📌 روايات متفرقة

رواية هن لباس لكم الفصل الثالث 3 بقلم مشاعل الحربي

رواية هن لباس لكم الفصل الثالث 3 بقلم مشاعل الحربي

رواية هن لباس لكم الفصل الثالث 3 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية هن لباس لكم الفصل الثالث 3 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية هن لباس لكم الفصل الثالث 3 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية هن لباس لكم الفصل الثالث 3

رواية هن لباس لكم الفصل الثالث 3

عطرك السافر فضح ورد البساتين .. وكثر الكلام
صحيح جرحتي الظلام .. بالخد وبنور الجبين
ليلة تمرين!

يا عذبة التجريح .. شفتك بعرس الريح .. والشال الذهب
يحجب سنا شمس الذهب .. كانت عيونك حزن .. كانت غضب
وكثر الكلام ..
ليلة تمرين!

يا غيرة الورد .. جرحها الكلام
حبيبها الورد .. عاتبها الظلام
مرت بليلة برد .. وكانت جفا عطر ودفا .. وليه الملام
يا مجرحة صدر الظلام .. بالخد .. وبنور الجبين
ليلة تمرين!
:
:
:

:
:
انتهى كل شيء الساعه 12 ليلا ..
:
:
غادر الجميع وخلدن الى فرشهن منهلكات ..
حتى تلك التي قضت اليوم كله في التفكير فيمن رسل اليها الصورة داهامها التعب وخلدت الى فراشها دون تفكير ..
:
:
:
:
كعادتها أخر واحده تخلد الى السرير ..
أنهت تحضيرها لأطباق الحلو لغداء الغد ..فغدا عيد الذيب و ومحمد رحمه الله ..
دخلت الغرفة ..
عز عليها توقظ ابنتها من على السرير وتنام على الأرض ..قررت هي ان تنام على الارض بعدما تكأدت من تغطيه الجميع جيدا ..واغلاق النوافذ ..والابواب ..
:
:
فردت شعرها ..وغيرت تنورتها الجينز وبلوزتها الحريريه ..
تمددت على فراشها ..تمددت بتعب لتريح عظامها لم تفكر طويلا كعادتها بل خلدت الى نوم المتعب اللذيذ..
:
:
أتجه الى السرير ..كانت ترص الوسادات لتقسم السرير ..
رفع حاجبه مستهجنا ..."أش هذا شيليها ...ماتريحني ..؟؟"
:
ابتسمت له بتصنع ..."حلو مو لازم تريحك روح نام في الخيمه .."
:
أتسعت حدقتيه ..."بنت الحان مو فايق لتس تعبان بنام شيلي المخدات ..."
:
لم ترد عليه بل عدلت وضعها وهي تتدثر بالغطاء ..وجهت اليه كلمه كرديه لم يفهم معناها لكن من ملامح وجهها أتضح انها تشتمه ..
:
توجه الى السرير ..."ترى برفع المخدات هاذي ...احنا كبار بلا هالحركات اللي مالها طعم ..."
:
ألتفتت اليه ترفع احد حاجبيها بحنق ..."هاذي حواجز ملموسه طيب ...عشان تذكرك بالحواجز اللي هنا ..."قالتها وهي تشير على قلبها ...
:
:
اعطته ظهرها ..."تبي تشيلها شيلها لكن خلي يدك تنمد ..والله يصير لك شيء مو طيب ..."
:
غطى وجهه بكفيه واخذ نفسا عميقا رقبته تكاد تنقسم عن ظهره من الآلم ..لا حيلة له بجدالها ولا طاقه له..
:
:
كان للتو قد وصل الى المنزل ..انه منهك للغايه أتجه الى دورة بغية حمام سريع بمياه ساخنه تريح فتور عضلاته ومن ثم سيخلد الى نوم عميق فغدا ايضا سيعود للمزرعه فقد أصر ذيب عليه لتلبية العزيمه فهو من العائله وهنا حيث يفترض ان يكون ..ولا يحتاج الى عزيمه بل يجب ان يعزم هو على غداء صديقه المرحوم ..
:
:
خرج من الحمام ..وقت هاتفه على موعد صلاة الفجر ..تمدد بتعب على سريره الوثير ..
فتحت تلك الباب كان شعرها لازال مبلولا ..
أبتسم لها وسألها ليتطمن ....."مين حممك ..؟؟"
أبتسمت له ..."أنا ياعمي راجح ..أني بس زبطت لي المويه ..."
:
:
أنه حذر عليها للغايه من الخادمه ..لا لشئ انما لانه يخاف عليها فقط ..
أشار لها لها على الجانب الاخر من السرير .."تعالي عند عمي ..وحكيني ..."
:
:
قفزت الى السرير متحمسه ...اعطته كل تفاصيل يومها ..."عمي راجح في وحده ...زوجة هذاك اللي اخذني للبيت حوه شعرها اصفر وعيونها زرقاء زي باربي شكلها ..لكنها تتكلم زينا ...حتى تتكلم زي صحبتي اللي من الرياض ...كذا كلامها مره بدوي ..."
:
:
أبتسم لها .."هاذي زينا زيها بس أمها كرديه ..."
:
:
غضنت جبينها ..."أش يعني كرديه ...؟؟"
:
أخذ نفسا عميقا فهو يعجبه ان يجيب أسئلتها الطفوليه الفضوليه ..."الأكراد ناس يعيشون على حدود العراق وتركيا وايران وسوريا أسمهم اكراد ..اواز هاذي هي ومدين امهم من الاكراد اللي في سوريا ..."
:
:
ضحكت متذكره ..."أنا احب اكثر شيء مدين ...خلتني انام على سريرها ويعدين خلتني العب بشعرها ..وادتني مكياجها العب فيه ..مدين مررره حلوه وشعرها طويييل واسود وعوينها رمادي ...هي أخت اواز صح ..؟؟"
:
هز رأسه لها بالايجاب ...وبأهتام غريب ومغلف "ايوه اختهم ...؟؟مدين كيف حالها طيبه ..؟؟يعني تجلس مع الناس ولا لاء ..؟؟"
:
هزت رأسها محتاره ..."كانت تجلس معاهم بعدين جلست في المطبخ بعدين دخلت غرفتها وجلست تبكي كثير ...وبعدين خلاص صرنا انا وهي صحبات وجلسنا نلعب مع بعض ...و معادت تبكي ..."
:
:
ياللصغيره المسكينه ..يالأمانته المسؤول عنها ..أ كانت تبكي ..ياترى كيف وقع الايام عليها بعد تلك الحادثه ..
انه يفكر كثيرا مؤخرا ..يفكر بوضعه معها ..وضعه لايفسر ..كل يوم يؤجل اتخاذ القرار الى اليوم الذي يليه ..
لا يعرف حقا الى ما سيؤل الامر اليه ..
:::::::::
:::::::::::::::::::::::::::
كان مستلقيا في غرفته بعد ان تحمم للتو ..أشعل سيجاره واتجه الى هاتفه ..
تقول لي أنها متزوجه ...قالت لي الا تعرف زوجه من انا ...الخسائر في هذه الحاله ستكون فادحه أكثر ...يا الله أي رجل ينعم بهذه العنيفه الجميله ..
:
أ أتركها ...؟؟نعم اتركها ..وماعلي انا منها ...لكن لفى ...
لفى كان احمق ..النساء مثلها لايصلحن للحب ..انها تدمر من يقترب منها وامرأه بجمالها يلا يقوى احدهم على نسيانها او مجاراتها ..
:
:
انها متزوجه ..أممم ..سيشفع لها جمالها ...وسأبتعد عنها ..
ياربي ..أنها ملفته وغامضه للغايه ..كيف سأتوقف عن التفكير بالأطاحه بها ..
لا حقا ...لأتخذ قرار ..أستمر ..أخلي سبيلها ..هيا ياثابت الاحمق قرر ....
أخلي سبيلها اكيد ..يالحسرتي انها مرتبطه ..
:
:
بعدما غرق في التفكير بها دون ان يشعر تذكر أهم حدث اليوم التقاءه بأهل زوجة راجح السريه ..هذا الشقي تزوج ابنة محمد رحمه الله ..
اللعنه انا اتذكرها هي واختها كن جميلات للغايه ..
لقد راحم العائله الاكثر اهميه في القبيله ..يحسد على هكذا نسب ..ليس أنا من ارتبطت من ابنة ذاك العجوز البارده ..
يااااسااااتر من ذكراها غم وهم على القلب ..
ومن كان سيرضى بي غيرها فأنا لاعم ولا خال ..أعمام أبي لم يعرفونا الا بعدما أغنانا الله بفضله ثم بفضل عقل راجح ..لقد جمع هذه الثروه لتركي ولي ولأبناءنا من بعدنا ...راحج يحمل مسؤوليه لا طاقة له بها ليس سوى الا لكي لايشعر تركي رحمه الله بالنقص كما شعرنا نحن الاثنان في الماضي ..
:
:
أغنانا الله عن عباده ..وعلاقات تشترى بمكانة النسب ..
أفكر جديا بالعوده الى ستوكهولم..لم يعد لي حاجه لأبقى في هذا المجتمع الاحمق ..لكن ماذا عن ابناءي ...رباه انا لا اجيد التواصل معهم ..
ماللذي علي فعله ..انا اود حقا ان تكون بيننا امور مشتركه لكن لا اعرف كيف ..انا لم أذق يوما شعور عطف الاب علي ...ولا اعرف كيف اعطيه ..فأنا لم أخذه يوما ..
:
:
كانت تبكي في الطرف الآخر للسرير تعطيه ظهرها..
تبكي لأول مره أمامه ...أنه يجهل كيف يتصرف في مواقف كهذه ..
أقترب منها حاوط خصرها وجرها الى حضنه ..
مسحت دموعها مسرعه وحاولت تمالك نفسها فهي لم تكن تعلم انه مستيقظ حتى الأن ..
:
قبل كتفها العاري ونحرها ..."خير يا مرادي ...علامتس؟؟"
:
:
شهقت وهي تحاوط رأسه بذراعها وتقبل جبينه..."الله لايحرمني منك يازايد ..."
:
غضن جبينه مستغربا ...ادارت جسمها لتقابله وتراقب محياه التي تعشق ...أبتسمت بين دموعها ..."اليوم كان لي قدر ...وكان لي مكان بين الناس... عيد العام كنت في المطبخ أخدم اخواني وحريمهم ..ولا لبست حتى من كثر ما انا مشغوله ولا احد قلي كل عام وانتي بخير ..واليوم الكل حاطني على راسه ...وقدري صار من قدرك ...العمر ضاع قبلك يا بو ذيب ..."
:
:
أبتسم لها وهو يقبل جبينها ..ويشدد على احتضانها ...لا يعرف ماذا يقول ..أفعاله هي ماتجاوب عنه انه سعيد حقا بانه اعطاها هذا المقام التى رأته يليق بها ..ويعكس شخصيتها ..
:
:
النساء مثلها لم يخلقن للأستعباد لمجرد انها انفصلت اكثر من مره ..وكأن المجتمع يحكم عليها ..بأنها اخذت اكثر من فرصه ..اذا فشلت ستعامل كأثنتين ..اما ك***** ..او في احسن الاحوال كخادمه ..
:
:
فقط لأن احدهم لم يستحق ان تكون أنسانه بعظمتها ومكانتها تكون ملكه ..كم انت ظالم وقاسي يا مجتمعي ..
:
:
أستيقضن ثاني ايام العيد الصباح الباكر ..
دخلت المطبخ ..كان هناك ولدين ..لكن لم يكونا أبني اخيها ..
نظرت اليهما بأستغراب ....
دفع احدهم الاخر يشجعه على الحديث ...تكلم ذاك بخجل وهو يوزع نظراته حول المكان ..."نبغا ...مويا .."
:
:
أبتسمت لهما ..لقد كانا جميلين للغايه بشعر أسود طويل نسبيا وعيون واسعه كحيله ..
جلست على الكرسي ...وهي مبتسمه ..."أول كل واحد يديني بوسه .."
:
:
غرقا في الخجل ..وتسمرا في مكانيهما ...مثلت قلة الحيله ..."زلا مافي مويا ..طيب اش رايكم انا ابوسكم .."
:
:
دخلت مضاوي المطبخ .."لاحول ولاقوة الا بالله حتى الصغار ماسلموا من تحرشك .."
:
ضحكت وهي تذوب في الصغيرين ..."وا سلم عمرهم مضاوي طالعي احلا من الشيف عيالك ...يالبى ..أش أساميكم ..؟؟"
:
:
جاوباها بحرج .."نواف وفيصل ..."
:
أبتسمت لهم اتجهت لهما وقبلتهما بعنف ..أبدا الانزعاج ..لكنها عوضتهما بماء والكثر من الحلوى ..
:
:
أتى احدهم يلعب حول أبيه ..نظر اليه ..ثم نظر اليه مره اخرى .."ولد أش هذا ...؟؟"
:
جره ومسح قبله بروج أحمر على خده ...
حاول التملص من يد ابيه .."هاذي الحرمه الطويله قالت يا ابوسكم يا مافي مويا .."
:
:
أنظم اليه تؤامه ...."ايوه طويله وشريره وعيونها كذا ...كلها كحل ..."
:
ضحك شاهر بينه وبين نفسه وهو يستمع لوصفهما المرتعب لأبيهما...يعرف تماما صاحبة هذه الاوصاف وهذه الافعال ..
:
:
راقبهما حول ابيهم ..التفت لصدر المجلس راقب تؤما عدي حول ذيب وابناء الذي بجانبه الكبيرين حول عمهما راجح وكأنه أمتداد لذيب ..
:
:
نظر الى فنجال القهوه امامه وقطعة الكيك يعرف تماما هي من صنع من ...لم أفكر يوما بأن يكون لي اطفال ..يا الله كيف سيكونون ..لطالما تخيلتهم يشبهون لأمهم ..نوير ..
لكن نوير غادرتني دون طفل او ذكرى لرائحتها ..
وغزتني ابنة الشمس ..كل ما اعرفه هو انني لا اريد ان يكون ابني بعينين زرقاء وشعر اشقر وسط المجلس ..لكن اريد ابنه تشبهها تماما ..
لكنني لم افسر وضعي معها وبها لغاية الأن ..زوجتي منذ ثمان سنوات وبدأت اتعرف عليها للتو ..كم يلزمني لأتخذ معها قرار الانجاب ..
:
:
:
كانت تجلس معها على جدار الفناء بعيدا عن مكان تجمع الضيوف وهن يتأملن كساء المزرعه الاخضر الفاتن ..
كانت في يدها ورده تلعب بها ..وتبادلت معها الاحاديث الطفوليه ..."أنا ما احب البسس ..زمان وانا صغيره بسة امي خربشتني في فخذي وخلاص صرت اخاف منها ..."
:
:
أبتسمت لها ..."انا عمي راجح جاب لي بسه مره حلوه كلللها ابيض ...وصغيييره ..بس قالي راح تكبر ..احب العب معاها عشان ماعندي احد يلعب معاي بس عمي راجح يوم الخميس يخرجنا كلنا ولا نروح المزرعة حقتنا ..."
:
:
أبتسمت لها وأستغلتها للسؤال ..."عمك راجح فين زوجته واولاده ؟؟..."
:
هزت رأسها بالنفي بحزن ..."عمي راجح ماعنده ولا زوجه ولا اولاد بس هو لحاله وبيته كبييير وحلو بعدين جابنا عنده يوم امي تزوجت وجاب لنا خدامه فلبينيه وبس ...لكن هو كان في هذا البيت لحاله يقول هو سواه لعمي تركي الله يرحمه ولابوي ولنا بس محد جا معاه ابوي راح السويد وعمي تركي مات الله يرحمه ..."
:
:
أبتسمت لها تخفي حزنها ....الكثير من حكايا هذه الصغيره موجع للغايه ..
يبدو بأن كل البيوت ملئية بالأوجاع ليس بيتنا فقط ..
شدها حديث الصغيره عن صديق ابيها القديم ..فبدأت تذكره تدريجيا ..
لقد كان موجودا في طفولتها بل هو من كان مع ابي عندما تزوج امي ..اذكر هذا جيدا ..كان سند ابي في كل شيء ..
:
:
كان يجلس في الخارج أغلق هاتفه للتو ..امور عمل لا يستطيع تأجيلها ..
كان مكان يتيح له رؤية جدار فناء المنزل ..
:
:
كانت أفنان تجلس على الجدار وتلهو بقدميها في الهواء ..
أخرى كانت تجلس بجانبها ..تداعب النسمات شعرها الطويل تتغزل به وتهرب بخصلاته معها ..
:
أنه يحفظ هذا الشعر عن ظهر قلب هو لمن ..فقد كانت في حضنه كسيره منذ شهور ..
:
عندما يزيح الهواء شعرها يفضح انحناء خصرها الفاتن وحسن رسم جسمها ...
سمح لنفسه بتأملها ..
كانت تستند على يديها وتتحرك بجذعها تاره ..وتاره تمد يديها في الهواء لتصف شيئا ما لأفنان ..
:
:
انا سعيد حقا لرؤيتها معافاه وتمارس حياتها بعد كل ما جرى لها ..
ألتفتت بجذعها ..وجمعت شعرها وأسدلته على كتفها الايسر ..فبان محياها ونحرها ..لم يكن موقعه يسمح له بتأمل ملامحها ..
تناولت شعر افنان في يدها وبدأت بتصفيفه ..
:
:
أراها اليوم بعد كل تلك الشهور الصعبه ..لقد بت الان بقلب مطمئن عليها ..يبدوا بأنها عادت لتمارس حياتها ..
..
رفعت رأسها ..عندما شعرت بأحدهم يراقبها ..لكن لم يكن هناك وجود غريب حولها ..
:
:
::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::
مر اليوم جميلا كسابقه وقد ازدانت السماء بالنجوم وبدر ماقبل التمام ..
انار الارض بطريقه واضحه ..
أقفل الجميع أي مصدر اناره ..حتى ان الجو كان باردا لكن ليس بصقيعي كعادة شتاء المدينه الذي لم يبتدئ بعد ..
غادر الضيوف مبكرا ..ودعت افنان مدين وهي تعدها بأنها ستعود غدا لأكمال لعبتهم ..
:
:
جلسن حول النار التي اوقدتها ماريا ..
نطقت مدين فذهل الجميع لما قالته وبهتت اوجههم .."تدرون ان راجح خوي ابوي للحين ماتزوج ..."
:
:
بررت عمتها ام ذيب لها ...."الله يعوضه ضاع شبابه يربي اخوه وربي أختاره عنده ...الله يعوضه ...."
:
تحسرت مدين ببرأه ..."مسكين ربي يعوضه ..."
:
أبتسمت ماريا بحالميه فهي عاشقه لقصص ارتباط هذه العائله الغريبه ..."أمييين ...ربي يعوضه ...بوحده حلوه ..قمر ..شعرها طويل...حساسه ...و صغيره ...."
:
:
مرادي دفنت رأسها بيديها ...مارايا تستغل الفرص في احلك حالات الحزن لايمكن ان تمرر موقف ولا تترك تعليقا مبطنا ..
:
:
قرصتها مضاوي بحنق في فخذها بقوه ..
بادلتها الفعل ..
صرخت مضاوي ..."آه ...آه فخذي ..."
:
:
ضحكت مرادي متذكره ماحكته لهم ماريا يوم حفلة الحناء ..
هنا ماريا تذكرت ...ومن يسكت ماريا ..
"ياربي يا آه حقت مضاوي مشبوهه .."
:
ضحكت اواز ..."ايوه طريقة عمه مضاوي تضحك ..."
أكملت ماريا كله يهون عند يوم قالت ..."آه ذيب ....اخوي بغا يصدم في اللي قدامه ..."
:
ضحكت عمتها ..فماريا تثير مواضيع حساسه للغاية بغية الاستمتاع ..
ضحكت ماريا وهي تتذكر موقف حدث منذ يومان ..."أسكتوا ذاك اليوم قلت لماريا ..شيلي الصنيه ذحين يجي عمك آه ذيب ...وضحنا انا وهي ..الا على وقفة ذيب على الباب خزني بنظره لو انها تقتل كان مت ذاك اليوم ...."
:
:
ابتسمت مضاوي بتشمت ..."ودك ليته كسر راستس ابو زايد ...هاذي نهاية قلة الحيا ..."
:
ابتسمت لها ماريا .."مين قصدك آه ذيب ...لا والله اخوي أنسان حنون .."
:
شهدت أمه بحنان ..."والله مافي احن من ذيب لكن يده طويله شوي لاعصب مايمسك نفسه مثل عمه وجدهم الله يرحمهم .."
:
:
هنا حاولت مضاوي تغيير الموضوع ..."والله الجو حلو قريت في برنامج الطقس يقول احتمال سقوط امطار ..."
:
أبتسمت لها عمتها .."من المغرب وهي تغيم وتفك ..ان شاء الله قريب الفجر بتمطر .."
:
كانت مرادي تشعر بأنها ملكت الكون ..انها بين اناس يقدرونها حق تقدير ..ويطلبون رأيها وشورها في ادق التفاصيل احتراما للرجل الذي اقترن اسمها به ..
لقد تحررت من نساء جماعتها واحاديثهن المبطنه واحقادهن الخفيه ..
واختارها زايد لتكون هنا هي فقط من بين النساء ..
:
:
وقفت ماريا تمدد يديها بتعب .."انا بنام خلاص مكسره ..تصبحون على خير "
:
:
شاركتها اواز الوقوف .."انا وعمه بنسوي حلا غدا شاهر بكره وبنااااام مكسره ..."
:
وقفت معها مضاوي ...ثم وقفت مدين ..."انا بروح اشوف مع ماريا المسلسل بعدي بأنام ..."
:
:
بقين مرادي وام ذيب حول النار ..
تبادلن الاحاديث ...كانت مرادي لاتحترم احدا كما تحترم وتقدر هذه المرأه الصالحه ..بل كان الجميع يلاحظ ادبها وتقدريها البالغ الادب لها ..فترتب المكان لها قبيل جلوسها ..وتستشيرها في كل شيء صغر او عظم ..ولاتبدأ بأي فعل قبيل ان تبدأ هذه ..
:
:
راقبته مقبل من بعيد عليهم مبتسما ...جلس بجانبها بعد ان القى السلام ..راقبت علاقته بزوجته وابنة عمه..كان يعاملها بطريقه غريبه وكأنها امه ..أو اخته الكبيره ..
أتى من بعده ذيب حاملا محمد النائم بتعب في يده بخفه ..وذيب الصغير يمشي خلفه بكسل القى السلام علينا ثم دلف الى الداخل ..
:
:
أتى بعدها شاهر مبتسم ..بعدما اعتاد عليها كما يبدوا ...هذا الرجل جميله اخلاقه قبل خلقته ..
كثير التبسم وسديد الرأي وحلو اللسان ..الا ان علاقته مع اواز لاتبدو بأنها تسير على مايرام ..
:
:
وقف مستأذنا للخلود الى السرير ..وقفت خلفه ..ومن ثم ذهبا ..راقبته مبتسمه ..الحمد لله ياربي لانك رزقته الزوجه التي يستحق ..
:
:
استلقى على رجليها ..."يمه حكيني ..."
:
ضحكت ..."ياويلي وش احكيك بزر انت ...؟؟"
:
قبل يدها بطفوله ..."الله يخليكي يمه ...قصه وحده بس .."
..
بدأت تقص عليه حكاية قديمه قد قصتها لها امها من قبل ومن قبلها أمها ..
كانت تقص عليه وهي تغلل اناملها المسنه المتعرجه من اثار تشديدها قبضتها على الحياه المتقلبه بها ..
لقد شاب شعر أبناءي فما بال شعري ..
لقد كبروا صغاري وفقدت أوسطهم ..
:
:
أنتظم نفسه ..تماما كطفولته الهادئه ..
قبلته على رأسه وغطته بشالها الكشميري الثقيل ..
أتت أواز لتتمنى لعمتها ليله سعيده ..فأذا به ينام في حجرها فارغا فاه بطفوله ..
كأنه طفل عائدا الى حجر أمه بعد يوم متعب ..
جلست بجانبها مبتسمه ..
أبتسمت لها عمتها ..همست لها ...."هذا قطعة قلب واصغر العنقود ..تراه امانتس يا اواز ..ترى هو عنادي بس انه حنين وانكسر قلبه كثير ..."
أبتسمت لها وهي تتأمله ..أقتربت منه لمست رموشه بأناملها ..فأنزعج ..
أغلق فمه بلطف ..همست له .."شاهر ...شاهر ...قوم عمتي بتروح تنام ..."
:
:
فتح عينيه كانت تبتسم له ..تأملها لوهله ..ثم أبتسم لها بالمثل ..مدت يدها له وهي تقف ..."هيا تعال ..."
مد يده لها وقف ..مقبل رأس أمه ..راقبته يعطيها ظهره وهو يحاط كتف تلك ...
:
:
حان وقت خلودها الى السرير ..
خرجا ابني عدي ..
غضنت جبينها ..."ياولد ...وش مقومك انت وياه وين اللي توه بينام ..خرج خلفهم ذيب .."نايمين من المغرب ليت صحيتهم يصلون العشاء ويتعشون ...يبون يلعبون بلايستيشن في الخيمه ..."
:
:
مسحت على رؤوسهم بحنان ..."تدفوا ياوليدي برد ..."
:
:
دخلت الغرفه كان الجميع نياما ..نزعت فستانها ..ومسحت زينتها لم يتبقى سوى خط كحل ابى ان يغادر عينيها ...كانت ابنتها تنام على السرير اليوم ايضا ...
لبست قميص بوال ابيض قصير وكنزه صوفيه رماديه طويله تغطي حتى منتصف ساقها ..
جمعت شعرها بعشوائيه اسفل رقبتها وقد تمردت منه خصلات على طوله ..
:
:
استلقت في فراشها ..داهمها النوم ..بعدما تطمئنت على ابناءها من عمتها ..
:
:
أرتجفت في فراشها ..ذكرت اسم ربها وتوضئت ثم صلت رفعت ساعتها في الضوء كانت تشير الى الثانيه والنصف ..
:
:
ذهبت الى المطبخ ..كان مظلما أعدت لها قهوه عربيه ..بهدوء وبدون ان تصدر صوتا مستدله على طريقها بتسرب ضوء الممر ..
كانت نافذة المطبخ مفتوحه ..
وكان ذاك يجلس في الفناء امام الجمر ..وقد اسند ظهره على المركأ ..وارتاح في جلسته وسند يده على ركبته و قلب السبحه في يده سارحا ..
كان مرتديا ثوبا اسود يشتد على منكبيه بدون شماغ اوي أي شيء يغطي شعره و يلف كتفيه ببشت شتوي بلون بيج واطراف مذهبه فلم يشتد البرد بعد ليخرج فروته ..
:
:
هناك شيء غريب دفعها للذهاب اليه ..
وقفت خلفه كان لازال سارحا يراقب تأكل الجمر ..سقطت قطعه تحولت الى فحم من طرف قطعه اكبر من الحطب الملتهب ..فتطاير الشرر ..التفت اليها تقف فوق رأسه ..
:
تأملها لوهله ..كانت عينيها تلتمع تحت ضوء القمر ..
جلست بجانبه بصمت ولا زال يراقبها ..هبت نسمة هواء فحملت خصلاتها قبل رائحتها اليه ..
مدت له فنجال القهوه ..
أخذه منها ولازال يراقب النار ...همست له ..."وين الاولاد .."
:
أشار اليها برأسه ..."ناموا في الخيمه ..."
:
:
أرتجفت وهي تتأمله ..
ألتفت اليها ..فتح بشته لها ..
تمنت فعلا لو انها تدفن نفسها في حجره ..
أخذت الفنجال من يده وضعته جانبا ..
رفعت قميصها وابعدت بين ساقيها واضعه فخذيه بينها ..لتجلس في حجره مقابلة محياه الذي فتنها بالامس ..
أضطرب صدره وهو يراقبها ..عضت على شفتها العلويه ..
مدت يدها بتردد ..غمرت اناملها بشعره ..
:
قبلت جفنيه ..لم يبدي أي ردة فعل ..قبلت وجنتيه ..عندها حاوط خصرها شدها اليه ولثم شفتيها بعنف ..
:
:
بالكاد ابعد نفسه عن شفتيها ..راقب المكان حوله بحذر ..مدت يدها وفتحت شعرها ..
غطاها ببشته ..دفن رأسه بصدرها ..انها رقيقه للغايه و ناعمه خاف ان يكسر ضلوعها ..يالرائحتها المسكره ..
:
:
قبل رقبتها ونحرها بخفه ..همس لها ..."بتنامين ..."
:
أبتسمت له وهي تراقب شفتيه ..هزت رأسها بالنفي ..
حاوط خصرها بذراعه الايسر حامل اياها وهو يقف ..
:
:
قصد بها غرفته...........أقصد غرفتهما ...
مثل البكا .. حبيبتي .. تحتاجني .. تحت الظلام
مثل الفرح .. حبيبتي أحتاجها .. وسط الزحام
الحب علمها السكوت .. والحب علمني الكلام
أرفض الصمت .. الحوار .. بيننا .. خلف الجدار
آآآآآه
أنا الجالس ورى ظهر النهار ..
بنفض غبار .. ذكرى
أرفض .. يكون الإنتظار .. بكرا
أبسقي ..عطش قلبي اليابس ..
على اشفاهي ..
بقول أحبك ..
:
:
تقلبت في الفراش بأنزعاج ..أشعة الشمس تغزو الغرفه ...
غطت رأسها بالشرشف الخفيف ..
أخذت نفسا عميقا ..تأصلت رائحته في رئتها وسكنتها ..
:
:
تذكرت ماحدث بالأمس ..
رفعت الغطاء عن وجهها كانت الغرفه خاليه ..الا منها ..
جمعت شعرها ..وهي تتأمل الغرفه الخاليه الا من ثوبه الاسود يعلقه بالقرب من الباب ..
غطت وجهها بكفيها ..كيف فعلت هذا ..لقد أكثرت من التفكير فيه حتى انهرت وضعفت امامه ...
يالحرجي ..ياويح قلبي يالجرأتي ..
ادعو الله ان لايكون لازال في الغرفه ..
:
:
رفعت ساعتها كانت تشير للثامنه والنصف ..تسلل الى مسمعها صوت الحياه خلف الباب ..اصوات لعب الصغار وضحكات النساء ...
:
أيعقل بأن توافد الضيوف ..نعم لأول مره في حياتي أتأخر في السرير لهذا الوقت ..
:
:
دخلت المطبخ وهي تعدل شعرها وقد لبست لتوها..."مضاوي وين ...فاقدتها ...؟؟"
:
:
جميعهن جاوبنها بنفس الشيء ..لم يرينها ..
:
رفعت حاجبها بأستغراب ..."ياربي وينها ...؟؟"
:
رفعت كنزتها من على الارض ..
بعدما خرجت من حمام سريع ..
لبستها واغلقت طرفيها جمعت باقي ملابسها وفتحت الباب بحذر كان المكان خاليا ..
:
:
وقفت في الممر بالقرب من باب المطبخ متكئه ..فتسنى لها رؤيه ممر الغرف ..رفعت رأسها ..راقبت باب غرفة ذيب والتؤمان يفتح ..
:
كذبت ماتراه ..كانت مضاوي ..تنسحب بهدوء مسرعه الى الغرفه الاخرى اخر الممر ..
:
أتسعت حدقتيها ..بمفاجأه ..لقد فعلتها تلك الحقيره ...ماذا ؟؟كيف ..؟؟
:
:
هرعت الى الغرفه واغلقت باب الغرفه خلفها ..
كانت مضاوي تهم في لبس رداء الصلاه ..
راقبت ماريا تقف وتسند يدها على الباب ....مبتسمه بسعاده ..."صلي ..صلي...لنا هرجه لا خلصتي ..."
:
:
أغمضت عينيها ..يالحماقتي ..."رحت الغرفه تحممت وجيت بلا فلسفه زايده ...."
:
:
رفعت حاجبها بعدم أقتناع .."اللي يتحمم يشيل ملابسه في يده ..أخبر اللي يتحمم يلبس مو يتفصخ ..."
:
بحنق وقلة صبر...."ماريا اش تبغين ؟؟"
:
أبتسمت وهي تجلس على السرير أمامي وتضع رجل فوق الاخرى ...."أبي سلامتك بس أعترفي ...أمس ...وين كنتي ..."
:
:
قبيل ان تكبر ..همست لها تنهي الموضوع ..."ماكنت في ولا مكان ...أبعدي بصلي والبس ..."
:
:
بعدما انتهى من ذبح اضحية اخيه المرحوم ...غسل الدماء عن يديه ونزع ثوب الذبح ..تأمل في المرآه لوهله ....مالذي حدث بالأمس ..أكان حلما ..
يا هذه الاحلام المستحيله ..
أكان حقا ماحدث بالمس أكانت بين يدي ...نعم لقد كنت وحيدا ومهزوما ..وهي ..نعم هي من أتت الي ..
:
هي من طلبتني انا لم افعل أي شيء ..
رباه انا بالكاد تخطيت صدمة اول لقاء بيننا ..أسيكثر اللقاء بيننا ؟؟ما وضعنا ...؟؟هل لازلنا لانطيق بعضنا ..؟؟
:
:
:::::::::::::::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
فتح الباب الأخر للمطبخ المؤدي لجهة الرجال من المنزل ...جر الصندوق في يده ...وقد تلوث ثوبه ويديه بالدماء ...
:
:
"ألحان ...أمسكي شيلي هذا واعزليه أسألتس عنه بعدين ...؟؟"
جرت الصندوق ...ومدته للخادمه ..."خذي ياسوقياتي شيليه في الثلاجه الكبيره ..."
توجهت له بالحديث بقرف ..."ادخل تحمم ...يع يع ...نزل الثوب ذا ..."
:
كانتا ماريا ومرادي في المطبخ منشغلات ...
مقلدا نبرتها ونظرتها ..."يع ..."
:
:
أقترب منها بخفه وأحتضنها ..
صرخت مستغيثه ..."يمه ...يع ...فستاني خاله مرادي يييع ..."
:
:
ضحكت مرادي ..بينما راقبتهم ماريا مبتسمه بشئ من الحسره ..لقد تذكرت زوجها الراحل ..
لقد كنت يوما محل اهتمام احدهم ومكملته ..
لقد أحببت يوما ..
لقد كنت ملك احدهم في ما مضى ..
:
:
راقبته يخلع الثوب ويرميه على أواز ..
نفش شعرها ودفعها ..
بينما شتمته بلغة أمها ..
:
عادت لتنهمك في ما بين يديها ..فلا حيلة لها سوى العمل لتنهى عقلها عن التفكير ..
:
دخلت المطبخ بشعرها الذي لازال مبلولا..
كانت لاتضع سوى الكحل وثوبا بدويا ناعما يزيد جسمها جمالا ...
وقد كانت ولأول مره تدخل المطبخ متأخره بل تبدو الراحة على وجهها نظرا لنومها الجيد ..
أتجهت بعملية لما يراد منها فعله ..
عدلت جيب ثوبها وهي تجلس ..
:
:
مرت من خلفها خارجه وهي تشرب الماء ..لمحت أثار في رقبتها ..كحت من الصدمه ...شرقت بالماء ..دخلت في نوبة سعال ..
:
هلع الكل متجها اليها ..أجلستها مرادي وهي تذكر أسم الله عليها ...
بعدما عادت الى طبيعتها أبتسمت لمضاوي بسعاده لاتكاد تصفها ..
هذا مايستحقانه هؤلاء الجليديين ..
من حقهما ان يكونا معا ..
أكاد لا اصدق مايحدث ولكنني مسلمه به لأنه امر طبيعي ولكن اخذ الكثير من وقت هذان الاثنين ليدركانه ..
:
:
:
:
::::::::
:::::::::::::::::::::::::::
قبيل العصر بقليل خلت المزرعه الا من اهلها والمقربين ...
كان الجو ينذر بسقوط الامطار ..نسمات خفيفه و غيوم رماديه متراكمه ..
قطرات حائره من السماء يفوح من الارض بعدها عطر الطين ..
:
كانت للتو أنهت ماتفعله في المطبخ ..خرجت ووقفت على باب المنزل تراقب أبنيها يلعبان مع تؤامين أخ راجح ..
:
عمتها تحلق حولها نساء العائله ..ومعهم أخت التؤامين أفنان ..
كان يوما سعيدا للغايه ولايصدق حتى السماء تكاد تبكي فرحا لهم ..
:
خرجت وجلست على جدار الفناء القصير المطل على المزرعه ..وبرودة قطرات المطر المتباعده على شعرها وصدرها تجعلها ترتجف ..
:
:
غزتها ذكرى الأمس فأبتسمت بخجل ..أتت تلك وجلست بجانبها ..
ألتفتت اليها مبتسمه ..."ليش ماقتي لي انتس كنتي مسقطه ذاك الوقت ...ماراح اتكلم ولا اعلى احد على الاقل اعتنيت فيكي زين ...."
:
:
أبتسمت تلك تهز رأسها بالنفي ..."أش راح يكون موقفي ..."
:
تناولت كف ابنة عمها وزوجة أخيها ..."أش راح يكون موقفك يعني ...محد راح يتكلم حرمه ومسقطه ..وطبيعة علاقتك مع ذيب انتي اللي حطيتيها محد غيرك واذا انتي غيرتي هالطبيعه بنفسك زي ماحطيتيها محد متكلم ......."
:
:
غضنت جبينها بأستغراب ...."أنتي اش دراكي اني سقطت ...؟؟"
:
أبتسمت لها وهي تنظر الى السماء .."أنا مو جاهله فيكي وجربت هالشيء قبل ..وبعدين عمه توها قالت لي ..."
:
:
رفعت احد حاجبيها ..."عمه ماتدري ..؟؟"
:
هزت رأسها بالنفي .."تتوقعين ذيب يخبي شيء على عمه ..وكيف لو كان شيء هو يستناه طول عمره ...هي ماقالت لي في وجهي بس توها دعيت في المطر يارب ارزق ذيب الضنا الصالح وعوضه عن مافقده انا عرفت ان وليدي مو ناقصه شيء....."
:
:
أكتست تلك بحرمة الخجل ..أبتسمت لها ماريا ...."عن جد انا فرحت لأخوي انه يقدر ينجب وفرحت لك ازود لان ان شاء الله معاناتك بتنتهي ...."
:
:
سرحت تلك الى المجهول ...."وانا اش يضمني ان ذيب راح يكون طيب معاي انا ....كيف كان مع مشاعل ......كان مأكلها التراب ...."
:
:
تنهدت ...."ذيب ما اكل مشاعل التراب الا اخر 11 سنه زمان مين يتذكره كان عمره ماغلط عليها ...وبعدين بتقارنين نفسك بمشاعل ..."
:
:
حاربت الحيره ..."طيب انا ممكن يوم أكون في مكانها ويتغير علي .."
:
تأففت بضيقه .."وانتي ليش تقدمين الاحتمالات السيئه عيشي معاه و اعرفي كيف تكسبينه ..."
:
هزت رأسها تحاول اقناع نفسها ....."الله كريم ..."
:
بعد ما همت بالوقوف ..."صحيح انتي فقدتي الجنين كم عمره .."
:
بانت الحسره على وجهها ..."في الاسبوع التاسع ...."
:
أبتسمت لها برضا ...."العوض من عند ربي أنا فقدته في الشهر الخامس ...كان متكون خلاص ...شيء ارحم من شيء ...شفيع لأبوه ان شاء الله .."
:
:
راقبت ظهر ابنة عمها المبتعده بحزن ....بعد كل هذه السنين لازالت ماريا حزينه على طفلها ..
لازالت ماريا تصارع وحدتها المؤلمه فماريا قد جربت الحب ..
ومن جربه لايقوى على فقدانه ..
:
:
:::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::
كانتا تجلسان متجاورتان تأكلان من نفس الطبق ....رفعت شعرها عن وجهها وهي تتحدث بطفوله وحسن نيه ..."أمس عمي راجح سألني عنك ..."
:
لم تقوى على بلع ما تأكله ..أرتشفت من فنجال قهوتها ..
بعدما تمالك نفسها سألت ..."ليه سألك عني ...؟؟"
:
:
هزت الصغيره كتفيها بقلة علم .."ما أدري بس دايم يسأل عنك ...يقول مدين تجلس مع الناس ؟؟طيب مدين تبكي حتى اليوم ؟؟مدين بتسم وتتكلم عادي ..؟؟"
:
:
غضنت جبينها مستغربه ..."طيب يسألك عن اواز ولا بس عني ..."
هزت رأسها بالنفي ........."لا بس أنتي ..."
:
:
نفثت نفسا يبرد على صدرها وهي تراقب المكان حولها ...
لماذا يسأل عني هذه الاسئله الدقيقه وكأنه يعلم بحزني وبوضعي ..
لماذا ..أيشعر بالأهتمام اتجاهنا لاننا ابنتي محمد ..ولكنه لم يسأل عن اواز ..
لماذا انا ..هناك شيء ما يحدث دون علمي ..
أكثر من واحده من الزائرات ربطتني بالسؤال به ..وهاهو يسأل عني ..أين كان طول تلك السنوات لماذا هذا العيد بالذات يعود لحياتنا واخر عيد عاشه معنا كان اخر عيد لأبي ...أ تراه حن ...وان حن لماذا يسأل عني بالذات ..
أ تراه علم بما جرى لي ...ومن اين سيعلم ..
من سيقول له ..ان كان الوحيد العالم بما حصل لي خارج عائلتنا هي خالتي مرادي ..
:
:
لا اقوى على التنفس الامر محير للغايه ..
عندما علمت من احدهم انها سأل عتنها كان هذا حالها مسكينه مدين ماخفي كان اعظم
:
:
:
بعد صلاة المغرب لازال المطر مستمرا ..
دخلت المطبخ المظلم كن يقفن على الشباك ..أستغربت مما يفعلن ..
أقتربت "مضاوي ...مرادي ..اواز ..أش عندكم..."
:
ضحكت مرادي وهي تهمس لها تعالي شوفي ...بدراميه عاتبت ..."بنتك يا ابوي علمتكم القز ونسيتوني ..."
:
:
افسحت مضاوي لها المجال ...تأملت من كان سيهم بصعود السياره ...وقد التصق ثوبه عليه بفعل المطر ..."لاحول ولاقوة الا بالله كان الله في العزباوات هذا راجح ...مدين فين تجي تكحل عيونها ..."
:
:
:
أتى أخرا كان شبيه له في البنيه الى حد كبير كان أستنساخه الى في ملامح الوجه ...
همست مضاوي ..."ماشاء الله هذا تؤامه ...أبو العيال اللي يخافون من ماريا ..."
:
همست بحنق ..."لازم تدخلوني في أي شيء ...ذيب وينه عنك ابعدي .."قالتها وهي تزيح مضاوي عن المكان ..
:
أستغفرت ربها من أن يقع شيئا قلبها وهي تتأمله ..ضربتها مرادي على كتفها ...."هذا انتاج تبوك ...سبحان الله ما احلاهم ..."
:
أستغربت ماريا .."امهم من تبوك ...؟؟"
هزت مرادي رأسها بالايجاب ..."حتى ثابت متزوج من اهل امه ..."
:
:
راقبته ماريا بحسره غريبه تجتاحها ...بحسرة انها وحيده ربما أو بحسرة انها ضاع شبابها وسيضيع باقيه وهي بدون ضنا ...بحسرة أن حبيبها فارقها واختاره الله عنده ..بحسرة انها لن تكون انثى احدهم ابدا ..
:
:
بعد رفعهم وجبة العشاء ..
:
دخلت الغرفه معاتبه منظر ابناءها نيام على سرير اختهم ...."هذيلا ليش نايمين كذا من جابهم هنا اصلا ..."
:
:
كانت سارحه تجلس على طرف سريرها ....الا انها اجابت عمتها التي انقذتها من الغرق ....."عمه ماريا جابتهم وقالت اليوم بينامون هنا ....."
:
:
أبتسمت مضاوي لتفكير ماريا .....مدت فراشين على الارض وجرت أبناءه كعادتها الي الفراش ثم غطتهما ...
:
توجهت لها مدين بسؤال قبيل ان تخرج زززززطعمه ...أش سالفة راجح خوي ابوي ......؟؟"
:
وقفت مكانها مصدومه وقد جف حلقها وعجزت عن الكلام .....وبعد صمت ..."أش سالفته ...؟؟"
:
هزت مدين رأسها تنهي الشكوك ....."ولا شيء..أنا بنام .."قالتها وهي تتمدد على سريرها بتعب ..
:
:
خرجت من الغرفه سمعت صوته في الفناء محدثا امه ..
راقبت أواز تدخل غرفتها ..
عادت الى الغرفه خطت من كحلها ..رتبت شعرها وتعطرت ..أخذت شيئا من من حقبيتها ..دخلت غرفته مسرعه وخبأته داخلها ..
:
:
توجهت الى باب المنزل أخذت نفسا عميقا وهي تضع طرحتها فوق رأسها ..
:
كان يجلس بجوار أمه وابنتها ومقابل أبيه وزوجته وأخته ..
كان الله في عوني ..قاومت ارتجاف قلبها ..نفضت يديها بتوتر ..ثم أتجهت أليهم واثقه ..
:
:
كانت ستغير رأيها وستعود الا انه رفع عينيه ..
كانت تعطي الباب ظهرها الا ان عينا اخيها لفتتها فنظرت الى الخلف كان المنظر الذي أستبعدته العائله كلها وجود مضاوي الصريح في وجود ذيب ..
:
تقدمت وهي تحاول تشتيت نظراتها عنه ..ألقت السلام على عمها وهي تقبل رأسه ..ألتفت الى وجودها مستغربا ثم نظر الى الى ابنه ..
أبتسمت عمتها بسعاده بالغه ..."الله يصلحتس ياوليدي ويكملتس بعقلتس ..تعالي ..."قالتها وهي تبعد مسافه بينها وبين ابنها لجلوس تلك ..
:
جلست على مضض ..تشعر بأنها طفله مجداد لاتعرف اين تجلس وماذا تفعل والجميع يراقب افعالها ..
الا هو كانت نظراته من صخر ..وكعادته يراقب الحديث بنظرات عينيه ويلقي كلمه واحده كتعليق على الموضوع عند نهايته ..
:
عيناه غريبه للغايه ولاتفسر بل لايكاد يقرأها احد ابدا ..نظرتها واحده لاتختلف ..
للحظه ندمت بأنها بادرت بهذا الفعل ..لأنه لم يكن يلقي بالا لوجودها بجانيه ..أو معه في نفس المكان كم أنا حمقاء انا التي ضعفت ...بل انا الحمقاء للغايه لاني عرضت نفسي عليه في الامس يبدو بأن الموضوع لا يهمه ويثيره البته ..
:
:
لن أفعل ماكنت سأفعله اليوم ..ياربي لا اكاد اصدق مايبدر مني ..أين عزمي كل تلك السنين ..
أنفضت الجلسه وغادرت انا لأقبال شاهر وماريا أحتجت بالنعاس ..
توجهت انا للمطبخ وعلى طلب عمي حضرت لهم الحليب العدني لقد كان الجو بارد اليوم ..
:
:
سمعت صوت شاهر ينادي "ياولد .." قاصدا غرفته ..
كانت هناك اعمال متفرقه أنهيتها ..ومن ثم عدت للجلوس مع عمتي ومرادي وعمي وأبنتي ..
:
لم يكن موجودا ...
أحسيت بحرقه غريبه ...لم يكن يهتم لي او لوجودي او لما بدر مني ..
فُتح باب غرفته ..
أطل من الممر ونادى علي ...فقدت تركيزي لفتره وانا ارقابه ببلاهه وهو يتوجه الى بأسمي ..
"مضاوي ..."
:
ألتفتت الى عمتي ..لقد اكتسيت بغباء غيرب حينها كانت عيناي ..ترمش غير مصدقه ..
وقفت متجهه اليه ..."سم ..."
كان فاتح باب الغرفه بيد ومتكئ على الجدار بيد ..
أشار الي بعينه رافعا حاجبه الايسر ...ألتفتت الى الفناء لم يكونوا يروني ..دخلت الغرفه ..اغلق الباب بعدي ...لازلت واقفه بينما جلس هو على طرف السرير ...
:
:
لم يصدر أي صوت ..بل حاصرني بنظراته ..أنا بدوري ايضا كنت كصنم جاهلي ..
:
:
نطق بعد ان طال صمته ..فكفر ..."لأيش تبين توصلين ...؟؟"
لم اعرف ماذا اقول وتلعثم الكلام وتعثر على شفتي ..
:
:
وجه الي الحديث وكأنه في اجتماع عمل ..برسميه مجحفه ومؤلمه ..."مضاوي ..كل اللي راح واللي جاي أختيارتس انتي ...لاحظي انه انا ماتدخلت في ولا قرار لتس .."
:
:
راقب ردة فعلي لقد بليت بحماقتي منذ قراري الذي اتخذته في عقد النكاح ..
أكمل حديثه .."من الأن الامر كله بيدي..غير مسموح لتس تقولين لي لاء على أي قرار او رأي متى ماطلبتس تلبين ولاتعتقدين بيوم أنه بأمكانتس ترجعين للوضع اللي كنا عليه.."
:
نفثت نفسا تخفف على قلبها حدة كلامه ..."كان بأمكانك تقول نبي نكون زوجين طبيعين وخلاص ... "
:
:
راقبها تجلس على طرف السرير الأخر بندم يكسيها ..
:
اللعنه على اسلوبي ..أنها رقيقه للغايه ولاينفع مع اسلوبي المهاجم والتجريحي ..انها ليس كمشاعل ابدا ..
ومن قال بأن تلك الشقيه كانت لتساوي ظفر أبنة عمي ..
:
همس لها "مضاوي ..."
رفعت رأسها كانت تقاوم دموعا في عينيها رفعت شعرها عن وجهها ..
انها تلوم نفسها للغايه هي من أعادت روحها الى السجن مره اخرى ..
:
:
أبتسم لها وفتح ذراعيه ..."تعالي يا مضاوي .."
:
أمالت رأسها واغمضت عينيها تحاول تمنع دموعها من أن تفضحها ..
ناداها مره اخرى ..
لم يكن هناك ملجأ لها منه سواه ..
:
:::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::
كان يجلس وهو معلق عينيه بشاشه اللاب توب ..بالكاد يستطيع التوقف في التفكير بها انه يعيش حسرة غريبه بعد علمه بأنها متزوجه ...
هذا الاحمق لفى ماللذي جلبه الى حياتي لقد كنت اعيش بأمان من جنس هذه البدويه ..
:
نفث اخر نفس من سيجارته ورفع عينيه لأخيه الغارق في ملكوت اخر ..
أممم سألعب على الحبلين لأسعد هذا الشقي ..
سألته مدعي الاهتمام وحسن النيه ..."اش وضع زواجك ياولد انت ؟؟"
:
لم يرفع عينيه لي وجاوبني بعد طول صمت ...."ما اعتربه زواج قد ماهو ارتباط اسم ...وظروف ارتباطي قهريه ...وانا ماراح استمر في هالزواج اكثر من كذا ..."
:
:
رفع حاجبه الايسر متأمله بحنق ..."حمار احد يضيع نسب يشرف ولا بنت زي هاذي ...اقعد اقعد ...خلي الناس تتكلم عنك وعنها بالبطال يقولون سابت زوجته عند عيال عمها وبعدين طلقها ...والله ماحد ندمان غيرك حينها ...هاذي ماتتعوض احمد ربك على الظروف اللي خلتك ترتبط فيها ...شوية أنانيه يارجل ماراح تضرك ..."
:
:
تنهد بحزن ..."أنا كنت ناويها لتركي الله يرحمه ..."
تأفف ذاك ..."الله يرحمه ويرحمنا ويرحم جميع المسلمين ...يارجل ضاع عمرك بدون ضنا اترك اسمك في هالدنيا ولد صالح يدعي لك بعد موتك ..بالله لو ابوي ماعنده ولد مين تذكره بالدعاء بعد وفاته غيرنا...انت مثل ابوي مالك احد ..انا صراحه عيالي ما اضمنهم يدعون لي بيدعون لك ...وبعدين هاذي البنت جمال ونسب ومال وشبااااب ...والله شباب بتعوضك وتعيشك اللي راح كله .."
:
:
ثابت كلامه صحيح و واقعي ..لكنه ابدا ليس بملم بما حدث ويحدث بيننا ...هذه الفتاه صعبه للغايه..صعبه على و انا لا خلاق لي ..
يا الله ما هذا الوضع الذي اقحمت نفسي به ..التفكير به معقد ويطرح الحيره فيالقلب قبل العقل فما بال اتخاذ القرار ..
:
:
:
::::::
::::::::::::::::::::::::
:::::
:::::::::::
كان مستلقيا على السرير يراقبها بصمت ممل وهي ترتب حقيبتها ..
همس لها ....."ألحان اش وضعنا ...؟؟"
:
نظرت اليه وهي متصالحه مع نفسها .."اسأل نفسك ..انا عن نفسي عارفه اش موقفي واش وضعي ..انت اللي متزعزع ..جسمك يبي شيء وقلبك يبي شيء ثاني ..."
:
:
تأملها بحزن وحيره ..."طيب انا وش اسوي يا الحان ...عجزت اولف بين قلبي وعقلي ...والله محتار ..."
:
نظرت اليه متنهده ...وبحزن على محياها "أنا كمان اش اسوي يا شاهر ...حتى انا عندي صراع بين عقلي و قلبي ...عقلي يقولي هذا شاهر يا اواز هذا وقف معاكي اكثر من امك وابوكي وكل الخلق حولك ..وقلبي يقولي شاهر تعبني كثير وماعدت ابي افكر فيه اكثر ..."
:
:
جلس مادا يده اليها ...جرها واجلسها بجانبه ..دفن رأسه في صدرها ..."ألحان انا تعبان ومحتار وما اعرف اش اسوي ..."
:
:
رفعت رأسه ..ونظرت الى عينيه ..."شاهر طالعني ...من اللي اللحين صدرها مفتوح لحزنك ...من اللي هاللحين بجنبك ...أنا ..أنا ما ابي اكون قاسيه وانانيه واقولك انساها نهائيا ..معليه تذكرها بالدعاء والصدقه زور قبرها ترحم عليها كل حين ...بس لاتوقف حياتنا عشانها ..هي خلاص راحت انا تعبانه ابي احد يعوضني وابي اعيش طبيعي انت بعد تعبان وعشت واقف على ذكراها اكثر من أي احد ثاني ..."
اراح هاذين الشقيين هذه الكلمات الصغيره التي عبرت عن مكنونيهما
قصة الحياه لاتتوقف ..علينا ان نحاول لحقاها والا انها ستنسانا على هوامشها بدون أي احداث تذكر داخل صفحاتها..
:
:
لفت جسدها بشالها الكشميري ..كانت الساعه تشير للواحده والنصف صباحا ..
خرجت الى الفناء الخالي ..
اعادت ترتيب الحطب فوق الجمر لتشتعل النار مجددا ..
تأملت الشرر يتطاير منها ثم يختفي ..
كانت تبكي ...أحرقتها حدقتيها من كثرة البكاء ..
هاهي الحياه تمضي بالكل عداها ..انها لاتفكر بمن أرسل لها الصورة اللعنه عليه فليذهب الى الجحيم اخر همي وحزني هو ..
:
الوحيده التي كانت ظروفها تشبهها هي مضاوي ...وهاهي مضاوي تقف على اول عتبات التغيير ..
:
وانا الارمله القديمه والام المكلومه اعيش ...بعد ان فقدت اعز ما املك زوجي و طفلي وحياتي ..
أهل زوجي نسوني خلفهم ..انا اعلم بأنه اليوم هو عيده ...لكنهم لم يدعوني قط ..
انا اعلم بأنه قبل سنوات قد نستني كنت اعيش في حضنه مثل اليوم..
أنا اعلم بأنني وحيده ومهجوره اليوم ..
أنا أضحك مره لأنني أبكي الف مره ..
أنا اسيقض من النوم لانني اموت الف مره ...
أنا احببت مره لأٌنسى الف مره ..
:
أنا انثى النسيان .
ما انكر العطر .. وحبيبتي
وما اجحد النور .. وحبيبتي
وما اخفي شعور
إني احب الشمس ولفتاتها
إني اعشق الليل ونظراتها
ياناس انا معذور
في حبيبتي والشمس
وما انكر العطر

