رواية عندما عبروا حدود الظلام الفصل السادس 6 بقلم عاشقة امها
رواية عندما عبروا حدود الظلام الفصل السادس 6 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية عندما عبروا حدود الظلام الفصل السادس 6 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية عندما عبروا حدود الظلام الفصل السادس 6 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية عندما عبروا حدود الظلام الفصل السادس 6
رواية عندما عبروا حدود الظلام الفصل السادس 6
خشبة ذات أذرع و غ ط اء ..
عتمة ليل في وضح النهار ودموع ترفض الانصياع ..
رائحة ك ا ف و ر شقت عنان السماء ..
.
.
.
ماذا أسمع ؟؟
قرع للطبول أم دوي مدافع !!
برودة غلفت حرارة جسد ي ذ و ب ..
و نحيب أغرق أنفاسا تسابق المجهول ..
.
.
.
لحظة !!
لماذا أهرب ؟؟
مم أحاول الاختباء ؟؟
.
.
.
القرع و الدوي بدأ يتخافت ... بل يتباطأ ..
يتباطأ حد الألم ..
لحظة صمت فـ هـ د و ء ..
.
.
.
لماذا لا نعرف قيمة من نحب إلا عندما يغادرنا ؟؟
يرحل عنا ..
يتركنا في هذه الدنيا نصارع وحدنا ..
.
.
.
لن نسمع همسه الحاني وهو يشجعنا ..
لن نرى بسمته الحلوة عندما يمازحنا ..
لن نستشعر دفأ يديه وهو يصافحنا ..
لن تلمع عينيه فرحا وهو يطالعنا ..
لن نضحك له اعتذارا عندما يعاتبنا ..
.
.
.
اقرعي يا طبول ..
غلفيني يا برودة ..
أغرقني يا نحيب ..
.
.
.
أ كـ رهـ ك يا جسدي عندما تذوب ألما ..
و يخفق قلبك شوقا ..
و فوق هذا ...
تأبى الدموع أن تجد لها من عينك هربا ..
.
.
.
و
ل
ك
ن
.
.
.
إلي يا كل خيوط الأمل ..
أربطيني , أوثقيني ..
أنسجيني بإبرة الإيمان على جدارن الصبر ..
اصنعي مني وشاحا حتى غ ط ا ء اصنعيني لو أردت للألم ..
.
.
.
أقنعي جسدي الكريه أن روحي تحتويه ..
ذب ألما واجعل قلبك يخفق شوقا ..
اصنع ما بدا لك اصنع ..
جفف دمعي لا أبالي ..
يكفيني أن لقاءها في جنان ربي ......... روحي ت رت ج ي هـ ..
*****************************
في القاعة :
بياض القماش الفخم يلمع الكلين على سطحه الواسع المطرز أطرافه و الصدر المطعم ببعض الفصوص الخليط من الوردي و التركواز حول كريستلات لامعه براقه تزينه , طالعت نورة في فستان بنت أخوها قبل ما تسحب سحاب الغطاء ويتوارى عن نظرها ببطء وهي تتذكر البندري يوم قاسته و مشيت فيه وهم مشغلين لها شريط زفتها عشان يشوفون هل تقدر تمشي به بسبب ثقله أم لا , مسحت دموعها وناولته لسيتي اللي ضمته وهي تصيح , قالت نورة : سيتي الله يرحم أهلك ماني ناقصة صياحك , ترى أنا قلبي يوجعني ..
مسحت سيتي دموعها وقالت : ماما نورة , والله بندري سوا سوا بنتي أنا , والله ..
وانخرطت في البكاء مرة ثانية , زفرت نورة وهي تطالع في جناح العروسة اللي بدأوا الشغالات يلمون اللي فيه , سبتات الورد وبداخلها الورد اللي اتفقوا إنه سمية والخنساء هم اللي يرشونها عليها وقت زفتها , مسكتها اللي كانت وردها متفتحه برونق جميل لدرجة يبعث الألم , جلست على السرير وصاحت , الكل كان يشوف إنها أقواهم عشان كذا دقت الصدر وقالت إنها هي بتلم أشياء البندري لكنها كانت تنطحن بداخلها مليون مرة , اليد اللي لامست كتفها خلتها ترفع وجهها وهي تمسح دموعها بسرعة , ابتسمت لها خوله وقالت : يلا يا أمي , خلاص شلنا كل شي ..
قامت نورة وهي تستند على يد بنتها وتحركت خارجه , كانت القاعه شبه خاوية بعد ماكان الناس يملؤنها بصخبهم ..
******************************
طالع بذهول في أبوه ورجع طالع في عبد الإله يبغاه ينكر اللي انقال , نزل عبد الإله راسه بانكسار , حط حسان يده موضع قلبه وهو يحس بوجع يجتاحه وهو يقول : لا إله إلا الله , لا حول ولا قوة إلا بالله ..
كان عقله يدور في دوامة ~ خاله أحمد ومرته , عبد الرحمن , جاسم , جدته و ...~ رفع راسه بسرعة وهو يسأل بخوف : هنوف ؟؟
قال أبوه بهدوء : الحمد لله كويسة ..
بعد لحافه ونزل وهو يقول : لازم أروح لهم ..
مسكه علي بقوة وقال وهو يرجعه للسرير : الدكتور ما أعطاك فسح ..
لف على أبوه وقال : أبويه ما أقدر أقعد ..
قال علي بهدوء : حسان ترا وقوفك مع خالك وعياله واجب لكن صحتك أهم , ما نبغى يصير شي ونقول لو إنه سمع كلام الدكتور كان ماصار اللي صار , أنا عارف إنه كل شيء بقضاء وقدر بس لازم ناخذ الأسباب , الدكتور قال ممنوع خروجك يعني ممنوع ..
وفلت يده وهو يقول : وإنت كبير وتعرف مصلحتك ..
تدلت أكتافه باستسلام وغطى وجهه وهو يقول : إنا لله وإنا إليه راجعون , الله يصبرهم , الله يصبرهم ...
ومسك جواله , دق عليها كذا مرة لكنها ماردت , لمن شاف أبوه قلقه من عدم ردها نقل له بأبسط و ألطف طريقة ممكنه إن الهنوف ما تقدر ترد عليه حاليا لأنه أغمي عليها لمن دريت بالخبر بطريقة صاعقة ..
↚
الساعة 1,30 صباحا :
في فيلا حمده :
البيت رغم الزحام الموجود فيه إلا إنه كان هادئ , كل غرفة فيه فيها جماعة من الناس , العائلة كلها رجعت من القاعه ومعاهم أخت جدتهم حمده وبناتها ..
أول ما رن الجرس جريت العنود للباب , كانت تبغى أي شي يشغلها عن التفكير , و أول ماشافت عمها جلال داخل وهو شايل الهنوف دمعت عيونها , قال بهدوء ولطف : ماعليك , قالوا إنهيار بسيط , أعطيناها إبرة ومحلول , شوفيلي درب لغرفة أمي ..
طرقت له ودخلته لغرفة جدتها اللي كانت منسدحه على سريها وهي متلثمه بمسفعها و سفانة عند راسها تقرأ عليها , فزت سفانة لمن شافت الهنوف اللي مددها عمها على الكنبه قبل ما يفك غطاها ويزيح طرحتها وهو يقول : ها هنوفه , دحين أحسن ...
كانت تطالع فيه بعيون غريبة وهي تهز راسها بصمت يعني إيوه , مسح على شعرها وراح لأمه , جلس جنبها على السرير ودنق عليها وسلم على جبينها وهو يقول : يمه كيف ضغطك ؟؟
أشرت على فمها يعني ما تقدر تتكلم ودموع عيونها تنزل بصمت , زفر وبدأ يكبس راسها وهو يطالع في العنود اللي جلست على الأرض قدام أختها وهي تمسد شعرها بحنان , قالت سفانة الجالسة عند رجولها تمسحها بحنان : هنوف اش تحسين ؟؟
ماحركت الهنوف الصامته عيونها الثابته على اللامكان , ابتسمت العنود ومررت يدها على خد أختها بحنان وهي تقول : هنوفه حبيبي إن شاء الله دحين أحسن ..
غمضت الهنوف عيونها للحظة وهزت راسها بصمت , مسكت العنود يدينها وضغطتها بقوة وهي تطالع فيها بخوف , ولمن سابت يدينها انفجعت لمن لقيتها تطيح على الكنبه بلا مقاومه , همست برجاء : هنوفي , هنوف ..
كانت الهنوف تطالع فيهم وهي مهي حاسة بشي , ولا تفكر بشي , كانت الأفكار تجي في راسها ولمن تحاول تمسكها عشان تفكر فيها أو تحللها تهرب وتجي فكرة جديدة , كان ودها تقوم وتقول للعنود الخايفة إنها بخير لكن جسمها ولسانها صاروا بثقل الجبال , كانت تعاني حتى من رمشة عيونها وبالقوة تحرك راسها بإيوه ولا , كانت تحس نفسها جسد بلا روح ..
~ هنوف لا تخوفيني عليك , كافي فقدت وحده ما أبغى أفقد الثانية , فقدت وحده ؟؟ فقدت وحده !! ~ حست بالرعب والألم يجتاحها ففضلت تبعد هالفكرة عن راسها , وهي تمسح شعر الهنوف ولمن تذكرت أمها قامت بسرعة رايحة لأمها اللي تمددت في مجلس الحريم الصغير , دخلت عليها لقيت عندها أزهار و ريم , حطت أزهار سبابتها قدام فمها وهي تهمس : شششششش ..
همست ريم : ماحسبنا إنها تنام ..
جات العنود وجلست عندهم وهي تهمس : جات الهنوف , جابها عمي جلال ..
قامت ريم عشان تشوفها , كان المجلس مظلم إلا من الأبجورة الصغيرة اللي تضيء المكان بإضاءة صفراء خفيفة , طالعت أزهار في زولية المجلس وهي تلعب في أطرافها وحست بنظرات عليها فرفعت راسها و حست بالحزن يتجمع في قلبها لمن شافت العنود تطالع فيها بنظرات متسائلة , سألتها العنود بهمس : اش آخر شي قالته ؟؟
بلعت أزهار غصتها وهمست : ما أدري , آخر شي قلته لها توضي قبل ما تحطين المكياج و بس ..
دنقت العنود بتفكير ورجعت همست تسأل بصوت مخنوق : اللي يموتون بالسكتة القلبية يتوجعون ؟؟
حاربت أزهار دموعها وهي تهمس : علمي علمك ..
زفرت العنود ومسحت دموعها وهمست : تتوقعين إنها نازعت طويل ومحد عندها , يمكن لو كان أحد عندها كان ..
قاطعتها أزهار بهمس وهي تزحف لجنبها قبل ما تضمها : حبيبتي هذا قضاء الله وقدره ..
همست بوجع وهي تغطي وجهها : ماتت لوحدها يا أزهار , أكيد كانت تدور على أحد يكون معاها أكيد ..
همست أزهار وهي تضمها أكثر : انت توجعين نفسك أكثر بهالكلام , حطي دايم في بالك إنه كللللللللللله بقضاء وقدر , مكتوب لها من كانت في بطن أمها ...
: الله يرحمها ..
همست أزهار : إيوه ابغاك كل ما جيتي تصيحين تقولين هالكلمة عارفه ليه , لأنها دحين ماتبغانا نتذكرها ونبكيها , ماتحتاج لهذا كله , اللي تحتاجه هو الدعاء , هي بحاجة للدعاء والصدقة , لكن البكاء ما بيفيدها في قبرها ..
وصلهم نشيج صامت , التفتوا وشافوا أكتاف هدى المتلحفة والمغمضة عيونها تهتز من بكاها , تفجرت الدموع من عيون العنود اللي قامت بسرعة وراحت حضنتها وهي تقول : اصبري يا أمي ..
: بنتي راحت , بنتي الصغيرة ماتت يا عنود , تعرفين اش معنى بنتي ؟؟ يوم بتجيبين عيال بتحسين بغلاتهم ..
وشهقت قبل ما تكمل بصوت متقطع يختلط بأنين : ماعاد بأسمع صوتها وهي تناديني ماما , ماعاد بأدخل غرفتها وأصحيها , انحرمت من شوفتها عروس , 21 سنة عمرها , ماشفتها زين , ما عشت معاها ..
ضمتها أكثر وهي تقول من بين دموعها : إدعيلها بالرحمة , إدعيلها بالرحمة , كلامك هذا اعتراض , مايجوز , ربي خلاك تشوفينها 21 سنة , ربي أعطاك إياها وهو أخذها , بتعترضين دحين ليش استرجع أمانته , بعدين هو أرحم منك بها , والله هو أرحم ..
حست أزهار بألمها يزيد , العنود اللي توها تشتكي تحولت للمصبر عند أمها المكلومة ..
قامت وخرجت من الغرفة في اللحظة اللي دخلت فيها الجوهرة , اصطدموا ببعض رغما عنهم , زفرت الجوهرة وقالت بخشونه : عميا ماتشوفين ..
تجاهلتها أزهار وتحركت وهي تقول لنفسها إنها لازم تسكت عنها لأنه مو وقته الرد على بعض , وصلها صوتها الحاد وهي تقول : ولا تدورين في البيت براحتك ترى أعمامي رايحين جايين ..
~ تجاهليها , تجاهليها ~ وكملت طريقها وهي تدعي البروده ومن داخلها مجروحة من تعاملها معاها ومقهورة في نفس الوقت ..
سألت سمية إذا في احد في غرفة حمده ولمن قالت لها إنه جلال خرج دخلت عشان تتطمن على الهنوف لقيت الخنساء عندها واللي قالت برجاء : هنوف حرام عليك , لازم تزورينه , تراه من زمان يطلبك ..
دقتها سفانة وهي تقول : اش تزوره في هالوقت ؟؟ صدق سخيفه ..
قالت الخنساء : هو يبغى يشوفهااااا , والمستشفى مانعته و ...
قرصتها من تحت عشان تسكتها من دون ماتشوفها الهنوف اللي قالت لها سفانة وهي تمد لها الجوال : خذي على الأقل كلميه , تراه على الخط من فوق العشر دقايق ..
ولمن ما شافت أي رد فعل من الهنوف رجعت الجوال على إذنها وقالت وهي تزفر : ما ترد علي وما تبغى تسوي أي شي ..
قال بحزم : حطي الجوال على إذنها بأكلمها حتى لو ماردت ..
حطت سفانة الجوال على إذنها وهي تهمس : هو يبغى يكلمك مو لازم تردين ..
وصلها صوته الحنون الخائف وهو يقول : هنوف , سامعتني , هنوف ردي علي بكلمة على الأقل ..
طالعت الهنوف فيهم بجمود , كانت منسدحة بدون مخدة على الكنبة وهي متكورة على نفسها , قالت حمده : يا حسرتي إن كان هالبنت بتلحق أختها ....
همس : هنوف عمري , يااااااا حبيبتي قولي لو حرف واحد تراك أقلقتيني , هنوفه , لاتخليني أخرج من المستشفى وأجيك , تراهم مانعيني من الخروج هنا , هنوفو , أجيك دحين , إذا تبغيني أجيك أجي ..
هزت راسها بلا , سحبت سفانة الجوال وقالت : تراها تهز راسها بلا ..
زفر وقال : كنت أبغى تنطق , هي اش فيها ؟؟ ليش ماتنطق ؟؟
بعدت سفانة عن الهنوف اللي جلست أزهار جنبها تقرأ عليها وقالت : هذي وحده من الحريم الله يهديها قالت لها عظم الله أجرك في أختك وطاحت الهنوف من طولها فجأة , ويوم شلناها قال الطبيب انهيار عصبي , أعطوها إبرة مهدئة ومحلول وجات ..
: لاحول ولا قوة إلا بالله , إسمعي , خلي الجوال في حلقك بأتصل عليك بعد شويه يمكن هي تعبانه شوي لأنها توها رجعت من المستشفى ..
: إن شاء الله ..
: مع السلامه ..
: مع السلامه ..
وقبل ما تصك سمعته يناديها رجعت الجوال فقال برجاء : سفانه لا تبعدين عيونك عنها أخاف تتعب ولا شي ومحد عندها ..
ابتسمت وقالت : لا تشيل هم , كلنا حولها , المهم انتبه لنفسك ولا تشغل بالك ..
وتوادعوا وقفلت الجوال وراحت للمجلس الكبير وهي في الطريق شافت عهود جالسه
بصمت غريييييييب عند أمها اللي جالسة تتكلم في الجوال ..
**************************
طالعت العنود برهبة وخوف في الطاولة الكبيرة الخشب المفرغة بأشكال مستطيلة تسمح للمويه بالخروج , كانت عمتها نورة واقفة عند الطاولة وهي تحط سطول موية كبيرة ومعاها مغارف حسب تعليمات جارتهم أن محمد اللي تغسل الموتى , كانت تطالع في ظهر أم محمد اللي كانت تسبح وتهلل وتكبر وهي تحط زبادي الكافور والسدر و ترتب أقمشة الكفن , رصت بقبضتها على الباب والتفتت لسمية والخنساء اللي وقفوا جنبها وهم يطالعون بذهول في المطبخ اللي شالوا عنه طاولة الطعام والكراسي عشان يلقون مساحة لطاولة الغسيل , أول ما انتبهت لهم نورة تحركت بسرعة وخرجتهم وهي تقول بلطف : روحوا شوفوا أمي وهدى , يمكن يحتاجون شي ولا غيره ..
وصكت الباب , تبادلت العنود نظرات غريبة مع البنتين الواقفات وعيونهم زايغة , همست الخنساء : من جد ماتت ..
جلست سمية على الأرض وهي تغطي وجهها وتصييح , تجاهلتهم العنود وهي تتحرك باضطراب , دخلت المجلس الكبير ودارت ببصرها بيت بنات خالة أبوها و الجوهرة اللي نايمة ريناد على رجولها وتحركت خارجة , غرفة جدتها كانت سفانة وهدى جالسات عند
راس الهنوف اللي مازالت مشخصه بصرها وتطالع بذهول في اللامكان , وجدتها مغيرة وضعية سدحتها على السرير للمرة الخامسة , خرجت ودورت إلين لقيتها , كانت تنشج نشيج موجع وهي تقول : يااااارب أحسن نزلها , يارب ثبتها عند السؤال , يارب وسع مدخلها , اللهم اغسلها بماء الثلج والبرد ونقها من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس , اللهم صبرهم على فقدها , اللهم اربط على قلوبهم , اللهم ....
وانخرطت في نوبة بكاء جديدة , جلست العنود على سرير سفانة وهي تطالع في أزهار اللي تلحفت بشرشف الصلاة ووقفت بين يدين ربها تدعيه بتذلل ويدينها المتعبه من الرفع تتراخى وترجع ترتفع وهي تهمس : يااااااااااااااارب ثبتها عند السؤااااااااااااااااال , يارب نزلت بك ضيفة وأنت خير المكرمين , يارب أكرم نزلها , يارب وسع مدخلها , يااااااااااااااارب إنك تنزل إلى السماء الدنيا نزولا يليق بجلااااااال وجهك وعظيم سلطانك , اللهم إنك تقول هل من داع فأستجيب له , اللهم إني سؤالي أن تقيها عذاب القبر , اللهم بدل سيئاتها حسنااااااااااات , يا حي يا قيوم , ارحمها , اللهم ارحمها , اللهم ارحمها ..
غطت العنود وجهها وصاحت من قلبها , ليش ما كانت زيها , ليش بدل ما تبكي ماقامت تدعي في آخر الليل والدعاء مستجاب في هذا الوقت , ليش إنشغلت بالبكاء والتفكير , غطى بكى أزهار على بكى العنود وهي تقول برجاء : يااااااااااااااااااارب ارحمهاااااااااا , يارب اغفر لها ذنوبهاااااااااااااااا ..
قامت العنود وراحت للحمام وقفلته واستندت على بابه وهي تصيح من قلبها , توضت وراحت لبست شرشفها وحذت حذو أزهار ..
بعد فترة رن جرس الباب يخترق سكون المكان الكل قام بترقب وهم متوقعين إنه جثة البندري هي اللي وصلت عشان يغسلونها و يكفنونها قبل الفجر ..
هدى وسفانة تحركوا بسرعة خارجين من غرفة حمده اللي انحنت تطالع رغم معرفتها إنها ما حتشوف أحد تحاول تلمح أي شي ورى بابها , دقايق وطل عليها , حست بالدموع تتجمع في مآقيها وهي تطالع في طوله المهيب , اشتاقت له , لكل شي فيه , طالع حسان في الغرفة وشاف جدته على السرير والهنوف على الكنبه , تجاوز الهنوف اللي كانت معطيته ظهرها وتقدم من جدته وهو يسحب الكمام الأبيض عن فمه وأنفه ويخليه متدلي حولين رقبته , مد ذراعينه واحتوى جسدها بصمت , شهقت حمده وصاحت بصوت عالي وهي تضمه وتشده لصدرها كإنها تبغى تدخله داخل صدرها , همس بحب : أنا هنا , أنا هنا ...
شهقت مرة ثانية وهي تقول بصوت مخنوق : آآآآآآآآآآآآآآه ياربي , ياحبيبي إنت , ياربي لك الحمد , يارب لك الحمد اللي خليتني أشوفه ..
دفن وجهه في حضنها وهو يقول : أنا هنا ياجده , خلاص لاتبكين , دموعك غاليه ..
تأوهت وهي تشده لصدرها أكثر وهي تسلم على راسه وتحضنه وهي تقبض على شعره بشوق , قالت بوجع : والله إني أبغى أجيك بس رجولي , رجولي ماعاد تشيلني , ماقدرت , والله ماقدرت ..
همس وهو يشد يدينه حولينها : عارف , عارف , يكفيني صوتك كل يوم يا جده ..
ضمته أكثر وهي تسلم مرة ثانية وهي تقول بشوق : أبويه إنته ..
جا أحمد ومسد على يد أمه بحنان وهو يقول : يمه تراك بتخنقينه , ما حسبنا بالقوة أعطاه الدكتور فسح ..
أشر له حسان من ورى جدته إنه يخليها براحتها ورجع ضمها بصمت , ولمن سابته بنفسها بعد عنها وسلم على راسها ويدها وقام وعيونه متعلقه بجسدها المستلقي بلا حراك , تجاهل نظرات أخواته وبنات أخته الواقفات بصدمة من حضوره المفاجئ عند الباب وتحرك لها , قالت سفانة : نايمه , دوبها اللي نامت ..
جلس على الأرض وسحب الكمام وحطه على الكنبه وهو يحط يده الثانية على كتفها , هزها بلطف وهو يقول : هنوف , نوفه , الهنوف ..
فتحت الهنوف عيونها بتعب وفي جزء من الثانية استعادت ذكرى موت أختها , فزت من سدحتها وطالعت بعيون زايغة في اللي حولها , ولمن شافت الكل يطالع فيها وإنه في شخص جنبها التفتت له , طالع فيها بحنان وهو يهمس : هنوف ..
ومد يده وبعد خصلات شعرها الطايحه على وجهها , طالعت فيه بصمت غريب , همس برجاء : هنوف ما بتكلميني ..
كان يحس قلبه يخفق وجع عليها , من عرف بحالتها أصر يخرج حتى لو ما أعطاه الدكتور الموافقه , التزمت الصمت وهي تطالع فيه بجمود , حط راحة يده اليمين على خدها اليسار وهمس : إذا ما تبغين تتكلمين هزي راسك عادي , إنت بخير ؟؟
هزت راسها بإيوه , كانت بداخلها تصرخ من أعماقها ~ لاااااااااااااااااااا أنا ماني بخير , أختي ماتت , ماني بخييييييييييييييييييييييي يييير , لاااااااااااااااااااااااا ااا , ماني بخير ~ لكن في شي يمنعها من البكاء , في شي ساد حلقها , طالعت في أبوها الواقف وراه ولمحت نظرة الخوف في عيونه , رمقته بنظرات غريبة ورجعت طالعت في حسان اللي حس بالخوف يخنقه , بعد راحته عن خدها و رجع مسد عليه بقفا يده وهو يهمس : هنوفه ماتبغين تقولين شي ..
طالعت بجمود في عيونه اللي تجول على وجهها بخوف , ليه مهي قادرة تعبر عن اللي جوتها ليه , حط أحمد يده على كتف حسان وهو يقول : الدكتور قال إنها مصدومة ..
جات نورة وجلست جنب الهنوف وقالت بحنان : هنوف حبيبتي اش تحسين ؟؟
طالعت في عمتها بفتور ولفت وجهها ورجعت انسدحت على الكنبه بتعب , من بين الأجساد المحيطة بها شافت البندري جالسة بنفس البنطلون اللي تحبه وبلوزتها المفضلة الحمراء وهي ملتهية بمحمولها وحاطة السماعات على إذنها , فزت فجأة ومدت يدها وهي تقول : بندري , البندري هناك ..
طالعت سفانة جنبها على المكان اللي تأشر عليه الهنوف بصدمة , قالت نورة بخوف : مافي أحد ..
أشر حسان لأمه يقاطعها وهو يسأل بحنان وهو يمسد شعرها : اش تسوي ؟؟
قالت بوجع : جالسة ..
قال بهدوء : بس جالسه ..
همست وهي تطالع في الفراغ الغريب وهي تهز راسها : كانت هنا ..
مد يده وحطها موضع قلبها وقال بهدوء يؤكد لها : كانت هنا ..
لفت عليه وهزت راسها بإيوه بحركة بطئة دلته على وهنها , ضغط يده أكثر لمن حس بخفقات قلبها تخفق بسرعة غير طبيعية وقال بألم : هي ماتت , راحت عن الدنيا لكنها بتظل هنا يا هنوف , صدقيني بتظل هنا على طول ..
وهمس وهو يضمها : بتظل هنا يا قلبي , والله بتظل هنا ..
غمضت الهنوف عيونها وتسللت دمعتين منها وهي تهمس : صح , بتظل هنا ..
وبعدته وضغطت موضع قلبها وهي تهمس بتوهان : بتظل هنا , صح ؟؟
قبض على يدها الثانية وهز راسه وهو يبلع غصة خنقت حنجرته , كان كل شي فيها يدل إنها مهي واعية للي يصير , مهي واعية أبدا , هنوف اللي يعشقها لو فكر يقرب منها تموت من شدة الخجل , يحمر وجهها وترتفع حرارتها , وجهها أصفر شاحب وجسدها بارد بدرجة مخيفة , قالت نورة : حسان قوم عن الأرض تعب عليك هالجلسة ..
كان ثاني رجوله تحته وجالس قدام الهنوف اللي بدأت تطالع في اللي حولينها بنظرات غريبة ~ الله يسامح اللي كان السبب , الله يسامح اللي كان السبب , ليه ما نقلوه لها بشكل تدريجي , هم يعرفون إنها ~ انقطعت أفكاره لمن وصله صوت جلال اللي سابوه يتعاون مع جاسم و أخوه صالح على نقل جثمان البندري للمطبخ يقول بعصبية : محد يخش عليها قبل ماتتغسل , أم محمد و نورة وخوله هم اللي يدخلون بسسسسسسسسسسس ..
ووصله صوت بكاء الحريم اللي بدأ يتعالى , فتحت الهنوف عيونها على اتساعها وقامت بسرعة عجيبة وهي تقول : أبغى أشوفها ..
شهقت نورة وقال حسان يناديها : هنوووووووووف ..
وقام بسرعة لحقها مع أحمد اللي كان يقول : درب , طريييييييييييق ..
تعدت الهنوف كل الواقفين وبعدتهم وهي تجري للمطبخ , أول ماشافها جلال قال بفجعة : هنوف , لسه ما غسلناها و ..
صرخت وهي تبعده : أبغى أشوفهاااااااااااااااااااا ااا ...
مسكها بقوة وهو خايف إنها تشوفها وهي لسه مغلفه بأكياس الثلاجة وقال بحزم : مو دحييييييييييييين ..
صرخت بشكل هستيري وهي تضرب صدر عمها : أبغى أشوفها , أبغى أشوفها , أبغى أشوفهااااااااااااااااا ..
جات أزهار جري مع العنود لمن سمعوا صريخها الحاد وتراجعوا لمن شافوا حسان وأحمد يقبضون عليها كل من ذراع وهم يبعدونها عن جلال المذهول , صرخت وهي تحاربهم : سيبونيييييييييييييييييييي ييييييي , أبغى أشوفهاااااااااااااااااااا اااا ..
انذهل حسان من القوة الغريبة اللي حسها فيها , كان بالقوة يمسك ذراعها , غمض عيونه بألم لمن حس بيدها المقاومة تضرب في صدره , قال صالح بحدة : خلوها تشوفها الله أكبر عليكم ..
↚
قال جلال : ماجهزت يا صالح ..
قال صالح بوجع : غطيتها بشرشف , ووجهها باين , خليها تدخل تشوفها ..
لمن حست بتراخي يدينهم عنها بعدتهم ودخلت المطبخ , كانت مسجاة على الخشبة ومغطية بشرشف أخضر فاتح , باين إنه شرشف المستشفى , خطواتها المستعجلة تباطأت لمن شافت المنظر وازداد تباطأها كل ما قربت من الطاولة , ولمن شافت وجه أختها تفجرت الدموع من عيونها وهي تهمس : بندري , بندري ..
حطت يدها على كتفها ورغم وجود الغطاء استشعرت برودة جسم أختها اللي كانت تنام في حضنها الدافي قبل أيام , لفت يدينها حولين راس البندري وضمتها وهي تقول بهمس متوجع : ودعتك الله يا بندري , ودعتك الله يا قلبي , ودعتك الله , ودعتك الله ..
وتفلتت يدينها وهي تنهار على الأرض وهي تصيح بكل الألم والفقد والوجع اللي حسته , صياحها صيح الكل حتى أعمامها اللي تلثموا بغترهم اللي لابسينها من دون عُقل , تحرك جاسم من مكانه في طرف المطبخ وسندها وخرجها , حسان اللي حس بوجعها يذبحه ذبح واللي ماقدر يدخل عشان البندري , سحبها منه بعد ما خرجت وضمها بقوة , صرخت من أعماقها وهي تتشبث بأكتافه : مااااااااااااتت ياحساااااااااااااااااان , البندري مااااااااااااااااااتت , مااااااااااااااتت , ماعاد بأشوفها مرة ثانية , بتدفنونها وماعاد بأشوفهااااااااااااا , ماتت يا حساااااااااااااااااااان , البندري ماااااااااااااااااتت ..
ضمها أكثر وهو يبلع غصته اللي تزايدت , لازم يكون أقوى عشانها , قال بثبات بعد ما تمالك نفسه : الصبر يا هنوف , الصبر , وين إيمانك ؟؟ من قال ماعاد بتشوفينها , كلنا إن شاء الله بنشوفها وهي حورية وسط الجنة , قولي يارب ارحمها , يارب اغفر لها , ادعيلها , الدنيا فانية , كلللللللللنا بنموت , يمكن اليوم , بكره , بعده , محد يدري متى يومه صح , إدعيلها بالرحمة , ما تجوز على الميت إلا الرحمة , وين إيمانك وصبرك وكلامك اللي تقولينه لي دايم , الواحد لازم يؤمن بالقضاء والقدر , قولي يارب ارحمها , قولييييي ..
هدأت صرخاتها وهي تقول من بين شهقاتها : يارب ارحمها , يارب ارحمها , يارب ارحمها ..
ضمها أكثر وهي تردد العبارة وهو يهمس : خلاص , اقري المعوذات واستعيذي بالله , المؤمن عند الصدمة الأولى وانت دايم أقول عنك صابرة لا تخليني أغير كلامي ..
ولمن حس بثقلها عرف إنه أغمي عليها , أشر لجاسم إنه يجي يشيلها لأنه مستحيل يقدر يشيلها قدامهم لسببين , إحراج و ... ممنوع عنه لفترة طويلة إنه يشيل أي شي حتى لو كان خفيف ...
شالها جاسم ودخل مع أعمامه وحسان لغرفة جدته , سدحها على السرير ورى جدتها اللي جلست وهي تمسد شعرها ووجهها بحنان ..
سحب حسان الكمامة وحطها على وجهه وسند ظهره على المخدات اللي جابتها له أمه وحطتها ورى ظهره عشان يريح , غمض عيونه بتعب ورجع فتحها وهو يطالع في جدته والهنوف ..
***************************
الكل كان جالس في المجلس الكبير , وبسبب قربهم من المطبخ وصلتهم رائحة الكافور والسدر اللي فاحت من أثر طرطشة المويه , حست خوله باختناق فخرجت وسابت أم محمد وأمها جوة , سحبت نفس عميق ومسحت دموعها ورجعت تساعدهم , قلموا أظافر يدينها ورجولها , فرخوا جوفها من أي شي بداخله , غسلوا شعرها الطويل وجدلوه ثلاث جدائل وبعد ما انتهوا من الغسيل بدأوا يكفونها , شهقت نورة لمن غطى الشرشف الأبيض يد البندري المحناة وبلا تفكير بعدت الشرشف ورفعت يدها وقبلت راحتها الباردة وهي تصيح , قال أم محمد بحنان وهي تمسد ظهرها : يزفونها للجنة يارب , يزفونها للجنة ..
رجعت يد البندري وبعدت عن الطاولة وهي تمسح دموعها , ربطت خوله خيط القماش حولين رجول البندري وثبتتها و دموعها تتقاطر غصب عنها على الكفن ..
ولمن انتهوا مابقي إلا غطاء الرأس قالت أم محمد : نغطيها بعد مايسلمون عليها , شهقت خوله لمن شافتها مكفنه ومو باين إلا وجهها الصغير وتفجرت دموعها وهي تقول : بندريييييييييييي ..
وضمتها بقوة وهي تصيح من قلبها , وبعد ما تمالكوا نفسهم فتحوا الباب وراحوا للمجلس عشان يدخلون الرجال عندها , خرج حسان للمجلس الخارجي عشان وراح عند الشباب اللي جالسين هناك بصمت , و أعمامها دخلوا وسلموا على جبينها بالتناوب وضمها أحمد بقوة من دون أي همسة وبعد عنها , سلم جاسم على جبينها وبعد بسرعة وهو يقاوم دموعه , خرجوا من باب المطبخ وتركوا المجال للحريم بعد ما نقلوها على الخشبة اللي بتحمل عليها ..
راحوا الحريم يسلمون وبعدها قالوا للبنات إنهم ممكن يشوفونها راحوا لها , وأول ما شافوها فتحوا مناحة جديدة و ما قدروا يقربون من الطاولة الغريبة اللي كانت لها أربعة أذرع عشان تحمل بها فوق الأكتاف , خاصة لمن رمت العنود نفسها على البندري وضمتها وهي تقول بهدوء : بنات تعالوا ضموها والله تحسون براحة إذا ضميتوها ..
وهي تصرخ بداخلها ~ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يابندري , رحتي وسبتيني لييييييييييييييه ؟؟ لييييييييييه سبتيني ؟؟ استغفرك يارب , لازم أكون أصبر , لازم أكون أقوى ~ مسحت أزهار دموعها الصامته وتقدمت منها وسحبتها وضمتها عشان تعطي مجال لهدى اللي تقدمت مع نورة وهم ساندين حمده اللي كانت تمشي بخطوات متثاقلة وهي تسبح وتدعي ولمن وصلت لها قالت بصوت متحشرج : وااااو يا بنيتي والله إنك صغيرة , أنا قاعدة وانتي رحتي يا البندري ..
ودنقت عليها بالقوة وسلمت على راسها وهي تقول ببكاء : تراني ودعتك الله اللي ما تضيع عنده الودايع , تراني ودعتك الله , تروحين تقابلين جدك في الجنة إن شاء الله , تراك ارتحتي والشقا لنا إحنا اللي لساعنا عايشين , ودعتك الله ..
وسندتها نورة تبعدها وهي تكرر : ودعتك الله , ودعتك الله ..
وقفت هدى تطااااالع فيها بصمت ودموعها تتساكب ولمن انحنت وحضنتها انفجرت بعويل زاد دموعهم , مسكتها العنود وقالت من بين دموعها وهي تسحبها : أمي خلااااااص , خلاص ارحمي نفسك , خلاااااااااص ...
وتساعدت هي وأزهار والجوهرة وبعدوها عن البندري , عهود طالعت فيها من البعيد ومارضيت تسلم زي باقي البنات اللي سلموا عليها , ولمن قالولهم إنهم يخرجون عشان ياخذونها زاد نحيب البنات وتشبثت ريم بالبندري وهي تصيح من قلبها , دق جاسم باب المطبخ بقوة وقال : يلااااااااااا , يادوب نتحرك عشان نصلي الفجر ..
تحركوا الحريم وسحبوا البنات تسحيب عن البندري وهم يحاولون يصبرونهم , تفلتت سمية ورجعت ضمت البندري , سحبتها أمها وهي تقول بوجع : خلااااااص , سيبوها ..
قال جاسم بحزم : أنا داخل ..
غطت نورة وجهها ولفته برباط محكم ومسكت آخر قماش وغطتها بالكامل , قال جلال بعصبية لجاسم : خش عليهم عشان يخرجون ..
ولمن تردد جاسم دخل جلال وهو يصرخ : خلاااااااص , قلنا خلااااااااااص , أدخل يا جاسم ..
دخل جاسم و أشر للشباب اللي تجمعوا برا عشان يشيلون الجنازة إنهم يدخلون , ولمن دخلوا كانت رؤوسهم للأرض وهم يمسكون أطراف الخشبة ..
أول ماشافتهم العنود يخرجونها صرخت وهي تندفع بلا تفكير : لاااااااااااااااااااا , أبغى أسلم عليها , أبغى أسلم عليهااااااااااااا ...
لف جاسم وغطاها بغترته وهو يرجعها ويقول بحزم : خلاص ..
صرخت وهي تتشبث به : الله يخليك , والله بوسه بس , آآآآآآآآآخر مرة , الله يخليييييييييييييييييييك , جاااااااااااااااااااااااا ســـــم , الله يخليييييييييييييييييييييي يييك ..
قالت أزهار من ورى الباب : خليها تسلم عليها , جاسم الله يخليك خليها تسلم عليها , تراها ماعاد بتشوفها ..
واختنق صوتها وهي تتذكر أمها اللي ما قدر لها ربي وشافتها , نزلوا الرجال الخشبة وسحب جاسم العباية من عمته نورة وغطى فيها العنود اللي راحت وضمتها بقوووووة وهي تقول بصوت حنون : سامحيني , سامحيني إذا زعلتك في يوم , ترا كل عنادي لك والله من حبي , سامحيني , بندري , ماعاد بشوفك ..
وسلمت عليها من فوق غطاها وسلمت ودموعها تتسكاب على وجهها كانت تحس ملامح وجهها من فوق الغطى , سلمت على خدودها وعيونها حتى فمها سلمت عليه وهي تصيح , مسح جاسم عيونه وسحبها وهي تطالع في جسد أختها المسجى , تلقتها أمها في صدرها وضمتها وهي تصيح معاها ...
وفي دقائق صار المطبخ خالي إلا من همهمات البكاء و رائحة الكافور والسدر ...
********************************
العصر :
رفع راسه عن الأرض وطالع في المعزي الجديد القادم , ولمن شاف واحد قدامه وهو لابس ثوبه ولاف شماغه حولين وجهه عرفه , قال بحنين : عبد الرزاق ..
وقبل ما يقوم جري عبد الرزاق وطاح عند رجوله وهو يصيح من قلبه وهو يصرخ : ليش دفنتوها قبل ما أشوفهاااااااااااااااااا , ليش دفنتوهااااااااااااااااااا اااا ..
ضمه أبوه وهو يقول : ما قدرنا نأخرها يا ولدي إلى بعد رحلتك , إكرام الميت دفنه ..
صاح عبد الرزاق وهو دافن وجهه على فخوذ أبوه وهو ماهمه اش يقولون الرجال عليه , من المطار اللي استقبله فيه جاسم وعمر وهو كاتم بكاه ومو قادر يسألهم دفنتوها ولا لا كله خوف يقولون له إنها خلاص اندفنت , ولمن وصل وشاف المعزين عرف إنها خلاص اندفنت , ضم أبوه وهو يصرخ من قلبه : كنت أبغى أشوفهااااااااااااااااااا , كنت أبغى أودعهاااااااااااااااااااا ا , ليشد دفنوتها ليييييييييييييييييييييييي يش , ليش تحرقون لي قلبييييييييي , قلتلكم لا تدفنونها , قلتلكم لا تدفنونهاااااااااااااااااا اااا والله قلتكلم ...
مسح أحمد عيونه بطرف غترته ومسد ظهر ولده بصمت , لمن جا جلال يبعده عشان الرجال اللي جوا يسلمون أشر له صالح بعيون مبلله إنه يسيبه براحته , كان الرجال ينحنون من فوق عبد الرزاق ويسلمون على أحمد اللي يبادلهم السلام بيمنه ويسراه على تمسد باستمرار على ظهر ولد ..
صاح وصاح وصاح وكل ما فكر إنه يوقف عن صياحه ويقوم يزيد وجعه ويزيد صياحه ..
****************************
المكان كان مزدحم بسواد عظيم , دخلت سمية للمطبخ وهي شايلة ثلاجة القهوة , حطتها على الطاولة و حطت يدينها على آخر ظهرها وهي ترجع أكتافها لورى بتوجع , من الصباح والمعزيات موجودات وهم على حزنهم ووجعهم تكسرت رجولهم من كثر ما يباشرون بالقوة , جات سفانة وقالت بضيق وهي شايلة صينية كلها فنجاين مستخدمه ومناديل مستعملة : السنة إنك تعزي وتروح , مهم شايفين إننا تعبانين , وياليتهم جالسين باحترام , قاعدين يهرجون كإنهم في جلسة ..
عدلت طرحتها اللي لابستها وقالت : سماسم قلبي روحي ارتاحي أنا أباشر ..
قالت سمية وهي تشيل الثلاجة : لا ما عليك يا خاله ..
دخلت أزهار المطبخ وهي تزفر بضيق , ابتسمت سفانة وقالت : خير ..
قالت أزهار وهي تحس بالضيق يخنقها : جماعة مسكوني يحققون معايا اش صار وكيف ومتى وليش , مااحترموا مشاعري , لا وجماعة ثانية جالسة تحدق فيه وأنا رايحة وأنا جاية ولمن صبيت لهم القهوة تسألني وحده منهم أنا زوجة جاسم و اش اسم أبويه وأمي وغيره ..
دخلت العنود وجلست بتعب على واحد من الكراسي وربعت فوقه وهي تقول بهدوء : ترا عشان الكل كان يستنى طلتك , جواز الـ ..بندري كان أول طلة لك والكل كان متحمس ..
غمضت أزهار عيونها ومسحت وجهها وهي تقول بطفش : ما أبغى أخرج ..
سألت العنود : عشا اليوم على مين ؟؟
قالت سفانة وهي تشيل فناجين جديده : على أبويه , عمي عبد الكريم تكفل بالغدا ..
قالت العنود : الله يسعدهم ويرزقهم , جزاهم الله خير ..
قالت أزهار : عنود قلبي روحي نامي تراك مانمتى من أمس ..
هزت العنود راسها وقالت : ما أقدر المكان رججججججه , وأصلا ماتلقين مكان تنسدحين فيه ولا تريحين , حتى غرفة نوم جدتي كلها حريم حتى فوق السرير ..
وزفرت وطالعت في يدينها اللي مدخلتها في حضنها وسرحت للحظة قبل ماترجع تنفض كل أفكارها وتقوم بنشاط وهي تقول : بأروح أشوف أمي ..
↚
بعد المغرب :
طالع عدنان في جواله طويل قبل ما يتصل عليها , أول ما سمع صوتها الهادي وهي تسلم ابتسم وقال بعد رد السلام : كيف أهل العزا ؟؟
همست سحر : إن شاء الله بخير , أحسن من أول ما جيت ..
قال بهدوء : طيب يلا أخرجي , خلود وعلا يستنونك في الفندق ..
قالت بخيبة أمل : بس أبغى أجلس معاهم شويه , أبغى أحس إني قدمت لهم شي ..
زفر وقال : طيب أعطيني العنود عشان أعزيها , خلاص عزيت أم جاسم ..
قالت سحر : طيب لحظة ..
كانت العنود خارجة من المجلس الصغير لمن لقيتها , مسكتها من يدها وجرتها وهي تقول : عنود , عدنان بيعزيك ..
حست بشعور غريب لمن حطت سحر الجوال في يدها قبل ماتروح , غمضت عيونها وحطت الجوال على إذنها وهي تقول : نعم ..
كان صوتها متحشرج فتنحنحت عشان تسلكه .
أول ما وصله صوتها قال بهدوء : كيف حالك ؟؟
كان صوتها بارد وهي تهمس : الحمد لله ..
كان مقدر برودها فقال بهدوء : عظم الله أجرك في مصيبتك وأخلفك خيرا منها ..
همست بذات الصوت : جزاك الله خير ..
قال ينهي المكالمة : هذا واجب , مع السلامة ..
صك الجوال ورجع للرجال , وهي صكت الجوال وطالعت فيه بألم , ما تخيلت ولا في أبشع أحلامها إنه أول مكالمة لها معاه بتكون عشان يعزيها في أختها الصغيرة , استغفرت وتحركت , استغربت لمن شافت الحريم يخرجون بسرعة من الممر المؤدي لغرفة جدتها , حست بخوف غريب , يكون الهنوف صار لها شي ولا أمها انهارت ولا ... تحركت بسرعة وهي تسمع صوت أبوها يقول : طريق , طريق ...
اضطرت تستنى إلين خلصوا الحريم ودخلت الممر وراحت لغرفة جدتها وهناك شافته واقف بصمت و أمه متشبثه فيه وهي تصيح , صرخت : عبد الرزاااااااااااااق ..
وجريت وضمته مع أمها وهي تصيح من صياحها , كان عبد الرزاق يطالع فيهم بانكسار غريب ما يناسب شخصيته , سلم عليهم وعلى جدته , الهنوف اللي فاقت من نومها على صوته تشبثت فيه وصاحت من قلبها على صدره وهو يهمس لها : على الأقل شفتيها , قولي الحمد لله اللي شفتيها ...
جاته عمته وسلمت عليه , ولمن انتهى السلام جلس جنب أمه وانسدح وحط راسه على فخوذها وغطى وجهه بشماغه ولف جسمه ودفن وجهه في جنبها وهو يصيح و زاد معاه صياح هدى من حال ولدها ..
يوم الاثنين 10 / 9 / 1427 هـ :
بعد الفطور في سيارة جاسم :
: يا حيا الله النشبة ..
دقته أزهار وهي تطالع فيه باستنكار من ورى غطاها اللي رفعته عشان السيارة مضللة , وابتسمت العنود وقالت : عادي يا أزهار , لاتخزينه ولا شي أعرف ثقالة دمه , أخويه , خابزته وعاجنته ..
قال وهو يحرك حواجبه ويطالع لها من المراية الأمامية : عاجنتني بعسل مو ..
ضحكت أزهار وقالت : ترا يا شينك يوم تخفف دمك ..
ولفت على العنود وكملت : مو عنيدي ؟؟
قالت العنود تأيدها : مومو , مو مو واحد بس ..
قال بمرح : اللي يسمكعم يقول بقر يهرجون , اش مو مو !!
قالت أزهار : مو يعني إي ولا لا , مو يا عنيدي ..
ضحكت العنود وقالت : موين وعشر موات , تصدقين حاولت أشرح لوحده من صحباتي ما عرفت , يبغالي أرسلها لها في رسالة ..
قال جاسم : سؤال اليوم , كم مو نطقتها العنود ؟؟
وضحك للحظة وسكت لمن انتبه إن الثنتين يطالعون فيه ببرود والعنود تقول : ويييييييي الله يعينك عليه يا أزهار , يا حبيبتي متزوجه واحد دمه كاتشب ..
ضحك وقال : حللللللللللللللوة , حلللللللللللللللللوة كاتشب ..
وساب الدركسون ولف على ورى وضربها وهو يقول : تتريقين إنتي ووجهك على أخوك الكبير ..
قالت أزهار وهي تمد جسمها وتثبت الدركسون بيدينها : بسم الله , تعااااااااال إمسك الدركسون ..
وصرخت العنود : بنمووووووووووووووووووت ..
قال : قولي آسف ..
قالت بسرعة : آآآآآآآآآآآآآآآآآآسفه بس لف وامسك الطارة بسرعة ..
لف جاسم وعدل إحرامه وهو يقول لأزهار : ثبتي يدك زين عشان أعرف أصلح إحرامي ..
صرخت أزهار : بسسسسسسسسسسرعة , ظهري يعورني ..
مسك الدركسون وقال : شكرا ..
ضربته أزهار على كتفه وهي تصرخ : لا عاد تسويها مرة ثانية , خلعت قلبي , ولدي أحسه طار لحلقي من الفجعة ...
قال بحزم : طيب انتبهي لا يطلع مع خشمك , بعدين تقعدين تعاطسين , بعدين ما عندنا نلبس نلبسه به ..
ثانية وقهقهوا الثنتين , ابتسم وقال بفخر : إعترفوا إنه دمي خفيف ..
وبعد لحظات طالعت العنود في أزهار وهي تصب كوب شاهي لجاسم وتناوله له مع كروسان وهم يناقشون موعد الكتورة الجاي , لفت على القزاز وهمست بداخلها ~ بندور ما حسينا برمضان وفرحة دخوله من وجعنا برحيلك , يوم قطع عزاك كان ليلة رمضان اللي طلع ناقص , أول رمضان يمر من دون ما أتحارب أنا واياك من يخبر إنه رمضان كامل ولا ناقص , عارفه أنا رايحة أعتمر عنك ~ مدت يدها ونزعت قفازها وحطت راحة يدها على قزاز السيارة , كان بارد من أثر المكيف ~ الجو بدأ يعتدل , يمكن على شوال يكون بارد زي ما تحبينه دايما , شوال اللي حيكون أول عيد من دونك يا بندري , أول عيد من بعد 21 سنة حاربتيني فيها على التسريحة كل صباح عيد ~ سحبت يدها ورجعتها في القفاز وهي ترص شفايفها عشان ماتصيح , هي عزمت تكون أقوى عشان أمها و أبوها اللي مهم قادرين يتجاوزون محنتهم وعشان الهنوف اللي صارت تنام معاها كل ليلة في نفس السرير وهي تقولها إنها معاها , بلعت ريقها مرة ومرتين وثلاث عشان تضيع الغصة اللي اجتاحتها وهي تصرخ ~ محد بيعوضني فقدها , محد ~ سحبت نفس عميق ودخلت راسها بين المقعدين وقالت : شوف لا رجعنا أبغى أتسحر في البيك ..
أشر على عيونه وقال : تامرين أمر ..
ورفع نفسه يخرج جواله من حزامه وهو يقول بتريقة : بس استني خليني أستأذن من عدنان ....
ضربته على كتفه ورجعت لمقعدها وهي تقول : يا نذل ..
قال بعد لحظة : هلااااااااااااا بو رحم , كيف حالك يالدب ؟؟
قالت العنود بتريقة : ماتمشي عليه هالحركات ..
أشر لها إنه يكلم وهو يقول : أنا رايح مكة ومعايا المدام ومدامتك ..
عقدت يدينها قدام صدرها وقالت : هاهاها إلعب علي غيرها ..
مد لها الجوال وقال : خذي بيكلمك ..
سحبت الجوال وقالت بدلع : يا هلاااااااااا ..
قهقة جاسم العالية ما منعتها من سماع صوته العميق وهو يقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
شهقت لمن سمعت صوته و انشرقت من قوة شهقتها , لفت عليها أزهار برعب ولفت تدور على موية الصحة وجاسم يقول : اش فييييييييييييييك ؟؟ هذا كله عشان سمعتي صوته ..
سحب الجوال منها وقال لعدنان وهو يطالع في أزهار اللي تمد لها الموية وهي تقولها : تنفسي من خشمك , من خشمك ..
: معليش , تحسبني أمزح معاها عشان كذا كانت منطلقه ..
من وسط كحاتها مدت يدها وضربته , لف عليها قال : هااااااااا , تبغيني أكذب عليه , أنا مِحرم ..
وصله صوت عدنان وهو يقول بتريقة : وإنت ماتكون صادق إلا وإنت محرم سيد جاسم , يا خي كل شي منك يتعكنن لأنك مو سافطه , البنت بغت تموت من مزحتك ...
رفع حواجبه وقال : عجييييييييييييييييييييييي يب , دحين صار كل شي معكنن , ما أقول غير أ .... اللهم إني صائم , يلا مع السلامة ..
وصله عتاب عدنان وهو يقول : ياخي حرام عليك تقول مع السلامة , أتطمن عليها على الأقل , إنت مسمعني صوتها حسرة يعني , ورانا عبادة وصلاة ...
قهقه جاسم وقال : الله يـ ..... يا خي لا تخليني أسب وأنا في هالأيام الفضيلة , ما أقول إلا الله يخلف على صاحبي ..
ولف على العنود وقال : راحت الشرقه ؟؟
هزت راسها بإيوه وأشرت على حلقها وهي تهمس بصوت مبحوح من قوة الشرقه : ما أقدر اتكلم ..
كانت تقدر تحمحم وتجلي صوتها لكنها ما تخيلت إنها تكلمه قدام أخوها و أزهار فحطته عذر وهي تشوف إنها جات من ربها , رجع الجوال لورى وهو يقول : مو لازم تتكلمين هو يبغى يقولك كلام ...
مسكت الجوال بيد مرتجفه وحطتها في إذنها وهي تتذكر محادثته السابقة والوحيدة , قالت بصوت مخنوق : نعم ..
وصلها صوته الهادئ وهو يقول : كيف حالك دحين ؟؟؟
حست بالمغصة ترجع لها فبلعت ريقها والتزمت الصمت , فكمل بذات الهدوء المريح : حبيت أتطمن عليك وأقولك إني .............. أبغاك قوية , أقوى من أي وقت ..
وسكت للحظة قبل ما يكمل : لا تنسينا من دعائك , في آمان الله ..
وقبل ما تبعد الجوال سمعته يقول : إي صح ..
رجعت الجوال لإذنها فقال بحزم : امسكي جاسم زين , ترى سحر تقول لك سوابق ضياع كثيرة ..
~ سحــــــــــر والله لا أذبحك ضرب على الفضايح ~ كمل : انتبهي لنفسك , في آمان الله ..
صكت الجوال ومدته من بين الكنبتين تناوله جاسم بصمت استغربته العنود ~ غرييييييييييييييييبه ما علق , يمكن تأدب وقال أرحم أختي شويه ~ مامرت دقايق إلا وهو يتنهد ويقول : تصدقين يا أزهار , صوت عدنان حلوووووو , ولا اش رايك يا عنود ..
~ وااااااااااااااااا , بدأ , بدأ ~ غاصت العنود في المقعد بصمت وهي تحس بالعرق يتجمع بين أصابيع يدينها رغم القفاز , كانت مقهورة من أزهار اللي بالقوة ماسكه ضحكها وهو يكمل : لااااااااااااااا مو بس الصوت , حتى الشكل ماشاء الله ..
وطالع في المراية اللي ورى وقال : انتي شفتيه في النظرة الشرعية مو حلو ؟؟
دقته أزهار وقالت : خلااااااااااص , ذبحت البنت دحين تقول ليتني ما جيت معاهم , بتطلع العمرة من خشمها ..
سأل بشكل مباشر كإنه اتهام : تكلمينه يا بنت ..
ردت بسرعة : لاءا ..
ضحك من قلبه وقال : حلللللللللوة لاءا , أقول تراني أمزح معاك , زوجك بتكلمينه كلميه ..
قالت أزهار بتريقه : اللي يسمعك يقول إن عدم موافقتك هي اللي كانت مانعه المكالمات
, هي ودددددددددها بس هو ثقيل ما اتصل عليـ ..
نطت العنود وضربتها بطرف يدها على كتفها تسكتها , ضحك جاسم من قلبه على أزهار اللي بدأت تشتكي إن النونو تأزم نفسيا و العنود اللي قالت بطفش : تراك ذليتينا بالنونو لاتخليني أبطل وما أدعي له ..
قال جاسم : بسك إنتي وإياها , عنود إنوي , لبيك عمرة ...
همست العنود بابتسامة : لبيك عمرة عن البندري ..
**************************
في الدمام _الشرقية :
في شقة العزابية :
طالع في جواله بابتسامه وهو مقهور على إيش يبتسم وهو ما أخذ منها حرف , لكن مجرد تذكره لترحيبها و شرقتها يدفعه للابتسام ..
: لاااااااااااااا إله إلا الله , عدنان يبتسم للجوال , يا خي لا تكلم البنات على الأقل في رمضان , خله ليلة العيد ..
لف عدنان على رفقينه اللي قعدوا معاه من بعد ماراح جاسم وقال بطفش وضيق من حالهم : أموت وأعرف ماعندكم إلا أنا تراقبوني , قوموا نظفوا غرفكم اللي يرحم الأم المسكينة اللي جابتكم ونظفوا الفوضى اللي سويتوها ..
وأشر على الصالة اللي كعادتها تبدو كأن إعصار هادر مر بها , قال هاني بلا اهتمام : لا إحنا بنخليها كمان كم يوم إلين تطفش وتبدأ تنظفها ..
رماه بنظرة نارية وقال بصوت قوي : لا تخليني أحطك في راسي , قوم بسرعة ونظف الصالة , غرفتك مالي دخل فيها , ويلا تجهزوا للصلاة ..
وتحرك لغرفته عشان يستعد لصلاة العشاء والتراويح ..
قال هاني وهو يدقه : قلتلك لا عاد تطري المغازل عنده تراه بيذبحك , إنت تعرف كيف هو شديد في هالموضوع ..
ابتسم أيمن وقال : تصدق قابلت بنية حلووووة طلعت أخت ليلى رفيقة جاسم ..
الاسم وقع في إذن عدنان وهو رايح لغرفته , التفت لهم وقال بصدمة : ليلـــى ..
قال هاني من بين أسنانه : جاك الموت ياتارك الصلاة .
رجع عدنان لهم وهو يقول بتساؤل يحمل الغضب بين طياته : ليلى ليلى ما غيرها ؟؟ إنت لساعك تكلمها وترد عليها ؟؟ أنا ما حذرتك منها ..
قال أيمن باعتراض : ياخي اش فيك إنت على هالبنية الضعيفة و ..
قاطعه عدنان : ياخي ما أواطنها , كيفي , قلت لك مليون مرة إبعد عنها وإني ما أبغى أسمع سيرتها ..
زفر وقال يفهمه : ياخي يوم نطري البنات ما تعصب بهالشكل اش معنى ليلى ؟؟..
صرخ بعصبية : ليلى بالذات ما أبغى أسمع سيرتها على لسانك ..
ولمن شاف إنهم مهم فاهمين سبب عصبيته سحب نفس عشان يهدي نفسه بعدها قال : ما أبغى أسمع سيرتها لأنك ما تعرف إن البنت الضعيفة اللي تقول عليها متزوجة وعندها ولدين ..
انصعقوا من اللي قاله , وقال هاني : مستحيييييييييييييييل , شكلها بنية ..
قال عدنان وهو مقهور إنه ما قدر يحافظ على هالسر اللي احتفظ فيه لنفسه من خبرته به أريام : شكلها ولا مو شكلها , إبعدوا عنها وبس , ترانا ماحسبنا نفتك من ملاحقتها
↚
قال أيمن بهمس : بس أنا لمن قابلت أختها أعطيتها رقم جاسم ..
هتف بصدمة هو وهاني : إييييييييييييييييييييش ؟؟
وقبض عدنان يدينه بقوة لمن صرخ هاني بعصبية : ياخي من متى وهي تلاحقنا عشان جوال جاسم وإحنا متفقين ما نعطيها إياه , الرجال تزوج وراح في حال سبيله اش يبغى بها دحين , بعدين هو ناقص , توه اللي فاق من موت أخته ...
قال يفهمهم : أختها قالت إن ليلى من حزنها بلعت أدوية منومة وحاولت تنتحر وبالقوة لحقوا عليها وإنها في حالة صعبة وتبغى تكلم جاسم ضروري وكلمة منها وكلمة مني و أعطيتها الرقم ..
قال هاني بضيق : ياخي ليه ماشاورتنا , اتصل على واحد فينا واسأل ..
زفر عدنان وقال بهدوء : خلاص الشي صار وانتهى , اش بيفيد العتاب ..
وفكر يدق على جاسم يخبر لكنه تراجع وهو يقول : إن شاء الله هو بيتصرف ..
ولمن حس بعدم راحة اتصل على جاسم , ثواني ورد عليه وهو يقول بمرح بعد السلام : تراك اشغلتنا ...
قال بعد مارد السلام : ترى هاني أعطاها رقمك ..
وصله صوت جاسم الهادئ وهو يقول : مشكووووووور على الإهتمام , خلاص خلصت هالموضوع ..
هتف بفرح : والله ..
وصله صوته الواثق وهو يقول : الحمد لله ..
قال : الحمد لله , ريحتني , هيا مع السلامة ..
ولف على هاني وأيمن وبدأ يلقي محاضرته الدائمة عن الأعراض و اللي متأكد مليون إنهم حفظوها من كثر ما يرددها على مسامعهم ..
*************************
جدة بعد التراويح :
زفرت حمده وقالت وهي تدفه : وخر عنيييييييييييي , تراك ذبحتني ..
مسك حسان المنسدح على سريرها صدره وغمض عيونه وهو يتأوه , شهقت حمده و حطت يدها على جبينه تزحفه عشان تشوف وجهه وهو تقول : ولد , تعورت , صار لك شي ..
فتح عيونه وابتسم لها , ضربته على كتفه وهي تقول : قوم , قوم يعللللللللك العافية قوم ..
قام عن سريرها اللي يحب ينسدح عليه بعد كل فرض وقال بضحكه : جده هذي عاشر مرة أسويها فيك وكللللل مرة تصدقين ..
زفرت وقالت : من خوفي عليك , لكن إن شااااء الله يجي اليوم اللي تتزوج فيه وأفتك منك وتخلي لعبك الزايد لحرمتك ..
حط يده موضع قلبه وقال : آآآآآآآمين ..
ضحكت نورة اللي توها داخله في اللحظة اللي لف فيها على جدته وهو يشلم على راس جدته اللي تدفه وهي تقول : خلااااااص ياللصقة , خلاااااص , إطلع من غرفتي لا أشوفك , يلا إطلع ..
رفع حواجبه وقال : أفاااااااااااااا يا أم عبد الكريم تطردين حبيبك ولد بنتك الغاليه ..
قالت بعصبية : وأطرد عشرة زيك , قوم عني حشرتني وجبت لي الصداع ..
مثل إنه يبلع حاجة وقال بابتسامة : كل شي حلو منك يا جميل ..
قالت نورة : روح صحي أخواتك عشان يصلون العشاء والتراويح وفك جدتك من لصقتك شويه تراك رفعت لها الضغط ..
قام وهمس ببراءة وهو يمسك يد جدته : أنا رفعت لك الضغط يا شيخة الحريم ..
ضحكت حمده وهشته بيدها عشان يروح عنها , ابتسم وتحرك عشان يصحي أخواته ..
************************
الرياض :
فيلا عبد الكريم :
زفرت وهي تشوفها متنصبة قدام التفزيون تتابع المسلسل الرمضاني , قالت بغيض : انتي ما تتوبين , من أذن المغرب و انتي طاش ما طاش واللي بعده وتقلبين في القنوات , مسلسل على الإم بي سي و مسبقات في القناة الفلانية , حرام عليك اللي تسوينه ترانا في شهر فضييييييييييييل , الصحابة كانوا يتركون قراءة كتب العلم عشان يتفرعون للقرآن وانتي قاعدة على الخرابيط و ..
سدت أذانيها وقالت : كلها موسيقى , رخيييييييييييي الصوت ..
