📌 روايات متفرقة

رواية مبعثر فيك مالا الحزن لا يشفي الفصل الثاني 2 بقلم ايمان يوسف

رواية مبعثر فيك مالا الحزن لا يشفي الفصل الثاني 2 بقلم ايمان يوسف

رواية مبعثر فيك مالا الحزن لا يشفي الفصل الثاني 2 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية مبعثر فيك مالا الحزن لا يشفي الفصل الثاني 2 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية مبعثر فيك مالا الحزن لا يشفي الفصل الثاني 2 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية مبعثر فيك مالا الحزن لا يشفي الفصل الثاني 2

رواية مبعثر فيك مالا الحزن لا يشفي الفصل الثاني 2

عاف الحياة ‏و عطاها ظهره وأَعرض
‏حتى لحون القصايدما يغنيها

‏أيامه السود ‏خلّت قلبه الأبيض
‏يصد عن كل حاجة خاطره فيها

ماريا بمريله .. وتسوي عصير طازج في المطبخ ..
ومتذمره من وليد اللي جالس بالصاله ومشغول قدام مجموعة اوراق والاب توب : انا ليدي وليد ..هل علي تحضير العصير لحضرتك ..
وليد وعينه في الورق :
.. خادمتك في اجازه .. وانتي .. ايضا ً في اجازه .. لما لاتقومي ببعض الواجبات لزوجك ..
طلت براسها عليه :
وانت ايضا ً اجازه لما تستمر في العمل .. المفروض نخرج .. بسلة تحوي الخبز والجبن وبعض الكعك وزجاجة عصير توت ..الا تستيطع ان تمارس معي الرحلات .. وان نجلس في بساط زهري .. اففف وليد .. سأشيب مبكرا ً..

وليد :
ماريا .. لديا الكثير من العمل وتجهيز الوثائق .. الا تستطيعين العمل وانت صامته .. حشوت ِ رأسي بثرثرتك .. لا أستطيع التركيز ..
رجعت ..
وهي تقول : هل لاحظت تغير سما .. هذه البنت جميله جدا ً روحها بسيطه .. وذكيه ..
وليد :
يلفت انتباهي اهتمام مشاري بها .. انها الوحيده اللذي تخرج جانبه الإنساني لهذه الدرجه ..
ضحكت :
باللعكس .. مشاري دائما ًجانبه الإنساني حاضر ..
وليد وهو يطقطق بازرار الاب توب :
سأتظاهر انني لم اسمعك ..
ضحكت .. وهي تجيب له كاس عصير ..
ورن الجرس ..
عقدت حواجبها : هل تعتقد ان مشاري احس بحديثنا .. ؟!
وليد : كلا .. لا أعتقد ..
راحت فتحت الباب .. وبس طاحت عينها على كيان اللي واقف على الباب .. شهقت بصدمه :
سييييييف ..؟!!!!!
سيف بأريحيه اعتادها مع ماريا تبادل معها السلام بالخد ..:
كيف حالك ليدي راثبون ..
ماريا باستهبال تطل وراه :
اين الأميره اذا ً.. ؟!
سيف دخل :
انا وحدي كالعاده .. لايوجد أحد ..
ماريا سكرت الباب ..
وليد قام بدهشه : وش جايبك .. المفروض مفلس .. (يقصد معرس بس يتمسخر)
ضحك وهو يضمه ويسلم عليه :
اي والله اني مفلس ..
وليد بترحاب قوي لسيف : هلا مليوون ياخالك .. نورت لندن ..
سيف : بوجودك والله .
افسح له وليد وجلس سيف .. اللي طالع ماريا وهي حاطه كفوفها على خصرها .. وقال :
لماذا تنظرين إليا هكذا ماريا ..؟!
هتفت وهي تجي تجلس :
حسب علمي انك في شهر العسل .. اي شهر انت في الأسبوع الثاني او الثالث .. ماذا تريد .. بدون زوجتك ..؟!
سيف :
انها ليست المره الأولى . لاتبالغي في ردة فعلك ..
ماريا بانفعال: لكن الأخريات لم تنلن هذا الاهتمام . وكل تلك التفاصيل اللتي حرصت عليها .. كنت انتظر انقضاء الثلاث اشهر المعتاده للسعوديه وتحضرها معك .. بل توقعت ان الحال يكون افضل .. وحتى فارس يأتي ايضا ً .. ماهذه الحاله سيف ..؟!

ضغط على جبينه .. بأصابعه وماعلق ..
وليد ومستغرب : صدق سيف وش فيك .. وش صار ..كنت حدك متفائل .. وش فيك ياابوي .

تنهد سيف .. وبضجر : ترى انا لي يومين بلندن وماجيت لأن مالي خلق حق تحقيقكم ذا ..
ماريا بصدمه : يومين . ؟! .. لما لم تخبرنا ..
شب زقاره .. :
لأني هاج من السعوديه بسبب الهذره .. وجاي ابي اريح راسي اسبوع .. اسبوعين وارجع .. ومااشاء الله .. استلمتوني صح ..!

وليد وضح لها وضع سيف .. اللي حتى ماعنا نفسه يتكلم انجليزي عشان ماريا ..
قام سيف وقف قدام النافذه .. وشرد في الخارج وينفخ سحب الدخان ..
وليد وماريا يطالعونه ومو فاهمين ليه متعكر كذا ..
وسيف يحس جبل جالس على صدره ..
من يوم صار موقفه مع مهره .. طلع من البيت .. وقضى الوقت ببيته كم يوم .. كان يجي فارس عنده .. يوميا ً ..
بعدها قرر يجي لندن يخلص بعض اشغاله .. ويبعد .. يبي يصفي ذهنه ..

يفكر بوضع مهره الصعب .. يلوم نفسه .. كيف قسى عليها ..
قلبه يحترق ..
البنت عادمها عساف نفسيا ً.. كان يفكر مشكلة مهره مع رفضه صغيره .. وتنحل مع الوقت .. مهره طلعت مقتوله .. بأشنع انواع القتل وحشيه ..
مايروح عن ذهنه صراخها .. وضعفها وتوسلاتها ..
كيف كانت تطري عساف .. وكأنه شيطان .. وجهها الشاحب .. عيونها الهلعه ..
آاااااااه يامهره .. ليتني جيتك قبل وقت ..!

اختار البعد فتره .. عشان تنسى الموقف .. وتهدى روحها ..
لكن ماللذي سيهدء من روحه .. هو ..!
مهره شخص احتل كيانه فعلا ً ..
والبعد عنها أيام أثبت انها اختطفت شيء تمسك به سنين ..

لارجعه ..
مهره اخذت قلبه فعلا ً ..
لاتمر دقيقه ولاثانيه .. الا طيفها يسعى مربكا ً كله ..
مهره كاقطرة الحبر .. اللتي سقطت في حياته الشاحبه ..فاطغى لونها على كل شيء ..

نفخ الدخان ..
قبل يجي لندن وكان في بيته لما جا له فارس ..
كان يقووله بانفعال:
ماصدقك يبه .. مقضيها ببيتك .. كذا وحداني .. واحنا نبيك هناك ..
سيف : هذا انت تجيني .. يكفي .. اصلا ً تعال ارقد فيذا .. تونسني ..
فارس :
من جدك .. طيب قل لي وش،فيك .. انت منفس ومهره منفسه .. وش اللي خلاكم تزعلون من بعض .. كنتم شحلاتكم يبه .. وش صااار ..؟!

سيف : ماصار الا الخير .. لاتشغل نفسك .. وانتبه لدروسك ..

فارس : يبه .. مهره ماتاكل .. وكله قاعده بغرفتها .. تعال شوفها ..
سيف انوجع عشانها : وش اللي اشوف يافارس .. مهره بيفيدها بعدنا عن بعض ..
فارس انفعل :
كيف يفيدها .. يبه البنت كل يوم تسئلني عنك .. وعيونها كلها دموع .. وانت ماتتصل عليها ..
سيف بجمود :
ولاهي تتصل علي ..!
فارس بعصبيه :
استغفر الله .. ماراح ترسونها على بر اجل ..
سيف : المهم بسافر لندن .. اسبوع .. او أكثر .. مهره وسيف في امانتك ..
فارس هب واقف :
من جدك يبه .. تسافر والاوضاع كذا ..
سيف: شغل ضروري .. اجراءات في المحل .. وجرد لازم نخلصه ..
فارس بانفعال: بالله .. يبه انا اعرف ان الأمور ذي،يقووم فيها آرثر بغيابك .. بس انت اللي تبي تبعد .. ليش يبه .. ليش ..؟!!!


*نعم اردت ان ابعد ... أن أنفذ بجلدي عن مشاعري الحاده .. اللتي بدأت في اقتصاصي ..وتشريح دواخلي ..

كنت ..احتقرت نفسي .. كيف سمحت لأعصابي ان اكبل جسدها الضعيف .. لأتواطئ بفعلي .. مع اخي .. واستحضره في ذهنها .. لأدمي روحها .. بتلك الطريقه المؤذية.. !!!

تمنيت عساف لم يمت .. اردت ان اقتص أنا لمهره منه ..! .. عساف لئيم .. ونرجسي .. ولديه الأنا أولا ً .. لكن .. ان يفعل .. بأنثى قلبي ذلك .. هذا والله لايغتفر ..!!!

نعم .. مهره لي أنا .. ليست لأحد .. ليتني سبقت عساف لها .. فكرة ان مهره كانت ضحية بين يدي عساف .. تقطعني .. وترميني اشلاء .. لاتجمع ولاتكتمل .. !!!
صور لي ابليس .. فعله لها .. وارغامها .. وتوسلها .. فأشعر اني اغص بحمم نار ..

مهرتي .. !
تلك الرقيقه .. تُستباح .. في تلك الغربه .. وحدها معه .. تصرخ .. ولانجده ..
آاااااااه .. يامهره .. آاااااه..

ابتعدت لأني والله .. لم استطع ان اواجهها .. ولست بالقوه ان ارى العتب .. في مدمعها .. اتسائل ..
هل سأستطيع الإقتراب منها كأيام زواجنا الأولى .. كنت اضمها .. واقبلها فجأه ..
هل ستسمح لي ..
ام انا .. اسدلت الستار .. على كل جميل بيننا ..
مهره جُرح.. في قلبي .. وانفتح ..
لن تسعني الدنيا حتى أُخرجها من غياهب الماضي ..
وأشعل لها ألف مصباح من أمل .. وأطوقها برضا ونور ..
لعينيك مهره .. استعنت بالله ..
وطلبته صبرا .. وقوة .. !

أُعيذ روحك الطاهره عن كل مايشقيها ..!
واستودعك يالله قلبها .. ودمعها ..

وانا لي ..
صبرا ً جميل والله المستعان .. *
......
فارس دخل البيت وشايل علبة يوغرت كبيره .. مليانه فواكه ملونه ..
بلقيس ..توسعت عيونها: وواوو .. ايش هالحجم الكبير .. الشكل يشهي ..
فارس : مااهوو لك ..
جمان : بتاكل كل هذا .. بطيح لوزك ..
مهره كانت جالسه .. بشحوبها اللي ملازمها كم يوم ..ساكته .. ورفعت عيونها لفارس .. اللي ابتسم ..
وتوجه لها ..
وجلس ع الطاوله قدامها .. ومدها لها : كلها لمهره .. طوول الليوم ماكلت شي .. قلت افتح نفسها بهالألوان ..

ضحكت بحنيه : ياابعد عمري يافارس.. ليش كلفت ..مابي شي والله ..
فارس خذ بالملعقه .. : مو بكيفك .. ترى شايله .. بحضني كنه جنين .. خايف يطيح منه شي .. وماغطيته عشان تشوفين شكله وتشتهين..
جمان مصدومه : يعني بالله انتوا ملاحظين فارس كيف صاير لطيف .. مهره قومي أكلي .. لأن ذا تصرف وحيد ويتيم من فارس ماله أخو .. مستحيل بيعيدها ..
مهره افتحت فمها وكلت من فارس اللي ابتسم بسعاده : هني .. فديتك ..
شرقت بلقيس بالشاي ..:
بمووووت .. شهالرضا .. على مرت ابوك فروس ..
مهره خذت العلبه .. والملعقه : لاتحسدين يابلقيس .. ام وولدها .. وش حارق رزك ..

مهره بدت تاكل .. وفارس يقول : طروا علي الأجانب لمن يكتئبون يشترون برميل ايسكريم .. وياكلون .. قلت بس .. هذا اللي بيخلي قطوتنا تاكل ..
ضحكت مهره .. وفعلا ً راحت تاكل وتحط ملاعق مليانه بفمها وتنفخ وتضحك من شدة البروده ..:
وربي علااااااج ..
جمان : حلقك يامهبوله .. اليوغرت بارد حيل ..
فارس يطالع فيها بحنيه .. صايره مجاعه ماتاكل..
ضحك : صغري اللقمه .. لايجيك حلقك .. موسم انفلونزا ..
طالعته بنص عيون :
انت جبته .. وخل الباقي علي..
ظل فارس جالس ع الطاوله .. وفتح جواله .. وباين يتصفح شي ..
مهره ابتسمت في داخلها وهي تطالعه ..
فارس اخذ حنية ابوه ..
واسلوبه ..
تدري انه جالس .. يبي يتأكد انها كلت كويس .. لأن بالمغرب .. بغت تغيب ع الدرج .. وهو شافها ومسكها ..

فارس يذكرها بسيف بكل اللتفاته .. وكل لمحه .. وحتى نظراته الحانيه ..
طريقة جلوسه وكفه على ركبته ..
*ياربي .. اريد سيف فالبعد عنه مرهق .. وقلبي يلهث في كل ساعة انتظار ..
موجوعه من كسري لقلبه .. تائهه كالعمياء بدونه ..
الوقت طويل .. لايمضي .. والساعات تمضي بطيئه متظاهره بكونها سنه ..
لاعين لي ان احادثه .. ولاحلق لي يحتمل غصة حديثي .. لو أجابني ..
هو غاضب .. لم يتصل .. لم يرسل .. وفوق انه ترك البيت ..
تركنا وعاد لندن .. !
فتحت فاهي محطمه .. حين اخبرني فارس ذلك ..
انا انتظره لأيام ان يعود من بيته ..
وهو يتركني ذاهب للبعيد ..

مهره مانتبهت من شرودها الا والايسكريم البارد ينقط على يدها ..
تنبهت .. ورجعت العلبه .. وراحت تمسح يدها..
فارس: ماعجبك ..؟!
مهره : عجبني والله حلوو .. بس شبعت .. ماقصرت يابعدهم ..
بلقيس بقلق :
جد مهره .. وش صار لك .. كله شارده ونفسيتك مو شي ..
مهره بالغصب ابتسمت :
عادي .. طواري .. مع الوقت اخف ..
جمان تحدق في مهره ..شرودها وضياعها .. يذكرها بنفسها ..
لما زوجك مايكون صافي لك وحدك ..
لما تضطرين تخفين مشاعرك ..
لما يكون لك شريك .. في عينه .. وشريك في نبضه ..
مهره تعبانه لأنها مكابره على مشاعرها ..
فرقي عن مهره .. اني أكون بهالصوره لما أكون لحالي ..
بس مهره.. ضعيفه جدا ً في اخفاء مشاعرها .. لاتملك اقنعتي ..
اللتي ارتديها وانصهر من الداخل ..
ربما ..
لو كنت مثل مهره أفضل ..
سأجد من يسئلني ..
سأجد من يحتويني ..
ويدافع عني ..
لكن ..
انا لا أستطيع .. !
انا اتدمر ذاتيا ً.. واتقطع .. اما سأتبلد مستقبلا ً .. او سأقيم ثوره . ضد كل شي . حتى ضدي .. !

بلقيس : بالله ماتحسون نواف طولها ياخي اشتقت له ..
فارس : مشغوول حيل .. كلمته الليوم .. ماشاء الله عقد صفقات ناجحه .. والليوم وقع على عقد حلوو .. ماشفتي ابوي سعود متشقق .. يروح ويجي ويدعي له ..
بلقيس : ابوي على مدار الساعه يهاذي بنواف .. يعني ماهو غريب..
فارس باستهبال :
المفروض نذبحه .. ياخي ايش هالتفرقه .. والله كنه بس هو ولدوه ..
جمان : بسم الله على وخيي .. رح لأبوك واشبع من دلالوه .. لك لحالك مافي شريك ..
فارس .. ابتسم .. وهو يفتح الجوال ويرد :
بقوول ليتنا طارين مليون .. بس أنت احسن منها ..
سيف : عساه خير .. ؟!
فارس :أبد .. بيكاسو حقكم .. مانه علي با ابوها .. ياتقوم انت بمسؤوليتك تمام .. ولا بروح لابوي فهد وانشب لخالي شاهين ..عاد هو وامي سلمى عندهم اغراءات .. والله تمسحكم من ذاكرتي ..
سيف : ياحيووان .. انت مالك والي .. وحق ايش تنشب لجدودك وانا موجود ..
فارس: طاير لندن .. ايش هالابوه اللي عن طريق الجوال .. خلاص من حبكم يازين عزلنا ..
سيف : انكتم ولاتفلم .. قل لي ايش الأخبار عندك ..
فارس القى نظره على مهره : تمام ..
سيف : كلت ..؟!(يقصد مهره)
فارس : ايه ذاكرت .. توني مخلص ..
سيف فهم انها جنبه :
لين اللحين منفسه ..؟!
فارس : والله المباراه كانت صعبه .. بس النتيجه .. خسرنا .. نعوضها بالديربي ..
سيف : فروس .. حاول تغير جوها .. سو شي .. اطلعوا .. انبسطوا ..
فارس بملكعه : دام كرستيانو راح اليوفنتوس وتخلى عن مدريد .. ماتوقع بنجيب الكاس ..غيابه مأثر على الفريق .. وجه نكبه .. وماله صاحب ..
سيف انفجع وضحك : اقسم بالله انك كلب .. ايش هالتشفيرات .. بحيثي أنت ..؟!
سيف يضحك بملكعه : ها ها ها .. هذا رأيي الشخصي .. مهما حاول المدرب وغير في التشكيله .. مكان كريستانيو مايعبيه أحد ..بيتدهور مدريد والسبب انسحابه ..كان روح الفريق والله .. بدونه الوضع سيء ومتهالك ..

سيف : زين ايش اسوي ان كان هي تبي كذا .. المفروض ترتاح وتصير ريلاكس .. ليش تتعب .. تبي تجنني هالبنت ..

فارس : مادري والله .. بس واضح ان الإداره ماكانت قصدها هالشي .. بالمعنى الحرفي .. وكرستانو ماصدق خبر .. وتركهم..

جمان تهاوشهم: اللحين ابوك مكلم من آخر الدنيا وانت تتكلم عن مدريد ..جيبه خل اكلمه اذا ماعندك سالفه ..
فارس : مب معطيك اياه انتي من تشوفين ابوي ولاتسمعين صوته .. تتهاوشين معه .. ماتقدرين على خالي وتتقوين على ابوي

جمان اسحبت الجوال من اذنه وقالت : كوول تبن ..بس ..
وطلعت اصلا ً بره وسكرت الباب ..
فارس : اقسم بالله وقاحه .. الجوال كله خصوصيات وهذي ماخذته وطالعه به .. والله لو اشتكيها .. يشيلونها من كوارعها للشرطه ..

ضحكت مهره : ياولد ماتستحي تقول كذا عن عمتك ..
فارس بانفعال: ماااينه الأخت ماخذه الجوال .. اللحين لو تتصل البيب حقي شتقوول .. مخاوي غيرها ..
شهقت بلقيس : ايااا ابن اللذين .. وش بيبه .. بعد ..
مهره توسعت عيونها : فرووووس .. هاااا ..

فارس توهق .. ومد كفوفه وبالتركي : ساكينوو ساكينووو ..

موضي نادت بلقيس ..وقامت .. وهي تقول : بشوف امي واجي .. ونتفاهم على موضوع البيب ..
فارس : انقلعي بس .. ماعرفك ..
شاتت بلقيس رجله .. وراحت..
فارس طالع مهره ..وقبل تشرد قال : ترى اكذب مافي بيب ..حبيت ادوش بلقيس ..
مهره ابتسمت وربتت على ركبته :
اصلا ً أدري .. ماحسك راعي هالسوالف ..
فارس : ياربي المشكله كل ماوثقتي فيني زياده .. احسني مربط .. خفي ثقه ..
مهره بحنية أم : ولدي العود .. اعرفك من عيونك ..
فارس : طيب فليها مهره .. وربي مو حلووه عليك التكشيره ..
ابتسمت : باللعكس والله فالتها .. قل لي اخبار أبوك ..
فارس :يسئل عنك ويحاتيك .. بس مايبيك تدرين انه يسئل عنك ..
مهره ضحكت بسخريه: وانت اللحين تبيني اصدقك ..
فارس بصدق : لو بكذب ماقلت لك انه مايبيك تدرين .. ابوي هناك وقلبه معك .. كل شوي يدق ويسئل .. ويوصي عليك ..
مهره حست بتبكي :
طيب ليه راح .. ليه مايكلمني بجوالي ..
هز كتوفه :
هو يقول انتي بعد ماتتصلين ..
امتلت عيونها دموع:
ماعرف .. انا غلطت .. ماعرف اكلمه ..
فارس: انتوا تحيرون .. لاني عارف وش بينكم .. وكل واحد مكابر ع الثاني..

بره جمان .. كان يقول لها سيف :
ما أنكر .. ان من اسباب نفسيتها اللي انقلبت روحتي لهيا .. لأن الشي الوحيد اللي صار سلبي .. رغم انها ماعترفت .. بس ممكن هذا اللي خلا نفسيتها تتعكر وتستحضر اشياء سيئه من الماضي ..
جمان : لأن الدكتوره يوم سئلتها.. قالت لي اذا امور البنت تمام .. ممكن تجيها نكسه من صدمه .. او موقف اوجعها .. او حالة خيبه .. واحباط .. يعني مهره كانت تحس بتقدم معك .. وانت احبطتها بروحتك لهيا ..

سيف : جمان تعرفيني .. على بلاطه معك .. ترى الثنتين من تزوجت مهره مو جايتني نفس عليهم .. في ذمتي .. اروح البيت .. وماقدر انام معهم بنفس الغرفه ..
جمان انصدمت .. : طيب وليش تروح .. ركز في حياتك سيف ..
سيف : بعد ذيلك لهم حق .. صعبه .. اظلمهم ..
جمان : الظلم والله اللي تسويه بنفسك .. انت الوحيده بعد هالسنين .. اللي لاقت صدا بروحك هي .. مهره .. خلها هدفك .. وحتى لو فيها عقد العالم .. اصبر وحاول وعالجها .. ترى الدنيا ماتجي على الكيف يا اختك .. وحلاوة الوصول في الصبر ..

سيف : مقهور .. والله .. عساف عادم البنت .. الله لا يحـ ...
قاطعته جمان : لا يا اختك .. لاتدعي عليه .. الله يرحمه ويبيحه .. واحنا عيال الليوم .. اصبر .. والدنيا ماتنوخذ كذا .. اصعب شي على الحرمه الغصب ..سواء موقفك .. او عساف قبل ..
سيف : اقسم بالله ماكان قصدي .. ابليس حضر .. وقلت لك .. بعدت عنها .. وربي ماسويت لها شي ..
ابتسمت جمان بحنية .. رغم هواشهم .. وحدتهم مع بعض .. الا انه سوالفه ومشاكله الخاثره حتى مع حريمه اللي قبل ..
مايقولها الا لها هي ..
جمان تعرف حجم الضياع والشتات اللي هو فيه .. عشان كذا .. متشبكه وتقنعه بمهره بس .. لأن شافت فيها بارقت أمل .. في قلب سيف ..
سيف : وانتي اخبارك مع شاهين ..
جمان بضحكه : مابي اطري حالنا اخاف تحسدنا .. تعرف وضعك ماش ..
سيف ضحك : الله يديم عليكم ياعينه ..
*واعتصر قلبي لتلك الدعوه.. لا أدام الله حالنا المريض .. ليتك ياسيف .. تستطيع ان تفهمني بدون أن اتكلم .. مثلما افهم صمتك .. واجرحك من استيائي على حالك .. مثلما يحتد صوتي عليك .. من قهري على ضياعك ..
ليتك تقرئني من عيني كما اقرئك ..
ألم تكن ترى دمعتي وانا اضحك .. كنت تراها حتى لو لم ترى وجهي ..!

*في الطفوله .. وبعد صلاة العيد.. جاو الأولاد مع سعود وفهد من المسجد ..
اذكر كيف كانوا شاهين وسيف .. يشبون الطراطيع ..
في حضوري ونجود .. وعساف ونواف .. اذكر حاولت اشب وحده سرقتها بدون علمهم .. وتلاحق ضوها في يدي .. وانفجرت فيها ..

كانت مؤلمه .. تجرحت يدي .. واحترقت .. ماحد انتبه .. كان عمري ست سنين .. وسيف ثنعش ..
كان منشغل يعلم نجود كيف تشعلها ..
وانا رحت عند صنبور الزرع واغسل واغسل.. ويوجع زياده ..
خفت .. بيهاوشوني عشان لقافتي ..
اذكر شاهين جا من وراي ورفع شعري الطويل عن الرمل ..شتسوين .. سنابل ..
اخفيت يدي بحضني : اغسل يدي توسخت ..
شاهين : طيب قومي .. اللحين تغسلين يدك .. وشعرك في الرمل .. تنظفين شي وتوسخين شي ..
اذكر ماللتفت على شاهين .. لأني كنت ابكي .. ومابي يشوف وجهي ..
شاهين : سنابل .. قومي .. راح نواف يشتري طراطيع زياده .. وش فيك قاعده كذا ..
جمان : هووو هووو .. انقلع شاهين ولاتقول سنابل .. والله بعلم ابوي عليك ..
ضحك : باللعكس مدح .. شعرك طويل مثل السنابل..

*وقف خلفي .. كنت ابكي .. وهو يضحك ويسخر .. ولم ينتبه .. جا سيف .. وكان شاهين راح .. وقال : جمان .. قومي وش فيك قاعده كذا ..
اذكر ضحكت وقلت : مابي ..
بس كلمه وكنت ماللتفت .. الا ان سيف مزعني من ذراعي .. ولفني له وبخوف : وش فييييك ...؟!
وديت يدي وراي .. وقبضت فيها على فستاني الدانتيل .. ووجعتني زياده ..
وانا اقول ووجبيني كله معرق :اصيد حلزون ..
سيف يسحب يدي من وراي وانا رافضه : حلزون هااا ..!..وشفيها يدك .. ؟!
صحت بقووه وانا ابكي : مافيها شي .. مافيها شي ..
سحبها .. وبصدمه فتحها :
ايششش سويتي بنفسك يامجنوووونه ..
وصاااااح بقوووه : يووووووبه .. !*

لمعت عيوني .. وانا اتذكر الموقف .. جاني صوت سيف : جمان قفلتي .. ؟!
جمان : لا ..
سيف : فيك شي ..؟!
جمان : لا بس قاعده افكر بوضعك ..
سيف : لاتشغلين بالك .. انا أحل الأمور ..
جمان : تمام .. انتبه لحالك وسلم لي على خالي وليد وماريا ..
سيف : يووصل .. في حفظ الرحمن ياابوي ..
...
زينه .. وفي زوارة عند بيت اهل زوجها .. جميله أنيقه .. رقيقه .. مبتسمه .. كاعادتها ..
عبد الإله جالس وامه وخواته موجودين .. ومتوتر .. ويطالعها .. ويهز في رجله .. وهي تضحك .. مع امه وخواته ..
كانت جالسه جنب ام زوجها واللتفتت لما نادتها ..
امه تلمس وجنتها : وش ذا في خدك .. متورم ..
زينه بابتسامه : طحت يمه .. كذا زلقت وضربت بباب النمليه ..
امه تدلكها بصبعها بحنان : انتي وش عندك مع الطيحات .. ناويه تشوهين المرمر ..
زينه .. ومبتسمه .. لدرجة مبينه اسنانها ..وفي داخلها :
والله الطيحه العوده ولدك .. ومالله سلم ..
عبد الظ±له بتوتر : اللحين انتي ليش لابسه قصير .. لو يدخل عزوز ولا راضي ..
امه بصدمه: وي عبيد استخفيت .. وين القصير .. واخوانك مايدخلون الا طاقين الباب ..

عبدالظ±له يلووب .. ومنرفز ليه طالعه حلوه كذا .. وليه مالبست أكمام .. ماشاف لبسها الا بيتهم لأنها نزلت له بالسياره ..
رجاء : الغيره عامله عمايلها فيك .. كل ذا حب ياعبد الإله ..
زينه .. ببتسامه كأنها مصبوبه بقالب : انطعن .. يارجاء ..
وفي داخلها : الله يصبرني .. ويعجل بأجلي او إجله ويفكني من هالمريض .. مثل مافك مهره من عساف ..

عبد الإله : قومي نمشي .. ؟!
امه : عبيد ووجع . خل البنت .. اللحين تحطها في البيت وتروح تهيت ..
قال بعصبيه : دامها تعاند .. تقعد في البيت احسن لها ..
زينه بقهر : وش عاندت فيه عبد الظ±له ..اهجد الله يهديك ..
عبد الاله .. بعصبيه : قومي اجل البسي جلال ولاعباية .. البيت فيه شباب ..
رجاء بدفاع : عبد الظ±له .. ترى ذي مب غييره .. مرض .. رح تعالج ..

زينه تطالع بجمود النقاش الحاد بين عبد الاله وخواته وامه ..
قامت اللبست عباتها وتحجبت .. :
خلاص .. ارتحت ..
عبد الاله يقوم وبانفعال: ايه ارتحت ..
وطلع راح المجلس ..
وزينه بهدوء : خلاص .. روقوا .. وخلونا نتقهوا ..
امه باحراج .. وحزن : الله يصبرك على مابلاك يابنت غازي ..
زينه ربتت على فخذها : ماعليك يمه .. الأمور طيبه ..
وفي داخلها ..
(الأمور زادت عن حدها .. غيره مرضيه ..يشك .. اوب واثق من نفسه .. ينرفز .. لدرجة يمد يده .. ويرمي عليها الطلاق .. مع كل انفعال .. وجدتها .. تحملي .. والله بيهديه .. وصبري .. واذا طلق وهو معصب .. مايقع .. !
وزينه فاهمه ان خطأ اللي يصير .. بس جدتها اللي وهقتها بهالمريض لأن ابوه يصير ولد خال صبحا ..
تنهدت .. : الصبر ..!)..
.....



في المعرض تبعه في لندن .. الموظفين .. ببدل رسميه .. وأناقه ..
فترينات .. مضاءه ..
قطع نادره .. مجوهرات خلابه .حديثه وقديمه.. احجار كريمه ..المكان فخم .. والإنارات أخاذه..
كان واقف عند باب المحل ويدخن بشرود ..
يطلق سحب الدخان .. ودخان الأجواء البارده .. ايضا ًتخرج من فمه..
ينظر للماره .. وكأنهم بندول ساعة ممله .. الوقت بطيئ لايمضي ..
طفى السيجار في المكان الخاص ودخل ..
كان في زبونه خمسينيه.. راقيه .. انيقه .. تنوي شراء عقد ..
ويعرفها سيف .. بس ماكان له خلق .. ابد .. راح جلس في ركن قدام طاوله .. وجاب له الموظف قهوه ..
يرتشفها ويراجع بعض الأوراق المهمه ..
لما نادته :
الا يشاركنا السيد الكبير .. وينصحنا في الأفضل كاعادته ..
ابتسم سيف .. : مدام لورا .. انتي منذ ساعة ونصف .. تقومين بفلترة .. ألم تصلي الى ما تريدين ..
لورا .. تداعبة :
اريد خبرتك .. هيا مستر سيف .. ساعدني .. فالقطعه مهمه .. لابنتي فاهي تتزوج ..
قام سيف وابتسم آرثر:
هل يدب الحماس في سيدي الأن ..؟!
قرب سيف .. :
اريني .. ماهي حيرتك ..
كان في ثلاث عقود .. حدق فيهم .. وهي تشرح له رايها ..
سيف باهتمام .. سئل عن وصف البنت وعمرها .. والأم طلعت صوره لها ..
سيف طلب من آرثر يجيب شغله غير معروضه ..
اختفى شوي وجا ومعه عقد زمرد وألماس .. شايله بيده اللي لابس فيها قفاز اسود .. وعرضه لمدام لورا وسيف يقول :
انتي اتيتي للمحل .. وتنوين شراء عقد تاريخي .. وغير اعتيادي .. إذا ً هذا ..
لمعت عيوون لورا .. وبانبهار :
ماااهذا مستر سيف .. هل تريدني ان اجن ..
ضحك .. وهو يلبس قفاز مماثل ..وياخذه من آرثر ويقول :
انها احد مجوهرات آخر ملكات ايطاليه .. الملكة ماري خوسية .. من تصميم ع¤ان كليف .. قطعه نادره فعلا ًاستطعنا الحصول عليها .. منذ وقت بسيط ..والقلادة لم يعرف مالكها الحالي .. لذا نحن لم نعرضها في الفترين ..
وسيف بسلوب حلوو جذاب :
خبئناها .. للزبائن من فئتك .. مدام لورا ..القطعه خاصه جدا ً..

لورا ماتت على القطعه ..: انت تغريني لشرائها لنفسي .. مستر سيف ..
ضحك :
انها ملائمة للملكات .. تناسبك ..
خقت لورا ..

المهم .. ان سيف .. وفي محاورة ناجحه باع القطعه ..
وتم تحديد موعد مع مدام لورا .. اللي عربنت .. وبتجي تخلص البيعه ..
بعد ماطلعت ..
آرثر باعجاب :سيدي .. اتعلم كم عذبتني هذه المرأه بما يقارب الساعتين .. كيف اقنعتها في خمس دقائق ..
سيف : اصحاب الملايين .. حاور شغفهم المادي .. شغفها ان تكون الأولى والأفضل .. اقفز بأغلى قطعه لديك .. لاتتساهل ..
آرثر : محترف ..
سيف : القطع الحديثه تلك .. اعرضها لفتيات عشرينيات .. ليس مدام لورا ..
آرثر : لكنها تريد القطعه لابنتها .. واخبرتني لاساعدها على هذا الأساس ..
سيف : لكن من ينتقي القطعه الأم .. وهي تحب البذخ والأصاله .. اخبرني .. هل وصلت التشكيله الجديده من كارتييه ..
آرثر ..: كما طلبت .. كلها تحوي حجر الياقوت .. ونحن نستعد لعرضها .. فقد جهزنا الاعلانات على موقعنا .. ونعرض الآن المجموعه في لوحة اللإعلانات في ميدان بيكادلي ..
سيف : جميل ..

دخل مشاري .. دخلة جذابه .. ويتوجه بوجه جدي للسيف .. سيف يناظر فيه لمن وقف قدامه وشال النظاره الشمسيه ..
وراح ضرب سيف على صدره : ياااارجل .. الواحد يقووول انه بيجي ..
سيف : والله جات فجأه .. وماراح اتأخر ..ماحبيت اشغلكم ..
مشاري يهاوشه : والله لو ادري بتجي مارحت باريس ..ياتبن لك اسبوع فيذا وتو ادري .. حسين قال لي ..
سيف : ليش تأجل شغل ابوك ..ماني مطول ..
مشاري راح ضمه :
وحشتنا يااوحش .. المفروض قلت عشان واجبك .. يالمعرس ..
سيف : فكني من المواجيب .. ترانا بلندن .
مشاري باسلوب بدوي .. : والله ان يموووت ..
سيف سحبه : انكتم بس ..
مشاري يجلس ع الكرسي : الا والله ان يمووت واجبك الليله..
سيف : فكني ..وقل لي ..اخبار ابوك ..
مشاري : تمام .. لاهي في الشغل لمن أذانه .. والله مو مخليني حتى أنا انفس .. فاتح فروع جديده .. بايطاليا .. ومنشغل فيها .. وبالاعلانات .. خلها على ربك قرفت ..والله والمجال مو لي .. ولاجوي ..

سيف : طيب دامه لاهي بالتجاره .. لاهي عن المزادات ..
ضحك مشاري : تمزح .. ترى توه حاضر ثاوزبيز في نيوورك .. وجاي مرتفع ضغطه ..

قدمت الموظفه كوبين قهوه لهم .. ارتشف سيف وقال :
ماكان فيه قطع مهمه .. اللي بيفتح هنا .. اقوى .. وفيه من اهتمامات ابوك ..
مشاري بضجر : سيف تكفى غير الموضوع .. لأن ابوي تمادى في ادمانه لشغلات هذي .. يتابع كل مزاد ويطب فيه .. هو لو يلعب قمار اصرف .. والله مضيع قروشه ..
سيف : ابوك ذكي .. يامشاري .. ومو قاعد يضيع قروشه على قولك ..
عقد حواجبه : وشلي انا بجدار مليان قطع من قبل الميلاد .. ولابعده ..
سيف يحرك القلم ويرميه جهة مشاري وبغموض: ثروة يامشاري .. وابوك يستثمر فيها ..
مشاري: كيف ..؟!
سيف: ماعلينا ..
مشاري: وش اللي ماعلينا ..
سيف وقف واشر للموظف جاب له البالطو .. قال وهو يلبسه: قم ابي اطلع ..غير لي جووي .. ترى نفسيتي دمار وطاقتي السلبيه ..زايده عن حدها ..
مشاري : اجل قووو يارجل .. ومالك الا اللي يسرك ..
.........
شاهين وكان غفى بالصاله بعد الغدا ..
جُمان ظلمت المكان .. وطلعت بيان وديم غرفتهم .. عشان مايزعجونه .. !

شاهين في عمق نومه ..
*شعرت بشيء يجثو على صدري وأكتافي ..
حاولت الحركه لم استطع .. حاولت الاستيقاظ لم أفلح ..
فتحت عيني اخيرا ً واذا بها قطه .. تنظر الى وجهي تماما ً..
وتجثو بثقل لايوحي به جسدها الصغير ..ايقنت اني في جاثوم .. وحاولت قراءة آيه او سورة .. او الصراخ بالبسملة .. عجزت..
تلفت .. واذ بكم من الجراد الهائل يملئ الصاله والممرات .. يخرج من مرسم جُمان ..
ولا أحد .. صحت (جمان . بيان . ديم )
لكن صراخي يخرج بلا صوت ..
واذني تطن من حركة الجراد ..
كنت في محاولة يائسة لرمي القطه .. وهي لاتتحرك .. وكنت في حالة هلع مرسم جمان .. رسومها .. سيعثي بها الجراد ..
ستموت جمان . يحترق قلبها .. كيف يأكل كنزها الجراد ..
صحت بقوووة شطرت حنجرتي ..(اللهم .. جُمان) ..
واهتزت قدمي .. واستيقضت .. والصرخه الهائله لم تخرج اصلا ً من فمي .. والا طارت بيان وديم اللتان تجلسان وتدقدقان اصابع اقدامي بفرشة ..
اللتفت والعرق يتصبب مني ..
اذ بجمان جالسه تحضر طاولة فيها كيك .. وشاي العصر ..تسمرت عيوني عليها ..*
جمان وهي تاخذ فستق تفتحه باسنانها: شفيك تطالعني كذا ..
شاهين يدور بعيونه في الأرض .. والمكان مضاء .. والمرسم ..
وصوت كناري البنات .. فيي المكان ..
تنهد بثقل وهو يدعك عيونه ووجهه .. :
ماحب انام العصر .. ليه ماصحتيني ..
جمان : شفتك نمت .. خليتك .. باين تعبان حدك ..
غطى وجهه بكفوفه .. والحلم مايروح من باله .. وهمس : اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ..
جمان بقلق : شاهين .. وش فيك ..؟!
شاهين بخفوت : مافيني شي ..
جمان تعرفه في الغالب لو غفى العصر المغرب .. يكوبس ..
خلت البنات يبعدون عنه .. وهو ظال مخبي وجهه ..
قامت .. مدت يدها له :
شاهين .. قوم .. توضى صل العصر .. وبتصير زين ..
بعد كفوفه عن وجهه .
وطالعها بعيون حمر ..
ومسك كفها وساعدته واستعدل . وقبل يقووم ضمها من خصرها.. وراسه في بطنها ..
انصدمت وهو يقول :
جمان سمي علي .. خفت .. ناديتكم ماحد معي .. صوتي مايطلع ..
رفعت يدها لراسه .. وهمست بحنيه :
بسم الله عليك .. كلنا هنا .. حلم شاهين .. حلم ..
ارخى خده .. ويعتصر خصرها زياده :
جمان .. لاتركيني .. في يوم .. البيت مقبره بدونك .. والله ..مهما سويت لاتركيني ..
ضمت راسه .. وفي دقائق حانيه .. قرت عليه المعوذات .. وآية الكرسي ..
(اللهم اني اعيذك بكلمات الله التامات من شر ماخلق ) ..وكررتها .. وهي تمسح على راسه ..
اغمض عينيه .. يستشعر تلك التعويذه القطه والجراد . كانتااا في كابوسه حقا ً *شر ماخلق*
.......
في نادي الفروسية والرمايه ..
ومن مسافه بعيده .. سيف ومشاري يصيبون الأهداف .. ومعهم حسين وعزيز..
وسيف كالعاده ماهر في التصويب .. ولايفوت اي هدف ..
شرد وهو يتخيل صوتها ..: تكفى عساااف .. لا .. ابووس يدينك .. لاتشوهني أكثر ..
تشوشت الرؤية عنده .. وهو يتخيل انفها وهو ينزف ..انهيارها .. خوفها .. رعبها ..
ترائى عساف في وجهه..
فأطلق النار بجنون .. بطلقات متتاليه .. سريعه ..
وجبينه متعرق .. رمى السلاح بعصبيه ..
مشاااري : يااهوو .. وش بلاك ..
عزيز وهو يصوب هدف : واللهي من جيت ياسيف وانت مو الأولي ..
سيف يشرب ماي .. ويصب باقيها على راسه : بالله .. يعني ملم بالوضع ماشاء الله ..
حسين .. جالس على كرسي .. شال نظارته الشمسيه ينظفها .. :
انا ود افهم شي واحد .. انت شتريد جاي .. وانت اخلاكك هيج .. أعوف الساعه اللي جيت فيها آني .. يابه سيف .. انتا متزوج وعاقد النونه هيج.. هسا لو ميت عليك عزيز ..شتريد تسوي.. توورقص .. !
عطاه سيف نظرة بنص عيونه ..
ضحك مشاري :
حسين .. لاتتحرش يابه تروح رقبتك ...

حسين يربت على ركبة سيف : كلي يابه .. وش مضيج صدرك .. فدوة .. ولگ نحن اصحابك .. وخوتك .. سيف .. باوع انت مارجعت لندن الا عارف .. كولنا نبيع العمر .. لجل تضحك عيونگ..
ابتسم سيف ..: يابعد راسي ياحسين ..
عزيز وهو واقف .. والبندق ساندها في الأرض ..:
وش صار .. انت رحت عشان مشكلة عساف .. وانك لقيت زوجته .. بعدها اخبارك .. صارت غامضه وسريعه .. انت رحت تسلمها ورث اخوك .. وش حصل .. ليش تزوجتها .. وليش نفسيتك كذا ..
مشاري : انجبرت على هالزواجه ..؟!
هز راسه نفي :
أبد .. أنا مانجبر .. الزواجه انا بغيتها .. كان اسبابها ولد اخوي .. اللي اكتشفنا وجوده .. بس اخوكم ..
وابتسم بشرود :
شكله طاح ولاأحد سما عليه ..
توسعت عيوونهم كلهم ..
مشاري بذهول :
لااااااتقووول حبيتها ..
عزيز :لاااا لاا .. ترى بصدق ..؟!
حسين بذهول : ولِك حبيبي سيف .. نحن عشنا بنتظار هاللحظه .. يعني يابه .. شگولك .. هوايه كُنا نريد تجي وتكول آني حبيت ياصحابي .. بس هيج .. آني ود احد يوصقعني كف على وچي حتى استوعب .. هاذ حلم لو واقع ..
ضحك سيف :
لذي الدرجه شايفيني جدار ..
حسين : ماگولنا جدار .. بس ذابحنك الوفى .. يعني الود ودي .. تجيب الماجدة اللي قدرت تحرك گلبك الميت .. ونسوي لها تمثال يابه ..

عزيز بعدم اقتناع :
سيف ركز ..يمكن مو حب .. الوقت قليل .. كذا اعجاب .. مبهور فيها .. شهالحب اللي بيجي بهالسرعه ..
مشاري براي ثاني :
باللعكس .. الإعجاب هذا احنا نمشي ونعجب .. بس الحب له وقع خاص .. القلب القلب ياسيف شيقوول .
شرد بعيونه : والله حيرتني مهره ياعيال .. ود أكذب شعوري .. بس في شي غريب ..
اشر على صدره :
هنا .. في شي يصير ماقدر انكره ..
عزيز عقد حواجبه :
ودام كذا يا أخوك .. وشهولا قاطع اجازتك وراجع عنها ..
مشاري .. رفع البندق .. وصوب هدف :
هارب من الشعور .. ماتبي تقتنع فيه ..

رجع راسه على ورى في الكرسي .. وتنهد بقوووه .. وهو يضغط على جبينه باصابعه .. :
الظاهر .. ان الحُب عدوي .. مكتوب علي الشقى ..
عزيز : لاتستعجل في حكمك على شعورك .. من رايي أرجع .. وركز .. لاتهرب وتحط نفسك بداومه .. ولو حبيتها في الأخير .. هي زوجتك الآن .. ومايلحقك لوم ..سواء كانت زوجه لاخوك قبل او لا .. الحياه معها قدامك .. لاتضيع عمرك أكثر ..كفاية ..سيف .. !

مشاري يطالع سيف .. وكيف محتار .. ومتوتر .. بعدين قال :
سيف انت مشكلتك انها زوجة عساف قبل صح ..
سيف طالع عيون مشاري اللي فهمه :
والله وهذا بلا ابوك ياعقاب ..
....
مرت بضعة أيام ..
مهره .. تحاول تنبسط وتبين ان امورها تمام .. تطلع مع فارس وبلقيس ..ويتمشون ..
يتابعون أفلام ..
وماتتواصل أبد مع سيف ..
في شي يمنعها ..
خجلها منه بعد الموقف ..تبي تعتاد البُعد ..أفضل لها وله .. وتحس مقهوره ليش راح ونساها .. ولايفكر يسمع صوتها حتى .. !

اما سيف .. لم يغير جوه ولانفسيته شيء .. ظل عالق في لحظتها .. وصرختها .. وعتبها ..
ظل شارد ..
في ضحكتها .. وعينيها .. وشعرها وكل تفصيل يثير خلاياه .. فيها ..
رائحتها ..
وقشعريرتها اللتي تلامس جلده كلما اقترب منها ..
عنقها عروقها .. وكل قنبله كامنه فيها ..
*كيف سأعود ولا أقترب ..
اي أنثى علقت فيها ..أنا.. !*

ماقدر يكلمها .. ولايرسل لها .. مايبي يقتحم وحدتها .. ولا ينسى كيف تبيه يبعد .. وكيف طرحت فكرة الطلاق ..
مخليها مع نفسها ..
ساحب نفسه بقووه عنها ..

واقف في شرفة بيت راجح .. في حفل يشمل الأصدقاء .. لنجاحه في أحد الصفقات ..
أطلق الدخان من فمه .. وعينه على ضباب لندن ..لا النجوم تبان ولاحتى القمر ..
الإضاءات .. مضببه ..
والجوو .. كأيامه الماضيه .. لاشيء واضح ..والعتمه تسبب الكآبه ..
ورواسب الشوق متكثفه تطفو على سطحي .. مثل فعل الضباب على أوراق الشجر .. !

لكني لاأفعل شيء .. آاااه يامهره آاااه .. *

كان فعلا ً وبدون شعور .. يتصفح صورها في الاستديو .. واللي اغلبها اللتقطها بدون تحس .. تنهد وهو يسوي زوم على عيونها
*أراهق والسبب انتِ اقسم *
رن جواله قاطع .. تأمله للصوره .. رد : هلا مشاري ..
مشاري : لاتقول مشيت .. وش فيك اختفيت ..
سيف :طالع ادخن .. يلا جاي ..
مشاري : تمام ..
طفى السيجار بعد ماسحب آخر نفس فيه ...
دخل .. وتبادل مع البعض ابتسامه مجامله .. وراح جلس على احد المقاعد .اللي بعيده عن الصخب ..
وبدون سابق انذار ليان جات جلست على مركى الكنب اللي مقابله ..
وحدقت فيه : عقلك مشتت بشكل .. أول مره اشوفك بهالحال ..
سيف ببرود : بالله .. !
ليان مدت شفتها : كنت اشوفك تعيس ..ومسلم نفسك للماضي .. وعملي زيادة عن اللزوم .. اما اللحين رجعت بوجه ثاني .. لايمت لسيف اللي راح بصله ..
سيف عارف شقد ليان تحبه وتموت فيه .. من ايام مراهقتها ..بس دايم تعامله لها كأخت .. لاأكثر .. ويعزها عشان ابوها ومشاري ..
وفي نفسيته الخرائيه الآن.. ودخول ليان عرض .. دعاه ابليس للعب في مشاعرها .. والعثاء بنفسيتها ..!

سيف خذ كاس صودا .. مملوء بشرايح الليمون وببتسامه هاديه راح يضربها بسياط التسائل والكلام :
ايش تتوقعين حصل لسيف .. ؟! .. وش تغير ياليان ..ليه سيف العملي مو عارف حتى يشتغل او ينجز .. ليه شارد ومضيع ..ليه ماروح اناقش ابوك ومستر راسل .. وليدي دان .. عن أجد الشغلات في المزاد .. واعرض على كاميليا .. احدث انواع الياقوت اللي نزلت بالمحل .. برايك ليه ماعدت الأولي .. وليه ضايقه .. وليه مو واسعتني الأرض..؟!!

قبضت على فستانها بقوووه برجفه بانت حتى في اهتزاز رموشها .. تكورت غصه خانقه في بلعومها ..تشوفه يشرب العصير متلذذ بحديثه واعترافه ..
* لابأس ان يكون سيف عاشق لشخص ميت .. لكن ..! هل .. ؟! .
هل سيف يعيش الآن حباً .. مع شخص حي .. هل استطاع .. هل حقا ً فعل .. وأنا .. لو كان سيعشق من جديد .. لما ليس معي .. كلماته مبطنه .. حاده .. اخترقت حتى عظامي .. *

قطع لحظة النظره الحاده .. صوت ماجد بالهجته الغربيه.. : ليان قلبي .. ماودك نيمشي بالحديقه .. الضباب نازل دحينا ... والوضع يهوس ..
ابتسم سيف بتهكم .. :
قومي لايفوتك الجوو .. من جد يهووس .. !

وماجد رجل من ابناء الأثرياء ..تبان النعمه .. في وجهه البيبي فيس .. وبياضه الواضح .. وشعره اللي مسرحه بعنايه .. وجهه دائري لايحوي من الشعر الا حاجبيه ..
في نفس عمر ليان ..
لكن لايوجد تناسق ابدا ً بين الاثنين .. لاشكلا ً..ولا طباعا ً .. ماجد طفولي لطيف هادئ ورومانسي .. ليان حاده .. متسلطه .. قويه .. فاااتنه ..

ماجد : تعالي معي ..إيشبك متنحه يابت .. يعني اسيبك واروح وحدي ..
سيف .. باستفزاز : افااا ياماجد تسيب عروستك وتمشي ..
ابتسم ماجد : ياواد البنت دي بتجنني .. حالفه .. تطفشني ..
ضحك سيف : بس انت خلك متمسك .. ليان تدلل .. صح ولا .. ليان .. ألووووو ..
هزت راسها تتنبه من صدمتها وشرودها ..
وبعصبيه :
ماجد .. لاتحن يوووه ..
وتركته ومشت .. اصلا ً صعدت فوق ..
ماجد يفتح ويغمض :
ايشبها عصبت .. غلطنا دحينا بالهرجه ياسيف ..
سيف : لاا ماغلطنا .. خليها لاتطارد وراها .. اذا زعلانه الجدارن كثيره ..
ماجد بفزع : اسيب حَبيّبتي ِ زعلانه .. يابويا واللهي ماعرف انام .. هادي الحوب حقي ..
وراح ماجد وراها يبي يدورها يراضيها ..

سيف يطالعهم .. وضحك :
والله صدورهم شماليه .. زعلهم خفيف ويرضون بسرعه .. الله يخلف علي بس ..

ماريا جات على ضحكه بروحه .. تلفتت :
هل تضحك وحدك ..اذا ً الأمر بدء يتخذ منعطف آخر.. عليك ان تراجع الطبيب .. سأرسل موقع عيادته لك ..

سيف ببتسامه : انا في كامل قواي العقليه .. لكن من حولي هم المجانين .. ماجد وليان .. هل يستمر هذا الكابلز برأيك ..
ماريا مسكت جبينها .. :
انه كابلز كوميدي حقا ً.. ماجد يلاحق ليان .. وليان تظل هاربه .. الا يذكروك بتوم أند جيري ..
ضحك سيف :
كيف .. ولماذا .. تمت هذه الخطبه .. !
مدت شفايفها وبخفوت :
علااقات سيدها اليورو ياسيف ..راجح ووالد ماجد .. هم من يريدون هذا الزواج .. زواج مادي بحت .. سيظلم ماجد وليان ..ماجد الضحيه الكبرى .. فهو حقا ً عاشق .. اما ليان تدهسه بدون شفقه وتمضي ..

عقد سيف حواجبه : خطأ .. ماذنب ماجد .. طيب .. وقلبه ابيض ..
هزت كتوفها .. : هما على أتم الرضا .. والزواج على ما أعتقد .. لايشترط فيه العشق والغرام ..
ورفعت حاجبها :كما يفعل البعض ..
سيف .. وفهم انها تشير لزواجاته السابقه :
أووووهااا .. اصبتي الهدف .. اهنئك .. ماريا .. وكأن ماينقصني الا انتقاداتك المبطنه ..
ماريا :
انت بالذات لاتتكلم عن الظالم والمظلوم في الزواج من غير حب ..
سيف : اضن ان الله سينصف كل امرأه دخلت حياتي .. في عذابي الآن ..
ماريا بشقاوه : اذا ً قلت اسمها موره ..
سيف بنص عيون : لاتبتلعي الحروف رجاءً خاصه في اسم مهره ..
ضحكت : أووووف .. اوووف .. لقد وقعت فعلا ً..
مشاري جاا :هل تتشمتين .. ؟!
سيف: شفت كيف .. ؟!
ماريا تضحك وتنادي وليد : وليد تعال .. تصريحات ..
سيف : عليك ِ اللعنه ياماريا .. اخفضي صوتك ..
ماريا لقطت سما وهي تنزل الدرج .. ببنطلون جينز وكنزه صوف ..
بسعاده اشرت لها ونادتها :
سماااا .. جميلتي .. تعالي هنااا ..
سيف باستغراب : سمااا .. !!!
وطالعها وهي جايه .. ومشاري وماريا يبتسمون . .
سيف : ايش هالتغيرات القويه ..
مشاري خذها بذراعه .. : تعالي .. الأمير سيف عندنا ..
سما ببتسامه مرتبكه صافحته ..: كيفك سيف .. ؟!
وقف وهو يسلم عليها .. وبترحاب :
انتي اللي كيفك .. ترى كم سنه ماشفتك .. تغيرتي يابنت ..
نزلت عيونها .. : يعني ظروف وكذا ..
سيف ربت على كفها : ماتتصورين قد ايش مبسوط لحضورك .. تعالي اجلسي ..
جلست .. وباينه متوتره .. بس تحاول تكسر الحواجز .. وتطيع مشاري .. وتنسى كل شي ..

........


وتمر الليالي تباعا ً.. واتى ليل آخر .. ونام الجميع .. وفارس نام .. وصغيري نام ..
والهدوء مُتعب ..
ثقل قلبي .. يزيد مع كل يوم .. كأنه جنين يتضخم بداخلي ولا ألده .. افتقد سيف .. ولا أتواصل معه .. ولا أراه .. ولايعود ..!!

كيف تعلقت به هكذا ..
كيف اندفعت مشاعري له هكذا ..
وكأنني أرض قاحله ..
جاءها الصيب بعد سنين ..
شربتها الأرض ..
وخبئتها في باطنها .. في وقت قياسي ..
صيبك ياسيف لم يدوم..
اتيتني كالسرايات .. دفعت بمطرها ..معلنه عن ربيعي ..
احدثت كوارث ..
غسلت الغبار عن قلبي المهمل..
ثم صفت سماءي منك ..
كسرت الشمس عيني .. فلم اشبع من غيثك .. اتيتني مُلهم ..
واقفيت بقسوه .. !..*

فتحت مهره باب غرفة سيف .. ودخلت ..
شغلت الأنوار .. وقلبها يخفق بسرعه .. !
ومواقفها في هذه الغرفه تتقافز لذهنها كالأشباح .. تثير الفوضى في كل ساكن داخلها ..
على الأريكه .. نمت على صدره .. وسولفنا ..
وهنا اعطاني الفستان الابيض .. وهنا لبسني التاج ..
هنا كلمني بدفى ووعدني ..
وهناك حسيت بالأمان بقربه .. ..
هنا حكرني قدام التجوري وتحرش فيني .. وهناك كان يتسند ويكلم جوال ..

ابلعت ريقها ..فلم تستطع ..
فرائحة المكان مشبعه بعطره .. اللذي سكن روحها ..
وبقايا رائحة التبغ اللتي اعتادتها..
جلست على طرف السرير .. ونفخت .. في محاولة للتنفس ..همست بضيق .. وكأن عروق عنقها تضخمت .. وحالت دون مرور الهواء :
سيف آسفه .. تكفى سامحني ..

دارت بعيونها في الغرفه .. غياب سيف موجع .. كيف يتحملون يغيب بالشهور عنهم ... كيف .. !

استلقت على جنبها .. في عرض السرير .. حست حرارتها ترتفع .. غفت بدون تكيف .. فقط تبي تستشعر انها في مكانه ..
تبي تنسى انه بعيد وبعيد عنها ..

أولست أنت وعدتني مهما حصل
ستكون أنت كما وثقت وأعرفك
يا أيها الوعد الذي قد ضرّني
لا أنت أنت ولست حتى تشبهك.
.........
سيف في بيته . ..
الليل بارد وهادئ .. لندن صارمه في ضربي بالحنين ..
فالبعد بهذا الكم من المسافه ..كفيل ان يمحق النوم من عيني ..
اتحرك فوق الكرسي الهزاز ..
فلا يسقط شي من ذهني .. مع اهتزازي..
مهره تسيطر على عقلي تماما ً .. هربت منها .. فاتعلقت بها أكثر ..
ابتعدت .. وقلبي اقترب أكثر ..
هل انا احببتها فعلا ً ..
لاشك ..!
لكن هل انا عشقتها ... صدقا ً..
هل أنا عاشق ..
لـ مهره .. رسميا ً..
اعتدل في جلسته .. ومسك راسها .. :لااااا .. مستحيل .. شهالعشق .. شهالجنون .. انا أعقل من اني احب واعشق بذا السرعه .. بعدين ونجود .. !

انصدم لما طرت عليه نجود ..
اتسعت عيني .. بذهول .. هل يعقل اني تهت بمهره لدرجة اني نسيت نجود ..
هل مهره ..
انستني ..
نجود فعلا ً..!

توترت اعصابه .. غمض ورجع على الكرسي الهزاز .. يحاول يسترجع مواقف لنجود .. صوتها .. عيونها بسمتها ..
عجز ..
مهره تسيطر ..
ضغط جبينه بقووه : لااا سيف .. لااا .. اعوذ بالله من الشيطان ..

ولما اشقاه .. العراك مع عقله .. واجبار نفسه على التفكير بنجود كالعاده ..
قرر انه يترك قلبه لما يريد ..
استرخى .. وقدح الولاعه .. واشعل شمعه ع الطاوله الجانبيه ..
ثم شغل مقطوعة (ذكريات الماضي -لـ فريدريك شوبان ) ..
اشعل لنفسه سيجار ..
ولم يكافح حنينه ..
اطلق العنان لنفسه وشوقه ..
وكانت مهره سيدة ليلته .. متربعه على عرش أرقه ...

ليتك تجي طيف و نسامر الليل
و الا تجيني حلم و النوم يبطي ..
......
صحى فارس .. على صوت بلقيس : فروس اصحى .. يبي لك وقت على ماتتمطمط .. انا بروح البس وبمشي الجامعه .. مو تغيب ..

فارس (لارد)
بلقيس هزته : فارس .. اصحى ولابكلم أبوك ..
فارس بطفش: خلاص بلقيس انكتمي .. شفيك مزعجه ..
بلقيس : امي متصله من الديره .. قاعده من الفجر .. عشان تكلمني اصحيك .
فارس بنعس: امي .. وضعها غريب .. انسينا ياخي .. داقه من الديره صحوه ..
بلقيس: بتقووم ولاشلون .. ؟!
جلس : خلاص صحيت .. بس تكفين بلقيس .. لو بتسوين لك كوفي سوي لي .. مابي الشغلات يسونه .. امي معودتني هي تسويه ..
بلقيس :ياصبر الأرض عليك وعلى أمك ..
قام : امك مو امي لحالي ..
بلقيس : لو تدلعني امي قد دلعك .. كان انا ريشتي تصقع السقف .. الله يخلف علي ..
طلعت وهي تتحلطم ..
فارس تروش .. ولبس .. وصف كتبه .. وفتح محفظته .. طلع مفلس .. ونسى ياخذ فلوس من سعود ..
(سعود وموضي .. رايحين الديره وماخذين سيف الصغير لأن اخت سعود مريم والد ورايحين لها ..)..

شال كتبه وشماغه وطلع .. دخل غرفة سيف .. هو يحط له فلوس وقت يحتاجها ياخذ ..
ماتوقع فيه أحد ..
عقد حواجبه لما انتبه لمهره على سرير ابوه .. نايمه بدون تكيف .. وباين تعبانه ..
وضامه تيشرت لسيف ..
وقف كذا يتأملها وضاق صدره ..
يالله .. ايش اسوي .. ؟! ..
مهره تعوور القلب والله ..
وابوي شارد وقاعد هناك .. !
.........
شاهين ببدلة الكابتن ..
يستعد عشان بيمشي .. وكان يشرب شاي في الصاله .. ويطالع ساعته ..
جات جمان .. معها اوراق لبيان :
شاهين قبل تمشي وقع اوراق التقويم تبع بيان .. بكره تبيهم المعلمه ..
خذهم ..وحطهم ع الطاوله .. : وين ..؟!
توريه .. وهو يوقع :
ابتسم : جمان ..
بعدت شعرها ورى اذنها : هاا ..؟!
رفع عينه لها ..: دووم جيبي الأوراق اوقعها ..لاتخلين بيان تجيبهم ..
لملمت الورق ..:
بالله .. ! . اشتغل عندك وعند بنتك انا ..
رفع عيونه لها ..ورمى القلم .. وسحبها من بلوزتها .. بشكل مفاجئ ..
بااس خدها:
يابنت ماهو موضوع تشتغلين عندي .. الله يشغل عدوك .. على قد ماتبعدين وتتغلين ..

جمان كانت منحنيه مع شدته لبلوزتها ..عيونها قريبه من عينه .. وانفها بيلامس انفه .. خفق قلبها .. بلعت ريقها ..مع انخفاض عيونه لشفايفها ..
كانت بتنسى .. وتستسلم .. لولا ..
ارتفع رنين جواله ..ع الطاوله ..
وعيونها لفت ع الأسم ..
وبحجم الأرض .. غضبت .. وثارت أعصابها .. وكأن غاده تذكرها انها لازالت .. عائق ..وحاجز ..
مسكت يده وشلعتها منها ..
وشاهين يغمض بقوووه .. ويفتح بإحباط .. لوقت غاده الغلط في الإتصال ..
جمان ..
لملمت ورق بنتها .. حطتهم بالملف ..
شاهين .. : جمان انتظري ..
مالتفتت ..
وتركته وصعدت فوق ..
شاهين خذ اشياءه وطلع ..
ركب سيارته واتصل على غاده .. وبعصبيه :
غاده تستهبلين .. اللحين انا قايل لك بتصل .. ورى تدقين ..
غادة: شاهين لاتقعد تحاسبني .. على كل زله .. هماك تتصل بأي وقت .. وانا ادبر نفسي .. يعني انت عندك أهل وانا ماعندي ..
شاهين وهو يسوق وبعصبيه:
راعي وضعي .. ولا أنتي .. خلاص تبين تطينيها .. وكلن يروح بطريقه ..
غاده : والله اذا انا أقل الخساير عندك .. رح والقلب داعي لك ..
شاهين توسعت عيونه .. : لاتحديني على شي مابيه ..
غاده بتهكم وغضب : والله لو انك زوجي .. قلت طلق .. بس مابينا الا هالجوال .. احذف الرقم .. وانتهينا ..
عقد حواجبه .. : عادي يعني .
غاده بقمطه .. بس مسويه قويه : مايبي لها شي والله ..
شاهين : مع السلامه .
وقفل ..
رمى الجوال على السيت وتوجه للمطار ..
غاده كابرت يمكن ثلث ساعه .. وبعدين ظلت ترن وترن .. وهو ولااا يرد ..

وبغضب :اللحين انا ورى مضيع عمري على هالثنتين .. ياخي .. ورى مادوس زي سيف وتمشي أموري .. !

اللتفت للجوال اللي ازعجه وقفله .. ورماه .. فتح ازرار قميصه ..
*ضاقت بي الأرض والله ..!*
*******
بعد سهرتي البارحه .. يصاحبني الحنين والشوق ..
نمت كالأموات .. هربت من الواقع .. ودخلت في برزخ غريب ..
رأيت حياتي بتفاصيل عجيبه ..حاورتني .. وسئلتني ..
علمت ما أريد ..
حددت هدفي ..
بعد غيابي عن مهره ..
اقتنعت ان مهره .. غايتي الآن ..
تلاشت حيرتي ..
مهره شخص بحثت عنه في سنيني ..
صعبه ..!
لكن مانفعل اذ هي القطعه المجذوبة بمغناطيس قلبي ..
مانفعل وهي الزئبق المتسرب .. من يدي .. لااستطيع ان امسكه .. !!
نجود سكنتني مراهق..
ومهره سلبتني في نضوجي ..

هاهي مهره تكفن الإناث في حياتي .. وتخرجهم جنائز من عقلي وشهوتي وغرائزي ..
هل حقا ً مهره المرأه ..
اللتي ستهذب .. اطراف عمري الشائكه ..!!!!

قام سيف من فراشه .. خذ جواله .. والدخان وطلع ع الشرفه ..
صدمت البروده وجهه .. وخريف لندن مايمزح ..
طالع الريف قدامه .. احس بحمل يزاح من قلبه .. لاعترافه .. لنفسه ..
فتح جواله .. ومجرد شبك النت .. جاته رسايل الواتس ..
الأكثر من نوف وهيا ..
لكن .. على طول راح لرسايل فارس ..هو معتاد .. اول فارس .. في كل شي ..

توسعت عيونه لما شاف الصوره اللي راسلها ..
مصور مهره وهي نايمه وضامه بلوزته .. في غرفته ..
ضاع في الصوره .. وهو يسوي زوم .. ويطالع كل تفصيل ..
شاف كلام فارس ..كاتب :
يبه .. جيت باخذ مصروف من غرفتك .. لقيت مهره .. فيذا .. البنت تكابر وماتكلمك .. بس ترى مهره مره تعبانه .. عشانك بعيد .. حرام البنت تحزن .. سوو شي .. عشانها .. انا أحاول اسعدها .. بس والله تمثل .. وماتنبسط صدق ..
انا بمشي المدرسه .. واتمنى تبطلون مكابر وبُعد ..
رجع سيف للصوره ..
حدق فيها .. شوشت اللقطه على كل افكاره باقي عنده شغل بلندن ..
في مزاد صغير كان بيحضره بعد يومين ..
في امور بداها .. وكان بيظل عشان يكملها ..

لكنه .. مالقى نفسه الا يطلع .. من الصوره ويجري اتصال .. :
اقرب حجز .. الليوم .. الى السعوديه .. لايهم .. الدرجه .. حسنا ً يناسبني ..(كمل المكالمه )
وقفل ..
ورجع الغرفه ..
فتح شنطته .. وراح يحط اشياءه ..
طق الباب ..
رد ..
افتحت الخادمه .. : سيدي .. السيد آرثر .. في الأسفل ..
سيف : دعيه ينتظرني .. جاء في وقته ..
جولي تأشر على الاغراض : هل اساعد ..
سيف : كلا ..لكن جولي احضري من مكتبي الملف الازرق .. وخذيه حيث آرثر ..
جولي : هل انت عائد ..الى السعوديه ..
سيف :نعم .. هيا .. لايوجد وقت ..
جولي .. طلعت تنفذ ..
قابلتها خادمه .. كانت تتسمع .. : هل السيد عائد ..
جولي : اضنك كنتي تفتحين اشرعة اذنيك مارثا .. وسمعتي ..
مارثا شهقت : لكن لماا هو عائد بهذه السرعه ..
جولي راحت لمكتبه وذيك تلحقها :
هل انا زوجته لاسئله ..
مارثا : لماذا جولي .. عشر ايام فقط .. ليس بعادته ..
جولي تجمع الملف وتضربه على الطاوله : افيقي مارثا .. لقد انتشلك السيد من طرقات التسول ونظفك وجعلك في وظيفه في منزله .. لايعني انه تبناك ِ.. قدري الخير اللذي فعله من اجلك .. ولاتلتصقي وتكوني فضوليه هكذا ..
مارثا .. بحزن : لاتشعريني اني اتطفل .. هو يعاملنا بلطف جولي ..
جولي وقفت قدامها : عاملك بلطف ..نعم .. لكن أُخرجي من قصة سندريلا .. اللتي تعيشينها داخلك .. واللتي تجعلين من السيد اميرك .. وانتي السندريلا .. اللتي سينتشلها ويجعلها اميرته ..
مارثا بتبكي : يالك ِ من قاسيه جولي .. هل انت مخلوقه من حجر .. لقد حطمتي فؤادي ..
طلعت جولي : اللعنه عليك وعلى فؤادك .. هذا ..
....
بالليل .. فارس ظل مع ربعه .. بالقهوه ويشيش .. لاحسيب ولارقيب ..
حاول قبل يطلع في مهره تطلع معه .. لأن بلقيس عندها بحث ومشغوله ..
بس رفضت .. وكانت مقفله على نفسها الغرفه ..
تيم : شفيك مفهي ..
نفخ الدخان : ولاشي ..
ذياب : لا لا بوسيف مو الأولي ..
تيم : يبي لك فعاليات يلد .. تعال المخيم .. في اشياء بتعجبك (وغمز بخبث)
فارس : فكني واللي يرحم والديك ..انا حدي هالشيشه وابي اقطعها ..
تيم : والله بزر وخواف ..
فارس بأريحية : بزر .. وماخلصت تطعيماتي بعد .. تبي شي ..
ضحك ذياب : فدوا البزران والله ..
فارس تربع ع الكرسي :
الواحد عنده مشاكل وهموم لراسه .. وتيم يعني يبي يحشرني .. ويستفزني ..
وضحك .. : قدييييمه .. ذي .. خايف.. لانك بزر .. بزر وخواف .. وارجف قدام ابوي .. بعد .
تيم رفع حاجبه : مالت عليك .. مستانس على خيبتك ..
فارس فقع ضحك :
تكفى بعد عطني حبووب قل لي تنفع للمذاكره ..
وسوا كفك مع ذياب .. وفقعوا ضحك :
ذي وسائل التدشير تبع بوزقم وربعه ..
رن جواله .. كانت مهره .. رد : ارحبي ..
مهره كان صوتها تعبان وباين مفلوزه :
فارس وينك ماجيت ..
حط اللي وقام بعد وبقلق : وش فيك .. تعبانه ..؟!
مهره : مافيني الا العافيه ..الساعه حدعش ونص .. ارجع .. البيت يلا ..تعرف ابوك مايرضى ..
فارس حس صوتها حيل تعبان :
خلاص بجي .. بس قولي لي تبين شي .. اجيب لك شي ..
مهره : مابي شي .. بس تعال .. بلقيس نامت بعد .. وبس تجي حاكيني .. عشان اطمن عليك ..
عقد حواجبه .. مهره اوب طبيعيه ابد .. قال : جايك .. مسافة الطريق بس .
وراح قال لربعه : انا ماشي ..
ذياب : وين يلد بكره الجمعه ..
حط الحساب : مستعجل والله .. اخليكم ..

مشى .. وهو يفكر ايش فيها مهره .. طول الليوم ماشافها .. صوتها حيل متغيير .. !
....
مهره في غرفتها حرارتها يمكن فوق الأربعين .. لوزها متضخمين .. قفلت من فارس ودخلت تسبح بماي فاتر .. جلست داخل الدوش وخلته يضرب على راسها ..
وضعها مزري ..
قامت تحس انها بتفقد الوعي ..طلعت بصعوبه .. تنشفت ولبست بجامه وكنزا .. خذت جوالها والفيكـس وجلست ع الارض .. تحط على حلقها ..ورجولها ..
وعيونهاا دموع ...
كلمت سندس .. اللي ردت وقالت : هااا ماخفيتي .. ؟!
مهره بصوتها الهالك : سندس اوصيك على سيف .. شكلي بمووت ..
سندس : يا ** ابلعيها ولاتفاولين .. فلونزا .. بس روحي المستشفى ضروري مضاد ..
مهره قامت تهلوس وتخربط .. وهي تنسدح على مخده ع الارض ..
فارس كان رجع وصعد توجه لغرفتها .. وقبل يطق الباب سمعها تقول بصوت رايح:
السواق نام .. ولا كان ارسلته يجيب مضاد .. سندس تكفين انتي دكتوره .. عطيني حل منزلي . سبحت .. حطيت فيقس .. خذت بنادول .. ازيد ما أخف .. قلت لك شكلي بمووت .. حلليني .. وادفعي ديوني ..ايوب هذاك الليوم .. وصلني وعبى بنزين باربعين ماكان عندي فكه .. وماعطيته .. عطيه .. وخدوج بنت جارتنا مسويه لي طلبيه .. مادري عطيتها ولا لا تأكدي ..
سندس .. بلامبالاة : ولاتنسين الألف حقت زيون .. ترى هي قالت هديه وانتي اصريتي انها دين ..
مهره قامت تبكي :
يالله .. شكله ماراح ترفع أعمالي .. في العزا اعلني اللي له حقوق يطالب فيها .. بيعي الذهب .. وسددي ..
سندس : استغفر الله العظيم .. شفيك تبكين .. ترى حرارة ياتبن .. لاتكبرينها .. قومي طلبي اوبر ولاكريم وروحي .. ماراح تخفين الا لاعطوك ابره ..
مهره انهارت بكي .. : تعبانه سندس .. والله تعبانه .. مابالغ .. مو عارفه أبلع .. ولااتحرك .. راسي يـ...
فتح فارس الباب .. وشاف شكلها على الارض وملامحها الشاحبه .. وبكيها .. صاح فيها :
يامجنووونه ليه ماقلتي لي انك تعبانه ..
حاولت تستعدل .. وجا عندها .. ساعدها ..وكان مخها لاذع من الحراره .. وتتهضم .. دموعها تسيل حاره :
وش اقولك .. انت طلعت وخليتني فارس..
لمس جبينها .. :
طيب كلميني جوال .. يالله مهره حرارتك نار .. قومي نروح المشفى ..
مهره : لااا الوقت ليل .. وانت مامعك رخصه ..
فارس مسك كتوفها وطالع عيونها الذابله : مهره طالعيني .. مو وقت رخصه .. قومي ولا والله اطلب لك الاسعاف ..
اسندت راسها ع السرير .. ومافيها حيل .. : مابي اروح جيب لي ادويه بس ..
فارس خذ الجوال من يدها وشاف ان سندس ماقفلت .. كلمها :
هلا أم آسر . ايش جو اختك .. ماتبي تروح المشفى..
سندس : جيت والله جابك .. خذها غصب يا فارس .. اعرف مهره .. لاجاتها الفلونزا ماينفع معها الا مضاد في الوريد ..
فارس : ماعليك .. اللحين نروح ..
سندس : الله يحفظكم .. وطمني امي ..
فارس : ماشي .. سلام ..
قفل .. وتلفت وراح بسرعه خذ عباية مهره .. وجاا عندها .. وساعدها .. لمن وقفت .. !
......
سيف خلص من اجراءاته في المطار .. وطلع .. ولانه موقف سيارته في المواقف .. خذها .. ورجع .. كان ملهوف لها ..
يبي يشوفها ..بيتحمل كل صدها ..
بيصبر على جروحها .. ويعالجها معها ..
البُعد .. خلاه يعرف وش يبي ..
كانت وحده الا ربع تقريبا ً وقت وصل البيت .. نزل بسرعه .. ودخل البيت الخالي من اي صوت ..
وانارته اللي مطفيه .. اغلبها .. معه خبر ان الجماعه بالديره ..
صعد بسرعه .. لغرفتها .. طق الباب .. ولا رد .. توقع تكون نايمه .. فتح .. عقد حواجبه .. لما ماشافها .. نادها .. وراح جهة دورة المياه وغرفة التبديل ..
طلع .. خمن تكون في غرفته .. بما انها البارح نامت هناك ..
لكن مافي احد ..
والغريب ان حتى فارس مو في ..
دق عليه وعليها .. ولايردون..
معقوول راحو الديره للجماعه .. ممكن .. يكون عزم ابهم شاهين وجمان وراحوا ..
كرر اللاتصال وحس بإحباط ..
كان جاي باندفاع .. وحس بخيبه.. طلع من البيت .. بضيق وماعرف يقعد فيه ..
توجه لبيته .. وكرر الاتصال .. بس خمن يكونون ناموا..
واكيد مهره راحت لأن سيف معهم .. وهي ماتقدر تخليه ..
وصل بيته .. وتعكر مزاجه .. وهو مايحب يروح الديره ولافيه حيل ولاكان راح ..
نزل ..
وفتح الباب الداخلي ..
استغرب من صوت التلفزيون .. واللمبات .. كشر بضيق .. وهو يسكر..
اللتفتت هياا بدهشه :
سيف .. !!!!!
وقامت : الحمدلله على سلامتك ..
سيف بمجامله: الله يسلمك ..
سلمت عليه بالخد : ماتوقعتك بتجي ..؟!
عقد حواجبه : غريبه انتي هنا .. ماعطيتيني خبر ..
هيا ابتسمت : من يومين جيت وعارفه انك مسافر .. يعني ماراح يصادف تجي انت مع نوف او غيرها .
دخل ورمى المفتاح ع الطاوله .. ومبين مرهق وتعبان .. جلس على كرسي منفرد .. ومسك راسه ..
هيا بقلق : وش فيك ياقلبي تعبان ..؟!
سيف : تعب الطريق ..
قربت منه : اسوي لك عشا .. ؟!
سيف: لاا ماني جايع ..
هيا بحنيه : طيب خذ لك بنادول واصعد نام ..
انحنى سيف فسخ جزمته .. :
مافيني النوم ..
قربت هيا من وراه ..حطت يديها على كتوفه .. وبدت تمسجهم له ..
سيف .. باستسلام .. ودا راسه على ورى .. وظل مغمض عيونه ..
وهيا .. تدلك راسه وجبينه ..
استكن سيف .. مع نعومة مساجها .. ابتسم بدون يفتح :
يعطيك العافيه هيا ..
ابتسمت : كلي لك .. ياروحي ..
فتح عيونه وخذ يدها باسها بامتنان وهمس : مبسوط لإنك موجوده ..
خفق قلبها .. وهي تحدق في عيونه من قرب .. بعيييد سيف عنها مره .. من تزوج .. وكانت مشتاقه له حييل ..
قربت منه ..
وسيف داخله رافض ..لكنه ماقدر يكسرها .. وهي ملهوفه له ..
قبل تصير بينهم بوسه ..
رن جواله ..
بسرعه اللتفت تاركها .. وخذه من الطاوله ..
انقهرت هيا .. منه ومن المتصل ..
رد سيف وقبل يتكلم ..
فارس : يبه .. !
سيف باللهفه : عين ابوك .. وينك عن جوالك .. ؟! .. رحتوا الديره ..
فارس بعصبيه وخفوت : اي ديره .لا مارحنا .. اشوفك مكلم من رقم السعوديه .. جيت ..؟!
سيف عقد حواجبه: ايه جيت .. بس اذا ماانت في الديره اجل وين .. ومهره وينها ..؟!

هياا عضت شفايفها بقهر . كيف ملهوف وهو يسئل عنها ..
فارس : يبه انا في الطوارئ مع مهره .. مره تعبانه .. شلتها جبتها المستشفى ..
وقف سيف وبهلع : اييييييش ..؟! .. وش فيها .. وين .. اي مستشفى ..
فارس : حرارتها فوق الاربعين .. مره مفلوزه .. عطوها ابرة مضاد .. ومغذي وخافض حرارة .. بس مو راضيه تنزل ..ومعها اللتهاب .. ركبوا لها بخار .. ذا اللحين .. بس مغيبه يبه .. تهلوس من قو السخونه ..
توسعت عيونه وبانفعال .. وارتياع .. اول مره تشوفه هيا بهالصوره:
وووينكم عنهااا .. مخلينها توصل لذي المرحلة ..ليش ماخذتوها من قبل للمستشفى .. وليه ماقلت لي
فارس : تعال يبه ونتفاهم ..(قال له اي مستشفى وقفل )
سيف يلبس جزمته بسرعه .. هيا باعتراض :
اللحين تعبان وين بتروح .. صدقني مبالغات ..
وقف سيف وبعصبيه :
وخري عن طريقي هيا .. لاتشغلين ..
مدت ذراعينها :
ماتروح .. وتخليني .. عارف انت هالاسلوب.. نفس نوف ماتطلع امراضها الا لاصرت انا عندك .. هذي تبالغ .. وولدك داعمها ماشاء الله ..
سيف بغضب .. دفها .. واول مره هيا تعترض لشي بيسويه بهالشكل :
ان شاء الله تكون تكذب وتبالغ .. ليتها ممقلبتني .. من قال ابي اروح واشوفها مريضه ..
هيا بصياح:
لذي الدرجه سيف .. انت تقول كذا .. انت اللي تبي كلشي جدي وتبينا نفس الساعه .. اوعا ترى البنت لعبت بعقلك ..تراك ماعدت الأولي ..
سيف واعصابه في الحضيض .. عشان مهره ..وهيا واقفه بوجهه ومُصره ..بكل قوتها مايروح :
يابنت الناس ابعدي .. لا اعورك ..
هيا بصياح وبدت تبكي:
طيب شوية قيمه .. ماقلت انك انبسطت لاني فيذا .. دام ولدك معها خليك معي ..
سيف بعدها عن طريقه .. وبانفعال:
انا ماجيت من آخر الدنيا الا عشانها .. افهميها عاااد ..!!!!
هيا راحت تسندت ع الباب .. وبانفعال:
وتقوولها بوجهي .. ماتخاف من الله انت...
سيف ضربها بجبينها باصابعه ومن بين اسنانه .. :
اقولها هناااا .. حطي كلامي براسك.. انا كل شي عندي في الوجه .. جيتي عشان مهره .. وموبس لعبت بعقلي على قولك .. البنت كلت قلبي وعقلي .. واللي عنده اعتراض ..يطلع من حياتي .. ويقفل الباب وراه ..
توسعت عيونهااا بألم ..
كيف قاااسي كذا ..
إيش هالإنسان اللي مايحس ..!!
هلت دموعها .. وهو يزيحها .. ويفتح الباب ويطلع ..!
تارك هيا مصدومه .. من وجه سيف العاشق المجنون ..
لم يكن ابدا ً هكذا . .
حاولت توقف بكي ماقدرت .. وعقلها وقلبها يتخذون قرار ..
لامكان عندي لدى سيف.. ابدا ً..
كفاني ابتذال لنفسي ..
.....
فارس جالس يمها وهي غافيه وكمام البخار عليها .. وسلك المغذي بيدها ..
تضايق عشانها مره ..
جات الممرضه .. خذت حرارتها ..وعقدت حواجبها .. وهي تاخذ كيس ثلج .. وتقول :
اذاا مانزلت حرارتها .. ممكن نحطها في العزل .
فارس بقلق :
ليش عزل ... وش اللي عندها بالضبط ..
الممرضه .. دخلت كيس الثلج عند كتف مهره .. اللي ارتجفت .. وشهقت .. :
ممكن ندخلها من باب الاحتياط .. بس نقول ان شاء الله ماتحتاج .. بدت تنزل شوي بس الى الآن عاليه..
خذت كيس ثلج ثاني وحطته قريب من رقبتها .. : ان شاء الله تجيب الكمادات نتيجه ..
فارس : ان شاء الله ..
طلعت الممرضه وقبلها ابتسمت : لاتخاف عليها .. تجي مثل هالحالات .. اهم شي تنزل حرارتها ..

فارس تكتف وتسند قريب ويطالعها .. خايف عليها حيل ..
تحركت وطاحت الكماده ..
راح عندها وعدلها ..
ولمس جبينها ..
وتوه بيبعد ..
الا امسكت يده وشالت الكمام: لاتطلع لحالك فارس .. الوقت تأخر ..
ابتسم : ترى انا جايبك فيذا .. لاتحسسني بزر ..
مهره وهي تفتح عيونها بخفوت :
طيب تمام .. بس ليه تسرع وانت تسوق .. مجنون انت ..
ربت على كفها :
والله ماسرع .. بس عشانك .. كنت خايف عليك ..
غمضت مهره .. وماسكه يده :
طيب خليك .. لاتروح مكان ..
فارس : بشوف اذا طلعت تحاليلك من المختبر وبجي .
مهره بضعف : اكيد .. (وقاامت تكح بقووه)
رجع الكمام على فمها وخشمها : أكيدين ..ارتاحي انتي ..لاتحاتين شي ..
تركت يده وهي تغمض من جديد .. وانفاسها لها فحيح المرض..

***بعد شوي في الممر .. جاي فارس من المختبر .. وطمنوه ان التحاليل .. كويسه ومافيه شي يخوف ..
وصل سيف .. وسئل عنها بالرسبشن .. وراح يمشي بسرعه متوجه للغرفة الانتظار الخاصه اللي حجزها فارس لها ..
شافه بالممر .. اسرع وهو يناديه : فارس ..
رفع عيونه وباللهفه ..جاا عنده : عين فارس ..والله جيت بوقتك ..
ضمه سيف .. فارس تبادل معه بوسة خد .. : ماقلت انك بتجي الليوم ..
سيف ربت على راسه وبعثر شعره .. وبعجله: وينها .. كيفها اللحين .. ؟! ..
فارس وباين اعصابه دمار .. :
تعبانه يبه .. بس التحاليل .. طلعت مافيها شي خطر .. بس مره اللتهابها قوي .. الحراره فوق .. ماتبي تنزل .
كان يتكلم .. وهو يمشي معه ناحية الغرفه ..فتح الباب ..
ودخلوا ..
مالقوا مهره .. الكمام واكياس الثلج ع السرير .. وحتى عبايتها ..
فارس راح بسرعه ناحية باب الحمام .. طق الباب : مهره ..
ردت بخفوت: هنا فارس دقيقه ..
اشر فارس لابوه يعني لاتتكلم ..
وقال لها : وش قومك اللحالك .. كان انتظرتيني ولاناديتي الممرضه ..
ضحكت وبصوتها المريض:
لاتدلعني .. ترى تجيني صدمه يا أمك ..
وكحت بقوووه .. وسيف انوجع ..
وكملت : يلا ثواني ..
سيف وقف قبال الباب .. يترقب خروجها .. مشتاااق .. مشتااااق .. وصوتها ذوب حتى عظامه ..
فتحت الباب وطلعت .. كانت تطالع الأرض .. لانها تسحب بعمود المغذيه الطويله ..

