رواية عندما عبروا حدود الظلام الفصل الرابع 4 بقلم عاشقة امها
رواية عندما عبروا حدود الظلام الفصل الرابع 4 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية عندما عبروا حدود الظلام الفصل الرابع 4 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية عندما عبروا حدود الظلام الفصل الرابع 4 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية عندما عبروا حدود الظلام الفصل الرابع 4
رواية عندما عبروا حدود الظلام الفصل الرابع 4
ما كان ويكون أو ما سيكون ..
مستحيلا نراه أو شيئا من المعقول ..
عاصفا أو خانقا كالسكون ..
.
.
أقدار ..
.
.
حالما جميلا كالغيوم ..
مخيفا مؤلما حد الجنون ..
رتيبا مملا غارقا بالمألوف ..
.
.
أقدار ..
.
.
طفلة كبرت وصارت كالعروس ..
فتاة عاشت ومازالت تعيش في حبور ..
شاب تيتم وكافح حتى صار مشهور ..
.
.
أقدار ..
.
.
طفل مات ولم يبلغ عمر الزهور ..
رجل عاش ومات غير مذكور ..
زوجة ترملت ومات عنها المحبوب ..
.
.
قـ ...... ـد ...... ر
.
.
كلمة من أحرف ثلاث ...
يخافها ويرهبها الكثير من الناس ..
و لكني أشعر نحوها بأجمل إحساس ..
أملا ويقينا وتفاؤلا بأننا نستطيع تغيره بالدعاء ..
ما علينا سوى الإيمان ...
وأن هذا كله بتقدير المنان ..
ما كان اليوم مظلما مخيفا كالغمام ..
سيصير غدا _ بإذن الله _ سريعا خفيفا كمر كالسحاب ..
و إذا صار غدا مؤلما موجعا كضرب السياط ..
سيكون بعد الغد بلسما مريحا _ بعون الله _ كالدواء ..
.
.
.
حياتنا
.
.
.
كلها
.
.
.
أقــــــدار..
في نفس اليوم :
جدة الساعة 5 العصر :
فيلا أحمد :
بعد ما انتهت من مكالمتها تسللت لغرفتها وهناك غسلت البندري وجهها وطالعت في مراية الحمام بصمت وهي تصرخ بداخلها ~ لااااااااا , مستحيل تكون هذي أنا , مستحييييييييييييييييييييل , وجهي صار ذابل ومسمر , شعري اللامع صار باهت ~ قالت لصورتها الباهتة : انت السبب , انت اللي وصلتي نفسك لهالشي ...
مسحت دمعتين نزلت على خدودها اللي بدأت تغور للداخل و دنقت راسها بتردد تطالع في بلوزتها المرتبة فوق تنورتها , رفعت طرفها بشويش وتأملت بطنها , أي شخص ما كان حيلاحظ عليها تغير واضح , لكنها هي حاسة بالبروز الخفيف لبطنها اللي كانت لاصقة في ظهرها من شدة رشاقتها , نزلت البلوزة بسرعة وهي تعصرها بقبضتها عصرة ألم وندم ورفعت قبضتها من كثر الوجع وضربتها في بطنها بقوة , انثنت وهي تحس بالضربة تدق في ظهرها من قوتها وتمسكت بطرف المغسلة الرخامية وهي تحاول تتنفس , هالمرة الضربة كانت غير لأنها طوال الفترات اللي فاتت كانت تحاول تضرب نفسها بقوة لكن جسمها يرفض , عقلها رغم عنها يخفف ضربتها عشان ما تؤذي نفسها , نزلت دموعها على عيونها وهي تصرخ بداخلها ~ مو راضي يطيح , مو راضي , لييييييييييييييه ما يطيح ؟؟ يارب , ياااااااااارب , أنا سويت معاصي كثيرة لكني تبت , انت شاهد إني تبت , يا رب لا تفضحني يارب , يا رب استر علي ~ تراخت يدها المستندة على المغسلة وهي تنزلق لأرض الحمام الباردة , غطت وجهها وهي تصيييييييييييييح بحرقة , ما ذاقت النوم من عرفت بالحمل , حتى نومها يكون وهي شبه صاحية من شدة الخوف , أعصابها صارت على شفير الانفجار وسمعها صار يسمع كل كلمة تنقال ويفسرها عقلها ألف تفسير وتفسير كله خوف إنها تنكشف قدام أهلها , شهقت لمن اندق الباب بعنف ومن وراه وصلها صوت العنود وهي تصرخ : بـــــــــنــــــــدر , ما صارت , يا نايمة يا في الحمام يا مختفية , أخرجي يا بنت , ترى أتصل بأزهار وأشتكيك عندها ..
مسحت دموعها وغسلت وجهها وهي تقول : طالعة , طالعة ..
: بسرعة لا تفوتك الصورة اللي صورتها للهنوف ..
مسكت كريم الأساس وكتلته على وجهها وأضافت شوية زينة بسيطة عل وعسى تخفي أثار التعب والصياح , وبعد ما تأكدت من منظرها خرجت ..
ذابت ابتسامة العنود الواقفة عند عتبة الحمام وهي تقول : بسم الله اش فييييييييييك ؟؟
قالت بكذبه فكرت بها طوييييييييل : وحدة من زميلاتنا في الجامعة ماتت ..
قالت العنود وهي تحط يدها على موضع قلبها : يااااااحبيبتي الله يرحمها , من هي أعرفها ؟؟..
وقبل ما تجاوبها قالت وهي تهز يدها : ولا أقولك , لا تقولين لي عشان ما يعورني قلبي أكثر ..
ورجعت قالت وهي تلحق البندري اللي ارتاحت من عدم إجابتها للسؤال المفاجئ : إلا إذا كانت وحده من صديقاتك العزيزات قوليلي ..
هزت البندري راسها وقالت : ما تعرفينها ..
قالت براحة : الحمد لله , مو قصدي إنه أحسن على ذيك بس ما أحب إنه يموت أحد قيد شفته من قبل ..
~ ياليتني مرتاحة ومبسوطة زيك يالعنود , ياليتني انتي , ما كنت حأمر بهالتعب والحزن كله , ياليتني انتي , ياليتني انتي , لو كنت انتي كان إني مبسوطة دحين وأتحرك من مكان لمكان وأنا مرتاحة ~ استغربت العنود نظرة البندري فرفعت يدها وصفعتها بمزح وهي تقول : يلا يا مسرح ..
اغتصبت البندري ابتسامة مصطنعة , ابتسمت العنود وهي تقول : حبيبي البندري والله مو لايق عليك الزعل والسكوت , أنا صح أكره كلامك الغليس وأشوفك ثقيلة دم وكلامك يبط القلب وأفكارك منحلة شوية وسخيفة وأعتبرك أنانية ماتحبين إلا نفسك بس ...
وبلا مقدمات سحبتها وحضنتها وهي تقول : كنت أحبك أكثر من البندري اللي دحين , والله كنت أحبك من قلبي ..
وضمتها أكثر وهي تقول بصوت حزين : ارجعي البندري اللي أعرفها , اشتقت لكل شي فيك , ماعاد في احد يناكشني ويعاندني , ماعاد في أحد يطلع ضغطي ..
غمضت البندري عيونها بقووووة تمنع دموعها اللي مالها نفاذ وهي تضم العنود وهي تصرخ بداخلها ~ يالييييييييييييييييييتني أقدر أمسح كل شي وأرجع زي ماكنت , ياليت ياعنود , ياليت ~ وبعدت عنها وهي تقول بكذب : معليش ضغط الإمتحانات ووفاة صحبتي وحكاية أزهار وجاسم وزواجهم , الأمور كانت صعبة حولينه في الأيام الأخيرة ..
ابتسمت نفس ابتسامة أزهار الكرتونية وهي تقول : خليك منشكحة زي أزهارو الدبيه ..
ومسكتها من يدها وخرجتها للصالة اللي كانوا البنات جالسين فيها ومعاهم عصيرات و بسكويتات و شيبسات الحجم الكبير ومشغلين التلفزيون على فيلم أمريكي , الكل قام يرحب فيها بحماس وهم يبعدون لها مكان وسطهم , ابتسمت وجلست بهدوء مو من عادتها , و وروها الصورة اللي كانت جميلة من شدة بساطتها ودقتها , سألتها الهنوف بهمس : اش كانت تبغى منك أزهار ؟؟
سكتت البندري شويه بعدين قالت : كانت تبغى تطمن علي ..
همست : ديب لا تقولين للعنود أخاف تموت من القهر , لله هي من زمان نفسها تكلم أزهار بس أمي حالفة عليها ماتتصل عليهم وتزعجهم و ....
دق جوال الهنوف اللي كان في حضنها فانتفضت بقوة ضحكتهم وسحر تقول : لك ساعة حاطته في حضنك تستنينه يدق ويوم يدق تنفجعين ..
قامت من عندهم وقالت : مالكم دخل ..
وردت وهي تقول : هلاااا ريمو ..
قالت ريم بسرعة وهي تلهث : أنا برى , هاتي الصور ..
عقدت حواجبها وقالت بهدوء : بنزلك وحدة من البنات عشان أنا مافحالي ..
قالت ريم بتعجل : لو ترسلينها مع ولد الجيران بس بسرعة حسان مستعجل عنده مشوار ضروري وأنا أخرته بما يكفي ..
ارتاحت لمن تأكدت إنها مهي لعبة منها عشان تقابل حسان وهي نازلة , خرجت من الغرفة وقالت : بنات وحده تنزل الصور لريم , تراها في الحوش ..
الكل طنشها وهم يتابعون الفيلم باهتمام , نزلت وهي تنادي ريناد , من نزلت انفتح باب غرفة العنود اللي نطت مع سحر وسلافة من الكنب , جريت سلافة وسحر للدربزين ووقفوا يطالعون منه بحذر وراحت العنود لغرفتها وهمست : رنود , اششششششش لسه ماخلصت الطش , الهنوف تدور عليك بسرعة اندسي ..
رجعت ريناد بحماس واندست تحت السرير ..
رجعوا لأماكنهم لمن طلعت الهنوف والبندري تطالع فيهم بعدم فهم , أشرت الهنوف بيدها للظرف اللي على الطاولة وهي ماسكة الجوال اللي يدق باليد الثانية وهي تقول : هاتي الصور بسرعة , أفففففففففف وينها ريناااااااااد , ريم حرقت جوالي من كثر الدق ..
لمن شافتهم مطنشينها سحبت الملف وهي تقول : مالت عليكم , من حلا الفيلم ..
أول ما اختفت خطواتها نطوا مرة ثانية وهم يستمعون لها وهي تقول : أمييييييي ..
: أقول بسرعة لا تأخرين البنت وأخوها ...
راحت للباب الأمامي , خرجت ريم من المطبخ اللي دخلت له من الحوش على أطراف رجولها وهي شايلة صندلها في يدها , طالعت في الهنوف المتوجهة للباب وطلعت الدرج للدور الثاني وهي تضحك ..
فتحت الهنوف الباب شويه وهي تقول : ريـــم ..
اختلط صوتها بصوته وهو يقول بضيق : بدددددري ست ريـ ..
وانقطع لمن ميز الصوت , شاف طرف يدها القابضة على الباب , ابتسم وقال : هلا والله ..
ما حست إلا ويد سمراء تقبض على معصمها وتسحبها لبرى قبل ما تفكر بشي , أول ما شافته قدامها نزلت راسها على طول , حط يده موضع قلبه وقال : لااااااااا بوش مايت الليلة مايت , مرتين في خلال ثلاث أيام , اش القدر الحلو هذا ؟؟..
سحبت يدها منه وهي تنزل راسها أكثر من شدة الخجل , طااااااااالع فيها بصمت طويل أخيرا قرر يخترقه وهو يهمس : كيف حالك هنوفي ؟؟
همست وهي تناوله الظرف : بخير , تفضل ..
مسك الظرف وانتبه إنها تحركت بتدخل , مسك يدها وقال بتحذير : هييييي تتحركين أذبحك ..
وفتح الظرف وهو يقول : طيب مافي كيف حالك حسان ؟؟ كيف أصبحت ؟ كيف امسيت ؟
وصفر تصفيرة إعجاب وهو يشوف الصورة , حست بكل عظامها تذوب , لفت وجهها وبعدت عنه وهي تهمس عشان تضيع إحراجها : عنودي صورتني ..
زفر وقال وهو يطالع فيها وهي مبعدة ولافة عنه : آآآآآآآآخ ياقلبي الدلع لناس وناس الله لهم ..
ورجع طالع وانصدم وهو يشوف الصور اللي بعدها , كانت الهنوف جالسة ومربعة فوق مكتب الكمبيوتر وهي لابس تنورة رمادية و بلوزة وردي و ضحكتها الواسعة باين إنها من أعماقها ..
واللي بعدها صورة لها وهي واقفة فوق طاولة خشب صغيرة ولابسة جلابية و محزمه خصرها بطرحة و هي رافعة شعرها بيدينها بدلع ..
رفع حواجبه ولف عليها وقال : عجيييييييييب والله , كل هالمواهب عندك ؟؟
رفعت راسها باستغراب وصرخت لمن شافت الصورة وسحبتها منه وهي تقول بتلعثم : لا , مو , لا , هذي , هذي ...
ولمن شافته يرفع حواجبه أكثر وهو يبتسم ابتسامة جانبية غطت وجهها بالصور وهي تقول بقهر ممزوج بالخجل : والله لا أذبحها ..
قهقه من قلبه وقال بتأكيد : عنيدي ..
~ وهي في غيرها أم المصايب , والله لا أذبحك يا حيوانة , أكيد سحر وريم معاها في هذا كله , الله يفضحكم يا بنات الإيه , فشششششششششششله ~ سحبت الصورتين وحطتها ورى ظهرها وناولته الصورة اللي صورتها عشان أبوه بصمت وعيونها على الأرض , سحب الصورة وضرب بها راسها بتحبب وهو يقول : أتاري عندك علوم ما أدري عنها ..
حممممممرت خدودها وهي تلف وجهها عنه , قال : يلا مع السلامة , والله لو مو ورايا موعد مهم كان بلطت هنا ..
همست وهي ما تطالع فيه : في أمان الله ..
تحرك رايح وهي تحركت رجع وقف وقال فجأة : هنوفي ..
لفت عليه تلقائيا , واتجمد كل شي حولينها لمن دنق وسلم على جبينها وهو يهمس : أحبك ..
بعد وطالع فيها لثانية وحده بعيون مضطربة قبل ما يتحرك من عندها , نزل الدرجات بسرعة وخرج من الباب وهو يلوح بيده من دون ما يلتفت لها , استندت على الباب وهي تطالع في باب الحوش اللي انقفل وراه , غمضت عيونها , كان قلبها ينبض بسرعة غريبة تصرخ فيها متى حبيتيه بهالشكل , متى ؟؟ عمرها ما تخيلت إنه يكون زوجها حسان من بين العالم كله , كان مجرد ابن خالة زيه زي البقية لكن من يوم تقدم لها وخطبها وصارت خطيبته بدأت تهتم فيه و ما حبته بهالعمق إلا لمن صار زوجها , همست بحب : الله لا يحرمني منك ..
ولمن انفلتت الصور من يدها وطاحت على الأرض مصدرة صوت مزعج , تذكرت العنود , سحبت الصور ودخلت بسرعة , صكت الباب بقووووة وصرخت : عنووووووووووووووووووووووو وووووود ..
نقزت العنود من بين ريم وسحر وقالت وهي تنطنط : دسونييييييييي , بسرعة دسوني , ياويلي , عاد هي لا عصبت ...
وصلها صوت خطواتها السريعة القوية على الدرج وهي تصرخ : عنووووووووود يالحيواااااااااااااانة ..
وقفت الهنوف عند راس الدرج ورفعت يدها بالصور وهي تقول بعصبية وعيونها تلمع من الغضب : هذاااااااا إيييييييييييييييييييييييي يه ؟؟
ابتسمت وقالت بصدق وهي تفرك يدينها بذنب : منكح ..
رمت الهنوف الصور وتقدمت منها وهي تقول : وتعترفييييييييييييييييييي ييين ؟؟
صرخت العنود وهي تدور حولين الكنب تتفادها وقالت : قلت أوري الضعيف بعضا من جوانبك الـ ...... حسنة ..
ووقفت ورى الكنبة الطويلة اللي جالسة عليها سحر وريم وهي تطالع في الهنوف المقابلة لها وما يفصل بينهم إلا الكنبة , حطت الهنوف يدينها على خصرها وهي تقول : الحسنة , هاااااااا , والله لا تنضربين ..
ولفت حولين الكنبة تحاول تلحق العنود اللي قالت بضحكة : دايما عنده ملاك , خليه يشوف إنك سوسة ..
وقفت الهنوف هالمرة ورى الكنبة وهي تطالع في العنود اللي وقفت مكانها وهي تطالع فيها بنظرات عابثة , صرخت بغيض : عنوووووووووود ..
ولمن شافت أكتاف ريم وسحر تتهزهز من الضحك وسلافة اللي فاطسة ضحك وهي جالسة على الأرض مع البندري اللي شاركتها الضحك زاد غيضها , رفعت يدينها وضربت راس ريم وسحر من ورى وهي تقول : وانتم أكيد معاها يالزفووووووت ..
دنقوا يبعدون عنها وهم يقولون في وقت واحد وهم يأشرون على العنود : العنود مو إحنا ..
شهقت العنود وقالت : يالخواااانااااااااااااات ..
ولمن طالعت فيها الهنوف بعيون متوحشة قالت بخوف : والله كانوا معايا وخططوا لكل شي , وترى فكرة الصور من تحت راس هذي ..
وأشرت على سلافة اللي قاعدة قريب من رجولها , صرخت سلافة باستنكار : يا فتااااااانة أنا ما خونت فيك عشان تخونيني ياidiot ..
ضحكوا كلهم وقالت سحر وهي تأشر على العنود بتريقة : تقول عليك غبية ..
قالت العنود بسخرية : والله , يا فهيمة انتي , طالعوا بس مين يترجم لي ..
: اش قصدك ست عنيدي ؟؟
: قصدي ما عندك ما عندي وما عند جدتي حمدة في الإنجليزي ..
صرخوا ريم وسحر : عنووووووووووود وراك ..
انتبهت العنود إنه الهنوف اختفت من مرمى نظرها , لفت على اتجاه نظراتهم وشهقت لمن شدت الهنوف شعرها , واختل توازنهم وطاحوا على سلافة اللي صرخت وهي تحاول تبعدهم عنها : heeeeeeeeeeeeelp meeeeeeeeeeeeeeeeee , قومو يالدبياااااااااااات , فغصتونييييييييييييييييييي يي ...
ضحكت البندري من قلبها على خبالهم , و قررت تتناسى همها لبعض الوقت ..
والعنود كانت مبسووووووووطة إن المقلب اللي سووه هي وريم ذوب الخوف اللي جمد قلبها من كثر تفكيرها في رفضها لعبد الإله وموقف ريم اللي بتسافر معاهم منه ...
***************************
ماليزيا الساعة 3 الفجر :
في الفندق :
طالعت فيه وهو نايم بهدوء , قامت من الكنبه بتعب وسحبت جواله من الطاولة بهدوء و راحت للحمام , دخلت وقفلت الباب وجلست على الكرسي بعد ما غطته , كتبت رسالة سريعة وأرسلتها على جوال الهنوف ..
زفرت وحطت الجوال في حضنها واستندت بذراعينها على طرف المغسلة الرخامية و ريحت راسها عليها , كانت برودة الرخام اللي لسعت يدينها ما تقارن بالبرود اللي تحسه في قلبها , اهتز الجوال فتحركت بصعوبة وهي تجاهد عشان تنفض التعب عنها , فتحت الجوال (( هنوف ورتني رسالتك , دقايق وأدق عليك )) ..
قامت وخرجت من الحمام بهدوووووء وتحركت للبلكونه وهي شايلة شرشفها , تدثرت به وجلست على المقعد تنتظر اتصال البندري , ولمن اهتز الجوال ردت بسرعة وهي تقول بهمس : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ردت عليها البندري السلام وقالت باختصار : سامحيني ..
هزت أزهار راسها وقالت بصرامة : لا تعتذرين لي ولا شي , مو أنا اللي لازم تعتذرين له ..
قالت البندري اللي استغربت لهجتها : أزهار أنا ...
قاطعتها أزهار وهي تقوم من المقعد هامسة من بين أسنانها : لا تقولين ولا شي , لا تدورين أعذار لنفسك ولا عذر ممكن يبرر لك , حتى لو قلتي إنك جيعانة بتموتين وعندك 7 أيتام ما بتعيشينهم إلا بهالطريقة مااااااااااالك عذر يا بندري , انتي غلطتي و هذاك تدفعين الثمن , إذا كنت وقتها ما استحيت من ربك و ما خفت من عقابه ما فكرتي بماما وبابا للحظة لمن سويتي اللي سويته , سمعتهم , سمعة العنود ونظرة حسان للهنوف لو طلع اللي سويتيه , جاسم , عبد الرزاق , ما فكرتي بكل هذولي , مين بيتقدم للعنود بعد ما يعرفون إنه أختها حامل حمل سفاح ومن ميييييييييييييين من ولد عمها , مافكرت ببابا وأخوانه فين بيودون وجههم من الناس , سفانة والخنساء , ريم وعهود , سمية وأسماء كلهم بتتلوث سمعتهم والسبة انت , لأنك حيا الله بنت عمهم , الناس بتقول أكيد بنات عمها مهم أحسن منها , ما فكرتي فيهم , فين كان عقلك وقتها ؟؟ فييييييييييين ؟؟ ولا حضن السيد عبد الرحمن وعيونه المسبلة وأكتافه العريضة نستك ربك ودينك وشرفك وأهلك ..
وصلها نشيج البندري وهي تقول : ليه ..
قاطعتها بغيض : أبسألك سؤاااااااااااال واحد وجاوبي عليه ..
وسكتت وكملت ببرود : الساعات اللي قضيتيها و انت تسمعين كلامه المعسول والدقايق اللي كنتم تسرقون فيها النظرات والقبلات وغيره من المحرمات تستحق هذا العذاب اللي قاعدة تتعذبينه دحين ؟؟ عبد الرحمن نفسه يستحق إنك ترمين بدينك وشرفك وأهلك عرض الحائط ؟؟ أهو كان بيشرد ويرميك زي رمية الكلاب لولا رحمة ربي ..
همست البندري بوجع : ليه تقولين هالكلام دحين ؟؟
زفرت وقالت بهمس : لأني مقهورة منك , جلست أفكر إني لو ما شفتك ذاك اليوم كان ما علمتي أحد وما مانعتي في استمرار هالعلاقة الحرام ..
: لا والله ..
علي صوتها وهي تقول : طيب ليه دسيتي علي حكاية حملك , هذا شي كبيييييييييييييييير ..
وصلها صوت البندري المقطع وهي تقول : والله حاولت بس ما قدرت , والله , أزهار الله يخليك لا تسيبيني لوحدي , بطني أحس الكل يطالع فيها و ..........
انخرطت في نوبة بكاء جديدة , بعدت أزهار الجوال عن إذنها وسندت راسها على جدر البلكونه وهي تسمع لصوت الريح اللي نقلت لها صوت حفيف الأشجار و سعف النخيل , هي عارفه إنه كلامها زي الحديد الحامي على جلد البندري لكن كان لازم توريها إن الواحد لازم يفكر بربه أول وبعدها يفكر بتصرفه هل يضر غيره أو لا , لازم يعرف عواقب كل شي يسويه وما يغرق في لذة اللحظة العابرة , لازم يحكم عقله قبل هوى قلبه , سحبت نفس وخرجته ورجعت الجوال لإذنها وقالت بهمس حنون صبغته غصب عنها بالبرود : شوفي , أحاول أكلم جاسـ ..
قاطعتها بخوف : الله يخليك إلا جاسم ...
قالت بهدوء : بندري كيف بأجيك وأحل الموضوع من دونه , حاولنا نخبي الموضوع أول وطاح على روسنا , هذي المرة الموضوع أكبر بكثير , لازم يتدخل جاسم , اسمعي أنا أحاول أفهمه بأبسط طريقة ممكنة , طيب ..
: طيب ..
ودعتها من دون ما تسألها عن حال البقية وعن رحلتهم للمدينة بكرة ..
صكت الجوال وزفرت بتعب , اش هالشعور اللي يهد جسمها هد , صلت الشفع والوتر وهي جالسة من التعب وغمضت عيونها بتعب وهي تسند راسها على ظهر الكنبة إلين جا وقت الفجر , صلت وطااااااااالعت في جاسم النايم بهدوء , زفرت وقامت وهي تسحب نفس عميييييييييييق , رسمت أحلى ابتسامة تقدر عليها وبدأت تصحيه وكعادته هاوش وزاعق وآخر شي قام من كثر زنها وهي تهدده بكاسة موية لكن بعد ما أشرقت الشمس , فتحت الستاير وهو يصلي وطالعت في المنظر الرومانسي اللي قدامها وهي تدعي ربها بداخلها إنه يقويها وتقدر تقول الموضوع , بعد ما سلم تأملها بصمت وهي مستندة على باب البلكونه وتطالع , تذكر همسها الحزين ( أنا عروس ) والصمت اللي تلاه وجمودها وهدوؤها اللي أرهقه رغم إنه كان يتمنى قبل إنها تسكت وتفكه من رجتها , قام من مكانه وتحرك لها , لفت عليه وقالت بابتسامة حلوة : خلصت صلاتك ..
تصنم مكانه وقال بسخرية وهو رافع حاجبه : لا خلصت الفيلم , اش السؤال السخيف هذا ؟؟..
بلعت وقاحته وقالت بابتسامة : ما قصدت بها سؤال قد ما قصدت بها بدأ موضوع للحديث معاك ..
رفع حاجبينه وقال : ليييييييييه ؟؟ عندك شي ..
كانت عارفة يناكشها دحين عشان يطلع حرة برودها معاه أمس , لكنها عزمت إنها تكلمه على موضوع البندري لأنه ما يحتمل التأجيل , تابع بسخرية من الموضوع اللي قاهره ولسه في قلبه من أمس : لا يكون بتقولين لي سبب إصرارك أمس على الرجعة لجدة ..
فتحت عيونها ببراءة وسألت : كيف عرفــــت ؟؟
قطب حواجبه وقال بصدمة : انتي من جدك بتكلميني على هالموضوع ..
~ أووو أوووو شكله رماها مزحه وأنا زي اللي ما صدقت يا سيد ~ ابتسمت وقالت بهدوء مصطنع وهي تحس سكاكين تقطع جوفها : ها , إيوه , لا , قصدي , عندي موضوع مهم عن البندري ..
عقد حواجبه أول ماسمع اسمها وقال : اللي ما تتسمى , خير اش فيها ؟؟
بلعت ريقها ~ يالييييييييييييت الإجابة تنطرح بسهولة سؤالك , ياربي منظره مايبشر بخير ~ صبغت وجهها بالجدية وقالت : أهم شي تهدأ عشان تسمع الموضوع زين ويكون أحسن لو جلست ...
رماها بنظرة نفاذ صبر , قالت تمهد له وهي مهي عارفة كيف ممكن وحدة تقول لزوجها إنه أخته الغير متزوجة حامل من ولد عمها : اتصلت تشتكي ..
قطب حواجبه وقال : عبد الرحمن سوى شي ..
~ هو في بقي شي ما سواااااااااااااااه , يا رب قويني , يا رب إجري الكلام على لساني بأخف وقع يا رب ~ قالت بهدووووووووء : هي تشتكي من مغص في بطنها و...
رفع حواجبه وطالع فيها باستغراب وقاطعها : وأنا اش دخلني ..
فركت يدينها بتوتر وهي تقول : وانقطعت عنها الــ..............
وسكتت وهي تحس حرارة خدودها تمنعها من الكلام , طالع فيها منتظر منها تكمل كلامها , سحبت نفس وقالت : انقطعت عنها الــ .....
وحطت يدينها على خدودها وهي تصرخ بداخلها ~ يالفششششششششششلة , كيف أقدر أقولها ~ خرجها من أفكارها وهو يقول : أزهااااااار ..
رفعت راسها وبعدت عنه قد ما تقدر وهي متجاهلة نظرات الإستغراب منه وهمست : انقطعت عنها ........ فلانه ..
و حست بشعور الموية الباردة لمن تنكب على الواحد فجأة لمن سأل : فلانه مين ؟؟
ضربت جبهتها وأعطته ظهرها وهي تصرخ بداخلها ~ أزهااااااااار تكلمي مو وقت الخجل , وييييييييييي ياربي أي عروس تكلم زوجها في هالمواضيع , أزهار بلا هبالة قوليها وخلاص , ويعني ؟؟ هي ولا كلمة حامل المخيفة ؟؟ ~ التفتت وقالت بعزم وبصوت ثابت : انقطعت عنها اللللللللللللللللللللـ...... ...
لسانها لصق في سقف فمها من الخجل , قال بطفش وهو يحرك يده يستعجلها : أخلصييييييييييييي ..
عضت شفتها وهمست وهي مدنقة وجهها : الشيء النسائي اللي يجي ....
و ما قدرت تكمل أكثر , قال : آآآهاااااااااا , قصدك الـ**** .......
فتحت عيونها على آخرها وغطت وجهها بخجل وهي تقول ~ الله يقطع شرك يالأهبل يالمتخللللللللف , تقولها بصوت عالي كمان , أزهار مو وقته هالكلام ~ تمالكت خجلها وسألت وهي تطالع فيه بخوف وتوتر : فهمت اش قصدي ؟؟
قطب حواجبه وقال : ويعني مغص و........
ماتت الكلمات على شفايفه وهو يطالع في أزهار بعيون اتسعت شوية شوية , شهقت أزهار لمن شافته , توقعته يصرخ يعصب يهزأ لكن وقوفه الصامت وهو مفتح عيونه بصدمة على أقصى إتساعها , أكتافه اللي بدأت تتراخى ووجهه يصرخ شارح مقدار الصدمة والذهول والألم و........ الانكسار ..
الانكسار بحد ذاته اللي شافته في وجهه خلاها تقدم نحوه وهي تهمس : جاسم توكل على الله ..
حطت يدينها المفرودة على صدره وهي تهمس باسمه وتطالع فيه بخوف , ما طالع فيها , رفع يدينه ببطء وحطها فوق بعض على راسه , قالت بخوف وهي تشوف نظراته المحدقة : جاسم , جاسم , جاسم قول لا حول ولا قوة إلا بالله , قول توكلت على الله ..
انهار على الكنبه اللي وراه وهو يقبض بكل قوته على خصلات شعره , شهقت وجلست على الأرض وحطت يدينها على ركبه وهي تقول : جاسم لا تسوي في نفسك كذا ..
طالع فيها وأنفاسه تتسارع ويدينه تشد على شعره أكثر , كانت عيونه غرييييييييبة , نسيت كل زعلها منه أمس و لفت يدينها على رقبته وضمته وهي تقول : بسم الله عليك , حبيبي لا تسوي في نفسك كذا , كل مشكلة ولها حل ..
ما كان يحس بأي شي حولينه , حتى ضمتها ما كان يشعر بها , كل اللي كان يشعره مشاعر الصدمة والذهول والندم والخزي والألم و.......... الحقد ...
بعدت عنه وهي تطالع فيه بخوف , ما تحرك , ما سوى شي , هزته وهي تقول برجاء : جاسم كلمني , قول أي شي , جااااااااااسم ..
كانت حاسة بوجعه , حاسة بالخناجر اللي تلقاها في ظهره من ولد عمه , حاسة بمقدار كرهه لأخته , حاسة بمقدار المسؤولية اللي عليه دحين , ضمته بقووووة وهي تهمس : والله حاسة بمشاعرك , والله حاسة بها ..
وبعدت عنه ومسدت يدينه وشعره بخوف وهي تطالع في وجهه المتصلب , خرج من كل أفكاره لمن حس بها تطبع قبلة حنونة بين عيونه وهي تهمس : والله حاسة بمشاعرك بس لازم تكون أقوى من كذا ..
طااااااااااالع فيها وبعدها عنه بقوة وخرج من الغرفة من دون ما يغير بجامته ..
لمن انصك الباب زفرت وسندت راسها على الكنب وهي تهمس : سيبني كالعادة ..
↚
جدة بعد صلاة الفجر :
في فيلا أحمد :
لفت هدى طرحتها وهي تقول : قلت لكم ناموا ما سمعتوا ..
حكت الهنوف عيونها النعسانة بتعب وقالت : هم يخلون الواحد يرتاح ..
وانسدحت على كنب الصالة اللي تحت وهي ضامة عبايتها لحضنها , سألت حنان اللي نزلت من الملحق ووراها شغالتها شايلة الشنطة : مين قصدك ؟؟
تثاوبت الهنوف وهي تغطي فمها بحرج قدام عمتها حنان وقالت بصوت نعسان : سحر والعنود , طيروا أبو النوم عني وزادهم خبال ريمان ..
ضحكت هدى وقالت لحنان : عاد ريم هذي رفيقة دربنا هي وسفانة وين مارحنا راحوا كإنهم بناتي وأكثر كمان , بس خسارة سفانة ماقدرت تجي هالمرة ..
وصلهم صوت ثرثرة البنات المتحمسات وهم نازلين من الدرج , كانت العنود وسحر مطقمين نفس البنطلون العودي والبلوزة البيضاء الطويلة وشايلين نفس الشنط ومثبتين الـ mp4 على كمر البنطلون , قالت حنان بابتسامة : انتم ما تغيرون عادة التطقيم هذي ؟؟ بعدين اش تتسمعون فيه ؟؟ أغاني ..
قالت العنود بحماس : طبعا لا , أناشيد قعدنا ليلنا ننزلها على الجهاز ..
وسلمت على أمها وهي تقول : صباح الخير حبيبة أحمد ..
ضربتها أمها على كتفها بحرج وهي تقول : استحي ..
وراحت سلمت على حنان وهي تقول بابتسامة خبيثة : صباح الورد قلب كرومي ..
ضحكت حنان وقالت : بخير يا وجه الخير ..
حطت العنود يدينها على خدودها وهي تقول : شكرررررررررررا ..
ولفت على البنات وقالت بطريقة عربجية : سمعتم , أنا وجه الخير , خلي أحد يتجرأ وياخذ لقبي الجديد ..
ضحكوا البنات وقالت هدى : إلا أقول , الجوهرة قالت إنها ما تقدر تروح معانا دحين يمكن تلحقنا على هناك عشان عندها عزايم ..
لفت العنود على البنات وقبضت يدينها وهي تهمس : يس يس يس , أشكرك يارب ..
ورجعت لفت على أمها وقالت وهي تمثل الزعل : لييييييييييييييييه ؟؟ كان ودنا فيها ..
رمتها هدى بنظرة حادة وهي تقول : عنيدي بلا تريقة تراك بنتي , عاجنتك وخابزتك زيييييييين فلا تمثلين عليه , يكفي إنك كذبتي على بنتها وخليتي الضعيفة تنام تحت السرير من كثر الانتظار , على بالها تلعب طش ...
عضت لسانها وحكت شعرها بإحراج , قالت الهنوف وهي تقوم عشان تلبس عبايتها : يارب من ذا وأزود كمان على العذاب اللي عذبتيني اياه أمس ..
قالت هدى : توزعتم على السيارات ..
قالت سحر بهدوء : نستنى توزيع الرجال على السيارات عشان المحرم يا خالة ..
وصلهم صوت جهوري ينادي من عند باب المدخل : maaaaaaaaam wher are you??? ..
لفت سلافة بوزها وقالت وهي تنفض يدها بقرف : يا مخصها وهو ينطقها تلوع الكبد , عز الله كرهني في الإنجليزي ..
لفت سحر وسلمت على خد العنود وهي تقول : تكفين خليه يكثف الإنجليزية كمان وكمان عشان تعافها نهائيا ..
مسحت العنود مكان بوستها وهي تقول بمزح : ياااااااسلام , تعافها أختك نهائيا وتلصق في لسان أخوية أكثر , أما إنك أنانية ..
طالعت سحر في أختها المتضايقة وهمست : تصدقين شكل اللي صار بينهم كبيييييييييير , ترى سوسو ما تكره أي أحد ..
: تقابلوا بس , يعني اش ممكن يصـ...ـير ؟؟
ولفت بسرعة قبل ما تنتبه سحر لترددها , لأنها هي كمان قابلت مع سامر لكن مو مقابلة عادية , طالعت فيها سحر بحيرة وجات بتسألها لكن ريم جاتهم ريم وقالت مقاطعة هرجهم : أنا لازم أكون مع عمي أحمد هو محرمي , تعالوا معايا ..
قالت العنود باستنكار : في سيارة الشياااااااب ...
وكملت بحزم : أبببببببببببببدا , ما بيوقفونا ولا في محطة بيطيرونا على المدينة في نفس واحد , إحنا نبغى واحد من الشباب نلعب على راسه بكوفي ببقالة , هو لو واحد شايب كان نقدر نجيب راسه لكن الإثنين مع بعض مستحيييييييييييييييل ..
جاتهم هدى وقالت : أبوجاسم وأبوخالد بيركبون الجمس مع بعض , و عبد الرزاق بيسوق الجيب وعدنان معاه الفورد ..
**************************
: حط الشنطة بالطول , بالطول , بالطووووووووووول يالأثول ..
لف سامر وقال وهو يرمي الشنطة الرمادية القماش على السكة : يلا وريني بالطول كيف تجي يالأثول انت ..
شال ماهر الشنطة وحاول يدخلها في شنطة الجمس بالطول بالعرض ما جات , جا أبوهم وقال : ما خلصتوا الله يهديكم ..
وبحركة من يده حرك الشنطة الجلد السوداء على اليمين بزاوية محددة ودخل الشنطة الرمادية اللي من أول حايسين فيها , قالوا مع بعض بإعجاب : أووووووووووو..
ابتسم ومر من بينهم وهو يقول : يلا تحركوا ..
لفوا على عدنان المستند على سيارة أحمد الفورد وهو يلعب بجواله , صغر ماهر عيونه وهو يتأمله وقال : سامر , عدنان متغير ولا يتهيأ لي !! طالع كيف يطالع في الجوال ويبتسم ..
تلمس سامر خده وهو يقول : يكون عنده خوية زي ماجد ؟؟
ضحك ماهر وقال : متكشخ الأخ مسوي فيها واحد برستيج ..
لف عليه سامر وقال : طيب هو مهندس وبرستيج ..
: والله ؟؟ نسيت ..
: شكله بالغترة والعقال رزة ..
اتسعت ابتسامة عدنان وهو يصك الجوال ويرجعه لجيبه وهو يقول : هي توأم الشر تراني سامع كل كلمة تقولونها , يلا اتفقوا من بيمشي مع عبد الرزاق ومين معايا ,
قال ماهر : معليش إحنا ما نفترق , روح إنت مع عبد الرزاق وخلي الفورد لنا ..
ضحك وقال وهو يدخل الفور : إحلموا ..
كانت السيارات كلها واقفة في الحوش الواسع , جاهم عبد الرزاق وقال : how's with me ?? , هااااااا مين معايا ..
قال ماهر بتريقة : سامر بيكون معاك لأنه عنده قدرة على تحمل أمثالك , أنا مستحيل لأني تعبان وانت شكلك فايق ورايق تبغى سواليف , لو قعدت معاك بتصدع راسي وما بتخليني أنام ..
ابتسم عبد الرزاق وقال بهدوء وهو يروح لأبوه : as you wish ??
دقه سامر وهو يقول باستنكار : مااااااهر ..
قال ماهر يغير الموضوع وهو يأشر على أبوه اللي راح للدرج يساعد أمه على النزول : لا يفوتك قيس وليلى ..
ابتسم وقال وهو يتحرك لهم : الله يديم المحبة ..
ابتسم وهو يسمع رفض أمه الصارم إنه يمسك يدها وهي تقول : أبو خالد قالولك صرت عجووووووز ..
سلم على أمه وتبعه ماهر وعدنان اللي ما شافوها لأنهم جلسوا في الإستراحة اليوم اللي فات , وأول ما خرج فوج أسود من عند الباب غصب طالعوا ونزلوا روسهم على طول , قالت سلافة بحماس وهي تتقدم لهم : hiiiiiiiiiiiiiiiiiiii شباب ..
هي نحيييفة وقصيرة نوعا ما , فلمن وقفت وسطهم بانت قزمة , قال عدنان وهو يعدل عبايتها اللي انزلقت عن راسها : الناس تسلم أول ..
قالت السلام وتابعت : أنا بروح مع daddy ...
قال ماهر بتريقة وهو يقلد صوتها : أنا بروح مع daddy ..
وكمل بصوته : والله مهي لااااااااايقة , تراكم يالسعوديات نياق لا جمال ولا شي , بالله الدلع حلو على الناقة ...
قال أبوه بهدوء : ترى النياق تجيب جمال ..
ضحك سامر وقال : خخخخخخخخخ جمل ..
قاله ماهر بغيض : وأخو الجمل يا ذكي ..
ضحك عدنان وقال : أقول تحركوا من هنا يلا ..
وراحوا للسيارات , سأل عبد الكريم وهو يطالع في البنات : وين سحر ؟؟
تقدمت منه سحر وقالت : السلااااااااام عليكم ورحمة الله وبركاته .
وسلمت على يد أبوها وراسه , قالت حنان بغيرة : ترى توك كنتي متنصبة عنده وقت الفطور ومسلمة عليه ..
بعدت عن أبوها وقالت : ما دام أم خالد بدأت غيرتها أحسن لي أتراجع ..
ضحك أبوها وراح للجمس ..
دنقت ريم على العنود وهمست : بنت عنيدي , أخونها يخبلووووووووون , اش هالوسامة ؟؟
قالت العنود وهي حايسة في تفكيك سلك سماعتها اللي نشب في شنطتها : طيب انتي منتي شايفة جمال خالتي حنان وبناتها , لازم يطلعون العيال حلوييييين ..
: كلهم كووووووم وعدنان كوم ثاني , اش الجمال اللي فيه ما شاء الله ..
رفعت العنود عيونها وطالعت في عدنان ورجعت تصلح سماعتها بصمت وهي تنزل درج المدخل , جاتهم الهنوف ومعاها شنطة صغيرة فيها ثلاجات القهوة ..
قالت سحر لأمها قبل ما تتحرك للبنات : أمي ترى أنا والعنود والهنوف والشغالات بنركب في الجيب , انتي وخالتي هدى معاكم البندري وريم سلافة ..
قالت أمها وهي تدور في شنطتها : طيب زي ماتبغون , أهم شي ناديلي أخوك , ناسي حبوبه الفالح ..
أشرت لسامر وراحت للبنات اللي وقفوا نهاية الدرج بانتظار ركوب السيارة , جا لأمه اللي ناولته علبة الحبوب الصفراء وهي تقول : لا عاد تنساها ..
حس بإحراج من صوت تصادم الحبوب بسطح العلبة و اللي كان عالي , لف خوف أحد شاف العلبة واصطدم بصره بالعيون اللي لا يمكن ينساها , فرصعت العنود عيونها في ريم وقالت بحزم : سوري لو على قص رقبتي ما حأتنازل عن ثلاجة القهوة بالهيل , مستحيل , تبغون اللي بالزنجبيل خذوها ..
ولفت وجهها بعناد عن ريم اللي تحاول فيها بشتى الطرق إنها تتنازل عن الثلاجة لها هي والبندري ..
انتبهت له , كان واقف جنب أمه اللي تكلمه , ثوب وشماغ وعقال , شكله كان متغير 180 درجة لكن الندبة الغريبة نفسها هي اللي أكدت لها إنه هو , لمن انتبهت إنه نظراته عليها صرخت بداخلها ~ يمممممممممممه شكله عرفني , يا خرااااااااااااااااااااابي ~ بلا شعور تحركت على جنب شوية شوية شوية إلين اندست ورى سحر , لفت سحر باستغراب على العنود اللي لاصقة فيها ورجعت لفت على النقطة اللي كان بصرها متجه لها فشافت سامر منزل راسه وهو يحاول قدر الإمكان إن ما يخلي أمه وسلافة يلاحظون ابتسامته اللي غصب عنه كانت ترتسم على شفايفه , رجعت لفت على العنود لقيتها تلعب في طرف كم عبايتها بصمت ..
سحبتها على جنب لمن بدأوا يركبون السيارات وهمست تسألها بجدية : عنيدي يالدب اش اللي صار بينك وبين سامر في الاستراحة ..
انصدمت العنود من سؤالها فقالت : اش ذكرك بالموضوع هذا دحين ؟؟
رصت يدها وقالت بجدية : قوليلي ..
قالت العنود بضحكة : الله يخرب بيتك على هالنظرة الجادة , تقابلنا و أنا رايحة أجيب الباسرة من المخزن هذا اللي صار ..
استغربت لمن قالت سحر بصدمة : بــــــــــس ..
هزت أكتافها وقالت وهي تستغفر جوتها كذبها وإخفاءها لنص الحقيقة : بس ..
وسحبتها وهي تقول : اتحركي بسرعة قبل ما يهزؤننا ..
طااااااااااااالع عدنان في سامر بصمت ونقل بصره للعنود اللي ماشية مع أخته , وبعد تفكير تحرك من جنب الفورد وراح لسامر الواقف عند باب الجمس يكلم أبوه اللي جلس جنب أحمد اللي أصر على السواقة وقال وهو يحط يده على كتفه : خلاص روح انت مع ماهر وأنا بأركب الجيب ..
استغرب سامر تراجعه عن كل التخطيطات لكنه ابتسم وقال : على أمرك ..
ولف على أبوه وقال : في أمان الله أبوية , عمي أحمد هالله هالله بالسواقة الزينة , قول دعاء السفر ولا تشغلون أغاني و مو تروح تتسابق مع اللي في الخط ..
ضحك أحمد وقال : أنا اللي مفروض أقولك هالكلام ..
غمز له سامر وراح عشان يسوق الفورد , فتح عدنان باب الجيب ودخل على صوت العنود وهي تقول بحزم : لو ما مريت على الكافتريا اللي عند محطة الشرقية بآكلك سامع تراني جيـ..
وانكتم صوتها لمن جلس بجثته العريض في المقعد المجاور لعبد الرزاق , لفت العنود على سحر وهمست : دحين أخوك بيقول عني مفجوعة أكل و فوقها آكلة لحوم البشر ...
كتمت سحر قهقهتها وقالت : صراحة ما ألوم عدنان لو قال هالكلام , أنا خفت منك وتقولين آكلك , حسيتها طالعه من قلبك ..
قالت بتريقة : ما ألوم عدنان , من فين جبتم هالاسم عدنان ؟؟
وقامت تغني بهمس مقطع من مسلسل عدنان ولينا : عدنان يتحدى التعالي , عدناااان عدناااااااان ..
ضحكت سحر ودقت الهنوف أختها اللي جالسة في الوسط بكوعها وهي تهمس : صوتك واضح يالخبلة يالمتخلفة ..
غطت العنود فمها وهي تهمس : الله لا يفضحنا ..
قالت سحر : ما عليك منه متعود على التريقة باسمه , عارفه إن اسمه على اسم الدكتور اللي ولد أمي قيصري , هو الوحيد فينا اللي جات ولادته قيصرية ..
قالت العنود بتفهم : عشااااااان كذااااااااا طالع أبر واحد بأمه , لأنه عذبها وقت الولادة ..
همست الهنوف بسخرية : وانت اش دراااااك إنه أبر واحد ..
قالت بصوت عالي مستنكره التكذيب والسخرية في لهجة الهنوف : خالتي حنان قالتلي يوووووو ..
ضربوها الثنتين فحطت يدينها على فمها يعني بتسكت نهائيا ووصل لمسامعها صوت زفرة الطفش والضيق من عدنان , صرخت بداخلها وهي تفتح جوالها لمن رن برسالة ~ تراااااااااااب في وجهك يالبارد الجامد يا لوح السبورة الغليس يالـ ~ وسكنت كل أفكارها لمن شافت الرسالة اللي قدامها ..
***************************
في نفس الوقت في ماليزيا :
الساعة 11.30 قبل الظهر في بينانغ :
فتحت عيونها على صوت قربعة في المكان , قامت بسرعة من السرير اللي ارتمت عليه بتعب بعد ما خرج جاسم من عندها بعد الفجر وطالعت لقيت جاسم مصفف الشنط جنب الباب , لف عليها وقال بهدوء : رحت سويت حجز سريع من هنا على كوالا , نص ساعة وتقلع الطيارة عشان كذا لازم نستعجل , المطار اللي هنا دولي بس مافي رحلة قريبة لجدة , بنروح لكوالا ومنها مباشرة لجدة اليوم في المسا رحلتنا على الساعة 6 المغرب ..
طالعت في ساعتها و انصدمت , يعني أقل شي 5 ساعات ويكونون في مطار كوالالمبور عشان يلحقون الرحلة , متى بيروحون من بينانغ لكوالالمبور ومنها على جدة , كان نفسها تقوله إنها تبغى تشتري الهدايا اللي ناقصتها بس عرفت إنه الوضع أبــدا مو مناسب ~ الله يسامحك يالبندري ~ قامت وقالت بهدوء : إن شاء الله , الله يقدم اللي فيه الخير ..
ولمن ما رد عليها بكلمة ثانية , سحبت نفس عميق وهي تقول بداخلها ~ الله يعين , بداية نهااااااااااااااااااااااا اااااار طوييييييييييييييييييييييي ييييييييييييل , عسى بس ما أضيع هالمرة كمان في واحد من المطارين , لو ضعت بأحقق الرقم القياسي وبيلقبوني بالعروس الضائعة ~ ..
***********************
خط جدة المدينة السريع :
بعد مرور ساعة ونص على بداية الرحلة :
شغل المسجل فصدحت صوت أغنية الهيب هوب وخرقت سكون السيارة , التفت عدنان له وقال : رزوق , صك ..
لف عبد الرزاق بوزه وقال وهو يصك المسجل : تراك طفش ...
ابتسم عدنان وحط كوعه على المسند اللي بين مقعدينهم وهو يقول : شغل أي شي غير الأغاني ..
دق كوعه بشي , التفت وانصدم لمن شاف جزمة رياضية مستندة على المسندة , انتبهت العنود اللي مغمضة عيونها لشي دق رجولها , فتحت عيونها وسحبت رجولها بسرعة وقالت بهمس من بين أسنانها بغيض : يالفشششششششلة , أنا اش بي مع عيال عمي عبد الكريم ..
ابتسم عدنان واتكى ومسح ابتسامته وهو يفكر بابتسامة سامر اللي لمحها وهو يطالع في العنود ~ يكون بدأ يفكر فيها , ابتسامته كانت ........ غريبة , اش حسوي لو طلع يبغاها ؟؟ لا لا , أتوسلك يارب لأني ما حأقدر أخليه يتقدم لها وأنا أعرف إنها .... الله يلعن إبليسك يا العنود , اش تبغين تسوين فينا ؟؟ ~ طالعت العنود بغيض في يده المستريحة على مكان رجولها المفضل ودنقت على سحر وقالت بهمس : ودي أفجر أخوك ..
ضحكت سحر والتفت لها باستنكار وهي تسأل : ليش ؟؟
قالت بقهر وهي تربع : استحلى مكان رجولي المفضل بلا اهتمام ..
قالت الهنوف : وانتي ما تقدرين تجلسين زي الأوادم حتى لو فيه رجال غريب في السيارة ؟؟..
تأملت سحر العنود اللي تناقش الهنوف بغيض ورجعت طالعت في عدنان اللي قدامها ~ يكون غلطنا لمن عرضناها على عدنان وسامر , الله يسامحك يا أمي ليش عرضتيها على سامر قبل ما نتأكد من عدنان , يا خوفي الإثنين يفكرون بها , لا لا , عدنان قال بصريح العبارة إنه ما يبغاها , بسسسسسسسس , ليش طلب من سامر يغير مكانه ؟؟ يارب ارحمني ~ انقطعت أفكارها لمن سمعت العنود تهمس من بين أسنانها لأختها : ترى والله حشرانة يعني شوية وأسويها هنا ..
همست الهنوف : رخخخخخي صوتك يالفضيحة , اش تبغينا نقول لرزوق , العنود حشرانة وقف في أي بر ..
بالقوة كتمت سحر ضحكها وهي تهمس : بزرة انتي , ليش ما رحتي الحمام قبل مانطلع السيارة ..
لفت عليها العنود وهمست باستنكار : هو بكيفي , دخلت وما جا شي , ودحين حشراااااانة ..
لف عبد الرزاق على كلمتها الأخيرة اللي طلعت عالية فجأة وقال بصدمة : حشراااااانة noooooooooow , من وين بألقى محطة دحين ؟؟
حست العنود بالدنيا تنهار حولينها وبجسمها يشتعل من كثر الفشلة , غاصت في مقعدها وغطت فمها بيدينها وسحر والهنوف غارقات في الضحك , حمحم عدنان عشان يمنع ضحكته اللي بتخرج غصب عنه وهو يحط نفسه مشغول بتعديل شماغه , قال عبد الرزاق بلا اهتمام وهو يخرج جواله : كم مرة قلنالك روحي الحمام قبل الرحلات ؟؟ روحي الحمام , روحي الحمام , كل مرة تسوين فينا كذا ..
قرصته من ورى المقعد عشان يسكت لكنه طنشها وهو يدق على أبوه , شويه وسمعته يقول وهو مهو مهتم بقرصاتها : hi dad , بنتك الخبلة كعادتها تبغى حمام يعني وقفوا في أقرب محطة ..
غطت وجهها بيدينها وهي تصرخ جوتها ~ لاااااااااااااااااااااااا اا , يارب اش الفشايل اللي أنا فيها ~ وضربت بأكواعها سحر والهنوف اللي مهم قادرين يوقفون ضحك وهي تهمس : بس انت واياها ...
مسحت سحر دموعها وقالت : والله إنك فضيحة عالمية ..
طالعت العنود في عدنان اللي جالس بهدوء قدام وهمست بغيض : تتريقين يالدب , يا فشلتي قدام أخوك ..
لمن بدأت السيارات كلها تلف للمحطة سألت هدى زوجها : اش فيه ؟؟
قال بابتسامة : هو في غير العنود وحركاتها الغريبة ..
قالت البندري بصدمة : لا تقولون حمام ..
ضحك الكل لمن قال أحمد : هو في غير الحمام معذب أختك ..
لمن تباطأت حركة السيارات وقفت الفورد من جهة عبد الرزاق وفتح ماهر القزاز وسأل وهو مرجع راسه على ورى عشان سامر المنحني يطالع لهم بفضول : اش عندكم موقفين ؟؟
قال عبد الرزاق بلا اهتمام وهو يأشر على ورى : عندنا حالة طارئة , وحدة بتفرغ التانكي ..
شهقت العنود وبلا شعور مدت يدها من ورى وضربته على راسه بكل قوتها , قهقه ماهر وسامر وقال ماهر بصوت عالي وهو يصك قزازه : تستاهل ..
حك عبد الرزاق راسه وهو يوقف السيارة جنب المسجد الصغير و قال : shit , متأكدة هذي يد مو عصا , أخرجي وأخلصي ..
رصت شفايفها وهي تحس دموعها شوية وتنزل , عقدت يدينها قدام صدرها وقالت بصوت مخنوق : ما أبغى ..
فتح عدنان الباب وخرج يعني يعني رايح لأبوه اللي خرج يحرك رجوله , قال عبد الرزاق : عنيدي ما فحالنا لدلعك ..
غطت وجهها وانفجرت تصيح فجأة , شهقت سحر والهنوف بفجعة والتفت عبد الرزاق وهو يقول بصدمة : انت من جد تصيحين ؟ بنت , عنيدي ..
والتفت أكثر وهو مهو مهتم بسحر اللي انكمشت ولصقت في الباب بحرج , بعد يدين العنود وهو يقول : عنيدي ..
و رفع غطاها وهو يطالع فيها بتساؤل , مسحت دموعها وهي تقول بصوت باكي : ما أبغى أروح الحماااااااااااام ..
ضحك من قلبه وضرب جبهتها وهو يقول : قومي روحي عشان ما توقفينا مرة ثانية ..
طالعت فيه من بين دموعها وقالت بعتاب : يعني كان لازم تفضحني كذا ؟؟ وبصوت عالي كمان , اش تفرغ التانكي ؟؟ سيارة قالوا لك !! ..
ورجعت تصيح , قالت الهنوف وهي تمسح ظهرها : بنت اش فيك صايرة حساسة ؟؟ ويعني تبغين الحمام !! عادي كل البشر يروحون الحمام ..
مسحت دموعها بقفا يدينها وقالت بعصبية : ما أبغى حمااااااااام , لا عاد تقولون حمام , ما أبغى أسمع هالكلمة خلاااااااااص ..
خرج عبد الرزاق من السيارة وراح لأبوه وسحر والهنوف يحاولون يهدون العنود اللي كان بكاها غير طبيعي ..
وقف عبد الرزاق عند سيارة أبوه واتكأ على الباب وقال : بنتك تصيح تقول ما تبغى حمام ..
ابتسم أحمد وقال بعدم تصديق : رزوق مو وقت المزح ..
قال ببرود : والله جالسة تصيح ودموعها مغرقة السيارة ..
فتح أحمد الباب وخرج بسرعة و سلافة وريم والبندري يطالعون فيه بفضول من القزاز وهو رايح للجيب , سألت البندري بخوف : اش فيها العنود ؟؟
هزوا البنات أكتافهم وهم ودهم يعرفون اش صار ..
فتح أحمد الباب ونزلت الهنوف وهي تقول بخوف : ما أدري اش فيها مهي راضية توقف صياح ..
مد أحمد يده وسحب العنود من ذراعها وخرجها وهو يسأل : عنود أبوية اش فيك ؟؟
شهقت العنود وهي تقول من بين دموعها المغرقة نقابها : ما أبغى الحمام ..
ضمها بقوة وقال : وليش الصياح ؟؟
زاد صياحها لمن حست بحضن أبوها وضمته بقوة وهي مهي عارفة سبب دموعها ..
سأل ماهر وهو يطالع في المنظر من بعيد : اش فيها أختك تصيح ؟؟
التفت له عدنان وسامر باستنكار وهم يقولون في وقت واحد : ماهر !!
وطالعوا في بعض , نقل ماهر بصره بينهم وسأل : أنا اش قلت ؟؟
ما التفت له أي منهم وهم يطالعون في بعض بصمت , نزل سامر عيونه بعيد عن نظرات عدنان المتفحصة وقال : بأروح للبقالة ..
وتحرك بسرعة , تبعه عدنان بنظراته , طالع ماهر في عدنان وسأل بهدوء : اش عندكم انتم الإثنين ؟؟
قال عدنان بهدوء : ولا شي ..
وخرج جواله وجلس يلعب فيه ..
↚
وبعد ما ركبوا السيارات .......
: طيب , ومتى نبطل هالنظرات ؟؟
قال ماهر وهو يريح ظهره على باب السيارة أكثر : لمن تقول اش سبب النظرة الغريبة اللي تبادلتوها إنت وعدنان ..
لف سامر بصره عن الطريق وطالع في ماهر الملتفت له بكامل جسده وهو حاط رجله اليمين فوق الدرج الأمامي وطاوي رجله اليسار كإنه قاعد في قهوة , رجع لف على الطريق وهو يزفر بضيق ..
ابتسم ماهر اللي كان عارف إنها زفرة الاستسلام وقال بهدوء : هيا , كلي آذان صاغية ..
دلك سامر رقبته وهو يقول : إنت فاكر حكاية العنود وإنه أمي تبغاها لواحد فينا ..
ضحك ماهر وقال بتريقة : إي فاكر البنت الأسطورة اللي انعرضت على الأخوين , زين اللي مملك لو ماكنت مملك كنت واحد من المعروض عليهم ..
قطب سامر حواجبه وقال : وليش تقولها بهالطريقة !! ..
ذابت ابتسامة ماهر واعتدل بسرعة وهو يتفرس في وجه سامر اللي لف عليه وهو يسأل : اش فيه ؟؟ اش بك ؟؟
سأله بطريقة مباشرة : إنت تبغاها ؟؟
التفت له سامر وهو يقول بصدمة : لاااااااا , قصدي ..... , انت ليش تسأل هالسؤال ؟؟
قطب حواجبه بتفكير وقال : أشوفك تضايقت من كلامي ..
لف على الطريق وقال بضحكة متوترة : لا , لا تضايقت ولا شي , يتهيأ لك , كله من الآذان الصاغية اللي طالع لي فيها , ما أدري من وين سارق هالتعبير ..
وساد صمت طوييييييل ما يخترقه إلا صوت تيار الهوا الصادر من المكيف مختلط بصوت اهتزازات السيارة اللي تطوي الطريق بسرعة رتيبة , كان ماهر يتأمل سامر وسامر مركز بصره على الطريق , قطع سامر الصمت وهو يهمس بدون ما يلتفت لتوأمه : حتى لو أبغاها , عم أحمد ما بيوافق وهو يعرف ماضي و هي ما بتوافق علي ..
وبعد خمس دقايق صمت التفت لماهر اللي ما عقب على كلامه , شاف ماهر في عيونه ألم ورجاء إنه ينكر هالكلام , طااااااااالع فيه ماهر بعدين همس بصدق : هو إحتمال كبير إنها ما توافق بنسبة 90 % ..
وابتسم وقال بتفاؤل : لكن إنت ما حتعرف هالشي إلا لمن تتقدم , ومن ناحية عم أحمد لا تخاف , هو عارف وفاهم كل شي , وما أظن إنه إنسان متحجر لهالدرجة ..
هز سامر راسه وهو يقول : مافي أب بيرمي بنته على واحد مدمن ..
قال ماهر بإصرار : كااااااااان مدمن , إنت لك سنة و ثلاث شهور وثمان أيام من خرجت من المستشفى واللي كنت فيها سنة كاملة تتعالج من الإدمان وآثاره , سـنـة و انت كان ممن تخرج من بعد 5 شهور لكنك أصريت تكمل وتجلس إلين تتأكد إنك سليم تماما , سويت أعمال تطوعية وحضرت تدريبات جسدية ودورات تعليمية , جاهدت سنة كااااااملة وخرجت وإنت بشهادة الجميع خالي من كل شي , وفوقها هالمدة وكلها ما حاولت فيها ترجع للمخدرات ولا حتى دخنت سيجارة وحدة ..
ولمن شاف صمت سامر قال بغيض : سامر اللي صار كان غصب عنك , محد يلومك على اللي صار ..
لف عليه وقال من بين أسنانه بوجع : أنا ألوم نفسي ..
ورجع طالع في الطريق , شاف ماهر رجفة في أطراف شفايفه وانتبه إنه يدينه قابضة على الدركسون بقوة لدرجة بيضت مفاصل أصابيعه , قال بهدوء : سامر جنب عشان أبادلك ..
همس : ما يحتاج ..
ابتسم ماهر وقال : أقول جنب ..
لف سيارته بحدة لليسار وضغط الفرامل بكل قوته لمن دخلت السيارة الطريق الترابي , ثار التراب حولين السيارة من قوة التوقف وخرج منها بسرعة قبل ما تتوقف تماما وصفق الباب بقوة ....
خفف سرعة الجيب فجأة وبدأ يوقفها وهو يقول : أوووووووو , الفورد stoped ..
طالع عدنان في المراية الأمامية لمن سمع كلمة عبد الرزاق ورجع طالع من المراية الجانبية , ولمن شاف سحابة التراب وواحد من التوأم واقف وسطها بعد ما خرج من السيارة , خرج جواله ودق على ماهر , التفتت سحر على ورى وهي تقول بهمس : اش بهم ؟؟
ولفت معاها العنود وهي تقول : يمكن يبغون حمام ؟؟
قالت الهنوف بتريقة : ليه على بالك العنود ؟؟
لفت عليها العنود وضربتها وهي تقول : حمارة لا تتريـ ..
وقطع كلامها صوت عدنان وهو يقول : السلام عليكم , اش فيكم وقفتم ؟؟
وقطب حواجبه وهو يسأل : ليــه سامر في شي ؟؟
جلست العنود باعتدال في مقعدها وتقدمت سحر من مقعد أخوها عل وعسى تسمع شي من اللي يقوله ماهر لعدنان اللي قال : آآآآه , زين , يلا مع السلامة ..
وصك جواله ورجعه لجيبه وهو يقول : تعب ويبغون يتبادلون الأماكن ..
دقته سحر من ورى وهي تسأله بهمس : عدنان , سامر تعب من إيه ؟؟
قال باختصار ومن دون ما يلتفت وهو يأشر لعبد الرزاق يكمل طريقه : ما سألته ..
خرجت سحر جوالها ودقت على سامر ..
بعد ما اعتدل سامر في جلسته وصك الباب رن جواله , طلعه وطالع في الشاشة وحس بسكاكين تنغرز في قلبه وهو يشوف اسمها ( الحنونه ) , زفر ورد وهو يقول : هلا ..
سألته بدون ما تسلم بصوت خايف : سامر , تعبان من إيه حبيبي ؟؟
ضغط عيونه بإبهام وسبابة يسراه وهو يقول : شوية صداع ..
: عندك بندول ولا أعطيك , يمكن ما أخذت دواك ولا ...
قاطعها بهدوء : سحر ما فيني إلا العافية ..
سألته بشك : متأكد ..
ضغط عيونه أكثر وهو يقول : 100 % , يلا انقلعي ..
وصله صوتها المتضايق وهي تقول : مالت عليك , الحق علي اللي أفكر فيك , مع السلامة ..
وانصك الخط , ساب الجوال ينزلق من يده ويطيح في حضنه وهو يغطي وجهه بذراعينه , بلع سامر ريقه وسأل بمرح مصطنع : المشعوذة أكيد ..
همس سامر : هو في غيرها مشيل نفسه الهم , آآآآآه ليه لازم تعذبني ؟؟..
زفر ماهر وقال بعد تردد : سامر , سحر عارفة إنك لمن ... لمن ....
قال بألم من دون ما يبعد يدينه عن وجهه : لمن اعتديت عليها , لمن اعتديت على أختي ..
قال ماهر يبرر له : كنت منته بوعيك وقتها ..
نزل مقعده ولف عنه وأعطاه ظهره وهو يقول : حتى لو , هذي أختي , تحسبني ما ألوم نفسي كل ما شفتها وكل ما جات عيني في عينها ..
مد يده وحطها على كتف توأمه ومسدها وهو يقول : هي ما تلومك , ليش انت تعذب نفسك ؟؟ بعدين إنت كنت بتعتدي عليها والحمد لله ما صار شي ..
همس بوجع وهو يضرب الباب بقبضة يده المكورة ضربات متتالية : هذا لأن ربي ستر و جيت , لو ما جيت كان .....
قاطعه بحزم : لو تفتح عمل الشيطان , قول الحمد لله على قضاء الله وقدره ..
وقف عن الضرب وهو يقول : الحمد لله , الحمد لله , الحمد لله ..
قعد يرددها ويستغفر وهو يحس بالوجع اللي في قلبه يكاد يقتله , كان يحب لحظات وحدته مع ماهر لأنه هو الإنسان الوحيد اللي يقدر يبين ضعفه وألمه قدامه , عند أهله وبين أخواته يمزح ويضحك عشان يبين لهم إنه ما تغير , إنه مازال سامر القديم قبل الإدمان , لمن ينسى موضوع إدمانه يعيش لحظات هدوء وراحة بال لكن من يوم يتذكر يحس بروحه تنازع جسده عشان تخرج منه من كثر الألم ...
*****************************
وقف عند باب غرفة المعيشة وهو يطالع فيها , كانت جالسة قدام التلفزيون حاطة رجل على رجل وقاعدة تقرأ مجلة بصمت , التفتت سحر لمن حست أحد يراقبها , ابتسمت وقالت وهي تحط المجلة على الطاولة وهي تقوم : هلا الله , وينك يا وحش ؟؟
ووقفت في نص طريقها لمن شافت عيونه الغريبة , قال بصوت ثقيل : أبغى فلوس ..
هزت راسها بحزم وقالت : ما عندي فلوس , المرة اللي فاتت أعطيتك لأنك وعدتني إنك تروح و تتعالج ..
جال بنظراته عليها وهو يقول بسخرية : أعطيني دحين وأروح أتعالج بعدها ..
حست سحر بالخوف من نظراته ~ هذا مو سامر , هذا مو أخوية اللي أعرفه , ياربي ارحمه يارب , سامر فوق لنفسك , فوق ~ تراجعت وجلست مكانها ومسكت مجلتها وهي تقول : ما عندي فلوس ..
لمن سمعت صوت خطواته تقرب حست بخوف وهي تفكر إنه مافي أحد في البيت , أمها عند جدتها وأبوها مسافر و سلافة نايمة وماهر في رحلة من رحلاته , ماحركت بصرها عن المجلة وهي تقلب صفحاتها بتوتر , كانت عارفة إنه صاير عنيف هذي اليومين بشكل مو معتاد منه , وقف قدامها و حط يده على كتفها وسأل : ما عندك 50 ريال ؟؟
ماحركت بصرها عن المجلة وهي تقول : ولا ريال ..
وحست بجسمها كله يقشعر لمن مرر يده على خدها , رفعت بصرها له بخوف ما قدرت تخبيه وهي تهمس : سامر قلت لك ما عندي ..
الابتسامة اللي على وجهه خلت قلبها ينط لحلقها من الخوف , قامت بسرعة وهي تبعده وتحركت رايحة لغرفتها , مسك معصمها وشدها وهو يقول بصوت ثقيل مرعب : فين رايحة ؟؟
ضمها لصدره ضمة غريبة ما تشبه احتضانه الأخوي اللي اعتاد يمازحها به لأنها ما تحب أحد يضمها , شهقت ودفته بعيد عنها وهي تقول : سيبني ..
حط يده ورى رقبتها وسحبها بقوة خلتها تصرخ بصدمة لمن استوعبت اللي يصير : سامر لاااااااااااااااااااا ..
ضربته بقبضاتها وهي تحاول تتملص من يدينه لكنه رغم نحفه اللي زاد في الفترة الأخيرة كانت يدينها زي اللي تضرب الصخر , اختل توازنها من قوة دفعها له و مالقيت نفسها إلى وهي مرمية على الكنب , لمن شافته منحني عليها صرخت ودموعها تذرف : سامر أنا سحر , أنا أختك , سامر لاااااا ..
ولمن حست يدينه تقبض على قميصها صرخت وهي ترافس بكل قوته : لاااااااااااااااااااااااا ااااااا , لااااااااااا , سامر حرام عليك , أميييييييييييييييييييي , أبويــــــه , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آه ..
ولمن حست بأنفاسه صرخت من أعماقها : لاااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااا ااااااااا ...
أول ما فتح ماهر باب الفيلا بدأ يحل ربطة عنقه وهو طفشان , ولمن وصل له صرخات سحر طاح الجوال والمفتاح من يده وهو يجري للدور الثاني وهو ينقز الدرجات اثنين اثنين , أول ما وصل لغرفة المعيشة صرخ : سااااااااااااامر ..
وجري ومسكه مع أكتافه وجره عن سحر , وأول ما وقف كور يده ولكمه بكل قوته على وجهه وهو يصرخ : يااااااااااااا حقيـــر ..
ولمن انطرح سامر على الأرض صرخ فيه بغيض : اطلع برااااااااااااااااااااااا ..
ولف على سحر اللي جلست وهي تضم أطراف بلوزتها اللي تقطعت أزرارها وهي تصيح من قلبها , جلس جنبها وضمها وهو يقول : سحر ..
دفته وهي تصرخ : لا تلمسنيييييييييييييييييييي يي ..
مد يده ومسد شعرها المبعثر بفوضوية وهو يهمس : أنا ماهر , سامحيني يا سحر , سامحيني ..
طالعت فيه من بين دموعها بعيون زايغة وانتبهت من لبسه إنه ماهر , غطت وجهها بيدينها وهي تصرخ : ماااااااااااااهر , ماااااااااااهر , سامر , سامر ..
ضمها وهو يهمس : شششششش فاهم , فاهم ..
والتفت لوراه ومالقي سامر , زفر ومسح على شعرها وهو يسأل بخوف : سوا لك شي ؟؟
هزت راسها بلا وصياحها يزيد , جلست حول الربع ساعة وهي تصيح في حضنه بلا توقف بعدها رفعت وجهها وطالعت وراه وقالت بصوت مخنوق وهي تمسح دموعها : سامر , روح شوف فينه ..
قال : ما أقدر أسيبك وانتي كذا ..
قالت بحزم : أنا مافيني شي , روح شوف فين راح , لازم نوديه للمستشفى ..
طالع فيها بخوف , قالت برجاء : إذا تبغى راحتي روح شوف فين سامر ..
قام بسرعة وراح غرفته غير بذلته ولبس أول ثوب لقيه وخرج مالقيها في غرفة المعيشة فراح لغرفتها ووقف عند الباب للحظة وتحرك بدون مايدق الباب , كان قلبه ينبض بقوة مخيفة وجسمه كله يرتجف من الخوف والوجع ~ ليه يا سامر وصلت نفسك لكذا ؟؟ ليييييييييه ؟؟ ~ رفع جواله بيتصل في اللحظة اللي دق فيها ( عديل الروح ) حس بوجعه يزيد وهو يرد على سامر اللي صرخ فيه بصوت مخنوق : ماهر تعال بسرعة , أحتاج جرعة و ما عندي فلوس ..
قال بحزم : سامر إ...
قاطعه سامر بقهر : ما عندي فلوووووس ...
وتبعه بكااااااااء قطع قلبه , غمض عينه وسأل بألم : إنت فينك ؟؟
ومن وسط بكاه وصله صوته المحروق وهو يقول : أنا عند عماد تعال بسرعة , إلحقني ..
وانصك الخط , طالع في الجوال ودق بسرعة على أول شخص جا في باله ( توأمنا ) , أول ما رد الشخص قال ماهر : صقر أنا عند بيتكم أخرج بسرعة , سامر في حي الـ ..... أحتاجك عشان نوديه غصب عنه للأمل ...
ووقف سيارته قدام فيلا عمه , خرج صقر في لمح البصر وهو شايل شماغه في يده ويده الثانية جواله ومحفظته و ثوبه مهو مزرر , دخل السيارة وقال وهو يلهث : بنروح له دحين ..
لف على ولد عمه اللي في نفس عمرهم وقال وهو يضغط على البنزين ضغطة قوية : إيوه , حاله استفحلت بشكل فضيع ..
زرر صقر ثوبه وهو يسأل : لييييييييه ؟؟ صار شي ؟؟
انعصر قلب ماهر وهو يتذكر المنظر اللي شافه وهز راسه وهو يقول : حاله استفحلت وبس ..
فك صقر شماغه الملفوف حولين مسدس حطه في جيبه و رمى الشماغ وهو يقول بضيق : نسيت الطاقية ..
وجلس يطالع في الحواري الضيقة الترابية اللي دخلتها السيارة وهو يتحسس المسدس اللي في جيبه , قال ماهر بتوتر : إن شاء الله ما نحتاج المسدس , حطه تحت المقعد ..
قال صقر بهدوء : معليش مسدسي ما حيتحرك من جيبي , جايبني في أخص حواري الرياض واللي كلها مروجين ومهربين وما تبغاني أمسك مسدس ..
وقف السيارة عند زوق ضيق ما يكفي للسيارة وقال وهو يخرج : أظنه من هنا ..
خرج صقر وهو حاط يده جوة جيبه , مشيوا في الممر الترابي المظلم بتوتر , وصلتهم أصوات غريبة , خرج صقر مسدسه بسرعة وهو يحاول يركز على المنظر اللي يشوفه , ومن البعيد شاف ماهر المنظر وتوضحه حس بكل خلاياه توقف عن العمل للحظة وهو يشوف السكين اللي عكست ضوء الشمس تهوي على وجه سامر اللي صرخ وهو يطيح على ركبه , انتبه لحظتها للي حوله , صرخ بكل قوته وهو يرفع طرف ثوبه ويجري : ساااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااامـــــــــ ـر لاااااااااااااااااااااااا اااا..
لمن رفع له سامر وجهه المقطوع المسود من كثر الدم قبل ثانية من طيحته على الأرض حس بقلبه يوقف من شدة نبضه , رص رجوله على الأرض عشان يقدر يوقف بسبب سرعة , ثار الغبار و لصق في وجهه الغرقان دم , انحنى على ركبه ورفعه , لمن شاف وجهه ضمه بخوف وهو يحس بدفء في صدره من حرارة دم سامر الغزير , ولمن غمضت عيونه وتراخى جسده صرخ ماهر : لاااااااااااااا , ياربي أتوسل إليك لا تاخذه , لاااااتاااااااااخذه , ياربي خلي ليه , خلييييي ليه , سامر لا تموت وتخليني لوحدي , سااامر , يا ويلك لو مت , سامر , ساااااااااااااااامـــــر..
هزه صقر المفجوع وهو يصرخ : ماهر استغفر ربك ..
لف عليه ماهر وهو يهتف من بين دموعه : صقر حمووووووووت , لو مات حموت وراااااااااااه , ساااااااااااااااااامر لااااااااااااااااااااا ..
حط صقر المسدس في جيبه وسحب سامر من بين يدين ماهر وهو يصرخ : لو قعدت عاصره كذا وتندب اللي صار بيموت , تحرك نوديه مستشفى , مااااااهر تحــرك..
زفرت سامر خرجت ماهر من ذكرياته المرعبة اللي حاول يتناسها من فوق السنتين , التفت لسامر وابتسم وقال : يلا قوم , تراك طفشتني وجبت لي الملل , لو إني رايح مع رزوق ولا عدنان كان أصرف لي ..
قام سامر وعدل مقعده وقال بعد صمت : ما ينفع الندم ..
وابتسم ابتسامة واسعة وهو يقول : نلعب لعبة الشعر عشان ما تقول إني ممل ..
ضحك ماهر وقال : يلا ..
حك سامر شعره وقال : لا تحسبن رقصي بينكم طربا فالطير يرقص مذبوحا من الألم , ميم ..
ضحك وقال بعتاب : مالقيت إلا هالبيت اللي أكرهه , ميم , ميم آآآآآآه , يجي نبطي ..
: يجي ..
: ملعون أبو العشق دام العشق دلّعها لاصارت البنت تامرنا وتنهينا
تجزم على الراي والكلمه وتقطعها وحنا الرياجيل لا رحنا ولا جينا
نوووووووووووووووووون , الألف ماتحسب لأنها نهاية القافية ...
قهقه سامر من قلبه وقال : حلووووو ملعون أبو العشق والله شكل أروجو مسوية فيك التهاويل , بعدين لاتتفالح عارف القافية , نوقف بوجه العاصفـة ما مدانا يا نكسر العاصف بنا يا كسرنا , نون ..
شهق ماهر وقال : أهبوووووووو , مسرع ماجبت البيت , ما تفكر حتى ..
ضحك سامر وضربه وهو يقول : قول ما شاء الله ..
: ماشاء الله , نون , نون , نون , ياخي خلها على الألف أسهل ..
: انت اللي قايل مانحسب آخر حرف في القافية ..
: خلاص بطلت ..
: والله إنك , يلا طيب حرف الألف...
زفر وقال بطريقة الشاعر: أنا خايف ليا طاح الجمل تكثر سكاكينه
وأنا ماعاد بضلوعي مكان لطعنة السكين
مثل ماقالوا المكتوب واضح من عناوينه
لو ارحل منك للغربه بسافر من ظلامك وين؟
كفايه..كل حلم يمر برقادي تزورينه
كفاية..من تفارقنا..وأنا ما غمضت لي عين
قبل يومين شفتك بالمنام وقمت من حينه
ونمت أمس،ورجع نفس المنام اللي قبل يومين , نون ..
قال سامر على طول : نحن قوم لا توسط بيننا لنا الصدر دون العالمين أو القبر , راء ..
وكمل : تعال انت اش عندك على حامد زيد ما أخبرك تحب الشعر ..
حك ماهر شعره وقال : المدام تحب شعره وتوهقت وقلتلها حتى أنا واضطريت أحفظ شوية من قصايده ..
ضحك سامر وضربه على كتفه وهو يقول : الله يقطع سواليفك يالخبيل ..
: اشششششششششششش خليني أفكر في الراء , أما انت عليك حروف ..
قال بابتسامة حزينة : أبسط لك , رباه كفارتي عن كل معصيتي~أني أتيت وملءُ النفس إيمانُ , ألف ..
قال ماهر بسرعة وهو يضربه عشان ما يغرق في أفكاره : أنا الدر في أحشائه الدر كامن فهل سألوا الغواص عن صدفاتي , الله يخليلنا مادة النصوص , تاء ..
↚
ماليزيا الساعة 2 الظهر :
مطار كولالمبور الدولي :
بعد ساعة كاملة 40 دقيقة منها مسافة الطيران من بينانغ لكوالالمبور و20 دقيقة صمت فضيع قدام بوابة الرحلة المغادرة لجدة قررت تخترق الصمت أخيرا وقالت : جاسم ..
