطي أبنتها اذا ..
:
:
دخلت تلك تحمل ثوبها في يدها وعلى كتفها حقيبة ممتلئه .."مساء الخير ...."
:
أستقبلها الكل بلأحضان ..والمباركه والدعاء ..
فتحت عباءتها .."شعري مبلول ..راحت علي نومه تحممت وجيت ...عمركم شفتوا وحده تنام يوم زواجها للمغرب ..."
:
توجهت اليهن بحيره ..."مين تستشور لي شعري ..."
:
نظرت ماريا الى شعرها الاسود الطويل مطولا ..."سويت شعري وشعر ماريا ..ومضاوي سوت شعرها وشعر مدين ...وعندنا وعندك خير ..خلي أواز تستشوره .."
:
ألتفتت اليها مبتسمه وهي تجر كرسيا الى التسريحه .."تعالي خالتي مرادي ..أخدمكي بعيوني .."
:
أبتسمت لها مرادي .."ياحياتي على هالجمال ...شاهر كيف يقدر يفارقتس لحظه .."
:
تصنعت الابتسام بينما راقبتها اختها بحزن ..جمعت شعر مرادي في يدها ..وبحسره غريبه فلقد تحس بشقارها نقمه مؤخرا ..."ماشاء الله ياخالتي مرادي ..كلكم شعوركم حلوه ..زي اللي يوصفوها العرب في قصايدهم ...نفسي اصبغ شعري ..بس جربت زمان ماطلع حلو عليها .."
:
:
دافعت ماريا عنها ..."يابنتي سبحان اللي سواكي كل شيء فيكي حلو ..اولهم شعرك .."
:
تأملت شعرها الذي يغطي حتى نهاية صدرها بتموجاته الواسعه ..أشقر يميل للرمادي ..من فضل ربها أن حاجبيها ورموشها اغمق لونا ..
:
:
لن اعجبه يوما ..لازال متيما ببدويته ..
بصعوبه انهت تسريح شعر خالة ابيها ..فشعرها اسود وكثيف وثقيل وطويل ..
:
:
كان الجميع منتهيا ..وتوافدن الحاظرات ..
تأملت جمال عمتها خلفها ..أخرجت ثوبا وعلقته خارج الخزانه .."حبيبتي أواز هاذي الجلابيه اللي قلت لك عليها ..مع الذهب بتطلع شيء .."
:
:
خلجت ..."بس انا ماعندي ذهب .."
:
تأملتها مضاوي ..يالضياع هذه الصغيره ووحدتها ..."ياروحي ذهبي كله فدوه لكي ..تلاقينه بأول دولاب عندك في التسريحه .."
هزت رأسها بالايجاب ..
:
:
خلت الغرفه الا منها ومن ملكة الحدث تغير ثوبها في دورة المياه ..
كانت انهت للتو تسريح شعرها ..تجرأت وفتحت علبة مكياج عمتها ..
أخرجت الكحل ..نظرت الى عينها مطولا لم تجربه يوما ..لم تجرب أي من الزينه سوى احمر الشفاه الاحمر لاغير ..
خطته داخل عينيها بخطا خفيفا لا يكاد يبين ..تنازلت عن قرارها وتركت قلم الكحل ..
كانت تلك تتأملها ..تقدمت منها ..وبأمر ..."غمضي عيونتس ..."
أنصاعت لها ..بتمرس خطت الكحل برسمة بدويه فوق جفنيها الواسعه ..
"أفتحي عيونتس وطالعي فوق .."
أنهت الرسم برضا واتقان ..تناولت الماسكرا ..واضافت اخر لمساتها ..
أشارت لها على المرأه .."شوفي .."
ألتفتت تلك ..بالكاد عرفت نفسها ..كانت لاتزال تتأمل عينيها ..أكملت مرادي زينتها بأحمر خدود برونزي ..ومدتها بأحمر شفاه بلون وردي فاتح يميل الى اللحمي .."خذي ..حطيه وادعي لي .."
أبتسمت ..لها وتأملت نفسها بدهشه بعدما وضعته .."صرت اشابه عمتي ومدين ...صح ..."
:
هزت تلك رأسها بالايجاب ..سبحان من سوى هذه الشقراء ..
:
أتجهت للثوب الفخم الذي نوتها مضاوي به ..بنقوشات ذهبيه دقيقه تكاد ترى ..واتقان في قصة الصدر ..وفتحه على جانبه الايسر تحاوطها نقوشات ذهبيه فخمه ..
أخذت نفسا عميقا..لبسته ..وكانت المفاجأه ..وكأنه مفصل على جسدها ..
توقفت امام المرأه مطولا كانت مرادي قد خرجت من الغرفه منذ زمن اليوم أحس بأنني ..بدويه كما ينبغي ..
فتحت دولاب عمتها للذهب ..كان مليئ بالذهب والقطع الفخمه وكأنه محل مصغر ..
اول ما اتخذته لبست خلخالين على ساقها الايسر مقلده عمتها ..قلاده ناعمه تكاد ترى ..واسوره وساعه ..خاتمين ..
:
بفضول جربت العطر على طرف التسريحه ..في اقصى التسريحه الضخمه كان هناك علبه تسند تولات صغيره ..فتحت واحده بعشوائيه ..كان لها رائحة شعر عمتها ..وضعت القليل منها أسفل منابت شعرها ..
دقات قلبها مضطربه لقد اغرمت بنفسها للمره الاولى في حياتها تتزين بهذا القدر اللاتي يتزين به عمتها واختها وماريا يوميا ويرنه لا شئ ..
:
:
خرجت من الغرفه وهي بتمام الرضا عن نفسها ..وبالفعل لفتت أهتمام الكل ..فكانت كل من دخلت وكل من مرت حدقت بها حتى غابت عنها ..
كانت مرادي تجلس في صدر المجلس ..لاتبدو كعروس ابدا بفستان أبيض مطفي ناعم للغايه بأكمام طويله وفتحه واسعه يشف احناءات جسدها الفاتنه ..وأسدلت شعرها بنعومه على كتفها الايسر ..
:
:
توجهت بحديثها الى مضاوي ..."مضاوي ..خير أجلسي شوي ..تقهوي .."
أشارت تلك على ساعتها .."خلاص مافي وقت توه شاهر دخل حقين المطعم يفرشون السفر والوقت متأخر الرجال شالوا سفرهم .."
:
:
ضرب قلبها بقوه قد أقترب موعد اللقاء..
وقفت أم ذيب محيه بالضيوف ..لتناول العشاء ..
تبعها الجميع ..ثم انصرفوا الي بيوتهم حتى خلى البيت تدريجيا ..كانت التزمت أحد دورات المياه في اسفل المنزل ..افرغت ما في بطنها ..وانتابها شعور الغثيان والدوار المزمن ..
من حسن حظها انها انهت كل مهامها ولم يتبقى لها سوى اعمال طفيفه في المطبخ ..
:
:
كانت تمسك ديرابزين السلم المؤدي الى الاعلى تتسائل .."أطلع ..ولا كيف يعني ..يجوون ويسلمون ولا اش الوضع ...؟؟"
:
:
أبتسمت لها ماريا ..."خلاص روحي غرفتكي ..الين ابوي يجي ..ويطلع وخلاص لاحقين على السلام ..."
:
:
نفضت يديها بتوتر .."مدري ..طيب للحين باقي رجال ما مشيوا صح ...؟؟"
:
هزت رأسها بالنفي ..."مره مابقي احد اطلعي يامرادي ..أجي معاكي مثلا ..."
:
:
:::::::
:::::::::::::::::::::::
تفرق الجميع الى غرفهم و هم يحملون بقلوبهم الكثير ..وينتظرون الصمت ليبوحوا بما يخفون ..
:
:
تجولت في الغرفه تضيع توترها ..المكان فخم للغايه وهاديء ومرتب ...يبعث لها التوتر أكثر فأكثر ..
أتجهت الى الخزانه ..أخرجت قميصا لؤلؤي ..لبسته وعلقت فستانها اعادت على كحلها واحمر شفاهها ..رشت من عطرها المشبعه به للمره الاخيره فقد سمعت صوت الباب يغلق ..
أحتارت اين تقف ..عدلت شعرها وهي تنفث هواء ساخنا بتوتر ..
تلعقت عينيها بالقادم ..
تنملت أطراف ساقيها ..ولم تعد تحس بركبتيها ..بردت كفيها ..كانت تختنق بكلامتها محاوله تفسيره لنفسها ..
لم تتوقعه ..ان ..يكون ..هكذا ..نعم هكذا انم كامل بشكل مخيف ..
لاتود ان تقسم بل انه يفوق سابقيه بالوسامه ..بل تظلمه عندما تقارنه بهم ..
رمشت بعينها ..بصدمه ..نعم انها تعيش صدمه فقد توقعت شيئا ولقيت شيئا ..
:
:
بينما تأملها ذاك حتى كاد يسكر بها ..بشعرها الليل ..بأنحناء خصرها المبالغ فيه ..وعينها الواسعه القاتله ..
نقوش الحناء على يدها وساقيها الممتده الى مابعد مايفضحه قميصها ..
بهدوء وضع بشته على كرسي التسريحه ..والقى السلام بصوته الوقور
:
:
تلعثمت بردها ..وبعد صراع ردت .."وعليكم السلام ..."
جلس على الاريكه طرف السرير و لا زال يتأملها بصمت ..أطرق برأسه ..هذه كارثه حقا ..أنها كثيرا عليا ..كل ما اردته احداهن تحمل عينا تلك ..
:
:
و اتتني واحده تفوقها الجمال اضعافا ..
طال صمته حتى انها ضنت انها ارتكبت غلطا ..
نزع غترته وعقاله وضعها بجانبه وفتح اعلى ازرار ياقة ثوبه ..
..
أتاح هذا لها تأمله ..كانت سارحه به عندما التفت عليها ..."نصلي .."
هزت رأسها بالأيجاب ..
:
:
لازالت تجلس خلفه بشرشف صلاتها انهى صلاته ..وقف ونزع ثوبه ..اخرج من خزانته ازار ..(او فوطه:اشتهر بها قدماء الحجاز وسكان الشواطيء تلف فوق الملابس الداخليه للرجال فكانوا يرون بها الستر واعتادوا عليها فيما بعد)
:
:
أتجه الى السرير بدون ان يحدثها ..أنه حقا غريب ..ما كانت تجهله هو انه لم يستوعب وجودها بعد ..راقبها تعيد ترتيب سجادتها وشرشف صلاتها ثم ترتب شعرها ..
وقفت امام السرير حائره وهي تعض طرف شفتها السفلى..وجمعت انامل يسراها في كفها الايمن ..
:
:
أرتاح في جلسته الاقرب الى الاسترخاء..تأملها مطولا ..همس لها امرا مربتا على المكان الخالي بجانبه ..."اقربي يامرادي ..."
:
:
بخجل اتته من الجهه الاخرى من السرير كان السرير ضخما للغايه ومرتفع ..رفعت قميها الضيق للتسنى لها الحركه ..صعدت على السرير واقتربت منه بحياء..
:
:
مد يده متناولا كفها ..
لم يكن يوما في هذا الموقف ..لقد اعتزل هذا الوضع منذ سنون فعمر اصغر ابناءه 29 ..ولازال ينعم بصحته ..
:
:
كانت تطرق برأسها وشعرها انتثر حولها يلامس السرير ..جمع ماتسنى له الوصول اليه من شعرها وابعده خلف كتفها ..انه حقا لايعلم ماللذي يفعله ..
:
:
تأمل اناملها وسط كفه ..بخطوط الحناء الحمراء تزيدها فتنه ..قبل باطن كفها ..
فأبتسمت بخجل ..شاركها الابتسام ..
"سبحان اللي سواكي .."
اتسعت أبتسامتها ولمست اسنانها بلسانها تمنع نفسها من الابتسام ..
جرها اليه بخفه .."وين كنتي متخبيه يابنت الخال؟؟ "
:
:
كانت امه من نفس جماعة مرادي فيطلق عليها ابنة الخال نسبة الى هذا ..
جمعت شعرها على كتفها الايسر ...وبجرءتها التي تميزها ..."كنت موجوده ..انت بس اللي ما انتبهت .."
↚
بادلها الابتسام ..."حرمنا نفسنا الله وكيلتس .."
عدلت جلستها مقتربه منه ..هذا الشقي مفصل لهما كما تريد ..لعبت بأناملها على صدره ...."واللحين ..ومن اليوم ..ماراح تنحرم أبد .."
..
..
سند نفسه ليصل الى رقبتها التي فتنته قبلها بخفه ..
ربت على فخذها ..مشيرا اليها بيعينه الى مفتاح الاضاءه ..
رفعت حاجبيها بتحدي وهي تهز رأسه بعدم مبالاه ..
ضحك لجرئتها المثيره.."الله يعينا .."
:
:
:
::::::::
:::::::::::::::::::
أنتظرت حتى تخلد أختها الى النوم تسللت الى غرفته ..منذ ان كحلت عينها خالتها وهي تتمنى ان ترى ردة فعله عند رؤيته اياها..
:
:
دخلت غرفته مسرعه وهي تضع الطرحه على رأسها ..
كان يجلس على الاريكه مقابل التلفاز في الظلام ..
لمست مفتاح الاضاءه الصفراء الخفيفه ..
التفتت اليها فتعلق نظره بها ..
لم يعرفها لأول وهله ..تأملها ..لقد ازدادت فتنتها اضعافا ..انه بدويه شقراء ياللسخريه ..ياله من مزيج مؤلم ..
تقدمت اليه ..ولازالت عينه معلقه بها ..
حتى وقفت امامه ..
مدت يدها اليه ..محاربه دموعها وتقوس شفتيها ..بأبتسامه .."أش رايك بالحنا ...؟؟"
:
احتضن كفيها بكفيه ..كانت الحناء على يديها متألقه بشكل فريد ..نظرا الى لون بشرتها الفاتح واناملها الرقيقه ..
قربها منه ...رفعت ثوبها وجلست في حجره ..
قبل أناملها ...تنهد ...وهو يحاوط خصرها بيديه واطرق رأسه على صدرها المرتجف.."ألحان مصدع ابي انام ..."
:
:
رفعت رأسه وقبلت جبينه .."أللحين بروح انام حتى انا .."
راقب دموعها تنهمر من حدقتيها الزرقاء ..قبل مكان ما توقفت دمعتها.. ..
/
/
أخذت نفسا عميقا .."الله يخيليك يا الحان مصدع وابي انام ..مو فايق .."
:
:
مسحت على شعره.."خلاص ياشاهر اللحين بخرج .."
أبتعدت عن حجره ..جرت فستانها الى الاسفل..تأمل الحناء على فخذها ..
جرها اليه ..ليس اليوم ...انا اليوم ضعيف ..انا فعلا احتاجها اليوم ..
اتجه قبلها الى غرفة نومه ..وفعل ماكان يصعب عليه ولم يتوقع بأنه سيفعله يوما ..نزع صورة زفافه من على الحائط بها اسعد ايام حياته ..وخباءها داخل خزانته ..
:
:
مد يده اليها ..داعيا اياه للدخول ..انصاعت اليه ..
توجهت الى حضنه ..ودفنت نفسها به ..حيث جنتها ونارها منفاها وملاذها ..
:
:
لم يكن راضيا عن نفسه فقد انصاع الى رغبات جسده ..ضاربا بقلبه عرض الحائط ..
:
:
خرجت من المطبخ ..وقد ألمها ظهرها ..لقد كان يوما صعبا ..
كان ابنيها ينامان في الصاله كعادتها ..
ايقضتهما بصعوبه ..لم يتستجيبا ..اضطرت الى رفع ذيب عن الارض ..وسندته بصعوبه وجرته حتى صعدت به الى الغرفه و أوته السرير ..
