رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم الفصل السادس 6 بقلم الرُبانة صفاء
رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم pdf الفصل السادس 6 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم pdf الفصل السادس 6 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم الفصل السادس 6 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم الفصل السادس 6.
رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم السادس 6 بقلم الرُبانة صفاء.
قصر متعب
دخلت جيهان بدلة القهوة لبيت الشعر الخارجي وجلست قبال ابوها تردف : من زمان عن هالجلسة الزينه يابو سعود
ابتسم متعب يناظر بنته وحيدته تملي حياته من كل حدب و صوب : ماتزّين لياليّ الا عقب هالجلسة وانا ابوك
ابتسمت باتساع تسمعه يكمل : جوا خطاب لسمر
جيهان : والله سمر راكب رأسها برفض كل ماجاء احد عيّت تبي اجبرها !
متعب : جبر وش وانا ابوك اقعدي معها اهرجي اعرفي شبلاها ليه ماتبي احد ! لا دكتور ولا مهندس ولا غيره قبلت وش يرضيها وش شروطها هي
تنهدت جيهان : ماترضى يبه مستحميه باخوها كل ماتكلمت قالت والله تفتحون الموضوع ثاني اخليكم واروح لاخوي
ضحك متعب بسخريه : اخوها وينه هالاخ وينه ها !
جيهان : يبه هذا لا قويّت عليه بصغره ولا بتقوى عليه بكبره اتركه بامانة شدّاد
متعب : انا تركته بامانة الله مب امانة شدّاد وبعدين اشوفك تدافعين عنه مب هذا اللي رفضتيه بعد الملكة بيومين ؟
جيهان : يبه لا تفتح مواضيع قفلتها
متعب : قفلتيها من غير شوري ولا سمعتي كلامي ولا اخذت منك جواب يبرد حرة قلبي خليتيه ولا تزوجتن بعده ولا هو مابه دخان من غير نار مردنا نعرف
تنهدت تاخذ فنجان قهوتها بشرود ماترد على مواضيع قفلتها من سنين واسرار تركتها في جوف من حصين مايفتح ابوابه احد ، رفع متعب نظره مبتسم لسمر اللي دخلت : يازين هالشايب لو ما انك جدي اعرست عليك
ضحك متعب يفتح جناحه وبشته تتقدم تحضنه وتتخبى فيه تسمعه : انتِ اقبلي بهشباب والشايب له الله
سمر : مافي مايجون قبالك ولا تتقارن بهم عز يابو سعود مالك شبيه
رفع يدينه يضربها بخفه على جبينها : هاللسان المعسول ساتر عليك
جيهان : اقول سمر عيشي عند اخوك اسبوعين يمكن ينطق مثلك
سمر : هذا يبي اعلمه الحروف من اول وجديد
ضحكوا باتساع واكملت : جدي بكرا سباق في ميدان الفروسية ؟
هز رأسه بالإيجاب واكملت : بروح معك تكفى وابي كم كرت لصديقاتي
هز رأسه بالموافقه ورفعت رأسها تقبل رأسه : الله لا يحرمني منك
↚
بيت مُهاب
ابتسمت بوسع ثغرها تقلب اخر البكرة تضرب برجلها على المكينة وتنهي خياطة الشال الكشميري تناظر للونه الازرق والورد عليه بصوره شاعرية بهية وزخارف مذهلة ابتسمت برضى تاخذه وتسحب عطر ديجور تبخ منه عليه وقربته من انفها تستنشق رائحته بهيّام من جماله بعد ماخذته لغرفتها ولا استحملت يبقى بصالة ، رفعت الشال على جسدها ونثرت شعرها تمشي تاخذ السقايا وتقترب من النباتات حولها تعرفها وتعرف اساميها انحنت ترش الماء عليها بسهو وتفكير بعيد تهب هبوب تداعب خصلات شعرها وتضم شالها وقفت بعد مدة ترفع شعرها عن ملامحها وتتخلخل أشعة الشمس في عيناها وشعرها التفتت للبلكونة المجاورة تناظر لوقوفه بين ثنايا ثغره سجارته وبين يدينه كوب شاي ماتدري من متى واقف ما انتبهت عليه لكن من وقفته وثباته واضح ان له وقت ويمكن من قبل ماتطلع ، تبادلت معه النظرات بسكون تام عضت شفايفها تناظر لسجارته وميلت جسدها على السور : عطني سجارة
ناظر لها بهدوء : وش تبين!
ابتسمت تكمل بثقة : سجارة !
سحب السجارة من ثغره يضعها بين اصابعه ومد يدينه بخفيف بسخريه بحركته : خذيها
ناظرت للمسافه بينهم مُحال توصل لها : مب صعب ترى اجيك غرفتك
ميل ثغره بهدوء : مب صعب تدخلينها الصعب انك تطلعين منها
رفعت حاجبها تناظر له تفهم مقصده وعدلت شالها تبعد نظراتها مع صوت رنين جواله تسمعه يرد : جاي الآن جهّز الفرقة
ومشى يدخل غرفته وتنهدت بشرود تناظر للنباتات من تحتها ..
ميدان الفروسية
دخل شدّاد يمشي يناظر للحضور يدور بنظراته على ولد ماجابه من صلبه ومشى يجلس بمكان يوضح له الرؤية والتفت لعقاب يجلس بجانبه وناظر له بصوره مطوله نطق عقاب : اخبارك ياحضرة الفريق الاول ؟
ما التفت له شدّاد ينطق : بخير لين شفتك
تنهد عقاب : انت واهم من سنين واهم لا يروح العمر عليك كذا مابقى لك كثر اللي راح
شدّاد : وانت قاتل وفاسق تهرب من ذنوبك ببمساجد وايتام تكفلهم تحسب انها بتنجيك من
التفت له عقاب : انا ودي اعرف بس مين لاعب بعقلك اني قتلته !
ضحك شدّاد يناظر له : سبحان الله تدري انه دق عليه قبل موته قال لقيت ادلة تدين عقاب ومات ليلتها ودخلت بيته لقيت بابه مخلوع ومسروق منه كل ذا صدفه !