التفت لها بصمت , قالت بهدوء وهي تطالع في لوحة الرحلات المغادرة : باقي تقريبا أربع ساعات وشوي على رحلتنا , بنقضيها في المطار ..
طالع حولينه وزفر وقال وهو يقوم : تعالي نتمشى شوية ..
حزنت عليه من قلب , من يوم درى بالموضوع وهو زي التايه مو قادر يفكر بشيئين مع بعض , مسكت يده ومشيت معاه وهي تقول بطريقة جدية : طيب ما فكرت اش بيقولون لمن نوصل جدة واش بنقول لهم ؟؟ تراهم في المدينة دحين , بنلحقهم هناك ولا كيف ؟؟
قال بصوت جامد وهو يسحب يده : نوصل لجدة ونفكر بهذا كله ..
حست بطعنة من حركته لكنها قالت بهدوء : ما تبغاني أدق على عمور عشان يستقبلنا ..
قال ببرود : مو لازم يستقبلنا أحد , كثر الله من التكاسي ..
وقفت شويه وهي تطالع فيه وهو يمشي بلا توقف , زفرت ولحقته ..
راحوا بقطار المطار السريع لمحطة القطارات المركزية وهناك انتقلوا لقطار بوترا اللي نقلهم لمركز أمبانج التجاري , نزلوا من القطار وهي مستمتعة رغم كل اللي هم فيه بسماع الصوت الإلكتروني اللي يعد بصوت عالي عشان يدخلون الناس قبل ما تنقفل الأبواب لأنها الكترونية مبرمجة من دون سائق , قالت تحاول تخرج من صمته اللي يذبحها : ياليتهم يسوون زي هالقطارات في السعودية , يريحونا من زحمة الطرق خاصة جدة ..
ولمن شافته عازم على الصمت سألت : فين بنروح ؟؟
قال بهدوء : أمبانج بوينت , فيه مطاعم ومحلات , ناكل ونرجع للمطار ..
سكتت بعد كلماته البارده وقررت إنها تسكت هي الثانية , لكن مامرت خمس دقايق إلا وقالت وهي تحاول تلحق خطواته : شكلك جيت هنا عشان كذا عارف المكان ؟؟
هز راسه بإيوه , طالعت في السما الصافيه وهي تمشي وابتسمت بهدوء , سحبت نفس وتابعت مشيها وراه , كانت مسافة مهي بسيطة إلين وصلوا للمركز اللي ذكرها شكله بمركز الدانوب الجديد في حراء لكن لونه رمادي وأزرق وله قبة كبيرة فوقه , طلعوا للدور الرابع اللي كان كله مطاعم , ولمن ما عجبها ولا مطعم ما عرفت اش تقول , شاف ترددها فسأل : تبغين شاورما ؟؟ في محل تحت يبيع شاورما ..
هزت راسها بحماس ما تدري هل مصدره الشاورما أو إنه أخيرا تكلم بأكثر من كلمتين , نزلوا للدور الأرضي وراحوا لمطعم الشاورما اللي قال عليه , كان فيه أجانب كثير لكن العرب كانوا أكثر منهم الضعف , العمال أنفسهم كانوا عرب , حست براحة عجيبة , افتقدت السعودية , افتقدت كل شي فيها , صح ما فيها الطبيعة الموجودة ولا لها نفس الجو الشاعري لكن يكفيها إن الآذانات تصدح في كل حي فيها لدرجة أصوات الآذانات تختلط ببعضها بشكل مثير للنفس , يكفيها إنها ما تشوف هالأجساد العارية وهي تمشي بحرية وبدون اهتمام في كل مكان , صح بدأ التفصخ يسود جدة بشكل ممرض لكن على الأقل ما تشوف هالمناظر الممرضة للقلب أقصى ما شافته هو وحده لابسة عباية من دون طرحة , خرج وهو ماسك كيس وراحوا لخارج المركز وجلسوا عند حديقة قريبة وجلسوا ياكلون بصمت , خلصت ساندوتشها وطالعت فيه وهو ياكل بعدم رغبة , قالت بمزح وهي تمد يدها : إذا ما تبغى تاكله هاته ..
كان رافعه لفمه المفتوح عشان ياكل , لمن قالت كلمتها بعده عن فمه وناوله لها وهو يطالع فيها بعيون واسعة , حمممممرت خدودها وهي تهمس : كنت أمزح ..
تأملها للحظة وقام يضحك من قلبه وقال وهو يناوله لها : خذيه وانتي ساكته ..
بعدته وهي تهمس بخجل : والله كنت أمزح ..
قال بابتسامة وهو يحط الساندوتش جنبها : عارفك سعلية , تحبين الأكل ..
شهقت وضربته على كتفه باستنكار خجول , طالع في كتفه ورجع طالع فيها وقال وهو مقطب حواجبه بمزح : لا عاد تمدين يدك ..
طالعت فيه بعناد وقالت بجرأة غريبة : إلا , إذا قلت علي سعلية مرة ثانية بأمدها ..
طااااااااالع فيها وهو يصرخ بداخله ~ كيف تقدرين تقاومين ألمك ؟؟ كيف ترسمين الضحكة على وجهك على طول ؟؟ كيف تبدلين مزاجك بهالسهولة ؟؟ ~ زفر وحنى راسه لها وسند جبينه على جبينها وهمس وهو مغمض عيونه : تعبان يا أزهار ..
بدون ثانية تفكير رفعت يدينها ولفتها حولين راسه وضمته وهي تهمس : سلامتك من التعب ..
حس بروحه تتمزق , نزل راسه وريحه على كتفها وهو مهو عارف بإيش يفكر , انتبهت لحركتها وحست إنها بتذوب من الخجل , غمضت عيونها بقوة وهي تصرخ بداخلها ~ شيلي يدينك , يافشلتي لساعني عروس ما كملت 10 أيام وأضمه , بس ما أقدر أشيلها دحين , حرام هو تعبان , شيليها قبل ما يقول البنت ما تستحي , بسسسس , ياربييييييييييييييييييييي ي ~ , فتحت عيونها و سحبت يدينها بشويش وبدأ قلبها يضرب بقوة لمن رفع كفوفه وضغط على يدينها عشان يرجعها مكان ما كانت وهو يهمس بضعف غريييييييييييييييب : اقري علي أحس إني بأستفرغ ..
ضمته بقوة وهي تقرأ المعوذات بخوف , كان صوتها يبعث فيه سكينة عجيبة , غمض عيونه وهو يزفر بضيق ~ أنا السبب , أنا السبب , أنا لو خفت على عرض غيري ما كان صار اللي صار , دقه بدقه , آآآآآآآآآآه يا حرقة قلبي , حاااااااامل , ليييييييه يا البندري , أبويه وأمي قصروا معاك في شي ؟؟ يا فضيحتنا وسط الناس , و الله لو انتشر اللي صار ماعاد نقدر نرفع راسنا من الأرض , الله لا يسامحك يالبندري على اللي سويتيه , أبويه كيف بأقوله عاللي صار ؟؟ كيف حأشرح له ؟؟ وأمي وأعمامي , ياااااااااااااارب , يااااااااارب افرجها ~ يوم وصل بأفكاره لهالدعاء صرخ صوت صغير بداخله يلومه ~ دوبك اللي تذكرت ربك ؟؟ ما تتذكر إنه لك رب تدعيه إلا وقت الأزمات ؟؟ وينك عنه من أول ؟؟ طعته , سويت اللي يرضيه عشان يتقبل دعاءك ~ نفض كل هالأفكار ورفع راسه وقال من دون ما يطالع فيها : يلا نتحرك ..
شالت الأكياس ورمتها في السلة وتبعته وهي خايفة عليه كان شكله هفتان , لكنه رغم كل التعب اللي واضح عليه ما جلس عشان يرتاح , رجعوا بنفس مسار القطار وركبوا قطار المطار وراحوا وهناك ما جلسوا نص ساعة إلا وأعلنوا رحلتهم , ركبوا الطيارة وهناك ريح راسه على الكرسي اللي نزله عشان ينام , طالعت أزهار من الطاقة وهي تفكر به وبالبندري وبأخوها وبالناس وكيف بيفسرون لهم رجعتهم الغريبة هذه ..
************************
جدة الساعة 10.30 صباحا :
أول ما شافه يمشي وهو يتمايل بسبب عرج رجله اليمين , مازال فيه نفس الشموخ , نفس العنفوان والقوة ونفس النور اللي يزين وجهه , وقف وتقدم منه وضممممممه وهو يقول بحب : كيف حالك أبوية ؟؟
ابتسم علي وضم ولده وهو يقول بصوت قوي ثابت : بخير يا ولدي , بخير ما دام شفت وجهك الصبوح ..
ضحك حسان وقال وهو يغمز له : عشان أشبه حبيبة القلب نورة ..
ضحك أبوه ولكزه في كتفه بمحبة وهو يقول : كاشفني ..
وجلسوا على كراسي منعزلة وسط الغرفة المليانة طاولات وكراسي كلها ناس جايين يزورون مساجينهم , وبعد سؤال عن الأهل كلهم تأمل علي وجه حسان وقال بابتسامة : أشوف وجهك محلو , أكيد صار شي حلو ..
ضحك حسان وقال يقلده : كاشفني ..
خرج حسان الظرف من جيبه وناوله له وهو يقول : جبت لك صورة الهنوف ..
لانت نظراته القوية وهو يقول : كلفت على نفسك ..
رص حسان يد أبوه وقبض عليها بقوه وهو يقول : أنا أبغاك تشوفها ..
خرج الصورة وتأملها بصمت , ورفع بصره لولده المبتسم وهمس : حلوة ما شاء الله وشكلها طيبة وحبوبة ..
ازدادت ابتسامة حسان وهو يقول بفخر : أكثر مما تتصور , إن شاء الله تتعرف عليها أكثر لمن تخرج ..
رجع علي الصورة وقال : حسان أنا أبغاك تتزوج و .....
قاطعه حسان بحزم : مستحـــــيل , إحنا تناقشنا في هالموضوع أكثر من مرة , مستحيل أتزوج من دونك , والهنوف موافقة على هالشي ..
رص أبوه على يده وقال برجاء : يمكن ما أخرج أبدا ..
ما لانت نظرات حسان الحازمة وهو يقول : إذا مرت 10 سنوات وانت ما خرجت ذاك الساع أتزوج ..
: والبنت بتستناك عشر سنوات ..
قال بصرامة وهو مقطب حواجبه : إذا ما تبغى تصبر أطلقها وبنات منصور ملي القصور ..
ابتسم أبوه وقال : طيب شيل هالنظرة من وجهك , أحبك أكثر وانت مبتسم ..
ما قدر يستعيد ابتسامته وروحه المرحة كان وجه أبوه رغم كل قوته أكثر ذبول من السابق والشيب يزحف أكثر وأكثر في لحيته وشعر راسه , رص يد أبوه وهو يطاااااااااالع فيه بوجع , مد أبوه يده الثانية وربت بها على كتفه وهو يقول : خلك دايما زي ما أعرفك , لا تتغير زي الدنيا يا حسان ..
اغتصب ابتسامة وقال : لا تخاف على ولدك , انتبه لنفسك بس ..
: ما جبت لي سارة ..
زفر حسان وقال وهو يخرج صورتها من محفظته : لا , ما رضيوا يدخلونها , حتى سفانة والخنساء وخولة وبناتها ما أعطوهم تصريح زيارة ..
زفر علي وقال : اشتقت لهم , لي سنة ما شفتهم ..
وطالع في صورة سارة المبتسمة وضحك وهو يقول : كبرت ما شاء الله ..
قال حسان بطفش : ولسانها صار أطول منها , ذاك اليوم في الاستراحة رحت أجيب صحون الغدا بعد ................................................
ضحك علي وقال : الله يحفظها ..
قال حسان بضيق : لو تسمعها وهي تمط الكلام تبط كبدك , غثيااااااااان , ولا سالم أخوها 24 ساعة وهو ...........
وبعد فترة أعلنوا انتهاء الزيارة , ناول حسان أبوه كيس صغير وهو يوقف وقال : هذي رسايل البنات ..
أخذ من الكيس ووقف و ضمه وهو يوصيه على أمه وأخواته , طاااااااالع فيه حسان إلين دخل , زفر وخرج خارج الغرفة وخارج أسوار السجن وهو يحس إنه خرج جسدا بلا روح ..
سحب الحارس الكيس من علي وفرغه على الطاولة قدامه , سكت علي وهو يشوفه يفك المظاريف ويفتحها ورقة ورقة عشان يقرأ كل حرف فيها , قال لصاحبه وهو يأشر بطرف اصباعه : ودي زنزانته شكل الأوراق كثيرة , نقرأها ونجيبها لك ..
رماهم علي بنظرة حادة وهو يقول بهدوء مناقض لغليان دمه : خذ راحتك بس لا تخلط الورق مع بعضه لأنهم خمس بنات وخطوطهم متشابهة ..
قال الحارس الثاني وهو يبعد نظره عن علي اللي ببياضه و طوله الفارع وجسمه العريض ولحيته اللي توصل إلى نص صدره كان له هيبة في قلوب الجميع : محمد أعطي الشيخ رسايله ..
طالع محمد بلا اهتمام , ولمن شاف وقفة علي وصدره المرتفع بقوة وكبرياء ناول له الرسايل بصمت وهو يتجنب إن عينه تجي في عين علي اللي سحب الرسايل وتحرك وحولينه اثنين من الحرس , دخل زنزانه صغيرة جدرانها مليانة كتابات بالفحم والطباشير , ومن انصكت زنزانته اللي في الحبس الانفرادي جلس على الأرض الإسمنتية و طالع في الرسايل بشغف , مسك الرسالة اللي كان يقراها الحارس
(( بسم الله الرحمن الرحيم
حبيبي وقلبي وروحي ................................ جدو علي ..
كيف حالك ؟؟ واحشني موووووووووووووت يا جدو , إن شاء الله ترجع لنا قريب
تراني مو زي ما سبتني , صرت أطول وأتخن , قبل أمس دخلت الـ 19 , حاسة إني صرت عجووووووووووووووز , كلها سنة وأودع سن الطعش , بس إن شاء الله أودعها وانت معايا ..
إنت عارف إني سويت قبل شهرين عملية الزايدة وطبعا وصلتني هديتك الحلوة مع خالو حسان بالإضافة لهدية التخرج , كانت تهبــــل , حلوة حلوة حلوة , شكــــرا يا أحلى جدو ..
جدة نورة دايما تحكيني عنك وأمي كمان وأنا أقولهم ما يحتاج تحكوني لأني فاكرتك وفاكرة كل شي فيك , حتى ضحكت ولمن أقولهم إنه عندك نغزتين في خدودك يضحكون علي كيف لاحظتها وانت لحيتك كثيرة رغم إني صغيرة , أنا ما كنت لمن كنت معانا , كنت 13 سنة , ما أظن 13 سن صغيرة صح ؟؟
أوووووو صح , جدو تتذكر صحبتي خلود من أيام الابتدائي المطيورة ذيك ما غيرها اللي شعرها زي الكفرات , قلت لك عليها المرة اللي فاتت وكيف تضاربت معاها ليش تمشي مع هند الهبلة اللي تسب المعلمات وسمعتها زي الزفت آخر يوم في المدرسة جابت لي باقة ورد كبيرة وميدالية على شكل قلب محفور فيها حروفنا واسم المدرسة عشان تصير ذكرى , هي تبغى تدخل قسم خياطة لأنه نسبتها 79 % وتقولي أدخلي معايا بس أنا أبغى أدخل فني , تعرفني من يومي كنت فنانة , هاهاهاهاها , عارفه إنه مداح نفسه كذاب بس لازم تعرف إنه عندك حفيدة فناااااااااانة , وإذا ما انقبلت في الفني بأدخل جامعة قسم علم اجتماع , عارفه إنه في فرق بين القسمين بس هذي رغباتي , جدو ادعيلي إنت دعواتك توصل بسرعة وتستجاب في لمح البصر و ......
.............................. ))
وصل لمسامعه صوت اصطدم نقط بسطح الرسالة , نقط ذوبت الحبر وهي تمشي بطول الورقة , انتبه لحظتها إنه قاعد يبكي وإن هذي النقط ما هي إلا دموعه , ضم الرسالة لصدره وهو يحاول يوقف دموعه اللي شوشت الرؤيا قدامه لكنه ما قدر , بكاه الصامت تحول لنشيج مكتوم وهو يناجي بصوت مخنوق : ياااااا رب رحمتك , ياااااااااا رب صبرني على فراقهم يارب ثبتني وثبت قلبي , ياااااااااااااااااااااا رب رحمتك , ربي إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي , يارب صبرني ..
↚
الساعة 11 في المدينة :
أول ما وقفت السيارات في المواقف الخاصة بالفندق نزلوا البنات وهم يحسون أجسامهم مكسرة من قل النوم , فتحت ريم عيونها على الآخر وهي تجر كم البندري وهي تأشر وتقول : بندري هذا مو , مو ....
قالت البندري بصدمة : عمر أخو أزهار ..
كان عمر جاي من داخل الفندق ومتوجه لأحمد اللي ضمه وهو يسلم عليه , نطت العنود وسطهم وهي تقول بصدمة : مو هذا عمر ؟؟
قالت هدى بهمس : أصواتهم عالية , عمر جا أمس عشان يأكد الحجز ..
سحر اللي قلبها كان مقبوض من تعب سامر استغربت لمن شافته يضم عمر , هو عادة مهو ودود مع الناس ..
قال عمر وهو يسلم المفاتيح لأحمد ويعرفه على صاحبه : هذا مهند صاحب أخوية عمار الله يرحمه , أستاذ معانا في التحفيظ ..
سلم عليه أحمد وهو يقول : ماشاء الله , هلا يا ولدي كيف حالك ؟؟
: بخير و الحمد لله , كيفك إنت ياعم ؟؟ والله عمر يشكر فيك كثير ويقول ربي عوضني به عن أهلي وكل مارحنا وجينا يقول ادعوا لعمي أحمد و ..
دقه عمر بإحراج وهو يقول باستنكار : مهـــند ...
ضحك أحمد وضم عمر وهو يقول : الشعور متبادل , والله إنك بحسبة واحد من عيالي يا عمر ..
جا عبد الرزاق وفصل بينهم وهو يقول : stoooooooooop ..
ومسك أبوه وهو يقول : ما فيني لأخو جديد , جاسم و يادوب هاضمه ..
ضحك عمر وقال بمزح : لا أنا ما فيني كوليسترول وخفيف على المعدة لا تخاف ..
قال سامر كإنه يحزر جواب : زيت عافية , صحححح ..
سأل عبد الكريم يقاطع ضحكهم : لقيتهم اللي جايين عشانه ..
زفر مهند وقال : الحمد لله الأسعار فووووووق , يعني استحالة نقدر نجيبهم ..
: ليه بكم لقيتوها ؟؟ والأولاد اللي معاكم ما تكفي رسومهم ؟؟
قال عمر : رسومنا رمزيه كلها 40 ريال وهم لو بأكثرهم بأقول حول الـ 20 طالب رسومهم ماتكمل الألف وهنا أقل شي لقيناه الليلة بـ 450 ريال إذا كانت قريبة نوعا ما وإحنا كنا مخططين لثلاث أيام الرحلة يعني مصاريق البيته والأكل لا يمكن تكفي ..
قال مهند بمرح : عادي شكلنا بنغير الرحلة لمكة ناخذ ليلة ونرجع ..
: الله يعينكم ..
ووسط محادثات الشباب المتنوعة وصلهم صوتوا الجهوري وهو يقول بحزم : سامر , ماهر , رزوق , تحركوا لو سمحتم ...
قال عبد الرزاق : your brother هذا ما يدخل لي من زور , مفروض يحطونه في الجستابو عشان يستجوب المساجين ويعذبهم , الحياة عنده جد في جد ..
راح الشباب عشان يشوفون الشنط وهم يضحكون على تعليقه وراح أحمد للحريم , خرج عبد الكريم محفظته وخرج 2000 ريال وناولها لعمر وهو يقول بابتسامة هادية : تفضل هذا حساب الفندق , مشوا الأولاد وانبسطوا , الله يعينكم ويقويكم على فعل الخير ..
انصعقوا الاثنين من هالمبادرة وقال عمر : لا مايحتاج ..
قال عبد الكريم بعتاب : هذي لوجه الله يالشيخ ..
أخذ عمر منه الفلوس وهو يقول بحرج : الله يجعلها في ميزان حسناتك يارب ..
وقال مهند بحماس : جزااااااااك الله خير , الحمد لله بنرجع بشي ..
جا أحمد للحريم وقال وهو يمد يده بمفتاح الجناح : الدور السابع ..
أخذت العنود المفتاح وراحت هي والبنات اللي كانوا واقفين يتأملون المنظر , ولمن دخلوا الفندق قالت ريم وهي تطالع في المصعد بنص عين : أنا رايحة مع الدرج ..
استغربت سحر وسلافة لكن البنات ماعلقوا , أول ما انصك المصعد قالت العنود : عندها عقدة من المصاعد , انصك عليها مرة وهي عمرها 9 سنين وانحبست فيه ساعتين ومن بعدها ما عاد تركب مصاعد ..
شهقت سحر وقالت بصدمة : بس إحنا في الدور السابع ..
ضحكت الهنوف وقالت : العام كنا ساكنين في الدور التاسع وكانت تطلع وتنزل كل فرض ..
قالت العنود : مشكلة الأجنحة دايما فوق الدور الخامس ..
وصلوا الدور ودخلوا الجناح المكون من غرفتين وصالة وحمامين ومطبخ وغرفة للخدامات , حطوا كل أشياءهم في الغرفة اللي فيها سرير مزدوج لأن الغرفة الثانية أم سريرين منفصلة لهدى وحنان , قالت سلافة وهي تجلس على السرير : أنا من دحين أقولكم أنا ما أنام إلا على سرير ..
قالت العنود وهي تنط على السرير : وأنا كمان ..
دخلت ريم بأنفاس مقطوعة وقالت : وأنا ..
ضحكوا على منظرها , فصخت عبايتها ورمت نفسها على السرير وهي تقول : أنفاسي تقطعت ..
انسدحت البندري على الكنبة بصمت بعد ما فصخت صندلها , مسدت الهنوف رجولها وهي تقول : بندورة ما بقي شي على صلاة الظهر لا تنامين ..
لفت ظهرها وقالت : ما بروح الظهر , شمس وراسي يعورني ..
انبطحت العنود على بطنها وهي تبعد رجلين ريم من قدام وجهها وهي تقول : يلا نتحرك عشان الصلاة , تراني بأصلي وأرجع على طول لأني بموووووووووت نعاس ..
قالت سحر وهي تتحرك خارجة من الغرفة : يلا وهي منسدحة ..
رفعت ريم راسها عن المخدة وقالت : الحمام ..
وبلا مقدمات نطت العنود وريم وجريوا للحمام , تعدوا سحر وكل وحدة دخلت حمام وصكوا الباب , شهقت سحر وقالت باستنكار : يا وصخات أنا قايمة قبلكم ..
ضحكت الهنوف من قلبها وهي تقول : متخلفات , هذا الصربعة والطربقة كلها عشان حمام ..
دخلت هدى وحنان ومعاهم الشغالات الثلاث وهم شايلين الشنط اللي حطها العامل عند الباب ...
نص ساعة وكانوا كلهم متجهين للمسجد اللي ما يبعد أكثر من 30 متر عن الفندق صلوا الظهر ورجعوا على طول وناموا , كانت ريم والعنود وسلافة متحاشرين في السرير والهنوف نايمة على طراحة فرشتها على الأرض وسحر والبندري كل وحدة في كنبة ..
**********************
: عدنان إنت من جدك ..
قبض عدنان على الدركسون وهو يلف المنعطف بسرعة وبراعة رغم ضيقه , ووقف قدام بيت شعبي في حي البطحاء ونزل بلا تردد بعد ما رمى عقاله في المقعد الخلفي , لحقه ماهر وهو يقول : عدنان اش بتسوي ؟؟..
لف عدنان أطراف غترته ووقف قدام الباب المعدني الحديد وضربه بقبضة يده ضربات قوية متتاليه وهو يقول بصوته الجهوري : سليمان اطلع بسرعة ..
ورجع دق وهو يصرخ : والله لو ما طلعت لأكسر الباااااااااااب وأدخل عليك ..
انفتح الباب وطلع أبو سليمان الشايب وهو يقول بتعجب : عدنان ...
قبض عدنان يده وقال بصوت مهذب منخفض : عمي رجاء طلع لي ولدك دحين ..
قال بخوف : عدنان ..
طالع فيه عدنان وقال برجاء : تكفى لا تجبرني أدخل البيت وسط أهلك وحريمك وأجره مع شعره ..
انفتح الباب وطل منه سليمان , كان ثوبه مهمل وأزراره مفتحة بلا اهتمام وهو رامي شماغه على كتفه , بلا مقدمات سحبه عدنان من تلابيبه , تعثرت رجل سليمان بإطار الباب المعدني , رماه عدنان على الأرض وهو يصرخ : يالحيوااااااااااااااااااا ااااااااان ..
وسند ركبته على بطنه وكور يمناه و سددها بكل قوته على وجه سليمان الذهول وهو يقول : يالنذل ..
تراجع أبو سليمان بفجعة وجري ماهر ومسك أكتاف أخوه يحاول يقومه عن سليمان وهو يصرخ : عدناااااااااان , عدناااااااااان اش تسوي ..
دفه عدنان ورجع ضرب سليمان اللي تفجر الدم من أنفه وهو يصرخ : عايش يالحقير , عايش وأخوية يتخبط زي الكلب المسعور عشان السممممممممممم اللي علمته عليه , لسه عايش يالحيوااااااااااان ..
كان يضربه ضربات متتالية بلا توقف بالرغم من دمه اللي بدأ يلوث وجه سليمان , رفع أطراف غترته اللي أزعجته ودخل يده في جيبه اليمين وهو قابض بيسراه على ياقة سليمان وفتح الجوال وهو مهو مهتم ببقع دم سليمان العالقة بأصابيعه واللي وصخت الجوال , ولمن وصل للصورة لصق الجوال في وجه سليمان المبتسم وهو يلحس بلسانه الدم اللي حولين فمه وهو يصرخ : طااااااااااااالع , طااااااالع شكله , طالع زييييييييييييين , هذا الجسم المقطع زي الخرقة البالية أخوية , هذا سامر اللي الكل كان يقتدي به ..
حط ماهر يدينه على راسه وهو يشد شعره ويتحرك يمين ويسار وهو مو عارف ايش يسوي , الناس تجمعوا والكل بيكون شاهد ضد عدنان لو صار للولد شي بين يدينه , فرص عدنان الجوال في وجهه الدامي بقهر ورماه ورفعه شبه جالس وهو يحط كل قوته في ركبته الضاغطة عليه وهو يقول : وهذا اللي قدامك أخوه الكبير ..
ورماه على الأرض ولكمه مرة ثانية وهو يقول : ما حأسامحك , ما حأسامحك لو مات , والله لا أقاضيك والله لا يكون أجلك على يديني , والله ماتسوى دمعة من دموع أمي , والله ماتسوى دمعة من دموع أبوية يالحيوان يالحقير ..
: أحد يوقفه ..
: خليه يأدب الحيوان هذا , بلانا بمصايبه ..
: أتصل على الشرطة ..
: تتصل ليه , فكه من هالأشكال ياليته يغلق عليه ويريح العالم منه ..
كانت الهمهمات تتعالى حولينه وهو مو سامع شي , مو سامع غير هدير دمه الفاير في أذنيه مختلط بنبضات قلبه القوية , صرخ وهو يهزه بقوة : إنت هدمت حياة إنسان , إنت هدمت عايلة كاملة ..
ولمن شافه مصر على ابتسامته الاستفزازية سحب شماغه و هو يقوم عنه وبكل قوته لف سليمان على بطنه وعفر وجهه في التراب , ركز ركبته بين لوحين كتفه ومسك يدينه ولف الشماغ حولينها وربطهم مع بعض بكل قوته وهو يقول : يجيك يوم وتسلم على راسي ويدي على اللي سويته ..
وقومه وقال لماهر : افتح السيارة ..
ولمن شاف تردد ماهر اللي ينقل بصره منه للناس لأبو سليمان الصامت , قال بحزم : إفتح البااااااااااااب ..
فتحه بتردد , رمى سليمان في المقعد اللي ورى وقال : اركب جنبه ..
ورجع سحب جواله اللي لصقت فيه حبيبات التراب , طالع في أبو سليمان بصمت وطالعه أبو سليمان بنظرات كسيرة , تقدم منه بسرعه وسلم على راسه وهو يقول : سامحني يا عم ..
وصله صوت خافت صغير يقول بخوف : ليه ضربت بابا ؟؟
انتبه للولد الصغير المتخبي ورى أبو سليمان وللثلاث حريم الواقفات بخوف , ثنتين بشراشف الصلاة ووحدة بعبايتها , رخى بصره و جلس على أطراف رجوله وقال وهو يكلم الولد اللي دفن وجهه في ثوب جده : عبادي حبيبي لمن تكسر الصحن ولا ما تسمع كلام ماما مو تضربك ؟؟
هز الولد راسه ودموعه تنزل على خدوده غزيرة , قال وقلبه يتمزق من جوه على دموعه : هل هذا معناه إنه ماما ما تحبك ؟؟
هز راسه بلا , سأله : مو بابا صار مو حلو , يهاوش وما يحب ماما و جدو و ما يضمك و ما يوديك الملاهي ...
زاد صياح عبد الله وهو يهز راسه بإيوه , ابتسم بشفقة وقال : سامحني , بابا ما سمع كلام ربي عشان كذا ضربته ..
ومد يده بيمسد على شعره ويوم شاف دم أبوه في يده تراجع وسحب يده وهو يقوم ويقول : إن شاء الله بعد ما ضربته يرجع زي أول و أحسن , راضي يا عبادي ..
قال أبو سليمان : عدنان ..
قاطعه عدنان بإشارة من يده وهو يتحرك للسيارة , ناداه الولد وهو يقول : عمو لا تضرب بابا بقوة طيب ؟؟ أضربه بشويش ..
لف عليه عدنان وهو يبتسم ويداري غصه علقت بحلقه , هو لو دري إن الولد موجود ما كان سوى اللي سواه , قال بصوت قوي : توعدني تكون قوي وتسمع كلام ماما وتحب جدو , إذا وعدتني أوعدك ما أضربه ..
هز الصغير راسه بحماس , تحرك للسيارة وركبها بسرعة وتحرك بصعوبة بسبب المتجمهرين حولين السيارة في الزوق الضيق , ولمن وقف عند أول إشارة بعد ما خرج من الحي حط راسه على الدركسون بتعب وهو يقول : ضربته قدام ولده ..
وجلس يدق راسه في الدركسون وهو يقول بندم وحرقة : ضربته قدام ولده , ضربته قدام ولده ..
التزم ماهر الصمت وهو يطالع في سليمان اللي شبه مغمي عليه وهو مستند على الباب , توجهوا لمجمع الأمل وهناك جرجر سليمان وهو مربط ودخل قسم العزل وقال بقسوة وهو يهزه : هي إنت , طالع ..
ولصق وجهه في القزاز وقال : طالع ..
كان سامر يدور زي الأسد الحبيس وهو يتنفس بحدة ويضرب الجدران برجوله و براسه , وأول ماشاف أحد عند الطاقة جري ولصق وجهه بعيون زايغة , قبض عدنان على شعره وفغص وجهه على الطاقة لدرجة تلصقت بقايا دمه النازف على سطح البلاستيك وهو يقول : طالعت زيييييييييين , هذا أخويه , هذا صديق طفولتك سامر , هذا اللي كان يعتبرك أكثر من صديق , هذا اللي كان يشوفك مثله الأعلى , شفت اش سويت فيه ؟؟ هذا أخويه ..
وبعد وجهه وضربه بكل قوته على الطاقة وهو يصرخ : هذا الأستاذ سامر اللي كان قدوة طلابه في أخلاقه ..
صرخ ماهر باستنكار : عدنان يكفييييييييي ..
لف عليه ماهر وصرخ : خليه يفوووووووووووووووووووق , خليه يشوف كيف هدم إنساااااااااااااااااااااا اااااااااان , كيف حوله أشبه بالأموااااااااااااااااااا اااااااااااات , خليه يفووووووووووووووووووووووو ووووق ..
ولصق وجهه وهو يصرخ : شفت اللي سويته فيييييييييييييييييييييييي ييييه , شفت زيييييييييييييييييييييييي يييييييييييييين , طااااااااالع , طااااااااااااااااالــــــ ع ..
ضمه ماهر بقوة من وراه ولف يدينه حولين أكتفاه وهو يصرخ : خلاااااااااااااص , يكفي ياعدنااااااااااااااان , يكفي ...
فلت عدنان سليمان وهو يرميه للباب وهو يقول : والله ما أسامحك لا دنيا ولا آخره ..
انهار سليمان على الأرض , طالع في عدنان وتغيرت ملامح وجهه وبلا مقدمات بدأ يبكي بصوت عالي ودموعه اختلطت بدم أنفه وفمه وحولت دموعه المتساقطة على ثوبه المصفر لبقع ورديه , ضرب عدنان الجدر بقبضة يده وهو يصرخ بقهر , كان يحس بغليان في جسمه , ورجع ضربه زاد ماهر إحتضانه وهو يقول : تكفى لا تسوي في نفسك كذا , تكفى يا أخوي , أخاف أفقدكم الإثنين , تكفى لا تسوي في نفسك كذا ..
توقف عن ضرب الجدر وسحب نفس عميق و قال بهدوء : خلاص هديت ..
وغمض عيونه بوجع وهو يسمع صوت بكى سليمان مختلط ببكى ماهر بصرخات سامر وهو يسب بأقذع السباب عشان الجرعة , تمنى لو يقدر يروح في صحرا ويصرخ بكل قوته ويبكي بدون ما يسمعه أو يشوفه أحد لكن المشكلة دموعه عصية , ما يتذكر آخر مرة دمعت فيها عيونه , يمكن لمن مات جده وهو سنة رابع إبتدائي هي آخر عهده بالدموع , جلس ماهر على الكراسي وهو يحاول يهديه , جوا حرس الأمن وبعض الدكاترة وهم مصدومين من الكلام اللي نقله لهم واحد من اللي شافوا اللي يصير , لف عدنان على الدكتور وقال بهمس : وهو يأشر على سليمان : سجل هالمريض عندكم على مسؤوليتي و مايخرج قبل موافقتي ..
قال الدكتور بصدمة : لا يمكن علاج المريض لو هو مو راغب في العلاج ..
لف عليه عدنان وطالع فيه بصمت كان يبكي بحرقة , دنق وفك شماغه فتراخت يدين سليمان بلا مقاومة ورجع قام وطالع في الدكتور وقال : صدقني برغبته ..
حرس الأمن سندوا سليمان وأخذوه , رمى عدنان جسمه على الكرسي جنب أخوه وقال بتعب وهو يمد يده الغرقانه دم : وين الأوراق اللي لازم أسويها ..
خرج من ذكرياته وهو يقلب السيارة الحمرا بين يدينه وهو يسأل البايع : هذي تناسب ولد عمره 7 سنين ..
هز البايع راسه بحماس وهو يوريه سرعة تحركها والحركات اللي ممكن يسويها الطفل بجهاز التحكم الملحق بها , ابتسم وخرج جواله ودق على الرقم , أول ما وصله الصوت قال ببرود : السلام عليكم , كيف حالك سليمان ؟؟
وبدون مايستنى رده قال : أعطيني عبادي ..
ورجعت ابتسامته وهو يقول : وعليكم السلااااااااااااام ورحمة الله وبركاته , هلا والله , كيف حالك عبد الله ؟؟
وضحك وقال : لا وين , توني وصلت المدينة من وين أرجع الرياض بكرة ؟؟
وقلب السيارة وهو يسمع لوصف عبد الله للوقت اللي قضاه في قراءة القصص اللي أهداها إياه في المرة اللي فاتت , وهز راسه متفهم وقال : لا ما أزعل , إذا في كلمة مرة صعبة خلي ماما أو بابا يساعدونك بس مو كلها , أبغاك تتقوى في القراية أكثر , إلا عبادي اش تحب لون سيارة , أزرق ولا أحمر ولا أصفر , لا ما في ملونه كلها لها لون واحد ..
قهقه على كلمته وقال : يالطمااااااااع , كيف تلعب بثلاث سيارات ؟؟ لا تخليني أبطل وما أجيب ولا وحدة , ترى الطمع قل ما جمع , إي طيب ..
وقال للعامل : حط الحمرا ..
ورجع قال : يلا , مع السلامة , انتبه لأهلك وخليك رجااااااال سامع , في آمان الله ...
: أحد يشتري في الظهر ..
التفت للي وراه لقي ماهر اللي سأله واقف وجنبه سامر المبتسم , رجع لف على البايع و قال : عجبتني فوقفت عشان أشتريها , مين بيجيب الغدا إذا حضراتكم متسطرين هنا تراقبوني ؟؟..
قال ماهر بضحكه : رزوقو ..
زفر عدنان وقال : تصدقون حاس إني ما أدخل له من زور ..
تبادلوا نظرة قهقهوا بعدها من قلبهم , أخذ الكيس من البايع بعد ماحاسبه وهو يطالعهم ويسأل : خير توأم الشر , اش هالضحكة ؟؟
قال سامر وهو يحط يده على كتف عدنان ويمشى معاه من جنب وماهر من الجنب الثاني : للأسف أقولك إنه قال إنك ما تدخل له من زور وإنك زي حقين الجستابو ..
وقف عدنان وطالع في ماهر بدهشة ورجع طالع في سامر وتغيرت كل ملامحه الجدية لمن ضحك من قلبه و هز راسه وهو يقول : أحسن خليه يفكر هالتفكير عشان يكون بعيد عني ..
دقه ماهر وهو يقول : عدنان شوف الساعة 3 تطالع ..
التفت سامر على طول على اليمين وانتبه للبنتين اللي يطالعون فيهم بابتسامة تقول بصريح العبارة حياكم الله , وطالع عدنان في ساعته وقال : كيف 3 وإحنا دوبنا مصلين الظهر ..
طالعوا في أخوهم الكبير وقهقهوا مرة ثانية , دقه سامر وقال بهمس : قصده طالع جهة الساعة ثلاثه , يمينك ..
لف وأول ما شاف العبايات الملزقة والوجه المزين المكشوف قال بصوت عالي : اتقوا الله , استحي يابنت و غطي وجهك ..
دقوه ماهر وسامر وتحركوا بسرعة لمن لفوا البنات وجههم وتحركوا بارتباك وماهر يقول : الله يفضحك يالبدوي يا ولد الخيام , تحرك الله يفشلك , والله ولا على شكلك الرحيم اللي يشوف حلاتك يقول مغزلجي رقم واحد ..
وسامر يقول بحرج : ياخي فشلتهم قدام الخليقة , الكل قام يطالع ..
قال بحزم : ما أحب الحال المايل , لا ويطالعون كمان , زمن والله , الولد كان يحفى وهو يجري ورى البنات دحين البنت ترمي نفسها على الولد وهو ماشي في آمان الله , الله يستر علينا ..
همس ماهر بمزح : سمور , آخر مرة نمشي مع هالأسد المتوحش المتحجر بيشرد الغزلان ..
ضحك سامر لمن لف عليه عدنان ورماه بنظره حادة وهو يقول : انت المتزوج تقول هالكلام , استحي وخاف ربك , ترى كل ماشفت بنت إعرف إنه أريج قاعد يطالعها واحد أو هي تطالع فيه ..
انصدم ماهر من كلامه الجاد وقال : ياخي انت ماعندك مزح , صدق جستابو ..
قال عدنان وهو يطلع الدرج بخطوات قوية ثابته : الحلال والحرام ما فيه مزح ..
لف على سامر وقال وهو يأشر على عدنان : أموت وأعرف ليش ما صار شيخ ..
: اششششششششششش لا يسمعك , تراه صاير شراره هالأيام ما أدري ليه ..
: هههههههههههه كبريت قابل للإشتعال ..
: حمود ومحيميد تراني سامعكم , تحركوا قبل ما أصك المصعد ..
↚
الساعة 10 المسا في جدة :
مطار الملك خالد الدولي :
جلست أزهار على مقاعد الانتظار وهي مستعدة تدفع كل ما تملك عشان تحط راسها على المخدة وتنام , كانت تحس عظامها مكسرة بشكل فضيع , جا وهو ساحب عربية فيها شنطهم , قامت وهي تكتم أنينها وتحركت وراه , كان رغم كل تعبه يتحرك بسرعته المعتادة , سحبت أزهار رجولها سحب وهي تحاول تجاريه , وقفوا خمس دقايق ينتظرون تاكسي حستها كإنها خمس ساعات من التعب , وما حسبت رمت جسدها داخل السيارة , كان ودها تنسدح لكنها استحت , مجرد ما شافت بيوت جدة حست بانشراح وراحة لدرجة نسيت تعبها وهي تقول بداخلها ~ آآآآآآآآخ يا محلى الوطن ~ , ولمن شافت إنهم قربوا من شقتهم حست بالتعب يرجع لها وهي تفكر بتغريغ الشنط والملابس اللي يبغالها غسيل واللي يبغالها تطبيق والبيت اللي أكيد يبغاله تنفيض , جا حارس العمارة يرحب لمن خرجوا من التاكسي , سحبت نفسها وراحت لشقتهم ووقفت عند الباب وهي مستندة عليه بتعب , شويه ولحقها جاسم ووراه الحارس اللي شايل شنطهم , حطها وراح , دخلت الشقة بصمت , حط جاسم الشنط عند الباب وقال وهو يتحرك خارج : عندي مشوار مهم ..
ما فتحت فمها ولا سألته وين وهو ما كلف نفسه وقال , خرج وصك الباب وراه , طالعت في الشنط بهم وطالعت في أرجاء الشقة وهي تشوفها كإنها تدخلها أول مرة , علقت عبايتها وحطت الشنط في الدولاب بدون ما تفتحها , تروشت ولبست قميصها ورمت نفسها على السرير وناااااااااامت ...
************************
بعد هذا الوقت بقليل :
في بيت الجدة حمدة :
: لعبه نغم قولوا يلا يلا , لعبه نغم قولوا يا ماشاء الله أووووووو أووووووو ..
غمضت حمده عيونها وقالت بطفش : وااااااااااو يالصمخ ..
سكت الكل اللي يردد ويصفق والتفتوا لها , قال حسان الجالس في صدر الغرفة وحولينه أخواته وبنات أخته خولة : جدة نغني عشان نطربك شوية ..
قالت بعصبية : و مالقيت تطربني إلا بالإتحاد الله لا يبارك فيك وفيهم ..
قال وهو يعتدل في جلست : أنا ولد بنتك تدعين عليه مو مشكلة عيال الناس تدعين عليهم ليه , ولا عشانك أهلاوية ..
لفت يمين ويسار تدور عن عصايتها وهي تقول : والله إن ما قمت من قدامي يا أبو البنيت لا أضربك , مو جايب لي الصمخ والإزعاج إلا إنت والمهبل اللي حولينك ..
الكل صار يضحك على حسان اللي قام وبعد سفانة اللي جالسة جنبه وهو يقول : خشمي ماحد شافه , تراني ما أشوف وجهي بكبره طاح ..
قالت أسماء وهي تمد يدها له : خالو أهي عينك ..
سحب من يدها ورجعها في عينه وهو مغمض العين الثانية ويقول : جزاك الله خير , عيني الثانية محد شافها ..
ضحكت حمده غصب عنها على حركاته وقالت : انت ما تسيب التهولة حقتك هذي ..
رجع جلس وقال وهو يمسك جالون الموية الفاضي اللي كان يدق عليه : جده اش اللي مزعجك , ترى صوتي حلو ..
قلت حمده وهي تعدل جلستها فوق سريرها المحتل وسط الغرفة المتوسطة الحجم : عارفه إنه حلو بس مصدعه ما أبغى أسمع شي ..
قال وهو يحرك حواجبه بإغراء : أغنيلك يالي حيومه ..
قالت بحزم وهي تمنع ابتسامتها : لا ..
قال : شيخنا بن عيد ..
قالت : لولا , ما تسمع انت ؟؟
قال صالح اللي جالس على الكنبة اللي جنب سرير أمه : حسان خلاص , مادام قالت لولا انسى ..
قاموا البنات يعترضون وهم يترجون جدتهم تخلي حسان يغني , صح ذبحهم بأغاني الإتحاد اللي مو حافظ غيرها بس اسم إنه يسمعون صوته , قالت حمده : صالح ما عندك رجال يجون ياخذونهم ويفكونا من صمخهم ..
نطت الخنساء ومعاها سمية جلسوا على السرير حولينها وهم يضمونها وسمية تقول : قررنا نعيش عزابية عندك يا جدة ..
وقالت الخنساء وهي تدف سمية وتضم جدتها : ما نقدر نفارقك ..
بعدتهم حمده وهي تقول بعصبية ممزوجة بضحك : قوموا عني الله لا يكثركم , مخبل ...
جات نورة وهي شايلة صينية العشا وقالت : بنات قوموا عن جدتكم ذبحتوها ..
قال صالح بحزم : بنااااات قوموا تحركوا جالسات وأمكم واقفة ياللي ما تستحون , وانتم ..
ولف على سمية وأسماء وهو يقول : جدتكم تشيل وانتم قاعدات ..
دخلت خولة وهي شايلة صينية الشاهي والحليب وقالت : بنات هذي اليومين ما يتحركون إلا بالدف يا خالي ..
قالت حمده وهي تمسك صدر ثوبها وتهفهف به : كتمتوني ...
وصلحت طرحتها وهي تكمل : هذا كله من الشغالات عودتوهم على السدحة والتبطح , حتى كاسة الموية صاروا يتعايزون يجيبونها ..
رن جوال صالح برسالة , رفعه وهو يلبس نظارة القراية , تغير وجهه وهو يقرأ الرسالة المرسلة من جاسم (( عمي صالح ضروري أكلمك في موضوع مهم , لا تعلم أحد إني في جدة , حدد لي مكان نتقابل فيه )) ..
قام صالح على طول وقال : السلام عليكم ..
الكل انفجع من قومته المفاجأة , قام حسان بسرعة وقال : أجي معاك ..
قال له صالح بهدوء : لا ما يحتاج , موضوع بسيط ..
قالت حمده بخوف : أخوك صار فيه شي ..
هز راسه وقال يطمنها : والله مافي إلا الخير , أحمد في المدينة توه دق عليك يكلمك ياميمتي ...
وكمل وهو يخرج : موضوع عادي ..
خرج معاه حسان وهو يلح عليه : خالي بالله ما تبغاني أروح معاك ..
لف عليه وحط يده على كتفه وقال : صدقني لو أحتاجك بأكلمك , طيب ..
هز حسان راسه وقلقه غصب عنه يزيد , وجه خاله كان مسود من التوتر ..
أول ما خرج صالح دق على جوال جاسم , ولمن سمع صوته قال بخوف : انت متى جيت من ماليزيا ؟؟
وصله صوت جاسم الجامد وهو يقول : قبل نص ساعة , وأنا دحين عند باب بيتك ..
****************************
↚
هل شاهدتم يوما كيف تندفع مياه الأنهار ؟؟
بهدوء ورتابة ..
لا يوقفها أي عائق ..
مخترقة أعماق الغابة ..
هل رأيتم كيف تسير حمم البركان ؟؟
ساخنة مشتعلة ..
تكتسح كل ما حولها ..
تنهشها بحرارتها اللا محتملة ..
هل أبصرتم كيف يتحرك الإعصار ؟؟
بصخب وضوضاء ..
مقتلعا كل ما يمر به ..
دون أي استثناء ..
هذه هي الحياة ..
تسير بهدوء ورتابة وصخب وضوضاء ..
بوجع ومرارة بحب وهناء ..
ولد هذا ومات ذاك ..
ترملت تلك و تزوجت هذه ..
فرح هؤلاء وحزن أولاء ..
هذه هي الحياة ..
تكتسحنا أحداثها يوما ..
تخترق قلوبنا وربما تقتلعها أحيانا ..
ولكنها رغم هذا ..
تسير
وتسيـر
وتسيــر
دون هوادة ...
لن تتوقف لبرهة لأجل هذا ولا ذاك ..
ولن تنتهي عند موت هذا أو عيش ذاك ..
نعم , لن تنتظرك لتجمع شتات نفسك المحطمة ..
هذه هي الحياة ..
قم , انهض , أسرع واغتنم ..
فكل يوم يمر عليك
كل ساعة
كل دقيقة
كل ثانية
ستطوى , ستذهب ولن تعود ..
لن تعود ..
يوم الجمعة 10 / 6 / 1427 هـ
الساعة 1 بعد منتصف الليل :
قطب صالح حواجبه وهو يقبض على جواله بخوف , همس بصوت مخنوق من أثر التوتر والترقب وهو يحاول يصبغه بالهدوء : أدخل أدخل تلقى مفتاح المجلس تحت الدعاسة اللي عند الباب ..
وصك الجوال وهو يفكر بعمق عن سبب كافي إنه جاسم يقطع رحلة شهر العسل عشانه ..
فتح جاسم المجلس ودخل وفتح الأنوار وشغل المكيف ورمى جسده المنهك على مساند الجلسة العربية , انسدح على ظهره بتعب وهو يطالع في السقف بصمت , ماشاف سيارة عبد الرحمن برا أو في المواقف , هذا معناته إنه مازال يهيت في الشوارع ويصيع مع أصحابه , غمض عيونه وهو يفكر بالبندري وحملها واعتدل جالس وهو يحس النار اللي في جوفه تزيد , دقايق وانفتح الباب وطل منه عمه اللي ما يبعد بيته أكثر من عمارتين عن بيت أمه , قام جاسم بسرعة وسلم على عمه اللي قال بخوف بلا مقدمات : خير ياولدي , خير اش فيه ؟؟ شغلتلي بالي ..
ماعرف اش يقول بالضبط , قال لعمه بهدوء : إجلس ياعم , إجلس ..
جلس صالح وهو يطالع فيه بصمت , سأل جاسم : فين عبد الرحمن ؟؟
تجلت ملامح الفزع والخوف على وجه صالح وهو يقول : عبد الرحمن صار فيه شي ؟؟ صار في ولدي شي ؟؟
هز جاسم راسه وقال وهو يحس بوجع من خوف صالح على ولده اللي مو مهتم فيه : لا , بس أنا أسأل فينه ؟؟ لأني أبغاه يحضر الكلام اللي بأقوله ..
زفر براحة ورجع قطب وهو يقول : راح تونس يتمشى مع أصحابه , قالي إنه تصافى مع واحد منهم كان متضارب معاه بعد زواجك وقرروا يسافرون ..
زفر جاسم وقال بعد تردد : أنا اللي كنت متضارب معاه يا عم ..
وكمل بعد لحظة صمت ذبحته فيها نظرات عمه المصدوم : تضاربت معاه لأني اكتشفت إنه مسوي علاقة مع البندري ..
مرت دقيقة يحاول عمه فيها يستوعب الموضوع حط بعدها يده على راسه وهو يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله , لا حول ولا قوة إلا بالله , متى هذا الكلام كله ؟؟ ليه ماقلتلي من أول ؟؟
هز جاسم راسه وقال من بين أسنانه بغيض : ما أدري من متى ؟؟ و ما قلت لك لأني توقعت الموضوع انتهى من يوم خطبها , لكن اللي أعرفه إن الحقير جاها ودخل عليها كمان ..
دنق صالح راسه وهو يقول بوجه شاحب : لااااااااااا , لا حول ولا قوة إلا بالله ..
صرخ جاسم بداخله ~ ما تدري بالأدهى والأمر , ما تدري عن المصيبة اللي إحنا فيها ~ رفع صالح راسه وقال بتوتر وهو يحاول يطمن نفسه وإنه هذا نهاية الموضوع وهو يحاول قدر الإمكان إنه يتجاهل صرخات عقله اللي تقوله إنه أكيد هذا مو السبب اللي خلى جاسم يرجع من رحلته لأنه الخطبه كانت من زمان : بس الحمد لله , انخطبوا وانتهى الموضوع , صح ؟؟ صح ؟؟ ..
ولمن شاف جمود جاسم سأل بصوت غريب : مو هذا اللي مخليك تقطع رحلتك ؟؟
دنق جاسم راسه وهو يحاول يلقى عبارات تفهمه الوضع بدون ما يرتفع ضغطه أو يتعب قلبه الضعيف من الصدمة وهنا فكر بأزهار اللي حاولت قدر الإمكان توصل له الموضوع بأبسط طريقة , كيف قدرت تتحمل وتقول ؟؟ كيف قدرت تتمالك نفسها ؟؟ هو وهو رجال مو قادر يقولها , هز صالح كتفه وهو يستحثه بصوت خايف متوسل : جاسم انطق ..
قال من دون ما يرفع وجهه : أنا ما قدرت أكلم أبوية , ما قدرت لأنه هذا معناه إنه يموت لحظتها , البندري حامل يا عمي ..
فز صالح وقال بعصبية ووجه يتحول للون الأبيض من الصدمة : لا تكمل , ما أبغى أسمع أكثر ..
رفع جاسم راسه وطالع في عمه بأسى وهو يقول : لازم تعرف يا عمي , البندري حامل في 3 شهور من عبد الرحمن ..
رفع صالح يده لياقة ثوبه وفك أزرارها وهو يحس أنفاسه تختنق وبدأ يسحب أنفاسه سحب , قام جاسم بسرعة ومسك عمه وهو يقول بخوف : عمي ..
انزلق صالح من بين يدينه على الأرض , صرخ جاسم لمن شاف وجهه يزرق وهو ينحني له ويهزه : عميييييييييييييييييي ..
قال عمه بصوت مخنوق وهو يجاهد عشان يلتقط انفاسه : الحـ...ـبو..ب ..
دخل جاسم يده المرتجفه في جيوب عمه وهو يقول بخوف : الحبوب , الحبوب , الحبوب ..
ولمن لقيها فتحها بقوة خلت الحبوب تتطاير من العلبه , سحب وحده وقال وهو يجلس عند راسه ويرفعه : عمي , خذ , خذ ..
فتح صالح فمه بضعف , حطها جاسم تحت لسانه وهو يطالع فيه بصمت , غمض صالح عيونه يحاول يضبط نفسه المخنوق , ولمن بدأ اللون يرجع لوجه عمه جلس باعتدال على الأرض وهو يتنفس براحة , قام صالح لكن جاسم رجعه بحزم وهو يقول : ارتاح شوية ..
غمض صالح عيونه مرة ثانية عشان ما يشوف ولد أخوه الإنكسار والذل اللي رماه به ولده البكر , تأمل جاسم وجه عمه المغضن والتجاعيد اللي حولين فمه وعيونه وشماغه وطاقيته اللي طاحت وكشفت شعره الأبيض المختلط ببعض الشعرات السوداء , ولمن شافه يرفع يده عشان يمسح بها دموع ما نزلت مد يده ورص بها يد عمه وهو يقول : الذنب مو ذنبك يا عم , هو كبير ويعرف مصلحته , انت سويت اللي عليك و أكثر ..
فتح صالح عيونه وقام , جلس ودفن وجهه بين كفوفه و هو يقول بحسرة : ليه ما طلع زيك رجال يرفع راسي بين الناس ؟؟ ليه دايما ينكس راسي وهو بكري , أنا أبو عبد الرحمن , ليه ماطلع زيك رجال ؟؟
حس جاسم بكلمة عمه زي الطعنات في قلبه وهو يصرخ بداخله ~ لا تقول كذا يا عمي , أنا زي عبد الرحمن , من طينته لكن ربي رحمني بعدنان ~ , زفر صالح وقال : أستغفرك يارب , الحمد لله على كل حال ..
وبعد لحظة تفكير قال صالح : شوف , أنا بأتصل على عبد الرحمن وأخليه يجي على أول طيارة وإن ماجا رحت له بنفسي وجرجرته مع شعره زي الكللللللب عشان يصلح اللي سواه , و أبوك خليه عليه أنا أتفاهم معاه , والموضوع لا يطلع أبد , تراه هذي فيها فضيحة ممكن تنزلنا التراب طول عمرنا وتخلينا نمشي بين الناس منكسين روسنا ..
هز جاسم راسه متفهم وقال : تطمن , محد يدري بالموضع غيرنا ..
وكمل بتوتر : إلى الآن ..
و بدؤوا يتناقشون الطريقة المثلى اللي يوصولون فيها موضوع البندري لأحمد ..
وبعد مناقشات طويلة وحلول كثيرة طرحت ورفضت خرج جاسم وراح للشقة , كانت الساعة وقتها تجاوز 2 ليلا , دخل الشقة وسحب شماغه المحطوط على كتفه ورماه على الكنبة وفصخ جزمته وشرابه ورمى كل في جهة ودخل غرفة النوم اللي كانت مظلمة وبااااارده من المكيف , رمى نفسه على السرير وهو يغمض عيونه بتعب ..
↚
قبل صلاة الفجر :
في المدينة :
: قوميييييييييييييييييييييي ييييييييييييييييي ..
وحكت شعرها بقهر وهي تقول : حرام عليكم , ليش أنا اللي لازم أصحيها هذي البنبج ..
ضحكت سحر وهي تلبس عبايتها و قالت : معليش يا ريمو , تحملي , دورك ..
مسكت ريم مخدتها وضربتها بكل قوتها على ظهر العنود اللي ما تحركت من سدحتها ولا اهتز جفنها , قالت الهنوف تنصحها وهي تلحق سحر : جربي الموية , يمكن تفوقها ..
ضربت ريم الأرض برجلها وقالت : يا خوانااااااااااات , أنا ورايا درج يا طوله ..
قالت سحر : الدور دورك , يا دوب نلحق قبل الإقامة عشان نصلي السنة ..
راحت ريم وتوضت ورجعت رشت موية على العنود وهي تحلف لها إنها تروح وتخليها , لفت سلافة على الجنب الثاني وهي تقول : اش الإزعااااااااج هذا ؟؟
قالت ريم بغيض : وانتي مادام ماتبغين تصلين الفجر صحيها وخليني أروح ..
طنشتها سلافة وهي تغطي نفسها باللحاف , راحت صلت ركعتين السنة ورجعت تقوم العنود اللي توها تحركت جفونها , صرخت ريم : عنوووووووووووووود وصــمـــخ ..
قامت العنود بسرعة وحكت شعرها وهي تقول بصوت نايم : هااااااا ..
ضربتها ريم وقالت : يا دبببببببببببببببببب , ليه ساااااااااااااعة أصحيييييييييييييك ..
وصلهم صوت الإقامة , ضربت ريم رجلها على الأرض وقالت : فاتتني تحية المسجد , كلللللللللله منك ..
وضربت العنود بالمخدة , رجعت العنود وانسدحت , صرخت ريم : عنوووووووووووووود ..
قامت العنود وبعدت اللحاف وهي تقول بصوت نايم : خلاص , خلاص قمت ..
وراحت للحمام وهي تجر رجولها جر ..
قالت البندري : ريم صكي النور إذا خرجتي وعلي التكيف ..
ريم المقهورة من العنود قالت وهي تلبس عبايتها : ماني صاكة النور , قوموا صلوا يالكسالى , جايين المدينة عشان ننام ولا نغتنم الفرصة عشان نصلي الفروض في مسجد الرسول قد ما نقدر ..
وخرجت وهي تقول بعجلة : عنيدي أنا نزلت ..
توضت العنود بسرعة بالموية الباردة اللي صحصحتها ولبست عبايتها وسابت جوالها اللي مابدلته بالجوال الثاني اللي من دون كاميرا وشالت محفظتها بس ونزلت بسرعة بالمصعد اللي أخذت وقت إلين جاها , لكنها وصلت في نفس الوقت اللي وصلت فيه ريم , ولمن شافتها مستعجلة قالت : بنت , لازم نمشي للمسجد بتأني حتى لو قامت الصلاة , هذي السنة ..
قالت ريم : عارفة , أصلا ركعات الفجر تطول في المدينة ..
كان الجو مظلم وبارد نوعا ما , والناس حولينهم اللي يمشي بسرعة واللي ماشي على مهله , حريم و رجال , صغار مازالوا بملابس النوم و عجايز يتكئون على عصيهم أو يدفعونهم أولادهم على عربيات , كان الجو روحاني بشكل مهيب خاصة وصوت الشيخ يتردد في الأرجاء وله صدى محبب للنفس , فتشوهم حارسات الأمن ودخلوا للقسم اللي من دون أطفال , وهناك صلوا الفجر ولحقوا على الركعتين , بعد ما خلصوا صلاتهم جلست ريم تسبح بعد الصلاة و العنود تلف راسها يمين ويسار تدور على سحر و الهنوف ولمن يئست من شوفتهم قامت تسبح وتقرأ أذكار بعد الصلاة الكتوبة على ورقة بلاستيكية صغيرة أهدتها لهم سحر أول ما وصلوا المدينة , قالت وهي تشوف ريم تقرأ غيبيا : ما شاء الله حافظتها ..
هزت ريم راسها بصمت وهي تكمل قرايتها , طالعت في المكان اللي صار أقل إزدحاما من بداية الصلاة وابتسمت وهي تسمع صوت الحمام والعصافير , كل شي في المدينة يحسسها إنها في آمان , في راحة نفسية وجو إيماني مددت رجولها وهي تطالع في القبة اللي فوقهم وتتأمل زخارفها الجميلة , لمن قامت ريم عشان تجيب مصحف قالت : ريمو جيبيلي مصحف معاك ..
وقامت لمن شافت سحر والهنوف جالسات أقصى يمينها على بعد صفين عنها وكل وحدة فيهم تقرأ في مصحف , أخذت المصحف من ريم وقالت : تعالي عند البنات ..
وراحت لهم وجلست جنبهم وهي تقول : سلاااااااامو ...
ردوا السلام وقالت سحر : زييييييين اللي قمتي ..
قالت ريم وهي تجلس : إذا عاد صحيتها إذبحوني , تووووووووبة ..
قالت العنود وهي تحط المصحف في حضنها عشان تعدل طرحتها : حراام عليكم , صحبتك ما تبغين لي الخير ..
قالت الهنوف باعتراض : نومك ثقيل وبتفوتين علينا الصلاة ..
لفت بوزها وقالت وهي تفتح المصحف : طيب حكون رحيمة , صحوني نص سشاعة إذا ماقمت روحوا عني ..
طالعوا فيها الكل بعيون واسعة , رفعت عيونها بعد الصمت اللي ساد وسألت لمن شافتهم يطالعون : إييييييييييه ؟؟
قالت سحر بعصبية وهي تأشر بيدها : نصصصصصصص ساعة يالمفترية معاك عن 10 ساعات للإنسان العادي , تطفشييييييييييييين ..
حكت شعرها وقالت : طيب ربع ساعة يووووووووووه ..
قالت ريم بغيض وهي تفتح مصحفها : خلونا في حزة رحمانية ..
وجلسوا يقرؤن بهدوء , كانوا معتادين على الجلوس من بعد الفجر إلى ساعة الإشراق وهم يقرؤون قرآن ويسبحون من عرفوا فضله , رفعت العنود راسها وقالت : تصدقون أزهار تقعد تقرأ القرآن إلى الإشراق حتى في بيتها مو بس في المسجد ..
قالت سحر : ما شاء الله , أنا يا دوب في رمضان أحاول ألتزم بها وتلقيني أيام أفوتها غصب من النعاس ..
ضحكت ريم وقالت : أنا غير المدينة ومكة ما أقعد إلى الإشراق , الله يهدينا يارب ..
ولمن ما علقت الهنوف قالت العنود بابتسامة : الهنوف كانت تقعد للإشراق في البيت لكن بعض نااااااااااااااس خلوها تهمل ..
رفعت الهنوف راسها عن مصحفها وقالت : عنيدي ..
قهقهوا البنات لمن شافوا وجهها محممممر من الخجل ...
وبعد ساعة انتبهت العنود للقبب اللي بدت تتحرك , صرخت بحماس تنبهم : القبــــة تحركـــــت ..
دقوها كلهم وهم منحرجين من الحريم اللي التفتوا لهم بفضول , طنشتهم وهي تطالع في القبة بحماس طفولي , كانت القبة تتحرك ببطء و السما تظهر شوية شوية وأشعتها الخفيفة تغمر المكان , لمن توقفت القبة ضمت العنود يدينها لصدرها وقالت : يااااااااااااي , أحلى منظر شفته في حياتي , الله يسعد اللي سواها ..
وقامت وقالت : يلا نصلي الإشراق , تراني جيعاااااااانة أبغى أروح آكل ..
قالت ريم وهي تسحبها و تجلسها : الأفضل نستنى على الأقل 10 دقايق بعد الإشراق عشان نضمن إننا مانصلي على قرون الشيطان ..
انتفضت وهي تقول بقشعريره : يمممممممه , أتخيل نفسي أصلي على قرون إبليس ...
صلوا الإشراق وخرجوا , اتصلت حنان على سحر وطلبت منها تجيب معاها لبن وليمون وعيش صامولي , صكت سحر جوالها وقالت : أموت وأعرف معانا ..
وقعدت تعد على يدينها وكملت : معانا 4 شباب و رجالين عشان على إيه ..
قالت ريم بحماس : أحسن عشان أنا أبغى أمر على بقالة ..
سحبتهم العنود قرب أجنحة طيبة وهي تقول : أنا أبغى المطاعم أول , جيعااااااانة ..
وطالعت في الهنوف وريم وقالت : نفسي في طعمية ..
صرخوا الثنتين مع بعض : لاااااااااااااااااا ..
استغربت سحر وقالت : ليه ؟؟ أنا مشتهية طعمية كمان ..
قهقهت العنود والهنوف تقول : انت مافهمتيها الهبلة المتخلفة هذي ..
ولفت ريم وقالت لسحر : من العام قعدت لنا على الطعمية كله حشمت العامل اللي يسويها ..
قالت العنود بطريقة مسرحية : والله يا سحر يفوتك نصصصصصص عمرك لو ماشفتيه , سبحان اللي خلقه , ياعليه جمااااااااااااااااااااااا ل ..
شهقت سحر وقالت باستنكار وهي تضرب كتفها : ياااااااااااا وصخة , مايجوز تطالعين في الرجال , وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ..
ضحكت العنود وقالت : والله ما تأملته والله , هي نظرة وحدة ..
قالت الهنوف بتريقة : إي صح , نظرة كل يوم ..
قالت العنود باعتراض : أتأمل إبداع الله في خلقه ..
قالوا مع بعض باستنكار : عنووووووووووود ..
وكملت سحر بإصرار : ما يجوووووووووز ..
سحبتها وقالت : طيب خلاص فهمت , أنا جيعانة ..
كانت في مجموعة مطاعم قدامها كراسي وجلسات , قالت ريم : أنا أبغى من كودو ..
تبعتها الهنوف وهي تقول : و أنا كمان ..
سحبت العنود سحر وقالت : تعالي من هنا ..
ووقفت عند المطعم وقالت : أربعة طعمية لو سمحت ..
قالت سحر بهمس : هذا المحل اللي تقولين عليه ..
هزت العنود راسها وهمست : وااااااااي , ما راح من العام , شوفيه ذاك العامل , يارب تخليله لأمه ..
ضربتها سحر على راسها وقالت : بنت ..
حكت العنود مكان الضربة وهي تقول : آي , عورتيني ..
وكملت بهمس : والله حق من حط شبابنا هنا يقطعون في السندويتشات وخلى الحليوة هذا يشتغل في شركة ولا يقعد على مكتب ..
مسكت سحر قهقهتها وهي تقول : الله يقطع إبليسك ..
قالت : والله , هذولي اللي ممكن يحسنون النسل , يعني عيالنا طاحوا فينا نبغى أجنبيات عشان نحسن النسل شوية , حتى إحنا نبغى نحسن النسل ولا هم لهم رب وإحنا مالنا ..
دقتها سحر وهي تقول : يا تسكتين يا أهفك بيدي , تراك فجرتي بطني من الضحك ..
أخذوا الطعمية و مشيوا والعنود تقول بمزح : ما يجي أسأله عن جنسيته ومؤهلاته , يمكن يكون في نصيب ..
قرصتها سحر وهي تقول : صكي حلقك ..
وأول ما شافت ريم والهنوف اللي شايلين أكياس وجباتهم ووجبات سلافة والبندري قالت : أنقذوني من هالبنت , ذبحتنييييييييييييي ..
قالت ريم : أول مرة تعرفين عنيدي ..
وتحركوا للفندق بعد ما مروا على بقالة صغيرة واشتروا الأشياء اللي طلبتها حنان وفوقها طلبات البنات , أول ما دخلوا الإستقبال قالت ريم : يالفشلة داخلين ومعانا أكياس الدنيا كإننا بنهاجر ..
وشافوا ثلاث شباب عند المصاعد فوقفوا على جنب , وصلهم صوت واحد فيهم يقول : يا لمفاجيع هذي كلها أكياس أكل ..
رفعت العنود راسها لمن ميزت الصوت وقالت باستنكار : رزووق ..
حط يده عند راسه بتحية عسكرية وقال : hi sis ..
وكمل بتريقة : بأسألكم خليتوا شي للناس بعدكم عشان يشترونه ..
قالت وهي مهي منتبهة للإثنين اللي وراه : رزوقوه أنا دبابة ما يأثر فيني شي لكن اللي معايا أناثي ما يتحملون مزحك الزغل , يعني لم لسانك ولا تتريق ..
ضحك ماهر غصب عنه وقال : محشومه والله بنت أحمد , مين قال دبابة ؟؟
دقه سامر باستنكار وهو منحرج بشكل مو طبيعي , انكمشت العنود وقالت بهمس : يالفشلللللللللللللللللللل للة , هذولي أخوانك ..
ولمن وقف المصعد طلع عبد الرزاق وماهر , سحبهم سامر وقال : سحر تقدمونا إحنا نستنى المصعد الثاني ..
دخلوا البنات وناولتهم ريم الأكياس بحرج وهي تقول : الله يخليكم وحدة فيكم تمشي معايا ..
هزوا روسهم بصمت , سابتهم و راحت للدرج , لمن انصك المصعد نادها عبد الرزاق كإنه معتاد على الكلام معاها : هي ريــــم , على وين ؟؟
تمنت ريم لحظتها لو تنشق الأرض وتبلعها , همست وهي تلتفت له : بأطلع من الدرج ..
قال وهو يتقدم لها : وليه منتي رايحة بالمصعد ؟؟
حست بجسمها كله يذووووووب من الخجل والتوتر ~ هذا اش يبغى منيييييييييي ؟؟ رزاق ياحماااااااااااااااار , انقلع عنيييييييييييييييييي ~ دنقت وقالت وهي تلعب في شنطتها بتوتر : ما أحب المصاعد ..
رفع حواجبه وهو يقول : whaaaaaaaat , وتطلعين سبعة أدواااااااار عشان ماتحبين المصاعد ..
تحركت من عنده وقالت : عادي ..
ودخلت الباب اللي يودي للدرج وطلعت وهي تقول بهمس : تراب يالأهبل يالمتخلف , تكلمني كإني أختك ليه ؟؟ يعني لو اللي مكلمني واحد من عيال عمي جلال كان ممكن 24 ساعة وهم عندنا لكن عبد الرزاق , ماأتذكر متى آخر مرة شفته ..
وسمعت خطوات وراها , طنشتها ومشيت بثبات عشان ما تبين رعبها , وشويه حست بالخطوات تقترب منها أكثر , حاولت قدر الإمكان إنها ماتلتفت لكن لمن حسته على بعد خطوات عنها التفتت وصرخت لمن شافته قدامها , ضحك عبد الرزاق وقال : did I scared you ??
واتذكر إنه مو في فرنسا فقال : خوفتك ..
حطت ريم يدها موضع قلبها وقالت بعصبية وبلا شعور : لا والله ؟؟ بغيت توقف قلبي يالفااااالح ..
رفع حواجبه وقال : هذا جزاتي اللي ما أبغاك تمشين لوحدك ..
استحت منه ومن نفسها , بعدت عنه وهمست باختصار : تقدمني ..
قال ببرود : لا اش رايك نمشي جنب بعض ؟؟..
وتحرك قبلها , مشيت وراه بصمت , ولمن وصلوا للدور وخرجوا للممر قالت بهمس لمن وقفوا عند باب الجناح : شكرا ..
ابتسم وقال : لا شكر على واجب , أدخلي بس ..
وراح لجناحهم , وقبل ما تدق الباب انفتح وطلت من وراه العنود خارجة وهي لابسة عبايتها , طالعت فيها العنود بخوف وقالت : انتي هنا , خوفتيني عليك , ليش تأخرتي ؟؟..
قالت ريم وهي تدخل : مو أخوك الأفندي مسوي فيها عنتر زمانه , مطيح المياااااااااانة تقول يكلمك ولا يكلم البندري , قال إيه ماشي معايا عشان يرافقني ..
ولفت عليها وقالت بوجه محمر من الفشلة : تخيليني أنا وإياه في مبنى الدرج لوحدنا وهو واقف قدامي ويكلمني بكل أريحيــــة ..
ضحكت العنود وقالت : أعذريه , جاي من برى , صدقيني على باله عادي يمسك يدك ويساعدك و انتي تنزلين من السيارة ..
فصخت طرحتها وهي تقول بقهر : موقفني باسمي قدام أخوان سحر ويسألني بكل هدوء ليش ماطلعت المصعد , قسما بالله حسيت قلبي بيخرج من كثر الخوف والحيا ..
ولمن دخلت الصالة لقيتهم قاعدين على طاولة الطعام وفارشين السفر والأكل , جلست جنب سحر وهي تحاول تخفف ضربات قلبها المتسارعة من هول الموقف ..
↚
: مســــاعدة ..
حك عبد الرزاق حاجبه وهو يطالع في عدنان اللي صرخ بالكلمة استنكار وقال : إيوه مساعدة , يعني أخلي بنت عمي تمشي لوحدها ..
قال عدنان بغيض : لا دق حنك معاها واتمشى انت واياها وانت تحكيها عن حياتك في فرنسا وناقشها عن أهم النقاط الإيجابية اللي استفدت منها في رحلتك ..
انفجر التوأم بالضحك على منظر عبد الرزاق اللي مو مستوعب سبب عصبية عدنان , قال عبد الرزاق : اش التعقيد هذا , البنت زي وحدة من أخواتي ..
قال عدنان بحزم : لكنها مهي أختك , تقدر تقابلها , تجلس معاها ؟؟ إنت محرم لها , لاااااااا , يعني مهي أختك ...
: أنا أعتبرها زي أختي ..
قال عدنان بغيض : لكنها مهي أختك , ما تفهم ..
قال سامر : والله قلت له إنت من جدك بتروح معاها قال afcorse ..
زفر عدنان وقال بحدة : أنا لو أشوف واحد من عيال عمي واقف ويتكلم مع وحدة من أخواتي كذا بأذبحه وأذبحها بنفس السكين ..
حس عبد الرزاق بالتوتر للحظة وهو يتذكر موقفه مع سلافة , ماعمره تخيل عدنان عصبي وحار بهالشكل , حط ماهر يده على كتف عبد الرزاق بعد ماقام عدنان من عندهم وراح لأبوه وأحمد وقال : ترى عدنان ماعنده , الغلط غلط مايحب يسمع مبررات ولا أعذار ..
قال عبد الرزاق : هذي أول مرة أكتشف فيه هالشي , طول عمره هادي ..
ضحك سامر وقال : هادي ؟؟ مستحيل , ممكن تقول حليم لكن هادي أبدا مهي من صفات عدنان لأنه حاااااااااار وحمقي وقت الغلط بس يعني إذا ماشي سيدا يكون معاك زي العسل لكن لو لفيت يمين ويسار يضربك بعصا ..
قال ماهر : أتذكر يوم كنت في الثانوي أقنعوني أصحابي أجرب سيجارة بعد ماخرجنا من المدرسة , ويوم حطيتها في فمي تفاجأت بعدنان قدامي , كان وقتها أولى جامعة ويمر علينا عشان ياخذنا , سحب السيجارة من فمي وأعطاني ذاك الكففففففف قدامهم كلهم و اللي خلاني أحرم بعدها أحط سيجارة في فمي , ومسك صاحبي اللي أعطاني السيجارة وطاح فيه بالعقال وإلى يومك هذا لا شفت سيجارة أتذكر الكف وصاحبي نفسه بطل السجاير بعد العلقة اللي ذاقها ..
قال سامر بخوف : يوووووووو أتذكر ذاك اليوم , الأساتذة نفسهم جووا يفكون أسامة من بين يدين عدنان , ومن بعدها صار لنا هيبة في المدرسة , محد يقرب مننا ويسموننا أخوان الشيطان ..
قهقه عبد الرزاق وقال : مستحيييييييييييييييل , انتم تتكلمون عن عدنان ولينا ماغيره ..
قال ماهر باحترام شديد وهو يتأمل عدنان اللي يصب القهوة لأبوه وهو يبتسم على شي قاله أحمد : هو ماغيره , ياليتني أصير نصه ..
وهمس بضيق : هديل الخسرانة برفضه , يعني اش في طارق مو في عدنان ..
دقه سامر يعني اسكت , لكن عبد الرزاق ما كان منتبه للي قاله وهو يقوم من مكانه رايح لأبوه عشان يشرب معاهم القهوة , همس سامر : لو سمعك عدنان كان ذبحك , تعرفه ما يحب أحد يتكلم عنها بسوء ..
همس ماهر بغيض : الكلبة رفضته بعد أسبوع من موافقتها عليه ووافقت على ولد خالتها بدون حتى ما تفكر فيه وفي مشاعره وما يبغى أحد يتكلم عنها , أنا ودي أقتلها وأقتل زوجها اللي خطبها وهو مهو مهتم إنها مخطوبة لغيره , ما فكر حتى إنه الخطبة على الخطبة ما تجوز ...
قال سامر : عدنان عارف إنه هذي خيره له ..
سأله ماهر باهتمام : طيب ما دام عارف إنها خيرة ليش ما خطب إلى الآن ؟؟
طااااااااالع سامر في عدنان اللي رمى عبد الرزاق بنظرة حادة قبل ما يلف وجهه للتلفزيون المفتوح على العربية وهمس بتفكير : ليه رافض العنود ؟؟ أكيد وراه شي ..
دقه ماهر و سأل بتريقة : وانت ليش مهتم لهالدرجة بهالبنت ؟؟
تبادل نظرة طويلة مع ماهر قبل ما يهمس : يمكن لأني قابلتها في المخزن وصكيت فمها بيدي عشان ما تصرخ ..
توسعت عيون ماهر وصرخ : يااااااااااالملعووووووووو ووووون ..
التفت الكل عليهم وضربه سامر وهو يغمز له يعني اسكت وهو يقول بهدوء مصطنع : طيب لا تلعن ..
وقال أبوه وهو يطالع فيه بحدة : مااااااااااهر , كم مرة قلنالك اللعن حرام ؟؟ ..
ابتسم ماهر وقال بتوتر ونظرة أبوه زي السوط على جلده : ما تروح من لساني ..
قال ببرود : يوم تعرف إن أول اللي يدخلون النار اللعانون بتروح عن لسانك ..
قام ماهر وسحب سامر وهو يقول : إن شاء الله , عن إذنكم ..
خرجه من الجناح وقفل الباب ولف عليه وقال : متى صار هالكلام كله ؟؟
تردد سامر قبل ما يقول : أول يوم جينا فيه ..
: آآآآآآآآآآآآآآآآآآ يالملعون , إي والله يالملعون ..
: ماااااااااااهر ..
: طيب طيب , من قهري منك , ليه ماقلتلي من بدري ؟؟
وسحبه بعيد عن الجناح وقال : قولي اش الموضوع بالضبط ومن البداية ..
سحب سامر يده وقال : ولا شي , دخلت المخزن وهناك قابلتها , كانت بتصرخ صكيت فمها وقلتلها بلا فضايح وانتهى الموضوع ..
ضرب ماهر قبضة يمناه في راحة يسراه وهو يقول : آآآآآآآآآآآخ ليش هالمواقف ماتصير لي أنا ..
ضربه سامر على كتفه وهو يضحك ويقول : لا تسمعك مرتك تجيب أجلك , بعدين من حلاتها هالمواقف , والله إحراج ..
طااااااااالع فيه وهو مبتسم بخبث , رماه سامر بنظرة حادة وهو يقول : خير ..
سأل بضحكة : هذا الموضوع اللي ما خلاك تنام يومين ..
تسارعت ضربات قلبه وهو يبعد وجهه عن توأمه وهو يقول : لااا , مو هذا الموضوع ..
دقه ماهر وقال : توأمك يالثور أعرفك يوم تبعد وجهك يعني كذاااااااااااااب ..
لف عليه باستنكار وقال : لا تخليني أندم إني علمتك باللي صار ...
قهقه ماهر من قلبه وقال وهو يتنهد : يقطع الحب شو بيذل ..
ضربه سامر وقال : خليتها حب مرة وحدة , صدق ما عندك سالفة ..