زفرت سلافة وصكت التلفزيون وقالت : أتفرج في غرفتي أحسن ..
طالعت فيها سحر بصدمة وقالت باستنكار : كلامي ما حرك فيك شعره , أقولك البنت ماتت وهي تتمكيج لفرحها فجأة يعني ممكن يجيك ملك الموت وياخذ روحك وانتي قدام التلفزيون ..
ولمن انقفل باب غرفتها نزلت للمطبخ وهي تتمتم بغيض , جاها سامر وقبل ما يفتح فمه قالت بعصبية : عارفه جيعاااااااااااان , حفظنا الموال ..
وراحت للمطبخ وخطواتها تضرب الأرض بقوة , هز أكتافه وقال : جيبيه للمجلس أوكييييييييييييييي ..
جاوبه الصمت فعرف إنها أكيد مقهورة من شي , راح بسرعة للمجلس وفرك يدينه وهو يطالع في ماهر المبتسم عند الباب قبل ما يأشر له بإبهامينه إنه كل شي تمام , دخل ماهر للمحلس وقال : يا حيا الله صقرنا ..
ابتسم صقر وقال : الله يحيك , ترا هاتها من الآخر وقول اش عندك و لك ساعة تهلي فيني , مو من عادتك إنت والـ ...
طالع في سامر المبتسم وكمل : تيت اللي واقف ..
قال سامر بضحكه : تكفى لا تعلم طلابي هالإختصار الرهيب لكلمة teacher لأني بأروح فيها من كثر تقطيعهم لله هم حشاشاين درجة أولى ..
كان صقر يسأله عن المدرسة وهو يجاوب بأجوبه ركيكه من كثر ما عقله مشغول بدخلة سحر , قال صقر : ياخي منت معاي , جسمك هنا وعقلك في مكان ثاني , يعني لو ماهر قلت عند أريج , إنت عقلك عند مين ؟؟
خاف إنها تسمع صوته فتشرد , عشان كذا قال : والعقل ما يروح وينشغل إلا بحرمه , أنا أفكر في المنتدى وفي الحصص وفي حياتي وفي مستقبلي وفي اللي بأسويه بكره واللي بعده ..
ضحك ماهر وقال : هي قمت تحشش زي طلابك ..
لو كان سمع هالكلمة قبل شهر كان حطمته وجرحت قلبه حتى لو كانت من توأمه لكنه تغير وهو سعيد بهالتغير , لف عليه وقال من بين أسنانه : أخاف تسمع صوته النشاز وتشرد ..
أول ما سمع ماهر صوت خطواتها العالية وهي تسحب صندلها قال بسرعة : جات , جات , حط نفسك مشغول ..
استغرب صقر من حركته خاصة لمن ناوله سامر الجريدة وهو يقول : إقرأ هالخبر ..
مسك الجريده وطالع فيها بحيرة قبل ما يرفعها عنها لحظة دخول سحر وهي تقول بعصبية : تقولون بارد أذبحكم ووالله لو تموتون ما أحميه عشان المرة الجاية تتعلمون تجون في الوقت اللي تحددونه ..
وحطت الصينية وسطهم وهي تكمل بتريقة : سحر الساعة 10 والأكل محمى بنمووووووووووووت جوع , طالعوا الساعة كـ....
لمن رفعت راسها وهي تأشر على ساعتها انتبهت إنه أخوانها الإثنين صاروا أكثر , في ثوب ثالث في المكان , لفت بكل قوتها على الثوب الثالث وجات عينها في عينه وهو يطالع فيها بصدمة والجريدة في يده , عرفها من دخلت بسبب طولها ~ الله يخس عدوكم يالشياطين , كان قلتكم على الأقل ~ , ~ ياماااااااااااااااااااااا ااامااااااااااااااا , رجااااااااااااااااااااال , ياويلي منهم ~ فزت من مكانها وهي مستغربة إنهم ماغطوها ولا وقفوها ولا .... , مسكها ماهر وهو يقول : وين رايحة ؟؟ ماعليك هذا خالك العتيد صقور ..
التفتت برعب له وطالعت فيه بعيون متسعة ~ هذا صقــــــــر !!!!!! ~ فتح صقر فمه بالقوة وقال : هلا سحر , اش أخبارك ؟؟
ثواني وماشاف إلا غبارها , فرطوا الإثنين ضحك وقال ماهر : شفت سرعتها ..
قال سامر : وقسما بالله غلبت على النعامة اللي مع الذيب ..
مسك صقر الجريدة ونط عليهم و ضربهم بها بكل قوته , ضربة لسامر وضربه لسامر وهو يقول : يالمتخلفين , طيب أعطوني خبر , نبهوني , نبهوا الضعيفة , انقطع خلفها من الفجعة ..
وصلتهم حمحمه عند الباب التفتوا وانصدموا لمن شافوا سحر واقفه تطالع فيهم ببرود , تقدمت منهم وشالت الصينية وقالت : موتوا جوع عشان تعرفون إنتم تتعاملون مع مين ..
وقبل ما تتحرك خارجه قالت : وصح ..
رمتهم بنظرات جليدية وهي تقول : بلا بزرنه استحوا على وجيهكم طاقين الـ 27 وهذي تصرفاتكم ..
وخرجت , لحظة صمت سادت المكان وصقر ساد ركبته على بطن ماهر وماسك سامر من ياقة ثوبه , طالع فيهم وهمس : يمه تخوف ..
انفجروا بالضحك وماهر يقول : لسه ماشفت شي منها , تمشيك على الصراط المستقيم ..
قال سامر بحب عميق وهي طالع للباب اللي خرجت منه وهي رافعة خشمها بكبرياء كإنها تأكد لهم إنه حركتهم ماهزت شي فيها : بس حنونه , عصبية , قيادية , حنونه ..
ولمن انتبه للصمت طالع وراه وقال بتساؤل : خير , اش فيكم تطالعون فيني كذا ؟.
قال صقر بهدوء : عيدها عيدها , تكفى عيدها ..
وقال ماهر بشكل حالم : بس حنونه , عصبية , ... إيش الوصف الثاني ..
قال صقر وهو مقطب حواجبه بقوة ويقبض يده : قيادية ..
: آآآآآه صح قيادية ..
ورجع يقلده وهو يقول : بس حنونه , عصبية قيادية , حنونه ..
قال الكلمة الأخيرة بتأكيد وهو يطالع في صقر بشموخ , صفق له صقر بحماس وهو يحني راسه شاكر له قبل ما يرفعه وهو يقول بعصبية وهو يأشر بيده : أموت وأعرف من أي معجم جاب هالمصطلح الغريب أدفع نصصصصصصصصصصص عمري إذا مو كله وأعرف من ..
قام سامر وضربه على راسه وهو يقاطعه بعصبية : ما عندكم سالفة , أروح أرتاح شويه وأطقطق في المنتدى وبعدها أحضر دروسي أصرف لي من القعده معاكم ..
وخرج وهو يسمع ضحكهم وراه , وتوجه للمطبخ اللي أكيد سحر موجوده فيه ..
سحر اللي انصدمت بالموقف وكرهت في لحظة أخوانها اللي سووا فيها هذا المقلب لكنها لمن تمالكت نفسها خارج المجلس وحست بالرهبة اللي كانت تفكر فيها كل ليلة وكيف حيكون شعورها لمن تقابله و خوفها من هاللقاء تزول شكرتهم بداخلها , أخيرا حتنام براحة بعد ليالي طوال من التفكير , سبحان الله , توقعت إنها حتموت خجل ومستحييييييييييل تدخل عليه لو بعد سنين لكن شي دفعها إنها تدخل مرة ثانية لهم , يمكن عشان توريهم قوتها وإنها ماتهزها الريح , ضحكت على نفسها وعلى حركتها خاصة لمن تذكرت عيونهم الستة وهي تراقبها بصدمة وذهول ..
ابتسم سامر لمن شافها تضحك وقال : بس خرعتي خالك ..
لفت عليه وانفرطت بالضحك وهي تقول : خليه عشان يعرف من بدايتها من هي سحر ..
ضحك من ضحكها وقال : يلا واحد واتخلصتي منه بقي البقية ..
قالت بحرج : الأربعاء الجاي بأروح أفطر عند عمتي نجلاء وهناك بأقابل ماجد زوج وفاء وعيالها ..
ابتسم وقال وهو يضرب كتفها بطريقة خشنة : قدها وقدود ..
مسكت كتفها ومالت وهي تقول : عورتنييييييييييييييييييي ..
حك شعره وهو يقول : طيب انت أحيانا تحسسيني إنك واحد من الشباب عشان كذا ..
فرصعت عيونها وقالت بعصبية : اش قصددددددددددك ؟؟
قال بتوتر : قصدت إنك قوية و ...
لمن شافها تشمر عن أكمامها قال بهدوء وهو يأشر لراسه : مع السلامة ..
وخرج من المطبخ , كانت عارفه إنه جاي يتطمن عليها , تعرف يشيل همها كثير ..
↚
قالت للعنود وهي تفك غطاها وتناوله لها : خذي ما يجوز النقاب أثناء الطواف وقت العمرة ..
تناولت منها العنود الغطى وهي تقول : لكن فوقه غطى ..
قالت أزهار : حتى ولو , وكمان ما تجوز القفازات ..
وسحبتها منها وكملت : حطيها في شنطتك لا خلصتي البسيها ..
شكرتها العنود وراحت لجاسم اللي لوح لأزهار مودع وهو قابض على يد العنود , جلست بحسرة , كله من دكتورتها , منعتها من العمرة بسبب حملها , جلست في مكانها وسط قسم النساء وقرأت القرآن عشان تبغى تختمه اليوم كأول ختمة ..
زفرت لمن تذكرت ختم القرآن وفتحت شنطتها وخرجت من جيب محفظتها ورقتين مطبقة بعناية ..
أول ما شافت خطها دمعت عيونها وهي تترحم عليها , كانت الورقة كلها أسهم وأرقام وحسابات هذا كله لأنها نوت تختم القرآن ثلاث مرات زي أزهار هالسنة , كانت متحمسة جدا وهي تقولها إنها تقدر تختمه ثلاث مرات , لكن أزهار أصرت عليها إنها تختمه مرتين عشان تدبره خاصة وهي بتكون أول مرة تختم فيها القرآن مرتين وهي اللي في حياتها كلها ما ختمته مرة , شافتها كاتبة (( جزئين في اليوم = 40 صفحة قسمة 5 فروض يعنــــــي 8 صفحات بعد كل فرض )) ..
ابتسمت لمن تذكرت شهقتها وهي تقول بصدمة : ثمانية صفحاااااااااااااااات مو أربعة بعد كل فرض أحسن عشان أختمه مره ..
وتراجعت بسرعة وهي تقول : اش عندي ثمانية يعني ثمانية ..
غمضت عيونها ومسحت دموعها وهي تهمس بوجع : ليش أصريتي تاخذيني يا بندري ليه ؟؟ والله كنت حاسه إنه عندك كلام كثير تبغين تقولينه لكن .... الحمد لله , صار اللي صار وما كان في وقت تقولين لي ..
شالت ورقة الحسابات المشخمطة والمرسمة عليها رسومات تدل على طفولية صاحبتها وطالعت في الورقة الثانية المعنونة بـالبسملة ولقب (( صغيرتي الحالمه .... بندوري ))
استغربت لمن لقيتها في شنطة البندري وهم راجعين من المشغل للمستشفى , هالورقة هي رسالة أزهار للبندري بعد ما استعادت ذاكرتها ..
(( بسم الله الرحمن الرحيم
صغيرتي الحالمة ............ بندوري
أعلم أني كنت ضيفة ثقيلة عليك ..
أعلم أنني احتللت جزءا من حياتك ليس لي الحق فيه ..
ولكن هذا قضاء ربنا ..
صغيرتي لكم أحبك ..
رغم كل ما فيك أحبك ..
رغم كلماتك الباردة , نظراتك المستهزئة ورغم صدودك أحبك ..
أتعلمين لماذا ؟؟
لأنني رغم قسوتك السابقة معي كنت أرى جانبا خفيا منك ..
أراك تقفين بعيدا عنا , ترمقيننا وأنت ترغبين بمشاركتنا ولكنك تتراجعين ..
وحقيقة لا أعلم حتى الآن سبب ابتعادك عنا ..
سأشتاقك صغيرتي ..
سأشتاق الأيام الأخيرة التي بدأت فيها التقرب مني ومحاولة التعرف علي ..
سأشتاقك ولكني لن أكون بعيدة ..
لاتظني لوهلة أن بعدي عن المنزل الذي أعتبره منزلي حتى الآن يعني ابتعادي عنك أو عن العائلة ..
ولا تحاولي التقليل من شأن نفسك لأن أكرمنا عند الله أتقانا يا بندور ..
لا تقولي فات الأوان فأبواب التوبة لن تغلق حتى الممات ..
لا تدعيني أتألم لأنك عدت لأمور سابقة بعد رحيلي ..
لست أنا الرقيب عليك , الله هو الرقيب ..
كوني أنقى , كوني أصفى , خالطي أخواتك واشكي لهم بعض همومك ..
لا تبتعدي عنهم لتلجئي لغريب لا تهمه مصلحتك ..
وحتى ألقاك ......................................... كوني بخير ..
أحبـــــــــــــك يا صغيرتي ))
قلبت الورقة وشافت الكتابات المسطرة بقلم أزرق وبخط منمق صغير عشان تكفي الورقة ..
(( لم أكن أعلم يوما أن غرق سفينة سيخرجني من لجة الظلام التي كنت أتخبط فيها ..
كرهتك منذ أول مرة عرفت فيها أنك ستحلين ضيفة ثقيلة علينا وفوق هذا يجيب علينا أن نداريك , نحبك ونعاملك كأخت لنا ..
عنود مغامرة لذا عاشت الحدث بسرعة واندمجت فيه ..
هنوف مسالمة (( معاكم معاكم )) لذا تقبلت الوضع ..
لكن أنا .... المنحطة السافلة الـ ##### على قول عبد الرزاق لم أستطع لأنك كنت تمثلين كل يوم أمامي الجانب المعاكس لي ..
كنت أراك مدعية البراءة والصلاح التي حضرت بعينين غريبتين لتسرق بيتي ومكانتي وفوق هذا ........... لتشعرني بحقارتي ...
لم أكن أصلي يا أزهار ....... والله منذ بلغت لم أركع ركعة لله , لم أصم , لم أتصدق ..
وكنت أراك تصلين قبل فراغ المسجد من الصلاة أو بعده بعدة دقائق ..
متلهفة غير متثاقلة ..
وكنت حينها أكرهك أكثر فأكثر ..
رفضت الخروج من أجل عباءة وصممت على رأيك وخرجت بالعباءة التي تريدين ..
كرهتك أكثر ......... أنت نقيضي بلا منازع ..
وأصوات أخرى كانت تزيدني كرها لك , شخص ما خبيث مثلي وكره طهرك ..
لم أصلي إلا بعد أن وقعت علي وأمسكتني بجرمي ..
ياااااااااااه يا أزهاري العطرة لكم أنا شاكرة لك أن أخرجتني من غفلتي ..
ولكن عندما بدأت أصلي , تفاجأت بعدها بحملي و بإسلابي ..
علمت حينها أن الله يخبرني أني سأعاقب على جرمي وأنه لن يغفر لي ..
لاتخافي هذا مارددته حينها قبل أن أراك أمامي كما وعدتني ..
قلت أنك ستكونين بجواري وفعلت ..
أزهار أنا سعيدة الآن ..
البندري التي تلقت رسالتك ليست هي نفسها من تكتب هذه الكلمات ..
البندري الآن تصلي وتبكي رجاء لغفران ..
البندري الآن تبتسم وتبر والديها لتكسب نفسها بعض الحسنات ..
البندري الآن ليست حزينة كئيبة لأنها فوضت أمرها كله لله ..
سأتزوج منه رغم كرهي له وسأعيش معه رغما عن أنفي ..
سأعيش بوجع ولكن بقلب راض أني لن آخذ من الدنيا إلا ما قسمه الله ..
البندري الآن تقول لك شكرا و كتب الله لك أجر ما صنعته معي ..
و ................................. أحبك زهرتي , تمنيت قولها كثيرا من قبل ..
وأحب لقبي الذي أطلقته علي ...... صغيرتك ......... البندري ))
ضمت أزهار الورقة وهي تصيح كإنها تقرؤها لأول مرة وهي قرأتها من قبل مئات المرات وهمست : خلاص يا بندري ارتاحي , ماعشتي معاه , ربي رحمك وأخذك منه , والله رحمك منه ...
وتذكرت جاسم وهو يبكي عندها بحرقة بعد ما سافر عبد الرحمن في نفس الليلة لأمريكا بلا أدنى اهتمام بعزا عروسته اللي مافكر حتى يدخل عليها ويشوفها قبل ما تتكفن , كان يبكي بكاء مقهور وهو يدعي عليه من قلبه ,أكثر ماكان قاهره إنه كان مصر إن البندري تاخذه , صاحت وصاحت وصاحت لدرجة جاتها وحده من الحريم تسألها عن الموضوع وتصبرها وهي مهي عارفه شي , تمنت أزهار من أعماق قلبها لو تعرف السبب اللي خلى البندري تصر إنها تروح معاها ومحد يرافقهم ~ في شي , والله في شي كانت بتقوله , شي غريب , بس كيييييييييييف أعرفه ~ ...
↚
في الرياض :
في شقة نجلاء :
غمضت عيونها ومسحت دموعها الغزيرة و رفعت يدها القابضة على السكين ..
: هذا كله من البصل ..
فتحت عين وحده وهي تمسح بقفا يدها عينها الثانية وهي تقول : قلتلك يا مجرمة ما أحب تقطيع البصل ما سمعتي , عيوني حساسة و ...
طنشتها وسام اللي راحت وفتحت الثلاجة وخرجت منها صحن جلي أحمر , جلست على طرف الطاولة بعد ما سحبت ملعقة من المجلى وبدأت تاكل بتلذذ , قالت هيام وهي تكمل تقطيع البصل : لازم نجيب شغاله و ..
قاطعتها وسام بحزم : شغالة لمين , انتي وماما ماعندكم شغل , فاضين طول النهار وكمان كبار يعني ما بتجرون وتخربون المكان وتحوسونه , نجيبها عشان كم لبس وكم صحن , أصلا كل وحده فينا قايمه بشغلها , هو الطبخ بس اللي نتناوب عليه والأهم من هذا كله نجيبها بفلوس مين , عندك 5000 التقديم , يلا هاتيها ..
سكتت هيام ولفت بوزها بدلع , قالت وسام بهدوء : كلها كم يوم وتجي الإجازة وأروح معاك السوق عشان نقضي للعيد و أتفضى لدلعك هيومه ..
لفت عليها هيام وقالت بفرح : والله , من تأجزين تتفضين لكلللللللللل اللي أبغاه ..
هزت راسها بإيوه وهي تقول : قولي إن شاء الله ..
رجعت تقطع البصل بحماس , كانت عارفه إنها طفشانه ومحبوسة بين أربع جدارن مالها إلا التلفون , من بعد ما تخرجت من الثانوي جلست في البيت يعني لها فوق الخمس سنين وهي في البيت ..
طالعت في الدفتر اللي شايلته معاها , كانت كاتبة معلومات عن طالبة تصرفاتها غريبة مريبة , لازم تناقش معلماتها وتسألهم عنها وبعدين تطلب رأي المديرة , كانت تعععععشق وظيفتها كمشرفة اجتماعية , ولطالما سألها الكثير ليش اختارت هذه الوظيفة بالذات لكنها تلتزم الصمت , صمت مؤلم يذكرها بمشرفتها أيام المتوسط , اليوم اللي استجمعت فيه كل شجاعة طفلة الـ12 عام اللي بداخلها عشان تشكي همها للمشرفة اللي توسمت على وجهها الخير وأملت إنها تلقى صدر حاني يشاركها همها ومصيبتها اللي سكتت عنها في صغرها طويلا تبخر لمن قابلتها المرشدة الطلابية بفتور , ولأنها تلعثمت وقالت عدة كلمات غير مترابطة طردتها وهي تتهمها إنها جات عشان تتهرب من حصصها في ذات اللحظة اللي استقبلت فيها طالبة بارعة الجمال من الصف الثالث بابتسامة ملتوية ودخلتها قبل ما تصك الباب ..... بالمفتاح ..
ضحكت على قدرها اللي يسوقها دوما لأكثر الناس انحطاطا لكنها اتخذته معول تشق به طريقها , أقسمت بالله على نفسها إنها تصير مشرفة حقيقة تستمع للأصوات الملجمة بصدر رحب , أقسمت إنها ما تخلي عمها و المشرفة اللي أخرستها بتصرفها إلى أن بلغت الـ 33 من عمرها يقفون في طريقها أو يثنونها عن اللي عزمته , وهاهي الآن بعون الله مشرفة والكل يشهد لها إنها مخلصة حد الجنون في عملها ..
شبه لمسة على كتفها خرجتها من ذكرياتها وهي تشهق وتفز من مكانها , لفت على هيام وصرخت بعصبية : قلتلك لا تلمسيني كذا ..
قالت هيام باستغراب : حطيت يدي على كتفك , اش صار ؟؟ هو كمان من الممنوعات زي ظهرك ..
تمالك أعصابها ورجعت نبضات قلبها اللي تخافقت بجنون لوضعها الطبيعي وهي تقول بهدوء : تعرفيني ما أحب أحد يلمسني وأنا مسرحة ..
ضحكت وقالت ببراءة : لمن أصحيك من النوم تقومين وانتي تشهقين , لمن تخرجين من الحمام وتلقيني قدامك تشهقين , لمن ألمس ظهرك تشهقين , لمن أقرب منك وانتي سرحانه تشهقين , أمووووووووووووت وأعرف متى أقدر أمسكك بدون ماتشهقين ..
ضحكت وسام وقالت : لمن تحج البقرة على قرونها ..
دخلت نجلاء وحطت يدها ظهر وسام وهي تقول : صليتوا الـ ..
تصلب ظهر وسام اللي بعدت بسرعة وهي تقوسه للأمام وهي تقول بقشعريرة : ياناااااااااااس اش فيكم علي اليوم ؟؟ إنتم مستقصديني ولا إيييييييييييييييييه ....
ضحكوا على طباعها اللي يشوفونها غريبة وبادلتهم هي ابتسامة لطيفة ...
↚
أمعن يا مجرم في طغيانك أمعن ..
وبخطاك المتسارعة للآثام أقبل ..
اهتك عرضا ..
اسرق أرضا ..
املأ قلبك حقدا إملأ ..
اصنع سحرا ..
عش دنيا فانية أملا ..
فهناك رب يــمــهل ولا يـــهـــمل ..
واصبر يا مؤمن في دنياك اصبر ..
وبكل أمل الدنيا أقبل ..
ابك خوفا ..
انشر خيرا ..
اشكُ لربك ذنبك اشكُ ..
ارسم حبا ..
عش دنيا فانية أملا ..
فهناك رب يــــجــزي و يـــجـــزل ..
تعاش أملا كلا الدُنيتين ..
ولكن .......... شتان بين أملين ..
زائف الأمل وأمل باق ..
عش يا إنسان ..
أحد الأملين اختار ..
أحدهما بالتأكيد للجنان ..
وآخر .... بيد رب السماء ..
**********************
في الرياض :
قبل صلاة الفجر بساعة :
غطت القدر وطفت النار وراحت للحمام , توضت وخرجت عشان تصلي الركعات الباقية لها والشفع والوتر قبل ما تصحي نجلاء وهيام , طالعت بتوجس في جوالها وهي تربط شرشفها , راحت له وحولته صامت وحطته على الطاولة ورجعت لسجادتها و كبرت ما خلصت ورقتين من القرآن في ركعتها الأولى إلى وتعالى صوت اهتزاز الجوال على الطاولة , علت صوتها بالقرآن شويه عشان تغطي صوت الإهتزاز اللي حسته يرجف قلبها , ولمن هدأ هدأت نفسها , عرفت إنها ترتجف لمن قلبت صفحة المصحف وشافتها تهتز , أغلقته وكبرت وركعت وهي تحطه على الحامل الخشبي اللي جنبها , رجع اهتزاز الجوال ورجع معاه اهتزاز قلبها , كانت تسبح وهي تصرخ بداخلها ~ ركزي في صلاتك , اخشعي , ركزي في صلاتك ~ ولمن رفعت وهي تقول : سمع الله لمن حمده ربـ ..
وقفت الحروف فجأة ورجع عقلها يردد سمع الله لمن حمده , سمع الله , تذكرت لحظتها إنها بين يديه تعالى , وفي ليلة فضيلة , أول ليالي المغفرة في رمضان , سجدت وهي تتذكر إنه أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد , سبحت وحمدت الله بما جادت به نفسها وهمست بوجع ودموعها تغرق وجهها : اللهم اكفنيه بما شئت , اللهم اكفنيه بما شئت , اللهم اكفنيه بما شئت ...
دعت دعت ورفعت وأتمت صلاتها وسحبت الجوال , لقيت مكالمة ورساله , مسحتها بسرعه بدون ما تفكر تقرأها , و راحت للأوضاع وحولته بدون اهتزاز ورجعته وكملت صلاتها , ومن فرغت منها كانت تحس براحه كبيرة , زفرت وهي تتمنى لو كل أيامها رمضان , روحانية كبيرة في هالشهر , حتى الناس يتغيرون , تساءلت بداخلها ~ ليش الناس ما تخلي حياتها كلها رمضان بينها وبين نفسها , ليش ؟؟ ~ تحركت وغرفت الأكل وراحت لغرفة النوم , ابتسمت لمن شافت هيام نايمه بالعرض وراسها متدلي من السرير , راحت وهزتها تصحيها وهي تقول : هيوم , يا أم كراتيه إنتي , قوميييييييي , هيومه , بنت ..
تحركت هيام وهي تقول بتعب : ما أبغى أقووووو ..
وقطعت كلامها وهي تمسك رقبتها وهي تتأوه , ضحكت وسام وقالت : أموت وأعرف إنت ليش تحبين تتقلبين زي المصارعين كذا ..
ضمت هيام المخده وهي تحط راسها عليه وهي تتوجع من رقبتها وتقول : مالك دخل , موتي وتعرفين , بعدين ما أبغى أتسحر ..
قالت وسام وهي تتحرك خارجة : إنت حرة أنا مالي شغل مو تقعدين تصيحين العصر وتقولين إنك عطشانه وجيعانه عشان ما تسحرتي ..
قامت لمن تذكرت جوع الأمس وقالت : خلاص قمت ..
وقامت بتثاقل وهي تقول بطفش : ليش ما نتسحر اثنين ولا ثلاثة ..
وصلها صوت وسام من البعيد يقول : تأخير السحووووور سنـــــة ...
**************************
بعد هالوقت بنصف ساعة :
في سيارة جاسم :
ضحكت أزهار وهي تشوف العنود تشرب في قارورة موية الصحة الثالثة , قال جاسم : تستاهلييييييييين قلت لك البيك يعطش الواحد ما سمعتي ..
نزلت موية الصحة وطالعت فيهم بغيض وقالت وهي تأشر على أزهار وجاسم : مابرد لا على ضحكك ولا على شماتتك لأني توني معتمرة ما بأقول غير اللهم إني صااااااااائم ..
زاد ضحك أزهار وهي تقول : أنا ما سويت شي , أنا ضحكت بس ..
حول على إذاعة القرآن وقال لمن سمع أحاديث قبل الصلاة : يلا أتمي يا بنت ..
خلصت القارورة ونطت على أزهار وهي تقول : بقي عندك مويه ..
ناولها جاسم قارورته المشروب نصها , طالعت فيها بنص عين بتردد , رحمتها أزهار وناولتها قاروتها المشروب منها وقالت : تفضلي قارورتي ..
وأخذت قارورة جاسم وشربتها , قال جاسم : يا سلااااااااااام , تشربين ورى أزهار وما تشربين ورايا ليييييييييييييه ؟؟
خلصت الموية و تحمدت ربها وقالت : نقص علي أشرب بعد رجال يععععععععععع ..
قال بغيض : اش معنى أزهار شربت ورايا ؟؟
زفرت العنود وقالت وهي تربع فوق المقعد الخلفي : عاد هذي زهره مو أنا ..
رفع حاجبه وقال بتريقه : اش قصدك ؟؟ يعني إنتي بتشربين ورى عدنان عادي بي ورايا لا ...
تفرصعت عيونها من الصدمة وانلجم لسانها من شدة الخجل و ضحكت أزهار من قلبها وقالت تفهمه : قصدها إنه أنا عادي ما أتقرف , حتى من ورى أخواني أشرب ..
ابتسم وقال بأذيه : لا مو هذا قصدها , ولا إيه عنيد ..
جاوبه الصمت , لف عليها لقيها منسدحة ضحك وقال بهمس : خمدتها ..
ضربته أزهار بخفة وقالت : يا خي ذبحتها , قطعتها من المطعم وإنت منشب الأكل في حلقها ..
قال بصوت عالي : والله اللي يشوف خبالها وتنطيطها زي المجانين وصوتها وضحكها مايقول هذي بيجي يوم وتستحي , سبحااااااااااااان اللي يغير و ما يتغير ..
تعبت أزهار من كثر ما تقرصه وتدقه عشان يسكت ويفك العنود اللي ولا تحركت من سدحتها ..
↚
يوم الثلاثاء 11 | 9 | 1427 هـ :
في فيلا حمده قبل صلاة الظهر :
قال علي وهو يحط يده على صدره : أنا أدفك يا عمه ..
هزت حمده راسها وأشرت بيدها وهي تقول : لا يعني لا , أنا لو بأروح كان رحت مع عيالي بس أنا ما أبغى أروح , صعب أعتمر في رمضان ..
قال : يا عمه إنت لا تصعبينها وهي تتسهل إن شاء الله ..
هزت راسها بلا , ابتسمت نورة وقالت : قلت لك إنها ما راح ترضى , أمي وأعرفها ..
قال بهدوء : يعني هي مهي أمي ..
كانت نبرة الضيق واضحة في صوته رغم إنه حاول يخفيها قد ما يقدر , قالت حمده بسرعة : إلا والله بحسبة أمك , لكن أنا رجيلاتي ما تشيلني يا ولدي , والله أعرف نفسي , وكل شوي أبغى حمام و شغلات يا كثرها ..
ماكانت حمده تبغى تزعله لأسباب كثيرة أولها إنه من خرج من السجن ما رضي يرجع لبيته و ياخذ حرمته وعياله اللي تعودت عليهم و صمم يعيش معاها ..
قال : طيب مين بيجي يفطر عندك ما دام نورة والبنات بيمشون ..
قالت بابتسامة : ما عليك , عندي طوير الحنا ..
: أحد طراني ..
التفت لحسان اللي دخل ووراه سفانة وقال بضحكه : إنت طوير الحنا ؟؟
ابتسم حسان وهو يقلد صوت العصفور , الكل ضحك على حركته وقام بعدها علي عشان يتروش ويتجهز للعمرة , قالت نورة : حسان لا أوصيك بجدتك , مو ترفع ضغطها , تراك صاير ...
وأشرت بيدها بحركة مبهمة وهي تكمل : هذه الأيام ..
قالت سفانة وهي تفرق شعرها بالنص وتظفره : صاير لصقة جنسون مززززعجة ..
رماها بنظرة حاده وقال : خلاص السبت إن شاء الله راجع للعمل وأفككم ساعتها من وجهي ..
ضحكت وقالت وهي تربط نهاية الظفيرة بمطاط ملون : زين , لأنك صاير حساس وما تتحمل أي كلمة ..
ابتسم لمن عرف نغزتها وتذكيرها له بهوشته معاها قبل يومين لمن قالت له بعد ما طفشها في المطبخ إنه يدور له على شغلة يسويها غير تطفيشها , ثار وقتها فيها من غير سبب , قال بصوت ممطوط مدلع : سفسفه إدعيلي ..
ضحكت على طريقته وقالت وهي تقوم بعد ما عقدت ظفيرتها الثانية : مي لايقه عليك , لا تكرهني في اسم الدلع اللي اخترعته عنيد رجاء , ومن ناحية الدعاء ...
زفرت وقالت : اللـــــــه يعينني محسوب علي أخو يعني لازم أدعيلك ..
وشردت لمن شافته متقدم لها بتهديد ..
****************************
في بيت صالح :
: لااااااااااا حول ولا قوة إلا باللــــــــه ...
سدت ريم أذانيها وقالت بهمس : يوووووو بدأناااااااا ..
وصلها صوت أبوها الحاد مرة ثانية وهو يقول بحزم : دحين بتمشي معاي ولا لا ؟؟ إحنا ماشين بعد صلاة الظهر مع عمك علي , هي كلمة وحده أبغى أسمعها إيوه و لا لا ..
بعدت يدينها وهي تطالع في أمها اللي وقفت جنب أبوها اللي ماسك جواله ووجهه المحمر يدل على عصبيته , قال صالح : أصلا أنا ما عندي عيال , ما عندي عيال , زيك زي أخوك النذل ما باعدته في شي ..
كانت أمها تهز يده وتحاول تسحب منه الجوال وهي تقول : قول اللهم إني صائم , صالح اش هالكلام ..
صك صالح الجوال وهو يقول بعصبية : تفوووووو , لا بارك الله فيهم من عيال , كللللللللل الرجال عيالهم معاهم إلا أنا ...
وضرب صدره بقوة وهو يقول جملته الأخيره , وكمل وهو يأشر على الأرض : واحد حط راسي في الترااااااااااااب وقاعد يـ#### في أمريكا والثاني ما منه رجاء ..
قالت أمها باعتراض : عبد الإله ما بيده شي , يقولك المدير ما سمح له يستأذن , يعني اش يسوي يعني ؟؟ يخرج من العمل ويطنش مديره ..
قال صالح : يخرج , يقوله أهم شي أبويه ...
قالت بهدوء : إذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع يا صالح ..
دخلت غرفتها و صك الباب عشان ما تسمع بقية نقاشهم ولفت على عهود الغارقة في النوم , هزتها وهي تقول : عهود , عهود ..
فتحت عينها بكسل , سألتها ريم : منتي رايحة معانا للعمرة ..
قالت وهي تعدل نومتها : أنا ما أعتمر لو أموت في نهار رمضان , جنان هو ..
قالت تحاول تحمسها : بيت خالي علي بيروحون معانا , وأكيد بنفطر في مطعم وإحنا راجعين ..
سحبت لحافها وقالت : فكيني من إزعاجك ..
زفرت ريم وسألت : وكيف تفطرين لوحدك ؟؟ ترى كلنا ما حنكون موجودين ..
سكتت لفترة بعدين قالت : عادي أنادي جي جي تجي تفطر عندي ..
قالت ريم بحيرة : وجيهان هذه عادي تجي في أي وقت من دون موعد مسبق يعني ..
قامت عهود وقالت بعصبية : اشلك دخل فيها ؟؟ تجي بموعد ولا بدون موعد , يعني حرام تجيني من يوم أطلبها ..
استغربت ريم ثورتها فقالت بهدوء : ما قصدت كذا , أنا كنت مستغربة بس و ..
قاطعتها : ريم ترا مافيني لك ,طيرتي النوم من عيني ..
ورجعت وتلحفت وهي تزفر بضيق ..
خرجت ريم من الغرفة وهي تحس بضيق من حال عهود اللي صايرة حادة ومنطوية على نفسها , ابتسمت لمن شافت أبوها يقول بهدوء : خلاص , خلاص , فهمت , انتبه لنفسك , إحنا رايحين بعد شويه ..
تقدمت وحطت يدها على ظهر أبوها اللي التفت لها وابتسم بهدوء , كان وجهه يظهر إنه قفز 10 سنوات للأمام , تجاعيده زادت والظلال السوداء لونت ما تحت عينيه , حست بالشفقة عليه , الأيام اللي تلت وفاة البندري كانت بمثابة أيام تعذيب له , خاصة والكل كان يتكلم في عبد الرحمن اللي سافر بدون ما يحترم مشاعر أحد , بعضهم حزنوا عليه وقالوا من صدمته باللي صار , وبعضهم قالوا إنه حقير وما اهتم بغير نفسه وإنه ما فكر يؤخر رحلته وعمله لكم يوم عشان العزا , وبعضهم قال و بعضهم قال , كثير الكلام اللي دار بين الناس واللي زاد عذاب أبوها أكثرواللي احتفظوا به سر إلى الآن هو شنط البندري اللي رجعت بعد أسبوع من وفاتها واللي شحنها عبد الرحمن لهم , أمها أخذت الشنط زي ما هي و ودتها للتبرعات بدون ما تفتح أي شنطة فيها , انقطع حبل أفكارها وذكرياتها لمن رجع أبوها الجوال لجيبه وهو يقول : خلاص قلت له لا يجي , لاحق على العمرة مع الشباب , المهم تراه بيفطر عند أختك , وإنت يلا اجهزي ..
قالت وهي تلحقه : أبويه , عهود بتعزم صحبتها ..
لف عليها وقال بحده : هذا وقته ..
ابتسمت وقالت بلطف : أنا أدري عنها ..
قالت أمها وهي خارجة من غرفتها : خلوها براحتها , البنت حابسة نفسها من فترة , إن شاء الله صحبتها تنشطها , وعبد الإله أنا أتصل عليه وأقوله يفطر عند جدته و حسان ..
****************************
في فيلا أحمد بعد صلاة الظهر :
صحيت من نومها على صوت الهنوف , حاولت تتذكر وضعها و تمغطت بتعب لمن تذكرت إنهم صلوا الفجر في واحد من المساجد اللي عند محطه في أطراف جدة و ووصلوها هنا وراحوا , طالعت في ساعتها بنص عين و لمن سمعت الهنوف تقول بهمس عشان ما تصحيها من نومها : لا , ما قابلتها وصلت بعد ما نمت , إنتم رايحين دحين ..
رفعت راسها بسرعة وقالت : هذي مييييييين ؟؟
شهقت الهنوف و قالت وهي تبعد الجوال : بسم الله , اش صحاك ؟؟
قالت وهي تسحب منها الجوال : هذي مين ؟؟
ولمن سمعت صوت سفانة تنادي الهنوف قالت : سفانة فين رايحين ؟؟
وصلها صوت سفانة وهي تقول : بسم الله , توني كنت أكلم هنوف ..
: رايحين للعمرة ؟؟
: آآآآهااااااا , بابا قال بيودينا و معانا بيت عمي صالح ..
قالت العنود بسرعة وهي تعدا وقفتها : أتروش و أمشي معاكم ..
: إييييييييييييش ؟؟
: إيييييييييييش ؟؟
طنشت الثنتين وناولت الجوال للهنوف وراحت للحمام بسرعة , حطت الهنوف جوالها على إذنها وقالت : من جدها هذه ..
ضحكت سفانة وقالت : إذا وافق خالي أحمد محد له دخل , هي حرة لو تعتمر 4 مرات ..
توادعوا وراحت الهنوف للحمام ودقت الباب وهي تقول : عنود , من جد بتروحين ؟؟
: إمممممممممممممممم ..
ابتسمت ومشيت , أول ما خرجت من غرفتها وشافت باب الغرفة المقابل لها من البعيد حست بألم , أشاحت بوجهها عن الباب وتحركت للصالة , حست بألمها يزيد وهي تشوف أمها جالسة بصمت وعيونها سارحه , جات وجلست جنبها وسلمت على خدها وهي تقول : كيف حالك أمي ؟؟
التفتت عليها هدى وهمست : الحمد لله ..
مسدت شعر أمها بحنان وهي تقول : أمي عنود تبغى تروح تعتمر مرة ثانية مع عمي صالح ..
هزت راسها بطيب ورجعت تطالع في اللامكان , طالعت فيها الهنوف بحسرة , أسبوعين مرت على وفاة البندري وإلى الآن أمها مهي قادرة تتجاوز الصدمة , أبوها نفس الشي لكنه يقوم ويتحرك ويروح شغله ويرجع , صح ماعاد يبتسم ويضحك معاهم زي أول لكنه على الأقل يبذل جهد عشان ما يستسلم لألم فقده , هي والعنود صاروا يبذلون ضعف طاقاتهم عشان يسيطرون على وضع البيت , خرجت العنود من الغرفة وشعرها الطويل يقطر مويه وقالت وهي تلبس ساعتها الجلد : أم جاااســـم ..
رفعت هدى راسها , ابتسمت العنود وقالت : إذا ما عليك أمر يا أحلى أم في الدنيا تراني مشتهية فطاير اللحمة المفرومة اللي تسوينها كل رمضان , يلا عاد أعطيناك إجازة عششششرة أيام , ولا إجازة الملك ..
ابتسمت هدى وقالت : إن شاء الله ..
قالت وهي تسحب ربطة الشعر من راس الهنوف : وكمان أبغى شوربة عدس , مو تسويها مدينة تراني تضاربت معاها أمس ليش حطت نعناع في سلطة الفتوش ..
زادت ابتسامة هدى وهي تقول : سيبي بنت الناس في حالهم تراك شيبتي راسها ..
جات لها العنود وسلمت على راسها وهي تقول : الله لا يحرمنا هالإبتسامة الحلوة , والله يا أمي إن البيت مو شي بدون صوتك ..
زفرت هدى وقالت بصوت متحشرج : الحمد لله على كل حال ..
لفت العنود على الهنوف وقالت وهي تقسم شعرها قسمين : ما تبغين تعتمرين معانا ..
هزت راسها بلا قالت : خلاص اعتمرت في بداية رمضان , أخلي غيري يعتمر ..
قالت العنود بحزم وهي تتأكد من عقد شعرها : كل شي أؤثري فيه غيرك من المسلمين إلا في العبادات , إحنا في الدنيا في سبااااااااق للجنة , لازم نقدم من الطاعات قد ما نقدر ..
طالعوا فيها الثنتين بتعجب وقالت الهنوف : وااااااو ماشاء الله , الله يزيدك يا عنود ..
تحول الحزم في وجهها لابتسامة عريضة وهي تقول : هييييييييي لا يغرك , سمعتها من الشيخ في وحده من المحاضرات وحفظتها ...
ضحكوا الثنتين عليها خاصة لمن شهقت بقوة وهي تنزل الدرج بسرعة لمن وصلهم صوت بوري السيارة , وصلهم صوتها من تحت تصرخ عشان يسمعونها : مع السلااااامـــــــــه , أدعوليييييييييييييييييييي ييي ...
زفرت هدى وقامت وهي تقول : قومي خلينا نصلي الظهر ونشوف اش ناقص في المطبخ , أبوك طفش من أكل الشغالات ..
ابتسمت الهنوف وفزت من مكانها وهي تقول : إن شاء الله ..
راقبت أمها إلين دخلت غرفتها ونزلت وهي تحس نشاط عجيب , أخيرا أمها قررت تتحرك من جلستها ..
دخلت العنود سيارة صالح وهي تسلم , وبعد ما صافحتهم كلهم لفت على ريم وقالت بضيق : ما صليت الركعتين ..
سألت ريم بحيرة : أي ركعتين ؟؟
قالت العنود : اللي بعد ما نتروش ونتجهز للعمرة ..
شهقت ريم وقالت : لاااااااازم , ما صليتهاااااا ..
ضحكت العنود وقالت : سنة , سنة , مو معناته إنه عمرتك مهي مقبولة لو ما صليتيها ..
قالت ريم وهي تضربها : طيب المرة الجاية يوم يكون عندك شي تعرفينه وإحنا ما نعرفه قولي من بدري ..
دخلت العنود راسها بين المقعدين وقالت : ماشاء الله سيارة عمي علي زححححححمة , مين معاه غير سفسفه و الخنساء ؟؟
قالت ريم : النشبة أسماء أصرت تمشي معاهم وكمان شغالة جده حمده ..
: وجده حمده قعدت لوحدها ؟؟
: لاءا خوله خلت عندها شغالتها ..
: أهااااااااااااا ..
↚
وسكتت شويه وبعد ما استمعت لعمها وهو يقول دعاء السفر خرجت مصحفها , طالعت ريم فيها وقالت : مااااااااشششششاء الله واصلة الجزء العشرين , كم مرة بتختمينه ؟؟..
قالت العنود : إن شاء الله مرتين ..
: مرة عنك ومرة عن البندري ؟
التفتت لريم وضحكت من قلبها وقالت : خبله ولا تتخيبلين , اش أقرأ عنها ؟؟ من وين مطلعه هالكلام ؟؟
قالت ريم : إلا تقرئين وتنوين الأجر لها ..
ابتسمت وقالت : ريمان الميت لمن يموت تنطوي صحفه خلاص ما عاد يكتب له فيها شي إلا بعض الأعمال اللي قالها الرسول صلى الله عليه وسلم , زي الصدقة والدعاء والحج والعمرة وإذا في صوم واجب بس نصوم عنها ..
حكت ريم راسها وقالت : أول مرة أدري , أفتكر إنه وحده من الأبلات قالت لنا هالكلام ..
: لااااا حول ولا قوة إلا بالله , ولا وحده فيكم ناقشتها أو عارضتها ؟؟
: ياحلييييييييييييلك إحنا نبغاها تخلص عشان نخرج من الفصل ..
****************************
الساعة 3 الظهر في الرياض :
: أفففففففففففففففف , أنا نفسي أعرف ليش ما يخلون رمضان كله إجازة ..
ابتسمت وسام وقالت وهي ترتب أوراقها في الملف : يمكن عشان إحنا أكثر ناس في العالم عندهم إجازات من المدارس ولو أخذناه كله نضرب الرقم القياسي بين الشعوب الأكثر كسلا وإهمالا للعلم , ونعطي للعالم رسالة إننا لازم نتقاعص ونجلس في البيوت بلا أعمال عشان العبادة وبكذا بيعتقدون إنه الإسلام يشجعنا على الكسل والخمول , ترى محد ياخذ إجازات زينا , ثاني حاجة عشان ما يخلون الطلبة أربعة وعشرين ساعة نايمين ولا قدام التلفزيون , على الأقل يوم يجون المدرسة يتعبون و يحسون بالجوع والعطش , يستشعرون العبادة صح , والله لو مافي دراسة كانوا نوم إلى المغرب ومن المغرب للفجر سهر على الدش وغيره , الحمد لله اللي في دراسة ..
لفت عليها أنغام مدرسة العلوم وقالت : وسام أنا نفسي أعرف انتي تحبين تتفلسفين ولا الفلسفة تجري في دمك ..
قالت بنفس الابتسامه وهي تحط الملف في الدرج : كلاهما ..
دخلت وحده طويلة شقراء رشيقة للغرفة وقالت : وسومه إنتي ماتردين ليه ؟؟
أول ما انتبهت لوجود أنغام زمت شفايفها وقالت من بين أسنانها : كيف حالك ؟؟
رمتها أنغام بنظرات متعالية وقالت : هلا سامية , شخبارك ؟؟
نقلت وسام نظراتها بينهم وزفرت وهي تقول بداخلها ~ ياربيييييييييييي حتى في رمضان متخاصمات , لاحول ولا قوة إلا بالله ~ قامت وقالت بهدوء : لو بتقعدون تتراشقون بالنظرات اللي لو ربي خلاها تذبح كان دمكم مغرق أرضية مكتبي بأخرج وأخليلكم المكتب , كلوا بعض إلين تشبعون , ولا جاكم عسر هضم تعالوا لي عشان أشوف اش تبغون ..
لفت كل وحده وجهها عن الثانية وقالت سامية : المهـــم , لا جيتي خارجة قوليلي عشان أوصلك معايا ..
وخرجت بسرعة , قالت أنغام من بين أسنانها : أكرههاااااااااا , شايفة نفسها يا عالم ..
استغفرت وسام وقالت : استغفري , اغتبتيها , بعدين لو تبغين الحق إنتي اللي غلطتي عليها أول , يعني هي ما سمعتك وانتي تشتكين من ضرب زوجك , مسكينة كانت فرحانه إنه أخيرا قرر يسافر برا وجاب لها التذاكر مفاجأة , اش دراها إنك كنت زعلانة وقتها , ما أعطيتيها فرصة توها تتكلم هبيتي في وجهها وقعدتي تلومينها ..
غرقت عيون أنغام بالدموع وقالت بصوت مخنوق : يعني طلعت أنا الغلط , ألقاها من فين ولا من فين , إنت والزمن علي يا وسام ..
زفرت وسام وقالت بهدوء : أنا ما قصدت شي , أنا قلت الحق وكلمة الحق ما تزعل , يعني من صارت المشكلة قبل يومين وأنا ما تكلمت عشان أستناك تهدين , أنا معاك إنك كنت متضايقة وقتها وتحتاجين أحد يطبطب عليك بس سامية ماكانت تدري بشي , بعدين ترى الكلمة الأخيرة ما تجوز , الزمن هو الله و الله مو على أحد , الله مو ظالم ..
استغفرت أنغام وخرجت من الغرفة , زفرت وسام وجلست على كرسي مكتبها كانت متألمة من وضع أنغام اللي عمرها تجاوز الأربعين والمتزوجة من خمس سنوات بشاب أصغر منها بعشر سنين واللي بعد ما تنعم بخيرها بدأ يعاملها بوحشية عشان تطلب الخلع وهي ساكته وصابره على أمل يجيها لو ولد واحد يشيلها لا كبرت , متألمة جدا لكنها المرة الأخيرة كانت هي الغلطانه , لمت أشياءها وخرجت من مكتبها بعد ما طفت الأنوار , وهي ماشيه في الممر شافت بنت من الصف الثاني تتلكم مع صحباتها وهي تاكل لبان , ابتسمت لها وقالت بهدوء وهي توقف عندها : ما شاء الله تهاني فاطره اليوم , إجازة ربي ..
استحت تهاني ونزلت اللبان من فمها والبنات كاتمين ضحكهم , حطت وسام يدها على راس تهاني ودنقت عليها وهمست في إذنها : لازم ما نجرح صيام صحباتنا طيب ..
وتحركت بدون ما تنتظر جواب , وهي ماشية سمعت الوكيله تصرخ بصوت عالي : يا هااااانم وإذا بليتم فاستتروا , قاعدة تطرقعين باللبان يعني شوفونييييييييي أنا فاااااااااطره , اتحركي بسرعة وارمي اللبانه لا أجي أخرجها مع فكك ..
غمضت عيونها وهمست : يا أسلوبك العسلللل يا أماني , هذا اللي ينمي العناد في البنات ..
وسمعت البنات وراها يتضاحكون و تهاني تهمس : أششششوه اللي ما طحت في لسان الملسونه أمانيو والله كان شرشحتني زي الضعيفة ذيك ..
تحركت وسام وهي تقول بضيق : ويعلمهم التطاول على المعلمات ..
~ إحنا قدوة , يعني إذا إنت تعاملت معاهم بهالأسلوب اش تتوقعين بيكونون البنات , الله يهديك ويسامحك , صح هم يرفعون الضغط بس في المواقف اللي ما تحتاج شدة وحزم ماله داعي نشد ~ لمن وصلت عند باب المدرسة ووسط رجة بنات المتوسط تذكرت إنها ما قالت لسامية إنها خرجت , جلست على كرسي المعلمة المناوبة اللي لسه ما جات وفتحت شنطتها عشان تخرج جوالها ..
وصلها صوت عابث : أبلـــــــــه ..
أول ما مميزت الصوت رفعت راسها لوحده من بنات ثالث متوسط واقفة وسط شلة وهي تقول : ابتسمي عشان الصورة تطلع حلوة ..
ابتسمت لها ورجعت راسها لشنطتها وهي تسمعهم يقولون : وااااااااا سوتها ..
: يا مجنونه ..
: عشان تعرفون إني قد التحدي ..
: قلتلكم هذي خبله تسوي أي شي ..
هذي البنت بالذات كانت تبغى تكسبها بأي طريقة عشان أمها المطلقة اللي جاتها وبكت عندها في مكتبها هي تترجاها إنها تعقل بنتها اللي بدأت تفلت من بين يدينها و ... , انقطعت أفكارها لمن انتبهت للصاعقة اللي حلت بها ..
**************************
في مكة في ساحة السعي :
زفرت بتعب وقالت وهي تمسك يد ريم عند الصفا : ما حفظتي الدعاء إلى الآن ..
قالت ريم بهمس : إنتي ما قلتي ليه إلا مره وحده من وين أحفظه ..
رفعت يدينها وهي متوجهة للقبلة وكبرت ثلاث وقالت وهي تحس جسمها كله ينبض من شدة التعب : لا إله إلا الله وحده لا شريك لهُ ، لهُ الملك ولهُ الحمد وهو على كل شيءٍ قدير ، لا إله إلا الله وحده ، أنجز وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ..
كررتها ثلاث مرات وكانت تدعي بين كل مرة , ولمن بدأت تتحرك وهي تقرأ (( إن الصفا والمروة من شعائر الله )) ..
: عنيد ..
لفت لسفانة اللي ماشية بقربهم ومعاها الخنساء وسمية ..
سألتها بقلق : اش فيك تتمايلين ؟؟
ابتسمت العنود وقالت : ولا شي , إمشي بس ورانا أربع أشواط كمان ..
قالت سمية وهي تشوف الرجال يسرعون بين العلمين : يااااااااااي أحب هالمنظر يا ناس ..
قالت سفانة : طيب إنتم تعرفون ليش يهرولون ما بين العلمين ..
قالت سمية بحماس : يسوون زي هاجر عليها السلام ..
قالت الخنساء بتريقة : لا والله , كلنا عارفين إننا نسعى زيها لكن ليش يهرولون ؟؟..
قالت ريم : عشان الصفا والمروة كانت مرتفعة , ولمن تروح هاجر تدور على الموية وتطلع للصفا تنتبه إنه إسماعيل عليه السلام بدأ يختفي عن نظرها فترجع جري له , ونفس الشي يصير لمن تطلع المروة و مسكينة طلعت ونزلت 7 مرات ..
ضحكت على تتنيح سمية والخنساء وسميه تقول : هذي أول مرة أدري بهالموضوع , قصدي الهرولة ..
قالت سفانة : ومكان العلمين هو المسافة اللي كانت تقطعها هرولة , تخيلوا كلللللللل الرجال يتبعون شي سوته إمرأة , وبعد كذا يقولون العلمانية إن الإسلام مهمش المرأة و ما أدري إيه من كلامهم ..
قالت سمية بحماس : من زمان احب منظرهم وهم يجرون دحين صرت أحبه أكثر ..
همست الخنساء : رخي صوتك يالـ ...
: عنوووووووووووووووووود ..
التفتوا على صرخة ريم , وانفجعوا لمن شافوا العنود جالسة على الأرض , رجعوا لها وقالت سفانة بخوف : اش فيه ؟؟
قالت ريم وهي تجلس جنبها : فجأة انزلقت من جنبي , عنود , عنود ..
طالعت فيهم العنود بصمت وفجأة وبلا مقدمات قالت بصوت حاد باكي : هاتوا عربيـــــــة , جيبوا لي عربيــــــــــة والله ما أقدر أمشي ..
شهقت سفانة وجلست جنبها وهي تقول : عنود الله يقطع إبليسك الناس تطالع , رخي صوتك , قومي تحركي أنا أساعدك ..
هزت العنود راسها وقالت بنفس الصوت : مااااااااا أقدر أمشييييييييييي , هاتوا عربيـــــة ...
سكتتها ريم لمن شافت الناس موقفين سعيهم وجالسين يطالعون اش فيه , همست سمية برعب : خاله الناس تطالع ..
قالت سفانة بهدوء وهي تمسك يد العنود : تعالي طيب , قومي عشان نجيب لك عربية ..
كانت العنود تحس بكل جسمها ينتفض لدرجة مهي قادرة تقوم , أصلا عقلها مو متخيل إنها ممكن تقوم وتوقف على أقدامها , سحبت يدها من سفانة وهي تقول : ما أقدر , والله ما أقدر ..
سكتتها ريم وهي حاسة بالفشلة من الناس المتجمهرة و أشرت للخنساء وسمية وقالت : روحوا شوفوا عربية ..
شهقت الخنساء وقالت : أنااااا , أضيع بعدين , أخااااااااااف ..
سحبتها سمية وهي تقول : تعالي أنا عارفه وين ألقى العربيات ..
تساعدت ريم وسفانة وقوموا العنود اللي كانوا يحسون برجفتها , جلسوها في طرف المسعى عند وحده من النوافذ الحديد الكبيرة , سألتها ريم : قالت لك الهنوف تعب عليك ما سمعتي ..
ضمتها سفانه اللي جابت كاسة مويه وفتحت غطاها ومسحت لها وجهها بالمويه البارده وهي تقول : كيف تحسين دحين ؟؟
بلعت العنود ريقها اللي تحسه جاف وقالت بصوت مخنوق : تعبانه ..
قالت ريم بعتاب : كان استنيتي واعتمرتي بعد أسبوع , أمس واليوم ..
همست العنود وهي تشهق من المويه البارده : خفت ما أحد بيعتمر بعد كذا , كلكم إعتمرتوا ..
بعدت سفانة يدها ونشفت وجه العنود وريم تسألها بهمس : العمرتين لك ؟؟..
قالت سفانة : ريم , خليها براحتها ..
قالت العنود بهمس : أمس اعتمرت عنها واليوم عني ..
وكملت بوجع وهي تغطي وجهها : مفتقدتها , والله مفتقدتها ..
ضمتها سفانة وهي تقول بحنان : نقابلها في الجنة إن شاء الله , نقابلها في الجنة ..
تعالى نشيح العنود وهي تقول بصوت باكي : تعبت يا سفانة , تعبت من كثر ما أنا كاتمة قدامهم , أمي وأبويه حالتهم ما تسر العدو , وعبد الرزااااااق آآآآآآآه يا عبد الرزاق , أحاول أخلي نفسي قوية لكني من جوة أنهااااار , كل يوم يزيد فقدها , كل يوم أصحى وأقول الألم بيخف لكنه يزيد ويزييييييييد ..
غطت ريم وجهها تصيح وهمست سفانة بصوت مخنوق حاولت تخليه قوي : الحمد لله , هذا اللي كتبه ربي ولازم نصبر , وإنت ماشاء الله عليك محد توقع إنك بتكونين الصابرة بينهم , عارفه يا عنود يقولون إنه ربي يربط على قلب المؤمن وقت المصيبة , و أكثر ناس يحبون الميت ربي يثبتهم ويهون عليهم لأنه ما في أصعب على الله تعالى من نزع روح المؤمن , خليك قويه زي م كنت دايما ..
حست العنود براحة من الدموع اللي سكبتها واللي كانت تقاومها في البيت عشان أهلها وحست براحة أكثر من كلام سفانة , مسحت دموعها وقالت : الحمد لله , الله يرحمها ..
قالت سفانة : أبغاك بعد ما ترجعين تفتحين غرفتك وغرفة البندري وتخرجين أشياءها ..
توترت العنود لم تذكرت غرفتها اللي قفلتها من يوم رجعت للبيت ثاني يوم العزا عشان تجيب لها ملابس وإلى هاليوم مافتحتها و رفضت تعطي المفتاح لأي أحد , كملت سفانة : صدقيني بترتاحين لمن تفرغين أشياءها , طول مالغرفة مقفلة وإنت بتحسين إنه في شي يطاردك ..
طالعت العنود في زحمة الناس اللي تروح وتجي في المسعى , أشكال وألوان وأجناس , كانت عارفه ومتأكدة إنه كلام سفانة صحيح لكنها إلى الآن ما هي لاقيه القدره على فتح الغرفة ..
وبعد لحظة صمت قالت ريم وهي تمسح دموعها : ما تلاحظون إنه سمية والخنساء تأخروا ..
شهقت سفانة وقالت لمن حست باهتزاز جوالها : يا ويلييييييييي أكيد هذا أبويه ..
رفعت الجوال وقالت وهي ترد : أمي , هلا أمي ..
واستمعت لأمها وقالت : هاااااااا , لسه ما خلصنا , لا إن شاء الله ما نتأخر ..
وقفلت جوالها ورجعته للشنطة وهي تقول بهمس : المخبل جوالاتهم معايا ..
شهقت ريم وقالت : نـــعـــــم ..
العنود اللي حست رجفتها بدأت تخف قالت وهي تقوم : قوموا خلينا نشوف فينهم ..
جلسوها وقالت سفانة : خليك هنا , إحنا ندور عليهم ونجيك ..
وقامت هي وريم , طالعت فيهم العنود وهم رايحين واستندت بظهرها على جدر الممر وغمضت عيونها بتعب , ما كانت تبغى أحد يشيل همها , ما تبغى تحسس أحد إنها تعبانة وفاقدة البندري لدرجة لا يمكن لأحد إنه يتصورها , كافيهم همومهم , هذا اللي كانت تفكر فيه طول الوقت ~ لازم أكون أقوى , لازم أكون أصبر ~ ..
↚
في الرياض :
(( أنا عارف إنه عمك اغتصبك )) طالعت في شاشة الجوال رعب ماله حدود , وشهقت بقوة وانفلت الجوال من يدها , التفتت هيام لأمها وقالت : أمي اش فيك ؟؟
التفتت نجلاء لبنتها وقالت : هاااااااا ..
وتمالكت نفسها ودنقت أخذت الجوال وقالت وهي تخنق صرخاتها : ولا شي ..
قالت هيام وهي ترجع للف السمبوسة : أكيد وسام حايسه بدون جوال ..
خرجت نجلاء من المطبخ وراحت لغرفتها وقفلت الباب بالمفتاح وطالعت في الرسالة وهي تصرخ ~ يارب إن شاء الله قريته خيال , كابوس , يارب ~ وأول ما قرأت نفس الكلمات حست بدمها يتجمد في عروقها , الرقم كان بدون اسم , حطت يدها على راسها وهي تجلس على طرف سريرها اللي وراها , تمنت للحظة لو إنها مافتحت الجوال , عمرها ما فتحته لكنها لمن شافت 10 مكالمات وثلاث رسايل خافت إنه وسام تدق على جوالها في المدرسة تدور عليه وهي مهي عارفه إنها ناسيته في البيت , وأول ما شافت الرقم ابغريب فتحت الرسايل وانصعقت بأول رسالة , ضغطت بأصابعها بسرعه وبلا تفكير وفتحت باقي الرسايل , لمن قرأتها صرخت وهي تبعد الجوال عن نظرها , رمته على السرير و طالعت فيه بعدم تصديق , ما تبغى تصدق , ما تبغى ..
: أمي , ناديتيني ..
التفتت للباب اللي يدق وكبتت كل اللي بداخلها وقالت بصوت مخنوق : لا ما ناديتك , أبغى أرتاح شويه ..
: طيييييييب ..
**************************
في جدة :
فيلا أحمد :
خرجت الهنوف من غرفتها جري لمن سمعت الأصوات العالية اللي اعتادت عليها مؤخرا , ووقفت مكانها لمن شافت أبوها واقف قدام عبد الرزاق وهو يقول بصوت عالي : بتروح تكمل دراستك ..
انصدمت لمن شافت جاسم ببذلته العسكرية واقف بينهم وهو حاط يدينه على صدر أبوه وهو يقول بلطف : أبويه الله يسلمك ماله داعي تعصب نفسك ..
صرخ أحمد : عاجبك اللي يسويه , عاجبك آخر ترم له و مو راضي يروح له , الشركة متصلة علي اليوم تقول إنه لو ما رجع هالأسبوع بينفصل من الجامعة نهائيا , عاجبك ثلاث سنين من عمره تروح في غمضة عين ..
نزل عبد الرزاق راسه بصمت , قال جاسم يهديه : أبويه اصبر عليه ..
قال أحمد بحزم : أصبر إلى متـــــى ؟؟ مو كلنا فقدناها , لكننا نمشي في حياتنا , لو وقفنا عند كل موت نجلس في بيوتنا على طوووووووول , إذا كان هو فاقد أخته أنا فاقد بنتـــــــي , تفهم يعني إيه بنتي ..