عقاب : انت مهبول ومنتهي لا تعادينيّ منت بقدي وانت خابر
↚
ناظر له عقاب بشرود نطق : تعرف قصة عبارة يقولون مات بالقرية اسد استراحوا من اذاه خلف الاسد شبل فاق بالقوة اباه ؟
سكت عقاب يناظر له واكمل شدّاد : هذا راعي عنده خير واجد وماغير كل ليلة هالاسد ماكل من اغنامه لين عزّم وراح لعرينّه وقتله وقتل زوجته وبقى شبل قال صغير مامنه شر وتركه عقبت عليه السنين جاء الشبل واكله هو و حلاله
مارد عقاب يناظر له يكمل : لو واحد من اولاد سعود حي كنت قلت زمن الراعي انعاد عليك بس حسافه انك فطين وقتلتهم كلهم تحاكم عند قاضي القضاء يا عقاب
ابتسم عقاب يناظر له : تدري بنت متعب ليه رفضتها ؟ ولا سرك هذا محد يعرفه غيري ؟
تغيرت ملامح شدّاد يناظر لابتسامة عقاب الشامته يشد على كفوفه بهدوء نطق : وبنت سالم تدري وش سويت بابوها وامها واخوها ؟
ابتسم عقاب يناظر له : تقدر تلومني على كل جثث العرب الا سالم انت خابر اني ما اقوى اقتله
التفت شدّاد لدخول مُهاب الميدان بسواد ثيابه وطوله المعروف فيه وعرضه وأبتسم بشرود يلتفت لعقاب : يجيب الله من يهزمك
وقف عقاب : ما ولدته امه بعد
ومشى يتركه وابتسم شدّاد يناظر لمُهاب جاي له : والله ولدته
جلس مُهاب يناظر امامه : وش جابه عندك
شدّاد : بيّاع كلام ولا الافعال ماينالها
هز رأسه يشوف نظرات عقاب له والتفت لمتعب يناظر له ورفع نظرة لدخول سمر وكم بنت معها وقف يمشي نيته الذهاب لخيله وناظرت له سمر بشوق تجهز احضانها لكنه مشى من غير مايناظر له ولا حنّ دمه وتذكرت انه مع الاسف تترحم عليه قدام الخلايق ولا كأنه حي وبلعت غصتها تنطق : عميمة تعالي
دخلت جيهان تبتسم مع بنت اخوها ورفعت نظرها للمدرجات تنحط عيونها باول من فيها بشرود تناظر له ولكبره وشيب شعره يجسد أغنية ابو نورة «إذا التقينا يوم ولاعرفتيني فلا عليك لوم شاب الزمن فيني »
كانت نظرة طويلة تشرح قصص واحلام واحلى انغام ودرب انتهى نصه وكنت الهوى للقلب وكنت الوطن للحب ولو غيرت وجهي مسافات السنين ماتختفي في العين نظرات الحنين ، النظرة اللي كانت بعيونه وعيونها في زحمة الناس وضجيجهم استكن بالهواء قلبيهما ..
مشت مع سمر بهدوء تتقدم لابوها تجلس بجواره ولا كانها لمحته بعد كل هالسنين عرفته وعرفها ..
المربط
دخل شدّاد يسمع صوت اطلاق النار يشوف مُهاب واقف على بعد مسافة من قوارير الزجاج يصيبها كلها ببراعة فائقة وتقدم ياخذ مسدس يصوب وتوقف مُهاب يناظر لتصويبته : مب هين يا شايب
رفع حاجبه شدّاد : اغتريتّ يا أسمر نسيت من علمك ؟
بان على ملامحه طيف ابتسامته : مانسيت وهذا انا اهزمه
شدّاد : بعد ١٦ سنة هزمته
↚
ناظر له مُهاب بصدمه : تكذب هزمتك ثاني شهر من التدريب!
هز رأسه شدّاد برفض ينكر : خراط
أبتسم مُهاب بهدوء يسمعه وهو يطلق النار معه : بتقود فرقة للحدود
مُهاب : برية ؟
هز رأسه برفض : بحرية
التفت له يدري ان الفرق البحرية تكلفه شهور حتى يرجع وعادة مايدري متى يمكن يرجع : لسودان ؟
هز رأسه شدّاد : من البحر الاحمر لهناك نجيب المواطنين وتلف الحدود البحرية وبتحلق في الجو
ناظر له مُهاب : كانك تقول احميها بر وبحر و جو
هز رأسه شدّاد : وفي غيرك من بعدي يقدر ؟
هز رأسه يفهمه يدري ان مافي رجل دخل السلك العسكري وتدرب بحر و بر و جو الا قليل كان منهم سعود و شدّاد وهو الآن منهم : اخترت الفرقة اللي معي؟
هز رأسه شدّاد : نفسهم وضميت أيمن
ناظر له مُهاب واكمل شدّاد : لا تناظر لي كذا مب علشانه ولد عمك ماتبيه يغامر بروحه دخل هالقطاع يستحمله
هز رأسه بهدوء : بنت سالم بامانة الله ثم امانتك
هز رأسه شدّاد : ماينخاف عليها تخوف جيش
ميل ثغره يلتفت لدخول مهيب وتقدم له يحاوط نحره الطويل كان خيل عربي أصيل له جسد رفيع جدًا : يامرحبا بالفايز
انتشر صهيل مهيب يألف مُهاب يحاوطه وتنهد مُهاب يمسح عليه بهدوء ..
قصر متعب
بكت نوال تحضن ولدها أيمن : ليه بحر رين رايحين !