الغت مواعيد النهار .. شمس بدت مثل النهار
ريح المطر لون الخضار ..
حبيبتي أحلى البياض
وأحلى السمار
بالحيل مجبور .. ما أخفي شعور
إني احب الشمس ولفتاتها
إني اعشق الليل ونظراتها
ياناس أنا معذور
في حبيبتي والشمس
وما انكر العطر

خليني فـ عيونك هوى .. همس الحنين
لا تغمض عيونك علي .. ولا تكذبين
تشرقني الدمعه فـ عيوني
تحرقني اللوعه فـ ظنوني
ياحبي انا والله ما أخونك
وما انكر العطر وحبيبتي
:
:
:
أقترب موعد صلاة الفجر ..خرج من غرفته ليأذن ثم يقيم ..أستغرب وجودا ما بالقرب من موقد النار ...أقترب ..
:
كانت ماريا مستلقيه على الارض متوسده يدها ..وقد غطى شعرها ماحولها وتغزلت به الريح البارده حتى تبعثر ..
:
ما احزنه اكثر من أي شيء هي الدموع القديمه والبارده المغرقه محجري عينيها ...
صغيرتي الوحيده ..صغيرتي الحزينه ..ليت هناك بيدي حيله لكي أحميك من غدر الايام وكل الذكريات الحزينه ..
:
:
أعوظكم عن كل الايام القديمه وتسلط اخي زيد وقوته وقسوته الغير مبرره ..
فقط وفاء للأعراف ..
:
:
هز كتفها بحنان ...همهمت له بأنزعاج يطغى على صوتها نبرة البكاء ...
"قومي يابوتس ياماريا برد هنا قومي ادخلي صلي وكملي نومتس .."
:
رفعت عينيها اليه كانت اطرافها قد تنملت من شدة البرد ..
رفعها مع يدها ..ماكان بها الا انها اندفعت الى حضنه ..شدد عليها بين ذراعيه ...يالصغيرته الحزينه ...ليتها لاتغادر حضنه ابدا ..
قبلت رأسه ويده وهي تقوام دموعها متجهه الى داخل المنزل ..
:
أذن ثم أقام الصلاه ..
انضموا اليه ابناءه والعمال ..
:
:
:
الجو في الخارج اليوم صقيعي ولازالت الشمس لم تشرق بعد ..
عاد الى غرفته ..
جلس على السرير لازال شعره مبلولا ..راقب قميصها الاسود مرمي على الارض ..
كهذه انثى معضله و يصعب على احدهم نسيانها ولو لثانيه ..
:
فتح باب الحمام خرجت تلف نفسها بالمنشفه ..
حاولت الا تنظر اليه وهي تعاود لبس ثوبها وطرحتها بخجل ...
همت بالخروج ..سألها ..."وين ..؟؟"
:
جمعت كفيها بيدها فهي تكاد تتجمد من البرد .."بروح اصلي ...واسوي الفطور ..."
:
نظر اليها مطولا ..."ومافي احد غيرك يسوي الفطور ؟؟.."
هزت رأسها بخجل .."في بس خلاص يعني انا اسويه تعودت ..."
:
:
نزع ثوبه واستلقى في السرير ...."اولا محد صاحي اللحين غيرنا ثانيا هذا مو مسؤوليتك ..."
:
لم تعرف بماذا ترد عليه ...عضت شفتها السفلى بحيره ..."طيب بصلي ...واسوي لك فطور ..."
:
:
هز رأسه بالنفي وهو يفرد الغطاء الثقيل ..."ما ابي شيء ...صلي وتعالي ابيك شوي .."
:
نظرت الى قميصها الذي جلبته بالامس مرمي على الارض بجانبها من السرير ...اتجهت اليه ...
:
أوقفها ..."خليه ...صلي وتعالي ..."
:
:
أستغربت ردة فعله وهمت بالخروج بينما هو اراد أي شيء حوله يثبت وجودها في حياته ..
:
:
وفعلا كان المنزل يكسوه الهدوء وقد اغلق عمها الباب لشدة البرد بالخارج ..صلت ثم سرحت شعرها المبلول غيرت ملابسها تكحلت وتعطرت ..تؤجل الرجوع اليه بأي طريقه ..
توجهت الى المطبخ أعدت كأسين قهوه بالحليب ..
:
:
أخذت نفسا عميقا وهي تتجه الى الغرفه ..يبدوا بأنه قد خلد الى النوم ..
فتحت الباب ..كان لازال مستيقضا ..
تأمله لها بهذه الطريقه يكاد يشل حركتها ..
ناولته كوبه ...وجلست امامه ..
:
:
كانت تتأمل الارض وتهز رجلها بتوتر ...هناك شيء لاحظه بها فزاده فتنه بها انها خجول للغايه و تعض على شفتيها كثيرا ..
مد يده واخذ الكوب منها ..
رفع الغطاء ...همس لها ..."تعالي ..."
:
:
أخذت نفسا عميقا وفعلت ما أمرها به ..
ظل ساكتا ..هناك الكثير من الاحاديث المتراكمه فوق صدره التي تجهل طريق الخروج ..
لم يتعلم يوما ما كيف يتحدث ....مع انثى كهذه بالاخص ..
:
:
كان سيهم بالكلام لولا انها توجهت اليه بشكر لطيف وجميل ..."شكرا ذيب ..."
:
:
غضن جبينه مستفهما ..."على ايش ..؟؟"
:
مررت اناملها على جفنيها ..."شكرا على كل شيء على تربيتك عيالي وعلى انك في يوم ماقصرت في حقي ..والاهم على انك فهمتني واحترمتني حتى لو كان شرطي ماعجبك بيوم ..."
:
:
لم يتحدث فقط هز رأسه لالايجاب ..وكأنه يقول لها على الرحب والسعه هذا مايفترض مني فعله ...
:
رفعت رأسها تتأمله بشوق غريب ..انا لا اكاد افهمك يا كهلي العزيز ...انا اجهلك تماما الا انني لا اريد التفريط فيك ابدا ...
:
:
أبتسمت وهي تهمس له بخجل..."ذيب سالفة الـــ...أمم.."ضاعت كلماتها فتوقفت ..
:
فهم ماتقصده ..
لأول مره تراه يبتسم لها بهذه الطريقه .."حنا نسوي اللي علينا وربك كريم .."
هزت رأسها برضا ابنيها كبرا ..مؤخرا باتت تشتهي طفلا يخصها فرائحتهم من الجنه ..وتريد بشده وهب ذيب طفلا تكون هي امه ..
:
:
::::
:::::::::::::::
تركنها مرادي ومضاوي و اواز اليوم وحدها في المطبخ ..أنضمت لها مدين متأخره ..
كانت اعراض ارتفاح الحراره باديه عليها ..حضرت الافطار لأمها ولها و لأبناء اخيها ومدين ..
اليوم ليس هناك ضيوف كالعاده فقط العائله و سيعودون للمدينه اخر الليل ..
بدون كحل كعادتها كانت عينيها تدمع وانفها تحول للون الاحمر ..
كانت تلم شعرها بعشوائيه وتلبس كنزتها الثقيله القديمه ..
:
:
تشغل نفسها في صنع الاطباق الجانبيه للشواء ..
:
دخلت مضاوي المطبخ مبتسمه ...
ومن بعدها دخلن مرادي و اواز ..
:
توقفت عما تفعله واخذت نفسا عميقا ..ومن ثم عطست ..
جلست بتعب على الكرسي بجانبها ..
:
أبتسمت لها مرادي بوديه ..."ياعمري تأخرنا عليكي روحي ارتاحي .."
:
أبتسمت لها انها حقا سعيده للجميع حولها ..سعيده بأن عائلتها مؤخرا اصبح افرادها يعيشون حياه طبيعيه ..وانتهت كل سنين الصعوبات ..
:
"حياتي مرادي ماتقصرين ...وحده هنا ام زوج نسيتنا مره وحده .."
:
:
لم ترد مضاوي بل اعتراها خجلها المعتاد ..
ضحكت لها مرادي ..."تعبانه صاحيه لازم تعلق ...هيا روحي اللحين بخلي ماريا تسوي لتس ليمون يخفف شوي ..."
:
:
نزعت كنزتها تناولت ادويه الزكام وارتفاع الحراره المعتاده ومن ثم تدثرت في سريرها ..
تأملت الغرفه الخاليه من أي شخص سواها والحقائب المتناثر مابداخلها ..واكوام الاغراض في الاركان والسرر المبعثرة فرشها ..
:
:
لم يتبقى الكثير وسأصبح ارمله في الثلاثين ..كان سيصبح عمر طفلي اليوم 13 سنه يا الله لقد مرت الايام ومن بعدها السنون يا الله ...اليوم كان سيصبح عمر شريك روحي 34 سنه ..
اليوم كنت لأكون اما سعيده وزوجه صالحه ...لكن سبحانك ربي لا اعتراض على قدرك ..
:
:
دخلت مضاوي مبتسمه بدفئها الذي لا يشاركها فيه احد ..هنيئا لذيب بها ..
مدت الي كأس عصير الليمون والعسل ..
غطت أنفها بيدها ..."أف ياريحة العسل ...شيليه .."
أتسمت لها مضاوي ..."قومي اشربيه بلا دلع ...لاتشمين اشربيه مره وحده ...هذا وانتي كنت متوحمه على العسل ..."
:
أبتسمت لي وبكوميديتها السوداء كالعاده ..."اعرف على ايش اتوحم كان مدا ولدي عسل ذحينه والكل يترجوني اخطب له من بناتهم ..."
:
:
يا الله ياماريا ...قولي ولو لمره واحده انك حزينه ..او وحيده ...ولو لمره واحده توقفي عن خلق المواقف المضحكه وقولي مايغص به قلبك يارفيقة الحزن ..
:
:
لم أتمالك دوعي وانا انظر لها ...وكعادتها جرتني وهي تحتضني ...."يابنتي الحمد لله ...انا وحامده ربي تبكين علي ليش وشفيع لي ولأبوه ان شاء الله ...أرفعي راسك أشوف .."
:
قالتها وهي ترفع رأسي باناملها ....أبتسمت لي ..."يا ويل حال ذيب حارم حاله سنين وفجأه ولاكي في وجهه ...مستغربه ما انجلط .."
:
:
اختلط ضحكي بدموعي وانا اضربها على كتفها ..."نامي ..لا طيبه ولاتعبانه تاركه الخلق في حالهم ..."
:
:
:::::
:::::::::::::::::::::
كان يجلس في الصلاة لايشاركه احدهم قهوته كعادته ..
مر ثابت جامعا ابناءه ...أعطى مفتاح السياره ابنه الكبير .."روح شغل السياره ياعمار.."
:
:
وجه الحديث لأخيه ..."طيب خذوا الخدامه معاكم ..."
:
هز رأسه بالنفي "لا مايحتاج ...لا اخذته وين اوديها هناك ...."تنهد ..."الله يعننا على طريق تبوك امس الواحد مانام زين ..."
:
يرى انها بادره جيده من اخيه ليقترب الى أبناءه مسافة الطريق ..لكنه ايضا يخاف عليهم فبعد وفاة تركي بات هلعا من الطرق السريعه ...
:
أبتسم لها وهو يمد يديه ...لتحتضنه كعادتها ....قبل خديها ..."أنتبي لنفسك طيب ...وانتبهي لبابا ولأخوانك ...ولاتبعدين عنهم ولاخطوه طيب..."
:
:
هزت رأسها بالايجاب ..."وانت انتبه للبسه حقتي ..."
:
ضحك لها وهو يشدد على احتضانها ...مد ذاك يديه اليها ..."يالله يا افنان ..."
:
حذره قبيل خروجه ......"ياثابت لاتاخذون الطريق القديم ...."
:
فهو يحمل اسوأ ذكرى لهولاء الاثنين ...فقدان تركي ..
:
:
بعدما خرجوا ..راقب منزله الخالي ومن ثم أطرق برأسه بتعب على ظهر الاريكه ..
غطى وجهه بكفيه ...حسنا ليس هناك شيء لفعله ..
:
:
رن هاتفه برقم يعرفه جيدا ...
رد وبعد السلام والسؤال عن الحال ..كان ابو ذيب ..
سأله ذاك .."طالع لنا اليوم يا أبو تركي ....؟؟"
:
أغمض عينيه بحيره ..."والله للحين ماقررت يابو ذيب ..."
:
رد عليه ذاك ..."يالله اجل كنا بنكلف عليك ونوصيك تجيب معاك المهندس حق مواطير الماء اللي كلمتني عنه .."
:
غضن حاجبيه ..."أرسله لك مع سواقي لو تبغا ..."
:
ضحك ذاك ..."يارجال انت اشبك شارد عننا ...تعال انت بس وعين من الله خير ...جالس لحالك ليش...؟؟"
:
خجل من هذه العائله فهي تحاول أحتواءه بكل ما اوتيت بقوه ...."والله يابو ذيب خبرك انت عيله وحده وبتجلسون مع بعض ..."
:
:
حذره ذاك ...."وانت مننا وفينا يالله بس ننتظرك لا تتأخر ..."
:
:
:::::::
:::::::::::::::::
كانت تجلس قريبا منه وهي تدلك رجلي عمتها ....سمعت حديثه في الهاتف ...
أرضى تساؤل عمتها ام ذيب فضولها ..."هذا راجح اللي كلمته ..........؟؟"
:
هز رأسه بالايجاب ..."أيه وصيته على حاجه بيننا وقلت له يجي يتعشى معانا ....من له غيرنا واخوه راح تبوك يودي عياله لأمهم ...."
:
كانت تصطنع الانشغال وهي تندمج بحديثهما ...تحدثت عمتها ...."ربي عوض ذا اليتاما خير ..الله يرحم أمهم وابوهم واخيهم ..."
:
تنهد ابو ذيب ...وبحسره غريبه ..."من يومه راجح ولدنا بس الحمد لله ..."
:
رفعت أحد حاجبيها بأستغراب ...لماذا يعود الان تواجده حقا مشبوه ..
تذكرته في اخر مره رأته فيها و قد رأته بعد سنين طوال وبعد ان محته الايام من عقلها ..
طوبى لمن ترتبط به ...لاينقصه شيئا البيته ..تنهدت بحسره وصوت مسموع ..
:
:
ألتفتت اليها عمتها مبتسمه ..
"خير ياوليدي ...علامتس ..."
:
أبتسمت بخجل وهزت رأسها بأن لا شيء..
:
:
صرخت أواز ..وهي تنفض فستانها بقرف .."يع ....يع ...."
:
ضحكت مرادي وهي تراقب شاهر يضحك من بعيد بخبث...
أبتسمت لماريا التي قد تغيرت ملامح وجهها جراء الزكام ..
"حالهم زايد شاهر واواز في المناقره ..."
:
:
أبتسمت لها ماريا ..."من زمان ماشفت اخوي كذا ...الحمد لله ..."
اقتربت منهن ....وبقرف ...ونفس متقطع ..."ويع خاله طلعيه ...طلعيه ...يع أحسه بارد على جلدي ...."
:
:
فتحت خالتها الفستان من جهة ظهرها ..."ياحبيتي والله مافي شيء يكذب عليكي ...."
:
بعدم تصديق .."طيب والله احس شيء بارد ...."
:
وجهت حديثها لشاهر ..."أنت اش حطيت لها ...."
هز رأسه ببرأة ونفي ..."ولا أي حاجه ..."
:
:
دخل للمطبخ من الباب الخارجي كانت هي الوحيده المتواجده ..
فتح الادراج بعمليه وهو يبحث عن شيء ما ..أبتسمت له وهي تراقبه
"تبي شيء ..."
هز رأسه منشغلا بالنفي وهو يعاود الخروج ..
كشرت بحنق للمكان الخالي الذي تركه ..
الا يبتسم هذا الصخري سوى اذا نوى ذاك الشيء ...تبا له ..
:
:
مطر ..
صرخ الاطفال مطر ..
دخل الجميع المنزل ..
فتحت النافذه تراقب مكانهم الذي كان عامرا بهم للتو وقد غرق تحت قطرات المطر ..
:
:
أقبلت سياره من بوابة المزرعه بالكاد ترى اضواءها تحت انهمار قطرت المطر اغلقت النافذه وجلست على سريرها ..
سمعت عمتها تدعي ..
"يارب ريح قلب مدين وريح قلب ماريا ..."
سمعت عمتها تلح بالدعاء ..
ربما فقدن الاثنتان امهاتهن وبركة دعاءهن لكن هذه الحنون المباركه التي مارست الامومه على اجمعهم لم تقصر يوما بالدعاء لهن..
:
:
لم يكاد يتوقف المطر ولو للحظه ..حتى ان وردت مكالمه لأبو ذيب بأن الطرقات اغلقت ..الامطار خلفت سيولا لايكاد لأحدهم قطعها ..
:
:
كانت ليله بارده للغايه ..
تناولوا وجبة العشاء في غرفهم ..ونظفوا المكان استعدادا للرحيل غدا .زكان من المفترض ان يعودا اليوم لكن الاجواء لم تساعد ..
دخلت غرفتها كان مستلقيا في السرير ..
أبتسمت له فقد كانت سعيده للغايه اليوم لقد حرمت من شعور العائله لسنوات طوال ...وتعوضت في هذه الايام القليله ..
تقاوم تجمد اطرافها أندست في حضنه تحت الغطاء مسرعه..
:
:
شدد على احتضانها وهو يقبل كفيها البارده ..."كيف الجو ....؟؟"
:
أبتسمت له بحماس ..."يجنن اليوم بس فرحت بقرار نقلك أكثر من أي يوم ....ياه ذحين يجي الشتاء وتصير الايام كلها كذا صح ..."
:
:
راقب حماسها لام نفسه كثيرا لأبقاءها سرا ..لام نفسه ..فلو اطلع اهله على وجودها منذ البدايه لكانت حياتهم طبيعيه منذ زمن طويل ولربما رزق بطفل او طفلين ..
لكن كان الله وحده اعلم بماذا سيحصل لولا انه ارتبط بها ارتباط طبيعي بعد فقده نوير بتلك السرعه ..
هذه السنوات الثمان البارده لربما خففت من حدة صدمتي لدخول اخرى الى حياتي بعد نوير ..
:
:
::::::::
::::::::::::::::
كانت تتحرك حوله في الغرفه لتضع اخر لمساتها لترتيب المكان ..
راقبها بصمت ...أبتسمت وهي تقبل ناحيته للجلوس بجانبه ..
أخذت يديه وأحضنتها .."كيف كان يومك ...؟؟"
:
هز رأسه بالرضا ..."الحمد لله ..."
:
أخذت نفسا عميقا وهي تستلقي في حضنه ..
مكانها وحيث لم تكن يوما الا به ..
:
أستنشقت رائحته واغمضت عينيها ..أنصتت الى نبضات قلبه المنتظمه ..تكاد تقسم بأنها تسير نفس نبضاتها ...
و الأن فقط انا اقول بأنني زوجة رجل عظيم ..و أسأل نفسي كلما لمحته ...أو سمعت صوته ..."من الرجال قبلك ؟؟"
:
:
::::::::::
::::::::::::::::::::::::::
كانت مضاوي في الغرفه تجمع اغراض أبناءها ...
سألتها ماريا وهي تستلقي متكئه على ساعدها الايمن ...وبنبرتها المضحكه التي ترتجي من خلفها اثارة مواضيعها المعتاده..."ماشاء الله بتنامين عندنا اليوم ....؟؟"
:
:
أخذت تلك نفسا عميقا وهي تغلق الحقيبه بين يدها بعنف ...وتعيد ترتيب الغطاء فوق التؤامين ..
نهرتها عمتها ..."بس ييا ماريا ..عيب ...؟؟"
:
رفعت حاجبها الايسر تدافع عن نفسها وهي تنظر الى مضاوي ...."اللحين المتزوجين عيب ..زين قلتوا لي خلني أنحرف دام الزواج عيب ..."
:
:
ضحت لها مضاوي ...."حاسبي هرجتس لا وصل لذيب ولا لعمي قصاص ..."
:
أستلقت على سريرها بحالميه تجيد تمثيلها ...."ذيـــــــــب ...آآآه من ذيب ...اللي خطفكي ثلاث ايام ولا شفنا وجهك فيها ..."
:
:
لم تعلم ماذا ترد تلك ..
دخلت مدين من الخارجه الملحقه بالغرفه ...
نهرتها عمتها بحنان ..."ياوليدي يامدين برد ...والله يوم دخلتي لفحنا البرد جاي معاتس..."
:
:
أبتسمت لها "بالعكس ياعمه والله الجو حلو ..."
:
توجهت بالحديث للكل ..."بسوي قهوه تركيه مين يبي معايا ..."
:
لازالت ماريا تتبنى نبرتها الساخره .."انا بنام أسألى السهارى يمكن يبون ..."
:
رمتها مضاوي بالوساده ..."نامي ...نامي ياخراب بيوت ..."
توجهت بحديثها لمدين ..."مره حبيبتي محد يبي ...انا بروح انام ..أنتبه لنفسك وتدفي ...طيب .."
:
:
كشرت لماريا ...قبيل ان تخرج من الغرفه ...أتجهت لغرفته التي باتت تجمعهما مؤخرا ..
:
عادت للغرفه بكوب في يدها ...بحثت عن شيء ما لم تجده ..."عمه ماريا ...وين شاحن الايباد حقي ..."
:
تثاوبت تلك وهي تعدل وسادتها .."أسألي ذيب ومحمد ....أخر شيء هم سألوني عنه شاحنهم خربان .."
:
:
وضعت كوبها واستغرقت في البحث ..."ياربي وينه ...."
:
:
توجهت لمحمد بالسؤال لانها تعلم بأن ذيب لن يرد عليها ابدا ...هزت كتفه..."محمد ....محمد ...فين شاحن الايباد حقي ...قوم قولي فينه ..."
:
همهم بكلمات غير مفهومه ...نهرته .."محمد هيا قول فينه ؟؟"
:
أشار لها بتعب .."عند البلايستيشن...."
:
وسعت حدقتيها ...."يعني في الخيمه ...ليش أخذته دام مو راده ...أفف..."
:
شددت من كنزتها الورديه الواسعه فوق قميصها القطني القصير الوردي مائل للبياض..
:
فردت شعرها حول وجهها تستمد منه الدفء لبست حذائها بهدوء ..أتجهت الى الباب الزجاجي المطعم بالحديد ...فتحه مزعج للغايه ..الا انها فتحته بهدوء ...لم تغلقه بل تركته مفتوح قليلا ..
:
:
كان الجو باراد للغايه ..شدت كنزتها على جسمها ..وهي تحاول تجاوز برك الماء الصغيره التي خلفها المطر ..
وهي تتجه الى الخيمه ..
:
:
:
كان شبه مستلقي ..والجمر بجانبه يمده بالدفء غطى حتى منتصف صدره بفروته الثقيله ...حتى ثوبه الرمادي الثقيل لايحدث فرقا ..
:
:
أغلق للتو من الهاتف ..محدثا اخيه لم يصادفه ذاك المطر الذي يعيق من اكماله طريقه ..
:
:
كذب نفسه ..وقد تسرب نور اكبر من الباب وقد جره احدهم ليدخل ..
كانت الخيمه مضاءه نسبيا نظرا للكشافات حول المكان..
:
:
دخلت ..وليتها لم تدخل ...أضاءت المكان ..واتجهت حيث مكان التلفاز ..
جلست على الارض ..أفترش شعرها خلفها الارض ..
كانت تزيحه عن وجهها بأنزعاج وهي تبحث عن شيء ما ..
لا اراديا جلس قلبه ..قبل ان يجلس جذعه ..
راقبها بشوق غريب وهي مستغرقه فيما بين يديها محاوله حل عقد الاسلاك ..
كانت تهمس بكلمات لايسمعها ولكنه للمره الاولى يسمع همسها ..
نعم انها هي ..
فأنا احفظ هذا الخصر وهذا الشعر عن ظهر قلب ..
ياصغيرتي ما أجملكي ...سبحان من حلاكي ..
:
:
خرجت منها آه مكتومه ..وهي تنفض يدها ..وتضع جرحا في سبابتها بين شفتيها ..
تأففت وهي تنزع السلك اخيرا في يدها ..
:
وقفت مستنده على يدها ..رفعت شعرها وعدلت كنزتها ..
فجأه رفعت عينيها أحست بوجود معها في المكان ..
:
توقفت رئتيها عن التنفس ...واتسعت حدقتيها الرماديه بخوف ..
:
لم يكن يبين منه شيء من مكانه المظلم الا عرض منكبيه وضخامة جذعه..
لم تعد تقوى على حمل نفسها ..
أظلم المكان في عينيها ..
وفقدت طولها ...
:
:
:
:
بعد اللقا ضاع الشقا .. وعجزت اعبر فرحتي
طغت عليها نشوتي .. بعد اللقا ضاع الشقا
هبت به عصور الهجير .. وجاب الأمل نفح العبير
جانا معه ثوبه الحرير .. بعد اللقا ضاع الشقا
ضاع العتب بين العيون .. وعني رحل ركب الظنون
وطويت صفحات الشجون .. بعد اللقا ضاع الشقا
لقيت نفسي في لقاك .. جرحٍ على بسمة شفاك
وهنا عيوني من هناك .. بعد اللقا ضاع الشقا
:
:
:
:
لم يكن يبين منه شيء من مكانه المظلم الا عرض منكبيه وضخامة جذعه..
لم تعد تقوى على حمل نفسها ..
أظلم المكان في عينيها ..
وفقدت طولها ...
:
:
:
:
هرع اليها بخفه ...رفعها من على الارض ..لفحته البروده من الخارج جر الباب ليغلقه ..
يعاد المشهد داخله ..رائحة شعرها و ورقة جسدها مره اخرى بيني يديه ..
هزها بخفه .."مدين ...بنت مدين ..."
رفع شعرها عن وجهها ..للمره الاولى يراها بهذا القريب لاتحتسب تلك المره نظرا للكدمات التي غطت وجهها ..
:
:
سبحان الله ما اجملها لقد تذكرتها بوضوح الان تذكرت طفولتها الحزينه ..
ياصغيره ..ياحزينه ..آلمك الزمن أم تؤلمينه ..
همس لها وهو يرفعها اكثر لحضنه ..."مدين قومي ...يابنت قومي ...."
:
:
تنهد بحيره ..."تورطنا ..."
مالذي سيفعله ..وجودها معي يضرها ..بل الله اعلم ماتبعات هذا الموقف عليها فهي لازالت تتعالج من تلك الذكرى ..
و ما موقفي الرائع الذي سيكون لو اتصلت على ابناء عمها ارجوكم مساعده زوجتي فقدت وعيها معي ..
وهل انا احمق لهذه الدرجه ...نعم انا احمق للغايه لما اقحمت نفسي به ..
:
:
ضربها على خدها بخفه ..."بنت مدين قومي ..."
:
:
بعدما طال انتظاره لتفيق وتحرره من الموقف الغريب ..
جلس يسند يده على ركبته ويغطي عينيه بكفه الايمن ولازال يحتضنها بذراعه الايسر ...ولأول مره في حياته الطويله هناك انثى تخصه تسكن بيني يديه بغض النظر عن الظروف والموقف ..
:
:
كان اسوء حلم مررت به بعد الحادثه هذه الحلم كان غريب وملموس بل أكاد اقسم بأن هناك رائحة رجل تغرقني ..
فتحت جفنيها الواسعه ..كانت لازالت مكان حيث ماحلمت ..
هناك يد قويه تحتضنها ..مكان كانت في قبل هذا ..تأملت ساعده والساعه تشتد عليه..
قاومت افراغ ما بمعدتها ..وهي تقف متخبطه ..
أستفاق لحركته فقد كان غرق في السكون للحظه ..
راقبها تقف ثم تسقط متخبطه بخطواتها ..وقد تلبسها شيء غريب ...وحارت نظرات عينيها ...
:
:
ارتجفت اوصالها وانهمرت عينيها بدموعها و غصت بحديثها ..
اتجهت للباب ..الثقيل لم تقوى على جره ..
:
:
لم اكن اعرف ماذا اقول او كيف أتصرف فقط ...رددت ..."مدين انا راجح لاتسوين كذا ..."
:
وقفت تتأملني غير مصدقه وتقلب الحديث في رأسها وهي توزع نظراتها حول الغرفه ...."راجح ..."
:
:
مديت يدي لها ..."ايه راجح تتذكريني ....."
أبتعدت عني الى الخلف حتى اوقفها الجدار ..."أش تبغى ....؟؟أبغا أروح انا ...ماعندي شيء ...ماعندي شيء تاخذه ..."
:
:
غضن جبينه بحزن ..."مدين انا ما ابغى شيء ....أنت بس اهدي خليني افتح لك الباب عشان تروحين ....بس أول أسمعي ..."
:
أرتجفت وهي تمنع دموعها من الدخول بين شفتيها ..."والله ماعندي لك شيء خليني اروح امانه ...."
:
تنهد ...ياربي ساندني ..."يابنت ما ابي شيء مو كل الناس مو زينه ..أسمعيني اش بأقول لك ..."
:
أبعدت خصلات شعرها التي التصقت بوجهها ببل دموعها ...وبهلع وبمدين اخرى التبستها.. "كل الرجال يبغون شيء واحد ....."
:
:
أقترب منها ..أنكمشت على نفسها أكثر ..أخذ نفسا عميقا لما سيقوله.."أسمعيني يابنت محمد ...انتي زوجتي ...ذاك اليوم اللي ماينذكر أنا اللي طلعتك من الاستراحه ..."
:
:
جلست مكانها وهي تنظر اليه بعدم تصديق .."انا ما تزوج ...انا مايصلح اتزوج ...مو زي البنات انا ..."
:
:
اقترب منها وهو يهمس ...."لاحول ولا قوة الا بالله ..."
:
صرخت بها .."أبعد ..أبعد ..."
هنا حنق منها ...وعليها ...لقد دمروا حياتها عسى الله ان لا يسامحهم ..
وبحزم..."بس يابنت ...بأفتح لك الباب ...بس بأفتحه...وترى انا رجلك ...تزوجتك والكل يدي عداكي ..انا حميتك من اللي خطفوك ومن هرج الناس وتزوجتك ..انت بنت محمد انت امانتي ليوم ربي يبعثني ...سامعه ...."
...فتح الباب ..وغمرت الخيمه الريح البارده ..."هيا روحي ...ولاتضنين اني بيوم بأتركك ...روحي يامدين ..."
:
:
لم تتجاوب معه ...ولأول مره مدين تعاني من التأتأه اثر الصدمه..."انت كنت هناك ....انت خرجتني من ذاك المكان .."
:
:
أغمض عينيه وهز رأسه بالايجاب ..."والله انا ..."
:
:
أجهشت بالبكاء وهي تراقبه ..."والله انت ..و الله انت ..."
:
لم تذكر منه سوى حضنه يغمرها اليوم ويغمرها ذاك اليوم القديم ..
مالذي يقوله انا زوجته ..انه كاذب يامدين وكيف تتزوجين رجلا لاتعرفينه حتى ..
:
:
تسألت بحزن غريب ..."أنا مو زوجتك ..لاء انا مو زوجتك ..."
:
:
همس لها يمنع انفعاله ..."أوريكي صورة العقد ...ترى معاي بالسياره ...تزوجتك اول ايام عيد الفطر في المحكمه ...تبين العقد .."
:
:
لم ترد عليه فقط حوالت تمالك نفسها لتكمل طريق عودتها ..
الخطوات القليله التي جحملتها للعوده حملت معاه الكثير من القصص ..لقد خرجت وانا متناسيه وابحث عن غرض فقدته ...وعدت وانا محمله بكل الذكريات البغيضه وبأثقل الاخبار على كتفي ..
:
:
دخلت المنزل تستند على الجدران ..حتى تصل الحمام ..
نزعت ملابسها بعنف وهي تدخل اسفل تيار الماء الساخن ..أرتجفت ..وهي لاتزال تشعر برائحته تملكها ..بساعده يقيدها .....
تجمدت اطرافها وانعقد لسانها وتوقف عقلها ...
ماللذي يقوله ...مالذي يدعيه ..انا ..زوجته ...متى ..
الأحمق ..
:
:
لقد أقسمت الا يلمسني رجلا ..وان اقسمت أتى هو ...لاتكذبين مدين لقد اعجبكي ...نعم لقد اعجبني ...لكن الواقع مختلفا للغايه ..
:
أنا انثى ناقصه بالكاد تتحمل الغطاء يلامسها ليلا ..رباه مالذي يحدث ماهذه الحياه لماذا لا احضى بحياه كئيبه وبلا احداث واعيش ..
:
:
:::::::
:::::::::::::::
تقلبت وسط نومها هامسه ...."ذيب...."
:
ألتفتت للجهه الاخرى من السرير..كان ينام على ظهره ومد يده اليسرى ناحيتها ووضع يده اليمنى على صدره ..
تأملته بشعور غريب ..ألتفت بكل جسدها وهي تقترب منه ...حلفت الا اعطيكي ظهري ابدا يا كل اقداري ..
توسدت صدره ولفت نفسها بيده اليسرى ...
أخذا نفسا عميقا ..وهو يفتح عينيه ..أبتسم لوجودها ..
حاوطها بكلا ذراعيه وهو يقبل رأسها ...
الاشياء التى نريدها بشده ستكون يوما لنا ..
علينا فقط الا نفرط فيها ..
:
:
:
تسرب الى مسمعها اصوات الحياه في المنزل ..الاواني في المطبخ وصوت الاطفال ..ضحكات وهمس يكاد يصلها وهدير محركات السيرات في الخارج ...تنذر بقرب الرحيل ...
:
:
دخلت عمتها ماريا تستحثها ........."قومي ..قومي ...مشينا ..."
قالتها وهي تهم بلبس عباءتها ...تشعر بحنق غريب على كل من حولها ..
..
دخل ذيب الصغير يسحب خطاه بحذر ...مدها بظرف ابيض ..
"عمي راجح قال عطيها مدين ولا احد يدري ..."
:
أخذت الورقه من مستفهمه ..
فتحتها ...كانت صوره من كرت عائله ..
بأسمه وصفاته وتاريخ ميلاده ويجله المدني ..
وبأسمها الوحيد يشاركه ...مدين بنت محمد بن زيد الـــ .......... زوجه ..
:
:
اهتز المكان بها متأثرا على وقع الكلمه عليها ..
أنا ...زوجته ...كان محقا ..
دخلت عمتها مضاوي الغرفه فخبأت الورقه ...أبتسمت لها .."ياصباح الخير ...هيا ياروحي قومي صلي راح نمشي ذحين ..."
:
:
كان جالسا لوحده في غرفة الفندق ..وكعادته سارحا مع غرام سيجارته ويفكر بتلك ...
اللعنه لقد دعى على لفى مره بأن يبليني ربي بحبه ...وها انا افكر بزوجة احدهم ..
طوبى لمن اقترن بتلك البدويه ..
:
:

رن هاتفه برقم أكبر أبناءه ...
رد عليه لم يكن صوت ذلك كما يرام ..
طلبه بكسره غريبه ..."يبه تعال لنا امي مو جايه ..جدي يقول سافرت برى المملكه ....."
:
طغى غضبه ..فشتمها في صدره ...تلك البارده الحمقاء ...لقد وصلنا للتو اللعنه ..الا تشعر لقد كسرت قلب أبناءها ..
تنهد ..."يالله جيتكم نرتاح اليوم وننزل بكره..."
الحمقاء ...الحمقاء تضنه انتقاما ما ..سأخذهم الى شاليه في ينبع يومان علهم ينسوون ..
:
:
بعدما توزع الجميع على غرفهم ..
لم يتحدث لها فقط توجه الى غرفته ..جلس على سريره بعدما تحمم للتو ..
سأتركها لهواها اليوم فقط ..ولننتظر ما يجلب غدا ..
فٌتح الباب ..
فدلف الصغيران ..
دخلت بععدهم بمده ..
فتحت ستائر الغرفه ومن بعدها النوافذ سمحت للشمس بالدخول تبقت ساعات عن صلاة الظهر ..
:
كانت حركتها داخل الغرفه وكأنها معتاده اليها كأنها لم تكن المنطقه المحرمه بالنسبه لها منذ خمسة ايام مضت ..
:
:
جمعت ملابسه المتسخه..ومنشفته ..بيدها ...
سحبت أبناءها من على السرير ..."هيا قوموا ....غرفتكم هيا ...عمكم بينام ...."
:
:
ضحك ذيب الصغير ..."أمي عيب تجين قدام ابوي ..."
:
رفعت حجابيها اليه مبتسمه ..."هذا زوجي ...عادي ..وكمان هه ..."قالتها وهي تقبل ذيب على خده ...
ضحك أبناها مستغربان بينما ..ذاك كان كالصخر جالسا يحاول ان يقاوم ردة فعله ..وهو يراقبها تتحرك في غرفته بشعرها المبلول وغطاء قميصها الحريري تشده على خصرها ليغطي ما تحته ...
:
:
وضعت ملابسه في السله ...وهي تجر أبناءها لأخر مره ...."هيا غرفتكم ...هيا ..."
:
:
راقبها تختفى وراءهم ...
أخذ نفسا عميقا وهي يعدل من وضعيه استلقاءه ..
:
:
دخلت الغرفه مبتسمه أغلقت النوافذ بعدما اخذت الغرفه كفايتها من اشعة الشمس ..
نزعت رداءها ...رفعت غطاء السرير وجلست ..
ألتفتت اليه مبتسمه ..."جبتهم معايا ابيهم يتعودون على انا وانت مع بعض ..."
:
هز رأسه بتفهم ....تأملها الا انه نطق بما يختلج به صدره ..."ماتوقعت تجين ..."
:
أبتسمت له وهي تتأمل محياه ...لم تتوقع بأنه سيهتم لوجودها ...
أقتربت منه ..وهي ترفع الغطاء ..قبلت خده بخفه وسكنت على حالها ...تغرق به ...لاتكاد تفهمه ولو للحظه لكنها ستحاول بكل ما اؤتيت بقوه انها الان كبيره وناضجه وستنجح زواجها وعلاقتها به مهما كلفها الامر ...
أخذت نفسا عميقا منه .."وانا كيف بعد ماجربت قرب ذيب افرط فيه ...."
:
:
أرتجف قلبه لقولها ...لطفا بي ياصغيره لا يكاد قلبي ينبض ..
:
:
:::::::
::::::::::::::::
تقلبت في فراشها بتملل تعرف الى من تتجه ...هي ومن غيرها بركة المنزل ..
غطت رأسها ..وخرجت من غرفتها ...
دخلت كانت تهم تلك بالاستعداد الى النوم ...أبتسمت لدخولها ..."ياحي شوفك ...سبحان الله ما احلاكي ..."
أبتسمت لها على مضض وهي تقبل رأسها ..
جلست بجانبها راقبت الحيره على محياها ...الا ان نطقت تلك ..."عمه ليه ما احد قلي اني متزوجه راجح خوي ابوي .....؟؟"
:
:
أبتسمت لها تلك بدفء ..."مين قالتس هالكلام ...؟؟"
:
تنهدت ...لاتكاد تصدق ماتقوله فكيف بغيرها ....."هو قالي ......"
:
غضنت عمتها جبينها بأستغراب .."هو ...كيف قالتس ...؟؟"
:
:
أخذت نفسا عميقا وهي تحدث عمتها بموجز الموقف بينهما ..
مسحت على ظهرها بحنان ..."هو اللي قال لا احد يقول لها ...وهو اللي قالتس ...ماحنا بمتدخلين بين رجل ومرته ...."
:
:
قاومت دموعها ..."بس ياعمه ...ليه ...؟؟انتو ادرى الناس فيني ...كيف تزوجوني ...اصلا انا مو مستوعبه اني متزوجه ...كيف اتزوج كذا ..."
:
:
هزت رأسها بقل حيله .."يابنت الرجال هو اللي تكلم وقال يوم الناس كلها سألت عمك من نسيب محمد وهو كان جالس والارض ضاقت بعمتس وتكلم هو ...ويوم عمتس شكره قاله هاذي بنت محمد عرض محمد عرضي ...كيف وهو اللي بعد الله سبحانه خرجتس من ذاك المكان وستر عليتس وستر على السالفه ..."
:
:
راقبت وجه الصغيره يغرق بدموعها ....وهي تردد خارجه ..."حسبي الله ونعم الوكيل ..حسبي الله ونعم الوكيل ......."
:
:
الحزن يثقل كاهل هذه اليتيمه الطف بها ياربي ..فأنت احببتها واخترت أن تختبرها ...أحميها من شرور الايام ..
:
:
مر الاسبوع استقر الجميع ..
وعادوا الصغار للدوام باشر شاهر دوامه الجديد ...
ابناء ثابت داوما في مدارسهم الجديده ..راجح قطع اجازته وعاد للدوام ..ثابت بدأ يتأقلم مع التدريس في جامعة طيبه الا انه مسألة العوده الى السويد تراوده كثيرا ...
:
:
جهزت له ثوبه ومستلزمات لبسه ..لكي يوصل ابناءها للمدرسه ومن ثم يباشر عمله ..
أثناء حركتها ضرب أسفل فخذها في طرف الطاوله الزجاجيه ...
:
تألمت وهمت بأبعادها ..كان يقف على باب الحمام ..حذرها ..."مضاوي ..."
:
حاولت التبرير له خجله ..."مكانه غلط ..و .."
::
::
مد يده وجرها بخفه .."هه ...انا اش قلت ..؟؟"
:
:
أبتسمت له بدفء وهي تقبل كتفه ..لقد اعتادت عليه ..لايبتسم ..لا يتحدث ..يلا يبادر بحديث ..ولا أي ردة فعل ..
الا ان تصرفاته كلها تتحدث ..ومراعاته و مراقبته لها تغنيها عن الف خطوه حذره ,,
:
:
وقفت خلفه وهو يعدل غترته على المرآه ...حدثت انعكاسه برجاء غريب .."ذيب بكره لا فضيت وماعليك كلافه ابيك تمررني المدرسه بأخذ الكتب انا اللحين ثالث ثانوي وخبرك ابي استعد بدري ..اذا فضيت طيب ..."
:
:
ألتفتت اليها بحاجب مرفوع وبغضب ...أرتجفت ضنت انها سينهرها ويحرمها من حلمها ..."مضاوي انتي ابدا ما تتكلمين او تطلبين زي كذا ...هالبيت كله تحت امرتس اشري وحنا نلبي يابنت العم ...انتي اش ناقصتس تتكلمين بهالكسره ..أفا عليتس بس ...اللحين تلبسين اوديتس ...."
:
:
راقبت رده فعله التي لم تتوقعها ...وقد حاربت حزنها وكسرتها القديمه بأبتسامه غير مصدقه .."البس اللحين ...؟؟"
:
:
أيدها بنظره من عينيه ...قفزت الى حضنه بخفه وهي تقبل رقبه ..."ما انحرم يابو زايد ما انحرم ربي يخلك لي ..."
:
:
شدد على احتضانها ..هذه الصغيره تحتاجني وكأنني أبيها ..وتجتاحني وكلي لها ..
صغيرتي انا لا اعرف كيف اتحدث ..ولا كيف امارس عاطفة هذا الجيل ..أنا فقط اعرف انني حريص عن الا اجرحك أو أكسر قلبك ..
:
:
كانت تنزل السلم خلفه وهي تسأله باهتمام ..."متى تبي ترجع ياعمري ...؟؟أش تبي غدا ...؟؟"
:
:
وكان يهمس رادا عليها ..
فتح الباب وتزاحم هوا وهي بالخروج ..
دفعها ..."أبعدي ..."راقب ابيه ..."بالله طالعي ...طالعي تعلمي ..شوفي خالتي مرادي كيف عدها وتوصل ابوي لشغله ..وانتي تابقيني على من يدخل الحمام قبل ..."
:
:
نهرته ..."خير ...ماتعرف تمشي لحالك ماتعرف تاكل لحالك ماتعرف تنام لحالك بزر انت..."
:
:
مثل الهيام ...."ياويل حالي الا النوم ما اعرف انام لحالي ...لازم بستي معاي ..."
:
دفعته بحنق ..."بستك ...انت عمرك تذكرت بستك بهديه ..بطقم ذهب ..بجوال ...بقلم ...بطلعه زي الخلق ...تبي تاخذ ..اعطي على الاقل ...تبيني اصير زي خالتي مرادي تعلم من عمي ...حتى ذيب اللي هو ذيب مدلع عمتي ..وانتي هه حطة يدي ..."
:
:
اواز و شاهر بات جميع من بالمنزل متعودا على صراعهم الذي لا ينطفئ الا اخر الليل كل يوم هناك شيء ما يتعاركان من اجله ..
:
:
نزل مع السلم حانقا ..."ياختي انخرجك ..اعوذ بالله يالماديه ..ارجع من الشغل تافل العافيه ...ولا تقدير ..ولاشئ ..."
:
:
تخصرت له ..."تافل ايه ...العافيه ..."اشارت على نفسها ..."العافيه كلها تلاقيها تستناك في الغرفه ..هيا دور لك عافيه اليوم ..."
:
:
أستمرا بالردود اللاذعه حتى اقترب من باب المنزل ...ألتفت لها .."خارج يالعافيه ...ومو مع السلامه .."
:
:
أبتسمت له فاتحه ذراعيها .."تعال ..."قبلته مع خديه ..وهي تعدل شعره .."أنتبه على نفسك ..يمه يا رجالي بشع الله لا يبلي فيه بنات الناس ..."
:
:
ضحك لها .."تضحكين على نفستس .."
:
ضربته على كتفه ..."لا اضحك عليك ...لا بجد اش تبي تتغدا ..."
:
:
خطف قبله من رقبتها ..."اللي تسوينه ...سلام ..."
:
فتحت الباب خلفه ..."ماني مسويه شيء اللي بتوسيه خالتي مرادي بتاكله سامع ..."
أشار لها بيديه مبتسما بأن لا اهتم ..ركب سيارته ..أحاطته بدعواتها ..
لا اهتم الى أي شيء ..لا لهديه ولا لكلمات ...فقط اخاف من يوم اخلد فيه الي السرير بدونك ..
:
:
وقف اما مرآته الواسعه التي تعكس غرفته البيضاء الخاليه من أي حياة سوى اشعه الشمس ..
أغلق أزرار بذلته ..رتب شارته على كتفيه العريضه ..
شد صدره وهو يعدل قبعته العسكريه على رأسه ..
:
أخذ محفظته وهاتفه وحزام سلاحه ..
تأمل الخصلات البيضاء اطراف عوارضه ..
نفث نفسا عميقا ..
:
:
وما بعد اربعين العمر عمرا ..
تنهد وهو يخرج من غرفته وهناك فكره تداعبه مؤخرا ..
لكنه مصر على المضي قدما في خطته القديمه ..
:
:
كان ذاك يجلس بشعره المبعثر وبدون قميص على طاولة الافطار بملل ..
وكوب قهوه ضخم امامه ..نفث نفسا من سيجارته ..وقد اغلقت الدنيا ابوابها في وجهه ..نهر اصغر ابناءه امره بالصمت ..
وكانت الخادمه تتألمه مبتسمه وهي تناول ابنته حقيبتها ...
:
:
توجه اليه اخيه بالنقد ..."مسكين ماعندك ملابس ...."
:
نفث نفسا بقلة صبر .."أحمد ربك لبست سروالي ..."
:
ضحك أبناءه حول الطاوله ...رد عليهم يحارب ابتسامته ..."ههه يضحك ...قوم انت وياه على السياره ..."
:
:
جلس بجانبه ..."ياخي والله حرام قرف هالتدخين حقك خيستنا وخيست حالك ..."
:
أطفأ سيجارته وهو يراقب الخادمه ......"أشبها هاذي ...ياخي ازمه وتعدي ..."
:
توجه بالحديث اليها ...." جست تيك بيكتشر ..."
توترت مبتعده ...
:
رفع اخيه حاجبه بقلة حيله ..."أستر نفسك ..الله يعين طلابك اليوم ..."
:
تأفف بحنق ..."ذكرتني عندي كلاس بنات اليوم ...ياخي متى السعوديه جا فيها هالجيل المغثه ...في احد يحط مناكير كل ظفر لون ...يع .."
:
:
ضحك وهو يهز رأسه ..هذا ثابت ..وهذا طبعه ...
:
"سلام ..."
قالها وهو يخرج ..راقب اختفاءه ..فتح هاتفه دون قصد منه وتأمل صورتها ..
تنهد وهو يمسحها ..اغفر لي تطفلي على حياتها يا رب ..
:
واغفر لخالها الاحمق ..
:
:
:::::::
::::::::::::::::::
دخل المدرج ..لازال بنظارته الشمسيه وشعره مبعثر ولم يحلق شعيرات لحيته حتى ..
وكوب قهوه اخر في يده ..
جلس ..
بقل صبر ..
راقب المدرج يغص بالطالبات ..
تنهد .."أكتملتوا ..."
:
ألتفت لطالبه على الطرف بالقرب منه ..."قومي يا نهى حضري ...اذا غايبين اكثر من اربعه اعتبروا المحاظره مشروحه ..."
:
:
سمع الاستهجان حوله ..نطق وهو يضرب على الطاوله ..."بس يابنت ..."
:
تثاوب وهو يراقبهن بملل ..دخلت احداهن متأخر ...رفع يده لها .."فين خالتي ...المحاظره لها نص ساعه باديه ..أسمك ..؟؟"
:
نطقت تلك بخجل ..."ماريا ..."
:
تأملها مطولا ..."ماريا مين ...؟؟"
:
مد يده الى الطالبه ..."هاتي الكشف يانهى ..."
:
أشار لتلك .."قربي ...ماريا ايش ..."
نطقت بأسمها الكامل ..رفع رأسه لها مطولا ..
"غياب ياماريا والمحاظره الجايه جيبي لي بحث بالصور عن مباديء الصيدله الاكلينيكيه ..."
:
:
تحسرت تلك .."الله يخليك دكتور ثابت والله زحمه برى ...والسواق وقف عند بوابة كلية الحقوق الين ماجا الباص الترددي وهي ثمانيه ونص ..."
:
:
عدل جلسته وهو يعطي الطالبه الكشف لتكمل التحظير ..."انا دخلت هنا متأخر ربع ساعه ...يعني عطيتك وقت ربع ساعه بعده مالي شغل ..."
:
:
راقبها تجلس بحسره ..
أنهت الطالبه الكشف ..."اللي غايبات ثلاثه بس ...مع ماريا اربعه ..."
:
:
أبتسم ففتن نصف الحاضرات لولا حقارة اخلاقه ..جماله وسنه اشد انواع الفتنه ...."حلو جات من الله ...شكرا يا ماريا ...المحاظره مشروحه ..وفي اختبار الاسبوع الجاي ..اللي مو عاجبها حرمان اللي تتأخر حرمان ..واللي تداوم وتتكلم حرمان ..سامعه انتي وهيا ..."
:
:
راقبهن يهم بعضهن بالخروج بحسره والدعوات تصل اليه ..
رفع صوته ..."وين ..وين انا قلت اخرجي انتي وهي ارجعوا ...تعبت منكم كل من غابت دقت وفتحت حنك اشرحلي اش قصدك ...مافي محاظره اليوم بس في أختبار شفوي ...أرتاحوا ..."
:
:
نظر الى الكشف .."مجموعه رؤى ..فين البحث ياختي ...الترم قرب ينتهي ..ناقص القروب كله ...وهاذي ست الحسن غيداء فينها ..."
:
:
جاوبته احداهن ..."اجازة امومه يا استاذ ...."
:
اعتدل في جلسته ..."استاذ في عينك ما راح عمري واخذت الزماله في تخصصي عشان تقولين لي أستاذ ..وهاذي اللي تبي تكثر النسل ماشاء الله تدخل طب صيدله ليه ...حرمان في وجهها وتبل عذرها وتشرب مويته ...."
:
:
همست احداهن ..."هذا امه مرضعته حقاره ..."