فعلت المثل مع محمد ..
:
:
دخلت غرفتها رمت الفستان واخرجت قميصا قطنيا مريحا ..تحممت وخلدت الى السرير ..
دخلت ماريا الغرفه .."أمي انا بسهر مع خالتي ماريا وقالت لي نادي امك ..."
:
هزت رأسها لها بالنفي ..."تعبااانه ..انتي لا تتأخرين طيب .."
:
هزت رأسها بالايجاب وهي تغلق الباب ..
:
:
:
فاردا الاوراق حوله يدقق في الارقام والاسماء بها ..
دلك جفنيه بتعب ...جمع الوراق ثم خلد الى سريره محاولا النوم ..
:
:
لقد كان يوما متعبا ..مل من سؤال الجميع اليه لماذا يناديك التؤمان أبي ,,اعرف طبيبا جيدا ..التزم الصدقه ..التزم الدعاء والاستغفار ..
:
:
كم هو قاسي مجتمعنا ..اصبح الجميع يفتي بدون أي مراعاه للمشاعر ..
:
:
:
/
/
/
وبعد سهره طويله مع عمتها عادت الى الغرفه الساعه الثانيه صباحا ..
فتحت الاضاءه بجانب سريرها لتنظف باقي زينتها ..
/
/
خلدت الى سريرها ولم تطفئها ..فتحت جهازها المحمول لتتفقد الصور التي وثقت بها اليوم ..سمعت امها تأن ..حزنت لها لقد بذلت مجهودا كبيرا اليوم ......ثم تأوهت بألم ..التفتت اليها ..
تأملت لون على طرف سرير أمها ظنته ظلا في البدايه الا ان اقتربت ولمست المفرش ..غرقت يدها بدماء لاتعرف ما مصدها ..نزعت الغطاء عن امها ..التي غرق قميصها وسريرها بدم داكن ..حتى تأثرت جانبي المفرش ..كانت كمية الدم كبيره ومخيفه ..
هزت كتف أمها بهلع ..."أمي ....أمي...."
ردت تلك متألمه ..."أمممم ...."
:
:
هزتها اقوى .."أمي ..قومي اش هذا ... "
:
فتحت عينها بصعوبه ..وقد اصفر وجهه وابيضت شفتيها وارتجف صوتها ....
نظرت الى ما تقصده ابنتها ...
كان الصداع سيقسم رأسها وظهرها قد تصدع من الألم ..
دمعت عينيها ..لمست مابين فخذيها ..كان قميصها غارقا في السائل البغيض ..
تلوثت كلا يديها ...ارتعد صدرها ..وجهت الامر الى ابنتها بوهن ..."روحي ...نادي عمك ذيب ..لاتنادين غير ذيب ..."
:
:
توجهت مسرعه هلعه الى غرفة عمها لم تطرق الباب بل فتحته بقوه ..
جلس هلعا لطريقة فتح الباب ..
دخلت ابنة اخيه بدماء على يدها ...هلعه بالكاد تجمع الكلمات .."عمي ..ذيب ...أمي .."
:
:
وقف مسرعا ..لا يعرف مالذي دفعه للبس ثوبه ..أتجه الى غرفتها مسرعا ..
:
وقف مدهوشا مرتعدا مما رأي ..كيف لاحدهم ان ينزف كل هذا الدم ولازال حيا ..
أتجه اليها مسرعا رفعها الى صدره ..سألها بهلع واهتمام بادر على وجهه ..."مضاوي ...مضاوي ..طالعيني .."
:
:
كانت تفقد وعيها تدريجيا ..حملها بيني يديه ..أمر ماريا ..."جيبي لي منشفه مبلوله و ملابس جديده وعباتها ..."
:
:
نزع عنها قميصا المضرج بالدماء ..ودفنها في صدره حتى أتت ماريا بما طلبه منها ..
نظر الى مابين فخذيها ..كانت هناك قطع دمويه عالقها بها ..مسح اسفل جسدها على عجل وهو يتوجه لها بالحديث ..."مضاوي ..مضاوي ..طالعيني ..خلك صاحيه ..طيب ..أصحي مضاوي .."
:
:
:
ألبسها ثوبا اعطته اياه ابنتها ..وكأنها دميه بين يديه ..ومن بعده عباءتها ..وجه حديثه الى ابنتها ..."أي اح يسأل عن امتس هي تعبانه ونايمه قفلي الباب وحاولي تنظفين المكان ..طيب "
:
:
هزت رأسها بأيجاب ..وهي تراقبه يحملها بين يديه كطفلة نائمه ..توجهت الى الغرفه وهي تبكي ..
:
:
جلس على الكراسي امام الغرفه خرجت الطبيبه ....وبمهنيه توجهت له بالحديث ..."حطينا لها مغذيه واتخذنا الاجراءات المناسبه فقدت كثيرمن الدم ..ماتحتاج تنظيف اول ما تنتهي المغذيه تقدر تاخذها .."
:
:
تسائل .."ليه يادكتورة هي أشبها ؟؟"
:
أبتسمت له ..."أجهضت حمل كانت تقريبا في بداية الاسبوع التاسع ..."
:
:
غص بكلماته بل ان احس بجسمه يهوي وروحه ترتعد داخله ..."بس دكتورة انا عقيم ..."
:
"ليه انتوا جربتوا قبل كذا ..؟؟"
:
هز رأسه بالنفي ..."لاء لكن قبل في ارتباطي الاول حاولت سنين ومانفع ..."
:
:
وبمهنيه ..."ممكن يا اخ انه ماكنتو مناسبين لبعض مو كل زوج وزوجه يقدروا ينجبوا مع بعض بينما يقدروا ينجبوا مع شخص اخر ..او ممكن انت خضعت لعلاج وللتو نفع ..الحمل معجزه وومكن يحدث تحت ظل أي ظروف ....مبروك انت مو عقيم ..."
:
:
تركته تائها في الممر يراقب مكانها الذي تركته بدهشه ..
بالفعل قبيل 11 سنه كان هناك برنامج علاج خضعت له ولم اكمله ..بأمكاني أن اصبح أب ..أنا رجل كامل اليوم ..بأمكاني ان اصبح ابا ..
:
:
دخل الغرفه كانت تستسلم للنوم منهكه ..
يراها للممره الاولى بمنظور أخر ..بأنسانه بأمكانه ولديه حجه قويه بأن يسألها ان تعيش معه كزوجين طبيعيين ..مسح على شعرها ..
:
:
تناول اليد الحره من المغذي ..قبلها ..وتأمل محياها يغزوه الألم ..
رمشات جفنها المتعب تتباعد ..الا ان فتحت عينيها بكسل ..
نظرت اليه مطولا ..غمرت عينيها الدموع ..فضحتها وهي تسيل على خديها ..
:
:
صدت عنه ..لازال مشددا على كفيها ..
أنها تكره هذا الوضع ..تكره الارتباط ..تكرهه ..سوف تسلب منها حريتها مجددا ..
:
:
همس اليها..."لاتخافين ما احد دري ..."
فلت يديها ..وجلس على الكرسي بجانبها ..لقد استشعر نفورها منه ..
:
:
حرب صامته اخرى ابتدأت في هذا المنزل ..
القصص تتعمق كل يوم عن الذي قبله ..والاسرار تغرق بها غرفه الكثيره ..
مالذي سيحدث غدا ..أين سيكونون ..و أي القرارات تنتظرهم ..
↚
إكبري عشرين عاماً.. ثم عودي
إن هذا الحبَّ لا يرضي ضميري
حاجز العمر خطيرٌ.. وأنا
أتحاشى حاجزَ العمر الخطيرِ
نحن عصرانِ.. فلا تستعجلي
القفز، يا زنبقتي، فوق العصور
أنتِ في أولِ سطر في الهوى
وأنا أصبحتُ في السطر الأخيرِ..
:
:
:
:
متأمله سائل المغذي الذي ينقص ببطء ..ونغزات مؤلمه تغزو اسفل بطنها ..
الدكتوة تقول بأنني كنت في اسبوعي التاسع ..كنت حمقاء ومنشغله ولم انتبه ..يعز علي حقا ان افقد طفلي ..
طفلي وذئب ...كيف حدث هذا ..وصراع كل تلك السنين ..اين ذهب ..
أنا مشوشه حقا وعقلي لا يكاد يستوعب الموقف ..انا بالكاد استقب ذئب زوجا لي ..فمبالي بأنني أجهضت طفله دون قصد مني ..
سامحني يا الله ..لو كنت اعلم لما خاطرت بنفسي ..كيف شعوره ..طفله بعد الاربعين وثلاث سنوات تزيدها ..منتظرا ..وقد فقدته ..
:
:
التفتت اليه كان سارحا بها ..لم ينتبه اليها ..تأملته ..اشعر بالرعب والخوف ..وبالخزي ايضا ..لانني فرطت بأعز مايملكه وكل مايتمناه ..
تأملت خطوط الشيب تغزو شعر رأسه ..والهالات السوداء تحت عينيه ..
ودماء بارده وقديمه تخصها تلوث ثوبه ..
لقد غزى قلبها الحزن ...وبكت هذه المره له ...لا منه ...
لا اعتراض على قدرك ربي لكن لو رزق ربي ذئب بخلفه لكانوا اليوم بعشرينيات عمرهم ..وسنده وربيع احلامه ..
كم كنت أنانيه لما لم افكر فيه يوما ...صحيح انه قاسي ..لكنه افنى كله للعائله ..اعطى ولم يأخذ يوما ..
:
رفع عينيه اليها ..نعم ...قراءته ..لقد كان حزينا للغايه ..
مدت يدها اليه ..وهي تقاوم دموعها ..تلقى اناملها بكفه ..
شددت قبضتها على يده ..أبتسمت له بين دموعها محاربه تقوس شفتيها الحزينه ..
:
:
هز رأسه لها بالرضا ..
:
اليوم ..وبعد الاربعين الطويله المنهكه ..اليوم وبعد كل تلك السنوات ..والانتظار ..توفي طفلي الأول ..الحزن يغمرني ..أحس بأنني فقدت قوتي ..وسندي ..لم يتكون بعد ..لقد تخلق للتو ...فقدته قبل ان تنفخ فيه الروح بقليل ..
:
:
رباه لا اعتراض على ما بليتني به ..لكنني متعب ..متعب للغايه لأحاول مره اخرى ..لقد فقدت كل الرغبه بأن يكون لي نسل اليوم ...حزنا على مافقدته زوجتى المزعومه ..
أنها تشمئز مني .....وتنفر مني..تراني سجنا وقيدا يشد على ساعدي حريتها ..ياصغيرتي انا وحيد ..ومهموم ..مالي ومالك اقيدك بي ..
:
لربما يؤرقها فرق السنين بيننا خمسة عشر عاما تفصلنا عن بعضنا .. خمسة عشر عام من المفاهيم والاراء ووجهات النظر والافكار المختلفه ..
لربما يؤرقها أنها لاترى في رجلها الذي تتمنى ..نظرا الى شرطها في عقد نكاحنا ..
لربما لاتطيقني لشدة تسلطي ..
لربما هي هكذا ..لاتطيقني لأني ذئب ..
:
:
بعدما عادت الطبيبه ورددت بتوصيات مهمه راحه جسديه ونفسيه وغذاء مناسبين ..ومقويات ان ارادت تلك وفي حال استمرار النزيف اكثر من 10 ايام فلتراجعهم..
:
راقب خروج الطبيبه..ساعدها في مغادرة السرير ..أتكأت عليه بتعب وخجل ..
تأوهت عندما خطت خطوتها الأولى ...وجه اليها سؤاله بأهتمام ..."تبين أجيب لتس عربيه .."
:
:
هزت رأسها بالنفي .."لاء بأمشي .."
:
كانت كل خطوة تزيدها ألما أقوى من سابقتها ..الى ان وصلت الى السياره ..
فتح لها الباب ..وساعدها للصعود الى السياره ..
مال عند رجليها ..أخذا منشفه مضرجه بالدماء ..تخلص منها لأقرب صندوق نفايات بجانبه ..
:
صعد بجانبها ..حرك السياره بهدوء ..مراعيا اياها ..
كانت تتأمله ...كأنها تراه للمره الأولى اليوم ..وكأن انقشعت الغمامه عنه ..اليوم رأت رجلا حزينا وكهلا ووحيدا ..عكس ما رأته طوال حياتها ..بأنه متسلط وقاسي ولايُكسر جبروته أبدا ..
:
:
توقف عند اول اشاره قابلته ..غزته ذكرى ما فتغضن جبينه ..بدون ان يلتفت اليها ...تحدث ..."ذاك اليوم ...يوم محمد عورتس ببطنتس ...كنتي تدرين أنتس حامل ..؟؟"
:
:
حنقا لهجومه ...و اتهامه المبطن ....."لأ ..ماكنت ادري ..ولادريت الا اليوم .."
:
:
هز رأسه على مضض ...بصمت ..لام نفسه لتحدثه ......ولام نفسه لتسرعه ذاك اليوم ..
.
.
كان سيهم بالحديث لولا قاطعته ..."ذيب ..انا ماكنت ادري ..وماراعيت نفسي الشهرين اللي فاتت كانت متعبه ..والشغل والعيال .."
:
:
يا الله ياللأقدار الصغيره التى تؤدي الى ما كبر وعظم من الاقدار تذكر تنبيهه ابن اخيه في الامس من النوم في الصاله ..لابد بأنها حملتهم كما حاولت ذاك اليوم ..
:
هز رأسه لها بتفهم ..
وهو يتخذ طريقه الى المنزل ..كانت صلاة الفجر قد خرجت للتو ...
أنزلها قريبا من الباب ..صعد خلفها مراقبا صعوبة حركتها ..حتى وصلت الى غرفتها ..
راقب دخولها..ثم دلف الى غرفته وحيدا كالعاده ..
:
:
أستقبلتها ماريا ...ببكاء .."أمي ...اش صار ..أش فيكي ..؟؟أنتي طيبه .."
هزت رأسها لها بحنان .."الحمد لله ..حبيتي ماريا أنا بنام تعبانه ومهلوكه ...لا تقولين لأي أحد عن اللي صار ...واللي يسألتس قولي أمي تعبانه من امس ومسخنه ماتقدر تنزل ...طيب.."
:
:
هزت رأسها بالطاعه ..."طيب ...أمي نظفت سريرك .."
:
أبتسمت لها ...احتضنتها بوهن ..."حبيبة امتس ...ياروحي انا .."
:
:::::::::
:::::::::::::::::::::::::
صلى الفجر وعاد الى غرفته ...تأملها تستلقي على سريره ..وكعادتها بللت وسادتها بدموعها ..
:
:
لقد صدم حقا مما جرى في الأمس ..كان هو الاول ...صحيح انه تزوجها بعد مده طويلها من طلاقها من ممدوح ..لم يكن ليعلم بأنها بكر يوما ..لقد ازداد لومه لنفسه اضعافا ..
:
أقترب منها ..يالطفلته الصغيره ..يالجحيمه الذي تدعيه ..ياحيرته الشقراء ..تحاصريني في زاوية عقلي ..وتدكين حصون قلبي العامره بتلك ..
قبل شعرها جبينها ..ووجنتيها ..رقبتها ..وكتفها ..ودفنها في صدره ...وهو يهمس لها في سره ...
أسف ..أسف ...أسف ..
لم يكن يعلم من ايهن يرجو السماح ..الرحله الباقيه في قلبه ..ام التي بين يديه وعقله وخارج قلبه ..
:
:
على غير عادة المنز النشطه كل صباح كان يغرق في سكون عظيم ..
لاشئ سوى اشعة الشمس تتطفل على دواخله ..دواخله التى لم يبوح بها احدهم يوما ..
:
:
كانت لاتزال بفستان الامس وزينتها ..تقلبت في السرير بأنزعاج ..