تنهد أيمن : امي الله يهديك دورية مب شي
جاسر : اتركيه مب طفل رجال قد الباب يروح معه هالشباب مب احسن منه
ابتسم متعب : رجال رجال مايصيبه شيء الحافظ الله
تنهدت جيهان تناظر له وابتسم أيمن : يزين المّلاح يا عميمه وش هالنظرات
ضحكت تفتح له يدينها تحضنه : الله يحفظك انت واللي معك يارب
مشت نوال ودخل حاتم مبتسم : خليفه سعود
ابتسم أيمن يتقدم يقبل رأسه : كيفك عمي
حاتم : بخير وانا عمك تزين احوالنا بسمعتك الزينة
متعب بتساؤل : الا يا أيمن ماقلت لي من قائدكم برحلة ؟
أيمن : النقيب مُهاب جدي تعرفه
هز رأسه بهدوء نطق جاسر : رجال هالادمي شفته نعم من رباه
حاتم : على ذكره انا شايفه جالس مع شدّاد بينهم قرابة ؟
أيمن : قرابة دم مابه ولكنه دربه على العسكريه
جاسر : لمين يرجع ؟
متعب : مب عائلة معروفه يتيم ماله حد
حاتم : ماشاءالله سمعته كسبها بمرجلته يافخر اهله به اي بالله
↚
هز رأسه متعب بشرود تنهدت جيهان توقف تطلع للبنات تتركهم مع بعض تاخذهم السوالف وهي تدري لو يعرفون انه ولد اخوهم مابقى فيهم جناح من كثر الغرور به ..
بيت مُهاب
منتصف الليل ..
ترمي بجسدها على منتصف الكنبة يضمّ جسدها لحاف خفيف بهدوء البيت مخيف وسكونه ولا صوت الا من التلفزيون ترفعه لاعلى شيء تحس بوجود حياة بطريقة هذي تتابع مسلسل سوري شاعري يسكنه المشاعر والهفه على طاولة صغيرة كوب قهوة تركية رغبت بها من فترة ..
داهم عالمها الخاص صوت فتح الباب ورفعت نظراتها تترقب لدخول تبي تعرف مين وبان لها زوله الفارق وناظرت له بهدوء لوقوفه ورفعت جسدها العلوي بإهمال يسقط خيط روبها الحريري من كتفها نطقت من غير مقدمات: بطلب منك شيء
هز رأسه يتقدم وتركت له مسافه يجلس بجنبها يميل يدينه على ذراع الكنبه يشوفها تعتدل بجلستها تناظر له وتسمعه : سمّي
ناظرت له بهدوء : عندي خال على قد حاله مسكين اعزه بس عقاب منعه يجيني من سنين وخاف ولا عاد عرفته
هز رأسه بفهم واكملت : ابيك تجيب لي عنوانه بروح له من زمان عنه
ناظر له بصورة مطولة نطق : مالك لوا هالمرة صعبه اذا رجعت حليتها لك
سكتت تسمعه يختار يقول لها " ما لك لوا " بدل ما يقول لها " لا " بصريح خفف وقع الرفض بجملته اللي ما إعتادت تسمعها او تعرفها بس من نبرته الحين كانت مختلفة في ثنايا صوته الرجولي ..
واكملت تناظر له بأستغراب : اذا رجعت !
هز رأسه يطلع بكت دخانه يضع وحده بفمه ويدور على ولاعته مد يده لكنها كانت اسرع تاخذ الولاعة تلفها بيدها تشوف شكلها الاسود والنقش عليها وفتحتها تناظر له واقترب بوجهه نحوها وبطرف ثنايا ثغره تستقر سجارته واقتربت تشعل نيرانها تتبادل معه النظرات حتى اشاح وجهه ينفث الدخان ورجع يناظر لها : طالع مهمة تاخذ وقتها
ثُريا : مهمة ايش ؟
مارد يناظر لها ورفع حاجبه يحرك طرف ثغره بمعنى رفض انه يعلمها يطلع صوت الرفض وهزت رأسها تفهم انه مايقدر يقول او مايبي يقول ونطقت : كم تاخذ لترجع؟
مُهاب : شي شهر و زود
سكتت تهز رأسها بفهم واكمل : ان بغيتي شيء مصطفى هنا وين ماودك يوديك
هزت رأسها تناظر له يميل رأسها يدور على طفاية السجائر يطفي سجارته ومالت خصله من شعره الناعم على جبينه الاسمر وناظرت له ترفع يدينها للخصله تبعدها بترجيعها لورى ورفع نظراته نحوها يستشعر يدينها البارده في جبينه تعدل شعره تردف : غريب مب ممنوع يطول شعرك بالعسكرية؟
↚
ناظر له بهدوء بنبرة تعرفها حيل : ممنوع لجندي مب لنقيب
ميلت ثغرها تضرب طرف اصبعها على جبينه بخفه : مغرور!
ما رد يشوفها تبي تعدل جلستها ووقف يمشي للكنبة بجوارها يعطيها راحتها وتبادلت معه نظرات بسكون حتى قطع هذا الصمت : سمعينّي شيء ..!
انتشرت بملامحها الدهشة من طلبه الغريب بوقت غريب وبطريقة غريبة مرخي جسده على الكنبه بنفس اللحظة يطلع سجارة ثانية ويطلب منها طلب ماعمره احد طلبه من بعد اهلها ، هزت رأسها برضى : أغنية تبكيّ روحك ولا تضحكها ؟
سكت يتبادل معها النظرات : تبكيّها
هزت رأسها برضى تعتدل بجلستها تنثر شعرها بعشوائيه تتنحنح حتى تضبط نبرة الصوت تحت نظراته اللي ماتوقفت ابدًا ولا فهمتها ابدًا ونفثه لدخانه نطقت بنبرة يجزم انه مُحال يسمع أعظم منها بندأ واحد بالمد تاخذ فيه نفس كامل : يا حبيبي …!
ناظر لمخارج الحروف من ثغرها بنطق حبيبي واكملت بعدها : يا حبيبي كل شيء بقضـاء مـا بأيدينـا خلقنـا تعسـاء ربمـا تجمعـنـا أقـدارنـا ذات يوم بعد ما عز اللقـاء فـإذا أنكـر خــل خـلـه وتلاقينـا لقـاء الغـربـاء
ومضى كـل إلـى غايتـه لا تقل شئنا فـإن الحظ شاء
فإن الحظ شاء، فإن الحظ شاء ..!
كانت لحظة يجزم فيها انه مُحال ولد صوتًا مثل هذا ، هو مثل الاخرين على قناعه ان لا احد يبدع بعد ام كلثوم لكن الآن انكر قناعاته هذا صوت دون اي آلة موسيقية او موسيقار يوزن الانغام صوت من نعيم الدنيا الفانية تتعاقد الحروف معه صفقة رابحة لا يُعقد بعدها مع اي احد ابدًا ..!
