📌 روايات متفرقة

رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم السابع 7 بقلم الرُبانة صفاء

رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم الفصل السابع 7 بقلم الرُبانة صفاء

رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم pdf الفصل السابع 7 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم pdf الفصل السابع 7 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم الفصل السابع 7 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم الفصل السابع 7. 

رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم

رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم السابع 7 بقلم الرُبانة صفاء.

قصر متعب
كانت في قمة الهناء والسرور ونشوة الحب الخاطئة وطيش الوحيد اللي مالقى بدربه امان وضحكت تسمع ياسر : اجل ما تثقين فيني !
سمر : ياسر مو من جدك بعد كل هالسنين تقول لي ماتثقين فيني !
ياسر : اجل ليه ماودك تطلعين واشوفك؟
تنهدت سمر : مافي بيننا شيء رسمي حتى مو خاطبني ياسر!
ياسر : بخطبك وانتِ عارفه وواثقه بشيء ذا بس ماكملت الوظيفه للان ماتوظفت اعيشك براتب مين !
تنهدت سمر : انا ماقلت شيء انتظرك تتوظف وتخطبني ونملك ونطلع وين ماودك وقتها
ياسر بلسان معسول متلاعب : مافيني اصبر سمر ماقدر تعبت كل هالسنين صابر ابيك اليوم قبل بكرا ، ابي قليلك يكفيني اشوفك تمشين المح طيفك يكفي احس انك حولي و معي وقريبة مني احتاجك سمر ارجوك
سكتت تعض شفايفها بهدوء : افكر ياسر لا تضغط علي ارجوك
تنهد ياسر : ابد لا تخافين مايصير الا اللي ودك وان جيتي ولا لا مايغير مكان سمر بقلبي احد
ابتسمت تسمعه يردف : سارقه قلبي يا حبيبتي
ضحكت بخجل يصب عليها اعذب الكلمات والغزل تدور على الاهتمام والحب اللي فقدته من صغرها رغم عمتها وجدها واعمامها زلت غلطتها ماتدري ان الكلمات سمّ مكبوت بداخلها ..

مكتب متعب
تنهد يرفع صوره سعود بين يدينه ببدلته العسكرية وسلاحه بيدينه ويد الثانيه فيها صقر يضحك باتساع للكاميرا رفع يدينه يلمس الصوره وملامحه ماخذ منه مُهاب الا السمار والعيون الوسيعه بهدبها الناعس يناظر له بحسرة لان وجع الضنا مايبرد وعمره مايُشفى ، على الرغم انه وقف في ساحة القصاص وشاف من قتله يقصونه الا انه يخاف لو يطلع شدّاد صادق وقاتل ولده و زوجته وحفيده حي يرزق متهني بحياته ونعيمها وتاركه يبلع جمرة غضى وحده ويخاف لو يطلع شدّاد واهم وضيع حفيده كل هالسنين عبث ، واقف بين نارين تأكل من كبده وفي كل الحالتين حارقه روحه من قهره ..
وقف يمشي طالع بعصاه وصوتها والتفت على جيهان جالسه بصالة بيدها فنجان البُن تسمع محمد عبده وتهوجس ما انتبهت عليه بالها بعيد يردها لشباب الهناء وحب الصبا و براءة القلب و طُهره اللي قتلتها ظنون وكلام واقدار قاسية ..
تقدم يجلس عندها : وش مسهرك وانا ابوك؟
فزت تناظر له : يبه متى جيت ؟
متعب : من يوم قال ابو نورة انا الهوى الغايب
ابتسمت له : اصب لك قهوة؟
هز رأسه برفض : مالي بسهر بنرقد ورانا جمعة والا سموره وينها ؟
جيهان : قالت تعبانه تبي تنام
عقد حجاجه بخوف عليها : مابها شيء كايد؟
هزت رأسها برفض تطمنه : لا ينشغل بالك تعب السهر
هز رأسه براحة يوقف يمشي لغرفته تاركها تسمع الاغنية ولا يخطر ببالها الهوى الغايب الا هو يناسبه هاللقب وحيل ..
اليوم الثاني