:
:
عرف صوتها ..."حرمان ست هانم اسماء ..ومجلس تأديبي لانك شتمتي ام عضو هيئه تدريس .."
:
:
وقفت تدافع عن نفسها ...كان لا يستمع اليها ويراقب الصف بملل ..."ما بيننا كلام ...ارتاحي اجلسي ..."
:
:
وقف ..."سديتوا نفسي ...اللي تبي تخرج تخرج ...ولاحد يكلمني او يلحقني اللي تدق علي حرمان ..واللي ترسل ايميل حرمان ..رساله واتس تويتر ان شاء الله حمام زاجل حرمان ..."
:
:
وقفن بحنق ...سألتهن احداهن .."بالله عديم الاخلاق ذا من بداية الترم كم حرمان نزل والله لو نشتكيه يطير ..."
تنهدت أحداهن ..."هو بس جاي هالترم ..وجاي يهبل فينا ...والله حرام عليه "
:
:
نزعت احداهن النقاب عن وجهها ..."عشان تصدقون لا قلت لكم كل حلو اخلاقه تراب ..."
:
أكلمت اخرى .."بعدين مو هين حافظنا كلنا بالله اليوم كيف عرف صوت اسماء ..هذا يبي لك من يوم يدخل لين يخرج ماتفتحين فمك ..."
:
:
:
::::::
:::::::::::::::::::::
جلسن كعادتهن مع بدء برودة الجو النسبيه في الفناء الواسع ..
كانت مديت تجلس على طرف الفرشه بطريقه محزنه تعطيهم ظهرها ...
منكمشه على نفسها..سارحه تغلل اناملها في العشب الندي ..
:
:
تأملتها اواز بحزن فهي منذ ان عادت لتناول مضادات الاكتئاب ..اصبحت تنتابها حالات هلع غريبه ..وبكاء غير مفسر ..
:
:
راقبت مرادي الجميع وهي تدلي بدلوها .."اقلكم شيء ...أنا احس اني حامل .."
:
:
وكعادة ماريا التي لاتتمالك نفسها ...شرقت بالشاي ...ومن بين كحتها ..."يع ...حامل ...من ابوي ..يع ..."
:
ضربتها مرادي ..."يع انتي ..وجع خيستيني ...ليه ما احمل ...دروتي متأخره .."
:
:
أبتسمت لها ام ذيب بسعاده غامره ..."ماعليتس منها ياوليدي انتي ادرى الناس بها خبله ..الله يتمم لتس على خير تستاهلين الخير كله ياوليدي ..."
:
:
أبتسمت لها مضاوي بشيء من الحسره ..."حبيبتي خالتي ان شاء الله ربي يتمم لتس على خير ياربي وتقومين لنا بالسلامه .."
:
:
ضحكت ماريا .."تبين اختبار حمل ترى عندي ..."
:
:
دفنت عمتها رأسها بين يديها التي كانت تقلب بها سبحتها .."هالبنت سواد وجه ..."
:
:
:::
:::::::::::
دخل محاظرته الثانيه ....جلس مبتسما .."اعتقد وصلكم اش سويت بكلاس الساعه ثمنيه ... هيا اتحفوني ...واشوف اش اسوي فيكم .."
:
:
أخرج الكشف من ملفه .."وكالعاده اذا غايبين اكثر من اربعه المحاظره مشروحه والاسبوع الجاي اختبار ..."
مده الى اقرب واحده اليه ..."قومي حضري يا أماني ...."
:
:
راقب الصف وقد غرق في الازعاج أبتسم ولم ينهيهن وهو ينوي العقاب الاكبر ...
ناولته الكشف ...وبحسره ..."اربعه غايبين ..."
:
:
الا ان انقذتها واحده ..."دكتور انا هدى ماسمعت اسمي ..."
:
:
هز رأسه بالنفي ..."غياب ياخالتي ..."
:
حاولت الشرح ..."بس دكتور ..."
أسكتها ..."ناقشيني وحرمان ..."
:
:
كانت احداهن تجلس قريبا منه في طرف الصف الاول ..وقد كانت غريبه عليه ..جميله للغايه ورسمت عينيها بأيلاينر متقن ومكياج كامل ..
:
:
مال في كرسيه ..."أنتي اش اسمك ...؟؟"
:
أبتسمت له بعذوبه ..."سارا ..."
:
هز رأسه بتفهم وهو يقلد نبرتها ..."سارا ....طيب ياسارا ..قومي كذا ورينا طولك ...وريهم هالعيون الحلوه ..."
أبتسمت بخجل ...
وجه اليها سؤالا في التخصص و بلغة الصف الانجليزيه ..فأختطف اللون من وجهها ...
:
راقب خجلها ..."أسمك الكامل ياحلوه ...؟؟"
:
:
سكتت ولم تجيبه ....وضع رجليه فوق بعضيها بملل .."بطاقتك الجامعيه هيا ...ولاجالس لك هنا ألين الساعه ثمنيه المسا ماوراي شيء .."
:
فتحت محفظتها ومدتها اليه بحسره تقاوم دموعها ...وبنظره خاطفه ...."طيب يا امل ...ارفعي راسك شايفه أي وحده من طالباتي جايه بهيئتك هاذي ...وبعدين مع طالبات كلية التربيه ..ماعندكم غير كلاسي ...تبين بطاقتك راجعي ادارة قسمك والشؤؤن .."
قالها وهو يخرج ..لم تستطيع اللحاق به ..
وكعادته كل اسبوع لابد من ان هناك يوم يمارس حقارته على طلابه اناث كانوا او ذكور ..
بعد صلاة العشاء ..
راقبت الاختبار الذي اعطتها اياه مضاوي بقل صبر ...
:
:
حتى باح لها بما تمنته طوال المده الفائته ...
غطت شفتيها بكفيها تمنع شهقاتها ..سمعت صوت اغلاق الباب ..خرجت من دورة المياه ..تمالك نفسها مسحت دموعها وعدلت ثوبها ..
أتجهت اليه مبتسمه ..أخذت غترته وعقاله كعادتها .."جهزت لك الحمام ..."
لم يقنعه مظهرها ..."خير يا مرادي ..علامتس ...أحد مزعلتس...؟؟"
:
هزت رأسها له بالنفي ...ترى ما ستكون ردة فعله لو علم بما أكن بصدرى وبما يتخلق داخلي...
:
انتظرته حتى انهى حمامه ..صلى وتره وخلد الى السرير ..
أستلقت في حضنه ..
همست له .."زايد ...أنا ..اليوم سويت اختبار ..و ..و ..طلعت حامل ..."
:
:
كان رده ان حاوطها بذراعه شدد عليها وقبل رأسها ..."غلاه ازود اللي امه مرادي ..."
:
:
دمعت عينيها وهي تقبل صدره ..تذكرت عندما حملت بتركي كيف كانت ردة فعل زوجها لقد نهرها بأن الوقت لازال مبكرا ...وكأن احدهم يرتقي ليقارن بك يا عديل روحي ..
:
:
كانت عائده للتو من المشفى تكاد لا تحملها الارض من شدة سعادتها قابلتها مضاوي ..."ها بشري ...؟؟"
:
:
هزت راسها بالايجاب ..."حامل ...بس خايفه انا كبيره على الحمل ..."
:
نهرتها ..."خاله ترى توك خمس وثلاثين تفألي بالخير وربي يتممه لتس على خير ويقومتس لنا سالمه والله وبيجيني ولد عم جديد.."
:
:
ابتسمت لها ..."الحمد لله على كل حال مين عندها عمتس اليوم .."
:
هزت كتفها ..."جيراننا في البيت القديم .."
:
:
أتت لهم ماريا وهي تقاوم دمعة ما في عينها ...أبتسمت لمرادي .."ها بشري؟؟"
:
:
أستغربتها .."الحمد لله طلعت حامل ...خير ماريا ..."
:
:
هزت رأسها بالنفي ..."لأ بس مصدعه ...بطلع انام ...."
:
:
توجهت أواز لهم بحنق وهي تراقب صعود عمتها الكسير ..."احرقهم لا احرقهم ..."
:
:
تغضن جبين مرادي ..."خير اش في ...؟؟"
::
::
راقبت باب المجلس ..."ذحين يمشون واعرفوا اش مهببين ..."
:
:
بعد خروج الضيوف جلسن في صالة الاستقبال ..
همت اواز بالتحدث حنقه ..."قال ايش جايين يخطبون عمه ماريا لعمهم الشايب ....يوم عمتي ام ذيب قالت ماريا صغيره ...قالوا لها لاااا ماريا كبيره ومدري وشو وعمرها يمشي وم لاقيه لها احد غير عمنا يستر عليها ...مدري هيا من شارع لشارع تدور احد يستر عليها ..."
:
:
حنقت مرادي .."ليتني في والله لا اكلهم هرجهم تراب ..خير اش ناقصها لسى بأول شبابها ...وكأنهم متكرمين عليها بشايبهم .."
:
هزت العمه ام ذيب رأسها بحزن ...."ماتستاهل ماريا ...كبر عمها زيد الله يرحمه عياله اكبر منها ...الله يعوضها الضعيفه ..."
:
:
تحسرت مضاوي ..."ماريا ملكه وربي خلقه واخلاق ...لكن سبحانك ربي ماعلى قدرك اعتراض .."
:
:
تكلمت مدين بحزن .."لو تشوفون وجه عمتي ماريا يوم تكلموا ..اول مره اشوف عمه ماريا ماتعرف ترد ..."
:
:
قلدتها اواز ..."تخيلوا كانت دله القهوه بيدها ...بس وقفت كذا تراقبهم يهرجون ..."
:
:
تنهدت ..."والله قبل ماريا خطبوها شيوووخ ورجال المجالس مالها لا ذكر خيرهم ..بس سبحان الله ...كانت ترفض ..هي للحين رافضه ...بس والله ماحد باقي لها ...الا زوجها وعيالها ..."
:
:
همس الجميع ..."الله يعوضها ..."
:
:
:::::::
:::::::::::::::::::::::
وضعت رأسها على السرير بتعب ..تكاد تفقد وعيها فهي لم تأكل شيئا اليوم ..
التفكير مؤخرا بذاك يشغلها ..
زوجي ...أين هو من الصورة ...لقد تزوج شرفي امام القبيله ..لايستحمل الاقتران بنقيصة مثلي ..
أ سوف افارق الحياة وحيده وبلا طفل كما يخاف الجميع على عمتى ماريا من ان تكون ..
أ تراي سأعيش شبابي المقبل علي وازدهار ثلاثين عمري لوحدي ...وان يكن سأمل تعليمي واصل الى اعلى مراتب علمي وسأنشيء مؤسسه لشبيهاتي في المعاناه ..وسأضن بأنني قويه ..وسأموت وحيده ,,بلا طفل ..أو زوج ..او حياه ..بلا احدهم وقف بيني وبين حزني ودسائس قلبي ..
:
:
كانت قد حطمت غرفتها وقلبتها رأسا على عقب ..
عدلت كرسي تسريحتها التي تناثرت زينتها فوقها بعشوائيه ..
جلست عليه وتأملت نفسها في المرآه ..
تبا لك ماريا لما جمالك يزيد كل يوما عن سابقه ..
انتي ارمله ..أتسمعين أرمله ...يجدر بكي ان تكوني رماديه وكئيبه وبشعه ..
:
انتي وحيده وليست سعيده وتبكين كل يوما حتى يداهمك ويرحم جفنك النوم ..
لن يرى احدهم ثيابك المغريه التي تصفينها في ركن خزانتك وقد بنى منها العنكبوت قصرا ..
:
:
ولا كحل عينيك ..ولا طول شعرك ..ولا رائحة جسدك ..
أنتي بقايا ..انتي مرحله هامشيه في حياة كل من حولك ..
:
:
دفنت رأسها بي يديها التي اسندتها على التسريحه ..واستسلمت للنوم يرحمها ..
:
:
تسلل الى مسمعها صوت اذان الفجر ...
رفعت رأسها ..ومن ثم اجهشت بالبكاء ...ورددت .."يارب سامحني ...سامحني ..."
:
:
حاولت تمالك نفسها وهي تتوضأ ..رتبت المكان حولها ..لتصلي ..
صلت ومن ثم قراءت ودعت ربها ..
ومن لها سوى ربها ..
:
:
:::::::
::::::::::::::::::::::
:
:


اليوم التالي –بعد صلاة المغرب
كان يكلم نفسه في غرفته الواسعه وقد فتح نوافذها سامحا لهواء طيبه البارد ان يلطف جوها ..."أش البحث المعفن ذا ...اربعه من عشره ....هذا بحث بنات كبار .."
:
:
دخلت أبنته ...."بابا أبغا دباسه ..."
:
كان لازال مطرقا رأسه في الاوراق بين يديه ..."بكرا اشتري لك ...."
:
أخذت نفسا عميقا ..."أنتا ما عندك وحده ..."
:
:
قلب الصفحه ..."الا عندي بس مادري وينها دوريها في الادراج ..."
:
تمثلت لأمره و همت بالبحث في الادراج ..وجدتها اخير الا ان لفتها طرف صورة يخرج من كتاب باللغه الانجليزيه داخل نفس الدرج ...جرتها ..
:
:
سمعها تتحدث بما لم يستوعبه ..."عمه ماريا ......."
:
ألتفت اليها ..."مين ......؟؟"
:
أشارت الى الصورة ..."هاذي عمه ماريا اخت عمي شاهر وابو ذيب ومحمد ...الا عمه ماريا اللي بس تبوس نواف وفيصل ..."
:
:
هم اليها مسرعا ...أخذ الصوره منها ..."متأكده هي هاذي ...ماريا اسمها صح ..."
:
:
هزت رأسها بالايجاب ..."والله هيا ..بس ليش صورتها هنا ...."
:
:
لم يعرف ما يقوله ..."آآآآآآ جات مع الكتاب بالغلط ....وماريا هاذي عندها اولاد ...شفتي زوجها ..."
:
هزت رأسها بالنفي ......"لاء ولا زوج ولا اولاد ..عمه مدين قالت لي زوجها وولدها ماتوا زمان ...."
:
:
أبتسم لها ....وهو يقبلها ...."حبيبة بابا فنو الشاطره ...نخرج ناكل ايسكريم..أش رايك ....."
:
:
واجه اخيه في السلم فأستوقفه ..."أقولك رحيم ذيب وشاهر عمرنا ماشفناه ...وينه .....؟؟"
:
هز رأسه ببديهيه ..."توفى قبل 10 سنين بحادث سياره .......ليه ؟؟"
:
مثل البرأه ..."لا بس سؤال...."
:
:
لايكاد يصدق ما افضته ابنته له من حديث ...عودتها وفكرة انها ليست متزوجه تسعده للغايه ..
البدويه الجميله ...عدت الى حياتها اقوى وهذه المره ستكون لعبتي وليس لعبة لفى ...
انا احـــبك يا سيفا أسال دمــي
يا قصة لست أدري مــا أسميـــها
انا احـــبك حاول ان تساعدني
فإن مـن بدأ المــــأساة ينهيـــــها
وإن من فتح الابواب يغلقـــــها
وان من اشعل النيـــران يطفيها
كفاك تلعب دور العاشقين معي
وتنتقي كلمات لست تعنيهـــا
:
:
بعدما عاد الكل من مشاغلهم ومدارسهم ..خلد الى السرير ليغفوا قليلا حتى صلاة العصر ..
كانت تتحرك حوله بتوتر يبدوا بأنها تصارع نفسها للتحدث عن شيء ما ...
خلدت اخيرا الى السرير بجانبه ...
عضت طرف شفتها السفلى ..."ذيب..."
:
لم يتحدث فقط دلك جفنيه ثم رفع عينه لها ان تحدثى..
أخذت نفسا عميقا ..."دريت خالتي مرادي حامل ..."
:
هز رأسه بالايجاب ...
حاولت افراغ شحناتها في ترتيبها شعرها على كتفها الايمن و حل عقده ...
رتبته في جديله طويله ...كان يراقبها لم ينم بعد ..
ألتفتت اليه ..."طيب ...ابي اروح للمستشفى ...."
:
:
استقام جالسا ..."ليه ..؟؟"
:
أخذت نفسا عميقا ..."أبي احمل ..."
:
لم يتحدث فقط اسند رأسه على كفه ...
راقبت ردة فعله ...بحيره ...
رفع رأسه لها ...."موضوع الحمل ماينفتح قدامي ابد ...سامعه يامضاوي ولامستشفى ولا علاج ولا أي من هالكلام اللي يسد النفس ...متى ماربي رزقنا الحمد لله ..."
:
:
لم تقرأ من ملامحه أي شعور ...دمعت عينيها وهي تراقبه يعطيها ظهره ..
انا حمقاء للغايه ما كان علي فتح الموضوع معه يبدو بأنه حساس للغايه فيما يخص الخلفه ..
:
:
يا الهى لا اعلم ماعلي فعله فغضب هذا الرجل عارم لقد راقبته يغضب ولكن ليس علي ...
:
:
أقتربت منه ..أسندت رأسها على كتفه...."طيب ..ذيب ..أنت زعلان ..والله ياعمري انا نفسي احمل اولادي كبروا خلاص وبعدين والله مشتهيه نونو صغير يخصني وكمان ولد ذيب حيكون شعور مره حلو ..."
:
:
ألتفت اليها ..."أش قلتي ....؟؟"
:
لم تستمد من عينيه أي شعور ...بهتت ..."مشتهيه نونو ليا ..."
:
بأبتسامه جانبيه ...."اللي قبل ..قلتي يا ...أيه ..."
:
أبتسمت له ..."قصد ياعمري ..."
:
هز رأسه وهو لازال مبتسما بأن هذه الكلمه غايته ...
عددت صفاته بقبلاتها التي وزعتها على محياه ..."ياعمري ..ياروحي ..ياقلبي ..ياكلي ..."
:
أبعدها عنه ..متأملها ...انا بالكاد استحق وجودها في حياتي ...هذه الفاتنه تغير مفاهيمي ..ليت ذاك اليوم لم يكن وبقيت اعزبا ناقما ووحيدا ...على مشاعر الخوف التي اعيشها كل يوم عن انها تتركني ..
:
:
و لأول مره يتحدث لها عن ماحمله في صدره سنوات بكلمات موجزه ..."مضاوي موضوع الخلفه ممنوع تماما تتكلمين معاي عنها او تجيبين طاري مستشفيات او علاج ...سامعه ...اللي ربي يكتبه بيصير ..."أبتسم لها مكملا ...."انتي شدي حيلك بس وهو يجي ..."
:
:
الان فقط هي عرفت من أيهم تستمد ماريا احاديثها المبطنه ..
انها ورث عائلي ..
:
:
:
::::::::
::::::::::::::::::::::::
جلس على مكتبه مبتسما ...
أطال الصمت أقتربت منه طالبه .."دكتور احضر ..."
:
:
لم يرد عليها ...أقبلت من عاقبها الاسبوع الفائت ..."دكتور انا ماريا هذا بحثي..."
:
أخذه منها مبتسما ....توجه اليهن بالحديث ..."كلكم اخذتوا في البحث فل ماركت ..الحرمان كله انلغى ..وفي تحسين من درجات العملي راح اضيفها للنظري والاهم من ذا كله ...طلعوا كتبكم بنحدد ..."
:
:
غرقت المدرج في أصواتهن ...غير مصدقات لما يفعله ...
أعتدل في جلسته ..."هاتي كتابك ياماريا ...."توجه اليهن بالحديث ......."ادعوا للي كانت السبب ولا مداني الى الان مطلع منكم ثلاثه حرمان ...."
:
:
الجميع اغرق المجهوله بالدعوات ...الا اسماء قالت ..."الله يعينها على ما اصابها .."
:
:
وجه حديثه اليها ..."ترى الا الان المجلس التأديبي قائم عادي اضيف لها شتم عرض عضو هيئة تدريس ..."
:
:
عبارات بعدم تصديق وحسره انهالت ..."متزوج ...ليه ..حرام ...الله يعينها ..."
:
:
ضرب على الطاوله ..."افتحوا كتبكم وانتوا ساكتين ..."
:
في الواقع هو في مزاج اكثر من رائع منذ الخبر الذي حملته له ابنته في نفس اليوم الاسبوع الفائت ..
فكرة انها ضاعت من يده وتسامحه مع نفسه بتركها ترحل ..والندم الغريب على ارتباطها ...جعله في صدى حسرته بأنه احمق للغايه ولو كانت متوفره لما فرط فيها ابدا ..
:
:
السؤال هنا هل سيتم ما اخطط له على خير ..
:
:
::::::::
::::::::::::::::::
كان عائدا للتو من صلاة العصر ..فتح غرفته ..لم يجدها ..
:
خرجت من دورة المياه ..."شاهر ....؟؟"
:
كان يهم بنزع ثوبه .."نعم ..."
:
حركت يديها تحاول تجميع افكارها ..."ابغا حاجه حلوه ...ابغا ايسكريم مانجا ..."
:
تغيرت ملامح وجهه ..."الله يكرم النعمه ..ايسكريم مانجا مره وحده ...ألبسي يالله اطلعكي زمان ماطلعتك وبالمره اشتري لك ايسكريم ..."
:
:
رمت نفسها على السرير بتعب ......"مافحــــالي ابي انــام ....انتا روح جيبي لي وانا انام ..."
:
رفع حاجبه بأستغراب ...الترم الدراسي الاول على مشارف الانتهاء ..أعيش مع الحان كزوجين طبيعين منذ ثلاثه اشهر ..ايعقل ؟؟
:
جرها من على السرير .."ألحان بنت ..قومي أوديكي مشوار ..خفيف هيا معايا ......"
:
:
دفعته بوهن ..."ما ابغا بنام ..."
:
جرها مره أخرى بأصرار ..."قوووومي ...أنتي اصلا متى صحيتي عشان ترجعين تنامين ...قومي أوديكي الراشد ...تشترين مكياج ....ونطلع السلسال من المحل ..واشتري لك ايسكريم مانجا ...قومي ...بس قبل نمر المستشفى ...."
:
:
همهمت بضيقه تحارب النوم ......."شاهر حبيبي أنا ...روحي ابلش احد غيري بنام ....مستشفى ليش؟؟"
:
:
جر الغطاء من حضنها ..."و انا اقولك سمي بالرحمن وقومي .... قومي بوديك تسوين تحليل حمل ...قومي يابنت ..."
:
:
رفعت رأسها بهلع ....لاتذكر حتى متى اخر مره لم تصلي فيها ...
وقفت مسرعه .."وين عبايتي ....؟؟"
:
:
لم تعد تقوى على التنفس ..جلست مكانها وهي تشد على كم ثوبه ..
لقد اكملت شهرين كأم بدون علمي ..أغفر لي يارب كل نزاعاتي العنيفه مع شاهر ..
أنا ام ....أنا يتيمه ..أنا نسيت كيف ان يكون لي أم ...طفل ..لي أنا ...يتخلق داخلي ..يا الله يا رائحة الرحمه داخلي..
:
:
رفعت رأسها له ..راقب حدقتيها الزرقاء الباكيه ..لأول مره يجرب شعور اللا شعور ...
كأن الموضوع لايخصه ..كأنها كذبه ...لازالت كذبه ..
"شاهر ...تسمع ...تقول انا حامل ...."
:
:
هز رأسه لها بالايجاب ..."الحمد لله ..."
:
طوال طريقهم الى العوده كانت تجهش بالبكاء ...هو حقا لايفمها ...صغيرتي ...أ كانت هذه منيتها ..أم أنها لا خائفه ..ولم تكن تنوي الانجاب حتى ..
مد يده ليحتضن كفها المرتجف ..
ألتفتت اليه ..."والله العظيم تتركني ياشاهر يا ويلك ....سامع ...والله ما اسامحك ......"
آخر ماتوده طفل وحيد آخر ...تخاف من ان تعاد معناة ابيها وامها واثر فراقهما عليها واختها ...تخاف من ان تتكرر تلك الايام الحزينه بأي شكل من الاشكال ...
:
:
قبل يدها يقاوم دموعا لايدري من أين أتت من كل مشاعره مجتمعه ..."أوعدتس ما ابعد عنتس يوم ..."
:
من مشاعره المتضاربه اتجاهها ..النسيان ..العشق المحتمل ..الفراق ..الآلام القديمه ..
:
:
صعدت مسرعه الى غرفة أختها ...تريد ان تتذكر رائحة أمها ...أو أي قطعه او ذكرى خلفتها امها ..
:
:
فتحت الباب ...كانت تلك تجلس على سريرها بصمت تندب الذي لن يحدث أبدا..
أرتمت في حضنها وهي تبكي ...
حاوطتها تلك بهلع ...وهي تردد ..."أش في .؟؟أش في ؟؟"
:
رفعت رأسها من بين دموعها ...."مدين توني راجعه من الدكتوره تقول أنا حامل توني راجعه تقول حامل في الشهر الثاني ...أنا حسيت اني تخنت و ضغطي بس هابط ...بس مو حمل ...مدين فاههمه ...يعني أم ...مدين أش يعني أم؟؟ أنا ما اعرف ..."
:
:
أبعدت خصلاتها الذهبيه عن وجهها المبلل بدموعها وهي ترفعه لها..."أم يعني رحمه ...يعني جنه ...يعني كل أحلامك وسعادتك بطفلك يا أواز ..قولي الحمد لله ..وادعي لابوي وامي ..أنت تعرفين انهم تركونا غصب عنهم ...ولو كان بيدهم مافرطوا فينا يوم ...قولي الحمد لله يا اواز لاتخافين انتي اللحين حققتي اكبر انجازاتك وعوضتي كل ايامك اللي راحت ...قولي الحمد لله ياروحي ..."
:
:
كانت تردد وهي تدفن رأسها في حضن أختها ..."الحمد لله ..الحمد لله ..."
:
:
دخل غرفة أمه ...كان ابيه وذيب متواجدان ...حتى ماريا كانت موجوده ...وقد طغى توتر غريب على الجو ..
:
:
جلس بجانب امه متنهدا ..
أبتدأ ابيه بالحديث ...بحسره "أختك بتوافق على ابو ياسر ...."
:
غضن جبينه بحنق ..."تمش بوزها ...يالله بس .."
:
همس ذيب .."ماريا كبيره قرارها بيدها ..."
:
راقبت حسرتهم عليها ...تكلمت بندم قديم ..."أنا كبيره ..أبي اخلف قبل العمر يروح ..."
:
نهرها شاهر ..."تبين تخلفين تاخذين واحد رجله والقبر ...أنتي امير قليل في حقتس يالغاليه ...دامتس وافقتي على موضوع الارتباط ربي بيعوضتس...هالشايب لاء..."
:
:
حاربت دموعها ..."بس ياشاهر ..."
:
..
هز رأسه بعدم رضا ..."لا بس ولاشئ ...هالشايب لاء ..انا قلتها ..وابوي مو راضي ..وذيب لو تنحرقين ماهمه ..."
:
أستوقفه ..."لاء ياشاهر ماريا غاليه ...ومن الروح وفيها وخيتي ...لأكن انا ابدا ماراح اغصبها على قرار اللي فات يكفي ..."
:
أبتسمت له بين دموعها وهي تقبل كتفه ..
أستمد زايد من وجود ابنه شاهر الارتياح ..فهو يعلم أنه لن يقنع احدهم ماريا بالعدول عن رأيها سواه ..
حتى ذيب وان لم يكن راضيا الا انه انسحب مؤخرا من التدخل في اتخاذ أي قرار مصيري في حق أي من افراد هذه العائله فقد كان ساعد زيد المجحف لمده طويله ..
:
:
أبتسم لهم ...وبحزن غريب ..وبذكريات قديمه ..بكلمه انتظر قولها طويلا "نقفل هالسالفه اللي تسد النفس ...بأصير أبو بعد سبع شهو من هاللحين ..الحان حامل بالثاني ..."
:
:
صمت المجلس مشدوها ..الا من بكاء أمه ...بكت لأن ربي امهلها حتى تسمع خبر اين مدللها ..
أحتضنها وهو يقبل رأسها ...."لا يمه افا ...بدال ماتدعين لي ولأمه ...ليه كذا ..."
:
:
توجه اليه ذيب بالحديث ..."مبروك ياشاهر الله رزقك الذريه الصالحه .."
:
ألتفت اليه أبيه بحزن .."ويرزقك يالعضيد ...يا ذيب دام الحمد لله امورك مع مضاوي مشت تمام ارجع تعالج ...عسى الله ان يفرجها .."
:
هز رأسه له بالنفي ..."الحمد لله يا أبوي ماناقصني شيء ..مضاوي اسلبت يوم زواجك ...وننتظرها ترتاح بس ..."
:
:
غمرته فرحه صادقه لما سمعه ...لا يوجد هناك انجاز اعظم من الضنا ..ولاسعاده كسعادة مولود تكنى بأسمه ...فيتغير كلك وتعطي ولا تتعب يوما ..
:
:
:
فتحت عمتها باب الغرفه كانت تنام على سرير أختها بتعب ...
أبتسمت لمنظرها وهي تعيد ترتيب الغطاء فوقها وتقبل خدها ..
:
:
كانت تلك تجلس أمام التلفاز سارحه ..
وجهت الحديث الى عمتها ...وكأنها تحدث نفسها ........"تخيلي حملت من ذيك الليله ..."
:
:
أستغفرت ربها وهي تجلس بجانبها ..."يابنت اش هالهرج ..."
:
:
هزت رأسها مبرره ..."لا جد عمه تخيلي حملت ...كان الامر أسواء من اللحين ..انا المكان للحين يألمني مع كل حركه و خطوه ...أحيان الآلم يقومني من النوم ...لكن تخيلي حملت ...عشان كذا الحمد لله ..."
:
:
مسحت على رأسها ..وعدلت شعرها ..."الحمد لله يا مدين ولا على قدره اعتراض ..."
:
:
أسهبت في ذكراها ..."النزيف كان يموتني في اليوم الف مره ...آلم ياخاله مضاوي عمري ماذقت مثله ولا راح اذوق ..الدكتوره قالت لي ...عشان وضعك ذاك اليوم ومقاومتك حدث النزيف ...ياربي ياعمه استغفر الله تخيلي حملت ...تهون هلي مصيبيت الحمد لله ..."
:
:
لم تكن تعلم ماتقول ..أصعب ماقد تواجهه هو مؤاساة آلم أحدهم لم تجربه يوما ..
حديثه قد يشيب له رأسك ..وحزنه يمزق قلبك ..
ولا تعلم ماذا تقول ..او تفعل ..كيف تحزن ..او تتكلم ..كيف تصبره ..وكيف تقنعه بالعذول عن الذكرى والنسيان ..
فقط احتضنه وهل بعد الحضن ملجأ..
:
:
أحضنتها عمتها بحزن ...وهي تخبئ دموعها عنها ...رددت لها ...."الحمد لله ..الحمد لله ..."
:
:
مدين مؤخرا انتكست حالتها ..ولم تعد المضادات وزيارة الطبيبه تساعدها ...انها تشعر باسواء شعود يمر بأحدهم ...شعور انه لا يساوي شيئا..
:
:
:::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::
كان ذاك يستعد للنوم فغدا يوم متعب آخر ..
فتح تؤامه الباب ...
رفع رأسه اليه بحنق ...هناك خبر سيلقيه كالصاعقه ثم يختفي كعادته ..
سأله ..."بتنام...؟؟"
:
:
هز ذاك رأسه بقل صبر ..."أكيد بنام ..."
:
:
هز رأسه وهو يدخل الغرفه ويضيئها ..."كويس اجل أسمع .."
:
رفع حاجبه ......"أقولك بنام ..."
:
أبعده ذاك وجلس بجانبه ..."بتنام ماتسمع اللي بقوله لك ..زأسمع انا نويت أتحصن ..."
:
نظر اليه بأستغراب .."أتحصن ...تبغاني اقرأ عليك مثلا ...روح انسدح على سريرك واقرأ المعوذات ثلاث وايه الكرسي واتحصن ..."
:
:
نظر اليه مطولا بملل ........"انت ليه ماتجيب زوجتك البيت؟؟ ...."
:
تنهد ذاك .."ثابت .......الخلا يا اخوي ..."
:
أعتدل في جلسته موضحا بأن الحديث سيطول........"لاء بجد ...ليه ماتجيبها البيت ليه ماتعيش معاها طبيعي ...يعني زوجتك ..كل يوم تنام وحيده ..تأكل وحيده ..تبكي وحيده ..تحزن وحيده ..تعصب وحيده ...حرام ترى ربي بيسألك عنها يوم القيامه ..."
:
:
:
اخذ نفسا عميقا ..."أيوة دكتور ثابت ومتى تغيرت مبادئك ...اللي يسمعك مايقول كان هو وزوجته متضاربين من ليلة زواجه ..."
:
:
أبتسم له بخبث ..."أي نعم متضارب معاها بس حبيبي خمسه صافهم قدامك وختمنا بتؤام ...حللت التحصين .."
:
:
ضحك له ..."والله انك مو هين ..."
:
ضربه على فخذه بخفه ..."وانت خلي رهبانيتك تنفعك ..والله مضيع نص الوناسه ...المهم انا قررت بأخطب من عند أرحامك ..."
:
:
تغضن جبينه بحيره ..."ماعندهم أحد ...؟؟"
:
:
أبتسم له ابتسامه جانبيه..."عندهم شيختهم كلهم أخت ذيب وشاهر الارمله ...."
:
:
هز رأسه بعدم اقتناع ..."تقول شيختهم ...منين عرفتها ..وذاك اليوم تسألني عنها ...عليش مخطط يا أبو عمار ..."
:
مسح وجهه ..."على كل خير ...بس انت روح معاي نخطبها .."
:
وبقل حيله .."عساها توافق ....المره ارمله سنين ولاتزوجت اكيد انها رافضه الفكره ..."
:
رفع حاجبه بثقه .."يجيها ثابت ولدد عبد العزيز وترفض ..لا حبيبي وين تلقاها فرصه .."
:
أعطاها هي من الاخر ...."بنت الشايب المنكد شردت عنك ...بنت الشيوخ بتستحملك ...."
:
:
هز رأسه برضا ..."قول اللي تبي ..أنت بس روح معاي ...بعين فكر انا اجيب العمه هنا ...تجي زوجتك معاها ...شيء فشيء تلقى نفسك متيم يالشايب ...هذا السرير راح ينام عليه اكثر من نفر ..هذا الدولاب يتملى ملابس تفتح النفس ...هاذي التسريحه تتغطى كلها ارواج وبلاوي بنات ..مناكير الوان ..."
:
:
أبتسم له راجح وهو يتخيل مايقصده ..."انت من يوم حطوك في الكلاسات مع بنات خلق الله الضعوف وانت صاير مو هين ....قوم ياثابت عني بأنام وبكره نفكر بموضوعك ..."
:
:
وقف يتمدد بكسل وقد غالبه النوم ..."لاحبيبي بكره مانفكر بكره نروح ندق بابهم سلام كيف حالكم هاذي بنتكم الحلوه اللي مات زوجها جيبوها نبغاها ..وبس انحلت السالفه ..."
:
:
أعتدل في استلقاءه ..."تقولي حلوه ...الله يستر منك ياثابت ....بكره يحلها ربك طفي النور وصك الباب ...أسهرتنا بهرجك الماصخ ..."
:
:
كان رده انه خرج من الغرفه بدون ان يلبي طلبات اخيه ..
أستلقى ذاك على ظهره متأملا السقف ..
تقلب في فراشه وهو يراقب غرفته الخاليه الا من حاجياته المتواضعه ..
لا تدع ثابت يؤثر عليك ...انت اعلم الناس بحالك ووضع صغيرتك المسكينه ..وجودك بجانبها بالصدفه كاد ان يفقدها عقلها ,,فما بالك بحياة طبيعيه ..
لن افكر فيها هكذا ..حتى وان جلبتها الى هنا ..ستكون اكثر وحده في هذا البيت الخالي ..
لكنها ستكون تحت عيني سأراقبها واعتني بها ...ومن انت ..لكي تراقبها وتعتني بها ..
انت رجل بعمر أبيها اختار ان يحمي أسمها وشرفها لاغير ..
:
:
:
:
:::::::
::::::::::::::::::::::::::::
كانت تستلقي في سريرها بتعب ..وقد أكتسى وجهها بلامح الحزن حتى في نومها ..
أستلقى بجانبها بهدوء ..
أخذ نفسا عميقا منها ..حتى ضن ان لن تهجر رائحتها رئته ..
قبل محياها الذي بات يعشق ..رتب خصلاتها الذهبيه وهو يحتضنها ..
شدد عليها فتآوهت .."شاهر ..."
:
ربت على ظهرها يطمئنها ..." هنا ياعمري هنا ..."
:
:
لقد بت اتوجه اليها بألقاب الغرام ..أ تراي عشقت مرة اخرى ...أ تراه قلبي أنجرف مع موجات عشق جديد ..
وما عساي ان أفعل ..هذا قلبي ..وهذه ابنة الشمس لي وحدي ..
:
:
:
لوحدتي ..ومن لي غير وحدتي ..لقد بلغ من اليأس مبلغا حتى رضيت بأن ارتبط بذاك العجوز ويضيع معه باقي الشباب فقط ارتجاء من ربي ان يرزقني طفل ..
اليوم ..وكل يوم عندما ينتهي ..اخلد انا الي سريري وحيده محمله بأحزاني الجديده ..
محمله بالهجر والحسره والبكاء ...الكثير من البكاء ..
بلا صوت يهمس في الطرف الاخر من السرير بـ "ماريا ..لاتحزني هاكي صدري ..وهاكي قلبي وعقلي وكل حميتي ..."
:
:
ليس هناك صوت ..ولا وجود ..هناك فقط وساده مبلله بالحزن ..
:

