📌 روايات متفرقة

رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم الثامن 8 بقلم الرُبانة صفاء

رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم الفصل الثامن 8 بقلم الرُبانة صفاء

رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم pdf الفصل الثامن 8 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم pdf الفصل الثامن 8 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم الفصل الثامن 8 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم الفصل الثامن 8. 

رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم

رواية ما عاشرت شمس ولا خاوت نجوم الثامن 8 بقلم الرُبانة صفاء.

مشى مُهاب لكاميرات المراقبه اللي كانت موجوده وناظر وقوفها عند الباب من الكاميرا واغمض عيونه مُدرك انها سمعت كل شيء واكبر اسراره المخفيه ولانها اذكى من ينلعب عليها فهمت مقصد شدّاد اللي ماشافته ولا تعرفه ماغير سمعت صوته وقوله " السماء بها غيم "
وتراجعت بخطواتها وهذي المرة نوتّ الهرب ومحال ترجع لبيته هي بدأت تفهم وتربط كل المواضيع ببالها ، بدأت تستوعب وتدرك حجم اللعبة اللي هي فيها ودخلتها ، بدأت تدرك انه اكبر غلط وعمره ماكان نجاة لها هو بحد ذاته هلاكها ، شدّت على محرمها تتراجع بسرعه تدري انهم عرفوا بوجودها وسرعان ماركضت بعجلة على طول الحوش اللحظه اللي نطق شدّاد : ولد هربت
ولا اكمل عبارته لان مُهاب طلع يركض بعدها بسرعه تاركه يغادر من الباب الخلفي ، هذي المرة الاولى تعيش فيها الهرب من بيته هو ، تتكرر تجربتها المريرة من ١٦ سنة ركضت تلتفت خلفها تشوفه طالع وراها تزيد سرعتها ماتدري وين بتروح وليه خافت وليه هربت ولا شيء تعرفه انه عدو مثله مثل عمها ولا يفرق عنهم ابدًا ، التفتت خلفها ماتشوفه وفتحت باب الحوش تركض وصرخت بفزع تشوفه قدامها ماتدري كيف اختصر الطريق من خلفها وسبقها ، واقف مايرمش في عيونه النظرة السوداوية نفسها ثابت ويضم يدينه خلف ظهره بسكون تام يناظر لها ، مرعب لحظتها وهي تترجع ترفع يدينها : لا تتقرب مني !
مارد يمشي امامها بهدوء وركضت ولانه عارف انها بتهرب كان اسرع منها يمسكها من كتفها ترتمي بحضنه تستشعر قوة يدينه وتصرخ بشدة : ابعد عني فكني الله ياخذك يامريض
شدها نحوه يمشي معها يجرها خلفه وحاولت تقاومه وترفسه وتضربه ورغم ذا ما اثرت فيه ابدًا من قوة شدّه لها سحبها ترتمي مرة ثانيه لصدره ترفع نظراتها الخايفه بقوة مزيفه ورمش مبلول : اتركني انت ماتفهم!
نطق اخيرًا بامره : اعقلي!
جرّها حتى دخل صالة البيت ودفعته بنفس اللحظة اللي ارخى فيها قبضته تتراجع للورى تناظر له بصدمه تهز رأسها برفض : تكذب مثلهم ! كذاب اكثر منهم !
مارد يناظر لها تكمل بحرقة وقهر : دخلتني لعبة انتقامك على اساس ماعندك احد ؟ لا اهل ولا غيره ؟
ضحكت بصدمه تهز رأسها بجنون : والحقيقة انك حفيد اكبر عوائل الرياض وابوك فريق واخذتني طُعم انتقامك!
كان يناظر لها لحالة الجنون اللي دخلتها ورفض الحقيقة وهي تهز رأسها بعيون حمراء : يعني زواجنا باطل؟ اخذتك باسم مزيف وحكاية كذب وقصة خرافة وانت كذاب ومريض انت مريض نفسي والله العظيم مريض ولا بك ذرة عقل انت مجنون فاهم مجنون!
ميل ثغره بسخرية يناظر لها : مين يتكلم عن الجنون !
ناظرت له ولتعابير ملامحه وهزت رأسها تضحك : صحيح ان كنت انت مجنون انا من علمك هالجنون
وركضت للمطبخ تحت نظراته يتنهد يتبعها يشوفها تفتح الادراج بعجلة ترمي مافيها حتى رفعت سكين امام نظراته تتقدم له : اذبحك لو ما تخليني اروح والله اذبحك
تنهد بهدوء يمشي نحوها : يا نجلس مثل الخلايق نتفاهم يا عندك واجد مواعين تكسرينها
ثُريا ضحكت بسخرية : نتفاهم ؟ على ايش ؟ كذبك ومرضك وهوسك وجنونك ولا ايش ؟ توك تفكر نتفاهم توه يطلع لسانه الله ياخذك مابيني وبينك كلام
حركت السكين امامه بغضب : ابعد لا اذبحك
مشى لها بهدوء : اذبحيني مابه حل لطلعتك من هنا الا على جثتي انا
تقدمت بغضب منه : اذبحك وادعس على جثتك واطلع من هنا وأعلى مابخيلك اركبه
رفعت يدينها تمسك ملزم السكين تحاول تطعنه ومد يدينه يمنعها يمسك حافة السكين الحادة تشد ويشد وانتشر الدم من بينهم بسبب يدينه القابضة على حدّه السكين تشوف السكين ويدينها تُصب بدمه وابعدت يدها مجرد ما تلونت بالاحمر تناظر له يرمي السكين وينزل يدينه بهدوء تنزف قبضته وباطن كفه يناظر لها بهدوء وملامح بلا حياة ارتجفت برعب منه ومن وقفته :مريض انت مافيها نقاش ذي !
تقدمت بقوتها الخايفه : ابعد !
مُهاب : خذيّ روحيّ قبلها ..!
كان يسّد الباب بوقفته وتراجعت للخلف تشوف المواعين المرتبه والصحون ومشت تسحبها ترميها امامه بغضب وصراخ : والله اهدّ البيت عليك والله اهدّك
رمت كل الصحون والأكواب تكسرها من حولهم وتصبح الزجاج فاصل بينهما رمت وكسرت كل شيء نالته يدينها بصراخها وغضبها وعدم استيعابها والإنكار فيها وكل هذا امام ثباته ووقوفه ونزيف يدينه اخذت نفسها تشوف مابقى شيء تكسره والتفتت له واقف ثابت ينطق : حافية لا تمشين ..
ضحكت بسخرية تشوف الزجاج بينهم وبدأت تحاول تمشي لاجل توصل له : امشي على زجاج و شوك ودرب ديجور مابه نور ولا امشي بدربك لو تزرعه كله ورود
وقبل ماتخطي خطواتها كان اسرع يمشي لها بحركة سريعه منه رفعها على كتفه يتدلى رأسها من خلف ظهره ويقبض على فخذيّها بيده يسمع صراخها وضربها له ومقاومتها ورغم ذا مشى بثبات بهدوء متجاهل الشتم والسب والنعل نزل للقبو من ممر مُظلم أرعبها ماكانت تعرف بوجوده ، فتح الباب وانزلها يفتح الانوار وتراجعت للخلف تشوف الصور والتخطيط و اوراق مكان غريب ومهجور ماكانت تعرفه بوجوده ابدًا مُغلق بالكامل تقدمت تشوف صور اهلها عقاب و اولاده وكل شيء حتى ابوها ورمشت تلتفت له بصدمه : انت فعلًا كنت مخطط لكل شيء !
مارد يشوفها تتسع نظراتها بصدمه تتجمع الدموع بمحاجرها : عقاب مايدري مين انت ولا مستحيل تروح عليه !
مُهاب بهدوء : مايدري ولا اسمح لمخلوق يخرب تعب ١٦ سنة !
التفتت له تحرك رأسها برفض بجنون : افضحك اعلمهم كلهم عنك ادمر كل خطتك فاهم!
مارد يتنهد بتعب وحاولت تهرب ومسكها تجبره على شيء ماوده يفتح الدولاب وسحب الحبل وناظرت لادواته واغراضه برعب ركضت لكنه سّد الباب بجسده يسحبها رغم مقاومتها وصراخها الا انه لف يدينها الثنتين من امامها ولفهم بحبال تحت كل قوتها المهدوره وصراخها الضايع لقيت يدينها مربطها ولا اكتفى ينزلها ويربط رجلينها يمنع عنها كل الحركه حتى اصبحت جالسه على الارض وظهرها على الجدار ضمت رجولها لصدرها تناظر له تنزّل دموعها ويلتصق شعرها بوجهها جلس امامها ورفع يدينه يبعد شعرها عن ملامحها وحركت وجهها بقرف من لمسته لها تمنعه ورغم ذا ما اهتم يعدل شعرها للورى يسمعها تصرخ ب : لا تلمسني !
تنهد يناظر لها : ماودي يصير كذا لا تحدينّي على الردى وشيء ماودي اسويه ارجعي لعقلك وان جيتك نتفاهم على كل شيء ودك تعرفينه
هزت رأسها برفض بتكرار : فكني مافي شيء نتفاهم عليه !
مارد ووقف يناظر لها : عدوي و عدوك واحد تعالي نشبك الايادي
صرخت بقوة وغضب : انت عدوي ! من يوم ورايح انت عدوي وعلى رأس القائمة اسمك يا ولد سعود!
ناظر لها بهدوء نطق : سته و ستين ثابته تنتهي بعدها كل المحاولات ..!
ومشى طالع تسمع قفل الباب وصرخت بشدة تحاول تفك رباطها تحاول تمشي للباب وتدور اي شيء ولا قدرت وطاحت بعجز تضم رجولها لصدرها تنسدح بالارض وبكت بتعب وعدم خلاصها من العذاب ومن الحياة المتكررة عليها والهلاك وكل ما لقيت مطرح تسميه امان خاب ظنها وطلع منه الف خوف و رعب ومجهول ، أسيرة الماضي وذنوب ماكانت من اخطائها و جروح دائمة مُحال انها تُشفى وكل مادخل احد حياتها ترك جرح وندبه لباقي العُمر ..