حرك فراس سيارته يلتفت لراجس ينطق : وش جابك معي انت؟
راجس : لا حول ولا قوة إلا بالله يعني الأنسان مايتهنى مايرتاح معكم انتم!
فراس : انت عارف انا وين رايح لاجل تقول راحه وهناء؟
راجس : مب مهم وين ماتوديك الدنيا خذني مخاويك انا لو لربع الخالي
هز رأسه فراس بفقدان امل تمنى يكون وحده لكن راجس ما تركه وحرك يوقف عند القصر يسمع صوت الاغاني والطرب يشوف الرجاجيل طالعه وداخله يدري ان المفروض هذا يكون زواجه ويومه ولهفته وسعادته يدري ان الحب اللي يسكنه يمكن مايسكن زوجها الان ويعرف ان الدروب كانت صعبه عليه وعسيرة وكان صادق وطاهر مثل مسلم متوضي ودق بابهم مرّتين وثلاث واربع وردوه وكسروا بخاطره وضيعوا حلمه وحب سنينه ، نزل من السيارة يشوفها تطلع تجر فستانها الابيض على يمينها زوجها معادها له ولا ممكن تكون له صارت حُرم و حلال غيره صارت سراب ضيع عُمره يتبعه رفعت نظرها تلمحه واقف عند سيارته في عيونه حسرة ودمعه وليه يا دنيا وبلعت ريقها تمشي تركب السيارة ماكانها تعرفه ولا كانها ضحكت معه وبكت وسهرت وحبت وغنت مثل ماكانوا اغراب رجعوا اغراب بصوره اقسى وأبشع مما تخيلوا يسمع الضحك والرقص والاغاني وحكاية سردها هو ولا طلع بطلها ومرت سيارة العريس بزينتها من عنده ونظر لها للمرة الاخيرة يودع طُهر حبّه ويدعي ماتلاقي الا الهناء لان القصة كانت حزينة غصب عنه ..
تقدم يركب السيارة ورفع نظره لراجس : تقلل الدموع من الرجولة؟
هز رأسه برفض : ماتقلل ابك الحين تطيب بكرا وانا اخوك
نزل راجس من السيارة يتركه وأغمض عيونه فراس يستشعر حرارة دموعه بقهر وحبه المسروق وظلم الزمان له مالقى الا ودموعه تخونه بعجز من كثر الضيق اللي سكن قلبه ومن صدق حبه و طُهره ، مسح وجهه بتعب يفتح الشباك يدري ان راجس نزل مايبي يحسسه بشيء: تعال
ركب راجس وحرك فراس يسمع ابو نورة يردد محد عرف باللي حصل ومحد لمس مثلي الامل ، ونطق : من قالك تيجي معي؟
تنهد راجس يدري انها ماتمشي عليه : مُهاب قال اتبعك
هز رأسه لان ظنونه ماخابت يسمع راجس : محد جته دنياه مثل ما تمنى ولا كلنا وقفنا بقمة الحلم منتصرين هون على نفسك والقلب يطيب ويتعايش ويتجدد بحب ثاني ينسيك وين كنت ووين صرت محد يموت ورى حد وانا اخوك
ابتسم فراس يدري انه يحاول يطيب عليه خاطره وهز رأسه بهدوء وسكون يوقف في الاستراحة : انزل انت انا ماودي
راجس : والله ما انزل بدونك تبي نقعد معهم قعدنا تبي نبكي دورنا شجرة وبكينا تحتها
تنهد فراس يدري ماراح يخليه ونزل معه يمشي لداخل..
عدت الايام وليلة تمحي الاسى وليلة تجدده وهذي الليلة كانت تجديد وتذكير بعدد الآهات والدموع وصدمات الانسان الصعبه هالليله ردّت عليها اوجاع ماطابت وجروح مازالت تنزف وطفولة مسروقة و مراهقة محذوفه و رشد مبكر وحزن مستمر و حاجات اليتيم ، مثل هذا اليوم ماتوا اهلها الموته المجهوله موته سُجلت في بطاقاتهم حادث مروري وفي ذاكرتها سمًا قاتل ، في مثل هذا اليوم فقدت روحها وقلبها وعقلها واخر ذرة امل في حياتها وعادت جسد بلا روح ولا عقل تقمصت الجنون حتى اصبحت تصدق معهم انها مجنونه ..!
طلعت من غرفتها بسبب مقدار الضيق الهائل ونزلت لصاله تجلس امام التلفزيون تطلع الصوت لاخر حد ماتدري سوت كذا لاجل تسكت عقلها والا لاجل يعصب مُهاب وتهاوش تطلع حرتها ، بس اللي تعرفه ان مرادها استجاب وهذا هو طالع من مكتبه يتمالك غضبه مردف : خفضي الصوت !
ناظرت له بهدوء ولا ردت من صداعها الشديد ورجعت التفتت لتلفزيون وتقدم يردف : خفضيه!
وقفت تمشي نحوه : واذا ما خفضته وش بتسوي يعني ؟ تكسره وتشتري غيره كثرت فلوسك يا سته وستين ؟
مسح وجهه بيدينه يهمس : صبر أيوب يارب صبر أيوب
واقترب منه بغضب : بكسر رأسك هالمرة
تقدمت تردف بغضب : اكسره اشوف اكس..
انقطع صوتها وقت ظلمت الدنيا بعيونها ولا عادت تشوف وخارت قواتها تغمض عيونها ويميل جسدها بلا شعور الا ان يدينه كانت اسرع يحاوطها تطيح بحضنه اثناء نزوله للارض واستقر رأسها على صدره يناظر لها بصدمه يرفع يدينه لخدها يضربه بخفه : بنت !
التفت لخديجة اللي نطقت بخوف : ما اكلت شيء من امس
مُهاب بعجلة : جيبي عصير طبيعي
قالها وهو ينزل يدينه الثانيه خلف ركبتها ورفعها بخفه يمشي للكنبه استقر ظهره على الكنبه وهي بحضنه يميل رأسها على صدره بفوضوية شعرها تقدمت خديجة تضع العصير على الطاوله ونطق : صبي ماء بيدي
استجابت له تصب ماء يبلل الارض واخذه يمرره بخفه على وجهها يشوفها تعقد حجاجها تستشعر الماء ويدينه اللي مشت حتى لنحرها مكمل : تحسّي بشيء ؟
ماردت بتعب رفع جسده يعدلها تصبح جالسه واخذ العصير يقربه من فمها لاجل تشرب ورفضت ونطق بنبرة الامر : اشربي يا بنت !
ماكانت قادرة تقاوم خصوصاً ان الكوب بفمها وشربت بهدوء يبعده تارة ويعيده تارة حتى اكتفت منه تبعد يدينه وتعتدل بجلستها ، رفعت نظراتها له على هذا القُرب الهالك بينهما وعلى غرابة علاقتهما العالقة مابين الوضوح والغموض نطق : ليه ما اكلتي شيء اليوم ؟
سكتت تناظر له ترمش بهدب مبلل من الماء نطقت ترد بسؤال عليه : توديني المقبرة شوي ؟
عقد حجاجه بغرابة : ليه ؟
سكتت تعض شفايفها تكمل بعدها : ودي أشوف اهلي
تنهد مُهاب : مايجوز يابنت
ثُريا برجى : من برا ماراح ادخل
ناظر لها للحاجة بعيونها يعرفها وحيل ومُدرك لبشاعة الشعور هذا والاحتياج والشوق لميت يهد جبال مابال بقلب بنّية بين احضانه ؟
هز رأسه بالإيجاب ووقف : انتظرك بسيارة