سيف وعينه على شحوبها .. شيلتها حول رقبتها .. شعرها اللي صاير كيرلي ومبعثر من الماي سيلك السيروم في ذراعها .. اللي كلها بقع زرق .. والواضح مالقوا عرقها بسهولة ..
مهره كانت تطلع العجلات من العتبه الصغيره ..
لما سمعت صوته .. اللي اخترق عضلة قلبها واثار رجفة في كل شعيراتها الدموية : مهره ابوي .. كيفك ..؟!
رفعت عيونها بحده .. طالعت ملامحه بمشاعر كثيرة لايمكن وصفها ..
سيف وعيونها الذابله .. اشعلوا في قلبه العتاب .. والندم .. على تركها ..
تكثفت الدموع في عيونها .. وشفايفها ترتجف باسمه .. وهي تمد يدها ناحيته .. عله تأثير الحراره .. يجوز ان ماترى هلوسة ..
طلع صوتها باسمه هامس .. متوسل .. مشتاق .. :سيف ..؟!!!!!
مسك كفها : يااارجااا عينه ..
طالعت وجهه ملهوفه .. متشبثه بيده .. بكت وهي تقوول :
من جد .. جيت .. يعني ماهلوس ..
ابتسم فارس .. شوي ويبكي ..
وسيف يرفع كفها ويبوسها :
جيت يا ابوي.. سامحيني .. آسف على كل شي مهرتي .. آسف ..
رفعت كفها لخده .. تحسسته وكنها مو مصدقه ..
اناملها الحاره .. جسدها المرتجف .. وعبرتها .. في انحناءة شفتيها .. وهي تتوسلة :
امااانه سيف لاتزعل مني .. ثاني .. امااانه لاتخليني وحدي .. امااانه اماانه .. ماتتركني ..

وراحت بجسدها المشتعل بالحمه .. تلتصق بصدره .. وتتشبث فيه :
ورب الكعبه وحشتني .. مايصلح بدونك والله ..
ضمها سيف .. لو ترك شوقه .. لهشم ضلوعها بين ذراعيه ..
نزلت دموعها حاره على صدره وهي تنتحب .. وتأمنه مايتركها ثاني ..
ضمها اكثر وهمس في اذنها :
والله اترك روحي ولا اتركك ... اهدي يا ابوي .. !


‏لك منزلٍ بين الرجا والتمني
‏ولك دعوةٍ مافارقت قلب ولسان

‏ادعي عساك تكون فيني ومني
‏عل وعسى ما يملكك غيري انسان
.........
*يدها في يدي ..
غفت بعد ان هلوست من الحمى .. هلوستها تسللت حتى في مساماتي .. وهي تعبر عن شوقها وفقدي .. !
اخذت مني يمين غليضه .. الا اتركها وافجعها بسفري .. وبعدي ..
كانت تهذي .. لكن .
هذت بمكامن روحها .. وخبايا دواخلها .. فاسكبت من فمها اصدق فضفضه .. !
علمتني كيف عشقتني واحبتني ..
جعلتني اعدها الا اقترب وان اقدر جرحها وخوفها.. من الاقتراب بعمق .. كازوج ..

وعدتني هي ايضاً..ان تكون اقرب والا تكتم شي في نفسها .. حتى لاتنفجر مثلما حدث عند تركي لها وذهابي لهيا .. !
نعم .. عرفت .. ان هيا .. شرارة ذاك الليوم .. وهمست لها ..وافهمتها .. ان هيا ونوف في ذمتي الآن .. وعليها ان تتفهم .. ولاتكبت ..وتتظاهر بأن ذلك لايهمها ..
وعدتني انها ستعبر ....
ضحكت ..من هلوسة هذه الجميله .. (عادي رح انا متفهمه .. بس سيف .. يمكن يمكن .. اطعنك يومها ) ..
ابتسمتْ وهي تبين حدودي .. *عادي تضمني .. وتبوسني .. ابي الصق فيك وماخليك .. سيف ترى من جد احبك .. مادري كذا حسيت اني مت وانت بعيد .. سيف .. وكررت (أمااانه ماتخليني) .. *
لا احتاج ان تأمني .. لاطاقه لي في تركها .. فقد هزلت اعصابي من بعدها ..
لم تسعني الأرض .. ولا أبعادها .. لم يسليني لاعمل ولاصديق ..لندن بحجمها لم تساعدني على التجاهل .. ولم تدعمني في ان اكون صابر ومكابر ..!
ضلت تتأرجح في عقلي .. مطلقه صرير مزعج عبارة عن عتب وألم .. !
وحده وفقد ...!!

عندما خلا محيطي منها .. شعرت باليُتم فجأه .. واني شخص مثير للشفقه ..الإعتراف بكل ذلك ازاح اطنان من قلبي ..! *

رجعوا من المستشفى .. الساعه اربع تقريبا ً.. سيف اخذ مهره لغرفته .. حرصه الدكتور .. على حرارتها وأدويتها ..ظل يبدل لها كمادات .. تغفي .. وتصحى .. تهلوس وتهذر وترجع تنام ..
نايمه على سريره ... افتحت عيونها ..وشالت الكماده من راسها.. تلفتت انتبهت للنور من النافذه .. معلن ان الشمس بدت تطلع ..
سيف .. وينه ..؟!
ياربي ماكون اتخيل وجوده .. وكلها من لذعة السخونه ..
استعدلت بخمول .. وكلها معرقه .. مع نزول حرارتها.. مسحت رقبتها بيدها .. ونفضت تيشرتها .. من صدرها .. وهي تنادي :
سيف .. !
جاها صوته: ابوي ..!
اللتفتت كان متروش ولابس بنطلون ترينغ.. وتيشرت .. وينشف شعره بفوطه صغيره ..
قرب منها ..
وحط كفه على جبينها .. مهره رفعت عيونها له ..
وكأنها بعد مانزلت حرارتها .. تستوعب وجوده صدقا ً وليس هلوسه .. ابتسم :
اخيرا ً .. ياخي علقت بك السخونه وماتبي تنزل ..
مهره تطالعه بصمت .. وتروح تشتت عيونها .. وبخفوت:
انا كذا .. من يوم كنت صغيره .. ماتجيني انفلونزا دوم .. بس لو جات تكون مميته ..
جلس جنبها : بسم الله عليك .. احسن مافي سخونتك .. انها فكت عقدة لسانك ..

احمرت .. وتدري انها ماخلت في خاطرها شي ..
نزلت عيونها..
سيف يطالعها بحنيه .. وهمس : وحشتيني يابعدهم ..
رفعت عيونها لعيونه .. ونبضها يتسارع ..
حط كفه على خدها .. :البعد فادني ..علمني ان الدنيا ماتسوا بدونك .. والله ..
امتلت عيونها دموع مع كلماته .. همست بصوتها المبحوح: كنت بموت .. الايام مرت كنها سنين ..
وبرجفه :سيف .. ؟!
همس بحب : ياروحه ..
ببحتها وتوسلها : امانه ماتخليني ..تحملني .. ولاتطفش مني ..
فاجئها .. لما دخل يدينه تحت ذرعانها .. وخذها في حضنه ..
ضمها بشوقه وحبه ..
غمض عيونه .. يستشعر جسدها بين ضلوعه .. ارخى راسه على راسها .. :
قولي لي يوم انك دخلتي هالقلب .. عارفه انك ماتقدرين تطلعين منه ..
*صوته العميق.. وهمسه العاشق .. كانا كفيلين ان اتشبث به بقووه .. وان اسكب دموعا ً صامته .. ليتني استطيع ان اعطيك كلي .. آااه ليت العمر يمر بين ضلوعك .. واتنفسك .. كيف احببتك هكذا .. كيف عشقتك .. هكذا .. كيف لرجل واحد يختصر جميع الرجال .. *

سيف يربت عليها .. ويخلخل كفه بشعرها ..
بعدت وهي تمسح دموعها .. وضحكت بخفوت :
خليني بعيده .. عشان ماعاديك..
ابتسم .. وراح حط خده على خدها .. بعدين راح باسها قريب من شفايفها :
دام العدووه منك .. اروح فدا .. !
فهت وهي فاتحه فمها.. وتطالعه ..
رفع حاجب : وش فيك ..
ارتبكت ولمست رقبتها .. : ابي اتروش .. نزلت حرارتي وعرقت مره ..
وقف وساعدها توقف ..: تمام .. ادخلي تروشي .. راح اجيب بجامه من غرفتك .. بحطها هنا .. وانزل اسوي شي تاكلينه ..
مهره : لاا ماله داعي .. انا اروح اتروش هناك ..
سيف ولاعليه منها .. خذ منشفه .. عطاها اياه .. وراح بها للحمام :
خلصي ولاتقفلين الباب .. لازلتي تعبانه ..
هزت راسها ايجاب .. ولا حيل لها للاعتراض ..
.......
جمان .. طلع عليها النور وهي في مرسمها .. اشتغلت في لوحة كبيره ودقيقه ..
نامت يدها ..
حطت الريشه ..
وفردت يدها ولاحظت كيف ترجف واعصابها دمار ..
قامت
جوالها .. ساكن ..
لامسج ولا اتصال ..
شاهين بالعاده يطمنها .. لكنه لم يفعل ..
ظلت تلعن غاده في داخلها ..
طاحت عينها على طرف لوحه .. راحت سحبتها .. وهي تبتسم بحنين ..
الصوره عباره عن وجه .. لابس نظاره شمسيه ..بعدسه وعدسه الثانيه طايحه وباينه العين ..
تأملتها وليت الماضي يعود..!
حطت اللوحه في حامل اللوحات .. وجلست على كرسي مقابل ..
*راحت بخيالها لساحة النافونا في روما ..
حيث الرسامين .. والعشاق..
حيث الموسيقيين الجواليين .. ايامي الأولى مع شاهين .. في شهر عسل تعدا مرحلة العاشقين ..
وقفت معه حيث عازف كمنجا .. كان يذوب وهو يعزف ..
كان يمووت والموسيقى جدا ً حزينه ..
شاهين اخذني بذراعه .. وقلوبنا تفطرت من اجله ..
اذكر اني دعوت ان الله لايذيقني مرارة ماذاق .. هذا العازف .. المخذول .. !
اضن ان في ذاك الليوم .. لم يمر ملك ..ولم تكن دعوتي مستجابه ..
انتهى العازف من مقطوعته .. وصفقنا مع انحناءاته ..
امتلئ صندوقه المفتوح من الاوراق والقطع النقديه ..
عل العاشقين .. يدفعون غربان لذاك العازف النازف .. الا يصيبهم ما اصابه .. !*

مشينا انا وشاهين .. وانا امتليت طاقة سلبيه ..
قرص خدي :عمري .. وش فيك ..
جمان : تأثرت .. حطيت نفسي مكانه ..
ضحك شاهين :والله انتوا يالفنانين ماعندكم سالفة ..
جمان اللتفتت وبانفعال: ليه عساس حنا نحس بهموم بعض .. مو ماعندنا سالفة شاهين .. بس احنا حساسين بزيادة .. اي شي يجرحنا .. الحزن مو لحظي .. حتى لو مابينا داخلنا .. احنا غامضين نفس الالوان .. فينا صخب الأوتار .. فينا شموخ نفس التماثيل المصبوبه صب .. بس ترى لانجرحنا .. نكون نموت نفس اللي يعزف من شوي ..
شاهين بلامبالاة ومتعمد يجننها: ياشيخة .. انتوا تحبون تقولون عن نفسكم كذا .. عشان شايفين نفسكم آخر حبه ..وانتوا من جنبها ..
انفعلت وانقضت عليه بتلكمه على وجهه .. ضحك .. وهو يبعد ويمسك يدينها ..
طاحت نظارته الشمسيه ..وبدون قصد داست عليها ..
شهق هو معها .. وانحنى بيشيلها .. وكانت طاحت عدستها ..
طالعها بنص عيون : امس شارينها .. يالفنانه المرهفه .. شوفي شسويتي ..
جُمان بلامبالاة : من فدايا رجولي ..
شاهين راح سحب نظارتها من عيونها .. وبشقاوة ضغط على عدستها وشالها .. ورجعها على عيونها ..
جمان عيونها متوسعه .. وبانفعال: خبببل انت ..
شاهين يلبس نظارته بدون عدسه :
والله عاد .. من فدايا رجولي ..

تجولو في النافونا .. بنظرات بعدسة واحده ..
كانوا يضحكون على خبالهم ..
ووقفوا ياخذون سيلفي ..

قامت جُمان من تأملها للوحة .. افتحت درج صغير .. طلعت صندوق .. افتحته ..
كان فيه النظارات المكسورة .. ومجموعة صور .. لشهر العسل ..
وفيه قلادة بلاتين .. نفس اللي يلبسونها الجيش .. شالتها .. كانت بيانات شاهين .. تنهدت وهي تتخيل .. شكله بدون بلوزه .. والقلادة عليه ..
كانوا بشاطئ ميلانو .. لما سرحت في جاذبيته..وصاير برونز من الشمس .
شاهين بخبث .. قطع شرودها :
عاجبك السكس باق ..
هي بلامبالاة : عاجبتني قلادة الامريكان ..هي اللي محليتك ..
فسخها ورماها عليها .. لقفتها ..: دام هذا اللي عاجبك هي لك ..
ابتسمت بخبث : ولو عاجبني الشي الثاني .. ؟!
ابتسم بعبث: هو بعد لك ..

يحوي الصندوق جماليات العسل اللذي عاشوه .. كانوا عشاق .. حتى النخاع ..
رفعت اسوارة مشكوكه من قواقع .. اشتراها شاهين .. من وحده تبيع .. في ميلان .. لبسها اياه .. وقال : خليها ذكرى .. لأحلى ايام حياتي ..
وباس كفها .. !

لكل قطعه في الصندوق ذكرى .. وكأن ايامي الجميله جمعتها في صندوق لايفتح الا للذكرى..
جمعت كل شي وقفلت الصندوق.. ولأنها ماتقدر تجاهل ذيك الأيام ..
خذت جوالها ..
واتصلت عليه ..
عشان تعرف تنام .. بس ..
مو عشانه ..

في فندق .. في زيورخ سويسرا .. وفي لحظات .. ضعفه .. مانام رغم التعب ..
يدخن .. واعقاب السجائر ملت الطفايه ..جالس في الشرفه البارده .. شارد في الضياع ..
ماتواصل مع احد ..
يفكر يمدد رحلته ..
وماياخذها عودة ..
مشكلتي لاصرت طايل جُمان ولاغادة .. ولاعارف ارجع لجمان .. ولاقادر اتخلص من غادة ..
غادة تعبت وهي تتصل ولا رد عليها ..
بالعادة.. يطمنها ويطمن جمان ..
رن جواله ..
القى نظره على صورة بيان وديم اللي تطلع مع اتصال جُمان ..
سحب الجوال باللهفه .. وهو يطفي السيجار .. رد وبحذر : مرحبا ..
جمان ظلت ساكته ..
شاهين بصوت مبحوح :
جُمان ..
بجمود : ليش ماكلمتني ولاارسلت ..
ضحك بسخرية مريره وضغط على عيونه اللي دمعت..
وسكتوا اثنينهم .. وانفاسهم يحملها الأثير .. تكاد تحرق اذن الآخر ..
شاهين وهو يشعل سيجار وبخفوت بحته: رحت ومتشفق ابوسك.. ماخفتي من الله يوم رحت وخليتيها في نفسي.. ماكسرت خاطرك..
جمان بهدوء:
لا .. ماتكسر خاطري ..
شاهين ضحك بوجع . وقال: ليه متصله ..؟!
جمان : يمكن اعتدت انك تطمني .. ولما ماتصلت يمكن خفت من قطع هالعاده ..
وبخفوت: خفت عليك ..

شاهين اطلق آاااه .. : اتفائل يعني .. ؟!
جمان شردت : انت قل لي .. يوم امتحنت حياتنا .. واغتصبت حبنا بغاده .. تتوقع خليت فيني شي يدعو للتفائل ..
شاهين : لوو خليتها .. وطلعتها من حياتي .. تصفين لي ..
جمان هالمره هي اللي ضحكت بسخرية .. وبصوت مذبوح:
شاهين ابوي .. مانتظر منك كلام .. الكلام مأخوذ خيره .. ولاانتظر منك افعال في وجهي . وخبايا من وراي . انا اشوف غاده بعيونك .. افهمك لما تكون تبيني وماتبي تزعلني .. بس غادة داخل خاطرك ..
شاهين : برافو والله .. وانتي ظلي على اسلوبك معي وخليني طايش بين السما والأرض ..
جمان : انا انسانه ما أركض ورى احد .. ولا اساعدك انك تنسى .. ولا اسعى اني اسحبك جهتي .. يوم خذتك.. ماكنت ناويه أنافس عليك .. لو عرفت قيمة جُمان صح .. هذيك الساعه لو تجي ألف غادة وتفرش نفسها لك .. ماتشوف غيري ..
شاهين بضياع: عارف قيمتك والله ..
جمان : عشانك ماطلقتني تكون عارف قيمتي..غلطان ..انت بس مرعوب من فكرة انك تعرف قيمتي واكون مو في يدك .. عارف لو طلقت .. لو تنطبق السما على الأرض مارجعني ابوي لك..
شاهين ببحه : ساعديني .. احتويني .. خليك معي ..
ضحكت جمان بقهر : شاهين .. اوعاا .. انا هنا .. ترى ننام بنفس الغرفه .. معك شاهين .. قصدك اعطيك كلشي وتنسى غادة .. انا في قمة عشقي لك .. لما لقيت غادة نسفتني .. انا وقت ولدت بنتك .. رحت سميتها باسمها .. تفكر لو رجعت معك زي اول ..بتنسى ..
شاهين بصدق : والله انسى ..
جمان تحشرج صوتها :
مابي انسيك انا .. ابيك تنظف نفسك منها بنفسك .. شاهين أكش منك والله .. وهي بقلبك وعقلك .. ماتحملك ..

شاهين ضحك بآااه وعيونه امتلت دموع :
جمان .. تذكرين لانمتي وانتي حامل .. من شدة قربك .. كنت احس ببيان وديم كنت احس بحركتهم في بطني انا ... ماشتقتي لهالقرب .. ؟!!!

اختنقت جمُان بعبرتها ..
*يسئلني اذا ماشتقت .. يسئلني وانا اللي قربت اموت من بعده ..
كانت بيننا بيان وبعدها ديم ..
نضحك سويا ً ونحن نتحسس ركلاتهم ..
اصبحت بيننا افعى ..
اسمها غادة ..
لاتكف عن بث سمومها ابدا ً..*

شاهين بهمس : خلينا نعطي نفسنا فرصة ..
لاحظت رجفته .. ثم كحته ..
همست : ادخل عن البرد ولاتظل بره ..
ابتسم وقال يداعبها : شفتي .. تحبيني ..
جُمان :تمرض .. ثم نبلش بك .
ضحك :ايه يعني خايفه علي ..
جمان : هوووهووو.. خلاص خلك بالبرد يكسر عظامك .. وش دخلني عاد .. سلااام ..
ضحك شاهين: مع ألف سلامة يابعدهم ..
......
رجع سيف الغرفه .. ومعه صحن صغير .. لقاها رجعت انبطحت ومغطية حتى راسها ..
حط الصحن ع الكومدينا ..
وجلس جنبها : قومي افطري ..
مهره من تحت البطانية : ماعرف ابلع والله .. مابي .. ابي انام بس ..
شال البطانية عن راسها .. ولقاها ضامه نفسها .. وتوها بتتكلم .. الا قامت تكح متواصل ..
ساعدها تجلس ولمس جبينها .. ورقبتها :
لازم تاكلين عشان تاخذين ادويتك ..
مهره تلمس حلقها : يووجع ..
ابتسم وهو يجيب الصحن قدامها: ادري انه يوجعك ..بس انا مسوي شي يصلح لحالتك ..
مهره طالعت الزبديه الصغيره .. فيها حليب ..وشي ثاني ..
تسائلت : ايش هذا .. سيف ترى معدتي ماتستسيغ اي شي ..
ابتسم وهو يشيل لها بالملعقه : حليب وشوفان وحليته بعسل ..
توسعت عيون مهره:
اووووخس يالهيلثي ..
ضحك وهو يحط الملعقه بفمها: مو وقت مسخرتك ..
مهره حطت يدها بفمها وتكح : والله ماتمسخر ..بس فاجئتني .. كذا شوفان وحركات ..
سيف: كله عشان خاطر بلاعيمك ..
مهره ابتسمت وبتاخذ الملعقه: طيب هات انا آكله ..
بعد يده :
انا بأكلك .. ممكن ..؟!
استسلمت .. وتطالعه بشرود ومشاعر غريبة .. وهو يأكلها .. وباين الارهاق على كل ملامحه .. هو جا من سفر ولا ارتاح .. واللحين الصباح ..همست: ليه مانمت ..؟!
سيف بدون يدقق في عيونها:
ماجاني النوم ..
مهره: عشان حرارتي كانت مرتفعه صح .. حسيت فيك وانت تبدل كماداتي ..
سيف : بالله ..؟! .. لا ماهو السبب .. ماجاني النوم قلت اسوي شي مفيد
مهره عارفه انه يكذب .. النوم باين حتى من سواد جفونه ..
خلصت أكل .. وعطاها المضاد ..
مسكت يده: حرارتي زينه .. نام سيف ..
طالعها بشكل مطول وهو واقف .. وبعد تفكير .. قال:مُصره يعني ..؟!
مهره ببراءة هزت راسها ايجاب ..
اشر بحاجبه : زيحي اجل ..
مهره: طيب بعاديك كذا ..
سيف: ماعليك ..ماراح تعاديني ..
وراح انبطح جنبها .. وخذها بذراعه .. مهره على طول تشنجنت لقوة القرب ..
اللتفتت من الجهه الثانيه..
ضمها من ظهرها ..
ودس انفه في شعرها .. وكفه عند بطنها...
ارتجفت: ليه لفيتني كذا ..
سيف وهو مغمض:
كذا لاسخنتي .. بحس ع طول ..
بخفوت متوتر: كيف بنام ..؟!
همس وهو يضمها اكثر: بتنامين .. انتي في اكثر مكان آمن بالدنيا ..نامي ياعينه ..

*اغمضت عيني طاعه .. هو عاد ..ليس علي إلا ان اذعن .. لن اغضبه ..نبضه يصطدم بظهري .. انفاسه تحرق عنقي .. كفوفه تجمعني .. وانا اللتي انفرطت كالمسباح بدونه .. *

اما سيف .. وبعد ان سهر الليالي بلندن وجافاه النوم ..
وجد السكينه في رائحة شعرها ..
في جسدها الحار .. وقد ذاب بين ذراعيه ..
فعلا ً نام ..
ولاينوي تركها .. ابدا ً..
*عندما ذهبت في ذاك الليوم مزرعة صبحا.. وعندما اتت صاحبة عيون العسل ..
وحدثتني ..
عندما احتد النقاش معها ..
لم اضع ولا جزء من الواحد في المئة .. انها ستتملك قلبي ..
وتستعمره .. !
احتلال يامهره احتلال .. ماتفعلينه ..
تغتصبين ارضي .. وبشروطك ايضا ً*
..........
في الصاله وبعد صلاة الجمعه ..
اجتمعوا العايله وحتى جمان وبناتها .. اللي جات لان ابوها وامها جاو من الديره ..
سيف ومهره مانزلوا ..
فارس توه ينزل ..
وسلم على الكل .. وسيف الصغير تعلق فيه .. ضمه وجلسه جنبه ..
وسيف يتكلم بحماس عن الديره .. وعن النياق .. والخيول .. وعن الجده الكبيره والجد ..
ويوريه كمية الحلويات والعلوك اللي عطته الجده ..
فارس وهو يتفرج على كيس الحلويات .. :
والله حسيتك رايح البوليع¤ارد مو الديره .. على هالحماس ..
جُمان : الديره احسن من البوليع¤ارد ..
فارس طالعها بنص عيون :
لاتسوين نفسك البدويه المنتمية .. وان يعني ديرتي احسن مكان .. ومارتاح الا فيها..
ضحكت : والله ان الديره عندي .. تسوى مليون بوليع¤ارد .
فارس : انا يعجبني ابوي .. كذا متحضر .. وماعنده في الديره ولاينتمي لها ..
موضي : ترى ابوك كان اكثر واحد يحبها .. بالاجازات .. ايام المدارس كان يقضيها هناك .. ويسترجع طفولته .. يالله يرجعون هو وخالك شاهين..
فارس : كان يمه . كان .. اللحين الوضع اختلف .. تبين يتهاوش معك قولي رح الديره ..
موضي تنهدت .. : الله يخلف عليه .. ماعافها .. الا من اللي صار وهو رايح لها ..
سيف تلفت وبتسائل : إينه ماما .. ابي ماما ..
فارس : نايمه امك .. مريضه ..
عقدت موضي حواجبها : صدق ..؟!
تنهد فارس : ايه مارجعنا انا وابوي معها من المستشفى الا الفجر .. البنت حرارتها فوق الاربعين ويالله نزلت .
توسعت عيونهم .. وموضي بخوف:وش جاها.. وابوك ..؟! . يعني ابوك رجع ..؟! .. البنت زينه اللحين .. تكلم فارس قلبي وقع في بطني

بلقيس : وويني انا مادري عن شي ..
جمان : وينها اللحين .. نبي نطمن عليها ..
فارس : مع ابوي .. خذها معه لغرفته ..
جمان ولأنها فاهمه اللي كان حاصل .. بدهشه :
مهره .. ؟! .. مع ابوك ..! .. وفي غرفته ..
فارس يتمسخر :
احجي فارسي آني . ايه بغرفته . زوجته ترى ..
جمان : ادري انها زوجته .. اخلص .. وش صار ..
فارس سولف لهم عن كل اللي صار .. وسيف النتفه .. اللي يفكرونه مب مستوعب .. تأزم وهو يسمع عن وضع امه .. ولا انتبهوا .. له .. وهو يصعد لها فوق .. !
ولأن فهم انها بغرفة سيف .. راح دخل .. وينادي بخفوت : ماما .. ماما ..
ماردت ..
صعد ع السرير .. وكشر لما لقى مهره مدفونه بحضن سيف .. واثنينهم متعمقين بالنوم ..
هزها : مااما .. دومي .. ماما ..
مهره : هااا ..
سيف : انا هنا ماما .. سوفيني ..
وخرت مهره عن سيف وابتسمت وهي تلتفت لولدها: جيت حبيبي ..؟
صارت على ظهرها ..
سيف راح جلس فوق بطنها .. : فالس قولي انتي مليضه ..
رفعت يدها لخده :
لاا ياقلبي .. صرت زينه ..
سيف كان فتح عيونه .. ويتأمل الموقف .. وسيف ينزل راسه ويخبية بصدرها : حفت ماما ..انتي مليضه انا ببكي ..
مهره تداعب شعره الكثيف : لا ياماما .. ماني مريضه ولاشي .. يلا ولدي الشيخ بعد شوي .. عشان ماعاديك ..
سيف يقرب منها زيادة وبرفض : مابي ..
قامت تكح مهره متواصل .. وسيف جالس فوقها .. حاولت تبعده ومو راضي ..
قام سيف .. وشاله :يلد كتمت انفاسها ..
استعدلت مهره .. وخذت ماي تشرب .. سيف ربت على ظهرها: مااجوره ..
سيف تأثر : ماما .. أفيك .. تموتين ..؟!!!
ابتسمت مهره :
مستعجل علي ..ياكثر ماتقول بتموتين ..
سيف : عدوينك ..
ابتسمت مهره وهي تخفض عيونها ..
سيف الصغير .. : إيش تنامين .. مع أوبة .. سوين له حبيبي .. بس انا سوين لي حبيبي..(قصدة الضمه ) ..
ضحكت مهره .. وتوردت خدودها ..
اما سيف بنص عيون : شوفي بيجي يوم بفغص ال** هذا .. ولاتقولين ماقلت لك ..
بعثرت شعر ولدها : القلب ذا ..
قام سيف : يعين الله ..
......
بعد شوي نزل سيف وبعد ماسلم على الكل .. راح جهة المطبخ .. موضي :
وراه يمه .. تبي شي ..تبي اجهز لك شي ؟!
سيف بهدوء: مايحتاج يمه .. انا بسوي مشروب لمهره .. عشان حلقها ..لاتعبين حالك ..
بلقيس وفارس افتحوا عيونهم وفيامتهم ..وموضي وجمان كذا يطالعونه بفهاوة ..
موضي تلعثمت : اقعد واسويه انا..
سيف راح : خلاص انا عارف وش بسوي ..
اختفى من قدامهم ..
بلقيس : لا لا .. مبدل اخوي ..
فارس بحماس ودهشه : يالبيه ..يابوفارس .. متخرفن .. انا اشهد انه سيد من تخرفن ..
قامت جُمان :
قصر حسك .. اللحين يسمعك ويهون ..
راحت له المطبخ .. دخلت وسكرت الباب .. كان يعصر برتقال وليمون ..
ابتسمت وراحت تسندت على الدواليب جنبه .. رفع حاجب دون يلتفت عليها :
الفضوول ..
جُمان : قلي .. كيف الوضع .. يبشر بخير ..
سيف : الأمور طيبه ..
جمان : ابي تفاصيل .
ابتسم وهو يسكب الليمون في كاس كبير : عطيني زنجبيل .. مادله ..
جمان ضحكت: تدري انك صاير تهوس وانت تسوي هالحركات ..
سيف وهو ياخذ سكر بتهديد :جُمان .. !!
طلعت له اللي يبي .. : يعني صار نقاش بينكم ..
سيف : البنت محمومه هلوست .. وقالت اللي في خاطرها .. اللي قالته يكفيني .. انتظرها عمر والله ..
جمان : تمام .. وايش بتسوي مع نوف وهيا ..
زفر بقوووه ..
عقدت حواجبها : وش.؟!
سيف حكى لها وش صار مع هيا ..
جمان : أوف .. عاد مو كذا ..
جاته رساله في الجوال .. فتحها من هيا .. (قهرتني ياسيف .. ذبحتني من داخل .. الله يسامحك .. طلقني .. ..)
سيف : استغفر الله ..
جمان : هاا .. من راسل ..؟!
لف الجوال عليها .. قرت .. عضت شفتها : يالله .. مسكينه .. انت كنت قاسي بكلامك معها .. .
سيف يقطع الزنجبيل :
يابنتي ..لايسون فيها فجعتهم .زواجي منها ومن نوف ..كذا .. وكانوا راضين .. ليه ردود الفعل البايخه هذي..
جمان : القلب ياسيف .. هم كانوا تزوجوا لنفس احتياجاتك .. بس هم مالوا وانت ضليت .. .
سيف بجمود كمل : جدار ..!
رفعت حاجبها ونزلته : ماقلت كذا ..
سيف شال الكاس : ع العموم .. هذا كلام هيا .. باقي نوف .. الفاغرة هذي تروح تقول اللي حصل لها .. وذيك تعطي ردة فعل انو الكلام موجه لهم ثنتينهم ..
وضحك :
ايش هالخيبه اللي انا فيها ..
جمان ابتسمت : يسعد لي جوك .. اهم شي الايجابيه ..
سيف : انا بصعد .. اخذ الليمون لمهره .. ببدل وانزل معها جهزو الغدا ميت جوع ..
جمان : من عيوني ياقليبي ..
..........
بعد شوي في الصاله .. وفي جمعه عائلية حلووه ..
مهره جالسه جنب سيف .. تضحك معهم .. ومبسوطه مع انها الى الآن تعبانه ..
سيف وفارس .. يسولفون عن وضعها .. وهلوستها ويجننونها ..
فارس وهو يضحك :
سمعتك وانتي توصين اختك بالجوال تسدد ديونك .. وربي ماانتي صاحية ..
شهقت : كذاب فارس .. تبالغ ..
فارس رفع حاجب : خليني ساكت لاقول ديونك كم ..
مهره بفشيلة: اي والله اسكت .. ماصدق .. ماذكر .. اني قلت لها .. احسك شاطفها علي ..
سيف : بالله كم .. ؟!
فارس : أقوول .. ؟!
مهره صاحت : لااااا .. مااتقول ..
فارس : عشان يسددها ابوي لك ..
ضحك وكمل : عساس تقولين ماراح ترفع اعمالك لامتي .. من ديونك ..
انصدم سيف : كم عليك ..
فارس بمسخرة : واااجد ..
بلقيس : كم يعني ..شارية سيارة .. داخله مشروع.. ؟!
جمان: مسافرة فيهم .. كم صدق ..
سيف منزل عيونه جهتها وخذها بذراعه :
هامورتنا .. على ايش طاقه السلف ..
سعود :
عاد وش على مهرتنا دين .. انا أوفيه .. الحلال كله تحت امرك يبه ..
مهره توسعت عيونها :لا يبه .. فارس يبالغ .. شفيكم .. ماهو سلف سلف ..
سيف: كم يعني .. خمسين ألف .. مية .. مليون .. ابي اعرف ..
مهره برعب : مليوون .. !
واللتفتت على فارس وبتحذير: فروس لو تكلمت .. بتخسرني ..
توسعت عيون سيف : لذي الدرجه ..
مهره: واكثر .. ديوني .. انا كفيلة فيها وبسددها كلها ..
سيف بذهوول : أوووف .. وانا ابو فارس .. حرمتي مديونة .. وغارقة بديونها .. وانا اخر من يعلم ..
فقع فارس ضحك : كلها اربعين ريال لأيوب هنديهم .. وجارتهم شاكه اذا عطتها قيمة طلبيتها ..
مهره خبت وجهها باحراج : حيوووووووواااااااان ..
فقعوا كلهم ضحك .. وموضي: ياووويلي .. وانا قلت البنت وش هي متوهقه فيه ..
مهره بدفاع : والله اكثر .. زينه تلحقني بألف ..يعني مو لذي الدرجه بشيل هم اربعين ريال ..
سيف داعب شعرها .. وبحنية : الدين يبقى دين .. حتى لو ريال ..
مهره سكتت .. وصفنت ..خافت من هلوستها البارح .. ايش ممكن قالت بعد ..
شردت بفارس .. اذا هي قالت تفاصيل سخيفه .. مثل اربعين ايوب ..
ايش ممكن قالت لسيف ..
فارس حرك يده : آسف مهره .وش فيك بتبكين .. مزوح ماكان قصدي ..
طالعته بنص عيون :
فضحتني يلد .. وش بقى بعد .. الحق علي أمنت لك .. يابخور المواقد ..
توسعت عيونه .. واشر على صدره بسبابته :
انااا ..؟! .. بخور . المواقد ..
مهره : خلاص عرفتك .. بيرك يفوض ماله امان ..
شهق : لاااااا مهره ..تكفين .. الثقه ..
مهره صدت : مابقى منها شي ..
تحطم فارس : لااااتقولين ..
سيف مبسوط على اسلوبها مع فارس ..
استمرت الحوارات الحلوه ..
وقالت موضي : جدتك تبيك تروح الديره وتاخذ مهره .. عشان تشوفها ..
عقد حواجبه :
اقتراح مرفوض.. مهره ماراح تروح الديره .. اللي يبيها يجيها هنا ..
عقدت موضي حواجبها : جدتك مافيها حيل للطريق .. ومتشفقه .. تتعرف على حرمتك ..لاتحبكها .. وروحوا عندهم كم يوم تنبسط هي .. وجدك ..
سيف بعصبية وترت مهره:
يمه انسي ..
سعود بحده : لمتى سيف .. عمامك .. وناسك.. سنين ماتروح ..من بيوصل هلي لاغمضت عيني ..
سيف بعصبيه : الله يطول بعمرك يبه .. عمام .. ماعندي الا عمي فهد .. عذرا ً بس البقية انا ماعترف فيهم..
سعود بحده : سييف ..!
موضي بعصبيه : اهدو .. شجاكم .. الله يصلحكم ..
جمان بانفعال: سيف صادق .. ليش تتجاهلون تصرف عمامي .. يوم وقفوا مع حمدان واهم يدرون ان صوب سيف متعمد .. لانه تزوج نجود ..اخووي بغى يمووت .. وكلهم قالوا بالخطأ ..جدي اللي مارضا ..وقال كلمة حق ..

موضي بحده : جُماان .. !!!
فارس بصدمه: لحظه لحظه.. من اللي صوب من ..حمدان ولد عمي فيصل .. ماغيروه ... صوب ابوي .؟!
سيف رفع راسه وتنهد ومن بين اسنانه : قفلوووووها ..
مهره ارتجفت.. ومب فاهمه شي .. بس الواضح ان في احد كان محاول يقتل سيف ..في الماضي ..
فارس وقف وبانفعال وعصبية : واللحين ليش تو ادري .. يعني يبه .. انت مب على اصلاح مع عمامي عشان كذا .. طيب ورى انا اقابلهم .. واعطيهم وجه ..
سعود بحده: هم عمامك يافارس وعمام ابوك .. مسئلة قضت مع الزمن ..
سيف يطالع ابوه وبحده :
كل شي يقضي الا ان حمدان كانت عينه على نجود .وهي لي .. وكل شي انساه .. الا انهم درو ان هذا السبب اللي بغى يقتلني عشانه . وقالوا شاب وعاشق .. طاش وسواها من حر قلبه ..
سعود : قضى ياسيف .. ذيك سنين وراحت .. ونجود والله يرحمها واحنا عيال الليوم ..
سيف ضحك بقهر .. :
من قال ان الجروح تدفن مع المووت .. والله يايبه .. لو الود ودي .. ان عساف ..عساف واهو اخوي يرجع لدنيا .. اقسم بالله .. ان كان ..
مهره قاطعته .. مسكت ذراعه تنبهه ..ضغطت بقووه .. تمنعه يكمل ..
سكت .. وقلبه يخفق بقوه من انفعاله ..
سعود عقد حواجبه : وش كنت تبي تقول ..
سيف وعشان مهره ماتزعل قال:
بس .. تذكرت ان هو ونواف كانوا معي ضد اخوانك ..
سعود بغضب وهو يتكى على عصاه ويقوم : والله والكوبة منكم الثلاثه ..
وراح وهو يتحلطم بغضب ..
بلقيس : يالله .. اللحين تزيد رجل ابوي .. من الغيض ..
قامت موضي وراه عشان تهديه ..
سيف فتح ازرار ثوبه ودلك رقبته .. مايحب طاري الديره وعمامه ..
كانت اجمل ايامه فيها .. ومن تزوج نجود .. تتالت الاحداث السوداوية فيها .. ! ..
مهره حطت يدها على كفه وهمست تداعبه : الووو ..
ابتسم .. وتلاشت ابتسامته على طول .. وهو يضغط على عيونه .. والحادثه تطري عليه .. كانت بعد اسبوع من زواجه .. وكانوا رايحين الديره .. عشان عزيمة كبيرة مسوينها للعرسان .. وخلال العشا .. والاحتفال ..
اطلق حمدان .. كان ناويها في قلبه بس .. !!

قاطعه من شروده الحاح فارس .. اللي جثى قدامه : وين يبه وين .. وين صوبك الكلب ..
ابتسم سيف بحنية له :
وش لك فيها عاد ..
فارس : كذا ابي اعرف .. صدمتوني .. والله حتى لو اني ولدكم بالتبني .. شي زي كذا ادري عنه صدفه ..
اشر سيف على صدره فوق .. قريب عند تجويف الابط وذراعه .. قال : هنا بالضبط ..
شهقت مهره وحطت كفها على فمها ..
وفارس بصدمه : مو انت تقول عن الاثر انو حارقك القضا ..
سيف بتنهيده: وش هالقضى اللي بيجيني هنا .. لا يبه .. هذا اثر،رصاصة حمدان ..
فارس بحمية: والله لاشرب من دموووه ..
سيف نبط جبهته: ولا حتى في احلامك يجيك طاري كذا .. موقف قديم وانتهى .. واساسا ً انا قاطع علاقتي فيهم .. ومانلتقي الا في عزيات .. ولا مناسبات قوية حيل ..

وحتى بعد الحادثه وبس طابت جروحي .. رحت وسوا ابوي حمدان (جده ) عشى كبير .. عشان ياخذ اللي في خاطرنا انا وابوي اتجاه عمامي ..
فالمسئله منتهية .. بس انا في اشياء في نفسي .. ماتنمسح بسهولة ..

شرد سيف في كف مهره اللي فوق كفه..
فارس شرد في وجه ابوه .. لو صاير فيه شي .. لو ميت ابوي .. ليش ابوي دوم فرحته مكسوره ..
من يكون حمدان عشان يجاكره في امي ..
تخيل صورة ابوة في العرس .. كان صغير ..
كيف ولد عمه اللي من دمه ولحمه .. يطلق عليه بدون رحمه ..
وانا ألوم ابوي .. لاعاش بلندن وخلا كل شي وراه .. !!!
بلقيس .. ولحظة الصمت ثقيله .. كل واحد في نفسه تدور امور .. وافتراضات ..
قالت : وش فيكم .. حل على روسكم الطير ..
سيف فاق من شروده وقام :
انا بطلع ادخن ..
وقام طلع ..
تارك مهره .. تشعر بفجوة مكانه جنبها .. لو كان مافيه سيف .. !
كيف بتكون الدنيا ..!!!

............


نواف:ايه ادري .. بس ذا امر منتهي .. واحنا عيال عمومه .. ومابينا ثار ..
فارس بعصبية: والله امشيها لهم كلهم الا انت نواف .. كيف تخبي علي شي كذا ..
نواف بهدوء: وليه اقولك .. موقف حصل قبل تنولد .. ابوك عايش والله حفظه .. وهذهو عندك .. لايصير قلبك اسود ..
فارس وضايق صدره: وجعني قلبي والله .. رصاصة .. وابوي .. ليتها فيني انا.. نواف .. انت فاهمني .. انا الا ابوي .. والله لو يصير،فيه شي اموت ..
نواف : بالله انتوا وش فتح عندكم هالسيرة ..
فارس : امي وابوي سعود .. يبون ابوي يروح الديره وياخذ مهره .. لان جدتي مزنه تبي تشوفها ..
نواف : وجدتي مزنه ورى ماتجي مثل عوايدها .. كل بين كم شهر .. جات عندنا .. الا ان جدتي تبي حرش..
فارس: والله عاد ابوي مبسوط ونفسيته صايره حلوه .. من تزوج مهره ..
تنهد : خلاص .. لااحد يفتح سيرة الديره لابوك .. وانت بعد لاتقعد تسأل .. وتضايقه .. جاتك **** السؤال تتصل علي واقولك اللي تبي ..
فارس انصدم : نواف ..!
نواف : وانا صادق .. وابوي انا اكلمه واتفاهم معه ..
فارس : طيب متى بتجي انت ..
نواف : قريب ان شاء الله .. ابي اقفل .. كلشي لاني ابي استقر فترة مابي اسافر ..
فارس يتحرش : هااا .. هاا .. تبا تعرس ..
نواف يجارية : عاااد لاقي لي كورية.. كنها لعبة ..وجهها تقل انمي ..
فارس : الله ابي .. على كم ..
نواف :يا ** بنت .. ماهي ميدالية ..
فارس بنص عيون : ماااش .. خشتك ماتصلح مع الكوارية .. يبي لك سعودية ومن قلب الديرة والصحراء ..
نواف : والله هالقطن اللي هنا حلوين .. بس ماهنا خشوم ..
فارس : كيف يعني ..؟!
نواف : يهمني الخشم ياعمك ..ابيه سلة سيف ..
فارس بنص عيون: لاتفكر انك بتجيب وريث للعايلة احلى مني ..
نواف : انسى انك حفيد البيت .. بس بذن الله بجيب اللي يدق راسك ..
فارس : عندنا ولد عساف .. يشبهك ..
ضحك نواف : متحمس اشووفه .. من ترسل له مقطع يفقعني ضحك .. شيتعاطى هالورع ..
فارس : زااااحف .. طالع على امه ..
نواف : والله ومتحمس اعرف هالمهره .. اللي صنعت المعجزات ..
فارس : بتحبها ..
نواف ينبه فارس : هلاا ..؟!
فارس : اقصد حب اخوي مثلي معها .. ايش في مخك يشطح ..
ضحك نواف: تقول كذا يم ابوك يقصني ويقصك ..
ضحك :يالبى بوفارس .. ياعسى الضحكه ماتفارق فمه..
............
دخل سيف .. بعد ماطلع وراح عند ربعه وغير جوه وتلفت : وين مهره ..؟!
بلقيس : صعدت بتاخذ علاجها .. ومانزلت .. تقول بترتاح شوي ...
اللتفت على سيف .. اللي جالس محزن .. وبيده لعبه ..
عقد حواجبه: سيف .. وش فيك بابا.؟!
تنهد ..: ماما .. تقولي .. لوح .. انا ابيها ..
ابتسم وشاله وجلس وجلسه على حضنه :وليش زعلان .. هي تعبانه .. وتبي ترتاح ..
سيف تنهد بصوت: تقول عاديني .. ابيها عاديني ..انا أليض .. وماما اليضه .. اثنينا أليضيين .. احبها ماما .. مسكينه ماما ..
توسعت عيون سيف بدهشه .. من كلام النتفه ومنطقه ..
*واجتمعنا سيفين .. في عشق مهره نتبارى *

بلقيس متأثره: من مساعه وهو يقول كذا .. مهره خايفه تعاديه .. وهو من مشوا بنات جمان وهو يبيها ..
سيف وقفه على حضنه وطالع عيونه :
شوف ..خلينا نتفق .. لو صرت شاطر .. وطعت كلام ماما ..عشان نساعدها تطيب .. بس تصحى .. نروح كلنا المزرعه ..
توسعت عيون سيف : مع ماما ..؟!
: مع ماما ..
: وفالس ..؟!
ضحك سيف : وفارس..
: وكلهم .. وابي بيان وديم ..
سيف : لو تبي الجيران بعد .. واركبك على الحصان .. ونسبح في المسبح ..
.سيف راح ضم سيف بقووه .. وذرعانه .. تعتصر رقبته ..
وفي لحظه ابوية جميله ضمه بحنية ..
ابتسمت بلقيس ..
ودخل فارس .. وشاف الوضع ..
توسعت عيونه : لاااا ياشيخ ..
سيف يطالعه وراس سيف الصغير في رقبته : خير في شي ..؟!
فارس رمى مفتاحه على الطاوله .. ويقلد المشهوره موزه :
اناااا ساكته .. ومتحمله .. ساااكته ومتحمله ..
بلقيس فقعت ضحك ..
وسيف اوب فاهم : وش ذا ..؟!
فارس بتهديد: خير .. وش ذا الهاق .. انت حلاتك مع النتفه ذا عداوة ..سايح بحضنك اشوف..
ابتسم وهو يضمه اكثر : ورعي ذا ..
جاا فارس ومسك بلوزة سيف من ورى ويسحبه: قم يالعنكبوت .. لاصق ..
سيف تشبث بعمه : مااااابي .. اوووووبه .. فالس تكني..(فارس بيطقني)
فارس يشده : وخر .. ذا ابوي انا ..اقسم بالله لايوصل الدم للركب ..
ضحك سيف .. وطالع وجه فارس : من جدك .. ؟!
فارس وعينه في عين ابوه ..وبتحدي: ايه من جدي ..
وراح يمزع سيف اللي شبك.. بسيف ..
وسيف الصغير يضحك ويتعلق بعمه ويحتمي فيه ..
وسيف ضامه ..
ولما فارس راحت جديته وقام يضحك .. راح يدقدق سيف .. اللي مات ضحك .. وفك عمه ..
وفارس اسحبه ورماه ع الكنب ..
وراح يتعارك معه .. واثنينهم يضحكون ..
سيف شرد في الاثنين ..
وبلقيس ببتسامه حلوه تطالع سيف ..
وكل شيء في روحه يختلف .
ويعود للجمال ..!

بعد شوي صعد لغرفته .. ومالقى مهره .. طلع وراح غرفتها .. فتح بخفوت .. وسمع صوت جهاز البخار .. يشتغل ..دخل وسكر الباب .. لما حسها غافيه .. والكمام على وجهها.. ومتسنده على ظهر السرير..
وقف قريب منها .. مهره تتجزل .. وتحاول ماتشكي .. قاعده لحالها وتطبب في روحها.. لاحظ عيونها الذابله ..
من مساعه تضحك وتسولف ..
وهي اصلا ًتعبانه ..
وقف يناظرها..شعرها الحريري .. مخنوق في مطاطة الكمام ..
رموشها ساجدة في خنوع على خدها الشاحب ..
تأمل عنقها .. نحرها .. وصدرها يعلو وينخفض .. وصوت انفاسها موجع ..
نزل عينه على ذراعها .. واثار الابر .. متشكله في بقع زرقاء ..على بشرتها البيضاء .
وصل بتأمله لكفها الجاثيه جنبها .. نصف مفتوحه ..
عقد حواجبه .. لأثر نقط غريب في بطن يدها..
مد يده وفرد اصابعها ..
تحسس الاثر .. بتسائل .. كذا وحده وفي اماكن متقاربه ..
فجأه اسحبت مهره كفها .. وهي تستعدل.. وتشيل الكمام .. :
سيف .. !
سئلها : ايش اللي في يدك..
مهره طفت جهاز البخار .. وبتسائل : وش فيها يدي ..
مد كفه: هاتيها .. وانا اوريك ..
ارتبكت بس مدتها ..
مسكها واشر على النقط ..
مهره ببتسامة حاولت تخفي ارتباكها .. : تقصد النقط هذي ..
سيف وعاقد حواجبه ..: ايييه ..؟!!!!
مهره ارتبكت اكثر .. بس ضحكت : طحت في مزرعتنا مره.. وقدامي نار مشبوبه .. وجات يدي على الفحم .. وبس يعني .. ظل الاثر ..
سيف رفع حاجب وماصدق .. بس قال بسخرية :
واضح ان الفحم مرتب ونفس المقاس ماشاء الله..
سحبت كفها .. واللتزمت الصمت .. وهي تلملم ادوات جهاز البخار ..
وسيف راقبها ..وهي تتحاشى تناظره.. اللي بكفها اما بفعل فاعل .. او هي مسويته بنفسها .. كاتعبير عن حالة نفسية .. اوضغط نفسي ..
تنهد وماحب يقلب الجو شحنات .. جا جلس جنبها وخذ احد الادوية : حطيتي منه في البخار ..
هزت راسها ايجاب ..
لمس جبينها : تراك مسخنه ..
مهره: خذت بنادول اللحين تنزل ..
ابتسم : وش فيك ماطالعيني طيب ..
مهره تبعثر نظرها بكل شي الا وجهه ..
مسك ذقنها .. ورفع راسها له :
مهره ادري ان بينا بحور ودهور .. وعوالم .. الله بس اللي يدري فيها .. بس احنا اختصرنا الدنيا .. وحبينا بعض .. ومن قلب ..لما ماتبين تقولين لي الشي .. لاتقولينه .. بس لاتكذبين علي ..
همست وهي تحدق في مكان الاصابة اللي درت عنها الليوم وقالت :
لما قلت لفارس ان اثر الرصاصه حارقك القضا .. ليش كذبت ..؟!
سيف بعثر نظره : عارف فارس بيتأثر .. وبيحط في باله .. وبيحقد .. وممكن يكبر في نفسه هالشي .. ويغلط ..
ارتسمت في شفايفها ابتسامه صغيره :
اممممم ..
رجع طالع عيونها .. وهز راسه بتسائل .. خذت كفوفه .. واحتضنتهم بيديها .. :
خليني اختصر المسافه .. رغم الوقت القصير اللي بينا .. الا اني اسئل الله ياسيف ان يجعل يومي قبل يومك . .
خفق قلبه بدهشه .وبخفوت : استغفري ..
فاجئته لما اندفعت لصدره وضمته : اوجعوني عليك والله.. سيف انا ابتدي عمري معك .. في اشياء كثير ابي اعيشها معك .. باقي الدنيا بتبكيني .. ابيك حولي وتمسح الدمعه .. باقي بنكسر ابي اتعكزك ..
انصدم وهو يضمها ويغرس يده في شعرها : وش قصدك يامجنونه ..كل شي انتهى .. ماحد يبكيك .. والله ..
ضمته اكثر .. وخفق قلبه اكثر .. همس : مهره ..!!!!
رفعت راسها له وابتسمت : يالبيييه ..
حط انفه على انفها: وش كنتي تقصدين ..
مهره بعبث: كنت ابي احسسك بتأنيب الضمير عشان تخاف على نفسك .. وتتمسك في الحياه ..
رفع حاجب ومتعمد يسئل هالسؤال: وليه اتمسك فيها ..
ابتسمت ابتسامة حلووه .. وبدلع : عشاني ..!
رفع حاجب .. وهذه الغزاله الصغيره .. تجيد اللعب على اوتار قلبه ..
وتحترف اعتقال جوارحه ..
سيف توه بيبوسها .. الا بعدت وحطت راسها على حضنه .. وقالت :
انا مريضه .. المفروض ماتروح عني .. ..؟!
سيف يبعد خصلاتها عن خدها .. :
تدرين رحت عند اخوياي ..والجلسه عامره .. بس كنت افكر فيك والله ..
رفعت عيونها له :
والله .. ؟!
باس خشمها : والله ..
مهره سولفت معه .. مثل الطفله .. وسيف كان يداعب شعرها ..وملامحها ..
ضحك من سالفه قالتها عن صبحاا ..
مهره رفعت سبابتها على خده .. وضغطت على الغمازه .. وهمست :
تخررررررفن ..

اذا سولفت عذبه ويمطر معاها الديم
‏كأن المسامع أرض ، و الغيم شفتها
‏عليها حلا مايشبه الا " بنات الريم "
‏نعيم الحياه وغايته في ابتسامتها
...........
في مساء عصبي بالنسبة لجمان ..
تذاكر لبيان .. كانت تصيح بعصبيه : بيان .. ضفدع مافيه عصا .. ايش في مخك .. استوعبي جننتيني ..
بيان وبتبكي : ماعرف ماما .. ضرس .. ظلام ..وتقولين ضفدع .. ضيف .. كيف اعرف هذا فيه عصا .. هذا مافيه ..
جمان واللي كانت اعصابها فالته ضربت الدفتر بكفها :
ركزي بنطقي .. اللحين لما اقول ضـ .. ضـففففدع .. نفس لما اقوول ظظظظظظبي ..
ديم طايره عيونها .. تطالع امها بخووف ..
وخايفه على اختها ..
بيان قامت تبكي : ماعرف ماما..
جمان تضرب جبين بيان : خزني في مخك المصدي .. تعبت وانا اعيد ..
بيان قامت تبكي بصوت .. واكتبت ضفدع صح ..
جمان تضرب الدفتر : اكتبي ظلال .. اشوف ..
بيان اكتبتها بدون عصا ..
وصرخت جمان ..: بيااااان ...
انفتح الباب .. ودخل شاهين .. بيان وديم في وقت واحد اللتفتوا ..
وبصيحه ملهووفه : بااابااااا ...
ركضت ديم بسرعة البرق .. ولقفها .. وشالها فوووق .. وبشوق : عين بابا ..
بيان ركضت له ..
وجمان ..
مارفعت راسها له ..
ماتبي عيونها تفضحها.. كان المفروض يجي من اربع ايام.. ولاجا ..
واتصلت عليه وكله جواله مغلق ..
خافت ..
انرعبت من فكرة انه صار فيه شي ..
تزداد ضربات قلبها مع صوته .. ومداعباته لابيان وديم ..
وهم يشكون له عصبيتها وصراخها عليهم ..
قرب ناحيتها وهي جالسه ع الارض مقابله الطاوله ..
قال يداعبها : وش فيك مستشره على بناتي ..
وبيان تقول بانفعال :
بابا .. ماما تقول عن مخي مصدي ..
ديم : بابا مااما تقول شعري مدهن .. تقول شعري مو.. موو .. مو حلوو ..
جمان مارفعت عينها له .. وهي تعض شفتها السفليه شوي وتقطعها ..
بيان : بابا ماما شقت مريولي ورمته بزباله لاني وسخته بالحبر ..

وشاهين يناظرها .. وينتظر منها كلمه ..
نزل ديم اللي بتشكي بعد وقال : كيكاتي .. ممكن تخلوني مع ماما شوي ..
وغمز لهم وبهمس :
اصعدوو فوق ولو اقنعنا ماما ممكن نروح الملاهي ..
توسعت عيونهم : والله ..؟!
باسهم : اذا وافقت ماما ..
راحو ثنتينهم صعدوو .. وقبل يتكلم .. قامت جمان بسرعه .. وراحت اتجاه مرسمها ..
لحقها ودخل وراها قبل تسكر الباب ..

جمان بدون تلتفت : خليني لحالي ..
سكر الباب .. وعقد حواجبه :
وش فيك مع البنات .. ماهو عوايدك هالأسلوب ..
صاحت بانفعال : شاهيين اطلع بره ..
راح لها وسحبها من ذراعها ولفها جهته وبانفعال:
كلميني .. وش فيك .. وش صار لك ..
جمان رفعت عيونها .... له وصاحت .. وهي تدفعه من صدره:
ارجع من مكان ماجيت .. ليش رجعت ..اخر اتصال بينا .. بينت لك اني متضايقه انك ماطمنتني .. وتروح تطفي جوالاتك .. وفوقها .. تأخر جيتك اربع ايام .. يعني عساس عرفنا نقطة ضعفها ندوسها ..

توسعت عيونه .. ومسك معصمها .. وهي مستمره تضربه على صدره ..:
والله ماكان قصدي كذا .. .
صاحت وهي تنهار دموع :
شاهين ماخذت منك الا العذاب .. الله يلعنك كثر ماتمسكت فيك .. يالخاين يالجلف .. يالعاهه ..
انقضت عليه .. وهي تضربه وتسبه وتشتمه .. وشاهين قلبه ينبض بقووه وثوره ..
لهفتها .. حرقتها .. خوفها عليه.. الفاظها الغريبه على لسانها .. ماطلعت الا من قوو حبها وعشقها ..
دموعها الفيصل ..
دموعها غسلت غاده من قلبه ..
اندفاعها .. ضربها المؤلم ..
مسكها بقوووه وضمهاااا .. وهي تتفلت منه بكل ماأوتيت من قوه ..
*ضممتها بنية دفنها في جسدي .. كيف شككت .. في عشقي لها .. كيف جلست في خلوتي .. واعتزلت الجميع .. لأرى كفة من ترجح ..
ياثقل عشقك في قلبي ياجمان .. كفتك لم ترجح فقط .. بل زلزلت قلبي .. وكسرت حتى الميزان ..
جمان .. انتي شامه في قلبي منذ الولاده ..ولدت بها واموت بها .. انتي شامه ضننت انها بي رغماً عن انفي .. لكني اكتشفت ..
انها تقع في اخطر منطقه من جسمي .. ولو حاولت ان ازيلها تشوهت .. ومت ُ .*

شاهين .. دفن وجهه برقبتها .. وهمس: اهدي ياروحه ..والله الدنيا ماتسوى بدونك ..
انفاسه الحاره .. وهمسه .. كانتا كالبسمله والمعوذات .. على شياطينها الهائجه ..
هدت وهي تسمعه .. يهمس ويضمها اكثر ..:
اعتزلت العالم من بعد مكالمتك .. ماتواصلت مع احد والله ..
انتي تجاكريني .. وتدفيني لغاده بجفاك .. بس يوم اختليت في نفسي .. مالقيتك الا انتي .. عيني وقلبي وعقلي .. مايبونك الا انتي والله ..
همس ببحه : جُمان ..
بخفوت : هممم ..
بعدها وهو ماسكها .. وطالع عيونها: حبك الحقيقه بحياتي .. غيرك وهم .. عطيني فرصه واثبت لك ..
ارتجفت شفايفها .. بتقويسه طفوليه وعبره :
لو صدقتك وخذلتني .. بتخسرني..
شاهين بصدق: ورب البيت ماخذلك ..

*في عينيه صدق ثابت .. وفي قلبي طفل يريد تصديق الأكاذيب .. قررت .. منحه الفرصه .. ومنح نفسي شاهين .. عطشته وذبلت .. اريد ان استعيده ..سأضع ثقتي على كف عفريت .. ان وقعت .. تنتهي هذه القصه *

لفت ذراعيها على رقبته .. وسحبته ناحيتها .. وبكل ارادتها قبلته ..
توسعت عيون شاهين ..بصرخه داخله
*كم لبثناااااا*..!!!

بادلها بقووة شغفه وجنونه .. وهو يرفعها عن الأرض ..
في عناق كالمُسكر .. !
شهية كالعسل .. مُره كالقهوه
جمان .. ونقطه ..!!
........
بالليل .. مهره في غرفتها .. وكانت تروح وتجي بتوتر . .. سيف راح لهيا ..
لأنوو قال بيجلس معاها وياخذ خاطرها قبل مسئلة الطلاق ..

ـــ قبل مايمشي ..
هو كان يلبس الشوز ..وهي كانت جالسه جنبه ع الاريكه .. قطعت يديها ... وهي تشبكهم في بعض ..
رفع حاجبه وهو يلبس كبكاته :
ترى رايح عشان اطلقها ..
مهره مسويه مكابره : وانا قلت شي .. عادي يعني حتى لو تفاهمت معها وراضيتها ..
اللتفت ناحيتها وبتحدي: جد ..؟!
مهره نزلت عيونها ..:
انا مابي أحد ينظلم بسبابي .. حتى لو كان هالشي ضد رغبتي ..
نزل عيونه لكفوفها اللي حمرت من ضغطها عليهم .. فك اصابعها .. ومسك كفها .. :
ماحد انظلم بسببك .. ومافيه مظلوم في المسئله كلها .. البنت تبي تطلق .. وانا بطلق .. وانتهينا ..
مهره رفعت راسها: مره قلت لي .. انك رجل .. وتحتاج الحرمه بحياتك .. سيف .. انا احبك .. بس مو قاعده اقوم بالدور اللي تحتاجه في حياتك .. مابي اظلمك حتى انت ..

سيف وقف .. وباللهجه هاديه يوضح لها :
خلينا نقول اني طول السنين اللي فاتت .. بحثت عن احتياجي .. ومارسته..جربت ماحرم نفسي .. بس ماكنت مبسوط .. ماكنت اتعلق بأحد .. ولا اشتاق .. كل شي يصير مثل الشرارة وتطفي ..

حدقت فيه .. وركز بعيونها كثير .. وكمل بصدق:
كلشي اختلف يوم حبيتك مهره .. طغى حبك على كل شي .. ماعدت احتاج الا قربك والله ..
امتلت عيونها دموع ..:
بس انااا ..؟!!!
سيف خذ شماغه على كتفه .. وحط عقاله على راسه :
انتظرك عمر .. بيجي الليوم .. اللي بعالج جروحك .. وانتي اللي بتجيني من كيفك ..
توسعت عيونها ..:
انا اجي من كيفي .. اففف يالثقه .. لااتتعشم
سيف يبخ العطر على ثوبه :
طيب ماراح اتعشم. باقي نوف .. موجوده ..
وغمز لها .. :
على اقل من مهلك حبي ..
صاحت وهي تقووم : سيييييف .. ! .
جا ناحيتها وضم وجهها بكفوفه وباس عيونها .. : راح ارجع .. انتظريني .. لاتنامين ..
هزت راسها ايجاب ..
وبودها تتشبث فيه ومايروح ..
توجه للباب ..
وبسرعه راحت له ووقفت قدام الباب .. وبالحاح طفولي: امانه سيف لاتتأخر هناك ..
ابتسم : من عيوني ..
مهره: سيف انت قلت .. تنتظرني عمر ..
سيف : وانا قد الوعد ..
تحرك خطوه للباب ..
ومنعته وكفوفها على صدره : سيف .. !
سيف ذايب عليها : ابوووي ..
مهره ومحتاسه بنفسها :والله احبك .. والله والله ..
سيف بحنية : وانا اعشقك .. مو بس احبك ..
وتقدم خطوة للباب .. ومنعته:
سيف .. !..
ضحك بحيرة .. لتصرفاتها الطفوليه .. اللي قيدت حركته :
مهره خليني اروح عشان ماتأخر .. والله راجع لك ..
مهره بعدت عن الباب: في أمان الله ..
بعثر شعرها : في امان الكريم ..

الوقت اللي غابه سيف مو طويل .. لكن احس انه مرت سنه ..
وانا ماتصل .. لمراعاة الذوق في الموضوع .. فجأه تطلع قرينتي الشيطانه .. وتضحك ضحكة الساحرات .. ( هو لك .. لك لحالك .. انتي تحبينه وهو يحبك .. لاهيا ولانوف .. ولا اي حرمه في الدنيا تنافسك .. وش فيها اذا انتي نفسيه وماعطيتيه حقوقه .. هي الحياه بس هالشي ..)

بعدها طلعت قرينتي الملاك .. (انتي جيتي اخر شي وتبين تتملكينه .. هو رجل ..ودامك مترهبنه .. خليه يعيش حياته .. وهم زوجاته وبالحلال ..)

وصرخت الشيطانه(تخسيييين زوجاته .. كانووو .. انتي زوجته بس .. انتي قلبه .. انتي اللي يشوف الدنيا من عيونك .. انتبهي تتنازلين عنه .. لأي زفت في الدنيا .. وحتى في الاخره .. انتبهي له من الحور العين ..) ..

جات الملاك ودعست الشيطانه .. وشاتتها ..(مهره .. لاتصيرين انانيه .. دامك ناويه تحبينه على الناشف خليه يعيش ..)

هاجت الشيطانه وبصياح(خليها تقنعك .. وخليه عندها .. ياهبله .. شكله صالح هيا .. وشكله نام في العسل معها ..وخلي ام الجناحين تلعب عليك )

شهقت مهره : ايييييييييشششششش ..؟؟!؟؟

وفي الكراج سيف وقف بسيارته .. وظل شارد ومانزل على طول ..
قبل شوي كان الوداع مع هيا مؤثر نوعا ً ما .. بس ماقدر يكذب عليها ويعشمها ..
وهي اختارت الانفصال ..
لما وصلت لنتيجه انه حاله ميؤوس منها ..

اجمعت كل شي يخصها من بيته ..
ولما كانوا الخدمات يركبون اشياءها بالسياره ..
ابتسمت وببحه: بوفارس ..
سيف : يالبيه ..
كانت بعبايتها والشيله على كتوفها .. امتلت عيونها دموع :
الله يوفقك .. واذا في البنت اللي علقتك فيها خير .. ان الله يتمم لكم ويبارك لكم ..
سيف بخفوت: الله يجزاك خير .. سامحيني هيا ..
بغصه وابتسامه: والله ماشيل عليك ..
مد يده بيصافحها ..
صافحته .. وشاف دموعها كيف انزلت .. زفر بثقل قلبه وخذها ضمها :
هيا .. تكفين .. لاتبكين .. ولو تتراجعين عن قرارك .. والله البيت بيتك .. وما انتي رخيصه عندي ..
ابتعدت .. وهي تمسح عيونها .. وابتسمت : اول مره اتخذ هالقرار بكل هالقناعه ..صدقني مو زعلانه ولاندمانه .. باللعكس اتمنى انك تلقى نفسك صدق .. والله تستاهل كل خير ياسيف ..
ابتسم لها : وانتي تستاهلين كل خير والله ..

تنهد بقوه .. وطفى السياره ونزل ..
دخل اللبيت وصعد ..ودخل غرفته ..مهره كانت مو في الغرفه ..
كانت طلعت تطمن على سيف النايم بغرفة فارس ..
ابتسم وهو يشوف اكوام ورق الملاحظات اللي مقطعين .. مو بس مقطعين منتفيين على الطاوله اللي مقابله الاريكه ..
كان واقف .. وسمع صوتها داخله من باب الجناح وتتحلطم بعصبيه..: يقووول رايح يطلق .. النصاب .. الى الان ماجاا ..اكيد تدلعت عليه .. وهون .. استغفر الله .. انا ليش جالسه انتظر ..

كان مستمتع وهو يسمعها .. وشكلها قعدت بغرفة الجلوس .. وتكلم نفسها :
كيف صدقتي هالجلف ..يمووت بالحريم .. يبي كذا.. مره هيا ومره نوف .. ومره انتي يكذب عليك ويقولك احبك وانتظرك عمر ..
توسعت عيونه ..ورفع حواجبه ..

مهره افتحت جوالها .. : عاد قلنا ذوق ومو رانه عليه .. بس خير يعني .. والله لاتصل واخرب عليه كل شي ..
ورن جواله ..
مهره انصدمت .. لما الصوت جا من الغرفه ..
تيبست مكانها ..
وخاصه لما طل سيف من الفتحه .. وبتهكم :
اجل انا امووت في الحريم .. ؟! .. وانا نصاب .. وجلف بعد ..
رفعت عيونها له وعضت شفتها :
متى جيت ..؟!
سيف بجمود .. عطاها نظره حارقه ..
وراح رجع في الغرفه : مو شغلك ..
توسعت عيونها .. وقامت لحقته .. وقف يشبك جواله بالشاحن ..
ومهره :والله موقصدي ..
سيف فتح علبة ماي شرب منها .. : هذا رايك فيني يعني ..
مهره خلاص بتبكي :لا والله .. انا كذا كنت اتحلطم.. آسفه .. ياليتني نمت ..
جلس سيف على سريره وتسند .. وببرود : ايه والله ليتك نايمه ولاسمعت منك هالكلام اللي يسم البدن ..شيلي هالقراطيس اللي قطعتيها .. وارميها بزباله ..

مهره انصدمت .. اول مره سيف يكون جدي معها كذا ..
طالعت عيونه ودموعها تجتمع .. في كثير اسئله في بالها .. بس مزاجه مايساعد .. وهي طينتها بكلامها ..
تكونت غصه بحلقها ..
وسيف يطالعها بجمود ..
راح يفتح كبكاته .. وتوها مهره بتروح تشيل الاوراق المقطعه ..ناداها ..:
تعالي خذي كبكاتي حطيهم بالعلبه لايضيعون ..
توسعت عيونها بدون تلتفت .. بس اللتزمت الصمت ..
وقامت وراحت له .. وهو ماد كفه وفيهم الكبكات .. وتوها بتاخذهم قفل يده وبعدها عنها.
عقدت حواجبها.. وهو يقول :انا جلف ..؟!
مهره بخفوت: لا ..
رفع حاجب : انا نصاب .. ؟!
مهره وفمها يتقوس : لا ..

مد كفه بالكبكات .. وتوها بتاخذهم الا مسك معصمها وسحبها ..
طاحت على صدره .. وصاحت لان خشمها ضرب بصدره : وجعععع ..
وتوها بتقوم ..الا كبل حركتها برجله .. وتمسك فيها .. وقال :
خليك .. ابيك بسالفة ..
مهره : وخر عني .. تقعد تهاوشني .. كني اصغر عيالك ..
سيف بنص عيون :ليش كنتي تسبيني في حلطمتك ..
مهره منزله عيونها: لانك قهرتني ..
سيف : قهرتك بوش ..؟!
مهره:ولاشي ..
سيف : طيب قولي لأني اغار عليك وابيك لنفسي بس ..
سكتت مهره ..
بس انفاسها كانت تلهب رقبته ..
والقرب كذا مزعج..
وسيف جاذبيته لعينه ..
همس : تغارين .. ؟! . قوليها .. وخفتي ارجع لهيا..
مهره مستوا عينها رقبته .. ذقنه .. فمه ..
حاولت تبعد .. ومسكها ..
رفعت عيونها : سيف فكني .. تكفى ..
ابتسم وحرك حاجبه:
ماراح اسوي لك شي .. عندي كنترول ..
مهره رجعت سكتت..
سيف نفخ على جبينها .. : قولي .. واسئلي .. لاتتحلطمين لحالك ..
عضت شفتها ببتسامه ..:يعني مازعلت مني ..
هز راسه نفي .. وباس خشمها : باللعكس .. كنت اضحك على كلامك ..
مهره بدلع عفوي :وليه تسوي فيني هالحركات ..وقعت قلبي..
سيف : عشان اجننك كذا .. لاخفتي تصيرين كنك بزر عامله عمله ..
مهره : ياشيخ .. !!
وبتبعد .. ومسكها من جديد .. : اذا عندك اسئله .. سئليها وانتي هنا .. لابعدتي .. ماعندي ايجابات ..
مهره بعصبيه: كيف اسئل ماعرف ... ماركز .. اصلا ً عورتني .. فكني عشان اعرف اسولف ..
سيف : اففففف يالعياره .. اللحين كذا عورتك ..
مهره شتت نظرها : طيب قول لي .. وش صار مع هيا ..
سيف : انفصلنا .. باسلوب مره حضاري ..
مهره : كيف يعني حضاري ..؟!
سيف : يعني سامحنا بعض .. وكل واحد خذ خاطر الثاني ..
مهره : اهاا كويس ..
عقدت حواجبها وهي تلاحظ الشي على كتفه .. وتغيرت ملامحها .. ظ،ظ¨ظ درجه ..

سيف بقلق: وش فيك ..
هزت راسها نفي : مافيني شي .. خلاص سيف ابعد ابي استعدل تضايقت ..
فكها .. وراحت جلست .. لاحظ سيف توترها وهي ترتب شعرها .. وتلمس رقبتها ..
سيف وهو يجلس : .. وش فيك تعكرتي ..
هزت راسها نفي ...
وقامت وبدون تلتفت: ارمي ثوبك مع الغسيل لاتلبسه ثاني .. عشان فيه آثار الانفصال الحضاري ..
عقد حواجبه وهو يشيك في ثوبه .. وشاف بقايا الروج والكحل ..
وفي داخله اففففف ..
مهره صدت وبتمشي .. ناداها: مهره .. وقفي .. مو مثل ماشطح مخك ..
مهره بدون تلتفت : ماشاء الله هذا رايح تطلقها كذا .. لو رايح تصالحها كيف ..
راح ومسك كتوفها .. : ماني متعود ابرر اي تصرف .. اتصرفه .. بس مهره عشانك انتي وعشان شانك عندي .. راح ابرر . هيا حيل تأثرت وبكت يوم صافحتها قبل تمشي ..ضميتها من باب المواساه ..

ناظرت عيونه .. مايحق لها التبرير .. ولاتستحقه ..
لكن سيف يلتهمني كالاعصار .. ويجذبني الا مركزه فقط ..
يصبح محوري .. مهما كابرت وابتعدت ..*
مشاعرها متضاربه .. خايفه من انانيتها ..خايفه تكون ظالمه ..

بس غصب عنها .. مو بيدها .. ماهي قادره تتحمل فكرة اي انثى معه ..
لاحظ ملامحها وحيرتها .. حط يديه على خدودها وباس جبينها .. :
غيرتك .. وانانيتك فيني .. ارحب فيها .. قولي مابدا لك .. ودافعي عن حقوقك ..
ابتسمت وامتلت عيونها دموع .. وحركت شفايفها : احبك ..
همس: قوليها بصوت ..
مهره ببحه: أحبك سيف .. احبك وربي ..

خذها ضمها : يابعد الدنياا ..

ــــــ بعد شوي .. نزلت مهره لما درت ان سيف جايع وماكل .. راحت تسوي له شي خفيف ..

كنت في المطبخ .. هدووء .. وليله بارده من ايام الشتاء الاولى ..
ارتب الصينيه .. مبتسمه .. وحاسه براحه نفسيه ..
قرب سيف نساني الهم والماضي وكل شي ..
متأكده ان مع الوقت ..
راح يطيح كل حاجز بينا ..
سيف ماراح يخذلني .. ولايتركني .. سيف اليد اللي ماراح تتخلى عني ..

كنت احط اللمسات الأخيره في الصينيه .. لما حسيت في صوت حركة في الصاله ..
ابتسمت ..
اكيد سيف نزل .. مع اني قلت له بآخذ له الصينيه فووق ..
رحت والاناره خفيفه .. لكن ..!!

هناك كيان واقف ومعطيني قفاه وشكله يطالع شي بالجوال ..
ماهو سيف ..
وجل قلبي من القامه .. والوقفه .. واستعذت من الشيطان في داخلي ..
وببحه : انت مين ..؟!

اللتفت ..
لأشهق كالمصروعه .. اتسعت عيناي .. حتى كادتا تخرج من محجرهما ..
قلبي سيقفز من قفصي الصدري ..
رعب .. هلع .. جنووون .. لااااا .. كابوس .. ليس واقع ..!!!!!
ذاك الواقف .. ميت .. والله مات .. كيف عاد ..
هززت رأسي أنفي التصديق ..

وهو امامي عاقد حاجبيه وينظر اللي بذهول وتسائل .. تقدم نحوي وبخفوت :انتي ..؟!

مهره ابتعدت مثل المجنونه .. وصعدت فوق تركض .. افتحت غرفة سيف .. كان توه طالع من الحمام .. ومبدل .
مهره اندفعت له وكأن كل اشباح العالم تطاردها .. وبهلع كانت تقول :
ماماااات .. سيف .. تحت .. شفته ..
عقد حواجبه وهو يمسكها بخوف : مهره اهدي .. من شفتي ..
مهره تأشر مثل الخبله: الا أهوو .. والله .. والله شفته .. كان ميت .. هو مات ..
سيف خاااف عليها مسك راسها ..ويمسح على شعرها : بسم الله عليك مهره .. تعوذي من الشيطان ..
مهره مرعوبه وترجف .. قامت تبكي : يمممه شي يخوووف .. والله شي يخووف.. اهو انا ماجنيت ..ترى انا صاحيه ..
سيف مسك وجهها وركز بعيونها وبحده: مهره .. طالعيني .. فهميني .. من شفتي ..

مهره برجفه .. وسبابتها تأشر جهة الباب :
عساااف ..عساف تحت .. عساف بالصالة ياسيف ..
.........
متسنده ع الباب .. وهو يطق .. ويتوسلها : تكفين زينه .. اجي يمك ..والله اضمك بس ..
زينه بحده:
فكني واللي يرحم والديك .. ترى انا طالعه من ذمتك .يابن الناس.. لاتقعد تنفس على مخي طول الليوم .. وتضربني .. وتجي تلصق فيني اخر الليل ..
عبد الإله يطق الباب بقوه وبحده: ماانتي طالعه من ذمتي .. والله بس لساني يقولها .. احبك زينه .. احبك والله العظيم لاتكسريني ..
زينه:
شهالحب .. اللي تفتش في جوالاتي وتشك في حركاتي .. شهالحب اللي مافيه ثقه .. تنزلني المزرعه وتتصل على جديده .. تتأكد ..
عبد الإله: صدقيني كنت مكلمها اسلم عليها ..ليش تفكرين هالتفكير زينه ..
زينه بعصبية :
ايه صدقتك .. ياخي انا شسويت لك .. ليش تسوي فيني كذا ... انا مادفع ثمن احساسك في النقص .. ماهو ذنبي والله ماهو ذنبي ..
عبد الإله .. طق الباب بقووه :
لاتقولين عني ناااقص .. فتحي هالباب لاكسره ..
زينه بعصبيه وغضب : اقسم بالله .. وراس جديده وخواتي لو ضليت تضرب هالباب .. والله افتح النافذه وارمي نفسي مع الدريشه ..

عبد الإله بخوف : لاعاد .. ماتسوينها .. لاتقولين كذا الله يهداك ..
صرخت : والله اطب .. واخلص من هالدنيا .. انا ساكته وصامله ومتحمله غثاك .. وجورك .. وانت جالس تصعبها علي .. خلني في حالي .. لابركة في ساعه ارتبطتني فيك ..

عبد الإله .. اسند جبينه بضعف على الباب ..: لاتقسين علي يازينه .. قدري ظروفي اللي امر فيها ..
زينه بكت : كنت مقدره .. وكنت عادي .. وكنت مابي منك شي الا الحب والاحترام .. بس انت مريض .. تفكرني ماسكه عليك ممسك وبفضحك .. ماهو انا من هالنوع ياعبد الإله .. لو بتخلى عنك تخليت من اول ماعرفت حالتك ..
بضعف :انتِ حلوه .. وجميله .. وماراح ترضين تكملين معي .. ادري بيجي يوم وتنسحبين .. ولابتخونيني .. وبتعشقين غيري ..
زينه .. حطت كفوفها على الباب وبقسوة :
اي والله اني واجد عليك .. بس ماللبلاوي الا الصبر ..
طق الباب بعنف .. وهو يسبها ويشتمها ..
وزينه ابتعدت عن الباب .. وسدت اذانها .. وهي تمتم: الله يسامحك ياجديده .. الله يسامحك .. على اللي سويتيه فيني وفي مهير .. !!!
.......
سيف عقد حواجبه :
عساف .. حي .. وهنا ..خبله انتي ..
مهره بانهيار : اقسم بالله طلعت من المطبخ وشفته .. عاد انا ماني نايمه واحلم ..والله شفته ..
سيف مسك راسها وطالع عيونها .. وبحزم : مهره خلاااص .. ركزي معي .. انتي فاهمه الموضوع غلط .. شكلك شفتي احد يشبهه ..

مهره انصدمت وبانفعال: سيف وش فيك .. اقولك عساف .. مب شبه .. رح شوفه .. والله هو ..
سيف مسك ذرعانها :
اهدي وبشرح لك كل شي ..
مهره بانفعال راحت دفته ..وصاحت : لاتعاملني كني خبله .. انا ماتوهم .. لاتشرح لي شي رح شفه .. لايروح .. ويشككم اني مجنونه .. ترى عاد عساف يقدر يوهم اللي حوله بكل شي ..

صاح فيها : مهره سمعيني ..
سدت اذانها : مابي اسمع شي .. اول تطلع تشوفه .. بعدين اسمعك .. سيف تكفى ..
سيف ويجاريها :
طيب اهدي انا رايح .. اشوف وجايك .. اهدي ولا ماراح اروح ..
مهره تبلع ريقها وتمسك راسها وبرجفه: هديت .. والله هديت .. روح سيف روح ..
طلع سيف وسكر الباب وتنهد بقووه ..راح يمشي في ممر الدور الثاني متوجه لأحد الغرف ..
شارد وتسائل هايل في ذهنه : ايش العلاقة بالضبط .. اللي كانت تجمع عساف بمهره .. امشي مسئلة انها انصدمت ان فارس ولدي .. اول ماجات ..
مسك مقبض احد الغرف وافتحه واهو يقول بداخله : بس كيف ماتدري ان نواف توأم عساف ..!!!!!!!

اللتفت نواف اللي كان يشلح جاكيته ويرميه .. وابتسم بشوق :
حييييييي الله العضيد ..
ابتسم سيف .. وهو يدخل الغرفه .. ونواف .. يجي ناحيته ..سيف يضمه بقووه:
هلااا باابوي .. هلا بك يابعد راسي ..
نواف .. باس خشمه وجبينه:
والله مشتاق لك يالغالي .. بشرني عنك ..
سيف ربت على كتفه: يسرك الحال ..
نواف اشر بابهامه لورى:
البنت اللي واجهتني تحت .. ؟!
سيف ابتسم : زوجتي .. والله ماتدري انك نشفت دمها..
ضحك وهو يرمي السكارف .. ويفتح ازرار قميصه : ليييه ..؟!
سيف بحيرة: تصدق انها ماتدري ان لعساف توم ..يوم شافتك .. انصدمت .. جاتني زي المجنونه .. وتفكر عساف رجع حي ..
نواف بلامبالاة .. : حسستني ياسيف ان عساف .. كان حاب هالشي .. عشان يعلم اللي حوله عنه ..
سيف تسند على التسريحه وقال: خلينا نقول خويته .. ممكن .. بس زوجته .. حول سنتين معه ماتدري عن شي كذا ..
نواف بسخرية :
والله عساف يسويها .. اذا انت الى الان مو واصل لسبب من زواجته الغريبه هذي .. ولا كيف وصل للبنت .. فالاتستغرب انها ماتدري عن توأم له ..
زفر سيف : خليني اروح اشوفها ووضح لها .. الوكاد ان اخوك يجلط حي وميت ..
نواف وشتت نظره .. وبخفوت : الله يرحمه ..
توجه سيف للباب ..
وقبل يطلع وقفه نواف .. وبتردد سئل : سيف.. بسئلك كم عمر سيف الصغير بالضبط..
سيف بتفكير .. : والله مب متأكد يا اخوك .. بس تقريبا ً سنتين وخمس شهور .. سنيتن ونص .. توه ماكمل الثلاث يعني .. ليه تسئل ..؟!
ابتسم نواف وهز راسه : ولاشي .. لاني اشوف مقاطعه يرسلهم لي فارس .. ولا ادري كم عمره بالضبط ..الورع دخل قلبي ..
سيف : تمام ..ارتاح ياابوي .. ونلتقي بكره..وبتشوفه .. وتشبع منه ..
نواف : تصبح على خير ..
سيف : تلاقي خير ..
طلع سيف .. وتغيرت ملامح نواف .. وهو يمسك جبينه .. ويضغط على عيونه ..
وصورة مهره وهي واقفه ماتروح عن باله .. عيونها المذهوله ..
نفض راسه .. : إيش اللي قاعد يصير ..
راح يحاول مايفكر ..فسخ بلوزته ورماها وراح يطلع له ملابس من الدولاب .. شرد ووقف ومخه يستعيد اشياء ولمحات ..
نفض راسه : اعوذ بالله من الشيطان .. لاا كثير كذااا ...!!!!!!!
......
يوم رجع سيف الغرفه لقى مهره واقفه وفاتحه النافذه الكبيره .. وحاطه كفوفها على الحافه .. وتحاول تاخذ في صدرها اكبر كمية ممكنه من الأكسجين ..
اللتفتت لما سمعت صوته يدخل ..
طالعته تنتظر نفي .. اكثر من تأكيد .. بهدوء:
تعالي اجلسي . بوضح لك شغله ..
مهره بعصبيه: سيف تكفى ..
قرب منها وحط كفوفه على خدودها وطالع عيونها ..:
مهره ذا نواف ..
توسعت عيونها .. : يعني هو يشبه عساف لذي الدرجه .. لدرجه بالنور الضعيف فكرته اهو ..
سيف هز راسه نفي :
نواف توأم عساف ..توأم متطابقين ..ماهو شبه بس..
خفق قلبها بقوووه .. وارتجفت :
كيف ..من جدك أنت ..
سيف هز كتوفه: هذا الواقع .. بس هم مختلفين مره بالأطباع .. يعني لايوترك موضوع الشبه.. نواف مختلف تماما ً عن عساف .. لو أدري ان ماعندك خبر .. كان قلت لك من قبل..
هزت راسها بعصبية وتوتر :
ماكنت أدري .. والله ولاجا ببالي حتى .. يالله كيف كذا ..
سيف .. وعيونها الحايره .. الزايغه تحيره زياده .. والسؤال .. كيف كانت علاقة مهره وعساف بالضبط ..
يستشف بعض الأمور من تصرفاتها ..
لكنها تخمينات بس .. !
ولايبي يسئلها .. لأنها ماراح تجاوبه كالعاده.. !

سيف بتنهيده: راح اطلع ع البلكونه شوي ..
تركها .. ومهره تهالكت ع الأريكه ..
شردت في السجاده ..
وعيون نواف ونظرته لها .. انحفرت في مخها .. لما شافني ..
كان بعينه صدمه ..
وتسائل ..
النظره .. نظرة شخص شافني من قبل ..
ارتجفت للفكرة .. تعوذت من الشيطان.. وقلبها يخفق بقوة ..

اما سيف كان شارد وينفخ سحب الدخان ..
مهره القريبه البعيدة ..
كيف خافت ..!
كيف ارتجفت ..
كيف افقدت القدره على تصرفاتها ..

نفخ الدخان .. احيان يحس نفسه مربط .. عن اي تقدم مع مهره .. !
لأنها تخفي الكثير ..
لو افترضت ان عساف كان يجيها غصب .. ليه وهي زوجته .. وراضيه فيه ..
لو كان يخونها .. كيف يخون مهره .. وهي اجمل انثى مرت عليه ..
ممكن كان يضربها بعد .. ممكن ..خوفها يدل ان كان عنيف معها ..
بس ليه يضربها عساف ..
ايش السبب ..
مهما كان سوء عساف ..
ماراح يضربها كذا ..
نفخ الدخان ..
وتنهد .. طيب ممكن ماكان يضربها ولا يغتصبها وانا افترض .. !
الحيره ذبحته ..
تنبه من شروده .. وهي تجي له من وراه .. وتدخل يديها تحت ذرعانه ..وتضمه .. اسندت خدها على ظهره ..وابتسمت :
بدل ماعشيك .. عكرت جوك ..
سيف بشرود :
خوفك كان غريب ..
مهره بهمس وهي محتفضه بضمها له:طبيعي بجفل لو رجع ميت للحياة .. حتى لو انه ابوي ..
سيف والدخان يطلع من فمه .. شارد في الخارج: كان يضربك .. صح ..؟!
مهره بخفوت: لا ..
سيف ضحك بتهكم مرير ..
مهره اندست في ظهره زيادة: صدقني علاقاتي باعساف كانت حلوه.. باستثناء بعض شطحاته لاكثر شرب .. صدقني .. سيف ..
سيف : لما فصلتي هذاك الليوم وقت جيت عليك .. ماكان اللي قلتيه نتيجة شطحات شرب من عساف ..
ارتبكت وهي تندس اكثر في ظهره وتعتصر خصره:
ليه ماتصدقني ..
تنهد وهو يطفي السيجار .. ويلتفت وياخذها بحضنه:
خايف من المخبى والله ..
همست برجفه وهي ماترفع عيونها له: ماخبي شي ..
سيف وذقنه على راسها .. وفي داخله .. *لو عساف كانت علاقتك فيه حلوه وعاديه ..ان كان ماصار بينا هالبعد ..خوفك مرعب يامهره والله يستر ..*
.........
(مع الأسف وليد .. لكن هذا يثبت شكوك سيف في راجح .. وجود احد تماثيل الأوشابتي الفرعونية لديه يأكد ذلك ..انت تعلم ان هناك مجموعه كبيرة هربها الفلاحيين .. من قطع الأوشابتي.. وتم الإعلان من وزارة الأثار ..لإختفاء هذه المجموعه .. بعد ان اخرجوها حديثا ً بالتنقيب ..! )

وليد .. ضغط على راسه بكفوفه: عقلي لايستوعب ..هل نحن مخدوعين براجح كل تلك السنين .. كيف يكون مافيا آثار .. وهو يقدس كل قطعه .. ويحضر كل مزاد ..

