📌 روايات متفرقة

رواية عشق من قلب الصوارم الفصل الاول 1 بقلم عاشقة ديرها

رواية عشق من قلب الصوارم الفصل الاول 1 بقلم عاشقة ديرها

رواية عشق من قلب الصوارم الفصل الاول 1 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية عشق من قلب الصوارم الفصل الاول 1 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية عشق من قلب الصوارم الفصل الاول 1 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية عشق من قلب الصوارم الفصل الاول 1

رواية عشق من قلب الصوارم بقلم عاشقة ديرها

رواية عشق من قلب الصوارم الفصل الاول 1

صحراء نجد..




قبل أربعـــون سنة ...
عدة فتيات مابين التاسعة والخامسة عشـــر يرعين ماشيتهن ..


همست لرفيقتها والأقرب لعمرهاا :صحيح اللي يقولون خوياتنا!!!
تلك بنظرة غير متأكدة فالبنات لايتوقفن عن الحديث ماهو الصحيح الذي تريد تأكيدة ..فردت وهي ترمي جديلتها الغجرية على ظهرهااا بعد أن أنجزتها وسألت بتوجس :وهن وش ماقالن ..وشهو اللي تعنينه ؟؟
همست تلك بصوت أقرب لتذبذب :عقاب بن نايف رجع وبيخطب على بنت خاله منتسن ....
بن نايف أبن عمهن الذي رباه خاله بعد يتمه ...وأبتعد عنهم طويلاً .. وشهرته ليست بين جماعته بل على قبيلته في أكملها ..فهو قد أكمل دراسته ودخل العسكرية ليصبح ضابط عالي الشأن ..وزوجه خاله لأبنته ... وأنجب منها عدة أطفال ... كان حين يزوهم من عام لآخر يجلب الخيــرات لمن يعرفه ومن لايعرفه ...فالجميع يكتسي حين يزورهم بن نايف وجميع الفتيات يتحلين بالذهب بفضل بن نايف ... والآن عاد الحلم للجيل الجديد بعد أن فقده فتيات عدة أجيال سابقة ...بن نايف سيتزوج مرة أخرى وهذة المرة وقع الأختيار على بنات عمه ...
رفعت حاجبها وبحده :ومن حناااا
تلك بأزدارء من محاولتها لتهرب :أنتن يابنات عمه ياأنتي يابنت محماس ....
وضحى بعلو شأن وهي تمسح على أعلى شعرها البارز من فوق برقعها :ومن هالخبل اللي بيراجح بيني وبين فهدة الغيور ....
عادت تلك لتأكد لها :صيته أخته تعلم عمتها يبيها تخير له منتسن اللي ترفع راسه وتخاوى مع مرته وماتفتن بينهم ....
وضحى بثقة عالية بالنفــــس :وبيختارون بيني وبين فهدة الغيور ... مايحطها معي بنفس الخانة إلا مهبول مافيه عــــــــقل ...
ولكن فعلوها وأختاروها عليهااا وحتى هذه اللحضة تعيش تبعات ذالك التفضيل والأختيــــــار ...كانت بمجلس مليء بالنسوة وسمعت أحداهن تسأل عن فهدة وزوجها بن نايف وعن أشاعة وصلتهم عن تطليقة لأبنة خاله شعـــاع ...لتنكر صيته النايف الأمر وأنا أخيهااا ليس بقليل الأصل حتى يطلق أحد نسائه وهي بهذا العمر ... صرت على أسنانها وغلى الدم بعروقهااا وبين حرف وآخر وسالفة تجر أختهااا وحين سألتها أحداهن عن بناااتهااا هيفاء وجوزاء وعن أحوالهن وهل تزوجت الصغرى منهن وأنها قد كبرت ودعيها تذهب بنصيبها ولو على ضرة ...وجدت نفسهاا تقول :وهو عاد فيه رياجيل مثل أول يجمعون بين الحريم ويعدلون ...مافيه إلا مهبل يطير مع وحدة ويخلي خويتهااا ... والله لو أن اللي بيخطبهااا على مرة بن نايف عشان أزوجة ....
لتسألها أحداهن بمزحة سامجة :تقولينه صادق نوديله العلم أنتس بتجوزينه....
لتبتسم من دواخلهااا وهي ترى صيته تلتفت عليها وعينيها كعيني صقر :والله لو بن نايف يبيها لتجيه بنتي جوزاء عطية مانبي وراها جزية ....
أنخفضت الأصوات بالمجلس المليء بهن للحضات قبل أن تعود أشد صخباً بالخبر الناري وهي تجزم أن غالبية الموجودات يردن فقط الخروج حتى يبدأن بنشر الخبر .... وهذا ماأستلذ له قلبهااا خذيها يافهدة قنبلة أتمنى أن تزعزع أستقرارك وتقلبة رأساً على عقب ....





×××




وصلت على صوت تخافت بين والدتها وأختها الأكبر سناً لم تشك لحضة أن الحديث الدائر كان يشملها أنهوا ماكان بينهم أو قطعوه بوصلها إليهم ..
جوزاء بملابسها البيتية البسيطة تجلس وتحضن أحد مخدات الأريكة :هيفاء أراسلك قبل خمس دقايق ماكلفتي نفسك تقولين أنك تحت ...
هيفاء بأبتسامة لم تصل لعينيها :هاه ماقلت أجل...!! حسبتك سمعتي أصواتنا..
جوزاء وهي تنظر لسفرة التي فرشتاها الأثنتان :وين ورق العنب اللي وصيت عليه ساري .. !!
هيفاء :ماأدري روحي شوفي يمكن بالمطبخ ولاخليك جالسه.. رفعت صوتها لأبنها الذي يلعب بالمقلط القريب منهم : ياسارري وين ورق العنب هات لخالتك ..
جوزاء تأخذ الريموت لتقلب بقنوات التلفاز بنفس اللحضة التي وقفت والدتها لتخبرهم أنها ستدخل لتستعد لصلاة ...
جوزاء مباشرة :وش عندها أمي كنتم تخافتون قبل ماأدخل ...
هيفاء بصراحة فجة وهي تتأكد أن والدتها لم تعد تسمعهم : وش عند أمي غيرك ..أنتي عارفة وش اللي تهذري فيه ليل نهار ...
جوزء بلامبالاة :تدور عريس !!!
هيفاء تغمزهاا :على قدم وساق ...تصمت للحضات لتنطق بما يخفنه فهذة صاحبة الشأن :أمي بتصيد لك سمك قرش ...ولاخلينا نقول بتجيب لك ملك الغابة من شوشته...
جوزاء بذعر :الله يستر منك أنتي وش بعد ...
هيفاء وهي تهز كتفيها بيأس فالأمر كبير
مهما حاولت تحسينه بظرافتها :بالمختصر
أمي بتعيد الزمن للوراء واللي ماطالته هي بتجيبه لك ....
جوزاء بذهول وذعر حقيقي :وش قصدك !!! كيف !!!
هيفاء التي وقفت ومالت لتتأكد من خلو المكان من أمهاا بعد أن سمعت حركة أعتقادتها لهااا :عقاب بن نايف والله ياأمي براسها حب ماأنطحن من ناحيته ... قبل يومين بمجلس صيتة النايف أخته قايله بالحرف الواحد والله لو بن نايف يبي بنتي جوزاء ليأخذها عطية مانبي وراها جزية ..
جوزاء برجاء أن لايكون مافهمت صحيح:أيش عطية لمين ...
هيفاء التي لايعجبها الموضوع بأي طريقة:لي !!! أو لها تستهبلين كلنا ثلاث ..ثنتين منا متزوجات الدور عليك أنتي ...
جوزاء التي تكاد تمزق ملابسها من القهر :بن نايف الشايب اللي رجله والقبر ...وعطية بعد !!!ليه وش ناقصني ...!!
هيفاء بتنهيدة قهر :هذي أمك وهذي سواياااها والله مايبرد قلبها لين دخلك على أم بتال ضرة !!!!
يعني اللي ماقدرت عليه هي أنتي بتسوينة ....
جوزاء التي بدأت بعض أطراف أصبعها وهز قدمها من الموقف لقد نزلت بذهن صافي قبل دقائق فقط كانت تعيش عادية لتجد والدتها تحيك لها مؤمرة ستوردها الدمار :معقول لااا مستحيل أمي تفرط فيني كذا ...
هيفاء بعجز :أمي تعتقد أنها تسوي فيك خيررر ..مازالت تشوف بن نايف الرجال اللي مافيه وحدة صاحية ترفضة وأنتي بالنسبة لها عانس ...
جوزاء بقهر هي تعلم أن والدتهاا تضع على عاتقها أمر تزويجها لكن بهذة الطريقة لايمكن :عمري 25 كيف صرت عانس وجعلي أن شاءالله أصير عانس من قال بتزوج أصلاً ...يعني على أساس اللي تزوجوا شافوا خير ....أنا سعيدة والله أسعد مني مافيه .. بعدين كيف رجال هذا شايب شيبة عنده أحفادة بعمري ...
نهضت بغضب ورمت المخدة التي كانت تحتضنها بجلوسها ...
هيفاء بندم ليتها صمت ربما لم يكن عليها أخبارها :هييي وين رايحة ؟؟! ... تعالي خلينا نتفاهم ... ولكن لم تجد منها رد بقت تتأمل ذهابها فتاة نحيلة متوسطة الطول بشعر أسود قصير وبشره سمــراء جميلة لاينقصها شيء سوى الحظ ... لم ترد أن تقلقها حين نقلت لها ماحدث من أمها
ولكن هي اشد قلق من ماصرحت ... فالموضوع أكبر من مانقلت لهااا ... صيته بن نايف أخذت الموضوع بجدية أكثر من مايحتمــل وستنقله لأخيها وحين يصله لايمكن أن يمر عنده مرور الكرام ....
لاتعلم متى ستتوقف أمها عن تدمير حياتها وتدميرهم معهااا لاتستطيع أطلاق مسمى آخر على تصرفها إلا الأنانية البحته ..وكانت بداية أنانيتها عندما عنست ورفضت شباب جماعتها الواحد تلو الآخر حتى وقعت في العنوسة وركنت على الرف حتى قررت الأنتقام من الجميع بتصرفها الأخير حين عرضت نفسها آخيراً على رجل أقل منهم مكانة أجتماعية ولايساويهم بالنســــب ..فنسبة الذي يحمله ملفق وهذا الرجل والدهااا الذي تحمل أسمه وأسم قبيلة وأصل ليس لهم ... كم تمنت لو كانت أمها أمرأة بسيطة ومن نفس بيئة والدها كم كانت لتعيش بسعااادة ..أجل هي لم تطمع يوماً بأب آخر بل أم أخرى ....
توقفت عن توزيع الملابس على المنشر وأتكئت على سياج شرفة منزلهم تتأمل النخيل وسعفه المتراقص بفعل رياح الخريف ... كان المنظر بالنسبة لها مريح لقلبها تحب هذه النخلة الباسقة كانت ثلاث نخلات تظلل منزلهم الصغير لتحجبة عن القصر تحب أوسطهن النخلة الوسطى كانت جميلة كم تسلقتها مع والدها حين كان يخرفها كل عام ...كانت وقتها بالحادية عشر بأول سنوات وصولهم للقصر ... سمعت حركه من خلفها قبل أن تتفاجيء بيد تشدها مع شعرها لتدخل داخل البيت :ياقليلة الترباية ياللي مافوجهك دم ...أنا كم مرة قلت لك ملابسكم ماتنشرونها هنا ...
خلصت شعرها بصعوبة من يد والدتهااا :أحح ياأمي نشرتها مع غياب الشمس عشان تتعقم شوية المكوى خرب كيف بتتعقم الملابس بدون حرارة ...تكة وحتغيب الشمس ومحد داري عنها خليها تلقط الأشعة الأخيرة ...
راقبت والدتها تجلس بأنفعال وهي لاتكاد تتلاقط أنفاسها :أنتي بتفضحيني مع عمتي أم بتال بتفضحينا مع الناس اللي لهم الفضل علينا مع أهل نعمتنااا ...يابنتي عيب اللي تسوونه عيب ملابسكم ماتنشر بالبلكونات قدام الرايح والجاي ....
زفرت بحنق :ياأمي محد شايفها النخيل مغطيه علينا ماراح يشوفها اللي يبغى يشوفها بعدين ياأمي يعني ملابسنا اللي بتغري رجالهم مثلاً ....
لتجيب أختها صاحبة الرابعة عشر وهي التي خرجت من المطبخ للتو وبيدها ثمرة فاكهة تفترسها أجل فهي تنكب عليها وكأنه حيوان متوحش يفتك بفريسته وبهمس حتى لايصل لمسامع والدها حديثهم :والله الأندروير تبعي بتدير روسهم ايش مخمل ايش دنتيل ...
سمعت صوت كحت والدها مصحوبة بنداء لوالدتها ينهاها عما تفعل :سيبي البنات يارضا لاتطلعي زعلك فيهم ....
لترد والدتها بعد برهة كبحة فيها غضبها حتى لاتجرح العجوز الطريح بفراشة :مافيه حاجة ياأمين هذا أنا والبنات نتناقر شوية ريح راسك أنت ...لتهمس لهن بغضب :زين كذا طلع صوتكم وزعلت الرجل العجوز ....
خزام بضيق :أمي أنتي لو تفكري شوية تلاقي مافيه حاجة تسوى كل شدة الأعصاب هذي ...يالله أنا طالعه أكمل نشر الغسيل وحين لاحظت أنفعال والدتها :هدي ياأمي ملابس العيال مو ملابسي ...
لتقترب المراهقة نحيلة القامة تبدو كلعبة لنعومة ملامحها... بيضاء البشرة بعيون آسيوية وشعر طويل أسود ... وتجلس جوارها والدتها وبمحاباة تسألها وهي تضع يدها حول كتوفها:أمي حبيبتي وين روحتي اليوم !!!
لتزيح تلك يدها بأنزعاج وهي تحسب شيء بحاسبة هاتفها :وين بروح يعني قضيت كم مشوار للعمة ولادة أسماء قربت الله يهون عليهااا ...
عادت لتقضم من تفاحتها مرة أخرى :وبجوالتك هذي ماجبتيلي حاجة من هنا أو هنااا ...
رضا وهي منغمسة بالحسابات التي تجريها على هاتفها فهي تحسب مصاريف اليوم وكم ستعيد للعمة :يابنت قومي سيبيني في أشغالي روحي وصي البقالة تجيب لك اللي بغاياه وهاتي لخطاب وأمير من اللي بتجيبية لنفسك .....
وحين لم ترد عليها :بلقيس يابنت ياخايبة ياويلك ماتجيبي لهم ووصية يجيب مكرونة عشان العشاء ...
عادت خزام لنشر ملابس خطاب وأمير وأخيها وسام ...
بعد قليل كانت خلف الموقد تعد العشاء حين دخلت بلقيس لتصنع لها قهوة ...كانت تراقب خزام بتأمل غريب لتسألها أخيراً :ممكن سؤال ...
خزام وهي تهز كتفها لتعيد شعرها الكث المموج خلف ظهرها ترد ساخرة :تفضلي حبيبي حنا أخوات ولو !!!
بلقيس وهي تحرك قهوتها على الموقد الكهربائي :بجد أنتي تعيشين دور البطلة بمسلسل ...
خزام وهي تضع يدها على فمها لتمنع أي رذاذ من تطاير منها وسقوط على الطعام التي تعده ضحكت بغنج مصطنع :حلوة منك بس وش شفتي مني يستدعي هالكلام ...
بلقيس بعيون مفتوحة إزداد أتساعها من تصرفات أختها المبهرجة:منجدك كل حركات مصطنعة تبغين الصدق أحس اتفرج على مسلسل وأنا أشوف حركاتك وكأن أحد يتفرج عليك ...
خزام تكبح ضحكتها هذه المرة :والله مو مهون علي حياتي غير سخافتك أنا من غيرها ماأدري كيف أعيش يالله خلصي فنجالك وسويلي واحد نكيف عليه وبعدها نخلي رضا تقرأ لنا الفنجال ..!!!
بلقيس بذهول من جرأة خزام كيف أستطاعت ذكر هذا الأمر المحرم ذكره عن ماضي أمها :اششش لاتسمعك وتقصف عمرك تعرفين أمي تابت عن هالسوايا ...
خزام بندم فهي أحيان لاتستطيع كبح لسانها :استغفرالله يارب لاتأخذني ,, المهم أيش طلبتي لي شوكولااه ...
بلقيس تموج فمها يمين وشمال بتبرم :باتشي !! .. وش يعني حبة جالكسي فلوات و2 بسكوت ويفر ...
خزام تستمر بتقليب ماداخل الوعاء:طيب يالله سوي قهوتي بالحليب ...
بلقيس وهي ترفرف بعينيها الصغيرة :حاضر من عيوني ياأجمل مارأت عيوني ....
خزام بشك:بلقيس بلى في شكلك ... أحسها سبة وعيونك مين شافت ...غير أهلي وبنات المدرسة المعفنات ...
بلقيس بألم مصطنع :الله يادنيا قاسية اللحين صرنا موحلوين طيب ..شفت الممثلاث التركية اللي بالمسلسلات وختمت جولتها بضحكة صاخبة ...كان جزائها صرخة توبيخ من رضا :يابنت يامقصوفة الرقبة صكي حنكك لأجي اللحين أدخل جزمتي بفمك ....
لتصفر خزام وهي تهز خصرها بتناغم مع تحريك مابداخل الوعاء :اوبس عصبت رضا صكي حنكك ...
رغم تصرفاتها المرحة أم أختها ولكن بداخلها هي متضايقة من وضع والدتها فهي تصبح أشد عصبية كل يوم أكثر من الآخر ومع تدهور صحة والدها السبعيني تضغط عليهم أكثر وكأنه مرجل أشتد غليانه ...ويقع حمل أمتصاص غضبها ومراعاتها على الفتيات أما أخيها المراهق فوضعه مع والدتها تصادم مستمــــر فالأثنين لايلتقيان إلا وتعلي الأصوات ...
بعد أن أنهت صنع عشاء والدهاا وجلست هي وبلقيس أمام التلفاز ليشاهدن المسلسل التركي المدبلج مع قهوتهن ...كانت والدتها عند أبيها المرض تقرأ عليه القراءن حين دخل وسام ذو سبعة عشر عاماً ...
وسام بصفير :مساء الخير ..!! وتلفت حوله :وين البزورة ...
بلقيس المحدقة بالتلفاز :اشش مو وقتك بسمع وش يقولهااا ...
خزام بتوجس وهي من سمحت لطفلين أن يخرجوا ليلعبوا قليلاً حتى تستطيعان مشاهدة المسلسل بهدوؤ:ماشفتهم بالحوش كان يلعبون ...
وسام بذهول :ماهم فيه لايكون !!! ورمى ميدالية المفاتيح التي كان يتلاعب فيه وخرج مسرع بحثاً عنهم ...
ألتقتطت خزام عبائتها المعلقة خلف الباب ... وحصل ماكانوا يخشونة الصبية قد دخلوا لمحيط القصر ويبدوا أنهم عبثوا بالنافورة التي كانت بمنتصف الساحة الواسعة في مقدمة القصر فهم مبللين من رأسهم حتى أطرافهم ..كان تقف خلف النخيل في حدودهم لم تتعادها تنظر لوسام يتجادل مع الحارس المصري الذي كان يوبخ الصبيين...
حتى سحبهم بأنزعاج وأحضرهم إليها كان منتفخ الأوداج غاضب حتى النخاع :عاجبك أتطلش من الحارس عشانهم شيليهم جوى ولاعاد أشوفهم طالعين من البيت ....
خزام وهي تستلم الصبيين وتقبض على كف كل منهم لاتستطيع أن تقسو عليهم فهم أيتام بعد وفاة والدهم القريب الوحيد لأمها وتخلي أمهم عنهم بقوا في مسئولية والدتهاا المثقلة بالهموم :ليه ياأمير ليه ياخاطر وش أتفقنا زين كذا لو شافكم أحد وزعل منااا مو قلت لكم لاتتعدون النخيل ...
أمير الأكبر منهما بقلق فالجميع غاضب من تصرفهم :كنا بس حنسبح وراجعين ...
خاطر بحزن:ماسوينا شي بس عمو فتحي خاصمنااا ...
دخلت على صوت الجدال الحاد بين وسام ووالدتهاااا ...
وسام الغاضب بفورة المراهقة :أنا تحاسبيني على خرجتي ودخلتي وماأنتي شايفه أولاد أخوكي سوو اللي 15 سنة ماتجرأ أسوية داخلين ساحة القصر ولاعبين بالنافورة ...
رضا تشير بيدها بتهديد وهي تلف بعينيها على جميع أبنائها الأطفال أبناء قريبهاا ولكنه لاأهل له سواها لذا كان بمثابة أخ :عيال أخوية محد منكم له كلمة عليه أنا بس أخاصمهم وأحاسبهم بس أنتا ولدي واللي تسوية حيضيعك وأنتا أملنااا ...
وسام بتبرم :ايش تبغين أجلس اصير رابعتكم أنا شب مو بنت لحتى أجلس في البيت سيبوني براحتي كفاية كتمتوني ....
رضا تصيح من خلفه:أجلس أدرس شوف كتبك راجع دروسك ...
وسام ينهي الجدال بدخولة الغرفة وصفع الباب من خلفه ....
خزام بعد أن أنتهت من تحميم الطفلين وأدخالهم غرفتهم لنوم عادة لقهوتها لتجدها قد بردت وفتر طعمها وأصبح غير مستساغ قالت بأنزعاج لبلقيس المندمجة مع الملسلسل :نفسي مرة وحدة بحياتي أشرب قهوتي ساخنة ...
بعد نصف ساعة يخرج وسام وقد أرتدى ملابسه المنزلية كان طويل القامة أبيض البشرة وشعره أسود ناعم عينية تكاد تكون آسيوية ولكنها أكبر حجماً وأفتح لوناً من بلقيس والطفلين وأمها ,, جميعهم يتشابهون هي فقط من ورثت شكل ولون عيون مختلف .. نظر لبلقيس وأمرها:أذا عشاء أبويه جاهز هاتيه ...
بلقيس تود لو تطلب من خزام أن تحضره ولكن تخشى من وسام الذي سيتدخل ليوبخهاااا وربما جرها لمطبخ حتى تنفذ ماطلبه لذا أستسملت من بداية الموقف وذهب لتجهز طعام والدهاا الذي عادة مايكون شوربة لأنه الأسهل له بتناول الأطعمة اللينة ...
بمجلس فاخر الأثاث تصرخ البذاخة من زواياه...
تجلس أمرأتان متماثلتا العمـــر كل منهم ترتدي أجمل ماقد تلبسه من بعمرهااا..
تشابهتا بما تقبض أيديهم كل منهم بمسبحة طويلة ..
تذكر الله فيهااا هذا هو الظاهر ولكن القلوب قد شردت...
فأحدهم جائت برسالة لم تتحمس بحياتها لنقل رسالة كهذة ,,
والأخرى وصلتها الرسالة قبل المرسل إلية ...فأثنتا عشر أتصالاً قد وردهااا لينقل لها محتوى الرسالة... على ألسنة مختلفة ..
وقد أضافت كل ناقلة بعض البهارات ..
ولكن المعنى واحد وقد وصل ....
بعد عمر أو أكثر من ذالك عادت تلك لتفتح النيران عليها عادت كبسوس لتهدم منزلهااا ...
صوت أنثوي يسأل :عمة قهوة ...
هزت صيته النايف فنجالها علامة الأكتفاء ...
ضغطت فهدة على خرز سبحتها دليل على توترها وقلقها الذي لايحمله أي جزء من وجهها وسألت صيته :وشلون عربانكم !!! .. طرفة بنت علي وشلونها سمعت أنها مصخنة ...
ردت صيته :ماعليها راحلهااا محسن (ولد زوجها )يقول ماعليها طيبة أنكتمت معها الربو والسنة له حكمة ...
فهدة بأستياء :ماهو من كبرها توها دخلت 60 وبناتها كثير وش اللي طشهااا ...
قاطع حديثهم دخول طفل يرتدي ثوب أبيض وشماغ إعلى رأسه وقد سقط ولم يبقى إلا طرفة مع ذالك ضل متشبث ً فيه :ياجدة إلحقي إلحقي عمـــي فياض ظرب أمي وعمتي حسناء ....
صيته تظرب على صدرها بفزع :يافري جيبي ... وش هالهرج ياوليدي ...عمك كيف يظرب حريمً ماهن محارمن له ....
وقفت فهدة بغضب ورغم ذالك مشت على تمهل وهي تتوعد الجميع بداخلهااا ....
إلم يجدوا وقت لنشر غسيلهم ..
إلا هذه اللحضة ..وأخت زوجها الحماة العتيدة لديهااا وتحمل رسالة كارثية ....صعدت بتمهل وأسماء الحامل تلاحقهاا :يمة بشويش ماني قادرة إلحقكم ....
فهدة بغضب :أرجعي لعمتس لاحقتني ليه والله ياليلتهن سوداء مثل وجيهن ....
توقفت تلك وعادت لتنزل الدرجتين التي صعدتها ..والدتها محقة وماشأنها هي ؟؟
وماذا لو طالها البعض من غضب فياض المجنون... لتعود مكانها أفضل ....
أستمرت بصعود توجهت مباشرة للجناح المعني ..
طرقت الباب بعنف ..
حتى فتحت عبير مرتعبة :هلا عمتي وش فيك ...
عسى خير ...
فهدة بغضب :من وين يجينا الخير وأنتي وأختس في بيتي ...وش اللي جايني يبشرني فيه ولدتس ..
وصيته النايف عندي !!!!
عبير بذهول :هاه وش هو ماصار شي ..
أمسكت فهدة مع عضدها بقسوة :وش موديتس بيت شعاع لازم تجيبون لنا الفضايح ...
سحبت عبير ذراعها بألم :ياعمة رحت لأختي ماهو مكان بعيد ...كل اللي يفصل بينا بيت ...ولا لازم أقابلها في بيت أهلي ...صرنا بدولة محتلة !!
فهدة بحدة:لسانتس هذا أنا أعرف كيف أقصة طبتس عند زوجتس ..واللحين يالله أنزلي سلمي على عمتس زوجتس وبعدها يوصلتس العلم الصحيح ...
دخلت عبير لداخل الجناح لتحضر عبائتها ...




×××




توقفت بمنتصف السلم وهي تسمع أذان العشــاء لقد حان الوقت ..
بقي القليل على الأنتظار... سيصلـــي بن نايف
وسيعود للمنزل... وعنده سيقابل أخته وستنقل له الرسالة ....وهي تنزل درج السلم كانت تتمهل وكأنها عروس ليلة زفتها... تفكيرها ينسج الخيوط خيط خيط ..اذا كانت وضحى تعتقد أنها قد كادت لها .. لاتعلم أي كيد تخطط له بهذة اللحضة ....
ستأدب الجميع بخيارها هذا .. وضحى وعبير طويلة اللسان ...
التي نزلت لدقائق سلمت على عمة زوجهااا قبل
أن تنسل هاربة للغرفتها في الأعلى ..
فهي لاتضمن أن لاتوصل أحداهن الخبر لبتال أو العم عقاب وأمامها وحينها ستتمنى الأرض أن تنشق وتبتلعهااا...
*بعد ذاك بساعة*



دخل الشيخ الوقور كعادته كل مساء..
يخرج لصلاة المغرب ويبقى بين الصلاتين بالمسجد ولايعود إلا بعد العشاء ..
نادى من بعيد حين دخوله متوجهاً لصالة حيث سيتناول طعامه وبعدها يخلد لنوم :يافهده ياأم بتال ..!!!
لتخرج له تلك مرحبة ..وعلى وجهها أبتسامة ..تخصه بهاا فدخوله عليها ..كما تقول.. يسوى عندها الدنيا بأكملها :هلا بتاج راسي .. وأقبلت عليه تقبل كتفه قبل أن تحمل عنه بشته ...
بن نايف بتساؤل حازم:وش عندتس طالعه من مجلس الضيوف عندتس أحد ...
فهدة بأبتسامة مؤدبة :أي والله يابعد أهلي عند صيته النايف ...
تحولت لهجته الحازمة لأبتسامة ود قبل أن يمشى بتهادي للمجلس مرحباً بلهجته البدوية :أرحبو أحبو حيا الله من لفانا حي الله خلف أبوي وجداني ...
لتقوم تلك بتهادي مماثل بحكم العمــر ومرض ركبتيه وما أن وصلت إليه حتى أنكبت تقبل يديه رغم أنه لايكبرهاا كثير ولكن كان دائماً أخيها الأكبر كان محزمها كان قصيدة بل معلقة لن توفيه حقة .....
قبل هو رأسها بمحبة وود ...
كانت أسماء تشاهد المنظر بتأثر ..
فوالدها يصبح شخص آخر حين يرى أخته الشقيقة الوحيدة ...
وضعت يدها على بطنها بألم حين شعرت بركلة من جنينها ...
فاليوم متوتر بسبب توتر والدتها الذي لاتفهمه أبداً رغم أنها أصبحت أكثر هدوؤ من بعد صلاة المغرب ....
بعد أن سكبت لزوجها فنجال من القهوة قررت الخروج متعذرة بالذهاب للأشراف على العشــاء وطلبت من أسماء مرافقتهاا...
بعد خروجها بدقائق ... قالت صيته وهي التي لاحظت أنه أخيها بعد أخذ الأخبار عاد لذكر الله :اليوم وأنا أختك ماجيت زيارة عادية ...جيتك مرسال ...
بن نايف يكمل ماكان على لسانه من ذكر قبل أن يسأل أخته بحزم أشتهر به في الأمور الجدية :مرسال خير أن شاءالله ...
صيته التي تعلم جيداً أن أخيها مباشرة ولايحب اللف والدوران :وضحى بنت مطر وحين كان ستشرح أكثر ...
قاطعها بحزم :أعرف مني هي وضحى ياصيته ماخرفت ..
حتى لو مرت سنين ماهو أنا اللي أنسى بنات عمــي (لم يكن عم مباشر ولكن من بنات جماعته يجمعهم جد أكبر واحد ولقب واحد الصوارم ) ... وش فيها عيال زوجها مقصرين عليهم بـــشي ...
صيته تلقي القنبلة:وضحى عطتك بنتها عطية ...
بن نايف بجزع :أنا ولد أبوي وش قاصر عليها يوم تعطي بنتهاااا ...
صيته التي لم تتوقع رد أخيهااا :العطية ماتنرد ياخوي ولاينسأل وش أسبابهااا ...
وضحى عطتك بنتها بمجلس مليان من نساوينااا ...بيأكلون وجهك وأنا اختك على آخر عمرك لو ماأخذتهااا ...
بن نايف وهو يمسح على ذقنة وبهدوؤ الشيوخ من عاصروا الكثير في حياتهم :وش رايتس وأنا أخوتس وش ترجي وضحى من ورى هالعطية ...
صيته بنشيج ساخر وهي التي لاينقصها الدهاء :وش ترجي غير كسر فهدة ...يوم بتحط بنتها بنت لافي بن صنت الراعي على راسهااا ...
بن نايف بتوجس :وش جاها منها ...
صيته داربذهنها كم النساء ضعيفات ... يحرقن أنفسهن ويوقفن حياتهن من أجل رجل ..والرجل يدفن قلبه ويسير بحياته :خبال حريم وضحى مانست يومك تخير بينها وبين فهدة وفضلت فهدة عليها ومن يومهاا مانست ولاهجدت دمرت حياتها يوم أنها عنست تحراك وبعدهااا أخذت رجالاً ماهو من مواخيذنا ولايوصل مواصيل أردانااا ...
بتلك اللحضة دخلت فهدة وخلفهااا الخادمة تدف طاولة الطعام ...لتبدأ بفرش سفرة على الأرض ..
وتصف عليها الأطباق... كما يحب بن نايف وأخته صيته تناول الطعام على الأرض ...
توقف حينها بن نايف ليقفل الموضوع بطريقته :خلاص وأنا أخوتس خلي هالموضوع عنـــدي لاتشغلين بالتس فيه ...
بعد ساعة بجناحهم الخاص وبعد أن ساعدته بتغير ملابسه وأحضرت وعاء لغسل قدمية وكانت تحت قدمية بهذة اللحضة تدلك له بالماء دفىء والملح ...
مسح على رأسها المصبوغ بلون بني محمر ومن يسألها عن شعرها تخبره أن بمفعول الحناء :الله يرضى عليتس ...واسيني على فراشي ظهري ماعاد له قدرة ...
ساعدته بعد أن جففت قدمية لينام على ظهرة وغطته باللحاف ...
جلست بطرف السرير عند قدمية وهي تمسجهم: ياأبو سلطان وش فيه خاطرك ماهو زين ...
وصمتت حين لم تجد منه رد فقط كان يحدق بالسقف توقفت عن ماتفعل وتسأله :عشان عطية وضحى ....
لتجد بصره قد شخص عليها بجدية غاضبة عادت لما تفعل بقدمية : ياأبوسلطان لاتفكر ولاتأخذ من بالك لو لحضة هذي عطية ماتنرد ..مهما كانت مقاصدهم *أرادت أثارة الشك بداخله * ..
صيتك وأسمك ماينهز وأنا بنفسي بروح أخطبها لك وأوصل مهر البنت .....
بن نايف بتعجب فهو أعرف الناس بزوجته الثانية والمراءة التي دخلت قلبه من أوسع أبوابة ...
فهي أمرآة لاتقبل الشريكة هي لاتتجانس مع زوجات أبنائه ..
وتغار من بناته حتى فكيف ستتقبل صبية بعمر أبنتها .. شريكة لها بهذا العمـــــر:تقولينه صادقة !!!
فهدة بثقة عالية بنفسها :وليه ماني صادقة أنت بن نايف أبو سلطان بنات الشيوخ لهن الفخر يرتبط أسمهن بأسمك...
من هي بنت وضحى عشان ماتأخذها خدامة تحت رجلك ....ماهي صايرة أم ولد مايضرك لو أخذتهااا ....
*وضعت الشروط وسنت القوانين
رغم أنه غير المقصود فيها *
بن نايف بتنهيدة :يافهدة أنا ماني ظالم البنت معي أنا رجالً ماأطلب إلا حسن الخاتمة الثمانين ماهي عني بعيد وش أبغى بالحريم وأنا كد أخذت أميرتهن ...!!
فهدة التي أصبحت كطاووس بمدحته الأخيرة ,, والآن وصلت لمطلبهااا...
هذه هي اللحضة المناسبة ..لتخبره بالمطلوب لو لم يكن تحت تأثير النوم.. لما قال ماقاله بن نايف لن يتخاذل عن بنت أعطيت له من جماعته فهذي ليست من شيمة ..
ولو بقى الموضوع عند هذه النقطة سيستيقظ غداً ليخبرهم أن يتجهزوا للعرس ...
لكن هي شريكة حياته لأكثر من 30 عام ...
تعرفه كخطوط كفها ..
وتعرف متى تستغل الفرصة وترمي شباكهااا :تسمع شوري ..ولا مالك بشويرات الحريم ..
بن نايف الذي النوم لايجعله يفكر بطريقة جيدة..
وهم هذه العطية يشل تفكيرة :هاتي شورتس يافهدة كان جازتلي سويت فيها ولاكني ماسمعتهااا ...
فهدة وهي تمثل التردد وهي التي عزمت أمرهااا :ولدك بتال له سنتين يطري الثانية وكم قال دوريلي ...
بن نايف الذي أستوى بجلسته غير مصدق :بتال بيأخذ على مرته ليش وش شايف عليهااا ..ماأشوفها مقصرة عليه .. ولاأطرالي هالموضوع من قبل ..تقولينا صادزة وأردف بشك : الولد هيمان بمرته كيف بيدخل عليها ثانية ...
فهدة كادت تفضي بسرهاا من شدة حماسه أجل هيمان بهااا وهذا هو مربط الفـــــــرس : كل رجال يغلي مرته بس وأنت أدرى بعض الرياجيل ماتسده وحدة ..أنا أقول بدال ماندور ويمكن الحظ يودينا لناس ماهم طيبين ,,نأخذ له بنت وضحى أنت قبلت العطية لك لحدن من عيالك كلكم واحد وضحى قصدها الستر لبنتهااا وبتناسبك وهي عارفة أنها ماراح تلقى العز إلا وسط بيتك ..وبتال أنا ماأخذها أخذ غيرها أشوفه يطري الأجنبيات ...وبنت لافي لو أنها ماهي من ثوبنا ولاترقى لناا لكن على الأقل معروف أصلهااا بنت حلال ماحنا أخذينها من الشارع ...مثل هاللي يتزوجونه من برى ...
بن نايف وهو يعود للأستلقاء وفكرة أن بتال يريد الزواج من أخرى لم تقنعه ..وهل فقد عقله للزواج من أحنبية وهو عسكري ..هاللي يريد أن يكون مصيرة الفصل مثل ماحدث مع أمين سابقاً ..
أمرها بأرهاق وموضوع بتال والأجنبية يثقل كاهله ..هل سيضحي بوظيفته من أجل لهو ساعات :أنا برقد طفي الأضواء ولاتنسين وعيني قبل الفجر لو ماوعيت ...
فهدة بأستسلام :نوم العوافي ...وخرجت عنه بتلكأ لقد أغلق الموضوع دون أن يعيطها الأشارة الأخيرة وكأن عقله مازال يقظ ... وهذا ليس ماأعتادت عليه ...
لقد رمت عليه قنبلة الزواج من أجنبية لعلهااا تكون الحل ...



خرجت من غرفة النوم لتجلس بصالة جناحهاا أرسلت لبكرها للمرة الثانية هذه الليلة أن يمر عليها قبل أن يخلد للنوم ...
لتسمع صوت طرقات على الباب بعد ذالك بساعة :مساتس الله بالخير يمه ...
فهدة وهي تغلق التلفاز وتتلقى قبلة بتال على رأسها :مساك الله بالنور والسرور ...بس ماهو حزت مساء الخير مابقى على الفجر إلا كم ساعة .
بتال وهو يتجاهل توبيخها المتأخر جداً فهو بمنتصف الثلاثين :آمري الغالية طلبتيني ...
فهدة وهي تتلاعب بخواتمهااا :وش قولك باللي يكسر أمك بعد كل هالسنين ..
بتال وهو يتقدم بجلسته :يمة لاتقولين أنتس رجعتي تقاشرتي مع خالتي شعاع ...
فهدة بنظراة حادة :اللحين هذي نظرتك لأمك هي اللي تبدأ بالخطأ وأنا بنت محماس ماأنزل راسي لردايا ...وخلنا من شعاع هالساعة ...
بتال الذي ظل منصتاً لها يريد خلاصة الموضوع لكن مازال لم يفهم إلا ماذا ترمي :يمة من اللي بيكسرتس على آخر العمر !!!
فهدة بأنزعاج :عطو أبوك عطية بعمر حفيداته وش رايك !!
بتال بزهو وفخر بوالدها :يستاهل عرفوا من يعطون ...
فهدة بصبر :وأنا أقول مثلك لو أني ماني عارفة مقصدهم ..أبوك نفسه متوجس من مقصدهم ,,صمتت للحضات لتردف :ويقول شاوري فيها بتال ....
بتال يحك ذقنه بتردد :يمه وش هالراي أنتي وأبوي عارفين أني مرتاح مع مرتي ..غير أن ماأداني وجع الراس وتجميع الحريم ومشاكلهن ..بالله أنكم تعتقدوني من هالرأي ..عيالكم كثير شاوروهم فيها ....
فهدة بحلم وهي من أقسمت لنفسها لن يأخذها غيره :عشان كذا أبوك أختارك.. وأنا عززت أختيارة البنت ماهي من ثوبناااا..
لوأبوك رد العطية فضيحة ..
ولو أخذها أحد من أخوانك العزابية وعيل منها صاروا خوالهم عيال لافي الصنهات ...
بتال تغيرت ملامح وجهه لتكشيرة وعدم أستحسان للأسم ..
والتاريخ يعيد نفسه وهذا الأسم مازال يلاحقهم
الراعي الذي سرق أسم جدهم ونسب نفسه إليه ..
ذو النسب المشكوك فيه فأصوله تعود لتاريخ
غير جيد وبقايا حملات مسيحية دارت راحها على أرض الجزيرة العربية :من هي بنته !!
فهدة بقهر:بنت وضحى .. وصمت قليلاً :وضحى ماتدانين لأن أبوك أخذني وخلاهااا وكلنا بنفس السن
بس ماهو ذنبي ياموأني ظفرة وكلاً يهرج بسناعتي
وهي رمة كلاً يسبهااا ...
أسمع وأنا أمك ... أبوك يحسب عشان بنت وضحى
فنعم فيهااا وبيغض النظر عن جهة أبوهااا ..
بس أسمعني زين وحطني على بالك
بنت وضحى ماراح يأخذها غيرك أنت اللي بتعرف لها
وتأدبهااا ...هذي كاهنة مثل أمها
لو أخذت واحد من أخوانك بتلفه على أصبعها الصغير ...
حتى لومن عيال شعااع ..
لو دخلت بينا والله لتدمر بيتنااا وتحوسنا فوق تحت ...
أمها حتى يوم أخذت الراعي فرقت بينه وبين عياله
بناتهااا حاجرتهن عن أخوانهن مايقدرون يشوفنه حتى
وكل شوي متشمكلة مع الرياجيل مقوية ماتعرف السنع
أخوانها من قديم تبرأ منها يوم أخذت ولد الراعي وفضحتنا بين العرب ...
أنت مالي عينك من مرتك ...ماهي زايغه على بنت وضحى ..
خذها وأركنها سنة وطلقها ماهم يبون الستر ...يحمدون الله عليه ....
*ألقت جملتها الأخيرة لتثير الشك بداخله *
بتال بذهول :ستر أيش يمه أنتي شاكة في شي...
فهدة بأنكار تتعجب من الشياطين .. لوحت بيديها بجزع.:أستغفرالله أعوذ بالله منك ياأبليس لاوالله ياوليدي ماهو قصدي الله فهمته بس الأصل بالزواج ستر البنت !!!
بتال بأنزعاج :يمه أنتي وش فيك...
قلت ماعندي نية أخذ على مرتي..
ردوهم أنا اتفاهم مع أبوي مستحيل هالزواجة تم هذا اللي كان ناقصناااا ...
فهدة :أبوك ماهو رادها لو ايش طول ليلة يردد وضحى وش ناقصها عشان تعطي بنتها أكيد مضيومة وتفكيره عندهم ...
أبوك مانسى كسرت وضحى يوم عنست بسببه زواجها اللي ماكان إلاعشان تكسر عيال عمها فيه ....
وأنت أدرى بقلب أبوك مايفكر بشينة..
بيأخذها يحسب أنه مسوي خير ..
وهي بس تدخل هالبيت بتجني على كل اللي فيه ..
وحتى لو ماكادت البنت الأم بتكيد لهااا ...
صمتت قليلاً لتشير بيدها بتهديد :ذنبنا كلنا برقبتك ..
ياولدي قالها من زمان البنت من رجالهاااا .. وماراح يوقف وضحى وبنتها عند حدهم غــــــيرك ياولد بطني ...
دخل أخيراً لجناحه وعقله مثقل بما قالته أمه ...
كيف سيخرج من هذه الورطة الآن ..
فتح أول غرفة واجهته ليتأكد من أبنتاه كلاً بسريرهااا يغرقن في النوم ...
خرج مغلق الباب خلفه بهدوؤ تذكر أنه لم يطمئن على حاكم قبل دخولة ولكن يشعر بالكسل سيسأل أمه عنه ..
فغرفة حاكم خارج جناحهم لأنه أصبح أكبر سناً من أن يبقى مع البنااات ...
دخل أخيراً لغرفته ليجدها تنتظر بالفراش ترتدي لباس نوم مغري ووجها مدفون تحت أطنان مستحضرات التجميل ....
بتال وهو يرمي شماغه ويلحقها بثوبة :مساء الورد على الورد ...
عبيـــر بشك وقلق هل وصله الخبر:وينك كم لي شايفة سيارتك دخلت كل هذا عند عمتي عسى خير ...
بتال وهو يراقبها تقترب منه :أيش الكشخة أيش الجمال هذا وش مخبيتنا الليلة ...
عبيـر وهو تشبك أناملها بتوتر:حاجة ماتحلم فيها بس قبل فيه موضوع لازم تسمعه مني ...
بتال الذي التقط منشفته وقد توجه للحمام سأل بعدم راحة :موضوع آخر الليل عقلي ماعاد يستوعب مواضيع خليه للصباح وعساه خير ....
زفرت عبير بعد دخوله وهي تتوجه لتسريحتها وتعود لترش المزيد من العطر ...
لما لايعطيها فرصة لتنقل له ماحدث قبل أن يصل له من شخص آخر ...
فحاكم مثلاً سيخبره ماأن يراه ..
لحسن الحظ ان عمتها وهو المدهش لحد اللا معقول أن تتجاوز هذا الموقف دون أن تذكره له ....
انتظرت عشر دقائق قبل ان يخرج عليها بمنشفة تلف وسطه فقط وتوجه مباشرة ليمشط شعرها المبلل أمام المرآة وهو يبتسم لصورتها المنعكسة ...
عبير بتردد :بتال أنت لازم تشوف لك حل مع أخوك فياض ...
بتال الذي أسقط المشط على التسريحة بقسوة ليحدث صوت مزعج..فما معنى أن تشتكي زوجته من أخيه :وش فيه فياض ...
عبير وهي تلعق شفتها بخوف :اليوم كنت عند حسناء أختي ووالله بصالة جناحها ودخل علينا مثل المجنون ولحطنا حنا الثنتين بعقاله .....
بتال بعيون حادة :لحطكم !!! من الباب لطاقة !!
دخل عليكن أنتن الحريم وظربكن أخوي فياض ماغيره ...
عبير بجزع من ردة فعله فهي تخيلته يغضب يخرج مندفع ليقابله ويتشاجر معه أما ان يشكك بالحادثة :يعني بتبلى عليه أسأل أختي حسناء وكل البزران وحتى حاكم شافه ....
لم يناقشها أكثر أرتدى ملابسه الداخليه ومن فوقها الثوب المغربي وخرج على عجل تحت نظراتها المذهولة ...
وقف أمام الباب الفاصل ضغط الجرس يعلن حضوره حتى ينسحب من لايكون من محارمه فتح الباب بالمفتاح الذي يمتلك تنحنح بصوت عالي :ياولد درب ....
مشى بالسيب الفاصل بين الطابقين لمنزلهم ومنزل أخوته لأبيه طرق على الباب لتفتح له الباب أبنة أخته وتنادي بصوت عالي لمن خلفها ياسمين :خالي بتااال تغطوا ...
تفضل خالي حياك ...
بتال نقر على جبهتها :الساعة 12 وش مصحيك ماوارك مدرسة ...يافله (دعابة لأن أسمها ياسمين )
تراجعت الفتاة للخلف وهي تخبره أنها ستذهب للنوم حالاً ومن الواضح أنها تتهرب منهم ...
ألقى السلام على النساء المكتضة بهن الصالة ... اثنتين من نساء أخوانه وأختيه وبنات أخته ...
بتال :مساكم الله بالخير ...
تفاوتت الردود ولكن جميعها ترد عليه بردود أجمل ...
سأل أخته :أم يارا وش عندهن البنات صاحيات ....
أم يارا تعطي بناتها نظرة منزعجة لتقوم الفتيات إلا آخر الصالة حيث باب جناحهم :اللحين بينامن ويوم تسأل عن مدارسهم مافيه مدارس المدرسة طلعتهن تقول مايكملن بدون ملفات بتسوي خير كلم أبوهن يجيب الملفات ...
وقامت منزعجة لتلحق ببناتها ...
كان يراقب ذهابها بأنزعاج فهي هاجمته وهم ليس وحدهم ..

تفاجأ بكأسة الشاي التي مدت إليه بأنامل ناعمة أظافرها مطلية بلون مغري صد للجهة الأخرى... وهو يرفض الشاي بأدب :شكراً ياأم وسن الشاهي للي بيسهرون أنا بنام اللحين ...
وتنحنح قبل أن يسأل الأخرى :وش اللي صار اليوم ياأم نايف وش فيه فياض عليتسن ....
حسناء بأندفاع :ياأبو حاكم وأنا أختك هذي ماهي أول مرة يسويهااا فياض الله يستر علينا وعليه يده طويلة وماهو مخلي أحد بحاله لاورعان ولاحريم مالقى أحد يوقفة ....
بتال بأنزعاج :فياض معذور أكيد عنده أسبابه ....!!!
كبحت تلك ضحكة صغيرة وهي تهمس لها حتى لايصل صوتها لبتال :مالقتي إلا ذا يأخذ لك حقتس زين مافزع معه ....
خرج بتلك اللحضة سلطان وهو يتثائب من مكتبة :يالله مسهم بالخير وش عنده أبو حاكم منورنااا ...
واجهه بتال وهو يرد :جيت أخذ علوم اللي صار اليوم ...
سلطان دون أهتمام :دواهن ولو هو مشتكي كان أنا اللي جلدتهن بنفسي ...
حسناء بأنزعاج من زوجهااا :أبو نايف ...
سلطان بنعجهية :أنكتمي أنتي ويالله كل وحدة على غرفتهااا لق لق ليل نهار وماغير بلع يالله أنقعلن عن وجهي ....
بعد أسلوب زوجها السيء معها أبتعدت وهي تكاد تبكي من القهر هي لم تشتكي له من البداية لأنها تعلم أي فكر سينتهجة الرجل دائماً على صح وهن المخطئات ....
بتأفف أبتعدت زوجة أخيهم الأصغر صاحبة العباءة المزينة ورائحة العطر الفواحة وليس كأنه وسط بيت عائلة مليء برجال الغرباء ..
سلطان الذي جلس مع بتال نظر لأصغر أخواته وقعدة أمهم سحب الأيربودز من أذنها لتلتفت عليه بذهول :الحكي كان شاملك فارقي على غرفتك ....
ليلى التي تفاجئت من أسلوبه الهجومي:بسم الله وش فيك علي وألتفت على بتال :مساء الخير متى جيت ...
بتال بضحكة سخرية :أمس الفجر ...
ليلى تلتفت حولها :وين البنات وش هالسحبة الغبية ...
سلطان ينهرها :انقلعي ألحقيهن ولاتسهرين على روس بنات أختك بكرة وراهن مدارس مو مثلك فاضية ...
ليلى بملل :وانت ماعندك إلا هالألفاظ أنقلعوا أنكتموا ...ياخي حسن لهجتك شوي عيب قسم ...بعدين موجالسه في بيتك ..هذا بيت أبوي أجلس فيه وين ماأبغى ووقفت لتغادرهم وهي تخرج لسانها لسلطان ...
سلطان بذهول لبتال :شف المفعوصة ..
بتال يهدأه :يابن الحلال خلك منها بتحط عقلك بعقل البزر بينكم عشرين سنه... المهم أنا أستأذنك بقوم أنام بكرة أبيك بموضوع ضروري بعد الغداء ...
سلطان الذي عاوده التثائب :طيب ان شاءالله عسى خير ...
وأنتهت ليلتهم على هذه الطريقة ...لكن هناك من لم تنتهي ليلته أبداً وقد كان السهر رفيقة ...
جوزاء التي كانت تجلس على مكتبها تكتب وتشطب وتمزق الورق ..النوم جافاها وحتى الكتابة التي تقضي وقتها فيها لم تسعفهاااا ...لأول مرة تعرف السهر والتفكير لقد أعتادت أن تكون ذات بالي خالي ولكن هذه الليلة يبدو أن الأرق سيصبح رفيقهااا ...
هل سيتزوجها ذالك العجوز حقاً ...هي لاتعرفه بل لم تقابله بحياتهااا ..
ولكن رأت صورته أكثر من مرة بهاتف والدتها..
التي تستمع لشيلات المدح والقصيد الذي كان يقال عنه وينتشر بينهم ,,
لم يكن بعمر والدها رحمة الله يبدو أصغر ولكن يبقى كبير حفيداته من بناته بالجامعة ...
عادت تتذكر صورته هل يبدو عجوز غاضب مزعج أم كان هاديئ ...
يبدو ماكر إليس كذالك ..
تأففت بضيق كيف تفكر والدتها حين أوقعتها بهذة الورطة هل ستتزوجه حقاً... لتفتك بها زوجاته وبناته وزوجات أبنائة الجميع سيكون ضدها إليس كذالك وسينتقصون منها كم ينتقص منهم أي شخص من جهة والدتها فهم مهما فعلوا سيبقون أبن الصبي كما يسمون ...هي لاتهتم حين تكون خارج أطار الجماعة ولكن بداخلهااا لاقدر لهم إلا الأنتقاص من أحقيتهم بلقب الذي يحملونه ...
كم تتمنى لو تنام وتستسيقظ وتجد كل ماسمعته من هيفاء حلم أو مقلب أو خدعة لاتهتم فقط لاتريد أن يكون حقيقة ...
كانت ساعات الصباح الأولى حين عاد للمنزل بعد سهرته مع أصدقائة التي أستمرت حتى الصباح ...هدأ من سرعة سيارته وأنزل نافذتها حين لاحظ السيارة التي تقف أمام بوابة منزلهم مباشرة ...
فياض بدون تهذيب لصاحب السيارة وبعد أن ضغط على منبة السيارة .. بلهجة خشنة للغاية :وش عندك هنااا!!!
صاحب السيارة المراهق :وأنت وش دخلك حرك لأنزل عليك ...
فياض بضحكة أستهجان :تنزل علي أنا ..قدهاا.. وبكل برود فتح درج سيارته ليخرج مسدسه ويقوم بتعشيقة وأبرازه من النافذة :بتحرك ولاشلون ...


شخصيات الرواية التي ظهرت بفصل اليوم :
عقـــاب بن نايف 78
فهدة بنت محماس 57
وضحى بنت مطر 55
بتال بن عقاب 32
عبير محمد 30
حاكم بن بتال 9
ليلى عقاب 24
سلطان عقاب 45
أم وسن 23
أم يارا 43
حسناء 36
ياسمين 17
خزام 21
بلقيس 14
رضا 48
أمين 58
فيـــاض 34
((حواري المدينة المنورة قديماً قبل أكثر من 30 عاماً ))





تخرج رضا من منزل عائلتها البخـارية ذات الأصول التركستانية وبسبب الصين الشيوعية هاجروا إلى تركيا وعاشت أجدادهم هناك لفترة قبل أن يستقروا إخيراً بالمدينة المنــورة ...
تقرع باب المنزل الصغير الشبة مهجــور للعجــوز العربية جارتهم ...فقد أمرتها جدتها أن توصل هذا الطعام لهاا ..
عدة طرقات أخرى قبل أن تدفع الباب وتدخل فهي قد أعتادت ذالك ...
رضا :السلام عليكم .. تيزا ..تيزا ...!!!
وحين لم يصلها رد أيضاً وضعت الطعام بالصالة الصغيرة للمنزل العجــوز وخرجت ...
وهي تخرج من منزل تلك الخالة كان شاب عربي يدخل ليراهم عمهاا على ذالك الوضع ويصيح فيها بلغته غاضباً ويتهجم على الشاب الذي تراه لأول مرة ...
رضا بأنزعاج وبلغتهم :عمي لاأعرفه لقد فعلت ماأمرتني به جدتي فقط ...
العم الغاضب بلغتهم:أيتها الساقطة سترين ماأفعل بك ..أنتم هكذا أيها النساء لايمكن الثقة بكم ...الخيانة تجري في عروقكم ...
خرجت العجوز وهم على ذالك الحال :أمييييين ياولدي ياأميييين ...
توقف العم الغاضب ليتحدث بالعربية :من هذا ياخضراء .. ماكنتي عايشة لحالك واحنا تاركين بناتنااا .. داخلين طالعين من عندك !!!
العجوز بأنبهاار من الموقف بماذا يتهمهم هذا لقد كانوا جيران لعدة سنوات حتى الآن لقد كانوا لطيفين معها للغاية فكيف أنقلبت الأمور :هذا أبن أخي جاني من الجنوب يتيم عاش طول عمره مع خواله .. بس توظف جاء يسأل عني ويشوفني أذكره طفل بمهده ....
العم بغضب متأجج فلايوجد قبل أو بعد الشرف عنده :وماكان لازم تبلغينا أنه صار فيه رجال في بيتك !!!
العجوز بأنكسار من جيرانها الذي فعلوا الكثير من أجلهااا وهي مريضة كم ساعدوهاا :وش اللي يرضيك ياحيدر وأنا حاضره فيه ....
العم وهو يلقي نظرة سريعة على الشاب الذي لم يرد على عراكه ولم يشترك بالحديث وتركه للعجوز تديره
ولأبنة أخية اليتيمة وتذكر كومة الأطفال في منزله هو يريد الخلاص فقط وأزاحة بعض الثقل من كاهله والفتيات حملهن ثقيل :يتزوجها ...
صاحت رضا بذهول بلغتهاا :هل ستزوجني العربي !!! ..هل هذه أمانة والدي لك ...
العم بحدة بلغته :لو كنتي بنتي لقتلتك فقط لأنك أمانة سأجعلك تتزوجينة ....
رضا بصيحة أخيراً وبالعربية:بقتل نفسي ومأتزوج العربي ...
كان يقف بطوله المتوسط يلاحظ الشجار الحاصل بسببه ...
لقد وصل لعمته التي يسمع فيها ولم يراه إلا أمس ...
واليوم يفاجيء بما يحدث ... الأحتكاك بالنساء لم يكن من عادته ... ولكن هذه الفتاة خرجت من منزل عمته وهو الذي خرج لأحضار الأفطار لكليهمااا ..
كان متردد خائف واللغة المختلفة توتره .. لقد عاش بالجنوب لسنوات وبعد أن حصل على التجنيد وتوظف كعسكري ...وأصبح بأستطاعته السـفر جاء لزيارة عمته التي تسكن الحجاز ...
ليجد نفسه بهذا الموقف ..وماأذهله أكثر الحديث عن الزواج ...!!!
***
وحدث الزواج كان مجرد عقد قران وحملت حقيبتها وسارت خلفه ....فهم من حديثها الحاد مع عمها وجدتها أنها تودعهم للأبد ...
وكم أثقل ذاك كاهلة ...كان يسير وهي من خلفة تحمل حقيبتهاااا ..
ثلاثة أيام المتبقية على عودته لعمله ...
وهناك سيارة تنتظرهم لتقلهم نصف الطريق ..مع عدة أشخاص آخرين قبل أن يبحثوا عن سيارة أخرى تقلهم الطريق المتبــــقي ...
أي ثقل يشعر فيه الآن وبصحبته فتاة سيقطع فيها كل هذه الدروب ...
***
تغضبة كم هي عنيدة ...هي ترفض حتى الحديث معه بالعربية رغم أنه يعلم أنها تجيدهاااا ...
ولاتريد تناول الطعام الذي يحضره إليهااا ..
فهي لاتأكل الطعام العربي ...
لايعلم ماهو العربي بالموضوع !!!
ولكن تجاهل أنتقادها وأخبرها أن الطعام جميعه واحد ...
وصلوا أخيراً لوجهتهم بعد يومين على الطريق ...
رضا بحدة :لأريد النوم جوارك إلا تفهم ..أبحث عن عربية مثلك وتزوجها إلا تفهم ..!!!
أمين المرهق جداً :مافيه إلا فراش واحد وأنا تعبان ومصيرنا أرتبط في بعض ..وين ألقى فراش ثاني ...!!
رضا حملت عبائتها وذهبت لزاوية الغرفة لتنام فيهااا ..وسبته طويلاً بلغتهااا ...
لما حظها بائس لتتزوج عــــربي هكذا ..هو وسيم أجل ولكنه عربي ..هاديء جداً أيضاً ولكن عربي ...
لاتحب العرب لما لايفهمـــــون ..
نحن أفضل منهم .. نحن أصحاب الحضارات والعلوم ...وهم مجمــوعة أوباش يرعون الماشية ...


بالأعلى :

أمين 28
رضا 18
*الآن بالرياض*








كانت ساعات الصباح الأولى ..
حين عاد للمنزل بعد سهرته مع أصدقائة التي أستمرت حتى الصباح ...
هدأ من سرعة سيارته وأنزل نافذتها حين لاحظ السيارة التي تقف أمام بوابة منزلهم مباشرة ...
فياض بدون تهذيب لصاحب السيارة وبعد أن ضغط على منبة السيارة .. بلهجة خشنة :وش عندك هنااا!!!
صاحب السيارة المراهق :وأنت وش دخلك حرك لأنزل عليك ...
فياض بضحكة أستهجان :تنزل علي أنا.. قدهاا .. وبكل برود فتح درج سيارته ليخرج مسدسه ويقوم بتعشيقة وأبرازه من النافذة :بتحرك ولاشلون ...


وتحت الذعر الذي بدأ على ملامح الشخص الآخر..
وقبل أن يحرك سيارته ..جاء وسام شبه راكض ..
ليكلم صديقة قبل أن ينتبه على فياض :محمد سامحني تأخرت عليك .....
فياض بأنزعاج.. وهو يشير يده بفضاضة من نافذة سيارته :ييالله حرررك ..
وأردف بلهجة تهديد لوسام : وأنت لي كلام معك بعدين .. وألقى عبارته الأخيرة بتكشيرة :وجيه تسد النفس على الصباح ..
..ولم يعطية فرصة فقط حرك سيارته بسرعة لداخل البوابة ...
صعد وسام ليسأل صديقة بتجهم :وش صار ...
محمد ينطلق بسيارته ومازال تحت تأثير السلاح الذي صوب عليه ظرب على المقود بغضب :**** كان بيذبحني ياأخي علمني قبل لاتورطني ان فيه مجرمين عندكم ...طول الوقت تمدح فيهم وهذا عينة منهم ..
وسام بأعتذار فهو لم يكن بأسوأ أحلامة يتخيل أن يحدث مثل هذا الموقف :سامحني محمد والله أخر مرة أطلبك توصلني ..
وفياض ترى معذور يعني هم متشددين وبيتهم كله حريم عشان كذا مايحب يشوف سيارات غريبة حول البيت خلاص أخر مرة أورطك معه .....
محمد بشخرة سخرية :بتفهمني أن حنا الدشير اللي ينخاف منا وهو العاقل سيماهم في وجوههم اللي يرجع هالحزة للبيت وش بيكون ...
وسام يرفع كتفيه وكم تربى وتردد والدته :ماعليناا منه بيته وهو حر ..
صمت محمد حتى لايزيد على وسام فهو يعلم حقاً وضعه المزري وأضطرارهم لسكن بملحق في منزل رئيس والده السابق الضابط كبير الشأن ....
فبعد أن تزوج أبية العسكري ذو الرتبة المتدنية من أجنبية تم فصله ..
وأصبح بلااا راتب عاش في بداية حياته يعمل بما يستطيع من أعمال ..
ومنها مزارع في قصر رئيسة السابق الذي أعطاه الملحق ليعيش فيه مع أسرته ..
قبل أن يسقط أثناء عمله ويصبح غير قادر على الحركة ...
***
دخل مستعجلاً لمنزله كان يتحرك شبه راكض لا وقت لديه ..توجه مباشرة للحمامه وبعد دش سريع خرج ليرتدي ملابسه وأغدق على نفسه بالعطر ... أرتدى كبكة ساعته التي كلفته راتب شهرين ... كل شيء فيه فخم وفاخـــــــر كما يناسب وظيفته في مركز مرموق ...
نزل أخيراً ليتوجة مباشرة لمنزل والده الأخر والملاصق لمنزلهم ...
كان بن نايف يجلس بالشرفة وأمامة قد أعدت طاولة الأفطار متنوعة أخرجت بذوق تضم كل مالذ وطاب ...
فياض وهو ينكب على رأسه يقبله :كيف أصبحت ياأبو سلطان ...
بن نايف :هلا يالله حيه تقهوى ...
وهو ينظر له واقف وكأنه على عجله من أمره ...
أستجاب لطلب والده وهو يلقي نظرة سريعة على ساعته ليحسب كم تبقى على موعد البصمة ليجلس ويتناولة دلة القهوة ليسكب لوالده ولنفسه ...
عبس بوجهه حين سمع صوته قادم قبل أن تصل إليهم ..
فلايبالغ أن قال صوتها كفحيح أفعى بالنسبة لأذنه :فياض عندنا يالله حية ...
فياض وهو يلقي نظرة سريعة عليها ...زوجة أبية غير المحببة لقلبة :هلا ياعمة وشلونتس ...
أم بتال التي جاءت بالحليب بالشاهي الذي طلبه بن نايف منها...
لتتفاجيء بوجود فياض أبن ضرتها ..
ليس من عادته الحضور بهذة الساعة ..
غير محبب لها فهو فض ..مزعج.. وقح ..وغير مهذب لاتعلم مايعجب أبيه فيه حتى يكون المفضل لدية :بخير من الله ...
لوى فكه بتشمت وألقى نظرة على والده المركز على تناول طعامة :يبه أستأذنك .. بس أجيك على الغداء اليوم ...
بن نايف يهز رأسه بتفهم :ألحق شغلك ياولدي ...ولاتسرع ...
ودعه بقبله على رأسه وخرج بتعجل قبل أن يصلهم ... بعد أقل من دقيقة صوت صرير عجلات سيارته .. ليحوقل أبن نايف بصوت عالي ...
فهدة بتشاؤم لحسن الحظ ليس أبنها :ماودي أكدرك ياأبو سلطان بس هالولد بيجيب أجله بغشامته ...
بن نايف بأنزعاج وبحدة :بس أقطعي فالتس ماقبلناااه ...
وتوقف عن تناول طعامة :صبيلي من اللي جبتي وأدخلي عني ماأبي أحد يقابلني ...
فهدة التي ندمت على زلت لسانها ..سكبت له من دلة الحليب ودخلت فهو أذا قال كلمة لن يعود عنهاااا ..جربت في بداية حياتها أن تتجاهل طلبة وكان يعاملها معاملة الجماااد..
طوال الجلسة ولثلاثة أيام قادمة ..
أما أذا استمعت لطلبة فهو يعود خلال اليوم لمعاودة الحديث معها وكأنه لم يحدث شيء ....






****






كان أول العصر حين فاجئها المخاض لم تستطيع أن تقوم من مكانها سقط هاتفها من يدها بسبب أرتباكها وذعرها الشديديين ...
التقطت أنفاسها أدخلت الهواء لرئتيها ثم زفرته كررت تلك الفعلة عدة مرات..
حتى وجدت بنفسها القدرة على ألتقاط هاتفها ولأتصال بأمها ..
التي خرجت قبل قليل للسوق مع رضا لم تنتظر حتى وصلها الرد :يمــــه ألحقيني نزلت المويات .....
فهدة تلفتت حولها بالسوق الشعبي التي جائت له برفقة رضا التي تسكن بالملحق وتستدعيها دائماً للمساعدة :ماهو أمس رايحة لموعدتس وتقول باقي أسبوع ...
أسماء التي شعرت كالكهرباء بظهرها :يمة أقولك نزلت علي المويات واللحين بديت أحس بطلق وش أسوي ...شهقت ببكاء :يمة وين بتال وين الحكم والحسن أخواني وين تعالي وديني يمة أنا خايفة أخاف ينزل علي الجنين وأنا لحالي ...ألحقوووووووووووووني ..
سوي شي ساعديني أنا بمووووت ..قلت لكم ماأبي أتزوووج ليه زوجتووووني ..الحقيني اللحين ...
سوووووووي شي بمووووت ..
فهدة تحاول تتماسك أعصابهااا :هدي بالتس اللحين أكلم حريم أخوانتس ويجنتس لاتخافين ..
رضا التي تقف معها وقد توترت من توترها :ايش فيها أسماء تولد ...
فهدة بزفرة حارقة :الله يستر ياليتني ماطلعت بدأت تتصل على رقم عبير...
ولم ترد كررت الأتصال ولم تجد أي رد أتصلت على بتال بجواله المغلق لتتذكر لحضة أنه أخبرهم على الغداء بأن ذاهب لحلالهم ...
لم تكن ترد أن تتصل على البيت الأخر ولكن أتصلت على زوجات أخيها لأبيها ولم ترد أي واحد منهن بل أن أحدهن أعطتها مشغول ورفضت الأتصال ...
رنت على الهاتف الأرضي فشعاع بالتأكيد ستفزعهن ولكن للأسف لم يرد عليه أحد على غير العادة ..ماهذا الحظ العاثر ...
رضا وهي ترفرف بيديها بجزع من منظر فهدة البائس وفكرت أن تلد أسماء المسكينة لوحدها بمنزل مليء بالبشر :ايش فيه مايردون !!! أتصلي على أخوانهاااا ...
فهدة بيد مرتجفة :ماهم فيه محد بالبيت غيرها وحريم أخوانها يقفلن بوجهي ...وحتى شعاع اللي ترد على تلفونها من أول رنة ماترد ..ياويلي عن بنتي
ياربي الحقني وش اسوي ...
رضا أخرجت هاتفها بسرعة :هدي بالك ياعمة ماعليكي خليها عندي أنا أتصل بخزام تأخذها المستشفى ...
فهدة التي تلفتت حولها تبحث عن مكان تجلس عليه ..
وفعلاً خطت قليلاً لتلقي بجسدها الممتليء على كرسي حديدي أهتز تحتهااا ..
كانت تفكر وسط ذالك البيت الكبير والنساء الممتلئة به هل ستنقذ أبنتهاا الغريبة :الله لايبارك فيتسن من خوات وحريم أخوان أدق عليهن ويقفلن بوجهي الله يقفلها في وجيهكن ....
رضا التي سارت خلفهاااا :ايوة يابنت وينك عن الجوال هيا أرتدي عباتك وروحي لعمتك أسماء بتولد ...ايش بس وش له داعي الصياح هيا عجلي كلمي السايق يوديكم ..أسمعي لاتطلعي لين تصحي بلقيس تراعي أبيها..
رضا وهي تربت على فهدة التي أنحنى رأسها على كفهااا :هيا ياعمة ندق على نصر الدين يجي يرجعنا ...
فهدة بحدة :وش تحترين دقي عليه أنتي وشورتس اللي عساني ماطعته ....
رضا لم تهتم لتوبيخ فهدة فهي تعودت على نوبات غضبها وسلاطة لسانها ...
خزامى ترتدي عبائتها بيد مرتجفة بعد طلب والدتها هي بحياتها بأكملها...
لم تدخل ذالك القصر حتى بالأعياد والمناسبات حين يتم دعوتهم لم تذهب ولامرة ..
رغم أن أمها لاتكاد تفارق أم بتال ولكن بناتها لم يدخلن مع عتبة ذالك البيت ....
كان القصر من الخارج عبارة عن بنائين ...
بناء للعمة فهدة والأخر لأم سلطان ركضت بأتجاه الباب التي أعتادت أن ترى والدتها تدخل منه ركضت مباشرة للمطبخ وهو الأقرب للباب ..
حيث الخادمات سألت مباشرة رغم فزعهن من الغريبة التي دخلت عليهن بطريقة مفاجئة :وين غرفة مدام أسماء ...
هزت أحد الخادمات رأسها بأشارة لتلحقها بعد أن تذكرت أنها رأتها من قبل فهي من سكان الملحق ...