كانت ستمد يدها يدها لهاتفها ..لولا صدحت مأذنه المسجد المجاور بأذان ظهر الجمعه كما يبدو ..
تحممت وصلت ..لازالت تلف منشفتها حول شعرها ..أتجهت الى غرفة مدين ..كانت تلك تجلس فوق سجادتها تفتح مصحفها ..
هزت رأسها لها بأبتسامه .."صايمين اليوم ...؟؟"
:
جاوبتها تلك بأبتسام ..."أكيد يكفي أمس راح علينا .."
أفتقدت وجود أواز في الغرفه ..أغلقت الباب متجهه الى غرفة مضاوي ..
كانت تغرق في الظلام والبروده ..
غريب هذه الفعل من مضاوي حتى وان كان الجميع يصوم اول ايام ذي الحجه حتى يوم الوقفه ..
فهي تستيقض مبكرا دوما ايا كان اليوم وايا كان الوضع ..
كانت الغرفه بارده للغايه ..
فتحت الستائر ومن بعدها النوافذ ..وقفلت التكييف ..
غزت الشمس الغرفه فتبين لها محيا تلك المتألم ..كان وجهها مصفرا وشفتيها بيضاء و جبينها متغضن ندي بالعرق ..
:
:
هلعت متجهه اليها ..ربتت على كتفها ......."مضاوي ...مضاوي ...تعبانه ؟؟أش تحسين ؟؟.."
:
همهمت تلك بألم ....
دفعت ضنونا مستحيله داهمت عقلها ..."مسخنه ..؟؟طيب الدورة جات ؟؟"
:
:
هزت تلك رأسها بأيجاب ..زمت ماريا شفتيها بعدم اقتناع .."اللحين انزل اسوي لك حاجه دافيه تشربينها ..لا احد يشغل التكييف الغرفه قالبه فريز "
:
:
::::::
:::::::::::::::::::::
تحرك في سريره ..لقد كان الأمس يوما غريبا حقا ..لقد غزى الخرف عقلي وبت أتخيل احداث مستحيله ..
:
الخطبه في المسجد المجاور تتسرب الى مسمعه ..فتح عينيه منزعجا من الضوء المتسرب داخل الغرفه ..
:
كانت تلك التي حلم بها بالامس بين احضانه تبتسم في وجهه وهي تجهز ثوبه وغترته ..بمنظرها الفاتن وشعرها يبلل قميصا الاسود ..
:
:
توجهت اليه ..بعدما تركت مابيدها .."صباح الخير ..."رفعت الغطاء عنه وقبلت خده ..في الواقع لازال يعيش صدمته ..
وبحسن خلق وجمال خلقه ..سألته ..."احطك لك فطور قبل تروح ولابعد ماتجي ..ولا صايم ..؟؟"
:
:
رفع حاجبه بأعجاب .."صايم ..صايم والله يصبرنا ..."
:
ضحكت وهي تجره تستحثه للخروج من السرير .."حمامك جاهز ..لبسك جاهز ...والبخور بس تخرج تلقاه جاهز .."
:
مرادي و ان كانت شابه فهي من تربية النساء القديمات ..ولازالت تتحلى بصفاتهن القديمه ..وترى هذه الافعال من اقل واجباتها ..
:
رفقا به فهو لم يعتاد على هذه صحيح لم ينقصه شيء يوما ..ولكنه لم يواجه يوما هذا الدلال التي اغدقت به عليه في هذه الدقائق ..
:
:
تسربت الخطبه الى مسمعه ..كحلم ..فتح عينيه .....كانت لاتزال بين يديه ..جمع شعرها الاشقر الذي انسدلى على كتفيها ومحيايها من كل مكان ..
لازالت وسادته مبلله بدموعها واثار كحلها ..في الواقع راقبها مطولا اليوم ..كانت تبكي وهي نائمه وعندما يناديها لا ترد عليه ..تشهج بالبكاء دون قصد منها او علم ..اي الاحزان هذه التي تكبتها ..اي الدوع والبكاء تحبسه وتعاني الا يظهر للعلن ..فيخونها في نومها ..
:
:
صدر منها صوت آنات البكاء مجددا ..هزها بخفه .."ألحان ..."
:
أبتدأت في البكاء مره اخرى ..هذه ثالث مره مره لها منذ الفجر تبدأفي بكاء غير مفسر ..
شدد عليها في حضنه قبل رقبتها .."ششش..ألحان ...ششش..."
:
:
فتحت عينيها غير مصدقه للصوت الذي يحميها ..كانت محاطه به ..ومطمئنه في صدره ..تأملت الغرفه ..في الواقع لم يكن هذا حلما أو تخيل حزين ومحتاج..
:
رفعت كفيه وقبلتها ..أخذت نفسا عميقا تمنع دموعها ..أنسحبت من بين يديه ..
تحارب خجلها وأشتعال جسدها من نار تأمله لها ..مدت يدها الى قميصة القطني ولبسته ..
أبتسم لها لقد أعجبه مظهرها العشوائي و قميصة القديم يتنعم بجسدها ..
جمعت ملابسها من على الارض ..حملت حذاءها في يدها ..
حاربت أبتسامه على محياها الذي لازال متأثرا ببكاءها ..غطت وجهها بيديها بخجل عندما لمحت شكلها في المرأه ....
:
قبلته على خده بخفه وهي تتجه الى الباب خرجت ..وتركته مع الكثير من الذكرى والندم يخنقه ..
:
:
لم ينم منذ أن أتى بها من المستشفى الأفكار تعتدي على سكونه المعتاد بلا أي رحمه ..
مسح وجهه بكفيه وشد شعره ..وقف متجها الى دورة المياه كان لايزال مرتديا ثوبه من الامس
:
:
رفعه عن صدره متأملا الدم عليه ..نزعه وتخلص منه في سلة المهملات ..
هناك الكثير ينتظره ..الامور باتت تتعقد مؤخرا ..
تحمم مستعجلا ليلحق صلاة الجمعه مع الجماعه ..
:
:
من حسن حظها عند دخولها الغرفه لم تكن اختها متواجده ..أسرعت الى دروة المياه ..
وقفت امام المرأه غير مصدقه مابدر منهما بالامس ..فليشهد الله عليه لم تكن تنوي استفزازه كالعاده او ممارسة حربهما البارده ..أنما كان كل تفكيره يوم امس منصبا عليه ..فلم يعد قلبها يطيق صبرا ..
:
:
لمست مكان لمساته بالامس ..تنهدت لذكرى رقته ..فطت شفتيها بكفها ......لقد كان الامس اجمل ايام حياتي ..لقد بدأت اثبت قدمي تدريجيا في حياته ..
:
:
كانتا الاثنتين في غرفه مضاوي تطمئنا عليها ..
لم تكن ماريا راضيه بما تراه ..بعدما ارغمت مضاوي على شرب ما اعدته لها ..
طلبتها مضاوي .."بالله يا ماريا ابي مسكن ...."
:
جلست بجانبها ماراي ......"طيب قولي لي أش تحسين اللحين ..مو معقوله هذا ألم دوره ....."
:
:
هزت تلك رأسها بالنفي تدافع عن نفسها ......"اللحين بس صداع وظهري ..لكن هي متأخره من شهرين ..هالشهر شويا ألمها زايد ..."
:
تأملتها ماريا بغير اقتناع ...هزت رأسها ..."شويا المها زايد ...يابنتي لو مسقطه ماكان هذا حالك ....."
:
أمتقع لون وجهها وصرفت نظرات عينيها عن مكان جلوس ماريا ..
تركت الكوب من يدها ..
"الله يهدتيس يا ماريا انتي وتفكيرتس ...."
:
:
وقفت ماريا ..الوضع حقا مشبوه ..."أنا ما فكرت ولا شيء انا قلت لو مسقطه ماكان هذا حالتك ...مضاوي ...انا ماريا ..واعرف مضاوي كيف تتعب ومتى تتعب ...طيب ..."وجهت حديثها الى مدين ..."مدين اليوم اول يوم صيام أبيك تساعديني تحت نسوي الفطور ..."نظرت الى مضاوي بحزن ولوم ...هناك ما تخبيه عني ..
:
:
أخذت نفسا عميقا ..تمنع حزنها فهي لم تخبي سرا يوما عن ماريا ..تلك الليله غرت مجرى حياتها ..وهذا حتما مالا ترديه ..
:
:
بقيت مدين في الغرفه تراقب عمتها بحزن ..
سألتها تحاول طمئنة نفسها ......"عمه أنتي طيبه ...؟؟"
:
هزت تلك رأسها بالايجاب وقد غرقت حدقتيها في لمعان دموعها ..
"والله طيبه ياحبيتي ...شوفتس طيبه لحالها تنسيني أي ألم ..."
:
:
غرق البيت في صمته مجددا الا من التؤامين يلهوان في غرفة جدتهما ..
دخل ذاك عائدا من صلاة العصر وقد اخذ قسطا لا بأس به من النوم منذ رجوعه من صلاة الجمعه ..
:
:
قبل رأسها ويديها ثم جلس بجانبها ..
وبعد احاديث جانبيه ..وجهت اليه الحديث بعتب ..."تدري أن مرتك تعبانه من أمس في سريرها يوم فقدتها ومو من عوايها سألت ماريا عنها قالت لي تعبانه ...طلعت لها الظهر ماعجبتني .."
:
ربتت على كتفه .."دق عليها ياوليدي تطمن عليها شوف ناقصها شيء تبي شيء ...انت تلين وهي تلين وتريحون قلبي بدال هالحال اللي مايرضي الله ثم مايرضي خلقه ..."
:
:
كان منصتا الى حديثها بهدوء ..وجه كلامه للتؤمين .."ذيب ..محمد ..اطلعوا شوي ..بكلم جدتكم .."
:
:
امتثلا لأمره سريعا ..التفت الى امه ..للمره الاولى تراه هكذا ..كان متعبا بهالات سوداء حول عينيه ونظرات حائره ..حاوطت وجهه بكفيها ...وبحنانها الذي لم تحرمه احد يوما ..وبقلبها الذي انهكته السنين ......"ياوليدي وشبه وجهك ماهو شيء؟؟"
:
:
تناول يديها من على وجهه وقبلها .."يمه ...مضاوي ..."
سكت مغمضا عينيها لا يعرف ماسيقول ..وكيف سيفسره ...أستحثته للحديث ..أكمل بمشاعر مختلطه ..."مضاوي أمس سقطت ..."
:
:
كانت اعلم الناس بما يدور بينهما كيف وهي الوحيده التى علمت بتلك الليله بينهما بنظره واحده الى مضاوي ..
:
:
لكن مايوقف تفكيرها وتعجز على استيعابه هو امكانية الحمل ..ههي موقنه بأن أبنها لا ينقصه أي شيء ..وبأن كل الحديث عن عقمه ماهو الا ترهات ..لا يصعب على الله شيء فهي رزقت به بعد أن يأست بان يعيش لها طفل ..
:
:
أبتسمت له ..."الله يبشرك بالخير انا امك ...معليه الايام جايه وربي بيعوضكم ان شاء الله .."
:
:
أبتسم لها بتشمت غريب على حاله ...الوضع معقد الا ان دعوات امه تبعث املا فيه"الله كريم يمه ..الله كريم ..."
:
دخلت ماريا الصغرى الغرفه ...سألها باهتمام حاول ان يخفيه ..."كيف حالها امتس ..؟؟"
هزت رأسها برضا ..."الحمد لله ..تقول الآلم راح بس بقي صداع وظهرها يعورها ...."
:
:
:::::::
::::::::::::::
كان الصمت سيدها وهي تعد أطباق الفطور سارحه ..لم تحاول مدين تبادل الحديث معها ..
دخلت تلك والقت السلام ..انها معتاده على المنزل لكن اليوم وضعها مختلف تماما ...
ألتفتت مدين لها مبتسمه ....وردت السلام ..أستغربت حال ماريا الغير معهود ..توجهت لها بالحديث ..."ماريا ...؟؟اللي شاغل بالتس .."
:
ألتفتت لها ماريا مبتسمه تخفي قلقها ..."هلا بالعروسه ...أش هالجمال ..."
:
:
بادلتها تلك الابتسام مستشعره قلقها ..."وينها مضاوي ..."
:
تنهدت ماريا مفصحه عما يقلقها ..."تعبانه في غرفتها ...والله لو تشوفينها يامرادي حالها يصعب ع الكافر .."
:
:
أستغربت مرادي ..."ليه ؟؟خير ؟؟أش تحس..؟؟"
هزت ماريا رأسها بعدم تصديق بما تقوله ..."تقول الدوره ماجات شهرين ويوم جات متعبتها ....."
:
:
أبدت مرادي ضيقها ..."الله يصلحها والله حسيت أمس تعبت نفسها مره ...سبحان الله طالعه امها ..كانت زي كذا الله يرحمها اذا اشتغلت كثير تتعب ....."
:
:
طمئن حديثها ماريا ..الا ان هذه ليست أول مره تفنى مضاوي نفسها بالعمل الشاق ..
توجهت مرادي لها بالابتسام ..."مين بيسوي الشربه ..."
ردت ببديهيه .."أكيد أنا ......"
:
هزت رأسها بالنفي ...مبتسمه .."لاء أنا بسويها ....."
:
نهرتها ماريا بلطف ..."لا ياشيخه ...اقول اهجدي بس ..أنا بسويها عيب انتي العروسه ..."
:
:
كشرت تلك بوجهها ..."ياختي ارتاحي بس ..أنا بسويها لرجلي مو لعيونكم ..."
:
ألتفتت ماريا الى مدين التي كانت مشغولها بصنع صنف بيدها ..اقتربت منها بأبتسامه خبيثه .."بالله كبف أبوي ..."
:
مثلت مرادي الأغماء وهي تراقب مدين بحذر .."أبوتس ..أبوتس ..هذا وين مخبينه من زمان عني ..."
:
:
تحمست ماريا ..."أدري ابوي عمله نادره ..أش صار قولي لي ...؟؟"
:
أتستعت حدقتيها ..."أش ماصار ...لا فطرنا احكيتس ...بس لا تتحمسين مو قايله لتس كل شيء ...يمه يا أبوتس ..."
:
:
عضت ماريا على شفتيها ..."طلع ابوي مو هين ..وربي فله ..طيب قولي لي يوم شافك .."
هزت رأسها بأستفهام .."اش كانت ردة فعله .."
:
:
تحسرت مرادي ..."هو أنا كنت ادري عن عمري ...بس دخل بلمت فيه ..والله حسبته ذيب ولا شاهر داخل ...قلت كنت بغرفة الرجال بالغلط ..هذا مو رجلي ..انتي ليه ماقلتوا لي انه ابوكم كذا ..ماشاء الله عليه ربي يزيده صحه وعافيه ويخليه ويحميه ويعطيه العافيه"
:
:
هزت ماريا رأسها بدراميه ..."أيوه ..أيوه ,,أشتغلينا ..أشتغلينا ..بدري ياختي .."
رفعت تلك حاجبها ..تصطنع الغنج .."رجلي ..بدعي له من اليوم حتى اخر يوم بعمري .."
:
:
قلدتها ماريا .."رجلي ...رجلي ..بالله عروسة بكرة دخلتها تدخل المطبخ وربي انك مفوته "
:
:
::::::
:::::::::::::
أقترب موعد صلاة المغرب ومر الوقت بسرعه عليهن في المطبخ بعدما انضمت لهن أواز للمره الاولى ..التي انبهرت بتمرسهن وحاولت ان تتعلم من خطواتهن..
:
..تركت مرادي مابيدها .."بطلع اتشطف سريع واغير واجي ...."
:
:
أبتسمت لها ماريا ..."اطلعي أطلعي وربي معذوره ......"
فردن السفره في الصاله الكبيره بطريقتهن المعتاده
..