ماريا: كما قال سيف .. راجح بهذا الأسلوب .. يجعل على نفسه هاله من هذا الشغف .. وأي قطعه تتواجد لديه ..لاتثير الشك .. بما انه رجل مليونير .. عاشق للأقتناء .. كما انه وجه يرتاد المزادات .. لن يتوارد للأذهان .. ان القطعه في بيته مثلا ً مهربه او مسروقه .. ولايتوارد للذهن ايضا ً ان يبيع قطعه اشتراها من مزاد وتكون مزوره ..

وليد : أقسم ان سيف داهية .. وقوعه على مثل هذا الأمر كارثي ..لكن انا لاأريده ان يتعرض لراجح بأي شكل .. ولا ان يخاطر بفضحه ..
ماريا : هل نصمت على هذا الشيء وليد .. الواضح ان راجح لديه ثروات هائله من الأثار .. تماثيل الأوشابتي .. نحن وجدنا احداها مصادفه .. في صالون منزله .. لكن الواقع ان البلاغ عنها .. يقول ان هناك اربعين تمثال مفقود ..
وليد : مسؤوليتنا الإبلاغ .. افهمك .. لكن يجب ان نأمن خطورة هذا كله .. ليس لدينا اي دليل .. ولانعلم ماخلف راجح من عصابات .. ورجال .. لنهدء قليلا ً .. ونحاول التصرف بحكمه..
.......
في صباح بارد .. وصوت الرعد مهيب ..وزخات المطر تقل وتتكاثر.. والساعه ست .. والشمس شحيحه بنورها .. جمان على طاولة الفطور .. تضبط توست لبيان .. اللي جالسه بمريولها ..
وديم اللي مشاركتهم .. وجالسه ببجامه شتويه ..
بيان بزعل : ماما .. قال بابا بياخذنا للملاهي .. اذا انتي وافقتي .. ليه ماوافقتي ..
جمان .. وتحاول تخفي ابتسامتها .. ولمعة عيونها :
صدقيني ماقال لي .. هو كان تعبان ونام ..
ديم عاقده حواجبها ..: ابي اروح ملاهي .. بابا نام .. وانتي ماما .. بعد تنامين ماتفتحين باب ..
بيان: والله حلمت اني راكبه اللعبة اللي تدور .. وبابا يشتري لنا ايسكريم ..توت ..
جمان مدت التوست لبيان .. : طيب بابا كان تعبان ونام .. حرام نصحيه عشان الملاهي ..

مانتبهت جمان .. الا وهو يضمها من ظهرها .. ويهمس في اذنها : اي والله حرام تصحوني عشان ملاهي ..
ابتسمت جمان وهي تحمر .. ورفعت حاجبها : وش صحى الشياطين .. !
شاهين بملكعه: سمعت صوت الرعد وخفت وانا لحالي ..ماتعودت ع الوحده ..
جمان وهي تبعد :الله أكبر ..
شاهين اللتفت على بناته .. وهم يطالعونه بزعل .. جلس ع الكرسي المقابلهم :
كيكاتي .. مابكم تنظرون اليا بهذه الطريقه ..
بيان بصد : مانبي نكلمك ..
وديم صدت : مانبي ..
شاهين : افاااا ..
جمان : الشرهه عليك اللحين مليون ..
شاهين مروق يبتدي يفطر : الجدران كثيره ..
توسعت عيون جمان وضحكت :
ايش هالنسف ..
شاهين : دام معي القمر .. وش لي بالنجوم ..
جمان وهي تاخذ جاكت بيان وتلبسها : راضهم .. لاتروح وهي مادة البوز ..
شاهين وهو يشيل طعام الزيتون من فمه .. ابتسم :من اللي زعلان ..
ديم تأشر على صدرها ..: انا وبيان .. زعلانين ..
وارتفع صوت الرعد قوي ..
ديم بقمطه : وخايفين ..
شاهين بخرفنه : عمري .. تخاف نفس ابوها ..تعالي اخبيك ..
ديم راحت بسرعه وطبت في حضنه .. وهو خباها ويستهبل : بنتي لايشيلها الرعد .. تخبي تخبي ..
وطالع بيان اللي صاده .. : يلا بيان تعالي اخبيك ..
بيان قامت عن الكرسي .. وراحت لامها ولبست الجاكت وبغرور :
من قال اني خايفه ..ماسامحتك بابا عشان اتخبى عندك ..
شاهين طالعها وطالع جمان .. اللي عطت نظره بابتسامه .. يعني (مالي دخل) ..
شاهين بسخريه:
والله ماستغرب ..
وضم ديم : انا هذا اللي طالعه علي .. قلبها رقيق ..وطايره بالعجه ..
راحت جمان طلت من النافذه .. :
والله المطره شدت .. مادري اخلي بيون تروح ولا .. ؟!
شاهين : اذا ماعليها اختبار خليها .. عشان اسوي برنامج .. حق نراضيها ..
جمان : الا في اختبار ..
دق جوال جمان .. راحت بيان شالته .. وبابتسامه: هذا فارس ..!
وردت : الووو .. فارس ..
فارس : هلا بينون .. وين امك ..
خذت جمان الجوال : صبح صبح ..
فارس :علقوو الدراسه .. لاتخلين بنتك تروح ..
جمان بحماس : احللللف ..
فارس : والله توني شايفه بتويتر .. من الفجر وانا احدث .. وعاد علقوها ..
جمان : بشرك الله بالخير ..
فارس : اصلا ً حتى لو ماعلقوها كنت بغيب .. جااا نواف .
جمان بفرح : وش هالصباااح الحلوووو..
فارس : يلا شيلي قشك وتعالي عندنا .. امي بتسوي خبز دبس .. لايفوتك ..
جمان : بالله. يبي لنا نطب عندكم اجل..
فارس : هلمووو .. واهم شي جيبي لك معك هديه .. ترى انا اللي بشرتك
ضحكت: ماشاء الله .. اخبارك صايره احلى من الدبس.. تستاهل كلشي .. وش تبي اجيب لك معي ..
فارس : برسل لك القائمه ع الواتساب .. عشان ماتنسين شي ..
ضحكت : قممم انقلع .. عطيتك وجه والله ..
فارس : خالي شاهين جا ..
جمان ..: ايه موجود ..
فارس : قولي له جاب اللي وصيته عليه .. من مطار سويسرا ..
جمان: وش انت موصيه ..؟!
فارس: ماعليك .. سئليه ..
جمان : شاهين .. جبت لفارس الشي اللي وصاك عليه من المطار .
شاهين ابتسم : افا عليه ..
جمان : شكله جابه ..
فارس : كفووو .. يلا تعالوو لاتتأخرون..
جمان : على خير ..
.......
في صباح برائحة المطر وصوته ..
وعبق مهره يخترق انفي .. عابث في عقلي .. فتحت عيني وانا اسحبها واضمها اكثر..وانا اخبئ انفي خلف عنقها .. علني احبس رائحتها في روحي .. قبل ان تصحو وتبتعد .. !

توترت اعصابي .. وبيدي مهره ..مثل فاكهة الجنه اللتي حرمت على آدم ..
وهاهو الشيطان يوسوس لي أن آكلها .. حتى لو كان عقابي الخروج من الجنه ..
قبلت عنقها .. ويداي تأخذانها اكثر ..
مهره الغارقه في نومها .. تأوهت غير مستوعبه ..
وايقضني الرعد القوي من اللحظه ..
كما فتحت مهره عينيها .. وقد روعها الرعد ...
ارخيت كفوفي .. وقطعت قبلتي ..
ومهره بخفوت ناعس :سبحان الذي يسبِّح الرعد بحمده، والملائكة من خيفته..
كان قلبها يخفق تحت كفي بقووه ..
وهي تضنني نائم ..
وضعت كفوفها على يدي .. وضمتها بقوه وكأن قلبها سوف يخرج من مكانه .. *

مهره بخفوت : سيف .. قوم .. شكلها تمطر ..
سيف لارد .. كان يحاول يسيطر على قلبه واعصابه .. وهي تفك كفوفه .. وتقوم ..
سيف يتأملها وهي تجلس على طرف السرير وتجمع شعرها الطويل .. وتلفه بكعكع مُهمل .. وتوقف وهي تحتضن كنزتها الصوفيه ..
وتروح جهة النافذه ..
افتحت الستاير .. والنافذه ..
ابتسمت وذرات المطر تبلل وجهها .. وعيونها منكسره من النور ..
والمطر اثار فيها الحنين لجدتهاوخواتها .. ومزرعتهم .. وصباحاتها الحلوه ..
شافت فارس في الحديقه .. بجاكت مطر ورافع القبعه .. على راسه ..
وجالس يصور سناب ..
نادته : فارس .. !
رفع راسه يدور الصوت ..
مهره : هنا فووق ..
طالعها :صحيتي .. ! .. تعالي مهره لايفوتك الجوو ..
مهره : وش فيك ماداومت ..
فارس: علقووها ..
مهره بفهاوه..:نعم ..؟!
فارس : اقلك علقو المدرسه .. لأن الشوارع .. غرقت والمدارس .. تعالي انزلي وصحي ابوي ..
مهره : ماشي .. بس ادخل .. مره برد .. لاتمرض ..
فارس : طيب .. بس بصور سناب .. عشان احط الجو يشبهني ..
ضحكت :
الله يعينك على نفسك ..انتبه لاتزلق ثم تتعلق رجلك بدل المدارس..

قفلت النافذه ..
ولقت سيف جالس .. قال: وش عندك تلعلعين مع فارس ع الصبح ..
مهره : سوري اذا ازعجنا سموك ..زين صحيت .. الأجواء تجيب العافيه ..
سيف قام ..وباينه نفسيته مو شي ..راح شغل الابتوب..
مهره رتبت الفراش .. كانت تطقطق المخده .. لما خذ منشفته .. ومر بيروح الحمام ..
عقدت حواجبها :
سيف فيك شي .. ؟!
تحاشى عيونها ..وهو يمر : لا .. بس مصدع شوي ..
مهره ببراءه: تمام .. ببدل وننزل واسوي لنا احلى قهوه تفكك صواميل مخنا ..
ارتسمت شبح ابتسامه بوجهه ..: تمام ..
خذت شال حطته على راسها .. قبل تطلع ناداها : مهره .. انا ماعندي تعقيدات جدتك .. افضل انك تعتبرين نواف اخوك من اول يوم .. يكفي حجاب .. ماله داعي تتغطين ..
مهره ارتبكت : بس ..!
قال : احنا ببيت واحد .. عشان مايصير الوضع صعب عليك وعليه ..عارف نواف راح يتعامل معك نفس اخته .. وانتي كذلك ..
مهره هزت راسها ايجاب بتردد واطلعت ..
وسيف ضغط على جبينه ..
ولايدري اللي سواه صح او خطأ .. لو مهره .. كانت تحب عساف قبل .. وبينهم مشاعر قويه .
كيف بتكون نظرتها .. وهي تشوف نواف قدامها نسخه طبق الأصل منه ..!
**************
مهره_*
نزلت الدرج وانا امسك يد سيف ولدي .. سمعت ضحكاتهم .. وانفعالاتهم.. وقفت وانا اشوف وجه نواف من بعيد ..
ذات الملامح اللي سحرتني ..
وخلتني اوافق الجده .. على انو الزواج ستر .. وان ولد ناس .. وبيوديني امريكا ويوريني العالم و.. وو ..
نزلت درجه .. وطرى علي يومي الأول مع عساف في المطار ..
كنت متوترة .. اطالع الساعه كل شوي .. وكنت ماسكه الجوال .. واقرى عن الولاية اللي بنروح لها .. واحدث احوال الطقس فيها ..
محاولة تناسي كيان الشخص الغريب اللي جالس جنبي ..
واللي راح اروح معه للمجهول ..
عساف كان مايعرف عني شي .. نفسي تماما ً.. بس كان لطيف .. ملامحه مريحة للنظر .. نفس نواف اللحين ..
سحب الجوال من يدي .. وقال : حاليا ًهيوستن جوها معتدل .. ولو شتت الدنيا انا ادفيك ..
ارتبكت وخطفت الجوال من يده ..: مو قصدي كذا .. احب اطلع ع المكان اللي بروح فيه .. واخذ فكرة عنه..
رفع حاجب .. وخذني بذراعه .. وهمس: على كلام جدتك .. ماطلعتي من السعوديه الا وانتي صغيرة للأردن .. وبروضو رحتي سوريا .. اتوقع ماكان فيه جوال وقتها ..
عطته نظرة جانبيه :
طيب ابوي كان يعرف كلشي عن هذوك البلدين .. وانا عادي اروح عمياني مع ابوي حتى جهنم ..
ضحك : طيب روحي عمياني معي وباخذك للجنه ..
كانت ضحكته جميله .. نفس نواف .. اللي جالس يلعب بلستيشن مع فارس .. واثنينهم يصارخون ..
وسيف اللي جالس يتقهوى...ضحك : والله كنت بتجيب القول .. يافارس .. بس ذيبان مايخليك ..
لمحها ع الدرج.. وابتسم وشجعها يوم شافها يالله تنزل : هلااا بأم سيف .. يالله حيها .. انزلي ابوي ..
نواف مالتفت وعينه ع الشاشه .. رفع راسه لما سيف الصغير .. قال بشرهه : وانا أوووبه .. قلي حيه ..
سيف بترحاب : وياهلاااا بسيف يالله حيه ..
توجهت مهره ناحيتهم ..
ونواف وقف اللعب .. وعينه على سيف الصغير وهو يطالع فيه باستغراب ..
مهره خفق قلبها ..
وسيف يطالعه بتحديق .. وتسائل ..
نواف وقف .. ومركز في عيونه..
فجعهم سيف لما قال بانبهار : مااما سوفي بابا .. تقولين راح سما .. بابا جا ..
(ومهره كانت حريصه .. انها ترسخ صورة عساف في ذهن سيف .. عشان مايكبر وهو يجهله .. ولايحس بيوم انه ماعنده اب ..فكانت دوم توريه صوره وتردد له ان هذا بابا ) ..
مهره بارتباك : لا حبيبي .. هذا عمي هو يشبه بـ..
قبل تكمل نواف .. واللي ماحد لاحظ عيونه كيف لمعت بدموع ..
جلس على ركبه وفتح ذرعانه : تعال بابا .. تعال ..

مهره لوهله حست بتتشبث بيد سيف .. بس فكتها لما سيف سحبها .. وفضوله يحده يقرب .. لحضن هذا الكيان ..
اللي كان يشوفه بالصور ..
سيف وقف مقابل نواف .. وظل يطالع ملامحه بصمت وبدون تعبير ..
نواف .. خذه بحضنه وضمه .. وهو يشم رقبته بحنين ..
مهره وقف شعر جلدها ..
سيف لاحظ توترها .. بس ظل بعيد يراقبها ..
لاحظها كيف شردت فيهم ..
ونواف يبعد سيف ويبوس جبينه:
كيفك يابطل ..
سيف يغمض ويفتح .. وباسلوب مهره ونبرتها : تمام ..
داعب شعره بحنية : ياجعله دوم التمام ..
وقف .. ومهره على بعد بسيط منه .. مد يده : كيفك مهره .. !
ابتسمت .. واخفت ارتباكها وهي تصافحه .. وحتى اسقاطه للرسميات ومناداته لها بمهره ماهو ام سيف وترها ..
بس قالت بثقه ..: بخير جعلك بخير ..
سحبت يدها ..
وابتسمت :سبحان الله .. ايش هالشبه ..ماهو لذي الدرجه عاد ..
نواف .. وهو يشيل سيف الصغير ويبتسم : والله يامهره .. احيان هالشبه يوهق ناس ..ومايعرفون هو انا نواف ولاعساف ..
مهره ببشاشه تخفي توترها .. راحت احضنت ذراع سيف :
احس حلوو كذا ... ليت معي توأم ...
ورفعت راسها لسيف وببتسامة مكشره : تخييل ..
سيف ضغط على خشمها : وحده وحده .. مابي لك شبيه .. حلاة الشي ندرته وجوده ..
مهره وتحاول تاخذ الموضوع بمرح وماتركز في نواف .. لأن الوضع مخيف بالنسبه لها ..!
عشان ماتلفت الانتباه ..
ولاتثير التسائلات ..
قالت : ماشاء الله ايش هالروائح اللذيذه ..جبتوو لي صباحيات صبحا بالمزرعه..
فارس : امي بمناسبة رجعة نواف والمطر .. راحت تسوي خبز دبس ..
مهره قامت : بروح اساعدها .. ونضبطكم بكرك .. بعد ..
سيف : ع القوة ابوي ..
مهره راحت واخطفت نظره من نواف : يقويك ..
يوم راحت .. فارس قال لابوه :
يبه لاحظت مهره .. ترى ماهي طبيعيه ..واضح مرتبكه ..
سيف شرد في نقطة اللي راحت فيها :
لاحظت يبه..انت ماشفتها البارح كيف انرعبت لما شافت عمك ..
اللتفت فارس بحده .. على نواف .. اللي جالس يلعب سيف ..وقال: كيف.. ماكانت تدري ان نواف توأم عساف .. من جدكم ..
نواف ببتسامة جانبية ..:
وش خذت عاد انا من مشابه عساف .. وتجيك جدتك .. تناظر فيني .. تبي تشوفه في عيوني ..
وبحده: ياخي اتركوني في حالي ..
سيف الصغير رفع عيونه لنواف ويفتح ويغمض .. : افيك ..؟! ..بابا ..
ابتسم سيف : ياله .. خذ ايجابيةة من الشبه .. صرت بابا وانت ثلاثيني وعازف عن الزواج ..
نواف طالع عيون سيف الصغير بحنية .. وقاله :وانت شتبي صاير تشبهنا ..
فارس : اي والله لو طالع على مهره .. ازين له.. !
سيف يشرب القهوه: مهره مابي لها شبيه الا اخوانك ..
نواف : بالله .. يعني فكيت الحصار .. وناوي تخلف على عود المسواك ..
سيف حرك حاجبه : نقول ان شاء الله ..
نواف باستغراب : هاا فارس عادي ..
فارس هز كتفه: دام امهم مهره اكيد عادي ..
نواف بتهكم : لا .. ماانتوا صاحين لا أنت ولاأبوك ..
.......
وقف المطر بعد الغداء ..كنت اناظر سيف من نافذة الصاله ..
واقف هناك ويشعل نار كبيره في الحديقه .. معه نواف وشاهين وفارس ..
شردت فيه .. شكله بالثوب الشتوي .. وحاسر.. لفتاتته .. نظراته .. ابتساماته ..
طوله الشاهق في قلبي ..
ابتسمت .. وانا اقسم داخلي اني لم اواجه في حياتي رجل بوسامة زوجي ..
انتشى داخلي لهذه الحقيقه .. !
سيف زوجي انا ..
يحبني انا ..
ليت لاشيء يعكر صفونا .. وليت لاماضي يعقدني .. ويكبلني ..
اللقيت نظره لنواف ..
بعد بضعة ساعات .. من وجوده معنا .. اقتنعت .. ان هذا شخص آخر ..
كيف هذه النفس الخفيفه .. تشاركت ذات الرحم .. مع عساف ..
كيف تقاسم معه الشبه لهذه الدرجه ..
نواف .. واضح طيب .. حبيب .. العائله تعتمد عليه في كل شيء ..
كيف بنات جمان ..فرحوا فيه .. وكيف يلاعبهم .. ويحملهم ..
ابوي سعود .. فرحته الليوم .. لاتقدر بثمن .. عرفت ان نواف كفته ترجح بين ابناءه جميعهم ..
لكن ظل قلبي ينصهر .. كلما تلاقت عيني بعين نواف ..اكيد لاني ماعتدت مثلهم .. ولاكان عندي خبر ..
جات جمان يمها .. ومدت لها كوب شاي ..:
عيونك فيها حب يتكلم يامهره ..
مهره ببتسامه ونظره حلوه تشرب الشاي :
وهل في حب سيف ياجمان قد ألامُ ..
ضحكت جمان :
اوووف ..وضعك مايطمن ..
مهره بنص عيون :
ياخي جنتل .. أمير ..باتشي ..
جمان شهقت : هااا مهره هااا ..
مهره بشقاوة : قلبي كذا ينبض ينبض وانا اشوفه ..
جمان بخبث .. مدت يدها لشعر مهره .. وابعدته .. : يعني انا لمحت هالشي .. واثاري اسبابه هالخرفنه..
مهره انخطف لونها .. وهي تحط كفها على رقبتها ..: وش ..؟!
حركت جمان حاجبها وبخبث اكثر : والله مادري وش .. بس عوافي ..
قالت كذا وراحت ..
ارتجفت كف مهره وهي حاطتها على رقبتها ..
وعينها تحدق بسيف اللي كان يضحك بره ..
وقلبها يخفق بقوه ..
حطت كاس الشاي .. وراحت دورة المياه .. وقفت قدام المرايا .. وبعدت شعرها ..
توسعت عيونها للأثر الواضح ..وقلبها يتسارع ويخفق بجنون ..!

وإني أراك بعين قلبي جنةٌ
‏يا من بك مرُّ الحياة يطيب
.......
بره الشباب .. يسولفون ..
فارس يرمي حطب في النار .. ويحس بصداع قوي.. صار له كم يوم مع وجود ابوه .. ماعسل .. ومتعود عليها .. صعب يقطعها فجأه .. حاول يتناسى صداعه .. ويركز مع كلام ابوه
اللي كان يقول :خذتها .. بدون مزاد ..اللوحه عمرها فوق القرن .. غامرت والله ..سعرها نااار .. وكان ممكن مايدفع فيها الا الراغب في امتلاكها فعلا ً..
نواف : ولو مالقيت اللي يبي يمتلكها .. خاصه انه رسام نمساوي مغمور على قولك .. ومو معروف نفس غيره ..
سيف بخبرة : عشان كذا .. رحت عرضتها لمجموعة فاهمين صح .. في الفن .. اللوحه تحوي الفن التجريدي بصوره نادره .. وجابت لي ارباح عشرين بالمئه من سعرها ..
نواف وهو يفرك كفوفه قدام النار :
ممتاز ..بس الغريب .. ان راجح ..ماشراها .. مايوفر هالاشياء.. وبيدفع اكثر ..
سيف رفع حاجبه : انا ماعرضتها عليه ..
شاهين : غريبه .. !.خابرك الشغلات النادره حيل .. تخليه يطلع عليها .. اول ..
سيف : يعني حاصله امور .. وابي اتأكد منها ..
نواف بحذر: مع راجح ..؟! ..
سيف : والله هذا اللي حاصل ..
رن جوال نواف .. فتحه : هلا هادي .. شسويت..
هادي :اللتقيت بالمهندس .. جاب التصاميم .. سوا التعديلات اللي انت تبيها .. بس العم بوسيف ما أدري ايش رايه بالتغيرات .. نبي نسلمها للمقاول .. ونبلش ..
نواف : سلمها .. خلاص ..
هادي :والله يانواف لاتوهقن ..نعرضها للوالد بالأول .. لأن شايف التصاميم قبل التعديلات وكان مقتنع فيها ..
نواف : وانا غيرت فيها ومقتنع .. ماعليك ابوي عندي .. الليله اناقشه ..
هادي : طيب تعال انت .. اللحين .. وتفاهم مع مندوب،شركة المقولات.. قبل يمشي .
نواف : ورب الكعبه .. دايخ .. راسي الى الان مصدع .. ماقدر هادي ..المووضوع عندك .. سلمه الليوم .. معطين كلمة..
هادي : وميزانية البنى .. ؟!
نواف: ماراح نسلمها كامله .. على مراحل ..
هادي : اوك ماشي ..سلام ..
وقفل ..
سيف لاحظ فارس كيف شارد في النار .. ومايشاركهم .. عقد حواجبه : فارس .. وش فيك يبه ..؟!
ابتسم بارتباك : لا ولاشي .. اسمع لكم ..
سيف دقق في عيونه بشك : بالله ..؟!
فارس بارتباك اكثر : اي والله .. حتى نواف كان يكلم هادي ..
سيف باللعانه : وش كان يقول له . ؟!
فارس فصل وهو ماسك جبينه بتفكير: عن العمل يعني وش يبي يقول ..
نواف : فارس مريض ..؟! .. وشفيه وجهك اصفر ..
شاهين .. حط يده على راسه : اخذك المستشفى خالي ..؟!
فارس سحب راسه من تحت كف شاهين .. وقال : بصعد غرفتي .. يمكن انام شوي ..
سيف راقبه لمن دخل ..
نواف : غريبه .. فارس ينام ..ومعلقين المدارس .. وفوقها مطر وجو .. يفترض قال خلونا نطلع للبر ....
سيف يحدق في الباب الداخلي :
فارس له يومين ماطلع .. مضيق عليه انا لأن مسخها مع المعسل .. وماهو عارف يتركه ..
شاهين :
ماهو كذا سيف .. يعني انت تدخن وعارف الوضع .. بالتدريج .. حط نفسك مكانه ..
سيف ضغط على عيونه : مايبي يقطعها .. .. ياخي توه صغير .. تعلق فيها كذا .. وش بيجيب لي بعدين ..
نواف: باللعكس .. اضغط عليه شوي ..جيته بالدمقارطيه مانفع .. تعال باساليب ثانيه ..
شاهين : انا اشهد ان تولو ولد اختي يهود .. هاتووه وانا اتفاهم معوه ..
ضحك نواف: انت واحد فاصخ .. مجانين نسلمك ورعنا ..
سيف شرد شوي .. وتضايق عشان فارس ..

كانوا جالسين بالصاله .. لما دخل فارس .. وتوجه للدرج .. موضي : وين فارس يمه ..؟!
فارس : بنام شوي.. نعست..
موضي : الله يحفظك ..
وصعد بسرعة ..
مهره عقدت حواجبها .. ولاحظت انو فارس مو مضبوط ..
حاولت تتجاهل .بس قامت تحاتيه.. ظلت شوي ..بعدها اعتذرت منهم ..وصعدت ..
راحت ناحية غرفته .. طقت الباب بخفوت .. عساس لو كان غفى مايصحى ..
مارد ..
افتحت الباب ببطء .. ودخلت .. عقدت حواجبها .. لما ماشافته ..
لكن توسعت عيونها .. وهي تشوف الدخان الكثيف اللي يطلع من فتحة غرفة التبديل ..
فارس .. قاوم بس ماقدر .. عنده سيجار الكتروني ..
جاا يدخن فيها .. ويعوض عن المعسل ..
مهره راحت ناحيته .. ولقته يطلق سحابه هايله .. وعيونه ذابله باسترخاء .. بعصبيه: فااارس ..!!
اللتفت بحده ناحيتها ..
وهو يخبي السيجار وراه .. وبعصبيه: وش تبين .. مهره خير .. وش مدخلك غرفتي من غير ماتدقين الباب ..
مهره بعصبيه : دقيت الباب .. بس انت ماسمعت .. ايش هالاستغفال لابوك .. هو مفكرك مسوي انجاز ..لأنك يومين ماشيشت ..وانت قاعد تدخن البلا ذا ..
فارس بتوتر وعصبيه:
ماستغفلت احد .. ذا شي خاص فيني ..هو يدخن مااحد منعه ..
مهره مدت كفها:تعوذ من الشيطان يافارس وعطني هالشي اللي عندك ..
فارس بغضب : ماني معطيك اياها ..مهره لاتتلقيفين والله مابي ازعلك ..
مهره توسعت عيونها : لاا زعلني .. لاتخلي بخاطرك .. خطأ فارس خطأ .. ابوك ليش يمنعك اجل .. عشان تخون فيه وتقعد تشيش شغلات ثانيه بغرفتك ..
فارس : ماخونت فيه .. هذي مو نفس الشيشه غير ..خلاص اطلعي بره مهره .. لااحد يحس .. مو ناقص فلسفة على مخي ..
مهره باصرار : عطني اياها بالأول ..
بعصبيه وحده : مالك شغل ..
حدقت مهره فيه بحده وهو كذلك.. بعدهاراحت ناحية الباب .. بزعل..

فارس ظل قابض على السيجار بيد ترجف .. ومتندم وتوه بيناديها .. الا طلعت ..
وسمعها وواضح انها صادفت ابوه اللي كان بيدخل ..
كانت تقول : نايم ..داخله احط ملابس سيف ..ولقيته نام.. اكيد تعب من الهجوله بالمطر ..
سيف : بدخل اشوفه .. ماكان مضبوط من شوي ..
مهره منعته وهي توقف قدام الباب:
ياخي لاتصير موذي .. الولد نايم .. من قده معلقينه الليوم ..
سيف : طيب بشوفه ..
مهره وتمنعه: تعال مير .. ابي اسئلك عن شغله ..
سيف بتسائل : وش ..؟!
مهره ضمت ذراعه: تعال معي هناك واسئلك .. كذا بالممر مايصير ..
سيف استغرب تصرفاتها وبدا يشك .. اشر بعينه: اول بشوف فارس ..
وراح فتح الباب ..
ولقاه منسدح ومغطي حتى وجهه وباين نايم ..
قرب منه .. وزاح البطانيه عن راسه .. ولقاه مغمض ..
حط كفه على جبينه .. وظل يطالع ملامحه..
وبعدها طلع ..
فارس وقلبه يرقع .. يعني اوك هو سيف مدلعه ويمووت فيه ..
بس لو يفصل عليه ..
ينسى حتى ان هو ولده .. حمد ربه وشكر مهره بداخله .. انها صرفت ابوه شوي على مانسدح وتظاهر بالنوم ..!
.......
جمان وبعد المغرب .. كانت راجعه بيتها ..
وماغاب عن عينها .. اتصال غاده اللي اللقاه شاهين .. واتصالها الثاني ..
ولاحظته كيف طفى الجوال ..
في قلبها ..
كانت تتمنى ان ذا شي صدق .. وماهو تظاهر ..
بالعاده شاهين .. بعد مايقفل اتصالات غادة .. يحاول يلقى له نفذه ويطلع .. يكلمها او يقابلها ..
بس شاهين .. جلس في الصاله .. وقال : بيان قومي جيبي كتابك خلينا نشوف مشكلتك مع الضفدع والظبي ..
وطالع جمان ..بشقاوة..
اللي ابتسمت : تمام .. راجع لها .. وخلينا نشوف شطارتك .. يمكن تقدر تسوي اللي انا ماسويته ..
شاهين ببتسامه : بتشوفين .. !

خايفٍ من الوقت ماني خايفٍ منك
ضامنك.. بس الليالي وش يضمّنها.
......
مهره في الصاله .. كانت جالسه تأكل سيف الصغير .. وتداعبه ..
وتحاول تبعد تفكيرها عن كل المواقف السلبية لليوم .. فارس وحدته في التعامل معها ..

كذبها على سيف ..

نواف وتواجده المُربك .. بعيد عن الشبه الكبير .. في نظرة غريبه في عينه .. وتعامله حذر .. وعنده اسلوب غريب في الكلام لدرجة احيان تحس انه يقصدها..
وسيف عاد ومكالمته بنوف ..
كانت جالسه معه بالغرفه .. لما اتصلت نوف .. وكانت تناقشه بعصبيه .. كيف طلق هيا ..وكيف تخلى عنها بهالسهوله ..
رده ببرود : تعرفيني يانوفه .. ماتعلق با احد .. ومن يدق لي الباب .. يسمع الجواب ..
انسحبت من الغرفه بهدوء .. وماحبت تسمع بقية المكالمة .. نزلت..
وراحت مع سيف الصغير تلعب معه.. وتابعت معه شغلات بالايباد ..
حاولت تركز في ولدها بس ..
هي دخلت البيت هذا عشانه ..
والمفروض تظل على هذا الحد .. !
سيف نزل على عجاله وطلع .. وكان يكلم جوال ..
مهره حاولت تجاهل الوضع بشكل تام ..
كملت لعب مع سيف وسوالف مع موضي وبلقيس ..
بس متضايقه من داخل ..ومخنوقة .. !

نزل فارس .. بوقت العشا .. كان لابس تبديلة شتويه انيقه .. بجاكت جلد وبوت بني.. وكان وجهه شاحب وبين متضايق ..انتبهت له مهره ..
بس شتت نظرها عنه .. وانشغلت بسيف ..
فارس تضايق حيل ..
وحس بغصه .. !
تعود على مهره حيل ومو هاين عليه زعلها..
بلقيس :ماشاء الله .. كاشخ .. وين .؟!
اللتفتت عليه موضي :
وين امي .. اللحين ابوك محرصك تظل بالبيت ..
فارس باسلوب عصبي : كلمته ورضا ..
موضي : هو شفيه مانعك كذا وش انت مهبب ..
فارس يخطف نظره لمهره .. اللي ماتلتفت عليه .. : مافيه شي .. يبيني اذاكر .. بس .
موضي بشك: وعساك ذاكرت ..
بلقيس : ماضنيت يمه ..مو وجهه ..
فارس بعصبيه : تبون شي .. ؟!
موضي : سلامتك يمه انتبه لنفسك ..
سيف قام من عند مهره ونادا فارس .. وقف ..
سيف مسك سيقانه ويطالع فيه :
فالس .. افيك .. (شفيك) ..؟!
انصدم ..شلون هالصغير ..يلاحظ تغيرات مزاجه كذا ..
داعب شعره .. وجثى قدامه : مافيني شي حبيبي .. بطلع شوي واجي ..
ابتسم سيف .. وظل شاق الابتسامه لمن اجبر فارس يبتسم ..
بعدين طلع حلاوة من مخباه ..: اطيك حلاوة توت ..
خذها فارس وباسه ..
وقام .. والقى نظره على مهره .. اللي عينها في جوالها وطلع ..
بلقيس بقلق : يمه شفيه فروس .. احسه مب طبيعي ..
موضي : مادري والله الوكاد متهاوش مع ابوه على موضوع هالطلعات مع ربعه ..

مهره وعينها كانت في الجوال ..
الا جاتها رسالة من سيف : مهره قلبي .. ابيك تجهزين لي شنطة صغيره .. لاني مسافر عندي شغل ضروري بدبي ..
توسعت عيونها ..وكتبت: ايش هالسفرة المفاجأه .. انت وينك اللحين ..؟!
سيف : انا مع واحد من ربعي .. كنت معه بمجلسه .. واتفاجئت بمزاد بيبدا بكره .. في دبي ..في شغله مهمه بالنسبه لي .. لازم احضر ..
مهره بعصبية كتبت : كذا فجأه .. وانا ..؟! وفارس ..؟!.. طيب كان قلت لي .. عشان اروح عند جديده .. وخواتي ..
سيف : مهره ماراح اطول.. ثلاث ايام اربع بالكثير .. ابيك حول فارس اصلا ً .. انتي تدرين عن وضعه مع الشيشه .. بخليه بامانتك ..
مهره بقلق: انا ماقدر اسوي لفارس شي .. لاتعتمد علي .. سيف خلك معه .. لاتروح .. اترك الشغل ذا بعدين ..
سيف كتب ..الشغلات اللي يبيها في الشنطه ..:جهزيها تكفين .. ماعندي وقت .. لاتفوتني الطياره ..
وطلع من المحادثه ..
مهره تطالع الشاشه بصدمه .. وتفكر ..وفارس .. وهالباب الجديد اللي افتحه بالدخان ..
ليه يهمله سيف كذا .. بعدين يجي يأنبه ويحبسه ..!!!
........
نواف رجع ع الحدعش بالليل .. وقبل يفتح الباب كان يكلم فارس بعصبية :
اوك فارس .. توسطت وعطيتك السيارة .. بس المفروض راجع قبلي ..
فارس : بكرة الجمعه .. لاتعقدها نواف .. وكمل جميلك ..شدعوا ..
نواف وهو يطالع السما : ياحيوان باين بتمطر .. وانت سواقتك لك عليها .. ارجع قبل اجيك واشيلك مع اذانك ..
فارس بوقاحة : يالليل الخرا .. واللهي انت وابوي .. ماعندكم الا تنفخون عضلاتكم علي ..عندكم عقد خلوها بعيد عني ..ماراح اجي ذا اللحين ..
نواف بغضب ضرب الباب بكفه : ورب الكعبة لو ماجيت ذا اللحين ياسفلة .. لاتشوف شي مايسرك ولايسر ابوك .. والله ابكيك دم يا** ..يا*** تستغفلني ..
مهره كانت واقفه في الشرفه الفوقية ..
نبرة الصوت والغضب .. والكلام البذيئ شلها .. وتعوذت من الشيطان ..
نفخت بتوتر .. وهي تدخل الغرفه .. وتسكر زجاج الشرفه ..

سيف سافر .. جا وهو مستعجل .. خذ اغراضه .. ووصاها على فارس ومشى ..
كيف يوصيني عليه وهذا عمه مو قادر عليه .. واضح ان فارس .. قاعد يتمرد .. وقاعد يسوي اللي يبيه .. وواضح يبي يمشي كلامه .. !

بدت تحاتيه .. حتى لوزعلانه منه ..!
ودها يرجع وتطمن عليه ..
بالفعل .. قامت تحس بأمومه اتجاه فارس .. حتى لو العمر اللي بينهم تسع او عشر سنين ..!
جلست على فراشها .. ..وهمست : الله يهديك يافارس .. !.وش اللي قاعد تسويه .. !!
........
بعد شوي
موضي وبلقيس ومهره بالصاله ..الساعه وحده ..
طلع سعود ونواف .. من المكتب .. وباين كانوا يتناقشون في امور تخص الشغل ..
جلس سعود وهو ينادي سيف بمرح :
تعال .. جدي تعال ..
سيف قام وقفز عليه بشقاوه ..
نواف عقد حواجبه .. : فارس ماجا الى الان ..
بلقيس .. واللي كانت تتابع مسلسل .. ومنبسره ع الكنب :
لاا ..هو يتأخر شوي بالويكند ..
نواف بغضب : يمه .. اتصلي عليه خليه يحضر .. لا اروح ادفنه عند ربعه ..
موضي : وش فيكم عليه .. انت واخوك .. خفوو عليه ..
نواف بعصبيه : بتتصلين عليه .. ولا اروح له ..
مهره عقدت حواجبها .. :
توها وحده .. اللحين يجي ..فارس متعود على ربعه .. صعبة تحرمونه كذا .. شوي شوي عليه ..
نواف بنظره حارقه .. لمهره .. مد كفه :
رجاء ً.. رايك ماطلبته ..
انصدمت مهره .. ايش هالنظره .. وايش هالاسلوب .. !!
سعود : هوووب نواف .. هوووب ..مهره حرمة سيف .. ومقامها .. مقام ام لفارس ..
نواف بعصبية وابتسامة تهكمية : ياابوي .. لاتطيرون في العجه .. والله كل مفهومياتكم خطأ.. حطيتوا بنت اليومين .. بمكان نجود ..

مهره قلبها قرب يطلع من مكانه .. !
لااا مو شبه بس ..
الثواني والدقايق هذي ..
طيحتها في دوامة مخيفه ..
لا العصبية ولا النظره .. ولا النبره .. ولاالإحتقار .. !
موضي بعصبية : نواف .. انتبه لأسلوبك .. لا والله اغضب عليك .. وش فيك .. حشى عساف يتكلم ماهو انت ..
نواف : ياااا يمه .. سيف كان رافض ..انو فارس يطلع .. وانا رحت توسطت له .. وفي وجهي .. انه بيطلع ساعتين ويرجع .. وعطيته سيارتي.. لعلمك .. انا مو ضده .. بس ابووه والله لو درا عن تصرفاته .. وعناده .. لايمسحه عن وجه الارض ..
موضي بحده : وانت وسيف .. ربيتوا نفسكم وكبرتوها .. جايين اللحين .. تعذلون على فارس وتنقدون .. فارس تربيتي .. مسيكين مايطلع الا مستأذن مني .. ويكلمني .. واعرف كل شي يسويه ..
نواف بحده : اجل تدرين انه يماشي .. تيم ولد علي .. الداشر ولد بياع المخدرات .. وتدرين ان الخرا .. يشيش .. وابوه انتبه .. ويوم تكلم معه .. طلع من سنه ونص متعود عليها .. جاا معاه باللين ..والكلام ووعده يبطل .. قام رجع .. ودامه توه ماطلع من البيضه يشيش .. بكره يحشش ويشرب .. ويالله .. تفرعنوا عليه لاصار قد عساف ..
موضي توسعت عيونها .. وبصدمه: منوو اللي يشيش .. ؟!!!
سعود واللي يحس فارس طفل : فارس .. يشيش ..؟! .. خبل انت ..
نواف بعصبية : هذا اللي صار .. الليوم من باب تلطيف الجوو .. وارجع له الثقه عطيته السياره .. يروح استراحة الذياب ... واكلمة .. ويعاند يقول بيتأخر ..
انفتح الباب .. ودخل فارس .. اللتفتوا كلهم عليه .. نواف يأشر بيده : تعال تعال .. ..
فارس بلامبالاة قرب ..
نواف اسحبه من بلوزته .. وشم فمه .. واتركه ..
فارس بنص عيون : ماشيشت .. وماهو عشانك ولاعشان ابوي .. لاني مابي ..
نواف عقد حواجبه :
وليش تأخرت .. ؟!
فارس بتحدي : فالينها مع الشباب .. ورايحين نلعب بولينغ.. اجي من حدعش ليش ..؟!.
نواف بسخريه : ويومك مو جاي .. ليش حفيت عشان اتوسط لك عند ابوك ومابقى الا تحب رجولي ..
فارس خذ كف نواف وحط المفتاح :
لاني كنت محتاج اطلع.. خذ سيارتك ذليتني فيها .. الله لايحوجني الا لوجهه الكريم ..
نواف مسك فارس .. من بلوزته .بغضب.. وموضي قامت مسكت يده : والله ماتضربه .. ولاتمد يدك عليه ..
سعود بهدوء : خلاص نواف ..
نواف يطالع عيون فارس بغضب .. وماتركه ..
وفارس يطالعه ببرود ..
سعود : اتركه يانواف .. حصل خير ومايعيدها ..
موضي .. ويدها على يد نواف وبرجا: خلاص يمه ..ومثل ماقال ابوك .. مايعيدها .. !
نواف .. ترك فارس ..
اللي مشى على ورى .. بعدها صعد بسرعة على الدرج ..!
.......
في هذه الليله ..
نواف في غرفته .. مسك راسه بعصبية .. كيف طلع من طوره كذا.. هذا مو أسلوبه .. !
وجه مهره وعيونها مو راضي يروح عن باله .. اصلا ً الخوف اللي بعيونها .. وعصبيتها ..لما تلمحه .. !
طالع وجهه بالمرايا ..: ذنوبك تتعلقني حتى لو مت ..
طرى عليه صوتها قبل كم سنه ..:اوووه صاحي الليوم .. ؟!
غمض عيونه بقووه .. وهو يتخيلها تضحك باهستيريا :ولوو بيدي الموت .. كان هديته عليك ..شكلك يهووس وانت تتوجع..
ارتجفت يده وهو يحطها على كتفه .. وصرخته فيهاا: ياااااامجنونة ..!!!!! ايش سويتي ..

فاق من الذكرى .. لما على صوت الرعد .. وداهمه صداع قووي .. وهو يحاول يلقى تفسير .. !
للي قاعد يصير .. !
........
سيف ومن مطل الفندق .. يطالع ناطحات سحاب دبي ..
الشغله جات مفاجئه ..
واللي حفزه لها انه يبعد عن مهره .. وحضن مهره .. وعطر مهره ..!
لأن قرب ينقض الوعد ..
فكل مافيها يشعله .. ويحرقه ..
*فاتلك الأنثى .. بعثتني من جديد .. رجل لايرى سواها ..
ولايثيره الاهاا*
......
شاهين وجمان ومشاعرهم تغزل من أمل .. شاهين واثق من عشقه وتمسكه ..
وجمان مُقدمه .. لكن بحذر ..
تأكل تلك الحلوى ..
وكلها خوف من السم بداخلها ..!
فابقدر حبها له ..
لاتثق به ..
هل شاهين فعلا ً ينشئ لعلاقتهم صرح جديد ..
ام هل يبني شاهد على الضريح ..!
عادوا معا ً ..
لكن كل ذلك على كف عفريت ..
لاسلام في قلب جمان ..!
..........
موضي .. بعصبية: الله يهديه نواف.. كذا يتعامل معه .. ياعمري فارس ماتطلع منه العيبه ..
سعود وهو يتسطح: مواريه ياموضي مثل عساف .. بداها بدخان .. وانتهى بيالله المستعان ..
موضي بصدمه: الله أكبر .. ابوه يدخن .. ونواف الناصح يشيش ..اللحين هو مايستحي يهاوشه عليها وهو رازها بالخيمه ..
سعود .. واللي مايخطي نواف في شي : والله نواف رجل وشكبره .. تقارنينه .. بفارس هالبزر .. اعقلي .. واهجدي خلينا نرقد ..
موضي: اصلا بالله عليك شفته كيف يكلم مرت اخوه .. استخف .. نواف .. فيه شي .. لاوالله مب صاحي .. خبز يدي ..في شي ضاغطه عشان كذا فقع علينا ..
سعود : عاد ذي معاك حق .. والله اخطا بحكيه مع مهره ..
موضي بتفكير : شفت .. يعني فيه شي .. ؟!
سعود : يامره نواف جاي من سفر .. وانا مثقل عليه في الشغل .. اعصابه تعبانه .. ومضغوط .. تعوذي من ابليس ..ولاتتسخطين عليه ..
موضي : ماتسخطت .. الله يهديه .. ويهدي النزغه فارس ..
........
بلقيس ...
في يدها كتاب عتيق لمحمود درويش (في حضرة الغياب) ..
ابتسمت بحنين وهي تتصفح الكتاب .. المحشوه هوامشه .. بخط ازرق جميل ..
توقفت في المنتصف .. عند وردة جافه .. ونوته صفراء: بالسلامة .. الهوامش مكنونات قلبي .. عشقك ذريعة .. لكنني اقترفتها .. !

قبل سنتين وكانت بتسافر بتاخذ دوره بفرنسا .. صاحب الكتاب عطاها اياه بالمطار..مع الورده ..
كانت بترميه بعصبية وغضب ..
لكن ..
والواقع ..
انها كانت تريد هذا الكتاب .. وتريد صاحبه .. وبقووه ..!
........
فارس.. ماعرف ينام .. كان رغم كبرياءه .. حاس بالذنب.. الواقع مو بكيفه مارجع بدري .. الليوم راح استراحة ثانية .. تبع ناس يعرفهم تيم ..
وكان الوضع مربك ودمار ..
الجلسه فيها .. كل شي غير مباح .. من الحشيش والكحول .. وحتى البنات ..
حاس بالذنب ومو عارف ينام ..
اصلا ً البنات اكبر منه ..
تيم وشباب اكبر منهم .. كانوا فالينها معهم .. رقص .. وهز ولمس ..البنات كان لبسهم مره خليع ..
ضم نفسه تحت البطانية ..
وحاس بتأنيب ضمير .. تخيل .. وحده منهم كيف قربت منه وحاولت تبوس خده .. هو بعد ..وباستنكار: خيييير .. ؟!
ضحكت: ياحليله .. كتكوت .. شكله مابلغ ..

طلع من المكان ..بكل عصبيه وغضب..
ويبي يطلع من الاستراحه .. لقى سيارة تيم .وهيثم. .. مقفلين على سيارته .. !
وعاندوو وهم اصلا ً سكارى وفاصلين ..
مايبونه يمشي ..
كان بيرجع .. مع ذياب .. بس المصيبه .. سيارة نواف ..
لو رجع بدونها .. بتصير سالفة ..

طلع تيم : ياخي ماصدقنااا تجي .. ياشيخ كبر عقلك واقعد ..
فارس بحده: ورب الكعبه ياتيم لو مابعدت سيارتك .. لاصدمها واعدمها ..
ضحك بمد : تسويها ياولد سيف .. عاد تعدم رنجك بالسوناتا الخرا حقتتي..
فارس بينقض عليه ..بس مسكه ذياب: اعدمها واعدم وجهك المعفن .. تيم بلاش مـ ****.. ابعد سيارتك.. لا ابتلي فيك ..
تيم بانفعال: ياخي اقعد وفلها .. هذا حقي ابيك تنبسط..
فارس بحده :ياحيوان عارف ان الجوو الشوارعي ذا ماهو جوي .. تكذب علي .. واجي القى الزبالة ذي كلها ..
ذياب : تيم .. شيل سيارتك .. ياخي الرجال مايبي يظل ..
طلعت وحده من البنات وقربت من فارس وهي تقول بمياعه : وش فيه المزيون معصب .. كل شي ولا الحلوين عاد ..
وتوها بتحط كفوفها عليه ..
فارس دفها بقوووه وصقعت في تيم .. وبدون سابق انذار سحب سكين كان حاطها في البوت حقه .. :
بتبعد سيارتك .. ولاابتلي فيك وقبلك بنت ال *** هذي..
ذياب بعصبية : ابعد السكين فارس .. مو لذي الدرجه ..
تيم عقد حواجبه : قد هالحركه فروس ..
فارس بغضب : والله اسويها .. وعارف اني مامزح ..
كان في اثنين من الشباب واقفين قالوا: خلاص تيم .. فكنا ولاتعكر علينا هالليله .. ذا ابوه واصل .. يذبحك الليوم وبكره يطلعونه ..ديتك يعطونها ابوك ع الجزمه ..
تيم رمى المفتاح على ذياب .. :
طلعها .. بس والله ماعديها لكم ..

افاق من الموقف .. ويحس معدته توجعه .. وكل ماتخيل البنت وهي تقرب من وجهه وانفاسها تصيد خده .. كبده تقلب .. وحاس بالاشمئزاز .. والقرف ..
زفر بقووه .. ومحتاج لابوه حييل ..
تقلب .. ولوو جنبه ابووه الليوم بيحكي له كل شي .. حتى لو هاوشه ..بيستسمح منه وبينام في حضنه..
زفر بثقل في قلبه : وينك يبه وينك .. وقت احتاج لك مالقاك ..
اللتفت على سيف النايم في السرير الثاني .. وطرت عليه مهره ..
كيف زعلها .. وهي كيف تسترت عليه .. وسمعها قبل يدخل كيف دافعت عنه قدام نواف .. وكيف رد عليها بجفاف..
حس بثقل قلبه يكبر اكبر ..
يالله ومهره زعلانه مني ولاتلتفت حتى علي ..

وخلال اختناقه في ضميره .. ووحدته ..
حس بباب غرفته يفتح .. على طول غمض عيونه وسوا نفسه نايم ..
اختطف النظر لمهره وهي تروح ناحية سيف .. وتشيله على كتفها .. وهي تسمي عليه ..
راقبها وهي تاخذه لدورة المياه ..
وترجعه تسدحه وتلحفه ..وتعدل قبعته لان الجو كان بارد ..
اللتفتت جهة فارس .. اللي غمض .. وقامت افتحت البطانية الثقيله اللي عند رجوله .. ولحفته ..
قصرت النور واطلعت ..
فارس ..وضميره يجلده اكثر ..
الانسان هو يحكم عليك كيف تشوفه وكيف تعامله ..
مهره .. رغم سنها الصغير .. الا انه يحس بأمومتها ومسؤليتها اتجاهه ..
يحب براءتها .. واحترامها لنفسها .. واحتشامها ..!
تخيل البنات في الاستراحه ..
اسلوبهم ولبسهم .. تخيل كيف تيم كان يشفشف وحده يمكن اكبر منه بعشر سنوات او اكثر .. يشفشفها ولا هو مستحي منهم ولا خايف من رب العالمين .. !
اكثر شي تعلمه من ابوه .. انك تخاف من الله .. قبل ماتستحي من الناس ..
قاعدة ثابته في مخه ..
مشى عليها ابوه ..
رغم غربته .. ورغم ان الدنيا حوله اشكال والوان ..!
........
في صباح اليوم التالي ..
سيف فتح عيونه ..على صوت الجوال .. ظل شوي على ماستوعب انه بالفندق ..
سحب الجوال ورد بخمول : هلا ابوي .. هلا ..
فارس : صباح الخير ..
سيف: صباح العسل .. كيفك .. ؟!
فارس : الحمدلله زين ..ماشفتك قبل تسافر ..
سيف وحاط ذراعه على عيونه ..:
والله كنت مستعجل وانت كنت طالع ..
فارس بتنهيده: كان انتظرتني .. ولاكلمتني .. يبه كنت ابي اشوفك ..
استعدل سيف .. وباستغراب :
وش فيك .. كنت معك طول الوقت وانت تزن على مخي تبي تطلع .. وش اللي تبيه بالضبط يافارس ..
فارس بضيق : ولاشي .. مابي شي ..
سيف : فارس وش فيك .. قول لي .. اسمعك ..
فارس: خلاص مافيني شي ..
تنهد : ماراح اطول .. ثلاث ايام .. اربعه وجاي ..
فارس: اوك انتظرك يبه ..
سيف: توصي شي
فارس : سلامتك ..
سيف : فمان الله ياعين ابوك ..
قفل ..وقام ..
*****
بعد شوي .. كان سيف .. يفطر ويكلم جوال :
عشان تعرف .. انا لاقلت شي .. مو اخربط من راسي ..
وليد : طيب ايش الحل برايك .. يعني لاجيت للواقع راجح رجل نعرفه من سنين .. هو وعياله عياله ..
سيف يشرب قهوه :
والله ياوليد ..انا كإنسان .. باب رزقي الثروات الأثرية .. يوجعن اني اشوف اللعب فيها كذا واسكت .. تهريبها بشكل غير قانوني .. وانو يملكها ناس مالهم حق في امتلاكها .. والله شي ماينسكت عليه ..
وليد : والله فاهمك .. بس احنا ماحطنا الله حكم على عبيده .. بكره تروح ارواحنا بيدين هالمافيات.. وش نستفيد..
ضحك سيف : ماخبرتك خواف ..
وليد : والله من خاف سلم .. باقي في الدنيا اشياء ابي اسويها .. انا من واجبي اتجاه هالآثار .. اهتم بمحيط المتحف اللي اديره وبس ..
سيف : اجل تقوول مهرب تماثيل الأوشابتي .. وبهالكمية .. انا اشهد ان راجح خاربها وقاعد على تلها ... الرجل قادح..
وليد : والله هذا اللي حصل .. احنا شفنا واحد .. هل هذا اللي عنده بس .. او المجموعه معه .. الله اعلم ..
سيف : الرجل لاعب لعب. اشهد ان راجح قادح..(وضحك.)
وليد :سيف خلي الأمور تمشي بتجاهل منا .. اهم شي نكون حذرين ومايمس شغلنا بشي ..
سيف يولع زقاره :
تمام .. اصلا ً انا المشاكل اللي عندي مكفيتني .. دامه بعيد ومامسني .. وش دخلني ان شاء الله يهرب بوالهول بكبره ..
ضحك وليد : حيوان ..
سيف : وانا صادق .. يبعد عن محلي والورشه .. لايجيس حدودي .. وماعلي منه ..
وليد : اي خليك بعيد ولاتضر نفسك ..
سيف : اوك حبيبي .. ماعليك ..
وقفل ..

طالع شاشة الجوال .. شوي .. وخذته اصابعه .. لتقاسيم من عزف رياض سنباطي ..وشغلها ..
وحط الجوال .. وراح يكمل قهوته ..
(تعودت على الأشياء اللتي تحبها .. اغاني فيروز ونجاة الصغيره .. عبد الحليم.. وتقاسيم العود اللتي تعشقها .. علمتني على السنباطي .. وانا لم اكن اعرفه .. لدى مهره حس موسيقي .. يحرك خلاياي كله .. ترفض ان تغني بجانبي .. وتخجل .. لكنها اخبرتني .. انها لو غنت تصمت العصافير لتسمعها .. ضحكت وسخرت لأُثيرها واستفزها.. (عارف انه نشاااز بس ترفعين لحالك..)
كانت تبتسم واثقه .. (خليني على ثقتي .. وخلك على ضنونك .. )
متأكد انها لاتمزح .. صوت مهره في الكلام .. وبحتها اللتي جننتني ..
كلها دلائل ..
ان مهره لو غنت ..ستسلبني عقلي ..كله .. استمعت لتنقلات السنباطي بتقاسيمه .. اغمضت عيني ..
وتنهدت روحي الحزينه .. !
حياتي ناقصه ..
مستسلم لحلقة مفرغه .. انتظر حلول عقيمة .. من مهره ..
لا أدري الى متى..
والى أين .. ؟!
سينتهي بنا المطاف .. )

خذ الجوال ودق رقمها .. صباحه مايكتمل الا بها .. لا القهوه .. ولاالتقاسيم اللي تحبها .. عوضته ..
ردت بخمول ونعس: هلاا ابوياا .. مرحباا السااع ..
ابتسم وبضحكه :
يابعدهم ..
مهره تتثاوب: فقدتك ..
سيف بسخريه:واضح ..
مهره وهي تنقلب وتغمض: من جد ..والله ..
سيف: يابنتي .. ماخليتي لاحد نوم ..
مهره: لاتحسدن .. بكره اتأرق..
ضحك: ياجعله نوم العافيه ..
مهره ببتسامة ونص عيون: يعافيك ..

استمروا يسولفون .. لمن صحصحت مهره ..

معَاك أستطعِم الدنيا ومقبوله معك وتزين
‏ومن قبلك وسيعات الأراضي .. ما تناسبني !
........
مهره كانت في الصاله .. وموضي تكلم خويتها على التلفون ..
سيف يلعب مع تشيلي .. اللي حاطتها مهره بحضنها .. وتمشط شعرها ..
كان يقول : دولي دولي (دوري) انا امسطها ..
عطته المشط : شوي شوي عشان ماتتعور ..
دخل فارس ..
وواضح انه جاي من البقاله من الشغلات اللي معه .. سلم ..
مهره بدون ترفع راسها .. ردت السلام ..
وفارس تحطم ..
سيف راح لفارس : ابي الاوة..
ابتسم :جبت لك كل اللي تبي ..
وراح جلس وجلسه جنبه .. ويعطيه شغلات وسيف مكيف ..
مهره .. تحس لما يسرق فارس النظر لها .. وتدري انه متندم ..
بس مارفعت راسها له ..
حيل ضايقها اسلوبه ...
قفلت موضي وقالت:
ماستسمحت من عمك ..
فارس مارد ..
موضي : فارس احاكيك ..
فارس فتح جواله ..: ماشفته ..
موضي: هو في غرفته وصاحي .. ورى مامريت عليه..
فارس: خلاص يمه .. انا ونواف مانزعل من بعض ..نتهاوش ونرضى .. لاتشيلين هم ..
موضي : عنبوك .. عمك مسافر من متى .. وبس يجي تعصب فيه كذا ..
فارس بضجر وانفعال قام : خلاص يمه خلاص .. ورب الكعبه ضايقه بي .. لاتزيدينها ...
عقدت مهره حواجبها بدون ترفع راسها .. وتذكرت مكالمتها بسيف : شوفي فارس .. ماهو عاجبني .. متضايق ..
توه بيصعد الا نواف نازل .. شماغه على كتفه وعقاله على راسه ..
بنص عيون :
وش فيك تنافخ على جدتك ..
فارس بعصبية :
مانافخت على احد .. وش فيكم انتوا ..خفو تركيز بحياتي ..
نواف قفل الطريق عليه عشان مايرقى وببرود :
تراك خبز يدي ياولد سيف .. وش انت مهبب .. ..
فارس بانفعال :
ماسويت شي .. نواف لاتمتحني .. وخليني في حالي ..
نواف دفه وبعده عن الدرج : لاتقعد تراهق على مخي ومسوي منفس .. اقعد مثل الناس وتكلم معي .. ولا تبي نطلع نطلع ..
فارس ويختنق اكثر :
نواف فكن واللي يرحم والديك .. ماراهقت ولا اني منفس .. اصلا ً انا بروح بيت ابوي فهد .. واقعد هناك افككم من وجهي ..
رفع نواف حواجبه :
جديده ذي ..
موضي بقلق: فارس وش هالحكي .. حشى بالله ما انت صاحي .. وش احنا مسوين فيك ..
فارس ومضغوط ألف باين اخنقته العبرة : ماسويتوا شي يمه .. بس يمكن اروح اغير محل وجدتي اصلا ً كله تلح .. تبين اقعد عندها .. عادي يعني..
نواف بانفعاال: فاااارس وش فيك ..قاعد تخبص .. وتلف وتدور .. جدتك اجل .. تكلم وش فيك ..
مهره وغصه هايله تحتل حلقها ..
وكأنها تشوف فارس هي ..
لما تتخبط .. وتضيع .. وتحس بالوحده ..
جلس فارس على الدرج ..
وخبى عيونه بكفوفه .. وهو ينزل راسه .. وبغصه : ابي امي نواف .. ابيها .. تقدر تجيبها .. !

*وكانت كلمته بحجم الفقد في نبرته .. كفيله ان تزلزل قلوبهم ..
وتحشر في حلوقهم غصه لاترحم ..! *

نواف وهو يقرب منه: فارس .. عمي .. بعني في السوق .. وش هالطواري ..
موضي وعيونها تمتلي دموع .. جات وقفت قدامه: وانا فارس .. مامليت عينك ..انا امك ياولد روحي انت ..
فارس بآااه :ماقلت كذا يمه .. ماقلت .. افهموني ..
مهره ماحست كيف عيونها تمتلي ودموعها تنزل مع آاااه فارس ..
من مثلها يعرف شعور اليتم .. اللي يحسه ..
والوحده اللي مايبددها أحد ..
حست قلبها يتضخم ..
وفارس يتركهم ويصعد فوق ..
بتلحقه موضي .
بس نواف مسكها: خليه يمه ..خلاص لاتقولين له شي ..
موضي : ياربي شفيه هالولد .. وش جاه ..
نواف: خلاص يهدا وانا اشوفه .. لاتضغطين عليه .. انا بروح لابوي .عندنا شغل تأخرت عليه.. توصين شي ..
موضي : سلامتك يمه ..
حب راسها ..
وتوه بيمشي .. الا لقى سيف الصغير .. جالس على الارض مع القطوه ..
توجه له .. وجلس نص ركبه .. وقال :
هاا سيف .. مافيه بوسه لبابا ..؟!
ورفع عينه يحاول يشوف ردة فعل مهره ..
مهره فجأه هوى قلبها ..
وهي تطالعه ..
ونظرته .. الغريبه ..
وقف شعر جلدها ..
ايش قصده هالآدمي ..!
كيف يطالع بنفس نظرة عساف ..
ارتجفت اطرافها ..
وسيف يعانقه ويبوس خده ..
نواف يأشر على صدره : أنا مين ..؟!
سيف بمرح : باااابااا ..

مهره تبي تاخذ سيف وتعجنه .. لايقوول له بابا .. عساف مات .. مات .. !ابووه مات ..
نواف يداعب جبينه بجبين سيف: يابعد عمري يابابا ..

بعدها قام وقف .. وطلع .. وهو يلبس الطاقيه..
مهره بغبن وقهر ووجع .. تلعن هالصبح ..وتلعن نواف اللي طلع لها في الحظ ..
قامت واستأذنت من موضي : عن اذنك امي بصعد .. تخلين سيف جنبك ..
موضي : ماعليه يمه .. خذي راحتك ..

صعدت وقفلت على نفسها الغرفه .. تسندت على الباب ..
ونظرات نواف ..
وكلماته المبطنه ..
يفتحون لها الف باب من وسواس ..
جلست على الأرض .. ومنظر فارس وهو يبكي ويطري امه مايروح عن بالها..
همست :
سيف وينك .. ماهو وقته الشغل..والله ماهو وقته ... !
.......

شاهين .. كان في الحديقه..
مشعل نار .. وكان يشرب شاي .. ويقرا كتاب .. لما جاته رسايل واتس متتابعه ..
فتحها .. كانت من غادة ..
يومك عارف انك ماتتمسك .. وتعاف .. ليش رجعت لي .. وليش خليتني احبك هالكثر .. ليش خليت دنيتي ماتتلون الا فيك .. غيابك تعبني .. واهلكني .. جمان كانت في يدك .. بس تخليت عنها .. وتمسكت فيني انا .. ذا وش يثبت .. اني اناا الاساس .. قلبك ماينبض الا لي .. جمان .. ام بناتك وبس ..

حدق في كلامها .. حس بغصه .. وثقل في قلبه .. ماعرف وش يكتب .. وش يجاوبها ..
كتبت :
ادري تشوف كلامي وماعندك رد .. انسحابك مهين لي .. والله كسرت بخاطري ياشاهين .. وانا اللي وقفت الزمن لايدور عشانك ..

*يدري انها ارفضت اثنين بدون اسباب مقنعه عشانه .. بس هو ابد ماغصبها على هالخطوة .. كان يلتزم الصمت .. ينقهر .. بس مايبي يظلمها ..*

كتبت ويدري انها تبكي ..:
تعودت عليك .. احب صوتك يكون اخر صوت اسمعه قبل انام .. واحب اسمعه لاصحيت .. انت رحت .. وامي وحيدتي الله يعلم بحالها .. خايفه تروح بعد وتخليني ..

عقد حواجبه .. يدري ان غاده ماعندها الا امها المريضه .. واخوانها اثنينهم بعيد عنهم .. تردد .. يمكن تستدر عطفه بس عشان يرد عليها .. ماهانت عليه .. راح كتب : وش فيها .. مستجد عليها شي ..؟!!!!
..................
شاهين .. كان في الحديقه..
مشعل نار .. وكان يشرب شاي .. ويقرا كتاب .. لما جاته رسايل واتس متتابعه ..
فتحها .. كانت من غادة ..
يومك عارف انك ماتتمسك .. وتعاف .. ليش رجعت لي .. وليش خليتني احبك هالكثر .. ليش خليت دنيتي ماتتلون الا فيك .. غيابك تعبني .. واهلكني .. جمان كانت في يدك .. بس تخليت عنها .. وتمسكت فيني انا .. ذا وش يثبت .. اني اناا الاساس .. قلبك ماينبض الا لي .. جمان .. ام بناتك وبس ..

حدق في كلامها .. حس بغصه .. وثقل في قلبه .. ماعرف وش يكتب .. وش يجاوبها ..
كتبت :
ادري تشوف كلامي وماعندك رد .. انسحابك مهين لي .. والله كسرت بخاطري ياشاهين .. وانا اللي وقفت الزمن لايدور عشانك ..

*يدري انها ارفضت اثنين بدون اسباب مقنعه عشانه .. بس هو ابد ماغصبها على هالخطوة .. كان يلتزم الصمت .. ينقهر .. بس مايبي يظلمها ..*

كتبت ويدري انها تبكي ..:
تعودت عليك .. احب صوتك يكون اخر صوت اسمعه قبل انام .. واحب اسمعه لاصحيت .. انت رحت .. وامي وحيدتي الله يعلم بحالها .. خايفه تروح بعد وتخليني ..

عقد حواجبه .. يدري ان غاده ماعندها الا امها المريضه .. واخوانها اثنينهم بعيد عنهم .. تردد .. يمكن تستدر عطفه بس عشان يرد عليها .. ماهانت عليه .. راح كتب : وش فيها .. مستجد عليها شي ..
غاده في الطرف الثاني انهارت بكي .. كانت جالسه في غرفة المستشفى مع امها اللي استخطرت عليها .. وانقلوها بالاسعاف من امس..
امها بصوت ضعيف : لاتبكين يمه .. انا بخير ومافيني الا العافيه .. بكرة اقوم واصير حصان..
غادة قامت وربتت على كفها .. وابتسمت .. وعيونها رايحه من الدموع :
نذر يمه .. لاطلعتي معي من المستشفى .. لاوزع كيك وحلاو .. في الشوارع والاشارات ..
ابتسمت الام .. ووجها موجوع:
ويه مير .. عساني اوزعه بعرسك .. يامرضيتني .. انتي ..
باست جبينها وخدها .. وضمتها ..: ياحبيبتي يايمه ..

شاهين ارسل .. من جديد : غادة .. وش فيها الوالدة .. ؟!
غاده راحت جلست على النافذه الكبيره .. وتحاول تجفف دموعها .. اللي موراضين يوقفون :
امس تعبت حيل .. شالها الاسعاف من البيت .. بالطوارئء توقف عندها القلب .. بس الله لطف توعت بعد الانعاش .. واللحين انا معها بالمستشفى .. الدكتور يقول لازم عملية .. بس خطرة مره .. واذا ماسوتها .. الوضع اخطر..

شاهين وعارف .. ايش ام غاده عند غادة : سلامتها .. لاتخافين .. ان شاء الله بتتحسن .. وبترجع احسن من اول .. ادعي لها .. ولاتخافين . واذا احتجتوا شي .. عطيني خبر ..

غادة اوجعها .. كيف رسمي .. وكيف ماعطى رد لكلامها كله .. غير فقرة امها .. وواضح من باب الشفقه ..
كتبت : الله يجزاك خير .. اخليك ..
وطلعت من المحادثه ...
وهو قفل ..
حط الجوال ع الطاولة..
وتنهد بضيق .. ودخان البرد يطلع من فمه ..
جات جمان .. من وراه وحطت يديها الدافيه على وجهه البارد .. :
ثلجت قم ادخل ..
شاهين : نامو البنات ..
جمان وهي تضمه .. وتقرب من خده: ايه ..
شاهين باس ذراعها اللي قريب من رقبته .. : احبك جمان .. الله لايحرمني اياك ..
جمان ضمته اكثر : ولايحرمني اياك ..

‏الدار دارك . . ما أنت طرقيّ ولا ضيف
‏هذيّ نفود أرضك وهذيّ رياحك..
.....
فارس وقف في نص غرفته .. مسك راسه بقوه..
شعور بالضياع والوحده .. واليتم .. *ماحد راح يفهمني* ..
جلس على طرف سريره ..
سحب جواله من الكومدينا ..
كتب ..:
انتي كل تقولين اني ولدك العود .. وتقولين يا امك .. لما كسرت الكولا ورحتي نسبتيني لنفسك اني ورعك وبتنظفين اللي انا سويته .. ترى من ذاك الليوم .. كبرتي مثل الأم .. في خاطري ..
زعلت من كلام نواف لك وانتي تدافعين عني البارح .. وان يقول تحطونها بمكان نجود ..
انا ماعلي منهم ..
بس انا اشوفك بمكان نجود يامهره ..
انا مخنوق ومتضايق.. وفوقها انا زعلتك .. ارضي علي ..
يمه ..
انا آسف ..والله آسف .. ولاتشيلين بخاطرك علي .. .

وراح ارسلها ...

ظل شوي .. ينتظر رد مهره ..
مهره اللي وصلتها الرساله وظلت تحدق في الجوال ..
*كلمة( يمه) يوم قالها فارس لي ...
وقفت في الزمن ..
احداث حياتي ..كبرتني سنين ..الألم والضعف .. والفقد ..
يقولون فاقد الشي لايعطيه..كذابين ..فقدت الأم بحياتي .. بس لما يوصلني شعور فارس بانفس الفقد ..
يجيني في داخلي شعور الامومه .. القوي له ..
ابتسمت .. ومسحت دموعي .. ولدي .. واعتذر ..*
طلعت بسرعه من الغرفه وراحت ناحية غرفته .. طقت الباب بخفوت ..
وفارس : هلاا ..
افتحت الباب .. وقالت : ممكن ادخل ..
اللتفت بسرعه .. : هلاا مهره .. حياك ..شدعوا ادخلي ..
مهره رفعت حاجب : اخاف ادخل .. وماسمحت .. ثم انضرب ..
فارس : الله .. شدعوااا ..
وجا ناحيتها .. : ترى جد آسف .. وهذا راسك واحبه ..
وباس راسها ..
مهره تأثرت .. : يوووه ترى ببكي اللحين ..
ابتسم ومسك راسها مره ثانيه وباسه : ابكي اجل ..
ضحكت .. وعيونها فيها دموع ..ولمت ذراعه .. وراحت جلست معه .. : اجل تعال دام تسامحنا ..خلينا كذا نسولف ..
فارس :وش تبيني اقول ..
مهره تطالعه نظرة اتهام ..: انت مو طبيعي .. ولا اسلوبك .. ومتضايق .. قل لي امي وش فيك ..
تنهد بقووه ..وسكت شوي .. وعقدت حواجبها :
ايييه ..؟! ..
شرد في السجاده وتكلم : البارح لما تأخرت .. وانا واعد نواف .. ارجع .. ماكان بكيفي .. غصب عني ..
مهره بتسائل : كيف .. وضح لي ..؟!
فارس .. حكى لمهره كل شي صار .. وبالتفصيل ..
مهره توسعت عيونها .. منصدمه ..
ويوم سكت قالت : ودام ابوك يحذرك عن تيم .. ليش تخاويه ..
فارس : انا اشوفه مع الربع .. وبصراحه ماحب اسلوب ماشي هذا ولاتماشي ذاك .. كنت معه بس حذر والله .. والبارح نكبني بالوضع الخرا اللي صار ..
مهره بقلق: وكيف تهدده وتوقف في وجهه .. هو مو صاحي .. اللي يشرب يسوي اي شي ..
فارس : ترى مهره انا ماهددته وانا ماقدر اسوي له شي .. ترى انا اتدرب ..
مهره: ياشيخ ..!!
ضحك : والله يابنت.. انا داخل نادي قتال ورمايه مع ابوي بلندن .. ومعي شهاده ..
مهره بتحذير: والله حتى لو انك جاكي شان .. لاتتعرض لأحد ..وخلاص اقطع علاقتك فيه .. ذا واحد مايتآمن ..
فارس : ماهمني والله .. انا اللي غابني .. كيف صرت بمكان خايس كذا .. كيف قربت البنت الوسخه مني .. مهره يع نفسها جا على خدي .. حسيت بستفرغ ..
مهره : شووف اللي حصل لك اعتبره درس .. لما ابوك يحذرك من اشخاص .. تراه عنده بعد نظر ..وموضوع الشيشه .. بما انك البارح جيت وماكنت تشيش هناك .. يعني كويس .. في تطور ..
فارس تنهد :
ماشيشت هناك .. بس جيت دخنت الالكترونيه .. مهره ماقدر اقطعها كذا .. والله صداع .. وجسمي ينمل ..
مهره : طيب خلينا ندرج .. قلل.. شوي شوي لمن تقطعها ..
فارس : ماقدر والله .. انتي تقولين كذا .. بس انا ماقدر .. لما قاومت ماشيشت مع الربع .. جيت هنا ودخنت ..بتقولين تخلص منها .. بروح اشتري غيرها ..
مهره شردت شوي تفكر .. بعدين اللتفتت عليه :
طيب تمام .. انا بساعدك .. خليها .. معي .. وانا اجيبها لك .. في اوقات متفرفه .. ونقلل .. كل يوم اقل .. لمن تقطعها ..
فارس ضغط عيونه : مادري ..
مهره بثقه: بتقدر فارس .. وانا معك قلبا ً وقالبا ً.. والله واثقه فيك..
ابتسم ابتسامة باهته: اخاف اصدمك ..
مهره : نجرب ..
قام وراح غرفة التبديل .. ورجع ومعاه السيجار .. وزجاجات صغيره فيها محاليل بعدة نكهات ..
مهره تقلبها .. : وش ذا ..
فارس: هذا اللي احطه فيها .. وفيه النكهه ..
مهره : توت .. وخوخ .. وتفاح .. ايش شغل الفوحات هذي ..
ضحك : هذا للبزارين زينا .. انتي خليك على مالبورو بوفارس .. شكله جايب راسك ..
مهره وهي تقوم ومعها اشياء فارس :
والله انت رايح فيها .. ويبي لك اعادة تأهيل ..
فارس بمرح : على يدك .يمه ..
ضحكت مهره .. : بتشووف .. والله لاصقلك .. وبالعصا ..
........

(كان حي .. لم يكن ميت) ..
رسالة وصلت لسما .. في الصباح الباكر .. وكانت لابسه ترنغ وناويه تطلع تمشي .. وتسوي رياضه ..
ارتجف الجوال بيدها ... وهي تشوف المرسل ..
انسانه تعرفها عدل .. من ايام امريكا .. منقطعه عنها من سنوات .. ايش جابها اللحين .. !
كذابه .. كذابه .. !
راحت تطلع من الرساله وترجع .. لها ثاني .. مستحيييل .. !
ايش تقوول هذي ..
الجوال قام يرتجف اكثر بيدها .. وبشكل هستيري .. قامت تعاود الاتصال .. وجوال المرسله اصبح مغلق ..
عادت الاتصال يمكن عشر مرات .. وكله مغلق ..
ارسلت على نفس الجوال ..
ماتتلقى الرسائل ..
توسعت عيونها .. وعروق عيونها تطلع وتصير دم .. رمت الجوال ع السرير .. وقبضت على راسها بقوووه ومن بين اسنانها :
كذاااااابه .. ..
راحت بعصبية دفت كل الاشياء من ع التسريحة وصرخت : اللعنه عليكِ.. هيلين .. اللعنه عليك ِ.. من أين خرجتي يامرتزقه .. .ماذا تريدين مني ايتها العاهره ..
وبعد ماكسرت كل شي تطيح يدها عليه .. توسعت عيونها وتحاول تسوعب الرساله ومعناها ..
بعيون زائغه .. كانت تتخيل احداث من الماضي ..
: هل أنا غبية الى هذا الحد .. كيف صدقت..نعم لما لا .. قد يكون حي .. انا لم اره بعيني وهو ميت ..
وصاحت بجنون : كيييف ..كيف صدقت انه مااااات .. !!!!
.........
سيف الى الآن في دُبي ..
كان يستعد بيطلع من الفندق ..
لما طق الجرس ..
خمن انها خدمة الغرف ..
فتح الباب ..
وقابله وجه انثوي .. وبنظاره شمسيه .. وعبايه كشخه ..
وببتسامه واسعه : سيبرييييز .. !
سيف حدق فيها .. بدون تعبير .. : لا أحلفي عاد ..
راحت مرة من تحت يده ودخلت : والله اني شارلوك هولمز .. عرفت انك بتكون باتلانتس .. من تجي دبي تسكن فيه ..
سكر الباب ويحاول يكتم غيضه :
يعني لو ابي اجيبك جبتك من البدايه .. انا جاي عندي شغل ..وش تبين جايه رازه عنقك ..
نوف تحوس في الغرفه وتستكشف :
هذا حقي يعني ماخذه يومين من الدوام اجازه وطاقه التذكره وجايه قلت مو مخليه حبيبي وحداني ..
سيف : اقصري الهرج .. وش تبين جايه ..
نوف قربت منه .. : وحشتني .. وقلت فرصه .. نكون بعيد ومع بعض ..
سيف بعدها عنه وسحب الجاكت حقه .. : رتبي حجزك .. وارجعي .. انا حركات بفاجئك واجي اطب عليك ماحبها ..
توسعت عيونها :
الله شدعواااا .. وانت بتشيلني .. ولابتدفني بعربه .. والله بصير عاقله .. وبسوي كل اللي تبيه .. تكفى سيف خلني .. تكفى ..

سيف خذ اغراضه ومو عارف وش يقول .. بس لو يترك نفسه .. نتف نوف ..
توه بيطلع ..
الا لحقته وتعدل شيلتها :
بنزل معك ..
سيف بانفعال : نوووف ..!
بتوسل : تكفى تكفى .. والله ماسوي شي يزعجك ..
هو : انا نازل اتغدا .. وبمشي اقابل واحد عندي معه شغل .. وش تبين آخذك ..
ضمت ذراعه:
تمام .. اتغدا معك .. بعدين باخذ سيارة من الفندق واروح دبي مول اتسوق ..بس خلينا نتغدا سوا لاتكسر خاطري ..
سحب الهوا .. وزفر بقووه ..
وفتح الباب وطلع ..وطلعت معه ..!
.........
خلال هذي الأيام .. فارس قل طلوعه من البيت ..
قدر يتحكم بالتدخين .. بمساعدة مهره .. كانت تجيبها له.. في اوقات متباعده .. نفس الوجبات ..
اللحين هي معه بغرفته .. وهو يدخنها .. كانت موديه راسها على ورى .. وتطالع السقف ..
فارس: وش فيك ..؟!
مهره تنهدت : وحشني ابوك ..الليوم خامس وماجا ..
فارس : اللحين انتي خمس ايام .. وتضايقتي كذا .. وش بتسوين لارجع لندن .
مهره استعدلت .. ونزلت راسها على كفوفها:
مادري فارس ..
فارس مد شفته: بالعاده ماياخذ معه احد من اللي تزوجهم سابقا ً يعني ..
مهره حطت يدها على خدها وتنهدت:
لا مو هنا المشكله .. ترى ابوك طرح الفكره علي .. وقال يبي ياخذني .. ويبي يقنعك .. تروح بعد .. فارس ابوك يبينا نستقر بلندن ..
فارس :
مادري صعب حيل .. وخاصه انا ادرس .. يعني ماراح نقدر نرجع بعدين للسعوديه الا بالإجازات .. انتي روحي .. انا متعود ابقى هنا ..
مهره : مثل ماقلت صعب .. بس وربي ماقدر اظل بعيده عن ابوك .. تعودت عليه يافارس ..
حط السيجار ع الطاوله .. :
فكري بالموضوع بجديه ..لايروح ثم تتحسفين ..
مهره طالعته بحيره:وانت ..؟! .. وسيف ولدي .. ترى جدك يبيه معه ..
فارس : مهره ماعليك .. لو قررتي تروحين .. في اشيا كثير بتتغير ..
ارتفع رنين جوالها .. شافت الشاشه : اختي ..؟!
ابتسم : خلاص شيليها .. باخذ شاحني وبنزل ..
ابتسمت : اوك .. نلتقي تحت ..
خذت السيجار دسته بجيب كنزتها وطلعت ..
فارس فتح جواله وفتح سناب .. وتوه جالس يتصفح .. الا لقى سنابه ع الخاص من نوف ..فتحها كانت صورة لابوه في جلسه خارجيه تبع الفندق ..
عليه نظاره شمسيه وملتفت ويدخن .. وباين مايدري انها تصوره ..
وكاتبه : مع الحب الله لايحرمني منه ..
فارس اعتصر الجوال بيده .. !
وطالع مكان مهره ..
كيف تعبانه بدون ابوه .. وكيف مشتاقه له حيل .
وكيف تفكر ابوه لحاله .. في دبي ..
فارس بقهر : وهو رايح مع الساحره .. ويقول شغل .. ويجون يكلموني عن الاستغفال .. ليش يبه ليش .. شهالحب .. اللي تعرفونه .. كيف تحب مهره .. وتكذب عليها .. !

مهره لما طلعت .. ردت على زينه .. وكانت تتكلم معها .
لما توجهت للصاله الفوقيه .. وتلملم الألعاب اللي راميهم .. سيف ومخليهم ..
كانت ماسكه الجوال بكتفها وتقول :
ابي سبب واحد يقنعني ليه يعاملك هالمريض كذا .. ليه تسكتين ..
زينه : كل ماشتكيت لجديده .. قالت اصبري .. تعبت مهره .. وسندس تقول روحي خلعيه .. احس هالقضايا يبي لها رجال يوقف معي ..
(طبعا ً مهره وسندس مايدرون عن مسئلة الطلاق .. ولايدرون الا عن مسئلة انه شكاك .. ويضربها احيان .. بس الجده كانت تدري عن الطلاق المتكرر .. بس كانت تخاف من ابو عبد الإله لانه اقشر .. وتخاف على زينه لايسون لها شي .. لأن عبد الاله يبيها حيل ومايبي يتركها .. اما المسئله الكبيره اللي تخفيها زينه .. عن زوجها .. ماحد يدري عنها أبد ..)

مهره : انا عن مليون رجال .. والله اجيك .. وافكك من وجه الماعز هذا .. ياخي انتي كيف متحملته .. لازين في الأخلاق .. ولاقبول في المنظر ..
ضحكت زينه: وش اسوي .. حظي معفن ..كل يوم اطريك واقول اللي فك مهره من عساف يفكني ان شاء الله ..
جلست مهره ومدت رجولها .. : شفتي صورة توأمه ياختي شي مخيف ..
زينه بضحكه: مين المخيف ..؟! هذا مخيف .. خبله انتي .. حاصل يجيني يخوفني ..
ضحكت مهره: كلبه .. اللحين يجيك بوجبر يدوس ع بطنك ..
ماتت زينه من الضحك ..: بموووت من وين طلعتي هاللقلب ..
مهره : اخبر جديده .. تقوول ان رجلك كان كله يستفرغ وهو صغير .. ومن ذاك الليوم تم اطلاق لقب بو جبر عليه .. يع رجلك معفن من يوم هو صغير ..
زينه بيأس : الله يزين حضي .. ولا ياخذني ..
مهره فجأه بجديه : حيوااانه .. لاتقولين كذا .. جعني افداك ..
زينه بتنهيده مريره : تعبت ياخيتي تعبت ..ولا ابوو يفزع .. ولا اخو يدافع .. وجديده .. ماتبي تسمع .. تمشي اللي تبيه وبس ..
مهره :تبين اشوف لك سيف ..
زينه بسرعه : لاتكفين .. هذول ناس مايستحون.. بكره يفشلونا مع النسيب ..
مهره: طيب اذا انتي مو ماينه على سيف .. شوفي مشعل .. بعد مشعل اخوناا .. ونمون عليه ..
زينه : لا مهره تكفين .. مابي احد يدخل .. وضعي حساس شوي ..
عقدت حواجبها : زيون وش مخبيه .. مادري ليش احس في اشياء مانعرفها ..
زينه بدفاع: ماخبي شي صدقيني ..
وقالت تغير الموضوع :وش اللي ارسلتي امس بسناب وانتي تتكلمين .. سويت سكيب .. بالغلط وراحو..
مهره وكنها تذكرت ..: ايه صح .. زينه حبيبتي .. ابي كتب من حقين ابوي.. روايات .. والاعمال الكامله للماغوط ومؤلفات جبران .. تلقينها بغرفتي ..تكفين زيون ارسليها بسمسا..
زينه :خذتي انتي مجموعه .. معك ..
مهره: خذت ثلاث كتب بس .. في مجموعه كنت مجهزتهم ونسيت اشيلهم ..
زينه: مادري اذا عرفت .. ابشري ..
مهره : حاولي زينه .. تعرفين مايقطع وقتي الا هالكتب القديمه ..
زينه : الناس وصلت القمر وانتي قاعده تقرين للماغوط ..
مهره :هذول الأدب الاصيل انتي وش دراك ..
زينه : خلاص بشوفهم لك بس ماوعدك ..
مهره : تمام فديتك ..

قفلت مهره من زينه .. وفارس كان طلع من غرفته وسمع حوارها الأخير مع زينه عن الكتب ..
حاول يبتسم .. لأنه منقهر من ابوه .. : تبين كتب اجل .. ؟!
اللتفتت .. وابتسمت: يعني اتسلى .. ترى انا أولد فاشن .. مو مع السوشل ميديا ..
غمز بعينه : طيب تمام .. قومي بوريك شي يعجبك ..
قامت وبفضول :كتب ..؟!
راح يمشي وصعد فيها الدور الثالث .. : مكتبة ..
مهره بدهشه : من جد ..؟!
فارس يشغل الانوار ويبدد الظلام في الدور الثالث ..: ترى ابوي قارئ وعنده مكتبه.. بس يعني مكان خاص فيه ومايحب احد يتسلط عليه ..
مهره تتلفت في الدور الفوقي اول مره ترقى .. اغلبه نوافذ كبيره .. مخليه المكان بارد مره .. فارس راح ناحية تحفه رفعها .. وطلع مفتاح .. :
تعالي ..
لحقته لباب خشبي كبير .. افتحه .. وصدمها الظلام .. مهره : يالله .. وش هالرعب .. الدور هذا كأنه مو تبع البيت ..
فارس يضحك وهو يدخل وماد ذراعينه .. لأن مفتاح النور داخل : ابوي يجلس دوم هنا .. اتوقعه يحضر أرواح ..
مهره وهي تتلفت ولاتشوف شي .. بس شكل المكان واسع .. وفيه ريحة كُتب.. وتبغ .. وعطر ..
شغل فارس النور ..
انكسرت عينها ..
وبدت تتوسع عيونها بالتدريج .. بذهوول .. من كل شي شافته ..