لحقت بها بخطوات متعثرة فماعملها هي بالقصر والأنكى مع فتاة بحالة ولادة ...
كان رأسها يدور وهي تصعد السلم من السقف البعيد والثريات الضخمة التي تزينة ...
توجهت للغرفة التي أوصلتها لها الخادمة وأختفت ...
دخلت بتردد ولكن الصراخ الذي وصلها من داخل الغرفة جعلها تندفع للداخل ...
لتسقط عينها على الفتاة التي تجلس بسرير ملكي ..
وتصرخ وهي تضع طرف لحافها بين أسنانها لتكتم صرخاتها .. مبهـــرة كعادته ..كمشهد ولادة من المسلسلات الأسيوية القديمة حين تجلس الأميرة بملابسه الأنثوية الشفافة ببشرتها الخزفية وشعرها الأسود الملتصق أعلى جبينهاااا وبجمال لايمكن وصفه بفعل الأضائات والمكياج ...ولكن ماتراه الآن طبيعي لدرجة القشعريرة فالأميرة هنااا تكبح صراخهااا ولكن هذا لايجعلها غير متألمة ...فالألم يصرخ من عينيهااا ...
أقتربت لتهدأها أو تساعدها لاتعلم حقاً ماذا تفعل هنا ...
أسماء التي تتصبب عرقاً حتى لصق شعرهااا بوجهااا ..
رغم أنها عرفتها فهي تذكرها من طفولتهاا لكن خانها عقلها بسؤال :من أنتي وين أخواني ليه مايجون ليه مايوصلني المستشفى بموووت والله بموووت ومحد درى عني ..ساعدوووني ...
خزام المذعورة من حالتها :ايش أسوي خبريني أمي قالت أجي عندك ونروح مع السايق المستشفى تقدري تمشي ...
صاحت أسماء بألم وقهر :لااا سواق لااا أنا أروح أولد مع سواق أخواني وين ..؟!!!
وينهم ملي البيت وش فايدتهم ...أرحم لي أموت هنا ولاأروح أولد مع سواق كأن ماعندي عزوة ...
خزام وهي تشير بيدها الثنتين بتوتر من صراخها :طيب هدي نفسك أيش أسوي قوليلي ...
أسماء بقهر :أنتي من أرسلك علي وش أسوي وش أسوي أنا اللي وش أسوي مو أنتي ...
وجلست تتنفس كما تدربت من قبل :أطلعي من الغرفة ..أمشي يسار تلقين باب أبيض أطلعي معه بتشوفين صالة كبيرة بأخرها باب بني كبير كبير جداً ..دقي عليه لين تكسرينه حتى يفتحون لك الباب صرخي كسرية بس يفتحونه ولابولد وبتتورطيني فيني ...
سحبتها من ذراعها حين أسرعت لتفيذ لطلبهااااا:بتلقين حريم كثير هناك ماعليك منهم أهم شي ترجعين وبيدك رجال سمعتي رجااال ولابولد عليك ....







خزام التي ذعرت حقاً من تهديدها أي مجنونة وقعت بيدهاااا فقط فكرة أن تلد أمامها تثير القشعريرة الغثيان بداخلها ...
سارت على وصفها تبحث عن الباب المنشود ضلت مرة وأخرى ولكن بالمرة الثالثة وجدته ..
أنقضت على الجرس تقرع مرة وأخرى وثلاثة وخبطت بيديها العارتين على الباب ...وركلته بقدمها أستمرت على تلك الفعلة خمس دقائق ...
قبل أن تسمع صياح مكتوم يأمرها أن تتوقف ..
ولكنها استمرت بما تفعل فتهديد أسماء ومنظرها المرعب يجعلها تستمر حتى لو تلقت صفعة على فعلتها ...
أنفتح الباب من الجهة الأخرى أنتزعت الباب من اليد المتشبثة فيه .... لتلج والفتاة التي كانت تفتح الباب تحدق بها بذهول وبيدها المفتاح التي فتحت به الباب ...
ركضت بالسيب القصير التي تستطيع رؤيته يومياً من شرفة ملحقهم فهو الجسر الواصل بين المبنيين ...

دخلت مع باب البناء الآخر لتجد صالة كبيرة..
كالصالة التي جاءت منها كان هناك الكثير من الأطفال يلتفون حول التلفاز وبضعة فتيات وأمراءة أكبر سناً توجهت لها بالحديث مباشرة :وين رجال البيت ... أخوان العمة أسماء وين ...
أم يارا بأنزعاج من الفتاة التي جاءت من البناء الآخر :خير وش فيك داخله علينا بهالطريقة وش فيها أسماء ...
خزام تهز راسها بنفي وهي تلتف بعيونهاا بحثاً عن رجل أو طريق يدلها على أحدهم ويديها ترتجف من موقف أسماء والجمهور الذي وجدت نفسها وسطه دون تخطيط :لا العمة أسماء قالت أنتو لااا وين أخوانهااا .....
أجابتها فتاة متزينة من رأسها حتى أطراف قدمها .. ترمقها بنظرة ساخرة :مافيه رجال كلهم برى ...
نطقت أحد الفتيات الصغار :خالي فياض فيه ...
خزام التي تكاد أن تسقط من شدة توتر :وينه بسرعة هاتوه ...
اطلقت تلك المتزينة ضحكة صاخبة :تقول هاتوه وين داخله أنتي ...
أم يارا بنظرة حادة لزوجة أخيها الأصغر :بركادة ياأم وسن ماله داعي كل هالضحك والتفتت على خزام :وأنتي فهمينا وش تبغين ...
خزام بصيحة ذعر :قلت لكم مالي صالح معاكم العمة أسماء تقول هاتي رجال معاكي ...
ليلى التي ملت من الوضع أمسكت بذراعها أشارت لأخر الصالة :ذيك غرفة الرجال الوحيد الموجود حالياً ..
ولو فيكي خير روحي صحية أحسنلك ترجعين من وين ماجيتي ...


خزام ماأن أشارت لها حتى أسرعت لذالك الباب ولم تلقي لباقي العبارة أي أهتمام فماذا سيكون مخيف أكثر من ولادة أسماء بين يديها ...
أنقضت على ذالك الباب تطرقة كما فعلت سابقاً ..
تحت ذعر كل الموجودين بالصالة ..
أم وسن كانت أول المتحركين ألتقطت أبنتها ذات الثالث أعوام وركضت لجناحهااا..
أما أم يارا صاحت في بناتها أن يدخلن لغرفهن ...
وبقيت مرتجفة تشاهد الموقف وخلفها ليلى المذعورة ..
من تصرف تلك الحمقاء التي أعتقدت أنها بتلك الجملة ستبعدها..
لم تكن تعلم أنها ستندفع لتطرق الباب بتلك الطريقة التي ستصحي الأموات بقبورهم ....



أنفتح الباب بعنف ليخرج من خلفه بشعر مبعثــــر .. وعيون شديدة الأحمرار وهو يسب ويشتم ويقذف وكل تفكيره أنه سيقتل من تجرأ وطرق بابه ...
ولكن توقف للحضة وهو يتعوذ من الشيطان الرجيم حين رأى الواقفة أمام بابه فماذا تفعل هذه في منزلهم و أمام غرفته ...
لتبادره خزام :ياعم فياض ألحقنا العمة تولد وماعندها اللي يوديها المستشفى ...
فياض ينظر خلفها بصالة يبحث عن شخص يفيده بمايحدث ليصيح بالأثنتين الواقفات :وووووش فيه ...؟؟
أم يارا بأستسلام :علمي علمك هجمت علينا تقول أنتن ماتنفعن أبغى رجال ....
فياض الذي يشعر برأسه سينفجر والموقف فوق قدرته على التفكير وكأنه أحد كوابيس العصر :أنتي ووووش تقولين من مسلطك علي ...حسبي الله عليكم عشر التحاسيب ...
أنتم سلطة أذى أحد يدفع لكم راتب عشان تنكدون علي ..يعطونك بدلات لتسويد عيشتي ...

خزام بدون أهتمام تسحبه من يده :ياعمي العمة تولد ألحقني أنا في وجهك أنك تفزع لها .....
فياض بغضب ينفض يدها:من اللي بتولد عساها ماتفرح فيه وتلفظ بألفاظ نابية أحمرت لها الواقفتان بعيداً من شدة قسوتهاااا ...

ليدخل ويصفع الباب خلفه وهو يأمرها أن تذهب لتجهزها وهو سيرتدي ثيابه ويأتي ولم ينفك لسانه عن السب والذم .....

خزام التي أنتهت من المهة عادت راكضة ...
وهي تسمع أم يارا تصيح بها لما لم تخبرهم أن أختهم تلد ...
ليلى بسؤال لأم يارا :يعني بتولدينها لو دريتي ...
أم يارا بتردد:أجل نخليهااا لحالهااا روحي هاتي عباتي ...
ليلى بشك :بتروحين مع فياض صاحية أنتي نصيحة أقضبي أرضك وخلي بنت رضا تكمل جميلهااا ...
هذا مايحشم أحد مو بعيد يجلدك مثل ماجلد حريم أخوانك أمس .. فياض لو صحى من النوم وخري عن وجهه .. من باب التذكير ولو الدمام نساك ..
والله لو ترافقينه بهالمشوار ترجعين حتى السلام مابينكم ×كناية عن أنقطاع العلاقة بينهم × ....
خرج عليهم بغضبة وسأل بسلاطة لسان :من *** اللي بتولد وينهااا ...
كانت ليلى وأم يارا يشرن للبناء الآخر بأيديهن دون أن ينطقن بكلمة ...
ليخرج وهو يسب ويشتم بفهدة وبنتهاا !!!!
دخلت عليها بعجلة لتصرخ تلك بها :وينك بموووت بموووت هذي مساعدتك لي ....
خزام والله لأدعي عليك ودعوت الوالد مستجابة ...
ألتقطت خزام عبائه لها من العبائات المعلقة وأسرعت لتساعدها بأرتدائها ...
أسماء صرخة بجزع:وينه وين اللي بيوديني أنا اولد أولد ....
حين دخل عليهم ذاك حدق بأخته الغير الشقيقة وهي تصيح بفراشها لينهرها :وش تنتظرين يالله تحركي ...
أسماء بذعر :هذا جبتيلي هذا روحـــي الله يبلاك مثل مابليتيني فيه آآآآآآآآآآآآآآآآآه <<كانت صرخة لاتدع للآخرين فرصة لتفكير ...
لفها بلحاف الذي كان حولها وأسرع بها للخارج ....
وهي تصيح بخزام أن تحضر الحقيبة قرب الباب التي لم تكن إلا حقيبة ولادتهااا ....


ألتقطت خزام الحقيبة المقصودة وركضت بأثرهم ....
حين وصلوا السيارة كان قد قطع الساحة وهو يحملها .. حتى يصل للسيارته بالجهة الأخرى منها ...
وضع أسماء بالمقعد الخلفي وفتحت تلك الباب لتضع الحقيبة وستفر بحياتها ولكن صاح بها أن تركب .....
لتجد نفسها مجبرة أن ترافق هذه الصائحة برحلة ولادتها حتى اللحضة الأخيرة ...
عادت بذاكرتها للوراء قليلاً لتبحث عن شماتة أطلقت بحقها ولم تجد ..
إذاً لما تقع بمثل هذه الورطة ...
كان الطريق إلى المستشفى مليء بسباب وشتم والصياح من الطرفين ...
بهذة اللحضة كان يصيح بها :مالقيتي إلا هذا المستشفى العفن ...
لترد تلك وسط صيحة من صيحتها :دكتورتي فيه ليه ماتفهم ....
فياض الذي يتشبث بالمقود بيديه الأثنتين :زحمة ماتشوفين الزحمة وش فيه مستشفى الولادة ولا العسكري مو عندك ملف فيه ليه مارجعتي فيه ... ولا لازم حركاتس العوجى ...
أسماء بنعجهية :وش دخلك مالك شغل وصلني وأنت ساكت ...
ليرد عليها بعنف :لو ماكنت تولدين والله لأنزل بهالعقال على ظهرك ...
أسماء بحدة:تخسى.. قبل أن تصرخ بألم : آآآآآآآه وصلني وصلني بمووووت ...
وعصرت يد خزام التي جوارها بعنف ....
أسماء وذعرها يزداد :وين أمي أبي أمي وينهاااا ...
فياض بسخرية وهو يراقب الأشارة التي لاتفتح :أمك ماهي فاضية لك تلقينها بعزيمة ولاسوق ....
وصلوا أخيراً أمام المستشفى لينزل ويحضر لها عربية لتدفعها خزام خلفه ....
كان يقف يتحدث مع الموظفة على الرسيبشن يخبرهااا أنها حالة ولادة حين صاح بها أن تقربهااا :وش أسم دكتورتك ...
أسماء وهي تكاد تتلوى بكرسيها :وفاء عبدالوهااب ...
بعد أن أعطتهم أسم دكتورتها.. أتت أحد الممرضات لتدفعها لغرفة الكشف ..
وقفت خزام لاتعلم ماتفعل وهي تحدق به واقف عند الموظفة يملي عليها البيانات..
فكرت أنه من الأفضل أن تلحق بأسماء ..
أوقفتهاا الممرضة وأخبرتها أن تبقى خارج غرفة الكشف ...
أتكئت على الحائط خلفها وهي تفكر بعد أن تدخل هذه للولادة أين ستبقى هي وكيف ستعود ...
لم تتعود على مثل هذه المواقف ..
هي لم تخرج مكان من غير والدتها ...
وحتى مع والدتها هي لاتخرج كثيراً فهي لاتكاد مغادرة المنزل بعد تخرجها من الثانوية قبل أربع سنوات ....
لم تشعر بوصوله حتى سألها بفضاضة :وينهاا!!!
لتجيب بقلق فلاتعلم ماذا بعد :دخلوها الكشف ...
فياض وهو يتلفت حوله بأنزعاج ..
لم يخفى عليه الأعين المتطفله على مظهرها بعبائتها المزررة من أعلى مفتوحة من أسفل لتكشف فستانها القطني بلونه الرمادي.. والذي يصل لمنتصف ساقها :وأنتي ليه مادخلتي معها بدال ماتوقفين قدام الرايح والجاي ...
خزام بصدمة :هي تولد أنا أدخل ليه !!!
فياض بعين متسعة من ردها :بعد تردين علي !!!
خزام نزلت بنظرها للأرض :والله ماقصدي بس أنا أجاوبك !!
فياض بملل من الوضع وصداع يكاد يفتك فيه :أمك وين هي ...
خزام بأحترام مع الكثير من الخوف :أمي مع العمة فهدة بالسوق ...
فياض وهو يهز بيده بسخرية :أيوة سوق وهياااته ويافياض ود هذي تولد وذيك تموت ...
كان يسير بالممر بلا هدوؤ ويده تعبث بهاتفه بحثاً عن رقم ذالك النسيب الذي يرمي زوجته الحامل وهو من يتحمل الركض بها للمستشفى ولكن لحسن حظ ذاك أنه لم يجد رقمه ...
خرجت الممرضة على عجل ليسألها فياض :هاه بشري ولد ولابنت ...
لتحدق به الممرضة بذهول :هنا مافيه ولادة فوق ولادة هنا بس كشف ....
فياض بتبرم وبصوت مرتفع :ياليلللل متى بنخلص ولدوها عجلوا عليناااا ....
جلست على كرسي الأنتظار بعد أن ملت الوقوف وأسماء لم تخرج من غرفة الكشف بعد ...
مرت دقائق صمت مريحة بالنسبة لها ..
رغم أنها تسمع أصوت التأفف والسباب التي يلقيهاا ليصيح فيها بطريقة مفاجئة وهو يحدق بأقدامها :الله يفشلتس من اليوم تمشين معي وهذي حذاتس ...
اففف أنا الغلطان أشيلكم معي وين الله بلاني فيكم ...
خزام حدقت بأقدامها لتجد حذائها المنزلي ..
خبأت أقدامها تحت الكرسي ...
وتأكدت من أغلاق عبائتها ...
عاد لتنظر فيه ووجدت عينة بهذة اللحضة بعينها ليصد عنها بأنزعاااج مع تأفف عالي ...
قالت تفسرموقفهااا الذي لم يستطيع تجاوزه وأحرجه أمام نفسها : أنا كنت متوترة ومافكرت لبست عبايتي وركضت للعمة أسماء...
فياض وهو يصمتها بحركة من يدة القابض على مسبحته الذي يضع عصبيته فيها :طيب بالله أسكتي ماني ناقص أزعاج ...
أنا بروح أخذلي قهوة لطلعوها ولاقالوا شي تعالي علميني ...
لم يكد يصل للكوفي الذي سيطلب منه القهوة حتى لحقت به تلك :ياعمي فياض ألحق ...
فياض بجزع لف عليها ليجدها خلفه مباشرة:وش فيه !!!
خزام تتراجع للخلف بأحراج :يقولون مافيه ولادة لين تدفع فلوس الولادة أنت بس دفعت حق الكشف ....
فياض وهو يستلم قهوته:وتقولين ليه روحي خذي بطاقتها وحاسبي فيهااا ...
خزام بملل هل هي من تولد :بس العمة أسماء ماعندها بطايق ولاجوال ...
فياض وهو يسبقها بسير لغرفة أسماء قبل أن يدخل على تلك بفضاضة :وش هالكلام اللي تقوله مامعك فلوس جايه تولدين هنا ليه ...ولابس زيادة فخفخه ماعندتس فلوس الحكومة حطت مستشفيات مجانية ...وش الفرق
يعني لو ولدتي هنااا بتجيبين المهـــدي !!!
ولابــس زيادة فضايح ماعندكم فلوس مدوا رجليكم على طول لحافكم ...

أسماء التي أرتاحت بعد أن أخذت أبرة مسكنة :أنا ماقلت مامعي فلوس بس ماهي حاضرة اللحين أدفعلي وأنا أحاسبك بعدين ....
فياض وهو يخرج جيبة الفارغ للخارج بسخرية:وأنا من وين لي أخر شي ألف دفعتها لك كشف ...
أسماء التي تتأمل منظرة والماركات التي تغطية من رأسه لأسفل أقدامه ومع وظيفته المرموقة ولايملك إلا ألف هل يمزح معهاااا أين تذهب أمواله :واللحين وش أسوي ...
فياض يرفع يده :دبري نفسك دقي على زوجك يجي يدفع ولاماهمة إلا الوناسة آخر الليل ...
أسماء بذهول من كلمته خصوصاً مع وجود فتاة مسكينة لاذنب لها أن تسمع قباحة ألفاظه :أنت الظاهر كل ماكبرت دبرت ماتعرف تقدر اللي تقوله ...عطني جوالك هات بدق على أمي تجي وتدفع لي ...
فياض وهو يرمي جواله ليقع على السرير قربها :بسرعة عجلي علي خليها تجي برجع أنام..
حسبي الله عليكم دامكم كل يوم منكديين علي أمس حريم أخوانتس ..
واليوم أنتي يعني ماقدرتي تولدين وبتال وباقي الشلة فيه ...لازم تورطيني معتس ...
أسماء وهي تدق رقم والدتها :أذا تأدبت بسميه عليك ...
فياض بشخرة سخرية :لاتكفين فكينااا عشان ماأسمع إلا أنواع السب بأسمي ....
هو يقصد أنهم سيتعمدون كيل السباب والشتم لصغير والمقصود هو لأنهم لايستطيعون سبه مباشرة ...
أخرجوهم مرة أخرى ونقلوها للكشك الولادة بالأعلى مع تهديد شديد اللهجة لن يولودها حتى تدفع الفلوس ...
لاتعلم ماتفعل كانت تسير خلفه... تعلم أنه متضايق من وجودها لكن هي ليس معها هاتف ..
وأذا جائت والدتها القادمة مع فهدة لن تستطيع التواصل معها لذا مجبرة على السير خلفه ...
توقفت حين توقف فجأة ولف عليها :يالله أدخلي هنا أشار بيدة على أستراحة النساء :أذا جت أمتس قلت لها عنتس ...
هزت رأسها بتفهم ليناديها مرة أخرى ويمد يده بخمسين ريال :أذا بغيتي تشترين شي روحي بس أرجعي أجلسي هنا ...
ترددت ليس أنها تريد أخذها ولكن تخشى أن ترفض مامده لهااا فألتقطتها وأختفت من أمامه بسرعة ....
ومابعد ذالك مر بسرعة جائت أمها برفقة فهدة التي دفعت نقود ولادة أسماء ..
وبقت تنتظرهااا لتعتذر والدتها من فهدة وتخبرها أنها مضطرة لتذهب للمنزل لتعيد أبنتها وإلا بقت معها ...
لتوافقها فهدة على فعلتها ولكن أمسكتها قبل ذهابها :أسمعي وصلي بنتس البيت وتطمني على الشايب وعلى مطبخي أطبخي مرقوق لأسماء باللحم وإلا أقولتس كثيري سويي لأسماء وبن نايف وزكني على الشغالة ساندرينا هي أفطنهن قولي لها لجاء الشيخ تحط له عشاه اللي أنتي سويتيه ...
رضا وهي تشير على عينيها:أبشري ياعمة من عيون الثنتين ...الله ييسر للعمة أسماء ويقومها بسلامة هي وضناها ...
وغادرت بخزام وهي تشدها من ذراعها حتى ركبتا السيارة ....
رضا بتنهيدة راحة :الحمدلله ياربي وأخيراً ريحت ظهري والله حسيته بينكسر ...
خزام بحزن على وضع أمها :الله يعينيك ياأمي واللحين بتروحي تطبخي لهم !!!
رضا :أكيد حطبخ لهم ولامين حيذكر المسكينة أخواتها ولاكأنك شفتي بعينك حتى وهي تولد ماحنوا عليها وجاءو معها...
خزام وهي تتذكر الفتيات المرتاحات بالجلسة وأختهم كانت تموت من الوجع :والله ياأمي حاجة غريبة ماأتوقعتها من بنات الشيخ كيف يسوو كذا مع أختهم ...
رضا وهي تظربها على أقدامها :ايش هذا اللي لابسته برجلك ماتعرفي حتى تلبس حذاء زي الناس ...
خزام بخجل :ياأمي كنت مفجوعة من الموقف بعدين مافكرت بروح معه كنت بس بوصلها السيارة وأرجع بيتنا بعدين الظروف مشت على غير ماتوقعت ....
رضا وهي تنظر للسائق بتوجس وبلهجة تهديد لأبنتها:لنا بيت ونتفاهم فيه ...
ولكن والدتها لم تنفذ تهديدها لأنها ماأن غيرت ملابسها حتى ركضت للقصر لتعد الطعام التي أمرتها فهدة وأنتهى الموضوع عند هذه النقطة ...
ولكن بلقيس لم تنتهي من الزن على رأسها ...
بلقيس وهي تدور حولها بالمطبخ الصغير :بالله كيف غرفة أسماء ايش ألوانهااا والقصر كيف كم غرفة شفتي ... صدق الخوات متهاوشين وماساعدوا أختهم ...
خزام وهي تتوقف عن ماتفعل :بلقيس روحي ياماما اللحين كملي كوي ملابس وبس أخلص عشاء أبي نسوي قهوتنا ونجلس على رواقة وأشرحلك كل شيء أن مو مجمعة حاجة هاللحضة خليني أضغط على مخي وأتذكر أيش شفت ....
بلقيس وهي تكاد تقفز مكانها :والله من الحماس ماني قادرة أسوي شغل ياليتني رحت مكانك ...
خزام تهز رأسها بيأس :ياليت وأرتحت أنا هنااا بلاسب بلا شتايم ....
بلقيس بشماته :ايوة كذا عيال الأصل والفصل مرة متربيين ...
خزام بتهديد :اشش لايسمعك أبوية تعرفي مايرضى على أحد من طرف العم عقاب ...
بلقيس وهي تهمس :ماربتهم رضى على الشطة أذا قالوا حاجة مو كويسة ...
خزام :يالله على شغلك ...
بعد نصف ساعة وأمام مسلسلهم التركي :أممم غرفتها أتوقع سُكري ايوة والمفارش والأكسسوارات عسلي ...
أسماء مثل ماهي لما كانت صغيره لسى تعيش دور الأميرة بالروايات ..بس أيش الأميرة الشريرة ..
استغفرالله ماشفت منها حاجة حتى وأحنا صغار بس هي وجهها كشر وماتتفاعل مع الناااس ...
تصدقين أتوقع كل الحريم يتمنون شكلهم يصير مثل شكلها وهي تولد ..بلقيس جميلة مثل المسلسلات متخيلة
على الطبيعة كذا شكلها ...
بلقيس تقاطعهااا :يعني هي مرررا حلوة أتذكر فساتينها شعرها الطويل الأسود بس شكلها مـو فاكرة ...
خزام بشرح :ماأدري جمالها مو مكرر أحس ثقتها هي اللي تخليها جميلة ...ملامحها أنفهاا أتوقع مايليق إلا فيهاا عيونه مو كبيرة بس كثافة رموشها ورسمتهاا مخليتها قتالة .. يعني لو بوصفها لأحد بيقول عادية بس لأنها على أسماء جميلة فهمتي كيف !!!
أحس من كثر ماعاملتها أمها كأميرة تلبست الشخصية وتشربتهااا ..
بلقيس بضحكة :وش هالشرح المهم خلينا من أسماء كملي الأثاث ..
خزام تحدق للأعلي لتتذكر :أثاث صالة العمة فهدة اللي فوق أزرق ملكي بذهبي يوووه يابلقيس فخم فخم أيش قصور المسلسل التركي ولاشي عنده أو يمكن عشان دخلته وشفته على الطبيعة ...
بيني وبينك كان نفسي أتأمل أكثر بس كنت خايفة أسماء تولد ويطلع البيبي قدامي ووقتهااا مستحيل أتزوج وأفكر بالخلفة ...
بلقيس بحماس وهي تحاول أن تدخل في جو التخيل:حبيبتي أحتفظي بمشاعرك لنفسك عيدي أشرحيلي وش شفتي كمان ... مو كفاية الطابق الأرضي كله موفاكرة حاجة منو ...
صح تذكرت بيت العمة أم سلطان الصالة كان رمادي بوردي ألوانه كثر رايقة مو فخمة ...
شفت فاطمة (أم يارا) ماتغيرت مثل أخر مرة شفناها فيها ...
اللي فتحت لي وحدة من بناتها بس ماأدري مين وكان فيه زوجة فزاع ..
وش كان أسمها نسيت بتسألين كيف عرفتهااا مثل ماتقول أمي كأنها ممثله طالعة من تلفزيون شعرها مفير ووجها مليان مكياج وأظافرها مناكير ولابسه كعب مع أنها بس طلعت من جناحها للصالة ...
بلقيس بتفكير لايمكن أن يكون هذا الأسراف بالتزيين للمنزل : يمكن كانت رايحة مشوار ورجعت وجلست معهم ...
خزام تهز راسها :ممكن صح .. المهم شفت ليلى أعرفها طبعاً كانت معي بالمدرسة بالأبتدائي...وهي اللي قالت لي أدق باب العم فياض ....
وبس ماأتذكر أكثر أيوة صح في بزورة كثير ماشاءالله أغلبهم بنااات ...





***


كان تلك الليلة طويلة عليها ..
..فالنوم لم يزر عينها تتذكر ماحدث بنهارها وتضحك كانت تجربة غريبة بالنسبة لهااا ..
بل هي أشبة بمغامرة وللأسف لقد فتحت عينيها على أمور كانت مغلقة..
فأحتكاكها مع رجل وهي التي لا تعرف منهم إلا أبيها العجوز وأخيها المراهق ...
يخلق شعور غريب بقلبها لم تجربه من قبل ..
كلما تذكرت صورته التي لاتكاد تفارق عينيها كلما أغمضت عينيها وجدته أمامهااا ..
تعلم أن تفكيرها فيه حماقة ...ولكن
هذا شيء فوق طاقتها فكلما أرادت نفيه من تفكيرهااا عاد لها بأحد المواقف معه لتجد نفسها تبتسم لظلام غرفتهااا ...
تعلم أنها مسكينة ترهق عقلها بتفكير بشخص لن تأخذ من تفكيره حتى لحضة ...لكن هي ستكتفي بهذا فقط لتسلي داخلها لتفكر بشيء غير مشاكل أهلها وظروفهم ونامت على هذه الفكرة ...
كانت ترضع طفلها حين خرجت والدتها من الحمام وهي ترتب أكمام ثيابها أخبرتها :أنا ماأقدر أخلي أبوتس أكثر برسل لرضا تجي ترافق معتس ...
أسماء وهي تعدل جلستها بألم وعينيها على صغيرها التي ينام على ثديها :يمه رضا هاه لحد يجيني غيرهااا ...
فهدة بتعجب وهي ترتدي عبائتها :ومن بيجي غيرهااا !!!
أسماء وعلى وجهها علامات الأرهاق :بنتها لاتجيني ولاأشوفها ...
فهدة تتوقف لتعدل أحد أكسسورات أستقبال الطفل الزرقاء فهي تحب الترتيب ويوترهاا لو تحرك شيء من مكانه :لاتخافين رضا أحرص منتس على بنتهااا ماتحب أحد يتخدم ببناتهااا ...
أسماء بعيون غائمة مظلمة :أنا ماأبي البنت عندي ماأتحمل ذنب أحد خليها مستورة محد داري عنهااا ...
فهدة بتكشيرة :أنتي وش فيتس ماأنتي ناوية تجيبينها للبر قلنا لتس أنسي ومش أمورتس ....
هجدي شياطينتس هذا النفاس يضيق الخلق شغلي القراءن بجوالتس ونااامي ...
وأنا أجيتس العصر أستقبل معتس الضيوف ...
خرجت من عند أبنتها وألف فكرة وفكرة تدور في بالهااا ...
هي لم تنسى المشكلة الشائكة بين أبنتهااا وزوجهااا التي أكتشفته بعلاقة مع خادمتهااا ...
ولكن مالحل هل تخبر والدهااا هل سيتفهم أبن نايف الواقعة أم سيثور وسيفضل أن تبقى أبنته مطلقة بضله خير من رجل يهينها بعلاقة مع خادمتها...
والأسوأ أنه خيارها فهي من زوجت أبنتها لأبن أخيهااا
وليتها لم تفعلل فقد أختارت الأسوأ..
لقد أعتقدت لصغر عمره وقربه من عمر أبنتها سيكون عجينة لينه بيدها ...
ولكن ماذا حدث لقد أكتشفت أنه سيء الخلق ..
على غير ظاهرة ولم تتوقع أن يخرج من بين أبناء أخيهااا الرجل الفاضل كزوج أبنتها الأحمق ...مطلقة أبنتها الوحيدة مطلقة أي مصيبة ستحل على رأسها وأي فضيحة ستلوكها الألسن ...
.لقد أخبرت أبنتها أن تتواصل مع زوجها لتخبره بوالدتها ورغم تمنعها نفذت وتواصلت وأخبرته بولادة أبنه ...
ليرد عليها بأنه قادم العصر مع عائلته لزيارتهاااا ....
تتمنى أن تكون هذه فاتحة خيــر ونهاية لمشاكلها ...




***





عاد من عمله الذي لم يستيطع أكماله بسبب أرهاقة أطفأ سيجارته قبل أن ينزل من سيارته بشماغة على كتفه وعقاله معلق بذراعة ...
لايستطيع حتى النظر أمامه من شدة الصداع ...
تباً لأسماء وولادتها من تسببت له بمثل الأرق فهو لم يستطع العودة للنوم مرة أخرى وقضى ليلة بسهرة الأستراحة ...
وبعدها العمل الذي لم يستطيع أكماله ...
لايفكر إلا بحمام بارد وحبتين منوم من التي ابتاعها لتو من الصيدلية ...
توقف عن حركته حين لاحظ حركة بآخر الكراج المصطف فيه مايفوق الخمسة عشر سيارة ...
ألتفت لينظر للموقف بعينين لايمكن أن تخطأ الرذيلة ... هل هذه أحد فتيات الملحق من تقف مع السائق الخاص بفهدة ...
ألن تنتهي مصائب الخدم ... أنقض عليه ... ليلتقطه من عنقه ويدفعه على الجدار خلفه ...
أبدت تلك أعتراض حين صاحت فيه :حرام عليك وش سوى ليصيح بها وهو يلوح بعقاله :أنقلعي لأمك ..لأقطعه على ظهرك ...
ركضت بخطواتها المتعثرة للملحق لتندفع للداخل وهي تصيح :خزام ألحقيني خزام ...المجنون ولدهم ظرب السايق اللي قلتي أعطية الحاجه اللي وصت عليها أمي ....
خزام بهدوؤ :والله ماني فاهمة .. وديتي الحاجة للسايق ...
بلقيس وهي تلطم خديها :وأنا ايش جالسة أقولك هجم علينا المجنون وجلس يظرب بسايق عمة فهدة ...ياويلي أنفضحت اللحين أمي بتديني فلكة ...
وركضت للنافذة لتلقي نظرة لتجده مازال يتعارك معه ....
بلقيس تولول:خزام أعملي حاجة بيقتله هذا المجنون أرجوكي روحي فهميه الموضوع
خزام بشهقة أستنكار :وأنا ايش دخلني أنتي اللي أنكشفتي معاااه ..
بلقيس وهي تنط مكانها من القهر :يرضيك المسكين ينظلم تكفين أنتي تعرفي تتعاملي مع المجانين أنا ماأعرف ماقدرت أقول كلمتين على بعضها أنفجعت ...





خزام تلتقط العباءة وتقرر الخروج بتردد ,, هي فقط ستذهب من أجل أن لايكونوا موضع شك ... وحتى توضح الأمور من أجل سمعتهم ....
ولكن حين أقتربت كان المنظر مفزع بالنسبة لهاااا ... فيبدو أن السائق لم يرضى بالظلم وهو الآخر قرر الدفاع عن نفسه كان الوضع متشابك والكل يظرب الأخر ...
لم تفكر أكثر أنطلقت للقصر لواجهته الأمامية وفعلاً وجدته هناااك ..
يقضى وقته بشرفته الزجاجية أنطلقت تصعد السلم حتى وصلت أخيراً وطرقت على الباب ...
خزام الذي بعكس باقي أفراد القصر فهي ترى بن نايف كل أسبوع حين يزور أبيها ظهيرة كل جمعة بعد الغداء ويجلس معه لساعة كاملة... يتبادلان فيها أحاديث الماضي وعملهم معاً في السلك العسكري :الحقيني ياعمي الشيخ ...
بن نايف بفزع يرفع رأسه عن الكتاب الذي يقرأه :خير وش فيه أبوتس فيه شي ...
خزام وهي ترفع يديها:لا العم فياض يظرب السايق ...والسايق يظربة ...فهم السالفة خطأ السايق ماسوى شي بس حنا عطيناة الحاجة اللي طلبتها منا أمي عشان العمة أسماء ...
زفر بن نايف بحنق وأستغفرالله بصوت عالي وهو ينزل السلالم وبيده الأخر عصائة يتكيء عليهااا ... ماأن أتضح له المنظر حتى صاح بصوته الجهوري :بسسسسس ...وش هذا ..وش هالخبال ...خلصت مشاكلك مع اللي داخل طلعت لسواقين ...
فياض وهو يعدل ثوبة الذي تقطعت أزرته بسبب عراكهم :خلني على الملع** أذبحة أنا قايله لايقرب للحريم ولايوقف معهن وش يسوي مع بنت رضا بالكراج ...
بن نايف بصرخة أخرى :بس أقطع ... محد وقف مع أحد هذي أغراض بيوصلها لأختك بالمستشفى ....
فياض وهو يصيح بتلك الواقفة :وش موديها للكراج وش تسوي هناك بالمكان الصاد يدقون عليه هو يجي يأخذ الأغراض مو هي تروح له بالمكان الصاد عن الناس ...
خزام بتردد لأبن نايف :والله ياعمي الشيخ ماندري أمي خبرتنا نعطية الحاجة وحنا عطيناه مافكرنا بالتفاصيل ...
فياض بغضب يرمي العقال من يده :استغفرالله لازم يبلون الواحد بنفسه ..
وصد عنهم ليذهب مع الجهة الأخرى لمنزل والدته ....
بن نايف يتحدث مع السائق ويعتذر منه باللغه الأنجليزية التي هو متقن لها تحت أنظار خزام المبهورة فيه قبل أن تتدارك نفسها وتغادر المكان إلا أنه أستوقفهااا :وين الحاجات اللي معكم ...
خزام تهز أكتافها :ماني عارفة يمكن بالكراج بس بلقيس رجعت بدونهااا ...
بن نايف بلطف فماذنب الفتيات ليقعن تحت نوبة غضب من فياض:خلاص يابنتي أرجعي بيتس وصكوا بابكم عليكم لين تعود أمتس وترى فياض كل اللي سواه من خوفة عليكم أنا حاطكم آمنة برقبة عيالي ..
خزام التي أغرقت عينيها بدموع من عطف الشيخ عليهم وكيف أنه حمل الأمانة من بعد لأبنائة :الله يخليك لنا ياعمـــي ويجزاك عنا كل خير ...
وعادت تنزع عبائتها ومعها همومهاا ..
صحيح أنها غضبت جداً من فياض وأتهامه السافر لهم
ولكن عقاب دائماً كان بالمرصاد لكل مسيء ومنتقص لهم ...
لحسن حظهم وجوده في حياتهم ... هي لاتريد أن تفكر أين سيكون مصيرهم لو لم تتقاطع طرق والدها بالشيخ الفاضل عقاب بن نايف ...
حاولت بلقيس فتح الموضوع ولكنها قالت لها بلهجة حادة :خلاص أنتهى الموضوع ... العم عقاب تدخل وقفله ...
بلقيس بتبرم وهي تهمس حتى لايصل صوتها لوالدها :الله أكبر على الظالم ...الله يوريني فيه يــــوم ..
خزام بعين مفتوحة :يابنت صكي حلقك ..وأدعي لشيخ اللي فاتح لنا بيته ويصرف علينااا من ماله ...


أغلقت بلقيس عينيها وضغطت على نفسها حتى لاترد
قبل أن تلف ودخل غرفتها متجاهله طعام والدها الذي كانت ستدخله إليه ...
غسلت خزام يديها قبل أن تحمل الصينية وتدخل على والدهااا ..
أمين بتساؤل :وينها بلقيس قالت بتجيب لي غداي ...
خزام وهي تضع الصينية قربه قبل أن تضع منشفه حول عنقة حتى لاتتلوث ملابس بالطعام المتساقط :شفتها تعبانة قلت تدخل تنام ...
أمين الذي لم يعجبه ردها :وأنتي وينك ...ناديت عليك كثير مارديتي وين خرجتي !!!
خزام :وين بخرج ياأبوية أن بس فتحت الباب لخطاب وأمير ودخلت أغديهم قبل لينامون ...
أكل أمين قليلاً قبل أن يرفضه ...فمزاجة غير صافي
لقد سمع حديث لم يعجبه ... الجميع يحاول أن يداري عنه بعض الأمور ولكن بأستطاعته سماع البعض مهما حاولوا التغطية عليه ...
والأكثر إيلاماً له حين يقلبون الحقائق ..
فقد تعب من محاولة معرفة الحقيقة التي تجعلهم يكذبون أكثر وأكثر حتى لايحزنوه فأصبح يتجاهل الكثير من الأمور حتى لايقعون فالكذب وتكبر ذنوبهــــم ...
أغلق عينيه وشي واحد واثق منه ...
هناك عقاب سيحميهم من بعده ...
وأن لم يكن عقاب فأبنائه ...
دخل للمنزل بأندفاع وليس على لسانة إلا السب وشتم والألفاظ النابية ...
أستوقفته العجوز التي تجلس بصالتها وأمام قهوة الضحى :فياض تعال وأنا أمك ليه معود الحزة ...
فياض وهو ينفض يدية بقهر :بعدين بعدين يمة خلاص أرحمووووني ...ذبحتوووني جننتوني ..
أشق هدوووومي ولاأترك لكم البيت عشان ترتاحووووووون ...
العجوز بأندهاش وهي تشاهد صعوده للسلالم وكأنه بينهم وبينها ثأر فقد كان صوت خطواته قوي جداً :ول هذا فرد حمزة ثاير ثاير أنا وش قلت له عادت لتسكب لنفسها فنجال أخر من القهوة ...قبل أن تصيح بخادمتها :لينا عسى مالينا وش هالقهوة الماصخة ....
لتجيبها ليلى القادمة من المطبخ ويدها على صدرها :أشوى ماقابلته يمة ياصرخته بردت جنوبي هذا وش مرجعه هالوقت ...!!!
شعاع :ليلى وأنا أمتس ازهمي لينا تجي تغير القهوة ماصخة مثل شيفتها ...
ليلى التي تحمل بيدها كوب الكابتشينو :يمة لينا ماهي فيه الظاهر فوق...
وأغلقت فمها وكادت تسكب القهوة على نفسها...
حين سمعت صرخته من أعلى قبل أن تنزل لينا كصاروخ وهي تبكي وتنظر لشعاع :ماما ...بابا فياز مافيه كويس سوي هواس أنا ...أنا بس نظف غرفة أيش هذا مشكل كثير ...
ليلى تربت على كتفها :لينا خلاص لاتبكين أمسحيها بوجهي ولك من عندي خمسين ريال بس تكفين تحمليه أنتي ولا حنا يالله حبيبتي روحي المطبخ ..
شعاع بصيحة أستنكار :تعال خذي القهوة الماصخة غيريهاااا ..وفياض لاعاد تطبين غرفته ..وأنتي حسابتس معي ..
ليلى تقترب من والدتها تقبل كتفها ورأسها :يمه تكفين أستري علي والله لو درى فياض يذبحني ...
بن نايف الذي دخل على هذه الجملة ولم ينتبه عليه أحد بأستنكار:وش هالكلام ليه يذبحتس وش أنتي مسوية !!!
ليلى التي تفاجئت بحضور والدهااا بوقت مبكر قبل الغداء :هاه ..عشان مانظفت غرفته وخليت لينا تنظفهااا ..هاوش لينا يوم لقاها بالغرفة وأخاف يدري أني اللي خليتها تدخل غرفته ...
بن نايف بنظرة حادة :أذا وعدتي تسوين الشي سوية ولاقولي لاا من البداية ...
وحين أنتبه على محاولة أنسحابها :أطلعي نادي أم يارا أبغاها بموضوع عجلي علي بلحق الصلاة ...أنطلقت ليلى تركض ليصيح بها :براكدة لاتكسرين ...
والتفت على والدتها وبتساؤل :إلا هذي ماجاها خطاطيب ...
شعاع بأستنكار :هاه ليش ..
بن نايف بضحكة نادرة :بزوجها كودها تعقل ...
شعاع بجدية :لاوالله خل لي بنتي وجوز هالهيس اللي فضحنا ماخلى حرمة ماظربها ...
بن نايف بيأس :توه ظارب السواق أنا وش أسوي فيه ماعاده صغير عشان أظربة ...وماني بالي بنات خلق الله فيه ..
شعاع تزفر بضيق:مير بس أجيهم خطابة يقولون لاا قبل أقول أسمه كلن عارف فيه وبحرارته محد مسلمة بنته يرجعها لهم مكسرة ولامذبوحة ...الشيب طلع براسه وهو ماتفرقه عن هالجذعان(المراهقــين ) اللي بطعشات طايش ومجنون ..وفضحنا بالله وخلقه ...
بن نايف الذي تعود على شخصية فياض حاول تعديله حتى لم يعد يجدي فيه الأصلاح فهو حين يكون رائق البال يعطيه من الوعود التي تغيب عن عينة بلحضة الغضب :الله بيصلحة أجتهدي بالدعاء والله المصلح ...
وبوجه مستبشر :ابشريلتس ببناخي ...
شعاع الذي وصلها الخبر من قبل :ماشاءالله مبروك مبروك الله يسلمه لوالديه ...وأردفت بتساؤل :إلا فهدة هنيا ولا عند بنتهاا ...
بن نايف :لا أمرحت عندها البيرح وجت الصبح ..وخلت معها رضا ...
شعاع تهمس لنفسها :ياأبتلاء رضا الذي أبتلاها :هنا وماجت تدورك .!!!
ولم تكد تكمل عبارته إلا دخل حاكم الصغير راكض :جدي جدي ..جدتي فهدة تدورك !!!
بن نايف بعين حارة للفتى :وش فيك مدرعم علينا سلمت على جدتك شعاع ...
حاكم الذي يكاد يفعلها على نفسه :أنا توي جيت من المدرسة وأرسلتني جدتي عليك ...وصاح أخيراً :جده شعاع وين الحمام ...
شعاع بشفقة على الطفل المسكين :روح ياوليدي أي حمام أدخل هنا ماعندنا قوانين ..
أنطلق الطفل المسكين كرصاصة لأقرب حمام ...فعند جدته فهدة لايمكن للأطفال دخول إي حمام حتى لايفسدوا نظافتهااا ...
ام يارا التي كاد يصطدم فيها حاكم من سرعته :وش فيه ذا ..؟؟!!
وسلمت على والدها قبل أن تجلس على الكرسي القريب منه :طلبتيني ياأبوي ...
بن نايف بعجلة :وشلون بناتس عساهن مرتاااحات ....
أم يارا بضجر :وين مرتااحات ياأبوي وحنا متكومين فوق على بعضنااا ...أشوف بعيونهن الندم على بيت أبوهن وغرفهن ودنيتهن اللي تركنها وراهن ...
بن نايف :أنا ولد هجرس يتندمن وجدهن فيه رووح ...
أسمعي أنزلي أنتي وبناتس للجناح اللي تحت ...
فاطمة وهي تنظر لوالدتها بشك :بس ياأبوي هذا جناح فياض بتزوجونه فيه ....
بن نايف يظرب بعصاه الأرض :أنا قلت كلمة وماني برادهااا ولاتناظرين بأمتس زعلت ولارضت هو أنتي شفتيه تجوز ....
لافكر ولقى له وحدة ترضى فيه بنيت له بيت بالأرض اللي بظهر البيت دام أخوانه مايبون يبنون ....أنتي وصغيرات أنزلن بالجناح اللي تحت والغرفة اللي فوق خليهااا للكبار يارا وش أسم أختهااا ...
شعاع بأنفعال :ياسمين البنت صكت السبع طعش وأنت تسأل عن أسمها ...
بن نايف بنبرة تعجب :يعني الواحد مايسهى وينسى ..لاتخافين ماحنا أخذين حق ولدتس ولاظالمينه ...
شعاع بنبرة صدق :والله ماشلت له هم أنا ماعلي إلا من البنات يرتاحن أما عيالك أنت دبرهم رياجيل ماينخاف عليهم ...
بن نايف وهو يلقي نظرة سريعة بأرجاء المكان ويسأل بشك :الولد وين غدى ...
فاطمة :طلع راح لأهله توه مار من عندنااا ..
بن نايف الذي أرتاح بخروجه فهو لايحب تواجد الأطفال الذي يتلقطون الحديث لينقلونه لأخر بصورة مشوهة :ايه الله يستر عليه ... بنشدتس ياأم سلطااان وش رايتس ببنت وضحى بن محماس اللي ينقالها جوزاء ...
فاطمة :ومن هذي ...
شعاع بحدة :حرمة ماتعرفينهااا ... وتنشد عنها ليه ...وصلك خبر العطية ..بس لاتنشدني أنا عن رايي أنشد فهدة ...
بن نايف بنبرة حازمة :أنا مأنشد عن رايتس بالعطية أنا انشد عن البنت سمعتي فيهااا ...
شعاع تحاول تذكر ملامح الفتاة التي أجتمعت فيها قبل سنوات بعرس وسلمت عليها برفقة أمها ولكن لاشيء سوى وجه وضحى لاتتذكر شيء أخر ..هزت كتوفهااا بنفي :مالك علي حلفاان قابلت البنت من قبل بس ماأتذكر زولهاا ...
بن نايف الذي يعرف زوجته الأولى وسذاجة تفكيرها:أنا ولد أبوي وش أبي بزولها وشكلها أنا أنشدتس عن أخلاقها وأطباعهااا ...
شعاع بدهشة:بتأخذهااا وفهدة ...
بن نايف :فهدة راضية بتودي مهرها بعد لايكون عندتس أعتراض ...
صمت قليلاً ليردف :بس أنا مالي نفس بالحريم وبيأخذها بتاال ...
شعاع بعيون مفتوحة بصدمة ...قبل أن تسأل فاطمة وهي قد فهمت بعض الموضوع :لحضة أنت وش تكلمون عنه من اليوم من هي اللي بيأخذها بتال وش يعني بيتزوج مرة ثانية !!!
بن نايف بنظرة عدم أستحسان :يابنتي والله أنتس كنتي جيدة بس من يوم رحتى للدمام وأنتي ماعينتي خير مع هالخبل أجل من الصباح وش نهرج فيه...
فاطمة ببساطة :تهرجون بألغاز ...
شعاع بأختصار :أبوتس جته بنت عطية واللي بيأخذها ولده تعرفين فهدة ماتقدر على حرة الشريكة وبتضحي بولدهااا وبتهدم بيته ...
بن نايف بحدة :أقطعي وخلي عنتس حركات النساووين ...الولد مهتوي العرس ماهو فهدة اللي حطتها براسه ...وأنا رجال عود مالي بالحريم ...
شعاع حتى تداري الموضوع :والله أنتم أبخص بولدكم مير الله يكتب لكم الخير باللي تختارونه ...
يهز رأسه بأقتناع فهذة شعاع العاقلة التي تعود عليهااا ويقف ملبياً نداء الصلااة ...
قبل أن تسأل فاطمة والدتهااا :يمة والله السالفة شدتني بس مافهمتهااا وليه بتال بيتزوج كيف وهو ماشي مع مرته بالسليم أعوذ بالله وش هالقلبة الجامدة وأنا أحسب أني المقرودة أجل عبير وش نقول عنهااا ....
شعاع بحنكة من تجارب الزمااان ودروسة :وأنتي مصدقة أن بتال هو اللي يبي العرس هذي فهدة وسواياااها من سمعت بسالفة العطية وأنا أحتري وش بتسوي ...
بس الذهينة ماتوقعت تطلع نفسها منهااا وترميها على ولدهااا ياويلك اللي جاك يابتااال ...
فاطمة بأستفهام :يمة والله ماني فاهمة شي ممكن تشرحين الموضوع مرة ثانية ...
شعاع بملل :والله أنا أبوتس صادق أنتي وش فيتس صرتي أردى من ليلى وبناااتس وش اللي مافهمتيه أبوتس جته بنت عطية ...وفهدة تبي ولدها يأخذها عشان ماتجي على راسها طبينة (شريكة , ضرة)
تسأل ياسمين التي أنضمت للتو :مين اللي بعد بيتزوج !!!
فاطمة المذهولة :جدتس ..أقصد جدك أبوي يعني ...بس للحسن الحظ عمتي فهدة أنقذتنا وبتزوجها بتااال ولايافشيلتنا بين الناس ....
ياسمين بفم مفتوح وفك ساقط :أووووبس ...عبير وحسناء جلطة ثلاثية البيت بيصير حريقة ...طيب وين بتسكن...يمه شفتي أبوي يقول بيتزوج عشان العيال ..خالي وش عذره عنده ولد وخالتي عبير كشخة ...
فاطمة ترمى خدادية الأريكة على أبنتهااا :يعني أنا كخة وأستاهل أبوك يأخذ علي ...
ياسمين التي ألتقطت الخدادية وأحتضنتها :لاحشاك ياأحلى أم بالدنيا أصلاً كل الرجال يععع وقليلين خاتمة إلا جدي عقاب الله يطول بعمره ...قالت جملتهااا الأخيرة بسبب نظرة الجدة شعاع الحارقة ...
التي تركتهم أخيراً وهي تأمرهم بعدم تأخير الصلاة ...
فاطمة بلهجة تحذيرية :ياويللك ياسمين لو سمعت أنه هالخبر طلع عند أحد كله ولا التفتين وتخريب البيوت ... مانبي مشاكل ..
وأكملت بفرحة وراحة :وأبشرك جدك عطانا الجناح اللي تحت ...
ياسمين ببهجة :من جدك أمي طيب كم فيه غرفة ....
فاطمة بحيرة :والله ماأدري بس هو كبر حجم اللي فوقه على طول ...
ياسمين بتفكير :اللي فوقة ,,اللي فيه خالي سلطاان وأهله ولاا..ّ
فاطمة تهز راسها بنفي :خالك سلطان فوق أمي هو اللي حنا في وليلى يعني غرفتين ...
ياسمين :طيب يعني كلنا بننزل تحت ...
فاطمة :لا أنتي ويارا بالغرفة اللي فوق وأنا والصغيرات تحت ...
ياسمين براحة :الحمدلله الله يفرج على جدي مثل مافرجها علينا ..لتردف بقلق :بس أمي أخاف خالي فياض يطردنا منه مو هو له لتزوج ...
فاطمة وهي تفكر بالأمر قليلاً ستخبر والدها أن يبني لهم شقة صغيرة من خمس غرف إذا تم بناء الفلل التي ينوي بنائها لأخوتها الذكور :يابنتي يمدينا ضبطنا أمورنا قبل مايتزوج خالك خلينا اللحين نمشي نفسنااا لين الله يفرجهااا ...المهم الموضوع اللي تو ماأبيه يطلع عند أحد حتى لو أختك خلاص مالنا شغل...
كان يتكأ على ظهره ويديه خلف رأسه ليقول بتنهيدة وهو ينظر للبعيد حيث أبل والده تتهادى بخطواتها الثقيلة :الضيقة اللي دايمن تالي عصير ..وش حيلتي وأردها لاتجينـــــــي ...
سلطان الذي كان يتكأ على جنبة ويده تحت خده ضحك بسخرية :الضيقة والله من اللي أنت داسه عن أم حاكم ...ياهجادك يابتال كانهااا مثل أختهااا والله مايردني عن طق الثانية إلا هالعيال لايدجون بينااا ولااا هن ماعليهن حسوفة ...
بتال الذي يعلم جيداً أن سلطان ساخر كاذب مايجري على لسانة ليس مافي قلبه :أجل خذها وأنا أخوك وأذا دجوا عيالكم لك علي وأنا عمهم أعتني فيهم ...
سلطان بقهقهة عالية :ياااوك ياهالعطية اللي عجزتوا فيها كل يرميها على الثاني والله لو عمتي مشاورتني فيها كان ماجوزتها إلا فيــــاض ...
بتال يهز راسه بضيق :تكفى ياسلطان أنا طالبك ... فكنا من بعض شورك ...وخلنا باللي حنا فيه ...طلعنا منهااا ..
سلطان يعتدل بجلسته :والله ياأبو حاكم قلبتها براسي يومين مالقيت طريقة بتهونهااا ..
بس أحرص الخبر لايطلع لين تملك ووقتها هي بتطخ من نفسهااا بتلقاء نفس قدام الأمر الواقع وأذا شافتك ماتغيرت عليها بتنسى ....
بتال الذي أعتدل بجلسته :وش تنسى أبوي اليوم مكلم أخوهاا يقول بنجي نملك ونبي العرس هالشهر ..وين تنسى ...
سلطان بحماس:افااا وتوك تهرج متى كلمهم أبوي ...ماني قايلك لاتسوون شي من وراي ...
بتال بتعب :انا دخلت عليه وقت الغداء ناداني جنبة تعال بنكلم رجال جلست ماعرفت من يقصد لين سمعته ينشده أنت خالد بن لافي .....
سلطان يهز راسه بأندماج :أيه ووش قال ...
بتال بملل من محبتة لتفاصيل :مأدري ماركزت بس ذاك واضح فرح بأتصال أبوي وماهو مصدق لأن أبوي ضحك وأستبشر وجهه من الكلام اللي جاااه وأنا سجيت أفكر كيف بصارح أم حاكم ومأنتبهت إلا على أخر الأتصال وهو يأكد له الزواج نبغاه خلال شهر ....
سلطان بشك:اييه وذاك درى أن أمها معطيتها ولايحسب نخطب عادي ...
بتال بقلب مثقل وهو يدعي على وضحى التي تسلطت على حياتهم :يعني ماتعرف أبوي خطب عادي ولافتح فمة بشي عن وضحى وحركتهااا مايرضى على بنت عمه ....
سلطان يمسج مؤخرة عنقة :وهو مايفكرون ماعندهم عقول ولاوش بيردنا عليهم ...مصدقين بنأخذ من بناااتهم ...
بتال بهم ووجه متكدر:والله هذا عاد اللي صار ...الله يعين بس ...
ينقطع حديثهم بالسيارة الهايلكس التي توقفت قرب منهم قبل أن ينزل شاب مستعجل وقد لف شماغه على وجهه بأحكام :يالله مسهم بالخـــير ...حيا الله شيبانا كيف أمسيتوا ...
قالها وهو ينحني ليواجهم.. ليرد سلطان بتجهم :شابت ظلوعك يالهيس أنت ماعندك دراسة ماعندك بيت يقضبك وش لاحقنا هنا ...
الحسن وهو يفك شماغه وينسف أطرافه على رأسه :جيت أبي غبووووق ...ياآدم أحلب البكرة ....
بتال بضحكة أستهجان :ياورع تلايط وخذلك كابتشينو من المقهى .. مقطعك الغبوق بتمسي بالحمام من وراه ...
ليكمل عليه سلطان :أبوي ماهو قايلك لاتأخذ وانيت السواق هذا جايبينة للمقاضي ماهو للتفحيط ...
الحسن بنبرة جادة :أفا ياأبو هجرس أنا أفحط أعوذ بالله من هاللي مايخاف الله ويحط فيني هالهروج ...
سلطان يتجاهل اللقب الذي ناداه فيه ...أشار بأصبعه على صدره ثم على بتال :أنا وياه شايفينك بعيونا ...
الحسن وهو يتهرب :أيه كلها مرة خدعني الشيطان وقلت بجرب هاللي يقولون له تفحيط ..
وقال ليغير الموضوع بسذاجة تناسب عمره الذي لم يتجاوز السادسة عشر :بروح أزور أسماء وش أخذ هدية ...
الحسن 16
أسماء 20
أبناء فهـــدة
شعاع الزوجة الأولى لعقاب بن نايف 64 سنة
*صحـــراء نجد *



××قبل سنـوات طويلة جداً .. مواليدها قد أصبحوا كهول هذا الزمان ××





كانت تمشط شعرها القصير .. الذي مهما فعلت لاتستطيع تفكيك تشابكة ...
سألتها زوجة أخيها بتعجب :وش فيتس يافهدة قطعي شعيراتس بذا المشط ...
فهدة وهي ترمي المشط بتبرم :عيى لاينكد أنفضحت فيه كل البني شعورهن حرير مغير أنا شعري ملبد كنه ذيل تسلب ..
زوجة أخيها :روحي أغسلية بعبس الأبل مثلهن ويغدى لتس مثل ذيل الخيل ...
فهدة بتقزز :أنا ماأحب الوصاخة نفسي ماتقبلهاا أكش من ريحته .. وبعدين ترى علمن ياصلتس ماني طالعة أحتطب ولاأجلب الماء ...كلن ماشافني أحد سألني عن عرسي ومتى بيجي عقاب يأخذني الله ياخذه عمره كانه فضحني ...تاركني سنتين ولاكني مرته ...
أخت زوجهاا :أعوذ بالله من لسانتس اتقي الله بالرجال ..مشغول ماتفهمين يقولون ماهو بالديرة كلها مسافر ...
فهدة التي لم تقتنع بموضوع السفر والطائرات وكل هذه الأمور التي تفوق خيالهاا :لا والله غير فرن راسه الحريم وماعاد يبغاني ومتفشل من محسن ..ياحر جوفي بعد كل هالعنوسة ويوم قلت قام حظتس يافهدة رجعت أطيح ...(( حين عقد قرانها عمرها 18 عام وأصبحت بالعشــرين من عمرها))
زوجة محسن :يافهدة وأنا أختس ماهو زين اللي تسوينه بنفستس ...ترى التسبد تنكوي صدق لاتقهرين عمرتس ...ماشفتي الناقة تسيف تسبدها مستوية يوم شقينا صدرهااا ...
فهدة التي فهمت تشبيها كسباب :وانتي تقارنين بناقة أنا فهدة بنت محماس ...
محسن الذي دخل على صوتها :أقطعي صوتس واصل للبيوت اللي حوالينااا ... وش فيتس ..
فهدة التي تعدلت بجلستهاا وأخفضت صوتها أحترام لأخيهااا :الناس صاراو يعايروني كلاً يقول عقاب هج من فهدة الغيور ...
محسن بأنزعاج من أخته اللحوحة وكأن الرجل سيفر منهااا ..وكم أحرجته بسبب شقاوتها وقوة شخصيتها :لاحول يامسلمة قلناا لتس الرجال عنده أشغال مسافرة للأفرنج عندة دورة بعسكريته .. ماراح يلعب ...
قالت زوجته ضاحكة :ياويلتس يافهدة كيف بيطل بوجهتس بعد مايشوف الأفرنجيات ...
فهدة بكبرياء كاذب:والله شكلي أنا اللي ماعاد بغيته خلوه لو ضحى وأشكالهااا ..
محسن بعصبية وعيونه قد أحمرت من الغضب :والله لو عاد أسمع منتس هالكلام غير ماسمعته
للسانتس هالطويل لطلعه وقصـــه قدام عيونتس ...أنتي ماتستحين ماعاد تحشمين أحد ..أنا ماني قلت لتس
لا أختي ماتدخل على مرة وأنتي اللي تمسكتي فيه وسويتي فين السوايا عشان أوافق ...والله مايفكتس منه
غير المــــوت ....
وخرج غاضباً ..
لتوبخها زوجة أخيها :زين اللي سويتيه قهرتي أخوتس اللي يسوي كل شي عشانتس ...ترى ماهو بس أنتي اللي زوجها راح وخلاهااا نص بناتنا يتزوج ويروح عنها بسنتين والثلاث ويمكن توصل للخمـــس ..شوفي شقحاء لها سبع سنين عند
أهلها ...
فهدة بوقاحــة وعزة نفس :لاتقارنين بأحد وشقحاء أبوها اللي مايبيها تروح عنه عشان ترعى أبله ... وأحسن تستاهل أنا قايله لها هجي مع هذال بس ماسمعت شوري ... خليه بكرة يأخذ عليها من بنات الديرة اللي هو فيها وتعض يديها قهر ...




*الرياض الآن *

((جود
بالسيارة ..أجواء مشحونة .. يربت على مقود السيارة بتوتر ..يحدق بساعته بين فترة وأخرى ...ولايوجد وصف لسرعة التي يقود بها...فلو تطيق السيارة أن تطير لاطار بهاا ربما ...
يشتم داخله بين لحضة وأخراها لقد حذرة عمه لاتذهب إليه لاتتقرب منه تودده إليك وراءة مصيبة يحضرها لك ولكن لم يستمع ....
من جهتها تقاوم النوم مقعد السيارة المريح والمكيف ورائحة عطرة أجتمعت الثلاثة وكأنها تهويدة نوم لرضيع تسحبها إلى عالم النوم رغم مقاومتها فمنظرها لن يكون جيد إذا وصلوا حيث لاتعلم ووجدها نائمة جوارة .....وخبأت مخاوفها مع نومهاااا ...))