:
كان ينام بجانبها كعادته في الاستلقاء يمد يده اليسرى و يضع اليمنى على صدره ..
راقبته ببكاء مكتوم ..وقفت لتصلي ..انهت صلاتها وهي تغرق بدموعها ...ياربي هناك حزن غريب يجتاح قلب وندم ...ندم بأنني ظلمت من وقف طوال السنوات الماضيه خلفي ..حمل عني الكثير ولم أنتبه له يوما ..كان يحبني بدون ان يعلم وكنت اتجاهله وانا اعلم ..
:
:
أرزقني ياربي طفله ..لكي أعوضه ..لكي يحمل صغيري اسمه وهل بعد هذا الشرف شرف ..
لأهب ذيب ابنا من صلبه ..
:
:
نزعت رداء الصلاه و رتبته وهي تتجه أليه ...
أستلقت فوقه ودفنت راسها في رقبته ..
شعر ببكاءها على صدره ..
حاوطها بكلتا يديه ..
وهل لصغيرته الا مابين ذراعيه وطنا و ملاذا ..
:
:
:
تم بحمد الله ..
في الشارع .. عتمه ونور ..
زحمه .. واشارات المرور ..
تاقف على انفاس الطريق ..
مشيت أنا .. وهمي العتيق ..
وقبل التعب .. مايهدني..
سمعت صوتٍ شدني ..
ناي .. في صوتها ناي ..
غني وجرحني الشجن ..
دقات قلبي .. وقفت..
وخطاي
قالت وش الوقت ...
ناظرت ليل اعيونها ...
وصبح الجبين ..
ومرت ثواني صمت ...
وقلت الزمان .. انتى..
وكوني اللي تبين ...
من يومها ماعاد اناظر ساعتي ..
وش حاجتي .. أعد الزمان ..
وهى الزمان الجاي ...
:
:
:
سألتها برسميه ..
"طيب ممكن تقولين لي أنتي ليش رافضه زوجك ...؟؟"
:
:
هزت رأسها وهي تسرح الى مكان بعيد ..."هو مابادر بأي شيء ...يعني زواج ورق ..."
:
:
أخذت نقسا عميقا .."يعني انتي تبغينه يكون موجود في حياتك ...؟؟"
:
:
هزت كتفيها بقل حيله .."أحيانا ..."
:
"متى ؟؟"
:
حاولت التذكر .."ما ادري بس احيان اكون احتاجه ...هو كامل ..وتقريبا يشبه لرجل احلامي ...يعني كل بنت تحتاج رجل احلامها ...لكن هو مابادر بشيء ولولا الصدفه ماكنت ادري اني مرتبطه فيه ..يعني شيء من خيال ..احتياجي له في خيالي ...لا يمكن يكون متواجد لان انا كأنثى ما ارضيه ..."
:
:
"حاولتي تتواصلين معاه تعرفي وجهة نظره في الموضوع ؟؟"
أكتفت بهز رأسها بالنفي ..
أكملت تلك ..."طيب بدال ما تتوقعين وتستلمي للضنون ..وتكونين جاهله في موضوع وقرار يخصك .ليه ماتكلمينه تتواصلين معاه تتعرفين عليه ...الموضوع سابه في يدك ...اتوقع ان زوجك ينتظر المبادره منك لأن هو اكثر الناس علما فيما مريتي فيه وكان معاكي في نفس المكان ..وعرف الظروف حولك حينها ...توعديني ..او اوعيدي نفسك تكلمينه ..تتواصلين معاه ..عشان ترتاحين وتتحررين من كل التوقعات السلبيه في راسك ..أش رايك ..تكلمينه ؟؟"
:
:
صمتت لبرهه ..."ما أدري ..."
:
"مدين الموضوع يخصك ..ويخصك بطريقيه مصيريه ...لازم تكلمينه وتتوالين معاه ..ان كان يبغاكي تكملوا مع بعض وراح يساعدك كثير ويخفف عنك كثييير ..ان كان ماله رغبه في اتمام هذا الارتباط ..تكونين عالمه بقراره وتتعلمين تتجاوزينه ...أش رايك .."
:
:
هزت رأسها بجهل ..."بس ماعرف كيف اكلمه ...ما استحمل وجود رجال حولي ..ذيب وشاهر وعمي زايد ما اشعر اتجاههم زي شعوري اتجاه بقية الرجال حتى وان كنا في نفس المكان بيننا مسافه وحدود ...ما استحمل وجوده .."
:
:
اخذت نفسا عميقا "ممكن اقول لك تواصلي معاه رسائل او اتصال لكن هذا امر مايكفي ..لازم تتواصلي معاه وجه لوجه تقراءي شخصيته ..ملامحه ..وجوده ..قرارته ..انطباعاته ..ممكن يكون معاكم احد ..بس حاولي تتواصلي معاه مباشره ..بلا وسيط او وسيلة اتصال ...انت تبغين تعرفينه على حقيقته وهالشيئين ممكن تشوه انطباعك عنه سواء للأفضل او للأسواء..."
:
:
قاومت تقوس شفتيها حزننا.."طيب لو قالي انه يبيني كيف اكمل معاه ...لو قال انه مايبيني كيف اكمل مع الرفض ...مو عارفه .."
:
أبتسمت لها ..."طيب عشان كذا اقولك كلميه عشان تعرفين تتأقلمين مع أي كان قراره ولاتعيشين بحيره الاختيار ..اللي مو انتي اللي بتتخذه ...كلمي راجح يامدين تواصلي معاه ..بعد الله راجح سند كبير لك ..."
:
:
تنهدت ..."الموضوع معقد ..."
:
"مين اللي معقده ؟؟أنتي صح ...؟؟ماراح احد يحله غيرك .."
:
:
تأملت الغرفه الكئيبه بحيره ..انا حقا لا اعلم ماعلي فعله ..أو بأي طريقه سأتخلص من راجح أو أتقرب منه ...
:
هذا الموضوع يشل تفكيري ..
:
:
::::::::
:::::::::::::::::::
كانت تقف أمام المرآه الضخمه التي تغطي ابواب الخزانه الوسطى..
كانت تتأمل جسدها وهي تشد قميصها على خصرها ..
لقد اكتسبت وزنا واضحا ..قالت لها الطبيبه بأن حملها يجري على احسن مما يرام ..
شدت قميصها الفضفاض على صدرها ..
في اول شهرين ونصف الثالث حدث هذا فما بالي بالاشهر القادمه ..
:
:
:
كان يتأملها من عند باب الغرفه ...الأن هناك طرف ثالث بيننا ..اواز حساسه للغايه أي حركه او كلمه مني تؤلها الى رحيلي او تركي اياها ..
وكيف لي بعد ان ارتبطت بها بهذا الوثاق القوي ان اتركها خلفي ,,
:
:
ألتفت لي مبتسمه انها متحمسه لما يحدث في اسبوعها الثاني من شهرها الثالث ..ولاتكاد الارض تتسع الى فرحتها ..حتى انها تظهر جلاده غير مسبوقه في وجه اعراضه الصعبه ..
:
:
مدت يدها الي مبتسمه تدعوني ان اشاركها اللحظه ..."شاهر تعال حس ..."
:
:
أقتربت منها يالحماساتها وكأني سأشعر بشيء ..
ولكن سأجاريها ..
أقتربت منها ..تناولت كفي وهي تقف ملتصقه بي وتعطيني ظهرها ..
أخذت يدي وضغطت على أسفل بطنها ..
هي لا تكذب أحسست بشيء ..
بكتله ملمسها واضح ..
:
:
أبتسمت لأنعكاس ذهولي على المرآه ..
"حسيت فيه صح ...؟؟يعني انا ما اتخيل...والله حتى في ملابسي يزعجني الضيق .."
:
:
قبلت كتفها ..وانا منذهل ..هذا طفلي أنا ..يخصني أنا ..
يا الله ما اجمل هذا الشعور يالحماقتي ..لقد حرمت نفسي من اجمل لحظاتي لوقت طويل ..
:
بحماس عينيها الذي لاينطفئ ..."يعني عيلتنا معروفه بالتوائم صح ...عيال عمتي مضاوي ..وعيال عمام جدي شفتهم في العيد عندهم ثلاث توائم ..ايه و راجح زوج مدين ابوه قريبنا له تؤام وتؤامه عنده تؤام .."ضحكت مكمله .."تخيل حتى احنا نجيب تؤام ..."
:
:
أحتضنتها بقوه ..."أنا عندي سلامتس بالدنيا ..واللي بيرزقنا ربي الله يحيه .."
:
بادلتني تلك النظره ...نظره كرهت نفسي لأني كنت السبب في زرعها ..نظره "انا لا اعرف كيف اصدقك تماما...انت بالكاد تحبني ..."
:
:
:::::::::
:::::::::::::::::
كان كعادته يجلس على الطاوله بشكل لا ينذر بالخير ...
وقد نسي سيجارته في يده ..حتى اقتربت على الانتهاء ..
بحاجبين نويا الشر ..وهو يتوجه الى ابنه بالحديث ..."عمار قفل الجوال لا قسم بالله اكسره على راسك ..."
:
:
خجل أبنه وهو يقفل هاتفه ويخبئه أسفل الطاوله ..
أرتجف لبرودة الجو ..
توجهت اليه بالحديث .."ألبس لك بلوزه لا تمرض علينا ..."
:
:
ألتفت لي ..."احمد ربك ...ممكن بكره انزل لك مفصخ ..."
:
:
ضحك ابناءه ...هذا الرجل مزاجي لدرجه مضحكه ...
تثاوب ..بملل ..."أفصل النت اوريكم ..كولوا ..كولوا .."توجه الى ابنه تركي اكثرهم هدوءا و نحولا ..."كل انت يابوك لا شفتك اتقفل مغاليق الدنيا بوجهي .."
:
:
تعالت ضحكاتهم هذه المره ...نهرهم .."تراه ابركم فيني ...ولا انتوا عيال راجح مو عيالي ..."
:
:
أنزعجت ابنته ..."بابا اف ريحة السيجاره ...طفيها ..."
:
:
وضعها في كأس الماء وهو ينفث اخر نفس من بين شفتيه ..تأمل أبناءه بملل وهم يأكلون..
تأمل مزاج اخيه السئ ...
وفي بادره توقع ان تهدء من حدة مزاجه ..."اللحين لك اسبوعين مكلمني عن سالفة الــ"قالها وهو يرفع نظره لأبناء أخيه
:
:
تثاوب ذاك يبعد النوم ......أخذ نفسا عميقا ..."أي والله يوم انا انشغل وعشره انت ....خير البر عاجله نروح اليوم العصر ..."
:
:
هز رأسه برضا .."خلاص ان شاء الله اليوم العصر نروح ..."
وقف ..."بروح اخذ لي غفوه باقي عن العصر ساعتين ... لاتنام انت بعد وتتأجل السالفه شهر قدام ..."
:
:
::::::::
:::::::::::::::::::::::
كانت تجلس امامه وقد اعدت له الشاي ..
لم تكن معه بروحها كعادتها ...كانت تحاوط بذراعها اليسرى خصرها و تسند رأسها على كفها الايمن ..
وقد كسى الحزن ملامحها ..
سألها بأهتمام ..."خير يامرادي ...تعبانه ؟؟"
:
:
هزت رأسها بالنفي ....مبتسمه ..انها تخجل من ان لا تبتسم في وجهه .."لاء يا زايد خلاص كبيره ومتعوده على الحمل ...لاتشغل بالك مافيني شيء ..."
:
:
أغلق الكتاب وضعه جانبه وفوقه نظارته ...
أمرها لكي تقترب منه ..."تعالي يالغاليه ...أقربي .."
أبتسمت له تقاوم دموعها وامتثلت لأمره ...قبلت كتفه وهي تجلس بجانبه ..حاوطها بذراعه وهو يعدل شعرها ..."على زايد يا مرادي ..قولي لي وش مكدرتس ...تبين عيالتس ..؟؟"
:
:
أجهشت بالبكاء حينما نطق اخر كلمه ...وبحرقة "قلبي يبي يتقطع عليهم ..."
:
شدد على احتظانه لها ..."سلامتس قبلتس ...أن شاء الله انهم بخير وطيبين وامورهم ماشيه والحمد لله ..وافا عليتس بس تقومين بالسلامه اوديتس لهم ...هه اش رايتس ..رضيتي اللحين ؟؟"
:
:
مسحت وججها وهي تحاول تمالك نفسها ...."ربي يسلم لي قلبك الحنين ...يابعد عمري ..انا ادري انهم طيبين وام فهد والله ماتقصر ...لكني ام و حرتي عليهم يازايد وعلى فراقهم .."
:
:
تنهد "قولي لا اله الا الله يامرادي ...والله يخليتس لهم وتشبعين من شوفتهم ..قولي امين .."
:
:
قبلت رقبته وخده ..."امين ..امين ..ولا منك يا تاج راسي ..."
:
:
لقد نسيت كيف كانت الحياه بدونه ..نسيت انها كانت لرجلين قبله ...نسيت أي شيء لايتعلق به ...
نسيت من هي مرادي بدون زايد ..
:
:
:
كان جالسا بجانب امه وهو يراقبها تتربع وسط الغرفه بين ابناءها وكتبهم ..
و الماريتان تقومان بصنع شيء ما بأغراض عمل فني تنتشر حولهما ..
:
:
أخذت المسطره الطويله التي كان ذيب يلعب بها متجاهلا توجيهها ..."هات لا اكسرها على وجهك ...أكتب هيا ..."
قالتها وهي تلقنه حل مسألة ما ..
حنقت عليه ..."مو في كتاب الطالب ياذيب ياحمار ..."
:
:
هنا ماريا لم تتمالك نفسها وهي تهز الغرفه بضحكتها ..
وضعت يدها على رأسها بندم ..."حسبي الله عليكم ماخليتوا في عقل .."
:
:
كان يراقب بصمت كعادته ..خجل من أن ترفع وججها اليه بل باتت تهمس لأبناءها بالتوجيهات ..
راقب خجلها مستمتعا ..
نزل من على سرير امه ..وأستلقى مسندا رأسه على حجرها ..
حاولت تشتيت نظراتها عنه ..
كانت لازالت توجه ابناءها ..وتحركاتها الخفيفه تهز رأسه ..
أخذ طرف شعرها بيديه ..
كان لازال يحدث أمه خلت الغرفه الا منه ووهي وأبنيها ..أستكن دخل حجرها ..
:
:
كانت تهز فخذها الذي يضع عليه رأسه وهي ترتب شعره الرمادي بعفويه ..وكأن هناك طفلا في حجرها ...
:
:
أنهوا ابنيها دروسهم بعد جهد جهيد منها ..
:
في هذه اللحظه عندما نسي كل شيء وهو يستلقي في حجرها ..وهذه الراحه والامان الغريب الذي يعتريه ..
ندم أشد الندم ..بكل الحماقات القديمه التي ارتكبها ..
لعن الله الكبرياء ..ولعن كل مشاعري القديمه ..
:
:
خرجا ابنيها من الغرفه ..راقبت الباب ثم أومأت عليه برأسها لكي تقبله ..
أبتسم لها ..."ياذيب ياحمار هاه ..."
:
رتبت شعره وهي تقبل جبينه ..."ماطلع لعمه ...اش نسوي مو كل ذيب واحد .."
:
قرص خدها بخفه ..."أش باقي عن صلاة العصر ..؟؟"
بحسن نيه رفعت ساعتها ..."باقي ساعه الاربع..."
:
:
أبتسم لها بخبث ..."أنا بطلع ..تعبان ..برتاح ..."
:
أخذت نفسا عميقا تقاوم أبتسامتها ..وهي تقف ..
"أنا مافيني نوم .."
:
:
راقب الباب يحارب ابتسامته .."طيب تعالي اذاكر لتس النحو ..الأمتحانات على الابواب..."
:
:
كشرت له بأبتسامه ..."بس نحو .."
:
:
جرها ...."ياختي نحو ..أدب ..رياضيات لو تبغين بس اطلعي ..."
:
:
مؤخرا بات يتحدث معها ..بطريقتها هي فقط ..أصبحت تجر الحديث منه حتى تعلم ان يشاركها ولو حوار واحد في اليوم ..
عودته على هذا ..انها تروضه دون ان يشعر ..
الا انه لازالت هناك عقبة صمته العتيد بينهم ..
أيقنت انها طبيعه لن يغيرها ابدا ..
فهو رجل لايهوى الكلام كما يتقن الافعال ..
:
:
:
راقبت اخيها وابنة عمها يصعدان السلم بهمسات ضاحكه بينهم ..
أبتسمت لضحكة مضاوي ..أنها سعيده لهما للغايه ..
أي نعم تشتاق لسهراتها مع مضاوي ..بعد ان تحسنت علاقة ذيب ومضواي لم تعدا تجدان الوقت للجلوس مع بعضيهما ..مرادي تمر بأسوأ مزاج ..وأواز لاتكاد ترى من كثرة نومها ..مدين تلتزم صومعتها وصمتها الغريب ..
وحدتي زادت اضعاف ..
الا ان الحمد لله على كل الاقدار ..
:
:
جلست تطالع التلفاز بملل ...
أقترب منها ابيها مبتسما وهو ينزل السلم متجها الى المسجد لصلاة العصر ...
"أنا ابوكي قهوه وزبطيها ...بيجووني رجال بعد العصر ..."
:
:
وقفت تلبي طلبه ..."تأمر يابوي ..."
:
:
نزل من بعده ذيب وهو يعدل غترته ....وخلفه الصغيرين ومن بعدهما شاهر ..
راقبت خروجهم وهي تتجه الى المطبخ ......بالنسبه لها المنزل أصبح مملا للغايه مؤخرا ..دوام ..وكتب ..ونوم وانشغال بالدراسه ..آه لو ان ايام عيد الأضحى تعود ...بذكر أيام عيد الاضحى ..ذاك الاحمق الذي وعدني بالعوده بعد العيد ...لقد نسيته ...ماحدث له ..اتراه مات ..عل الله ان لا يرحمه ..ان كان قد أذى احداهن قبلي ..لكن كيف وصل الى صوري التي لا يملكها سوى خالي المرحوم ...آه ياحزني ياخالي لفى لا أصدق وفاتك الى اليوم ..
:
:
:
:
ألتفت الى ابنه وعضيده الجالس بجانبه ..بعد أن ادلى ذاك بما جلبه اليهم اليوم ..
في الواقع هم يجهلون هذا الثابت تمام الجهل ..الا ان اسم اخيه وافعاله تكفي ..ولو كان بهذا الثابت نقص لم يقف به راجح هنا يوما ..ولم يطلب القرب منا مرة أخرى به ..
:
:
أخذ نفسا عميقا ..."نسبكم يشرف يا عيال عبد العزيز ...لكن انتم تعرفون بهالامور ..لازم نشور بنتنا ونرد عليكم قريب أن شاء الله..."
:
:
:::::::
:::::::::::::::::::
وبعد أن أنفض مجلسهم ..كان سيهم ذاك بالرحيل ..ألا انه استوقفه .."يا ابو تركي ...لحظه شوي ..."
اكمل الجميع طريقهم للخروج ..
توجه اليه بالحديث مراقبا الاستغراب على وجهه ..."زوجتك طلبت مني انها تشوفك ...يوم درت من عمتها انك موجود ...هاه اشوف لك طريق ..."
:
:
:
ان كرهت غرفتها ..لقد بقيت وحيده لوقت طويل ..
أخذت حماما طويلا دللت به جسدها ..
أخرجت بألوان هادئه وقصه كلاسيكيه كانت قد اهدتها اياه اواز ..
لبست خلخالها الذي هجر ساقيها لوقت طويل ..
اعادت برد اظافرها وتلميعها ..خطت الكحل وسط عينيها ورسمه خطا فوق جفنيها ومدته ...فتحولت الى قطه بحدقتيها الرماديه ..واحمر شفاه بلون وردي مطفي ..سرحت شعرها الرطب ورفعت مقدمته ..اغرقت نفسها بالعطر ..
لاتريد ان تظهر ضعيفه وهدره امام عيني نفسها ..
نزلت الى غرفه عمتها ..
حياها الجميع فقد افتقدوها هذا الاسبوع ..
دخلت مضاوي .."وين العيال ..ماريا تبي احد ياخذ الشاي يوديه للرجال ..."
:
:
تسائلت مرادي ..."مين عندهم ...؟؟"
:
جاوبته تلك بحسن نيه ..."راجح واخوه ..."
:
كانت فرصة وقد أتت الى حدها ...وقد فكرت به كثيرا ..قرار سريع مباغت وقد اتخذته ..
أتجهت الى المطبخ خلف عمتها ...
"عمه ..هاتي طرحتك والشاي ...انا اوديه ..."
:
:
رفعت حاجبها بأستغراب ...وهي تمدها بطرحتها ..وضعتها على رأسها و أخذت الصنيه من ماريا ..توجهت بالحديث الى محمد ..."محمد نادي لي عمي زايد .."
:
:
قالتها وهي تختفي عن الاعين بأتجاه المجالس البعيده المعزوله عن المنزل ...
تبادلن نظرات الاستغراب ..
مابالها ..مالذي تفكر فيه ...تلك المنظقه محرمه عليهن ..
:
:
ناولته الصنيه بأبتسامه باهته ..ترددت ..."عمي ...راجح في ؟؟"
:
أستغرب سؤالها ..أنه عالم بعلمها لكن لماذا تسأل ..."أيه موجود ..."
:
:
أخذت نفسا عميقا ..."قله ابي اقابله قبل لا يروح ..."
أنصاع الى طلبها ولم يكثر التسائل والتأويل فهذا رجلها وهذا طلبها وماخصه هو ..
:
:
::::::
:::::::::::::::::::::::::::
قتلها توترها ولعنة تسرعها الف مره ...الى ان هنالك شعور بالأنجاز داخلها ..فقد تقدمت خطوه في اطول طرق حياتها ..
:
:
:::
::::::::
لم يستوعب ماطلبه منه ابو ذيب ...فقط جلس منتظرا في المجلس الأخر بحيره ..
:
عند \خولها لم يكن يرفع رأسه ولكن رائحتها غمرت المكان ...رفع رأسه متأملا دخولها ...
اليوم يزيد جمالها اضعافا ..
تقدمت منه بخجل ..هي تحاول ان تحد نفسها على النظر اليه ...مدت يدها اليه ما ان لمسها حتى سحبتها ...
:
:
فخامة وجوده تحبس نفسها ...الثوب البني الذي يشتد على منكبيه وضخامه قوامه ..غترته ساعته عوارضه الرماديه ورائحة عودته القويه ..
:
:
طال سكوتها ...كان يتألمها بسكره غريبه طوال صمتها تحدثت بعد تردد ...وهي تشير بأبهامها تقصد ما مضى ..."أسفه على ..موقف الخيمه ...ماكان قصدي .."
:
:
هز رأسه بأن لا بأس عليكي ..
أكملت متنهده ..."دكتورتي قالت لي لازم اقابلك ...واعرف موقفك ..يعني من الارتباط ومن وضعي ....."
:
:
هز رأسه مستدعيا الجهل ..."وش وضعك ؟؟انا اشوفك بنت كامله مثل كل البنات ومستخسرك على روحي بعد ..انا شاريك يابنت محمد ...ولا اشوف فيك أي قصور ..."
:
:
ارتجف صدرها لصوته قبل قوله ..
تأملته مطولا ...وبحزن .."لكن ...لولا الصدفه ماكان دريت ..بك وبوجودك ..ليه خبيت عني ؟؟"
:
:
أخذ نفسا عميقا وهو يعدل من وضع جلوسه .."انا يا مدين ادرى الناس في وضعك ...انتي ماراح تستحمليني ..انا طلبت ان معرفتك بالموضوع تتأجل حتى ارى الوقت المناسب ...وللحين اشوف الوقت المناسب ما جا ..."
:
:
عضت طرف شفتها العلويه وهي تسرح به ..."انا ما اصلح للأرتباط ...وانت قلتها انت اعلم الناس بحالتي ..."
:
:
صدمها برده ..."وانا ما ابي اللي يبونه الرجال ابيكي تحت عيني ورعايتي وابيك طيبه واعطيك كل اللي تبين وانا متطمن عليكي ...متنازل عن حقي يابنت محمد وانا ماجيتيني والله العظيم ما اجيك ..."
:
:
خجلت لقوله ..بل اقشعر بدنها .
هزت رأسها بقل حيله ..."خلاص ياراجح ...اللي تشوفه ....بس وعدنا مايتغير ...وانا ماراح اقصر معك والله ...انت ريحة ابوي ووقفتك معاي ما انساها ليوم الدين ...اللي تبيه اقعد مع اهلى برضاك قعدت ..اروح بيتك من اليوم من اللحين الم اغراضي ومعاك ...انت الاعلم بحالتي وانت قلتها وبتعذرني وتفهمني على أي شيء اسويه انا تعبانه بارجح وبتعبك معاي ..."
:
:
وقف من مكانه متجها اليها ...
جلس عند رجليها ...بكل هيبته و وقاره ..."تعبيني يابنت الغالي ..بس ابيك ترضين وتصيرين طيبه وتتصالحين مع حالك ..."
اما شافت عيني قبلك .. ألف صورة للجمال
بس ما صادفني مثلك .. هو في زيك محال ..
وابتدت تحلى الحياة ... آه يا عيني ع الحياة
بعد صبري نال قلبي .. نال قلبي ما بغاه
وابتدت .. ابتدت .. ابتدت تحلى الحياة

كنت لو رامي رماني .. ما يحرك في شيء
وابتديت اعرف معاني .. غيرتني في كل شيء ..
وابتدت تحلى الحياة ... آه يا عيني ع الحياة
بعد صبري نال قلبي .. نال قلبي ما بغاه
وابتدت .. ابتدت .. ابتدت تحلى الحياة