رمى جسده على الكنبه بصالة يناظر يدينه تنزف والتفت لخديجة تمشي بصدمه تناظر له : يدك !
مارد وتقدمت تسحب الإسعافات الاولية وجلست تردف بلغة ركيكة : درست الإسعافات اعرف لها
مارد يشوفها تخيط جرح يدينه الطويل في سكونه يناظر لبقعه وحدة بتفكير يحاول يرتب كل مخططاته مايبعثرها كل شيء كان مخطط ومرتب الا هي ماكانت ضمن مخططاته ابدًا جت وبعثرة كل شيء ولا قدر ينظم من بعد بعثرتها شيء حتى قلبه ، خلصت خديجة يناظر لشاش يلف باطن كفه ومشت تتركه يرفع رأسه بتعب على عرض الكنبه بتفكير التفت لرنين جواله ورد يسمع شدّاد : وش صار؟
مُهاب : جايك القسم
قفل منه ووقف بتعب يمشي لغرفته يبدل ثيابه وطلع بعدها من البيت بكبره ..

القسم
دخل مُهاب يضرب تحية وجلس بتعب امام شدّاد اللي نطق : وش بتسوي؟
مُهاب : مدري شدّاد لا تسألني سؤال اجهل جوابه
شدّاد بشدة : اصحك تفكر تأذيها فاهم!
ناظر له مُهاب : اذيها ايش الله يصلحك ابيها تهدأ ونتفق
شدّاد : وايش يضمنك انها بتتفق معك!
مُهاب : عدوي وعدوها واحد ومتاكد تكرهه اكثر من كرهي له يطيح عودها ونتفق
ناظر له شدّاد يشد على يدينه من كبر السر المخبأ بجوفه نطق : البنت مالها احد من بعد الله غيرك لا تصير انت والظروف عليها
مارد مُهاب وهمس شدّاد : لا يغضب سعود عليك
رمش مُهاب يرفع نظره له بعدم فهم : وش دخل ابوي!
شدّ شدّاد على يدينه يناظر له يخفي نصف الحقيقه ويبوح بجزء بسيط منها : في شيء ماتعرفه ، يوم صار حادث اهلها كان ابوك هناك
مُهاب بصدمه : ابوي ! وش دخل ابوي !
شدّاد : ماله دخل بس ابوك كان عنده مهمه وقتها وانت بنفس المكان ولحق عليهم ميتين هو طلعها من السيارة وانقذها وعدها بالمستشفى مايسلمها لاحد وياخذها عنده بس مات بعدها باسبوع والحضانه راحت لعمها
بلع ريقه يشوف تعابير مُهاب : آمني عليها قبل يموت بس ماقويّت اخذها من عمها مالي سلطة
قاطعه مُهاب يوقف بعدم فهم واستيعاب : دقيقه دقيقه انت ليه توك تهرج !
شدّاد : وانا وش عرفني انك بتدخلها علينا عروس لك !
مُهاب بنبرة دهشة : ابوي انقذها وآمنك عليها وانت تركتها لعمها الظالم وانت تعرف بظلمه وبطشه !
شدّاد : به قاضي يحكم ان الحضانه له وانا ما اقربها !
مُهاب بغضب : في ستين حل غير اللي انت سويته هذا كله كوم وقصه انك ساكت عن هذا كله ولا اعرفه كوم ثاني !
مارد شدّاد واكمل مُهاب : لو في شيء ثاني انا ما اعرفه هذا اخر وقت لك تقوله لي والله يا شدّاد لو تعاملني معامله الغشيم وتخبي علي بعتبرك مع عقاب بنفس الكفه
عقد حجاجه شدّاد وطلع مُهاب بغضب يقفل الباب بقوة مسح شدّاد وجهه بتعب هامس : اي مصيبه دخلتوني فيها يا سعود و سالم!