: طيب متى بتكلم أبويه على الخطوبة ؟؟
: ماهر انت تتكلم من جدك ؟؟؟
قال بتريقة : لا من عمي , أكيد من جدي ..
: وعدنان ؟؟
: اش فيه عدنان ؟؟ لو يبغاها كان تكلم من أول ما انعرضت عليه , هو مهو صغير عشان يرفض وهو مهو متأكد من اللي يقوله ..
هز سامر راسه وقال بعناد : لا يعني لا , ولووووو فكرت في الموضوع بشكل جدي مو دحين , نهائيا ..
سأله بضيق : وإذا راحت عليك البنت ؟؟..
قال سامر بحزم : نصيب ..
ورجع قال بتريقة يقلده : وليش مهتم لهالدرجة في الموضوع ؟؟
قال بغيض : كنت أبغاك تتزوج معايا في نفس يوم زواجي , أمنيتي نتزوج في نفس اليوم , لو خطبت دحين وتم كل شي ممكن نتزوج في نفس اليوم ..
ضحك سامر على أمنيته اللي كانت دايما أمنيتهم لكنها تغيرت من صار له اللي صار , زفر وقال : الله يقدم اللي فيه الخير ..
وحط يده على كتفه وقال : يلا نرجع واقفين في الممر وحفيانين كمان ..
طالع ماهر لرجولهم و انتبه إنهم حفيانين , ضحك وهم راجعين للجناح ...
*****************************
الساعة 2 ونصف بعد الظهر :
في الفندق :
: ريما عندك رقم رزوق ؟؟
فتحت ريم عيونها على الآخر وهي تقول للهنوف : نـــعـــم , وليش يكون عندي رقمه ؟ بأي صفة ؟؟
ضحكت الهنوف وقالت : ما قصدت شي , أبغى أدق عليه وما فحالي أروح أرجع الشريحة في جهازي ..
قالت وهي تطالع في الجوال اللي في يدها واللي بدون كاميرا عشان تقدر تدخل به المسجد : كم مرة قلنالك احفظي الاسماء في الشريحة مو في الجهاز , بعدين انتي لو طلبتي رقم حمودي ولا حمادة كان أعطيتك إياه , حتى سويلم عندي رقمه ..
أشرت لها على جوال العنود وقالت : لازم تدلعينهم , تراهم كبار 19 و 16 ..
مسكت الجوال وفتحته هي تقول : عادي , أصغر مني ..
قالت : محمد اللي تدلعينه حمودي أصغر منك بسنتين بس ..
جلست تلعب في جوال العنود وهي ناسية هي مسكته ليه , وفتحت صندوق الوارد
كعادتها لمن تمسك أي جوال وأول ما قرأت الرسالة رجعت طالعت في اسم المرسل وهي تحس بذهول , قالت الهنوف : ريييييييييييييم , أعطيني الرقم بسرعة ..
دخلت العنود وسألت : اش عندكم , كلنا قاعدين في الصالة إلا انتم ؟؟
وشهقت لمن شافت جوالها في يد ريم جرت بسرعة وسحبته وهي تقول بخوف : فتحتيه ..
طالعت فيها ريم المصدومة بصمت معبر , تغير وجه العنود وهي تهمس : قريتي الرسالة ..
قامت ريم بسرعة وتجاوزتها وهي مطنشتها , مسكت العنود يدها وقالت : ريما ..
سحبت ريم يدها بخشونة وقالت بحزم : هنوف اطلعي ..
وقفت الهنوف ونقلت نظراتها بينهم بخوف وهي تسأل : اش فيه ؟؟ اش صار ؟؟
قالت ريم وتنفسها يحتد : هنوف رجاء اطلعي الموضوع بيني وبين العنود ..
صكت الهنوف الباب وقالت : ماني طالعة , اش عندك انتي واياها تكلموا ...
كانوا ملتزمات الصمت , ريم تطالع في العنود بحدة والعنود تطالع فيها برجاء , صرخت الهنوف : تكلمواااااااا , تراكم خوفتوني ..
قالت ريم بصوت مخنوق : عشان كذا رفضتي إن عبد الإله يتقدم لك ..
غمضت العنود عيونها بألم لمن شهقت الهنوف وهي تقول : رفضتي عبد الإله ..
وفتحتها وهمست برجاء : ريما افهمي ..
طاحت دمعتين على خدود ريم وهي تقول بصوت تصنعت فيه الثبات : مامن حقك ترفضينه عشان سفانة , هو اختارك انتي , ما اختار ست سفانة , إحنا ماعندنا هذي الهبالات والسخافات اللي جالسه تكتبها سفانه , ما عندنا شي اسمه حب قبل الزواج , أصلا من وين تحب عبد الإله ولا ..
حست العنود بطعنات في قلبها وبلا شعور رفعت يدها وصفعت ريم بكل قوتها وهي تصرخ : بــــــــــس ..
صرخت الهنوف بصدمة : عنوووووووووووووووووووود ..
رصت العنود الجوال بكل قوتها وهي تصرخ في ريم اللي طالعت فيها بذهول وهي تبعد خصلات شعرها اللي طاحت على وجهها : أصلــــك وقحــــة الرسالة اللي شفتيها كانت أسراااااااااااار , فاهمة يعني إيه أسرااااااااااااااااااااار , يعني حتى لو شفتيها بالغلط مفروض ما تقولين محتواها و كمان تتريقين على صحبتها بهالشكل ..
وبلا مقدمات رمت الجوال بكل قوتها على الجدر وهي تصرخ : أنا كان مفروض أمسح هالرسالة من بعد ما قريتها , الغلط غلطي أنااااااااااااااا ..
ورصت شفايفها المرتجفة بكل قوتها وهي تطالع في ريم والهنوف المصدومات منها , قبضت يدينها وفردتها وهي تقول بصوت مخنوق : ما توقعتها منك يا ريم ..
ونزلت دموعها وهي تقول : صدمتيني , ما توقعتها منك , ترى هذي اللي تتكلمين عنها بكل هالوقاحة والحقارة توأمي ..
وأشرت على صدرها وهي تكمل : النص الثاني لروحي , ما أسمح لك تتكلمين عنها بهالطريقة ولا إنت ولا عشرة من أمثالك يسوون شعره من شعر راسها فاهمة ..
ومسحت دموعها وخرجت من الغرفة اللي انفتح بابها وطلت منه سحر وهي تقول : بنات اش عدنكم أصواتكم وا.......
وسكتت لمن مرت من عندها العنود زي البرق , التفتت للهنوف وريم وقالت : بسم الله , اش فيه ؟؟
صاحت ريم من قلبها وهي تغطي وجهها وتسنده على صدر الهنوف اللي ضمتها وهي تقول : ما أدري , ما أدري اش صار ..
جاتهم سلافة وسألت : what happing عنود جالسة تلبس عبايتها ..
صرخوا الهنوف وسحر مع بعض : نـــعــــم ..
تحركت سحر بسرعة ولحقتها قبل ما تخرج , سندت الباب بيدها وهي تقول : عنووووووووود وين رايحة ..
وصلها صوت العنود الواضح فيه البكى وهي تقول : المسجد , بأروح أصلي ..
طالعت سحر في ساعتها وقالت : أي صلاة الساعة 2.30 لا ظهر ولا عصر ...
قالت العنود وهي تبعدها : سحر الله يخليك بعدي , مافي مكان هنا ياخذ الواحد فيه راحته ..
قالت بحزم : طيب استنيني ..
وراحت بسرعة سحبت عبايتها وقالت لأمها وهدى اللي قاعدين ينتظرون نتيجة الموضوع : تهاوشوا شوية وبنروح نتسوق أنا و العنود , إذا تبغون شي دقوا على الجوال ..
ولمن وصلت عند الباب لقيته مفتوح والعنود مهي في , صكت الباب وهي تسرع في خطواتها لقيتها واقفة عند المصاعد , دخلوا المصعد وساد صمت يخترقه صوت شهقات العنود اللي قاعدة تبكي بصمت , خرجوا من الفندق ومشيوا بصمت مسافات طويلة في التوسعة , تجاوزوا أبواب كثييييييييييرة ممكن تدخلهم وأخيرا دخلوا للمسجد وهناك انصعقت سحر لمن شافت وجه العنود المحمر من كثر البكى وعيونها الغايرة من كثر الدموع , صبت من موية الزمزم شربتها وغسلت بها وجهها وطرطشت شويه منها على صدرها اللي تحسه نيران تشتعل , صلوا تحية المسجد وجلسوا بصمت , التفتت سحر للعنود وابتسمت , طالعت فيها العنود بصمت لثانية ورجعت دنقت راسها وانسدحت وهي تسند راسها على فخذ
سحر , حطت سحر يدها على جبينها وجلست تمسده بهدوء وهي تقول : ترى الحياة قصيرة تضيعينها في زعل وصياح ..
قالت بصوت ثقيل مخنوق ودموعها تنزل من عيونها غصب عنها : لو الموضوع عني أنا ما همني , لكنه عن وحده ثانية , وحده ائتمنتني على أسرار ما قالتها بينها وبين نفسها بصوت عالي عشان ما يسمعها أحد , وحده اعتبرتني أكثر من أخت لها , لو وصل الموضوع لها اش بتقول عني , فتانة وما أكتم الأسرار , حلفتني أمسح الرسالة أول ما أقرأها لكني نسيت , وقرتها ريم , أخسسسسسسس شي لمن تحسين نفسك عريانة ومافي شي يحميك قدام أحد , أنا عريت سفانة قدام ريم , وريم ما قدرت الموضوع , جلست تتريق , خلتني أسوي شي كبييييييييير وأقول كلام جارح ما أدري من وين طلع ..
مدت سحر يدها ومسحت عيون العنود وهي تقول : ما فهمت من اللي تقولينه شي , وما بأطالبك إنك تشرحين , كل اللي أقدر أقوله إن اللي يحب يسامح , صح ؟؟ يعني إنت سواء اضطريتي لجرح ريم ولا من غير قصد عريتي سفانة على قولتك محد بيلومك لأني متأكدة إنهم بيقدرون إنك ما قصدتي إنه يصير اللي صار , غصب عنك ..
لفت نفسها ودفنت وجهها في جنب سحر وبكاها يزيد وهي تقول : جرحتهم الثنتين في وقت واحد ..
ضحكت سحر وقالت : يعني دحين هذا اللي مزعلك , يااااااااااازينك يالعنود ..
وحطت يدها ورى راس العنود وعصرته وهي تقول : قومي ما عندك سالفة , على بالي بأروح أضارب ريم ليش مزعلتك و أتاريك زعلانه ليش زعلتيها , والله تحححححححححفة ..
قالت العنود وهي مهي راضية ترفع راسها : صفعتها وسبيتها , اللي سويته شي مو هين , قلت كلام فضييييييييع ..
تنهدت سحر وقالت : من ناحية الكلام إنتي تعرفينا إحنا البنات تقعد في قلوبنا الكلمة إلين نموت ..
رفعت راسها باستنكار وقالت : يعني بالله هذي طريقة تهونين فيها الموضوع عليه ست سحـــر ..
ضحكت سحر على عيونها وقالت : اش أسويلك لي ساعة أكلمك وإنتي منتي راضيه تسمعين , بعدين الحق حق , طالعي عيونك صار لها كرش ..
قامت العنود وضربتها على راسها وهي تقول : ترااااااااااااااب , عارفة التراب سفييييه ..
قالت سحر بهمس وهي تتلفت : إحنا في المسجد يالــ إنتي والفاظك الـ , حتى بيت الله ما عندك إحترام له ..
زفرت العنود وقالت : الله يغفر لنا ..
وطالعت في الحمامة اللي طارت من قدامهم وصوت هديلها يبعث مشاعر غريبة بداخلها ..
↚
في نفس الوقت في جدة :
طالعت في جوالها بتردد وردت وهي تهمس : نعم ..
وصلها صوتها العالي المرح وهي تصرخ : السلاااااااااااااااااام عليكم ورحمة الله وبركاته , إزيك يا عسل ؟؟..
ضحكت منى بعد ماحست بانفراج أساريرها من الراحة وقالت : هلاااااااااااااااا والله زهووووووووورة وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
: يا مخصك وانتي مؤدبة , مووووووووو لايق , يعني يعني , نعم بهدوء ..
ضحكت منى وقالت : مالت عليك يالدب , خفت لأني ماعرفت رقمك ..
قالت أزهار بدلع : هذا رقم بيتييييييييييييييي , سجليه باسم بيت الحلوة ..
ضحكت منى وقالت بعناك : والله بأسميه بيت أخت الحلو ..
وصلتها شهقة أزهار وهي تقول : يالوصـــخــــه , مطيحة الميانة من دحييييييييييييييييييييييي يييييييين ...
قهقهت منى وقالت : لاااااااااااا , قدامك بس , أصلا حتى لو بأتجرأ أخوك مايعطي مجاااااااااااااااااااال ..
: آآآآآآآآآآآآآآآآه منك يالـ ...... , الله يهني أخوي بك والله ..
استحت منى وقالت بهمس : الله يقطع شرك , فشلتيني ..
وانتبهت لحظتها وصرخت بطول صوتها وهي تنط من سريرها : من بيــــتـــــــــك ؟؟؟ انت منتي في ماليزيااااااااااااااااااا اااااااااااا ..
: اشششششششششششششششششششششششش شششششش , الله يفضح ابليسك , ليه ما تمسكين مكرفون وتصرخين في الحارة إني رجعت من ماليزيا ؟؟ ..
ضحكت منى وقالت بصوت منخفض : غصب عني , صدمتيني , ليش رجعتي ؟؟
وافنقتخ باب غرفتها وطلت منه أمها , ابتسمت وأشرت لها إنه مافي شي , خرجت أمه بعد مارمتها بنظرة عتاب وأزهار تقول بهدوء مختصر وبلهجة اللي ينهي الموضوع : ظروف لجاسم عشان كذا رجعنا , بس الحمد لله استانست ..
: أهااااااااااااااااااااااا ا , طيب اش طراني على راسك ..
: معليش ما طريتي على راسي إلا عشان أبغى أعرف فين عمور وما أبغى أدق على جواله ..
شهقت منى وضربت صدرها وهي تقول : يالننننننذله ..
ضحكت وقالت : آسفة ما أعرف أكذب ..
حكت منى شعرها وقالت : طيب , شكرا , عمور عنده اليوم تسميع المصحف كامل وهو قالي إنه بيروح بعد صلاة العصر عشان يراجع مع مهند في بيته ومن بعد المغرب إلى بعد العشا بيسمع للشيخ ..
: مااااااااااااااا ششششششششششاء الله معطيك تقرير اليوم كامل ..
وضحكت لمن ما ردت عليها منى اللي واضح إنها مهي عارفه اش ترد وقالت : أمزح معاك , الله يهنيكم يارب , اسمعي , أبغى أسوي له مفاجأة , قصدي بأجي البيت وأفاجأه وقلت خليني أشوف هو فين , بس إلى الآن ما سألت الباشا اللي عندي وما أعرف إذا بيرضى نزوره اليوم ولا بكره فقلت ليس لدي إلا مرته الحلللللللللللللللللللوة حتى تخبرني أين يمكن أن أجده اليوم أو غدا ..
: يخلف الله على لغتنا ...
ضحكت أزهار وهي تقول : مالت عليك قلت أخاطبك بلغتك ..
وبعد محادثة طويلة شرحت لها فيها عن بعض الأشياء اللي شافتها في ماليزيا صكت منى الجوال وحطته على الطاولة وهي تفكر بسبب مقنع لرجوعهم من رحلة شهر العسل ولمن يئست قامت من مكانها وخرجت لأمها وأبوها الجالسين يتقهون في الصالة وهي تقول : ماااااااااامييييييييييييي يييييييي , آآآآآآآآآآآسفــه ..
وضمت أمها وهي تقلها سبب صدمتها عشان تقدر الصرخة اللي صرختها ..
***********************
تنهدت وهي تطالع في الساعة وقامت بسرعة , راحت للغرفة وانصدمت لمن لقيت الأنوار اللي فتحتها مقفله , زفرت وراحت تصحيه وهي تقول : جاسم ما صارت , بيأذن العصر و انت ما صليت الظهر ..
لها ساعة تصحيه بنعومة ودلع , خلاص جا وقت الحزم , حطت يدينها على خصرها وقالت : جسووووووووووووووومووووو ..
رفع راسه عن المخده ورماها بنظــــــرة خلتها تبتسم وهي تهمس : الصلاة ..
لف وجهه بصمت ورجع تلحف , زفرت وتحركت خارجة , قال بصوت بارد : صكي النور ..
ترددت طويل وبعدين اضطرت تقفل النور خوف منه وصكت الباب وهو تقول بهمس : عاد هو لا عصب يصير شين , استغفر الله ..
جلست في الصالة بصمت وهي تراقب ****ب الساعة وعقلها في مكان ثاني , الصمت المهيب ما يخترقه إلا صوت تكات عقرب الثواني ونفسها الهادي , ربع ساعة مرت وهي على نفس الوضعية كانت تحس روحها خارجه عن جسدها وتتطلع للمنظر بسخرية , رجع لنفس الشعور المتعب اللي حسته يوم حديقة القرود , نفس الفتور , نفس الضيق , قامت وهي تنفض هالشعور وراحت لغرفة التلفزيون ..
**************************
في المدينة :
زفرت الهنوف وقالت وهي تمسح شعر ريم المنسدحة على السرير وهي دافنه وجهها في المخده بصمت : ريمان حبيبي , صدقيني العنود ماقصدت تضربك , والله ..
اهتز جسم ريم كله من أثر شهقاتها وماردت على الهنوف اللي كملت : يلا قومي توضي عشان تنشطين نفسك , شويه ويأذن العصر ..
قالت بصوت ثقيل ك ما أبغى أروح ..
مسدت ظهرها وهي تقول : بتجلسين لوحدك هنا ..
لفت وجهها ومسحت دموعها وقالت : أبغى أجلس لوحدي ..
زفرت وسلمت على راسها وهي تقول : طيب لا تزعلين نفسك ..
وقامت وأشرت بصمت للبندري وسلافه اللي واقفين بعباياتهم عند الباب , طفت الأنوار وقفلت الباب , سألتها سلافه بقلق : لساعها تبكي ؟؟
قالت الهنوف وهي رايحه عشان تلبس عبايتها : خلوها لوحدها ..
وانتبهت لأمها الواقفه وراهم بقلق , ابتسمت وقالت : عادي يا أمي تضاربت هو والعنود زي دايما , ما تعودتي عليهم لسه ؟؟..
قالت هدى وهي تفرك يدينها : وأختك الله يهديها ما فكرت إنه الضعيفه هذي من دون أبوها وأمها , زعلتها وخلتها تصيح ..
طبطبت على كتف أمها وهي تقول : أمي لازم تصير بعض الخلافات , مو معقوله بيكونون سمن على عسل على طول , عادي بيرجعون بعد المضاربه أحسن من أول ..
وهي رايحه شافت نور تتوضأ , انتبهت إنها ما تسمح على شعرها وبعدين أذانيها , تمسك بيدها مويه وتغسل بها جبينها ثلاث مرات وبعدين تمسح أذانيها , راحت لها وقالت بابتسامة : نويره ..
التفتت لها نور وقالت وهي تبعد عن المغسله : انتي يبغى وضو ؟؟
هزت راسها بإيوه وقالت : نادي خديجة و ناتيا وتعالي ..
اجتمعوا الشغالات حولينها , ابتسمت وقالت : شوفوا كيف وضوء , طالعوا زين ..
وبدأت تتوضأ قدامهم بتأن وهم يطالعون فيها بفضول , ولمن مسحت على شعرها مره وحده اختلطت أصواتهم وهم يتناقشون بلغتهم , لفت عليهم وقالت وهي تنزل رجلها عن المغسلة بعد ماغسلتها وخللت المويه بين أصابيعها كويس : هااااااا شفتم كيف الوضوء ؟؟ يلا وحده وحده تتوضأ قدامي ..
وبدأت خديجه والهنوف تراقبها بإمعان , وأشرت لها على كوعها وقالت : هذا كله كله إلين فوق عشان يوم القيامه تجين وهذا نوووور ..
ضحكوا الشغالات بحماس وهي تفهمهم أشياء عمرهم ما عرفوها , قالت سلافه : ناتيا عندنا من أربع سنوات عمري ما فكرت أشوف وضوءها ولا حتى إني أكلمها وآخذ و أعطي معاها ..
طالعت البندري فيها بحسرة وقالت : ياليتني زيها , ما شاء الله الشغالات كلهم حتى شغالات عماني يموتون عليها , دايما تكلمهم لدرجة أحيانا تلقينها واقفه معاهم فوق الساعة وهي تشرح لهم عن شي معين ..
وزفرت وهي تصرخ بداخلها ~ ياليتني خديجة ولا نور , ياليتني الشحادة اللي في الشارع , أهم شي ماني البندري ~ تحركت لمن حست بالوجع يرجع لقلبها وبطنها وقالت : يلا نمشي ..
مشيت معاها سلافه وهي تنادي الهنوف اللي لحقتهم وهي تقول : سوي كويس كويس ..
ابتسمت حنان وقالت لهدى اللي خرجت من غرفة البنات اللي تطمن فيها على ريم : على كثر ما شفت هالبنت كل يوم اكتشف فيها شي , ما شاء الله عليها ..
ابتسمت بفخر وهي تلبس عبايتها وقالت : الله يحفظها يارب ويزوجها في أقرب وقت , مع إني ما أبغى أفارقها ..
ضحكت حنان وهي تخرج وتأشر للشغالات يلحونهم وقالت : هذا إحنا يابنا ياعلينا , نبغاهم يتزوجون ونخاف يبعدون عننا , هذي سنة الحياة ..
أول ما شافت البندري جدارن الحرم الرمادية الشامخه ومناراته العاليه حست بمغصها يزيد , ولمن شق عنان السماء صوت المؤذن : اللـــه أكبر ..
توقفت عن المشي وقالت : برجع لريم ..
التفتوا لها الثنتين بصدمه وقالت الهنوف وهي تمسك ذراعها : اش بك ؟؟
هزت راسها وقالت بألم حاولت تخبيه : شكل الـ*** نزلت ..
الهنوف استشفت الألم في نبرات أختها , هي تعرفها تتعب كثير لمن تجيها , حطت يدها على بطن البندري وهي تقول : تمغصك كثير ..
تراجعت البندري بسرعه عنها وهي تصرخ بلا شعور : لا تلمسينها ..
وطالعت بخوف في عيون الهنوف اللي تصنمت بصدمه وهي تطالعها بتساؤل , والتفتت لسلافه وهي تتخيل ابتسامة شماته فيها , ~ البندري هذي تهيؤات , تهيؤات , يكون حست الهنوف بكبر بطني عشان كذا مصدمة , عرفت إني حامل , لااااااااااا , لااااا , بندري اهدي , اهدي ~ أعطتهم ظهرها وقالت : أنا راجعه ..
وتحركت بسرعه , ولمن جات بتلحقها الهنوف مسكتها سلافه اللي انرعبت من صرختها المفاجئة ومن نظرات عيونها الغرييييييييييييييبه وقالت بخوف حاولت تداريه عن الهنوف : سيبيها ترجع , أكيد ممغوصه ..
: أرافقها إلين أطمن عليها ..
سحبتها سلافه وقالت : ماعليك بتقابل ماماتي وماماتك في الطريق , يلا تحركي ..
أول ماشافت أمها وحنان جايين من الطريق حولت وجهتها من طريق ثاني , كانت مشاعرها المضطربه المتوجعه المختلطه على شفير الإنفجار , يعني ممكن تصرخ بالحقيقه في وجه أمها لو سألتها بعيونها الخايفه البريئة عن وجعها , ~ يارب أنا اش سويت في نفسييييييييييييييي , اش سويت في اللي حوليني ؟ يارب أنا عارفه إني ما كنت أركعها , ما صليت لك فرض تكاسلا , يارب أنا عارفه إني أخطيت كثييييييييييييييييييييييي ييير , سامحني يارب ولا تفضحني , أتوسل إليك تسامحني يارحيم وماتفضحني ~ طلعت درجات الفندق وهي تحس بمغصها يزيد بشكل فضيع , كانت تحس بش دافي يتسلل , تحركت بصعوبه وهي ترص شفايفها بقووووة , المغص تحول من أسفل بطنها لضربات قويه في نهاية ظهرها , تعثرت في مشيها وهي تحاول تسحب نفس , قوة الوجع خنقت أنفاسها , رفعت راسها المنحني من الوجع وانتبهت إن الدنيا تدووووور حولينها صرخت بداخلها ~ يارب لاااااااااااااااا , يارب أتوسلك لا تفضحني ~ سألها حارس الأمن وهو يتبعها من البعيد : أختي انت بخير ..
استندت على عمود الرخام بكفها اليمين المعلقه فيها شنطتها الجلد الوردي الصغيره وهي تحس ضربات قلبها صارت زي القطار , حطت يدها اليسار على أسفل بطنها اللي تحسها ثقييييييلة والمضغوطه تحت وهي تطالع في الناس اللي توقفوا وهم يطالعون فيها بنظرات غريبه , شافت المصعد ينفتح ويخرج من عبد الرزاق , مدت يدها اليمين وهمست بوجع : عبد الرزاق ..
وطاحت على الأرض وانزلقت شنطتها وهي تصرخ بوجع , اختلطت صرختها بشهقات الموجودين , جري عبد الرزاق لها ورفعها وهي يقول بخوف : بندري , بندري اش فيك ؟؟
ضمت فخوذها لبطنها وهي تقول من بين دموعها : طلعني فوق ..
وصلها صوت ثقيل بعيد يقول : شكرا يا جماعه ما نحتاج تجمهر هنا ..
قبل مايقرب وهو يكمل : عبد الرزاق نوديها المستشفى ..
فتحت عيونها وشافت عدنان غير بعيد عنهم , صاحت من قلبها وهي تقبض على فنيلة عبد الرزاق القطنيه وهي تترجاه : ما أبغى مستشفـــــى , طلعني فوق الله يخليييييييييييييييييييييي ييييييييييك ..
وحست كإنه سكاكين تنغرز في بطنها , شهقت وصرخت بوجع وهي تنثني على نفسها أكثر , شال عدنان شنطتها وقال وهو يخرج مفاتيحه : شيلها بسرعه , أروح أجيب السياره ..
وتحرك بسرعه , صاحت من قلبها وهي تقول بحرقه : ماأبغى مستشفـــــى , عبد الرزااااااااااااااااااااا اق , ما أبغى مستشفــى , الله يخليييييييييييييييك , طلعني فووووووووووووووق , والله وجع عادي ..
وزاد صياحها وهي تحس السائل الدافي يزيد , وصرخت : ما أبغى مستشفــــــــــــــــــــ ـــــــــى ..
شالها بين يدينه وقال بحزم : مو بكيفك ..
قبضت على بطنها بيدنها لمن زادت حدة المغص وانفلتت صرخه من بين شفايفها اللي حاولت ترصها بقوة عشان ماتبين له إنها متوجعه , قال : شفتي , لازم مستشفى ..
نزل الدرجات ومعاه حارس الأمن اللي صرخ في صاحب سيارة الموقف عند نهاية الدرج : تحرك بسرعه , عندنا حاله طارئه ..
خرجت الفور من المواقف الأرضيه بسرعه ووقفت بحده , فتح حارس الأمن الباب الخلفي , حط عبد الرزاق أخته في المقعد الخلفي , والتفت لمن سمع صوت خطوات صندل عالية وراه , شاف سامر وماهر يطالعون فيهم بخوف وسامر يسأل : اش فيه ؟؟
قال عدنان وهو يأشر لعبد الرزاق : البندري تعبانه , بنوديها المستشفى , لا تتكلمون بالموضوع قبل مانطمنكم ..
هزوا روسهم و جري عبد الرزاق للمقعد اللي قدام , دخل وحرك عدنان السيارة قبل ما يصك الباب وهو يسأل : تعرف فين أقرب مستفشى ؟؟
هز راسه وهو يلتفت للبندري اللي كانت تصيح من قلبها وهي متكورة على نفسها وقال : لا , انت ماتعرف ؟؟
وقف السيارة عند مجموعة شرطة وقال : الله يسعدكم تعرفون فين أقرب مستشفى ..
تبرع واحد فيهم ودله بسرعة , تحرك عدنان بسرعه وهو يردد الإرشادات بصوت عالي عشان يركز , لأنه صرخات البندري اللي واضح فيها الوجع شويه وتشل قدرته على التفكير والتركيز , فرك عبد الرزاق عيونه اللي طار عنها النعاس وشكر ربه إنه عدنان جره من السرير جر عشان يصلي وهو يهاوشه ليش فوت الظهر ...
***
: اش بكم واقفين ؟؟ الإقامة بتقام ..
التفت سامر وماهر مع بعض لأبوهم اللي سألهم وتنبوا يطالعون في وجه عمهم أحمد وسامر يقول : لا ماشيين دحين ..
نزل أبوه الدرجات وهو يقول : عدنان سبقكم ..
رفع ماهر راسه وقال بتوتر : هااااااااااا , عدنان ..
وقال بتفكير : عدنااان ..
دعس سامر رجله من دون ماينتبه له أبوه وقال : عدنان سبقنا من زمان ..
وسحب أخوه وهو يقول : تحرك يلا قبل ماتفوتنا الصلاة ..
: لا تسحبني كني بزر ..
ضربه على راسه بخفه وهو يقول : طيب انت بزر قاعد تتهته عند أبويه , ما تعرفه جني يفهمها وهي طايره ..
ضربه على كتفه وهو يقول : استح على وجهك قاعد تقول على أبوك جني , والله لا أفتن عليك ..
ضحك أحمد اللي مو سامع غير همهمتم وشايف حركاتهم وقال لصاحبه : عمري ماحبيت التوائم زي ماحبيتهم يوم شفت أولادك ..
ضحك عبد الكريم وقال : الله يصلحهم ويخليهم لبعض , والله بيجيبون لي الشيب بحركاتهم , اللي يشوفهم يقول عيال 20 بحركاتهم , ماكإنهم مجاوزين 27 سنة ..
ضحك أحمد وقال بألم : إذا هذولي بيجيبون لك الشيب أجل أنا اش أقول على رزوق , والله هذا الولد بيجيب أجلي بحركاته , على قد ماأعلمه على المرجله ماينفع فيه , والله ياهالسلسلة اللي لابسها زي الجمره اللي في قلبي وماني راضي عليها لكن عيزت معاه , والله عيزت ياعبد الكريم ..
حط يده على كتفه وقال : ادعي , ماعليك إلا الدعاء ..
***
لف عليها عبد الرزاق وقال بحنان وهو يمسد ذراعها : شويه ونوصل يابندر , تحملي ..
صرخت من قلبها : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ..
كلماته وحركته زادت همها ووجعها , وكملت من بين دموعها : سامحونييييييييييييي , سامحونييييييييييييييييييي ييييييييييييييييييييييي ...
فتح غطاها وحط يده على جبينها وهو يقول : على إيه نسامحك , ماسويتي شي , اشششششششش , اهدي وإحنا بنوصل دحين ..
بعدت جبينها عنه وأعطته ظهرها وهي تحس قلبها يتمزق أكثر , تكورت على نفسها وهي تردد من وسط شهقاتها : سامحونييييييييي , يارب سامحنييييييييييييييييييي , سامحونيييييييييييييييي ..
طالع في عدنان بخوف وقال : وصلنا ؟؟ ولا لسه ؟؟
قال عدنان : إن كاني ماشي صح خلاص عند اللفه ..
وقطع الإشارة وهو يدق البوري ويلف على اليمين , ولمن شاف مبنى المستشفى حس بالراحه لمن شافه , وقف عند الطوارئ , خرج عبد الرزاق وفتح الباب وشالها وتحرك بسرعه لداخل المستشفى وهو يقول : حاله طارئــه ..
تحركت الممرضات وأشروا له على طوارئ النساء , سدحها على السرير وهو خايف من هدوءها الغريب المفاجئ , بعد عن الممرضه اللي مسكت يدها وقالت لصحبتها : call doctor morad the patent is passing out ..
صرخ عبد الرزاق اللي فهم كلامها : أغمي عليهاااااااااااااا ..
لفت عليه الممرضه وهي مصدومة إنه فهمها وأشرت له يخرج وهي تقول : out pl……
وقطعت كلامها وهي تأشر عليه و تقول : is this blooooooood..
: دم ..
قالها وهو يطالع في بلوزته وانصعق وهو يشوف بقعة حمراء مائلة للسواد بسبب فنيلته الرماديه , بعدت الممرضه بسرعة العباية وشهقت لمن شافت الدم المغرق بنطلون البندري الجنز , لفت عليه وطردته من الغرفه وصكت الستاره وهي تنادي الممرضات عشان يساعدونها في خلع ملابس البندري ..
خرج وهو مو عارف اش الموضوع , طالع في عدنان اللي مستند على جدر غرفة الطوارئ واللي اعتدل أول ماشافه , فتح عدنان عيونه بصدمة لمن شاف بقعة الدم وسند عبد الرزاق وجلسه على الكراسي وهو يطالع في الطبيبين اللي دخلوا طوارئ النساء ..
دفن عبد الرزاق وجهه بين يدينه وهو مستند بأكواعه على ركبه , حط عدنان يده على كتفه وشد عليها وهو يقول : اذكر الله , إن شاء الله خير ..
خرج الطبيب وقال بسرعه : مين فيكم الزوج ؟؟ نحتاج توقيعه عشان ندخلها غرفة العمليات ..
وكمل : الجنين سقط و الأم عندها نزيف حاد لازم نوقفه بأسرع مايمكن ..
رفع عبد الرزاق راسه من بين كفوفه ببطء وطالع في الدكتور بعيون متسعه , ورفع عدنان يمناه بلا شعور وحطها على أعلى راسه وهو يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله , حسبي الله ونعم الوكيل ..
فز عبد الرزاق وصرخ في وجه الدكتور : كذااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااب ..
وتقدم منه بسرعه لكن عدنان تحرك قبله ومسكه من أكتافه وقال بحزم : قدر الله و ماشاء فعل ..
صرخ بهستريا : هذا كذااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااب ..
فرصع عدنان عيونه وحط كفه بحزم على فم عبد الرزاق وهو يعطي ظهره للدكتور وقال : اصبر , عارف إنك خايف عليها ..
وهمس بدون صوت : بلا فضايح ..
قال الدكتور : آسف والله على إزعاجكم بس البنت لازم تدخل العمليات بسرعه ..
لف عدنان وقال بهدوء : أنا الزوج و هذا أخوها , فين الأوراق ؟؟..
تحرك الدكتور وقال : الحقني ..
تحرك وراه عدنان وهو يحس بمشاعر غريبة مختلطه , التفت لعبد الرزاق اللي وقف وهو ساند جبهته للحائط وعاقد ذراعينه عليه وهو يقبض يدينه ويفردها ,
قطع الدكتور تفكيره وهو يقول : شكله متعلق بأخته مع إنك إنت اللي فقدت ولدك ..
قال بجمود : أنا مؤمن بقضاء الله وقدره ..
ومسك الأوراق عبأ بياناته ووقعها بدون ما يطالع محتوى الورق ورجع لعبد الرزاق اللي كان يضرب الحائط براس جزمته الرياضيه وهو على نفس الوضعيه , أول ماحط يده على كتفه , دف عبد الرزاق يده وهو يقول بسخرية : شكرا يالمنقذ يا رجل المواقف ..
ولف عليه ورماه بنظرة كره , رفع عدنان يدينه وقال بهدوء : مو أنا اللي لازم تفرغ غضبك فيه يا عبد الرزاق لكن لو تبغى تفضل ..
ضربه عبد الرزاق على صدره وهو يصرخ : لا تسوي فيها الإنسان العظييييييييييم , الفدائي اللي يضحي بنفسه عشان الجميع ..
طااااااااااااااالع فيه بصمت وهو يحاول يحس بجزء من وجع عبد الرزاق اللي صرخ وهو يدفه : لا تطالع فيني كذا , تراني أكره مثاليتك الزايده وأشوفها سلبيه ..
تراجع عدنان خطوتين من قوة دفعه وثبت نفسه عشان ما يطيح وهمس : هذي وجهة نظرك وأنا أتقبلها بصدر رحــ..
وتلقى دفعه ثانيه من قبضتين عبد الرزاق اللي صرخ بصوت هادر : لا تكلمني زي البزررررررر , لا تلكمني بهالبرووووووووووود ..
التزم الصمت وهو يدنق راسه لكن عبد الرزاق دفه للمره الثالثة وهو يصرخ : سامع اش أقووووووووووووول ؟؟ سامــــع ؟؟ قول , سوي شي ..
صرخ عدنان وهو يبعد يدينه بخشونه : اش تبغاني أسويييييييييييييييييييي ؟؟
↚
ودفه بقوة وهو يكمل : تبغاني أضربك , أصارخ زيك , هذا بيرضيك يعني ؟؟ بيغير شي من الواقع ..
وأشر على غرفة الطوارئ وقال بحزم : مصيبتك مصيبتي ..
وصرخ : إحنا على نفس المركـــب , فلا تجي وتقولي دحين إني مسوي فيها مثالي وفدائي والهبالات اللي قاعد تقولها ..
وضرب الجدر بقبضة يده وهو يقول : اللي في الغرفة من أهلي زيك , تبغى تفرغ غضبك تعاااااااااااال , أنا جاهز , وإذا كان يريحك إني أمسح بك البلاط أنا جاهز كمان ..
حط عبد الرزاق يدينه على راسه وجلس أطراف رجوله وهو يهمس بصوت باكي : كانت حامل , كانت حامل , أختي كانت حامل ..
وغمض عيونه لمن رجعت له صورة فيوليتا وهي تصرخ فيه بالفرنسية : أنا حامل يا عبدو , أنا حامل منك , اش أسوي بهالطفل ..
وتذكر وجهها وانقلاب سحنتها لمن قالها بلغتها و ببرود ساخر وهو يحط رجل على رجل و يطالع في أصحابه الخليجين الأربعة : سقطيه , عمليات التسقيط عندكم بالمجان من كثرها ..
وتذكر دموعها وهي تخرج من المطعم وصوت ضحكات أصحابه تتبعها , وتذكر سعود وهو يقول : والله هذا اللي ناقص بعد , تبيك تتحمل مسؤولية ياهل , لو انتي ما اشتهيتي الحمال كان خذيتي حبوب ..
فتح عيونه وشاف بقعة الدم على فنيلته , فز وهو ينزع الفنيلة ورماها على الأرض وانتبه لسلسلته المزينه صدره , قبض عليها وجرها إلين انقطعت وقذفها بكل قوته , اصطدمت بالأرض وصوت رنين المعدن اللي ضرب الأرض الرخاميه يتردد على شكل صدى مختلط بصوت زحفها وهي تنزلق لمنتصف الممر , جلس على الكرسي وفز بسرعه لمن وصله صوت عجلات السرير , أشاح عدنان بوجهه لمن شاف وجه البندري وقال بحزم للمرضات اللي يجرون السرير لغرفة العمليات : cover her ...
غطوا وجهها بغطى السرير , لمح عبد الرزاق وجهها الصغير الشاحب لثانية قبل ما يغطونها , طالع في المحلول المثبت في يدها اليسار و ماتبع السرير , تذكر بكاها وصراخها , الآن عرف السبب , غمض عيونه وهو يتذكرها وهي تستسمح منه ومن ربها , أول ماعصف بعقله ~ ميييييييييييييييييييييين ؟؟ مين الحيوان اللي حملت منه ؟؟ ~
: عبد الرزاق , قوم خلينا نصلي العصر , ما بيفيدنا الانتظار ..
لف عليه عبد الرزاق وسأله بصوت غريب : بإيش تفكر دحين ؟؟
زفر عدنان وقال بصدق : والله ما أدري , عقلي مو راضي يركز على شي ..
و دنق شال فنيلة عبد الرزاق وناولها له وهو يحط يده الثانيه على كتفه وهو يقول : خلينا نصلي ..
طالع عبد الرزاق في فنيلته بصمت وسحبها وتحرك ورماها في سطل الزباله اللي في الممر وتحرك للحمامات , أول ما دخل سحب عدنان نفس وهو يتمسك بالجدر , كان يحس بضعف غريب , رمى جسمه على الكرسي وهو يحاول يسيطر على رجفة رجوله , كان يحس بكل جسمه يرتجف أقدامه , فخوذه , صدره , ذراعينه حتى أحشاؤه من الداخل حسها ترتجف , طالع في يدينه اللي تنتفض وقبضها وهو يقول بألم : يارب لا تبلانا , يارب لا تبلانا , يارب سترك وعفوك ...
وأول ما انفتح باب الحمام قام بسرعه وقال بثبات : تعال من هنا , شفت لوحة مكتوب عليها المصلى ..
في جدة :
شقة جاسم وأزهار :
بعد ما خلصت وردها اللي قرأته بعد ما صلت العصر قامت وجلست في الصاله , لقيت نفسها جالسه بنفس الوضعيه السابقه , صمت مايخترقه إلا تكات الساعه ونفسها , انفتح الباب وصوته اخترق سكون المكان وخرج منه وهو لابس ثوبه وغترته , طالعت فيه بتساؤل وهي تقول بصدمة : خارج ؟؟
قال ببرود : مشوار مهم , عندك مانع ؟؟..
قامت وقالت بهدوء : لا أبدا , خذ راحتك ..
وراحت لباب الشقة وقفلت الباب وسحبت المفتاح وحطته في جيب تنورتها واستندت على الباب وهي رافعه راسها بعناد , رفع واحد من حواجبه وقال : عجيييييييييييب والله ..
لفت بوزها وقالت : آسفة ما حخليك تخرج و تسيبني هنا زي قطعة الأثاث ولا تحاول تاخذ المفتاح لأني عايشة مع 3 شباب وجسمي ثقيل , يعني يدي ثقيلة وبتلقى نفسك قدام خصم عنيد ..
رفع حاجبه الثاني وقال بطفش وهو يتقدم منها ببطء : لا والله ..
ابتسمت بسخرية وقالت بشجاعة العبارة اللي لا طالما قالها لها عمير أثناء مضارباتهم وهي تدق صدرها : من جد أتكلم , تراني أعجبك وقت الشدة ..
ما يدري ليه توقف عن مشيه وطالع فيها بصدمة وبلا مقدمات ضحك من قلبه على حركتها وكلمتها لدرجة رجع راسه لورى من شدة ضحكه , لفت بوزها وقالت : ما يضحك , أتكلم جد , تراني كنت أصارع عمير الله يرحمه وأطرحه ..
هز راسه وطالع فيها وقال : الله يخلف علي حرمتي ولده ..
حمممممممرت خدودها وقالت باعتراض عفوي : لاااااااااااا ما قصدت كذا , أنا رقيقة ..
طالع فيها بشك وهو يقول : رقيقة ؟؟ ترى مداح نفسه كذااااااااااااااب ..
شكه خلاها تحط يدينها على خصرها وهي تقول باعتراض : نـــعـــم سيد جسووووووووووووم , أنا ماني رقيقة ..
قال بتريقة وهو مغتاظ من مناداتها له بجسوم : لا سميكة وغير قابله للكسر ..
تحركت بصمت وهي تخرج المفتاح من جيبها , سحبت يده وحطت المفتاح على راحته , طاااااااااااالع فيها وسحب المفتاح وقال وهو يلف حولينها و يفتح الباب : ترا وجهك صار زي البالون , شويه و تنفجرين ..
ما دري إلا وشي يضرب في ظهره , لف وطالع في علبة المناديل اللي على الأرض ورجع طالع فيها بعيون مفرصعة , لقيها زامه شفايفها وهي تطالع فيه بعيون مليانة غضب , قال بصوت هادئ مخيف : انت قد هالضربة ؟؟
قالت بعناد : إيوه , لأني صاحية من صباح الله خير وبموووووووووت من الطفش نظفت وغسلت الملابس وانت نايم وحتى بعد ما فضيت ماني قادرة أدق على أحد غير منى , والتلفزيون ما فيه قناة المجد , دورت عليها مالقيتها , حتى أكل ما في , البيت فاضي , أكلت كيكة موجودة من يوم جوازنا , يعني لو مت إنت السبب , وبعدين ..
قاطعها بتريقة : إنت لو قلتي مافي أكل كان فهمت هالحالة المتوترة اللي انتي فيها ..
قالت بغيض : لا , أبغى أروح لعمووووووووور ..
وكملت بهمس : مشتاقه له ..
زفر ورجع لها وجلس على الكنبه اللي قدامها وقال : اجلسي ..
كانت تحس برغبة إنها تعانده لكنها رجعت وجلست , قال : بروح لعمي عشان أشوف اش سوى في الموضوع , يمكن الموضوع ما ياخذ أكثر من ساعة و بعدها أرجع وأوديك لعمورك ..
لفت وجهها وقالت بصدق : ساعة كثير , ترا لو ماصحيت ونمت كمان شويه كان لقيتني أصفق راسي بالجدران ..
زفر وقال : طيب إلبسي عبايتك , تجلسين في السيارة إلين أخلص موضـ ..
اختفت من قدامه في لمح البصر , دقيقة و لقيها واقفة قدامه بعبايتها وهي تلبس قفازتها , حك حاجبه وقام بصمت ولمن مر من عندها ضربها على كتفها بقوة وقال : لاعاد تمدين يدك , سامعه ؟؟ هذي آخر مرة أحذرك ..
خرج , خرجت وراه وهي تحك كتفها اللي وجعها من ضربته القوية بعد ما قفلت أنوار الغرف وخلت نور المدخل بس , كان واضح من ملامحه ونفسه الحاد إنه ماكان يبغاها تجي معاه لكنها فعلا كانت محتاجة للخروج لأي شي يشغلها عن الأفكااااااااار والسكون اللي ذبحها والأهم من هذا كله إنها تبعد هالشعور المرعب عنها عشان ما يسيطر عليها , وقف عند سيارة بنز سوداء بقرب محطة ونزل منها وراح لصاحب البنز , وقف جنب الطاقة وهو منحني ويكلم صاحب السيارة , وشويه خرج صاحب البنز واللي عرفت أزهار إنه عمه صالح اللي شافته في ملكة حسان , راحوا يمشون لكشك القهوة اللي عند المحطة وهم يتكلمون بحماس ..
***********************
من وسط سيرها اللي أنهكها :
في أسواق طيبة :
رفعت سحر جوالها وهمست : نــعـــم ..
وصلها صوت الهنوف وهي تسأل : وليش تهمسين ؟؟
همست وهي تطالع في العنود الماشيه قدامها : إحنا في السوووق , العنود كسرت رجولي بالمشي , انت فين ؟؟..
وصلتها ضحكة الهنوف وهي تقول : أنا زيك , سلافه جرجرتني عشان تبغى بلوزة من برمود عليها تخفيض فقلت أتصل عليكم أشوف انتم فين ؟؟ لأني بأرجع الفندق عشان أتطمن على بندورة ..
: ليش , اش فيها البندري ؟؟
: تعبت ورجعت وريم زعلانه وتصيح مارضيت تجي معانا ...
: طيب , شويه ونجي , يلا مع السلامه ..
التفتت لها العنود وسألت بلهفة : قالت لك شي على ريم ..
ابتسمت وقالت : تقول إنها جلست في البيت ..
سحبت العنود نفس وقالت وهي تغير وجهتها : طيب يلا نرجع الفندق , تعبت من المشي ..
رفعت سحر يدينها وهي تهمس : شكرا يارب ..
ولمن التفتت لها العنود نزلت يدينها على طول , قالت العنود : خلينا نمر نشتري سندوتشات طعميه ..
قالت سحر باستنكار : كماااااااااااااااان , ماشبعتي طعميه ..
هزت العنود حواجبها وقالت بخبث : أحد يشبع من الطعميه ..
ضربتها سحر وسحبت غطاها وقالت : غطي عيونك , أكره هالنظرة اللامعة يالوصخه ..
ضحكت العنود وهي تلحق سحر اللي حلفت ما تروح لمحل الطعمية , كانت تستمتع بشوفة ردات فعل سحر , عشان كذا تغيضها , عزمت إنها تروح وتحل الموضوع , وتتحمل العواقب ..
↚
بعد هذا بنصف الساعة :
: يا حسرتيييييييييييييييي على بنتي , يا حسرتي على بنتي ..
ضمت الهنوف أمها وهي تجاهد عشان ما تبكي وهي تقول : يمه لا تسوين في نفسك كذا ..
وقالت حنان وهي تحط يدها على فخذ هدى : أذكري الله ياهدى ..
قامت هدى ووجهها غرق دموع وصفقت يدينها في بعض وهي تقول : ياحسرتيييييي على بنتي ..
غطت سلافه وجهها بيدينها وهي تصيح و حطت راسها على كتف ريم اللي وقفت تطالع فيهم بخوف , انفتح باب الجناح ودخلت منه العنود وهي تلهث , فتحت غطاها وصرخت برعب : مالقيتوهااااااااااااااااا ااا , مالقيتوهااااااااا ..
مسكتها سحر من أكتافها وقالت : العنود اهدي ..
صرخت العنود : فين رااااااااااااااااااااااحت ..
ولفت على الهنوف وصرخت : انتي كنتي معاها ..
بكت الهنوف وهي تقول : قالتلي تعبانه ورجعت للفندق وما أدري بعدها فين راحت , قلت أكيد بتكون بخير عند ريم ..
هزت ريم راسها وقالت : ما جات هنا ..
دق باب الجناح بقوة وصوت أحمد يقول بحزم : اش هالأصوات ؟؟
ضربت هدى صدرها وهي تقول من بين دموعها : ياويلي بنتي راحت , بنتي راحت ..
قالت سحر وهي تغطي وتأشر لأمها وسلافه يدخلون جوة : تفضل يا عم ..
كانوا الشغالات واقفات عند باب المطبخ يطالعون بخوف ونور تصيح , دخل عبد الكريم , قالت العنود أول ما شافته : أبويــــه , البندري مي فيييييييييي ..
صرخ أحمد : كــــــيـــــــــف ؟؟
ضمتها سحر تهديها وهي تقول بهدوء : عمي , البندري كانت راجعة للفندق لوحدها , ودحين يوم رجعنا ما لقيناها في الجناح , دقينا على جوالها ما ترد ..
طالعت فيه زوجته وقالت من بين دموعها : بنتي يا أحمد , بنتي راحت ..
تقدم لها بسرعة وضمها وهو يقول : لا إن شاء الله خير , إحنا في بلد آمان والبنت مهي صغيرة ..
غصب عنها حست سحر بدمها يتجمع في خدودها من الخجل , لفت وجهها ومسحت شعر العنود اللي واضحه الصدمة على وجهها وهي تقول : عنيدي , إن شاء الله إنها بخير ..
تحركت ريم وضمت الهنوف الجالسه على الكنب ودافنه وجهها بين ذراعينها وهي تصيح من قلبها , وصلهم صوت عبد الكريم وهو ينادي أحمد ويسأله اش صار , قامت سحر وراحت لأبوها , طالع فيها بتساؤل وهو يقول : اش هالأصوات ؟؟ اش صار ؟؟ عمك أحمد وينه ؟؟
قالت بتردد وهي تشوف سامر وماهر واقفين وراه : البندري مهي في ..
فتح سامر فمه فدقه ماهر وسحبه وهو يقول : اشششششششش , عدنان قال لا تتكلمون ..
: يالغبي يحسبونها مخطوفة , أمها بتموت ..
التفت عبد الكريم وقال بصوت صارم : حمود ومحيميد اش عندكم ؟؟
ابتسموا في وقت واحد , رماهم بنظرة حادة خلت سامر يقول : البنت راحت مع أخوها رزوق ..
صرخت هي وأبوها : ايييييييييش ؟؟
قالوا مع بعض : شفتها بعيوني ..
وكمل عبد الكريم بعصبية : وليه ما تكلمتوا من بدري ؟؟
دخلت سحر على طول وقالت : يقولون شافوها تروح مع عبد الرزاق ..
ساد صمت فضيع في المكان قطعه أحمد اللي كان يدور في جيبه وقال بعصبية للعنود : هاتي أي جوااااااااال ..
************************
وقف عدنان أول ما شاف الدكتور جاي , قال الدكتور ببرود : أحتاج بطاقة هوية للمريضة ..
التفت عدنان لعبد الرزاق اللي فتح شنطتها وخرج المحفظه حقتها , زفر براحه لمن شاف بطاقتها الجامعية وناولها له وهو يقول : ماعندها بطاقه مدنيه لسه ..
طااااااالع في البطاقة بتمعن وقال : بطايقكم لو سمحتم ..
سأل عبد الرزاق : ليه ؟؟ في شي ؟؟
خرج عدنان بطاقته وناولها للدكتور وهو يقول : عبد الرزاق أعطيه البطاقة ..
طالع في بطاقة عبد الرزاق وقال : إذا إنت فعلا أخوها ..
قام عبد الرزاق وقال بعصبية : لا حرامي سارقها وجايبها المستشفى ..
مسك عدنان ذراعه وضغط عليها وهو يقول للدكتور : سامحنا هو شويه متوتر ..
طالع فيه الدكتور وقال ببرود فضيع : أخوها المتوتر حيزيد توتره لو شاف الكدمات اللي سببت النزيف الحاد اللي صار لها ..
وطالع بضيق في عدنان وهو يكمل : زوجها قاعد يعتدي عليها بالضرب يا أخ عبد الرزاق ..
انصدموا بكلمته , ولمن قال الطبيب : أنا لازم أبلغ عن اللي صار ..
تحرك عبد الرزاق وقال برجاء : دكتور ما يحتاج هذا كله ..
طالع الدكتور فيهم وقال : هذي مسؤوليه , لازم أبلغ ..
حاولوا فيه إنه ينهي الموضوع ودي ويسأل البندري وهي حتقوله إنه زوجها ماكان يتعامل معاها بعنف لكنه أصر , قال عدنان وهو يقبض على يد الدكتور بقوة : دكتور الموضوع ما يتحمل تدخل شرطة , إنت عندك أخوات , أم وأب ؟؟ عندك أهل تخاف على سمعتهم ؟؟
وزاد قوة قبضته وهو يقول : أسألك بالله ما تبلغ وتزيد الطين بله ..
وطالع فيها برجاء , استوعب الدكتور الموضوع , نقل بصره بين عدنان وعبد الرزاق , كانت ومازالت تحدث مثل هالمواضيع كثير , قال وهو يسحب يده : طيب , بس البنت يبغالها راحه لمدة أسبوع على الأقل , صار في تهتك بسيط في جدار الرحم بسبب الكدمات وهو اللي سبب الإسقـ .. والنزيف , لكن إن شاء الله مافيه تأثير على قدرتها على الإنجاب لاحقا , سوينا لها تنظيف ووقفنا النزيف والحمد لله ..
وزفر وقال : هذا كل شي , آآآآآآه والعمليه بخمسة آلاف ..
قال عبد الرزاق بصدمه : ما معي هالمبلغ ..
خرج عدنان بطاقة البنك وناولها للطبيب وقال : ممكن أدفع بالبطاقه ..
أشر له الدكتور يمشي معاه للإستقبال وهو يقول : طبعا ممكن , تفضل من هنا ..
مشي معاه عبد الرزاق وهو يسأل : دكتور ممكن ناخذها دحين ؟؟
هز راسه بلا وقال : مستحيل البنت على الأقل لازم ترتاح يوم , كانت حتموت بين يدينا بسبب النزيف , كويس اللي لحقتوا عليها , لا قدر الله لو جبتوها بعد بخمس دقايق كان ماتت ...
قال عبد الرزاق من بين أسنانه : ياليتني ماجبتها ..
لف عليه عدنان باستنكار وهو يقول : عبد الرزااااااق ..
ورجع لف وهو يستغفر بضيق , دفع فلوس العملية ووقع ورقة إخلاء مسؤولية لأنه أصر يخرجها على طول , دق جوال عبد الرزاق , رفعه وقال بخوف : أبويه ..
قال عدنان : صرفه بأي تصريفه ..
رد عبد الرزاق وقال : هلا أبو.........
وصله صراخ أحمد : الله لا يهلي فييييييييييك , انت وينك ؟؟
ماعرف اش يرد وهو مصدوم من عصبية أبوه اللي ماتطلع إلا فيما ندر , صرخ فيه أحمد : تكلــــم , البندري معااااااااااااك ؟؟
طالع في عدنان اللي أشر له إيه , هز أكتافه وقال : إيـ...........
قاطعه أحمد : تاخذ أختك ولا تعلم أحد , أمك وأخواتك ماتوا صيااااااااح من الخوف على بالهم البندري انخطفت , ماعندك مسؤولية , ما تحسسسسسسسسس , أنا نفسي أعرف متى تفكر زي الأوادم وتحسب ألف حساب للي تسويه , متى تصير رجااااااااااااااااال ..
بعد عبد الرزاق الجوال عن إذنه وطالع في عدنان اللي ضرب جبهته لمن سمع كل كلمة قالها عمه بسبب علو صوته , كيف نسيوا حكاية إنهم ماحيلقون البنت وماحيعرفون هي فين , شكل الخوف والصدمة طيرت عقولهم , أشر له تكلم وهو يهمس : تعبانه شوي ..
: عبد الرزاااااااااااق يالكللللللب ..
حط عبد الرزاق الجوال على إذنه وقال وهي عاض شفته : هلا أبويه , والله البندري كانت تعبانه شويه عشان كذا وديتها المستشفى مع عدنان و ماحبيت أخوفكم ..
كان لأول مرة في حياته يسمع سباب من فم أبوه , رجع صوت أبوه اللي اعتاد عليه مليان خوف وحنان وهو يسأل : ليه ؟؟ صار لها شي , أختك صار لها شي ..
قال بسرعة وهو يحاول يهدي وجعه ويخفي احتقاره : لا ما بها إلا العافيه ..
: في أي مستشفى , بأجيكم ..
طالع برعب في عدنان اللي مو عارف اش قال عمه , وقال وهو يأشر لعدنان : لا مايحتاج تجي ..
فتح عدنان عيونه على آخرها وخرج قلم من جيبه وكتب على راحته شي وحطه قدام عبد الرزاق اللي قرأ وقال : خلاص إحنا اطمنا عليها وأخذنا العلاجات ودحين خارجيين و جايين ..
: خلاص أستناكم عند باب الفندق ..
هز راسه وقال : لا أبويه , يمكن الطريق زحمه , إذا قربنا أدق عليك , يلا مع السلامه ..
وصك الجوال وقال : يبغى يستنى الـ**** عند باب الفندق ..
ضربه عدنان على كتفه وهو يقول باستنكار : يالوقح , ماتقول هالكلمة على أختك ..
ابتسم عبد الرزاق بسخرية وقال : ليه هي ***** ولا ما حملت ..
زفر عدنان وقال : ولو , ما أسمحلك تقول هالكلمة عنها سامع , تحرك يلا خلينا نخرجها بسرعة قبل ما يجي أبوك ..
************************
صك الجوال وقال براحه : طلعت مع رزوق ..
مسحت هدى دموعها وهي تسأل : واش حكاية المستشفى ؟؟
ابتسم وقال : يقول تعبت شويه ودحين هم راجعين ..
في ذيك اللحظة جلست العنود على الكنبه وانفجرت تصييح من قلبها , انفجع الكل من صياحها العنيف , ضمتها سحر وهي واقفه جنبها وتضحك وتقول : يعني من أول حاطة نفسك قويه ..
ضحك الكل على ردة فعل العنود المتأخره , خرج أحمد من الجناح وخرجت حنان وسلافه من الغرفه , ضمت حنان هدى وهي تقول : قلتلك إن شاء الله خير ..
قامت ريم من عند الهنوف وراحت للعنود وصاحت وهي تجلس على ركبها وتدفن وجهها في فخوذ العنود وهي تقول : آسفه ..
زاد صياح العنود وهي تدفن وجهها في شعر ريم وهي تضمها وهي تقول : أنا اللي آسفه ..
رفعت سحر راسها لفوق وبلعت غصة وقفت في حلقها وقالت وهي تهفهف على عيونها اللي بدأت تدمع : الله يقطع شركم يعني لازم تصيحون الواحد ..
ضحكت سلافه وقالت : wooooooooow like opera show ...
ضربتها الهنوف الباكيه وهي تقول بغيض وعصبية : أوبرا في عينك ..
ضحك الكل على ردة فعلها خاصة لمن طالعت فيها سلافه باستنكار وهي تبعد عنها كم خطوة وهي تقول بصوتها المدلع : ما توقعتك monster ...
↚
دخل عبد الرزاق وعدنان الغرفه بعد ما خبرتهم الممرضه إن البندري فاقت , وقف عدنان في الممر وهو ماوده يدخل بس لزوم التمثليه اللي مسوينها , ودخل عبد الرزاق عندها , كانت منسدحه ومغمضه عيونها الغائرة وسط بقعة داكنه , توه انتبه إنها مهي أخته اللي تعود عليها , مهي البندري بكل نضارتها والمرح والشباب اللي كان يصرخ به وجهها الأبيض الصافي , لمن فتحت عيونها بتعب مسح دمعه خانته , انتبهت إنه في واحد واقف عندها همست : أنا فين ؟؟
وصلها صوت بااااارد يقول بخشونه وجفاء : في المستشفى ..
فتحت عيونها على اتساعها لمن استوعبت كل اللي صار والتفتت لعبد الرزاق , غرقت عيونها بالدموع وهي تهمس : عبد الـ...
قاطعها بحزم : لا تنطقين اسمي على لسانك , أنا بريء منك ومن اللي سويتيه ..
صاحت وهي تهمس بضعف : سامحنيييييييي , والله ندمانه ..
رماه بنظره شذره وقال : ندمانه , اش ينفع الندم ؟؟ فقدتي شرفك وانتهى كل شي , البنت بشرفها يعني انتي دحين ولا شي ..
زاد صياحها ورفعت يدها النحيفه بضعف وحطتها على وجهها وهي تقول : سامحني , سامحني ..
طالع في يدها اللي مثبت في أعلاها إبرة المحلول بلاصق أبيض ضخم محتل ثلاثة أرباع يدها الصغيره , كان وده يضمها , يرص على يدها , لكنه قتل هذا كله وهو يذكر نفسه إنها خاينه , خانتهم كلهم , قال ببرود : أبويه وأمي والعنود والهنوف , الكل مقطع نفسه صياح عليك مادروا عن اللي تسوينه من وراهم , أبويه المسكين يقولي بأستنى عند باب الفندق من خوفه عليك , مايدري إنه بنته مجرد ***** ..
وصله صوت عدنان الحازم وهو يقول : عبد الرزااااااااااااااااق ..
تجاهل تحذيره وهو يكمل : الدكتور قال لو تأخرنا عليك خمس دقايق كان متي , ماتصدقين قد إيش تمنيت إني ماأخذتك المستشفى ..
كانت كلماته زي اللي يضرب في ميت , انفجرت تصرخ : انا قلت لك لا توديني مستشفـــى , ليه ماخليتني أموت ؟؟ أنا أبغى أموووووووووووت , الموت أرحم لي من اللي أنا فيه , والله أرحم منك ومن اللي سواه عبد الرحمن ..
وضربت الفراش بقبضة يدها وهي تصرخ بهستريا : ليه ماخليتني أموووووووووووووت أنا أبغى أمووووووووووووووووووووووت ..
وصرخت من أعماقها : ياربي خذني والله أبغى أموووووووووووووووووت , ياربي ليه ماتخذنييييييييييييييييييي يييييييي ..
تراجع عبد الرزاق مصدوم من الاسم اللي تردد ومن صراخها ورجع مسكها وهو يقول : بندري خلاص ..
وهزها وهو يصرخ : خلااااااااااااااااااااااا ااااص ..
طالعت فيه من بين خصلات شعرها المتناثرة على وجهها الشاحب ورفعت يدينها ولفتها على رقبته , ضمته وهي تصيح من قلبها وهي تقول بصوت كسير : لا تخليني لوحدي , عبد الرزاق الله يخلييييييييييييييييييك , خليك معايا , تكفى يا أخويه لا تخليني , لا تسيبني , والله ندمانه , والله كرهت الدنيا وكرهت عبد الرحمن , عبد الرزاااااااااااااااااق لا تسيبني لوحدييييييييييييييييي , والله أنا أموت في اليوم مية مرة , تكفى لا تخليني , تكفى خليك جنبييييييييييييييييي , لاتسيبنيييييييييييييييييي ..
قبض يدينه قبل ما يضمها وبعدها وهو يقول بخشونه : اهدي , لازم نخرج دحين من المستشفى , وأنا ما أبغى أبويه يحس بشي لأنه لو دري ..
وطالع فيها بنظرة محتقرة وقال : بيموت ..
وخرج من عندها , رجعت انسدحت وهي تصييييييييييييييييح من أعماقها صياح هز جسدها النحيل , خرج من ورى الستارة لقي عدنان مو موجود , خرج من الغرفة لقيه واقف في الممر وهو مدنق راسه بصمت , رفع وجهه الواجم أول ما سمع صوت الباب , طاااااااااااااالع فيه عبد الرزاق بصمت , تغيرت ملامح وجهه وانفجر يصيح وهو يتقدم لعدنان , ضمه عدنان وهو يرصه بقوة , صرخ عبد الرزاق بقهر من بين دموعه : أختي ياعدناااااااااااان , أختي الصغيرة يا عدناااااااااااااااااااااا اااااان ذبحها ولد عمييييييييييييييييييييييي ييييي ..
ضمه عدنان أكثر وهو يحسه بينزلق من بين يدينه وهو يقول : اصبر يا عبد الرزاق ..
صرخ عبد الرزاق بحسرة وهو يقبض على أكتاف عدنان : هذي أختي , أختي ياعدناااااااااااااااااااا اااااان , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآه ياحسرتييييييييييييييييييي يي , ياحسرتي علييييييييييييييك يالبندري ..
بالقوة هداه عدنان وجلسه على الكرسي وهو يسقيه مويه جابها من البراده وهو يقول : اشرب وخلينا نتحرك , ما أبغى عمي يجي ..
سخف قلبه وهو يشوف منظره المتهالك بفنيلته الداخليه على بنطلونه الجنز ووجهه الشاحب , كان حاس بالسكاكين اللي يحسها في قلبه كإن اللي صار لأخته مو لأخت عبد الرزاق ..
انفتح الباب وخرجت منه البندري وهي تسحب رجولها سحب , قام عبد الرزاق ورماها بنظره حاده وتحرك قبلها , نزلت راسها أول ماشافت عدنان وتمسكت في الخشب المثبت بطول الممر ومشيت بتثاقل , تحرك عدنان بخطوات بطيئة وهو يطالع في عبد الرزاق المتقدمه بمسافه ويستمع لصوت تسحيب أقدام البندري , كان يحس بثقل في قلبه , ولمن سمع صوت ضجه وراه التفت وانصدم لمن شافها طايحه على الأرض , تصنم مكانه مو عارف اش يسوي , التفت لعبد الرزاق اللي وصل لنهاية الممر والتفت لهم وماتحرك رغم مشاهدته للمنظر , تحرك بسرعة وقال للممرضة : can you bring a chair please
ووقف إلين جابت الممرضة كرسي وساعدت البندري وجلستها عليه , طلب منها بأدب إنها تدفها وتحرك قبلها , ولمن وصلوا للسيارة ساعدتها الممرضة ودخلتها السيارة , شكرها عدنان ودخل وحرك السيارة اللي سادها صمت خانق ..
************************
بعد ساعة انتظار دخل السيارة وعلى وجهه علامات غير مقرؤة , دخل بسرعة وصك الباب وما فتح فمه بحرف , تحرك بالسيارة وراح لبيت ما عرفته أزهار , خرج و دق الباب وخرج له واحد جلس يتكلم معاه طويييييييييييييييل قبل ما يرجع , ونفس الشي انعاد , ما فتح فمه بحرف ولا طالع فيها , وقف عند الإشارة والتفت يبغى يفتح الدرج اللي قدامها , رجع على ورى قبل ما يفتحه وهو يقول بصدمة : بسم الله , انتي هنا ..
طااااااااااااااالعت فيه بصدمة وقالت بتريقه عفويه : لا هناك ..
رماها بنظرة حادة , عضت شفتها بقوة , كانت عارفه إنه تعاملك مع الأخ يختلف عن تعاملك مع الزوج اللي لازم يصبغه الإحترام , لكنه يجبرها على هالشي , ابتسمت الابتسامة الكرتونيه , زفر وفرك عيونه وقال بهدوء : سوري نسيتك ..
كلمته طعنتها في الصميم , هل هي لهالدرجة غير مهمة , له كم وهو يدور ويكلم رجال ويرجع , هذا كله و ما انتبه لها إلا تو , كيف نسيها أصلا إلا لو كانت هي مهي مهمة ولا هي ماخذه من عقله حيز , التزمت الصمت للحظه قبل ما تقول بهدوء : لا عادي , شكلي حفلت عليك و انت مشغول ..
قال بهدوء : لا انتهينا من الموضوع الحمد لله ..
وسكت , التفت له بكل جسمها وهي تقول : انتهيتم من الموضووووووووووووع ؟؟
طالع فيها وسأل : وليش معليه صوتك ؟؟ خرمتي طبلة اذني ..
قالت بلهفة : انت قصدك موضوع البندري ولا موضوع ثاني ؟؟
: موضوع البندري ما غيره , عمي كلم عبد الرحمن هزأه وقاله إن البندري حامل وهو جاي اليوم المسا إن شاء الله ..
قالت باعتراض : وليه ماقلتليييييييي من أول ؟؟
قال بهدوء وهو يحرك السيارة : مو قلتلك إني نسيتك ..
صرخت بداخلها ~ لا تعييييييييييييييدهااااااا ااااااااااااااااااااا يالدببببببببببببببببببببب ~ والتزمت الصمت للحظة قبل ما تقول متجاهله ألمها : مادام خلصت مشاويرك وقف خلينا نصلي المغرب وإذا تقدر ممكن نروح بعدها نشتري كيك وعصير عشان ناكلها عند عمور ..
مارد عليها , وهي ما حاولت تخترق الصمت , هي مقدره اللي هو فيه لكن مفروض مادام انحل جزء من الموضوع يعطيها شوية وجه , مو كافي من قبل زواجها وهي من مصيبة لمصيبة , قررت إنها ما تفتح فمها أبدا قبله , بتشوف متى يفكر يكلمها , وقف عند مسجد وخرجت هي كمان تبغى مصلى النساء , سألها : على وين ؟؟
قالت بهدوء : بأصلي في المصلى ..
: صلي لا وصلنا البيت ..
قالت بهدوء : المغرب يروح وقته بسرعة ..
سمع في نبرة صوتها شي غريب , طااااااالع فيها لكنه ما قرأ شي بسبب عيونها المسدل عليها الغطا , صك بابه بصمت , صلوا المغرب وخرجت بعد ما رن على جوالها , راحوا لمحل الحلويات , وتأكد إنه في شي لمن ما زنت عليه عشان تدخل معاه للمحل , اشترى كيك وورق عنب وعصيرات وخرج , وصلوا للعمارة , استنته إلين خرج ومشيت معاه وهي تحس بكل المشاعر الغريبة تختفي , ابتسمت وقالت بحماس : تراه يمكن لسه ماجا من المقرأه , بس أحسن عشان نسويها مفاجأة ..
ما علق وهو يطلع معاها , دقوا الجرس ولمن ما فتح أحد خرجت مفتاح من شنطتها وفتحت الباب ودخلت وهي تقول السلام , كان البيت ما يدل على إنه بيت عزابي إلا بالملابس المكومة في كيس عند الباب والمطبخ اللي كله أكياس أكل جاهز , طالعت بحزن في أكياس البيك والطازج ومحلات الشاورما وقالت : يا حبيبي يا أخويه , طول عمره ما يحب ياكل أكل برى ...
حط جاسم الأكياس على الطاولة وقال : كل عزابي لازم يتعلم أكل المطاعم ولا بيموووووووت جوع ..
فصخت عبايتها وعلقتها وهي تتجنب تدخل غرفتها المغلقة , و قالت : بأنظف له المكان ..
سألها وهو يشوفها رايحة تعلق عبايتها وترجع بهمة عشان تنظف : الولد مابيموت لو دخل وشافنا نستناه ومستحلين البيت ..
ضحكت وقالت : لا إن شاء الله , تعال ساعدني ..
رفع حواجبه وهو يطالع فيها باستنكار وتحرك خارج وهو يقول : أنا حأجلس في الصاله ..
طالعت في أرجاء المطبخ , ياما ناكشت أمها هنا ونغزت لها خصرها وهي تفاجأها من وراها لأنها تعرفها ماتحب أحد يلمس جنبينها , شالت أكياس الأكل وخرجت كيس زباله جديد وحطت فيه الأكياس وبدأت تخرج قدر وتفك الرفوف عشان تدور على اللي تبغاه اتصنم بصرها على أكوابهم اللي اشترتها من واحد من المعارض اللي أقيمت في الجامعة , كانت بيضا مرسوم عليها قلب كبير أحمر ومكتوب على كل كوب وسط القلب اسم صاحبه , تلمست الأسماء المكتوبة بخط أسود بارز ( عموري , عمور , عمرو , نور الدنيا , أحلى زهره ) , ياما علقوا علقيها ليش مادحه نفسها في الكوب , وهزأها عمير ليش ماكتبته أبو مصعب , صكت الدولاب وسحبت نفس عميق وابتسمت وهي تقول : هي الدنيا كذا يا أزهار ..
وخرجت وهي تقول : جاسم أسوي مكرونة و لا أحط نواشف ..
↚
أول ماوصلت السيارة عند باب الفندق شافت البندري أبوها من ورى القزاز واقف عند الباب , نزل الدرجات بسرعه , حست بخنقة الدموع ترجع لها ..
فتحت الباب وخرجت بسرعة ومدت يدينها وهي تقول بصوت باكي : أبويـــــــــــــــــــــ ــه ..
تلقاها بين ذراعينه وضمها وهو قول : يا حبيبة قلبه , سلامااااااااااااات والله , سلامات يابنتي ..
زاد صياحها وهي تقول بحرقه : سامحني يابويه , سامحنيييييييييييي ..
طالع في عبد الرزاق وعدنان اللي عزموا في السيارة إنهم يخفون الموضوع , أشاحوا بوجيههم عنه , قطب حواجبه وهو يحط ذراعه اليمين ورى ظهر البندري ودنق وحط ذراعه اليسرى ورى ركبها و شالها , تعلقت برقبته وصياحها يزيد , رماهم بنظرة غريبه وهم يطالعون فيه بصدمه , كان وجهه محمر من ثقل البندري اللي رغم نحفها كانت ثقيله على واحد في سنه وتحرك يطلع بها الدرج , لحقه عبد الرزاق وقال : أبويه ..
رماه بنظره حاده وقال بحزم : بنتي وأقدر أشيلها , شلتها سنيييييين ماني عايز أشيلها بعد ما كبرت ..
وضمها لصدره وهو يتحرك للمصعد , وقف عبد الرزاق مكانه وهو مصدوم من أبوه , وقف جنبه عدنان وقال : اش فيه ؟؟
هز عبد الرزاق أكتافه وقال : ما أدري ..
في المصعد ضمها لمن همست بضعف : أبويه نزلني ..
وقال بمحبه : لساعني شباب , والعنود بتخطب لي نجديه حلوه , ماقالت لك ..
وطالع فيها وقال بألم : نحفتي كثير , أكثر من أول ..
طالعت فيه وصاحت وهي تضمه وهي تهمس : تكفى أبويه لا تكرهني ..
ضمها أكثر وهو يقول باستغراب : ما في أب يكره جزء من روحه ..
وتحرك لمن وصل المصعد ومشي للجناح ودق الباب برجله , فتحت العنود الباب وصرخت : ياسلااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااام , ليش شايلها ؟؟ شيلني ..
نزلها أبوها وقال وهو يلهث ووجهه محمر ومعرق من التعب : أختك تعبانه عشان كذا شلتها يالغيارة , و انتي دبه ما أقدر عليك ..
قبل ماتتكلم رمت البندري نفسها على صدر العنود وهي تصيح , ضمتها العنود وقالت : بسم الله عليك , خلاص خلي أبويه يشيلك مابحاربك ..
قال أبوها بابتسامة وهو يحط يدينه على راس العنود والبندري : انتبهي لأختك ..
استغربت العنود لهجته ونظرته , جات الهنوف وأمها وانشغلوا بالبندري ..
التفت أحمد لعدنان وعبد الرزاق اللي وصلوا وتقدم منهم بحزم , قال لعبد الرزاق : تحرك للجناح , أبغى عدنان في كلمة راس ..
ولمن شافه متردد قال بلطف : عبد الرزاق تحرك ..
راح عبد الرزاق ووقف عدنان مقابل لأحمد وهو خايف من اللي بيقوله عمه , بيقدر يكذب عليه ويصرف الموضوع , طاااااااااااااااااااالع فيه أحمد وهمس بوجع : وجهك ووجهه يقول إنه في شي ..
قال عدنان بهدوء : لا عمي مافي شي , هو بس الفجعة اللي أخذناها يوم تعبت ..
مسكه أحمد وقال برجاء : عدنان إذا بنتي فيها شي قولي ..
انعصر قلب عدنان عصر وحس لحظتها بكككككككككره عميق للبندري اللي كسرت شموخه ودفنت راسه في التراب ومع مييييييييين ؟؟ مع ولد أخوه , اغتصب ابتسامة وقال : عمي قلتلك ..
قاطعه بخوف : الخبيث ..
انصدم عدنان من اللي قاله وقال : لا ياعـ...
قاطعه أحمد مرة ثانية : النظرة اللي تبادلتها مع عبد الرزاق فهمتني كل شي و البندري نحفانة ومتغيرة كثير عن أول ..
طالع فيه عدنان بألم لكنه قال بهدوء وهو يزيد ابتسامته : عمي الله يهدييييييييييك خيالك جمح , والله البنت مافيها شي , تعبت شوي , الدكتور قال غذوها وريحوها أسبوع وإن شاء الله بتصير أحسن من أول ..
و نزل راسه على طول لمن قال أحمد بصوت متهدج : الحمد لله , الحمد لله ..
ورجع ابتسم وقال يفهمه : أنا صرفت عبد الرزاق لأني أعرفه دفش , بيرمي الكلمة لو طلع في أخته شي ومن دون مايمهد ..
ابتسم عدنان وقال بهدوء وهو يهز راسه : الله يهديه ..
وضحك رغم كل وجعه وقال : صراحة يا عم , ماتخيلت إنك خواف ..
زفر أحمد وقال : هذولي البنات هم نقطة ضعفي , أحبهم حب فوق الوصف ..
واتسعت ابتسامته أكثر وهو يقول : حتحس باللي أقوله يوم يرزقك ربي بنوتة حلوة ..
وكمل بفخر : والله يوم قلي أبوك على خطبتك للعنود حسيت بفرح ماله حدود ..
فتح عدنان عيونه على اتساعها رغم عنه وقال بتلعثم : خطـ.....خطـ...خطبتي ..
استغرب أحمد تلعثمه وقال : أبوك ماقلك إنه قالي على موضوع خطبتك , و الله فرحت من قلبي ...........
اختفت كل الأصوات وساد صمت قاتل , كان يشوف أحمد يتكلم لكنه مايسمع ولا شي من اللي يقوله , صرخ بداخله ~ عدنان تمالك نفسك قدام عمك , بس اش اللي يصير ؟؟ أنا متى خطبت هالبنت ؟؟ متى قلت إني أبغاها ؟؟ وساااااااااااامر , يارب , يارب ~ خرج من أفكاره لمن حط أحمد يده على كتفه وقال : مو عشان إني أبوها أقول لك هالكلام , لكن والله يالعنود عندي بكنوز الدنيا , غير عن كل أخواتها وأنا و و الله يشرفني إنك تكون زوجها , تمنيتك بصدق لوحده من بناتي والحمد لله ربي حقق أمنيتي ..
نزل راسه وماقدر يتكلم , ماقدر ينطق , اش يقول ؟؟ كان أحمد يطالع فيه بفرح وسعادة , مين اللي حطه في هالموقف ؟؟ مين المسؤول ؟؟ أبوه , أمه ولا وحده من أخواته , مستحيل أبوه يتصرف بخطوة قبل مايشاوره فكيف موضوع يتعلق به , لمن سحب أحمد يده ووجهه يحمل نظرة غريبه رفع يده بسرعة ورجع يد عمه على كتفه وقال : والله الشرف لي إني حأناسبك ..
سحب أحمد يده وغطى وجهه بسرعة مامنعت عدنان إنه يلمح دمعة يتيمة تسللت من عينه , بلع ريقه وهو يحس نفسه وقع بكلمة على ورقة سوداء تشرح مستقبل مجهول , جا أبوه وسأل بخوف : وينكم ؟؟
قال أحمد بفرح : كنت أبغى أطمن على البندري وأبارك له على الخطبة ..
ابتسم عبد الكريم وقال : الله يهديك يا أحمد , من يومك مستعجل , قلتلك ولدي يستحي خليني أعطيه خبر إني كلمتك بعدين كلمه ...