كان ساكن وهادئ يناظر لها يسمعها تُغنيها و تُرددها حتى أنهتها تناظر لديجور عيناه القاتم تتبادل معه نظرات غير مفهومه ولا مُدركة منهما في سكون تام وحرب مُفعمه لا ناجي منهما ابدًا شافته منغمس بنظرات الفراغ ووقفت يبان حرير يضم جسّدها يكشف مفاتن خُلسة عنها واخذت جوالها تمشي حافية القدم على خطوات كأنها في صرح من قوارير التفتت له بتذكر : لو بغيت تموت اكتب نص ورثك باسمي حقوق الزوجة
ميل ثغره يناظر لها : مافي ورثة غيرك اساسًا
هزت رأسها برضى تبتسم ورفعت يدينها تضرب له تحية عسكرية : تعيش الحكومة
هز رأسه ومشت تتركه يردف بعد رحيلها : تعيش
وتطلع بهدوء لغرفتها تاركته في ليله وسهره الطويل بديجوره الدائم..
↚
توقفت سيارته ينزل ذاعر قبله ومشى عقاب تعلو صوت عصاته يدخل دار الايتام ويجلس في مكتب المدير ودخل المدير : ارحب يابو راشد نورت المكان
عقاب : النور نوركم
المدير : مشكور والله على تبرعك ماتدري كم يتيم اسعدت عسى ثوابك دنيا واخره
عقاب : الله يسلمك اقل شيء اقدر عليه
المدير : ماتقصر
ورفع يدينه يناوله الملف : هذا الملف اللي طلبته صحيح كلامك جاء عندنا يتيم من قبل اكثر من ١٦ سنة اسمه مُهاب محمد كان عايش مع عمه ومات ولا له احد وسلموه لنا وكبر هنا وطلع للعسكرية يزورنا من فترة لفترة
سحب الملف يفتحه يشوف ملامحه وهو صغير يبي يرتاح للمرة المليون انه فعلًا مو ولد سعود وتنهد براحة يشوف طفل مختلف يشبه مُهاب الان ووقف : يعطيك العافيه ماقصرت
المدير : ابد اي خدمة موجود
طلع عقاب وتنهد المدير يرفع جواله يتصل حتى رد : صار مثل ماقلت شدّاد وسويت اللي قلته
ابتسم شدّاد : ماتقصر اذا استجد شيء كلمني
قفل شدّاد بمكتبه ورفع نظره لدق الباب والعسكري اللي دخل يضرب تحية : متعب برا يبيك
شدّاد : دخله
دخل متعب ووقف شدّاد يسلم عليه : كيفك عمي؟
جلس يهدوء : بخير يا شدّاد بخير
تبادلوا النظرات بهدوء نطق شدّاد يقطع الصمت : لو جاي تشتمني عجل بالله وراي شغل
ضحك متعب من شخصيته اللي ماتتغير : تعبت كل هالسنين اشتمك مابقى شتيمة ماقلتها عنك
ابتسم شدّاد : والله النهاية ترضيك صدقني
متعب : واذا بكتني يا شدّاد ؟ تتوقع بقى دموع بمحاجري اذرفها على حفيد ثاني ؟
تنهد شدّاد بلا رد واكمل متعب : حطيته بامانتك من ١٦ سنة يا شدّاد وان صابه شيء انت عدوي في باقي حياتي كلها
ابتسم شدّاد بمزاح : باقي حياتك ؟ زين والله مابقى لك واجد
ناظر له متعب بصدمه وضحك يتقدم يقبل رأسه : هذا ولدي يا متعب حد يرمي ابنه لنار ؟ لا تخاف مايصيبه شيء
قصر متعب
كانت تمشي مع حلو الكلام والشعور في لذات الغرام جاهله عواقب الأمرّ المريرة تضحك باتساع تسمع تعليق ياسر على فستانها : هم يشوفونك فيه ! والله دماري
وبلا شعور نطقت تضحك : ياسر !
ياسر : يروح ياسر انتِ متى تحلى الدنيا لنا وتلبسينه لي انا
سمر : تلحلح حبيبي ولا الفستان موجود
ضحك باتساع : هانت كم شهر بس اضبط اموري
↚
تنهدت سمر : صار لك فترة تقول نفس الشيء من كثر ما ارفض صرت مفضوحه
ياسر : عارفه انه مب بيدي احاول والله شاهد اصبري علي
هزت رأسها بهدوء نطقت : عمتي تنادي دقايق وارجع لك
قفلت منه تفتح الباب لجيهان اللي دخلت معها الشاي : لا عمتي معها شاي اكيد في خطاب ولا شيء يخص الاسمر
ضحكت جيهان : الاسمر هالمرة
جلست باعتدال : به شيء ؟
جيهان : مابه الا العافية الا بسألك ماتقدرين تجيبن رقم زوجته؟
هزت اكتافها : لا ماعندي الا رقم ندى ومستحيه من زمان عنها
جيهان : وليه مستحية!
سمر : عمتي اشفيك اقول لها عطيني رقم ثُريا زوجة اخوي! تبين مُهاب يذبحنا بتشك لو طلبت اصبري حتى زواجها نروح اكيد بتحضر
جيهان : وش يصبرني بقى وقت واجد
ضحكت سمر : ليه متحمسه ؟
جيهان : بشوف ذوق اخوك كيف وأخلاقها زينة ولا ان شاءالله ماتخيب الظن بس
ابتسمت سمر تشوف دخول مودة و تُقى اللي نطقت : عشتوا قاعدين سوا وحركات وشاي وحنا لنا الله
تقدمت جيهان تضبط المخدات لمودة : اجلسي يمه هنا يرتاح ظهرك
جلست مودة بتعب : اهخ اشتقت انام على بطني تعبت انام على ظهري
تُقى : هانت مابقى شيء
مودة : اول ما اولد بعطي البنت عمتي وانام اسبوعين
——
عدت الايام ليلة ورى ليلة واسبوع يتبعه اسبوع ومضى وقت طويل على غيبته من بيته ماتنكر الطفش سكنها وغيبته ملحوظة ..