رفوف كبيره مليانه كُتب .. وموسوعات .. روايات وادبيات ..
مكتب ..كلاسيكي ..
عليه بعض الكتب والمفكرات .. ومحبرة وريشه ..
اللتفتت بصدمه للصور المعلقه ع الجدار .. كان فيه صور جميله حييل لمارلين مورو.. وزبيدة ثروت ..ومريم فخر الدين .. وكابلزات قديمه ..اجنبية .. بالوان الصور الأبيض وأسود ..
بالزاويه فيه جرامافون كلاسيكي .. ومو ديكور .. لأن فيه جنبه .. اسطوانات قديمة .. راح فارس يحط واحد فيهاا وهو يقول :
اعجبك المكان ..؟!
مهره وهي تدور بعيونها بكل شي :
يجنن فارس .. جووي ..حيل جوي .. ليه ماجابني ابوك هنا من قبل ..
فارس : يعني هو مكانه الخااص .. مره .. مكان عزلته .. ويمكن مو قصده يخلي المكان سري عنك .. بس انتي شكلك ماطرحتي فكرة الكتب عليه ..
مهره هزت كتفها : يمكن ..
طلع صوت موسيقى مهرهر من الجرامافون .. بعدها استعدل ..
وكانت اغنية تركية قديمه ..
خلت مهره تنذهل .. من سيف وجو سيف .. !
وكلاسيكياته .. الرهيبه ..!
شافت على الرف مجموعه من الصور القديمه في فريمات ..
لسيف واقف وشايل فارس .. وصوره تجمع عساف بنواف .. صور للعايله .. وصوره لنجود ..
دققت فيها .. بشرود .. فارس بخفوت : أمي ..
مهره بهمس : توقعت .. جميله مره .. احسها تشبه جمان ..
فارس : كثير يقولون ..
رفعت مهره صوره .. لسيف .. قديمه .. لابس ثوب .. وشايل بندق صيد .. الصوره جانبيه .. تجنن ..
قالت : حيييل تشبه ابوك .. وهو اصغر كنه انت ..
فارس يطالع الصوره .. : احب هالشبه ..
تأملتها مع فارس .. بمشاعر حب منهم اثنينهم ..

مهره ترجع الصوره وعينها تروح للصوره اللي جنبها ..
توسعت عيونها بصدمه .. لما شافت صوره لها .. وواضح ملتقطها سيف بدون تدري ..
فارس بشقاوة:
اخس يابوفارس .. انا اشهد انه قادح ..
مهره بدهشه شالت الفريم ..وتتسائل : متى .. !

*رحت استكشف مكان سيف .. بشغف .. دائما ً لديه جانب لا اعرفه..بل جوانب كثيرة ..
لكن مكان عزلته .. ادخلني في عالمه .. بل في تجاويف عقله ..
الصور الأنثويه من الزمن القديم .. علمتني كيف يحب سيف الأنثى الطبيعيه ..
بدلع مارلين .. وعيني زبيده .. وشموخ مريم فخر الدين .. وشقاوة سعاد ..
عدة صور لعيون عسليه .. قديمه ..
لذالك يعشق سيف عيني ..لذلك يألف التحديق فيها بدون ملل ..
كيف لا والعيون العسليه كانت عشقه في مراهقته ..!!
وجدت نفسي بين الرفوف .. في الكتب العتيقه اللتي اعشق ..
طبعات قديمة جدا ً.. يبدو ان سيف جمعها بعناية ..
كُتب ..للماغوط .. وغادة ودويش .. وغسان كنفاني .. وغيرهم ..
كتب تاريخيه .. عن اوروبا .. والهند .. والكثير..
هناك نجيب واحسان .. واجاثا ..
اتسعت عيناي بانبهار .. وانا اسحب طبعة متهالكه لرواية الكونت دي مونت كريستو .. واخرى للبوؤساء .. !
كيف اللتقينا انا وسيف في هذه النقطه ..انا معه .. عاشقيين للماضي الجميل .. حرفا ً.. ولونا ً.. واغنية ..
امضيت تلك الليله هناك ..
تركني فارس .. وابحرت .. *
.........
رجع سيف متأخر .. للفندق ..
دخل الغرفه .. لقى اكياس مشتريات نوف بكل مكان ..
تذكر وجودها .. عقد حواجبه وهو يشوفها نايمه ع السرير ..
راح توجه للخزانه بدون يصدر صوت .. وفتح الخزنه .. وحط فيها شغله ..وقفلها ..
بعدها راح يشبك جواله بالشاحن .. ع الكومدينا ..
نوف تحركت في نومها .. وبانت بملابس نوم مثيره ..
حط الجوال .. وهو يطالع فيها .. تخيل مهره .. وكيف محروم منها .. الى الآن حتى ماشافها بملابس كذا ..
قرب من نوف وجلس جنبها ..
لمس وجهها بظهر سبابته والوسطى .. نزل .. عند عنقها .. وقلبه يخفق بقوه .. اضطربت حواسه .. !
نوف زوجته .. ولا عليه لوم ..
قرب من وجهها وباسها .. وداعب خدها بشعرات ذقنه..
تحركت نوف بضيق .. مو مستوعبه ..
ابتسم وتوه .. بيوس رقبتها ..
لكن ..!
وقف ..
*افقت على هذه الصفعه .. لم يكن في هذه النقطه عطرها .. ولا شعرها .. ولا خالها تحت اذنها ..
ابتعدت ..
قبل مهره كنت اخذ الأنثى .. كا احتياج ولحظه وشغف ..
في هذه الثواني ..
كدت اعود لذاك الرجل اللحظي .. كادت نوف تغريني .. لعبثي ..!
في النهار نوف لم تكن تعني لي شيئا ً .. اصلا ً حتى تضايقت لوجودها ..
ومشاركتها لرحلتي..
لما الآن اراها كالحور .. !

توقفت .. وشعرت اني اخون .. مهره .. اخون فاكهة الجنه خاصتي .. !
سحرتني مهره بعطرها .. حبستني في عنقها عندما قبلته ..
اقتنعت .. اني لا استطيع .. اما هي ..
او هي ..
لم تعد جوارحي راغبه باختيارات اخرى .. *

قام سيف وتعوذ من الشيطان .. راح تروش .. وجا انسدح ..وقبل ينام
خذ جواله وكتب مسج:
‏ما أقصر الوقت إن قاسمتهُ معها
‏وإن تغِب كيف هذا الليل أطويهِ؟

مهره واللي كانت في مكتبه الى الآن .. وصلتها الرساله وافتحتها .. ابتسمت بحنين .. اشتاااقت له حيل ..
اكتبت :
‏إنّي أتيتُك بأشتاتي لتجمعها
‏مالي أراكَ قد شتّتَ أشتاتي؟

سيف.. ماتوقعها صاحية .. كتب : مانمتي ..؟!
كتبت : وحشتني .. مو عارفه انام .. ملاحظ اني ماسمعت صوتك الليوم كله ..
كتب : والمطلوب ..؟!
مهره ارسلت ملصق يضحك لعبله كامل ماسكه مسدس : دق علي ..
سيف : بنام .. والله تعبان ..
مهره بشقاوة: خلاص نام .. كوابيس تعيسه ..
انصدم .. حط ضحكه : هههههههههههههههههه بدل ماتقولين لي نوم العوافي .. وانا اللي جايب لك هديه ..
مهره بعناد: مابي .. كلمني ..
سيف : تمام .. اصبري
وقام سحب الدخان وطلع لشرفة الجناح ..
كان بينام ..
وكانت اعصابه تالفه .. مع الشي اللي كان بيصير ..
بس لما سمع صوت مهره .. !
تغير كل شي ..
*يقتنع مع مرور الأيام ان مهره نصفه .. ولايكتمل الا بها*
........
مهره نزلت من فوق بوقت متأخر .. وكان الكل نام .. !
كان بداخلها كثير من الطاقه الايجابيه .. بعد مكالمة سيف ..
وبعد جلوسها بمكانه .. بين كتبه واشياءه .. وتفاصيله ..
كانت تطفي النور بعد مانزلت الدرج .. وتوجهت ناحية غرفتها .. ولفت انتباهها شي في الصاله الفوقيه .. قربت لقت زبديه كلها قشور كستناء ..
مو هنا المشكله ..
طرى عليها عساف .. وهي تقوله: حد ياكل كستناء نيه ..
هو مسترخي .. وياكلها : انا ماحبها الا كذا .. لو حد عطاني اياها مطبوخه ارميها في زباله ..
مهره بسخريه : والله من التخلف .. واللحاجه ..

سمعت صوت نواف وراها :اكل الكستنا الغير مطبوخه لايعني اني متخلف ولا لحجي .. صح .. ولا .. !
اللتفتت بحده ناحيته ..
وهي تتشبث بالكتب بقووه ..
وبنظره زايغه طالعته :
انت مين .. ايش اللعبه اللي قاعد تلعبها .. ايش اللي تبي توصله بالضبط ..
مر من جنبها .. وجلس حط رجل على رجل .. وبتهكم :
اللعبه الكبيره عندك .. لاتسوين نفسك بريئه ..
مهره من بين اسنانها :
انا ماعندي العاب .. ولا ألف ولا أدور .. انت اللي واضح .. كنت متواصل مع عساف .. وكنت تدري عن وجودي.. ومسوي اللحين بتلعب با اعصابي ..
نواف ضحك بسخريه وبعيون خامله ..:
تفكيرك محدود .. ولا عندك خيال .. مددي مخك شوي .. يمكن توصلين لنتائج ..
توسعت عيون مهره .. وقلبها يهوي .. خوف .. رجفه .. رعب ..
ابتعدت بسرعه .. على ورى .. واختفت في غرفتها .. وقفلت الباب .. واسحبت الكرسي وحطته ورى الباب ..
مسكت قلبها ..
وش قاعد يصير ..
وش قصده .. !

جثت مهره على ركبها .. ومن خلال ارتجافها .. وشلل مخها عن التفكير وربط الامور..
تذكرت .. قصة فولتير .. عن لويس الرابع عشر .. واخوه التوأم .. ذو القناع الحديدي ..
تذكرت كيف لويس خذ العرش .. وخلا اخوه عايش في غياهب السجون بهوية ثانيه .. وقناع حديدي لمدة ظ£ظ¤ سنه لمن مات .. وظل لغز .. ماحد متأكد هو اخوه اولا .. !
توأم له .. اولا ..
مسكت راسها بقووه .. وجفلت للفكره ..هل ممكن اكون قدام خدعه هايله من عساف .. !
هل ممكن ..
يكون هذا عساف ..
واللي مات نواف . !
هل ممكن غيرته من اخوه دفعته .. للفعله هذي .
ضمت ذرعانها بقوووه ..
لو هذا عساف .. وش بيصير .. وش بيسوي .. وسيف .. !
اظل زوجته اولا .. !
زواجنا صح اولا .. ؟!

تعوذت من الشيطان .. برهبه .. !
مستحيييل ..
ايه اكيد مستحيل..
ياربي اني استودعتك عقلي .. وقلبي ..
ياربي اني اجهل الخفايا .. والغيب .. ألهمني .. ونور بصيرتي .. وابعد عني .. كل مايؤذيني ..
........
رجع فارس من المدرسه .. كان توه نازل من السياره .. وفاتح جواله .. عقد حواجبه بعصبية لما شاف رسالة من نوف .. راسلتها من الصبح .. لابوه وهو نايم ..
وكاتبه : صباحي الجميل ..
قبض ع الجوال بقوه ومن بين اسنانه : الحيوانه .. الساحره .. وش قصدها من ورى هالصور .. وابوي .. والله ذايب في العسل ..
دخل الحديقه .. لقى مهره جالسه ولافه ايشارب ع راسها .. وتشتغل في الزرع .. بمقص .. وسيف يلعب بسيكل جنبها ..
رسم على وجهه ابتسامه يخفي فيها ضيقه: شتسوين .. ؟!
مهره رفعت راسها .. وحطت كفها على جبينها عن الشمس : هلا ابوي .. جيت ..حييت ..!
فارس اوجعه قلبه .. ع ترحيبها وكلمة ابوي . وبراءة مهره ..
اللي ماتدري وش يصير من وراها ..
قال : ايه جيت .. انتي اللي وش قاعده تسوين ..
مهره : طفشت .. قلت اطلع مع سيف اتسلى في الزرع .. وهو ياخذ فتامين د ..
فارس : عمري ماشفت احد يتسلى بالشقا .. كلها شوك خليها .. سعيد يشيلها ..
مهره ترجع تقص .. :
والله اتسلى .. فيني فلاحه داخلي .. لازم اطلعها ..
فارس يشتت نظره : كلمك ابوي ..؟!
ابتسمت وهي تشتغل :
البارح كلمني .. ظلينا يمكن ساعه ونص نهرج .. مسكين كان بينام وماخليته ..
فارس حس بقهر .. وبتردد:
هو معه أحد ..؟!
مهره تحط اللي بيدها في كومة الحشيش اللي قصته:
لاا .. هو رايح لحاله .. عنده ربع هناك ..اللتقى فيهم ..
سكت فارس .. وهوو منزل عيونه عليها .. وحاس بقهر ..
ايش هالإستغفال ..
ليه يبه ليه ..
مو انت اللي تسوي كذا..؟!

رفعت مهره راسها وكنشت عيونها:
فارس وش فيك .. ؟!
هز راسه نفي :
مافيني شي ..
ارتسمت على شفايفها ابتسامة حلوه :
ابشرك قال لي بيجي الليوم ..
فارس بسخريه مانتبهت لها مهره: بالله ..
مهره تقص الزرع :
اي هو قال لي .. حيييل مبسوطه .. ياخي البيت مايصلح بدونه ..
قبل يتكلم .. رن جواله .. رد .. وبعد مكالمه بسيطه .. قفل وقال :
مهره بطلع شوي .. ذياب والربع بيسون غدا ..وعازميني بالاستراحه..ذياب قريب بيجي ياخذني..
مهره بقلق : ادخل لجدتك وقول لها .. ولاكلم جدك ونواف .. هم بالعمل بس عطهم خبر .. افضل ..
فارس بشقاوة: انتي تكفين .. اللحين ولدك وولدك .. ولاجا ع الطلعات قمطتي ..
مهره :لا والله ياخلف جدي .. بس عارفه هم شلون حريصين عليك هالايام وخاصه بعد سالفتك مع نواف .. والشيشه ..وكذا .. ولا انا واثقه فيك .. ورب الكعبه..
حط كتبه وشماغه ..: انا ماشي .. لاتأخر اكثر ..
وقفت ومسكت ذراعه وبتوتر:
فارس ادخل لجدتك وعطها خبر ..
حرك حاجبه: انتِ تكفين .. اذا دخلتي قولي لها ..
مهره : ابوك يمكن يجي ع العصر ولا المغرب .. تعال قبلها لايعصب ..
فارس .. ساعتين .. ثلاث جاي .. وعد .. ولو تأخرت سوي فيني اللي تبين ..
مهره : بضربك ..؟!
فارس ضحك ..: وبالجزمه .. راضي .. يالله دعواتك ..
مهره : الله يحفظك ..
راغبته وهو يطلع .. وماتدري ليه .. قلبها هوا .. راحت بسرعه بتناديه .. ونادت : فااارس .. فارس ارجع .. بقولك شي ..
بس كان ركب مع ذياب ومشى ..
مهره اضطربت .. وحست بشعور مو حلوو .. وهي تحدق بكتبه وشماغه ..
سيف : اينه لاح فالس ماما ..؟!
مهره شالت اغراض فارس : راح شوي وبيجي .. تعال ندخل امي يلاا ..
........

يتبع ....
غاده .. كانت جالسه في الممر .. بتوتر .. وقلق ..
وكانوا ماخذين امها لأشعه مقطعية .. ومره طولت ..
وصلتها رسالة ..
عقدت حواجبها .. وهي تشوف تحويل مبلغ كبير لحسابها من شاهين .. !

ظلت شوي وجاتها رسالة واتس منه: لاتقصرين ع الوالدة بشي .. شوفي وش تحتاج . . في علاجها .. ولو تطلب الوضع علاجها بالخارج .. انا اقوم فيه ..انتي لاتشيلين هم شي ..

ارتجف الجوال بيدها ..
كيف يبيها تطلع من حياته ..
من يفكر فيها نفس شاهين ..
من يسندها نفس شاهين ..!
من يمسكها قبل تطيح نفسه ..
مافيه ..!
حتى اخواني جاوو قبل تنتهي الزياره بربع ساعه ومشوا ..

ارسلت ..: ماتقصر شاهين .. بس المبلغ ماراح اقبله .. امي علاجها نفسه هنا وفي اي مكان .. بس هي اللي صارت ضعيفه ع العلاج .. وبعدين المستشفى اوك خاص .. بس يعالجونها ع التأمين .. لو احتجت .. بطلبك ..

وراحت رجعت له التحويل .. عن طريق تطبيق البنك .. وسكرت الجوال ..

شاهين واللي كان يشيش بالمزرعه .. مع نواف ..تنهد بضيق ..
فعلا ً صاد قلبه عن غاده ..
ومايبي يفتح معها اي باب ..
مكتفي بجمان .. ورجعتها له ..
ومايبي شي يعكر صفوهم ..
بس ماقدر يصد عن غاده واحتياجها له في مرض امها ..
نواف :
وش فيك .. صاير شي ..
شاهين : ابد .. بس مخربين الجدول شوي .. عيد زواجنا قريب .. ودي اسوي مفاجئه لجمان واسافر بها .. بس ماراح يحصل .. عندي رحله بعد ايام قليله من التاريخ ..
نواف وهو يشيش : تعوضونها ان شاء الله .. ماعليه ..
شاهين :على خير .. قولي اخبار فارس هالايام ..
نواف بتفكير : مادري .. فارس .. قاعد يخبي عني امور .. وماهي عوايده ..
شاهين : هو قطع الشيشه صدق ..؟
نواف باستخفاف : يقوول ..!
شاهين : وليه تقولها كذا .. دامه قال صدقه ..
نواف : شاهين .. فارس مو بعيد عنا وعن اطباعنا .. فينا رس العناد ..واللي بروسنا نمشيه .. حتى لو بحركات ملتويه ..
شاهين : يابن الحلال .. احسن النيه .. فارس طينته طيبه .. ومايحب يزعل ابوه ..
نواف : نقول ان شاء الله .. عاد هو طالع الليوم .. رمى اغراضه على مرت ابوه ومشى .. نشوف .. اذا صامل ولا ..اذا جا وماشيش .. بحسن النيه فيه ..
ضحك شاهين : اعوذ بالله ..
........
وصل سيف .. بعد المغرب .. وصل نوف لبيته .. لانها تحججت ان خواتها بيتشمتون فيها .. ان رجعها ع طول ..
ماكان يبي يتناقش معها ..
نزلها الفيلا ومشى ..

دخل بيتهم .. كانوا امه وخواته موجوديين.. وسيف وبنات جمان ..يلعبون..
سلم .. وسيف جاا له ركض : اووووبه ...
لقفه وشاله ..
وببتسامه: هلا الشيخ ..
سيف ضمه: اين لحت ..؟! ..
سيف جلس وحطه ع حضنه: رحت للعمل . قل لي وين امك .. وين فارس .. ؟!
سيف يهز كتوفه : فالس .. ادلي .. بره .. ماما فوق ..
اللتفت عليهم : وينه فارس ..؟!
موضي :جا من المدرسه وطلع مع الذياب .. عاد مسيكين من رحت انت وهو مايطلع الا للمدرسه ..الليوم بس طلع ..
سيف واللي كان باين مرهق .. دق عليه .. وجواله مغلق .. :
مقفل جواله .. متى كلمتوه..
موضي : كلمني اول ماراح .. وقال لي .. مابغيت ادقدق عليه واحرجه عند ربعه .. اكيد فضى الشحن .. ومامعوه شاحن ..
سيف .. ماعلق ..
جمان غمزت بعينها له : ومهره فوق .. قم سلم عليها .. وارتاح .. باين انك تعبان..
ابتسم .. ونزل سيف من حضنه .. : تمام ..

مهره فوق .. كانت متوتره وهي تدق وتدق على فارس ولايرد .. وكله مغلق ..
عاد هو اول ماوصل رسل لها واتس .. ملصق استياء .. وكتب تخيلي تيم ال** موجود ..
مهره توترت وكتبت له :
خلاص ارجع فارس .. لاتظل ..
كتب: ماعلي منه ..
مهره: فارس عشاني .. ارجع ..
كتب لها : لاتحاتين .. هو اصلا ً باين بيمشي ..
مهره واعصابها على المحك ..
مرت الساعات .. ولا جاا .. ولايرد ..

سيف_*
*دخلت الغرفه .. مرتبه .. ورائحتها عطور .. وفيه ورد بالفازات ..
لكن .. لم تشعل مهره ولا شمعه ..
وبصراحة لم يكن يلزم ذلك ..
كانت واقفه هناك ..
وحدها تكفي ..
وحدها كل شموعي ..!
لم تنتبه لدخولي ..
كانت بثوب مخمل رقيق .. داكن ..رسم تفاصيلها .. اللتي تخفيها دائما ً عني ..
شعرها ينساب على ظهرها .. ولونه الجميل يتجانس مع ماترتديه ..
كنت امشي نحوها .. واصدرت صوت في خطواتي ..
فالتفتت مهرتي ..
وطالعتني بعينان برزتا بالكحل .. وشفاه منفرجه دهشه .. جننتني .. !..*

مهره والجوال بيدها.. راحت بخطوات سريعه له .. وقبل تتكلم ..
راحت عانقته .. لفت ذراعينها خلف رقبته .. وتشبثت فيه ..
سيف وقلبه ..يخفق .. يكاد يُسمع ..راسه عند رقبتها .. المكان اللذي يظل طريقه فيه .. وينسى هويته ..
راح خانق جسدها بين ذراعيه وضمها بشوق اكبر .. حسته مهره رفعها عن الارض وهو يهمس في اذنها :
انتي وش تبين تسوين فيني بالضبط .. ؟!
همست وهي تخبي وجهها برقبته:
لاتخليني وتروح عني .. لاتخليني ثاني ..
لحظة صمت مرت .
مهره تخفي نفسها فيه ..
عن توترات نواف .. ومخاوفها ..
تبي تسيطر على عصبيتها من اختفاء فارس وعدم رده ..
تبي تستشعر انه قريب وبيحل كل شي خايفه منه ..
سيف .. يحتفظ فيها اكثر في حضنه .. عقله يغيب عن كل شي ..
يستشعر ..عظمة النعمه في امتلاكها ..
مشى فيها .. لمن نزلها ع السرير .. رفع راسه .. وهي في محيط ذراعيه ..
نزل راسه وقبلها بشغف ..
مهره متشبثه بقميصه ..
غارقه في جنون القبله .. والوله .. !
غارقه في عشقها ..
ناسيه كل شيء ..
بعد سيف وابتسم .. وهو يبعد خصلاتها عن وجهها ..
طالع عرقها النابض في رقبتها .. يكاد يجرح جلدها ويخرج ..
صدرها يعلوو ويهبط .. وانفاسها منقطعه ..
همس بعبث :
قلبك يبيني .. ومو خايف مثل هاك الليوم ..
مهره تحاول تستعدل ..
بس منعها .. :
خليك ..انا على الوعد ..
رفعت يدها لراسه .. غرست اصابعها في شعره ..كانت تبي تقوله كل شي .. وتشكي له .. عن الماضي والحاضر .. بس انعقد لسانها ..
سيف : انتي ناذره .. تاخذين عقلي .. طالعه تجننين .. وفوقها .. تبين تبعدين ..
مهره بخفوت واناملها تتحرك في رقبته وشعره .. :
جُمان ..جت واصرت الا البس هالفستان .. وضبطت مكياجي وشعري ..
رفع راسه يطالعها .. كيف عيونها تجنن بالكحل ..
نزلت عيونها مو قادره تحدق بعيونه اكثر .. : يعني مازيني الا المكياج .. ترى كلها كحل وروج ..امسحه اجل وارجع هولا ..
ضحك وهو يمسك معصمها ويثبتها ع المخده .. :
من الهولااا .. من .. بالله انتي خالقك ربي عقوبة لي .. انتي انتقام لكل حد ظلمته بحياتي .. ورب الكعبه انتي دعوة مظلوم ..ووقعت علي ..
توسعت عيون مهره .. وبفهاوه وبراءه :
انا ..؟!!
سيف : ايه انتي .. من غيرك .. لعبت فيني لعب ..بس الله حسيبك ..
مهره ببراءه ونظره حايره: وانا ايش سويت ..؟!
رفع حاجب .. وبتهديد : زيدي زيدي بهالنظرات ...والله اجيب العيد فيك ..
مهره ابتسمت .. ورفعت راسها باست طرف خشمه:
وارحب يابعد راسي ..
سيف عض شفته .. وقام نزل يده عند خصرها ..
مهره بتحذير .. : انت قلت ع الوعد ..
سيف : مهره تراك مو خايفه ..
مهره تبي تستعدل : الا والله خايفه .. شفني قمت ارجف ..
سيف انصدم : ايش هالنصب والاحتيال ..
رن جوالها .. اللي كان جنبها ع السرير .. يقطع اللحظه .. ويرجعها .. لقلقها على فارس .. استعدلت بسرعه وهي تبعد سيف وتاخذ الجوال ..
كان السواق رشيد يتصل .. لأن الحل الاخير .. ارسلته مهره .. لاستراحة ذياب ..يشوف فارس ..
سيف مسك معصمها : وش تبين تردين .. هذا وقته ..
مهره بعجله: مرسلته عشان شغله .. ضروريه .. ثواني بس ..
ردت : هلا رشيد ..
رشيد وصوته ينسمع مع ان الجوال في اذنها : مدام .. فارس مافي استراحة ذياب .. صديق انا هناك كلام .. فارس روح ساعة ثلاث عصر .. مافيه ..
توسعت عيون مهره .. وهي تقوم وبخووف :
كيف رشيد .. طيب ذياب .. مافي موجود ..
رشيد : فارس .. ذياب .. هذا تيم .. هيسم .. كولو روح ..
سيف عقد حواجبه : وش صاير .. ؟!
مهره تأشر يعني انتظر ..
قالت : رشيد شوف نمبر ذياب .. من صديق انت ..
رشيد : انا كلام ذياب .. نمبر سكر ..
مهره تطالع سيف وتقفل الجوال .. وهو ينتظرها تتكلم ..
بعصبيه: وش فيه فارس ..؟!
مهره بتوتر : مافيه الا الخير ان شاء الله .. بس انا كذا اوسوس واحاتي ..
قالت كذا وهي تشبك كفوفها بعصبيه ..
سيف بعصبيه :
مهره شسالفه ..؟!
مهره مالقت مفر الا انها تقوله .. ممكن يكون فارس في مصيبه .. ولاشي ..
تكلمت :
جا فارس من المدرسه .. كلمه الذياب .. انو بيسون غدا بالاستراحه .. وقال لي ولانو كان مستعجل .. ماقال لجدته .. بس كلمها لمن وصل ..
سيف بنفاذ صبر : اييييه .. ؟! اختصري ..
مهره رفعت عيونها وبرجفه .. :
رسل لي ان تيم كان هناك .. وهو بيوم اللي سافرت كان متهاوش معه هوشه كبيره .. وذاك توعده .. سيف .. قلت له يرجع .. وقال ان تيم بيمشي .. اللحين رشيد يقول انهم طلعوا سوا ..من ثلاث العصر .. هاللحين سبع .. وفارس من قبل الثلاث مايرد علي .. تعبت وانا اتصل .. لو المسئله شاحن .. مافي محل يخلو من الشواحن ..ذا اللحين ..
سيف بحده وانفعال ..: الكلب قايله .. يبعد عن ولد ال *** هذا بس مايسمعني ..يعاندني السفله .. يعاندني بس انا اراويه..

مهره مسكت ذراعه وبتبكي : سيف لاتعصب منه .. والله مسكين ..شوفه .. لايكون فيه شي .. والله قلبي منقبض ..
سيف ياخذ جواله .. ويدق رقم : خليني اصيده .. والله لاحسب ربي ماخلقه ..
مهره ضامه كفوفها .. تطالع بخوف ..
رد نواف : ارحب .
بعصبية : الزفت فارس عندك..
نواف : لااا ماشفته الليوم ..
باحده وانفعال: الله يلعنه ..
سيف .. ياخذ مفتاح سيارته ويطلع .. وهو يتكلم مع نواف ..
مهره .. تهالكت على الارض .. : ياربي اني استودعتك فارس .. ياربي من اراد به سوء فاجعل تدبيره تدميره .. ياربي .. من اراد ان يضره فاجعل كيده في نحره .. اللهم اني لا اسئلك رد القضاء .. لكني اسئلك اللطف فيه ...
حست يدينها تثلج ..
وقلبها ينقبض اكثر ..
...........
مرت الساعات في حالة توتر وقلق على فارس اللي اختفى فعليا ً وكأن الأرض انشقت وابلعته ..
مهره مع موضي والبنات في الصاله ..
بلقيس قاعده قدام امها ع الطاوله :
مافيه شي يمه .. لاتفاولين .. تلقينه غفى .. عند احد من ربعه .. .
موضي ماسكه راسها وتبكي ..:
لااا يايمه .. فيه شي .. مايخليني مايطمني ..آاااه ياقلبي يافارس .. آاااه ياعميري .. وش صار فيك ..
جمان بحده : يممممه .. !
مهره بعباية وشيله .. تطلع بره وترجع ..مابقى فيها لون .. مابكت ..
بس ضلوعها قربت تعصر قلبها ..
الغصه بحلقها قربت تخنقها .. !
تدعي .. وتنتحب في داخلها .. انه يرجع بالسلامه ..
جمان : مهره .. اقعدي .. الله يهديك .. لايجيكم شي ..
سعود دخل .. وجواله باذنه : ايه هاللحين ارسلك رقم هويته .. تكفى .. تكفى .. ترى رجولنا معد تشيلنا .. يابونايف..
قفل .. ويرسل من جواله هوية فارس .. للضابط اللي يعرفه ..
موضي ببكى : وش صار ياسعود .. مالقيتووه ..
سعود .. : ماظل ضابط ..اعرفه الا كلمته .. ابوه وعمه وخاله .. بيجنون في الشوارع ولا لقووه .. فص ملح وذاب الله يدفع البلاا ..
جمان : يالله رحمتك .. الله يحفظ وليدنا ويرده ..
مهره مسكت قلبها ..وماتبي تبكي .. راحت فرت بتطلع الا فتح سيف الباب .. ومسكها .. قبل تطلع ..
شاف وجهها كيف صاير ..: ويين .. ؟!
مهره بعيون طايره .. وخوف: بطلع ادور فارس .. شفيكم الى الآن مالقيتوه .. والله حتى لو انه نمله ..انتوا ماتدورون عدل ..
طالعت عيونه ..وبتردد مفجوع :
لاااايكون صار فيه شي ..
سيف يرجعها داخل..: من شوي شاهين ونواف كلموني لقووه ..
موضي بصياح : ياااارب لك الحمد والشكر ..
سعود تهاوى على الكنب وهو يحمدالله ويشكره ..
والبنات يرددون عبارات الحمد والشكر ..
ومهره طالعت وجهه الجامد ..
وقلبها مرعوب .. :
طيب هو ..؟! .. بخير .. ! ..
سيف وباين اعصابه دمار ..والغضب لاعب فيه .. ببرود حاد :والله خوي نواف بالمرور .. كلمه .. وقال لقوه .. راح نواف وشاهين لانهم اقرب ..
مهره تتشبث في ذراعه : ليش المرور .. وش صاير عليه ..
صاحت : سيف شهالبرود .. ليش مارحت معهم ..
سيف بحده : لاني لووو شفته هناك بدفنه بقرنته .. خلي خاله وعمه يجيبونه .. وانا اتفاهم معه هنا عن وجه الأوادم ..
سعود: لا اله الا الله .. ياسيف .. لااله الا الله ..
سيف بحده : يبه .. انا مخلي معكم امانه ..وش هولا تساهلتو معه .. الولد فسقان وخربان .. اجل مرور.. اخرتها مركز الشرطه ..
موضي : استهدي بالله يمه .. وادعي ان ماعليه شر .. خل يجي ونشوفه ..

سيف بحده : وانتي يمه .. عاجبك .. كل ماقلت باخذه معي قلتي خليه .. وهذا افعاله .. ودافعي عنه .. والله لا اوريه نجوم القايله ..
جمان وبلقيس ساكتين ..
قدام عصبية سيف وغضبه العارم .. !

مهره .. مو خايفه من غضب سيف وصياحه .. قد مو خايفه على فارس .. واسباب دخول المرور في الموضوع .. !
موضي : مهره امي شيلي ولدك نايم على الكنب .. لايقوم ويرتاع ..
جات قدام سيف اللي منفعل ..وهمست في وجهه :
سيف .. ترى كلنا قلوبنا راغت .. هد يبه هد .. ولاتتسخط عليه .. عسى الله يربط فيه ويرده ..
سيف صد بوجهه .. وانفاسه متقطعه من الانفعال ..
سحبت مهره جاكيته من جهة ياقته .. لمن لف وجهه عليها :تكفى عشان خاطري .. ترى امي ضغطها عالي .. من مساعه ..
طالع عيونها المتوسله .. همست ثاني :
انا فوجهك . .
بخفوت: شيلي ولدك صعديه فوق ..ويصير خير..

تركته ..
وراحت شالت سيف .. وصعدت به ..!

بعد شوي ..
جمان وهي تقفل جوالها : بلقيس حطي شي على راسك .. شاهين بيدخل ..
موضي بهلع : الوكاد انهم جايبين خبر شين .. ياااااشيب عيني يافارس ..
جمان : يممه ..الله يهديك .. مو كذا .. فارس معهم قال لي شاهين ..
سيف اللي كان جالس بصمت ووجهه مايبشر بخير ..
بلقيس حطة شرشف الصلاة على راسها ..
ومهره الى الآن فوق ..
انفتح الباب .. ودخلوا شاهين ونواف وقدامهم فارس .. ونواف اللي دفه .. :
ادخل ياكلب .. ادخل ..
كلهم وقفوا يشوفونه .. وموضي قبل تسرع له .. سيف وقف .. ومد يده يعني ( لاتكملين ) ..
عقد حواجبه .. فارس كان راسه ملفوق بشاش .. ورقبته .. وثوبه كله دم ..عيونه ماكانت طبييعه ابد ..
ولاوقوفه .. ولافهاوته ..
سيف طالع نواف وهز راسه يعني : وشالسالفه ..
نواف اشر بصابعه وضعية الحشيش .. ثم اشر على راسه .. يعني قصدة ( الولد مُقلع .. ومتعاطي ..)
سيف انقض ناحيته :
ايشششش..
شاهين وقف بينه وبين فارس :
اهدا ياابوي .. الولد ترى مو في وعيه ابد .. ولا احنا حتى فاهمين وش ماخذ ..
سعود : وش هاللي براسه .. هو متهاوش مع احد ..
شاهين : عمي فارس صاير عليه حادث ..
موضي صفعت صدرها :
اااه يوووومه ..
سيف واعصابه تنشحذ زياده ..
وشاهين : كانو يفحطون مع ثلاث من ربعه .. قل الحمدلله ترى في واحد منهم بين الحيا والموت .. اللي يسوق واللي وراه وضعهم صعب حيل والله يستر ..
سيف من بين اسنانه :
ابعد ياااشاهين ... ترى ماعاد بي صبر ..
جمان برجا:
تكفى وانا اختك .. خليه وبكره .. تفاهم معه ..
شاهين : وانا اقوله .. بكره تفاهم معه .. ترى الولد ماهو صاحي .. ويكفي اللي جاه ..
سيف بدون تفاهم سحب فارس من ذراعه .. وراح مشى فيه ناحية مكتب ابوه ..
موضي برجا:
عشاااني يمه .. تركه ..
سعود :
لاتسوي شي تندم عليه .يبه.
سيف بحده :
ولدي.. وبتفاهم معه ..
بلقيس بخوف وعبره : سيف حرام عليك .. لاتصير غلطة الشاطر بعشره .. والله فارس مسكين .. اكيد احد لعب عليه ..
فارس يرفع حواجبه .. كنه يبي يركز في اللي يتكلمون .. واللي حوله .. بس واضح .. انه اصلا مايشوف زين ..
سحبه سيف .. وهو يقول : اقسم بالله ..اللي بيحشر خشمه ويدخل .. لارتكب جريمه .. الليوم ..
دفعه داخل المكتب ..
وسكر الباب ..

شوي من الكلام المنفعل والحاد اللي سمعوه .. من سيف وفارس..بعدها صوت ضربه .. وصرخه من فارس ..
موضي سكرت اذانها :
بلقيس قوميني .. مابي اسمع ..رجولي ماتشيلني ..
بلقيس توها بتقومها..
الا مهره نازله بسرعه : وينه جاااا ...؟!
جمان : ايه جاا .. مع ابوه في ...
وقبل تكمل .. جات صوت ضربه ثانيه و ثالثه .. وصوت فارس يتوسل .. : تووووبه يوووبه توبه ..
مهره توسعت عيونها ..وبجنون بتروح ناحية الباب: شيسوي فيه .. ليش تخلونه معه ..
جمان مسكت ذراعها: لاتروحين .. سيف طالعه عفاريته ..والله يعورك ..
مهره بحده اسحبت يدها :ماخليه والله لو يذبحن ..
نواف جا عندها .. وبحده وغضب :
ابوه ويأدبه . لاحد يحشر خشمه ..
مهره بحده في وجه نواف :
والله ياحسافة هالشوارب .. على وجوهكم .. متقيوين على هاليتيم الضعيف .. كل واحد يطل بجيبه ويلقى عيبه ..
انصدموا من مهره واسلوبها الحاد الغريب عليهم .. وهي تروح وتفتح الباب ..

سيف بكل غضبه يجلد فارس.. بالحزام .. وفارس يضم نفسه ..
مهره بجنون تشوف الدم في ثوبه والضمادات براسه ..
وسيف يضربه بدون رحمه ..
راحت وقفت في وجهه.. ودفته بقوه عن فارس ..وصاحت فيه باهستيريا :
تضربه بحزام ..بحزااام يالظالم ..
اللقطت نهاية الحزام .. وبنفس الهستيريا:
شووف شووف في حلقه ... والله تووجعه ..ولدك ..سيف ولدك .. ماهووو بهيييمه ..
صاح في وجهها :
مهره بعدي لا اوجعك ..
جثت وضمت راس فارس .. وبدفاع : بتضرب اضرب .. بس والله ماهده ..والله ماخليه تحت يدك يالظالم ياللي ماتخاف الله ..
صاح فيها :
الكلب متعاطي مخدرات .. تراه فاقد مب صاحي .. ومفحط ومسوي حادث ..يستغفلني انه هد الشيشه .. وهو غارق بشغلات اخس ..

رفعت راسها له ..
وعيونها كلها دموع وكحلها سال .. وبحده : والله لو ذابح احد.. ماتكفر فيه ..لعبوو عليه .. والله فارس مايسويها ..والله وهقووه ومايسويها ..

ضمته وتشبثت فيه: سيف واثقه بفارس والله .. ولدي ذا .. مايسويها ..حرام عليك ..شوفه مجروح ثوبه كله دم ..
فارس بخفوت :
بعدي مهره انا اتفاهم معه ..
وبحده رفع عيونه : لا أحد يسوي علي شريف روما ..ماعليكم مني .. انا حر نفسي .. اسوي اللي ابي ..
سيف .. مسك ذراعه يبي يسحبه من مهره..
وهي تشبكت فيه .. وتبكي .. صاحت :
مب صاحي مايقصد ..والله مايقصد ...
سيف بقسوة :
ولك عين يالكلب ترادد ..
سحبه من مهره ودفعه ع جنب : مين اللي حر نفسه . مين اللي يسوي اللي يبيه..
فارس : انا يبه .. واسوي اللي ابيه ( وسوا حركه بسبابته بخشمه) وطرررررررق ..

في الصاله ..
موضي حطت يديها على راسها :
بيذبحه .. نواف .. شاهين يمه . دخلوا اخذوه.. مهره ماتقدر عليه ..
طلع فارس من المكتب ..وبتمرد :
ايه يبه.. اسوي اللي براسي وماعلي كبير ..
جمان حطت كفوفها على وجهها بتوتر ..
شاهين :نواف .. اخذه وصعده فوق ..
نواف مسك ذراع فارس .. اللي سحبها بعنف :
لاتلمسني .. عقدكم ذي .. روحوا فرغوها بالجدران ..ماسكين علي بتصير زي عساف ..

سيف وقف ويدينه على خصره .. وعاقد حواجبه..
وفارس بدون وعي : يلعن عساف ويلعنكم فوقه .. كل واحد مستشرف .. على مخي .. ابوي تقول استغفلك .. وانت قاعد تستغفل مهره هالمسكينه ..
سيف مو فاهم فارس وش يخربط ..

مهره راحت قدام فارس .. وبتوسل : عشاني فارس .. خلاص .. بكره تكلم مع ابوك ..
فارس حرك حاجبه وهو يطالعها.. : انتي مفكرته لحاله بدبي .. تراه ماخذ الساحره .. معوه.. يكذب عليك .. وانتي قاعده تبكين ع الاطلال... يامغفله ..

سيف عقد حواجبه .. ومهره صاحت : خليه ياخذها .. وانت وش حارق رزك .. فارس اصعد فوق.. لاتستفز ابوك ..

سيف : لا لا لايصعد .. خليه يقول اللي في بطنه ..( قال كذا وقرب منه) ..
سعود : تعووذ من الشيطان ياسيف .. لاتحط راسك براسه تراه ماهو بعقله ..
سيف بجمود: لا يبه اصبر .. خليه يقول اللي عنده ..
مهره خلت فارس ورى ظهرها .. : سيف امانه .. اجل كل شي لبكره .. لاتسوي شي تندم عليه ..
فارس بوقاحه :لاتشيش .. لاتدخن .. لاتشرب .. لاتخاوي ذا وخاوي ذا ..تراك تدخن يبه .. ونواف يشيش .. وعساف عاد اوووووه ..
(وقام يضحك) .. ابوي سعود .. عاد انت ماضيك حافل ..
مهره انصدمت من عيون سيف .. وعرقه اللي بجبينه ينبض ..
وفارس يقول وهو يجي قدام ابوه : كلكم عندكم عيووووب لااااهناااا ..
واشر على جبينه .. ويقول :غارقيييين ..بس فارس لايغلط ..
وبمد : بس حششت .. وفحطت .. وطررررررررق ..

سيف رفع يده .. وبكل قوته .. عطاه كف .. فارس غمض عيونه بقووه ..
وموضي بصيحة : لااااا سيف ..
جمان وبلقيس .. شهقوا بقووه
فتح عيونه لما تنبه ان الضربه ماجااته ..
الكف تلقفته مهره في وجهها لما تحركت عشان تحميه من يد ابوه ..
سيف .. بصدمه يطالع نظرتها الحاده .. واصابعه اللي علمت على خدها .. عينها اللي حمرت والكدمه تحتها ..
مهره بجمود : برد قلبك ..؟!!! .. بتخليه.. ولا والله بطلع فيه من البيت .. لاتفكره وحيد.. وماحد بيدافع عنه ..والله اوقف في وجهك انت واللي اكبر منك ..
نواف يطالعها بصدمه .. كيف تدافع عن فارس .. بكل هالضراوة ...
كلهم اذهلتهم قوتها في دفاعها عنه .. وكيف واقفه بوجه سيف ..
سعود :الله يعز قدرك يامهره والله لايهينك .. امسحيها في وجهي .. يبه ..
سيف.. يحدق في عيونها الحاده وجهها .. اللي تغمق الكدمه فيه تدريجي .. في ثواني .. وكيف تصير ورمه .. وتنفتح بجرح وينزل منها دم ..
بعصبية : بلقيس جيبي ثلج ..
مهره تلتفت .. وتمسك فارس : مابي شي .. بيض الله وجهك ..
وصعدت بفارس .. وساعدته .. كان تعبان .. من الضرب اللي جاه .. والحادث ..والحشيش اللي لاعب بعقله ..
سيف .. حس بصداع يداهم راسه ..ضغط على عيونه ..
موضي :راضي عن نفسك اللحين .. بنت الناس ارحم على ولدك منك .. الله لايحلك ياسيف لو صار لفارس شي من ضربك ..
طلع سيف وبانفعال: خلاص يمه .. خلاص .. ماني ناقصك
...........

يتبع ........

مهره دخلت بفارس غرفته .. وغصه في حلقها تكاد تدمي حنجرتها ..
جلس على سريره ..
ومسك راسه بقووه ..
مهره راحت لدلابه تطلع له ثياب ..
فارس ببكى وهو يقبض على راسه .. وكأن مخه بدا يستوعب الاحداث الي صارت ..:
افففففف .. انا وش سويت .. الله يلعني .. وش سويت ..
مهره جات ومعها ملابس .. مسحت دموعها بظهر كفها وحاولت تبتسم .. :
بدل اللحين ونام ..وحصل خير ..
رفع راسه وبفجيعه .. وعيونه تهل دموع:
مهره تكومنا بالسياره .. مثل اللحم .. دمنا اختلط جميع .. كنا نصرخ .. وتيم منحشر في الحديد .. وباقي جسمه فوقي ..
توسعت عيونه ..وهو يلطم وجهه : اسكتي .. ذياب .. ذياب .. شكلوو مات ..ترى ماكان بيروح .. راح عشاني .. الله يلعنك ياتيم .. كانك جبت العيد فينا ...

مهره جلست جنبه ومسكت راسه ..طالعت عيونه : فارس .. ماحد مات .. ماقالوا ان احد مات ..
هو بتوسل : تكفين .. تأكدي .. احس كنه حلم .. والله حلم .. بس تيم وذياب كانوا بجهة السياره .. اللي اضربت فينا .. تيم يسوق وذياب وراه .. هيثم كان معي بالمركز .. ايه .. صح معي .. لأن خذونا للتحقيق .. عشان لقوو سجاير الحشيش بالسياره ..

طقطق مخابيه : جوالي .. وينه .. بتصل فيه .. وينه ..
مهره دورت في جيوبه:
مافي بجيوبك شي ..اصبر وانا اشوف لك الوضع ..بس بتقوول لي كل شي صار ..
مسك يدها .. :
شوفي لي ذياب .. خويي ..مهره .خوويي .. والله ماطلع الا عشاني .. وبقولك اللي تبين ..
مهره عطته الملابس .. : قم اغسل جسمك واللبس .. بنزل اجيب لك كمادات حق ظهرك وبسئلهم ..
هز راسه ايجاب ..
ساعدته .. وصلته لمن دورة المياه..

مهره موجوعه .. كيف يرجف .. جسمه كله يرتعش .. كيف خايف .. وناسي حتى الوجع بجسمه ..!
خافت تسئل ويجيها خبر شين عن خويه ..
بس انها اطلعت ولقت موضي .. ومعها كمادات .. وادويه .. شايلتهم بصينيه ..باللهفه: عدل هو .. زين ..؟!
مهره بخفوت : ايه يمه .. ان شاء الله زين .. بس يسئل عن اخوياه هاللي حصل عليهم الحادث معه وخايف ..
موضي : والله يفداك الكذب مادري .. والله ماركزت وش قالوا بس الوكاد العلم عند نواف ..
مهره : وينه هو . ؟!
موضي : تحت ..
مهره : بروح اسئله .. انتي ادخلي لفارس .. وبجيك ..
نزلت مهره .. ولقت نواف .. ثاني راسه على كفوفه .. وباين متأزم من الوضع اللي صار كله ..
جمان كانت تلبس عبايتها بتمشي ..
جات ناحيتها .. ولمست خدها ..:
اكتشفت انك شجاعه .. وماتخافين ..لله درك ..

مهره عضت شفايفها ..
يمكن اكبر اسباب .. دفاعها عن فارس .. كان الخوف .. الخوف عليه .. الخوف ان يذوق شي ذاقته .. الخوف من الموقف ..
خوفها لمن كانت وحيده .. وماحد يوقف بوجه عساف ويدافع ..
بخفوت : كلنا نخاف ياجمان .. ومخاوفنا اشكال والوان ..
نواف رفع راسه : بس ترى لمن ترمين نفسك قدام واحد ثاير وتلاسنين .. ذا غباء ..
مهره وثقل بصدرها وقلبها :
انا جيت اسئلك .. عن وضع اللي مع فارس في الحادث .. الورع قاعد يستوعب .. وزين مايجن .. خايف انه يكون احد مات .. حسيته خايف حيل على ذياب ..
نواف .. ضغط عيونه بقوه : ماحد مات .. بس تيم وذياب وضعهم صعب .. اثنينهم بالعناية .. تيم عنده ضربه في الراس وكسور .. ذياب انكسر عنده ضلعين .. اذت الرئه .. حصل عنده نزيف داخلي .. بس تداركو الوضع .. لسى تحت رحمة ربه .. مابان شي لسى ماستقر وضعه .. هيثم .. وهو.. اخف الامور .. لانهم بالجهه الثانيه ..

مهره خلاص صدعت .. وجمان .. انقبض قلبها : ياربي ألطف فيهم ..
مهره بغبن : يعني ولدوه طالع من حادث كذا .. بدل مايحمد ربي ويشكره .. يتولاه كذا ..
نزلت دموعها : الله لايرحم اللي مايرحم ..
نواف :فارس ماقصر.. الخراب اللي سواه الليوم .. ماهو شوي ..
مهره وصوتها الباكي : والله ملعوب عليه .. ومظلوم ..هو مو مستوعب كلشي .. بس والله لاطلعت الحقايق .. بتندمون كلكم ..
جمان مسكت يد مهره : انا معك ..فارس مايسويها .. في غلط في الموضوع ..
مهره بثقه: ايه في غلط ..
جمان : انا بطلع .. شاهين ينتظرني والبنات نايمات بالسياره ..
مهره : تمام .. الله يحفظكم حبيبتي ..
جمان بوست خدودها ..
ولمست خدها .. حطي كماده بارده .. ومرهم .. لاتخلينه كذا ..
هزت راسها ايجاب ... : ماعليك .. لاتحاتين ..

طلعت جمان ..ومهره صعدت فوق ..!

راحت .. لغرفة فارس وقبل تدخل .. سمعته يقول بحده:
لاتحطين لي شي يمه .. خلاص..كلكم كنتوا موجودين ورضيتوا علي ..
افتحت مهره الباب ..
فارس كان متروش .. ولابس بنطلون ترنغ وجسمه كله اثار الطق من ابوه ..
وموضي مافيها لون:
والله ماكنت راضيه .. بس فارس تعرف ابوك .. لاصار الامر يخصك مايرضا نتدخل .. ياله يمه تكفى .. خليني احط عليك كمادات ومرهم .. لايتورم جسمك ..
فارس بحده: مابي احد يلمسني .. خلوني ليتني ميت ومريحكم مني ..
موضي : استغفر الله العظيم .. واتوب اليه ..
رفع راسه لمهره .. اللي دخلت وباللهفه: ها مهره .. شالعلم .. ؟!
مهره ومتألمه .. جلست جنبه: يقول نواف .. كلهم طلعوا من الحادث ولله الحمد .. بس عندهم اصابات .. وكذا ..
فارس باللهفه: وذياب ..؟!
مهره مسكت يده : ذياب تعبان شوي .. وخلوه بالعنايه .. لان صار عنده كسور ونزيف وكذا ..
فارس تغيرت ملامحه .. وامتلت عيونه دموع ..وبخوف : مهره جد .. ذياب حي ولامات ..
مهره ابتسمت : والله حي .. وبيطلع ان شاء الله ادعي له ..
موضي بغصه : الله يحفظه لااهله .. ولايفجعهم فيه ..
مهره : اللهم آمين ..
فارس اخفى وجهه بركبه وقام يبكي ..
موضي باست راسه :
ادعي له يمه .. ادعي له ..
فارس : والله لاصار لذياب شي ماراح اسامح نفسي ..
موضي ومب فاهمه ليه محمل نفسه الذنب ..
طالعت ظهره وذرعانه .. بحسره .. خذت كمادة ثلج .. وقربتها من كتفه ..
بعد فارس وبحده ودموع: خلاص يمه اطلعي .. اتركوني في حالي ..كنتي راضيه ...لاتجين تطببين فيني ذا اللحين ..
مهره حطت يدها على ذراعه : ماحد كان راضي .. ابوك تلقاه مب راضي على اللي سواه بعد .. بس ابليس حضر ..
فارس رفع عيونه وكلها دموع .. للجرح اللي بوجه مهره والكدمه الزرقاء..
انقهر انو الصفعه جات لمهره .. وانها انضرت بسببه ..
موضي تراشيه : يلا امي .. خليني احط لك مرهم عشان تلبس .. الغرفه بارده .. وانت مو راضي تشغل التكيف .. يدفيك ..
فارس بنفاذ صبر وعصبيه :
تدرين اني اختنق من المكيف الحار يمه ..والله ومخنوق بما فيه الكفايه .. خلصوا هالليوم اللي مايبي يخلص .. واطلعوا وخلوني لحالي ..
مهره اشرت بعينها لموضي .. يعني خليه انا معه ..
موضي : الله يهديك يمه .. !
وطلعت ..

مهره في لحظة صمت مرت تطالع الأرض .. وفارس مخفي وجهه في ذرعانه اللي على ركبه ..

نجي على سيف .. اللي كان طلع من البيت .. واللحين راجع .. لما ماتحمل يبعد عنهم .. كيف ضر القلبين حقينه ..
فارس ومهره ..
كيف غلبه الغضب لذي الدرجه .. كان يدخن ويتخيل فارس وهو يضرب فيه ..كان يقول والله ماكنت ادري .. يبه تيم نكبني ..

وجعه قلبه .. وهو يتخيله ضام نفسه.. ويقول : اوجعتن يبه .. انا فارس يبه ..
حس بغصه .. وثقل في قلبه ..
ومهره جات في باله كيف تتشبث فيه وتدافع عنه ..
كيف تلقت الكف ..
طالع يده كيف ترجف ..
مو مستوعب كيف فصل لذي الدرجه .. كيف عصب وبغى يموت من غياب فارس لساعات .. من الافتراضات اللي افترضها وهو يدور عليه ومو لاقيه ..
كيف عصب من فكرة تفحيطه .. وانه ممكن مات من الحادث ..
كيف انذبح .. من مسئلة انه يتعاطى .. وكيف عيونه صايره ..
كيف تجنن من الدم في ثوبه وجبينه ..

مسك قلبه وحسه بينفر من مكانه .. !.
وصل البيت ونزل ..
دخل .. وصعد فوق .. وراح ناحية غرفة فارس ..
كان الباب شبه مفتوح .. وقف وهو يسمع مهره تتكلم معه ..
سرق النظر .. كانت مهره .. كمدت الضربات وحطت مرهم على جروحه ..
وفارس لبس تشترته .. واللحين قاعده تلبسه قبعه وتنزلها على اذانه .. : يعني تيم .. كان قاعد يطلب السماح منك .. وهو يخدعك ..
فارس شارد :
ماشفتيه يامهره كيف يتوسل ويقول اني خويه .. واعتذر كيف غشني ووداني هاك الاستراحه ..بس انا كذا قلبي قافل من ناحيته ومو راضي بالاسف .. وقلت له اني مو شايل عليه بس ابيه يظل بعيد عني ..
مهره وهي تجلس يمه :
طيب ..؟!
فارس: خلاص .. جلسنا وكان منوه انه بيمشي .. والله وتغدينا .. وكنا قاعدين نشرب شاهي .. انا بعد الشاي انعفست .. قمت اضحك .. وطولت الاغاني وارقص .. والي مستوعبه انه ذياب .. لعن تيم .. لانه هو اللي جاب كاسات الشاي .. وتيم يقول : اوريك بخويك اللي مسوي شريف .. والله لاطلع الشرف حقه من عيونه.. بس هذا اللي اتذكره .. كيف طلعت .. كيف رحنا بسيارة تيم .. التفحيط كله ماذكر صح .. كلشي .. بس تجيني ومضات .. ان ذياب .. كان جاي انه خايف علي .. ومضات .. اني كنت اشرب زقاير وكلها كان يشبها تيم لي ..
مسك راسه بقووه وهو يحاول يسترجع كلشي .. .:يضحك يضحك ومهستر هو وهيثم .. وانا خليته يوقف فتحت الباب ورجعت ..ومن قوو الترجيع .. طلع من خشمي ..حسيتني بمووت ..
مسك راسه بقوه .. وبضياع: وكان يضحك .. تيم كان يضحك وانا ارجع بقووه ..ذياب يهاوشه .. يبيه ينزلنا وانه يبي يرجعني ..مو مستوعب كيف حصل الحادث .. بس اذكر صراخنا .. والدم في وجهي.. مهره حييل يخووف .

غمض عيونه بقووووه .. ويحاول يربط الصور في بعض ..
مهره ساعدته .. ينسدح لحفته .. : خلاص نام .. امي..لاتفكر كثير ..
فارس فتح عيونه وطالعها :
والله مهره كنت مبسوط .. اني معك تقدمنا بمووضوع الشيشه .. وقربت اقطع كلشي ..
مهره بحنيه:
وان شاء الله بنكمل . انسى اللي حصل ..
فارس: عاد صدقتيني .. صدقتي انه مالي ذنب ..

مهره تربت عليه كنه طفل : والله مصدقتك .. ومن البدايه قلت انه لعبو عليك ..
فارس غمض عيونه .. صداع قوي .. جسمه بدا يسخن .. جسمه كله مترضرض .. ويوجعه بقووه ..وبدا النوم ياخذه ..
قام يهذي .. ويقول : علمي ابوي .. كان معصب ولاصدقني .. والله تيم غشني في الشاهي ..
سكت شوي .. وكمل وهويهذري:
والله غشني في الشاهي ومادري وش كان حاط لي .. مادري والله ..
نايم ودموعه تنزل: يبه .. بغيت اموت .. والله شفت الموت يبه ..

مهره تعض شفتها .. وتحاول ماتنتحب .. وهي دموعها تنزل ..
سيف .. ماسك مقبض الباب بقووه ..
وحجم الندم .. والألم زلزله .. لو بس اسمعه .. لو بس استوعب الكارثه اللي حلت عليه ..
اختنق .. مقهور .. موجوع ..
مهره شالت الادويه والشغلات .. وراحت دورة المياه .. دخلت حطتهم .. وسكرت الباب .. وانهارت بكي .. حست بوجع بظهرها وكتوفها .. وكأن الم فارس ذكرها بألمها صراخها .. توسلها ..
وكيف عساف مارحمها .. !

اما سيف .. دخل الغرفه ..
وقرب من فراش فارس وجلس جنبه .. كان نايم على بطنه ..
لمس ظهره .. وعلى طول فارس تحسس من اللمسه بسبة الوجع .. تحرك وهو نايم ..
سيف سحب الهوى ومو قادر يطلعه ..
ارخى اكواعه على ركبه .. وانحنى في جلسة انكسار ..!
ظل كذا وكل شوي يلتفت يطالع وجه فارس التعبان .. والشاش على راسه .. والجروح من الحادث عند وجهه وفي رقبته .. وحتى في ذراعه وييدينه ..
حس بعتامة .. في عيونه .. ويلعن اعصابه ..ويلعن نفسه ويده اللي انمدت عليه ..
طلعت مهره .. من دورة المياه وبيدها كمادة ثلج صغيره حاطتها على وجهها ..
وبس انتبهت .. لسيف .. اللي التفت لها ..عطت نظرة غضب .. وتوجهت للباب .. بسرعه انها بتطلع .. لحقها ومسك ذراعها ..وبخفوت :
مهره .. وقفي ..
مهره بخفوت وعصبيه: ابعد يدك عني ..
سيف بندم : ترى كنت واقف وسمعت حكيك مع فارس .. وعرفت اللي حصل ..
مهره بسخريه وعصبيه :لاااا.. بدري..
وسحبت ذراعها ..
تمسك فيها : مهره لاتزيدينها علي ..
بخفوت :
تكفى لانصحي فارس وسيف .. خليني اطلع ..
طلع معها .. ودخلوا بغرفتهم .. مهره رمت الثلج ع السرير ..
وجالسه تاخذ شاحنها .. وبجامتها ..
سيف : ايش هالتصرفات مهره .. اعقلي .. ترى الوضع اللي صار الليوم هو اللي طلعني من طوري ..
مهره بانفعال: والله حتى البهيمه .. البهيمه .. في الشرع في لها ذبح حلال .. ولدك سيف ..انت شايف جسمه .. هو من الحادث ولا من ضربك ...الولد منجمر على ربعه .. يتكلم ويغص ..ايش هالتبلد اللي فيكم .. ايش مخلوقين منه انتوا ..

سيف مسح على راسه بعصبيه :
كنت شعره واجن عليه .. الساعات اللي ندور فيه .. شيبي طلع ..ماظل صورة ماجابها ابليس في وجهي ..انتي ماهو فاهمه وش فارس عندي .. انا ماصبرني على مر الدنيا الا عينه ..
مهره باحده .. عروقها طلعت :
واللي يحب يسوي سواك .. كان يصيح ويتوسلك .. كان سمعته .. فهمت وش يبي يقول ..
سيف بحده : كان يخربط .. كان مب صاحي ..
مهره بحده اكبر : من فيكم صااااحي ..كيف الواحد يستهين بروح ويضربها ولايدري وين يوقع ضربه .. ولا وش يضر .. لو طابت جروحه .. شيطيب ..خاطره ..الضرب اهانه يامريض..
سيف يتحرك بعصبيه .. يبرر لنفسه:
بس في النهايه انا محذره من عيال هالحرام .. وشوفي وين وصلوه ..
مهره بتهكم وغضب: برافو والله .. هذا وانت سمعت عن نكبتهم له .. بس تدري انت واخوانك .. الظاهر متعتكم في الدنيا .. انكم تخلون اللي حولكم خايفين منكم .. من ابوك لمن بلقيس .. ماحد كان متجرء يوقفك عند حدك ..

قالت كذا وبتطلع ..
مسكها سيف ... : مهره اصبري ..
اللتفتت بحده وبعيون كلها اتهام صاحت :
سيف اتركني ..
مسك ذراعها زياده .. وهوو يطالع عيونها ..
مهره اجتمعت الدموع في عينها ..
سيف بخفوت :
دام عندك الشجاعه توقفين في وجهي .. وتخطيني .. لاتهربين اللحين .. كملي جميلك .. وعالجي اللي سويته ..
مهره انزلت دمووع من عيونها .. :
مابي اشوفك ولا اكلمك .شكلك مايروح عن بالي .. وانت تضرب فارس .. مابغيت اشوفك بهالشكل ..
سيف لمس خدها والورمه الزرقه تحت عينها .. :
توجعك .. !
مهره ودموعها تزيد .. بانهيار وقهر ..
سيف بحنيه :
انا آسف ..
مهره بنحيب : شسوي فيك .. قل لي شسوي فيك .. ؟!
سيف باس راسها : سامحيني ..
مهره تخبي عيونها بكفوفها وتبكي .. كنها طفله .. بكت ومو عارفه تسكت ابد ..

خذها سيف وضمها ..
وبكت .. وهي تنوشق ..
سيف وجعه قلبه : اهدي ابوي ..تكفين ..
مهره: اناا احب كيف انت مع فارس .. انت خربت كل شي يالمريض .. شوهت هالصوره ..
سيف : ماعليك .. ولدي واعرف له وبكره تشوفين ..
مهره بقهر : حتى لو سامحك بقووله لاتسامحه .. احد يضرب كذا .. جسمه ازرق ومجرح .. والله ذاب قلبي وانا اشوفه ..
سيف ضمها اكثر:
اسف ياابوي .. اسف ..
........
شاهين : اخوانك نفس عمي اول ..لاضرب كفر..
جمان كانت معطته ظهرها وحيل متأثره:
اول مره يضربه بهالطريقه .. تذكر يوم يسرق فارس سلاح ابوي قبل اربع سنين .. ويقعد يطلق فيه .. ترى جا له ضرب من سيف .. بس والله مو كذا ..
شاهين اللي كان متسند على ظهر السرير ومو عارف ينام .. :
ترى الولد طالع من موت .. سيف ماكانت واضحه عنده الصوره .. الحادث بشع .. ورانا الضابط صور السياره ..الله اللي اخرجهم ..

جمان تحدق في الفراغ .. وزفرت بصعوبه .. : بعد عمري اهوو ..
وراحت استعدلت ..وخبت راسها في ركبها :
ياربي مخنوووقه.. صورته ماتروح من بالي ..
شاهين .. مسح على ظهرها .. :
يلاا ماعليه .. يقولون كل طقه بتعلومه ..!
..........
نواف .. مثل كل اللي في البيت .. ماحد منهم عرف ينام ..
فارس محبوب الكل في البيت ..
من انوولد .. وهو بالنسبه لهم ..ألطف هديه من رب العالمين ..
كبر في حبهم ..ودلعهم كلهم .. صار اخو لاعمامه وعماته ..
ولد جده وجدته ..!
نواف وتحاصره عيون مهره ودفاعها .. ماكان تمثيل .. ولا اصطناع .. !
حدتها في كلامها ..
فرك عيونه بقووه .. : افففف .. افففففف ..
قام طلع من الغرفه .. وراح عند غرفة فارس .. كان سيف واقف والباب شبه مفتوح ..
نواف بخفوت : وراك واقف هنا ..
سيف : فارس مرتفعه حرارته ويهلوس .. مهره معه ..
نواف: طيب ادخل ..
سيف وباين متأزم : لا خليني..هنا ..
نواف سمع صوت القرآن اللي مشغلته مهره عند راس فارس ..
وكانت تقوله :مصايبي كثيره .. وش تبي في اكبرها ..
فارس .. ببتسامه خافته وعيون ذابله : ابي اقارن .. هو سويتي شي يسوى .. وانضربتي عليه .. ولا ..
مهره واصابعها شابكتهم في اصابع فارس .. وتمسج يده :
لاتفكر ماجاني ضرب .. جاني ضرب حلال .. وجاني ضرب حرام ..
سيف عقد حواجبه .. وحتى نواف .. وكنهم يترقبون وش بتقول ..
فارس: وش الفرق .. ؟!
ابتسمت : الحلال .. هو من جديده.. وياما ضربتنا .. مثلا ًمره انا وزينه اختي .. فرطنا محاصيل ثلاث شجر ليمون .. وقطفناها وهي لسى صغيرات .. مابقينا فيها شي .. شلنا حتى الزهر .. يومها كلنا ضرب حلال .. بالشبشب ..
واضحكت :انا كنت مسويه ثقيله ومابي ابكي .. بس زينه .. فقدت الوعي ..
فارس رفع حواجبه : من الشبشب .. ؟!.
مهره وكنها تتذكر ذاك الليوم :
هي بكت وشهقت .. ووقف عندها النفس .. مو من الشبشب ..
فارس : اجل وش ..؟؛
مهره : من ضحك سندس علينا ..
فارس بعيونه الذابله ومبتسم: كلشي ولا الكرامه ..
مهره: اقسم بالله تشمتت فينا .. بعدين تقلدنا كيف نعرج واحنا نمشي .. سندس يهوديه ..وقلبها قوي مو مثلي انا وزينه .. القطو ياكل عشانا ..
فارس ومستمتع رغم سخونته اللي ضربت فوق : انتوا مغفلات مثلي ..
مهره : ايه مره .. !

فارس : عطينا من الضرب الحرام ..!
حدقت في كف فارس .. وتنهدت : كنت ابالغ بسياغ الحديث يعني ..
فارس : وابوك ..؟!
مهره .. ماحبت تجرح مشاعر فارس .. لان ابوه ضربه .. بس اختصرت ..: لا ماكان يضربني ..
ولو تعمقت في الحديث عن ابوها بتبكي ..
ماكان يرضى حتى النسمه .. تلعوزهم ..
وفعليا ً مو مبالغه ..
تذكر لما شعرها يجي على وجهها ..وعيونها ويمللها وهي تحاول تزيحه ..
كان يشيله كله ويربطه ..
ابتسمت وتذكر مره .. مع انها كبيره بثانوي .. وفي المزرعه معه ..
ادوشها شعرها ..
ابوها سحب خوص نخل .. ولمه ذيل حصان وربطه ..
مهره :الله يبه .. حسستني .. كيس شعير ..
ابوها .. : ضبي شعرك لايذي عينك .. ولا والله بحلقه بالمكينه ..
فارس وشاف مهره شارده .. :
شكله كان يضربك .. وتكذبين ..
مهره ابتسمت : ورب الكعبه .. ولامزح يضرب ..
سيف ونواف .. سكروا الباب .. وراحوا جلسوا بالصاله .. واللتزموا الصمت .. وعليهم هاله كآبه ..

ومرت تلك الليله بصعوبه ع الجميع ..!
حرارة فارس كانت ترقى وتنزل .. ومهره ظلت معه .. لان كان زعلان من الكل ومايبي احد يقرب منه ..بستثناءها..
.......
ـآصويحبي لاصرت أحبه ومغليه
‏تموت حساد الهوى في مهلها ..
والله أحبه حب ماني بمخفيه !
‏حب سكن بأقصى الضماير دخلها .


طلع الصبح بعد ليل طويل ..
اعتدلت مهره من نومتها ع الكنبه الجانبيه .. حركت رقبتها بوجع .. من نومتها الغلط ..
انتبهت لسيف اللي جالس على الكرسي .. ويطالعها ..
دلكت كتفها وذراعها ..: صحيت ..؟!
سيف : وانا عرفت انام ..اغفي واقوم ..
مهره تحرك رقبتها تحاول تصقعها ..
سيف: وراك نايمه فيذا .. ؟!
مهره بنص عيون : عاجبتن الاريكه .. ع الاقل مايكون جنبي واحد يستغفلني يقول . مسافر لحاله .. وهو معه احد ..
ضحك سيف بتهكم:
ياشيخه ..! .
طالعها : ماشاء الله ركزتي صح في كلمة فارس هذي ..
مهره تقوم وتسفط البطانيه ..:
يعني انا انسانه ماكنت بعارض لو بتاخذها معك . بس ماهو حلو .. تقول رايح شغل .. وانت جالس .. تسوي ايام عسل مع نوف ..
سيف : يعني انتي مصدقه اني خذتها معي .. وقلت لك اني رايح لحالي ..
مهره هزت كتفها : هو يعني فارس جايب كلامه من كيسه .. اكيد درى .. فانورني ..
سيف يشعل سيجار . ينفخ دخانها :
نوف جات لحالها .. ولاهو بشوري .. ولا انا كنت مرحب بجيتها.. ظلت ليله .. ورجعنا.. ماكانت معي من اول الرحله ..
مهره والغيره تذبحها .. بس زوجته ..
زوجته اللي بتعطيه كل شي ..
زوجته الصح .. !
مو مثلي مع وقف التنفيذ ..
سيف حرك يده قدام عيونها : الووو ..
مهره تحركت من شرودها :
يومك تكلمني وظلينا ساعه وشوي .. كانت جنبك ..
سيف : ايه . وكانت نايمه ..
مهره .. والقهر ياكلها .. مالها حق للاعتراض .. ابد ..
بس عشان تفرغ عصبيتها :
عاادي يعني كان قلت لي .. ع الاقل سكرت من باب الذوق ..
سيف طفى السيجار ووقف ..:
ماكان فيه صالح من اني اقولك واعكر جوك .. جات ورجعنا .. وانتهى ..
مهره بعصبيه تحط البطانيه في الدولاب :
وليش يتعكر جوي .. زوجين ومع بعض .. ايش فيها يعني ..يتعكر جوي لما اتصل بالليل .. واصير عذول .. يعني جد آسفه .. حسيتني لاراحمه ولا مخليه رحمة ربي تنزل ..

راقبها سيف وهو وراها.. تضبط الشغلات الي طاحت من الدولاب بعصبيه .. وتكمل :
الحرمه جايه .. وتبي تسوي مفاجأه لك .. وتعيش معك اجواء .. يالله لو يرجع الزمن ان كان ماتصلت .. ليت انكسرت يدي ولا دقيت .. احراج والله ..
فاجئها سيف ضمها من وراها .. وخبى وجهه برقبتها همس :
ماعاد فيني يامهره .. ماغيرك يهزني والله .. كسرت خاطرها .. ماقدرت .. اذا مخك شطح رجعيه ..هذا انا وعلى حطة يدك...

ارتجفت بين يدينه .. همست: صدق ..؟!
سيف ويهمس في اذنها:وليش اكذب عاد ..
لفها ناحيته وطالع عيونها :
مابغيت احوسك .. واضيق صدرك .. والله .. نوف .. وجودها كان محبط لها .. بس السؤال .. فارس من وين درا .. وواضح ان متضايق حيل من هالسالفه .. وهو يقول كان يتكلم .. وكني طايح من عينه ..
مهره بحيره:
مادري ..اكيد سمع صوتها وقت يكلمك .. او هي متواصله معه ..
سيف : ماصار بيني وبينه مكالمه وهي جنبي .. وحتى نوف ايش مصلحتها تقول له ..
مهره حطت كفها على خده وببتسامه:
خلاص انتهى الموضوع .. انا ببدل .. وبروح اشوف فارس كيف وضعه ..
سحب يدها وحب باطن كفها ..
اللتقت عيونهم في نظره عميقه ..
ابترتها مهره ..
وهي تروح ..!
تنهد سيف ويضغط عيونه باصابعه .. !
........
سعود وموضي ع الفطور ..
موضي : ايه راحت .. وقلبها وراها .. مانامت وهي تهوجس على ولد اخوها ..
سعود :حسبي الله ونعم الوكيل .. هذا جيل .. تيم ولد علي ماوصل العشرين .. بس ولد ابليس ..الله يلعن من رباه ..
موضي : الله يهديه ..ولايوجع اهله فيه .. حفر لهالغافل .. وهو اللي سقط بحفرته ..
جاهم صوت فارس : وين جوالي ..
اللتفتوا اثنينهم .. ابتسم سعود : يالله حيه .. شلونك يبه ..
فارس بصد : زين ..
موضي قامت وباللهفه : تعال امي ..افطر دامك صحيت .. مابقى فيك دم ..
فارس بجفا : ماني جايع ..
وراح يمشي ناحية الكنب .. ولاحظت موضي انه يعرج: وش فيها رجلك ..
فارس واضح يدور جواله ع الطاولات .. والكنب : جوالي وينه ..؟! ..
موضي بعصبيه : رد علي فارس .. احد يطنش امه كذا ..
فارس ويده بجيب الجاكت .. اللي رافع قبعته على راسه ..قال ببرود.. وهو مستمر يدور :
لما جيت البارح .. اكيد جوالي وقع من جيبي . لقيتوه ولا ..
موضي زفرت : مالقيناه ..
مرت جودي .. فارس : تعالي انتي ..
جودي : ايووه ..؟!
فارس : روحي مكتب ابوي .. يمكن تلقين جوالي ع الارض جيبيه ..
جودي : انا سوي تنظيف .. مكتب .. مافي شي ..
فارس جلس ع الكنب ..لان واضح مو قادر يوقف اكثر من رجله ..
موضي : قل لي يمه .. وش فيها رجلك .. وش يوجعك ..
فارس .. ويده تضغط على ساقه .. بدون يطالعها:
مايوجعني شي ..
موضي رجعت ع طالة الفطور .. ومو غريب عليها تصرف فارس ولا جفاه .. ولاحدته .. ربت ثلاثه كلهم نفس الطينه ..

سعود بخفوت وهو يشرب قهوته :
خليه .. يطخ من راسه .. ماهنا الا رووس يابسه الله يدفع البلا ..

نزل نواف .. وكان متجهز للعمل .. جا ورى فارس ومسك راسه وحبه :الحمدلله على السلامه ..
فارس ببرود : يوم خذتني من المركز .. كان جوالي معي ولا .. ؟!
نواف طلعه من جيبه: عطوني اياه المرور .. لقوه في السياره ..
فارس طالع الشاشه اللي انكسرت .. وخذه ..
نواف وهو يروح ناحية الطاوله:
انكسر بس يشتغل ..
فارس ماعلق .. فتحه.. ودق رقم .. بس ماجاله رد ..
نواف اختلس النظر له: قم افطر .. بلاك قاعد هناك ..
فارس يكرر الاتصال .. على رقم ثاني .. : مابي .. كل انت .. عوافي ..
نواف يداعبه: ماتمر .. لازم عشيري يقابلني .. قم ابوي .. وجهك اصفر ..
فارس واللي باين قافل .. ماتكلم ..

نزلت مهره وشايله سيف .. وتقول: خلاص صرت كبير .. ذبحتني ..
سيف ضامها وبمرح : مابي امسي ..ماما ساطر(شاطر) سيلني ..
ضحكت: نصاااب ..
نزلته ع الارض .. وراح بسرعه لسعود .. اللي لقفه وشاله: هلاا جدي .. هلا ..
سلمت مهره ..
واللتفتت على فارس اللي جالس في الصاله ومو على طاولة الاكل ..
راحت عنده : صباح الخير ..
فارس : صباح النور ..
مهره تحط كفها على جبينه .. وتجي تجلس ع الطاوله اللي قدامه: لاا الحمدلله .. مافيه سخونه ..
فارس بعصبيه : مهره كلمت اخو ذياب مايرد .. ولاهيثم يرد .. ابي اطمن كيف ..؟!
مهره وهي جالسه قدامه: اللحين تسع يمكن الناس نايمه .. مداومين .. ماتدري وش ظروفهم .. اصبر شوي واتصل ..

فارس مد رجله بشكل مستقيم وباين توجعه ..
مهره: وش فيك ..؟!
فارس: مادري .. البارح ماكنت احس بوجع كذا .. من صحيت ورجلي توجعن حيل ..
مهره زاحت وسوت مجال جنبها واشرت ع الطاوله : حاول ترفعها هنا اشوف ..
رفع رجله ..
موضي بخفوت: وانا مايرد علي ..الله يخلف عليك ياموضي ..
نواف ياكل .. وبخفوت وابتسامه:
يعني خلينا واقعيين يمه .. وقت اللي انتي انشليتي ومو عارفه توقفين هنا .. البنت وقفت واستقبلت كف ولدك اللي فر وجهها ..
سعود ضحك :
والله انك صادق ..يانواف
موضي : يعني انا اللي غلطانه ..وانت ورى مادليت بدلوك ..
نواف مد شفته :
انا كنت مؤيد كل اللي جاه وخاصه ماكنت ادري انه مظلوم وملعوب عليه ..
موضي : مادري من وين جايبين قوة القلب .. حسبي الله على ابليسكم ..
مهره ترفع بنطلون فارس عن ساقه .. وكانت متورمه شوي ..وصايره مزورقه..
نزل سيف ..وعقد حواجبه .. ومهره ماسكه رجل فارس وتخليه يحركها ..
وقف .. يراقبهم .. مهره: هي مو مكسوره .. تحركها يعني .. بس واضح انرضت..
سيف : قم نروح المستشفى ..
فارس سحب ساقه .. ونزل البنطلون .. وبجفا: مابي اروح مكان ..
سيف مسك رجله ومدها ثاني .. لدرجة عور فارس .. رفع البنطلون .. وضغط شوي عليها .. وفارس يتوجع ..
مهره : باين ملتويه او منرضه .. فارس خل يشوفك دكتور .. ويسون لك عليها تصوير ..
فارس بعناد : بتخف ..
وكان مايطالع ابوه ابد ..
سيف يناظره .. وهو صاد بوجهه ..
تنهدت مهره : طيب تمام .. براحتك .. قم افطر..
رجع فتح جواله:
موجوعان ..
سيف ظل يناظره ..وصله حجم الشرهه والزعل .. اللي شايلهم فارس عليه ..
بعدين ابتعد وراح ع الطاوله ..
مهره همست : وش مشتهي تفطر ..
فارس بخفوت : والله مابي شي .. مالي نفس ..
مهره تداعبه: خليني اجرب اسوي لك فطور .. والله تاكل صوابعك وراهم ..
فارس : لاتعبين نفسك مابي آكل ..
مهره : انا بسوي شغله .. انا ابيها .. اعجبتك اكل معي .. ماعجبتك لاتاكل ..تمام .. ؟!
فارس واصلا ميت جوع :اوك ..
خلته وراحت المطبخ ..
........
فطر فارس مع مهره ..
ومشوا سعود ونواف للعمل ..
فارس ولأنه كان تعبان صعد غرفته .. ينام .. ظل نايم لمن بعد الظهر ..
صحى ..
واتصل على اخو ذياب .. وخذ منه العلوم .. قفل منه ونزل وهو متضايق .. !
وكان يكلم السواق ..
ابوه عاقد حواجبه : وين ..؟!
مارد وكان اصلا مايمشي عدل ويتمسك في الدربزين والأثاث ..
سيف بعصبيه : اكلمك فارس ..
مهره مسكت ذراعه .. يعني بهدوء ..
زفر .. وكرر السؤال وفارس جالس يلبس كنادره ويربط خيوطهم :
تبي تروح مكان خليني آخذك ..
فارس بدون يطالعه:
بروح لحالي .. بشوف ذياب .. كلمت ريان وقال لي وين متنوم ورقم الغرفه ..
سيف : طيب .. نروح سوا .. ومنها اشوف ذياب ..
فارس : شوفه بعدين .. مابي اروح معك مكان يبه .. ممكن ..؟!
مهره ..قامت : خلاص انا بروح معك ..
رفع راسه لها : اقعدي مكانك .. ماني بزر ..
مهره .. وراحت : بجيب عباتي واجي .. لاتروح ويطلع شكلي غبي ..
صعدت ..
وفارس قام يمشي في الصاله .. وكنه يجرب رجله .. بس توجعه حيل ويعرج ..
سيف يراقبه قال:
ادخل ع الدكتور .. يشوفها ..
فارس عطاه نظره جانبيه..
وراح يمرن رجله ..
سيف .. مايبي يضغط عليه .. قام وراح لركن في الصاله سحب عصا .. حق سعود ..راح عنده .. وحطها ع الأرض : تعكزها ..لاتنلوي رجلك ..
حاول يكابر ..بس راح خذها .. نزلت مهره ..: مشينا ..
تقدم عليها فارس : يلا ..
قبل تطلع مسكها سيف: مهره اقنعيه يدخل للدكتور يشوف رجله..
مهره : تمام ولايهمك ..
سيف: الله يحفظكم ابوي..
........
بعد شوي في المستشفى ..
مهره ظلت جالسه في كرسي على احد الممرات ..
وفارس لبسوه شغلات معقمه .. بعد توسله لهم .. ولما توسطو ابو ذياب واخوه الكبير ريان .. لانهم عارفين كيف صداقة ذياب وفارس قويه .. !

ودخلوه يشوف ذياب ..
فارس يقرب ودموعه تنزل .. ذياب محاط بالاجهزه .. والاكسجين ..
صدره ملفوف .. بعد الجراحه ..ونايم بعمق تحت تأثير البنج والمسكنات ..

تخيل .. ذياب وهو يصرخ في تيم :
لوو انه صاحي ماراح معك ..
-وانت وش دخلك ..؟! .
ذياب .. :
والله ماخليه ..
ذياب وهو يقنعه يبقى ويسحب فيه .. وهو تحت تأثير .. الحبوب
اللي حطها له تيم .. كان مُصر يطلع ويكمل الفله بره .. :
فارس ان طلعت معه بتندم .. خليك .تكفى فارس .. استوعب اللي اقوله لاتروح .. ترى ناوي لك شر ..
تيم يسحبه .. ويركبه قدام ..
ذياب .. جا وركب .. ومُصر مايخليه ..

سحب فارس الهوا وماعرف يطلعه .. مسك كفه .. وقال بصوت مبحوح:
تكفى ذياب لاتخلين.. والله ماتصلح الدنيا بدونك والله ..ماعرف يمر يوم وماشوفك .. هاللحين كيف اروح المدرسه وانت بالمستشفى .. (فارس وذياب .. اصدقاء من ايام الروضه .. لمن اللحين .. فاعلاقتهم حيييل قويه ..)..
.. تمنى يكلمه .. او يفتح عيونه ..
بعد اشوي..
افتحت الممرضه الباب .. تنبهه انو لازم يطلع ..
فارس باس جبين ذياب .. وهمس:
تكفى يالعشير .. شد حيلك ..تكفى ..

طلع .. وبعد ماشال الشغلات المعقمه اللي لبسوه .. راح وهو يتعكز عصا جده .. لمن وصل لمهره ..
اسئلت عن وضع ذياب .. جلس جنبها .. وخبى وجهه بكفوفه .. : تعبان .. حيل تعبان مهره .. ماكلمني .. ولا فتح عيونه ..
مهره : سمعت اخوه وهو يقول .. انو تحت تأثير البنج .. ان شاء الله يفوق .. والزياره الجايه تسولف معه ..
فارس ودا راسه ورى ..وبعد لحظة صمت .. تنهد وابتسم : اول اسبوع لي في الروضه .. كنت ابكي .. وخايف ورهبه .. وامي موضي تداوم معي يومين وامي سلمى يومين .. وسببت ازمه .. لمن تعلقت في ذياب .. كان يجي يوميا ً.. ويجيب معه حلويات ..وشبسات .. والعاب .. وبالنصيفه .. مع اني اجيب معي .. بس اتحمس للشغلات اللي بيجيبها لي ذياب .. . عدينا الروضه .. وبحكم انو ساكنين بحاره وحده .. درسنا الابتدائي سوا .. والمتوسط .. واللحين ثانوي ... مهره . .تدرين لو ابتدت السنه .. وفرقونا بالفصول .. اخلي ابوي سعود يجي يكلم الإداره .. ويجمعونا سوا .. كيف يعني .. لو يصير في ذياب شي .. كيف اكمل ثانوي .. كيف اروح الجامعه ..!

مهره مسكت كفه .. تجمعت غصه بحلقها .. : فاول بالخير .. الولد بيصحى .. وبيرجع لك .. ادعي له امي ادعي له ..
فارس بصوت مبحوح: ياااارب ..
ظلوا شوي ومهره محترمه صمته ..
لمن رفع راسه .. ولقى هيثم واقف عند زجاج غرفه .. يناظر ..
قام قال : شوي مهره وبجيك ..
طالعته وهو يروح .. واضح ان تيم اللي بالغرفه .. ولا يقدرون يدخلون له .. !
وقف معه فتره .. وكان بينهم نقاش ..!
........
في البيت ..
وقت المغرب ..
كانوا موضي والبنات جالسات ..ويضبطون المكان .. عشان الضيوف .. لأنو انتشر خبر حادث فارس .. ومتوقع يجي اي احد بأي وقت..

طق الجرس .. رفعت جمان راسها : لا عاد بدري كذا .. من اللي بيجي اللحين ..
بلقيس ..: اذا احد غريب .. دخلوه غرفة الضيوف .. سيف ونواف فوق ..

افتحت الشغاله الباب ..
وموضي راحت تستقبل الجاي ..
واذ بها نوف..
جايه بباقة ورد .. وكيس فخم فيه شوكلت .. ارتبكت موضي .. بس رحبت فيها .. وهي تدخلها ..
بلقيس بخفوت لجمان: وش جابها ..؟!
جمان وماعجبها الوضع : مهره بتجي مع فارس ..والله والبنت مو ناقصه مغثه يكفي اللي جاها ..
نوف تجي تسلم .. ومسويه ملمه بالوضع وانها من اهل الدار ..
بعد ماجلسوا ..
نوف :اخباره حبيبي فارس .. والله اني ارتعت عليه..
جمان بخفوت لبلقيس اللي جنبها :
واضح .. من الروج العنابي ..
لكزتها بلقيس :كلمي سيف .. لاتجي مهره .. اللحين ..
جمان وفاهمه نفسية نوف:
هي جايه تبي تشوف مهره اصلا ً .. حادث فارس حجه ..
نزل سيف وشافها .. عقد حواجبه .. وتقدم ناحيتهم : وش الرياح اللي هبت غلط واحذفتك فيذا يانوف ..
نوف تضحك بتسليك :
ماشاء الله صاير تنكت ودمك خفيف ..
سيف بعصبيه: نووف اقصري الهرج .. وش جايبك بدون حتى تقولين ..
نوف حطت رجل على رجل :
جايه اتحمد سلامة فارس .. لازم استأذن .. معروف بتفتحون البيت .. وبيجونكم الاحباب .. صح ولا ياخاله ..
موضي :
صح يابنتي .. وحياك الله .. اقعد سيف .. والحرمه جايه تقووم بالواجب ..
تلفتت نوف : وينه حبيبي فارس .. ماشوفه ..
سيف وده يطحنها ..!
فارس خلقه مايواطنها ..
ومهره بتجي .. الله يعديها على خير ..
......
سكرت مهره الباب ..بعد ماركب فارس وركبت جنبه ..مسكت رجله تعدلها كان فيها جبيره ..
فارس:
ماكان له داعي يجبرونها ..
مهره: قل الحمدلله .. ان احنا دخلنا ع الدكتور .. حتى لو مو كسر تعورت حيل ..وترضرضت .. لو تركتها بتزيد ..