اغتصب عدنان ابتسامة وقال : خلاص وصلني الموضوع الله يتمم اللي فيه الخير ..
وكمل بصوت واثق قوي : لكن أطلب منكم طلب , الموضوع يظل طي الكتمان إلين أتكلم في الموضوع لأنه في أشياء ضرورة خاصة بي لازم أتأكد منها قبل ماأأكد الموضوع ..
هزوا روسهم ورجعوا يتكلمون , وجعته نظرة الفرح والسعادة في عيون الاثنين وهم يتكلمون عن تحقق أحلامهم اللي لاطالما تمنوها لو تم الموضوع , استأذن وراح للجناح وأول مادخل لقي التوأم قاعدين في الصالة منسدحين وساندين راسهم على نفس التكاية وهم يطالعون في تحليل مباراة , طاااااااااالع فيهم بصمت بعدين قال : سامر , أبغاك في كلمة راس ..
نط ماهر وقال بطريقة طفولية : وأنا ..
ابتسم عدنان وقال بمحبة : يجي وقتك , لاتستعجل , دحين أبغى سمور بس ..
وتحرك وخرج من الجناح , تبادلوا نظرة مطولة وتحرك سامر ولحق عدنان وهو يتساءل بداخله عن السبب اللي عشانه ناداه عدنان ..
***************************
ابتسمت البندري وهي تشوف أخواتها والبنات كللهم راكبين على السرير جالسين حولينها وهي منسدحة وهم يسولفون ويشرحون لها على خوفهم واش سووا لمن جوا واكتشفوا عدم وجودها , قالت بتعب : تراني سمعت هالقصة مية مرة , قوموا عن راسي هلكتوني ..
جاتهم هدى وهي شايلة صينية العشا وقالت : قوموا عنها يلا , البنت تعبانة ومن جات وانتم تقرقرون عند راسها ..
خرجوا البنات وأصواتهم العالية تختفي شويه شويه , جلست أمها جنبها وساعدتها على الجلوس وحطت الصينية على فخوذها وقالت : ترى عبد الرزاق يقول إنه يبغالك راحة وعدم حركة وتغذيه زينه , كله من هالريجيمات اللي ذبحتينا بها تبغين تصيرين زي العارضات , الله يهديك ويصلحك يارب ..
ورفعت ملعقة من مرقة اللحم اللي سوتها وهي تقول : كلـ ..
وشهقت لم شافت دموع البندري مغرقة خدودها , غطت البندري وجهها وقالت : أمي تعبانه , والله تعبانه ..
بعدت هدى الصينية وضمتها وهي تقول بصوت غريب : التعبان يشكي لربه وما يشكي للناس يابنتي ..
وبعدت عنها ومدت يدها تبعد خصلات البندري وهي تقول : يلا كلي عشان تريحين قلبي , ترى أبوك ذبحني بكثر الإتصالات يبغى يتأكد إنك أكلتي أكلك ..
أخذت الملعقة من يد أمها وقربت الزبديه منها وبدأت تاكل و دموعها غصب عنها تذرف على خدودها , جلست أمها عندها إلين تأكدت إنها أكلت وأخذت الصينية وخرجت , جاتها الهنوف بعد شويه وهي جايبه لها مناديل معطره ولحفتها وسلمت على جبينها وهي تقول : ارتاحي حبيبي , نوم الوافي يارب ..
وخرجت بعد ماطفت النور , وهنا بدأت البندري نوبة بكاء جديدة , اهتمامها بهم حسسها كم هي خسيسية لمن طعنتهم في ظهورهم , خانتهم في عقر دارهم , فوق عصيانها لربها وتضيعها لشرفها خانت أهلها اللي يتمنون راحتها ..
↚
: حسبك ياعمر ..
تنهد عمر براحه وهو يقول : الحمد لله ..
وابتسم وهو يسأل : كيف يا شيخ ؟؟
ابتسم الشيخ بوقار وقال : الحمد لله أحسن بكثير من المرة اللي قبلها , داوم على المراجعة عشان مايتفلت القرآن ..
وبعد ماسلم على الشيخ خرج كع مهند وهو يحس براحه ..
ابتسم مهند وقال : ما شاء الله تبارك الله حفظك ممتاز ..
وكمل وهو يعدل شماغه : أحسن مني , حسيت الشيخ وده يقص رقبتي ..
ضحك عمر وقال : أي يقص رقبتك , هو كان متوتر عشان غلطاتك مهي متوقعه ..
حك مهند فخذه وقال : آآآآآآآآآآآخ ضربني بعصاه ضربه ..
قهقه عمر وقال : على الأقل تحسن تسميعك بعد الضربه ..
قال : لا تضحك , صدقني يوم تتزوج ويجيك عيال بتلقى نفسك زيي منت قادر تركز ..
ابتسم عمر وقال : لا إن شاء الله يظل حفظي كذا على طول , إلا كيف الحلوات ؟؟..
ابتسم مهند بمحبه عميييييييييقه و قال وهو يفتح باب سيارته : الحلوات الله يصلحهم جايبين لي ولأمهم الشيب ..
دخل عمر معاه وهو يقول : الله يصلحهم يارب ..
كان بطبعه يحب البنات ويموووت عليهم أكثر من العيال , عشان كذا يحب يزور مهند لأنه ينبسط مع بنتينه ( تغريد وغدير ) , سأله مهند : كم قالك المهندس ثمن تصليح سيارتك ؟؟
: لسه ما قال , قالي مر علي بكرة عشان أشوف السيارة زين ويكون عندي فكرة عن كل الخرابات وأعطيك السعر النهائي ..
: الله يعينك أخس شي لا بدأت الخرابات في السيارة ..
وجلسوا يتناقشون إلين وصلوا العمارة , شكره عمر ونزل , طلع للشقه وابتسم لمن شاف باب أبو صلاح , وفتح شقته وسلم وهو يدخل و فكر إنه وده يكلم أزهار اللي ماكلمته من يومين عشان يبشرها إنه سمع المصحف كامل بدون أي أخطاء , شم ريحة حلوة غريبة , دخل وهو مستغرب الأنوار المفتحة وتردد لمن سمه همهة غريبة , طالع في الممر يدور على شي يمسكه ولمن مالقي شي تقدم بشويش وهو يرهف سمعه للأصوات الغريبة ..
: انت دحين من جدك تبغين تطفين الأنوار ..
: وليه لا , عشان مايحزر إننا فيه ..
: إنت كارهه أخوك وتبغين تقتلينه بسكته قلبية ..
: ياسلام يعني دحين إذا طفيت النور و ..
طل من الممر وانصدم لمن شاف أزهار معطيته ظهرها وتكلم جاسم اللي طالع فيه بعيون متسعة , قطعت أزهار كلامها والتفتت للمكان اللي يطالع عليه جاسم وأول ماشافت عمر صرخت بخلعه وهي تلصق في جاسم , انتفض عمر من صرختها وصرخ : فجعتيني ..
صرخت باستنكار وهي ماسكه ثوب جاسم : إنت اللي فجعتني ..
ساد صمت للحظة اخترقته أزهار اللي انطلقت لحضن عمر وهي تصرخ بحماس : عموووووووووووووووووور وحشتنيييييييييييييييييييي يييييييييييييييييييييييي ..
رمت نفسها لحضنه بقوة واندفاع لدرجة تراجع على ورى خطوتين قبل ما يثبت نفسه وهو يضحك ويقول : بنت عورتيني ..
لمن حس بيدينها ترص على ظهره من دون ما ترد طالع في جاسم بنظرات حاده و لف ذراعينه حولينها بحرج وضمها بخفه وهو يقول بمزح تحبب : اش المفاجعة الحلوة هذي ..
استغرب جاسم نظرته وتذكر آخر ذكرياته مع عمر ~ آآآآآهاااااااااااااا , أنا كيف نسيت إنه ما يحبني , هو قالها صريحة يوم الزواج , الزواج ............. ليه أحسه كإنه كان قبل سنة ~ وغصب عنه جلس يسترجع منظر عمر وهو ماسكه من ياقته وهو يصرح له ببرود : شوف يا سيد جاسم , بصريح العبارة وبالحرف الواحد , ما أحبك , ما دخلت مزاجي ولا انت الرجال اللي تمنيتك لأختي , لكن هذا قضاء الله وقدره ..
تناسى هالكلام اللي دحين عرف سببه وابتسم وهو يشوفه متناسي وجوده وهو يحاول يبعد أزهار عنه وهو يقول بمزح : ترا شويه وأعضك ..
ضحكت أزهار وقالت وهي تلف ذراعينها حولين رقبته : أتحداك ..
: أزهار قومي عني خنقتيني ..
ضمته أكثر وهي تقول كإنها تكلم طفل : والله حبيبي نحفاااااااان , قلب أزهار والله , وحستني وحستنيييييييي ..
ضربها على راسها وهو يقول بصوت مخنوق من قوة عصرها : تراك كتمتيني ..
كان ودها تبعد عنه وتفكه من لصقتها لكنها كانت تحس بوجععععع غريب في قلبها , همست غصب عنها : عمور الله يخليك شويه بس ..
صوتها استنفر كل خلاياه وخلاه يوقف عن محاولات ابعادها وهو يطالع في جاسم ببرود , بعد نظره عنه وضمها بقووووة , لمن حست باحتضانه انتبهت للي هي فيه , بعدت عنه وهي تقول بمرح مصطنع : شفت كيف حبينا نفاجئك ؟؟ انت أوووووول واحد يزورونه العرسان ..
حاول يجاريها في مرحها وهو يقول : استحي تقولينها وانتي شاقه الحلق فرحانه ..
تلون وجهها وحمممممممر وهي تضربه على كتفه باستنكار , لف عنها ومد يده لجاسم وهو يقول بأدب : هلا جاسم , كيف حالك ؟؟ الحمد لله على السلامة ..
سلم عليه جاسم وقال يمازحه عشان يكسر البرود والجمود اللي بينهم : يسرك الحال , كيفك انت ؟؟ واش مسوي بعد ماراحت عنك الزنانه ..
حطت يدينها على خصرها وقالت : أنا ماني زنانه ..
لف عليها عمر وقال بصدق : هذي النقطة الوحيدة إلا الآن اللي أتفق فيها مع زوجك ..
قال جاسم بهدوء : إن شاء الله يكون في نقاط كثيرة مستقبلا ..
رماه عمر بنظرة هادئة وهو يقول بصوت غامض : الله العالم ..
ما انتبهت أزهار للجو المكهرب اللي بينهم وهي تقول : يا سلاااااام , دحين متفقين عليه ..
وكملت : تحركوا قبل ما يبرد الأكل ..
التف لها عمر وقال : أي أكل ؟؟
ابتسمت وقالت وهي تروح للمطبخ : سويت لك مكرونه صينية على السريع , وجاسم جاب كيك وورق عنب , اجلسوا دحين أجيب الأشياء ..
جلسوا بصمت وكل منهم في جهة , طالع جاسم في عمر اللي قعد يتشاغل بتقليب قنوات المجد وهو يتساءل بداخله عن أي إنسان هو زوج أخته هذا , مايعرف منه إلا نظراته الحاده وبروده وبراعته في رمي الكلمات اللي زي الخناجر , هو عكس أخته اللي دايم الضحكه على وجهها بشكل مثير للغيض والأعصاب , وصلهم صوت أزهار وهي تقول : لا تتكلمون قبل ماأجي عشان ماتفوتني الهروج ..
طالعوا في بعض ورجع عمر ولف وجهه عنه , جات وقالت : تكلمتم وأنا مني فيه ..
قبل مايرد نط عمر يشيل عنها الصينية وهو يقول بمرح : وإحنا نقدر , نخاف منك ترانا ..
انحرجت منه وسألت وهي تفرش السفرة على الأرض : ليييييييييييه ؟؟ مرعبه أنا لهالدرجة ..
وتناولت منه الصينية وبدأت تحط الصحون على الأرض , وانتبهت لنظرات منصبه عليها , رفعت عيونها شافت عيون جاسم مثبته عليها بنظرات غريبه والتفتت لقيت عيون عمر كمان مثبته عليها لكن بنظرات محبه وحنان , ابتسمت وقالت بداخلي ~ يارب لا تحرمني منهم الاثنين ~ وقامت عشان تجيب باقي الأشياء , لحقها عمر وهو يقول لجاسم : البيت بيتك ..
خرجت أزهار العصيرات من الفريزر وهي تنتظر السؤال اللي أكيد يدور بخلده , أكيد يبغى يسألها عن سبب رجوعهم , طاااااااااالع فيها بصمت وأخيرا سأل وهو يرتب الكاسات اللي رصتها على الصينية : كيف جاسم معاك ؟؟
انصدمت من السؤال الغير متوقع وطالعت فيه بعيون حايره , مارفع بصره عن الصينية وهو يقول بهدوء : ما سمعت جوابك ..
قالت بتلعثم : ز.... زين , أقصد الحمد لله مو مقصر في شي , ليش تسأل ؟؟
هز أكتافه وقال من دون ما يطالع فيها : كذا , حسيت إنه في شي ..
وساد صمت يخرقه صوت تحرك الكاسه القزاز اللي يلعب بها عمر على الصينية المعدن , حطت العصير على الصينية وثبتت الكاسه اللي يلعب فيها وقالت بثبات : آسفه إن كان حسستك بهالشي , والله أنا بخير والحمد لله وجاسم زي ماقلت لك ما قصر في شي , بس أنا كنت متضايقه شويه لأني مفتقدتك مره وخايفه عليك ..
وكملت بمرح وهي تطالع في عيونه : أعرفك عندك طقوس غريبة لازم تسويها , الترواشه ونوع الأكل اللي تحبه , فانشغل بالي كيف حتسوي من دون ..... من دون مايكون أحد معاك , ولمن شفتك ارتحت ..
ابتسم وقال : عندي منايتي ليش تخافين علي ؟؟
فتحت عيونها على آخرها وصرخت : صححححححححححححححححح , اش سويت عند الشيخ ؟؟
ابتسم وقال بفرح طفولي : الحمد لله سمعته كامل بلاااااااا أخطاء ..
صرخت بحماس وضمته وهي تقول : الله يوفقك حبيبي ..
وبعدت عنه وقالت بفرح : قلت لمنى ولا لسه , تراها تستنى النتيجة ..
حك حاجبه وقال بصدق : لا , كنت بأقولها بس فكرت فيك أول ..
شهقت وحط يدينها على خدودها وهي تقول بهمس : ويييييييييييييي تراني أستحي ..
وهفهفت على وجهها وهي تقول : وترى عيوني تدمع من هالمشاعر ..
ضحك وقال : والله انك شي , تحركي قدامي الرجال قاعد يستنى برى ..
وتذكر وقال : إلا صح , ليه رجعتم بدري ؟؟
قالت وهي تشيل الصينية : ظروف عند جاسم واضطرينا نرجع , بس بيني وبينك ..
خفضت صوتها تهمس له : أحسن اللي جات هالظروف , بينانغ جابت لي الهم بالحريم العرايا على الشاطئ ..
: أعوذ بالله , من جدك ؟؟
: والله , على الأقل كوالا أحسن , مافيها هالمناظر المميته للقلب ..
شافوا جاسم جالس يطالع على المجد وهو سارح في عالم ثاااااااني , تقطع قلبها عليه وهي تفكر بهمه , حطت الصينية وقالت : جاسم ..
التفت لهم كإنه توه ينتبه هو فين , قال عمر وهو يأشر على السفرة : تفضل , حياك الله على سفرتك ..
ابتسم جاسم وجلس بهدوء , كان صامت معظم الوقت ويستمع لإجابات عمر الصبور على أسئلة أزهار اللي لا حصر لها , وبعد ما مضى الوقت قامت أزهار غسلت الصحون وخرجت من المطبخ وقالت وهي ماودها : يلا جاسم ..
وكملت لمن التفت لها عمر باستنكار صامت : أكيد إنك نعسان وودك تنام , وجاسم وراه شغل بكره ..
قام جاسم على طول وقال : أستناك في السيارة ..
والتفت لعمر اللي وقف وصافحه وهو يشكره على زيارته , وبعد ما خرج راحت للشماعة ولبست عبايتها وهي تصرخ بداخلها ~ اش هالشعور الغريب , هذا كان بيتي ودحين أخرج منه زي الضيفه , مابأنام في غرفتي , ماحصحي عمر للفجر , ماحسوي له فطور وأستناه عشان ياكل ويسمع لي اللي حفظته , مابأسوي له الغدا وأستناه إلين يرجع , خلاص صرت لإنسان ثاني وهو ..... وحيد , وسط هالذكريات ~ زفرت والتفتت لعمر اللي لقيته واقف وراها , ابتسمت وقالت : في آمان الله حبيبي ..
ابتسم وقال : أستودعك الله ..
وتحركت من عنده وهي تسحب رجولها سحب , طاااااااالع فيها وهي تمشي وتلبس غطاها وشاف عبايتها تسحب على الأرض لأنها مارفعتها لراسها فمد يده بعفوية , حست بخفة عبايتها فالفتت وشافته ماسك عبايتها رافعها لها عشان تقدر تمشي , بلعت غصة نطت لأعلى حلقها وقالت : شكرا , يلا مع السلامه ..
ورفعت عبايتها على راسها وتحركت بسرعة وخرجت , نزلت الدرج بخطوات سريعة وقبل ما تركب السيارة التفتت وزادت غصتها لمن شافته واقف عند باب العمارة ولوح لها أول ماالتفتت له , لوحت بيدها وجلست وصكت الباب , دقيقتين ودق جوال جاسم , رفعه باستغراب وقال : هلا عمر ..
قال عمر : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ابتسم وهو يتذكر طريقة أزهار ورد السلام وقال بصدق : هلا يالحبيب ..
قال له عمر بحرج : إذا ماعليك كلافه بغيتك تنزلني عند الورشة اللي عند الشارع , سيارتي فيها والمهندس توه قالي تعال عشان تاخذها ..
لف جاسم وقال : هو في ذيك الساعة اللي نخدمك فيها , يلا أنا راجع دحين ..
وصك الجوال وقال وهو يطالع في ساعة السيارة : يبغى يجيب سيارته قبل ماتقفل الورشة ..
فرحت فرح كبير إنها بتشوفه مرة ثانية , وأول ماوقف السيارة رجعت ورى وجلست في النص وهي تحس بحماس مو طبيعي , دخل عمر وقال بعد ماسلم : سامحوني على الإزعاج ..
قال جاسم وهو يحرك السيارة : لا إزعاج ولا شي ..
دخلت أزهار راسها وقالت بفرح : هلا والله , هلا باللي له الخافق يهلي , تو مانورت السيارة والله ..
طالع جاسم في المراية وقال بسخرية : لا والله , إجلسي زي الناس ..
رجعت جلست على ورى وهي لافه بوزها ورجعت نطت وقالت : أوووووو صح , ترى البيت فاضي مافيه شي , جيب على الأقل عيش صامولي وجبنه سايله ..
قال عمر وهو يضحك : عاد انتي و الأكل في زحمة ..
ضربته على كتفه باستنكار وهي تقول : عمووووووووووووووووووووور ..
ولمن وصلوا عند الورشة لقيوها مقفلة , دق عمر على المهندس اللي اعتذر له إنه ماقدر يستناه قاله بحزم : الله يسامحك كانت قلتلي , إنت عارف إنه ماعندي سيارة توديني وتجيبني متى مااشتهيت , خلاص بكرة الساعة 9 إن شاء الله ..
ولف على جاسم وقال : السموحة , يحسبني بأتأخر فقفل الورشة وراح , يقول مايقدر يرجع عشان المدير معاه المفاتيح ..
حرك جاسم السيارة وقال : هم كذا علل حقين الورش ..
وهم راجعين رجع لأزهار شعورها الثقيييييييييييييل , كان ودها تقعد مع عمر أكثر , هي لو عليها ودها تنام في حضنه , وقف جاسم عند السوبر ماركت ولف على عمر وهو يسأله : تبغى شي من البقالة ؟؟
هز عمر راسه برفض وطلعت أزهار راسها من بين الكرسين وقالت : أبغى آيس كريم شوكلاته ..
ضربها على جبهتها وهو يقول : ارجعي ورى , ماني جايب ..
تغير وجه عمر وقال بلا تفكير : وليش ما بتجيب لها ؟؟
التفتوا الاثنين له , وقال جاسم بابتسامة وهو يشوف نظرة الاستنكار من عمر : كنت أمزح معاها ..
ضحكت أزهار وهي تحس بعصرة ألم غريبة في قلبها ~ لسه شايل همي , لسه يفكر في اللي صار , ياحبيييييييييبي يا عمر , ياقلبي إنته ~ حممممر وجهه وهو يقول بتلعثم : ها .. آآآآآ ....
ضحك جاسم وهو يحط يده على فخذ عمر , رص عليه بتفهم وهو يفتح الباب ويخرج , دخلت راسها من بين الكنبتين وهمست : عمور ..
قال بدون ما يرفع راسه : صدقته على بالي مو جايب لك اللي تبغينه ..
مدت يدها وحطتها على راسه وهي تقول : حبيب قلب زهورة والله ..
بعد يدها وهو يقول : أصغر عيالك شايفتني ..
طالعت فيه بحب وهي تهمس : إيوه أصغر عيالي ..
ولمن جا جاسم رجعت لورى , دخل وفك الكيس وخرج آيس كريم لعمر وناوله له وهو يبتسم , أخذه منه عمر وهو يهمس : جزاك الله خير ..
لفت أزهار وجهها عن المنظر اللي غصص بحلقها وطالعت من القزاز , تجمدت كل مشاعرها لثانية وهي تطالع بتمعن للشخص الخارج من المحل و شافته وهو مستعد يقطع الشارع ..
: أزهار آيس كريمك , بنت ..
التفتوا الإثنين بتساؤل لمن ما أخذت الآيس كريم , فتحت باب السيارة وخرجت بسرعة , اتصنموا للحظة بيستوعبون اللي يصير وخرجوا بعدها بسرعة ..
جريت أزهار بلا تفكير وعيونها متعلقه بالشخص هي تصرخ : عميــــــر ..
صرخ عمر وجاسم وهم يشوفون السيارة متوجهة لها وهم يجرون يبغون يلحقونها : أزهاااااااااااااااااااااا ااااار ..
: أزهار انتبهيييييييييييييييييييي يييييييييييي ..
ما انتبهت لأي شي غير الولد اللي قطع الشارع ووقف عند الرصيف اللي بين الشارعين مستعد يقطع الشارع الثاني , صرخت وهي تحس نبض قلبها يتسارع خايفة يختفي عن نظرها : عميـــــــــــر ..
اختلطت صرختها باسمه بصوت صرير الكفرات المختلط بأصوات البواري , صرخ عمر وهو يوقف ويغطي وجهه : رحمتك ياارررررررررب ..
وصرخ جاسم وهو يحس جريه أبط من البطيء رغم إنه حاط كل طاقته في رجوله : أزهاااااااااااااااااااار ..
وشهقوا لمن تجاوزت أزهار السيارة اللي انحرف بها سايقها في آخر لحظة , التفت الولد على أصوات البواري والفرامل وانصدم لمن شاف حرمة تتشبث به , مسكت أزهار ذراعه بقوة وهي تتأمل وجهه بعيون ملهوفة , كان صدرها يطلع وينزل بسرعة مع لهاثها اللي كان صوته مسموع , طرفت بعيونها اللي تجمعت فيها الدموع وهي تهمس : منته عمير ..
فلتت يدينها وبعدت عنه خطوتين هي تكمل بصوت مخنوق من بين لهاثها : انته تشبهه بس ..
مسكت يدين قوية عضدينها ولفتها , لقيت نفسها تطالع في وجه المحمر , صرخ جاسم : مجنووووووووووووووونة , تبغين تموتييييييييييييييييييييي يين ..
وهزها وهو يصرخ بصوت أعلى : مجنوووووووووووووووووووووو وووونة ..
طالعت فيه بعيون خاوية رغم هزه وهي تهمس : مو عمير , مو عمير ..
تصنم جاسم بصدمة ووقف عمر جنبه وهو يطالع بصدمة في الولد اللي يشبه أخوه بدرجة فضيعه , لفت أزهار لعمر وهي تهمس من بين دموعها : يشبهه صح ؟؟ قولي إنه يشبهه وإني ما نسيت شكله ..
همس بوجع وقلبه ينعصر على أخته : إلا يشبهه ..
غمضت عيونها وطاحت دمعتين على نقابها وهي تقول : الحمد لله , ما نسيت شكله ..
وغطت وجهها بيدينها وجلست على الأرض وهي تقول بصوت باكي : الحمد لله , الحمد لله , مانسيت شكلك ياعمير , مانسيت شكلك ..
جلس عمر قدامها على ركبه وضمها وهو يقول : سبحان الله يشبهه ...
وكمل بصوت مخنوق : ما نسيته يا أزهار , ما نسيته ..
واختنق صوته أكثر وهو يهمس : كلنا مانسيناه ..
بعدت يدينها عن وجهها ولفتها حولين صدره اللي دفنت وجهها فيه وهي تصيح بصوت عالي وهي تقول : وينه ؟؟ مشتاقة له , مشتاقة له يا عمر , مشتاقة لحضن أمي ولعمار , ماعاد أتذكر وجيههم , ماعاد أتذكرهم ...
بالقوة حبس دموعه وهو يضمها أكثر وهو يهز يدينه يبغى يهديها وهو يقول : الصبر يا أزهار , الدنيا زائلة والخلود في الجنة , إدعي إنه ربي يجمعنا بهم في الجنة , الصبر يا أزهار ..
كان صوته لحظتها شدييييييييد الشبه بعمار , عمار اللي لها كم يوم تحاول تسترجع طيفه , ابتسامته بلا فائدة , زاد بكاها وهي تصرخ : مشتااااااااقة لهم , والله مشتاقة لهم , عمــــر قلبي يعورني , سكاكين تطعني كل ما مر عليه شي وهم مهم حولي , عمر بمووووووووووووت , أبغى أتذكرهم ..
حط جاسم يده على جبينه وهو يطالع فيهم بصدمة , عمره ما سمع نبرة الوجع اللي يسمعها دحين منها , عمرها ما شكت له وعمره هو ما سألها عنهم , ليش ماقيد سألها عن أهلها وهي تعرف كل شي عن أهله , انتبه لحظتها إن هالبنت مجهولة بالنسبة له , اش يعرف عنها !! فقدت ذاكرتها وقبلت تتزوجه وطلعت متستره على أخته ودايما تبتسم ومطوعه وتحب الأكل , توقفت أفكاره , هذا بس كل اللي يعرفه عنها , ليه معلوماته عنها ضحلة لهالدرجة , هو حتى مايعرف اسم أمها , خانت عمر دمعه سالت على خده وهو يقول بصوت قوي مناقض لقلبه المرتجف المتألم : الصــبر يا زهرة , بتعترضين على قضاء ربك ..
كان عقلها يصرخ فيها إنها تسكت , هي في مكان عام , وجاسم موجود , والناس كلهم يتفرجون , لكن وجع قلبها اللي حسته زي النااااااااار اللي تحرق جوفها خلاها تصرخ وهي تقبض على ثوبه : ياااااااارب ارحمني , آآآآآآآآآآآه , وين الصبر يا عمر ؟؟ وين الصبر وأشتريه ملايييييييين , مشتااااااقة لهم , يارب انت أعلم بحاااااااااالي , يارب ارحمنييييييييييييييييي , يااااااااااااارب , يارب ارحمني , يارب برد قلبي , آآآآآآآآآآآه يا أمييييييييي , آآآآآآآآآآآآه ياعمااااااااار , عمر قلبي يعورنييييييييي , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآه يارررررررب ..
نزع جاسم شماغه ورماه على عمر وأزهار عشان يغطيهم عن أعين الرجال اللي وقفوا بسبب السيارة اللي انحرفت وصدمت سيارة ثانية ولف على الولد وقال بصوت ثقيل : آسفين , هي حسبتك أخوها الصغير المفقود ..
ولف على الرجال صاحب السيارة وهو يحاول يتلهى عن آهات أزهار اللي حسها زي السياط على قلبه , أشر له الرجال إنه مافي مشكلة وانفض هو والرجال المتجمعين , كانت نظراتهم تحمل الشفقة الممزوجة بالألم , التفت جاسم لمن خفت صوت أزهار , وتحرك بسرعة , سحب شماغه وقال : عمر خلينا ناخذها البيت أحسن ..
قام عمر وهو يسند أزهار الذابلة , رفعت نفسها شوية ورجعت تجلس لمن ما قدرت تقوم بسبب عضلاتها الفاترة وعظامها اللي حستها ثقيلة , وقبل ما يسندها عمر , مسك جاسم يدها وسحبها بقوة ووقفها وبلا مقدمات شالها , انحرج عمر من حركته لكنه ماتكلم , التفت على الولد اللي قعد مصنم مكانه واعتذر منه ولحق جاسم اللي سدح أزهار في المقعد الخلفي ..
ولمن جلس في مكانه شغل جاسم السيارة والتفت على أزهار اللي معطيتهم ظهرها ودافنه وجهها في ظهر المقعد وهو يهمس : ها زهرة , نوديك المستشفى ..
هزت راسها بلا وهي تكتم شهقاتها لكن اهتزاز جسمها وصوت أنفاسها المقطع فضحها , بعد نظره عنها وطالع في عمر اللي لف وجهه على الطاقة وهو ينزل شماغه على وجهه أكثر , طالع في الآيس كريم اللي ذاب على الأرضية وحرك السيارة , وقف عند باب عمارتهم , انتبه عمر للمكان اللي هم فيه , التفت لجاسم وقال : هذي مو ..
وقطع كلامه و تنحنح عشان يصفي صوته المخنوق وقال : هذي مو عمارتنا ..
ابتسم جاسم وقال : عازمك اليوم على شقتنا ..
انصدم عمر من اللي قاله وهز راسه وهو يقول بحرج : لا , أنا ...
قاطعه جاسم وهو يخرج : مو بكيفك ..
وفتح الباب اللي ورى وقال بمزح : بنت , بتقومين ولا أشيلك , قالت لي العنود إنك تحبين الشيل ..
ما ردت عليه وهي تقوم , عدلت غطاها بصمت , كان ملاحظ ضعفها من حركاتها المرتجفة , خرجت وهمست باختصار : شنطتي ..
ابتسم وقال بمرح : لا تخافين مع عمر , اللي يشوف اهتمامك يقول فيها ملايين ..
طالعت فيه بصمت ولمن شافت ابتسامته سألت : و آيس كريمي ؟؟
وابتسمت وكملت : لا تحسبني نسيته ..
ذابت ابتسامته ~ كذا تعالجين وجعك يا أزهار ؟؟ بالمرح , بالابتسامة , أي قوة اللي انت فيها ؟؟ أي إيمااااااااااااااااان هذا اللي يصبرك , أنا مصيبة وحده وحاس نفسي بموت من الضيق والطفش ~ قبض يدينه وهو يقاوم إنه يضمها إلين يكسر عظامها و يحسسها إنها مهي لوحدها , إنه معاها , قال بهمس : ذاب , تحركي يلا ..
لفت بوزها وقالت : طيب أنا نفسي فيه ..
قال بحزم وهو متضايق من مشاعر الذنب : تحركي ..
ومسك ميداليته وخرج منها مفتاح رماه لعمر وهو يقول : طلعها الشقة وخليها تغسل وجهها وترتاح ..
سأله لمن شافه يدخل السيارة : وانت وين رايح ؟؟
قال بعصبية : بأروح أجيب لأختك الدب السعلية آيس كريم شوكلاته ..
وحرك السيارة , ضحكت أزهار غصب عنها لمن شافت عيون عمر المتعجبة وقالت : ترى عادي لو عرفته بتعرف إنه يسب أربع وعشرين ساعة ..
وزفرت بتعب , كانت تحس جسمها كله مكسر , شكله هالشعور تابع لحالتها النفسية المتأزمة قبل شوي , التفت عمر لها وقال بمزح : ترى لو تحسبيني بأقدر أشيلك إحلمي , إذا مافيك حيل استني إلين يجي رامبو حقك , أنا نحيف بتكسريني لو شلتك ..
ضحكت من قلبها وتحركت له ولفت يدينها حولين ذراعه وقالت : لا ما أبغاك تشيلني أبغاك جنبي بس ..
حس كلمتها تخترق قلبه , كان طول عمره يتمنى ربي يقبض روحه قبل ما يطول عمره وتزيد معاصيه اللي بيتحاسب عليها لكنه دحين صار يدعي ربي يطول عمره عشانها ..
طلع معاها الشقة اللي أصرت توريه إياها غرفة غرفة , وجلست معاه في غرفة التلفزيون و أصرت ماتتحرك من عنده , شويه ودق جرس الباب , راحت وفتحته لقيت في وجهها آيس كريم الشوكلاته , بعده وقال : ارتحتي ..
ابتسمت له وهمست بصدق : الله لا يحرمني منك ..
كانت كلمتها نابعة من أعمق أعماق قلبها , حس جاسم بقلبه ينبض بقوة من همستها , دخل وصك الباب وهو يقول بخشونة : طيب , وين عمر ؟؟..
قالت : في غرفة التلفزيون ..
ولمن جا بيتحرك مسكت ثوبه , التفت لها بتساؤل , همست بخجل وهي تلعب في أصابيعها : أنا ... قصدي في الشارع ... يعني ...
وجعه قلبه إنها تبغى تعتذر عن اللي صار غصب عنها , همس : شكل عمير كان شقي و حبوب ..
طالعت فيه بصدمة وكمل هو بهمس : الولد اللي شبهتي عليه فيه نظرة شقاوة , يعني شكله من الناس الحرشة اللي تحب العناد والأذية ..
تساكبت دموعها بلا مقدمات وهي تهز راسها بإيوه بدون صوت , همس وهو يحط يده على راسها : تكفين لا عاد تصيحين ..
لمن سمعت نبرة الخوف والحب بين طيات كلامه زادت دموعها وهي تهمس : غصب عني ..
ابتسم رغم الثقل اللي يحسه في قلبه وقال بأذية : ترى شكلك يصير يخرررع يوم تصيحين , يبغالي أصورك عشان أفجع بها البزران ..
غطت وجهها وهي تقول : سامحني , أنا عارفه إنك منته ناقص , كافي المشاكل اللي انت فيها , بس والله غصب عني ..
قال بألم : ولو قلت لك إن دموعك توجع قلبي , تراني عصبي وقاسي لكن والله ما أقوى على دموعك ..
همست بوجع تشتكي له من دون ماتبعد يدينها : ما أتذكرهم ..
زفر وضمها وهو يقول : يتهيأ لك , صورتهم في قلبك محفورة ..
قالت وهي تحاول توقف دموعها : ما قلتلها سامحيني إذا غلطت عليك , ما قلت لعمار إني ما حسيت بفقد أبوية لأنه عوضني , ما قلت لعمير إني أحترمه حتى لو كنت دايما أهزئه وأتضارب معاه , كان نفسي أقولهم هذا كله , كان نفسي أقولهم إني أحبهم , في أشياء كثيرة كان ودي أقولها لهم لكني ما عرفت إني بأفقدهم في غمضة عين ..
حس بغصة في أعلى حلقه فسحب نفس عميق وهو يقول : محد يعرف المستقبل إلا علام الغيوب , صح ؟؟ ولو عرفتي المستقبل كان غيرتي شي من اللي كتبه ربي لك !! يعني إذا إنت الإنسانة الملتزمة القوية الصابرة قلت هالكلام اش خليتي للبقية اللي زيي ها ؟؟
ضحكت من بين دموعها وقالت بصوت مخنوق : لا تستقل نفسك يمكن إنت عند الله أحسن مني مليووووووون مرة ..
كلمتها انحفرت بداخله وهو يتذكر معاصيه وتفريطه , ابتسم وقال : أحسن بمليونين مو مليون واحد ..
بعدت عنه وطالعت فيه وابتسمت وقالت وهي تمسح عيونها : قلت لك لا تستقل نفسك ..
ومدت يدها المبللة بالدموع وهي تقول : وين آيس كريمي لا يذوب مرة ثانية ..
قهقه من أعماقه وناولها الكيس وهو يقول : الـــلـــه يعينني عليك وعلى سعلوتك ..
مسكت الكيس وطااااااااالعت في الكيس بصمت , عضت على شفايفها المرتجفة وهي تخرجه من الكيس , زفر لمن شاف منظرها ودنق عليها وسلم على عيونها وهمس لمن رجعت دموعها : يكفي يا أزهار ..
مسحت دموعها بسرعة وهي تقول : خلاص ما فيني شي , روح لعمر في غرفة التلفزيون ..
ما تحرك من مكانه وهو يطالع فيها , نزلت دموعها غصب عنها فغطت وجهها وهي تقول : الله يخليك روح لعمر , ما أحب أحد يشوفني وأنا بهالحالة ..
همس وهو يتحرك : بروح لأني أنا كمان ما أتحمل أشوفك بهالحالة ..
أول ما دخل غرفة التلفزيون شاف عمر واقف جنب الباب بوجه كئيب وهو منزل شماغه وطاقيته , صك الباب وقال بابتسامة : ما عليك شوية وترجع زي ....
وانقطع كلامه لمن حضنه عمر بقووووووة وهو يتنفس بحدة كإنه يجاهد عشان يمنع دموعه , حس لحظتها قد إيش هو صغييييييييير وتذكر إنه ماجاوز الـ 23 من عمره , فقد كل أهله و مابقي له إلا أخته اللي أكبر منه بكم سنة واللي في حالة ضعف شديده , تصنم جاسم للحظات وهو مهو عارف ايش يسوي , رفع يدينه ولفها حولين عمر وضمه بشويش , انزلق الشماغ وطاح , لمن شاف شعره القصير المغطى بالطاقيه و حس بجسم عمر النحيف بين ذراعينه عرف مقدار المسؤولية اللي عليه , هو مهو مسؤول عن أزهار اليتيمة بس , مسؤول عن أخوها اليتيم كمان , قال عمر بصوت مخنوق : ما أقدر أشوفها بهالحالة وما ألومها كمان , اللي صار لها كان فاجعة , الله يصبرها ..
شده جاسم لصدره أكثر وهو يقول : الله يصبرك إنت كمان , صارت لك نفس الفاجعة ..
حس بأظافير عمر تنغرز في ظهره وتنفسه يزيد حدة , رفع يده وبعد الطاقيه و قبض على شعر عمر وهو يشده لصدره وهو يقول : بأقولك نفس الكلام اللي قلته لأزهار , الصبر يا عمر , الصبر يا أبو عبد الله ..
عمر كان يتخيل كل شي يصير إلا إنه يبكي على صدر جاسم اللي لطالما اعتبره غريم له , كانت دموعه تنزل غصب عنه لمن ناداه بأبو عبد الله , عمار هو الوحيد اللي كان يناديه بأبو عبد الله , كان دايما يقوله سمي ولدك عبد الله على عبد الله بن عمر بن الخطاب , حتى حضنه وصدره الواسع كان يشبه حضن عمار لمن يودعه وهو يوصيه قبل ما يسافر عشان الندوات اللي يلقيها والدورات العلمية اللي يحضرها , همس جاسم باختصار وهو يضمه أكثر : سامحني , سامحني ..
بعد عنه عمر ومسح وجهه بسرعة ودنق يشيل طاقيته وشماغه هو يسأل بصوت قوي : فين الحمام ؟؟
ابتسم جاسم وقال وهو يخرج من الغرفة : تعال أوريك فينه ..
ولمن دخل عمر الحمام رجع يدور على أزهار , لقيها مربعة فوق واحد من الكراسي اللي حولين طاولة الطعام وهي تاكل الآيس كريم وهي تشهق كل شويه شهقات متتالية تهز جسمها زي البزران , ابتسم ورجع لعمر اللي خرج بعد ما غسل وجهه وبدأ توضأ , قال وهو يستند على الجدر : إن شاء الله عجبك البيت ..
قال عمر بصراحة : البيت ماعليه كلام , بس التلفزيون واللي فيه أعووووذ بالله يخرع ..
ضحك من قلبه وقال وهو يتحرك : أجيب لك لحاف وفراش عشان تنام في غرفة التلفزيون اللي يخرع ..
قالت أزهار بتريقة : هذا اللي يخرع دش السيد جاسم وفيه فوق 99 قناة وكل وحدة أخص من الثانية ..
التفتوا لها كانت شايلة طراحة ولحاف وفوق راسها مثبته مخده , سحب جاسم المخدة وعمر يقول : أعوذ بالله , وعساك تتفرجين فيها ..
هزت راسها وقالت وهي تطالع في جاسم : مخليتها لجسوم ..
لف عمر على جاسم وقال : إنت تتفرج على إيه بالضبط ؟؟
هزت أزهار راسها وقالت بحماس : إسئله , إسئله ..
نقل بصره بينهم وقال باستنكار : دحييييييييييييييين إنت وهي إتفقتم علي , قاعدين تستفردون بي حضراتكم ..
هزوا راسهم في نفس الوقت , فرصع عيونه وقال : أنا أكبركم هنا سامعين , تحركي ودي الفراش حق أخوك وإنت ...
ولف على عمر وقال : تحرك صلي عشان تنام , ترى لو نمت عن صلاة الفجر أنا مالي دخل ..
طالعوا فيه أزهار وعمر بصمت , لف عمر على أزهار وسأل : هو زوجك على طول عصبي كذا و ينرفز بسرعة ..
هزت راسها بإيوه وهي تقول : 24 ساعة ..
قال جاسم بصوت عالي وهو يرفع المخدة بتهديد : هييييييييييييي إنت وهي ...
راحت أزهار للغرفة و وراها عمر وهو يهمس : هو ليش يعصب فجأة ..
: ما أدري عنه , بس تراه حبوب يرضى بسرعه ..
رمى المخده على ظهر أزهار وهو يقول : بنــت , تراني سامعكم ..
لف عليه عمر وسحب المخدة ولحق أخته ورغم اللي قاله سمعه يهمس : يمه زوجك مو بس عصبي , عنده أذاني بس ..
و اختفوا داخل الغرفة , ابتسم جاسم وهو يقول : فوله وانقسمت نصين , نفس الشكل ونفس الخبال ..
وحس بسعادة وراحة غريبة بداخله وهو يسمع مناقشتهم جوة عن مكان الفراش , هو يبغى قدام المكيف وهي ما تبغى خايفة عليه يبرد , وقف عند باب الغرفة وهو يتأملهم بصمت وكل واحد فيهم يسحب الفراش من جهة , شوية التفت عمر وهو يقول بعصبية : جاسم شوف حرمتك ..
قال بهدوء : أزهار الرجال كبير ويعرف مصلحته ..
سابت اللحاف وقالت : موت برد , وإذا وجعت لا تجيني تشتكي ..
وخرجت من عندهم زي الإعصار , قال عمر بمزح : أشوه اللي افتكيت من إزعاجها وزنها , الله يعينك عليها , مززززززززززعجة ..
طفى جاسم النور وقال : أحلى إزعاج عرفته في حياتي , يلا تصبح على خير ..
ومن وسط الظلام اللي يخترقه نور الصالة سمع همسه وهو يقول : شكرا ..
ابتسم جاسم وقال وهو يمسك قبضة الباب: ولو , واجب , يلا صلي و مدد جسمك شوية ..
وصك الباب واستند عليه وهو مغمض عيونه , عرف إنه دوره لازم يكون أكبر من مجرد زوج , لازم يكون أب وأخ وصديق , الأقدار ربطته بهم ..
↚
المدينة , الساعة 11 مساء :
طالع في راحة يده بصمت , انمسح حبر الكتابات اللي فيها بشكل خفيف وبقيت بقايا منها تأمل الكلمات اللي تبينها بصعوبة وهو يستعيد ذكرى الساعات الماضية ورجع رفع راسه وتأمله بصمت وهو يتمنى لو يقدر يدخل لأعمق أعماقه , ابتسم سامر وقال : عدنان ..
خرج عدنان من تأمله وابتسم ولف على القزاز اللي على يمينه , طالع على الحرم المهيب وهي يحس بثقل في لسانه , سند جبينه على القزاز ونفخ نفسه من بين
شفايفه وابتسم لمن تشكلت بقعة بيضاء على السطح , ابتسم سامر وتأمله بصمت , كان عارف هالحالة الصامته المنعزله عن كل شي حوله تجي لأخوه لمن يجاهد إنه يلقى كلمات يصوغ بها كلامه , رجع ظهره لورى وتأمله بابتسامة محبة واحترام , نفخ عدنان أنفاسه بقوة عشان يشكل بقعة أكبر وكتب عليها سامر ومسحها على طول والتفت لأخوه بابتسامه هادية وسأل بطريقة مباشرة وهو يلعب بالملعقة البلاستيك اللي حرك بها السكر في كوب قهوته : انت تثق فيني ؟؟
استغرب سامر سؤاله , تابع عدنان : إنت تعرف إني أستمع لكم دايما , عشان كذا أبغى أسألك وجاوب بصدق , اش رأيك في العنود ؟؟ أقصد تبغى تخطبها ؟؟
انصدم سامر من سؤاله المباشر ورفع نفسه وهو يشد ظهره وقال بهدوء بعد لحظة تفكير وهو يطالع في أخوه المدنق المشغول بكوبه : ما أدري , ليش تسأل ؟؟
طالع فيه عدنان بوجع وهمس : أبويه خطبها لي ..
انصدم وحس بمشاعر غريبة تغوص بداخل قلبه لكن ما وجعه الموضوع قد ما وجعته لمعة الألم اللي شافها في عيون أخوه الكبير , مد يده اليمين بسرعة وقبض على يسرى عدنان وسأل : وليش زعلان ؟؟
قبض عدنان على يده وقال وهو يركز عيونه على عيون سامر : تراني ما أدري عن الموضوع ولا قلتلهم أبغاها , ويوم كلمني عمي أحمد قلتله يأجل الموضوع لأني يمكن أكنسله ..
انصدم سامر وسأل : ليييييييييييييييييييه ؟؟
سأله عدنان بخوف وهو يشد يده أكثر : انت ماتبغاها ؟؟ تراني مستعد أقوله إنه حدث لبس في الموضوع لو إنت تبغاها و ....
وتغيرت نبرة صوته فسكت بسرعة وسحب يده وهو يلتفت للقزاز وهو يسحب نفس عميق , حس سامر بغصة في حلقه وهو يطالع في الألم والخوف واللهفة في وجه أخوه , كان مهموم طول هالوقت عشانه , ابتسم وقال بصدق : أعترف إني فكرت فيها لمدة لأسباب كثيرة ورددني ماضي وحقيقة اللي صار لي قبل سنتين لكني قلت لماهر أمس لمن أصر إني أكلم أبويه إني مني مستعد أبدا , مستحيل أفكر أخطب في هالوقت و صدقني الموضوع مو متعلق بالعنود بحد ذاتها ..
ولمن شاف نظرة الشك العميقة قال : والله مو متعلق بها ..
طااااااااااااااااااالع فيه عدنان بإمعان , ثبت سامر نظره وهو يحاول قد مايقدر مايشيح بنظره عن نظراته المتفحصة عشان مايشك باللي قاله , هو يعرف أخوه مستعد يضحي بكل شي عشانهم , عشان أخوانه وأهله , تأمل عدنان عيون أخوه وهو يدعي ربه إنه يلمح شي في عيون أخوه , أي شي يطفي الألم اللي في قلبه , ولمن ابتسم له سامر وهو يسأله : إلا متى بتتفحصني ؟؟
قال بهدوء : إلين يقول لي قلبي إنك راضي عن الموضوع , مشكلتك تضحك وانت في عز وجعك , يعني الواحد ما يثق بمظهرك الخارجي ..
حس سامر بقلبه ينسحق من كلمات أخوه , ما تخيل إنه بيكون سبب في همه , ماتخيل إنه بيكون السبب اللي يمنعه من التمتع بموضوع حلو زي الخطوبه
ابتسم وقال : سمي أول أولادك سامر إذا من جد شايل همي وصير أبو سامر ..
قطب عدنان حواجبه وقال بنبرة فخر وحزم : والله يحمد ربه المفعوص لو سميته عليك ..
قهقه سامر من أعماقه وقال : الله يقطع شرك , بتتزوج وانت جامد كذا , مفعوص وهو ماجا لسه ..
ابتسم عدنان وقال برجاء : سامر ..
طالع فيه سامر وقاطعه : يعني ماعاد نناديك بالأعزب المثالي ...
طالع فيه بصدمة وبعد ما استوعب الكلمة قهقه من قلبه وهو يقول : أتاري هذا لقبي عندكم يا توأم الشر ..
ابتسم سامر ابتسامة من أعماقه وهو يحس براحة عجيبه بعد ماسمع ضحكة عدنان وقال : والله حتى المشعوذة وتوأمها ينادونك بهاللقب ..
تنحنح وقال : الله يخلف على أبويه وأمي جايبين تحف ..
وبعد أحاديث متنوعة قاموا من الطاولة وتحركوا راجعين للفندق , لف عدنان وجهه على يمينه وتأمل أخوه اللي يمشي جنبه , كان أقصر منه بشوية , شكله أصغر من عمره بسبب البنطلون والبلوزة اللي لابسها , ابتسم ورفع ذراعه اليمين ولفها ورى رقبة سامر ووقفه وهو يسحبه له بقوة , قبض بيسراه على معصمه اليمين بحركة مصارعين ورص راسه أكثر وهو يقول بحزم : المرة الجاية تقول ترددت في شي عشان ماضيه وما أدري إيه أذبحك , سامع ..
تفاجأ سامر من حركته و ضربه على يده وهو يقول بصوت مخنوق : سامع , سامع , فكني , تراك خنقتني ..
رصه أكثر وهو ينحني عشان يزيد الضغط وهو يقول : قول وعد ..
: عدنااااااااااااان ..
ضحك عدنان وزاد من قوة رصه وهو يقول : ماحأفكك إلا لمن توعدني إنك إذا ترددت تجيني وتشاورني ..
حمر وجه سامر من كثر الخنقه وقال بأنفاس مقطوعة : وعـــــد , بس فكنييييييييييييييي ..
فكه عدنان وانتبه تو إن الناس متجمعة حولهم يحسبونهم يتضاربون , حمحم وهو يعدل وضع ثوبه , ضربه سامر على كتفه وهو يصرخ : خنقتني ..
التفت له عدنان وأشر له بعيونه على الناس و مشي بأدب وهو يعدل غترته , قهقه سامر وهو يلحقه , تأمله وهو يمشي بهدوء مشيته الواثقة بخطوات قوية , تمنى لو يقدر يقدم له شيء بسيط من اللي يسويه لهم صرخ بداخله ~ إذا كان تخليي عن العنود يعني سعادتك أنا مستعد أتخلى , والله مستعد أتخلى عنها عشانك يا عدنان ~ ....
*********************
يوم السبت 11 / 6 / 1427 هـ ..
الساعة 8 الصباح في الشقة ..
فتح جاسم عيونه دفعه وحده والتفت للجهة اللي جنبه , رمى اللحاف وقام على طول لمن شافها مهي في وخرج من الغرفة يدور عليها , كان خايف عليها لأنها طول الليل مانامت إلين راح لصلاة الفجر مع عمر , ولمن رجع لوحده عشان عمر يبغى يجلس للإشراق برضها كانت صاحية , وحتى لمن انسدحت بعد ماقرأت وردها ادعت النوم وهو عارف من أنفاسها إنها ما نامت ..
مالقيها في الصالة ولا في المطبخ , راح لغرفة التلفزيون اللي بابها شبه مردود وانصدم لمن شافها جالسه على الكنبه اللي نايم جنبها عمر ومتكيه على ذراعها وهي تطالع فيه وهو نايم كانت على وجهها ابتسامة لأول مرة يشوفها , ابتسامة حب من الأعماق , تقدم منها بشويش وحط يده على فمها بسرعه وهمس وهي تضاربه : أنا جاسم يالخبله ..
وجرها وخرجها وقفل الباب , قالت باستنكار : فجعتنييييييييييييي ..
وكملت بتلعثم صابها من شدة الخوف : ليش .... ليش .... حطيت ...يد...يدك ....على فمـ....فمي ...والله فجعتني ..
ضحك وقال : لو ماحطيت يدي كان صرختي وصحيتي الولد ..
قالت بعصبية : برضوووووووو ..
وسحبت يده وحطتها على موضع قلبها بعفوية وهي تقول : حس , حس قلبي ..
طااااااااااااالع فيها بحب عميق وهمس : سلامة قلبك والله ..
انتبهت لحركتها فبعدت يده بسرعة وخدودها حممممممرت وهي تهمس : أروح أسوي فطور ..
ضحك وهو يتابعها ببصره , ولمن دخلت المطبخ زفر براحة , مجرد تذكرها كيف كانت أمس وكيف كانت حالتها يجيب الهم لقلبه , ماراح لعمه أمس وماسأله عن عبد الرحمن واش سوى كله بسبب خوفه عليها , حس لحظتها إنه كل شي ممكن يتأجل إلا جلوسه جنب أزهار المنهارة , دخل المطبخ , لفت عليه وقالت بحزم : بأجهز الفطور فلا تزعجني ..
قال : والله ما أزعجك ..
وسحب كرسي , ولفه له وجلس عليه بالعكس وهو يعقد ذراعينه على ظهر الكرسي ويطالع فيها بصمت , طااااااااالعت في باستغراب وأعطته ظهرها وهي تخرج الجبن والبيض والطماطم وغيره , كانت مبسوطة على الآخر إنه جاب لها مقاضي بعد صلاة الفجر عشان تقدر تسوي شي لأخوها على الصباح , تحركت في المطبخ بثقة وثبات , كانت زي المتعودة على كل ركن فيه , قطعت الطماطم عشان تسوي الشكشوكة والتفت بشويش له لقيته يتأملها بصمت , لفت عليه وقالت وهي تبعد خصلة تعبتها من كثر ماتطيح على وجهها : ترى أنا ما أحب أحد يراقبني وأنا أشتغل , روح صحي عمور ولا سوي أي شي ..
رفع حاجبه بكسل وقال بصوت مخنوق بسبب عدم رغبته في تحريك فكه من كثر الكسل : مافحالي , عاجبتني القعده هنا ..
زفرت وقالت : يارب صبرني ..
ولفت على الشغل وهي تحس بارتباك فضيع ~ اش صااااااااااااااار ؟؟ متغير الرجال , لا يكون بسبب اللي صار أمس , يمه لايكون من كثر ماهو شايل همي , لاااااااااااا ما أظن , عنده أشياء تشغله وأنا متأكدة إني آخرها , بس ....~ التفت له بشوييييييييش واستغربت ثباته على الوضعية وعدم تحركه , رجعت لفت وهي تصرخ بداخلها ~ هذا اش فيييييييييييييييييييييييي ييييييييه ؟؟ حتى أيامنا الأولى مالازمني بهالشكل ~ خفقت البيض وغطته وبدأت تحط الصحون على الصينية عشان تعبي الأكل , ابتسم وهو يشوفها تروح وتجي , تبعد الخصلة المزعجة و تخرج البرادي وتسوي الشاهي وتحضر كل شي , كان يحس بسعادة غريبة , قام أخيرا بشويش وتحرك لها وهو يحاول إنها ما تنتبه له ..
: السلام عليكم ..
انتفض جاسم من المفاجأة والتفتت أزهار على صوت أخوها بفرح وصرخت بخوف لمن لقيت جاسم وراها وهي تتراجع , تغير وجه عمر وتلون وهو يهمس بخجل : حمحمت كذا مره , من الصاله وأنا أحمحم ..
حممممممممممر وجه أزهار وهي تبعد الخصلة المزعجة وهي تقول : لا عادي , ما ... ما .... ماصار ..شـ ..شي .. و...
سكتت لمن لقيت نفسها تقطع في الكلام وتحركت بسرعة وقالت : اجلسوا يلا إذا غسلتوا يدينكم الفطور جاهز ..
تنحنح جاسم وهو يحك مقدمة شعره وقال : خسارة كنت بأخلعها ..
ضحك عمر وقال بحرج وهو واقف في مكانه ما تحرك : شكلي أنا اللي خلعتك ..
غسل جاسم يدينه وتحرك وسحب كرسي وجلس عليه وقال : تفضل , تفضل , لاخلعتني ولا شي , أختك خلعتني بصرختها ..
جلس في المقعد المقابل لجاسم وهو مركز نظره على الطاولة , جلست أزهار على المقعد اللي في رأس الطاولة وصبت حليب وشاهي لكل منهم وحطتها عندهم و قالت : سموا وكلوا ..
وما مدت يدها للأكل من كثر ما تتأملهم بفرح , رفع جاسم راسه وانتبه لعمر الساااااارح و اللي ما رفع راسه ولا مد يده , قال : هي , عمور ..
رفع عمر راسه وقال بصوت قوي : سم ..
استغرب جاسم كلمته وابتسم وقال : سم الله عدوك , تراني ما أشوفك تاكل , ترى لو ما مديت يدك قبل أزهار ما بتلقى أكل ..
شهقت أزهار وقالت باستنكار : جاااااااااااااسم ..
قهقه عمر من قلبه وقال بعتاب : هي ترى ما أرضى على أختي ..
لفت عليه وقالت : باااااااين ما ترضى , قاعد تضحك ..
ولفت على جاسم وقالت بغيض : كله منك , ضحكت أخويه الصغير عليه ..
مد جاسم يده لمن انزلقت الخصلة ورجعها ورى إذنها وهي يقول بابتسامة : مشكلة السشوره بذمة ..
انصدم لمن انكمشت على ورى قبل ما تدنق وجهها المحممممممر , والتفت لعمر لقيه يطالع الأرض ووجهه محمممممر زي أخته , تأوه لمن حس برجلها تضرب ساقه من تحت الطاولة و طالع فيها بحواجب مقطبة , طالعت فيه باستنكار , هز أكتافه وهو يأشر لها اش فيه , ومسك ضحكه بالقوة لمن أشرت له بعيونها على أخوها , تنحنح وقال بهدوء وهو يرفع الكوب : خلص يا عمر عشان نروح للورشة ..
أكل عمر شوية وخرج , تأمله جاسم وهو يرفع الكوب لفمه و مادري إلا بضربه على كتفه خلت السائل يكب , بعد الكوب وحطه على الطاولة والتفت وقال وهو يمسك كتفه : آي , تراك عروسة , تصرفي زي العرايس الله يخس إبليسك ..
قالت بغيض : تستاهل , فشلتني قدام أخويه ..
قال باستنكار : بعدت شعرك بس ..
قالت بحزم وهي تقوم من كرسيها : عند أخويه خلك بعيد عني مترين ..
وتحركت للمغسلة ورجعت لفت وهي حاطة يدينها على خدودها وهي تقول بهمس : يافشلتييييييييييي , وين أودي وجهي عنه ...
ابتسم جاسم على تعابير وجهها وعلى طريقتها وقال : بنت عادي زوج وزوجته ..
قالت وهي تحط يدينها على خصرها : لا مو عادي أحس نفسي , أحس نفسي ....... قليلة أدبببببب ...
قهقه من قلبه لدرجة رجع راسه لورى من شدة الضحك وقام وقال : والله إنك عجيبة , متزوج تححححححححححفة ..
وخرج من المطبخ يدور على عمر اللي لقيه جالس بصمت في غرفة التلفزيون , قال : أبو عبد الله , دقايق ألبس عشان نروح الورشة ..
وراح للغرفة , بعد مالبس ثوبه وطاقيته راح للطاولة وسحب جواله وانصدم لمن لقي 10 مكالمات من عمه آخرها قبل ربع ساعة وبعدها رسالة مختصرة ( الكلب توه جاني ) , تحرك بسرعة وسحب شماغه وعقاله ..
↚
المدينة , الساعة 9 صباحا :
فتحت عيونها لمن حست بجسم ينط على السرير وانصدمت لمن شافت عيون العنود قدام وجهها , شهقت وتراجعت وهي تقول : بسم الله ..
ابتسمت العنود المتحمسة من رجعتها من الروضة اللي صلوا فيها أخيرا وقالت : دب , اش تبغين فطور ؟؟
بعدت البندري على ورى وطالعت في وجه أختها المبتسم وهمست : ماني جيعانه ..
رفعت العنود اللحاف ودخلت جوته وضمتها وهي تقول : الدكتور قال لازم تتغذين ..
قاومت البندري دموعها وهي تقول بهدوء مصطنع : خلاص جيبيلي أي شي يعجبك ..
بعدت عنها العنود وطااااااالعت فيها بصمت ومدت يدها تمسح شعرها وهي تقول : توعديني لمن أرجع تكونين أنشط من كذا ..
ابتسمت البندري وقالت : أحاول ..
سلمت على خدها وقامت ولحفتها زين وهي تقول : إن شاء ما نتأخر عليك ..
ولبست عبايتها وهي تكمل : ياويلي من البنات , يستنون ..
خرجت وهي تفكر بأختها اللي يحز في قلبها إنهم يسيبونها وقت الفروض واللي ما تقدر تتحرك عشان تروح وتجي معاهم من كثر تعبها ...
لقيت سحر والهنوف وسلافه قدام باب المصعد يستنونها , ابتسمت ~ أكيد ريمو نزلت بالدرج ~ ..
أول ما فتح المصعد وشاف عدنان عبايات سوداء قدامه نزل راسه وتحرك خارج , وصله صوتها المميز وهي تقول : اش عندكم واقفين ؟؟ تحركواااااااااا ..
: عنود انتبهيييييييييييييييي ..
تعدى عتبة المصعد ورفع راسه على صرخة سحر في نفس اللحظة اللي لفت فيها العنود بسرعة تبغى تدخل المصعد وصدمت فيه بكل قوتها , شهقوا البنات لمن شافوا منظر الاصطدام العنيف , صرخت العنود وهي ترتد من قوة الصدمة , و أول ما انتبه عدنان اللي ما تزحزح من مكانه رغم قوة الصدمة إنها بتطيح مد يدينه كرد فعل ومسك أكتافها و ثبتها , حست العنود براحة إنها ما طاحت , شعورها ما استمر لأكثر من ثانية لأنه عدنان أول ما انتبه لنفسه فلتها وهو يدفها عنه , صرخت العنود وهي تطيح على الأرض واختلطت صرختها بصرخة سلافة المصدومة والهنوف اللي غطت وجهها , رفعت العنود راسها وصرخت بلا ثانية تفكير من شدة الألم : وجعععععععععععععععع ..
اندست الهنوف ورى سحر اللي حطت يدينها على فمها من فوق نقابها وهي تطالع في وجع عدنان اللي تغير بشكل فضيع وصار مرعب من شدة العصبية , انتبهت العنود لحظتها لهوية الشخص اللي قدامها , فتحت عيونها على آخرها وقالت بصوت واضح : أووو أووووو ...
قلبه اللي كان يخفق بسرعة غريبة من صدمت به خلاه يفقد أعصابه , قبض يدينه بقوووووووة وبلا مقدمات مد يده وهو ينحني لها , مسكها من عضدها ورفعها بكل قوته بيد وحده ودفها بخشونه للمصعد وهو يقول بعصبية : احترمي ملافضك مع الرجال ..
ورماها بنظرة احتقار قبل ما يتحرك وهو يقول : و لا تتعطرين لمن تخرجين ..
شهقت و صرخت باستنكار : هيييييي تعال , هذي ريحة شامبو العباية مو عطر ..
كلمة ( هي تعال ) خلت أعصابه تفلت , لف وصرخ : مووووو عذرررررر استخدمي شامبو عبايات بدون ريحة ..
هتفت سحر باستنكار : عدناااااااااااان ..
لف على أخته وقبض يدينه لمن انتبه للي حوله وتحرك بسرعة للجناح , دخلوا البنات المصعد بصمت قطعته العنود لمن صرخت بقهر وهي تضرب برجلها جدر المصعد : أكككككككككره أخووووووووووووووووووووووو ك , أكرهـــــــــــــــــــه ...
وعضت يدها بقهر وقالت : أكرهه , أكرهه , أكرهه ..
ورجعت صرخت وهي تضرب الجدر مرة ثانية : الدبببببببببببببببببببببب ببببببببب ..
قهقهوا البنات من الأعماق وقالت سحر من وسط ضحكها : والله عمره ماكان كذا وعمممممره ماخاطب وحده من بنات عماني ولا خوالي بهالطريقة ..
وقالت سلافة بخوف : صرااااحة هذا شي stringer , عمري ماشفته معصب بهالشكل ...
سحبت العنود نفس عميق وقالت بصوت مخنوق وهي تحبس دموعها بالقوة : مو أنا غير ...
طالعوا فيها بتساؤل مسحت دموعها قبل ما تنزل وتحركت لمن انفتح المصعد , قالت ريم : وينكم تأخرتــ......
وقطعت كلامها لمن تعدت من عندها العنود بدون ما ترد , أشروا لها البنات تسكت وهم بيعلمونها بعدين ...
وقف عند باب الجناح وهو يسحب أنفاس عميقة مافلحت إنها تهدي أعصابه , تحرك في الممر وهو يمسح وجهه ويستغفر ~ عدنان اش اللي خلاك تسوي اللي سويته , ياربي أستغفرك وأتوب إليك , أنا كيف مديت يدي ومسكتها , ولا كيف حطيت راسي في راسها الخبلة , كيف خرجتني من طوري ؟؟ آآآآآآآآآآخ لو ما مسكت نفسي كان ضربتها ~ جلس على واحد من الكراسي اللي في الجلسة اللي بين الأجنحة ورجع قام , دار شوية ورجع جلس , زفر ونفخ الهوا من فمه وهو يتذكر ريحتها اللي زادت قهره , والله لو سحر ولا سلافة كان حلف عليها ما تخرج قبل ما تغسل عبايتها مرة ومرتين وعشرة إلين تروح الريحة من عبايتها , تذكر لحظتها إنه بيكون وليها لو تم كل شي , قام وهو يحس بفوراااااااااان في دمه , مستحيل يتزوج وحده زيها , مستحيل يبدأ معاها حياة جديده وهو يحتقرها ..
دق جواله ونزعه من أفكاره , خرجه وطاااااالع في اسم أبوه ولأول مرة في حياته مارد عليه , حط المكالمة على صامت وجلس على الكنبه وهو يغطي وجهه بيدينه وهو يزفر , ما يدري كم مر من الوقت وهو غارق في أفكاره , في اللي صار أمس وكيف بيقدر يخبي الموضوع هو وعبد الرزاق , هل بيقولون لجاسم ولا لا , خطبته المفاجئة للعنود , مين اللي ورى هالشي , سامر وحقيقة مشاعره , العنود ومشاعره نحوها ....
******************************
لمن قرب من بيت عمه بعد ما ودى عمر الورشة استغرب وجود سيارة حسان عند الباب خاصة إنها موقفه بشكل مثير للشك , تردد يدخل ولا لا , هو ماخبر أحد برجعته عشان متفق هو وعمه يحلون الموضوع بدون جلبه وبدون فضايح , خرج من سيارته ودخل باب الحوش بعد تردد طويل , انصدم لمن وصله صوت ضربات قوية مختلطة بصوت حسان وهو يقول : عميييييي افتح الباااااااااااااااااااااا ب , عمي تكفى افتح الباااااااب ..
تصنم وهو يشوف مرة عمه بعبايتها جنب عبد الإله اللي واقف عند حسان وهو يقول بتوتر : ترى له نص ساعة مع عبد الرحمن وما أسمع إلا صراخهم و ......
سكت وصرخ بصدمة وعدم تصديق : جااااااااسم ...
التفت حسان بصدمة وفتح عيونه على الآخر لمن شاف جاسم واقف غير بعيد عنهم , هتف بصدمة : انت متى جيييييييييييييييييييييت ؟؟
وصلهم صوت جلبة قوية جوة المجلس , مشي جاسم بسرعة وقال وهو يتذكر أزمة عمه أمس : اكسر الباب ..
طالع فيه حسان بحواجب معقدة من شدة الذهول وقال وهو يهز يدينه : انت متى جيت ؟؟
قال جاسم وهو يضرب الباب برجله : مو وقته , لازم نخرج عمي ..
وسمعوا عمهم يصرخ بقوة : منته ولديييييييييييي , لو ماتزوجت البنت وصلحت غلطتك لا أعرفك ولا تعررفني وماتطب لي بيييييييييييييييييييييييي يييت ...
وصوت عبد الرحمن يعلى على صوت أبوه وهو يقاطعه : ماني متزوجهاااااا ..
تعاون مع حسان وضربوا الباب بكل قوتهم , طارت قبضة الباب المعدنية مع تكسر خشب الباب حولين القبضة , وعلى دخلتهم كان عمهم رافع يده بالعقال بيضرب عبد الرحمن اللي قبض على يد أبوه بخشونه وهو يصرخ بانفعال : قلت ماني متزوجها لو على جثتي , اش دراني هذا ولدي ولا ولد السواق ...
صرخ جاسم وهو يحس بدمه يفووووووور : يالحيوااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااان ...
واندفع مكور يده وبكل قوته سددها على وجه عبد الرحمن اللي تفاداها بسرعة وقبض بكل قوته على كتف جاسم ودفه بعيد عنه وهو يقول : لايلدغ المؤمن من جرح مرتين ..
رجع جاسم وسدد لكمه أقوى ضربت جانب وجه عبد الرحمن اليمين وهو يصرخ : إنت مؤمن يالنجججججججججججس , تخسى ...
تصنم حسان وعبد الإله المصدومين من الكلام اللي انقال ومن المضاربة المفاجئة وهم مهم عارفين اش اللي قاعد يصير , طالع فيهم صالح بحسرة وتراجع لمن حس بسطوع الألم في جانب صدره اليسار , قبض على قلبه و تغيرت ملامح وجهه ..
: أبويــــه ...
: خالييييييييييي ...
: أبو عبد الرحمن ...
جثى صالح على ركبه وهو يسحب أنفاسه سحب , كان الألم هالمرة غير عن الأمس , لف جاسم على صرخة عبد الإله وحسان المختلطة بصرخة مرة عمه المصدومة , بعد عبد الرحمن و هتف بخوف لمن شاف عمه على الأرض : عميييييييييييييييييييي ..
وجري لعمه مع عبد الإله وحسان , بعدهم صالح بقوة وهو يحاول يتنفس , قبض على ياقة ثوبه وحاول يفكها بيدين مرتجفه وهو يجاهد عشان يتنفس , قال عبد الرحمن وهو يتقدم لهم بخوف : أبويــــــه ...
دفه جاسم بكل قوته يبعده عن عمه قبل مايلمسه وهو يصرخ : وخخخخررررررر ..
وطالع في بحقد وهو يصرخ : انت الســـبــــب ...
سحب عبد الإله حبه من حبوب أبوه وحطها تحت لسانه وهو خايف من لهاثه اللي يزيد , طالع جاسم في عبد الرحمن بحقد وهو يرفع غترته اللي طاحت على الأرض مع مضاربتهم و رجع جثى جنب عمه وسنده وهو يمسح له العرق المغرق وجهه وهو يقول بخوف : عمي اهدى شوي الله يصلحك , صحتك أهم ..
ضرب صالح صدره وهو يقول بحرقه من بين أنفاسه المقطعة : ولدي يا جاسم , ولدي وحط راسي في التراب , بكري , بكري يدنس حرمة بيت أخوي , تحت سقف بيتـــه , تحت سقف بيته , وين أودي وجهي منك يا أحمد ؟؟ وين أودي وجهي منك يا أخوي ؟؟ ..
عبد الإله وحسان طالعوا في جاسم بحيرة وهم مهم عارفين اش الموضوع , مهم قادرين يربطون الخيوط من هول اللي يصير , تجاهل جاسم نظراتهم وهو يحس بأعصابه زي حد السكين من حدتها , انفجعوا لمن بدأ حمار وجه صالح يزيد وأنفاسه تختنق أكثر , قال عبد الإله : مفروض تروح النوبة بعد الحبة ...
وبلا مقدمات انهار صالح بلا حرك صرخ عبد الإله وهو يمسك أكتاف أبوه وهو يهزه : أبووووووووي ..
دفه جاسم وهو يحس بأنفاسه تحتد من شدة الخوف والرهبة , حط يده عند أنف عمه وانفجع لمن مالقي نفس ~ أكيد أتوهم , أكيد ~ , حط إذنه على صدر عمه وهو مهو عارف صوت النبضات اللي تهدر في إذنه هي نبضات قلب عمه ولا نبضاته هو , قال حسان بأنفاس مقطوعة وهو يبعد أصابيعه عن رقبة عمه : مافي نبض ..
صرخت أم عبد الرحمن : ياحسرتيييييييي على أبو عيالييييييييييي ..
رفع جاسم راسه وقال وهو يفك أزرار ثوب عمه : حط يدينك بسرعة فوق قلبه , نسوي تنفس اصطناعي ..
ولمن تحرك عبد الرحمن لف عليه جاسم وصرخ وهو يقوم عشان يوقف بينه وبين عمه : حدددددددددددك , ولا تلمسه ياللعييييييييين ولا تحط يدك ..
صرخ عبد الرحمن وهو يوقف قدامه : هذا أبويه ..
رماه جاسم بنظرة محتقرة وهو يقول : توك , توك اللي تذكرت إنه هذا أبوووووووك ..
صرخ عبد الإله وهو يدفهم بعيد عن بعض : بس انت وايااااااااااااااه ..
وقال حسان وهو يحط يدينه على صدر خاله : جاسم مو وقته هالكلام ..
تحرك جاسم وحط يده تحت رقبة عمه بسرعة ورفعها وبيد مرتجفة فتح فمه ودنق و بدأ ينفخ وهو يدعي إنه ينفخ بطريقة صحيحة تدخل للرئة ومو جالس ينفخ هوا في بطنه , ورفع راسه وأشر لحسان اللي بدأ يضغط وهو يعد , رجع نفخ مرة ثانية وهو يحس بمغص شديد من جمود عمه , رفع راسه بصدمة لمن سمع صوت ضجة تبعتها صرخة عهود وهي تندفع لداخل المجلس بدون أي حجاب : أبويــــــــــه لاااااااااااااااااا ...
صرخ حسان في أخوانها وهو يضغط صدر خاله بكل ثقله : طلعوهاااااااااااااااا , طلعوهم براااا ...
مسكها عبد الإله وخرجها وساعد عبد الرحمن أمه المنهارة على الوقوف وخرجهم وهو يقول : مافيه شي , أزمة بسيطة , أزمة بسيطة ..
صرخت عهود وهي تشوف وجه أبوها المزرق : أبويه , أبويه لااااااااااااااااااااااا ..
وضربت عبد الإله وهي تصرخ وتصيح : سيبنيييييييييييييييييييي , أبويــــه , أبويـــــه لااااااااااااااااااااااا ..
رمى جاسم شماغه اللي على كتفه وقام ودخل يدينه من تحت ذراعين عمه وعقدها بقوة و رفعه وهو يصرخ : رجع النفس , خلينا نشيله بسرعة , تحرك ..
قام حسان بسرعة وعقد ذراعينه تحت ركب صالح وتعاونوا وشالوه مع عبد الإله لسيارة جاسم اللي كانت مشغلة ..
***
جلس عبد الرحمن على الأرض وحط وجهه بين كفوفه وهو يفكر لو مات أبوه اش بيسوي , بيكون هو السبب , قبضت أمه على أكتافه وهي تصرخ : اش سويييييييييييييييييييييت ؟؟ اش سويييييييت هالمرة ؟؟ تكـــــلم ..
رفع راسه وقام وهو يقول : ماسويت شي ..
ضربته أمه على صدره وهي تصرخ : كذااااااااااااااااااااااا ااااب , ذبحت أبووووووووووووك , ذبحت أبووووووووووك يالعاااااااااااااق ..
وبدأت دموعها تزيد وهي تقول : والله , شوفني حلفت لو صار لأبوك شي ما أسامحك لا دنيا ولا آخره , طووووووووول عممممرك وانت جايب له الشقى , ماخليته يتهنى في حياته ..
وغطت وجهها وجثت على ركبها وهي تصييييييح بحرقة وهي تقول : الله يسامحك على اللي سويته فيه , الله يسامحك , يا حسرتي عليك يا أبو عبد الرحمن , ياحسرتي عليييييييييييك لو مت اش بيصير فيني من بعدك ...
ضمت عهود أمها وهي تصييييييح وتقول : خلاص يا أمي , خلاااااااااص إن شاء الله أبويه مافيه إلا العافية ...
مسحت أمها دموعها ووقفت وصرخت وهي تأشر للباب : اطلع برااااااااااااااااا , لا أشوفك إلين يرجع أبوك , ماتطب بيته إلا لمن يرجع سامع ؟؟ اطلع برااااااا ....
ودفته بكل قوتها وهي تصرخ : برااااااااااااااااااااااا اا ..
زاد صياح عهود وهي تتعلق في أمها اللي تدف أخوها وهي تصرخ : أمي خلاااااااااااااص , يكفييييييييييييي , الله يخليك خلاااااااااااااااااص ...
صرخت أمها بهستريا : براااااااااااااااااااااا ..
تحرك عبد الرحمن بعد مارماهم بنظرة غريبة وخرج , وصلهم صوت انصفاق الباب الخارجي المعدني وتردد الصوت مع صوت سيارته المنطلقة بسرعة , انهارت أمها على الأرض وهي تصيح وتقول : ياربي رحمتك , يارب رجعهم لي الاثنين , يارب رجع لي زوجي وولدي , ياحسرتي عليييييييييك يا أبو عبد الرحمن , ياحسرتي عليك يا صالح ..
↚
سمع صوت جرس المصعد زي الأصوات العميقة اللي تخترق الحلم و انتزعه من عمق أفكاره صوت الهنوف وهي تقول : خلاص عنيدي فكيها , عيب عليك اللي تقولينه قدام أخواته ..
وصوت العنود وهي تقول بعصبية : شوفي أنا لولا احترامي لهم كان قلت أكثر من إني أكره أخوهم العصبي المتسلط ..
: اش بقيتي ؟؟ تراك ذبحتي ولد الناس ..
وقف وشد ظهره وكسى الجمود وجهه في اللحظة اللي وصلوا فيها الهنوف والعنود للصالة , شهقت الهنوف شهقة مكتومة أول ماشافت عدنان ونزلت راسها ودقت العنود اللي قالت : بقيت إنه متكبببببببر وبارد زي لوح الثلج و.......
كانت تعدد على أصابعها وهي شايلة كيسها وشنطتها في يد ويدها الثانية تعدد عليها , ماتت الكلمات على شفايفها واتسعت عيونها على آخرها , شهقت أول ما انتبهت له شهقة قوية شرقتها وخلتها تكحكح وهي تحاول تسترجع نفسها , قطب حواجبه ببرود و تحرك من مكانه وتعداهم وراح للمصعد ودخله , أول ما قفل المصعد قال بغيض : أحححححسسسسسن , تستاهل ..
وطالع في انعكاس صورته في المراية ~ عصبي ومتسلط ومتكبر وبارد زي لوح الثلج , لو ماشافتني اش كانت بتقول كمان ~ وبعد لحظة تأمل و بلا مقدمات قام يضحك ويضحك على شهقتها وشرقتها اللي شفت غليله فيها , وأكثر ماضحكه هو شعور المتعة الطفولي اللي حسه وهو يسمع شهقتها وشرقتها ويشوف صدمتها , كان وده تطيح على وجهها كمان , أول ما وقف المصعد شاف التوأم وعبد الرزاق قدامه توهم راجعين من المطعم اللي راحوا يتغدون فيه , طالعوا فيه باستغراب , كان عارف إنه ضحكه وسط المصعد لوحده مثير للدهشة والعجب , تنحنح وقال بهدوء وهو يخرج : بروح أجيب أشياء من البقالة ..
رفع عبد الرزاق حواجبه وقال : أخوكم هذا عجييييييييييييييييييييييي يب ..
طالعوا التوأم في بعض بحيرة وابتسم سامر وقال : الله يديم هالضحكة عليه ..
رماه ماهر بنظرة شك وقال : هييييييييي سويمر اش اللي بينك وبين الأعزب المثالي , من أمس منتم عاجبيني ..
حك سامر خده وقال بعناد : سررررررررررررررر ..
تحرك عبد الرزاق من عندهم لمن شاف ريم تنفصل عن سحر وسلافة وتطلع من الدرج , قال للتوأم وهو يحط إصباعينه قدام جبهته مودع : see you up ...
ودخل مبنى الدرج ..
قال سامر وهو يحاول يوقفه : هيييييييييي ..
ضحك ماهر وقال : والله لو تمووووووت , بايعها هالرجال ..
قالت سلافة بتأفف وهي تدق سحر : أككككككككره الإنجليزي من فمه ...
دقتها سحر عشان تسكت وهي تهمس : لا يسمعونك , بيفتحون معاك محضر , إنت مالك وماله ..
وتقدمت من أخوانها وهي تقول بمرح : سلام شباب , وحشتوني ..
طالعوا فيها كإنهم ما يعرفونها وقال سامر وهو يرميها بنظرة شذرة : ماهر , اش عندها هالشحادة ؟؟..