كنت عايش في صراع .. ماله في نفسي حدود
وابتديت القى اللي ضاع .. من حياتي في الوجود ..
وابتدت تحلى الحياة ... آه يا عيني ع الحياة
بعد صبري نال قلبي .. نال قلبي ما بغاه
وابتدت .. ابتدت .. ابتدت تحلى الحياة
:
:
:
وقف من مكانه متجها اليها ...
جلس عند رجليها ...بكل هيبته و وقاره ..."تعبيني يابنت الغالي ..بس ابيك ترضين وتصيرين طيبه وتتصالحين مع حالك ..."
:
:
:
:
أخذت نفسا وهي تتوه بنظراته التي حاصرتها ..
لأربعينه والثلاث سنوات تليها ..قصص و وقار ..و هدوء في محياه الوسيم ..
لا زال غارقا في حدقتيها الرماديه الخائفه ..
تنهدت ..."اللي تشوفه ياراجح ..."
:
:
أمال رأسه ..وبهدوءه المعتاد .."أنتي اش يريحك ...أخذك عندي ..ولا اخليك هنا ...بس انا والله ودي اخذك ..نفهم بعض ..نتعرف على بعض ...هاه؟؟تروحين معاي ..."
:
:
أخذت نفسا عميقا فتغللت رائحته لنفسها ...أغمضت عينيها ..
حاولت ان تتمالك نفسها ..فتحت عينيها ونظرت اليه بأصرار ..."أروح معاك ..."
:
:
أبتسم لها ...."بس مو اللحين ...لوقتها يامدين ...لوقتها ..."
:
:
راقب تغير ملامح وجهها ....فعلم بما يختلج صدرها ....حاول التبرير ..."مو انه انا مو مستعد او يصعب علي وجودك مستعد اخذك اللحين بس ..يعني ..مهرك وكلام العرايس اللي ما اعرفه ...تستعدين نفسيا وتتأقلمين مع الفكره ..."
:
:
هزت رأسها بالنفي ..."مايهمني أي من الشكليات اللي ذكرتها ...أي وقت تشوفه مناسب زي ماتقول ...أستناك .."
:
:
تمنى ان يحتضنها او يقبل كفيها ..لكنه حلف ان لا يلمسها ..
وقف فحجب عنها الرؤيه ..
"بيننا وعد يابنت محمد ....وانت راح تعرفين لاجا الوقت المناسب ..."
:
:
أبتسم لها وهو يتجه الى خارج المجلس ..
حاولت تنظيم نفسها ...وترتيب الهواء المتزاحم لدخول رئتها وقد طغت على المجلس رائحته وذكرى وجوده العارمه والفخمه ..
:
:
احتضنت نفسها وهي تهز جذعها جيئة وذهابا ..
لاتفسر الموقف الذي مر بها للتو أي قوه وجرءه تبنتها لتعرض عليه الذهاب الى بيته ..
وما ادراكي يامدين بوعوده ...انه رجل ..يريد ما اراده غيره ..
ولكنه اقسم لي ..
أ تراه سيخون قسمه ..
لماذا يؤجل لقائي به ..
أسئله كثيره تزاحم عقلي المرهق ..
انا لا اكاد اصدق انه زوجي ..انه لايصلح لأن يكون زوجي ..
وما ادراني انا بدواخله ..لما عساي ان اثق به ..
انت تشتتني ياراجح فأنشغل بك عن مصابي ..
:
:
:
:::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::
فتحت باب غرفتها .."عمه ماريا كلمي جدي يبيكي في غرفته ..."
:
كانت تفرد ذهبها على الارض وتعيد ترتيبه من شدة الملل ..
رفعت رأسها ..."أش يبي ابوي ...وين مرادي ؟؟"
:
:
هزت كتفيها بقلة علمها ..."خالتي مرادي عنده ...يقول ناديها بسرعه ..."
:
رفعت حاجبيها مستعلمه ...."معصب ..."
:
هزت رأسها بالنفي ..."لايضحك ..."
:
وقفت وهي توبخها ...."ترى كف ...ما اتريق معصب ولا عادي ؟؟"
:
بقل صبر ..."ياعمه والله مبسوط تعالي كلميه ...."
:
:
رتبت هيئتها امام المرآه ...اغلقت باب غرفتها واتجهت الى غرفة ابيها والاسئله تقتحم توقعاتها ..
:
:
طرقت الباب الشبه مفتوح سمعت صوته ..."تعالي يا ماريا ..."
جرت تنورتها للأسفل تعدلها ..وهي تصطنع الابتسام ..
دخلت ..."سم يبه ..."
:
:
أشار اليها بالجلوس بجانبه ..."حي هالشوف ..."
:
فركت كفيها بتوتر وهي تجلس بجانبه ..تتبادل مع مرادي نظرات الاستفهام ..
:
أبتسمت مرادي وهي تراقب والدها يتحدث اليها ..ألتفتت اليه ..كانت عيناه سعيده ..."اليوم وانا ابوكي جاني رجال والنعم فيه يطلبك مني ...عاد انا قلت له نشور البنت ..و هو ان اشهد يابوك ما يتعوض .."
راقبت حديثه بشيء من التيه ..طال صمتها ....تبادل نظراته الحائره مع مرادي ..
:
أخذ نفسا عميقا ..."أنتي يا ابوكي ماكنتي موافقه على الموضوع وش غير رايتس ..."
:
:
همست له ..."ماتغير رايي يا ابوي لكن اللي انت تشوفه سوه ..انا بأعرف الرجال اكثر منكم ..."
:
:
أبتسم لها وهو يحاوطها بذراعه ..."أجل على بركة الله وانا ابوتس ..أنتي استخيري ...وردي لي ..."
:
:
وقفت متجهه الى الباب ببطء سارح ...ألتفتت أليه ..."يبه قبل استخير ...أبي شوفه ..."
:
:
نظر لمرادي وهو يهز رأسه بالايجاب ..."اللحين ادق عليه وانا ابوتس يجي ...هذا حقتس ..."
:
:
راقبت حديثه و التوهان سيد موقفها ...
:
:
كان يجلس مع اخيه وابناءه على مباراه ..بجسده لا بعقله ..وكله ينشغل بتلك المرتجفه الصغيره ..
:
:
رن هاتفه ..رفعه كان رقم أبو ذيب ..
حدثه وهو يراقب اخيه المندمج بالمتابعه ..
:
:
انهى المحادثه ..
توجه اليه بالحديث ..."تبي شوفه البنت ..."
:
:
هز رأسه بالرضا مبتسما وهو يراقب التلفاز ...أكمل ذاك..."اليوم ؟؟"
:
:
ألتفت اليه بهلع ..."اليوم ...اللحين ..مافي وقت ..ماحقلت ...ثيابي ماطلعت من الخياط ..."
:
همس له .."البس أي ثوب وروح بتفرق ..."
:
هز رأسه بالنفي منزعجا .."هي ثوبين لعنت اصلها في العيد ....بروح احلق والبس من دولابك ترى ..."
:
:
أبتسم له .."أنت بس روح ..."
:
وقف ذاك ...توجه اليه ابنه ..."ابوي المباراه ..."
:
توجه اليه بالحديث وهو ينظر لأخيه راجح .."المباراة للرخوم..با اروح ادق الحديد وهو حامي ..."
:
:
::::::
:::::::::::
كانت تلف حول نفسها في غرفتها ...اي توتر هذا ..اللعنه على هذا الترقب الغريب ...
بدلت ملابسها لأكثر من مره ..
:
:
وقفت امام المرآه ..ماريا من كان آخر رجل رأى كل هذا ...نزعت ملابسها ..
أيا كان القادم اليوم ..لن اقبل بأن أظهر بأي منظر امامه ..
أخرجت فستانا شتوي باللون الاسود قد رفعته فيما فيه الكفايه..بقماش ثقيل وقصات تزيد من انحناء خصرها ..وكم طويل ..وفتح تفضح عظام الترقوه وشيئا من صدرها ونحرها ..
ويقف منتصف ساقها ..
خلاخيلها الذهب الثلاث ..وساعة ذهب كان قد اهداها لها شاهر ..سرحت شعرها وتركته على طبيعته ...رسمة كحلها اليوميه والتي اعتادتها ..نظرت الى احمر شفاتها الاحمر الغامق بتردد ..
مدت يدها تأخذه وليكن ..
بعدما تأملت نفسها ..شعرت بأنها بالغت حاولت ازالة أحمر الشفاة ولكنه كان عصيا ...
:
:
:
:
لا يكاد يصدق بأنه سيراها اليوم ..مهلا ان كانت ابنتى قالت ولم تصدق ...
ان لم تكن هي ..حينها سأخرج مع الباب بصمت وأختفي لبقية حياتي ...
:
:
نظر الى وجهه في المرآه ..من حسن حظه ان الخياط انتهى من بعض ثيابه ..
:
:
دخل الى المنزل حامل الثياب في يده ..
:
:
تحمم وتوجه الى غرفة اخيه بملابسه الداخليه والثوب في يده ..
دخل على اخيه بدون أستأذان وهو يتطفل على اغراضه ..
:
:
يقف امام خزانته الضخمه .." يارجال جيده أشمغتك ...تبرع لأخوك ..."
أخرج واحده ...نهره ..."ردها هاذي بثمانميه ..."
:
:
فردها يهم بلبسها ..."عادي ماتغلى على راسي..."
:
توجه اليه عطورات ذاك ..
جرب أولهم ..."الله الله يابو تركي فتنه ...بس لو تسمع كلامي ..."
:
:
عدل من وضعية جلوسه .."ترى اليوم قابلت مدين ...مافكرت ليش تأخرت ركبت سيارتك ومشيت نفسي نفسي اعوذ بالله ..."
:
:
حدث أنعكاسه وهو يحاول وزن كسرة الشماغ ..."لاااا ...وبشر عسى خير ..."
:
:
هز ذاك رأسه برضا ..."خير ان شاء الله ...متى ماحددت انت فرحك ان شاء الله ..أشوف لنا حل ..."
:
:
أبتسم له ..."لا صار نصيب من بكره بجيبها بلا فرح بلا قلة حيا انا ما اعترف بالشكليات ..."
:
:
تمدد ذاك على سريره ..."الخلا بس الناس بتنام ..روح شوفها ...عني انها بتتفل في وجهك ...سبحان الله وجهك مو سمح ..."
:
:
نظر اليه بنصف عين ..."لعلمك المراهقات اللي ادرسهم ...أول ما ادنق صوت كميرات الجوال يصم اذني ..."
:
:
وبملل رد عليه ..."طف اللمبه وسكر الباب ..."
:
:
:::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::
فتحت ابنة اخيها الباب ..وهي لازالت تحاول مسح احمر الشفاه ...
أعجبت تلك ..."واااو عمه الروج يجنن ...لا تمسحينه ....كلمي جدي ..يقول خلي عمتك تروح المجالس ..."
:
:
أسبغت من عطرها بتوتر وهي تعود للمرآه الف مره ..."لحالي .."
:
ردت تلك ..."مدري قال خلي عمتك تروح المجالس ..."
:
:
أرتجفت شفتيها وحاولت تشتيت خوفها ..."طيب أش البس كعب ولا فلات ..."
:
:
تسألت تلك ..."ليه ياعمه من في تحت .."
:
كشرت ..."في سواد وجهي ...ياويلي الروج لا والفستان مره ضيق وقصير ....ماراح البس كعب ..يقول اش تبي هاذي توريني طولها ..."
:
:
بقل صبر ..."عمه جدي يقول يالله ..."
:
:
خرجت تغلق باب غرفتها ..."يالله يالله ..."
:
:
آلم في أسفل بطنها وبرودة اطرافها وتقلصات في عضلات فخذيها ...لا لتعدل عن رأيها ...لن أتزوج ..انا نسيت كيف اكون انثى احدهم ...لا علي انا متأقلمه مع وحدتي ..
:
:
نفثت نفسا تخفف عن صدرها ...لفحتها برودة المجالس وهي تدخلها ..بعزه لا تليق الا بها ..
:
:
مشت حتى منتصف المجلس ..حان الوقت لترفع عينها ..كان يقف في صدر المجلس ..
توقعت ان ترى أي رجل كان الا هذا ..
كان يرتدي ثوبا رماديا ..كان ضخما وانيقا للغايه ..و وسيم..أسمر وله عينان حاده ..لايبدو ودودا ..
حاملا سبحته بين انامل كلتا يديه ...يفرغ صدمته فيها ..
:
:
من هذه ...أنها اجمل من الصورة بمليون مره ....اللعنه دقة أنحناء خصرها لوحده أشعل بي حرائق لن تنطفي ابدا ..
وشعرها ...آه ياشعرها ..أهو حقيقي ..
ماهذا اللون على شفتيها ...حسنا انا سأموت الان لن ارى اجمل من كل هذا طوال حياتي ..
:
:
وقفت متردده ..ثم أقتربت منه ...مدت يدها اليه ولاتكاد قدميها تحملها من سكرتها برائحته ..
:
:
دفن اناملها في كفه ..أحس بحسرة وهي تسحب يدها وتجلس بالقرب منه ..
:
:
كان المجلس خالي الا منهما ..ومن اعاصير العاطفه تحطم المكان ..
:
نظرت الى الارض مطولا بينما شاركها النظر ليس ألى الارض بل الى ساقيها ...
تبا وهل يليق الذهب الا بك ماذا تركتي لبنات حواء ..
:
رفعت رأسها فجأه ..كانت نظراته الى ساقيها تتحدث ..
حاولت جر فستانها ...ماهذا ؟؟الا يستحي ..اللعنه ..كان ينقصه سريرا ..
..
توجهت أليه بالحديث بحاجب مرتفع ..."ثابت ...؟؟"
:
:
تنهد فخجلت ..."ماريا ..؟؟"
:
هزت رجليها تفرغ توترها ..
كانت القهوه امامه لم يقدمها أحدا له ...وقفت وهي تهمس ..."تقهوى .."
:
:
راقب قربها ...شدد على قبضة يديه ...وهو يهمس بشتائم لنفسه ...
مدت له الفنجال ..أخذه منها مبتسما محاولا تغطية مايجري من جهته ..
أعطته ظهرها لتأخذ صحن المباشره ...
عض على قبضته اليسرى ليتمالك نفسه ويخفف من شعوره الجارف المستهتر ..
:
:
ألتفت اليه فتصنع الثقل ..."تسلمين ..."
:
راقب جلوسها بحسره ..
تنهدت وهي توزع نظراتها في المجلس بملل بينما تكاد تقتله بدواخلها ..انها لاتستسيغه ...يبدوا خبيثا للغايه ...
:
:
توجهت اليه بالحديث ...وهي تقف ...وتمرر يديها على فخذها ..وتحرك شفتيها بتنمر .."فرصة سعيده يا استاذ ثابت ..."
:
:
وقف معها ...وبكبرياءه المعتاد .."دكتور ياماريا ...دكتور.."
:
تأملته بنظره طوليه ولازال حاجبها مرفوعا ..."أممم .."
تبا لي ..ماهذا ...مالذي جلبته الى نفسي ..انه جذاب للغايه غماض بطريقة جميله جريء بنظراته بطريقة وقحه..
وكبرياءه اللعنه على كبرياءه ...في أجمل احلامي لم اكن أتوقع احدا مثله ..
:
:
أقترب منها وهو يراقب الباب ...همس لها .."عن نفسي بس ...."
:
لم تفهم ماذا يقصد وقد وترها قربه ..مرر يديه على خصرها راقب مكان يديه متنهدا ..."متى بس ..."
:
:
أتسعت حدقتيها العسليه وهي تضربه على يديه ...وكأنها توبخ صغيرا .."أبعد ..أبعد..ليه كذا ؟؟"
:
:
بدون خجل رد عليها ..." جايتني بذا الشكل وماتبين نتهور..."
:
:
حاولت التنفس ...لقد هلعت منه ومن فعله ..الا انه واستغفر الله اعجبها للحظه ..
خرجت من المجلس غاضبه ...واجهها ابيها ..."ثابت جا ومحد قلي ..."
:
:
لم ترد عليه فقط نظرة الى الارض مكمله طريقها ..
حسابك عسير معي ياماريا لقد أستعجلتني ...لقد عرفت يستحيل ان يتركني أبي لوحدي معه ..
ربي لقد كان ذئبا ...لم أئتمن يدي بين يديه ...
:
:
::::::::
::::::::::::::::::::
دخل منزل اخيه بهدوء اتجه الى غرفته ...
أستلقى على سريره بتعب قلبه الجديد قبل تعب جسده ...
أنها مرهقه للغايه وعنيفه وعنيده ..
لم يزيدني لقاءها الا عذابا ..
تبا لك يالفى انا لا الومك ...انثى كهذه يفترض حتى عن امها تتحجب ..
:
يا الله يانظراتها الحاده وشتائمها وهي تخرج من المجلس ...
آه اين كانت ...موقف واحد معها كان ممتعا اكثر من مواقف سنه كامله من حياتي ..
كيف بالعمر كله بجانبها ...
لقد بلاني ربي كما بلاك يالفى ...
ألا انني ناقم وحاقد عليك ولا اجد لك سوى الدعاء ..
:
:
:::::::::
::::::::::::::::::::::::
دخلت غرفة مضاوي القديمه ..تمنت ان تجدها ..لحسن حضها كانت هناك ..
نفضت ثوبها بقرف ..."قليل حيا ...ياختي قليل حيا ..فصفصني وكل شوي متنهد ....قليل الحيا يقول متى بس .."قلدت نبرته وهي تقولها ..."عيونه بتطير وتطيح في صدري ..."
:
:
ضحكت مضاوي ...."هذا عقابتس في الدنيا على اللي كنتي تسوينه فينا ربي رزقتس اللي يكسر راستس .."
:
:
غضبت .."يخسي ما اخذته انا اهرج بس ...هذا مشمر ومنتظر يطبق ....نظراته ..هذا الذيب البشري اللي يقولون ..."
:
:
نهرتها مضاوي .."تاخذينه ورجلتس فوق راستس ..بتاخذين الشايب وتهونين عن ذا ..."
:
:
تنهدت وهي تجلس على سرير ابنه اخيها ..."أستخير واشوف ...."تذكرت ..."و وينها هاذي خراب بيوت مو انا بسرعه ياعمه انزلي بسرعه ياعمه انزل ونهايتي لولا لطف الله كانت قضية اغتصاب ..."
:
:
لم تتمالك مضاوي نفسها من الضحك ...."وربي مفصل عليكي ذا الثابت ..."
:
تحسرت ..."انا ماكنت ادري انه ثابت ..قلت ادخل ,,,القى لي شويب ...القى لي واحد هه مقبول مو ابو الهول ذا ..."
:
:
تذكرت لمسته فأرتجفت ..
هامت في ذكراها ...كان رجلا بحق ..
كان فاتنا وارضى كل غروري ..
سأستخير ..وحينها سيزرع الله في قلبي الصواب ..
:
:
فتحت مدين الباب ودخلت مبتسمه ...ومن بعدها دخلت اواز بشعر لايفسر وبيجامه قطنيه فاضحه ..
:
:
ضحكن الكل على منظرها ...نهرتهن ..."شوفوا بس بسلم وارجع انام واذا وصل لشاهر ان قابلتكم بهذا المنظر ترى بسأثم فيك عمه ماريا ..أمسكي لسانك شوي ..."
:
:
جلست مدين وهي تفتح بقية الاضاءه على كرسي التسريحه ...."والله زمان عن جمعة غرفة عمه مضاوي ...."
:
:
دخلت مرادي وهي تشد معطف قميصها الحرير ....تفاجئت ..."اوف يا منظر اواز ....يابنت استري نفستس ....شايفه شاهر بيننا ..."
:
هزت ماريا لها كتفيها بطريقة دراميه ..."يختي يالقميص الاسود يقتل ...يقتل ...وتقول انا كبيره ليش أحمل ..."
:
:
ضربتها ..."أنتي انطمي ..عسى ربي يزوجتس واحد يطلع فيتس كل اللي سويتيه فينا ...."
:
:
ايدتها مضاوي ..."لاتخافين ياخاله ...ثابت لها ...بس الشوفه طيرها تطير نزل حقنا كلنا ..."
:
:
تحلقن حولها ..بحماس وهن يستجدينها الحديث ...
كانت اواز تقاوم النوم ..."والله فله ...ياناس علموا شاهر .."
:
واستها ماريا .."شاهر ولا ذيب ...استرها ياستار انا مادري كيف مضاوي تفهم .."
:
:
نهرتها مضاوي ..."سيد الرجال ابو زايد ...لأيش راكز ...والله عليه حركات تخبل بس ما احكيكم ماني مخفه .."
:
:
استوقفتها ماريا ..."عشانك كذابه ...لو تسجلين فيديو وتوريني ما اصدق ان ذيب عليه حركات ..بس لا اليوم يوم انسدح على رجلك يعتبر قطع شوط كبير ..."
:
:
أبتسمت مدين بهدوءها وعذوبتها المعتاده .."يصير عمه ماريا تروح معاي ...ما اروح لحالي ..."
:
:
تحلين بالصمت وهن يتأملنها بأستغراب ...أكملت ...."اليوم قابلت راجح ...ويقول يبي ياخذني بيته ......"
:
:
صرخن جميعهن ...تطور اكثر من مذهل لم يتوقعنها تقل هذا يوما او تتحدث عنه ..
:
:
تأتي بذكره وكأنها ملكته ...مدين تستحق راجح بالفعل لربما مصيبتها جلبت لها هذا الكريم الخلوق..
:
:
:
:
:::::::::
:::::::::::::::::::::::::
لقد استلقى منذ اربع ساعات على سريره الوثير انه متعب للغايه جسديا ونفسيا ..ولكنه يعجز عن النوم حتى عقله توقف عن التفكير في أي شيء ..سوى في مقلتيها الرماديه ..
لايفسر وضعه ..وموقفه وشعوره ..وتفكيره ...وحديثه ..لايفسر أي شيء كل الذي يعرفه بأنها حزينه و وحيده للغايه ..
:
:
وهل احتاجني احدهم يوما وتخاذلت ..كيف بها صغيرتي وابنة تؤام روحي وصديق الزمان القديم والاحزان الماضيه ..
:
:
سأكون معها للنهايه حتى وانت تطلب هذا كل جهدي وروحي وعطائي ..سأكون معها حتى النهايه..
:
:
::::::::
:::::::::::::::::::::::
لقد قامت ليلها كله استخاره ..
تشعر بسريرها ضيق اليوم ..تشعر بجدران غرفتها الواسعه تخنقها ...تشعر بأن هناك قضبان تحبسها واغلال تقيدها ...
:
:
تشعر بأنها لا تستطيع ان تكمل يومها أو ان تنتظر غدا دون مواجهه جديده مع ذاك ..
لقد اضاف نكهه غريبه الي يومها ..
حتى بعد استخارتها لم تشعر بأي شيء ..بضيقه او بأرتياح ..
فقط شعرت بأنها تود رؤيته مره اخرى ..
:
يالحضوره ..
حضوره أسر وفاتن وساحر وشقي ..
:
:
سمعت الاصوات تغرق المنزل ..فقد بدأ الجميع يستعد لدوامه ..
أخذت نفسا عميقا وهي تفتح الباب تنضم الى ركب حياتهم ..
وكأنها لم تقضي ليلها في التفكير والسهر ..
:
:
قابلتها اواز تخرج من الغرفه مرتديه شرشف صلاتها .."يع في ريحة شاهر ..."
:
:
فتح الباب وراءها بحنق ..."الحان تعالي بلا فضايح ...."
:
ألتفتت اليه ..."اتحمم اجيك ..."
:
ضحكت ماريا ..."يع يالمروح .."
:
أقترب منها بحنق مدافعا عن نفسه ..."ماريا بالله شمي ...شيفاز هذا ..سنين وانا احطه اللحين صار يع ...مو معقوله ألحان كل يوم بوحام شكل ..."
:
:
أبتسمت له ..."يمكنها حامل بتؤام مضاوي كانت كذا ..."
:
ألتفت لها وهي تنزل السلم وتحذر ابني مضاوي .."أح صدري لاتقرب مني ..."
:
:
تنهد "والله لو في بطنها قبيله ماسوت كذا يعني اخذت شهرين على الصامت فجأه تتوحم ......."
:
أبتسمت له اخته ..."الحان غاليه يا شاهر ..."
:
هز رأسه بقل حيله .."والله غاليه هالخبله ...ربنا كريم بس .."
:
:
دخلت المطبخ كانت مرادي تجلس على الكرسي وتغرق في النوم على طاولة المطبخ ...
أنتقدت الوضع ..."هالثنتين يجيبون لي الكأبه والقرحه والغصه وكل شيء يسد النفس ...هاذي محل ماتحط راسها تنام ..وهذيك كل يوم مهججه زوجها بسالفه ...باقي انتي لاحملتي اتوقع ذيب بيحطك على راسه لكن انتي قليلة خاتمه لا حملتي تصيرين وحش ..."
:
:
تنهدت ..."ربتس كريم ..يارب في هالصبح عاجلا غير أجلا احمل ...قولي امين ..."
:
:
أبتسمت لها ..."أمين ..."أكملت الدعوه في قلبها هامسه ..."وارزقني الضنا الصالح ياربي .."
:
:
أشارت على مرادي .."طيب ليه ماتنام في غرفتها ...؟؟"
:
:
هزت رأسها بالنفي ..."تعرفينها لازم تلازم عمي في كل مكان ...وتوها جات تنتظر الغلايه تسخن بتسوي له حليب نامت ..."
:
:
ألتفتت اليها بفرح على انتهاء الذكريات القديمه ..."تعوض ابوي صح ..؟؟"
:
أبتسمت لها بدفء ..."وحتى خالتي مرادي تعوضت..عقبالتس ياروحي ..."
:
:
أبتسمت لها بخجل ...وهي تهمس منها مقتربه ..."أقولك ..تراني نازله ادور ابوي بأقوله موافقه على اللي بالي بالك ..وادعي لي يامضاوي ..."
:
:
:
:
:
كان كعادته التي التصقت به يجلس على الطاوله عاري الصدر مبعثر الشعر وبيده سيجاره ...
نفث اخر نفسا منها ..وبقل صبر ..."يافيصل ياقرف كل زين ..."
:
وجه حديثه للتؤام الاخر ...بتهديد.."نواف لاتحك الملعقه في الصحن راسي بينفجر ..."
:
:
راقبته ابنتة بفضول ...انها تخطط لسؤاله شيء ما ...
وسألته ..."بابا ..الابله قالت لنا الجمال جمال الاخلاق صح ...؟؟"
:
:
نفث نفسا من سيجارته وبقناعته التي لايمكن تغييرها ..."عشانها قبيحه ..الشخص اللي يقول هالكلام عنده عقدة نقص ..."
:
:
جلس بجانبه مكشرا ..."ياخي حرام عليك كل صبح متفصخ لنا وبريحة سيجارتك المخيسه وتهدم في مبادئ عيالك ..."
:
:
نظر اليه بملل ..وهو يجر الملعقه من يد نواف ...
أكمل ذاك ..."اليوم روح حلل ...البنت وافقت ..."
:
:
أنتصب جالسا ..حارب أبتسامه ..."ياخي افدى وجهك وافدى كل اخبارك ...اللحين اقوم احلل جعلهم يشفطوني شفط .."
:
:
ضحك أبنه عمار فهو من فهم الحديث ..
ألتفت اليه ابيه ..."أنتوا ممنوع تقابلونها ...الا افنان ...بس ماتوصف .."
:
:
أبتسمت له ابنه ..."مين ؟؟"
:
أكمل ..."زوجة بابا ..عمه ماريا .."
:
تذكرت تلك ..."ايوه عمه ماريا اللي صوــــــ"
:
:
أوقفها ...محذرا ..."أآ ...أآ...أآ...أش قلنا والسر يافنو ...هاااا السر يابابا..."
:
:
هزت رأسه بالايجاب ..."ايوه صح .."
:
أكمل فيصل ....محدثا نواف ..."هاذيك الشريره ..اللي عيونها كذا ..."
قالها وهو يشد عينيه الى الاعلى ...
تنهد نواف بطفوله ..."هاذيك ماتحب أحد ...لازم تبوسها ولا ماتعطيك شيء..."
:
:
هنا لم يتمالك راجح نفسه من الضحك ..."من هالناحيه تطمنوا ...أبوكم بيقوم بالواجب ..."
:
:
ولم يفهمه سوى عمار الذي احمر خجلا ..
وجه ثابت له الحديث ..."مو هين ياولد ياعمار يبي لنا نحصنك ..."
:
:
:::::::
:::::::::::::::::::::::::
لم يلبث الخبر حتى انتشر في وسط الاقارب والاصدقاء ..
فرح الجميع لماريا ..فقد كانت وحيده بما فيه الكفايه ..
:
:
:
النهايات السعيده هي مجرد بدايات لقصص واقعيه وكثر تعمقا ..
أعرف الشارع اللي..
فـ اوله دارك ...
واعرف ان القمر .. جارك ...
وعطرك ... هو حديث الريح ...
اعرف ان النجوم ... اتطيح ...
على دروب المدينة ...
إلى صرتي حزينة ...
متى يا نجمة الفضة ...
حجبت الليل عن نُورك ...
متى قلت السما مّلت ...
جحٌودك ... نظرة غرورك ...
صحيح إني ... نسيت اليوم ...
نسيت اليوم ... لا أزورك ..
وأنا .. أنا عرف النجوم تطيح ...
على دروب المدينة ...
إلى صرتي حزينة ...
:
:
:
بعد مرور أسبوع ..
:
:
كن يجلسن في غرفة ام ذيب كالعاده ..
دخلت مضاوي متسائله ..."وين خالتي مرادي غريبه من الصبح ماشفتها ..."
:
جاوبتها ماريا ..."نايمه ..حتى اواز من يوم مارجعت من موعدها وهي نايمه ...."
:
ضربت على رأسها موبخه نسيانها ...."اوف اليوم موعد مدين ........مين راح معاها ...."
:
:
حركت لها حاجبيها بدراميه ...."ياختي انا رحت معاها ...الضعوف للضعوف ...مو انتي لو تشوفين طرف ثوب ذيب تنسين حتى روحك ...."
:
:
كشرت لها وهي تجلس وتجر صنية القهوه تقربها منها ..."يارب متى نفتك منك وياخذ حقنا ثابت .."
:
:
أستغربت بقرف ..."ليش الكيك كذا ريحته ....مين سواه ؟؟"
:
:
جاوبتها ماريا ...."مدري بنتك سوته ...شكله مخربطه في المقادير لسى ماذقته لكن شكله تمام ...كلي من الحلا الثاني انا سويته ..."
:
:
دخلت مدين مبتسمه ....كعادتها فمحياها يرد روح الحزين ...ويواسي المهموم ..."عمه ماريا في واحد في المجلس ...جاي مخصوص لك .."
:
:
أتسعت حدقتيها العسليه بهلع ..."ولا مقابلته ولا مسلمه عليه ولا اعرفه لا والله اغير رأي ..."
:
:
شاركتها مضاوي الرأي ..."لو كان زواجكم قريب صح مايصير تقابلينه لكن لو خلاه مثلا بعد خمس شهور اربع شهور لا لازم يزورك كذا لو زيارتين ......"
:
:
أرتجفت ..."أن شاء الله الزواج السنه الجايه ...يحلم ادخل عليه بعد ذاك اليوم ...."
:
:
أبتسمت لها عمتها ام ذيب ...."هذا عقابتس في الدنيا على اللسان اللي متبري منتس...."
:
:
دافعت عن نفسها .."انتوا ليش كذا علي ..والله حرام ...يعني عشان كنت اقول كلمه ولا كلمتين اشعلل جوكم النايم ...يصير هذا عقابي...ياعمه ذا فاصخ الحيا خاااالص ..."
:
:
أكملن حديثهن بالتخطيط للفرح و مناقشة وقت مناسب قد يختاره ذاك ..
:
الا تلك ...كانت تفكر به ...براجح ...باتت تفكر به كثيرا مؤخرا..تشغل نفسها بالتفكير به ..
لربما بتسرعها ذاك اليوم ولقاءه الا ان هناك هم كبير انزاح من على صدرها من موقفه ..