حرك السواق .. وفارس تكلم بشرود:
الحمدلله على كل شي ..
اللتفت عليها : مهره .. صدق الحمدلله حتى على الحادث ..
مهره باستغراب : ايه الحمدلله يابوي .. والحمدلله ان الله حفظكم وطلعكم ..
فارس رجع شرد :
تدرين شيقول هيثم ..
عقدت حواجبها تنتظره يكمل ..
قال :تيم ماكانت نيته فيني بس كذا .. زعمه .. اني انا مستشرف .. واني مترفع عنهم وشايف نفسي .. كان نيته لااستويت من الحشيش .. وبعد مانفحط .. وادوخ .. كان بيرمني في استراحه للناس قاضيين .. كان ناوي ..
وسكت وغص بالكلام .. مهره افهمت وانفجعت ..
فارس مصدوم من عقلية تيم وانتقامه .. الشيطاني ..
كمل بصدمه: تخيلي كان ناوي يسوي لي فضيحه .. ويشوه صورتي عاد لمن امووت ..
لاحظت مهره كيف كفه ترتجف ..
وكان يتخيل هوول الوضع لو انه صار ..
مسكت كفه واضغطت عليه ..:
انسى .. الله عالم بنيتك .. وهو اللي منعه ورده .. وسبحان الله هذهو طايح بالمستشفى ..

مهره تبي تغير الموضوع ..
قامت تسولف معه .. عن شغلات ثانيه .. لمن وصلوا البيت ..!

في الصاله ..
نوف حطت فنجالها ع الطاوله .. وطالعت سيف الصغير : ياحليله .. من ولده ..؟!
جمان : ولد عساف الله يرحمه ..
نوف لسيف: ولد زوجتك يعني .. بس والله يشبهكم ..باين مايشبه امه..
سيف وعارف خبث نوف ودقها في الحكي ...
رفع حاجب والفنجال بفمه.. نزله :
مايشبها احد يانوف .. زينها واجد على ورعنا مايقوى يشيله ..
موضي تنحنحت .. على العيد اللي جابه ..
ونوف انقهرت .. وتغيرت ملامحها ..
بلقيس شالت صحن الحلا تضيف ..:
وحيالله نوووفه ..
نوف : يحييك حبيبتي ..
جمان لكزت سيف وبهمس: الله لايضرك .. لسانك مشرط مايرحم ..
سيف بخفوت : قومي شوفي اي عذر وادخلوا غرفة الضيوف .. قبل تجي مهره ..
جمان: تمام .

قبل ماتسوي جمان شي.. انفتح الباب ..

(مهره)
دخلت وفارس يتعكزني بيد .. واليد الثانيه يتعكز العصا ..
حسيت ان في احد غريب من الهمهمات .. في الصاله الجانبيه .. ونفس الشي قلبي انقرص .. لما سمعت صوت سيف معهم .. :
هلا ابوي حياكم ..
فارس ضغط على كفي بقوه وهمس:
نوف .. هنا ..
وحسيت بيد بارده تعتصر قلبي. ماكنت ابي التقي باي انسانه ارتبطت بسيف .. ماابي اشوف انثى خذته .. اكثر مني ..
بس ابتسمت بدون ارفع راسي عليهم ..لابد من هذا اللقاء ..
تشبثت بذراع فارس .. وكأني بدل ان اسنده .. هو يسندني .. واقبلنا عليهم ..
ووقعت عيني على نوفه ..
موضي بارتياع: ذا جبروو رجله .. اجل مكسوره ..
مهره .. وهي توصل فارس لمن الكنبه وتجلسه:
لايمه .. مو مكسوره .. بس انرضت مره ..الدكتور قال لازم الجبيره تظل اسبوع .. عشر ايام كذا ..
مهره ترفع رجله على طاوله صغيره .. وفارس يقول :
يبالغ .. بس بشيلها ..
مهره : انكتم .. ماراح تشيلها الا لاسمح الدكتور ..
قامت وغمزت لسيف .. :
دخلناه الدكتور وسوينا اشعه ..وجبرناها بعد .. شرايك .. ؟؛
سيف ببتسامه: كفووو ..ابوي ..
مهره اللتفتت ..على نوف وراحت تسلم عليها ..: اعذريني .. كيفك ..؟!
نوف .. وملامحها تغيرت .. ومهره تفك شيلتها وتجي تصافحها وتبوسها ..
في داخلها ( الآن عرفت لما سيف تغير .. لما صام عنا .. واعرض .. لما تبدلت مفاهيمه وعواطفه .. وكل شيء نحونا ..انا وهيا )..
بلقيس : نوف .هذي مهره .. مهره نوف ..
لكن نوف .. رغم ارتباكها الا انها ماتخلي حركاتها :
ماشاء الله .. فكرتك خطيبة فارس أول ماقبلتوو .. صايرين كابلز ..لايقين ع بعض ..
عقد سيف حواجبه .. وفارس .. دمه بدا يفور ..مقاصد نوف وسخه ..وطرقها ملتوية ..
بس فجعتهم مهره لما ضحكت وقالت ..وهي تلتفت على فارس بنظره :
بالله ..صدق الواحد مايحكم من اول نظره .. انا اول مالمحتك .. وشفت سيف جالس .. فكرتك عمته.. اللي ماجات عرسنا .. طلعتي زوجته .. !
يعني فارس حشم الوضع والا كان بيصرخ : بوووووم ..
بس اكتفى ببتسامه ..
سيف .. احتفظ ببتسامته بداخله .. ومات على شقاوة مهره بالرد ..
الباقين .. وجهم اشكال والوان ..
نوف بصدمه :
انااا .. عمته .. ؟! .. الله يسامحك ..
مهره تشيل عباتها :
يعني قلت لك .. من باب التخمين .. نفس ماخمنتي .. اني الحب حق فارس وانا امه ..
نوف قبضت على كفها بغل ..
ومهره تنادي الخادمه : جوودي ..
وذيك جات ..عطتها مهره العبايه .. : اخذيها لغرفتي .. وجيبي لي سكارف كبير ..
رقت الخادمه تنفذ ..
مهره وقفت ترتب شعرها بيدينها .. وتنزل بلوزتها على البنطلون ..
سيف : اخبار ذياب .. اللحين ..؟! ..
مهره ..تجي على نفس الكنبه اللي جالس عليها .. جمان ..قامت .. وتركت لها مجال تجلس جنبه .. مهره : ذياب مسيكين تحت البنج .. والمسكنات .. بس طمنونا على وضعه .. وبعد ماخلصنا من جبيرة فارس .. رجعنا طلينا عليه .. طمنا اخوه انه بدا يتكلم شوي .. بس مارضو ندخل خلاص .. انتهت الزياره .. !

سيف : الحمدلله .. (واللتفت لفارس.. رفع حاجبه) : كان نذرت على سلامة خويك .. اذا الله اخرجه من المستشفى..
مهره ابتسمت :
انذر فارس .. على جلده ..
فارس بنص عيون : والله بنذر بس بوهقك ..
سيف ضحك: انذر ابوي .. ونذرك في رقبتي ..
فارس : تشهدون ..!
كلهم : نشهد ..
فارس : نذر لاقام ذياب بالسلامه .. اسوي له عشا بعشر روس غنم .. وفوقها شيك بعشر الاف . هدية سلامته..

وطالعه .. يعني انت اللي وهقت نفسك ..
سيف : تم ..يستاهل خوي ولدي ..
مهره بشطانه: هذا نذر سلامة ذياب .. سيف سلامة ورعنا ..وش له ..؟!
فارس :يوفي لي نذري في ذياب .. وانا مابي شي..
سيف: والله ياهي عاد اجتمعت .. رضاوة وسلامة .. انت الخسران ..
جمان : اطلب ..لاتفوت الفرصه..
فارس بكبرياء .. ويختلس النظر لنوف.. : الله يغنيني ..
شافها كيف تحدق بمهره .. وكنها تبي تقوم تخنقها ..
عرف من مهره من شوي ان ابوه ماكان يكذب .. وفعلا ً كان رايح لحاله ونوف جات هناك ..
تعجب من حركات نوف في سناباتها .. له ..!. واصلا ً لاهو ماين معها ولاشي ..
الا انها فاهمه انه متقبل مهره ولاهو متقبلها .. وهي عارفه هالشي . من ايام الزواج .. وسناباته ..
فاهي تفكر انه بيعرض الصور على مهره وبيسوي كهرب بينها وبين ابوه ..!
الجلسه كانت متوتره .. الا ان الجميع .. اعطى جو ان الأوضاع عاديه .. مهره .. كانت تحترق من داخل .. وخاصه لما تقول نوف موقف يشاركها سيف فيه ..
اللتفتت له كانت ذراعه ع الكنب وراها .. كانت لاصقه فيه وكنها تبي تعلم نوف والعالم كله .. ان في النهايه هو لها .. لها لحالها ..
ابتسمت وهو يطالعها ..وحركت شفايفها : بطعنك ..
سيف بيضحك .. بس لمس رمشها بظهر صبعه كنه يوخر شي عالق ..
بس مهره صارت تفهم سيف لما مايقاومها .. يلمسها بعذر .. انو يشيل رمش طايح .. ولا شي عالق ..
فاتوردت خدودها .. يعرف كيف يخرفنها ..
قامت .. وفي تفكير انثوي خافت من الحسد .. ومن العين ..
صبت بيالة ..
خذتها لفارس ..
مدتها له : تقهوى امي .. شفيك مفهي...
خذ الاستكانه .. :سلمتي..(وابتسم ويداعبها): يمه ..
توه بيشرب الشاهي ..انتبه لعيون نوف .. ونظرتها الغريبه ..
فارس : فيه شي .. نوف .. ليه تناظرين كذا ..؟!
نوف باللهجة عتب وغبن ماقدرت تكتم داخلها:
وش كان يضرك .. يافارس .. لو عاملتني كذا .. كله كاش مني .. ولاتطيقني ..
سيف بتحذير : نوووووف ..؟!.
نوف : عادي سيف تسائل .. وفارس كبير وفاهم ..
فارس حدق فيها .. بعدين رفع الاستكانه وطالعها :
الفرق يامرت ابوي العزيزه ..انو مهره نفس الزجاج هذا .. تشوف داخله .. وتعرف وش فيه .. عكس اللي معتم .. وحركاته غير واضحه .. ويلف ويدور . ويقرب عشان مصالحه هو .. وبس ..
عقدت حواجبها .. وبعصبيه: الله .. انا تشوفني كذا .. ؟! ..
ابتسم بسخرية : عمر ابوي ماعطاني مشغول الا لاصار عندك .. والمصيبه .. ان ثاني يوم يكون مايدري عن اتصالي .. لانك انتي بصبعك الكريم تقفلين الاتصال .. وتحطين الجوال صامت ..
ارتبكت ..: من جدك .. شهالاعتقاد ..
سيف انصدم .. من كلام فارس ..
فارس : خلينا من الاتصال .. انا جيت لابوي عند الباب .. وكذبتي وقلتي مشى وسيارته بره .. انا من كيفي ماعلمته .. لأني عارف هو وش بيسوي في اللي يحول بيني وبينه .. عطيتك على جوك .. وماحطيت عقلي بعقلك ..
نوف : الله ذاااخرها بقلبك .. ترى كان جد مشى ..
فارس اللتفت لابوه : انا مشيت واتصلت وقال انه في البيت .. اصلا ًعشان ماظلمك .. كلمته فديو وطلع ببيتكم ..
نوف ماعرفت شتقوول .. تحسفت انها تكلمت .. جمان قرصت بلقيس .. وقامووو .. من المكان ..
مهره .. اللي كانت واقفه جنب فارس .. كانت بتروح .. مثل جمان وبلقيس ..
بس فارس مسك يدها : لاخليك مهره .. هي تسئل ليه انا معك كذا ومعها كذا ..
مهره بارتباك : خلاص قفل الموضوع فارس .. نوف جايه تتحمدلك السلامه .. امي خل الماضي ماضي .. ويمكن انت فاهم خطأ..
سيف بعصبية وهدوء:
لامهره .. خليه ..خليني اعرف .. وش هالحمول اللي بقلب ولدي ..
موضي :فارس امي . اكيد نوفه ماتقصد .. يمكن يكون ابوك مشغول .. او عندهم شي ولاش . لاتفهم خطأ..
فارس : انا ماني سفيه يمه ولامتطفل .. ترى معطي ابوي جوه . وكل هالامور ساكت عليها واكثر .. وياما تحملت حركات من نوف واشكالها .. بس في ** كلهم ..
مهره بانفعال: فارس .. !!!
فارس ببرود : هم انبشوني .. وخليهم يسمعون .. نوف تنقهر .. من العز اللي معيشني ابوي فيه .. وتنقهر من كلامه لي .. وتغار .. حتى مره قالت لي . والله بجيب له ولد .. ينسيه اسمك واسم امك ياولد نجود .. .
سيف قبض قبضته بقوه ..
وفارس هز كتفه: مارديت عليك وقتها .. لان حسيت عقلك صغير .. ادري لو يجيب ابوي قبيله .. يبقى فارس اولهم وفوقهم كلهم ..
نوف : كنت امزح معك .. لاتصير حقود يافارس .. والله ماشوفك الا ولد لي ..

فارس ضحك بتهكم :
عشان كذا ترسلين لي صور ابوي في ادبي .. وهو راقد وهو يدخن .. وغداكم .. ومشترياتك .. وتتغزلين فيه .. وتكتبين ع صور كلام رخيص .. عشان اوريها يعني مهره .. واخرب بينها وبين ابوي . وتعطيني انطباع .. انو الرحله لك .. وهو يكذب علينا انو رايح للمزاد ..

سيف مصدوم من كل هالتصرفات .. والاشياء اللي كاتمها فارس ولايقولهاهب واقف .. وبحده مكتومه :
نوفه تعالي ابيك .. ..
نوفه بتبكي : لحظه سيف .. والله فهمتني خطأ..

سيف راح ناحية الباب : انا بره .. اخلصي ..
نوف تلف شيلتها وتطلع بسرعه ..
مهره بصدمه:
وش فيك جبت العيد فارس ..خبل انت ..
فارس ببرود: خليها تنقلع .. والله كانت هيا احسن منها .. بعيده ومحترمه .. ولا ذي ساحره .. سوسه .. تمشي ورى مصالحها نفس النمل على السكر ..
موضي وبتعجب :
شهالحكي اللي طلع منك يالهيس ..عنبوك بتخلي ابوك يرمي عليها اليمين ..
فارس : ياليت .. نفتك من عاهه ..
جمان وبلقيس جاوو ..
جمان : يممممه منك .. بعير .. حاقد ..
بلقيس : بس صح كلامه .. خير منهي نوف تتعامل مع ورعنا كذا..
مهره :بس ولوو .. غلط فارس .. ترى هي جايه .. عشانك .. تصرفك أوفر ..
فارس : انا نظامي في عشرين عشرين .. النسف .. ماعاد اجامل احد .. ولا استر على احد .. ولا اراعي احد ...كنت اعتم على اسلوبها عشان ابوي .. اقول مابي اغثه .. هاللحين حتى ابوي بغثه ..والله لاصير حصاه ببلعومه ..
توسعت عيوونهم كلهم ..
مهره : يووووووووه ...
جمان ضحكت: شفيك صاير،شراني ..
فارس : تعبت وانا اعطيكم وجه .. يوم الله كتب لي عمر .. بصير عقووبه للجميع ..بسووي فيكم النون ومايعلمون..
بلقيس بحماااس: كسسسسر يابخت البيوت اللي تكسرها..
......
يتبع ......
نواف مع فارس في الغرفه : خبل انت ..فوق شينك قواة عينك .. احرجت الحرمه ..
فارس بلامبالاة وهو ياخذ مسكنات كتبهم له الدكتور:
ماراح اهتم لأحد .. طالما الكل يدوس على مشاعري ..
نواف : شفيك صاير سادي وحقير.. يا**.. ترى ابوك شوي بيرجع لندن .. واقعد تندم على افعالك معه وهو معك ..
فارس: ماضريت ابوي .. باللعكس .. نورته .. خليه يعرف هالدوده الشريطيه ايش تسوي من وراه ..
نواف : وانت اللحين ضامن مهره ..ماتطلع افعالها كلها نفاق وكذب .. وكلها عشان غايه في نفسها
فارس على سريره جالس يتلحف :
لامو خايف .. شف انا قلبي يدلني .. واعرف اللي يحبن صدق .. واللي مصالح .. انت مادري ليه ماتثق فيها وصاير عدواني معها .. ترى لو يحس ابوي بيزعل ..
نواف شتت نظره: مابيني وبينها شي .. لا عداوة ولارضا ..
ودق رقم سيف : وابوك مقفل جواله .. ياخِ افلامكم ماتنتهي .. كل ليله موسم ..
فارس : خلاص اطلع بنام .. لايصحى سيف اللحين يجي يلصق جنبي .. اخاف اقط هالجبيره عليه واموته ..
ابتسم نواف .. وهو يلتفت على سيف النايم .. راح جنبه .. ظل يطالعه بحنيه ..
لمس شعره واذانه .. اللتفت لفارس: شغل التكيف .. الغرفه بارده ..اذان الورع مثلجه..
فارس : حط عليه بطانيه زياده ..الا المكيف الدافي ماتحمله ..
نواف: طيب دفايه .. شي ..ترى شريكك في الغرفه .. بيتشنج ..
فارس :عادي نواف .. في قبعه جنبك لبسه .. مهره تقول عادي .. سيف متعود حتى هي ماتشغل ..
نواف تلفت ..
وخذ قبعه صوفيه .. ولبسه .. وظل جاثي جنب السرير يتأمل ملامحه .. يلمس خشمه وحاجبه ..
فارس غمض شوي وفتح .. :
وش فيك .. ؟!
تنهد نواف ووقف : ولاشي.. تصبح على خير ..
فارس: تلاقي خير..
.........
*همت في الشوارع .. مخنوق .. ماتوسعني الأرض ..
ضيعت فارس .. يتمته بوجودي .. يقترب مني واضمه .. ماقصر معه بشي ..
لكنه بعيد..
نوف من تكون يتصل علي وتعطيه مشغول .. لوكان محتاجني .. لو كان في مصيبه ..!
روحي اهو ..!
لعنت نفسي على كل لحظه دورني .. ولالقاني .. على كل ضيقة صدر كبتها وماقالها ..*

وصل البيت في منتصف الليل ..
صعد لغرفة فارس ..
دخل وقرب من راسه .. جلس جنبه .. باس جبينه .. اللي ملفلف بالضمادات ..
لاحظ المصحف الصغير .. يبين من تحت مخدته ..
سحبه وطلعت معاه سلسله ذهب فيها قلاده كبيره عليها آية الكرسي .. خلاهم بكفه.. تأملهم بغصه ..
مسح دمعته قبل تطيح ..
المصحف اللي تحطه نجود تحت مخدة فارس من يوم انولد ..
واية الكرسي تلبسها اياه عشان تحميه من العين ..
طالعهم ورجع يطالع فارس ..
حدق فيه .. متى كبر فارس كذا .. تأمل شنبه الخفيف ..
لمس وجهه ..وانصدم .. !!
من متى فارس يحلق دقنه ..
متى اول مره مر الموس على وجهه ..
من علمه ..!!!
نواف ..
ولا أبوي .. ؟! ..
ولابداها بلقافه..؟!!!
اففففف .. والله انا قريب حيييل منه .. بس ذي التفاصيل كنت انتظرها ..
كنت ابي اكون فيها .. !
كيف ..
ويني ..ويني عن كل هذا ..!
آااااه يافارس آااااه ..

رجع المصحف وآية الكرسي تحت المخده .. باس خد فارس .. ويده ..:
*خلص هالسنه وماهو كيفك تظل بعيد عني .. والله ماخليك يوم ياولد نجود ..!*

طلع .. وماراح غرفته ..صعد الدور الثالث .. اكيد مهره نامت ومايبي يضايقها..
ولاهو عارف ينام ..
فضل يجلس لحاله ..
يتهاوش مع نفسه ويخطيها ..
اقبل على غرفة المكتبه .. لقى الباب شبه مفتوح.. ونور خافت مبين منها ..
غريب .. هو من قبل روحة دبي ماصعد ..من فاتحها ..؟!
راح دخل.. عقد حواجبه .. وهو يروح يطل في الأريكه ..
مهره نايمه .. ومتغطيه بفروة تبعه ..كان تاركها هنا..
استغرب .. متى مهره عرفت المكان .. ومتى جات .. وكيف لقت المفتاح ..؟!
تنهد .. وقفل الباب وراح جلس على كرسي المكتب ..
حاول مايطلع صوت .. عشان ماتصحى ..
استرخى وعينه عليها ..
مهره .. وفارس .. والضياع ..!
رغم عشقه للأثنين الا انه مو قادر يجمعهم لحضنه ..
ولايستقر معهم ..
ولايعيش حياة طبيعيه ..معهم .. !
قدح الولاعه واشعل سيجار ..
كنشت مهره وافتحت عيونها ..
اللي طاحت عليه ..
جالس بثوب شتوي .. واسكارف اسود .. ووجهه مرهق ..
ابتسم ابتسامه باهته: نومك عالق فاذانك .. قمتي من صوت الولاعه ..
مهره ظلت على حالها تطالع فيه ..
سيف :وش جابك فوق ..؟!
استعدلت ..ودت راسها على الكنب : ليش ماترد .. وين اختفيت كذا ..
سيف ومتضايق .. حرك راسه كأنه مولاقي النفس:
اختنقت مهره .. كلام فارس ذبحني .. عرفت اني بعيييد عنه .. مع ان تدرين انا لاصحيت .. اول اشوف فارس وش راسل .. اول اسمع صوته واذا جيت انام اطمن عليه.. اتابع مواعيده .. حتى وانا بعيد .. يرسل لي معدله اول بأول .. مصروفه مو شهري .. اسبوعي ..باستثناء السياره ماقصرت معه بشي ..
سكت .. ومهره تنتظره يكمل ..
قام ومشى وقف قدام صورة لفارس :
وعاد قلبي .. ممتلي فيه.. ولدي .. نعمة الله علي ..يامهره الدنيا ملكتها يوم شلته ..كنت اضحك وابكي وانا أذن في أذنه.. شي مو صدق بالنسبه لي .. صغير وطايش وجاه ولد ..
مهره ابتسمت ..وبحنية:
ماحد ينكر ..انا اللي اموت على علاقتكم سوا .. وقربكم ..احب كيف تحبون بعض ..كيف تفهمون على بعض من العيون ..الكيميا اللي بينكم تجنن..

سيف جاا مشى ناحيتها ومعاه صوره لفارس ..وعمره يمكن خمس سنوات ..
جا جلس قدامها .. طالع الصوره وتكلم :
مره في بداية سفراتي لندن .. بعد وفاة نجود .. فارس ظل مع امي .. واهلي هنا .. غبت حوالي سنه ونص ورجعت ....

ناخذكم لذاك الليوم ..
جاي من السفر .. جلس واخذ فنجال قهوه ..: جمان وين فارس .. ؟!
جمان : على جيه .. ماخذته امي معها بيت عمي فهد ..خالتي سلمى ذايب قلبها عليه ..وهذه تلح تقول خلوه عندي ..
سيف بنص عيون:
ولدي مايربى الا عندي .
جمان : بالله عليك .. طاير عنه سنه وشوي .. وتتشرط ..
سيف: اهم شي شعوري انه في حضن امي يريحني ..
انفتح الباب .. ودخلت موضي ومعها فارس بو خمس سنين ..
استعدل سيف بسرعه ..وبشوق : فارس حبيبي ..
اللتفت بلهفه وشهق .. وعيونه تتوسع :
باااااباااااا ...
اسرع وركض وطب في حضنه .. ضمه سيف وكنه بيدخله في ضلوعه .. بوسه ..
وفارس يتعلق فيه .. مو مثل الطفل لما يبعد عنه الاب او الام فتره .. يحس بشعور الحيا .. او الشرهه .. او حتى النسيان .. !
*بعد ان عانقته .. وبكى داخلي وانا اشم رائحة نجود فيه ..تشبثت فيه .. وظلتت مغمض عيني .. وفارس يدخل وجهه في عنقي .. ظللنا هكذا ..في اعظم علاقه .. اني بابا .. والد هذا الطفل الجميل.. ضممته في تملك .. حتى اني غرت من ان تكون امي امه وابي اباه .. هذا الشيء لي أنا .. اعطتني اياه فقيدتي وروحي وذهبت ..لا احد يشاركني صغيري ..فارس لي وحدي *
رفع فارس راسه .. وببتسامه جميله كفوفه على وجهي:
حبيبي .. بابا ..انااا مبسوووووط.. متى جيت ..
في تلك اللحظه ايقنت اني اهملت فارس .. اتسعت عيناي .. وانا ادخل يدي في شعره اللذي طال ونزل عن عنقه .. واتخذ الطريق لظهره.. وغرته اللتي اخفت حاجبيه..
ملامح فارس جميله .. ودقيقه .. وعيناه كبيرتان .. ذو بشره بيضاء .. وغمازه ..
قلت بصدمه:
عنبوكم .. الولد صاير بنت ..يمين بالله ماعندكم سالفه ..يمه ليش ماحد خذه الحلاااق ..
موضي بشرهه:
شف لاتقعد تسوي فيها مهتم .. ولا ماهو عاجبك .. عجزناااا.. تعرف شلون عجزنا .. مايبي يحلق الا معك .. ابوك وداه .. عمامه .. فرفرو فيه في حلاقين المجمعات كلها .. يبونه بس يحلق .. ولدك سوا النون ومايعلمون .. حالف مايدش المقص راسه .. جده فهد وخاله .. خذووه .. اصلا ً ام شاهين مسكينه كل ماشافته .. جابت المقص بتعدله .. يخشب ..من الصياح .. عاد انا اللي حلفت ..ياتجي تحلقه .. ولايظل ..

سيف .. يطالعه .. ويجمع في شعره بغبن .. وفارس مفهي .. قاعد يسمع ولايدري شسالفه ..
جمان : يعني عذرا ً سيف .. بس احيان والله اربطه له.. يكسر خاطري .. عيونه أكلها الشعر..

سيف رجع يحدق فيه .. ابتسم بغصه: ليه بابا .. ماحلقت .. مخلي شعرك نفس البنات ..
فارس يلعب بقلم ابوه في يده:
انا ماروح حلاق .. لمن تجي بابا ..انا اقص شعري.. انت تقص شعرك .. مابيهم كلهم .. بعدين حلاق يقص اذني .. معك مايقصها ..

سيف يطالعه ..
وفارس منزل راسه ويحاول يفتح القلم .. وكل شوي يشيل شعره بظهر كفه لما يخربش عيونه ..ويرجع للقلم .. وجعه قلبه .. ورجع ضمه بقووه وهو يهمس بذنه: آسف يبه ..آسف!!*

تنهد بعد ماكمل السالفه لمهره .. اللي تستمع بإنصات .. ابتسمت : ياعمري شهالعند .. ممسكه غلط لازم معك ..
مد سيف لها الصوره .. : بذمتك . ماكنه بنت ..
خذتها .. وانصدمت يجنن فارس في الصوره .. بس حيل بنت شعره ناعم وطويل ..
ضحكت:
يهبل ... يمه كيوووت ..
ابتسم .. : مارتحت من سفرتي .. شلته وطلعت للحلاق .. وجبته وانا حالقه بالمكينه .. امي زين ماجاتها جلطه .. كانت توصي فيني انو بس بالمقص .. وخل غره .. ومادري ايش وطيرته ..بينت عيونه وجبينه .. ذاك يامهره اول لحظه احس فيها باني اهملته ..من بعدها قمت احرص بجنون على ادق تفاصيل حياته ..
بس بعد هالسنوات .. اكتشف ان في اشياء كثير فاتتني ..
مسكت كفوفه:
لاتلوم نفسك .. انت ماهملت فارس .. رغم الغياب .. سيف فارس متعلق بمبادئك .. مؤمن بأولوياتك .. كلامك حلق في اذنه .. ويهمه رضاك .. الطيش والعناد .. لاتعده اهمال ..فارس في مرحله تغيرات ..بس والله متربي وكفو بالنسبه لعيال جيله ..

شرد : مغبون والله .. اتخيل نوف .. تصرف فارس وهو يكون محتاجني .. تخيلته وصل للبيت وانا داخل وراح ولاشفته ..
رفع راسه: ولاعاد انها تهدده بضنا وانه بينسيني اياه ..
مسك جبينه بتوتر: لا وانا اضربه بالحزام ومو عارف السالفه بالضبط ..
مسكت يده : سيف ابوي..لاتقعد تقلب في هالامور خلاص ..انت موجود .. وفارس .. يمديك تعوض كل شي ..
رفع راسه وبقرار: ايه عشان كذا قررت .. يخلص فارس هالسنه وباخذه هو وانتي وسيف .. ونسكن بلندن ونستقر هناك ..
توسعت عيونها :
ريلاكس سيف .. وش هالقرار .. ؟؛
هز كتفه :
انا اقدر استقر هناك بحكم شغلي ..وانتوا عايلتي انا .. ماله داعي اصير بديره وانتوا بديره ..
قام .. ومهره توترت .. القرار كبير ..
وهي اللي قامت تخاف من البعد والغربه ..
ماحاولت تناقشه في الموضوع ..
خاصه هو نفسيا ً تعبان حده .. !

راح يشعل حطب في مدفئه جداريه ..
وهو ساكت ..
مهره تراقبه .. وهو يرمي الحطب ولهيب النار ينعكس على وجهه ..
ضمت ركبها وهي فوق الكنب القريب ..
اللتفت عليها : قولي لي .. وش جابك فيذا .. كيف عرفتي المكان .. ؟!
ابتسمت : فارس .. قال انك بتجي وتصعد هنا.. لانه عارف انك متضايق .. ؟!
اما كيف عرفت المكان وانت بدبي .. فارس جابني .. لما شافني ابي كتب..واعجبني المكان وحبيته ..وقررت حتى انا لابغيت انفرد بنفسي اجيه ..
ببحه: طيب لابغيتي تنفردين بنفسك .. ترضين تاخذني معك ..

استعدلت وطقطقت فخذها وبحنية العالم : تعال ياعين مهره ..تعال عندي .. يابعدهم

راح لها .. وحط راسه على فخذها .. غمض عيونه ..
*اذا كانت مهره مشتته ألف ..
فاهو مشتت مليون . ! *
راحت تداعب شعره .. وذقنه .. تسولف معه .. تركته يفضفض .. ويقول اللي في خاطره ..
ظلوو كذا لمن نام..حطت مخده تحت راسه و فردت الفروه عليه .. !
توها تحركت بتمشي ..
ناداها وهو فاتح الفروه جنبه .. : تعالي نامي هنا ..
مهره: بضيق عليك خلاص نام وانا بنزل .
عيونه شبه مقفلين : تعالي ولابنزل معك ..
جات جلست جنبه وانسدحت وظهرها على صدره .. وذراعه تحت رقبتها.. ضمها ..وهمس: انا فدا ريحتك ..
قشعرت لأنفاسه .. وهمسه ودفئه ..
اشتاقت لقربه ..
من قبل مايمشي دبي .. ماضمها كذا .. ونامو سوا ..
اغمضت عيني .. في اكثر محيط آمن في الحياه ..
محاصره بذراعيه .. وقدمه ..
وكأنه يخاف ان افلت منه ..!
الى اي مدا ستصبر ياسيف.
واصبر أنا ..!
إلاهي .. كن معي .. !
......
شاهين في البايكه .. في الصباح بدري ..
كان فاتح الجوال .. وغاده صورتها ع الشاشه وتكلمه سناب ..
كانت تبكي .. وجالسه ع الأرض : بموت شاهين .. ضايقه فيني ..امي حالتها تتدهور .. الدكتور احبطني ..
شاهين .. : طيب اهجدي يابنت لايجيك شي .. اطلعي من المستشفى شوي ..روحي بيت خالتك غيري مكان ..
غاده : ماقدر والله .. انام بغرفة امي .. واداوم من هنا ...ماقدر اخليها ولالحظه .. اخاف تموت وانا مو جنبها ..
شاهين : لاتقولين كذا .. الاعمار بيد الله ..
اللتفت ولقى جمان واقفه متكتفه .. وعليها شال كبير .. تكلم :
اخليك غادة .. سلام ..
وقفل الاتصال ..
جمان واقفه .. قرصها قلبها .. وهي شافته رجع من بره وظال يكلم ..
بس حاولت تتعوذ من الشيطان ..
وتبعد هالهاجس..
ابتسم لها .. كانت تحدق فيه .. طفى السياره ونزل .. وشايل كيس .. :
جهزتي الليمون ..؟!
ابتسمت:جهزته.. السبانخ بالجبنه.. على طول تذكرني بايام الخطوبه .. لما تجيني الصباح ..
خطف منها بوسه:
يعني طلبتيه عشان قرب زواجنا ..
جمان هزت كتفها :
يمكن..
اسندت جبينها على صدره :
من ثلاث سنوات .. ماستشعرت هالايام ولا راجعت الذكرى ..
شاهين خذها بذراعه ..
لعن نفسه .. وتواصله القليل مع غاده ومواساته لها..
في الوقت اللي قلبه ممتلي بس في جمان .. والوقت اللي اختار جمان وبس ..!
بس ضميره يجلده ..
على غاده.. مو حُب .. بس انسانه حبها ..في يوم.. ومحتاجه وقفته اللحين ..!
............
دخل سيف غرفة فارس ..
ولالقاه كان في دورة المياه ..
جلس على سريره ينتظره ..
شوي وطلع .. وباين متروش.. انتبه لابوه .. وحاول يشتت نظره وهو يجلس على كرسي جانبي .. وانثنى عشان يفك الكيس المربوط على الجبيره ..
قام سيف وجثى قدامه .. وبدا يفكها : جدتك رابطتها ..؟!
فارس : ايه جاتني وانا بقص الجبيره .. خلاص ابا اتروش .. يكفي شعري مو عارف اغسله .. والا ماتشيلها وحطت علي هالكيس ..
سيف شالها : لاتستعجل عليها يبه ..
بلع فارس ريقه وظل ساكت ..
لبسه سيف شراب على الرجل السليمه وشبشب..
فارس حس بغصه .. وابوه ياخذ بلوفر دافي ويلبسه اياه .. ويمشط شعره اللي مبين من الضمادات ..
ابتسم سيف وهو ياخذ عطر ويعطره .. وبحنية:
يلا ننزل ..
هز راسه ايجاب وخلاص بيبكي ..كأن الوقت مامر ولاكبر .. سيف من قبل ولاكان موجود هو يسبحه ويلبسه ويمشطه .. ويعطره ..
وقفه .. وشال العصا .. وتوه بيمشي تارك فارس يتعكز ذراعه ..
شده فارس وببحه:يبه..
سيف لف له: روح ابوك ..
فارس اندفع لصدره وقام يبكي بصمت ..
ضمه سيف .. وهو اللي همس :
آسف يبه .. والله آسف..

تأسف منه اول ماهمله وطال شعره ..
وتأسف منه يوم رجع حس انه اهمله اللحين ..!
.......
بالضحى والشمس كانت دافيه مهره وولدها وفارس ..كانوا بره ..
سيف واقف يرسم على جبيرة فارس .. ماظل حرف m الا كتبه ..
فارس : خلاص ياورع .. بيفكروني احب وحده اسمها مرام .. ولامريم ..
ضحكت مهره وبيدها مجموعة ورد : انا وسيف قصة غرام لاتنتهي .. ترى يكتب حرفي على كل شي ..
فارس : ليته يكتبه صح .. شوفي كم مثلث يسوي ..
مهره : ماعليك .. مع الوقت بيضبط ..
طلع سيف وهو يكلم جوال .. بانجليزي .. وباللكنه بريطانيه .. : لاتستمري باتهامي في اهماله .. وكأنه يسمعني.. اخفضي صوتك ماريا ..عليك اللعنه .. تكادين تخرجين من الهاتف ..
توجه لفارس .. ومد الجوال له : كلم ماريا .. انجلطت ..
ابتسم فارس .. وصدم عيشة مهره .. كيف جايب اللكنه البريطانيه نفس ابوه .. :
مرحبااا ماريا الجميله ..
ماريا : اوووه .. لقد انخفض لديا الضغط والسُكر .. خفت عليك حقا ً ايها الوسيم الصغير..
ضحك : انا بخير .. حادث بسيط ..اشتقت اليكِ..كيف حالك..
ماريا : حبيبي انت .. اترقب قدومك .. لدينا الكثير لنفعله معا ً..

مهره تطالع فارس .. بعدين سيف اللي جلس جنبها ..: هذي ماريا .. اللي مارضيت تقول لي من تكون ..هاك الليوم؟!
سيف يسوي نفسه ماتذكر : بالله .. متى ..
مهره .. ترتب الورد بين يدينها وبغيره: وماشاء الله ماينه على فارس ..
سيف ضحك .. وهو ياخذها بذراعه:
وانتي لو تعرفتي عليها بتحبينها..
مهره : مابي اتعرف على احد ..اشبع فيها انت .. لا ومخليها تكلم فارس .. واللهي عيب ..
فارس ..: اكيد في الاجازه كالعاده ..حسناً عزيزتي .. نلتقي..
مهره تغلي ..
لمن قفل فارس ..
مهره تهاوشه :واللحين انت ماتستحي جالس تتكركر مع هالغريبه ..لا وتوعد فيها ومشتاق لها ..
واللتفتت على سيف : وانت الشيخ جايب الجوال بنفسك له ..
توسعت عيون فارس قال وهو يضحك:
مهره .. هذي ماريا زوجة خالي وليد .. كبر ابوي ترى ..من جدك .. عمر معها ..
شهقت مهره وهي تلتفت لسيف وبقهر وهي تقوم :
ورب الكعبه ماعندك سالفه ..
ضحك وهو يمسكها: تدوخين وانتي غيرانه ..
مهره بقهر : اتركني ياعديم الإنسانيه .. يالمريض .. وبالله عليكم انا من متى في بيتكم ليه ماحد قال ان مرت خالكم اسمها ماريا ..
فارس : امي ماتقول الا الانجليزيه .. هههههههههههههههههههه وبالعاده اصلا ً مايجي طاري خالي وليد منسي ..
اللتفتت لسيف اللي يضحك ..على شكلها ..
صاحت فيه : مبسوط على خيبتك .. واللهي قلة حيا ..انا احصلها من حريمك ولابعد من مرت خاالك ..
سحبها وجلسها جنبه .. مسكها بقووه : مرت خالي يالمريضه انتي .. صديقتي ماهو حبيبتي ..
توسعت عيون مهره .. وهي تلتفت :
صديييييقتك ..!!!!!!!!! ... ايش الفري اللي انتوا عايشين فيه ..
فارس يضحك عليهم :
مهره .. ماهو كذا خفي غيره .. ولا بتموتين بالندن ..علاقات ابوي واجد .. مير ماريا مرت خاله ..
مهره تتفلت : من قال بروح معه ..يروح لحاله ..والله قلنا انفتاح .. بس ماهو كذا عاد ..
سيف : والله طلعتي بزر .. اعقلي ..

رن جوال سيف .. رد فارس لان الجوال عنده:
خير وش تبي داق .. ؟!
نواف يطل في الجوال : داق على ابوك .. انت اللي وش تبي .. ؟!
فارس: اقصر الهرج وش بغيت ..
نواف : انا وجدك بنروح المزرعه دام الجو دافي .. تعالو هناك.. وحتى الغداء جدك مسوي ترتيبات له ..
فارس : ورجلي .. اجل بفك الجبيره واجي ..لازم اطب بالمسبح ..
نواف : يا ** خلها مكانها... ولا بكنسل الروحه .. المهم قل لجدتك .. ماردت علي ..
فارس : تمام ..(وقفل).. يبه .. نواف وابوي سعود بيروحون المزرعه .. ويبون نجي كلنا .. وابوي مرتب للغدا..
سيف الصغير بحمااس : نلوووووح للصان ..>>الحصان ..
سيف :ليش لاا .. خلونا نروح ونغير جونا ..
واللتفت : ها مهره ..؟!
مهره: والله الجوو جميل .. ليش لا ..
.........
في المزرعه ..
وقت اللي جاو كان نواف نازل في المسبح ..فارس توجه له وضحك وهو يتعكز العصا :
حيوان .. تبي تقهرني ..
نواف رش عليه ماي : والله بالنيه.. اطلع قبل تجي .. بس ماش .. موية العين حاره اكفختني..
سيف الصغير بحماس : ابي اسبح ..
مسكه سيف ..: لاباابا .. برد عليك ..
نواف : جيبه .. المويه دافيه ..
سيف: ماترضى امه ..
نواف: جيبه بس ..
سيف يتفلت : والله بسبح .. ادني أوبه ..
سيف : طيب وقف ..
جثى قدامه .. وفكك ملابسه ..
فارس بقهر : هاللحين حتى هالجروو.. بينزل وانا لاا ..
سيف مد الملابس لفارس : امسكهم.. وانكتم لاحق .. حتى انا بنزل ..
فارس بقهر : اييييييش ..!!!!!!
مهره كانت داخل .. تشيل عبايتها .. بلقيس بحماس :
مهره شوفي .. سيف ..
*اللتفت .. للابواب الزجاجيه في الصاله واللتي تطل للمسبح ..سيف شايل سيفي من كفوفه .. ويمرجح فيه ... ناحية المسبح وهو يضحك ..
نواف ماد يدينه ينتظر..
وسيفي.. يضحك ..
اقتربت انظر بمشاعر غريبه..
لوهله انظر لنواف وكأنه عساف .. وان الله مده بالعمر . ويلعب معه الآن .. !
خفق قلبي ..
وكدت اشهق وسيف يرميه في المسبح ..ونواف يلتقفه .. وينزله في الماي ويطلعه ..
ابتسمت بحنيه .. لضحكات سيفي .. اللذي كان يتيم ..
لديه ثلاث اباء الان .. كل منهم يحتويه ويسعده ..
شردت في سيف .. وهو ينزع جاكيته .. وتشرته ..
تأملت تفاصيله .. احمرت وجنتي ..معقول .. وضعي مع سيف .. !
معقول ..اني اراه بهذا الشكل صدفه .. معقول ان سيف مطابق لفارس احلامي .. وانا بعيده عنه ..
اي بشريه داخلي يمكنها ان تبعد كل هذا البعد *

قفز سيف .. بلقيس بحماس :
بطلع اصورهم .. تعالي نطلع مهره ..
مهره: روحي انتي .. شوي وبجي ..
طلعت بلقييس ..
ورجعت مهره تتأمل سيف ونواف وهم يلعبون سيف ..
انفتنت باللحظه .. !
انفتنت بسيف .. !
في داخلها شي تحرك .. انوو لااا .. ماراح تخلي العمر يمضي ..كذا .. !
سعود وموضي في المطبخ .. تسمع اصواتهم وضحكهم.. وهم يجهزون للبربيكوو.. !
ويتغزلون في بعض باللطافه ..
رجعت تطالع سيف بحب ..
ابي اشيب وانا معه .. كيف ..؟!

راحت .. عند الشنط اللي جابوو .. تطلع ملابس لسيف ..
فجأه انفتح الباب .. ودخل نواف .. كان مستعجل وهو يكلم جوال .. وماسك منشفه ينشف راسه ..: اصبر بجوالي الثاني .. برسلهم لك وانت اطبعهم ..
مانتبه حتى لمهره اللي جالسه ..
كان يرقى الدرج ..
مهره اللي اللتفتت لاارادي عليه .. توسعت عيونها برعب وصدمه وهلع ..
وهي تسكر فمها ... عشان ماتصرخ ولااحد يسمع شهقتها ..
نواف في كتفه اليمين وخلف رقبته اثار حرق ..قديم ..خفيف .. بس مهره تعرفه .. تعرفه لأنها هي اللي حارقته ...
امتلت عيونها دموع .. خافت تنهار .. وأحد يحس ..

راح عقلها لذيك اللحظه ..
*مهره بعصبيه وهي تبكي: الله يلعنك ياعساف .. على قد ماانت قاهرني ..
عقد حواجبه ..
وتركها تبكي وتقول كل اللي تبيه .. بعدين قام وبلامبالاه .. : لاتتقطع احبالك الصوتيه .. انا بروح انام ..تعبان حدي ..
دخل المطبخ ولحقته .. :كان واقف فاتح الثلاجه ويشرب ماي ..
مهره بكل غلها وغضبها ..
خذت الرتوه اللي مركبه على النار .. وصفقت الماي اللي فيها على كتف عساف .. صرخ بألم : ايش سويتي يامجنوووونه ..
مهره ببرود : والله اشوي عليك ياولد سعود ..
مسك رقبتها وكان بيخنقها ..بغضب .. :
قد اللي سويتيه .. قدها..
مهره بحقد وهيستيريا: والله ولو بيدي المووت كان هديته عليك ...*

توسعت عيونها بجنون ..
طلعت من الباب الثاني .. تعمقت في المزرعه .. اختنقت ومو عارفه تتنفس..!!!
........
خذت بلقيس سيف ولفلفته بمنشفه كبيره ..
سيف خذ منشفه من ع الكرسي ويتلفت ..:
وين مهره .. غريب ماطلعت .. !
بلقيس شالت سيف: عاد هي قالت بتطلع .. بس يمكن راحت تساعد امي ..
فارس يتلفت وهو قاعد على كرسي :
او تلاقيها راحت تقصص في الزاريع ..ماتوب هالفلاحه ..
ضحكت بلقيس :
تموت في الأعمال الشاقه ..
سيف دخل .. وراح يناديها .. طل على امه في المطبخ..: مهره يمك ..
موضي : لاا ماشفتها .. ماطلعت لكم .. ؟!
استغرب .. وطل من باب المطبخ بره على ابوه ونواف يشعلون الفحم ..:
مامرت مهره يمكم ..
ضحك سعود وغمز لنواف :
ولدنا قضا يانواف .. يدور على مهره .. كنها بزر وشرد..
نواف يضحك : يسمونها خرفنه يبه .. كبيرنا تخرفن
سيف :الشرهه اوب عليكم .. علي جاي اسئل ..
.......
مهره كانت تمشي في اراضي المزرعه .. كأنها تهرب .. بس ماتدري وين ..
تتخيل ذاك الليوم .. بتفاصيله ..
وقفت وهي تحط كفها على جذع شجره .. شردت بصدمه ..
عساف ..
هو عساف ..
اصلاً ياما مواقف .. شفت عساف بعيونه .. شفته في حدته وألفاضه ..
لما يرمي علي بالحكي .. !
لما يطالعني نظرة اتهام .. !

مسكت راسها بقووه :
ايشششش بسوي .. راح اجن .. والله بجن .. كيف ينخدعون كلهم فيه ..
تلفتت .. وباهستيريا .. :لازم اخذ ولدي واختفي عن هالمريض .. ماراح اخليه يلعب بعمري من جديد ..
ارجعت للفيلا .. !!
مالقت اغراضها .. اكيد صعدتهم الخادمه فوق ..
راحت بسرعه .. في الغرفه اللي لها ولسيف .. دخلت ..
بعصبيه ..راحت تجمع اشياءها .. جسمها كله يرتجف ..
طلع سيف من دورة المياه .. باستغراب : وينك مختفيه .. من مساع ..
مهره تقفل الشنطه .. : ابي ارجع .. سيف .. ابي اروح لجديده ..
عقد حواجبه .. : تستهبلين .. ؟!
مهره وقفت .. وبانفعال ماهي عارفه تسيطر عليه .. :
لااا ماستهبل .. مابي اظل ولادقيقه .. اخذني من هنا .. اصلا ًولاابي ارجع بيت ابوك .. ابي اروح مزرعتنا .. ابي اروح لجديده ...
سيف مصدوم من تصرفها ..
راقب تحركاتها.. وهي تمسك شعرها عن جبينها ..وتوقف كذا وتطالع الجدار بصدمه .. قرب منها ..
وقف قدامها .. حط كفوفه على كتوفها ويبي يتمالك اعصابه لأنه مو لاقي اي مبرر لتصرفها :
مهره حبيبي .. وش فيك .. ايش صار ..
طالعته بعصبية .. وبعدت عنه وهي تمسك كتوفها :
لاتلمسني .. سيف لاتقرب مني .. لاتحط يدك علي .. احنا زواجنا كله غلط في غلط .. سيف خذني لجديده .. وخلينا نخلص المهزله هذي كلها ..
توسعت عيونه بصدمه ومو فاهم شي ..
صاح فيها :
خببببببله انتي .. ما انتي صاحيه ..
مهره بتوتر .. تتكلم بعصبيه ..وكنها تكلم نفسها : اللحين لو نطلع من هنا ونتوجه على طول للمزرعه .. كم نوصل .. ايه لاني مااراح امر بيتكم ..اتوقع ساعتين .. صح او اقل .. يلا .. بتوديني ولا بكلم ايوب يجي ..

رفعت عيونها وكنها تنتبه وبهلع : سيف وين سيف .. لايكون تركته مع اخوك في المسبح .. والله يتركه يغرق .. عادي يذبحه ..والله يخليه يغرق ويسوي انه مات بدون قصد ..

توها بتطلع..
سحبها .. وضمها بقوووه .. حسها في كابوس .. في جاثوم .. مب مستوعبه شتقول وتتخبط ..
مهره .. مثل الطير المذبوح ..تتلفت بخوف .. لو انه عساف ..
ولو انه نواف ..
وجود الحرق فيه يعني مصيبه .. !
حاولت تبعد عن سيف .. وهي تصيح :
وين سيف .. جب ولدي ..
سيف خاف عليها .. مسكها .. : مهره سيف مع بلقيس .. طلعته من المسبح .. من يغرقه .. مجنونه انتي ..اصحي يابنت وش جاك ..

مهره وعيونها في عيونه .. بدت تستوعب ..
حاولت تهدا ..
الموضوع بحجمه وهوله .. سيف لازم مايدري عنه ..
لو اخسر سيف اموت ..
والله اموت ..
عقد حواجبه .. : مهره .. وش صاير .. وش فيها انقلبت احوالك .. حد قايل لك شي ..شايفه شي..
بلعت ريقها وهزت راسها نفي ..
يطالع شحوبها ..
بقلق: مهره ..! .. تكلمي .. لاتجننيني معك ..
هزت راسها نفي .. :
مادري .. مادري كذا خفت .. يمكن لما شفت سيف في المسبح .. انا كل اخاف يغرق .. او يصير له شي..
ماصدقها .. طالعها بشك ..
مهره بعدت وجلست على طرف السرير .. ضغطت على جبينها .. :خلاص سيف روح لهم وتغدا .. محتاجه اكون لحالي ..من جد مادري وش فيني ..
سيف وشياطين الشك تداهمه ..
بهدوء :
براحتك ..
وخلاها وطلع ..
........
مر الليوم في المزرعه ..
ومهره شارده ..خايفه .. لاهي عارفه تتكلم .. وان اسكتت داخلها بينفجر ..
تسائلات .. وافتراضات .. وقدر خارج عن سيطرتها ..
كانو يتقهون بره ..
جلست عشان ماتثير الشك اكثر وخاصه انها ماتغدت ..
كانت مجلسه سيف على حضنها وتأكله الكيك ..
وكانت تختلس النظر غصب عنها لنواف .. كأنها تبي تشوف شي يقطع الشك باليقين ..
كل مادققت شافت عساف اكثر ..
سيف ..
هادي .. كان يدخن .. ولاحظ نظرات مهره لنواف ..
وابليس يتضخم داخله .. !
لاحظ حتى عيون نواف وقت تلاقت بعيونها .. وكيف ابتسم بتهكم.. وهو يرجع يناظر في جواله ..
يحاول يصب جليد على نفسه ..
ويصبر عشان مايقتل أحد ظلم ..

وطبعا ً عشان نهاية الاسبوع .. الجماعه كلهم مقررين يقضون الويكند في المزرعه .. وبينامون فيها..

___بالليل .. والكل نام .. مهره .. عجزت وهي تتقلب .. ارتفعت عندها الحموضه ..
اصلا ً ماعرفت تقرب من سيف ولا حتى تضب نفسها عنده ..
قامت .. وافتحت باب سحب على شرفه وطلعت ..
وقفت وتكت على الدربزين .. والجوو جمده .. اختنقت .. غصت.. حست تبي تصرخ ..
احد في العالم انحط في المعضله هذي ..
راحت تتخيل .. نفسها وهي تشيل الرتوه وتحرقه ..
المشهد يتكرر بذهنها ..
بتصرخ اللحين .. بتدعي ان الله ياخذها ..
لا بتروح تشيل سيف وتهرب .. وتختفي عن العالم ..
بس ليه اهرب .. ليه وهو هنا .. ليه ما أواجه ..
عقدت حواجبها ..
وهي تنتبه للمبنى الصغير شكل كوخ .. مكان فيه جلسه وحطب..
انتبهت ان الانوار الخافته شغاله ..
وهذا نواف بره يكسر قضا .. ويرجع يدخل ..

بعجاله وتهور. ..
راحت دخلت من الشرفه وطلعت من الغرفه ..
ونزلت ..وطلعت من الفيلا .. وراحت تمشي في المزرعه الظلمه .. ولاخايفه ولا مرعوبه .. وهي اللي حياتها كانت بالمزارع ..

وبدون تردد .. افتحت الباب .. اللتفت نواف عليها .. وطالعها بصدمه ..
واقفه بكنزا وبنطلون ولاحجاب ولاشي على راسها ..
المكان مشعل فيه نار كبيره ..مليان ادوات وحطب .. وفيه جلسه صغيره ع جنب ..
نواف بذهول وعصبيه :
صاير شي .. ؟!
مهره سكرت الباب .. وبحده ..:
اللحين بيصير.. اللحين ابي اعرف كل اللي سويته .. وش هالكذبه الكبيره اللي عيشتنا فيها كلنا ...
نواف حاول يكون هادي.. كان ينتظر حوار معها ونقاش .. بس مو هالوقت ولا بهالصوره .. : مهره .. اطلعي .. واستري نفسك .. بينا كلام بس مو هنا . ولا بهالوقت .. لايجي سيف .. ولا احد ..
مهره بحده وانفعال:
خل يجي اللي يجي .. ماعاد يهمني في هالدنيا شي .. انا انتهيت .. من رضيت وتزوجتك يالمختل ..
عقد حواجبه .. عند هالنقطه ..

مهره وقفت قدامه .. رفعت سبابتها قدام وجهه ..وبانفعال:
والله ماراح تنجو من عقاب الله ..كيف تكون عايش .. وتسوي هاللعبه الكبيره كلها .. اجل اخوك وينه ..مين اللي مات جنبي .. من اللي طلعت روحه يمي ..

نواف عقد حواجبه وهي تتكلم .. انتظر تقول اكثر ..
بس مهره كانت في حال ذهول .. مسكت راسها :
كيف خدعت اهلك .. كيف امك تشوف عيونك على انك نواف .. اللحين انا وسيف شوضعنا .. انا ارمله ولا وش .. انا تزوجت سيف .. يالمريض .. تزوجت غيرك ياحيوان .. ليتني ماتأكدت .. ليتني ظليت على جهلي ..
نواف بعصبيه وانفعال:
شتخربطين انتي .. وش اللي أكد لك وما أكد لك ..لاتجيبين العيد ..
مهره بعيون مليانه دموع وبذهول :
انا اللي حرقتك .. في كتفك ..شفتك وانت داخل من المسبح .. وش التأكيد اللي اكثر ..اناا اللي شلت الرتوه المغليه وكبيتها وراك ..انا ..عساف انااا..

نواف بعصبيه : يابنت اطلعي قبل يجي احد .. لاتكررين هالكلام .. اسكتي .. اتفاهم معك بعدين .. مهره خلاص .. قفليهاااااا...

نواف بتوتر .. يطالع من النوافذ ..:
روحي .. قلت لك .. الحوار ذا ماهو مكانه هنا ..
مهره ببكي ومن بين اسنانها :
ماااراح اظل كني لوح في بحر هايج .. وكلن يكفخ فيه .. ..اقسم بالله نظرتك ماتروح عن بالي اول ماشفتني..طالعتني على اني مهره .. ماهو مرت اخوك اللي ماتعرفها ..

نواف بانفعال: سيف بيفقدك ويجي والله ماحد خسران غيرك .. بقول كل شي ..اعرفه .. وبتنتهين يامهره .. بتنتهين ..

مهره تدور بعيونها .. بعصبيه .. وشالت اداه حاده حقت خشب .. رفعتها في وجهه .. :
عساف لاتمتحني .. ترى ماعدت الوحيده اللي تلعب عليها وتضربها وتسكت من الخوف .. قوى عودي .. والزمن رباني .. انا في ديرتي ومو مرعوبه من الغربه .. والله اذبحك واروح اعدام راضيه ..

عقد حواجبه ..وبحذر: انا ضربتك .. ليش اضربك ..ايش سويتي عشان اضربك ..

ضحكت بانهيار وبكي .. مسكت بلوزتها من جهة خصرها .. وارفعتها .. وبعصبية :
نسيتهم .. نسيتهم ..؟!.. انا ياسافل .. ماقدر حتى اوري سيف جسمي ..نسيت حلقة الحزام .. نسيت انك تركتني بجروحي لمن تقيحت .. ورجعت وهي كلها صديد .. نسيت الكلبه دكتورتك كيف عالجتني بالشقه .. وتسترت عليك ..
نواف وبدون قصد شااف خصرها اللي بان ومشرشح بندوب واضحه ..انصدم.. مذهول ..
كان يبيها تكمل بس صااح ..:
مهره انا نواف .. نواف .. ماهو عساف .. نواف .. بس ليش سواااا عساف فيك كذااا لييييش ..ليش...!!! اقنعيني ...!!..

نزلت بلوزتها برجفه.. ارجعت تحدق في عيونه ..:كذاب .. والله كذاب
وارفعت الاداه الحاده في وجهه .. :الحرق انا حرقتك .. وش اكبر من هالاثبات ..
نواف .. بحركه سريعه .. سحب اللي بيدها ورماها بعيد ..:
قلت لك انا نواف .. حرقتيني صح .. بس انا نواف .. وانا اللي كنت جاي بفيلا هيوستن وكنتي لحالك واشتكيتي انو عساف مخليك كم يوم فيها ومختفي .. مهره الفيلا هذي تبع ابوي .. وكنت داخل فيها بالمفتاح ..عادي ..يعني لو سيف جاي .. دخل نفس ماجيت .. الفرق انك فكرتيني عساف .. وانا فكرتك بنت من هاللي يماشيهم .. ومشيتها عليك ...
مهره تطالع بصدمه .. وتسترجع حدث الفيلا .. وتوقيت وجودها هناك ..

راحت اشهقت وسكرت فمها وهي تستوعب كل شي صار ..
التوقيت ..الشهر .. السنه .. كان ظل ثلاث ايام تقريباً ..كانت مع نواف .. عساس انه عساف ..
مسكت راسها ..وحست عروقها بتنفجر ..
نواف شاف عرق جبينها ..
وبعيون مفجوعه ودموع قالت:
ايش مخلوقين منه انتوا ..تخدعون .. وتلعبون .. .. ماتخافووووون من الله ..
صاحت : نواف .. مرت اخوك ..كيف تقوول مشيتها علي .. كيف تستحل شي الله حرمه عليك ..
نواف بانفعال وعصبيه : اوووووه .. لاتحمليني الذنب والخطأ.. رجعي بمخك .. ترى حاولت اعرف اسمك .. وش جايبك .. هنا .. وانتي اللي ماتجاوبتي .. ومسويه اني استهبل عليك لأن الشرب كل مخي.. انا فكرتك عشيقة عساف .. والوضع عادي .. ماكنت مفكر اني مستحل شي حرمه الله علي .. لاتشطحين.. بس السؤال .. عارفه توقيت وجودي بالفيلا ولا اذكرك ..
مهره .. تهالكت ع الأرض .. وبعيون زايغه تحدق في الجدار ..
جاها صوته بارد كالثلج .. حاد كالسيف .. يقتلعها ..ويرميها كالثوب المهترئ:
سيف .. منهو ولده ..؟! ...
............
قبل سنوات .. في فيلا صغيره بهيوستن .. كان تاركها عساف فيها ايام .. وحيده .. وبدون جوال ولا وسيلة اتصال .. كانت مقهوره ومغبونه ..
كانت جالسه بوسط الصاله .. لما فتح الباب ودخل ..
حدقت فيه .. وهو حدق فيها .. وسكر الباب .. وتقدم ناحيتها .وعينه ماتفارق عينها.. ابتسم وبانجليزي :
ماذا تفعلين هنا .. ؟!
مهره باخلاق معفنه : على ** .. جايني من كلباتك وتتكلم معي نفسهم ..
طالعها بانبهار وضحك : ايش هذا .. كلام ولاعسل ..تكفين سبيني ثاني ..
مهره قامت : يالمريض يالمعفن .. تاركني كم يوم لحالي .. لو صاير فيني شي .. لو ابي شي .. بس والله لاشتكيك ..واقاضيك .. والله لاخذ حقي منك .. يابن الكلاب ..
عقد حواحبه : لا عاد ماهو كذا ..
مهره بعصبيه وهي تبكي: الله يلعنك ياعساف .. على قد ماانت قاهرني ..
عقد حواجبه ..
وتركها تبكي وتسب وتقول كل اللي تبيه ..كانت تتكلم بحده وانفعال .. وهو يسمعها.. بعدها قام وبلامبالاه .. : لاتتقطع احبالك الصوتيه .. انا بروح انام ..تعبان حدي .. الا ذكريني شسمك نسيته .
طالعته بذهول : احر ماعندي ابرد ماعندك ..
غمز بعينه .. : اتوقع اسمك كريم كراميل لايق عليك ..
مهره شالت فازا .. ورمتها عليه .. تحرك .. وتحاشها .. ضحك : استغفر الله ..واضح اني ماتعرف الا على مجانين ..
ودخل المطبخ ولحقته .. كان واقف فاتح الثلاجه ويشرب ماي ..
ويقول: جد شسمك .. مامزح..نسيته..؟!
صاحت : مو منك من شربك طول الليوم .. وبكل غلها وغضبها ..
خذت الرتوه اللي مركبه على النار .. وصفقت الماي اللي فيها على كتف عساف .. صرخ بألم : ايش سويتي يامجنووونه ..
مهره ببرود : والله اشوي عليك ياولد سعود ..
مسك رقبتها وكان بيخنقها ..بغضب .. :
قد اللي سويتيه .. قدها..
مهره بحقد وهيستيريا: والله ولو بيدي المووت كان هديته عليك ...*

وبعد هواش حاد وانفعال..

جات مهره له.. طالعته وهو يحط المرهم على الحرق ولاهو طايله عدل ..
بلعت ريقها وبندم :
خليني احطه ..
بعصبيه : اطلعي بره ...
مهره خذت المرهم .. : ماهو عشانك .. عشان ضميري بس .. خليني احط بالمكان اللي مو طايله ..
بدت توزع مرهم الحروق .. وبدت تهبط من شكل الحرق .. اللي صار ..
هو ساكت .. وملامحه قاسيه رغم الألم ..
مهره: ماتخيلت اقدر اضرك مثل ماتضرني ..خايفه من نفسي والله .. خايفه كيف بصير .. بعد جورك ..
اللتفت وطالعها.. عيونها كلها دموع وشفايفها مالها لون ..
بلعت ريقها بغصه : رح المستشفى .. حيل حروق هايله .. الماي كان يغلي ..
مسك معصمها .. : ليش انتي صابره علي اذا انا اضرك .. وش ماسك عليك عشان تتحملين ..
مهره برجا:اتركني واروح .. اخذني لاهلي ومابقى معك .. عساف انت حابسني ..وخانقني .. كيف تقولي اروح .. لاتستهبل علي ..

تغيرت ملامحه .. ألم من الحرق ..
مهره ارجعت تطالع الحرق وبانهيار : قم المستشفى .. والله طلعت من طوري .. والله ماقصد .. ماقصد ..
راحت تسحب في كفه ببكى واصرار طفولي : امانه .. والله ماقولك ارجع ثاني .. والله ماكلم خواتي .. ولا جديده .. قم رح المستشفى ..
كان يطالعها بتعجب ..
ضحك :والله يطيب .. بالله .. بالله .. انا كيف عرفتك .. معقول في حياتي .. احد حلوو كذا ..
مهره طالعته .. وبعصبيه :
انا حرقت كتفك .. ولامخك .. شفيك الليوم ..

وراحت قربت من وجهه وشمته.. : اللحين عرفت ايش هالتغيرات .. ماااشااء الله صاحي الليوم .. شف وش زينك .. بدون الشرب والعفن ..
قامت تشيل في الاغراض ..
نواف يطالعها ويراقب تحركاتها : بالله ذكريني باسمك .. جد نسيته ..
رفعت حاجب .. : احسسن ..
(كانت تفكره يستهبل ويجننها .. كان نواف وفعلا ًمو عارف اسمها ..)
(كان نواف ولايدري انها زوجة عساف .. وحب اللعبه .. وانو يستهبل عليها لما حس انها ماتدري ان له توأم.. كان مخمن انها احد تعرف عليه هنا .. وباسلوب عساف يهددها بشي .. او يصرف عليها .. عشان كذا مقيدها ومو عارفه ترجع لاهلها .. )
(ظل ولاقدر يتواصل بعساف .. ولايستفسر .. ولاحتى يقوله عن وجوده .. ) ..
(يوم اللي مشى صحى بدري وهي نايمه وطلع .. رجع بعد ايام .. وكان فيه فضول اتجاهها .. بس مالقاها ..
صار بينه وبين عساف مكالمه .. حاول يتطرق لفيلا هيوستن وقال يمكن اجي فيها .. عساف بلامبالاه .. عادي تعال .. انا اصلا ً ماجيها .. ولا امرها .. عندي مكان خاص فيني ..
وهالأمر حير نواف .. ولاعرف يطرق معه لهالموضوع .. )
(مرت الايام واندثرت الأحداث .. لما نواف شاف مهره بيتهم وانصدم .. وبدت الأحداث تترتب في مخه ..)
.......
سيف واللي كان مو نايم اصلا ً فتح عيونه بس طلعت مهره ..
انتظر شوي ..
ولما مارجعت طلع ..
طلع يدورها .. والغضب ياخذ منه ماتخذ .. مايبي ضنونه تصدق .. !
انتبه للنور بالكوخ الخارجي .. قلبه يضخ الدماء بشكل مجنون ..
المكان اللي يسهر فيه نواف ..
حاول مايصدر صوت .. وهو يقرب .. ويبان صوتها وصوته وكلام منفعل بس مو واضح ..!!

لما وصل قريب من الباب .. وسمع آخر الجُمل في الحوار ..
كانت كلمات كالمدفعية ..اللتي اخترقت جمجمته ..
مهره بتحدي وانفعال: مايهمني ولد اي حيوان فيكم .. لاتفكر تلوي ذراعي وتاخذه ... في النهاية ولدي .. ولو الدوله ماعطتني اياه .. تراه سيف عنده الجنسيه الامريكيه .. اطالب فيه هناك .. وتحاليل وشغل عيال حرام واثبات نسب ماعرض ولدي لها ... !

وافتحت الباب بقووه وطلعت .. راحت وسيف يطالع فيها بصدمة .. بفاجعه ..
اذهله الكلام .. خروجها بهالمنظر من عند نواف وبدون حجاب ..
*اهتزت الدنيا في عيني .. وكأني في وسط زلزال ..ثارت دمائي كالبراكين .. سئلت الله حُلما ً وثبات .. لو دخلت من الباب بجانبي قتلت نواف .. لو لحقتها قتلتها هي ..
الشيطان بداخلي يتضخم .. !
حتى اني خططت في ثواني قتل الاثنين .. وغسل عار .. لايُغسل ..
لكن ان قتلت الان .. الفضيحه اعظم ..
تحركت ابتعد .. عن المكان ..
حتى لا اقتل نواف ....
الهمني الله ان اتريث .. !
لن افجع امي بالثاني .. يكفي فقدها لعساف ..

تحركت بدون تفكير .. دخلت سيارتي ..واجريت بعض الاتصالات ..
قررت في تلك اللحظه التعامل .. بروية .. قررت ان اقتلع قلب مهره .. كما فعلت بي.. قررت ان احرمها ..
وان تحل عليها لعنتي ..
كانت تخدعني ..
جعلت مني لعبة في يدها .. عشقتها .. اصبحت محور حياتي .. !
مثلت .. صدمتها بنواف .. وهي كانت .. *

راح سيف يضرب الدركسون بقووه ..
*كم كنت اعمى ومغفل .. !
لكن عليك اللعنه .. يامهره ..*
.....
صعد سيف .. ولقاها تطلع من الغرفه اللي نايم فيها فارس وسيف .. باينه عيونها غايره من البكي ..
بس حاولت تتنحنح وهي تسئله كانت مفكرته بالغرفه .. : فكرتك نايم ..
سيف حدق فيها ببرود .. وهدوء النايمين يمنعه ..
مهره بدت تقلق .. خافت انه شاف شي او سمع ..هي ماتدري انه جاي من تحت .. تفكره طالع من الغرفه : سيف .. وش فيك .
مشى للغرفه .. بدون يتكلم ..
لحقته ..
وباسلوب بارد : اخذي لك اذا لك شي ضروري هنا .. بننزل البيت ..
مهره قلبها انخرط .. : ليه .. وش فيك سيف ..
ماللتفت عليها .. وهو ياخذ .. شغلات تخصه .. :عندي شغل ضروري وابي آخذك معي ..
مهره وبدت تخاف من الاسلوب : سيف ..!
خذ العبايه ورماها عليها وبانفعاال:
البسيها وتعالي .. انا تحت ..
توسعت عيونها .. وبخوف : بجهز سيف برد بره .. سيف لاتخوفني شفيك ..
هو يلبس جاكت ع الثوب .. رد ببرود :
خلي سيف يجيبونه معهم بكره .. ابي اروح معك انتي وبس .. ممكن .. ؟! ..
مهره خافت تتكلم ..
الواضح ان سيف شافها ..
ترجته : باخذ سيف ..تكفى لايقوم ومايشوفني ..
سيف ببرود مخيف: مهره .. مثل ما انا ابي استر ولا اعلي صوتي .. رجاءً.. اطلعي معي .. بدون مانثير الوضع هنا ..
وارتجفت مهره من راسها لمن رجولها ..
ماتدري هل سمع .. طيب اذا سمع وش ..؟! ..

لبست عباتها ونقابها ..
وطلعت معه ..!!!
........
*كنت في السياره معه .. وكانت ملامحه جامده .. عضلات وجهه مشدوده .. عظام فكه بارزه .. عروق يده خرجت بشكل مخيف ..
احسست ان الله بيوريني عزرائيل في صورة سيف ..
مادري ..
لكني شعرت بدنو منيتي ..
لاهو متكلم .. ومخليني اعرف وش عرف .
ولاقادره اتكلم انا واجيب العيد ..
يمكن ماوصل لعمق السالفه كلها ..

تلفت حولي ..
ظلام مخيف .. في ليله غاب فيها القمر .. الضباب نازل .. وسيف داعس ولاهامه ..
تشهدت بداخلي عشرات المرات ..
ان ماقتلني .. رحت في حادث .. ان الله سلمني من الحادث ..
بموت بسكته قلبيه من الخوف ..
بشكل مخيف .. قمت أوؤرخ تاريخ وفاتي . .
اصلا ً لاحظت ان بيصير قريب .. من تاريخ ميلاد سندس.. ميلادها بعد يومين ..
وفجأه شطحت واكتئبت .. ان تاريخ وفاتي راح يصير ذكرى شينه تخرب ميلاد سندس .. !

صمت سيف مخليني .. اهلوس في داخلي ..
والرعب رسم اسمى لوحات جنونية في مخيلتي ..
تخيلت عساف .. بعد ماجا خذني من الفيلا وكنت هاديه .. طالعني بجنب عينه وقال: غريبه ماصارختي وقليتي أدبك كالعاده ..
مهره برواقه: خلاص قليت ادبي بما فيه الكفايه .. كيف حرقك اللحين .. ؟!
طالعها باستغراب ولمس جبينها:
مهره مسخنه ..؟!
مهره تبعد كفه عن جبينها :
زين تذكرت اسمي .. قلت سكير وزهايمر .. مب ناقصه .. والله .. *

انصدمت من الموقف .. وهي تربطه بالحدث ..
وجمت وحست بصفير حاد باذنها ..
اللتفتت لسيف ..
وهو يشعل سيجار ..
وينفث دخانها .. قالت : طيب قول شي ..؟! ..
سيف ببرود حاد : لااسمع صوتك .. !
ابلعت ريقها .. ورجعت سكتت .. اصلا ً الطريق مو باين ..من الضباب .. !
ارجعت لهلوستها وجنونها ..
*الحرمان من سيف ..
ومن سيف..
فارس بفقد احترامه ..
راح افقد عيالي اثنينهم ..
راح.. تتلاشى احلامي .. وامالي ..
جديده ..وخواتي ..
يالله سندس .. وزينه.. من زمان ماشفتهم ..(عشتنا) .. فقدتنا هالشتوية.. كنا نشوي فيها كستنا .. ونسوي حليب زنجبيل ..
كنت.. اتخيل انها آخر ليله ..في حياتي .. وجاني رضا بقضاء الله وقدره ..
حتى اني وبفهاوة او تبلد ..
فتحت مفكرة جوالي ..
وبديت اكتب وصيتي ..!

جاني صوته اخترق افكاري ..:
انزلي ..
تلفت .. وصلنا ..
نزلنا ..
دخلت معه ... وصعدنا للغرفه ..
* شعرت ان السُلم ..سيهدم من تحت اقدامي ..
اصلا ً شعرت اني اصعد لمنصة المشنقه .. !
اللعنه عليك ياعساف .. ويانواف ..
اللعنه على كل من اجرم في حياتي .. !*

الى الآن .. وانا لا أدري .. مامدى مايدور في ذهن سيف ..
في الغرفه ..سيف وبملامحه المخيفه يفتح شنطه دبلوماسيه :جهزي اغراضك ..

توسعت عيون مهره : اي اغراض.. سيف تكلم .. عندك شي قوله .. ترى اعصابي ماعادت تتحمل ..
سيف فتح الخزانة وخذ منها اوراق .. وبطاقات .. وجوازات ..
مهره بتبكي : سيف حرام عليك .. ايش قاعد تسوي .. ارحمني .. وتكلم ..
صاح فيها بثوره مخيفه :
وش تبيني اقول .. عن خشمي اللي نزلتيه بالقاع .. عن طلعتك من عند نواف بنصاف الليول .. وداخله عليه بهالمنظر .. عن كذبك واحتيالك .. وتمثيلك ..ياسافله انتي خليتني احبك واعشقك .. انتي كرهتيني ببنات حوا .. والليوم كرهتيني فيهم بزود ..

مهره عيونها تتوسع بصدمة ..لااااامو كذاا ..

سيف يكمل وهو مثل الذيب الجريح .. ضرب صدره :
انا اتزوجك وانتي لاعبه لعب مع اخواني التوووم .. ماتدرين ورعك من وين جاي منهم .. واول ماشفتي نواف .. سويتي منصدمه ..ومرعوبه .. تغديتي فيه قبل يتعشى فيك ..

سكرت اذانها بقوووه .. من هووول الإتهاااام .. صاحت : خلااااص خلااااص .. لاتقوول شي .. لاتكمل ..سيف الله بيعاقبك .. شرفي .. لاتجيسه ..

سيف .. بحده وصياح :
وانتي بقيتي فيها شرف .. وانا اقوول البنت ضابه نفسها عني ..قلت معقده ..وفيها وفيها .. اثاري باقي واحد خاطرك فيه .. ورحتي له الليله ..
مهره طاحت على ركبها .. وبصياح :
بسسسس .. اص .. اص .. اص .. ورب الكعبه .. مادريت ان لعساف توم .. وراس ابوي .. ماكنت ادري .. واقسم بالله رحت لنواف الليوم وكنت افكره عساف .. والله كنت افكره عساف ..

سيف ومايسمع لها .. ولا لحلفها .. ولا لتبريراتها اللي مو مفهومه:
عساف اجل .. ياسافله تدرين ان عساف مات .. ومات جنبك .. انا رحت استلمت جثته .. لاتفكريني .. ولد امس وتخربطين على مخي .. خلاص يامهره .. كل شي وضح وبان ..

صاحت وهي توقف في وجهه :
وش وضح وبان .. والله ولافيكم رجال ياعيال سعود .. كل واحد أردى من الثاني .. اذا اخوانك لعبوو علي لعبه .. رح اسئل نواف .. لاتتقيوى علي ..نواف جاني في بيت ابوك بامريكا .. وماعندي علم انه توم عساف .. مشاها علي .. اللي حصل ..
سيف دفها من وجهه :
لاتكملين كل هالعفن والكذب .. والله حتى العمي يشوف ..تراه نواف مطابق لعساف .. بس فيه اختلاف ..تعرفين ان ذا آدمي وذاك ثاني...
انهارت مهره وتضرب برجلها الأرض:
ماكنت ادري .. ماشفتهم سوا .. مادري انهم توم .. خاااف الله فيني ..

سيف مسك راااسه وبانفعال:
والله باااااايعتها .. سمعتك وانتي عادي ماتفرق معك من ابو سيف .. عادي .. عندك مهره .. عادي ..

صاحت وبغضب : والله ماتفرق معي اي كلب ابوه ... ولدي ولايفكه عني الا الموت ..ماعندي لك اي تبرير ..طلقني .. وجب ولدي ..وادفن هالعار اللي انت رميته علي ..

ضحك بتهكم واعصاب فلتانه: حلم ابليس في الجنه .. شوفي اذا سيف نتيجة المزبله اللي صارت .. يظل في النهاية ولد زفت من اخواني .. يظل عند جدته .. وانتي والله لاحرمك منه لليوم الدين ..

اختفى اللون من مهره .. : لا سيف ..ماتسويها فيني .. سيف روحي المعلقه .. سيف ماهو كذا .. تراك تظلمني ..

طالع ساعته : جهزي اغراضك الضروريه بس .. طيارتنا الصبح ..
مهره بانهيار وصياح : شطيارته.. كيفك انت .. ولدي ..ماروح محل من غيره ..والله يجيه شي لو مالقاني ..
سيف ببرود يقفل الشنطه .. : ماراح يموت ..يكبر وينساك ..
مهره تبكي: سيف تظلمني ..ربي بيعاقبك والله ..
سيف : ماعندي وقت حق بكاك وتمثيلك الرخيص .. قومي حطي لك كم شغله بشنطه .. ولابتروحين بهالشكل ..بكيفك..
مهره صاحت : ماراح اروح مكان ..ماتقدر تغصبني.. والله اتهمك في المطار .. واسوي لك سالفة ..
سيف ببرود: سوي شي .. والله اقط ولدك بملجأ .. وبتلفون مني .. عاد لاتعرفين له سما ولا أرض..
تطالعه بصدمه .. وكنه مخلوق غريب .. تحول الى انسان مايشبهه أبد ..
لارحمة سيف ولاحنانه..
كرهته ..
ايه كرهته ..!
كيف حبته في يوم..
كيف يظلمها ويرميها هالإتهام ..
كيف مايبي يسمعها .
كيف يكذبها .. ويقفل اذانه عن اي تبرير..
تشوه بعينها ..
تقززت منه ..
خافت منه ..
خافت يسوي شي لسيفها ..
خافت تعرض سيفها لكلام ونقد .. وسمعه ..!
لو احد درى عن كلامه اللحين .. وجوره ..
آاااه يايوومه ياسيف .. كانك جرح قلبي اللي مايندمل ..
آاااه ياسيف ياضعف أمك وخوفها ..
دخلت هالبيت عشانك ..
وبطلع منه عشانك .. !!
...........
نرجع لنواف .. بعد ماسمع صوت سيارة سيف .. طلع من المكان اللي هوو .. فيه .. بس شافه يطلع من المزرعه ..
وانتبه لمهره جنبه ..
رجع وشال جواله .. وبعصبية يتصل على سيف وذاك جواله مغلق ..
طلعت سيف اللحين .. اوما ان مهره قالت له شي .. او هو سمع وشاف ..
حس انه مقيد من الإقدام على اي خطوة .. خاصه مايدري .. ايش العلم بالضبط ..
ولا وش صار .. !!
........
يتبع .....
في الصباح ..
متوجهين للمطار ..
*صمت بعد آخر كلام منه .. وتهديده لي بسيف ..!
حين رأيتيني .. بهذا الحجم الوضيع في عينه .. فقدت شهيتي للحياة ..
فقدت إرادتي للدفاع والتبرير ..
مرارة في حلقي .. كالعلقم ..
ضاقت الدنيا .. وتمنيت ميته من الله ورحمه ..
عندما توقعت الموت البارحه .. !
لم اتوقع ان أُقتل بهذه البشاعه والشناعه ..
لم اتوقع ..
ان يتركتي سيف كالجيفه المصلوبه للطيور ضنونه ..!
كنت أنظر للشوارع مودعه..
فعليا ً شعرت اني ذاهبه الى الاعودة .. ولن أعود .. !
لم تعد الدنيا تستهويني ..
فقدت القدره حتى على الشعور ..
احسست بتبلد .. واني لاشيء ..
ذبلت هامتي ..
وسقطت علاقتي بالحياة ..
لم اعد ارى سيف .. الا قاتلي ..
وسيفي .. يتيم .. تركته الدنيا .. تحت عمالقة لاترحم ..
اختنق داخلي ..
فأنا لم أودعه ولم اشمه.. ولم استودعه ..!
لم اقبله لم اشبع منه ..
ماذنب هذا الصغير .. !
في وضاعة كباره ..! *

طلعت جوالها من الشنطه .. وقبل ماتفتحه .. سحبه من كفها ..
وحطه مع جواله ..
مهره:خليني اعطي جديده خبر ..
سيف : لاوصلتي عطيهم خبر .. لاتشغلين ..
*حدقت فيه ..
وكأني في كابوس مريع ..
كيف ينفر مني هكذا ..!
هل يحسب ان الله غافل عن الظالمين ..!*
.........
في المطار ..
سيف كان يكلم جوال .. افهمت مهره .. ان الوجهه فرنسا .. وان كان عنده شغل هناك وقدمه ..
واكتشفت ان مسوي فيزا لها .. وحتى لسيف وفارس .. وكان بياخذهم معه ..
قدم الرحله ..
وخذها بس ..
طيب هو وش يبي .. ياخذها .. اذا هذا نظرته .. وقناعته فيها ..
ليه ماقتلها ..
ليه ماطلقها وحرمها من سيف .. !
ليه يروح فيها آخر الدنيا ..

مهره شارده في الرخام ..
*اكيد يبي يقتلني بعيد .. عشان مايتوهق هنا .. *
قفل ..
وجاه اتصال .. رد :
هلا يمه ..
موضي : وينكم .. ماتبون تفطرون .. ماصارت نوم ..
سيف بسخرية : صباح الخير .. يمه .. اي فطور .. انا ومهره مشينا من المزرعه ..
موضي : تمزح ..؟! .وين رحتو. شعندكم ..
سيف وبغزل . جارح لمهره:
والله يايمه .. مسوي مفاجأه للحب .. عاد عارف لو قايل لكم من قبل خربتوها .. انا ومهره مسافرين يمه ..
موضي : تستهبل .. شهالسفر اللي كذا .. وين بتروحون ..
سيف : باريس .. وبعدها لندن ومطولين .. فارس وسيف بأمانتك ..
موضي بصدمه : شمطول .. من جدك ..وهالصغير وش بنقوله لادور امه ..
سيف : عارف ان حنانك ينسي الوالدين .. اللي صار على فارس يصير عليه .. مهره معي .. ماراح ترجع الا في خير .. دعواتك ..
وقفل قبل يترك مجال لأمه .. في النقاش ..

*لم أُعلق ..
كنت انظر الى الماره ..
وكأننا في يوم الحساب ..
مايحدث معي ..
وكأن القيامه قامت ..
وسيف الزبانية اللتي سترميني الى الجحيم*
.......
طبعا ً كان موضوع سفر سيف ومهره صادم للجميع ..
بدون مقدمات ولا استعدادت ولا سلام ووداع ..
سيف الصغير .. يحوس ويدور أمه .. ويبكي .. بشكل يوجع القلب ..
فارس وبلقيس .. وراه .. خذوه لكل فعاليه ممكن تعجبه في المزرعه بس الولد ماسكه معه .. بكى ونواح ..
نواف .. وغاص ..سفر سيف بذي الطريقه وراه عيد .. في باله مهره راحت اعترفت بكل شي ..
وشكله بيوديها بستين داهيه ..
سيف مايرد عليه ..
وحتى لو رد .. انا مادري ايش قالت له .. ايش عرف .. بالضبط.. !
حس قلبه يوجعه .. وهو اللي مايحب احد ينظلم ويظل واقف .. !
راح لسيف الصغير ..
فارس على الأرض .. وهو دافن راسه في كتفه .. ويبكي .. وينادري مهره ..
فارس يربت عليه : بتجي راحت مع أوبه .. كم يوم وتجي ..
سيف ينوشق : اتروح .. وديني معها .. ابيها.. فالس .. ابي ماما .. فالس وديني ماما ..
بلقيس تداعب شعره :
يلااا سيوف خليك شاطر .. ونروح الملاهي الليوم ..
نواف .. جاا ومخنوق .. وبكى سيف .. طحنه .. :
سيف ابوي .. تعال ابيك ..
سيف لاصق بفارس .. اللي ماد رجله بجبيرته ..
ومايبي يوخر ..
سعود كان داخل وبغضب :
ولدك متى بيكبر مخه .. ماكفاه رميته لفارس .. رايح ياخذ ام هالضعيف .. وطاير بها ..لا عارفين نسكته ولا ندلهه ..
موضي .. بعصبية :
فجعني .. مهره ماتخلي ولدها ..بيمووت الفقير .. ساعات ماسكت .. سعود خل ننزل البيت .. كود العيال يغيرون له مكان ولاشي ..
بره نواف .. انحنى وشاله .. طلع مناديل .. نشف دموعه وخشمه .. :
شرايك توصلني البيت .. ابي امشي وماعرف اسوق ..
سيف يشهق وينوشق ..ويطالع عيون نواف ..
وبلقيس ساعدة فارس يوقف ..
نواف يبتسم له .. :
ها من يبي يروح معنا .. سيف بيسوق الليوم .. ويوصلنا ..
فارس وبلقيس .. مسوين متحمسين :
انا انا .. انا
سيف يطالعهم .. ويبولع .. ودموعه تنزل ..
يلمس ياقة نواف .. وكنه الفكره استهوته ..
بعدين قال : الوح ماما ..
نواف : اول توصلنا البيت .. نبدل .. ونمشي الملاهي .. واذا رجعنا نكلمها بالجوال .. ونشوف وجهها بعد .. شرايك ..
سيف بتقويسه فمه : تمام ..
اشر نواف لهم : عطوو امي وابوي خبر وانتظركم بالسياره ..

جلس نواف في السياره .. وسلم القيادة لسيف بحضنه .. اوهمه انه يسوق .. وقدر يلعب عليه ويلفت انتباهه ..!
.......
وبعد مده من الإنتظار في مطار ابو ظبي .. تم الاقلاع الثاني ..للرحله المباشرة للعاصمه الفرنسيه باريس ..
مهره وسيف ..غزاهم صمت رهيب .. مخيف ..
وكأنهم جثث تتنقل بين المطارات .. ومقاعد الطائرات ..
من شوي في المطار .. جلس معها في مطعم .. طلب ..بدون يسئلها وش تبي ..
بس جاب الشغلات اللي تستسيغها وتحبها ..
لكن مهره رفضت ..
وماكلت ..
اللحين ..تحس بوجع معدتها .. جوع وضيم .. وضغط جوي.. ومانامت .. ولا حصل لها اي اتصال تطمن على سيف .. !!
مالت براسها على الكرسي ونامت ..
سيف ماكان حتى يلتفت عليها .. رجع راسه ورى ..
ظل تسائل كبير في باله ..
ليش ماتخلص من مهره .. هناك .. ليه ماطلقها .. وانهى هالشي من حياته ..
كيف هو .. اللي مقفل على قلبه سنين .. تلعب عليه مهره .. وتاخذ عقله .. !
كيف صدق تمثيلها وعقدها .. اللي مالها أي مبرر..
انتقامه منها حرمانها من سيف .. !
ومن كل شي تحبه ..
اذا هي كانت ساكته على كل شي وانا رحت زي المغفل .. وطقيت الصدر وتزوجتها ..
انا اعرف كيف اطلع .. احتيالها .. من عينها ..