..
أما مدين واواز اختارا ان يفطرا مع عمتهما في الاعلى ..
جلس الجميع على السفره ..
أذن وأبتدوا في تناول الطعام ..غرفت ماريا من الطبق امامها لأبيها ..."هاذي الشربه شغل مرادي ..."
:
:
راقب الجميع ردة فعل ابيها ..انه رزين للغايه فلم يبدر منه ما بدواخله ..
دخلت تلك متأخره ألقت السلام مبتسمه ..
بجلابيه زرعيه مذهبه و فخمه ضيقه مفتوحه من جانبي ساقها ..وتترك شعرها مسترسلا على جانب كتفها الايسر ورسمت عينيها بالكحل ..
:
:
ما أن رفع عينيها على صوتها ..حتى شرق بالماء ..وارتبك ..
أبتسمت ماريا على رد فعله ..بينما رد الذيب لها السلام بأدب وابتسامه ..
:
:
لازال شاهر يحاول تجميع انفاسه ..وضع يده على فمه وقد صد بوجهه جهة أمه ..يحاول أستيعاب هذه الجميله التى افتتن المكان بها ..
:
لربما هي مدين أو مضاوي ..
أي شيء إلا ان تكون زوجة ابي الجديده ..
توجهت لها أمه بأسمها ..."تسلم يدياتس يامرادي على الشربه ..."
:
:
لا زالت ماريا تراقب شاهر وهي تحاول محاربة ضحكتها ...صدرت منه كحه كتمها بيده ..حتى دمعت عينيه ..يالحظ ابيه الذي يكسر الصخر ..
تمالك نفسه حتى يقيم المؤذن الصلاه و يتجهون الى المسجد ..
عندما اقام المؤذن للصلاه ..وقف زايد وابناءه ..راقبت ذيب يرفع محمد وينظف ثوبه وبيده الاخرى رفع ذيب بخفه وهو يأمرهم بسبقه ..وقفت هي لوقوف زوجها ..شاهر غريب الملامح لازال يحاول تجاهلها ..بينما وقع احترام ذيب في قلبها مسرعا لأنه نسخة أبيه ..الا ان نظراته احد وشعره اشيب ..
:
:
أخذت غترته وعقاله ثم أتجهت معه للمغاسل القريبه ..راقبته يتوضأ مبتسمه ..
ما أن انهى وضوءه حتى مدته بها ...توجه لها بالأمتنان .."الله يعطيتس العافيه ..."
:
:
تأمل جمالها وابتسامتها لوهله ...لم يستوعبها بعد انها كحلم لاتريد الاستيقاض منه ابدا ..
:
:
وقفت تسند نفسها على ظهر السرير ..بادرتها أواز بأهتمام "ارتاحي عمه أش تبغين انا اجيبه لك ......."
:
:
هزت رأسها بالنفي .."لأ حبيبتي ارتاحي أنا ابي أتحرك ..قايمه اتحمم كرهت نفسي ...."
:
:
الالم بدأ يخف تدريجيا بعد الأدويه التي جلبها لها ذيب العصر ..
اعني يا الله على تفسير هذا الرجل ..
:
:
بعد وقوفها الطويل تحت الماء ألمها ظهرا مجددا واسفل بطنها ..عادت الى سريرها متعبه وتدثرت بغطاءها الدافيء وخلدت الى النوم ...باغية الراحه والنسيان ..
:
:
دخل من باب المنزل الخلفي سمع ضحكاتهن في المطبخ ..كل يوم يزيد عدد النساء في هذا البيت عن الذي قبله ..
النساء
:
:
لعنة الرجال ..نقمة الرجال..جحيم الرجال..عار الرجال و كسرة ظهروهم ..
تعويذة الرجال ..نعمة الرجال ..نعيم الرجال ..عزة الرجال ورفعة رؤوسهم ..
:
:
:
قابلته ماريا الصغرى في طريق صعوده ..سألها .."أمتس عندها أحد .."
:
جاوبته مكمله طريقه .."لأ بس نايمه .."
:
:
كان متجها الى غرفته الا انه توقف قليلا عن بابها ..
الذي يمر كل يوما متجاهله ..
:
:
تردد في فتحه ..
:
:
:
غدا أقرب مما نضن ..و مجهول اكثر مما نعتقد ..
:
:
ألقاكن على خير قريبا بأذن الله ..أعذرن لي تأخري ..الا ان الامس كان مزحوما ..
:
:
أشكركن على كل الردود الجميله والاهتمام الاجمل ..
↚
أحبك واحة هدأت عليها كل أحزاني
أحبك نسمة تروي لصمت الناس..ألحاني
أحبك نشوة تسري وتشعل نار بركاني
أحبك أنت يا أملا كضوء الصبح يلقاني
أمات الحب عشاقا وحبك أنت أحياني
ولو خيرت في وطن لقلت هواك أوطاني
ولوأنساك ياعمري حنايا القلب..تنساني
اذا ماضعت في درب ففي عينيك..عنواني
:
:
:
:
:
:
كان متجها الى غرفته الا انه توقف قليلا عن بابها ..
الذي يمر كل يوما متجاهله ..
:
:
تردد في فتحه ..
:
:
:
فتحه ..بعد صراع مع نفسه ..وكانت تلك ..تستلقي على سريرها قد حضنت الغطاء وجمعته تحت رأسها ومدت يدت اليمنى خارج السرير ..وتمرد شعرها وانسدل بجانب يدها ..
تخلو الغرفه من أي أضاءه سوى من أعمدة الاناره من الخرج تتطفل عليها ومن أضاءه جانبيه ..بالقرب من سريرها ..
:
:
لم يجرؤ ليخطي داخل الغرفه خطوه واحده ..فقط راقبها ..بكل أحزانها والماضي و اقدارها و مشيئه الايام القديمه تجتمع معها على سريرها الفردي ..
:
:
من هنا ..أتت مضاوي ..من هذا المكان تستيقظ مضاوي كل يوم ساعيه ألا يحتاج أحدهم الى شيء بأستطاعاتها فعله ..
أغلق الباب بهدوء ..
أتجه الى غرفته متعبا غارقا بأفكاره ..حملت مرادي القهوه في يدها ..لحقتها أواز سائله ماريا الصغرى ..."عادي اقدر أروح ولا في أحد ؟؟"
:
:
أجابتها ماريا .."عمي ذيب طلع ينام .."
أخذت الصحن من يدها مبتسمه بحماس ..."هاتي الكيكه ..."
:
:
استوقفتها مدين ..."أصبري طيب حطي لي قطعه بأطلع أتقهوى في غرفتي .."
:
:
أبتسمت وهي تضعها على الطاوله بجانبها وتتناول سكينا وطبق ..."ذوقيها وادعي لي ...كأنها أمي مسويتها ..."
:
:
أبتسمت لها أختها بدفء ...أواز حقا وحيده ..تحاول ساعيه أن تعوض وحدتها القديمه وجهلها بالتصرفات والأصول الواجبه ..
أواز الأكثر حزنا بيننا لأن احدهم لم يربت على كتفها يوما ولم يحتويها او يحتضنها .
أن أمي لم تورث الشعر الاشقر والعينا الزرقاء لها فقط ..بل ورثت لها الحزن والوحده والغربه أيضا ...ليست كرديه مع الاكراد وليست بدويه معنا ..
:
:
تذكرت
موقف حدث لهما في الحرم حيث نهرتها كرديه زائره بكلمه معناها المصطنعه او المتقمصة..
لقد بكيت أواز تلك الليله كثيرا ..
:
:
راقبت خروجها متجهه الى الصاله ..
أتجهت هي الى غرفتها ..باتت متسامحه مع نفسها مؤخرا وتحاول دفن الذكرى التي تباغتها كلما رخ لها جفن ليلا ..
والأحلام المرعبه عن تلك الليله المشؤومه ..
:
:
في الواقع هو لايستوعب مرادي ..زوجة ابيه كما يبدو ..الشابتين الوحيدتين في حياته الشقراء وماريا ..
لقد نسي كيف تبدو البدويه مع اعتياده على حدة شقار شعر تلك ..الا انه سعيد لأبيه للغايه ..هذه المرأه كما يبدو عليها تليق بأبي كثيرا ..كما انها تعجب ماريا جدا واختارتها امي قبل كل شيء ..سأعتاد وجودها شيء فشيء ..
راقب صغيرته تجلس بجانبه مبتسمه ..وتمده بصحن .."أنا سويته ..."
:
ومن ثم مدت له فنجال القهوه ...يستغرب فعلها لم تخدمه يوما ..ولم يأكل من يدها يوما ..
:
:
تأملت صغيرها الذي غرق في وحدته لسنين طوال ..يهمس الى الشقراء الصغيره معاتبا لها على شيء ما ..
راقبت تألق عينيه بالأهتمام بزوجته ..الأن ياربي أنا سألقاك براحة بال ولك ربي اعتني بماريا الارمله بعدي ..هذه الوحيده التي تزيد وحدتها يوما بعد يوم ..وستزورها الثلاثين قريبا ..
:
:
كان يعاتبها على فتحة صدرها الفاضحه ..هي لم تكن فاضحه لذاك الحد ولكن التقاء لون الفستان بلون بشرتها ملفتا للغايه ..همس بين أسنانه .."ألحان ..غطي صدرتس .."
:
:
كسرها فهو لم يمتدح ماصنعته ..عدلت شعرها بالطريقه الذي يغطي بها صدرها ..ورفعت جيب الفستان القطني الضيق ..اواز جميله للغايه وبسيطه للغايه ..ملابسها قطنيه و اكثر من عاديه ..لاتهتم بنفسها لم تشتري يوما زينه او لباسا بألوان ملفته أو أكسسوار ..انها رسميه وعمليه للغايه ..
الا انها مؤخرا تتمنى لو تغير ولو القليل ..
:
راقبها تحارب ملامح الكسره من الظهور على وجهها وهي تشارك أبيه بالحديث عن تخصصها في الجامعه بخجل ..لم تعتاد يوما ان تحدث رجلا غيره ..في الواقع الحان لم تحدث احدهم يوما ..لا نساء ولا رجال ..هو كان بعيدا عنها بل لم يرها طوال السنوات الثمانيه الا في مواقف تعد على الاصابع ..وايام علاج خالته ام نوير احتك بها قليلا ..
:
:
بدون عائله ..بدون زوج ..بدون صديقات ..ونلومها على اخطاءها ..انها وحيده منذ ولدت ..
أنها شاذه عن اشكالنا وعن تفكيرنا ..ولم نرحمها يوما ..
:
:
حاول تحسين مزاجها .."تسلم يد اللي سوى الكيكه .."
هزت رأسها له بالرضا بملامح لازالت تحارب الكسره على وجهها وتحاول التأقلم مع الاحاديث حولها ..
مد يده لمس اناملها وهمس لها .."ماتبلى الحنا ولا اليدين ياربي ..."
:
زمت شفتيها تحارب ابتساماته وهناك دمعها في عينها كانت على وشك فضحها ..
جرت يدها من يده ..لم فخذها الايسر بسبابته .."الله وكيلتس مانمنا نفكر بالحنا .."
أبعدت يده تعرف ما يقصده .."بس الحنا ..."
:
:
هنا تغيرت ملامح وجه وتأملها بصمت دون أن يرد عليها ..
حتى احاديثه فضحته بأنه يرغبها لجسده لا لقلبه ..
وقفت متناوله القهوه من على الارض أتجهت الى أمه وجلست بجانبها فهي تذكرها كثيرا بخالتها ام نوير ..تشتاق لها كثيرا وتفتقدها أكثر ..
:
:
أبتسمت لها أم ذيب ...وهي تمسح على شعرها .."كأني أطالع بأمتس...بس انتي هه لنا ...تشابهينا .."
:
:
أبتسمت لها اواز وهي تقبل يدها تنهل من بركتها ولو القليل ..
:
:
:::::::
::::::::::::::::::::::::
كان جالسا على الكرسي ويمدد رجليه على الطاوله امامه ..تأمل النخيل في فناء المنزل يلتمع سعفه بين الظلام ..
نفث الدخان من فمه ..وطرق بأبهامه على سيجارته ليسقط جمرها ..
غارقا بالتفكير بها ..أنها اقوى مما يبدو والفاظها قويه ..لا اعرف عنها سوى أسمها ..لا عائلتها لا مكان سكنها ..كل الذي اعرفه خالها لفى وتسكن في المدينه ..
في الواقع انا فضولي حيالها ..فضولي للغايه ..أود أن افهم وضع علاقتها بلفى ..
:
:
جلس بجانبه فاعلا نفس الحركه ..ضربه على رجله .."طف السيجاره ..عيالك بيجون يجلسون معانا .."
:
:
راقب قدوم أبناءه ..الذي يفتقر لأبسط انواع التواصل معهم ...
:
أنه لا يشبه الذي بجانبه في أي شيء سوى في البنيه الجسديه الضخمه والصحيحه ..
:
حملها ووضعه في حضنه ......"يوه فنوني صايره دبا .."
ضحكت تلك بطفوله ..لأنها نحيله للغايه وصغيره لايبين عمرها ...
تسائلت بطريقتها التي يعشق ..."عمي راجح ليش مارحت الدوام اليوم .."
::
::
رفعها الى الاعلى وقبلها في بطنها ..."أجازه عندي الين نهاية الحج ...بتطفشين مني ..."
:
:
أجلسها على حجره ..أتى خادمه بالقهوه تشاركها مع اخيه وابناءه ..
كانت تجلس متكئه على صدره بملل وتداعب قطتها ..على الارض ..
راقب الملل على وجهها ..
وجه اليها سؤاله ..."تروحين مع عمي المزرعه بكرا ..."
:
:
أبتسمت له بخجل وهي تهز رأسها بالايجاب ...ممازحا ايها ..."بشرط تعطيني الف بوسه ولا مافي مزرعه .."
:
ضحكت ..."أوف الف مره كثير ..."
يمثل قلة الحيله .."أبدي من ذحين ..."
:
:
انهالت عليه بالقبل ..وهي تسأله كلما ضنت بأنها انتهت ..
:
راقب اخيه العنيد ...انه نعم الاب لأبنائي وتركي من قبل ..لقد شغل نفسه بالكثير حتى فاته التفكير في نفسه وفي حقه ..
انا اعرف راجح اكثر من نفسي ..أنه لايحبذ الزواج ..ولم يفكر به يوما ..لقد عانى كثيرا في صغره مع ابي وامي ..حتى كره الامر لم يكره..بل اصبح قنوع من هذه الفكره ..
يرى الارتباط شيء جيدا لغيره ..لايعتبر بأن الامر يخصه ..
هناك المور كثيره راجح يعتقد انها لاتخصه بينما يراه الغير ضروريه ..
:
:
بعد ثلاثة أيام ..
جلس على الأريكه قبال سريره ..كان يسند يديه على كفه ..
يفكر ببكره وسنده وعضيده ..لقد كان الايام الفائته مختلفا ..يخاف ان يصيبه مكروه فتكسر الدنيا ذراعه اليمنى ..وتحرمه منه ..
ذئب ..أبني ..أخي ..صديقي ..سندي ..حزامي ..هيبتي ..قوتي ..و عزتي وفخري بين الرجال ..
:
خرجت من دورة المياه ..رأته فتهلل وجهها ..لا تعلم ..هي في حيرة منه ..
هي لاتفسر نفسها ..هذا الرجل كاملا وناضجا لامفر من السقوط في هاويه احترامه وحبه ..
صعدت على السرير أقتربت منه حتى اصبحت خلفه ..أبتسمت لأنعكاسه على المراءه ..دلكت مابين رقبته وكتفيه بحنان ..