تمكنت من التفكير العقلاني فيه مؤخرا بعدما احتكت به مباشرة ..
أنه ناضج للغايه ...لايقارن بغيره ابدا ..
أنه رجل بعمر أبي ما عساه ان يكون وقد اختاره ابي رفيق دربه ..
:
:
دخل زايد الغرفه مبتسما ..
وجه حديثه الى ماريا وهو يمدها بظرف بطاقة صراف .."مهرتس ..."
:
مدت يدها بخجل وهي تأخذها....تدخلت ام ذيب متسائله ..."متى حدد الفرح يابو ذيب ..."
:
:
أجاب ذاك ...."يبيه في اقرب فرصه مشغول الرجال يقول لابدا الترم الثاني مامداه يفضي ..وحجز في المرديان يوم 4/4 هو اليوم الوحيد الفاضي ...."
:
:
غصت بكلماتها ..."يبه يعني بعد اقل من اسبوعين ...مامداني ..مابي خلاص هونت ..."
:
أبتسم لها ....متذكرا قول ذاك"رجلتس يقول اذا مارضيت على الموعد أخذها اللحين ...انت ورايتس عاد ..."
:
دفنت رأسها بين يدها بحسره ...رفعت رأسها متوجهه بالحديث لمضاوي ..."أقل من اسبوعين ..مضاوي ..أش اسوي انا في اقل من اسبوعين ...كيف بأقابل الخلق ..."
:
:
قاطعها ابيها ..."يابنت الحلال نقولتس فندق الميرديان ..المعازيم قلال..على حدنا ..."
:
:
أخذت نفسا عميقا ..."انا ولا افكر انزف ..بس برضه يابوي ما مداني متى بأتجهز وبستعد ..."
:
:
هدئتها ..."خلاص ياماريا بنساعدك ...والله يوم واحد نخلص ملابس يوم ذهب ومكياج ويوم الفستان...جاهز من نفس البوتيك اللي اشترت منه مدين ..."
:
:
تنهدت ..."طيب والكوفيره والامور الثانيه ..."
:
هددتها عمتها ..."والله ياماريا لو قصيتي شعرتس ولاصبغتيه ..لا اقص راستس ..."
:
:
كشرت بوجهها ..."هو في وقت ياعمه ...اصلا انا احب شعري والله مالعبت فيه عشان ثويبت ..."
:
:
أستوقفها ابيها مدعي الصدمه ..."بنت ذا رجلتس عيب ...."
:
:
تنمرت بصوت هامس لمضاوي ..
أكمل ذاك يمد ظرفا مماثلا لمدين ..."هذا مهرتس يابنيتي ...."
:
:
راقبته بعين حائره وقد همهمت بأستغراب .."مهري .."
:
ألتفتت الى عمتها وهي تأخذه بدون اهتمام ..
:
:
انتظرت حتى خروج عمها ..توجهت لعمتها بالحديث ..."انا ما ابي اجهز ولا ابي فستان راجح يدري ...ليش يعطيني مهر ..."
:
عاتبتها عمتها ام ذيب ..."لا ياوليدي هذا حقتس وأمر شرع الله ..."
:
نهرتها عمتها ..."وليش ان شاء الله مو مجهزه ...علشان نفستس مو عشان احد تغيير ...تغيرين من نفسيتك شوي لا اله الا الله ...أشبها البنت انا بعلمها ..."
:
:
عاتبتها ماريا بهدوء .."عمري مدين ماتبين تنزلين السوق هاتي انا اقضي لتس ..بس مو مره وحده ماتبين ..."
:
:
تنهدت بحزن ..."أنتوا مو فاهميني انا ماراح احتاج أي من اللي تقولون عليه ولو ابي والله دولابي مليان ..."
:
أقتربت منها مضاوي .."حبيبتي مدين انتي عروسه طبيعيه مثلتس مثل غيرتس ...لازم لتس اغراض جديده رجلتس ذا يبي يشوفتس غير ..ترضن تدخلين عليه بهدوم شاريتهم بفلوس اللي ماينذكر .."
:
:
نفثت نفسا غاضبا ..."أغراض جهازي كلها مركونه ولولاك ذاك اليوم كان حرقتهن كلهن ..مابي جهاز جديد ولا ابي شيء بروح له بلبسي وشكل ومو مغيره شيء ...ولافستان ولازواج ولازفه ..زي وضعي في بيتنا زي وضعي في بيته ...و افهموها ..."
:
:
حنقت ماريا .."لاء ماحنا فاهمينها ...وبقضي لك غصبن عنك وبتوديها مضاوي بيته عقولك غصبن عنك طيب ..ومتى ماطاح اللي في راسك تدلين مكانها ..."
:
:
وقفت غاضبه وقبل خروجها ..."انتوا ماراح تفهموني انا ناقصه ..ناااقصه ..كيف بيرضى بي ..ومحلا وجهي بعد بقعد اتدلع واكشخ ..."
:
:
غضبت مضاوي وهي تضرب فخذيا بلا وعي ..."ياناس تبي تجنني ,,لو انتس ناقصه ما طل بوجهتس ..."
:
:
هدئتها ماريا ..وهي تنظر لمدين .."معليكي منها بكره تعرف ان كل اللي تقوله وتحسه غلط ..."
:
:
وجهت حديثها لمدين ..."انا بسوي اللي قلت لك عليه متى ماطاح اللي في راسك حنا قمنا بواجبنا ..."
:
:
بالكاد استطاعت بلوغ باب غرفتها ..لقد اعمتها دموعها ..يا الله انها تشعر بالنقص للغايه ...تشعر بأنها تافهه ..بأنه متكرم عليها ..
بأنها صدقه ..او عتق رقبه ..
بأنها أي شيء الا ان تكون زوجه طبيعيه ..
بأنها أي أحد الا أن تليق بذاك الملك زوجه ..
أنا مبادره انسانيه من جهته لحمقاء لم يسعفها القدر..
:
:
::::::
:::::::::::
توجهت الى غرفة اختها طرقت الباب بخفه ...
فتحه شاهر وقد كان في كامل أناقته ..ألتفت عنها ...ابتعدت هي عنه ..قال لها وهو يتجه الى السلم ..."نايمه يامدين صحيها ..."
:
:
راقبت نزوله وهي تدخل الغرفه ...
جلست بجانب اختها الغارقه في نومها المزمن ..
أنها خجله لأول مره تكون هنا ..
جلست على كرسي التسريحه ..كانت تغص بأغراض الاثنان ..مختلطه مع بعضها ..وكأنهم شخص واحد ..
جوال اختها موصل بالكهرباء بشاحن جوال زوجها ..
وكلما انار الجوال برساله او تنبيه كانت تلمع صورته على الشاشه ..
:
:
ملابسهما المتداخله في بعضها في سلة الغسيل ..كل شيء في الغرفه يدل على تلاحمهما ...
هذا الشعور ..هذا هو الذي اتمناه ...أن اكون واحده مع آخر ..
شعور لايفسر ...شعور الاشياء الروتينيه والاحداث الصغيره المرتبطه ..
الأحاديث ..الدلالات الكلاميه على كلينا في موضوع تافه ...ككيف حالكم اليوم ..او وضعته في غرفتكما ...هذه الكلمات البسيطه التي تملك معناً عظيماً ....معناً مقدساً و مرتبطاً ..
:
:
جهتان مبعثره من السرير ..كأسان للماء ..الخلاف على من سيطفىء الاضاءه ..
النوم بقميصه ..أستغلال منشفته ..
و مستحضرات تصفيف شعره القويه ..
:
:
الشوق لأن يكون لي قلبان ..
:
:
التطلع لحياه ممله وطبيعيه مع رجل أحبه ولا يعجبني كل ما يقوم به ..
:
:
حاربت دموع عينيها ..وهي تقبل أختها ..متجهه الى خارج الغرفه ..
أغلقت الباب بهدوء ..
العالم خلف هذا الباب ..عالمهما هي وشاهر ..لقد جالت فيه للحظات وتألم قلبها كأنه لم يتألم يوما ..
:
:
::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::
صباح اليوم الأخر ..
كن مجتمعات على الفرشه في الفناء ..
ويتناقشن حول ماللذي سيفعلنه اليوم في السوق ..
تأففت مرادي وهي تشعر بالحر ..قضمت الثلجه في يدها ..
نهرتها ام ذيب ..."ياوليدي برد ....ليه كذا ..."
:
:
هزت رأسها بالنفي .."أحس بأولع ياعمه من الحر ...."
:
اواز كانت تجلس فوق كرسي قد طلبته من الخادمه فأن جلست على الارض سيصعب وقوفها وستنهار من الآلم ...
الجميع مستغرب من حملها فقد تطور مبكرا حتى جسمها تغير ...وأكتسبت وزنا ملحوظا ..
تناولت القهوه من عمتها ...وبتذمر ..."انا ماعاد يجي على شيء من دولابي ...ماتشوفوني طول الوقت بشرشف الصلاه ..."
:
أبتسمت ماريا وهي ترفعه ..."أشوف ...يعني مفصخه ..."
:
ضربتها على يدها وهي تضحك ..."آه عمه ماراي لاتضحكيني ....اصلا كذا ولاكذا ماعندي شيء البسه أنزل مع شاهر واجيب لي اطرف فستان حمل ....."
:
:
نهرتها مضاوي ..."بدري على فستان الحمل يابنت ..."
:
لم ترد عليها بل فقط وقفت وهي تشد الشرشف على بطنها ..."بالله هذا بطن وحده بقالها اسبوع وتخش الرابع ..."
:
:
كانت بطنها بارزه نسبيا ...
هزت مرادي رأسها بالنفي .."صدقيني الدكتوره حاسبه لك غلط ..."
:
:
لم تؤيدها ..."ما اتوقع يا خاله مرادي الا حتى انا حسبت لنفسي حامل ماشي صح ...."
:
:
أبتسمت ماريا ..."مو احط امل فيكي ويطلع غلط ومن هالكلام ...بس والله حمل مضاوي بعيالها ينعاد قدامي ...صح يامضاوي"
:
:
أبتسمت تلك للذكرى الحزينه ..."أي اتذكر عدي الله يرحمه ..كان يهزئني ..على النوم والكسل ..."
:
:
ردد الجميع مترحما عليه ..
مضاوي باتت متصالحه مؤخرا مع ذكرى عدي ..
وكأنها تطلق سراحه ..
كأنها تحرره وتسامحه على سنوات العذاب القديمه ..
:
:
مرادي كان وجهها متعب للغايه وجسدها قد نحل ...."أنا بلبس من الدولاب ...انا دايم لاحملت أنحف ..."
:
:
أخرجت مضاوي نفسا متعبا وهي تمد يدها لثلج خالتها ..."حرررر..."
:
:
نهرتها ماريا ..."يا ناس وين الحر والله برد ...."
:
كانت مدين تجلس معهم بملامح حزينه وقد سرحت وهي مطرقه رأسها ..
لاتشاركهن بأي شيء ..فيكفيها مايتحطم بداخلها مع كل كلمه تنطقها أحداهن ..
:
:
أخرجت ماريا ورقه ...متحمسه فهي تعشق التسوق وتدليل الذات .."شوفوا مخططي ...أول حاجه اليوم نروح كلنا كلللللنا بنقي فستان ...عشان لو فيه شيء يمدينا نغير واول ما اخلص بأحجز في لمسات دلكه وحلاوه وكله تكون قبل الزواج بيومين ..وكمان مرادي كلمي النقاشه اللي جبتيها ..ومن ثم بنزل ثلاث ايام بس السوق ...عشان مداني ارتاح ..من بكره سوق ...وخلاص تم بحمد الله ..."
:
:
توجهت لعمتها ام ذيب بالحديث ..."عمه أشتري لك جلابيه على كيفي ولا تبين شيء .."
:
:
هزت تلك رأسها بالنفي ..."ياوليدي والله دولابي مليان ...لاتجيبين ولا شئ انا بألبس من عندي ...ولا رحتي للذهب خذي مرادي اذ كانت فيها حيل لايضحكون عليتس ..."
:
:
هزت رأسها بالنفي ..."انا بروح للدخيل القليطي سيدا لا احد يضحك علي ولا شئ ومتعود علينا ...."
:
:
:::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
فتح باب غرفة أخيه بدون أستأذان كالعاده ..
كان ذاك يقف على المرآه يعدل بذلته العسكريه ..
ألتفت اليه ...."ادب ..ياثابت شوية أدب ..."
لم يلقي له بالا فقط سأله ...."بروح أشتري شبكه .....تجي معاي ..."
:
:
تأمله ذاك مطولا ...تغيرت ملامح وجهه ...وهي يلتفت الى المرآه يكمل تأنقه ..."لاء ..مايحتاج ..."
:
:
كشر له ..."مافي شيء اسمه مايحتاج ...بأشتري لك وحده ....دلع البنت ياناس ...والله حرام يضيع شبابها عليك ..."
:
:
قالها وهو يخرج من الغرفه ...راقب مكانه الخالي ..
أنها شباب بجسدها لا غير ..تحمل من هرم الزمان في قلبها ما لم يستطيع عليه احدنا صبرا ..
:
:
أخذ نفسا عميقا وهو يشد قامته و يرتدي حزام سلاحه ..
:
:
خرج من منزله أرتدى نظارته الشمسيه ومعطفه الجلدي الاسود بموديل عصري ..قد اهداه اياه ثابت ويخالف ذوقه الرسمي تماما ..
فتح سيارته الـ ..gmc
السوداء الضخمه ..أدار المحرك منتظرا اياه حتى يسخن ..
سلك طريق عمله الطويل ...
:
:
كان مقر عمله قريبا من كلية البنات نسبيا ..من حيث المكان الذي أبتدأت به المأساه ...
ليته مر من هناك يومها ..ليته كان هناك قبلها وحماها بعد الله من شرور الخلائق ..
:
:
دخل مقر عمله ..تحيات عسكريه ..ومحادثات رسميه حتى وصل الى مكتبه ..
:
:
جلس على كرسيه بملل ..
تامل المكان حوله ..
يشعر اليوم بلوم غريب يقع على عاتقه ..يشعر اليوم بأنه تائه و وحيد عاجز عن التفكير أو أتخاذ أي قرار ..
:
:
::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::
في منتصف دوامه ...ضرب على الكتب بسبابته بملل ...
وقف ..مناديا ..."ياعسكري..."
:
:
قبل أن يدير محرك سيارته أتصل بأخيه ...
رد ذاك بعد ان رن هاتفه طويلا ...سأله .."وينك ؟؟"
:
:
ألتفت الى الى البائع الذي جلب له مايريده ..."في محل الذهب ..تبي شيء ..."
:
:
صمت لفتره ...رد بعد تفكير ..."لا تسلم أي محل اللحين بأجيك ..أبغاك تساعدني ..."
:
:
وصف ذاك له المحل ...
:
:
كان منظرهما ملفتا للمار قبل الواقف ..
خصوصا مع وقفة راجح العسكريه ..
سأله ..."أنت اش اشتريت ..."
:
رفع ذاك حاجبيه ..."انت قلت تبيني اساعدك مو افرجك في اللي شريت ..."
:
:
تنهد ذاك وقد تشابه عليه كل الذي أمامه ...وجه حديثه للبائع..."وريني دبل ناعمه ..."
:
:
أطلعه ذاك على آخر ماوصله ...تأملها بملل .."مافي غيرها ...؟؟"
:
:
تأفف ثابت ..."لا اله الا الله ..."
:
ألتفت اليه بملل ..."مافي شيء يليق فيها ..."
:
:
أبتسم البائع لكلمته ....وهو يناوله ما أخرجه من مكان مخفي ..
"هاذي كلها مميزه وسعرها ضعف اللي قبلها ..."
:
نظر الى ثابت الذي انشغل في هاتفه ..
لفتته دبله ناعمه بفص لامع بلون غريب ....يميل الى الرمادي ...يشبه الى حد قريب تدرجات لون حدقتيها ...
:
أشار عليها "هاذي ...اكيد هاذي ..."
:
:
راقب ردة فعل البائع ..."غاليه هاذي ...بس خذ قطع ثانيه ونراعيك .."
:
:
هز رأسه بتفهم ..أديني طقم شبكه لايق لها وخلاص ..."
:
ألتفت الى ثابت ..كان يجلس يتثائب بملل ..لماذا ربي لايعطني برودة هذا الشخص أنه يعيش بالبركه وكل شيء يسير كما يريده ..
لربما لأنه لا يهتم سوى لنفسه ..
:
:
:::::::
::::::::::::::::::::::::::
كانت تجلس على طرف السرير تجفف شعرها ..وهو شبه مستلقي سارحا بها ..
أبتسمت لأنعكاسه على المرآه..أقترب منها..قبل كتفها و أخذ المنشفه من يدها ..
هم بتجفيف شعرها وكأنه يحل مسأله رياضيه ..
أغمضت عينيها متنهده ..
سألها بأهتمام لايبادلها احد به غيره ..."كيف النسبه ؟؟"
:
هزت رأسها بالنفي ..."للحين ماطلعتها ولا ابي اعرفها الا لين يبدأ الترم الثاني ..."
:
:
توقف عن مايفعله ..وزع قبلاته على ظهرها وكتفها وعنقها ....أخذ نفسا عميقا منها ..."أن شاء الله لاتخرجتي بأخذ أوراقتس وادخلتس أحسن تخصص ..."
:
:
للحظه ضنت بأنه يخدعها ..لولا انها تأملت ملامح وجهه الجديه ..
أستغربت ..."عادي ...اكمل دراستي ..."
:
:
حرك كتفيه ببديهيه ..."أكدي عادي ماو صلتي لثالث ثانوي عشان توقفين ...أنا مع تكملة التعليم الجامعي ولولا ضروفي كان كملت للدكتوراه ..."
:
:
أتسعت حدقتيه بأستغراب ...."أنت معاك ماجستير .."
:
:
رفع حجابه .."ليه انتي ماتدرين ........؟؟"
:
تلعثمت ...."ذيب انت بالنسبه لي كنت استفهام ...مابديت اعرف عنك اشياء الا بعد ذيك الليله ..."
:
:
أخذ نفسا عميقا ...ثم تنهد .."ذيك الليله ...من جد انا أسف يامضاوي ...لو صبرت كان انحل كل شيء"
:
:
هزت راسها بالنفي ..ولأول مره يتحدثان عن تلك الذكرى ..."ممكن وقتها كنت ذكرى مزعجه ..وكانت صدمه بالنسبه لي ...بس منها عرفتك وأنتبهت لك ..ومنها أبتدت أشياء كثير ...لولا الله ثم هاك الليله ماكنا مع بعض اللحين .."
:
:
أبتسم لها ..."تتذكرين يوم عيدي ...انا اشهد انه يوم عيدي ..."
:
:
دفنت وجهها بين كفيها بخجل ...
رفعت وجهها هامسه ..."أموت واعرف وش صار لي أش اللي جرأني وسويت كذا ..."
:
:
حاوطها بذراعيه ..."انا تهورت ذيك الليله ..وانتي وقفتي قلبي يوم ثاني العيد .....انا لايمكن كنت اتقرب منك يوم يامضاوي ...انا كنت أقرب اني اكون حارس لك او ولد عم عانيتي منه ومن اخوه كثير ...عمري ماتوقعت في يوم انك بتكونين لي ...او تخيلت شكلك او صوتك او تكلمت عنك او ذكرت اسمك ...الا يوم وقفتي بيني وبين مشاعل ...كنت بحلم ...بسكره ...قلت هاذي هي اللي ترضيني ..هاذي لي ...وما ارتحت ولا وقفت عن التفكير فيك الا يوم صار ماصار ...وكمان ما اراتحت بالعكس زادت حالتي للأسواء ...ويوم ما قلت لك غطي زين ...مو لشيء انا عارف انك حشيمه ..بس كان شعور غريب غيره او حسره عليك اني ما اقدر اوصلك ..مدري كيف اوصفه "
:
:
غرقت بدموعها ....متأمله حديثه المسهب ...ولو كان لا يعبر عن اقل قليل من دواخله ...
شبكت اناملها بأنامله ورفعت كفه لتقبلها ..."اصلا انا نسيت كيفها الدنيا قبلك ....نسيت اش يعني ذيب مو نايم بجنبي ..نسيت اش يعني مافي ريحة ذيب ولا صوت ذيب ولاحضن ذيب ...أنا اسفه لاني ظلمتك يوم بتفكيري ..."
:
:
أخذ نفسا عميقا ليشرح لها ..."أنا يا مضاوي ...لو عمي زيد اللي يرحمه يقولي اللي يقول اسويه وانا ساكت ...عمي زيد رباني مع محمد أبوي خلفني وهو صغير ...وكان منشغل دايم يابدراسته يا بأشغاله ..انا كل اللي فيني زرعه عمي زيد ...ويم كبر وتعب خلاص صار يوكلني بكل شيء وانا الله يغفر لي كانت يدي طويله شوي شاهر وعدي أكلوا مني لين شبعوا حتى اوزا واله مامديت يدي عليها الا مرتين لكن من قهري ....ومشاعل الله يشهد علي مامديت يدي عليها الا ذاك اليوم وكانت اخر مره ضربت أوزا قبل ذيك السنين القدام ...عشان كذا الكل اخذ عني فكرة الشديد اللي مايفكر ..لأا انا افكر اعرف الصح من الغلط زمنا تغير ..طلابتنا تغيرت ..حنا تغيرنا ..مشاعل سنين وهي زوجتي من يوم كان عمري 22 ولا عرفتني يوم على حقيقتي ولافكرت تتقرب مني ..ولا احد يامضاوي فكر يقربني الا انتي ...انتي غير يابنت عمي .."
:
:
أخذت نفسا عميقا ..."زمان قبل لا اتزوج عدي الله يرحمه حتى ..صوتك في البيت يشلني ...صوتك بس ..وبعد ما اخذت عدي كرهتك زياده ..كان أي شيء يقول ذيب اخوي قال وقال ذيب اخوي يقولي سوي ...كنت والله ادعي عليك لاسمعت صوتك تصرخ على شاهر ولا على اواز ...كبرنا وتغيرت سنيننا وانا شايله عليك ..فجأه بعد مامات ابوي بديت انت تنسحب من الصورة وكلنا بدينا نعيش زي مانبي ..يوم قالوا لي ذيب بيتزوجك وافقت برا لأبوي وعشان عيالي عرفت اني ماراح اقدر اربيهم لحالي ..بس كنت والين بعد ذيك الليله كاشه منك ..ولا اطيقك واخاف منك حتى ولو ماسويت شيء ...بس يوم كنت هنا ..في غرفتك ..وبعد ماخرجت منها ..عرفت وحسيت وفكرت ...ٌلت لايمكن هذا الانسان هو اللي كان عدي موصل صورته عندي ...لايمكن هذا الانسان اللي وقفاته مع الكل تشرف ممكن يأذي يوم أحد بدون سبب ...فكرت فيك ..لأول مره افكر فيك ...وكنت اراقبك ...عرفت قد أيش انت مظلوم ولا احد يعرفك على حقيقتك ..كل اللي ندمانه عليه أني بيوم دعيت عليك ..كان المفروض ادعي لك .."
:
:
طال صمته وهو يدفن رأسه بين رقبتها وكتفها ...
رفع رأسه مبتسما لها ..."اللي راح ...راح ...و أحدعشر سنه تكفي يابنت عمي ..تكفي يالغاليه ..."
:
:
حرابت دموعها وهي تميل رأسها ..."ذيب دنياي وكلي ...ولاهمني ولا اذكر أي يوم مر علي بدونه ..."
:
:
قالتها وهي تغلل أناملها في شعره ..قبلت خده ..."ربي لا يحرمني منك يابو زايد ..."
:
:
:::::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::::::
فتحت باب غرفة عمتها وهي تمدها بكيس أسم محل ذهب معروف ..."جدي يقول هاذي لك ..."
:
:
أخذتها منها ..."مدري أنتي مرسول الحب ...كل شوي فاتحه الباب جدي يقول ...جدي يقول ..."
:
:
توجهت لها بالسؤال .."أش هذا ؟؟"
:
:
هزت تلك كتفيها جاهله ماهو ...وهي تغلق الباب ..
:
فتحت الكيس ..
علبه كبيره وعلبتان صغيره ..
:
:
فتحت الكبيره كانت طقم شبكه ناعم وفخم ..الثانيه كانت دبله ذهبيه من قطعتين ..والثالثه ...كانت خلخال ذهبي عريض و باهض ...
:
:
فردتها أمامها ..
تألمتها مطولا ..
لبست الخلال اولا ..ثم الدبله ..
تنهدت وهي تتأمل ماجلبه لها ..
ترى كيف ستكون حياتي بعدما تخليت عن رهبانيتي ..
كيف ستكون مع هذا الذي اجهل فيه كل شيء سوى شكله ..
أما أن لك ياماريا ان تعيشي ماتبقى من شبابك ...لقد توقفتي كثيرا على ذكرى ذاك ..
انا لا افكر كثيرا بالموضع لقد فكرت لسنوات طويله ..فكرت حتى عجزت أن أفكر في أي شيء اخر ..
:
:
كانت ستهم بأعادة كل شيء مكانه لاولا أستوقفتها بطاقه مذهبه ....في نفس الكيس ..
فتحتها فأحمرت خجلا ..
"لأشد أناث الارض فتنه ...لماريا خاصتي ....."
:
:
أحست بالغرفه خاويه من الهواء ..نفثت نفسا وهي تعيد ترتيب الاغراض ..
فتحت البطاقه مره اخرى ..أغلقتها مسرعه ...فتحتها ببطء مره أخرى و ذابت بكلمتيه ...اللعنه ..ماهذا الرجل ...
ما الذي ينتظرني معه ..
:
:
:
::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::
تأملت حقائبها المرصوصه في ركن الغرفه ..
هذا وقته المناسب الذي حدثني عنه ..فلقد افاض لعمي بأنه سيأخذني في نفس يوم زفاف اخيه لمنزله ...بل حتى انه كتب أسمه و أسم أبي في بطاقة الدعوه ...
:
:
تنهدت غدا اليوم الموعود ..ولاتكاد رجلي تحملني ..و لا يجمل نبض قلبي حال جسدي ..
:
أعيش في دوامه ..حتى انني لم أستطع النوم ولو للحظه ..
لقد سحبتني عمه ماريا بالامس معها واشرتكني في نفس برنامج العرائس في المشغل ...اشعر بجسدي محطم مما طبقنه علي من تدليل كما تطلق عليه عمتي ماريا ..
أستلقت بالعرض في سريرها وهي تتأمل غرفتها بملل ...داهمها النوم مشفقا على حالها..
:
:
كانت تدفن نفسها بين وساداتها وتغطي حتى رأسها ...لقد كان الامس يوما متعبا ..
فلقد قضت نصف يومها في المشغل ..
فتحت تلك الباب وبيدها فستان ماريا المغلف ..
فتحت الاضاءه ....ورفعت صوتها ....."قومي النقاشه جات ....قومي شوفي شاهر خرج فستانس ..بنت ماريا قومي ...."
:
:
رفعت رأسها بحنق ...."يادين محمد الساعه عشره...عشره خلوني انام للعصر بس ..."
:
:
علقت الفستان في باب الخزانه ......جرت الغطاء من على ابنة عمها ......"قومي ياماريا خلصي بدري عشان مداك تنامين وتروحين بدري للكوفيرا بكرا ....قووومي ..."
:
:
فتحت عينيها كانت اختها تقف بالقرب منها ...
امرتها ...."قومي النقاشه جات ...."
:
:
غطت وجهها بالوساده .."ما ابغى أنقش ..."
:
:
رفعت الوساده عن وجه اختها بعنف وهي تقاوم دموعها......"والله يامدين ان ماقمتي والله ما احضر زواجك ...حرام عليكي بفرح زي الخلق يكفي أنا مالبست الابيض ولا فرحت زي باقي البنات ..."
:
:
قاومت تلك دموعهاوهي تغادر السرير ..."علشانك بس ...ولا انا مو مثل باقي البنات ..."
:
:
لم تقاوم دموعها وهي تراقب أختها تدخل دورة المياه ..
توجهت للفستان الفضي والابيض المغلف ..فتحته وواجهت المرآه ..
وضعته على صدرها ..
وتأملت نفسها بحسره ..
لم ألبسه يوما ..ولن البسه ..
يا الله كم كان سيكون جميلا علي ..
لكن هذا لن يحدث ..ما مضى قد مضى وها أنا في شهري الرابع ..وحياتي تسير على احسن مما يرام ..
:
:
أعادته لمكانه وهي تتألمه ..بنقوش صدره الفضيه ..ناعم ويشبه الى حد ما فساتين اميرات دزني ..بدون تفاصيل كثيره ..أو زوائد ..هكذا اختارته مضاوي لكي ترضى مدين ان تلبسه ..
:
:
تمنت لو ان امها موجوده هذه اللحظه لترى كم ستكون ابنتها جميله ..
:
خرجت تقاوم دموعها ..قابلها صاعدا السلم ...
فتح لها ذراعيه و هو يهدئها كما يهدي طفل صغير ..."لاء لاء ...ليه ياعمري ليه؟؟"
:
:
دفنت نفسها في صدره ..تبكي بصمت ..
رفع رأسها ,,وقبل جبينها ...أبتسم لها ..."ألا الحاني من زعلكي ...؟؟"
:
هزت رأسها بالنفي ..."محد ..بس انت تعرفني .."
:
همس لها بخبث .."يقولون النقاشه تحت ...بالله عيدي اللي سويتيه في ذيك المره ماكنت مركز ..."
:
:
ضحكت من بين دموعها .."والله فايق ..."
:
جرها الى الغرفه .."طيب تعالي بوريتس شيء..."
:
تنهدت ..بملل..."والله مو وقتك شاهر ..."
:
حاوط خصرها بذراعه .."شيء صغير بس ...تعالي شوفي ...."
:
:
تأففت وهي تتجه معه للغرفه ...
أشار لها على علب قد رتبها على الطاوله .."انا مقصر معاتس وهذا اقل من قدرتس ..."
:
:
أستغربت وهي تجلس ماده يديها لأول علبه ...
فتحتها ..فذهلت ...كان طقم ذهب أفخم من تلك التي كانت تستحي أن تستعيرها من عمتها مضاوي ..
فتحت البقيه وهاي تقاوم دموعها ...همست .."والله كثير ...والله كثير ..."
:
:
قبل مكان ما توقفت دموعها ..."هوا انتي شفتي الذهب كيف عليتس ...كن ربي ماخلقه الا لتس ...والله انا مقصر في حقتس يا الحان وتعبتس كثير ومثقل عليتس بطلباتي ...والله ودي احطتس بقلبي ولا افتح عنتس أبد ..لبى ام عيالي .."
:
:
أغمضت عينيها تمنع دموعها ...أخذت نفسا عميقا وهي تدفن نفسها في حضنه حيث تنتمي ..
الا انها احست بش اسف بطنها ..
تأوهت بأستغراب ..
وضعت يديها ..مكان ما أحست به ..أبتسمت غير مصدقه ..
كان يراقبها هلعا ..
أخذت يده تضغطها على نفس المكان..."شاهر حس .."
:
شعر بحركه اقرب لنبض القلب....توقفت ثم تبعتها حركه أخف ...
:
:
راقبت ملامحه المشدوهه ..همس لها بتكذيب ..."تحرك صح ...حسيتي حركه ..."
:
هزت رأسها بالايجاب."أيه ...تحرك حسيته ...يمه يجننن ...اول مره احس فيه ...ياحياتي ...."
:
:
أحتضنها وهو يوزع قبلاته عليها ويهمس .."الحمد لله الحمد لله ..."
:
:
:
:
::::::::
:::::::::::::::::::::::::::::
كانت تجلس شبه مستلقيه على سرير عمتها ام ذيب وقد غطت خطوط الحناء الناعمه باطن كفها وساعدها ...وكلا ساقيها ....هددت ماريا الصغيره ....."أقفلي الباب لا احد يجي هنا ....بنام ..لانشف اطلع فوق ..."
:
:

أستسلمت للنوم فهي مرتاحه الان بعدما خرج ف ستانها من التعديل بأمان ..
:
:
دخلت اواز الغرفه مبتسمه ..."تخيلوا دوبه تحرك في بطني ..."
:
:
أبتسمت لها مضاوي بفرحه ....."ياحياتي هذا احلى شعور اول مايتحرك ياعمري يا أواز ربي يتمم لك على خير انت وخاله مرادي .."
:
:
توجهت بالحديث الى النقاشه مبتسمه ..."ابي مثل ذيك المره طيب ..."
:
:
ألتفتت الى اختها المبتسمه لأبتسامتها وقد غطت نقوش الحناء باطن كفها فقط ...لأن تضغط عليها فالحمد لله انها شاركتهن الفرحه ..
توجهت لهابالحديث .."الحمد لله حبيبتي اذا تحرك مره ثانيه قولي لي بأحس ...حبيب خالته ..."
:
:
:
خرج من حمامه يلف جزءه السفلي بالمنشفه ..كان سيخلد لسرير لولا خوفه بأن يبلل المفرش الجديد ..تأمل غرفته حوله وقد غير فرشها قبل يومان ..
لازال الاثاث كما هو لكن جدد فرشها العملي بفرش أكثر جماليه وراحه ...
غدا ستكون هنا وسيتغير كل شيء ..
غدا ستبدأ معها رحلتي الحقيقه ..
لكنني وعدتها ان اساندها اكون نعم العون لها ..لن اخذلها ..
:
:
:
:::::::::
:::::::::::::::::::::::::
دخل غرفته بعد يوم طويل وشاق ..
كانت تلك ترتب حاجياتها للغد ..
قبلها بخفه وهو يتجه لدورة المياه ...خرج ليخلد لسريره ..
أبتسمت له وهي ترفع قميصها الى منتصف فخذها ...."أش رايك ..."
:
:
بهت للحظه ...في الواقع هو للمره الأولى يشاهد شيء كهذا ....
"أش هذا ...؟؟يروح؟؟"
:
ضحكت وهي تتجه الى السرير ..."ياحياتي هذا حنا ...ماتعرفه ..."
:
:
غضن جبينه ..."هذا حنا ...اللي سويته بفرح ابوي علي يدك هو نفسه ..."
:
تعجبت لتذكره ..."أيه هذا هو ...أش رايك؟؟سويته لك "
:
:
تنهد ..."يعور القلب ...وانا والله تعبان بنام ..."
:
:
ضحكت وهي تحاوط وجهه بكفيها ..ردة فعله بريئه للغايه ...قبلت جفنيه...."طيب نام من ردك ......؟؟"
:
:
أبتسم لها بخبث وهو يحاوط خصرها ..."اللحين يامضاوي جايتني بهالشكل اللي يعور القلب وتقولين نوم ..ماهنا نوم ..."
:
:
الساعه الحاديه عشر صباحا ..يوم 4/4 ..
:
:
صرخت بهن ماريا كعادتها عند التوتر ............"يادين محمد وش باقي عن الظهر قوموا ...راح علينا حجزنا ...قوموا..."
:
:
نهرتها مضاوي ..."بفطر ذيب قبل يودينا ...ارتاحي العاملات مو جايات الا الظهر ..."
:
:
أتسعت حدقتيها .."مدين وين ..وينها هاذي الين نقنعها تركب السياره وهي اربعه العصر ..."توجهت بالحديث الى أواز ..."أختك مسؤوليتك....انا مالي شغل بأحد ..."
:
:
نهرتها مرادي ..."ياشيخه اهجدي ارتاحي ...عروسه تراكي ...تبين تعصبين وتدوخين ويبان في وجهتس...متى مارحتي رحتي ..."
:
:
جلست ماريا وهي تغلي من داخلها لا لشيء سوى انها قد غرقت بالتفكير البارحه حتى أنها تفكر جديا في الانسحاب من كل هذا ..
لكن الظروف حولها اقوى وقد وبخت نفسها كثيرا لكن قرب المواجهه يضعفها ..
احلامك المستحيله عندما تتحقق ...تخيفك ..
انتظرتك .. عمري كله .. وانتي حلم
ومرت الايام والله .. وانتي حلم..
ليه تأخرتي علي ..
توهي مره واسالي ..
كوني في غير الزمان .. والا في غير المكان
كوني عمري .. عمري كله..
اللي باقي .. واللي كان..
انتظرتك عمري كله .. وانتي حلم ..
كل نجمه شعشعت والقلب عتمه .. كانت انتي ..
كل حرفٍ حرك شفاهي بكلمه .. عنك انتي ..
وكل حبي اللي مضى والحب قسمه .. منك انتي ..
كانوا الاحباب ظلك .. بعض احساسك ونورك ..
ما عرفتك يوم كلك .. ياللي في غيابك حضورك ..
انتظرتك عمري كله .. وانتي حلم ..
هذا إنتي .. قولي والله إنه إنتي ..
وين غبتي ؟! .. عني هذا الوقت كله ..
وين كنتي ؟! ..

:
برائحة البخور الفخم ..بالتزيينات الكلاسيكيه والارضيات اللامعه ..
العاملات بزي موحد ..وطاعنات السن بركة المكان بكفوف حمراء والسنه داعيه ..
جميلات القبيله تنافسن على عرش الفتنه ..
بالحلوى الفخمه ..ورائحة القهوه ..وأثر الشفاه على الفناجيل ..
:
:
بالكثير من الاحاديث الجانبيه ..والضحكات المحمله بالأكثر ..
:
:
:

دخلن مسرعات للغرفه المخصصه للعروسه ....
دخلت مرادي خلفهن .."ياويلكن من عمه تقول تأخرتوا مره ...بسررعه اطلعوا ..."
:
:
سألتها ماريا بوجه مرهقا ..."في كثير برى؟؟ ..."
:
هزت رأسها بأستغراب ..."مين قال عائليه وربي خلق ياكثرهم .."
:
:
سألتها مضاوي وهي تفرد فستانها....."متى جات الدقاقه ؟؟"
:
توجهت مرادي لداخل الغرفه ..."توها يمكن غنت اغنيتين بس ...تقول على شاني بس جايه وبسعرها اللي دايم ليش ماحجزنها من بدري .."
:
:
وقفت أمام المرآه ...عدلت فستانها ...شهقت أواز .."ياويلي عمه مضاوي ...ليش رفعتي شعرك والله يالفستان فاضح اشياء .."
:
:
أتسعت حدقتيها بهلع ..."أيش؟؟"
:
ألتفتت محاوله رؤية خلفية رقبتها ...همست لها أوزا..."بقع اللي بالي بالك ...."
:
وضعت كفيها على فمها ...سألت بأستجداء..."أحد معاه أساس ..؟؟ماريا معاكي أساس..."
:
:
فتحت باب الغرفه وهي توجههن ..."أواز لبسي مدين ...بروح ادور يمكن مع العاملات أساس .."
:
:
كان مكياجها ناعما و ورديا لا يكاد يرى ...وسرحت شعرها على طوله وبدون طرحه فقط رفعت مقدمته مع تاج فضي ..
بدون أي قطعه أكسسوار برغم ان فستانها كان ناعما للغايه ويفضح درها نحرها وكتفيها وكلتا ذراعيها ..
:
:
كانت تجلس بملل على الكرسي في ركن الغرفه ..
تراقب عمتها ماريا تعدل فستانها للمره الالف أمام المرآه ..
بفستانها الأوف وايت ..الضيق ..يتسع أسفله بنعومه ..أكمام طويله وفتحة ظهر وصدر فاضحه ..
رفعت شعرها بدون طرحه ...وجالت حروب مع الزينه حتى تخرجها بالمكياج الذي يرضيها ..
:
:
همست لها ..."عمه ماريا اجلسي دوختيني ..."
:
تنهدت .."ودي أجلس بس الفستان مره ضيق اخاف ينقطع ...."
:
:
أستغربت جلوس خالة مضاوي مرادي في الأستقبال دون أخواتها البقيات ...
مضاوي مختفيه لم ترها بعد ..
الا ان هناك أحداهن قد لفتتها بفستان باللون اللافندر والفضي ...كانت الانظار كلها موجهه اليها بهيئتها الغريبه عن البقيه ..وقد شاركت خالات محمد رحمه الله وبناتهن الجلوس على الكوشه ..
:
:
همست لها اختها بعد جلوسها ...."تعرفين الشقراء الحامل هاذي مين ..؟؟"
:
هزت رأسها بالنفي ..."لاء ..."
:
أبتسمت لها .."لا قربت وهي نازله ركزي فيها ...."
:
راقبت تحركاتها ..الا ان مرت بها بعدما نزلت ...ألتفتت ألى اختها مستهجنه ..."هاذي بنت الكرديه ...أوف تغيرت ....أش ردها لها سنين مختفيه ..."
:
:
رفعت حاجبيها بأستهزاء.."متأكده انك كنتي ساكنه معاهم في نفس البيت ..."
:
:
تنهدت ...وبحسره ..."مين كان يصدق ماراي تتزوج ...وأستغفر الله حتى مدين بتتزوج مدري كيف ؟؟"
:
:
كشرت لها أختها ..."شوفي ام العودي اللي اقبلت ..."
:
:
رفعت رأسها لها ..شتمت نفسها بقهر ..."هاذي بنت 16 ماتكبر ...كل يوم احلى من اللي قبله ..."
:
:
راقبتها مقتربه ...لم تنتبه لها ...فقد غيرت هذه الشهور الكثير فيها ..
أكتسبت وزنا واطالت شعرها وغيرت لونه ...أستوقفتها ..."مضاوي ..."
:
:
ألتفتت الى صاحبة الصوت ..لم تعرفها ..أبتدأت أغنيه جديده فلم تستطيع تبادل الكلام معها ...فقط بادلتها التحيه والسلام ..
أبتسمت لأختها وهي تنحني لتبادلها التحيه ..
لفتتها الاثار على مؤخرة عنق تلك ...فأحست بقلبها يغلي ..
:
:
أبتسمت لها برسميه وكأن شيئا لم يكن ..
سألتها تلك بصعوبه.."ماريا بتنزف ..."
:
:
هزت رأسها بالنفي ..
أنتهى اللقاء الكئيب المحمل بالاحقاد القديمه بسرعه ..
:
:
أنتظرت أختفاءها ..أمرت أختها ..."أجلسي هنا بروح شوي وأجي ..."
:
:
.......
....................
خرجت من صالة الفرح وقد خفت صوت الطرب قليلا ..
راقبت مرادي تمد احدى العاملات بعلبة البخور..."خذي هذا وطلعي مبخره جديده ..."
:
:
أختفت خلف باب غرفة العروسة ..
:
:
مشت ناحيته ...أخذت نفسا عميقا وهي ترتب فستانها ..
طرقت الباب بخفه ثم فتحته دون انتظار الاجابه ..
:
:
كن يغرقن في الضحك على أمر ما بينهن ..
للحظه شعرت بالحسد من علاقتهن ثم غطاها غطاها حسد أكبروكأن ينبوع الخلود والجمال قد تفجر بهذه الغرفه ..
:
:
ألتفتن لها بأستغراب ..تسائلت مضاوي ..."مين ..مشاعل ..؟؟هلا تفضلي ..."
:
:
أن عقولهن كبيره للغايه كي يعاملنها من باب ماكانت تعامل الخلائق به ...
أبتسمت لهن بتوتر وهي تدخل الغرفه ...
بادلنها التحيه ..الا اواز بقيت واقفه وهي ترمقها بنظرات كالشرر ..
حتى ماريا لم تستسيغها كعادتها و وقفت بينها وبين مدين ...حتى وان الناس والاقرباء لم تصدق ما انتشر من كلام عن مدين الا ان هذه السبب في نشره ...
:
:
:
حبت مضاوي ان تخفف من حدة الموقف ...وهي تشير على خالتها ..."هاذي خالتي مرادي زوجة عمي زايد ..."
:
:
تغيرت ملامح وجهها ...وهي تبتسم لها بتصنع ..."ماشاء الله عمي زايد تزوج ..."
:
كشرت لها ماريا ...
ولازالت اواز تتخثر لها بعنف ..."
أكملت مضاوي حديثها مبتسمه وهي تشير على أواز ..."وهاذي أواز بنتنا وزوجة شاهر ..."
:
:
تعثر كلامها بأستغراب ..."زوجة شاهر ...من متى "
:
تكتفت تلك لها وبنبره عدوانيه ..."من ثمان سنين بس مو كل شيء ينقال ...لأي أحد ..."
:
:
لازالت ماريا ترمقها بنظراتها التي لم تستيغها يوما ..
حركت يدها مدعيه اللا مبالاة ..."أنا تزوجت ما دريتوا ...؟؟"
:
:
أبتسمت لها مرادي محاوله صنع حديث طبيعي ..."ماشاء الله الله يتمم لتس على خير ..."
:
:
فتحت مضاوي الباب وهي تهم بالخروج ..أزاحت عن طريقها حقيبه كن قد جلبنها لحاجياتهن الكثيره ...نهرتها ماريا ..."مضاوي اش قال ذيب الله يهديك ..."
:
:
:
خجلت مضاوي وعاتبت ماريا بنظراتها ...وهي تخرج من الغرفه ..
حاربت تلك لتظهر طبيعيه على الملأ بينما تصطلي بغضبها داخليا ..
:
:
:
أبتسمت لها ماريا بتصنع واضح ..."من يوم ماسقطت مضاوي وذيب دايم يوصينا عليها ..."
:
:
أحست بالغرفه ضيقه ..وقلبها قد أنقبض بعنف ..
:
:
هي لا يهمها أي من هذا لقد تزوجت منذ شهرين وهاهي في اسبوعها الخامس من الحمل ..
لكنها لازال هناك جزء منها ناقما على انها لم تتأقلم مع هذه العائله ومع ابنهم الذي لا يعوض ابدا ..بعد حملها شعرت بأنها انتصرت واخيرا ...
لكنها اكتشفت بأنها لا تستطيع أن تكون أفضل من هذه العائله في أي شيء..
أبتسمت بشيء من الحزن ..."حتى انا حامل لي خمس اسابيع ..."
:
:
حركت أواز شفتيها بتذمر ..."الله يتمم ..."
:
ربتت مرادي على كتفها ......"مبروك حبيبتي الله يقومك بالسلامه ...."
:
:
ما ان خرجت واغلقت الباب حتى انهالت عبارات الاستهجان خلفها ..
عاتبتهن مرادي ..."ليه كذا حرام انا اللي مالي شغل بغيت أذوب في لبسي من الاحراج ..."
:
:
بحقد قديم ...تكلمت ماريا .."والله الا انتي يامرادي ماتوقعت توقفين معاها حيزبونه هاذي ياما سوت .."
:
:
تنهدت مرادي ..."وانا اش علي في ياما سوت خرجت من حياتكم وتزوجت وربي عوضها وخلاص ...لو وقفنا على اللي صار وكان ...والله ماعشنا ولا يوم جديد...قولوا لا اله الله ..."
:
:
كانت تجلس على الكرسي بملل وكأن ما كان للتو لم يكن ..
تقيد جميع حواسها فكره واحده ..
غدا كيف سيكون ..
بل ليلتي كيف ستكون ..
اقتربت لحظة المواجهه معك ياراجح وكان الله في عوني ..
:
:
الساعه الثانيه صباحا ..
كان كل شيء قد انتهى ..
:
:
أكتستها بلاده غريبه ..وهي تفرد عباءتها وتلبسها وتعود لكرسيها الذي لبثت فيه طوال ليلتها ...
حتى فساتنها كان ناعما وقصير نسبيا ويسهل حركتها ..
باتت تهز رجلها بلا وعي منها وهي تراقب حركة اهلها في الغرفه ...
أقفلت أواز هاتفها وهي تتوجه لها بالحديث ...
"مدين حبيبتي زوجك عند باب الصاله تلاقينه ..يقول يالله ..."
:
:
وقفت وهي تتنهد داهمتهن المشاعر وهن يراقبنها ..تلك تبكي وتلك توصي ..
أحتضنتها عمتها ام ذيب وهي توصيها ..."أنا امتس اللي راح راح ..وحنا بشر نغلط وننسى ..وربتس كريم ..رجلتس رجلتس ...جنتس ونارتس ..الله الله فيه ..انا مربيتس واعرفتس اكثر من ذيلا كلهم ..والحمد لله ربي يبتلي العبد اللي يحبه ..وتعوذي من الشيطان مية مره ولا تدهلينه بينتس وبين رجلتس ..والله يرحم أمتس و ابوتس ماعقبوا لنا الا الطيب ..ويرضى عليتس ويحفضتس ويسخر لتس رجلتس ...روحي يمه ...الله لا يوريتس يوم أقشر ...."
:
:
قبلت يديها ورأسها ..وهي تقاوم دموعها ...
ومن ثم أحتضنتها مضاوي ....وصتها بحنان ..."لاتعاندين ياروحي وربي انتس كامله والكامل وجه الله واللي صار هذا قدر واختبار من الله وعواضه راجح ..."
:
:
جرتها اختها الى صدرها ...وهي تقبلها وتشدد على احتضانها ..."اختي النفسيه ...كان نفسي تفرحين وتنزفين وتعيشين يومك لانه اجمل ذكرى راح تصادفك ..اليوم أقول لأمي وينك مدين طلعت قمر يا امي وربي عوضها برجال يجنن ...حبيبه أختك الله يحفظك من كل شر ..."
:
:
توجهت لهن مرادي ...مستعجله ..."ماريا رجلتس ...تجهزي ..."
:
:
كانت تلك مرتديه عباءتها وتراقبهن تنتظر دورها لتحتضن مدين ...تحركت حول نفسها بتوتر ..."ياربي عباتي وين ....عمه هونت ما ابي بأرجع معاكم ..."
:
:
نهرتها مرادي ..."عباتس على كتوفتس يالمخفوفه ..."
:
:
بعدما استوعبت وضعها تقوست شفتيها وهي تتجه لمدين لتحتضنها ..."بكره بيننا لقاء ...ترى بنروح نفس البيت ..]اعمري بتخففين علي ياروحي ..."
:
:
قبلت رأس عمتها ام ذيب و رأسها ..."الله لا يحرمنا بركتك ياعمه ...والله ما اطلع من فضلك ليوم الدين ياعمه ..."
:
:
أحتضنتها تلك مبتسمه ..."ياعمري انتي ياريحة اخوانتس ...الله يوفقتس ويعوضتس ...صبرتي يا وليدي والله صبرتي ..."
:
أحتضنتها مضاوي ...وهي تقاوم دموعها ..."ياربي كيف ما اصبح على وجهتس ومناقرتس .."
:
:
:
:
:
سألت عمتها بهمس.."من وين اروح ..؟؟"
:
أحست بالحزن يغزو قلبها على صغيرة العائله ..."أنا اوصلتس ياروحي ..."
:
:
لقد تأخرت عن موعد مضادات الاكتئاب والمهدئات ..بات تنفسها صعبا ..أحست بعرقها البارد يبلل ظهرها ..
وقد غزى اطرافها ارتجاف مزمن ..
أقتربت من السياره التي أمام الباب وقد تجاهلت الاخرى خلفها ..
كان يجلس في سيارته وقد أضاء المصباح الداخلي للسياره قد أتضح لها بثوبه الابيض و غترته البيضاء ..
:
:
شددت على قبضتها وهي تهم بفتح الباب ..
لم ينتبه لأقبالها عليه ..
ألتفت اليها عندما فتحت الباب ..راقبها حتى اعتدلت جالسه..أغلقت الباب خلفها ..
:
:
تفقد جلوسها ومكان قدميها ثم همس وهو يهم بأدارة محرك السياره ..."تمام كذا ...مانزلت اساعدك .."
:
:
أنتظر ردها ..لم ترد عليه ..راقب حدقتيها الرماديه السارحه من فتحة النقاب ..
أخرج نفسا محملا بالمعاني وهو يركز على طريقه ..
:
:
:
عدلت فتحة نقابها على المرآه الضخمه بجانب الباب..
رفعت ذيل فستانها البسيط في يدها مع حقيبتها اليدويه ..
:
:
أخذت نفسا عميقا وهي خارجه ..
كان يستند بكل طوله واناقته على باب الراكب بثوبه الابيض وغترته البيضاء ..ساعته وحذائه الاسودين يبرزان بين بياض طلته ..
:
:
نفث أخر نفس من سيجارته وهو يراقب أقترابها ..
:
:
رمى عقب السيجاره ..وهو يفتح الباب لها مبتسما ....
للحظه كانت ستغير وجهتها لسياره ذيب خلفه ...لكنها كانت اقرب منه الى الهروب ..
:
:
مد يده لها مبتسما ..ناولته كفها وهي سارحه في أبتسامته ..
:
ساعدها على الدخول للسياره ..بعدما أستقامت جالسه ..أغلق الباب ..
:
:
فتح الباب ..جلس أخذ نفسا عميقا ...وهو يلتفت لها اغلق الباب ..
راقب انعكاس من خلفه في المرآه ..
كان ذيب وابيه يقفان أمام سيارة ذيب ..تنهد ...وهو يشير على المرآه ..."رحموك اللي ورانا ..."
:
:
نفثت نفسا تخفف الضغط وهي تمرر سبابتها اسفل عينها اليسرى لتزيل بقايا دوموعها المختلطه بالكحل ..
:
:
بات يدندن مع نفسه ..
وهو يقود بهدوء ..
سمحت لنفسها بمراقبته ...انه ليس جميلا ..انه فقط جذاب ووسيم نسبيا ..
الا ان قامته الضخمه هي ما تضيف الى وسامته الهيبة اضعافا مضاعفه ..واللون الرمادي في عوارضه ...وحاجبيه المرتفعه بأنفه وكبرياء ..
:
:
درجه سماره فاتنه للغايه ..راقبت كفه الايمن على المقود ..بينما سند يده اليسرى على الباب ..ووضع سبابته بين شفتيه المزمومه ..
:
:
لمس المشغل بخفه ..فصدح صوت نوال الكويتيه الهادئ ..
أبيك بجنبي الليله ترى كل الجروح صغار ..
كبير الجرح في ضنك أنا في ضني أصغرها ..
:
:
وكعادتها عند التوتر ...نكشت اطراف أظافرها ببعضها بصوت مسموع ..
ألتفت الى حركة يدها التي شدته ..
سألها بأهتمام ..."أسكره ..؟؟"
:
:
هزت رأسها بالنفي ..."عادي .."
:
عاد ليركز بنظره على الطريق ..
:
:
:::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::
فتح الباب ودخلت خلفه ..
كان المنزل الفخم يسيطر عليه اللون الابيض ..ونوافذه الضخمه العاليه يتسرب منها ضوء المصابيح الخارجيه ..
:
:
ألتفت اليها مبتسما يدلها على الطريق ..
صعدت خلفه بهدوء ...أشار لها على باب بعيد مقابل للباب الذي وقف أمامه .."هاذي غرفة شاهر ...وهاذي غرفة فنو واللي بجنبها غرفة الأولاد..."أخذ نفسا عميقا ..وهو يفتح الباب خلفه .."وهاذي غرفتنا ..أدخلي بأسم الله ..."
:
:
رفعت رأسها اليه ...فتحت طرحتها ووضعتها على كتفها ..دخلت الغرفه البيضاء بكل تفاصيلها سوى القليل من قطع الفرش باللون الرمادي ...
:
:
وقف خلفها ينتظر دخولها ..ومن ثم أغلق الباب ..
ألتفتت اليه وهي تراقب حركته بحذر ..
أسقصد ان يكون طبيعيا في حركته فلا يخيفها او يثير شكوكها ..
:
:
راقبته بشيء من الهلع وصعوبة التنفس ...حاربت بكاءها و أدعت تماسكها ...
وهي تحيطه بنظراتها ...
أفرغ جيوب ثوبه ....ومن ثم نزع غترته والعقال..عدل من وضع شعره ..
فتح ساعته وحذاءه ..
فتح كبكات اكمامه ..وألتفت اليها ..
:
نزعت عبائتها وعلقتها بالقرب من غترته وعقالها ..
تأملها سارحا بها ..باللون الابيض يزيدها نقاوة وجمال ...أعادت ترتيب شعرها وهي تشتت نظراتها لتغطي صدرها العاري ..
:
:
مثلت انها طبيعيه وهي تتجه الى حقائبها المصفوفه بجانب الخزانه ..
نزع ثوبه ومن بعده قميصه القطني ...وهو يتجه الى الخزانه بالقرب منها ..
أخرج بنطاله القطني الاسود ..لبسه وهو يتجه الى السرير مستلقيا بتعب ..
لقد نسيها تماما ..
ألتفت أليها نادما بعدما تذكر وجودها ..
كانت تحتضن منامتها بهلع وهي تراقب تحركاته ..
وقد ارتجفت اطرافها ..
:
:
غطى صدره ببطء وهو يراقب ردة فعلها ..
:
وقفت متخبطه وهي تتناول اصغر حقائبها فتحتها ..وأخرجت حافظة ادويتها ...
ومنشفتها ...
أتجهت الى الحمام بخطوات واسعه ومن ثم احكمت اغلاق الباب خلفها ..
:
:
راقب مكانها الخالي ...اللعنه لقد نسيتها تماما أي تصروف او قول مني قد يؤثر عليها سلبيا ...
:
:
تنهد لم اكن اتوقع بأن التعامل معها صعب لهذه الدرجه ...
كان الله في عوني وعون صغيرتي ..
:
:
راقبته وهو يفتح باب الغرفه ..
أفسح لها مجالا ضيقا للدخول ..وهو مبستما لها بطريقه مستفزه ..
:
:
رفعت احد حاجبيها وهي تدفعه بخفه مدعيه انها لاتقصد ..دخلت ودخل خلفها ..
كانت الغرفه يطغى عليها اللون الابيض بأثاث عصري وعملي ...الا فرش السرير العودي الكلاسيكي ..
:
:
نفثت نفسا متعبا وحذرا مما ستواججه مع هذا البغيض انه يدعي الهدوء الان ..
نزعت عباءتها وعلقتها في المكان المخصص بجانب الباب ..
ألتفتت اليه كان يقف خلفها مبتسما ..وقد احاطها بنظراته المتفحصه ..
:
:
لقد كرهته اضعافا من بعد أن رأيت السيجاره بيده ..ألا يستحي ..
انه عكس الرجال في عائلتي تماما ..
:
:
همس لها ..."روعه الاوف وايت ..قصه ..."
:
:
أخذ يدها ولفها بخفه حول نفسها ...مرر يده على خصرها ..تنهد ...
وهو يقترب منها ليتنفسها ...أبعدته بكلتا يديها على صدره ...وشرحت له بملامح تنفر منه ..."نصلي أول ..صلاه ..."
:
:
قالتها وهي تبعد يديها تدريجيا عن صدره ..
:
هز رأسه لها بالرضا ..."أكيد ..."
:
تحركت بخطوات للخلف ..تشرح له بأناملها وهي تشير الى حقائبها ..."أول أفك شعري وامس المكياج واتحمم ...أتوضأ ونصلي ...أوكي ...أبعد لاتقرب ..."
:
:
ضحك لوضعها ..."والله بنصلي انتي بس ريحي شوي ...."
:
مراقبة وضعها متعه لاتوصف ..
طال انتظاره لها ..
خرجت بملامحها التي خلقها بها ربها ...جميله وناعمه للغايه بحدقتيها العسليه ..وشعرها الاسود الطويل الكثيف ..
:
:
كانت لاتزال تحمل منشفتها في يدها تغطي بها فتحة صدر القميص الفاضحه ..
أخذت شرشف صلاتها ووقفت خلفه ..
:
:
أنهى صلاته ..وجلس في مكانه من السرير يراقبها تننزع رداء الصلاة ..
اليوم زاد جمالها بل تبدلت الى انثى اخرى بدون ذاك الكحل وكل تلك الرسميه انها ناعمه و رقيقه للغايه ..
:
:
وقفت تعطيه ظهرها وتقابل المرآه ..
وقد بلل شعرها المرفوع بعشوائيه قميصها ..
كانت ستهم برش عطرها لولا انه استوقفها ..
...
"لحظه ..."
راقبته في المرآه مستغربه ...
أشار لها بسبابته ..."لفي..."
:
أمتثلت لأمره ...
تأملها مطولا ..."فكي شعرك.."
:
رمشت ثلاثا بأستغرب وهي تفتحه ..
أبتسم لها بخبث ..."بس ..هيا تعالي ...."