بيت مُهاب..

ماتدري اذا شرقت الشمس ورجعت غابت ماتدري اي شيء ولا ببالها الان غير مقتطفات من ماضيها البائس الحزين ومن سهام الذكريات القاتل وخوف اللحظات تتذكر بعمر ١٢ سنه ببيت عقاب ربطتها مجيدة على حافه الكرسي بيدينها كانت تبكي تحاول فك يدينها تردد بهمس مُتعب " فكوني تكفون فكوني " تناظر وتسمع ضحكات سجى و ندى مع بنات خالتهم ينادونها بمسمى " المجنونة" وتعجز تثبت انها بعقلها ..
وترجعها الذكريات بعمر ١٧ سنة في مستشفى شهار بعد محاولتها الثالث والاربعين للهرب كان الحل الاخير ربطها في غرفة فارغه من اي ادوات مُساعده للهرب وغيره تصرخ باعلى صوتها بتكرار " انا مب مجنونة مب مجنونة "
ورغم ذا ماتسمع غير صدى صوتها وصوت خطوات الاقدام بسبب ذا صارت تميز من الخطوات القادم والرايح والجاي وهذا سبب ملاحظتها ان مُهاب يمشي مايطلع صدى لخطواته هو اول من قدرت تجهل خطواته ..
ضمّت نفسها من قوة افكارها وذكرياتها تردد بهمس خافت : مب مجنونة انا مجنونة
وكانت مابين " مب و انا " تنفي وتثبت خصوصًا ان اخر سنواتها صارت تقول انها مجنونة على اعتقاد ان الاعتراف بالجنون أسهل واكثر مرحًا من الانكار ..
التفتت تسمع صوت المفاتيح تذكرها بعقاب وجحيمه وذكريات حبسه وأغمضت عيونها لوهله من هول هجوم الذكريات عليها دخل مُهاب بهدوء بيدينه طرح فيه اكل وكوب ماء ونطق : جايبه كله زجاج يمديك تكسرين على راحتك
ماردت وضعه بطاوله والتفت لها وعقد حجاجه يشوفها مغمضه عيونها بقوة تشد عليها وترتعش من تصادم الذكريات عليها تقدم بعجلة ينحني امامها ينزل رجل ويرفع الاخرى : بنت علامك !
ماردت تبعده بيدينها ورفع يدينه يحاوط وجهها بكفوفه يهمس باسمها على ثغره لأول مرة تسمعه : ثُريا !
فتحت عيونها تسمع صوته تهز رأسها برفض بتكرار : فكني ! مجنونة ولا مب مجنونة فكني
هز رأسه بالإيجاب يآكد كلامها : مجنونة والا مب مجنونة انتِ حُرم وحلال مُهاب اهديّ شوي اهديّ
فكّ رباطها يحررها يشوف اختلافها رفعت نظراتها له وضحكت : على بالك اذا صرت حلالك بتأذي عقاب؟ هذا لو تذبح بناته تفرج لك وهو يشرب قهوة والله حزنتني تخطط من ١٦ سنة على اساس بتأذيه فيني ؟
هز رأسه برفض ومازال على نفسه امامها : خططت لكل شيء لمُدة ١٦ سنة الا انتِ ماكنتي ضمن مخططاتي ابدًا
هزت رأسها : اجل دام لا انا استفيد منك ولا انت تستفيد مني اتركني روح كمل اللي ودك مايخصني وانا حررني
تنهدت تكمل : انا في وجه
قاطعها باطراف انامله على فمها يمنعها تكمل : هالعباره هي اللي وصلتنا لهنا لا تقولينها ابدًا
ابعدت يدينه تدفعه وتوقف تناظر له وتسمعه : مابي اذيك ولا مني تلقين اذى اجلسي واسمعيني
ضحكت بجنون تناظر له : اسمعك ؟ متزوجين من ثلاث شهور ماسمعت منك الا ثلاث كلمات واليوم بتقنعني انك بتتكلم ؟
مُهاب : بتكلم وبدل الثلاث عشر تسمعين اجلسي قبل اركدي يا بنت !
دفعت الكرتون اللي كان امامها تمشي تجلس على الكنبه تناظر للاكل ضحكت : جايب اكل الاخ ناوي يحبسنا زيادة
جلس بجانبها بغضب: مب اخوك انا زوجك !
ناظرت له تتكتف تقلده : زوجك ! اخلص وش عندك
سكت يتأملها يرخي ذراعه على الكنبه واكملت بجدية : وش سوا لك عقاب ؟
طلع الظرف من جيبه يناولها واخذته باستغراب تفتحه واتسعت حدقة عيناها تشوف صورة رجل مرمي برصاص وجنبه طفل وامرأة بعبايتها
وحولهم سواد واضح انه دم بحكم ان الصوره ماكانت ملونه ورمشت تسمعه : قتلهم كلهم قدام عيوني ، امي وابوي واخوي ولا رف له جفن عليهم
بلعت ريقها تناظر له : وليه ما قتلك ؟
مُهاب : جوا العسكر قبل يكمل وبعدها نشر جدي كذبه اني مت قبل يكمل علي ويحسب اني مت فعلًا
ناظرت له بعدم استيعاب : وين عشت كل هالسنين !
تنهد مُهاب ؛ تفاصيل مالها لزوم كل اللي لازم تعرفينه ان عدوي وعدوك واحد صافحي يميني وناخذ حقنا
كانت تناظر لسعود بهدوء همست : عندك صوره لابوك غير ذي ؟
سكت يفهم انها عرفته وطلع محفظة رجاليه صغيره من جيبه وطلع صوره احوال لابوه ببدلته يناولها ومسكتها بانامل ترتعش تناظر له تجمعت الدموع بعيونها لا شعوريًا : حسبت انه خذلني وتخلى عني كل هالسنين كنت الومه ليه وعدني واخلف طلع قتله بعد ..!
رفعت نظرها له تكمل : الاب انقذ حياتي و ولده دمرها ..!
تنهد بتعب يشوف صدمتها انه ابوه وربط القصه ومليون سؤال ببالها ماتلقى له جواب ونطق : كُلي ونكمل كلام
شافته يقرب الطرح وضربت بيدها عليه بغضب تنثره من حوله تناثر الاكل وتكسرت الصحون وناظرت له تتنفس بعلو : مرتاح انت وتبينا نأكل ورايق على الاخر ماتبي بعد ارقص لك ازيدك روقان ؟
ابتسم بخفوت ابتسامة قادره تنرفزها : يا ليت والله
ناظرت له بصدمه ولرده ومشت تتنفس ويدها برقبتها : كل اللي قلته مايغفر لك انك استغلتني وكذبت علي بكل شيء واخذتني بين يدينك لعب مثل لعب القمار تتوقع بوقف بصفك ضد عقاب ؟
ضحكت تناظر له : تصدق والله عقاب افضل منك رجال ومعترف انه كلب ويضرّك وهو يناظر لعيونك بس انت جبان مب قادر تعترف باصلك وفصلك وتتخبى ورى لقب مب لك لاجل تنتقم واخذتني رهينة خطتك القذرة ذي !
كان يناظر لها بثبات يشد على يدينه يتمالك اعصابه وغضبه مايبي يأذيها ابدًا يناظر لها تلتفت لاغراضه والصور وتضرب الوحات وتنثر الاوراق وتكسر كل شيء قابل للكسر وتصرخ : مسوي لي فيها النقيب حامي الدولة وانت كاذب عليهم !