وقفت تمشي تطلع تلبس عبايتها ورمت طرحتها بإهمال تطلع واستقر جسدها بجانبه بسيارة وحرك بعد ماعلمته بمكان المقبرة نفس المقبرة تضم اهله لانهم بصغرهم كانوا عايشين بنفس الحية من غير معرفتهم لاجل ذا في معرفه بين جيهان ومجيدة وحتى امه وامها ، توقفت السيارة بعد وقت امام المقبرة نزل ونزلت تشوفه يفتّح الشنطة وطلع كشاف كبير حيل ووضعه فوق السيارة موجهه للمقبرة ينيرها بحكم انها بالليل وفعلًا كان كبير وكافي ينير اغلب القبور ، سحب طوبتين يضعها فوق بعض وناظرت له يبيها توقف فوقها بسبب طول الجدار وركبت تناظر للقبور وهو بجانبها ترتعش اطرافها ويسكن غشاش بعيونها من دموعها تهمس : عليهم احجار لونهم جهاد باحمر
انتبه فعلًا على وجود ثلاث قبور احجارها فيها بويه حمراء لتفرقه رمش بهدوء يسمعها وانظاره للقبور : ودعتهم بنفس هالليلة صارت ١٧ سنة اللحظة الاخيرة اللي ركضت وراهم ولا قدرت اتبعهم وضيعت الطريق والوجهة للحين
ابتسمت بين دموعها بحسرة : موته سجلها الطب الشرعي حادث وسجلتها عيوني سم قاتل
رمش بهدوء نزلت ومد يدينه يمنعها من غايتها : مايجوز!
ناظرت له بحاجه مُلحه : ماراح ابكي بس بجلس مافي حد يزورهم ابي اتكلم يسمعوني
هز رأسه برفض يسّد الطريق عنها : دخولك مايردهم ماتاخذين غير الذنب
اللحظه اللي ناظر لها يشوف دموعها المحبوسه بعيونها وغصتها نطق : انا ادخل بدلك ابقي هنا
ناظرت له بهدوء وبصوت راجف همست : سلم لي عليهم
هز رأسه بهدوء ومشى يدخل المقبرة ووقفت من جديد تشوف خطواته نحو قبور اهلها قبر كبير خمن انه ابوها و وسط خمن لامها والصغير واضح انه باسل وجلس بهدوء يرفع يدينه يدعي لهم ويذكرهم بخير رغم انه مايعرفهم تحت نظراتها وغصتها رفع يدينه يهمس : ما اعرفك يسالم ولا اعرف طينتك طاهره ولا لوثها اخوك ولكن ان كان كلامي بيطمنك بقبرك خذها عهد على كل شعره بوجهي ان بنتك في وجهي لين يوم الدين..!
وقف بعد مدة ومشى لقبر ابوه وامه ويمان وجلس بهدوء تحت نظراتها وتوقعها انهم اهله وان الدنيا جمعت اليتيم باليتيمه بطريقة عجيبه ، دعاء لهم وسلم عليهم وتنهد بهدوء رفع نظره لثُريا وهمس : زارتك كنتك امي
وقف بعدها يطلع من المقبرة ينفض ثيابه من التراب مشى لها ونزلت تناظر له بعيون حمراء تحبس دموعها تعض شفايفها تمنع رجفتها نطق : ابكي
هزت رأسها برفض ورجع يعيد عبارته : ابكي ..!
هزت برفض مره ثانيه ونطق بعد سكوته : بخير كلهم بخير يسلمون عليك بعد
كانه يهزمها بالعبارة ذي وارتعشت شفايفها تبكي بشدة ورمش يقترب منها توقف امامه وميلت رأسها على صدره من غير ماتحضنه ولا تحاوطه بكت بشدة وبصوت مسموع على صلابة صدره وقساوته باللحظه اللي يضم كفوفه خلف ظهره بوقفه عسكرية ، بكت ولا ضمته ولا حاوطته وشدّ على يدينه يعجز يحاوطها ويضمها ووقف بمكانه فقط مثل درع حامي لها يسمح لها تبكي وتبلل ثيابه دموعها ، رفع يد وحده حسّت فيها بشعرها بعد ما طاحت طرحتها ورفعت كلتا يدينها تمسك بلوزته من الامام و بكت بعجز اللي مافي بيدينه حيله اخُذو من عمرها عمره وذاقت الشقاء والعناء وحبست دموعها وكتمت حزنها وضحكت بجنونها تلبس لباس القوة وتدعي الجنون لكنها انهزمت هالليلة بقلة حيلة مالقيت نفسها الا وهي تبكي بحضن شخص دخل حياتها باغرب الطرق واعجب اللحظات ، يدري ان وجعها كبير مثل وجعه وانها لقيته بدربها الخواف محطة امان ويعرف ان المحطة ذي تخبي داخلها اسرار بتجرحها زيادة ولا بيده حيلة غير انه يمرر يدينه متصلب بمكانه معطيها راحتها بالبكاء ..
ابتعدت بعد وقت تستوعب وتمسح دموعها تتجنب النظر لوجهه ، تحزن على نفسها لان من كثر خوفها وعدم ثقتها بناس ماقدرت تحضنه بيدينها وتشدّ عليه وتحزن عليه لان من كثر شدّته وجفاف ايامه وقسوة عمره ماعرف كيف ممكن يحضنها كل واحد منهم مجروح باكبر نقطة مؤثره بحياته ويا يكونون دواء بعض ولا دم الجرح واصل لركب ..!
مشت تركب السيارة ومشى بعدها يركب و حرك في سكون تام بينهما من غير كلام ماغير تنهيداتها الغير إرادية ، وقف عند البيت ولا نزل وناظرت له بهدوء : ماتبي تنزل؟
هز رأسه برفض : عندي شغل
هزت رأسها تفتح الباب ونطق : بنت ..
التفتت تناظر له بغرابة تنتظره يكمل عبارته ومد يدينه بهدوء لشعرها من جنب يخلخل اصابعه فيها تتبادل معه النظرات وبحركه سريعة طلع يدينه امامها بوسط انامله سجارته مردف : نسيت دخاني
ضحكت من حركته رغم عدم احتمالية انها تضحك الان لكن هالحركة غصب عنها ترسم ابتسامتها ولانها تدري انها سوا هالحركة لاجل تضحك مايقدر وتخونه حروفه يقول كلام غزليّ شاعري او يطلب منها تضحك او يطيب منها هذي مب اطباعه لكنه يملك حركات وتصرفات خارج توقعاتها ماتفشل انها تضحكها مثل حركة الخفه اللي سواها الان وابتسم بهدوء ابتسامه تكاد لا ترى لان الحركة ماخابت وضحكتها ونزلت بعدها بهدوء تجزم انها محال تنسى وقفته هذي معها ابدًا ، وحرك بعدها متجه للمربط ..
المربط
فز شدّاد بنعاس يناظر لدخول مُهاب بقوة فتح الباب : آعوذ بالله وش تبي انت !
مُهاب : وين تحاليل سالم ؟
شدّاد بنعاس : مين سالم؟
تنهد مُهاب : مين سالم ! اخو عقاب
هز رأسه بتذكر : بدرج مكتبك اللي هنا وش تبي فيها ؟
مارد مُهاب ومشى للمكتب يدور عليها واخذها يرجع يجلس بالكنبه امام شدّاد اللي نطق : شكلك تتحلم بعقاب كل ليلة
مارد مُهاب يقرأ التحاليل : ما امداك تاخذ لزوجته وولده
شدّاد : زين اخذت لسالم السفير منع حتى حد يغسله غيره
مُهاب بسخريه : السفير!
رفع نظره لشدّاد : ليه نايم بمربطي ؟
شدّاد : مربطنا وش هالجحده
مُهاب : متى صار مربطنا ؟
شدّاد وهو يتقلب يعدل سدحته : الان
وقف مُهاب بيدينه التحاليل ورجعها يطلع يتركه يهوجس بامور كثيرة تتمركز اساسها حول النظرة الاولى بعد سنين ..
بينما مُهاب مشى للاسطبل ودخل بهدوء يمشي لمُهيب وتقدم منه الخيل يعرفه ويآلفه رفع يدينه له يداعبه بهدوء ومشى يسحب عشب يضعه له وماء وباقي الخيول رغم وجود عامل لكن سواها بنفسه وبقى عندها وقت حتى طلع راجع للبيت ..