قال ماهر وهو يسحبه لجوة المصعد كإنه خايف عليه : خلك بعيد عنها تراهم صايرين يسحرون الواحد هالأيام عشان يسرقون فلوسه , إذا عندك ريال اتفل عليه و أعطيها وفكنا من شكلها ..
دخلت وضربتهم بخفة وهي تقول باستنكار : هييييييييييي , ما أسمح لكم ..
ضحكت سلافة وقالت بحماس وهي تدخل معاهم : صراحة تنفعون actress ..
****
التفتت ريم على طول لمن حست بشخص وراها وسكتت من شدة الصدمة وهي تشوف عبد الرزاق , ابتسم وقال : برضك مصرة على الدرج ..
استحت و ما عرفت اش ترد , دنقت بسرعة وبعدت عن طريقه عشان يعدي قبلها , ولمن ماتحرك رفعت راسها باستغراب , ابتسم وقال وهو يمد يده : هاتي الأكياس عنك ..
ماأعطاها فرصة تقوله لا , لمست أصابيعه البارده يدها وهو يسحب منها الأكياس , لمسته خلت قلبها يغوص بداخلها وهي تشهق و تفلت الأكياس من الصدمة , قال باعتذار وهو يقبض على الأكياس وينزل راسه : آسف ما قصدت ..
وتقدمها بسرعة , ضمت يدينها المرتجفة وهي تطالع فيه وضربات قلبها تتسارع بشكل فضيع , غمضت عيونها وسحبت نفس عميق وتحركت وهي تجر رجولها الذايبة جر , كانت تطلع وهي مركزه عيونها على الدرجات اللي تطلعها وقلبها مهو راضي يهدى , صرخت بداخلها ~ ريييييييييييييييم , اش فيك ؟؟ هو كان يبغى يساعدك بس , ليش يساعدني أنا بالذات ؟؟ يكون له مشاعر ناحيتي ؟؟ ما أظن , هو من يومه وهو مهو معانا ولا يعرفنا , لكن ليش يصر يمشي معايا وما يخليني لوحدي , قلبييييييييييييييييييييي , قلبي يعورني , الله يقطع إبليسك يا عبد الرزاق ~ أول ما وصلوا نهاية الدرج التفت لها وابتسم وهو يقول : أموت وأعرف كيف تطلعين وتنزلين هالدرجات كل فرض ..
ما ردت وهي تبعد نظراته عنه بخجل عشان مايشوف توترها , فتح باب الدرج وأشر لها تتقدمه , همست بخجل : إنت أول ..
قال بمرح : في فرنسا عندنا ladies first ...
تعدته عشان ما تبغى تطول الوقفة والنقاش معاه , شافت سحر وسلافة واقفات مع أخوانهم عند باب الجناح وهم يتناقشون على شي , التفت له , حط الأكياس على الكرسي وتحرك بعد ما ابتسم لها , سحبت الأكياس وتحركت وهي تحاول تهدي ضربات قلبها ..
****
ضحكت البندري وقالت وهي تمسح شعر العنود : عادي تحدث في أرقى العائلات ..
زاد صياح العنود وهي تقول : لا مو عاااااااااادي , ياليت الأرض انشقت وبلعتني قبل مايسمع اللي قلته ..
مسحت الهنوف دموع الضحك وقالت : خلاص عنيدي , صار الشي وانتهى , اش بيفيد صياحك ؟؟ بعدين هو ماقال شي ..
رفعت راسها وقالت وهي تبعد شعرها : ماقال لأنه أكيد مصدوم من وقاحتي , شفتي نظراته كيييييييييف ؟؟ قاعدة أسب فيه بكل جرأة , وكله كوووووووووووم وبارد زي لوح الثلج كوم ثاني , والله ... والله ....
ورجعت تصيح وهي تدفن وجهها في حضن البندري وهي تقول : اش بيقوووووول عني دحييييييييييييييين , مو كافي شايفني ملسونة وملافظي وقحة مع الرجال و يحسبني صايعة وخارجة متعطرة ..
قالت البندري تحاول تهديها : وانت اش عليك منه ؟؟ يشوف اللي يشوفه ..
رغم حزنها على حال أختها ضحكت الهنوف من قلبها وهي تقول : وااااااااي والله فشششششششلة , بندري فاتك نص عمرك اللي ماشفتي اللي صار ..
رفعت العنود راسها وصرخت : يالحماااااااااااااااااااا ااااارة ..
وسحبت المخده ورمتها عليها وهي تصرخ : صكييييييييييي حلقك ولا تضحكين ..
ونطت من مكانها لمن ماوقفت الهنوف ضحك وهي تسحب مخده ثانية , ضربتها بها وهي تصرخ : هنوووووووووووووووف لاتضحكييييييييييييييييييي ن ..
دخلوا البنات وانصدموا بالمضاربة اللي صايره , قالت سحر : اش فيه ؟؟
صرخوا سلافة وريم بحماس وهم يقولون : مضاربــــه ..
وفكوا العبايات وسلافة تقول بتحريش : هنوف ردي الضربه , أختك الصغيرة تضربك ..
وريم تصفق وهي تقول : أحلــــــــــى عنيدي , أديلها كمان ..
ضحكت سحر على خبالهم وجلست على السرير جنب البندري اللي ماسكه بطنها بوجع من كثر الضحك ..
************************
جدة في المستشفى :
: قلتلكم لا يتعرض للضــــغــــــط يا عيال الكللللللللللللب ..
نزل عبد الإله راسه ولف حسان وجهه بسرعة وقال جاسم بتلعثم : طيـ ..ـب المو..ضوع كان خارج عن سيطـ.....
: ما أبغى اسمع حــــــرف ...
رماهم حامد الدكتور المختص بحالة صالح بنظرات صارمة وتحرك من عندهم وهو يقول : الله يقطعكم من عيال ويحرقكم في يوم واحد ..
عض عبد الإله شفته وهو يقول : آخخخخخخخخ , مستعد أقابل مرشدنا الطلابي العصبي أيام الثانوية وأتلقى منه 100 محاضرة ولا أقابل عم حامد ..
سكتوه الاثنين لمن رجع حامد وقال بحزم : يا الثيرااااان , بأقعده عندي إلين أتأكد إنه عدى هالأزمة بدون مضاعفات وحسسسسسسسكم عينكم أشوف خلقة واحد فيكم عنده ..
وأشر بطرف إصباعه يهشهم : يلا , يلا لو سمحتم وروني عرض أكتافكم ..
قال عبد الإله بتردد : نبغى نشوفه قبل ....
لو النظرات تذبح كان ذبحته نظرات الدكتور حامد وهو يقول بهمس بارد : شافك ملك الموت وأخذك قول آمين ..
مسكوا جاسم وحسان ضحكهم وتحركوا بسرعة وهم يسحبون عبد الإله اللي تنح من قوة الدعوة , ولمن بعدوا عنه قهقهوا من قلب , قال حسان : أنا أمووووووت وأعرف شيئين , كيف صار دكتور قلب وحرمته كيف مستحملته إلى الآن ؟؟ ..
قال جاسم من وسط ضحكه : لا أنا دحين عرفت ليش عياله لو تمزح معاهم وترمي عليهم سكين ولا تطخهم برصاص يقولون لك وهم يضحكون اش المزح الثقيل هذا ..
قال عبد الإله وهو يحط يده موضع قلبه : والله يخوووووووووف , هذا كيف صار صاحب أبويه ؟؟
قال جاسم : و إنت الصادق كيف أبويه وعمي ما تأثروا به ؟؟
زفر حسان وقال براحة : الحمد لله اللي عدى هالأزمة ..
قال عبد الإله بصوت ثقيل : والله هالمرة حسيته بيموت , شفت الموت في عيونه ..
حط جاسم يده على كتفه وقال : الحمد لله على سلامته ..
طالعوا فيه الاثنين بصمت , انتبه جاسم لحظتها وتذكر إنه مفروض محد يدري بوجوده , مفروض محد يدري بموضوع عبد الرحمن والبندري ..
نزل راسه وهو يحس نظراتهم سكاكين في قلبه , كان خايف إنهم ربطوا الكلمات وفهموا , معقول يعرفون إنه أخته حااااااااااامل , حس نفسه صغييييييييير قدامهم , تمنى لحظتها لو تنشق الأرض وتبلعه ~ الهنوف ~ رفع راسه وطالع بخوف في حسان لقيه مدنق راسه بصمت , صرخ بداخله ~ الهنوف غير يا حسااااااااااان , الهنوف غير عن البندري , ولا يمكن الهنوف .......لالالالالا , جاسم تشك في الهنوف ؟؟ وليه لا , مو انت ماكنت متخيلها على البندري , لكن الهنوف غير , غير ليه ؟؟ مو هي عايشة معاها في نفس البيت , بسسسسسس , جاااااااااسم , إذا هذي أفكارك كيف حسان ~ حس باختناق في أنفاسه , لف وجهه وقال بصوت مخنوق : يلا نرجع البيت عشان نطمن عمتي ..
كان يمشي وهو يحس بنظراتهم تخترق ظهره , غمض عيونه وقبض يدينه وهو يصرخ ~ الله يسامحك يالبندريييييييييييييي , الله يسامحك على اللي سويتيه ~
لف عبد الإله لحسان وهمس : حسـ.....
أشر له حسان بصمت إنه يسكت وهو يأشر له إنه يكلمه بعدين , كان حاس بألم وهو يشوف الانكسار في عيون جاسم , وكان عارف إنه أقل كلمة تنقال ممكن يتخيلها فيه , طالع فيه بألم وهو يتساءل بداخله ~ البندري , معقول تكون هي المقصودة بالكلام ؟؟؟ أكيد أتوهم , أكيد أنا فاهم الموضوووووع غلط , بسسسس , جاسم اش مرجعه من ماليزيا ؟؟ واش حكاية ولد السواق وانهيار عمي وحكاية تحت سقف أخوي , يارب رحمتك اش اللي قاعد يصيييييييييييير ؟؟ ما أبغى أتخيل , يارب أتوسلك مايكون اللي أفكر فيه صحيح , يارب سترك وعفوك ~
حس عبد الإله باختناق الجو وهو يدخل السيارة , قال بداخله وهو ينقل نظراته من حسان لجاسم اللي حرك السيارة ~ يارب رحمتك وسترك , معقول يكون في بنت حامل من عبد الرحمن غير ليزا شغالتنا , مؤكد لأنه مو معقول أبويه يبغاه يتزوج ليزا بعد ماسفرها إندونيسيا , بس اش موضوع بيت عمي واش دخله ؟؟ أي عم فيهم ؟؟ اففففففففففف , مشاكل عبد الرحمن مالها لا أول ولا آخر , الله يهديه ليه مايقتصر فضايحه في سفراته اللي ماتنتهي ؟؟ ياربي جاسم عشان كذا ضربه , ياخوفي يعلم عمي ويكنسل خطبة البندري , يووووو ساعتها اش بيصييييييييييير ؟؟ يارب استر ~
↚
أول ماوصلوا وخرجوا وصلهم صوت أذان العصر , لأول مرة في حياته يحس بطعم لكلمات الأذان , زفر جاسم وهو يحس بثقل خرسانة داخل قلبه المهموم , لف عليهم وقال : عبد الإله إدخل طمن أمك وأختك ..
ولف على حسان وقال : أنا راجع البيت عندي شي مهم ..
ابتسم حسان ابتسامة هادئة وقال عبد الإله وهو يضمه ويسلم عليه : جزاك الله خير , ماقصرت ..
أشر لهم مودع ودخل سيارته وحركها , و ماخرج من أفكاره إلا وهو قدام المسجد القريب من بيت عمر , خرج وصلى العصر , ولمن فرغ من الصلاة وبدأوا الناس يخرجون شافه في الصف الأول حولينه 4 مراهقين لاصقين فيه وهم يتكلمون مع بعض بشكل مزعج , رفع راسه عن المصحف ورماهم بنظرة خلتهم يجلسون بصمت وهم يخرجون مصاحفهم الصغيرة من جيوبهم , ابتسم وهو يتذكر حاله أمس , كان يحسه طفل ودحين يشوفه الأستاذ اللي بنظرة يضبط طلابه اللي ينافسونه في الطول , خلص ورده ولف عليهم وقال : نــعـــم ...
انفجروا في وقت واحد كل بيقول اللي عنده , ضحك وهدأهم وبطريقة غريبة حكيمة خلاهم يقولون اللي يبغونه واحد واحد , كان وده يقوم , يتحرك لكنه كان يحس الخرسانة اللي حسها في قلبه تنتقل لرجوله اللي ماتحركت , ضحك عمر وقام وهو يقول : إن شاء الله بعد بكرة رحلة المدينة و ....
سكت لمن شافه , التفت الطلبه لجاسم بحيرة , ابتسم عمر وقال : عن إذنكم , بأروح أكلم زوج أختي ..
انطلقوا الطلبه وراه وسلموا بحماس على جاسم , شاف الإجلال والاحترام في عيونهم وهم يطالعون فيه كإنه أسطورة , ضحك عمر وقال وهو يضربهم بتحبب على ظهورهم : يلا تحركواااا وأعطونا نفس , بكرة بنراجع جزء تبارك ..
وقال لجاسم بعفوية : معليش , مهم مصدقين إنهم شايفين زوج أختي ..
طاااااااااااااالع فيه جاسم بصمت , ذابت ابتسامته وقال بقلق : جاسم ..
همس جاسم باختصار : سامحني ..
وكمل : قصرت في حقك وحق أزهار كثير ..
هز عمر راسه وقال باستنكار خجول : ما يحوج هالكلام ..
ما كان متخيل إنه رجال أكبر منه وبكبر أخوه عمار يعتذر له , هو صح لا يمكن ينسى اللي سواه في أخته و لا يمكن يلقى له عذر بس برضو ما يعتذر منه وهو أصغر منه ..
ابتسم جاسم وقال : إذا تبغاني أتأكد إنك مسامحني تعال ونام عندنا هالليلة كمان ..
تلون وجه عمر وصار أحمر من كثر الخجل , قال بتلعثم : لا , ما يحتاج و ..
قاطعه جاسم بحزم : مو عشاني ولا عشانك , عشان أزهار , أحس إنها لسه تعبانة من الموقف اللي صار وأحس إنه ودها تجلس معاك أكثر ..
صرخ عمر بداخله ~ آآآآآآآآآآآنا اللي ودي أجلس معاها أكثر , مفتقدها , مفتقدها ~ لكنه خنق صرخاته وقال بابتسامة هادئة خجولة : ما أقدر , توكم عرسان و ...
ابتسم جاسم و دنق عليه و همس بمرح : أوعدك ما ألمس شعرها حتى لو وصل السقف ..
زاد حمار وجه عمر وهو يدق جاسم عشان يسكت وهو يلتفت حولينه , ضحك جاسم وتنحنح بسرعة عشان يضيع الضحكة لمن تذكر إنه في المسجد وبعد محاولات وافق عمر على مضض وهو يخفي فرحته الداخلية ..
أصر جاسم ياخذه معاه عشان يتغدا عندهم ..
المدينة في الفندق :
: كيييييييييييييييييييييييف ؟؟
التفت الكل لأحمد اللي فز من مكانه وهو يقبض على جواله بقوة , قام عبد الرزاق بتوتر لمن شاف وجه أبوه وتغيره وتبادل مع عدنان نظرة قلقة سريعة , قال أحمد بعصبية : ولييييييييييييييه محد قالي , ليه توكم اللي تتكلموووووووووون ..
وقال بحزم : أنا نازل جدة , مع السلامة ..
وصك الجوال وقال وهو يمسح وجهه : لا حول ولا قوة إلا بالله ..
قال عبد الرزاق بتردد : أبويه صار شي ؟؟
لف عليه أبوه وقال : عمك صالح جاته أزمه ونوموه في المستشفى ..
قام عبد الكريم وفزوا وراه على طول عياله وقال : إذا بتنزل جدة أنا معاك ..
هز أحمد راسه وقال : لا وين تجي معايا , ماصار لك يومين , توك ثالث يوم في المدينة وإنت جاي من الرياض عشانها ..
قال عبد الكريم : الحمد لله , صلينا كم فرض وإن شاء الله نقدر نجيها بعدين ..
بدأوا مناقشة طويلة انتهت بحلفان عبد الكريم إنهم ينزلون جدة معاه عشان يتطمنون على صالح هم كمان وأصر أحمد مادامه حلف ينزل معاه إنهم مايمشون إلا بعد صلاة العشا عشان يكسبون 3 فروض كمان ..
وبعد ما انتهى الكلام والنقاش رجعوا الشباب وجلسوا وانزوى أحمد بعبد الكريم وهو يقول : جلال يقول تضارب مع ولده وانهار وشالوه المستشفى ..
زفر عبد الكريم وقال : أكيد عبد الرحمن ماغيره , ياربي متى ينصلح هالولد ويعتدل ويصير رجال ..
غمض أحمد عيونه بتعب وقال : حسبته بيعقل لا خطب وماقدرت أرفضه عشان أخوي وقبلت به عشان البندري بس , لكن دحين يوم أفكر أشوف إن هالرجال بيتعس بنتي معاه والله أفكر إني أول ما أرجع أفك الخطوبة وأقوله يدور بنت غير بنتي ..
زفر عبد الكريم وقال : والله يا أحمد ما أدري اش أقول ماني قادر أحط نفسي مكانك , وضعك صعب , يعني أخوك من جهة وخوفك على بنتك لجهة , عني أنا ما أبغى يمسح بنتي شي , يعني لو سحر ولا سلافه تقدم لها واحد زي عبد الرحمن ما بأرضى لو على قص رقبتي حتى لو كان ولد أخوي ..
زفر أحمد بحسرة وقال : الله يقدم اللي فيه الخير , لا رجعنا جدة بأتفاهم مع عبد الرحمن وأقوله يا يعدل نفسه ويصير رجال ياهو من طريق وبنتي من طريق ..
************************
دق الجرس الباب , نطت من الكنبه وطالعت في شكلها في المراية , سحبت نفس ولفت وحطت يدينها على خصرها وهي تقول : بدريييييييييييييييييييييي ...
دخل جاسم وابتسم وهو يقول : السلام عليكم ..
لفت بوزها وهي ترد السلام من بين أسنانها كانت متضايقة إنه سابها من الصباح إلى دحين بدون مايدق عليها ولا يعطيها خبر , رمته بنظرة حادة وهي تقول : ليش مقفل جوالك أقلقـ.....
واتسعت عيونها على آخرها لمن بعد وبان عمر وراه واللي قطع سلامه وهو ينزل وجهه بسرعة , صرخت بفرح ماقدرت تقاومه : عمووووووووووووووووور ..
وجريت وحضنته وهي تقول : هلا والله حبيبي , تو مانور البيييييييييييت ..
استحى عمر منها وزاد حياه لمن رفع جاسم حواجبه وهو يقول : ياسلاااااااااااام , دحين من اللي مفروض تحضنينه لا رجع , أنا ولا أخوووووووك ..
تراجعت على ورى وشهقت لمن تذكرت شكلها , صرخت و سحبت نفسها ودخلت غرفتها على طول , ما فهم جاسم شي , دخل عمر وهو يقوله : تفضل البيت بيتك ..
وراح للغرفة دق الباب ودخل , ما لقيها , دق باب الحمام وهو يقول : أزهار ..
خرجت وطالعت فيه بحدة تحولت بسرعة لتقطيبه حزينه وهي تهمس : ليش ماقلتلي إنه عمور معاك ؟؟
استغرب من تصرفاتها وقال : حبيت أفاجئك , ليش ؟؟
ضربته على كتفه وأشرت على نفسها وهي تقول : خليتي أقابله ببرمودا و بدي ..
رفع حواجبه وقال : عادي أخوك ..
غطت وجهها وهي تقول : يالفششششششششششششلة , هذي ثاني مرة يطيح وجهي قدامه , ماعمره شافني بهالشكل ..
انصدم من اللي قالته وقال : من جـــد ؟؟
قالت وهي تهوي وجهها المحمر : والله , يعني بالله عادي هالتفسخ قدام أخوية , ياربيييييييي , وأنا أقول الولد تغير وجهه ليش ..
وشهقت وضربت خدودها وهي تقول وهي دوبها تستوعب : وضميييييييييييييته ..
وهزت يدينها وهي تهتف : يافشلتي , يافشلتي ..
قهقه جاسم من قلبه عليها وهي تهاوشه ليش يضحك عليها , رفع عيونه و طااااااالع فيها بصمت , قطبت حواجبها وقالت : خير , في شي ..
همس وهو يخرج : ولا شي ..
ورجع قال بصوت قوي : تعالي اغرفي الغدا , تراني مو جيعان , الجيعان ..
لفت بوزها وقالت بعد ما خرج : عارفه ..
وكشت بيدها وراه وبدأت تغير ملابسها وهي تمتم بغيض : مالت ولا علق على شكلي ..
جلس جنب عمر وهو مو قادر يمسح الابتسامة عن وجهه , من ارتبط بهالإنسانة وصارت زوجته وهو يضحك , ما كان يضحك من قبل بهالشكل , وهي حقيقة حطمت كل شي تخيله عنها ..
↚
: ليييييييييييييييييييييييي ييييييييييه ؟؟
رفعت يدها وضربتها على راسها وهي تقول : بشويش تكلمي ..
حكت العنود راسها وقالت باستنكار : أمي حرام عليك كسرتي راسي ..
قالت أمها وهي تهز إذنها بإصباعها : وانت خرمتي طبلة إذني ..
ضحكوا البنات عليها وقالت ريم : تستاهلين ..
كشرت العنود في وجهها وهي تقلدها : تستاهلين , مااااااالت عليك ..
قالت هدى بهدوء : أبوك عنده موضوع ضروري ولازم ينزل عشانه جدة عشان كذا بننزل بعد العشا ..
قالت حنان : الحمد لله صلينا كم فرض ورحنا الروضة , الله يكتب لنا الأجر ..
بدأوا البنات يتناقشون و العنود مصرة تنزل السوق عشان تشتري هدية معتبرة لأزهار وسفانه غير عن اللي اشترتها لهم زي البقية , طاااااااالعت البندري في أمها بخوف , كانت حاسة إن الموضوع متعلق بها , لمن شافت أمها تبعد نظرها عنها حست بقلبها ينعصر وجع ~ يكون عبد الرزاق وعدنان كلموهم عشان كذا بننزل , أميييييييي طالعي فيني , أمييييييييي ~ كانت هدى تحاول قد ماتقدر تخبي عيونها عنهم عشان مايسألونها عن سبب نزولهم , ماكانت تبغى تقول لريم إنه أبوها متنوم في المستشفى عشان ماتخوفها , رفعت عيونها ولمن شافت نظرات الخوف في عيون البندري لفت وجهها وقامت وهي تقول : بأروح أجهز الأشياء ..
صرخت البندري ~ لاااااااااااااااااا , الله يخليك يا أمي لا تطالعين فيني كذا , لاتتجاهليني , أنا آآآآآآآآآآآآآسفة , والله ندمانه على اللي سويته , أبويه , يا حريييييييي عليك ياأبوية , أتوسلك يارب ماأبغى ابتسامته وحبه لي يرووووووووح , أتوسلك يارب , يااااااااااااااااااااااار ب ~ قامت بسرعة من الكنبه اللي حطوا عليها مخدات كثيره عشان ترتاح , وراحت للحمام وقفلت الباب واستندت عليه وهي تحس الدموع اللي مافارقتها الأيام الأخيرة ترجع أكثر من أول , غطت وجهها وصاحت من قلبها وهي تدعي ربها إنه مايغير عليها أبوها وأمها ..
*************************
بعد صلاة المغرب :
رفع السماعة على مضض وقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
وصله صوت أنثوي يقول : هذا مو بيت جاسم الـ ....
استحى عمر من كلمتها وقال : دقيقة ...
وغطى السماعة وقال بهمس لجاسم اللي دخل الغرفة وهو شايل محموله : قلت لك لا تخليني أرد , حرمة تبغاك ..
حط محموله ورفع السماعة باستغراب وقال : نعم ..
وقطب حواجبه أول ماوصله صوت الجوهرة وهي تقول : يعني حسان كان يتكلم جــــــــــد , إنت متى جيييييييييييييييييييييييت ؟؟ ليش قطعت الرحلة ؟؟ ومين هذا اللي رد علي ؟؟ وليش ماعلمت أحد ؟؟ و....
حك حاجبه وقال يقاطعها : جوهرة شويه شويه , على أي سؤال بأجاوب ..
قالت و صوت جدته الحاد يوصله : ياويلك جدة شايلة طيران عبد القادر تقول تبغى تشوفك دحييييييييين ..
زفر بطفش ~ بدأت الشوشرة اللي كنت خايف منها , استغفر الله العظيييييييييم ~
قال بطريقة غير قابلة للنقاش : خلاص أنا أتفاهم مع جدة لا جيتها قبل أو بعد العشا ..
وصك التلفون بعد تبادل كلمات سريعة وابتسم لمن شاف عمر دافن وجهه في محموله اللي قاعد يكتب فيه برنامج الرحلة اللي بيوزعه على الآباء ..
جلس وقال : هذي أختي الكبيرة الجوهرة ..
قطب عمر حواجبه , ما يفتكر إنه أزهار حكته عنها , كانت صادعة راسه بالعنود و ....... الهنوف ووحده ثالثه اسمها ماحضره , الجوهرة هذي أول مرة يسمع بوجودها , دخلت أزهار ومعاها صينية حاطة فيها القهوة , شرب فنجان بسرعة وصك محموله وقال : عن إذنكم ..
طالعوا فيه بتساؤل , قال : بأروح أتأكد من أشياء الرحلة مع مهند ..
ابتسمت أزهار وهتفت : مهـــنـــد , اش أخباره وأخبار مرته وبناته ؟؟
قام عمر وهو يقول : الحمد لله ..
ولمن لف عشان يشيل أشياؤه دقها جاسم وفرصع عيونه على آخرها , طالعت في بدهشة , قام وودع عمر ورجع لها , طالعت فيه بحيرة , قطب حواجبه وقال يقلدها : مهـــنـــد , اش أخباااااااره ؟؟
ورجع قال بسخرية : ليه ماقلتيله يوصل سلامك له ..
هزت راسها وقالت بخجل وهي مهي فاهمة تريقته : لاااا فشلة , اش بتقول حرمته ؟؟
رفع حواجبه وهتف باستنكار : نــــعـــــم , اللي ردك اش بتقوووووول حرمته ؟؟ لا والله ست أزهار ..
ضحكت أزهار وقالت وهي تقوم : ما قصدت شي , ترى هو صاحب عمار الله يرحمه الروح بالروح عشان كذا سألت عنه , حرمته وبناته كانوا دايما يزورننا ..
قال بعصبية : ولوووووووووووو ..
طالعت فيه بحيرة وفتحت عيونها على آخرها وهي تقول بصدمة : تغااااااااااااااار ..
كلمتها صدمته لكن استنكارها لهالشي وصدمتها به صدمته أكثر , حول عصبيته لنظرات سخرية وهو يرفع واحد من حواجبه وهو يقول : أغار على إيه ؟؟
ابتسمت ابتسامتها الواسعة وهي تقول : علينيييييييييييي ..
رماها بنظرة باردة وقال : هذا اللي ناقص بعد ..
وتحرك خارج وهو يقول : إجهزي عشان نروح لبيت جدتي , نسلم عليها ..
كانت تحس بسعادة مالها حدود ~ يغااااااااار , يغار علي , جسوووووووووم ~ تحركت بسرعة وهي ماهمها في كلماته اللي رماها ببرود , حس بشي يصدم في ظهره , ويدين تلف على صدره , انصدم من احتضانها , التفت لها وقال باستغراب : اش فيك ؟؟
ماطالعت فيه وهي تهز راسها وهي تزيد احتضانها وهي تقول بصوت مخنوق : ولا شي ..
سكت وغرق في أفكاره ولمن حس باحتضانها يزيد ابتسم وقال : شكلك من حبك لعمار الله يرحمه تحبين كل شي يمت له بصلة ..
حست دموعها تحاربها , بلعت غصتها وبعدت عنه وقالت بابتسامة : هو يخليك غصب عنك تحبه ..
تأمل ابتسامتها الواسعة بإعجاب ~ ماشاء الله عليك كيف مبتسمة وصابرة , هل السبب إنها مطوعه ؟؟ أنا مشكلة وأحس نفسي ضايقة , ودي تمشي الأيام بسرعة وأسمع إن هالمشكلة انتهت ~ قال بهدوء : قابلته مرة في زواج , الله يرحمه كان بشوش والابتسامة ما تفارق وجهه وكان فصيح وكلماته موزونه ..
اتسعت عيونها على آخرها وهي تصرخ بحماس : قابلتـــــــــــه ؟؟ ليه ماقلتلييييي ؟؟ ليه ماقيد قلتلي ؟؟
قال وهو يتحرك للغرفة : ما أدري , ماجات فرصة ..
لحقته وهي تسأل : طيب كلمته وكلمك , متى كان هالزواج ؟؟ واش أكثر شي لفتك فيه ؟؟ و ..
لف عليها وقال : شويه شويه , ما أفتكر متى الزواج , يمكن قبل سنة , وكل اللي تبادلناه كيف حالك ؟؟ طيب وبس ..
طالعت فيه بلهفة وهي تسأل : لفتك فيه شي ؟؟
حك حاجبه وهو يحاول يتذكر أي شي عشانها , قال : آآآآه , غير عن اللي قلته طوله كان نفس طولي , لا حظت لأنه عيني كانت في مستوى عيونه بالضبط وبشكل غريب ...
وقفت قدامه ورفعت راسها وطااااااااااالعت فيه , كانت عيونها تحمل نظرات غريبة , حب ممزوج بحنييييين موجع , رفع حواجبه وقال بسخرية : خلاص حمضتي الصورة ؟؟ أقدر أتحرك عشان أغير ملابسي ..
حمممممر وجهها لمن انتبهت لنفسها , ضربته على كتفه وتحركت من قدامه وهي تقول بتلعثم : كنت أشـ ... أشوف .. فرق الـطـ ... الطول ...
ضحك وتحرك خطوة قبل ما ترجع توقف قدامه وهي تقول : ليش رايحين لجدتك ؟؟ مو اتفقنا محد يدري ؟؟
قطب حواجبه , ماكان فيه حيل يحكيها على كل التطورات اللي صارت , جاوبها بطريقة مختصرة وهو يفك الدولاب يخرج ثوبه , كانت أسئلتها مالها حصر , غمض عيونه بقوة ورجع فتحها ولف على أزهار وخرجها من الغرفة وهو يقول بعصبية : بأغير ملابسي ..
وطبق الباب بقوة خلتها تنتفض وهي تغمض عيونها , رجعت فتحتها وهي تقول بغيض : مااااالت , عممممممممري ماشفت رجال متقلب زي هالرجال , ساعة يازينه وساعة يرفع الضغغغغغغغغغط ..
ولمن انفتح الباب بقوة وطل من وراه بوجه جامد ابتسمت ابتسامتها الكرتونية وهي تقول : ماقلت شي ..
وتحركت بسرعة لغرفة التلفزيون وهي تقول : دقايق أحط الأشياء في المطبخ وألبس ..
: لا تستعجلين لأني بأصلي العشا أول , بعدها رجع ألقاك جاهزة ..
↚
المدينة بعد صلاة العشا :
قال بصوت مخنوق وهو يفتح شنطة السيارة الجيب بيد وباليد الثانية مثبت الجوال عند إذنه : وين ألقاه ؟؟
وصله صوت سحر وهي تقول : في الجيب الأمامي أو الجانبي ما أتذكر , إنت دور ..
صك الجوال و مسك شنطتها المميزة وفتح الجيب الأمامي , لقي جالكسي وسنكرز وحلاوة أم عود , استغرب وقال بضحكه : من متى تحب الشكولاتات ؟؟ حاجة غريبــ ..
وكح بقوة وهو يبعد الحلويات , لقي دفتر صغير له فرو وردي محطوط في وسطه قلم يناسبه , مايفتكر إنه قيد شاف هالدفتر معاها , رجعه مكانه وفتح الجيب الجانبي لقي جوال كله ميداليات , قطب حواجبه , ماكان هذا جوال أخته , متأكد من هالشي مليون في المية , رفع راسه وطالع في الشنط , مستحيل يغلط في شنطتها , انتبه لحظتها إنه في شنطة نسخه من الشنطة اللي ماسكها , فتح الجيب الأمامي للشنطة الثانية ولقي اللي يبغاه , سحبه وحطه في جيبه وصكها وانتبه إن الجوال لسه في يده , اهتز الجوال فجأة وطلع اسم ( لا تردين علي ) , رجع الجوال للجيب وصكه وجا بيقفل الشنطة , وقفه صوتها النحيف وهي تقول : wiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiite ..
التفت لسلافه وقال بصوت حاول يخليه طبيعي : خير ..
حطت شنطة محمولها وهي تقول : بأجي معاكم this time ..
ورجعت سحبتها وقالت : أو, لا , بروح في الفورد مع الـ twines ..
ومسكت الشنطة اللي كان ماسكها وقالت : هذي شنطة عنيدي مو شنطة سحر ..
أشر وقال : الجوال يدق ..
خرجت الجوال اللي كان لسه يهتز وطالعت في الاسم وقالت : هو لسه يتصل , غثى ..
قال باستغراب : مين قصدك ؟؟ ..
هزت راسها وقالت : واحد مزعج مو راضي يفكها عشان كذا جوالها على طول صامت ..
وقالت بابتسامة : طبعا مو هذا جوالها , هذا الجوال عشان المسجد مايدخلون جوال الكـ....
وقطعت كلامها لمن سحب الجوال من يدها ورد على طول وهو يقول ببرود : هلا , وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته , خير يا أخوي , لا مو جوال خالد ولا غيره , لو سمحت لا عاد تدق على هالرقم ..
وصك الجوال ورجعه لها وهو يقول : إذا دق مره ثانيه قوليلي ..
طالعت فيه باستغراب وقالت بلا مقدمات : انت اش بينك وبين عنيدي ؟؟
انصدم من سؤالها الصريح الغير متوقع , قال بسرعة : ولا شي , ليش ؟؟
قالت وهي تشبك يدينها ببعض : بينكم تتشات كثيره ..
: تتشات ؟؟..
قالت وهي تحرك الجوال : قصدي مصادمات كثيره ..
مسك يدها اللي ماسكه الجوال ووقفها عن الحركة وهو يغمض عيونه , كان صوت الميداليات يثير أعصابه بشكل فضيع , و كان عارف إنه مو السبب الرئيسي في الطنين اللي يحسه في راسه , قالت سلافه بخوف لمن لاحظت شحوبه : عدنان ..
فتح عيونه بسرعة وابتسم وقال : لا عادي , شوية صداع ..
قالت : صوتك متغير ..
هز راسه وقال وهو يتنحنح : جو المدينة ما يناسبني ..
وتحرك عشان يساعد سامر وماهر اللي كعادتهم يتضاربون على تدخيل الشنط في السيارة وطريقة ترتيبها , طالعت فيه بتوتر ورجعت للفندق , قال أبوها أول ماشافها : ليش طلعتي ؟؟ خلاص كلنا نازلين ..
قالت بخوف : daddy عدنان وجهه مو على بعضه ..
قطب حواجبه وقال : لاحظت بس قلت يمكني أتوهم ..
خرجت سحر وقالت : خلاص كلمني ..
وخرجت وراها ناتيا والشغالات الباقيات وهم شايلات آخر الأشياء الموجودة , جا أحمد واستنى إلين خرجت أم خالد ودخل عشان يساعد البندري , كان مهموم يفكر بأخوه اللي وجع بسبب بكره اللي هو خطيب بنته اللي طايحة وذبلانه وهو مو عارف اش فيها , دخل الغرفة بصمت , كانت ريم ساندتها والعنود تلبسها العباية وهي تقول : مايحتاج هذا كله ..
قالت ريم بمزح : ولو , كم بندر عندنا ؟؟ واحد ..
تقدم أحمد فقالت البندري بهمس : أبويه أقدر أمشي ..
لف وجهه عنها وقال : طيب ..
وخرج , تأملت ظهره وهو خارج صرخت بداخلها ~ لااااااااااااااااا , شكله عرف , أكييييييييييييد عرف ولا ليش هالبرود , أبويه , أبويه ~ لكنه اختفى من نظرها من دون مايرجع و يلتفت لها يتأكد إنها تقدر تمشي ولا لا , سندتها ريم وهي تقول : اتكي عليه ...
مشيت العنود قبلهم وهي شايله شنطة محمول ريم وشنطتها الصغيرة , أول ماخرجوا قابلهم عبد الرزاق اللي طالع في البندري اللي تتوسطهم بنظرة غريبة قبل مايدخل للغرفة عشان يتأكد إنهم مانسيوا شي , ماحسوا بنظرته وهو يدخلون البندري للمصعد ..
خرجوا للمواقف , كانوا مغيرين نظامهم في الركوب عشان يفضون كنبه كاملة في الجمس للبندري اللي كان يشحوبها وتعبها يزيد مع الوقت , تقرر إنه تنتقل سلافة مع التوأم في الفورد , قالت العنود لأبوها : بس أشتري ساندوتش واحد ..
التفتت الهنوف وقالت : ساندوتش دحين ..
طالعت في البنات وقالت وهي تحرك حواجبها : طعمية , ما مدني أودعها ..
مسكوا ضحكهم بالقوة , قال احمد : أشتريلك طعمية من جدة ولا من الطريق ..
قالت بحزن : أبويه الطعمية هنا لها طعععععم ثاني , مفلفلة و ..
فرطوا البنات ضحك لمن ضربتها الهنوف على كتفها تقاطعها وسحبتها وهي تقول : أبويه ما عليك منها الخبله ..
ودفتها للسيارة وهي تقول بهمس : يالوصخة يا قليلة الأدبببببببببببب , تتمصخرين عند أبوك ...
قالت العنود باعتراض : يا سلام , ما مداني أودعه , أقصد أودعها , لسه في وقت , المحل قريب وعمي عبد الكريم قاعد يحاسب ..
ضربتها على راسها وهي تقول بحزم : صكي فمك ..
لفت بوزها وقالت : متوحشة ..
ضحكت سحر وقالت وهي تطلع السيارة : والله إنك تحفه ..
شهقت ريم ونزلت من الجمس وهي تقول : جواليييييييييييييييي , جوالي مو في الشنـــطة ..
وتحركت للفندق وهي تقول : شكلي نسيته فوووووووووق ..
: ريـــم ..
انتبهت لعبد الرزاق اللي جاي مع عبد الكريم وهو رافع جوالها المشبك فيه شاحن , ذابت من كثر الخجل , كيف نسيته يشحن في الحمام ؟؟ ناوله لها وهمس : اللي ماخذ بالك ..
رفعت راسها له بصدمة , تحرك للجيب وهو يقول لأبوه : خلاص نمشي ..
~ كيف عرف إنه جوالي ؟؟ ~ تذكرت إن الوضع المكتوب على شاشتها ريمان كلي دلال , ~ يالفشششششششلة ~ تحركت للجمس عشان تركب مع عمها وهي تدخل الجوال في الشنطة وانتبهت لشي فيه , هذي مهي ميداليتها , كانت قطعة خشب مستطيلة مكتوب عليها بالحرق ريماني والوجه الثاني المدينة 1427 هـ , رفعت راسها والتفتت للجيب , كان واقف عند مقدمة السيارة , ابتسم لها ورفع جواله , انصعقت لمن شافت ميداليتها اللي على شكل دمعه كريستال لها ريشتين بيضا معلقة في جواله , رجعت طالعت في جوالها وطالعت فيه وهي تحس نبضات قلبها تزلزل كيانها , حط الجوال في جيبه وتحرك وطلع الجيب , انتبهت من صدمتها لمن قال أحمد اللي ترك السواقه هالمرة لعبد الكريم : الريم , تراك آخر وحده ..
ركبت السياره وهي غاااااااارقه في أفكارها , غمضت عيونها وسندت راسها على القزاز وهي تحاول تهدي قلبها وأفكارها ..
التفت عبد الرزاق لعدنان وقال وهو يضربه بخفه : what's up man ?? ..
فتح عدنان عيونه وقال بصوت مخنوق : ولا شي ..
واعتدل في جلسته وخرج جواله , كتب رساله وأرسلها , ثانيتين ووصله صوت رنة الرسالة في جوالها , خرجت سحر جوالها وفتحته , ابتسمت لمن قرت الرساله , دقت العنود اللي ضاربه البوز ليش ماخلوها تشتري طعميه وليش اضطرت تفجر حلفانها اللي حلفته وإنها ما تركب نفس السيارة اللي فيها عدنان كله عشان أختها ترتاح ولأنه ريم ما تقدر تجي هنا بسبب المحرم , لفت على سحر وقالت بخشونه : خيييييييييييير ..
مدت لها سحر الجوال , أول ما قرأت الرسالة حست بدمها يتجمع في خدودها (( سحر وصلي اعتذاري للعنود وقوليلها إني والله متأسف على كل شي صار لأنه مو من حقي إني أمد يدي و لا من حقي إني أصرخ فيها , مو تورينها الرسالة , قوليلها بنفسك بالحرف عدنان آسف على اللي صار )) ~ يالفشلــــة , يتأسف وانا سابته ســــــب , ياربييييييييي ~ لفت وجهها وبعدت الجوال وهي تقول من بين أسنانها : صار خير ..
ابتسمت سحر وهمست : أخويه طيوب مو ؟؟
لفت عليها العنود وقالت بتريقة : مرررررررره طيوب , الله يهنيك فيه ..
ضحكت سحر وقالت : لسه في قلبك شي ..
زفرت العنود وقالت : لا , مشكلتي إني طيوبه وأسامح بسرعة ..
لفت عليها الهنوف وهمست بسخرية : مرررره طيوبه , بدليل لمن خرجنا من المصعد كنت ..
دقتها تسكتها وهي تهمس من بين أسنانها : يالدببببببب , سحر ماتدري عن اللي صار , لو دريت وعرفت إنه أخوها يعتذر بعد كل اللي قلته بتشوفني أوقح من على وجه الأرض ..
سألتها الهنوف بهمس وهي تطالع فيها باستنكار : وانت لسه عندك شك في هالموضوع ؟؟..
شهقت العنود وضربتها بكوعها في خصرها وهي تهمس : يالدبببببببببب , صكي حلقك ..
تأوهت وهي تمسك جنبها وهمست بصوت مخنوق : يالدفشة ..
قطع حديثهم صوت كحات متواصلة , تقدمت سحر من مقعدها وهمس وهي تحط يدها على كتفه : عدنان ..
بعد يدها وهو يقول بصوت متحشرج : مافيني شي شو....
ورجع يكح , قال عبد الرزاق : اش فيك من الصبح وانت تكح ؟؟
فتحت عيونها بصدمة وقالت باستنكار وهي تتقدم : من الصباااااااااح ؟؟..
لف على جهتها وهمس : سحر رخي صوتك ..
قالت بهمس : انت مكتوووووم ؟؟ ليه ما رحت المستشفى ؟؟
قال وصوته مختلط بحشرجات غريبه : كنت بأروح لكـ .....
ورجع يكح بشكل أعنف , كانت كحاته تهز جسمه , قال عبد الرزاق : تبغانا نوقف ..
أشر له عدنان وقال وهو يسحب أنفاسه سحب : ما يحتاج , جو المدينة دايما يأثر علي كذا ..
كان صوته مختلط بصفير غريب , خرج من جيبه جهاز بخاخ وحطه في فمه وبخه وهو يحاول يضبط أنفاسه , قال عبد الرزاق : ليه ماقلتلي إنك مكتوم ؟؟..
رجع كرسيه على ورى شويه وغمض عيونه وغطى وجهه بيده وهو يقول : عندك أمور أهم , نوصل جدة وأروح المستشفى ..
طالعت العنود فيه بخوف ولفت على سحر اللي مدت يدها وحطتها على راسه شويه وسحبتها وهي تزفر , بعدتها الهنوف وأشرت بيدها لسحر اش فيه , أشرت سحر على صدرها وهي تهمس : ربو ..
قالت العنود بصدمة : ربوووو ...
ضربتها الهنوف وحطت سحر يدها على فمها وهي تأشر لها إنها تسكت , زفر عدنان بضيق وعدل المقعد وهو يستغفر بصوت واضح , ضربت العنود خدودها وهي تعض شفتها بخجل , همست الهنوف وهي تضربها مرة ثانية : تستاهلييييين ..
طالعت فيه بصمت , كان مقدم نفسه وساند راسه على مقدمة السيارة وهو يحاول يتنفس بشكل منتظم , دق بوري الفورد وسامر اللي يسوق قرب من جهة عدنان ودق البوري مرة ثانية , قال عبد الرزاق : عدنان ..
رفع عدنان راسه بحيره , أشر له على الطاقه , لف وابتسم لمن شاف سامر يأشر له اش فيه وماهر مدنق يطالع هو الثاني , رفع يده وأشر بإبهامه إنه كويس , وشاف بوضوح ماهر يقول : كذااااااااااب ..
ما كان سامع شي لكنه قدر يقرأ الكلمة من شفايفه , هز إبهامه يمين ويسار يعني نص ونص وأشر على صدره , غمز له سامر وساب الدركسون و حط يده على موضع قلبه وهو يأشر له بعيونه على ورى , ضحك عدنان لأنه هذا آخر شي كان يفكر فيه في هالوقت و أشر له على دقنه وبيده يعني شغلك عندي بعدين ..
التفت ماهر له وسأله : اش قلت له ؟؟
ابتسم سامر وقال : سرررررررررررررر ..
ضربه ماهر وقال : تراك ذبحتني سر , سر , تكلم ..
طالع في المراية ولمن شاف سلافه حاطة سمعاتها مهي يمهم وهي تطقطق على محمولها التفت له وقال بهمس : من دون انفعالات , سامع , أبويه خطب له العنود ..
صرخ بصدمة : إيييييييييييييييييييييييي يييييييييش ..
نزعت سلافه سماعاتها وقالت : whaaaaaaaaaaaaaaat ?? ..
أشر له سامر إنه يسكت وهو يقول : ولاشي ..
صرخ ماهر : كيف ولاشي , وانت تقول أبويه خطب العنود لعدنان ..
شهقت سلافه وصرخت : impaaaaaaaaaassible , اليوم تضارب معاها ودفهااااااا...
التفت لها مع ماهر وهو يصرخ باستنكار : عدنان دفهاااااااا ...
و ضغط سامر الفرامل بلا شعور وهو يصرخ بصدمة : كييييييييييييف ...
شهقت برعب لمن اندفعت لقدام بسبب قوة الفرملة , وصرخت لمن اندفع محمولها : my laaaaaaaaaaaaaaap ...
ضرب ماهر في مقدمة السيارة من الفرملة المفاجأة وتأوه وهو يمسد كتفه , قال سامر وهو يسمع بوري السيارة اللي وراه : أووو آسف , آسف ..
ولمن مرت من عنده السيارة فتح صاحبها قزازه ورماه بتفله وهو يصرخ بكلام غير مسموع وهو يأشر على عيونه يعني طالع , أشر سامر على راسه بأسف وهو يبتسم بتوتر , ضربه ماهر وهو يصرخ : بتذبحنااااااااااا يالأثول , ورايا حرمه وعياااااااااال ..
طالعوا في بعض وقال ماهر بصدمة : عيااااااااااااال ...
وقهقوا مع بعض , حضنت سلافه محمولها وقالت بصوتها النحيف : لو صار له شي كان بعتكم في السوق عشان أشتري بفلوسكم محمول ثاني ..
لفوا مع بعض وفي وقت واحد ضربوها على راسها , حكت جبينها وقالت : يامتوحشيييييييييييين ..
لف عليها ماهر وقال : اش حكاية عدنان والعنود ؟؟
قالت بدلع : ماحأقول ..
حاولوا فيها لكنها مارضيت وبعد محاولاااااااات قالت : ماحأقول ..
صرخوا مع بعض بنفاذ صبر : سلاااااااااااااافه ..
لفت بوزها وقالت بصوت ينذر بالبكى : لا تصرخون فيني كذاااا والله لا أعلم daddy عليكم يا وحوش ...
سحب منها ماهر المحمول وقال : داديك مو في , يا تعلمينا دحين يا أعذب لاب توبك ..
عقدت ذراعينها وقالت : ما حأقول عناد ...
ضغط على الأزرار بقوة وفغصها بخشونه , صرخت : خلاااااااص حأقولكم .. قهقه سامر لأنه كان يعرف تعلق سلافه بمحمولها وقال : حرام عليك يا ماهر عذبتها بقوة ..
ضمت محمولها ومسدت عليه بحنية وهي تقول : معليش أصابيعه الخشنة عورتك ..
ولفت عليهم وقالت كإنها تقول تقرير : كان خارج من المصعد فصدمت فيه وهي داخله قام مسكها عشان ما تطيح ورجع دفها على الأرض , لمن طاحت سبته فمسكها بقوة ودفها جوة المصعد وهاوشها عشان ماتطول لسانها عند الرجال وقلها ماتعطر لمن تخرج وهي زعلت ليش يقول عليها إنها متعطره وهي ماكانت متعطره فهاوشته وقالتله هذي ريحة شامبو العباية قام صرخ فيها ..
وثخنت صوتها تقلده وهي تقول : موووو عذررررر استخدمي شامبو عبايات بدون ريحة ..
وزفرت وقالت : وبس ..
طااااااااالع سامر في ماهر اللي بادله نظرات صامته قبل ما يرجع يلف على سلافه وهو يأكد : قلها استخدمي شامبو عبايات بدون ريحة ..
هزت راسها وقالت بثقه : إيوه , بالحرف ..
انفجروا بالضحك , ضحكوا ضحك هستيري خلاها تطالع فيهم بحيرة , مالت السيارة اللي ما قدر يسيطر عليها سامر من شدة ضحكه , رجع ثبتها وهو يمسح دموعه , حط ماهر يده على موضع قلبه وقال : آآآآآآآي يا قلبي , والله إنك تحفه يا عدنان ..
قال سامر وهو يحاول يخنق ضحكه : شامبو بدون ريحه ..
وانفجروا بالضحك مرة ثانية , تأوه ماهر وقال وهو يمسح دموعه : خلااااااااص بطني , بطي تعورني ..
حمحم سامر ورص يدينه على الدركسون وقال : خلاص , تراني ماني قادر أركز على السواقه ..
بعد لحظة صمت همس ماهر بصوت راخي : شامبو بدون ريحه ..
وانفجر يضحك , ضربه سامر وقال من وسط ضحكه : الله يقطعك أسكــــــت تراني ماني قادر أسوووووووووق ..
وبعد لحظة صمت قطعته سلافه تسأل : ممكن أسأل , ليش تضحكون على الشامبو ؟؟
رجعوا يقهقون كإنها قالت نكته , قال سامر من وسط ضحكه : يا جماعة الخير لاعاااااااااااد تقولون شامبووووووو أبغى أسووووووووق ..
لف ماهر وقال من وسط ضحكه هو الثاني : هي وكالة رويتز لا عاد تقولين شامبو ..
رمتهم بنظرة مشمئزة وقالت : متخلفيييييييين , لابي أصرف ..
وحطت السماعات على إذنها وهي تفك محمولها وتذكرت إنه عدنان تقدم للعنود , خرجت جوالها وكتبت رسالة سريعة وأرسلتها ..
زفر ماهر بعد ماهدأ ضحكه وذابت ابتسامته , لف وطاااااااالع في سامر المبتسم بصمت , همس : ما من حقه عدنان يتقدم لها بعد ما رفضها , إنت كنت تبغاها ؟؟
طالع سامر بتوتر للمرايه شاف أخته لاهيه عنهم , لف على ماهر ورماه بنظرة قبل ما يرجع يطالع في الطريق وهو يهمس : كنت , كان فعل ماض ناقص , بعدين هو اسشارني قبل وأنا أعطيته مباركتي ..
سأله بهمس : قلت له إنك قابلتها وكنت تفكر فيها ؟؟
قال من دون ما يلف عليه : لا , وحسك عينك يدري ..
: بسسس ..
قاطعه بهمس حازم : ماهر أنا كذا مرة قابلت أريج بالغلط هل معنى هذا إني أحبها ولا معجب فيها ؟؟..
: بس إنت عارف إن أريج حرمتي و العنود ..
قاطعه : خلاص انتهى الموضوع يا ماهر ..
قال بضيق : طيب ..
ولف وجهه على الطاقة وهو يحس بغليان في صدره , كان غصب عنه مقهور من عدنان اللي رفضها ورجع تقدم لها ..
↚
(( دايما تعتبروني ولا شي في العايلة , ليه ما قلتيلي إنه عدنان تقدم للعنود ))
شهقت بصدمة وحست ببروده في أطراف أصابيعها وبلا شعور انزلق الجوال من يدها وهي تطالع قدامها رفعت يدينها وغطت بها فمها عشان ما تصرخ من شدة الصدمة , حطت سحر يدها على فخذ العنود وهي تقول : عنيدي اش فيك ؟؟
كانت تحس قلبها يغور داخل أحشاءها اللي التوت بشكل فضيع , غطت وجهها وانحنت وحطت راسها على ركبها وهي تحس برجفة في جسمها كله , قالت الهنوف بخوف : عنوووود ..
ومسدت سحر ظهرها وهي تقول : بنت اش فيك ؟؟
ماقدرت تفتح فمها عشان تطمنهم لأنها حست لسانها لاصق في سقف فمها , ~ لاااااااااااااااا , مستحيـــــــــــل , عدنان تقدم لي , عدنان تقدم لي , مستحيـــــــــــل , أكيد سلافه غلطانه , أكيد ~ البرودة اللي في أطراف أصابيعها انتقلت لجسمها كله حتى أطراف رجولها , رفعت سحر جوالها وصرخت غصب عنها لمن قرت الرسالة المفتوحة , كانت مصدومة صدمتين بالموضوع وبمعرفة العنود , وصلها صوت عدنان اللي مازال مخنوق : سحر اش فيك ؟؟
قالت سحر بكذب : آسفه , ولا شي ..
ودنقت للعنود وهمست بخوف : قريتيها ؟؟
همست العنود اللي زاد مغصها لمن سمعت صوته من دون ماترفع وجهها أو تبعد يدينها : والله ضغطت الزر عشان أشغل الأنشودة و مادريت إلا وهي منفتحة قدامي وعيوني لقطتها قبل ما أقدر أبعد ...
ولمن ما ردت عليها سحر , لفت وجهها وهمست بتوتر : الكلام اللي قريته صحيح ؟؟..
ماعرفت اش ترد عليها , انكمشت العنود ورجعت غطت وجهها وهي تحاول قدر الإمكان توقف رجفتها ..
أشرت الهنوف لسحر تسألها : اش فيه ؟؟
همست سحر وهي تحس بخوف يملى قلبها : مغص ..
مسدت الهنوف على ظهرها وهي تهمس : عنود حبيبي تبغين أصب لك شاهي أو مويه دافيه عشان تخفف الوجع ...
هزت العنود راسها بلا , ولمن سمعت كحته غمضت عيونها بقوة وهي تصرخ ~ مستحـــــــــــــــــــــ ـــــــــيل ~
***********************
سحبت نفس عميق وهي تطالع في الباب الخشبي الفخم بتوتر , كان كبير له نافذتين قزاز معشق عليها حاجز حديد مشغول على شكل ورود ذهبية , انفتح الباب وطلت منه الجوهرة اللي ابتسمت وقالت : هلااااااااا والله , هلا حبيبي ..
وضمت جاسم وهي تسأله عن حاله , سلم عليها وهو يقول : بخير , كيف حالك انت وكيف رنود وأبوها ؟؟
تجاهلت أزهار وهي تقول : بخير , اش فيك نحفان ؟؟ ما تاكل زين حبيبي ..
ابتسم وقال وهو يدخل : لا , كثر المشي يخسس , مافي أحد قدامنا ؟؟..
رفعت أزهار غطاها وابتسمت للجوهرة وهي تمد يدها , تباطأت الجوهرة في مد يدها وهي لافه وجهها على جاسم وهي تقول : جدة في غرفتها , انتبه البنات في الصالة ..
وسلمت على أزهار وهي تكمل مخاطبتها له : حسان وعبد الإله في غرفة جده كمان , اسمع ....
وبعدت عن أزهار ولحقت أخوها , تصنمت أزهار للحظة مهي عارفه اش تسوي وأخيرا دخلت وصكت الباب وراها ووقفت في الممر مهي عارفه فين تروح , شافت جاسم يتحرك نهاية الممر جهة اليمين ووراه الجوهرة و هو يقول : يااااااااولـــد , درب ..
كان في مجلسين مفتوحة على يمينها وعلى يسارها , لازم تطلع درجتين عشان توصل لأي منهم , الفخامة والبذخ ينطق في كل ركن فيها , كنبها المتنوع الأشكال بألوانه النارية المدموجة بللون البني المميز للخشب المنحوت , ستايرها الطويلة بطبقاتها المتعددة , الخداديات الكبيرة على الأرض حول طاولة كبيرة عليها تحف عجيبة غريبة , الفازات الكبيرة بمزيج ألوان متناسبة مع المجلس , النافورة الكبيرة الرخام وسط الممر اللي يفصل المجلسين , من نهاية الممر طل وجه مبتسم حاولت أزهار تتذكره قد ما تقدر , تقدمت منها البنت اللي كانت قمة في النعومة , شعرها البني ناعم متوسط الطول فيه خصلات شقراء تناسب وجهها الأبيض الدائري , ابتسامتها تحفر نغازتين حلوة وسط خدودها , ابتسمت بتردد وهي تقول : سفانه ..
ضحكت سفانه وقالت : واااااااااو , تذكرتيني , يافرحتي , العروسة تذكرتني ..
ضحكت أزهار ومدت يدها وسلمت عليها وهي تحس براااااااحة من الترحيب اللي حسته في صوتها وهي تشد على يدها بقوة وهي تقول : ياحيا الله عروستنااااااا , اش الحلاوة هذي ؟؟ بسم الله ماشاء الله ..
دنقت راسها بخجل وهي تقول : شكرا ..
ضربتها على كتفها بخشونه وتناولت منها عبايتها و هي تقول : أقول , حاطه نفسك مستحية ومؤدبه , فكيها , ترى ماعندنا هالحركات , إن لم تكن ذئبا هنا أكلتك الذئاب ..
ضحكت أزهار وقالت : تراك ماشجعتيني بكلامك , زدتي خوفي ..
ضحكت سفانه من قلبها وهي تقول بإحراج : سامحيني , ماقصدت ..
ابتسمت أزهار وهي تسمي بداخلها على سفانه اللي كانت ضحكتها حلللللوة , عطرت وهي ترتب شكلها , كانت لابسة طقم رسمي مزيج من الأبيض و الوردي والرمادي , تنورة حرير مشجرة وبلوزة ساده لها جاكيت مشجر قصير , فكت صندلها الوردي ونزلت شرابها الأسود ورجعت لبست الصندل ودخلت شرابها جوة شنطتها , ابتسمت بتوتر لسفانه اللي ابتسمت لها بتشجيع وهي تقول : حلوة ماشاء الله مايحتاج تطالعين ..
ابتسمت أزهار شاكره لها تشجيعها , كان ودها لو يدخل معاها جاسم , حست بتوتر فضيع وهي تستعد تدخل لأهله اللي ماتدري اش تفكيرهم عنها , خاصة بوضعها الغريب مع العائلة , مشيت ورى سفانه وهي تدعي بداخلها إنه ربي يسهل , حست بمغص لمن دخلتها سفانة لصالة كبيرة فيها حريم حستهم أزهار زي الجيش , من شدة التوتر والرهبة ماعرفت أي وحده فيهم وماعرفت من فين تبدأ , قامت خوله وقالت بترحيب : هلا , هلا والله بعروستنا الحلوة ..
زال خوف أزهار وتوجهت لليمين , سلمت على خوله اللي مشيت معاها وهي تسلم على البقية وهي تقول : هذي أمي أم حسان خطيب الهنوف , أخت أبو جاسم الكبيرة , هذي مرة عمي صالح أم عبد الرحمن خطيب البندري ..
توترت أزهار من سمعت اسم عبد الرحمن لكنها ضبطت انفعالاتها وهي تسلم عليها , ولمن تحركت جات عينها في عيون تطالعها بنظرة حادة غريبة , قالت خوله : هذي عهود أخت عبد الرحمن خطيب البندري , تراني أستخدم هالطريقة عشان أسهل لك لأنه أكيد ما تعرفين إلا الهنوف والبندري ..
ابتسمت أزهار وهي تحس بإظراب وتوتر ماله حدود , طالعتها أربع عيون كلها شقاوه و فضول , ابتسمت لأول بنت وهي تسلم , قالت خوله : هذي بنتي الوسطانيه سميه , خليك بعيده عنها لأنها ثرثاره وبتصج راسك ..
: أمييييييييييييييييييييييي ..
ضحكت أزهار , كملت خوله : واللي جنبها أختي الصغيرة الخنساء تراها ما تفرق عنها في شي , نفس الجنان والطباع ..
مدت الخنساء يدها وسلمت على أزهار وهي تقول : بس أنا أصغر منها ..
رفعت سميه حاجبها وقالت باستنكار : بشهر بسسسسسسسسسسسس ..
دقتها وهي تقول : خالتك يالحماره , لا ترفعين صوتك علي ..
عقدت يدينها وقالت : مو توك تقولين إنك أصغر مني , يعني أنا أكبر أنا اللي مفروض تحترميني ..
سحبت خوله أزهار من ذراعها وهي تقول : سبيك منهم , تعالي اجلسي ..
وعلى جلوسها دخلت وحده نحيفه بشرتها برونزيه وشعرها أسود فاحم طويل ناعم , ابتسمت خوله وقالت : هذي أسماء بنتي الكبيرة ..
تقدمت أسماء منها وسلمت عليها وهي تقول بهدوء : كيف حالك أزهار ؟؟
: بخير , كيف حال انت ؟؟
ابتسمت لها وقالت بصوت نبراته مبحوحه : بخيراااات ..
وراحت تجيب فنجان قهوة عشان تضيفها لكن سفانه أشرت لها بالدله اللي كانت ماسكتها إنها هي خلاص بتصب , سحبت أزهار نفس عميق وهي ترد على سلام أم حسان , كانت حاسة بنظرات حاده بتخرقها التفتت وانصدمت بنظرات عهود , ابتسمت لها بتردد وهي تقول بداخلها ~ أكيد تتوهمين , مو معقوله هذي نظرات كره , يمكن هي نظراتها حاده كذا , استغفر الله العظيم , لا تظنين إن بعض الظن إثم , أزهار كثير ناس ملامحهم ما تدل على شخصياتهم , ملامحهم حاده مخيفه وهم مافي أطيب منهم , وناس العكس تحسبينهم البراءة والطيب كله وهم مافي أحقد منهم ~ طنشتها عهود وماردت الابتسامة , شويه طلت الجوهرة وراحت عند عمتها , جلست جنبها وهي تهمس لها , حست أزهار بيد على فخذها , التفتت وابتسمت لسفانه اللي سألتها بمحبه : كيف ماليزيا ؟؟ إن شاء الله حلوه ..
ابتسمت وقالت : الحمد لله ..
شويه وصلهم أصوات رجاليه : طريــــــق ..
: ياعرب , خارجين ..
ابتسمت سفانه وقالت : أبو الطريق حسانو و أبو العرب عبد الإله ..
وضحكت وكملت : جاسم ياولـد ودرب , وعبد الرزاق grandma وعيال خالي جلال إحنا جينا ولا إذا كان واحد لوحده أنا جيــت ..
ضحكت أزهار وقالت : عمور يحمحم بصوت عالي , بس يبغالي أعرض عليه هذي كلها يمكن تروق له وحده منهم ..
: يلا , جدتي بتسلم عليك ..
رفعت راسها باستغراب للجوهرة اللي وقفت قدامها , ~ يلا , ما قدرت تناديني باسمي ~ تجاهلت احراجها و قامت ورتبت تنورتها وشالت شنطتها وابتسمت للموجودين وتحركت ورى الجوهرة اللي كانت تتحرك بسرعة , أول ما دخلت غرفة أم صالح عينها تركزت على جاسم اللي كان جالس على كنبه جنب السرير وهو يضحك على شي قالته جدته وهي ماسكه عصايتها , قالت : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
قال جاسم : هذ إذاعة القرآن اللي متزوجها ..
ضربته جدته على فخذه بيدها المحنيه وهي تقول : ولد , لسانك هذا يبغاله قص ..
: جده تضربيني قدامها ..
مسكت ضحكتها وسلمت على راس حمده ويدها وهي تقول : كيف حالك ياجده ؟؟
وجلست في مكان قريب منها وبعيد عن جاسم اللي قال لجدته : انت لسه زعلانه ؟؟
قالت حمده وهي ترتب مسفعها : إيوه , أجل يطيح عمك وتنومونه في المستشفى و ما تقولون لي , يا غير جلال يقولي بعد ما سحبت من الكلام كإني أشحده ..
رفعت أزهار راسها وطالعت في جاسم بصدمة , وكملت حمده وهي تأشر على أزهار : ولا ترجع إنت وعروسك وماتقول , يعني لو مازل حسان قدامي وقالي إنك فيه كان ما خبرتني ..
قال : جده , شغل ضروري خلاني أنزل , ولسه أمس اللي جيت , وعمي ماحبينا نقلقك بالموضـ ..
قاطعته : آآآآآآآآآنا ما بأرتاح إلا لمن أعرف اش سبب الأزمة اللي صارت له , أمس خرج من عندنا ووجهه ما يبشر بخير , قلبي يقولي نزلتك لها دخل في الموضوع , ولا كيف يصادف إنك ترجع وعبد الرحمن يرجع وعمك تصير له أزمه ويترقد في المستشفى ..
كانت العنود دايما تقول لها إنه جدتها حمده عندها نظر ثاقب وتحس من دون محد يقولها شي لدرجة يشكون إنه عندها كاميرات مركبه في كل مكان زي خالتي قماشه لكن ما توقع إنها تربط بين هالأمور بهالسرعة , قام جاسم بسرعة وخرج خصله كانت شبه خارجه من تحت مسفع جدته وقال : ماشاء الله الشعر محنا , لونه أحمر حلوو ..
ضربته حمده على يده وقالت بخجل وهي ترجعها : حنيته على زواجك ..
مسك يدها وفتح راحتها وقال : واليدين محنيه كمان , ماشاء الله أم صالح تبغى عريس ..
سحبت حمده يدها ومسكت عصايتها ورفعتها وهي تقول بعصبية ممزوجه بخجل : قوم عني ياللي ما تستحي , لا بارك الله في عدوينك ..
ضحك وقال وهو يغمز لها : ترى جارنا أبو هنيدي وحداني من ماتت أم هنيدي و ...
ضحكت أزهار لمن تلقى ضربه من عصا حمده على كتفه , كان بارع في تغير الموضوع , دخلت نورة أم حسان وجلست جنبه وجنب الجوهرة وتبادلوا الكلام , تأملت أزهار يدينها اللي خفت حنتها وفكرت إنه عمره ما علق على حناها , انتبهت من سرحانها على محاولاتهم إنه يجلس أكثر ويتعشى عندهم , مسكت الجوهرة ذراعه وهي تقول : ليه ؟؟ جده بتوصي لك عشا ..
ابتسم جاسم وقال بعفويه : لا عمر أكيد يستنانا في البيت , بنتعشى معاه ..
قطبت الجوهره حواجبها وقالت : عمر مين ؟؟
قال : أخو أزهار ..
طالعت فيه باستنكار وقالت : اللي رد علي قبل , ليه هو إلى متى ناوي يجلس عندك ؟؟ ولا لا يكون على باله فاتحين ملجأ ..
~ فاتحين ملجأ ~ كلمتها نزلت زي الصاعقة على أزهار , صاعقة شلتها من شدة الصدمة , وصدمتها زادت لمن أشر لها جاسم من طرف خفي إنها تسكت وهو التزم الصمت , كان مصدوم من نظرات أزهار وعيونها المتسعة على آخرها باستنكار , كان بيفهم الجوهرة بس مايبغى يبان بمظهر اللي في صف عروسته ضد أخته , لو الكلام عليها كان بلعته وسكتت لكنه على أخوها , طااااااالعت أزهار في الجوهرة بصدمة , عمرها ما تخيلت إنها تنحط في هالموقف وقدام مين ؟؟ قدام جاسم وأهله , قامت من مكانها وقالت بعصبية ما قدرت تسيطر عليها رغم براعتها في السيطرة على أعصابها : ماااااااااا أسمح لك ..
قام جاسم بسرعة لمن التفت الجوهرة بصدمة لأزهار وهي تقول : نـــعـــم ..
قامت نورة وحطت يدها على كتف الجوهرة وهي تقول : جوهرة بس ..
قالت أزهار بعصبية : اللي سمعتيه , ما أسمح لك تتكلمين على أخويه بهالطريقة ..
مسك جاسم ذراعها وقال وهو يضغطها : أزهار خلاص ..
قالت الجوهرة : لا خليها تقول , خليها تـ .....
سحبت ذراعها من يده وطنشته و قالت بعصبية تقاطع الجوهرة : البيت اللي تقولين عليه ملجأ بــيتي أدخل فيه أخويه متى ما اشتهيت , بعدين جاسم اللي عازمه مو هو اللي جا ..
قال جاسم بحزم : أزهااااااار ..
رمته بنظرة كره جمدته , لأول مرة يشوف هالتعابير على وجهها , كانت أنفاسها تتسارع من شدة العصبية , قالت بحزم وهي تجلس : لو مو حشيمتي لأم صالح كان خرجت ..
ورمت الجوهرة اللي سحبتها نورة برا الغرفة بنظرة حادة , قالت حمده : لا حول ولا قوة إلا بالله , أعوذ بالله من الشيطان اللي دخل بينهم فجأة ..
جلس جاسم وعيونه على أزهار اللي كانت تسحب أنفاس عميقة عشان تهدي نفسها , ولمن شاف نفضة يدينها قام وقال : عن إذنك ياجده , نستأذن دحين ..
قالت : في آمان الله ياولدي ..
ولفت على أزهار وقالت : محشومه يابنتي , الجوهرة هي كذا كلماتها دفشة , لمن تعرفينها مابتاخذين عليها ..
سلمت على راس حمده وهي تهمس باختصار : سامحيني ...
وخرجت كان يوصلها صوت الجوهرة اللي واضح فيه نبرات الغيض وهي تتكلم مع اللي في الصاله , غمضت عيونها وتحركت بسرعة للممر جلست على كنبه صغيره وخرجت شرابها الأسود ولبسته بسرعه وسحبت عبايتها من الشماعه ولبستها وهي تقاوم غصة بحلقها , قال جاسم : عمتي نورة , الجوهرة ..
سحبت أزهار شنطتها وغطت وجهها وخرجت وهي تقول بصوت بارد : أستناك في الحوش ..
↚
وهي تستناه خرجت لها نوره , ماقدرت تفتح غطاها عشان ماتشوف نورة دموعها اللي حابستها بالقوة , قالت نورة بابتسامة : مانبغاك تروحين وانتي زعلانه يابنتي ..
همست بصوت مخنوق : ما عليك مني ياعمه ..
: ترى الجوهرة ما قصدت , خانها التعبير , هي بس كانت مستغربه عشان رجعتكم المفاجئة وكان ودها تعشيكم ..
قالت أزهار بحزم : ما في شي يشفع لها ..
خرج جاسم وقال بمرح : عمتي خارجه بلا شي يغطيك , لو شافك عبد العظيم بيغرز عند الباب ..
ضحكت وقالت : زين إن كان يشوف , صالح بيرجعه بلده ليش نظره ضعف وصار يصدم بالسيارة كثير ..
سلم على يدها وتحرك وهو يقول : نشوفك على خير إن شاء الله , سامحونا..
تحركت أزهار ولحقته بعد ما سلمت بصمت التزمته حتى في السيارة ..
: أزهار ..
ماردت عليه لأنها عارفه إنه أخس الكلام يطلع وقت الزعل , لف عليها وقال : مابتردين ؟؟
لفت وجهها على الطاقه بصمت , قال بحزم : لمن أقولك مرة ثانية خلاص يعني تسكتين و أنا أتفاهم في الموضوع ..
~ تراااااااااااااااااب فيك وفي أختك , والله ما أسكت لو قلت خلاص من هنا لا بكره , هذا اللي ناقص بعد أسمعها تسب أخويه وأسكت ~ عضت على لسانها عشان ما تطلع هالكلمات من فمها وشغلت نفسها بالمناظر اللي تشوفها وجلست تقرأ كل لوحة محل تمر بها كان يقول كلام ما سمعت منه ولا كلمة من كثر غيضها وتجاهلها , وأول ماوصلت السيارة للعمارة نزلت واستنته ينزل , قال بهدوء : اسبقيني , شوية وطالع ..
طلعت للشقة وهي تحس بألم يخرق قلبها , فتحت الباب وسابته مردود لأنه جاسم أعطى مفتاحه لعمر عشان يدخل به متى مارجع , علقت عبايتها وتحركت بغيض للغرفة , استوقفها باب غرفة التلفزيون المردود , لقيته نايم على الكنبه وفمه شبه مفتوح من التعب , دخلت بشويش , حطت شنطتها على الطاولة وجلست على أطراف أصابيعها جنب الكنبه , مسدت شعره بشويش , كان شكله زي البزر بشعره المشعث واللي باين إنه ماحلقه من فتره , بلعت دموعها وتحركت , سحبت اللحاف اللي كانت مجهزته له وغطته به وخرجت ..
************************
قبل الساعة الواحدة ليلا بربع ساعة :
خنقت شهقاتها وهي تدق الرقم بأصابع مرتجفة , حطت الجوال على إذنها , أول ماوصلها الصوت انفجرت بالصياح وهي تقول : أميييييييييييييي , ليه ماقلتولي على أبويه ؟؟
شهقت شهقات متتاليه لمن مسدت هدى ظهرها وقالت : توه عمي خبرني , إحنا خلاص عشر دقايق ونوصل البيت , أبويه كيفه ؟؟..
وزاد صياحها وهي تسألها : شفتيه بنفسك ؟؟ كيف كاااااااااااااااااااان ؟؟؟
قال أحمد يحاول يهديها عشان ماتفجع أمها اللي أكيد تعبانه : ريم الله يهديك توقعتك أقوى يابنتي , قلتلك مافيه إلا الخير , هذا بدل ماتصبرين أمك ...
مسحت دموعها وقالت : خلاص أمي أنا مافيني شي , بس كنت مفجوعة ..
وبعد ماصكت الجوال قالت لعمها : عمي تكفى بأروح معاك لازرته دحين , الله يخليييييييك ..
ورجعت تصيح , قال احمد اللي يكره دموع البنات : خلاص إذا رضي عبد الإله أخذتك معانا , خلاص بكى ..
مسحت دموعها وهي تحاول تضبط شهقاتها اللي كانت مسموعة من شدتها , مسحت حنان ظهرها وهي تقول : خلاص حبيبتي , اطمنتي عليه تصيحين ليه ؟؟
كتمت البندري صياحها وهي تتكور على نفسها في الكنبه الأخيره , كانت حاسه ومتأكده إنه لها يد في الموضوع , جاسم , عبد الرزاق , عدنان , أمها وأبوها وعمها , الكل صار يدري بفضيحتها , وبكرة الناس كلها تتكلم فيها وتتكلم على أبوها وأمها ويحتقرونهم ليش ماربوا بنتهم , لفت عليها ريم وقالت بصوت مخنوق : بندري إن شاء الله مافيه إلا العافيه , أمي طمنتني تقول شافته ..
زاد صياح البندري , الناس كانوا في حال وهي في حال ..
طالعت سحر بحقد في عبد الرزاق وقالت بهمس وهي تمسد على كتف العنود وراس الهنوف اللي سندته على فخوذ أختها : قولوا الحمد لله اللي عدا الأزمة على خير وحالته مستقرة ..
ولفت مرة ثانيه على عبد الرزاق وهي تصرخ بداخلها ~ تفووو عليك , ماقدرت تقولها بشكل أهون , رجعنا عشان عمي متنوم لأنه جاته أزمة قلبية , عديم إحسااااااااس ~ قال عبد الرزاق وهو يلف داخل للحي : خلاص انتي وهي , قلتلكم عدا الأزمة ..
قالت العنود من بين دموعها : و ليش مانعين عنه الزيارة ؟؟ وليش أبويه نزل على طول ؟؟
قال بهدوء : يعني بالله ليه , لأنه حالته صعبة ..
رفعت الهنوف راسها وقالت : دوبك تقول عدا الأزمة , كيف حالته صعبة دحين ؟؟
لحظة قال كلمته تمنت سحر لو تمسك حديده وتفلع بها راس عبد الرزاق اللي مايعرف كيف ينقل الأخبار الحزينه , حك شعره وقال : يووو خلاص انتي واياها وجعان وانتهينا ..
زاد صياحهم , كان عدنان صامت تماما وهو يفكر في سبب للأزمة اللي صابت صالح وبالذات دحين , أبوه قاله إنه تضارب مع عبد الرحمن , يكون عرف بالموضوع , حط يديه على جبينه وهو يصرخ بداخله ~ لاااااااااا , كذا بتصير فضيحة كبيرة , لو بدأ الموضوع ينتشر بيروح فيها عمي أحمد و ... وجاسم اش بيسوي ~ كحته المزعجه خرجته من أفكاره وضيقت عليه أنفاسه أكثر ..
ولمن وصلوا عند بيت أحمد كان عبد الإله واقف بسيارته ينتظر رجعة عمه عشان ياخذه على طول على المستشفى , نزل وسلم عليهم وكل يتحمد له بسلامة أبوه , ضمته ريم وصاحت من قلبها وهو يهديها , قال أحمد : تبغى تروح معانا ..
قال عبد الإله بخوف : والله غير يذبحني عم حامد , الزيارة ممنوعة ..
قال أحمد : إذا على حامد أنا أتفاهم معاه ..
ولف على عبد الكريم اللي طلب منه يوصل لصالح سلامه وبكره يزوره , نزلت سحر من السيارة وهي مهي عارفه تهدي العنود ولا البندري ولا الهنوف , جاتها سلافه وهي تتثاوب بتعب , ولمن شافت الخليقة تبكي و الرجال متجمعين في مكان انتبهت إنه في شي , همست لها سحر قبل ما تنطق بشي : أبو ريم تعب ونوموه في المستشفى عشان كذا رجعنا ..
قالت بألم : يا حبيبتي يارييييييييم ..
راحت العنود وترجت أبوها ياخذها لكنه رفض بحزم , راحت لعبد الرزاق اللي ينزل الشنط بمساعدة سوناردي , حطت يدها على ظهره وهمست : عبد الرزاق بالله كبف عمي دحين ؟؟..
حست بتصلب ظهره وهو يلف عليها بحدة ولمن التفت لها اتسعت عيونه بصدمة , تجمد كل شي حولينها لمن شافت سامر قدامها , بلعت ريقها و بالقوة همست : آسفه على بالي عبد الرزاق ..
وتحركت بسرعة بتتراجع وانصدمت لمن لقيت عدنان متصنم و يرميها بنظرات
غريييييييييييبة ووراه أخوها , حست نبضات قلبها توقف لثانية قبل ما تتسارع بشكل مخيف , همس بهدوء أثار القشعريرة في جلدها : تفضلي للداخل إحنا نشيل الشنط ..
ماتدري ليش ماقدرت تنزع نظرها عن عيونه للحظات , تحركت بعد مارماها بنظرة حادة , دخلت الفيلا وهي تحس بجسمها كله يرتجف , جريت عليها ريناد وهي تصرخ بفرح : أنووووووووود ...
ما قدرت العنود توقف رجولها , عدت من عند ريناد وطلعت لغرفتها بسرعة , قالت الجوهرة بضيق : يعني ما قدرت تعطينها وجه , خالتها على إيه , أصلا إذا أمها ما أعطيتيها اعتبار ..
طنشتها العنود وهي تكمل طريقها , كانت في حالة ما تسمح لها تقابل أحد , ضمت الهنوف ريناد وسلمت عليها هي تقول : خاله عنود تعبانه , بكرة تشوفينها طيب ..
وراحت تسلم على الجوهرة وهي تقول : ترى تونا اللي درينا باللي صار ..
دخلت البندري اللي سندوها نور وخديجة , انسدحت على أقرب كنبه وغطت وجهها بتعب , راحت لها الجوهرة سلمت عليها وآخر من دخل كان أمها وعبد الرزاق , سلمت ا لجوهرة على أمها و قالت وهي تأشر على البندري : أكيد تعبانه مو زوجها الأفندي هو اللي سبب الأزمة لأبوه ..
بعدت الغطى عن وجهها وهمست بصدمة : عبد الرحمن جا من تونس ..