:
:
:
:
:
:::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::
خرجت من دورة المياه وقد غرقت الغرفه في ظلام نسبي ..
كان يبدو نائما ..
جففت شعرها ...وهي تتجه ببطء الى الجهه الاخرى من السرير راقبته بخوف ..
وهي ترفع الغطاء بهدوء فهي تشعر بأن اطرافها ستتجمد ..
أندست اسفل الغطاء ولازالت تراقبه بحذر وخوف ..
حشرت جسدها في طرف السرير وهي تشد الغطاء عليها ..
تلتفت اليه كل حين تراقبه وهي تدعو الله ان لا يلتفت ..
:
:
سكنت لدقائق ..
الضوء العاكس من خارج الغرفه سمح لها بتأمل ثوبه وغترته تقبه بجانب عباءتها ...تماما كالمنظر في غرفة أواز ..
:
:
غفت وهي تراقب المنظر ..ورحم النوم جفنيها ..
:
بينما ذاك في الطرف الآخر قد شعر بكل تحركاتها واختلاجاتها على الطرف الآخر من السرير ..
ولأول مره هناك من يشاركه السرير ...لكن بوضع غير الذي توقعه يوما ..
النفور والهلع ..
:
:
:
:::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::
أنشغل باله لأنينها المكتوم في حضنه ..
هزها بخفه هامسا لها ..."مضاوي ...مضاوي ..."
:

:
جاوبتها بعدها بمده ..."همم.."
:
رفع شعرها عن وجهها ..."أش تحسين ..."
همست له بتعب ..."ظهري ...ورجولي ..."
:
مسح على ظهرها بحنان .."تبين مسكن ؟؟"
:
هزت رأسها بالنفي ..."لا أخذت توي ...أبي انام بس ..."
:
:
قبل كتفها وهو يحتظنها ..والحزن يفتت قلبه على أنينها المكتوم ..
:
::::::::::
::::::::::::::::::::::::
كان يبتسم لها بأهتمام وهي تسرد له تفاصيل يومها ...
يراقب تحركات يديها المتحمسه ...ومحاولة تذكرها لأوصاف و كلمات قد نستها في عنفوان حديثها ..
فجأة توقفت وهي تتثأب ...
أستلقت بجانبه ...بتعب ..."بكره اكمل لك ...الحين بنام ..."
:
:
أبتسم لفعلها الطفولي ..حاوطها بذراعه وهو يقبل بطنها ..ومن ثم خديها ..
جرها الى حضنه ..."تعالي هنا ..."
:
:
أستجابت لفعله وهي تبتسم مهمهمه براحه ..
وقد دفنت رأسها في صدره ...
:
:
:::::::::
:::::::::::::::::::::
كان مستلقيا يستعد للنوم ...
راقبت ملامح وجهه المرتاحه ...
جلست بجانبه ..."الحمد لله اللي ربي تمم لهم على خير ..."
:
بادلها الابتسام ..."أي والله الحمد لله عيال عبد العزيز رجال الواحد يتشرف بنسبهم ...الحمد لله ربي عوض بنيتي ومدين ...هالثنتين ذاقن المر ..."
:
:
رتبت الغطاء على صدره ...وهي تقبل كتفه ..."الحمد لله وربي يخليك لهم ولنا ....والطيب دوم ربي يعوضه دنيا و اخره "
:
:
حاوطها بذراعه ..."عسى ماتعبتي اليوم ...؟؟"
:
هزت رأسها له بالنفي .."والله من فرحتي ولا حسيت بتعب اليوم ..."
:
:
:
:
الاحزان الكبيره يأتي يوم وتصغر ..
الأحلام القديمه يأتي يوم وتتحقق ..
النوايا الصادقه لا تٌخذل ابدا ..
يـا عذولـي .. وش تفيـد بـه النصيـحـه

لا تعـذل القـلـب .. وجـروحـه طـريّـه

مــن يــداوي عـلـة الــروح الجريـحـه

ومــن يسـلـي دمـعـة الـعـيـن الشـقـيـه

ان شكيت من الهوى .. قالوا فضيحـه

وان سكـت استنقضـوا جـرحـي علـيـه

وان نويت البعد .. ضاقت بي الفسيحه

وان بغيت القرب .. خـان القـرب فيـه

مــن عذلـنـي فــي الـهـوى الله يبيـحـه

ومن عذرني .. ما حصل منـي خطيـه







هناك جرءه كتابيه ...













:
كانت تجلس شبه مستلقيه في جهته من السرير..
تأملت الغرفه الواسعه حولها ..وقد طغى عليها أسلوبه ..
لايبدوا بأنه غير أي شيء فيها حتى ان هناك كومه اوراق وملفات ورقيه على طرف الطاولة أسفل الشاشه ..
:
:
أنه متخم بنفسه وبرجولته وبثقته ..
فريد للغايه ..وشخصيته غريبه ومعقده تاره يبدو شقيا وتاره يبدو رقيقا وتاره يبدو غامضا ...
:
:
ألتفتت لعلبة السجائر على الطاوله بالقرب من النافذه وبجانبه جهازين محمول وفوقها هاتفين من شكره معروفه ..
:
:
بالكاد تصدق مامر بها للتو ..بالكاد تصدق وجودها هنا ...انها لم تستوعب وجوده خلف هذا الباب ..
انه غير حقيقي لدرجه انه لو أختفى للحظه ضنت بأنها جنت واستسلمت لخيالاتها وانه ليس موجود في الاصل ..
:
:
دفنت نفسها وسط الوسادات المتراكمه ..كانت تغرق برائحته ..
سمعت صوت باب دورة المياه يفتح ..
فأعتدلت في جلستها ..وعدلت شعرها ..
خرج وهو ينفض شعره المبلول بيديه ..
كانت منظره محرجا بالنسبه لها ...كانت ستغض بصرها لولا انها تذكرت بأن ماتفعله ليس سيئا او ممنوعا ..
نفثت نفسا تخفف على نفسها ..وهي تبتسم له ..
راقبها بحاجب مرفوع وبأبتسامه طفيفه وهو يتجه الى علبة سجائره ..أخرج واحده ...وهو لازال يراقبها ..أشعلها ورمى ولاعته الفضيه ...
:
:
وضعها في فمه و جلس على الكرس بالقرب من الطاوله بجوار النافذه ...
فتحها واعتدل في جلوسه ...من باب الاحترام للكائنه في سريره لن يدخن بالقرب منها ويزعجها بالرائحه ..
:
:
راقبها مطولا وهو يبتسم ..
نفث نفسا طويلا ..."تدرين انك احلويتي كثير ....وين كنتي ياماريا ؟؟"
:
:
عضت طرف شفتها السفلى ..وهي تحرك كتفيها ببديهيه...رتبت شعرها .."كنت موجوده ...بس نصيب..."
:
:
مال في الكرسي متجها اليها ..." انت حرام الواحد يشيل عينه عنك ...."
:
شتت نظراتها عنه ...وهي لاتطيق مع تعليقاته على كل مافيها المتغزله صبرا ...
فرجل يتغزل بك بعد عزلة كل تلك السنين لهو أمر يصعب التعامل معه حقا ..
:
أستغلت مزاجه الجدي لتسأله ....وبفضول أعجبه ..."يعني أنتا منين عرفتني ...؟؟"
:
:
تأملها طويلا بصمت ....كان ليفيض لها بسره لكنه أكتفى بكلمه واحده ..."النصيب .."
:
:
أكمل مبتسما ليغير مجرى الحديث .."بس الفستان الاسود ...عمل فيني عمايل ...قلبي بغى يوقف وذاك اليوم ولا قدرت انام ..."
:
:
زمت شفتيها بخجل ..."كان ودي اقتلك واشرب من دمك ..."
:
:
ضحك ...."أش هالانثى الساديه ....؟؟بس انت الغلطانه مو انا ..."
:
تنهدت ...."لو كنت ادري انه انت ...ماكان نزلت من اصله .."
:
غضن جبينه بأستغراب ...."ليه ؟؟ أنت اخذتني مغصوبه؟؟"
:
رفعت حاجبه بأعتزاز .."لا حبيبي انا ماريا محد يغصبني ..."
:
:
أبتسم لها ..."ياويلي مشكلتي ان محد يغصبك بتعلميني ..."
:
أبتسمت بخجل لشيء بينهما ...
:
أكمل لا بجد ..."ليه لو دريتي انه انا ماكان نزلتي لي ...."
:
هزت كتفيها بقل حيله ...تنهدت .."قناعات ..."
:
:
رمى سيجارته ..وأغلق النافذه التي حولت الغرفه الى صقيع ...
أتى مقتربا للسرير ...أبعدها قليلا وهو يحاوط خصرها جالسا بجانبها ...
تأملها مطولا أخذ طرف شعرها ...ورتبه على فخذها الايسر ...
"وأش هالقناعه اللي تخليك ماتتقبليني زوج ...وبعدين منين عرفتيني ؟؟"
:
:
أرتجفت لقربه ...هزت رأسها بعد تفهم ..."قناعات داخليه وغريبه ماتتفسر ...شفتك مره وحده أيام العيد ...و مدري حسيت ..."
:
:
سكتت محتفظه برأيها لنفسها ...
تفهم صمتها مبتسما ..لن يضغط عليها في أي حديث أنه يشعر بالتهديد لأي سؤال منها ....بالكاد يستطيع منع لسانه من حكي القصه كلها لها ...
لابد أن يطلعها على كل شيء منذ البدايه ..
هنالك زاويه من عقله تقول له أحتفظ بهذه الكذبه ان تحدثت سينهار كل شيء ..
الزيجات الكبيره بنيت على الكذبات الصغيره ...
:
:
لكن هنالك احتمال كبير ان تعود هذه الكذبه لتحطم كل شيء ..
عليه فقط أن يشغل نفسه ويشغلها بأي شيء أخر ..
:
:
راقب تأملها اياه ..أبتسم لها بدفء وهو يقبل رقبتها ويدفن رأسه في صدرها ..
:
:
هناك صراع قوي في داخل أبتدأ منذ ذلك اليوم ..
قبلت رأسه وهي تقاوم دموعها ..أنها تحتاجه بحق ..لكن هناك شيء لا يريحها في الامر كله ..
لربما وسمت قلبها الوحده ..ولن تستوعب وجود أحدهم معها لفتره من الزمن ..
:
:
بعد اختلاج صدرها المفاجئ...رفع رأسها لها ...كانت تبكي بصمت ...
:
أستغرب وهو يحاوط محياها بيديه ...ويهمس لها وهو يقبلها ..."لاء ..لاء ...ليه ياماريا ؟؟أنا زعلتك بشيء..."
:
:
هزت رأسها له بالنفي حاولت تجميع حديثها بين شهقاتها المكتومه ...وهي تشير عليه وعليها والمكان حولها ..."بس مو متعوده على كل هذا ....والوضع ...مو متعوده ..."
:
:
توقف عن ما كان يفعله ..."يعني أبعد ياماريا .."
:
هزت رأسها بالنفي ..."مدري ..مدري .."
:
ألصق جبينه بجبينها وهو يحاوط محياها بكفيه ..همس لها مهدئا ..."ماريا هالوضع غريب علينا الاثنين ...بس احنا نستاهل نكون مع بعض صح ...صح ماريا ..انتي صبرتي كثير ولك فوق 10سنين وانتي لوحدك ماهانت عليك نفسك تكونين وحيده طول هالعمر ...هالوضع اللي انتي فيه ..صدقيني حلو ويرضيكي ...هذا مكانك وهذا وضعك اللي المفترض تكونين فيه من سنين ...لاتبكين .."
قالها وهو يقبل جفنيها ..حب أن يخفف عليها "ترى ان بكيتي بأجيب الثانيه ها لاتقولين ماقالي من البدايه وخدعني ..."
:
:
ضربته على صدره من بين دموعها ..."ذاك اللحين اشرب دمك ودمها ..."
:
أبتسم لها .."هو اللي ينولك يرضى بغيرك ..."
:
:
:
:::::::
:::::::::::::::::::::::::::::
صوت الأقامه يتسرب الى مسمعه من بين فتحات ظرفات النافذه الضخمه بالقرب من السرير ..
:
:
جلس بتعتب وهو يدلك رقبته ..أغلق النافذه ..وتوجه ليتوضأ ..
كان قد نسيها تماما وكأنه يوم أعتيادي أخر ..
خرج من الحمام ...تأمل مكانها الخالي فتذكرها ...وتذكر وجودها ...
أين هي ياربي ..
أيعقل هربت أو فعلت شيء سيء بنفسها ...
توجه الى ثوبه ..لبسه وهو يهم بالبحث عنها ..
لكن شد نظره كيان رمادي ينام متكورا حول نفسه ..على الارض من جهتمها من السرير ..
:
:
أقترب فكانت هي ..
رفع شعرها عن وجهها ...هلى مايبدو بأنها تشعر بالصقيع يجمد اطرافها ..
هزها بخفه ..والغضب يعتريه ..
"بنت ...مدين ...قومي ..قومي عدلي مكانك ..."
:
:
هلعت لصوته وقربه ...فأستقامت جالسه بسرعه راقبت ملامحه الغاضبه ...
همس يكتم غضبه ..."قومي صلي ,,ولنا كلام لأرجعت من الصلاه ...قومي ..."
:
:
أستغفر ربه بصوت مسموع وهو يخرج من الغرفه ..
طرق على باب غرفة أبناء أخيه ليصحبه معهم الى الصلاة ..
بعدها فتح باب غرفة أفنان بهدوء ليطمئن عليها ..
كانت ترقد بتعب بفستان مناسبة الأمس ..
اليوم أول يوم في الترم الثاني ولكن يبدو بأن الصغار ينوون الغياب ..لا يلومهم أبدا ..
:
:
:
:
::::::
::::::::::::::::::::
راقب خروج المصلين بسرحان ..انه يجهل أي تصرف بأمكانه ان يتخذ معها ..
:
لازال غضبه منها لم ينطفئ لكنه لن يخرج من المسجد والا قد توصل لحل بأمكانه اتخاذه معها ..
هي لم توافق على الارتباط ولم تذعن لأمري لتنهي ما بيننا ..
لكن تصرفاتها تثبت عكس ذلك ..
:
:
أستغفر ربه وهو يقف ليتجه الى منزله ..
:
:
تأنى في مشيه ..حتى وصل الى باب غرفته فتحه ببطء وهو يتنهد ..
:
:
كانت تجلس على طرف السرير ببجامتها الشتويه الرماديه وقد رتبت شعرها في جديله عشوائيه طويله ..وقد أطرقت رأسها مراقبه أشتباك يديها ..
جلس على لكرس أمامها متأملا شبابها الاخاذ بحسره ..
:
:
تكلم بعد أن أخذ نفسا عميقا ..."أنت تشوفين هالتصرف اللي تصرفتيه صح ..."
:
:
هزت رأسها بالنفي ..."لا ارديا ياراجح .."
:
تنهد وهو يمسح وجهه بكفيه ..."مدين ...انا محتار معاك والله ..يعني انا وعدتك وفهمتك وجهة نظري ...انا رجال هذا كبري بأرجع بكلامي يعني ولا بضرك ...لو ابي الشيء اللي تفكرين فيه كان من الاساس ما وافقت على وجودك هنا ولا وعدتك بشيء يصعب على كل الرجال الوعد به ..."اتجه اليها ..جرها مع يدها ...
لم تقاومه بل مات كل أحساسها من رعبها ..وكادت ان تفقد الشعور بساقيها ...
بينما أوقفها ذاك امام المرآه ...أمرها ..."أرفعي راسك ..."
:
:
أبتعدت عنه تحتمي بكتفها خوفا من بطشه ربما ...الا انه جرها مجددا لتقف امام صدره مقابل المرآه ..."أرفع راسك ..."
قالها وهو يرفع رأسها بيده ...
أشار لها على انعكاساها ..."هاذي اكمل بنات حواء في نظري ولا ينقصها أي شيء...انت طالعي ...ناقصك شيء يامدين طالعي ..."
:
:
حدثت انعكاسه في المرآه ..."الا ناقصه ...ناقصه ...وناقصه ..."
:
:
تنهد شدد على قبضته .."ناقصه بعين مين ؟؟....انتي الشخص الوحيد اللي ممكن تكونين خايفه انك ناقصه في عينه ...هو انا ........وانا اشوفك اكمل البنات يامدين ...النقص هذا هو شعورك ناحيه نفسك ...ليه تلومين نفسك ليه ...انتي اللي حطيتي نفسك بذاك الموقف ...انتي كنت السبب بأي شكل من الاشكال ....لاء ..."
:
:
:
أبتعد عنها ...أشار على السرير ..."أنا بنام هنا ...و بتنامين بجنبي ...و بيننا وعدنا ..ألين تعقلين وتعرفين ان كل هاللي يصير ماهي الا عقبات انتي اخترعتيها ...والله العظيم يابنت محمد مو ناقصك شيء ...هي ظروف واقدار والحمد لله ...لو في أحد بيشعر بالنقص في هالعلاقه فهو انا ...اللي ماخذ وحده كبر لو الله رزقني بناتي ...فكري يامدين ....تعوذي من الشيطان وفكري ...حد الله بيني وبينك لو وصلتك يوم غصب عنك......"
:
:
:
راقبت أعترافه بعدم تصديق ..هل مايقوله صحيح ...لا مدين لاتصدقيه..
انه يشفق عليكي فقط لاغير ..لاتنسي من تكوني بالنسبه له ..
أنت حالته الانسانيه ..و وفاءه لصديقه القديم ..
:
:
أمرها وهو يغلق الستائر ...ويتجه الى السرير.."تعالي نامي ولا بتقضينها واقفه ..."
:
:
قاومت دموعها وهي تتجه الى السرير ...
رفعت الغطاء الثقيل بوهن وهي تندس أسفله ...
راقبت ظهره ومنكبيه الواسعه ..
:
:
لم تستطيع تمالك نفسها من البكاء ...تمنت لو أنه بأي لحظه يحتظنها لييخفف عنها ..
تمنت لو أن الماضي يمحى من رأسها وتدفن نفسها في حضنه ..
وتنسى ماكان ..
:
:
أخرج نفسا عميقا ...بعد أن وبخ نفسه بندم ..."لقد قسيت عليها بأسلوبي ..."
:
:
ألتفت أليها ...كانت تغرق في نوم عميق ..ولازالت دموعها تغرق وجنتيها ..
طريقة أستلقاءها الطفوليه زادت حزنه عليها و لها اضعافا ..
أستدار بكامل جذعه لها ..
:
:
مرر سبابته في باطن كفها الذي القته بجانبها ..
قبضت كفها بأنزعاج ..
:
:
تأمل جمالها الهادئ ..أحس بوجع يغزو قلبه لذكراها تلك ..
مال ليقبل باطن كفها ..
:
:
:
رتب شعرها الطويل على الوساده ..أنها رقيقه للغايه ..وائحتها بارده و شفافه ..
أنها شهيه كفاكهه صيفيه ..انها عنيده وعصيه كصدفه تحكم اغلاق روحها على سر وقلب ثمين ..
:
:
::::::::
:::::::::::::::::::::::::
عائدا للتو من صلاة العصر ..
كانت تلك تجلس على سجادتها ..لازالت مرتديه رداء الصلاه ..
ووجها متأثرا من شدة الالم الذي قاومته ..
:
:
أبتسم لها بأهتمام ..."كيفه ظهرك ...؟؟؟يابنت الحلال لاتعاندين قومي أوديك المستشفى ..."
:
:
هزت رأسها بالنفي ...."لا ياذيب مايحتاج ...خليني على المسكن يوم كمان لو ما نفع نروح للمستشفى ...والله مافي حيل اتحرك ..."
:
:
أقترب منها بأهتمام وهو يسندها لتقف ...أخذها الى السرير ..."والله يامضاوي لو ماوقف الالم بكره ومارضيتي تروحين المستشفى لا ازعل منتس ...واليوم ابد لاتتحركين الا لصلاتس ..."
:
:
هزت رأسها له الايجاب مبتسمه تغطي ألمها ..."تامر ياعمري ..."
:
توجهت له بالحديث وهي تراقبه ينزع ثوبه ...."العيال صلوا معاك ..."
:
:
هز رأسه .."أكيد ...بس يسبقوني سبق لغرفتهم وجيههم متفقعه من النوم ..."
:
:
أبتسمت ..."مين قدهم غايبين عن اول يوم دوام ...."
:
أبتسم لها وهو يفرد اوراقه بعمليه على الطاوله بالقرب منها ...
راقبته يرتدي نظارته ويغرق وسط اوراقه وارقامها ...
همست له ...."قلبي ياكلني على مدين ...مدري كيفها ...ان شاء اللهه راجح طيب ويخاف الله فيها ...."
:
:
رفع رأسه اليها ...سكت مطولا .."مدين كسرت لي ظهري يا مضاوي ..."
:
:
أرتجفت اطرافها لقوة وقع كلمته عليها ..
وقفت متجهه اليه جلست في الكرسي بجانبه وهي تحتضن كفه ..."لاء ياروحي لاتقول كذا انت بأيش قصرت والله ماقصرت ..."
:
:
تنهد ..."هاذي وصية عمي وولد عمي لي ..ولا انتبهت لها ...."
:
:
قبلت يده ومسحت على ظهره ...وهي تحاول ان تخفف عليه ترى ان من واجبها ان تخفف عليه ...وقد اوجعها قلبها لقوله ..."لا تقول كذا ياولد عمي لاتقول كذا تعور لي قلبي ...انت شايلنا كلنا انا وعيالي وبنات اخوي ...والله عمرك ماقصرت ..ولا احد لامك ...مدين خرجت من هالبيت تدعي لك ...لاتقول كذا ياعمري ...انا كل يوم وكل حين وكل صلاة ادعي لك على تربيتك عيالي ...ياذيب والله ماحد خارج من فضلك ...ياروحي والله كفيت و وفيت وشلت اللي ماشاله غيرك ...لاتتنهد ياعمري ...جعلي ما اذوق تعبك ولا همك ..ياتاج راسي .."
:
:
تأمل دفاعها عنه ...في الواقع هي اول شخص يدافع عنه في حياته ..
يدافع عنه أمامه ...يذود الملام و العتاب عنه ..
أبتسم لها نصف أبتسامه وهو يحتضنها ويقبل رأسها ...
أنها يحبها كل يوم أكثر من الذي قبله ..
لم يكن يعلم أنه بأستطاعته ان يحب أنثى بكل هذا القدر في يوم من الايام ...
:
:
كانت تستلقي على سرير السونار ...تكره ان تكون وحيده هنا ..
تمنت ان يكون شاهر معها الا انه اختار ان يتنظرها خارجا احترام لتوجيهات المستوصف..
:
:
أبتسمت وهي تشير لها على الشاشه ..."بنوته قمر زي أمها ..."
:
:
أرتجفت لكلمتها بسعاده وشيء من البكاء وهي تراقب الكائن الصغير الذي بالكاد يتضح ..
:
:
دققت في الشاشه بأستغراب ....ثم همست لها بدوت تأكيد ..."لحظه في شيء هنا ..."
:
:
هلعت تلك وأحست بأطرافها تبرد نفثت نفسا عميقا ...
همست تلك وهي تحرك الجهاز ...."ماشاء الله كيسين حمل يا اواز ...بس الثاني مو باين ...."
:
:
أنهمرت دموعها غير مصدقه ...وهي تهمس ...بكل شكرها لله وامتنانها..."الحمد لله الحمد لله ....."
:
:
لم تستطع صبرا ..وهي تخرج بخطوات مسرعه الى مكان ذاك ..لم تجده وغطتها خيبتها ....رن هاتفها ..بأسمه ...تماسكت ان لا تقول لها فهي تردي رؤية ملامح وجهه عند اخباره ..
:
:
قال لها بأنه ينتظرها امام الباب ...ركبت بجانبه وهي تدعي الهدوء...
::
:
مثلت الانشغال في هاتفها وهو يراقبها ...
فتحت الكاميرا ووجهت هاتفها بطريقه لا ينتبه لها ..
سألها ..متلهفا ...."بشري....؟؟"
:
:
طال صمتها ثم همست له ....."بنت ...."
:
أبتسم لها بدفء وسعاده ....همس ..."الحمد لله ..."
:
:
ثم رمته بكلمتها الثانيه ..."مغطيه على اخوها مدري أختها ..."
:
:
:
هدء من سرعة سير السياره التفت لها بعدم تصديق ..."تقولينها صادقه يابنت ...."
:
همست له ..."والله في كيسين حمل ...."
:
:
أبتسم لها بعدم تصديق .."والله يا الحان ...جدك ...تؤام ..."
:
:
همست له ..."وربي تؤام ياروحي تؤام .."
:
:
غطى وجهه بيديه ...ومن ثم راقب الطريق بصدمه ..."لاء ...لاء ياربي كذا كثير ....الحمد لله الحمد لله ....الحمد لله ..."
:
:
رددها كثير ا ....
ثم وعد ربه ..."نذر علي ياربي لا قامت لي اواز وعيالي بخير لا ابني جامع في الديره ياربي نذر...."
:
:
هنا اغلقت الكاميرا وهي تبعد الدموع عن نقابها كي لاتبلله ...
كانت ردة فعله مليئة بالمشاعر التي لاتصدق ..ولاتجتمع في أحدهم في أن واحد ابدا ..
:
:
:::::::::
::::::::::::::::::::::::::::
أزعجه ملمسا ما على وجهه ..
كلما ابعده لم يجده ..يتوقف برهه ثم يعود ..
:
:
فتح عينيه بعدها بأنزعاج ..كانت تجلس فوق خصره ...مبتسمه ..
أعادت فعلها على خديه ..
لم يستوعبها للحظه ..
أبتسم لها هامسا بكسل ..."أش هذا ...؟؟"
:
ضحكت له وهي تعيد فعلتها على خده الاخر ...كانت تقرب وجهها ثم ترمش بعينيها بخفه فتزعجه حركة رموشها كأنها فراشه مصره بالتحليق حوله ..
:
:
أبتسم لها معجبا ...."أش هالحركات يالرايق ....سويها هنا قالها وهو يشير على التقاء كتفه بترقوته اليسار ...أبتسمت له ...
:
:
أحس بلدغه ..صرخ .."آآآه أش هذا يامتوحشه ..."
:
:
ضحكت بعذوبه وشقاوه ...لمس مكان..."آآح ....ليه كذا ..."
:
:
أستمرت في ضحكها ...قلبها بخفه ..."تعضيني ...يا ماريا ...يامتوحشه انا قلت ساديه ..ماصدقتيني ..."
:
:
مرر سبابته على جسدها ....وهو يردد ...وكأنه يشاور نفسه "فين ...فين ؟؟"
:
:
أترجته من بين ضحكاتها ....وهي تبعد يديه..."لاء ..لاء....لاااء ..."
::
عضها في أيسر خصرها بخفه ...صرخت ...من بين ضحكاتها ...
:
:
غطى على شفتيها وهو يحذرها ..."أش ...أش ..."
:
:
أشار على الباب ...هامسا ..."صوت عيالي ...."
:
:
أنتظر حتى اختفاء صوتهم ...دفن رأسه بين كتفها ورقبتها بتعب وقد غرق في شعرها ...
"تعبان ...بناااام..."
:
رفعت رأسه ..بيني يديها وهي تأخذ نفسا عميقا ...عدلت شعره ...وهي تسأله بخبث "ليه ما داومت اليوم؟؟"
:
:
أخذ نفسا عميقا وهو يعتدل جالسا ...مدعيا الجهل ..."دوام مين؟؟ ...اصلا مين قال انه انا دكتور .؟؟او عندي عقد تدريس..؟؟ ..أنا تاجر مواشي ...."
:
:
ضحكت لقوله ...جلست تستند على كتفه ...
ألتفت لها ...."رايقه اللحين ...الحمد لله ...بس والله تراكي نايمه من الفجر الين العشاء ....يحق لك تروقين ...."
:
:
اعتدلت واقفه وهي تعدل شعرها ..."مو عادتي ...بس والله تعب الاسبوع اللي راح كله طاح علي ...."
:
:
جرته ...تستحثه على الوقوف ..."هيا ...أبي اقابل اولادك عمار وتركي .... "
:
:
أبتسم لها ..."مين قالك انه انا مخلف اصلا ...لاياعمري ..ماراح اعتقك الا بعد اسبوع ..أو أسبوعين ...او الى ما شاء الله ..."
:
:
ضحكت وهي تحاول جره ..للأبتعاد عن السرير ..
"ترى نواف وفيصل يقولون عنك شريره ..."
:
:
رفعت حاجبها ..."ومن قالك انا مو شريره اصلا..."
:
:
باغتها وهو يحملها من على الارض بخفه ...ضحكت والارض لاتكاد تتسع لسعادتها الجديده ..
:
:
:::::
:::::::::::
:
:
:
فتحت عينيها بتعب ..
لاتشعر بساقيها ورأسها ثقيل للغايه ..وجنبيها تحس بأن هناك أجار شائكه تبيت فيها ..
:
:
رفعت رأسها بصعوبه نظرا لألام رقبتها ..
كان ذاك يقف أمام المرآه وقد غزى ضوء الشمس الغرفه ..
بكل هيبته العسكريه ..
وهامته الراسخه ..
يعدل لباسه ..شد هامته لبس حزام سلاحه ..ومن بعده قبعته العسكريه ...لبس معطفه ..
تناول نظارته محفظته و هاتفه ...
ألتفت اليها مبتسما ..
"صباح الخير ..لك يوم كامل نايمه ...."
:
:
تعذرت بخجل ...."المضادات ..."
:
:
التفت اليها لم يعجبه ردها تأملها مطولا ...."تجهزي اذا رجعت الظهر ...ورانا رحلة لجده ...عند شغل وبأخذك معاي ..."
:
:
قالها وهو يغلق الباب خلفه بهدوء...
أخذت نفسا عميقا تراقب أختفاءه ..حركت رأسها لتريح رقبتها ...وقفت من سريرها بصعوبه فهذا وقتها من الشهر...كان الله في عونها ..
:
:
::::::::::::
:::::::::::::::::::::::::
في الغرفه الكئيبه الغارقه برائحة المطهرات القويه ..
راقبت ملامح الطبيبه المعاتبه بهلع ....
لامتها تلك ..."وبعدين يا مضاوي معاكي بشهرك الثاني والمشيمه نازله ..."
:
:
:
:
وضعت كفها على شفتيها تمنع شهقتها ..
خبر يحمل لها شعور مزدوج الفرح بتحقيق اخر احلامها بالحمل بطفل ذيب والخبر المؤلم التالي كادت أن تفقد طفل الذيب للمره الثانيه على التوالي ...
:
:
الحمل الذي مر بها ومن بعده هذا الحمل يشبه حملها بماراي هادئ ومخفي ..
:
:
:
:
:
للريح ...يا احزاني القديمه للريح ..
الريح التي ضربت نوافذي معاتبه طوال السنوات الماضيه ...
أن لقلبي المكلوم أن يجرب سكرة السعاده ..
تعليقات