اليوم الثآني

رفعت نظرها لخديجة تدخل : في احد برا يقول يعرف انت
عقدت حجاجها : رجال؟
هزت رأسها : ايوه شايب
سكتت باستغراب نطقت : مُهاب هنا؟
خديجة : جابه وطلع
زاد استغرابها ومشت تطلع معها بغرابه توقف بطرف الدرج تناظر للاسفل وفزت تشوف خالها اللي ماشافته من سنين عجاف منعها عنه عقاب ، ركضت بشوق كبير له تردد : خالي محسن!
فز محسن بكبره وشيب شعره يمشي لها وارتمت تحضنه بشوق كبير تسمع حسرته وشوقه وصوته الباكي : اسف وانا خالك اعذريني ماقويت
هزت رأسها برفض : ما الومك اعرفه عقاب محد يقوى عليه
هز رأسه يناظر لها ورفع يدينه يحاوط وجهها : كبرتي ! واحلويتي
ابتسمت تجلس معه : وحشتني مره كيفك وكيف فاطمة و عصماء وعمتي عساكم بخير؟
محسن : والله الحمدلله زينة احوالنا عايشين بدنيا ذي الا انتِ يبه كيفها امورك ومتى تزوجتي ماشاءالله رجال عزه الله
ابتسمت بهدوء : زواج مستعجل ما امداني اعزم احد
محسن : ان كان الزواج المستعجل يجيب رجال مثله ؟ الله يكثر من الاستعجال
ضحكت باتساع تنطق : خديجة جيبي لنا قهوة
والتفتت لخالها : تبقى عندي تتقهوى ونتعشى
ابتسم محسن ؛ والله لو ودك نفطر بعدّ مارديتك
القسم

رفع شدّاد نظره على دخول متعب ووقف : استريح عمي
جلس متعب يناظر له بهدوء وتنهد شدّاد : اشتم صدري وسيع لك
ناظر له متعب ؛ تظن بقلبي مكان يسع فقد ثاني؟
تنهد شدّاد بهدوء يسمعه : كم جيتك يا شدّاد ؟ ماترحم شيب شعري!
وقف شدّاد يمشي يجلس امامه : عمي انا فوجهك وش يرضيك علمني !
ناظر له متعب ؛ والله رغم فعلك ببنتي الا اني عاجز اشوفك الا بموضع سعود وغلاك من غلاه و ولده عطيتك برضاي طفل لحمه لينّ رديته لي قسوة وغضب !
تنهد شدّاد : عمي انا اخذته لاجل احميه ويعلم الله اني حاولت انسيه اللي صار وابعده عن هالطريق بس عنيد وعيّا ومالقيتني الا بجنبه اب ودرع له
متعب : وان صابه شيء هذي بظهر من !
شدّاد : بظهري انا عمي بظهري
واكمل بعدها : هذا ابني لو دمي مايمشي بعروقه انت تظن انا ارميه بنار اجهلها ؟ ولا اسمح باحد يأذيه وانا حي ؟ والله اهد طويق عليهم كلهم ولا يقربونه وانا عايش تطمن
ناظر له متعب يلتمس بحديثه صدقه وحبه لمُهاب حتى لو ما اظهره مايقدر ينكره وهز رأسه برضى وقام يطلع تاركه ..
تقدم شدّاد يتصل على مُهاب : انتظرك بالمكتب
وماهي الا دقايق معدودات حتى دخل يضرب له تحية ومشى نحوه : سمّ
شدّاد : اجلس
جلس مُهاب يناظر له واكمل شدّاد : ليه ماتزور جدك ؟
مُهاب : اعمامي اغلب الوقت عنده مالي لزوم
شدّاد : انت خابر انه مايبي أعمامك بس
مُهاب باستغراب: كيف ازوره وهم موجودين أعربها لي؟
شدّاد بغضب : والله اللي دربته يدخل عرين اسد ولا درى احد الحين صرت ماتعرف!
تنهد مُهاب بتملل واكمل شدّاد : مب موضوعنا ناديتك لاجل السفير
التفت له مُهاب بتركيز : صادقه وخاويه
رفع مُهاب حاجبه بسخريه : اصافحه بعد واسولف معه ولو ودك اعزمه ؟ انهبلت انت!
شدّاد : انت المهبول مب انا هذا كان اتفاقنا من البدايه تصادقه وتملك أملاكه وتشاركه وتطعنه ولا نسيت!
مُهاب : ما انسيت ويوم شفته ماقويّت غير اني اكرهه المحبه ماتيجي تمثيل
ضحك شدّاد يناظر له : انت اخر واحد يتكلم عن التمثيل براعتك فيه نعطيك عليها اوسكار والحين صرت ماتعرف!
مُهاب بسخرية : تعرف اوسكار يا شايب ؟
ناظر له شدّاد بصدمه وانحنى يدور لسلاحه وابتسم مُهاب يوقف : خير ان شاء الله
ناظر له يدخل رصاص بسلاح وضحك يمشي طالع وتاركه ..
بيت مُهاب