رماها عبد الرزاق بنظرات حاقدة وهو يقول بسخرية : إيوه حبيب القلب جا ووقف قلب أبوه , الله أعلم ليه ؟؟
قالت الهنوف باستنكار لمن رجعت البندري تغطي وجهها وهي تصيح : عبد الرزاااااااااااااق , اش هالكلام الماصخ اللي ماله طعم ؟؟..
: هذا الكلام عشان حضرتها بتتشقق من الفرحة , عبد الرحمن جا من تونس , خلي جاسم يجي والله لا أخليه يطلع روحك من ..
صرخت البندري بنفاذ صبر : جاسم عارف كل شييييييييييييييييي ..
اختلطت صرختها بصوت أمها وهي تصرخ بحزم : بسسسسسسسس , ما أبغى اسمع كلمة زايده , راسي بيتفجر من التعب ومن الرحلة , سيتييييييييييييييي , سيتيييييييييييييييي..
ولمن جاتها سيتي قالت : رتبي غرفة جاسم عشان البندري تنام فيها ..
قامت البندري وقالت : ما أبغى أنام إلا في غرفتي ..
وتحركت بخطوات منهكة للدرج , نزلت الهنوف ريناد وراحت سندت البندري وساعدتها على الطلوع وهي مهي عارفه اش اللي في أختها , مستحيل هالتعب كله من مجرد الإرهاق وسوء تغذية وانخفاض في الضغط ..
طااااااااااااااااالع فيها عبد الرزاق بصدمة ~ جاسم يدري , جاسم يدري ~ وبعد ماتمالك صدمته خرج من البيت بسرعة وطبق الباب بكل قوته وهو يخرج جواله عشان يدق على عدنان اللي طلع للملحق مع أهله ...
↚
وقف أحمد متردد عند باب قسم العناية المركزة , ساعده حامد على لبس الثوب الأزرق الواقي وربط له الرباطات من ورى ظهره وهو يقول : ترى التصلب في شرايينه التاجيه زاد لدرجة صارت أقراص النتروجلسرين ما تفيد معاه , تعرض لأزمتين في يومين متتالية ..
دنق أحمد وغطى جزمته بنفس الواقي وهو يقول : والحل ..
قال حامد وهو يحط واقي لجزمته : يا نغير حبوبه للنترات وهي طويلة الأجل مفعولها أقوى وبدوم طويل يااااا ...
وسكت شويه بعدين كمل : نسوي قسطرة للقلب عشان نوسع الشرايين ..
ولمن سمع صياح ريم لف على عبد الإله وقال بحزم : ممنوع تدخل , إذا نام أبوك أخليها تدخل وتشوفه , أنا ماني مستعد يتعرض لأزمة ثانية سامع ..
ودخل للقسم ومشي وراه أحمد بخطوات ثقيلة بعد مامسح على راس ريم اللي جلست على الكرسي وهي تصيح أكثر , كانت الغرف لها جدار قزاز وقدام كل نافذة زجاجية طاولة ودفتر تكتب فيه الممرضة , دخل ورى حامد و شافه منسدح وعيونه واضح إنه مغمضها بنفسه مو نوم , كانت في أقراص كثيرة منتشرة على صدره وموصله بأسلاك مرتبطة بجهاز مؤشره يطلع وينزل راسم ضربات قلبه , همس حامد وهو يأشر على لفافه بيضاء ملفوفه وضاغطه أعلى كتفه اليسار : هذي عشان قياس ضغط الدم , لازم نراقبه باستمرار ..
فتح صالح عيونه على الهمس اللي وصله وأول ما وقعت عينه على أخوه بعد وجهه وهو يداري دمعته , تقدم أحمد وهمس وهو يحط يده على يد صالح اليسار والموصله بمحلول : الحمد لله على سلامتك يا صالح , فالك العافية , طهور إن شاء الله ..
غطى صالح وجهه بكفه اليسار عشان يغطي دموعه , دنق أحمد وسلم على جبينه اللي فيها علامة سجود وقال : أزمة وتعدي يا أبو عبد الرحمـ....
وسكت بسرعة وهو ينتبه لزلته , شاف مؤشر القلب يزيد وبدأ الجهاز يضرب صفير حاد ولمبة حمراء تومض في طرفه , دخلت الممرضة بسرعة , أشر لها حاد إنها تخرج وهو يقول : its normal ..
وسحب كرسي وقال لأحمد : إجلس معاه بس من دون ماتكلمه ..
وحط يده على صدر صالح وقال : صويلح , ياويلك تتكلم ولا تنفعل ترى بأصكك بإبرة منومة و ما أصحيك إلا بعد أيام ..
ضحك أحمد وقال : ماتتغير , طبيب جراح للقلب وبرضك ماتتغير ..
ابتسم وقال وهو يخرج : أنا أصيل عشان كذا ما أتغير ..
جلس يطالع في أخوه بصمت , ما كان يتخيل وهم شباب إنه بيجي له يوم ويتنوم بسبة ولده , حط يده اليمين على صدر صالح وهو يقول : أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشفيك ..
وجلس يرددها وهو يحس قلبه ينسحق على أخوه , وبعد فترة قال يمازحه يبغى يخليه يطالع فيه : يعني ما تبغاني أبشرك , صالح ..
مالف عليه صالح من كثر مايحس من وجع في قلبه , كيف بيقدر يقوله إنه ولده اغتصب بنته وتحت سقفه , كبيره , كبيره لدرجة مو قادر يطالع في وجه أخوه , ابتسم أحمد وقال وهو يمسد يده : العنود بنتك تقدم لها عدنان ولد عبد الكريم ..
لف عليه صالح بفرح سرعان ماذاب وهو يتخيل لو دروا الفضيحة اللي هم فيها هل بيستمرون على الخطبة ولا لا , همس بوجع : على البركة ..
ولف وجهه وهو يصرخ بداخله ~ يارب تعطيني القوة وأقوله , يارب ساعدني , كيف تنقااااااال ؟؟ كيف تنقال بنتك حامل من ولدي ولازم نزوجهم بسرعة ~ لف وجهه لأخوه وهو يستجمع البقية الباقية من شجاعته ومن حيله المهدود ..
: عمي ..
لف أحمد وقال : هلا عبد الإله ..
أشر له يخرج , لف على أخوه وقال : دقايق ..
وخرج لعبد الإله وهو يهمس : لا تحاول , حالته ماتسمح إنه تدخل عنده ريم وتفتح مناحة و ..
قاطعه عبد الإله وهو يهمس برجاء : عمي أنا كنت أبغى العنود قبل عدنان ..
انصدم أحمد من كلمته اللي ما توقعها , سحبه وخرج من القسم وقال : عبد الإله إنت ما كلمتني ..
قاطعه عبد الإله : عارف إنه مو وقته , لكن والله يا عمي انصدمت لمن سمعتك تكلم أبوي على عدنان , أنا مكلم ريم عشان تجس نبض العنود قبل ماأتقدم ..
حط يده على جبينه وقال بصدمة : متى هالكلااااااااام ؟؟
همس : من أسبوع تقريبا ..
سأله بتوتر : وريم كلمتها ولا لا ؟؟
قال بتأكيد : أكيد كلمتها ..
حس بخوف وهو يسأله : واش قالت العنود ؟؟
التفت لريم اللي جاتهم بخوف تحسب في شي صار لأبوها وسألها : اش قالت العنود لمن قلتيلها إني أبغى أتقدم لها ؟؟
استعادت ذاكرتها رسالة سفانه اللي قرتها (( عنود حبيبي , سمعت من ريم إنه عبد الإله بيتقدم لك , الله يسعدك انسي كل الكلام اللي قلته لك عن مشاعري لعبد الإله , ترى الزواج قسمة ونصيب , صدقيني أنا متأكدة إن اللي كنت أحسه نحوه مو حب بمعنى الحب , يمكن هي مشاعر إعجاب بس لأنه زي ماقلت لك دايم واقف معانا ومن انسجن أبوي وهو خادمنا بعيونه , إذا تحبيني لا تخلين كلامي يأثر على موافقتك عليه )) ~ العنود قالت لي إنها مهي معترضة على شخص عبد الإله بس عشان سفانه , و سفانه مستعدة تتخلى عن عبد الإله , يعني لو قلت لهم إنها موافقه محد بيدري عن الحقيقة , أنا ماني مستعدة أجرح أخوي , أنا عارفه إنه هو يبغى العنود , لااااااااااا ريم كذا تخونينهم الثنتين , بسسسسسسسس ~
: الريم ...
~ الموضوع مايحتاج تردد ~ قالت بثبات : إيوه ...
**************************
طوفان مشاعر
ارأف بي يا سيدي ..
لماذا سرقت قلبي ؟؟
ألهبت عقلي ؟؟
رغم أني أعلم أنك .....
تحتقرني حد الكره ..
وتكرهني حد الموت ..
ما الجرم الذي قمت به في نظرك ؟؟
أي جريرة وسمت ظهري بها ؟؟
لماذا عيناك تنطق بمشاعرك عندما ترمقني ؟؟..
بل تصرخ بها ..
لماذا أرى برودك المكسو بالهدوء ؟؟ ..
وألمح اشمئزازك المغلف بالأدب ؟؟ ..
ولماذا بعد كل هذا من بين الخلائق اخترتني !!!!!!!!..
ارحم ضعفي يا هذا ..
أغرقتني بدموع أصبحت كالشلال ..
أوجعتني بضربات قلبي التي أصبحت كالزلزال ..
أرجفت جسدي الذي كان ومازال هشا كالزجاج ..
خنقتني ..
خنقتني يا سيدي بطوفان مشاعر ..
ليلة يوم الأحد 12 / 6 / 1427 هـ ............. (( ليلة رجعتنا من المدينة ))
صكت دفترها وحطت القلم فوقه ودخلتهم تحت المخدة اللي دفنت وجهها فيها بعد ماقفلت الأبجورة , حست بشي دافي يتسلل من عيونها ويتحول لبروده مزعجه في المخده , دفنت وجهها أكثر تبغى تكتم بكاها عشان ما تسمعه البندري اللي كانت تبدو غايصة في نوم عمييييق ...
غمضت البندري عيونها وصرخت بداخلها ~ لا تصيحين يا العنود , تكفين لا تصيحين , كافي أنا حزينة تصيرين انتي حزينة كمان , عنيدي والله مو لايق عليك الحزن , ترى قلبي ووجعي يزيد يوم أسمع صياحك , تكفييييييييين لا تصيحين , ليش تصيحين ؟؟ ليييييييش ؟؟ ~
************************
رفع جاسم راسه عن المخده وفز وهو يدور على جواله اللي يرن , طالع في ساعة الجدر بصدمة , كانت الأنوار لسه مفتوحة , انصدم لمن اكتشف إنه ماله ساعه جاي من عند عمه بعد ما اتفق معاه على كل شي يقوله لأبوه , معقول يكون أبوه عرف خلاص , رفع الجوال وانصدم لمن لقي المتصل عبد الرزاق , مارد من شدة الخوف , كانت أعصابه مشدوده بشكل فضيع , زفر براحة لمن قفل الخط , ثواني ورجع يدق , طااااااالع فيه بتوتر وطالع في أزهار الغارقة في النوم , هزها بخشونه وهو يقول : أزهار , أزهار , عبد الرزاق يدق أرد ولا لا ..
: أزهار , أزهار ..
ورفع يده وضربها على كتفها وهو يقول : أزهااااااااااااار ..
شهقت وقامت وهي تصرخ : بسم الله ..
حط الجوال قدام وجهها وهو يقول : عبد الرزاق يدق أرد ولا لا ..
مسحت وجهها وهي مهي فاهمة اش قاعد يقول , حاولت تفتح عيونها وهي تقول : اش قاعد تقول ؟
قفل الجوال مرة ثانية , سحب نفس وهو يقول : تتوقعين أبوية دري ؟؟ عبد الرزاق قاعد يدق علي ..
كانت مع التعب والنعاس مهي قادرة تربط الكلام اللي يقوله , أصلا هو فين راح بعد ماسابها ومتى جا ..
رنت رسالة فتحها على طول قبل نهاية الرنة (( البندري سقطت جنينها )) فتح عيونه على آخرها وانزلق الجوال من يده وهو يقول بتوتر : أبويه عند عمي , وعمي بيقوله على كل شي ..
ونط وهو يقول : عبد الرزاق يقول البندري سقطت , لازم ألحق عمي قبل ما يقول لأبويه , مادام سقطت يعني مافي حمل يعني ما يحتاج نستعجل ..
نطت أزهار وراه وقالت وهي توقفه عن لبس الثوب : مقلوب , مقلوب ..
خرج بسرعة وقال : مو وقته ..
ولمن خرج من الشقة لفت أزهار حولينها بخوف وهي حاسة بحيرة , انتبهت لمفتاح السيارة اللي نسيه , سحبت المفتاح و شرشف صلاتها ونزلت بسرعة , لقيته راجع , ناولته المفتاح وهي تترجاه : لا تسرع ..
كان ينقز الدرجات ثلاث ثلاث من العجلة , رجعت أزهار للشقة وشهقت برعب لمن لقيت عمر قدامها ..
همس بخوف : اش فيييييييييييييه ؟؟ خارجة كذا ليه ؟؟ صار شيييييييييي ؟؟
~ البندري سقطت , سقطت , عبد الرزاق داري , ومين كمان , بابا دحين بيدري , الكل بيدري , ياربي أتوسلك , أتوسلك تستر عليها , ياحبيبتي يالبندري كيف سقطتي ~ جريت له ورمت نفسها في حضنه وهي تصيييييييييييييييح من قلب ....
↚
ما أكثرها تلك الأشياء التي تفتننا ..
بمظهرها البراق ..
أو رائحتها العذبة ..
وحلاوتها ..
............... من البعيد ..
وحين نقترب تبدو لنا على حقيقتها ..
المظهر البراق ........ ما كان إلا انعكاسا لما نتمنى أن نراه ..
الرائحة العذبة ........ عطر فاح من إحدى النواح ..
حلاوة تذوقناها لنكتشف أنها من جنح الخيال ..
فاتنتي أنا ...........
كفراشة هائمة ذهبية ...
لا توقف حركتها السرمدية ..
عيناها حملت حبا
لمعت فرحا
شرحت كل الأحلام الوردية ..
ولكن
لم يخف علي ذلك الدمع الذي أثقل عينيها اللؤلؤية ..
أو ذلك الحزن الذي نسف سعادتها المنسية ..
فراشة نعم ..
فراشة بألوان طيفية
في حدود خيالاتها وأفكارها الخفية ..
فراشة بأجنحة حديدية
في صراعتها الحياتية ..
فراشة نادرة مخملية
نثرت حولها كل أنواع الحنية ..
فاتنتي أرجوك ..
.............. لا تكوني قاتلتي ..
: أبغى momo noooooooow ..
تبادل التوأم نظرة طفش وزفرت سحر وقالت بعصبية : سلافة ترى قسما بالله أعطيك كففففففف , الناس في حال وخايفين على عمي صالح وانتي تبغين تنزلين عشان تجيبيبن بسك العفن ..
لفت بوزها وهي تقول : أنزل ناتيا لسيتي عشان تاخذه مو أنا اللي بأنزل ..
هزت راسها وقالت : لا يعني لا , عيييييييييييييب الناس مشغولة , روحي ارقدي وبكرة وخير ..
ضربت الأرض برجلها وراحت للغرفة وهي ترطن بإنجليزية ما فهمتها سحر , لفت على سامر لقيته ماسك ضحكه هو و ماهر , رفعت حاجبها وقالت : اش قالت الدببببب وهي رايحة ..
قام ماهر وقال : سلام عليكم , عندي مكالمة مهمة ..
في نفس الوقت قام سامر وقال : بروح أشوف عدنان ..
: هييييييييييي , توأم الشرررررررر ..
وزفرت لمن راحوا عنها , قامت وراحت للشنط عشان تفكها , خرجت الملابس اللي تحتاج غسيل وحطتها على جنب وبدأت تطبق الملابس النظيفة اللي رمتها سلافة في الشنطة بلا ترتيب , حست بشي جاي من ورها ولمن حست بيد على كتفها , انتفضت والتفتت بسرعة وهي تشهق , حطت يدها موضع قلبها وهمست برعب : سامر فجعتني ..
سحب يده بسرعة وهو يطالع فيها بصدمة وهو يهمس : ما قصدت ..
~ سحر , سحر تمالكي أعصابك , دحين يحسب شي ثاني ~ ابتسمت رغم ضربات قلبها ونفضتها اللي تحسها في أوصالها و التفتت على الشنطة وهي تقول : ما أحب أحد يفاجئني من ورى , إنت عارف هالشي ..
طاااااالع فيها بصمت ومد يده بتردد ورجعها وبعد لحظة رفعها وضربها على ظهرها بخشونة وهو يقول بمرح : لو ضربتك كذا ما انخلعتي ..
تأوهت وحكت ظهرها وهي تقول بعصبية : عورتنيييييييي ..
ضحك وقال وهو يحرك حواجبه : الواحد يضرب عشان يعور مو عشان يدغدغ ..
رفعت يدها بتهديد فتحرك بعيد عنها وقال : عدنان نااااااايم في سابع نومة بس باين إنه مكتوم ..
قالت بطفش : أنا غسلت يدي منه , ما في أعند منه , من متى وأنا أقوله روح الدكتور ما يسمع , يقول أزمة بسيطة وتعدي ..
قال مؤيد وهو يهز راسه : إي والله عنيد ..
رمته بنظرة حادة وقالت : لا والله ؟؟ كلللللللللللللللكم نفس الطبع , حتى خالد ..
ضحك وقال : وانت معصصصصصصصصبة اليوم ..
قالت باختصار وهي ترجع للملابس : ودي أقتل أحد ..
طالع فيها برعب ومشي على أطراف أصابيعه مبعد عنها , طالعت فيه لمن ساد الصمت ورفعت حواجبها تعجب لمن شافته يمشي بهالطريقة وهو يمثل الخوف , قالت : خييييييييييير ..
همس : أنفذ بجلدي عشان ما أكون الواحد اللي ودك تقتلينه ..
ضحكت وحست بكل توترها وعصبيتها تختفي مع كل ثانية تمر وهي تضحك , كانت حاسة بأعصابها مشدودة من وقت قرت رسالة سلافة اللي إلى الآن مالقيت وقت تستجوبها عنها أو تسأل عدنان عن حقيقة الموضوع ...
************************
~ مستحيل أوصل قبل , مستحيل , أكيد أبويه درى , أكيييييييييييييييييد , له فوق الساعتين , أكيد عرف كل شي , أكيد عمي علمه , لاااااااااا , يارب أتوسلك ~
غصب عنه كان يجري في ممرات المستشفى وهو يدعي بداخله إنه ما وصل متأخر , كان يتبع اللوحات الإرشادية المعلقة في الجدر بداية كل ممر , وأول ما شاف السهم المشير لقسم القلب دف البابين المعدنية ودخل , قالت الممرضة الفلبينية أول ما شافته وهي توقف قدامه : كلاص وكت زيارة ..
طنشها جاسم ولف حولينها وهو يحث خطاه لقسم العناية المركزة لمرضى القلب تباطأت خطواته لمن شافهم وسط الممر , وتوقفت أقدامه لمن شاف حسان جالس على الكرسي ودافن وجهه بين كفينه وهو مستند بأكواعه على ركبه واحتدت أنفاسه لمن شاف أبوه جالس على الأرض وهو حاط يدينه على راسه وعلامات الذهول والوجع في ملامحه , كان مركز ظهره للجدر وماد رجوله على بلاط المستشفى بلا اهتمام وبشكل غريب , انقبض قلبه أكثر وهو يشوف عمه جلال واقف قدام أبوه وهو منحني عليه وحاط يدينه تحت ذراعينه يحاول يوقفه وهو يقول : قدر الله , قدر الله يا أحمد ..
صرخ بداخله ~ لاااااااااااااااااااااااا ا ~ وجري وهو يهتف بخوف : أبويـــــه ..
التفت أحمد وأول ما شاف جاسم مسك ذراع جلال وبالقوة سند نفسه وقام وهو يترنح , قال جاسم بوجع وهو يسنده : أبويه ..
طااااااااااااالع فيه أحمد بوجه شاحب وتجمعت الدموع في عيونه المغضنة أطرافها وهو يهمس بضعف : جاسم ..
وحضنه بقوووووة وهو يدفن وجهه في كتفه عشان يداري دموعه , لف جاسم ذراعينه بسرعة وضم أبوه بكل قوة في جسده المنهك من الهم وقلة النوم , قال أحمد بألم : لا حول ولا قوة إلا بالله , لا حول ولا قوة إلا بالله ..
مسح جلال على كتف أخوه بيد وعلى ظهر جاسم بيده الثانية وهو يقول : إن شاء الله خير يا أحمد , قل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا ..
بعد أحمد عن جاسم وهو يقول بصوت مخنوق : قدام عيوني , وقف قلبه قدام عيوني ..
فتح جاسم عيونه على آخرها مو مستوعب الكلام اللي يقوله أبوه , قال جلال : أهم شي لا تدري أمي عن شي , والله غير يرتفع عليها الضغط , كافي إنها تعبت لمن دريت إنه جاته أزمة ..
هتف بصدمة : عمي صار له شي ؟؟
قال جلال بصدمة مماثلة : انت ما دريت ؟؟ ما وصلتك رسالتي ؟؟
طالع فيهم وهتف وهو يتذكر إنه نسي جواله : أدري عن إيييييييييييه ؟؟
قام حسان وقال بسرعة لمن شاف صدمته : مافي شي , عمي صار له قصور في وظائف القلب واضطروا يشيلونه على العمليات ..
وكمل أبوه يشرح له : ودعت ريم و عبد الإله ولمن رجعت له ما دخلت من الباب إلا وجهازه يصفر وشوية امتلت الغرفة ممرضات طردوني ونادوا حامد اللي قال إنه حالته خطرة وتستدعي عملية سريعة , وقعوني على أوراق ودخلوه ..
طالع فيه جاسم وسأله بلهفة غصب عنه : ما قالك شي قبل ما يتعب ..
: هو نطق , ما أخذت منه كلمتين على بعض ..
نفخ الهوا من فمه براحة و أعطاهم ظهره وغطى وجهه وهو يصرخ بداخله ~ الحمد لله , الحمد لله , يارب لك الحمد ~ حس برغبة إنه يبكي أو يصرخ , أهم شي يفرغ اللي فيه , تمالك نفسه و لف عليهم بعد ما سحب نفس طويل , سأل أحمد وهو يطالع في جلال : فهمت شي من اللي قاله حامد ؟؟..
قال جلال : بيسوون له عملية قسطرة عشان يشوفون مقدار الضرر اللي لحق بالشرايين ...
سأل : والأوراق اللي وقعتها اش لزمتها !!
سكت جلال فترة بعدين قال : عشان في حالة صارت مضاعفات لا قدر الله يخدرونه ويسوون له جراحة في قلبه بسرعة ..
قال حسان لأول مرة من جا جاسم : إن شاء الله ما يحتاج جراحة و ..
قطع كلامه أحمد اللي طالع بصدمة في جاسم وهو يسأله : إنت متى جييييييييييييييييييت ؟؟
استغرب جلال صدمة أخوه اللي الخوف خلاه ما يستوعب اللي حوله واستغرب أكثر صمت جاسم وارتباكه , قال بدهشة : إنت ماخبرت أبوك إنهم استدعوك في العمل ..
قال بتلعثم وهو يحس دمه ينبض في أطراف أصابيعه من شدة التوتر : هااا , ما حبيت أزعجه ..
طالع فيه جلال بشك وقال وهو يرفع كتف ثوب جاسم : مادام ما قريت رسالتي , اش جابك وبثوب مقلوب كمان ..
قال حسان بثبات لمن شاف تردد جاسم اللي مو عارف اش يرد : عشان أنا دقيت عليه وخبرته ..
لف عليه جاسم وطالعه بامتنان , قال أحمد : والعمل كيف دقـ...
وتباطأت كلماته وهو يميل في وقفته , مسكه جاسم وسندوه جلال وحسان بسرعة وجلال يقول : أحمد تحس شي ؟؟
همس أحمد وهو يحاول يفتح عيونه الذبلانة : مافيني شي , مافيني شي ..
جلسوه على الكرسي وجاسم يسأله : أكلت شي من الصباح ؟؟..
هز راسه بلا وهو يقول : ما قدرت آكل , مالي نفس , مالي نفس ..
مد يدينه و ضغط على يدين أبوه المرتجفة وهو يقول : أبويه الله يهديك , انت عارف إنك لو ما أكلت شي يهبط عندك السكر ..
وتحرك وهو يقول : بأروح أجيب لك شي حالي ..
تحرك وراه حسان وسابوا جلال يجلس جنبه وهو يحاول يصبره ...
دخل جاسم الحمام وعدل ثوبه وطالع في انعكاس وجهه في المراية , كان وجه شاحب , غسله بالموية البارده وهو يسحب أنفاس عميقة , نشف وجهه بكمه وهو خارج لحسان اللي كان يستناه وهو غاااااااااارق في أفكار عميقة , مشيوا بصمت للكفتريا اللي طلعت مقفلة , خرج لخارج المستشفى ومشي للآلة ودخل يده لجيبه بيغى يخرج ريال واكتشف إنه نسي المحفظة , وقبل مايلتفت لقي ريال ممدود له , لف وجات عينه في عيون حسان اللي كانت تحمل نظرات غريبة , سحب الريال بسرعة ودخله وهو يطالع في العصيرات الموجودة , كان يشوف انعكاس صورة حسان بشكل غير واضح على سطح الآلة ولاحظ إنه نظراته مثبته عليه , ضغط زر عصير التفاح بكل قوته عشان يخرج نفسه من أفكاره واختلط صوت نزول العصير بزفرته وهو ينحني له , سحب العصير وتحرك راجع للمستشفى , حط حسان يده على كتفه وهو يهمس : جاسم البندري هي الـ .....
: جاسم , حسان ...
التفتوا لعبد الرزاق اللي هتف بأسماءهم مناديهم , تقدم لهم و معاه عبد الإله الشاحب وأحمد ومحمد اللي كانت الصدمة جلية على وجيههم الصغيرة , زفر براحة إنه الموضوع تأجل مع حسان رغم إنه كان وده يسمع اش بيقول حسان , همس عبد الإله : أبويه صار له شي , توني قبل شوي كنت عنده وحالته كانت مستقرة ..
قال حسان بابتسامة : إن شاء الله خير , توعك فجأة و نقلوه للعمليات لكن عمي حامد طمنا إن الموضوع بسيط ..
زفر محمد و قال أحمد : الله يسامحه أبويه راسل هالرسالة المرعبة , والله جيت على ملى وجهي ..
قال عبد الرزاق بضيق : هو طول عمره دفش , ولا أحد يرسل عمكم دخل العمليات تعالوا ..
قال جاسم براحة : أشوه اللي ما قريتها كان فسخ عقلي ..
سأل محمد بعفوية : عبد الرحمن فينه ما أشوفه ؟؟
ساد الوجوم وجيههم وجاوبه الصمت , قال عبد الإله : بأطلع لأبويه ..
تحركوا للمصاعد وهناك منعهم حارس الأمن لأنه مو وقت الزيارة , وبعد محاولات طويلة فهموه فيها إنه عمهم عنده عملية والدكتور اللي معطيهم تصريح الدخول هو نفسه اللي في العملية دخل عبد الإله وحسان وجاسم وأصر يبقى الثلاثة الباقيين في صالة الانتظار السفلية إلين ينزل الثلاثة عشان مايسوون زحمة ..
دخل جاسم المصاصة في علبة العصير وناولها لأبوه وهو يقول : اشرب شويه يا أبويه ..
هز أحمد راسه وهو يهمس : مالي نفس ..
حط يده على كتفه وهمس برجاء : تكفى يا ابويه , شويه بس ..
انفتح الباب المعدني اللي واقفين قريب منه وخرج حامد بلبس العمليات الأخضر الشاحب , نزع كمامته بضيق وطالع في جاسم وحسان وعبد الإله بحدة , وسأل بحزم : يا حمييييييير ليه محد خبرني إنه تعرض لأزمتين متتالية ..
تجلت نظرات الصدمة وعدم الفهم على حسان وعبد الإله ونزل جاسم راسه بسرعة بتوتر , استغفر حامد وبعد نظره عنهم وقال بحنان وهدوء عجيب لأحمد اللي وقف بصعوبة بمساعدة جلال : إن شاء الله خير , تونا خلصنا عملية القسطرة لمن شفنا الصور لقينا شريانه التاجي ضيق جدا , عشان كذا بنضطر نسوي له عملية البالون الآن بدون انتظار , عملية سهلة إن شاء الله , بندخل البالون وننفخه جوة الشريان عشان نوسعه , وبعدها بأحط دعامات لنفس الشريان عشان ما يرجع يضيق ويتعبه ..
وابتسم وحط يده على كتف أحمد وقال : إن شاء الله مهي خطيرة , حبيت أقولك على التطورات ..
وتحرك بيرجع لكنه رجع والتفت وقال بحزم : اشرب العصير , ترى مافيه لهبوط السكر , بتسوون لي زحمة في مستشفاي يا عيال محمد , كافي واحد مسدح على طاولتي ..
ابتسم جلال وسحب العصير من يد جاسم وناوله لأخوه اللي شربه وهو يدعي ربه إنه يحفظ أخوه ..
↚
حاول يقوم من فراشه ما قدر , نفسه كان مختنق لدرجة إنه مو قادر يسحب الهوا لصدره , اعتدل جالس وهو يكح , سحب بخاخه وبخ منه بختين ومد يده يدور على جواله مالقيه , قال وهو يحاول يخترق ببصره ظلام الغرفة : سامر , ماهر , أحد فيكم أخذ جوالي ..
لمن مارد عليه أحد قام من السرير بسرعة وفتح النور لقي فرشهم اللي على الأرض مرتبة دليل إنه محد نام عليها , خرج من الغرفة لقي الصالة مظلمة ومافيها أحد , تحرك شوية وسمع ضجة في المطبخ , تحرك له وابتسم لمن شاف سامر مربع فوق طاولة الطعام وسحر تقلب بيض في المقلاة وهي تقول بعصبية : تجيني مرة ثانية و تصحيني حشمة بيض أذبحك , ياخي تعلم , كم قعدت في المردمة , سنة كاملة , إلى الآن ما تعلمت تسوي البيض , اش كنت تاكل كل هالمدة ..
قال بعفوية وهو يحك شعره : سليمان كان يطبخ وأنا أغسل الملابس ..
توترت من مجرد سماع اسم سليمان صديق عمر سامر واللي صار بالنسبة لها ولعائلتها الإنسان الحقير اللي سحبه لمستنقع المخدرات , صكت الغاز وتحركت عشان تجيب صحن , مد يده معترض طريقها , أشر لها على خط بني خفيف في ظاهر كفه وقال بصوت مدلع : شوفي اش سوى فيني الزيت , شوفي ..
شهقت وقالت بسخرية : يا حرااااااااااااام , تعورت ياقلبييييي ..
وضربته على يده وهي تقول : عشان تشوفون كيف الحريم يتعبون ..
و ابتسمت لمن شافته متكي على الباب ووجهه شاحب وابتسامة خفيفة تزين شفايفه , قالت : هلا والله , تفضل حبيبي تبغى شي ؟؟
لف سامر ورفع حواجبه لمن شاف عدنان وقال بغيرة : إيوه , عدنانو تعرضين عليه وأنا أترجااااااااك إلين تقومين ..
قال بهدوء وهو يدخل المطبخ : لا الدلع ولا الغيرة لايقة عليك , تراك عجوز طاق الـ 27 ..
قهقهت سحر لمن نزل سامر عن الطاولة وجلس بأدب على الكرسي وهو يحمحم , ابتسم عدنان وضربه على كتفه قبل ما يجلس على الكرسي المجاور له وهو يسأله : جوالي أحد شافه ؟؟
خرجه سامر من جيبه وقال : كان يدق فشلته عنك عشان تنام شوية و حولته صا......
شهق وقال : ولللللللللللللللللللللللل لللللل , 17 مكالمة ..
سحب عدنان جواله وفتحه , لقي المكالمات كلها من عبد الرزاق , قام بسرعة وخرج من المطبخ وهو يدق عليه ~ اش صاااااااااااار ؟؟ ~ كان خايف إنه صارت تطورات غير معرفتهم إنه جاسم يدري بالموضوع وصدمتهم إنه نزل من ماليزيا و موجود هنا في جدة , دق عليه كم مرة لكنه مارد عليه , خرج من الملحق ونزل الحوش وهو حفيان , مالقي سيارة عبد الرزاق الرياضية , لمن جا راجع شاف ماهر جاي من الحوش الخلفي , قطب ماهر حواجبه وسأل : اش مخرجك حفيان وانت تعبان ؟؟ تبغى تذبح نفسك ؟؟
نسي كل مخاوفه عن مكالمة عبد الرزاق وهو يسأل بتوتر : اش فيه وجهك ؟؟
لف ماهر وجهه بسرعة وهو يقول : ولا شي , اش فيه ؟؟
قال عدنان بحزم : لا تلف وجهك عني ..
طالع فيه ماهر وهو يقول بهدوء : مافي شي ..
كان وجه ماهر ونظراته تقول أشياء كثيرة مافهمها , قال بهدوء : إلا في ..
زفر ماهر وتحرك للملحق وهو يقول : تعبان ومصدع , أبغى أنام ..
مسكه من ذراعه وهو يقول : قلت لك لا تلف وجهـ ..
وانبترت عبارته لمن سحب ماهر ذراعه بخشونه وهو يصرخ : سيبنييييي ..
سحب عدنان يده بسرعة وهو يطالع في ماهر بصدمة , نفخ ماهر هوا من بين شفايفه المزمومة بضيق وهو يطالع فيه بحدة حاول يخففها وهو يقول : تعبان ومصدع ..
وتحرك للملحق , راقبه عدنان بصمت وهو يحس باختلاط مشاعر بداخله ..
**********************
يوم الأحد 13 / 6 / 1427 هـ :
بعد صلاة الفجر في المستشفى :
على صوت صرخات غريبة خرجت من غرفتها جري وهي تتعثر بشرشف صلاتها , وقفت الهنوف عند طرف الصالة وهي تشوف أمها مغطية وجهها والسماعة طايحة على الأرض والبندري ضامتها وهي تصيييييح بصوت مكتوم والعنود مستنده على الجدر وهي تتنفس بحدة , تقدمت منهم وهي تهمس : اش فيه ؟؟ اش صااااااااار ؟؟
رفعت البندري وجهها وقالت من بين دموعها : عمي صالح دخلوه العمليات والعملية نجحت ..
شهقت وهي تقول : عملياااااات ..
ابتسمت العنود وقالت : له 4 ساعات في العملية و دوبه خرج , عمليته نجحت ..
وغطت وجهها تصيح وهي تقول : الحمد لله , الحمد لله نجحت ..
جثت الهنوف على الأرض وسجدت شكر ودموعها تنزل بلا حساب ..
************************
سلمت حمده تسليمتها الثانية والتفتت لجلال اللي جلس بصمت على الكنبه ينتظرها تفرغ من صلاتها , كانت تصلي وهي جالسة فوق سريرها بسبب صعوبة مشيها , طااااااالعت فيه وقالت بصوت مخنوق : أخوك صار فيه شي ..
ودقت صدرها وهي تقول وصوتها يختنق أكثر : ترى قلبي قالي فيه شي ..
قام بسرعة وجلس على السرير جنبها وضمها وهو يقول : الحمد لله على سلامته , توه خرج من العمليات ونجحت عمليته ..
مسكت طرف مسفعها وغطت وجهها وهي تنشج نشيج صامت قبل ماتقول بصوت باكي : الحمد لله , الحمد لله , والله قلبي قااااااااالي إنه ولدي فيه شي , قلبي كان مقبوض , عشان تعرف إنه مافي زي قلب الأم ..
ضمها أكثر وهو يضحك من وسط دموعه اللي يحاربها وسلم على راسها وقال : إي والله , ما في زي قلب الأم , الله يطول بعمرك ..
ومد لها الجوال بعد ما دق رقم وقال وهو مازال ماسك راسها وسانده على صدره : كلميه عشان ترتاحين ..
مسحت دموعها وبعدت عنه ومسكت الجوال وهي تبعد المسفع عن إذنها , حطت الجوال وأول ماسمعت صوته الخافت المنهك وهو يقول : السلام عليكم ..
قالت بصوت مخنوق : أبويه صالح , كيف حالك ياولدي ؟؟ الحمد لله علـ...
واختنق صوتها من عبراتها اللي نزلت وهي تغطي وجهها , همس : أمي , الحمد لله مافيني شي دحين ..
ووصلها صوت عبد الإله المرح وهو يقول : جــــده , لا تغرقين جدة ..
وصوت حسان وهو يقول بمزح : جده لا تخافين عليه تراه ما شاء الله بس بسبع أرواح ..
قالت بعصبية وهي تمسح دموعها : هذا من ؟؟ أكيد ما غيره طوير الحنا حسانو..
اختلط كلامها بصوت ضربات ممزوجة بتأوهات حسان وهو يقول : اش بكم علي ؟؟ ماقلت شيييييييييييييييي...
ابتسمت لمن سمعت قهقهاتهم وقالت : سمي بالله على عمك يعلك العافية ..
ومسحت دموعها وهي تكمل : صالح أبويه , نام شويه عشان ترتاح , لا تتكلم كثير , استودعك الله ..
كانت همساته خافته جدا بحيث استعصى على سمعها الثقيل سماعه , هزت الجوال تحسبه خربان وهي تقول : صالح ..
وصلها صوت أحمد وهو يقول : يقولك في آمان الله ..
: الله يحفظه يارب ويقومه بالسلامه , أحمد يا ولدي واحد منكم ينام عنده , لا تسيبونه لوحده ..
قال : ولا يهمك , هو ممنوع بس أبو إياد بيمشيها لنا , خذيه يبغى يكلمك ..
كلمت حامد بصوت مخنوق منذر بالبكى وهي تشكره على اللي سواه مع عيالها .
↚
في المستشفى :
قال عبد الإله وهو خارج من غرفة أبوه اللي غاص في نوم عميق مع جاسم وحسان وعيال جلال : لا إله إلا الله , ما أصدق إن اللي جوه عمي حامد , شفت كيف يكلم جده حمده ..
قال حسان اللي أصر إنه هو اللي يرافق خاله وهو يدقه : الله يهديك ما كان يتكلم كان يههههههههههههههمس , تصدق مو لايق عليه أبدددددددد , لا ومبتسم كمان , عمرك شفت أبو الهول يبتسم ..
رفع جاسم حواجبه وقال : لا تظلم أبو الهول وتشبهه بعم حامد ..
قال عبد الإله : وإنت الصادق عم جامد وهادر مايليق عليه حامد ..
ضحكهم انقطع بصوته الجهوري الحاد وهو يهتف : يالثيرااااااااااااااااااا ان ...
انتفضوا كلهم والتفتوا له , رماهم بنظرات معصبة , قال جاسم وهو يبتسم بتوتر : سم ..
أشر لهم على الباب وقال : وروني عرض أكتافكم , إحنا في غرفة عناية مو في ديوانية سكرجيه , لا أشوف خلقة واحد فيكم إلا وقت الزيارة , ولا يبقى إلا الثور اللي بيرافق صالح ..
أشروا كلهم على حسان وقال عبد الإله وهو كاتم ضحكه : هذا الثور اللي بيرافقه ..
ضربه حسان وقال حامد بصرامة : والله مالثور غيرك يالأثول , رحت علمت أمك وأخواتك على نجاح العملية ..
قال بتلعثم : دحين رايح ..
رماه بنظرات حاده وهو يقول : وقول لأخوك الزفت لو أشوفه يعتب عتبة المستشفى أحش رجوله حشششششششششش , لا أشوف خلقته اللعينة إلا لمن أطلبه يجي سااااااااامع ؟؟
تحركوا كلهم بصمت , خرج أحمد ووصى حسان على أخوه وتحرك مع حامد وقال بابتسامة وهو يحط يده على كتفه : يا خي خف شوية , حسن ملافضك , دكتور قد الدنيا و ماعندك غير السب ..
: عيال هذا الزمن ماينفع معاهم إلا هالطريقة , عاجبك عبد الرحمن مطيح أبوه وموقف قلبه , لكن لو هو ضربه من هو صغير ووراه عجيب قدرة ربك ما كان سوى فيه هالشي , العيال مايبغالهم إلا الشدة , الدلع للبنات بسسسسسسس ..
ضحك أحمد وقال : هو صح يبغالهم شدة بس من دون سب وشتم , انت ماتناديهم إلا الثيران ..
ضحك حامد وقال وهو يودعه عند باب المصعد : إدعيلي إدعيلي ..
وطالع في الشباب وابتسم غصب عنه وقال وهو يرفع يده مودع : مع السلامة يا شباب , شكرا على وقفتكم ..
لوحوا له وهم مستغربين تقلبه الفضيييييييييييييييع ...
*********************
دخل الشقة وقفل الباب وراه بشويش , قبل مايلتفت لقيها ناطة قدامه , بعد وهو يقول : بسم الله ..
طالعت فيه أزهار بخوف وهي تقول : بشر ..
رفع راسه وانتبه لعمر اللي كان وجهه كفيل إنه يشرح له مدى التوتر والضغط اللي مروا به , عضلات وجهه المتقلصة فهمتها إنه متوتر وخايف إنه عمر درى بشي ولا سمع شي , تمالك نفسه وقال بهدوء : دخلوه العمليات ونجحت العملية بفضل لله ..
ابتسم عمر وقال براحة : الحمد لله على سلامته , الحمد لله ..
وتقدم من جاسم وسلم عليه وهو يتحمد له , أشرت أزهار لجاسم بلا من ورى أخوها وهي تقول بدون صوت : مايدري عن شي غير وجع القلب ..
وأشرت له على صدرها يعني إنه مايعرف غير موضوع قلب عمه , ابتسم وهو يبعد عمر وهو يشكره , قال عمر وهو ينسحب بسرعة ماسمحت لأي منهم إنه يعترضه : عن إذنكم ..
ودخل غرفة التلفزيون وصك الباب , طاااااالع فيها جاسم وتحرك للغرفة , رمى صندله وفكك أزراره وخلع الثوب ورماه ورمى جسده على السرير , شالت صندله وركنته و علقت ثوبه والتزمت الصمت , قال بصوت مخنوق من المخدة اللي دافن وجهه فيها : طفي النور , أبغى أنام إلين يقول النوم يكفي ..
طفت النور ووقفت عند طرف السرير وطاااااااالعت فيه وأفكارها تتصارع , من رجعوا ماقال لها أي شي عن تصرفاته في الموضوع , أو التطورات اللي صارت أو قرر يسويها عشان يحل الموضوع , كان يرمي بعض الكلمات اللي زي المكعبات المتناثرة وهي لازم تحاول تربطها ببعض عشان تعرف الصورة , هي تخاف تسأله عن شي في هالموضوع الحساس يقوم يحسب إنها ملقوفة أو أي شي ثاني , مشكلتها إنها إلى الآن ما تعرف عنه الشي الكثير , تعرف إنه كتوم ويقوم بكل خطواته بصمت وسط صراعات داخلية كثيرة ~ ياربي ساعدني , اش ممكن أقدم له ؟؟ هل أسأله وأناقشه عشان أخفف عليه ؟؟ ولا ألتزم الصمت إلين يرتاح و يكلمني بنفسه ؟؟ إنت تفضل إيه يا جاسم ؟؟ ~ تحركت مبتعدة عنه ووقفت ورجعت وقالت بهدوء : أنا من النوع اللي يفكر كثير ويتعمق في التفكير , يعني ممكن أفسر الشي بداخلي مليون تفسير عشان كذا أحب أكون صريحة مع الناس , ودحين أبغى أقولك إني لمن أتعرض لمشكلة أحب أفكر فيها إن كنت أقدر أحلها وبصمت أحلها ولمن أتعب منها وأحتاج أحد أفضفض له أحب أكلم شعوله عنها يمكن يكون عندها رأي غير عني , لكن معظم الأحيان أكلمها عنها من باب إنه أحد يسمع لي مو شرط يعطيني حلول أو يناقشني فيها ..
وسكتت شويه وكملت : ترى أنا ما أعرف إنت اش تفضل ؟؟ أو اش الشي اللي يريحك عشان أسويه ؟؟ هل تعتبرها تدخل أو لا , المقصد من هذا كله إني أبغى أقولك لو تبغى تكلم أحد ....
و سكتت لمن حست بتنفسها يزيد حده ورجعت تهمس برجاء : الله يخليك لا تروح لأحد غيري ...
كانت تتمنى من أعماقها إنه يعتبرها نصفه الثاني قلبا وروحا وقالبا , ما تدري ليه دايما تحس نفسها في صراع مع شخص مجهول في قلبه , يمكن سبب إحساسها هذا هو معرفتها إنه له معرفة سابقة بأنثى ثانية , أنثى كانت صورتها تصرخ بكل معاني الغنج والدلال والأنوثة الطاغية , مدت يدها ومسدت ظهره وهي تهمس : إن شاء الله حأكون دايما موجودة ياجاسم ..
وغطته وتحركت خارجة من الغرفة ..
: أزهار ..
رفعت بصرها وطالعت فيه , لقيته يطالع فيها بتسلية وهو يقول بسخرية : يعني بعد هالكلام ماتبغيني أقولك اش صار ؟؟
هزت راسها وقالت بحزم : لو ماتبغى مو لازم ..
زفر وقال : إجلسي واسمعي ..
طااااالعت فيه ولمن شافته عازم على كلامه جلست وقالت بخوف : إن شاء الله خير ..
بدأ يكلمها عن كل شي صار ولمن انتهى من كلامه زفر براحة وقال : ما توقعت إنه الكلام بيخليني أرتاح ..
ابتسمت وقالت : زين اللي ارتحت ..
قال بهدوء : خلااااص ارتحتي , يلا فكيني أبغى أنام أنا مو نعسان , النعسان ..
و مسك اللحاف وتغطى وهو يرمي نفسه على المخدة عشان ينام , صرخت بداخلها ~ الدببببببببببببب , أبو طبع مايغير طبعه , هييييييي , جاسم ماقلتلي كلمتوا عبد الرحمن ولا لا ؟؟ وافق على تقديم الزواج ؟؟ والبندري اش حيصير لها بعد ما درى عبد الرزاق بموضوعها و .... ~ قطع أفكارها صوت نفسه الثقيل واللي دلها إنه نام , شهقت وقالت بصوت راخي : مسسسسسسرع ما ناااااااااااااااااام ..
~ ماشاء الله عليه ~ ابتسمت و قامت وخرجت من الغرفة عشان تقرأ وردها اللي فوتته من شدة إنشغال عقلها به وبموضوع أحمد ....
*************************
أول ما دخل الفيلا كان يسودها الهدوء , تحرك لغرفة أمه عشان يطمنها و توقف عن مشيه والتفت , لقيها متغطية بشرشف صلاتها ونايمة على السجادة , ابتسم وقال وهو يتقدم لها : ريماااااااان ..
: اششششششششششششش ..
التفت لأمه اللي جات له وهي تقول : ماحسبت إنها تنام , تعبتني بكثر صياحها , كيف أبوك دحين ؟ظ ..
طالع في أمه وابتسم وقال بهدوء : ركككككككزي إن العملية نجحت ..
ولمن شافها مهي فاهمة قال : أبوية صار له ضمور مفاجئ في القلب ونقلوه على العمليـ ....
صرخت أمه بصدمة : إيييييييييييييش ؟؟
ضحك وقال : قلتلك ركزي إن العملية نجحت ..
: أي عمليــــــــــة ؟؟ أبوية سوى عمليـــــة ؟؟
صرخة ريم خلته ينتفض وهو يلتفت لها وهو يقول بسرعة : نجحت , نجحت ..
: إيش اللي نجحت ؟؟
التفت لعهود اللي جاتهم على حس صرخة أمها وأختها , حط يدينه على راسه وقال بسرعة : تراكم دوختوني , كل شويه وحده ناطة , أبويه سوى عملية ونجـــحـــــت ..
تعلقت فيه أمه وهي تصيح واستندت عليه ريم وهي تصيح , لف على عهود وقال بتريقة : يلا تعالي , اش وراك ؟؟
ضحكت وقالت وهي تمسح دموعها : وين ؟؟ مافي مكان ..
ولمن شاف الشغالة تراقب من بعيد وهي تمسح دموعها أشر لها وقال بتريقة : تعالي إنتي كمان بابا كان بيموت بس الحمد لله دحين كويس سوا سوا حصان ..
ضحكت ريم وقالت وهي تبعد عنه وتضربه على كتفه : اش عندك رايق ؟؟ ..
زفر وقال وهو يدق ريم : مو حصلت اليوم على أحلى خبرين ..
رفعت ريم وجهها وطالعت فيه بصمت وهي تمسح دموعها ..
***************************
بعد صلاة الظهر :
طلع الدرج وهو شايل مجموعة كتب كثيره , خرج مفتاحه وقبل مايدخله انفتح الباب المجاور وطلع منه صلاح اللي تفاجأ به , قال بترحاب : يا حيا الله عمر , وين الناس ؟؟
شال عمر الكتب بيد وهو يسلم على صلاح وهو يقول : في الدنيا ..
ابتسم وقال : الوالده كانت مجهزة لك غدا أمس ..
ابتسم بحرج وقال لأنه ماوده يحس صلاح إنه هو مهو مهتم بأمه اللي كل يوم ترسله غدا : أرسلت رسالة لـ ......
وانحرج أكثر وهو يهمس : لمنى , زوج أزهار عزمني فجأة ..
وضحك وهو يكمل بعفوية : مصرين إني وحداني وما أتغذى زين عشان كذا أصروا إني أنام عندهم ..
رفع صلاح حواجبه وقال : وحداني ..
ومسكه مع ذراعه ودخله للبيت وهو يقول : أنا عندي الحل ..
دخله المجلس ونادى بطول صوته : منــى ...
تلون وجه عمر وهو يلقى نفسه وسط المجلس اللي آخر مرة شافه يوم ملكته , سأل : صلاح اش بتسوي ؟؟..
أشر له صلاح يجلس وهو يزعق : منـــــــــى ...
: جايــــــــــــــه ..
ضحك صلاح وقال وهو يشوفها جايه له : رخي صوتك عندنا ضيوف ..
وقبض على ذراعها ودفها جوة المجلس وهو يقول : متى ماحسيت إنك وحداني أعطيني خبر ..
ودخل البيت وهو يقول : أمــي , عمر جا يزور منى جهزوا القهوة ..
تمنت منى لو تنشق الأرض وتبلعها , كانت لابسة جلابية عادية وشعرها الناعم مرفوع بشباصة وقصتها متناثره بلا ترتيب حولين وجهها , نزلت راسها على طول وشبكت يدينها بقوة , طاااااااالع فيها وهو مرتبك ومو عارف اش يسوي , لمن جا بيتحرك تذكر الكتب اللي في يدينه , حطها على الطاولة اللي في نص المجلس ورتب شماغه وهو يحمحم وعيونه على الأرض , قال بعد تردد من دون ما يتقدم : كيف حالك منى ؟؟
رفعت راسها وشافته مدنق ومرتبك أكثر منها , مسكت ضحكتها وهمست : الحمد لله , كيف حالك إنت ؟؟..
مد يده يمسح عرقه وهو يقول : الحمد لله ..
~ عمر تحرك سوي شي , ترى بأطيح من الفشلة ~ , وصلتهم حمحمت صلاح اللي قال : ياعصافير الحب ..
ودخل وهو شايل صينية عصير , انصدم ملن لقيهم على نفس الوضع اللي كانوا فيه , قال : ماجلستم ؟؟ بنت , ماجلست زوجك ليه ؟؟
همست وهي تأشر للكنب : تفضل ..
جلس عمر على طول كإنه كان ينتظر هالإشارة , مسك صلاح ضحكه وناولها الصينية وهو يقول : عن إذنكم ..
تحركت وقدمت له العصير وخرجت من المجلس , راحت طيراااااان لغرفتها وصكت الباب , وقفت قدام المراية وصرخت برعب وهي ترتب شعرها وهي تسب صلاح اللي مانبهها , عطرت ورجعت خرجت وهي تدعي ماتقابل واحد من الاثنين الباقين لأنه ممكن يسوون لها مقالب وحركات أخس من حركة صلاح ..
~ أكيد بتخرج , مو حضرتك قاعد متنح , ليه ما تحركت وصافحتها , أي شي ~ زفر وهو يحط الكاسة على الطاولة ولمن شافها تدخل وهي تسلم بهمس ابتسم وحس بتلعثمه يرجع , جلست على بعد مسافة منه وهي منزلة راسها للأرض , كانت هذي أول مرة يشوفها من يوم زواج أزهار , صح ما مر إلا أكثر من أسبوعين لكنه كان مشتاق لها , مشتاق يشوفها بعد ما تعرف عليها أكثر من مكالماتهم المعدودة , رفعت عيونها لمن تذكرت نبرة صوته الغريبة لمن اتصل عليها بعد صلاة الفجر السابق عشان يخبرها إنه سمع المصحف بلا أخطاء وأول ما شافته يطالع فيها خفضتها وهي تلعب بالشرايط المزينة جلابيتها وهي تقول : مبروك ختمك للقرآن ..
قال بهدوء وهو يتذكر حالته السيئة في ذاك الوقت بعد ما سابه جاسم في المسجد عشان يروح يشتري مقاضي البيت : الله يبارك فيك , تصدقين ..
وسكت لمن رفعت بصرها له , ابتسم وهمس بعد صمت : كنت متضايق وقتها لكن من سمعت صوتك راح ضيقي ..
نزلت راسها بخجل وهي تهمس بصدق : شغلت بالي ..
وابتسمت وهي تكمل : الحمد لله اللي راح ضيقك ..
فتح فمه بيتكلم وسكت لمن وصلهم صوت رجولي يقول : اش تسووووووووون ؟؟
قام وقال بحرج : هلا مراد ..
سلم عليه مراد وقال : ماشاء الله جاي بيتنا ليه ؟؟
انحرج ومارد عليه , مسكه مراد وجلسه جنب منى وجلس هو في الجهة الثانية جنب منى وهو يقول : إيوه , واش أخبار الأسمراني ؟؟
قال عمر اللي كان أسمر من أخوانها بدرجة بسيطة بمرح مصطنع وهو يداري خجله ويلف وجهه عن منى اللي نزلت راسها للأرض وهي تحاول تبعد عنه : بـ بخير , كيف حالك إنت يالأبيضاني ؟؟
قال مراد بتسلية : بخير الحمد لله , منـى , أشوفك ساكته ماتضاربين , تصدق لمن تجي سيرتك بيننا ونقول عنك الأسمراني ..
دقته منى وهي تطالع فيه بتحذير , طنشها وهو يكمل : تقوووووول ..
قامت من بينهم لكن مراد رجعها مكانها وهو يكمل : مالكم دخل في الأسمراني حقي ..
ضربت فخذ أخوها بلا تفكير وغطت وجهها بيدينها وهي تصرخ بداخلها ~ الله يفشلك يالغبيييييييييييييييييييي ي ~ ورغم حرجه اللي زاد وارتفع لأقصى درجة ضحك عمر من قلبه , قال مراد : والله طاحت فينا ماتخلينا نحش فيك , قاعدة لنا على الحرف , موكل محامي دفاع من الدرجة الأولى سيد عمر ..
ولمن شاف وجه عمر متغير من الخجل قام وهو يقول : يلا عن إذنكم , حياك الله في بيتك يا الشيخ ..
وخرج ورد الباب وراه , طالع فيها وهي لسه مغطية وجهها , ابتسم وهمس بعد صمت : منى ..
هزت راسها بلا من دون ما تبعد يدينها عن وجهها , سحب كتاب من كتبه وخرج قلمه وخط على أول صفحاته كتابة وحطه في حضنها و طالع فيها وقام بسرعة وشال كتبه وهمس : في آمان الله ..
وخرج , لمن وصلها صوت الباب الخارجي بعدت يدينها عن وجهها وطالعت في المجلس الخالي و طالعت في الكتاب اللي كان بعنوان (( هذا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم يا محب )) ابتسمت وفتحته وأول ما قرأت اللي كتبه نزلت دموعها على خدودها , ضمت الكتاب وهي تصرخ بداخلها ~ يا حبيبي يا عمر , يا رب ترحم حاله , يا رب تجمعني به على خير ~ ..
حط عمر كتبه على طاولة المدخل ورمى نفسه على الكنبه ورمى شماغه وهو يقول بقهر : بالله هذا شي تكتبه ..
وغمض عيونه وهو يتذكر اللي كتبه بلا تفكير..
(( زوجتي الغالية منى
وجودك في حياتي البسيطة هو أكبر نعمة أنعمها الله علي بعد أن أعاد لي أزهار عندما أيقنت أنني فقدت كل من أحب ..
أعلم الآن أن الله قد عوضني و أخلفني في مصيبتي خيرا ..
لا حرمني الله وجودك وابتسامتك ومحبتك ..
↚
زوجك المحب
عمر ))
حك شعره بقهر وقال : دحين تقول هذا مقارني بأخته , يعني وين راحت كل الكلمات الرومانسية وكل كلمات الحب والخرابيط اللي يقولون عليها الشباب ..
لمن اهتز جواله بداخل جيبه خرجه وهو يزفر ويقول : الحمد لله , قدر الله و ماشاء فعل ..
وشهق لمن لقي 8 مكالمات من أزهار , فتح الرسالة وضحك لمن لقيها مرسلة له (( أوريك يالشرااااااد , خارج من البيت من دون ما تصحيني ليه ؟؟ وأنا كنت مقررة أسوي لك محشي اليوووووم , بتجي وإنت ماتشوف الدرب )) ..
ضغط بيتصل عليها في نفس اللحظة اللي جاته رسالة لمعت على شاشته ..
(( إذا كان وجودي في حياتك البسيطة أكبر نعمة أنعمها الله عليك فوجودك في حياتي الأكثر بساطة هو أجمل وأرق نعمة أنعمها الله علي منذ ولادتي ... ))
قرأ الرسالة أكثر من مرة وابتسامته تتسع أكثر وأكثر إلين تحولت لضحكة سعادة من الأعماق ...
***********************
بعد صلاة العصر :
في فيلا أحمد :
حست بانتعاش ممزوج برهبة وشوق غريب وهي تدخل الفيلا , وأول ماشافتها جالسة لوحدها كعادتها وثلاجة القهوة جنبها قالت بلهفة : ماما ..
استغرب جاسم لمن انطلقت أزهار من عنده وحضنت أمه اللي وقفت وهي ترحب فيها بمحبة , قالت أزهار وهي تضمها بقوووة : وحشتينييييييييييييييي ..
ضحكت هدى وقالت : والله إنك وحشتيني أكثر ..
سلم جاسم على أمه اللي عاتبته ليش ماجاها من أبوه عشان تتطمن عليه خاصة إنها انصدمت لمن دريت من أبوه إنه رجع من ماليزيا عشان العمل , جلس جنبها وهو يحكيها عن تعبهم ورحلتهم ...
فتحت الجوهرة أنوار الغرفة وقالت بضيق : بن باز جا ..
فتحت العنود لحافها وقالت : جوهرة صكي النور ترانا مانمنا إلا متأخر ..
وبعدت الهنوف اللي لاصقة فيها وهي تقلب على الجهة الثانية , قالت الجوهرة بحزم : ماسمعتيني اش أقول ؟؟ جاسم وحرمته جوا ..
شهقت العنود ورمت اللحاف وهي تقوم , وتفاجأت لمن انطلقت البندري قبلهم , رفعت الهنوف راسها وهي تقول : اش فيه ؟؟ اش صار ؟؟ عمي صار له شي ؟؟
مسكت العنود راسها ودفنته في المخده ونطت وهي تقول : خليك راقدة يالمزعجة ياللصقة ..
وتحركت خارجة وهي تقول : أزهار وجاسم جوا ..
نزلت البندري الدرج بسرعة وهي مهي حاسة بالأوجاع اللي كانت تفتك بها أمس , كان كل تفكيرها محصور بأزهار ~ جاااااااات , جاااااااااات زي ماقالت جااااااااات عشاني ~ أول ماشافتها جالسة جنب أمها والابتسامة تزين شفايفها صرخت وهي تحس بكل آلالام قلبها تتفجر : أزهاااااااااااااااااااااا ااااااااار ..
وأول ما شافتها تلتفت لها وهي تقوم مبتسمة رمت نفسها عليها وهي تصييييييييح
من قلبها المتوجع وهي تصرخ : أزهااااااااااااااار , أزهااااااااااااااااااار ..
ضمتها أزهار بقوة وهي حاسة بكل حرف ودها تقوله كل كلمة تصرخ بداخلها , حاولت تمسكها لكنها بدأت تنزلق من يدها , جلست على الأرض معاها وضمتها بقوة وهي تتذكر لحظة اعترافها لها بعد ماشافتها مع عبد الرحمن , نفس الصالة ونفس الوضعية لكن هالمرة ماكانوا لوحدهم عشان تشتكي لها بصوت عالي , كانت صرخات البندري تشق سكون المكان رغم إنه وجهها كان مدفون في صدر أزهار اللي ضمتها أكثر وهي تهمس في إذنها : خلاص يابندري , خلاص ياقلبي , صار اللي صار , قولي الحمد لله اللي ربي كتب لك الخير وماخلاك تموتين وانت بذيك الحالة , قولي الحمد لله ..
كانت تصرخ بصوت عالي باسم أزهار وهي بداخلها تصرخ ~ ســـقــطت , انفضحت يا أزهار , حملت و سقطت , سووا لي عملية تنظيف وأنا لسه بنت ماتزوجت , الكل صار يعرف عني , أخواني , عدنان , وأكيد عمي طاح بسببي , وبعده ممكن أبويه , خلاص انتهت حياتي يا أزهار , انتهت حياتي ~ ..
وقفت العنود وأخواتها مصنمين قدام المنظر , أزهار على الأرض ضامة البندري اللي تصارخ باسمها وهي متعلقة فيها وطايحة على الأرض وأمها وجاسم واقفين
مصدومين من اللي يصير , مسحت أزهار على شعرها وضمتها وسلمت عليها بحنان وهي مستمرة في همسها الخافت , وفجأة هدأت البندري وتراخت يدينها المتشبثه بأكتاف أزهار من ورى , صرخت هدى : بنتي مااااااااااااااتت ..
وجريوا البنات عليها والعنود تصرخ باسم أختها بخوف , قالت أزهار بخوف وهي تهزها : البندري , بندرييييييييي ..
انحنى جاسم وقال بهدوء : عادي , شكله أغمي عليها بس ..
انصدم وهو يشوف وجه أخته الشاحب المسود , بعد عنها بسرعة , جات الهنوف وهي جايبة كاسة موية , رشتها على وجه البندري اللي أخذت قرابة دقيقتين قبل ماتفتح عيونها ببطء , زفروا براحة وصرخت العنود وهي تضربها بخفه : ياحمااااااااااااااااااااا رة , نحبك والله , لاتقعدين تختبرين غلاتك عندنا , ترا كافينا صدمااااااااااااااااات ..
ابتسمت البندري بتعب وهمست من بين دموعها : آسفه ..
مسدت أزهار شعرها وقالت بعتاب وهي تداري دموعها : يعني كان لازم تحسسيني بالذنب وإني أنا السبب ..
غطت البندري وجهها وهي تشهق بالبكى مرة ثانية , قوموها وسدحوها على الكنبه , لفت أزهار وابتسمت للعنود وقالت : هلا عنيدي ..
التفتت العنود وصرخت وهي تتذكر : أزهاااااااااااااااار ..
وضمتها بفرح وهم يضحكون على صرختها , قالت الهنوف : اللي يسمعك يقول توها شافتها , بعدي , دوري ..
وسلمت على أزهار وهي ترحب فيها بحفاوة , انتبهت أزهار للجوهرة اللي جلست بدون ماتسلم , كتمت غيضها وابتسمت وهي تذكر نفسها ~ خيرهما الذي يبدأ بالسلام ~ مدت يدها وقالت : كيفك جوهرة ؟؟
قالت الجوهرة وهي تصافحها ببرود ومن دون ماتقوم : أمس تقابلنا ..
طنشتها أزهار وراحت وجلست جنب البندري اللي ماسلم عليها جاسم , الكل مالاحظ من اللي صار لكن أزهار لاحظت , طالعت فيه بعتاب لكنه تجاهل نظراتها وهو يقول : كيفك عنيدي ؟؟
: تمامو , كيفكم انتم ؟؟ واش جااااااابكم ؟؟
قالت الجوهرة ببرود : العمل استدعاه , ما أدري من وين جايب الحظ هالولد ؟؟ كان حظه يفلق الصخر دحين ما أدري اش صار له وين ماطقها عوجة ..
ابتسمت أزهار اللي فهمت قصدها وقالت بهدوء وهي عارفة إن الكل فهم الدقة : جواهر قلبي مافي شي اسمه الحظ , كل شيء قضاء وقدر , يعني مكتوب لنا وإحنا أجنة في بطون أمهاتنا , الحظ هذا عند الغرب لأنهم مايفهمون القدر ..
لفت الجوهرة بوزها وهي تهمس : يا مخص الفلسفة ..
ربع ساعة وجا زوج الجوهرة وأخذها عشان معاه لزيارة عمها اللي تقرر إنه يخرج بعد 3 أيام ..
من راحت الجوهرة راح التوتر وبدأت أزهار تاخذ حريتها مع هدى وبناتها , حست بأيامها السابقة معاهم ترجع زي أول , سألتها العنود بهمس : سويتي النصايح اللي قلت لك عليها ..
ضربتها على فخذها وقالت بخجل : استحي يا بنت ..
ولمن ترجتها للعفو قالت : ماسويت ارتحتي , بالعكس كل ماتذكرتها جلست أضحك من قلبي ..
قالت الهنوف : سيبيك منها خبلة , على بالها الموضوع خذني جيتك , يامسهل الكلام ..
زفرت العنود وقالت : والله عادي بس انتم حياكم زايد ..
قالت أزهار : نشوفك نهارين ونذكرك ..
فتحت فمها بتعلق ولمن تذكرت رسالة سلافة حست بمغص في بطنها , طالعت في جاسم من تحت رموشها عشان ماينتبه لها وهي تفكر ~ هل ممكن يكون جاسم داري بالموضوع ؟؟ أكيد , لو بيصير شي ولو كان الموضوع مؤكد كان هو أول واحد داري بحكم الصحبة اللي بينهم , عدنان ~ وحست برعشة تعتريها لمن تذكرت نظراته لها , نظراته اللي خلتها تصيح بشكل ماصاحته من قبل , كيف يتقدم لها وهي تقرأ الكره والتقزز والإحتقار في كل نظراته , معقول يكون الموضوع لعبه من سلافة على أختها وهي طاحت بينهم , سحر ماأكدت لها ولا نفت الموضوع لمن سألتها , هزت راسها تبعد هالأفكار وهي تستمع لأزهار اللي قاعدة تحكيهم عن القرد المطيح الميانة على قولها ..
كان جاسم يتأملها كل شوية من دون محد يلاحظه وهو يستمع لكلام أمه , كانت جالسة تتكلم معاهم بعفوية ويدها اليمين تمسد على ظهر البندري المستلقية ويدها الثانية تشرح بها انفعالاتها , ولمن رفعت بصرها وتلاقى نظرهم للحظة خفضته بسرعة وهي تستمع لتعليق العنود , ابتسم لمن لاحظ الاحمرار اللي بدأ يلون وجهها والابتسامة الخفيفة اللي حاولت تحاربها , وبعد فترة قام وقال : عن إذنكم , نستئذن ..
مسكت العنود يد أزهار وقالت برجاء : جسوووووم خليها تنام عندنا ...
شهقت أمها وقالت : بنت ..
وضربتها الهنوف وهي تطالع فيها بتحذير , ابتسم جاسم وطالع في أزهار اللي التزمت الصمت وقال بعد لحظة صمت كانت أمه تقوله فيها إنه يطنش العنود : إذا تبغى تنام براحتها ..
رفعت أزهار راسها وطالعت فيه بصدمة , شافت التسلية في عيونه , تمنت للحظة إنها تقوله خلاص بأنام عندهم عناد فيه ليش رمى الكورة في ملعبها وهو يتحداها تقول إيوه وفي نفس الوقت يبغى يحرجها لأنه متأكد إنها حترفض , لمن تذكرت كيف خلى عمر ينام عندهم ليلتين وكله عشانها ابتسمت بخجل وهمست : مرة ثانية إن شاء الله ..
صرخت العنود وقالت : ويييييييييييييييي مهي قادرة تستغني عنه يووووووووووم ..
ضربتها الهنوف وضحكت البندري وهدى تقول : بنت استحي , هذي الحرمة السنعة , كيف تسيب زوجها لوحده ؟؟
تمنت أزهار لو تنشق الأرض وتبلعها من كثر الفشلة , قامت وهي تبعد خصلات شعر وهمية من جانب وجهها وتوجهت للشماعة عشان تاخذ عبايتها , شافته واقف وهو مبتسم وعيونه تحمل نظرات غريبة , رمته بنظرة تهديد ولبست عبايتها وسلمت على البنات وهدى وهي توصيهم على البندري اللي كانت دموعها المنهمرة تدل على حزنها إنها بتروح عنها , دنقت وهمس : وعد أجي يوم مخصوص عشانك , خليك قوية وتذكري ما أحب الله عبدا إلا ابتلاه ..
ولمن سلمت عليها همست البندري : كيف ربي يحب وحده زيي ..
مسدت على شعرها وهمست : ولا يقنط من روح الله إلا القوم الكافرون يا بندري ..
وخرجت والعنود والهنوف يرافقونها لحد الباب الخارجي , لمن صكت باب السيارة سأل بهدوء بدون مايحرك السيارة : ليش مانمتي عندهم ؟؟
لفت عليه والتزمت الصمت , كان يطالعها وهو مو شايف شي من غطاها الثقيل , لمن شافته مصمم إنه مايتحرك قبل ماتجاوب سؤاله الغريب قالت بغيض : هذا سؤال إمتحان ولا إيه , يعني لازم أدرس الإجابة قبل وأقولك إجابة دبلوماسية ولا أقول الإجابة اللي في بالي على طول ..
قال بهدوء : اللي في بالك ..
عقدت يدينها قدام صدرها وقالت : لا تعليق , هذا اللي في بالي ..
استغرب جوابها , هز أكتافه وحرك السيارة بصمت ..
*****************************
مساء , الساعة 8.30 بعد صلاة العشاء :
بعد خروجهم من المستشفى :
: اش به عمي أحمد مايحط عينه في عيني ؟؟ أحسه قاعد يتجنبني ..
ابتسم عبد الكريم بتردد لعدنان وهو يتذكر كلام أحمد له , كان أحمد يقوله الموضوع وهو مستحي منه , قال : لأنه مو قادر يقول لك إنه ولد عم العنود عبد الإله متكلم عليها عن طريق الحريم وعمك ما كان عنده خبر لمن أعطاني موافقته على خطبتك ..
سكت للحظة يبغى يستوعب الموضوع بعدين زفر براحة ودنق راسه ورجع رفعه و قال : قدر الله و ما شاء فعل , الله يقدم لهم اللي فيه الخير ..
طالع فيه عبد الكريم بتردد وسأل : يعني خلاص ماتبغاها ؟؟..
ابتسم عدنان وقال : الحكاية مو كذا , أنا أجلت الموضوع لأسباب و صليت استخارة والخيرة فيما اختاره الله ..
ابتسم عبد الكريم وقال : ونعم بالله , الله يعوضك يا ولدي..
وغير الموضوع اللي وجعه بسرعه وهو يكمل : المهم أبغاك تأكد حجزكم على بكرة بعد العصر للرياض وأنا خلاص أكدت حجزي لـ سكوتهولم بعد الفجر إن شاء الله , عندي اجتماع طارئ ..
وغمز له وهو يكمل : هذي فايدة بطاقة الفرسان , متى مابغيت تطير تطير ..
ابتسم عدنان وقال : الله يسهل لك ..
والتفت لماهر اللي قاعد يضرب آلة العصير وهو يقول : يالحراااااااامية طلعي العصير ولا رجعي ريالييييييييييي ..
وسامر غارق ضحك وهو يقول : قلتلك ريالك مهترئ ومابتعترف به الآلة ماسمعتني ..
سحب الريال اللي في يده ودخله الآلة , قال سامر : يالحرامييييييييييي ..
وتحاربوا على ضغط الزر وضغطوه مع بعض , دنق ماهر وسحب العلبة وهو مبتسم بانتصار اختفى وهو يقول بقرف : وعععععععععع , حليب بالفراولة ..
سحبه سامر وهو يقول : خخخخخخخخخخخخخخ , تستاهل , عشان تعرف السرقة حرام ..
ودخل المصاصة وشرب العصير بتلذذ وهو يحرك حواجبه لماهر اللي قال وهو يكشر بوجهه : الله يقرفك ..
: حمود ومحيميد ..
التفتوا لأبوهم وتحركوا له , ابتسم سامر لأبوه وأخوه وقال : أنا نفسي أعرف ليش ماسميتنا حمود ومحيميد مادام تنادينا بها طول الوقت ..
ذابت ابتسامة عدنان لمن شاف ماهر يلف بوجهه عنه وهو يتعداه , كان حاس بنفوره منه طول الوقت لكنه أقنع نفسه إنه يتوهم , لكن هالمرة كانت مؤكدة له إنه في شي في نفس ماهر عليه , خرج من شروده لمن حس بيد سامر على كتفه , التفت له وابتسم وهو يقول بهمس : البنت ولد عمها طلع متكلم عليها ..
انشرق سامر من شهقته اللي دخلت شويه من العصير في مجرى نفسه , لف أبوه وقال : بسم الله ..
لف ماهر اللي كان متقدمهم كلهم وقال وهو مكمل مشيه وحاط يدينه حولين فمه : أحســــــــن ...
ومن وسط كحكحته ضربه عدنان على ظهره ضربه خلته يلتفت له وهو يقول بعيون مدمعه : هديت عظامييييييييييي ..
قهقه عدنان وقال : والله ضربتك بشويش ..
حك ظهره وقال : ماشاء الله , ما أبغى أحسدك ..
وكملوا مشيهم للسيارة المركونه في المواقف , طالع في عدنان وسأل بعد صمت : مين ؟؟
ابتسم عدنان وقال : عبد الإله ..
قطب سامر حواجبه وسأل : وطيب ؟؟..
ضحك عدنان وقال : وطيب !! الزواج قسمة ونصيب ..
وحط يده على كتفه وقال بتسلية : المهم رجعت الأعزب المثالي ..
تأمل سامر عيونه وضحك وهو يقول : الله يقطع شرك , هذا اللي جا في بالك ..
كان فعلا يحس براحة عجيبة إن الموضوع انتهى , أخيرا خرجت العنود من حياته ومن حياة أخوه , أخيرا بيرجع لاستقراره النفسي اللي فقده لفترة طويلة ..
↚
يوم الاثنين 14 / 6 / 1427 هـ :
الساعة 1 ظهرا :
فيلا أحمد :
لأول مرة في حياتها تحس بحرارة في جسمها كله من كثر الخجل , رصت يدينها المرتجفة على الصينية ودخلت المجلس وهي تقول بمرح : السلام عليكم ..
وأول ماوقع بصرها على حنان رجع قلبها يخفق بقوة , حطت الصينية ومسكت الثلاجة وصبت القهوة وناولتها لأمها بصمت , باشرت على كل الموجودين وجلست جنب سحر بهدوء , قالت أزهار : خير عنيدي , اش عندك مؤدبة ؟؟
لفت عليها بارتباك وقالت وهي تشوف نظرات سحر : ها , ولا شي , يعني اش تبغيني أسوي , أتحزم وأرقص ..
ضحكت سحر وقالت : لا بس هادية بزيادة , مو على طبيعتك ..
بان الإرتباك في صوتها وهي تقول : مين قال ؟؟ أنا زي ما أنا ..
الكل لاحظ هدوءها , كانت غارقة في أفكارها و هي مهي عارفة كيف تتصرف قدامهم من بعد ماقرأت الرسالة وكانت ذاكرها غصب عنها تسترجع نظرة عدنان الأخيرة لها وتحاول تلقى أسباب بها وأسباب بسفرهم المفاجئ الغير متوقع , سحر حست بها عشان كذا جلست تهرجها عن أشياء مختلفة وهي تتبادل الآراء مع أزهار ..
: maaaaaaaaaam wher are you ??
ضحكوا كلهم لمن لفت سلافة بوزها وهي تكش بيدينها علامة القرف ورجعت تمسح شعر مومو وهي تقلده بتريقة , قالت سحر : أختي ماتكره لكنها لا كرهت الله يعيييييييييين اللي تكرهه ..
جاتهم هدى وأشرت للبنات يقومون يفرشون السفر عشان الغدا , قامت سحر معاهم رغم رجاء هدى لها إنها ترتاح , أشرفوا على فرش سفر الرجال وسفر الحريم , أبوها ذبح ذبيحة لعدنان وأخوانه قبل سفرهم ..
وبعد الغدا بشوية نادى عليهم أحمد وخبرهم إنهم يخرجون , وقفت أزهار جنب العنود وقالت لسحر بمحبة : إن شاء الله أتعرف عليك أكثر في المرات الجاية , مشكورة على الهدية الحلوة , ماششاء الله تجنــــــــن , حطيتها على طاولة الاستقبال , تسلم يدك ..
ضحكت سحر بحرج وقالت : الله يسلمك , والله كان ودي أتعرف عليك أكثر رغم إني أحس إني أعرفك من زماااااااااان من كثر ماتتكلم عنك العنود ..
ضحكت أزهار وقالت : أحرجتيني ..
ولفت على العنود وسلمت على خدها وهي تقول : شكرا ياعسل ..
لفت العنود وجهها وأشرت على خدها الثاني , باستها أزهار , مدت يدها وهي تأشر عليها , ضربتها أزهار ضحكت سحر وقالت : تراها ماتنعطى وجه ..
هزت أزهار راسها مؤيدة , شهقت عنود وقالت : تراب فيك وفيها ..
ضربتها أزهار باستنكار وقالت سحر : عادي , عادي متعـــودة دايما ..
جاتهم الهنوف اللي ودعت سلافة وسلمت على سحر وودعتها معاهم ..
زفرت العنود وقالت : يا خسارة , كان ودنا يجلسون أكثر ..
ابتسمت أزهار وقالت : إن شاء الله الجايات أكثر ..
لفت شهقت لمن شافت عبد الرزاق في وجهها , تخبت ورى العنود اللي قالت : هييييييييييييييي , على وين يابن الناس ؟؟ ناسي حرمة أخوك ..
رجع على ورى في نفس اللحظة اللي جا أبوه وجاسم , ابتسم وقال : نسيت إنه عندنا فرد جديد في العايلة ..
فرصع جاسم عيونه وقال بصدمة : شفت حرمتييييييييي ؟؟
وضربه بخفة وهو يقول : الناس تحمحم لمن تدخل , من دحين ورايح لازم تعلن عن دخولك ..
قال عبد الرزاق وهو يطلع جواله اللي يدق : مو مهم كلها tow monthوراجع فرنسا ..
زفر أبوه وقال وهو يدخل الفيلا : ما أدري متى تخلص من هالدراسة وتريحنا ؟؟ على كيفه إجازاته , ساعات يغيب شهور ومايطل حتى يوم وساعات يقعد بالشهور ..
صك عبد الرزاق الجوال وهو يشتم شتائم قذرة بالإنجليزي قبل مايقول : واحد غلطان ويسب ويقفل الخط , طول عمرهم الناس هنا همج , لا يمكن يتطورون ..
بعدين أشر على أبوه وهو يقول : مافهمت قصده , هو فرحان بقعدتي ولا متضايق ..
ضحك جاسم ودخل الفيلا مع أخوه لمن جاتهم الجوهر وقالت لهم الدرب سالك وهو يقول بتريقة : خلينا التطور للفرنسيين حقينك يالمتطور ..
ومد يده ولمس الكريستاله وقال : ياولد , ترى هالتعليقة تعليقة بنات ..
ابتسم عبد الرزاق وقال : هذي تذكار لي في فرنسا ..
رفع جاسم حاجبه وقال : تذكار من مين ؟؟
ضحك عبد الرزاق وقال : secreat ...
ولمن شاف البندري جالسة في الصالة مع أبوها وأمها والجوهرة , جمدت ملامحه وتحرك لغرفته وهو يقول بغيض : الـ **** هذي في , ماأقعد في نفس المكان اللي هي فيه ..
تبعه جاسم عشان يناقشه المناقشة الطويلة اللي كان وده يناقشها فيه من يوم قرأ رسالته اللي كانت ومازالت صاعقة نزلت على راسه , لكنها صاعقة أنقذتهم ..
*************************
المساء , في فيلا صالح :
مد يده وقبض على ذراعها بكل قوته ولفها وهو يقول بعصبية : تكلميييييييييي ..
لفت وجهها وقالت بتهرب : خلاص انتهى الموضوع , رفضتك و ما قالت لي السبب ..