التفتت له بصدمه : كذبتك سهل تمشي على الكل بس كيف مشت على الدولة؟
مُهاب : ما مشت يعرفون مين انا
ضحكت بصدمه وجنون ماتفهم شيء : ١٦ سنة تخطط تقتل السفير ؟ وقتل هو اهلي واهلك باسبوع ولا قدرتوا تمسكون عليه شيء ؟ وبنهاية تقتله وبس وتخلص الحكاية ؟
هز رأسه برفض : لو ابي موته بسيطه انا ابي عذابه ابيه يتمنى الموت ولا يلقاه
رفعت يدينها تمسح وجهها وصرخت بغضب : بستين داهيه انت وهو عساكم تتذابحون مالي دخل بينكم طلقني فاهم طلقني ولا بعلم احد عليك وبطلع من حياتك بالكامل وكمل خطتك بس انا مُستحيل اكون جزء منها ابدًا !
وقف بطوله وعرض منكبيه وشدّت على كفوفها تناظر له يمشي نحوها ماتقدر ماتخاف مهما حاولت بهيئته هذي تخاف لازم تخاف وبصوته الرجولي الناطق : معادك جزء من الخطة ، انتِ كل الخطة من الآن
رمشت تناظر له بجنون : بتأخذني مفتاح انتقامك ؟
صحح لها بقوله : انتقامنا
اغمضت عيونها تصرخ : انا وانت مايجمعنا شيء !
مُهاب يجاريها بصراخ لكنه بارد عكس نيرانها : تجمعنا دبلة و دم !
دفعته تركض وانحنت تسحب قطعه زجاج من الارض تناظر له : الدم بخليه ينزل منك الان والا دم اهالينا جف بتراب
هز مُهاب رأسه برفض: ماجاف ينبوع ثاير ما يجف
ركضت تطلع الدرج وتنهد يمشي خلفها بهدوء عكس عجلتها وركضها وصلت لصالة تكمل ركض للباب وفتحته تطلع تركض وصرخت من كمية الكلاب البوليسية وصوت نباحهم تتراجع للخلف بفزع وضرب ظهرها بصدره الصلب وقبل ماتدفعه توسطت يدينه خصرها يرفعها لاعلى الدرج وانزلها وقت دفعته تبي تتقدم وتراجعت بخوف من الكلاب اللي اقتربت ومشت ترجع تدخل البيت بغضب تبعها مبتسم يقفل الباب وناظرت له : ويضحك يعالم يضحك !
وقفت امامه ومشى لها يسمعها : حتى متى بتوقف هالكلاب وحراس ومدري ايش لين متى يعني هقوتك ماقدر اهرب ؟ انا هاربه من سجون ومستشفى بعجز اهرب منك ؟
تقدم نحوها بخطوات عريضه وتراجعت بفزع حتى ضرب ظهرها الجدار ، حاوطها تشوف عرض منكبيه وعضلاته امامها واقترب منها ينطق : اهربي الان لو تقدرين ..!
شدت على الزجاجة بيدها وبحركه سريعه رفعت لوجهه بسرعه تمررها ولانه كان اسرع منها بصد الا انها قدرت تجرح طرف شفايفه السفليه حتى صب الدم منها ، رفع يدينه لثغره يشوف اصابعه تتلون بدم وتحررت منه تبتعد تبتسم بانتصار : هربت وبهرب مرتين وثلاث وعشر
مشت تجلس بالكنبه تشوفه يطق رقبته ويمشي نحوها وضحكت تشوف علبة الاسعافات بطاوله : امس يدينك واليوم فمك يبدو انت بتتعذب مب عقاب
جلس امامها وسحب علبه الإسعافات يضعها بينهم والتفت لها : عالجينيّ ..!
ناظرت له تعقد حجاجها وضحكت بعلو صوتها : مجنون والله العظيم هربنا من مرضى نفسيين لمجنون
كرر كلامه مُضيف عليه : عالجينيّ ولا اعالج نفسي بطريقتي
وقفت تناظر له بغضب : وليه اعالجك شغلوني عندك وانا مدري ؟ بطقاق عساك تنزف لين تموت قال طريقتي وش علي من طريقتك
وقف امامها يردف : هذي المرة الاخيرة لك ولا
قاطعته بغضب تتقدم له : ولا ايش ؟ ها ايش !
ناظر لها يكبّت غضبه وبحركه سريعه منه توسطت يدينه وجهها يسحبها ويتقدم نحوها بنفس اللحظة اللي التصقت فيها شفاه بشفاهها بقوة قبضته ورعشة جسدها ، ماكانت قُبلة تتدفق منها الحُب كثر ماكانت قُبلة تسكنها الغضب وعدم السيطرة وجنون الاثنين ورغبته بفرض سيطرته باللحظة هذي او ربما بحقيقة انه طلب العلاج باكثر طريقه فعالة لشفاء ، ماكانت قُبلة تغمض فيها عيناها من نشوة الشعور لانها كانت فاتحه عيناها بصدمه وعدم استيعاب من لحظة شعورها بملمس شفاه يُخالط عنقود العنب بثغرها بوسط فوضى الغضب وحتمية الإنكار وكشف الستار ..
تدفقت كل دوافع الحياة بداخله توه يُدرك انه انسان بملمس ثغرها ورقته بين شفاه أدرك باللحظة ذي انه ما حبسها خوف على خطته … بل خوف على امر اخر ..!
دفعته بقوة تملكتها تناظر له بعدم استيعاب او ادراك لفعلته وقُربه الغير مرغوب ابدًا ورفعت يدينها بغضب وقوه الا انه مسك كفها قبل ما تكمل غايتها وهذا ابدًا ماوقفها لانها رفعت يدها الثانيه تضرب عرض صدره بقوه وغضب حسّ بغضبها ونفورها ولا حسّ بوجع قبضتها ونطقت بغضب : اصحك تفكر تقرب مني او تلمسني مرة ثانية فاهم !
حرك رقبته يلتفت لها يناظر بنفس نظراته ومد يدينه يرفعها بخفه فوق كتفه قبل ما تستوعب دون اي كلام وعدم مبالاة لصراخها يطلع لغرفتها ودخلها واغلق الباب يسمع ضرباتها وصراخها وشتمها وكيف ركضت تدور جوالها وغيره ولا لقت شيء وصرخت بغضب ترميه على كل شيء بتسريحة والطاولة والسرير كل شيء وبكت بتعب وعجز تجلس على الارض تضم رجولها لها تخالطها ذكريات تكرهها تذكرها بامور اخفتها من بشاعتها وبكت من شعور الوحدة وان مالها ظهر ولا سند ولا احد تلجأ له محد بالعالم حولها ولوهلة حسّت ان الكل ضدها حتى الرجل اللي ظنت انه النجاة طلع حبل اخر للغرق ..
بينما عنده استلقى على الكنبه يبلل ثغره غير مُدرك عن سبب فعلته هذي وليه اقترب منها رغم انه مُحال يجبرها على شيء ماتبيه بس هذيك اللحظة كانت امر خارج عن قواميسه امر ما فكر فيه بعقله ابدًا خصوصاً انه مايعرف اي شيء عن ماضيها وذكرياتها وتأثير فعله والا عمره مايقبل لها الاذى ويبقى القاسي الحنون وتنهد بتعب وفوضى تفكير يشوف عدد المكالمات من شدّاد وتجاهله يمشي يكلم خديجة : لا تفتحين لها الباب ابدًا فاهمه !
هزت رأسها بالإيجاب ومشى طالع بعدها ..