أغمض عينيه بتعب ..بأهتماهمها بها وفضولها للتعرف عليه اكثر واكثر ..قبلت رأسه ...."كيف كان يومك ...؟؟"
:
رفع رأسه تأمل أنعكاسها ...هز رأسه برضا ..."الحمد لله ..."
:
:
حاوطته بذراعيها وهي تقبل رقبته ..."أجل ليش متضايق يابعد روحي .."
:
أخذ نفسا عميقا وهو يراقب شعرها يلتف في حجره وقد فاح برائحة المسك والعوده ..
انه يغرق بهذه "الأنثى "..أنها تحاصره والاخطر بأنها تنسيه كل أساطير قلبه القديمه ..
:
:
كان يجلس أمام التلفاز في الصاله ...غارقا بما يشاهده ..ليس التلفاز بل بشقراءه مرتديه فستانا بنقوشات ورديه وقصه كلاسيكيه ..
وتشارك محمد وذيب اللعب على جهازهم اللوحي ..
كانت تضحك تاره ..أو تنشغل بما بين يدها تاره ..تغير وضع جلوسها على الارض كل بعد حين وهي مندمجه باللعبه معهم ..
:
:
جلست أخته بجانبه ...ضربته مع كتفه...."أش قصتك مع مرادي ..."
لم يلتفت أليها ضل سارحا بتلك ..."أش سالفتي ...؟؟"
:
ضحكت ..لما ستقوله ..."تدري ان مرادي تخاف منك ..."
ألتفت اليها بأتساع حدقتيه متفاجئا ...."ياكبرها ...انتي تعرفيني يا ماريا ..بس يمكن لاني ما اتكلم معاها ..."
:
:
رفعت احد حاجبيها بعدم تصديق ..."ذيب وهو ذيب اللي الواحد يجر الكلام منه جر ..يتكلم معاها اش حجتك انت ؟؟"
:
:
راقب اواز بحذر ثم همس لها ..."من الاخر زوجة أبوتس جمالها يخرع ..."
ضحكت بصوت عالي حتى ان اواز التفتت اليها مستغربه ثم عادت لتنخرط مع التؤمين بلعبهم ..
نظر اليها شزرا ..."وطي صوتس ...مدري عمري ماشفت مره زيها ...لاشفتها يلنجم لساني ...يبي لي وقت لين اتعودها ..."
أشار برأسه قاصدا أواز ..."زي ما اخذنا ثمان سنين عشان نتعود على بدويه شقراء ..."
:
:
أبتسمت له ماريا .."انت بس حاول تكلمها ..ولا تبتسم لها بس ..."
:
:
ضحكت تلك وهي تعدل وضعها وتسحب فستانها من تحتها ..توجه اليها بالأمر بطريقه غريبه .."ألحان قومي جيبي لي جوالي من غرفتي ..."
:
:
رفعت رأسها له مبتسمه ..وبأنصياع غير مقصود منها وقفت ..وهي تنظر الى الجهاز في يد ذيب ..."دقايق وأجي ..حاول تفوز بالمرحله هاذي ..."
راقبها تصعد السلم مسرعه ..ألتفتت الى ماريا التي أصطنعت تقليب القنوات والاندماج ..
:
جلس متوترا يراقب السلم وهو يهز رجله اليسرى بهدوء ..
وقف بدون أن يتحدث لاحقا بتلك ..
:
:
كانت تهم بالخروج لولا دخوله مسرعا أغلق الباب خلفه و اؤصده ..
:
عضت طرف شفتها السفلى ...مدت جواله اليه .."جوالك ..وخر بنزل .."
:
حايلها .."أصبري أجلسي معاي شوي ..حدي فيكي ذاك اليوم ..."
رفعت شعرها خلف اذنها .."يهمك وجودي .."
:
أقترب منها اخذ الجوال من يدها وضعه على الطاوله بجانب الباب ..جر يدها وحاوط خصرها .." كيف مايهمني .."
:
:
قبل باطن كفها التى بدأت خطوط الحناء تختفي منه .."وحشتيني .."
:
أرتجفت لقربه ..هذا الرجل يسكر اخر خليه في جسدها ..
أستسلمت له وذابت للمساته ..
لوهله تجمدت بين يديه رفع رأسه ليراقبها تتأمل صورة تلك القريبه من رأسه والدموع قد انهمرت من عينيها بصمت ..
توقف عما كان يفعله واستوى جالسا وقلب الصوره ..
أبعدته بيدها وهي تتلقف فستانها من على الارض وقد حجبت دموعها رؤيتها ..
وقفت بسرعه وتعثرت في غطاء السرير ..أصطدم جبينها في حافة الكمدينو بجانب السرير ..
حاول رفعها ..دفعت يديه ..أجهشت ببكاءها بحسره ..بدون جدوى لانفاسها التي تلتقطها لتتمالك نفسها ..
رفعت شعرها عن وجهها ..."اقولها لك ياشاهر ..انا اللي هنا ..وانا اللي حيه ..وانا اللي بين يديك ..وترى انا لي قلب يحس بعد ..."
:
:
جلس على السرير يراقبها تلبس فستانها ...مسحت مكان الضربه اعلى يسار جبينها ..فتلوثت يدها بالدماء ..حاولت مسحه وثنيه عن الانسياب فوق عينها ..وهي تتجه للباب ..
:
:
لم تستطيع ان تكمل طريقها تشعر بالارض لاتقوى على حملها ..والبكاء يضعف قلبها ..فجلست على الارض قريبا من الباب ..
شهقت بقوه ..تستجدي الهواء ليدخل الى رئتها لينقذها لتقوى عن الوقوف ولترحل بدون رجوع ..
:
أتجه لها وجلس بجانبها ..حاول أن يضمها عبثا ..لقد كانت تبكي بحرقة مؤلمه ..ومن بين شهقاتها الشاقه عليا بوضوح .."شــــــــــ.......ـــــــاه ر ...قــ ...قلبي ..."
:
تغضن جبينه ولعن نفسه لألف مره لأنه تسبب لها بكل هذا ...رفع شعرها ..مسح الدماء بيدها وقبلها على جبينها ..شدد على احتضانه لها ...وهو يردد بأصرار .."أسف ..أسف ..أسف ..."
:
:
أستمرت تحارب للتنفس بين يديه ..ضاق الكون بها وما عادت يديه تتسع لها ..الهواء يعاندها ولا يدخل رئتها سوى الحزن المخلوط بحسره ..
رددت بوهن .."أكرهك ...اكرهك ...الله لا يسامحك ..اعدل يا شاهر اعدل .."
:
:
دفن وجهه بشعرها ..بخصلات الشمس ..لم يكره نفسه يوما كما كره نفسه هذه اللحظه ..
:
لو أن ازرعها في صدر ..نعم لو ان ازرعها في صدر ..أنا غارق في صدمتي وفي رعبي ..أنا اخاف من انا انسى نوير وانا الذي وعدتها الا ينبض قلبي لغيرها يوما ..
أنا اخاف بأن أخونها ..أخاف بأن أحزنها ..
:
:
لكن شقرائي ..جحيمي ..تقلب كياني كله ..
تغير مبادئي ووعودي ..تهددني ..وتهدد من اكون ..
:
:
:::::::::
::::::::::::::::::::
كانوا يجتمعون في غرفتها كعادتهم .. أنضمت اليهم مضاوي اليوم ..فهي تشعر بتحسن ملحوظ بل ان الأم تكاد تقول انه اختفى ...
سمعن صوته في الخرج يسأل ماريا الصغرى ..."أمي عندها أحد...؟؟"
ردت عليه ماريا ثم دخلت الغرفه .."عمي ذيب كان يبغا جده ..بس قلت له مدين وامي هنا ......"
أمرتها عمتها بلطف ...."قومي ياوليدي ياماريا شوفي اخوتس وش يبغا له كم يوم وجيهه مو شيء ..."
:
:
انصاعت اليها وهي تخرج من الغرفه للتفقد اخيها ..
لا تكذب كانت كارهه لنفسها هذه اللحظه ..انها الاعلم بما يحزنه وتهمله وتتجاهله كعادتها ..
هذا الرجل يغزوني لوم نفسي اتجاهه هذه اليومان ..لقد اهملته للغايه حتى انني بت افكر بشرطي كثيرا مؤخرا ..
انا في صدد فكره عظيمه وخطيره مؤخرا هي أن ذئب لايستحق ما أفعله به ..
:
:
↚
كم رغبنا
كم حلمنا
كم تمنينا
وشئنا ....
وشاء الهوى
فامتثلنا
هي الحياة
كل شيء فيها ممكن
ولا شيء فيها
يمكن أن يكون
:
:
:
نادر هي ماتفعله ..طرقت الباب ثلاث مرات بخفه ..سمعت صوته "تعالي يا ماريا ..."
:
:
دخلت كان مستلقيا على سريره وبجانبه نوع مسكن قوي ..ويستعد للخلود الى النوم ..ذئب منذ يوم الزفاف وهو غريب ..هل يا ترى قد مل منا و مل من رعايتنا والقوف على العناية بأمور العائله ..
مالي أرى أخي ..أكبرنا واقسانا وأقوانا ..من يسير هذا المنزل بكلمه واحده منه ..
:
:
توجهت له بالحديث ..وقد حاربت قلقها من نحول جسده وهالات عينيه السوداء وصداعه المستمر ...."تأمرني بشيء يابو زايد ..."
:
غضن جبينه وهز رأسه لها بالنفي ..."بس كنت بمسي على أمي ...تسلمين ياماريا ..."
:
أبتسمت له بحنان مهما كان أنت اخي ..أنا اعرف انني أهمك لكن أنت لاتعرف كيف توصل مشاعرك للذين من حولك ..."أطفي النور .."
:
هز رأسه بالايجاب ....
راقبته يغطي رأسه بالوساده ويعطيها ظهره ..
هزت رأسها غير مقتنعه بما يحدث ..
هناك أحداث يزدحم بها هذا المنزل ولا يدري بها سوى اصحابها ..يا الله من بالهدوء على هذا المنزل المترف بالاسرار..
:
:
:
أنتظم نفسه مشيرا الى خلوده الى النوم ..كانت لاتزال تدفن نفسها داخل حضنه مكانها المحبب هذه الايام ..المكان التي تكتمل به ..
:
:
ألا ان دموعها قد خانتها وهي تفكر بتركي و موضي ..تنهدت بصوت مسموع ..ومسحت عينيها ..
:
أنقلبت لتقابل صدره ..دست رأسها بداخله ..يالرحابة صدره ووسع منكبيه ..ليتني لا اخرج من هنا يوما ..
:
أغمضت عينيها وهي تحصن اولادها في قلبها كعادتها قبيل ان تنام كل يوم ..
:
:
:
أستيقضت في مكان لم تسوعبه بعد ..كانت تستلقي في حضن ذاك وهو متكئ على الجدار ..
ألتفتت اليه كان ..مغمضا عينيه بأنزعاج واضح ..أخر مكان تريد التواجد به هو حجره..
وقف بسرعه ..فقدت توازنها للحظه وجالت الغرفه بها ..ألا انها تماسك نفسها ..
خطت نوح غرفته بخطوه انتقاميه منها ..
تناولت الصوره من على الجدار ..والاخرى من جانب سريره ..
وضعت كل ما اعطاها ربها من حيل وقوه وكسرتها ...جمعت اشلاء الصوره فجرح الزجاج ساعدها جرحا عميقا ..
رمته في حوض الاستحمام ..ألتفتت حولها في الحمام ..تناولت كولونيا ما بعد الحلاقه وافرغتها فوقها ..
بحثت مطولا في الحمام ..لم تجد مرادها ..ومن ثم اتجهت الى دروج التسريحه ..
أزعجه صوت في غرفته ..أستيقض غير مستوعب للأمر ..وهي تفتش في اغراضه ..
وجدت ضالتها واتجهت الى الحمام لحقها ....لحقها مسرعا ..نهرها ..."الحان لاء يامجنونه ..."
:
:
ضربة بتهدديه عرض الحائط ..أشعلت عود الثقاب بسرعه ورمته على رفات الصور ......أشارت له على اللهب الازرق ذور الرائحه الكريهه ..التصقت شعرات على وجهها الغارق بدموعها وعيناها المحمره ..
:
:
توجهت له بالحديث .."هذا أسمه حرقة القلب ..جربته ..."
فتح تيار الماء بسرعه على الصوره ..
في الواقع كانت هاذي الصورتين الوحيده لنوير لازال محتفظا بها ..مشاعره مختلطه كأنها حررته وكأنها قيدته ..
:
راقب الدماء تنهمر من ساعدها الايسر بغزاره ..تناو يدها بعنف وضغط بقوه اعلى جرحها ليمنع انهمار المزيد ..
:
جرها الى غرفة ..أختها ..وبحزم ...."أدخلي جيبي عباتس ..وان مارجعتي لي ..بدخل اجرتس ..فاهمه .."
:
كانت تقاوم ارتجافها وفقدان الوعي جراء لمنظر الدم الذي غطى ساعدها وانهمر الى كفيها ..
:
أتجه الى غرفته مسرعا وتناول الثوب من على الارض ومحفظته وهاتفه عاد اليها ..
لم تخرج بعد ...أطل برأسه كانت قد فقدت وعيها وهي ترتدي عباءتها ولازالت طرحتها في يدها وبخطوات واسعه اتجه لها وحملها بين يديه ..
قابلته ماريا الصغرى مع الدرج ..وقد هلعت لمنظر الدم واواز محموله بين يده ...وشعرها الشقر منسدل بتمرد...
وجه اليها الامر .."تعالي ماريا لمي شعرها وغطيها ..
فعلت ما أمرها بيد مرتجفه ..وبحزم وحرص نبهها .."لا احد يدري ..اللي يسأل عنها قولي لهم خرجت هي وشاهر ...طيب .."
:
:
راقبته يتجه الى باب المنزل مسرعا ...
هزت رأسها بعدم التصديق ..ماهذا المنزل ..كله دماء ونساء محمولات ورجال يحذرون ....
:
:
كان الصداع يقسم رأسها ..وقد لف ساعدها بضماده بيضاء ..تحس بعجلات السياره تحتك بدماغها ..الصداع مؤلم وساطي ..
:
:
لم يسلك طريق المنزل بل أتجه بها الى اعلى منتزه في المدينه ..حيث يتسنى لها ان ترى كل المدينه تحتها ...بأسرارها وروحها ومنازلها ومساجدها ..
:
:
اطفئ المحرك وفتح النوافذ ..كان الجو بارد نسبيا ..
تنهدت عندما دخل الهواء الى رئتها ..
سندت ذقنها على ظاهر أناملها ..و تأملت المدينه بصمت ..بينما هو كان يتأملها ..
همس لها ..."طلبت نقل للمدينه ..وامس وصلني خطاب بالموافقه ...."
:
:
لم ترد عليه وبقيت على حالها ..ألتفتت اليها بعد وقت طويل ..."وديني البيت ...."
:
أخذ نفسا عميقا وهو يدير محرك السياره ..لقد فتحت على نفسي باب كنت بغنى عنه..وستصادفني اشواطا صعبه مع هذه الصغيره ..
:
:
:
مرت الاربعه الايام ..تقربا الى الله و صياما وحسن عباده ..واكتست مدينة المصطفي الحبيب بجمالها المعتاد في مواسمها الدينيه كانت أواز التي تحاول محاشاة وجوده اقصى ما يمكن ...ترافق أم ذيب بشكل يومي الى المسجد النبوي الشريف ..بينما تناوبن الباقيات في مرافقتها فقد كان لديها سفرة في الحرم تفردها بغية الأجر والمغفره ..
:
:
الغد هو اليوم المعهود والاكثر ازدحاما بالرجال والنساء في هذا المنزل ..فغدا يفطر الاصدقاء والجيران والاقارب في مجالس ابو ذيب كعادة ابيه واخيه من قبله ..حرصا على التواصل و رجاء للمغفره و الثواب من رب العالمين ..