لو سوا شي لها او لنواف ..
كانت بتصير فضيحه عظيمه ..
راح اتأثر على الكل من ابوه لعايلته .. لسيف الصغير اللي ماله ذنب .. في كل القذاره اللي صارت .. !
ابتعد .. عشان مايشوف نواف .. ويذكره بخيبته ..
ابتعد وخذها ..
عشان مايتركها وتكمل لعبها ..
ابتعد وخذها ..
لأن اصلا ً مايدري كيف بيتصرف صح .. قدام الكارثه .. !
طلع جوالها .. من جيب جاكيته .. افتحه .. وطلعت له خلفية الشاشه .. صورة سيف الصغير ..
زاحها .. وكان الجوال مفتوح على نوتة .. كانت مهره تكتبها وماقفلتها ..
شاف توقيتها .. وقت كانو طالعين من المزرعه .. ومتوجهين للبيت ..
كان بيقفلها .. بس لفت انتباهه .. بدايتها .. وراح كملها .. واعتصر قلبه .. لما لقاها كاتبه وصيتها ..:

*اوصيكم بتقوى الله .. والصلاة..
سندس وزينه .. اوصيكم بجديده وسيف .. سيف . سيف ياخواتي ..
الله عطاني اياه .. في اشد ظلمة من حياتي ..
كتب الله موتي . والحمدلله .. !
ستكف ملائكتي عن الكتابه .. ويرفع قلمي .. اوصيكم بالدعاء لي ..
وسندس عليك رفوف مصاحف .. تملينها مصاحف في مسجد ديرتنا ..
زينه .. حطِ لي براد مويه جنب مدرستنا حقت ثانوي ..
ونصيبي من ورث ابوي .. خلوو ايوب .. يبني لي فيه مسجد بالهند ..
ايه صح .. كل شهر .. طلعوا من محاصيل المزرعه .. وزعوها بالنيه انها مني ..
ولاجا رمضان ادعو لي .. قبل تفطرون ..
السنه .. ضحو عني ..
وترى انا .. ماحجيت .. يالله .. كنت متوقعه بحج وانا عجوز .. !
بس مير ماوصلنا الثلاثين ..

زينه .. سندس .. انا انظلمت في حياتي .. حتى اظلمت ..
في اشياء كثير ماتعرفونها والأفضل ماتعرفونها ..
عندي شعور قوي الليله بالموت بس ماني عارفه الطريقه ..!

سيف .. حبيبي .. احبك .. ومسموح طال عمرك ..!
بس شكلك الليوم .. بتسلمني للأرض ..
وبتعلي روحي للسما ..*

ارتجف الجوال بكفه ..
كيف كتبت وصيتها بثقه وجساره ..كيف حست انها بتموت على يدي ..

همس بداخله :
والله ومتي .. يامهره بداخلي .. وحتى اني اكرمك بدفن .. والله ماتستحقين .. !..

وراح لوصيتها وحذفها ..
امثالك المفروض ينمسحون من الدنيا بدون ذكرى .. ولاوصيه .. ولادعوة .. ولاحتى صدقة جارية .. !

وخلال امتعاضه .. وسخطه منها ..
مرت المضيفه ..
وكانت تعرض .. بعض الخدمات ببتسامة .. لما تغيرت ملامحها :
سيدي .. زوجتك تنزف ..
ماستوعب كلامها على طول .. كررت وهي تأشر لمهره ..
اللتفت .. وقام بسرعه مفزوع ..
كانت شيلتها شبه مفكوكه .. ونايمه .. وشفايفها مفتوحه اشوي ..
وانفها ينزف .. ومتخذ طريقه على وجنتها ..
وواضح انها ماتتنفس عدل ..
صحاها .. وفي داخله خووف رهيب :
مهره .. مهره اصحي .. كلميني

بخفوت يوجع القلب : همممم ..
ضرب خدها .. وهو ياخذ مناديل من المضيفه ويمسح الدم :
اصحي مهره .. كلميني ..
كانت في حاله شبه اغماء ..
فك شيلتها ..وبعض العيون الفضوليه تراقب الوضع ..
افتحت عيونها بخفوت ..طالعته .. وكانت واضح متعمقه في النوم ..
استعدلت .. بعدم استيعاب ..
سيف ماسك مناديل في انفها :
انفك يرعف .. ماتحسين ..
مهره بفهاوه .. مسكت المناديل : بالله .. والله مانتبهت ..خلاص انا اعرف لنفسي ..
سيف مسك بين حواجبه وياخذ نفس .. ولعن حتى نفسه انه خاف عليها ..
عدلت شيلتها فوق راسها ..
وخذت من المضيفه مناديل زياده وهي تعتذر .. عن اثارة القلق .. لما شافت وجهها الخايف طلبت منها ماي بارد و ثلج ..
ورجعت مهره .. ماسكه انفها ومنزله راسها شوي .. سيف جلس يمها ويحاول .. مايعطي اهتمام .. هو مو راغب انه يبان ..
كان يختلس النظر لها وهي تبدل مناديل وواضح ان الوضع مستمر..
جابت المضيفه الثلج وخذه منها ..
مده لها ..
مهره جمعت مكعبات الثلج بمناديل .. حطتها ورى راسها .. ومسكتهم ..
واشربت شوي ماي ..عقد سيف حواجبه .. وهي تفتح شاشة الخريطه قدامها .. وتشوف كم باقي ع الرحله ..
ماسئلته ..
طلعت من الخريطه .. وقامت ..وضربت رجله برجلها يعني زيح ..
سيف بعصبيه ويشوف كيف شاحبه ..: اقعدي وين بتروحين ..
مهره : بغسل وجهي كله دم .. كبدي قلبت ..
فتح الطريق لها ..وشي يقول قم اسندها .. وشي يقول خليها فاستين داهية ..
توها بتتحرك في اللممر .. الا اختل اتزانها ..
سيف لا ارادي مد يده ناحيتها ..
بس هي مسكت مسند المقعد ..وتمالكت نفسها وراحت ..
سيف يهز رجوله بتوتر .. وكل مامرت دقيقه ولاجات توتر زيادة .. شوي ويقوم ..
بس جات وكانت حاطه الشيله على وجهها .. مرت من قدامه ..
وجلست .. مدت كفها : عطني جوالي ..
سيف طلعه بدون تعليق وحطه بكفها ..
رجع يتسند ويحاول ينام ..
فجأه انتبه لها تاخذ سيلفي لنفسها ..مو هنا المشكله ..
كانت تغمز في الصوره .. وفتحات انفها مقفلتهم بمناديل ..
بعدها سجلت صوت: بالذمه زيون ماكني جثه مجهزه للدفن .. وضحكت ..انا وجهي وجه باريس .. شوفي ولوف خشمي افتحت مع الضغط الجوي..
انصدم منها ومن تصرفها ..
راقبها وهي ترسله مع ان مافي نت .. وتحط الجوال بالشنطه ..وترجع تسكت وماكنها ضحكت ..
وترتب البطانيه عليها وترجع بتكمل نومها ..
سحب سيف الهوا .. واللتفت عليها .. :
انتي ماتبين تاكلين شي ..
مهره وعيونها شبه مقفلين تحدق فيه .. ظلت تطالعه بجمود .. بعدين هزت راسها نفي .. :
شكرا ً شبعانه حد التخمه ..
سيف باخلاق معفنه: كيفك .. عمرك ماكلتي ..

مهره غمضت .. كذابه مانزفت من الضغط الجوي . والله من قو الضغط النفسي .. !
خايفه من المجهول والقادم ..
خايفه.. من النقله الجديده والمفاجأه لحياتها ومشاعرها ..
هربت للنوم ..
ماتبي تستشعر اللحظات هذي ابد ..!
..........
وصلنا باريس ..
من المدن اللتي حلمت ان ازورها .. لكني الليوم تمنيت ان ظلت حلم ..
ولم تصبح حقيقة مشوهه .. !
ويكون سيف من يشوهها ..
هذا والله فوق احتمالي .. !
تحجبت .. وكنت اعدل عبايتي .. لما قال سيف .. شيليها .. وخلي عليك الجاكت ..
شال السكارف تبعه .. :
لفيه على راسك .. العباية والحجاب .. هنا يلفت الانتباه ومومرحب فيه ..!
مهره سوت اللي قاله .. وحطت الشيله والعباية بالشنطه الصغيره اللي جنبهم وشالها سيف .. وخلاها تتقدم عليه ونزلوا من الطياره ..
*توشحتني رائحة سيف .. وعطره..العالق بالاسكارف.. لتشعل فيّ الرغبه العارمه في البكاء ..
لكني لم ابك ِ..
ولم استفز حتى دموعي لتخرج في محاجري ..
رحت امشي معه ..
تماما ً..
مثل المريض اللذي فقد الرغبه على العلاج .. فلم يعد يكافح .. ولاحتى يتناول الدواء ..*

استقبلنا رجل ببدلة رسمية يعامل سيف باحترام ..
وبدا لي ان سيف يعلوه مركز ..
قام بأخذ امتعتنا خارج المطار .. وفتح لنا الباب الخلفي .. للسيارة روزرايس ..
ركبت .. انا وسيف .. ..
وانطلق ذاك الرجل بنا .. *

كان يتناقش مع سيف .. عن شخص يدعى الدوق ادوورد ..
مهره افهمت الحوار كله .. لأن كان بانجليزي .. وهي تتقنها ..
فهمت ان ذا موظف عند ادوورد ..واسمه ادريان ..
وان في لوحة نادره وغاليه مسروقة ..
وشاكين في وجودها في احد الأماكن .. !
وان ادوورد .. متكل على سيف وكله ثقه .. ان لو دخل المكان المشكوك فيه .. بيقدر يتعرف على اللوحه ..
وراح تتم استعادتها ... !

مهره ..
*خفت .. حسيت الأمر فيه مخاطره .. بس ماتكلمت .. و هالموظف يشرح كيف بيعدي سيف العراقيل الأمنيه باسلام .. بالتعاون .. مع سيكورتي شاطرين .. يشتغلون عند ادورد ...فجأه ماعدت مهتمه بالحوار .. وشردت في النافذه ..
واحنا نمر على محلات في شوارع باريس .. مضاءة بالانارات وزينة الكرسميس .. واشجار الميلاد ..
بصراحه .. كان الوضع اشبه بفلم كرتون ..
كان سيفي ..
بيتشنج لو شافها..
.انصدمت للشي اللي انتبهت له توي..( لذي الدرجه كنت خارج التغطيه .. الدنيا بيضه .. والثلج يكسو كل مكان ..
منظر الثلج وكل هالجماليات .. اضاءت داخلي بشيء ليس أمل ..
لكن ..
تحاورت مع ربي ..
*بما أنك قادر على ملء الدنيا ببياض .. كهذا .
املئ قلبي المفتوك به .. ببعض السكينه .. !
كن معي يالله ..
انت تعلم الخفايا .. وانت غافر الذنوب ..!*

وقفت السيارة ..
أدريان تبادل بعض الكلمات مع سيف وهو يضحك ..
وسيف : سآخذ بعض الأوراق المهمه .. واتفق مع آلان ..انتظرني وانتبه للسيدة ..
أدريان : حسنا ً كُن مطمئنا ً..
تكلم بدون يطالعها .. : انتظريني .. بقابل رجال بمكتب داخل البناية .. وبرجع ..
ماردت ..
ونزل .. اختفى في البناية ..
مهره .. تنهدت .. وتتأمل الرايح والجاي .. والأماكن الحلوه .. افتحت الباب ..
أدريان بسرعه :
الى أين ياسيدتي .. هل تحتاجين شيء ..
مهره: سأحرك قدمي قليلا ً لن ابتعد ..
ارتبك ..وخايف يتوهق مع سيف..
مهره :صدقني لن اتسبب لك بمشكله ..
سكرت الباب .. وشهقت من البرد .. ورجولها تنغرس في اكوام الثلج ..
نهار والسما ملبدة بالغيوم .. وخلال تأملها للغيم .. طاحت عينها ..
على جزء من قمة برج إيفل ..
ولا أرادي ابتسمت .. وهي تقول( شفته قبلك يازيون .. شفته) ..
وراحت ابتسامتها بسرعه ..
وشردت .. وكلام سيف .. واتهامه وتكذيبه لها .. يرن في اذنها ..
وظلمت الدنيا .. بعينها .. حست الثلج سواد .. وكل هالجمال تحول لشيء تافه .. وماله معنى..
وقفت قدام فاترينا .. مليانه تحف تخص الكرسمس .. بابا نويل والغزلان وكسار الجوز .. وغيره ..
ايش هالجمال .. !
راحت تتمشى .. في المحيط .. وتوقف قدام المحال ..
اجمعت يدينها ونفخت داخلهم .. والجو مره بااارد .. والجوع ذبحها ..
وريحة خبز وكيك يجيها من عدة اماكن .. خذتها رجولها .. عند مقهى ..تصدر منه روائح شهيه .. حركت عصافير بطنها ..
تأكدت من وجود بطاقتها الصراف..في شنطتها ..
وراحت طلبت روتي فرنسي.. محشو بالمربى .. وقهوه ..
توهقت ان اللي تبيع ماتتكلم انجلش ..
بس تعاملت مع الوضع .. واشرت على اللي تبي ..
وقفت تنتظر ..
الموظفه ببتسامة .. تقول لها الحساب .. قبل ماتعطيها مهره .. امتدت يد سيف ببطاقة .. وتكلم مع الموظفه بفرنسيه سليمه ..
وحاسب عنها ..
اشرت الموظفه ع الطلب ..
سيف : ليه ماطلبتيه سفري ..
مهره تاخذ الصحن ..وبصد :
ماعرفت اقول سفري بالفرنسي ..
وراحت جلست ع طاوله خارجيه ..
نفخ سيف .. بس حسها معانده .. فاعطاها جوها.. ع الأقل تاكل شي .. لاتموت .. حتى وهم بمزرعة بيتهم ماتغدت ولاتعشت ..
طلب قهوه .. ونوع يعرفه من البسكويت ..
خذه وراح طلع عندها..
شافها شارده في الماره .. وتاكل..
وقف يطالع عيونها الحزينه وانفها الشامخ .. *مهره والثلج ..
اراها الآن لوحه كارثية ..
ولو.. وجدتها بهذا الشكل قبل يومين .. لاخرجت هاتفي .. واللتقطت صورة .. !
لكن ..
اجدها الآن جميله .. محتاله .. جميله خائنه .. قذره ..اسوء بشرية مرت في حياتي .. ! *

جا وجلس في المقعد المقابل .. ماتحركت مهره .. وهي تاكل اللي بيدها .. ببطئ .. وصمت ..
تنهدت ..
والدخان المكثف يخرج من فمها .. كاسحابة ..
واضح ان داخل مهره يحترق ..
خذت قهوة وشربت ..
سيف يشرب من كوبه .. وحاط رجل على رجل ..
تسائل .. عن صمت مهره لذي الدرجه .. وخروجها .. عن الطبيعه .. في انها تحاول تبرر اللي حصل ..
اما بالكذب او تقول الحقيقه كامله ..وتطلب السماح والمغفره .. !
لكنها.. وكلما اختلس النظر لها ..
ماشاف عينها عليه ..
ولاشاف اي تعبير .. ولا خوف ولارجفه ..
استغرب لما حس .. انه جالس مع شخص مايعرفه ..
وكنه جا والمقهى مكتض .. وشارك احد الزباين الطاولة .. !
اوجعه قلبه .. مع شعور الفقد .. للشخص مهره الليي عشقه وحبه ..
كيف اختفت بريئته فجأه ..
كيف تلوثت بهالشكل المخيف .. !
هل ممكن تكون مظلومه وجد ماتعرف عن وجود ثاني بالسالفه .. !
بس هي كانت بايعتها ومو فارقه معها من ابو ورعها ..!
خلصت مهره القطعه اللي معها ..
سيف وكأنه يجامل شريكه بالطاوله زاح البسكوت قدامها .. : ذوقيه بيعجبك .. !
مهره رفعت عيون خاويه .. له..
وشربت قهوتها ..
وهي شارده في عيونه .. بدون تنكسر .. وبدون تتكلم ..
هي .. وهو .. وسكون عجيب .. نظرات خاوية .. وذنب ..اتهام .. وضياع ..
كيف يجلسون تفصلهم طاولة صغيره ..
لكنها في الحقيقه وادي سحيق .. في قعره جهنم ..!!!!!!
...........
جمان لأمها : وليه متضايقين .. باللعكس خلوو هالأثين يختلون في بعض .. يمكن يعرفون ايش يبون بالضبط .. !

موضي بعصبية : عاد كذا ياجمان .. لامهدوا لهالصغير ..ولا حتى عطونا خبر ..
ضاعت براهينا بالمزرعه .. ولاهو ساكت .. نزلو فيه نواف وبلقيس وفارس .. من العصر لهالحين .. وهم ماظل ملاهي .. ولا محل العاب .. الا راحوه .. والى الآن ماجاوو ..
جمان تطالع الساعه: اذا باريس المفروض وصلوا ..
موضي : دقيت مايردون .. مغلقه جولاتهم .. يمكن رايحين ترانزيت ..
جمان .. تدق على سيف : حتى لو ترانزيت .. سيف مايختار رحلات فيها تطويله بالمطارات .. يعني صدقيني وصلوا .. بس خير مايردون .. !

ديم : ماما وين سيف .. ابيه ..
جمان : راح الملاهي مع خالي نواف ..
شهقت بيان وبغت تموت :
يروووحون ملاهي .. ولاياخذونا ..
فجأه ديم مدت البوز : ابي ملاهي ..
وبيان تهاوش ..وديم تبكي..
موضي بعصبيه :
وانتي ماتعرفين تسايسين بناتك .. قولي اي شي ..تقولين ملاهي .. كل وحده فلت شريطها .. انا ضغطي مرتفع من بكا ولد عساف طول الليوم ..
ضحكت جمان : يووو يمه شجاك .. مب متحمله .. الأطفال ..خليهم يعبرون عن شعورهم ..

انفتح الباب ودخلوو الجماعه .. ونواف شايل سيف اللي نايم ..
بلقيس تفسخ شيلتها وبعصبية لبيان وديم : خلاص اسكتوا .. لايصحى .. جمان سكتيهم .. تكفين..
خذتهم جمان .. وتهجدهم ..
موضي تطل بوجه سيف .. اللي جفونه حمر وانفه .. وبحنية:
يمممه عليه .. حسبي الله عليكم ياسيف ومهره .. كان سفرتكم بتطلع من عين هالورع ..
نواف بخفوت يتوجه للدرج:سيف بينام معي ..
وصعد ..
فارس .. جلس ورفع رجله ع الطاوله : ذمه .. انا يوم ماتت امي وسافر ابوي .. سويت كذا .. ؟! .. اعوذ بالله ..
موضي بتعزيز : عاااد انت الهدي الرضي .. اللي ماينسمع حسك .. ليت في الدنيا فارسين كان ماعلى الدنيا خلاف..

جمان بنص عيون: يمه بلاش كذب .. سوا كذا وألعن ..بس ماشاء الله الرضا تام .. عليه ..
فارس يضحك : ابوووك يالغيره .. خفوو .. عوذه ..

****نواف .. سدح سيف على فراشه ..
وغصه هايله تحتل روحه ..
ويفكر بمهره ..
ايش ممكن يصير عليها ..
سيف .. بيصير عقلاني .. ولا ..
ياخ البنت جابت العيد وقت وافقت على سيف .. عشان سيف.. غلط ..
في النهاية سيف هنا..
وهي الله اعلم .. وش بيصير فيها ..
لعن عساف داخله..
والشبه اللي بينهم اللي يجيب العيد..
ليتني ماشفت مهره قبل ..
وليتني جهلتها ..
ليتني شفتها مثل ماشافها الكل ..
ولاعرفتها ..
سيف نايم ويون ويناديها..
راح شاله وضمه :
نذر .. اجيبها لك يابوي .. وماحد يفرقكم ..عطني وقت ياعينه .. عطني وقت ..
........
وصلوا الفندق ..
مهره تتلفت بدون تعليق على الجناح الكبير ...وفخامته ..
للمره الأولى تتواجد بفندق .. مع سيف .. ولحالهم ..
لكن مع الأسف . كل مره اولى مع سيف سيء .. والله يستر من القادم .. !

ظلت واقفه لمن نزل العامل كل اغراضهم .. دفع له سيف بقشيش .. وطلع ..
اللتفت عليها ..
تبين عشا ..؟!
مهره باختصار : لا .. ..
قالت كذا وهي تشيل الجكت والاسكارف ..
تركها وراح دورة المياه ..
مهره ظلت تحاول تتصل من جوالها بس المشكله ماعندها خدمه دولية ..
كانت منسدحه ع السرير .. وغفت .. والجوال بكفها ..
طلع سيف .. وينشف شعره .. انتبه لها كيف نايمه كذا بملابسها وجزمتها .. واضح تعبانه حدها .. احساس انها مظلومه يجيه ..
بس يشيله ..
ولايلقى لها اي تبرير .. !!
لبس ملابسه وعيونه مافارقت وجهها الشاحب البريئ.... تدفى كويس .. بجكت ثقيل وسكارف ..
خذ اشياءه وقبل يطلع قرب منها .. وشال جزمتها رماها في الأرض ..
وفك البطانية ولحفها ..
دق رقم : هلا حسين .. يلا جايكم ..لا بالمطعم احسن ..
حسين بشقاوه : ولك كايلك عزي .. هاي عنده حجايه بالفندك .. ليش ماراضي انجي فيه ..
طلع وسكر الباب ..
وعزيز يضحك :
عاد احنا ندور السوالف ها بو فارس وش عندك ..
سيف : ياخي انتوا كلاب ونيتكم ** .. ابي اتعشى .. جايع .ماعندي سالفة ولاشي ..
حسين : يخسى الجوع يابه ...يلا خلينا نتلاگى ريد قل لك الهوايل اللي اطلعنا عليها الليوم باللوفر ..
سيف ياخذ سيارة استأجرها مع ادريان من شوي .. ركب .. :
كم يوم وانتوا هنا ..؟!
حسين : الليوم خامس .. لو رابع عزي .. ؟!
عزيز : خامس ..
حسين : خمسه .. بس بشرفي ياسيف .. حقيقة مثل عين الشمس .. فرنسا .. ديرة مليانه تاريخ .. متاحفها .. بيها اشيا .. تشيب الجاهل والله ..
ضحك سيف : من مليون سنه وانت تعيد نفس الديباجه .. والله حتى لو انك اول مره تزور اللوفر ياحسين ..
ضحك عزيز: والله انك صادق .. الليوم مسوي مبهور .. اصلا ً الموظف يدري ان حنا بنسوي تقرير ..حق السنه .. الا ان حسين .. مسوي سائح .. مشحوف ..
عزيز يقلده : عزيز بشرفك .. اللوحه لو تُباع .. كم تعطيها ..عزيز بشرفك .. مصر مافرطو باثارهم للأوروبا .. عزيز بشرفك هسا العِراق ..بلاد الرافدين .. بيها حضارة بابل ... وآشور وسومر .. هذا كله وين .. ليش مابيه ولامتحف واحد بقوة هاي المتحف الضخم ..

ضحك سيف:
والله جبته ياعزيز .. نفس اللحه واللجه .. المهم ارسل موقعك .. انا بلف ع الشنزليزيه..
......
صحت مهره .. بعد ساعات وماتدري كيف غفت بدون تحس ..تلفتت وماشافت سيف ..
حست بتعب رهيب .. وصداع.. وتتسائل يعني من جده سيف مخليني كذا لحالي .. وين راح ..؟! .. الرجل والله بايعني ..
قامت توضت .. وصلت المغرب والعشاء على قبله بالتخمين ..
ماتعرف فرق التوقيت بين باريس والسعودية ..بس ساعة اليد اللي عليها تشير انوو بالسعودية الساعه ثلاث الفجر ..
اكيد نامو .. تبي تطمن على سيف .. اكيد .. سوا مناحه ..
راحت جنب تلفون الغرفه .. وطلبت الرسبشن .. اسئلتهم لو فيه واي فاي ..
الموظف علمها ان الرقم موجود .. على كرت جنب المنيو .. شكرته ودخلت الرقم ..
وانهالت عليها الرسايل ... في الواتس .. والسناب .. من كل جهه .. من جهة بيت سعود .. ومن جهة خواتها ..
لفت انتباهها رقم غريب في الواتس .. افتحته ..
عقدت حواجبها لما لقت نواف ويعرف عن نفسه .. ويعتذر لان خذ الرقم من جوال فارس .. لأن سيف مايرد عليهم ومقفل جواله ..
لقت تسجيل صوتي وافتحته :
واضح ان سبب هالسفر .. جيتك .. والكلام اللي صار الليله الماضيه .. مهره .. انا من عرفتك .. اول ماجيت ومابغيت اضرك والله يعلم ...والله مو فاهم لأي مدا وصل سيف وعرف .. بس انتبهي لنفسك .. عشانك وعشان هالضعيف .. ولدك ..ولو بيضرك .. دافعي عن نفسك وارمي اللوم للكل الا نفسك .. ولو بيضرك اهربي .. وتواصلي معي .. وانا ماخليك ..

مهره ابتسمت بغصه ..
وراحت كتبت باختصار ..: سيف .. كيفه..؟!
ارسل لها صورة سيف نايم ..
وكتب : نام .. وعدناه بكره يكلمك فيديو .. الورع واضح مايعيش من غيرك ..
مهره وغصتها تكبر زيادة .. وتختنق ..
*لكن مابال دموعي .. وكأنها جفت .. مابال عيني تصحرت .. مابالني لا أقوى على البكاء كما يجب في هذا الوضع وهذه اللحظات ..

كتبت : هو يقولك بابا .. قوم بالدور كويس .. وانتبه له.. لو استعصى الوضع .. اخذوه مزرعة جديده وخلو زينه اختي تجي له ..هي تعرف له ..
كتب : اوكي ..سلام ..
قفلت..
راحت دورة المياه .. رشحت وجهها .. حطت يدها على حنجرتها ..
وقاامت تطلع الآاااه بصوت خافت .. وتزيد.. كانت تحاول تبكي وعجزت ..
استحضرت كلام سيف واتهامه ..
استحضرت صورة سيف التعيسه اللي ارسلها نواف .. وعجزت ..
استحضرت وفاة ابوها وفجيعتهم ..
استحضرت وفاة عساف .. وكل شي ..
كانت تبي تبكي ..
وخااافت من فقدناها لأوفى مواسي في هذه اللحظات ..
ماهي عارفه تبكي أبد ..!!!!

عادي و لو كل الوجيه أفتقدها
‏إحساسي البارد .. ذبحني وأنا حي

‏أنا وصلت لـ مرحلة ما بعدها
‏لا تشدّني حاجة ولا يهمني شي
...........
سيف رجع ..
كان يتمشى قريب الفندق .. ويدخن .. مخذول .. مجروح .. يحاول يصفي ذهنه .. ويدقق في المبرارات ومقاصد مهره من كلامها ..
كيف تقول نواف جاها بفيلا امريكا ..
طيب ليه نواف ماتكلم وقال .. !..
كيف يكون يعرفها ولايقول شي ..
كيف مافرقت معها من ابو الولد .. .حتى لو لعبو عليها لعبة توائم ..
عساف مستحيل بيرضى على زوجته ..
نواف مستحيل بيسوي هالخيانه ضد عساف .. اخوي واعرفه .. !
ممكن ماكان يدري ان مهره زوجته ..
حتى لوو .. نواف مو كذا .
ومهره .. !
ممكن كانت تفكره عساف ..
وضعف نواف قدامها ..
ممكن التعنيف اللي جاها من عساف سببه .. هالشي ..وانه عرفه .. !
ممكن ..
ممكن ..
ماعدت متوقع شي .. ولا مصدق شي ..
زفر .. سحابة من فمه من شدة البروده..
المشكله ..
مهره .. !
المشكله ..
موجوع قلبه عليها ..
ليش .. مايدري .. !
المشكله انه مايبي يواجه نواف .. ويعرف تفاصيل .. بتذبحه لو عرفها ..
ممكن التخمين .. ارحم من الحقيقه .. اللي بتنهيه ..بضربة وحده .. !

وصل الفندق وصعد .. في فجر باريس .. وسكون ودرجة حرارة تحت الصفر .. !
دخل الغرفه ..
كان جايب فطائر وتشكيلات كيك .. توقع يشوفها صاحية ..
عقد حواجبه .. لما شافها نايمه .. حس ان في خطأ بالموضوع .. حتى لو تعبانه .. !
ساعات طويله نايمه ..
غير بالطياره كله نايمه ..
بدا يقلق ..
رمى الجكت ع الكرسي ..
وقرب منها .. حس بتأنيب ضمير .. لأن طلع ومافي شي ممكن تاكله ..
جلس جنبها : مهره .. اصحي ..
ناداها كذا مره ..
افتحت عيونها بخفوت.. طالعته ..كنها تقول : وش تبي ..
سيف ومصدوم من كمية صمتها: قومي أكلي .. في شغلات جبتها .. سخنيها بالمكرويف .. واكليها ..
انقلبت وعطته ظهرها .. ولحفت راسها :
سخنها واكلها .. انا مو جايعه ..
سيف بنفاذ صبر : انا تعشيت..قومي اكلي .. لايجيك شي .. وابتلش فيك .
مهره بخفوت ناعس: اسكت لايطير نومي .. !
حدق في ظهرها باستنكار ..
ايش هالتصرفات ..
ياخي ايش هالإنسانه .. !
قام ومايبي يلح عليها .. اصلا ً مايبي يبدي اهتمام ..
واضح انها تدلل .. عشان تلفت انتباهه ..
بدل ..
وجا بينسدح بالجهه الثانيه.. توقع بيشوفها تتظاهر بالنوم ..
عقد حواجبه.. وشافها متعمقه بالنوم .. وهالشي واضح من عيونها .. ووجهها الشاحب مره..وانفاسها ..
حط راسه على المخده ..
وظل يطالع ملامحها ..
جرحها كثير.. بس شسوي وانا اللي مت من داخل ..كيف بعالج هالشي ..
كيف برمم هالكسر .. !
مهره ..
كنت بعساف بيني وبينك..
اللحين شي مايترقع ولاينهضم .. !
ظل يطالع ملامحها ..
بلع ريقه .. وتندم نوعا ً ما على الكلام الثقيل اللي رماه بوجهها .. والقذف اللي خرج عن سيطرته ..!
هو كذا .. في لحظة الانفجار والغضب .. يطلع اسوء ماعنده ..
بس بعدين .. يعيد نظر .. !
عقد حواجبه .. لما ماعاد يحس بانفاسها .. قرب يده من فمها .. وماحس فيهم ..
بارتياع .. جلس وهزها: مهره ..!
افتحت عيونها متروعه ..
ولما شافته ..
حطت كفها على جبينها وعيونها .. ماتكلمت .. وهي شوي شوي انفاسها تنتظم ..
كانت تطالع فيه بنفس النظره بالطياره .. بعيون شبه مقفله ..
سيف كان جالس .. وهي منسدحه ..
حس بعتب مخيف بعينها ..
قال : تبين تقولين شي ..
مهره: ايه ..
سيف : طيب .. تكلمي ..
مهره ببرود : لاتقعد كل شوي تصحيني .. ياخي ماحب كذا ..ترى بروح احجز غرفه ثانيه .. ياخ اهجد .. استغفر الله ..
وراحت انقلبت .. ولحفت راسها .. ونامت ..

وهالمره جد افجعت سيف . !
يعني اوك مهره .. نفسيتها مو تمام ..
بس شكلها .. انشمخت مره وحده ..
........
زينه بالصبح عند جدتها ..
شهقت .. وهي تفتح سناب ..
صبحا : وجعه توجعتس .. صرعتين .. وش انتي شايفه ..
زينه :
جديده مهره سافرت ..
صبحا بتسائل : سافرت وينها رايحه فيه .. ؟!
زينه بشهقه ثانية: باااااااريس ..
صبحا: باريز مرتن وحده .. والله اني قايله ان هالسيف .. جاها من عند الله .. يمسح على قليبها ويعوضها ..

واللتفتت بحده : انزين وحبة اللزرار (تقصد سيف الصغير) .. وش سوت فيه ..؟!
زينه: مادري .. ماجابت طاري له.. لحظه اتصل عليها ..
دقت عليها .. بس مايضبط الاتصال .. ارسلت سناب .. مايوصل ..
صبحا : هااا كلمتك ..؟!
زينه : لا جديده .. يمكن نايمه .. مادري كيف الوقت عندهم اللحين ..
زينه بحماس تتصل على سندس:
اخباااار ..من تحت الأرض .. !!
سندس بنعس: عساك خلعتي .. المُختل ..
زينه : لااا .. قومي وفوقي .. ركزي .. مهره في باريس ..
سندس بصدمه: ايشششش ..؟! ..
زينه : افتحي سنابك .. بس كلش صور مختصره .. وجهها المعفن بالطياره .. وبرج ايفل بس راسه .. مسويه يعني .. تحمي .. وتبي تأكشنها ..
سندس سكتت شوي ..
زينه تطل في الشاشه : الووو .. وينك قفلتي ..
سندس: اللحين اختك ماتوب .. وش مسفرها ..
زينه : يوووو .. من جدك ..وليش ماتسافر خيتي .. اصلا ً.. اصبري وبتستقر بلندن .. والله ماتطل بوجهك الا بالعيد ..
سندس وهي تقوم من الفراش:
الله يغثك يازوين على هالخبريه .. كانك عكرتي جوي .. وخربتي يومي ..
زينه بانفعال:
ليييه.. بس انتي تروحين اوروبا يعني . نعنتن الله تنعنك ..خلي البنت تعيش..
سندس : يا ** انتي من وين تفهمين .. خايفه عليها والله .. ذولا ناس مايتآمنون..
زينه : لا .. لاتحاتين .. ترى والله سيف يموت فيها ..
سندس: وسيف معها ..؟!
زينه : ماقالت .. بس اكيد معها .. يعني ذمه سيف السيامي حق مهره .. لو تخليه يموت ..
سندس : لو انه معها كان صورة خشته على طوول .. والله عاد لو يسون لها شي .. هالمره .. لا ارسل لهم الأنتربول .. واوريهم علوم بنت غازي ..
زينه توسعت عيونها : انتي ليه بومه ..سفر .. يعني تمشي وتمعشق .. روحي انقلعي ..ولاتتسلطين عليها تقولين شي كذا .. لها ..تراها ماترضى على روميو حقها ..
سندس : انا وش قاهرني في الدنيا غير انتي وياها .. ياخي كل وحده أ** من الثانيه ..
زينه توسعت عيونها اكثر .. :
صبحا: شتقوول هالحماره التسبيره .. (الكبيره)
سندس : عند صبحا ..اجل ..
زينه : ايه .. عبد الإله ماشي البر .. بيخيمون هو وربعه .. وجيت ..
سندس: روحة جدي .. اللي وداه ماجابه ..
ضحكت زينه : استغغر الله .. الله يخليه لاهله..
سندس بقهر : قفلي .. قفلي ..الله يحوم تسبدس ..جبتي لي حموضه ع الصبح..
وقفلت في وجهها ..
ضحكت زينه ..: ذمه جديده هاللحين .. مشعل كيف متحمل سندس ..
صبحا : ماحدن لابق مع مشيعل الا هي .. لاقامو يتهاوشون تقل دياكه .. تثور ضوهم ويطفون .. .. قدرن ولاقى غطاتوه ..
........
في الصباح ..
صحت مهره ..اول مافتحت عينها .. لقت وجه سيف قدامها ونايم ...
ظلت تطالع فيه ..
*تأملته بخواء .. لم يعد حبيبي .. ولم اعد اعشقه .. ولم يعد سندي ..
كنت استند عليه .. بثقه ...مستمتعه برمي حملي عليه .. حتى اني لم اعمل حساب ..
انهار سندي فجأه ..
فسقطت في هاوية ..
وتشبعت بالفضاء ..
انا حتى لااصل لأرض ..
ولا استقر ..
شعوري مخيف .. اصبحت بلا روح حقا ً..
داخلي بارد .. لامبالي .. فقدت رغبتي .. في كل شيء ..
اعتدلت وتطلعت لذراعاي .. تشكلت خطوط المفارش والوسائد على جسدي .
هربت للنوم .. حتى اني ارغب ان اعود وانام ..
فعليا ً .. كنت انام كالميته ..
اصلا ً حتى لا احلم ولا ارى كوابيس .. !
فجأه من خلال تبلدي وخمولي ..
تذكرت صغيري ..
شردت في الاشيء ..
وصورة سيفي ..تسيطر علي .. صحى .. فطر .. بكى ..بدلوا له بجامته .. عليه شربات .. ولافسخها .. *
قامت مهره .. تروشت .. وغسلت وجهها عشر مرات يمكن .. وكنها تبي تغير وتشطف ملامحها الكئيبه ..
صلت .. ولبست ملابس شتويه .. كانت شنطتها مافيها الاا اشياء محدوده .. من ضمنها كنزه لسيف ولدها ..
شالتها وشمتها بغصه .. وعينها على سيف النايم ..
ويطري عليها وعوده .. ان ماحد يفرقها عن ولدها ابد ..
(انت اللي فرقتنا ياسيف والله يسامحك ..)

طالعت الكنزه ..
وريحة سيف ..
وهو بعيد ..
*حنجرتي بها جروح غائره .. لكني لاابكي ..اضلاعي تعتصر قلبي .. ولاابك ِ.. *
رجعت الكنزه بالشنطه ..
وخذت الجوال .. وافتحت زجاج الشرفه وطلعت .. واتصلت على فارس سناب ..

سيف حس بالبروده .. من الشرفه .. مع ان مهره قفلت الباب وباقي شوي ..
سمعها تتكلم .. يجيه صوتها خفيف ..
حاول يغمض .. ويكمل نوم ..
سمعها تقول :طيب ايش اسوي ابوك فاجئني .. لو انت وسيف معنا .. وااااو ..

سمعها تقول: ابي اشوفه .. اكيد شرهان ..
فارس: واللهي يامهره .. ولدك عقدنا .. دامه كذا .. المفروض ماتعديتي الا به ..
عقد حواجبه ..وهو يسمعها تقول بشقاوة وتظاهر : ياخ عطوني فرصه .. اعتبروها شهر عسل ..
ضحك فارس : يلا تستاهلين ..لاتحاتين .. سيف بأمانتي .. خل افك الجبيره بعد وانسيه .. خشتك ..
مهره شردت .. وسيف كان يختلس النظر لها .. وهي تقول بخفوت : ياليت ..
فارس: وش اللي ياليت ..
مهره: فارس .. نسيه انا .. صدق .. تقدر ..؟!
فارس استغرب: جنيتي .. حد ينسى امه ..
مهره : الا فيه .. انا نسيت امي .. لما الام تروح وتتخلى عن ضناها .. ينساها ..تصدق .. خلاص مابي اكلم سيف .. دامه هاجد .. لايقعد يبكي من جديد ..
فارس: مهره .. من جدك ..
مهره قبل تتكلم .. جاها صوت سيف .. وهو متحمس ويطل بالجوال: ماااامااا .. بيبي ماما .. تعالي ..
مهره حدقت في الشاشه .. وبكل حنيتها : ابببوووووووووي .. عمررري ..
فارس ضحك : اللحين تبينه ينساك ..
سيف يبوس في الشاشه :
ماااما .. ابيك جين .. فالس قول .. جيبين هديه ..
مهره تضحك بغصه مكتومه:
يخلص اووبه شغل ونجي .. ايش رايك ..
سيف بيبكي:
انااا ..اجيك ..ماما .. انا لوحي .. (انا بروحي)
مهره وصلت عبرتها ..
اخيرا بتبكي .. وقالت : ماانت بروحك .. يا امي ..فارس .. وكلهم معك..

انصدمت .. مابكت ..
حتى سيف اللي يراقبها انصدم ..
وتو ينتبه ان مهره مابكت ابد ..
رن في اذنه صوت سندس .. وقت كانت تهاوشها بعد الملكه (. مهره نسيتي .. كيف تغصين وتختنقين .. ونطلبك تبكين .. وماتقدرين ..كنتي ماتعرفين حتى تبكين..)..
لاعاد هو مايبي .. يوصلها لحاله كذا ..
بس ايش يسوي .. !
مو متحمل فكرة اخوانه اثنينهم .. ومهره ..
مهما كان فيها ظالم ومظلوم ..
حتى لو ماتدري .
يحسها تدنست ..
ماهو عارف .. يبعد فكرة ان اخوانه .. ومهره .. !!

ابتعد عن الشرفه .. وصورتها وهي تطلع من عند نواف تداهمه .. !
في منتصف الليل .. راحت له .. كيف تجرءت .. كنت موجود .. عندها شي معه .. المفروض خذتني ..
حطتني في الصورة .. !!
......
بعد شوي .. دخلت مهره .. من الشرفه .. بعد مكالمه .. كلها مشاعر مع سيف وفارس ..
لقت سيف صاحي .. ومشغل الاب .. ويشتغل عليه .
ماعلقت ..
وقفت قدام المرايا .. ورفعت شعرها ومشطته ..
سيف ولانه شاف الاكل اللي جابه .. مالمسته ..
قال : طلبت فطور .. في شي معين بخاطرك .. واضح ماعجبتك الشغلات اللي جبتها البارح ..
مهره : ابي فول فيه .. ؟!
سيف بيضحك بصدمه .. بس كتم حتى ابتسامته: ترانا بباريس ماهو القاهره ..
مهره بفهاوة: اجل مابي شي.. اصلا ً ماني جايعه .
سيف عقد حواجبه: مهره لاتستهبلين .. شايفه وجهك كيف صاير ..
هزت كتوفها : الا الأكل .. مافيه غصب .. معدتي .. وانا حره ايش احط فيها ..
وراحت انسدحت وتتحلطم : اي والله .. حاله .. ترى انا حُره .. ماهو عبده .. عندك ولاعند غيرك ..
وتلحفت ..
سيف باستنكار: بتنامين ..؟!
مهره : لاا بتابع مبارة مدريد وبرشلونه ..
سيف قام وقف عند السرير .. واسند يده للجدار :
طيب قومي .. انا ابي اتكلم معك .. بسمع لك .. وش كنتي تبين تقولين ..
مهره: ماكنت بقول شي كنت بكذب شوي . وانت سكتني .. خلاص .. انتهى الموضوع .. شوف انت وش اللي تشوفه صح وسوه .
سيف بعصبيه :
يعني ماتفرق معك .. ؟!
مهره ببرود : ابد .. ماعاد يفرق معي شي . ولا ابي اقول شي اصلا ً.. ولا ابيك تسمع ..
توه بيتكلم ..
الا ..طق الباب .. راح .. وفتح .. طلعت خدمة الفندق جايبين فطور ..
دفت الخادمه العربه .. واسمعتها مهره : بونجور ميسيو ..
وسيف يرد عليها
ورتبت الفطور ع الطاوله بشكل انيق ..
مهره مالتفتت .. وكانت تطقطق بالجوال ..
لمن طلعت .. ..
سيف جلس ع الطاولة.. وبدا يشرب قهوه ..
مايبي يناديها ..
هي متعمده تسوي هالحركات ..
بدا ياكل .. وكلم .. ادريان .. اسمعته مهره .. يتكلم عن معرض لوحات لرسام حديث ..الوضع انهم شاكين ان اللوحه المسروقه .. في المعرض .. وان عن طريق لوحات هالرسام .. راح يتم تهريب اللوحه لخارج باريس ..
واذا طلعت بره الدوله صعب ترجع .. سيف كان يقول .. : اطلعت على اللوحات المعروضه .. بحثت عنها جميعا ً .. اثنتان بيعت من سنتان .. لوحة انكسار .. ولوحة ايفا ..لكن الغريب في الذكر موجدتان في المعرض الحالي .. اذا ً .. يبدو ان اللوحه المسروقه .. واحده منها .. اجراء الاختبار .. سيتم على هاتان اللوحتان .. سنكون في المعرض .. عند الظهر .. سأحدد اللوحه فقط .. وتنتهي مهمتي ..
ادريان : هذا كل مانريده .. ياسيد سيف .. اتمنى ان تنجح في ذلك .. فاللوحه .. تكلف ثروة ..
سيف : حسنا ً .. سنجدها .. ابلغ سلامي للسيد ادووارد ..
وقفل ..

طالع ظهرها .. وخمن انها تسمع بفضول ..
كمل فطوره ..
وقهوتها بردت ..
طالع ساعته ..
يمكن لو طلع عنها تاكل .. !
لبس ملابسه .. وتعمد يجي ناحية وجهها .. كان يفكرها تطقطق في الجوال ..
لكن. ..
لاااا ماهو كذا عاد ..
نامت ..!!!!!!!!!!
وكفها مفتوحه وماسكه الجوال..

خذ جوالها .. يبي يفعل لها دولي .. عشان لو احتاجت شي ..
لقى الكلام اللي كاتبته لزينه ..: حمااااس .. شرايك .. اروح نوتردام قبل .. ولا نهر السين واللوفر .. والله سيف قالي شوفي وش تبين اول .. وحيرني زياده ..
وزينه راسله فيسات قلوووب .. وكاتبه : انطعنننننننن....
عقد حواجبه .. وهو يحدق في وجهها .. الذابل ..شحوبها اللي يزيد (لاااتعذبيني مهره .. ماهوو كذا ..جد جد ماهوو كذاا ) ..
ظل يطالعها .. اكثر ..
بعدها..
فعل لها الاتصال ..
ومشى ..!
..........
نواف في مكتبه ..
هادي معه .. يتكلم.. عن الشغل .. ونواف شارد ..
يتخيل انهيار مهره ..
والظلم اللي باين وقع عليها من عساف ..
مهره مظلومه وكلهم شاركو .. في ظلمها ..
الليوم ارسلت له :
الأمور طيبه .. اتمنى انك ماتدخل في تفاصيل مع سيف ..انا تفاهمت معه .. وتفهم .. انتبهوا لسيف .. امانه نواف ..

الواقع انه ماطمن .. لكلامها .. حاس فيه شي ..
ولايقدر .. يتليقف ويتكلم مع سيف ويتعمق في اشياء ممكن تضرها ..
هادي طق الطاوله:
نواف .. اكلمك ..
اللتفت عليه .. ورمى القلم ع الطاوله .. :
والله مو مركز ياخوك ..
هادي : وش فيك .. ماهي عوايدك .. مضيع كذا .. صاير شي ..
نواف :
يعني ..فيه ومافيه ..
هادي : ينقال ولاماينقال ..
نواف .. شرد شوي : خليه اللحين ياهادي .. خليني ارتب الامور في راسي ..جيب الاوراق .. اشوف .
تو نواف يدقق في الورق .. رن جواله .. رد: ارحب ..
فارس : نواف .. سيف يبكي .. كلمته مهره فديو ..تجمل ..وهو يكلمها .. واللحين شبك الفيش .. مايبي يسكت .. يعني انا ماخذ كم يوم عساس مرضيه .. والله لو مداوم اصرف ..
نواف :
طيب شف جدتك .. ولا كلم جمان تجيب بناتها ..
فارس : مايبي احد .. شابك فيني .. ويبكي .. نواف .. انت عرفت له هاك الليوم ..تعال نطلع فيه بالسياره .. مسكين .. بيموت ..
نواف : يلا بجي .. لبسوه شي دافي .. وانت بعد ..
قفل ..
وقال : هادي .. انت رحت مع سيف وقت راح مزرعة اهل زوجته صح ..؟!
هادي : ايه .. ليه ..؟!
قام : ارسل لي اللوكيشن .. وشف هالاوراق .. خذها لابوي وقله اني طلعت ..
...............
شاهين ..: يعني بالله انا اللي ودي اسافر معك .. وماشاء الله هم يسافرون وحنا نقعد ..
جمان : والله مبسوطه انهم خطوو هالخطوة .. ترى شاهين .. هالاثنين .. تحسهم مع بعض ومو مع بعض .. شلون افسر لك .. فيهم شي غلط ..يعني فيه ضغوط .. في عيال .. وجودهم بيت اهلي . احس اعتزالهم كذا بيفيدهم ..
مسك كفها وباسها .. :
مايحصل اعتزل العالم معك .. ومافي شي يعكر صفونا ..
استغربت لما قال كذا وشرد ..
: شاهين .!
شاهين ابتسم : خلاص اقرب عطله لبيون .. نخلي البنات ونروح ..
جمان توسعت عيونها: اخلي بناتي ..
شاهين : ايه .. ود انفرد بك .. حتى عن بناتي .. ممكن ..؟! .
جمان ضحكت:
يعني تخيل .. ممكن ينزل علينا غضب بيان وديم .. كادعوة .. وتطيح بنا الطيارة ..
شاهين بنص عيون :
قلت لك ماراح ناخذهم.. وبنسق مع امي يظلون عندها .. بعد عمتي موضي اللحين عندها ولد عساف .. والله لو نخليهم .. يطلعونها بالشوارع تدق طبل .. وتطق خلق الله ..
ضحكت جمان: والله انك صادق .. موضي مادري وش فيها ماعاد تصبر ع العيال..
.......
لمحة من مهمة سيف .. بدون تفاصيل دخوله .. ووصوله للوحة ..
لان دخولة وكيفية فحص اللوحه ماكان رسمي ..
لأن افتراض ..
ولو ماتم تأكيد .. ان في ضمن اللوحات لوحة مسروقه .. يتم اخفاءها في المعرض ..
هذا يعني ان في محاولة إتلاف ..
لأن سيف ..
وبالتعاون مع بعض الشخصيات كان واقف مع ادريان وثاني .. قدام لوحة للفنان الحديث ..

سيف وهوقدام شنطه صغيره فيها محاليل .. :
زاوية اللوحة تكفي.. .. فالتكن مطمئنا ً فرانك .. المهم تعاملت مع الكاميرات ...
فرانك .واللي اصلا ًمن موظفين المعرض:. معنا عشرين دقيقه .. فالنسرع .. هيا ..
سيف يحط بعض المحاليل في زاوية اللوحه .. ويبخ شي .. ويمسك فوطة بيضا .. ويمسح ببطئ .. رجع حط محلول .. ومسح اقوى شوي ..وبعد بعض الخطوات .. باااانت من تحت الألوان .. الوان ثانية .. تخص اللوحه الثمينه المسروقه لادوارد ..
تحرك وهو يلملم المحاليل ..: ادريان .. انها اللوحه المطلوبه .. الى هنا تنتهي مهمتي ..
ادريان : حقاً.. هل انت متأكد من ذلك ..
سيف يطلع معه بسرعه ..
لأن هالتوقيت .. المعرض مغلق .. وفاضي .. الا من السكيروتي .. اللي مقدم لهم ادوارد رشوة جامده ..
سيف : اللوحة مرسوم عليها بالكامل لوحة اخرى لفنان المعرض .. بعدما تم بخها بالإسيتون بكمية موزونه .. واخفاء معالمها بالكامل .. بعد تهريبها سيتم ازالة طبقة الالوان الزيتيه والاستون .. وتعود لطبيعتها..

طلعوا من المعرض ..
ادريان بدهشة : لكن هذا سيتلف اللوحه الاساسية ..
سيف يطلع علبة ماي من السياره ويغسل يدينه .. :
لن تتلف .. انها عملية تهريب .. معروفه .. لقد تم تهريب لوحة زهرة الخشخاش لڤان غوخ من مصر بنفس الطريقة .. خرجت من مصر الى المجر .. الى لندن ..ولمعلومك الانتربول كان يترصد دخول اللوحه في مطار هيثرو .. لكنها دخلت ومرت باسلام .. ولم يتم اكتشافها الا عندما عرضت للبيع ..
ركب ادريان وسيف السياره ..:
لاأدري لكن مهربين وسارقين الآثار عباقرة حقاً .. الا توافني الرأي ..
سيف كان يدق على مهره.. وماترد :
بلا اتفق معك ..
ادريان .. خذني الى الفندق حالاً..
ادريان: لكن السيد ادوارد يود مقابلتك ..
سيف :فيما بعد .. لديا عمل مهم ..
ادريان : حسنا ً كما تريد ..

.........


شهق سيف يوم وصلو مزرعة صبحا .. ايوب كان بره .. مع عامل ينزلون اعلاف ..
بحماس يأشر عليه: سووووفووو أيوووب .. بابا هذا ايوب ..
فتح نواف النافذة .. وسيف يصرخ : ايووووب ..
اللتفت ايوب .. وبترحاب : هلا شيخ سيف .. هلااا ..
نواف وفارس بنظرات شمسية ..
نواف: منهو ذا ..؟!
فارس : ذا مدير اعمالهم .. شفته وقت جينا نملك .. يعني يشتغل بالمزرعة ويثقون فيه ..
ايوب يحدق .. ويقرب .. وكأنه يبي يستوعب .. بعدين توسعت عيونه لما شاف ملامح نواف: اشهد ان لااله الا الله .. الله اكبر .. الله اكبر ..

نواف تنهد وفتح باب السياره وهو شايل سيف .. : انزل فارس ولاطيح.. يمك نقعه ..
ايوب ..
بصدمه يطالع نواف .. من فوقه لاتحته .. وشايل سيف .. اللي لاف ذرعانه على رقبته ..
بفجيعه : أساااف ..مافي موووت .. لااله الا الله .. لااله الا الله .. سووبهان الله ..
وانحاش ..ودخل المزرعه : عمه.. عمه ..
ضحك سيف: ايوووب .. سفيه .. مجنون ..

نواف يبتسم ويرفع قبعة جاكت سيف عليه :
اي والله ياولدي .. جننا خلق الله ..
فارس : يلا خلونا ندخل اعرف الدرب ..
نواف ..: توكلنا ..
ودخلوا المزرعه ..
سيف : ماما هنا .. جات جديده .. ؟!
نواف: شقلنا سيف .. ماما مع اوبه .. بعدين يجون ..
اقبلوا على مبنى البيت والجلسات الخارجية .. وايوب طلع ويتعذر : انه تو يدري ان فيه توينز عند عساف ..
جاهم صوت صبحا : ياهلاا والله ومرحبا .. حياكم .. يمه حياكم..
سيف نزل من عند نواف وركض لها : جديده ..
كانت جالسه على كرسي .. في الجلسه الخارجيه للبيت..سيف راح رقى لها وطب في حضنها .. وهي لمته وتبوسه ..
تنحنح نواف:نجي ياجده ..
صبحا : حياكم .. اقلطوا ..
دخلوا .. ونواف يجي يبوس راسها :كيف حالك ..
صبحا مسكت كفه : سبحان اللي خلقكم يمه .. قالت مهير .. بس سبحانه معظم شانه .. نسخه من اخوك ..
نواف بضحكه مرتبكه :ولله في خلقه شؤون ياجده ..
جا فارس وسلم عليها وحب راسها ويدها :
وش الحال ياجده .. شلونك ..
صبحا بترحاب لانها ملتقيه بفارس كذا مره :
هلااا .. هلا مليون ولايوفون . . حيالله ولد الغالي .. ولد الشيخ .. حياك الله ياوليدي .. فارس منببسط : راضيه عن ابوي ياجده .. ؟!
صبحا : اي والله راضيه ..مير مارجع لنا ضحكة مهير .. وبسمتها .. بس وش نبي زود .. قل لي يمه شلونك بعد الحادث ..
فارس .. جلس يمها ومان ع المكان .. :
مثل مااأنتي شايفه .. راسي مخيط .. ورجلي مجبره .. بس ابشرك الأمور في السمبتيك ..
صبحاا : وش ذا .. ؟!
نواف : يقصد انه بخير .. ولله الحمد .
فارس : ايوووه .. هوواا دا ..
صبحا لنواف : اقعد يمه وراك واقف ..
جلس ..
وسيف رفع راسه لصبحا : جديده .. وين ماما .. ابيها ..
صبحا توها تنتبه : وووي سلط الله عليهم.. اثاريهم ماودوك ..
هز سيف راسه نفي .. وبدا فمه يتقوس ..
الجده : البازع بنت التسلاب .. وراه لحقت الرجل وخلت ضناها .. وي ياعميري خلوك.. وراحوا

سيف تقوس فمه اكثر ..
ونواف : الله يهديك ياجده تراه جاينك عون لاتصيرين فرعون..
سيف طلعت دموعه : جديده .. ابي ديون .. ماما لاحت .. ديون بعد لاحت ..
صبحا : لا زوينه هنا .. قم شفها .. كانت رايحه العشه ..
سيف شهق : ديون .. عسه .. (عشه)..
نزلته صبحا من حضنها .. : ايه رح شفها ..
وهدته وركض داخل المزرعه ..
نواف وقف بقلق .. : هاللحين يدل هو .. مافيه عين ولابير ..يطيح..
صبحا برواقه : ماهنا الا السلامه .. يعرف المزرعه شبر شبر ..
فارس قلق بعد .. خاصه المزرعه .. كبيره .. والشجر كثيفه .. : جده .. كلمي زينه .. تستقبله يعني ..
فجأه سمعوا صرخة من سيف ومن زينه ..
نواف ..
نقز ولحقه ..
ويناديه .. : سيف .. !!!!
ولمحه وهو يركض .. ويدوس ع الزرايع ..ويخطر الشتلات.. وينقز على زينه اللي جلست على ركبها ويحضنها بقوه ويرميها على ظهرها في الارض ..
كان فوقها وهي تضمه بشوق .. وتمليه بعبارات الحنيه والوله ..
(نواف)
*لمحات .. وومضات .. سريعه .. في ثواني الصدفه .. لكن ..!
اللتفت وانا اعود ادراجي ..واستعيذ الشيطان ألف ..واقنع نفسي .. اني لم المح انثى خيالية ..*

رجع .. .. فارس: وينه ..؟!
نواف: شكله لقى خالته .. ماشفتهم .. بس سمعتها ترحب به ..
صبحا : ايه قايله لك يعرف المزرعه ماينخاف عليه ..
نواف .: سمعته يصرخ ياجده .. وادوشني ..
صبحا تضحك : ماشفت شي .. مهير وزوين جننوا هالبزر .. يقلدهم .. لاتلاقوا يشيلون الدنيا .. كن بوه حد ميت ..!
هناك عند زينه .. جلست وسيف بحضنها .. وجلس يفضفض لها ..
وهي تتكلم معه بعقلانيه كنه واحد كبير .. ويقول لها :
والله ديون قمت ابكي مله .. احبها ماما..
زينه تبوس يدينه .. :
وانا احبها مره .. بس انت ماتبي ماما تكون مبسوطه ..؟!
سيف: الا ..
زينه : طيب لازم نخليها شوي .. مع ابوك سيف صح .. اللحين خاله سندس وعمو مشعل .. يوم راحو بالطياره وين خلو آسر وغنا ..
سيف : جابوهم أزعه ..
زينه : شفت .. ماقامو يبكون .. صاروا شاطرين ..
سيف اقتنع نوعا ً ما ..
بعدين قال : قومي سوفي بابا مع فالس .. نلوح وياهم اصان والدجاجه ..
زينه ضحكت : تعال انت اوديك للحصان .. وش لي بعمامك اشيلهم ..
شالته على ظهرها وراحت تركض به:
تبي الحصان زينه ولا تبي عجاج ..
ضحك وهو يتشبث فيها :
ابي زينه .. وابي اصان جاج .. حصان اسمه (عجاج)

زينه : يلاااا جيناك ياعجاج ..
وراحت معه باتجاه اسطبل صغير ومضمار محدود .. في جزء من المزرعه .. كان لابوهم وفي هالمجال المحدود علمهم ع الفروسية ..!
.........
فتح سيف باب الفندق .. لقى مهره نايمه .. ..
سكر الباب .. عقد حواجبه ع الاكل ع الطاوله مانلمس ..
جا عندها نادها .. كلمها ماترد ..
شال المفرش ..
وتحاول ترجعه .. ومُصره ترجع تنام ..
سيف انفجع .. لشكلها وشحوبها .. وجهها ويدينها .. انطبعت فيه اثار وخطوط النوم ..
مسك ذراعها وجلسها ..:
مهره خلاص اصحي .. قومي فتحي عيونك ..
جلست وراسها مايل على كتفها:
بس فيني النوم ..
(سيف) ..
*"اول مره في حياتي .. يمر علي احد يقول انه فيه النوم .. بكل هالنبره الحزينه" ..*
* لم اسامحها .. لكني غير مهيئ ان افقدها .. او تموت .. عتبي لمهره بحجم الدنيا .. لكني فعليا ً.. اخاف ان تختفي من حياتي ..لا أريد ان تموت مهره قبلي .. مهما كان سوؤها.. او مهما ظلمتها .. لا أدري شعوري مريض .. وفكرة ان اخوتي شاركوني فيها ..افففف شعوري موجوع بشكل لايطاق ..*

سيف يهزها .. : قومي بنطلع ..في صيانة في الفندق .. عاد بنتمشى .. لمن يخلصون ..
افتحت عيونها بصعوبة .. وهي رافعه حاجب .. وببتسامة فاهية: يعني نتمشى بنشوف معالم باريس ..
سيف سحبها ووقفها .. : قومي صحصحي ويصير خير ..
اول ماوقفت حست بطيح ..
بيمسكها سيف .. وبعدت ..
وراحت بمشية مهزوزه لدورة المياه .. !

تروشت ولبست ..
واقف يطالعها .. وهي تلبس الشرابات .. والبوت ..
لبست الجاكت .. وشافها تدور عن شي بالاغراض .. جا ناحيتها وبيده قبعه ..وسكارف ..: لبسي هذول ادفى لك ..
اللتفتت مهره ... ومع اللتفاتتها حط القبعه على راسها ..
وتلاقت عيونهم ..
*لاتذبل عيناك مهره .. لاتحرقي ألوانك عشقي .. انتي انثاي العسلية .. !
انتي انثاي الشقيه .. انتي .. لسانك لاذع .. يدافع ويتحدا ..
كيف يطيب لك ِالصمت ..
كيف تهربين ..
كيف تتركين خواءك فقط يعاتبني ..
مهره اياك ِ..
والتحول لأنثى رمادية .. *

عدل القبعه على راسها .. وحط السكارف حول رقبتها ..
ومهره تحدق بوجهه ..
كان يحاول يغطي مهره عشان الطلعه .. واذ .. بها تزاداد حلاوة ..
مع الصوف ..ومع الالوان الداكنه ..
غازلها بداخله ..
لكن ..!
داخله اللذي يغازل .. هو نفسه الذات الغاضب والرافض لها ..
لما حسها تعمقت في عيونه .. بخفوت :
ودك تقولين شي .. قولي ..
هزت راسها نفي ..وبعدت عنه وراحت للباب وطلعت قبله ..

*خطة سيف في خروجهم .. انها تشتهي شي وتدخل تاكل . مثل هاك الليوم بالكوفي .. تعاند .. وفاقدة شهيتها ..وكل ماقال لها تاكل تعاند اكثر .. قرر يتمشى معها .. ويشوف ..*
..........
نواف وفارس فلوها مع الجده .. سواليف وضحك ..
وهي تتقهوى معهم ..
وجابت عيوش عصيده ..
نواف: يعطيك العافية ياجده .. سيد من سوا العصيد ..
فارس يحط فلفل وياكل :لذيذه صراحه احس راسي شغل .. مت حر ..
صبحا : هني .. عوافي .. يمه .. انا فلشت التمر .. وزوينه سوتها ..هي شاطره فيها..
فارس بالمصري : اصابعها تتلف بالحرير .. ماشاء الله .. ورا مهره ماتسوي لنا عصيد ..
صبحا : عاد هذيك تعرف كلشي .. بس ماتسوي الا لاشتهت .. مهير اسئلها في الزرايع والبهايم ..
نواف ..: هاللحين ولدنا عدل .. من راح ماجا ..
صبحا : اكيد خذته خالته للعشه .. ولا عند الحمام والدجاج توسع صدره ..
نواف اشر لفارس بعينه وحاجبه.. يوم شافه ساح ومكيف .. : احنا عاد بنستأذن .. بنروح عند واحد اعرفه .. هنا .. ولا صار بعد العشا .. جينا خذنا ورعنا .. اخذوا راحتكم معه ..
صبحا : اقعد ياولدي .. تو خير ..
فارس : ايه نواف تو خير ..
توسعت عيونه وبتوعد : قم ..الرجال ينتظرنا ..
فارس بغباء : اي رجال ..؟!
نواف ياشر بعيونه .. وكان قاصد يمشون عشان زينه تاخذ راحتها .. لانها ماجات واكيد انحكرت بوجودهم ..
فارس تدارك .. وهو يحط العصا ع الارض :
ايييييه الرجال .. صح .. يلاا .. الرجال مسكين .. خلناه في البرد ..
نواف .. : بسبقك ..وعجل ..
فارس : ترى علي جبيره نواف .. تبين اركض ..

نواف .. راح يمشي وصل للباب .. لقى ايوب والعمال مالين الممر علف وماعرف يطلع .. ايوب يأشر .. : روح من الباب الثاني ياشيخ ..
نواف وتوهق : اي باب ..؟!.. وسيارتي ..
ايوب : باب شمالي .. امشي على اليمين .. وتشوفه .. اطلع وتعال سيارتك .. سموحه الشيخ ..
نواف راح وهو يتحلطم ..

*عندما ذهبت للجهة اللتي وصفها ايوب .. كنت ممتعض .. لانت ملامحي .. وانا اسمع ضرب حوافر الخيل على الأرض ..
وتبين لي .. اني مقبل على اسطبل .. صغير .. يحوي مضمار ..
وكنت ارتبكت من لمحه صغيره .. منذ،قليل ..
والآن ارى زينه فوق خيل اصيل .. تتوشح شماغ تخفي عنقها وانفها وفمها من ضربات البرد .. وسيف يجلس مخالف لها وضام خصرها .. وهي رابطته فيها عشان مايطيح ..
كانت تضرب الخيل بكعب حذائها الطويل وتجري في حلقة المضمار ..
شعرها يلعب بجنون من الهواء ..
ولها عينان .. كالمصيدة .. حاده ..فاتنه .. خلابه
كنت امام .. امرأه .. كالقصيدة .. !
ذهبت ..
اسرعت وخرجت ..
هربت .. من اللحظه .. بل الواقعه .. ! *

ركب نواف السياره ..
ضغط على عيونه .. يحاول يمسح الصوره اللي انطبعت ..
لقاها بجفونه ..
لقاها .. بالعتمه ..
فتح ..
ويستغفر..
الحرمه دخلتنا بيتها .. وانا توقع عيني على بنتها.. ياربي تب علي ..
دق رقم فارس ..وبعصبيه : شفيك ماجيت اخلص ..
فارس : هذا اتمشى .. كان انتظرتني ..وجع .. بطلع من الباب الثاني ..
نواف : يلا بجيب السياره جهتك .. عجل ..

طلع فارس وركب .. وضحك :
ياخي .. هالمزرعه عجيبه .. وتنتج حلويات ..
نواف سوا نفسه اوب فاهم .. : غير العصيده ..
فارس : اي عصيدة يارجل .. شكلك مانتبهت .. للي على الخيل مع سيف .. هذا زينه .. اللي سوت العصيده ..
نواف .. يلف الطاره ويبتعد :
وانت ماتستحي تقز بنات خلق الله ..
فارس يشبك جواله .. مع مسجل السياره.. :
اللحين زينه وسندس .. المفروض خلاتي .. يعني اذا مهره امي .. يفترض مايتغشون عني ..
نواف طلع بكت دخان .. من درج السياره :
والله انت المفروض حتى العنز يغشونها عنك .. ماتستحي وعينك قويه ..
فارس ضحك: كلهن متزوجات .. مالنا في الطيب نصيب ..
نواف .. نفخ الدخان ..وشرد .. وفارس حط اغنيه صاخبه .. لمحمد رمضان .. (الملك) وطولها وقاعد يرقص .. معها وفالها .. ويصااارخ (هووومااااا فين )

شوي الا طفى نواف المسجل ..وباخلاق شينه : ايش هالذوق المعفن .. حط لنا شي رايق .. عبادي .. طلال .. راشد ..

فارس شغل : اسمع اسمع .. (وشغل قالوا ترى لعبادي ..) ..
نواف .. يسمع الكلمات بتركيز .. ويدقق في الطريق ..
فجأه ضحك .. لمن دمعت عيونه :
حسبي الله عليك يافارس .. على هالاغنية ..غيرها .. ماهي وقتها ..
فارس بدهشه: شفيك يالنفسية .. وش تبي بالضبط ..
سحب جواله ... وحط اصيل هميم اوف منه قلبي ..
وسكت .. فارس عقد حواجبه .. وهو يشوف قوة تركيز نواف ع الكلمات ..
بعدين طفى المسجل .. : خلاص مابي اسمع شي .. هونت ..
فارس : الا تعال وين بنروح ..؟!
نواف : مادري خل نفرفر .. ونروح نشوف المحلات الشعبيه اللي مرينا عليها واحنا جاين .. يمكن نشوف شي يصلح لامي ..
.........
سيف ومهره .. وبعد مانزلوا من السياره ..
مهره تتمشى عند المحلات ..وتطالع بالفترينات ..
سيف : لو تبين . .. ادخلي ..
مهره : انا ابي شي .. بس مادري وين يبيعونه ..
عقد حواجبه : وشو بالضبط ..
مهره وهي مستمره .. تطالع واجهات المحلات ..:
شي خاص .. مابي اقوله لك ..ممكن نلقاه بالبقاله ..
سيف اشر .. : هناك بقالة ..
مهره : خلاص انتظرني .. بجي ..
سيف مايدري وش تبي .. وخاف يحرجها..عطاها بطاقته .. وخلاها .. دخلت ..
ظل ينتظر .. وشاف الحرمه اللي تبيع تطلع وتأشر لها .. لمكان ثاني .. ومهره تشكرها وتأشر له انو انتظر ..
دخلت مكان قرطاسية ..
وطلعت .. ودخلت مكان حق تحف وخردوات ..
شافها واقفه عند الكاشير .. وباين تكتب شي .. ع الطاوله .. بعدين تاخذه وتحطه بشنطتها .. وتطلع ..
جات عنده ..
سيف عقد حواجبه : وش شريتي .. ؟!
مهره: ماشريت شي .. مالقيت اللي ابي ..
تمشت مهره وقفت عند مطعم ..
واللتفتت لسيف .. اللي بعيد عنها ..
وباين انها مب عارفه تطلب ..
حاول يخفي ابتسامته على شكلها البريئ الميت جوع ..: وش تبين لحم ولادجاج ..
مهره تطالع صور البرقر .. : دجاج .. مايكون سبايسي .. وابي بطاطس.. وكولا ..
دخل سيف ولحقته ..
طلب لها وله ..
مهره جلست عند الجدار الزجاجي ..
تتأمل باريس الجميله .. الساعه ثلاث العصر .. يعني .. بالسعودية خمس .. !
رسلت لها زينه صورة سيف .. معها وكيف مبسوط ويضحك ..
وهالشي .. ريحها شوي ..
خذت صورة بجوالها لطرقات ومباني باريس وكتبت عليها:
“حبّذا لو يُنصفنا الموت ونحظى بخلاصٍ أبدي.”..
وحفظتها بدون تنزلها ..
جا سيف .. وجلس .. ولااللتفتت عليه .. هو بعد فتح جواله..
وكل واحد ساكت في حاله ..
"بالله عليكم هذا حاله"..
مهره تكلمت اخيرا ً.. : اسئلك سؤال ..
سيف بترقب ينتظر .. وش بتقول ..
مهره تحرك في الملاحات في الطاوله وبتردد قالت :
يعني ذا اللحين خلصت الصيانه .. بالفندق .. ؟!
سيف يطالع الساعه ..: لاا .. عندنا ساعات طويله .. وين ودك تروحين ..
مهره: مادري .. عادي يعني .. اي مكان ..
وصل اكلهم ..
مهره بدت تاكل .. ..
و سيف بعد..
ويطالعها كل شوي .. واضح ان مهره .. مو متلذه بالوجبه .. وانها تاكل لمجرد الاكل بس .. عشان ماتموت جايعه ..
سئلها : ماعجبك الاكل .. اخذك مطعم ثاني ..
ابتسمت بسخرية :
لاتعطيني خيارات .. ولاتتظاهر باهتمامك .. نسيت اني خدعتك ولعبت عليك .. انا نفسها الحيوانه السافله اللي ماعندها شرف ..

قبض سيف كفه .. وبعصبيه وخفوت:
ماهو وقت الكلام هذا هنا ..
مهره اتسندت .. وتشرب الكولا .. : طيب عاجبني الاكل ومابي مطعم ثاني .. كذا تمام..؟!
سيف.. رفع عيونه لها :
وممكن ماتكررين الكلام اللي قلته بوقت كنت معصب فيه..
طالعت عيونه نظره طويله .. وبغصه قالت :
انا بنتظرك بره..
حطت الكولا .. وخذت شنطتها ..وطلعت ..
وقفت وضمت نفسها بالجكت .. تتنفس البروده ..
ضايعه ..
خاويه..
يذبحها الاشعور ..
حاسه بغربه من كل شي ..
حتى من شكلها..
ومن ملامحها .. !!

‏فلما تلاقينا وقد طال صدُّنا
صمتنا طويلًا والعيون نواطقُ

ٰفكم من كلام ظلَّ في القلب كامنًا
وكم من عيونٍ بالكلام سوابقُ

طلع سيف .. : لو عجلنا اللحين بنلحق على قصر فرساي من داخل .. لو ظليتي مفهيه كذا .. ممكن يمدينا ع الحديقه بس ..

اللتفتت بسرعه .. وبتسائل مدهوش :
قصر فرساي نفسه تبع ماري انطوانيت .. يعني هو نفسه بفلم كرتون اوسكار ..صح .. عادي ندخل ..؟!
سيف ويدينه بجيوبه :
هو نفسه .. بس مو كرتون هذا قصر صدق .. يلا تعالي ..
وفجأه سيف قدر يلفت انتباهها فعلا ً..
ومشت مهره وراه تسرع بخطواتها ..
سيف ينزل عيونه بخبث .. ان قدر يجيب راسها ..وقدر يثير اهتمامها شوي ..!


...........


*بصراحه كان قصر فرساي آسر ..
كيف لا وهو رمز الانحطاط والبذخ الملكي ..

تجولنا بقاعة المرايا والأوبرا ..
كما ان الكنيسه الخاصه بالقصر .. كانت خاطفة للبصر ..
هناك عدة شقق للملك ..
سميت كل شقة باسم إله كلاسيكي منها صالون دو هرقل .. ودي فينوس ودو ميركوري . وغيرها..

هناك العربات الملكية الكلاسيكيه ..
الحديقة شاسعه .. بها .. نوافير وتماثيل ..

الوقت لم يسعفنا ..
فلم نجول في كل شيء .. *

كل تفصيل .. كان فوق الجميل ..
لكن .. سيف ومهره ..كانوا يتجولون .. بروتينيه .. وكأنهم كل يوم يزورون المكان ..
سيف جاي من قبل ..
لكن كان يلقي نظره كل شوي ..يبحث في ملامحها عن انبهار .. او دهشه .. كان يبي يشوفها مذهوله ..
تمنى في داخله .. انها اشهقت اول مادخلها قاعة المرايا ..
لكن كانت عيونها تتجول في كل شيء ..
ولا تسئل .. عن شي ..

على جسر نهر السين .. واقفين ..
سيف تاكي على السور .. مهره .. كانت تروح وتجي .. وتطل من خلال السور .. وتمشي كم متر وترجع ..
عقد حواجبه : ايش تدورين ..؟!
مهره : اللحين مو هذا الجسر المعروف لنهر السين ..
سيف : بلا ..
مهره بحيرة : اللي اعرفه .. ان هنا في مكان يعلقون فيه اقفال شايفه لها صور مره كثيره .. شكلهم مو هنا ..؟!
سيف رفع حاجب ..:تقصدين اقفال الحب .. ؟!
اللتفتت عليه : ايه .. وين ..؟!
سيف : ازالوها كلها .. لأنها صارت تسبب خطر على الجسر ..يعني وقت ازالاتها .. كانت حوالي مليون قفل .. وزنها يمكن 45طن .. بيطيح جسرهم والسبه كلام فاضي ..
مهره باحباط وقفت تطل في النهر : .. بس حسافة كان حلوو شكله .. وكانوا يرمون المفتاح هنا .صح. ؟!!

استغرب .. كيف مهتمه.. بموضوع الجسر .. جا وقف عندها .. واشر على السور .. من بره: انتي اندوشتي .. مع الاقفال ومالاحظتي كيف الخط العربي .. يزين السور ..
مهره اللي مفهيه ..
تدقق .. توسعت عيونها : الا صحيح .. كيف ..؟!
سيف :
بعد ماشالو الاقفال .. جابو الرسام التونسي إل سيد .. وسوا لهم الرسم الجرافيتي المدموج بالعربي .. فن جميل وحديث ..
مهره بشرود : بس كانت الاقفال احلى ..
سيف يمشي : رسم السيد افضل من هالخرابيط ..

لحقته مهره ..
كانت تجمدت .. وماعاد تحس باطرافها .. مع الليل زاد البرد .. ونزل الثلج ..
وسيف يمشي على بعد امتار عنها ..
يعني حتى اللي يكونون في قروب سياحي يمشون متقاربين ..
وقفت .. وهي تحس الدم مايمشي في عروقها ..
طالعت ظهره وهو رايح ولانادته .. !
جلست نص ركبة .. وهي تضم يدينها بين بطنها وفخذها ..
وتشوفه يبتعد ..اكثر ..
حس سيف انها مو وراه ..
اللتفت ولقاها قاعده بعيد ..
رجع وبقلق: وش فيك ..؟!
مهره : بردت .. مب قادره امشي ..
سيف يهاوشها : طيب قولي لي وقف ناديني.. لو مبعد عنك .. تستهبلين ..

حست بقهر ..ودها تصرخ في وجهه .. ودها تسبه وتهاوشه ..ودها تضربه ..تمشخ وجهه ..!
بس كل ذا داخلها ..
واقف قدامها .. مهره شاردة في الأرض ..
وسيف ..انقهر منها ..
على الأقل . ترد .. تعصب .. تقول شي .. !
صاح فيها : مهره اكلمك ..
قامت ..
وبضعف غريب ..
تطالعه :
والله ماقدرت اناديك والله .. انت بعيد .. !

وحين لمحت تعابيرها وضياعها ..رجفة شفتيها .. نسيت ماكان وسيكون ..! ..
سحبتها.. نحوي بقوه ..

ضممتها بذراعي ..
كانت ترتعد من البرد .. كاعصفور مبتل .. طوال الليوم نمشي .. ونتجول .. في البرد والصقيع .. وبيننا امتار .. ولانقترب .. !
ضممتها اكثر .. ومهره لاتحرك ساكناً..

بين رغبة كلام و بين رهبة ملام
‏كم ذبل من شعور وكم صرح إنهدم

‏نعشق النور لكن ننجرف للظلام
‏نقتل الحلم و إنبَشّر بمولد ندم

‏كم بحثنا السلام ولا وصلنا السلام
‏كم نتيجه وصلنا ناتجه من عدم
...........
بالليل رجع نواف .. عشان ياخذ سيف ..
دخل .. ونادا الجده ..
كانت داخل البيت .. افتحت ونادته يدخل ..
نواف : جيت آخذ سيف .. لأن بندحدر البيت .
صبحا : طيب خلكم .. الليله ..
نواف : لا ياجده ماقصرتي جعل عمرك طويل .. بس الديار طلبت اهلها .. عندي دوام الصبح ..
صبحا تأشر على غرفة جانبيه : سيف نام .. ود اقلك خله .. بس خالته بتمشي ..وانا والله ماقوا اطارد وراه ..
نواف : ماعليك .. اخذه واجيبه وقت ثاني ..
دخل نواف بغرفة الجلوس وشال سيف .. وطلع وسلم ..
كان مقفي ..وطلع.. وسمع .. زينه من داخل تقول: جديده .. بمشي جا عبد الإله .. تبين شي قبل اروح ..
صبحا : في حفظ الله .. يمه ..
راح .. وطلع قبلها .. سدح سيف في السياره .. وركب ..
وقفت سيارة عبد الإله ..
وشاف زينه تطلع .. وتركب معه .. وهو يرويس ويمشي بها ..
نواف .. سرح ..
وفارس كان مغفي ..
بعدها شغل .. ام كلثوم .. ومسك الدرب .. !!!
...........
مهره كانت منسدحه بتنام ..
بس الليوم ماقدرت .. فكانت تسمع صوته كأنه يصدر من المخده انا اتزوجك وانتي لاعبه لعب مع اخواني التوووم .. ماتدرين ورعك من وين جاي منهم ..)
راحت انقلبت .. وكان نايم جنبها .. حاولت تغمض .. وحاولت تتجاهل الاصوات اللي تصدر من العدم كذبك واحتيالك .. وتمثيلك ..ياسافله انتي خليتني احبك .. ياسافلة .. ياسافله ..)
سكرت اذانها بقوه .. وصوت سيف يصدر من جواتها (وهو بقيتي فيها شرف ..) ..!
قامت مهره .. من السرير .. راحت تتحرك يمين وشمال ..
كانت تهرب بالنوم .. والنوم شح عليها الليوم ..
ماتبي تراجع الكلام ..
ماتبي تستعيد .. استصغاره ونفوره وقذفها ..
حاولت تفكر بأي شي ثاني ..
راحت خذت الجوال ..سوت لها كوب شاي .. وجلست على كرسي منفرد ..
وافتحت مسجل الصوت .. تنحنحت كثير ..
لها ثلاث ايام تقريبا ً.. ماستخدمت صوتها في جُمل طويله ..
(ابي اتكلم .. ابي اقول شي .. يمكن لا سولفت .. يخف الوجع اللي احسه بحنجرتي .. امممم يمكن معي لوز .. يمكن .. !!)
ارتسمت على شفايفها ابتسامة باهته :
الليوم تحققت لي امنيه وهي اني ازور باريس .. واشوف معالمها الجميله .. *تكلمت عن تفاصيل قصر فرساي وقوس النصر ونهر السين .. )
حس سيف بصوتها .. وصحى .. كانت في كرسي ومعطته ظهرها ..
سمعها تقول : كدارئية نوتردام .. كان شكلها.. مهيب ..شفت الأبواب الملعونه .. اصلا ً حسيت اني اشوف اشباح صانع الأقفال وحتى بيسكورنت .. لقيته في زينة الابواب .. ياخي شي خيالي .. يعني جد شكلهم متعاونين مع الشيطاين عشان يكملونها ..

شربت شوي من الشاي وسيف يسمع لها بذهول من معلوماتها : كذا وانا اشوف الابراج العاليه .. حسيت بماريا انتونيتا .. واقفه تطل علي .. حسيت بشعورها .. وقت انتحرت .. ممكن الموت يكون رحمه .. واعيش كاشبح مثلها ممكن .. ..
سكتت شوي وكملت: ع العموم هالمكان تتوج فيه نابليون وفيكتور هيجو .. حسسني اني بمكان عظيم .. لامو عظيم.. قد ماقشعريت كذا وانا واقفه قريب منه .. جد المكان مليان جن وشيطاين واشباح ..
(سيف)
*كانت مهره.. تتجول بصمت .. لاتسئل عن شي .. ولم يثر فضولها شي .. كنت متوقع منها ذهول .. انبهار .. صيحات اعجاب .. اصلاً توقعت انها غير مهتمه والأماكن ليست من اهتمامتها ..
لكن مهره كانت تتأمل كل شيء بثقافه واسعه .. ومعرفه مسبقه ..لم تشاركني في شي .. ولم تتباهى بهذه الكم من المعلومات .. اصبحنا لاشيء معا ً .. حتى انها تثرثر بتقرير صوتي عن رحلتها .. وابعدتني كليا ً عن الأحداث .. كأنها سائحه مشت وحيده .. وجاءت تسجل معلوماتها صوتيا ً..لاأدري تضايقت انها لم تجمعني معها حتى في الضمائر .. كانت تتكلم عن ذاتها فقط (شفت .. حسيت ..مشيت ..).. وماذا ايضا ً*

سكتت مهره ..

وظل سيف يترقب تقول شي .. عنها .. عنه..عن الحدث الأخير .. عن عساف ونواف .. او حتى عن سيف الصغير..

لكنها ظلت ساكته .. !!

مهره ممتنعه عن الكلام والافصاح عن اسرارها وهم في احلى حالاتهم كيف اللحين .. !
سيف مب لاقي عنده اي سعة صدر .. في انه يجي معها على الكيف وينتظر ..
الأحداث والكلام الاخير فوق طاقته ..!
مهره ..
بريئته ..
كيف يتخيل اللي حصل معها وكيف ينذبح ..!
........
جمان .. كانت معها باقة ورد وهدية ..
جايبها السواق بعد ماتركت بيان وديم ببيت امها ..
كانت تكلم .. شاهين .. وحاسه من نبرة صوته ان مسوي لها مفاجأه ..
الليوم عيد زواجهم ..
هو فكر يفاجأها .. بعد السنين العجاف .. وهي بعد .. فاتركت بناتها وتضبطت ورجعت ..
كانت تقول تبي تقهره : يعني يبي لي ساعه .. ساعه ونص ..
شاهين بانفعال: من جدك .. اللحين انا قايل لك تجين وماتتأخرين ..
جمان : شسوي .. توهقت في شغله مع بلقيس .. يلا لاتنوفخ .. نخلص ونجي ..
كانت قريبه ..
عشر دقايق وتوصل ..

شاهين قفل منها ويرتب الطاوله .. ورد وكيك وشموع .. وبلالين .. وهدايا ..
طالع نظرة رضا ان باقي بس الشمع يشبه ..
واتصلت غادة ..
عقد حواجبه .. : لاعاد غادة .ماهو وقتك والله ..
اصرت في الاتصال ورد ..
بكى يقطع القلب.. الكلام مو طالع ..
(شاهين امي.. امي .. شاهين ..كلمت اخواني مايرودن .. )
بعصبية : غادة اهدي .. كلميني .. ايش صار ..
بصوت مذبوح .. ومفجوع: امي عطتك عمرها .. ماتت . راحت امي .. راحت .. ماحد يرد علي .. خلوني كلهم ..
صاحت بفاجعه: آااااه ياايمه رحتي وتركتيني ..


شاهين توسعت عيونه .. وبدون تفكير طلع .. من البيت ..
جمان اللي كانت وصلت .. شافته يطلع من البايكه .. والجوال في اذنه ..
ويروح ..
انصدمت ..
وين اللي بينتظرها ..
ماطلع كذا ..الا ..
هي شاكه في تصرفاته ..
بس عشان تقطع الشك باليقين ..:
رشيد .. اللحق سيارة بابا شاهين ..
ورشيد نفذ ..!
......
سيف ومهره الليوم راح يتوجهون لندن ..
البارح وبعد ماخلصت مهره .. من تقريرها الصوتي .. ظلت شارده كثير .. !
لمن قامت .. وتظاهر سيف بالنوم ..
طفت الابجوره وانسدحت وعطته ظهرها .. سيف يحدق فيها ..
كانت مهره رغم الحواجز .. قريبه .. من حضني وقلبي ..
واللحين مهره بعيدة .. كامليون سنه ضوئية ..
مد كفه..
وكان بيحطها عليها .. تردد ورجعها ..
ومهره نامت .. !