ابتسمت تشوف جهاد يوقف في احد الكوفيهات يشير بيدينه لها وتقدمت نحوه تحضنه : وحشتني مره
ابتسم جهاد : اكثر يا مهبوله اقسم بالله بيتنا يطفش مافي اي فعاليات فيه
ضحكت تجلس قدامه : مقابلني بكوفي تغازلني انت ليه ماجيت بيتي !
جهاد : مجنون انا ادخل بيت زوجك ذا والله لو الجنة هناك مارحتها
ضحكت باتساع : مب هنا اشفيك
جهاد : تلاقينه محطي كاميرا حتى بالحمام
ثُريا : ماتوصل شدعوه
جهاد : توصل توصل فكيني منه انا اذا ذكرته جتني قشعريرة
ابتسمت بضحكه : اي كيف ايامك وفرعون وسبيكة ورقية و سرياتي ومجيدة والسكير ابي كل التفاصيل
جهاد : ابد نفس الحال خواتي مشغولين بزواج ندى سوت أربعين حفله توديع العزوبية وابوي مشغول بشركة به منافس معه وشريك امور بزنس عارفه وراشد على اطباعه
كشرت ثُريا : محد محزني الا سليمة كل هالعبادة والدين وزوجها سكران
↚
تنهد جهاد : الا انتِ كيفك وكيف الحياة الزوجية معك ؟
ثُريا : عسل والله شهر يجي وشهر مايجي
غمز بعينه جهاد : جايز لك ؟
ضحكت تفهمه : لو بغيت الصدق ؟ يسحر الآسمر
جهاد : وسحرك ؟
هزت رأسها بالرفض : للان ماقوى وراه شيء ماعرفه
جهاد : على حسب خبرتي اظن انها مشاكل عسكرية مع ابوي مب شيء كايد او لانه حميّة فيك ولا صدقيني ماظن وراه شيء
سكتت بتفكير تهز اكتافها بجهل : اي وش نطلب ؟
جهاد : عندهم كوكيز يابنت عذاببب من الذاذة
ضحكت تشوف حركات شرحه : والله انت الكوكيز اطلب اطلب
بعد ايام
احد السُفن العسكرية - العُظمى -
في منتصف البحر الاحمر بعيدًا عن المملكة بامواج هائلة في ظُلمة الليل الحالكة والهدوء المخيف والقمر المنير ، على سطح السفينة تصطف المروحيات العسكرية على السطح للمراقبة من اعلى السفينة حذر من اي شر قد يقترب .
طلع مُهاب يشوف الطيار واقف ونطق : ارتاح انا بحلق
تنهد الطيار بتعب وربت على اكتافه يركب ونطق فراس : خذني معك
ناظر له مُهاب بهدوء : اركب
تقدم يركب بجنبه وحلق يقودها يبعد عن سطح السفينة والموج عاليًا يراقب في سكون وهدوء ، لانه متدرب عليها ودربه شدّاد ..
دخلوا الغرفة ونطق أيهم : راجس لو درى انه اخذ فراس بدله يموت قهر
ضحك حميد : نايم مادرى عنا
أيمن : اول ماطلع من هنا بعرس من غير تفكير
أيهم بتساؤل : ليه مستعجل توك ورع
ضحك أيمن : يا حبيبي شهر مقابل وجيهكم بنص البحر انا ميولي بدا يتغير لازم الحق الوضع
انفجروا ضحك وفز راجس : اين نحن؟
أيهم : قام الزير
ابتسم حميد : ذاهبون للحرب أتنام بالمعركة ؟
ناظر له راجس يعدل سدحته : اجل اقتل العدو بتجاهل
واغمض عيونه يكمل نومه وانفجر أيمن يضحك : صدق فراس يموت العدو من الضحك
واكمل بتذكر : القائد تبيه بر موجود بحر موجود جو موجود هذا ندخله وحده الحرب ليه نتعب انفسنا
حميد : أيهم خذ غسّاله نصبه على القائد من يوم جاء وعينه عليه لا يصيبه شيء بس
أيمن : عيني بارده معليك
↚
المروحية ..
كان فراس ساكت يراقب وتفكيره بعيد بقصة حب دخلها بلحظة طيش لقاء نفسه خاسر جسدي ونفسي وعاطفي وديني لا هو اللي قدر ينهيها بالحسنة ولا الظروف سمحت ومن اخر رسالة وصلت منها محتواها " فكرت زين وقررت اختار الشخص الافضل جاني دكتور له مكانته ومنصبه ولا ابي افرط فيه حُبنا كذبة صدقناها كلنا في امان الله عُمري ما انساك وهذا تاريخ زواجي لو كنت تبي تحضر "
ضحك بسخرية يتذكر كم مرة قرأ الرسالة وكيف كاتبه التاريخ كأنها تعزمه يشوف حُبه يفوز فيه غيره ونطق مُهاب من غير مايلتفت له : وقت العمل تترك همومك ومشاكلك بالبيت يا فراس انت هنا عقلك وتركيزك وذهنك مايغيب عن موقعك ابدًا فاهم !
اعتدل فراس بجلسته : اعذرني حضرة النقيب سهيت
التفت له بهدوء : ماجتك دنياك على ماتشتهي ؟
تنهد فراس يدري انه فطين ومنتبه وشافه يفتح الجوال يقرأ الرسالة وتنهد بضيق : عيّت تيجيّ
مُهاب : ماهي دايم مرابيع وحياة وانا اخوك
هز رأسه يشوفه ينزل بعد وقت على سطح السفينة ونزلوا والتفت للعسكر : بدلوا مع الفرقة الثانية
ضربوا له تحية ودخلوا يرتاحون وطلعوا فرقة اخرى سبق لهم الراحة وتقدم مُهاب يجلس على حافة السفينة او مايسمى ببرج ابعد قبعته العسكرية يضعها بحضنها يخلخل اصابعه بشعره بتعب سحب سماعته يركبه في اذنه واشغل التسجيل الصوتي سجله خُلسة لحظة ماغنّت له البارت الاخير من أغنية الإطلال ولا يدري اسباب فعلته لكنه على يقين ان صوتها قادر على امتصاص دم جرح في روحه وتضميده ، صوتًا ليس من هذا الزمن ولا مكانة له بعصرنا يسمعه بهدوء اقدامه من اسفل السفينة يُراقب عُمق البحر و سواده يشعل سجارته يثبتها بين ثنايا ثغره ينفث دخانها ويغرق في ديجور الليل و ديجور روحه المحترقة ..