:
:
كانت ماريا كعادتها هي من يتخذ القرار بالتسوق متأخرا ...فتحت باب غرفتة عمتها .."أستاذنت من ابوي واخواني عنكم ....سوق ...سوق ..بروح السوق اللي يبي يروح ..يجهز قروشه وعباته ...يالله بروح مجمع النور ...مافيش وقت لا أحد يأخرني رجاء ..."
:
:
أبتسمت لها مضاوي ..."خذي ماريا معاتس ..أنا مو ناقصني شيء وبجلس اسوي الحلا لبكره ..."
:
هزت مرادي رأسها بالنفي ..."أنا مليت من السوق لا تطالعين فيني ...وبنقع الحب للشربه وحوووسه"
:
حتى مدين شاركتهن النفي ..."ولا انا ..دولابي بينفقع ..لاتروحون السوق خذوا من دولابي ..."
:
:
نظرت الى أواز ..."حبيبي الاشقر ...تخاويني ..."
انحرجت اواز فهي لاتملك مالا ...."ما ادري ...؟؟"
ابتسمت وهزت رأسها بحماس .."ما ادري يعني أيوه ..."
ضحكت مضاوي تواسي اواز ...."الله يعينتس بتطلع عيونتس ...."
:
:
تنهدت وهي تخرج رزمه من يدها ..."هاذي فلوس ازواجكم ردوها لكم .."
وهي تلف حولهم وتوزع النقود بينهم كن اعتدن على هذه الحركه من رجال العائله ..."الفين حقت مضاوي ..الفين وخمس ميه حقت مرادي ...لاحظوا ابوي مزودها شوي ...الفين وخمس ميه حقت مدين دلوعتنا ..الفين حقت ماريا من جدها وعمها ..والعروسه الحلوه أواز ثلاث الاف من زوجها والفين من ابوي ...مين قدك ..."
أخذتها اواز مستغربه ...مثلت ماريا ماريا تجميعها ..."يا الله هاتوها اشيلها لكم ..."
:
سحبت مضاوي نقودها .."أنقلعي ,,بتسرقنا عيني عينك ..."
حركت حاجبيها بخبث .."هاتي اشتري لك اللي بالي بالك ..زي اللي بالي بالك اللي مركون في الدولاب ..واللي بالي بالك اليي ينام كل يوم لحاله ياعيني ..."
ضربتها مضاوي بقوه على فخذها ...تألمت تلك بدراميه ..."ليه القسوه ذي ..ولا عشان ماعندي اللي بالي بالك يشوفني لابسه اللي بالي بالك ..."
ضحكت عمتها وهي تجرها وتقبلها ..."خبله ياخلق الله ..."
توجهت بالحديث لمرادي .."تبين اجيب لك ..اللي بالي بالك ..."
هزت مرادي رأسها بالنفي خجله من وجود ام ذيب ..
:
كانت لازالت تقف وسطهن .."خليكم يامدركات الادب ..انا اعرف اشتري لمين ..للي تتسحب هي وزوجها خلسه ..جيبي جوال ..بنخرج ..بوري شاهر الحنا بوري شاهر الكحل ..ويعقبها اختفاء الى الصبح ..."
:
:
غصت اواز بكلماتها وهي تقاوم دموعها من الخجل ..بينما مرادي ومضاوي غرقن في الضحك ..
ضربتها عمتها على فخذها .."عيب عليتس يالخبله ...هاذي ضعيفه صغيره مؤدبه مو فاصخته..."
:
:
مثلت الحزن ..."أش قصدك ياعمه ...يعني مضاوي فاصخته ...انا ادري بها مضاوي دايم هرجها مشفر ..."
:
:
وضعت يدها على رأسها ..."ياكبرها عند الله انا قت كذا ..."
لقد اعتاد الجميع على خفة ظلها لذا يفتقدونها في ابسط غياب لها ...
حركت كتفيها بدراميه ...مقلده اللهجه المصريه .."أنا قيه بهدي النفوس ..."
:
:
ضحكت مرادي ..."صدق من سماكي خراب بيوت ..."
:
عادة الممتلئ بالاحزان هو خفيف الظل ..هو من ذاق الحزن والبكاء لذالك لا يريد ان يذوق احد ما ذاقه فيزرع البسمه في قلوب الكل ..لأن الحزن مرير وقد ألمه كثيرا لا تمناه لأحد ولا يرضيه ..
:
:
قفزت هنا مدين ..."اقولك عمه بروح معاكي اولا حزنا على اختي ثانيا العوده والخمريه حقت شعري أنتهت ابي الماجد ..وكمان ابغا محل الفضه لي سلسله عنده من زمان توني اتذكرها .."
:
:
توجهت ماريا لمضاوي بالحديث ..."تبون سوقياتي ..ولا اخذها بشتري لها لبس للعيد ....."
:
:
هزت رأسها بالنفي ..."أبدا خوذيها ..مانحتاجها ..."
:
:
خرجن تحت توصية العمه لهن بتوخي الحذر ..
كانت سياره شاهر تقف امام المنزل وقد ادار محركها ..
كانت تتوجه للجلوس الى الخلف ..استوقفتها اواز ..."والله ماتركبين ورى ياعمه ...."
:
انصاعت الى امرها وهي تفتح باب الراكب الامامي ..."خلاص اش له من داعي الحلفان كان قلتي لي اركبي هنا وانا اركب عادي .."
:
:
اقترب للسياره ....لم يلتفت خلفه ..."اوه ماشاء الله زحمه ..."
استفهم باغيا ان ترد عليه ..."الحان جات معكم ...؟؟"
لم ترد تلك ..استشعرت ماريا الموقف فحبت ان تخفف ..."اكيد جات ماحسيت بالجمال ....لبى زراق عيونها ..."
:
:
حرك رأسه بطريقه ال يستخف احدا بها .."عاد الحان .."تنهد وهو يحرك السياره "الحان غير ..."
:
:
كشرت له من اسفل نقابها ..لعن الله تصنعك البارد ..
دار بهن للخروج داخل فناء المنزل الضخم ..
كان احدهم يقف مع ابيهم وهو يفتح باب سيارته السوداء الفخمه ويستند عليه ..
ألتفتت ماريا لهيبته ..."ما شاء الله هذا مين اللي مع ابوي .."
نظر الى المرآة الجانبيه وهو يخرج من باب المنزل ..."راجح عبد العزيز ...جاي يحلف على ابوي اول العيد عنده وابوي يحلف ...قرروا عيدهم سوى اول العيد ..."
:
:
عندما سمعت اسمه التفتت لا اراديا الا انهم غابوا عن مدى ناظريها ..تشعر بفضول غريب اتجاه هذا الرجل ..
اوقفهن امام البوابه الرئيسيه .."انتبهوا لنفسكم ...ودقوا علي بدري .."
:
:
قضت وقتا ممتعا فهي للمره الاولى في حياتها تتسوق مع احدهم ..حاولت ان تقلد ذوق عمتها ولكن بطريقتها وما يليق بها ..
لم تتوقع بأنها يوما ستدخل كهذا ..ترجت عمتها بخجل .."الله يخليك ياعمه ماريا ما ابغى .."
:
أبعدتها عن طريقها وهي تبحث عن قياسها ..."الا تبغين ...هذا مقاسك .."قالتها وهي تمد شيء تخجل من ان تلبسه ..
اخذته من يدها واعادته مكانه ..."والله ياعمه ما ابغى عندي كثير ..."
:
أخذته واعطتها اياه ..."هديه من عندي والله ماترديني ..كل اللي بشتريه من هالمحل لكي هديه ...راح تدعين لي بعدين صدقيني ..."
:
:
بدعما أمتلئت عربية التسوق بالأكياس ..وانهت ماريا تسوقها..."عازمتكم على ستار بكس ..هيا كوفي وتشيز كيك ..."
:
وضعت مدين يدها على رأسها .."عمه ماريا نبغا نرجع البيت بكره الوقفه ترى ...فطور وزحمه وليلة عيد ومزرعه ..."
:
اتجهت الى المقهى أمامها .."تعالوا نروق الين يجي شاهر ...ماصار شيء ...يعني نجلس عند الباب ننتظره ولانجلس هنا نروق ..."
:
:
أنصعن لها بقل حيله ...طلبت لهن ..لم يعدن يشعرن بأرجلهن ..ماريا عاشقه للتسوق درجه اولى ..حتى انها تتسوق لغيرها فهي اجبرت اواز على اختيارات كثيره ..
:
:
سمعت صوتا حولها ..أعتادت عليه بل كان قطعه من قلبها ..
ألتفتت الى الطاوله في آخر الصف المجاور..
راقبت أبتسامته لتلك ..فقد خصها بها يوما ..وغرق عينيه بتلك فقد غرق بها يوما ..
أرتجف جسدها وعادت كل الآلام القديمه والذكريات الموجعه تغزوها ..
أختنقت ..من المكان ...الا انها لم تقوى على الوقوف ..تعلقت عينيها به ..لقد باعاني ..لم اكن لأبيعه يوما ..
لم يرى بي أي شيء بعدما فقدت عذريتي على يدي غيره ..لقد كان يسكب على غزله بأوصافي في اليوم الف مره ..
وباعني من اول عقبه ..
هي ليست أي عقبه ..لكن هل كان يبحث عن مابين فخذي لا غير ..الم يعجب بفكري الم يعشق شعوري ..
:
:
يا لأنانيته ...ويالوضعي المزري ..
انا لعنة وعار لن يضمني يوما سوى قبر ..
:
:
تبا لك سليمان انت اجبن رجل على وجه الارض ..اغرق في انانيتك ايها اللعين ..
::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::
عند دخولها الى غرفة مدين ...ضحكت مما صادفته ..بصفوف من أكياس محل عرف ببيع الاقمصه ..
:
:
وجهت السؤال الى اواز ..."بالله اش سوت فيكم ..؟"
هزت أواز رأسها بالنفي غير مصدقه ..."تصدع الواحد ...عندها اصرار مو معقول ..."
:
:
أطلت من خلف ابنة اختها ...مبتسمه.."ماشاء الله ..اش اش الاكياس ..حقت بالي بالك على قولة ماريا ..."
خرجت ماريا من دورة المياه مرتديه طقما اشترته للتو .."أش رايكم للعيد ...فيه ناس ازود عيدنا هالسنه راجح عبد العزيز عيده معانا ..."
:
:
كشرت مضاوي .."راجح ...ليش ...؟؟"
فسرت مرادي لها تساؤلها .."توه قالي ابو ذيب ....لزم هذا ولزم ذا وقالوا خلاص مع بعض ...الاهل واحد الحمد لله ...."
تبادلن النظرات الغامضه فيما بينهن وهن يراقبن تلك مشغوله بفتح علبه في يدها ..
:
:
وكعادتها الجديده قبيل ان يخلد الى النوم تتبادل معه الاحاديث عن يومه ويومها ..
عدلت الغطاء على صدره وهي تجلس بجانبه اغلق مصحفه ونظر اليها بأبتسامته الدافئه التي تعشق..
:
أقتربت منه ..نزعت نظارته وقبلت كلا جفنيه .."كيف يومك ؟؟"
:
اعتاد على هذه السؤال منها ,,يرى به متنفسا الا انه لم يعتاد على البوح لأحدهم بمكنونات صدره الحصين ..
هز رأسه برضا ..."الحمد لله ...أنتي كيف يومك .."
أستلقت رفعت الغطاء وأستلقت بكامل جذعها فوق صدره ..."حلو الحمدلله كلمت عيالي ..وعايدتهم ..عايدت اخواني وخواتي ..و أشتقت لك ثم أشتقت لك ..ثم أشتقت لك .."
:
:
نظر اليها اسفل صدره..
أبتسم لها وهو يغلل أنامله بليلها الغجري الفاتن ..بادلته الأبتسام ..أطلت تأمله حتى غرقت به ..
خمسون عاما وتزيد سنونا تجتمع حكمتها ودفئها داخل هذا الرجل الذي كتبه الله من نصيبي ..لأول مره في حياتي أجن بالعشق فلا أقوى على مفارقته لحظه ..وكأنه أحد أبني ..وكأنه أبي ..وكأنه كل شيء ..
:
:
كان لا يزال يلهو بخصلاتها بصمت ..أحيانا لايملك الا الصمت في حضورها ..يتأمل حركاتها متحمسا لما ستقوله لاحقا يحاول أستكشافها والغوص في انوثتها ..تبهره كل يوما اكثر من سابقه ..
:
:
رفعت رأسها اليها و أتكأت بذقنها على منتصف صدره همست له ..."مدين ...وضعها انها ماتعرف انها متزوجه من راجح صعبه عليها الواحد ماحسب انها تصحى من صدمتها ..يمدي البنت كرهت جنس الرجال كله ..."
:
:
هز رأسه بالنفي ..."هاذي مرته وهاذي رغبة الرجال ..والله راجح ونعم الرحيم رجال تشهد به المجالس لكن هو تحسين انه شوي كاش من الزواج ..ماتدرين اش يدور في عقله يمكن فارق العمر يرده او امور كثير تخفى عننا .."
:
:
أبتسمت له ...وبشقاوتها المعتاده .."وش فيه فرق العمر ..هو في احلى من الكبير ..ولا اعقل منه ..الكبير جمال وفتنه ورزه ودلع وهيبه ..وخبرة سنين ..."
:
:
أبتسم لها يعشق افعالها المثير وقلب كل شيء الى صالحها ...."لاء كلامتس هذا خطير و الفجر قرب يأذن .."
:
:
::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::
ظهر يوم الوقفه كان البيت غارقا بالأنشغال ..
والاستعداد لليوم الكبير الذي بداء منذ الامس ..
وحركتهن المتمرسه السريعه في المطبخ ..
في المسافه الملحقه بالمطبخ وبها باب على الفناء ..كانت تفتح باب المبرد الكبير وتهم بنقل صناديق الماء داخله ..
وقف أمام الباب ليدخل مابيده ..نهرها بصوت منخفض .."بنت ...أش تسوين ..؟؟"
:
تجمدت وتوقفت عما كانت ستهم بفعله ..راقبته بصمت بعينيها الواسعتين..
أقترب منها ..بدون ان يوجه لها الحديث رص الصناديق بخفه وسرعه داخل المبرد ..
كانت لاتزال تقف في مكانها ..
أنهى ما بيده .. وقف امامها يشاركها صمتها ..هناك الكثير من الحديث يزدحم بداخلهما ..فيخرسهما ..
همس لها مراقبا باب المطبخ خلفها ..وبأهتمام جاف .."كيفتس ..؟؟وقف النزيف؟؟"
:
:
أحست بالأرض لاتقوى على حملها ...قليلا من الخجل يا رجل أي سؤال مباغت هذا ..هزت رأسها بالأيجاب .."الحمد لله .."
:
:
:
بدر بن عبد المحسن قال لنا ...
ليت الشوارع تجمع اثنين صدفه ..لاصار شباك المواعيد مجفي ..
الجفاء القديم هل تدمره اللقاءات العفويه ..هل تحن الاقدار علينا وتدبر لنا لقاء خاطفا ..ينقذنا من واقعنا ويشردنا من يومنا الحزين ولو للحظه ..