عدت الليالي والأيام بركود وسكون عليهم كلهم وخلال هذي الايام ماشافته ابدًا من اخر لقاء لانه مارجع للبيت ابدًا وهي الان في قبيل الفجر وقتها الاحب لقلبها سكون و طمأنينة و روحانية لا توصف ، تجلس بالارض في البلكونة امام النباتات تنتظر حدث رهيب يحدث بصورة متكررة ، في هذي الاثناء دخل مُهاب البيت ببدلته العسكرية وعلى غير العادة ماسمع صوت التلفزيون والصالة مُظلمة نسبيًا وهدوء مُريب ولا يعرف حالها من اخر انهيار لها امامه ، مشى بهدوء لو لقى خديجة كان سألها عنها ولكن مع الاسف مالقيها وبسبب ذا وُجب عليه ان يمضي لغرفتها وبالفعل دخل مايدق مثل اطباعه يشوف هدوء الغرفة و فراغها وعقد حجاجها يسمع صوتها ولا يدري وينها : تعالي
قالت " تعالي " ظنًا انها خديجة ومشى من غير صوت خطوات وهذا شيء عكس خديجة لاجل ذا ميزت انه هو وهمست بتساؤل : سته وستين؟
بان لها زوله امامها يؤكد لها : سته وستين
ناظر لجلوسها على الارض امام النباتات وتلف شال كشميري حول جسدها وينسدل شعرها وبزوغ الفجر من خلفها نطقت وهي تشير بجانبها : تعال اجلس
ناظر لها بهدوء ومشى نحوها وجلس بالارض بجوارها يرفع يدينه يبعد قبعته يخلخل اصابعه بشعره يناظر لنباتات ونطقت : شايف النبته الذابله؟
هز رأسه بالإيجاب واكملت : اسمها الاشرعة البيضاء نبتة تعاتبك اذا نسيت تسقيها وتذبل اوراقها ومجرد ماترجع تسقيها تبدأ تحيا من جديد وهذا احلى مشهد شاعري بتشوفه بعد شوي
ناظر لنبته والتفتت له : انت جبت خالي صحيح ؟
هز رأسه بالإيجاب ونطقت : ممنونه والله
مُهاب : ماسويت شيء هو ينتظرك من زمان
ابتسمت تهز رأسها : ظلمه فرعون
رفع حاجبه : فرعون !
هزت رأسها بالإيجاب وتبادل النظرات معها بهدوء والتفتت لنبته وابتسمت : شوف شوف
بدأت الأشرعة البيضاء تنتعش وترتوي وترضى ويروح العتب وتخضر اوراقها بعذوبة امام نظراتهما هي تنظر لنبته وهو ينظر لها و زُرقة السماء تنتشر مثل زُرقة لون شالها تتأمل اللحظة وهمست من غير شعور : ليتنا نباتات ..
سكت من غرابة الامنية : وتكوني الأشرعة البيضاء؟
هزت رأسها برفض بتكرار : ابدًا نبته تعاتب مهملها وشوية ماء ترضيها لا اقبل الاهمال ولا ارضى
هز رأسه لان هذا المتوقع منها ووقف بهدوء بيدينه قبعته ومدت يدينها : ارفعني
قالتها بكسل انها تقوم وتحتاج عون ومد يدينه يسحبها بقوة لا إرادي منه توقع توازنها لكنها ماتوقعت هذي القوة ابدًا لانه وقفها بسرعه ولا قدرت تتوازن ولولا يدينه الثانية اللي مدها يحاوط خصرها يوازنها عاقد حجاجه رفعت نظرها نحوه بصدمه ويدينها بصدره بحركة لا إرادية : قلت ارفعني مب طيرني !
رمش تلاحظ ابتسامة طفيفه وانتهبت للقرب وتراجعت بهدوء ومشى طالع من غير رد ومشت ترمي بجسدها على السرير بتعب ونعاس ..
الليل

التفتوا لقدوم مُهاب واعتدلوا بوقفته يضربون التحية ومشى مُهاب باتجاه حسن : وش اخر الاخبار
شبك حسن يدينه ببعض بتوتر : اتصل علي البيّاع وقال بيعطيني موعد للقاء
التفت مُهاب لراجس : تتبعت الرقم؟
راجس : الغى الشريحه شكله كسرها
حسن : هو كذا كل مرة يدق من رقم مختلف
التفت مُهاب له : سألتك انا لاجل تجاوب؟
بلع ريقه يشوفه يتقدم له : والله لو تلعب بذيلك واعرف انك ساتر عليهم مايحاسبك احد غيري فاهم!
هز رأسه بالإيجاب بخوف ومشى مُهاب يتركه لمكتب شدّاد دخل يسمعه : رايح الليلة ؟
مُهاب : والله خجلني ما لقيت فرصه ارفض
شدّاد : زواجه ووده وجودك ويبيك شاهد نروح ساعه ونطلع
سكت مُهاب بتفكير : تهقى عقاب هناك؟
شدّاد : من غير شك السفير مستحيل مايعزمه
هز رأسه ومشى معه طالع لزواج واحد من زملاء مهنتهم له مقامه بين العرب ..

قصر الرجال

دخل بسواد ثوبه على يمينه شدّاد ومن دخولهم قاموا القوم لهم بتحيات والترحيب وجلسوا في صدر المجلس يشوف دخول عقاب مع راشد وترحيبهم فيه ومجرد ماشافه عقاب مشى له وجلس بجنبه و رفع مُهاب نظره لشدّاد ورجع اعتدل يسمع عقاب : كيفها احوالك وكيف بنت اخوي؟
مُهاب بهدوء : في زحام من النعم
هز رأسه عقاب يلتفت له : الظاهر بيني وبينك سوء فهم ورجال مثلك نخاويه ما نعاديه
التفت له مُهاب يسمعه يكمل : انا جاك مني شر تكلم حقّك يوصلك
مُهاب بدأ بتقمص شخصية مختلفه عن اهدافه : منك انت ماجاني شيء لكنه جاء وتعدا زوجتي وأنت خابر
عقاب : معك حق تاخذ موقف الحميّة على الزوجة ماتكون الا من رجال لكن ماهي اطباع الرجاجيل يسمعون السالفه من طرف واحد
مُهاب بسخرية: وش عندك تدافع به نفسك؟
عقاب : ثُريا يمكن الحين تحسنت انا خابرها قبلك وبصحتها ولا كانت بوعيها واللي جاها حرصًا على سلامتها وفهمتها هي كره ومعّاده والا مابه رجال يأذي بنت اخوه
ناظر له مُهاب مطولًا واكمل عقاب : والماضي مات واندثر ولا ابي معّاده من مواضيع مالها لزوم حط يمينك على يميني وابشر بالخير
هز رأسه مُهاب بهدوء ومد عقاب يدينه وناظر مُهاب لكفوفه بهدوء مد يدينه يصافحه يسمعه : طاح الحطب؟
مُهاب هز رأسه مايرد عليه وده يكسر كفوفه من غضبه
وهز رأسه برضى يعتدل بجلسته عقاب ذكي ولا راح يكسبه عداوة وحتى لو عارف انه يعاديه يبي يخاويه ويصافحه من باب خلّ عدوك قريب تضمن افعاله ..
قصر متعب

غرفة سمر ..
زادت طلبات ياسر المغلفه بلسان معسول امام النقص العاطفي اللي تعاني منه بسببه اتخذت قرارت خاطئة طائشة بلا تفكير او توجيه ولا غاية ومقصد وتنهدت بتعب تنطق : خلاص ياسر بشوف واعلمك
ابتسم ياسر برضى : احبك والله بدونك ياسر ما يعيش
ابتسمت بهدوء ورفعت نظرها تسمع صوت ازعاج ونطقت : دقيقه في شيء صاير
قفلت تمشي بعجلة تطلع تسمع جيهان : جيبي تُقى عبايتي بسرعه
سمر : اشفيكم!
تُقى: مودة بتولد الحقي
التفت بفزع تسمع صراخ مودة وعمها حاتم ينطق : امشي وانا ابوك تعالي
وتقدم جاسر : سيارتي جاهزه اركب معي
نزلت جيهان معهم وسمر وتُقى مع بعض بسيارة سمر متجهين وراهم للمستشفى ودخلوا بعجلة يمشون لغرفة العمليات ينتظرون خلف الباب بترقب وخوف مع وصول متعب ..