قصر متعب

ابتسمت سمر تلتقط لها صوره بحضنها رانسي بعد مازينت شعرها بربطات مثل ماتحب وضحكت بمرح ترسل الصورة ورفعت نظراتها لدخول مودة : صحيت ادور عليها
سمر : قلت لك لا تتعبين نفسك انا كذا كذا باخذها
مودة ؛ ماتوقعت تحبين الاطفال كذا
ناظرت سمر لرانسي
ناظرت سمر لرانسي : ماقدر اعشقهم
ابتسمت تشيلها : بروح ارضعها واردها لك
ضحكت سمر وطلعت مودة رفعت نظرها تشوف عمتها تدخل تقفل الباب تنطق : اخوك جاك ؟ اتصل ولا به خبر عنه ؟
هزت رأسها برفض : صار شيء !
جيهان : ماصار وش تبين يصير كثر ذا كم مّر ماشفته ولا ادري ارضه عن سماءه !
سمر : عميمه مب اول مره عارفين ومتعودين عليه
جيهان : تعودتي على غيبته !
سكتت تناظر ليدها : تعودت ..
تنهدت جيهان ماترد وطلعت بهدوء وتنهدت سمر تدرك ان الفراغ ذا مهما حاولت تمليّه بيبقى طول عمرها فارغ ..

بيت مُهاب

وقفت تدق الباب بعد ماسمعت صوت خطوات اقدام ونطقت : خديجة؟
تقدمت خديجة من الباب : ماقدر افتح
تنهدت ثُريا : مابروح مكان عطشانه ولا اكلت شيء
خديجة : مُهاب يقول مافي افتح
ثُريا برجى: خديجة تكفين والله بموت جوع من طرف الباب ناوليني
تنهدت تحسّ بالحزن عليها وتقدمت تجلب لها اكل وماء وفتحت الباب تدخل وابتسمت لها ثُريا تشوفها تمشي تحط الاكل وركضت ثُريا تطلع وتقفل الباب عليها بسرعه تسمع صراخها وطرقات الباب ونطقت : اسفه خديجة مجبوره والله
ركضت بيدها المحرم تلبسه بعجلة ماتهتم لاي شيء ثاني وطلعت برا البيت تدور بانظارها ماتشوف شيء ممكن يعيقها واكملت ركضها للخارج حتى تحررت من الحوش بكبره تشوف النور بنهاية النفق تركض ماتدري وين بشارع الطويل البعيد عن اي بشر ومجرد ما شافت ضوء سيارة توقفت امامها تصرخ : وقفف وقف تكفى وقفف
توقفت السيارة بعجلة وبقوة وبسبب قوة الضوء ما انتبهت مين راكبها تركض وتركب ورى تحاول تلتقط انفاسها : تكفى وديني اي مكان بعيد من هنا اي مكان
حرك بهدوء من غير رد ولا سمعت صوته ولا ركزت بملامحه ماغير تتنفس ولا تبي شيء غير الخلاص ولا شيء مهم اساسًا غيره الان ..

مر الوقت وحسّت بغرابة الطريق ورمشت تتقدم نحوه : دقيقه مين انت !
ابتسم بخفوت : توك تسألين مين انا!
سكتت تميز الصوت والتفت شدّاد لها مبتسم : جمعنا القدر يابنت سالم
رمشت تحاول تتذكر الملامح ذي تبدأ تسترجع ذكرياتها بعجز هي فقط تذكرت صوته من حديثه مع مُهاب لكن ملامحه تعجز تتذكرها بصوره واضحه ..
دخل سيارته المربط وتوقف يشوف مُهاب جالس بالجلسة الخارجية ونزلت تغمض عيونها بفهم : موديني مشوار لعنده ليه الشقى كنت ناديته اسهل
تنهد شدّاد يشوف نظرات الصدمه في ملامح مُهاب يمشي لهم : وش وداك معه !
ثُريا : ابد كنت بهرب ولقيته ركبت معه وصلني لك
مُهاب بصدمه وغضب : وش يعني ركبت معه اي ادمي بدنيا تركبين معه!
ثُريا بغضب : اي اركب دامه يخلصني منك
مسح على وجهه بجنون وتقدمت لشدّاد : انا اعرفك وين شايفتك؟
ابتسم شدّاد
ابتسم شدّاد يرفع يدينه بحركه الوعد الطفولية اللي سواها معها بالمستشفى ورمشت بعدم إستيعاب : انت !
هز رأسه بالإيجاب وضحكت بصدمه : الدنيا تضحك علي ولا وش ليه رجعتو دخلتوا حياتي بعد ماخرجتوا !
تقدمت نحوه بغضب ؛ تركتني ورحت ولا ساعدتني رميتني بنار تعرف مقدار لهبها وجاي الحين ليه !
مارد شدّاد ومسحت وجهها بتعب : سلمتني لعقاب من ١٦ سنة و رجعتني لمُهاب اليوم ياكبر ذنبك
قاطعها مُهاب : لا تحطيني بعقاب بنفس الكفه
ثُريا : ما اسوأ منه الا انت
ومشت بغضب تسمع شدّاد : حدّتني الظروف يابنت سالم
ناظرت لكوب الشاي اللي كان يشرب منه مُهاب واخذته ترميه بقوة عليه بغضب اصاب رأس شدّاد ونطقت بصراخ : تبن عليك وعلى ظروفكم وعلى شنب بوجيهكم
اجحظت عيون مُهاب يناظر لدم بيدين شدّاد رافعها على جبينه ومشى نحوها يسحبها من كتفها لداخل ودخلها الغرفه يلتفت لها ولصراخها : انثبري هنا وسالفه انك تركبين مع غريب نتفاهم عليها بعدين
التفت يسمع سخريتها : يغار الله ياخذه يغار اقسم بالله اكسر بيتك ذا
التفت لها بصدمه تسحب مزهرية ترميها بالجدار واغمض عيونه يرفع يدينه لرقبته بصراخ : لا حول ولا قوة الا بالله لا تجننينّي بنت!
رفعت يدها تصرخ تشير باصبعها : لا ترفع صوتك علي!ناظر ليدها بغضب : نزلي يدك ! نزليها !
رفعت يدها تضرب صدره باصبع تنرفزه بحركتها وتصرخ بوجهه : وش بتسوي ها وش بتسوي ؟
اغمض عيونه بغضب رفع يدينه لرأسه والتفت للجدار وضرب رأسه فيه بقوه لاجل بس ما يأذيها وصرخت بصدمه: يا معتوه انت!
ناظر لها بغضب اول مره تشوفه كذا خارج عن سيطرته: ما بقيتي فيني عقل انتِ جننتينّي !
رفعت يدها تشير بعدم اهتمام : احسن
قفل الباب وطلع يسحب كيس الثلج ومشى لشدّاد يناوله يشوفه بالكنبه يديه برأسه يمسح الدم : جزاك وزود
شدّاد : تلومني كانّي المسؤول
مُهاب بغضب : الساكت عن الحق شيطان اخرس ! وانت سكت وهذي عواقب سكوتك خبلتك بنّية
التفت له شدّاد بسخرية : شوف مين يتكلم فمه يسيل ويدينه دمها ما نشف منها
مارد مُهاب ووقف شدّاد يلملم اغراضه : مجانين اقسم بالله بنهاية تنتقمون من بعض وتموتون وابقى انا اشرب قهوه مع عقاب
وطلع يتركه يتنهد بتعب من فوضويه الامر وعدم وصوله لحل منصف ..