↚
آه من ليل التجافـــــــي ما أطولــه ... ليلـــة العاشـق ثوانيهـا ليــــــال
مـن يقــول الشمس باكـر مقبـلـــه ... كـل شمسٍ مالهـا وجهك ظـــلال
أسألك باللي أخــذ منــك الولــــــه ... حطّـه بصدري وأعـطاك الجمـال
حاكـنـي لأجــل الليـالـي الأوّلــــــه ... آاه أنا بموت من ذلّ الســـــــؤال
هو صحيح إنّك حبيبـي لي دلــــــه ... و إستوى عنده فراقي والوصال
كـل جـرحٍ غيـر جرحــك بأقبـلــــه ... كـل ظلـمٍ غير ظلمك لي عـــــدال
:
:
همس لها مراقبا باب المطبخ خلفها ..وبأهتمام جاف .."كيفتس ..؟؟وقف النزيف؟؟"
:
:
أحست بالأرض لاتقوى على حملها ...قليلا من الخجل يا رجل أي سؤال مباغت هذا ..هزت رأسها بالأيجاب .."الحمد لله .."
:
:
:
هز رأسه بالرضا .."الحمد لله ..."نبهها بحرص غريب..."لاعاد تشيلين شيء ثقيل ...."
:
وبدون ان تجيبه هزت رأسعا بالايجاب ..راقبت خروجه مع الباب ثم اختفاءه...أخذت نفسيا عميقا فقد سد الهواء عن رئتيها بمنكبيه ..
:
في ذكرى تلك الليله القديمه ..الليلة التي لاتفسر ولن تفسرها يوما ..ليله مرت نسمه والرياح العاتيه بمن بعدها نثرت الذكريات ..
انها تطمسها في عقلها وتدفنها في اقصى ابعاده ..هناك وتراكم فوقها الاحداث القديمه والذكريات المهمله التي لاتريد تذكرها يوما كليلة دخلتها ..يوم ولدت ماريا ..اول مره ضربها عدي ..وفاة ابيها ..واي شيء يتعلق بذيب ..ومن ضمنها تلك الليله التى لو حاولت تذرها لثانيه ستسترسل الاحداث اما عينيها ..
:
:
تلك الليله ...لم تتذكر بأنها يوما كانت خفيفه وكريشه في وجه اعاصيره الرعديه ..
أتخذ لحظه فقط ليجرها الى سريره الواسع المتخم برائحته..
لقد تحولت الى لوح مرتجف ..وتركت له الحبل على الغارب ..
تسمرت في مواجهتها للمساته وتحكمه بها ..كانت تعيش الصدمه بكل حذافيرها لم تكن تتوقع بأنها يوما ستكون في موقف كهذا ..
وحتى الان لم تتوقع بأنها يوما ستكون في ذاك الموقف مجددا ..وكأنه شيء ذهب وانتهى يحدث مره واحده ولا يعود ..تماما كأول حب ..
:
:
:
مر اليوم مسرعا واقترب اذان المغرب ..وتوافد الضيوف ..
وقفت مضاوي على باب المطبخ ..."دقيقتين ويأذن ..يابنات ..يالله السفره الله يعطيكم العافيه ماقصرتوا ..."
:
:
سعين على خدمة الضيوف الى اخر من خرج بعد صلاة العشاء ..
رمت ماريا بنفسها على الآريكة المريحه .."تعباااانه ...مهلووووكه ..."
:
:
تأوهت مضاوي وهي تقف ...."قومي ..قومي ..خلينا نلم اغراض المزرعه ..."
:
:
وسعت ماريا حدقتيها .."أيت اغراض ..أمس لميت كل شيء .."
:
:
هزت مضاوي رأسها بالنفي ..."باقي اغرض الحلا حق العشاء ..وباقي اغراض السلطه ولسا باقي مالمينا ملابس مالمينا كل شيء ..."
:
:
تأففت بقل صبر ........"أنا بأنسدح هنا لاجيتوا تمشون قولوا لي ..."
:
:
وكزتها عمتها بعصاتها ..."يابنت قومي ..ذيب يقول الساعه وحده اللي مو جاهز أنا بامشي ومالي فيه ..."
:
تحدثت اواز ..فهي تتذكر طريقة الاحتفال قبيل ذهابها لم تتغير ابدا ..."وحده ذحين في الليل ...؟؟"
:
:
هزت مدين لها رأسها بالايجاب ..."بكره عيد عمي زايد وجدي ...بعده ابوي وذيب ..بعده شاهر وعدي ...ننزل رابع العيد في الليل ..."
:
سألتها اواز باهتمام ..."كيف المزرعه حلوه ؟؟بعيده ؟؟"
:
أبتسمت لها مدين .."أيوه حلوه تجنن ..بعيده بس مو مره ...عشرين كيلو يمكن ..."
:
راقبت حماس اختها الظاهر ..انا اراها سعيده عكس ما رأيتها اول مره كانت ناقمه للغايه ..الا ان هناك ما يكدريها ..وما هذه الضماده التي تخبئها ..لم يرها غيري وعندما سألتها ..ليتني لم أسألها ...كان الله في عون اختي وعوني وعون نساء هذا المنزل ..
:
:
بالنسبه للجديدتين على المنزل مرادي و اواز كان يوما جميلا وعرفا رائعا ...بينما كان لمدين ومضاوي وماريا شاقا للغايه ومزحوم ...
:
:
دخلا ابنيها عليها وهي تغلق السله البلاستيكيه في يدها وقد حضرت بها ما تحتاجه لأعداد الطعام هناك ....
دخلا ابنيها عليها ..تنهدت وهي تراقبهما يغرقان في الفوضى ويبدو بأنهم قضوا يوما ممتعا في الخارج ...
نهرتهما .."ولد هذا مكان كوره ....شيلها ...ياويلي بالله هذا شكل ناس بتعيد بكرا ..."
:
:
رفع ابنها الكره من على الارض ..."خلاص ودانا ابوي للحلاق .."
وقفت وهي تجره مع كتف ثوبه "أتحمم ياوسخ ..."التفت للأخر ..."محمد ..قدامي ....سيب الكوره قدامي ..."
:
:
قابلتها ماريا الكبرى مع السلم ..."يع أش هالاشكال ...عمال حفر انتو ...أف الله يخيسكم ..."
:
:
ابدت مضاوي تضايقها ..."الساعه اثنعش ...بالله على ما انظفهم بتصير اثنين ...الوسخين ..."
:
:
ربتت لها ماريا على كتفها ...."خوذي راحتك خلاص انا اكمل عنك ...وبنتك خلاص لمت اغراضكم انتي وهي ..."
:
تنهدت بأبتسامه ..."ياروحي يا البنات ربي ما يحرمني منها ...مو الشياطين ذيلا ..."صرخت بمحمد الذ أبتعد عنها ..."قدامي ياقرف ..."
:
:
راقبتها تكمل الطريق الى غرفتهما وهي تجر ذيب ...وتشد شعر محمد ...ما اكرمك ربي بهاذين الصغيرين ..
:
:
أنهت تنظيفهما بعد جهد جهيد ..
وضعته امامها وهي تسرح شعره ..كان ذيب يلعب بجانبها بقميصه الذي تريده ان يلبه ..
مدت جذعها وجرته ..مع يده ..."هات البلوزه حسبي الله عليك غاليه هاذي ..."
:
سألها محمد .."أمي ليه ماتخلينا نتحمم من نفسنا ...."
:
:
اعادت نهر ذيب .."ذيب والله لا اضربك ..عشانكم وسخين ولو بسيبكم بتقلبون البيت كله طين ..."
:
:
كان يحاول فتح علبة العطر الجديده في يده ..."أبوي ذيب قال لنا اللي مايسمع كلام امه منكم مافي بلايستيشن ولا ايباد ولا شئ ..."
:
تأملتهما مطولا ..ياقطعة قلبي ما اجملكما سبحان من سواكما ..أبتسمت وهي تحتضن محمد ..مدت يدها لذيب ..."ذيب حبيب ماما تعال.."
اقترب منها مبتسما ...شددت على احتضانهما ..دمعت عينيها ..فحبها لهما أكبر من أي شيء وأعظم من أي شعور ..
قبلت رأسيهما بحنان ..."لا تزعلون مني ياحبايبي اذا زعقت عليكم ولاعاقبتكم ..أنا عشان امكم اسوي زي كذا اذا كبرتوا تفهمون اش قصدي .."
:
:
كان ردهم ان شددا هما بدورهما عليها ..
:
:
::::::::
:::::::::::::::::::
بعدما تأكدت من ما حزمته أبنتها في الحقائب ....لبست عباءتها وخرجت من غرفتها تأكدت من اقفالها كل شيء ..
:
:
خرجت ماريا ..وجهت لها الحديث ..."هيا عمتي خلاص راحت مع شاهر و اواز واخذت مدين ..."
:
أستغربت .."ليه ماتجي معانا طيب ..."
:
بررت لها ..."شاهر اخذ السياره الصغيره على شانها ..ماتقدر تركب الجمس ..وذيب مايعرف يسوق الصغيره لازم الجمس ..."
:
:
رافقتها نزول السلم ..."طيب وعمي راح خلاص..؟؟"
:
:
ضحكت ..."ياحليلك أبوي من متى وهو جار خالتك وماشي ..."غمزت بخبث "الظاهر ابوي يبي الجو يخلا له شوي ..."
:
هزت مضاوي رأسها بقل حيله .."الله يعينتس على الافلام اللي براستس..."
:
:
أقبلت على السياره كان يفتح لماريا والخادمه المقعد لتستقلا المرتبه الثالثه ...
تأملت ظهره ..وهو ينظر الى محمد اسفله محدثا بأهتمام ..."يالله شغل السياره وانا ابوك .."
:
:
هوى قلبها وعجزت عن استيعابه ..كأنها اصطدمت بحقيقه كبيره ..كأن يكون احدهم يقول لك بأن الارض ليست مستديره والرياح لاتهب والسماء ليست زرقاء والامطار حمض وليست ماء ...كأن احدهم يقول لك القلب لا ينبض العقول تتنفس ولا تفكر ...قٌلبت الحقائق في رأسها والأفكار ..
تكفيها هذه الكلمه لتفكر الف مره في الدقيقه في ذيب ..
:
:
ركبت خلف أبناءها ..تأملته ..كان يعدل من وضع الشماغ فوق رأسه ناظرا الى المرآه ..أخرج تولة العوده من جيبه مرره على صدغيه وظاهر كفيه ..ومده على الطفلين ...فعلا مثل فعله فهو يزرع فيهما الرجوله منذ أن علمهم اول خطواتهما واو كلماتهما ..
:
:
غرق الهواء برائحته ..عدل من جلسته .."بسم الله ...خلاص كل اغراضكم تمام ..."
:
:
دمعت عينها تراقب تحركاته وسرحانه طوال الطريق كان قد قصد الحلاق اليوم ..فشذب عوارضه التي غزراها الشعر الابيض موخرا متمردا من اطراف شعر رأسه ..
لأول مره تتأمل عينيه ..عندما كا يحركها بآليه وكأنها عينا صقر او طير جارح ..أو ذئب ..
للمره الاولى تقول لنفسها ...ما أجمل عينا ذيب ..
كانت حدقتيه غريبه أطرافها رماديه وداخلها عسلي ..
تحركت الانثى بداخلها لأول مره ...حقا مشاعل لم تكن لتستحقه ..أنه اجمل منها بأشواط ..وشخصياتهما و افكارهما متناقضه للغايه ..
:
:
نغمة رساله صدرت من هاتفه ..فتحتها ..
وهمست "يادين محمد" ..
"كل عام وانت بخير ماريا .."
"وانت بصحه وسلامه ..انتي مين .."
"مو ضروري اكون انتي ..ممكن انت .."
"أعتقد من اللباقه ان الشخص يعرف عن نفسه قبل يبدأ يتكلم "
"و أنا بدوري أعتقد أنه من اللباقه انه ماتمتلئ جوال ولاب توب رجال بصورك واشياء تتعلق فيكي .."
أرتجفت وفعت عينيها تراقب ذيب في المرآه الاماميه ..ماللذي يدعيه هذا الكاذب..
"ممكن اعرف لأيش تبي توصل تعرف انا بنت مين ولا زوجه مين ولاكيف متربيه عشان ارسل لأي أحد صورتي ..ألعب غيرها .."
"اممم للأسف انه انتي بنت هالناس ..."
كذبا منه كي لايفقد السيطره على الوضع فهو لايزال يجهل من من الرجال هي ابنته ..
:
:
طال صمته وصمتها ..من هذا مالذي يرده ماللذي يحدث ..اي كذب وافتراء يدعيه ..
نغمة رساله اخرى فتحتها وكانت الصدمه كانت صوره لها ..التقطتها العام الفائت ..
لعنت نفسها وهي تضرب رأسها ..ذبلت رجليها وتنملت يدها ..برد جسمها وفقدت ملامحها أي تعبير ..
:
هذه الصوره ..أنا ..نعم ..لقد التقطتها في مناسبه العام الفائت ..
لم ارسلها لأحدهم ابدا ولم ابيع هاتفي حتى ..تذكرت لمن ارسلتها ..لخالها فقط ..ارسلت الكثير من الصور والفيديو لخالها هو ايضا بالمثل فعل هذا ..
كيف ........؟؟
:
من أين له هذا ...ردت بحنق "أنت واطي هاذي خصوصية شخص متوفي ..."
أبتسم أخيرا عرف كيف يأتي بها ..ومن اين تؤكل الكتف مع هذه العنيده ...
علمت انه من حيث اتى هذا يوجد الكثير ..
لو وصلت الى ابيها او ذيب او حتى شاهر كان الله في عونها فالقصاص مصيرها ..
انا من سيتصرف هنا ...
رد عليها "جميله خصوصيته سراحه .."
"أش تبغى ..."
"أمممم اش ما ابغا ياحلوه ..عموما كل عام وانتي بخير ولنا بعد العيد لقاء .."
:
:
بيد مرتجفه حاولت ان تكون طبيعيه وعدلت فتحة نقابها وهي تنظر الى المرآه ..
اللعنه ..انا في ورطه ...أنا في وضع لايحسد عليه ..انا الحمقاء التي على نفسها جنت ما كان علي ارسال هذه الصور يوما ..
:
يا لتعاستي ...لعمري انني ميته لا محاله ..بعد كل هذه السنوات وانا في محراب عفتي اجلب هذا الى نفسي ..
ياترى ما ردة فعل ابي واخوي ..لا لن تصل اليهما ولماذا اجعلها تصل اليهما ..سأكلم الهيئه نعم سأطلب منهم المساعده وليذهب الى الجحيم ...لكن الهيئة ستطلب ولي أمري ..
وما ضمنني من يكون هذا ..
أي حرباء هو و اي خبيث ..كيف طريقة لعبه وماذا يريد ..
:
سندت رأسها على الزجاج ايسرها ..
ياربي الطف بي ..انا قويه ولكن ليس على هذا ..
:
:
:
وصولوا للتو المزرعة ..اغرمت بصفوف نخيلها ..وصوت الماء يضخ داخل البركه الكبيره على طرفها ..ومشاتل الورد ..البيوت المحميه اللتي تكون قطرات الماء على جدرانها البلاستيكيه الخضراء من تنفس الزرع داخلها ..
..
صوت جنادب الليل الحزينه المصره على النواح ..ورطوبة الارض ورائحتها النديه..
وأشجار التين و اشجار المانجو الضخمه ..وصفوف الفل والورد المديني .. واشجار الليمون حول الدكه التي كلما هبت ريح فاحت رائحته في الاجواء ..
والمنزل الواسع البسيط ..المكون من دور واحد ..بغرفه المتواضعه الكثيره ..وصالته الكبيره وقد فتحت واجهتها بالكامل على فناء واسع بجدران قصيره ..صفت فيه المراتب والمساند البدويه ..و مشب ضخم يتوسطه ..
وخيمة الرجال الكبيره المتخمه بالتراث البدوي ..المشبعه جدرانها برائحة دخان الحطب ..
:
:
قابلها عمها مبتسما قبلت رأسه وكفه بأحترام ..بادرها السؤال ..."ها كيف المزرعه ..؟؟"
:
:
للمره الاولى في حياتها تدخل مزرعه ..."تجنن ماشاء الله الاجواء تاخذ العقل ..."