بعد شهر ونصف
وقفت امام المرايا تناظر لشكلها برضى لفستانها الاسود الطويل بفتحه لبداية فخذها تتدلى اطرافه من اكتافها وعقد يزين نحرها نثرت سواد شعرها حولها وتزينت بحُمرة ومستحضرات تجميل انحنت تلبس كعبها وتعطرت بعطر ديجورُ وهي تدري ان ثباته كافي لليوم الثاني ، لبست عبايتها وطلعت صدى خطواتها بالمكان تركب مع مصطفى ونطقت : جنب البقالة
استجاب لها يوقف : وش اجيب ؟
ابتسمت بهدوء : مسدس مويا كبير
ناظر لها بغرابة وهز رأسه بالإيجاب ونزل يجيبه واخذته تمليه بالماء وابتسمت باتساع حتى وصلت القصر يوم زواج ندى نزلت تبعد عبايتها وتعدل شكلها ودخلت تضم كفوفها شنطتها من زمان ماكانت بتجمع مثل كذا وناس بالعدد الكثير ذا ماعمرها طلعت من كهف عقاب الا بعد ما اخذها مُهاب لجناته ،
↚
جلست بطاولة وحدها تدرك النظرات المتجهة لها ويتملكها رُقي وهدوء تحيطها هاله من غرور محبب يليق عليها ، وقفت بعد وقت تمشي طالعه لدور الثاني تدري آنهم مجتمعين هناك وتقدمت تفتح الباب : اهل فرعون هنا وحشتوني !
التفتوا لها بصدمه مجيدة وسليمة وندى و سجى وناظرت لهم تضحك : شدعوه عارفه اني حلوه ليه هالنظرات!
ندى : مين عزمك انتِ !
ضحكت ثُريا : ماقال لك فرعون مرسل لي خطاب ملكي لاجل احضر مهووس ابوك فيني
مجيدة : فكينا من المشاكل وخلي هالليلة تعدي على خير
ابتسمت ثُريا : ليلة خير ومطر بنتونس
سجى : في مطر؟
تقدمت لشباك يناظرون لها وطلعت ثُريا المسدس تضغطه ينتشر الماء منه بكثره بسبب حجمه تسمع صراخهم : بووي بووي واحلى مطر لعيونكم
غطت سجى شعرها وصرخت ندى تستشعر الماء بعيونها وحاولت مجيدة تقترب منها لكنها تبعدها كل مرة بالماء ورفعت نظرها بضحكه على اشكالهم : يازين الكحل السايح
ورفعت يدينها تزغرط وهي تمشي طالعه من عندهم تسمع ضجيجهم وشتمهم من غير اهتمام نزلت تشوف حضور كثير وزادو وجلست بمكانها تحس بضيقة من التجمع ولا جايز لها بس مستحيل تطلع قبل ماتضحك عليهم كلهم ..
مضى الوقت ونزلوا وضحكت تشوفهم عدلوا اشكالهم وطلعوا الكوشة يرقصون الرقص الغرض منه نشر الغيض والتفاخر والكبر على غيرهم ..
تقدمت سمر بابتسامة من سجى : كيفك وحشتيني
ابتسمت سجى : سمر ياحلوك تو اشوفك والله اكثر وانتِ كيفك ؟
سمر : الحمدلله بخير يروحي الا كنت بسألك
سجى : هلا ؟
سمر بتوتر : اذكر عندكم بنت عم اسمها ثُريا حضرت؟
كشرت سجى : حضرت حضرت وش تبين فيها؟
هزت رأسها برفض : ولاشيء عمتي تسأل عنها تقول انها بنت صديقتها بس
رفعت سجى تأشر عليها : هذي هنا جالسه
هزت رأسها تلتفت لها ورفعت حواجبها باعجاب تمشي لعمتها وجلست : عميمه هذي هي اللي لابسه اسود بطاوله وحدها
ناظرت لها جيهان بتعجب : هذي ثُريا !
هزت رأسها بالإيجاب : اي تخيلي تموت صح؟
جيهان : ماينلام اخوك اخذها مستعجل تبارك الرحمن
ابتسمت سمر : بموت وناسه ابي اسولف معها
جيهان : لا جدك موصينا مانقرب لها يقول ماتدري اننا اهله
سمر : خير ليه ماعلمها احس سوالفها تونس بعدين جالسه لوحدها وسجى شكلهم مايحبونها
جيهان : وحده مثل ذي مانقصها كرههم ولا زادها حبهم كامله والكامل الله
↚
سمر : بديت اغار عميمه
ضحكت جيهان تناظر لها : محد ياخذ مكانك انتي بالقلب
وقفت ثُريا تسمع الاغنيه اللي جازت لها تطلع على الكوشه والجسر الطويل ورقصت تحت نظراتهم وكان الآكثر مستغربين مايعرفونها واللي زادهم غرابة رقص مجيدة معها دلايل معرفتها واقتربت منها ثُريا تضحك وترقص وتهمس : وش قومك ها
مجيدة بنفس الهمس : احسن سمعتك
ثُريا : انتِ حسني سمعتك قبل نص الحضور يتكلمون ان عمي متزوج من وراك وبعدين فكري بسمعتي
ورفعت نظرها لسجى ترقص : روحي ارقص مع بنتك بس عساها تنخطب وتفكنا
وتركتها ترقص ومشت بعد وقت ترجع لمكانها بهدوء ..