وقف يطلع الدرج لدور الثاني وماكان فيه الا جناح واحد غرفه بصالة وحمام كان له لوحده في المربط والان معها هي ، فتح الباب يشوفها جالسه تناظر له ونطقت بسخرية: مات ؟
مشى يجلس قدامها : محد يموت من كوب
وضعت يدها على خدها تكمل بنفس النبرة : اي وش اتفقتم تقتلوني هنا ؟ والدفن اشوف تخليه بربع الخالي محد درى عنك
ناظر لها مطولًا واردف : بفتح لك الباب المربط بعيد كلياً عن اي مكان برياض لا تتعبيني ولا تتعبين نفسك اجلسي وفكري وقرري ونلقى حل يرضي جميع الاطراف
ضحكت تعتدل بجلستها : افهم انك تخيرني بينك وبين عقاب ؟
هز رأسه برفض مطلع صوت بمعنى الرفض : لا اخيرك يا انا يا انا ..!
ضحكت تهز رأسها بسخرية: وين الديموقراطية وحُرية الرأي ؟
ميل ثغره مُهاب : معك انا دكتاتوري
وقفت بصدمه تناظر له : خيير ان شاء الله مابي اتفق معك ولا اكمل معك ليه ماتفهم انت !
وقف يعدل بلوزته : في اكل بثلاجه تسلي هنا
مشى طالع ولحقته تصرخ : يا ادمي بالغصب هو ؟
مارد حتى نزل من الدرج ياخذ اغراضه تحت نظراتها ومشى طالع تاركها تمسح وجهها بغضب تناظر حولها بحيرة ما تدري تهرب تبقى ايش ممكن تسوي بس هي متاكده من موقع المربط البعيد عن اي مكان قابل للهرب ، سمعت صوت سيارته دليل خروجه وطلعت تلتفت حولها تناظر للمربط والاشجار وممر على جوانبه النخيل مكان بديع التفتت على صوت صهيل الخيول ومشت تشوف الاسطبل الكبير وابتسمت مجبرة من منظر الخيول تتقدم لخيل يناظر لها ورفعت يدها تلمسه : يا مرحبا
انتشر صهيله وابتسمت تتلمسه : حبسك انت بعد ؟
تنهدت تمشي بعد وقت ودخلت بتعب ونعاس داهمها وتركت كل شيء لاجل تنام لو ساعتين براحة ثم تصحى تقرر وش ممكن تسويه وفين تهرب ..