أنقطع حبل أفكارها تحت رنين هاتفهااا ...
ندمت أنها لم تغلقه فقط قطع أنسجامهااا ...
حملته لتغلقة قبل أن تلتقط عينيها الأسم المتراقص على الشاشة ...
ردت وهي تقف بتوتر :هلااا أبو لافي يالله حيه ...وعليكم السلام ..ياهلا ..بخير الحمدلله ..أيه ..طيب ..كيف ..ايه صح ..طيب ..أفكر ...ماأدري ..طيب مثل ماتشوف ...فمان الله ...
هذه كانت ردودها على أخيها الأكبر الذي أغلقت المكالمة معه للتو وهي تحت ذهول لانهاية لهاااا ...
هل أخطأ بماقال ...هل كان هناك فهم خطأ بالموضوع ....
حين سمعت عقاب بن نايف أرتعش جسدهااا ..
وكادت تسقط على ركبتيهااا لقد فعلها حقاً وجاء لخطبتها حين سمع العطية ولكن بعد ذالك ذكر كلام لم يستوعبة عقلهااا بعد ... بن نايف يخطبها لأجل أبنه
ماذا كان أسمه بتال تعتقد بالتأكيد بتال فلقد كان الأسم غريب ليلتقطه عقلها الروائي ويلتصق فيه ......
لم يخطبها بن نايف لنفسه بل لأبنه ....
ولكن ماذا يعني هذا الآن ...
هل توافق وتدخل تلك العائلة المخيفة ...
عقلها يدور كدوامة تبتلع نفسهااا ....
هل تريد الزواج حتى ؟؟!!! ..
لماذا لم تتزوج بطريقة عادية وترتاح من شخص عادي وعادي جداً لما كل هذا التوتر..
أي قدر رميتيني إليه ياأمي ..
أي عناد قسى قلبك لتضعيني بهذا الوضع المحرج ...ليتك أعطيتيهم هيفاء قبل سنين ...
فهي تستحق أن تكون ند لهم ...
جميلة رائعة ممشوقة القوم بيضاء وبشعر أشقر وبشخصية قويه واثقة تشبهك تستطيع مجابهة فهدة ولكن أناااا هل سيأخذني أحد على محمل الجد ..
أنا معادلة خاسرة مجهولة الحـــــل ..
بل مستحيلة ...لافائدة منــي ...لن تستطيع الحصول على أنتقامك مني بل قد تنقم منك فهدة مرة أخرى فيني ..قفزت لعقلها فكرة تحمست لها ..
لن ترضى والدتها بالتأكيد لن ترضى المطلوب أن تكون ضرة فهدة وليست زوجة لأبنها ..
لافائدة من دخولها ذالك المنزل ككنة فهي يجب أن تكون ضرة لفهدة حتى يتحقق الأنتقام الذي يصوره عقل والدتها...
تحت هذه الفكرة أغلقت حاسوبها ونزلت بعجل لوالدتهااا ستنقل لها الخبر للتصرف بالموضوع ...
فصحيح أن أخيها تجاهل أمها ووجه الخبر لها مباشرة ولكن هي ستختبأ خلف أمها لتنقل لهم خبــر الرفض بنفسهااا ..
كم أدخلتها هذه المعضلة ستخرجهااا منهااا ...
وقفت بتردد وهي ترى والدتهاا تجلس على هاتفهااا وتستمع لأحد الشيلات ...وأمامها القهوة ...
أقتربت بهدوء ...وسكبت لنفسها فنجال تظاهرت بشربة ...قبل أن تقول لأمها :يمة ..أبو لافي أتصل فيني ...
وضحى التي شدت أنتباهها الخبر حتى أغلقت هاتفها :أيه وش عنده ...
بلعت ريقهاا وهي تشعر أن حنجرتهااا جافة أين الشجاعة التي تلبستها وهي في الأعلى ...
وضحى التي أنتبهت على شحوب وجه جوزاء وترددها بالحديث متى ستكبر هذه الطفلة هي حتى لاتستطيع الحديث معها بطلاقة :وش فيك وش قال خالد ...
جوزاء وهي تعبث بأصابعها :يقول فيه واحد خطبني ولازم أوافق بس يمه هيفاء قالت لي اللي سويتيه ...
وضحى بعدم أستحسان هل ستحاسبها هذه الصغيرة الآن :ايه وش قالت ..
جوزاء وهي تشير بيديها تشعر بأنها غير قادرة على توضيح موقفهاا :أنا فهمت كل شيء بس يمه عقاب بن نايف ماخطبني له خطبني لولده ...
وعند هذه الجملة وقفت وضحى لتزغرد بفرح ...بتصرف غير وارد منها عادة فهي أكثر ثقل وتأني من هذه التصرفات ..
جوزاء بعيون مذهولة فهي لم تراها تزغرد من قبل حتى بعرس هيفاء فوالدتها دائم صامته كئيبة حزينة لاتظهر أبتسامتها وفرحتها بسهولة :يمة وش بتستفيدين كذا تكفين فكيني منه ...يمة أنا وين وهم وين تكفين لاترميني وسطهم ....
وضحى تكمل زغردتهااا فلقد نجحت خطتهااا فهدة لم تكن لترضى بشريكة وستتخلص منها بأي طريقة علمت أنها ستجد طريقة لتخليص نفسها منه عن طريق تزويجها بآخر ولم يهمهاا من سيكون ...
فكل من سيأتي من تلك الجهة سيكون جيد فهي قد فعلت المستحيل حتى لاتتزوج بناتها من عائلة أبيهم فلقد زوجت هيفاء لأبن أختهااا ..
وجوزاء هي التي طال بها العمر ولم تخطب إلا من عائلة أبيها وهذا لم يرضيها أبداً ...
ففعلت مافعلت لتضمن أن تجد لها عريس مناسب من جماعتهااا ...
أما أن يكون أحد أبناء عقاب بن نايف بنفسه فهذا حلم لم تكن حتى ترمي إليه ....
جوزاء التي لم تجد أي أستجابة من أمها التي أخذت الهاتف لتبشر هيفاء ثم خالتهاااا.. فضلت الأنسحاب ...دخلت غرفتها وأدارت الموسيقى قبل أن تعود لحاسوبهااا وتتم كتابتها



(( فتحت عينيها أخيراً على صوت توقف السيارة ..أقفلت عينيها وعاودة فتحتها لتحسن من مستوى رؤيتها فهي لاتكاد ترى شيء ...
وأخيراً بانت لها الصورة ...كان يزفر جوارها ويتأفف بأنزعاج وكأنه مرجل قد غلى وحان فورانه ....حدقت بالمنزل الكبير الذي وقفا أمامه ..هل هذا منزل عمه الذي رباااه ...
بقى على نفس الوضع حتى أنفتح الباب وخرج رجل مسن ...
فتح الباب لينزل مباشره حاول تقبيل رأسه ولكن ذاك دفعه ...
تحدثااا بصورة صاخبة لايصلها الكلام ولكن وضح الخصام الحاصل بينهما ..رأته يضع يديه بداخل جيوبة ويصد للجهة الأخرى ليخرج زفرات قد أختزنت بداخله ...
دقائق أخرى كان فقط يتكلم فيها الرجل المسن قبل أن يتركه خلفه ويدخل مع باب المنزل وقف على حاله ذاك حتى نبهه شيء وكأن أحد قد ناداه من الداخل ...
ليتذكرها أخيراً ويأتي ليطلب منها النزول حمل حقيبتهااا وأمسك لها الباب لتخرج معه ...
وقفت بالحوش الكبير المرصوف جزء منه والجزء الأخر ترك كحديقة تزينت بأجمل الأشجار والزهور ...
كانت تنظر للبناء الكبير ...
قبل أن يناديهااا ولأول مرة منذ ركبت معه تسمع صوته بغير التأففات والزفير :جووود ...من هنااا ...
لحقت به بخطواتها المتأنية حتى وصلت لبناء صغير فتح لها الباب ومد يده ليفتح الأضاءت ..
هذة المرة دخلت من خلفه ولم تنتظر أن يأمرها ...
وقفت تحدق بأستحسان فداخل البناء الصغير أفضل من خارجه ...
كان قد أنزل حقيبتهاا وألتفت إليها أخيراً :هذا بيتك أرتاااحي وخرج مغلقاً الباب خلفه ...
وصل بعد صلاة المغــرب ودخل ليستحم مباشرة وهي التي لم تكن موجودة حين حضورة جاءت على عجل فصخت عبائتها وعلقتها أغدقت على نفسها من العطر ووقفت تنتظره ... خرج من الحمام بمعطف الأستحمام ....سألها بحدة :وين ثيابي المكوية ....
عبير بقلق :ثيابك بالدولاب وسبقته لغرفة الملابس وفتحتها لتجدها خالية ... ألتفتت لتجده خلفها مباشرة بعينين حادتين قالت بخوف :اللحين أجيبة ...
بتال بحنق :من اللي كوى ملابسي ياعبيـــــر!!!
عبير بقلب خافق من شدة التوتر ...لقد عاقبها بتال بعد موقفهن مع فياض وأمرها بكوي ثيابة لمدة أسبوع ..ولكن هي قد أستهانت بعقابة وتركت الكوي على خادمة الغسيل :شكلي نسيتها بغرفة الغسيل بروح أجيبهاااا ...
سحبها قبل أن تبتعد وبلهجة محذرة :خلي اللي كوتهن تجيبهن ولاتطلعين برى الجناح وريحة عطرك واصلة لشارع .....
أتصلت بيد مرتجفة على الخادمة الحمقاء التي ستقتلها لو رأتها :هااي شاهي هاتي ثياب بابا بتال شوفيها بغرفة غسيل ...
بتال الذي كان يعتصره كفه من شدة حنقة أبتعد فهي سيكفيها القاادم ....
بعد دقائق كان يجلس بصالة الجناح وقد أرتدء ثيابه يشاهد التلفاز وأمامه قهوة أحضرتها عبير التي عينيها تطاردة وحركتها القلقة تخبره أن هناك كلام لاتستطيع كبته ويفوق طاقتهاااا ...
قال أخيراً دون أن ينظر إليها :قولي اللي عندك ...
عبير بتوجس :هاه وش أي عندي ؟؟!!!
بتال وهو يلتفت عليهااا :بتعلميني فيك ياعبير قولي وش عندك ؟!!!
عبير تنطلق بالحديث :يقولون عمي بيتزوج صدق هالكلام بنت وضحى بن محماس اللي أخذت لافي بن صنهااات اللي كان راعي ...
يقاطعها بنظرة حادة هل لو يخطأ نبرة الحماس في صوتهاا ..هل فرحت لخبر قدوم ضرة لوالدته :خلصنااا عارف وش هو الخبــــر بس ريحي نفسك أبوي ماراح يأخذهااا ...
عبير لم تعجبها أجابته فهي وحسناء قد طارتااا من الفرحة حين سمعتا الخبر فهدة سيأتي فوقها ضرة ستكسر أنفهاا المحلق بالسمــــــــاء ...
نطق هاتفه بصوت الأذان ..ليغلقة ويقف :بروح أصلي وبعدها بتعشى مع أبوي وأطلع لاتنتظريني اذا بتنامين نامي ...
ألتقتطت هاتفها وأتصلت على حسناء ولكن لم ترد عليها ماذا يعنـــــي العم عقاب لن يأخذها أذا لمن ستذهب العطية ...
على طاولة العشـاء ...
أجتمع بعض من أبنائه الذكور معه على نفس الوجبة ...من اليمين سلطان فالحسن باليسار بتال وفزاع وتغيب البعض ...
كان الكل منكب على طعامه لايوجد أي حديث سوى من الحسن... الذي لايستطيع كبحه لسانه ..
فتارة يتحدث عن المدرسة ..
وأخرى عن الطعام وكيف لايبدو لذيذ ولايشبه طبخ والدته ..
وأخيراً عن أبن أسماء وكيف يبدو يشبه أي شــيء إلا الأنسان ...
الحسن يستطرد :وجبت لها دبدوب أطول مني وماأعجبتها الهدية ...وبس عينها عليه وتقول طلعه خرب الديكور ....أبوي أنت رحت لهم المغرب كيف بالله مو مسوي جو بالغرفة ....
عقاب يهز رأسه بيأس من أبنه الثرثار :ايه بالله احسن شي بذيك الغرفة دب الحسن ...
الحسن بثرثرة لانهاية لها :وتهاوشت مع حامد هو يبغى يسمي على أبوه وأسماء تقول والله ماأسميه إلا عقاااب ...عاد قالهاا بس عمي حالف محد يسمي عليه قالت أجل بسمية فيــــــاض ...
مع جملته الأخيرة شرق سلطان وشخر فزاع بسخرية ..ليرد بتال بتلاعب وهم يعي تفكير أصغر أخواته البنات وقوة شوكتهااا:وليه ماهو بتال !!!
الحسن الذي توقف عن الأكل وبحماس :تقول هو اللي فزع فيها للمستشفى ...مرة خالي بغت تتشنج وهي تقول :لااا تكفون فكونا من فياض سموه محماس لو تبون بس فياض لااا ...
عندها لم يستطيع سلطان وفزاع كبح ضحكهم بسبب تقليد الحسن لصوت زوجة خالة وتصرفاتها حين يضع يديه فوق رأسه ويولول ...
بن نايف بنبرة حادة:عسى فياض يخلى منهااا ...وأنتم وش فيكم تكركرون مثل الحريم اللي خلص يقوم وأختكم زوروهااا الغرب يقومون فيها وأنتم راقدين بفرشكم ....
تنحنح الآخريين,, الجميع يعلم أن فياض غير محبوب من الجميع وحتى أخواته ...
وكل تصرفات أسماء فقط بسبب خلافها مع زوجهاا أو مع عائلته..
رغم أنهم لايعرفون التفاصيل ولكن مايعونه جيداً أن أستغلال أسم فياض ليس محبة له ولكن للأزعاج الطرف الآخر ....
وحين أعتقد الجميع أن الحديث أنتهى قال بلهجة لاتحتمل الجدال :سلطان أنقل لبيت عمتك فهدة عشان مرتك تجي عند أختها بنجوز بتال بجناحك .....
سلطان بفم مفتوح صدمة ستقتلع حسناء رموش عينه بهذا الخبر:أبشر ...
بتال زفر بأنزعاج من السيرة السيئة ..بن نايف بنظرة حادة :وش فيك الجواز ماهو لعب ..أنت عازم ولاخرابيط عيال ....
سلطان يتدخل لينقذ بتال :وش لعبة بس أبو حاكم عشان المرة للحين مادرت شايل شوية هم ...ولااا مابأذنه ماء على هالعرس ....
عقاب يمسح يده بعد فراغه من الطعاام :هالجمعة بنروح نملك اللي يبي يروح معنا يكون حاضر من العصر ...
ووقف وهو يخبرهم أن لايطيلوا السهـــــــر ...
فزاع بعد أن غادرهم أبيه :والله وصرنا نسمع أخباركم من الغرب ليه داسين علي ....
الحسن بأستهتار:اللحين ليه بتال يتجوز جوزوني أنا هو عنده مرة ...
يغادرهم بتال دون رد ...
ليجيب سلطان :لاتشغلون الرجال تراه أخذها فزعة لأمه ...
الحسن بحنق :كان خليتوني أنا أفزع لأمي ...
فزاع بأنزعاج :أنطم ياورع اللي فوقك أربعة ماأدري خمس اللي ماأعرسوا وش مستعجل عليه ...
الحسن بأنزعاج من أستصغارهم له :أنت أعرست قبل فياض وش فرقي عنك ..منذر بالغربة أغدية يعرس على أوربية والحكم ماعنده نية ...وفياض كل البنات مايبنه ..وهجرس وقطع جملته حين رأى نظرات سلطان الحادة عليه ..المهم أنا حلم كل البنات يطيحن تحت رجلي لاشافني جاي من بعيد ...
سلطان الذي وقف مبتعداً:أكرمكم الله ...
الحسن لفزاع وهو يشير على جهة الشاشة التي شبكها عليها جهاز البلاي ستيشن :تلعب معي!!!
فزاع بإزدراء:ايه تحسبني كبرك روح ألعب مع الورعان اللي كبرك يالله تمسون على خير ....
***
في الصالة العلوية من قسم شعاع ...
كانت تجلس مع الفتيات ..ليلى أخت زوجهااا ..حسناء سلفتهاا ..وبناات فاطمة أخت زوجها الأخرى ...
سألت حسناء بخبث :بتزورين أسماء بالمستشفى ولابنتظرين تجي البيت ...
حسناء :لابكرة بنروح أنا وعبير سمعت أن فهدة ماتبي زيارات وأصلاً هي بتجلس 5 أيام بالمستشفى يعني للي يبي يزورهااا ماتبي جيات البيت ....
مــريم (أم وسن ):بتأخذين هدية ولابتحطين فلوس ...
ليلى المنكب على هاتفها :حشى تحقيق وش دخلك فيها سويي اللي تبغين مو لازم تقليد ...
مريم الذي أنكمشت من هجوم ليلى المفاجيء :عادي مافيها شي نتشاور ..
حسناء تجيبها :لا بنأخذ هدايا أنا وعبير رحناا وأشتريناا وجهزنا كل شيء وبكرة العصر بنروح لهااا ...بتجين معنااا ...
مريم بتهرب :لاوين توي ماقلت لفزاع ولاأخذت هدية بشوف يوم ثاني ...أذا البناات بيروحن بروح معهن ...
ليلى التي تعلم جيداً,,
أن مريم فقط تريد أن تأخذ الأخبار
من سيذهب وماذا سيقدمون لاأكثر:لاتربطين نفسك فينااا حنا بنروح بأي لحضة تعرفين أختنا يمكن حتى نروح زيارة بعدين نأخذ لها الهدايا لجت ...ومو حلوة لك تروحين بيد فاضية ....
حسناء تهز راسها بموافقة :هي صادقة ترى بعض الحركات نتقبلهااا من خواتنا بس حريم أخوانا لااا ..
مريم التي أنزعجت من أسلوبهن بالحديث :يالله عن أذنكم أحس نعست ..سوسو يالله وحملت أبنتها ودخلت جناحهااا ...
حسنـاء تقوم بتثاقل:الله بعد أنا بروح جناحي تصحبون على خيـــــر ..نايف بسك لعب أدخل ألعب بغرفتك وأنتم يالله نوم ...
وأنقطع صوتها حين سمعت رجولي :ياولد طررريق ... أبتعدت لجناحهااا وهي تشير بتهديد لأبنائها ...
ليلى بعد أن تأكدت من دخول جميع نساء أخوانها لغرفهن :تعال مافيه أحد...
فياض الذي خرج من غرفته مرتدي لثيابه الرسمية وشماغه على كتفه وشعره مازال مبلل من أثر الأستحمام ...أقترب ليجلس وركل قدم أحد بنات أخية بخفة ليزعجهااا وشد شعر الأخرى :يالله على غرفكن نوم ...بنت يارا أنزلي هاتي القهوة ...
لتتراكض الصغيرات خلف والدتهن ...خوفاً من العم ثقيل اليد واللسان ..
يارا بقلق من خالها فياض فرغم روقانه المفاجيء فأعصابه كشرارة قد تقلب بأي لحضة ::طيب هذي قهوة وأشارة للقهوتهن ...
فياض بنظرة حادة :أنزلي سويلي قهوة يالله بسرعة بجرب قهوتك فيه واحد خاطبك مني ويمكن أزوجك ...
يارا التي رمت الخدادية من حضنها قالت وهي تبتعد :أشوى أنك مو أبوي ...
لتهمس ليلى حتى لايسمعها إلا فياض :على زين أبوك ياشيخة ..
فياض بتوبيخ :عيب ترى أبوهن مالهن ذنب لحد يطرية عندهن بالشينة ..مو تجلس تحشن على روس ذا الضعيفات ...
ليلى تغير الموضوع: تبغى حلى وأشارة للصينية الموضوع أمامهم ...
فياض بتسائل :من مسوية ...
ليلى ببساطة :حسناء ...
فياض بتكشيرة :لاتكفين فكينااا ...
ليلى تود لو تقوله كم هو معقد ولكن تصمت باللحضة الأخيرة :طيب تبغى من الكيكة مسويتهااا مريم ..
فياض بتكشيرة أشد :أذا أنتي مسوية ولافاطمة عطيني غيره لاااا ....
ياسمين تهمس قربهم تخشى مرور أحد أخوالها الآخريين :خالي كل والله محد ساحرك ..
فياض بنظرة حادة :ألحقي أختك خليها تجيب لي معمول ولاأي شي جاهز ماأبي من خرابيطهن اللي يخبصنهااا ...يرن هاتفه ويغلقه وهو يقول :الله يزعجك ياشيخ ..!!!
ليلى بتساؤل :وش فيك ؟؟؟
فياض يرميه هاتفه وبفضاضة :هذا واحد رجني من يوم نايم يدق رقم ثابت ...!!
ليلى ب:طيب رد وش بينقص منك يمكن شيء ضروري ...
عادت يارا بالقهوة أخيراً ...جلس ليتقهوى أخيراً سيتعدل راسه بمفعول القهوة العربية التي شمها قبل أن يرتشفها :أي تسذا القهوة وإلا فلااا ..
عاد هاتفه ليرن وبعد أن تحدث معه قليلاً صاح بأنزعاج وهويغلق :الله يشغلك ياأسماء يابنت فهدة الله يقطعكن يالحريم أنتن وولادتكن وقرفكن ...
تقشعرت الفتيات من تحوله وعصبيته المفرطة بعد أن قذف الفنجان بالصينية لينشطر إلى نصفين بعد أصطدامه فيهااا ...خرج بل وصل للأسفل ومازال صوته واضح لهن وهو يسب ويشتم ويقدح ....
ياسمين ويدها على قلبها :يمممه كيف يتحول والله كأن شيطان يتلبسه ...
ليلى تهز راسها بتعود :الصباح معصب بالليل معصب ...صاحي من النوم معصب راجع من برى بينام معصب ..
الله يعين المجتمع عليه وجدران غرفته وباب سيارته ...
يارا بتفكير :والله يحزني أحسه متعقد من النساء بجدية ..أقرفوه بعيشته ...
ياسمين بصوتها الحاد وبلكنة مستهزءة :ليه وش سوينا له ان شاءالله هو معقد خلقه ..
ليلى التي فهمت الدنيا وفياض على هذا الحال شامت صاخب منفعل وكاره للنساء:بكرة يتزوج ويطيح عندها هذا مكر رياجيل ...
يارا بضحكة :وش مكر رياجيل ...
ليلى تلعب بحواجبهاا المعدلة بتقنية النانو:يستاهل مو هو دايم يقول مكر حريم خليني أقول مكر رياجيل ...
وترى أكذب مستحيل يطيح عند وحدة ,,
وأحس بيتزوج مليون وحدة ويطلق أصلاً من سابع المستحيلات ...
وحدة تجلس عنده هذا مجنون لو مالقى قهوته جاهزة صفقها كف ...
وبصراحه اللي من جيله وممكن يتفهمنه بيصيرن جدات ..
يعني خلونا واقعيين لو وحدة منا تقدم لها رجال مثل فياض بتوافق ..بعيداً عن عمره..

ياسمين وهي تعيد ترتيب شعرها
الذي أنحل من رباطة من كثر ماهزأت رأسها بأنفعال مع تحليلهن لشخصية فياض:الصراحة خالي أوفر يعني من جد دبل أوفر
يحب يكبر المواضيع أحس للحين مراهق يبغى يسهر ويفلها وأذا أحد طلب منه شي جدي ومهم عصب ...
يعني بيظل عزوبي للأبد لأن مافيه وحدة بتتحمله كذا ..

ليلى بحماس تذكرت شيء :قربوا قربوا لحد يسمعنااا .ولاأقول تعالوا الغرفة نحش على راحتنااا ...
حملت يارا القهوة ولحقت بها فغداً لاجامعة لديها وستسهر مع ..ليلى العاطلة ..وياسمين العاطلة مؤقتاً لأن والدها لم يسحب ملفها بعد من مدرستها بالدمام ومدرستها هنا قد أوقفتها عن الحضور حتى تكتمل أوراق ملفهااا...
بعد أن جلسن أخيراً بمنتصف الغرفة بين الأسرة ..
ليلى بحماس فليس كل يوم تظهر قضية كهذة:اليوم فياض طايح على سواق عمتي فهدة مع وحدة من بنات الملحق ...
ياسمين بحمااااس :لااا عاد أي سواق لاتقولين الباكستاني الأطخم ...
ليلى تهز رأسها بحماس :إلا من غيره يعني مصدقة أحد بيناظر بسواقينااا ....
يارا وهي تتذكر السائق الوسيم :طيب من البنت الكبيرة ولاالصغيرة ...
ليلى بأستنكار :ماأدري وش دراني ....بس سمعت واحد من السواقين يعلم أمي أن فياض ظرب خويهم عشان بنات الملحق ...
ياسيمن بضحكة :يالليل والله خالي مجنون ذاك اليوم نزلني العيادة عشان أسناني خفت يظرب موظفة الأستقبال عشان ضحكت له ...هذا مسوي نفسه وصي على كل نساء الأرض ....
وأستمرت سهرتهن بأحاديث متفرقة فعقولهن مرتاحة ومازالت القلوب سليمة ...
***
يقود سيارته بسرعة خيالية لايعلم أين كان عقله حتى يضع رقم هاتفه في ملف أسماء حتى يتصلوا عليه عندما أرادوا ولي الأمر ...
لقد أخبروه أن حرارتها أرتفعت وضغط الدم لديها مرتفع ...
وطفلها أدخل العناية بسبب أصابته بجرثومة لقد ولد بالأمس أي جرثومة ألتقطها سوى من مستشفاهم القذر ....
وصل أخيراً وتوجه لمدير المستشفى المناوب ليشتبك معه بنقاش حااااد وهو يخبره أن سيشتكي عليهم ويجعل فضيحهتم كلاً يتحدث فيهاااا ...
ثم ذهب للطبيب المسئول عنهااا وأنطلق عليه بمباراة كلامية أخرى .... قبل أن يصل أخيراً لغرفتهااا فتح الباب ودخل مباشرة ...
ليتفاجيء بصرخة قبل أن يقف ينظر إليها بذهول ...
سمع صوتها قبل أن يكتشف وجودها لينظر إليها للحضة قبل أن تعود للحمام الذي خرجت منه ....

ياءالله مازال تأثير خروجها أمامه يثير قشعريرته ... كانت بلباس منزلي بسيط بنطال يلتصق بجسدها .. وبدي بلا أكمام وصف جسمها بطريقه لاغبار عليهااا ...كانت مثيرة بل أشد من ذالك ...
بشرتها حنطية صافية والشعر الغجري يلتف أعلى رأسها وتتساقط خصله بعشوائية على الأطراف ... الملامح عن ماذا سيتحدث العينان بلونها المتظارب بين الأخضر والعسلي ويتغير بتغير الأضاءة بدت خضراء غامقة اليوم فهي دائماً بدت جميلة ولكن حين فزعت وأتسعت بدأت رائعة غير قابلة للوصف ...

&& عيناكِ مملكة مانالها ملكُ
وجيش رمشكِ بالعشاق قد فتكوا
طغى الجمال من الأجفان مسرفةٌ
فكل قلبً لدى عينيك منتهكُ
وعاضد الثغر سحر العين وأجتمعا
فكلكم في دم العشــاق مشتركُ
تساقطت بتلاتُ الوردِ من حسدً
والريم من هذه الأحداقُ مرتبكُ
أذهلت لبِ الورى عن كل نازلةً
فبالهم في ربوع الحسن منهمكُ &&
الأنف نحيل لاكبير ولاصغيرالفم متوسط الأمتلاء وشامة الحسن أسفله تدير الرؤوس ... كل شيء بدأ أكمل من الكمـــــال في عينية ...
أستغفرالله كم تعمق بوصفهااا أنها خزام الصغيرة ابنة رضا أبنة أمين العجوز .. طفلة كان تمشي وتقع حين ظهر شعر وجهه ..كانت تجلس في حجر أبيها حين عقد قرانه لأول مرة ..
هل فقد نخوته ليتخيلها بهذة الطريقة ...
تماسك بعد تأثير رؤيتها وذكر نفسه من تكون ومن يكون هو فهي من النســـاء تحت حماية والده أي غير قابله للمس أو الأيذاء هي كمحارمة لايمكن التفكير فيه بطريقة تدنسهاا ...
من جهتهااا لم تريد العودة لهذا المستشفى أبداً والأنكى للبقاء مع أسماء المتبرمة ..
ولكن العمة فهدة المرهقة والتي لم تنام ليلتين متتاليتين طلبت من رضا أن ترافق مع أسماء اليوم ..
بالمقابل رضا نفسها كانت مريضة وحرارتها مرتفعة هي الأخرى ..
حين سمعت أمها تقول أنها ستذهب للمرافقة مع أسماء أثنتها عن قرارها ...
وقالت أنها ستذهب مكااانهااا لتوافقها على مضض وتعطيها قائمة من التحذيرات ..
ولكنها طمأنتها أن موعد الزيارة أنتهى وهي لن تنام بل ستبقى مستيقظة طوال الليل حتى تحمي نفسها من ماتخشاه والدتهااااا .....
جلست مرتجفة بالحمام لاتصدق بأنها أول مرة تنزع فيها عبائتها خارج المنزل سيدخل عليها أحد ويكشف سترهااا ...
فقد أرادت أن تتوظأ لتصلي قبل أن تنااام ...
بعد أن خرج الطبيب وقال أنه سيأتي ليراها صباحاً ..أطمئنت لحضتهااا وهي متأكدة أن لايأتي رجل بهذة الساعة ...
ولكن أتى من هو أسوأ من الطبيب وأسوأ من أي رجل بهذا المستشفى ...
فياض الذي أتهم أختها اليوم أنها مع السائق بموقف غير لائق ...
حقاً لاتعلم كيف يفكر حتي يرمي التهم جزافاً ..
للحسن الحظ أن العم عقاب ليس من النوع المتسرع بل يبدو أنه يعرف أبنه جيداً ولم يصدق بأختهااا ...
أرتجفت حين تذكرت نظرته لها ياإله السمــــاوات لقد نظرإليها من أعلى للأسفل كشيء تعجز عن وصفه ولكن جسدها الذي أقشعر تحت نظراته يخبرهااا أنها نظرة لم تكن جيدة بالتأكيد ...
لحسن الحظ أن عبائتها بالخارج أذاً لن تقابله ...
سمعت صوته يناديهااا ليقشعر جسمها بطريقة أشد مالذي يريده منهااا ...
جلس بالمقعد جوار أسماء النائمة وبيدهااا أبرة مغذي ...
أنتظر أن تستيقظ ولكن بدأت نائمة بعمق ...
لايعرف مالذي يفعله هنااا ...
انتظر تلك لتخرج ولكن طال أنتظاره ...
نادى بصوته الحاد على طبلة الأذن :هي أنتي يابنت خزامه أطلعي بسألتس بسرعة مستعجل ماواري غيرتسن ...
سمعها ترد بكلمات لم تصله بصورة جيدة أقترب ليسألها من خلف الباب وش تقولين ...
لترد تلك بلهجتها الخليط من كل شيء إلا اللهجة الصحيحة فهي تأخذ القليل من لهجة الحجازية بسبب تربيتها هناك والبعض من لهجتهم البدوية والحصيلة لاشيء سوى كلامات معوجة :ياعمي فياض أقلك عباتي بالخارج عندك ماأقدر أطلع بلاها ...
فياض يلتقط العباءة المعلقة ويمدها لداخل من خلف الباب الذي فتحته من عندهااا شعر بيده للحضة تلامس يدها وهي تسحب عبائتها بقوة منه وكأنه يشد عليها أكثر من اللازم ...
عاد لمقعدة بأنزعاج من هذا الجو ...
الأحتكاك بالنساء يوتره وليس من الأجواء المفضلة عنده ....
عاد لينادي بأنزعاج :يالله عجلي ماورانا غيرتس ...
خرجت بسرعة ملبية نداءة الذي يخترق طبلة الرأس من شدته :هاه آمر ياعم فياض ...
فياض وهو يحدق بها بعينين ناريتين فهو ليس من عادته غض نظره بل مسرف بالنظر :أنتي ماتقولين لي وش تسوين هنااا وين أمتس ...
أنتن خلاص أنفلتن ماتدرين أن أبوي مايحب هالحركااات البنات مالهن طلعة بالليل ...
خزام بخنوع :والله أمي تعبانة معها حرارة والعم فهدة مانامت لها ليلتين ,, وكان لازم أحد يرافق مع العمة أسماء ...
فياض يهز سبحته بشدة :ايوة صفي الأعذار الله العالم فيتسن بتفلتن وتمشن على راحتسن بهالليولة وأختس ذيتس صبرها علي طاقتها سواليف مع السواق ويمكنها مصاحبته ..ايه تحسبن أمين طايح وأمتسن من سوق لمستشفى ورى فهدة ومحد سأل فيتسن ....
خزام تظرب على صدرها بفزع :ياعم فياض أتقي الله والله أختي بلقيس طفله مالها بهالشغلات حنا بس بنوصلة الحاجة معه ولامالنا ومال السواويق .... والله توبة ولا نقابلهم وبرى بيتنا مانطلع ...
فياض يلعب بسبحته دون أهتمام فهو قد تعود ان لايصدق حديث النساء ووعودهن الواهية :وش فيها هذي أشار بذقنة على أسماء ..؟!!!
خزام التي تقف بأبعد نقطة عنه أمام باب الحمام :معها حرارة يقولوا يمكن حمى النفاس أو ألتهاب بيشوفون بكرة بس فياض الصغير مريض معه جرثومة ...
فياض بذهول :وش هوووو؟؟!! ...وصفق يديه بحنق :سوتهااا بنت اللذينا وهذا هو الورع بيروح أكيد كل الدعاوي اللي جتني الليلة طاحت على راسه ياليل ...
خزام التي لم تفهم سخريته :ياعمي الله فوق وشايف كيف الدعاوي عليك تروح للصغير ماله علاقة...
فياض بسخرية شديد :بالله والله ماكنت داري الحمدلله طمنتيني ...أقول ماعندكم قهوة صبيلي فنجال يالله مواعد لي رياجيل ...
هو حقاً لايعلم لما طلب منها قهوة ...
ربما عقله المشتاق لرائحة القهوة التي تركهااا خلفه أثرت على تفكيرة ....
خزام بيد مرتجفة توجهت لركن الضيافة وصبت له فنجان من أحد ترامس القهوة المصفوفة ..
مدت له الفنجال الأول الذي أهتز بيدهااا قبل أن يأخذه ويرفضه بأشمئزاز :وش هذي باردة وفاكه ..
وين حقت فهدة هي اللي تعرف تسوي قهوة دوري أكشخ دلة اللي مليانه زخارف وترهش (تلمع) أكيد حقتهااا واللي يفوح منها الزعفران ...
بحثت ولم تجد شيء مميز فكل الترامس نفس الهيئة صبت من أخرى ونفس الموضوع لم تعجبه حتى صبت له من المجموعة كلهااا ولم يعجبه شــــيء ...
لتنظر أخيراً لترمس الصغيرة التي أحضرتها لنفسهاا وتسكب له منها ...
ليرتشف من الفنجان بتلذذ :ايييه تسذا القهوة وإلا فلااا هذي وين كانت من البداية ...
خزام بتردد :بس هذي قهوتنا ماتوقعت تشربها ...
فياض بتكشيرة :ليش وش أنتي حاطة فيهااا ...
خزام حين رأت تكشيرته أفضل لاتشربها دعها لي لقد جلبتها لنفسي :بس قهوة عادي بس معها حليب وعمتي فهدة تقول الحليب ماينحط بالقهوة وماتشربها ولاالعم عقاب ....
فياض يهز فنجاله :تقهوي ....
لقد عدتهن عشرة فناجين سكبت له قبل أن تعلن الترمس فراغهااا ...
وضيفته عدة مرات من الشوكلاته الموجودة وكان يهز راسه بعدم أستحسان لطعمهااا وهو يقول :بس يرمون فلوسهم هذا الفلاني وهذا العلاني وكلهااا طعمها واحد لو حاطين جواهر ولاجلكسي أوفر ...
لتجيبه أسماء بصوته المحتقن بفعل المرض :ذاك جيبه لولدك ومرتك ...
أعتدل بجلسته وهو متفاجيء من أستيقاظها أخيراً :صح النوم ..اللحين زوجك السفية مايقدر يحط رقمه عشان يدقون عليه بدال مايزعجوني ماتسوى فزعتلكم وحطيت رقمي بالملف 10 أتصالات بالغصب أجي ....
أسماء بدون أهتمام :سميته عليك دريت ...
فياض بقرف من الموقف كله :سميتيه من هنا وطاح من هنااا هذا اللي أستفدناااه ..
أسماء التي طمنها الطبيب وأن كل أطفال الحضانة تصيبهم هذه الجرثومة :عادي جرثومه عادية تصيب كل الأطفال ماهو شي جديد ...
فياض بحنق :وأنتي تصدقينهم ذولي مهملين قايل من البداية هالمستشفى مانزل لي من زور .... وأنتي وش مجلتس هنا ليه مارجعتي البيت وكل هالخرابيط مالهااا داعي هذا اللي تحصلتيه الورع وطاح ...
ذابحتس حر الأستقبال وخرابيط الله ماأمر فيها بس تقلدين حقات السناب الداجات الضايعات ...
أسماء بتجاهل لكل ماقاله :أقول فياض تجيب لي عشااء من برى الأكل اللي أمي أرسلته لي عيى لاينزل من حلقي ...
وعليه ريحة وزناخة لو أكلته يمكن أتنوم شهر زيادة ...والمستشفى كل يومين بيدقون عليك ..
فياض بأستخفاف :والله لو كنت سواقك الخاص هاك اللحين تأمري وتشرطي علي ...أحمدي الله وكلي من اللي أرسلته أمتس هي أدرى ...
أسماء تنظر لخزام وتمد لها بمحفظتها:خزام أنزلي تحت هاتيلي من المطعم أكل أي شي ساندويتش الموجود هاتيه ...
خزام التي ألتقطت محفظة العمة أسماء وأسرعت للخارج نهرها فياض لتعود ووجه حديثه لأسماء بقسوة :اسمعي بنزل تحت وأشتري من الموجود أكل بس والله لو سمعت أنتس مخليه هذي تطلع برى الجناح ياويلتس وحسابك معي عســــــير ...
وخرج وهو يطلب منها أن تتبعه ...

كانت معه بالمصعد حين ركب معههم طبيب وعاملة نظافة ..
كانت تقف معه بجهة وهم بالجهة الأخرى وأنزلت عينيها بسرعة حين وقعت بعيني الطبيب الذي يتأملها بمرآة المصعد ..
القت نظرة على فياض ووجدته مشغول بهاتفه لحسن الحظ ...
نزل الطبيب بالطابق آخر ونزلوا هم للأسفل هذه المره هي من كانت تتأمله قامته طويله بطريقة مذهلة ووسامته رجولية معقولة ليس بالجميل الأنوثي ولا الخشن المنفر ...
الوسامة المعقولة حيث ينبغي للرجل أن يكون .... أنزلت عينيها بسرعة هل هي حمقاء ومادخلها برجال وماهي حصيلة معرفتها بهم المسلسلات التركية وممثليهااا ....
بلهاء ماذا كان سيكون موقفها لو أنتبه عليهااا ...هذا نتاج تفكيرها المسرف ليلة أمس ... أصبحت تتصرف بحماقة وطريقة مكشوفة ..فلقد ندمت أمس أنها لم تنظر إليه جيداً فأطلقت العنان لبصرها اليوم ....
وكأنه لم يحدث الموقف المحرج قبل قليل ...
من المفترض أن لاتفكر فيه أبداً بعد اليوم ...
كان يقفان بهذة اللحضة أمام كافيهات المستشفى ...
وهو يبحث عن طعام مناسب لأسماء وهي تسير خلفه ...
نظرت لأنواع الحلويات المرصوصة أعجبها نوع حلوى معين وتمنت تجربتهااا لم تكن تعلم أن عينيها مفضوحة لهذة الدرجة ...
حتى سألها أن كانت تريد منها فهزت رأسها برفض ..ولكنه تجاهلها وطلب من البائع تجهيز قطعتين منهااا ..قبل أن يسأله عن أنواع الساندوشتات المتوفرة لدية ليطلب مجموعة منهااا ...
فكرت هل كانت نظراتها له مفضوحة كنظرتها للحلوى تعتقد أنها كانت نفس النظرة وأن كان شديد الملاحظة لهذة فقد أدرك تلك ..
ياءلهي أي موقف وضعت نفسها فيه ...
ليلة أمس وأطلاقها لجماح نفسهااا تفكر فيه كما تشاء هذه النتيجة ...
كان عليها أن تغض الطرف عنه حتى في خلواتهاااا حتى لاتصبح مفضوحة أمامه ...
سمعته يسأل عن شيء وحين لم ترد عليه ألتفت عليهااا ...هل أطال النظر بعينيها أم تتخـــــــيل ...
لعن بداخله أي معتوهة هذه لما تنظر له بهذة الطريقة ياحمقاء توقفي أراد الصراخ فيها أن تكسر نظرتهااا ولكن كانت مستمرة ولم يستطيع هو الآخر أن يبعد عينية وكأن الزمن توقف إلا عنهمااا ...
البائع الذي عاد ليسأله عن المشروب المطلوب فض سحر اللحضة ...
عاد إليه ليقول بهدوؤ لايناسبه خصوصاً مع لهجة البائع المتمللة :واحد عصير برتقال ..وواحد بيبسي ..أجل لقد أختار لها مشروب غازي لما لم ترد عليه حين سألها ...بل نظرت إليه بعينيهااا الجذابة وكأنها مغناطيس...
هذة الفتاة كارثة متحركة لايعلم أي جرأه لديهاا لتنظر بعينية بهذا الأسراف ..
هو حتى الكثير من الرجال يخشون التواصل البصري معه ويكسرون نظراتهم بمجرد أن يرفع عينيه إليهم ... أما الأناث في محيطة فهن يشتتن نظراته في كل مكان حتى ليتواصلن معه ..
أما هذه المجنونة ساذجة لاتعي حجم خطأها أو متلاعبة لها باع طويل بهذا الطريق ولأنه يعرف منذ صغرها فهو يرجح الأولى ...
سخر من نفسه وهو يتذكر عجزه عن أبعاد نظراته عن عينيها التي كانت كمغناطيس أنجذب إليه ولايستطيع فك نفسه ...
همس لنفسه الغبيه×× هزلت يافياض هزلت بدال ماتضيع بعيون سوداء ولابنية صرت تبص بص على العيون الخضـــراء ياأبن الحلال أخز الشيطان وأترك العيون الخضراء لأصحابها وخلك بالسواد والعيون المكاحيـــــــل ××


حمل الكيس وسار أمامها كان يعلم أنها خلفه لذا حين مرت أحد الممرضات السعوديات بعينيها الداكنة والمزينة بالكحــــل قال ليسمع تلك متغزلاً بفجاجة وحريص على أن لا تسمعه المعنية ويتهم بالتحرش :
بالعيون السود والرمش أريشة ...
أرسلك ربي لخفاقي عذاب ...
لاحشى مالي بهوى غيرك حشى ...
الغدير العذب ماأنت بالــــسراب ...

سارت خلفه ومازالت تحت تأثير نظراته لما حدق بها بهذة الطريقة لقد ناداها نظرت إليه وبعدها استمر بالنظر حتى أعتقدت أنه لن يبعد عينية ...ماذا تعني نظراته هل مثل المسلسلات التــــــركية ...هل أعجب بها !!!
توقفت توبخ نفسها لاتنجرفي مع التيــار لايمكن أن يحدث أعجاب بلحضات ...
كانت هناك ممرضة تمر نظرت إليه أجل لقد نظرت فهي قد أرتفع نظرها للأعلى من سيكون غيره وطالت النظرة ...
قبل أن تنزل نظرها للأسفل وتتعداهم ولكن تلك النظرة لم تمر مرور الكرام حين سمعته يردد بيت شعري أم أغنية لاتعلم ماقال سوى كلمة العيون السود والهــــــــوى ...
حمقاء أنه لايترك أنثى تمر من تحت يديه دون أن يدقق فيها ...
كم مقتت لون عينيها بهذة اللحضة أجل العيون السود من تجذبة مالذي يريدة بعلبة الألوان التي تحملها بين رمشيهااا ...
من سيعجب بلون الطحالب والضفادع هل صدقت كلام المسلسلات والأفلام عن جاذبية الأخضر حسناً الأخضر المزرق جذاب للأوربيين وذوي البشرة الفاتحة أم هي ...
بعينيها ذات الأخضر الوصخ الذي لاتميز هل هو بني مخضر أم أخضر متسخ ..
تداخل الأعراق بجيناتها لم يهبها الجمال المطلوب بل أنتج عن شــيء مؤذي للنظر....
تباً لها ولمسلسلات التركية ولكل العته الذي تعيشة هذه اللحضة من الغد..
لن تشاهد تلك المسلسلات التي أفقدتها عقلهااا حتى أعجبت بأول رجل تعاملت معه بالواقع ... ل
حسن الحظ أنها لاتغادر المنزل وإلا أصبحت فريسة سهلة لكل رجل عابث ....
أنتبهت لتوقفهم أمام غرفة أسماء ليمد لها الأكياس التي حملها وكرتون يحمل المشروبات ...
ليخبرها بلهجة حادة :لاتطلعين من الغرفة ولاعاد أشوفك برى بيتكم ولااا لتقولين فياض ماقاااال ....
لم تفهم تهديده الأخير ولكن أندفعت للداخل لاتستطيع الوقوف أمامه أكثــــــــر ..
فهي محبطة مكسورة وكأن حبها الذي عاشته للدهر قد سرق منهاا وليس كأنها لم تعرفه إلا منذ يومين ...
وضعت الأكياس أمام أسماء التي تحدث أحد على الهاتف قبل أن تنهي المكالمة وتسألها بأنزعاج :ساعة وينكم والله لو رحتوا وسط الرياض ...
خزام وهي تفتح لها مابداخل الأكياس وقالت بخبث تمتلك منه مايكفي ولكن لاتستخدمه عادة فهي لاتحتاجة :والله ماأدري أيش أقولك ياعمة أسماء ...بس العم فياض ضيع الوقت يبصبص على الممرضات ويقول قصيد وأغاني ...
أسماء بشرقة صدمة وهي التي بدأت بالأكل :بنت عيب عليك وش هالكلاااام ... ماعلمتك أمي الرياجيل ماتكلمين عنهم كذا حتى لو شفتي شي خلي اللي شفتيه لنفسك ...
خزام وهي تجلس بأدب مازال بداخلها قهر تريد أخراجة :والله أمي دايم تقول نحترم العم عقــاب وعياله ومانجيب طاريهم بالشينة حتى لو شفناها هم راعيين فضل علينااا..
بس أنا بقولك ياعمتي عشاان هو أخوك واليوم تسبب علينا بمشكلة بالبيت ..
وقال أن أختي بلقيس بعلاقة ماهي زينة مع سواق العمة فهدة ...
وهو ياعمة يشوف الممرضات بنظرة ماهي زينة واذا راحوا قال كلام يعني غزل ...
ولا أنا ماأفضح أحد بس الموقف حز في نفســـي حنا موضع أتهام بدون سبب ...
أسماء بعينين مفتوحة هي تعلم أن فياض صفيق يزدري المرأة من جهة ..
ولايكبح جماح نفسه بتغزل بمن يظهرن بالتلفاز من جهة أخرى..
كم أحرجت حين تكون جالسة معهم بمكان واحد من فجاجته بالحديث عن العارضات والممثلات التي يراهن على الشاشة ..
ولكن أن يحدث عن أشخاص بالواقع وأمام فتاة ليست من محارمة وبنفس الوقت في رعايتهم..
لاتعتقد أنه بهذا الحمق وقلة الوعي حتى يفعلهاااا ...
فهو يعلم موقف والده من مجرد المساس بتلك الفتيات التي أخذه على عاتقه حمايتهن بعد سقوط أبيهن فريسة المرض ...
وحدث من قبل أن ظرب أحد أبناء أقاربهم حين تغزل بأحداهن وهن صغار فقط قال أنها جميلة لاأكثر ولكن وقتهاا أحد أخوتها أوصل الخبر له ليظرب الفتى ويطرده من المنزل حتى لو غضب والديه لم يهتم ليصبح الجميع يخشى من غضب بن نايف ويحترم فتيات الملحق من أحترامه ....
توقفت عن مجاراة أفكارها وعادت للواقع :خزام أسمعي كلمه ماهي زينة عن أخوي ماعاد أبي أسمعهاااا حسك يزل لسانك لأمك ولا لأحد ثاني أنتي عارفة أبوي مايلعب بهالموضوع لتجني على نفسك وعلينااا ...
أنتهى الموضوع عند هذه النقطة ...تناولت الحلوى التي أبتاعها لها وكأنها علقم ...تباً ليت الأيام تعود فيها ليومين للخلف كما كانت هادئة البال وتعيش بسعادة وسكينة دون دخول الرجال لعالمهاااا ....
***
مريضة ونفاس وطفلها مريض ثلاثة مصائب على رأسها ولكن كل ماتفعله تتناول طعام غير مفيد وتشرب المشروب الغازي الخاص بخزام ....
من يراها سيعتقد أنها لاتعبأ بحياتها بشيء أبداً ...
ماذا هل تصرخ وتمزق شعرها أعتراضً على أقدار الله ..هل تئن وتبكي لتثبت حزنها وألمهاا..
أليس الله هو من أبتلاها كما رزقهاا ..
هي فقط مستسلمة لأقدار الله ...
لكن هذا لم يقنع أمها التي تعزي تصرفاتها لعدم المبالاة ولنقص كفائتها كزوجة وأم ..
لكن هي تعلم سبب غضبها فقط لأنها تصرفت بطبيعية وأخرجت مافي قلبها أمام خالها وزوجته ..
وحين أسمت أبنها فياض لتزعجههم لاتعلم كيف تفكر أمها هل تضغط على نفسها وتحرق قلبها وتكتم مشاعرها فقط من أجل مظهرها أمام الآخرين ....
إلا يكفي أنها لم تكشف لهم فضيحة حامد الذي يقيم علاقة مع خادمتهم هي لاتستطيع النظر لوجهه بعد ماأكتشفته معهااا ....
كان الوقت ليلاً حين لاحظت وجود سيارته أمام المنزل ولكن لم يصعد لجناحهم ولأن قلبها قد قرصها نزلت لتبحث عنه ويبدو أن عقلها الباطن قد جمع عدة أشارات سابقة وخرجت للذاكرتها بتلك اللحضة ...
نزلت بحثت عنه بالطابق الأسفل تأكدت من خلو جميع الأماكن المجالس الصالة كل الغرف التي يمكن أن يبقى فيها أو حتى ينام لو غضب منها..
لم يتبقى إلا جناح أخيه وغرفة الخادمة ...
بالتأكيد لن يكون بجناح أخيه المتزوج ...أذاً هناك ...
كان صوتها دقات قلبها يضج بأذانها وهي تقترب للتأكد من شكوكهااا ...
وقفت على بعد خطوات من غرفة الخادمة..
لتسمع أصواتهم بالداخل لم تفكر كثيراً وهي تعود للمطبخ وتحضر ساطور تقطيع اللحم ...
وانقضت على الباب تركله وتدقه وهي بنوبة غضب هسترية ...
لم تكن تحبه لن تكذب وكرهت كونه زوجها ..
لم تشعر ولو بلحظة سعادة معه..
ولكن أن يخونهااا وهي من ترى نفسها قد وصلت لدرجة الكمااال مقارنه فيه ..
هذا يثير جنونها هي لم تصطدم فيه وبتصرفه بل توقعتها من جرذ فاسق مثله فهي لم يفتها علاقاته التلفونية المتعددة .....
خرجت سلفتها على صوت الركل وصياحها وهي تطلب من الأثنين فتح الباب ...
وضعت زوجة أخية يدها على فمها بذهول بل كادت تقع من هول الواقعة لم تكن سهلة بعينها أبداً..
فقط لو يخرج والده بهذة اللحضة هي موقنة أنه سيقتله دون تردد ....
فهم لم يتساهلوا الرذيلة ولا الفاحشة بل هي عندهم جريمة وأن كانت وقعت من رجل أو فتاة ...
ركضت عائدة لجناحها ...
وبقت أسماء على ذاك الباب غير مبالية لو قتل أحدهم اليوم أو سقط مريضاً...
من جراء مايحدث فمن سيكون أكثر وجعاً وهي من أكتشفت فعلته وبطنها منتفخة بأبنه ..
عادت تصيح مطالبته بالخروج مواجهتها ...
قبل أن ترى حماها قادم ويطلب منها الأبتعاااد ونظرة القتل بعينية ...
طرق على الباب بحدة وهو يخبر من بالداخل أن يخرج فمواجهته خير له من أنكشاف الأمر لأبيه ....
عند سمعت مايقوله حاولت الركض للأعلى لتحضر خالها ...
وتجعله يشاهد مايحدث ولكنه شدها مع طرف ثياب الصلاة التي ترتديها...
وهو الذي لم يكن يقترب بمكااان معها من قبل ...ولسانه لم يخاطب لسانها ...
أسماء صاحت بجزع ..
تبتعد عنه والقهر يتعاظم بداخلهاا..
لو كانت هي من أخطأت وأجرمت...
هل سيتم الستر عليها بهذة الطريقة ..
هل سيراعون والدها أو والدتها بالتأكيد لااااا..
هذه هي الهيمنة الذكورية المقيتة :أتركني فكني والله محد يردني عن خالي إلا الموت خله يصحــي ويشوف ردات ولده خله يشوف من زوجني ..
والله ماتسكتوني والله لخليه يأخذ حقي ..
آه ياحر جوفي حراه أنا بنت عقاب يخوني مع خدامة أنا أخت الرجال يهيني كذا ... ياحيف ياولد خالي ياحيف عليك وعلى أخوك ياحيف على تربية خالي ...
عواد وهو ينادي زوجته وكلماتتها وشماتته بتربيتهم تزيد ناره لظى :ندى تعالي أمسكيهاااا أحجريها بالغرفة ....لاتطلع لأبوي بتذبحه ...
أسماء بصياح وهستريا :تحجروني أنا ..
ليه وش مسوية أنا من اللي مسوي الفضيحة ...
من اللي مسود الوجه ...
قسم بالله لخالي وأبووووي ليدرون ...
ويشوفون فضيحة أخوك قسم بالله ليسمع القاصي والداني بفضيحته ....
عواد بعصبية وجسده يرتجف من الغضب فهو لاينقصه نساء هستريات يكفي فضيحة أخيه التي لم تطري على البال عاود الصياح على زوجته الخائفة من حجم الفضيحة :ندى ...
ثم بهدوء حاول تفهميهمااا :يابنت الحلال أدخلي ماهو وقتس وأنتي ماتبغين الفضيحة لخالتس لأنها ماهي ماسته لحاله بتمسنا كلنااا كلامي ماهو معتس معي عمتـــــــي ...
وأردف بقهر :كلكم بحريقة أبوي وش ذنبة تكسرونه على آخر عمره ...وتنزلون راسه للأرض ..
وسحبتها ندى التي كانت تشاركها القهر وتلقت الظربات التي كانت تود أن تكيلها للأثنين بصمت .....
أسماء بقهر وهي تركل الأرض وأحشائها تحترق من الداخل :والله لأفضحكم والله لخلي القاصي والداني يعرف بسواد وجيهكم ...آآآآه ...
توقفت عن الطعام فقد شعرت بنفس مواقف القهر التي شعرت فيها ليلتهاااا ... داروا الفضيحة بسرعة فقد غطى حماها على أخيه وعاقبة بطريقته تم تسفير الخادمة وقضت هي المتبقي من حملها في منزل عائلتها تحت أطار الأرهاااق ...
ووالدتها تحاول غسل دماغها وأخبارها أن ماحدث زلة وسوف تسير حياتهم من بعدهااا ..
هي غير مجبرة أبداً على الحياة مع شخص لاتستسيغه نفسهااا ولايهواه قلبها والأنكى لقد خانهاااا ...
شعرت بالغثيان من الفكرة ياءالهي هل عاشر الخادمة وعاشرها بنفس الفترة..
مجرد وصول هذه الفكرة لرأسها تجعلهاااا تكره الرجال عن بكرة أبيهم وماأشبهم بالحيوانات ...
كلا ليس جميعهم فوالدها ليس هكذا أخوتها أيضاً ولكن زوجها الجرذ القذر وعدت قذريين مثله ولكن هي لم تعد تفكر بالزواج والحياة الزوجية والأسوأ أن تعود لذاك .....
قلبها مرهق جداً وقد مرت بالكثير بالفترة الماضية فوالدتهااا وضعت أن فكرة العودة لاجدال فيها ستشترط ماتريد ستتحكم كم ترى ولكن الأنفصال غير وراد .....
وإلا ستغضب منها للأبد ...
تجلس بصالة جناحهاا تحرك سبحتها بيدها ولسانها يلهج بذكر ولكن عقلهااا يسبح بعيداً بمواجهة العصر لقد كسرت اليوم بتصرفات أبنتها أمام أخيهاا ...
لم يرزقها الله إلا بفتاة واحدة كان قلقة أن لاتتزوج أو حين تتزوج تقع تحت رحمة رجل لايخاف الله فيها حملت همها كثيراً ولم تجد أفضل من أبن أخيهااا ...الأخ الأكبر المفضل لها من رباها بعد يتمهاا ومن له الكثير من الفضل عليهااا ..
وحين تحقق حلمها وجائها خاطباً لأبنه..
كانت سعادتهااا لايوزايها سعادة ..
كان شاب صغير يكبر أبنتها بثلاث أعوام وهي التي تخرجت من المرحلة الثانوية للتو ولكن سعادتها توقفت من يوم عرسهما ..
وأتضح لها بعض معدنه فهو كاد ينسحب باللحضة الأخيرة من العرس ..
لولا أن أخوتها سحبوه تحت تهديد السلاح ليكمل العرس ..... رغم أنها ثارت وببختهم وشوشت رأس زوجها على أبنائه ..
ولكن بالحقيقة هي شاكرة لهم فعلتهم وعرفت الخطأ الكبير الذي وقعت فيه ..
لم يكن حامد المناسب لأبنتهاا ..
ظنت لصغر عمره سيكون هين لين لأبنتها ..
ولكن حدث العكس ....خيانته مع الخادمة كانت القشة التي كسرت ظهر البعير ..
لقد بقت لفترة طويلة لاتصدق ماأخبرته فيه أبنتها حتى أنها شكت أنه من خيالاتهااا أو فهم خاطيء ..
حتى تأكدت من عواد أن هذه الحادثة قد وقعت وحاول مدارتهااا بطريقته..
حتى لايكبر الأمر الذي لن يستفيد منه أحد لينفصلا..
لو أراد الطرفين ذالك ولكن الفضيحة لايريدها..
أن تظهر على السطح وكأنه تريد ذالك فقط لو سمع عقاب أو أحد أبنائه بطرف هذه الحكاية لن يبقى حامد على قيد الحيــاة وسيتيتم أبنه ...
***
أنطلق بسيارته بسعادة لايعلم مصدرها وبال رائق على غير العادة ...
كان يدندن مع الموسيقى التي وضعهاا ..
لايعلم أين يذهب ..
لو ذهب الشالية عند رفاق السهر سيتنكد من أجوائهم التي لاتناسبة الليلة شيشة وبالوت وضجيج لانهاية له لايناسبه الجو هذه الليلة ...
بحث بهاتفه عن أي رقم وأتصل عليه أجل سيرى لو كانوا بسهرة...
سيذهب إليهم فأستراحة أخوته أكثرهدوء من ضجيج الشلة :الو هلا أبو حاكم وينكم سهرانين ....
آآه حلو تعشيتوا طيب وش أجيب ...
كيف لافكنااا منه ماأداني طبخة يالله بجيب لي عشاء أسأل الشباب أحد يبغى وأغلق منه ...
ليبتاع لنفسه عشاء ويذهب إليهم ....
كانوا يجلسون بحوش الأستراحة أمام المسبح الأجواء جميلة رغم أنه الصيف :السلام عليكم يالله تمسيهم بالخــــير ... كيف الشيبان !!!
لم يكن هناك إلا بتال وسلطان وفزاع ...
جلس وهو يفتح طعامه ...ليسأله سلطان بضجر :وأنت ماتتعب من هالوضع كل اكلك من برى ...
فياض وهو يفرش سفرته ويضع صحن الكبسة التي أبتاعها جاهزة :وأنا لقيت غيره وقلت لااا ...
فزاع المرتكي على جنبة :الله وأكبر قسم أن القدور بتطفح بالمطبخ كان تعشيت قبل تطلع ...
فياض بضجر وهو يتوقف عن مايفعله ويشرح لهم :وهو أنا لحقت أشرب فنجال قهوة قبل مايدقون علي الله يسد نفوسهم كان أبتلوني بعمري ...
سلطان الذي تحمس للأمر وأعتقد أن أمر جلل قد وقع :منهم ياولد وش فيك تجر السالفة جر هات العلم ...
فياض بتكشيرة:مستشفى أسماء الله لايبارك فيها ولافيهم أبلشوني بعمري ياقشري يوم حطيت رقمي كان ماعندي غيرهم تعال الورع مريض تعال المرة فيها حرارة ...
بتال بجزع :لاتدعي أنت وش بلاك تراها أختك ...
فياض ببرود :وش أسوي لساني وصخ تعرفوني ماعليك لاتدقق ..
فزاع بشخرة سخرية :بالله تشرفنا بمعرفتك أخ فياض ..
سلطان بجدية :وش فيه الورع أخلعتناااا ...
فياض الذي بدأ يتناول طعامه قال بسخرية :شربوة زعتر مادري كزبرة ...
بتال بأبتسامة أستحسان :عصفر ...
فياض يشير بيده :ايه هذي هي شربوه لايتروع علينااا ...
فزاع الذي أنزعج من موضوع مرض الطفل هو الأخر :ياأخي نشحدك حنا الصبي وش فيه ...
فياض :دامكم متروعين عليه وقلوبكم حنينة تسذا روحوا قابلوه ..ماهو مغير أنا وبنت رضا نراكض وراهم ...
فزاع بعيون مفتوحة للأخير :بنت مين ...
فياض دون أهتمام :بنت رضااا كل مارحت لقيتها قدامي ....
سلطان الذي يعلم أن أمين وعائله خطأ أحمر عند أبيه قال محذراً :اقطع فكنا من طاري الحريم وش تبي فيهن أختك وشلونهاااا ...
فياض بيأس من وضعها:عليها حرارة وتقول عادي ...وورعها بالعناية مع جرثومة وتقول عادي ...والله أنها هطف هي بكبرها ورعة مجوزينها ليه يالله تحملوا والله ماتدري الزين عن الشين ...
بتال بعدم راحة كان يدق على أسمــاء ليسألها عن حالهااا ولكن لم ترد ...
كان اليوم ينوي زيارتهااا ولكن زوجته أخبرته أنها ستذهب بالغد وأخذه سلطان مع للأبل ولم يستطيع رؤيتها والأطمئنان عليهااا ...
فزاع ليطمئنه:يابن الحلال أكيد الأطباء مطمنينها ولاماقالت هالهرج ... هم أدرى دامهم بالمستشفى ماعليهم شــــــر ...
فياض وهو مازال بطعامه :والله ماجاب لها البلى إلا المستشفى خلت كل المستشفيات وراحت لواحد يسد النفس من يوم تقبل عليه تكش نفسك منه ..
وجالسه لها يومين يا بلفيت
مسوية أستقبال وخرابيط الله ماأمر فيهااا ....
سلطان الذي تذكر للتو :إلا مبروووك يقولون سموه عليك ...
فزاع يظربه على ظهره بمزح خشن :أخص وصار ينسمى عليك بس يقولون جدته بغت تنتحر تقول سموه محماس ولاتسمونه فيـــــــاض ...
بتال بصدق :يستاهل أبوعقاب نعم من يتسمى عليه ...نذر علي لوجاني ولد بعد حاكم ماأسمية إلا فياض ....
فياض :ماعليك زود ياأبوو حاكم ...
سلطان بمجاراة :أنشهد والنعم ...
فزاع بخبث :ولد بنت وضحى أجل ...
ليشرق بتال بالشاهي الذي يشربة ...ويربت على ظهره سلطان وهو يردد :صحة صحة أنت وش فيك يالخبل بغيت تذبح الرجال ...
فياض الذي كان قد كف يده من الطعام وذهب لغسل يديه :وش فيكم عسى خير ...
فزاع بشماته :متأكد أن العلم ماوصله ...بس صدقوني بيفرح ...
فياض بأبتسامة شك :وش عسى خير عسى بتطلقون حريمكم وبنرتاااح ...
فزاع بضحكة صاخبة :لا بتال بيأخذ الثانية ...
فياض الذي كان سيفرح بالخبر الأول ولكن هذا ليس بالسيء :كفو أبو حاكم والله أني قايل هو اللي بيبرد خاطري أجل خذها من اللحين المهر من عندي ...
سلطان :أخص بتدفع مهر أدفعلي ... مهر بتال مدفوع من الوالد أجل مادريت بالعطية والفزعة ...
فياض بشك :يارجال عطني العلم ماسمعت بشــــــي ...
سلطان يشرح :البنت معطية لأبوي بس بتال فزع لأمه ..
فياض الذي لم يستطع كبح قهرة ..
فهو يقدر بتال ولكن أحياناً لسانه يفلت ويظهر مقته لفهدة :لااا لاتقولها وتحرمون أبوي ليه ...
أسحب كلمتـــي مافيه مهــر ياحلاله ليت أبوي طاقهااا ثلاثه ...
بتال لم يجيبه إلا بضحكة موجوعة فهو لم يرد ثانية ولاثالثه ..
ولكن القدر ساقها له ولم يستطع ردها من أجل عيني من حملته جوار قلبها وتغذى من دمها ولبنهااا ...
بدأت الأنسحابات فالسهر قد طال والصبح قد أوشك على البزوغ وغداً يوم عمل ...
بقي هو لوحدة أخيراً ينام على ظهره وتحت رأسه مركى توسده ..
ويحدق بالقمر الذي أكتمل بدراً الليله وأسره منظره .... وردد قصيدة يحفظها ولايعلم لما جاءت على لسانه بهذة اللحضة :



الله أكبر كيف يجرحن العيون
كيف ما يبرى صويب العين أبد
أحسب إن الرمش لي سلهم حنون
إثر رمش العين ما يأوي لأحد
يوم روّح لي نظر عينه بهون
فزّ له قلبي وصفق وارتعد
لفني مثل السحايب والمزون
في عيوني برق وبقلبي رعد
نقّض جروحي وجدّد بي طعون
قلت يكفي قالت عيونه بعد
وانعطف هاك الشعر فوق المتون
وانثنى عوده وقفّى وابتعد
أشغلتني نظرة العين الفتون
حيرتني بالتوعد والوعد
هي تمون العين وإلا ما تمون
لي خذت قلبي وقفّت يا سعد
×× صحراء نجد قبل مايزيد عن ثلث قــرن ××




بعد زواجها وغيابها ثلاث سنوات عادت لبيت اخيهاا ..
زوجة محسن وإلى جوارهاا أبنها الصغير يعبث بالتراب ...وهي تهز الصمــــيل لتخرج الزبد من اللبن ...
نظرت غير مصدقة للسيارة القادمة من بعيد ... قبل أن تتوقف قربهم ..وتنزل أمراءة تتهادى بحذاء غير مستوي أثار تعجبهاا ..
فهدة التي جاءت لزيارة عائلتها لاتستطيع المشي بالحذاء ذو الكعب في الصحراء والأرض الغير المتساوية ...رفعت عبائتها كاشفة عن ثياب فخمة :يوووه أنتم وغباركم حستوني وأنا ماسلمت على أحد ...
زوجة محسن بضحكة :فهدة الله يغربل عدوينتس ماعرفتس ...يوووه أجل غبرناتس يالعوبااا ...
فهدة بضحكة ترفع برقعها لتسلم عليها :هلا والله وشلونتس ..أشتقت لتس ياصالحة .. مع كل الدنيا اللي شفتها
أشتقت لكم شفتي أني ماني قليلة أصل ..
توجهت لأبن أخيها الصغير :ياويلي عنك وراك وصخ أمك متروش تعال وأنا عمتك اللحين أروشك ولبسك من الجديد
اللي جبته لك من فرينسااا ...
صالحة بصدمة :هو أنتي لحقتي تروحين لفرنسة يافهدة ..
فهدة بضحكة على نطق صالحة :لاا والله التسذب خيبة بس عقاب راح لها وخليته يجيب لعواد بدله فرنسيه ...
صالحة تتلفت حولها :إلا على طاري عقاب وين نروح ...
فهدة وهي تداعب عواد الصغير :راح يودي شعاع وعيالهااا لديرتهم وبيجي يمسي عندنااا ...
صالحة وهي ترى فهدة تنزع حذائها وتجلس على الزل :إلا هاللي لبسته وش هو يافهدةة ...
فهدة بتكبر :هذا شين ماتعرفين ولايناسبتس ...هذا كعب لالبستيته ومشيتي على البلاط يطقطق .. بس من وين
لتس بلاط تمشين عليه ...أجلسي بس عطيني علومكم ...
صالحة التي أنزعجت من تكبر فهدة الذي زاد أضعاف :وش فيتس يافهدة وأنا اللي أقول بتجين وعلى كتفتس عيل والثاني تقودينهم قدامتس ...
فهدة بتكشيرة :وأنا وش جابني إلا هالشي شوفيلي أم مضحي يتعالجني ماأدري ليه أبطيت ماجاني الحمل ...وشعاع وأنا
معه حملت مرتين وطشت ...!! ..شكل العوق من عقاب فيه بلى ..
صالحة تضع يدها على راسها :قطعي يامرة أنتي على عوابتس الأولية ماعقلتي ....
فهدة :وإلا بعقل يووه ياصالحة يهالعقاب بيمشيني على كيفه بس أنا وريتس فيه ..
صالحة بحماس :ايه هاتي عطيني علومتس وخرابيطتس ...وقبلها أفتحي هالأكياس اللي مشيلتها عطيني من اللي فيهاااا
ضحكت فهدة وأخرجت كل ماحملت لها ولأبنهاا وأخيهااا وهي تسألها :وش أخبار عربانكم ...كان اللي شدوا هالسنة واجد ...
صالحة بعدم أستحسان :أخوتس ماأدري وش بلاه على ربعه كاش منهم عيى يطيعهم ويشد معهم
خلانا بهالخليان لحالنا ...
فهدة :شقحاء وهذال مالهم طاري ماجاءكم من هم خبر ...
صالحة بضحكة :والله خبري فيهم يوم ركبت وراه على الذلول وهجوا هكا الليلة وأبو شقحاء يركض وراهم
يقول نزل بنتي خلاص طلقها وفكنا من شرك ...
فهدة بأستحسان :أيه أحسن ماسووه .. الشايب بيتخدم فيها طول عمره يجيب له صبي ويسرحه بحلاله بدال هالمسيكينة ...
صمتت قليلاً قبل أن تسأل :وضحى ماأعرست ..
صالحة :والله شدت مع اللي شدوا وهي للحين مع أخواها ومرته ومتخدمين فيهااا ..
ومابقى أحد من الجماعة ماخطبها وهي معيه ...
فهدة بأرتياح :الله يبشرتس بالخير أهم شيء أنهم هالسنه ماهم هنيا ..وغيره الله يستر عليهم ...
صالحة بضحكة :يااوه أنتي للحين خايفة منها تجي على راستس ...هذي هي اللي تأخذ على
مرة تعيش طول عمرها تحتري الثالثة ...
فهدة :والله ماهو أنا اللي جيتهم هم اللي جوني ...
صالحة بشهقة أستنكار :ياعوبتس يافهدة وتنكرين بعد ..ترى كنت معتس يوم تروحين لعمة عقاب
وتلمحين لها أن لو ماأختارتس لعقاب بتجين على بنتهااا طبينة ... وأن الرياجيل بس ينتظرون منتس أشارة ...
فهدة وهي تلفتت حولها خوفاً من مجيء مفاجيء لمحسن :اصص اقطعي يالمهبولة بتفضحين ســـري
هذا وأنا عادتس أختي وكل علومي تعرفينهااا ..
صالحة ببرود :وأنا قلتها عند أحد أقولها بيني وبينتس قلت أذكرتس لو كنتي ناسية ...
فهدة تغير الموضوع وهي تخرج عبوة وترش منها على صالحة :شمي كيف ريحته
هذا طيب فرآنسي ... أن جازلتس خذيه مايغلا عليتس ياأم عــواد ...
***


# يوم عقد قران بتال وجـــوزاء #




كانت الرابعة عصراً حين رن هاتفها معلن وصول أبن أخيها عبدالله ...أحمد ليقلها حيث سيعقد قرانها في منزل أخيها الأكبر بالخرج ...نزلت بعد أن أرتدت عبائتها لتلقي في والدتها التي تجلس بالصالة وتتحدث بالهاتف ...توقفت عن الحديث وسألتها :بتروحين ...؟!
جوزاء التي تعتصر حقيبتها بيدها :أيوة هذا أحمد عند الباب ..
وضحى بملامح وجمة لاتتفسر :طيب الله يوفقتس ...وقولي لأخوتس لايتشرطون ...
خرجت دون أن تعلق ...ماذا ستقول هي لم تتخذ القرار بحياتها القادمة هل ستهتم بالشروط الذي ستوضع ... حتى لحضتها لم تفهم كيف قبلوا فيها بكل هذه البساطة ...قلبها لم يرتاح لهذة النقطـــة ...
سلمت على أحمد وصعدت السيارة .. حدثها قليلاً وحين لم يجد تجاوب أدار الأذاعة على برنامج كروي وضل يستمع ...
حين كانت تشرح وضعها ووضع أختها لأي أحد من خارج نطاق القبيلة لم يستوعبوا أين الخطأ بالموضوع ...
ولكن الخطأ كل الخطأ بما فعله جدهم ... فقط تتخيل لو أنه لم يضع لقب قبيلة شيخه لم يحدث أي من هذا ...لقد ضموا لقبيلة وفخذ لم يقبل بهم ...ونظر إليهم دائماً بدونية فهم أبناء صنهات الراعي ولن يكونوا أكثر من هذا ...أبيها لم يكن يهتم بهذا الوضع وفعل الأسوأ .. فرغم زواجه بأمرأة من نفس ثوبة طمع حين سمع بخبر عنوسة أمهااا ..وأمها التي عنست وتركها أبناء عمومتهاااا أرادت معاقبتهم بالزواج من أبن الراعــــــي ...وهذا مالم يغفر لهم مجتمعهم الظالم ...
هيفاء تزوجت من أبن خالتهااا ورغم ذالك لم تعفى من العنصرية فمع أول خلاف مع زوجها أو بنات خالتهاااا لابد أن يذكر أسم جدها وأصله ومن هم .. فكيف لهاا هي من ستدخل بيت من يعتبر من مشايخ قبيلته وأكثرهم عزة وأنفة ...ومن المعروف أن زوجاته وزوجات أبنائه جميعاً لايقلون عنهم أصلاً وفصلاً ولو لم تنخية أبنة عمة وتعطيه أبنتها لم يكن ليفكر فيها لاكزوجة ولاكنة .....
عادة من خيالاتها على نداء أحمد لها :الجوز وين الناس يالله أنزلي ياعروسه وصلنااا ...
وقبل أن تنزل أمسك بيدها :أقولك ماودك تهونين من هالزواج والله مرة ماهو خاش ميزاجي ..
نظرت في يد أحمد التي تمسك بيدهااا ورفعت عينيها له :أممم لو تحسب لي رأيي ولاشور بهذي الزواجة بتكون غلطان الراي من أمي لخالد ولا أنااا صمً بكمً عمً ....
أحمد بتأفف ونزق :ياختي ماأدانيهم ولاأشتهيهم بعيشة الله وأكره لقبهم اللي ورى أسمي نفسي أمسكه هويتي وأقطعها وأرميها بالزبالة ولا ننذل كل هالمذلة ...تدرين كم مرة قالوا لي شباب ولد عمك فلان ولاعلان من الصوارم وش أرد وقتهااا وتدرين وش يقولون هم لو ينسألون نفس السؤال ولا أقولك خليني ساكت ...
جوزا التي بقيت تحدق بأحمد وعينية التي تحكي معاناة لانهاية لهااا :تقدر تشيل أسمهم من هويتك جددها وشيل الصوارم وريح نفسك خلها لهم ولا أسم القبيلة بحر مال أحد حق يشتكي عليه وخل أسم جدهم لهم ....
شخر أحمد بسخرية :ياليت الموضوع بهالسهولة ....
***
في منتصف الصالة تجلس وقد عصبت رأسها وتتأوه من الصداع وعندها رضا التي أحضرت لها زيت خاص لتعمل مساج لرأسها المصاب بالصداع ...
فهدة تضع يدها على رأسها بألم :آآآه يارضااا سويت اللي سويته بس قلــــبي عيى لايهدأ راسي بينفجر من القهـــر آآخ ..
دخل حاكم أبن بتال راكضاً لتوقفه بصوتها المرتفع :تعاااال وش فيك ...
حاكم الذي يستطيع الوقوف من شدة أنفعاله :بلبس ثوب عمي فياض يقول ألبس ثوبك وتعال بنزوج أبوك .....
فهدة تصيح بقهـــر :شفتي سواياه فــــي ويلوموني يوم ماأشتهيه هذا يبغى يجلطني ...حاكم روح وأنا جدتك ألعب مع نايف ولاااتجي هنااا ماهو وقتك ....
حاكم الذي خاف من نظرة جدته الحادة رجع للخارج برأس منحنــــــي ...
رضا وهي تخلط الزيوت :طيب ياعمتي العم عقاب وينه ...
فهدة وهي تشير بذراعها على الجزء الآخر من المنزل :راح يتجهز في بيت شعــاع مايبون عبير يحز بخاطرها تجهزهم ... والله أني للحين ماأدري عندها خبر أو لااا أخذت لها هدية وقلت لبتال يقدمها لها مع هدية منه ويلم الموضوع بس ماأدري عنهم هي طلعت الصباح بدري مثل عادتهااا وهو من أمس ماشفته ...
رضا وهي تقف بعد أن حمت الزيت بدرجة مناسبه على الموقد المتنقل التي أحضرته معها ...يالله ياعمه جاهزة ...
فكت فهدة عصبت رأسهااا وبدأت رضا بعمل المساج لهااا
فهدة بتأفف :وش هالريحة الله يهديتس يارضا ماتعرفيني ماأحب الروايح الشينة ....
رضا بهدوء :ياعمتي هذا اللي ينفع الفايدة بهالريحة انت يخليني أشوف شغلي وبترتاحين أن شاءالله ....
فهدة بشك :لاتكون زيتوتس غامقة وتخرب صبغتي ..
رضا وهي تدلك فروة رأسها بتمرس:طمني قلبك كل حاجة زي ماتحــبي أنت ريحي أعصابك عشان ينفع المساج ولا ماراح يجيب نتيجة وأعصابك مشدودة ...
أستسلمت فهدة لأصابع رضا ولكن عقلهوا لم يستسلم من أفكاره فهو أن لم يفكر ببتال وعبير سيذهب ليفكر بأسماء القابعة بالأعلى ولاتسمع أي من رأيها فهي لاتتناول الطعام الصحي والشعبي المناسب لوضعها ولا تتواصل مع زوجهاا ومصرة على الأنفـــصال ولاشيء سيردها عن رأيهااا ..وتعيش كائبة النفاس وأحيان لاتريد حتى أرضاع صغيرهااا ..