جلست هدى على أقرب كنبه لها وغطت وجهها تبكي بصمت , قال جاسم وهو حاس بوجع أبوه : أبويه أنا فاهمك , خليه علي أنا أقنــ....
قاطعه صوت عبد الرزاق البارد وهو يقول : لا تحاول تقنع ولا شي , فرنسا أنا ماني راجع لها لو على جثتي ..
صرخ أحمد بعصبية وهو يتقدم له : والدرااااااااااااسة ؟؟
مسكه جاسم وهو يقول : أبويه استهدي بالله , استهدي بالله ..
لف عبد الرزاق وجهه بصمت , كان الكل ملاحظ النحف المفاجئ اللي صابه وشحوب وجهه اللي نمت لحيته بشكل مهمل , صرخ أحمد : والدراااااااااااااسة ؟؟
ولمن شافه ملتزم الصمت قال : أخرج برااااااااا , ما أبغى أشوفك قدامي إلين تجي وتقول إنك رايح تلحق على مستقبلك اللي بدأ يضيع , إطلع براااااااااااااا ..
تحرك عبد الرزاق ونزل الدرج بسرعة , وجاسم يحاول يهدي أبوه اللي قال بحزم لهدى اللي بدأت تدافع عن عبد الرزاق : كللللللللله منك , إنت اللي دلعتيه بكلامك , شوفيه قاعد ومطنش دراسته ولا همه في شي ..
قالت الهنوف برجاء : خلااااااااااص ..
التفت لها الكل فكملت بصوت باكي : الله يخليكم خلاص , كل يوم مهاوشة , كل يوم مضاربه , من ماتت البندري وإحنا على هالحال , أبويه عبد الرزاق كبير ويعرف مصلحته , خلوه براحته , تراه يتعذب من عدم رغبته في السفر أكثر مننا , مستقبله اللي قاعد يضيع مو مستقبل واحد فينا , وهو عارف هذا الشي لكنه مو قادر يسوي شيييييي ..
ومسحت دموعها وهي تقول : خلوه براحته ..
تقدم منها جاسم وضمها , كان لأول مرة يسمعها تتكلم بهالصوت العالي الواثق النبرات , بهالحزم الممزوج برجاء وألم , ابتسم بداخله وهو يقول ~ موتك غير ناس كثيييييييييييير يالبندري , كثييير ~ , جلس أحمد جنب هدى الباكيه بصمت وحط يده على كتفها وقال بأسف : أنا خايف على مستقبله بس ..
بعد جاسم الهنوف وقال : خلاص لا تصيحين ..
ولف على أبوه وقال : ما عليك أبويه أنا أكلمه بهدوء ورويه , أعزمه اليوم عندي على الفطور وأكلمه ..
قالت هدى وهي تمسح دموعها : لاتعزمه ولا شي , تعال إنت بعد التراويح تلقاه موجود , ناقصة حرمتك تجيب لها ضيف , هي يادوب تسوي أكل على قدكم , ترا الدكتورة المرة اللي فاتت قالت لي إن الجنين ممكن يتضرر من ضعفها , ما تاكل ولا شي ..
ابتسم جاسم وقال يمازحها يبغى يخفف الجو : لا تخافين عليها ماشاء الله تاكل عن قبيلة ..
ضحكت الهنوف وقالت هدى : الله أكبر بتحسد حرمتك , قول ماشاء الله ..
قال أحمد : جبناك من شغلك و ..
قاطعه بهدوء : أصلا يوم كلمتني أنا كنت خارج من العمل ..
وتقدم منهم وسلم عليهم وودعهم وهو ماشي ضرب كتف الهنوف وهو يقول ك مع السلامة يا جامد ..
ابتسمت وهي تحك مكان ضربته وكشرت بوجهها له ..
**************************
في الرياض عند باب العمارة :
: وسام , وصلنا , نايمه ..
انتبهت إنها عند باب العمارة لمن سمعت صوت سامية اللي توصلها كل يوم مع زوجها بحكم إنها ساكنة في الفيلا اللي تبعد عنهم بكم عمارة ..
همست وهي تفتح الباب : جزاك الله خير ..
صكت الباب ودخلت العمارة وهي تحس بأفكارها تعصف بها عصف , طلعت الدرجات بسرعة وهي تقول بداخلها ~ أتوسلك يا رب ما تكون وحده فيهم انتبهت للجوال , يارب ما يكون اتصل , يارب ما يصير شي ~ خرجت مفتاحها وفتحت الباب بسرعة ..
أول ما دخلت وصكت الباب وهي ترفع غطاها لقيتها قدامها قالت متفاجئة : أمي ..
ولأول مرة تنرفع يدها وتهوي على وجهها بصفعة كان لها صدى في إذنها , رفعت وسام يدها اليسار لخدها ولمسته بذهول وهي تهمس : أمي ..
صرخت نجلاء : ليييييييييييييييييييييييه ؟؟ أنا قصرت معاك في شييييييييييييييييييي ؟؟
طالعت بذات الذهول في وجه نجلاء المحمر من شدة العصبية والـ....ـبكاء , صرخت نجلاء ودموعها تزيد وهي تأشر على صدرها : أنا حسستك في يوم إني ماني أمك ..
هزت راسها بلا وهي تطالع في هيام اللي واقفة آخر الممر وعيونها متسعة بصدمة , رجعت بصرها لنجلاء وقالت بحنان : لـ ...
صرخت تقاطعها : طيب لييييييييييييييه ؟؟ ليييييييييييه ؟؟
بعدت بصرها عنها وقالت لهيام : هيومه ادخلي جوة ..
قالت هيام باعتراض : اش فيكم ؟؟
لفت نجلاء على هيام وصرخت بعصبية : ادخلي غرفتك ..
تحركت هيام ودخلت غرفتها , التفتت نجلاء لوسام اللي قالت بهدوء وهي تحط شنطتها على طاولة المدخل وباليد الثانية تأشر على جوة : أمي خلينا ند..
ضربت نجلاء يدها وصرخت : لاااا , منتي معتبة قبل ما تقولين اللي .. هذا ... اللي ...
وخرجت الجوال و ضغطت أزراره بيد مرتجفه وهي تتلعثم في كلامها الغير مترابط , أشفقت وسام عليها فتحركت بسرعة وضمتها , صرخت نجلاء والجوال يطيح من يدها : لييييييييييييييه ؟؟ لييييييييييييييييييه ؟؟ أنا قصرت في شيييييييييييييييييييييييي ...
ضمتها وسام أكثر وهي تهمس : والله لا , والله عمري ما حسيت إني أقل عن بناتك ..
تشبثت فيها وهي تصيح من قلبها وهي تقول : طيب ليييييييييييه ؟؟ لييييييه ما قلتيلي ليييييييه ؟؟ ..
ضمتها وسام وهي تنزل معاها للأرض وهي تحس قلبها يتمزق عليها ~ أقولك إيه ؟؟ أقولك إني كنت مرتع لزوجك الحقير , أقولك إنه مضى على هالأمر فوق الـ 25 سنة , أقولك إييييييييه ولا إيييييييييه ~ كانت حاسة بدموع نجلاء تطعنها أكثر كإنها هي المجرمة , نجلاء اللي في حياتها ما حسستها إنها مرة عمها , عمرها في حياتها ما قصرت معاها لا في حب ولا في حنان ولا في معاملة حسنة , ماعمرها فرقت بينها وبين بناتها وما عمرها حسستها إنها أقل عنهم أو هم أزود عنها بشي , ضمتها بقوة وهي تهمس : والله مو بسببك , والله مو بسببك ..
بعدت نجلاء عن صدرها ورفعت نفسها وحضنتها بقوة وهي تسلم على راسها وهي تقول : سامحينيييييي , سامحيني يا بنتي , سامحيني ...
غمضت وسام عيونها بقوة وهي تدفن وجهها في حضن نجلاء اللي ما عمرها بخلت عليها به لمن تكون مريضة أو محتاجة للمحة حنان , كانت صوت بكاء نجلاء يزيد وجعها , كانت تصرخ بداخلها ~ يمه لا تصيحيييييين , تكفين لا تصيحين , ما أبغى أكون سبب وجعك دحين . إحنا ما حسبنا نتخلص منه قبل 5 سنين , تكفين لا تخليني سبب دموعك , يمه لا تصيحييييييييييين , أنا خلاص راضية بكل اللي صار , راضية والله ~ قطع أفكارها صوت نجلاء المقطع من كثر الصياح وهي تقول : أنا كنت وين عنك ؟؟ أنا كنت ويييين ؟؟
ابتسمت ورفعت راسها وقالت بهدوء وهي تمسح دموعها : يمه لا تلومين نفسك ..
شهقت نجلاء وقالت : لا ألوم نفسي ؟؟ حراااااااام عليك هالكلمة ..
زادت ابتسامتها وهي تقول : لا تحرمين شي حلال ..
لكن مداعبتها ما هدأت نجلاء اللي غطت وجهها وهي تقول : لا تضحكين عشان ماتزيدين وجعي , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا حرقة قلبي آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ...
انتبهت للجوال اللي على الأرض فرفعته وأول ما شافت رسائله (( أقول لا تتغلين , إنت في عز شبابك و أنا عارف إنك مشتاقه لـ ##### متى ما احتجتي لأحد ####### أنا جاهز )) , (( وسام , أعرف إنك تكونين لوحدك يوم الأربعاء إذا تبغيني ###### أنا موجود , رنة وأنا عند بابك , و إنت ###### يعني محد بيدري )) قالت وهي تضرب صدرها : يارب رمضان , شهرك الفضيل ولا هو متعض يا رب ما يمر هالشهر إلا وهو .....
ومسكت لسانها في آخر لحظة وقالت بغيض : حسبي الله ونعم الوكيل , اللهم اكفنيه بما شئت ..
ولفت على نجلاء وضمتها وهي تقول : أمي الله يخليك لا تزعلين نفسك ..
بعدت يدينها وأشرت على الجوال وهي تسأل : هذا ميييييييين ؟؟ هذا الحقير اللي راسل هالكلام الوقح ميييييييين ؟؟
خفضت وسام بصرها بسرعة وهي تزم شفايفها بمعنى إنها ما حتقول , قالت نجلاء وهي تمد يدها تاخذ الجوال : ما تعرفين , هاتي أنا أطلع مين صاحبه ..
بعدت وسام الجوال عن نجلاء وهمست بوجع ورجاء : سامحيني ما أقدر أعطيك الرقم ..
طالعت فيها نجلاء بصدمة ومسحت دموعها وجسمها يهتز من أثر شهقاتها وهمست : انتي تعرفين صاحب الرقم ؟؟
أول ما رفت عيون وسام بسرعة عرفت إنها تعرف صاحب الرقم , قامت نجلاء ومدت يدها وهي تقول بحزم : هاتي الجوال ..
رصت وسام على الجوال وقالت برجاء وهي تحاول تقوم وعبايتها تعيقها : أمي ما يحتاج , أنا أطنشه و ...
قاطعتها بحزم وهي تهز يدها : هاتي الجواااااااااااال ...
~ لااااااااااااااااااا , لو عرفت صاحب الرقم بتنقلب الدنيا , لاااااااااااا يارب أتوسلك ينتهي الموضوع , أتوسلك يارب ~ رصت الجوال بقوة أكبر وهي تطالع في أمها بنظرات معبرة , نزلت نجلاء يدها وهي تطالع بذهول في وسام اللي نزلت راسها وطالعت في الأرض بصمت , تحركت نجلاء بسرعة لغرفتها , لحقتها وسام وهي تقول : أمي , أمييي ..
صكت نجلاء باب غرفتها بكل قوتها وقفلته بالمفتاح , سندت وسام جبينها على الباب وهي ترص الجوال أكثر , ولمن انفتح الباب اللي وراها التفتت بسرعة , شافت هيام تطالع فيها بخوف وتساؤل , ابتسمت بتردد وقالت : أغير ملابسي وأجي أساعدك في المطبخ ..
سألت هيام : اش فيه ؟؟
هزت وسام راسها وقالت بهدوء : ما بأكذب عليك وأقولك ولا شي بس بأقولك إنه موضوع ما أقدر أتكلم فيه نهائيا ..
وتحركت للمدخل وعلقت عبايتها على الشماعة وشالت شنطنها وهي تصرخ بداخلها ~ طول عمرك وانتي تقولين عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم يا وسام , نفس الشيء الآن , عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم , يمكن معرفتها بالحقيقة بتنهي عذاب الربع القرن اللي عشته و أنا كاتمه هالسر بداخلي ~ ..
***************************
في المسعى :
صوت لهاثها العالي اخترقه صوتها وهي تقول : ما .. لقيـ .. ـتهم ..
طالعت ريم في سفانة وقالت وهي تطالع في ساعتها : لنا ساااااااعة ندور عليهم , ساااااااااااااعة , وين بيكونون ..
بلعت سفانة ريقها وهي تقول : عطشانه , بموووووووت من العطش وحلقي نشف من كثر ما أنادي عليهم , والله لو دري أبويه وعمي صالح بيذبحونا ..
رفعت ريم جوالها اللي يدق وقالت : إيوه عنيد , إحنا جهة اليمين عند رابع طاقة ..
شويه وجاتهم العنود ووقفت عندهم وقالت وهي تلهث : ياربيييييي كيف طار التعب عني من الخلعه , هذولي وين ذلفوا ؟؟
لمن اهتز جوال سفانة انتفضت وقالت : ياربي ما يكو أبويه ولا أمي , ياااااااارب ..
رفعت الجوال لقيته رقم غريب , قالت ريم بحماس : يمكن افتهموا أخيرا ودقوا من أي جوال ..
ردت سفانة بسرعة وصلها صوت سمية تقول : خاله دقي على هالرقم ..
صكت الجوال وقالت براحة : أخيرا فكروا , أخيرا ..
ولمن دقت ردت عليها سميه , قالت سفانة بعصبية : لنا سااااااااااااااعة ندور عليكم , وينكم ؟؟
قالت : يوم شفنا نفسن ضيعناكم سبنا راعي العربية وكملنا السعي ..
حست سفانة بضغطها يرتفع , قالت من بين أسنانها : ووينكم دحين ؟؟
سمعتها تسأل شخص مجوار لها وهي تقول : هي لو سمحت , يا عسكري إحنا فين ؟؟
سمعته يقولها عند المروة عند السلالم المتحركه , قالت بسرعة : خلاص عرفت إنتم فين مع السلامة ..
وصكت الجوال وقالت بقهر : خلصوا سعييييييييييييي , ما فكروا فينا وإحنا حايسييييييييييييين هنا ندور عليهم ..
جلست ريم وقالت بتعب : رجوليييييييييييييييي , والله لا أذبحهم , والله لا أوريهم ..
كبست العنود فخوذها وهي تقول : أجل أنا اش أقول ..
وضحكوا من صوت القهر اللي طلعته سفانه من قلبها , ولمن وصلوا المروة شافوهم جالسات عند البوابة براحة , قالت سفانة : والله ودي أرفسهم , لو ماني صايمة كان عرفت شغلي معاهم ..
ضحكت ريم وقالت : الحمد لله اللي صايمة ...
أول ما شافوهم قاموا والخنساء تسأل : خلصتوا ؟؟
قالت العنود بضحكه : لو سمحتم لا تسمع سفانة حسكم عشان ما تطير أسنانكم ..
طالعوا فيهم باستغراب , قالت سفانة من بين أسنانها : انرزعوا هنا إلين نجيكم ..
وناولتهم جوالاتهم وتحركت بسرعة , قالت سميه بهمس : طيب إحنا نبغى نقص ..
خرجت ريم المقص من شنطتها وقالت : تعالوا أنا أقص لكم ..
قصت لها مقدار أنملة من أطراف جديلتها وتعبت في قص شعر الخنساء القصير المدرج حاولت إنها تاخذ من كل طبقة , وبعد ما خلصت تحركت هي والعنود عشان يلحقون بسفانة ..
↚
على أذان المغرب في الرياض :
في شقة نجلاء :
دقت وسام الباب وقالت : أمي ما بتفطرين ؟؟ ترى ما يجوز تأخير الإفطار , السنة التعجيل ..
فتحت نجلاء اللي حبست نفسها في الغرفة طوال العصر وتناولت التمرة من يد وسام وصكت الباب , زفرت وسام وراحت لهيام الجالسة قدام سفرة الإفطار , سألت هيام بحيرة : أمي اش فيها ؟؟
ابتسمت وسام وقالت : إن شاء الله خير ..
أكلت شويه وحست بنفسها مسدوده فقامت تصلي , لمن سلمت تسليمتها الثانية انتبهت لنجلاء الواقفه عندها , رفعت راسها فقالت نجلاء بحزم : نروح دحين للمستشفى ..
حست وسام بكل رعب الطفولة يرجع لها , هزت راسها بعنف وقالت : لااااا , ما أبغى أروح ..
مسكتها نجلاء وقالت برجاء : حبيبتي ترى كثير يحسبون إنه شي صار لكنه يطلع إنه ماصار شي ..
هزت وسام راسها وهي تقول بتأكيد : أمي صدقيني ..
قالت نجلاء بحزم : كنت صغيرة , والبنات الصغار يكون صعب ..
قاطعتها وسام : أمي أنا متأكده إنه ..
قاطعتها نجلاء برجاء : روحي معايا و تتأكدين بنفسك إنه ..
قامت وسام وقاطعتها للمرة الثانية بوجع : هي ما كانت مرة وحده ..
ومسكت يدينها وقبضت عليها بقوة وهي تهمس : ما كانت مرة وحده ..
غمضت نجلاء عيونها اللي نزلت منها دمعتين محروقة , ابتسما وسام ومسحت دموعها وكملت بهمس : تكفين لا توجعيني أكثر وتحسسيني إني سبب هالدموع اللي حاربت عشان أكفكفها , يمه تكفين لا تبكيني أنا ..
همست نجلاء وهي تطالع فيها بألم : عشان كذا رفضتي اللي تقدموا لك ..
التزمت وسام الصمت وأشاحت بوجهها , هزتها نجلاء وقالت بعتاب : 33 سنة , استنيتي إلين صرتي 33 سنة عشان أعرف بالغلط , يعني لو ما قريت الرسالة ماكان خبرتيني , صح ولا لا ؟؟
قالت : اش أقولك ؟؟ اش أقولك ؟؟ كنت وقتها صغيرة وكان يهددني , ولمن صرت في المتوسط وفهمت فداحة الشي اللي صار كان من المستحييييييييييل إني أقولها , ومع كل سنة تصعب أكثر وأكثر وأشوف إنه إستحااااااااالة أحد يصدقني بعد هالعمر , الكل بيقول تبغى تغطي فضيحتها , أمي افهمي شعوري ..
وحطت يدها على صدرها وهي تقول بصوت مرتجف : أنا غير عن كل البنات يوم تقدم لي أول عريس بكيت الليل بطوله , بكيت لأني عارفه إني ما أقدر أوافق وكنت أدعي إن المتقدم يكون فيه لو عيييييييييب واحد لأني خايفه إنكم تسألوني ليش ما وافقت ..
وتسللت الدموع لعيونها لكنها كبحتها بقوة وهي تكمل : ما تدرين قد إيش كانت فرحتي إنه طلع مدخن , واللي بعده ماعنده وظيفة ..
همست نجلاء : و سطام ..
غمضت عيونها وأشاحت بوجهها , كملت نجلاء : هل السبب في رفضه لأنه أبكم زي ما قلتي ؟؟
سحبت نفس عميق وقالت بثبات مصطنع : إيوه ..
ولمن شافت نظرات نجلاء كملت بهمس : لا ..
ضمتها نجلاء وهي تصيح , زفرت وسام وضمتها وهي تهمس : ما طفشتي من كثر الصياح , ترا أنا أكره الدموع , خاصة دموعك ..
وضمتها أكثر , كانت عارفه تضحية نجلاء اللي أجبرها أبوها تاخذ ولد عمها فهد اللي ما عنده وظيفة ثابته , تحملته بحكم إنه ولد عمها , تحملت صرفه لراتبها وشراؤه لأشياؤه اللي ما تخلص حشمت عمها المقعد و مرته الكبيرة السن , ولمن فاض بها الكيل منه بعد إمعانه في تعذيبها بعد وفاة أبوه كانت أم لثلاثة بنات , وفاء و ميعاد وميران , ولمن قررت تخبر أبوها بكل الحقيقة المرة عن زوجها السكير العربيد استشهد خالد , وترملت زوجته الشابه اللي سافرت لأهلها بعد ما قضت عدتها وتركت وراها ابنته الرضيعة الوحيدة عند الأم المريضة , هنا قررت إنها تستحمل فهد وسُكره عشان الأم و ابنة الشهيد اللي ما تكحلت عينه بشوفتها , ما مرت سنتين إلا وماتت الأم من كثر الحزن على ولدها لبكر وحال ولدها فهد و بدأت بعدها معاناة وسام اللي انتقلت للعيش معاهم , ضمتها بكل حب حسته بداخلها لهالمرأة اللي ضحت وصبرت عشانها وعشان بناتها , ضمتها بكل امتنان حسته لها طول هالسنين لأنها شالتها وحضنتها في الوقت اللي تخلت فيه أمها عنها , ضمتها وهمست : خلاص يا أمي اللي فات مات , الموضوع هذا اندفن من زمان ..
وصرخت بداخلها ~ صح هو واقع أعيشه كل يوم لكني أحاول قد ما أقدر أدفنه ~ , شافت هيام تمسح دموعها وتطالع فيهم بعدم فهم لكنها كانت تصيح من صياح أمها ..
ولمن هدأت أمها مسكتها وجلستها في الصالة وفرشت لها سفرة جديدة وهي تترجاها تاكل عشانها , كانت نجلاء تاكل حشمتها وهي تتوجع من داخلها , ماعرفت اش تسوي , اش الحل , الأم لمن تدري بعفاف بنتها اللي ضاع على يد الشخص اللي مفروض يكون حاميها اش تسوي ؟؟ حست نفسها تايهة , طالعت في وسام اللي تضحك وهي تنغز هيام وهي تتريق على صياحها اللي ماله داعي و حست أنفاسها تضيق , ~ لازم أتصرف , لازم أسوي شي ~ ..
******************************
جدة في مسجد الحي :
مسح عمر عرقه وهو يشد ظهره , وصله صوته وهو يقول : أنا أطلع بدالك ..
طالع في عبد الرزاق اللي طلع لصندوق السيارة وبدأ ينزل كراتين إفطار الصائم ويناولها للشباب المتطوعين لتوزيع الوجبات على المحتاجين , ابتسم عمر ونزل من السيارة وراح يتوضأ في الحمام استعداد للصلاة , لوح لعبد الرزاق ودخل المسجد وهو يلبس بشته اللي ناوله له واحد من الشباب , أذن المغرب وحلوا الرجال إفطارهم وبعدها أقام عمر الصلاة وبدأها , كان كل مرة يؤم فيها الناس في المسجد تخنقه العبرة لأنه معتاد على الوقوف خلف عمار , إمام هالمسجد لسنين , وبعد ما سلم التفت يسبح وابتسم لمن شاف عبد الرزاق جالس قدامه , قام وصلى السنة وفرغ من الأذكار وقام , مشي لشقته ومعاه عبد الرزاق بصمت , ابتسم عمر وقال : اش عندك ؟؟ أنا من يوم شفتك بعد العصر وأنا حاس إنه عندك شي ..
سأل عبد الرزاق يغير الموضوع : ماشاء الله , كل عصر توزعون إفطار صائم ؟؟
قال عمر لمن فهم إنه ما يبغى يناقش الموضوع : إيوه , عجبتك الشغله ..
زفر عبد الرزاق والتزم الصمت , قال عمر وهو يطلع الدرج : ترى ما عندي أكل وبيتي مفررررررررقع , الأثاث لسه ما ترتب ولا سويت فيه شي ..
ابتسم عبد الرزاق وقال : عادي الجود من الموجود , أنا ماجيت آكل ..
ولمن دخلوا الشقة , ابتسم عبد الرزاق لمن شاف الكنب المغلف المراكم في جهة وحده
وحمل له الهواء ريحة الجديد , قال : العنود كانت دايم تقول إن الأشياء الجديده لها ريحة وما صدقتها , دحين صدقتها ..
دخل عمر وراه وهو شايل صينية وقال بابتسامة : الله يوفقهم كل يوم معنين نفسهم ..
طالع عبد الرزاق في الصينية اللي فيها حافظة مغطاة وصحن سمبوسه ومقلية وصحن مهلبية , قال بإحراج : لا تقول بأحاشرك اليوم في أكلك ..
ضحك عمر وقال وهو يبعد كرتون الطاولة اللي لسه ما ركبها : لا عادي , بحسب ابن آدم لقيمات تقمن صلبه , الموضوع مو شبعة , تفضل تفضل ..
وحط الصينية على الأرض وراح يجيب زبديتين وملاعق , وبعد ما أكلوا وغسلوا , خرج عبد الرزاق دفتره من جيبه وناوله له وهو يقول : تفضل ..
طالع عمر في دفتره اللي افتقده لفتره وابتسم وهو يتناوله منه وهو يسأل : اللي جابك اليوم هو الدفتر , ليه ناوي تسافر ؟؟
لف عبد الرزاق وجهه وقال : أبغاك تقرأ اللي كتبته ..
طالع فيه عمر بحيره , وتحرك للمطبخ وقال : طيب اش رايك تريح في الصاله على بال ما أسوي شاهي من اللي يعدل المزاج ..
ولمن دخل المطبخ رد الباب وفتح الدفتر على الصفحات اللي تركها فارغة فيما مضى ..
طالع عبد الرزاق في أنحاء الصالة وشمر أكمام ثوبه ورفعه وربطه على وسطه بعد ما نزل غترته ..
(( عبد الرزاق , الله يخليك رد علي , تعبت من كثر ما أتصل عليك وما ترد , أنا مقدرة زعلك لكني أبغى أقولك كم كلمة بس , الله يخليك اتصل علي ولا أعطيني رنة وأتصل عليك ))
(( السلام عليكم , رزوق قلبي أنا بأتحنى بعد شوي , عارفه إنك ما تبغى تعرف عني أي شي , بس أنا أبغى أحس إنك معايا , عبد الرزاق والله أنا آآآآآآآآآسفة , آآآآآآآآآسفة على اللي صار , تراني ندم وتبت , حرام عليك اللي تسويه فيني إذا رب العباد يغفر إنت ما تغفر , الله يخليك رد علي ))
(( عبد الرزاق اليوم بعد ما وقعت حسيت بوجع في قلبي , جاسم سلم على راسي , حسيت إني ما أستحق هالبوسه منه , زي ما أنا مقدرة إنك ماتبغى تكلمني , بس أنا محتاجة لك , والله محتاجه لصوتك يا أخوي , لا تحرمني منك , تراني أموت وأحيا في اليوم مليون مرة , تكفى رد علي ))
(( عبد الرزاق أنا فقدت الأمل في إنك تتصل علي , باقي كم ساعة وأنزف له وأروح لعالم ثاني بعيد عن العالم اللي عشته , خايفة منه ومن أمريكا ومن كل شي , بس إن شاء الله أرجع بعد فترة وأكون الأخت اللي كنت دايم تفتخر فيها , الإنسان يغلط لكن الغلط لو استمر عليه وأنا الحمد لله مااستمريت وجالسه أصلح غلطتي دحين , محتاجة أسمع صوتك , محتااااااااااجة أسمعه لدرجة إنه صار هاجس بالنسبة لي , أحبك يا عبد الرزاق , ما عرفت قد ايش أحبك إلا بعد ما فقدتك , فقدتك حييييييييل , سامحني على أي شي بدر مني ............ أختك وبأظل أختك حتى لو تبريت مني )) ..
شاف سهم يأشر على هالكتابات وتحتها مكتوب بخط كبير ..
(( هذه كانت آخر رسائل أرسلتها لي ............. قبل أن تموت )) ..
صك الدفتر وركب الكافتيرا وجهز البرادي كله عشان يتهرب من اللي بقرأه بعد , ولمن انتهى من هذا كله طالع في الدفتر بتردد ورجع فتحه ليوقع بصره على اسمه ...
عمر ..
هل شعرت يوما أنك تتمنى لو أن الموت كائن أمامك لتقف أمام وتمنعه عما سيفعل ؟؟..
هل تمنيت لو أنه إنسان لترجوه أن ينتظر لحظات فقط قبل أن يقتلع روح من تحب ؟؟..
لو أنه ريح وأمطار عاتيه تقف أمامها كدرع أو مظلة لتحمي بها من تعرفه ..
لو أنه نار هشيم تطفئها بشلالات دموعك قبل أن تحرق وتأكل من لم تكن تعرف أنك ستبكيه ..
نعم يا عمر ..
لم أعلم أني سأبكيها لذا رحلت بدون أن أهمس لها بحرف ..
هل تمنيت يوما أن ترجع ****ب الساعة للوراء لتفعل شيئا أو تدارك نفسك قبل فعله ..
تمنيته و بشده , أردت أن أرى وجهها لأول مرة بعد صدود و لآخر مرة بعد ندم ..
لماذا الموت بشع بهذه الطريقة ؟؟
قالت أنها راحلة إلى عالم آخر و لم أكن أعلم حينها أنه عالم لا تعود بعده لعالمنا هذا ..
الآن فهمت لماذا يسمى هادم اللذات ومفرق الجماعات ..
الآن فهمت أنه لا يفرق بين أحد ..
خطفها عروس , لم يبالي بأمها ومن يحبها ..
لم يبالي بأحد ..
متى سيأتي ويخطفني أنا الآخر يا عمر ..
في الحانة التي أشرب فيها ..
أم وأنا أرقص في ساحتها ..
ألثم الشقراوات عند بابها ..
كنت ألثمهن وأقوم بأشياء أخرى لا أريد لعينيك الطاهرتين أن تتلوث بقراءتها ..
متى سيأتي ؟؟
متى ؟؟
↚
غمض عمر عيونه اللي دمعت وحس بوجع عبد الرزاق , ما كان فاهم نص اللي كتبه لكنه فهم إنه البندري ماتت وهو متخاصم معاها عشان شي , أخص شي الندم اللي ماله حل , بيكون طووووول عمره ندمان وما في شي بيغير هالأمر ..
خرجه من عمق أفكاره صوت صافرة الكافتيرا اللي بدأت المويه تغلي بداخلها , صبها داخل البرادي وراح غسل وجهه بقوة بالموية البارده ونشفه بأكمامه وشال الصينية وهو يحط إنه ما صار شي , أول ما خرج انتبه للصالة اللي ترتب الكنب فيها بطريقة حلوه وشافه جالس على الأرض وهو فاك الطاولة ويطالع في كتالوج التركيب , ابتسم وقال : ماشاء الله , ما سمعتك وإنت ترتب ..
قال بهدوء وعيونه على دفتر التعليمات : أكيد من هول اللي كنت تقرأه ..
تمالك نفسه وقال بثبات : التوبة تمحو الذنوب ..
نزل عبد الرزاق الدفتر وطالع فيه بصمت قبل ما يهمس : ما أبغى أرجع فرنسا ...
حط عمر الصينية والتزم الصمت , جاسم اتصل عليه قبل العصر وطلب منه إنه يحاول يقنع عبد الرزاق بالسفر لفرنسا عشان مستقبله , كمل عبد الرزاق بصوت غريب : تراني أحس بخنقه كل ما أفكر إني بأرجع لفرنسا , أحس إني شويه وأموت من الضيق , ما أبغى أرجع , ماهمني لا في شهادة ولا في غيره , أكمل دراستي هنا , يعادلون المواد يسووووون أي شي ..
واحتد صوته وهو يكمل : أهم شي ما أرجع هناااااااك ..
ولمن شاف عمر ملتزم الصمت سأله : اش فيك ساكت ؟؟ قول شي ..
زفر عمر وقال وهو يطالع في الطاولة المفككه : ما أدري اش أقول لك , إنت ما تبغى تسمع لأحد ..
طالع فيه عبد الرزاق بصدمة وقال باستنكار : دحين أنا جاي لك وتقول إني ما أبغى أسمع لأحد ..
طالع فيه عمر وقال بحزم : ولو قلت لك روح كمل الثلاثة أشهر اللي بقيت لك تروح ..
سكت عبد الرزاق للحظة وقال بعدها : لا ..
هز عمر اكتافه وقال : شفت , إنت ما تبغى تسمع لأحد عشان كذا سوي اللي يريحك , عبد الرزاق هذا مستقبل , لا تستنى من أحد يوافقك على اللي تسويه , بعدين بعد ما تفوق من صدمتك ووجعك بتقول ياليت وياليت وبتحط اللوم على كل واحد ما وقف في وجهك وقالك إرجع لمستقبلك , إنت تستنى أحد يقولك أقعد عشان لمن تندم ما تحس باللوم الكامل يقع عليك , في أحد تشاركه هاللوم ..
وسكت وقال بعدها بحزم : إنت إتخذ الموقف بنفسك و تحمل تبعياته ..
طالع فيه عبد الرزاق بصمت وقام بعدها وسحب شماغه وخرج , سابه عمر وما حاول يوقفه , ولمن انصك الباب زفر وقال : الله يسهل لك أمرك ويوفقك للي فيه الخير ..
*************************
في نفس الوقت في فيلا صالح :
دخل عبد الإله وهو يحس التعب هاد جسمه هد , من رجع من العمل راح لجدته عشان يفطر عندها لكن حسان ماخلاه ينام ساعة على بعضها , ما حسب فطر وجا عشان يريح شويه قبل صلاة العشا , لقي باب غرفته مفتوح استغرب ودخلها وطالع فيها , كانت مرتبة زي ما هو معتاد لكن نورها كان مفتوح , قبل ما يخرج انتبه لدرجه كان شبه مفتوح , فتحه وطالع فيه , هو صح مهو متذكر كيف كانت أوراقه وأشياؤه لكنه حس إنه في أحد لعب فيه , تأكد من كل شي وخرج بسرعة وطلع لعهود , أمه قالت له إنه مافي غيرها في البيت , أول ما وصل للصاله انصدم بالمنظر اللي قدامه , كانت وحده فاتنة قدامه تمشي بكل ثقة في الصالة كإنها صحبة البيت , جسمها الممشوق محشور في بنطلون برمودا جلد أسود و بلوزة علاقي حمراء عليها كتابات سوداء , وصوت بوتها الأحمر العالي يسوي صدى غريب في أرجاء المكان , التفتت له وشهقت وهي تلف عنه تحاول تختبئ عنه , شعرها الناعم تتطاير مع إلتفاتتها , تراجع وقال وهو يلف وجهه : السموحه ما كنت أدري إنه في أحد ..
خرجت عهود من الغرفة على صوت أخوها وقالت بصدمة : عبد الإلــــه , اش
جابك ..
ولفت على جيهان وقالت : سوري جي جي , دقيقة وراجعة لك ..
ونزلت لعبد الإله اللي قال بحزم : ليه ما قلتولي إنه فيه أحد ..
قالت عهود بدون اهتمام : أنا قلت لأمي إنه جي جي ما حتجي لكنها طلعت مسويتها لي مفاجأة وجات ..
قطب حواجبه وقال : جي جي ..
ضحكت وقالت : جيهان بس أدلعه جي جي ..
زفر ومط شفايفه بضيق و قال وهو يروح لغرفته : قولي للشغالة مرة ثانية لمن تنظف لا تلعب بأدراجي , هذا اللي ناقص بعد ..
وقبل ما يدخل لف عليها وقال : وهي عادي عندها تمشي كذا وسط المكان ؟؟
قالت بدفاع : والله قلت لها ما في أحد غيرنا اش دراها هي إنك بتطب عليها فجأة ..
سأل قبل ما يتحرك : لا يكون هي نفسها بنت الـ .... اللي توصلك من الجامعة أحيانا ..
ابتسمت قالت بتريقة : إلا هي ما غيرها , وتراها مهي متزوجة في حال تسأل يعني ..
رماها بنظرة طفش وقال : ماكنت بأسأل هالسؤال ..
ودخل غرفته وصك الباب بقوة , طالعت في الباب وطلعت لجيهان , لقيتها جالسة على سريرها هي تلعب بوحده من المجلات , لفت عليها جيهان وقالت وهي تحط رجل على رجل : لا تقولين لي هذا عبد الإله , ما صدقت إنه هو ..
قالت عهود : إلا هو ما غيره ..
سرحت بأفكارها شوي وقالت : ماشاء الله عليه حلو ..
ضحكت عهود وقالت : بس مو أحلى مني ..
ابتسمت جيهان وقالت : إي طبعا , هذا مؤكد , إلا ما قلتيلي , الكيس اللي أعطيتيني إياه لساعه عندي , اش تبغيني أسوي فيه ؟؟
سكتت عهود شويه بعدين قالت : جي جي ما أبغى أفكر في شي دحين , أنا إلى الآن ماني قادرة أنزع صورة البندري من عيوني ..
زفرت جيهان وقالت وهي تضمها : حبيبتي خلاص , هو الموت كذا , يجي ويروح , العمر ما يوقف بموت أحد , صح ولا لا , إلى متى بتفكرين في البندري وتهملين عمرك , طالعي شكلك كيف صار , قومي , قومي خليني أسوي لك ريفرش لوجهك ..
وبعدتها وخرجت شنطة مكياجها من الشنطة وهي تقول : والله لو يشوفك فوفو وإنت بهالشكل يعافك ويروح يدور على وحده غيرك ..
وبدأت تحط لها شوية من الأساس وهي تكمل : حبيبتي الموت مو نهاية العمر ..
******************************
بعد العشاء في فيلا أحمد :
طالعت الهنوف في العنود وقالت : عنيد متأكدة ..
بلعت العنود ريقها وطالعت في باب غرفتها المغلق وقالت : إيوه ..
وتقدمت ودخلت المفتاح في الباب وأول ما سمعت صوت القفل حست بعصرة في قلبها , فتحت الباب وطالعت من زاوية عينها لداخل الغرفة , كانت ريحة الهواء المكتومه تحمل ريحة معطر الجو اللي دايم يستخدمونه , تخطت عتبة الباب وانعصر قلبها أكثر لمن شافت فستانها المرمي على السرير بجانب صندلها العالي وبعض أشياء الفرح , تحركت بسرعة وشالت الفستان والصندل وحطتهم على جنب وتحركت لدولاب الملابس تبغى تفرغ أشياء البندري الباقية واللي سابتها عندهم لأنها ما تبغى تاخذها لأمريكا وفي نفس الوقت ما تبغى تتخلى عنها , حاولت قد ما تقدر ما تجي عينها على سرير البندري ودرجها وركنها الخاص فيها , سحبت الكرتون اللي جابته لها نور وشالت ملابس البندري بسرعة وحطتها في الكرتون , كانت محرمة عليهم يتدخل أحد ويمسك أشياءها غيرها هي , وقفت الهنوف عند الباب تطالع فيها بتماسك وهي الثانية تحاول ما تطالع في سرير البندري اللي كان لحافه منزاح على نفس الوضعية اللي كانت نايمه فيه آخر مرة , فرغت العنود الدولاب بسرعة وتحركت للسرير , شالت اللحاف وهي تحاول تبعد طيف البندري عنها , طبقت اللحاف وحطته على جنب وشالت غطاء السرير وطبقته و نزعت لبس المخده وحطته على جنب , وتحركت بعدها وتساعدت مع نور وسيتي و شالوا الطراحة وخرجوها , سابت التسريحة زي ما هي لأنها مشتركة بينهم وتوجهت للدرج , أول ما فتحته جات عينها على المجلات اللي كانت دايم تقرأها , سحبتها ورتبتها في كرتون جديد ولمن وصلت لدفاترها المحتفظة بها من أيام الثانوي شالتها وحطتها فوق سريرها , كان من المستحيل عليها إنها تتخلص منها , نظفت الأدراج وخلتهم يشيلونها بكاملها و لمن وصلت للركن الخاص فيها واللي يحوي كل هداياها و تذكارتها اللي تحب تحتفظ فيها حست إنها بتتخلص من البندري ذاتها , تحركت الهنوف وخرجت من الغرفة عشان تتأكد إنه أمها ما صحيت من النوم لأنهم ماكانوا يبغونها تحضر هالموقف , ترددت العنود للحظة وبعدها حطتها كلللها في كرتون صغير بعد ما شالت أوراق التذكارات وقالت لسيتي : سيتي حطي كل هالأشياء مع التبرعات , والمجلات والأوراق كلها تنحرق ..
و لمن خرجو بالكراتين , طالعت في السرير الفارغ ولفت على لحافها ومخدتها اللي لسه ما شالوها , اغتنمت إنه ما في أحد عندها وحضنتها بقوة وهي تشم ريحة عطر البندري المميز , حست بالدموع تحرق عيونها لكنها كبتتها بقوة وبعدت عنها قبل محد يجي ويشوفها , ولمن جووا الشغالات وشالوها طالعت فيها بحسرة وهي تغرق في ذكريات سنين عاشتها مع البندري في نفس الغرفة , حتى دعاويها وهي تطلب من ربها إنه يفكها من البندري وإزعاجها استعادتها , خرجها من ذكرياتها يد حنونه على كتفها , التفتت للوجه المحمر من البكاء وابتسمت وقالت بصوت متحشرج : مدينه تصيحين على إيه إنت ووجهك ..
قالت سيتي وهي تمسح دموعها بطرف طرحتها : اس هادا أنووووووود , اس مدينـــه أنا سيتيييييييييييييي ...
ضحكت العنود رغم وجعها وقامت وتساعدوا عشان يقلبون السرير الخشب اللي عزمت تخرجه , كان ثقيل فقالت نور : سيلي هذا خشبة أول بأدين سيلي سرير ..
أول ما شالوا الخشبة اللي تسند الطراحة انصدمت العنود باللي شافته تحت السرير ..
↚
في الرياض يوم الأربعاء 12 / 9 / 1427 هـ :
في شقة نجلاء بعد صلاة العصر :
ابتسمت نجلاء لسحر الجالسة بهدوء جنب أبوها اللي قال : كيف حالك يا هيومه ؟؟
ابتسمت هيام لخالها وقالت : يسرك الحاااااااااااال , كيف حالك خالو ؟؟
قال بهدوء : الحمد لله , جزاكم الله خير على الدعوة ..
قالت هيام : إيييييه وجدتي سلمى ودها تذبحنا تقول ما لقيتم تعزمونه إلا يوم الربوع ..
ضحك وقال : ما عليك جدتك أروح لها إن شاء الله بعد التراويح ..
قالت نجلاء : بنات روحوا لوسام , أكيد حايسة في المطبخ ..
قامت سحر وهيام وراحوا وهيام تسأل سحر بحماس عن شعورها إنها بتقابل زوج وفاء وأولادها ..
طالع عبد الكريم في نجلاء وسأل بهدوء : فهد رجع واتصل عليك ولا حاول يجيك ؟؟
هزت نجلاء راسها وبدأت دموعها تنزل بلا مقدمات , قام من مكانه وجلس جنبها وقال بقلق : خير يا نجلاء ..
همست بوجع : أي خيييييييييييير ؟؟ أي خير وأنا من أمس ما غمض لي جفن , عقلي ما وقف من كثر التفكير وقلبي مع كل دقيقة يزيد وجعه ..
حط يده على ظهرها بحنان وقال : نجلاء إنت تعرفيني و ..
قاطعته : مو عشاني أعرفك قلت لازم أقولك , لازم أستشيرك ..
ولمن شافت نظراته الهادئة المتزنة بدأت تحكيه الحكاية بتلعثم لكن على إنها جارتها هي اللي شكت لها اللي صار وقالت كل شي و أغفلت صاحب الاتصالات , كانت تشوف ملامح عبد الكريم المذهوله وبعدها المتقززة الممزوجة بوجع وأخيرا الألم الصارخ , قال بهمس : لا حول ولا قوة إلا بالله , لا حول ولا قوة إلا بالله , اللخ يجيرنا , أي أب هذا ؟؟ مستحيييييييييييل اللي أسمعه , أي أب هذا ؟؟
قالت نجلاء بتوتر : طيب اش الحل ؟؟ الحرمه المسكينة مهي عارفه اش تسوي ؟؟ توها اللي عرفت ..
قال بهدوء : تروح تكشف على البنت ..
قاطعته : البنت مقتنعه إنها ما عاد هي بنت و المشكلة إنه البنت كبيرة ورفضت خطاب كثير ..
قطب حواجبه وقال : أنسب حل إن الأم تصارح أحد من العايلة ثقة وتقوله على الموضوع بدون ما يدري الأب وتخليه يتصرف مع الأب يخليه يعترف عشان يطلعون ورقة طبية للبنت ولا يحل المسألة بأي شكل ثاني ..
سألته بلهفة : ممكن يطلعون تقرير طبي ..
قال : ممكن لكن بصعوبة , يعني المفروض يكون التقرير بعد الحادثة ومن كانت صغيرة , لكن وهي كبيرة صعب جدا إنهم يطلعون لها تقرير طبي , هي كم عمرها البنت ؟؟
قالت باندفاع : 33 سنة ..
انصعق من العمر ومن عقله اللي بدأ يأكد له بعض التوهمات اللي كان يبعدها عنه , غطت نجلاء فمها وطالعت فيه برعب زاد لمن فز عبد الكريم وهو يهمس بصوت غريب : إنت تتكلمين عن وسام ..
هزت راسها بلا وحاولت تتدارك الموضوع لكن صرخة القهر اللي اختلطت بصوت اصطدام قبضته بالجدر خلتها تسكت , جلس على الكنب بانهيار وغطى وجهه وهو يتنفس بحدة , دخلت سحر جري ووراها هيام , طالعت سحر برعب في أبوها وقالت : أبويـــه ..
وجريت له , أش لها ما تقرب منه وقام بسرعة وخرج من المجلس , وسام اللي جات لعند الباب تراجعت واندست لمن شافته خارج بسرعة , طبق باب الشقة وراه بقوة , دخلت للمجلس وهي تسمع سحر تسألها بخوف : عمه اش صااااااااار ؟؟ اشبه أبويه ؟؟
ولمن شافت نظرة نجلاء مركزة عليها حست بطعنة في قلبها ~ لاااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااا ااااا , لاتقولين إنك قلتيله ؟؟ تكفين يا أمي لا تقولين إنك فضحتيني !! لاااااااااااااااااااااااا اااااااا ~ بعدت عن باب المجلس وجريت لغرفتها , صكت الباب بالمفتاح وجلست على السرير وهي قابضة على موضع قلبها اللي تحسه بيخرج من شدة ضربه , غمضت عيونها وغطت فمها عشان ما تصرخ بطول صوتها وصوت بداخلها يردد ~ عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم , عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ~ آية كانت دائم ترددها معلمتها في الثانوي و اللي توفت بالسرطان في عمر يناهز الـ 34 , معلمة كيمياء كان لها عظيم الأثر في قلبها الغض اللي ما سمح له عقلها بأن يحلم أحلام الشابات في سنها بعريس يعشقها ويدللها , بيت صغير يضمها معه وتكون هي ملكة هذا البيت , إيمان هالمعلمة وصبرها وحضورها للمدرسة لأداء واجبها رغم أوجاع المواد الكيماوية اللي تسري في دمها واللي صحرت لها رأسها اللي كن يرفل بشعر طويل هو اللي منحها بعد الله هذا الإيمان الراسخ إنه ما أحب الله عبدا إلا ابتلاه , وما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك وخلاها تردد دائما عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم , أخرجها من عمق آلامها صوت نجلاء اللي دقت الباب وهي تقول : وسام افتحي الباب ..
لأول مرة في حياتها تتلحف بلحافها وتغطي راسها بالمخدة وهي تتجاهل نداءات نجلاء , كانت تحس بطعنة في قلبها وبجسدها أصبح عاري رغم الملابس اللي تثقله , ضغطت على المخده أكثر وهي تصرخ بداخلها ~ سيبونيييييييييييييييييييي يييي , ما أبغى أحد , ما أبغى أحد ~ ..
***************************
في جدة :
في فيلا حمده قبل أذان المغرب :
كانت سفرة الرجال ممدوده في غرفة حمده ومحطوطه كل الصحون فيها , وسفرة الحريم اللي في المجلس شبه خالية , لفت سارة المربعة على صدر السفرة بوزها وقالت : نصووووووم نصوووووووووم ونفطر على بصل ..
ضربتها سمية على راسها وهي تقول : من وين جايبه هالكلام يا لخبلة ؟؟
قالت سارة وهي تحط يدينها على خصرها : اش معنى الرجال عندهـــم من كل شي
اثنيييييييييييين هااااااااا وإحناااااااااا يا حسرة , نحلف على اللقمة هااااااا ..
طالعت فيها العنود وقالت بتريقة : إحلفي إنت بس هااااااا , إحلفي ..
قالت ببراءة : والله ..
دفتها وقالت : أقووووووووول قومي بس , قال نحلف على اللقمة أموت وأعرف مين حفظها هالكم كلمة ..
طالعت فيها سارة وقالت : موعشانك نحيفة عصلا هاااااااا ما تاكلين تحسبينا زيك ..
قامت العنود من السفرة وقالت : أنا عصلا يا أم كرررررررررش ..
جريت سارة لأمها وهي تقول : يا ماما مكنسة خشب تلحق ورايا ..
جرتها العنود من شعرها و نورة تقول : بنت , استحي هذا طولك تراعين بزرة ..
قالت العنود وهي ترجع لمكانها في السفرة : عمتي هذي بزره والله لسانها متبري منها الملسونة ..
لفت سارة بوزها ولمن شافت أسماء جالسه على السفرة قالت بلا مقدمات : أسماء جالسه على السفرة لييييييييه وأنا شايفتك هااااااااا اليوم الظهر تاكلين ساندوتش جبنه ..
تلون وجه أسماء وانفجروا البقية ضحك خاصة لمن ضربتها أمها وهي تقول : بس , صدق ملسونه , قلت لك عشانها وجعانه وبطنها تعورها فطرت ..
حكت سارة ذراعها وقالت : طيب أنا وجعانه و أكح ليش ما أفطـــر زيهاااا هاااااا ..
قالت العنود : ويعل يصيبك ما صاب أسماء على وعسى تعقلين ويصير عنك شوية مخ ..
سألتها سارة ببراءة : ليش الوجع يعقل الواحد ؟؟
زاد ضحكهم على براءتها , قالت العنود : سارونه تراني فاهمتك زيييييييييين , كنت زيك وأنا في عمرك أحط نفسي غبيــــــــة وأنا أعرف الكفت وين يودي عياله ..
مدت ساره لسانه وعضته وعيونها تلمع بلمعة شقاوة , لفت ريم على العنود وقالت : إلا صح , وين يودي الكفت عياله ؟؟
وبعد الإفطار قاموا يصلون وبعد ما رجعوا الرجال من الصلاة نادت العنود جاسم و قالت وهي تناوله ظرف مغلف : شوف أمانه معاك ما يفتح هالظرف إلا أزهار ..
أخذ الظرف منها وقال : ترا الأمانه ما تجوز ..
قالت : طيب أسألك بالله , هذا الظرف خاص بأزهار , ومن يوم تعطيها إياه خليها تتصل علي ..
طالع في الظرف الأبيض المكتوب عليه بخط اليد (( خاص بأزهار )) وسأل : طيب من مين ؟؟
سكتت للحظة بعدين قالت : مني , أعطيها إياه وخليها تتصل علي ..
هز أكتافه وراح وهو شايل الظرف , طالعت في الظرف بصمت وهي تتذكر صدمتها لمن شافته تحت السرير , رجعت للمجلس وهي تحس عقلها في عالم ثاني , كان ظرف أزهار محشور مع ظرفين ثانية , فتحت شنطتها وطالعت في الظرفين بتردد ورجعت قفلت الشنطة , كانت تحس ضربات قلبها تزيد كل ما فكرت بالمظاريف واللي بداخلها ..
********************************
في الرياض :
في شقة نجلاء :
رفعت سحر راسها لمن حست بعيون تحدق فيها , أول ما وقعت عيونها على راكان وريان خفضوا بصرهم وكل واحد يدق الثاني ويحط نفسه يتكلم معاه , ابتسمت ولفت بإحراج على ماجد زوج وفاء واللي يعتبر أبوها بالرضاع , هي دخلت وصافحتهم باليد وجلست قريبة بعيدة عنهم , قالت وفاء تكمل السيرة الذاتية : سحر , راكان خاطب بنت عمه وإن شاء الله ملكتهم قبل زواج ماهر وريان لسه باقي له سنتين ويتخرج ..
قالت رولين أختهم اللي في الثانوي : وصاج راسنا يدور على عروسة ..
ابتسمت سحر لمن شافته يفرصع عيونه لها يعني اسكتي ~ هذولي أخواني , وااااااي يا حلاة السالفة أنا أكبر منهم يعني أخوان أصغر مني أخيراااااااااا ~ صح ماكان ذاك الفرق بينهم , راكان أصغر منها بسنتين وريان بأربع بس برضوا اسم إنهم أصغر منها , كانت تفضل إنها تلتزم الصمت في أول مرة لكن راكان وريان اللي خبالهم يشبه خبال التوأم خلوها تضحك على تصرفاتهم وهي تجاوب على أسئلتهم الطويلة العريضة بدون تكلف ..
قامت نجلاء من عندهم لمن شافت عبد الكريم يطالع فيها بنظرات غريبة وراحت وسابت لهم المجلس , شافت هيام عند الباب تتسمع للي يصير , قالت بغيض : متى يروح ماجد ؟؟ طولها وهي قصيرة , أبغى أدخل أتونس مع سحر وريانو وراكانو اش هذاااااااااا ..
ولحقت أمها وهي تزن على راسها , طالعت نجلاء في غرفة وسام اللي ما زالت مغلقة وهي تحس بقلق عليها ..
: نجلاء ..
↚
التفتت لعبد الكريم وقالت بلهفة : هلا ..
لف عبد الكريم على هيام وقال بلطف : ترى راح ماجد إذا تبغين ..
ماخلص كلمته إلا وهي طايرة للمجلس عند أختها وعيالها , طالع في نجلاء وقال : وسام دريت إنك ..
قالت تقاطعه : حست , أنا ما قلتلها لكنها فهمتها ومن دريت وهي قافلة على نفسها الباب من قبل الفطور ..
زفر وقال بحزم : ما في إلا حل واحد ..
طالعت فيه بامتنان وهي تقول : قولي ريحني ..
قال بهدوء : وطبعا لازم ما نستعجل فيه , أبغى أدور لها بنفسي على شخص ثقة ممكن يقدر ظروفها ..
قالت متفاجئة : قصدك عريس ؟؟
هز أكتافه وقال : هذا الحل الوحيد لكن ما بأقدم على هالشي إلا برضاها , و إذا كان هي مرتاحة بوضعها الحالي أنا لا يمكن أضغط عليها وأجبرها على فعل شي هي ما ترضى به , هذا اللي أنا أقدر عليه غيره ما عندي حل , وشوفي لا تكلمينها دحين , خلي الموضوع يهدأ شويه لأنها أكيد مجروحة , يعني على العيد كذا إذا ربي أحيانا تكون نسيت الموضوع , فاتحيها فيه وقوليلها إنه وعـــد مني محد يدري بهالموضوع واسمها ما بأقوله إلا لمن أتأكد تمااااام التأكد إنه هالإنسان راضي بها وبوضعها , اش رايك ؟؟..
فكرت نجلاء طويل وهزت أكتافها وهي تقول : أنا لو عندي رأي كان ما لجأت لك , إنت رجال وأحكم مني في هالمواضيع , أنا بأسوي زي ما إنته تقول والله يقدم اللي فيه الخير ..
زفر وقال يأيدها : الله يقدم اللي فيه الخير ...
****************************
في جدة :
حست بخفقات قلبها تهدر وهي تطالع في الأوراق برعب ~ مستحيل , اللي قاعدة أقرأه مستحييييييييييييييييييييي ل , هذا كابوس , كابوووووووووس ~ رمت الأوراق وطالعت فيها كإنها تطالع في وحش مفترس , هزت راسها بلا ورجعت سحبت أول ورقة خرجتها من المظروف (( لمن تقرئين كلماتي هذه حأكون وقتها ماني موجوده و .... )) رمت الورقة دارت في غرفتها وهي تقول : مستحيييييييييييييييييييل اللي قاعد يصير مستحيل ..
ولمن انفتح باب الغرفة التفتت وهي تصرخ : مين سمح لك تدخلين ..
انصدمت ريم من ردة فعلها ووقفت متصنمة عند باب الغرفة , قالت عهود وهي تتقدم لها بعصبية : في شي اسمه استئذااااااااان ..
ودفتها برى الغرفة وصفقت الباب بكل قوتها , غمضت ريم عيونها بقوة وحست بالهواء يصفع وجهها من قوة الصفقة , فتحت عيونها بذهول وقالت : بسم الله الرحمن الرحيم , هذي اش فيهاااااااا ؟؟
زفرت عهود بقوة وطالعت في الأوراق ودعستها بغيض وهي تقول : لساعك ما متي , مامتي , هذي لو أحد قراها ..
وتفلت على الأوراق بغيض وراحت لجوالها ودقت على رقمها بسرعة , أول ما وصلها الصوت الأنثوي الرخيم قالت بسرعة : جي جي إلحقيني ..
*************************
ما كان هاين عليها تصحيه من نومه , تعب وهو يسوي العفش والكنب والأشياء زي ما تطلب منه , دنقت عليه وهزته بخفه وهي تهمس : عمور , عمور ..
فتح شويه من عيونه وهو يقول بصوت نايم : هاااااااااا ..
ضحكت على صوته وهمست : تراني عاير تلك الساعة قبل صلاة الفجر بساعة وحطي تلك السحور في الفرن بس سخنه شويه وكله طيب ..
همهم بشكر غير مفهوم , مسدت شعره وهمست : أنا رايحة دحين , مع السلامه ..
وسلمت على راسه وخرجت وهي تعدل عبايتها , شهقت وهي تسمي لمن شافته قدامها وسط الظلام وهمست : جسوم , بغيت تجيب أجلي ..
رماها بنظرة حاده وهو يقول : لا والله , ليه ما حضنتيه كمان و ..
حطت يدها على فمه وبعدته عن الغرفه وهي تهمس : لا تصحييييييييييه , تعب من كثر الشغل , بعدين اش هالغيرة أخويه ..
رماها بنفس النظرات , ضحكت وهمست بلغة عربية فصحى : هو أخي الوحيد و أنت زوجي الحبيب العتيد ..
وسحبته من يده وهي تطفي نور الصالة وتخلي نور المطبخ والمدخل : يلا تحرك يا مدلع ..
ولمن شافها وهي تتغطى وتلبس قفازتها رغم إن الساعة 1 الليل ابتسم وقال يازحها : حي على الجهاد ..
رمته بنظرة حاده وقالت : لا تتريق ..
وكملت بدلع : ترى يتأزم ...
كمل عنها : النونو , يا ذاااااااا النونو , حتى أبوي طايح فيه هو وأمي , لا تزعلها ترى الجنين يتأثر , لا تكدر خاطرها ترى الجنين يحس بأمه ..
ضحكت من قلبها وقالت : الله لا يحرمني من بابا وماما حبايب قلبي , ما يحس فيني وفي ضعفي إلا هم ..
صك الباب وتبعها وهو يقول : الله يا ضعفي , والله ما دروا عنك قووووووووية ..
لفت عليه ورفعت غطاها وطالعت في ببراءة وقالت وهي ترف بعيونها : أنا قويه ؟؟ أنا أضعف ما خلق ربي ..
سحب الغطى وقال : إمشي قدامي وإنت ساكته , قال أنا أضععععف ما خلق ربي قال ..
ولمن ركبوا السيارة , تذكر وقال : في ظرف من العنود تلقينه ...
وصرخ وهو يقول : جلستي فوقه ..
بعدت عنه بفجعة وقالت وهي تسحب الظرف من تحتها : فجعتنييييي ..
قال : غصب ما تحسين , إنتي مو الأميرة وحبة الفول إنت الأميرة وحبة الحبحب ..
قالت باستنكار وهي تفتح الظرف : جاااااااسم ..
قال مؤكد : إلا المرة اللي فاتت جلستي على جوالي وما حسيتي و المرة اللي قبلها نظارتي الشمسية و عفتي يدها المسكينة و ...
قاطعته بعصبية وهي تسيب الظرف : محد قالك تحط أشياءك على مقعدتي ..
قال بضحكه من عصبيتها اللي صار يموت عليها : وإنت ليش ما تطالعين لمن تجلسين هاااااااا !!! ..
لفت عليه وأشرت على غطاها وقالت : أنا أشوف شي من غطاي , بعدين محد قااااااالك تخلي مكاني طاولة تحط عليها أشياءك , يا خي حطها قدامك ولا بين المقعدين و لا...
وسكتت لمن شافته يقاوم ضحكته , مسكت الظرف وضربته به وهي تقول : لا عاد تعصبنييييييييييييي لأنه ...
قال قبلها : يأزم النووووووونوووووووووو ...
وانفجر بالضحك , قالت بغيض : لازم أدور شي ثاني غير يأزم النونو ..
وخرجت الأوراق من الظرف , أول ما لمحت صورة البندري المقربة لوجهها المبتسم حست بالسكاكين تنغرز في قلبها , رجعت الأوراق بسرعة وصكت الظرف وهي تدعي إنه جاسم ماشاف شي , التفت لها جاسم وسأل : اش فيه ؟؟ اش راسله لك العنود ؟؟
قالت وهي تتمالك نفسها : أسرار حريم ..
ورفعت غطاها وطالعت في الكتابة اللي على الظرف ومن شافت الخط عرفت إنها من البندري , غمضت عيونها بقوة وهي تصرخ بداخلها ~ عشان كذا الصور حراااااااااااااااام , لأنها تجدد الأحزان , آآآآآآآآآآآآآآآآآآه يالبندري , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ياقلبي ~ , تمالكت نفسها إلين وصلت البيت , وبعد ما نام جاسم خرجت من غرفتها وراحت لغرفة التلفزيون , طالعت في الظرف بتردد ورجعت فتحته بيد مرتجفه , أول ما شافت صورتها , كانت متكيه بذقنها على يدينها المعقودة وتطالع في للأمام بثقة وانطلاق , عيونها , بسمتها , كل شي فيها كإنها حيه أمامها ضمت الصورة وصاحت من قلبها ~ ربي ما يحرم شيء عبث ~ حست بكل أوجاع الدنيا ترجع لها , كل حزنها اللي حسته وهي تصحيها وهي على سرير الصالون يرجع , بعدت الصورة وتأملت الصور اللي بعدها , صورة لها وهي متلثمه بطرحتها وثانية بشماغ و ثالثه بطرحة وهي كاشفة الوجه ولمن وصلت لكومة الأوراق المطبوعة بالكمبيوتر لقيت ملاحظة صغيرة بخط اليد عليها (( هذي الصور هي بداية طريقي معه , هذي هي أول صور تبادلتها معاه )) ..
شافت الأوراق المطبوعة كانت عبارة عن محادثاتها معه في الانترنت , تصفحتها بسرعة بدون ما تطالع في أي حرف فيهم وتوقفت عند ورقة بيضاء كتبت فيها بخط اليد ..
(( لمن وقع علي جاسم وعرف كل شي , ضربني ضربة وحيدة لكنها انحفرت بقلبي و كسر جهازي وكان هذا ليلة زواجك , ولمن تذكرت إني حافظة كل أشيائي في فلاش ميموري قررت إني أطبعها لك لأني أعرف إنك بتستفيدين منها , أبغاك تخلين منها عبرة لكل وحده حاولت تمشي في طريقي , كيف هذا إنتي شوفي لها حل لأني بأكون في أمريكا إذا ربي أحياني , وياليت ما تتصلين علي بعد ما تقرئين الأوراق لأني مستحية منك ولأنه الدقايق لأمريكا غاليه , يعني لا تقصمين ظهر أخويه بالفواتير هههههههه , إذا تقابلنا بعد فترة قوليلي إش سويتي في هالأوراق وقوليلي رأيك فيني , وإن شاء الله حأقولك أنا وقتها إنه هذا كله ماضي وإني صرت أحسن و .... لا تنسيني من دعائك ........ صغيرتك بندوري ))
هزت راسها وهمست : ما بأقابلك في الدنيا يا البندري , ما حأقابلك فيها أبد ..