بدأت الزفة ودخل عقاب وراشد وجهاد تشوفه يضحك ومبسوط يتباهى ببشته وعصاه ماكانه دمر حياتها وسرق طفولتها وحذف مراهقتها من عمرها كبرت فجأة ماعاشت براءة اطفال ولا طيش مراهقين لقيت نفسها كبيرة واعية تدافع عن نفسها وحقها دائمًا بوجه المدفع وبحاله هجوم على الكل حرمها من دراستها وتعليمها مادرست جامعه ودرس بناته بمدارس خاصه وجامعات خارجية سرق منها احلامها ونور ايامها وراحتها بالعمر عيشها بخوف دائم وقلق و وحدة موحشة استوحشت حتى نفسها دائمًا موجوده بعيده عن إطار الصورة لا ماتت مع اهلها وارتاحت ولا عاشت مع غيرهم وارتاحت من جحيم لجحيم حرق كل حياتها وعاش بين العالم برياء اعماله ..
بلعت غصتها ووقفت تمشي طالعه من القصر تستشعر ضيقه صابتها وغضب مكبوت فيها مشت تطلع تشوف مصطفى ينتظرها وحولها سيارة عقاب ناظرت لها بهدوء تقدمت تسحب الحديدة من الارض ومشت لسيارة تضرب زجاجها الامامي بقوة تهمشه ويتكسر امامهم بصوت عالي وضربت النوافذ كلها تكسرها والانوار والمرايا وكل مكان تقدر عليه تحت صراخ حارس اللي ابعده مصطفى وابتسمت تلتفت خلفها تشوف عقاب واقف يناظر لها بصدمه وناظر لها راشد يبلع ريقه من اضطراب قلبه اذا شافها ودخلت يدها شنطتها وفز الحراس يحاوطون عقاب اللي انحنى بفزع ونطق راشد بصراخ : معها مسدس امسكوها
طلعت مسدس المويا تضغطه ينتشر الماء حولهم وضحكت بشدة من منظرهم الخايف المرتجف رجال بطول وعرض اكتاف تواجهم بمسدس اطفال ونطقت : من كثر ما انت هين و ضعيف ولا لك مقام يخوّفك العاب ورعان
تقدمت نحوه وضغطت تطلق عليه ماء يصيب وجهه ولحيته اثناء نطقها : هذي هدية زواجك تليق بمقامك
وضحكت بسخرية ترفع طرف عبايتها ينتشر صوت كعبها تمشي تركب السيارة وحرك مصطفى يشوف ابتسامتها بعد ما تسلت فيهم شوي ..
بيت المُهيب
نزلت تمشي تدخل للبيت ورفعت نظرها تشوفه ببدلته العسكرية جالس على عرض الكنبه مبعد طاقيته بفوضوية شعره يناظر لها بهدوء وسكون تام
↚
بعد غياب طويل تركت الناس اللي كانوا المفروضين من دمها واهلها وسندها وعونها وجت لواحد ماتعرف منه الا اسمه وتخاف ان هالاسم بيكون لعنة عمرها بالكامل ..
ابتسمت تمشي بإيقاع كعبها : سته وستين يا حكومه!
ابعدت عبايتها ترميها على الكنبه الثانيه يتفحصها بنظراته من ساسها لرأسها النظرات اللي ماتعرف غايتها ومقصدها ابدًا ، مشت بهدوء تجلس بجواره تناظر له : ياحلو التان الرباني
مارد يناظر لها : وين كنتي ؟
ابتسمت ثُريا : زواج بنت عقاب
هز رأسه مُهاب : من بقى حي ؟
ضحكت تفهم مقصده وهزت رأسها برفض : هالمره سيارات المره الجاية ارواح
هز رأسه بفهم يناظر لها ويسمعها بهدوء نطقت : تحسب انك عزابي تطلع وترجع لا احم ولا دستور ماعندكم هناك تغطيه ولا انت ناسي؟
مُهاب : الاثنين
رفعت حاجبها تناظر له ورفع يدينه لشعرها وخصله تمردت على جبينها يسحبها داخل اذنها وبحركه سريعه سحب يده تستقر سجارة بين انامله وناظرت له بصدمه وضحكت تستوعب انه سوا حركه خفه وخدعة وكان السجارة طلعت من شعرها ونطقت : لا واضح يعلمونك بالعسكريه على حركات حلوة
هز رأسه برفض ومن فمه يطلع تكرار لصوت الرفض : انا اعلمهم
اخذت الولاعه من انامله تشعل سجارته له وناظرت له بهدوء ووقفت بعدها تناظر له ومشت الا ان يدينه كانت اسرع تسحبها من ذراعها بقوة ما حسّت على نفسها الا وهي تتوسط احضانه تجلس فوق فخذه ومال فستانها يظهر فتحته بصوره مكثفه ، حاوط خصرها مثل عقال يضم رأسه وتبادل معها نظرات ساكنه يتقدم برأسه لثنايا رقبتها اسفل صدرها استشعرت انفاسه وارتعشت اطرافها ترفعها لشعره بقى على هالوضعية ثواني قليلة مبتعد هامس بصوت رجولي : ديجورُ ؟
يسألها عن نوع العطر اللي انتشر من لحظة دخولها ورغم معرفته اي عطر هذا الا انه لسبب ما اختلفت رائحته على جسدها وفستانها وكأن لها رونق خاص وعبق اخر أُضيف على العطر ، ونطقت بتآكيد : ديجورُ يا ديجورُ
تبادل معها النظرات وميلت ثغرها تضحك هي تدري ان الخوف من القرب مازال يسكنها لكنها ماتظهره ابدًا انزل نظراته لفستانها اللي صار مكشوف حيل يظهر حسنها وانتبهت له ورفعت يدها تضرب كتفه بخفه تبعده ووقفت تعدل فستانها تناظر له : عينك لا اطلعها من مكانها
اتسعت ابتسامته حتى بانت نواجذه ابتسامة سخرية وبنفس الوقت ضحك داهمه من ردها : تحرمين عليّ ما أُحل لي ؟
هزت رأسها بتآكيد : أحرمه واردّك عنه بسيوف و رصاص ما تناله
ميل ثغره ومشت تتركه طالعه لفوق ونظر للفراغ بهدوء يطفي سجارته ويشعل غيرها ..