****سيف يشيل اشياءه .. ومهره بدورة المياة ..
كان يكلم جوال ..ويتناقش مع آرثر عن شي يخص الورشة ..
عقد حواجبه وشنطتها الصغيره مفتوحه .. انهى اتصاله مع آرثر ..
ومد يده طلع الشي اللي شافه ..
كان قفل .. مكتوب عليه مهره .. وسيف ..
تخيلها وهي امس تدور في المحلات .. لمن لقت اللي تبي ..
وتخيلها وهي تدور مكان اقفال الحب ..
وصوتها المحبط.. لمن درت ان تكنسل ..
شي في داخله تأثر .. وتأزم ..
مهره ماطالبت بالقفل .. ولا طلبت يوديها مكان تعليقه ..!!
لوكنا في باريس في اوضاع حلوه .. ان كان استمتعت بإلحاحها .. وفضولها .. وشغفها انها تزور كل قرنه اسمعت فيها.. !!
مهره كانت متحمسه لاشياااء كثير سامعه عنها ولاشافتها ..
بنمشي .. الليوم .. تاركين ذكرى جافه ..الأفضل انها ماتنذكر ..
حدق في القفل ..
شرته وكتبت عليه .. عشان لوصدف ومروا .. تعلقه بصمت .. ولايدري حتى هو عنه ..!
رجعه .. مكانه ..
وسمعها تطلع .. من الحمام .. ماقدر يلتفت عليها .. حس انه لو اللتفت بيضمها ..
شتت نظره في اشياءه وتكلم بدون يلتفت : يلا عجلي ولاتنسين شي ..
ماردت ..
بس لمحها وهي تجلس ع الارض .. وتحط باقي اشياءها .. ..
ظل واقف يطالعها..
بعدين جا جلس نص ركبه قدامها ..:
مهره .. تكلمي .. ترى صمتك ذا .. ماراح يبرر لك شي ..
مهره وهي تحط باقي اشياءها :
المشكله ان ماعندي شي اقوله .. وصدقني ماعاد لي خاطر ابرر .. اصلا ً مافي شي ابرره ..
سيف :اللحين تقولين كنتي مظلومه .. المظلوم يجي يقول ..يدافع عن نفسه مايسكت ..
مهره بدون تطالعه .. بجمود :
لما ياخذك الغضب وتروح .. تذبح احد .. وتمثل في جثته ..يمديك بعدين تجي تسئله .. انت ظالم .. ولامظلوم .. ؟! .. انت خلاص ذبحته .. وهو مات .. وراح بسره ..
سيف قام بعصبية:
ترى ماحد بيتعب غيرك ..والله الأمور بدحدر .. وسيف ماراح تشوفينه ..
مهره تقفل الشنطه : مابيه ..على قولك بيكبر وينساني ..
انصدم .. من تنازلها .. في سبيل .. ماتبرر لنفسها شي ..
واللي قاهره .. الصباح اتصل على نواف .. فتح معه حوارات .. وباين نواف مايبي يدخل في السالفه هذي .. لأن بين في المكالمه انه يسئل سيف (كيف شهر العسل يالعشير) ..سيف
ماهو عارف يصفع الاشياء اللي عرفها بوجه نواف .. لأن عارف اما بينفي نواف .. وبيظل في دوامة شكه .. ولا بيتأكد ..والمصيبه أعظم ..
..........
(جمان)
*عدت للمنزل ..رميت الباقه على الطاولة .. تهاويت على الكرسي ..
وكأني اضحية عيدي هذا ..
درت بعيني على كل التجهيزات اللتي قام بها شاهين .. وتركها يتيمه .. وذهب .. !
وكأن شاهين ينتقي مناسباتي ..
ويوقع عليها بأرذل ماعنده.. !*

راحت .. شافته وقف عند المستشفى اللي خابره غاده تشتغل فيه ..
قلبها بيطلع من مكانه .. وهي تشوفه ينزل بسرعه .. راغبته وهو قبل يوصل البوابات ..
غاده تطلع تركض.. وبدون اي مبدء ولاقيم .. تطب في حضنه .. وتعقد ذراعينها ورى رقبته ..

*لم اسمع شي .. لم افتح نوافذ السيارة .. لم ارغب في المزيد .. هنا وكفى .. !*

تلفتت جمان .. وتحاول تماسك اعصابها .. ماهو وقت بكى .. ولا وقت نحيب .. ولا وقت حتى مشكله .. !
*اهنت نفسي .. حتى الإذلال .. صبرت .. وهو لايستحق .. اشبعت نفسي مقاومه ضد التيار .. عدت بكلي هذه المره .. رأيت العشق في عينيه مجددا ً .. لكن كيف .. كيف يفعل بي ذلك ..*

لقت نفسها تدق رقم .. رد :هلا ام بيان حياك ..
جمان : هادي .. في مجال بكره الصباح على التسع كذا .. نلتقي ..ابي منك شغله ..
هادي : تجين المكتب يعني ..؟!
جمان : لابره .. في موضوع بناقشك فيه .. ومابي ابوي ونواف يدرون .. تمام ..
هادي : تم .. رسلي المكان .. وبكون موجود ..
جمان : على القوه ياخيي .. !
وقفلت ..
ظلت تفكر .. وهي تهز رجلها بتوتر ..
بعدها قامت رتبت مكياجها وشعرها .. وظلت تنتظر .. وداخلها مثل الفتيل اللي علقت فيه النار ..
بتنفجر..
بس تحاول تبدو في صورة هاديه ..
كانت قوية طول سنين في التظاهر قدام الناس .. الليوم لازم تتظاهر قدام شاهين .. وضروري ..
فتح الباب ودخل ..
كان شكله حزين .. ومرهق .. حاول يبتسم .. وهو يشوفها مشعله الشموع وتنتظره ..
وواقفه ببتسامة .. وتداعبه:
كأنو صار العكس .. المفروض انت تنتظرني ...
جااا لها وضمها .. وباس خدها والثاني .. : انتي قلتي يبي لك ساعه ايش تحسين فيه اخربت المفاجأه ..
جمان ..وهي عاقده يدينها ورى ظهره .. كنت بتفاجئني .. وانا بفاجئك .. والله وفاجئتني..(شاهين يفكرها تقصد لما جات وشافت الاجواء).. ضمها مره ثانيه .. وظل ساكت ..
ضميره يجلده .. ان قبلها ضم غاده .. موجوع على شكل غاده وفقدها وفجيعتها .. تو اخوانها يجون .. وهي ظلت وقت تدور بفجيعتها بالمستشفى لحالها.. (ضم جمان اكثر) .. ماييبي احد يعكر بينهم .. كان يبي يبدا عيد هالزواج كأنه توه تزوجها ..
حس بغصه ومرار .. !
تعكر صفوه ..
ومزاجه ..
بس راح يحتفل ويجامل جمان ..
اللي كانت تحتفل معه .. وبداخلها.. تودعه ..!
........
وصلنا بيت سيف بلندن ..
فيلا جميله واسعه كلاسيك.. حوالينها اشجار خاليه من الاوراق بسبب الشتاءوالبرد..
داخلها مريح ..اثاث انتيكا وذوق .. مدفئه مشعله .. لوحات اثرية..وتحف غريبه ..
وفي استقبالهم خدامتين .. سيف يعرفها :
جولي .. ومارثا .. عاملات البيت ..
وبانجليزيه.وهو يأشر عليها.: مهره زوجتي.. ليدي المنزل ..انها السيدة الأولى هنا ..
مهره سلمت عليهم بدون حتى ابتسامه ..
وهالشي عطى انطباع عند الخدم ..
ان سيدتهم قشره ومغروره وشايفه نفسها .. !
سيف جا بيضحك ..
وهو يشوف انفعالات جولي وتوترها وهي ترحب بمهره .. اللي شالت قبعتها .. وتحرك شعرها الطويل بانامالها :
ياخي ايش هالكتمه .. طفوا هالحطب .. ولاافتحوا النافذه .. حارقين الاكسجين ..
سيف . .. قال الكلام اللي قالته بانجليزي للخدم ..باسلوب تحذيري .. (انو اتقوا شرها) ..
مهره بنص عيون : ترى اعرف اتكلم انجليزي ..لاتسوي فيها منقذني في اللغه ..

سيف ذاب على نظراتها .. وفهاوتها وحتى حقارتها ..
وهي تمشي بالصاله وطلع عيوب ..
وتملي جدول جولي ومارثا .. باشغال مادري من وين طلعتها .. !
وسكتت .. والثنتين واقفات ..
اللتفتت وعطت نظره بنص عيون : لماذا تقفون كاحراس بكنغهام .. احملوا الحقائب ورتبوها .. !
بارتباك جولي : حاضر ياسيدتي..
صعدوا.. سيف جالس ع الكنب يدخن بعد مارمى جاكيته .. وببرود :
براڤو .. خذتي وضعك على طول ..
مهره هزت كتفها وببرود : مثل الحرباء على طول تتكيف .. !
حدق فيها وعارف قصدها ..
بعصبيةخذ الجاكت وطلع .. !
مهره يتردد في اذنها كلامه .. اتهاماته وقذفه .. وقلبها يتضخم ويعتصر ..!
مسكت قلبها وهي تجلس ع الكرسي .. وتشرد في الأرض ..!
ضمت ذراعينها .. واختنقت بغصه عنيفه ..* كم يوم ماضميت سيفي .. وماشميته .. آااااه يايمه .. فقدتك .. فقدتك *..
.........
نواف في الصاله .. وكان سيف نايم في حضنه .. :
لايبه .. انا اروح واخلص الشغل..
سعود بدهشه : تسافر امريكا .. ؟! .. عنبوك .. انت ماجيت الا تو من سفرتك..
نواف ضغط عيونه : يبه يايبه .. انا عندي شغل هناك اساسا ً .. ومنها اخلص شغلك .. ماله داعي ترسل هادي ..
موضي اللي جات على هالحوار :
انتوا استخفيتوا .. لاااا روحوا هاجروا روحوا طالبوا بجنسيات بره ولاتجون .. ذاك طاير الله يدفع البلا .. اللحين ان رجع بعد ثلاث شهور نبوس يدينا وجه وقفى .. وانت ماصدقنا ترجع . بتسافر ..
نواف بانفعال:
شغل يووومه .. لاتسوينها سالفه ..
موضي بعصبيه اكبر :
يلعنه شغل .. ابوك قال هادي بيروح .. اقضب ارضك واقعد ..
واللتفتت لسعود :
سعود الله عليك ماتخليه يروح . .. اللحين انا قايله لك ..بنشوف بنت حمده .. واكلمها عن الشوفه .. كود تعجبك .. نفرح فيك ..
نواف بحده : يوووومه ..لاتقعدين تزنين على هالعرس تراك كرهتيني فيه ..كل مالقيتي زول وحده قلتي بس .. تصلح لل** نواف ..والله حتى لوني بنت وخايفه تعنس ..
موضي بعصبية :عمرك صك ثلاث وثلاثين .. مير الله يرحمه عساف اللي ماهقينا عليه طلع معرس ومخلف .. وانت ياحضي .. يالعاقل .. يالرضي .. متى الله بيفتحها عليك ..
شال سيف .. وختم الكلام :
يبه تراني ماشي بالفيزا ..وبروح الله لايعوق بشر .. تبين اخلص شغلك .. ولاارسل هادي على فاله وانا على فالي ..
واللتفت على موضي : يمه .. كلها اسبوعين وبرجع .. ومب بكره بمشي .. فالاترفعين ضغطك .. خلك ريلاكس .. تمام ..
وخلاهم وراح ..
.......
سيف رجع متأخر ..
بعد ماسهر مع ربعه .. في بيت وليد .. ولا عطى اي احد خبر .. عن مهره وانه جابها .. !
لاهو مستعد نفسيا ًلتعريفها لمجتمعه ..
ولاهي بتعطيه وجه .. باسلوبها العدواني هالأيام ..
ففضل انه مايقول حاليا ً.. خاصه ان ماريا بتنشب .. وبتسوي قضيه الا تشوفها ..!!
صعد الغرفه ..
لقاها نايمه .. ومشغله القرآن بصوت خافت جنب راسها ..
راح قرب منها .. جلس جنبها ع السرير .. حدق في ملامحها ..
راح يتخيل ضحكها .. ابتسامتها .. حدتها ووقوفها في وجهه .. حنيتها .. طبطبتها .. حياها ..براءتها .. وكيف يوقف شعر جلدها لالمسها .. همس : طيب انتي بريئه .. واظلموك ..وانا اناني وسفله .. ماكنت هاضم ان عساف زوجك قبلي .. كيف يطلع لي نواف اللحين ..!
تحركت مهره .. وكنشت كنها تشوف حلم مزعج ..
ربت على شعرها .. وهدهدها كنها طفله وسما عليها ..
يقول خالد_الفيصل :
المشكله أني لاتعاندت ويآه
قلبي وهو قلبي يوقف بصفه
.......
بعد مرور ثلاث ايام ..!
شاهين وصل من رحلته .. لمطار جنيف الدولي ..
شرد وهو يمشي .. في وداع جمان الغريب له .. كانت تطالعه نظرات غريبه .
وكانت تتكلم بنبره مهتزه .. !

هم بعد مارجعو .. لبعض .. سافر .. ماكانت كذا ..
ولاسلامها كان كذا ..
ولا ضمتها كذا .!
توجه لكوفي وجلس ..طلب قهوه .. وراح يتلفت في وجيه الماره .. وشعوره غريب .. !
رن جواله ورد : هلا عزام .. لا بالمقهى خلص وتعال نمشي سوا ..
قفل .. ولقى مسج من جُمان افتحه وابتسم كاتبه :
ياخي خف هيبه ووسامة .. البنت اللي بالكعب الأحمر ام سكارف لويس فيتون .. شوي وتاكلك بعيونها ..
ابتسم وهو يكتب لها مسج ..
حركات جُمان قبل ثلاث سنوات ومع كل سفره .. تقول مثل هالكلام .. يعني انها قافطته ..
مبسوط .. على رجوعها .. وحركاتها .. على دعاباتها في سفراته .. فقدها .. ورجعت .. مستحييل يخلي شي يخرب بينهم .. !!

ارسل لها ضحكات ويقول .. لو حولي حور ماشوفك الا انتي .. !
ولاردت .. شكلها انشغلت مع البنات ..
سكر جواله .. وراح يرتشف قهوته .. ومن خلال تنقلاته بوجيه الماره ..
طاحت عينه على وحده لابسه سكارف لويس فيتون .. وكانت تطالعه .. وبس طاحت نظرته عليها . اومئت له بابتسامة .. !!
انصدم .. وهو ينزل راسه ببطء .. توسعت عيونه لم شافها بكعب أحمر ..
قام مثل الملدوغ ..
يتلفت في كل مكان ..
توترت اعصابه ..
جمان هنا ..
جمان هنا ..
مو صدفه ..!
ولا استهبال ..
خذ جواله يدق عليها .. كله مغلق .. جرب كل البرامج .. واتس سناب .. ماترد على شي ..

راح يمشي بين الماره ..
واتصل بعدين على بلقيس .. ردت ..: هلا شاهين حياك ..
شاهين بعصبية : بلقيس .. جمان عندك..؟! بلقيس : لاا .. شفيك شاهين االليوم جمان رايحه جده بتحضر ندوى للفنون .. البنات بس هنا ..
شاهين ارتجف الجوال بكفه .
وقفل ..
طيب يمكن بتفاجئه .. عشان ذكرى الزواج .. وبتطلع له الحين .. ؟!
تلفت مثل المجنون ..
لو بتطلع طلعت ..
حس بيصرخ ويناديها .. (جماااااان وينك .. لاتجننيني ..)..

بعد مده من البحث ..
حتى خويه مشى عنه وهو ظل ينتظر ويدورها..
جاته رسالة .. فتحها وبعيون زايغه .. قرى المكتوب ..
(اخترت الرحله اللي انت بتكون كابتن فيها .. قلت ماحصل لنا نصير على هالأرض اللحالنا .. يمكن تجمعنا السما ..
من ثلاث سنين .. واحنا علاقتنا .. مسمومه .. مهلكه .. ممرضه .. لا انا عايشه ولا انت .. !!
عطيتك الفرصه الأخيره . وجيتك بكل عشقي .. !
وانت رحت دفنته بحضن غاده عند المستشفى ..
عند نفس المستشفى .. طعنتني .. وانت ماسك يدها وتتوسلها بولادتي بديم .. !
هي مو شرطها ننفصل .. عشان تاخذك ..
رح عطها البشاره ..
موبس انفصلنا .. انا انتهيت من حياتك .. وحياة بناتي .. واهلي .. !!
لاتدورني ياشاهين .. ورح ارجع لهدفك القديم .. !
تبي غاده ..؟!
عليك بالعافيه ..
جمان .. انتهت من حياتك وعظم الله اجرك فيها ..! *
غااصت سكين حاده .. بصدره .. وهو يرجع يتصل ويتصل ..
والجوال مغلق ..
مايدري وين يدورها ولا وين يلقاها .. خايف يطلع .. وتكون .. في المطار بتتوجه برحله ثانيه ..
يخاف يبقى .. وتكون طلعت بسيارة وبعدت ..
صاح بداخله : ايش سويتي ياجمان .. لاااا موو كذااا عاد .. !!!! ... تكفين .. لاتسوينهاا فيني .. تكفيييين ...!

في الوقت ذاته ..
جمان تغلق جوالها .. وتحطه بالشنطه .. وتربط الحزام .. للاقلاع الثاني .. من مطار جنيف .. لدولة ثانيه ..
عندما تثور البراكين الكامنه .. !
وتحطم كل شيء ..!!!
..........
في الصباح ..
وبعد مرور كم يوم في لندن .. بروتينيه .. وكلمات مختصره ..
ووتيرة بطيئه ..
كانت لازمه البيت ولاتطلع .. مع ان سيف يطلع لشغله .. وتظل ساعات لحالها...
كانت تكلم فارس سناب :
وبعد ماشلت الجبيره مافي وجع ..
فارس : لاا الحمدلله .. طلعت امشي الليوم امرنها ..
مهره : كويس .. وكيف ذياب .. ؟! .. رحت امس له ..
فارس بحماس : اي ..رب لك الحمد .. سولفنا .. وضحكنا .. تعبان .. بس وين كنا وكيف صرنا..
مهره بتردد : سيف مو جنبك .. وينه ..؟!
فارس : مبسوط مع بنات جمان .. جاين بدري الليوم .. مو حولك .. تبين اناديه ..
مهره : لاخله امي .. لايبكي .. اللحين ..وتتوهق فيه ..
فارس عقد حواجبه: مهره وش فيك .. فيك شي ..؟!
ابتسمت تحاول اخفاء دواخلها:
مافيني الا العافيه .. مبسوطه .. لندن وابوك وش ابي زود ..
فارس: مادري .. حاس انك غير مهره اللي اعرفها ..

نزل سيف ..
رفعت عيونها له .. كالعاده .. انيق بشكل ملفت .. بالوان شتويه .. متناسقه ..
وسكارف ..
ساعه فخمه ..
وعطوره واصله قبله ..
رجعت تكلم فارس : ابوك .. جا ..
فارس : قولي له .. من لقى احبابه نسى اصحابه ..
سيف سمعه .. وجا ناحية مهره اللي لفت الجوال له ..وكلم فارس : هلا .. كيفك يبه ..
فارس : تمام . ابشرك شلت الجبيره .. والامور تمام ..
سيف : الحمدلله ياعين ابوك ..الله لايعود لك شر ..

مهره قامت .. وراحت على طاولة الفطور .. وتركت سيف يكمل المكالمه مع فارس .. !
مارثا ترتب الفطور ..
وكان في قلبها غل على مهره ..
خاصه ان هي كانت حاطه افكار حالمه بسيف ..
وملاحظه كيف مهره .. ماتعطي سيف وجه .. وتلاحظ سيف كيف يشرد في مهره .. !
الغيره ذبحتها ..
وبحركة يعني غير مقصوده صادت كوب الشاي اللي توها صابته لمهره .. وانسكب حارق فخذها ..
صاحت مهره بوجع ..
وسيف كان جاي .. وشاف اللي حصل.. بغضب عارم ابعد مارثا اللي تدعي الخطأ .. ودفعها بقوه .. : ماااذا فعلتي عليك اللعنه ..؟!
مهره وهي مسكره عين بألم ..:
سيف وش فيك .. ماتدري ..
خذ كاس ماي من الطاوله .. ورفع فستانها .. اللي تحاول تنزله ..
خزها بنظره .. ورفع فستانها بقوه .. وصب الماي وشهقت مهره ..
مارثا تبكي وتعتذر .. وفخذ مهره صاير احمر ..
سيف صرخ فيها : اخرسي ..
جولي جات وبقلق : ماذا حدث ..؟!
سيف ينفخ على الحرق: احضري مرهم للحروق .. بسرعه ..هيا ..
راحت جولي وبسرعه جات ..
مهره : خلاص .. سيف ترى برد ..
وحاولت تنزل ثيابها ..
سيف خذ المرهم من جولي .. ويحط عليها .. مهره تطالعه .. كيف خايف عليها .. وكيف يوزع المرهم وينفخ .. قالت بخفوت:
من جدك رايح داف الحرمه كذا .. ترى صادت الكوب ..
سيف بدون يرفع عينه عليها ..يقفل المرهم :
شفتها .. بنت الكلاب .. كبته متعمده ..
وقف .. واللتفت عليها : انتي مطروده .. سأذهب مع السيده .. الان .. لا أريد ان اعود واجدك هنا ..
صاحت بتوسل: ارجوك سيدي .. لاتفعل ذلك .. بي ..
جولي تتوسط: سيدي لقد اخطأت .. ارجو ان ..
قاطعها ومد كفه ..: انتهى .. قد اسامح في اي شيء .. الا عملها هذا ..لم يكن خطأ ..بل فعلته متعمده ..
جولي : تعلم اني ذاهبه في اجازه .. من سيبقى لاعمال المنزل ..مارثا غبية .. لكنها ليست خبيثه .. ارجوك سامحها ..

سيف ينزل ثياب مهره .. اللي قالت : خلاص سيف لاتكبرها .. خليها ..
سيف بجمود .. يساعدها توقف .. : قومي اللبسي باخذك معي .. وخليني اتفاهم معهم ..
بتتكلم .. سيف : خلاص مهره .. روحي لانتأخر ..
.........
شاهين يحرق سيجار ورى سيجار .. صاح في الجوال :
كيف ماقدر اطلع اي معلومات .. انا زوجها ..
رد عليه :
والله يابو فهد .. اعذرني .. هي دخلت مطار جنيف .. بس معلومات ثانيه .. مانقدر نوصل لها ..لأن رحلتها ماهي ترانزيت .. يعني لو طلعت من سويسرا .. كانت مضبطه حجز ثاني .. وتذكره ثانيه مالها شغل بالرحله الأولى ..
شاهين توسعت عيونه ..
ايش هالأفعال الشيطانية .. ايش هالتخطيطات المدروسة .. !

شاهين بعصبيه : ويمكن تكون لسى في سويسرا وماطلعت .. !
اللي يكلمه :امر وارد ..خلينا نهدا ونحاول نبحث .. وانت شوف لو عندكم حسابات مصرفيه مشتركه .. او ايميل لها تقدر تفتحه .. ممكن مسويه حجوزات عن طريق مواقع السفر .. فنادق .. تذاكر ..
شاهين ينهار نفسيا ً: خلاص عبد العزيز انا بشوف واقلك ...
قفل ..ومسك راسه بقووه .. مذهول من تصرف جمان ..
وانتقامها الحاد .. القاتل .. !
......
وصلنا محل سيف ..
اولا ً انا ماتخيلت شي فخم لذي الدرجه ..
فترينات مقفله ..
بعض الفترينات المقفله اللي تحوي شي واحد فقط .. مع ورقة تحوي بينات القطعه .. وليس سعرها ..
موظفين انيقين ..
وموظفات ..
اضاءات احترافية .. على القطع ..
سيف عرفني على الموظفين .. وهو يلفني بذراعه ..!.
رغم الخلاف .. ودواخلنا الشائكه ..
الا ان سيف يقدمني لمجتمعه .
باسلوب راقي ..
يلزم الجميع بإحترامي ..
جلس سيف على مكتب ..
وجابت موظفه كوبين قهوه ..
لي وله ..
وانا عيوني .. تتنقل في كل شي حولي .. باستغراب ..
عن مدا امكانية سيف .. والماده عنده .. حتى يكون مكان زي كذا ملك له ..
قاطع تأملي :
تقهوي .. وحلي ريقك .. وخذي راحتك .. في المحل ..
هزيت راسي ايجاب .. وارتشفت من القهوه .. *

حدق فيها .. ولعيونها المشتته: اعجبك ؟!..
اللتفتت مهره .. وتلاقت عيونهم .. كان دوم يوعدها ويتكلم عن المحل والورشه .. لو تعرفت ع المحل .. قبل ..
كان تعبيراتها بتكون انفعاليه اكثر ..
مهره وهي ترتشف القهوه .. :
جميل ..!
رفع حاجبه ونزله .. وماعجبه الاختصار ..
مهره تاخذ بسكويت .. كلت جزء .. :
بس ترى ماتخيلته كذا ابد ..
سيف باهتمام : كيف تخيلتيه اجل .. ؟!
مهره تتلفت :
مادري .. غير كذا يعني ..
ماعجبه الرد .. مشتاق لصوتها .. سوالفها .. فلسفتها ..
جا واحد من الموظفين معه علبه فخمه .. جلد ..
حطها قدام سيف: مستر .. انها الألماسه .. اللتي حصلنا عليها في مزاد كرستيز الأخير ..
ابتسم سيف .. وهو يفتح العلبه:
قل لي .. كيف اكافئك آرثر .. لقد قمت بعمل جبار ..
آرثر ببتسامة : لقد كان مزاد مليء بالتحدي .. المهم في النهاية حصلنا عليها ..
واللتفت لمهره .. : الا تلقين نظره ياسيدتي ..قد تحبين مافي العلبه.. فتلزمين هذا العاشق .. ان يصوغ هذه القطعه .. قلادة من اجل عينيك الجميله ..

ما ابدت اهتمام ..
سيف ..لف العلبه جهتها ..: وش تصلح قلادة ولاخاتم .. ولانبيعها بدون مانصيغها ..
مهره القت نظره .. ماسه خاطفه للبصر .. باللون ازرق داكن مايل للسواد ..
جميله .. وانعكاس الضوء عليها مخليها وااااووو ..
مهره خذت من قهوتها وبعدم اهتمام: الأفضل قطعه كذا .. الزبون يختار وش يبي يسويه فيها ..
قفل سيف العلبه وعطاها آرثر ..اللي راح بها ..
وقال لها : كيف الحرق ..؟!
مهره : خف .. بس السؤال .. من جدك تطرد البنت .. كلنا نخطي ..
سيف: لا ماهو خطأ شفتها متعمده .. ومُتوقع منها.. لانها تظهر مشاعرها ونظراتها لي .. وانا ماعطيها وجه ..
توقفت مهره عند الكلمه وحطت الفنجان .. مشاعرهااا ..؟! .. خير .. فوضى .. !
دخلت زبونه .. وباين راهيه .. استقبلها آرثر بترحاب .. ودعاها للجلوس على طقم الكنب.. سيف قام ويرحب هو الثاني فيها ..
*اللقيت نظره ..
على الاربعينية .. الانيقه .. من الطبقه المخمليه .. سمراء بعيون خضراء .. جمالها هندي .. برازيلي .. !
لاحظت كيف .. سيف واضح يعرفها .. وكيف طلب قهوه لها ..
وجلس معها .. وبدا يستعرض معها بعض القطع وواضح جايه تشتري .. !
مليت ..
وطلعت *

راحت تمشي .. وحيده .. عند المحلات الأنيقه ..
وقفت تطالع واجهة محل فيها منيكنات عليها ملابس اطفال رسمية ..
لمست الزجاج وهي تشوف البدلة بطول سيف .. اشتاقت له .. لا مو اشتياق .. فقدته .. وكنها ماتت عنه .. !
حست تسمع صوته وهو يقول (ماما .. تموتين .. ! ) (ماما احبك كثيييير ) ..(ماما ابي ألاووووه ..) (ماما .. مابي اسبح ..) (ماما ابي جاجه) ..
اختنقت بغصتها وراحت تمشي ..
الهوا .. الجو .. جمال المكان .. وكل شي .. لكن تحس مافي اكسجين .. كأنها .. محبوسه .. في قارورة .. !

بعد شوي .. سيف وبعد مافضى .. سئل عنها .. قالوا انها طلعت وهو مشغول ..
طلع من المحل .. وتلفت يدور عليها .. لقاها .. جالسه عند احد المحلات القريبه .. عرفها من قفاها والبلاطو اللي لابسته ..
وقف واشعل سيجار .. ويحدق فيها .. ونظراتها الضايعه ..!
مهره معانده وساكته وقافله .. !
وهو مايبي يقدم تنازلات ..
نفخ الدخان ..
تمنى انه فهم مهره .. فهم خفاياها ..فهم شخصيتها .. ووضعها النفسي المعقد .. !
يحبها ..
عيونها البريئه مايختلف فيهم اثنين ..
لكن ..
الى أي مدا بتبعدين ..
والى اي مدا بتصبرين .. !
قاطعه ...صوت وليد :
وش مفهي في .. ياخالك .. !
اللتفت .. عليه ببتسامة :
في اللي خذت قلبي ..
وليد : ودامها خذت قلبك ورى خليتها وجيت عنها..
جات ماريا وهي تتحلطم .. لأن وليد تركها وتقدم عليها ..
سيف بتسلية: اجيبها .. وامتحنها مثل ما انت ممتحن هالمسكينه ..
ماريا .. ياستياء : (وووجع ).. وليد ..لماذا تركتني في المواقف هل انا سائقك .. ؟!
سيف يسلم عليها ويضحك :
ليت ماحد يتكلم عربي غيرك ..!
ماريا .. بعربية تجنن: ياااشيخ ..!
سيف يرحب فيهم بالمحل: وش هالرياح الطيبه اللي جابتكم ..
جلسوا ع الكنبات .. وماريا شلحت البالطو ..وعقدت حواجبها :
قل لي .. عندما ذهبت وفحصت تلك اللوحة اللعينه في باريس .. هل آمنت العقوبات ..
سيف حط رجل على رجل:
طبعا ً.. انا لا أدخل في عمل غير مضمون .. واللوحة استعادها الدوق ادوارد .. وتمت المهمه .. ثم اني قبضت ثمنا ً .. يكفي للمغامره ..
وليد بعصبيه وانفعال :
وكنت تدري ان عملية التهريب وراها راجح .. ؟! ..
سيف ببتسامه جانبية : وان شاء الله الملكه اليزابيث .. انا وش دخلني .. شغل وجاني .. وانا احب هالمجال ..
ماريا بعصبيه:
اقسم انك تغامر بحياتك واملاكك .. راجح اخطر مما نضن ..تعمقنا في اعماله وحياته .. سيف راجح افعاله معتمه ..وهناك علامات استفهام حوله..
سيف : لقد اكتشفت ذلك قبلكم ياماريا .. ثم اني لا اتحدا راجح .. ولم ابين له نيتي في احباط اعماله .. حتى اني سأحضر الحفل اللذي يقيمه الليله في منزله .....
ماريا بذهول :
ماذا لو علم انك من قمت بإحباط تهريبه ..
سيف: اطمئني .. لن يحدث ..
وليد : والله انك تلعب بالنار ..
سيف بضجر : لاتحسفوني .. قلت لكم .. عن مهمة باريس ..
دخلت مهره .. وسيف شافها واخفى ابتسامته .. وهي تجي ناحيته وتفكر وليد وماريا زباين اجانب .. وخاصه ملامح ماريا الأجنبية.. !

قالت : سيف ابي امشي البيت .. خلاص مليت ..
وليد طالعها بدهشه .. وماريا اللي حاطه رجل على رجل طالعت مهره .. بعدين سيف بتسائل ..
مهره كررت لاسيف : بتوديني ولابروح بتاكسي .. ثلجت بره ..
سيف فتح ذراعه : تعالي عندي وادفيك بحضني..
مهره وتفكر مايفهمون .. بنص عيون:
روح احضن الجدران والحضران .. تقعد تستعرض قدام هالاجانب .. يعني اني .. الحنون الرومانسي .. وانت من جنبها .. بتاخذني البيت .. ولا بروح مشي..
وليد بصدمه : سيف يا **.. هذي مين .. ؟!
مهره توسعت عيونها ..
سيف قام لمهره .. وخذها بذراعه : مهره .. زوجتي ..
شهقت ماريا .. وبعربيه : زووووووجتك .. ؟!
وليد : من متى وهي في لندن .. تستهبل ..
سيف : كانت معي بباريس ولندن .. مهره هذا وليد خالي .. وهذي زوجته ماريا ..
مهره .. ارتبكت .. وماعرفت وش تقول ..
وليد مد كفه وببتسامة : مرحبا .. يبه .. نورت اوروبا وتباركت..
مهره بحيا .. صافحت وليد ..:عساك سالم خالي .. اعذرني والله اللي مايعرفك يجهلك ..
ماريا بانهيار :
لا أصدق .. تعلم اني متشوقة لرؤية الأنثى اللتي خطفت قلبك المتبلد .. كيف تكون هنا مذ عدة ايام وانا لا أعلم ..
مهره .. حست الوضع غريب .. بس ابتسمت .. وهي تروح تصافح ماريا .. وتتبادل معها بوسة خد ..
ماريا تخرفنت على مهره: انها جميلة ..جميلة .. حسنا ً ارفع الراية .. لا ألوم هذا المتسكع .. في التغيير ..
سيف حس ان ماريا .. بتقط الهيبه:
كفي عن الثرثره ماريا ..
وليد : واللحين بالله عليك ورى ساكت وماقلت .. خليتنا نقوم بواجب البنت ..!
سيف: قلنا لمن نستقر صح .. ونعطيكم خبر ..
ماريا بحماس :
اذاً ستكون مهره معنا في حفلة الليله ..
مهره طالعتها باستفهام كبير .. : حفلة ..! . كلا لا أريد ..
ماريا ماعليها منها اللتفتت لسيف : انها فرصه للتعرف مهره للأصدقاء ..
سيف طالع مهره .. وحسها ماتبي .. وحس بتوترها ورفضها ..
بس قال بلعانه : ليش لا ..بيعجبك قروبنا مهره ..

ماتبي .. مو مستعده ..ولالها خلق .. شي ..وسيف صاير حقير .. وبيحرجها مع خاله وزوجته .. !
..........
*كان بحثي لجمان كالأبره في كومة الغش ..
بحثت في كل الأماكن .. اللتي نرتادها وتعرفها جمان ..في جنيف ..!
كنت كالمجنون .. وربي ينزل علي عقاب فقدها ..!!
لم افقدها وقت تقسيمي لمشاعري بينها وبين غاده ..
فقدتها حين آمنت ان لا أحد في قلبي سواها ..!! *
"ابي اسمع صوتها .. ابي اوضح لها اللي صار .. وانه خارج عن يدي .. ابي اوضع لها .. انها وقفة شفقه مع غادة .. في وفاة امها .. والله مافي قلبي وعقلي الاهي ..!
حسيت ان الشيب غزا راسي ..
المسأله ماهي مزح .. !
انا اتعامل مع وحده صلبه .. كالفولاذ .. !
حاده كالمشرط ..
مجنونة في انتقامها .. تخلت عن كل شي وراحت ..ولارمش لها طرف ..
اتلفت حولي في مقهى ..
جيته معها مره ..
ايام عز حبنا .. قبل حتى يكون عندنا بيان وديم .. !
انوجعت على بناتي ..
ديم ..
ديم كانت تتنبأ بفقد امها .. كانت كله تحذرها .. لاتروحين .. لاتموتين .. لاتقفلين باب الغرفه .. !
كيف بتواجه نتفتي هالفقد .. وانا مب عارف اواجهه ..
وين رحتي يا جماااان ..
تركتيني بعدك يتيم .. قبل بناتي ..
فقدك عنيف ..
ومخيف .. !
طلع من المقهى .. يتمشى .. اصبح كالجثه .. بدون روح ..
الثلج يتساقط .. ورجوله تندفن بالثلج .. يحط كفه على الاسوار .. واعمدة الإناره ..
وجع قلبه ينتشر في كل جسمه ..!.
عيونه تشوشت من الدموع ..
يطري عليه صبرها ..
معرفتها بعلاقته وسكوتها ..
كبرياءها .. !
داخلها اللي ينزف ..
رفضها له ..
اجبارها ..
تخيل كيف تغطي كفوفها ومعصمها .. وعنقها .. بعد ليالي الإكراه .. !
منهي غاده .. ؟!
وهم ..
والله كانت وهم ياجمان ..
وانتي الروح ..
جثى على ركبه .. بكى .. (تكفين جمان .. انتي اعقل مني .. لاتسوينها فيني .. تكفين والله فقدك يمووت .. مرعوب من فكرة يجي بكره ولا ألقاك .. )
انهار وهو يكرر اسمها ..
*وكانت الليله .. لشاهين .. وكأنها اول ليلة في القبر .. موحشة .. معتمه .. وحدتها قاتلة*
..........
بالليل مهره ..
جالسه بالصاله .. سيف بدكتاتورية ماخذ لرايها اي اهميه ..في حضور حفلة راجح ..
مع رفضها .. الا ان بعد ماطلعوا وليد وماريا من عندهم .. خذها .. لمحلات راقيه .. وقال لها تختار اللي تبي للحفله ..
عارضت .. كان ياخذ فستان من يد اللي تبيع .. : تعالي .. شوفي هذا .. الوانه شتوية ومحتشم ..
مهره ماطالعت الفستان :
والله لو انت بكامل قواك العقليه .. ماتكشخني عشان اروح حفله مختلطه .. وين احنا قاعدين ..
سيف باهتمام .. يطالع طاولة فيها سكارفات .. :
قاعدين بلندن وهذي حياتي ..الواقع ان اول مره اجيب زوجتي معي .. ولاناوي اخليها بعيده عن المجتمع اللي اعيش فيه .. ! .
مهره بسخرية : ووواو صراحة .. وكن احنا بنطول بهالمجتمع .. سيف لا انا طايقتك ولا انت طايقني .. لانتعمق .. ونوسع الدائرة ..ونكثر معارف .. ونضطر للمجاملات ..

سيف بلامبالاة :
انتي مطولة الأمور على نفسك.. ولاناوية تتكلمين ..تعالي .. واسردي تفاصيل اسرارك قدامي ..مهره لاتفكريني اجهل شوقك لسيف . تظاهرك بلامبالاة والبرود .. ماهو علي .. ادري انك ماتنامين الا ممشطه مقاطعه وصوره بجوالك ..تقعدين تدعين له يمكن ساعه .. بعدها تنامين ..!!
توسعت عيونها ..ايش هالقساوة .. كيف يجرد اوجاعها ويرميها بوجهها .. وبدون رحمه ..
يدري انها بتموت بدون سيف ..
وتضعف من غيابه .. !
يبيها تحتضر يعني عشان تتوسله .. يجيبه .. ولايوديه لها ..!

سيف ويقرب بالطو بني .. مع فستان شتوي كرهات .. :
تحملي حياتك الجديده .. وحاولي تستمتعين بتفاصيلها .. قوة تحملك .. بتبين مع الوقت .. انا كان عندي اسئلة كثيره قبل السالفه ..وكنت ابلعها عشانك .. واصبر على الاستفهامات .. لأني مابي اضرك ولا اتعب نفسيتك ..
قال للموظفه القياسات وقال لها عن القطع اللي يبيها ..
واللتفت لمهره . ورفع حاجبه ونزله :
اما اللحين لاا .. الاستفهامات تضخمت وصارت ماتنبلع .. صمتك مزعج .. وغموضك اكثر ازعاج .. عادي اذا صراحتك بتطلع لاحرمتك ..نتحمل نفسيتك واسلوبك المعفن هالأيام ..
مهره ماعرفت ترد .. خافت تتكلم وتبكي .. حست الغصه في حلقها اكيد طلعت من رقبتها .. متشكله .. كأنها تفاحة آدم ..
ظلت تحاول تبلع ريقها .. وماقدرت ..
سيف مد لها القطع .. : قومي جربي القطعه هذي .. قبل تجيب الثانيه .. وشوفي وش في خاطرك .. وعلى ذوقك .. حسابي الليوم كله تحت امرك .. اشري بس .. يا ام سيف .. !
مهره بغل وحقد وغبن .. خذت القطعه من يده .. وراحت جربتها ..
كانت قطعه صوفيه عنابيه واسعه لمن الركبه ..
مهره تعمدت .. ماتلبس الكولون ولاحجاب.. جات وطلعت وخاصه المحل فاضي في الجهه اللي جالس سيف حاط رجل على رجل ينتظرها ..وقفت قدامه .. وهي تودي خصلاتها ورى اذنها :
عدل ..؟!
سيف اللي كان يتصفح كتلوج رفع عيونه ببطئ .. ع الشوز .. سيقانها وجزء من فخذها مبين مع رفعة يدها ..
*تأملتها ..
بنظرات بطيئة .. متمعنه .. كاللوحة نادره ..يجب ان تدقق في كل تفصيل .. هناك معاني مخبئة .. هناك اسرار .. لايمكن للعقل البشري الوصول اليها .. هناك رغبة في امتلاكها .. لكن هناك ألف سبب يمنعك ..انا هكذا معها .. لا استطيع حتى مد يدي ولمسها .. وكأن كل الاجراس الامنيه سترن محذره ..*

مهره
*عيناه تمشط اجزائي وتسبر اغواري ..ريشتي كأنثى تصل السقف .. لم يتكلم .. ولم يعلق .. لكن مع جميع اظهار سيف لنواياه في ايذائي .. الا اني اعلم .. انه لايستطيع ..اليس هو نفسه اللذي اقام الدنيا هذا الصباح لأن الشاي احرقني .. *

قطع الصمت..: تمام .. جربي الثاني .. ولاتنسين ناخذ كولون غامق اذا ناويه تلبسينه بره البيت ..
مهره هزت كتفها .. : ايه اكيد ..لازم كولون حتى بالبيت ..ولا كأنها مو مناسبتني .. خلاص ماراح اخذها واصلا ً مره غاليه .. !
سيف مايبي يعلق ان حيل حب شكلها بالقطعه.. بس قال :
خلاص اخذيها ..واشر على فستان ثاني .. : وجربي هذا ..
مهره تطالع باللعانه : لا مابيه .. مو ذوقي .. وبعدين شكله بالحجاب بيطلع لحجي ..
سيف عض شفته مايبي يبتسم ..:
طيب اللبسيه بالبيت ..
مهره تكتفت : مابي .. ماعجبني ..
سيف : طيب امتعينا بذوقك .. وحاولي تخلصين لأن مامعنا وقت..!!!
وراحت تتسوق بجنون . في بالها انها بتخسره ..بسبب كلامه .. وفرض رايه عليها .. !
ماتدري عن سيف ان كان مستمتع في نيتها الطفولية الخبيثه .. !
وانوو كان في قمة الانتشاء .. وهي تجرب في اللبس وتطلع تفرجه ..!

كان يرد ببرود وايماءات .. رضا واعتراض ..
بس الواقع كان كلشي يجنن عليها ..
عصبيتها .. وطفشها .. دلعها الغير مقصود في استعراض اللبس .. !

اللحين العشاء .. وهي جالسه وماجهزت .. كانت منسدحه ع الكنب وطاوية رجولها .. عند بطنها ..
فعليا ً حست بحالة من تضخم القلب وشكلو بينفجر .. كانت تسمع نبضه البطيئ في اذنها .. فارس وبحسن نية راسل لها صورة سيف وهو منسدح عند باب غرفتها ونايم ..وكاتب "امر على الديار ديار ليلى .. "
الصوره كانت حزينه .. ومأساوية .. كانت مبكية .. وانا في حالة غريبه ماقدر ابكي وارتاح .. !
كانت شارده في نقطه في الأرض .. لما سيف وقف قدامها ..
وشكله يناديها من وقت : مهره .. لو اكلم الجدار كان رد ..
رفعت عينها له .. كان جاهز ومتأنق ..
همست: مابي اروح .. تعبانه .. وجسمي متكسر ..
سيف : بالله .. بعد مالفينا السبع لفات بالسوق .. تجيني اللحين ماتبين تروحين ..
مهره بإرهاق ولهجة تعب من الحياه :
تكفى خليني في حالي .. مابي اشوف احد .. او احد يشوفني ..
مسك ذراعها وقومها .. :
مهره .. عطيت خبر انك بتجين .. الكل يبي يشوفك .. قومي ولاتعقدينها ..
مهره بتنهيدة مرهقه :
حس فيني ..والله مافيني ..
وقفها .. : انتظرك ..
مهره وشكلها مايوحي لوحده بتطلع او تقابل مجتمع .:
صدقني بفشلك .. حتى ابتسامة ماراح ابتسم .
سيف برواقه : عادي .. ماانتي ملزومه ..
مهره : ولا راح البس الفستان اللي تبين البسه ..
سيف : كل الشغلات اللي خذتيها حلوه .. لبسي اللي تبين ويريحك ..
وطالع ساعته .. : واخلصي . !
..........
في بيت سعود ..
شاهين كلم نواف ..وقاله عن الوضع اللي صار ..وماوضح له الأسباب .. بس ان قال في مشكله بيني وبينها ..
نواف توسعت عيونه : تستهبل .. ولاتسوون مقلب سخيف ..
شاهين بنفسية منهاره:
نواف والله هذا اللي صار .. هذا انا كني مجنون .. ادور عليها .. بس شكلها سافرت من سويسرا .. ولاترد ..
صاح نواف بانفعال : وش انت مسوي ياشاهين .. عشان جمان تجن بهالفعله ..خيتي عقلها يوزن بلد .. اذا هي سوتها ..والله من فعل اسود انت مسويه ..
شاهين بصوت مرهق .. مافيه حيل للدفاع:
نواف ماهو وقت الاسباب .. ساعدني وين ممكن القاها .. مخي منشل .. ومب عارف اتصرف .. ورحلتي بكره المفروض ارجع .. كيف ارجع وانا مادري هي وين ..
نواف يطالع فارس اللي يأشر له (يعني شسالفه؟) ..
اشر له بخشمه يعني (اص) ..
نواف :انت ارجع .. لأن لو هي بتطلع لك طلعت .. ولو هي بتقرص اذنك فاهي تدري عن موعد رجعتك .. وبعدين شتدور .. لو هي متخبية في مول وماتبيك تلقاها ماراح تلقاها.. خلينا نشوف ابوي .. هو عنده معارف بالأمن والسفارات .. ممكن يحاول ..
شاهين : تكفى نواف .. لاتوضح شي لعمي .. وحتى خالتي موضي والباقين .. لمن ارجع ..
نواف : ترى هم قلقانين .. عساس انها بجده ولا كلمت ..
شاهين : قل لهم اي شي .. قل انها جات عندي .. اي شي نواف .. لمن اجيك ..
نواف : يصير خير ياشاهين ..
وقفل ..
فارس .. : شسالفه .. وش صاير ..؟!
نواف تحت الصدمه .. قال :
انا في ابوك ولا في عمتك ..
فارس بدهشه : وش فيه ابوي وعمتي ..
قال له نواف .. عن اللي قال شاهين ..
فارس : وجمان استخفت .. عشان تهج .. فلم احنا فلم ..
نواف بتوتر وعصبيه ..: والله اللخوف من ابوي .. ان يقوم الدنيا ولايقعدها ..
فارس شرد وبعصبية:
نواف .. جمان اصلا ً من ليلتين ماكانت طبيعية..
:كيف يعني ..؟!

من ليلتين كانوا بالصالة ..
بيان واقفه تنادي فارس ..: فارس شوف رسمتي .. حلووه ..؟! .فارس .. شوفها ..
فارس كان يلعب بلاستيشن .. وفي مرحله جامده .. بدون يلتفت عليها :
صبري بينون ..
لحت عليه ..: فااارس ..
جمان صرخت فيها : اذا مايبي يشوف لاتورينه ..بيان تعالي هنا ..
اللتفت فارس وهو يوقف اللعب .. ومسك بيان قبل تروح وسحبها :
جمان شفيك .. ؟!
جمان بعصبية : بنتي تناديك وانت تتجاهلها .. يلعنكم .. كل واحد أردى من الثاني ..بيون تعالي هنا ..
بتروح لامها وهي خايفه .. وفارس سحبها :
اذا انتي منفسه روحي نفسي بعيد .. بيان تدري اني بقفل المرحله واشوف اللي عندها ..
وجلس وخذ بيان جنبه .. وخذ رسمها .. وتجاهل جمان .
اللي كانت معصبه ومتوتره ..
رفع عينه لها كان جلال الصلاة بيدهابهدوء : روحي صلي .. وتعوذي من ابليس ..
وتصفح مع بيان رسمها.. وانبسطت على مدحه وملاحظاته ..
جمان تحدق فيهم ..
وكانت تشوفهم (هي وشاهين .. وماتبي التاريخ يعيد نفسه) ..
.........
في بيت راجح ..
صالة واسعه ..فيها انواع البذخ .. والجماليات ..
موسيقى ..اجنبيه .. ضيافات راقيه ..
حسين ببشاشة :
شلونج خيتي ..
مهره: الحمدلله .. تمام ..
حسين بحماس: احمد ربي ال بلغنا نشوف البنية اللي خذت قلب هاي الرجل ..يعني سيف هسا لما كونا ببياريس انا وعزي .. كانت حرمتك موجوده .لو لاا؟.
سيف رفع حاجب : اجل انا ليش .. قلت لك لاتمرون الفندق ..
عزيز : اياا ابن اللذين .. مسوي فيها شرقي .. وكل شي الا محارمنا ..
واللتفت لمهره وعرفها بنفسه : اخوك عزيز .. وتحطيني على يمناك .. ومرحبا فيك مليون والله ..
ابتسمت مهره : لاخلا ولاعدم ياخيي ..
ياسمين .. جات وبعيون متوسعة اشرت على مهره :
زوووجتك .. ؟!!!!!
سيف ماسك كتوف مهره .. ودفها ناحية ياسمين :مهره .. هذي ياسمين ..تكلمت لك عنها قبل ..
(وكان كذاب ..!) .
ياسمين راحت تسلم عليها بترحاب ..وحتى مهره استحت .. من عبارات المدح والغزل لها من ياسمين ..

*تعرفت على البقيه ..
راجح .. وعائلته ..كانوا مختلفين .. وكأنهم لاينتمون لبعضهم .. ابدا ً..
حين تتعرف على عائلة راجح .. كن مهيئ ان تصاب بالإنفصام .. من التناقضات .. في كل شيء..
سما .. من النظره الأولى والحوار الأول .. عرفت انها سايكو .. حذره .. ترجف .. تخلي يدها ورى رقبتها .. اذا توهقت في الرد .. بس مادري حسيتها طيبه .. ورغم انها تاخذ ملامح عربيه كثيره من ابوها .. الا ان لهجتها السعودية مكسره نوعا ما. وتتكلم انجلش اكثر .. ومن خلال حوارها معي وترددها .. عرفت انها تعرفت على عساف وهي بامريكا .. وتمدح فيه .. وتقول ان ساعدها ..لما كانت تبحث ورى اشخاص سياسين ..حاولوا يوصلون لها ويقتلونها ... بصراحه ..جيت بضحك .. يعني عساف .. وتتكلم عنه ببطولة .. اصلا ً حسيتها معجبه .. وحزينه حيل انه مات .. ! .. الله يرحمك ياعساف .. في بالي شكل هالبنت ماصارت نفسية الا لأنها عرفتك .. !

ليان ... فهمتها على طول .. واضح ان عينها على زوجي .. حسيت ودها بيدها سكين وتطعني.. رغم ان خطيبها المبتسم واقف جنبها .. وماغير يلمس في شعرها .. ويعدل بفرو الثعلب اللي لابسته .. جميله ومغروره .. ورغم ان كل تفاصيلها اجنبيه .. الا انها تتكلم بلهجتنا بطلاقة .. عكس اختها ..

يعني برافو .. الأختين .. ووحده خاطرها بزوجي اللي مات .. والثانيه ..ميتة على زوجي الحالي ..
حسبي الله ونعم الوكيل ..

مشاري .. بصراحه حبيته .. جد ينحب .. ياخي انسان خفيف ظل .. وواضح .. وشقردي ..لاحظته كيف يحوف سما حوف .. ويبيها بس تضحك وتكون مرتاحة .. بس مادري .. عيونه هالزرق ادوشتني .. فيهم شي غريب .. او يمكن شايفتهم من قبل .. !

راجح ..
راجح ..
راجح ..
الأسم ماهو غريب .. وين سمعته .. !
سيف يطريه ..
بس لاا .. غير سيف .. !
المهم .. ان هالشايب الرزه .. مادري وش يبي .. احتواءه وترحيبه .. المبالغ .. خوفني .. !

الحفل ماكان مكتض ..باللعكس مختصر .. وفيه المقربين ..
انا اغلب الوقت ساكته .. !
واحس صورة سيف وهو نايم عند باب غرفتي .. تداهمني .. في وجيه الكل .. !
احاول انسجم ..
ماقدرت . !
احاول اسلى .
بس سيف يطلع بعيوني .. *
ماريا قرصت خدها :
عزيزتي ماهذا الشرود .. ؟! .. الست مرتاحه..؟!
مهره تحاول تبتسم : باللعكس ماريا .. الحفل جدا ً جميل وسعيده بالتعرف على الجميع .. ! .
ماريا .. مسكتها من خدودها وتدقق بعيونها :
تكذبين .. عيناك الجميلتان ذابله ..

سيف فاجئها .. لما لف ذراعه على خصرها وكفه على بطنها وسحبها :
ذابله ..؟! .. لاأسمح لزوجتي بالذبول ماريا ..
ماريا تلوح بيدها :
اذا ً لاتترك زوجتك وحدها .. يبدو انها ضائعه بدونك ..؟

مهره بهمس وهو منزل راسه عند راسها : ابي امشي ..لاتتميلح .. خلاص .. ماعاد فيني حق مجاملات ..
ابتسم وهو يقرب اذنه عند فمها .. ويبيها تعيد..!
وماريا شاقه الابتسامه ومتخرفنه ..
راحت يعني بتخليهم ياخذون راحتهم ..

ليان اللي كانت جالسه وجنبها خطيبها .. تحدق فيهم .. وسيف لافها بذراعينه ..
بحركة لأول مره ... تشوفه قريب من انثى كذا ..
ماتت غيره وهو يهمس .. لها ..وهي توشوش في اذنه ..
مهره لاحظت نظرات ليان النارية .. طالعتها وهي تهمس:
اللحين هذي... اللي جنبها خطيبها .. ؟!
سيف وهو محتفظ فيها : يس ..
مهره بهمس عصبي: ودام هالكديش جنبها ورى مايتصرف معها ومخليها تاكلك بعيونها .. ابك مافيه غيره ..انعتن الله تنعنه .. لاوجهه وجه رجال .. ولا فيه شوفاتهم .. حرمته تغازل غيروه وهو ماغير يلمس بذا الشعرتين .. استغفر الله ايش هذا ..!
سيف سكر فمها .. لاحد يسمع .. اصلا ً هو بغى يموت ضحك ..: اهجدي مهره شجااك ..
مهره تطالع بليان بالضبط ..
راحت لفت عمرها لسيف وهي طوقت خصره بذراعينها..
وهي قريبه من وجهه :
بتخلينا نمشي .. ولا والله بمشخ وجه السنجاب هذي ..
سيف مبتسم : .. غِيره ..؟!
مهره ضحكت بسخرية : انتهينا ياسيف .. وقضينا .. بس البرستيج يقول .. انا جنبك .. وزوجتك .. مافي اي كلبه المفروض تتجرء وتطالعك نظرات غيره واستياء .. نعم .. !

سيف:حلوو .. يعني متفقين .. احنا قدام الموجودين حلووين وعشاق .. يلا اقهري ليان .. وسوي شي ماتقدر تسوية .. !

افهمت مهره شيقصد ..
بتهكم : بالمـش ..مش ..
وخرت عنه..وطالعت عيونه مده .. وفي وجهه لقت سيف النايم .. وحيد .. عند باب غرفتها ..
ابتعدت ..
حس انها مو مضبوطه : مهره تعالي ..؟!
توجهت للشرفه: بشم هوا ..خليني لحالي ..

*اختنقت .. من قربه البعيد .. من صوتي اللذي لايخرج للتبرير .. اختنقت .. من الناس حوله .. من ليان كيف تنظر وتغار . !
اختنقت من وحدتي بوجوده ..
بُعد سيفي يقتلني ..
والايام تمر .. !
سيف في الحفله .. الكل حوله .. له مكانه مع الجميع .. وحدي غريبه ..ظللت وحيده حتى جمعني بذراعيه مذ قليل ..
كلا لا أريد ان اشعر ان حضنه ملاذي ..
لايستحق الا اللنفور ..!
ثم انه يتباهى ويجامل .. ويرائي .. بأخذي لحضنه هكذا..

باللفعل ..
لاشيء ممتع ..
لاأرى الا ظلام
وفقط اختنق ..!!!*
************
راجح .. شارد في النقطه اللي اختفت فيها مهره .. ! .
وفي اذنه صوت طفله صغيره .. يردد النشيد الوطني .. في مكان له صدا ..

عيون مهره .. !
ملامحها .. !
شرب كاس في يده .. وشغل سيجار .. ضغط على جبينه ..
وين .. وين .. ؟!
........
مهره في الشرفه .. وفي ضيقها واختناقها .. رن جوالها ..
حاولت تبلع ريقها .. وتتنحنح .. وابتسمت وردت : المفروض انتي في الحلم السابع والعشرين .. وش تبين داقه ..
سندس وباين تتكلم وهي نايمه :
مهير .. احلفك بالله .. انتي فيك شي .. زعلانه .. متضايقه.. ؟! ..
مهره بغصه واختصار : لا ..
سندس سكتت ..
مهره طالعت لبعيد .. وهي تشوف اتصال ثاني .. يجيها من زينه ..
حست بتبكي ..
سندس وزينه .. وشعورهم فيني .. الحب اللي ماتغيره اسباب ولا ظروف ولاشي ..
همست : سندس .. نمتي ..؟!
سندس : لاا مانمت .. مهره ترى انا اختك .. امك وابوك .. لو فيك شي .. والله احرك العالم كله .. عشانك ..
مهره بضحكه ..تخفي الكثير: بعد راسي والله ..
سندس : مهره .. شفيك ..قولي لي ياعين ابوي .. والله نايمه واهوجس بك ..
مهره حست تبي تشكي .. وتبكي .. وتصيح .. قالت بخفوت : وحشني ابوي ..
وراحت قالت هالبيت
‏يا وجودي لا طرتلي ضعون الراحلين
‏ شانت الدنيا بعدهم ولا فيها طراه

سندس ردت ببيت :
جنبك انا ...لو مرّت ظروف وظروف
‏امسح دموعك قبل لا تْبلّ عينك

وقالت بحنية : ترى ماصدقتك ..بس بعطيك على جوك .. واخليك بكيفك ..
مهره: سندس .. ابي ألمك .. ابي اخبي وجهي بكتفك .. ابي تغنين لي ..
سندس تداعبها : ماتبين حضني .. طرتي لحضن هالأطخم .. الا وينه عنك .. ؟!
مهره : انا معه في حفله مسويها صديقه ..
سندس : حفله .. وش هالصخه عندتس اجل .
مهره: ابد طلعت اشم هوى في البلكون ..
سندس:خلاص قفلي وروحي جنبهم .. عيب .. لاينقدون عليتس ..
ابتسمت مهره : تمام قلبي .. سلمي على مشعل والعيال ..
ردت : يوصل ياعينها .. سلام ..وانتبهي لحالك..
قفلت ..
ومهره رتبت شالها ودخلت خصلاتها اللي طلعوا..
ورجعت ..
لقت عيون سيف اللي واقف على بعد امتار عليها ..
شتت نظرها .. وظلت بعيد .. عنه ...

*غربه من كل ماحولي .. ومن هم حولي .. جو ليس بجوي .. حواراتهم لاتستهويني ..
وقفت وحدي .. سيف منشغل .. لم اجد في حديثهم مايستلذ او يطاب ..
عن المزادات ..وعن مبالغ بارقام خياليه وايضا عن القطع الاثريه ..
تلفت انتباهي بعض المصطلحات .. لكني لم التقطها منذ البدايه فأهمشها .. مثل العصرالفرعوني و الفكتوري .. وخبر عن مزهريه وجودها من ذاك العصر وانها من تصميم وليام بورغيس ..

كما يتكلمون عن لوحه دينيه مزدوجه وعن الجزء الايسر منها..وانها تعود للقرن الرابع عشر .. وتصل قيمتها الا خمس ملايين جنيه استرليني .. وكيف ان الحكومه البريطانيه تمنع خروجها من البلاد .. لاي سبب من الاسباب...

كماا اللتقطت اذني اسم الملكه ماري انطوانيت .. وهذا الاسم بالذات جعل الكلام يثيرني .. فاهذه الشخصيه لفتت انتباهي .. لدرجة قرءت تفاصيل التفاصيل عنها ..

كنت ابدو غير مستمعه ولا مستمتعه .. لكني ذهلت وسيف يقول : راح يعرض في المتحف .. صدقني .. من مصادر موثوقه ..
عزيز : غريبه .. هي اشتراها واحد من اثرياء النمسا ..ماعتقد باعها للمتحف .. يمكن نفسها اللي شفنا بمزاد سوثبيز ..
سيف .. :
اللي اقصدها هي العقد اللي وزن الالماس فيها سبع قيراط .. ومعها الماستين صفراء نادره وزنها خمس قيراط ..واساسها بلاتنيوم ..شكلوا النمساوي مأجرها للمتحف ..

عزيز ببتسامه جانبيه: لو يفتحون فيها مزاد .. تطب فيه ..
٠سيف يشعل سيجار وينفخه: ماراح ينزلونها بمزاد مستحيل ..
راجح : مع ان مجوهرات ماري .. صايره بمتناول اليد .. كل شوي عارضينها بمزادات ..
سيف : تُعرض .. بس اساسا المزاد يفتح نار ..
مشاري بتهكم وباين يشير لسيف :
بس في مجانين تصمل .. وتشتري ..
ضحك سيف :
ما اتهور .. الا بشي بيطلع لي اضعاف ..
راجح : ذيبان .. ماينخاف عليك ..
ليان بشقاوه : خليني اصور في الاخيره .. قبل تبيعها .. تكفى سيف ..
سيف : لو تحبين الأرض ..
ليان لابوها بدلع : شوفه بابا هو مايردك ..
سيف ضحك .. ضحكه تفترسني والله : اختاري غيره .. ذا عقد ماري .. لو انك ماري نفسها ماخليتك تجربيه ..
وكنت انظر لنقطه وهميه .. ومره اخرى اصدم ..(يستهبلون ) .. عقد ملكه .. وش جابه عنده ..
جاني صوت ليان ... اللي باين تبي تحشرني .. وتبي تطلعني مثل الإطرش في الزفه لما شافتني ساكته ومو معهم :
مهره .. تعرفين ماري انطوانييت من تكون .!

هنا اللتفت (خير وش شايفتني ذي) وبنظره بارده : مو هي اللي قالت عن شعبها وجوعهم (اذا لم يكن هناك خبزاً..لماذا لايأكلون البسكويت).. ؟!!

سيف رفع حواجبه ببتسامه مخفيه .. وليان عقدت حواجبها .. وكملت وانا اداعب ورده في فازا كبيره :
اعتقد انها اصغر بنت عند الملكه تريزا .. حاكمة النمسا .. وتزوجت وعمرها اربع طعش وعطوها للويس السادس عشر وعمره خمس طعش .. من وجهة نظري كانوا اطفال .. ولويس كذا دبدوب وماهوبوسامة السويدي الكونت فيرسن .. اللي داخت عليه ماري وعشقته بجنون ..

ورفعت مهره حاجب .. والقت نظره خبيثه على ليان .. وكأنها تقصدها ..

ليان لمت قبضتها بقووه .. وبريق اعجاب .. لمع في عين سيف ..
ضحك عزيز: اذهلتيني ..
مشاري باهتمام : بس اطلقوا على ماري انها الملكه المشؤومه .. ايش رايك مهره ..؟!

تنهدت والقت نظره على عيون سيف اللي طوقتها: مالها حظ .. وكذا حال الجميلات ....ولويس طاير في العجه .. خلاها باول ايام زواجهم وتاه في الصيد والقنص .. بالله مين ترضا ..ومالقت توجيه .. صح .. عشان يحبها شعبها ..زواجها كان لمصالح بين الدولتين .. صغيره ومعها ماده وتبذخ ..ماحد يلومها ..اللي حولها يعتمون .. صوت الشعب مايوصلها ..الحاشيه دحدروا فيها لمن انتهى فيها الحال بالاعدام بالمقصله .. والشيب مالي راسها .. بعد ماحرموها من ولدها ..

*سيف اوجعه قلبه .. مع كلامها المُبطن .. هذي مهره ياسيف .. صاحي انت توجعها كذا*

ياسمين : ليش احسك تبررين ظلمها .. ؟!
ضحكت ضحكه صافيه : مابرر .. الافعال السوداء لها اسباب .. واحنا ناس تناولنا التاريخ مثل مايبونه يوصلنا ..فيه كثير ايجابيات او سلبيات ماوصلتنا اصلاً... بس بالاخير اعجبتني ماري وهي في هاك الموقف الصعب .. ادعست رجل الجلاد .. وقالت (عذراً سيدي .. لم اقصد فعل ذلك ) .. بصراحه .. الملكه هذي خلدها التاريخ .. !
ليان : ماحب ماري .. ولا اطيقها ..
مهره بنص عيون: بس تبين تلبسين عقدها ..
ليان بتوتر تسوي نفسها مو مهتمه :
مجرد فضوول ..
مهره :تشبهين ماري .. تهمك القيمه الماديه .. وتضعفين قدام المجوهرات ..
توسعت عيون ليان ..من الرد القاصف ..
وانطلقت ضحكات من الجميع مؤيده لمهره وضد ليان ..
حسين : ليان روحي .. اضربي راسك بلجدار .. هسا انتي تريدي توهقي اللبنية .. اطلعت اوسع منج إطلاع ..
ليان بعصبيه : صفق بعد حسين .. صاير فانز لزوجة سيف ماشاء الله ..
حسين : والله تستحق اللتصفيق بجداره .. انا يعجبني اللي يهتم بالتاريخ .. امن الاساس .. مايكون سطحي .. وتهمه اللمادة فيه بس ..

وليد : فكرت بتكون زوجتك ياسيف .. بعيده عن جونا .. بس صدمتيني ياخالي ..!
مهره بلامبالاه :
بعيده والله ياخالي.. يمكن احنا وجهيين لعمله وحده .. التاريخ القديم .. احبه كاقصص .. واحداث .. وشخصيات .. عكسكم تماما ً واضح تهمكم المقتنيات .. والبقايا من هاك الزمن ..
سيف عقد حواجبه : ماتسمى بقايا .. اشياء قيمه .. يزيد بريقها مع الوقت .. وتزيد قيمتها كل ماشيبت سنينها ..
طالعت عيونه .. مده واشاحت : بس تبقى شغلات مُستخدمه ..
سيف توترت اعصابه ...
وقبل يتكلم .. علق راجح:
المقتنيات تزيد قيمتها ..من الشخص اللي استخدمها اصلا ً..وملكيتها كانت لمين ..
ابتسمت مهره مجامله .. وقالت : عساكم ع القوه ..!
وانتبهت لسما .. اللي جالسه تطالع فيها .. وفي عينها كلام ..
استغربت .. واصلا ً.. خلاص مو طايقه المكان .. بس ماتبي تترجا سيف أكثر .. بعدت .. في الصاله الكبيره .. في جلسات كنب ركنية ..

*وقعت عيني على آخر شي ممكن ان اتوقع وجوده هنا .. اقتربت وداهمتني تقاسيم أبي .. وكوعي اللذي يكاد يحفر فخذه من شدة الأنسجام ..!
اقتربت من ذاك الشيء البعيد عن المجموعه .. وغصه تتكور في حلقي ..
وغشاوه تحجب تميز الزخارف المرسومه عليه ..
حملت العود في يدي ..
يهشمني اللحنين .. لأبي .. وليالي بارده .. نحتسي فيها الشاي .. وحليب الزنجبيل ..
سندس وانا وزينه وابي ..
واستياء جدتي .. وهو يعلمنا الدندنه .. وشد الاوتار .. وارخاءها ..
اشتقت لعيني سندس وهي تغني (فايئ ياهوى) ..بصوتها العذب وانا اعزفها لها ع العود ..
ونظرة زينة الحالمه ..
وهي كل جموهرنا ..!!
جلست واحتضنت العود بين ذراعي ويدي .. انفصل عقلي عن من حولي ..
ولم يبقى في محيط إلهامي .. الا جمهوري الحبيب ابي وسندس وزينه واستياء جدتي ..
كنت احتاج للانعزال الذهني ذاك ..
والمضي قدما ًالى الماضي ..
وتصفيقي :دوري دوري ..
ووالدي الحنون : مهرة .. صفي ذهنك .. وريني ابداعك .. ولا بتلحقين زينه في قطع الأوتار ..
شهيقي .. ولملمت حماسي : بغطي على سندس وبتشوفون ..
وصوته اللذي اشتقته: يلا ابوي سمعيني ..

اذهلته باتقاني مقطوعه رياض السنباطي..عزفتها افضل منه ..كان صوت العود في اذني ..
كابوابه لذكريات احتاجها ..

_غرتي .. بعد ان قصتها سندس .. كنت في التاسعه .. اعجبتني الغره على بنات صفي .. فلجأت لكبيرة العصابه : سندس .. ذي مب شعري .. ذي في وجهي .. اي غلط .. والله اطعنك بالمقص ..
عمرها خمس طعش تحرك المقص ..في ابهامها وسبابتها .. مثل المحترفين :
قربي .. ومالك الا اللي يسرك ..
اغمضت عيني .. وبدون تردد منها .. قصتها .. او بالأصح اقتلعتها ...

صدمتي .. امام المرآه .. ملامحي وهي تذوب ..وانحناءة فمي .. وعيناي .. ثم بكاءي الحاد .. مع كلمة زينه المصدومه: يممممه صرتي تخوفين ..
لم ابكي كما بكيت في ذاك الليوم ..في حياتي .. وسندس : اسكتي .. تكفين مهره .. تذبحني جديده ..
بكت بصراخ: ياكلبه ..يالحقيره .. الله ياخذك ياسندس .. الله يكسر يدك .. انا قلت قصيها ماقلت سوي فيني كذا..
سكرت فمها .. واسحبتها .. وبخوف : نتصرف .. اسكتي .. والله بتجلدني جديده انا معتس .. سكتي ..
زينه ودموعها تجتمع : سندس صار وجه مهره نفس المكنسه ...
وزاد بكاءي .. حتى اتت جدتي .. وجلدتنا ثلاثثتنا حتى (عضينا الأرض)..!!
هههههههههههههههههههههههه..

في الماضي كانت مواقفنا اللتي بكينا فيها .. هي أشد مايضحكنا الآن .. !
ليت الماضي يعود واعظم المصائب غرتي اللتي اجتزتها سندس واقتلعتها!

طرى علي وانا وزينه بثانوي ..
وقت شرينا من السوق الشعبي براقع يشمك مذهبه .. ولبسناها ..
وجينا لجديده .. نتكلم بدوي ..
كنت اقول : صبحاا ..
وزينه : يااا صبحاا ..
وانا : صبحااا يابنت شيخ ٍ من شيوخ مناعير . طلبتس لاتردين ..
صبحااا توسعت عيونها :مهير .. زوينه .. ياعيال تسلاب .. وش اللي لابسين ..
مهره: انا وضحى .. وانا بنت شيخ من شيوخ مناعير.. بيجيتش .. بن عجلان .. ان رديتيه .. والله لاذبح نفسي ..
زينه : وانااا نجود.. فارس جاي بالطريز .. والله ان رديتيه .. لذبح نفسي ورى وضحى ..
صبحا .. تشيل مجموعة الفناجيل اللي قدامها : والله اللي قل حياكم ياعيال غويزي ..
ورمت الفناجيل عليهم ..
مهره وزينه بقفزة جباره .. ابتعدوو..
مهره : جديده .. ورى ترجمينا مثل الشياطين .. اللحين هذا حقنا جاين نوريك .. براقعنا ..
زينه تعدله في وجهها :بعتمده .
صبحا ..بانفعال وغضب :
والله لو يطلع أبيي من قبره مالبستوه .. يالبازع انتي وياها .. البرقع ستر .. ماهوو زينه ..
مهره تتدلع :شوفي ماحلى عيوني فيه .. والله لو يشوفني شيخ ولا امير انجبر فيني .. وتزوجني..
الجده باستخفاف :
والله لو الشيوخ والأمراء يتزوجون على الزين .. ان كان ماخلوو سميره توفيق راحت عليهم ..
مهره بشهقه : سميييييرة توفيق .. !!!!!!!!!!اللحين وش جاب الثرى للثريا .. لاتشبهيني بعجوز هالنار ..
زينه ومسويه اصابعها حرف ال حاطتهم بين خدها وذقنها ..: شخباري جديده .. من يشبه الزينات بسميره توفيق .. انتي ع التحديث ماقبل القديم حتى ..
الجده تدور .. شي يمها .. ومالقت الا الرادوو .. شالته وبصرخه : فسخووو هالبراقع .. لا اقووم اصب عليكم غاز واشبكم واطفيكم بنعال ..
شهقوو ثنتينهم : راااادووو جدي ..والله يجيتس ابوي .. اللحين ..
وصرختهم : يبااااااااااه ...!!!!!!

كنا صغار .. وجديده تلزمنا بليالي العيد .. باللحنه .. تحط لنا طبوقه بالليل وتربط يدينا .. والمفروض ننام ..
بس كنا نسوي أنواع الملاكمه .. !
الصبح نفتح يدينا لابوي .. ويمليها بوسات .. وفلوس .. اتذكر اساور المبرومات .. اللي لبسنا اياها ابوي .. بأحد الأعياد .. وجديده تقول : عسااه من سعى مب ضيق يمه .. !
ابتسم ..: الحمدلله يمه .. ابشرك .. الله فتحها علي ..
وكانت أول هديه لابوي بعد ماسدد ديونه ..!
(يتحلى علينا) ..
ولايقصر بشي .. !
الله يا ايام ابوي ليتها ترجع .. وليت يوم راح خذني معه ..!!

اتذكر ظهري على صدره .. وراكبين على الخيل.. كنت صغيره .. يتمشى فيني بين المزارع .. وانا احس نفسي أميرة .. وابوي الفارس اللي محتويني بذراعه..!

انغمست في دندنتي .. والخوض في عالمي القديم .. مغمضه عيني عن كل ماحولي ..!

مع بداية تقاسيم مهره .. كانوا منسجمين في حديثهم .. اللتتفتوا ناحية الصوت مبهورين ..

توسعت عيون سيف .. وهو يلمح قفاها في ذاك الركن جالسه في كرسي منفرد ..
قرب بسرعه .. وقلبه ينبض مع اوتارها اللي تبكي ..
ماكان عزف .. كان ماضي .. وحنين .. وغصه واحتضار ..
راح ناحيتها
وقف ..قدامها وهاله كيف ماتحس فيه .. وكيف تعزف بكل هالتمكن ..
كيف ذابت بين الاوتار ..
وكيف شدهت الكل .. !
جلس ع الطاوله قدامها .. مهره مغمضه.. وفي عالم ثاني ..
(من حسها الموسيقي وانتقاءاتها .. كان ينتظر تغني ..لأن كان عارف بيطلع صوتها يهوس .. بس ابد ماحط في باله .. احترافها بالعود ..) ..

حسين مبهور : ولك يابه .. هاي جابتها احسن من السنباطي ..
مشاري مسك ذراعه .. يسكته .. مايبون شي يقطع صوت ..العود .. ولايخدش الطرب الأصيل اللذي سلب الجميع في تلك اللحظه ..

راجح كان محتفظ بمكانه على احد المقاعد .. شارد .. وصوت تقاسيم مهره ..رجعته سنين لورى ..
ماريا مشدوهه: وليد .. انا مفتونه .. ماهذا ..؟!
وليد مبتسم : واضح ان هذه الفتاه لديها الكثير ..

سيف قدامها .. هزته التقاسيم .. وحتى صمت الجميع .. !
كيف شاركه الكل .. في هاللحظه .. !
المفروض انا لحالي بس ..
ماحد غيري .. يعجب .. وينشده .. ويصفق ..

عزف مهره ولاغلطه ..
غارقه حتى النخاع .. ماهي منتبهه.. لشالها اللي ارتخى وبان شعرها ..
وقفت عزف ..
افتحت عيونها ببطئ..
ولقت سيف قدامها ..
لسى ماتدري عن اللي واقفين وراها ..
راحت مرت على الأوتار:ها نمشي ..؟!
سيف مب مستوعب مدا فهاوتها .. بس ابتسم بحنية .. : اللي تبين ..
مهره تحط العود جنبها : اخيرا ً..
وفجأه الكل صفق لها ..
وصوت حسين المتحمس: فدوووة فدوووة..بجيتينا على هالتقاسيم يابه ..

انصدمت مهره .. ماتوقعت ان في احد يسمع .. كانت متوقعه الكل منسجم بعيد ..
ركزت بوجه سيف .. اللي راح يعدل شالها .. ويدخل شعرها اللي بان .. وهمس :
الكل وقف يسمع لك ..
مهره بعصبيه : سيف ابي امشي ..
اشر للخادمه .. وجابت معطف مهره .. خذه وقفها ..
وحطه على كتوفها ..
لياان بتموووووت ..
سيف لف ذراعها بذراعه : احنا مااشين .. نشوفكم على خير ..
مهره تحاول ماطالع احد .. حاسه متفشله ..
مشاري : ابدعتي ..نظفتي اذانا والله ..
مهره منحرجه..مب عارفه شتقول ..
اللصقت في سيف اكثر ..
وفهمها ..
وطلع فيها من بيت راجح ..!!!

مهره طول الطريق شارده ..
وسيف ساكت ..!!

‏شف وش الفعل قبل تشوف رد الفعل
‏كلمةٍ غيّرت فالعين... ملامحك

‏ليه حطيتني بين الرضى والزعل
‏لا اقدر ازعل عليك ولا اقدر اسامحك
........
في بيت فهد ..
صاحت سلمى ام شاهين :
شلون يعني .جمان بح .. راحت ..
شاهين وكفوفه فوق راسه .. مارد ..
فهد بحده :
لا بالله ماتستاهلها .. انا المخطي .. وانا اللي الله يلعني سعيت لك فيها .. هاللحين .. بنت سعود تغثها .. ببنت هالكلاب ..

شاهين : يبه ..والله كل اللي صار طيش .. وعاد اخر شي .. انا رجعت لجمان .. بصدق يبه .. وصار اللي صار وماتت امها و ..
قاطعته سلمى بحده :
ليتها اللحقت امها.. يالمقرود هدمت بيتك ..يتمت بناتك ..جمان اذا انها صبرت ثلاث سنين وبلعت .. والله لاتضيع براهينك عمر .. ماتلقاها .. عيال سعود قويين قلب وباسهم شديد ..خل تنفعك غادة اللعنت الله تلعنها دنيا وآخره ..
شاهين : لاتلعنينها يمه .. هي شدخلها .. انا رحت لها ..
فهد بغضب : الا الله يلعنك انت معها ..وانت اصلا ً من يوم سميت بيان غاده وانا غاسل يدي وعارف انك مب مصفي النية مع بنت عمك .. الله لايبارك فيك ياشاهين ..كانك ضيعت وجهي مع اخوي .. شلون بشوفه ..
شاهين بقهر :
يبه انا قلبي محروق على جمان .. وانت تحاتي ابوها ..ابا اروح لعمي .. الليوم وابيك تكون معي .. عمي عنده معارف .. ويمكن يوصل لها ..
فهد : وش تبي تقول لعمك .. بتقوله عن هالاسباب اللي تسود الوجه ..وش بتقول ياشاهين ..
بعصبية يدينه على راسه :
مادري .. مادري .. انا حتى مادري .. كم ناوية تبعد .. وش المادياات اللي خذت معها .. كم تكفيها .
فهد شب سيجار .. واشر بيده :
انت مو عندك حسابها حق البنك .. شف كم سحبت .. ولاكم فيه ..
شاهين بتوتر : تصدق بالله .. ماسحبت منه ريال .. ومن يوم السالفه .. ماسحبت شي ..
عقد حواجبه : ماعندها حساب ثاني ..
شاهين : لا .. الا اذا انها افتحت ثاني .. عشان ماعرف تحركاتها ..
سلمى : واذا سوت ثاني .. من وين جابت فلوس ..
شاهين حدق بنقطة وهمية .. وتوسعت عيونه ..
وهو يقوم ..
فهد : وين .. ؟!
شاهين وهو يطلع : بروح لعمي ..
فهد : اصبر .. اجي معك ..
بس شاهين طلع .. وركب سيارته وشخط فيها ..
..........
نواف وهادي في المكتب ..
نواف ماقال شي لابوه الى الآن وواضح انه مندوش ومو مضبوط ..!
هادي : رحلتك الليله ..لاكان داومت ..
نواف ضغط عيونه: صار شي ياهادي .. ومادري بتضبط هالروحه ولا ..؟!
عقد حواجبه :وش صار ..
نواف :كل شي تعقد .. وكل شي دمر .. مادري شلون بنرقع ..
هادي :كل مشكله ولها حل يا اخوك ..
نواف بتهكم : الا مشاكلنا.. دلاقيم .. الله وكيلك ..شي يشيب الراس ..
انفتح الباب .. بعنف .. ودخل شاهين ..
نواف عقد حجاجه .. وشاهين بحده :
انت اللي ساعدتها ياهادي .. وانت اللي تعرف وين جُمان ..
هادي محتفظ بهدوءه .. : صبحك بالخير يابوفهد..
شاهين بحده وانفعال ..: هادي .. جمان في مواضيع تفييز .. حجوزات .. سفارة .. ماتسويها لحالها ..اذا ماسويتها انا .. ولاا جات لنواف .. جات لك انت وخلصت اوراقها بالوكاله اللي معك ..
نواف جاا مسك شاهين .. :
شفيك استخفيت ..جاي للرجال .. وتتهمه .. ماانت صاحي ..
صاح : نواف .. جمان ماسحبت ولاريال من حسابها .. ولا استخدمت الفيزا اللي معها ..ودام ماخذت من عمي ولا منك .. تصرفت باسهمها ..
واللتفت لهادي : وبيدك تبيع وتشري .. بحكم الوكاله ياهادي ..

جااا سعود على الصوت.. ضرب العصا في الأرض ..: وش صاير ..وش عندك ياشاهين .. ماحنا بقهوه على هالزقيع ..
نواف سكر الباب ..
وارتبك ..
وخايف من الصدمه على ابوه ..
جاا يمه : تعال يبه اقعد وبناقشك بسالفه ..
شاهين عرق جبينه .. وهو يحب خشم عمه وراسه ..

جلس ..
وكل واحد خذ له مكان ..
ووجه سعود مايبشر بخير ..
ونواف يقول الوضع اللي صار مع جمان ..
وبخلاف توقعاتهم ..
سعود سمع بهدوء .. ويوم خلص .. قال :
وش اللي تبيه من هادي هاللحين..
توسعت عيون شاهين .. : عمي انت مستوعب حجم السالفة .. اقلك جمان راحت .. ومادري متى بترجع ..
نواف عقد حواجبه ويطالع ابوه ..اللي قال : وانا اسئلك ياشاهين وش مشكلتك مع هادي ..
شاهين بانفعال:
هادي معه وكاله.. يقدر يخلص معاملاتها .. وبعدين انا حتى ماادري هي كم سيولتها عشان اعرف متى ناوية ترجع ..

هادي : جمان باعت اسهمها كلها .. وانا شريتها لحساب بوفارس .. لأنه مايشيك على ايداعاته الانادر.. وهالشي برغبتها .. ماكانت تبي احد يدري ..
شاهين بلع ريقه .. وببطئ: وش يعني ..تاخذ كل هالمبلغ معها .. ماهي ناويه ترجع ..
نواف: مستحييييل .. ليش تسوي كذا ..
سعود بنظره حارقه لشاهين قال ببرود : الجواب عند شاهين يانواف .. ليش جمان العاقل تسوي كذا ..
شاهين ضرب الطاولة وحس انه عمه عارف سبب روحتها: ماهوو وقت ذا كله ..ولا اسبابها .. ابي حرمتي ترجع .. كيييييييف ..؟! ..
واللتفت لهادي وبغضب:
يعني دام سويت هالخطوه الكبيره .. تعرف وين راحت ..
هادي اللي كان جالس جنب سعود:
كل اللي سويته بموضوع سفرها طلعت لها فيزا الشنغن .. غيرها مادري ..
شاهين وقف وحط كفوفه ورى راسه .. وبعيون زايغه :
ما هي كانت معي بمطار سويسرا .. ادري انها باأوروبا بس وين .. ؟!!!!!!!
هادي بهدوء : علمي علمك .. واعذرني يابوفهد ..بس انا عبد مأمور ..وهذا يمك ابوها واخوها ..هي حلفتني ع المصحف قبل تطلب .. مايطلع شي .. مني قبل تروح ..

شاهين برجا : عمي تكفى.. شف حل .. لو تبي انت بتلقاها ..
سعود : وانا مابي ألقاها .. دام راحت من راسها .. تجي لاطحنت اللي فيه ..
نواف بصدمه: يباااااه .....!!!!
سعود مد كفه يسكت نواف : انتهينا .. ولا احد يناقشني بموضوع جمان .. ولا احد يبحث فيه ..كل واحد يتوجه لحياته ..وجمان مو اول مره تقعد بغربه ..
شاهين مصدوم وبغضب :
هذا اللي قدرت عليه عمي .. جمان هاربه .. طالعه عن شوري وبيتي .. ومخليه بناتي ..
وقف سعود وضرب الأرض بعصاته .. وبحده وتهديد :
والله ان زدتها ياولد فهد .. لاطلعها من ذمتك ليوم اللدين ..
شاهين .. تبادل نظره حاده مع عمه .. وطلع من المكتب .. !
نواف مصدوم : يباااه ..شصاير .. وش اللي تعرفه وماعرفه ..
خذ نفس عميق والقى نظره على هادي .. وبعدين نواف :
خلص اللي عندك .. عشان نرجع ونبلغ امك بسفر جمان .. لا احد يقول لها ويفجعها .. عشان تخلص امورك .. وراك سفر ..
نواف بدهشه :
يعني اسافر .. وصايره هالسالفه .. واختي .. شفيك يبه ..
سعود : اختك معها الله .. واذا انت مو قد الشغل .. لاكان دقيت الصدر وقلت انك انت اللي بتروح .. ان كان راح هادي بدالك ..
نواف بعصبية :
احنا وين وانت وين الله يهداك ..انت تدري وينها فيه على هالبرود ..
سعود : لا والله مادري .. واخلص ..ترى ماهنا وقت ..
وطلع ..

امس ......
*دخل هادي للسعود في المكتب ..
وقف وقال : عمي سعود ..
رفع راسه : هلا يبه .. حياك ..
هادي حط ظرف قدامه
وخله كفه عليه :
قبل تفتحه .. عمي .. انت من سنين .. مسكتني وكالات لجمان وبلقيس .. وحتى لبوفارس .. لاسهمهم بشغلنا ..لعدم تفرغهم .. يعني تثق فيني .. واني اسوي اي شي في صالحهم ..!
عقد حواجبه :
وش اللي في بطنك ياهادي ..
*هادي تربية سعود ... ولد خويه اللي توفى وترك هادي وخواته .. وهم صغار .. اشرف على دراسته .. .. وعلمه شغلهم .. ومسكه العمل مع نواف .. ولايفرقه معه بشي .. ويعتبر امين على اسرارهم ..*

هادي بهدوء :
هذي رسالة من ام بيان ..
سعود بدهشه: رسالة من جمان .. ! .. انهبلت ياهادي ..
سحبها من تحت كفه .. وفتحها..
بدايتها .. :
سلام ياعزوتي وتاج راسي .. سلام ياهامتي ..ومعلي خشمي فوق ..!
يبه ..

"ورااح يقرا الرساله بعيون ذاهله .. فتح ازرار ثوبه .. وهو يكمل .. "

انصدمت ..
كبرت في العمر فجأه ..
جمان فرحتي بعد الوراعين ..
جمان وتضحك الدنيا في عيني .. لاضحكت ..
بنتي ..
شوفتي ..
آااااااه ياوجع روحي وعقلي .. "

هادي ولما شاف .. سعود وملامحه اللي تقلصت ..
قال: هي كانت تبي كلشي بسر .. وماتبي احد يمنعها .. لو عارضتها .. كانت بتقوم بكل شي .. لحالها .. !

سعود:اللحين وش بقول لأمها .. وش لون احط عيني بعيون بناتها ..وبغضب صاح : اشلون تحلفني ما آذي شاهين .. ولا اذبحه ..
هادي : ياسعك الحلم ياطويل العمر .. وخلي الأمور تمر بهدوء .. لأن لو طلع شي في العايله .. الكل بيحط حكي .. ويزيد من عنده .. وعاد ندخل في امور ماتترقع ..
سعود يضغط جبينه .. وبذهول : ضاعت ياهادي .. جمان ضاعت .. انت مصدق .. انها بتظل بسويسرا ..هي وصلت هناك .. وبعدين الله يعلم .. وين بتكون ..!

رد بهدوء :ام بيان ماينخاف عليها .. ودرست سنين بالغربه .. وبس تستقر متأكد بتعطيك خبر ..
سعود وشكل الضغط والسكر ارتفع عنده :
ود اهاوشك .. ياهادي ..والله ود اسبك ..واللعن خيرك..
هادي بسعة صدر :
لاتخلي شي بخاطرك ..كلنا لك الا اللروح لله ياعم سعود ..
سعود بانفعال :
اللحين يومك سويت كل هالاجراءات وعاونتها .. قلنا اسرار موكلتك مايخالف .. بس ماتدري وين بتستقر .. لاوالله .. جبت العيد ياولد حمد ..
هادي :ماهنا الا الخير .. خيتي جمان تعرف وش تسوي ..وماينخاف عليها .. !*
.............

(لاحق ياولدي ..بتدفني .. وضحكت .. بس شفيك مستعجل ..)