***
بالجزء الأخر من القصر كان هناك الكثير من الضجيج والهرج الذي مصدره فياض الذي من سيراه سيعتقد أنه العريس ... فهو يريد أثارة أعصاب نساء المنزل المعتصمات الصمت فالجميع في صف عبير ويفندون زواج بتال من أخرى أبتداء من والدته وحتى أصغر فرد فيه أبنة فزاع التي أخرجت له لسانها حين طلب منها الرقص معه ...
فياض بقهقة سخرية للفتيات المعتصمات بالصمت ومكتفات أذرعهن :والله لو تحلقن روسكن ماهوننا ... يالله قومن أرقصن بشغل شيلة ياويل اللي ماتقوم تلعب عليها ...
ولكن صيحة أستهجان من والده أوقفته عن فعله ...ليفز واقفاً :سم جايك جايك ...
عقاب بأنزعاج مماوصله من حديثه :يالله بس مشينا خل هروج الحريم عنك ...
فياض الذي وصل إليه ينحني ليقبل أنفه :أفااا ياأبو سلطان أنا هروجي هروج حريم ...بس أنا بستفزهن وش عندهن زعلانات معترضات على الشرع ... ورفع صوته ليسمع والدته التي قد لفت لثمتها بأعتراض العجائز وهي التي لم يبدوا عليها هذا الأعتراض قبل عدة أيام وكأنه تم تغير رأيها بفعل فاعل :الشرع وش يقول مثنى وثلاث ورباااع ...
عقاب بأبتسامة خفيفة :اللحين أنت وش تبيي فيهن خل كل واحد يعيش مشاعره الكبت ماهو زين ..والرباع بنخليها لك ...
سلطان الذي نزل من أعلى وحتى لم يلبس شماغة بعد :أي والله يابعض الأشكال ودك من يطق عليها ثانية وثالثه ماعينتوا لي عطية ...
فياض بقهقة :أستحليتوها هااه أسترجل وأمش أخطب لك ..ورفع صوته ليصل لطابق العلوي : طب وتخير بالبنات ياأبو نايف ...
عقاب ييرفع عصائة من خلفه ليحثه على الخروج :يالله بس سرينااا تأخرنا على العرب ...الخرج بعيد يبي له مشوار ...
كان أخر الخارجين فياض الذي سأل بسخرية :المعرس وين لايكون هج ولا المرة قفلت عليه بالحمام ...
وماأن خرج حتى لاحظ تواجد بتال بسيارته وقد قربها من باب المنزل ليصعد إليهاا عقاب متجاهل الأثنين خلفه ..
فياض بميزاجة الرائق على عكس الجميع :يالله أنسحب علينااا وين سيارتك ...يامدير محمد زفت أي نفر هات سيارة بابا سلطان جلدي ..
سلطان بأستنكار :وأنت وين سيارتك ...
فياض بعدم أهتمام فهو أي أمر يقع تحت يده يدمره :منبشرة وناقص زيتها وحالته بزفت وعطيتها واحد منهم يقلعها الورشة يصلحونها ولابدق ثانية ..
سلطان التي أجواء الزواج أثرت عليه:أشوى أنها سيارة ماهي مرة على طول بتدق ثانية ...
فياض يدفعه حين أقتربت منهم السيارة :يالله بسرعة نلحق الربع والله أبو حاكم طار شكله مستعجل وهو مسوي نفسه مغصوب ...
****
من جهته بتال كان يسير بالسيارة بسرعة ينسى للحضة وجود والده جوارة فيضغط بقدمة بجنون على البنزين وكأنه سيهدأ مابداخله وماحدث ليلة أمس من جدال عنيف ... لقد حاول بكل مايستطيع أن يفتح الموضوع معها بهدوؤ وقدم لها الهدايا كم أخبرته والدته ولكنها رمته كل شيء بوجهه وهي تخبره أنها علمت أن فهدة أي أمه ستهدم حياااتها من أجل أنانيتهااا وكم هي ماكرة وحقود ..
(ليلة أمس )
بتال الذي صف الهدايا والورد والطعام كمفاجئة لها بعد أن أخبرها أن تجلس بغرفتها لأن سلطان سيأتي ليتحدث معه بصالة جناحهم ..كان يجهز كل شي وقلبه يؤلمة هو لم يصنع لها أي حفلة أو تجهيز مسابق فقط عزمها بمناسبات الأعياد وبعد ولادات أطفال وإلا هي من تجهز الحفلات وتطلب منه الخروج للمطاعم والكافهيات صحيح أنه لايرفض ولكن لم يبادر من قبل وحين صنع لها حفلة يكون لهذة المناسبة ...قلبه غير مرتاح ولكنه أطاع رأي أمه ... فهي أمراءة وتفهم بهذة الأمور أكثر منه ..كان طقم ذهب فخم وثقيل من والدته وأحضر هو طقم ألماسي وخمسين ألف كاش جهزها كباقة ورد ...
مع طعام وكيكة طلبها من أحد المطاعم ...
ناداها لتخرج ...ذهلت ولم تصدق عينيها للحضات قبل أن تقفز سعيدة وتسرع إليه لتعانقة وهي تغدقه بكلمات الشكر والأمتنان وهو فقط أبتسامة صفراء تعانق شفتيه ...
بعد أن تناولا الطعام وهي لم تتوقف عن تصوير الهدايا والحفلة ..
طلب منها أن تهدأ لأنها يريد أن يفاتحها بموضوع ..
عبير بدلال وهي متشبثه بذراعه :آمر حبيبي تدلل اليوم لو تطلب عيوني ماتغلى عليك ...ياروحي والله ظلمتك وفكرتك أنك بديت تمل مني ومات الحب اللي بينااا ..
بتال وهو يبلع ريقه أن لم يمت بعد سيموت بعد قليل ...تباً لوضحى وأبنتهاااا وكل شيء يضعه بموقف النذل هذه اللحضة :حبيبتي تعرفين أحبك مو كلام بس أقوله والله أحبك وأحب عيالي وحياتي وكـــل شيء فيها ...وماأبي شي غيركم ولاودي أحد يخرب بينااا صدقيني أنا سعيد معك وكفاية علي كذا ..
عبير التي توجست من حديثه جزء منه يريحها والجزء الآخر يوترها سألته بتوجس :أبو حاكم وش فيك يانظر عيني .. تشكي من شي ...
بتال يغلق عينية :حبيبتي يمكن سمعتي بالعطية اللي أنعطت لأبوي ..
عبير بوجه شاحب مالذي جاء بهذا الموضوع الآن وبينهما :أيوة سمعت ...
بتال :حبيبتي أنا أمي نختني وطلبتني أخذها عن أبوي وأبوي بعد شار علي أخذهااا ووو...
وقاطعته بصيحة أستنكار :كيف مين يأخذها ووش دخلك أنتي بتال أرجوك لتنجن مثلهم مايبيها عمي مو لااااازم وش هاللصقة إلا أحد منكم يأخذها ...
بتال وهو يحاول تهدأتها :والله ماراح أخذها إلا فزعة ولاأنا أخذ عليك ياشيخة الحريم والله أنك تسوينهن كلهن بس الظروف حدتناااا والله أنها فزعة لاأكثر وجودها وعدمة وحدة ونذر علي ماأخلف منهااا ومالي عيال غير منك ...
عبير التي دار رأسها من الصدمة لقد جهز كل شيء الأمور قد حسمت هو فقط يخبرها لاأكثر ولكنه قد جزم على أخذها ومايفعله مجرد نقل الخبر إليها سألته بهستريا وهي لاتصدق أنه قد أحضر لها هدايا كرضاوة ليتزوج من أخرى :يعني حاسم أمرك وخالص وكل هذا تسكيته لي مسويلي حفلة وجايب لي كم قرش وقطعتين مجوهرات تحسب بتزوغ عيني وأوافق ليش من كنت مفكرني ...وصاحت بقهر :أنا تأخذ علي مرة أنا يابتال وش هي اللي بتأخذها أحسن مني فيه ... ردي علي أجمل مني لاوالله تخسى ولاتوصل لأظافر رجولي ...أكثر أصل ولافصل مني لاوالله جدها صلبي مايسوى التالية من الغنم ... رد علي بوش أحسن مني على وش تأخذها وش عندها ماهو عندي ...وأنا اللي فرحت وطرت بالسماء قلت حبيبي حس بتقصيره علي بمشاعره وجاي يراضيني طلع الشيخ بيحط على راسي مرة وبيدهن سيري يحسبني بسكت وأرضى بس غلان ماهو أنا وأنا بنت أبوي اللي ينوخذ علي صلبية لا أصل ولافصل والله لو أنها بنت شيخ مارضيت تنوخذ علي ثانية ...
بتال يقف بوجهها ويحذرها :عبير أنتبهي لألفاظك ولاتنسين من اللي قدامك أزعلي طلعي اللي بقلبك وأعترضي مثل ماتحبين بس بدون غلط ...
عبير بقهر وهي ترمي كل الهدايا التي حضرها من أجلها :وهي باقي فيها خطأ يعني عشان الشيخة فهدة ماينوخذ عليها مرة أنا ينداس علي وأنهاااان العطية لعقاب أنت وش دخلك ..ولافهدة ماراح ترتاح لين تخرب بيتي بتموت حقد لو شافت أحد أكثر سعادة منها حتى لو كان ولدها وزوجته ...
بتال بنظرة حادة :عبير أحفظي لسانك ترى عيالتس جوى ويسمعون كل شيء لاتنسين نفستس وتفقديني أعصابي ...
عبير بقهر فعقلها لايتحمل حجم الكارثه الزواج من أخرى كان خارج حساباتها ولأكثر أثارة للحنق أنه ليس رغبته ولكن فقط حتى لاتأتي زوجة لأبية على أمة التي أوشكت على الستين فتلك لاترضى بالضرة وهي المطلوب منها أن تخنع وترضى وهي بعز شبابها ومازالت تنتظر منه الكثير :أفقد أعصابك وأعلى مابخيل أبوك أركبه ماني بنت محمد لو بقيت على ذمتك بعد هالأهانة ولو رجال لاتطلقني وأنت عارف من بيواجهك ... اللي يخلونك تطلق وأنت ماتشوف الدرب ...
بتال بصيحة أستهجان :الكلام هذا لي ياأم حاكم طيب ماراح أخذ على كلااام غضب بس تذكري أنك حتى بعز غلطتس علي حشمتس وماطلقت ونزلت عقلي لهروج الحريم ...وألتقط مفاتيحه وخرج من جناحه ولم يعود حتى هذه اللحضة ولم ينسى غلطها الذي طال أبيه وأمه ...
***
ياسمين بعد خروج الرجال :ياربي ياخالي فياض يقهر يقهر غبني والله بغيت أرد عليه بس عشان ماما ماتزعل ..
فاطمة بأستنكار :لاحبيبتي غلطانه ماكنت بزعل بصفق لك لو رديتي عليه ...بس بعدين بقص لسانك ...
ياسمين تضع يدها على فمهااا :شفتي قلبي كان حاس عشان كذا مارديت ...
حسناء بتكشيرة :ماهو بس خالك فياض اللي يقهر كل خوالك ...
مريم وهي تسكب لنفسها فنجان آخر :والله أنتي بعد ياأم نايف تطلبين المستحيل صاحية تبغينه يحط لك قدر ومايروح مع أبوة عشان أختك ..يعني هم لو بيحشمون أحد مازوجوه على مرته من الأساس ...
ليلى وهي تهز قدمها بتوتر :وش عندك مريم متحمسة شكلك نسيتي أن اللي تكلمين عنهم أبوي وأخواني ...والصراحة أخواني رياجيل ويستاهلون ثنتين وثلاث وأربع دامه باالحلال ..
يارا تنغزها بكوعها :وش عندك تحمستي ...
ليلى تهمس لها :اسكتي اللحين قهرتني ذي بتحش أخوي وسطناااا خير خصوصاً مريموه والله لو يبي فزاع ثانية لأخطب له ..
يارا بشخرة سخرية :أي ثانية هذا هو ظرب مشوار وهمي للقصيم عشان يرضيها ومايروح معهم ...
فاطمة لتهدأ الأوضاع المتوترة :بنات أنزلوا سوو لنا حاجة خفيفة حلوة مثلكم تعرفون ماتغدينا زين والبركة بفياض ...
ترافقت يارا وياسمين وليلى للمطبخ للاعداد وجبات خفيفة ..
وهن مندمجات بعملهن دخل حاكم ونايف الذي خرجا للعب بسكوتراتهم الكهربائية بالساحة الخارجية تحت تنبيه لهم بعد الأقتراب من كراج السيارات ...
حاكم بحماس وقلق :ياعماتي ألحقوا ياجدة شعاع.. حامد زوج عمتي أسماء يتهاوش مع جدتي فهدة ...
شعاع تتعكز على عصائها بجزع :أنا أخت فزاع ... السربوت ..الخسيس كيف يتهاوش مع عمته تعال وأنا جدتك عنز لي (ساعدني لأتكأ عليك ) بفزع لجدتك ...
ليلى ويارا يمسكنها من الجهتين :يمه أنا طالبتك مالك شغل فيهم هي وولد أخوها يتفاهمون لاتدخلين نفسك وسطهم بكرة تقلب الموضوع عليك ...
ياسمين بدورها كان قد أغلقت الباب حتى لايخرج أحد :يالله هش أنتم فوق فرحانين بالهوشات حشى قناة الجزيرة ياحبكم لتفتين ...جدة ماتعرفين جدتي فهدة كيف تقلب المواضيع على حسب ميزاجهااا ...
حاكم بحماس:يووووه وردة وخري بنحظر التصفق ...
نايف بقهر من المنظر الذي شاهدة :قسم لأصفق وجهه كيف يدخل البيت بالغصب وجده فهدة تقول لاااا وهو يدفهااا ..قسم لأفقع وجهه ..
شعاع بعدم راحة :لا أنا قلبي ماهو مرتاح والبنية نفاس وتعيبينة لايقوم يضربها ولايعورهااا سمعت أنه ماهو صاحي وتسد ظربها وهي حامل ...
ليلى وهي تعيد والدتها لتجلسها :يايمة تسذب تلقينه دفها وهي دلوعة تقول ضربني ... ولا خالها بيخليها تنضرب في بيته ...
كانت على جلستها مع رضا التي أنهت المساج وربطت نايلون على شعرها قبل أن تعد لها قهوة تركية وتجلسان تحتساينها مع بعض القصص التي ترويهاا رضا من هنا وهناك ...
سمعت رنين على جرس الباب قبل أن يدخل حامد أبن أخيهااا حتى أن رضا فزعت ولحسن الحظ عبائتها كانت قربها فوضعتها بعجل على رأسهااا ..وغادرت مسرعة للمطبخ لتخرج منه لمنزلهااا ...
فهدة بزعل :وش هالدخله ياولد أخوي ماتعرف تستأذن قبل ماتدرعم علينا هاللون ...
حامد وهو يصد للجهة الأخرى :وش دراني ياعمة ماأخبر عندك أحد ماهو محرمن لي ....
فهدة بأنزعاج فهي قد كرهته بعد خيانته لأبنتها ولاتستطيع حتى النظر لووجهه منذ سمعت بفعلته :وبنات زوجي خوات بنتي وبناتهن مايجن عندي ماهو بيت أبوهن ولا مايهمك ولاعندك أحترام لمحارم البيت ...والله ياولد أخوي أنه يبغى لك تربية من أول وجديد..والله لو عقاب فيه وشايف دخلتك هذي علينااا ماخلى بنته تطب بيتك بعدهااا ...
حامد بعصبية :وبنتك خلت فيني عقل يرضيك ياعمة تمنعني عن شوفة ولدي وتقول أنها تبي الطلاق ...
فهدة بعصبية :اقطع حسك مايعلى علي ولارقبتك أدوس عليها وش أنت شايفن حالك عليه وليه كل رفعت هالصوت من زين علومك اللي مزعلة بنتي ومهججتها منك يالنجس ...
حامد بقهر حتى لو كان أنجس الخلق لايرضا بأن يعيره أحد :أصلاً بنتك ماجابت عوابتها إلا منك أنتي اللي تشجعينها ماكأنك انتي اللي بليتيني فيهااا ...
ودفعها عن طريقة وهو يصعد راكض السلالم للأعلى ...دخل مباشرة لغرفتها التي يعرفها جيداً كانت خالية منها ..ووجد أبنه بمهدة حمله ونزل مسرعاً غير عابيء بالطفل وسلامته ...
فهدة التي رأت منظره وفزعت من فعلته كانت تخاف أن تعترض طريقة ويفعل شيء بالطفل :ياحامد بشويش ماراح أمنعك عنه بس تكفى أمسكه زين تراه ضعيف وطقه لو خفيفة على راسه ياتذبحه ولاتخليه مريض مامعه عقل ...
خرج مندفع غير عابيء بكلامهاااا وضع الطفل بالمرتبة الخلفيه وأنطلق بسيارته ... هل تعتقد أنه قادرة على حرمانة من أبنه لترى ماذا سيفعل بهااا ... الأنثى الشرسة التي تزوجها سيروضها بطريقته من تعتقد حتى ترى نفسها أفضل منه هو رجل لايعيبة شـــيء ...حتى لو خااان أو بحث عن أخرى فهي السبب .. جفائها وتمنعهااا وغرورها سبب خراب بيتهااا ... أما هو سيتزوج من أخرى وسيصاحب ثالثة ولن ينقصه شيء ...ولكن هي من أنجبت طفل ولم تعد كما كانت بنت لاشبية لها بين مثيلاتهااا ...سيذلها فيه وسيمرغ أنفها بتراب وستأتيه ترتجيه أن يأخذها له ولن يحقق مرادها بسهولة ...
من جهتها فهدة المفزوعة دارت حولها وهي تصطدم بالأثاث من حولها من شدة فزعها ,,المجنون أختطف الرضيع المريض فهو لم يخرج من المستشفى إلا أمس ...حصلت أخيراً على هاتفهااا وأحتاجت عدة دقائق من البحث دون تركيز حتى وجدت أخيراً ضالتها أتصلت على رقمه وبادرته حين رد :بهلااا أم بتال حياتس ...
فهدة الغاضبة :لاهلا ولامرحبا فيكم ياعيال أخوي ألحق أخوك لقط الورع وهج فيه والله ياعواد لو مارديت لي ولد أبنتي لعلومكم كلها الليلة عند محسن وأذا هو عاجزاً عنكم عقاب وعياله يربونكم ...
ولم تنتظر حتى تسمع رده على تهديدها كان ترتجف من شدة غضبهااا ..وحين ألتفت بنية الصعود لأبنتهااا وجدتها خلفهااا بروب النفاس وشعرها متشعث حولهاااا ... أسماء بغضب :ومن جديد فزعتيه يرقع ورى أخوه ...يعني متى برتاح من عيال أخوك .... والله لو مارجع ولدي خلال ساعة ..لأوريك من أفزع ...
لتسحبها فهدة بعصبية فقد تعدت هذه الفتاة حدودها :من بتفزعين يابنت بطني ...
أسماء بحاجب مرفوع :بفزع سميه ولااا ليش مسميته عليه ...
فهد تفلتها مع دفعة خفيفة :والله لو ماأنتي نفاس كان عرفت أرد عليتس تهددين بأخوتس الهبيلة ...
أسماء بغبن :أنا مأهددتس ياأمي أهدد اللي خطف ولدي وش يعني بالغصب هي أرجع له وأقبل أشوفه ماني مشتهيته مابي أشوف رقعت وجهه وش له عندي لاتخليني أبيعها للأخير وأرمي حتى ولده بوجهه ...
فهد تصفق كف بكف :بترمين ولدتس اللي تعبتي فيه تسع شهور وطلقتي فيه كل طلقة مثل الموت ...
أسماء بجنون :أيه أرميه ولو هم عشرة رميتهم عشان كرامتي ....
فهدة بحنق تشير للأعلى :أطلعي غرفتس ونامي لين يجي ولدتس ماني ناقصة زيادة لغي ...
صعدت السلم ومع كل خطوة القهر يتصاعد بداخلهااا ...ضربها وصمتت من أجل أمها ...خانت صمتت لأجل خالهاااا وسمعته...لم تنصف أبداً معه كان هو من يخطأ وهي تتجرع الألم من أجل الآخرين ...ولاأحد يقدر صمتهااا وهو مستمر بردائته بتعنته وفسوقة ...
حين وصلت غرفتهااا كان قد حسمت أمرهااا والغضب أخذ النصيب الكثير من ردة فعلهااا ...التقطت هاتفهااا وأتصلت عليهاااا ورد بتشدق :خير وش بعد يقولون أمس رجعتي من المستشفى ..لحقتي تمرضين ...!!
أسماء تغمض عينيها ودمعة تسيل على جانبهااا :المرة ذي ماأبي فزعة مستشفيااات أبي فزعة صدق ...فزعة أخو لأخته تحملت واجد من نذل مايسوى مواطيهااا ...ياخوي يامحزمي لأعتزيت وسطهم قلت وأنا أخت فياض .. جيب لي ولدي من أبوه ...ترى صبري عليه فاق الحدود ومانخيتك إلا بعد ماشفت الضيم منه والله ماهو زيادة ردى فيني ولاعنجهية بس واللي رفع هالسبع سماوات شفت منه الضيم وبلعت سكاكين عشانكم ...عشان مايقولون أختهم سوت وأختهم فعلت وبنت عقاب تطلقت ...
وأغلقت دون أن تسمع رد الطرف الأخر كان تصيح بعباراتهاااا وكل لحضة حزن وقهر وكسر عاشتها في السنتين الماضية تمر أمام عينيهااااا ...
من جهته كان يجلس بجوار سلطان بطريقهم للخرج خلف سيارة بتال مباشرة قبل أن يتلقى مكالمتهاااا ...لم يكن بينها وبينه الكثير من الأتصالات فقبل زواجها كانت موجودة معه بنفس البيت وبعد زواجهااا ابتعدت قليلاً وربما كان ماتحتاجة من أمور يلبونه أخوتها الأشقاء فهم لن يعجزوا عنهاااا ..
رد وهو يتشدق لسلطان :يوووه هذي أستحلت التخدم فيني ... وحين رأى التساؤل على وجه سلطان مد له الشاشة ليرى الأسم الذي وضعه لهااا (ودني المستشفى )
سلطان وهو يظرب على المقود بضحكة :والله أني أشك فيك أنت وش تستعمل ..رد على أختك رد ..
فياض بشخرة سخرية :من المضروب ,,ورد عليها :خير وش عندك بعد يقولون أمس طلعتي من المستشفى لحقتي تمرضين ...!!!
مع كل حرف يخرج منها كان غضبه يشتد وأظهره بضغط على قبضته حتى مع آخر عبارة خرجت منها كان يزيح شماغة وعقاله ويرميها عند قدمية :العقال هذا ماهو على رجال أنا ماكسرت خشمه هالخسيس واللي رفع هالسموات ياأرد الورع منه ياأذبحهم أثنينهم ولايأخذه ..
سلطان الذي هدأ سرعة السيارة من أسلوب فياض المنفعل :وش فيه ...ياولد وش تقول لك ...
فياض يشير بيده ليقف على جانب الطريق :وووقف وقف ..أنزل أنا بسوق ...
سلطان يسحب مفتاح السيارة مع نزوله :أنت وش فيك وش قالت لك قلب حالك ....
فياض يشير له بيده :هات المفتاح موضوع بيني وبينها دق على بتال يتحراك روح معهم ...
سلطان يبعد المفتاح عن متناول يده:أقول الخلا ...مالك مفاتيح عندي وش يضمن لي وين أنت رايح ..ورد على هاتفه :هلا أبو حاكم ..وقفنا فياض جاه أتصال وقلب حاله بيرجع الرياض ..
مرت دقائق وهم على نفس الوضع فياض يحاول فيه أن يعطية السيارة ليعود فيها وسلطان يرفض قبل أن يأتي والده ...
فياض وهو يمسكه مع لحيته :طلبتك ياأبو هجرس عطني الموتر خلني أردها قبل يجي أبوي ويردني عن اللي رايح له ...
سلطان يبعد يده بلطف:ولا لك لوى أطلب شي ثاني إلا هذا أنا ماني مجنون ماأبخص الشر اللي بعيونك ماني بايعك عشان هالبسوس ماأدري وش قالت لك وقلبت راسك ....
توقفت السيارة على الطرف الأخر من الطريق لأنهم عادوا من منتصف مشوارهم قطع الشارع ليقبلوا عليه ..
عقاب بنبرة أنزعاج :أنت وش فيك مأنت عاقل وفاكنا من شرك ..
بتال ينزل عصاء والده التي رفعها لظرب فياض من شدة غضبة :يايبة أسمع الرجال لاتهجم عليه وأنتي ماعرفت اللي وراه ...
فياض يزفر بتعب من الجدال مع سلطان وألآن مع والدهااا :أسماء ولدها أخذه أبوه بدون شورها خطفه وروح فيه ...
عقاب بنظرة حادة :أنا أخو صيته وش يبي فيه يومه أخذه ...ماهو الورع اللي قبل أسبوع طايح لحمةً حمراء وش بيسوي فيه ..
فياض وهو يتراجع للوراء حتى لايشير بوجهه والده مع حركة ذراعية العنيفة حين يتحدث وهو غاضب:هذا اللي وصلني من بنتك تستفزع فيني ولدها أنوخذ غصب عنها قلي يبه وش تبغاني أسوي ...
عقاب بصمت ثواني وهو اللي شعر أن أمور أسماء ليست على مايرام ولكن فهدة طمأنته على أبنتهااا ولم يفكر للحضة أنها قد تغطي على أبن أخيهاااا وتضحي بأبنتهااا :روح لهم بس معك سلطااان ماتروح لحالك ...
فياض بصيحة أستهجان وقد نسي أن من أمامه والده :ليه خايف علي ...
عقاب وهو يرفع عصائة للمرة الثانية بوجهه :أقطع خايف منك ماهو عليك لاتجيب لي المصايب روح ياأبو نايف معهم ...وحنا بنكمل مشوارنا ...ولف عائد للسيارة ...
بتال أمسك بفياض قبل أن يلحق بأبيه :انا طالبك ياأبو عقاب لاتفضحني في خالي سوه في اللي تــــبي بس لاتنسى الشايب ماله ذنب لاتسود وجيهنا فيه ...
فياض يهز راسه فقط لينهي هذا الموضوع ولكن برأسه ألف شر وشر ...فأستجداء أسماء له مازال يرن بعقله ....وهو إذا كان له نقطة ضعف فهو نصرة المظلوم فكيف لو كان ذي قربى ....
صعد لسيارة بعد أن التقط المفتاح من سلطان الذي مده له وجلس بالمقعد المجاور وهو يعود ليذكر أذكارة مرة أخرى ويده متعلقة بمسكة الباب فوقه :يارب سلم سلم ...
قبل أن يصيح فياض فيه بشكل مفاجيء فيه :عطني رقمه هالخسيس ...
****
حامد الذي كان يدور بسيارته وأبنه بالمرتبة الخلفية صامت حتى أنه كاد ينساااه ..هاتفه لم يتوقف عن الرنين بأرقام مختلفة ..أخيه الأكبر ..عمته ...والدته ... أستشك أن حتى أبيه سيتصل ولكن هي لم تكلف نفسها وتتصل ... ورنين بأسم جديد جعله يشخر بسخرية هذا الرقم بالذات لن يكون أتصاله صدفة رد بتشدق :أرحب أبو عقاب ...يالله حيه ...
تهجم عليه من الجهة الأخرى :لاهلا ولامرحبا ولاسهلا ولد أختي سميي ترجع هاللحضة بهالثانية لأمه ولا بتشوف اللي ماشفته بحياااتك ...والله لخلي أمك تصيحك هالليلة ...
حامد وهو يرفع حاجبة يعجبة تهديدات الطرف الثاني التي لحسن حظه لن يواجهها :أفاااا ياولد العم ..تهددني وأنا اللي صار ينقالي أبو فياض ...ماهقيتها منك ياولد عمي (من نفس الجماعة ) ..
ولكن رنين أنقاطع الأتصال هو من رد عليه ...
عند هذه المرحلة قرر أشتراء سلامته فهو من النوع المستفز ..المستقوي فقط على النساء ولكن مواجهة الرجال ليش من شيمة قرر الأنسحاب باللحضة المناسبة ...
أتصل على عواد الذي أنهال عليه بالسباب والشتائم وأخبره أن يقابلهم بأحد المواقع حتى يعطيه الطفل ليعيده لأمه ...
حسناً يعتقد أنها فهمت الدرس الذي أراد أيصاله لهااا ..صوت صياح الطفل المفاجيء أفزعه ... لحسن الحظ أن عواد قادم خلال دقائق وإلا كان سيجن نزل من السيارة وأغلق الباب خلفه حتى لايصله صوت بكائة ...
***
تواجه الأثنان في ساحة المنزل عواد الذي أحضرالرضيع وفياض الذي وصل للتو ليتأكد من عودة أبن أسماء أو سيأخذ سلاحة ويتوجه لمنزل خال أخوته وعندها لن يلومه أحد فقط تعدى مرحلة اللوم بتهديده وتحذيره من قبل ...
فياض وهو ينزل بدون شماغه وثيابة التي فتح أزرتها الأمامية ...التقط الرضيع من بين يدين عواد :زين اللي سمعتم النصيحة ولاكان أخوك بايت هالليلة بثلاجة الموتى ..بس نذر علي خشمة لأكسره لو بعد سنين ....
عواد الذي كز على أسنانة وتحمل أستفزازة تجاهله وتوجه لسلطان ليسلم عليه ويخبره :أستروا ماوجهتوا ياأبو نايف .. وطيش الشباب لاتأخذون عليه ...دمهم حامي والشيطان دخل بينهم ....
فياض وهو يعطي ظهره ويتوجه لمنزل فهدة :مافيه شيطان غير أخوك بس زين اللي يهج لأن بيقابل طواغيت ...
دخل بأندفاع للمنزل وبين يديه الطفل الباكي تجاهل فهدة التي وقفت بحماس ولكن مظهره أخافها وكأنه تفكر بدواخيلها هل سلم أبن أخيهااا أم فعل به شر ...تجاهلها وصعد لتلك مباشرة وجدها تجلس على هاتفها وتقرأ القراءن بصوت عالي ... لم تقطعها قرائتها حتى بعد ملاحظتها دخوله توجه للسرير الطفل ووضعه فيه وخرج وهو يتمنى أن يكون هذا آخر عهده بأبنه فهدة ومشاكلهاااا ...لكن ماأستفزعته فيه وماأفضت له به سينتقم من أجله ولو بعد سنين وإلا هذه الشوارب لايحملها رجال ...
سلطان الذي كان ينتظره بالخارج بعد أن حاول بعواد أن يقبل ضيافته على القهوة والعشاء ولكن ذاك كان محرج جداً من تصرفات أخيه حتى يبقى معهم أكثر من ذالك حتى أنه غير قادر على السلام على عمته ..يريدأ أن تهدأ النفوس المشحونة قليلاً وسيحاول أصلاح الأمور ..
ناداه بتوجس :هاه عسى ماتقاشرت مع أم بتال ...
فياض وهو يشير بيدة علامات على ضيقة :تكفى أنا طالبك تفكني من زود الهرج ترى والله أنها واصلة حدها وطافحة ...
وأخرج سيجارة وضعها بفمة وأبتعد يشعلهااا ...قبل أن ينفث دخانهاا مرفقها بكحة وجع :اللحين وش السواة مع هاللي تقول ظربني وظلمني وسكت عشانكم مايقولون اختكم تطلقت ...
سلطان بهدوؤ هو لايعرف تفاصيل الموضوع ورغم أنه الأكبر من بن أخوته الذكور ولكنه متأكد من أمر واحد أبيه لم يسمح لهم بالتدخل بشئون بنااته وأمرهن بيده هو لاغـــــير :ولاكنك سمعت شي منها لأبوي لزوجها حنا وش دخلنااا بكرة لو تطلقت بتقول أمها عيال شعاع خربوا بيت بنتي ,,فهدة وأنت أدرى فيها ماجوزت بنتها ولد أخوها إلا ماتبي لنا راي عليهااا ..وأنت أخبر مني باللي صار بعرسهااا يوم رديناااه وهو تاركهم وراه وأختنا على الكوشة قالت لأبوي عيالك خربوا عرس بنتي وقلبت الموضوع علي أنا وفزاع ولاكأن سوينا اللي سويناه عشان بنتهــــــــا ...
يقاطعهم أقتراب فتاة بعبائتها بضائلتها لن تعطيها أكثر من أثنتا عشر عامً .. وبرفقتها طفلين ...
بلقيس بجرأة :السلام عليكم ...
سلطان يعطيها جانبه ويسبح بمسبحته :وعليكم السلام هلا حياتس الله ...
بلقيس وهي تسلم نظرها على سلطان وتتجاهل الآخر الذي أتهمها ظلماً :عمي سلطان أنا حطلع البزورة الحديقة اللي بالحي ..العم عقاب خبرني أستأذنك أذا مو فيه ...
سلطان يلقي نظرة سريعة على ساعته لم يعجبة التوقيب ولكن الأطفال بدأ متشوقين جداً :روحي وأنا أبوتس الله يستر عليكم ...
فياض الذي لم يكن يزيح نظره عنها هي والطفلين ولايعلم لما اصبح يواجه أهل الملحق كثيراً بالأونة الأخيرة :هييي خير وين بتروحين هالحزة الشمس غابت أرجعي بيتكم وبكرة أطلعوا من بدري يعني مالقيتي تسعسعين إلأا هالحزة ..بعدين وين أخوتس خليه هو يأخذهم الحديقة ولاأنتي وأختس أخذت رجولتسن على الطلعات والدخلااات ...ياللله بيتكم ...
قال كلمته الأخيرة بحدة أخافتهم ليتراجعوا بسرعة من حيث جاؤو ..
سلطان بصدمة :أنت ماتخاف الله ماعندك قلب ماشفت هالأيتام الضعوف كيف تنزر عليهم كذا طيرت قلبي وأنا رجال ماهو هالصغار ..
فياض بعدم أهتمام وهو يشعل سيجارته الثانية ويغطيها بيديه حتى لاتطفأه الهواء التي أشتدت فجأه :وأنا متسلط عليهم من الباب لطااقة أنت قلتها أيتام وبناتهم بنااات ماينخلى لهن الحبل مفلوت ذولي بوجيهنااا تبغى بكره ننفضح والناس تأخذ بسيرتناااا ...أنت ترضى وحدة من بنااات فاطمة ولاعيال أخوانك يطلعون هالحزه بدون أحد ...
سلطان يهز رأسه بأقتناع :معك حق والله أنك صادق بس مابغيت أكسر هالضعوف ..
فياض :ماتبغى تكسرهم رح هات لهم سياكل مثل عيالكم من الصبح يتفرجون عليهم وهم يفحطون قدامهم بالهسكوترات ماهو تطلقهم بالشوارع هالحزة ...
قالها وهو يبتعد ليطلب من الحارس مفتاح سيارة فهدة المرسيدس مايباخ اس 600 ...وذاك بعد تردد مد له المفتاح ...ليصعد إليها تحت أنظار السائق الذي خرج من غرفته ويديه فوق رأسه علامة حجم الكارثه التي ستسقط على رأسه من عمته فهدة إذا سمح لأحد بإستخدام سيارتها ...
سلطان يهز رأسه بأستنكار من تصرف فياض وهو يسمع صرير عجلات السيارة وهو يخرج بها كصاروخ من بوابة الساحة ..إشار للسائق ليدخل لسكنه :ماعليك بيردها بيردهااا ..
ففياض يعتقد أنه بهذة الطريقة يعوض أتعابة عن مافعل هذا النهار من أجل فهدة وأبنتهااا ...
***
في مجلس خالد بن لافي ...بقي صامتاً لعدة لحظات والشيخ يعقد قرانه رفع نظره لوالده المبتسم لأنتهاء المهمة والعطية التي وقع ثقلها على كاهلة وجد نفسه يردد خلف الشيخ بثقة أكبر ...وقد ألقى كل أمر خلف ظهره فقط رضى والده هذه اللحضة وأبتسامة الرضا التي على وجهه ...كل شيء سيمضى ستمر هذه اللحضات وتنقضي ولن يبقى إلا أجر أرضاء والده في أمر مباح ..
وزع نظراته على المباركين له بعد عقد القران ...كان الحضور أخوتها وأبنائهم وبعض الأقارب المفضلين عندهم من أزواج أخواتهم وبناتهم ..هو وأبيه جاء لوحدهم بعد تراجع فياض وسلطاان باللحضة الأخيرة ولكن هذا لايهم فوجود أبيه فقط يسوى جميع من بالمجلـــــس وكلً سعيد فيه وخالد صاحب المجلس لم يصدق رؤويته على الطبيعة في منزله وكان أكثر من سعيد بقدومهم إليه ...
أما بالنسبة لمشاعرة الخاصة فهو يتمنى لو تخلص من هذا الأمر كله وعاد الزمان فيه أسبوعيين للوراء ... هو يحب زوجته ومكتفي بهااا .. متصالحين جداً متفاهمين ..ولايجد داعي لدخول أمرأه أخرى على الخط ...فهو متأكد لن يستفيد إلا وجع الرأس ..
***
تجلس بالمجلس الذي يحتوي أخواتها لأبيها وبناتهن وزوجات أخوتها وبناتهن ....كل المتواجدات يجمعهن شيء واحد الجمال المبهر كهيفاء شقيقتها البياض الشعر الأشقر والبني الفاتح بل أن أبنائهن قبل بناتهم تميزوا بالجمال الصارخ المخيف ...بينما هي بينهن سمراء باهته لاطعم لهااا ...كبلحة بين الفواكة اللذيذة .. ضحكت على تشبيهاا هاهو حسها الروائي يباغتها على حين غرة وبالوقت غير المناسب ...نادتها أحد الفتيات وللأسف لم تميزهااا لأنها لم ترتدي نظارتها الطبية ولم تجد أي رغبة بأرتداء عدسات لاصقة :عمة جوزاء ..أحمد يناااديك ...
خرجت لأحمد الذي حمل لها دفتر طلب منها التوقيع فيه ...
جوزاء بتردد :وش هذا ...
لافي الذي رافق أحمد بتسلية :أفا ياعمة قلنا بدوية أسم وشكل بس ماهو لدرجة ماتعرفين تقرأين ...
جوزاء بأبتسامة باهته :طيب وش أسوي ..
أحمد بتوبيخ :لافي ترى من جدها مرتبكة لاتخوفهااا ..
لافي وهو يربت على كتفها النحيل بيده الثقيلة :أفا ياعمتي الصغيرة وش يخوفك خليك سبعه مثل جدك ولاماسموكم الصوارم من فراغ ...
أحمد بتأفف وهو يرفع رأسه لسماء بضيق:ياليل أنتي ورى ماتفارق خل البنت توقع وننتهي من هالموضوع ..
جوزاء توزع نظراتها بينهم :يعني لو وقعت أتزوج ...
لافي الذي كبح ضحكته باللحضة الأخيرة :ياعمة أنتي وش تبين ... مو جيتي هنا عشان الملكة لو تراجعتي معليش ترى يعني هي كذا ولاكذا محد مقدرنا عادي ننسحب باللحضة الأخيرة ونقول ماعندنا بنات للعرس ...خلينا نصير مسخرة وأبوي يذبحنا أنا وأحمد بس فدى لراسك ...
أحمد بضيق هو يعرف تردد جوزاء وهذا الأحمق يثير مخاوفها أكثر :ياشيخ روح الله يسلط عليك من لايخاف الله فيك ..
جوزاء تلتقط القلم وتمد يدها للمكان الذي آشار لها فيه بالمرة الأولى :أحمد خلاص بس لاتدعي عليه مايسوى علينااا ...طيب هات أوقع وأفتك يعني وين بروح وأمي وراي ...على الأقل أرتاح من لقب عانس ...وبعد توقيعهااا ...
لافي وهو يضع يده على فمه :كلوووووووش ...
أحمد يظربه بالدفتر على رأسه :أنقلع ياويلك تدخل علينا المجلس اللحين تلقى الرياجيل كلهم سمعوك ....
يقبلها أحمد على رأسها مباركاً .... ولافي يقترب منها :خشمك ...جوزاء تدفعه وجهه الذي قربه من وجهها :أقول الخلى ماأحب هالحركات سلم زي الناس ولافارق ...
لافي يطبع قبله على خدها وهو يقهقه على خجلها الأحمق :ألله نسينا ماكلينا ماكنا نسلم على بعض إلا كذا يالله لنا الله ...
وأبتعد الأثنان وبقت هي مكانها مترددة من الدخول قبل أن تخرج لها أحد الفتيات كانت فاتن البنت الصغرى لخالد وهي فعلاً أسم على مسمى لتسحبها لداخل المجلس وتطلق زغرووووطه ليشاركها المتواجدت الزغاريد وتدور بين أيديهن مقبلات ومباركااات ....
كانت تريد الخروج من هذا المكان بأسرع مايمكن فلم تعتاد على هذا النوع من الأجتماعات فقط في صغرهااا حين كان والدها على قيد الحيـاة أم بعدها فقد أنعزلت أمها بهم بعيد عن مثل هذه التجمعـــات .. ولكن ماكل مايتمنى المرء يدركة فهي قد جائت مع أحمد وستنتظر حتى يفرغ من عشاء الرجااال ليوصلها لمنزلهااا ...
أبتسمت حين أدارت فاتن وباقي الفتيات أغنية وبدأن الرقص ...
يظهرن لها الفرح والأحتفال فيها ولكن لاتعلم هل هن مهتمات أو حتى سعيدات فيها ...أم فقط يعشن الفرح وبهجة الأحتفال من أجل أنفسهن ...
تأملت رقص فاتن الفاتنة بكل شيء حتى بألتواءت جسدها تحت تأثير الموسيقى ...
لاتعلم كيف تحول الموقف وتجمعن حولها بعد أن أدارن أغنية يتعمدنها على سبيل المداعبة أم المدح لاتعلم ...
سحبتها الفتيات المطوقات بها وهن يحركنها بين أيديهن ليعبدن الخجل عنها وتجاريهن بالرقص ...
والنساء الأكبر أطلقن الزغاريد ...

عشقتي ياعشقتي ....يابنت وافين الخصايل
عشقتي مهرة أصيلة ...عشقتي بنت بدوية ..
عشقتي لاطبت الميدان ..عزي للأصايل
ولعن غيرة جميع البيض من حلو البنية
العبي يابنت أبوك وبنت ماضين الفعايل ...
صفقوله صفقوله وأذكروا رب البرية
وأفخري يابنت قوم يقفون لكل عاير
أفخري بربوعك اللي حاضرين بكل هيه
عشقتي في زينها ماهي محتاجة دلايل
كاملة والكامل الله وحسنها مافيه زيه
وعينها ياعين حر مايطوله كل طايل
كلها حلوة ولكن بالعيون الجاذبية
عنقها عنق الغزال وخصرها لمن تمايل
أذكر الله وياصلاة الله على محمد نبية


كانت تتهادى معهن على أنغام الأغنية ...وبداخلها كل حرف يقال يطعنها أكثر وأكثر هي تعلم أن المقصد بأختيار الأغنية الأشادة فيها ولكنهم تفننوا برسم الوجع لهااا ..
فهي ليس أبنة وافي الخصايل أبداً ولا له قوم تفخر فيهم ...
ربما هذا الفرع من عائلة أبيها لايواجهون الألم التي تواجهه هي وهيفاء في حياتهم ...فهم طبيعين جداً هذا أصلهم وماالعيب فيه ...ولكن هي من أحتكت بفئة أخرى عرضتها للأستنقاص من أصلهااا وأسمهااا ...
دائماً ماذكرتها عائلة أبيها أنها البدوية على سبيل المداعبة بسبب لونها ولأصل أمهااا ..ولكن بداوتها تتوقف هنااا ..
لأنها بالطرف الآخر هي لاتتعدى كونها بنت لافي بن صنهات حفيدة راعي جدهم الذي نسبه إليه ليأخذ أسمه ...
ولم يكن الراعي الوحيد الذي أخذ أسم قبيلة عمه ...ولكنه أخذ لقبهم وهذا مايثير جنونهم ...
وبالمقابل هناك رواية أخرى ولايريد أحد التصديق فيهااا وينكرها الجميع ... حتى أبيها لايحبذ روايتهااا .. وهي الرواية التي تعطيهم الأحقية بأسم محمد الصوارم ...
حينما خلف أعطى الأسم لصنهات لم يكن على سبيل التكرم ولكن لأنه أخيه النصف شقيق من الجارية الغجرية ...
خلف بن محمد الصوارم ..هو الأخ الغير شقيق لجدها صنهات الراعي ...كما هجــرس جد عقاب ..
هجـرس وخلف شقيقين ... حل الخلاف بينهما بعد ماأعطى خلف اللأكبر أسم أبيهم لصنهات راعيهم..
ولذالك أمها وضحى وأبيها يجتمعون بالقرابة فوالد أمها مطر بن خلف بن محمد ...وأبيها لافي بن صنهات بن محمد
والدها أبن عم جدها لأمها أذا صدقت الرواية ....
فاتن التي أختارت الأغنية لعمتها البدوية وهي ترى أنها تصفها بكل حرف ..فعمتها البدوية السمراء كما يطلق عليها فبشرتها خمرية كم ظربت الأمثال بجمالهااا ..عنقها حقاً كعنق الغزال بين أكتافها البارزة بغرور وكبرياء ...خصرها النحيل والذي يمتلك بحياتهااا فهو يعطيها قامة رائعة ويجعلهااا كخيل أصيل حقاً ... هي وصفت الجسد فدارت الرؤوس كيف لو وصفت الوجه .... تملك أجمل عينين سوداء واسعة بصف رموش كثيفة يغطي أسفل عينيها من شدة طولها .. أنفها البدوي وكما أفتخروا به قديماً وحديثاً كسلة السيف ..
. شفتيها البارزة ممتلئة ومتساوية بالحجم ...
ذقنها تقسمه غمازة تجعله أجمل ...ووجنتيها كتفاحة ...
وتملك غمازة على كل خد ... هل تركت من علامة الحسن شيء أم أمتلكتها جميعها هذا ماتفكر فيه كل مارأتها ....
هي ليست جميلة على الطريقة العادية بل أجتماع الملامح فيها معجزة بحد ذاتهاااا .....
تقف في الشرفة تنشر المــلابس كعادتها ولكن هذه المرة بعد أن أشتد الظلام ..الليلة هناك ملكة بتــال الأبن البكر للفهدة ...وعلمت من والدتها أن فهدة التي أمرت أبنها أن يتزوج هذه الفتاة هاهي اليوم غاضبة غير متقبله لزواجه منهااا ... كم هي مسكينة تلك الفتاة أي حظ عاثر أو قعها بين يدي فهدة وأبنهااا ..لحسن الحظ أن الأفكار لاصوت لها ..وإلا لأنقظت عليها والدتها توبخها فهي ترى العمة فهدة محقة بجميع ماتفعله وكأنها أجرت لها غسيل للدماغ ...
لم تستسيغ روحها فكرة الزواج من أخرى وترى الجمع بين زوجتين غير واقعي أين العاطفة هل سيستطع حب اثنتين بنفس الوقت ...هذا غير ممكن بالتأكيد سيفضل واحدة على أخرى ...ولأنها رأت عبير من قبل في عرسهااا فهي تعرف جيداً أنها الرابحة بكل تأكيد فهي لم ترى في جمالها بعد ...حتى تلك المتزينة المتباهية زوجة فزاع لاتقارن فيها عبير كانت الأجمل من بين زوجات الأبناء جميعهن ...
أما ذالك الدون جوان فلايبدو راغب بالزواج من بعد تلك الفتــــــاة ... الذي أنفصل عنها قبل سنــوات ..
لقد سمعت أنه عقد قرانه عليها وأنفصلا قبل العرس ..
هل عشقها لهذة الدرجة سمعت أنها من طلبت الأنفصال وكان رافض وحصلت العديد من المشاكل بسبيل ذالك فأجبره والده على الطلاق ومن بعدها لم يتزوج أبداً ...
عصرت مخها لتتذكر تلك الفترة .. هل هي السنة التي وقع فيها والدها من النخلة وأنعطب ظهره ..غير واثقة ولكن بتلك الفترة بالتأكيد ...حينها كانت بالثالثة عشر لذالك لاتذكر الكثير عن تلك الفترة ...أرخت رأسها على السياج تستحضر بعض المواقف والصور عن تلك الفترة ... كيف كان يبدو ...أكثر أمتلاء لم يكن سمين بالتأكيد ولكن له جسد أكثر عرض من الآن وأكثر شباب وشعره المزعج الطويل وتوبيخه لها المستمر حين تخرج لتلعب هي ووسام بساحة القصر ووالدها يطلب منه بمزاح أن يدعهااا فهي لن تتربي تربية البدو فهي بنت الحجاز ...
أجل تتذكر هذا الموقف يجلس العم عقاب ووالدها يحتسون الشاي بالجلسة التي بمنتصف حديقة القصر يجلس معهم بتال وفزاع وهو ...ولكنه ليس معهم بنفس الجلسة بل على بعد قريب منه على الأرض الخضراء يحاول أصلاح دراجة معطوبة .... وكانت تتذكر هذا الموقف جيداً بسبب لباسه فقد كان يرتدي تي شيرت بلاأكمام وبنطال قصير يغطي نصف ركبته وهذا ليس معتاد على أبناء القصر فهم دائماً ماكانوا يرتدون الزي الرسمي وحتى أبنائهم الآن فكثير مارأت الصغيران نايف وحاكم بثيابهم البيضاء ...
كانت حينها خلفهم على بعد مترين أقرب لأبيها بشعرها الفوضوي تحفر الأرض مع وسام .... رغم أن والدها حذرها أن لاتفسد الثيل ولكن العم عقاب طلب منه أن يتركها تعبث كم تشاء ...
بتال همس بصوت قصير ولكنه وصلها :ياعم أمين ليه ماتغطي بنتك تراها كبرت !!!
لم تسمع رد والدها ولكن سمعت رد عقاب :ايه كبرت وكان تبيها زوجناك إياها بس ماتغطى إلا بشورهاااا ...
لتسمع رد فياض متشدقاً :وهي وش تبي بولدك البدوي اللي بيغطيها ... البنت تبي حجازي حضري تقول فيه هاللون ...وفر أصبعة بالهواء ...
كانت قد توقفت عن اللعب وتزيل شعرها الذي سقط على عينيها ولم تفتها عبارته ... التي لم تفهم منها شيء ولكن تذكرتها دوماً حين تفكر بالزواج هل حقاً ستعود للحجاز وتتزوج من هناااك ...
حينها ضحك والدها والعم عقاب حتى كاد يسقطا على ظهورهما فطريقته فالحديث كانت متخمة بالتلاعب والسخرية ... وأحاديثهم تلك وضحهكم لم يتعدى تلك الحدود ولكنها أنزرعت في مخها كمصير أبدي ...
وعودة كل هذه الأفكار لعقلها نتيجة لحادثة العصر.. حين خرجت من الحمام على صوت صراخ بلقيس تاركة ماتعمل عليه حتى أن يديها مازالت ممتلئة بالصابون حيث كان تغسل الملابس بيديها بعد تعطل الغسالة الكهربائية ...
خزامى التي وصلت من بعد أمها لترى وسام يمسك بلقيس مع شعرهااا ويصيح بهاااا :ليييه أنا أيش قايل ساحة القصر ماتدخليها أيش تعملي هناك ...
رضا وهي تفكك بلقيس من أخيهااا :ياواد سيبهااا ايش مافيه أحترام ليه أنا اللي رسلتهااا تستأذن منهم قبل ماتطلع ...
وسام وهو يكاد يمزق ثيابه :ياأمي كيف كيف تستأذن منهم وهم أيش علاقتهم فيناااا ...العم عقاب وقلنااا راعي نعمتناااا بس عياله لااا ...
رضا بعصبية :ولد اوووش صوتك مايعلى على صوتي ... وايش فيهااا يعني ندخل ونخروج على كيفنااا لازم نديهم خبررر بعدين مافيهاا حاجة اللي راحت تستأذن منه رجال كبير بمقام أبوهااا ...
خاطر الذي تأثر بحديث محمد عن فياض :وفياض بعد بمقام أبوهااا ..أصلاً هو واحد مو مضبوط وبصاته لناس غريبة وأنا ماأبغى أخواتي يحتكوا فيه ...
وصمت على صوت صفعة والدتهااا :الكلام هذا عن عيال العم عقاب الرجال اللي فتح لنا بيته بعد مابقينااا بشارع اللحين عيال الأصل والنسب حيبصوا على خواتك ليه أيه ناقصهم ... والله والله لوسمعت أحد يجيب سيرة حد من عيال الشيخ بكلمة خايبة لكون مربيتكم من أول وجديد ....
خزامى بتأثر من حال وسام الذي غادر بغضب :ياأمي خلاص خفي علينا شوية مايصير هذا الوضع فتح لنا بيته ماقلنااا شي والله يجزاه الف خير بس برضوا لاتهيني أخوي عشانهم كفاية هدر بكرامتنااا ...
رضا بقهر :كرامة أيش ياصاحبة الكرامة وبأيش أهناااها مين جاء على كرامتكم أصلاً عمر أحد غلط فيكم عمر أحد أهانكم أو سبكم بربع كلمة ...
خزامى تهز رأسها بنعم :والله سواه ولدهم المجنون ببلقيس ولما أتهمها كذب ايش هذا ...
رضا بحوقلة :يابنتي هذا فياض فيه أحد عاقل يااخذ على فياااض أذا أهل نفسهم مايأخذوا بكلااامه هذا يأمي ملبوس ماهو طبيعي والعم فهدة تقول معه خويي من الجن ...
وأردفت وهي تهدي نفسهاا : الغلط أصلاً غلطي عشان أحتجتكم الأيام اللي راحت تساعدوني شوية خلاص ولاأحد له علاقة بالقصر وأهله خليكم في شغلكم في البيت وراعوا أبوكم والصغار ...
أنهت الموضوع عند هذذة النقطة ولكن لايوجد من هو مقتنع بالنتيجة سواها... ويبدو أن أفكارها هذه اللحضة كانت نتيجة
جدال العصر ...مازالت الجميع تحت تأثيرة والأوضاع لن تبقى مستتبه طويلاً ...فالصغار قد كبروا والبقاء في هذا الملحق بنظرها ونظر وسام لم يعد مجدياً ولكن أين المفر ... فنعم الشيخ عقاب هو ولي نعمته فإذا كان أبيها وهو في صحته قد دخل تحت جناح الشيخ هل سيستطيعون هم الخروج من تحت جناحه وأبيهم طريح الفراش ولايصرف عليهم إلا الشيخ ...

***
الأحد صباحاً .. وقف محبطاً أمام غرفة والدته يطرق الباب حتى خرجت إليه أخيراً :وش فيك ياأبو حاكم ...
بتال بأنزعاج :يمة بالله كلمي هالخدامات شوفي بدلي وين تأخرت على دوامي ...
فهدة وهي تضع غطاء رأسها فهي غير مستعدة بعد للخروج من غرفتها ...توجهت لغرفة الغسيل وصاحت من بداخلهااا :ياشاهي عسى ماشاهي وين بدل بتااال ...
خرجت شاهيندا على عجل وهي تحمل البدلة التي كوتها للتوا ...سحبها منها بتال بأنزعاج هي لاذنب لها الذنب كله يقع على عاتقه وعللى النساء تباً لهن جميعاً ....
فواحدة أبتلي فيها والأخرى فرت منه ونست كل جميل كان بينهم ... ولن يلوم سوى نفسه ...
فهدة التي شاهدت التجهم على ملامح بتال دعت على عبير بقلبهااا وعلى غبائها وهروبهااا بالوقت الخاطيء ...الحمقاء لم تحسن التصرف وهي من وضعت الخطط من أجلها لو تنتظر فقط سترى كيف سترجح كفتهااا ولن يكون هناك غيرها في حياة بتال ...
عادت فهدة لصالة جناحها حيث يشرب بن نايف قهوته فهو يشعر بالتوعك اليوم وطلب منها أن تصعد بقهوته للغرفة ...
عقاب بأستنكار:وش فيه بتااال ...
فهدة :يدور بدلة ...
عقاب بتعجب :وهذا للحين ماداوم وش هالتسيب نظر لساعته وكشر بأنزعاااج ...فأبنائه لم يسلك منهم السلك العسكري سوى بتاال والحكم .. وهو يريده أن يصل به لمواصيل عالية كم فعل هو من قبله ...أراد لفياض أيضاً ذالك ولكنه تسبب له بالعديد من الأحراجات فهو شخص لايعرف أحترام الرتب العسكرية ...ويعتقد أنه أفضل من الجميع ولايمكن لأحد أن يأمر عليه ...
****
وهو يخرج على عجل قابل فياض العائد للتو من سهرته الليلية ...
فياض بلباسه الكاجول وكاب مقلوب أعلى رأسه :يالله تصبح كل الأجواد بالخير ...
بتال بأبتسامة :هلاا صباح النور والسرور...توها..
تخلص السربته ...
فياض وهو يحرك عنقها لليمين واليسار :والله عشان الدوام ولاكان مارجعت نمت مكاااني ..
بتال الذي تذكر شي للتو وهو يريد المغادرة فقط تأخر جداً :أقول الليلة زهب سلاحك ...
فياض يقهقه بحماس :الله الله والقوم اللي بنذبحهم يشهدون إن لاإله إلا الله ...
بتال وهو يبتعد عنه بأتجاه الكراج :يشهدون بس الله جاز لنا ذبحهم ...
***
بعد المغرب كان الأجتماع في صالة غرفتها لقد جاءت خالتها شعاع وأختيها ليلى وفاطمة وبنتي فاطمة يارا وياسمين ..يباركن لها ومحملات بالهدايااا .. وأمها كانت قد علمت وحضرت ضيافة فاخرة ... هي لاتستطيع أن تجبر أخواتها أيضاً على تحديد الزيارة بالمستشفى رغم أنها أرسلت رسالة ولكن لم يلتزم إلا زوجاتهم وقريباتها من جهة والدتهااا وصديقاتها ...
ووالدها الذي حضر اليوم بهديته .. هدية لها طقم من الذهب الثقيل وهدية لفياض الصغير عشرة آلاف .. ولكن الذي صدمها حقاً حين أخبرهاا أن سماوته ستصلها بتحويلة وكانت مئة ألف ريال .. لقد كانت تسمع من أمها أن أبيها يغلي فياض أكثر من بقيت أشقائها ولكن لم تصدق حتى وصلتهاا سماوته الجزيلة وهي التي تعلم جيداً أن أبيهااا لايرى التباهي بالمال حتى ولو ملك أموال قارون ورباهم على الزهد ...
كان قد ألتصقت فيها يارا وياسمين بعد مغادرة أبيها يريدن رؤية السماواة ..
ياسمين وهي تلتصق فيها :خالة تكفين بشوف والله أمسك فياض الصغير عنك متى مابغيتي ...
يارا التي أبتعدت قليلاً بعد ماحدجتها والدتها بنظرة موبخة ...ولكن ياسمين لم تعبأ ... أسماء تبتعد عنها بجسدها :اللحين تشوفينها بحطها حالة ...
ياسمين بتصفيرة :كفو خالتي أيوة خلي كل الناس تشوف سماوة جدي عقـــــاب لفياض الصغير ...
ليلى المنزعجة من حركات ياسمين فمتى أصبحت تمون على أسماء حتى تلتصق فيها كعلقة وتلك تنظر لها بكبرياء سافر :وانتي وش عندك متحمسة ماراح ينولك منها شـــي ...
ياسمين بتكشيرة :كذا ميزاج الخبر بيوصل لناس أبغضهم ويحرون كبدي ...
يارا تهز رأسها بتفاعل :ايوة صادقة ...
وكانت المقصودة قريبه لها من جهة أبيها رفضت فياض من قبل ...
فاطمة وهي ترى ملامح أسماء المتشنجة : بنت خلاص قومي عن خالتك تراها نافس ماهي فاضية لثقالة دمك ..
فهدة التي دخلت للتو بعد أن رافقة عقاب للأسفل :أنت وش فيك على البنت خليها على راحتهااا ..إلا يا يارا وش لونتس مع الجامعة ..جازت لتس جامعتنااا ..
يارا بحاجب مرفوع كم هذا الأنسانة متباهية كيف أصبحت الجامعة لهم فقط لأنها بالرياض :عادي ياجدة كل الجامعات مثل بعض أهم شيء المحاضريين وكلهم زفت أبشرك ..
فاطمة توبخها :انتم شكلكم فيوزاتكم بدت تظرب يالله روحوا عند باقي خواتكم شوفوا لموسة ...
خرجت يارا ومن خلفها ياسمين التي تحدث الحالات بهاتفها حتى ترى حالة أسماء وأضافة هي مباركة في حالتها مع صور الضيافة وصوره لطفل وقد غطته وجهه بملصق ...
فهدة :أنتي وش فيتس على البنيات خليهن ينبسطن قامن حتى ماتقهون ولاذاقن الشكلاطة متكلفين فيها عشان تأكلونها ماهو للتصوير ...
ليلى كبحت عبارة أن الضيافة من حساب والدها وليس من جيبك ..
وعلقت فاطمة :ياعمة جلسن وأنبسطن وباركن لخالتهن أبيهن يروحون عند أختهن الصغيرة مروى ماهي ثقة ..
شعاع تسأل أسماء الصامته :وش فيتس وأنا خالتس تونسين شي ودتس نقوم عشان ترتاحين ..
أسماء التي أنتبهت على نفسها وأنها أرسلت رسالة خاطئة للمتواجديين وخصوصاً للشعاع التي لاتستحق هذه المعاملة :لاياخالة بالعكس مبسوطة فيكم بس أنا من بعد الولادة أسرح كثير يقولون الحمل والولادة تأثر شوي على الذاكرة ...والصغير مايخليني أنام كل شوي مصحيني ...
شعاع بنية حسنة :اذا صحاتس هاتيه عند خالاته وأنتي نامي ...
فهدة تقاطع بحدة فهي ترى أن بنات شعاع مهملات وغير واعيات:لاا أنا عندها أمسكه أذا تعبت ...
بعد ذالك بقليل في قسم شعاع ..ليلى :يمه بليز لاعاد تعرضين أي عرض بأسمنااا ..
شعاع وهي تتناول طعام عشائها بركنها الشعبي :ووش فيها لو عاونتن أختسن أحسن مايمسك ورعها الشغالات ...
ليلى تهز رأسها بتعب :يمه أنتي والله مو فاهمة شي ..ترى فهدة وبنتها كلهن مايبغنا نمسكه يشوفن أنا مو قد المسئولية ومهملات ..
شعاع تمسح يدها بعد الطعام :وأنتي وين سمعتيهن يقولن هالكلام ...
ليلى ألم تعاشرهن عمرها بأكمله :واضحة وأنا أعرفهن زين ...
شعاع :والله أنا بكيفي وأقول اللي أقول ... وأنتي الشي اللي ماأوحيتيه بأذنتس ماهو صحيح ...
***
مساءً بسيارة بتال .. كان يراقب فياض بميزاجة الأسود فقد أيقضة من منتصف نومته كما أوضح له وتلقي ميزاجه الأحمق حتى الآن بكل رحابة صدر ...
بتال بلحن الهجيني:أما تهيجن لمن هيجنت.. ولاأنت عن فاطري حول
عشيري دافي الحشا ماهو أنت ..ولاأنت كذاب ومهول ..
فياض بشخرة سخرية :الفاطر جيب رانجلر ..
بتال بميزاج عالي :ياذيب ليش تجاذب الصوت ياذيب ...وأنته على راس الرجوم متعلي ... أنته تعوي وتدور الصيد وتجيب ...صيدك تجيبه من حلالً مفلي ...اللي طواك الجوع ماعند صعيب ماعيبك يوم اللسان متدلي ...تجر صوتك فوق روس المراقيب ..كنت على كل الجبال متولي ...
فياض الذي فهم الفكرة كاملة ومن هم القوم فهو حتى هذه اللحضة أعتقد أن بتااال صادق معه وأراد فزعته رد عليه بقهر :ياجعله يتعشاااك ...
بتال بقهقة :ترضاها على أخوك يقولون أكلته الذايبة وأنا جدي مذبح السباع ...
فياض بميزاج أسود يضع قدمة على مقدمة السيارة :أنتم مانفش ريشكم إلا هالجد لو أعتق السباع وتركها فحالهااا ماكن بهذلتونا كل هالسنين .. كل ماتفرغتوا رحتوا دورتوا حيوان مسكين وطلعتوا أجرامكم فيه ...
بتال بسخرية أشد :ياحياتي أنت ماتتحمل الهجمية والقسوة اللي نرتكبها ضد الحيون ...يالله حول حول وصلنا اللحين أضبط لك هاك الشاذلية اللي تعدل راسك وتكيفه ...
نزل الأثنين ...فياض توجه لأعلى التل أمامهم يجرب أشارة الجوال ...أما بتال فبدأ بأنزال عزبته وسجادة ليجلس عليها الأثنان وباقي أستعدادات الرحلة ...لم تكن هذه الرحلة في باله من الأساس قبل الصباح حين أستيقظ بميزاج سيء بسبب عبير التي لم تعد ترد على هاتفها حتى ..أخذت الفتيات وتركت حااكم الذي بدأ يسأل عن عدم عودة والدته رغم أنه يوم دراسي له ... حينها تذكر الذيب الذي أخبرهم آدم أنه قدأ أكل حواريين من حلالهم ...فقرر التحري له هذه الليلة مع أحد أخوته وكان المناسب فياض فهو أعزب وتعود سهر الليل بعكس البقية الذي لديهم أرتباطات بأعمالهم ونسائهم ...فهم العازبيين الوحيديين حالياً ....
عاد فياض ليجد بتال قد أوقد النار وأعد القهوة ...
فياض وهو يرمي جسدة المنهك من النومة الغير صحية :اخخ أنشهد أن ريحتها بالرااااس ...دار راسي وأنا للحين ماشربتهااا ...
بتال يضع صحن من التمر والرطب أمامهم قبل أن يصب له الفنجان الأول ...
فياض وهو يشم رائحته قبل أن يشربه :الدلة اللي ماتبهر بالهيل مثل الهزيل اللي قليلً دسمهااا ..ريحة زفرها في بطون الفناجيل ..مثل العجوز اللي خبيثاً نسمهااا ...
بتال يرد البيت المهشور :حنا نحط الهيل ونفطح الحيل
وأحياناً نتكل موجبة من عدمها ..وعجوزك اللي ضوت فأطراف ليل ...وش قربك ياضيف من ريح فمهااا ...
فياض وهو يمد فنجانه الفارغ لبتال :الله الله ...إلا خويك وينه ..
بتال وهو يتكأ على ظهره :خويي مطول خلنا اللحين بقهوتنا وقصيدنا وبعدها يجي دوره ...
فياض بفكرة مفاجئة أبتسم بخبث :لك وللذيب ياأبو حاكم ...
بتال وهو يعدل جلسته :ياخسى الذيب ...
فياض بحماس وهو يتخيل منظر معين :أجل لذبحناه فتحنا بطنه وأخذنا حشائها ...
بتال بتعجب :أنا بوجه الله ..وش تبي فيهااا ؟؟!!!
فياض يلعق شفته بحماس:لي غرضً منهااا ...
بتال بتعجب أشد :بتأكل السبع يالخبل حرااام ...
فياض يميل وجه بعدم استحسان:أنتو ماتعرفون من الحلال والحرام إلا بالأكل .. فيه محرمات تحلل بوقت الحاجة ...
بتال وهو يدرس وجهه ولكن لم يستطيع أستنتاج :طيب نشوف خلنااا نذبحة وأنت سو فيه اللي تبي ...
فياض ببال رائق وهو يعيد شعره الذي طال قليلاً وسقط على جبينه للخلف :ياذيب أنا والله ماكنت ناويك ...مير السبب واضح بليا جدالي ...ياما بعيني شفت زولك وأهنيك بروس الطوال وفوق ذيك الجبالي ...مايوم أنا فكرت بسلاحي أرميك ..ماعني لمرماك زينه لخبالي .. واليوم أنا وياك حرب ومشابيك ...لأنك وطيت مراحي ولاتبالي ..ياما ذبحت وقلت رزقك ويأتيك ...واليوم مال الرزق عندي مجالي ..
بتال بضحكة رائقة :وبتعشاااه هاه ... وأكمل وهو يضع متكئة على جانبه الأيمن وبيده سبحته يتلاعب فيها :ماذكر به حي بكى حي ياذيب ... وأنا ببكيك لو كنت حي ...ياذيب يبكونك هل الفطر الشيب ...من لايعتهم مثل خيل المحيا ...تبكيك قطعانً عليها الكواليب ...شيال حمل اللي يبون الكفيا ..وتبكيك وضحً علقوها دباديب انرددت من يمت الخوف عيى .. ويبكيك من صكت عليه المغاليب ..أن صاح بعالي الصوت ياأهل المحيـــــااا ...
فياض يهز فنجاله :أنت وش فيك قلبت الآيه حنا بالذياب البهايم ماحنا بالذياب الأوادم ...
بتال وهو يعود لدلته :والله هذا اللي جاء بالخاطر ...
فياض وهو يشد شعره للخلف بتفكير قبل أن يعتدل بجلسته ويتلقى الفنجان من بتال :ياذيب لاتجزع لوأنك مغلوب ...هذي هي الدنيا وفيها عذابك ...الوقت يتغير والعمر محسوب ..وأنت الذي مقهور من ماجرالك ..أفلست من ماصدت ياذيب مغصوب ..كد كادت الصدمة تضيع صوابك ..ياذيب لاتعوي ولاتبدي عتوب ..الرزق متقسم ووفر عتابك ...
بتال بطرب :الله الله شكلك بتهون عن ذبحته بعد كل هالمدح ..
فياض يقف :لا والله هالليلة ياأنا ياهو ...صمت قليلاً ليقول : أنا بروح قريب بلبي نداء الطبيعة؟؟؟
بتال بضحكة ساخرة :اخص يالمتطور نداء الطبيعة ... اذكرك قبل سنتين تقولها على طبيعتك وش اللي أدبك ...
أبتعد فياض دون أن يرد عليه ..
كانت ليلة عتماء شديدة السواد .. أبتعد ليقضي حاجته ..وكان يكشف بهاتفه .. طال به المسير .. وهو عائد شعر بحركة مريبة خلفه .. وأقشعر جلد عنقه ...بتال أيه الأحمق لما لم تذكرني أن أحمل سلاحي .. الذي بقى بالسيارة ويرافقة رشاشك الذي أحضرته لقتل ذئب كم أنت متباهي ... هيا ياصائد السباع أي أنت تعال لأنقاذ أخيك الذي أصبح فريسة ...لم يغير رتم خطواته ..فهو يعلم جيداً أن السباع تشتم رائحة الخـــــوف .. حسناً وماذا لو أفترسه الذئب ...لن يحدث شيء ...سو أن تاريخ أهله سيسقط بالوحل بعد أن كانوا صائديها أصبحوا الفرائس ...ألم يقولوا لايضير الشاة الصلخ بعد المـــــوت .. حسناً تعال إلي ....
ألتف على السبع الذي قفز عليه بنفس اللحضة ... وأصبح ملقى على ظهره وذالك الكائن المشعر ذوا الرائحة النتنة والأسنان البارز يعتلية ...
مابك ياذئب ألم تسمعنا نمدحك قبل القليل ألم نذكر كل الأساطير التي رواها الشعر عنك ....ولكنك كم أنت حقير بالحقيقة وخائن وغدار لقد قفزت على فريستك من الخلف ... لايعلم على مايجري بينهما عراك أو ماذا يسمى ... لقد أمسكه من عنقه ليبعده عنه وذاك الحيون المفترس يغرز مخالبه في بطنة وأعلى صدره ...ويئن آنين الجوع ...
مع مرور الدقائق يضعف فهذا الكائن قوي ويحاربه من خمس جهات ... أقدام تنغرز بأفخاذه ..ويديه تخترق بطنه وأعلى صدره ... وهو يحكم القبضه على عنقه حتى لايفتك بها بأنيابه الحاده ...كان ثقيل جداً قوي كما يمكن أن تكون السباع ...وطال الأنين والوجع ,,عندها تذكر أنه يستطيع أستخدام صوته .. وجد نفسه يصرخ بأعلى مايستطيع :بتاااااااااااااااااااااا? ?اااااااااااااااااااااااا? ?ااااااااال ....