ولمن جات بترجع الأوراق شافت ورقة بداخلها , خرجتها و انصعقت بالكلمات المكتوبة فيها , انزلقت الورقه من يدها وطاحت على الأرض , حطت يدها على موضع قلبها ورجعت طالعت في الورقة وهي تهز راسها بلا وغطت وجهها وهي تهمس : رحمتك يارب , سترك وعفوك ياااااااااااارب ..
(( عهود يا أزهار , انتبهي منها تراها تكرهك لأنه جاسم كان مفروض يخطبها قبل ما يصير الحادث ويتزوجك وحتى بعد الحادث كانت على أمل إنك تتطلقين ويرجع لها , هي مستحيل تتنازل عنه لأنه الوحيد اللي ممكن يستر عليها وما يفضحها , تراها معايا في نفس المركب ومازالت , سامحيني ما قدرت أوقف في وجهها بعد ما تبت , ولا قدرت أغير منها شي , سامحيني )) ..
↚
دخلت غرفة النوم اللي كانت مظلمة , ومن النور المتسلل من الصالة شافت الأوراق المتناثرة , طالعت في أختها المستلقيه على السرير و لاحظت إنها تبكي بصمت , جريت لها ولفتها وهي تهتف : عنووووووووووود , اش فييييييييييييييييك ؟؟
~ يمكن تذكرت البندري لأنها أول مرة تنام هنا , يمكن فقدتها , ولا ~ سكتت وهي تطالع في الأوراق , تقدمت لها وانحنت , قبل ماتلمسها وصلها صوت العنود المخنوق وهي تقول : لا تقرينها , لا تلمسينها ..
رفعت الهنوف نفسها وطالعت في العنود اللي رجعت دفنت وجهها في المخده وهي تقول : هنوف الله يخليك أبغى أكون لوحدي ..
تقدمت الهنوف وزحفت اللحاف ودخلت جوته وضمت العنود وقالت بعناد : و أنا ما أبغى أكون لوحدي ..
وغمضت عيونها بقوة , ابتسمت العنود من بين دموعها وقالت : صدق لا قالوا عنك خبلة , يعني دحين لا غمضتي عيونك بقوة ما بأقدر أشيلك وأرميك برا الغرفة ..
ومسحت دموعها وتغطت باللحاف وهي تدفن وجهها في المخده , وبعد لحظة صمت طويله ما يخترقها إلا صوت المكيف اللي يعلو بين فترة والثانية مختلط بشهقات العنود اللي حاولت تكبتها قالت بصوتها المخنوق : تخيلي خطبني وملك علي وهو يحسبني صايعة ..
رفعت الهنوف راسها وسط الظلام وسألت بحيرة وهي تحاول تشوف تعابير أختها : مين قصدك ؟؟
قالت من بين شهقاتها وهي تمسح دموعها بقفى يدينها : من غيره , المحروس الدببببببببب عدنان ..
هتفت باستنكار : عدناااااااااان , يحسبك صايعة ليه ..
أشرت على الأوراق وهي تقول : طالعي محادثات باسمي معاه , و كللللللها يهزئني فيها وأنا ألاحق وراه ...
قامت الهنوف وفتحت النور وتوجهت للأوراق تحاول تستوعب والعنود تكمل بألم : لا وآخر وحده كاتبه فيها اسمي بكل جرأة ووقاحة و راسلة صورتي تخيليييييييييي ..
وانخرطت في بكاء مرير وهي تكمل : الحماااااااااااار , الدبببببببببببببب , ليش تقدم لي و خطبني ؟؟ ليش وهو يعتقد إني صحبة هالمحادثات ؟؟..
قالت الهنوف وهي تطالع في بعض المقاطع المكتوبة : وإنت مين وصلك هالكلام ؟؟
قالت بوجع وهي تقوم عن مخدتها : البندريييييييي , البندري تقول إنه عهود اقترحت عليها هاللعبة على عدنان لأن جاسم دايم يقول عليه ما هو حق بنات وخرابيط , ولمن صفعت عهود ذاك اليوم عند باب الكلية ليش كانت فاتحة وجهها وسيارة شباب واقفة ترمي عليها بالكلام حقدت علي وكتبت لعدنان إنها أنا ..
شهقت الهنوف وقالت : البندرييييييييييييي , متى ؟؟..
مسحت العنود عيونها وقالت : البندري كاتبه لي في رساله إنها ما رضيت باللي يصير لكن عهود هددتها بشي ما تقدر تقوله لي دحين , يمكن بعد ما ترجع من أمريـ ....
وصاحت مرة ثانية وهي تقول : ماكانت تدري إنها ما بتروح هناك , ماكانت تدري إنها بتمووووووووووووت ...
قامت الهنوف وضمتها وهي تقول : مو هذا الموضوع الآن , الموضوع هو عدنان ..
قالت بعصبية : لا تجيبين سيرته الدبببببببببببببببببببببب بببب , والله لا أذبحه , لا يكون على باله ما خذني شفقة علي ليش أحبه ومتيمه فيه , ولا يحسب نفسه متحسن علي ..
وصرخت بقهر وهي تشد على لحافها , قالت الهنوف بخوف : عنووووووود ..
طالعت فيها العنود وقالت بغيض : وأنا أقوووووووووول ليش ما يتصل ويسلم , آآآآآآآآخ يالقهر , كرهتـــــــــــــه الحمااااااااااااااااااااا اااااااااااااار ..
قالت الهنوف : إنت تصبين غضبك على الشخص الغلط , أنا أبغى أعرف عهودو من فين جابت صورتك وأرسلتها ..
قالت العنود وهي تضرب صدرها : عهودو خليها عليه إن ما ربيتها الحيواااااااااااانة , لكن القهر مو منها , ذيك الزفففففففففففففففففت مقدور عليها لكن عدنان ..
سكتت للحظة و صرخت بغيض : أكرهـــــــــــــــــــــ ه ..
ضحكت الهنوف غصب عنها , رمتها العنود بنظرات غيض وهي تقول : تضحكين ليه ؟؟
حمحمت الهنوف وقالت : أصلا إنت متى لحقتي تحبينه عشان تكرهينه ؟؟
مسكت العنود مخدتها ورمتها على الهنوف وهي تصرخ : فاااااااااااااااااضيـــه , إنقلعي برااااااااااااااااااااااا ااااااااااا ..
قالت الهنوف وهي تضم المخده اللي ضربت في وجهها : أنا أتكلم من جد , الموضوع ما يحتاج هذا الصراخ كله , عدنان وصار زوجك , اش بتسـ ...
: اطلعي برااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااا ..
شردت الهنوف من الغرفة وتوقفت لمن وصلتها صرخة العنود : رجعي مخدتي يا سراااااااااااااااااقه ..
انتبهت للمخده اللي بين يدينها ضحكت ورجعت للغرفة ورمتها للعنود اللي طالعت فيها بحقد وهي تقول ببرود وهي تمسح دموعها : صكي الباب ..
ولمن ابتسمت صرخت : لا تبتسميييييييييييين ..
رصت شفايفها وصكت الباب , طالعت فيه بابتسامة وقالت : الله يعينك يالعنود ..
سحبت العنود أنفاس متقطعة ومدت يدها لعلبة المناديل ولمن حست الفراغ التفتت له ولفت بوزها لمن لقيتها مغلقة , رمت الكرتون على الأرض مع الأوراق اللي حستها تنزل عليها زي الصواعق , البندري أرسلت لها الأوراق اللي ما قدرت تواجهها بها وهي تعتقد إنها بتكون بعيدة عنها بالمسافات والجسد فقط , ما دريت إنها وقتها بتكون بعيدة عن العالم كله بجسمها روحها ..
سحبت جوالها ونزلت الأسماء بسرعة إلين وصلت اسمه (( عدنان ولينا )) جات بتضغطه ورجعت تراجعت , لأنها معصبة وهي معصبة ممكن ترمي كلام زي السم على الطرف الثاني , بعدت الجوال عن يدها وهي تستهدي بالله , وأول ما تذكرت وحده من عباراته اللي كاتبها (( يفضل إنك تشغلين نفسك بشي أحسن من هاللي تسوينه )) , صرخت بغيض وقالت : لاااااااااااااااا وكله كوووووووووووووم و النك نيم كووووووووووووم , قال حورية بحر جدة وعععععععععععععععععع , أنا أكتب زي هالاسم وعععععع ..
ورجعت ربعت فوق سريرها وسحبت الجوال , طالعت في اسمه وغيرته لـ ( الدب ) ورجعت رمت الجوال بعيد عنها , غمضت عيونها تحاول تهدي نفسها ورجعت سحبت الجوال ودقت رقمه , ولمن تذكرت إنه يحسبها تحبه وميته عليه وإنه أكيد ما يتصل عليها لأنه عارف إنها بتتصل عليه صكت الجوال بسرعة ~ كيف ينحل هالموضووووووع كيييييييييييييييف ؟؟ أنا أستحي أقوله الحمد لله كيف أفتح معاه موضوع ليش خطبتني وإنت تعتقد إني صايعة ولا إني أنا من جد اللي كنت أراسلك , أصلا بيصدقني لو قلت له وحده حيواااااااااانه حقيرة من بنات عمي سوت فيني هالمقلب انتقام و .... ~ صوت رنين الجوال خلاها تفز من مكانها من الفجعة , طالعت في الجوال من دون ماتلمسه ولمن شافت ( الدب يتصل بك ) حست بقلبها في حنجرتها جريت خارجه من الغرفة وهي تصرخ برعب : هنووووووووووووووووووووووو وووووووووووف ...
وفتحت باب غرفة الهنوف اللي كانت توها جالسه على السرير ومعاها مصحفها , فزت من سريرها وقالت : خيييييييييييييييييييييييي ييييييييييير , اش فيييييييييييييييييييك ؟؟ بتصحين أمي وأبويه يالمجنوووووووووووونه ..
أشرت لها على غرفتها وهي تنط وتقول : إلحقيني , إلحقيني ..
شهقت الهنوف وقالت بخوف : صرصار في غرفتك ..
ضربتها العنود وقالت بعصبية : لااااااا , هذا الدب متصل علي ..
عقدت حواجبها بحيرة وهي تقول : دببببببببببببببب ..
طقطقت بلسانها وقالت : لاااااا , قصدي .. هذا ... شسمه ...
وطقطقت أصابعها تحاول تركز أو تذكر نفسها وأخيرا قالت : عدنان ولينا , قصدي عدنان متصل بي ..
وسحبتها لغرفتها وهي تمسح بقايا دموعها وهي تقول : يكون حس بي ..
ضحكت الهنوف وقالت : كثري منها حس بك , ليه عنده قوة البايونك الستة ..
لمن وصلت للجوال سكت , زفرت براحة وقالت : صك , أشوه ..
وراحت تطالع في الجوال وهي تقول من دون ما تلمسه : توني كنت بأتصل عليه بألعن سلسبيله ..
رفعت الهنوف الجوال وقالت : وليش تطالعين فيه كذا كإنه بياكلك ؟؟
ولمن فتحت المكالمات قالت : والله إنك ماتستحين مسميته الدب , بنت في مكالمات صادره منك له ..
قالت العنود : بس ضغطت الرقم وقبل ما يرن صكيته يعني استحالة دق عنده ..
رن الجوال مرة ثانيه فرمته الهنوف لها وهي تقول : هو اللي يدق , ردي ..
هزت العنود راسها وقالت : مستحييييييييل , صدقيني بيسمع مني سبات تشيب راسه من كثر ما أنا حاقده عليه ..
قالت الهنوف بحزم : ردي , دحين يقول مطنشتني ..
لفت العنود راسها بعناد , مسكت الهنوف الجوال وضغطت الزر الأخضر وهي تشوف عيون العنود الناقمه , ناولت لها الجوال وهي تبتسم , أخذت منها الجوال بيد ومسكت يدها باليد الثنية وعضتها بقوة , سحبت الهنوف يدها وقالت بدون صوت : مجنونه ..
حطت العنود الجوال على إذنها بغيض , وأول ما سمعت صوته وهو يقول السلام جلست على السرير وهي تمسك بطنها , بالقوة مسكت الهنوف ضحكتها وجلست بعيد عنها وهي تسمعها ترد السلام بهمس ..
لحظة صمـــت تلاها صوته وهو يسأل : دقتي علي ؟؟
فتحت العنود عيونها على اتساعها وطالعت في الهنوف برعب وهي تقول بتساؤل : دقيت عليك ؟؟
غطت الهنوف فمها تكتم ضحكتها خاصة لمن قالت بكل ثقة : لا ما دقيت ..
قام عدنان من سريره اللي كان منسدح عليه و جلس وهو يبعد الجوال عن إذنه وشيك على المكالمات التي لم يرد عليها ولمن شاف اسمها قطب حواجبه باستغراب ورجع الجوال وقال بتأكيد : اسمك عندي في المكالمات ..
~ طيب مشيها ياحماااااااار , حط نفسك غلطت , لاااااااازم تحسسني إني أنا اللي كنت أبغى منك شي ~ التزمت الصمت إعلانا لعدم إعجابها باللي قاله ..
سكت لفترة كان يستمع فيها لأنفاسها , ولمن حس إنها ما حترد قال : عنود ..
قام من السرير وأرهف سمعه وهو مستغرب صمتها ~ هي المتصلة , صار شي , ليش ما تتكلم ~ ..
~ أكرهــــــــك من قلبي , ليش خطبتني وإنت شاك فيني ؟؟ عادي عندك تاخذ وحده صايعه زي اللي كانت تكلمك ؟؟ أكرهك ليش ما تتصل فيني ؟؟ ~ كانت أنفاسها تتسارع بدون ما تحس بنفسها وكانت دموعها تحاربها ..
أول ما سمع تغير نفسها قال بقلق : عنود متضايقه من شي ؟؟
صرخت بغيض بداخلها ~ لا يا شيييييييييييييخ هو لو أنا متضايقه بأتصل علييييييييييييييك , ليه قلوا حبايبي , أروح لهنوف , لسفسفه , لريماااااااان , ما لقيت إلا إنت اللي ما أعرفك عشان أشكي لك ضيقي ~ همست بصوت طلع مخنوق غصب عنها : لا ..
ولمن شاف إنه ما حيخرج منها بشي ابتسم وقال : طيب كيف حالك ؟؟
غمضت عيونها اللي انسكبت منها دمعتين وهمست : بخير ..
قامت الهنوف وخرجت من الغرفة , مسحت العنود دموعها ورصت شفايفها بقوة وهي تستمع للصمت المطبق ~ ما عنده شي يقوله , ما عنده شي يقوله , أكيد يستنى مني أدير دفة الحديث بما إني صايعة زماني ~ ..
وصلها صوته المتردد هو يقول بخفة : ترا أنا بخير في حالة تبغين تعرفين أنا كيف حالي ..
وتلاه صوته الثابت القوي بعد لحظة صمت يقول : تراني ما أعرف أخفف دمي ..
ابتسمت رغم ألمها ومسحت دموعها وهي تسحب شهقات طلعت غصب منها ..
حس بالخوف يتجمع في قلبه , سأل بصدمة : عنود تصيحييييييييين ؟؟
كان أكثر شي يكرهه في الحياة هو دموع الحريم , يكرهها ويحسها تهز جسمه هز , دار في الغرفة وهو يستمع لصوت شهقاتها اللي زادت , فرك جبينه بحيرة وسأل : أحد زعلك ؟؟
ولمن ما سمع جواب منها همس : مفتقدة البندري ..
أول ما سمعت اسمها زاد بكاها وهي تقول : لااا ..
زفر براحة وسأل : طيب اش اللي مزعلك ؟؟
مسحت دموعها وجمعت كل شجاعتها وطاقتها وقالت بحزم : أخلي جاسم يقولك ..
استغرب وقال : جاسم , اش دخله ؟؟
قالت : هو يقولك , مع السلامة ..
طالع في الجوال بتعجب وقال : مع السلامـ ..
وانصك الجوال قبل ما يخلص رده , طالع في الجوال بحده ورماه بقوة وهو يقول : هذي اش عندها ؟؟
وجلس على السرير وهو يسترجع كل اللي انقال كلمة كلمة يحاول يستوعب شي من اللي صار , ورفع الجوال بيدق عليها مرة ثانية وتراجع لأنه ما بيلقى منها أي جواب , انسدح بغيض وهو يقول : أموت وأعرف الشباب يصكون الخط وهم مستانسين ليه ؟؟..
طالعت العنود في الجوال وراحت جمعت كل الأوراق ورجعتها في الظرف الثالث الموجه لها وهي تحس بحقد على عهود , دخلت عليها الهنوف وقالت : ها كيف ..
قاطعتها العنود : #### ..
شهقت وقالت : يا وصخه يا قليلة الأدب , رمضان وآخر الليل وتسبين بهالسبة ..
زفرت وقالت بحزم : قلت له جاسم يقولك ..
شهقت وقالت : إنت بتعطين الأوراق لجاااااااااااااسم ..
قالت بحزم : إيوه أجل أضيع مستقبلي عشان أستر على عهودو اللي ما فكرت فيني لحظة وهي تسوي سواتها السوداء ..
قالت الهنوف : وإذا ما صدق جاسم أو عدنان ..
لفت العنود وقالت وهي تأشر بيدها : طقاااااااااااق يطقهم الاثنين أسوي اللي عليه والباقي على الله ...
وتداركت وقالت : أو صححححح ما يجوز هالكلمة , أسوي اللي عليه وكللللللللللله على الله ..
ابتسمت الهنوف وقالت : الله يقدم لك اللي فيه الخير ..
↚
يوم الأحد 30 / 9 / 1427 هـ :
بعد صلاة العصر بوقت :
: هذا آخر نهار في رمضان ..
زفرت سفانة وقالت بهمس وهي تقلب في الملابس المعلقة في المحل : تكفين يا ريم لا عاد تكررين هالجملة لأنها تجيب الغم ..
وبعدت عن علاقة الملابس وكملت : وبسرعة دوري على البلوزة الناقصة اللي تحتاجينها لأني لا يمكن أنزل في الليل لو على جثتي ..
قالت ريم وهي تقلب في الملابس بطفش : أنا مانزلت في الليل أول رمضان خلي عاد آخر يوم اللي كل الناس فيه تبدأ تتذكر أشياء بالكوم نسيتها طول رمضان ..
جات العنود وقالت : بنات هو السوق بضاعته معفنه و لا أنا ذوقي خرب ..
قالت ريم : والله السوق , ما عندهم غير القصير والعريان الله المستعان ..
قالت سفانة وهي تخرج تنورة عجبتها وانصدمت بطولها اللي يوصل للركبه : شوفي واجهاتهم وإنت تعرفين الحال اللي وصلوا لها بناتنا ..
ضحكت العنود وقالت بتريقة : لا ونزاعق , إلااااااااك يا رسول الله , نحري دون نحرك , عاشت فلسطين حرة أبية , الله المستعان ما وصلنا لهالإنحدار إلا بهالأشكال ..
وأشرت على وحده متعطره مكياجها كامل وعبايتها ضيقة تفصل كل عضو من جسمها لوحده , كانت تقول للبائع اللي خرجت عيونه وهو يتأملها : ما عندك مقاس أصغر , هذا واااااااااااسع ..
وحطته على خصرها بدون أي اهتمام , قالت ريم بحسرة : يا حبيبي هوه راح صيامه كله , فطرته بنت الإيه ..
استغفرت سفانة وخرجت من المحل وهي تسحبهم وهم يتابعون المشهد اللي قاعد يصير على مرأى الجميع ومحد فيهم فتح فمه بنصيحه أو استنكار ..
قالت العنود بغيض : يا ليت عندي جرأة أزهار كان رحت لها وقلت لها إنه المتعطره زانية ولازم تروح تتروش لمن ترجع بيتها ..
قالت سفانة : المشكله إحنا شاردين من السوق في الليل عشان ما نشوف هالمناظر ونشوفها في النهار ..
قالت ريم : ما شفتي اللييييييل والله تحلف صحبتي إنه السوق ينقلب مصخخخخخخررره في الليل كإنه رمضان والصوم في النهار بس ومن يفطرون تحل لهم كلللللللل المعاصي , الأغاني على أعلى صوت , والحريم يضحكون مع البياعين , تقول بعيونها شافت وحده تحط يدها على يد البياع وهي تسأله بدلع : وعشاني بكم ؟؟
قالت العنود : استغفر اللـــــــــه ..
وقالت سفانة : ريم واللي يرحم أهلك ترا أنا يوجعني قلبي من هالكلام فكيها سيرة..
تصنمت العنود قدام واجهة محل وطالعت فيه بابتسامة حزينة , التفتت لها سفانة وسألت : عجبك شي ؟؟
هزت راسها بلا وهي تصرخ بداخلها ~ محل البندري المفضل , ما تشتري إلا من عنده ~ وتحركت مبتعده عنه وهي تطالع في سفانة المتوجه مع ريم لسمية و الخنساء اللي جلسوا على مقاعد الإنتظار وهم محملات بالأكياس ~ بندوري , أمس جلست أنا والهنوف عند التلفزيون نستنى البيان وطلع الشهر كامل , تذكرت وقتها لمن كنا نتصارع كالعادة على مين يوصل الخبر , افتقدت هالمضاربة وقت دخول رمضان ووقت رحيله , بنوري إحنا نحاول نسير في حياتنا , مفتقدينك صح لكننا على أمل نشوفك في الجنة , عارفه لمن أحس بوجع فقدك أحزن على الكفار اللي يعتقدون إن الموت هو نهاية المطاف , ربي رحمنا بالإسلام و طمأن قلوبنا وسكنها بإنه لنا لقاء ثاني وبيكون خالد بإذنه تعالى في الجنان , بندوري ماما تعبانة , إلى الآن تعبانة , وبابا يحاول قد ما يقدر يورينا إنه صار أحسن ~ ابتسمت لمن شافت الهنوف جاية من جهة كشك الإكسسوارات ومعاها أسماء وهمست ~ الهنوف صايرة أقوى بكثيييييييييير , ياليتك تشوفينها , ما تقولين هذي الهنوف الساكته اللي أول , صايرة مخفوفه وما خذه من خبالي شوي , البنات كللللللللهم مفتقدينك ويذكرونك دوم صح بألم لكنه ممزوج بأمل إنك صرتي أحسن بكثير قبل موتك , الكل يقول إنك صرتي أحسن في الفترة الأخيرة , كلنا الحمد لله بخير , جده حمده صح تبكي عليك في كل جلسه وتتمنى لو إنها ماتت وإنت اللي جلستي لكن عمتي نورة ما سابتها في حالها وهي تقولها إنه هذا اعتراض وإنه الدعاء على النفس بالموت ما يجوووز , بندوري كلنا بخير , مفتقدينك , متوجعين لرحيلك لكننا بخير ~ لحقتهم بصمت وهم نازلين من السلم الكهربائي رايحين للمواقف بعد ما اتصل عليهم حسان اللي جا مع سوناردي لأن السيارات ما تكفيهم , ضحكت بداخلها لمن شافت الخنساء تضرب راس سمية اللي اشترت شنطة جوال نفس لون شنطتها , ولفت بصرها على ريم اللي نزلت قبلهم كلهم عشان تشتري سينابون بالشكولاته اللي مدمنة عليه من محل السينابون و قالت بداخلها ~ كلنا بخير ما عداه , ما عدا عبد الرزاق يا البندري , حالته ما تسر لا صديق ولا عدو , ما تخيلت في حياتي إنه رحيلك بيأثر عليه هالكثر , تخيلي نقل كل أوراقه للبحرين وعادل مواده عشان يكمل دراسة القانون هناك , كله عشان ما يرجع فرنسا , يقول كرهها ليش وصله خبر وفاتك فيها , عافها , عاف كل شي فيها , تغير وصار شي ثاني , ياليتك تشوفينه , موتك غير ناس كثييييييييييير يا قلبي , ناس كثير , حتى أنا غيرني , على كثر مرحي وضحكي أحس بداخلي شي وانكسر , جبرته لكن الخدش اللي فيه مازال واضح , فقدتك حيل , فقدتك حييييييييييل يا بندر , ترا بكرة العيد , أول عيد بيمر علينا وإنت تحت التراب , أكلك الدود ؟؟ ماني قادرة أمنع نفسي من هالسؤال , على الرغم من قسوته يراودني كثييييييير , وجهك الحلو تغير ؟؟ جسمك الرقيق تحلل ؟؟ يا ترا وروك مقعدك من الجنة وقالوا لك نامي نومة العروس إلى يوم القيامة ؟؟ انغفرت ذنوبك ولا تعذبت في قبرك ؟؟ ياااااااااارب إنك تستجيب دعائي , بندوري دعيتك في كل ليالي رمضااااان , بالذات ليالي الوتر الأخيرة إنه ربي يتجاوز سيئاتك ويبدلها حسنااااااااات , دعيتلك من قلبي وإن شاء الله ربي يستجيب , أنا رغم موتك الموجع سعيدة , لأنك نبهتيني إني ممكن أنام وما أصحى , صرت مواظبة على وردي من القرآن , صرت أصلي في الوقت , صرت أسوي أشياء كثيرة كنت أحسب العمر قدامي لمن أكبر أسويها بعد ما أتمتع بشبابي , شكرا بندوري وإن شاء الله أجري و أجر كل من اهتدى بيكون لك , شكرا ~ ..
ابتسمت لمن سمعت حسان يقول : ماشاء الله مسوين غزو على عزيز مول , بعدين إنتم زي البدو اللي طبوا في تمرة , وين رايحين , عزيز مول , من وين جايين , عزيز مول ..
ضحكت سفانة وقالت : عاد هو جامع كللللللللل أنواع المحلات بعدين حبيبي إحنا نروح المرجان ومجمع الشرق و لا البوادي كسرناه من كثر ما نروح له بس إنت ما يصادف تجينا إلا لمن نكون في عزيز مول ..
ضحك وقال : إطلعي لا , إطلعي ورايا أشتري فول ومعجنات , إنتم آخر رمضان ما تعترفون إلا بالمطاعم ..
قالت وهي تركب قدام عنده : طبعا لأنه يادوب ننظف البيت من إلى ..
لف راسه يتابعها وهي طالعه لسيارة سوناردي مع أختها , ضربته الخنساء من ورى بخفة وهي تقول بمزح : حاسب لا تنكسر رقبتك وإنت تراقب بعض نااااااااس ..
قال وهو يزفر : آآآآآآآآآآآآآآآخ الله يصبرنا بس , ما أقول غيرها ..
وشغل سيارته وصرخ فجأة وهو يرص الدركسون : أبغى أتجووووووووووووز ..
انفجروا البنات ضحك خاصة لمن نطت عليه سفانة وصكت فمه وهي تقول بفشلة : الله يفضحك ريم بنت عمي صالح معانا ..
تغيرت ملامح وجهه وحمحم بقوة وهو يقول بهمس : أستروا ما واجهتوا ..
زاد ضحك البنات وقالت سمية : خالي لا تخاف ريم من النوع الكتوم ..
دقتها ريم وهي تأشر لها تسكت وهي منحرجة من إنحراج حسان اللي إلتزم الصمت إلين وصلها للبيت , نزلت ودخلت الحوش و ابتسمت لعبد الإله اللي كان واقف جنب أبوه اللي يعد أكياس الرز اللي مشترينها زكاة فطر عن كل فرد في العائلة , كان يحسب الأكياس وعدد أفراد العائلة بالكامل , وقفت وسطهم وقالت : سلملم ..
رد عبد الإله السلام وهو يقول : مين جابكم ؟؟
ابتسمت وقالت : حسونه ..
رماها أبوها بنظرة حاده وهو يقول : اش قلنااااااااا ؟؟
قالت بهدوء : حسان ..
ضحك عبد الإله وقال بهمس وهو يكتب في الدفتر اللي ما سكه عشان يحسب مع أبوه : الله يخلف عليك , من جد إلى الآن ما تنادينه إلا حسونه ..
هزت أكتافها وقالت : غصب عني اش أسوي , متعوده أناديه بهالاسم ..
وخرجت جوالها بحماس وقالت : اش رايك في الغلاف ؟؟
ابتسم وقال : حلو ..
قالت وهي تطالع فيه بإعجاب : أنا و العنود وسفانة طقمنا منه لكن بألوان مختلفة , بس نفس القلب الأحمر اللي في الوسط ..
سأل فجأة : مو سفانة أكبر منكم ؟؟
طالعت فيه بحيرة وقالت : لااااااااااااا , سفانة قد عنيدي و عهود حتى أصغر منهم الثنتين بثلاث شهور وعهود أكبرهم و أنا أصغر منهم بثلاث سنين ..
طالع فيها بصدمة وقال : ثلاااااااااث سنين ومرافقينك كنك من سنهم ..
: عبد الإله خليك معايا ..
لف على أبوه وهو يدون اللي قاله , رجع طالع في ريم اللي ما تحركت من مكانها وانصدم لمن شافها تطالع فيه بابتسامة عريضة , قطب حواجبه وقال بعصبية : خييييييييير ..
ضحكت وقالت بدلع : ولااااااااااااشي خطر ببالي شي وابتسمت له وي ..
قال يقلدها : وي , لو إنك من الظهر وإنت في الشمسي زي ما كان جيتي تدلعين علي وأنا مالي خلق لك ..
: عبد الإله , قول اللهم إني صائم واحتسب الأجر قاعد تنافخ على أختك , ويلا خلينا نخلص عشان توديها لعمر يوزعها قبل صلاة العيد ..
ضحكت ريم ومدت له لسانها تغيضه وهي داخله البيت , قالت : السلااااااااام عليكـــم ..
وانمحت ابتسامتها لمن شافت عهود جالسة في الصالة وماسكه جوالها تتكلم فيه بهمس , كان شكلها غريب , لمعة حقد وكره في عيونها , بعدت ريم عنها وتوجهت بسرعة لغرفة أمها , الأيام الأخيرة صايرة عهود عصبية بشكل لا يطاق حتى على أمها وأبوها تصارخ بشكل وقح وما تهجد إلا لمن يجي عبد الإله اللي تخاف منه ومن عصبيته ..
جلست على السرير المزدوج وفردت أكياسها بحماس وهي تقول : أمييييييييي تعالي شوفي اش اشتريت لك ..
كانت تعرف أمها ما تحب تنزل السوق فتشتري لها ملابس على ذوقها كل عيد ..
↚
قبل المغرب :
في شقة أهل مشاعل :
زفرت مشاعل وهي تطالع في لبس العيد اللي قاسته , كانت تحب العيد , تحب قدومه وكل شي فيه لكن لمن يكون عيدك بلا أهل يكون مؤلم ولمن يكون عيدك بوجود أهل ما يهتمون فيك ولا يعتبرون بوجودك يكون أكثر إيلاما , وهذا حالها , بتلبس هاللبس عند أخواتها وأمها وبعض جاراتها اللي ممكن يزورونهم , صباحهم بيكون زي كل صباح وممكن ينامون فيه وما يصحون إلا الظهر , زفرت وبدأت تغير لبسها , عائلتها غير عن كل عائلة , موجودة لكنها متفرقة ومحد قلبه على الثاني , ما قدرت تمنع نفسها من التفكير إنه هالعيد كان المفروض يكون أول عيد لها في بيتها مع ناصر , نفضته بسرعة عن تفكيرها , ناصر اللي جرحها بقدر ما حبته , ناصر اللي ما زالت ما ترضى عليه الكلمة من أخواتها لمن يبدأون يسبونه , خرجت عشان تجهز سفرة الإفطار اللي تعرف إنها لا يمكن تنحط لو ما هي موجوده في المطبخ , شقحت أحلام المنسدحة قدام التلفزيون وتخطت من جنب هاله النايمه بعمق وسط الصالة وراحت للمطبخ لكنها توقفت لمن سمعت أمها تقول : والله حلفت عليك تطلع وتفطر عندنا , كافي رمضان كللللله ما جيتنا ..
لمن صكت أمها السماعة قالت : مين ؟؟
قالت أمها بهدوء : ولد أختي ناصر , تراه بيفطر عندنا هو و مرته ..
كانت بكلمتها الأولى تبين لها إنه رغم إنه طليقك مازال ولد أختي , هي عارفه هالشي من قبل ما تقوله أمها لكن اللي أوجعها إصرار أمها على دعوته مع زوجته , أشاحت بوجهها وراحت للمطبخ وهي تقول بهمس : عادي , لا يضر الشاة سلخها بعد ذبحها ..
جهزت السفرة وقومت أخواتها اللي بدأوا يسبون ويلعنون , لبس ملابسها وتجهزت وهي تضحك على أحلام اللي قالت : هاله ما عندك سم فيران سلف ..
قالت هاله : عندي سيانيد ينفع ..
ضحكت وقالت : بس إنتي وهيه , ترا الحرمه بتكون ضيفه , حسكم عينكم تأذونها بكلمة , ما أبغاهم يقولون بنات محمد ما يعرفون يكرمون الضيف ..
زفرت هاله بعد ما خرجت مشاعل وقالت : ماشاء الله عليها لو أنا كان حطيت سكاكين ومناشير في جيبي عشان أقضي عليها ..
قالت أحلام : أنا كنت بأنتف لها شعر راسها شعره شعره الساحره بنت الساحره ..
وبعد فترة دق جرس الباب ودخلت حنان أختهم الكبيرة اللي جابها عبد الله مع مرته ومن تبادلوا السلام دق الباب وسمعوا ترحيب عبد الله بناصر وأمهم بمرته اللي دخلت ورفعت غطاها , كانت جميلة جمال آسر زاده مكياجها الموضوع بعناية , سلمت عليها أمها وهي تقول : يا هلا والله , يا هلا والله , كيفك يا لولوة ؟؟
ابتسمت وقالت : بخير , كيف يا خاله ؟؟
وسلمت على البقية بنفس الهدوء , ولمن شافت مشاعل تصنمت , ابتسمت مشاعل وسلمت عليها بثبات وصمت , كان الوضع صحب لأنه لولوة بنت خالهم زي ما ناصر ولد خالتهم , وجبة الإفطار كانت بارده جدا , مثلت هاله إنها انشرقت فدقتها أحلام وهي تقول : بسم الله علييييييييك , قريتي على نفسك تر الناس هذي الأيام ماتعطي خير ..
وكملت وهي ترمي لولوة بنظرات بارده وهي تطبطب على ظهره أختها : والسحر ما خلى بيت ما هدمه , واظبي على القراية ..
ضيعت أمهم الهرجة وهي تضحك مع أختهم اللي حاولت تلطف الجو وبالقوة قدرت مشاعل تكبح جماح ضحكتها على التمثلية اللي سووها أخواتها , وبعد الإفطار جا معاذ وقال من ورى الباب إنه ناصر بيمشي , وأول ما انصك الباب بعد خروجها التفتت حنان وقالت وهي تأشر على مشاعل : كلللللللللللللله من تحت راسك , إنت اللي وازتهم ..
طنشتها مشاعل وهي تلم السفرة , ورغم محاولات هاله وأحلام لإفهامها إنهم سووا التمثلية بدون علمها إلا إنها أصرت تلقي اللوم على مشاعل ونادت عبد الله اللي جا وكمل الناقص , لكن مشاعل أعطتهم طناااااااش وهي ممتنة بداخلها لأخواتها اللي بردوا على قلبها شويه , ومن وسط الخصام والهواش ابتسم لهم وغمزت لهم من دون ما ينتبهون لها حنان وعبد الله اللي تحاول أمهم تهديهم , ضحكوا الثنيتين وأشروا لها من وراهم علامة النصر , كانت سعيدة بإنها تخلصت من وجه مديرتها الأيام الأخير , سعيدة غنها ختمت القرآن وإنها اعتمرت في رمضان بعد ما دفعت ذاك المبلغ لبندر عشان يوديهم العمرة و سعيدة أكثر بقدوم العيد رغم كل ما فيه عشان كذا ما حاولت تركز على هواشهم عشان ما يتكدر خاطرها ..
******************************
بعد العشاء :
في فيلا أحمد :
بأي حال عدت يا عيد ؟؟
بندوري , بأي حال عاد عيدنا ؟؟
أمي بدموع العين غارقه ..
أبي حدقات عينه غائره ..
حتى أخي سحنات وجهه خاضعة ..
.
.
.
رحلت ؟؟
يااااااااااااه لكم هذا السؤال غريب ..
و كل حرف منه يشرح معنى الأليم ..
بدموع العين يا بندري نبكيك ..
.
.
.
رغم الألم والدموع ..
أزهار تجاهد لتبدو صابره ..
جاسم معها يحاول أن يداريه ..
وهنوف لكل الوجوه باسمه ..
.
.
.
لن تعودي للوجود !!
حقيقة عليها أن أعيشها طول العمر ..
و جملة ستدوي بداخلي على الدوام ..
وهمسة سأسمعها في غمرة الفرح ..
.
.
.
سامحيني ..
لأنني سأظل رغم رحيلك الموجع مبتسمة ..
لأنني سأعيش وأبحث عن السعادة متفائلة ..
لأنني سأجاهد لأبقى مدى عمري صامدة ..
.
.
.
بندوري , بأي حال عاد عيدنا ؟؟
رحلت ؟؟
رغم الألم والدموع ...... لن تعودي للوجود !!
سامحيني ..
سأضحك صباح كل عيد ......... و لكن بعين دامعة ..
قفلت دفترها وحطت قلمها جنبه وطالعت فيه بصمت , هالفتر الصغير , عجيب حوى كل دموع أحزانها , كل ضحكات أفراحها , كل ثورات غضبها , كل ضيق أنفاسها , زفرت وحطت راسها على المخده وهي تفكر بصوت بكا أمها اللي سمعته وهي جاية لغرفتها والمختلط بصوت أبوها الكسير وهو يحاول يهديها , سحبت جوالها لمن رن بنغمة الرسالة وأول ما شافتها من وحده من صديقاتها خست بخيبة أمل ممزوجه بفرحة , كانت متوقعة الرسالة منه لكن خاب أملها ومع كذا كانت سعيدة بإنه افتكرتها صديقتها رغم غ
انقطاعهم لفترة , طالعت في رسايل المعايده سحر , سفانه , الهنوف , ريم , سحر , سمية , أزهار , عمتها نورة , الخنساء , أسماء , خوله و أخيرا صحبتها , عدت الأسماء وقالت : 12 رسالة معايده قبل رسالته , هذا إذا أرسل البااااااااااااااارد لوح الثللللللللللللللللج ..
ورمت الجوال نهاية السرير وانبطحت على بطنها وحطته قدامها وعقدت يدينها تحت دقنها وطالعت في الجوال بصمت ~ أرسل , ما أرسل , أرسل , ما أرسل , مو هو الدبببببببببببببببببببببب ببب ما أرسل ولا اتصل من ذاك اليوم , عنيد لا تتذكرين ذاك اليوم عشان ما تكتئبين ~ دقت الجوال بسبابتها وهي تقول : جيب رسالة من عنده , هي تسمع ..
وزفرت بطفش وهي تفكر بالأوراق اللي أعطتها لجاسم , من أعطتها له ما سألته عنها ولا عن رأيه فيها , هل قال لعدنان عنها ولا فضل يسكت , ما تدري عن أي شي , لمن شافت جاسم ملتزم الصمت وأزهار حلفت لها إنها ما تدري اش سوا زوجها في الموضوع سكتت , لكن اللي هي متأكده منه إنه هالدب ما فكر يتصل عليها أو يرسل لها ..
دخلت الهنوف وهي تزفر بتعب , لفت عليها العنود بكسل وقالت من بين أسنانها لأنه ما كان فيها حيل ترفع راسها عشان تتكلم : اش فيك ؟؟
جلست الهنوف جنبها وقالت : أمي ما وقفت بكى من قالوا بكرة عيد ..
هزت أكتافها وقالت : طبيعي أول عيد من دون بنتها ..
طالعت فيها الهنوف بحيرة وسألت : واش تسوين ؟؟
قالت بنفس الكسل : قاعده أسوي إيحاء لجوالي ..
وقامت واستندت على أكواعها وسألت : هنيف , بصدق , أرسل لك حسان رسالة معايده ..
حمر وجه الهنوف وقالت بتلعثم : هااا إيوه ..
قطبت حواجبها وسألت باهتمام : رسالة رقم كم ؟؟
طالعت فيها بحيرة وهي تردد كلامها : رسالة رقم كم ؟؟
: قصدي متى وصلت , بعد رسالة سفانة ولا قبل ..
ابتسمت وقالت بعفويه : أول رسالة أرسلها من بعد المغرب وبعدها اتصل يعايد ..
لفت بوزها ورجعت لوضعيتها وقالت من بين أسنانها : أنا ما أرسل ولا فكر يتصـ ..
وفزت لمن رن الجوال , طالعت فيه بلهفة سرعان ما انطفت وهي تقول : رساله من سلافه ..
وكملت بغيض : الحماااااااااااااار خلاني ما أتهنى برسايل البناااااااااااااات ...
هزت الهنوف أكتافها وقالت : إرسليله , مو لازم تستنين رسالته , يمكن يستحي ويحس على دمه شويه , بعدين الغايب حجته معاه , يمكن إنشغل ..
رمت الجوال وقالت وهي تقوم : أصلا الحق علي اللي أستنى منه شي , أقوم أشوف لي شغله أبرك لي ..
وخرجت تدور عن عبد الرزاق لكن الهنوف خبرتها إنه خرج عشان يساعد عمر في ترتيب الزكوات عشان يوزعونها قبل صلاة العيد ..
**************************
احذر حياتي أخاف يخطفونك
وعن عيني يبعدونــــــــــــك
تدري ليش؟؟؟؟
حلاة العيد يحسبونك!!!
رغم التعب اللي يحسه من كثر الشغل ضحك من قلبه لمن قرأ الرسالة وتنحنح بحرج لمن التفتوا له الشباب , لف عنهم و ابتسم وهو يقرأ رسالتها مرة ومرتين وثلاثه , ولمن شاف عبد الرزاق سأل : هي عبد الرزاق , أنا أشبه حلاوة العيد ..
طالع فيه عبد الرزاق وقال : تشبه حلاوة حمر ..
ضربه عمر ورجع طالع في رسالته اللي أرسلها ..
لأحلى قمر
عطر وزهر
مع كرت يقول
عيد مبارك
يا أغلى البشر
***** كل عام وأنت بخير *****
كانت بسيطة قدام رسالتها اللي خلته يضحك من أعماق قلبه , قال : الله يجمعني بك في أقرب وقت ..
ورجع جواله لجيبه يكمل شغله , رمضان هذه السنة كان بطيييييييييء بالنسبة له , بطيء حد الوجع , تأمل ظهر عبد الرزاق اللي يشتغل بهمة وابتسم وهو يقول بداخله ~ سبحااااااان مغير الأحوال , الله يديمك على طاعته يا عبد الرزاق وما يكون هالصحوة اللي جاتك من الصدمة بس وبعدها تزول , اللهم يا مثبت القلوب ثبت قلبي وقلبه على دينك ~ ..
كان عبد الرزاق يرهق نفسه بالعمل وبالدراسة وبأي شي عشان ما يفكر , كان ما يخلي لنفسه لحظة تفكير من طلب من مطر إنه ينقل له كل أوراقه , كان يلهي نفسه قد ما يقدر عشان ما يراجع نفسه , ما يراجع كلامه , أفعاله , أفكاره السابقة والحالية والمستقبلية , كان مصمم يعيش يومه بدون تفكير ولو لمرحلة بسيطة , من بعد وفاتها تعب من التفكير ومله , الكل يقول إنه تغير وإنه لازم يتمالك نفسه وإنه يرجع عبد الرزاق المرح المنطلق , الكل يقوله هالكلام وهو ساكت , كان وده يصرخ فيهم إنهم يسيبونه , هو حر , هو بيكون الشخص اللي يبغى يكونه , ما لهم حق يطالبونه إنه يظل للأبد كما هو , اش فائدة السنين والتجارب إن كان الإنسان حيظل كما هو ؟؟ و زي ما حبوا عبد الرزاق القديم لازم يحبون الجديد , لازم , هذا لو يحبونه بصدق ..
↚
في الرياض :
في فيلا عبد الكريم :
~ يكون ما خذه على خاطرها من ذاك اليوم , يمكن ما انتبهت للرسالة , ما أبغى أتصل دحين , مو قبل ما أناقشها في الموضوع , مو قبل ما أناقشها وجه لوجه في الموضوع , ما بتفيد المكالكات في زي كذا موضوع ~ طالع في الجوال بطفش , ولمن سمع ضحكتين مكتومة لف عليهم وقال : حمود ومحيميد لا تخلوني أشوف شغلي معاكم ..
حمحم ماهر وقال وهو يلعب بجواله : سمور أتصل على أريج مرة ثانية ولا أخليها صباح العيد ..
تنحنح سامر وقال : لا إرسلها رسالة رابعة ...
وقهقهوا وهم يضربون يدينهم ببعض , قال خالد بصوت ممطوط : الله لا يطيحني في حلق واحد فيهم , يا شمااااااااااتتهم فيك يا عدنان ..
قام عدنان وتحرك لغرفته قال ماهر بتريقه : واثق الخطى يمشي ملكا ..
قهقه سامر ودقه وهو يقول : حلووووو حلوووووو حفظني إياها ..
زفرت سحر وقالت وهي توقف قدامهم وهي ماسكة المكنسة الخشب : صوير وعوير , تراكم أذيتم الضعيف , ويعني لو طلب جوالي عشان يرسل معايده لحرمته , صدق ما تستحون , إنتم والاتصالات ضده ..
قال سامر بهمس : حسك عينك تتحرك ترى أقل حركة أو كلمة حتعطي بالمليان ..
هزت المكنسة وهي تقول : لا أشوف واحد فيكم يطنز سامعين ..
ومشيت لغرفة عدنان , طالع خالد فيهم وأشر عليهم وهو يقول بتريقة : مهزئييييييييييييييين خخخخخخخ ...
و انفجر بعدها يضحك من قلبه , مسك ماهر الخدادية ورماها عليه وهو يقول : إنقلع ما سبب لعدنان الأزمة اللي هو فيها غير بنتك الخبله ..
قال وهو يهز أكتافه : أنا اش دراني عنها بتقعد تلعب وتدخل الرقم السري غلط وتحرق شريحته ..
قال سامر : المشكلة مو في هالموضوع , المشكلة هــــــــــل مرته بتفهم إنه ماراسلها عشان الشريحة محروقه , أفتكر أريجو سوت في ماهر سواااااااااااااه لمن ماراسلها ذيك المرة , ما أفتكر على أي مناسبة وطيرت النوم من عينه أسبوع مهي مصدقه إن جواله سبح في البحر يوم كنا عند عدنان في الشرقية ..
قال ماهر بضيق : تكفى لا تذكرني , والله إنه تجيني ضيقه يوم أفتكر هالأيام ...
: خالد ..
لف خالد على أبوه اللي كمل : تعال أبغاك في كلمة راااااااااااس ..
وضغط على آخر كلمة لمن شاف التوأم قايمين , جلس سامر وسحب ماهر وجلسه وهو يقول بتريقة : يعني لازم تفضحنا يعني , كل شويه ناط , ياخي ارتاح محد ناداك ..
جلس ماهر وقال : اللي يسمعك يقول ثقيل قاعد , إنت نطيت قبلي ..
ضحك خالد وقام يلحق بأبوه , لمن شاف تعابير وجهه انمحت ابتسامته , كان خبير في قراءة العيون والوجه بحكم عمله اللي يحتم عليه يلاحظ كل شارده ووارده , بعد غدي اللي تعلقت فيه وقال بحزم : أنا مشغول دحين ..
طالعت فيه بحيرة وهو يدخل مع جدها لغرفة المكتب قبل ما يصكون الباب والتفتت لأعمامها , لمن شافت ابتسامتهم قالت : ليش تطالعون فيني كذا ؟؟
ولمن نطوا من مكانهم بسرعة صرخت وهي تحاول تشرد عنهم لكنهم مسكوها , حاولت تتفلت منهم وهي تصرخ تنادي أمها وجدتها , مسكها سامر وقال وهو يشيلها : ماهر خذ ..
ورماها لماهر اللي مسكها ورجع رماها لسامر , صرخت برعب : بأطيييييييييييييح , بأمووووووووووووووت , ماااااااااااااااااامااااا ااااااااااااا , جــــــــــــــــــده ...
كانوا يعشوقون يلعبون معاها هاللعبة لأنها خوافه درجة أولى , جات غيناء و غيداء ووقفوا بحماس يتفرجون على أعمامهم وهم يلعبون في غدي ..
**************************************
↚
اليوم عيد ..
.
.
.
يا دامع العين على فقيد ..
يا متوجعا لمرض أو رحيل ..
يا مشتاقا لبعيد ..
يا محتاجا لمعيل ..
.
.
.
اليوم عيد ..
.
.
.
البهجة والسرور له وشاح ..
.
.
.
حتى في عراق وفي بوسنة رغم الآلام ..
في فلسطين و أفغانستان الإباء ..
هنا وهناك وفي كل بقاع ..
.
.
.
اليوم عيد ..
.
.
.
أعياد مضت وأعياد أخرى ~ بتقدير المنان ~ ستعاد ..
سنفرح فيها ~ بإذن الله ~ رغم الجراح ..
سنضحك أيضا ملأ الشفاه ..
.
.
.
عيد هذا من الله فسحة ..
لن تسلبه منا أعتى مجزرة ..
ولن تكدره مصائب هادرة ..
.
.
.
اليوم عيد ..
.
.
.
لملم جراحك يا عراق , اجعل الصبر لها كفن ..
اضحك معنا رغم الدماء فأنت لوهننا وشم ..
اشمخ برأسك يا أفغان , ثبت قدمك في أغلى وطن ..
ابتسم يا شعب الإباء ابتسم رغم الألم ..
.
.
.
اليوم عيد ..
.
.
.
ارفعي حجارك يا فلسطين , اصرخي لا للخنوع ..
قهقهي في عيدك هذا حد البكاء فحريتك المنتظرة حتما ستعود ..
كفكفي دموعك يا بوسنة فمنديل عزك بالله والله سيدوم ..
شاركينا عيدنا , اضحكي وسط الدموع ...
.
.
.
يا ذا بدن صحيح ..
و مال غير شحيح ..
ورغم هذا غارقا في كل أليم ..
متشائما من كل جديد ..
لا تقل إني حزين في يوم عيد ..
هم في وطن سليب ..
وكل يوم لهم على الأقل قتيل ..
وفوق هذا أعلامهم شامخة ترفرف بانتظار عيد مجيد ..
أرجوك لا تقل إني حزين .......... فاليوم يوم عيد ..
جلس على الكنبه و زفر وهو يدفن وجهه بين كفينه , كان يحس عقله في دوامة , دوامة تسحبه لظلام ماله نهاية , ولمن حس بالدفء على أكتافه بعد وجهه والتفت لوراه , ابتسمت بحنان وضمته وهي تسند دقنها على راسه , زفر وهمس : سنة كبيسة هذي اللي مرينا فيها ..
ضمته أكثر وغطت فمه بيدها وهمست : حبيبي ما يجوز اللي تقوله , الله هو الزمن والوقت , بعدين كم سنة مرت عليك وإنت في نعيم ؟؟ متى آخر مرة فقدت عزيز ؟؟
بعد يدها وقال باعتراف : كثير , آخر واحد هو جدي قبل خمس سنين ..
ابتسمت وقالت : شفت , خمس سنين وعلى كم شهر تعرضت فيها لامتحانات من ربك تقول سنة كبيسة ..
زفر وقال : شوفي مشكلة العنود دحين كيف ...
همست وهي تبعد عنه وتطالع في وجهه : جسوووووووم , الليلة ليلة عيد , ممكن تفك التكشيرة وتبتسم , التشاؤم حرام ..
قال وهو يلف بجسمه عليها : زهره , الأوراق اللي قريتها تشيب الراس , يعني عدنان ليه سكت عن هالموضوع , ليه ما خبرني ؟؟ وبعد هذا كله خطبها و ملك بدون ما يقول شي و ..
قاطعته بحزم : إنت أرسلت له رسالة وهو كلمك صح ؟؟ خلاص هو قالك ما أبغى أتفاهم في هالموضوع في التلفون , استنى إلين يجي ويتفاهم معاك ..
طالع فيها للحظة وابتسم وهو يقول : كيف حال بنوتتنا ؟؟
ابتسمت وقالت بلهجة فصحى وهي تحط يدها على بطنها : يا عسل أيا كنت , بنتا أم ولد كان , كيف حالك ؟؟
وسكتت شويه وقالت : يقولك ابتسم لماما لأنها إذا تأزمت أتأزم ..
ضحك وقال بصوت عالي وهو يحط يدينه على جانبي فمه : قول لماما لا عاد تطرين التأزم لأنه بدأ يتأزم من هالسيرة ...
دنقت من فوق الكنبه وانحنت له وطبعت على جبينه قبله رقيقه , طالع فيها بحيرة , ابتسمت بخجل , كانت تبغى تخرجه من قلقه بأي طريقه وهي نجحت , ضمته أكثر وهي تحس براحة من أوضاعهم اللي تحسنت كثير في الفترة الأخيرة , بالذات بعد وفاة البندري , قام و ضمها بقوة وهو بداخله يشكر مطلق , ولمن تذكر الملف الذي عرضه له , الملف اللي أرق ليله من بشاعة الصور اللي تحتويه والأشرطة اللي تحوي جلساتها , كل اضطراباتها وضعفها ضمها أكثر عشان يلهي نفسه عن هالذكرى , كان لمطلق بعد الله أكبر الأثر إنه يفهم اللي مرت فيه أزهار , يفهم أي إنسانة هذي اللي تزوجها , أي مواقف بشعة مرت فيها , صور عمار لا يمكن تفارق ذاكرته , لا يمكن ...
↚
في الرياض :
في شقة نجلاء :
قالت وسام وهي تكوي التنورة : هيومه روحي نامي , صدقيني بتنامين في المشهد وقولي ما قالتها وسام ..
زفرت هيام وقالت وهي تراقبها وهي تكوي : ما فيني نوم ..
ابتسمت وقالت : كلنا ما يجينا نوم ليلة العيد بس لازم نغصب نفسنا , يلا تحركي ..
لفت بوزها وتحركت لغرفتها , دقائق وسمعت حركة وراها , ابتسمت وقالت وهي تقلب التنورة عشان تكويها من الجهة الثانية : هيومه قلت لك روحي نامـ ....
وقطعت كلامها لمن حست بيد على كتفها , تصلب جسمها و شهقت بقوة وهي تلتفت بسرعة , ولمن شافت أمها اتسعت عيونها عن آخرها , هالمرة مهي مبتسمة كعادتها وهي تستغرب سبب تفزعها من أقل لمسة , هالمرة كان في عيونها ألم العارف للسبب , أشاحت بوجهها عنها ورصت على الكاويه بقوه وهي تمشيها على التنورة , كانت كل لمسة مباغته تذكرها بلمساته , كل نفس عالي قريب منها يقشعر ببدنها , كل نظرة من رجل تحسها تعريها وإنها تتأمل جسدها بنهم , حتى صاحب الدكان العجوز لمن يمسح شعرها بحنان لمن تجي تشتري من عنده وهي بنت 8 سنين كانت تقززها وتخليها تتخيل إنه دقايق وينزل يده من شعرها لرقبتها متسللا لجسمها , حتى مصافحة حارس العمارة السوداني و ابتسامة جارهم العجوز و ملاعبة حارس مدرستها الابتدائية وهو يهددها بعدم دخولها للمدرسة لو تأخرت مرة ثانية , كلهم كانت تحس إنهم كلاب نجسة تنتظر إنه يغفل الجميع عنهم ويستفردون بها .... زيه , حياتها كلها من صغرها كانت عبارة عن تجنب لهذا الصنف ومازالت , حتى حارس الأمن اللي مسك يدها وهي في سن الـ9 لمن ضاعت في الحرم عن نجلاء حستها مقززة , وتخيلت نظراته المطمئنة لها تخترق حجابها و ملابسها وتعريها لدرجة إنها لفت طرحتها اللي كانت تزين أكتافها , الكل صار في نظرها فهد , الكل بلا استثناء , حتى ...
: وعشان كذا هو اقترح إنه يكلم واحد ثقة عن اللي صار لك وإن رضي وتقدم فـ ..
انقطعت أفكارها السحيقة والتفتت لنجلاء وهي تسأل : تقدم ؟؟ تقدم إيش ؟؟
زفرت نجلاء وقالت : وسام ماكنت معايا , قاعدة أقول إنه خالك عبد الكريم عرض إنه يشوف واحد ثقة يعلمه بالموضوع و ...
هزت راسها بلا وقالت بحزم : أنا لا يمكن أتزوج بهالطريقة ...
طالعت فيها نجلاء بصدمة وهمست : بس ...
قاطعتها وسام : يمه واللي يخليلك والديك أنا ما أبغى أحد يتدخل في موضوع زواجي , يمه هالزواج أنا محيته من راسي , محيته محي ...
: طيب لو المتقدم راضي بوضعك وفاهم كلـ ....
قاطعتها بلا تردد : أنا أكره كل الرجال ..
وكملت لمن شافت صدمة أمها : أنا أكرههم كلهم , آسفة أنا عارفه إنه أصابيع يدي مهي زي بعضها وممكن ربي يرزقني بواحد طيب ويشيلني على كفوف الراحة بس آنا أكره كل الرجال , كلهم أبويه في نظري ..
حست نجلاء بالكلمة زي الطعنة في قلبها ~ أبويه , طول عمرك وحتى بعد اللي سواه فيك تنادينه أبويه ~ وسام نفسها كانت تستغرب هاللفظة اللي ماغيرتها بالرغم من معرفتها إنه مو أبوها , لكن بداخلها كانت مرتبطة فيه ومعتبرته أبوها , معتبرته أبوها حتى بعد ما حطمها في ذات ليلة وهو يهددها بإنه يرميها في أقرب دار لأنها مهي بنته وهو متحسن عليها هو ومرته , لفت عن أمها عشان ما تشوف الوجع اللي دارته , ذيك الليله إنذبحت مرتين وهي في هالسن الصغير , مرة يوم دريت إنهم مهم عائلتها والمرة الثانية يوم سلب منها كل شي , ومع كلا الطعنتين غسلت دماء ألمها لوحدها بدون ما تعلم أحد , أعطتها ظهرها وركزت بصرها على الكاويه وهي تقول : إذا تحبيني لا تفتحين هالموضوع معايا يا أمي , إذا لي معزة رجاء لا تفتحينه ..
لفت نجلاء وقالت بحزم : طالعي فيه ..
ما رفعت وسام عينها فضربت نجلاء طاولة الكوي بيدها وهي تصرخ : لمن أكلمك لا تعطيني ظهرك , ترا أنا أمك إن كان نسيتي ..
ما رفعت وسام عينها عن التنورة لكنها بعدت الكاويه عن نجلاء عشان ما تحرق نفسها و اللي كملت بحزم : طالعي فيني , أنا عارفه كل شي دحين , كل شي , يعني سيبيني أتصرف , خليني أسوي اللي أقدر عليه , صح إنك كبيرة وموظفة وقايمه بنفسك بس لو كبرتي فوق سنك عشششششششششششرة سنين أظل أمك ....... وسام ارفعي راسك ..
رفعت وسام راسها فشهقت نجلاء لمن شافت الدموع متجمعة في عيونها , همست : وسام ..
غطت وسام وجهها بيدينها وهي تشهق , لفت نجلاء وحضنتها بقوة وهي تقول : ليه تبكين ؟؟ لييييه ؟؟ عشان أنا خايفه على مصلحتك , عشان أبغى أصلح غلطة سواها زوجي وأنا غافلة عنه , عشان ..
واختنق صوتها , همست وسام بوجع : لا مو عشان كذا , والله مو عشان كذا , إنت قاعدة تلومين نفسك , قاعدة تعذبين نفسك على شي صار من 25 سنة , يمه إنت ما رميتيني زي باقي الأمهات في الشارع عشان ألعب مع عيال الحارة بلا رقيب و كنت تمنعينا من اللعب مع عيال خوالي , إنت ما خليتيني أروح المدرسة مع أي سواق لوحدي , كنت تحرصين إنك توصليني للمدرسة لمن أكون لوحدي , كنت حريصة علي من كل شي خارجي , حاولت جهدك فلا تعذبين نفسك دحين , الله يخليك لا تلومين نفسك , مو ذنبك إنه اللي كنت خايفه علي منه في الخارج جوة بيتك , والله مو ذنبك , أنا عمممممري ما لمتك , عمري في حياتي من صار اللي صار ماقلت إنك إنت السبب , والله ما عممممممري ..
ضمها نجلاء أكثر وهي تقول من ين دموعها : سامحييييييييينيي..
زاد صياح وسام وهي تترجاها : الله يخليييييييك لا تقولين كذا تراك تعذبيني , أنا راااااااضية , أنا رااااااضية باللي صاااااار , والله راضية ...
قالت نجلاء : لو تبغيني ما ألوم نفسي خليني أحل الموضوع بنفسي ..
وسلمت على راسها وهي تكمل : الله يخلـ ...
شهقت وسام وبعدت عنها وهي مستنكرة اللي قاعد يصير , ضمت نجلاء وسلمت على راسها وهمست : اللي تبغينه أنا موافقه عليه , خلاص ..
وسلمت على راسها مرة ثانية , ضمتها نجلاء وقالت : الله يوفقك يا بنتي , الله يسهل لك أمرك ودربك ..
غمضت وسام عيونها بوجع ورجعت فتحتها وهي تصرخ بداخلها ~ الخيرة فيما اختاره الله , الخيرة فيما اختاره الله يا وسام ~ , سلمت نجلاء على خدها وخرجت من الغرفة , أول ما شافت وسام الكاوية على قماش الطاولة اللي بدأت تطلع ريحته شالتها بسرعة , شافت أثر طبعة الكاوية على الطاولة , مدت يدها وتلمسته , كان حار وخشن , وبلا مقدمات تدافع لها منظر فخوذها , مدت يدها بلا شعور وتلمسته وهي تتذكر كل لحظة مرت عليها أيام غياب هيام , كانت تكره اليوم اللي تغيب فيه هيام , لأنه يعني ساعات عذاب طويلة في السيارة اللي تحمل أبشع ذكرياتها , بدأ من نزولها من البيت وهي تعرف اش بيصير إلى لحظة دخول ميعاد لمدرستها الثانوية و ميران لمدرستها المتوسطة , يليه تأخير يتجاوز النصف ساعة عن مدرستها والعذر هو النوم كالمعتاد أو إنه أبوها كان مشغول في المستشفى مع أختها اللي تصغرها , نفضت عن نفسها هالأفكار وكملت الكوي وهي تصرخ بداخلها ~ مين بيوافق علي بعد ما يدري عن اللي صار , الله يسامحك يا أمي , لو ثرثر هالرجال بعد كذا عني وحاول يوصل لي بطريقة ملتوية زي .... وساااااااام , قلنا الليلة عيد , يعني ما حنفكر فيه أبـــــــــــد ~ ابتسمت وقالت لنفسها : بكرة عيد ..
***************************
ملابس جميلة ..
زالت تجاعيدها وعلقت بعناية ..
زجاجة عطر و فرشاة وقلادة ..
حذاء مصفوف رائحة الجديد منه فائحة ..
.
.
.
.
ابتسامات صادقة ..
زال حقدها وألمها ورسمت بلا مواربة ..