في هذي الاثناء كانت الفرقة الثانية بالمستشفى لاجل سجين أُصيب ومطلوب يبقون معه ويحقق مُهاب معه بالمستشفى ، طلع بعدها يردف : مب بوعيه اطلبوا حراس عنده واذا رجع لوعيه استدعوني
هزو رأسهم ونطق أيمن : تسمح لي يا نقيب اهلي هنا وبطمن عليهم
ناظر له مُهاب بهدوء : جدك به شيء؟
هز رأسه برفض أيمن مستغرب انه سأله : لالا مابه الا كل خير ان شاء الله
هز رأسه مُهاب : روح
ابتسم أيمن وركض بعد ماسمع الخبر من ابوه ولانه يعز بنات عمه ولا يرضى عليهم راح يتطمن على الوضع..
مشى مُهاب يكمل كم اجراءات و يوصي عليه وغيره وسلك طريق مختلف وتوقفت خطواته يشوف اهله اللي ماكان يوم من الايام منهم ، متعب بجانبه حفيده أيمن وجاسر و حاتم رافع ذراعه على كتف تُقى وسمر بحضن جيهان ، لحظة طلوع الممرضة بيدها بنت مثل فلقة القمر وصوت الضحكات والتحميد واذان جده ودموع عمته وفرحة اخته عائله كامله ماكان منها ولا ذُكر فيها نسايّ محد يذكره وان ذكروه ترحموا عليه اسمه في اعداد الموتى رغم انه حي ، يدري انه وحيد و رأس ماله شدّاد بس هذي اكثر لحظه ادرك انه فعلًا ماله احد وان اختار طريق بعيد كُليًا عن اهله ، ظهوره مايجيب الا الموت والمشاكل لهم لو عرف عقاب انه حي ماراح يأذيه هو بس بيأذي كل واحد عزيز على قلبه ، في هذي اللحظة ادرك ان اختياره بالابتعاد عنهم كان لصالحهم عاشوا بعدها يرممون جرح سعود وتعايشوا مع الالم مثل اخته اللي تجاوزت ولقيت حولها اهل وسند وام واب ، مشى بهدوء يترك الوحة مكتمله بدونه وسعيده يسعى لانتقام خاص فيه لوحده وبجرحه اللي ما طاب ولا بيطيب مايملك بدنيا ذي احد غير رجل اخذه في جناحه و بنت اخذها هو في جناحه ومشى معها بطريق بُني على كذب ونهايته جرح ما يبرى وحُب هالك صاحبه ..
قصر السفير

ابتسمت مجيدة تشوف ندى : عروس بنتي عروس عقبال الذرية الصالحة
سجى : يمه اتقي الله خليها تتهنى شهر
مجيدة : البيت يثبت باولاده وانا امك
ضحكت بسخرية : زي ماثبت بيت راشد
ندى بغضب : خير تتفاولين علي
تقدمت سليمة بيدها سامي تجلس وابتسمت : محلوه ندى
ابتسمت ندى : تسلمين
مجيدة وهي تشير لسامي : تعال حبيبي كيف المدرسة؟
تقدم سامي لها واخذته بحضنها : حلوه جده الاستاذ قال جيب ابوك بس بابا ما جاء
التفتوا لصوت عصا عقاب اثناء نزوله وسماعه اخر كلام سامي : وليه ماجاء العاصي!
تنهدت سليمة : والله يا عمي كلمته ولا قام
عقاب : من سمومه اللي بجسمه حسابه عندي
تقدم سامي يحضنه وربت عقاب عليه يجلس : كيفك مع زوجك يا ندى؟
ندى : والله الحمدلله رجال ومحترم ومقدرني
هز رأسه عقاب : زين ان جاك شي منه ابوك حي
ابتسمت ندى : مايقوى حد يأذي بنات السفير
هز رأسه يرفع نظره لدخول جهاد : زين ذكرت عندك بيت واهل
مارد جهاد ينحني يقبل يدين امه ومشى يقبل رأس ابوه وجلس يسمعه : وين كنت !
جهاد : طلعت البر مع اخوياي
عقاب بغضب : وابوك مات لاجل تطلع من غير شور ؟ تارك الشركة والحلال ورايح تدشر مع هالورعان!
مارد جهاد يناظر للارض ودخل راشد ونطق عقاب : جاء السربوت الاول
ضحك جهاد يهمس: الحمدلله طلعت الثاني
وقفت عقاب : الحقني راشد
هز رأسه ومشى عقاب للمكتب والتفت راشد لسليمة : اقسم بالله لو قايله له شيء محد منجيك من يديني
ومشى بغضب يلحق ابوه والتفتت سليمة بتوتر لمجيدة: عمتي !
مجيدة : وعاد انتِ ماتسكتين ولدك ذا كل شيء يقوله!
بلعت ريقها تمسك يد سامي وتطلع ونطق جهاد : يمه حرام عليكم والله تاركينها عند راشد انا بنفسي اسمع صوت ضربه الكلب لها وكل مره ادق الباب احرجه وانتم تمشون محد منكم حاس!
مجيدة بغضب : مليون مرة قلت لك لا تتدخل بشيء يصير بغرفه ابوابها مقفله زوجين ويحلون مشاكلهم لوحدهم لو تشوف الدم من تحت الابواب يسيل لا تتدخل فاهم!
وقف بغضب يناظر لها : الدم سال من تحت الباب مرة وحده بس وانتِ خابره متى ووالله يا امي دامك ساكته على كل شيء الدم سايل من كل ابوابنا
ومشى بغضب طالع غرفته وبلعت ريقها مجيدة تفهم مقصده وتفهم وش يعني وولدها اللي مات بنص بيتها ولا قدرت غير تمسح دمه بصمت ..
مكتب عقاب
الكف القوي انتشر صداه بالمكان امام ذاعر اللي شاح نظره ونطق عقاب : حق هذا الكف تاخذه قدام ابنك يا فاشل
شد راشد على يدينه يسمعه ؛ الولد يقول لك الاستاذ يبيك وانت سكير مدمن ماتدري وين الله حاطك ! تحسب بسكت عنك طول العُمر واستر عليك واتوسط لك ؟ والله ارميك بسجون ولا يرف لي جفن فاهمم!
هز راشد رأسه بهدوء واكمل عقاب : ولدك تروح اجتماعاته والشركة القاك من صباح ربي فيها تفتحها انت وتكنسها فاهم!
هز رأسه واكمل عقاب : اطلع ياعاصي اطلع
طلع بهدوء وتنهد ذاعر يشوفه يجلس : العصبية تأذيك عمي
عقاب : ماتأذيك العصبية تأذيك خلفه مثل هذي
ذاعر : شفتك مع النقيب اخترت تصادقه؟
عقاب ؛ ماقلت لك ذاعر خل عدوك بشمالك تسلم يمينك؟
هز رأسه ذاعر واكمل عقاب : مافي بيننا امر كايد تلقى ثُريا حشت عقله هرج فاضي وصدقها
ذاعر : هالمرة معك حق تصادقه مب هين
عقاب : مب هين على غير السفير
هز رأسه ذاعر يوقف يسمعه : لا تنسى العب على حسن والنقيب علمه انه مايطول البيّاع
ابتسم ذاعر يهز رأسه : ابشر
ومشى طالع من الباب الخلفي تارك عقاب بشروده بمكتبه ..
هذيك الليلة ماقدر جهاد ينام يسمع صراخ سليمة وبكائها وظلم اخوه اللي مالقى حد يمارس عليه قوته وسلطته الا هضعيفه بعد ما زعزع ابوه امانه وثقته صار شخص يدور على سلطته في الضعاف ووقت جهاد بغضب يطلع يرفع يدينه يدق باب غرفتهم بغضب : راشد يا راشد
طلع راشد بغضب ؛ خير وش تبي من سمح لك تدخل جناحي انت!
جهاد بغضب تقدم يمسكه من ياقة ثوبه : يا رخمه تستقوي على ضعيفه وش سوت فيك يا حمار وش!
دفعه راشد بغضب : لا تدخل بيني وبين زوجتي فاهم ياورع وياويلك تفكر تتقرب من جناحي مرة ثانيه والله لاعتبرك تتحرش فيها
ناظر له جهاد بصدمه : انت مريض اقسم بالله روح تعالج الله يلعنك
دفعه يلتفت لمجيدة اللي طلعت بصدمه : وش فيكم!
راشد : انقلي جناح جهاد لا تخلينه بجنب غرفتي مايستحي على وجهه الكلب
هز رأسه جهاد بفقدان امل يشوف راشد يدخل والتفت لامه : هالبيت مايعيش فيه انسان صاحي والله
تنهدت مجيدة تتقدم له : ولا تزعل يمه انقل جناحك تحت قلت لك لا تتدخل ماتفهمني
جهاد : يمه ارحموها يمه والله حرام عليكم والله مايكفي ذنب ثُريا بعد تبون ذنوب زيادة!
ومشى بغضب يطلع من البيت بكبره ..
الصباح