*الماضي*




رضا وأمين





دخل عليها كالمعتاد ليجدها جالسه بزاوية ورائحة النظافه تفوح من جوانب الغرفة الصغيرة التي أستأجرها لهما .. كانت قد غطت شعرها كعادتها وقت التنظيف ..أنزل مايحمله من أغراض .. وطلب منها بأدب: تعالي يابنت حتى تأكلي..
نظرات إليه بنظرة مستصغرة وصدت عنه ...
أمين بيأس : كل اللي تسوينه ماراح تضري فيه أحد غير نفسك ...
رضا تستمر بصمتها .. لايعلم مالذي تريده منه حقاً لما لم تتخذ ردة الفعل هناك بالمدينة ..الآن بالشمال أصبحت تتصرف معه بطريقة مختلفه ومخيفة بالنسبه له...
لاتتحدث مهما فعل ولاتتناول الطعام .. فقط يعلم أنها مازالت متمسكة بالحياة بتنظيفها المستمر للغرفة...
بدأ يشعر بالذنب .. ليته رفض أو أحدث أي ردت فعل أكثر حزم أمام عمها ولم يتزوجها... هو شب بعيد عن النساء وتربى مع خال كثير الصمت ... وكان متمسك فيه حتى أشار عليه أحد أقاربه أن يترك الشاب ليسير في حياته .. التواجد النسائي في حياته هي عمته

دخل عليها كالمعتاد ليجدها جالسه بزاوية ورائحة النظافه تفوح من جوانب الغرفة الصغيرة التي أستأجرها لهما .. كانت قد غطت شعرها كعادتها وقت التنظيف ..أنزل مايحمله من أغراض .. وطلب منها بأدب: تعالي يابنت حتى تأكلي..
نظرات إليه بنظرة مستصغرة وصدت عنه ...
أمين بيأس : كل اللي تسوينه ماراح تضري فيه أحد غير نفسك ...
رضا تستمر بصمتها .. لايعلم مالذي تريده منه حقاً لما لم تتخذ ردة الفعل هناك بالمدينة ..الآن بالشمال أصبحت تتصرف معه بطريقة مختلفه ومخيفة بالنسبه له...
لاتتحدث مهما فعل ولاتتناول الطعام .. فقط يعلم أنها مازالت متمسكة بالحياة بتنظيفها المستمر للغرفة...
بدأ يشعر بالذنب .. ليته رفض أو أحدث أي ردت فعل أكثر حزم أمام عمها ولم يتزوجها... هو شب بعيد عن النساء وتربى مع خال كثير الصمت ... وكان متمسك فيه حتى أشار عليه أحد أقاربه أن يترك الشاب ليسعى في سبيل تحقيق مستقبل أفضل له ولايحرمه من حقه في سبيل أنانيته فهو سيرحل يوماً ما ويتركه بدون وظيفة ولاعائلة ..
.. التواجد النسائي في حياته هي عمته خضراء التي عرفها للتو ... وقت الحادثه صعق فهو لم يختبر الكثير بالحياة ... ويعرف شيء واحد فقط الشرف لن يتهاون به ...هو لم يفعل شيء بالتأكيد ولكن كم بريء ذهب ضحية سوء ظن .... وفكر فيها أيضاً ماذا لو رفض العقاب الذي قطعه عمها بتزويجهما وتعرضت للأذى بسببه ..وهي التي جاءت لتقديم الطعام لعمته ... ترك الأمر لليوم الثاني ليعقد قرانهما ... فكر طوال الليل أن يخرج في ظلامه ولايعود ومن سيبحث عنه ولكن ماذنب عمته التي عاشت طويلاً بفضل مساعدات جيرانها ... ولم يستطيع أبعاد صورتها عن عينيه حاول أن يجد وجه آخر ليكون زوجة له ولم يستطيع ... من يعرف ..وكيف سيتزوج .. دائماً فكرته لزواج هو العودة لقريته بالجنوب والخطبة من بناتها ....
ولكن بعد اليوم هل سيفكر بالزواج ولن يتذكر وجهها بعينيها العجيبه التي لم يرى مثلها من قبل ...
وبلغتها الأغرب وعصبيتها لم يكن يعلم أن الفتيات بأمكانهن الغضب والمجدالة حتى رآها ...
عاد لينظر إليها ويسألها : ماودك بالأكل أجيب لك شيء ثاني ...
ونطقت أخيراً بلغتها وكان متأكد أنها تشتمه ولكن كان

سعيد بمافيه الكفاية ليبتسم وهو يسمع صوتها أخيراً ...
عاد ليخبرها: عمي عقاب عازمنا على العشاء يوم عرف أني تزوجت بتجين معي لاتفضحيني فيه ..
رضا بأزدارء: مابتفهم أنت خبرتك بسافر لتركيا عند أمي ..ماأريد أعيش معاك ...
أمين بمحاولة للحديث أكثر: ليه ماقلتي لعمك يسفرك لأمك !!
رضا بوقاحة: مايقدر يتحمل المصاريف أنت عربي عندك فلوس ...
أمين بصدق فهو غير قادر وبنفس الوقت يتمنى أن تنسى مع الأيام طلبها هذا وتتعود عليه : ماعندي فلوس كل اللي أقدره أستأجر لك غرفة وأشتري أكل كل يوم بيومه ...انا على قد حالي .. بس اوعدك
اذا صار عندي فلوس نسافر لأمك ..
*الحـــــاضر*



××أشتم رائحته حين يقتــرب فهي رائحة عجيبة
لاتشتمها بأنفك ولكن يعرفها قلبك ...
لقد أصبحت على خبرة كافية فيه ..لقد جاء ليختطف أحد أحبابي ويرحل ××




كانت ليلة عتماء شديدة السواد .. أبتعد ليقضي حاجته ..وكان يكشف بهاتفه .. طال به المسير .. وهو عائد شعر بحركة مريبة خلفه .. وأقشعر جلد عنقه ...بتال أيه الأحمق لما لم تذكرني أن أحمل سلاحي .. الذي بقى بالسيارة ويرافقة رشاشك الذي أحضرته لقتل ذئب كم أنت متباهي ... هيا ياصائد السباع أي أنت تعال لأنقاذ أخيك الذي أصبح فريسة ...لم يغير رتم خطواته ..فهو يعلم جيداً أن السباع تشتم رائحة الخـــــوف .. حسناً وماذا لو أفترسه الذئب ...لن يحدث شيء ...سوى أن تاريخ أهله سيسقط بالوحل بعد أن كانوا صائديها أصبحوا الفرائس ...ألم يقولوا لايضير الشاة الصلخ بعد المـــــوت .. حسناً تعال إلي ....
ألتف على السبع الذي قفز عليه بنفس اللحضة ... وأصبح ملقى على ظهره وذالك الكائن المشعر ذوا الرائحة النتنة والأسنان البارز يعتلية ...
مابك ياذئب ألم تسمعنا نمدحك قبل القليل ألم نذكر كل الأساطير التي رواها الشعر عنك ....
ولكن كم أنت حقير بالحقيقة وخائن وغدار لقد قفزت على فريستك من الخلف ... لايعلم مايطلق على مايجري بينهما عراك أو أفتراس أو ماذا يسمى ...
لقد أمسكه من عنقه ليبعده عنه وذاك الحيون المفترس يغرز مخالبه في بطنة وأعلى صدره ...ويئن آنين الجوع ...
مع مرور الدقائق يضعف فهذا الكائن قوي ويحاربه من خمس جهات ... أقدامه تنغرز بأفخاذه ..ويديه تخترق بطنه وأعلى صدره ... وهو يحكم القبضه على عنقه حتى لايفتك به بأنيابه الحاده ...
كان ثقيل جداً قوي كما يمكن أن تكون السباع ...وطال الأنين والوجع ,,عندها تذكر أنه يستطيع أستخدام صوته .. وجد نفسه يصرخ بأعلى مايستطيع :بتاااااااااااااااااااااا? ?اااااااااااااااااااااااا? ?ااااااااال ....
ولكن السبع المفترس يبدو كأنه يعرف النداء جيداً فقد زادت شرساته ليتذكر لحضتهاااا ... السكين التي بجيبة الأيمن ...والتي يحملها على الدوام فهي مرتبطة بميدالية مفاتيحه بحجمها صغير ولكن قوية بما فيه الكفاية لتخترق عنق السبع ....
وليلتقطها عليه أن يفلت أحد يديه ويعرض نفسه للخطر ... وأتخذ قراره أفلته بيده اليمين وظربه بكوعة الأيسر.... وضحى بذراعه في سبيل حياته بأكملها ... كانت حركته سريعة جداً فباللحضة ألتي أنتهش فيها السبع الذراع الذي حمه عنقه فيها ... كان قد أخارج سكينة بأستخدام الأخرى وطعنه في عنقه عدت طعنات حتى أو غلها بقصبته الهوائية ثم سار فيها على طول عنقه .... حينها أفلت ذراعه الذي كان ينتهشها ..والتي يشعر به وأكنها أنتزعت من مكانه ليطلق صرخة وجع ودماء الوحش تغطية برائحتها نتنه ...
وبنفس اللحضة سمع صوت أطلاق الرصاص من قبل بتااال ...
الذي جاء هلعاً فهو قد شعر بتأخر فياض وحينهااا تذكر الذئب الذي جاءوا من أجله ولكنه أعتقد أن فياض قد حمل سلاحه معه ولم يفكر أن يذهب ليتأكد لذا حين سمع صرخته شعر بالرعب ..من أن يموت أخيه فكيف لو كان هو من أحضره لحتفه ...
ركض بجزع للسيارة وألتقط الرشاش وبدأ يطلق فيه بجنون ... فالحيوانات المفترسة لاتحب صوت البارود ولارائحته ... ركض بالأتجاه الذي ذهب معه فياض ليجده أخيراً تحت ضوء الكشاف مستلقي غارق بدمائه وإلى جانبة سبع ميت أو بالأحرى منحور والسكين مازالت بعنقه ...وياللهول لم يكن ذئب كما أعتقدوا بل حيوان أكثر شراسة وخطورة لقد كان الشيب( هجين مابين الذئب والضبع ) ...
كل هذا فكر فيه بلحضة وهو ينحني على فياض بجزع هل يموت بسببه .. تأكد من أنفاسه وسمع صوت أنينة ... حمله وهو يشعر بثقله ففياض لم يكن شخص ضئيل الجسد ... فهو دائماً فكر حين أمرض أو أكون بحاجته سيحملني بسهولة ..
لكن أن تنقلب الأدوار لم يفكر للحضة ..لقد كان ثقيل وثقيل جداً فهو يفوقه طول وجسد رغم لياقته العالية وجسده الرياضي ...كان يستطيع أحضار السيارة ولكن تحت وطأة
الموقف .. وجد بنفسه قوة هائلة ليحمل جسداً يفوقه ثقلاً وضعه بالمرتبة الخلفية وألقى نظرة سريعة عليه لايعلم أين أصابته .. فكله مغطى بالدماء تحسس ذراعة اليسرى فقد بدت واضحة الأصابه فيهااا ألتقط شماغه الذي كان قد تركه خلفه بسيارة ولف عليه وشد الرباط ...قبل أن يقفز خلف المقود ويطير بالسيارة ... حتى أنه نسي الطريق الذي يعرفه ككف يده ...فقد أعتاد المجيء لهذا المكان من سنوات بشكل مستمر .. ولكن الذهول والفزع كانا مسيطران عليه .. وفكرة أن فيااض يحتضر بالخلف وهو من جاء به ليلقي حفته تفقده آخر ذرة تعقل يملكهااا ...
لم يفكر ولو للحضة أنهم سيتعرضان لهذا النوع من الأخطار فكم ترصدوا الحيونات المفترسة وقتلوها لحماية صغار أبلهم أو لغرض المتعة فقط ...كانوا دائماً هم الحلقة الأقوى ...لايعلم كيف أنقلبت الآية ... ياءالله فقط ليخرجوا من هذه المصيبة ولن يعاود هذا النوع من العبث الخطـير ..
توقف عند أقرب مستشفى كبير وركض ليخبرهم بالحالة وهل يستطيعون أستقبالهااا أحضروا النقالة وأخذوا فياض المصاب والذي أصبح يئن ويهذي بهذة اللحضة بأسمه :بتال بتاال أنتبه ..يابتاال لاتروح ....
لم يفكر بيوم أن يبكي لكن هذه اللحضة يريد أن يبكي حتى لايبقى ألم بداخله ... يارب مافائدة الحياة لو فقد فيـــــاض ...
كان يدور في السيب الذي أدخلوه إليه وأخبروه أن سينقلونه للعمليات لأنه هناك العديد من الأصابات وبالتأكيد الأخطر ذراعة وبطنة فهو قد حفر بطنه حتى وصل لأحشائة ولايعلمون مقدار الضرر الذي تسبب فيه ....
جلس بعجز ويديه على رأسه من شدة الذهول ...قبل ساعة فقط كان يلهوان ويتبادلان الأشعار وبلحضة أصبح فياض في عداد الموتى ...كم هذه الدنيا دنيئة وبشعة ومخيفة دائماً ماتعبث فيه وتغفلهم عن المصير الحقيقي ...وإلى لما سمي الموت هادم اللذات ... وأستعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من موت الفجأة ...
بقي هذا وضعه لساعات حتى سمع صوت الأذان نظر لثيابة الملطخة بالدماء .. كيف سيصلي فيهااا ... نزل لسيارته وبحث عن شنطته الرياضية وأرتدى لباس الرياضة حتى أنه نزع ملابس وأرتدى النظيف منها ... في مواقف المستشفى أمام القادم والذهاب فعقله خارج التغطية ... وكيف لايكون وفياض العضيد سقط وقدلايقوم أبداً ...
بعد أن فرغ من صلاته التي كان فيها ذهنه مشغول مابين التفكير بفياض ومصيره وكيف ينقل الخبر لعائلته ...لم يستطيع الأتصال بأحد ...قرر العودة ومواجهة أبيه فهو لايجد فيه القوة على نقل هذا الخبر لأحد آخر ..فأبيه هو الوحيد القادر على الأستماع لهذا الخبر بيقين وثبات فأيمانه لن تهزه الفواجع ...
حين نزل من سيارته ...شاهد دخول سيارة والدة ويالهول لم يكن أبيه من يسوقها بل السائق هل هذا يعني أن أبيه متوعك أو مريض فهو ليس من النوع الذي يفضل أن يقود أحد عنه السيارة ... سار حتى واجه أبيه أمام باب المنزل الذي أنزله السائق عنده ...
عقاب بوجه غير مفسر وبتساؤل :من وين جاي هالحزة ...
بتال الذي سلم عليه بفتور :قريب ..
عقاب بعد أن درس وجهه قليلاً يصد عنه ويمشي للأمام :الله يكفيني شرك ...
بتال بألم :يبه أذكر الله ..
عقاب الذي أستيقظ على حلم سيء وبجسد متعب ومثقل وعلم أن اليوم يحمل له مصيبة:اللهم أني لاأسئلك ردى القضاء ولكن أسألك اللطف فيني ...من هو ؟؟!!!
بتال بنبرة مليئة بالوجع :فياض ...رحت أنا ويااه للأبل ووهاجمه الشيب ...
واللحين بالمستشفى حاله مايسر ...
عقاب بقهر فالخبر أشد بشاعة من خيالاته :قلت لكم فكونا من هالخبال اللي بيجيب أجلكم بس عمركم ماسمعتوا شوري ولابتسمعونه ..أرقبني هنياا بدخل أخذ علاجي وأجيك توديني له ....
وهو داخل متوجه لغرفته سمع صياح أبن أسماء الصغير ...هو رجل نشأ على الدين وثبات أيمانه لايتزعزع بسهولة ...وغير متشائم ولكن بالحقيقة هو لم يتفائل بتلك التسمية وشعر بوجعها قبل أن يذقه ...
دخل بوجهه ذاك على فهدة التي فرغت من صلاتها للتو ..لتشهق حين رأت وجهه الذي دخل فيه وهو عائد من الصلاة ... فعقاب حتى أن لم يكن مبتسم فوجهه مشرق على الدوام بعد العودة من الصلوات :تكفى ياعقاااب لاتقول حد من عيالي فيه بلى ...
عقاب وهو يرتمي على الأريكة :عيالتس طيبين ماعليهم شر ..عطيني علاجي ...
فهدة بجزع أشد :أخوي أخوي ...
عقاب بعصبية :بس أقطعي ماهوأخوتس ..عطيني علاجي ...
فهدة بجزع أشد :والله لتعلمني البلى بمن الوجع باين من عيونك مافيه شي بياجعك ولاهو واجعني ...
عقاب وهو يفك أزرة ثوبه العلوية :عطيني علاجي يامرة ولاتبين البلى يصير فيني أنا ...
فهدة تركض لتحضر له طعام خفيف ساندويتش وحليب بارد كانت قد حضرتهاا له قبل أن يذهب للصلاة ولكن لم يتناولهااا
وأحضرت دوائة ,,أكل القليل من الساندوتش وشرب الحليب البارد ... وسط مضغه سقطت دمعة من عينية ...لتظرب صدرها بألم :تكفى ياعقاب لاتجعني قلي وش بلاك ...
عقاب الذي العبرة قد خنقته شرب المزيد من الحليب البارد ليمرر الطعام في جوفه ...وهو يتناول دواءة أجابهااا :فياض هاجمه شيب وهو وبتاال يتصيدونه ...وولدتس طيب ماصابه شي ...
فهد بجزع :ياويلي حالي ويلاه ياحر جوفي عليتس ياشعاااع ...
عقاب بغضب فهو أن كان يكره شيء ليس إلا صياح النساء وعويلهن :أقطعي ولدي بعده حي .. ماهو وقت الصريخ والعويل أدعي له وهدي النار ولالتشبينهاااا اللي بالجوف من لهيب يكفيه ... روحي لشعاع وعلميهاااا وياويلتس تزودينها على اللي فيهااا ...وخرج وحين حاولت مساعدته رفض مساعدتهااا ودفع يدهااا...
بقت مكانها ذاهلة هي لاتحب فياض ولاتكرهه فهو الطفل الذي رزقت فيه ضرتها وهي من كانت تنتظر حمل لم يتحقق بعد ...
وكم تمنته أبناً لهاا قبل أن يرزقها الله بعد ذالك ببكرها بتال الذي يصغره بسنة ونصف فقط ... صحيح أنها لاتحبة وتغار لتقاربه بالعمر مع بتال وكان أبيه يفضل عليه ...ولكن لاأكثر لاتتمنى له الشر أبداً فهي قد تكيد له قليلاً وهو يبادلها الكيد ...ولكن مجرد تنافسات سخيفة وإلا القلب لايحمل أي غل عليه ...بل حين كان طفل ويمرض ولاتستطيع والدته بسبب كثر أبنائها وصغر أعمارهم فهي من تأخذه للطبيب ...وهي من كانت تشتري له الملابس مع أبنهااا صحيح أنها كانت ترتجي المديح من زوجهااا ولكنها أحبته كطفل ولم تتمنى له الشر كشاب ....بل أنها دائماً ماأخبرت شعاع عن الفتيات الجميلات لتخطب له منهن وحتى ذكرتها أن لاتخبرها أنهن من طرفها حتى لايرفض ... تشعر بألم وجمرة شبت في قلبهااا ..فكيف ستنقل الأمر لأمه .. أي مصيبة حلت على رؤوسهم ..
بتال الذي صعد لغرفته وأرتدى ثيابة الرسمية على عجل ..قبل أن يرسل رسالة لقائدة ينقل له ظرفة وأنه لايستطيع الحضور للدوام اليوم ويأخذه أجازة ...نزل ليجد سيارته تقف أمام باب المنزل مباشرة يبدو أن السائق قد جلبها وفيها يجلس أبيه وقد أنحنى رأسه وفرت الدماء من وجهه ...
ركب إلى جانبة وقاد السيارة بهدوؤ بعد أن أدارة أذاعة القراءن ...
مرت دقائق قبل أن يختفي صوت القراءن الذي هدأ له قلبه ...ليجد أن أبيه من أغلقه ليسأله بأختصار :سلاحكم وينه .؟؟!
فهم أن قصد أين كان عنكم حين هاجمكم الحيوان المفترس :غفلنااا كانت الخطة أن نصيدة مايصدينا على أول سهرتنااا سلينا بالقصيد والقهوة وراح عن بالنا ...قام فياض قال بروح للخلى أقضيلي حاجة وأنت بكرامة ...روح وأنا غفلت بقهوتي وناري وأجهز عشانا ... يوم تنبهت إلا قلت ماهو رايح خالي أكيد معه سلاحة ..وبعدها بثواني سمعته يصيح يستفزع في والله مابين لقطتي لسلاحي والركض له ماكملت دقيقة لين لقيته على ذيك الحال هو طايح والسبع جنبة منحور ... وأنا مادريت أنه شيب أنا قلت ذيب ...مادريت أن هاك المخلوق البشع اللي قدر على فياض رغم جبارته ...
عقاب الذي صمت قليلاً وهو يستمع مانفع التوبيخ الآن لقد مضى القدر .. ولامفر من إرادة الله :أجل هو اللي ذبحه ...
بتال وهو يصد للجهة الأخرى حتى لايرى والده ألتماعة الدموع بعينية :أي بالله هو اللي ذكاااه وأنا متأكد انه جايه على غفلة ولا مايمدية عليه .. كان يقول لصدناااه بأخذ قلبه وكبدة لي فيهن حاااجة وأنا أنكر عليه وأقول السبع حرام أكله ...
هز عقاب رأسه بتفهم وهو يستشف الألم في صوت بتال وكأنه فقد الأمل منه ...هو من رأه فحين يفقد الأمل مابالي أنااا وكيف سيكون حالـــي .. يارب ليس أقربهم لقلبي ...لقد علمت الفجيعة التي تنتظرني ولكن هذا كسر ليس من بعده جبر .. هذا موت ليس بعده حياة ...عند هذه الفكرة عاد يردد :لاحول ولاقوة إلا بالله ...اللهم أني لاأسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيني ...
بتال من جهته كان يردد ليته أنااا ...ليته ألتهم الوحش وبت عشاء في بطنة ولايذهب فياض من يسوى الكثير في قلب والدية ... والذي جررته لحتفه بيدي ... وماله هو مال صيد الليل ...أنا الأحمق الذي أعتاد هذه المخاطرة ...ياليتي تركته نائم بفراشة ولايلقى هذا المصير ...هل ستسامحني ياأبي ..هل ستسامحني خالتي شعاااع لو فقدت ولدهااا ...
شعر بسكاكين تهاجم صدره وهل يهم بعد فقد فياض أي وجيعة أو لوم لااايهم .. ستساوى كل الأمور في عينة ...
وصلوا أخيراً للمستشفى أسرع يسأل عن وضعه وقد تناسى للحضة عدم مقدرة والده على مجارته بالحركة السريعة ..عاد ليساعدة على السير ..قبل أن يصلا أخيراً أمام غرفة العمليات التي كان بهااا ...ليجده على نفس الوضع لقد مرت ست ساعات كاملة وهو بالداخل.. يارب ألطف يارب ...
سلطان الذي أستيقظ متأخراً وكان يقضي صلاته سمع طرقات على باب جناحهم بقي على سجادته وهو يسمع حسناء تتحدث مع شخص بالخارج ..لتأتيه بفزع وهو من لم تتحدث معه منذ ملكة بتال :سلطان ألحق عمتي فهدة عند الباب تبيك ...
سلطان وقف بفزع فهو فكر أن أبيه قد حدث له شيء وإلا ماذا سيستدعي حضور فهدة بهذا الوقت خرج لها بوجه ذاك لتنادية لصالة منزلهااا ورأى فزاع أيضاً يخرج من جناحه وعلى وجهه ملامح النوم وبدأ فزعاً ايضاً
سبقتهم فهدة مع الجسر الواصل بين المبنيين .. لتجلس وتنظر إليهم بحدة :أجلسوا وش فيكم وجيهكم هاللون وانا ماقلت شي للحين ...
سلطان وهو يفرك جبينة بتوتر:ياعمة أنتي طيرتي عقلوناااا
فزاع يتلفت حوله بتساؤل:أبوي وينه ؟؟!!! ..ماهو اللي طالبنااا ..
فهدة وهي تسحب أكسجين لرئتيها :أبوكم ماهو فيه راح للمستشفى مع بتااال ..وأردفت بعصبية :أجلسوا لاتقفون فوق راسي اللي فيني كافيني ..
جلس الأثنان وهم يتبادلان نظرة غير مرتاحه :وش في أبوي وش حس فيه ؟؟
فهدة وهي تنظر بحدة لعينيهما وكأنها ترسل أشعاعات تجلد وصبر :أبوكم مافيه شي الله يسلمه لكم كم مرة تبغون أعيدهااا ..صمتت لتكمل :بتال وفياض راحوا يصيدون الذيابة وواحد منهم تعور شوي ...
فزاع بجزع هو بالتأكيد يحب أخوية بنفس الطريقة لكن وجيعة والدته ستوجعه : تقولين بتال راح مع أبوي ..يعني فياض اللي فيه البلى ..
سلطان الذي فهم منذ البداية فهدة كان ستصيح وتنوح لو كان أبنهااا المصاب ولن تتنازل لتطرق الأبواب على غرفهم وتنقل لهم الخبر .. عاد بعجلة من حيث أتى ...لايهم أيهما فالأمر بعينة سواى ..وهل يهم لو أنفقت عينه اليمنى أو اليسرى الألم واحد ...
فزاع الجالس ويديه على رأسه :أمي أمي ...آآه يافياض ياويل حالي من بعدك ..
فهدة بأمل لاتشعر به :ياأبن الحلال ماعليه شر بس تصوب شوي وبالعمليات بيقوم أن شاءالله بيقوم .. أنا بنزل لشعاع أعملهااا ..بس أنزل قبلي شف لو كان فيه أحد من البنات عندها مانبي زيادة لغي ونواح يحر الجوف ومابعد صار شي...
الشيء الذي لم يصير بعد هو موت فياض ..فهمها دون أن يفكر كثيراً عادا من حيث أتيا وسبقها فزاع للأسفل ..نظر لأمه التي جلست وأمامها قهوتها كعادتها وإلى جوارها راديو تعبث فيه ... عاد وهو غير قادر على مواجهتها ليهمس لفهدة أعلى السلم :تحت ماعندها أحد ..
نزلت فهدة السلم بثقل ..هي تعررف لسانها كيف سريع وغير قادر على كبح الكلام ...كيف ستنقل الخبر بأقل الأضرار لاتعلم ولكن تطلب الله أن يعينهاااا ...
شعاع التي أحست بصوت قدوم أحدهم رفعت رأسها لتجد فهدة على غير عادتها قادمة بهذا الوقت المبكر .. فهي أن جائتها تأتي وقت الضحى أو العصر ..وهي قد رأتها يوم أمس العصر حين زارت أسماء مالذي أحضرها بهذا الوقت المبكر ولكن لم تهتم فقد تكون المرأة منزعجة من شيء ما وأتت لتفضي لها به:أقربي يالله حيهااا..
فهدة التي جلست بتثاقل جوارها على الأرض :الله يحيتس ويبقيتس كيف أصبحتي ياأم سلطان ..
شعاع التي صبت فنجال ومدته لهااا :بنعمة وفضل من الله ...
فهدة سهت بعيداً وبرد فنجالها بيدها ولم تستطيع نقل الخبر بعد ..فشعاع حين لم تبادرها بحديث عادت لراديوهاا وتركته على أحد الأذاعات تستمع إليها ...
فهدة أخيراً :أقول ياشعاع ..
شعاع وهي تصب لنفسها فنجال :سميي ..
فهدة :عيالنا روحو تالي الليلوه هم عودوا ..!!!
شعاع بعفوية :لاوالله ياأختس توني أفكر فياض ورى ماعود يغير ملابسه مثل كل يوم ويروح لدوامه ..ياويلي من هالولد عقب ماترقى وفرحنا له بيخربهااا مع المسئولين اللي فوقه ...
فهدة بداخلها ياليتهااا فقط دوام ياشعاع أبنك قد لايعود أبداً ماأهمية الوظيفة والمنصب والترقية ومسئولية وكل الأمور الأخرى :والله وأنا أختس ماأدري وش أقولتس بس الخبول الله يهديهم خلصوا من خبالهم الأولي وقاموا بيذبحون السباع بيديهم يابلفيت بيسون سواة جدهم هجرس يوم كان ينحر السباع ...
شعاع بجزع :تقولين صادزة ...يافري جيبي فرياه ..عسى ماأحد منهم تعور ...
فهدة تهز رأسها بوجع :والله أنهم شوي هاه ماهو تسثير(كثير) طالهم شوي من أذاه ..وقالت لتطمئنها :روح لهم عقاب ويقول أن الأمور طيبة أن شاءالله ..
شعاع بشك :والله أن قلبي من صليت الفجر ماهو مرتاااح وبالليل فزيت مرتين ...فياض يونس (يشعر) وجع ... إلا والله أن فيه البلى أخوانه فوق رقود أكيد أنه متوجع واجد ...تكفين ياأختس قوليلي اللي صابه شيءً كايد ولاهوين مثل ماتقولين ..
فهدة اللي مهدت قدر الأمكان :أن شاءالله أنه حي أهم شي سلامته وماعلينااا من اللي غيره ...
غطت شعاع وجهه بطرف غطاء رأسها الذي لايفارقها كعادة كبيرات السن :آآه ياحر جوفي عليك ياوليدي ... يارب تسلمه لي ... ياضيمي بعدك وياوجع قلبي ...وش الدنيا تسوى بلياااك ...
سلطان الذي نزل ليجد أمه على ذاك الحال أسرع للخارج ,,قبل أن تلاحظة ,, فهو غير قادر على تهدأت نفسه فكيف يهدأها ...
بالمستشفى خرج إليهم أخيراً الجراح المسئول ليتحدث بأختصار مهني فكل يوم يمر بينه يديه العديد من المرضى
حتى أصبح التعاطف أمر شبه ملغي من حديثه :المصاب كان وضعه سيء للغاية الذراع تأذت كثير سوينا كل شيء نقدر عليه ..أحشائة كان فيها عدة أصابات تصنف كخطيرة ...راح يبقى تحت التخدير أجبارياً لمدة أسبوع على الأقل بيحصل مضاعفات ...سلامة أعصاب اليد مانقدر نقررها إلا بعد مضي فترة .. مازال على قيد الحيــاة ..لكن بعد كذا أي مضاعفات أي أمر آخر خارج مسئوليتنااا ..كمصاب أنقذنا حياته ...وحافظنا على سلامة أعضاء حيوية وخطيرة بجسمه ... لكن تشافيه بيد الله والوضع غير مطمئن فحياته وموته نسبهم متساوية ..دعواتكم له ...
وغادر دون أن يعطيهم فرصة ليتسائلوا أكثر وماذا سيكون السؤال لقد كان خبر موته وحياته متساوي لم يتغير شيئ ...
***
أستيقظت قرب الظهيرة ألقت نظرة على طفلها الغارق في نومه هل مرت أربع ساعات على آخر مرة أيقظها فيه مطالباً بوجبته ... هل حلت معجزة حتى ينااام كل هذا الوقت دون أن يقضها كل ساعتين كما في الأيام الماضية ..تركته على نومه ودخلت لتستحم فالنفاس مزعج جداً لها وهي لاتحتمل العرق والسوائل التي يلفظها جسدها عبر مساماته ...
عادة لغرفتها التي أغلقت تكيفها قبل دخولها الحمام .. جففت شعرها وجلست تقلب بهاتفها وأتصلت على الخادمة لتحضر لها طعام الأفطار التي أعدته لها والدتها بالتأكيد .. وبقت تقلب بالرسائل لتجد رسالة منه إلا يتعب هذا الأحمق ...ولكن قبل أن تحذفها لفت أنتبهاها شيء مريب فيها فتحتها على عجل لتجدها كالتالي ((أجل أخوتس أكله الذيب ..قلنا لكم كفايه هياااط ..غيري أسم ولدي لاننفضح بالعرب ...))
ردت عليه: ( الذيابه ماتأكل بعضها ,, بتبطي تدور على أخواني الردية) ..
قبل أن تخرج بفزع من غرفتهااا .. هي ليست حمقاء لتعرف أن رسالته لها أصل والمقصود بالتأكيد فياض لأنها طالبه بتغير أسم أبنه ... أسرعت للبناء الأخر .. لتجد الباب المغلق دائماً مفتوح اليوم أسرعت للجهة الأخرى .. من المفترض أن لاتسير بهذة السرعة بسبب وضعهااا ..ولكن عقلها سيزيع أن لم تعرف أصل الموضوع ..
ألقت نظرة سريعة للجالسات بأحباط ... حسناء مريم وليلى الباكية وسطهن ...
أسماء بحدة ونظرة قاسية :وش فيه وش هاللي وصلني من اللي أكله الذيب ...
لتصيح بتلك اللحضة ليلى بألم من سماع الجملة بهذة الطريقة :تقول أكله الذيب سمعتوا يعني مو كذب ...
حسناء بحوقلة وهي تنظر لمنظر أسماء بشعرها المنفك على ظهرها .. ونظراتها القاسية والتي ورثتها عن والدتهااا فهي طبع لاخلقة .. حتى بعز الألم تبدو جميلة أثيرية وقوتها مفزعة للنظر :أنتي ورى ماتقابلين ولدتس وتفكيناا من شرتس ...
أسماء بحاجب مرتفع :أنا وجهت السؤال لتس أنا أحاكي أختي ..ليلى من اللي أكله الذيب ؟!!...
ليلى بقهر :لاتقولين أكله جعله يأكلتس ...
أسماء ولم تهتز خليه منها:آمين وبعدين من هو ..
مريم قالت لتنهي هذا الموضوع فأسماء بألحاحها مزعجة وهي مطلوب منها أن تهدأ ليلى وبقيت الفيتات فهذة مسئوليتهن كنساء الأخوة يهدأن الفتيات ويهون الأمر على الرجال ...وكأن لامشاعر لهن :فياض تصاوب شوي بس يقولون طلع من العمليات مافيه شي أن شاءالله ...
أسماء بنظرة حادة :بعده عايش ...!!!!
حسناء بحوقلة من سلاطة لسانها فلم تشعر أنها تخطأ أكثر:لاتخافين لو مات بنسوي له عزاء ...
حتى صاحت ليلى على حسناء :جعلتس تسبقينه ...أنقلعوا عن ماأبي أحد منكم يامنافقااات ...
حسناء التي كان بتفكيرها لقد أستحقها تشعر بإن الله أقتص لظلم الذي يتعرضن له دائماً من تحت يده ...فهو بسبب نفوره من النساء يتصرف ضدهن بدكتاتوية وتشعر أن أخوته يتأثرون جداً بحديثه ...هذا غير حادثة الظرب الأخيرة فبينما كن بصالة المنزل العلوية فترة العصر يتحسين قهوتهن ...
ووسط أحاديث صاخبة والأطفال يلهون لاتعلم من هو الطفل الشقي الذي دخل جناحه وتسبب بإيقاظه ليخرج عليهم كأحد رجال الكهف غاضب حانق ...وبيده عقاله ويظرب كل شخص أمامه ربما لو وجد أحد والديه لما ميزة وأخذ نصيبة من الظرب ...
عبير لم تتحدث فهو سيكتفي بتوبيخ الأطفال ويغادر
ولكن هي حينما رأته يظرب أبنها دخلت بينهم بكل حماقة لينالهاا النصيب من عقاله ... قبل أن ينتبه على نفسه
ويشتمها ويعود لغرفته ....ولتشاركها عبير قلة الحكمة فتلقي
كلمة حانقة عليه الرجولة ماهي بالضرب الحريم ...
ليرميها بعقالة الذي نال من ذراعها ويصفع باب جناحه من خلفه ....
أنقطع حبل ذكرياتهاا ومازالت تفكر أنه يستحق ماحدث معه
للحسن الحظ لم يكن بتال فهو زوج أختهااا ..أما هذا البربري فيستحق كل مايحدث معه ...هذا قليل من جزاء الظلم الذي يتعرضون إليه بسببه ...


أسماء أقتربت منها بعد أن غادرت مريم وحسناء وكأنهن أستغلن الفرصة لتخلص من هذه المهمة الصعبة :وليش البكاء بعده عايش الحمدلله ..
ليلى بقهر :أنتي ماتفهمين بالعمليات جالس ست ساعات مفترسة الوحش من كل جهة ...
أسماء :بس ولو الحمدلله عايش وش بيفيد صياحك أجلس أدعي له ..صلي الضحى وأدعي شوفيني ماأقدر أصلي الصلاة بتريح روحك بعدين خليك واقعية الصياح يرد شــي ..لو بيرد بكينا سنين قدام عشان نرجع كل اللي راح ...
ليلى التي يتناقض شعورها مع تناقض كلمات أسماء القاسية للحضة وواقعية بلحضة أخرى ..رغم كل الكلمات اللي أنصبت بأذنها منذ وقع المصيبة من حسناء ومريم لم يلامس قلبهااا شيء مثل وقع كلمات أسماء ..لأنها شعرت بها تشاركها نفس الألم ... هو أيضاً أخيهااا وربمااا أقرب لقلبها منها كأخت ...صحيح أنه دائماً ينظرون لها كأبنة فهدة زوجة أبيهم القاسية فهي على غير أخوتها الذكور المتقاربيين معهم جداً ..فأسماء كانت دائماً أبنه فهدة لاأختهم ... ربما لأنها أبنه فهدة الوحيدة فقد أغدقت عليها بالدلااال وأعطتها الكثير من صفاتهااا .. ولكن هي تعلم أن قلبهااا يكن لهم الحب ولو على طريقتها الخاصة ...
ليلى من بين دموعها :أنا ماأقدر أتخيل الحياة من بعده ...
أسماء تزرع الأمل لنفسها أولاً :اللحين خلاص ذبحتيه وبتتخيلن الحياة من عقبه ..بكرة بتشوفينه راجع وصوته يلعلع بالبيت يسب ويشتم ويلعن كعادته ...وتقولين الله يصبرنا عليك ...
ليلى وهي تتخيل منظره المعتاد :يارررب يارررب ...
أنسحب أسماء بهدوؤ عائده لصغيرها الذي بالتأكيد صحى وهي تركت خلفه دون أن تطلب من أحد أن ينتبه عليه ...
دخلت لتجده محمول من قبل آخر شخص تخيلته هذه اللحضة لتسألها بأستنكار :وش تسوين هناا ؟؟!!
خزامى التي تحمل الصغير وتهزه ليصمت عن صياحة :أمي أرسلت لك الفطور هي اللي سوته العمة فهدة وصتها قبل تروح .. وأنا جبته لك بس ماكنتي فيه ... والصغير يبكي ..
أخذت أسماء طفلها وطلبت من خزامى أن تخرج قبل أن تناديهاا بآخر لحضة :أنزلي مباشرة لتحت ولو شفتي أي أحد لاتحتكين فيه على طول على بيتكم ..
هزت خزامى أكتافها دون أهتمام فهي تعي جداً أن أسماء أصغر منها ولاتعلم لم تسلطت عليهااا وهي ترى نفسها أذكى وأكثر خبرة وتعتقد أنها حمقاء لاتفهم لما هذه الأرشادات ...
ولكنها تشعر بألم يجعلها لاتهتم بتسلط أسماء ..نزلت السلم وأسرعت عبر الساحة الوسيعة وألتفت من خلف القصر حيث النخيل وملحقهم يختبأ خلفهااا ...
دخلت مباشرة لغرفتهااا هي تعلم أن أمهااا في المطبخ تنتظر ليعدوا المنتو الذي تعده للغداء ولكنها منزعجة جداً متوترة ..وغاضبة وهي تعرف سبب تجمع هذه المشاعر بقلبهااا هذا اليوم ...فهناك عبرة كبيرة تسد حلقهااا منذ سمعت أمها تنقل الخبر الذي وصلها لأبيهااا وتسمع صوت دعائة وأبتهالاته لله أن يشفي أبن الشيخ ...
عقلها لم يستوعب بعد الحادثة ..هو لم يصاب بطلق ناري ولم يصطدم بسيارته الذي صوت صرير عجلاتها وهي تسابق الريح يسمعه كل من في القصر حين يقرر مغادرته ... ولم تقرصة أفعى بل ألتهمه وحـــــــش .. أي مصير بدائي همجي يواجه .. حقاً هو المصير الأغرب الذي سمعته بحياتها ... دخلت عليها بلقيس بلباس المدرسة وبدأ وجهها شاحب وهي تسأل :صحيح اللي يقوله الصغار ... فيه أحد أكله ذيب ..يعني القصر فيه ذيب ...
خزامى وهي تنهض من مكانها وتتظاهر بتسريح شعرها أبتسمت بأرتجاف :بلاعباطة أيش يجيب الذيب للقصر لاطبعاً كانت الحادثة في البر عند جمال الشيخ ...
بلقيس بذهول :يمممة أكله يعني مات ...
خزامى تعض شفتها حتى لاتظهر رهبتها من الكلمة :باقي حي يعني أصيب بس ..خلاص فكينااا من هذا الموضوع أنا بروح أساعد أمي الغداء وزغرطي يابلقيس الغداء منتو ...
بلقيس بوجه شاحب وهي تكاد تتقيأ:باقي تفكروني بأكل لحمة بعد اللي سمعته ...
توجهت خزامى للمطبخ لتبادرها أمها :وين رحتي يابايرة كم لي أنتظرك تساعديني هذي الخدمة اللي تسوينها لأمك ...
سمعت تحذير والدها الذي غرفته قريبه من المطبخ :يارضا الكلمة هذي لاعاد أسمعهاااا ...بناتي ماينقال عليهم كذا ..
ولأن أمها لم ترد مجادلته حدقت بها بعيونها الممطوطة وأشارة لهااا أن تقترب منها لتمسكها مع أذنها :خلصي الباقي
ونظفي المطبخ وروحي أكوي الملابس ...
خزامى ويدها على أذنهااا :كل هذا عقاب عشان أبوية مايرضى علينااا ...
رضا بتوبيخ هامس:ياخايبة أنا بروح أشوف عمتك شعاع أكيد تعبانة ويبغى لها مداراة ...
خزامى مسكت يدها وهي تفرك أذنها :أمي لاتروحي هناااك .. بيرمون عليكك كلام خايس ...أرجوك أمي ..
رضا تنفض يدها :أنا رايحة للعمة شعاع ياماساعدتني باللي عندها وماتخلت عنا واللي يتكلم كلامه مردود عليه .. أنا أسوي الخير لله مو عشان الناس ..
هزت رأسها بيأس .. وأنجزت الأعمال التي طلبتها منها أمها وبالتأكيد لم تستطيع تناول الطعام بعكس بلقيس الذي نست ماذكرته سابقاً عن عدم قدرتها على تناول اللحم بعد اليوم ...وأنقضت على الطعام بشهية مفتوحة ...تركتهم خلفها ودخلت للغرفة والدها جلست على الأريكة الوحيدة الموجودة بغرفته .. لقد أعتقدته نائم وغرفته بصوت القراءن المنخفض المنبعث منها تهدأ روحهااا الجزعة ....
سمعت صوته يسألها :يابنتي ماجاكم خبر عن فياض ...
خزامى تعدل من جلستهااا :لاا مافيه خبر ..هو نفس الوضع يحتاج أيام أكثر عشان تتحسن حالته ...
أمين بعد كحة خفيفة همس لها :أنه مايجي خبر هذا خبر زين ..
خزامى التي أقشعر جسدها للفكرة صمت أبيها يعني بالخبر المنتظر مــوته ..
ليعود ليخبرها :عمي عقاب(( أمين ينادي عقاب بن نايف بعمي منذ كان يعمل معه كجندي تحت أمرة وكان حينها بن نايف عقيد ..فقد كان أمين صغير السن أغترب عن مدينته وتعرض للعديد من الصعوبات بالعمل تكفل عقاب فيه منذ رآه .. وكان يطلب منه خارج أطار العمل أن يناديه بعمي ..فقد أعفاه عن الدوام الرسمي ووجهه ليكون سائقة الخاصة )) يحب فياض من بين باقي أخوانه يقول يذكره بأبوه نايف غير أن الترقية اللي تمناهاا كثير جته باليوم الثاني من ولادة فياض ...فأرتبط عنده الفرح بهالولد ...الله يحفظه له ...
××صحــوت اليوم على خوف جديد تعلمه قلـــبي ..الخوف من فقدك ..××
كانت تقرأ على والدتها المنهارة القراءن وهاتفها لايتوقف عن الرنين ....لقد فهمت أنه وصل الرياض ..
ومن حينها لم تتوقف الرسائل من التدفق على هاتفها ...
ردت على أحد رسائلة بحدة ((ترى اللي فيني كافيني
سوو واجبك وتوكل على الله ماأبي مقابلك ولاشوفت وجهك
وبناتك تلفوناتهن عندك دق ويجنك ...))
قرأت أحد رسائلة العديدة قبل أن تغلق هاتفها :
(( الشوق وصل حده .. كل شي بالرياض يذكرني فيك ..
فطوم تكفين خلينا نتفاهم ..قابلني بس بسلم عليك ))
كم مضى من وقت هل تتحدث عن الشوق الآن
ست أشهر منذ غضبت وتركت المنزل خلفها ..
ماهذا الشوق بعيد الأمد ..
دع الشوق للعروس الجديدة ..وتركني أعيش حياتي..
لاأريد للأشواق ولاغيرها من العواطف البالية الدخول للحياتي فيكفيني كسر واحد ...
لست مستعدة للتكرارة عدة مرات ...لقد أكتفيت منك ..
ومن عائلتك وكل شيء يأتي من طرفك ...
أريد أن أعيش حرة نفسي مرة أخرى ..
وأعود لكنف والدي وعائلتي التي خرجت
منها مبكراً للزواج منك ..
العيش قرب والديي أفضل بألاف المرات من العيش
مع رجل ناكر للجميل مثلك ..
لقد شعرت أني أتنفس أخيراً في منزال والدي بعد الكبت
الذي عانيته للسنوات وأنا أشارك عائلتك نفس المنزل الضيق
أما العروس الجديدة فقد حضرت لها منزل آخر قبل أن تطلبه حتى ...
فعرفت نوع العدالة التي ستطبقها بيننا لذا فضلت الهروب من هذا الجحيم فلست مستعدة للتذوقه بعد ...
لم أعد صغيرة وأخشى على نفسي من الأمراض المزمنة
لو أستمريت بالحياة معك ...


"عندما إكتشفت انتهاء مدّة صلاحيتي في قلبك لم أضيع وقتي في البحث عن استفسارات حملت ما تبقى من كبريائي ورحلت بصمت لن أسمح لأحدٍ أن يجعلني وقته الإحتياطي إما أن أكون على رأس الساعة والإهتمام ، أو أدعْهم وارحل ففي الكون متّسع والحياة لا تقفُ على أحدٍ "




****



وقفت الفتيات الثلاث تحدقن بالذبائح على عددهن ..
ياسمين التي صوتها أنبح من البكاء على خالها :على عددنا والله ..
يارا تهز رأسها وهي الأكثر تماسك بينهن :يعني كل وحدة عليها ذبيحة ...
ولكن الباب الذي أنفتح للمرة الرابعة ليدفع فزاع الذبيحة الرابعة ..وتحت نظراتهن الذاهلة والذي فهمها مباشرة :المجلس مليان رياجيل كل الصوارم عندنا وش بيعشيهم !!!
ليلى بتردد :طيب من بيطبخهااا ...
فزاع بنرفزة ..أخرج هاتفه ليتصل فيهااا :أنت وش تسوين فوق أنزلي بسرعة ترى ماني ناقص ملاقتس ...
يارا بيأس من الوضع ومنظر تكسر أظافر مريم وهي تقلب الذبيحة بالقدر لايفارق خيالهااا :خالي يعني اللحين الفزعة مريم !!!
وحين حجدها بنظرة غاضبة :دبرن عماركن ...نادن أم نايف وأم حاكم ...المهم تطبخنهاااا ...
وغادر غير عابيء بتبرمهن والأعتراضات من خلفه ...
ياسمين تلتفت على ليلى :أنتي أكبرنا وش نسوي ...
ليلى بعد تفكير قليل :لينا قطعي بصل ...
يارا تضع يدها على راسها :والله اللي تعشوا الفجــــــر ..
دخلت عليهن بتلك اللحضة كأعصار ..نزعت عبائتهااا بقماشها الحريري شديد السواد ... لقد علمت بأمر الذبائح ..والتي جائت لشعاع بتصرف بديهي لأن أبنها المريض ...ولكن منزعجة هي من عشر سنوات من تطبخ عشاء ضيوفة ...فقط تخلت شعاع عن هذه المهمة منذ زمن طويل ...فكرت أن تنقل الذبائح لمطبخها لتطهيها فهي غير متعودة على العمل بمطبخ آخر ..وخصوصاً مطبخ شعاع العشوائي حسب رأيها ...فالخادمات يعبثن فيه كما يشأن ...ولكنها خشيت من غضب عقاب ...
ليلى بتردد :عمتي فهدة ...
فهدة بأنزعاج وهي تتوجه لذبائح وتكشف عنهن :أيه عمتس فهدة من بيسنعكم غيرهااا ...
تبادلت الفتيات النظرات ولكنه سعيدات جداً ...فوجود فهدة يعني الأمر حسم هن مجرد متفرجااات ...
فهدة بأنزعاج وهي مستمرة بالكشف عن الذبائح :ليه بخلي عشاء ضيوف عقاب لتسن بعد كل هالسنين بتفضحونا بالعرب .... وصاحت بأستهجان :وين فاطمة ...
يارا بخوف من حدة صوتهااا :أمي عند جدتي شعاع تقرأ عليهاااا ...
فهدة وهي تقلب نظراتها بينهن :طيب يالله كشف عن ذرعانتسن وتعالن ساعدني ...
وأستمر الوضع أسوأ فأسوأ ففهدة لها مستوى معين بالعمل ..وهن لايرقن لربعة ...فالثلاث فتيات لم تتعدى خبرتهن بالطبخ ساندويتشات كودو وتورتيلا والبيتزاء والبرقر والمكرونة ...
فهدة بأنزعاج وهي تتأكد من أحد الذبائح ومدى أستوائها :لا وتبن تطبخن الذبايح لحالتسن والله لألقى حاطين عليهااا صلصلة البيتزء ...
ياسمين بصيحة استنكار :مو لهدرجة ياجدة لاتحطمينااا ...
فهدة وهي ترمقها بنصف عين :أنتي لو تشتغلين كثر ماتكلمين يمديتس صرتي الأولى بالمطبخ ....
يارا بشماته :أحسن صكي فمك ...
فهدة وهي تقلب الذبيحة:إلا يقولون أبوتسن جاء ..ماسلمتن عليه ...
ياسمين بلؤم:هذا موضوع شخصي ياجدة وماأنحب نتكلم عنه ...
فهدة بأستنكار :ياعوبتسن عوبااااه أمتسن بنت حلال من وين جبتن هالعوابة ...أكيد من عمتسن غادة ...
فهدة تردف حين لم تجد رد منهن ...فيبدو أنه لايوجد حمية لعمتهن بقلوبهن أليست من سعت في زواج والدهن :عاد أسمعن العلم أبوتسن بيبقى أبوتسن ويكفي أنه مخيلتسن على راحتسن ماقال بأخذهن بالغصب واللي بتسوونه سووه ...قدم مصلحتكن على العنــاد والعنجهية ...
يارا تهز قدمها بأنزعاج فآخر من سيستمعون لنصيحة زوجة جدهن :ليه وش بيسوي بيأخذنا غصب عن أمي ليه وين وراح جدي عقــــــاب وخوالــــي ..
ياسمين بتدخل ناري: أبوي أصلاً ماهمينااااه نايم بالعسل ويحضر للعرسة وحنا آخر أهتماماته خليه يروح يجيب له ولد يفرح قلبه ويفكنا من شره مو حنا البنات الكخة ..
صمت الجميع على صوت الضجيج القادم من الخارج ...
لم يكن صوت عادي أبداً ... لقد كان أشبه بأقتتال ....











أمام المجلس الخـــــارجي الذي أكتض بالصوارم من أبناء عمومة عقــاب بن نايف وكل من يعنيه أمرهم ...الكل أجتمع لمواساته على مصيبته في أبنه ...بل البعض قدم من المناطق المجاورة ...فسرعت أنتشار الخبر كانت أسرع من أنتشار النار بالهشــــــيم ...الكل سمع الخبر والبعض رأى الفيديو التي أنتشرت لاحقاً لصورة السبع الذي صورة أخوته وهم يشيدون بأخيهم وأنه تثارى لنفسه قبل أن يفقد وعية ....
وأن عيـــــال هجــــرس لحمهم ليس طري لتأكله الذياب ...
(( أبناء عقاب بن نايف بن هـــــجرس الصوارم .. هجرس صائد السباع ... أشتهر بين جماعته بذاك الزمان بقتله للحيوانات المفترسة المنتشرة حوله ..من ذئاب ونمور عربية والضباع والفهود .. وكأنه وضع على عاتقه القضاء عليها ...وكانت بدايته حين ذبح السبع الذي ألتهم ناقة عمته الوحيدة وصاحت وأستفزعت فيه بألم الفقر والحاجة وكان عندها بالرابعة عشر من عمره سخر الجميع منه مستنكرين أن يكون ذبح سبع حقاً فأبن الحصيني ..فالهجرس صغير الثعلب ..وعند البادية يسمى بالحصيني ..لايمكنه ذبح السبــاع ..
السخرية أحيان تكون دافع للتفوق ..بعد موته بقت أسطورته كصياد للسباع .. وأتبع طريقة بعض أحفـــاده بعد ذالك ..حتى زمننا الحالي ولم يعد يفعلها إلا أبناء عقاب بن نايف بين فترة وأخرى على سبيل المتعــــــــة لاأكثر ومن باب أولى للدفاع عن ماشيتهم ...))
وعقاب الذي فجع بأبنه الليلة الماضية ... هاهو يقف اليوم وعصائة تهتز تحت يده يحدق ببلقيس الباكية الصارخة أمام باب مجلسه ويلتف من حولهااا أبنائه يحاولون أبعااادهاا ..حتى لايصل صوتها للرجال بالداخل ....
بهذة اللحضة تجلس تحت أقدامه تبكي بأنكسار بفجيعة مصيبة أخيــــــــها :تكفى ياعمي عقـــاب تكفى بيموت أخي بيموتونه ...وصاحت بقهر :أنا الغلطانه هو ماله ذنب ماكان متعمد ...
سلطان الذي أعتصب بشماغة بدون عقـــــال وفعل ذالك بقيت أخوته :خلاص يابنت الحلال وخري اللحين عن مجلس الرياجيل وبعدين نتفاهم ...
وهو يقصدها حقاً سيتفاهمون على الموضوع حقاً وهو يعتقد أنه لايتعدى شجار بين أطفـــال ولايستلزم كل هذا العويل فلديهم من المصائب مايكفيهم ...
عقاب بنبرة حادة :قومي يابنت الرياجيل يسمعون وحيتس (صوتك ) وش فيه أخوتس ...
وقبل أن تشرح ومازالت على وضعها على الأرض مصدومة بحجم الكارثه التي تسببت فيهااا ...فقد كانت مع الأطفال بالحديقة معهم وسام ..كان الوضع عادي جداً حتى جاء بعض الشباب وجلسوا على الطرف القريب منهم من الحديقة وبدأوا بمضايقتهاااا ... وحدث شجار بينهم بل هي أشتركت بذالك الشجار وهذا مازاد حدته حين تلفظوا عليهاااا ...
كانوا ثلاثة وأخيها شخص واحد وأكبر منه بالعمر ... والأسوأ أنهم من الجيران ... حتى أخرج أحدهم سكين وأراد فيها طعن وسام ...عندها تفاقم الوضع وأنقلب بصورة مفزعة ..فوسام هو من طعن ذالك المعتدي ... وصاح بها أن تعود للمنزل وكان طوال الشجار وقبل أن يبدأ يطلب منها العودة ولكنه حمقاء ليتها أنصرفت بالوقت المناسب ...
وهاهي تحت أقدام العم عقاب تستجدية أن ينقذ أخيها من مصيرة المهلك .....
جاء حارس البوابة المصري يركض بجزع :ياعمي ألحق ياعمي عقاب فيه رجال عند الباب معهم سلاح عاوزيين يدخلون بالقـــــوة يقولون أن ذباح ولدهم في القصر ...
ليخرج عندها وسام من خلف الأشجار والسكين مازالت فيه يده ومغمورة بالدماء ....
لتدور كل الأنظار عليه ... هز عقاب رأسه بقهر ... هذا ليس الوقت المناسب لهذة المصيبة هو غير قادر على التعاطي معها ...أنه أبن أمين ولكن كيف سينقذة ...
يريد أن يسأل عن حال الضحية ولكن لسانة غير قادر على النطق ...يريد أن يطمئنة وأنه في منزله وبحكم الدخيل ولن يفرط فيه ولكن ضاعت الحروف وبقى على تلك الوضعية ذاهل مابين الصغيرة المنكبة على قدمية تتوسله ...والفتى المرتعش بعد أرتكاب جريمته .... حينها خرج بتال الذي كان بالمجلس سمع بعض ماحدث وحاول أن لايلفت الأنتباه أكثر ورفع صوته بالحديث بعد أن صمت الجميع بوجل ....ليتجاهل الضيوف أيضاً أحداث الخارج فليس من أحترام المعزب أن يتنصتوا على مايجري في بيته ويعودوا للحديث في مابينهم ...
توجه للفتى المرتعش كان سيأخذ السكين منه قبل أن تمتد يد من خلفه وتلتقط السكين المعنيــــــة بكل مهارة ...
ليقلبها بين يديه هو يمسح الدماء على ملابسه وبنفس اللحضة ينزع شماغه التي عصب بها رأسة ويمسح بها جيداً مقبض السكين .. وبيده اليسرى شد أعلى ثوبه حتى تمزقت أزرته ...
بتال الذي يتأمل فعلته كان يريدها أن يفعلها هو ليهرب من مواجهة أبية فهو لايطيق النظر لووجهه المملوء بالفقد :أنت أعسر ماراح تمر عليهم ...
الحكم الشاب الأسمر الطويل بصوت واثق لا يتحمل الجدال :هالمرة ماراح تعداني .. وتوجه للبوابة ليلحق فيه باقي أخوته وعقاب الذي همس لبلقيس وقد أستطاع أن تنفك عقدة لسانة أخيراً :روحى على بيتس أنتي وأخوتس ماعليكم شـــــر وأنتم في بيتي ....
سار خلفهم بخطواته الرتيبة هل سيفقد أثنين بليلة واحدة .. هذا ماكان سيطلبه منهم على أحدهم التضحية فلن يخرج الدخيل من بيته .. وأبنائة الذي عرفوا طبعه لم يتأخروا وتصــرفوا كما عودهم ...





توقف خلفهم بخطوات وهو يرى أبناء أحد جيرانه مدججين بالأسلحة من رشاشات ومسدسات ...وكان أحد هم يصيح وقد رمى شماغة على الأرض بقهر :طلعوا ذباح اخوي والله لتطلعونه وإلأ بنبيدكم هالليلة وماتطلع عليكم شمس بكرة ....
كان حينها الحكم يبتسم في وجهه بسخريته المقيته :وش بتسوي فيه يعني !!!
أخ الضحية الثائر :بذكية غرب وش بسوي فيه يعني ...
سلطان بنرفزة وهو يقدم الحكم :يالله ذكة وشوف كيف بتطلع الشمس عليك أنت ...
أخ آخر للضحية :بنسلمه للشرطة حنا دقينا عليهم وبيحضرون اللحين ...
الحكم المتكتف :وأنا بعد أقولها نحتكم للقانون واللي يأمرون عليه رجال أبو فهد حاضريين له ...
همس فزاع من خلفه :ماهو وقت التهريج لاتستفزهم ...أبوي ماهو حمل مصيبة جديدة...
وصلت دوريات الشرطة بتلك اللحضة .. ولم تكن واحد أو أثنتين بل كانت أربع ..وكأن أحد قد وشى لهم ستحصل معركة دامية عنوانهاا سنموت دون أبننا .. سنأخذ بثأر أخينا وأبن عمنا ...أقترب الضابط قلب عينيه بين الوجوه المتحفزة للأنقضاض على بعضها البعض ...
سأل عن المتهم ...أشار إليه أخذ الضحية ...
ليسأل عن أسمه وهويته وعمله ... وهو يضع القيود بيديه ...
ليقترب من الخلف عجوز قد شاب شعر رأسه ولحيته وأنحنى ظهره لبس عمامته ولف عليها عصبة فهو لايعرف العقال ... عمره لاتحصيه الهويات الحديثة فلايعرف سن ولادته إلا الله:تخسون إلا تخسون تأخذون ولد قصيرنا ... لو يموت لكم عشرين ولد ماتشكون جاركم أبو سلطاان ...
ومد عصاه التي كانت أثيرية فربما ألتقطها في شبابه من غصن شجرة ونحتها حتى أصبحت على هذا الحال ليظرب القيود التي وضعت على معصم الحكم :فكوووه اطلقوووة مانشكي قصيرناا ولانقاضية ولو ذبح كل عوالنااا ...


تقدم عقاب بعد أن كان يشاهد من بعيد فليس لدية القدرة على الدخول في هذه النزاعات فهو لم ينسى الضيوف الذي تركهم خلفه في المجلس ..ولكن حين رأى العجوز الذي قام من فراشه وخرج من منزله ليناصره كان يتحتم عليه التقدم له:ياأبو ذيب خل الرجال الحكومة يشوفون شغلهم ..انت راعي الأولة يابن خلف ومعروف قصيرك مايضام لكن هذا الزمن أن ماطاعنا وإلا طعناااااااه ...
الضابط الذي بعد أن أخذ أسم الحكم تعرف لأسم والده :تقدم ليصافح عقاب بسعادة غامرة ليس وكأنه قد جاء ليقبض على أبنه :الفريق عقاب بن نايف لي الشرف بلقائك وسعيد بمعرفتك ... ويحز في نفسي أنا نتقابل بمثل هالظروف وعاد ليلتفت لشاكين المدججيين بأسلحتهم :لكن هاللحى الغانمة أن شاءالله أنها بتنازل عن حقها ومثل ماوردنااا عن المصاب أن حالته طيبة ووضعه يسركم ومايحتاج لكل هالعصبيات ..أنتم جيران ومثل ماقال العم الطيب راعي الأولة القصير مايشكي قصيرة وأنتم كلكم عيال حمايل وعلمكم غانم وهي حزة شيطان ودخل بين الشباب والحمدلله أن كل شيء طيب والله يعافي المصاب ... وغير أن الحكم مثل ماطلعنا وظيفته حساسة وبيتعرض للمسائلة في عمله وبتكبر المشكلة وأنتم ماترضونهااا لولد الفريق عقــــــاب بن نايف جاركم وقريبكم وولد عمكم ...
الرؤوس كان تنخفض أكثر وأكثر بأحراج ...فبعدما كان الحق معهم وكأن الأدوار أنقلبت ... فأيضاً مالم يذكره الظابط أن أخيهم الباديء بالشجار والسكين ملكة ... حين أخبرهم أخيهم الآخر وأبن عمهم المرافقين للمصاب بالحادثة لم يذكروا أن الجاني أبن عقاب بل فقط ذكروا أنه دخل لمنزله ... وكان يغالبهم الظن أنه أحد أقاربة جاء لزيارة وأرتكب الجريمة ...
الضابط عاد ليسألهم :وش رايكم يالحى الغانمة أنا ماأجبركم على شيء تبغون نأخذه معنا ونسجل المحضر أخذنا وسجلنااا وقفنا الجاني .. وأذا ماودكم بالشينة على جاركم وأبن عمكم بن نايف خلونا نقفل الموضوع بهاللحضة .. والأصابة سطحية بكرة على الكثير ولابعده وهو وسطكم ...
تبادل الأخوة النظر وخصوصاً بعد خروج جدهم الأكبر فهم يخشون أن تتصعد الأمور ضدهم .. ليقاطعهم الجد :فكوا ولد عقاب مافيها مشاور .. والله يالي يشكيه لاني جداً له ولاأعرفه ..
هز الأخ الأكبر رأسه :شورك ياطويل العمر وهداية الله ..حنا متنازلين أذا كان حاله على ماقلت ..
أعطاه الضابط نظرة أستنكار قبل أن يشير لأحد العساكر المرافقين له أن يفك قيده ..
الحكم وهو يفرك ذراعة :الله يكثر من أمثالك ...
أدى الضابط والعساكر المرافقين له التحية للفريق أبن عــقاب ..قبل أن يغادروا بدورياتهم ...
وأفترق الجمع ببعض عبارات أعتذار ودعوات للمصاب بالشـــــفاء ..
فزاع الذي كان يسير خلف الحكم ظربة على ظهره بخشونة :ماشاءالله على الحظ لو هو أنا مات المصاب وأخذتها قصاص ...
الحسن الذي حظر متأخراً :ليه ماخليتوني أنا أشيل القضية ..
فزاع يهز رأسه بأستسخاف :أنت شل عمرك وخل القضايا عنك ....ويالله تعالوا نتأكد من تنظيم العشاء قبل نقلط الرياجيل ... دخلوا لصالة الطعام ليجدوا السفر ممدودة وعليها كل مالذب وطاب من الأطعمة فقط تبقى صحـــون الذبائح ...
توجهوا للمطبخ الخارجي لمنزل شعاع ليجدوا ثمانية صحون قد جهزت وغلفت ...
فزاع للفهدة التي كانت تقف على رأس الخادمات التي يغلفن الصحون :بيض الله وجهتس ياعمة ...
فهدة وهي تمسح عرق جبينها :أنت وش بلاكم طلعت أصواتكم هاللون ..
فزاع يحمل أحد الصحون ويخرج :بعدين يجيتس العلم بعدين ...
ولحق به الحسن والحكم كل منهم يحمل صحن فارين من والدتهم التي لو عرفت مافعله الحكم ستجن ...وليس غريب أن تداهم الملحق وتطرد ساكينة فهي لطيفة ومشفقة عليهم فقط أذا كان الموضوع بعيد عن أبنائهااا ...