أطفال وحلوى ونقود وزعت بحفاوة ..
.
.
.
.
ضمة أم , دعوة جده ..
ضحكة طفل , خجل عذرى ..
همسة شوق , قبلة عاشق ..
.
.
.
.
بأي حال عدت يا عيد ؟؟
.
.
.
.
وجوه غالية لم تعد موجودة ..
صدق قلوبهم
جمال ابتساماتهم
دفء صدورهم
رقة نظراتهم
عذوبة همساتهم
مفقودة ..
من شاركنا عيدنا الماضي لن يشاركنا فرحته بعد اليوم ..
لن تشعر بدفئه وهو يقبلك مباركا ..
لن تنتشي فرحا وهو يدعو لك بالقبول والعمر المديد ..
لن تبتسم خجلا عندما يثني عليك ..
لن تهمس له بحب ( كل عام وأنت بخير ) ..
سيظل عيدك ............ بلا عيد ..
وستردد دوما ( كل عام وأنت ذكرى جميلة ) .
↚
بأي حال عدت يا عيد ؟؟
.
.
.
.
عيدي ..
لا تحزن , أرجوك لا تبالي ..
فحتى لو حللت و كان محبوبي ذكرى ..
فستظل عيدا ...
سترسم البسمة ..
وتطلق الضحكة ..
وتنشر البهجة ..
صدقني ستظل عيدا ..
.
.
.
.
محبوبي ............ ( كل عام وأنت ذكرى جميلة )
محبوبي ............. لن أقف مكاني نادبة ..
لن أقبع تحت رزح الألم ..
سأقولها لك بصوت عال وإن لم تسمعها ..
كل عام وأنا للرحمن ..
فكل سنة تمر , كل شهر , كل يوم بل كل ثانية ..
تنقص عمري ..
تقربني من يومي ..
من لقاء ربي ثم من بعد كرمه وعفوه ورحمته .... لقائك في جنانه ..
لذا سأسير و أجتهد ..
سأجاهد نفسي ..
سأمسح دموعي وأدعو الله أن يثبتني ..
سأكون ~ بإذن الله ~ كما أردتني ..
مؤمنة , صابرة , قوية , محتسبة ..
سأصرخ دوما ( أنااا لهااااااااااااااا ) ..
يا مصيبة لدي رب كبيــــر ..
.
.
.
.
عيدي ..
أتوسلك لا تحزن , لا تبالي ..
أنا سأكون ~ بعون الله ~ أقوى ..
كلما زرتني سأصبح ~ بفضل الله ~ أسعد ..
سأرسم بسمة بين الدموع ..
سأطلق ضحكة رغم الوجع ..
سأنشر بهجة لمن حولي ..
سأصبح
.
.
بحد
.
.
ذاتي
.
.
عيدا ..
همس : سأصبح بحد ذاتي عيدا ..
: سامر ..
بعد عينه عن الشاشة والتفت لها وقال : هلا ..
اتكأت على مقعده الجلدي وقالت : اش تسوي ؟؟
قال بتريقة : أتفصح ..
ضحكت وقالت وهي تتلمس شعرها الملفوف بمكر : تتفصح في منتداك ..
هز راسه بلا وقال : منتدى تلقيت منه دعوه من واحد من أصحابي من زمااااااان وتوني فكرت فيه لأنه منتداي مسوي زحمة على قسم التهاني وأنا ما أحب أهني أحد , أصحابي أهنيهم على الخاص ..
طالعت في الكتابات اللي على الشاشة ولمن قرأتها كانت بتشهق لكنها مسكت نفسها في اللحظة الأخيرة و هي تقول بهدوء مصطنع : مدمن خواطر ..
هز أكتافه وقال بابتسامة : أستذوقها فقط , عجبتني فأرسلتها لعدنان تعرفينه يموت على اللغة الفصحى ..
من نطق اسم عدنان حست إنها بتنفجر , ضحكت بتوتر وقالت : أعرفه , أصلا من شاف قصته القصيرة اللي حطها في المنتدى عرف إدمانه على الفصحى ..
قال وهو مقطب : تكفين لا تذكريني , قريت منها كم سطر وسبتها , ما أشوف أثنى على القصة غير المشرفين والمراقبين حقين القسم و عدوه اللدود إلتقاء الساكنين ..
قهقهت وقالت : أراهنك لأنه ما فهمها غيرهم , لغته صعععععععععبة , وإلتقاء الساكنين هذا صرااااااااحة مسوي جو للقسم هو وعدنان , الأعضاء يموتون ويستنون ضرابة جديدة بينهم ..
وقطبت حواجبها وقالت بهمس : أنا دوم أقول إنه عدنان والعنود متناقضين في كل شي ..
ابتسم وقال بمزح يقاطع همسها : لو كانوا زي بعض بتصير الحياة رتيبة , خلهم يتناحرون ..
ضحكت بداخلها وهي تقول ~ في شي مشترك بينهم , الحمد لله في شي واحد على الأقل ~ حمدت ربها إنه مافهم اللي كانت تقصده , طالعت في الخاطره اللي أرسلتها لها العنود من ضمن ثلاث خواطر وطلبت منها تقرأها قبل أسبوع لأنها بتنزل وحده منهم في المنتدى اللي هم عضوات فيه مع الهنوف وريم وسفانة و..... أول ما تذكرت بنت عمتها , لفت وطالعت في سامر بصت قطعته أخيرا وهي تهمس متسائلة : سامر بالنسبة لأثير ..
قال يقاطعها وهو يفتح رسالة خاصة جاته : ما عاد يأثر فيني شي يا سحر , صدقيني عادي ..
قالت تفهمه وهي تحاول تجذب انتباهه عن صورة البلونات والورود المرسلة مع كلمات ما حاولت تقرأها : ترا مو شرط إذا وحده رفضتك معناته إنه ..
لف عليها بابتسامة وسألها : اش عندك ؟؟
طالعت فيه بنظرات غريبة ~ أنا متأكدة إنك زعلان وخايب أملك لكنك ما تحب تبين , ما تحب تخلينا نشيل هم ~ , طالع فيها وهو يصرخ بداخله ~ ليه يا سحر ؟؟ ليه تعذبيني أكثر وأكثر باهتمامك , ليه تفهميني من دون ما أتكلم ؟؟ وليه الرجال ماعندهم نظر ؟؟ عشانك سمراء , هم الخسرانين ~ قام من كرسيه وحضنها وهو يقول : والله عادي , ويعني رفضتني عشان كنت مدمن , أنا عارف إني ممكن أنرفض عشر مرات على هالموضوع , وما ألوم اللي ترفض ..
قاومت دموعها عشان ما تحسسه إن الموضوع جرحها جرح عميق وعشان ما تزيده وقالت : أنا كنت أبغى أتطمن عليك و ...
ضحك وقال وهو يبعد عنها : أنا بخير ..
وركز عيونه على وجهها وقال : بخييييييييييير اش فيك !!
وكمل بضحكه : إنت اللي المفروض تشيلين هم نفسك , بكرة وراك ناااااااااس تقابلينهم ..
ابتسمت بحرج وقالت : الله يخليك لا تذكرني ..
قال : سببتي رعب لصقر , هي مرة وحده وخوفتيه ..
زاد إحراجها وهي تتذكر اللحظة الجنونية اللي تهورت فيها , هي تراودها هاللحظات عادة لكنها تسيطر عليها دائما قدام الكل بلا استثناء وتفلتها عند البنات فقط , قالت : الله يخليك لا تذكرني ..
ضحك وقال : خذيها قاعدة , لا تندمين على شي سويتيه ..
غمزت له وقالت : يعني ..
ابتسم وقال : يعني ..
*************************
بعد صلاة الفجر :
فتحت عينها بسرعة لمن سمعت الأذان و طالعت في ساعة يدها بتعب , قفلت جهازها المحمول اللي كانت الأسماك تتراقص على شاشته و قامت من السرير وبعدت اللحاف وهي تقول : معقوله ما نمت إلا ساعتين ..
كانت تحس بنشاط رغم إنها مانامت إلا هالساعتين , استغربت الغرفة اللي نايمه فيها ولمن انتبهت لكل شي حولها تذكرت , ابتسمت ابتسامة ذابله وهي تهمس : صح صارت غرفتي لوحدي ..
نقلت العنود عيونها في أرجاء غرفتها وزفرت قبل ما تهمس : بندوري اليوم عيد ..
وخرجت بسرعة , وقفت في الصالة الشبه مضيئة للحظات وتوجهت بعدها لغرفة الهنوف , ولمن لقيتها غارقه في النوم نطت فوق السرير , شهقت الهنوف وفتحت عيونها برعب والتفتت لورها شافت وجه مبتسم لاصق في وجهها , بعدت وجهها بسرعة وهي تقول : بسم الله الرحمن الرحيم ..
ودفنت وجهها في المخده وهي تهمس : أصبحنا وأصبح الملك لله ...
ضحكت العنود وقالت وهي تجلس فوق ظهر الهنوف : صباح الخيييييييييييييييييييييي ر..
قالت الهنوف بصوت مخنوق من الكتمه : صباح الناس الخبله , قومي كتمتيني ..
ربعت العنود فوقها وهي تقول : أنا نحيفة كيف أكتمك ..
تأوهت الهنوف وقالت وهي تحاول تقوم عشان تبعدها : عمود الكهرب نحيف لكنه ثقييييييييييل , قومييييييييييييييييييي ..
قامت العنود عنها وقالت بابتسامة : طيب قومي ..
لفت الهنوف على جنبها اليمين وقالت : لسه بدري ..
قصتها كانت تغطي وجهها , مدت العنود يدها وشدت قصتها بخشونة وسلمت على خدها وهي تقول : كل سنة و إنت طيبة ..
ابتسمت الهنوف وهي تحك قصتها وقالت : الناس تعايد بعد ما تلبس وتصلي المشهد يالخبلة ..
ابتسمت العنود ابتسامة واسعة وقالت : عادي ..
وراحت تدق غرفة أمها وأبوها , دقت الباب دقات متوالية وهي تقول : يا أهل الخييييييير , يا جماااااااااعة , يا حلويييييييييييييين , روميو وجولييييييييييييت , قيس و ليلووووو ..
ووقفت عن الدق لمن انفتح الباب , ابتسمت لأبوها والواقف بسروال الثوب وفنيلته وقالت : سلاااااااااااام يا عســــــل ..
ابتسم وقال : وعليكم السلام يالمزعجة ..
ضحكت وقالت : أعايدك بعد ما ألبس ..
ومدت راسها للغرفة وهي تقول بحماس : ماااااااااااااااماااااااا اااااااااااا قومييييييييييييييييي , أبغى الشعيرية ..
قال أحمد بهدوء : روحي جيبي التمر عشان أحل إفطاري قبل ما أصلي الفجر ..
راحت جري , انمحت ابتسامته ولف لداخل الغرفة وصك الباب , تقدم للسرير وحط يده على كتف هدى المنسدحة بدون لحاف وبملابس الأمس , قال بحزم : هدى , شبعتي صياح أمس وفرغتي كل اللي جوتك صح ؟؟
ولمن شاف دمعتين تنساب من عيونها , مد يده ومسحها بحنان وهو يقول بنفس الحزم : قومي تروشي وتعوذي من إبليس اللي يبغى يحزنك , هذا عيد ..
هزت راسها وهمست : أي عيد من دون بنتي ..
بعد عنها وقال بعصبية : والضعيفة اللي رمضان كلللللللللله وهي تداري وجعها وتداري حزنها وتضحك من ورى قلبها مهي بنتك , شوفيها كيف تبذل جهدها إنها تخرجك من اللي إنت فيه , حرام عليك اللي تسوينه في نفسك وفي اللي حولك , اضغطي على نفسك اليوم وقومي عشان العنود , عشان الهنوف , عشاني إذا ما كان لبناتك معزة , عشان عبد الرزاق اللي مو في الدنيا , عشان جاسم اللي كل يوم وهو جاي من شغله عليك عشان يشوف اش سويتي , مايجوووووووز اللي تسوينه والله ما يجووووووووز , الحداد فوق ثلاث ما يجوز , حتى الناس ما تعزي بعد ثلاث ..
وتحرك بعصبية وخرج من الغرفة وتصنم لمن شافها واقفة عند الباب وهي شايله صحن التمر , هتف : عنوووود ..
ابتسمت وهمست وهي تبلع غصتها : أبويه خليها براحتها , عادي هي شويه وتتنشط صدقني ..
وغمزت لأبوها وهمست : تتحداني أخليها تقوم ..
وزادت من اتساع ابتسامتها وهي تقول بمرح : أم جسوم تكره لحظة القومه من النوم عشانها بدأت تكبر , صح أميييييييييي , خلاص أبويه من بكره والنجدية عندك , يقولون إنهم ما يعجزون بدري ولا أقول , أووووووف لو تاخذ جنوبية , ماشاء الله الوحدة عن عشر حريم ..
ضحك و ضمها ويقول من أعماق قلبه : يعل عيني ما تبكيك , يعلللللها ما تبكيك ..
وصلهم صوت هدى تقول : إيوه يعل عيني ما تبكيك ليش طرت لك النجدية والجنوبية , إححححححلم بهم ..
قهقه أحمد و ضحكت العنود من قلبها وهمست : ما قلت لك بأخليها تقوم ..
مسحت هدى وجهها وقالت : أوريك أوريك , قاعدة تضحكييييييين , قال نجدية وجنوبية , من تتزوجين أقول لعدنان على الحريم اللي تقولين عليهم ..
ذابت ابتسامتها وبلا مقدمات حطت يدها على بطنها وقالت : حشرانه , بأروح الحمام ..
وناولت أبوها صحن التمر وشردت على غرفتها وهي تسمع ضحكهم عليها , صكت الباب وقالت بغيض : والترااااااااااااااااب , تنمغص بطني على طاري هالدببببببب ليه ..
وطالعت في جوالها بنقمة وقالت تخاطبه : لا تطالع فيني كذا لا أرميك مع الشباك ولا ..
مسكته وعصرته وهي تقول بابتسامة : أصلا صرت دقه قديمه , أبيعك وأشتري غيرك وأوريك , نيااااهاااها ..
ولمن خلصت ضحكتها الشيطانية انتبهت لانعكاس صورتها في المراية , طالعت فيها بصمت وضحكت وهي تقول : خبله , والله إني خبله ..
ورمت الجوال وراحت للحمام , توضت وصلت وراحت تفك المكر وهي تردد الأذكار , دخلت الهنوف عليها بسرعة وهي شايلة جوالها في يد و هي تسأل : عنييييييد وين جوالك ؟؟
قالت العنود وهي منهمكة في شغلها : على السرير ..
جلست الهنوف على السرير وفتحت جوال العنود وبدأت تفتح الرسايل وبعد كم رسالة زفرت , ثواني و رن جوال الهنوف , رمت الجوال وقالت : شكرا ..
لفت عليها العنود وهي تسأل : سارقه رسالة لمين ..
حمر وجه الهنوف وهي تهمس : حسان ..
طالعت فيها العنود بصمت لثواني قبل ما تمسك فرشتها وترميها عليها وهي تقول : إنقلعي عن وجهييييييييييي ..
ولفت بوزها لمن ضحكت الهنوف وهي تناولها الفرشة اللي التقطتها , قالت الهنوف : ما قصدت معاندة والله ..
قالت العنود : عارفه , بس لا تطرين الجوال أو الرسايل أو أي رجال في العالم غير أبويه وأخواني عشان ما أحرق المكان ..
ابتسمت الهنوف وخرجت , كان ودها تقولها الغايب عذره معاه لكنها مهي قادرة لأنها هي مهي قادرة تتخيل عذر لعدنان , أرسلت الرسالة لحسان وراحت تلبس ملابسها , ثواني ورن الجوال , أول ما شافت اسمه حمر وجهها وهي ترد , وصلها ضحكه العالي وهو يقول : عمممممممممري والله إنت , الرسالة حلوة زي اللي أرسلتها وهي أول رسالة من أصبحت لكن بأسألك سؤال , سارقتها من العنود ؟؟..
فتحت عيونها على اتساعها وقالت : هااا كيف عرفت ؟؟
ضحك مرة ثانية وقال : لأنه في ملاحظة نهاية الرسالة يا عسل ..
وحمحم وقال : ملاحظة من عدنان ..
صرخت الهنوف : كذااااااااااااااااااااااا اااب ..
قال بعتاب : أنا كذاب ..
انتبهت لكلمتها ولنفسها فحمحمت بخجل وهي تهمس : لا , ما قصدت , أنا , قصدي ..
ضحك وهمس : يا حلاة هالصوت حتى كذاب طالعة من فمك لها طعم ثاني ..
ولمن ما سمع ردها عرف إنها خجلانة , ابتسم وهمس : كل سنة وإنت حبي ..
وضحكت لمن سمعته يقول من بعيد : طيــــــب الله يرج إبليــس , يعني الواحد ما يقدر يعايد حرمته بدون ما تسوووون له إزعااااااااااااااج ..
ورجع قال بهدوء : هنوف قلبي , أستأذنك دحين , ترا ...
وقطع كلامه وقال : سفانووووووو والله لو ما وقفتي دق على الباب ما أجيب لك فطور اليوم ..
وضحك وقال : وقفت دق , البنت هذي ينفع معاها التهديد ..
وكمل : كنت بأقول , اليوم إن شاااااء الله لو على جثتي مقابلك مقابلك ..
ضحكت والتزمت الصمت , قال : مع السلامة ..
↚
قالت : في آمان الله ..
ولمن نزلت الجوال تذكرت فرفعته بسرعة ونادته وهي تقول : آآآآآآ حساااااااان ..
وصلها صوته يهمس : يااااااا روحه ..
همست بخجل : قريت على نفسك , إقرأ على نفسك زين ..
سكت للحظة بعدين همس : ارحمي قلبي واقفلي الخط ..
فتحت عيونها على اتساعها لمن كمل : لا تخليني أطق سيارتي وأجي عند باب بيتكم دحين , اقفلي ..
ضحكت وقالت : مع السلامة ..
وطالعت في الجوال للحظات وهي مبتسمة , ولمن تذكرت جريت لغرفة العنود , فتحت الباب فصرخت العنود وهي تجلس على الأرض وهي تغطي نفسها : ألبــــــس ..
وقفت الهنوف ورا الباب و قالت : أووووو آآآآآآآآآآآآآسفة ..
وصلتها صرخة العنود : وفين تنصرف آآآآآآآآآآآآسف , في أي بنـــك ست هنيف ..
سألت : أدخل دحين ؟؟
: لاااااااااااا , التنورة الزففففففففت مهي راضيه تدخل , هو أنا تخنت من الهوا ولا إيه ..
وكملت من بين أسنانها : لو الزعل ينفخ الواحد كان قلت أكيد من الدبببببببب اللي ما يتسمى ..
ضحكت الهنوف وفتحت جوالها بسرعة , ولمن شافت الرسالة اللي أرسلتها حممممممر وجهها وهي تتخيل حسان قرأ هالملاحظة التابعة للرسالة وقالت : عنود لو ما وقفتي سب بيتطير كل حسناتك وأعمالك اللي سويتيها , لا تصيرين مفلسه يوم القيامه , فاكرة المحاضرة اللي سمعناها واللي قال فيه الشيخ عن المفلس يوم القيامة اللي يجي بصلاة وزكاة وصيام و..
قاطعتها العنود : يأتي قد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا وياخذون من حسناته إلين تخلص , فاكرته , تعالي أدخليييييييييي ..
دخلت وهي تقول : إن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم ..
شافتها تعدل تنورتها الزيتي الفاتح الواسعة من تحت و المطرزة أطرافها بكلف وشرايط صفراء وبيضا نفس ألوان البدي اللي لابسه فوقه جاكيت قصير مماثل لتنورتها , ابتسمت وقالت : سحر مرسلة لك رسالتين ..
خللت أصابيعها في شعرها المفرود تفكك لفاته وهي تقول : إيوه , ليه تسألين ؟؟
قالت الهنوف بابتسامة : من زود المحبة راسلة ثنتين ..
زفرت العنود وجلست على كرسيها وفتحت شنطة مكياجها وهي تقول : مشششكلة اللي يغارون ..
قالت الهنوف وهي تلعب بجوالها : تراني أخذت أول رسالة لها , أحلى من باقي الرسايل كلللللللها ..
بدأت تحط الأساس على وجهها وهي تهمهم يعني طيب , مدت الهنوف جوالها وقالت : إقريها وشوفي حلوة ولا لا ..
طالعت في الشاشة بدون ما تمسك الجوال ..
دنيتي من غير حسك سطر خالي من (( الحروف )) ..
لاتظن صمتي غياب أو تجاهل أو (( ظروف )) ..
............... " انت "..............
شي في حياتي ما يتعوض لو (( يروح )) ..
كل سنة وإنت بخير يا أغلى من (( الروح )) ..
.
.
.
((أتمنى أكون أول شخص عايدك ))
هزت العنود راسها وقالت وهي تفتح علبة الظلال : حلوة ..
قالت لها بإصرار : ركزي و كمليييييي ..
وضغطت لها على تحت مرتين وورتها الجوال (( لا أعلم كيف أصوغ ما أود قوله في كلمات , آسف , آسف لعدم اتصالي بك , آسف لأني لم أرسل لك قبلا لأسباب ستعلمينها بإذن الله ..
تناولت الجوال منها بيمناها وغطت فمها بيسارها من شدة الذهول هذي الكلمات أول مرة تنتبه لها , كانت عيونها تجري على السطور ..
... وحين أردت أن أرسل احترقت شريحتي (>.<) بسبب شخص سأخبرك عنه يوما ما وستتعرفينه لاحقا إن شاء الله , أحرجت من طلب جوال سحر وأحرجت أكثر من إرسال الرسالة من جوالها ولكني أردت من كل قلبي أن تكون رسالتي أول رسالة معايدة , كل عام وأنت إلى الرحمن أقرب , كل عام وأنت .... بخير عنودي .. عدنان )) شهقت العنود لمن شافت اسمه وحطت يدها موضع قلبها وهي تقول : أرسلي ..
وفزت وصرخت وهي ترفع الجوال : أرسلييييييييييييييييييييي ييييييي ..
ضحكت الهنوف وهي تطالع فيها وهي تنط بفرح وهي تصرخ : أول رسالة , أول رسالة , رسالته أول رسالة ..
وقامت ترقص وهي تلوح بالجوال , مسحت الهنوف دموعها اللي بدأت تنساب من شدة الضحك على خبال العنود اللي تنط وترقص زي البزران وشعرها يتناثر حولينها ..
لفت على الهنوف وقالت بحماس : الدبببب أرسل لي معايدة ..
: ياااااااااااااااا الله تسكنهم مساكنهم , هذا كله عشان رسالة ..
شهقت لمن شافت جاسم بكل كشخته واقف عند باب الغرفة ووراه أزهار وصرخت وهي تحس إنها بتموت من الخجل و غطت وجهها , قهقهت أزهار لمن لف عليها جاسم وسألها : كنت تسوين هالخبال لمن أرسل لك رسالة ؟؟..
خرجته أزهار برا الغرفة وهي تقول : إنت أصلا كنت ترسل شي ..
وصكت الباب وهي تقول : دقيقة بس عشان تتمالك نفسها ....
الهنوف اللي مهي قادرة توقف ضحكها كانت تجاهد عشان تمسك نفسها لأنها ما تتخيل نفسها تطيح في نفس هالموقف , وسلمت عليها أزهار وقرصتها وهي تهمس : خلاص فشلتيها ..
وراحت للعنود اللي بعدت يدينها وقالت : يا فشلتيييييييييييييييي , سمعنييييييييييي , سمعنيييييييييييييييي ...
ضمتها أزهار وهي تبتسم وقالت : كل عاااااااام وإنت طيبة وبخير يا أحلى مرجوجة ..
وقهقت وهي تبعدها وتقول بتريقة : هذا كله عشان رسالة عدنان ؟؟
ولمن شافت وجه العنود وأذانيها اللي حمرت زاد ضحكها , ضربتها العنود على كتفها وقالت : حماره لا تضحكين ..
ردت لها أزهار الضربة وهي تقول : وإنت لا تسبين ..
وطالعت فيها وكملت : وبسرعة تمكيجي عشان نلحق المشهد ..
خرجت هي والهنوف اللي راحت تسلم على جاسم وهي تقول : كل سنة وإنت طيب ..
تأملها بحنان وقال بتحبب : اش هالحلاوة كلها ؟؟ بسم الله ماشاء الله ..
ابتسمت بخجل وهي تقول : عيونك الحلوة ..
ابتسم بخبث ودنق وهو يقول : هالكشخه كلها عشان بتقابلين حسونه ..
دنقت راسها وتحركت بسرعة وهي تقول : بأروح أشوف عبد الرزاق ..
ضحك وقال : أنفذي بجلدك ..
ابتسمت هدى وقالت : إنت ما بتفك أخواتك ..
جلس جنبها وقال : ولو يا أم جاسم لو ما أذيتهم مين يأذيهم ..
وطالع في تنورتها وبلوزتها البسيطة بلون أبيض ووردي ووجهها الخالي إلا من كحل بسيط وقال : يمه , بتروحين بيت جده حمده بعد المشهد إن شاء الله ..
هزت راسها وهي تقول : كنت بأرح المشهد بس راسي يعورني ..
ابتسمت أزهار وقالت وهي تقوم جاسم : روح شوف بابا تأخر ليه ..
وجلست مكانه وفكت شنطتها وهي تقول : و أنا بأجلس مع ماماتي ..
وخرجت شنطة المكياج وقالت وهي تفتحها : ماشاء الله لبسك حلو ..
ابتسمت وقالت : اشترته العنود وأصرت ألبسه ولا أنا ما أبغاه , ألوانه بناتي و ..
مسكت أزهار دقنها وهمست بلطف : بأحط لك شوية روج ..
وبعد إعتراضات وحرب كلامية حطت لها أزهار مسحة لون وردي وشوية حمرة خدود ومسكت محدد العين السائل وبدأت ترسم لها وهي تقول : صدقيني بابا ما حيصدق عيونه ..
وبعدت عنها وطالعت فيها وابتسمت وقالت : ماشششاء الله ..
زفرت هدى فهمست أزهار وهي ترجع الأشياء لشنطتها : ماما الناس تروح , وكلنا بنروح , كل إنسان في هالدنيا فقد عزيز , المهم إننا ندعي له و نبذل جهدنا عشان اللي باقين لنا ..
ورفعت راسها وابتسمت وهي تسأل : صح ؟؟ هذا اللي إنت قاعدة تسوينه دحين ..
ابتسمت هدى وهي تقاوم دمعتها وهزت راسها وهي تقول : صح يا بنتي ..
: واااااااااااو , أمي اش هالحلااااااااااوة ؟؟
ابتسمت هدى للهنوف وقالت : هذي أزهار الله يهديها أصرت تحطه ..
قامت أزهار ولبست طرحتها اللي على أكتافها وسألت الهنوف : عبد الرزاق طالع ؟؟
حكت الهنوف جبينها وقالت : ما لقيته , شكله ما رجع من أمس ...
خرج أحمد وهو يزرر ياقته ويقول : عبد الرزاق مع عمر يوزعون زكاة الفطر , هدى ماشاء الله اش هالحلاوة يا أم جاسم ..
ابتسمت بخجل وهي تمتم بكلمات غير مفهومة , قال جاسم وهو يمشي وراه وهو شايل بشته : ها , جهزتم ؟؟ ترا حنتأخر على المشهد ..
ابتسمت أزهار وقالت : دقايق أشوف العنود ..
: أنا جيــــــــت ..
أول ماشافها قال : مو منك التأخير , من الجوال اللي ..
دقته الهنوف باعتراض وهي تقول : جااااااااسم ..
ضحك وناول أبوه البشت وراح سلم على العنود يعايدها , دقايق وراحت تلبس عبايتها , وخرجوا بعد ما أصرت الهنوف تجلس مع أمها اللي حاولت فيها إنها تخليها تروح ..
قال أحمد بعد ما دخلوا سيارة جاسم : عارفه يا عنود دحين الملائكة في الطرقات اللي حولين المسجد يوزعون الهدايا اللي هي أعمالك في رمضان ويصافحونك ..
دخلت راسها بين المقعدين وهي تقول بحماس : إحلف ..
ضحكت أزهار لمن ضربها جاسم على جبهتها يرجعها لورى وهو يقول : بنت , اش إحلف لأبوك , كذاب هو ..
ضحك أحمد وقال : خليها هي ما قصدها تكذبني ..
*****************************
نزعت الباروكه ورجعت ثبتتها وهي تقول بطفش : هذي كيف تنلبس ؟؟
وطالعت في المرايه وهي تعدل وضعيتها , ولمن تأكدت من تثبيتها مسكت فرشة وبدأت تمشطها بحرص , زفرت وقالت : أموت وأعرف كيف يركب هاللون علي ؟؟
دخلت الخنساء وقالت وهي تلف طرحتها : سفا ... واااااااااااااااااااااااا اااااااا ..
لفت سفانة بوزها وقالت : تكفين بلا تعليق , ترا لله أنا ..
صرخت الخنساء تقاطعها : جنااااااااااااااااااااااا ااااااااان ..
فتحت سفانة عيونها على آخرها وقالت : هاااااااا ..
تقدمت منها الخنساء وهي تقول بإعجاب : أموت أنا يا أشقر إنته ..
طالعت سفانة في الباروكة الشقراء المتوسطة الطول والمقصصة أطرافها بشكل مدرج , بعدت قصتها اللي واصلة لحواجبها المرسومة وقالت : أنا نفسي أعرف ولد عمي حامد اختار هالباروكة على أي أساس !! أنا طالبة منه باروكتين شبه باروكتي الأولى ..
قالت الخنساء : هذي أحلى مليون مرة ..
: خنووووووووووووس , سفاااااااااااااااااااااان وووووووووووووو ..
شهقت الخنساء وقالت : يا ويلي تراهم أرسلوني عشان أستعجلك ..
وخرجت وهي تقول : تحركييييييييييييييييي ..
قامت سفانة بسرعة ولبست عبايتها وشالت طرحتها وشنطتها الشبك اللي لها نفس ألوان لبسها المؤلف من تنورة حمراء وبلوزة بيضاء مقلمة بالأحمر والأسود فوقها جاليه أسود مشابه لحزامها الجلدي العريض , نزلت جري وهي تقول : آآآآآآآآآآآآآآآسفة ..
ووقفت لمن سمعت تصفيرة طويلة , ابتسمت لحسان وبعدت عبايتها وقالت وهي تستعرض قدامه : اش رأيك ؟؟
وحطت طرحتها على شعره وقالت : أهم شي لا تطالع في الشعر ..
قال بابتسامة : كلك على بعضك حلو ..
غطت وجهها بطرحتها وقالت وهي تضحك : تراني أستحييييييييي ..
ضحك وقال وهو يدفها بخشونة : يلا بس تأخرناااااااااااا ..
لفت عليه وقالت بدلع : من جد أنا حلوة ..
كشر بوجهه وقال بمزح : لا منتي حلوة ..
وصلها صوت حمده من غرفتها تقول : إنتم ما رحتم , تحركوا بسرعة , حتفوتكم الصلاة ..
قالت وهي تخرج : مع السلامة يا جــــــده ..
و تحركت بسرعة لمن شافت الكل يستناها في السيارة , أمها وأبوها والخنساء ..
↚
في الرياض :
في بيت سلطان :
من وسط الضجيج والسلام اللي تلى رجوعهم من المشهد وصلهم صوته وهو يقول : يا حلوات , الشباب يبغون يسلمون على أمي ..
التفت الكل لعبد الكريم اللي واقف عند باب غرفة أمه اللي جلسوا فيها البنات حولين سلمى , قالت سلافة وهي تحط يدينها على خصرها : يا سلااام , إحنا جينا قبلهم ..
قالت سلمى وهي تقوم : أنا أسهل إني أقوم لهم بدل ما يطلعون البنات ..
قالت نجلاء باعتراض : إنت تقومين , لا والله يقومون البنات , يلا تحركوا ..
قاموا البنات وهم يتأففون من محاربة الشباب لهم في الجلسة , قالت أريام بتريقة : مو لو كنا نكشف على بعض مو أحسن ..
قالت هيام بحماس : واااااااااااااو , كان وناااااااسة ..
سلافة اللي كانت ماشية وراهم قالت بقرف : وعععععع , ما أتخيل إني أجلس وجنبي واحد من هالجنس , خاصة المتخلفين اللي عندنا , أنا أبويه وأعمامي وخوالي و يادوب هاضمتهم , حتى my brother ودي أغطي عنهم ..
ضحكوا البنات وهم مستغربين من مزاجها المعكر على غير العادة , قالت سحر : أعذروها سامر وماهر طلعوا مزرعة نخل في راسها اليوم وصكوا المكيف عليها عشان تقوم وهي لمن أحد يصك المكيف وهي نايمة ينقلب أبو مزاجها ..
وبعد ما تجمعوا في المجلس ودخلوا الشباب عند جدتهم قالت سحر : هي إنت وهي إبعدوا عن الباب ..
كانت هيام واقفة عند الباب المردود ومعاها أريج وإسراء وحيدة أصفر عماتها وكل وحده فيهم تقول أخوها أحلى , قالت هيام بحيادية : شوفوا الحق يقال , صح صقور أخويه وما عليه كلام بس ما في حلو في عيال أعمامي غيرعدنان وبعده أسامة والبقية عاديين ..
قالت أريج باعتراض : والله أحلى الموجودين ماهر وأخويه أسامة و عدنان ..
قالت سمر : أشوه لو ما قلت اسم أخوي كان رحت وحرشته عليك , بعدين صراحة يا هيوم كلمتك فيها إجحاف , مفروض تقولين أحلاهم عدنان وأسامة مو مافي ..
قالت إسراء : والله أيمن أخويه حليوه ماعليه كلام ..
قالت أثير وهي تزفر بتريقه : طول عمري أسمع المثل كل بنت بأبيها معجبة , شكلي بأغيره وأخليه كل أخت بأخيها معجـ ..
قطعت كلامها لمن شردوا من عند الباب و جلسوا بأدب وهم يتشاغلون بأي شي قدامهم , ثواني ودخل عبد العزيز , قاموا البقية يسلمون عليه وهم ماسكين ضحكهم على البنات اللي كانوا جالسين ببراءة الأطفال ..
: سحـــــــــــر ..
ابتسمت سحر لمن سمعت صوت ماهر وتحركت خارجه من المجلس , قبل ما توصل لباب المجلس سبقتها سلافة وهي تقول : يا سلااااام , just سحر ..
وحطت يدينها على خصرها , أول ما شافته واقف مع سامر وصقر تراجعت بصمت , دقت في سحر اللي قالت : اش فيه ؟؟
وأول ما شافتهم شهقت وجات بتتراجع , مسكها ماهر من يدها وقال : تعااااااالي وين رايحة ؟؟
تذكرت لحظتها إنها تقابله , حست بإحراج شديد وغصب عنها خفضت بصرها وهي تتذكر موقفها معاه في أول مقابلة , ابتسم صقر لمن شاف إحراجها وقال : كيف حالك سحر ؟؟
: لا والله , سلم عليها زي الأوادم ..
زاد إحراجها من اللي قاله عمها اللي خرج من المجلس , مد صقر يده يصافحها و قال وهو يحس بإحراج : طيب أعطونا نفس , الخليقة كلها متجمعة ..
رفعت سحر راسها وانصعقت لمن شافت أبوها وخالد وعدنان وعماتها اللي جوا يحضرون الموقف , مدت يدها بإحراج وصافحته وهي تقول بصوت حاولت تخليه ثابت : الحمد لله , ترا أنا مو زي ما شفتني أول مرة ..
ضحك صقر وشاركه التوأم اللي فهموا الموضوع , قال أبوها بحنان وهو حاس بإحراجها : ما بتسلمون على بعض ؟؟..
~ لااااااااااااا , يا فشلتي , ليه يا أبويه ؟؟ ~ قال صقر وهو يتنحنح ويهز يده القابضة على يد سحر : هذانا سلمنا ..
قالت أم عبيد : هذا مو سلام عيد , طقها عربة وقلها كل سنة وإنت طيبة ..
هدر قلبها بين ضلوعها خاصة وهي تسمع تعليقات البنات اللي تجمعوا ورى الباب يطالعون في المشهد , لف صقر وجهه وهو يضحك بإحراج ورجع دنق عليها لكنها تراجعت للحظة قبل ما يسلم عليها وهو يقول : كل سنة وإنت طيبة ..
الكل ضحك على وجه سحر اللي همست : وإنت طيب ..
وسحبت يدها بسرعة وبلا شعور اندست ورى عدنان اللي كان واقف جنبها , غمضت عيونها أول ما حجبها جسد عدنان عن أنظارهم وصرخت بداخلها ~ الحمد لله , ماكانت هاللحظة مرعبة زي ما تخيلت , الحمد لله ~ كانت تسمع لأحاديثم المتفرقة بدون ما تركز على واحد منهما ..
: كيفك دحين ؟؟
فتحت عيونها ورفعت راسها لعدنان اللي لف وجهه يطالع فيها من فوق كتفه بنظرات غريبة , ابتسمت مشجعة وقالت وهي تلعب بخصلات شعرها : الحمد لله , بس صراحة ..
سكتت شويه وضحكت وهي تقول بصوت مخنوق : إحرااااااااااااج ..
ابتسم وقال : هالمرة بس , بعدين بتتعودين عليه ..
ولمن بعد عنها , شافت صقر يتوسط التوأم وهو يضحك على شي قالته عمتها نجلاء , كان لابس نفس ثوب أخوانها ومخيط نفس التطريز , وغترته وعقاله نفس النوع ~ غصب يعتبرونه توأمهم الثالث ~ لف ناحيتها فرجعت اندست ورى عدنان ..
: أنا أطلع هالإحراج من عيونك ..
شهقت لمن سحبها ماهر من ورى عدنان بعد كلمته ودفها بخفة على سامر اللي قال وهو يلمس تنورتها السوداء الحرير وهو يقول بتريقة : هذي قابعة عليها زيت ولا ايش ؟؟
قال ماهر وهو يفركها : شكله , شوف كيف تلمع , شكلها غسلتها بمازولا على بالها تايد , ملمسها كإنها إممممممم ..
كانت عارفه إنهم يحاولون يستثيرونها , بعدت يدينهم و قالت بهدوء : فكوني ..
قال ماهر وهو يمسك بلوزتها التل المشجرة بالتركواز والأسود : اش جاب هالقماش لقماش التنورة المزيت ..
قالت بطفش وهي تحاول تمسك أعصابها : حرير , اش مزيت !!
هز سامر راسه موافق وقال وهو يلمس أحلاقها الفضية : لا ولا يفوتك أحلاقها اللي تدق في أكتافها , مالقيتي أطول من هالحلق تراه مرررررره قصر ..
ما خلوا شي ما علقوا عليه حتى شباصتها علقوا عليها , تأففت وهي تبعد عنهم , قال ماهر بتريقه وهو يدق سامر : أنا أموت وأعرف لابسه كعب ليه وهي زي الزرافـ ...
وسكت لمن لفت سحر ورمته بنظرات حادة , ضحك عدنان من قلبه وقال وهو يصفق بيدينه : أحلـــــى سحوره ..
ولف على التوأم وقال : أتحدى واحد فيكم يفتح فمه بعد هالنظرة ..
ابتسم صقر وطالع في التوأم اللي هزوا رأسهم بمعنى إنهم مستحيل يتكلمون بعد هالنظرة ورجع طالع في سحر اللي ابتسمت بهدوء وهي تتحرك للمجلس اللي فيه البنات ..
قال خالد : إخــــــــص , وحده أصغر منكم تسكتكم ..
قال صقر بصوت خافت : صراحة ما ألومهم ..
وطالع في التوأم برعب , لمن ضحكوا مرة ثانية أصر عدنان يعرف السبب , قال ماهر وهو يعقد يدينه قدام صدره قبل ما يرفع حاجبه الأيسر بتريقة : اللي ما عندهم جوالات مالهم حق يسألون عن شي ..
وقف سامر جنبه ورفع نفس الحاجب وهو يقول : قصدك اللي يراسلون حريمهم من جوالات أخواته ..
هز ماهر راسه بلا وقال : قصدك اللي حريمهم ماعايدوا عليهم ولا عبروهم بكلمة ..
زفر سامر وقال وهو يعقد حواجبه بتفكير : كيف يعبرونه بكلمة وهو مقطوع عن العالم ..
حط ماهر نفسه يفكر وقال : تبيجر له ..
ولفوا على بعض و قال سامر وهو يأشر عليه ويغمز له : حلللللللللوة , تكفى عيدها ..
قال ماهر بصوت أنوثي : تبيجر له ..
و انفجروا ضحك وهم يضربون أكفهم , طالع فيهم خالد برعب وقال : يااااااااااااالله سألتك ما تطيحني في لسان واحد من هالمحششين ..
زاد ضحكهم وهو يكمل : الحمد للـــه اللي ماني عندكم , الحمد لله ..
ولف على عدنان وهو يسأل : إنت كيف متحملهم ؟؟
قال عدنان وهو يطالع فيهم بهدوء : أنا الصراحة شاكر لهم , لهم الفضل بعد الله في إنهم خلوني أحب بعدي وغربتي و شغلي في الشرقية ..
دخل بقية الشباب اللي توهم رجعوا من المشهد وسلموا على العمات والخالات ..
أول ما دخلت المجلس وانقفل الباب صرخوا البنات وتجمعوا حولينها وهم يسألونها أسئلة ما لحقت تجاوب عليها , ومن بين البنات شافتها واقفة وهي ضامة ولدها وتطالع فيها بابتسامة متسائلة وعيون قلقة , كيف لإنسان أن يفهمك دون أن تفتح شفاهك !! دون أن تضطر لنشر جراحك على حبل الحقيقة المرة , تكتفي بنظرة إلى عينيه ليسبر أغوار روحك دون أن يجبرك على الحديث , ابتسمت لها سحر وقالت بصدق وهي تتقدم لها : الحمد لله , مر كل شي بسلام ..
وشالت ربيع عنها وهي تكمل بتحبب : حبيب خاااااااله إنته , خريف حبي , واااااااا كيف يجنن ..
وباسته على خده وعضت يده وهو يطالع فيها بنظرات لا معنى لها وصوت أنفاسه مسموعة , طالعت في وقالت بضحكه : يا أهبل ..
ابتسم ابتسامة كشفت عن فم بلا أسنان , ضحكت أكثر وسلمت على فمه وهي تقول : يا ناااااااااسووو بيذبحني هالولد , بيذبحني ..
ثواني وحست بشي يطوق ركبها , نزلت بصرها وأول ما شافت أخته الغيورة ناولت ربيع لسمر ودنقت وشالتها وهي تقول : وهااااااااااااااذي هي حبيبة عمري ..
وسلمت عليها وهي تمدح فستانها وقبعتها وشنطتها اللي مليانة ريالات , طالعت من وراها لسمر اللي ابتسمت لها بسعادة , كانت عيونها تصرخ بالجملة اللي دايما تقولها لها ... الجبل العالي ما ينحني للأعاصير , ممكن تنحت صخرة بسيطه لكن هذا أقصى شي أسمح به , صخرة بسيطة يا سحر ..
↚
في جدة :
بعد صلاة المشهد :
: بأشوفها دحين ..
طالع جاسم في حسان وقال وهو يعدل غترته : شوف تراني متكشخ , لا تخليني أنزل عقالي وأمخطك به دحين وأخرب كشختي ..
طالع فيه حسان بغيض وقال : طبعا مو حضرتك مبخرتك حرمتك اللي كنت متونس معاها طول الليل , غصب مستكثر علي أشوفها دحين ..
ضحك جاسم وقال : والله مو هذا مقصدي , بيت جده زحححححححمه , من وين بتسلم عليها إنت ووجهك , هذا اللي قصدته , أصبر خلينا نعايد على البيوت ولا رجعنا أقعدك معاها براحتك ..
وحرك حواجبه غياض وهو يكمل : يلا عن إذنك بأجيب حرمتي ..
وتحرك لسيارته يقربها من مصلى النساء بعد ما ركب أبوه , وهناك ركبت أزهار و العنود ..
ابتسم وقال : كيف كان المشهد عندكم ؟؟
قالت أزهار بهدوء : حلو وروحاني بشكل ما تتصوره , حسيت بفرحة الناس ..
ابتسم وقال : ها عنيدي , حلو المشهد ..
رفعت العنود راسها وقالت بعد ما سلكت حنجرتها اللي حستها مشروخة : يجنن , هذي ثالث مرة في حياتي أحضر المشهد بس أول مرة أحس بهالروحانية فيه ..
وضحكت وهي تقاوم دموعها وقالت : روحاني لدرجة حسيت إني أصافح الملائكة ..
لمن وصل عند بيت جدته نزل أبوه ووصاه ما يتأخر عشان يبدأون المعايدة على البيوت ولمن نزلت العنود قال لأزهار اللي انتقلت للمقعد الأمامي : ما تبغين تنزلين لهم ؟؟
هزت راسها وقالت بابتسامة : إن شاء الله أعايدهم العشاء مرة وحدة وقت العشا , دحين أبغى أروح بيتنا , أكيد عمر بيرجع من المشهد على هناك ..
حس بغصتها اللي تداريها , حرك سيارته بعد ما تأكد من دخول العنود اللي لوحت له مودعه وقال بمزح : أهم شي ما تخربين البيت , ترا ما فينا , العرس ما بقي عليه إلا تسع أيام و ولدك حسه عينه يخرب الكنب ولا يكسر الزينه ..
ضحكت وقالت وهي تحط يدها على بطنها : إن شاء الله هذا أضمن لك إنه ما بيخرب البيت ..
مد يده اليمين وقبض على يسراها وهمس : ما يحتاج أقولك خليك قوية لأني أعرفك ماشاء الله عليك مافي زيك .
بلعت غصتها وقالت باللهجة المصرية متظاهرة بالقوة وهي تضرب صدرها : إن شاااااااااااء الله , زهره والأجر على الله ..
همس بخفوت وهو يرص على يدها : و أنا ما يحتاج تتظاهرين قدامي بشي ..
تفجرت الدموع من عيونها , سحبت يدها منه وغطت وجهها بكفوفها وهي تصيح من قلبها , دموع العنود الغزيرة أثناء الصلاة , صوت نحيبها مازال يتردد بداخلها , رغم تظاهرها بالقوة إلا إنها كانت تنهار بداخلها , صاحت أول عيد يمر عليها من دون أمها , ما بتشوفها , ما بتسلم على يدها وراسها وهي تقولها : كل سنة وإنت طيبة ..
وما بتحضنها أمها وهي تقرأ عليها وهي منبهرة بجمالها اللي تشوفه يفوق جمال ملكات العالم , ومن دون أخوانها , ما بيهديها عمار زهرتها المفضلة وهو يسلم على خدها وهو يقول لها بحب الأب وحنان الأخ : كل سنة وإنت أحلى زهره ...
ما بيطالع فيها عمير بنص عين وهو يقول بقرف ممازح : وععععععععع , ما لقيتي أحلى من هاللبس , تصدقين اللبس حلو بس يوم لبستيه إنت صار يخرررررررع ...
وما بتطارد وراه وهي تحلف إنها تضربه لو على جثتها , ما بتسمع ضحكاتهم ولا تهزئ عمر لهم وهو يطلب منهم بحزم إنهم يتصرفون زي الكبار , أول عيد بيمر من دون البندري اللي عمرها ما عيدت معاها وهي تتساءل كيف كان العيد حيكون لو هي معاهم , صاحت وصاحت وصاحت إلين حست قلبها بينفجر من كثر اللي فيه , وبعد ما هدأت ثورة بكاها رفعت راسها وطالعت في جاسم لقيته ملتفت لها وهو يبتسم بهدوء بعد ما وقف سيارته على جنب , مد يده بمنديل وقال : فرغتي كل اللي في قلبك ..
سحبت نفس طويل ممزوج بشهقات متتاليه وهي تتناول المنديل منه , قالت بصوت مخنوق وهي تمسح وجهها من تحت الغطى : كلمتك هي اللي فجرتني ..
ضحك وقال : أحسن عشان تفرغين هنا قبل ما تروحين عند أخوك , ترا هو مو ناقص , أكيد هو حاس بهالشعور لكنه بيكتمه عشانك فلا تزيدينه وهو لله مضغوووووط بسبب جوازه , بعدين حسيتك من أمس وإنت كابته هالمشاعر كلها فقلت أكيد بتفرغينها لا شفتي أخوك قلت أحسن تفرغها هنا عندي عشان ما تنكد على أخوها ..
كانت تطالع فيه وهو يقول كلامه و تحسه يضغط على يدها كل فتره وهو يطالع فيها بحزم ممزوج بحنان , ومن خلص كلامه همست فجأة : جاسم أحبك ..
انصعق من كلمتها وطالع فيها بذهول للحظة قبل ما يضحك من قلبه وهو يقول : آآآآآآآآآخر كلمة توقعتها ..
ضربت يده وسحبت يدها وقالت بغيض : انقلع ...
لف وضربها بطرف يده على كتفها وقال : أولا لا تضربين , ثانيا ما أسمح لك تقولين انقلع ..
حكت كتفها وقالت باستنكار : آآآآآآآآآآح , عورتنيييييييييييي ...
قال وهو يحرك السيارة : أححححححححسن ..
طالعت فيه بصمت , وهو يطالع فيها ويرجع يطالع قدام , بعد فترة مد يده وقرص خدها وقال وهو يضحك : والله مو أحسن , ما تهون علي زهرة قلبي ..
ضحكت أزهار ودفت يده وهي تقول بثقة : أنا عارفه إني ما أهون عليك ..
رفع حاجبه وقال وهو يطالع فيها بتكبر : يلعن أبو الثقة ..
ورجع يطالع في الطريق , قالت بدلع وهي تمسد على كتفه ترتب ثوبه : أنا واثقة لأني أحبك فوق ما تتصور ..
: آآآآآآآآآآآخ منكم يالحريييييييييييييم , بياعات كلااااااااااااااام ...
: جسوموووووووووووووووووو ..
: شفتي , مسسسسسسسسسرع ما قلبتي ...
: كنت بأقول ... عمري آآآآآآآنا جسومو ..
: يمممممممممممممممه منكم كيف تقلبونهااااااا ..
↚
في نفس الوقت في سيارة علي :
: طيب ممكن تعدلين مكياجك في السيارة ..
سحبت سفانة نفس عميق تتخلله شهقات وهي تتناول المنديل الخاص بإزالة المكياج من الخنساء , قالت نورة بزفرة : الحمد لله اللي صياح العنود طلع صياحك أخيرا ..
قالت الخنساء بصوت مخنوق : ما توقعتها تنفجر بهالشكل , فجأة وهي تصلي جلست على الأرض وما قدرت تكمل صلاتها من شدة بكاها ..
طالع حسان في ساعته اللي أهدتها له الهنوف بصمت , ما شاف الهنوف من ذاك اليوم في العزاء لكن صوتها كان يتحسن يوم بعد يوم ويطمنه أكثر لكن دحين اعتراه خوف غريب , يكون هذا كله تظاهر بالقوة زي العنود , تكون تخفي كل شي بداخلها , ولمن تذكر حالتها أول ما درت بالخبر حس بقلبه ينقبض , هز راسه ينفض هالذكرى اللي ما يحب يستعيدها ..
قالت سفانة من بين شهقاتها : أنا ما عليه من نفسي , بس ما أبغى العنود .. ما أبغاها ...
وماقدرت تكمل كلامها , ضمتها نورة وقالت : أنا فاهمتك , كلنا ما يهمنا وجعنا لأننا نتعامل معاه لكننا ما نحب نشوف اللي نحبه يتوجع لأننا مانبغاه يحس باللي نحسه ..
أول ما تذكر علي أخوانه اللي كان يحس هالمشاعر نحوهم وتجاهلهم له وتنكرهم له من دخل السجن حس بألم في قلبه لكنه تناساه بسرعه وهو يقول : طيب اش رايك نحط أمك عند جدتك و نروح نعايد أعمامك على بال ما تتمالكين نفسك , عشان ماتدخلين لهم بهالشكل ..
قالت الخنساء بحزم : لاااااا , أنا ما أبغى أعايدهم ..
لف حسان وقال بحزم : بنت ..
نزلت الخنساء راسها بسرعة وهي تغطي وجهها اللي كانت فاتحته عشان تعدل مكياجها , قال علي : حسان خليها براحتها , يمكن ما تبغى تعايدهم دحين , تبغى تجلس مع البنات شويه ..
وطالع في المرايه وقال بحنان : نعايدهم العصر إن شاء الله ..
قالت سفانة اللي تمالكت نفسها : أبويه خمس أعياد مرت وإنت بعيد ومحد فيهم دق علينا تلفون يسأل لو بالكذب إذا كنا نحتاج شي ولا لا , والله ولا حتى شفنا خلقة واحد فيهم , ثلاثة أعمام ويا كثر عيالهم وما شفنا أحد فيهم فكر حتى يتصل أو يتطمن , ودحين نجي إحنا ونعايد عليهم ..
ابتسم أبوها وقال : سفانة حبيبتي , صلة الرحم اللي وصى عليها الرسول صلى الله عليه وسلم هي إنك توصل من قطعك مو توصل الناس اللي وصلوك , والرحم عظيم أجرها عند الله , ربي اشتق لها من اسمه وخلها معلقة بين السماء والأرض , إنت تبغين توصلين ربك ولا لا ؟؟
سكتت وهي عارفه إنه كل كلمة قالها صحيحة لكن قلبها مو مطاوعها تروح تسلم على أعمامها وحريمهم وبناتهم وهم ما فكروا فيهم كل هالمدة اللي كانوا فيها بأمس الحاجة لسند يساعدهم , كل ما لفوا يمين أو يسار ما شافوا إلا خوالهم وجدتهم , أعمامهم ما لهم أي أثر في حياتهم ..
همست الخنساء : ريال ما أعطونا يوم كنا نموت جوع ودحين ..
قال حسان : خنسااااااااء ..
قالت بعصبية : ليش تسكتني ؟؟ دحين لمن طلع أبويه وطلعت معاه الملايين قاموا يسألون ويجون ويتصلون على أبويه , وينهم يوم كان يمر علينا أياااااااام محنا قادرين نسوي شي من قل الفلووووووس , عملية الزايدة حقت سفانة خوالي اللي قطوا فيها ودفعوها , فلوس كليتها , وحاجيات مدرستي و ....
قال حسان بحزم : قلت خلاص ..
سكتت وهي تعقد يدينها قدام صدرها وتلف وجهها للطاقة , قالت نورة بعد صمت طويل : نروح دحين عند جدتكم وبعد العصر تروحون تعايدون أعمامكم مع أبوكم وأخوكم , حتى خوله وبناتها بيروحون معاكم إن شاء الله ...
التزم الجميع الصمت بعد كلمتها ولمن وصلوا لبيت حمده قال علي : أنا بأروح أعايد أخواني دحين مع حسان ..
قالت نورة بابتسامة : الله يسهل لكم ..
ودخلت , أول ما دخلت حست بالجو المتوتر , نزلت طرحتها وطالعت في الوجيه المحمره , وابتسمت لمن شافت أمها مغطيه وجهها بمسفعها بصمت وجنبها العنود تكبس أكتافها وهي تبتسم لها , قامت خولة وبناتها والبقية عشان يسلمون عليهم , ما سألتهم اش صار لأنها عارفه إن الموضوع متعلق بالبندري ..
***************************
في نفس الوقت :
في شقة عمر :
حست براحة نفسية وهي تنقل بصرها في الشقة اللي تغيرت تماما بفعل البوية والأثاث الجديد واللوحات البسيطة التي زينت الجدران وحولينها إضاءات أصرت العنود على إضافتها عشان يصير المكان فخم , هالراحة كانت ممزوجة بحنين وألم لكنها تجاهلته وهي تتلمس الكنب الجديد وهي تقول لنفسها : كذا أحسن , صح الذكرى حلوة لكنها موجعة ..
وحطت يدها موضع قلبها وهي تهمس : خليكم هنا ..
طالعت في صحن الحلاوة والشوكلاته اللي يتوسط طاولة الصالة , راحت وسحبت وحده وأكلتها ..
: بس يالسعلية ترا بتخلصينها ومحد عايد عمر ..
لف على جاسم اللي خرج من الحمام وقالت وهي تحط الحلاوة على جانب فمها الأيسر اللي انتفخ بسببها خدها وقالت : ما أكلت إلا ...
وعدت على أصابيعها وكملت وهي تفرد يدها : خمسة بس ..
حط يده على راسه وقال : الـــــــله , يا كبرها عند ربي ..
قالت بابتسامة : ثلاثة ليه وإثنين للنونو ..
وقبل ما يتكلم وصلهم صوت الباب اللي انفتح مختلط بصوت عمر وهو يقول السلام , جريت للممر ووقفت عنده وهي تطالع فيه بلهفة , ثوبه القصير , غترته اللي بدون عقال , بشته الأسود الفخم , بشت عمار , جريت وهي تصرخ : عمووووووووووووووور ..
وضمته بقووووة وهي تقول : كل عام و إنت للرحمن أقرب حبيبي , كل سنة إنت طيب ..
ضحك من إندفاعها وقال وهو يلم عليها : اللي يشوفك يقول غايب عنها سنين , تقبل الله ..
همست وهي تضمه أكثر : منا ومنكم صالح الأعمال ..
ودفنت وجهها في صدره تقاوم دموعها اللي تحاربها بقوة , كان يشبه عمار , يشبه لحد بعيد وهو لابس بشته الأسود , وقالت عشان تضيع بكاها : عشرة أيام الإعتكاف حسيتها كإنها عشر سنين ..
ابتسم وقال : لمن جيت أمس عشان أتروش إنذهلت من اللي سويتيه , صراحة , ماشاء الله البيت صار شي ثاني ..
ورفع راسه وقال : مشكور يا أبو أحمد ما تقصر ..
غمز له جاسم وقال : تخدمني في فرحي إن شاء الله ..
بعدت عن أخوها ولفت على جاسم وهي تقول : نــــعـــــــم , عيد عيد اش قلت , ماسمعتك زين ..
ضحك عمر وقال : الله يعينك عليها , بنت يعني ما يمزح زوجك , بعدين الشرع محلل له أر..
ضربت عمر تسكته وهي تقول : مالك دخل , إحتفظ بهالكلام لنفسك ..
ضحكوا على عصبيتها وهي رايحة للمطبخ تجيب القهوة وهي تتمتم بغيض : سابوا كلللللللللل السنن اللي سواها الرسول ومسكوا في الزواج من الثانية , المشكلة ياليتهم يعدلون , الله بنفسه قال واحدة إذا ما استطعتم العدل , و ...........
لف جاسم على عمر وقال بهدوء : تعودت على عصبيتها خلاص , صح مهي زي أول أيام زواجنا لكني أحاول أتأقلم معاها ..
ابتسم عمر ومد ذراعينه وضم جاسم وهو يسلم عليه بحفاوة ويعايد عليه , ابتسم جاسم وبادله الأحضان وهو يحس براحة نفسية من العلاقة اللي وصل لها مع أزهار وعمر , سأله باهتمام : عبد الرزاق معاكم ؟؟
ابتسم عمر وقال : والله الله يجزاه بالخير , ما قصر معانا , جلس يوزع مع الشباب الزكاة إلين بدأنا الصلاة ..
سأله : وينه دحين ؟؟
قال وهو يهز أكتافه : بدل في غرفة المؤذن وصلى معانا ومن بعد الخطبة ما شفناه ..
جلس جاسم لفترة معاهم وراح بعد ما استأذن منهم إنه بيعايد , وقبل ما يخرج تعلقت فيه أزهار وقالت بدلع : جسوم , ممكن , ممكن , ممكن أعايد على جاراتي مع منى ..
ابتسم وقال : خذي راحتك ..
↚
وقبل ما يتحرك شدته وقالت : طيب ممكن , ممكن توديني أعايد مشاعل بعد ما تخلص معايدتك ..
أشر على عيونه وهو يبتسم بهدوء , طالعت فيه بحب ورفعت نفسها وسلمت على عيونه وهي تهمس : تسلم عيونك الحلوة حبيبي ..
وتأملته بحب وهي تسأل : قريت على نفسك ؟؟
زفر وقال : إيوه , لا تخليني أبطل معايدة وأقعد هنا و ....
ضحكت وبعدت عنه وهي تقول : في آمان الله قلبي , انتبه لنفسك ..
ابتسم وخرج , طالعت أزهار في الباب ورجعت لفت وهي تصرخ بحماس : عموووووووووووووور يلا نفطر ..
وهو نازل من الشقة دق جواله , رفعه ولقيه رقم غريب رد وهو يقول : نعم ..
: كل سنة وإنت في قلبي ..
قطب حواجبه ووقف في مكانه عند مدخل العمارة ~ ياربيييييييي كيف بتفهم هالبنت ومتى ؟؟~ بعد الجوال عن إذنه وزفر بقوة , كان يحس بالذنب إنه علقها به وسابها , هو شاف حياته وهي مهي قادرة تنساه , كان يعيش عقدة الذنب هذه دايما , وسابقا كانت تراوده أفكار إنه يكلمها عشان يطيب خاطرها يستسمح منها لكنه تراجع لأنه يعرف إن هذا من الشيطان اللي يحاول يرجعه للخطأ , رجع الجوال لإذنه وقال : ليلى أظن إني وضحت لك كل شي في السابق , لا عاد تتصلين ..
احتد صوتها الناعم وهي تقول : جاسم أنا تطلقت عشانك ..
حس بالأرض تتزلزل تحته من شدة الصدمة , غمض عيونه بقوة وهو يحاول يستوعب اللي سمعه ~ متزوجة , متزوجة , متزوجة ~ تخيل لثواني أزهار مكان ليلى ورجال ثاني يـ ... , هز راسه بقوة يبغى ينفض هالتفكير المرعب , انعدمت مشاعر الشفقة والحزن عليها وانمحت عقدة الذنب وهو يقول بحزم وهو يحس بإحتقااار وتقزز : أولا أنا لأووووول مرة أدري إنك متزوجة , ثانيا إنت اللي جنيتي على نفسك ..
وصك الخط وهو يحس بفوران في دمه ~ كيف ما عرفت إنها متزوجة ؟؟ كييييييييف ؟؟ يارب سامحني , يارب سامحني ~ ..
**************************
الساعة 10 في فيلا حمده :
نزعت ريم صندلها العالي وقالت بتعب : يلعن أبو الشياكة , آآآآآآآآه يا رجولي ..
وجلست جنب العنود اللي تاكل من الشعرية بتلذذ , وقفت سمية قدامهم وهي ماسكة عصيرها في يد واليد الثانية على خصرها وهي تقول : يا سلاااااااام , ما عاد في مكان , وين أقعد يعني ؟؟
رفعت الخنساء راسها لها وقالت بفم مليان وهي تأشر فوق راسها : تعالي سوي دور ثاني ..
دقتها أسماء وهي تقول : لا تتكلمين بفم مليان الله يقرفك ..
زفرت سمية وهي تشوف الكل جالس على الأرض حولين سفرة الإفطار , ولمن شافت ريناد جالسة جنب الجوهرى وماخذة مكان قالت وهي تتقدم منها : قومي يلا قومي , قاعدة ومبسوطة ..
قالت الجوهرة وهي تحط يدها على رجلين بنتها : دوريلك مكان ثاني , أبغى أأكل بنتي ..
لفت سمية بوزها وقالت : يعني أوقف أنا وما آكل , حطيها بحضنك ولا بعديها شوي .. طنشتها الجوهرة وهي تأكل بنتها , بعدت العنود نظراتها الباردة عن عهود اللي جلست على الكنب وهي حاطة رجل على رجل وماسكه كروسان وهي تطالع فيها بجرأة عجيبة وبعدت ريم وهي تقول : ريمان ازحفي شوي ..