↚
قصر السفير
دخل يتأرجح من سكره واحمرار عيونه وهذيانه المتواصل فيها يصرخ باعلى صوته : ثُريا يا ثُريا
ومشى بتأرجح ركضت سليمه تنزل من الدرج مع جهاد يتقدمون له ونطق جهاد : اسكت اسكت لا يجيك ابوي يسفل فيك
مسكه راشد من ياقة ثوبه بجنون : وينها ثُريا وينهها وين راحتت وخلتني وين
نطقت سليمة بخوف : تكفى اسحبه طلعه فوق قبل يقوم عمي
مسكه جهاد يرفع ذراعه على رقبته يسايره : تعال تعال وانا اجيب ثُريا امشى بس
ومشى يطلعه يسكته حتى دخله غرفتهم وتنهد يشوف سليمة تنحني تبعد جزمته وطلع يقفل الباب بحزن على حالها وهي تجلس قدامه : جايع اجيب لك شيء؟
دفعها بيده : ابعدي عني يامريضه مابيك انا ما احبك وعمري ماحبيتك اخذتك علشان ابوي ولا انتِ ماتنحبين
سليمة بتذلل : انا احبك وهذا يكفيني
رفع يدينه بتهديد وهذيان : اتزوج عليك وافتك منك
بكت تمسك يدينه تبوسها بتكرار : لا تكفى لا تخليني لا تتزوج علي انا عندك سوا فيني اللي تبي بس تكفى لا تتزوج
دفعها بقرف واستلقى على السرير يغمض عيونه بصداع يردد : ثُريا ثُريا
التفتت على ولدهم الصغير سامي يدخل يناظر لهم وتقدمت تسحبه تطلعه وتحضنه تسمعه : اشفيه بابا؟
سليمة : ولاشيء حبيبي تعال ننام
في الجانب الاخر
مكتب عقاب
نطق بهدوء : ادخل
دخل ذاعر من الباب الخارجي : جبت لك اللي طلبته
هز برأسه ياخذ الاوراق يسمعه : هذي فرقته الثانيه وهذول اللي معه ضباط
ناظر لصور يمشي فيها : أيمن حفيد متعب؟
ذاعر : ايوه اصغرهم
هز رأسه بفهم واكمل : كيف امور الشركة ؟
ذاعر : باحسن حال عندك بكرا اجتماع
هز رأسه بتذكر : وحسن طلع منه شيء ؟
ذاعر : اعترف لي انه انمسك منهم وقال انه خايف يصيبه شيء
عقاب : قول له لا يشيل هم ويكذب عليهم بالأخبار وانه معهم وانتبه يعرفك ويعلمهم عنك
ذاعر : لا تشيل هم مايعرف مني الا اني البيّاع
عقاب : صلحت السيارة؟
ذاعر : في الورشة في كاميرات صورتها لو ودك نشتكي عليها
ناظر له يرفع حاجبه : اشتكي على بنت اخوي ؟ تبيني علكه بلسان العرب ؟
ذاعر : محشوم
عقاب : روح الحين اشوفك بشركة
هز رأسه ذاعر ينطق قبل طلوعه : ابشر
↚
بيت مُهاب
التفتت لدقات الباب : ادخلي خدوج
دخلت خديجة : العشاء جاهز تحت
ثُريا : قلت لك بتعشى هنا
خديجة : بس مُهاب رفض يقول العشاء تحت بطاوله معه
تنهدت بتعب : تمام الحين انزل
تقدمت تعدل شعرها وتبدل ملابسها لبنطلون وبلوزه عارية الاكتاف ومشت تنزل بهدوء بيدها جوالها تشوفه جالس في الطاولة ومشت تجلس بسخرية : اي عشاء عائلي وحركات وش تبي انت ؟
اكل بهدوء من غير مايرفع نظره نطق : ذكرك للعائلة واجد قلت لك من اول ما اردك لو بغيتي
كشرت تناظر له ولمفهومه : مريض انت كيف تفكر !
رفع حاجبه يناظر لها : كيف افكر ؟
وقفت بغضب : بطريقة قذره وغبيه حركات عشاء تحت ما ابيها كل واحد يتعشى وين مايبي
وقف يمشي نحوها وتراجعت تناظر نظراته ومدت يدينه بالغلط يطيح صحن الرز يتكسر وفزت تناظر للأرض وقطع الزجاج وسرعان مارفعت نظرها تشوفه قدامها : وش مخوفك لدرجة ذي؟
ناظرت له بثبات : ما اخاف انا
ناظر لها بهدوء مُدرك حتمية خوفها من القرب : تخافين و ترتعبين و ترتبكين وضوح انتِ و نور قدامي ما يغيب عني هذا ..!
استمرت تناظر له : ما اعرف منك الا اسمك اي عائلة تتكلم عنها !
مُهاب : مافي غير اسمي مهم لاجل تعرفينه
هزت رأسه برفض بتكرار : في ومليون في اذا كنت انا وضوح و نور فأنت غموض و ديجور أجهله ما اغامر وانا اجهل سلاحك
سكت يتبادل معها نفس النظرات السراب المعتاده بينهم بلا غاية ومقصد : ايش ماكان سلاحي امامك ماله لزوم ارفعه
ابتسمت بهدوء واقتربت هي هالمرة منه : لا تستهين فيني لو لقيتك عدو و خصم والله لأحاربك من أضعف نقاطك
مدت يدينها ترفع السبابه لايسر صدره تكمل : من هنا ..!
ميل ثغره يناظر لها ولقوتها تخبيها تحت بساط الجنون : حاربينيّ ان بغيتي و فتشي على نقاط ضعفي وان لقيتي ؟ انا بنفسي أعطيك راية النصر واعلن انهزامي ..
قالها يآكد لها ماله نقاط ضعف ولا الهزيمة ممكنه ولا تقدر تحاربه من قلبه لانه ما فيه شيء ممكن يهزمه ولا هالقلب يعرف شعور غير كراهية وحقد وانتقام وظلامه المستديم امام استحالة الخضوع لشرارة الحُب الغداره لانه غموض و ديجور قاتم مالمسه النور من صباه وصعب تقنع الفحم انه قادر على التحول لذهب ..
مشت تتركه تطلع لفوق وتنهد ياخذ اغراضه ويطلع من البيت بهدوء ..