هزها وهو يقول : كذابة , بتقولين لي ليش رفضتني العنود ولا لا ..
قالت وهي خايفة من عصبيته الغريبة : عبد الإله حرام عليك لك ساعة مصدع لي راسي بهالسؤال , والله مو ساعة , من أمس , قلت لك رفضتك وانتهينا ..
فلتها وقال : والله ثم والله لو ما قلتيلي السبب لا أروح لعمي وأخلي يجوزني إياها غصب ..
انفجرت بعصبية : ما تبغاك وانتهينا ..
: ريييييييييييييييييييييييي يييييم ..
كانت حاسة بقهره و ألمه وحيرته من رفض العنود وصدمته قدام عمها لمن قالت بصريح العبارة : إيوه .... كلمت العنود لكنها رفضت ...
حتى عمها أحمد انصدم برفض العنود وقال لعبد الإله إنه بيشوف الموضوع بنفسه لكن عبد الإله حلف على عمه ما يكلم العنود بعد رفضها , طالعت فيه بهدوء وبادلها نظرات متوسلة إنها تقوله السبب اللي هو متأكد إنها تعرفه , زفرت وهمست : سامحني , والله ما أقدر أقول ..
حك حاجبه وسكت طويل بعدين قال بتفكير : يكون كلمتها أخت عدنان قبل وهي تبغى عدنان عشان كذا رفضتني ...
هزت ريم راسها وقالت : والله مو عشان كذا ..
قال برجاء : ريم ريحيني , تراني تعبت من كثر التفكير , اش ناقصني عشان ترفضني ..
وعدد على أصابيعه : ولد عمها عارفتني وعارفها وعارفة أهلي كللللللهم , وظيفة وعندي , أخاف ربي وأحافظ على صلواتي الحمد لله , ما أدخن , و ما تقولين قبيح عشان ترفضني عشان شكلي , اش السبب في رفضها ؟؟
زفرت وهي تفكر بعمق بعدين قالت : إذا قلت لك السبب ماعاد تصدع راسي بالموضوع وتحلف بالله ماتعلم أحد ولا تسألني أي سؤال ثاني ..
هز راسه بإيوه , قالت بحزم : إحلف ..
قال وهو يسحب نفس ويطلعه بضيق : والله ..
ترددت طويييييييييل بعدين همست : عشان في وحده ثانيه تحبك ..
هو ما كان متخيل في باله سبب لكن هالسبب صدمه بشدة , طاااااااالع فيها بعيون متسعة وقال وهو يأشر على نفسه : وحده ثانية تحبني ..
هزت راسها فصرخ بغيض : وعادي تقولينهااااااااااااااا ...
انتفضت وقالت : إنت اللي ....
قال بعصبية : كلمة الحب عندكم لعبة , خذني جيتك , يلا أبغى أحب فلان ولا لا أحسن أحب فلااااااااان ..
فتحت فمها تبغى تهديه وهي مصدومة من عصبيته لكنه صرخ : وحضرتها الأفندية اللي تحبني حبتني على أي أسااااااااااااااس , لا والشي اللي يقهر الثانية تطاوعها وترفضني عشان هالسبب ..
زفر ودق راسه بيده وهو يقول : صدق لا قالوا ناقصات عقل ..
وتحرك خارج من غرفتها وهو يقول بتوعد : شغلكم عندي إنت والفدائية الثانية .. شهقت بخوف وجريت له ومسكته من ذراعه وهي تقول : عبود استنى ..
سحب ذراعه وصرخ : سيبينيييييييييييييييييييي ي ..
ورماها بنظرات حاده وهو يقول : أنا أعرف شغلي مع العنود زين ...
وخرج وطبق باب الغرفة بكل قوته , حطت يدها على فمها وهي تصرخ بداخلها ~ ياربي أنا اش سويييييييييييت ؟؟ ياربي أتوسلك تجيب العواقب سليمة , عنوووووووووود سامحينييييييييييييييييييي يي ~
↚
يوم الأربعاء 16 / 6 / 1427 هـ :
الظهر في بيت الجده :
: ما أبغى أناقش هالموضوع خلااااااااااااص ..
: بالطيب بالغصب بتاخذين عبد الإله ..
فتحت العنود عيونها على اتساعها وهي تقول : مجنووووووووووووووونة , والله شوفيني حلفت ما آخذه لو يقولون لي مسألة حياة أو موت , وأصلا قلت لريم قوليله لا يتقدم لأني رافضته ..
شهقت وصرخت باستنكار : ليييييييييييييييييييييييي ه ؟؟
تأملتها العنود بصمت وبعدين ابتسمت وحطت يدها على كتفها وهي تقول : سفسف قلبي , رفضته وخلاص , انتي ليش زعلانه وإلا تبغيني آخذه ؟؟ ..
قالت سفانه وهي تداري دموعها اللي ما تحب تنزلها قدام أحد : لأنك متأكدة إنك رفضتيه عشاني , تراني قلت لك ..
ابتسمت العنود وقالت تقاطعها : شوفي استخرت ودعيت في السجود و دعييييييييت من قلبي في الروضة إن الله يقدم اللي فيه الخير لي ولك في موضوع عبد الإله وأنا مؤمنه إنه ربي ما بيرد يديني صفر , حبيبتي انتي مو قلتي الموضوع قسمة ونصييييييييييب , خلاص , ترى مكتوب من كنا في بطون أمهاتنا كل شي , يعني يمكن أتزوجه ويمكن أصير عانس على قولة جوهرة , اش درااااااااك ؟؟ ..
زفرت وقالت : والله ماأدري عنك , تراني ما أحبه , مافي شي اسمه حب و ..
لفت عليها العنود وقاطعتها وهي تضغط بإبهامها موضع قلب سفانه : اللي هنا قلب , يعني لازم في شي اسمه حب , لازم في مشاعر إحنا محنا آلات والحب مو حرام ..
وكملت تأكد : الحب الحلال طبعا هو اللي مو حرام , انتي ما فسقتي يوم حسيتي بمشاعر لعبد الإله , يعني إنت ساكته وكاتمه هالموضوع بداخلك , ماحبيتيه عشان وسامته , ما حاولت تلمحين له ولا تلينين القول معاه ولا سبلت عيونك له ولا أغريتيه بشي وما فكرت توصلين له بطريق حرام ولا ارتكبت أي حرام وعللتيه باسم الحب , بالعكس إنت مستعدة تتجاهلين مشاعرك إذا في هذا راحته , بعدين إذا تزوج غيرك مابتنوحين عليه , ووإذا تقدم لك واحد طيب غيره أنا متأكدة مليوووون إنك مابترفضينه باسم الحب , يعني هالمشاعر مي حراااااااام ولا تقعدين تقولين لي مافي شي اسمه حب ..
وابتسمت لمن شافت وجه سفانة المتلون من الخجل وهي تتشاغل بترتيب الزينة اللي اشتروها عشان يركبونها في المجلس , حطت يدها على كتفها وقالت : سفانة أنا عارفة مشاعرك , والله حاسة بها , إحنا نمر أحيانا بهالتفاكير الغريبة , وصدقيني بتضحكين عليها يوم ..
لمعت عيون سفانة بالدموع وهي ترتب الصحون البلاستيكية وهي تهمس : أحس نفسي سخيفة ..
لفت العنود يدينها حولين بطنها وضمتها من ورى وسندت راسها بين أكتافها وهي تهمس : والله لو شفت واحد خلوق وحبوب واقف مع أبويه المسجون وأخويه الوحيد ويروح و يجي وهو يخدمنا بعيونه ويعامل أمي أحسن من معاملته لأمه بأحس نحوه بشي , كيف وهو ولد خالي وأقرب الناس لي ..
غطت سفانة وجهها وهمست بصوت مخنوق : عنود الله يخليك لا ترفضينه , هو يبغاك انت ..
غمضت العنود عيونها وهي تتذكر كلام ريم الجارح ذاك اليوم و همست : وأنا ما أبغاه ورفضته خلاص ..
وبعدت عنها ولفتها وقالت وهي تبعد يدينها : أقولك شي ما تعلمين عليه أحد ..
ومسحت دموع سفانة وهي تهمس : ماني متأكدة بس أظن أظظنننننننن إنه عدنان بيتقدم لي ..
صرخت سفانة بصدمة : كذاااااااااااااااااااابة ..
سكتتها العنود وهي تضحك و تقول : قلتلك أظن , ماني متأكدة خصوصا بعد سفرهم ما أدري اش الموضوع اللي صار بالضبط ..
شهقت وسألت بلهفة : وانت اش شعورك ؟؟ قصدي اش بيكون ردك ؟؟
ابتسمت العنود وقالت بتأكيد : ودي عايزه كلام , أكيد موافقة ..
صرخت سفانة وضربتها وهي تقول : ياقليلة الأدببببببببببببب , حطي نفسك خجلانه شوي ..
دخلت الهنوف وريم وهم يسألون : وينكم ؟؟
وسحبت الهنوف الزينة اللي على الطاولة وهي تقول : صدق ماعندكم إحساس ..
تأملت ريم نظراتهم المتبادلة وحست بقلبها بنعصر بداخلها على اللي صار قبل ساعات , شالت الصحون والكاسات وهي تقول بسرة عشان تلهي نفسها عن أفكارها : عمي جلال يقول ساعة ويخرجون من المستشفى , بسرعة لازم نخلص ..
شالت العنود صحون المعجنات وقالت بطفش : انشغلنا بالهرج , وي ..
وخرجت بعد ماغمزت لسفانة اللي كانت تأشر لها إنها ما تخرج عشان تسألها عن الموضوع ...
كانوا في حالة استنفار ناس راكبة على السلالم وتعلق الزينة وناس ترص الطاولات وتفرش السفر عليها وناس تنفخ بالونات , حطت الصحون وصرخت في ريناد اللي تجري ووراها جاسم وهم يطيرون البالونات المنفخة : بنــــــت , ولــــد يلا اطلعوا من هنا بسرعـــــــــة ..
ومسكتهم من أكتافهم وجرجرتهم وطردتهم برى المجلس وهي تقول : والله لو عتبتم العتبة ماأدخلكم الحفلة , يلا برااااااااااااااااااا ..
قالت الجوهر بغيض : خليهم , واش بيسون لك , قاعدين على راسك ..
قالت وهي ترجع عشان ترتب الأكل على الطاولة : مسوين إزعاج , وتعرفيني أنا ديني ودين البزران اللي يجرون في كل مكان ..
جابت ريم الطراطيع الكبيرة وقالت : ترانا مااشترينا إلا 3 هي اللي بقيت ..
سحبت العنود اثنين منها وقالت : وحده لي ووحده لسفانة , سفسف ..
ورمتها لسفانة اللي تلقتها وهي تقول : شكريااااااااااااااا ..
حست ريم بكل شي يدور بين العنود وسفانه يزيد عمق ألمها لأول مرة تلاحظ الترابط الشديد بين الثنتين , اعترضوا سمية والخنساء اللي قاعدين وسط بالونات كثيرة تعبوا من كثر ماينفخونها و قالت الهنوف اللي تناول اللصق لسمية اللي قاعده تلصق الزينة على الجدر : اش تبغون فيها ؟؟ قلبي يوقف قبل ما أقدر أطرطع وحده فيهم ..
قالت ريم وهي تناول لهم الصغار : فيه صغيره , خذوا , بنـــدر ..
ورمت وحده للبندري اللي جالسة تلصق البالونات اللي ينفخونها على الجدر بعد ماتشكلها 3 بالونات مع بعض , ابتسمت البندري وقالت وهي ترجع ترميها لها : ما أحبها ..
ولمن جات عينها على عهود اللي داخلة المجلس وهي شايلة أكياس العصيرات قطبت حواجبها ولفت وجهها بسرعة وهي تشغل نفسها بالبالونات , كانت تلومها بداخلها على اللي صار زي ما تلوم نفسها وتلوم عبد الرحمن , عبد الرحمن اللي من تضارب مع أبوه اختفى وما اتصل على أحد ولا فكر يتطمن على أبوه المريض , ~ أنا كيف انعميت وانخدعت به ؟؟ بكلامه المعسول و نظراته الرقيقة ورسايله الرومانسية , ما هو كل واحد كان ممكن يكذب عليه ويحلف إنه أنا الوحيدة اللي ملكت عليه قلبه , وإنه لمن يسمع صوتي يحس الدنيا ملكه وإنه مايقدر ينام لو ماسمعه وإنه يفكر في طول الوقت وإنه يشتاق لي وإنه وإنه وإنه , يمكن أنا صدقته لأنه ولد عمي , بندري لا تدورين لنفسك الأعذار , كان عندك عقل تفكرين به , منتي صغيرة عشان تقولين ضحك علي ذاك الوقت , الله يسامحك يا عهود ما كنت أفكر في الحب و خرابيطه قبل ما كنت تحكيني عن الشباب اللي تكلمينهم وقبل ما توريني الهدايا اللي يحطونها لك في المحلات عشان تاخذينها , يعني أنا كنت محتاجه كلمات الحب والنظرات المحمومة وعطر وساعة و سلسلة و دبدوب عشان أعرف إني إنسانه ممكن أنحب , كان ممكن أخاف ربي وأحترم نفسي وأقدر أهلي وأستنى ولد الحلال اللي بيسوي لي كل هالأشياء , ليش رميت نفسي هالرمية , ليييييييييييييييييش ؟؟ مستحيل أحس بطعم الحب الحقيقي , مستحيل أعيش مشاعري براحة وأمان بعد اللي صار , السعادة الوهمية اللي حسبت نفسي حصلت عليها لشهور معدوده خربت علي سعادة حياتي كلها وفوقها ........... ~ حست بدموعها تنهمر وهي تفكر بعقابها في الآخرة , ~ آخرتي , أنا زااانية , زاااااااااااانية , رحمتك يارب , رحمتك ياربـــــــــ ~ مسحت دموعها بسرعة ومسكت بالونات مختلفة الألوان وربطتها مع بعض وحطت لها لصق ولصقتها في الجدر ..
: والله ما تاكلين يالسعلية ..
: باأكلهاااااااااااااااااا ..
التفتت وشهقت لمن شافت العنود هاجمة على يد سفانة اللي سحبت منها ورق العنب اللي سرقته من الصحن , صرخت سفانة وضربت العنود ودفتها ورصت اصباعها هي تقول : يالخبلة عضيتي اصباعيييييييييييييييييييي ييييي ..
مضغت العنود ورق العنب وقالت بتريقة : أشوف ورق العنب زايد حلاه , هاتي أشوفه ..
رمتها سفانة بالخدادية وهي تقول : انقلعي , مابترقعينها يالهبلة ..
وهفهفت اصباعها ورصت عليه وهي تقول : والله عوتيني , حشى هذي كلابات مهي أسنان ..
شهقت العنود وصرخت : سمي بالــــــلــــه , قولي ماشاء الله ..
رفعت حاجبها بعناد وهي تقول : ماني قايلتها ..
جريت لها وهي تقول : تقولينا يالدبـــــــــ ..
صرخت سفانة وجريت وهي تقول : احلمييييييييييييييييييييي ..
ضحكت وهي تشوفهم يطاردون ورى بعض حولين الطاولة زي البزران , وعزمت بداخلها إنها تصير أقوى , هي صح غلطت وجالسة تدفع الثمن ويمكن تدفعه إلى آخر يوم في عمرها لكن هذا كله ما يهمها , المهم إنها تكون عند ربها تابت توبة نصوحة , قررت داخلها أخيرا إنها تمحي البندري القديمة , الحالمة اللي حاطة راسها في الأنترنت وحابسة نفسها عن العالم وعايشة في عالمها الخاص , قررت تخرج من قوقعتها اللي بنتها حول نفسها وتبعت في ظلماتها هوى نفسها والشيطان , الحياة ما وجدت للعب والحب وملأ الفراغ بأشياء تافهة ..
الموضة والمجلات وأخبار الممثلين والممثلات وفضائحهم , الكمبيوتر والمنتديات والشات وغيرها مهي الشيء اللي بيوصلها للجنة , مهي الشي اللي بيخليها تفتخر والرسول يناديها يوم القيامة أمتي أمتي , كانت تحمد ربها وتشكره اللي ماماتت ذاك اليوم وشالها عبد الرزاق للمستشفى , كان راحت لربها بصلاة متهاونة فيها وبذنوب كالجبااااااااااااااااال , نزلت عن الكنبة اللي كانت فوقها عشان تعلق البالونات وبعدت بسرعة عن سفانة المنطلقة ووراها العنود , قالت بحزم : هي إنت وهي بلا بزرنه زايده ..
اختلطت كلامها بصوت حمده اللي جات تمشي ببطء وهي تتمايل وتستند على عكازها وهي تقول : الله لا يكثركم قولوا آمين , قاعدين تتطاردون زي المهابيل , اللي زيكم خلفوا 3 عيال وانتم قاعدين تتجارون يالمهبل إي والله يالمهبل ..
شهقت العنود وقالت وهي تفرد يدينها : أم صـــــالح , وحشتيني ..
وتفادت ضربة عصا جدتها اللي لوحت بها وهي تقول بعصبية : انقلعي عني , ما خبل بالبنات غيرك , متى تعقلين أبغى أفهم ؟؟ متى تعقلين ؟؟ ..
ضمت حمده غصب عنها وهي تقول : لمن يطلع للحمار قروووووون ..
قالت بعصبية وهي تبعدها عنها : والله لو طلع للحمار قرون ماعقلتي , قومي عن بس , قومييييييييييي ..
ضحكت مع الكل وهي تشوف مناوشات العنود المعتادة مع جدتها ..
↚
بعد صلاة العصر في الرياض :
وقف سيارته عند باب الفيلا ونزل , عدل قميصه المقلم اللي لابسه فوق فنيلة قطنية على البنطلون الجينز وتحرك للفيلا , وقبل مايدق الجرس وقفت سيارة عمه ونزلت منها , أول ماشاف ساقها اللي انزاحت عنها العباية وكشفت عن بياض بشرتها واللي زاد جمالها الصندل الأسود , بعد بصره بسرعة ورجع التفت لمن ميز صوتها وهي تقول للسواق : روح بقالة وجيب هذا مقاضي ..
حس بفوران دمه , أول ما التفتت شهقت وهي تقول : مااااااااااااهر ..
طاااااااالع فيها بحدة وقال بصوت بارد : مساء النور ست أروج , تفضلي قبلي ..
أول مافتحت باب الخارجي بمفتاحها ودخلت , تحركت للفيلا مسكها من معصمها وقال بعصبية : كم مرة قلتلك مافي ركوب مع السواق لوحدك ؟؟
لفت عليه وقالت بعصبية : جيت من بيت جده , تغديت عندها وجيت , مشوار خمس دقايق ..
قال ببرود وهو يرص معصمها : خلوة , هذا يعتبر خلوة , حتى لو دقيقة تعتبر خلوة ..
سحبت يدها اللي وجعتها وهي تقول : يعني ماتثق فيني ؟؟ بأخونك مع سواق ؟؟
صرخ فيها : غبية ولا تتغابيييييييييييين , الخلوة خلوة , السواق مو رجااااااااال , ماخلى رجل بإمرأة إلا والشيطان ثالثهماااااااااا ...
قالت ودموعها تتجمع في عيونها الواسعة الكحيلة : يعني تسافر هذي المدة كلها وتجي عشان تهاوشني وتحاسبني ؟؟
زفر وقال : لا تغيرين الموضوع , أنا جاي وأنا مشتاق لك وودي أرتاح وأفضفض لك وأتفاجأ إنك منتي مهتمة ولا بشي طلبته منك ..
وأشر على عبايتها اللي على الكتف وطرحتها اللي على شكل رمية ملكي وقال : ماقلتلك لا أشوف هالعباية مرة ثانية , ترى أنا لمن أشوف وحده في السوق بهالشكل أقول عليها صايعة ..
وكمل وهو يأشر على رجولها : و كم مرة قلتلك إلبسي شراب أسود ؟؟ لمن خرجتي شفت ساقك كلها ..
قالت وهي تنزع طرحتها بضيق : ما أعرف أتحرك بعباية الراس و ما أحب ألبس الشراب الأسود , مشوار , بعدين أنا رايحة بيت جدتي ليش ألبسه ..
تناثر شعرها المقصص على شكل شلال أسود فاحم تتخلله خصلات نارية زادتها جمال , قال بحزم وهو يتجاهل ضربات قلبه اللي خبرته مقدار اشتياقه لها : سحر وسلافة يلبسونه لو المشوار دقايق وماشفتهم يتذمرون زيك , بعدين إلبسي أي شراب مو شرط أسود أهم شي يسترك ..
لفت بوزها وقالت وهي تعقد يدينها قدام صدرها : سحر وسلافة , سحر وسلافة , تراك بهذلتني تتكلم عنهم كإنهم قديسات ..
رماها بنظرات حاده وهو يقول بتحذير : أريــــــج ..
رجعت الدموع لعيونها وهي تقول : حرام عليك تسوي فيني كذا وأنا اللي من أمس وأنا أترجاك تجي تزورني , لو دريت إنك بتقعد تخاصمني بهالشكل كان ماترجيتك ..
كانت دايما تستخدم معاه هالطريقة لأنها تعرف إنه مايقدر على دموعها , دعس على قلبه وقال بحزم : وهذاني جيت ويكون في علمك أنا اللي أقول ياليتني ماجيت ..
وتحرك خارج , ضربت الأرض برجلها وقالت بعصبية : والله كله من أهلك أنا عارفة إنهم يحرشونك عليه , أصلا من يومهم ماكانوا يبغوني ..
لف عليها وقال بصدمة : نــــعـــــم , اش قلتي ؟؟
قالت بعناد : اللي سمعته , إنت قاعد تسمع لتحريشهم وتجي تتهاوش معايا ..
طالع فيها ببرود وقال : مين فينا اللي يسمع التحريش ؟؟ هذا مو كلامك يا هانم , هذا كلام جديد أول مرة أسمعه ..
لفت وجهها وقالت ببرود : جديد ولا مو جديد , هذي الحقيقة , إنت من تسمع كلمة من أحد تروح تطبقها علي , إنت لمن أخذتني كنت عارف إني بهالشكل , ليش جاي دحين تبغى تغيرني ..
انفتح باب الفيلا وخرج منه صقر اللي تصنم متفاجئ من وجودهم , الأصوات لفتته لكن ماتوقعها منهم , نزل الدرجات البسيطة وقال بابتسامة : هلااااااااا والله , تو مانور البيت ..
وتوقف لمن حس بتكهرب الجو , سأل : اش فيه ؟؟
قالت أريج : شوف ما...
قاطعها ماهر بحزم : لا تدخلين أحد بيننا ..
قالت بعصبية : إلا , هذا أخوية , لازم يعرف الحصار اللي قاعد تسوي عليه , لا تسوين وسوي وافعلي ولا تفعلين ..
قال صقر بتحذير : أريـــــــج رخي صوتك واحترمي نفسك وانتي تكلمين زوجك ..
قالت بعناد : هذا زوووج , جاي بعد هالمدة كلها وقاعد يهاوشني عشان شراب وما أدري ايش , ما صارت ملكة , البنات متهنيات وأنا ..
قال ماهر بحزم وهو يحاول قد مايقدر يهدي فوران دمه اللي وصل لأقصى حد : أريج خلاص , قلتلك لا تدخلين أحد بيننا ..
كملت بعصبية : لا لازم أتكلم , ذيك المرة قفلت السماعة في وجهي وخاصمتني أسبوع عشان أخوك , يعني ذنبي إني خايفه عليك تلحقه وتصير مدمن ..
صرخ صقر باستنكار : بـــنــــت ...
اختلطت صرخته المستنكرة بماهر اللي صرخ وهو يحس بوجع قلبه يزيد : انتي طاااااااااااااااالق ..
صرخت بصدمة والتفت له صقر وهو يقول بصدمة : ماهر تعوذ من إبليـس ..
رماها بنظرات كره وهو يقول بعصبية : استحملت منك كثيييييييييير وسكت لأني أحبك , أخذتك وأنا عارف عيوبك لأني كان عندي أمل ينصلح حالك , حاربت الكلللللللللللل وأخذتك , اللي يحب يتغير عشان الإنسان اللي يحبه , حاولت فيك بشتى الطرق لكنك ماتفهميييييييييين , وسامر ...
وسحب نفس يهدي أعصابه عشان مايضربها وصرخ بقهر : قلتلك لاعاد تجيبين طاريه على لسااااااااااااانك ..
وضرب صدره وهو يقول : قلتلك إذا تحبيني من قلـــب تحبين توأمي ..
مسك صقر ذراعه وهو يقول : ماهر ..
سحب ماهر ذراعه ورمى الكيس اللي كان في يده على الأرض وخرج من الفيلا وهو يصك الباب بقووووووة ..
سمع صقر صوت إنسحاق الحصى تحت كفر السيارة اللي انطلقت بقوة , التفت لأريج الواقفة بصدمة وهمس : اش سويتي ؟؟ قلتلك مليووووووون مرة لا تسمعين لتحريش أمي , لا تسمعيييييييييييين ..
غطت وجهها وانهارت على الأرض تصيح , مسح صقر وجهه وهو يحاول يستوعب اللي صار قبل شوية , ماكان متخيل إنه ماهر اللي يموت على أريج يطلقها بهالسهولة , صح اللي اقلته كبير وهو مايعرف اللي كان بينهم قبل , لكن ماهر أعقل من إنه يطلقها في لحظة غضب ..
*****************************
جدة , بعد صلاة العصر بوقت :
في حوش البيت :
مسك أحمد يد صالح وقال : ترى البنات مسويات مفاجأة مهم راضين يقولون لك وأنا قلت أقولك عشان ما تنفجع ..
ضحك جلال وقال : ما فينا ترجع للمستشفى ثاني ..
ابتسم صالح ودخل , أشرت لهم الهنوف وهي واقفة عند مفاتيح النور , همست ريم للعنود : مو تحطينها في عين أبوية زي ذيك المرة مع سفانه في حفلتها ..
لفت العنود بوزها وضربتها بالإسطوانة الكرتونية وهي تقول : شششششششش ...
كان الممر شبه مظلم , ضغط أحمد يد أخوه ينبهه في نفس اللحظة اللي انفتحت الأنوار مع صوت طراطيع ناثرت شرايط ملونه فوقهم , انتفض جلال بفجعة خلت الكل يقهقه من قلب على نفضته , قال بعصبية : ليه ماقلتولي فيه طراطيع ؟؟
تقدمت أسماء معاها باقة ورد كبيرة , سلمت على يد صالح و راسه وهي تقول : حمد لله على السلامة خالو ..
شكرها ولف بصره عالكل وتقدم منها , كانت جالسة في طرف المجلس وهي مغطية وجهها بمسفعها , حط الباقة جنبها وحضنها بصمت , ضمته وهي تقول بصوت مخنوق من كثر البكى : يا حبيبي يا ولدي , الحمد لله على سلامتك ياصالح , يعل عيني ماتبكيك ..
بدأت دموع البنات تنزل بلا مقدمات , قالت سفانه وهي تمسح دموعها وتتلفت : منديل , منديل ..
وضحكت لمن شافتهم كلهم حايسين في دموعهم ويدورون على شي يمسحون به دموعهم , قالت وهي تضحك : يا مخص الدموع الزايدة , هو وحاضن أمه إحنا ليش نصيح ؟؟
مسحوا دموعهم وكل وحده فيهم تضحك على شكل الثانية ,
جلس صالح على جنب أمه على الكنبه اللي تكفي ثلاثة أفراد وجوا البنات بالتناوب يسلمون عليه وهم يتحمدون له بالسلامة , حضنته ريم وفتحت مناحة جديدة وبعد ما هديت جلست على يد الكنبه جنبه وهي حاطه يدها على كتفه بمحبة , عهود كانت أهدأ سلمت عليه وهي تتحمد له وراحت لمكانها , ولمن وصلت العنود جلست على الكنبه بينهم وضمته وهي تقول : حمد لله على السلامة يا أحلى عم في الدنيا ..
ضربها جلال وشدها مع شعرها يقومها وهو يقول : أصلا إنت ماعندك غير عمين , اش قصدك ؟؟
تأوهت بوجع وهي تقول : آآآآي فكني والله شعري يعورني , آآآآآآي آآآآي ..
فلت شعرها , طالعت فيه وقالت : ما قلت غير الحقيقة , عمي صالح أحـ....
وشردت لمن تقدم منها جلال يهوبها , زفر أحمد وقال : أموت وأعرف متى بتعقل هالبنت ..
تقدمت البندري بتردد لعمها , خفض بصره عنها ومد يده بصمت عشان ماأحد يحس بالموضوع , دنقت عليه وسلمت على راسه ويده ولمن رفعت نظرها لوجهه وشافته مايطالع فيها حضنته وهي تصييييييح بشكل فاجأ الكل وخلاهم يبكون مرة ثانية , تقطع قلبه على بنت أخوه وحط يده على راسها بصمت , صح شفقان عليها لكنه ما قدر , ما قدر يسامحها بداخله على اللي سوته , قومها أحمد وجلسها بعيد عنهم وهو يمسح على شعرها يهديها وجلست العنود وسفانه حولينها يسكتونها , دقايق وقوموا عمهم عشان يقطع الكيك , ابتسم وهو يشوف صورته على الكيكة ومكتوب تحتها ( الحمد لله على السلامة ...... بناتك , هنوفه , سفسف , عنيدي , بندر ) ..
قالت ريم بحماس : هذي هدية خاصة منهم ..
قالت حمده بضيق : قلتلهم لا تحطون صورته ما سمعوا , مو زين يقطع صورته , تفاولون على ولدي ...
ضحكت خولة وقالت : جده ما فيها شي , يعني لو قطع صورته بيصير شي ..
هزت يدها بضيق وضح لهم إن الموضوع مو عاجبها نهائيا , سمى صالح وقطع الكيكة والبنات يصفقون ويصرخون بحماس , قالت حمده : بسسسس , صمخ ..
قالت العنود بهمس وهي تمسك صحكنها وتحط فيه من الأكل : أي صمخ , دحين يجيك الصمخ زين يا جده ..
وطالعت في الإستريو اللي نقلوه للمجلس عشان يرقصون عليه بعد الحفلة وحركت حواجبها , ضحكت سفانة وقالت وهي تحط من كيك الفراولة اللي تعشقه : الله يقطع شرك لا تسمعك تتوعدينها والله تلعن سابع جدودك ..
صار الجو رجة وناس واقفة حولين الطاولة وناس جالسة على الكنب وناس على الأرض , حتى سارة بنت خولة وريناد بنت الجوهرة مسوين حلقه مع حمزة وعلي وجاسم أولاد جلال و معاهم صحونهم وكاسات العصير ..
دخل سالم ووقف عند عتبة المجلس مستحي وهو يقول : أمي العيال يقولون وين أكلهم ..
لفت عليه خولة وقالت وهي تصب كاسات العصير : دقيقة , دحين أعطيك الصحون ..
قال جلال وهو يأشر عليه : هي إنت متى تغطي ؟؟ خلاص طقيت الـ 15 ..
استحى سالم ولف وجهه عنه , شهقت العنود وهي تقول : إلا سويلم ما نستغني عنه ..
وافقتها ريم وقالت وهي تحرك شوكتها : لااااااااااا , وين بدري ؟؟ حرام عليكم تغطونه عني أموت ..
طالعت فيها حمده بحدة وقالت : إنت اسكتي يا الوصخة , حسان بالقوة خليناك تغطين عنه ..
قالت خوله باستنكار : ويييييييييين غطت عنه , هو صار يغطي عنها ويتجنبها ..
ضحك الكل عليها , تغيرت ملامحها من الخجل وهي تقول : أصلا إلى الآن مقهورة ليش خليتوني أغطي عنه ..
ولفت على الهنوف وقالت : لا تزعلين مني تراني إلا الآن أصيح ليش ماعاد أقابله وماعاد يوديني البقالة ..
قالت جدتها : يا بنت استحي تقولين هالكلام لمرته ..
قالت باعتراض : هذي الحقيقة , حسان صديقي ورفيق دربي ..
و لفت على عمتها نورة وقالت بغيض : ليش ما رضعتيني ؟؟
ضحكت نورة وقالت : مع مين ؟؟
حكت شعرها وقالت : صححححح , مع مين ؟؟
رجعت لفت على أمها اللي كانت جالسة في آخر المجلس بعبايتها وهي متنقبة وقالت بحسرة : برضو أمي ليش مارضعتي حسااااااااااان ؟؟ كان يمديك ترضعينه ..
ضحك الكل على خبالها لأنهم يعرفون إنها كانت تموت على حسان لدرجة كانت تتضارب وتلعب وتروح كل مكان معاه , 24 ساعة وهي في بيت عمتها ولمن صارت أولى متوسط غطوها عنه بالقوة , لأنها بلغت و صارت تلبس عباية وغطى , لمن خلصوا الأكل تعاونوا وشالوا الطاولات ونظفوا المكان , وقفت العنود وسط المجلس وابتسمت و قالت : إحم إحم ..
ولمن شافت الهنوف منشغلة بهرجة حماسية مع ريم قالت بصوت عالي : قلنا إحم إحم ..
جلسوا بأدب وهم يلتفتون لها , ابتسمت وقالت : بالنيابة عن جميع بنات العائلة تتحدث أحلاهم اللي هي أنا ..
وأشرت على نفسها وهي تنحني بطريقة مسرحية تستنى تصفيقهم , صفقوا أعمامها والبنات يقولون : بوووووووو بوووووووووووو ..
رفعت راسها وقالت بغيض : أنا ممثلتكم يالدبالية تقولون بووووووو ..
قالت سمية : منتي أحلانا ...
شهقت وقالت : ياسلاااااااااااااام , أنا أحلاكم غصب عنك ..
ولفت وجهها وقالت : بالنيابة عن كل الحلوااااااااااااااات , عشان ماتزعلون , تتكلم أحلاهم وتقول الحمد لله على سلامتك يا عمنا الغالي ..
وراحت للطاولة الصغيرة وسحبت كيس متوسط الحجم وتقدمت له وناولتها له وهي تقول : تراها بسيطة ومهي قد المقام لكن اللي في قلوبنا أكثر بس تعرف اللي في جيوبنا يا دوب يأكلنا العيش لآخر الشهر , تعرف ورانا بيت ورجال وعيال و ..
شدت سفانه شعرها وهي تقاطعها : خلاااااااااااااااص ....
فتح صالح الكيس كانت هديتهم عبارة عن ساعة و خاتم فضة وقلم فخم وتولة عوده , ابتسم وقال : الله يسعدكم , بزيادة هالهدية ..
: قدرك أكبر يا عم ..
: بسيطه مو على قد حبنا لك خالووو ..
: ما تشرح مقدار فرحتنا بسلامتك عمووووو ..
كان يستمع لعباراتهم بابتسامة سعيدة , راحت سفانة للاستريو وجهزت الشريط وهي تستنى إشارة سمية و الخنساء اللي مسويات مفاجأة للكل , طلت سمية وقالت : إبدأي ..
قالت خوله وهي تجلس جنبه : مسوين لك فقرات حفل ...
شغلت شريط الطيور المهاجرة , وعلى نغم : للااا للااا لللاااا للااا للااا لللاااااا ..
↚
دخلت ريناد وهي تنقز ووراها جاسم المتحمس وبعده علي اللي ضارب البوز وآخرهم سارة وكانوا كلهم ماسكين بلونتين يحركونها فوقهم ومعصمينهم مربوط عليها شرايط ملونه , كانت البلونات مكتوب عليها ( حبيبنا ) ( صالح ) , وقفوا اثنين قدام واثنين وراهم لمن بدأت الأنشودة : نحن الأطفال براءتنا هي أحلى مافي هذا الكون ........ وطفولتنا هي أغلى ما أهداه الله إلى الأبوين ..
وبدأو يسوون حركات استعراضيه وهم يوقفون ويقومون ويحركون البالونات كان الكل يصفق لهم بحماس وهم يضحكون على جاسم اللي وقف الرقصة وبدأ يضارب ريناد اللي ضربته ببالونتها بالغلط لمن كانت تدور ..
أشرت لهم سمية من ورى أسماء اللي تصورهم بالكاميرا إنهم يسكتون , ولمن شد شعرها صرخت الخنساء : ولد جسومووووو ..
و فرصعت عيونها بتهديد , رجع مكانه وكمل رقصه و ريناد جالسة على الأرض تصيح , بعد ما انتهت الأنشودة صكت أسماء الكاميرا تحت إلحاح العنود , وأول ما أشرت لها إن الكاميرا مقفولة راحت وجرت شعر جاسم وهي تقول : ماااااااالت عليك , يعني لازم كل جسوم متوحش ...
وضمت ريناد وصلحت لها شعرها اللي تفكت واحد من بكله بسبب قوة شدته وهي تهديها , صرخت سفانة : عنيدي انتبهي ..
لفت العنود وصرخت برعب أول ماشافته وهي تنط : جــــــــــده ....
وشردت لمن شافت عمها جلال جاي لها وهو يقول بعصبية : تضربينه قدامي , بتنضربين بتنضربين ..
شردت عند جدتها ونطت جنبها وضمتها وهي تقول بخوف : جده دااااااااااخله على الله ثم عليك ..
حطت جدتها يدها عليه ومنعته وهي تقول : دخلت علي , والله ما تضربها ..
أشر لها على لحيته وهو يقول : شغلك عندي بعدين يالدب ..
ضحكت وضمت جدتها وهي تقول بعناد : ولدك يستاهل ..
لفت عليها جدتها وضربتها وهي تقول : لمي لسانك , عيب عليك عمك ..
ضحك جلال وقال وهو يرجع مكانه : أححححححسن ..
كانت العنود واثقة إنه عمها جلال مو ماخذ عليها لأنه هو يحب مزحهم ويحب يمازحهم , يعاملهم كصديقات أكثر منهم بنات أخوانه , يحب جلستهم ويناقشهم في أمور كثيرة ..
أول ماشغلت ريم شريط الدق اللي جابته فزت العنود بحماس وهي تقول : أخيييييييييييييرا , ريمااااااان حطي يا دار ...
غطت حمده أذانيها وهي تقول : يالله داخلة عليك , بدينا الصمخ ووجع الراس ..
وقامت وأصرت تجلس في المجلس الثاني عشان تبعد عن صوت الدق , جلس معاها أولادها ونورة اللي تتكلم معاهم وعينها على البنات اللي يرقصون , حتى خولة والجوهرة قاموا يرقصون معاهم ..
ابتسم أحمد وهو يشوف العنود تربط طرحة على خصرها قبل ما تبدأ ترقص مصري وسط البنات اللي يضحكون على حركات الإغراء اللي تسويها عناد قدام الجوهرة اللي لفت بوزها مي عاجبتها الحركات , كان يشوف الحياة حلوة بعيونها المبتسمة دوم , وهو بينه وبين نفسه رغم محبته لكل بناته كان يتمنى للعنود الأفضل ~ معقول بتروح عني , خلاص انخطبتي يالعنود , يااااارب تسهل لها أمورها ~ انتبهت له العنود , أرسلته بوسه في الهوا وغمزت له وهي تهز أكتافها بدلع , ضحك ولف على أخوه صالح وهو يزفر بتوتر ..
**************************
الساعة 10 مساء في الرياض :
وقف سيارته عند الإستراحة وخرج وهو يصفق باب السيارة بقوة , دخل من بابها المفتوح وتحرك بخطوات قوية واثقة وهو ينقل بصره بين الشباب المتجمعين هنا وهناك , التفت للي أشر له من عند الباب الداخلي , سلم عليه وهو يقول : هلا ماجد , وينه ؟؟
أشر له ماجد على جوة وهو يمشي ويقول : ما أدري شفته مكتم وساكت قلت أتصل عليك أحسن لأني لمن قلت له أتصل على سامر حلف علي ما أتصل عليه ..
تبعه عدنان وهو حاس بضيق , كان حاس إنه فيه شي من رجعوا من المدينة وهو حاس بهالشعور , تجاوز مجموعة شباب متحلقين حولين بالوت وأصواتهم العالية مختلطة بقهقهاتهم , دخل للغرفة المنعزلة نوعا ما وقال أول ماشافه جالس على الكنب بصمت وهو مغطي وجهه وجواله على الطاولة قدامه , همس : ماهر ..
فز ماهر من مكانه وطالع فيه بحده وقال لماجد : قلت لك لا تتصل على أحد ..
انصدم عدنان إنه ماخاطبه ولا حتى طالع فيه , تراجع ماجد وقال : عاجبك شكلك ..
وقبل مايخرج تحرك ماهر وسحب جواله خارج من الغرفة مسكه عدنان بحزم وقال : بتقعد ونتفاهم بهدوء ولا نطلع مكان ثاني ..
سحب ذراعه من عدنان وقال : مابيني وبينك كلام ...
مسكه عدنان بيد وصك الباب اللي اختفى ماجد من قدامه وقال : مابتخرج قبل مانتفاهم ..
: فكنيييييييييييييييييييييي ييي ...
دفه ماهر بشكل مفاجئ خلى توازنه يختل لمن صدمت رجله بالكنبه وطاح عليها وطاح عقاله على الأرض وانزاح شماغه وهو يطالع فيه بعيون متسعة , ماهر المعصب تصنم في مكانه وهو مصدوم من طيحة عدنان , تسارعت أنفاس عدنان قبل مايقوم وهو يصرخ : يالكلللللللللللللللللللب ..
وضربه بكل قوته , ماهر تلقى الضربه على ذراعه وطاح على الأرض من قوة عدنان اللي يفوقه قوة , وقف عدنان قدامه وصرخ : إذا عندك شي تكلـــــم , لاتقعد تسوي فيني كذااااااااااااااا ..
صرخ فيه ماهر : طول عمرك تحب سامر وتدور مصلحته ودحيييييييييين تتخلى عنه وتخطب العنود , تخطبها ليييييييييييييه ؟؟
تغيرت ملامح عدنان المعصبة وتحولت لذهول وهو يقول بهمس : هذا كله عشان العنود ..
قام ماهر وقال بعصبية : إنت عارف إنه سامر وده فيها , وإنت بنفسك قلت ماتبغاها , إنت أعطيته الغرين لاين وخليته يفكر فيها وبعد كذا تخطبها وبكل بساطة تجي تكلمه في الموضوع ..
سحب عدنان أنفاسه وقال بحزم : أنا قلت له لو يبغاها أحل الإشكال ..
صرخ فيه : اش كنت تبغاه يقوووووووووووووووووووول ؟؟
مسكه عدنان من تلابيبه ولصق أنفه في أنف ماهر وقال بصوت مخيف : ياترخي صوتك وتخاطبني باحترام يا أرجع أربيك ..
على كثر العصبية اللي كان فيها كان عارف إنه لو تمادى أكثر من كذا ممكن ينفرم تحت يدين عدنان , طاااااااااالع فيه بحدة , فلته عدنان وقال بحزم : سامر رجال ومايحتاج أحد يتكلم عنه , أنا كلمته كلمة رجاااااااااال , وفوق هذا إحنا أخوان , مابيننا حواجز , أنا إنسان صريح , ناقشته وفهمته كل شي , ولو ماهو موافق ماكان بارك لي , صح سامر تغير من بعد الحادثة اللي صارت له لكنه مازال قوي الشخصية , ماتوصل به السلبية لهالدرجة ؟؟ البنت وخطبها أبوية لي بدون علمي وزكنت عليه هو وعمي أحمد إنهم مايتكلمون في الموضوع قبل ما أعطيهم خبر , كله لأني كنت بأناقش سامر , وأنا ماناقشته عشان شي ..
زفر وتحرك ورفع شماغه وعقاله ولبسها وهو يقول : في موضوع خاص وكبير ما أقدر أقوله , وكنت عازم لو سامر يبغاها إني أناقشه في هالموضوع بعد ما أتحرى فيه , لكن لمن أكد لي إنه مايبغاها مشيت الموضوع وماحبيت أفتح مواضيع مالها داعي ..
وثبت عقاله ورفع الشماغ وعدله وهو يقول : مشكلتي إني من خوفي عليكم صرت أدور على مشاكلكم عشان أحلها ..
ولف عليه وقال ببرود : بعدين أريحك , البنت تقدم لها عبد الإله وانتهى الموضوع وسامر عارف كمان بهالشي ..
طالع فيه ماهر بصدمة , ابتسم عدنان له وقال بصوت قوي يحمل نبرة حزينة : عارف إنه سامر توأمك وتحبه أكثر من أي شخص ثاني لكني أخوك الكبير ..
وتحرك خارج من الغرفة , تحرك ماهر ومسكه من ذراعه وهو يهمس : عدنان ليه ما علمتني ..
سحب عدنان ذراعه وقال بعتاب : كنت متأكد إنه سامر بيكلمك , المهم إنك فهمت الموضوع , لو صارحتني زي ماصارحت سامر بالموضوع كان ماجلست أيام وليالي حاقد علي وإنت تطالعني بهالنظرات ..
وقبل مايخرج قال له ماهر : عدنان والله ماقصدت إني أتطاول عليك بهالطريقة , أنا متوتر وأعصابي ثايرة من أشياء كثيرة ..
مالف عليه عدنان وهو يقول : أنا دايما أقولك لو عندك شي تعال وصارحني , ودحين ماتغير شي , إذا في شي مضايقك تعال وصارحني بتلقاني مستمع جيد ..
زفر ماهر وقال : طلقت أريج ..
التفت عدنان له بصدمة وصرخ : إيييييييييييييييييش ؟؟
لف ماهر وجهه وقال : عصبت و طلقتها قدام صقر ..
أشر له عدنان لخارج الغرفة وهو يزفر بضيق و قال : تحرك , نتكلم على إنفراد , ريحة الدخان والشيشة كتمت أنفاسي هنا ..
سحب ماهر جواله وتحرك ووراه عدنان , أشر لهم ماجد مودع , أشر عدنان على راسه شكر وقال ماهر : أوريييييييييك ياللعيييييييييييييييين ..
دفه عدنان من ظهره وهو يقول : لا تلعن ..
↚
بعد مرور أقل من شهرين :
يوم الثلاثاء 12 / 8 / 1427 هـ :
الساعة 10 الصباح :
: اشششششششش , نايم مو داري عن شي , تعالي ..
همست أحلام وهي تدق هاله : مشاعل بتودينا في داهية ..
همست هاله : اشششش , امشي زي ماتقول ..
تعدت مشاعل من المجلس اللي نايم فيه بندر وهي تمشي على أطراف أصابيعها وراحت للمجلس الثاني وأشرت لهم يتبعونها , مشيوا بهدوء وهم رافعين تنانيرهم عشان ماتطلع صوت , وأول ما زفر بندر وانقلب على الجهة الثانية جريوا للمجلس واندسوا ورى مشاعل , كتمت مشاعل ضحكها وهمست : يالخوافات ..
وتحركت لدولاب التلفزيون وفتحته وخرجت البلاي استيشن وركبت أسلاكه باقل ضجة ممكنة , ماكان موجود إلا شريط الدوري الأروبي , تربعت مشاعل على الأرض وهي ماسكة اليد بعد مارخت الصوت وناولت اليد الثانية لهاله وهي تقول : اختاري أنا ما أعرف أختار ..
مسكت هاله اليد الرئيسية وقالت : أنا باخذ ريال مدريد ..
قطبت مشاعل حواجبها وقالت : واش هذا ؟؟
قالت بخبث مستغلة ضحالة معلومات مشاعل عن الكورة : فريق مغمور ..
ولمن جات أحلام بتصحح لها رمتها هاله بنظرة تحذير وهي تكمل : شوفي هذا ليون فرنساوي شكله قوي ..
قالت وهي تأشر : أبغى برشلونه أسمعهم دايم ..
قاطعتها : لااااااااا , هذا برضو فريق مغمور , خذي اللي قلت لك عليه ..
وبعد تشكل الفرق اللي مافهمت مشاعل فيه شي بدأوا اللعبة , خلال 5 دقايق كانت هاله مسجلة 4 أهداف , لمن سجلت الهدف الرابع صرخت : جوووووووووو ..
وخفت صوتها لمن حسوا بأحد وراهم , شي غطى النور اللي كان جاي من وراهم , التفتوا وتصنموا لمن شافوه واقف وهو حاد يدينه على خصره , حمحمت مشاعل ورمت اليد على أحلام و قامت وهي تقول : قلتلكم الولد نايم ماسمعتم ..
طالعوا فيها بصدمة , تحركت بسرعة وخرجت , صرخ بندر : برااااااااااااااا ..
نطوا من مكانهم وانطلقوا جاريين , لقيوها في الغرفة حقتهم مايته ضحك عليهم وهي تقول : يا مطرودييييييييييييين ...
نقزوا عليها الثنتين يضربونها وهم مقهورين من منها لأنها هي اللي زنت على روسهم تبغى تلعب من كثر طفشها ..
شوية دخلت عليهم أمهم وخبرتهم إنه لمى جات , لفت هاله بوزها وقالت : يالنحااااااااسة , عسى مهي جايبة خطيب غير اللي جابته أول ..
توترت مشاعل أول ماتذكرت الرجال المتزوج أبو 4 عيال واللي يبغاها زوجة ثانية له , رفضته بحزم دخلها في مشاكل مع عبد الله , كانت مصرة إنها ماتقبل بأي واحد , مو عشان هي مطلقة يبغون يزوجونها أي أحد , هي مازالت بكر وتسأل عن رأيها , قامت وقالت بمرح : تعالي خلينا نشوف اش عندها من صباح الله خير ؟؟
قالت أحلام : اش عندها غير الغيبة والنميـ ...
صكوا فمها وهاله تقول : يا طول لسانك طولاااااااه , إحنا كبار نحش زي مانبغى , انتي صغيرونه , ماينفع تحشين سامعه ..
ضربتها مشاعل وقالت : يلعن أبوه من تعليم , حلوة حلال على الكبار حرام عى الصغار ..
ولفت على أحلام وقالت : أحلام حبيبتي كل شي تقوله لك هالو دخليه من إذن وخرجيه من ....
دفتها أحلام وهي تقول : هيييييييييي لاتحرشينها ..
شهقت مشاعل وقالت : أنا أكبر منك تدفنيي كذا ..
ونشبوا في بعض وأحلام تضحك عليهم , كانت تحس أخيرا إنهم بدأوا يعيشون , صح مازال طلاق مشاعل يجثم على البيت لكن خدته خفت أكثر من أول , حتى مشاعل نفسها بدأت تتعافى من جروحها ..
************************
بعد صلاة العشاء :
في الشقة :
: من جــــــــــــــــد ؟؟
نزل راسه وهمس : توه عمي أبو صلا ....
صرخت بحماس : ألف مبروووووووووووووووووووووو ووووووووك ..
وصرخت مرة ثانية وهي تنط بفرح ورمت نفسها عليه تضمه وهي تقول : والله لو أعرف أغطرف كان غطرفت ..
واختنق صوتها وهي تقول : ولدي أخيرا بيتزوج ..
وبعدت عنه وغطت وجهها وهي تصييييح من شدة الفرحة , قال بتوتر : زهرة ..
بعدت يدينها ومسحت دموعها وهي تقول : أخيرا تحققت أمنيتي ..
ورجعت تصيح وهي تقول : اللهم لك الحمد والشكر ..
قال بمزح وهو يتحرك لباب الشقة : خلاص أروح أقوله أجل الزواج عشان أختي تصيح ماتبـ ...
قاطعته وهي تمسكه : وييييييييييييين ؟؟ أنا ماحسبت ..
ضحك وقال : خبله , ما توقعت تصيحين بهالشكل ..
قالت باستنكار : من كثر فرحتيييييييييييييي ..
وطااااالعت فيه وغطت فمها اللي بدأ يرتجف منذر بموجة بكاء ثانية , ضحك وقال بمزح : ترا بتخليني أبكي و ما حسامحك لو خليتيني أبكي قدامك ..
بلعت دموعها وسألته : متى بالضبط في شوال ؟؟
فتح يدينه و أشر لها بكل أصابيعه صرخت : 10 شواااااااااااال , عمر يوم مولدك ..
ضحك وقال وهو يجلس : سبحان الله من غرابة القدر إنه صلاح أصر يحجز على هاليوم لأنه بيسافر بعدها لكندا عشان يكمل دراسته ..
ضربت جبهتها وقالت وهي تجلس جنبه على الكنبه : يعني كم بقي ؟؟
وبدأت تعد على أصابيعها , فزت وهي تقول : لازم نتحرك من دحين عشان نجهز البيت , مابقي على الجواز شي , شهرين إلا 3 أيام بالضبط ..
ضربها بقوة وسحبها يجلسها وهو يقول : آنا العريس ماعديتها ..
وحط يده على بطنه وهو يقول : الله يخس عدوك مغصتي بطني ..
ضحكت من قلبها وقالت بدلع : أبووو عبد اللــــه ..
دفها بعيد عنه وهو يضغط على بطنه وقال : روحي عني , ماني ناقصك ..
ساد صمت مفاجئ وكل واحد يطالع في الثاني , ابتسم وقال : لو كتب ربي وتم كل شي بيكون ما مر على وفاتهم سنة وكل منا راح لحال سبيله ..
حاولت تسيطر على مشاعرها اللي بدأت تتفلت وترسم الحزن على وجهها , رسمت ابتسامة بأسرع وقت تمالكت فيه مشاعرها وقالت : هذي الدنيا ..
غمض عيونه وهمس : سامحيني ..
وفتحها وقال بتردد : ما قصدت أقولها بهالطريقة و ..
ضحكت وقالت تغير الموضوع : حتى أنا عندي مفاجأة ..
وحممممممر وجهها لمن طالع فيها بتمعن , غطت وجهها وهمست : أستحي ..
ضحك وقال وهو يضربها بخشونه : قولي اش عندك ؟؟
حكت كتفها وقالت باعتراض : لا تخلي النونو ياخذ فكرة إنه خاله متوحش ..
فتح عيونه على اتساعها لثانية قبل مايصرخ : حاااااااااااااااااااااااا اااااااااامل ...
انفجعت من صرخته الغير متوقعة , صرخ وهو يفز من جلسته : من جدك حامل ؟؟
حممممر وجهها وهي تهز راسها بإيوه , صرخ بانفعال : خاااااااااااااااال , الحمد لله أخيرا بأصير خاااااااااااااااااااااااا اااال ..
ونط بحماس خلاها تضحك عليه وهي تقول : عمور الله يفشل إبليسك بتزعج الجيران ..
لف عليها وصرخ بحماس : خبرين حلوين في يوم واحد ..
وجثى على الأرض وسجد سجود طويـــــل وصوت أنفاسه مسموع من شدتها , طالعت فيه وهي تقاوم دموعها , ولمن رفع وجهه شافت الدموع تقطر من لحيته شهقت بصدمة , لف عليها بسرعة ودفن وجهه في حضنها وهو يهمس بصوت مخنوق : ماحسامحك اللي خليتيني أبكي ..
ورص يدينه حولينها وهو يشهق من شدة بكاه , كان يبكي بكى هز جسده النحيل , لفت ذراعينها حولين راسه ودنقت عليه وضمته أكثر وهي تصيييييييييح من صوت بكاه اللي بدأ يعلى بشكل غريب , كانت لأول مرة تشوفه يبكي بهالطريقة , رفع راسه و ضمها لحضنه وهو مو قادر يوقف دموعه ~ ياليتكم فيه وتعرفون إنه أزهار حامل , أزهار حااااااااامل , يارب لك الحمد , يارب لك الحمد , عمير بأصير خال , أمنيتك اللي كنت تتمناها بتتحقق بفضل الله , عمر خلاص ذبحت أختك صياح , خلاص إهدى ~ بعد فترة مسح دموعه وهمس بصوت مخنوق : خلاص أزهار , لا تصيحين ..
ماتوقعت إنه بيفرح لهالدرجة بحملها , مسحت دموعها وبعدت عنه وضحكت وهي تقول من بين دموعها : بس أزمت النونو ..
ضحك وقال وهو يمسح وجهه : إلا النونو مانبغاه يتأزم ويقول خالي أزمني ..
وطالع في بطنها وهو يقول : الشهر الكم ؟؟
قالت بخجل : أظنه الشهر الأول ..
سأل : واش قال جاسم ؟؟
تغيرت ملامحها لثانية قبل ما تبتسم وهي تقول : لسه ما قلت له , إنت أول واحد يدري ..
صرخ بحماس : صــــــدق , وااااااااااااااو ...
ضحكت وقالت : من وين جايب الواااااااو هذي ؟؟
حك جبينه وقال : واحد من تلاميذي الله يصلحه أربع ساعة وعشرين وهو يقولها , لصقها في لساني ..
ضحكت وقالت : حللللللللوة أربع ساعة وعشرين ..
ضحك وقال : هذي كمان وحده من غلطاتهم واللي لصقت في لساني , مشكلة صاروا يأثرون فيه أكثر مما أأثر فيهم ..
ابتسمت وقالت : الله يصلحهم ويقويك ..
طالع فيها بفرح وسأل باستغراب : وكيف عرفت بالحمل من دون ما يدري جاسم ؟؟
ضحكت وقالت : الصيدليات ما خلت جهاز كشف ما جابته , اشتريته أمس لمن كنت في المستشفى مع ماما و العنود ..
وقالت تغير الموضوع وهي تتذكر حال العنود : ها مستعد تؤم المصلين صلاة التراويح في مسجد عمار الله يرحمه إذا ربي أحيانا ..
زفر وقال : ما أدري إلى الآن ما رديت لهم ..
قامت وقالت : الله يقدم لك اللي فيه الخير ..
: هيييييييييييييييي , وين رايحة ؟؟
التفتت له بحيرة وهي تقول : أسوي العشاء ..
شهق وقال : وفي بطنك نونوووووووووووو , لا والله ..
ضحكت وقالت : ويعني , ماني في الشهر التاسع ..
ضرب صدره وقال : عشا الليلة على حسابي من المطعم اللي تأشر عليه أم ...
قالت بسرعة : عمار إن شاء الله ........ إذا وافق أبو الولد ..
وابتسمت وقالت : أم عمار ..
طالع فيها و ابتسم وقال : وإذا بنت ؟؟
همست : ما فكرت لسه , بس اللي يجيبه ربي فيه الخير إن شاء الله ..
↚
في فيلا أحمد :
هزت الهنوف أختها وهي تقول : عنيدي قومي ..
زفرت العنود وقالت وهي تشد لحافها : ماني نايمة عشان أقوم ..
مسحت الهنوف شعرها وقالت : عنود حبيبي قومي الله يخليك تعشي معانا , كلنا مجتمعين على السفرة , والله واحشنا خبالك ..
انفتح باب الغرفة ودخلت البندري وقالت : أبوية يسأل وينكم ..
زفرت الهنوف وقامت عن السرير وقالت : شوفيها ما تبغى تتحرك , سبحان مغير الأحوال , إنت صرتي العنود و العنود صارت البندري , تتبادلون مواقع إنتم ..
ضحكت البندري وقالت وهي تجلس على سرير العنود : خليها علي ..
خرجت الهنوف وقالت : عائلة غريبة والله ..
ابتسمت البندري وقالت بمزح : أكيد متضايقه عشان بأتزوج قبلك وتفتقديني , بأروح وتفضى عليك الغرفة ..
قامت العنود وقالت وهي تبعد لحافها بضيق : من زينك عشان أفتقدك , بعدين لا تفرحين كلها كم شهر ولاحقتك ..
ونزلت عن سريرها ودخلت الحمام وصكت الباب بقوة , قامت البندري وراحت لباب الحمام وسندت جبينها عليه وهي تحس بقلبها يتقطع وصوت بكى العنود المكتوم يوصل لها ..
قالت برجاء : عنود الله يخليك إذا لي معزة تخرجين وتتعشين معانا , كلها أسبوعين وأروح عنكم ..
انفتح الباب وخرجت منه العنود وتحركت بصمت وخرجت من الغرفة , تبعتها البندري وهي تتأملها بمحبة , ليش ماحست بمقدار حبها لعائلتها إلا بعد ماخانتهم ؟؟ ابتسم أحمد أول ماشافهم وقال : هلا , هلا والله بأميراتي ..
سلمت العنود بهدوء وجلست بصمت , ضربتها أمها بخفة وهي تقول بحزم : إذا بتمدين بوزك كذا ما أبغى أشوفك ..
كانت معلنة عليهم كلهم الحرب بعد اللي صار , عقدت يدينها قدام صدرها وهي عازمة ماتنهي حربها الباردة , ضحك جاسم وقال : أموووووووت وأعرف إلى متى بتستمر على صمتها وحربها هذه , بس الصرااااااااحة حرب جدا مريحة , افتكينا من صدعتها ولسانها اللي ياطوله ..
طنشته وهي تمد يدها للعيش وتغمسه في القشطة والمربي , قال وهو يدقها : تصدقين عنيدي , اكتشفت إنك قوية إرادة , يعني على كثر ثرثرتك ماشاء الله هالمدة كلها وماتكلمتي ولا غيرتي حربك , أحي فيك هالإرادة الحديدية بسسسسسسسس , ترى حربك هذي ماحتوديك لمكان ومابتضرين إلا نفسك ..
أشر له أبوه إنه يسيبها , وقالت أمه : خله يأدبها , باطة كبدي بط ..
طالعت فيهم بصمت وهي تدخل لقمة كبيرة في فمها اللي بالقوة تحركه من كبر اللقم , قهقهت البندري وقالت : الله يقطع شرك عنيدي خلاااااااااااااص ..
تحركت للمطبخ ورجعت ومعاها علبة عصير , كانوا يعرفونها تكره شي اسمه شاهي , صبت لنفسها كاسة وشربتها ورجعت تكمل أكلها , كملوا هروجهم وضحكهم وهي تطالع فيهم بصمت , وبعد ماانتهى العشا زفر أبوها وقام وقال : تعالي معايا ياعنود ..
مسحت فمها وتبعته بصمت , دخل غرفة المكتب وأشر لها تجلس على الكنبه وهو يقف الباب وراه , جلس جنبها وقال : عنيدي ..
تجمعت الدموع في عيونها , كان ودها تضمه تقوله هلا من أعماقها لكنها حلفت تعلن عليهم الحرب البارده , حط يده على راسها وقال : إنت عارفه إن الموضوع مو بيدي ..
نزلت دموعها على خدودها وهي تصرخ بداخلها ~ إلا بيدك , إلا بيدك ~ همس : عمك أصر يجوزهم في هالوقت وإنت ..
فتحت فمها تكلمه لأول مرة من بدأت حربها وقاطعته وهي تقول بصوت مخنوق : أبويه حرام عليكم ترمون البندري هالرمية , يعني الكلب الحيوان عبد الرحمن يختفي من يوم وجع عمي ويطلع فجأة ويقول الجواز بعد أقل من شهر وتوافقوووووووون , كلكم وافقتم , مافي أحد اعترض وقال لا بنتنا من حقها تجهز نفسها من حقها تكمل دراستها من حقها ...
واختنق صوتها وزاد صياحها وهي تقول : مو كافي بتروح أمريكا من بعد زواجها , تاخذونها مني فجأة وتطيرونها آخر الدنيا والله حرام , بكل برود تقولي معليش أختك بتتزوج بعد 21 يوووووووووووم ..
ضمها وهو يضحك ويقول : اش فرقت ؟؟ مو هي بتتزوج بتتزوج ؟؟
مسحت دموعها وهي تشهق وتقول : بس مو فجأة , أبويه الله يخليييييييييييك قولهم يأخرون الجواااااااااااااااااز , ما أبغاها تروووووووح , أبويه الله يخلييييييييييك ..
زفر وهو مهو عارف اش ممكن يسوي مع هالبنت العجيبة , معلنة الحرب عليهم من أسبوع ليش قالولها زواج البندري تحدد , سوت اعتصام في البيت وماخرجت طول هالأسبوع من غرفتها إلا وقت الأكل كله عشان تبين لهم اعتراضها على الزواج المفاجئ , بدأ يلقي عليها محاضرة طويلة عن الحياة وإنها كذا كلها مفاجأت وأشياء ماتخطر على البال وإن الإنسان لازم يتقبل قدره بصدر رحب ..
رفع وجهها بعد ما أنهى محاضرته وقال : وإذا قلت لك إني مستعد أوديك لها متى مابغيتي ..
قالت بقرف وهي ترفع طرف بلوزتها عشان تمسح أنفها لأنها مالقيت مناديل : وعععععععع , بلد بوش , هذا اللي نقص علي , والله لو على قص رقبتي مارحت هناك ..
قال بمحبة : والله افتقدت صوتك ..
مسحت دموعها بأكمام بجامتها وابتسمت ابتسامة واااااااااااسعة وهي تقول : والله , زين أختبر غلاتي عندك ..
ولفت يدينها حولينه وقالت بتهديد : شوف أبويه لو تسوون فيني اللي سويته في الضعيفة اللي سكتت بأعلن الحرب سنة وأحرمكم من صوتي ..
ضحك وقال : لا إنت شي ثاني ..
دخل جاسم وقال : ها انتهت محادثات السلام , حررتوا فلسطين ..
قالت وهي تقطب حواجبها : لا تخليني أكمل حربي معاك إنت بس ..
عقد يدينه قدام وجهه وقال متوسل بطريقة مسرحية : الله يخليك لا , إلا صوتك العندليب ماأقدر على فراقه ..
ضحك أبوه وقال : إنت تزوجت ولساعك زي البس والفار مع أختك ..
قال جاسم : الله يعينك يا عدنان عليها ..
فتحت عيونها على آخرها وهي تطالع فيه بصدمة , أشر له أبوه من طرف خفي إنه ماكلمها , قال بهدوء وهو يخرج من المكتب : شكلك ماتدرين , أحسن لي أخرج ..
لفت على أبوها اللي ابتسم وقال : شكله مايحتاج ألقي عليك المحاضرة اللي ألقيتها على أختينك قبل ماأقول لهم إنه تقدم لهم عريس ..
حست بضربات قلبها تزيد ونسيت موضوع البندري تماما , كانت تستنى من أبوها تأكيد إنه المتقدم لها عدنان اللي من بعد الأيام الماضية اللي عدت والصمت اللي صار شكت إن الرسالة اللي قرتها في جوال سحر من صنع خيالها , ابتسم وقال : انت تعرفين عدنان ولد عمك عبد الكريم , صاحب جاسم الروح بالروح , ماشاء الله عليه مهندس قد الدنيا ...
كانت تحس أبوها يتكلم بالبطيء , هذا كله تعرفه عنه , كان ودها توصل لآخر الكلام , وفي النهاية قال : وطلبك مني من فترة بس قدر الله ووجع عمك وانشغلنا فقلت له يأجل هالموضوع إلين فترة , هو إن شاء الله بكرة نازل مع أبوه وأخوانه عشان يتقدم رسمي ..
ماعرفت اش تقول أو اش المفروض تسوي , ابتسم أبوها وقال : ها عنيدي ؟؟
بلعت ريقها وقالت بعفوية : ها إيه ؟؟ اش لازم أقول ؟؟
ضحك أحمد من قلبه على عيونها الزايغة وقال : اش رايك في الموضوع ؟؟
قامت وقالت بصدمة : هو لازم أرد دحييييييييييييييييييين ...
~ خبله , والله خبله ~ قام وحط يده على كتفها وقال بابتسامة : حبيبتي عنيدي , الناس تقول الله يقدم اللي فيه الخير , اللي تشوفه يا أبويه , أصلي استخارة وأشوف ولا تسكت مو تسأل اش أقول ..
قالت : أهااااااااااااا وأنا أقول يارب اش لازم أقول ..
ورجعت سألت بشبه ابتسامة : طيب لازم استحي لأني أحس فيني ضحكه بس ترى مو من الفرحة قصدي .....
وضحكت غصب عنها , قهقه من قلبه وهو يضمها ..
**********************
في الرياض :
في فيلا عبد الكريم :
أول مادخل الصالة وهو يسلم وصله صوت سامر يغني مع سمر اللي تصفق : ومبارك عرس الاثنين ليلة خميس ..
وجنبهم سلافه تدق على الطاولة , ابتسم بفرح ونزل شنطة السفر و قال وهو يلتفت لماهر : زييييين , تصالحتم أخيرا , ما بغيتم ..
لف ماهر وجهه بصمت لمن قالت أمه بزفرة : ياليييييييييييت , والله لو تصالحوا بأذبح ذبيجة ..
وضحكت سحر وقالت وهي تقوم عشان تسلم عليه : إنت معرسنا الجديد ..
رفع حواجبه بتعجب وهو يسلم عليها , وتقدم وسلم على أمه وعلى البقية وجلس بتعب وهو يفك أزرار ثوبه وهو يقول بمزح : اتحفوني , أنا المعرس ليش ؟؟
قالت أمه بفرح : أبوك اتصل علي يقول إنه خبرك إنه بكرة الفجر جاي عشان عمك أحمد اتصل وقاله الله يحيكم , بتنزلون جده كلكم عشان تتقدمون رسمي ..
تمالك نفسه وهو يتذكر مقاطع من مكالمة أبوه اليوم العصر و اللي حسبها حلم من شدة نعاسه , تذكر إنه بارك له بشي وطلب منه ينزل الرياض وتذكر إنه سأله شي وهو قال إيوه أو طيب مايفتكر بالضبط اش الموضوع أو السؤال , ابتسم وهو يلتزم الصمت ~ تخلصت منها شهرين ورجعت لي , ليييييييييييييييييييييه ؟؟ استغفر الله العظيم , عدنان انت استخرت وهذي اجابة استخارتك , حسبتها انتهت من حياتك رجعت فجأة وبدون انذار , سبحانك يارب ما أعظم شأنك , الخيرة فيما اختاره الله , الخيرة فيما اختاره الله , ولا الواحد ماكان حاط في باله إنه ترفض ولد عمها أبد , معقول تكون معجبة فيني من جد لدرجة ترفض ولد عمها , ولا في سبب ثاني لرفضها , والله يالعنود إنك شي يشيب الراس من كثر التفكير ~ قالت سلافة : ها عدنان what is your feeling ؟؟ ..
زفر وقال بابتسامة هادئة مخالفة للإضطرابات اللي يحسها بداخله : أطالب بحقي بالتزام الصمت ..
نطت سحر عنده وقالت : مستحييييييييييل , لازم تقول اش شعورك ؟؟
وكملت باللغة الفصحى : يعني كونك ستودع حياة العزوبية الطويلة والتي استمرت قرابة الـ 30 عاما , 3 عقود من الوحدة والآآآآآآآآآآآآن ..
انفجروا بالضحك لمن لف عليها عدنان وطالع فيها بنظرة معبرة خلتها تقطع كلامها وهو يقول بهدوء : كإنك تلقين خطاب شكر لتوديع موظف بيقاعدونه بعد سنين من العطاء ..
حست بالفشلة من كلامه , ضربته وقالت : لاااااااااااااا , كان قصدي , يعني ...
قاطعها سامر وهو يأشر عليها ويقول : كاكاااااااااااااااك فشلوها ..
وقال ماهر بتريقة : لقطي لقطي , وجهك طااااااااااح ..
رمتهم بنظرة حاااااادة خلتهم يسكتون , حمحم ماهر وسحب جريدة طايحة ولف سامر على سمر وقال : إيوه واش قلتيلي آخر أخبار أبو ربيع ؟؟..
هالمرة ضحك عدنان من قلبه وهو يقول بتريقة : يخـــــــــس عليكم , رجال بشواربكم تسكتكم نظرة من وحده أصغر منكم ..
قال ماهر كإنه يهمس وهو صوته عالي : المشعوذات نظراتهم تخوف لأنك لو طالعت في عيونها ممكن ترسلك ورى الشمس ..
وهز سامر راسه وقال : وترى في إشاعات تقول إنها ماخذه دورة قبل أسبوع في
أسرار السحر الأسود وماخذه المركز الأول على ساحرات الخليج كلهم ..
حطت يدها على خصرها و قالت : لا والله إنت واياه , يعني دحين قاعدين تحشون ..
هزوا راسهم بلا وقالوا في نفس الوقت : إيوه قاعدين نحش ..
وضحكوا في وقت واحد ورفعوا يدينهم وصفقوها في بعض , رفعت حنان يدينها للسما وقالت : يارب تخلف علي يارب , وتجوزهم وتفكني من خبالهم ..
ابتسم عدنان وهو يسمع ضجتهم اللي افتقدها من راح الشرقية بعد ما انتهت إجازته قبل 4 أسابيع , ورغم ضوضاءهم ورجتهم اللي زادت بصياح ربيع الحاد اللي جابته أمه من الغرفة اللي كان نايم فيها مع أخته اللي جات جري وهي مقفلة عيونها اللي ماتعودت على الضوء ونطت عليه وهي تسلم بفرح كان عقله غايص في اللاتفكير , مو قادر يوقف على فكرة وحده ويحللها بطريقة صحيحة , كان يحس نفسه في دوامة عميييييييييييييقة مالها قرار وبعد تردد طويل قام وقال : سحر , تعالي أبغاك شوية ..
قام ماهر وأشر لسامر وهو يقول : تعال يلا ..
قالت سلافة بصوتها النحيف : he said سحر , إنتم اسمكم سحر ؟؟
وأشرت عليهم وهي تكمل : وااااااحد فيكم اسمه سحــر ؟؟
لف سامر على ماهر وقال بسرعة : سحر كلمي عدنان ..
قال ماهر وهو يمسكه ويقومه : حتى انت ياسحر قومي يلا ..
تحرك عدنان وهو يسلم على يده وجه وقفى وهو يحمد الله ويشكره على العقل ولحقته سحر وهي تقول : حمود ومحيمد جهزوا ملابسكم اللي بأحطها في الشنط ..
لف ماهر على سمر وقال : إنت خلاص مالك سوق ...
قال سامر وهو يهز راسه بأسف : ولا حتى فكروا فيها , أظنهم مالاحظوا وجدها ...
وطقطق بلسانه دلالة الأسف , حط ماهر يده على كتفها وقال بطريقة تراجدية : عادي ياسمر , عزائك الوحيد إنه طوووول عمرك في غياهب النسيااااااااااان ..
قالت سلافة : بلا تحريش ..
وضحكوا كلهم لمن قالت سمر وهي تضم ربيع : الله يقطع إبليسكم حزنتوني على نفسي ..
***
جلست جنبه على سريرها بعد ماصكت الباب وقالت بابتسامة : خيييييييير إن شاء الله ..
لقيته مسرررررح , طقت باصباعينها قدامه وقالت : عدنان , على وين ؟؟
لف عليها وقال بهدوء : أبغى كل شي تعرفينه عن العنود ..
↚
ابتسمت وقالت : كللللللللللل شي ..
وكملت لمن شافته يطالعها بصمت : حدد إش تبغى تعرف لأني ماأعرف اش أقول ..
قال بحزم : شوفي بأدخل في الموضوع مباشرة ولاتقاطعيني إلين أنتهي منه , وطبعا مايحتاج أقولك اللي بيننا مايطلع أبد من هالغرفة ..
حست بخوف من نبرته وملامحه القوية , هزت راسها وقالت : إن شاء الله أفيدك ..
سحب نفس وقال : من فترة طويلة كانت في وحده ملاحقتي في البريد وكنت أطنش , أنا عارف إني كنت أقدر أحط عليها حظر من البداية لكن ... ماأدري اش اللي خلاني ماأسوي هالشي , يمكن لأنها كانت تناديني من أول محادثة باسمي , في البداية قلت يمكن وحده فيكم تلعب علي وأفكار كثيرة جاتني , المهم ...
وسحب نفش وقال : كثر إزعاجها وفي آخر محادثة ارسلت صورتها لي ..
شهقت سحر وقالت : الحيواااااااااااااااااااا انة ..
قال عدنان : طبعا أنا تفاجأت من جرأتها لكن اللي صدمني أكثر إنها أرسلت تقول إنها العنود وإنها معجبة فيني و...
وقفت سحر وقالت : مستحيـــــــــــــل , مستحيل العنود تسوي هالشي ..
زفر وقال : أنا كمان قلت مستحيل لكن مرة شفتها بالغلط وهي واقف على الشباك , كانت نفسها اللي في الصورة ..
قالت وهي تحس قلبها يتسارع من الخوف : والله مستعدة أحلف لك مليون إنها مهي العنود , أكيد هذي وحده تلعب عليك ..
: من فين تجيب بريدي ..
قالت بحزم : ماأدري لكن مستحيل تكون العنود , والله العنود مهي حقت هذي السواليف , أصلا عمرها ماتكلمت عنك وعمرها مابينت اهتمامها , وغير كذا البنت صح عليها حركات غريبة لكن هذا من شدة براءتها وتقدر تقول من .....
وترددت وهي تقول : من خبالها ..
ورجعت قالت : الحركة اللي تقول عليها يبغالها وحده قليلة أدب وجريئة , و العنود مافي أأدب منها وفوق كذا خوافه , والله خواااااافه , صح لسانها مفلوت لكنها تخاف من ظلها , مرة شافت واحد عاكس وحده سحبت الرقم من يده بكل جرأة جاها مغص وماقدرت تكمل التسوق معانا ..
ولمن شافته صامت ويفكر بعمق قالت : عدنان حبيبي , صدقني الموضوع فيه لبس , اش اسم بريدها , أنا حافظة بريدها ..
هز أكتافه وقال : ماني حافظه , في بريدي مسوي عليه حظر ..
قالت : بريدها مميز باسم حلاتي هبالتي 1403 ..
حك حاجبه وقال : لا ما أظن هذا اسمه , كان في كلمة queen , بس مو صعب إنها تسوي بريد ثاني , أقدر أسوي عشرة في دقايق ..
زفرت وقالت : عارفه إنها ممكن تسوي بريد ثاني بس ليه ؟؟ هل هي كانت عارفه إنك بتقولي الموضوع ؟؟ صدقني العنود لايمكن توصل لهالدرجة من الحقارة ..
وجلست وقالت بصدمة : وإنت ليش تقدمت لها مادام إنت شاك فيها ؟؟
ابتسم وقال بسخرية : آآآآآآآآنا تقدمت , تضحكون علي ولا إيه ؟؟ أنا هذا الموضوع الثاني اللي أبغى أناقشك فيه ؟؟ أنا تفاجأت لمن جا عم أحمد يبارك لي بخطبتي اللي ماعرفتها ..
شهقت وقالت : كذاااااااااااب ..
وقالت بسرعة لمن طالع فيها بنظرة تعجب : ماقصدي , قصدي إني مني مصدقة من أول أبغى أسألك على بالي إنت مكلم أبوية , حتى أمي انصدمت بالموضوع لمن كلمها أبويه لكنها قالت الخيرة فيما اختاره الله ..
قام وقال بصدمة : لا إنت ولا أمي , أجل مين ؟؟ مستحيل أبويه يتصرف من عنده ..
هزت راسها موافقة وقالت : مستحيل , هو مايتحرك خطوة بدون مايستشيرك كيف موضوع خاص زيك ..
زفر وقال : خالد قال لي نفس الكلام ..
قالت باستنكار : إنت قلت لخالد على العنووووووووووود ؟؟
قال بعتاب : قالوا لك غبي , كلمته على موضوع الخطوبة , بعدين موضوع العنود استشرته فيه من زمان من أيام المشكلة على إني أتكلم عن واحد من أصحابي يواجه المشكلة ونصحني إني أقوله يتأكد قبل مايظلم ..
وسكت ورجع قال بعد تردد : واستشرت خلود عشان أحصل على رأي أنثوي ..
ابتسمت سحر وهي تطالع فيه , وساد صمت طويل قطعته وهي تقول : المهم دحين إنه اللي أرسلت مهي العنود , ومستعدة أحلف لك , أنا عايشة مع هالبنت سنين وحتى بعد ماسافرنا مازلنا على نفس العرقة القوية , تصارحني بكل شي , عارفه إني أختك ومستحيل تصارحني بهالشي لكن عممممممممرها ماالتفتت أو اهتمت بأي شي أقوله عنك غير اهتمامها العادي , مو معقولة تكون ممثلة بارعة لهالدرجة , ترى البنت من وجهها وطريقة تصرفاتها وكلامها تعرف نوعيتها , صدقني العنود مهي من النوع المغازلجي أو الغبي , صح رومانسية لكنها في نفس الوقت تخاف الله وتعرف الصح من الغلط ..
ابتسم وقال : تراك مخليتها أسطورة ..
قالت بغيض : أنا قاعدة أدافع عنها , شوف إذا تشك فيني شك في العنود ..
زفر وضرب ركبه وقام وهو يقول : الله يقدم اللي فيه الخير ..
مسكته وقالت : عدنان , لا تنزل جدة وتتقدم وإنت تفكر هالتفكير ..
لف عليها وقال : سحر , أنا حبيت أتأكد بس من نظرتك لها لأني ..
وسكت , ضغطت يده تستحثه وهي تقول : إيه ..
تردد بعدين قال بهدوء : لأنه كلامك أكد لي إنها مهي من هذا النوع , صح خبلة لكنها مهي خبيثة ..
وابتسم وقال : مستحيل وحده معجبة بواحد لدرجة تصارحه وترسله صورتها بهالجرأة تتصرف تصرفات العنود الغير مدروسة ..