ونادت على سمية وهي تقول : سماسم تعالي هنا ..
رمت سمية الجوهرة بنظرات غيض قبل ما تتحرك وتجلس بين العنود وسفانة , قالت سفانة من بين أسنانها وهي ترفع كباية الشاهي بالحليب : نزلي عينك عنها عشان ما تبدأ في كلامها اللي زي السم ..
ضحكت العنود وهمست : إحمدي ربك إنك منتي أزهار ولا كان تعرضتي لهالضغوطات كل يوم ..
همست الهنوف المقابلة لهم في السفرة : عنييييد , حرام عليك , الفترة الأخيرة ما صار شي من اللي تقولينه ..
قطبت العنود حواجبها وقالت وهي ترفع ملعقة الدبيازة لفمها : إي والله كلامك صح ..
و بلعتها وقالت بعد تفكير : إممممم يمكن عشان أزهار ما عاد تجينا كثير بسبب شقة عمر اللي تجهزها ..
ولوحت بالملعقة وهي تقول : سبب وجيه في نظري ..
غطت سفانة فمها وهي تبعد الكباية اللي حرقتها و تطاير العيش من فم ريم اللي ضحكت من قلبها , قالت الخنساء وهي تطالع في قطع العيش اللي لصقت في تنورتها الشمواه : ريييييييييييييييييييييييي م ..
مسحت ريم فمها وهي تقول : آآآآآآآسف , والله آسف ما قصدي , كله من هالسوسة ..
وأشرت على العنود اللي طالعت فيهم ببراءة وهي تقول باستنكار : أنا اش قلــت ؟؟
: أبله هنوووووووووووووف ..
لفت الهنوف على ساره وقالت بابتسامة : هلا ..
قالت ساره وهي تأشر على اللامكان : خالو جاسم هااااا يقولك تعالي هاااااا عشان تقابلين خالو حسااااان ..
ذابت ابتسامتها وحمر وجهها لمن بدأ البنات يطلون أصوات حماسية أخرسها صوت حمده وهي تقول : بسسسسسسس , حِسكن يعل الله يقطع حِسكن ياللي ما تستحن , اش قام به تصارخون ..
قالت العنود : جده نشجعها , جوليت بتقابل روميو أخيرا ..
ضربتها الهنوف وقالت حمده بعدم فهم : مييييين ؟؟ مين اللي بيقابل مين ؟؟
وكملت بعصبية : واش نشجعها هي داخله مباراة ؟؟
ضحكوا البنات وزاد ضحكهم لمن قالت العنود : أوووو صح , إنتم قوم ليلى , جالسة أقول ليلى بتقابل قيس أخيرا ..
قامت الهنوف بسرعة عشان ما تسمع تعليقاتهم أكثر فقالت ريم وهي تتنهد : وييييي مستعجلة على شوفة بعض ناس ..
وصرخت لمن ضربت جبهتها بذرة زيتون , لفت بعصبية بتهاوش اللي رماها وسكتت لمن هاوشتها حمده : آآآآآآآ يالمعبرة إي والله يالمعبرة يا قليلة الميز ..
حكت جبهتها وهي تقول : جــــــــده , عورتيني ..
ومن وسط هواش حمده على ريم لفت سمية على سفانة وسألتها : خاله اش معنى معبرة وقليلة الميز ؟؟..
دقتها سفانة وهمست : اششششش لا تسمعك جدة والله تشرشحك ..
قالت الخنساء تتفالح عليها : حبيبتي الميز هذا البوفيه اللي يحطونه للناس في الجوازات ..
رمتها أسماء بنظرة عدم تحمل لهالغباء وقالت بهدوء : حبيبتي خالتو , الميز هو التميز , يعني جدة قصدها قليلة التميز , ما تميزين الصح من الغلط ..
هزوا راسهم بفهم وعيونهم تلمع بنظرة إعجاب لفهمها للكلمة , سألت سمية : ومعبرة ؟؟
وغمضوا عيونهم لمن وصلهم صوت حمده الحاد وهي تقول : معبرات يعني قليلات الحيا ما تستحون , اللي شايفيني أهاوش وإنتم قاعدين تتنطزون بكلامي ..
مسكوا ضحكهم وسفانة تهمس من بين أسنانها عشان ما تشوفها حمده وهي تتكلم : قلت لك تشرشحك ما سمعتيني ..
قالت العنود وهي مبتسمة لجدتها و تتكلم هي الثانية من بين أسنانها : ما في أحد مبسوط قد الهنوف , شردت وفرت بجلدها , سفسف , قومي نعدل لها مكياجها وكشختها ..
وفي ثواني قاموا ولحقوا بالهنوف اللي كانت واقفة قدام المراية في غرفة جدتها وهي تنتفض , جريت لها العنود ومسكتها بخوف وهي تقول : هنوف اش فيك ؟؟
لفت عليها الهنوف وهمست وهي تتجنب نظرات سفانة : مستحية ..
دفتها العنود بخشونة وهي تقول : حماااااااااره فجعتيني , صدق ما عندك سالفة ..
قالت سفانة : نشوفك يوم يجيك عدنان اش تسوين ؟؟
غمضت عيونها بقوة وقالت بهمس وهي ترفع يدها في وجه سفانة : سفسف ترا مافيني للمغص فأسكتي أحسن لك ..
قالت سفانة وهي تربط حزام فستان الهنوف المشجر بلون رمادي وأبيض ووردي : ذوقي شوية من اللي تذوقينه الضعيفة ..
مسكت العنود حبال الفستان وقالت وهي تحرك حواجبها بخبث : هنوف فسخي البلوزة و أدخلي عليه بعريان ..
شهقت الهنوف وفي ثواني حمر وجهها وهي تضم بلوزتها البيضاء اللي لبستها تحت الفستان وهي تقول : مستحيييييييييييييييييييل , لو على جثتي ..
دفتها سفانة وقالت : روحي بس , ما نبغاك جثة عشان ما يموت أخويه ..
لفت عليهم وقالت بخوف : شكلي حلو ..
قالت سفانة بحنان عشان تهديها : والله حلوة .
وقالت العنود بتريقة : ما شاء الله هنيف إنت لو لبستي خيش بيشوفه حسان كإنه آخر صرعات فساتين نعومي كامبل , روحي له الله يخليكم لبعض ..
دقتها سفانة وهي تقول : يعني على بالك شجعتيها , حرام إرحميها ..
زفرت الهنوف وتحركت ورا سارة اللي قالت بطفش : خلصونااااااا ورانا بيوت ما عايدنا عليها , ترا العيد بيخلص وأنا ما جمعت 300 ريال لسه ..
قالت العنود بغيض : يا حلاتك وطلاقة لسانك لا جيتي تتفالحين , لكن لو شي مو مهم تبهذلينا بهاااااا وهااااااا ...
أول ما وصلت الهنوف الصالة وشافت جاسم حست بإحراجها يزيد , ابتسم جاسم وقال : أخيرا , ما بغيتي ست هنوف , بعدين ..
لف يده حولين ذراعها وكمل وهو يرافقها لمجلس الرجال : زوجك هذا مطيور , عقليه , من أصبحنا وهو يطالع في ساعته متى يجي يعايدك ..
نزلت راسها بإحراج وهي تسحب ذراعها من يده , ضحك وقال وهو يوقف في مكانه : يلا روحي له بس لا تطولين ترا حمده تفصل راسي عن رقبتي لو طولتم , ولو تدري إني بأخليكم لوحدكم تفصل راسي على غير القبلة ..
طالعت في باب المجلس برعب ورجعت لفت على جاسم برجاء , طالع فيها بصدمة وقال : مستحيل أدخل معاك , روحي يلا ..
همست برجاء : شويه بس ..
ضحك وقال : الله يعينك يا حساااااااااااان عليها ..
ومسكها بقوة وفتح باب المجلس وقال : حسوووون ..
ودخل الهنوف للمجلس وقال لها : دخلتك خلاص ..
وخرج بسرعة , طالعت في الباب بخوف , كانت تتمنى لو يجلس معاهم شويه على الأقل إلين تتعود ..
: هنوف ..
لفت وجهها له بإحراج وابتسمت بتوتر وخجل وهي تفرك يدينها ببعض , ابتسم وقال بمزح عشان يخرجها من إحراجها اللي لازم يرافقها بداية كل مكالمة وبداية كل مقابلة : أخيييييييييييرا , والله لو طالبين مقابلك الملكة إليزابيث , راسلين عشرين ألف معروض مرسوم لجلالة الحاكمة حمده وبطلعة الروح أصدرت مرسوم ملكي , لا ولازم يكون مختوم بختمين من رئيس الوزراء أحمد و رئيس حزب البرلمان صالح ..
كتمت ضحكتها وهي تعدل قصتها بإحراج وهو يكمل : أشوه بس اللي ما طلبوا مصادقتها من وزير الخارجية جلال ولا كان رحت فيها ..
ضحكت وطالعت فيه بوجه باسم , طالع فيها بحب وتقدم إلين وصلها وهمس وهو يصافحها : كل سنة و إنت طيبة يا روح حسان ..
دنقت راسها بخجل ورجعت رفعته وصافحته و هي تهمس : وإنت طيب ..
تأملها للحظة , فتحت عيونها وطالعت فيه بنظرات حب خجولة , ابتسم ودنق عليها , بعد عنها بسرعة لمن اندق الباب وانفتح , وصله صوت ساره وهي تقول : خالوووووووووو ..
جز على أسنانه وقال : تخلخلت عظام إبليس قولي آمين ..
ولف عليها وقال بابتسامة من دون ما يفك أسنانه : خير يا طير ..
شهقت وفتحت عيونها على الآخر وهي تقول : خالووووووو ما يجوز تقول خير يا طيييييييييير , ترا أبلتنا هااااااا تقول هالكلمة هاااااا فيها تطير والتطير مايجووووووز و ..
فتح عيونه على آخرها بصدمة قبل ما يقول بحزم : ساره أخلصييييييي اش عندك ؟؟
قالت ساره وهي تفرك جبينها : صح أنا اش كنت أبغى أقوووووول !!
: بفففففففف ....
لف حسان على الهنوف اللي كانت ماسكة ضحكتها بالقوة , قال بحدة : لا تضحكين ..
ضحكت من قلبها بعد كلمته , زفر ولف على سارة وقال : تذكرتي ..
فرقعت أصابعها وقالت : إي صح , تقولك جده حمده هااااااااااا , لا تطول ..
قال بعدم استيعاب : لا أطول ..
وقبض يدينه بغيض وقال بعصبية : أنا لحقت أجلس معاها عشان تقولون لي لا تطول , أنا ما سلمت عليها لسه ..
طالعت فيه ساره بحيرة وقالت : أهاااااااااااا ..
وراحت جري وهي تقول بطول صوتها : جده خالو حسان يقوووووووووول هو ما سلم عليها لسه ...
غمض عيونه وهو يطلع صوت مقهور و شهقت الهنوف وغطت وجهها بإحراج , فتح عيونه ورفع راسه للسما وهو يقول : رحمتك ياااااااارب , أنا عايش في عيله متخلفه ..
انفجروا البنات ضحك وتلون وجه بعضهم وهمست سفانة بشفقة : يا قلبي يا هنوف , صدقيني بتعتزل العالم سنة بعد هالفضيحة ..
قامت عهود وخرجت من المكان وهي تزفر بطفش , قالت ريم تبرر بحرج : تراها زعلانه عشان أبوية ما رضي يخليها تروح تعايد خوالي أول , قالها غصب عنك تعايدين جدتك وعمانك بعدين تلحقين أمك ..
قال سمية بتريقة : كان خلاها تروح أصلا وجودها زي عدمه ..
شهقت أسماء وضربتها وهي تقول : بنـــت , عيييييييييييييب ..
قال الخنساء : سمية ما قالت شي غلط , دائما متأخرة عن جمعاتنا وحتى لمن تجي حاطه راسها في اللاب ولا تزفر بطفش ولا ...
وسكتت على طول , كان الكل عارف إنها بتكمل كلامها بـ ولا جالسة تتهامس مع البندري , غمضت عيونها وهمست : آآآآآآآآسفة , ما كنت أقـ ..
قامت العنود وخرجت من المكان فقالت سفانة : شكرا ست خنساء , ذكرتيها بأختها ..
ولحقت بالعنود , دورت عليها في الغرف القريبة ما لقيتها ولمن دخلت الصالة الداخلية سمعت صوتها الهاديء وهي تخاطب شخص ما وتقول : أبغى جواب لسؤالي ..
وقفت في مكانها لمن سمعت صوت عهود تقول ببرود : أنا نفسي أعرف إنت تتكلمين عن إيه ..
وقفت عند عمود الرخام وطلت من وراه للصالة , شافت العنود واقفة قدام عهود اللي عاقدة يدينها قدام صدرها وتطالع فيها ببرود , قالت العنود وهي تضبط أعصابها : لا تختبرين صبري ست عهود , قاعدة أسألك عن السبب اللي خلاك تلعبين في الماسنجر باسمي ..
زفرت عهود وقالت وهي تعطيها ظهرها قبل ما تتحرك : أنا ماني عارفه عن إيه تتـ ...
مسكت العنود طرف كمها من عند كتفها وسحبتها بخشونة وهي تقول بعصبية : ما خلصت كلامي ..
ضربت عهود يدها وقالت بعصبية مماثلة : فكيني , قلت لك ماني فاهمة عن إيش تتكلمين ..
طالعت فيها العنود بغيض , من درت باللي سوته وهي ودها تفش غلها بس ما لقيت وقت , كانت مشغولة مع أمها والهنوف وأزهار , كان في راسها مليون شغلة وشغلة و مالقيت وقت تروح فيه لبيت عمها وتصفي حسابها مع عهود , سحبت نفس وسألتها بهدوء : طيب اش كان في الظرف اللي أرسلته لك البندري ؟؟..
ابتسمت باستفزاز و قالت : أسرار كانت بيننا , مالك دخل فيها ..
قالت العنود بتحذير : تراني عرفت بكللللللل اللي سويتيه , زي ما أرسلت لك البندري رسالة أرسلت لي وخبرتني بفعايلك السوداء ..
زفرت عهود وقالت بطفش : الحمد لله ما عندي أي فعايل سوداء , شكله الست بندري رمت علي مصايبها عشان تتخلص منها و ...
قاطعتها العنود بعصبية : لا تجيبين سيرتها على لسانك الوصخ , ما أسمح لك ..
ابتسمت عهود وقالت : إذا ما تبغيني أجيب سيرتها قفلي الموضوع ..
رصت يدينها بقهر وقالت : لا مني مقفلة الموضوع قبل ما أعرف لييييييييش سويتي فيني كذا , أنا اش سويت لك عشان تبينيني بهالشكل الحقر المنحط قدام عدنان ..
اتسعت ابتسامة عهود وهي تقول متذكرة : آآآآآآآآهاااااا , إنت قصدك هالموضوع !! هالموضوع حبيبتي من تحت راس أختك المصونة و ..
صرخت العنود : قلت لك لا تجيبين سيرتها على لسانك ..
~ تذكري كلام جيهان , لا تعترفين مهما صار , حطيه كله على البندري , لا تعترفين , لو اعترفتي حتكونين في وجه المدفع , وجاسم .... ~ تغيرت ملامح عهود الباردة وتحولت لوحشية وهي تقول : خايفة على سيرة أختك الصايعة , حبيبتي هي اطمأنت إنها بعيدة وقامت ترمي جرمها على الـ ...
صرخت العنود وهي تندفع لها : موعشانها ميتة ما تقدر تدافع عن نفسها تتبلين عليها يالحقيرة ..
ودفتها بقوة , شهقت عهود لمن اندفعت وطاحت على الأرض , طالعت فيها العنود بغيض وصرخت : لا تتبلين عليهااااااااااا ..
جريت سفانة لهم وهي مصدومة من اللي قاعد يصير , و قبل ما توصل لهم صرخت عهود وهي تقوم : يا حيواااااااااانة يا ###### ..
وصفعت العنود وهي تصرخ : ما تدفيني يا قليلة الأدب ..
شهقت سفانة وغطت فمها وهي تطالع فيهم بعدم استيعاب , لمست العنود خدها لثانية قبل ما تندفع وترد لها الصفعة وهي تصرخ : ما غيرك قليلة الأدب ..
وفي ثواني نشبت عهود فيها وهي تجر شعرها , صرخت سفانة : عنووووووود , عهووووووووووود بس إنت وإياها , بنت , بسسسسسسسس ..
ولمن مالقيت أي اهتمام في اللي تقوله قالت بخوف : ترا ما أبغى أتدخل عشان باروكتي ..
ولمن شافتهم يتبادلون الضرب وشد الشعر بجدية صرخت : إلحقونيييييييي ..
صوت الخطوات والأكعاب المتفاوته السريعة الجاية ناحيتهم شجعتها وخلتها تروح لعهود اللي ركبت بكل ثقلها على العنود اللي إنلوت رجلها و انطرحت على إثرها على الكنبة , سحبتها وهي تصرخ : خلاااااااااااااص , خلااااااااص إنت وإياها بسسسسسسسسسسس ..
شهقوا البنات لمن شافوا المنظر وصرخت ريم : عهود لااااااااااااااا ..
صرخت العنود متوجعة لمن حست بأظافير العهود الطويلة تسوي خط ناري في خدها الأيسر , ولمن شافت وجهها اللي تحول لشكل غريب من شدة الغضب والحقد دفتها تحاول تبعدها عنها وهي تصرخ : بعدي عني يا مجنووووووووووووونة ..
لكن عهود كانت تبتسم ابتسامة غريبة وهي تسحب يدها من سفانة وتخدش بأظافيرها وجه العنود مرة ثانية , صفعتها العنود من شدة الوجع ودفتها عنها بمساعدة سفانة اللي سحبتها بقوة وهي تصرخ : يا بنات خلااااااااااااص ..
تلمست العنود أنفها بين عيونها ولمن حست بنار تسطع في المكان بعدت إصبعها بسرعة وطالعت فيه بحواجب مقطبة من الوجع , لمن شافت الدم على إصباعها رفعت راسها وصرخت : والله مجنووووووونة , مجنووووووووونة ..
↚
وتقدمت منها وهي تحس دمها كله يفور , صرخت سفانة لمن تملصت منها عهود : يا بنات قولوا لا إله إلا الله , اش فيكم ؟؟
صرخت نورة : بنات , وقفوا ..
تشبثت سمية في نورة وهي تقول : جـــده , وقفيهم ..
تقدمت منهم وهي تقول : لا إله إلا الله ..
مسكت فيها خولة وهي تقول باعتراض : أمي ترى ممكن تجيك ضربة وهم مهم حاسات ..
صرخت نورة وهي تأشر على البنات : طيب وقفييييييييييييهم , تحركوااااااااااا ..
ريم الواقفة بذهول خرجتها صرخة نورة من ذهولها وخلتها تجري لهم , صرخوا كلهم لمن صفعت عهود العنود بكل قوتها وهي تصرخ بسبة بذيئة وهي تكمل : وأختك هذي اللي تدافعين عنها ما تدرين عن خباياها , عقرب ثرى ..
حست العنود بالغضب يعميها وهي تندفع تضرب عهود , تشبثت ريم في العنود وسحبتها بقوة عن عهود وهي تصرخ : خلااااااااااص , يكفي , عنود خلااااااااااااص ..
تفجرت دموع العنود وهي تقول : عقرب الثرى اللي تقولين عليها يا حقيرة ما تجوز عليها إلا الرحمة , خاااااااااااااااافي اللــــــــه في اللي تقولينه عليها , والله يا إن ربي بيحاسبك حساب عسير على البهتان اللي قاعدة تفترينه عليها ليش ميتة وما تقدر تدافع عن نفسها ..
ومسحت دموعها اللي انسابت وبدأت تحرق وجهها في مواضع خرمشة الأظافر وكملت : أصلا أنا الغلطانة اللي أتكلم مع وحدة زييييييييييييك , مفروض بعد مادريت عن بلاويك أبعد عنك , ما أقول إلا حسسسسسسسسسسسبي الله ونعم الوكيل عليك , حسبي الله ونعم الوكيل عليك , إنت والبندري بتنعرضون قدام ربي يوم القيامة وبتتحاسبون , نشوف وقتها مين الكذاب من الصادق , يا كذااااااااااااااااااااااب ة ..
جات الهنوف جري من المجلس وهي تسأل بخوف : اش فيه ؟؟ أصواتكم واصلة للمجـ ..
وشهقت لمن شافت العنود المتناثر شعرها و المبهذل لبسها بين يدين ريم , وعهود مقابله لها وشطلها لايقل فوضى عن شكل العنود وماسكتها سفانة اللي مالت باروكتها وبان جزء من فروة راسها , حطت يدينها على صدرها بفجعة متخيلة الكلام والفضائح اللي ممكن إنقالت في لحظة غضب , شافت حمده جاية وهي مستنده على عصاها بيد ويدها الثانية متمسكة في الجدار وهي تلهث من شدة المجهود اللي بذلته وتقول : حسبي الله عليكم من بنات , يعلكن ما تكثرن , يعل حلوقكن السدة , فضحتونا الله يفضح عدوكم و ...
سكتت لمن تعالى ضرب قوي على الباب مختلط بصرخة حسان الحاده وهي يقول بعصبية : اش فيييييييييييييه ؟؟ اش اللي قاعد يصير ؟؟
وتلاه صوت جاسم اللي ميز صوت أخته وهو ينادي بحده : عنوووووووووود , عنووووووووود ..
نقلت الهنوف بصرها بينهم و حست بخوف لمن شافت عمها صالح داخل مع أبوها وعمها جلال اللي كانوا في المجلس الكبير يفطرون , لحظة صمت دامت لثواني قبل ما يقول صالح بعصبية : اش عندكـــــــم ؟؟ صوتكم واصل لآآآآآآآآآآخر الحـــي , فضحتوناااااااا ..
طالعت العنود في عهود بحقد ولفت وجهها , شهق أحمد وهو يتقدم منها وهو يقول بخوف : عنود اش فيه وجهك ؟؟
رصت شفايفها بقوة بمعنى ما حتتكلم ولفت وجهها عن أبوها , صرخ جلال بعصبية : وحده تتكلم ..
قالت نورة بهدوء : شوية سوء فهم بين عهود والعنود و إن شاء الله إنه انتهى ..
نزل غترته ومسك عقاله وقال : أنا أوريهم سوء الفهم بصحيح قليلات الحيا اللي ما يستحون , الرجال اللي في المجلس كللللللللللهم سمعوا صراخهم بنات الإيه ..
شهقت سمية واندست ورى أمها ما تبغى تشوف منظر الضرب وهتفت الخنساء برجاء : خالي لااااااا ...
انسلت أسماء وراحت لغرفة جدتها وهي تسحب سارة اللي حاولت تقاومها عشان بتشوف اش قاعد يصير وسحبت معاها أولاد عمها جلال , وقبل ما يتكلم أحد انرفع العقال وتعالى صوت لسعته القوية مختلطة بصرخة عهود اللي قبضت على فخذها الأيسر اللي تلقى الضربة , ضمتها الخنساء بقوة وهي تغمض عيونها بخوف , كان جلال حبوب وطيب لكنه لمن يعصب محد يقدر عليه وعصبيته تخوف , قالت حمده : جلال , لا تمد يدك ..
لكنه لف بعصبية وضرب العنود نفس ضربة , صرخت العنود : أبويـــــه ..
غمضت حمده عيونها وهي تقول : واااااااو يا سيادي ..
صرختها اختلطت بصرخات عدة و بشهقة جلال لمن اعترضت يد أحمد ضربته وتلقتها في ذراعه , قال أحمد بهدوء : خلاص أنا أخذت الضربة عنها , إعتبرها وصلت لها ..
تمسكت فيه العنود وقالت من بين دموعها : أبويه , سامحنيييييييي , سامحني يا أبوي ..
مسكه جلال وسلم على راسه ويده وهو يقول : سامحني يا أخوي والله ما شفت يدك ..
قال أحمد بهدوء : ما عليك , ماعليك أنا تلقيتها عنها , ما عليك ..
زفر صالح وقال وهو يمسح وجهه : لا حول ولا قوة إلا بالله , إبليس كان مسلسل رمضان كله , واليوم يوم انفك خليتوه يفرح بهواشكم , الله يسامحكم ويصلحكم ..
قالت حمده بعصبية : ارتحتم , خليتكم أعمامكم يتضاربون , ارتحتم , والله ما تجي المصايب إلا من تحت روس الحريم , الله يفكني منكم ..
قالت نورة بهمس : بجواز إن شاء الله , يفكك منهم بجواز ..
سابت سفانة عهود وعدلت وضع باروكتها وهي تنقل بصرها بين العنود اللي مسحت دموعها وانطلقت مبتعدة عن المكان وبين عهود اللي تطالع فيها بنظرات غريبة وهي تفرك مكان الضربة , لحقت سفانة بالعنود وتبعتها الهنوف وبقيوا البقية صامتين عند الرجال اللي تبادلوا نظرات حيرى قبل ما يبدأون يستجوبونهم عن اللي صار وكيف بدأ ..
شهقت الهنوف لمن شافت العنود تلبس عبايتها ودموعها على خدودها , ماكان من عادتها إنها تبكي قدام أحد , دموعها دايم عصية لكن هالمرة كانت تنزل بلا حساب , ضمتها الهنوف وهي تقول : عنود ليش ما ...
بعدتها العنود وهي تقول وهي تستنشق الهوا من أنفها اللي بدأ يسيل من شدة البكا : هنوف واللي يرحم أهلك فكيني , مافيني حيل لأحد ..
وخرجت جوالها من الشنطة ودقت على رقم ورفعت الجوال , أول ما وصلها صوته قالت بحزم : تعال عند الباب اللي قدام بأروح البيت ..
وصكت الجوال ولبست طرحتها وخرجت وهي تقول : قولي لأمي إني صدعت ورحت البيت ..
لفت الهنوف بيرة وسألت سفانة : ليه ؟؟ أمي وين ؟؟
كانت سفانة مرتاحة إن حريم خوالها اللي خلصوا الإفطار راحوا يعايدون جارتهم مع الجوهرة ولا كان الموضوع زاد حدة بوجود الجوهرة اللي لا يمكن كانت حتسكت عن الموضوع ..
انصدم جاسم لمن وقف سيارته عند الباب وشافها واقفة تستناه , دخلت جنبه وقالت بصوت مخنوق : وديني البيت ..
همس : عنود إنت تضاربتي مع عهو...
قاطعته وهي تغطي وجهها وتصيح من قلبها : الحيواااانة جلست تتلفظ على البندرييييييييييي , والله ما أسامحها , ما حأسامحهااااااااااا ..
التزم الصمت وهو يتوجه للفيلا الغير بعيدة وهناك مسكها قبل ما تطلع وقال بحزم : فهميني اش صاااااااااار ؟؟..
لفت عليه وقالت : الحقيرة ناكرة كل شي وحاطته على راس البندري ..
انصدم من منظر وجهها فهتف : هذا إييييييييه ؟؟ هذا من المضاربة كمان ..
مسدت وجهها اللي تحسه متورم من الوجع وهي تهز راسها بإيوه , قبض يدينه بغيض وضرب الدرابزين بقدمه وهو يقول : الله يلعنها بنت الكلب ..
استغفرت العنود وقالت : عمك ماله دخل عشان تقول عليها بنت كلب , هي كلبه , بعدين لا تلعن ما تستاهل إنك تاخذ ذنوب عشانها ..
قال بغيض : قسما بالله لو ماني شايل هم عمي وفضيحته كان طلعت الموضوع للكل وطلبت منهم يجيبون لي جهازها عشان أطلع أبو فضايحها وأكشف كذبها ..
قالت العنود وهي تمسح وجهها : ما تستحق كل هالوقت والتفكير , أصلا هي نكرة , وبتظل نكرة , الله بيني وبينها , أنا ماتهمني هالبنت نهائيا , أنا كنت بأوريها إني عارفه بلاويها بس ولا هي ما هزت فيني شعرة ..
سألها بقلق وهو يشوف دموعها الغزيزة اللي ما تعود يشوفها : طيب ليش تصيحين ؟؟
مسحت دموعها بقهر وصرخت : تبغى تعرف ؟؟ أنا مقهورة منه ..
سأل بحيرة : من ميـ ..
صرخت بغيض : من صاحبك الدببببببببببب , أنا يحسبني زي ذيك الصايعة , ما أتخيل للحظة إنه حطني في موضع مقارنة بوحده زي عهوووووووود ..
وطلعت الدرج بسرعة , زفر جاسم وطلع جواله واتصل على عدنان ...
************************
بعد صلاة الظهر في بيت صالح :
ابتسم وهز راسه وهو يستمع لنقاشها الحماسي وهي تقول : و صفعتها العنود ودفتها عنها ..
زفر وقال يقاطع وصفها : يا مخص ضرب الحريم , صفعة وشد شعر وخرمشة , إحنا نضرب بوكس على الوجه يطير سن , ركبة على البطن , هد على الراس , تسمون هاللي تسوونه ضرب ..
ضحكت ريم وقالت بلا تفكير : لا اش بوكس وهد وركبة , إحنا اللي صار نشوفه واحد من أفلام الأكشن , حتى سفانة مسكينة زحفت باروكتها من مكانها من كثر ما تفرع بينهم , وبعد ما خلصت المضاربة وراحت العنود ماخلت سبه ما سبت فيها خبال البنات وهي تحاول ترتب شعرها ..
وأشرت على بلوزتها وهي تقول : حتى أنا طار زر بلوزتي وما لقيته من كثر ماكانت العنود تصارعني ..
توقعته يسأل عن سبب المضاربة اللي هي إلا الآن ما تعرف اش سببها لكنها تفاجأت لمن سألها : كم صار لسفانة دحين من طاح شعرها ؟؟ ..
فكرت شويه بعدين قالت : خمس , ست سنين , ليه تسأل ؟؟..
قال بحيرة : وإلى الآن ما رجع ؟؟
هزت راسها وقالت : إلى الآن , حتى شعر حواجبها طاح , تستخدم موية وزيت مقروء عليها وتقرأ آيات الرقية دايم لكن ..
هزت أكتافها وقالت : الحمد لله , كل شي بيد الله ..
~ ما شاء الله عليها , اللي يشوف ضحكها وفرفشتها ما يقول هذي تمر بمصيبة زي كذا ~ مسح شعره ورجعه على ورى وهو يفكر إنه هو وهو رجال ما يتخيل نفسه أصلع على طول , كيف هي , معروف إنه تاج جمال المرأة هو شعرها , ابتسم و قام وهو يقول : خلاص خلصتي , أروح أنام ..
قالت باعتراض : ما كملت لك المضاربة و ما قلت لك على جارتنا أم حمود اش سوت في سمية لمن جات تعايد جده ..
قال وهو يطالع فيها برجاء : ريمو أوعدك أسمع لها وقت ثاني , تعبان وأبغى أنام دحين ..
وتحرك خارج وهي تلحق وراه وتحكيه الموضوع وهم ماشيين وهي مستغربة بداخلها ثقالة الرجال وعدم اهتمامهم بالتفاصيل , سمع الموضوع منها وما سأل عن الدقائق ولا حتى عن أي شي يتعلق في الموضوع رغم إنه أخته طرف في الموضوع , كانت تستغرب اللافضول اللي يميزهم عن الحريم ..
↚
في نفس الوقت في فيلا أحمد :
: عدنان نازل بكرة إن شاء الله عشان يعايد عليكم ..
بعدت علبة العصير عن فمها وهي تبج كل اللي في فمها و هي تكح بشرقة , صرخ عبد الرزاق وهو يبعد عنها : الله يقررررررررررفك ..
وصرخت الهنوف لمن شافت العصير يخرج من أنف العنود اللي غطته وهي تكح أكثر , قال جاسم بتريقة : يععععععععععععععععع , خرج من خشمها ..
طبطبت هدى على ظهر العنود وهي تقول : بسم الله عليييييييك , بسم الله عليك , اش فييييييييك ؟؟
رفعت العنود عيونها المغرقة بالدموع وشافت أبوها يطالع فيها بقلق وخوف وهو شبه قايم من مكانه كإنه مستعد يجيها لو استمرت شرقتها , قالت بصوت مخنوق مختلط بكحاتها : لا ... ولا ..... شي ...
وكحت بقوة وهي متقرفه من حلاة العصير اللي تاكل أنفها من جوة , ناولتها الهنوف كاسة موية راحت تجيبها جري , شربت من المويه ومسحت دموعها وهي تتنحنح عشان تسلك حلقها اللي تحسه حالي بزيادة , رفع جاسم حواجبه وقال بصوت ممطوط : هذا كللللللللللله من جبنا طاري جية بعض ناااااااااااس ..
رمته العنود بنظرات حقد وهي تقوم بسرعة وهي تقول : بروح الحمام ...
أول ما تعدت من عنده ضربته بسرعة على راسه وتحركت , قال جاسم وهو يأشر عليها : شفتوها ضربتني لأني كاشفها ..
قالت الهنوف باعتراض : جااااااااسم , حرام عليك عذبتهاااااااااا ..
حرك حواجبه وقال وهو يأشر على راسه : كذااا مزاااااااااج , أمخمخ عليها هالبنت ..
ما قدروا يمنعون نفسهم من الضحك , ضحكوا إلا عبد الرزاق اكتفى بابتسامة هادئة وأحمد يقول : ما أقول إلا الله يعين أزهار عليك ..
ابتسم وقال : على سيرتها ..
وقام وهو يستأذن عشان يروح يجيبها , وقبل ما يخرج راح يدور على العنود اللي لقيها مسرحة بوجه واجم في المطبخ وفي يدها كاسة موية , ابتسم وتقدم منها وهو يقول : لساعك مشروقة ...
التفتت له بسرعة وطالعت فيه بصمت , ابتسم وقال برقه : عنود أنا ما أهملت موضوعك , تراني كلمت عدنان على الأوراق اللي أعطيتيني إياها من يوم قريتها لكنه رفض يعلق عليها في الجوال ..
التزمت العنود الصمت وطالعت فيه بثبات مناقض للعواصف اللي بداخلها , كمل وهو يتناول منها كاسة الموية ويصب له من الجك : قال لمن يجي بكرة يتفاهم معايا عليها ..
وسمى وشرب المويه وهو يتمنى لو إنها تتكلم , تعلق , تقول إيش اللي في بالها , لكنها خيبت أمله , نزل الكاسة وطالع فيها للحظة قبل ما يقول : عنود ..
لفت وجهها عنه تشاغلت باللعب بسلة الفواكه اللي على طاولة الطعام , زفر وقال : عنود ما بتقولين شي ..
كانت تفكر , غارقة في التفكير , التفتت له وسألت بهدوء : اش تبغاني أقول ؟؟
وكملت : كل اللي عندي قلته لك , أنا لا يمكن أسمح لأحد إنه يشك فيه وبالذات إنه عدنان مو أي أحد دحين , مافي بنت في العالم ترضى إنه زوجها ياخذها وهو ينظر لها هالنظرة ؟؟ صح ولا لا , أصلا الحياة بتصير صعبة , الشك والنظرة الدونية وغيرها من الأشياء ..
تذكر أزهار ومحاولاتها المستميته قبل الزواج إنها تفهمه سالفة عبد الرحمن , ابتسم مقدر لوضع العنود اللي كملت بحزم : عشان كذا أعطيتك الأوراق أول ما عرفت السالفة , مو معقولة بأتصرف معاه كإنه ماصار شي وأتظاهر إنه كل شي عادي , أنا أبغى أعرف رأيه وفكرته وليش تقدم لي وهو شايف عني هالشي , إن اقتنعت إنت بكلامه ذاك الساعة لها حل , وإن ما صدق هو في براءتي ....
سكتت للحظة وهو طالع فيها بترقب , زفرت وقالت : صعب أقولها لكن هو من طريق و أنا من طريق ..
ما قدر يتكلم , ما قدر يلومها , كلامها رغم الرعب اللي سببه له إلا إنه صحيح , ابتسم وقال : إن شاء الله خير ..
من ابتسم ابتسمت له ولمن جا بيتحرك مسكته مع كمه وقالت : هييييييييي مو تنسى العاده عشان تزوجت ..
وحطت يدها على خصرها وهزت رجلها وهي تقول : لا حبيبي , تودينا البحر نشم هواه ترانا تخللنا في البيت و أزهار طيوبه ما بتقول لا ما تاخذهم ..
ضحك وقال وهو يشد قصتها : خبله , توني أقول والله البنت صارت عاقله , اش كلام و اش وقفه ..
وسابها و تحرك , لحقت وراه وهي تقول بتلعثم : لا ترا أنا عااااااقله بس أتدلع عليك و .. و كمان ...
ابتسم وهو يسمع تبريراتها وثرثرتها وهو حاط نفسه مطنشها ورايح للباب الخارجي , ولمن وصل هناك قال يقاطعها : فهمنا ...
ابتسمت بحماس فقال متابع : يالخبله ..
وصك الباب وهو يضحك على صراخها اللي وصله من ورى الباب ..
تحركت العنود وهي تحاول تلهي نفسها عن التفكير ~ فهمت الآن مضمون رسالته أكثر , ياربيييييي كيف بنتكلم في هالموضوع , يارب سهل ~ , شافت عبد الرزاق رايح لغرفته , جريت له وقالت : رزووووووووووووق ..
التفت لها بذات الإبتسامة الهادئة اللي صارت تلازمه , لفت يدينها حولين ذراعه وقالت : أنا جيعانة , توصيلي من مطعم , سوناردي عنده إجازة ..
ابتسم وقال : ولا يهمك , أريح شوي وأجيب لك اللي تبغينه ..
ولمن جا بيتحرك تشبثت فيه أكثر ومشيت معاه وهي تقول : ما قلت لي كيف كان الإعتكاف باعتباره أول إعتكاف لك ؟؟
لزم الصمت , طالعت فيه برجاء وهمست : عبد الرزاق أنا فرحانة للتغير اللي صار لك , والله فرحانة من قلبي , كلللللنا فرحانين , مو عشان ماكنت عاجبنا أول , الموضوع إنه حرصك على الصلاة وغيره زاد من فرحتنا , لكن ...
وسكتت خوف ما يفهم اش قصدها , لف عليها وقال يستحثها بهدوء ورزانة مهي من طبعه : لكن ...
زفرت وقالت : نفتقد عبد الرزاق المرح ..
وبعدت عنه وطالعت فيه وهي تقول : عبد الرزاق إلتزامك ما يعني إنك تصير هادي مكشر ومتأمل معظم الوقت , شوف عمر , عمي علي , أئمة مساجد و مافي أحد مرح وحبوب زيهم , ترا أمي مفتقدتك , كلنا مفتقدينك , نبغى عبد الرزاق القديم و الجديد , نبغى مزيجهم , الكآبة ما تناسبك و ..
وسكتت للحظة وكملت بهمس وهي حاطة يدها جنب فمها كإنها تقوله سر : إذا تجاوزت حدي عطيني نظرة و بأسكت ..
ضحك لأول مرة من فترة طويلة ورجع زفر وقال بعد تردد : الموضوع ومافيه ..
رفع يده وأشر على موضع قلبه وهو يقول : هنا ألم محد حيتخيله يا عنود , صدقيني بس يخف إن شاء الله , يصير خير ..
طالعت فيه بحنان وقالت وهي تحط يدها على موضع قلبه : إن شااااااااااء الله يزول هالألم , المهم أنا موجودة وقت الحاجة , إنت بس أخرج من غرفتك وخذ أول لفة يمين وإطلع الكوبري قصدي الدرج , إمشي مسافة خمس أمتار أول محطة على اليمين هي غرفتي ..
ابتسم ورفع يده وضربها بخفه على راسها وقال : روحي وإنت شكلك صايره زي بس شوارع ..
ضحكت وقالت وهي تتلمس أثار الخرمشة : بسسسه مو بس ..
دخل غرفته وصك الباب , طالعت في الباب للحظة قبل ما تصرخ : واااااااااااااا , وجهييييييييييييييييييي ..
وجريت على أقرب مراية وصرخت لمن شافت شكلها : يا ماااااااااااامااااااااااا ااااا , كيف بأقابل ولد النااااااااااس ...
وقطبت حواجبها بتفكير وقالت بحماس : أهاااااااا , وجدتها ...
وكملت بفرح : مو لازم أدخل عليه , حأخلي الموضوع بينه وبين جسوم ..
**************************
بعد المغرب :
في بيت عبد الكريم :
فركت سحر عيونها بتعب وهي تقول : هااا معاك حبيبي والله معاك ..
زفر عدنان وقال وهو يتحرك من عند سريرها ويروح لمفتاح النور : شكلك لسه نايمه , أسيبك ترتاحين ..
وقفل النور , فزت من سريرها بسرعة وقالت وهي تفتح عيونها على آخرها : والله صحيت , تعال ..
وفتحت النور وسحبته من ذراعه رجعته لداخل غرفتها وهي تقول : ها حبيبي اش عندك ؟؟
وانتبهت لحظتها إنه قابض على ورقة في يده , طالعت فيه بحيرة لكنها التزمت الصمت أول ماشافت تعابير وجهه الجامدة , جلست قريب منه , زفر وفتح الورقة ورجع طبقها ورجع فتحها وطبقها وزفر مرة ثانية وناولها لها وهو يقول : ممكن تقرين هالورقة ..
تناولتها منه وفتحتها بتردد , ماميزت الخط الصغير المنمق لكن عيونها جرت على السطور بسرعة (( حبيبتي عنود , إذا قرأت رسالتي هذه معناته إنه أزهار وصلت الأمانة اللي أعطيتها لها , عنود سامحيني , يمكن بتشوفين هالكلمة تافهة بعد ما تقرين بقية الأوراق وبتقولين كعادتك وين أصرفها كلمة آسف , حاولي تصرفينها هالمرة من بنك قلبك المحب المتسامح , عنود كان ودي أطلعك على الموضوع من بدري لكني جبانة , فضلت إنك تعرفينه وأنا بعيدة عنك , في أقصى العالم عشان ما أشوف نظرات العتاب في عيونك , سامحيني ولو أقولها مليون مرة ما بتكفي , والله ثم والله ثم والله إني ما كنت دارية إنه ### بتستخدم اسمك عند عدنان , الموضوع كله كان مزحة , مقلب حبينا نسويه في صاحب جاسم , ما توقعت إنه ### وراها شي ثاني من ورى هالمحادثات , ويوم أرسلت صورتك والله شاهد إني ماكنت معاها ذاك الوقت , عنود أنا لمن دريت باللي صار وحاولت أخبرك هددتني بشي ما أقدر أقوله لك دحين ولايمكن أقوله لك في يوم من الأيام , يمكن بعد ما أصير جده وإنت تصيرين جده أقولك عليه وأنا مخرفه , لكن دحين مستحيل ولا في الوقت الحالي لأسباب كثيرة , كانت تهددني لو تكلمت في الموضوع , صورتك أخذتها من كاميرا أسماء بدون محد يدري , عشان كذا لازم تقولين لأسماء ما تخلي الكاميرا أو جهازها في يد أحد أو تمسح الصور نهائيا , ترانا مالقينا من ورى هالصور غير المشاكل , عنود أنا جبانة وكان ممكن أسكت طول عمري عن هالموضوع لكني ما أبغاك تبدئين حياتك مع عدنان بهالطريقة , صدقيني الشك ممكن يقتل الإنسان وهو حي , عنود #########################
أختك المقصرة في حقك والتي تحبك يا أحلى عمود كهرب على قولة زهوره ... بندر))
: سحر ..
مسحت سحر دموعها بسرعة وهمست : ما فيني شي , الله يرحمها , الله يرحمها ..
وبعدت وجهها عنه وهي تدور على كرتون المناديل , سحبت منديل ومسحت دموعها اللي حستها بتذرف بلا نهاية , طالع فيه عدنان للحظات ورجع طالع في السجادة بصمت , مسحت أنفها وسحبت نفس عميق وناولته الورقة وهي تسأل : مين أعطاك هالورقة ؟؟
قال بهدوء وهو يطويها ويرجعها لجيبه : جاسم أرسلها لي بالفاكس على مكتبي مع أوراق فيها كل المحادثات اللي صارت بيني وبين هاللي ماسح اسمها من الورقة و ...
سكت شوية وكمل : وأرفق معاها رسالة عتاب ..... شديدة اللهجة ..
ابتسمت وقالت : أكيد , تخيل لو إنت عرفت إنه زوجي اللي هو صاحبك الروح بالروح أخذني وهو حاط في باله إني كلمته قبل ما يتقدم لي ..
قال بهدوء : بس أنا كنت متأكد إنها مهي هي لمن تقدمت ..
قالت بهدوء مماثل : طيب هو ما يعرف بهالشي ..
وقطبت حواجبها وقالت : إلا كيف وصلته هالورقة و ..
: العنود أعطته الأوراق ..
انطلقت الجملة من فمه زي الرصاصة , فتحت سحر عيونها على اتساعها وحطت يدها على فمها وهي تقول : أوو أووووووو ..
زفر وقال وهو يطالع فيها : هنا المشكلة , المشكلة مهي في الأوراق ولا جاسم وكيف حيفسر الموضوع , المشكلة في العنود , بتصدق اللي بأقوله ولا لا ..
سألت : من متى ..
قاطعها مجيب على سؤالها : من نص رمضان ..
شهقت وقالت باستنكار : عدناااااااااااااااااان ..
قال بتلعثم وهو يطالع فيها : يعني اش كنت بأسوي , شوفي أنا صراحة .... , ما قدرت أنزل لجده في رمضان , شغلي متراكم علي ووو .... طلبت إجازات بما يكفي , استنفذت إجازات السنة كلها , وهالموضوع ما ينقال في الجوال ولا ؟؟..
وطالع فيها للحظات قبل ما يزفر وهو يرجع شعره على ورى بحركة حادة , كانت لأول مرة تشوفه مرتبك بهالشكل , ابتسمت وقالت وهي تحط يدها على فخذه : ما يحتاج تبرر لي أنا فاهمه , المهم عنود , يعني لازم تنزل لها وتفهمها الموضوع ..
لف عليها وسألها : ما أرسلت شي ؟؟
ما حبت تصدمه فقالت : طبعا ما أرسلت , اش ترسل ؟؟ إنت من جدك , صدقني ما بترسل على جوالي رسالة لك لو إيه , البنت تستحي ..
سكت للحظة قبل ما يسألها وهو شبه مقطب : هي من النوع العصبي صح ؟؟
ضحكت سحر وقالت وهي تتذكر ثورات العنود اللي بلا نهاية : إممممم مو مرة , شويه ..
قطب حواجبه أكثر لمن تذكر موقفه معاها عند المصعد في المدينة وقال وهو يهز راسه : ما أظن شويه ..
ورجع سألها : تتوقعين إنها بتكون معصبة من اللي عرفته ؟؟
قالت وهي تهز أكتافها : أنا لو مكانها ما أدخل عليك لو على جثتي ..
طالع فيها بصدمة وقال : الحمد لله اللي منتي مكانها ..
ابتسمت وقالت وهي تطبطب على كتفه : إن شاء الله ينحل الموضوع بس متى بتروح ؟؟
قال : بكرة بعد غدا جدي ..
قالت : الله يسهل لك دربك حبيبي ..
قام وقال : شكرا وسامحينا على الإزعاج ترانا ما نستغني عن خدماتك ..
ابتسمت وقالت : خذ راحتك , في أيَتوها وقت أنا موجودة ..
ولمن خرج من عندها , زفرت وقالت : الله يعييييييييييييينك على العنود وراسها اليابس ..
وانسدحت وتلحفت , صوت المكيف الرتيب وهواه البارد اللي مغرق الغرفة خلاها تضم لحافها وتغطس وجهها في مخدتها الناعمه الباردة , غمضت عيونها وهي تتنهد براحة , رجعت فتحتها على اتساعها لمن انفتح بابها بقوة وسطع النور يخترق ظلمة غرفتها وصوت ماهر يخترق هالسكون وهو يقول : سحووووووووووووووووووووووو ر ..
فزت من مكانها وهي تشهق وتقول : بسم الله , خييييييييييير , اش فييييييييييه ؟؟ صار شيييييي ؟؟
ابتسم وقال : لا كنت أجرب صوتي بس ..
طالعت فيه بصدمة ومسكت مخدتها ورمتها عليه بقوة وهي تقول بعصبية : ويعلللللللللللللك الـ ...... عافية قول آمين ..
تفادى مخدتها ببراعة وقال وهو يمد يده لزر التكيف : آمين ..
قالت بتحذير : حسك عينك تفكـ ....
حرك حواجبه وصك المكيف وهو يقاطعها : قومي يلا ..
صرخت وهي تبعد اللحاف بسرعة : يا نذللللللللللللللللل ..
وجريت وراه وهي تصرخ : ماهر يا دبببببببببببببببببببببب ..
وأول ما شافته واقف قدامها ومنحني على جزمته الرياضية يعقد حبالها ضربته بكل قوتها على ذراعه اليمين , صرخ وهو يعتدل في وقفته و قال وهو يحك ذراعه : اش فيييييييييييك ؟؟
لمن التفت لها وشافت ندبته شهقت وقالت : آسفة حسبتك ماهر ..
رماها بنظرات غيض وهو يأشر على بلوزته السوداء برقبة والطويلة الأكمام اللي لابسها على بنطلون أبيض وهو يقول : أي ماهر , مسرع ما غيرت بلوزتي , فررررق بيننا..
انتبهت لماهر اللي واقف وراه يحرك حواجبه , كان لابس نفس البنطلون ونفس البلوزة بس أكمامها قصيرة ولها فتحة دائرية , قالت وهي تأشر عليهم : هذا تسمونه فرق , متى تبطلون من عادة التطقيم هذي تراكم دوختوا راسي ..
قال ماهر : مادامك قمتي خلاص , يلا تحركي وإلبسي ..
طالعت فيهم بحيرة وقالت : ليه ؟؟
خرجت سلافة من غرفتها جري وهي شايله عبايتها وهي تقول بحماس : we are going ouuuuuuuut ..
طالعت فيهم وقالت وهي تأشر على سلافة : اش تقول هالخبلة ؟؟
ضحك سامر وقال : قررت أنا وتوأمي العزيز إننا نخرجكم على حسابنا الخاص عشان تتعشون برا , أمي وأبويه فضلوا الإنسحاب ..
صرخت بحماس : واللــــــــــــه , دقايق وألبس ..
قالت سلافة : لا تنسين تصلين الفروض اللي فاتتك ..
زفرت سحر وقالت : يااااااااااااااااااا مخص الناس اللي بتتفالح , حبيبتي أنا أقوم أصلي وأرجع أنام الحمد لله , ما أفوت الصلوات زي بعض نااااااااس ..
ضحكوا وقال ماهر : حرام عليك يا سحر , فرحانه إنها لأول مرة تصلي في وقتها ..
قالت سلافة بصوتها النحيف باعتراض : لااااااااا أنا بعد رمضان تحسنت ..
قال سامر بلطف : الحمد لله , هذا أهم شي , لا تخلين رمضان يمر عليك من دون ما يترك بصمة في حياتك تستمر إلى رمضان الجاي واللي بتكسبين فيه شي ثاني ..
: كلام رائع ..
التفت لعدنان اللي قال هالكلام وهو يزرر ثوبه الأسود , قال ماهر : يوووووووه , ما أقدر على هالحلى كله ..
ابتسم عدنان وتحرك للمراية يعدل غترته وماهر يكمل : نظظظظظظظظرة ولو جبر خاطر , أخخخخخخ على قلبي , على قلبي ..
زفر عدنان وهو يحرك راسه بحسرة , ولمن سمع تصفيرة سامر المميزة رفع راسه وقال : حتى إنت بتشاركه خباله ..
تنهد ماهر بطريقة مسرحية وقال : أهم شي لا تتهور وتنزل بهالثوب بكرة , ترا جدة مهي باردة ..
ضحكوا البنات لمن كمل سامر : ترجع لنا فاطس من كثر الحر ..
كشر عدنان وقال : ماااالكم دخل إش ألبس بكرة , بنخرج دحين ولا لا ؟؟
قال ماهر : خلاص جاهزين ..
طالع فيهم بحيرة وسأل : بتروحون بهاللبس ..
ابتسموا وطنشوه وهم ينزلون , ضحكت سحر وراحت لغرفتها وهي تقول : عادي عندهم , على بالهم زيك تستحي ..
قال وهو ينزل : مهي حكاية حيا , حكاية مرجلة ..
قالت سلافة وهي تمط شفايفها وتلف طرحتها وتنزل وراهم : أخوك ooooooold fashion , الله يعين العنود عليه ...
ضحكت سحر وقالت : ما أدري مين الله يعينه على الثاني ...
↚
يوم الثلاثاء 2 / 10 / 1427 هـ ..
صباحا في بيت حمده :
صوت صراخ سفانة اخترق المكان وبعده صوت حسان العالي وهو يقول بحزم : قلت لك هاتيه ..
لفت حمده وجهها عن الخنساء الغارقة في الضحك وطالعت في حسان الواقف وهو مباعد بين رجوله ومكبل يدينه بيدين سفانة اللي حاضنة زبدية قزاز , قالت حمده : ولد , بنت , كبوكم من المضاربه ..
لف حسان يدينه بإحكام عشان ما تحركها ولف على جدته وقال : يرضيك يا جده تاخذ آخر فطيره ..
قالت حمده : كبها وأنا أسويلك عشرة بدالها ..
لف على سفانة اللي لفت على ورى تطالع فيه بشماته وقال بعناد : أبغى هذه ..
ورص يدينها أكثر وهو يقول : أنا من أول قلت أبغى فطير جايه تحاربيني عليها ليه ..
قالت وهي ترص الزبديه وتحاول تتخلص من قبضة يدينه : يا سلاااااااااااام أنا جيت ولقيتها موجوده وفتيتها وحطيت عليها اللبن وجهزتها , اش ذنبي إنك صحيت متأخر ..
وشدت يدينها بقوة , ضرب كوعها في صدره أثناء مقاومتها ففلتها بسرعة وانحنى وهو يمسك صدره وقطب وجهه من قوة الألم , شهقت سفانة ونطت الخنساء بسرعة , قالت حمده بخوف : واااااااااااااو عورتييييييييييه , عورتيييييييييييه , قالك الدكتور لا تسوي حركات زي كذا ما تسمع ..
حطت سفانة يدها على كتفه بخوف وهي تقول : حسان , تعورت ..
رفع راسه بشويش , وبلا مقدمات تحولت ملامح الوجع لابتسامة واسعة وهو يسحب منها الزبدية , صرخت باستنكار : يا غشااااااااااااااااااااااا ااااش ..
قهقه من قلبه وقال وهو يحرك حواجبه : إحلمي به ..
ضربته الخنساء وقالت : فجعتنا ..
راح وسحب ملعقة من الصينية و جلس على سرير حمده وربع فوقه وهو يغمس الملعقة في الفطير , ضربته حمده على ظهره وهي تقول : لا عاد تسوي كذا , كم مرة قلت لك تراني أخاف واللي تسويه يرفع ضغطي و ..
ولفت تدور عصايتها بتضربه وهي تكمل هواشها وهو يحط الملعقه في فمه قبل ما يقول بتلذذ : إممممممممممممم ..
وحط راسه على فخذ جدته وهو يقول بعربية فصحى : ما أطعمه ..
بطلت عن تدوير العصايه وعن الهواش وهي تبتسم وتقول : بالعافية مطرح ما يسري يمري ..
رجع جلسه وهو يكمل أكله , صرخت سفانة باستنكار : يا سلاااااااااااااااااااااام , وأنا أقول حمده بتنصرني دحين وبتاخذ أكلي من هذا المعتدي تقولين له بالعااااااااافيه ..
قال حسان بعد ما بلع لقمته : خنوس صبيلي كباية شاهي وحليب ..
وقالت حمده وهي تطالع فيه بحنان : ضعيف , ضعيف جيعان ..
سبل عيونه يطالع في سفانه بضعف , قالت بحزم : ما بتخدعني , يا حرامي الفطير ..
طالع فيها بنظرات كسيره وقال فجأة : ميو , ميو ..
انفجروا بالضحك وقالت سفانة من وسط ضحكها : كله وفكني من شرك , أصلا محد ياخذ منك لا حق ولا باطل ..
ابتسم و أكل ولمن وصل لآخر لقمه , مدها لها وهو يقول : خذي , ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ..
طالعت في الملعقة وقالت : على آخر لقمه قلت ويؤثرون على أنفسهم , لا حبيبي خلاص قلت لماريا تسوي لي فطير جديد ..
نزل من السرير وركع على الأرض وقال : بس مو زي فطير أم صالح , خذي ..
استحت منه وقالت بإحراج : لا خلاص , كلها ..
مد يده وقال : قلت لك خذي , لا ترديني ..
مدت يدها بتاخذ الملعقة , بعدها وقال : أنا أأكلك إياها ..
حمر وجهها وهي تقول بإعتراض : لاااااا ..
ضحك على إحراجها وقال بعناد : إلا ..
قالت حمده : خذي من أخوك , يترجاك هو ؟؟
ومد يده , استحت وهي تفتح فمها وحست بنفسها شويه وتتقطع من الخجل والقهر من الخنساء اللي تضحك على الموقف اللي انحطت فيه , ضحك بعد ما أكلت اللقمه وقال وهو يمسح أنفها بطرف الملعقه : والله إنك تحفه ..
طالعت فيه بحب ومسحت اللبن اللي علق في أنفها وهي تقول بعصبية مصطنعة : دب ..
طالع في نفسه و قال بإعتراض : دب من قعدة المستشفى والسدحة على السرير وعدم الشغل لكن إن شاء الله ناوي أدخل نادي ..
وقطب حواجبه بتفكير وقال بضيق : لا يكون الهنوف شافتني دب أمس وما علقت ؟؟ ..
ضحكت سفانة وقالت : أمزح معاااااااك ..
وقالت حمده : الرجال ما يعيبه شي , ما يحتاج تروح لا نادي ولا شي ..
و بدأت الخنساء اللي تعشق قراءة الإعلانات تقوله عن عروض الإشتراكات في النوادي اللي قرأت عنها ..
قامت سفانة لمن رن التلفون ورفعته وهي تقول بداخلها ~ الحمد لك يا رب اللي نجيته , الحمد لله اللي ما مات , ما أتخيل بيتنا من دونه ~ ولمن وصلها صوته وهو يقول بمرح : السسسسسلام عليكم ..
ابتسمت وقالت بهدوء : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
: يا صبااااااااااااح العسل والسكر على أحلى عمه في الدنيا ..
استحت منه وبالقوة مسكت ابتسامتها وهي تقول بثبات : تبغى أمي ..
وحطت يدها على فمها تمنع ضحكتها لمن وصل صوته المتلعثم وهو يقول : هااااا , لا , هو , أنااا , قصدي , حسان فيه ؟؟
ناولت السماعة لحسان اللي مفتح عيونه على الآخر مو مستوعب كم المعلومات اللي حافظتها الخنساء من مجرد قراءة , قالت : حسان , عبد الإله يبغاك , حسااااان ..
لف عليها وأشر على الخنساء وهو يقول : حافظة حتى الشارع اللي عليه النادي ..
ضحكت و قالت : توك تدري عنها , العنود تقول نفسها يكون عندها ثمن اللي عند الخنساء من حفظ للأماكن والشوارع ..
شهقت الخنساء وقالت : قوووووولوا ما شاء الله ..
قال بعناد وهو يقوم : ماني قايل ..
وقالت سفانة : ماشاء الله ..
وتناول السماعة من سفانة و حطها على إذنه وهو يقول السلام , وبعد ما انتهى من المكالمة لف على سفانة وقال : بنت , تراه يقولك آآآآآآآآآآآآسف ..
ابتسمت بحرج وقالت : لا عادي , ما صار شي ..
ضيق عيونه وطالع فيها , طالعت فيه بهدوء وهي تقول : خير ..
ثبت نظراته فرجعت راسها على ورى وهي تحس نظراته تخترقها , حاولت تضبط ضربات قلبها اللي بدأت تتسارع وهي تقول : خييييييير , ليش تطالعني كذا ؟؟
سأل بهمس : اش صار بينكم ؟؟
ضحكت تحاول تخبي توترها وقالت : جلس يرحب بي على باله أمي وبس ..
ضحك وقال : عارف , قالي اللي صار بس حبيت ألعب عليك ..
غصب عنها أطلقت نفس حسته حبيس بداخلها وقالت بغيض وهي ترميه بلا تفكير بفنجان القهوة : لا عاد تعيدها ..
التقط الفنجان ببراعة وطالع فيها بحيرة , قامت من مكانها وخرجت من الغرفة , تبعها بنظراته بحيرة ورجع هز كتافه ولف على الخنساء اللي من قلها ما بيقول ماشاء الله وهي تدقه عشان يقولها , زفر وقال : ماشاء الله يا مزززززززززززززعجة ..
ابتسمت وقالت : أقولك على النادي الثاني ..
لف على جدته وقال باستنجاد : جــــــــــده فكيني منهاااااااااااا ..
*****************************
قبل الظهر في الرياض :
في فيلا سلطان :
: إنت , عبيدااااان أوقف في الفيه ..
قطب عبيد حواجبه وطالع في جده الجالس في المطبخ الداخلي و لف على عادل وسأله : واش هو الفيه ؟؟
هز عادل أكتافه , وصلهم صوت ماهر يقول : الظل , الفيه هو الظله يالحضري , وسع الطريييييييق ..
بعدوا عن الدرج المؤدي للمطبخ ومر من عندهم وهو شايل قدر كبير عاونه عليه صقر , قال سلطان الجالس على كرسي خشبي له قاعدة جلدية بلا ظهر قدام البوتجاز الأرضي المنصوب في وسط المطبخ الواسع , رفع ماهر وصقر القدر وميلوه على القدر الكبير اللي فوق البوتجاز , قال عبيد وهو يطالع في اللحم اللي بدأ يتصاعد منه دخان أبيض مختلط بصوت القلقله مع البصل المحمر : جدي ليش تصر تسوي الغدا هنا والمطابخ على قفا مين يشيل ..
قال سلطان وهو يناول المغرفة الكبيرة لسلمى اللي جلست على كرسي يشبه كرسيه في الجهة المقابله للقدر وبدأت تقلب اللحم فيه : إحنا محنا زيكم دحين كل شي عالمطابخ , عيب ضيوفي يجون وما نطبخ لهم هنا ..
قال بتهويل : بس إنت بتطبخ ثلاث ذبايح مو وحده ..
شهقت سلمى وقالت : هب هبيتك بالله قول ما شاء الله عن تحسد جدك ..
قال وهو منغاض من ضحك الشباب : ماشاء الله ..
أو ما دخل عدنان قال سلطان وهو يأشر على الباب : إطلع برا , لا أشوفك ..
قال برجاء : جدي أ ...
قاطعه بحزم وهو يأشر على فمه : ولاااااا كلمة , براااااا ..
زم شفايفه وخرج , قال ماهر وهو يضحك : حرام عليك يا جدي , تعرفه مدمن شغل ..
قال بلهجة ما تقبل النقاش : صك حلقك لا تخليني أصب غضبي عليك ..
طالع فيه باعتراض وهو يهمس : وأنا اش لي دخل في وجعه ؟؟
قال بحزم : مو حضرتك إنت وأخوك ما خذينه أمس والدنيا عجة , وإنتم تعرفون صدره كيف حساس ..
قطب عبيد حواجبه وسأل بهمس : واش هي العجة ؟؟
لف عليه سلطان وقال بعصبية : إنت كل كلمة والثانية قعدت لي واش هي معناها واش هو معناها , روح تعلم الكلام وتعال , روح وإنت شبه الخبيلة سلافه ..