دخل المصنع بهدوء اشبه بخلسة بعيد عن انظارهم وحتى سابق وقت العمال ، التفت لنواف اللي نطق : حي صانع العطور المجهول
ابتسم بخفوت : البقى عساه وصل؟
هز رأسه يتقدم بعينات : زي ماطلبت
مشى مُهاب ياخذ كرت ويبخ فيه وقربه من انفه يستشعر تركيزه : لا مب هذا اللي طلبته
نواف : يا مسلم اتقى الله عشرين مره نجرب ولا نفع
مُهاب بصوت امر : ما جاز لي نواف مب اللي ببالي طغت ريحة على الثانية
تنهد نواف : مالك الا تروح اسبانيا المصنع اللي تعرفه
مُهاب : ماعندي وقت والعطر ذا يتصنع انه بالمملكة
نواف : ماقلت شيء مُهاب بس لا انت شرحت لي زين ولا انت جاز لك شيء
اخذ مُهاب ورقه وقلم : عارف كم وزنية كل عينة استخدمتها؟
هز رأسه نواف بالإيجاب وبدأ يعلمه وهز رأسه برفض مُهاب : قلل نسبه التونكا وزيد زهرة الايريس وضيف باتشولي
كتب نواف تعليماته ينطق : ان ما جاز لك بعد ذا انا اعلن استسلامي تعال اخلط انت
هز رأسه مُهاب يربت على كتفه : قدها قدها
نواف : ماودك تحضر الاحتفال ؟ لا تعلن مين انت يكفي تحضر
مُهاب بسخرية : البس قناع يعني؟
ضحك نواف : والله مب شينه الفكرة نخليها حفلة تنكرية
وقف مُهاب : ماله لزوم انت موجود مب اول مرة ولا صعبه عليك
وقف نواف يسلم عليه وطلع بعدها انظاره لساعه اثناء اتصال شدّاد ..