بعد أنفضاض المجلس ومغادرة أغلبية الضيوف بعد العشـــاء ..
سلطان كان يجلس مع أبو يارا وبينهم حديث جاري ...
أبويارا :أنا طالبك أنك ماتحلف ..هنا الشارع اللي وراكم بنأخذ لنا شقة وباتسر وحنا عندكم ..
سلطان بأصرار:يارجال حلفت ماتنام إلا في غرفتك اللي أنت خابرها ...اللحين تترك كل هالغرف والنظافة وتروح للفنادق والشقق ... يارجال والله أنك بتمرح عندنا خل عنك بس ..
بتال الذي وقف ليغادرهم فهو لم يفكر أبداً بوالد يارا وأين سينام وكل هذا الأمر فهو قد كش منه بعد حادثته الأخيرة مع أخته والأنفصال الجاري بينهما ...كان قد وصل لباب المجلس حين أستأذن منهم وخرج ليعود بعد أن برزت لذهنة جملة ما قد رمتها عليه فاطمة ذات يوم ...عاد ليسأله وهو تقريباً يقف فوق رأسه :وش سويت في ملفات بناتك نقلتهن !!!
أبو يارا الذي تفاجيء بعودة بتال وكان وجه وهو مقبل عليهم متغضن على غير عادته :يابن الحلال أذكر الله وش أنقلهن أنا أبي بنياتي وأمهن عندي بالدمام هذي مرحلة وبتمر ...
بتال بأنزعاج : مرحلة أيش اللي بتمر .. أنت عندك علم أن بنتك تداوم بالجامعة عندنا هنا له شهريين ... وبناتك الباقيات بعضهن جالسات بالبيت المدارس طاردتهن ... ملفات بناتك أنقلهن .. البنات مالهن طلعة من الرياض واذا متمسك فيهن وفي أمهن حط لهن بيت هناااا ....
سلطان الذي توتر من تدخل بتال وهجومه على والد يارا فهو يحاولون حل الموضوع بدبلوماسية قدر الأمكان ... لايعلم بماذا يفكر بتال حين قطع كل هذه الشروط هل يعلم أبيهم عن هذه القرارات .!!! عن أي منزل بالرياض يتحدث ..
غادر بتال بوجهه المتغضن...
أبو يارا بوجه شاحب :تكفى ياأبو نايف أن مالي بالشحططة أنت عارف دوامي هناك وأهلى هناك وش أسوي بالرياض ...والله لو أحط لهن بيت هنااا لأقضي عمري كله على هالخط ...
سلطان الذي لايعلم بعد من وضع هذا القرار ولكن لايريد كسر كلمة أخيه :والله وأنا أخوك المرة روحت معك وقامت فيك وملت لك البيت من هالغزلان وأنت اللي حطيت على راسها مرة ...خلاص أرضى بالواقع ...بناتنا نبيهن عندنااا .. وأنت الله بيرزقك من مرتك الجديدة بالعيال والله يعينك على تربيتهم ... وبناتك ومرتك محد حارمك منهن .. بس خلاص وخيتنا نبيها عندنااا وأنت الله يستر عليك مع اللي أخترت ...
كانت بلقيس تنتحب بحضن خزام التي تواسيها بعد العاصفة
التي مر فيها منزلهم الصغير قبل قليل ...
وهي لاتصدق بعد أن أخيها وسام المسالم قد طعن شخص مااا ..
وأحد أبناء الشيخ تكفل بالقضية ...حتى لايسجن وسام ...
ياءالله كم سيحملهم الشيخ من فضل بعد ..
تعتقد لو عملوا خدم عنده لن يوفوا مواقفه معهم ...
وسام قد أختفى .. ووالدتها غاضبة لحد الجنون من وسام وبلقيس وتبكي طوال الليل من الموقف الذي وضعوهااا فيه ... فهي مصدومة من أبنها كيف أستطاع أرتكاب هذه الجريمة ومن جهة أخرى حين علمت أن أحد أبناء العم فهدة من حمل القضية جنت من جديد ...ففهدة لن تمرر له الموضوع بسهولة فهي تعرفها جيداً هذا ماكانت تردده ...
لحسن الحظ أن أبيها المريض قد أخذ دوائه الذي يجعله ينام لفترة طويلة دون أن يشعر بشيء ...وإلا ستتأثر نفسيته فهو مازال تحت تأثير خبر أصابة فياض الذي أرهقه ..فكيف بهذة المصيبة التي بطلها أثنين من أبنائه ...
خزام لبلقيس المنتحبة :اللحين مو تقولين مالك ذنب وهم الغلطانين تبكين ليه ...
بلقيس التي أنتفخت عينيها الأسيوية من شدة البكاء وأحمرت أرنبة أنفها وشفتهااا : مقهورة ياخزام من كل شيء ليه يصير فينا كذا ... كان وسام بيتدمر مستقبله بسببي ...خزام أنا مو مثلكم أنتي و أمي أنا ماأقدر أتلون حسب الظروف ... قلبي يعورني على نفسي وأنا أبكي عند أقدام الشيخ عشان ينقذ وسااام ...أحس بالأنكسار والضعف أني مضطرة لأنسان ...
خزام تهدأها :طيب خلاص والله فاهمتك وعارفة وجعك بس وش بيدنا نسوية حنا الله خلقنا كذا ..والحمدلله أن الله سخر لنا الشيخ وعياله ولا ماهو ملزومين فينا بالحقيقة ...
بتلك الليلة لم ينام أحد في الملحق الصغير ..فقط أمين النائم تحت تأثير الأدوية والطفلين خطاب وأمير ...
***
كان يصعد السلالم بثقل .. فهو متعب ومجهد حد الوقوع على الأرض .. وقلبه مثقل بالذنب فهو لم يرى خالته شعاع بعد ولايستطيع رفع عينيه بأبيه ...يشعر أن كل ماحدث الذنب فيه يقع عليه ...فهو بسبب ضيقة من ظروف حياته الأخيرة قرر المجازفة بنفسه ولم يكن عليه أخذ فياض ...ومايؤلم قلبه أنه كان رافض ومنزعج ولم يريد الذهاب وهو من أقنعه ..
دخل لغرفة حاكم ووجده ينام بعمق في سريره ..أزاح الصبي قليلاً ونام جواره ... فهو يجد السلوى بقربه من أبنه ..فقلبه يشتعل ألمً على مأرتكبته يديه ... ويكره أن يعود لغرفته الخالية من بعدها ..
كان مابين النوم والصحوة ...فجسده متعب ..وعقله غير قادر على أيقاف أفكاره ...حين دخلت وأشتم رائحة عطرها قبل وصولها إليه ... وكان مابين سكرة النوم وصحوة الواقع ... حين هزته تسأله :بتال نايم !!!
عندها أيقن أنها حقيقة أدار ظهره لها وبصوت منزعج موبخ :وأنتي جايتني هنا بجناح الشباب وريحة العطر تسبقك ..
عبير تهمس حتى لاتيقظ أبنها :بتال ماهي زينه هالحركة منك أن من متى أحتريك بالغرفة وأنت جاي تندس عند حاكم وش موقفي قدام أهلك لو شافك أحد هنااا ...
بتال ببحة النعاس:مايهمني أحد أطلعي ماني فايق لحركاتس أنا لو بغيت أجي جيت من نفسي ...صكي الباب وراك ..
خرجت عبير غاضبه فلم تستطيع جداله أكثر فهي قد تهورت كفاية بحضورها لقسم الشباب حيث غرفة حاكم خصوصاً أن الحكم أيضاً موجود ربما هي لاتعبأ بالحسن فهو صغير ولكن حماها الأخر كبير كفاية لتخجل منه ...
عادت لقسمها ونزعت ثياب الصلاة التي تدثرت فيهاا بعد أن تأخر بتال وشكت بذهابة لغرفة حاكم ...لقد أرسلت له تخبرها بعودتها ولكن لم يفتح الرسالة وهاتفه خارج الخدمة ...
توجهت للفراشها وأندست فيه ماذا ستفعل أكثر إلا يكفي أنها ضغطت على نفسها وجاءت من أجله وحتى تواسيه في مصاب إخيه رغم أنها مازالت غاضبة منه ومن زواجه ...
شعرت بدخوله قبل أن يتوجه للحمام ليستحم إلم يكن سينام قبل قليل بثيابه الذي كانت عليه طوال النهار ...تعلم جيداً هو يفعل كل هذا ليزعجهااا ...ولم تفكرأنه ربما فعل هذا حتى لايضايقها برائحته حين ينام جوارها ...أنقلبت على ظهرها وهي تعبث بشعرها المنتشر حولهاا ... كيف ستبدأ خطتهااا ..لقد فكرت طوال الأيام الماضية وشاركتها أخواتها الخطة ... ولكن بالبداية كان عليها معرفة صفات الأخرى ...وبعد بحث توصلت لصفاتها التي لحسن الحظ ليس كما توقعت ...فهي قد رأت بنات أخيها من قبل مصادفة وخشت أن تكون بجمالهن وشقارهن ...وكم سعدت حين علمت أنها سمراء متواضعة الجمال فليس هناك شيئ مميز فيهااا وقامتها ليست بطويلة ولاالقصيرة ولكنها تميل للنحل .. حسناً هذه ميزه لها فأن كان يزعجها شيء بجسدها فهو عرض قامتها وطولهااا وهي التي تقارب طول زوجها وهذا كان أكثر مايزعجها بنفسهااا ...فبتال لم يكن شاهق القامة كفياض على سبيل المثال أو الحكم ولكنه على الأقل أطول من متوسطي الطول سلطان وفزاع ... حين ترتدي الكعب تنزعج لتماثل طولهم فهي لاتستطيع التمتع بهذة الرفاهية ... المشكلة فيها هي وليس هو فهي التي أطول من بنات جنسهااا ... على الأقل بتال يبقى أطول منها فللأسف هي تماثل أخوتها الطول وتفوق بعضهم... وهذا دائماً ماكان مثار سخريتهم ...
ولأنها خشيت أن تنقل لها قريبتها معلومات خاطئة فقط حتى لاتجرحهااا حلفتها بالله أن تقول الحقيقة لاغيرها فأكد لها ذالك بالأضافة لأنها غير معروفة كثير بمحيطها فهي بيتوتية ...قالت عبير ساخرة :قصدها نفسية ... واللحين كيف نكرهك فيها يابتال قبل تشوفها ...
كان تستمع لصوت تنقله مابين الحمام وغرفة الملابس قبل أن يدخل عليها أخيراً ...لقد أدار لها ظهره كما فعل في غرفة حاكم ليوصل لها رسالة أنا منزعج ولاأريد الحديث ...
عبير تداعب كتفه وتقبله :بتال لاتنام وأنت زعلان مني ...
بتال بهمس مبحوح :ماني زعلان من أحد ..خليني ياعبير اللي فيني كافيني وزياده ...
عبيرومازالت مستمرة بتمسيد كتفه :ياحبيبي أذكر الله وفياض الله يقومه بالسلامة لكم ...كلنا قلوبنا تحترق عليه ...
لم تكن تريد القدوم ولكن والدتها أخبرتها أذهبي وقفي مع زوجك ولن ينساها لك .. بل ربما هذا طريقك للخلاص من أخرى ...اما هي حين وصلهااا الخبر وبعز غضبها قالت :ليته هو اللي أكله الذيب ماهو أخوه ....
فقد كانت حاقدة عليه لحضتها حتى الجنون ...ولكن بعد توبيخ والدتهااا وحسناء وغيرها من أخواتها أقتنتعت بفكرة المجيء لمواساته ...
حسناً في هذه اللحضة نادمة على تلك الدعوة ... ولكن كل الذنب ذنب أمه التي غارت من حياتهم وأرادت تدميرها ...
ألتصقت فيه بحثاً عن المواساة لأفكارها تريد أن تلتصق فيه للأبد ولاتدخل بينهما أخرى ...
هل بهذة السهولة ستدخل أخرى وتدمر حياتهم ... هل سينسى ماكان بينهما وستكون تلك حبيبته بعد ماكانت هي لعشر سنوات تزوجا بعمر صغير هي بالتاسعة عشر وهو بالثانية والعشرون بعد تخرجه من الكلية العسكرية مباشرة .. لم يكن شعره ذقنه قد نما حتى ... وعاشت معه كل هذه السنوات بحلوها ومرها تعلما العشق والمحبة معاً ...ورزقا بأبنائهم الثلاثة ...حياتهم تسير لأستقرار والتفاهم مع مضي الأعوام .... فكيف لأخرى أن تدخل لتثير العواصف والكوارث على حياتهم ....
سمعته يسألها بتوجس :عبير فيك شي ...
عبير وقد أنتبهت أنه فعلت شيء يثير أنتباهه :لا ليش ...
بتال وهو ينقلب ليواجهها ويمسك كفها ويقبلها :أجل ليه تغرسين مخالبك بجسمي ... ورفع يدها ليشير لأظافرها الحادة ...
عبير تقبل كتفه بمحبة :آسفة حبيبي بس سرحت شوي ولاماكنت متعمدة ...
بتال يغمض عينيه فهو غير قادر على فتحها حتى :طيب نامي ...
عبير بتلكأ بما أنه مازال غير نائم لتبدأ من اليوم ..ونست أو تناست أرهاقة ومصاب أخيه وكأنها لاترى إلا نفسها بهذة اللحضة :حبيبي تدري ليه في بعض البنات سمر ...
بتال همهم فهو لم يسمع حتى ماذا قالت ... وقد تعود على ثرثراتها الغير مهمة ..
عبير وهي تعتقد أنها ذكية جداً وهي تخبره :لأنهم مايتروشون ولايفركون جسمهم زين ... ولايعرفون المغربي ولا الليفة ... أستغفر الله ...الله يعين اللي بيأخذهم ...
وأنقلبت على جانبها الأخر لتنااام ...
وبتال الذي سمع بعض عباراتها لم يفهم المغزى منها .. وأرتاح لصمتها لينام هو أيضاً ...
***
كان قريب الفجر حين أثقلتا عليها ليلى ويارا بالطلب ان تنزل لتصنع لهن الأندومي ...
ليلى التي قد دهنت عضلات ساقها بكريم للعضلات ذو رائحة نفاذه :لو طبخت لكم بتستفرغون من الريحة ..
يارا التي تنام على بطنها وعلى ظهرها كمادة دافئة :على أساس ماأنصرعنا اللحين من الريحة ...
ياسمين التي كانت تطلي أظافرها ..بشماته :اللحين أنتم كيف بتزوجن وتفتحن البيوت وأنتن عشان قطعتن سلطة ووقفتن مع فهدة بالمطبخ طحتن ...
يارا بصرخة تألم :تكفين لاتجيبي أسمها أتذكر صياحها علينا آآه ياطبلة أذني كم عانيتي ...
ليلى بصوت باكي :آآخ اللحمدلله يارب أن أمي شعاع ماهي فهدة وأنا أقول وخيتي ليه كئيبة أثرها من الأجرام اللي تسويه فيها ....
يارا :أي والله يارب لك الحمد أني ماني حفيدتهااا آآآخ راسي للحين يدور من قبصتها لأذني يوم أحرقت بصل الكشنة ....
6 شغالات معها وماكفن لازم تكرفناااا ...
ياسمين :والله عاد حدكم ترى جدتي فهدة مظلومة طبخت أربع ذبايح لحالهااا .. وحريم خوالي بغرفهن البرنسااات ...
ليلى تهز رأسها بتهفم :حسنتها الوحيدة الحش اللي جاء عليهن ...وتهزيء وأحلى شي فقرة التزويج توقعون تسويها وتخطب لهم من بنت خالتها اللي بالديرة صدق ...
ياسمين بضحكة سافرة :أحلى شي يجن البنات القرمااات اللي يطبخن ذبايح عقاب بن نايف ....
ليلى وهي من تعرف فهدة جيداً :ايوة أخواني بتزوجهم القرويات ..وهي عيالها ماتختار لهم إلا أجمل الجميلات ..وهمست لتكمل :ترى من جد عمتي فهدة تحب الحلوات أهم شي عندها الشكل تحب تكشخ فيهم ...
يارا حاولت الضحك ولكن ظهرها كهربهااا :ليه تكشخ فيهم ملابس ولامجوهرات ...
ياسمين التي تذكرت بضحكة :وتخيلوا مريم تنزل تساعدنا على قولة جدتي فهدة نحط صلصة البيتزاء هههههههههه ...
ليلى برجاء فهي جائعة ولم تستغ تناول الطعام الذي طهوه فبعد رائحة اللحم لاتفكر تناوله لسنوات :يالله سوسو تكفين سوي لنا أندومي ...
يارا بأصرار:ترى أمس خلص اللي بالمطبخ اللي فوق أنزلي تحت ...
ياسمين تحذف المبرد :لا وبعد مافيه خلاص ماني نازله الصراحة تحت كله ظلام والوضع يخوف ..إلا إذا وحدة منكم تنزل معي ...
يارا بسخرية :اللحين بتفهميني أنك تخافين من الظلام ... أصلاً أنا ماخفت من الظلام إلا لأنك تخبين فيه وتفجعيني ...
تأففت ياسمين ولأنها جائعة قررت النزول وأحضار الأندومي وستطهيه في الأعلى ...فهي حقاً خائفة من المطبخ لوجود غرف الخادمات قربه ...وهي تخشاهن فقط رأت مناظر سيئة دائماً من الخدم ...مابين سحر وأعمال لاأخلاقية ..
نزلت وهي متوجسة ...تشعر بقشعريرة بجسدهااا لاتعلم مصدرهااا .. فتحت المطبخ الذي أغلقت أضائته ...إلى أضائة الدواليب نفسها بقت مفتوحة لتضيف منظر مخيف للمطبخ الذي تركت مراوحة شغاله لأزالة الرطوبة بعد تنظيفة ...وكانت أصواتها مثيرة للرعب ...
لقد طبخت أربع ذبائح لما لم تأكلن منهاااا ... وتوعدتهن بداخلهااا ... كانت هناك رائحة مقززة جداً لم تستطع تجاهلها فتحت درام النفايات وكان خالي ونظيف ووضع بها كيس جديد ... كان المكان أنظف مايكون أذا من أين أتت الرائحة ...تركت ماتبحث عنه وذهبت خلف الرائحة المزعجة فهي ستجعل المنزل كله كرائحة مكب نفايات أن لم تجدهااا وتتخلص منهااا ... فتحت الباب الفاصل بين المطبخ الداخلي والخارجي ووجدته نظيف أيضاً أبوابة مفتوحة والرائحة مازالت تزداد ...هل الرائحة من المصلخ ..هل ترك العاملين الذكور شيء خلفهم جلب الرائحة ..ولأنها واثقة جداً أنهم في سكنهم الواقع بالطرف الآخر من الساحة الكبيرة وأغلق الباب بينهم بأشرف الحارس ..خرجت للسيب الفاصل بين المصلخ ومطبخ قسمهم الخارجي ... والرائحة تزداد وقشعريرتهااا تتضاعف ...يامعتوهه ماذا تفعلين عودي أدراجك حاستك السادسة أخبرتك ستجدين شيء كارثي أمامك ولكن قدميها أبتا التراجع ..
دفعت الباب المفتوح نصفه وشعرت بالحركة داخله ... ولكن هذا لم يعيقهااا ... فقد أرادت رؤية ماهية الأمر ...
كانت عشرة ثواني كافية لتفهم الوضع وتطلق صرختها ..
لينتبه صالب السباع ويتوقف عن فعلته ويلتفت لها بحدة قبل أن يصيح بها أن تخرج فهذا المكان ليس للنساء ...
تراجعت للخلف وهي مستمرة بالصياح غير قادرة على كبح نفسها المجنون المعتوة لقد عرفته من عينية أبن خالها المختـــــــــل فأذا كان أخوالها يصطادون السباع للمتعة فهو يفعلهااا كأجرام ...
*الماضــي*
يجلس وقد انحنى رأسه ..بعد الحوار الذي أجراه مع أمين..كم تمنى لو كان كل شيء سوء فهم .. وستمضي لأمور في طريقها .. لكن للأسف الأمور أكثر تعقيداً من جميع أمنياته ... أمين حقاً تزوج من أجنبية وهو وقد عرف عليه أن يسعى لفصله وأبعاده عن العمل ولكن هذاالموقف صعب جداً عليه ... فهو مايزال يتذكر جيداً تضحية أمين حين ألقى جسده أمام رصاصة أحد الجنود في ساحة الرماية والتي نواها فيه .... ولكن بقيت في كتف أمين تذكرة دائماً بحجم المعروف الذي قدمه له ...أمين نطق أخيراً: ماعاش من يحني راسك ياعمي أنا من البداية فهمت وش ينتظرني وانفصلت اليوم أو بعد سنوات ماتفرق ...الله كريم وأرضة واسعه بطلب رزقي في مجال غير العسكرية....عقاب يهز راسه نفي: خلك قريب مني ..ونفس راتبك اللي تاخذه كل شهر بعطيك مثله..هز أمين راسه نفي لهذا النوع من العطف: اذا تقدر تساعدني ياعمي بسيارة أجرة وانا بروح أسعى لرزقي في الغربية هناك الرزق يتبارك ....​
*الحاضـر*
يوم آخر وأتصال من أسماء ..ولكن هذه المرة كانت أمها في المنزل ... ولم تخبرها لأين ستذهبا ...كانت غاضبة ولاتعلم سبب غضبهااا ..
توقفا أمام أحد المستشفياات وقرأت لوحته كان المستشفى العسكري ... نزلت وطلبت منها النزول معهااا ..
سارتا طويلاً حتى توقفتا أمام أحد الغرف ...
أخبرتها قبل أن تدخلا :بدخل أشوف فياض وأرجع لك !!!
ليقشعر ظهرها بأكمله ... أرتجف جسدها وهي تحتضن نفسها .. بطل أحلامها الليالي السابقة أو بالأحرى كوابيسهاا ..
يفصلها عنه باب واحـــد ..وخمس خطــــوات ...
ولم تفكر أكثر ..هل كان من الطبيعي أن تجمعهم غرفة أسماء ويصبح من الغريب الآن أن تجمعهم غرفته وهو طريح الفراش ...
دخلت لتجد أسماء تقف عند رأسه وتضع يدها عليه وتقرأ شيء مااا ...
قبل أن تعطيها نظرة من عينيها الشبيهه بأعين النسرة حادة حارة وتطلق النيران ...
قالت رغم أن تلك لم تسألها :أنا بعد بزور عمي فياض ..
لم تعرها أهتمام وأكملت ماتفعل ...
لتقترب هي وتفعل نفس فعلتهااا ولكن أسماء مدت يدها لتمنعهااا بحزم :كيف تلمسينه مجنونة أنتي ...
خزام بثقة كذابة :أنا بقرأ عليه ماحأكلة !!!
أسماء بثبات :بس مايجوز !! ..عشان تدعين له تسوين شيء حرام ...
خزام بتبرير:كيف حرام ... مو فيه حديث لو حطيت يدي على راسه وقلت دعاء : ((أَذْهِبِ الْبَأْسَ، رَبَّ النَّاسِ، اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لاَ شَافِيَ إِلاَّ أَنْتَ، اشْفِ شِفَاءً لاَ يُغادِرُ سَقَمًا))
أسماء تشرح:يعني ماراح يقبل دعاؤك لين تلمسينة ...
لو دعيتي له بجميع الأحوال أذا وافقت أجابة بيستجاب لك ...
خزامى بعناد :بس ياعمة أسماء يعني ايش فيها لو حطيت يدي على راسه عشان أدعي له مو الممرضة تغير له الأبرة وتعطية الدواء وكل حاجة ثانية ...
أسماء بضجر ياءالهي كم هي عنيدة ...هل كانت هكذا من البداية !! :بدون عمة هذي ماصرنا بمظارب بني عبس !!!
بعدين كيف عمتك مو أصغر منك أنا ...
خزامى بدون أهتمام فالألقاب لم تضعها هي ...هي فقط تصير على نهج نشأت عليه :يعني من باب الأحترام ماترضى أمي أقول أسمك حاااف ...
تجاهلت أسماء تبريراتها وأستمرت بماتفعل ...ولاحظت أن خزامى تجاهلت كل تحذيراتها ووضعت يدها على راسه وهي تدعي ...فلم تريد أن تقاطعهااا أكثر ..ربما هي محقة ..ربما شفائه يحصل بدعائها ...فلن تستصغر فعلتها أكثر ...
لكنها قلقة من حضور أبيها أو أحد أخوتها
وحينها كل الأمور ستقع عليها هي
فكيف تسمح بدخول فتاة غريبة على أخيها المريض
بجميع الأحوال التصرف لايتقبله عقل ولم ينشأوا عليه ...
هي تعودت كسر القوانين وفعل ماتريد
ولكن على نفسها وليس على الآخريين ...
***
كانت تردد الدعاء الذي دائماً ماترقي والدها فيه وعينية تتأمل الضمادات على عنقه ...وأعلى جسمه ذراعة الأيسر والبقية تحت الغطاء لاتعلم كم تستمر الضمادات بالتواجد وكم تغطي من مساحة ...
لم يكن حي أشبه بميت كما تخيلت ...يختلف قليلاً عن الشخص الساخر المزعج الذي أعتادته ...
ولا أثر لأنياب وحش في وجهه أو أي شيء ظاهر ...
لاتعلم لما تخيلت أنه سيكون هناك شيء واضح بمظهره ..
يعلن ذالك الأعتداء السافر ..
عينيها عادت لذقنه الذي نمى بأهمال وكم تبدو مساحة اللون الرمادي واسعة فيه !!!
هل هو كبير بسن لهذة الدرجة ..صحيح أنها تدعوه عمي من باب الأحترام ...ولكن أعتقدت أنه أصغر سناً ... أو ربما عقلها أراد أن يصدق ذالك ...
هل تلك تجاعيد التي حول عينية وفمه ...
وأنقطع أسترسال أفكارها حين فرغت أسماء من أدعيتهاا ورقيتها وقالت محدثة له :نايم يعني ومن بيتجرأ يصحيك ..إلا بايع روحه ..تحس نفسك بالجنة نوم ماله نهاية .. ..... وتغيرت نبرتها مع تهجد صوتها وهو تقول بقهر :وين اللي بياخذ حقي
أنت نايم هنااا والحقير أستغل طيحتك وأذاني بتصحى ولاشلون .. أسمع ترى لو ماصحيت يمكن أذبحه وأستريح ....
1

قد يعجبك أيضاً
الكارمــا بقلم Aya_alsabri9
الكارمــا
3.5M
172K
وَدُون أن أَدرِي ، كُنْت أَهوَى بِـ كلمَتي لِنَفس اَلموْضِع اَلذِي هوى إِلَيه إِبْليس حِين رأى أَنَّـه خَيْر مِن آدم . لا احـلل اخذ الروايـه ونشرهـا وغيـر مبـري الذمـه...
يا صُدفتي النادرة وياهلاك البشر  بقلم rwaiara
يا صُدفتي النادرة وياهلاك البشر
101K
2.8K
اهلًا بكم جميعًا ، بروايتي و اعزوفتي الثـانية .. - ( يا صُدفتي النادرة وياهلاك البشر ) ( الرواية باللهجة العامية) نبذة الرواية : عداوة تتوالد عبر السنين بين شعوب قريتين...
من متى و الغصـن يختـار الطيـور..!! بقلم Nis2reen_
من متى و الغصـن يختـار الطيـور..!!
375K
6.2K
تساؤل واقعي مكتوب من خيال كاتبه، رسمت احداثها في قمم جبال الجنوب السعودي البارده..حياه اخرى عادات باقيه منذ مئات السنين لم تغيرها دواليب المدنيه الحديثه.. تتضمن قصة حرب...
رواية جفاف وردة بيضاء  بقلم novel_6ea3
رواية جفاف وردة بيضاء
17.2K
705
رواية جفاف وردة بيضاء في رُكن الذكريات.. للكاتبة ضَياع، تدور احداث الرواية عن الفتاة اريان مجهولة النسب التي تعيش مع عائلة ال صايل بعد ان وجدوها على عتبة بابهم. - والف...
الطبقة الآرستقراطية (صرخات انثى)  بقلم QueenAyamohamed
الطبقة الآرستقراطية (صرخات انثى)
697K
49.6K
الجروح أدمت قلوبهن ومازالت كلًا منهن تحارب للبقاء، مذاق الألم لا يفارق حلقهن، جروحهن متشابهة ولكن لكلًا منهن حكاية خاصة هي ضحيتها، الأولى نهشتها الذئاب البشرية وتركتها...
أسيرة القيصر بقلم user01665995
أسيرة القيصر
3.7M
68.8K
انتقام أعمي من أجل إخوة يودى الى هلاك فتاة يستحي إبليس من النظر إليها
بين نبضة قلب وأخرى بقلم Bellaa71
بين نبضة قلب وأخرى
41K
491
الكاتبة: أغاني الشتاء
خزامى التي توقف عقلها عند جملة صرت بالجنة سألتها بفزع :كيف يعني صرت بالجنة !!!
أسماء وهي تمسح دمعة قهر علقت بين رموشها :يعني مبسوط محد قدك !!! في أحسن من الشعور بالجنة ...
خزامى وهي تتأمل ملامحه المسترخية وعقلها يحاول تخيلة بالجنة !!! :أكيد لاا ..الجنة حلم كلنااا ...
أسماء ترتدي نقابها لتخرج :يالله خلينا نروح ...
ألقت نظرة أخيرة عليه قبل أن تخرج ...وهي مرتاحة على الأقل لو زارها هذه الليلة في منامهااا لن يكون هناك أنياب وحش مغروسة في وجهه ودماء تغطي جسده ... وأحد عينية مفقودة !!
أعتقدت أنهما عائدتان للقصر ...ولكن أسماء طلبت من السائق أن يأخذها لأحد المولات ...
خزام بقلق :أنا أخاف أمي تخاصمني عشان أتأخرت برى ...
أسماء التي أجلت أمر دراستها طويلاً وحين قررت العودة فكرت أن يكون معها شخص آخر يأزرها ومن أفضل من خزام :ماتبغين تسجلين بالكلية معي .. بنروح السوق نأخذ لنا ملابس ...
خزام بتردد :بس أنا لسى ماخبرت أهلي ..
أسماء وهي تعبث بهاتفها :عادي ولاأناا .. هذا مستقبلنا مالازم نستأذن أحد عشانه .!!
همست خزام لنفسها وماوجه المقارنة بيننا ...أنتي أسماء بنت عقاب لستي مضطرة للجلوس في المنزل أو أخذ الأذن حتى من زوجك لو أردتي فعل شيء
أم أنا خزام بنت أمين ورضا التي ستقتلني لو خالفت أحد أوامرهاا ...
سمعت تلك تعود تحدثها :لو خايفة من أمك أنا أكلمهاا وأقنعهااا ..بعدين هذا مستقبلك .. يكفي تضحيات خلاص أنتي مو مسئولة عن عيال خلق الله ...
خزام بتأييد :أصلاً خلاص خطاب وأمير راحوا المدرسة ...
أسماء بثقة من صواب رأيها :تمام يعني مافيه شي يمنع دوامك ...
الثقة التي تتحدث فيها أسماء تجعلها واثقة من رأيها
ولكن بعد العودة ومواجهة والدتها ستتبخر الكثير من ثقتها
وكم تتمنى أن تأخذ أسماء معها لترد عنهاا فهي جيدة بأختلاق كلمات ذات رنين واثق ينهي أي جدال أو شك ...
هذه الليلة طويلة جداً عليه ...لم يستطيع الخروج أبداً منهاا ..
كانت تدور حول رأسه لساعات لاتتوقف كxxxxب الساعة لاتنتهي دورتها أبداً ...وكانت هي عقرب الثواني ...
كان يطلب منها التوقف ويتوسل :بسس ..روحي .. خلاص ...وقف ...
ليظرب سلطان كف بالأخر وهو يهمس لفزاع :والله أنه يشوففه ..
فزاع الخائف جداً من هذيان فياض هذه الليلة :وش هو وش يشوف ...
سلطان بتردد :عزرائيل ..بس اوص الكلمة بيني وبينك لاتطلع لأحد ...
فزاع الذي شحب وجهه من رأي سلطاان ..وجده أنه محق نوعاً ما ..وإلا من سيرفض فياض سوى ملك المـــووت ...
حتى همس له الشيطان إلا يستطيع المووت بهدوء ..أرجوك كفى فياض لاداعي للأستعراض ..أرحل بهدوء نحن نعاني ...
ليهمس بصوت مسموع :أستغفرالله ..لاحول ولاقوة إلا بالله .. (كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ)
وأخذ يكررها ..لايعلم هل يقنع نفسه ..أم يقنع سلطان ...
***
كان وجودها في غرفته يفزعه في البداية حتى أصبح معتاد عليه ... تقف تنظر له بعينيها الخضراويين تقترب تمسح على رأسه .. تخرج... ثم تعود وتكرر الفعلة طوال الليل ...
صاح تلك الليلة حين شعر الجنون من عدم توقفهااا :بس خلااااص خلوهااا تروووح رجعوهاا بيتهاااا ...
همس أعلى رأسه صوت هاديء :فياض تسمعني ياأخوي ...
فياض ياأبو عقاب طال نومك قمم كلنا ننتظرك ..!!!
كان الحكم ... أراد الرد عليه ولكن لم يستطيع ...أراد التشبث فيه وأخباره أن يخرجها من غرفته ولكنه لم يستطيع ...
وهذى طوال الليلة فيهااا ...يريدها أن تخرج تبتعد إلا يكفي عليه مرضه حتى تستوطن هي عقله ...أصبح يعي قليلاً أنه ليس ميت بل مريض غير قادر على الأستيقاظ ...ورفيقة غيبوبته خزام ..رفيقة المستشفيااات سابقاً ...
الحكم المرافق معه ورده أتصال من والده قبل الفجر بساعة يسأله عن حال المريض :هلا أبوي أبشرك ماعليه ...كالعادة هذى شوي بعدين ناام .. ماأدري وش يطري يبغى أحد يطلع من عنده .... لااا ماكان مذكر ...يتكلم بصيغة أنثى !!! ..
طمن قلبك ياأبوي .. ماراح يصير إلا الله كاتبه ...
***
عقاب الذي أنهى الأتصال مع الحكم وهو جالس على سجادته بعد أن صلى قيام الليل ... أصبح هذيان فياض الذي استبشروا فيه عندما بدأ ....أصبح كهاجس مخيف بالنسبة له ...
هو أيضاً فكر من سيكون المرفوض من قبل فياض ويريد مغادرته سوى أنه يحتضر ..وقد بزر له ملك الموت ...
ولايعلم هل الحكم محق حين تحدث عن كون الشخص المرفوض أنثى .. كم يتمنى لو يكون محق ...
سمع سؤال فهدة من خلفه ويبدو أنه أستيقظت للتو :أجهزلك شي تأكله !!
عقاب :أيه جهزي شيء خفيف بصوم ..
بعد قليل وهو يتناول طعامه سألته :بكرة العرس !!
عقاب توقف عن طعامه ونظر إليها بحده :وش فيه بعد قلتن ماأنتن حاضرات وكلمت الرياجيل وتفشلت معهم عشانتسن وش تبين أكثر ...
فهدة بتكشيرة :ماني مرتاحة ولاولدي مرتاح أخوه طايح بالمستشفى مايدرى حي ولاميت وهو بيعرس والله لو قلبه حجر ...
عقاب بصبر:والله أن أخوه اللي طايح أخر أهتماماتس .. بس ماتكونين فهدة لو ماعذربتي ..بس أسمعيني زين
وحطيها حلقة بأذنتس بنت الناس لأستمعها مشتكية منتس
مثل مارضيتي فيها أول لولدتس ...أبلعي اللي عندتس وصكي فمتس .. أنا ماخلصت همومي عشان أدور
هروج الحريم ...
ووقف مبتعداً للحمام لينهي الحوار ...
لتفرك فهدة الجالسة يديها وتزفر بحريق ...فهي لاتستطيع النوم مع أقتراب الزواج ... مازال قلبها يشتعل على خطة وضحى التي أجبرتهم على أبنتهااا ..
ورغم ماحاكت لها من خطط ولكن قلبه لم يهدأ بعد حتى تتنفذ ويرتاح بالهااا ...
***
لا حقاً مساءً رافقت والدتها لجناح العرسان لترتيبة فغداً زفاف بتال الثاني .. تشعر بأنها شريرة وهي تساعد على ترتيب مخدع الزوجة الثانية ...
خزام وهي تتأمل الأثاث الفاخر الجميل :أمي والله ذوقك مرا جميل ..!!
رضا وهي تفرد ملاية السرير وتثبتها من الأطراف :ايوة عمتي فهدة قالت أختار حاجات تكسر عين العروس ...
ووقفت لتزفر بتعب:بس أنا تخيلتهااا بنتي وأخترت لها من الطيب ...
خزام بأبتسامة :حظها ياأمي أنك كنت موجودة ...
رضا وهي ترتب المخدات في أغطيتهاا :يابنت وأنتي حتجلسي ترغي معاي وتسيبي الشغل كله لي ...يالله حركي يدك شوية ماحنجلس طول اليوم في بيت الناس ...
خزام ذهبت لتصف بعض الشموع على الأرفف الموجودة :أمي جيبي لي من هذي أحب ريحة اللافندر ....
رضا بتبرم فهي لاتريد أن تطمع بناتها بأشياء الآخريين :وأنتي وأوختك كل ماشفت حاجة طلبتوا منهااا ...وقالت لتعطيها بعض بصيص الأمل : اتجوزي وخلي زوجك يجيبلك منهااا ...
هزت رأسها بأسف .. عن أي زوج تتحدثين !!
الحجاز بعيد بعيد للغاية ...
بخرتا الجناح أخيراً قبل أن تغادرا ..وستأتي لاحقاً رضا أيضاً حين تصل أغراض العروس للتأكد من الترتيب مرة أخرى ...على حسب أرشادات فهدة التي تريد أن يكون كل شيء على مستوى عالي من الترتيب كما أعتادت في حياتها
وهذة المرة حتى تكسر عين العروس على حد تعبيرهااا ...
جلست رضا مع شعاع التي دعتها للقهوة ...وغادرت خزام للملحق ..
همست مريم لليلى التي تجلس جوارها:قهر كان نفسي أشوف وجهها ...صحيح عيونها خضــــراء ..!!
لأن خزام كانت تغطي وجهها بطرف طرحتها ولم ترتدي النقاب ..
ليلى تهمس بحدة :وأنتي وش شاغلك فيهااا !! آدمية مثلنااا ...
مريم بهمس :مثلنا بسم الله علينااا .. المهم ماعلينا صدق عيونها خضراء ولافزاع بس يبغى يقهرني ...
ليلى التي لم يعجبها الحديث بأي طريقة فما شأنهم بالفتاة والأدهى فزاع بالموضوع هل يتحدث عن الفتيات مع زوجته ...ماهذة الأخلاقيات العالية !!!
هل الأزواج بهذة الطريقة لحسن الحظ أنها لم تتزوج أذاً ..
ردت لتغيظها :مو عيونها خضراء وبس وشعرهااا آآخ ولا البشرة تقولين خزف صيني ... يعني وش رايك عرق عربي وعرق آسيوي !! وش بيطلع عنه ...
مريم همست بحسد :من وين جات العيون الخضراء أجل ماأذكر الآسيويين عيونهم ملونة ...
ليلى بملل فهي أرادت مغايضتها قليلاً وهذي أسترسلت بالتحقيق والتحري:قالوا لك دارسة تاريخ حياة عائلتها وش دراني أنا من عرفتها هذا شكلها ...
وقطعت الحديث بأن قامت من جوارها وذهبت لتجلس جوار والدتها ..وتسأل رضا بدورها :هاه رضا كيف عمي أمين ...
رضا برضا :والله يابنتي على حاله مافيه تغير الله يلطف فيه ...
ليلى بود للرجل العجوز :سلمي عليه وقولي شجرة البرتقال اللي زرعناها سوى بدت تثمر كل شتاء ... وأقطف برتقالها ... بس ماله طعم لأنه وعدني نقطفه سوى ...
شعاع بأنزعاج من حديث ليلى المحزن :يابنت أنتي بتسدين نفس الرجال بهروجتس لاتقولين له شي يارضا ...
رضا بتأثر للذكريات الماضي :لاوالله ياعمتي حينبسط .. أمين يحب ليلى وأسماء مثل خزام .. وباقي يتذكرهم ويسأل عنهم ...
صمتت ليلى لأنها لو تحدثت ستبكي ..هي لاتريد التفكير فيه عادة ولكنها لم تنسى العم أمين وزراعتهم للأشجار بالحديقة ..كم كانت تحب العبث بالطين على عكس أسماء التي تشاهدهم من بعيد تخشى أن يتسخ فستانهااا .. وخزام التي تتسلق الأشجار بقامتها الصغيرة تبدو بتلك السنوات أصغر منهم ... رغم أنهم تصغرها بقليل وتكبر أسماء بعام أو أكثر ...
هي الوحيدة من كانت تنبهر بزراعة ... وهو يشرح لها بأسهااب عن هذه الشجرة وتلك وماذا ستنتج ...
ويسمي الأشجار على أسمائهن ... فتنزعج أسماء تريد الأفضل لها ...ولاتهتم خزام فيكفيها ورود الخزامى التي زرعت لأجلهااا ..أما هي فكانت الشجرة التي بأسمها تشعرها بالفخــــــر ...
آآه كم كانت الحياة جميلة وقتهااا بل كانت الأروع في سنوات عمرهااا .. التي سبقتها والتي لحقتهاااا ...
××يوم عرس بتال & جــوزاء××
حدقت بوجهها بالمرآه وكانت الحروق واضحة فيه ...
تباً لها ولغبائها لقد أعتقدت أنها بتقشير الكيميائي الذي أجرته قبل شهرين ستصبح بشرتها أجمل وأفتح ....
ولجهلها ذهبت للصالون يوم أمس وأزالوا وبر وجهها بالشمع فحصلت على هذه الحروق ...
أخبروها أن تستخدم كريم للحروق وستزول قبل الغد ولكن حين ترى البقع البنفسجية التي غطت وجهها
وكأنها خرجت من حادث أو تعرضت للضرب تريد أن تبكي على حضها البائس والدتها لم ترى وجهها بعد ...
وهي متأكدة أنها ستخرج غضبها عليهااا ...
فهي مع أقتراب الزواج توترت وكأنها العروس ...
لم تفعل هذا في زفاف هيفاء مالذي تغير اليوم ....
حسناً لنكن واقعيين الذي تغير أن هناك أشباح من الماضي ستواجهها ...
فقط هي خائفة من الماضي ...
ولم تفكر في أبنتها التي رمتها للمجهول كزوجة ثانية ووسط ناس لم تعتادهم وغريبين عليها ...
هي حتى هذه اللحضة لم تقابل أي أحد منهم ...
بالتأكيد من سيأتي لرؤيتهااا فهدة العدوة الأولى لأمهااا والتي أعطيت عليهااا وكانت ستدخل كضرة لهااا ...
ويبدو أن خطبة أبنها لهااا هي لأبعادها من طريقة والدته لاأكثر ...
الأفكار السيئة لاتغادر مخيلتهااا ولكن لحسن الحظ هي وضعت أسوأ النتائج ولن تتوقع الكثير ..
ياليتها كانت أشجع وأكثر قوة للوقوف في وجه أمهااا لما كانت بهذا الوضع الآن ....
فقط لأنها لم تستطيع مواجهة أمها ستكون مضطرة لمواجهة من هم أسوأ ....
ستجد نفسها في حرب هي لم تسعى إليهااا ولم تكن أبداً أحد أطرافهااااا ...
يارب ألطف فيني فأنت وحدك تعلم ...
كم أتمنى أن يكون رجل طبيعي ...
كم أتمنى أن تكون زوجتة مسالمة وتتركني وشأني ...
كم هي طماعة تسرق رجل من أمرأته وتطلب من تلك المغلوبة على أمرهااا أن تترك وشأنها ....
سارقات الرجال لايحق لهن التمنــــي ...
سمعت صوت هيفاء يهمس ورائها بفجيعة :وش هذا جوزاء ؟!!!
جوزاء بأبتسامة صفراء وبعينها تتعلق دمعة :وش رايك بحظي اللي يفلق الصخر وجهي أحترق من الشمع ...
هيفاء وهي تقترب لتتلمس وجهها :ياربي مستحيل أيش هذا أوف الله ياخذهم وش هالمشغل الخايس اللي رحتي له يعني ماقدرتي تسوين في مكان أحسن ...
أوووووف يعني الصراحة ماأدري وش أقولك الله يعينك بس ... اللحين قدام الناس نرقعه بس الرجال اللي بيشوفك لأول مرة ...ياليته شايفك من قبل كان هانت ...
جوزاء وهي تضع من كريم النهار :وش يفرق لو بيعيش معي بيشوف وجهي كثير ..
هيفاء التي لاتريد أن تحطمها أكثر ولكن هي نفسها مصدومة بسوء الحظ الذي يرافقهااا ..أي عروس تصحو من النوم يوم عرسهااا لتجد وجهها على هذا الحال ولاتفقد عقلهاااا ...
جوزاء فاقت الجميع بسوء حظهاا وتتمنى أن لايرفقهااا هذا الحظ السيء في حياتها القادمة ...
***
كانوا في طريقهم إلى الصالون والدها أخبرها أن تذهب لمأزرة عمتها وتقف معها ....لافي أقلهااا ..أتصلت على جوزاء لتسألها أن كانت تحتاج شيء لتحضره معها :ألو هلا جوجي كيف المعنويات ...أفااا لا أن شاءالله ترتفع ..أقول تبغين نجيب لك شي معنا محتاجة شيء ...صاحت بصوت مرتفع :ايش ..طيب طيب ...خلاص فهمت ..
لافي بأستهجان لصرختها المفاجئة :أنتي وش فيك فجرتي طبلة أذني خيررررر ...
فاتن زفرة بملل :عمتي البدوية تبي قهوة ...
لافي :طيب اللحين أمر كوفي وأخذ لها اللي تبغاااه ...
فاتن بملل من غبائه :لو كوفي كان أخذت من الصالون عندهم أشكال ألوان ...بس هذي عمتنا البدوية تبي قهوة بدو ...
لافي بملل من تطلبات الفتيات وتعجيزهن ولكن فقط لأنها عروس فكرر أن يحقق لها مطالبها :وش يعني عربي من وين نجيب لهااا
فاتن التي تلقت الأوامر كاملة :تقول جدتي وضحى مسويتهااا عارفة بنتهااا والكيف حقهااا يالله مر بيتهم نأخذها بالطريق ...
لافي بعجلة فكل شيء وقع عليهم من تجهيزات العرس :طيب يالله دقي على وضحى تطلعها مع الخدامة ...
فاتن بتبرم:وش أدق ماأعرف رقمهااا ..
لافي بتأفف :خلاص أنا أدق على رقم البيت ...الو هلا ياجدة أنا لافي وش أخبارتس ...أقول القهوة زاهبة بنأخذها لعمتي ...طيب يالله حنا بالشارع اللي وراكم خلي أحد يطلعها لي ... الله يعافيتس ..هلا والله فمان الله ..
فاتن بحاجب مرفوع :وش كل هالذوق مع مرة جدنااا ..
لافي :والله جدتي وضحى ذوق أنا مأدري ليه ماتحبونهااا ..
فاتن بضحكة ملل :وضحى ذوق بس معكم يالرجال لأن الله مارزقها بعيال فتحبكم ولاحنااا ماتداني النظر في وجيهناااا ...ولولا زواج عمتي جوزاء ماكان أحتكينا فيها من جديد ..
لافي بتجاهل لثرثرتها:طيب خلينا من الهرج الفاضي وأنزلي هاتي القهوة ....
نزلت فاتن لتطرق الباب وينفتح بنفس اللحضة للتتفاجيء أن من خرجت لتعطيها القهوة وضحى بنفسها ...
فاتن وهي تقبل رأسها :هلا ياجدة وشلونتس ...
وضحى وهي تمد لها سلة القهوة :طيبة طاب حالتس أنت وين الدنيا فيتس ماعاد مريتنا ولاجيتي تسهرين مع عمتس .... يعني عشان جدتس مات خلاص حنا متنا معة ...
فاتن كادت تشهق بذهول من تقليب هذه العجوز للحقائق هل هم أبتعدوا أم هي من أبتعدت وأغلقت أبواب التواصل بينهم :سامحيني ياجدة تعرفين دراسة وبعدين وظيفة وكرف غير الشغل فالبيت ..
وضحى تهز رأسها بتفهم :طيب الله يجزاكم خير وأنتبهي لعمتس لاتهول بنفسهااا هيفاء ماتقوى عليهاااا ...
حملت السلة فاتن وغادرت وهي تفكر هل المقصود حقاً جوزاء المسكينة ...
بعد ذالك بقليل تنظر لعمتها التي تجلس على المقعد والمزينة تستشتور شعرهااا مذهولة ...يبدو أن ذهولها ألتقطته عيني جوزاء التي أعطتها نظرة حزينة تخبرها هل رأيتي حظي ...
عادت لعمتها هيفاء لتسألها :وش فيه وجهها ...
هيفاء التي تشرب كوب كوفي :آآه وش أقول حظها مسوية تقشير كيميائي قريب وأمس شايلة شمع ...
فاتن بحنق على غباء جوزاء حقاً وضحى محقة :وش تشيل هي فيها شي تشيله ...ياربي والله أنها عين ..حسبي الله عليهم ...عساهم لبطة عين ...أكيد حريم عماني كانت عينهم هالكبر عليهااا بملكتهااا ,,,آآح ياحسرتي عليك ياعمتي البدوية ..
ولم تكاد تختم جملته حتى شدتها هيفاء مع شعرها الذي رفعته كذيل حصان :اححح ياعمة وش فيك علي ..
هيفاء بتحسس من هذا اللقب إلا يكفيها ماتعانيه هي مع زوجها قريبها فقط لاتفتحي الجروح يافاتن بظرافتك :كم لي أقولك فكينا من هاللقب ...
فاتن وهي تتذكر جدها الشيخ الكبير القريب للقلب والذي كان مغرم بأبنته الصغيرة المختلفه عن جميع أبنائه:وهو انا اللي عطيتها اللقب هذا جدي الله يرحمه هو اللي يقول جت عمتكم البدوية راحت عمتكم البدوية تراها مدحة مو سبة ...
هيفاء بألم على ذكرى والدها الذي عرفوه شيخ كبير وتركهم فتيات صغيرات من خلفه :جدك راح وراحت كل ألقابه اللي يعطيها معه... أنتي عارفة أن هالموضوع حساس لنااا ففكينا من شرك وأنسيه ....
فاتن تهز رأسها بأستكنان وتسأل :اللحين صدق الطرف الثاني محد جاي منهم والحفل بس منااا ..
هيفاء بصدمة فهي تعلم تحفز والدتها لهذا اليوم :مين قال لك هالكلام !!!!
فاتن وهي تصب لنفسها من القهوة العربية :أبوي قبل يومين سمعته يقول لأمي مكلمينة يعتذرون الرياجيل بيحضرون بس الحريم لااا ..
هيفاء بفزع :تكفين يافاتن جوزاء لاتدري لاتقولين قدامها والله غير تفقد أخر حبة ثقة بنفسهااا ..
فاتن وهي تفرك يديها :أخصص عليهن كيف مقويااات ويقولون عقاب بن نايف مايكسر كلمته عطران الشوارب ...وهو ماله كلمة على حريم بيته ...
هيفاء بتحذير :فاتن لاتشبينها لاتصيرين بسوس مالنا دخل بحريم خلق الله ...اللي يجي منا يكفي ويسد ...
كانت تراقب بأنعكاس مرآتها حركات هيفاء وفاتن وتريد الضحك لاتستطيع كعقل روائي نقل جمال تلك الصورة ...حديث جدي يتخلله سحب لشعر فاتن أو قرصة لفخذهااا من قبل هيفاء العمة المتبرمة ...هل كل حقدها على بنات أخوتها تضعه في فاتن المسكينة ...
يارب ليمضي اليوم أريد أن ينتهي كل شيء بسرعة ...
***
دخلت على والدتها التي أحضرت طاقم صالون منزلي ليعتنوا فيها ... كانت أثنتين تحت أقدامهااا يعملن البديكير لها ...
وأحداهن تعمل على شعرهااا ..تصبغه بلونها المفضل والذي حين يسألها أحد عنه تقول أنها خلطتها الخاصة بالحناء ...وكثيراً ماأحرجت بسبب سؤال الناس عن خلطة والدتها بالحناء ...
فهدة بأسترخاء :تعالي خلي الحريم يسنعنتس قبل ماترجعين لزوجتس عشان يشوفتس تضوين ...
أسماء التي جلست ووضعت أقدامها بجهاز البديكير الآخر :بتسنع عشان نفسي ..ورجعه له نجوم السماء أقرب له منــي ...
وأغمضت عينيها مستمتعة بالأسترخاء ...
لتقول فهدة بحبور :اللحين تلقين وضحى دخلت القاعة ومالقت غير ربعهم وماسكة نفسها قدام الناس لاتنهبل من القهر ...
أسماء بتعجب :يمه ليه تكلمين عنه كذا وش سوت لك هي...
فهدة بأزدراء لحماقة أسماء :معطية بنتها زوجي وتقولين وش سوت خبله أنتي ولا ماهمتس أمتس ...
أسماء بتفكر :يمة أنا وياك أحسن شي نكفي الناس شـــرنا ...
فهدة تتعوذ من الشيطان :ليه وش حنا مسويات ..
أسماء ببساطة :شريرات ... وكل الناس تكرهنااا ...
فهدة بضحكة :يغارون منا يالخبلة ... عشان جيدات وظفرات وماهن واصلات مواصيلنااا ...
أسماء بملل من هذه الأسطوانة التي تعزي لها كل تصرفاتهااا :اللحين وش بنسوي بمرة بتال الجديدة ...نطنشهاا نعاملها زين ...
فهدة الذي أنهت تدابيرها وهي تحتفل بالأنتصار المؤكد فالحرب ليس من طرفها :مالنا شغل فيها نستقبلها مثل ماتعودنا والباقي بينها وبين زوجها ..
أسماء بتوجس من ثقة أمها المفرطة لقد أعتقدت أنها ستضع لها قائمة طويلة من الخطط والتدابير :طيب وأذا تهاوشت مع عبير ...
فهدة بثقة :هي ماراح يجي منها شر يقولون بنت حلال ... بس عبير العوبا أحسن لها تطخ ولاهي اللي بتجني على نفسهااا ...
أسماء بتفكير :عبير ماراح تسكت والله بتأكله بقشورهااا ..ويمه ماأعتقد أن هالجوزاء قليلة شر ولاماجت ثانية ولاقبلها ثالثة ...أتوقع أنها مقوية وماراح يروح فيها غير بتال ياعزي له ..ماسويتي فيه خير على هالزواجة ...
فهدة بأنزعاج :أنتي أقطعي بس اللي مارضيتيه على أخوتس ترضينه علي ...هو رجال ويدبر عمره ... واللحين قومي خليهن يسوون لتس حمام مغربي ...ويليفنتس زين ...
أسماء بأنزعاج :ماني فاضية والمغربي يدوخنـــــي ..
فهدة بحدة :أقول أنهجي علي سوي اللي قلت لك ...لازم تنظفين بعد النفـــاس ولابتجلسين معفنة طول عمرتس ...
أستسلمت كعادته لطلب أمهاا ..فهي لاتستطيع مجابهتها على الدوام ..
***
عبير التي أجتمعت مع أخواتها بأحد الشالهيات بدون أبنائهن لتحسين نفسيتهااا .. شربوا القهوة مع الحلـــويات وتسلوا بأخبار بعض ولكن لاشيء يحسن من ميزاجهاااا ...
ووضعهااا يسوء أكثر وأكثر ...
سألتها حسناء :وش فيك ...
عبير صاحت بصوت عالي :وتسأليني وش فيني بموووووت قهررررر أحس بحرة وكأن بركان يغلي داخـــــلي ...
نورة الأخت الأكبر لهااا :يابنت الحلال هدي بالك لاتذبحين نفسك عشان رجــــال ..بعدين تراه ماقصر عليك وهالزواجة أنحد عليهااا ...
قالت رابعتهن منيرة :ترى غيرك يروح يتخير من البنااات ويتزوج قاصد متقصد وقتهاا وش بيكـــــون وضعك ...
حسناء بغيض :كله واحد على قولتهم الشريكة تحر لو هي بالقـــبر ..
منيرة بميزاج رائق :يالله يابنات فكونا من هالسيرة وشغلونااا شي نرقص عليه ...
عبير بذهول :بترقصون على خيبتي ونعم الخوات ....
نورة بتوبيخ :منيرة بلى خبااال وش رقصه من زين النفسيااات ترى ماجبنا أميرة معنااا عشان هالسخافااات ...وحركات البزاريين ..
حسناء عادت لتفتح نفس السيرة :والله أني للحين ماداني ذكر حريمة الأولات وجلست فترة ماأواطن أناظر في بناات فاطمة عشان عمتهــــن غادة ....
عبير بجنون :شفتووووا هذا وهو أخذهن قبلهااا بتموت غيرة من هن أجل أنا وش أقول وهو الليلة بينصك عليهم باب واحد ...
ووقفت تصارخ :بموووووت بموووت ....
وأسرعت للخارج وتوجهت للمسبح وألقت نفسها فيه بكامل زينتهااا ...
وخلفها تركض أخواتهاااا بكعوبهن ...
ونورة تصيح :يابنت الحلال لاتبيعين دنيتك ودنياااك عشان رجاااال ...
حسناء بصدمة :عبيررر عيالتس ياعبيرررر ..
عبير التي أخرجت رأسها من تحت الماء :مأنهبلت عشان أذبح نفسي بس ماني قادرة أصبر من الحرة أبي شي يطفي نااااري ...
منيرة المسترخية على الدربزين تراقبهااا :ايه تغطسي تغطسي وأنا أختس ...أصلاً الرياجيل مايجي منههم إلا الغثاء أنبسطي عبوره عسى عدوتس للعوووووق ...
وبعدها بساعة تجلس مرتدية لباس أخر وقد لفت منشفة على شعرهااا ...
لتقول منيرة وهي تصب القهوة لنفسها :والله أنا خبلات ولا كان رحنا عرسهم وكسرناه فوق روسهم ...
نورة بأستنكار من سلاطة لسان منيرة وكيف عادت لفتح نفس الموضوع الذي جاهدوا لأغلاقة :روحي يامنيرة عسى رجلتس يأخذ عليتس عشر ...
منيرة بضحكة :آآمين وجوزتس بعد ...
نورة بشهقة قهر :اللحين فيه وحدة تقول لأختها الكبير كذا ...
حسناء بأستحسان لرأيي:أول مرة يعجبني راي لمنيرة وأميرة قالتها بعد لو طبينا عرسهم وكسرناه على روسهم ...
عبير التي تهز قدمها بتوتر :عشان يطلع الغلط منااا وأنفضح ببتال اللي وعدني مايتغير علي وأنها مجرد شيء أنجبر عليه ... تبغون تخربون بيتي ..
حسناء بوعيد :أنا بس أقابلهااا وتطيح بيدي والله لأرجعها لأهلها تبكي ..
منيرة بحماس:ايه لوصيتس عاااد بس ماهو على المشكوف خليك ذهينه ...
عبير بألم :أيوه تكفون يابنات لاتخلوني وخططوا لي...
قالت منيرة بحماس :فيه خطة نار بتخليه يكرهها كره بس ماهو من اللحين أصبري أسبوعين وبعدين قوليهااا وهمست فيها لتشهق الثلاثة ..
قبل أن تقول نوره :والله لو سويتيهااا ياعبير لذنبتس كبير عند الله ويمكن ربتس يابلاتس بلاء عظيم ...
لم ترد عبير وكان تفكر بالخطة برأسها ...وهل ستضطر لأستخدامهااا ...لن تتعجل فقط لو شعرت بأختلاف من جهته لن تتوانى عن تنفيذها ...وخرجت من عندهن لتتصل به ...
بعد أن ضحكن عليهااا لامجال ليرد عليك ..
1
مساءً حظرت بكاملة زينهااا يدينها المخضبة بالحنــاء .. كحلها ومكياجها البدوي كامل تحت برقع صقر ترتديه بالمناسبات الكبيرة ...حدقت بالقاعة وأخذت فكرة بسيطة عن الموجوديين كان في أستقبالهااا بنات زوجهااا وزوجات أبنائه ...تحت الزغاريد ..وتبادلتها الأيادي بالأحضان والقبل ... أنها الأسرة التي دخلتها كزوجة أب وخرجت منها دون أن تتعرض لأي أذى هي تشهد لهم بذالك ...ولكن هي من لم تريد الأختلاط بهم بعد رحيل زوجهااا وترملها لأسبابها الخاصة ...
أمسكت أحداهن وسألتها :وش فيه ياأم لااافي وين أهل المعرس ...
أم لافي وهي تضيع عيونها بالمكان فمن سيستطيع وضع عينيه بعين وضحى التي كصقر :والله ماأدري وش أقولك ياخالتي ..بن نايف كلم أبو لافي واعتذر عن حضور الحريم ... بس الرياجيل كلهم حاضريين ...
أبتعدت بقهرها لتجلس على أول طاولة قابلتهااا .. لقد فعلتيها يافهدة تريدين أن تكسريني ككل مرة أمام الجميع ...ولكن يال حماقتك وهل تعتبر هذه هزيمة ... لقد تزوجت أبنتي من أبنك رغم أنفك ...عدم حضورك ليس أنتصار .... ضغطت على نفسها وتمالكت أعصابها وأستقبلت أحد النساء التي جائتها مهنئة ..وكانت على وضعها ذالك بين فترة وأخرى تأتيها أمرأة تهنئها وتذهب ...البنات أو الغزلان كما تحب أن تنادين فعلن كل شيء لأحياء الليلة لعيون عمتهن ...رؤيتهن تبهجهااا .. وتدخل السرور لقلبها كم تمنت أن تكون جوزاء مثلهن بهذة الروحة المرحة والأنطلاق ... أحيان تفكر أنها هي من عقدت أبنتها وجعلتها ذاك الشبح المتردد الخائف ..
أقتربت منها أمرأة عرفتها قبل حتى أن ترفع برقعها لتسلم عليهااا وتهنئها ...أنها زوجة أخيها لأبيها الأكبر ... سبب ألمها في هذه الحياة ...وضياعها وقهرهااا ... سلمت عليها وتقبلت تهنئتها لتمد لها تلك ظرف قائلة أنه هدية من أخيك لزواج أبنتك وأبتعدت ....ءألآن ياأخي هل صحى ضميرك متأخراً .... ضغطت على الفنجان الذي بيدها لاتريد أن تتذكر ...ولكن ذكرياتها أنهمرت كمياة وادي أنفجر سده ... آآه يال ألم قلبها وحين تعود ذاكرتها للوراء ... كانت شابة صغيرة جميلة لأب متزوج من عدة زوجات لم يكن لها أشقاء فقط شقيقة واحدة ... مات والدها وتركها في كفالة أبنائه ... حين كانت والدتها على قيد الحياة لم يتدخلوا في حياتها كثيراً ...ولكن بعد موتها وزواج شقيقتهااا .. أخذها أخيها الأكبر لبيته وحين أرتحل رحلت معه ... في تلك السنة أبتعدوا عن جماعتهم ونزلوا على الماء قرب قبيلة أخرى كانوا على سلام أيضاً معهاااا ... وبدأت المشاكل مع زوجة أخيها التي حملتها جميع الأعمال وكانت تذهب لتجتمع مع النساء الأخريات وتستمع لقصصهن .. كانت تتحمل كل شيء حتى ذالك اليوم المشئوم أستيقظت مريضة وقامت بكل الأعمال المنوط عليها القيام بها جلب الماء ..أحضار الحطب .. طهي الطعام ... وغسل ملابس الصغار .... ولكن أخطأت بشي واحد حين حضر أخيها المتعب الذي ذهب مع أبله للرعي وجهزت له قهوته انسكبت القهوة ...لتصفعهاااا زوجة أخيها ...غضبت حينها بجنون ....فهربت من المنزل رغم أنه كان شتاء ماطر ... وأختبأت بمكان تعرفه قرب الماء شبت نارها وأمضت ليلتهااا هنااااك ...
وعند عودتهااا تلقاها أخيها بسلاحة يريد قتلهااا .. كما كان يصيح بها بأبشع العبارات فأي فتاة طاهرة بذاك الزماان تبيت خارج منزلها ...لو كان الأمر وسط جماعتها لما أستشاط غضباً هكذا ولكنه في حمى قبيلة أخرى .... حينهااا ظهر لهم لافي بن صنهاات الذي يعرفونه جيداً وهو كان الشخص الوحيد المعروف له من جهة جماعتها حتى لو لم يعتبروه كذالك وكان بيته هو الأقرب لهم وبرفقته عجائز بيته ...والدته ..وخالته .. وهو رجل كبير بضعف عمر أخيها الأكبر ... تدخلوا بينهم يحولون بينه وبين بنت مطر الذي كان يعني لهم الكثير ...
ولكن أخيها الأكبر الغاضب :وخر يالافي ولا ألحقتك اياهاااا ...
لافي بن صنهااات :ادحر الشيطان وعلمني أنت وش اللي يرضيك وأبشر فيه إلا ذبحت هاليتيمة محد يرضاااهااا ...
صاح بقهر :ماأبي أشوف وجهها خلها تنقلع وتفكني من شرها فضحتني أول وتالي يوم عيت تزوج وتفكني من حملهاااا ...مابقى لي عين أرفعهااا وسط جماعتي ...واللحين فاضحتني يومنها جايتني الصباح ماندري وينها بايته ولامع مين ..
شارت أحد العجائز ولاتتذكر حينها أيهن فهي كانت أشد خوفاً من التفكير بتلك الأحداث فعينها على سلاح أخيها ومتى سيثور فيهااا :يعني ماتبي لها إلأا الستر ... جوزها لافي وأنساهااا ...
وعلمت لاحقاً أنها خالته لأنها أشارت أن يتزوجها لافي وليس أحد أبنائه رغم أنهم يكبرونها عمراً لأنهم أزواج بناتها ...
ورأت حينهااا عيني أخيها كيف تحولت للون الأحمر ...قبل أن يهدأ بتدريج وهو يقول :شورتس وهداية الله ... علمت حينها أنه يعاقبهاااا بتزويجها من لافي بن صنهاااات ..وحينها نسى أن رجال جماعته الذي قال أنه لايستطيع رفع نظره فيهم سيأكلون وجهه ...
كانت تراقبة منتظرة تراجعه عن كلمته ولكنه توجه لنجره ليدقهااا بصوت عالي ليجتمع رجال القبيلة الأخرى ... ويخبرهم بوجود عرس عندهم الليلة وأنه سيزوج أخته ويريدهم أن يشهدوا على الزواج .....
كل هذا وهي مازالت مرتجفة سحبتها عجائز لافي بن صنهات حتى أنجزوا الزواج وعاد ذاك ليلاً ليخبرها أنها في بيته معززة مكرمة لن ينالهاا تقصير ولاأذى .... لم يتخذها زوجة إلا بعد ذالك بطويل حين أخبرت أمه العجوز أنها تريد أنجاب أبناء وفهمت العجوز مقصدها فوضع لها بيت آخر ودخل بهااا ...كانت مغزاها حينها أنجاب ولد ذكر لتحرج فيه جماعتهاااا كانت تريد ترغيم وجيههم فالتراب ...ولكن رزقت ببنت ومن بعدها بفترة طويلة وبعد أنا كادت تفقد الأمل حملت وتجددت آمالها ولكنها رزقت ببنت أخرى ... فتوقفت عن تلك الحرب الخاسرة وأكتفت ببيتها وبنااتهااا ...
زوجها أخيها بتلك الطريقة ولكنه لم يقدر على مواجهة جماعته فأخبرهم أنها من أختارت الزواج من ذاك وأنه تبرأ منها ولاأخت لديه .... وسار على نهجة بقية أخوتهاااا ..لم يتبقى لها إلا أختها الشقيقة والتي طال بها الزمن حتى سمح لها زوجهااا بالألتقاء فيهااا ...هذا مختصر قصتها ومامضى عليها من ضيم ...فهي لم تحظى بأبن نايف بكيد من فهدة وقريباتهااا ...وتزوجت لافي بن صنهات بعد ضيم أخيهااا لهااا ..لم تختاره ولم تريد أحراج جماعتهاا بتصرفها كما أشاعوا عنها ومازالو يتناقلون قصتهااا كالفتاة الجامحة التي تعدت العادات وكسرت التقاليد بالزواج من شخص أقل منها مكانة وأحرجت الجميع بتصرفهااا ..
عادت بذهنها للواقع والقاعة والعرس والضجيج من حولهااااا بعد أن ذهبت بذهنها للماضي والصحراء والمكائد التي عانتها في زمنهااا ...
وجدت هيفاء تنحني عليهااا :يالله يمة نرقص هالأغنية حاطينهااا فيتس ..
***
لاتعلم ماسر تصرفات والدتها اليوم فبعد أن فرغتا أخيراً
من أستجمامهم والصالون المنزلي
وصعدت لغرفتها حتى أخبرتها أن ترتدي ملابس أستقبال وتنزل فلديها ضيوف ...
لاتعلم أي ضيوف سيستقبلون ليلة عرس أخيهااا وبهذا الوقت المتأخر ...
نزلت بخطوات رتيبة ولم تشغل عقلها بتفكير كثيراً
عدة خطـــوات وستصـل وستفهم أي ضيوف حضروا اليوم ...
كان الضيوف بمجلس النســاء ولكن الأصوات الرجالية
كانت تعـــــود للخلف حين سمعت صوته المبحوح بفعل السن :تعالي وأنا أبوتس ... وينتس أبطيتي علينااا ...
كلااا لم تفعلهاااا ...أغمضت عينيها بقهــــر ..لقد وضعتها أمام الأمر الوقع ...
دخلت وبعينيها نظرة شر لايمكن أن تخطأهم تجاهلت ذاك وحاولت أخفاض نظراتها الحادة حين وقعت بعيني خالها الشيخ الكبيـــــــر .
أسماء وهي تسلم على خالها الذي رحب فيها :الله يحيك ليه متعب نفسك أنا وفياض كنا جايينك بكرة ...
أبوعـــواد :أنا وصلني علم يابنيتي ماهو من أحد بس من فهمي أكيد هالهيس مزعلتس ولاما أبطيتي عليناا كل هالوقت ...عاد قلت لو جاتس خالس ماأنتي رادته ...ولا وش رايتس ياأم فياض !!!!
أسماء وهي تلقي نظرة سريعة على حامد الذي لم يكن ينظر إليها حتى وكأنه أحضر هو الأخر قصراً :أكيد ياخالي ماعاش من يردك ...والله لو ماقدرك ياخال ولاكان أمور كثير ماضلت على حالهااا ...
أبو عــواد الذي لم يهتم إلا بالجواب الأول وتجاهل مالم يفهمه :يالله يافهدة عجلي علينا عطينا عشاتس بنسري مع بنتنا ووليدنا ...
فهدة التي ألقت نظرة سريعة لأسماء عنوانها لاتتجاوزي حدودك خرجت وهي تقول :أبشر ياأبو عواد عشانا زاهب بس كان ننتظر أسماء ...
بعد ساعة كانت تصعد سيــــارة خالها الجيب والتي يسوقها هو هذه الليلة .. وبجوارها المربية تحمــــل فياض ..
ورغم أنه ألقى نظرة مستنكرة حين خرجت وخلفها تلك وكأنه يقول أتضمنيني ؟؟!!
...ردت عليه بنظرة أكثر أستخفاف وقعتها بلم تعد تعنيني ...
كان الطريق للمنزل طغى عليه الصمت ..فالخال كبير السن يبدو أنه قد نام مكانه ...سمعته بعد ماوصلوا يساعدهم على النزول ويرافقة لغرفته ... صعدت لجناحهما ..
الذي كان عبارة عن غرفتين وحمام وكل شيء آخر مشترك ...
تجاهلت غرفة النوم وفتحت الباب الآخر .. كان الغرفة كما تركتها ...وقد أمتلئت بالغبار لطول الهجر ...ولم يكلف نفسه أحد بتنظيفها ...وكأنه لن تعود اليوم برفقة رضيعهــا ...
حملت الصغير وأمرت عاملتها أن تنظف الغرفة المغلقة ولاتترك فيها ذرة غبار ونزلت للأسفل برفقة الطفل ..فتحت مجلس النساء وجلست فيه ...
لينفتح الباب عليها بعد دقائق ...
حامد وهو يقف على الباب :وش تسوي هنااا ياحبتس للفضايح ...
أسماء تتجاهله وتستمر بمراسلة أمهااا ...
يدخل ليجلس بالجهة الأخرى قبل أن يخرج هاتفه ويبدأ العبث فيه قبل أن يصلها صوت حماسه بعد دقائق لتكتشف أنه يلعب على هاتفه كالأطفال !!!
أستمرا على ذالك التجاهل طويلاً قبل أن تتصل عاملتها تخبرها أن الغرفة أصبحت نظيفة وجاهزة لأستقبال الصغـــــير ...
ماأن تركت الصغير برعاية مربيته ..
حتى دخلة غرفته لتنزع عبائتها أخيراً تحت نظراته المراقبة وتعلقها مكانها ...
وألقت نظرة صغيرة على الغرفة المتسخة لتخبره : الصراحة أستقبال حافل أتمنى أمي شاركتني هالمنظر ...!!!
حامد فتح فمه ليرد بشيء ما قبل أن يعود ليصمت لثانية ثم يقول بوقاحة :وأنتي وش شغلتك نظفي الغرفة !! .. ولاكان خليتي الخدامة اللتي تمشي وراك يابرنسيسة تهز طولها شوي وتجي تنظف ...
نظرت إليه بمرآة قبل أن تقول بصوت هاديء :حامد ممكن تجي تساعدني بهذا مو راضي ينفك ...
فخ ياأحمق لقد فعلتهااا من قبل ستسحبك إليها وبعد ذالك ستتفاجيء بشيء مغاير جداً لم يوحيه ظاهر الكلمات ...
حاول بكل مايستطيع أن يجلد نفسه بالصبر ...
يقسم حتى لو كان ملاك لأنساق لهذا الفخ ...فكيف بشيطان مثله يهوى الأغواء ...
كانت عينية لاتستطيع الألتفات بعيداً عنهااا ....
سألقي نفسي بفخك فقط لأشم عبيرك عن قرب ...
كان يقف خلفهاا بطوله الذي يفوقها بقدم أو أكثر قليلاً ...
سألها بتوتر فعينيها بهذة النظرة تقلقه :وين وش أفك ...
ألتفتت إليه بهدوء قبل أن ترفع يدها أمام عينية بمبرد أظافرها وتغرسه أعلى كتفه ثلاث مرات وهي تكرر بلهجة مهددة :هالمرة خذها تحذير ... ومربية ولدي لو قربت منهــــا بخليه المرة الجاية بحلقك ....
أي سأنحــــــــرك ... كبح صرخة ألم وهو يضع يده على الجرح الذي صنعته له بكل وحشيــــــة ...
أجل هذه زوجته التي يخشى على نفسه منها وهو نائم ...فهي حين تغضب لاحدود لأنتقامها وجنونهااا ...
أسماء تكمل بقهر :والله لو طلع شيء من فسادك قدام ولدي لأكلك بأسناني .. يافااااسد ...
ودفعت يده التي حاول أمساكهااا فيها :وخر عني يانجــــس ...تحلم تلمس شعره من راسي وأنا بنت عقاب...أشب بنفسي وأحرقها ولاأخليك تطول شعره مني ....
حامد بقهر وألم جرحة يكهربة ... فغير جرح الجسد ...فجروح الروح أكبر :ليش ..ليش ... ليش كل هذا أنتي متى بتنهدين متى بتصيرين آدمية ..أنتي ماتحسين ماعندك مشاعر ...
أسماء بقهر كل ماحدث من سنة كامله :والأدمية اللي تنتظرها مني أنك تخوني يانجس وأرجع أقبل فيك ...ليه ماكنت أنت أدمي وأعتقتني من خيانتك ...ولاصار عندك مشاعر وطلقتني ومارجعت أجبرتني عليك وأنت عارف أن الحياة بينا مستحـــــــيلة ..
حامد بقهر :مو أنا اللي جيتك أمك اللي دقت علي وعلى أبوي نجي نأخذك ...كالعادة ماهي قادرة تحملك أكثر وماألومها أنتي مين يتحمـــــلك ...
أسماء بضحكة غرور :مسكين لو أعتقدت كل كلامك هذا بيهز شعره فينـــي ... على الأقل مو أنا اللي يخطبوني ومايكون لي رأيي وبعدها أجلس أشتكي أنتم اللي خطبتوني ماهو أنا ...
وصفعها قبل أن تكمل عبارتها الشهيرة وهي الأكثر تداول في جدالاتهم ...
شخرة أسماء التي لم تعرف الصفع إلا على يده ...فهي كل القسوة التي عاشتها بحياتها كانت قرصة على ظهر كفها من والدتهااا ...ومثلها على أذنها من أخيها بتال حين كانت مراهقة ...
وهذا هو العنف الذي مرت فيه قبل أن تدخل بيته ...
ولكن من عرفته تعلمت الكثير منه على يده ...
****
كانت تجلس بغرفتها في القاعة بأنتظار أحمد الذي أتصل بها يخبرها أن أخوتها قادمين لسلام عليهااا ...
دخلوا عليهااا دفعة واحدة حتى لم تستوعب على من سلمت ومن تبقى ..أخوتها الأكبر سناً والذي وصل بعضهم للستينات من عمرهم ...وبعض أبنائهم المتواجديين بالوسطى بهذة الفترة ...
وأحفادهم أيضاً ...الكثير من الثياب البيضاء حتى دار رأسهااا ...
كان لافي يقف جوارها يعرفها عليهم بسخرية وأمسك بأحدهم وكان يملك بعض من ملامحه :عرفتي هذا ياعمتي البدوية ..وحين هزت رأسها بنفي ضحك لافي وعبس الآخر ليسألها :أفااا يأخت جدي !! ..ماتعرفين بناخيتس .. أنا فهد بن صالح ولد شيخة بنت أخوتس خالد
حدقت فيه بذهول هل أصبح لأخيها خالد حفيد بهذا الطول ..خالد رزق ببنات قبل الذكور فأبنائه الذكور دخلوا الثلثينات من عمرهم للتو وهو الذي يوشك على دخول الستين وقد تزوج بالتاسعة عشر من عمره ...وكما أخبرتها أمها سابقاً حين تزوجت أبيها كان خالد متزوج ولدية شيخة وحصه وزوجته حامل ...
... بارك لها حفيد أخيها وأراد الأبتعاد ولكن لافي أمسك به ليعيده أمامها وهو يقوله له :تعالي وين مروح ... مانبي ذي السالفة عطنا سالفة وظيفتك من النقيب عندكم ... وقهقه ضاحكاً ...اللحين لازم تحترم أخت جدك ضعفيين ..جدتك ومرة النقيب ...!!
ليقول ذاك بمداعبة لأخت جدة التي تكبره بعامين فقط :هاه ياجدة لاتنسين تدهنين سيري عنده هاااه خليك خير عوين لي ...
عن ماذا يثرثر هؤلاء الحمقاء ...هل ينقصهاا ذكره ..حسناً عن ماذا تتهرب ستقابله بعد قليل ولى زمن الهروب من ذكره ...
حدقت بظهر الأثنين وهم يبتعدان ليفرغ المكان بعد خروج الجميع
لحضات قبل أن تدخل دفعة أخرى وهذة المرة من النساء ...
كانت أحداهن شيخة بنت خالد التي وجدت نفسها تهمس لها وهي تبارك لها :شيخة اللحين يعني كان لازم تتزوجين بدري وتجيبين ولد كبر الثور يناديني ياجدة ...قهقهت شيخة الفتاة الممتلئة وبأواخر الثلاثينات أو ربما دخلت الأربعين :وش أسوي ياعمتي البدوية هذا النصيب .. ماعليش عشان كبرناتس ...
وحين جاء دور بناتها لسلام كانت تقول مداعبة :ياويل اللي تنادي عمتي البدوية جدة لتكبرنهاااا ...تراها زعول ..
حين ركبت السيارة لتنتقل للفندق .. فالعريس المراعي لمشاعر زوجته الشهم ولد الأصول تخلى عن هذه المهمة وخرج لوحده للفندق ..وأعتذر منها أخوتها الذي رافقها بعضهم للسيارة ...أنه أنتظرها وطال أنتظاره وهم من طلبوا منه المغادرة وأنهم سيحضرونها له بالفندق ....
شكرتهم بقلبها وهم يساعدونها للركوب السيارة وحتى أنا أحدهم نزل ليلبسها حذائها الذي سقط على الأرض وهو الخمسيني الذي شاب شعر لحيته ...
شعرت ان دموعها ستهطل وهم يودعونها مباركيين بالتهاني والدعوات بالتوفيق ...
أغمضت عينيها مجاهله تندرات أحمد ولافي المحاوليين أخراجها من جو الخوف الذي تلبسهااا ...
حتى وبخهم أخيها خالد الذي يجلس جوارهااا ممسك بيدها وكأنه يريد طمأنتها لأخر للحضة ...
حين توقفوا أمام الفنــــــدق وجه حديثه لهاا :جوزاء وأنا أخوتس ..أنتي ماأعدتس أخت كثر مأنتي بنت ... أكيد تقولين وش هالأخو اللي ماصحى على نفسه إلا بعد ماتزوجت وصرت بذمة رجال اللحين يدور المدايح وهو اللي ماشال همي طول هالسنين .... بس فيه أشياء وأنا أخوتس ماتعرفينها وخليها مستورة ...بس تذكري يوم خليناتس مع وضحى ماهو كره لتس أولها.. كثرأن مانبغى نقهرها فيتس كافي القهر اللي جاها من قبل ...
وهي يوم صدت عنا وصكت بابها خوف نأخذتسن منها ولا نجوزتسن بدون شورها وبالغصايب ... أدري أنه ماهو وقته اللي قلته اللحين بس أذكرتس عشان لو لقيتي ضيم بحياتس الجايه ماتصبرين عليه لحضة تذكري أنا وراتس أخوان وأنتي وصية أبوي لنااااا ...
أشار لأحمد ولافي الذي كان ينتظران بالخارج ليفتحا لها الباب وتنزل ... كان أحمد يمسك كفها ويساعدها على السير ولافي من خلفهااا يحمل طرف فستانها الخارج من تحت العباءة ...
وحين وصلوا للمصعد آخيراً ..قال لافي :هذي أخرتها صرت وصيفة العروسة لعيونك ياعمة هاه عاد لاتنسيني دوريلي من البدويات قريبات رجلتس وزوجيني ....
أحمد المتوتر من توترها :اشش دق عليه شوف وينه ...
لافي وهو يخرج الكرت من جيبه :ماعلينا منه أبوي عطاني الكرت الجناح ... ندخل العروس ونمشي ...
وحين لاحظ أرتجفاتها :ولو تبغى نمسي عندها نمسي ولاوش رايتس ياعمة ..
أحمد :عن الهرج الفاضي ...
تقدمهم لافي وهو يزغد بسخرية قبل أن يجرب الكرت وينفتح الجناح المقصود ..تنحنح قبل أن يدخل وحين لم يجد صدى أشار عليهم ليدخلــــــوا ...
تلكأت أمام الباب قبل أن يذكرها أحمد سمي وأدخلي ...
جلست على أول مقعد ليوقفها لافي ويأخذها لآخر :خليتس هنا عشان لدخل يشهق ويطب ساكت من الجمااال ...
قالها مجامل لاينكر أنها تفاجيئ بمكياج جوزاء فقد بدأ غريب عليهااا ولم يكن بالطريقة التي تخيلهااا ... كان أجمل بكثير بالملكة بوجهها الصافي ...ربما هي من الفتيات الذي لايناسبهن المكياج ...لايهم ستغسله وستبدوا أجمل ...
قبلاها أعلى رأسها أخيراً و وداعها وهم يطمئناها أنهم سينتظرون عريسها باللوبي ولن يغادرا حتى يوصلاه أمام الجناح ...
زفرت حين بقت أخيراً لوحدهاا ..
ماهذا الوضع المريب الذي وجدت نفسها فيه ...
هل يلاعبها هذا العريس ماباله كل ماأقتربت منه هرب ... لاتفكري لاتحللي توقفي عن أستخدام عقلك ..
لاتنسي هو ليس رجال عادي أليس أبن عقاب بن نايف التي حفظت ماأثره منذ طفولتها على لسان أمها حسناً سنرى نهايتها معه فكل ليل وأن طال لابد أن يخرج عليه النهار ...
الماضي*