قهقه ماهر وقال : حلللللللللللللوة السبه , حللللللللللوة يا جدي ..
ولف على عبيد وقال : العجة هي الهوا المحمل بالغبار ياشبيه سلافه ..
وضحك مرة ثانية وهو يكمل : لازم أوصل هالتشبيه لسلافه ..
خرج عبيد من المطبخ في اللحظة اللي دخل فيها أسامه وهو شايل كرتون البرتقال ووراه طارق و سامر وهم شايلين كرتون التفاح والموز , حط سامر الكرتون وأشاح بوجهه عن القدر اللي كانوا مقطعين فيه اللحمة , وقبل ما يتحرك قال سلطان : سامر ناولني الملح ..
لف ومسك علبة الملح وتحرك لجده وهو يثبت نظره على الأرض , سحب سلطان منه العلبة وهو يقول : اش فييييييك كنك طالب مدرسة مؤدب ؟؟
رفع راسه وأول ما طاحت عينه على المويه الباقيه في القدر والممزوجه بدم الذبيحه حس بغثيان ودوخة فتحرك بسرعة وخرج من المطبخ لداخل البيت يدور على أقرب حمام , لحقه ماهر وقال صقر : جدي نسيت إنه سامر ما يحب الدم ..
قال سلطان : إخخخخخخص هذا كيف بيفتح بيت ؟؟
قال سلمى بشفقة : هو ماكان كذا , الله يصلحه ويرحمه ..
غسل سامر وجهه بالمويه مرة ومرتين يحاول يضيع هالشعور , حس بيد على كتفه , التفت وابتسم لماهر وهو يقول : ما فيني شي , اش فيك كنك دجاجه تلاحق كتكوت ؟؟..
ابتسم ماهر وقال بعصبية مصطنعة : أنا دجاجة ؟؟
ضحك سامر وقال : أجل آنا اللي كتكوت !!
ضحك ماهر وهو يحاول يخفي توتره وخوفه على سامر , هذا كان أول عيد يحضره وسط العائلة من سنتين , السنة الأولى كان يتعالج والسنة اللي فاتت كان مصر يجلس في المركز بإرادته , عدل سامر شماغه وقال بهدوء : بأروح أعايد سليمان وأبوه بعد العصر ..
طالع فيه ماهر بصدمة وقال : نعم , المفروض تقطع صلتك بهالرجال إلى يوم القيامة ..
عدل سامر عقاله وركز نظره على المرايه , ولمن حس بنظرات ماهر الحاده طالع في انعكاس ماهر وقال بهدوء : ماهر أنا سامحته إنت ليش ما تسامـ ...
قاطعه ماهر بعصبية : يمكن لأنه حرمني منك سنتين وخلاني زي المجنون , يمكن لأنه كان بيقتلك ويحرمني منك باقي العمر , يمكن لأنه ضيع مستقبلك , هذي مهي أسباب كافيه في نظرك يا سيد سامر ..
زفر سامر ولف عليه وقال : شوف عدنان سامحه ..
قال ماهر وهو يهز راسه ويطقطق بلسانه : مين كذب عليك !! عدنان يسوي الواجب اللي عليه عشان أبو سليمان الفقير لكنه ما سامح سليمان ولا حيسامحه زيي ..
قال بهدوء : طيب أنا بأروح أأدي الواجب عشان أبوه اللي كان دايم بحسبة أبويه , بتجي معايا ولا لـ ...
قاطعه بحزم : ملييييييون في المية بأجي معاك , نقص علي أخليك تروح له لوحدك ..
ضحك سامر وقال بمزحه عشان يخفف الجو : مو قلتلك صاير دجاجة ..
ماقدر ماهر يشاركه الضحك , لف وجهه ورجع للمطبخ , زفر سامر ورجع يطالع في المراية , دقائق من التأمل و سمع صوتها المدلع وهي تقول برجاء : ماهر حبيبي ..
من ميز الصوت غمض عيونه بسرعة ولف وجهه وهو يحمحم ويقول : أنا سامر ..
وضحك لمن سمع شهقتها تلاه خطواتها الهاربة , رجع للمطبخ وانحنى على ماهر المشغول بتفكيك الكراتين , همس وهو يأشر : ماهر , حرمتك ..
لف ماهر وجهه للجهة الثانية وقال من بين أسنانه : خلها تتخلل , لو تموت ما رحت لها ..
طالع فيه سامر بحيرة وهمس : بسم الله , متى لحقتم تتزاعلون ؟؟ أمس كنتم بخير ..
قال بحزم : خليها , أنا أعرف كيف أربيها , خلي وز أمها ينفعها ..
زفر سامر وهمس بداخله ~ رجعنا لنفس المشاكل , الله يسامحك يا مرة عمي , يعني لازم تخربين بيت بنتك بيدينك , والله ما بترتاح إلا لمن تشوف ورقة طلاق بنتها ~ ورجع طالع في ماهر وهو يدعي من قلبه إنه ماهر يكون صبور إلى يوم الزواج على الأقل , خلاص ما بقي كثير ..
: سمير ..
↚
لف على جدته اللي تحب تدلعه بتصغير اسمه وقال : هلا ..
قالت وهي تناوله كاسة فيها سائل حار غريب : خذ ودي هذا لأخوك , إن شاء الله يخفف كتمته ..
تناولها منها وقال بغيره : إيوه عدنان تقومين وتسوين له اللي يبغاه وغيره تقولين رجيلاتي و ..
قاطعه سلطان وهو يلوح بالمغرفة : إي والله , قلها قلها , يوم أقولكم أبغى آخذ وحده صغيرونه ترجع لي شبابي وتخدمني بدون ما تشكى من رجيلاتها تقولون لي لا ..
زفرت بطفش ورجعت لمكانها وهي تتمايل في خطواتها سحبت منه المغرفة و جلست وهي تقول : 60 سنة وهو ذالني بالحرمة الثانية , اللي يسمعه يقول عمره ما ذاق الجواز , يا خي تزوج وفكني ..
مسكوا الشباب ضحكهم لمن بدأ جدهم يناقشها بعصبية لدرجة طقم أسنانه العلوية يخرج كل شويه ويرجعه مكانه عشان يكمل نقاشه , خرج سامر من المطبخ وهو يتمتم : المشكلة إنه متزوج حرمتين غير جدتي , هذا لو مو متزوج اش كان بيسوي فيها ؟؟
أول ما شاف الشايب الجالس جنب عدنان وهو يمسد ظهره بحنان ابتسم وقال : هااا كيف الجو عندك يا عمي ؟؟ أشوفك تدلع عدنان ..
ابتسم الشايب وقال : زين الحمد لله , لازم ندلع هذا عدنان ..
كان هالشايب هو الولد الوحيد بين ثلاث بنات من زوجة جده الأولى وهو يصغرها بعدة أعوام , جدته اللي تزوجت وهي بنت 12 سنة من جده اللي يكبرها بأعواااااااام , ناول عدنان اللي في يده وهو يقول : تقولك سلومه اشرب ..
طالع عدنان بضيق في السائل الحار اللي بلون أخضر مائل للبني وهو يقول : هذا إيه ..
وتناوله من سامر اللي قال بضحكه : شوية ضفادع مسلوقه مع كم ذيل وزغة و ...
قاطعه عدنان بتقزز : أععع الله يقرف عدوك , لا تعوفني إياه أكثر مما أنا عايفه ..
مسكه عمهم وشمه وقال : يخرط عليك , عسل مع عشبه ماني مميزها ..
زفر عدنان وقال : مع إن الطبيب يقولي ما تشرب أي عشبة ما وصفتها لك بس يلا , عشان أم عبد الكريم ..
وشربه وسامر يهمس وهو يغمز له : عشان أم عبد الكريم ولا عشان ماتروح جده وإنت تعباااان ..
ماقدر يرد عليه لأنه يبغى يشرب السائل دفعه وحده , قال عمه حمدان اللي ما فهم كلام سامر : كبك من خريط هالدخاتره ما يعرفون كوعهم من بوعهم , حياتنا كلها عشناها بلياهم ويا زينا زيناااااه , لا رماتوزم هذا اللي وليدي تعبان منه , ولا سكر ولا ضغط اللي عند بنيتي ..
ضحك عدنان وقال وهو يحاول يسيطر على تقاسيم وجهه اللي حسها تنكمش من حلاوة الشراب المزوج بلذعة مرار غريبة : عمي , المشكلة مو في الدكاترة , هذا لأنه أكلكم كان زين , ما تاكلون إلا تمر ولبن وعسل , إحنا المطاعم والأكل الجاهز هد صحتنا وأجسامنا ..
قطب حواجبه وقال بعدم اقتناع : برضو , كل ما جيتهم طلعوا فيك سرطان ولا إيدز هذا اللي قايمين فيه ويقولوك سوا أشعه و حط إبرة ولا من خرابيطهم اللي ما تخلص ..
قال سامر بضحكه : هذا الشبل من ذاك الأسد , وأنا أقوووووووول جدي ما يحب الدكاتره ليه , إذا إنت ياعم حمدان وإنت أصغر منه تقول هالكلام أجل ما ألوم جدي ..
: السلاااااااام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
لف سامر على الباب مستغرب مين اللي يجي من بدري , وأول ما شاف الرجال الداخل ومعاه ولدينه الصغار تغيرت ملامح وجهه , لف وطالع في عدنان من دون ما يحس به عدنان اللي ابتسم وقال : هلا طارق حياك الله , تفضل أقلط ..
دخل طارق وأول ما سلم سلم على حمدان أبو زوجته بحكم إنه أكبر الموجودين و رجع يسلم من جهة اليمين , و بعد ما جلس جنب حمدان وسأله عن أحواله , لف على سامر وقال : اش أخبارك سويمر ؟؟..
قال سامر وهو يحاول يكبت مشاعره : بخير ..
وتحرك خارج من المجلس بدون ما يسأله عن حاله , دخل المطبخ وطالع في طارق ولد عمته المنهمك في شغله مع ماهر , زفر وقال : ياخي ما تقدر تغير اسمك في الأحوال , من زين اسم طارق , أكره ما علي الأخوان اللي يسمون أولادهم على اسم أبوهم , واحد يسمي مو كلهم , ثلاث طوارق في العيلة , من زين الاسم ..
لف طارق المنهمك بتوزيع الفواكه في صحون بلاستيك وسأل باستنكار وصدمة : ليه يا خي كل هالحقد على اسمي , اش سوالك ؟؟
ضحك ماهر وقال وهو يقوم : خلك منه , خلك منه ..
وكمل بهمس : شكله ولد عمك النحيس جا ..
زفر سامر وقال : والله حالة , الولد البكر والثاني والصغير كلهم مسمين طارق , هذا مو دلالة محبة , المحبة تبان بالأفعال ...
حط يده على كتف سامر وبعده عن طارق وهو يقول : اش فيك على ولد عمتك ؟؟ أبوه اللي مسميه مو هو مسمي نفسه , وصدقني موعاجبه إنهم ينادونه دايما هناك طارق محمد , بعدين خلاص عدنان مملك وماهمه لا في طارق زوج هديل ولا هديل , خلاص انتهى موضوعها ..
زفر سامر وقال : سبحان مغير الأحوال , أنا اللي كنت أهديك قبل فترة وإنت حمقان , دحين جا الدور علي , أففففففففف , غصب عني , يوم أشوفه أحس إني ودي أفجره ..
قال ماهر : هي الخسرانة اللي رفضت عدنان , بعدين ربي عوضه و أخذ اللي أحسن منها , بنت أحمد وأخت أعز أصحابه ..
طل عبيد من باب المطبخ وقال : جدييييييييييييي , في ضيوف وصلوا ..
قام سلطان ببطء وهو يتأوه , سحب عكازه وبدأ يمشي ووراه صقر يعدل له ثوبه , لف عليه سلطان وهو يقول : أقول يا متعوس أخوك خايب الرجا واللي مافيه خير, وينهم ؟؟..
ابتسم صقر وقال : سطام راح يجيب كراتين العصيرات و أسامة تلقاه هنا ولا هناك , قبل شوي كان هنا ..
همس طارق للتوأم : هو جدي ما حيغير الألقاب اللي مطلقها علينا , كبرنا خلاص ..
ضحكوا وقال ماهر : كل ما حلى له الوقت بييندعنا , الحمد لله اللي ندعتنا ما فيها شتيمه , حمود ومحيميد ..
قطب طارق حواجبه وقال : أنا صوير وعبيد عوير ..
قال سامر بابتسامة : عشان إنتم من صغركم مع أسامة الثلاثة مع بعض عشان كذا أطلق عليكم صوير وعوير واللي مافيه خير , الوحيدين الناجين من التسمية ينعدون على الأصابع ..
وكمل بتفكير : على ذكر اللي نجوا , وين خالد ؟؟
قال ماهر : وإنت الصادق وينه هو وأبويه , لهم يومين مهم عاجبيني , عندهم شي داسينه ..
****************************
الساعة 1,30 في جدة :
فيلا حامد :
من بين الموجودين كلهم اختاره حامد و أشر على أولاده وقال : سمهم لي ..
بلع حسان ريقه وهمس لهم : أشوى اللي ما أشر علي ..
ولف على عبد الإله اللي انحرج لأنه ما كان يعرف إلا اسم ولده الكبير والولد الثاني اللي جالس جنبه , أشر على اللي جنبه و قال بابتسامة صفراء : أعرف مراد و ....
كان مستعد لصرخة من صرخات حامد الحادة لو ما سماهم له , لف بصره شويه وشاف واحد من ورى حامد يحرك شفايفه بالاسم , ما فهم الاسم و بلا شعور قال وهو يقطب حواجبه : إيش ؟؟
لف حامد على اللي وراه وهو يقول : سنيد لا تغششه ..
و رجع لف على عبد الإله وقال : إخصصصصصصصص منت عارفهم ..
ابتسم عبد الإله ودخل يده من تحت شماغه ودلك رقبته وهو يقول : هاااا , هو والله ما صار لي الشرف و ...
قاطعه بحزم : هذا عزام واللي بعده إياد والغشاش اللي ورايا سند ..
لف على حسان وجاسم وعبد الرزاق وقال : أكيد إنتم عارفينهم ..
هزوا روسهم بسرعة وهم يقولون : طبعا , طبعا ..
لف عليهم عبد الإله وهمس : كذااااااااابين ..
وسكتوا لمن سمعوا حامد يتناقش بحده مع عمهم جلال ليش ما جاب أولاده للغدا , ابتسم مراد وقال : عادي , عادي , أبويه يعاتب عمي جلال ..
ضحكوا وقال عبد الرزاق : لا إله إلا الله , هذا عتاب !! أجل كيف هواشه ..
قال مراد بضحكه : هنا أنصحك ما تفكر ولا تتخيل , لأنه فوق مستوى التفكير ..
جا سند وكلمه بكم كلمه وراح , استأذن منهم مراد وقام , قال حامد وهو يأشر لهم : صحون الغدا جات , تحركوا افرشوا السفر ..
قاموا بسرعة , كان يعاملهم كإنهم أولاده وما يحب يحط أي حواجز بينه وبينهم , مسك عبد الإله قبل ما يخرج وأخذه في زاويه معزوله و قال : عبد الإله , إنت ليش ما تزوجت إلا الآن ؟؟..
انحرج عبد الإله من السؤال , صح ما كان في أحد غيرهم لكنه حس بالإحراج , قال : والله يا عمي النصيب ما انكتب ..
سأله وهو يطالع فيه بعيون حاده : تقدمت لأحد ولا ناوي تتقدم ..
أبوه عمره ما سأله هالأسئلة , قال بتردد : تقدمت وما صار نصيب ..
قال حامد : الحمد لله , كل شي له حكمة , لا يكون انرفضت عشان وظيفتك دخلها ..
قاطعه بسرعة : لا مو عشان الوظيفة , صح راتبي قليل لكن عندي دخل ثاني , التاكسي الحمد لله ماشي حاله ..
ابتسم وقال : تعرف , يعجبني فيك إنك رجل عصامي بعكس ...
وزفر بضيق وهو يتذكر عبد الرحمن وكمل : فرق بينك وبينه , الحمد لله اللي عوض أبوك بك , ما شاء الله عليك ما تخجل من إنك تقول إنك تشتغل على تاكسي بعد دوامك , إلا ما فكرت تكمل دراستك الجامعية ..
زفر عبد الإله وقال : والله يا عم , نسبتي سدت في وجهي كل الطرق , بس الحمد لله على كل حال ..
طالع فيه حامد بصمت قطعه أخيرا وهو يقول : ترا المثل يقول أخطب لبنتك ولا تخطب لولدك , وإنت الصراحة رجال تنشرى بذهب يا عبد الإله ..
طالع فيه عبد الإله بتوتر وهو يحاول يركز على اللي يقوله وهو يهمس : ما عليك زود يا عم ..
ابتسم حاد وربت على كتفه وقال : روح للشباب أكلمك بعد الغدا لمن يكون الجو أهدأ ..
تحرك عبد الإله بسرعة وهو يحس بالأفكار تتصارع بداخله ~ أخطب لبنتك , يكون قصده إنه يبغى يعرض علي بنته ؟؟ لا لا لا مستحيييييييل , أكيد أنا فهمت الموضوع غلط , ولا .... يكون .... عبد الإله إنسى , بسسسسسسس , بيكمل الكلام بعد الغدا , اش بيقول و .... أففففففففففففف ~ ...
***********************************
في نفس الوقت في الرياض :
زفر وهمس من بين أسنانه : لا تخليني أقفل الخط على وجهك ..
ورجع زفر وهمس بغيض : والله ماني رايح أخطب , إنت اش فييييييييك ؟؟ من دخل هالفكرة في راسك ؟؟ أنا جاي مع أبويه لأنه تعبان مافيه حيل يسوق و ...
ولمن سمع صوتها الباكي وهي تشرح له قال بعصبية : قسما بالله ماني خاطبها , أخلصي .... الله لا يسلم عدوك ..
وصك الجوال وهو يزفر بطفش , ولمن سمع ضحكة أبوه لف وقال : أبوي ما لقيت إلا هالحرمة الغيارة تزوجيني إياها و بتجيب لي الجنان , تخيل , مقطعة نفسها صياح تقول إني رايح معاك لعمتي نجلاء عشان أخطب وسام ..
زاد ضحك عبد الكريم وهو يقول : والله أم غيداء شي ..
زفر خالد بطفش وقال : ذبحتني , يوم بأطق عليها الثانية عشان تعقل وتسيب هالطفاقة اللي فيها ..
قال عبد الكريم بهدوء : مو إنت حاط الثانية بين عيونك , عشان كذا الحرمة بتموت غيرة ..
عدل غترته وقال بهدوء : المشكلة قايلها لو بأتزوج بأعطيك خبر ما بأسويها من وراك , لكن من سواتها شكلي بأسويها من وراها وما بأخبرها إلا يوم الزواج ..
طالع فيه عبد الكريم بحدة وقال : أنا ذاك الساع بأوريك شغلك زين , الشرع حلل لك أربع هذي ما فيها كلام لكن تتزوج بعلم مرتك غيره والله ما أرضى عليك ..
ابتسم خالد وقال : لا تشيل هم , بأخبرها لا عزمت ..
زفر عبد الكريم وقال : ترا إذا شفت إنك ما تقدر تعدل بينهم فأحسن لك ريح دماغك وريح ميزانك من الذنوب وخلك على وحده ..
ضحك خالد وقال : لا عزمت تساعدني في الزو...
قاطعه بحزم : لااااا , الأولى أساعدكم , الثانية جيبوها بعرق جبينكم , ريال واحد ما بتشوفه على عينك مني لا إنت ولا أخوانك في زواجكم الثاني , تحسبون الزواج بالثانية لعبة , حرمة وبس , ما تفكرون باللي بعده , فاتورتين كهرب وتلفون ومويه , مقاضي بيتين , مصاريف مدرسة ومستشفى وأعياد وغيره , وفوق هذا كله لازم تعدل في كللللللل شي ..
تبتسم خالد وقال : أنا عارف هذا كله , وترا أنا ماني من النوع اللي بيتزوج عشان فكرة طرت له ولا بآخذ صغيرة , بأدور وحده ما جاها نصيب ولا مطلقة أو أرملة ..
زفر عبد الكريم , كان يعرف خالد ورجاحة عقله اللي يوزن بلد لكنه غصب يخاف وهو يتذكر مشاعر الغيرة اللي كانت توصل أحيانا لدرجة الحقد والكره من أخوه حمدان وأخواته بسبب تفضيل أبوه لأمهم على باقي حريمه اللي طلق وحده فيهم , صح زالت هالمشاعر قبل فترة لكنهم عاشوا تحت ثقلها ووجعها سنين , سنين استبدوا فيه أخوانهم عليهم انتقاما من أبوهم الظالم في نظرهم , وهو فعلا كان يحب أمهم لدرجة هجر باقي حريمه بعد ما جابت أصغر عماته وجلس عندها , استغفر وهو يدعي بداخله ~ يارب تغفر لأبويه يارب , يارب تسامحه على اللي سواه ~ ..
: خلاص إحنا جاهزين ..
قام خالد وقال : أروح أشغل السيارة ...
ابتسم عبد الكريم لأخته وقال وهو يأشر على الكنبه : تعالي إجلسي وخلي وسام تجي ..
توترت نجلاء وقالت : عبد الكريم مو دحين , ترى بالقوة أقنعتها تروح معايا للغدا , أمس جلست اليوم بطوله في البيت وما رضيت تخرج ..
قال بحزم حنون : ناديها يا نجلاء ..
دخلت نجلاء لداخل الشقة , ولمن شافت وسام تربط غطاها زفرت وقالت : وسام ..
التفتت وسام لنجلاء وقالت وهي ترفع غطاها : هلا ..
ابتسمت بتوتر وهمست : خالك عبد الكريم يبغاك في المجلس ..
حست بارتعاد كل عضو في جسمها وبانكماش في معدتها , هزت راسها بلا وهي تهمس : مو لازم اللي تسوونه , إنتم تكبرون الموضوع ..
قالت نجلاء وهي عارفه إنها تضغط عليها : إنت قلتي إنك بتسوين اللي أبغاه ..
زفرت وسام وتحركت للمجلس وهي تعدل عبايتها على راسها , خرجت هيام وهي تصرخ بحماس : والله ما تأخرت , والله ما تأخرت ..
طالعت نجلاء في رجولها الحافيه وتنورتها المايله وصندلها اللي في يد وعبايتها المجرجرة وراها باليد الثانية وقالت : باين إنك ما تأخرتي , تحركي وخلصي ..
جلست على الكنبه بسرعه وهي تحاول تربط صندلها وهي تسأل : وسومه نزلت ؟؟
قالت نجلاء وهي تتحرك للمجلس : عند خالك في المجلس ..
ولمن رفعت راسها بحدة قالت تحذرها : ولا تفكرين تجين , في موضوع مهم أقولك عليه بعدين ..
وقفت وسام عند باب المجلس إلين جات نجلاء اللي دخلت قبلها وهي تسلم , همست وسام بالسلام وجلست على أقرب كنبه لها وهي مثبته عيونها على الأرض , وصلها صوته الحنون وهي يقول : اش أخبارك يا وسام ؟؟ كل سنة وإنت طيبة يا بنتي ..
قالت بثبات : الحمد لله ما نشكي باس , تقبل الله ..
: منا ومنكم صالح الأعمال ..
وساد صمت حسته ثقيل على قلبها اللي حسته محشي بالرصاص لحظتها , همس بذات الصوت الحنون اللي متأكدة إنه بيكون زي صوت أبوها لو كان حي : اسمعي يا بنتي , ترى أنا ما جاني نوم من دريت باللي صار ..
قبضت يدينها بقوة وهي تحس برغبة في الهروب من المكان , لكنها هدأت لمن كمل : لا تستحين مني , أنا بحسبة أبوك يا وسام , والله لو تعرفين غلاك عندي واللي من غلى أبوك كان اعتبرتيني أبوك ..
همست بخجل : أنا معتبرتك أبويه وأناديك بخالي والخال والد ..
ابتسم وقال : إذا معتبرتني أبوك اسمعي مني زين , أنا فكرت في الموضوع وقلبته من جميع النواحي , وأمك قالت لك على فكرة الزواج اللي ..
قالت تقاطعه : بعد إذنك يا خالي , أنا بأقولك شي مهم , أنا أعرف ثنتين زي حالتي , وحدة تطلقت من زوجها لأنه الشك وكثر التفكير ذبحه , ما قدر يعيش معاها وهي الآن مطلقة , والثانية جايبة منه ولدين وبنت لكنه ذالها ذل , وكل يوم والثاني يعايرها بحالها ويسبها بأقذع السباب ..
قال : مو شرط اللي صار لغيرك يصير لك يا بنتي , لا تحطين تجارب الناس مقياس لك ولا في أي حال من أحوالك , لا في زواج ولا طلاق و لا دراسة ولا أي شي , كل إنسان له تجاربه الخاصة , له طريقة في التعامل مع الأمور , اللي تطلقت ممكن إنه زوجها ما هو من النوع الحازم وكان متسرع في الزواج وقبول الموضوع اللي حسه أكبر من مستواه بعد فترة لكن جايز كمان إن الزوجة ما قدرت تعطيه الأمان اللي يحتاجه عشان يقطع الشك , حتى الثانية , زوجها استغل وضعها وعذبها وذلها لكن يمكن هي ما قدرت تحتويه وتخليه ينسى حقيقتها أو ما كانت حازمة وقدرت توقفه عند حده , لا تخلين تجارب الآخرين مقياس , خذيها قاعدة ...
وسكت وقال : أنا أعرف واحد , اشتكى من نفس الموضوع وإنه اكتشف الحقيقة بعد ما تزوج وطاح الفاس على الراس , فكر في البداية يطلقها بدون شوشرة وبدون فضيحة , لكن سبحان الله قدر الله وتغيرت الأحوال وهو عايش معاها دحين أحلى عيشة وعنده أربع أولاد بعد ست سنين من عدم الإنجاب , يمكن هو طيب ويخاف الله لكن اللي أنا متأكد منه إنه لزوجته دور في تغير رأيه , الحياة الزوجية مشاركة , رباط بين اثنين , كفتين ميزان لو اختلت وحده فيهم يميل الميزان , بعدين إنت وضعك أحسن بكثير لأنك بتتزوجين وهو على دراية بالموضوع من قبل الزواج , يعني بتكونين مرتاحة إنه ما تقدم لك إلا وهو عارف بكل شي وراضي به كمان ..
رفع راسه للحظة ولمن شاف صمتها وهدوءها كمل وهو يدنق راسه : أنا عارف إنك تقولين لو أجلس في بيت أمي بدون زواج ووجع راس بيكون أحسن , عندي وظيفتي وإن شاء الله بتعيلني لآخر يوم في حياتي وما بأحتاج حسنة أحد , لكن أنا أفكر في البعيد , إذا ربي كتب لك عمر مديد , نجلاء مهي دايمة لك , وهيام أكيد بيجيها نصيبها وتتزوج زي باقي أخواتها , مين بيكون لك وقتها يا وسام ؟؟ ولاااا أحد , حتى عيال وفاء والبنات ما تقابلينهم , مين بيشيلك لا كبرتي واحتجتي أحد ؟؟ مين بيرعاك ؟؟ ..
انصدمت من كلمته اللي خلتها تتذكر واقعها الأليم , غمضت عيونها بقوة وهي تصرخ بداخلها ~ عارفه , عارفة ~ مدت نجلاء يده و قبضت على يد عبد الكريم وهي تهمس باستنكار : عبد الكرييييييييييم ..
همس بحزم : أنا ما قلت شي غلط , أنا قاعد أقولها على الواقع ..
همست بألم : برضو ما كان لازم تقوله لها بهالطريقة ..
زفر وهمس : نجلاء , دحين هي في قمة شبابها , كم سنة كمان ومحدب يتقدم لها ..
: طيب والحل ؟؟
لمن قطع مناقشتهم صوتها الهاديء التفتوا لها , حس عبد الكريم براحة إنها أخيرا أعطته الضوء الأخضر في الموضوع , سحب نفس وقال : الحل جلست أفكر فيه طويل وحاليا ما لقيت إلا واحد من اثنين وأنا جيت عشان أستأذنك فيه ................
فتحت عيونهاعلى اتساعها وهي تطالع فيه برعب , حست ضربات قلبها بتتوقف فجأة من شدتها وسرعتها ~ لاااااااااااااااااا , اش هالإحراااااااااااااااج ؟؟ لاااااااااااااا ~ وما فاقت من صدمتها إلا لمن قال وهو يقوم : فكري وردي علي , أنا ما أنتظر رد منك لا اليوم ولا بكرة , خذي راحتك , لا تستعجلين لأنه هذا مستقبلك وإنت اللي بتعيشين فيه ...
وابتسم وقال وهو يطالع في ساعته : يلا نمشي , أكيد أبوي شايل طيران عبد القادر ليش ما جينا والغدا أكيد قاعدين يجهزونه ..
وخرج وهو يقول : الله يوفق الجميع ..
طالعت فيه وسام وهو خارج ورجعت طالعت في نجلاء اللي كانت مذهوله هي الثانية , قالت وهي تفك غطاها : مستحييييييييييييييييييييي يل أروح الغدا ..
قامت نجلاء وقالت : وسام ..
↚
هزت وسام راسها برعب وقالت : مستحيل يعني مستحيل , بعد اللي قاله خالي ...
وفكرت لثواني وقالت بخجل ورعب : مستحييييييييييييييييييل ..
~ مستحيل , مستحيل ~ همستها بضعف وهي تطالع في المجلس الممتلي بالحريم , أشكال وألون , رسمت ابتسامة رصينة على شفايفها وهي تمشي ورى نجلاء اللي تسلم على الحريم وهي ترحب وتعايد , وصلها همس هيام من وراها وهي تقول بتريقة : فكي تكسر من كثر التبويس ..
قالت وسام من بين أسنانها وهي تهز راسها لوحد ابتسمت لها من البعيد : على الأقل تعرفين مين تبوسين أنا ماني عارفه أحد ..
: وسومه , اش عندك إنت وأمي وخالي عبد الـ ...
قاطعتها بحزم وهي بذات الإبتسامة : هصصص , مو وقته , أحكيك كل شي بعدين ..
ولمن وصلت عند وحده جميله الأناقه تكاد تنطق في كل قطعه من لبسها المكون من فستان على الطريقة الأوروبية يوصل إلا ركبها عاري إلا من حبال بسيطة على شكل جديلة , ابتسمت لها الجميلة وقالت : إنت وسام ؟؟
ابتسمت وسام وسلمت عليها وهي تقول : إيوه , كيف حالك ؟؟
ماردت عليها وهي ترص يدها بقوة وهي تقول بابتسامة ما أخفت نظرة الحقد في عيونها : أنا أم غيداء مرة خالد , عرفتيني ؟؟..
حست وسام باستنفار في كل خلية من جسمها من سمعت اسم خالد اللي كان واحد من الخيارين اللي عرضها عليها عبد الكريم لكنها ضبطت انفعالاتها وهي تبتسم وتقول : تشرفنا ..
وتحركت وهي تشوف نظرات نجلاء المنصبة عليها , كشرت بوجهها لها فضحكت نجلاء وربتت على كتفها وهي تسحبها للمجلس اللي فيه البنات , هناك حست وسام بالراحة من شافت سحر و بقية البنات اللي تعرفهم , هي رغم سنها اللي تكبرهم كانت تختلط فيهم أكثر من الحريم , ضحكت وهي تسمع سلافه تقول بحماس وهي تأشر لآخر ظهرها : وشعرها looooooong and soooooooooft , والعيوووون ..
وتنهدت وهي تقول : تقولين حورية ..
دقتها سحر وهي تقول من بين أسنانها : إنت شفتي الحورية يالكذابة , خلاص أسكتي ..
طنشتها سلافة وقالت بدلع وهي متجاهلة هديل بالقصد : وأحححححححححلى ما فيها ضحكتها , ترود الروح ..
قالت هيام بحماس : شوقتيني أشوفها ..
وسألت إسراء : متى بنشوفها ؟؟ شكلها coooooooooool..
أيدتها أريام وهي تقول : شكلها فلللللله هالبنت ..
وقطبت حواجبها وكملت بتفكير : كيف بتتفاهم مع عدنان ؟؟ من وصفك لها شتاااااااااان بين الإثنين , يعني عدنان من النوع الثقيل و ...
لفت سلافة بوزها وضربتها وهي تقول بحدة : أحلى حاجة النقيض موجب وموجب يتنافرون , عشان كذا الأقطاب المتنافرة تتجاذب ..
حكت سمر شعرها بتفكير وهي تقول : خبري بهذي المعلومة في العلوم , وإنت قسم إنجليزي , غيرتي قسمك يا بنت ..
ضحكت سحر وقالت لوسام وهي تأشر على سلافة اللي تدق سمر عشان تسكت عن التريقة : هالبنت تحفة , إلا بتغيض هديل , صدقيني ما بترتاح إلا لمن تقوم هالحرمة من هنا ...
قطبت وسام حواجبها وقالت : الحرمة جايبة إثنين وإلا الآن حاطتها سلافة في راسها ..
هزت سحر أكتافها وقالت : اش تقولين !! مخ تنكة , لها ساعة توصف العنود , أنا لو ما أعرف العنود وسمعت وصفها كان تخيلت العنود ملاك منزل من السما ..
ضحكت وسام وقالت : خليها تسوي اللي يريحها ..
وسكتت للحظة قبل ما تهمس بتساؤل : تتوقعين أريام وأريج يكرهوني عشان رفـ ..
قاطعتها سحر : أبدا لأنهم عارفين وضع أخوهم زين وكانوا متوقعين الرفض ..
وابتسمت وكملت : ودحين ما يفكرون في شي غير خطيبته الجديده ..
ولمن سمعت أريام توصف خطيبة سطام بحماس برئ غير مستقصد قالت بتأكيد : شفتي ..
ابتسمت وسام براحة وقالت : الحمد لله ..
همست سحر : خطب وحده من أخوات أصحابه , زي حالته ..
~ كنت دايم أدعيله , أدعيله من قلبي إنه يتوفق مع وحده غيري ~ حست براحة من اللي سمعته و انتبهت لأريام اللي قالت : طبعا مو بالصوت يالخبلة عشان ما يردون , جرسهم عبارة عن لمبات حمرا تتوزع في الغرف , يعني لمن ندق الباب تنور اللمبات , حتى تليفونهم بلمبة ..
هتفت سلافة بتعجب : وااااااااااااااااو so nice , كنت دايم أسأل نفسي كيف يعيشون في بيت لوحدهم , وإنت أريج ..
زفرت أريج اللي كانت سارحة في عالم ثاني وقالت بخشونة : أنا عايشة مع واحد من هالفئة كيف أندهش ..
سكت الكل بعد كلمتها وطالعت فيها أريام باستنكار , اخترق سكون المجلس صوتها النحيف وهي تقول باعتراض : كان ممكن تقولينها بطريقة أحسن من كذا , اش هاذي الوحشية !!!..
وزفرت وقامت من مكانها وراحت جلست جنب سحر , ابتسمت سمر وقالت : سلافه ما حتتغير طريقتها أبد ..
هزت سحر راسها وهي تقول : استحالة ..
ولفت على وسام وهمست : إذا ماعجبها الموضوع ما عندها 1 , 2 , تقوم من مكانها على طول ..
ضحكت وسام وقالت : حاجة حلوة , ماشاء الله ..
دخلت أثير وقالت وهي تلهث : غدير مهي هنا ..
قالت سمر : راحت تغير حفاظة ولدها , تبغين شي ؟؟
زفرت وقالت وهي تهز الجوال : عادل في الصيدلية يسأل اش نوع الحليب اللي تبغاه ؟؟
قالت لها سمر نوع الحليب وهي تقول : ترا في حليب تقريبا زي اسمه , خليه يتأكد من رقمه إذا بدايته 57 لا يشتريه لأنه دنماركي ..
ضحكت أريج وهي تبعد جوالها بطفش و قالت : إنت لساعك في دنماركي وغيره , والله نسيت نص المنتجات ..
شهقت سحر وقالت سمر باستنكار : كيف أنساها ؟؟ أنا حفظت رقمها عشان في حالة نسيت اسم وحده من الشركات أطالع في الرقم ..
زفرت أثير وقالت : الحماس بس في البداية , دحين كلهم رجعوا ..
قالت سلافة تأيد أختها وهي تهز يدها المليانه أساور ملونة : أصلا باباتي حاط صورة بالمنتجات على باب المطبخ عشان لمن نطلب مقاضي نتأكد إنه ما نوصي شي منها , الحمد لله ما فتر حماسنا ..
زفرت هديل وقالت بصوت يدل على قلة الحيلة : والله أولادي مهم راضين يستغنون عن السن توب , يموتون عليه , حاولت معاهم ما رضيوا ..
قالت سمر بهدوء وهي تفك كوفلة ربيع اللي بدأ يصحى من نومه : والله لمن جاب أبو ربيع كرتون عصير الجوافة هذا اللي اسمه كي دي دي لبنته حلفت يمين يرجعه السوبر ماركت ويبدله , صاحت إلين شبعت وبعد ما هديت حكيتها بأبسط طريقة عن الكفار والرسول صارت تقولي في البقالة ماما هذا دنماركي وما تشتريه إلا لمن أمثل عليها إني قاعدة أقرأ من ورى وأقولها لا هذا مو دنماركي..
قالت أريام تأيدها : هذا أقــــل شي نسويه ما دمنا مبلطين في بيوتنا , أقل شي في النصرة إننا ما نمدهم بالفلوس , اش قال الله في عصيرات المراعي و الربيع وغيره ..
قالت سلافة بأسى كأنها تقول موضوع مصيري : شوفيني كنت أمووووووت على عصير ماجستك لكني قاطعته ..
ابتسمت سحر من نبرة صوتها وقالت بهدوء : أنا أخص منك , كنت مدمنة آيس كريم الساندوتش هذا اللي من سدافكو لكن دحين بدلته بآيس كريم مقلد منه أظنه اسمه الأمل أو شي زي كذا وآيس كريم موفنبيك كمان قاطعته , والحمد لله ما صار شي , إحنا محنا ضعاف لدرجة ننذل بهالشكل , الحمد لله عندنا بدائل كثير وعلى قفا مين يشيل ولا ؟؟..
سألت سؤالها وهي تلف على وسام اللي توها خرجت من سرحانها , انتبهت وسام لنفسها وقالت : هااا , إي والله ..
ولمن شافت الكل يطالع فيها بانتظار إنها تدلي بدلوها في الموضوع زفرت وقالت : وحده من المعلمات كانت تقول والله ما أقدر أستغني عن فيوسيدين , هذا المرهم حق الجراح , تقول ولدها ما يقدر يستخدم غيره عشان جراحه ومالقيت بديل , قلت لها فيه بديل وأعطيتها اسمه قالت بس مو بفعالية فيوسيدين , يعني أخلي ولدي يموت وجع , ووحده أيدتها وقالت ما أقدر أستغني عن هذا حليب الأطفال ولدي متعود عليه , ثارت معلمة الجغرافيا وقتها وهي ماشاء الله عليها ملتزمة وبطبعها هادية لكن الموضوع شكله أثارها , راحت تقول وينكم من تطبيق الحديث اللي يقول ..
وسكتت وهي تقطب حواجبها تحاول تتذكره وقالت : بما معناه إنه لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ماله وولده ونفسه , وينكم ما تطبقون هالحديث , الناس كللللللهم يوم القيامة يصرخون نفسي نفسي , والرسول يقول أي رب قومي , أي رب أمتي , كل واحد في همه من هول يوم القيامة والرسول يجي يوم القيامة وهو يقول أمتي , ونزلت على المعلمتين نزلة جامدة و أعطتهم من الكلام اللي هوه ..
قالت أريج بتأثر : والله , يجي يوم القيامة وهو ينادينا ..
ابتسمت سحر لتأثرها وقالت : مو بس ينادينا , لمن تجي الملائكة وهي تسحب العاصي فينا يلف الرسول صلى الله عليه وسلم يدينه حولين خصر العاصي ما يبغاهم يقذفونه في النار ..
همست وهي تقبض يدينها وتضمها لصدرها : يا حبيبي يا رسول الله ..
ضحكوا على شكلها وقالت أريام : يا ضحلة المعلومات إنت وين عايشة , هذا كله ما تعرفينه ..
حمحمت سلافة وقالت وهي تحط يدها على خصرها : اش قصدك ؟؟ أنا قبل فترة عرفت هالحديث ما كنت أعرفه قبل ..
: سحر شفتي فين غدي ؟؟
التفتت وسام على الصوت اللي ميزته وحست بعرق يتسلل لجبينها رغم البرد اللي تحسه من شوفتها لمرة خالد وتذكرت عبد الكريم وهو يقول لها عن عزم خالد على الزواج بثانية , وإنه أكيد بيوافق ويتقدم لها لو شرح له وضعها , بعدت بصرها عنها وهي تصرخ بداخلها ~ إذا في وحده مستعدة تعكر صفو حياة وحده فهذا شأنها لكن أنا أفضل الخيار الثاني رغم صعوبته مادام عندي خيارات , الحمد لله اللي في خيار ثاني غيري ما تحصل , بسسسس الخيار الثاني ........... ~ رفعت راسها وطالعت في الموجودات بخوف ~ اش حتكون ردة فعلهم ؟؟ و ... ~ نفضت هالتفكير من راسها وقامت مع البنات اللي قاموا عشان يجهزون السفر ..
****************************
بعد العصر بوقت :
في الرياض :
طالع في الأرض الترابية الغير مسفلته , مع كل هبة نسيم يتلون الهواء القريب من الأرض بلون الأتربة المتطايره , رفع بصره للباب المعدني اللي ذكره بماضي سحيق موجع , تمالك مشاعره المتصارعه وتحرك وطرق الباب , كان يحس بماهر وراه في كل خطوه , انفتح الباب الحديد وطل من وراه الوجه اللي كان رفيقه الوحيد في سنتين غربته , حس بحجرة كبيرة توقف في أعلى حنجرته وهو يشوف الدموع في عيون سليمان المذهول , بلع ريقه عل وعسى تتحرك هالحجرة اللي يحسها وقال بهدوء : السلام عليكم , كيف حالك يا سليمان ؟؟
لف سليمان وجهه بسرعة ماكانت كافيه , لمح سامر دمعتينه اللي انزلقت قبل ما يمسحها بيده وهو يقول : الحمد لله , هلا حياك , تفضل ..
دخل سامر من دون ما يصافحه , شي غريب ما خلاه يمد يده ولا حتى سليمان ما حاول يمد يده , دخل ماهر بصمت وهو يرمي سليمان بنظرات حاده , ماكان من النوع الحقود لكن لمن يتذكر إنه هالإنسان هو اللي كان يدس الحبوب في شراب أخوه , هو اللي كان يجره بدون ما يدري لهالمستنقع القذر اللي كان يتمرغ فيه , كإنه ماهان عليه إنه يكون القذر الوحيد في الغرفة اللي كانوا يتشاركون فيها ..
أول ما دخلوا المجلس وشافوا أبو سليمان يحاول يقوم , أسرعوا الخطى له وسلموا عليه وهم يباركون له بالعيد , كان يرد عليهم بصوت مخنوق بالعبرة اللي حاول يقاومها , كان يتكلم ويسألهم عن أحوالهم وهو يمسد ذراع سامر ويكبسها , ابتسم سامر وقال بتأثر وهو يضغط على يدين أبو سليمان : إرتاح يا عم , ارتاح ..
قال بصوت مخنوق : والله يا وليدي يا جيتك هذي عندي بالدنيا كلها , يعلني ما أنحرم من شوفتك لا إنت ولا أخوانك , راعين واجب , الله يوفقك الأم والأبو اللي عقبوكم يا وليدي , الله يسعدهم في الدنيا والآخرة ..
سامر كان يحس براحة وسعادة إنه دخل هالفرحة لقلب هالرجل العجوز اللي من يومه وهو زي الأب لهم , همس ماهر بتأثر وهو يطالع في أبو سليمان اللي أصر يصب القهوة بنفسه : الحمد لله اللي جيت معاك , ماتوقعته بيفرح و يتأثر بهالشكل ...
: عمو ساااااااااااااامر , عمو ماااااااااااااااااااهر ..
ابتسم سامر و فرد ذراعينه وهو يقول : هلااااااااااااااا بالشيخ عبد الله ..
ضمه عبد الله بفرح وهو يقول بصوت طفولي : وحشتني ..
قهقه سامر وقال يقلده : وحشتني ..
وبعده وهو يسأله بعفوية : من فين سامع هالكلمة يا ولد ؟؟
ابتسم وقال ببراءة : أمي تقولها لأبويه ..
انحرج سامر وقال بسرعة : طيب سلم على عمك ماهر ..
سلم على ماهر اللي خرج كيس من جيبه وناوله له وهو يقول : هذي عيدية عمه سحر ..
سأل ببراءة : وعمه سلافه ؟؟..
سكت وهو يتذكر سلافة اللي تموت غيره ليش عدنان لمن يجي من الشرقية لازم يجيب عبد الله عندهم عشان يقضي يوم كامل يلاعبه ويمشيه وأحيانا يخليه ينام عنده عشام يذاكر له في اليوم الثاني , طوال فترة علاج سليمان كان يقوم بواجب الأب نحوه لدرجة كان يضربه إذا لزم الأمر في كثير من المرات , ابتسم وقال بكذبه : عمه سلافة فقيرة ما عندها فلوس عشان كذا ماعايدت عليك ..
طالع فيه وهو غارق في تفكير خرج منه وهو يقول باستنكار : ماهي فقيرة , غرفتها كبيرة وكلها ألعاب وعندها أشياء كثيرة , حتى توكس عندها في درجها كرتون ...
سكته سليمان و قال جده : قول ما شاء الله ...
قال وهو مقطب : ما شاء الله ...
ضحك سامر وقال : المفروض ما تـ ..
وماحب يقول كلمة كذب قدامه فحولها وهو يقول : laying عليه ..
حك ماهر حاجبه وقال : والله هي ما أرسلت لك شي ..
هز راسه بتفهم وقال : أصلا هي ما تحبني , دايما تطردني من غرفتها وهي تقول تشلدرن يااااااك آآآآآآآآوت ...
قطبوا حواجبهم وقال ماهر : إيش ؟؟ إيش ؟؟ عيد ..
قال : تقووووول تشلدرن يااااااااك آآآآآوت ...
ضحكوا وقال ماهر : والله يا إنه سلافة هذي تحفة ..
راح جري لداخل البيت , تأمل سامر الجدار المحيط بالباب اللي دخل من عبد الله , كانت بويته البيضاء شبه مصفرة ومتآكلة في أماكن كثيرة يظهر من وراها لون الجدر الرمادي , عدل جلسته فوق الوسائد الأرضية اللي يحسها لاصقة في الأرض من قدمها , ثواني ورجع عبد الله وهو يقول : عمتي عجبتها العيدية وقالت لي روح وقول شكرا ..
ابتسموا وقال سامر وهو يخرج من جيبه ظرف صغير أبيض وناوله له وهو يقول : وهذي عيديتك من عندي وعند عمو ماهر ..
قال بفرح وهو يقرأ المكتوب على الظرف : كل سنة وإنت بـ .. بطل ..
وابتسم وقال : شكرا , هذي خامس عيدية ..
وعدد على أصابيعه وهو يقول : عمة أروى وعمو عدنان وعمه سحر ودحين عيديتك وعيدية عمو ماهر ..
قال ماهر وهو ممتن لسامر اللي أشركه في العيدية اللي ما فكر فيها : عقبال مئة سنة ومئة عيدية ..
تبادلوا الحديث لبعض الوقت وخرجوا , وهم خارجين كان سامر يحس بنظرات سليمان المختلسة له , لف راسه و طالع فيه لثانية ورجع نزل راسه , كان يحس بحنيييييين موجع لصديق طفولته , حنين ممزوجع بألم , لمن وصلوا عند الباب كان صوت يصرخ فيه ~ لا تخرج بدون ما تسلم عليه , اغفر يا سامر , كان مو بعقله , كان مدمن مريض , انسى يا سامر , خليك أحسن , سنتين فراق كافيه إنها تمحو وجعك منه , سامر خليك أحسن ~ لكن صوت ثاني كان يذكره بالأيام والليالي الطويلة اللي مر فيها , يذكره بأثار جسمه اللي ما قدروا يعالجونها بسبب حالته واللي بتظل تذكره بماضيه لآخر يوم في حياته , يذكره بالتشويه اللي يطالعه في كل مراية , في عيون كل من يشوفه لأول مرة , في عيون الأطفال اللي ينفرون منه في الشارع واللي فقد متعة اللعب معاهم حتى في عيون طلابه اللي بدأوا يكنون له الإحترام والتقدير , تعدى عتبة الباب وقال : مع السلامة ..
وتحرك للسيارة اللي شغلها ماهر وهو يسمع صوت خطوات سليمان وراه وهي تسحق الحصى بأقدام متثاقلة , فتح باب السيارة ولف عليه وقال مرة ثانية : مع السلامة ..
كانت في عيون سليمان نظرة تصرخ بشي غريب , نظرة ما فهمها تجاهلها ودخل السيارة وصك الباب وهو يشيح بوجهه , وقبل ما تتحرك السيارة لف ناحيته فـ شافه راجع بذات الخطوات المتثاقلة , فجأة تذكر عدنان لمن حكى له عن عبد الرزاق وإنه جاسم يشتكي من إنه مو قادر يتجاوز صدمة موت أخته , همس بلا تردد : وقف ..
وفتح الباب بسرعة وقال يناديه وهو يتحرك بدون تفكير : أبو عبد الله ..
لف سليمان و طالع في سامر اللي وقف قدامه وهو يقول بتلعثم : كنت بأقول , كنت أبغى أقول ...
وسكت وقال وهو يمد يده : كل سنة وإنت طيب , تقبل الله ..
شهق سليمان وبدأت دموعه تنساب , ضم سامر وخو يبكي بصوت مخنوق و يقول : سامر ... , سامر أنا ... سامر ...
كان يردد اسمه بشكل متواصل يبغى يكمل الجملة اللي بيقولها لكن بكاؤه اللي كان يزيد كان يمنعه , ضمه سامر وهو يبلع ريقه عشان يقاوم دموعه وهو يهمس : الحمد لله , الحمد لله اللي خرجنا منها بدون ما يموت واحد فينا , الحمد لـ ...
واختنق صوته أكثر فدفن وجهه في كتف صاحبه وهو يرخي لدموعه العنان , كان رغم كل الكره اللي حسه له في بداية علاجه من الإدمان , رغم كل الألم , كل الأوجاع اللي غذت هذا الكره إلا إنها كلها مجتمعة كانت تعادل افتقاده له واللي كان يوجع قلبه أكثر , تردد في عقله مقوله قرأها في مكان ما ~ نحن لا نختار من نعيش معهم , ولكن نختار من لا نستطيع العيش بدونهم ~ ..
*****************************
في مطار الملك خالد :
قبل صلاة العشاء :
ابتسم وقال بهدوء : ترانا في عيد , ما بتسلم ..
رماه جاسم بنظرات حادة وقال : ما بسلم عليك قبل ما أسمع اش بتقول ..
زفر عدنان وقال وهو يسحب يده غصب ويسلم عليه : كل سنة وإنت طيب , تقبل الله ..
زفر جاسم وقال على مضض : وإنت طيب , منا ومنكم صالح الأعمال ..
حط كفه على كتفه ودفه بخفة عشان يمشي قدامه وهو يقول : خلينا ندور مكان هادي نتكلم فيه على رواقه , تحرك , ترى مو لايق عليك هالتكشيره والحزم ..
ابتسم جاسم وذبلت ابتسامته لمن تذكر دموعها , همس وهو يتحرك لمواقف السيارات : غصب عني , إنت لو تعرف العنود كان ...
وسكت , طالع عدنان فيه بهدوء وكمل طريقه بصمت للسيارة المركونة , أول ما دخل جاسم السيارة قال بحزم : إنت لو تعرف العنود كان ..
ماعرف كيف يصوغ عبارته فقال وهو يلف عليه : هي ما تبكي , ما تصيح , حتى موت البندري ما خلاها تدمع قدام أحد غير المرة الأولى , دموعها عصية وأمس أول أيام العيد نزلت بسببك إنته , بتموت وجع ليش قارنتها بوحده صايعه , إش تبغاني أحس وأنا أشوف دموعها , قالت لي كيف يتقدم لي و هو يحسبني بهالشكل وهي صادقة , أنا لو أموت ما أتقدم لوحده عارف إنها تكلم أحد بالماسنجر حتى لو آخر حرمه في العالم ما أخذتها ..
كان عدنان يستمع له باهتمام وهو مثبت عيونه في عيون جاسم الثاير , ولمن أنهى كلامه بزفرة طويله , قال عدنان بهدوء : فعلا زي ما قلت أنا ما أعرف العنود ..
قال جاسم يقاطعه : لا يكون عشان شفتني و شفت البند...
قاطعه بحزم : ما تجوز على الميت غير الرحمة , أذكروا محاسن موتاكم , أنا ماني صغير يا جاسم , أصابع اليد تختلف وعارف هالشي ..
ورقق صوته وهو يقول بلطف : أنا ما أعرف العنود عشان كذا بداية الموضوع حطيتها في القائمة السوداء , ولمن جا وقت الخطبة رفضت وقلت لأبوي وأبوك إنهم يعطوني وقت لأني لايمكن أخطب وحده أشك في أخلاقيتها مو عشاني لا والله عشان ما أظلمها معايا , سواء كان بشك أو احتقار أو ظلم لأنها ممكن تكون بريئة , عشان كذا تحققت من الموضوع وما تقدمت لها وطلبت النظرة الشرعية إلا وأنا عازم إني أخطبها ..
ولمن شاف نظرات جاسم المذهول وهو يسأل : وليش ما قلت كل هالكلام من البداية ؟؟
ابتسم ولف وجهه للطاقة وهو يقول : إنت تعرفني ما أحب الجوالات ولا التفاهم فيها ..
ورجع لف عليه وازدادت ابتسامته اتساع وهو يقول : و العنود مهي مجرد موضوع عشان أناقشه في الجوال ..
وكمل بحزم : لكن لو دريت إنها بتبكي كان نزلت من بداية الموضوع ..
ضحك جاسم وقال : تراها قايلة لي إنها ما تبغى تدخل عليك وإني اللي لازم أتفاهم معاك , لكن ما دام هذي علومك يالرومانسي بأجرها مع شعرها وأدخلها عشان تفهمها بنفسك ..
فتح عيونه على اتساعها وقال : قالت لك إنها ما تبغى تدخل علي !! ..
و لمن تذكر سحر وكلمتها تفهم الأمر , قال جاسم وهو يحرك السيارة : ما عليك منها , طيوبه , دايم تثرثر بكلام ما تقصده ..
ولف عليه وقال بترحاب : يا حيا الله أبو رحم ..
ضحك عدنان وقال : توك ترحب , يا شين طباعك وأخلاقك لا عصبت ..
قال وهو يضحك ويطالع في الطريق : دايم أسمع أزهار تتمتم بهالجملة وأنا رياح الغرفة بعد ما أعصب ..
ورجع طالع فيه وسأل : مكتوم ؟؟
لف عليه عدنان بحده وقال بحزم : لاااااااا ..
ضحك وقال : كذب علي غيري , كم سنة وأنا وإنت ننام في نفس الغرفة ؟؟
قال بمزح يضيع الموضوع : لا تذكرني بهالأيام , من نقلت وأنا أقول كنت ويني عن هالراحة , يكون في علمك كل ما جا واحد بيسكن معايا أقول لاااااا ..
ضحك جاسم وقال بتكبر : أكيد مو هاين عليك يجي واحد مكاني ..
كان هو فعلا السبب الرئيس لكنه قال يغيضه : ما أتخيل إني بعد ما ارتحت من فوضويتك و مشاركتك لي في الهوا والأدوات والمناشف النظيفة اللي أضطر أغسلها بعد ما تستخدمها إني أرجع وأخلي أحد يشاركني راحتي وخلوتي ..
لف عليه جاسم وقال بخبث : خلوتك مع مييييييين ؟؟ لا تقول إنك من بعد ما ملكت صرت من النوع اللي يسرح بخياله في ...
قاطعه بحزم بعد ما كح كم كحه : مالك دخل لو أسرح في جدتي , أفكارك الوسخة وفرها لنفسك ..
ضحك جاسم وعدنان يكمل بغيض : لله فاقعين مرارتي هاني وأيمن , زاااااااااااااايد حالهم , جلساتهم كلها سيارات وكورة وحرييييييييييييييييييييم ..
زاد ضحك جاسم وهو يقول : خلهم يثقفونك ..
قال بحدة : الله يلعنها من ثقافة , نقص علي أسمع خرابيطهم , يا خي الحياة مهي محصورة بذاك الشي , إحنا مسلمين , أمة وسط , يعني المفروض كل شي باعتدال , الإعلام الأجنبي المسموم في الدش خلا الحب والحريم وغيره هو أساس الحياة عند الرجل لدرجة طيروا عقول شبابنا , إحنا محنا بهايم ..
وسكت شويه وهو يطالع في جاسم المنصت باهتمام وكمل بهمس : هذا مو معناته إني ما سرحت , حرام الكذب ..
لف عليه جاسم فكمل بذات الهمس : سرحت بس بحلالي ..
قهقه جاسم وضربه على كتفه وهو يقول : والله اشتقت لك يا رجاااااااااال ..
وخرج جواله ودق على العنود ..
↚
في جدة :
في فيلا أحمد :
صرخت وهي تفز من مكانها : يا خرااااااااااااااااااااااا اااااااااااااابي ..
صرخت أزهار برعب وهي تحاول تمسك صحن سكر النبات اللي كان في حضن العنود , وصرخوا البنات لمن تناثرت حبات السكر على الأرض , قالت أزهار وهي ماسكه الصحن الفاضي : عنوووووووووووووود ..
طالعت العنود في حبات السكر وهي مغطية فمها بيدينها ولمن انتبهت للجوال المحشور بين يدينها صرخت : بيخليني أقاااااااااااااااااااابله ..
وقامت تنقز بخوف وهي تقول : ما أبغى أقاااااااااابله ..
هتفت سفانة باستنكار وهي تبعدها عن السكر : لا تدعسين النعمة يالخبله ...
وبدأت تلم السكر مع أزهار وريم اللي قالت بتساؤل : هذي اش تقووووول ؟؟,
قامت الهنوف وقالت وهي تحط يدها على كتف العنود : عنود قلبي عادي هـ ...
قاطعتها العنود بحزم : لا مو عادي ..
وقالت بصوت باكي : ما أبغى أقااااااااابلـــــــه , ليش ما رحت مع البنات حديقة الأنعااااااااااام , كان عندي عذر على الأقل ..
ضحكت أزهار وهي تحط الصحن جنب النعناع و لبان المستكة و القرنفل والفوفل والهيل الموزعينه في صحون متفرقة عشان يسهل عليهم ترتيبها في كيس النايلون الصغير اللي بـ يلفونه بأقمشة ووردود وقالت : أقووووووول ترا ما نسويلك فوفل في زواجك و ...
ضربتها العنود تسكتها وهي تقول : تراب يا ## ..
شهقوا البنات و قالت ريم : ياربي هالبنت لسانها متبرئ منها ..
قالت سفانة وهي تقوم بتضمها : أعذروها , والله قلبي هي خايفة و ..
لفت عليها العنود وقالت بحدة : لا تضميني ..
وتغيرت ملامحها وهي تقول : ترا أصيح , لو ضمني أحد بأصيح ..
قهقوا من قلبهم عليها وهي تطالع فيهم وهي لافه بوزها وعيونها تلمع منذرة بالدموع , قالت ريم : أنا ماني فاهمة شيييييييي ..
لفوا عليها وقالوا مع بعض بنفاذ صبر : عدنان جاي ..
نقلت بصرها بينهم وقالت : طيب لا تاكلوني ..
طالعت العنود فيهم وسحبت أزهار , طالعت أزهار فيها وهي تقول : اش فيك ؟؟
فتحت فمها بتتكلم وسكتت لمن شافت الجوهرة جاية من المطبخ , ابتسمت للجوهرة وقالت : جوهرة وين أمي ؟؟
طالعت الجوهرة فيهم بحدة وقالت : في غرفتها ليه ؟؟ اش عندكم ؟؟
ابتسمت أزهار وهزت أكتافها , دقتها العنود وقالت : كنت أبغى أعرف فينها ..
وسابت أزهار وتحركت , طالعت الجوهرة بحدة في أزهار , ضحكت أزهار وقالت بصدق : جد ما أدري اش عندها , انصفقت على مخها من درت إنها بتدخل على عدنان ..
وقبل ما ترد عليها الجوهرة قالت بلطف : ماشاء الله طقمك مرة حلو , كل ما أشوفك أبغى أسألك من وين اشتريتيه و أنسى ؟؟
تغيرت ملامح الجوهرة المقطبة وقالت بهدوء : ماني فاكره اسمه , محل في البوادي على الجهة اليسار لمن تمشين من عند محمود سعيد ..
~ نجحت , نجحت ~ سألتها بقلق وهي تخفي فرحتها بنجاح طريقتها : جواهر الحمد لله الغثيان وهالأشياء راحت لكن لسه أحس نفسي فتران حيلي على طول ويا غير نعسانة ..
قالت الجوهرة : طبيعي , طبيعي , هالأعراض تصير مع الحمل ممكن يزول بعضها وبعضها يستمر لفترة ..
قالت براحة : الحمد لله ريحتيني , طيب ...
وابتسمت وسألت باهتمام : برأيك أصبغ شعري أي لون ؟؟
وهمست كإنها تقول سر : بيني وبينك , إن شاء الله ناوية أصبغ شعري ..
قالت الجوهرة بحزم : مو دحين عشان إنت حامل , يمكن يأثر عليك وإنت في شهورك الأولى ..
وكملت بحماس : خليها بعد ما تخرجين عشان تطلع لك طلعة , أنا في خروجتي على ريناد قصيت شعري وصبغته فصار شكلي غير , حلو الحرمة تغير من شكلها بين فترة وفترة عشان مايمل زوجها منها ..
كانت أزهار فاكرة حملها ومخططة للصبغ بعد خروجتها لكنها حبت تبين للجوهرة إنها في موقع الإستشارة , قالت باهتمام : برأيك يعني ؟؟ والله فكرة ..
وابتسمت بصدق وهي تكمل : شكرا على النصيحة , صراحة وجود أخت كبيرة حاجة حلوة في حياة البنت , كنت دايم أغبط البنات اللي عندهم أخت كبيرة ..
شافت نظرة تساؤل غريبة في وجه الجوهرة فقالت : الله لايحرمني منك , صراحة حلو هالشعور ..
وهمست : شعور بالأمان , حتى لو خفتي ولا احتجتي لشي تستحين تسألينه أمك تعرفين إنه في أحد تلجئين له عشان تستشيرينه ..
وتحركت وهي تقول : أروح أدور على هالخبيلة لا تشب في البيت حريقة عشان ما تدخل على عدنان ..
ضحكت الجوهرة وقالت : مجنونة من يومها , تسويها ..
حست أزهار بانشراح عجيب ابتسمت بأوسع ابتسامة تقدر عليها وهي تطالع فيها بسعادة وهي تصرخ بداخلها ~ ضحكت , ضحكت , ياربي بأصييييييييح من الفرحة ~ تحركت بسرعة قبل ما يصير شي يعكر صفو هاللحظة , دورت على العنود ودورت إلين تعبت , وهي نازلة شافت سفانة خارجة من جهة المطبخ وهي تصفق يدينها و تقول : اختفت , فص ملح وذابت ..
جات ريم وقالت بعصبية : أنا من أول أقولكم هالبنت يبغالها رص لصواميل عقلها ماتسمعون , مختوم على جبهتها مجنونة رسميا ...