:
:
جالت داخل المنزل فتحت الغرف ..واحده كانت بأربع سرر فرديه ..وثلاث اخريات بسرر مزدوجه ..
:
واحده لزايد ومرادي ..والثانيه لذيب والتؤامين ..والثالثه قٌصد بها شاهر وزوجته ..
:
:
وضعت حقائبها في الغرفه ذات السرر الاربعه ..
ونزعت عباءتها ..دخلت خالتها مرادي ...ابدت الانزعاج .."أش جالسه تسوين..؟؟"
مهما كان اواز ليس لها كبيرا يوجهها ..تحتاج الى النصيحه القيمه ..من أي كان ..فما بالها بمرادي المخضرمه في هذا المجال ..
حاولت تحاشي مرادي ..."اش اسوي ؟؟احط اغراضي.."
أغلقت باب الغرفه واقتربت منها ..."اواز بلا خبال ...اش منظرتس قدام الخلق ..مايكفي منظر مضاوي وذيب البايخ ...زعلانه منه ازعلوا في غرفتكم مو قدام الخلق اصحتس يابنت تبينين لأحد ولا تقولين لاحد أي شيء يصير بينتس وبين رجلتس ..رجلتس احرصي عليه ولا انصكت عليكم الغرفه فشوا خلقكم في بعض ان شاء الله تقتلينه ..لكن لا تبين قدام احد ..."
كشرت .."بس ياخالتي ...."
نهرتها ..."لا بس ولا شيء ..اللي عنده مشاكل يواجهها ..يوقف بمكانه ويسأل اللي قدامه ...انت اش مشكلتك ويواجهه باللي في قلبه ..حلى مشاكلك يا اواز وطلعي اللي في قلبك وافهمي وحاولي يفهمتس ..ولا والله خذيها من خالتس ماراح تنامين يوم مرتاحه وفي كلام في قلبتس ما طلع....هيا ذحين دام ماحد انتبه تذكرين ربتس وتاخذين شناطتس وتروحين غرفتكم ...وخلتس شاطره ..وخالتس بالطلب لتس ياروحي ...لاتضعفين قدامه ..خذي حقتس ..ولو انتي الغلطانه برضتس خذي حقتس الحرص واجب .."
:
:
أبتسمت لكلام خالتها وقد اقنعها جزئيا ..
:
:
عائدا للتو من سكن العمال اقصى اطراف المزرعه الواسعه الممتده على مد البصر ..
:
:
نزع قميصه عندما اقترب من غرفته المعزوله عن اخرياتها وهن كذلك بالمثل ..
فتح الباب ..رمى به بجانب الباب ..والحقه باقي ملابسه دخل الحمام الصغير ليتنعم بالماء البارد على عضلاته المنهكه ..
:
:
كانت تجلس للخارجه المظلمه الملحقه بالغرفه تنعم بالنسمات البارده تتغلل شعرها المبلول ..
وتداعبه ..
:
:
دخلت الغرفه ..لازالت تلتف بالمنشفه البيضاء ..جلست على السرير محاوله ..حل العقد في خصلات الشمس الذهبيه التي تنسدل على كتفيها وتغطي ظهرها ..
رفعت عينها كانت ملابسه مرميه بأهمال بجانب الباب وصوت الماء يتسرب الى مسمعها ..أخذت نفسا عميقا
..
..
رفعت ملابسه ..نظفت جيوبها وصفت هاتفه و ومحفظته ومفاتيحه على التسريحه ..
:
خرج من الحمام يلف وسطه بالمنشفه ..كان متجها الى هاتفه في جيب الجينز الذي تخلص منه ..
لكنه وجده على التسريحه..
لفته وجودها خلفه ..على السرير كانت مشعه ..ولامعه للغايه..متألقه بأثيريه بخصلاتها الشقراء ..
وانحناءات جسدها ..وصفاء بشرتها التي تفضحه المنشفه المغطيه من صدرها الى بداية فخذيها ..
:
:
نفض شعره من الماء ..اتى واستلقى بجانبها على طرف السرير وأتكأ على يده اليسار وادعى انه مشغول في هاتفه ..
تجاهلته مستغرقه في تسريح شعرها ..
:
:
رفع رأسه ليدها ..وقد بدأ الجرح يلتئم وقد وضعت ضماده صغير نسبيا تغطيه ..
تأملها ..موجعه هذه أبنة الشمس ..
وكأن الذهب يسبح في انهار شعرها ..وكأن الألماس خلق من جسدها ..وكأن الشمس تشرق كل يوم من صدرها ..
:
:
كأن جسدها لا يصلح الا للقبل ..كأن السماء تستمد زرقتها من عينيها
:
:
رباه لطفا بي ..أنا لا أستحق كل هذا ..أنا خائب الضن من نفسي..أين اقسامي لتلك و حلفي اليمين ..ألا تكون الاناث بعدها سوى اخوات لي وامهات ..
:
:
وهذه ..تدمر كل وعودي من نظره واحده بس ...انا ضعيف للغايه حقا عكس ما كنت أعتقد ..
:
:
::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::
أستلقى بجانبها واستسلم الى النوم على حاله ..
شعر بنفسه وكأنه يقع من على جرف ..فتح عينيه ..كان اضاءه الغرفه خافته..تسرب الى مسمعه صوت صياح الديك البعيد ..منذرا بأقتراب الفجر ..
رفع هاتفه كان قد تبقي عن صلاة الفجر نصف ساعه ..
تأمل أنعكاس وجهها على المرآه..
:
:
كانت تلف خصلات شعرها حول جهاز تصفيف الشعر ..وقد سرحت بعينيها نحو المجهول..
أنهته ..و نفشته ..فغطى كتفيها وظهرها رتبت مقدمته ..ومن ثم جلست على كرسي التسريحه ..وبدأت في طلاء اظافرها ..
للمره الاولى يراقبها تفعل هذا وقد ازدادت فتنه وجمالا ..
تمارس جمالها بعفويه ..
:
:
بعدما انتهت ..فتحت الاضاءه وتوجهت اليه بالحديث ..."شاهر قوم صلي ..."
:
:
كان لازال يتأملها ...
:
:
:
بعد أن صلوا الفجر جماعه يأمهم ابو ذيب ..
:
:
توجهوا الى غرفهم ..
كانت قد جهزت ثوبه وغترته وطاقيته وعقاله..وبجانبها المبخره بالعوده التي يحب ..
:
:
أغلقت له ازرار ثوبه ..وحملت له غترته والعقال في يدها ..
بعدما انهى لبسه بخرته ..وفردت الثوب على كتفيه ..لثمته بخفه ..."كل عام وانت بخير يالغالي ..."
:
:
أبتسم لها وخطف قبله اخرى على عجل ..قبيل خروجه ..
راقبت ظهره يختفي عنها ثم اغلقت باب غرفتها وهي تتنهد رباه ما اجمله واكمله ...من الرجال قبله ..
:
:
..
..
..
دخل غرفته كانت قد جهزت له ملابسه ووضعت البخور بجانبه ..
أستغربها حقا ماللذي تنوي فعله ..
كان يراقبها طوال لبسه ..
كانت متجلهله له وتخط الكحل داخل عينها ...أنهت ماتفعله ..التفتت اليه ..تأملته بصمت ..اللعنه لقد خلق الثوب ليشتد على منكبيه ..ماللذي ارضعته امه ليكون بهذه الهيبه ..
ناولته المبخره ..أخذها منها مبتسما ,,وقد فتن بالكحل الاسود الحالك على حدقتيها الزرقاء ..
كانت تلبس فستانا احمر قصير نسبيا بطريقه بدويه ونقوشات ذهبيه لامعه ..
تأملها مطولا ...اقترب منها وقبل جبينها ...أستنشق رائحه شعرها ..انها دوما تعبق برائحة الياسمين وهو فعلا يليق عليها بل أن هذه الزهره تشاركها الكثير من الصفات ..
:
:
"كل عام وانتي بخير .."
:
ابتسمت له ..بمجامله ..."وانت بصحه وسلامه ..."
:
:
::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::
كان ذاك يلبس وحيدا في غرفته وقد شاراكاه التؤمان ..
فتحت عليه الباب ..كان يغلق اخر زر في ياقة ثوب ذيب ..ثم عدل الشماغ على رأس محمد ..
أبتسمت له بحنان.."كل عام وانت بخير يا وليدي .."
:
:
قبل رأسها ويدها "وانتي الخير كله وبصحه ويسلامه ...."
:
:
:::::::::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
كان للتو قد وصل للمزرعه فقد صلى الفجر في طريقه ..كان بصحبة اخيه وابناءه ..
:
:
نزل من السياره بهيبه لا يشاركه بها سوى تؤامه المزعوم ..
فتح الباب وحملها بين يديه بفستانه الوردي وكنزتها البيضاء قد اشتراه لها بالامس ليزرع فرحة العيد في قلبها ..وابناء اخيه كانو رجالا صغار بثيابهم و اشمغتهم ..
تبادل السلام والتحيه مع مضيفه وعم زوجته المجهوله ..
:
:
أبتسم لها شاهر ..."ماشاء الله من هالحلوه ..."
:
أختبأت خلفه وهي خجله ...."هاذي بنت أخوي ثابت أفنان ..."
ألتفت لذاك الصنم الغامض مبتسما ..
وكان منذ أن نزل قد تحلى بالصمت ..
:
:
توجه اليه بالحديث ..."أدخلها جوه عند البنات ..."
:
:
نزل راجح بمستواه اليها ..."تبين تدخلين جوه عند الحريم .."
:
هزت رأسها بالايجاب ..
:
أخذها بيدها كانت صغيره للغايه وجميله ..رغم ان عمرها 12 سنه ..
:
:
وصل بها الى باب المنزل نادى بصوت عالي ..."يا الحان ...الحان ..."
:
قدمت اليه ...نظرت للصغيره بجانبه مبستمه ..."يسعدلي الجمال ما شاء الله ...مين هالحلوه ؟؟"
:
حرك حاجبيه بفخر ..."هاذي بنتنا ...؟؟"
:
رفعت حاجبيها اليه مستهزءه ..."وهاذي جات من الهوى ..."
أبتسمت وهو يقبلها على خدها متجاهلا المكان ..."لا من التلقيح الطبيعي ..."
دفعته بيدها مكشره ......"ويع ..خوفت البنت ..."
:
:
ضحك ..."خلاص هاذي بنت ثابت اخو راجح ..."مال عليها هامسا ..."أنتبهوا لها الظاهر جايه بدون امها .."
:
حزنت لوحدة الصغيره ..
أبتسم للصغيره وهو يشير على اواز .."شفتي هاذي ..هاذي البسه حقتي ..حلوه صح ..."
:
:
هزت رأسها بالايجاب ..."حتى انا عندي بسه ..."
:
:
ضحكت اواز بطريقه جميله ...فتأملها مطولا حتى غابت عنه وهي تقود الصغيره ..
تنهد وهو يتجه لابيه ليتوجهون الى صلاة المشهد في مسجد قريب ومن ثم يعودون لذبح الأضاحي ..
:
:
تحلق الجميع حولها فهي فاتنه وصغيره للغايه ..أكثر من تعلق بها مرادي فقد ذكرتها بأبنتها ..
بينما هي كان تنظر لأواز بأستغراب فشكلها شاذ ومختلف ..
:
:
:
اواز تكاد تطير فرحه ..فهذه الاجواء هي كل ماتمنته يوما ..
:
:
ذبح ذيب ضحيتين المرحوم عمه وذبح زايد اضحيته و شاهر ذبح ضحية ابيه الاخرى ..
بينما راجح تكفل بذبيحتيه وثابت خالف التوقعات وضحى هو بذبيحته بنفسه ..
:
:
وبمساعدة العمال أنهو تقطيعها وتوزيعها في المبرد الكبير بسرعه..
توافد المعايدين والاقرباء والاصدقاء وامتلئت المزرعه بهم ..
:
:
الفرق بين أفنان و ماريا سنتان فقط الى ان ماريا لا تقارن بها ابدا فهي فارعه الطول مكتملة الجسد بتصرفات راشده ..
:
:
كانت تدور بالقهوه في يدها اخذت يسار الصاله واخذت ماريا يمينها ...
الذي لاتعرفه هذه الصغيره بأن الجميع يعلم بأنها زوجة ذاك الا هي ..
مدت الفنجال لسيده عجوز ..فأبتسمت تلك ..."ماشاء الله ماشاء الله ..هاذي مدين يا أم ذيب ..."
أبتسمت لها أم ذيب ..."أيه هاذي هي ..."
كانوا قد خاطروا حقا بجعلهم مدين تقابل الاقرباء الذين اتوا معازيما له ..كيف وقد صرح هو اما مجلس ممتلئ برجال القبيله بأنه زوجها ..الجميع يعلم ..الجميع عدا تلك الصغيره ..
توجهت اليها بالحديث ..."كيف حالك؟؟كيف حال اهلك ؟؟مبروك ماتمم ربي عليكم ..."
ردت عليها بحسن خلق يبدوا بأنها لاتعلم بأن زفاف قد الغي ..
اكملت تلك ..."وكيف حال راجح ....؟؟"
رفعت حاجبيها باستغراب أبتسمت لها لم تفر ماذا تقول لماذا تسألني عنه انا حتى لا اعرفه ..
:
:
راقبن المشهد مرعوبات ..تقدمت منها مضاوي همست لها ..."خلاص روحي شوفي مرادي اش تبي في المطبخ أنا أكمل عنك ..."
:
:
انصاعت لها وهي تتجه الى المطبخ ..وهي تضحك في دواخلها عن سؤال المسنه لها عن راجح ...وما دخلي أنا به ..
:
:
دخلت ماريا ..توجهت بالحديث الهامس لمرادي ..."أحبسيها هنا اشغليها بأي شيء ...وهي ماراح تقول لا ...الكل يبي يسألها عن راجح ..."
:
:
أتسعت حدقتي تلك وهي تعض على شفتها السفلى ..."امسكها ...حتى هي مو مشتهيه تخرج شكلها ...شوفي مكشره .."
:
:
التفتت لها ماريا كانت تغرق تلك في التفكير ..على تكرار مباراكات الجميع لها على زفافها الذي لم يتم من ذاك الاحمق ..
:
:
كان يوما جميلا ولم يتوقف الضيوف عن الحضور لازال هناك وجبة العشاء ..
تجولت حول المكان لوحدها ..راقبت الصغيره تستلقي بتعب على يديها ..في مكان لا يؤهل الى النوم ..اقتربت منها ربتت على كتفها بحنان .."أفنان ..."
همهمت تلك ...أكملت ..."افنان تبين تنامين تعالي نامي على سريري حبيبتي هنا يعورك كتفك بعدين .."
:
أنصاعت لها الصغيره ..واستلقت على سريرها بتعب ..أستلقت على السرير مقابلها ..تأملتها تغرق النوم ..لقد قالت خالتي مرادي للتو بأن أمها منفصله عن ابيها ..وتعيش هي معه ...التي استغرب انني لم أراها الى الان هي زوجة المضيف مع عمي زايد اليوم ..
ايعقل بأن تغيب عن عيد زوجها ..لا اتوقع هذا لربما هي تعبه او تمر بظروف ..أذا اين بناته ....لربما لم يرزقه ربي بالبنات ...لربما جميع خلفته من الابناء ..
:
:
اذكره كسراب من طفولتي ..انه رفيق ابي ..انه قطعه من مشاعر ابي لا زالت تحيا بيننا ..
:
:
انتهى كل شيء الساعه 12 ليلا ..
:
:
غادر الجميع وخلدن الى فرشهن منهلكات ..
حتى تلك التي قضت اليوم كله في التفكير فيمن رسل اليها الصورة داهامها التعب وخلدت الى فراشها دون تفكير ..