قهقهت سحر من قلبها وقالت : تراها عاقلة بس عندنا تطلع خبالها وعند أهلها ..
رفع حاجبه وقال بتريقة : مرة عاقلة ..
وابتسم وقال : شكرا يا سحر , أحس براحة بعد ماصارحتك , هالكلام كان ثقيل على قلبي وأشغلني وقت طوييييييييييييييل ...
قالت بفرح : على الرحب والسعة حبيبي , موجودة في أي وقت تحتاجني فيه ..
رجع التفت وقال قبل مايخرج : وتراني عارفك أكيد تفكرين بموضوع سامر زي ماهر , الموضوع انحل بيننا ..
ولمن خرج زفرت براحة , هالموضوع كان شاغلها من زمان لكنها ماقدرت تتكلم فيه لأنه أبوها صدمها وصدم أمها بكلام أحمد اللي طلب منه يأجل الموضوع لفترة إلين يحل موضوع عبد الإله ويتأكد منه ...
************************
طالعت فيه بتردد وهو طالع الدرج قبلها ~ كيف أقوله ؟؟ بيفرح زي عمر ؟؟ اش بتكون ردة فعله ؟؟ ~ ماتدري ليه في شي , شعور غريب يمنعها من إنها تقوله , من بدأ دوامه في مقر عمله الجديد وهو أخلاقه زي الزفت وأخس , مو عاجبه لا رئيسه الجديد ولا هو متأقلم مع زملاؤه الجدد , مزاجيته صارت أكثر من أول , سحبت نفس ودخلت وراه وعلقت العباية , لف عليها وقال بهدوء : العنود تقدم لها عدنان ..
~ أخيــــــــرا ~ كانت بتصرخ بها من شدة الحماس لكنها مسكت نفسها في آخر لحظة وقالت بفرح : ماشاء الله , على البركة ..
ابتسم وقال : وأنهت الحرب أخيرا ..
ضحكت وقالت : صراحة اكتشفت فيها صفة جديدة , قوة العزيمة ماشاء الله , ولا تقعد أسبوع صاكة فمها ..
قال : مو دايما , كانت ترد على أمي وأبويه ..
قالت : بإيوه ولا لا , وصراحة أنا عاتبتها على هالشي , مفروض أمها وأبوها غير ..
ضحك وقال وهو يتحرك للغرفة: أصلا الحرب ماكان لها داعي من أصله ..
لمن شافته رايق قالت بتردد : جاسم ..
التفت لها وهو يطلع همهمة من فمه , أول ما التقت عيونهم قالت : ولا شي ..
وتحركت للغرفة , قطع طريقها وقال : ترا لك كم يوم تدورين تبغين تقولين شي ..
نزلت راسها وهي مهي عارفة اش تقول بالضبط , تذكرت دعاية شافتها ايام زمان ماتتذكر فين بالضبط كانت الحرمة تهدي فيها زوجها رضاعة طفل وهو فهم إنها حامل , زفرت وقالت بهمس وهي تلعب في أصابيعها : أظن إني حامل ..
قال بصوت حسته حاد : إييييييييييش ؟؟ ..
طالعت فيه بخوف وصدمة , بادلها نظرة صامته , همست وهي تحس قلبها يغوص بداخلها : لاتعليق ؟؟
قطب حواجبه وقال : تعليق على إيه , أنا سمعت , قاعد اقولك إيش ؟؟
تجمعت الدموع في عيونها بسرعة رهيبة لمن حست بالدم يرجع لأطرافها اتسعت عيونه بصدمة وقال : أزهار ...
صرخت : خوفتنييييييييييييي , قلتلك أظن إني حااامل ..
طاااااااالع فيها وهو يحاول يستوعب اللي قالته ~ حامل , حامل , يعني بأصير أبو , أنا بأصير أبو وعندي عيال , عيااااااااااااااال ~ حس بمشاعر غريبة مختلطة أقواها كان الرععععععععععب , قال يأكد لنفسه : حامل ..
وهتف بعدها بفرح : حامل ..
وضمها بقوة وهو يقول : مبروووووووك ياقلبي , مبروك علينا إحنا الاثنين ..
لفت يدينها من تحت ذراعينه و صاحت في حضنه وهي تحس براحة عجيبة من فرحته و بمشاعر مختلطة غريبة , مشاعر لأول مرة تحسها في حياتها , مشاعر لايمكن تنساها ..
↚
يوم الأربعاء 13 / 8 / 1427 هـ :
في الطائرة المتوجهة لجدة :
فك حزام الأمان لمن اختفت علامة ربط الحزام وقام بعد مااستأذن من أبوه , دق سامر وهمس : قوم بادلني ..
مسك ماهر ذراع سامر وقال : لاااااااا , لاتسيبني مع الوحش لوحدي ..
ضحك سامر وفك حزامه وتبادل المقاعد مع عدنان اللي زفر أول ماجلس ولف على سامر وابتسم وهو يقول : اش أخبارك ؟؟
طالع ماهر فيه وقال : لا والله ..
طالع فيه عدنان بجد وهمس : لازم أناقشك في الموضوع ..
زفر ماهر وقال : عدنان أنا لو عمي يجي ويسلم على راسي عشان أرجع لبنته مارجعتها ..
قال بهدوء : أصلا عمي المسكين جا وكلم أبوية وانت ماحشمته يالوصخ , اسمع كلامي زين , أنا عارف إنك حفظته من كثر ماأردده لكن هالمرة أبغاك تسمعني زيييييييين , أنا عارف إنه الخطأ الرئيسي كله من الملكة الطويلة , بس إذا تبغى الحق إنت غلطان زي ماأريج غلطانه , إنت كنت عارف كل شي عنها قبل ماتتقدم لها وهي دلوعة وماتبغى أحد يقولها عينك في راسك , لازم تعرف إنك ماصرت زوجها بالمعنى الحقيقي عشان تفرض عليها أشياء , صح زوجها لكنك بعيد عنها , لمن تتزوج تصير بينكم مودة ورحمة , عارف لو كنت متزوج وقلت لها هالأشياء ماكان عاندت , ملكتكم خلتكم تشوفون أشياء من بعضكم وانتم ماصار بينكم العلاقة الوثيقة اللي تخلي كل واحد يبذل للطرف الآخر , كل اللي بينكم ورقه لسه مادخلت عليها , صدقني لو تزوجتم بتختفي كل هالمشاكل وبتتفهمون بعض , هي بتتقبل منك وإنت كمان بتستمع لها بدون عصبية ..
ولمن شافه يفكر بعمق ابتسم وقال : مو كافي شهرين , أنا عارف إنك إنت اللي مو قادر تصبر عنها ..
لف ماهر بوزه وقال : تخسى , بنات منصور ملي القصور ..
دقه عدنان وقال بخبث : أهاااااااا , على أخوك ..
دقه ماهر بكوعه وقال : اسكت ..
ابتسم وقال : انهي الموضوع لمن ترجع للرياض , ترى سامر مو ناقص عشان تحسسه بالذنب على طلاقك ..
لف عليه بصدمة وسأل بخوف : هو قالك ؟؟
هز راسه بلا وقال : صقر قال لأبوية إنك طلقت أريج لأنها تلفضت عليه ..
قال وهو يزفر : قاهرتني فيه يا عدنان , تعايرني فيه الكلبة ..
قال بحزم : لا تفكر بهالطريقة , هي خبله من حبها تخاف عليك من ظلك , والله لو ماتحبك ماخافت عليك ..
طاااااااااالع فيه ماهر وقال بتريقة : باااااااااااااارع في تحريف الأشياء وتصويرها بطريقة حلوة ..
ضحك وقام وهو يقول : أرجع لك نصفك وأروح أنا جنب أبوية عشان نتفاهم ..
ابتسم ماهر وقال : من قدك ياعم , صاير معرس ..
وقام وقال بصوت عالي وهو يأشر عليه : أخويه عريـــس ..
ضربه عدنان وراح لمقعده متجاهل نظرات الجالسين في الدرجة الأولى , جلس جنب أبوه اللي كتم ضحكه وطالع في ماهر بحزم محذر ..
**********************
قبل العصر في فيلا أحمد :
ضحكت وضحكت وهي تتخيل نفسها داخله عليه نظرة شرعية بعد كل السب اللي سبته إياه , قالت ودموعها مغرقة عيونها : إحلموااااااااااا لو على جثتي ما دخلت عليه نظرة شرعية ..
كانت مضطربة ومتوترة من يوم درت إنهم وصلوا الفيلا لكن حكاية النظرة هذي واللي ماكانت في حسبانها حولت كل مشاعرها لرغبة فضيعة بالضحك , قهقهت الهنوف من قلبها لمن شافت عيون أمها والجوهرة المفتوحة على آخرها بصدمة , وانفجرت البندري بالضحك رغم محاولاتها إنها تكتمه , سحبت العنود خداديتين ورمتها على الهنوف والبندري وهي تصرخ : ما يضحــــك يالزفوووووووت ..
قالت الهنوف : أنا أضحك من ضحكك يالخبلة ...
لفت العنود على أمها وقامت من مكانها وجلست على الأرض قدامها وهي تقول برجاء : أمي الله يخليييييييك ويخليلك أبويه واللي تحبين تكفين لا تخليني أدخل على عدنان والله ..
وقامت تضحك من قلبها وهي تكمل : والله بيطلقني , قصدي بيقول ما صار نصيب ..
تأوهت من كثر الضحك ومسحت دموعها وهي تقول : أمي ارحميني , تراني فضيحة تمشي على قدمين , يعني ممكن أضحك ولا أدقها حنك مع ولد الناس ..
ضربتها الجوهرة وهي تقول بغيض : إنتي متى تصيرين حرمه ؟؟ كبيرة هبيلة , بالله هذا كلام ينقال ..
لفت عليها العنود وقالت وهي تضرب خدودها : يا ناااااااااااس بلاكم ماتدرووون اللي صار قبل , أنا لا تفشلت ولا استحيت تطلع علي تصرفات غريبة غصب عني , ارحموني وارحموا ولد النااااااس بيقول خاطب مجنونة , اش قال الله في الخطوبة اللي من دون شوفة , ماكل الخليقة تزوجوا وهم عمرهم ما شافوا حريمهم , الـــــلــــــه , جات علي أنا لازم أدخل نظرة شرعية ..
وأشرت على الهنوف وقالت : شوفيها ما قابلته إلا في الملكة والحمد لله زي السمن على العسل ..
وتفلت على أختها وهي تقول : بسم الله ما شاء الله من غير حسد ..
صرخت البندري : يعععععععععععععععععع ..
و تقززت الهنوف وبعدت عنها وهي تقول : يالوصخة , الناس تنفث هوا مو تتفل من جد ومطلعتها من قلبك كمان ..
قالت أمها : أبوك قال الولد طالب المقابلة , حسان لمن تقدم ما طلب ..
حطت يدينها على خصرها وقالت : ياسلااااااااااااااام , خلي أبويه يقوله مافي مقابلة ..
وحركت حواجبها وهي تقول بخبث : ترا ما أضمن لك اش ممكن أسوي , يقولون الولد حليوة , يعني يمكن أتهور وأروح أحضنه ولا ...
صرخت الهنوف اللي حمر وجهها من الخجل باستنكار : عنوووووووووود ..
وضربتها أمها وهي تقول : انت ماتستحين تقولين هالكلام قدام أمك ..
ضمت أمها وهي تصرخ : أمي الله يخليييييييييييييييييييييي ك ما أبغى أدخل ..
زفرت الجوهرة وقامت وهي تقول : أقول لكم بزرة تقولون لي لا , قلتلك خليك شديدة معاها من بدري لكنك ماسمعتيني ..
حطت هدى يدها على جبينها وفركتها بحيرة وهي تقول بعتاب : يعني كان لازم تخلين أختك تقول هالكلام لي ..
قالت بصوت مخنوق من كثر احتضانها لأمها : طنشيها , خليها تولي , شفتها ماشاء الله تتعامل مع ريناد بشكل حلو ...
ضربتها أمها بخفة على ظهرها وهي تقول : عيب تتكلمين عن أختك الكبيرة بهالشكل ..
ضحكت العنود وغمضت عيونها بقوة وهي تحس ضربات قلبها تزيد بشكل فضيع ~ ياربي أتوسلك ما أبغى أدخل عليه نظرة شرعية , يا ناس افهموني , ليش مافي أحد فاهمني ~ قالت الهنوف وهي تهزها : قومي ذبحتي أمي ..
قامت العنود وقالت بابتسامة واسعة وهي رافعة سبابتها : وجدتهاااااااااااااااااااا ااااا ..
طالعوا فيها بتساؤل , ابتسمت وقالت : قولوا له معنقزة وممكن تعديك ..
قهقهت الهنوف من قلبها وانحنت البندري وهي ماسكة بطنها من كثر الضحك لمن همست أمها وهي تطالع في العنود بعدم تصديق : يا حسرتي على بنتي تخيبلت ...
ورجعت ضربتها وقامت وهي تقول بحزم : اليوم بعد المغرب بيجي الولد وبتقابلينه سامعه ..
وتحركت لغرفتها بزعل وهي تقول : قال عنقز قال ...
وقفت العنود بسرعة وهي تصرخ : بعد المغربـــــــ , أنا منعقزة ...
وأشرت على قرصة ناموسة وقالت للهنوف اللي مسكت بطنها من كثر الضحك : شوفي شوفي ..
ولمن شافتها مستمرة في ضحكها ضربتها العنود وهي تقول : يا حماااااااااااااره حسي بشعوريييييييييييييييييييي ..
↚
بعد صلاة العصر :
عند مدخل المسجد :
: بعد المغرب إن شاء الله ..
حس بمعدته تلتوي بشكل غريب , ما قيد حس بهالشعور , تمالك نفسه وقال بهدوء وهو ينزل راسه : إن شاء الله على خير ..
ربت أحمد على كتفه وهو مبتسم بفرح واضح ومشي نحو عبد الكريم اللي خرج من المسجد , مشي وراهم راجعين للفيلا وهو سارح بفكره , من وصلوا تغدوا عند أحمد وتناقشوا في الخطوبه وهنا فاجأهم لمن طلب النظرة الشرعية , طالع في ساعته وحسب كم بقي لصلاة المغرب ~ ثلاث ساعات ونص , ليش الوقت قصير كذا ؟؟ ليه ماخلوا المقابلة بكرة ولا بعده , على إيش العجلة ~ انتبه من سرحانه لمن حس بنظرات تخترقه , رفع راسه وانصدم لمن شاف أبوه وأحمد يرجعون يلفون عنه كإنهم ماشافوه وهو يطالع في الساعة , نزل يده على طول وزفر بضيق وهو يصرخ بداخله ~ لااااااااااا , لا يكون محسبيني متلهف على شوفتها ~ ..
أول ماوصلوا الفيلا ماقدر يدخل , شي قوي منعه من الدخول , قال لأبوه : عن إذنك أبوية بلحق سامر وماهر على الملعب ..
التوأم من استقبلهم عبد الرزاق في المطار وخبرهم إنه وعبد الإله وبعض الشباب بيسوون مباراة كرة قدم ضد عمر وعيال حارته , راحوا معاه وسابوا هو وأبوه في فيلا أحمد , ابتسم أبوه وقال : أحسن لك عشان تشغل عقلك ..
حس بغيضه يزييييييييييييييد , ليش الكل فرحان بهالشكل ؟؟ الكل ما عادا هو , كان يحس بالتوتر والضغط أكثر من أي شعور , نزل راسه وتحرك وركب سيارته المستأجرة ..
**************************
صكت مصحفها وقالت بحزم : عنود لو قعدتي تكلميني بهالطريقة ما بأفهم شي ..
كلماتها زادت صياح العنود وخلت من الصعب عليها إنها تفهم حرف , زفرت قالت : ماني سامعة شي ..
: ماأبغى نظرة شرعيــــــــــــــة ...
صرخة العنود اخترقت السماعة وحست أزهار لها طنين مزعج في إذنها , بعدت سماعة التلفون وسدت إذنها بوجع وحطت على الإذن الثانية وهي تقول : الله يسامحك على هالصرخة , خرمتي طبلــ ....
: أزهااااااااااااااار ما سشورت شعري وماني عارفه اش ألبس واش أسوي , بيخلوني أدخل عليه بعد المغرب , تعالييييييييييييييييييييي ييييييي ..
ابتسمت أزهار لمن فهمت الموضوع وكتمت ضحكها وقالت بهدوء : عنود حبيبي وين أجيك ؟؟ ماشاء الله مايحتاج , شعرك ناعم وأي لبس يجي عليك حلووو ..
وفكرت لو إنه الجوهرة مهي موجودة كان راحت وساعدتها معنويا بإعتبارها تعزها كأخت لكن وجود الجوهرة وعدم استعدادها لمناقشات ومصادمات معاها خلاها تصر على رفضها وهي تقول : شوفي , إلبسي تنورتك الجنز المطرزة أطرافها بورود كان شكلها مرة حلو عليك ماشاء الله , حتى بلوزتها نعوووومة ..
: يعني ماألبس لبس الكوبوي ..
صرخت باستنكار : نـــعــــم ..
وارتاحت لمن وصلتها ضحكة العنود وهي تقول : أمزح أمزح ...
ابتسمت وقالت : عنيدي , خليك راكزة عن الخبال , وحسك عينك تمدين يدك تصافحينه ..
: لييييييييييييييه ؟؟ ما أصافحه ..
غطت أزهار وجهها بيدها وقالت : عنووووووووووووود , تحلين له عشان تصافحينه ..
وصلها صوت العنود الساخر وهي تقول : زين اللي قلتيلي كنت بأصافحه , عاد تخيلي اش بتكون ردة فعله , هو لله شايفني دايرة على حل شعري ...
استغربت أزهار كلمتها والمرارة الغريبة في صوتها , هي صح تعرف بحكاية الرسالة والقلق اللي صاب العنود لمن ما تكلم أحد بموضوع خطبتها رغم إنها متأكدة إنها قرأت الرسالة صح , لكن هالمرارة لأول مرة تسمعها أزهار من العنود وقبل ماتعلق سمعت صوت الجوهرة وهي تصرخ : اش قاعدة تسوييييييييييين ؟؟ قومي تحركي وجهزي نفسك , أحر ماعندي أبرد ماعندك , إحنا ماحسبنا يجي واحد ..
زمت أزهار شفايفها بضيق وهي تستغفر , وسمعت العنود تقول بهدوء : اللي يسمعك يقول انتي اللي بتدخلين , بأجهز متى مابغيت ..
ووضح صوتها وهي تقول : مشكورة زهرة خلاص بألبس الجنز زي ماقلتي , ادعيليييييييييييييييييييي يييييي , دعواتك مستجابة إن شاء الله ...
قهقهت أزهار وقالت بمزح : طيب اش تبغين أدعيلك ؟؟
وصلها همس العنود : إني ما أطيح قدامه ولا أعطس ولا أتفشل و....
وخفت صوتها أكثر وهي تقول : إنه يموووووووووووووووووت على الأرض اللي أمشي عليها ..
على كلمتها خرج جاسم من غرفة النوم وهو يحاول يفتح عيونه المغمضة من قوة ضوء الصالة مقارنة بالغرفة المظلمة , ابتسمت وهمست من قلبها وهي تتأمله : يااااارب يموت على الأرض اللي تمشين عليها ..
قالت العنود : يلعن إبليسك قايلتها من قلب ..
قهقهت أزهار اللي نسيت إن العنود على السماعة وقالت بخبث وهي تقوم من الكنبه : عشان تقول الملائكة و لك مثله ..
: يالوصخة ..
ضحكت وقالت : ماأدري من فينا قليل الأدب , يلا مع السلامة ..
: بسسسس ..
قالت بحزم : مع السلامة ..
وصكت السماعة وابتسمت وهي تقول : نوم العوافي , إن شاء الله نمت زين ؟؟
تحرك من عندها وهو يحك ذراعه وراح للمطبخ بصمت , كانت تعرفه لا قام من النوم بعد رجعته من العمل تكون أخلاقه مافي أشين منها , قال وهو يفتح الثلاجة بيد واليد الثانية مستمره في الحك : مين كنت تكلمين ؟؟
ابتسمت وقالت وهي تتكي على باب الثلاجة : عنيدي , خايفة من الدخول على عدنان ..
قطب حواجبه وقال : عنيدي , والله اللي حزنان عليه صاحبي المسكين اللي طاح ومحد سمى عليه , يعني يصصصصصصبر ويفطر على خبله ..
ضربته باستنكار وهي تقول : حرااااااام عليك , اش فيها عنيدي والله ما في زيها اثنين ..
خرج اللبن وقال وهو يصك الباب : إيوه من ناحية مافي زيها مافي زيها رححححححححمة من رب العالمين , لو في السعودية ثنتين زيها كان قولي على السعودية السلام ...
خرجت له كاسة وسحبت منه العلبة اللي كان بيشرب من فمها وصبت له في الكاسة وناولتها له وهي تقول : الله يتمم لها على خير ..
قال وهو يجلس على الكرسي : شوفي هو إذا ربي كتب لهم نصيب , واحد من اثنين بيصير ..
وأشر بإصباعه وهو يقول : يا تجنن العنود عدنان , يا هو يعقلها وأنا أتمنى إن الشيء الثاني اللي يصير لأني ما أبغى أخسر صاحبي ..
ضحكت وقالت وهي تتحرك : حرام عليك , مو لهالدرجة ..
حط يده على بطنها يوقفها وقال بهدوء : من أرجع من عندهم نروح المستشفى ..
بعدت عنه بخجل وقالت : الله يسهل ..
قام وقال : ماأبغى أعلم أهلي إلا لمن نسوي الفحوصات ..
هزت راسها متفهمة وتبعته وبعد جلسة هادئة في غرفة التلفزيون قضاها في تصفح الجرايد وشرب الشاهي و صلهم صوت أذان المغرب , حطت يدها على قلبها وقالت : يا حبيبتي يالعنود , الله يسهل لك ..
قال بتعجب : خليتوها مصيبة , ويعني دخلت عليه ..
شهقت وقالت : تخييييييييييل عمري ماقابلت واحد غريب وأدخل عليه هالمرة عشان يشوفني مناسبة لمزاجه ولا لا , ياماما , الحمد لله اللي ماوقفت هالموقف ..
ابتسم وقال : أنا غير عن بقية الرجال , شفتك بكلللللللللل أشكالك قبل ما آخذك ..
حست بضربات قلبها تزيد وهي تلتفت له وهي تسأله بتردد : واش كان رأيك فيني ؟؟
قام وقال : السلام عليكم , بأروح ألحق أصلي عند مسجدنا عشان ماأبغى أفوت علي منظر العنود وهي خجلانه , هو منظر ما يتكرر مرتين في العمر ...
قامت وراه وهي تقول : ليييييييه متهرب , جسووووووووووم ؟؟
**************************
ضربتها سفانة على راسها وهي تقول : بتركدين ولا لا , تراني ماني زي الهنوف , يلا بلا دلع ..
ومسكت الكحل ورسمت به داخل عين العنود اللي قالت : طيب قولوله عندها إنفلونزا الطيور ..
لفت سفانة على الهنوف اللي دخلت الغرفة وقالت من بين أسنانها : كييييف استحملتيهااااااااااااا ؟؟
قالت الهنوف وهي تفرد لبس العنود اللي كوته بنفسها على السرير : من العصر وهي تجيب أمراض الدنيا , سويت قاموس بالأمراض المعدية ..
ضحكت البندري وقالت : عنود ترى عدنان في المجلس ..
فزت العنود ومسكت بطنها وهي تقول : مغصصصصصصصصصصص ...
وصلهم صوت جاسم وهو يقول : ياولـــد ...
خرجت العنود بسرعة ولصقت فيه وقالت من دون ماتسلم : جسووووووووووم , تكفى لا تخليني أدخل ..
ضحك وقال : عنيدي مستحية , ماااااااا أصدق ...
قالت وهي مقهورة ليش كلللللهم مهم مصدقين الحيا عليها : تراني مو مستحية , أخاف أفشلكم عند الرجال ..
طالع في بجامتها البرمودا وبلوزتها اللي بدون أكمام وابتسم لمن تذكر رد فعل أزهار , قال وهو يدفها على غرفتها : يلا روحي إلبسي ولا بتقابلين الرجال كذا ..
رجعت للغرفة في نفس الوقت اللي خرجت الهنوف عشان تسلم عليه وهي تقول : هلا جاسم , كيف حالك وكيف زهورة ؟؟
خرجت العنود راسها وقالت بتحذير : هييييييييييييي , ترا ما أبغى أحد معايا لا دخلت غير أبوية , كافي متفشلة من أبوي ..
خرجت البندري بتردد , أول ماشافها جاسم تحولت نظراته المبتسمة لنظرات بارده وهو يقول : أنا نازل , نزلي العنود لاتأخرنا ..
ونزل على طول , نزلت البندري عيونها بعيد عن نظرات الهنوف المستغربة ودخلت الغرفة , شافت سفانة مغطية عيونها وهي تقول : روحي غيري في الحمام يالوصخة ..
نزعت العنود بلوزتها وهي تقول بلا اهتمام : لا أحد يطالع ..
ولبست بلوزتها البيضا , كانت ناعمه أكمامها حيران و لها فتحة دائرية ومرسوم عليها ورود ملونه بنفس ألوان الورود اللي في طرف التنورة الجينز , لبست صندلها الأبيض وفردت شعرها اللي سشورته لها سفانه , كان واصل لنهاية ظهرها , سحبت نفس عميق وشمرت أكمامها بطريقة حونشية وهي تقول : يلا ..
حزنت عليها الهنوف من قلب , كانت عارفه إنه تسوي هالحركات عشان تخبي توترها وخوفها وخجلها , مسكتها وجلستها وهي تقول : استني ..
وفكت سلسلتها الذهب اللي أهداها لها حسان يوم الملكة ولبستها لها وهي تقول : مو إنت كنت تحاربيني تبغين تلبسينها , يلا هالمرة بسسسسسسسس بأسمح لك ..
لمست العنود السلسة اللي على شكل قلب كبير معلق فيه قلب ثاني أصغر وقالت بهمس : هنووف ..
طالعت الهنوف في المراية وقالت بهمس : بالتوفيق يا قلبي ..
لبستها سفانه الأحلاق وهي تقول : يلا يا عروسة , تحركي ..
قامت وتحركت بثبات وهي تقول : شكرا ..
ولمن نزلت الدرج ووصلت لآخر درجة رجعت طلعت جري وهي تقول : بطـــلت ..
مسكوها وهم مايتين ضحك على خبالها ونزلوها غصب , ابتسمت أمها وقالت : بسم الله ماشاء الله , اش الحلاوة هذي ؟؟
رفت بعيونها بطريقة مسرحية وهي تقول : أخبل مو ؟؟
زفرت أمها وقالت : تحركي الله يصلحك , لا تنسين تشيلين الصينية ..
لفت بصدمة وقالت : صينية إييييييييش ؟؟
: عصير ..
↚
شهقت وقالت : وإذا كـــب ..
صرخوا مع بعض : يكب لييييه ؟؟
وناولتها الجوهرة الصينية وهي تقول : تحركي وحسك عينك تفتحين فمك بحرف , تراك ماتنطقين إلا بمصايب ..
مسكت الصينية وسحبت نفس وتحركت وهي كل شوية تلتفت لهم , كانوا يبتسمون ويلوحون لها , وقفت عند باب المجلس وهي تسحب أنفاسها , كانت تحس كل خلية في جسمها ترجف من الخوف , لدرجة الصينية نفسها كانت تهتز ويهتز سطح العصير من اهتزازها ..
ابتسم عدنان وقال بهدوء : عاد إنت مذهبك واسع ..
ضحك عبد الرزاق وقال : لا واسع ولا شي , بس اش فيها لو تكلمتم عشان تتعرفون على بعض قبل ماتعقدون ويطيح الفاس على الراس ..
قال أبوه بعصبية : ما تفهم , الكلام وقت الخطوبة حرااااااااام , ما صارت تحل له , لساعها أجنبية عنه ..
: حتى لو خطبها ووافقت وطلعت التحاليل وكل شي ..
هز عدنان راسه وقال : حتى لو تم كل شي , مايجوز تكلمها إلا بعد العقد عليها ..
حك شعره وقال : يعني تدبيسة ..
طالع فيه عدنان بغيض وقال ببرود : بتعترض على الشرع ..
وصلهم صوت دق خفيف على الباب , قام جاسم وفتح باب المجلس وابتسم وقال : هلا , تفضلي ..
خفض عدنان بصره وهو يحس بتوتره يزيد , حمد ربه اللي التوأم راحوا على الفندق عشان يغيرون ملابسهم ومالقيوا وقت يقابلونه ولا كان طاحوا فيه محشات ..
همست العنود : اطلعوا برا انت ورزوقو ما حأخش وانتم جوه ..
مسكها جاسم من ذراعها ودخلها وهو يقول بعناد : تحركي وانتي ساكته ..
أول ما دخلت حست بمغص من شدة الرعب , مشيت بخطوات بطيئة وهي تصرخ بداخلها ~ يارب ما أطيح , يارب مايكب العصير , ياربي ياربي بمووووت ~ , قدمت العصير لأبوها وتجاوزت عبد الرزاق اللي مد يده وهي مهي منتبهة له , كانت تبغى تخلص مهمتها بأسرع وقت , تقدم العصير لعدنان وتجلس على طول , كتم جاسم ضحكه على شكل عبد الرزاق اللي طالع فيها باستنكار وهو ماد يده للهوا , ودقه أبوه يعني لا تتكلم ..
أول ما شاف الصينية قدامه رفع بصره وهو يحس بإحراج من نظراتهم اللي يحسها عليه , سحب كاسة من دون مايطالع وحطها على الطاولة وهو مدنق , العنود اللي كانت مركزة بصرها على الصينية حطتها على الطاولة الكبيرة وتحركت بسرعة وجلست جنب أبوها وهي منزلة راسها للأرض وعاقدة يدينها بقوة , ساد صمت حسته العنود زي الهم على قلبها , لصقت في أبوها أكثر وهي تحس قلبها بيخرج من قفصه من شدة نبضه , ابتسم أبوها لمن شاف عدنان مدنق راسه وهو يعدل شماغه بتوتر وقال : عدنان , هذي هي العنود ..
قال من دون مايرفع بصره : كيف حالك العنود ؟؟
تزلزت الأرض تحتها لمن حست صوته العميق يخترق سمعها بقوة وثبات , دنقت راسها أكثر وهمست : الحمد لله ..
قال عبد الرزاق : لااااااااااااا مااااااا أقدر صراحة , اش الأدب اللي نزل عليك فجأة ؟؟..
انصعقت من تعليقه , رفعت راسها له و فرصعت عيونها فيه بتهديد , ضحك جاسم وهمس وهو يجلس جنب عدنان : عدنان لا يفوتك ترى هي مرة وحدة الشوفه ..
ابتسم عدنان وهو يرفع كاسة العصير ويشرب منها بهدوء , وبعد تبادل شوية أحاديث قال أبوها لمن شاف عدنان مصمم ما يرفع بصره : عبد الرزاق وجاسم , اسمحولنا شوية ..
قام جاسم بسرعة وأشر لعبد الرزاق لأنه كان عارف إنه عدنان ما حيرفع بصره وهم في , لمن خرجوا ابتسم أحمد وقال : ما وريتك الدرع اللي أهدتني إياه القيادة لمن تقاعدت ؟؟..
وقام متوجه للدولاب المقزز في نهاية المجلس , صرخت العنود لمن حست بالبرودة والفراغ لمن قام أبوها من جنبها ~ أبويه لاترووووووووووووووووووح , يممممممممممممممممممه , قلبي , قلبي ~ , رفع عدنان بصره وتجمدت كل مشاعره للحظة قبل ما يخفق قلبه بجنون , عيونها اللي مسبلتها بخجل , حواجبها المقطبة , أنفها الصغير , شفايفها المزمومة بشكل يوضح توترها , يدينها اللي قاعدة تفركها بكل قوتها , ~ عدناااااااااااان , اش فييييييييك ؟؟ هي هي ما تغيرت عن الصورة اللي أرسلتها , الفرق إنها دحين بدون مكياج ~ ما يدري ليه حس بكل مشاعره الغريبة الممزوجة بالتوتر والضيق تختفي بلا مقدمات حتى محاولاته تذكير نفسه إنها ممكت تكون هي نفسها اللي طاردته بإزعاج لمدة طويلة قبل ما ترسل له بكل جرأة صورتها وهي تصرح له بهويتها وحقيقة إعجابها به ما فلحت إنها تعكر الراحة الغريبة اللي حسها ..
~ يمكن ما يعجبه أنفي لأنه صغير ولا يمكن يصمم إني وقحة لو شاف فتحة بلوزتي , ياليتني لبست البلوزة المقفلة بأزرار , لا لا هذي أحسن مخليتني أنعم و ... يا أمييييييييييييييييييييي لا يكون قاعد يطالع فيني دحين , أرفع عيني أشوف , بنت أهجدي عيب , بسسسسس لازم أشوفه , لالا مو لازم , عنووووووود ~ رفعت بصرها بتردد وأول ماجات عينها على عيونه ~ يافشلتييييييييييييييييييي يييي ~ نزلت بصرها بسرعة وهي ترجع شعرها على ورى بتوتر , وزفرت براحة لمن جلس أبوها جنبها وهو يوري عدنان الدرع , عدنان اللي بعد نظره عنها أول ماجا أحمد مسك الدرع ولأول مرة يمر بهالحالة كان يطالع في الكتابات المكتوبة بدون مايستوعب أي حرف منها , رجعها لأحمد وهو يقول بثبات : ماشاء الله , تستحق أكثر ياعم , أبويه كان يقول إنك كنت الثالث في دفعتك وإنك كنت شايل القيادة على راسك ..
ابتسم وطالع في الدرع بحنين وهمس : كانت أيام ..
وحط الدرع وقال : بس ارتحنا من وجع الراس , حلو التقاعد ..
والتفت لعنود اللي دقته بطرف كوعها وقال : ها عنيدي ..
طالعت برعب في عدنان خوف إنه انتبه لحركتها ولمن شافت مدنق ومبتسم حست بحرجها يزيد , دقته بشويش مرة ثانية , دنق عليها وقال : نعم ..
همست بإحراج : خلااااااااااااااااص ماصارت شوفه بأخرج ..
ابتسم وحط يده على فخذها وقال بطريقة كإنه يمازحها وهو قاصد الكلام : قبل ما تخرجين طالعي في عدنان ترى النظرة لإثنينكم ..
~ أبويه حراااااااااااااااام عليك تفشلني أكثر ~ هزت راسها بلا وهي تدنق أكثر ,
رفع عدنان بصره لأحمد وشافه يحاول يرفع راس العنود اللي غطت قصتها على وجهها من كثر ماهي مدنقة , حست باستنفار في كل خلاياها لمن سمعت صوته وهو يقول : العنود ..
~ يمممممممممممه , هذا اش يبغى ؟؟ يناديني بكل هالجرأة قدام أبوية ~
: العنود ........... العنود ...
كان في صوته نبرة ملحة خلتها ترفع راسها غصب , طالعت فيه و انصعقت لمن شافته مبتسم وهو يقول بهدوء : عمي صادق في كلامه ..
دنقت بسرعة وفرصت فخذ أبوها وهي تهمس : بأخرج ..
وقامت بسرعة وهي تهمس : عن إذنكم ..
وكان خروجها أصعب مرحلة لأنها كانت متأكدة إنه يطالع فيها , أول ماخرجت لقيت أخواتها وسفانه عند باب الصاله , قفلت الباب وطالعت فيهم بصمت , سألتها الهنوف : كيف ؟؟
صرخت العنود : يخووووووووووووووووووووووو ووف ..
حطت سفانه يدها على فمها وهي تقول : يالخبله يسمعك ..
بعدت يدها وتحركت وهي تقول بحزم : ما أبغاه , يخووووووووف والله يخوف ...
ورجعت لفت عليهم ومسكت يد البندري والهنوف وهي تقول : حسوا ..
كانت يدها زي مكعبات الثلج من شدة برودتها , مسكت سفانه يدها وضحكت وهي تقول : طيب واش خلاك تقولين يخوف ؟؟ نستناك ساعة وآخر شي تطلعين لنا بكلمة يخوف ..
حطت يدينها على خدودها وقالت بطريقة مسرحية : و حليوة كمان..
صرخوا في وقت واحد وضربتها الهنوف وهي تقول : استحيييييييييييييييي , انتي متى شفتيه ؟؟ ..
ضحكوا عليها لمن قالت باستنكار : ياسلام هو يشوف وأنا لا , والله الحق يقاااااااااااااااااال , حليوة ولد الكلب , ما دريت إنه بهالوسامة ..
وابتسمت وقالت متابعة وهي ترفع خشمها : بس مو أحلى مني ..
تأوهت لمن ضربوها وكل وحده تصرخ بمغرورة أو متكبرة , راحت لأمها اللي كانت جالسة في الصالة مع الجوهرة ورفعت يدينها بعلامة النصر وهي تقول : ما ضحــــــــــكت ....
وعددت كل الأشياء الله كانت خايفه منها : ماطحت , ماكبيت العصير , ماانقطع صندلي , ما تحمست وصافحته , ما قهقهت , وأهم شي ..
وصرخت بحماس : ما عطـــــــــست , شكرا يارب , شكرا , وين القبلة بأسجد شكر ..
جلسوا يضحكون على مخاوفها اللي كان العطس أكبرها لأنها تعطس بصوت عالي وما تقدر تكتم العطسة زي باقي البنات , مسكتها الهنوف وقالت : حكيني من طق طق لسلام عليكم ..
قالت أمها بخوف : أهم شي ارتحتي بعد مادخلتي عليه ..
هزت العنود أكتافها وقالت : ما أدري , عادي ...
قالت الجوهرة : يا همي , مو مهم انتي , أهم شي هو اش بيقول عنك ؟؟ ..
قالت العنود باستنكار : يعني لو ماناسبني ما أقدر أعترض ..
قالت الجوهرة ببرود : تعترضين لييييييييييه ؟؟ احمدي ربك اللي تقدم لك واحد ..
قالت سفانه بصوت عالي : والله هو اللي يسجد لربي شكر إنه بياخذ العنود ..
وقالت الهنوف معاها بحماس : والله يحمد ربه , هو يحصل ظفرها ..
واتفاجأوا لمن قالت البندري هي كمان : والله أمه داعية له ليلة القدر اللي بياخذ عنيدي ..
لفت عليهم العنود بخجل كانت حاسة بخجل فضيع ممزوج بفرح من كلماتهم وضمت يدينها لصدرها وهي تقول بخجل وبطريقتها المسرحية المعتادة : شكرا , شكرا ..
ومسحت دموع وهمية وهي تقول : أحرجتوني , الله لا يحرمني منكم ..
لفت الجوهرة بوزها وقامت وهي تقول : المهم اش بيقول الولد ..
*************************
مانطق عدنان بحرف من بعد خروجها وهو يستمع لأحاديث جاسم وعبد الرزاق مع أبوهم وعقله غصب عنه يشرد ويضيع عليه تركيزه في كلامهم ~ شكلها بريء , حتى تصرفاتها ماكان فيها شي يدل على جرأتها , البنت كانت بتموت من الخوف والخجل , يمكن ........ عدنان خلاص وعدت نفسك ما تفكر بهالموضوع خلاص ~ غمض عيونه بتعب وهو يحاول يخرج من أفكاره المعذبة وفتحها على طول لمن حس بجسد جنبه , ابتسم له جاسم وقال : ها نقولك أبو رحم ..
ابتسم عدنان وانتبه إنه عمه وعبد الرزاق مهم موجودين والمجلس صار خالي إلا منهم الاثنين , طاااااااالع فيه جاسم بصمت وبعدها همس : ترى لو تبغى تخرج من الموضوع ما ألومك ..
فتح عدنان عيونه بصدمة لمن نزل جاسم راسه وقبض يدينه المفروده على ركبه وهو يهمس : أنا لو مكانك بأخاف أتقدم لوحده أختها ..
لأول مرة يبين له جاسم إنه يعرف بمعرفته للي صار للبندري , حط عدنان يده على يد جاسم وصها وهو يقول بحزم : جاسم ..
قاطعه جاسم وهو يرفع راسه ويطالع فيه : ممكن أقول لأبويه ما صار نصيب و أخرجك من الموضوع لو تبغى ..
وحط يده على صدره وقال : وأحلف لك ما تتغير معزتك بقلبي ..
فرصة وجاته لحد عنده , أخيرا يقدر يخرج من الموضوع بدون شوشرة وبدون ما يضطر يجامل و ياخذ وحده مهي عاجبته أخلاقها , تردد ونزل راسه وهو يسحب يده عن كف صاحبه وهو يقول بإحراج : ما يحتاج هذا الكلام كله , إذا موافقين نروح نحلل قبل ما نسافر الرياض ..
رفع جاسم حواجبه وصرخ بحماس : صادتك أختي ..
ضحك بحرج وقال بهدوء وهو يحك حاجبه عشان يخفي خجله : الله يقطع شرك إنت وهالتشبيه , حسستني كإني سمكة ولا طير ..
ما قدر يتمالك نفسه , فرحته كانت أكبر مما يسعه قلبه , حضن عدنان بفرح وهو يقول : الله يتمم لكم على خير , الله يتمم لكم على خير ..
انحرج عدنان من فرحته وذكر نفسه إنه هذا مو أخو البنت اللي متقدم لها , هذا صديق عمره اللي مر بلحظات الله أعلم بها , دفه بخشونة وهو يقول بمزح : قوم عني شايفي أزهار ...
طالع فيه جاسم باستنكار وقال : قاعد تتريق , والله وطلع لك لسان ..
قام عدنان ورماه بنظرة معبرة وهو يقول ببرود مصطنع : من قبل ماتعرف حليب أمك ..
قهقه جاسم وقال : تراك تخوف لمن تطالع بهالنظرة ..
وضربه على كتفه وهو يسأله : ها جاهز لرحلة بكره , ترى الشباب مخططين عليها من متى ..
قال بهدوء : إذا تم الموضوع نروح نكشف بكره الصباح وبعدها نروح للرحلة ..
طالع فيه جاسم باستنكار وقال : ماشششششششششاء الله , حار يا فول , ما عندك صبر ..
قال بصدق : ماله داعي تطويل الموضوع , خير البر عاجله ..
قال : ولا يهمك , أوصل الموضوع لأبويه الليلة , مصر تنام في الفندق ..
ضحك عدنان وقال : مو معقولة أنام في بيتكم الليلة ..
تبادلوا شوية أحاديث جنب سيارة عدنان المستأجرة قبل ما يروح لفندق الشيراتون اللي يستنونه فيه أبوه وأخوانه ..
↚
: شكلي كان حلو ؟؟
صرخوا بطفش وقالت سفانه وهي تلف عن الكمبيوتر عليها : عنود ارحمي أهلي والله حلوة حلللللللللللللوة ..
زفرت العنود وجلست على يد الكرسي اللي جالسه عليه وهمست : تعتقدين ريمو زعلانه عشان كذا ماجات ..
رفعت سفانه حاجبها وقالت بتعجب : نـــعــــم , ما أظنها زعلانة ولو زعلانه معناتها بزرة وعقلها صغير ..
سألت العنود : لو الهنوف رفضت حسان ماكنت بتزعلين ؟؟
قالت سفانه بعد تفكير : ممكن في البداية لكن بعدين خلاص الشي صار وانتهى , زعلي اش بيفيد ..
سكتت العنود طويل بعدين لفت على سفانه وطالعتها بنظرة جاده وهي تقول : بالله شكلي كان حلو ..
صرخت سفانه وهي تدفها : انقلعي عنيييييييييييييي ..
ولفت على الهنوف اللي جالسة تصب الشاهي لهم والبندري المنسدحة على بطنها فوق سريرها وهي تضحك عليهم وقالت برجاء : شيلوها عنييييييييييييييي , فين جوالي ؟؟..
وقامت تدور على جوالها وهي تحلف إنها تدق على حسان عشان يجي ياخذها لو رجعت العنود و سألتها عن شكلها مرة ثانية ..
***********************
الساعة 9 صباحا :
في فيلا أحمد :
رجعت لفت طرحتها للمرة العاشرة ومسكت نقابها ولبسته ورجعت نزلته وهي تصرخ : يااااااااااااااااااربــــ ــــــــــ ..
بعدت البندري لحافها وقالت : عنيدي والله ربي يسمع دبيب النمل مايحتاج تصرخين بهالطريقة ..
لفت عليها وقالت بسخرية : لا والله بندر , ماكنت أدري ..
دخلت الهنوف وقالت : بنت عنيدي , جاسم له كم وهو يستنى , كافي مستأذن من العمل كله عشانك رافضة تمشين مع رزوقو ..
: هذا اللي نقص علي , أمشي مع رزوق , بيحطني في مطعم أنا والرجال ويقولنا , go , ماأدري اش شكله من هبالاته ؟؟
استعجلتها الهنوف وهي تقول : يلااااااا موقفه الرجال كمان ..
ضمت نقابها وقالت بخوف : هو جاااااااا , قوليلهم بطلت ..
زفرت وقالت وهي تسحبها : تحركييييييييييييييييييييي ييييييي ..
نزلت الدرج وغطت وجهها وعدلت عبايتها على راسها وهي تدعي من قلبها إنها ماتتكرفس قدامه , ابتسم جاسم وقال وهو يفتح الباب ويخرج : يلا تحركي ..
مسكتها الجوهرة وقالت وهي تمد لها عطرية : حطي شوية , مو معقولة تروحين كذا ..
قالت العنود بحزم : لاااااااا , مستحيــــل , اش فيك انجنيتي ؟؟
قالت : شوية ماتضر ومابيشمها غيره وهو خطيبك ..
قالت : جوهرة , لساعه أجنبي عني , حتى لو طلعت نتايجنا برضو يظل أجنبي إلين يعقد , وإذا شم ريحتي دحين معناته إني زانية ..
وتحركت وهي تقول : الله يهديك ..
لفت الجوهرة على أمها والهنوف وهي تقول باستنكار : طالعوا , صارت المفعوصة هذي تعلمني الدين وتقولي الله يهديك , أكيد كلللللللله من تحت ست بن باز ..
وتحركت بعصبية , زفرت الهنوف وتبادلت نظرة تعب مع أمها اللي مهي عارفة كيف تصافي بين الجوهرة وأزهار ...
أول ما دخلت سيارة جاسم قالت : السلام عليكم ..
ابتسم وقال وهو يدق البوري لعدنان : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته , هلا عروستنا ..
مسكت بطنها وقالت : لا تقول عروستنا ترى لله من الصباح وأنا ممغوصة ومعايا إسهاااااااال ..
ضحك وقال : الله يوصخك يالوصخة , اش هالكلام ؟؟..
غمضت عيونها ورجعت المقعد على ورى وهي تقول : حسك عينك تصحيني قبل ما نوصل مستشفى الولادة ..
دقايق ورفعت راسها وقالت : قول أي شي , حكيني أي حكاية بطني تمغصنييييييي ..
ضحك وقال : اش أقول ؟؟
قالت : أي شي ..
فكر شوية بعدين قال بخبث : عارفه اش أكثر شي يحبه عدنان ..
صرخت تقاطعه باستنكار : جاااااااااااااااسم ..
قهقه وقال : انت قلتي أي شي ..
: تراب ..
ضربها بطرف يده وهو يقول : احفظي لسانك ..
لفت بوزها وقالت : تستاهل ..
ابتسم وقال : هذي الكلمة اللي ذبحتني بها أزهار ..
لفت عليه وقالت : صح , جسوم ترا أزهار متغيرة , قصدي وجهها باهت ..
حك حاجبه وقال : حتى أنا شغلت بالي , لها كم يوم ما تاكل زي الناس وهي عاد إلا الأكل عندها في المرتبة الثانية بعد الصلاة وقراءة القرآن ..
ضحكت العنود من قلبها وقالت : حرااااااااااام عليك , ترا هذي غيبة ..
قال : لا مهي غيبة , لأني أربع ساعة وعشرين وأنا أقولها هالشي ..
طالعت فيه باستغراب وسألت وهي تضحك : واش أربع ساعة وعشرين ؟؟..
وقف عند إشارة وقال : هذا شي صدعت راسي به أزهار أمس ..
ابتسمت وهي تطالع فيه بصمت , ذكر أزهار أكثر من مرة في دقايق معدودة ,
وهذا يدل على حرصه وسماعه لكل شي تقوله رغم إنه قدامها وقدامهم يبين إنه مايهتم ولا يفكر فيها بالعكس يعاندها و يعصب عليها قدامهم كثير , ~ يارب تسعدهم دوم يارب , بسسس اش فيها أزهار ؟؟ الكل لاحظ إن البنت مهي على طبيعتها أبد , يكون صار بينهم شي ؟؟ ~ غرقت في أفكار طويلة وماانتهبت إلا وهي لمن تباطأت السيارة ووقفت عند المستشفى , رجع لها المغص , خرج جاسم فقالت له : روح إنت واياه أنا أمشي وراكم ..
شافته يسلم على عدنان اللي وقف سيارته قبلهم , ولمن مشيوا خرجت وتحركت وراهم وهي تحس بكل أطرافها تنتفض , كانت غصب عنها تطالع في فرق الطول بينهم , كان عدنان أطول وأعرض من جاسم ~ يمــــه أنا أخاف من جاسم وهو بهالحجم يطلع لي واحد أضخم منه , طيب هذا لو ضربني كيف بأرد الضربه ؟؟ عنووووووود اش هالتفكير السخيف ؟؟ لمن وصلت لساحة المستشفى انتبهت إن الواجهة كلها قزاز عاكس , يعني زي ماهي شايفتهم أكيد هم شايفينها , خففت مشيها ولمت عبايتها وقبضت على شنطتها بقوة وهي تدعي إنها توصل للمستشفى بلا فشايل , ولمن دخلوا أشر لها جاسم تجلس على الكراسي , جلست وهي مدنقة راسها للأرض , معقولة أخواتها مروا بهالمشاعر المتضاربة ولا بس هي الخبلة من زود تفكيرها , جلس جنبها جاسم وناولها الورقة وقال : أكتبي بياناتك , أول ماوقع بصرها على خطه شهقت بداخلها وهي تصرخ ~ أي خط هذاااا ؟؟ ~ مسكت الورقة وتناولت القلم منه وهي تقول بتريقة : متأكد صاحبك مايشتغل خطاط ؟؟..
تفاجأ جاسم من تعليقها وغصب عنه ضحك وهو يضربها على كتفها وهو يقول : أكتبي وانت ساكته ..
ناولته القلم وقالت برجاء : أنا أنقلك وانت اكتب , خطي يفشل ..
زفر جاسم وكتب اسمها وعمرها وسجلها المدني اللي نقله من بطاقة العايلة وناولها عشان توقع وهو يقول : مو معقولة أوقع كمان ..
كان توقيعه باذخ وفيه حركات غريبة , لفت بوزها وقالت وهي تشخط شخطيت حولين حرف العين : هذي ضريبة الزواج من مهندس ..
سحب الورقة وهو يقول : الله يعينك يا عدنان , وقعت وماأحد سمى عليك ..
همست من بين أسنانها : شغلك في البيت يالدب ..
ولمن ناول عدنان الورقة شافته يطالع فيها قبل مايناولها للمسؤول اللي أعطاهم أوراق عشان يدخلون للفحص ..
شغلت نفسها بتأمل البنات اللي حولينها , كثيرات زيها جالسات بهدوء لكن اللي صدمها بعض البنات معاهم أخواتهم أو أمهاتهم وواقف جنبها خطيبها وهو يكلمها كإن الشي طبيعي والأدهى من كذا يمازحها وهي تضحك بخجل , استغفرت وهي تلف وجهها عن المناظر اللي زادت تلبك معدتها , نادى المسؤول على مجموعتهم بعد ماخرجت مجموعة من الغرفة , كانت تطالع في البنات ودها تشوف هل هم متوجعات ولا لا , عاد هي خوفها وعذابها الإبر , أشر لها جاسم تقوم , راحت ووقفت جنبه ولصقت فيه وهي تقول : الله يخلييييييك , أدخل معايا ..
قال : ممنوع , يلا تحركي ..
وقف المسؤول عدنان وقال : وين خطيبتك ؟؟
أشر لجاسم , تحركت العنود وهي تحس رجولها ثقييييلة , نزل راسه وتحرك داخل ودخلت هي وراه وهي مستغربة من تصرفات البنات اللي يأشرون ويتغامزون بلا حياء ~ يمه البنات ماعاد عندهم حيااااااااااا , اش صار في الدنيااااااااا ؟؟ يارب ارحمنا , أصلا من شاف حجابها عرف إنه حياءها منزوع , عنيدي إدعيلهم إنت كنت تلبسين عباية على الكتف , بس على الأقل ماكنت مطرزة بكريستال كإني رايحه سهرة ~ , كانوا جالسين في كراسي والجهة الثانية الرجال وواقف عندهم حارس أمن وممرضتين عشان ينادون وياخذون عينات الدم , حست نفسها بتختنق , يعني ما قدروا يعزلونهم كل في غرفة بدل هالطريقة ..
: عدنان عبد الكريم الـ ....
: العنود أحمد الـ ....
شافته يتحرك للقسم المخصص للرجال , قامت وتحركت وهي تحس ببرودة في أطرافها , أول مادخلت وصكت الممرضة الستارة قبضت العنود على يدها وقالت : تكفييييييييين اسحبي دمي بأي شي غير الإبرة ..
ضحكت الممرضة السعودية وقالت وهي تجلسها : بإيش يعني ؟؟ ارتاحي إن شاء الله ما حتحسين بها ..
قبضت العنود يدها وشهقت لمن شافتها تفك الإبرة , أعطتها الممرضة ظهرها وهي تقول : غمضي عينك ..
غمضت عيونها بقوة وهي تحس ضربات قلبها تزيد لمن حست بأصابيع الممرضة وهي تربط الحبل وتمسك ذراعها , تأوهت لمن دخلت الإبرة , ثواني وقالت الممرضة : ارخي يدك , خلصنا ..
زفرت وقالت : خلاااااااص ..
ضحكت الممرضة وقالت وهي تلصق مكان الإبرة : يا خوافه , اش العرق هذا ؟؟
كان جبينها ويدينها مندية من الخوف , قامت وخرجت , لقيته واقف برا مع جاسم اللي أشر لها , رصت شفايفها ومشيت له وهمست وهي تمشي معه : أخذوا دمي المجرمين , لو شفت كيف كبر القارورة ..
قال جاسم بصوت عالي : عدنان العنود تبغى تعويض عن دمها اللي انسحب ..
شهقت وضربته وهي تهمس من بين أسنانها : جسوم يالكذاااااااااب ..
وحست بعظامها تذوب لمن قال بثبات : تبشر باللي تبغاه ..
همست : ياحمار قوله إنك اللي جايب الهرج من عندك لا يقول مطيحة الميانة من دحين ..
قال جاسم : تقولك تبغاك تفطرها في مطعم معتبر ..
ابتسم عدنان بصمت لمن سمع صوت ضربة قوية ممزوجة بتأوه جاسم , جا له جاسم وقال : تراني أمزح معاك , حبيت أفشلها بس ..
لف عليه وقال : وأخذت جزاءك ..
ضحك جاسم وهمس : الله يعينك عليها ..
ابتسم عدنان وهو يتحرك للمواقف وعقله يدور بأفكاااااار كثيرة , أول ما وصل لسيارته قال : موعدنا العصر ..
ودعه جاسم وركب سيارته , أول ما صكت العنود الباب زفرت وقالت : خلص الإمتحااااااان ..
ونطت في حلقه وهي تقول : الله يخليك خلينا نشتري فطور ونروح نفطر عند زهرة واحشتني الدبه ..
بعدها عنه وقال : أركدي , أولا ماني مشتريلك فطور , ثانيا أزهار نايمه وماتبغى أحد يجيها ..
انصدمت وسألت : ليييييييييييش ؟؟
سكت شوية بعدين قال بغموض : تعبانة وتبغى ترتاح شوية ..
كان متضايق إنه تأخر أمس وماقدر يوديها المستشفى والمشكلة اليوم الرحلة ~ يلا أوديها بعد الرحلة ~..
↚
بعد العصر في بيت الجده :
: أمــــــــــي ..
ابتسمت نورة وقالت وهي خارجة من المطبخ وشايلة سلة كبيرة : صبر , صبر ..
: الشباب سبقوني ..
و جري و شال عنها السلة بسرعة وهو يقول : أفاااااااااا , أم حسان تشيل الأشياء بنفسها ..
وعلى صوته وهو ينادي : سفانــــــــــــه , خنفســـــا أوريكم مخليات أمي في المطبخ ...
ضحكت نورة وقالت : اللي يسمعك يقول لوحدي , في الشغالات ..
جاته الخنساء ووراها سمية , طالع فيهم وقال : والله أشك إنكم سياميات لاصقات في بعض بس بخيط خفي , ماشاء الله ماتفترقون ..
شهقت سمية وقالت : خالو سمي بالله ..
ضحك وقال وهو يمسكها السلة ويشيل الكيس الثاني ويحطه بين يدين الخنساء : تحركوا شيلوها للسيارة يلا ..
تحركوا وهم متذمرات , ابتسمت أمه وقالت : انتبه لنفسك ولا تسرع ..
سلم عليها وقبل مايخرج مر على جدته , كانت مدنقه تدور على دواها اللي انزلق بين السرير والجدار , تحرك بشويش ونغزها بخفه في خصرها و صرخت وهي تنتفض : واااااااااو , ياسيادي ...
قهقه من قلبه وضمها وهو يقول : سامحيني ماقدرت أقاوم ..
دفته عنها بخشونه وهي تقول : الله لا يبارك في عدوك , قوم عني , قوووووم ..
وقبل مايبعد عنها ضربته بعصايتها وهي تقول : كم مرة قلتلك ماأحب أحد يمسكني من جنوبي ..
حك كتفه مكان الضربه وقال : ماقدرت أقاوم ..
لفت بوزها وعدلت مسفعها وهي تقول : قال ماقدرت أقاوم , قوم عني ..
مسكها وسلم على راسها , دفته وقالت : جيبلي دواي تلقاه زارق بين السرير والجدر ..
ركب فوق السرير ودخل يده يدور العلبة وهي تقول : طاحوا فينا لا تاكلون ملح , وخذوا الحبوب عشان مايرتفع الضغط , حبوبهم هذي هي اللي ترفع ضغطي ..
خرج العلبة وقام وجاب موية صحة من اللي حاطتها تحت سريرها لأنها ماتحب الموية الباردة , خرج حبة وفتح الموية الصحة وناولها لها وهو يقول : بالشفاء إن شاء الله , أنا أستإذن دحين ..
ودعته وهي توصيه يقول الأذكار ومايسرع في الطريق , لمن خرج لقي الثنتين قاعدات في السيارة ويمثلون مسرحية إنهم شباب يتسابقون , مسك سمية الجالسة مقعد السائق من ياقتها وشدها وهو يقول : إطلعوااااااااااا , أنا لله متأخر ..
ناولته الخنساء كاميرا وقالت : تقولك أسماء صور جلستكم ..
زفر وقال : مدمنة تصوير هالبنت , يلا خشوا جوة بأفتح الجراج ..
دخلوا بسرعة بعد ماودعوه , خرج جواله واتصل بعدنان ....
*****************************
: قول اللهم أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين أول ماتوصل , ترى في الليل تطلع ال****ب والحشرات السامة , ومو بعيد تلقى ثعبان ..
ابتسم وهو يتحرك من الحمام للغرفة عشان يتأكد من شكله ويحط اشياء الرحلة في الشنطة اللي حاطها على السرير , كانت تتبعه زي ظله وهي توصيه على نفسه وعلى عمر , لف عليها وقال وهو يحط يدينه على كتفها يثبتها : خلاص , اهجدي , دوختي راسي ..
وصله صوت البوري فقال : شفتي أخرتيني , عدنان تحت ..
قالت : اسمع إذا حسيتوا ببرد تراني حطيت في الشنطة جاكتين وبطانيتين و ..
دق جواله فرفعه وقال : خلاص نازل ..
صرخ فيه حسان : ياخي تحرك , ماصارت سمحنالك بشهرين ونص تلصق فيها في العروسة وماتخرج من البيت ..
: نشوفك اش تسوي لا تزوجت ؟؟
وصلته ضحكة حسان وهو يقول : أنا لاتزوجت إن شاء الله بأخلع باب الشقة وبأحط بلك وماأهد البلك إلا بعد سنة ..
قهقه جاسم وشال الشنطة على كتفه ومشي للباب وهو يقول : تموت أختي جوع وتسبب لها الجنااااااااان , خلاص بطلت مافي جواز ..
: انزل بس وانت ساكت ..
لف على أزهار ولوح لها وخرج وهو يصك الجوال اللي كان يدق ماهر عليه في الخط الثاني , قالت بصوت عالي : إقرأ أذكار المسااااااااااااء ..
وصكت الباب وابتسمت وهي تذكر نفسها إن البنات بيجون يزورونها بعد المغرب , دخلت المطبخ بحماس ..
********************************
قال عدنان لمن شاف جاسم خارج من العمارة : خلاص صك , بهذلت الرجال ..
قال سامر وهو يدخل راسه بين المقعدين لمن دخل جاسم مكان السائق : في بعض نااااااااااااس يدافعون مو لله ..
زفر ماهر وقال بهمس : يقطع الحب شو بيزل ..
ضحك جاسم ولف على عدنان اللي لف عليهم ورماهم بنظرة تحذير , من رجع من المستشفى وهم طايحين فيه حش , طوال الوقت يتنهدون ويسوون له حركات حب لوعت بكبده , قال وهو يرجع يطالع قدام : ربي رحمني منكم أمس وطيحني في لسانكم اليوم ..
قال جاسم : ذوق شي من اللي يسويه فيني حسانو الدب ..
ولف صافح التوأم وهو يسألهم عن مباراة أمس اللي مالحق عليها , قال ماهر : ماشاء الله ياعندك رحيم , مو مركب رجول صواريخ نفاثة ..
قال عدنان باستنكار : سمي بالله ..
قال سامر بدفاع : قال ماشاء الله ..
ضحك جاسم وقال : لو يصير للولد شي تذبحكم أخته على غير قبلة , وأنا أمين بأوصل لها إنكم إنتم اللي حسدتوه ..
**************************
في عسفان :
رفع المسدس وهو يقول بمزح : من يبغاني أذبحه ؟؟..
التفت له عبد الرزاق المشغول بجواله اللي مثبت سماعاته في أذنيه وقال عمر بحزم : عبد الإله تعوذ من إبليس و نزل المسدس , الملائكة تلعنك لو أشرت بحديدة لأخوك المسلم إلين ترخيها ..
هزه عبد الإله وهو يقول : فاضي وقديم مصدي , حتى زناده ما ينضغط ..
وقرن كلامه وهو يضغطه وهو مصوبه على الأرض , قال عمر بتوتر : ولو ..
ضحك عبد الرزاق وقال وهو ينزل سماعاته : واااااااااو شيخنا خواااااااااااف ..
قال وهو يحط الحطب اللي جمعه مكان الحطب اللي مجهزينه عشان الشوي : مو مسألة خوف , ربي مايحرم شي إلا لسبب , بعدين إبليس يستنى أقل شي عشان يحزن ابن آدم ويوقعه في الغلط ..
وشحب وجه عمر لمن لف وشاف عبد الإله مصوب عليه المسدس , قال بتوتر : تراك قمت توترني بمزحك ..
قال وهو يحط نفسه يضغط الزناد : طـــــخ ..
ضحك عبد الرزاق على عمر اللي انتفض و قال : افرد عضلاتك المشدوده , ترى إحنا متعودين على هالمزح ؟؟ بعدين عبد الإله ما يتحرك بدون هالمسدس تقول حبيبته ..
قطب عمر حواجبه لمن ضحك عبد الإله وقال : لا تصوبه علي مرة ثانية ..
وقف حسان الجيب ونزل منه وهو يقول بحماس : دقايق و يوصلون , بالقوة أقنعت المعرس يتحرك من بيته ..
وغمز لعمر وهو يتوجه للشنطة عشان يخرج بقية أشياء الرحلة , ابتسم عمر ولحقه وهو يقول بهدوء : قل لعبد الإله يشيل المسدس اللي يلعب فيه ..
قطب حواجبه وقال : مســـدس ..
وتحرك لعبد الإله وقال : إنت رجعت لهالمسدس , كم مرة قلنالك يا تبيعه خرده ياتشتري سكتون بداله ولا بندق , أحسن لك منه ..
ومد يده وقال : هاته ..
ضمه عبد الإله وهو يقول : لا , جبته عشان أوريه ماهر , يقول ولد عمه عنده زيه ودايم يصلحونه لا خرب , بأنظفه معاه عل وعسى يتصلح ..
هز حسان يده وقال بحزم : هاته , لا جا أعطيك إياه ..
ضحك عبد الرزاق لمن قال عبد الإله بغيض وهو يطالع في عمر : يعني كان لازم تفتح فمك ياسيد عمر ..
طلع عمر راسه من ورى الجيب وضحك وهو يشيل كيس الرز وهو يقول : تستاهل جاك اللي يعرف لك , لي ساعة أقولك شيله ما تسمع ..
قال باعتراض وهو يمده لحسان ويحطه على راحته : خرباااااااااااان يالخوافين ..
وانضغط الزناد , دوى صوت الطلقة وتردد صداه في الفضا الخالي حولينهم , الكل انتفض من صوت الطلقة الغير متوقع , طالع حسان بصدمة في عبد الإله اللي بادله نفس النظرة المصدومة الخايفة , ساد صمت فضيع في المكان , قطعه عبد الرزاق يصرخ بغيض : يالحمااااااااااااااار قطعت خلفي , هذا اللي تقول عليه خرباااااان..
رف حسان بعيونه لمن بدأ يحس بالألم يجتاحه زي الموج , دنق وطالع في صدره وشهق لمن شاف بقعة دم تتشكل ببطء على بلوزته رفع راسه وطالع في عبد الإله بذهول , صرخ عبد الإله أول ماشاف بقعة الدم اللي بدأت تتوسع حولين حفرة صغيرة بقرب قلبه : حسااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااان ...
انفلت المسدس من يدينهم , عمر اللي جري أول ما سمع الطلقة تلقى بين ذراعينه حسان اللي انهار بطوله على وراه , فز عبد الرزاق وهو يصرخ بلا شعور : oooooooh my gad you shoot hem , did you hit hem ?? is he dead ??
صرخ عمر وهو يشوف بقعة الدم اللي بدأت تتسع : تكلم عربييييييييييي , ما أفهمك ياولد النااااااس ...
وحط يده المرتجفة على صدر حسان وضغط مكان الطلقة وهو يصرخ : تحركوا للسيارة , لازم نوديه مستشفى بسرعة ...
وسدح حسان على الأرض , كان عبد الإله متصنم وهو يطالع فيهم بعيون مفتوحة على الآخر , صرخ عمر وهو يوقف ويفصخ بلوزة حسان : تحركووووووووا ...
جري عبد الرزاق للجيب و شغلها و هو يصرخ : لا تخليه يغمض , لا تخليه يغمض بأي حال من الأحوال ..
ضم عمر راس حسان وهو يقول بصوت حاول يخليه ثابت : حسان لا تغمض سامع , حسان سامعني ..
كان حسان فاتح عيونه على آخرها وهو يطالع فيهم بعيون زايغة وهو يقول : عادي ما أحس بشي دحين , لا تخافون ..
رجع عبد الرزاق عشان يشيلونه و قال : عبد الإله تحرك ساعدنا ..
ولمن شافه عمر مصنم صرخ : عبد الإلـــه ..
التفت له عبد الإله بعيون زايغة , قال بصوت قوي : لو ما تحركت دحين بيموت ..
تحرك عبد الإله بسرعة وتعاونوا و نقلوه للمقعد الخلفي , حط عبد الرزاق يده على كتف عبد الإله وقال : إنت أثقلنا , إركب معاه عشان تثبته وخلي يدينك ثابته على مكان الطلقة عشان ما ينزف أكثر , إضغط قد ما تقدر ..
عيون عبد الإله مابعدت عن عدنان المسجى في المقعد الخلفي , هزه عبد الرزاق وسأل بصوت عالي : سامعني ؟؟ إضغط قد ما تقدر ..
هز عبد الإله راسه بقوة وطلع , نط عبد الرزاق لمقعد السايق وصرخ : Harry ..
كان حسان بجثته العريضه ماخذ المقعد الخلفي كامل وما يكفيه , ركب عبد الإله وحط رجله اليمنى على أرض السيارة وسند ركبته الثانية بين خصر حسان وظهر المقعد عشان يثبت نفسه وحط كفه اليمن على صدر حسان اللي بدأ يتغطى بدمه وفوقها كفه اليسار وضغط عليها , ارتجفت شفايفه وهو يقول : بسرعة , تحركوا ..
من صك عمر الباب الخلفي تحرك عبد الرزاق , ركب عمر بسرعة جنبه والسيارة في بداية إنطلاقها , ثواني وكانت تنهب بهم الأرض , ركب طعس هز الجيب هز , صرخ عبد الإله لمن ضرب راسه في السقف وتحركت يدينه عن صدر حسان : بتذبح حسان قبل ما نوصل ...
صرخ عبد الرزاق والسيارة ترتج من السرعة على أقل تبه يعدونها : الله يلعنه من طرييييييييييييق ..
دقه عمر وقال بحزم : بادلني , أنا أعرف أسوق في الرمل ..
صرخ عبد الرزاق : impassepole مجنون إنت , وإحنا بهالسرعة مستحيل نتبادل ..
مسك عمر الدركسون وقال بثبات وهو يتجاهل انتفاضة قلبه : توكل على الله , أنا أحسن منك في السواقة وإنت لازم تراقب حسان , يلا تحرك نبادل بسرعة , مافي وقت نوقف السيارة ونبادل الأماكن ..
طالع فيه عبد الرزاق لثانية ورجع طالع في الطريق , قال بسرعة بعد لحظة تفكير : نط للمقعد بعد ثلاثة ........ واحد , اثنين ..
ورفع رجوله بخفة ووقف على المقعد وهو راكع وماسك الدركسون بكل قوته عشان يثبته على الطريق وقال : ثلاثة ..
انسل عمر من مكانه وهو يدعي ربه بداخله إنه ما يصير لهم حادث بسبب تهورهم , وحمد ربه وارتاح لمن استقر في مكانه , وتحرك عبد الرزاق وانتقل لمقعده , ضغط عمر البنزين لآخر حد وهو يتشبث في الدركسون بكل قوته , التفت عبد الرزاق وسأل عبد الإله : كيفه ؟؟
وانصدم وهو يشوف شحوب حسان , مد جسمه وصفع حسان وهو يقول : لازم ما ينام , متى غمض عيونه ؟؟
قال عبد الإله بخوف : ما أدري ..
صفعه عبد الرزاق صفعة أقوى وهو يقول بصوت عالي : حساااااااااان ..
فتح حسان جزء من عيونه وفتح فمه بصعوبة , طالع فيه عبد الإله بخوف وهو يهمس : سامحني , سامحني يا حسان ..
وضغط يدينه المرتجفة أكثر على صدره وهو حاس بتدفق الدم الحار من تحت يديه وتسلله من بين أصابيعه , طلع حسان صوت مقطع وهو يحاول يتكلم , قال عبد الرزاق وهو يحط يده على جبينه : لا تتكلم يا حسان ..
وانصدم لمن حس ببلل جبينه من كثر العرق , ما اهتم حسان باللي يقوله وبالقوة همس بصوت خافت : هنوف ..
ونزلت دمعتين من عيونه وهو يهمس بوجع : هنوف ..
غمض عبد الإله عيونه اللي دمعت وبدأ يصيح وهو يقول : سامحنييييييييييييييييي ...
مسك عبد الرزاق كفه الطايحة ورفعها وقال وهو يضغطها : الهنوف بخير ..
ارتجفت شفايف حسان وهو يغمض عيونه بقوة , كانت دموعه تسيل بغزارة وهو يقول : أمي ........ أخواتي , ما.... عندهم غيـ .... غيري ..
قال عبد الرزاق بخوف : حسان افتح عيونك , لا تغمض ..
فتحها بصعوبة وهو يقول و أسنانه تصطك في بعضها مصدرة صوت مزعج : بردان , غطوني , غطوني , بردان , بردان ..
ما قدر عمر يلتفت لكنه سأل وهو يطالع في المراية اللي عكست له ظهر عبد الرزاق لا غير لثانية قبل ما يرجع يطالع في الطريق : عبد الرزاق , اش فيه ؟؟ عبد الرزاق تكلم ..
بدأ جسم حسان كله ينتفض بقوة , صرخ عبد الإله وهو يحاول يثبته : اش فييييييييييه ؟؟
قال عبد الرزاق بوجه شاحب يحاول يطمنهم : شكله فقد دم كثير ..
قال حسان وهو يفتح عيونه على اتساعها وهو يشاهق : أمي , أمي , هنوف , هنوف ..
وقام وهو يجاهد عشان يلقط أنفاسه , حاول عبد الإله يثبته وعبد الرزاق يقول بخوف : حسان لازم تنسدح عشـ ..
وانلجم لسانه لمن كح حسان وتدفق الدم من فمه , بعد عبد الإله وجهه اللي تناثر عليه رذاذ الدم ورجع يطالع بخوف , غمض حسان عيونه وانهار على المقعد بلا حراك , صرخ عبد الإله : لاااااااااااااااااااااااا ااااااااا , حسااااااااااااااااااااااا ااان لا تمووووووووووووووووووووووو وووووووت , حسااااااااااااااااااااااا ان لاااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااا ..
انتفض عمر من قوة الصراخ و صرخ عبد الرزاق يحاول يهديه : عبد الإله إن شاء الله ماماااااات , خليك ضاغط على صدره , الدم وصل لرئتيه بس , خليك ضاغط ..
صرخ عبد الإله من بين دموعه : مااااااااااااااااااااااات , ذبحته , أنا اللي قتلته , قتلت حسان , أنا اللي قتلته ..
صرخ عمر وهو يحس بعدم قدرته على السواقه وهم يصارخون بكلمة مات : اش صااااااااااااااار ؟؟ تكلموا , واحد فيكم يقولي اش قاعد يصيـــر ..
ولف بحده عن تبه ظهرت له من العدم , وشاف جيب أحمد قدامه , تجاوزه بسرعه وهو يضرب بوري ...
التفت جاسم وخفف سرعة سيارته و عدنان يقول : اش السرعة هذي ؟؟
قال سامر وهو يفتح قزازه ويطالع في الجيب اللي ابتعد عنهم بسرعة : لساعه يدق بوري ..
قطب جاسم حواجبه ولف بسرعة وضغط البنزين وهو يحاول يلحقهم ..
صرخ عمر : عبد الرزاق سكت عبد الإله تراني بدأت أفقد السيطرة على السيارة ..
وحس بأنفاسه تضيق وهو يسمع بكى عبد الإله , سحب نفس عميق وقال بهدوء بعد لحظة تفكير : عبد الرزاق لقنه الشهادة ..
صرخ فيه عبد الرزاق : لا تفاااااااااول , ماماااااااااااات ..
قال عمر بحزم يهدده : بتلقنه الشهادة ولا أوقف السيارة دحين ..
ارتجفت شفايف عبد الرزاق وهو يقول : أي شهادة ..
قال عمر برباطة جأش : قرب من إذنه وقوله قول أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله ..
بدأت دموع عبد الرزاق تنزل وهو يقول : ما أقدر ..
قال بهدوء : إلا تقدر ...
وطالع بتوتر في سيارة جاسم اللي بدأت تلحقهم , خرج جواله ودق على جاسم بيد مرتجفة ..
أول مارن الجوال , ميز جاسم نغمة عمر , قال وهو بالقوة يسيطر على الدركسون : عدنان خرج جوالي , هذا عمر ..
خرج عدنان الجوال ورد عليه وقال على طول : معاك عدنان ..
قال عمر بتردد : واحد فينا انجرح ولازم نوديه المستشفى ..
لف على جاسم بتردد ورجع قال بهدوء مصطنع : وعلى إيش العجلة ؟؟
همس عمر وهو يسمع محاولات عبد الرزاق الفاشلة إنه يفوق حسان عشان يلقنه الشهادة : تقدمونا وافسحوا الطريق قدامنا لو تقدرون , المسألة كبيرة ..
قال بهدوء : تكلم ..
طالع في المراية اللي عكست له عبد الإله المنهار من كثر الصياح وقال : طاشت رصاصة ..
رص عدنان على الجوال وسأل : مين ؟؟
: حسان ..
صك عدنان الجوال والتفت لجاسم وقال بهمس : لا وصلنا الطريق العام لازم نفسح لهم الطريق , واحد فيهم طاشت عليه رصاصة ..
صرخوا بصدمة : إييييييييييش ؟؟
وقال سامر بصدمة : لا حول ولا قوة إلا بالله ..
سأل جاسم وهو يطالع في الجيب المظلل جنبه : مين ؟؟
قال بهدوء : مو مهم , إسرع دحين ..
خرجوا على الطريق العام , تقدمهم جاسم وهو معلق على البوري عشان تفسح له السيارات من بدري , كانت سرعتهم كبيرة لدرجة مرورهم بالسيارات المجاورة كان كفيل إنه يهز السيارة وهو يصدر صوت قصير مرعب يشبه صوت مروق السهم المنطلق ..
صرخ عبد الإله : مايرد , مايتكلم , ماااااااااااااااااااااااا ت , مااااااااااااااااااااااات ..
صرخ فيه عبد الرزاق : بــــــــــــــــس , خليني ألقنه ..
ورجع حط يده على جبين حسان وكور يده الثانيه وحطها على عظمة القص عند صدره وضغطها بطريقة دائرية وهو يهمس : تكفى افتح عيونك , تكفى ياحسان ..
ارتفع راس حسان بعد ماضغط على صدره وكح وتدفق دم جديد من فمه , قاوم دموعه وهو يهمس : حسان قول أشهد أن لا إله إلا ..
قاطعه عمر : كلمة كلمة ..
مسد جبينه ودموعه تتساقط من خدوده وتطيح على صدر حسان وهو يهمس : قول أشهد ..
طالع فيه حسان وفتح فمه يحاول يقول شي لكنه ما قدر فرجعت دموعه تذرف وهو يجاهد عشان ينطق بحرف , زاد صياح عبد الإله وبكى عبد الرزاق وهو يترجاه : تكفى قول أشهد لا إله إلا الله ..
اندفعت دفقة دم جديده وسالت من فمه على خدوده وصوت قرقرة فضيع يصدر منه , وقف شعر جسم عمر وهو يميز هالقرقرة , واستعاد عقله آخر صوت سمعه قبل وفاة شيخه اللي حفظه القرآن وهو صغير , هذي هي قرقرة الروح , صرخ بداخله ~ أتوسلك يارب , أتوسلك إن كان له في الحياة خير تحيه , يارب أنت أرحم مني ومن خلائقك , يا رب ارحمه , يا رب ارحم أمه , يا رب أنت أعلم بحالها , يا ااارب ارحمهم , يا أرحم الرحمين ارحمهم , يا رحيم ارحمهم ~ قطع توسلاته ومناجاته صوت صرخة عبد الرزاق المصدوم لمن شخصت عيون حسان للأعلى ..
غمض عيونه وفتحها بسرعة وهو يوقف الجيب قدام باب المستشفى ورى جيب جاسم اللي خرج بسرعة و وراه الشباب ..
فتح جاسم الباب الخلفي اللي ورى السائق و كان من جهة راس حسان ولمن شاف المنظر تراجع بسرعة لورى بلا شعور لدرجة تشابكت أقدامه وطاح على الأرض , حط سامر يدينه على راسه وهو يشوف عبد الإله مرتمي على صدر حسان وهو ينتحب بصوت يقطع القلوب وعبد الرزاق حاط راسه على المقعد وهو يبكي بصمت ..
قال عدنان وهو يدف ماهر وسامر ويبعد عبد الإله : تحركوا ..
وسحب حسان بيدين قويه وشاله بلا مساعدة وسدحه على النقاله اللي جروها الممرضين بسرعة ومشي معاهم وهو يقول بثبات : انطلقت عليه رصاصة قبل 15 دقيقة تقريبا ..
صرخ الطبيب اللي كان جاي من الطوارئ أول ماشافه : بسرعة استدعوا الدكتور رامي , بسرعة قولوله حالة طلق ناري ..
نزل عمر من الجيب وتوجه لجاسم اللي قام ومشي وهو يتعثر في مشيه , سنده عمر وهو يقول : حاولنا جهدنا ..
غمض جاسم عيونه وهو يتذكر شكل حسان ومسك الباب القزاز لمن حس بميلان فضيع , سنده سامر من الجنب الثاني وراح ماهر عشان يخرج عبد الإله وعبد الرزاق من السيارة عشان يحركها من قدام المستشفى ..