جاتهم الهنوف وهي ماسكه جوالها وهي تقول : جاسم يقول بـ يصلون العشاء في مسجد الحي ويجون , لازم نجهزها بسرعة , مابقي شي على الصلااااااااة ...
زفرت سفانة وقالت بلغة فصحى وهي ترفع يدها وتأشر بسبابتها : تفرقوا أيها الجنود وابحثوا في كل الأرجاء , لدينا سجين فااااااار علينا إيجاده ..
ضحكوا وقالت ريم بتريقة : يخلف الله علي اللي عايشة مع وحده هاربة من مستشفى شهار ووحده فاره من الجيش ..
قالت الهنوف : تحركوااااا مو وقته هالمزح ..
قالت أزهار وهي ترجع لفوق : عنوووووووود ترا اللي قاعدة تسوينه تجاوز حدود المعقوووووول , عنووووووووود ..
ناولت هدى المبخرة لسفانة وقالت بسرعة : بخري المجلس بسرعة , أنا أدور عنها هالخبلة ..
طالعت سفانة في المبخرة وفي كسرة العود اللي حطتها هى في يدها ورجعت طالعت في ريم اللي تدور في مجلس النساء ونادتها وهي تقول : تعالي معايا , أخاف أروح لجملس الرجال لوحديييييي ..
وتحركت ووراها ريم اللي قاعدة تتمتم بكلام مهو مفهوم لكن نبرتها كانت تدل على إنها معصبة , ضحكت وقالت : ما تعودتي على العنود وحركاتها الغريبة ..
وحطت العوده أول ما دخلت المجلس وبدأت تنفخ الجمره , قالت ريم وهي تتوجه للمكتبة الكبيرة : ماششششششاء الله , هذي كلها دروع عمي ..
وراحت تقرأ المكتوب , قطعها من قراءتها صوت سفانه الخافت وهي تهمس : ريم , ريم ..
لفت عليها وهي تسأل بحدة : خير , ليش تناديني ...
أشرت سفانة على فمها بسرعة وأشرت على شي ورى ريم , التفتت ريم وأول ما شافته نايم على الكنبه تصنمت وحست بجمود في كل أطرافها , كان متغير 180 درجة , شاحب ملتحي , جسده الرياضي المعتاد صار نحيل بشكل ملحوظ , حست بالدموع تندفع لعيونها وهي تشوف الهالات السوداء اللي حولين عيونه المغمضة بإرهاق واضح , شهقت لمن حست بيد على كتفها , صكت سفانة فمها وسحبتها بسرعة , ولمن خرتها من المجلس هتفت : اش كنت تسويييييين ؟؟ يا ...
وسكتت لمن شافت دموعها , شهقت وهتفت : ريـــــم ..
غطت ريم وجهها وهي تهز راسها بلا وهي تقول : هذا مو عبد الرزاق , مو عبد الرزاق ..
ضمتها سفانة بصمت , حتى هي انرعبت من شافته وتصنمت للحظات وهي بالقوة تعرفت على الشخص النايم , ولمن رفعت راسها فتحت عيونها على اتساعها لمن شافته خارج من الملجس وهو مقطب حواجبه , لمن لف ناحيتهم حست بخجل ماله حدود , غمضت عيونها كرد فعل وضمت ريم أكثر ~ يا غبية يشوفك حتى لو غمضتي , إنت اللي ما تشوفين ~ فتحت عيونها بسرعة وهي تسب دماغها اللي دايم مربوط فيه إنه إذا غمضتي محد يشوفك وحست براحة لمن ما لقيته موجود , سحبت ريم لجوة وقالت بحزم : مسحي عيونك , إذا إنت انصدمت بشكله , كيف أخواته اللي عايشين معاه ؟؟ كيف خالي وخالتي ؟؟
ولمن شافت تأثر ريم وهي تهمس : شفتي كيف صار جسمه , عيونه , هذا شبح مو عبد الرزاق ...
قالت بحنان وهي تربت كتفها : ريمان , هو كذا لأنه حزنان على فقدها , لا تنسين إنه ماشافها , صدقيني لو شافها كان ارتاح , هيا خلاص , صدقيني فترة وتعدي إن شاء الله , هيا ياقلبي , تحركي لا يصير البحث عن ثلاثة دحين , هيا تحركي ..
وقفت الهنوف عند الدرج وهي حاطه يدينها على خصرها وهي تزفر , وفجأة تذكرت , تحركت لمؤخرة الدرج وابتسمت لمن شافت الباب الصغير تحت الدرج , فتحته وابتسمت لمن شافت العنود جالسة على أرضية المخزن وهي ضامة فخوذها لصدرها ولافة يدينها حولين سيقانها وهي تطالع في الداخل , ردت الباب وهي تقول : كيف نسيت مخبأك المفضل ..
زفرت العنود وهمست : كنا نحب نلعب طش ..
جلست الهنوف قدامها وقالت بابتسامة : وما نشارك جاسم لأنه حتى لمن نلقاه يهددنا لو علمنا عن مكانه يضربنا ..
تنهدت وقالت وهي تسند دقنها بين ركبها : ليش لازم يتغير كل شي ..
همست الهنوف : لأن الحياة تمضي ..
رفعت راسها وقالت بحزم : مو لازم أتزوج , أنا مرتاحة مع أمي وأبويه ..
ضحكت وقالت : هذي سنة الحياة , يعني لو ماجاك نصيب ماكان قلنا شي , لكن هذا نصيبك جا لازم تروحين معاه ..
: الرجال ما يجيبون إلا الهم , طلبات مالها نهاية وأوامر مستحيلة أو عبيطة مالها داعي وتحكم يوصل لحد الإستبداد هذا كل و نضغط على نفوسنا ونستحمل وإحنا نطبخ و نغسل و نكوي , ليش نجيب لنفسنا الهم ؟؟..
ضحكت الهنوف وقال بثبات : عنود إنت تقولين هالكلام لأنك خايفة من مواجهة عدنان بعد حكاية الأوراق , خايفة من اللي بيقوله , حبيبتي , هذي هي الحياة , كل اللي قلتيه صح , مااااااافي رجال في العالم بدون عيوب , حتى لو حبك مليوووووون لازم تمر عليك أيام ودك ترمينه بسكين من اللي يسويه فيك , لكن تذكري إنه بوجوده بعد الله بتجيبين أولاد تعلمينهم الدين وتزعين بداخلهم حبه عشان يكونون ذخر و كمان صبرك عليه بيدخلك الجنة من أوسع أبوابها ..
وابتسمت وكملت : بعدين حتى لو مرت عشر أيام مرة , زين يجي يوم حلو بعدها , الحياة كفاح , وأولا وآخرا لا تفكرين باللي ممكن يصير , عيشي يومك يا بنت , اللي يسمع كلامك يقول لها 10 سنين زواج ..
وقامت وسحبتها وهي تقول : هيا تحركي ..
زفرت العنود وقالت : نفسي أعرف هذولي البنات اللي بيطيرون فرحة ليش انخطبوا وبيتزوجون بإيش يفكرون ..
قهقهت الهنوف وقالت : هذي مشكلة البنت لا كبرت تفكر بعقلانية زيادة , ماعندها نظرة المراهقات الحالمة اللي تحسب الزواج منحصر في الحب والغرام والتمشايات والخرجات والزعل والمراضاة اللي يشوفونها في المسلسلات تنسى إنه في شي اسمه ثلاث وجبات لازم تقدمها له , ملابس لازم تغسلها وتكويها , الغترة بحد ذاتها شغل , ولا غسيل الحمامات والـ , بلاشي أغثيك ..
قالت العنود وهي لافه بوزها : عارفه هذا كله , تصدقين عشان كذا أكثر الشباب يدورون على البنات الصغار عشان يضحكون عليهم بكم كلمة ..
: أجل يبغى وحده كاشفة ألعابه كلها من قبل لا يلعبها , تحركي بسرعة شغلتي الكل ..
أول ماشافت العنود أزهار رسمت ابتسامة عريضة وهي تقول : سوري ..
قبل ما ترد عليها أزهار هجم جسم عليها , صرخت لمن حست بأسنان تنغرز في كتفها ودفت سفانة وهي تقول : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآي عورتينيييييييييييييييييي ..
هزت سفانة أسنانها الأمامية وقالت : أشوه مكانها ..
حكت العنود كتفها وقالت وهي توها تستوعب الألم الحاد : آآآآآآآآي , والله عضتني من جد ..
في وقت وحاد قالوا : أحسن ..
والتفتوا لبعض وضحكوا وهي تقول بصوت باكي : يا مجرمييييييييين ..
↚
في الرياض :
عند شقة نجلاء :
وقفت عند باب الشقة تدور في شنطتها على المفتاح وهي تقول بطفش : أول مرة أشوف غدا يمتد من الظهر للعشا ..
استندت هيام على باب الشقة وقالت بتعب : يلاااا بموت من التعب ..
قالت وسام وهي ترفع غطاها وتدور في الشنطة : شكله طاح مني ..
جلست هيام عند عتبة الباب وهي تقول : تعبانة ونعسانة , يارب أتوسلك نلقاه ..
ناولتها شنطتها وقالت وهي تنزل الدرج : أفتكر إني خرجته , يكون طاح مني ..
نزلت الدرج ووقفت عند بهو العمارة الواسع تدور عنه ببصرها , يدين قويه طوقتها من وراها , شهقت لمن حست بجسمه من وراها ويده ترتفع لفمها , همس بصوت لاهث : تعبتيني من كثر ما أطارد وراك ..
أول ما ميزت صوته صرخت بداخلها ~ لاااااااااااا , ياربي أتوسلك ~ حركت يدها اليمين وضربته بكوعها بكل قوتها , لكن اش قوة الحرمة قدام الرجال , كانت كإنها تضرب جدر , حاربته بقوة و لمن حست بتحرشه شعر جسمها كله وقف وهي تحاول تصرخ , طالعت في باب العمارة المقزز بزجاج معشق يحجب الرؤية , وحست برعب وهي تشوف خيال أبيض يقترب , كانت العباية تعيق تحركاتها وتعيق مصارعتها له , ضخامته كانت تكبل حركتها , صرخاتها كانت تخرج همهمات مالها معنى , صرخت بداخلها ~ هياااااااااااااااااااام , هيااااااااااااااااااااااا اااام إلحقينيييييييييي , ياربي استر عليييييي ~
حست بوجهه قريب من كتفها , وهو يلف وجهها له بسرعة مفاجأة وهو ينزع غطاها , أول ماشافت وجهه الكريه وهو يقرب , دفته بكل قوة في جسمها , ضحك وقال وهو يعض شفته : أخخخخخخ , ياحلاتك , تراني أحب الحريم الغير مروضات ..
صرخت بقهر ودموعها تتجمع في عيونها : حيواااااااااان حقيييييييييييييييييييير ..
حست إنه عراها من مجرد نزعه لغطاها , همس وهو يغمز بوقاحة : اشششششش رخي صوتك لايسمعون الجيران , هذي جرعة عشان تحلمين بي في الليل ..
ورمى لها بوسة وهو يرمي غطاها لها , سمعت صرخة غريبة مختلطة بصوت رنين المعدن على الأرض قبل ما يندفع جسم و يصدم في جارها فيصل اللي هلكها بملاحقته , اندفع الجسمين وطاحوا على الأرض وغترة فيصل تتطاير مع شماغ اللي هجم عليه , شهقت وصرخت برعب : سطااااااام ..
كان سطام اللي وصلهم للبيت مع صقر جاثم فوق فيصل ويكيل له اللكمات , ثواني واشتبك جسم ثالث وبدأ يكيل الضربات وهو يصرخ : يا حقير يا خسيس ...
,لمن شافت الدم يتفجر من أنف وفم فيصل تحركت بلا شعور وسحبته من كتفه وهي تصرخ : لااااا , صقر , لااااااااااا ..
لف صقر وصرخ فيها : غطي و إطلعي فووووووووق ..
تذكرت لحظتها إنها مهي متغطية , لفت وسحبت غطاها ومفاتيح البيت الطايحة على الأرض , لمن التفتت شافت هيام متصنمة أعلى الدرج وهي تطالع في المشهد برعب , غطت وجهها وهي تسمع صرخات سطام الثائرة وسباب صقر , كان فيصل يحاول يرد الضربات لكن الاثنين كانوا أقوى منه بحكم سنهم الأصغر , تحركت بحزم وهي تقول : سطااااااام , صقـــر , خلااااااااااص , بتذبحونه ..
صرخ صقر وهي يلف عليها : وسااااااااااااااااااااام , إطلعي فوووووووووق ..
قالت بحزم : ما حأتحرك , والله ما حأخليكم تذبحونه وتدخلون السجن بسببه , مايستاااااهل ..
مسكها من ذراعها ودفها للدرج وهو يقول بحزم : إطلعي فوق ..
كانت أكبر منه بست سنين , لكنها حست نفسها طفلة وهو يدفها بهالطريقة , طلعت بصمت وسحبت هيام المذهولة , وهي تفتح الباب سألتها هيام بهمس : اش صاااار ؟؟ اش فيه ؟؟ ليش يضربونه ؟؟ وإنت ليش صرختي ؟؟
سحبتها وسام لداخل الشقة وصكت الباب واستندت عليه وهي تتنفس بصوت عالي , كانت تقاوم دموعها , ماكانت تبغى أحد يدري بمشاكلها , سنين وهي ساكته عشان ماتحس نجلاء إنها عالة عليها , وعشان ما يقولون أهلها إنها جايبة الشقى لنفسها بعنايتها بوسام اللي كان بعض الناس يلومونها على تحملها لهالمسؤولية , الهدوء المصطنع اللي حافظت عليه سنين بدأ يتصدع , مشاكلها بدأت تظهر للعلن , لو كان لها أب أو أخ , صرخت بقهر بداخلها ~ المرأة بحاجة لرجاااااااااال حولينها واللي تقول غير كذا كذااااااااااابة , لو عندي أب أو أخ كان شكيت له من بداية الموضوع ~ شهقت لمن سمعت دق الباب مختلط برنات الجرس , بعدت عن الباب بسرعة وهمست بخوف : هيام أكيد هذا صقر ..
فتحته هيام بعد ما دخلت وسام , دخل صقر بسرعة وصرخ : وينهاااااااا ؟؟
قالت هيام برعب وهي تشوف الدم المتناثر على ثوبه وشماغه اللي حاطه على كتفه : جوة , اش في ؟؟
قال بحزم : ناديها بسرعة ..
قالت باعتراض : طيب اش صا...
: هياااااام , قلت لك ناديهااااااااااا ..
خرجت وسام بعد ما تأكدت من حجابها وهمست : نعم ..
طالع فيها بحدة ورجع طالع في الأرض وسأل : الحيوان هذا من متى يضايقك ؟؟
همست بضعف وهي تحس ضربات قلبها تتسارع : من فترة ..
: من متى بالضبط ؟؟
~ لا أنا في حلم , كابوووووس , مستحيل هالشي يصير , مستحيل , اش بيصير بعد كذا , ياربي سترك , يا فضيحتيييييييي ~ كانت تحس بنفضة غريبة في جسمها وهي تهمس : من شهرين وشوي ..
زفر و جمع قبضة يمناه و ضرب بها الجدر بقوة أرعبتهم وهو يطلع صوت مقهور , ورجع ضربه مرة ثانية وهو ينفث الهوا من فمه بغيض , غمضت وسام عيونها وهي تدعي ربها تجي العواقب سليمة , سألها بحزم : تحرش بك جسديا ؟؟
شهقت هيام وغطت فمها وهي تقول : مستحييييييييييييييل , فيصل أبو خيرية ..
هزت راسها وقالت بسرعة وهي تحس بالخجل : لاااا هذي أول مرة ..
صح كان يبتسم لها كل ماشافها , يغمز لها , واعترض طريقها في الدرج مرتين لكنه كان يتحرك بسرعة خوف يشوفهم أحد من الجيران , ماكانت تعاني منه , لكن من وصلت زوجته شهرها التاسع في الحمل تعبت وراحت بيت أهلها هنا زاد تحرشه فيها , همست : بالجوال بس ..
مد يده وقال : هاتي الجوال ..
حمدت ربها إنها ما مسحت رسائله الأخيره ومكالماته عشان تثبت تحرشه , طالعت في يدها وتذكرت إنه شنطتها مهي معاها , قالت هيام وهي تفك شنطتها : هنا معايا ..
وناولت صقر الجوال , طالعت وسام في جوالها وهو ينتقل من يد هيام لصقر حست المنظر يمر قدامها بالبطيء وهي تتذكر الرسالة اللي شافتها أمها , ضغط وهو يقول : بعد إذنك ..
صرخت بداخلها وهي تتخيل إنه يقرأ الرسايل ويعرف كل شي ~ لاااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااا ااااااا , ياربي لااااااااااااااااا ~ , قال بحيرة وهو يشوف رسايل المعايدة : أرسل لك شي ولا بس اتصل ...
همست وهي تحس الرعب حول أطرافها لمكعبات ثلج من شدة برودتها : الرسايل نقلتها للحافظات , نهاية الرقم 111 , ما سجلت له اسم ..
فتح الحافظات , كان وجهه المقطب يتمعر وهو ينزل و يقرأ الرسايل ويزداد تقطيب حواجبه مع كل رسالة , رص الجوال بكل قوته ورفع يده وهو يقاوم إنه يرميه بطول يده , طالعت هيام برعب في صقر اللي طالع في وسام بغيض وهو يصرخ : ليييييييييييه ما تكلمتي من بدأ يتحرش فيييييييييييييييييييييك ؟؟
وحرك يده وهو يرص على الجوال وأنفاسه تتسارع , وأخيرا صرخ صرخة اخترقت المكان وهو يرمي الجوال بكل قوته على الجدر , صرخت هيام وهي تشوف الجوال يتفكك وتطير أجزاءه وبطاريته : صقــــــــر ..
لف على وسام وصرخ بغيض وهو يأشر على صدره : أنا أخووووووووووووك , حتى لو ما اعتبرتيني أخوك أنا أعتبر نفسي أخوووووووووووك , اللي يمسك يمسني , عرضك من عرضيييييي ..
وسكت وهو يطالع فيها بحده وقال بألم : إنت بنـتنااا ..
وضرب الباب بقبضته بكل قوته يفرغ فيه قهره , مسكته هيام وهي تقول بخوف : صقر خلاااااص ..
وقف وقبض على يده بوجع , وتحرك وخرج من الشقة وصك الباب بكل قوته , تحركت وسام ودخلت الصالة وجلست على الكنبه وهي تحس رجولها ذابله , غمضت عيونها وفتحتها ودموعها تغرق وجهها , شهقت وغطت وجهها وهي تصيح من قلبها , حست بيدينها النحيفة تحيط بها وتضمها بحب وهي تقول : وسومه خلاص لا تصيحين ..
ماتدري كم مر من الوقت وهي تصيح في حضن هيام اللي كانت تبكي من بكاها , لمن سمعت رنين الجرس رفعت راسها عن صدر هيام ومسحت دموعها وهي تقول : بسرعة شوفي مين ..
وبعد ماراحت سمعت صقر يقول : جيبي ثلج بسرعة ومنشفة نظيفة ..
قامت بسرعة وراحت للمطبخ , خرجت قالب الثلج وسحبت منشفة في اللحظة اللي دخلت فيها هيام بوجه مصفر , ناولتها لها وهي تسأل : اش صاااار ؟؟
هزت راسها وقالت : ما أدري , دخل سطام للمجلس وهو يسنده ..
لحقت بها واختبت ورى الستارة اللي تغطي القوس المؤدي للممر لمن شافت صقر يتناول منها الأشياء , ولمن دخل وقفت معاها عند باب المجلس , كانت تسمع صوت سطام الحاد الغير مفهوم وهو يتأوه , طالعت لداخل المجلس مع هيام , كان سطام جالس وهو مستمر في أصواته الحاده وهو يحرك يدينه المغرقة بالدم , مسك صقر يده اليمين و حط عليها المنشفة اللي لفها حول الثلج وهو يقول بحده : كان لازم نتصل على الإسعاف , مكسر ضلوع الرجال وتقول ليش اتصلت , هذا لو مات بيزجونا السجن ..
سحب يده المتورم معصمها بشكل واضح ومتلون بلون أزرق وأحمر وأشر له عدة إشارات بسرعة وعصبية , زفر صقر وسحب يده مرة ثانية وهو يقول : هذا وإنت الكبير , مفروض تعقلني مو أنا اللي أعقلك , يعني لو خليته يموت بترتاح , خلاص ضربناه وانتقمنا وأخذ هو جزاؤه , وأتحداك يفتح فمه ويقول إحنا اللي ضربناه , إحمد ربك محد فيه عشان مايشهد ضدنا ..
ولمن جا بيسحب يده باعتراض رص صقر عليها وقال بحزم : عشان وسام ولا أنا مهمني فيه لو يروح لأكبر قاضي , ما أبغاها تتجرجر هنا وهناك وشهادات ومحاضر و غيره , ماأبغى أدخلها أقسام الشرطة , مو حلو تصير البنت لبانة في حلق اللي يسوى واللي ما يسوى ..
زفر سطام وتراخى وسند ظهره على الكنبه وهو يرجع راسه ويغمض عيونه بتعب ..
لفت هيام على وسام اللي كانت تبلع ريقها بصعوبة ودموعها تلمع في عيونها , وقبل ما تتحرك دخلت وسام لجوة , ثواني وسمعت صوت طبقة باب غرفتها ..
: سماعتك , أنا أدري فينها ..
طالعت من باب المجلس وكتمت ضحكتها لمن شافت سطام يقوم وهو يأشر على إذنه وهو يحرك يدينه بحركات سريعة عصبية , قال صقر : ويعلك العافية , دحين لو كانت تحت وأخذوها دليل يالخبل ..
ابتسم سطام رغم النفخ اللي عند جانب فمه وأشر بيده , ابتسم صقر بطفش وقال بتريقه : هاهاها , عارف إننا محنا في فيلم بوليسي وعارف إنك منت الأصنج الوحيد في الرياض و ..
زفر و دخل يده في جيب الثوب الأمامي لسطام وقال : مو هذي سماعاتك ..
ابتسم وضرب جبهته وحرك يدينه بحماس , ضحك صقر وقال : فاضي مدخلها في جيبك عشان تصارع زين ومايزعجك أي صوت , والله من جد فاضي ..
وزفر وقال : أروح أشوف ...
مسكه سطام وطالع فيه بحدة وهو يأشر بعصبية , سحب صقر يده وقال وهو يطالع فيه بحيرة : دحين شايف إنه حليت لي سالفة الدخول عليهم , هيام أختي عشان كذا أدخل , بعدين وسام بحجابها كامل وأنا ماني قاعد أتحنحن معاها في الكلام , مجرد سؤال و جواب ..
هز سطام راسه بحزم وأشر له كم إشارة ورجع سحبه يجلسه , زفر وقال : طيب بأستنى عمتي نجلاء , ممكن طيب أروح أكلم هيام ..
وطالع في يد أخوه القابضة على ذراعه , فلت سطام يده وأشر له يروح , ابتسم صقر وقال بمرح عشان يخفف الجو : روح غسل وجهك ويدينك لا تحسب عمتي إنك ماكل وحدة من بناتها ..
أول ماخرج شاف هيام عند الباب , ابتسم وسألها : كيفك ؟؟
قالت بصوت مخنوق : مفجوعة ..
سكت وسأل بهمس : و وسام ؟؟
همست : مصدومة وتصيح ..
وسكتت شوية بعدين قالت بصراحة : صقر حتى لو كنت رجال , تذكر إنها أكبر منك , وسام عمرها ما تعامل معاها أحد ....
ولمن تذكرت ضرب أبوها وصراخه اللانهائي عليها قالت تعدل كلامها : ما تقرب له بهالطريقة , ماشفت شكلك وإنت تزاعق عليها وتدفها كإنها أصغر بناتك ..
قال بصدمة : دفيتها ..
طالعت فيه بحيرة وقالت : ماتتذكر لمن جريتها ودفيتها للدرج عشان تطلع ..
زفر وهو يستغفر وسألها بحدة وهو متضايق من اللي صار : عمتي نجلاء تدري عن هالكلب ..
حست هيام بخوفها يزيد لكنها قالت بصدق : شكله أمي تدري لأنها لها فترة تتهاوش مع وسام , حتى خالي عبد الكريم جا وتناقش معاهم ..
حس براحة لمن سمع اسم عمه , قال : الحمد لله , سهلتي الموضوع , شكلي ظلمت وسام , حسبتها ما علمت أحد على الموضوع ..
سألت بهمس : وأبو خيرية ؟؟
سألها : خيرية مين ؟؟
قالت بألم : بنته في المتوسط , تدرسها وسام رياضيات وقواعد ..
قال وهو يخرج : لا تقلقين عليه , طيب إن شاء الله , دحين أروح أشوف اش صار له ..
وأول ما خرج ضرب جبهته وقال : أنا وين كان عقلي وقتها !! لاحول ولا قوة إلا بالله ..
دقايق ورجع للشقة , شافها بانتظاره , قفل الباب وهمس لمن شاف سطام منسدح ومغمض عيونه : الجيران قاعدين يتساعدون عشان ينقلونه ..
شهقت وقالت : لو مااااااااات ..
زفر وقال وهو مقطب حواجبه بتفكير : لا , و إن شاء الله ما يموت ..
كان عقله يدور بلا هواده ~ لو مات , لو صار للرجال نزف داخلي ومات , لو .... ياربي سترك ~
↚
وفي فيلا أحمد بعد صلاة العشاء :
جلس عدنان بهدوء بعد ما سلم على أحمد وبدأ يسأله عن أحواله , صب له جاسم القهوة وقال بتريقه : والله فيك الخييييييييييييييييير جاي من الرياض عشان تعايد صاحبك وأبوه , والله فيك الخييييييييييير ..
طالع فيه عدنان بهدوء وهو مطنشه , ابتسم أحمد وقال : جاسم , سيب الرجال في حاله وروح نادي العنود ..
ضبط عدنان انفعلاته لمن سمع اسمها وركز بصره على فنجانه وهو متأكد مليون في المية إنه جاسم قاعد يرصد حركاته , كح كحتين وحمحم كإنه كحته كانت من شرقة , ابتسم جاسم ودخل للصالة ..
: لازم تسلمين عليه ..
: لالالالا أول ما تدخلين قولي السلام و صافحيه و ..
: لالالا مفرووووض أول ما تدخل ...
قاطعت العنود مناقشاتهم وقالت بعصبية : بسسسسسس , تراكم صدعتم راسي ..
تبادلت سفانة وريم وأزهار النظرات وضحكوا , قالت الهنوف بهدوء : إنت أدخلي بهدوء وبشويش وهو بيقوم بكل شي , لا تسوين أي شي وحتلقينه هو اللي ..
قاطعتها سفانة بتريقة : على بالك داخله على حسااااااان هي , ويييييييين حسااااااان ووين عدناااااااااان ...
قالت ريم بضحكه : مع إنهم على نفس الوزن , فعلان ..
طالع الكل فيها بهدوء , سكتت للحظة وسألت : ما تضحك ؟؟
انفجروا بالضحك على طريقتها في طرح السؤال , ابتسمت وقالت براحة : أشششوه على بالي بتصفعوني ..
قالت العنود وهي ترص يدينها بتوتر : الحمد لله فكيتي شويه من توتـ ..
: عنوووووووود ..
من وصلها صوت جاسم نطت من مكانها وصكت باب الغرفة بالمفتاح وسحبته وحطته في جيبها وهي تستند على الباب بظهرها وهي فاردة ذراعينها كإنها تحمي الباب , وانتبهت إن الكل قاعد يطالع فيها بحيرة , ابتسمت وقالت : ما يجي نكنسل الموضوع ..
تحركت سفانة وسحبت المفتاح من جيب تنورتها اللي لبستها في أول يوم وفتحت الباب وأزهار تقول بهدوء : إنت سمي بالله وكل شي بيتسهل ..
ضربت خدودها وقالت : لااااااااااااا , أنا خايفـــــــــه ..
سألتها ريم بحيرة : ليه ؟؟
رجعت للمراية وطالعت في وجهها اللي حاولت قدر الإمكان تخفي أثار الخرمشة منه وصرخت برعب : مستحيييييييييييييييييل أنزله ..
مسكت الهنوف يدينها ورصتها وهي تهمس : إنت خايفة من الموضوع ...
لمعت الدموع في عيونها وهي تقول بصوت باكي : لااااااااااا , كيف أقابله بهالوجه؟؟
زفرت وضربتها على راسها وهي تقول : ماااااااالت فجعتيني , صدق ماعندك سالفة ...
: عنوووووووووووووووود ..
صوت جاسم الحاد خلاها توقف بثبات وهي تقول : أدعولي ..
وخرجت من الغرفة وهي تشوفهم يلوحون لها بحماس , مشيت معاها أزهار و الهنوف , ومن نزلت وقفت ريم و سفانة في أعلى السلم وهم يطالعون لها بحماس , مشيت ورى جاسم وهي تنقز وتسوي حركات بيدينها , شويه قامت تهز خصرها وترقص مصري , الهنوف اللي ماسكه ضحكتها خرجت الضحكة من بين شفايفها اللي رصتها بقوة , التفت جاسم على ضحكتها واستغرب لمن شاف العنود مدنقة راسها بصمت وأزهار مغطية فمها بقوة والهنوف تطلع صوت من خشمها وفمها من كثر مهي ماسكة ضحكتها , سأل باستغراب : اش عندكم ؟؟
قهقهت أزهار من قلبها وضحكت الهنوف , طالعت فيهم العنود بهدوء ولفت على جاسم وحركت أكتافها بعدم فهم , رماها بنظرة شك ورجع تحرك , أول ما لف أشرت لهم على دقنها وهي تأشر بيدها الثانية متوعدة ورجعت تمشي وراه وهي تترقص , لف جاسم وهو يقول : أول ما ...
وسكت لمن شافها تطالع فيه بعيون متسعة , قال برعب : اش فييييييييك ؟؟
صرخت بانفعال وهي تمسك فيه : لا تخليني أدخــــــــل الله يخلييييييييييييييييك ..
دفها بعيد عنه وقال بعصبية : بلى , فجعتيني ..
رجعت نشبت فيه وهي تهمس : أهون عليك , أهون عليك يا جسوم , ترى لو دخلت عليه بأموت ..
جرها مع كتفها وقال : محد بيموت قبل يومه , تحركيييييييييييييي ...
مسكت في أطراف الباب وقالت : طيب استنى , آخذ نفس بس ..
سابها وهو يقول : ويعلك , بسرعة خذي نفس يالوزغة , مهي أيادي هذي اللي عندك , لصاقات ..
سحبت نفس عميق ورفعت يدينها وحركتها بحركات رياضية , طالع فيها بنص عين وقال : داخلة ماراثون الأخت وأنا ماني داري ..
ومد يده بيمسكها , شردت ولصقت في الهنوف وهي تقول : هنيييييييييييييييف ...
سحبها وهو يقول : لاحوووووول ولا قوة إلا بالله ..
ولمن اختفت عن نظرهم وصلهم صوت قهقهة سفانة وريم , مسحت أزهار دموعها وقالت وهي تمسك بطنها : آآآآآآه ياربي , هالبنت تحفة , قسما بالله ما قيد مر علي زيها ..
سحبت الهنوف أنفاسها وهي حاطه يدينها على خصرها وهي تقول : خصامي تعورني من كثر الضحك ..
طالع جاسم فيها وهي تسحب نفسها للمرة العاشرة , قال بهدوء : خلاص هو حيتفاهم معاك على الموضوع , أنا عني فهمت منه كل شي وصراحة كلامه ماعليه زود , المهم إنت ..
ولمن شافها لسه بتسحب نفس مسكها من معصمها وجرها لجوة الغرفة وهو يقول بطفش : يلاااااااااا ..
رفع عدنان بصره على صوت جاسم وأول ما شاف خيالها رجع راسه للأرض وهو يقوم , حست العنود بكل دمها يتجمد من شدة الرعب لمن شافت نفسها داخل المجلس وأول ما لمحته يوقف نزلت راسها للأرض والمغص يطحن بطنها طحن , سحبت يدها من جاسم اللي ابتسم وقال : تفضلي ..
تحركت بهدوء وهي تحاول تستعيد أي شي من نصائح البنات لكنها كانت تتفلت منها , مد عدنان يده لها لكنها من شدة ربكتها ما انتبهت لها وهي تطير طيران جنب أبوها , طالع عدنان في يده الممدوده ورجعها جنبه , مسك أحمد ضحكته احتراما له لكن جاسم قهقه من قلبه على الموقف , رماه عدنان بنظرات بااااارده خلته يبلع باقي ضحكته وهو يتنحنح , جلس مكانه وهو يقول بهدوء وعيونه على الأرض : كيف حالك يالعنود ؟؟
~ أهم شي ما تجي عيني في عينه لأنه بتصير لي جلطه , أُووووو صح هي الجلطة تجي من إيه ؟؟ عنود هذا وقته تفكرين بالجلطة , لا تستحين , هذا زوجك دحين , هاااااا , زوجي ؟؟ ياربي الكلمة مرعبة , أنا زوجة عدنان , عدنان زوج العنود , وااااااااا أنا في إيش قاعده أفكر , عنود لسه ما تفاهمتي معاه على الموضوع أجلي هالتفكير بعد ما ينحل اللي بينكم وووو , الله يسامحك يا جاسم , ليش ما تفاهمت معاه وجيت كلمتني بعدين ... ~ لمن ما لقي رد لجوابه رفع راسه , لقيها مدنقة وهي تلعب في أظافيرها , استحى من وجود أحمد فرخى بصره على طول , قام أحمد وقال : أسيبكم لوحـ ....
وسكت لمن حس بشي يسحبه ويجلسه , لف على العنود اللي فرصعت عيونها فيه وهي قابضة على كم ثوبه , ابتسم وبعد يدها وهو يقول بتأكيد : أسيبكم لوحدكم شويه , أنا في الصالة ..
وتحرك ~ أبوووووووووووووووووووويــ ـــــــــــه , لااااااااااااااااااااااا ~ طالعت برعب في أبوها اللي خرج ومعاه جاسم اللي غمز لها وهو يقول : ترا بأخلي الباب مفتوح يعني لا تتهوروووووون ..
صرخت بداخلها بغيض ~ تفووووووووووووووو , مااااااااااااااالت عليييييييييييييييييك يالحماااااااااااااااااااا ر , أنا ناقصتك ~ حست بالعرق يتجمع في جبينها فركت يدينها بقوة وهي تحس إنها شوية وتنزع جلدها بسبب الفرك من شدة الخوف والإرتباك والخجل ..
رفع بصره وتأملها بإحراج , كان يرفع بصره ويرجع يرخيه وهو يحس إحراجها يتسلل له ويحرجه , أخيرا ركز بصره على وجهها المنحني بخجل , ابتسم وقال : كيف حالك يالعنود ؟؟
~ هذا يكلمني , يا ماااااااااااااميييييييييي ييييي , أرد , لا لا , هزي راسك بس بلا طفاقه , دحين يقول مصروعة ما حسبت أسألها قامت تجاوب زي اللي ما عندهم حيا ولا , أو صح هو يحسبني صايعة ولا .... عنود ركزييييييييي على سؤاله ~ هزت راسها بإيوه من دون ما ترفع بصرها وحست إنها شويه وتخلع أظافيرها من مكانها , حمحم و قال بهدوء : جاسم أرسللي الأوراق ..
فتحت عيونها على اتساعها وحست نبضات قلبها تتسارع بشكل موجع لكنها ما رفعت راسها , كمل بذات الهدوء والصوت الرخيم : وطبعا انصدمت بالموضوع مو عشان شي , لكني ما تخيلت إنه جاسم يعرف بالموضوع خاصة وأنا كنت ناوي أحتفظ بالموضوع لنفسي إلين أروح لقبري , حتى إنت كنت مقرر ما أكلمك في الموضوع لأني ما حطيته في بالي , أنا تقدمت و أنا ماسح هاللي صار من عقلي ..
وطالع فيها وركز نظره عليها وقال بتأكيد : أنا ما كنت حأتقدم لك لو كنت شاك فيك ولو بنسبة بسيطة ..
رفعت راسها بصدمة وطالعت فيه للحظة قبل ما ترجع تنزل راسها وهي ملتزمة الصمت , ماكانت تتخيل إنه هذا الشي اللي بيقوله , تخيلته بيبرر لها , بيقول إنه حب يستر على أخت صاحبه , أفكار كثيرة كلها تداعت وهو يكمل بصوت قوي : يمكن إنت ما تعرفيني لو تعرفيني كان ما شكيتي للحظة إني متقدم لك وأنا ماني متأكد من أخلاقك ..
وسكت و كمل بابتسامة : طبعا ما تعرفيني إلا الآن لكن لاحقا إن شاء الله بتعرفيني ..
زاد إحراجها من كلمته , تذكر عصبية جاسم في السيارة وهو جايبه من المطار وتذكر عتابه له وهو يقوله إنه خلاها تبكي وهي مهي من النوع اللي يذرف الدموع على أي شي ~ ما أتخيل إني خليتها تبكي , ما توقعتها حساسة بهالشكل , على خبالها اللي شفته واللي تحكيني عنه سحر ~ قال بلطف : ها عنود , ما سمعت رأيك , تراني ما قدرت أكلمك أو أرسل لك لأني ما حبيت أخاطبك في الجوال , ما بيكون فيه تواصل زي لمن أكون قدامك , بالذات إن الموضوع كبير وإنت عارفه هالشي ..
فركت يدينها وهي مهي عارفه تفكر في إيه , ما حبت تطول المسألة , ما تبغى تتعب عقلها اللي ظل نص شهر منهك من كثر التفكير , هي دعت ليالي طوال إن الله يقدم اللي فيه الخير وإن الموضوع ينتهي بالخير , خلاص اللي قاله قاله وهي صدقته , كبح كحة كانت بتجيه و همس : عنود ..
وابتسم لمن شافها صامته وهمس بتحبب : عنودي ..
انمغصت بطنها من شدة التوتر وخفق قلبها بشكل مزعج , حست رقبتها بتنكسر من كثر ماهي مدنقة راسها , عرف إنه صمتها معناته قبولها للي قاله , حس براحة إن الموضوع مر بهالسهولة , من أصبح وهو يفكر بإيش ممكن يصير وإش ممكن تقول , واش ردة فعلها ~ الحمد لله , طلعت طيوبة الحمد لله ~ سحب كيس صغير كان جنبه وناوله لها وهو يقول بهدوء : تفضلي ..
~ تفضلي ؟؟ تفضلي إيه ؟؟ أرفع راسي , يوووو أخاف تجي عيني في عينه و .. بنت ارفعي راسك رحمة برقبتك ~ رفعت راسها وطالعت في الكيس بحيرة , قال وهو يتأملها : هدية بسيطة إن شاء الله تعجبك ..
وكمل بابتسامة : عيدية ..
فتحت عيونها على اتساعها وقالت بسرعة و بلا ثانية تفكير وهي ترفع بصرها له : أُو أوووو ما جبتلك هدية ..
طالع فيها بصمت وهو مازال ماد يده بكيس الهدية , من انطلقت هالكلمات من شفايفها تمنت لو الأرض تنشق وتبلعها , مدت يدها اليمين وسحبت الكيس في نفس الوقت اللي رفعت فيه يدها اليسار ببطء وحطتها على جبينها بإحراج تغطي نظراتها ووجهها عنه , بالقوة كبت ضحكته , ولمن سمعها تمتم لنفسها بهمس : والله بيضحك , بيضحك ..
رفع نفسه وعدل شماغه يحاول يضيع ضحكته لكنه ما قدر يمسك نفسه انفلتت ضحكته لكنه مسكها بسرعة وهو يتنحنح ويحك حواجبه بإبهامه وسبابته اليسرى وهو يقول : عادي ..
~ ضحك عليك يالخبللللللللللللله , لا يكون سمــــــعنييييييييييييي , لا تكون أفكاري كانت بصوت , ياربي أنا ليه خبله , ليييييييييه ؟؟ ~ بعد ما تمالك ضحكته تمنى لو يعرف بأي موضوع يبدأ معاها الكلام , هم كيف يبدأون موضوع ؟؟ عن إيه ؟؟ لأول مرة يتمنى لو إنه استمع لهاني وأيمن اللي حاولوا فيه يعلمونه بعض الأمور الخاصة على حد قولهم , قال بهدوء : بما إني ما قلتها , كل سنة وإنت طيبة ..
هزت راسها بسرعة كإنها كانت مستعدة لأي سؤال عشان تهز راسها , توتر لمن شافها تلعب في سحبة يدها بصمت وتدورها بعصبية , قال بثبات بعد لحظة صمت تمالك فيها نفسه : ما شاء الله طقمك الذهب حلو ..
لمست سلسلتها الذهب اللي أهداها إياه بعد الخطوبة وهي مستغربة مديحه , وبالقوة فتحت فمها وهمست بخجل : هذا طقم الهدية ..
ابتسم وقال بنفس الثبات : عارف , أنا اخترته بنفسي كيف ما أعرفه ..
رفعت راسها و طالعت فيه باستغراب , ابتسم وكمل : كنت أبغاك تتكلمين ..
خفضت بصرها بسرعة وهي تحس نبض قلبها يزيد و ضمت يدينها المرتجفة عشان تخفي رجفتها , ابتسم وقال بهدوء واثق : الله يجمعنا على خير ويقدرني إني أسعدك وإنك تسعديني ..
عصفت بذاكرتها صورة البندري اللي كل ما انذكر عندها السعادة مع عبد الرحمن تتغير لمعة عيونها , حست باختناق وضيق ماله حدود , حاولت تذكر نفسها إنه لكل مقام مقال لكنها ما قدرت تتخلص من مشاعرها اللي بدأت تتقلب وتتوجع , لو إنها موجودة كان و كان وكان و ... , لاحظ وجومها وتغير وجهها , قطب حواجبه وقال :عنود ..
همست بدون ما ترفع راسها : الله يقدم اللي فيه الخير ..
سكت للحظة وهو مستغرب تعابير وجهها وقال بعدها بابتسامة هادية : ارفعي راسك ..
المغص اللي رجع لها خلاها تنسى كل شي غير الخوف والخجل اللي بدأ يتسلل لها ..
: ارفعي راسك شويه ..
~ يا ماااااااااااااااماااااااا اااااااا , جسوم يالدبببببببببببب أدخل , تعاااااااااااااال , والله خايفة ~
رفعت راسها بشويش وهي مثبته بصرها على الأرض , تأملها للحظة وسأل بعدها بصوت غريب : كيف حالك دحين ؟؟
استغربت سؤاله و شي في نبرة صوته خلاها ترفع بصرها له , أول ما شافت ابتسامته وعيونه اللي بداخلها نظرة غريبة تصنمت وما نطقت بحرف ~ عنووووووود رخي نظرك , بنت , اش بيقول عنك , آآآآآآآآآآآنا اش فيني مصنمة , قلبي , قلبي يعورني ~ , حس بخفقات قلبه تتسارع , لأول مرة يشوفها بهالوضوح و القرب , فتح فمه بيقول شي لكنه حس لسانه مربوط , و زم شفايفه لمن وصله صوت جاسم وهو يقول : أنا جيييييييييييييييت ..
ودخل المجلس وهو يقول : شتسوووووووووووون ؟؟
نزلت العنود راسها وهي تصرخ بداخلها ~ خبللللللللللللللللللللللل للللللللله , أنا اش كنت أسويييييييييييييييييييييي ييييييييي , واااااااااااااااااااااااا اااااااااااا بيقول علي ما حسبت , قلبي , قلبييييييييييييييييييي ~ كانت تحس قلبها ينبض في أطراف أصابيعها من شدة الخجل , قامت وسحبت كيس الهدية وهمست : عن إذنكم ..
وقف وهي تحركت خارجه , قال جاسم بابتسامة وهو يتحرك لها ويمسكها : لحظة , لحظة ..
و لفها على عدنان وهو يقول بضحكه : سلمي على زوجك قبل ما تخرجين , مو جاي من الرياض عشان يرجع وإنت ماسلمتي عليه ..
~ لاااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااا ~
نزلت راسها للأرض وتحركت بتخرج , ثبتها جاسم وهو يقول بحزم : عنيد ..
~ الله لا يبارك في عدوك يالمتخللللللللللللللللللل لللللف ~ بعدت خصلات شعرها عن وجهها بيدين مرتجفه وهي تحس نفسها بتموت من الخجل , حمحم عدنان وعدل غترته اللي ما تحتاج تعديل بإحراج وهو يقول بداخله ~ الله يفشلك , كان خليتها براحتها , الله يفشلك ~ ومد يده بسرعة ينهي لحظات التعذيب لكليهما , مدت يدها وصافحته بسرعة و جات بتخرج , مسكها وقال : سلمي عليه مرة ثانية إعلان للصلح ..
لمن شاف وجه العنود المتغير قال بهدوء واثق : ما كنا زعلانين عشان نتصالح , سوء فهم بسيط ..
قال جاسم وهو يبتسم بخبث : طيب سلمي عليه إعلان لانتهااااااااء سوء الفهم ..
ورص على يدها بقوة , طالعت فيه بتوسل لكن نظراته الحازمة فهمته إنه ما يسيبها تروح , لفت على عدنان اللي مد يده وقال بابتسامة : انتبهي لنفسك ..
وقبل ما تمد يدها دفها جاسم من ظهرها فشهقت لمن لقيت نفسها في حضن عدنان , رفعت بصرها بصدمة له , شافت في عيونه ذات النظرة اللي سببت لها الإضطراب , شهقت مرة ثانية فأزاح وجهه بخجل , بعدت عنه بسرعة وتحركت خارجة بعد ما ضربت جاسم على كتفه , أول ما اختفت عن نظره لف على جاسم وضربه بقبضة يده اليمين على ذراعه وهو يقول : نذل ..
ضحك جاسم وقال : والله شكلك إنت وإياه تحففففففففف , تراني مبسوط على شكل العنود نااااااااادر ما نشوفها خجلانه , ولا تصدقها تراها كذابة الخجل من طريق وهي من طريق ..
ابتسم عدنان بصمت وهو يجاهد عشان يبان هادئ طبيعي قدام جاسم اللي تابع : صدقني من تخرج بتطيح فيني ضرب ..
ضحك وقال : تستاهل , حلالها ..
***
وقفت فترة عند الباب اللي يودي للصالة تحاول تضبط أنفاسها وانفعالاتها , سحبت نفس عميق ودخلت , أول ما دخلت للصالة شافتهم قاعدين حولين القهوة , أبوها وأمها و البنات ارتبكت و بلا تفكير رفعت يدينها بعلامة النصر وهي تقول بطريقة مسرحية : نجحت العملية ..
انفجروا بالضحك وقالت أمها : الله يخلف علي ..
زفرت الجوهرة وقالت : الخبل طول عمره خبل , الحمد والشكر لك يارب ..
نطت سفانة ووراها ريم لمن شافوا الكيس , دست العنود الكيس وراها وقالت : لحظــــــة , أنا أفتحها ..
وراحت وربعت على الأرض قدامهم , قالت أزهار : عنود , لبسك ..
أشرت بيدها بعدم إهتمام وخرجت العلبة المغلفة بتغليف وردي وفضي , قالت ريم بحماس : أووووووووووووو أموت على الناس الذوق ..
دقتها سفانة وهي تقول : بنت خالي أحمد فيه ..
استحت لمن تذكرت وجوده ورصت شفايفها للحظة قبل ما تقول : يا حماره ليه مانبهتيني من بدري ..
قام أحمد وقال وهو حاط نفسه مو منتبه لهم : بأروح اسلم على الرجال قبل ما يروح ..
أول ما خرج صرخوا بحماس وقالت سفانة : عنيد افتحيها بسرعة ..
فكت العنود الغلاف بعناية لأنها تحب تحتفظ بالتغاليف وفتحت العلبة , ابتسمت لمن شافت الإسورة الذهب الناعمه وقالت الهنوف : ماشاء الله تجنن ..
دقتها سفانة وقالت : غبية كان فتحتيها عنده وخليتيه يلبسك إياها ..
شهقت ريم ودقتها وهي تأشر لها على هدى وهي تقول بهمس : صكي حلقك ..
قالت سفانة بضحكه : خاله هدى حطي نفسك ما سمعتيني ..
وبدأت تتضارب مع أزهار وريم مين يلبسها الإسورة وهي تضحك على مضارباتهم , ابتسمت هدى وهي تطالع فيهم وطيف البندري ما يفارقها , تتخيلها وسطهم في كل ثانية ..
: يا ولد ..
شهقت سفانة ونطت ريم أول ما سمعوا صوت جاسم وشردوا للمطبخ , أول ما دخل قامت العنود عن الأرض وقالت بغيض : جسوموووووووووووووووو ..
وضربته على كتفه مرة ومرتين وهو يضحك ويقول : والله قلت له إنك بتضربيني أول ما أدخل ..
وقفت عن ضربه وفرصعت عيونها فيه وهي تقول باستنكار : قلت له إني أضربك ؟؟
لمن هز راسه بإيوه وهو يقول : وقلت له إنك من طريق والخجل من طريق ...
صرخت : لييييييييييييييييه ؟؟
وضربته مرة ثانية وهي تقول : مفروض تحسن الصورة يا دب ..
وما فكه من بين يدينها إلا أبوه اللي كان يضحك من قلبه على خبال العنود ..
تحرك جاسم وأشر لأزهار إنها تتبعه لغرفته اللي مازالت موجودة , ابتسم وقال بعد ما صك الباب , بأروح مع عدنان , عازمينه الشباب على عشا قبل ما يرجع الرياض ..
ابتسمت وقالت : عادي حبيبي أنا أجلس مع البنات نخلص الفوفل حق الجواز , لمن تجي اتصل علي عشان أتجهز ..
ابتسم وهمس : عدى كل شي بسلاسة و سرعة ..
قالت وهي تربت كتفه : قلت لك لا تحمل الشي أكبر منه ..
زفر وقال : الحمد لله ..
قالت تستحثه وهي تتحرك للباب : يلا تحرك , أكيد عدنان يستنى ..
كان يعرف إنها تموت إحراج لمن يختلي بها عند أهله وتحاول قدر الإمكان ما تغيب معاه أكثر من دقايق , ابتسم وقال : لا أبغى أجلس شو ...
وسكت لمن رمته بنظرة حادة وهي تقول بهدوء مناقض : حبيبي مو حلو تخلي صاحبك يستنى ..
ضحك وقال : طيب , طيب فهمنا , ياااااي ياسوسة , عمره صوتها ماارتفع علي هنا , وفي البيت حتى ضرب تضر..
صكت فمه بيمناها خوف ينسمع صوتهم وهي تقول : في آمان الله يا قلبي ..
وقرصته بيسراها في ذراعه بخفه وهي تفرصع عيونها فيه , كانت تحرص إنه عصبيتها اللي متعبتها ما تظهر قدام أحد غيره , ولمن سحبت يدها , قال بصدق : زهره يا سعليه أحب عصبيتك ..
ضحكت وقالت : لا تستفزني , تسب وتمدح في نفس الوقت ..
قال يأكد لها : والله أحبها , عارفه ليه ؟؟ لأنها تبين لي إني صرت جزء منك , هي الشي الوحيد اللي تتعبين وإنت تخبينه عن الناس لكنك ما تخبينه عني ..
كانت عارفه إنه حكاية الدوا مؤثرة إلى الآن على علاقتهم , الصور وحبيبته المجهولة , تجاهله وبروده , عصبيتها و حساسيتها , وأشياء كثيرة بينهم لكن الحياة هي كذا , يوم , يومين حلوة وأيااام لا , المهم عندها إنها تضع الله أمام عينيها في كل شي تسويه وهي مؤمنه إنه كل ماابتلاها كل ما أحبها وكل مازادت حسناتها ..
↚
دفتري الوردي مليء بالأحلام ..
أوراقه البيضاء معكرة بالآلام ..
لا بأس سيبقى دفترا للذكريات ..
.
.
.
قلم ذهبي ذاك الذي خطها ..
.
.
.
طفولتي الجميلة بأحلى أراجيحي ..
صباي الفوضوي بأغبى تصرفاتي ..
مراهقتي الغريبة بأعتى أفكاري ..
ريعاني المرح بأرق أحاسيسي ..
شبابي الغريق بأبسط همومي ..
مستقبلي المجهول بأجمل آمالي ..
.
.
.
خطها بلا استثناء ..
.
.
.
لعبي وحلوياتي ..
مقالبي وصراعاتي ..
مشاكلي و اضطراباتي ..
حبي وصداقاتي ..
واجباتي و التزاماتي ..
ظلامي و بعض أضوائي ..
.
.
.
..... و .....
.
.
.
ورقتي الأخيرة !!
ماذا عساي أن أكتب فيها ..
سؤال شغلني كثيرا منذ أول حرف خُط ..
أشكركم ..
أحبكم ..
تذكروني ..
أم وداعا ..
لابد أن تكون معبرة لمن سيقرأ دفـ ..... لحظة .
......... لحظة !!
.
.
.
ستُقرأ !!!!!!..
بكل تفاصيل كلماتها ..
إختلاجات حروفها ..
تلون خطوطها ..
لابد إذن من تنميقها ..
.
.
هكذا الدنيا ..
صحائف تكتب وتطوى ..
ستحاسب و تجازى ..
وأهمها الورقة الأخيرة ..
.
.
.
إلـــــــــهي ارحمني ..
إلـــــــهي أحسن خاتمتي ..
إلــــهي اجعل آخر أوراقي .......... قول لا إله إلا الله ...
يوم الخميس 4 / 1 / 1427 هـ :
الساعة 9,45 مساء :
عند حلول الكارثة :
وقف وتشبث بالحاجز وهو يلهث , كان حمل أمه طول هالمسافة وعبر الدرج وسط الزحام يعتبر مجهود كبير بالنسبة لجسمه , طالع في أمه واقفه جنبه بينه وبين أزهار وقال بداخله ~ عمر , خليك متماسك , إن شاء الله ما بيصير شي , إن شاء الله تجي المساعدة , عمير , عمير وينك ؟؟ لو غرقت السفينة كيف بيسبح ؟؟ هذا عمار الحمد لله , لمن نلبس ستر الـ .... ~ خرج من عمق أفكاره لمن مالت السفينة بعنف مفاجئ خلى توازنه يختل وتنفلت أمه من بين يدينه و أزهار تصرخ : ماااااااااااماااااااااااا ااا ..
صرخ بداخله برعب ~ لاااااااااااااااااااااااا اااا ~ و مد يد اليسار بسرعة وقبض على يد أمه اليمين , لمن حس بثقلها بيسحبه تشبث في الحاجز ولفه بذراعه بقوة , غمض عيونه بقوة وهو يكتم آهته لمن حس إنه ذراعه بتنخلع من مكانها من قوة الجذب , حاول قد مايقدر يلهي نفسه عن صراخ الناس اللي بدأ يزداد بشكل مرعب ..
: بنتيييييييييييييييييييييي ييي ...
فتح عيونه على صرخة حرمة , شافها تهوي للحاجز ومن بعده للمجهول , انتبه من ذهوله لمن حس بأصابع أمه تنزلق من قبضته , أخذت ضربات قلبه تسرع وتسابق أنفاسه اللي تزايدت بشكل خرافي وهو يصرخ بداخله ~ أتوسلك ياااااااااااااربـــــ , لاتخليني أفلتها , أتوسلك ما أبغى أفقدها , أمييييييييييييييييييييييي ~ رص يد أمه بقوة , همست بضعف : عمر سيبني لا تطيح ...
هز راسه بلا وهو يقبض على يدها اللي كل مالها تتفلت أكثر , كان مقهور من الرؤية اللي بدأت تتشوش قدامه , قال بصوت مخنوق وهو راص على أسنانه : امسكي فيه يا أمي الله يخليك , ماعاد أنا قادر أمسكك , الله يخليك لا تفلتيني , لا تفلتيني ..
ومع ميلان السفينة أكثر وأكثر كانت يد أمها تنزلق من يده شويه شويه , وبسرعة مفاجأة انفلتت منه وبدأت تتزحلق على الأرضية مع ناس كثير قبل ماتصدم في الحاجز صرخ بحرقة وهو يفلت يده بلا تردد : أمييييييييييييييييييييييي يييييي ...
انزلق بسرعة و ضرب صدره في الحاجز المعدني اللي ما قدر يتفاداه من سرعته , حس بالأكسجين يختفي دفعه وحده من صدره لكنه قاوم هالشعور وهو يرمي نفسه من الحاجز نحو الظلام , ثواني وسمع صوت طرطشة المويه مختلطه ببرودة خلته يحس بجلده ينكمش , صارع المويه لثواني حسها بلا نهاية وهو يجاهد إنه يطلع للسطح , صارع أجسام كثيرة إلين خرج راسه للسطح وهو يشهق بكل قوته شهقة مااكتملت بسبب الجسم اللي طاح فوقه ودفعه لداخل المويه مرة ثانية , اندفعت موية البحر المالحة داخل أنفه وفمه وهو يغطس تحت ثقل الجسم , حاول يبعد الجسم وهو يحس رئتينه بتتفجر من قل الأكسجين لكن الجسم تشبث فيه بقوة وهو يحاول يستند عليه عشان يطلع للسطح ~ يااااااااااااااارب ~ صارع وصارع إلين خرج , شهق شهقات متتالية وهو يمسح وجهه ويكح , وتلفت يمينه ويساره ودار حولين نفسه وهو يصرخ : أمييييييييييييييييييييييي يييييي , أمييييييييييييييييييييييي ييي ...
كان يتخيلها تصارع الموج لوحدها بأرجلها العليلة وجهلها للسباحة , تخيلها تنخنق نفس خنقته و ... صرخ وهو يمسح دموعه : أمييييييييييييييييييييييي ييييييييييييييييي ..
وسبح وهو يطالع بجنون محاول إختراق ظلمة الليل المختلطة بظلمة البحر , تمنى لو النيران تزيد عشان تضيء له المكان أكثر , كتم صرخات الخوف والألم وهو يهتف : أمييييييييييييييييييييييي ييييي , أم عمااااااااااااااااااااااا ااااااااار ..
: عمـ ... عمـ ...
صوتها رغم تقطعه إلا إنه ميزه , لف يمينه فلمح وحده تصارع عبايتها و الموج في وقت واحد , سبح لها بسرعة , ولمن ميز وجهها عبر الضوء الخفيف ضمها بقوة وهو يهتف : أميييييييي , أمييييييييي ...
تشبثت فيه أمه بقوة وهي تشهق , انصدم عمر لمن لقي نفسه داخل الموية وأمه تجاهد عشان تصعد للسطح عشان تتنفس , تذكر إن الغرقان ممكن يغرق غيره , حاول يبعد عنها عشان يمسكها من وراها لكنها كانت متشبثه بتلابيبه بقوة , بلع شويه من موية البحر وهو يحاول يكلمها , رجع رفع نفسه وقبل ما يسحب نفس سحبته أمه لداخل الموية , حرك يدينه بكل قوة في جسمه وقبض على أمه وحاول يطلع بها للسطح لكنها كانت تتلوى وهي تسحبه بلا شعور داخل الموية , لمن حس برئتينه تستصرخ مطالبة بالهواء , حاول مرة ثانية إنه يسبح للسطح وهو يمسك أمه من كتف جلابيتها وعبايتها لكنها كانت تحاربه وتسحبه أكثر للداخل , ولمن شاف إنه مافي مفر , تملص من أمه بكل قوته عشان يقدر يطلع ويمسكها بطريقة صحيحة قبل ما يغرقون الاثنين , انفلتت أمه منه , رفع نفسه بسرعة وسحب نفس سريع ورجع غطس , كان يحس صدره يتفتت من المجهود اللي بذله لكنه قاوم عشان يمديه يلحقها , أول ما غطس حس بيدين تقبض على خصره بقوة قبل ما تتراخى , عرف إنها أمه , مد يدينه بسرعة وعلى غير هدى عشان يمسكها لكنه تفاجأ بيدينه تتلاقى وسط المويه و .... ~ غااااااااااصت , أمي غرقـــت , لاااااااااااااااااااااااا اا , يارب أتوسلك , يارب أرجوووووك ~ سبح أعمق يحاول يلحقها لكن أنفاسه اللي بدأت تخرج من فمه وأنفه من شدة الإختناق أجبرته إنه يرجع للسطح مره ثانيه , أول ما حس بالأكسجين يندفع لصدره صرخ بحرقة ودموعه تتفجر : أمي لااااااا , يارب أتوسل إليك , أمي , أمي , أمييييييييييي ..
ورجع يغطس مرة ثانية , كان يصرخ ويبكي بداخله وهو يسبح بلا هدى , يتلمس كل شي امامه وحولينه وألمه يزيد مع كل ثانية , ولمن بدأت أنفاسه تخرج صرخ بداخله ~ إذا خرجت دحين مستحيل تلقاها , مستحيل تلقاها , عمر استحمل , عمر استحمل , عمر ~ سبح نحو السطح بإجبار من جسده و طلع هو يشهق بقوة , شهقة اختناق وبكا في نفس الوقت ..
: ماما فين ؟؟
لف عمر لمن سمع صوتها الخائف الكسير , طالع فيها وهو يصرخ بداخله ~ غرقت , غرقت , أنا قتلتها , أنا سبتها , أنا فضلت نفسي عليها , ماتت , ماتت , أمي ماتت ~ , حمد ربه إنه مو شايف نظراتها لأنه صمتها كان كافي إنه يوجعه ويحسسه بالذنب أكثر , لمن غطستها موجة كبيرة اندفع وأمسكها بقوة , كحت بقوة وهي تمسح وجهها وسألت بسرعة : عمور ماما فين ؟؟ الله يخليك لا تقول غرقت ..
~ لا تسأليني هالسؤاااااااااااال ~ قاوم ألمه وقال بصوت مخنوق وهو يخنق دموعه : أزهار , الغريق شهيد إن شاء الله ..
كان يتمنى لو يقدر يشوف وجهها عشان يقرأ أفكارها , كان يحس العالم والأصوات والصراخ كله يتلاشى وهو يطالع في أخته اليتيمة الأب واللي صارت يتيمة أم وهي تقول بصوت غريب وهي تمسح عيونها : لا حول ولا قوة إلا بالله , لا حول ولا قوة إلا بالله ..
كلماتها بثت قوة غريبة بداخله وهو يتذكر إنه ما أصابه من الله مكتوب من يوم انخلق , ثواني انزاح فيها إحساسه بالذنب قبل ما يرجع أقوى من قبل وهو يشوفها تسبح على ورى مبتعدة عنه و هي تصرخ : لااااااا , تكفى عمر لاتقولها , مستحيل اللي يصير , إنته تكذب عليه ..
قال بصوت جهوري قوي يحاول فيه إنه يقنع نفسه قبل ما يقنعها : الغريق شهيد , إنا لله وإنا إليه راجعون ..
صرخت بعدم تصديق : لاااااااااااااااااااااااا , لااااااااااااا ..
اندفع عبر المويه و ضمها بقوة وهو يصرخ من بين دموعه : قولي إنا لله وإنا إليه راجعون , أزهار إن لله ما أعطى ولله ما أخذ , فين إيمانك ؟؟...
تشبثت بأكتافه بقوة وهي تصرخ : ياااااااااااااااااااا رب , اللهم لا اعتراض ماااااااااااماااااااااااا اااا آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آه مااااااااااااااااااااااما اااااااااااااااا..
كانت صرخاتها المختلطة بأنواع الصرخات تطعن قلبه آلاف المرات وهو يصرخ بداخله ~ لله ما أعطى ولله ما أخذ يا عمر , خليييييييك أقوى , خليك أقوى , ياااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااارب , يااااااااااااااااااارب ~ ..