القسم

مسح وجهه بكلتا يدينه يسمع راجس : حسن جاب موعد لقاه مع البيّاع
هز رأسه بالإيجاب: جهز الفرقه بوقتها نطلع له
راجس : ماجاء الفريق الاول شدّاد
مُهاب : ما سألتك عنه
هز رأسه يمشي يطلع بعد ماضرب تحية وطلع مُهاب يدخل غرفه التحقيق يجلس امام متهم يناظر له بهدوء نطق : اي ليه جاي عندنا؟
المتهم : ماجيت انتم سحبتوني قدام الخلايق
مُهاب بهدوء : قالوا مهرب
المتهم : كذابين كله كذب
هز مُهاب رأسه : وبعد؟
المتهم : ولا اعرفهم ولا قابلتهم بحياتي
مُهاب : وبعد ؟
المتهم ؛ مالكم حق تحبسوني
وقف مُهاب يطق رقبته والتفت نحوه : تمشي بالشتيمة ولا الضرب؟
بلع ريقه يناظر له يمشي نحوه ونطق : منصور السبب منصور
ناظر له مُهاب ورفع يدينه بقبضتها يضربه بوجهه : ليه تعترف علطول ليه ؟ حد قال لك اعترف ها ؟
ضربه من غضبه المكبوت تارك الضباط بصدمه يشوفونه من خلف الزجاج وابتعد عنه يجلس يشوف الدم ينزف من فمه : اي مين منصور ؟
مارد المتهم رفع حاجبه مُهاب : ماتبي تعترف؟
رفع يدينه بخوف وعدم فهم : انت ايش تبيني اعترف ولا لا
مارد يناظر له وانفجر المتهم بالحديث وبوح كل شيء عنده تحت صمت مُهاب ونظراته نحوه نطق : عسكري
دخل العسكري يضرب تحية واكمل : خذه لا تشوفه عيني
خذه من عنده وتنهد يمسح وجهه بتعب وشرود ..
المربط
فزت بفزع تتنفس بعلو وخوف تلتفت حولها تلتقط انفاسها من كوابيسها المستمره ، رفعت جسدها تشوف نفسها بوسط كنبه بصاله امام مدفأة غير مشتعله لان تصميم بيت المربط كلاسيكي بحت شدت لبسها على جسدها تحس بدوخه من الجوع والقلق والخوف والسهر ، وقفت تمشي للمطبخ المفتوح تفتح الثلاجة وسحبت تفاحة تأكلها بعدم رغبه فقط لسد حاجتها وجوعها ، مشت تدور بانظارها وتفتح الادراج تبحث عن اي جواب كافي لباقي اسئلتها ، مشت للغرفه الاخيرة باستغراب تدخل تشوف مكتب اسود وهدوء و رُقي فيها دخلت تعبث بالاوراق والملفات والكتب ولا لقيت شيء ممكن يفي بالغرض انحنت لاخر درج بالمكتبه تفتحه تسحب الاوراق تقرأ وشافت مجموعه من الاوراق داخل غلاف واخذتها باستغراب لان مكتوب على الملف "السفير" اخذته تطلع لصاله وجلست تفتحه تفتش بين الاوراق تشوف اشياء كثير ما تفهمها وسحبت اخر ورقه تشوفها تحاليل ، بردت اطرافها تقرأ اسم " سالم بن جبران آل زين " بدأت تقرأ تشوف أرقام ونتايج ماتفهمها وبالاسفل مكتوب " ثُبت من تحاليل دم المتوفى ان سبب موته تسمم بالدم " مارمشت ابدًا وشحب وجهها وأسود تعيد قراء العبارة مرة ومرتين وعشر ترتعش شفايفها هي كان عندها احتمال طوال السنين ذي بس هذي المرة الاولى تكون فيها متأكده ان ظنونها ما خابت وفعلًا ابوها مات مسموم ، وقفت ترفع يدها لصدرها من ضيق نفسها تحاول تلتقط الاكسجين وبيدها الورقه تمشي وتتنفس بعلو تتجمع الدموع بعيونها وكأنها تتلقى خبر وفاتهم لاول مرة ، طاحت على الارض بعجز تتكأ بظهرها على الجدار تحاول تنظم نفسها وتعجز تضبب الرؤية عندها تتساقط دموعها مع رجفة شفايفها ، بكت بشدة بيدها الورقة تقرأ للمرة المليون وتعجز عن الرؤية من دموعها تمر حياتها كشريط امامها من ذكرياتها السوداوية ولياليها المُرهقة وحياة لا تسمى حياة وحيدة طول عمرها مالها سند ولا ظهر مات ابوها غدر مسموم ولا احد دافع عنه ولا احد شهد له بقيت وحدها طول عمرها تؤمن بكذبة صارت اليوم واقع ، بكت بتعب من حمل الدنيا على اكتافها ومن شعور الضياع وقيظ الحزن وعدم الامان في محطات العُمر ، ضمت رجولها لصدرها تضع رأسها على ركبتها تبكي بتعب تضم نفسها مالقيت كتوف تضمها ..!

اثناء ذلك كان وصوله للبيت نزل من السيارة بيده شنطة صغيرة فيها اغراض بسيطه لها جابها من البيت جهزتها خديجة لها من ملابس واحتياجات اساسية ، توقفت خطواته يشوفها من الباب العريض الزجاج كيف تبكي وعقد حجاجه يدخل يضع الشنطة ويمشي بهدوء نحوها مردف : ثُريا !
ماردت تبكي وتقدم حتى وصل لها بضبط
ورمش باستيعاب يشوف الورقه ويفهم حالتها يلتمس حزنها يحسّ فيها وبمعاناتها ، رفعت رأسها تناظر له بوجه محمر باكي وصوت راجف : تعرف كنت اتمنى اني غلطانه وماتوا بحادث !
رمش يسمع نبرة الحرقة بصوتها ورجفتها وبحة الصوت الساحر : كان عندي قيظ امل ان عمي مايسويها بحق اخوه كيف يسويها كان يحبه حيل يحبه
انحنى على ركبته يناظر لها : ما ادافع عنه ولكن مافي دليل يثبت انه الفاعل
ثُريا : من وين لك التحاليل ؟
مُهاب : شدّاد سواها قبل دفن ابوك
ميلت رأسها بقهر : ليه ما بلغ عن الحادثة وانه مات مسموم؟
ناظر لها بسكون وهدوء : كان وقتها مازال عسكري محد يصدقه ولا له سلطة عمك ينهي مسيرته
عضت شفايفها وبكت بتعب ماتدري مين تلوم ومين ماتلوم ومين الجاني ومين الضحايا بكت بقلة حيلة امام واحد من اللي تكرهم بحياتها تضم رجولها ويميل رأسها على ركبتها تحتاج حضن يسع نجم الثُريا ويدين تلملم نورها وقدامها رجل قطعوا يدينه مع مشاعره مالقى له قدرة للعناق ولا دربه يدل لحظات عاطفية مثل ذي ، جلس امامها تحس بتلامس ساقها بساقه بجلسته ورغم ذا شد على يدينه يعجز يحضنها يسمع صوت بكائها فقط في وسط فوضى ذهنه نطق : وش يرضيك ؟ يموت مسموم ولا مقتول ؟
رفعت رأسها برمشها المبلول تناظر له عن قُرب : ابيه يتمنى الموت ولا يلقاه ابيه يموت معذب
ناظر لها بصوره مطوله يتبادل معها النظرات رفع يدينه لشنبه يتعهد لها : ‏ ‏ان كان الانتقام اللي في خاطرك ما تهيّا؟‏ماني ولد عودٍ كفَخ وابعد الحوم يا بنت سالم ..!
رمشت تسمع طريقه وعده وحلفانه لها ان الانتقام اللي ودها بيصير وشبه ابوه بطير الصقر الحر اللي يفرد جنحانه ويطير بعيد‏ ماقدر يحضنها لكنه قدر يوعدها ماقدر تغلبه عاطفته لكن غلبته مروءته و رجولته وحميته عليها ..
رفعت يدينها تمسح دموعها وقف يبتعد يسمح لها توقف وتكتفت تناظر لشنطة : مطولين هنا ؟
مُهاب : الامر محتوم بردك
ثُريا : ردي مثل ماهو ماتغير انا وانت ما يجمعنا شيء
تقدم يستلقي على الكنبة : اجل الاقامة هنا مطوله
ثُريا : ماتطول وبطلع من هنا مثل ماطلعت من كل جحر دخلته
مُهاب : وقتي واجد جربي حظك
اخذت نفس بغضب ومشت تاخذ الشنطة وطلعت بعدها تتركه تحت لوحده يفكر بغرابتهم حتى بعلاقتهم توها تبكي عنده والان تتحداه ..!