بعد أن زار مسجد رسول الله *صلى الله عليه وسلم * وصلى فيه عدة فروض ...
قرر زيارة صديق قديم ...أشتاقت له النفس كثيراً ..ولولا ظروف الحياة لما تركه كل هذا الوقت بدون زيارة أطمئنان على الأحوال ...
لقد أعطاه عنوان بالقرب من هنا ...ترك سيارته بأحد المواقف ودخل لتلك الدهاليز الطويلة يفتش بين البيوت المتشابهه عن ملامح يعرفها جيداً ...
وأخيراً وجد العلامة المطلوبة ...طرق على الباب وصد للجهة الأخرى ...أنفتح الباب بصرير مزعج ..وصمت لعدة ثواني قبل أن يسمع صوت أنثوي يسأل بدهشة :العم عقاب ..أنت العم عقاب ...
وتتحول الفرحة لعويل وهي تخبره كم سيسعد أمين برؤيته ...
فتحت الباب لتدعوه للداخل ...كل هذا وهو ذاهل كيف تعرفت إليه هي لم تره من قبل على حسب ظنه ...
إذاً لقد تمسك فيها أمين .. لايعلم لما أعتقد حين يأتي لزيارة أمين سيجده أعادها لعائلتها وقد تزوج من بنات جنسه ولدية ثلاثة أو أربعة أبناء ...
لحق بها وهو لايعلم إلا أين ستذهب فيه حتى وجد نفسه يقف على رأس أمين طريح الفراش ...
عقاب بدهشة وهو يرى أمين المنتفض بفراشه :وش فيه ..وش مرضة ..
رضا المتغطية من رأسها حتى أسفل أقدامها :الحصبة ياعم عقاب الحصبة ...
عقاب وهو يقلب نظره بينها وبين أمين المنتفض بفراشه قبل أن يلفه بغطائه ويحمله ويخرج به لسيارته ...وكم كان خفيف البنية حينها وكأنه قد فقد كل وزنه ولم يتبقى إلا عظامه ...
نام أمين بالمستشفى طويلاً وكان هو يذهب لعائلته بحفر الباطن التي أنتقل إليها بعد الترقيته الأخيرة ...
ثم يرجع للأمين كل أسبوعين ليطمئن على حاله ...
وحين سمح له المستشفى أخيراً بالخروج ...
حمله مع زوجته دون أن يعبأ بأعتراضاته وأخذ معه للحفر وهو يخبره أنه أصبح كلواء يسكن بما يشبة القصر ويتوفر فيه الكثير من الملاحق عش معنااا وزاول أي عمل تحبه
أن لن أتركك خلفي ....
***
لاحقاً فهدة تأخذ رضا بجولة في حدائق القصر ..
وعلى القرب منهم تجلس شعاع وأمامها القهوة وماأعدهن من ضيافة ...
فهدة بتكبر :الأمير أعطى عقاب هالقصر ولاماهو كل لواء يأخذة هذي بس خص لعقاب ...
شعاع تضع يدها على راسها من هول ماتسمع :يامرة عن التسذب لاتنفخين راس المسكينة ...تعالي يارضا أرتاحي البنية توها مقطعة سهود ومهود وأنتي جالس تفاشرين (تتباهين )عليها ...
فهدة التي جائت لتجلس على مقعد باذخ وضعت لنفسها مختلف عن بقية الجلسة :تعالي يارضا وعطينا علومتس ...
جاءت رضا لتجلس على الأرض ...
فهدة بأنزعاج :قومي أجلس على هالكراسي ...
رضا بأرتياح لما تفعل :أنا مرتاحة كذا ياعمة فهدة ...
شعاع :إلا أقول يابنيتي ماعليتس ولد ... كم لكم متجوزين ماجاكم شيء ...
فهدة :يافري جيبتس ياشعاع لو عندها ولد بتدسه عناااا ..خليتس منها وعلميني أنتي أسلبتي حملتي من قبل وطاح ولا ماجاتس شي أبد ...
رضا التي أحرجت بأسألتهن :والله ياعمه رحت للحريم كثير واللي قالوا لي تحتاجين تمريخ رحمك مايل فيك هواء وأشياء كثيرة وسويت كل اللي يقولونه والله مارزقني للحين ...
فهدة بحماس :من حضتس يارضا جيتينا وحنا بالحفر والله يافيه حرمة هنا ماشاءالله على علاجها أبشري بوديتس لها وأذا جاتس ولد سمية عقاب وأذا بنت سميها فهدة علي ...
وقهقهت ضاحكة ...
لتبتسم رضا بألم كم تتمنى لو صدقت وعودها ولاتهتم بالتسميات ...
لتصيح فهدة بشكل مفاجيء وهي ترى فياض قد رمى بتال على الأرض وأستلقى فوقة ويخنقه بعنف :فياض ياولد **** فكي ولدي فك الله راسك من رقبتك ...
قبل أن تسمع صيحة أستنكار من عقاب وتهديد بقص لسانهااا ...
****
الحـــاضر*

× أبليتني بالعشق ثم تركتني ..وأذقتني حلو الهوى فقتلتني ..ووهبتني قلباً يفيض تعاطفًا ..ياخائنًا بالحب كيف كسرتني ×

*ليلة زفاف بتال وجــوزاء*

المنزل اليوم شبة خالي فقط من النساء ...الرجال حضروا العــرس ... وزوجات الأبناء كلاً في منزل عائلتهااا ...
كانت فتيات المنزل بجلسة شعاع الشعبية وأمامهن قهوة والكثير من الحلوى والخفائف ...
يارا تتلذذ بورق العنب :ياليتنا رحنا العرس مو فلة أكثر ...
ليلى بصوت واطي :والله ندمت ليتني رحت صح ماهو عاجبتني هالزواجة وأنها رقم أثنين ...بس والله طق ووناسة ..إلا متى بنجلس بالبيت مكتوم علينااا ..
يارا بندم شديد :غباء والله حركتنااا مسويات فيهااا مع المرأة وضد الرجل هيااا خل ينفعناا عبير مهيصة وحنا هناا محبوساات ..
ليلى تحاول أستغلال الفرصة :وماتبين تزوجين ياالخبلة تزوجي وأنطلقي خليه يوديك ويجيبك لاتصيرين مثلنااا كأنا حيوانات كل ماقلنا بنروح ونجي قالوا أكلين شاربين لابسين وش ناقصكم ...
يارا بضحكة وهي تتذكر موقف قبل يومين حين ذهابهم للسوق وكيف تم ألصاق الحسن فيهم :أما خالي الحسن تحفة ...
ليلى :بالله لاتذكريني يعععع النسخة الغبية من سلطااان ...
شعاع بأنزعااج :أنتن وش تهنبصن (يتحدثن ويضحكن )عليه
أرفعن أصواتكن مانسمع هرجكن ...
ياسمين التي تجلس جوارهن على هاتفها ورأسها على قدم يارا :ندمنات ماراحن العرس وبنفس الوقت أمس بالليل يخططن كيف ينكدن على جــــوزاء لاجت ...
شعاع بشهقة أستنكار :ياجعلتسن للعرس اللي ينسيتسن حتى أهلتسن ...ماتستحن تخططن على البنية ماعرفتن خيرها من شرهااا ..
فاطمة القادمة من المطبخ بعد أن طبخت عشاء والدتهاا :من اللي يخطط والله لو وحدة منكن وأشارت على بناتها لأنتف رموشهااا ...
ياسمين بأنبهار :يمة أنتي كيف كذا متطورة بأساليب التعذيب ..أعترفي أخذ دورة من جدي عقـــــاب !!!
فاطمة تركل ساقيها الممدة :قومي هاتي لي جوالي نسيته بالمطبخ وخلي الخرابيط عنك ...
ياسمين تهز راسها برفض :لا المطبخ أنا ماأروح له تعقدت أخاف ألقى فيه ذيب ...
شعاع بغضب :عساه ياأكلتس يوم أبلشتينا بذا الطاري ...
ليلى بمآزرة:حرام عليكم ترى البنت صدق متعقدة ..
شعاع ببساطة :عسانا نعقد عرسهااا عليه هاللي خوفهااا ...
ثلاث شهقات متتالية وضحكة أستهجان من ليلى ...
فاطمة بفزع :يمة تكفين أستغفري أنا طالبتك تستغفرين ...
ياسمين قفزت تقبل يد جدتهااا :جدة يرحم والديين والديك تستغفرين أنتي دعواتك مستجااابة ..تكفين عساك وعسى عيالك كلهم للجنة أستغفري ...
ليلى بلامبالاة:لاتخافين مو لهدرجة أمي دعواتها مستجابة من عمري عشر سنوات أسمعها تدعي لفياض بالعرس وتدعي علي فيه والحمدلله للحين ماأستجابت ...
شعاع بتجاهل :ماعلي منتسن مادعيت بشين عشان استغفر ووش فيه وليدي الحصني عشاان ماتبنه ياعساها يخلى منكن ...
ليلى بضحكة :يمه وش فيك أنتي بعد صرتي تنادينه الحصني أمحق وتمدحينه بعد ..
شعاع التي أندهشت من زلت لسانهااا :الله يأخذ أعمارتسن عوجتن لساني معتسن ...
وأردفت : إلا على طارية دقي بكلمه بنشدة عن علوم فياض الليلة ...
كشرت يارا وياسمين حين وصلهم صوته عبر السبيكر الذي فتحته ليلى لوالدتها لتحدثه فهي لاتعرف أستخدام الهاتف الخلوي :يالله حيهااا .. هلااا بالشعاع كله .. قسم أن نورتس طلع من شاشة جوالي ...
ولم تستطيع الأثنتان تحمل صوته أكثر فغادرتااا المكااان ...
***
من جهته .. انتهى عرس الرجال بكل سلاسة والذي حضره الرجال من الطرفين بعكس النساء التي رفضت والدته وبقيت نساء المنزل حضورة وكلاً وضعت عذر يناسبهااا ..
لم يهتم ليفعل الجميع مايريحهم ...
يجلس بسيارته يحدث والدته التي ذكرته بالشرط الذي وضعته له...
وكيف ينســـــــى ؟؟! ..
لقد فعل كل مافعل من أجلها فهل سينسى شرطهااا ...
هل أعتقدت أنه سيرى أبنة وضحى غريمتها ويسقط في غرامها وسحر عينيهاا ويتجاهل ماعداهااا ...
أغلق هاتفه قبل أن تتصل عبير مرة أخرى فقد أرهق منها اليوم فهي تارة تتصل لتخبره بأمر تافه لتعود وتتصل باكية تطلب منه التراجع عن زواجه ....
صعد من المواقف للوبي الفندق ليجد أبناء أخيها الذي أينما صد بالعرس أو بالملكة وجدهما أمامه لافي أبن خالد وأحمد أبن عبدالله وكأنهما الحرس الملكي الخاص بالأميرة ...
لافي الساخر طوال الوقت :يالله حيه العريس الطاق ...
أما الأخر فقد كانت نظراته حادة يتكتف وينظر بصمت لاشيء آخر ...
بتال الذي حاول تلطيف الجو :الله يحيك .. أجرينا آخر مكالمة عشان نطفي الجوال ونتفرغ للعروس ...
هز لافي راسه بتفهم :أي والله قفله مانبي أم حاكم تدق وتخرب على عمتي ليلتهاااا ...
وتحت ذهول بتال من وقاحة لافي .. سحبه أحمد وهمس له بأمر ليغادر ذاك ويخبره أنه سينتظره بالسيارة ...
احمد معتذراً :أمسحها بوجهي ياأبوحاكم ..لافي لسانه مفلوت مايقدر اللي يقوله .. يالله خلني أوصلك للعروس ..
وبهزة رأس من بتال تقدمه ..وذاك يسير من خلفه وهو يفكر أذا كان هذا تفكير أبن أخيها الرجل فكيف تفكيرها هي ..هل خططت لتدخل حياته وتفرقه عن أسرته وزوجته الأولى ...بالتأكيد كل النساء تفكيرهن واحد ...
وهو إذا كان يعطي الحق لعبير لتفكيرها بتلك الطريقة ...
لن يسمح لهذة الجديدة لتدمير بيته وسيضع النقط على الحروف من البداية ...
ودعه أحمد أمام باب الجناح وغادر ... فتح الباب ودخل بأندفاع ...
لقد وضع نصاب عينه أن يبدأ هذه الليلة وينهيها بأسرع وقت ...
ألقى السلام دون أن ينظر إليها فلم يفته وجودها مع فستانها الذي أحتل مساحة كبيرة من المكااان ...
كان يخرج مافي جيوبة ويضعه على الطاولة قرب الباب :بدخل أتوضى ..غيري هالفتسان وهاتي عباتك وتعالي نصلي ....
هكذا كانت مقابلته لهاااا ...أرتعد قلبهااا من صوته الذي هاجمها بلا مقدمااات ..لم يقترب منها ولم ينظر إليهااا كانت حركته سريعة بالمكان وكأنه يعرف مايريد حقاً ...
توجهت للغرفة التي فيها شنطتهااا ... وأغلقت الباب خلفهااا ...
أخذت أربعين دقيقة لتغير ملابسها وتمسح مكياجها وتركت شعرها كما هو فقد كانت مرتبكة لاتعلم ماذا تفعل وماذا تترك ..
كانت يديها.. بل جسدها بأكمله مرتجف وتقف بين لحضة وأخرى بعقلها المشتت لاتعلم ماذا ستفعل ..
هي حقاً أشادت بنفسها بعد أن فرغت أخيراً وهي التي أعتقدت أنها ستقضي الليل كله بتنظيف نفسهااا وأرتداء ملابسهااا وقبل أن تخرج أنتبهت على أظافرها وشعرت بدوار ...
عادت لحقيبة زينتها وبيد مرتجفة أخرجت مزيل المناكير ومبرد الأظافر لتقوم بفك أظافرها التركيب وتزيل أثر اللصق من أظافرها حتى لايمنع الوضوء ..وعادت لتعيد وضوئها ...وحين خرجت أخيراً كان قد فرش سجاده له وسجاده لها خلفه ...
ويجلس على سجادته .. وقف دون أن يلتفت عليها وصلى وصلت هي من خلفه وحين أرادت الركوع أنتبهت لطلاء أظافر قدميها الذي لم تزيلة ...
أي أن وضوئها باطل وصلاتها غير مقبولة ولأنها ستتمنى الموت على أن تخبره ..أستمرت بالصلاة حتى فرغا أخيراً ....
ألتفت بوجهه قليلاً عليهاا ووضع يده على رأسها وذكر الدعاء المأثور قبل أن يتوجه للغرفة التي كانت فيها ويخبرها أن تلحق به ....
صلاتها غير مقبولة ..زوجها غريب الأطوار ... هو لم يجري معها أي حديث طبيعي ..ألم تخبرها هيفاء أنه سيبدأ الليلة بالأحاديث حتى تتعود عليه وأنه أجمل الأيام في بداية الزواج ...
حيث يكون مندفع بالأحاديث وينصت لكل حرف يخرج منهاااا ...
هي لم يخرج منها أي حرف بعد لينصت له ...وهو غير متهم بذالك ...
نزعت عبائتها وعلقتها قبل أن تسير خلفه وتشيد بنفسها أنها رتبت أشيائها ولم تتركها مبعثرة خلفهااا .....
وقفت بأرتباك أمام الباب لتجده قد أطفأ الأضواء ويجلس بطرف من السرير ..عاري الصدر ويغطي نصف الأسفل باللحاف ...
حمقاء لما نظرتي كيف ستجدين الشجاعة لتدخلين الآن ...سمعت صوته يناديه :جوزاء تعالي وصكي الباب وراك ...
أغمضت عينيها وشجعت نفسها موقف ولابد ستمر فيه كل فتاة أنتي لستي الأولى ...كانت تسير لطرف الأبعد من السرير حين أمرها :شيلي الروب ....
شهقت وتمنت أن لايسمع شهقتها ياإلهي ماباله هذا الرجل أغمضت عينيها وهي تفسخ روب قميص النوم .. وتركته على المقعد المجاور لها قبل أن تجلس على طرف الفراش وتسحب الغطاء عليهاا ...
13

***

هذه الليلة بدأ الهذيان معه مبكراً ...زاره والده العصر وسمعهم يتحدثون عن زواج بتااال ... وأن القادم لمرافقته هذه الليلة سيأتي المغرب .... وشم رائحته قبل أن يصله ..
وفرت تلك حين رأته ... كان يقترب منه ببشرته التي لوحتها الشمس كثيراً وأنعكس تأثير الصحراء على ملامحه ليتناقض مع لون عينية فيجعل كل ناظر إليه يستغرب اجتماع الألوان في ووجهه ... يتحدث عن مغامراته وعدد الحيوانات المسكينة التي ألتهمها ...
هجرس الذي يلعب بسبحته ويرفع قدمه على طرف سرير فياض :والله ياشفت لك ذاك الطير ... ماتقول إلا حبارى حبارى ... وهو يرن جوالي والتفت إلا صيدي طار ...
هجرس ياأبن الثعلب ياكاذب أي هاتف سيران في الصحراء ألن تتوقف عن أختلاق المواقف المستحيلة ...
أغرب صغيرتي لاتستطيع الحضور بوجودك بتأكيد شمة رائحتك وفرت ....
هجرس بعد أن فرغ من قص حكاياته التي فيها الحقيقي ويعتريها الكثير من الخيالات قال :ماشي بدربي بدون ماحط يمه .. على شواطي حزني اللي خذاني ..
مكسور قلب وضاق بالصدر غمه ..ماعاد تاسع للطعون المحاني
حتى غسلت الجوف من كل همه ..ورجعت في دنياي بأحساس ثاني
أنا أنولدت ومركزي راس قمة ..وعاهدت نفسي بالوفا والتفاني ...
ماأنزل تحت واللي تحت ماأذمه ..يعني اللي يبغاني يجيني مكاني ...
الله خلقني فوق ماني رمه ..محد أمرني بالحياة ونهاني ..
قاطع قصيد هجرس شيء ماا ..
وحدثت حركة وأحاديث متفرقه وشخص ما يلامس جسده ويحركه ... أبتعدوا دعوها تأتي شفائي بين يديهاا ...
أين ذهبت ساحرتي .. من أخرجتني من البئر الذي وقعت فيه ...
طال صبره ولم يستطيع تحريك أي جزء من جسده حاول فتح عينية ليبحث عن هجرس ولم يستطيع ...
وذهب للنوم كعادته .. حتى أستقيظ بعد فترة لايعلم قدرها على ضجيج ... وأصوات حادة وتلاسن ... فوق رأسه ...
كان الصوتين معروفيين جداً له ..
الحكم الأخ غير الشقيق ....وهجرس أبن أخيه ...
مالذي يحدث بينهماااا ...وماهذا الذي يسمعه ...
هـي كانت هناااك أسمها خرج للحضة صمت بعدها الجميع ...
قبل أن يعود الحديث والدفة تزداد ......
قبل أن يتحول الحديث له هو ....
الحكم يصيح فوق رأسه :فياااااض.... وش فيك ... فياااض تسمعناااا
هجرس :عمي تسمعناااا ...رد علينا هز يدك رجلك أي شي ... وش فيك وش اللي زعلك ....
أنتما من أغضبني أيها الحقيران ...كيف تتداولان أسمها بأحاديثكمااااا توقفااا أخرجااا لم أعد أريد
صحبة أي منكم أعيدوووووها لي وأغرباااا ...
هجرس وجه حديثة بلؤم لعمه :أنت السبب تدري أني مرافق معه جاي تدور محارش ...امش أنزل للمواقف عشان أفرك بوجهك القاع ...
الحكم ويده على رأس فياض الذي أرتجف قبل قليل وهو يكرر أسم خزام التي كانت وسط حديثهماااا وصاح بأخرجوا ....
هو يرتجف من المفاجئة فياض يسمع.. يعي مايقال ...لم يكن هذيانه السابق من فراغ ...لقد تجاوب مع ماسمعه وطلب منهما الخروج ...لأنهما تحدثا عنهااا ...
بالتأكيد لن يرضى بما سمع أليس كذالك !! ..
لايهم فقط أستيقظ وحينهااا عاقبنا على ماسمعت فأحدهم يستحق العقاب وربما أنت الشخص المناسب لأيقافة عند حــــده ....
هجــرس الذي مل من محاولة سحب الحكم لجدال آخر قرر الخروج من الغرفة والبحث عن قهوة يعدل فيها رأسه ...
صحيح أنه رجل الصحراء ولكن يحب تلك السوداء التي تحرق جـــوفة برفقة سيجارته ...
كان الحكم مستمر بمحاولة أيقاظ فياض مرة أخرى :وش اللي زعلك !!! ...سمعت وش قلنااا ..طيب أصحى شووووفلك حل معــــــه ... أنا ماأقدر أوقف في وجهه ..هذا مهبول وأنت أدرى فيه ... وأنا ماني موجــــود دايم !!
أغرب أنت الآخر ألحق برفيقك أيه الرديئان لاأريد أي منكمـــــا ...لمصلحكتما أن لاأستيقظ أبداً ...
أحضروها لي أحضروهااا ..
ليلة أمس قبلتني وأنا أنتظر هذه الليلة على ماذا ستنتهي سهرتنا ولكن أنتما أيها الغرابان تخيفااانهااا ....
أبتعدوا دعوني إعيش جنون أحتضاري بسلام ...
***
تجلس على السرير الذي تشاركاه قبل قليل ...تحت ذهول التجربة
بكل بساطة حدث بينهم ماحدث لم يسهل الأمر عليها بأي طريقة
هل هذا الرجل المتزوج المجرب يتصرف بهذة الطريقة الهوجاء
وكأنه أمر واجب ...وعليه أنجازه بأي طريقة ...ألم تخبرها هيفاء أن لاتقلق كثيراً فهو صاحب تجربة ولن يكون الأمر قاسي عليها مثل لو كان شاب جديد على هذا العالم ...أذاً أين ذهبت تلك التجربة ..لم يحترم خجلها ولاعفتهاااا وهي التي لم تصافح يد رجل غريب من قبل فكيف ينتهك سترها بهذة الطريقة ...
أين المقدمات والتعابير وصف الكلماااات ..
ألم يكن عليه أن يقنعها بنظراته وتصرفاته قبل جسده ...
ولكن رسالته وصلت نوعاً ما ..هذا الرجل لايريدها..
وقد أجبر عليها بطريقة أو أخرى .. ولكن أمامهم الكثير من الوقت لتقنعه فيهاااا ..
الحياة ليست بموقف واحد وحتى لو بدأنا خطأ أمامنا الكثير من الوقت لأوصل له كما أنا أستحقه ...ولكن هل هو يستحقني ..
أبعدت هذه العبارة الساخرة من بالها فهذا ليس وقت تعابيرها الروائية ..
كان يوليها ظهره ..وهي من خلفة متدثرة بلحافها تحدق بظهره بتوجس من تصرفاته فكرت إلا هذه الدرجة غير قادر على النظر لوجهها ...أجل ربما يكون وجهها المشكلة وهو من شتت أنتباهه وجعله غير قادر على أمضاء هذه الليلة بالطريقة الصحيحة ..
تعلم أن تلك الندب أصبحت أسوأ بعد أن أزالة المكياج ولم تريد زيادة سوئها بوضع مكياج أخر يخفف من منظرها ولكنها شيء مؤقت وستزول ولكن كيف توضح له الصورة ...
أرتجفت كورقة أوقعها سوء حظها في مواجهة عاصفة ...
كانت هذه الليلة الأسوأ في حياته .. والساعة الماضية هي الأحقر في تاريخة لم يفكر من قبل أنه سيزدري يوماً نفسه لهذة الدرجة ....
هو يعلم جيداً أنه لايريدهاااا ولكن كبريائه أخبره أن يتأكد من بضاعته قبل أن يركنهااا حتى يرجعها لأصحابها لو كانت بضاعة فاسدة فالويل لهااااا ... أما أذا كانت بضاعته مازالت بأصدار المصنع ...فكم أضمر سابقاً سيركنها على الرف حتى الوقت المناسب ليعيدها لمكانها ....
ولكن بعد تلك التجربة يشعر بالتقزز من نفسه ...لقد أرتكب خطأ كبير بحق نفسه وحقهااا ليته لم يتسرع ...
هو لايستطيع النظر لوجهها بعد فعلته ..
إلا يكفيهااا منظر وجهها المشوة والذي أخبره سبب هذه العطية من البداية لما لم يكتفي بما فهمه ويتركها في حالهاااا ...
وضع رأسه بين كفيه وزفر بطريقة أفزعتها فهو سمع حركتها الوجلة خلفه ....ولكنه غير قادر على التصرف بعطف عليها ... فهو قد وضع حدود لهذة العلاقة من البداية ....
قال دون أن ينظر عليهااا وخشونة صوته قد زادت :جــــــوزاء من بعد هالليلة تحرمين علي حرمة أمي وخـــــــــواتي ... وقبل ماتسألين ليه أظنتس عارفة سوات أمتس ...قولي لعمتي ..كانت كلمته ساخرة بطريقة لم تفتها :ماهــي فهدة اللي ينكاد لها وينعطى عليها .. ولا تنكسر والعرب تناديها بأم بتااال .. ..
15
وغادرها ليدخل الحمام ....بقيت على نفس تلك الجلسة طويلاً طويلاً جداً وعقلها يعيد نفس العباراة وبكل الصور تبحث عن معنى آخر غير الذي فهمته ... هل أنتقموا من والدتها فيهاااا .. حددوا سكاكين الأنتقام وغرسوها في قلبهااااا وباللحضة المناسبة فعلاً ...
مهما تخيلت من نهايات سيئة لهذة الليلة ...لم تصل لهذا النوع العالي والمحترف من الأذلااال ...
يالحماقاتها وغبائها ونقص عقلهااا وحنكتها ...هل أعتقدت أن هذا الرجل كان سيكون زوج طبيعي معهااااا ..أبن فهدة ... العدوة الأولى لأمهااا ... ولكن أليس أبن عقاب بن نايف الرجل الشريف .. وبالبدوي وعلوم القبايل اللي لأنذكر أسمه قالوا وألف ومليون نعم ...هل يخرج من صلبه مثل هذا الحقــــــــير ...
تريد شد شعرها وتمزيق ملابسها والصراخ حتى ينبح صوتهااا وتفقد حنجرتها القدرة على الكلام ..ولكن لاتستطيع سوى البقاء على نفس حالها والأرض تدور فيها ومن حولها ...
وعاد رأسها ليكرر الجملة مرة أخرى بحثاً عن مخرج أو كناية لم تفهمهااا ..محرمة علي ... اليس هذا مادرسوة بالفقة الظهار ...أجل لقد فهمت وأستوعب عقلهاااا ...لقد جربها ثم لفضهااا ... يارب أليس هناك نهاية لهذا الدوار ...ياربي حجم المصيبة يفوق أحتمالي ...يارب ألهمني صبر وقوة من عندك ربي لم أرتجيك من قبل أن تهون علي كرجائي لمصيبتي هذة المرة ...
يارب لاتجعلني أنهار أمامه لاتريق ماء وجهي ...
يارب كرامتي وكبريائي وماتبقى من ماء وجهي أحفظهم لي ...
اللهم أن لاأسألك الرد القضاء ولكن أسألك اللطف فيـــــــــــني ...
يارب أجبر كسري جبراً لاأرتجيه من سواك ...
جبراً يتعجب منه كل من أراد قهري ...
8

***
نزل للمواقف يشرب قهوته ويدخن سيجـــارته ...
حين سمع أصوات صفاراة أنذارهم فأذنه تعرفها جيداً وتميزها عن غيرها من صفارات الأسعاف وغيرها من القطاعات الأمنية ....
أطفيء سجارته على عجــل وهو يتذكر المكالمة التي وردتهم سابقاً منهم ...
فقد رد على رقم هاتف أرضي تكرر أتصاله فيه :وعليكم السلام ...ايه هجرس الصوارم ..ومن أنت ..طيب وش أسويلكم ...ماني فاضي لكم عندي مريض برافق معه ... تعالوا أنا بالعسكــــــري ...
لقد سخر منهم بكل صفاقة لما يستفز جهاز حكومي من يعتقد نفسه ...فهذا الطلب الثالث الذي يردهم منهم يأمرونه بالتحضير بأقرب مركز الشرطة ....والسبب الذئاب الذي أصطادها من المحمـــية ..
شاهد الحكم يقترب منه ..من جهة ودوريتين شرطة تتوقف بالقرب منه ...هل حددوا موقعه عبر الهاتف !!!
رفع يديه بأستسلام ...وهم يتقدمون إليه ...ويسأله الضابط بحدة :هجرس سلطان الصوارم ... معنا أمر بالقبض عليك ...
ثلاث طلبات تحضير وصلتك ... وتسخر من رجل الأمن اللي أتصل عليك يطلب منك الحضور !!!
خلنا نشــوف شطارتك بالتوقيف ...
الحكم الذي تكتف يشاهد الموقف أمامه سأله بإزدارء :وش أنت مسوي ...
هجرس الذي يقيد بهذة اللحضة :ماسويت شي ..تثاريت لعمـــــــي ...
الحكم بتكشيرة من وقاحته:عسى عمك يخلى منك تكفون لاتطلعونه هذا خطر على البشــــــر ..
الضابط بأنزعاج :بدون زيادة كلام لو سمحــــت ... ولاتفضل معناااا ... المجتمع يحتاج تنظيف من أشكالكم ...
عبس الحكم بوجهه ولكن لم يرد ...
وحين غادروا برفقة هجرس ... أتصل على هاتف سلطان
الذي رد بحدة وكأنه غاضب :هلا أبو نايف ..أقول ترى الشرطة أخذوا ولدك ...مين غيره الحصني ..
ماأدري شكله جايب العيد ... الضابط قال أنهم طالبينه ثلاث مرات وماحضر ... طيب لاتنافخ أنا وش دخلني ... أخوي الكبير على عيني وراسي ..أعصابي تلفانه منه ...ياخي تبرأ منه وريحنااا ... حتى فياض النايم أرتفع ضغطه منه ...ماأدري وش مخربط على راسه ... صمت قليلاً يستمع لطرف الأخر قبل أن يقول أخيراً:المهم حذرهم كلهم بالقروب ترى فياض يحس ويسمع لاتغثونة بخرابيطكم يكفيه اللي سمع من ولدك الحصني ....
عاد لغرفة فياض الذي أستمر أنينة تلك الليلة طـــــويلاً ...
حتى أنه لم يستطيع النوم ...وهو يستمع لأنينة ويتأمل ألمه بصمت ...
****
خرج من الحمام وكان سيغادر الغرفة لم يريد أن يلقي عليها أي نظرة ...ولكنه لمحها على نفس الوضعية ... مازالت بلباس النوم تضم ركبتيها على صدرهااا وتطوقها بذراعيها النحيلتين ...صد عنها لاتشفق فمهما كان منظرها الذي يعطيها عمر صغير وصغير جداً هو يعلم أنها تصغره بسبع سنوات فقط أي بعمر ناضج المظاهر دائماً خداعة لاتنسى ...ابنة وضحى كيف ستكون المرأة التي وضعت أمه في رأسها لسنين تفوق عمره ولم تكف شرها عنهااا كيف ستربي أبنتهااا ... أن لم يكن على الغل والحسد فسيكون على الشر والأذى وحياكة المؤمرات والدسائس ....ولكنه لن يعطيها هذه الفرصة ووضع الحدود منذ البداية ستكون مجرد تحصيل حاصل في حياته لاأكثر ....
خرج ليفرش سجادته بصالة الجناح ويصلي وتره قبل أن ينام بالغرفة الأخرى ...فقد حجز جناح بغرفتين ...وكذالك جناحه في منزل عائلته الذي جهزه لها بغرفتين ...لقد وضع كل الأحتمالات في باله ولم يغفل أي شيء ....
5

***
فاطمة التي فرغت من صلاة الضحى للتو ..وجدت رسالة من زوجة أبيها تخبرها لو أرادت أعداد الأفطار لأخيهاا العريس لأنها لن تصنع لبنت وضحى شيء ...
فاطمة تحوقل بصوت عالي :الله يهديك ياعمة ويكفي بنت الناس شرك ...
ذهبت للمطبخ وبدأت بأعداد أفطار محترم بمساعدة الخادمات ولكنه حرصت أن يخرج كل شيء بصورتها النهائية من تحت يديهااا ..وأعدت القهوة بنفسهااا ...
دخل عليها الحسن الأخ غير الشقيق ...
فاطمة بحب :هلا حسوني كيفك !!!
الحسن ومعه سبحة يلوح فيهاا :المهلي مايولي طيب طاب حالتس .. بس ترى ماأحب حسوني ذي أنا الحسن بن عقاب مايقولون لي حسوني ...
فاطمة تكبح ضحكة لاتريد أحراجة فيها كم يبدو متباهي بنفسه : حيا الله الحسن بن عقاب وش عندك في مطبخنااا ...
الحسن مستمر بتلويح بسبحته :أنا بودي فطور المعرس أجل ماقالت لتس أمي ...
فاطمة وهي تنظر له مرة أخرى وبتعجب:وأنت من متى تسوق ؟!
الحسن بتباهي:ايه خبرتس عتيق من عمري 11 أسوق ...
فاطمة تعرف أنه يبالغ :الله ..طيب يالله يالحسن روح لسيارة والخدمات بيلحقنك بسلال ....
وأستدركت وسألته :حسوني تبغى فطور ..!!
الحسن بتأفف :قلت لتس ماأحب حسوني هذي ولا مأبي فطور بروح عند النياق وآدم يسويلي كمونية يحبها قلبتس ...بس يالله أنجزوا ...
رافقتها الأبتسامة على ردوده حتى بعد خروجه ...الحسن حين تراه تتذكر حلمها الموئود بالحصول على أبن ذكر ....
هزت رأسها تبعد هذه الفكرة .. فهي تشكر الله ليل نهار على بناتهااا الخمس .... وأكتفت بهن ..
سمعت صوت يارا يسألها من بعيد :أمي عندك أحد !!
فاطمة التي خرجت عليها ومعها صينية وضعت بها بعض الشطائر لبناتهااا ستضعها بالمطبخ التحضيري بالأعلى :هلا من بيكون عندي ...
يارا التي جاءت ورأسه ملفوف بغطاء :ماأدري فيران المطابخ الحصانية ...
فاطمة بأنزعاج :يارا أنتي وخواتك يبي لكم قص لسان
ترى مو عشان سكت لكم مرة وثنتين طولتوهااا مالكم شغل في ولد أخوي...
يارا بندم على أسترسالها بالسخرية من أبن خالها:أمي آسفة ...
فاطمة بتفهم لندمهاا:أنتي وش منزلك وشعرك بالزيت ..
يارا :بأخذ نسكافية بحطها مع الشامبو عشان تروح الريحة من شعري ..
فاطمة بتكشيرة عدم أستحسان للفكرة :يارب لك الحمد بس من خرابيطكم أغسليه بالشامبو وحطي خمرية وفكينااا ...
يارا :أمي كل جيل وله طريقته ... ماأحب الخمرية عندي عطر شعر ... وأحب ريحة النسكافية !!
سبقتها فاطمة متجاهله المجادلة حتى على أتفه الأمور ...الفتيااات لاتنتهي ثرثرتهن ...
صادفت أخيها فزاع وزوجته ينزلون السلالم ...
مريم بدلع وهي تهز جسدها بين كلمة وأخرى بتصنع:فاطمة ترى خلينا وسن فوق بنروح مشوار قريب ونجي ..بالله انتبهوا لهااا ..قلت للبنات بس شكلهم بيسحبون علي ....
فزاع بمجاملة :ام يارا تجي معنااا أنتي والبنااات ..
فاطمة التي لم يفتهاا قبضة مريم على ذراعة :لاوأنا أختك الله يهنيكم ..وش يحشرنا معكم ... لوبنطلع طلبنااا واحد من العزابية ومايقصرون .....
وحين وصلت للطابق العلوي ووضعت الطعام بالثلاجة الطابق العلوي لتسخنه الفتيات حين يرغبن فيه ...
دخلت غرفتها وبنيتها الأستحمام والنوم ولكن قبلها أرسلت للحكم ..تخبره أنهم يريدون الذهاب معه للمشوار عصراً ...
ربما بناتها لم يطلبن ولكن هي تعلم بالفراغ الكبير والتحول الذي حدث بعد عودتهم للرياض ...فلدى أبيهن كنا مدللات جداً وكان كريم معهم بالنزهات والترفية ...

***
المصيبة تبدأ صغيرة ثم تتضائل حتى تضمحل ..فما بال مصيبتها على ضوء النهار أكثر بشاعة وأكبر أتساع ... فكرت أن تعود لوالدتها ماأن يحل الصباح .. ولكن هواجيس الليل أخبرتها أن عودتها لن تكون بصالحها وأول من سيوبخهاا ويلومها والدتها حتى ولو علمت كل ماحدث ستخبرهااا أن تبقى في بيت زوجها مالم يأمرها بغير ذالك ...
بقت ملتفه بروب الحمام تنظر لنفسها بمرآة الحمام كم تبدو مخيفة ... حروق وجهها لاتبرأ بل تزيد ألتهاب وتشوه ...وضعت من كريم الحروق طبقة كبيرة حسناً ليفزع ويهرب منهااا لاتهتم ...
نظرت للفستان الفخم الذي أختارته بمساعدة هيفاء للصباحية وكان بمبلغ كبير جداً رغم قصته الكلاسيكية ونعومته ولكن علامته التجارية تجعله يستحق ...
وضعته بالشنطة هل يبدو هذا الفستان لائق عليها وهي بهذا الوجة ..أخرجت بنطال جينز وتوب أبيض وأرتدتهم فوق لباسها الداخلي ... أرتدت نظارتها الطبية ...بعد أن كانت سترتدي العدسات اللاصقة خلال شهر العسل بأكمله ... حسناً لن أبدون بنظارتي مخيفة أكثر من حروق بشرتي ...
رن هاتفها كانت هيفاء تجاهلتها ستسألها عن الكثير من الأمور وهي غير مستعدة للحديث عن هذه التفاصيل إلا بمكان محايد وبعيد جداً عنه ....
هل تبدو حمقاء لو فكرت بمعدتهااا وأن الجوع قد غزاهااا ... فآخر مادخل إليها معمول التمر حين شربت قهوتها العربية المفضلة في الصالون ...آآه أنه الصداع من أين ستحضر قهوة عربية في هذه اللحضة ....صداع رأسها لن يكون أسوأ من ليلتها أمس ...ولكن لما يبدو كل ماتريدة الآن هو فنجان قهوة عربية وبضع تميرات ...
وهاهي تداعب أنفها رائحتهااا .. هل حقاً أم أصبحت تهلوس من الجوع والصداع ...
أنها قادمة من الخارج هل طلب لنفسه قهوة .. بالتأكيد ماذا سيشرب أسبريسو أم كراميل ميكاتو ...سيشربها عربية شقراء تفوح منه رائحة الهيل والزعفران كما تدمنها ...
حسناً للأسف في أولوياتها دواء رأسهااا قبل الكرامة ..
خرجت بتردد وأطلت برأسها لتتأكد قبل أن تحرج نفسهااا ..وفعلاً كان أمامه قهوة عربية والكثير من الضيافة ..بالتأكيد عائلته جاملته بهذة الضيافة ... لاحظت توتر بعنقه وكأنه سيرفع رأسه إليها ولكنه تخلى عن تلك الفكرة باللحضة الأخيرة ...
هل ستكون أكثر جرأه منه لو توجهت وشاركته القهوة ...خرجت لفكرة واحدة جعلتها تشعر بالسعادة وتكاد تخرج ضحكة مجلجلة ...
فقط لتتلاعب فيه ... هي ليست جريئة ولاوقحة بل أضعف من ذالك بكثير .... ولكن اليوم وجدت نفسهااا بمكانة أفضل منه ...هو من أساء إليها لاهي ..
هو لايبدو وقح ولا سليط لسان ...
حمقاء متى عرفتي كل هذا عنه ...
حسناً لايوجد إلا هي وهو ماذا لو أحرجها أو تجاهلها لاتهتم لاأحد سيعرف ماجرى بينهمااا ...
إلم يكن تصرفه أمس بحقها أكثر أحراج وأهانة لكرامتهاااا ...
ربما لأنها جربت التصرف الأكثر أمتهان منه فهي لم تعد تخشى شيء لتجلس أمامه بهذة اللحضة وتمد يدها لترمس القهوة وتسكب لنفسها فنجان ...
قبل أن تتبعة ببضع تمرات .....
لم ترفع عينها له ...لذا لاتعرف ماكانت ردة فعله وبالتأكيد لن تعلم بماذا يفكر ... ومدت يدها مرة أخرى وأعادة الكرة ... ولم تكن الأخيرة بل أستمرت بالفنجان تلو الآخر حتى شكت أنها شربت الترمس بأكملهاااا ...
سمعته يرد على أتصال ورده ويبتعد ... لذا أخذت راحتها للبحث بالموجود وجدت تشكيلة من ساندويشتات في صينية صف فيها جميع أشكال الإغذية الصالحة للأكل كوجبة أفطار ...
أخذت لها نصف ساندوتش ...وسكبت لنفسها شاي بكوب ورقي وعادت لغرفتهاااا ...
فتحت هاتفهاا وإلى النوت وحذفت الكثير من المشاهد التي سبق وكتبتها وبدأت تكتب بهستريا وكأنها تتلاحق الكلمات وتلك تطير حولهااا كفراشات مجنونة ....
1
(("لم أكن مستعدة لكل هذا الحزن، كان قلبي يرتب نفسه بشكل عادي يناسب حياة عادية لا شيء أكثر.. لا شيء أقل."))
3
***
أنهى مكالمته مع سلطان ولم يجد مدمنة القهوة ... لحسن حظة يبدو أنها لم تكن مهتمه بالجلوس معه أو محاولة أجراء محادثة معه وربما مناشدته عن أحداث الليلة السابقة ...
جلس وسحب صينية الأفطار التي أعدتها أخته فاطمة بعد أن أخبرتهااا والدته أن تفعل ذالك فهي لن تعد لأبنة وضحى طعام أفطارهااا وهذا الذي لم يبخل فيه الحسن حين أحضر له طعام الأفطار والقهوة بل كان لدية الكثير ولكن أخبره أن يذهب وسيأخذ التفاصيل منه لاحقاً ...
هل يشعر بالخذلان !!! .. قليلاً .. من المفترض أن لايفكر فيها ولابردة فعلهاااا ..ولكن لقد توقع ردة فعل أكبر من هذا الصمت ...
وكأنه سل كل سيوفه ضد عدو لم يفكر حتى برفع عصا ليصده ...
هذا هو الوصف الأكثر واقعية لحالته ...
لك أن تتخيل ردة فعل صاخبة مليئة بالبكاء وربما الدعاء والسباب ...ولكن لاتجد رد سوى الصمت ...حينها عليك أن تخاف حقاً ...
بماذا تفكر ...هذا السؤال الذي يدور داخل عقله ولايكاد يفارقة ... لم تبكي هو متأكد من هذه النقطة لم تذرف ولادمعة واحدة ...
هل يكون مغتر بنفسه لو فكر أنها لم تبكيه ...ولكن هو لايفكر بهذة الطريقة ...فقط هي أنثى ورفضت بتلك الطريقة كيف لديها القدرة على التماسك لهذة الدرجة هذا هو تفكيره بكل بسااطة ...
همس لنفسه موبخاً :طلعها من بالك يابتــــــال ..خلاص أصلاً الضرب بالميت حرام ..أمس نحرت البنت وقفيت واليوم تفكر ليه مابكت وراك ...
10
***
العصــر بعد أن تجهزن الفتيات ياسمين ومسك 10 وألماس 4 سنوات ..
مروى لاتريد الخروج ...ويارا رفضت ظاهراً ولكن السبب الحقيقي أنها لاتريد التواصل مع زوجها بعقد القران وأخباره بأمر خروجها فهو يزعجها من هذه الناحية ...وبماأن وضعهما مازال معلق لاتريد التواصل معه ...
صعدن سيارة الحكم برفقة والدتهن التي حياها أخيها غير الشقيق :يالله حيهااا وشلونك ام يارا .. وشلون البنات ..
وألقى عليهن نظرة سريعة :وش فيكم ناقصين راسين ...
ياسمين بعينين حزينتين من خلف النقاب:حلوة منك ياخال بس لاعاد تعيدهااا ...
فاطمة بحدة :بنت ...
الحكم بضحكة هادئة :خليهااا هي صادقة حنا اللي دمنا ثقيل شوي ..
ياسمين التي أنحرجت من خالها المهذب .. فهو لايشبه بقية خوالهااا والتي تعودت على الرد عليهم ويتقبلون ذالك بردود أشد صفاقة ...ولكن التهذيب لاتعرف كيف تتجاوب معه ...
خوالها من الأب مهذبين جداً فقط الحسن من كان فظ نوعاً ما ربما بحكم مراهقته ...
الحكم بتساؤل وهو يخرج بسيارته من بوابة القصر:هاه وين تبغون نروح ...
مسك بطفولية:تشكي تشيز !!...
ياسمين بتأمل:الرياض غاليري ..!!
فاطمة بحزم :ودنا مكان يناسب العوائل والأطفال ...
ياسمين تتأفف بصوت عالي ..وكأن التنزة من حق الأطفال فقط ...وهي قد خرجت كمرافقة لهم ...
تركوا فاطمة مع البنات في قسم الألعاب وتوجهوا لمحل المطاعم والكوفيهااات ...
ياسمين وهي تنتبه للطمة الحكم (يلف شماغه على أسفل وجهه )) :أفااا ياخال ..
الحكم يهز أكتافه بدعابة :عيب يشوفونك الجماعة ومعك الحريم ...
ياسمين بأنزعاج :ياسخفك ...
الحكم بتبرير لوجهة نظرة رغم أنه أراد العبث معها بالبداية بفكرة رجعية :والله مو هذا قصدي بس فيه ناس نشباات مايحلى له السلام إلا أذا شافوا معك زول حرمة ...
ياسمين بشقاوة:لو كان اللي معك جدتي فهدة ماسويت هالحركات ...
الحكم يتخيل موقف لأمه مع أحد أقاربهم ويهز رأسه ليبعد الموقف المحرج من تفكيره:أمي لو أحد قرب منااا من معارفنااا جلدته على طريقتهااا أنتي بتقدرين تسوينهااا ..
ياسمين بأعجاب بقدرته على الصبر ووالدته فهدة :طيب صدق ماتنحرج من حركاااتها
الحكم بثقة لامحدودة:لاعادي أمي ليش بنحرج منهااا بالعكس أفتخرر ..المهم وش تبغين قهوة ...وأشار لها على طاولة أجلسي هنا وبجيك ..
ياسمين بتردد :سبانش لاتيه مع أني كرهته بعد ماشربه الحصني ...
الحكم بسخرية :لاا أبشركم فلووها الحصني بالتوقيف وشغلته مطولة ...
ياسمين بدهشة :ليه ..
الحكم بشماته لم يستطيع كبتهااا :وليه بعد مصيد الذيابة من المحمية ومسوي فيهااا مذبح السبااااع ياخسارة الأسم بس ...
ياسمين بضيق :استغفرالله ...الله يعين خالي سلطااان ..
2
****
ليلى بعد خروج فاطمة وبناتها توجهت لغرفة يارا تسألها أن كانت تريد الذهاب معها لزيارة فيــاض ..
فوالدها حين علم بذهاب فاطمة برفقة بناتهاا وبقاء ليلى ويارا
قرر أخذهم برفقته لزيارة فياض ...
ليلى وهي تهز يارا التي تغطي رأسها بلحاف :بنت أصحي كل هذا نوم ...
يارا التي أزاحت اللحاف عن رأسها :مو نايمة ...
ليلى وهي تحدق بالهاتف الذي كان مختبأ معها تحت اللحاف :وش تسوين ..
يارا بحماس:كنت أقرأ رواية تبغين حسابهاا
ليلى تهز رأسها بيأس:اووه أنتي ليلك طويل أمشي أبوي بيأخذنا معه لفياض ..
يارا :بس أنا ماأقدر أروح ..
ليلى بجدية لاتعلم ماسببها تهربها من الخروج:أقول أمشي تبغين يفهمنا خطأ يحسب مانبغى نزوره ..يالله شدي حيلك شوي بدون تلكع أنا بسبقك ...
يارا بأنزعاج :يعني بيدري عنااا ..
ليلى من عند الباب:الله يدري ..وبمحاولة أقناع : بعدين أمشي نتقهوى هناك ونرجع ..
لاحقاً بغرفة فيـــاض الغير واعــي وهاديء جداً هذا العصــر ..
بعد أن فرغ عقــاب من القراءة عليه ..
وجه حديثه للفتيات برفقته :تكلموا معــــه ...
تبادلت ليلى ويارا نظرات بائسة قبل أن تقـــترب ليلى أولاً ..
ليلى الواقفة فوق رأس فياض الذي يبدو مستكن للغاية هذا اليوم رأته من قبل مرتين وعلى عجل أحدها كان يحيط به الكثير من الأجهزة وأصابته جديدة للغاية بطريقة أفزعتها ..اليوم بدى طبيعي للغاية فقط ذقنة النامي ونحول بسيط بملامحه :فياض تبغى كبسة ضبان!!!
لتشهق يارا من غباء ليلى :خالة وش فيك ..
عقاب يشير ليارا أن تصمت :كملي خرابيطك قولي تكلمي هرجية ...
ليلى تكمل بتجاهل ليارا :قسم لو صحيت لأسويلك كبسة ضبان بس دبر نفسك مافيه ضبان بالسوبر خل الحصني يصيدها لك ...
يارا تحذرها :ترى أقسمتــــي .. كيف بتسوينهااا ..
ليلى وهي تلقي نظرة سريعة على والدها لتجدة يحدق فيها :أمي تعلمني .. بعدين وش تفرق عن الدجاج ..بس تطبخ أكثر ... بعدين اليوتيوب فيه كل شيء بيعجزون عنهااا ...
تكمل لفياض :وبأكل معك وبالخمس بس أصحى ...
يارا بتأفف هامس لليلى :خلصتي كل شيء علي ...
أقتربت منه قبل أن تسأله وكأنه سيرد :خااالي تسمعنااا
لو تسمع حرك أصبعك !!
خالي سلطان بيرجع عمتي غادة ...
وفزعت حين صاح فيها جدها :بنننت بلا خرابيط ...
يارا بتردد :جدي لازم نقول أشياء تصدمه عشان يصحى ..
ولا بيجلس طول وقته نايم ...
عقاب الذي لايتفهم سخافة عقول فتيات هذا الجيل : )ثلاثٌ جِدُّهنَّ جِدٌّ، وَهَزلُهُنَّ جِدٌّ: النِّكاحُ، والطَّلاقُ، والرَّجعةُ)
تكلمي عن نفسك ولاتخربطين ...
يارا بتفكير عميق عادت لتقول :جدي بيزوجك ...!!
عقاب يهز رأسه بيأس :كملي ...
همست لها ليلى بمكر :خوفيييه ..
يارا بهمس مشابه :ميييين ..
ليلــى بلؤم :من بنااات الصنهــــات ..
عقاب بغضب:بننت ..
يارا بأحراج لاتريد أن يفهمها جدها بشكل خاطيء :جدي بنخلعه بس يمكن يصحى ..
دخل عليهم الحسن بتلك اللحضة ومعه مشروب طاقة يشربه ..وقف يستمع للتوبيخ الجاري من أبيه ..
عقاب بحدة :بس ولا كلمة زيادة وأنا اللي ظني فيتسن حريم عاقلات ...
الحسن بعد أن فرغ والده من توبيخ الفتيات :أنتم باقي تسوون هالخطة لو بيصحي صحى يوم قلت له بيبيعون الخيزران ..وحلالاه يالخيزران ...
ليلى بترجي :أبوي بس بقول هذي لو هو ميت بيطلع من قبره لو سمعهااا ..
عقاب مازال غاضب ولاينظر إليهم .. عاد لمصحفة ...
ليلى بهمس فوق رأس فياض :الحصني ذبح له رجااال وبيعدمونه ...
يارا تظربها مع كتفهااا :حلوووه كفك خاله .....
الحسن على الطرف الآخر يجاريهن :فياااض ألحقنااا تكفى بيزوجون ليلى على مره ...
ليلى بحدة :يالدب الوقح أنا أوريك خلنا نرجع البيت ...
يارا تهز رأسه بيأس :على أساس اللحين خالي بيخاف على ليلى بيقول أحسن أستروها البنت مالها إلا العرس ...مالقيت شي يخرع صدق ...
ليلى قالت وعينها بعين الحسن وبصوت باكي كاذب :فيياض ألحقناا بيزوجون الحسن من بنت رضا ...
يارا بصدمة :اششش لايسمعك جدي ....
الحسن بمراهقة وبسبب دلال أبيه له لم يكن يخشااه ليقول هذا وهو معه بنفس الغرفة مجازفاً بسماعه :الله ونااسه الله يسمع منك ... خصوصاً لو الكبيرة أويلاااه .. عز الطلب ... مو مثلك يالحولاااا ..
ليلى بصدمة كيف يطري تلك ويسبهاا :أنا حولااا يالصرصور ...
كانوا مشغولين بمباراتهم الكلامية ولم يشعروا بهمسه طالباً منهم التوقف ...حتى على صوت نبضه وأضطربت أجهزته ....
عقاب الذي وقف من مكانه بعد تغير صوت الجهاز ...
رغم أن الموقف تكرر كثيراً معه ولكن ككل مرة يفزع ويقترب منه ينتظر اللحضة التي سيفتح فيها عينية ...
ولم يتخيل أن تكون هذا اليوم حقاً...
كان يقف ينادية كعادته يسأله لو كان يسمعه : فياض فياض تسمعني وأنا أبوك ...
حتى رد قبل أن يفتح عينية :سم مم ..يبه ..
يارا بصيحة دهشة لليلى :سوينااااها صحيناااه ..وقهقهت رغم وجود جدهااا كأول مرة بالتاريخ ...
ليلى تكاد تسقط على ظهرها من شدة الدهشة وصدمة الموقف وقوته لقد أستيقظ حقاً النائم طويلااً وبعد سماعه أحاديثهم ..
هل حقاً ماقالوه صادماً حتى يستيقظ بعد سماعه ..أم الصدفة لعبت دورهااا ...
الحسن بدأ بأجراء أتصالااته بتلاحق وبدأ بتصوير فياض ليرسله على القروب قبل أن يصيح فيه عقاب أن يطلب الطبيب ...
***

لاتعلم كم مضى عليها حين سمعت طرقاته على الباب ..ألقت نظرة سريعة للتأكد من الساعة تباً الخامسة عصراً ...
لم تفكر بفتح الباب توجهت للحمام مباشرة فهي لم تصلي العصر بعد ...
ماأن فرغت من الصلاة حتى خرجت إليه كان قد أرتداء ملابسه وبدى جاهز للخروج أخبرها بأختصار :ألبسي أنزلك عند أمك بروح مشوار وأمرك بعد العشاء ...
عادت للغرفة أرتدى عبائتها فوق ملابسها حملت حقيبتها وخرجت ...
بعد ذالك بالسيارة ..بدت فخمه للغاية مريحة وباردة لاتشبه سيارة أحمد ..
حسناً هاهي تهين أحمد المسكين وسيارته التي تفضلت عليها كثيراً ...
مع أول مشوار مع زوج الغفلة ..أجل هكذا أصبح أسمه لديها ...فهو قد قتلها بغفلة منهااا ..فيستحق هذا اللقب بكل جدارة ...
رن هاتفه وأجاب من مكبر الصوت قبل أن يحوله لسماعة البلوتوث ..كان صوت أنثوي جداً والتقطته أذنها بكل سهولة ...
سمعته يرد بعبارات مختلفة .. كم هو شحيح بالحديث ليس معها فقط .. أو ربماا لايريد أن يسهب فتسمع هي ...حمقاء لو كان لوحده لأخذ راحته مع زوجته أليس كذالك ...كيف تشعر تلك هل تريد تمزيقها بأسنانها ..
حسناً أبعديها عن عقلك أيها المتطفلة ...إلا يكفيك سرقة زوجها هل ستصبحين علقة لتدخلي حتى بأفكارها ومشاعرهااا ...
لاتعلم متى أنهى أتصاله حتى سمعت رنين هاتفه مرة أخرى ...وأتصال من رجل ...لم تسمع صوته هذه المرة ولكن من ردود وترحيبة المبالغ فيه وأنطلاقته بالأحاديث ... والطرف الآخر لم يكن يعلم وكان يهئنه ...سمع شيء جعله يلقي نظرة سريعة عليهااا .. قبل أن يضحك ويستمر بالحديث السلس مع الطرف الأخر ...
تلقى أتصال من عبير ولم يكن الأمر مريح جداً بوجود طرف آخر ..وعبير تلح بأسألتها أين ستذهب هل ستأتي متى ستنتهي أيام عسلك ...إلى أخره من عبارات الغيرة ..التي لم يستطيع أمتصاصها ولاتبديدهااا بوجود الأخرى ....لقد أتصل عليها بوقف فراغه عدة مرات ولم ترد بالتأكيد كانت نائمة وماأن صعد للسيارة مع هذه حتى تذكرت وأتصلت به ...وأنهى المكالمة وهو يخبرها أنه سيتصل لاحقاً ...
وماأن أغلق حتى رن هاتفه من جديد كان أحد زملائة بالعمل لذا رد مباشرة ... وبعد تبادل الترحيبات ..بارك له بالزواج وقبل أن يرد عليه سأله مستنكر ماينقصه حتى يتزوج من الجدات ...
ضحك وسأله أنه لم يفهم إلى ماذا يرمي ... فأخبره أن أحد الجنود المتعينين عندهم حديثاً أخبرهم أنه قد أرتبط بجدته ...
وحين أثار ضحكهم ..طمأنهم أن تلك الجد هي الشقيقة الصغرى لجده لاأكثر ...
حين سمع مانقله له الطرف الأخر ألقى نظره سريعة عليهااا ..ماهذا اللقب الجديد جدة ؟؟؟؟
كان منزعج من قريبها ذاك ولو كانت العلاقة طبيعية لكان وبخهااا أنها لم تخبره ...وهو منزعج من ذاك الثرثار الذي صادف أنه بمقر عمله ... ولكن متأكد أنه لايوجد من يحمل لقبهم في مقر العمل ربمااا حفيد من جهة البنات بهذة الطريقة سيحمل لقب آخر ...
أبعد الأمر عن تفكيره فكما خطط لاتفكر بأي شي يخصها أكثر من مرتين ولاتتعود عليهااا ...
أوقفها أمام منزل أمها الذي ألقت نظرة سريعة عليه قبل أن تنزل بدون أي تعليق ...
من المفترض أن ينزل معها ليسلم على والدتها ولكن لاشيء طبيعي بهذة العلاقة ...
هو قد أذاها بالأمس بسبها فهل سينزل الآن ليسلم عليهاا ... أحياناً تشك بسلامة عقلها ..
وقفت على الباب حين أنتبهت أنها لم تحمل مفتاح لمنزل أمها ...رنت الجرس ..وأخرجت هاتفها لتتصل وبعد رنين طويل ردت أخيراً أخبرتها على عجل أنها أمام الباب ...لاحظت أنه كان سيغادر وقد حرك السيارة ولكن أوقفها بأول الشارع لاتعلم هل يتأكد من دخولها أم ورده أتصال آخر وفكر أن يرد عليه قبل أن يذهب بطريقة ..ولم تنتظر للتأكد فقد دخلت وأغلقت الباب ورائها ...
أندفعت للداخل متجاوزة ساري أبن هيفاء الذي كان يريد السلام عليها قبل أن يصيح بأستنكار :خاله وش هالسحبة ...
تجاوزته للداخل لتجد أمها وهيفاء على قهوة العصــــر ..
وقفت أمها مرحبة ومتهللت الأسارير ... وكأنها لم تراها للسنوات ..حسناً أذا كنتي تحبيني جداً لما رميتيني تلك الرمية ...
أزاحة نقابها ليتحول ترحيبها لتوجس وشهقة أستنكار :وش هذا من سوى فيتس كذا ...
هيفاء تطمئنها :من أمس وجهها كذا بس مابغينا نكدرك ...كل من االشمع ...
وضحى بأستنكار :كيف وليش ..حسبي الله عليكن كان من أمس وهذا وجها وتوكم تقولون لي ..
جوزاء تجاهلتهم وجلست على الأرض تصب لنفسها فنجان قهوة وأخر ..حتى فك صداعهااا :قبل لاتسألوني شــــــــي ..أسوء شي المتزوجين ياهيفاء أنتي ونصايحك اللي مثل وجهك ...
شهقة وضحى وهي تظرب صدرها :وش نصايحة الله يقطع نسلكن ...أنتي وش مهببة للبنت ...
هيفاء التي صدمت بجوزاء ومارمته بوجهها قرصته من فخذهااا :حسابك معي بعدين ..
تجاهلتها جوزاء لتخبر أمها :يمة تراه مايبغاني ويسلم عليك ويقول نسيت المهم شي عنك وعن أمه وخرابيطكم الأولى ...
وضحى المذهولة من أبنتها هل هذه جوزاء التي خرجت من منزلها أمس هل تلبسها جني بالفندق فهي سمعت أنها عادة تكون مسكونة ...
هي لم تصبح جريئة فجأة ولكن هناك أحاديث كان عليها أن توصلها ولو أحرجت لن تستطيع أخراجها من قلبها أبداً لذا كان أفضل حل أن تتحدث بهذة الطريقة الفجة حتى يحرجون هم وليس هي ...تكتيك جديد تتعلمه بحياتها الجديدة ...
وضحى عادت لتسألهااا :وش اللي صار وش قال ...؟!
هيفاء :جوزاء حبه حبه فهمينااا صارخ عليك ظربك وش سوى ...
جوزاء هيا أيتها الجريئة كيف ستقولينهااا ..أرتجفت الدلة بيدها قبل أن تخبرهم وأفضل طريقة الفلسفة الزائدة :تذكرين الظهار اللي أخذناه بالفقة ...
شهقت الأثنتان بذهول ...
لتهز رأسها بتأكيد :هذا اللي قاله ...يعني لهدرجة عايفني ولايبيني ...
وضحى بقهركبحت داخلها :بالتأكيد هذا من تخطيطك يافهدة ... أنتي من أمرتي أبنك ...لن يكون غيرك من يحيك الخطط بهذة الحنكة ...
هيفاء تحدق بذهول بجوزاء ياءلهي ياأبنة أمي ماذا سنفعل الآن كم تمنينا لليالي أن يكون الرجل ليس كأمه ... أبتهلنا لله ليالي يارب أجعله أبن عقاب ..يارب ألبسة من خصال ذالك الرجل الشهم ...لم أدعي لنفس كما دعيت لك ياصغيرتي ...ومن بدايتها حرمك على نفسه ...سيكسرك ..منذ اللحضة الأولى ...
وضحى وقفت حين سمعت نداء الصلاة وكأنها تهرب إليها لعل داخلها يرتاح ...
هيفاء التي تجلدت بصبر :فصخي أشوف وش لابسه ...
جوزاء تقف لترمي عبائتها وتعود للجلوس :أحلى كشخة صح ...
هيفاء تهز رأسها بيأس ولكن لاتستطيع توبيخهااا فهي محقة ..فهل ستتزين له ... بعد كلامه القبيح :الجوز حبيبتي .. صح أيام زمان كنتي بالبيت ولاطلعات ولادخلات .. عشان كذا ملابسك سمبل وحلوة ولايقة على وضعك ...بس اللحين بتروحين لبيت مليان ناس .. لازم الكشخة حتى لو مو عشانه عشان نفسك ...مايرمون عليك كلاام ...
جوزاء وهي تضع عينيها بعين هيفاء :تذكرين الشهر اللي راح كله وش كنت أقولك ..هيفاء أنا متخيلة الوضع من البداية وعارفة وش بيقابلني وشكي كان بمحله ..رغم أنك حاولتي تقنعين بعكس ذالك ..ياخسارة سهراتك اللي خربتها عليك بأتصالاتي أشكي الحال ليتني تقبلت الفكرة ولاأنصدمت بالواقع ... واللحين أرجع أقولك مهما حطيت ولاسويت محد راح يتقبلني لو كنت الملاك اللي نازل من السماء ..عشان كذا هالمرة أنا بمشي على أسلوبي ياهيفاء لأني من داخلي بكون راضية عن نفسي ..ولاتخافين ماراح أفشلكم ولا الملابس اللي ملي الشنط أيش بسوي فيها ...
هيفاء :طيب وش اللي صدمك ..
جوزاء :مهما شرحت ماراح أقدر أوصل لك اللي أحسه ... ولا اللي عشته وعلى قولتهم خليها بالقلب تجرح ولاتطلع برى وتفضح ...
هيفاء :يعني مافيه أمل ..!!!
جوزاء :الله كريم ...
وتفرقن للصلاة .. لتعود هيفاء وتخبرها أن أمها تريدها على أنفراد بغرفتهااا ..
كانت قد غيرت ملابسها لفستانها البيتي المفضل كان بالون الوردي ..
طرقت على باب والدتهاا لتطلب منها الدخول ...
كانت وضحى ترتاح على سريرها وأعتدلت بجلستها عند دخول جوزاء ..التي توجهت لتسريحة والدتها وبدأت تعبث بعطورها ذات الروائح القوية ..
وضحى :تعالي أجلسي ابغاتس بكلمة ...
جوزاء :يمة خططكم ماراح تنفع إلا بحالة وحدة ...
وحين رأت الأمل في عيني أمها صدمتها :تغيرون الممثلة ...
وضحى :والله أنا قلبي ياكلني عليك وأنتي مقضيتها تفزر(سخرية ) ...
جوزاء وهي تجلس جوارها على السرير :وليه قلبك يأكلك يمة هذا مكتوب علي من يومي في بطنك ماهو شيء جديد ...
وضحى وهي تمسح على شعرها الأسود :بس أنا ابي لتس الزين يايمة اصبري عليه والله بيجبر بخاطرتس ..
جوزاء مسترخية تحت أنامل أمها الحنونة :واللحين أنا قلت بهج عنه أنا برجع معه والباقي الله يسويه ..
وضحى بتوجس:بس فيتس نقص ماأنتي متحمسة ..يايمة أنتي جاية تعلمينا اللي صار معتس وكأنتس تسولفين عن وحدة ثانية ....وصمتت قليلاً لتردف:والله لو هيفاء اللي صار معها هالشي جتني تشقق هدومهااا ...
جوزاء بأستنكار :ذيك هيفاء ماهو أنا ..أنا كذا طبعي .. ماراح أموت نفسي عشان واحد عايفني ..
وضحى بحسرة على أبنتها التي لاتعي أبعاد الأمور :يايمة ماهو عشانه تبكين على حالتس ...
جوزاء قالت لتطمئنها :أنا ماني خايفة من شي بعدين خالد قالي لو أحد ضامتس تعاليلي عشان كذا ماني خايفة من أحد ...خله يطلقني عندي أخوان ماني مرمية بالشارع ..
وضحى التي شهقت بأستنكار وعرفت أخيراً سر شجاعة أبنتها المتهورة :وأنتي عشان كلمتين مجاملات خلاص صار وراي ظهر ومايهمني أحد ..اخوتس نفسه أول من بيخانقتس لو تطلقتي أنتي تحسبين الطلاق لعبة ..
جوزاء التي لاتعرف كيف أيصال أفكارها لأمها :يمة والله الطلاق مو في بالي ولاراح أطلبه بس عشان أحطك بالصورة وش أقسى شي بيصير أتطلق يعني ...!!
ولم ينتج الحوار عن نتيجة ...أقتربت صلاة العشاء عادت لترتدي ملابسها السابقة وعبائتها بأنتظاره ...ربما لايأتي ليأخذها ويالسعادتها حينها أو ربما وجعهااا لاتعلم هي حتى لاتعرف كيف سيكون شعور ...ليت حياتها تعود للوراء ثلاثة أشهر فقط ...
قبل خروجها أعطتها والدتها كيس لاتعرف مامحتواها ولكنها همست حين قبلتها مودعة بعد أن سمعوا رنين الجرس وجاء ساري يخبرهم أن زوجته ينتظرها بالسيارة :ألبسي اللي عطيتس لاتخلينه يشوف وجهتس إلا بعد مايتشافى ...
وخرجت ... لم تكن تعلم على ماذا يحتوي الكيس ولم تفكر كثيراً ...
ركبت السيارة وتلقتها رائحته عطره الكثيف جداً جيوبها الأنفية ستفتك بها الليلة ... سلمت بهدوؤ ...ورد بهدوؤ أكثر ...
سألها أذا كانت تريد العشاء أم تعشت فهو قد سبقها ..ردت بأنها تعشت أذا كان يطلق على صحن الأندومي الذي تناولته مع أبناء هيفاء عشاء التي وبختهااا قائلة هل هذا طعام تأكله عروس تزوجت يوم أمس ...رائحتك ستقتل الرجل ...ولم تعبأ بها ولكن نظفت نفسها كثيراً وفرشت أسنانها عدة مرات ...أخر شيء تريده أن يشتم منها رائحة سيئة ...