رأيت سيف الصغير في المنام .. وهو يدني التراب على مهره .. ويضحك .. وكأنه يلاعبها ..
كانت لعبه .. كما يفعلون بدفن الاجساد على الشواطئ ..
لكن مهره بدءت ملامحها تتغير .. كانت تضحك .. لكنها بدت بالاستنجاد والتوسل..
وهي لاتستطيع .. ابعاد التراب عنها ..
(سيف خلاص .. شيله .. سيف ماعرف احرك نفسي .. )
سيف (حافين ماما .. ألعب ..)
مهره بخوف (سيف لاتدفن راسي .. بموت سيف .. بموت .. سيف .. سيف ..سيف )
نداءاتها الاخيره كانت لي ..
وليس لسيف الصغير ..
اختفت مهره .. واختفت صراختها .. وجدتني احفر .. ولااجدها .. كنت ازيح التراب واناديها .. والتراب يعود من جديد بكميات اعظم ..
انتبهت ان هناك قدم .. تعيد التراب .. رفعت رأسي .. واذ به احد توأمنا .. لم اميزه ان كان عساف او نواف ..
صارعت .. وجاهدت .. حتى حفرت ..
واختفى اخي .. وجدتني اطل في حفرة .. بها لحد ..ومهره بداخله ..
كالجثه المقتوله في حرب ..
جسدها مليئ بالجروح والكدمات ..
اتاني صوت فوقي .. كان أحد التوأم .. بحة نواف .. وصوته العاتب .. (شيلها تراها حية ) .. !..

شهقت وصحيت .. دفعه وحده .. ادورها جنبي مالقيتها ..
قمت من السرير .. مثل المجنون ..
تراصت جدران الغرفه .. حسيت السقف بينطبق .. علي ..
طلعت من الغرفه .. برعب الدنيا .. واناديها .. : مهرررره .. مهره .. مهررررره ..
........
كانت في المطبخ .. تحضر فطور . متروشه ومروقه .. بعد مكالمه حلوه مع سيف وفارس .. وكان سيف مبسوط ويضحك من قلب وهو يلعب مع ديم بنت جمان ..
مشغله فيروز ..
وتصف شرايح الجبنة على البيض اللي مسويته .. !
ماسمعت ندائاته ..

سيف وصل المطبخ .. وشافها .. وباندفاع ..
راح ضمها من ظهرها بقووه..
شهقت بارتياع .. مو مستوعبه ..
ضمها وخبى وجهه برقبتها .. : اناديك .. ماتردين ..
مهره يد فيها كف الطبخ ويد فيها ملعقه ..بدهشه وخفوت: ماسمعت ..سيف شفيك .. انخلع قلبي كنت غافله ..
يده على قلبها.. ياخذها لحضنه اكثر ..
حسته سمى على قلبها ..
بس ماسمعت ..
مهره مستغربه.. حاولت تبعد :
بيحترق البيض .. اتركني سيف ..
مابعد عنها..وهو يتخيل شكلها بالحلم .. وقلبه يرقع بقووه ..
لو يصير لها شي يموت ..
مهره بتبعد عنه ..ارتبكت .. حضن سيف غريب .. مد يده وطفى الفرن ..وهمس في اذنها:
لاتبعدين ..خليك عندي شوي ..قلبي مو مضبوط ..
استكنت .. لما حست بضربات قلبه في ظهرها .. كأنه راكض وقت طويل ..
ظلوا كذا ..
وترانيم فيروز .. تطوقهم ..

شوي .. وبعد ماهدا قلبه .. وصدق انها حيه وبخير .. راح باس خدها :
الله لايحرمني اياك .. حتى لو انك قاهرتني .. الله لايوريني فيك يوم ..
توسعت عيونها ..
وهو يبعد ..
التفتت .. وتوها بتصرخ في وجهه .. يعني كل اللي سواه ماهو اعتذار .. الى الان تفكيره مريض ..
سيف شكله فضيع بترنق .. وشعره مبعثر .. ونازل حافي ..ابتسم بعيون ذابله ويأشر بكفوفه:
خلينا رايقين .. ترى مافيني اليوم ..اليوم هدنه .. مابي اسمع شي عن ماضيك .. ولابسئلك شصار ماصار .. حاولي تبتسمين وتكونين بخير بس ..

عقدت حواجبها :شارب شي .. !!
سيف :بصعد اصلي ماصليت وابدل واجيك .. كملي الفطور ..وسوي قهوة ..
وتركها وصعد ..
في حالة دهشة .. من تصرفاته .. !
......
بعد شوي..
جالسه ترتشف قهوتها .. وتشتت نظرها عن عيونه اللي مطوقتها ..
جالسين يفطرون جنب نافذه كبيره مفتوحه ..
برودة .. وصوت طيور وغربان .. وضباب نازل على الأرض .. والسماعه اللي خف صوتها وقربت تطفي .. واغنية (عصفور طل من الشباك) لأميمة خليل ..
سيف برواقة .. :احسك العصفور المقصود .. وتطلين علي من الشباك ..
مهره : بالله .. يعني انت النونو ..
سيف مروق :وش ماصار في النهايه ترجعين لي .. وتنتمين لي .. نفس العصفور باغنية اميمه..
مهره حست بتبتسم ..بس اشاحت : والله الخبال .. مايمرح بالخلا ..
سيف بنص عيون .. : وش قصدك يعني الخبال ساكني انا ..
مهره بنص عيون :اللي على راسه بطحه ..
ارتشف من قهوته:
يلا بسامحك .. وآخذك على قد عقلك ..مابي ازعلك الليوم ..
مهره متعجبه من هالتغير .. ومن نظرات سيف وصباحه ولطفه ورواقته ..
شب سيجار ونفخ دخانها : قولي لي .. من متى تعرفين تدقين عود ..
مهره تصب العسل على القشطه ..وبتواضع مصطنع :
انا ادق عود .. ؟! .. ياشيخ .. كلها .. اهوبد بالاوتار .. واسوي ازعاج ..
نفض الرماد في الطفاية : ليش مثل هالاحتراف عندك .. اسمعه مع الكل .. واعرفه بوجود الجميع .. ! .. ليش مادري عنه قبل ..
مهره تاكل قشطه ..:
ماهو شي مهم .. وبعدين ماطرى علي اقلك اني اعرف ادندن عود .. في اشياء نخفيها من غير قصد ..
سيف طالع عيونها مده طويله : بس انا ماخفي شي عنك ..
مهره بشقاوة انعكست من اسلوبه اليوم ..
اسحبت فنجان قهوته التركية مع صحنها ..
وراحت قلبت الحثاله بالصحن :
خلينا نشوف .. بقرى فنجالك ..
ضحك :
تدندين عود .. ودجالة .. ياناس وش متزوج انا ..؟!
مهره تطل في الفنجال .. : تراه بقراه .. بس بفلوس ..
سيف : فوق الخساير .. اللي سويتها امس بالسوق ..
مهره حركت حاجبها : تبي .. والا يفتح الله ..
سيف يحلف بالله انها بريئه .. وصفحه بيضه .. ابتسم :قولي .. ومانختلف على السعر ..
مهره تطالع بتدقيق .. :
في بنت حلوه .. وجميلة ..يمه تهبل عسل عسل تبارك الرحمن ..
سيف ضحك : وش تبي قاعده بافنجالي ..لا في حياتي ولا بفنجالي ..ناشبة لي هالبنت..
مهره عصبت : والله والله ان قاطعتني .. ماراح اقراه .. ياخي ابا اركز ..
سيف : تمام . سكت ..
مهره ..وكنها تقرى صدق : متعلق قلبك فيها .. تضربها ثم تداويها .. توجعها وتوجع نفسك .. بينكم نقطه سودا .. كبرت وصارت .. كبيره .. انت واقف بعيد .. والنقطه تبلع .. البنت الـ..
سيف واصلا ً مب ناقص بعد سلبية الحلم اللي شافه .. قاطعها :
بس لاتكملين ..
مهره تحرك حاجبها : لازم اقول عشان احلل قريشاتي ..
سيف : ازيدك ولاتكملين .. لايصير في البنت شي .. خلاص ..
مهره ..كنشت بعيونها : يعني خايف على البنت .. اللي مبينه في طالعك ..
سيف : مابي احد يصير له شي بفنجالي .. عندك شي ايجابي قوليه .. ولا بخصم من بقشيشك ..

مهره رجعت تطالع وبهبل ..راحت تقول شغلات .. وسيف متفاعل معها..
يستهبلون سوا ..
معقول الزعل والاسباب الهايله اللي بينهم .. تتلاشى ..
بصباح .. وقهوه .. وهبل .. وموسيقى .. !!!!!

سيف يطالعها وهي تتفلسف .. وجهها يرجع فيه الدم .. وترفع الفنجال وتوريه وسطه .. وتأشر ..وتكذب وتبالغ .. وتضحك ..

ولسان حاله يقول ...
‏لا تلومون مالي فاللوايم نصوح
‏قربها فال خير وهجرها فاجعه

‏راضيٍ بالشقا معها على إنها تروح
‏خابر إنها لا راحت ماهي براجعه
...............




‏من علّم الموج يسرق لهفة الغرقى ؟
‏و العمر صفحة تضم أطهر أسامينا

‏و من جاب طاري الوداع و حزة الفرقى
‏و اللي نحبه تجاهلنا على الميناء !

دخل شاهين بيته .. هاله كمية السكون .. في المكان .. تونا على هالشعور .. !
لا ركض ديم باللهفه لحضنه .. !
ولاصوت بيان . تردد وتحفظ وتذاكر مع امها ..
ولا أمها .. آاااااه يا امها ..ذبحتي البيت وطفيتي حسه ..!
مشى خطوات متثاقله ..
يطالع على الرف بقايا الشموع الذايبه .. والورد الذابل ..
كانت تطالع في عيني وتدري ..
كانت تضمني ..وتتوعدني ..
كانت على صدري ورافعه خنجرها في ظهري .. !
اللتفت وتهيئ له حسها : شاهين .. فيك شي ..

طالع الفراغ ..
مكسور.. !
كانت تسئله هالسؤال .. حتى بسنين أزمتهم .. كانت بعيدة جسد .. قريبة قلب .. !
مشى لمرسمها ..
فتح الباب .. وشغل النور .. طالع اللوحات .. بقينا يتامى .. كلنا ..
الله ياحنين الريشه لاصابعك ..
الله ياشوق هالألوان لدمجك ..
الله واكبر عليك ياجمان .. خليتي كلشي تحبين .. ولا التفتي .. !
رفع لوحه لمحها بين اللوحات المصفوفه على الأرض ..
حطها على الحامل ..
*وقفت انظر الى اللوحه بألوانها الترابيه والرماديه .. مع التدقيق .. وجدت انها عبارة عن حرف (ن) ضخم ..
كانت جمان .. تقول ان هناك سر في انتهاء اسماءنا بالحرف ذاته ..
احبت الحرف .. وكانت تشعر انه رمز .. وانه ليس صدفه ..
بل انها صنعت خيالات للنقطه اللتي وسط النون .. فعلا ً ..
انا الآن اقرء الحرف .. بخيال أوسع من جمان .. وبصيرة تفتحت مع انكساري ..!

ها أنا اكتشف اني النقطه الحبيسه داخل نونك ..
وانتي النقطه الهاربه .. من انحناءة نوني ..
هربتي ياجمان ..
فاصبحت كأسمي بدون تلك النقطه.. لايقرء .. ولايكتمل .. كنتي النهاية لي .. بك انتهى كل شيء ..
انتهيت ياجمان .. فلا اجدني ..!!!*
******


خبر جمان .. كان صادم .. موضي تلقته .. كأنه خبر وفاه .. بفاجعه .. وبكى ..وحتى بالسب .. سبة جمان .. واللي خلفوها ..
وطلعت عن طورها وسبت عيالها كلهم .. وانهم بيجيبون اجلها ..
بلقيس تهجد فيها .. ونواف ..

بلقيس بعصبيه : يمه جمان اكيد ماسوت كذا الا لسبب .. لاتقعدين تتسخطين عليها ..
صاحت :
بتقولون رجلها خاينها .. والله لو يحط على راسها ثلاث ... ماتخلي بناتها.. تبي تطلق .. الحكومه فاتحه بيبانه .. بس تطق كلشي بعرض الجدار وتروح لا والله اللي ماتربت .. انا اشهد اني ماربيت ..
نواف بانفعال: يمه .. اذا انتي قلتي كذا على جمان وشيبا يقولون الناس ..
موضي تمسح دموعها وبانفعال:
وش بيقولون غير الردا .. حد يسوي سواة اختك .. الا التسلاب واللي مافيهم خير ..
سعود بحدة :
ابلعي لسانتس ياموضي ..خليتك قلتي اللي بخاطرتس وانفعلتي وعصبتي .. عاد بياض بنتي لاتعكرينه .. بحكيك .. لاهنا وبس ..
موضي بحده : سعود .. ياسعود .. نسيت ولا اذكرك .. يومك وقفت بوجه عساف .. وعارضته ولبسته الردا .. وهو رجال وشايل عيبه .. وبيروح يتغرب .. هاللحين البنت عادي .. البنت اللي كلشي يمسها تروح وماندري ..وين اراضيها ..
سعود بحده يلوح بسبابته :
هوووب موضي هووب .. عساف عارفه وعارف جمان .. جمان كانت بزر توها مخلصه الثانوي.. حطيتها بروما .. وضبطت سكنها ومصاريفها ..ومشيت .. سنين بالغربه ..والله ورفعت راسي.. اي والله اتنومس لاقالوا جمان بنت سعود ..

موضي بانهيار صفقت كفوفها:
هذا انت قلتها .. امنت لها كلشي ومشيت .. بنتي الله اعلم .. عن اراضيها وليش تقول بتقطع الكل .. اذا هي زعلانه مع زوجها .. ليش ماتتواصل معك .. معي ..مع اخوانها .. حشى شلون ماتبي تسمع حس بناتها .. لاا والله اللي بنتي جنت ..

طاحت عينها على بيان وعيونها مجمره دموع : جديده وينها ماما.. اهي في جده صح ..انتي ليش معصبه عليها ..
موضي ماعرفت ترد ..
وسعود حط يده على جبينه وضغط بقوه ..
نواف راح شالها .. :
مافيها شي جدتك معصبه علينا كلنا ..
بيان : الا خالي نواف .. جديده معصبة على ماما .. اهي ماما يعني راحت ومب جايه .. شلون يعني ..!!!

(وكان اصعب شي على العايله .. توصيل كارثة جمان لبناتها .. حاولوا يوضحون انها مسافرة تاخذ دروس رسم والمنطقه مافيها تلفون وجوالات .. لكن ..!
كانت المسئلة مؤلمة .. وديم عاد قربت تمرض .. من البكى وصراخ.. ابوهم خذهم عنده .. وقرر يكونون معه .. وظل معهم في بيت ابوه .. تحت رعاية سلمى ..)
...............
في الأردن- البتراء ..
وكان اتفاقهم على اللقاء بحسب الموقع والساعه بالضبط .. لعدم وجود جوالات بذاك الوقت ..
كان يبحث عن .. غازي بين السياح ..
في ممرات الآثار .. لمن سمع صوت طفله .. مرتفع بالنشيد الوطني .. يختلط صوتها بصوت غازي .. (عاش الملك .. للعلم .. والوطن ) ..
توجه لصوت ..
وهو ماسك يد مشاري الصغير ..
ابتسم غازي لمن شافه .. :
بح صوت بنتي .. يالله لقيتنا ..
راجح يشوف مهره على كتوف ابوها .. كانت طفله كالحُلم ..
راجح :ترى جيت .. على قوو الولاء .. لو يسمعها الملك فهد .. بخها بمليون ..
ضحك غازي ونزلها على الأرض ..ووقفت وجها لوجه مع مشاري كان اكبر منها يمكن بسنه ..
وسلم على راجح ..
مهره ومشاري يطالعون ..
ومهره مبهوره ان لون عيون مشاري زرق .. قالت باستغراب وتفكره عمي :
انت تشوفني .. ؟!
ابتسم :
ايه اشوفك .. ليش تفكرين نفسك جني ..
مهره بقشاره :
انت الجني بسم الله.. عيونك يخوفون .. فكرتك عمي ..
توسعت عيونه .. وهو يمشي معها ويلحقون راجح وغازي ..
مهره:ايه عيونك نفس القطوو حقنا..
سمعها راجح .. وراح شالها .. وتناظر عيونها .. : لسانك .. عن ولدي ..
مهره حطت كفوفها على وجه راجح وقالت ببتسامة واسعه .. :
عيونك احلى من ولدك ..
ضحك : شسمك .. ؟!
مهره : عسل ابوي ..
ضحك : ياشيخه . ! . وش اسمك .. ؟!
مهره تميل راسها على ورى وتناظر ابوها :
اقووله ..؟!!!! ..
ضحك غازي :قولي .. ابوي..
اعتدلت وبهياط: مهره غازي بن عضيب.. والنعم ..
راجح : والله والسبع انعام ..
مهره : ماعليك زود ..
راجح ..انبسط عليها.. وعلى منطوقها: غازي تعطين اياها..
سحبها من يده وراح حملها على كتوفه :
ذي القلب ومعلاقه ..ياراجح..
راجح : عطني اياها واغنيك ..
غازي وهو يشير بعيونه .. على كل شي حوله :
والله لو تسجل البترا بسمي ..
ضحك راجح:
المهم ابيها لمشاري ..
غازي بنص عيون : دامك في هالدرب .. انسى ..
راجح : ارجع معي .. عقليتك ابيها ..
غازي عطاه مفتاح السياره :
هذا اخر شغلي معك ..والله وعشان افك رهن المزرعه ..ماني معك بذا الدرب .. ..خذ اللي بالسياره واترك المفتاح فيها ..
راجح : ماهو جاي تودعني ..
غازي : مهره تبي تشوف الشموع .. ماراح امشي الحين ..جبتها امس ولزمت اليوم تبي تشوفها وجبتها .. !
راجح رفع عينه لمهره وداعبها :
تجين معي مهره صيري بنتي واشب لك الدنيا شموع ..
مهره تتمسك في راس ابوها .. وبتكنيشة زعل :
انا بنت ابوي بس ..حتى لو ماشوف ولاشمعه ..
غازي مسك كفها وباسها :
راجح ..بذمتك .. ماتستاهل اخلي كل شي عشانها ..
راجح هز راسه ببتسامة خافته :
الله يخليها لك ..
______راجح بشرود .. يربط كل الأحداث والأسماء ..
يتخيل سيف وهو يعرفها : زوجتي مهره .. !
وعنده خبر انها كانت زوجة عساف قبل ..
انصدم ..
من عساف ..
واللي سواه ..
بس يمكن مو مهره بنت غازي ..تصادف اسماء ..
لااا والله هي .. هذا عيونها ..شفت ابوها فيهاا ..
قبض كفه بقوه .. وبغضب عارم .. ضرب الطاوله ..
ايش اللعبه اللي لعبتها ياعساف .. !
والله لو انك حي كان نتفتك باسناني ..

قبل كم سنه ..
ووقت عساف في امريكا وكان محتاج فلوس حق لعبه وشربه ..
راجح درى عنه وعن احتياجاته .. ومن غير علم سيف .. بدا يشغله معه ويوكله على بعض الشغلات .. وذاك ينفذ ..
وراجح يكرمه ..!

لمن مره .. قال ان يبي يرسله السعودية .. ويعطيه عنوان .. ويسئل عن بنات غازي ووضعهم .. وخاصه مهره .. !
لأن كان على كلمته .. ولو البنت متاحه .. وماعرست ..
كان فعلا ً بيروح يخطبها لمشاري ..
كان يبي يربط بنات غازي معه .. !
ماينسى ابوهم ..
رفيق عمره ..
ماينسى ان لولا الله .. وانقاذ غازي له .. ان كان ميت من زمان ..!

كان يبي ثروته ترجع بعد عينه لعياله وبنات غازي .. حتى لو كان غازي رافض .. !

كلمه عساف .. وبلغه ان البنت متزوجه .. وخواتها بعد متزوجات .. وقاله انه بيرجع .. لانه مايبي يطول بالسعودية ..

ومن يومها .. وعساف منقطع عنه نهائي . !
وحتى يوم درى ..
ان سيف متزوج ارملته .. ماكان عارف اسمها ..
يعني ..
عساف ساقها عليه .. وبدل مايجس النبض .. راح خطبها لعمره وخذها .. !

كان على طاولة الفطور ..
جات ليان وباسته : بابا شفيك ..وجهك معصب..؟! ..
اخذ نفس وزفره :
ولاشي بابا تعالي افطري ..
جلست .. ونزل مشاري .. وهو يدندن بفمه .. بلحن يشبه تقاسيم العود امس ..
ليان بنص عيون :
بس مشاري ابيه يطلع من مخي ..
مشاري يقوي صوته .. ويجي يحب راس ابوه .. وجلس :
والله ابدعت ..ولايبه ..
راجح : اي والله .. انها رجعتني سنين ورا ..
ليان وهي تمسح مربى على قطعة توست : تبالغ بابا ..اصلا ً مب حلو وكئيب .. حسيت الوضع صار تأبين ..ومالها حق .. تدخل عرض .. وتسوي هالشوو اللي ماله داعي ..
راجح :
لها الحق .. عود وموجود .. والحفل ماكان رسمي .. بالعكس .. الفقرة هذي هي صنعت ليلة امس كلها ..اي والله انها جابت راسي..
مشاري .. عقد حواجبه .. وخاف ان ابوه معجب بمهره .. وحاط عينه عليها .. :
يبه.. عاد لانبالغ في الاعجاب تراها زوجة خوينا سيف ..
راجح افهمه ورفع حاجب .. :
تفكيرك شطح يبه .. بس شكل والله انت اللي اعجبتك ..
مشاري بدا ياكل :
انا اعترف اني احب الجمال والبنات .. بس لما تكون زوجة خويي هنا ستوب .. اشوفها مثل سما وليان ..
راجح وقف : مير الزمن اللي تلوى .. وخذا منك شي .. كان لك ..يقولون الحظ مقفي والليالي مدابير ..
ليان : وش فيك بابا انت من تتكلم كذا .. يعني فيك شي مو مضبوط ..
مشاري : وش قصدك يبه ..؟!
راجح :طاري علي واحد عزيز .. ليته على الدنيا .. ان كان اشياء كثيره تغيرت ..
ليان : من يبه ..؟!
مشاري : تقصد العم غازي .. الله يرحمه ..
ابتسم راجح بحزن.. ولاعلق ..
وراح ..
ليان : بابا على قوة قلبه .. من يجي طاري صديقه القديم .. يصير اوفر .. مايشبه بابا ..

مشاري .. شرد في النقطه اللي راح فيها ابوه .. مامعه فكره عن شي ولاعن بنات غازي ولامهره ولاحتى يتذكرها .. بس يعرفون اهو وخواته ان ابوهم عنده صديق قديم مستحيل ينساه .. اصلاً تجمعه صور كثيره معه .. بعضها في الألبومات وبعضها بفريمات بمكتبه ..!

نزلت سما .. وحالتها الصحية متدهوره .. والنفسيه اردى .. !
ليان :سما اخذي لك مكملات غذائيه .. ترى صرتي تخوفين..
جلست جنب مشاري تمسك كنزتها من الجهتين..
داعب شعرها : وش فيك ياعين اخوك .. ؟!
سما : مانمت زين ..
مشاري : ليه وش شاغلك ..
سما بتردد : مشاري .. الحين البنت زوجة سيف .. من متى متزوجها عساف ..
ليان بعصبية وانفعال : لاااا عاد ترى اوفر .. ماكنكم اشغلتونا بها .. والله مافيها زود .. بالعكس حسيتها قروية .. وماكشخها الا سيف ..
مشاري : والله البنت باين بنت أوادم .. ومثقفه .. ومتربية .. وبعدين عندها ثقة في النفس .. وواضح هالشي مو مكتسب من سيف .. البنت عندها كاريزما.. خاصه فيها ..

ضحكت ليان بتهكم .. وعصبية :
اووووووه شيت .. كارزما مره وحده .. آر يو كريزي .. مشاري لاتبالغ ..اصلا ً حيل ماتناسب سيف .. ريبولجن (تنافر) دز هورمني (تنافر وعدم تناغم) .. ماشفت فيهم شي واحد يشبه بعض .. مره لا .. !!

سما باختصار مفهي :ذي اريو قريت توقذر ..(انهما رائعان معا)
وابتسمت : من جد حلوين .. مره سيف نظراته تجنن لها ..
ضحك مشاري : احلى مافي الموضوع .. ان الكنغ متخرفن .. وهي كذا تناظره وتشيح .. يااااااااالبيييييييه ..
ليان ضربت الطاوله والقت سبة بالانجليزي .. الحقتها بعدة سبات لهم ولمهره وسيف ..وراحت تقول انه عمي وغبي .. وماعنده ذوق ..

مشاري وسما يناظرونها ..بعدها انفجروا ضحك ..
وهي تروح عنهم وتصدم في الطاولة ..!
****

مهره وسيف.. ولأن اليوم عطله ..
جالسين بره في الحديقه ..سيف يتصفح كتاب .. ويدخن .. ويشرب شاي ..
مهره..
تتأمل جمال المكان .. وملتزمه الصمت .. وتاركه حتى جوالها ..
مشعلين نار ..
سيف يرفع عينه كل شوي ..
يراقب خصلاتها تحركها الهوى ..
واصابعها تعبت وهي تزيحها .. ورى اذنها ..
يتأمل انفها باين ثلج وصار احمر ..
سئلها : بردتي .. تبين ندخل ..
مهره : لا.. عاجبن الجو..
طالع السما : واضح بينزل ثلج اليوم ..
مهره : اووف .. فوق هالبرد ينزل ثلج ..وش بتصير الدنيا ..جد جمده..
سيف يطالع كفوفها .. كيف تحاول تدفيهم .. وتخيل حلمه فيها وشكلها بالحفره .. كانت حتى اصابعها واظافرها مجرحين ..
حط الكتاب .. وبحنية :
مهره روحي .. تعالي جنبي ..
انصدمت وهي تركز بنقطه وهميه .. من زمان ماسمعت منه كلام كذا .. من الصبح وتعامله مختلف معها ...
التفتت ببطئ ..ناظرته بحذر :
سيف .. .. شفيك الليوم ؟! ..
دقق فيها بشرود .. شكلها بالحلم ..
وفقدها .. بريئته ..
مهره بريئه .. مايقدر يعكر هالشعور بداخله .. حتى لو داهمه النفور من سواد الفكره والحدث .. مد يده لها : قلت لك .. مابي افكر في الماضي .. اليوم .. ابي مهرتي جنبي .. ابيها تكون مرتاحه ولا شي يضايقها ..
عينها على كفه الممدوده ..
وقفت .. وتوجهت له .. وبتشره : اليوم بس .. !

يناظرها بصمت .. ماتكمل .. وتهدم الحاجز وتقول الخفايا ..
مستحيل انسان يكتم في قلبه كذا ..
وهو مايبي يسئل ..
احيان يحس ماعادت تفرق ..
بيعيش معها .. له الحاله .. ومايبي يعرف ماضي وحاضر .. ولاحتى وش بيصير فيهم بعدين ..
جد .. اذا هي روحي وعمري .. والحين لي الحالي ..
ليه اعاند قلبي ... ليه .. !
تكتف .. وابتسم ..وداعبها :
يعني ماتبين تجين حضني .. ترى ماهو دايم بيشرع بابه ..
مهره صدت وبكبرياء:
يا ياخذني هالحضن .. كل يوم .. وبنفس صافيه .. ولامابيه ..
ضحك : وانتي عاد ليتك تجين .. ولو هالحضن في امه خير بيردك ..
قبل تعلق .. انفتح باب الحديقه .. مهره رفعت شالها على راسها ..
سيف : اهلا ً كين .. تفضل ..
كين يشتغل عند راجح .. شايل كيس جلد .. كبير .. حطه على الطاوله .. وانحنى باحترام واستعدل .. وهو يعرف بالشيء :
سيدي .. انها هديه من السيد راجح .. للسيدة .. ويرجو قبولها .. كاهدية زفاف ..
سيف عقد حواجبه ..
ومهره ابتسمت .. وهي تفتح الكيس :
اصلا ً باين انه العود.. يالبيه ..والله ان هالراجح جنتل ..
سيف : اصبري مهره .. من رايي مانقبلها ..
شالته .. وتقلبه وباين مبسوطه فيه :
ليه .. ؟! ..
سيف: تراه عود قديم عند راجح .. ومن عرفته وهو عنده ..ادري انه عزيز عليه .. ومايفرط فيه .. رجعيه .. واشري لك غيره ..
التفت :
كين .. خذه واعده لراجح واخبره .. انها غاليه معنويا ً عليه .. ولايمكننا قبولها ..
كين : انه مُصر ..وتوقع هذا الرد منك .. لو عدت بهذه الآله .. سيعاقبني انا ..
قال كذا .. وتراجع ناحية الباب : لذا اعتذر ..
وخرج..
سيف اتصل براجح .. رد : هلا .. حي الله بوفارس .
سيف : يحيك ياسنايدي .. راجح وش هاللي انت راسل .. كذا كثير ..
ضحك : كلها عود ..
سيف : ادري انه عزيز وغالي عليك ..خله معك واشري لها واحد .. واذا بغيت انت تشري لها هديه .. بس ذا ..
قاطعه : لايكثر .. ياسيف .. واصلا ً العود .. له سنين . ماحد دندن عليه .. بدل ماهو زينه .. خليه عند اللي يستاهله ..طلع من ذمتي .. خليها تنتبه له ..
سيف : والله مادري وش اقول ..
مهره كانت تسمع المكالمه .. سبيكر .. قالت:
مقبوله ..وبحطها بعيوني ..
راجح سكت شوي .. وبعدها قال: هلا يبه ..
مهره :وربي فرحت بهديتك ياعم راجح .. يعطيك العافيه ..
راجح .. : يعافيك ..يا .. ..الا وش اسمك .. ضيعت ..يبه .. الكبر شين ..
مهره ببتسامة : مهره .. مهره غازي بن عضيب ..
وقبض على جواله بقوه .. هو عرفها .. بس لمن سمع الاسم على لسانها ..
حس بحجم الاستغفال .. اللي اكله اياه عساف .. !
قال : والنعم .. والله والسبع انعام ..
مهره : ماعليك زود ياعم ..

وبعد ما انهوا الاتصال .. ابتسم سيف .. وهي تقلب العود بفرح طفولي :
الحين يوم العود بيفرحك كذا .. ورى جابه راجح ماهو انا ..
مهره بنص عيون :جنتل .. جنتل هالراجح .. عكس بنته السنجاب ..
رفع حاجب: هالحين ليان هالجميله سنجاب ..
مهره تمسك العود وتمر باناملها على الأوتار :
وين الجمال بالموضوع .. خليني واثقه بذوقك .. لايهتز ..
سيف :حلوو يعني تثقين بذوقي ..
مهره وهي تدندن عشوائي : هالحين ماكنت عاجبتك انا .. ؟!
سيف رافع حاجب مبسوط على غرورها بنفسها وقال : إيييه .؟!
مهره رفعت عيونها له وهزت راسها : إذا ً انتهى .. ذوقك محط ثقه ..
اطلق ضحكه صافيه : يااااشيخه ...!
..........
بالليل ثلجت الدنيا ..
مهره الليوم كله ماتواصلت مع احد .. تحاول .. تبعد عن سيف .. عشان يدله .. ومايرجع يبكي .. !
سيف حتى و موده غير الليوم .. لاجاب طاري رجعه .. ولاشكله ناوي .. !
هو ماهو موجود .. اللحين ..
منسدحه على الكنب .. تحدق في الحطب المشتعل بالمدفئة ..
مر الوقت .. وسمعت خطوات قريبه منها .. لمن وقف الجاي عندها ..
رفعت راسها .. وبدهشه : عساااف ..!!!
جلس جنبها ع الكنب ..
طالع عيونها .. فتره وهي تطالعه بصمت
بعدها دخل يده في بلوزتها عند بطنها .. تحسسه .. وقبض عليه .. :
امانتي مهره ..وينها ..!!!!

شهقت بقوووووه وهي تفتح عيونها ..
سيف كان جا وكان جالس وما اصدر صوت .. قام بسرعه لها ..وهي تتلفت حولها بفزع .. وماسكه بطنها ..
سيف : بسم الله عليك.. حلم ابوي حلم ..
مهره عيونها زايغه .. وهي تركز في عيونه ..
حطت كفوفها على وجهها ..: اعوووذ بالله من الشيطان الرجيم .. يالله .. استغفر الله ..
جلس جنبها .. وضمها لصدره .. يسمي عليها.. همست وهي تحاول تبلع ريقها : بسم الله كأنه صدق ..
سيف همس : تعوذي من الشيطان ..
رفعت راسها .. وهي تضب شعرها بكفوفها :
متى جيت .. ماحسيت فيك ..
سيف: شفتك نايمه ماحبيت ازعجك ..
قال كذا وشرد ..
عقدت حواجبها : صاير شي ..
ضغط عيونه :
كلمت فارس ..
مهره بقلق : ايييه ..!
سيف: صايره مشاكل ..بالبيت ..

وقال لها سيف الاحداث اللي صارت عن جمان .. وضنون العايله ان السبب شاهين .. وكيف اللدنيا منقلبه عندهم وان ابوهم رافض اي محاولة بحث لها..

توسعت عيون مهره :
طيب وبناتها ..
سيف هز كتفه: واضح ان جمان متخليه عن كل شي حتى بناتها ..
مهره: اوووف ..طيب كيف وش بتسون ..
سيف : ولاشي .. ابوي رفضه ان حنا نتدخل يعني انه مطمن عليها .. وجمان ماهي صغيره .. نعطيها حقها في ردة فعلها .. !
.............
(جمان)
*دخلت في بيت حجري .. تصميمه مثل الكوخ .. بعد بحثي عن المفتاح .. تحت الاصايص المرصوصه جنب الباب ..

كان بيت صديقتي راشييل .. اللي مسافره حاليا ً في عقد عمل في المانيا.. كانت عايشه هنا مع جدها اللي توفى ..

المكان مظلم وبارد وموحش .. لأن راشييل تاركته شهور ..وانا اعرف البيت من قبل .. وجيت كثير عندها وبييت معها بالاسابيع هنا ..
شغلت الانارات ..
شراشف بيضا على الاثاث .. وغبار..
ارتجفت من برودة المكان .. ورهبة الوحده .. والبُعد ..
لكن نفضت الشعور بسرعه..
.. وبديت ازيح الشراشف ..من كل شي .. رميت مجموعة حطب في الدفايه واشعلتها ..
فوقها كان في صورة لمريم العذراء.. ومجسم للصليب والمسيح .. وعلى الرف نسخه من الانجيل ..
اعتذرت من راشييل في داخلي. وشلت الشغلات هذي وحطيتها بدرج قريب .. وحطيت مكانها .. مصحف وفريم فيه صورة حديثه لبيان وديم ..
شبكت جوالي على سماعه جانبيه ..وشغلت القرآن ..
وبديت انظف .. المكان كله .. كنت ماره سوبرماركت وماخذه كل منظفات راح تلزمني ..!!!*
كانت تشتغل .. وتنظف ..بمجهود للسكن الجديد .. وكان اللي يشوف ملامح جمان اللحين .. وهدوءها ..
مايجي في باله انها مخليه وراها كارثه من الاستفهامات .. وقلوب تحطمت من رحيلها ..!
انتهت بعد تعب ..
اتصلت فيها راشيل : هل انتهيتي ..لابد ان المكان قذر ..
جمان وهي تجلس وبيدها كاس كبير فيه حليب ساخن:
يعني راشيل لا استبعد وجود فئران في منزلك .. ماهذا ..منذ متى لم تعودي ..
ضحكت: عدت قبل شهران .. وقضيت الوقت في الفندق .. كان اسبوع هل سأحرقه في التنظيف ..
جمان: المهم .. اي عطله قريبه حاولي ان تأتي .. لنستعيد الايام الماضيه .. وشكرا لك على المنزل ..
راشيل: أوف جمان انتي صديقتي الحبيبه.. عليك اعتبار المكان منزلك .. ويمكنك القدوم الى برلين .. شقتي واسعه ..
جمان : لاا المكان هنا هو مااريده .. احتاج الصمت والهدوء في هذه القريه الصغيره ..
راشيل ضحكت: لنرى حين تستيقضين على صوت الديك والبقر .. ربما تغيرين رأيك ..

ظلت تثرثر مع راشيل .. بنمرة جوالها الجديده ماحطت فيها الا اسم راشيل .. وبعض الارقام اللي ممكن تحتاجها وخذتها منها .. ! ..

*نمت ذيك الليله .. في قرية راشيل ..تقلبت .. وخفت .. وقمت كم مره اشيك على الباب والنوافذ .. وارجع .. واقنع نفسي اني مااخترت هالمكان الا لأنه آمن .. وكل الناس فيه حبوبين ..
مادري متى تواصل علي النوم صح ونمت بعد تعب الايام الماضيه..
المهم قمت على صوت اللحان وتراتيل الكنيسه ..القريبه .. وتغريد عصافير وصياح ديك ..
خوار ابقار واجراسها .. !
فتحت عيوني والشمس ماليه الغرفه ... ظليت على جنب اشووف النافذه الدائرية اللي تشبه نافذة هايدي .. عليها عش وعصافير .. ابتسمت ..وانا اقوم اشوف هالشي الجميل ..
*سأشرق .. هنا .. سأعيش وحدي .. ليس مع من قتل مشاعري .. ولا مع اهل لم يشعروا بذبولي .. لن ارى عيون بناتي .. ويذكروني بأبيهم الخائن معدوم الضمير .. نهضت من فراشي .. ارى الريف والأكواخ البسيطه امامي .. سحبت الهواء لجوفي ..
الليوم سأبدء كما اريد .. ولن انتهي حيث يريدون ..!*
..............
مرت بضعة ايام ..
شاهين حاول يوصل لجمان وعجز .. قطع غاده نهائي ...قفل كل شي من ناحيتها بالشمع الاحمر ..ماعاد حتى متحمل اسمها يمر في خاطره .. هي الرصاصه اللي ذبحت بيته ودمرته .. !

فارس .. زادت علاقته بسيف الصغير .. خاصه بعد ماسافر نواف وظل تحت رعايته اكثر هو وبلقيس .. !
وتأمين مهره الليومي له وتوصياتها ..

مهره .. تعرفت على اصدقاء سيف اكثر .. وبماريا ووليد ..!
احيان يتلاقون .. وتنبسط معهم ..

كانت تحاول تعالج نفسها ..سيف احيان قريب حيل .. واحيان يبعد .. خاصه لما يحسها .. شاطحه وشارده ..
يعصب من ترددها لما تكون بتجي وتتكلم .. بس تنسحب بكلمة (ولاشي ).. !
كان يغيب عنها كثير في شغله ..
وتعودت هي على الوحده ..
احيان تطلع قريب البيت تتمشى .. تمر سوبر ماركت قريب وتتقضى .. !
في شي غريب يحسه سيف .. باستسلامها ومحاولة التأقلم .. وماتطلب انها ترجع ..

تكلم سيف .. وتقويه .. وتشجعه .. وكنها مو ناويه ترجع له .. !
بس لما تقفل .. يشوفها كيف تتلوى بحزن .. كيف ماتعرف تجلس في مكان ..
شي داخله .. يبيها تجي .. وتقول خذني له .. وبيلبي ..
بس تصرفات مهره غريبه .. وردود فعلها اغرب .. ويمكن بدا يقرب .. من شي المفروض يعرفه ..
متحمل مزاجها المتقلب .. شرودها اللي مايحبه ابد ..حزنها وهي تحاول تخفيه.. وهي تشغل نفسها في البيت .. ورفضها يجيب اي خادمه .. وتقول انها تتسلى بشغل البيت ..

وفي هالمساا .. البارد .. والثلج مستمر في النزول .. لزموا البيت وحتى سيف كان المفروض بيطلع عنده شغل مع وليد .. ظل وماطلع!

كأنهم من شيبان الانجليز .. سيف يقرى كتاب وعليه نظارة قراءة ..
ومهره على كرسي هزاز ومقابله الحطب ..وشارده ..
الطاوله عليها ابريق شفاف .. فيه وردات شاي ابيض متفتحه .. وعلبة زجاج فيها كوكيز زنجبيل ..
يقطع الصمت .. صوت الحطب وهي تاكله النار ويتكسر ..
رفع عيونه لها .. شال النظاره .. وقال :
اللحين انتي عزفتي .. معزوفتك الشهيره بحفلة راجح .. وبس .. كنها بيضة ديك .. ورى ماتسمعيني شي ثاني .. ولانرجع العود لراعيه .. دامك حنطتيه على هالطاوله ..

مهره بنص عيون اللتفتت : ترى ادندن عليه .. بس لاصرت لحالي ..
توسعت عيونه وضحك:
ليه .. تسمعين الجن ..واحنا مالنا نصيب..
مهره اشاحت وهي ترجع تتدفى :
ايه وليش ماسمعهم .. واتبادل معهم الهموم ..
سيف : والله شكلك ماتعرفين .. الا حقت السنباطي . وشكل شياطينك عزفتها .. ماهو انتي..
مهره بتهكم :والله رايك مايهمني .
سيف باسترخاء : قومي دندني لي .. واعطيك اللي تبين ..
رفعت حاجب :اللي ابي ..؟!
هو: اللي تبين ..
مهره خذت العود .. وسيف حط الكتاب على جنب .. جلست على كنب مقابله .. وتحرك الاوتار : وش تبي تسمع .. ؟!
سيف : وش بتبدعين انا ابي اسمع .. كلي اذان صاغية ..
مهره : تمام ..
*بدت .. وعزفت .. توسعت عيوني وانا استوعب ايش تعزف ..!
مهره مسلطنه .. وكنها راحت لبعيد .. وهي تحترف تقاسيم اكثر مقطوعه حزينه في مسلسل رأفت الهجان .. !
اسندت ذقني على كفي.. وانا اسمع واشوف ..
(ذهبت لحيث روح محمود عبد العزيز في دور رأفت .. واللتي تعذبت ..في غربة .. واسرار .. وكتمان ..الى شوقه لاخته شريفه ..حنينه لمصر .. لاسمه وانتماءاته ..!!

ذهبت الى حيث كتم صراخه وبكاءه في جوفه حين مات جمال عبد الناصر..ولايستطيع التعبير .. كان يموت من الداخل .. وصوته كان سيفضحه ..
هل انا اليهود يامهره .. وتخافين من سطوتي لو علمت سرك .. هل انتي خائفه ان تقولين فاتقتلين .. !
الا تنتمين لي كما كان ينتمي رأفت لمحسن ممتاز ونديم هاشم .. الاتشعرين بالأمان .. وتصرخين .. بكل داخلك .. كما كان يفعل لمحسن ونديم .. كلما ضاقت .. وشاخت دواخله ..
آاااه يامهره ادميتي داخلي برسالتك المبطنه في جوف مقطوعتك ..)..!!

لا أرادي امتلئت عيناي بالدموع .. !
وانا اشعل سيجار .. وانفخ دخانه واتعمق حيث تريد مهره ان تأخذني .. !
...........
سلمى ..
تمشي في ممر غرفة شاهين .. وبناته نايمات معه .. !
توها بتفتح الباب تطمن عليهم ..
اسمعت ديم تبكي .. وصوت شاهين .. الخافت يطمنها :
بترجع والله بترجع ..
ديم باين كانت نايمه وتوعت تدور امها:
ابي اكلمها .. بابا .. ماما حبيبي .. من زمان ماشوفها .. بابا ابي ماما ..
سلمى افتحت الباب بخفوت ..
ولقت ديم النايمه فوق صدر ابوها .. وهو ضامها .. :
ديم ابوي ..بتجي .. ماتخلينا .. هي بس تعبانه وراحت ترتاح ..

وجعها قلبها .. لكمية الألم .. فوق السرير .. شاهين .. نفسيته في تدهور .. ديم منسدحه فوقه .. ولاهو عارف كيف يقنعها ..بشي مو مقتنع فيه اصلا ً..
وبيان داخله في جنبه تحت ذراعه ونايمه ..
وكنهم يدورون جمان فيه ..!
همست: الله يسامحك ياجمان .. خافي الله فيهم ورجعي ...

شاهين ضم ديم وبتنهيده حاااره .. لسان حاله يقوول :
ما دريت ان الليال المستديره مستديره
لين حدتني على الحرمان وأوجعني عطاها
.........
بلقيس وبعد مانام الكل .. اتصلت على رقم .. ومايرد ..
واتصلت .. واتصلت لمن رد .. صوته نايم :
هلاا ..
بلقيس بانفعال خافت : لا كمل نومك ليش ترد ..
هادي : تمام .. سلام ..
بلقيس بعصبية : هااادي ..اكلمك ..
هادي :بلقيس والله ماهو وقته .. دايخ حدي .. وبكره من خمس بداوم .. تدرين نواف مسافر والشغل على راسي ..
بلقيس : والله عارفه برنامجك ويومك الزفت .. مامن جديد .. بس جمان وين ياهادي .. وين ..؟!!!
ضحك وهو مغمض: بجيبي . !
بلقيس بانفعال: تتمسخر بعد ..
هادي بعصبيه : اجل وش تبين اقولك ..مفزعتني باخر الليول .. واخرتها وين جمان . دخيل الله كلمه عدله .. ترى فوق العشر ايام ماسمعت صوتك ..
بلقيس واعصابها منهاره: هادي تكفى .. قل لي وين جمان .. ادري دامك في الموضوع ماتهملها ..
هادي :اللي ادري عنه .. قلته لابوك .. ودريتو عنه .. غيره مادري .. واللحين خليني انام ..دام هذا سبب اتصالك بس ..
بلقيس بدت تبكي : تعبانه والله تعبانه .. وانت ماعندك وقت لي .. كل مشغول .. وبالليل تنام عشان تداوم .. بيتنا متلخبط .. والجوو متكهرب ..
تنهد : طيب انتي ليه تشيلين الهم .. ركزي بنفسك ودراستك .. جمان .. بخير وامورها تمام ..
بلقيس وكنها صايدته : شفت .. يعني تدري وين .. ؟
هادي : لحووول .. ياكلمه ردي .. لا مادري .. كنت انتظر تقولي وين بتكون لاستقرت .. بس مااش ماتواصلت معي ..
بلقيس : والله كذاااب .. مستعده احلف على المصحف . انك ماسويت اي خطوه لجمان الا مأمن لها كل شي ..
هادي : عاااد انا ليش اتناقش معك .. سلام ..
وقفل ..
وصمت الجوال ..
ورجع نام ..
بلقيس تطالع الشاشه : قفل بوجهي . هين ياهادي يطيب جرحك .. يالجلف يالثلجه .. انا كيف حبيت هالمتصحر ذا .. اففففف ..!
......
يتبع ......
(سيف) ..
"ارتفعت لاقصى درجات السلطنه .. ومهره تنتقل بمهارة ..لتعزف انت عمري لأم كلثوم ..
مقيمه لي اروع سهرة طربيه مرت في حياتي .. *
كان فاتح الجوال ويصورها بدون تدري .. لمن جاته رسايل واتس متتاليه .. من رقم مو محفوظ عنده ..
راح فتحهم .. كانت مجموعة صور .. رفع حواجبه ..
وهو ينقل عيونه بين الجوال.. وبين مهره ..
الصور كانت لها ..
بااعمار واوضاع كثيره..!!!

كان مبهور .. وهو يكبر الصور .. باصابعه ..
اول مره يشووف صور لمهره .. قديمه .. تجنن عليهاااا ..

* ..رحت ادقق واحدق لمراحل اكتمال القمر .. القمر الخاص بي .. في المهد .. وفي عمر الاشهر .. وهي على بطنها وترفع عيناها العسليه وتبدوو كالسُكر..
وقوفها الأول وهي خائفه من السقوط ..
مهره طفله كارثيه .. جميله وشقيه .. فوق الخيول .. واعلى النخيل .. ابتسامتها .. سعادتها وهي تمد لسانها للكاميرا ..
هنا تحمل بطه .. وهنا تمسك زجاجة حليب لماعز صغيره ..
وهنااا عيناها .. افففف .. مهره بالبرقع اليشمك .. وكأنها مخطوفه .. من حكايا البدو والباديه .. تبدو من عصور الجميلات قبل التجميل ..
صورها الصبيه .. بالكحل داخل عينيها ..واحمر شفاه باهت .. تتدلل في الصوره .. وليت بعد مهره .. لايتدللون ..!
هل تحرمني مهره من انجاب طفله .. خياليه مثلها ..زادت رغبتي في شيء صغير يشبهها .. ولن اترك رغبتي تلك *

وصلت للنهاية .. : هلا بوفارس .. انا زينه . خذت رقمك من جديده .. قلت بذكرك بكره ميلاد مهره .. ارسلت هالصور .. يمكن تبي تفاجئها .. حركه .. شي يساعدونك..
ابتسم وكتب :والله الصور كارثه .. كيف بنام ..
حطت ضحكه: ههههههههههههههههههه هذا اللي عندي هاللحين.. باقي كثير .. فاجئها .. ترى مهير تمووت في المفاجآت ..
سيف كتب : بالله ..! .
كتبت : جرب وشوف .
مهره وقفت عزف .. وطالعته بنص عيون :
مااشاء الله .. عيونك ساقطه بالجوال ..من تحاكي ..
سكر الجوال .. : ابد .. افرفر على هالصور اللي راسلهم فارس ..
حطت العود .. وراحت حطت كفوفها على عيونها ودت راسها ورى .. بارهاق ..
ظلت كذا .. واللتزمت الصمت ..
سيف : وراه .. ؟!
عدلت راسها .. ورجعت تطالعه .. بخفوت: اعجبك ..؟!
سيف باعجاب وخفوت: ذبت اقسم بالله ..
مهره بتردد : يعني اطلب اللحين ..
سيف : اطلبي يابعدهم عيوني لك ..
(توقع تطلب ولدها ) ..
قامت مهره .. وتوجهت بخطوات بطيئه له ..
وقفت عنده .. رفع راسه .. ينتظر وش بتقول ..
مهره وكنها طفله صغيره .. تأشر عليه: ابي انام في حضنك .. ضمني سيف .. بس ضمني ..

فتح ذرعانه .. : يابعد الدنيا..تعالي ياعينه..

مهره جلست على حضنه .. راحت ضمته .. وتخبت في صدره ..

من زمان عن هالقرب ذا .. بخفوت وخمول ..:. تعرف وش يصادف بكره ..
سيف مسوي مايدري : وش ..؟!
مهره : تاريخ بكره .. مميز .. كل سنه يصير فيه شي حلوو ..
سيف : مثل ..؟!
مهره .. :مثلا ً من كم سنه فازت السعوديه على الكويت .. في دوري الخليج .. بمثل هالتاريخ ..
سيف : طيب ..؟!
مهره : واذكر في مثل هالايام انقبلت سندس في الطب .. وكانت فرحتنا كبيره ..
سيف : ماشاء الله .. وبعد ..
مهره: جاب لي ابوي ثلاث غزلان .. في المزرعه ..
سيف : وش المناسبه ؟!
مهره .. سكتت وماتبي تقول..كانت تبيه يعرف بدون تقول .. قالت: كذا يعني .. يدري اني احب الحيوانات ..
سيف يداعب شعرها ..
قالت وهي تغمض عيونها :بكره مميز .. لأن يوم كانت يدي مكسوره .. فكوا جبيرتي بنفس هالليوم ..
سيف : وش كسرها ..؟!
مهره: الشطانه .. !
سيف : وليش فكوها بيوم الاحداث هذي بالذات ..
مهره : صدفه ..!
سيف ..: وبعد .. ؟!
مهره بصوت بدا ينام .. تعدد شغلات كانت تقرنها .. بيوم ميلادها .. سواء حدث ..او هديه .
لمن نامت ..
همس : والله اجمل حدث حصل في هالتاريخ انتي .. يامهره .. والله يقدرني .. اصنع لك حدث جميل بكره وتحطينه بقائمة تفائلاتك ..
خذ الجوال ورجع يطالع صورها ..
انتبه لصوره ملفوف راسها بشاش .!
اقتبس الصوره وسئل زينه :
وش فيها هنا ..
ردت : طاحت من فوق الخيل ..كانت تحاول تمشي به وهي واقفه عليه .. اصلا ً اثر الخياطه براسها موجود فوق اذنها اليمنى .. مكان الغرز مايطلع به شعر .. خليها توريك اياه ..
سيف .. يتحسس فروة راسها .. وبنظرة حنيه يزيح شعرها .. كانت فعلا فيها فراغ صغير مافيه شعر ..
ابتسم ..
وهو يقرن الصور القديمه .. بمهره اللي معه اللحين ..
ضمها ..وشرد ..

حنون الليل .. وصوتك همسة التحنان
حنون الليل .. بيروي بالامل عطشان
حنون الليل .. وانت بتسمعي صمتي
تحسي بي
تقاسي فيّ تعذيبي
تشديني من الامواج
ترسّيني على مينا
وصوتك في ليالينا
أبد ساري
حنون الليل .. وانتي الريح والساري !
..............

‏لك الله كل حرف مْن القصيد وكل بيت وقاف
‏بكى من كثر ما غنّيت .. من همي ومن خوفي

‏دخلنا بالهوى نلعب واخذنا الوضع بـ استخفاف
‏قبل رمحك يمون .. وْلا يمون الا على جوفي .


شاهين نزل ببدلة العمل ومو مقفل ازرارها .. بوقت العصر ..
بيان وديم عند التلفزيون .. وامه تتقهوا ..
خذ له فنجال ..
امه : ماتبي غدا قبل تروح ..
شاهين : لااا اخذ لي شي في المطار ..
اللتفت لبناته .. كانو منسجمين مع كرتون.. تغير كل شي ..
حتى شكل بناته ..
معقول الواحد تجيه غصه .. من تسريحة بيان ..والمفرق بنص شعرها ..
معقول تجيني كتمه من غرة ديم المرفوعة وعليها تروبان خافيها ..
زفر .. وضغط عيونه :
يمه .. لاتربطين شعورهم كذا ..
سلمى تشرب شاي :
باللعكس شزينهم .. خل اتحالى عليهم .. مير ذكروني بعمتهم نجود الله يرحمها .. ماغير اربط واسوي لها عناقيص ..
قام وراح عند بناته .. شال تروبان ديم .. وسحب ربطات بيان .. ونبش شعورهم .. وجثى قدامهم :
بيون .. ديمي .. عندي رحله .. ثلاث ايام واجي .. لاتعبون جده تمام ..
ثنتينهم كل وحده باست خد
.بيان : جيب ماما معك الله يخليك ..
ديم: الله يخليك بابا .. ابيها ..
ابتسم بغصه .. وحضنهم وباس جبينهم ..:
ان شاء الله خير ..
وقام وحب راس امه ورمى ربطات الشعر يمها ..وطلع ..
سلمى تتحسر عليه وتطالع الربطات والبنات .. البلا مو في تسريحاتهم .. مير خابره امهم ماتحب تسوي لهم الا قصات والغره على جبينهم ... !
الله يهديك ياجمان .. ويجيبك لهم ..
...........
صحت مهره ..
مالقت سيف .. استغربت كيف ماسمعت المنبه .. وشكله هو طفاه ..
انتبهت انها فوق ..
وانها اخر عهدها .. بالبارح انها نامت في حضنه وهم تحت ..
رفعت حواجبها .. "اووما شالني" ..
ابتسمت بخموول وهي تقوم .. : يعني بالله شلون ماحبه ياجعلني فدا ...

كان سيف راح شغله ..
تضايقت .. يعني لاانتبه انه يوم ميلادها وبرضو ماتصبح معه .. !

****بعد شوي كانت طالعه الحديقه بقهوتها جاها اتصال سناب .. افتحته سندس وزينه ..
قبل السلام والكلام ..
ثنتينهم يغنون لها .. (عيد ميلاد الحلوو .. ممنوع حد يزعلووه .. ) ..
انهوها بصرخات حلوووه ..
ومهره توسعت عيونها وامتلت دموع :
ياااااعمممممممممممري ..

سندس :كل عام وانتي بخير ياعين اختك ..
زينه : كل سنة وانتي اسعد واسعد يابعد روحي ..
مهره تأثرت : احبكم .. احبكم واموووت فيكم ..

وبعد مكالمة كلها ايجابيه .. قفلت .. ودخلت تخلص شغلها .
واقتنعت ان يكفيني خواتي تذكروني ..
يعني اكيد سيف ماركز ببطاقتي وميلادي ..ولايتذكره ..!

اشغلت نفسها بكل شي .. وفي العصر طق الباب .. استغربت ..
راحت افتحت .. كان موظف يشتغل مع سيف .. معاه بوكس هدايا كبير .. عطاها اياه : انه من السيد سيف .. يخبرك ان عليك فتحها قبل قدومه ..
شكرته .. ودخلت ..
حطت البوكس على الطاوله ..
راحت فكت الشريط الكبير .. وقلبها يرقع بسعاده .. يعرف انه ميلادي .. مانساه ..
فكت العلبه ..
لقت ورقه ... خذتها مكتوب فيها ..:
كل سنه وانتي في قلبي تكبرين ..
في هذا الليوم .. اقتنعت .. ان ميلادنا .. في لقاءنا الأول ..
اذا ً في صفحه بيضاء .. سنكتب قصتنا معا ً .. في قلبك الطفل اريد ان اشيخ ..!
لايهمني مافات وما سيأتي ..
طالما .. انتي حبي الأبدي اللذي سيخلده التاريخ ..
من هذه الورقه اقدم اعتذاري .. واسفي .. لكل حرف جارح رميته في وجهك وكسر قلبك ..
انتي الطهر في بحر الذنوب اللذي اوقعناه انا واخوتي في حقك ..!
انتي نقيتي .. والنوايا الصافية ..
اقولها ولا اشكك .. فيك ..
لو كانت هناك رذيلة انتي معفيه منها ..
اريدك انتي ..
وحدك ..
مهره .. لن تحرميني من حقي فيك .. الليوم هو الفيصل ..
اما ان نكون معا ً ..
او عودي لما تريدين ..
لن تتركيني وفي خاطري حُلم .. ان تكون لي طفله كالجنه .. مثلك في هذه الصوره.. !

(كانت تقرى وعيونها تمتلي دموع .. ويدينها ترتجف .. سيف يقبلها بكل شي .. يبيها .. حتى لو ايش كان وايش صار .. )
طالعت داخل الصندوق وشهقت ..وهي تطلع صورة لها وهي نتفه .. حاطها في فريم ..

رجعت تقرى كاتب : ماراح احرجك في الرد .. في فستان بالعلبه .. اذا جوابك ايه .. البسيه .. ونحتفل الليله .. بميلاد حبنا وعيدك .. واذا لا .. خليك مثل ماانتي .. وبجي ابوس جبينك .. ومعي كيكه .. نطفي شمعتها .. ونطفي هالقصه كلها .. !

سيف *


انهارت مهره .. وعيونها تهل دموع وهي اللي عجزت تبكي ..
رفعت الفستان .. ناعم وجميل .. قصير وعاري من فوق ..
وهي اللي مالبست عند سيف شي كذا ابد ..
جلست وبيدها الفستان وارجعت تقرا من جديد .. !

آمنت بك يوم إن الأيام ضدّي
‏يوم الهوى أرضٍ على وسعها جَرد
‏ِ
‏ولو قلت لي وش ودّك اليوم .. ودّي
‏آجنّحك نبضٍ من البارحه شَرد
‏ِ
‏ما بالقلوب الصادقه حُب قدّي
‏ولا بالشعور المنسكب داخلي برد
‏ِ
‏أي والله إنه لامس الغيم يدّي
‏وملامحي نبّت من ذبولها ورد
..........
بالليل ..
سيف في سيارته .. جنبه كيس هدايا وورى باقة ورد كبيره حمرا .. وعلبة فيها كيك ..
فعليا ً متوتر ..
يتسائل ..
هل مهره .. بتقبل .. اولا .. هل بيشوفها لبست الفستان ولا لا ..
جالس يعطي وعود لمهره في قلبه .. يحلف انه بيسعدها ويعتذر ..

رن جواله .. عقد حواجبه .. نواف .. عاد صاير هو رسمي حده معه .. !
وتواصل معه قليل لضرورة ..
رد : هلا نواف .. حياك ..
نواف : هلا بك ...كيفك ..
سيف : يسرك الحال ..
نواف : حلوو .. انا بلندن .. توني راقي الغرفه بالفندق .. ابيك تجيني ذا اللحين ..
توسعت عيون سيف :
لندن . وتبيني اللحين ..نواف تراني مشغول ومانب فاضي ..
نواف بانفعال: سيف .. ابيك في موضوع مهم .. خلاص عاد.. الى ذا الحد من نفسيتك ***..
سيف بعصبية : بكره نتفاهم .. عندي موعد ضروري ماقدر اخليه ..
نواف بحده : اللحين سيف .. الموضوع مهم ماقدر اجله ..
سيف : ليه في شي عن جمان .
نواف بهدوء : لاا الموضوع عن مهره .. برسل موقعي .. تجي اللحين .. ولا اجيك البيت ..
وقفل ..
سيف..
لاااا مابي اسمع شي .. ولااعرف شي .. شجابك يانواف .. ماهوو الليوم ..ماهوو الليوم عاد ..

ارسل له موقع الفندق ..ورقم الغرفه
ماكان فيه خيار الا انه يتوجه له .. ولابيجي البيت وعاد يخرب جوو مهره وعيدها كله.. !

____شوي وصل ..
صعد .. كان في الاصنصيل .. والدنيا تعتم بعيونه .. مايبي نواف يعترف ولا يأكد شي ..

نزل وطق الغرفه ..
فتح له ..
نواف يسلم .. ولاحظ ان سيف مو على بعضه.. ولا اصلا ً عينه تلتقي بعينه ..
سيف وهو يجلس .. طالع ساعته :
اخلص وش تبي تقول ..
نواف عقد ذرعانه:
سيف خير .. وش تبي منفس علي .. لاتحسبن غافل عن اسلوبك ..
سيف بيقوم : اذا جايبني عشان تسئلن هالسؤال بكره نلتقي ..
نواف : اصبر لاتروح .. شف انا ادري زعلك واسلوبك كله من هاك الليله بالمزرعه . ولو اني مادري وش سمعت .. وش قالت لك زوجتك .. بس كيفك لاتقول .. انا بقولك كل شي .. وبوضوح ومن اوله لآخره ..
سيف لم قبضته بقوووه .. وتوترت اعصابه ..

جاب نواف ملف فيه ورق وحطه على الطاوله .. وقال : انا كنت باامريكا مو بس عشان شغل ابوي .. انا رحت اجيب السالفه من عرقها .. واجيبها لك ..
سيف : وش ذا ..؟!
جلس : بالله انت ماجاك تسائل عن سبب زواج اخوك وليش بكل هالسريه ..
سيف بحده : قل اللي عندك يانواف .. تراك رفعته ضغطي ..
نواف : انا رحت هيوستن .. وباشقة عساف ..
(وبدا يقوول كل شي ..حصل وعرفه ..) ..
وكانت الحقيقه ..
*كالحديد المذاب اللذي سُكب على رأس سيف *.!
.........
مهره تنتظر سيف .. والوقت يمر .. اتصلت عليه .. وكان يعطيها مشغول .. !
كانت في الصاله .. وبيدها الرساله والصوره ..
يوم شافته تأخر كذا ..
خذت العود .. وصعدت غرفتها ..
......
عدت .. نزلت من السياره .. اترنح للداخل من هول الصدمات بيدي باقة ورد .. وهدايا ..
لكن ..!
هل لي عين انظر فيها في وجه مهره .. !
كنت امشي بخطوات متثاقله ..
ترن في اذني ..كلماتي .. وانا ارميها واقذفها .. واطعن طهرها.. !
محاولاتها ان اسمع .. صياحها بانهيار : خلااااص خلااااص .. لاتقوول شي .. لاتكمل ..سيف الله بيعاقبك .. شرفي .. لاتجيسه ..

احرقت روحها . ..*
تهالك على الكنب ..وصوت دندنة العود .. تجيه من فوق..
ركز في نقطه في الأرض .. وعيونه لا أرادي تجتمع فيها دموع ..
وهو يسمع مقطوعة (ليلة القبض على فاطمه) ..تجلده في ضميره .. بسياط من حسرة وندم ..
مسك راااااسه : آاااااه ياااامهره آااااااه ...

ضغط عيونه وكنه يبي يمنع دموعه ..
يتخيل شحوبها ..دموعها اللي جفت .. نومها .. تخيل وضعها في باريس .. تنام مثل الميته.. تمشي مثل الجثه ..
اطلق آااااه بقلب محروق ..
وتقاسيم مهره الحزينه تدمي روحه ..

قام .. والخنجر اللي عاد ينتظره .. لو لقاها لابسه الفستان ..
وانها تقبل فيه .. رغم السوء اللي جاها .. كله .. !

*اقتربت .. والصوت يرتفع شيئاً فشيء .. وقفت عند الباب .. امسك المقبض.. وارتجفت .. خفت من عينا مهره بعد الحقيقه ..
خفت ان اواجه تلك الصغيره .. اللتي دهسها عساف بأسوء ماعنده ..
وانا اكملت ابداعه ووضعت الرتوش .. ! *
وقف صوت العزف ..
فتح الباب .. بخفوت .. والقى نظره عليها .. وهي تجلس ع السرير..
وكانت لبست الثوب .. متأنقه وطالعه تجنن .. وباين كانت تنتظره.. وهي تطالع ساعة جوالها ..
راح طق الباب .. ينبهها عشان ماترتاع .. ودخل ..
اللتفتت بسرعه عليه .. طالع كفوفها وهي تحطهم على كتوفها .. تحاول تخبيهم بحيااا .. تقدم ناحيتها وهو يقول بخفوت مكسور :
تأخرت عليك ..
مهره بارتباك .. :
لاعادي .. قلقت عليك ..
جلس مقابلها..
وهي تشتت نظرها عن عيونه .. لاحظ خدودها عنقها وكتوفها.. كيف احمرو..
ووجعه قلبه زيادة ..
لمس خدها بظهر اصابعه :
كل عام وانتي روحي .. ياحظ الدنيا فيك يوم انولدتي ..
خفق قلبها .. وبلعت ريقها ..عقدت حواجبها يوم سمعت صوته رفعت راسها تشوف عيونه ..باللهفه وخوف : سيف شفيك .. صاير شي ..
خذ يدها وضغط عليها وراح باسها بطن وظهر :
انا آسف ياروحه .. آسف لو اوجعتك وكسرتك وجرحتك ..
مهره قلبها يخفق بقوه : سيف ماله داعي تتأسف لاتقول شي .. انا يوم لبست الثوب نيتي كل شي من الماضي انتهى ..

فتح يدها ويطالع اثر الحروق .. القديمه .. واللي قالت انها طاحت على الضو بمزرعتهم ..
لمسهم ..
وصوت نواف يتردد في ذهنه .. (كان حارقها في كفوفها بالزقاير .. لما حاولت تهرب .. وتفضحه ..) ..
طاحت دموعه على يدينها :
آسف يابوي .. ياجعلني فدا كفوفك .. واوجاعك ..
مهره بدت تتنفس بسرعه وبتبكي : سيف ..!
سيف ضمهااا .. وهي تتهالك على ظهرها..

ماخافت .. مانهارت .. الليوم اختارته هو .. مضحيه بكل شي ..

سيف وبعد كل شي من نواف ..
بقى شك واحد في قلبه .. ولازم يتأكد منه..

هروب مهره من هاللحظه .. خوفها من هدم الحاجز .. عشقهم الناقص ..
كان في سبيل هالسر .. اللي تخفيه وماتبي احد يكشفه ..
*اعتقلت مهره .. لاتشاطر معها.. روحي قبل جسدي .. متردده .. خجله .. خائفه ..
..تتملكني اكثر .. مثبته انها انثى جديرة ان تكون فريده .. مختلفه ..
قلبي غرق في عشق وجنون .. !!!!

بكت مهره .. ووأدت صرختها في صدري ..وملامح الصدمه تتجلى في وجهي والذهول .. مهره لم يلمسها عساف في غير الضرب ..
مهره ..
انثاي انا ولم يسبقني لها أحد .. !

ضميتها .. خنقتها .. بقلبي ..!
وصوت نواف يتردد في اذني .. :
سيف ماهو ولد مهره ياسيف .. سيف ولد عساف ورماه برقبتها .. مهره ماتبي احد يعرف هالحقيقه .. متعلقه بالولد وكنه هي اللي مخلفته .. !!
سيف وعيونه تجمر .. ضمها اكثر ..وهمس في اذنها: آاااااه يامهره ..آااااه ...

لك نيةٍ بيضاء تشيلك عن القاع
‏ولك هيبةٍ تجعل جروحك عظيمه
..........
نرجع للحوار اللي صار بين سيف ونواف ..
سيف بعصبيه وانفعال.. قال للنواف اللي اسمعه بالليلة المزرعه .. وضنونه .. !
توسعت عيون نواف .. وبانفعال ودهشه: صاحي انت .. ايش هالتفكير .. كان دخلت وسئلت .. كان جيت وقلت لي .. عنبوك انت تعرفني عدل .. لو مهره لك شهور تعرفها .. انا كبرت معك .. بذمتك انا اسوي هالحرام ..
سيف بعصبيه : مااادري .. مادري ..ابليس حيح بعقلي .. خربط كلشي بداخلي ..
نواف : زوجتك .. اللي لاعب عساف بنفسيتها .. كانت جايتني تفكرني عساف .. فعليا ً كانت داخله وهي كاشفه تفكرني زوجها .. اصلاا كانت منهاره .. وتقل لي انو اللحين زواجها منك صح ولا باطل ..

عقد سيف حواجبه .. :انت كنت ملتقيها قبل .. ليش ماقلت .. ليش ماوضحت ..
نواف بعصبيه :
كنت مقيد ..في شغلات لحست مخي ..
وبدا يقول السالفه :انا اللتقيت بمهره .. وقت رحت بيت ابوي بهيوستن .. دخلت .. ولقيتها .. ضني راح .. انها خوية عساف .. واخوك وسيع ذمه ويسويها ..اصلا ً في البدايه فكرتها اجنبيه وهي فكرتني اهو .. وبشكل عابث وغير مقصود .. مشيتها عليها .. وانصدمت لما تكلمت سعودي .. استغربت .. لما شفتها معصبه وتهوشني على اني عساف .. وانه تاركها ايام هناك بدون حتى وسيلة اتصال ..ولاتعرف تتصرف .. والواضح انه مقيدها ماتقدر ترجع لاهلها ..

سيف بلع ريقه .. ويختنق .. اكثر ..
نواف : البنت شرشحتني .. واصلا ً بدون رحمه شالت رتوة قهوه تغلي وكبتها على كتفي واحرقتني ..

توسعت عيون سيف : مهره ..!!!!
نواف : ايه مهره .. انذهلت .. كيف مخلوق رقيق كنه طفل يسوي كذا .. انهيارها .. وكلامها .. وبعدين بكيها تبيني اروح المستشفى خلاني اكتشف .. ان عساف لاعب بنفسية هالبنت لعب ..وانها سوت كذا من انهيار نفسي واقع عليها .. المهم ضليت .. يمكن ثلاث ايام .. بس الله يشهد علي .. لالمستها .. ولاهي حتى تقرب .. لمست نفورها مني كاعساف .. اصلا ً الله وكيلك بغيت اعرف اسمها .. ماقالته تفكرني عساف واستهبل .. ضليت بدافع الفضول .. حاولت اتواصل معه مايرد .. ماعرفت اطردها من البيت .. حسيتها تكسر الخاطر ومالها احد .. ومع مخك الشاطح ترى كانت تنام بغرفه .. غير الغرفه اللي ينام فيها عساف ..
سيف باستنكار : شلون يعني .. !
هز نواف كتفه:
والله عاد هذا اللي صار .. وياسيف ماطالعت انا البنت نظره تغضب الله .. وملابسها كانت حشيم باستثناء الحجاب .. واصلا فكرتها مو محجبه .. وماتوقعت انها قاطته تفكرني زوجها .. طلعت بعد الثلاث ايام .. وانتقلت لولايه ثانيه بخلص شغلنا .. رجعت بعدها مالقيتها .. كلمت عساف .. وحاولت استشف .. ماقال شي .. واكتفيت بكذا ونسيت الموضوع .. ! وهذا اللي حصل بفيلا ابوي .. تمام ..

سيف : طيب ..؟!

نواف : اول مارجعت بيتنا وشفت مهره .. وعرفت انها نفسها اللي شفتها .. كانت صدمتي كبيره .. والصدمه الأعظم سيف الصغير .. ويمكن تذكر اني سئلتك عن عمره .. لأني اتذكر تواريخ تواجدي في بيت ابوي .. والكارثه ان مهره المفروض حامل باشهرها الاخيره فيه .. لكن انا شفت مهره .. وماكانت حامل .. لا مو على مو باين فيها حمل .. ماكانت حامل ابد .. !

سيف توسعت عيونه : اييييييشششششش ...!!!!!!!!؟
نواف : انا هنا الفار لعب بعبي .. جاني تفكير .. ان هالبنت حايشه هالولد وتبي تلصقه فينا .. عشان ثروه ولا اسم ولاشي .. بس لما شفت سيف يشبه عساف ويشبهني.. بدت تفكيرات ثانيه تجيني .. عذرا ً سيف.. بس حاولت .. من خلال اسلوبي .. وكلامي .. اني اشكك مهره اني عساف .. علها تطيح بلسانها بشي .. واعرف وش السر اللي تخفيه ..هي بهيوستن .. شافتني اكل الكستنا نية .. وتمسخرت .. يعني صدق حتى هالموقف استخدمته .. عشان اخليها تتكلم .. وكانت البنت .. تصد وتخاف .. وتهرب .. وانا شكي يكبر ..ويوم صار موقفها مع فارس ودفاعها وصدقها .. مادري .. حسيت اني ظالم هالبنت .. في نية بيضا .. في صدق .. في ظلم واقع عليها ...
لمن بالمزرعه شافت الحرق يوم دخلت من المسبح .. وجنت .. تفكرني عساف .. بالليل جات .. كانت تكلمني منهاره ومثل المجنونه .. وكنت اكتشف ان عساف عاثي بهالانسانه اكثر واكثر .. اعترفت لها بوجودي انا .. بامريكا .. وانها احرقتني انا ..

صحت فيها .. انو سيف ماهو ولدها .. وهنا انهارت .. كانت مثل اللبوه .. اللي بياخذون ولدها ..اعترفت ان عساف جابه لها واللزمها تربيه .. وان مافي قوة بالارض تاخذه منها.. قلت ان لازم نسوي له تحاليل ونعرف امه وابوه مين الشبه مو كافي .. قلت لها لو ع الشبه يمكن انا ابوه .. حتى انا يشبهني ..
وصاحت فيني بالجمله اللي دخلتك بهالدوامه .. وان خضوع سيف لهالتحليل .. ماتبيه مهره .. ماتبي تطلع من امومة سيف بأي شكل من الأشكال ...
سكت نواف شوي وبعدها قال :
سيف ماهو ولد مهره ياسيف .. سيف ولد عساف ورماه برقبتها .. مهره ماتبي احد يعرف هالحقيقه .. متعلقه بالولد وكنه هي اللي مخلفته .. !!

سيف يدينه ترتجف .. اعصابه في انهيار .. ضغط راسه بقوه .. :
انت وش قاعد تقووول .. نواف .. صاحي .. صاحي انت ..

نواف : ولسى ماسمعت شي .. !

سيف : وش بقى زود ..
نواف : التفاصيل .. تفاصيل هالزواج .. والسبب الرئيسي .. منه ..
شرب ماي .. وشرد في جدار .. : رحت امريكا .. السبب مو شغل ابوي .. كنت ابي اعرف الاسرار اللي اندفنت مع عساف .. وتدفنها مهره ..بقلبها ..رحت شقة عساف .. قعدت كم يوم .. وكنت ادور في كل شي ممكن يوصلني .. لشي .. المهم كنت طالع من اصنصيل العماره .. واقابل وحده .. انصدمت وانهارت اني حي .. وتفكرني عساف .. وكانت تهددني .. وانها مفلسه .. واني اذا مادفيتها فلوس .. راح تفضحني .. وتقدم كل التقارير وحتى الصور للدوله تتصرف معي .. هنا انا عرفت .. ان بنت هالكلاب .. عندها كل اللي ابي .. سحبتها الشقه .. والله ومضطر .. هددتها وخذت منها كل اللي ابي ... (الحرمه هذي ساكنه بنفس عمارة اخوك .. ودكتورة بايعه ضميرها .. وتسوي اي عمل سوداوي بره القانون في سبيل الماده ..) ..

سيف.. شغل زقاره .... ويستمع بانصات ..

نواف خذ زقاره وشغلها بعد اهو .. وسكت : سيف قوو قلبك .. واعذرني .. الاشياء اللي بتجي موجعه .. وصعبه ..

سيف نفخ الدخان وملامحه تتلون بكل اشكال الضيق والغصه والحزن : كمل ..

نواف : عساف تزوج .. واول ماجابها .. ضربها بالحقايق اللي افجعتها .. ولعبت بنفسيتها .. ان بعد شهر من جيتها .. يبيها تقول لاهلها انها حامل ..وهي رفضت .. وكان قاسي معها .. واساليبه قذره .. حرمها من اي تواصل مع اهلها الا معه .. يقفل عليها الشقه .. يغيب بالايام .. يشرب وينسطل .. يمها .. وتحت التهديد قالت لجدتها وخواتها انها حامل .. واستمر في حرمانها من التواصل للعالم الخارجي باي شكل .. الا احيان يخليها تتصل وهو يمها .. عشان مايثير الشكوك .. ويحبك قصته عدل .. لأن في حرمه غير مهره .. حامل .. ومايقدر اكيد يعترف فيها .. فايبي يلصق ضناه باحد مضمون وتكون زوجته .. ويسجل ولده باسمها وبأم .. معروفه ..

توسعت عيوون سيف ..
ونواف يقول : حاولت مره تسرق جواله وهو نايم .. واتصلت بوحده من خواتها .. قام وكانت على وشك تقول المصيبه اللي هي فيها ..وانها ماهي حامل .. سحب الجوال .. وقفله .. ويومها .. يومها ..

سيف يطالع نواف بعيون زايغه.. غمض عيونه بقوه .. بدموع ساخنه .. ونواف يقول :
يومها جلدها .. تأذت من حلقة الحزام .. تركها وقفل الباب عليها رجع بعد يومين وجروحها متقيحه وكلها صديد .. وجاب الدكتوره عشان تعالجها .. كانت محمومه .. وبغت تموت ..

سيف بغصه .وألم هايل. : اسكت نواف .. مب قادر .. اسكت وغلاة شيبانك..
سكت شوي .. وضغط عيونه .. والغصه تداهمه اهو ..
سيف انثنى ونزل راسه على الطاوله .. وكانت دموعه تنزل .. !
نواف : معقول انت ماتشوف اثار جروحها ماتسئل .. ياخ لو هي تخفي جسمها .. كفوفها .. تراه حارقها بالزقاير ومطفيها بيديها ..

رفع سيف عيونه .. ويطري عليه الدوائر بيدها وانها تقول طايحه على الضو بالمزرعه ..
سيف بصدمه وانهيار نفسي :
ورب الكعبه عمي ..اقسم بالله استعميت ..نواف .. مهره طفله .. صغيره .. كيف قوى يسوي فيها كذا ..وش هوو اخوك .. وش مخلوق منه .. ؟!

نواف : طبعا ً هذا العذاب الجسدي اللي اثبتته الدكتوره .. ومسويه تقارير ملحقه بصور .. عشان وقت تبتز عساف تطلعهم .. العذاب النفسي كان اعنف .. بغربه وحرمان وسجن بهالشقه ..

سيف : كيف .. كيف سجل ولده باسمها وهي مب حامل .. مافي قانون .. مافي مستشفيات ..

نواف : هنا السالفه .. اللي اوهم عساف الكل بمصداقيته .. بالتعاون مع ملعونة الصير دكتورته.. استأجر شقه مقابله شقته .. جاب فيها البنت الحامل .. اتوقع لما قربت ولادتها.. مهره ماتدري عن شي .. وفي ليله وهي غافله .. دخلت عليها الدكتوره وعساف وبيدها طفل ..وباجرام في حق مهره .. وهي تسمع صوت الاسعاف جاي .. حطو الطفل بوضيعة انو هي والدته ..

سكت شوي لصعوبة الموقف .. وكمل :
سيف .. يعني لما رقى طاقم الاسعاف مهره كانت منهاره وتصرخ .. وخايفه من الطفل .. والوضع والصدمه .. يعني صرخاتها كانوا يفكرونه من الوجع .. ومن خلال انهيارها النفسي ماكان احد عربي ويفهم وش قاعده تقول وتنفيه ..
سكت نواف لانه مايبي يخوض بتفاصيل الحادثه .. قال : خلينا من التفاصيل ذي .. اجرام في حقها .. اجرااااام ورب الكعبه ..

سيف .. كنه في كابوس .. مصدوم .. مذهول .. مصعوق ..
قلبه يضخ الدماء بجنون ..
خوف مهره ..انهيارها .. بعدها .. صمتها .. اسرارها ..
كان يفكر عنف واغتصاب ..كان يفكر ..شرب عساف والقرف ..
طلعت لمهره غياهب معتمه .. !
رماها عساف بوسطها .. بدون امل في الخروج .. ولاا بصيص نور .. !
نواف يأشر على الورق :
هنا تقارير خذتها من الدكتوره .. فيها الاحوال الصحيه .. اللي مرت مهره فيها .. سجلت كلشي عن عساف .. وموثقه شغلات بالصور .. ام سيف الحقيقيه .. انكرت معرفتها فيها .. مع العلم اني اشتكيتها .. واحالوها للقضاء وسجنت .. وطلعت عندها بلاوي .. مادري كيف التم عليها اخوك .. طبعا ً هذا الاشياء اللي انا عرفتها من هذي .. تفاصيل ثانيه مادري .. وخاصه بعد ولادة سيف ماعندي خبر كيف تقبلته .. كيف تعلقته .. حاول تاخذ العلم منها .. وخف من ثقال قلبها وانا اخوك ..

سحب سيف الملف .. وقام .. ومسك الطاوله .. يحس انه مب متوازن ..
نواف : اقعد وين ..؟!
ابتسم بغصه: الليوم عيد ميلاد مهره .. المفروض بفاجئها .. !
نواف : سيف آسف .. مابغيت اوجعك كذا ..بس كلنا المفروض نوقف وقفه عدله مع مهره .. حرام تظل بالظلم وتكمل ..
سيف هز راسه ايجاب .. بغصه .. واختناق .. وطلع من الغرفه ..!
......
جالس متسند على ظهر السرير .. بصداع حسسه ان راسه بينفجر ..
اشعل سيجار .. ونفخ الدخان ..
تحسس اثار جروحها باانامله .. وعيونه تغطيها غشاوة دموع ..
مهره مدت يدها بطفي الابجوره ..منعها : اتركيها ..
تحركت مهره وصارت على جنب .. بحيث انها تطالع الجهه الثانيه .. : لا تناظر جروحي كذا ..طابوا مايوجعون .. بس اثرهم باقي ..
ابتسم بخفوت :
اوجعك ..؟؟!
همست : يفدون ولدي ..
بعد راسه بألم .. : كيف حبيتيه كذا .. كيف ضحيتي .. وهو ولد من ضحى فيك ..

بلعت ريقها ..
راحت استعدلت وجلست جنبه .. فتحت كفوفها كن فيهم شي صغير .. :
لما حطوو سيفي على جسمي .. كان حجمه كيلوين يمكن .. سيف كان بوسخ الولاده مانظفوه .. كودوه بحضني ولساتوه حبله السري ماقصوه كويس .. تخيل كانت لعبه كبيره .. بس لما شي زي كذا.. محطوط مباشر على جلدي ..خفت وتقرفت .. وكنت اصرخ رافضه الفكره والبلوه اللي بتلصق فيني .. بس كنت مركزه ان هالطفل مايطيح مني .. كنت فذاك الحال .. وخايفه ياخذه عساف يعوره وانا اللي عارفه استهتاره .. كنت خايفه بنت الحرام اللي معه تمسكه .. مادري حسيت انه شي مظلوم مثلي .. كنت باستفرغ كبدي تقلب .. بس كنت ماسكته في الاسعاف .. كان يبكي .. وانا ابكي .. والوضع كله مُهيب ومُرعب ..ضغطي نزل .. وكان بيغمى علي .. الااا اني تشبكت فيه .. دخلت المستشفى .. وكانت تشتغل فيه ليليان اللي يعرفها .. بالتعاون مع زميله لها .. سجلوو كل اللي يبون وختموا الموضوع والاوراق .. كنت في حالة ذهول .. وانا اشوف الاسواره على يد المولود مكتوب عليها (بيبي مهره)..
انا حتى بنت ..زواجي من عساف صوري .. لأني .. ماسمحت له يلمسني بعد ماعرفت اهدافه .. وكنت انقرف منه .. وهو سكران ومو طبيعي .. عطاني اللي ابي بشرط القبول .. في لعبته ..

سكتت شووي .. وباين فيها غصه :
تعلقت بسيف وكنه الله ارسله يمسح على قلبي .. لاغاب عساف كان فيه حس معي .. ماكنت اعرف انظفه ولا البسه ..كنت ابكي ..ولا اعرف شسوي .. سيف تصدق بالله .. اني رضعت سيف ..(وبشرود موجع).. ايه والله رضعته ..
سيف بصدمه:
رضعتيه .. ! ..
مهره نزلت دموعها .. : لما قربت ولادة سيف .. جاب لي عساف ادوية وكانت بعلب ..وقال ان كلها فيتامينات لان هذيك الفتره انا فقدت شهيتي ونزل وزني حيل وحتى دمي نزل .. شفت بعضها وعرفت انها حديد وكذا .. بلعتها وانتظمت عليها وخاصه اصلا ً كنت تعبانه ودوم فيني دوار .. طلعت فعلاً فيتامين .. ومعها ادوية وهرمونات تدر الحليب ..

سيف ضمها مب مستوعب .. مدا الظلم والانتهاك .. والحيل .. وكل شي وقع عليها ..
بكت بصوت على صدره ..
انهاااارت .. وانتحبت..!!

وهي تقوول بعض المواقف اللي كتمتها سنين ..!

من المواقف :
عساف واقف يطالعها وهي حاطه طشت فيه فوطه بالصاله .. ومطفيه التكيف .. وتحاول تسبحه ..
ابتسم : ورب الكعبه ولااا وحده في الدنيا تقدر تصير ام مثلك ..
كانت ترتجف وهي تغسل جسمه .. وتحاول ماترد عليه ..
شهق : اذووونه .. لايدخل فيها الماي ..
شهقت وهي ترفعه ..
ضحك : امزح معك .. انتي صبي ماي عشان يدخل ماي باذونه ..
صاحت فيه : عسااااف انقلللللللللعععععععع ....

ومره كان يبكي .. ومايبي يرضع .. عساف .. صدم مهره وكان عمر سيف ايام .. قال : رضعيه .. يمكن يرضع من صدرك ..
توسعت عيونها .. وهي تطالعه كنه مخلوق غريب : عساف انت تستهبل في الوضع اللي انا فيه .. لك عين تتمسخر .. بيمووووت .. مايرضع ..
عساف بهدوء : ماتمسخر جربي .. مو البارح تقولين صدرك يوجعك وخايفه فيك مرض شين .. ماهو خبيث .. فيك رزق للورع وعطيه ..

مهره كانت تقول السالفه .. نزلت راسها على ذرعانها فوق ركبها: ورضعته ..متخيل رضعت سيف وانا ماجربت الولاده .. عساف كان حييل ميت على فكرة انوو جاب ورع وخلف ..ورغم اللي سواه فيني كان مايبي لسيف أم غيري .. عطاني اياه كنه هديه يراضيني به عن كل اللي سوااه فيني..شربني امومته غصب .. وتجرعتها وحبيتها ..كان دارس كلشي .. يدري ان لو رضعته راح اتعلق فيه ويتعلق فيني ..
تكفى سيف .. انت دريت عن هالحقيقه .. بس سيف ورعي اناااا .. تعبت وضقت المر .. لو حامل ووالدته ماتعلقته كذا .. تكفى لا احد ياخذه مني ..
خذها في حضنه .. سحب البطانيه وغطاها كنها طفل .. طالع وجهها وابتسم بحنيه .. : انتي اللي تبينه .. انا كفيل فيه ..
وحب خشمها .
مهره وعيونها تدمع :
الله لايحرمني اياك ..

ضمهاا وضحك : تدرين ..وش يشفع لعساف .. انه تركك لي ..
ضحكت مهره وهي تضمه..!

‏كأنما السعدُ مرهونٌ بضحكتها ..
‏تُشِعُ في الروحِ أنوارٌ إذا ابتسمتْ
..........
تعليقات