قصر متعب

اغمضت عيونها سمر تسمع نبرة ياسر وعتابه : تعبت سمر من اعذارك و رفضك وعدم ثقتك فيني كل هالسنين بيننا وللان ماتشوفيني كفو ورجال قادر يصونك
سمر : ياسر لا تخلط المواضيع ببعض ماقلت كذا
ياسر : ماقلتي افعالك تقول
سمر بصدمه : انت مستوعب وش تطلب مني اطلع معك!
ياسر : وليه لا وانا احبك وانتِ تحبيني وبتصيرين زوجتي ليه تحرميني دقايق المحك فيها لو من بعيد
سمر : وقف تضغط علي لو سمحت
ياسر : بتخسريني وتخسرين علاقة سنين بسبب خوفك وعدم ثقتك فيني
تنهدت بتعب : ياسر !
ياسر : روح ياسر انتِ انا تعبت ومّل صبري فكري وكلميني
قفل وبلعت ريقها تناظر للجوال واسمه والشخص الوحيد اللي صب عليها حنان مُزيف وامان بتاريخ صلاحية ، التفتت لصورة اهلها الوحيدة في الطاولة جنب سريرها ورفعتها تلمس وجه ابوها وامها ويمان و مُهاب باصابعها تحس بخوف متلازمها اصبح مثل الهوس خوف الفقد والبعد والموت والخسارة والجفاف اللي تعيشه والامان اللي خسرته وراحت تدور عليه في علاقات دخلتها بحسن نية مع ارذل النيات وتنهدت بتعب وشرود ..

اليوم الثاني
الليل ..

صحت بفزع تتلفت حولها وتنهدت باستيعاب انها الان بغرفته في المربط بإرهاق جسدها وشعور الغثيان من عدم اكلها الكافي وحرارة بجسمها تستشعرها ، وقفت تمشي بهدوء لشنطتها ماتدري متى طلعها عندها فتحتها تشوف ملابس و الوشاح وعباية وكم غرض مثل صابون وشامبو وغيره هزت رأسها بفقدان امل ونزلت بهدوء ماتسمع اي صوت او حس ، تقدمت للباب الخشبي تحاول تفتحه وعجزت لانه قفله عليها وعضت شفايفها بقهر : تحبسني !
التفتت للباب الزجاجي الاخر وابتسمت بمكر : اوريك يا سته و ستين
طلعت تاخذ عبايتها وتلبسها ورمت طرحتها بإهمال على عنقها نزلت تشيل الكرسي المقدور على رفعه وناظرت لزجاج ورمشت ترفع الكرسي ورمته بكل قوتها على الزجاج ليتكسر باكمله ويصدر صوت تهشمه ، ابتسمت باتساع وركضت من غير اي تفكير للخارج باتجاه الممر واشجار النخيل على امل الوصول لطريق اخر من ورى المربط ..

في هذي الاثناء كان مُهاب جالس بالجلسه الخارجية امام الخيل اللي يركض حوله الاسوار وبيده كم ملف واشغال ويخلخل يده الثانيه بشعره بشرود وتفكير لحل ما بين يدينه ، مازال ببدلته لان توه جاي من شغله ولا امداه يبدل ، التفت بصدمه على صوت تكسير الزجاج وقف يده بخصره يرفع سلاحه لو في احد لحقه ومايدري ، مشى للباب الزجاجي يشوف الكرسي مرمي والزجاج على الارض وتنهد بتعب : ثُريا يا ثُريا !
هز رأسه يمشي بهدوء يدري ان ماتقدر تطلع من هنا : نشوف وين بتروحين هالمره
تقدم يفتح عداد الكهرباء وقفّل الانوار كلها بالمربط وانتشرت الظُلمة من حولهما ماغير القمر المكتمل وكل ذا لاجل تضيع الطريق وماتلقى درب اثناء همسه : يا صبر إيوب !
توقفت عن الركض بعد ما ظلم الممر تتلفت حولها ماتشوف الا هبوب النخيل الطويل يحجب عنها القمر ، مشت بخفه تتخبى ورى الشجر تشوفه يمشي بهدوء ولا يركض حتى ونطق بعلو : ما لك مكان غيري يا ثُريا !
ماردت تمشي بين الاشجار ويمشي يحاول يسمع آثار الاقدام ويتكلم : المكان بالليل مب امان في عقارب و حنشان تعالي وفكينا من حركات البزران هذي
ماردت تمشي تبتعد عنه ومع الظلام ماتشوف واجد ، جلست بين اشجار تتخبى تحاول تعرف وين هو الان ومدت رجولها بتعب تلتقط انفاسها من شدة الركض وتكتمها ، بينما هو يمشي بهدوء واثق ماتقدر تطلع بس مو متطمن يدري ان المكان مليان عقارب وحنشان ما تنشاف ، التفت بفزع على صوت صراخها القوي وتوقف يلتفت حوله يحدد مصدر الصوت وركض باتجاه علطول ..
اثناء جلوسها ما حسّت الا بلدغة قوية في ساقها ماقدرت الا ان تصرخ بقوة من شدة الالم المضاعف تغمض عيونها بتعب تسمع صوته يناديها بصراخ ونطقت بتعب تحاول تدله على مكانها باسمه على ثغرها : مُهاب..!
شافت ظلاله امامها يمشي نحوها وانحنى بيده جواله فاتح الكشاف واغمضت عيونها من نور الكشاف عليها ، شافها ممسكه ساقها وانحنى له يبعد عبايتها ويكشف عنه تنهد بتعب : وش فادك العناد الحين ؟ لدغك عقرب
كانت ملامح التعب والالم بوجهها وسحب طرحتها يلفها فوق الدغه بإحكام وادخل يدينه تحت ركبتها والاخرى على وسع ظهرها يشيلها بخفه بين احضانه اثناء نطقها: اقدر امشي ماله لزوم !
مشى يكبت غضبه : اسكتي شفنا كلامك وافعالك فين وصلك
ثُريا : وان ما سكت وش بترميني هنا ؟ ارميني مب حاجتك
مارد يمشي بعجلة ونزلها على الكنبه بالجلسه الخارجيه ابعد طرحتها ورفع نظره لها يشوفها تدوخ بتعب ويحمر وجهها سحب شماغه اللي كان هنا من امس يربطه فوق ساقها ورفع طرحتها يغطيها يرجع يشيلها لسيارة وارتخى رأسها على صدره يدرك انها تفقد الوعي ادخلها السيارة يرفع يدينه لجبينها يستشعر حرارتها اللي كانت مرتفعه من قبل الدغه ومشى بعجله يركب يسوق للمستشفى بسرعه هائلة يناظر لها تارة وتارة لطريق حتى وصل ونزل يشيلها بسرعه يركض وهي على صدره :نقاله بسرعه
تقدموا الممرضين والدكتور وضعها وعدل طرحتها يرفع نظره لدكتور : لدغها عقرب
سحبوها للغرفه وماكانت لدغته خطيره علاجها بسيط ولكن هي كانت تعبانه مسبًقا لاجل ذا تراكم التعب عليها ، وقف خارج الغرفه يتنهد بتعب رفع جواله على اتصال راجس ومشى بعيد عن الناس لاجل يرد ..

بعد وقت في الجانب الاخر بنفس المستشفى نطق ذاعر لعقاب اللي جاي موعد تحاليل : شفت النقيب و ثُريا هنا
عقاب : مين منهم تعبان؟
ذاعر : ثُريا بالغرفه وهو طلع يتصل
تعليقات