الليل

تنهدت تسمع جهاد من سماعاتها مستلقية على السرير وتسمع شكواه ومعاناته اللي ختمها بقوله : ودي اسافر اتحجج بدراسة ولا اي شيء احتاج ابقى لوحدي افكر
ثُريا : خذني معك
ابتسم جهاد ؛ لو يتركك النقيب والله اخذك وامشيك بلاد وبلاد
ضحكت تردف : طيب حاول امك تقدر تقنع فرعون
جهاد : امي وتعرفينها ترتجف اكثر منا اذا شافته
ضحكت بسخرية : يحسب جبروته هذا بيدوم ؟ والله ياجهاد ان نهاية ابوك بتكون شنيعة لدرجة لا توصف يوم المُنى والله
سكت جهاد يغير الموضوع : شفتك مصوره سناب مع خالك محسن !
ابتسمت باتساع : اي تخيل قلت لسته وستين عنه ومدري كيف وصل له وجابه انبسطت مره معه
ضحك جهاد : خلينا من خالك وش سته وستين ناديه حبيبي حياتي تعبت اعلمك
ضحكت ثُريا : مالك دخل حنا نتفاهم بلغة مختلفه
هز رأسه بفقدان امل وسولف معها وقت وقفل بعدها تاركها تمشي تطلع من غرفتها بتملل وطفش وعقدت حجاجها تسمع صوت التلفزيون ، نزلت من الدرج تشوفه مشغل على قناة " ناشيونال جيوغرافيك "
ويتفرج لوثائقي عن حياة الكنغر وتقدمت تشوفه على عرض الكنبه وبيده سجارته يدخن ويتابع ومركز حتى مارفع نظرها له رغم انه سمع خطواتها من لحظة نزولها وضحكت : انعدمت المسلسلات يعني تشوف وثائقي
نطق من غير مايلتفت لها : حياة الكنغر مُفيدة اكثر من قصص الحُب
تقدمت تجلس بجانبه : مو لازم تتفرج قصص حُب عادي شوف حروب هقوتي انها جوك
اطفأ سجارته وطلع غيرها ينطق : الحرب بالمسلسلات الكل فيها بطل
وضعت يدينها على خدها تناظر له : وبالواقع؟
رفع نظره لها بهدوء : النايم البطل
ضحكت ماتدري ليه ضحكت بس قدرت تفهم من اجابته انه النايم متهني عكسهم هم الان سهرانين بمنتصف الليل وكل واحد منهم يعاني من أرق وهواجيس تمنعهم من النوم ، التفتت لخديجة جت ومعها شاي : جبت لك كوب يا ثُريا
ابتسمت ثُريا لها : مشكوره
وضعت الشاي وانحنى ياخذ كوبه تشوف السجارة بين انامله وبنفس الوقت ماسك الكوب ويشاهد لحظة طلوع طفل الكنغر من جيب امه للحياة هي ماتدري هو فعلًا مركز لانه يهمه حياة الكنغر ولا هو طفشان ويتفرج ورغم ذا ضمت الكوب بين يدينها تستشعر حرارته تسمع صوت الرجل يشرح حياة الكنغر ، مر وقت طويل والتفت يبي يزيد من الشاي وناظر لها نايمه بهدوء بين ضجيج التلفزيون وفوضى شعرها ناظر لها بهدوء من غير اي تعبير وسكون مُريب فيه وفي عيونه يسلهم مرخي هدبه ورجع استقر بهدوء على الكنبه لدقايق معدودات وقف يقفل التلفزيون بعدها واخذ الوشاح بالكنبه الثانيه وغطاها بعشوائية رغم انه قادر يشيلها لين غرفتها لكنه رافض فكرة القرب هذي ومشى بعدها يطلع لغرفته تاركها تنام بصالة ..

قصر متعب

كانت لحظات الهناء والسرور لان واخيرًا اقتنعت مودة تبقى عندهم في الاربعين وهذا كان طلب و رجاء من جيهان لان فرحتها لا توصف بوجود طفلة بين احضانها تداعبها مثل الان وهي تغني لها وتقبلها وتردد : يازين هالوجه الزين بسم الله ماشاء الله عليك
نزلت سمر من الدرج بعجلة : وينها سوسو ؟
انحنت تشيلها لحضنها تشمها : يا زين هالريحة يناس ما اقاوم
جيهان : تلحلحي وجيبي ماغير ترفضين الرايح والجاي
ناظرت لها سمر وضحكوا على نظراتها تنطق : وش هالنكد عمه معد تبيني صح ؟
التفتوا على متعب جاي : مين قال مايبيك !
ابتسمت بدلال تزعل : عميمه معد تبيني
متعب وهو يتقدم يشيل رانسي : وش عليك من هرجها هالبيت من غيرك ما يعمّر
اتسع مبسمها يلاعبها بحضنه : مودة أنعدمت الأسامي مالقيتي الا هالاسم من الفجر عيّا يطلع من لساني
ضحكت مودة : جدي والله حلو دلعها سوسو ومعليك
رفعها للاعلى مبتسم يقبلها اثناء دخول حاتم وجاسم مبتسمين على منظر ابوهم ونطق جاسم : من يومه ابوي مايحب الا البنات كانت جيهان بكفه وحنا بكفه
ضحكت جيهان تشوفهم حولين رانسي مبسوطين بوجودها ضافت نكهة لهم ..

عدت الايام والليالي بسكون هادئ ومر الشهر والاثنين والثلاث ماتدري كيف مرت معه بسرعه وهدوء غريب اغلب وقته بشغله ولا يصير بينهم الا مواقف بسيطه لا تُذكر ، ولكن هالليلة كانت الحد الفاصل في حياتهم ..
طلع مُهاب على اتصال شدّاد يعلمه انه برا في المستودع وبالفعل استجاب له يطلع هناك وهذا اكثر شيء يثير فضولها من ليالي واسابيع تشوفه هناك ولا تدري هو مع مين واليوم بذات استجمعت شجاعتها وغلبها فضولها تتبعه بخطوات هشه محاوله عدم إصدار أي صوت توقف خلف الباب المردود..
التفت مُهاب يسمع شدّاد : مثل ماتوقعت بدأت شركة عقاب تهبط هذا بداية النهاية ونزول الاسهم والافلاس
هز رأسه مُهاب : حبه حبه و اوصل اللي ابيه
شدّاد : وش تبي انت ها ؟ وش تبي نحطك جنب سعود ؟
ابتسم مُهاب : ارجى ما تمنيت والله
مسح شدّاد على وجهه بتعب : تطارد الموت انت تلعب معه ! سلم الادلة اللي عندك تسجنه سنتين ثلاث وخلصنا
وقف بغضب مُهاب يناظر له ؛ وش غيرك شدّاد وغير اهدافك ؟ ما مشيت معك كل هالدرب لاجل تتراجع بنهاية وان تراجعت انت خطوة للورى ما اخطيها لو تقطع رقبتي
ناظر له شدّاد عاجز يقول انه خايف عليه ولا مستعد يخسره ونطق بغضب يجاريه : اجل استمر بحالك لا احد يعرف انت مين ولا يعرف انك ولد الفريق سعود بن متعب آل رشيد و ادخل بعداوتك مع عقاب وانتقم منه بالضعيفه اللي عندك
مسح مُهاب على وجهه بصبر : لا حول ولا قوة الا بالله وش جاب طاريها الحين !
شدّاد بغضب : كل الموازين تغيرت من دخلتها حياتك الحرب تبدأ من بيتك من قعر دارك من احضانك فاهم !
مُهاب محاول تمالك اعصابه : لا هي ولا غيرها يردّني عن ١٦ سنة اسعى لها ادعس على كل من وقف بوجهي !
التفت شدّاد للباب المردود يشوف ظل ورفع يدينه لفمه بمعنى السكوت وناظر مُهاب للباب يفهم مقصده واكمل شدّاد كلامه بتمثيل : هالدرب بيتعبك ويهد حيلك والسماء بها غيم
تعليقات