***

مسترخي على جدار الحجز ويردد :ياجماعة تسيف مافيكم حميااا ..تسيف صياح الضحى ماتسممعوووونه ...
قبل أن يقفز من مكانة وينادي :ياعسكري ياولد ...ياأبن عمي تكفى بكلم بس آخرة مرة أنا ناااخيك ...
العسكري بأنزعاج :ياهجااادي يوم طحت فيك أنت ورى ماتقر وتفكنا من شرك ..
هجرس وهو يمد يده من بين القضبان ليمسك أسفل ذقنه بترجي:تكفى أنا ناخيك ..وأردف بمداهنة : نخيتك مانخيت رخومم ..بس أخر مكالمة ...
العسكري بأنزعاج وهو يبعد يده :والله أنك أمتحان يأخوك خلاص خذ كلم .. وترى حتى أبوك مايبيك قال عطوه مؤبد..ووضعك ترى ماهو طيب أنت خبل تناطح الحكومة .. .
هجرس ينفي بحدة:أبك من ناطح الحكومة أنت مهبول ... في ذمتي مادريت أنها محمية بعدين ذليت ..يوم دقوا علي ودوني القاضي وحلف عنده...
العسكري يمد له الهاتف ليجري مكالمته :بسرعة عجل علي مكالمة وحدة دقيقة مافيه ثانية أكثر ولاأقل ...
هجرس يدق رقم جدة بسرعة :اللوووو ياأبو سلطان أنا ناخيك تكفى ماتخليني ...عارف أني أسود وجه قسم أني تأدبت وعرفت درسي ...بس والله مالي قوة على الحبوس تكفى ياجد لاتشمت العذال فيني ..كلم ربعك وطلعني ...صرت جيفة من التوقيف ...تكفى ياعقاب بن نايف تكفى ياولد هجرس نخيتك مانخيت رخوم ...
أنهى جملته ونظر للهاتف بتعجب :أفا هذا يوم نخيته قفل في وجهي ياليل وش نهايتها محد فازع لي ...آآه ياحلاله يااااالعم
صدق اللي قال بالليلة الظلماء يفتقد البدر ...انشهد أنك فقيدة يافييييييياض ..
رجع لمكانه بعد أن أعاد هاتف العسكري وهو يردد :
يابنت أنا لشمس في جلدي حرووق
وعلى سموم القيض تزهر حياتي
أطرد سراب اللال في مرتع النوق
ومن الظمى يجرح لساني لهاتي ..
ليخبره العسكري بشماتة :لااا أنت جوك عليل شكلنا بنخليك تطول عندنا موسع صدروناااا
الماضي*
خضراء العجوز تجلس بساحة منزلها الصغيرة ...
حيث نظفتها رضا قبل قليل والآن تسقي المزروعات التي بأطرافهاا ...
لقد عاد أبن أخيها ليسكن معها ومعه زوجته رضا ...
التي تفاجئت بموت جدتها ورحيل عمها ...
نادت خضراء :رضا يابنتي هاتي الشاهي وتعالي بكلمك بموضوع ...
وحين جلست أمامها وأحضرت ماطلبت ...
سألتها بتوجس :يابنتي ... فيه خصام بينك وبين زوجك...
هزت رضا رأسها بنفي
لتسألها :وليه كل واحد منكم يبات في غرفة ...
رضا وهي تنظر للأسفل .ماذا ستخبرها أنهما دائماً ماكانا هكذا ...
خضراء :يابنتي لاتزعلين المسكين يشقى طول النهار ولاجاء بالليل بيرتاح إلا أنتي زعلانه ومخليته .. تراه مسكين عاش طول عمره يتيم لاأبو ولاأخو ولاأم ...ولاعايل ..
نقلت فراشها وأمتعتها لغرفتها وحين حضر مساءً ودخل غرفته ...دخلت خلفه وهي تجده يقف يحدق بعدم فهم ..قبل أن يلتفت حين دخولها ليسألها مستفهماً :صار شي ..
رضا تهز رأسها بنفي ...لم تريد أخباره بما حدث
لتجده يقترب وبعينيه حنان عميق لاتخطأه ..
قبل أن يلمسها بتردد أولاً لمسة بسيطة على كتفها قبل أن تصل لخلف عنقها ليقربها إليه ويسألها :متأكدة ..لاتندمين بعدين ...
وأستسلمت مع أنه لم يكن بنيتها أبداً ..لقد دخلت خشيت أن يفهم خطأ وأرادت أن توصل له خبرها مع عمته ..
ولكن كان بعينية نظرة أمل لم ترد أن تطفأها ...
وأنتهى كل شي وأصبحت ملك العربــــي ..
ولكن ألم تكن ملكه من فترة طويلة ...
منذ عادت ونحرت روحها بخبر جدتها ورحيل عمها
حتى عرفت أنه لامفر من هذه اللحضة ...
فلقد شحنت نفسها طويلاً بالسفر والعودة لوالدتها
ومستقبل آخر لن تخسره .. بليالي تافهه مع العربي ...
ولكن لقد أنتهت كل أحلامها وأنكسرت أمنياتها على قسوة الواقع ...
الحــــاضر××
×× دخيلك ترفق ترى تحت الضلوع قلوب..
عثى فيها الزمان المُر وخيب هقاويها ××
لم يصدق الأتصال الذي ورده من الحسن ينقل له خبر أستيقاظ فيــاض .. متباهياً أنه بسبب جداله هو وليلى فوق رأسه أستيقظ وأنهما يستحقاان هدية مجزية ...
كاد يطير إلى المستشفى بسيارته ...
كان بأستقباله الحسن الذي ركض إليه مستبشراً :حيا الله العريس ماشاءالله أمس متزوج وشفتك مرتين لافاتحت خير المرة الجديدة ...
بتال بضحكة رغم سخافة الحسن ولكنه يبدو له لطيف اليوم جداً :أيه قلت لي كيف صحى ...
الحسن وهو يضغظ زر المصعد :أنا وليلى تناقرنا فوق راسه وماتحمل وصحى ...ولايمكن ماتحمل صوتها المزعج قال يقوم يجلدهااا ...ويمكن تذكر أنكم بتبيعون الخيزران قال أقوم أتلاحق عليهااا ...
بتال بقهقهة :روح الله يوسع صدرك ياشيخ ...
دخل الغرفة التي كان فيه أخوته الذكور جميعاً وليلى ويارا ...
لم يصدق حين سمع صوته من بينهم : عاد قلت يارجال ماهي ردية مرة يأكلك ذيب أنت ميت ميت بس والله يابعض ناس وين بيودون وجيهم من بعدي .. أخوهم أكله الذيب ...
وقهقه بضحكة مزعجة مع صوت كحة حاااادة ...
فزاع بهزل:اخخ عليك حتى السباع ماجزالها طعمك يالنتن ...
سلطان :اللحين ماتستحي على وجهك بدال ماتفكر بجنة وناار ووش سويت بدنياااك ..تفكر كيف بتطيح وجيهنا من بعدك ...
قبل أن يستدرك حين أنتبه لوجود بتال :اوووه المعرس وصلك الخبــــر ..ماهان عليه مايقوم يهنيك ...
ليجيب ذاك بجلافة :هذا ماهو مكفية منطحني الذيابة وتاركني لحالي حتى عرسه ماأجله عشاني ...
بتال الذي أنحنى عليه يواجهه بمودة :وأنت وش تبي بعرسي تحــــضره ..أعرس ولاتعزم أحد مناااا ...
ليصيح صوت ناعم فجأة :خالي سمعتهااا صح سمعتهاااا ...قبل أن تضحك بصوت وبخهااا عليه جميعهم :بتطبخ ضباااااااان ياشماتة أبلة ظاظا فيكي ...
سلطان بحدة:بس أقطعي أنت وش عندتسن هنااا ..يالله كثر خيركن نفختن راسه وصحيتهن يالله بيتسن ..
فزاع بنفس الرأي:يالله الحســــن قشهن وعلى البيت ...
ليلى بأنزعاج :وش قشهن أبوي قايل بيصلي ويرجعنااا معه ...
سلطان بحدة :أنتظرنه تحت بالسيارة اللحين بيجونا رياجيل وأنتن تاكيات هناا ولا لازم تنقزنهم يالله تحت ...
خرجت الفتاتين بتأفف ومن خلفهن الحسن المنزعج هو الآخر لما عليه دائماً الأعتناء بالنســاء ..
فيـاض بسؤال مفاجيء وبلهجة غير مريحة :وين ولدك ياسلطان ...
ليتحرك الحكم بمكانة بغير أرتياح ..فلهجة التهديد بصوت فياض لايمكن أن يخطأها... لقد سمعهم ...
سلطان بأرهاق من وضع هجــرس :وأنت وش ذكرك فيه اللحين ..بالتوقيف ..مسوي له طعة وكبيرة ..
فياض الذي لايعي الوقت ولا كم مضى عليه بعد :أي توقيف قبل ساعة كان فوق راسي ..
الحكم الذي يعلم أن المواجهة لن تطول :أمـــس كان مرافق معك وأخذوه آخر الليل ..
تغيرت تعابير وجه فياض وصمت بشكل مفاجيء حتى مع محاولة الجميع جره للحديث ...
أستأذن أخوته حتى لم يتبقى سوى الحكم وبتال ..
الحكم القلق من البقاء مع فياض لوحدهما:بتال طولت على أهلك روح أنا برافق معه ..
بتال المتردد :لاا ودي اليوم أنا اللي برافق معه ..
الحكم بضيق :أبو حاكم ترى أبوي اللحين بيتصل ولو عرف أنك باقي هنااا بيكبر الموضع خلاص رووح وهو ماعليه شر أنا معه ...
بعد خروج بتال خرج الحكم وعاد بعد قليل وهو يحمل مع قهوة ..ليجد فياض قد فتح هاتفه ويتحدث مع شخص ما ..
قبل أن ينهي الأتصال .. ويبدأ آخر ...
فياض للطرف الآخر :الله لايحييك ..وأنا قايل أول مافتح عيوني بلقاك فوق راسي ... الله لايسلم فيك عظم ..أمحق خويي .. الله يأخذك أنت والحريم كلهن ...والله ماوردك جهنم إلا تسذبك ...أييه وعلوووم الربع ...والله ياخوك ..صحيت بدون خشمممم وبثلاث عيون... ايه اضحك اضحك ..
لو تبي تدري عن حالي زرتني ...
وأستمر حديثه على الهاتف طويلاً حتى أعتقد أنه نســيه ... كان يتراسل بقروب أضافوه له قصراً *كبسة الضبان *
كان الجدل فيه والتلاسن بين الأعضاء الحسن وليلى ...
أحمق لما أعطى ياسمين رقمه ..
الفتيـــات وتفاهاتهن لن تنتهي أخرج نفسه من القروب وبلكهااا بعد أن أرسل رسالة أعتذار أنه لايستطيع التعامل مع هذه النوع من القروباات ..
سمعه بمكالمة جديدة ولكن لفتت أنتباهه قليلاً :ايه صحيت مامات لاتخافين ماراح يخرب برستيجتس ..لا راعية واجب ماتقصرين ...ويش الله لايبارك بعدوينتس وأنا أقول هذي وش تسوي تدور فوق راسي وأنتي اللي جايبتهااا لي ...تكفون أرحموني لاعاد أشوف وجيهكم في حياتي ...الله يقطع نسلكن ...طيب طيب جزاتس الله خير ولاعاد تتصلين ...
فياض يلقي الهاتف بعيداً وحين لاحظ أن رميته له قاسية أردف:ايه انكسر ماأنت أحس من راعيك ...
الحكم يغلق هاتفه ويضعه في جيبه :محتاج شي أجيب لك شي ..
فياض :تعال علمني كيف أحظر الأرقام والله ياعندي لسته بحضرهم وأول شي أسماء وليلى ذولي ماأبي أشوف أرقامهن على الشاشة أرجع مريض من أشوفهاااا ...
أنا مأدري ليه ماطلعن على فاطمة آدمية بحالهااا ...
بنت اللذينااا مدخله بنت رضا علي وأنا بغيبوبة ..تدرون ماأداني الحريم تجمعونهن فوق راسي ليه ...
الحكم بستاؤل :من جدك بتحضرهم ..
فياض بتكشيرة :لاأمزح معك !! ..بينا معرفة سابقة ...أقول أمسك أمحيهن من الوجود مو بس تحضرهن ...وهذا وين غدى ماعاد أنا متحمل ملابس المستشفى ...
رن هاتف الحكم ..أحد سائقي المنزل يخبرهم أنه سلم أغراض فياض التي أحضرها لعامل نظافة سيوصلهاا لهم ...
وطرقات على باب الغرفة ...أخذ الحكم الحقيبة المرسلة ..ومد بيده الأخرى مبلغ للعامل النظافة صدقة لسلامة فياض ...
ليجد فياض حين عاد إليه ينزل من السرير متوجه للحمام ويطلب منه :طلع لي منشفة وبيجامه بدخل أتروش ...
الحكم يرمي الشنطة ويقترب يوقفه :تتروش أيش بالهداوة ماأنت قادر تسند طولك بعدين وش مستعجل عليه ...
فياض يستند على الحكم الذي يقصره قليلاً :ووش أنت خايف منه لاتخاف ماراح أصيح وأطب ساكت عشان اللي بشوفه ...
بعد قليل كان يستند على باب الحمام من الخارج قبل أن يسأل فياض :هاه كيف ...
فياض بسخريته المعتادة حتى من أسوأ الأمور:ياولد والله متوصين بالخياطه وأطلق ضحكة ساخرة ...
هز الحكم رأسه بيأس :طيب بشويش عليهم ..يدك تقدر تحركهااا ..
فياض يرد بوقاحة :اللحين تسألني ...جازلت لك سواليف الحمام ...
عاد الحكم ليجلس قبل أن يطرق ذاك الباب بعد دقائق طالباً المنشفة ...
ليعطيهاا لها ويخرج وقد لف وسطه وأسفل جسمه ...
فياض المصاب بالدوار :أطلع بلبس الحمام ضيق ..
خرج الحكم وهو يقول :بوقف عند الباب لو بغيت شي نادني ...
عاد ليجده قد أستلقى ...أغلق تكييف الغرفة ...وبقى يشاهده وهو يغطي وجهه بيده اليمين ...
سأل الحكم من جديد :تحس بشي أطلب الدكتور لك ...
فياض بصوت متعب:لا بس الوقفة دوختني وأحس بغثيان برقد اللحين ...
كان قد نام هو الآخر حين سمع صوته قبل الفجر بقليل ...
فياض بأزعاج :الحكم ...ياولد ...ياورع كل هذا نوم ...أمحق عسكرية تعرفهااا ...اللحين لو الحرب قايمة علينا كيف بتنقذنااا ...
الحكم بميزاج غير رائق :وش دخلني بالحرب !!! ..
فياض :قوم هرجني ...
الحكم ومازال مستلقياً ويده تغطي عينيه :اهررج وش تبغى تسمع !!
فياض بلهجة ملتوية :كيف أقدر أدخل التوقيف وأذبحلي واحد مندس فيه !!! ..
الحكم وهو يعلم المعزى من هذا التلميح :وليه تدخل سمم أكله !!
فياض بملل:ليه فلم أمريكي ...
الحكم الذي لايوجد شيء ليخفية فقط لو يسأله بطريقة مباشرة سيخبره كل شيء حتى الأمور المرتبطة فيه :ليه ماتسأل عن اللي سمعته وبصراحة !!
طال صمته قبل أن يقول :وش اللي سمعته ويعنيني !!!
الحكم زفر بضيق :ماكانت الهقوة !!
فياض بسخرية لاتكاد تفارق حديثه :ماأحب أصير عذوول ...
الحكم يعتدل بجلسته :وش قصدك ...
فياض بقسوة :شايفني ورع عندك ..بتستخدمني بهوشتكم !!
يعني أختلفتوا على البنت وبتأخذني بعلوم النخوة وهالحركااات عشان تورط هجــرس وتنفرد فيهااا ...
الحكم بذهول :أنفرد بوش ...
فياض بسوء نية :لايكون تحسبني ولد اليوم وماأعرف حركاتكم ياهالجــيل ..ماألومكم بدو وشافوا عيون خضــــراء ...
الحكم بأنزعاج :فياض ..
فياض يكمل وكأن الحديث كان محشور بداخله طويلاً : اييه ماهي جديدة دايم الحريم راس البلااء ..
الحكم :قلت لك مالها دخل ..
فياض بغضب :لو مالها دخل تهاوشون عشانهااا ليه .. يمكن معطيتك وجه ولاعبه على ذاك وحنا ياغافلين لكم الله ...
الحكم وبدأ رأسه يصدع من أسلوب فياض المتحكم بالكلام ويسيره حيث يشاء :اللحين أنت وشلون تفكر ..
فياض بفظاظة:مثل كل هالخلق بس أنت اللي الحب مضيع عقلك ...
الحكم بقهر :ماأنت فاهم شي وأنا اللي ظنيت فيك غيررر ... هجرس منحرف تعرف وش معنا منحرف مايفرق بعيد ولاقريب ...
فياض :اللحين حطها عليه ...ماهو كل شيء عشانهااا ..بس هين طبكم عندي ..خلال شهر بجيب لها معرس ونزحزها من قدامكم ... يمكن عقولكم ترجع مكااانهاا ..
الحكم بتأفف :ياااليل أنت وشلون تفكر ليه ماتسمع كلاامي ...
المشكلة ماهو خــزام بس...
فياض بغضب وهو يتحرك مكانه :بس خلاااص فاررق عن وجهي رووووووووح ماأبي أشوووووفك ولاأسمع شي برى برررررررررى ..
كان صراخة المفاجيء بوجهه مزعج جداً ..
ليسحب ثوبة الذي كان على الكرسي الآخر ويرتدية ويخرج على عجل ...
أخيه الأكبر نعم ولكن أن يطرده من المكان بهذة الطريقة لايسمح له .. يعلم أن هجرس المفضل عند فياض ..وهو سيبقى الأخ غير الشقيق ... ولكن لم يعتقد أن يكون متحابي معه لهذة الدرجة أن يجد العذر لأخطائه الشنيعة ...ويجعلها خطأ الآخرين ...
أرسل بالقروب أنه غادر من عند فياض وسيذهب لعمله ليرافق أحد آخر معه ...
.
.
1

قد يعجبك أيضاً
الكارمــا بقلم Aya_alsabri9
الكارمــا
3.5M
172K
وَدُون أن أَدرِي ، كُنْت أَهوَى بِـ كلمَتي لِنَفس اَلموْضِع اَلذِي هوى إِلَيه إِبْليس حِين رأى أَنَّـه خَيْر مِن آدم . لا احـلل اخذ الروايـه ونشرهـا وغيـر مبـري الذمـه...
يا صُدفتي النادرة وياهلاك البشر  بقلم rwaiara
يا صُدفتي النادرة وياهلاك البشر
101K
2.8K
اهلًا بكم جميعًا ، بروايتي و اعزوفتي الثـانية .. - ( يا صُدفتي النادرة وياهلاك البشر ) ( الرواية باللهجة العامية) نبذة الرواية : عداوة تتوالد عبر السنين بين شعوب قريتين...
من متى و الغصـن يختـار الطيـور..!! بقلم Nis2reen_
من متى و الغصـن يختـار الطيـور..!!
375K
6.2K
تساؤل واقعي مكتوب من خيال كاتبه، رسمت احداثها في قمم جبال الجنوب السعودي البارده..حياه اخرى عادات باقيه منذ مئات السنين لم تغيرها دواليب المدنيه الحديثه.. تتضمن قصة حرب...
رواية جفاف وردة بيضاء  بقلم novel_6ea3
رواية جفاف وردة بيضاء
17.2K
705
رواية جفاف وردة بيضاء في رُكن الذكريات.. للكاتبة ضَياع، تدور احداث الرواية عن الفتاة اريان مجهولة النسب التي تعيش مع عائلة ال صايل بعد ان وجدوها على عتبة بابهم. - والف...
الطبقة الآرستقراطية (صرخات انثى)  بقلم QueenAyamohamed
الطبقة الآرستقراطية (صرخات انثى)
697K
49.6K
الجروح أدمت قلوبهن ومازالت كلًا منهن تحارب للبقاء، مذاق الألم لا يفارق حلقهن، جروحهن متشابهة ولكن لكلًا منهن حكاية خاصة هي ضحيتها، الأولى نهشتها الذئاب البشرية وتركتها...
أسيرة القيصر بقلم user01665995
أسيرة القيصر
3.7M
68.8K
انتقام أعمي من أجل إخوة يودى الى هلاك فتاة يستحي إبليس من النظر إليها
بين نبضة قلب وأخرى بقلم Bellaa71
بين نبضة قلب وأخرى
41K
491
الكاتبة: أغاني الشتاء
عند الغاضب بالداخل ...بحث عن هاتفه بأنزعاج ...
حتى وجده تحت غطاءة ...بحث عن رقم معين وأرسل على الواتس اب :
×× السلام عليكم ..وشلونك يارجال وين الغيبة .. لاتقول سويتها وتزوجت وهجيت ..××
ثواني وفقط رن هاتفه برقم ذاك ..
فياض :هلا والله أرحب ..وين العرب .. بخير الله يسلمك ..والله أنك مالك خويي الذيب بغى يأكلني... طايح لي شهر بالمستشفى .. وأضحك معك ليه ... ايييه .. وتضحك بعد .. المهم وش سويت ...لقيت لك أحد ...اجل أسمع البنت عندي أزهلهااا ..ايه صرت أشتغل خطابة وش براسك ...اضحك اضحك ..لاا سعودية أهلها حشام ..ياابن الحلال خليني أكمل .. على ميزاجك .. أنت تبي أتكلم زين ولا أكسر لك سنونك ... متربية في بيتنااا ..أبوهاا من معارفنااا .. أسمع بتجي مثل الرياجيل تخطب ولا أنقلع عن وجهي ...ماهي طايحة في تسبودنااا ..بس أبوها تعبان وخايف على بناته من بعده ...
أسمع مو تقول ضعيفة وابوها مريض ماوراها أحد ...ترى وراها عيال عقاب كلهم ...ماأهدد بس أقول حطنا على بااالك .. سمعت العلم !!! ..زين ..شاور عمرك ورد علي ... لاتأخررر ..فمان الله ...
عاد ليرمي الهاتف ... حسناً لقد أحسنت ..
أردت أبعادها وفعلت وبطريقة محترمة ...الفتيات ليس لهن إلا الزواج ...تبقى في منزل والديها ماذا تفعل لتذهب بطريقها ... حتى لاتكون لقمة سائغة للذئاب الجائعة مثله ...
حسناً قد تكون أخطأت ولكن أليس هذا ديدن النساء ...لايستطيع لوم الصغيرة أنها سارت على فطرتهاا ..ولن يلوم هجرس ولا الحكم أو غيره من الشباب الأصغر سناً ... هذا كان موقف متوقع .. الفتيـات مثلها وجودهن خطـــر على المجتمع بأكمله ...
ولحمايتها عليها أن تتزوج ... حسناً تذكري ياصغيرة لقد عملت خطابة من أجلك ...
أنا العازب الأشهــر ... من جعل أغلب رفاقة يفرون منه بعد الزواج ... ومن يتزوج منهم يصبح كمن أرتكب جريمة في حقه .. أصبحت أبحث لك عن عريس .. وسينتشر الخــبر ...
سأكون أضحكوتهم لفترة وسيعزون الأمر لعضة الذئب ..
وبعدها سننجو من هذا الفخ وسيذهب كل منا بطريقة ....
3
***
"خوفي عليك كخوفي على قلبي، لطالما كنت أنتَ أنا ولكن بشكل آخر"
كانت قد أحضرت كأس ماء لوالدها وتساعده على شربه حين دخلت والدتها مستبشرة تزف الخبر :أبشرك ياأبو وسام
فياض صحى ..اللهم لك الحمد ...
اهتز الكأس بيدها وأندلق البعض منه على لحاف والدها ...لتوبخها والدتها وهي تسحب الكأس من يدها :يابنت ياخايبة حتى الكاس ماأنتي عارفة تمسكية ...يالله روحي المطبخ غسلي الصحون ..
خرجت بأرتجافتها وهي تسمع تهلل صوت والدهااا
بالفرح وهو يشكر الله ويثني عليه :يارب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ....
قلبها يكاد يقفز من مكانه لشدة فرحها هي سعيدة بل ستطير من شدة سعادتهااا ولكن هل من حقها هذه المشاعر ...
تشعر أنها تذنب حتى بشكرها لله على سلامته ...
يارب أغفرلي ذنبي ولك الحمد حمد كثيراً أن أعدته لنا بعد أن فقدنا الأمل بعودته ...
لم تستطيع معرفة المزيد عن وضعه لأنها لم تبقى لتستمع ولكنها ستسحب الأخبار من والدتهااا لاحقاً ...
بدأت بغسل الصحون ومن شدة تفكيرها أنكسر أحد الكؤؤس بيدها وهي تغسله وجرح أصابعهااا ...
مؤذي مدمر حتى التفكير فيك ..
يارب نجني من هذا الفخ الذي وقعت فيه
وأخرجه من دائرة تفكيري كما أنا خارج تفكيره ...
بقدر مانحن بعيدان عن بعضنااا أبعده عن أفكاري ...
***
ومضت ليلتها الثانية معه بروتينية فهو قد دخل الغرفة الأخرى ولم يخرج منها أبداً ..أما هي فقد سهرت على كاتباتها ولاتعلم متى نامت ..لأنها تنام وهي تكتب عادةً ...أستيقظت قرب الظهر على صداع شديد ... وأكتشفت أنها لم تصلي الفجر ...هل جنت لما أصبحت تفرط بالصلوات بهذة الطريقة ...بعد أن صلت ... وجدت عدت مكالمات من والدتهاااا ..جربت أن تعيد الأتصال فيها ولم ترد ...سمعت رنين الجرس ..فبقيت بغرفتهااا ... ربما طلب شيء والعامل يوصله له ...
وصلتها رائحة القهوة المألوفة وخرجت بلاشعور لتجدها موضوعه على طاولة الطعام دون أن تمس ...بنظرة سريعة عرفت سلال والدتهاا فهي أختارتها برفقتها توجهت إليها ...وحتى لاتكون أنانية فتحتها بالصالة ولم تأخذها لغرفتهااا .. فقد شاركته أمس قهوة والدته ...
ولكن سرعان ماندمت على تصرفها ...حين رأته يفتح الباب بعد قليل ويدخل قهوة قد طلبها من مطعم الفندق ...
النذل لايريد شرب قهوة والدتها وبعملية حسابية صغيرة أكتشفت أنه يخشى أن تكون قد وضعت له شيء فيه ... العادة النساء يفكرن بذالك أما ان يكون رجل فكم هو أمر مخجل ومنفر منه ...
حملت القهوة ودخلت لغرفتها .. وذاك اليوم خرج لوحده ولم يتحدث معها أبداً ...
عاد بعد صلاة العشاء وطرق الباب على غرفتهااا ..
لتجده قد طلب الطعـــام ...
ولم يتعشى معها كان في غرفته حين خرجت ..
هل يخشى مواجهتها لم تهتم ..تناولت بعض الطعام ودخلت تاركة كل شيء خلفهااا ...
هذا اليوم فقدت حتى حسها الروائي لاتعلم لم تأثرت بتصرفاته ..
جلست تقنع نفسها طوال الليل هو لم يدخل حياتك إلا من يومين ..
عيشي كما كنتي ولاتفكري أكثر ..
××
كان سهلاً عليك العبور دون أن تترك أثرًا
لكنك تعمدت ترك هذا الوخز في قلبي كتذكار حزين"
××
بعدها بيومين قضتهم بالفندق .. وهو يدخل ويخرج كما يشاء ويطلب الطعام والقهوة أصبحت كروتين تطلب ثلاث مرات باليوم ...
كانت تجلس وأمامها دلة القهوة وضعتها على طاولة التسريحة ..
وفتحت هاتفها تجري مكالمات سناب مع فاتن اللحوحة ..لاتعلم لما أعطتها حسابهااا يوم الملكة فقط لأنها أخبرت سأرسل الصور إليك ...
سألتهااا على الطرف الأخر :عمة وش فيك وش تفكرين فيه ...
جوزاء وهي تصب لنفسها فنجان جديد :أسب نفسي ليه عطيتك سنابي يالأذية ...
فاتن وهي تشير على صدرها :أنا أذية الله يسامحك ياعمة ...بس أبوي ولافي قالوا لي أدق عليك
أخذ علومك ...
وسألت بفضول :أقول عمتي البدوية ليه لابسة برقع جدتي وضحى ولاصدقتي نفسك أخذتي ماركة البداوة ... طيب مافهمت ليه العدسات الزرقاء ...
جوزاء بكل صراحة وهي التي لاتعرف اللف والدوران ولايعجبهااا :جلست أتخيل مشهد وحدة لابسة برقع وعدسات وجيت أطبق بشوف كيف يطلع على أرض الواقع ...
فاتن بعدم فهم :مشهد أيش ..ياعمة والله أنك فاضية لاتسويين مشاهد أجلسي مع زوجك وفري راسه ..حتى ينسى مرته الأولى ويصير خاتم في يدك ...
جوزاء أهلاً حتى فاتن أصبحت تريد التدخل في حياتها:مشهد روائي .. حبيبتي خلي نصايحك لنفسك ...المهم بكل صراحة كيف مكياج العيون ...
فاتن بصراحة :مكياج بدوي ولا مين يرسم الكحل كذا اللحين ...
عمتي أنتي جدة وضحى هي اللي معلمتك المكياج عادي حبيبتي تعالي عندي يومين وخليك تطلعين بريفكت ...
جوزار فتحت فمها لترد ولكن الباب أنفتح بطريقة مفاجئة لتقطع الأتصال بسرعة وتلف عليه بحدة :جالسه أكلم بنت أخوي كيف تدخل كذا ...
بتال الذي تفاجيء بلهجتها الحادة :ضفي أغراضك وأمشي بنروح البيت ...
جوزاء عادت لتأكد فهي أعتقدت أنه تجاهله لما قالت أزدراء لهم :كانت صورتها طالعة ؟؟؟ ..عادي عندك أنت أحد يشوف محارمك بالطريقة هذي ترى حنا مانرضاها على أنفسنااا..
بتال يغمض عينية ليهدأ نفسه مابال هذه المجنونة لقد كان هادئة الأيام الماضية حتى أعتقد أن لالسان لديهااا ...
هل تقمصتها جنية ببرقعها وعدساتها ومخالب القطط التي تضعها على أظافرها :يابنت الحلال والله ماشفت شي وماأنتبهت للجوال حتى مرة ثانية لو بتكلمين أحد عطي الباب وجهك عشان محد يشوف اللي تكلمينهم ...
ويستحسن بلاها مكالمات الصور هذي ...
يالله جهزي أغراضك عشان العامل يجي ينزل الشنط ....
حين خرجت أدركت ماقال ... أين سيذهبون بالتأكيد للمنزل ...حيث فهدة وبقيت الأعداء المتربصين فيهااا ..
التقطت هاتفها وأتصلت على أمها :يمة الحقيني بنروح للبيت وش أسوي لاشفت أمه ...
وضحى على الطرف الآخر التي تفاجئت بكلام جوزاء السريع لتختمها بعبارتها الأخيرة :وش بتسوين بعد سلمي عليها ورحبي وهلي هذي عمتس ومهما قالت ولاتحطين في بالتس وفكي الكشرة وأضحكي وسلمي على عمتس حبي راسه ويده ...
جوزاء على الطرف الأخر بأستنكار :يمة هدي الوضع ماني حابة يد أحد حتى لو كان الشيخ عقاب ..قالتها جملتها الأخيرة بسخرية ... يمه أخاف أحد يطوله لسانة علي ولايجلسون يرمون علي كلااام ماأعرف أرد هم كثير وأنا وحدة ...
وضحى بأستنكار :محد قايلتس شي بيحشمونتس توس جايتهم محد عرف خيرتس من شرتس ...وطبينتس لو شفتيها سلمي لو قفت قفي ... لاتقاشرين معهااا ..
جوزاء بقلق :يمة وش أتقاشر أخاف يظربوني .. يمة عادي تجين معي ..
لم ترد عليها وضحى إلا بقطع المكالمة ...
جمعت أغراضها بأرتباك ... وكانت ترتب الغرفة حين دخل عليها بتال ليسألها بأستهجان :أنا أنتظر ساعة وأنتي ترتبين فنادق خلق الله .. يالله بسرعة وراي دوام ...يالله يامسلمة ...
خرجت تلحق فيه ببرقعها وزينتها تلك ..وحين وصلت المصعد بذالك المنظر الذي لم يدركه عقلهاا حتى أنعكست صورتها بمرايا المصعد ..شهقت لتغطي ووجهها بطرف طرحتهااا ...
لقد كان ماترتدي برقع زينه لاأكثر .. لايستر وجهه فأسفل ذقنها وعنقها خارجيين بالكامل ... وكم أحتقرته بداخلهااا ألم يكلف نفسه ويذكرها بحالها ...إلا يعني له شي أن تظهره بهذة الطريقة ...ومايهمه فيها إلم يوضح عن علاقته فيها من أول ليلة ...
طوال مشوارهم بالسيارة وهي حانقة ...أصبحت تعطي المواقف فوق حجمها هذا ماأخبرته لنفسه ..وهي تحدق بأظافرها التركيب المطلية باللون البنفسجي الفاتح ...
كل هذا المظهر التهريجي التي تظهر فيه ... بسبب الرواية الحمقاء ..
لما عليها تقمص الشخصية .. والعدسات والأظافر ..
هل تعتقد نفسها ستصبح كاتبة عظيمة لو عاشت كل مشهد ...
وجربت كل تصرفاتهم ....
حسناً كرامتها في المقدمة ...لن تدخل على الأخرين بهذا المظهر ..
فتحت حقيبها المتوسطة الجحم الذي وضعت فيهااا أدوات زينتهااا ...لحسن الحظ أنها حملتها في يدهااا ..
أخرجت المبرد وبدأت بأزالة أظافرها غير عابئة بالنظر السريعة التي ألقاها عليهااا ...
مسحت الغراء بمزيل الطلاء ...وعلمت أن رائحة أزعجته لأن فتح النافذة ..أنت تستحق هذا ...
حين فرغت من أظافرها جاء دور عدساتها ..
ولم يكن من السهل أخراجها والسيارة تسير ولكنها اخرجتها ولأن منظرها لن يكون سويي لو أرتدت نظارات فوق البرقع ...
وبنفس الوقت لاتستطيع الخروج بدون برقعهااا فوجهها مازال يعاني من أثار حروق الشمع ...
كان عليها أن تضع عدسة أخرى وبلون طبيعي أكثر ...
لديها جميع الألوان حتى الشفافة منها ولكن كانت بحقيبة أخرى ..
أختارت واحد بلون العسلى فهي تبدو طبيعية أكثر ..
1
وأكتفت هذا التحسين لمظهرها لو حاولت أزالت كحلهااا لأصبح الأمر فوضوي ...عموماً كحلها جعلها عينيها ملفتة جداً ...
ورائعة من خلف البرقع ....
هي لاتحب لفت الأنتباه ...ولكن هي وجدت نفسها بهذا الموقف ..
***
هل هي مهووسة بالزينة ...هذا مافكر فيه ..إلا يشغلها سوى أخراج عدسة ووضع أخرى ... تركيب أظافر وأزالتهااا ..ياءالهي كم تبدو لايشغلها في الحياة شــــــيء ..ولاحتى زوجهااا الذي حرمها على نفسه ...
الغرور الرجالي أعترف لنفسه لم يرضية أن يتم أبعاده بهذة الطريقة أو بالأحرى تجاهله ...هو لايصدق حتى هذه اللحضة أن بأمكان أحد تجاهله ...
حسناً أنتي مقنعة هكذا أبقي كما أنتي وأنشغلي بألوان وجهك وطلاء أظافرك ..وأعفيني من كيد النساء ...
أتصل على والدته التي تنتظرهم برفقة أبيه وسأل للمرة الأخيرة :هاه عندكم أحد ؟؟!!
لتخبره والدته :ماعندنا أحد عجل علينا أبوك بيلحق الصلاة ...
توقف أخيراً أمام بوابة المنزل الداخليه ...
جوزاء كانت لاتصدق هل كل هذه الأراضي لهم لقد ساروا لعدة دقائق بالسيارة حول السور الكبير ..انه قصر حقاً ...لقد كان تعتقد أنهم يبالغون حين قالوا عقاب بن نايف يسكن بقصــــــر ..
أخبرها أن تنزل قبل أن يوقفها ليشرح لها هذه النقطة على الأقل :بننزل اللحين نسلم على أبوي وأمي ... بس بنسكن في بيت خالتي القسم الثاني ...
لقد نست الخوف قلق المواجهة وكل ماتشعر فيه .. ولم تهتم إلا بنقطة واحد لن تسكن مع والدته ... شكراً لك يارب بحجم السماء ...
سارت خلفه ..ودخلوا لمجلس كانت واجهته الخارجية من الزجاج ..تقدم هو لسلام على والديه ..قبل أن يبتعد لتظهر من خلفه ...
نقلت عينيها بينهم بنظرة سريعة ...قبل أن تتوجه لرجل فملامحة مألوفه بالنسبة لها وتطبع قبله سريعة أعلى رأسه وهي تردد عبارات سلام حفظتها بتكرارها كل سنة حين تسلم على أخوتها الرجال بالعيد ... وهو يرد بعبارات ترحيبية ..
قبل أن تتوجه للمراءة التي وقفت لسلام عليهااا ... متكبرة .. معجبة بنفسها جداً ... وترتدي طن من الذهب ...
سلمت عليها وكررت عبارات سلام أخرى تخصها للنساء العجائز عادة .. قبل أن تنسحب للخلف وتجلس جواره ...
حسناً تعلم أن المكان كبير ولكن الموقف محرج والعادة حينما تكون بموقف محرج تلتصق بأكثر شخص تعرفه ....
سألها أبن نايف عن والدتها وخالتها وأخوتهااا والكثير من أسئلة الأخبار والعديد من عبارات الترحيب والحفاوة اللطيفة .. قبل أن يستأذن للصلاة ..وحين لحقت فيه فهدة لتوصله للباب ...
طلب منها بتال أن تلحق به ليوصلهااا للمنزل الآخر ...ليتقابلوا مع فهدة العائدة من توديع زوجها الذاهب لصلاة ماهذة المبالغة ..!!!
فهدة بتعجب :وين بتروحون ماقهوينا المرة حتى تدخل عندنا وتطلع بدون قهوة !!!!
بتال وهو ينظر لهاتفه :يمة قلت لك الدوام داقين علي ... ومتأخر عليهم اللحين ...
فهدة بنظرة سريعة وهي تتأمل مظهر جوزاء الغريب ببرقعها وعينيها البدوية لقد أعتقدتها شقراء هي لاتشبه وضحى حتى من أي أكتسبت اللون الغريب :طيب روحوا أنا برسل قهوتكم عند خالتك ...
خرج بسرعة وحاولت مجاراته بسرعة قبل أن تتوقف عن المحاولة وتسير على طريقتهااا ...
لتجده متوقف وعينه على خطواتها المتأنية ...فهي كانت قد لبست الكعب الذي لاتلبسه عادة ...
يريد أن يصرخ بهااا ... ولكن لقد قرر أن لايتعاطي معها كثيراً والأنفعال يعني أن يهتم وهو لايريد الأهتمام ...يكاد يحلف أنها تتعمد تصرفاتها الباردة تريد أحراقة وهي تتمخطر وتتهادى وكأنه تمشي على حبل سيرك ...
قال وهو منزعج قبل أن يمد لها مفتاح :أدخلي ماأقدر أدخل معك ..هذا مفتاح الجناح ... وحين لم تمد يدها لتأخذه فهي غير مصدقة أنه سيدعها تدخل لوحدها سحب يدها ووضع المفتاح فيها...
وعاد بأندفاع للسيارته التي فرغت خادمات والدته من أنزال الحقائب منها ...
ليأمرهم :بيت ماما شعاع ...
وقفت لعدة لحضات تشاهد مغادرته غير مصدقة . لن تعطي الموضوع أكبر من حجمة هي قادرة على التصرف بنفسها ..
وقفت حتى أقتربت الخادمات ودخلت من خلفهم ...
ولكنها رأتهم يضعون الحقائب على جنب ويعودون من حيث أتوا ...
أشارت لنفسها ... لن تدخلي بهذة الطريقة فلاتعلمين من أمامك من رجال ..طرقت الباب بحدة قبل أن تظهر لها خادمة .. سألتها :فيه رجال داخل ...
الخادمة بذهول من عينيها هزت رأسها بنفي :لاا ..ماما كبير وبنات بس ...وأشارة لمكان ما ...
أتبعت أشارتها وطرقت الباب بخفه قبل أن تبرز نفسها للجالسين ...
كانت جلسة شعبية بجهة من الصالة الكبيرة ..تجلس في أمرأة عجوز جداً بالنسبة لفهدة .. وعدة فتيات ...
جوزاء وهي تفسخ حذائها بالحذاء الأخر ...قبل أن تنزع الأخر بيدها وتتركه خلفها ..وتتقدم للعجوز لسلام عليها :السلام عليكم ...مساء الخير ...
صمت الجميع حين ظهورها قبل أن يحسنوا من مظهرهم ..ويعتدلوا في جلساتهم ...
والعجوز اللبقة للغاية تهلي وترحب وتذكر الله :ياهلا والله يالله حيهااا ..حيا الله من أقبل علينااا .. أرتاحي يمتس ..قبل أن تسأل بأستنكار :بتال وينه ..
جوزاء التي تسلم على الفتيات الأخريات :ماأدري راح ..
وهي لاتعلم من يكونون أو ماروابط بينهم ...
قبل أن تجلس على الجهة الأخرى من العجوز ...
أشارة العجوز على الجالسات :هذا ليلى بنتي أخر العنقود ...وذولي يارا ومروى بناات بنتي فاطمة ...
ليقاطعهم دخول قهوة فهدة التي وعدت فيهااا .. مع الكثير من الضيافة ..
شعاع بلهجة أستنكار :وهي ليه مرسلة قهوتها تحسب مانعرف نسوي قهوة ...
لم يطل غياب فهدة فقد حضرت بعد قليل من حضور قهوتها .. بزينة أضعاف ماكان عليها سابقاً وكأنها العروس ..!!!
ويبدو أنها ليست الوحيدة التي لاحظت فلم تفتها نظرات الفتيات وتهامسهن عليهاا ...
عاملتها فهدة كضيفة لاأكثر تحدثت معها برسمية ..سألت عن أخبار وضحى وطلبت أن تبلغها تحياتهاا !!!!
زاد الحضور قليلاً بفاطمة والدة البنات كم فهمت .. كان محترمة ولبقة كوالدتهاا .. وأفضل قليلاً من الفتيات المتفرجات عليهاا وخصوصاً ليلى ذات الوجة المتغضن وكأنها ترسل رسالة ماا..
جاءت فتاة متزينة للغاية بالغت بأستقبالها وتقبيلهاااا ..
مريم بدلال متصنع وهي ترمش برموشها المزيفة :اووه حياتي مرة حبيتك لوكك يأخذ العقل من جد تناسبين بتااال النصف الثاني له حقيقة أكثر من عبير ..
سمعت عدة ألفاظ توبيخية من النساء الأكبر سناً ...
وكان أكثرها حدة فاطمة التي قالت :وش رايك ندور لأبو وسن وحدة لوكها يشببه ونصفة الثاني ...أقول أجلسي بأحترامك ولا قومي بأحترامك ...
مريم التي لايبدو شيء قادر على أحراجهاا :يووه حبيبتي فاطمة فهمتي الموضوع خطأ أنا بس حسيت جوزاء وضحكت : أسمك جوزاء صح ماجبت العيد ..حسيتها مستحية قلت أصير عفوية معهااا ...
سمعت فهدة تقول بحدة :لو الله يفكنا من بعض عفويتسن بنرتاح ...
وطالت الجلسة قليلاً قبل أن يدعونها للعشـاء ..الذي كان فاخر للغاية ...
لم تصدق بعد أن فرغوا من العشاء حين طلبت فاطمة من أحد بناتها توصيلها لجناحها ....
وقفت معها الفتاة ذات الشعر القصير للغاية ولم تنسى الأسم ...فهي تركز جداً على الأشكال والأسماء مروى تبدو بالرابعة عشر أكثر أو أقل قليلاً ..شكرتها قبل أن تذهب الفتاة الغير مهتمة بشي سوى هاتفها والسماعات على أذنيهااا ...
فتحت الباب بالمفتاح الذي وضعه بيدها قبل مغادرته ...
سمت بالرحمن ودخلت ... وصلتها رائحة لطيفة للغاية ...
يبدو أن الفواحة تركت تعمل ... أول ماصادفها ممر يحتوي غرفة واحدة حاولت فتحها كانت مغلقه لتدخل مع الباب الآخر لتجد صالة واسعة بالنسبة لجناح وتحتوي على مطبخ تحضيري ..
وممر آخر عليه ثلاثة أبواب ..جربت فتحها لتجد غرفة رائعة للغاية أنثوية بأمكانها أستخدامهااا ..
فتحت الباب الآخر لتتأكد من مكان الحمام ...
فكان فعلاً الحمام وواسع للغاية وفخم ..
ولم تكبح فضولها لتفتح الباب الثالث ..
لتجدها غرفة رسمية للغاية وفيهاا ملابسة علقت له وبدل عسكرية على الشماعة التي وقعت عينها عليها أول مافتحت الباب ...تراجعت بسرعة لن تدخل أي شيء يخصه ..
كم يبدو جاهز للأبتعاد عنها .. يبدو أن الفكرة ليست وليدة اللحضة وأكلت معه طويلاً وشربت ...
عادت لغرفتها نزعت عبائتها وعلقتهااا ..
أجل هي بقت بعبائتها طوال الجلسة أزالت فقط طرحتها وبقيت بالعباءة والبرقع ...
فمنظرها لن يكون مألوف بالجينز والبرقع أليس كذالك ....
××
"كنتُ هادئة أكثر من اللازم ..في وقتٍ كان من المفترض ان أشنّ حربًا.××
.
.
1
كان يجلس بأحد المجالس الخارجية التي أصبح ينام فيها بعد خروجه من المستشفى ... ومع أضطرارة للبقاء بالمنزل طوال الوقت ...فضل الأبتعاد هنا فهو لن يحتمل التواجد طول اليوم بين ضجيج النساء والأطفال ..
فياض المسترخي بسريرة ويشاهد التلفاز .. أقفله حين شاهد دخول والده عليه القادم من الصلاة ..
عقاب الذي لم يفته ماكان يشاهد فياض :السلام عليكم ..
فياض :وعليكم السلام ..يالله حيه ..
عقاب :قوم ..روح معي .. أمين يحترينا يبي يشوفك بيتطمن عليك ...
فياض يقف بتلكأ ...لايستطيع رفض والده .. وبنفس الوقت لايريد الذهاب لمنزلهم الصغير ...
ولكنه وجد نفسه مجبر على اللحاق بوالده ...
كان يسير خلفه للمكان المحرم من ساحة منزلهم لايعرف متى آخر مرة سارت أقدامه على هذه الطرق المرصوفة من بين النخيل توقف أخيراً خلف والده وأمام الباب الذي فتح ماأن طرقه والده بعصائه ..
لترحب فيهم رضا :يالله حيهم تفضل ياعمي عقاب زارتنا البركة ... الحمدلله على السلامة ياخوية يافيـــــاض ...
رد عليها والده ودخل مباشرة لغرفة أمين ..
ليتبعه هو راداً عليها :الله يسلمك ياأم وسام ...
أبتهج أمين برؤيتهم :يالله حيهم .. تو ماتبارك المكان ..
قرة عينك ياعمي عقاب بسلامة فياض ..
وأردف موجههاً لكلامه للفياض الذي انحنى يواجهه :الحمدلله على السلامة ياولدي يافياض ...
فياض وهو ينحني ليسلم عليه :الله يسلمك من كل شر ياأبو وسام ...
تحدثوا قليلاً .. وقبل أن يقف والده ليستأذن ...قال الموضوع الذي بزغ لذهنه فور أن أخبره والد أن يلحقة لمقابلة أمين ...
فياض بلهجة مراوغة فصوته يتهجد لطبقة مختلفه حين يكون يخطط لأمر ماا :إلا وشلون البنات يأبو وسام ماجوزتهن ..!!
أمين بأبتسامة ضاحكة :لاوالله للحين عندي بدري على تزويجهن ماشبعت منهن ...
فياض بحماس :البنت مالها إلا بيت زوجها كم بتجلس عندك ..تبي شوري جوزهن وريح راسك ..
وهذي الكبيرة جاها نصيبهاااا ..
فيه رجال يبغى العرس ومايبي من بنات جماعته .. ورجال مقتدر والله فاتح عليه .. ولاتخاف بالعشرين توه يعني ماهو بكبير عليهااا ...
وأغفل النقطة المهمة بهذا الموضوع أنه يريد أجنبية فهو لايعجبه جمال بنات بلده ويهوى الألوان الفاتحة لايريد ألوان الصحراء ولايستطيع لومه فكل رجل له هواه بالنساء :ويبغى يخطب منكم ...
عقاب بأنزعاج يتدخل وهو مصدوم من وقاحة فياض بفتح موضوع هكذا دون أن يعطية خبر حتى من باب الأحترام :وهو وش دله علينااا عشان يخطب ..
فياض الذي تفاجأ بلهجة والده الذي يبدو عليه الرفض للمبدأ :عادي الناس يتعارفون وش يعني داسين بناتكم عن العرب ....الرجال بيخطب بيدخل من الباب وش اللي ماهو عاجبك بالموضوع ..
عقاب بنظرات حادة :ماأدري الموضوع ماهو جايز لي ...
قبل أن يوجه كلامه للأمين :الشور لأبوهااا بس لو يأخذ بشوري البنت صغيرة ..
فياض بحنق من تدخل أبيه الذي سيفسد مخططاته فأمين يسمع لرأيه أكثر :مافيه بنت صغيرة على العرس ولا بتقطع نصيبهااا !!!
عقاب أعطاه نظرت الوعد لاحقاً وصمت حتى لايقلل من قدر أمين أو يشعره بأنهما لم يحترما وجودهما في بيته ...
نطق أمين أخيراً وهو الذي كان يفكر من بداية فتح فياض لموضوع الخطبة ... من سيخطب بناتي
وهذا الموضوع قد أكل في عقله وشرب طويلاً
ولم يصدق حين فتح الموضوع ..
وأخيراً هو يريد أن يطمأن على أحداهن على الأقل ...قبل أن يموت ...قال بهدوؤ لايشابة العاصفة التي تدور في عقله :بشاور البنت وأمهااا ..وأذا كان من طرف فياض أكيد مالي يده منه .....
عقاب الذي رد بأنزعاج :حتى لو من طرفه بنسأل ونسأله ونجيب تقارير عنه ...
فياض لم يهتم وهو يقول :ماأوصيك ياأمين ترى الحريم ماينعطن وجه جس نبض ولاتعطيهن الراي كله ...
وأنتهى الأمر عند هذه النقطة ...تحدثوا بموضوع وآخر..
قبل أن ينسحبوا للخارج وبعد أن تجاوزوا النخــيل وبمنتصف الساحة أنفجر فيه والده :أنت ماتستحي ماتحشم أحد ...كيف تكلم أمين بموضوع زي هذا بدون ماتشاورني ...
فياض بمهادنة لوالده فهو قد أثقل عليه الليلة :وأنت الله يطولي بعمرك وش محرق دمك عليه ...خلاص خطبة
لو يبون يجوزون بنتهم ولا يرفضون ...
عقاب بنرفزة وأرتفاع بالضغط وتصرفات فياض تجاوزت الحدود بنظره:وأنت وش مشغلك بننتهم تجوزها وش دخللك من الأساس ...
فياض بملل فهو شخص لايحب أن ينتقد على تصرفاته:لحووول يعني الواحد مايسوي خير ...
البنت جالسة مثل البيت الواقف قلت أسوي بأهلها خير ...
عقاب بقهر وصوته أصبح فوق المعقول :اللحين هي اللي جالسة مثل البيت الواقف ...ماشفت نفسك اللي كبرك عيالهم بالثانوي وأنت جالسي لا من هذا ولامن ذاك ...
صمت لثواني يلقتط أنفاسه :شهر كامل طايح لي لاأنت حي ولاميت ..ماتقولي لو الله أخذ أمانته وش بقى لك ...من بتخلف وراك يتذكرك ويدعي لك ...
فياض بظرافة ليست بمحلهااا :وأنت وين رحت ياأبو سلطااان مالي يدك منك ماأنت مخلي ديرة ماأنت باني لي فيها مسجد ولاحافر بير ... ولا العيال ماهم نافعيني ...
عقـــاب الذي يشعر بهذة اللحضة أن قلبه سيتوقف من الغضب من أجله وهو يتندر عليه كبح جملة حادة كانت تدور في عقله قبل أن يقول وهي يعطيه ظهره :الله يهديك بس الله يهديك ...
فياض الذي أنتظر والده حتى دخل ليخرج من جيب بنطالة عبلة السجائر قبل أن يوقدها أحداها بيد مرتجفــة ..وكأنه تنقل توتره من المــوقف ..
بالتأكيد موقفه كان غريب ... هل وضح أستماتته على أقناعهم ...
لايعلم مالغريب بأمر زواجها ..أليست بالعشرين من عمرها كل الفتيات سيتزوجن ويذهبن في طرقهن الخاصة ...
ليهمس لنفسه الغريب ياأحمق .. أنك من أحضرت العريس ..!!!
ومن متى أصبح الرجال يعملون كخطابات ...
×××
"كل الأشياء أضائت لي إشارة الحذر، لكن قلبي لا يُريد أن يخافك"
2
وجودهما تحت نفس السقف مرة أخرى فكرة جعلت قلبها ينتفض بين ظلوعهااا ..
لم تكن تلك المرة الأخيرة بالمستشفى ...لقد جاء لملحقهم الصغير وهي التي لم تتخيل أن قدمه قد تطأ عتبته حتى لو تلامست الشمس والقمر وأنطبقت السماء على الأرض ...
جلستا هي وبلقيس بغرفتهم ...
وفتحت كتاب لأمير وكان تساعده على حل واجباته وعقلها بعيد كل البعد عن منهجه الدراسي ...
بلقيس التي ترسم على كراستها :أول مرة أحد يجي بيتنا غير العم عقــــاب ..
خزام ترد عليها بهمهمة ..
بلقيس وعينيها على ماترسم :وسام هرب من المواجهة ...تتوقعين عرف باللي صار معانا ..
خزام بأرهاق من أسألتها :مو مهم العم عقاب وأتسامحتوا منه ورضي عنكم من هوا عشان تخافون منه مالوا أي هرجة عليناا ..
ياكاذبة أنتي تعلمين جيداً أنه أكثر ماتخشونه بالقصر ..
بلقيس تلف عليها :اللحين طلع لسانك فينك ماقلتي هالهرجة قدام أمي بس تطلعينا حنا الوقحين واللي مانحب وضعناا
خزام :أني أقدر الموقف وماأضغط على أمي اللي ماعندها حاجة تسويها عشانا مو معناته أني راضية بالوضع ..
بلقيس :أنا فاهمة بس ماأقدر أمسك لساني منجد أحمق وأجلس أرمي هرجة على البطال ..
قاطعها أمير الذي سألها ببراء :خوخه أنا كوري ...
لتقهقه بلقيس :مو بس أنت حتى أنا ...
خزام توبخه بصوت منخفض :ياهبلا ياعبيطة والله أمي حتدخل النعال بفمك ..
وعادت لأمير تخبره :لاياحبيبي أنتا مو كوري أنتا تركي ...
تخبره بلقيس هذه المرة :وأصلك من تركمنستان ..اووه ياأمير أنت بعيد بعيد مرة عن بلدك .. لازم نفر الكرة الأرضية حتى تتلاقى مع أصلك ..
خزام بذهول من أسلوب بلقيس فهم لم يتحدثوا من قبل عن الأصول والجنسيات وفرق الصغيريين عنهم :ياخايبة ليه تعامليه كذا أيش فرحانة مرة بنفسك وتتنمريين على الصغير ...
بلقيس تدافع عن نفسها :أنا ماأتنمر بس حابة أوضح له ...لأني أحس بغرابة بالموضوع تخيلي من سنوات أمي بقت في بلدها أو جدي وجدتي بقوا هناك وأمي أنولدت هناك بدال ماتنولد في تركيااا ..ايش حيكون وضعنااا ..
خزام بأنزعاج من تخيلات بلقيس :يعني ايش حيكون بشر عايشة زي باقي البشر ..بليز ريحينا من بعض هرجك ...
لأنه مالو أي قيمة وجع راس على البطال ...
بلقيس بحماس أكبر :متخيله لو أمي بقت في تركيا وتزوجت تركي ...كيف بيكون وضعنااا ..
خزام الذي أعجبها التخيل هذه المرة وهي تلف خصلة من شعرها على أصبعها:أكيد بصير ممثلة ..
بلقيس بحنق :مغرورة ..
خزام والأنغماس في التخيل يعجبها :وكل اللي بالقصر يتابعوا مسلسلاتي وبناتهم يغاروا مني عشان حلوة ..
بلقيس بضحكة حمقاء :الله وأنا أختك وأعيش من فلوسك ...
أكملت ولعبة التخيل تعجبها :مع مين تبغين تمثلين من الممثلين المشهوريين يعني كوبل ..
خزام بأنزعاج :يعع يامقرفة ... خربتي كل خيالاتي بتفكيرك الوصخ ..
بلقيس بشهقة أستنكار :ماقلت حاجة وصخة بس المسلسلات لازم فيها كوبلات ورمانسية ... ايش حتمثلي مسلسل أطفال ..
حتى مسلسلات الأطفال فيها شوية رومانسية ...
خزام هزت رأسها تنفض الفكرة منه التي وصلت لأماكن لم تعد تعجبهااا ..
***
عاد للمجلس الذي أستقر فيه ليجد سلطان وقد وضع التلفاز على قناة تنقل مباراة ...
فياض بتأفف :خليتوا البيت وتلفزيوناته وكل هالملاحق وناشبتوني على تلفزوني ...
سلطان بأستغراب وهو يرى فياض الذي يمشي بأرهاق قبل أن يلقي نفسه على الأريكة :عسى ماشر وش فيك ..
فياض :ماأدري شدت الجروح معي شوي ..
سلطان :وكيف يدك ..!!
فياض :على حالها الأحد ببدأ العلاج الطبيعي ...
سلطان وهو يرى وجهه المتغضن وكأنه يتألم :وين علاجاتك أخذتهااا ..
فياض :غثتني ماأبيهااا ..عطني الريموت رجعه على الفلم بشوفه ..
سلطان بإزدراء :ياأخي أسترجل حتى الحسن مايسوي حركااتك وش فيلم اللي بتشوفه ..
فياض بدون أهتمام وهو يستلم الريموت من سلطان ويعيده على النتفلكس :وش أسوي الممثله مزة ولاهم ماأدري وش يقولون ...تكيييف المخ ..
سلطان بتعب فمن ينصح رجل قد بلغ من العمر عتي :الله يهديك بس ...
فياض بنرفزة :أنتم وش بلاكم علي اليوم غصب أصير العاصي اللي مايخاف الله وتدورون لها الهداية ... تراي هاج عنكم لآخر البيت وش تدورون عني ...
سلطان بتعجب :تطردني يعني ...
فياض :أبونايف لاتخليني أغلط عليك ...
سلطان الذي لم ينته إلا على جملة واحدة ..أبونايف .. هل أصبح فياض ينادية أبونايف ومن متى لقد كان من المناصريين القليلين لهجرس :وش فيك نكرت بناخيك ...
فياض بتكشيرة :لاتطريه عندي ترى النفس عليه ماهي طيبة ...
سلطان بأنزعاج فإذا كان حتى فياض قد غضب منه بالتأكيد قد تجاوز الحدود :وش هو مسويي ...
فياض :لاتضيق علي فكني من طارية ...بس خله يطلع والله ياطبه عندي ...
أنقطع حديثهم بدخول الحسن يخبرهم أن هناك ضيوف جاؤؤ لسلام على فياض ...
تقدمه سلطان للخارج ...
قبل أن يقف هو ويطلب من الحسن تقريب العصاء له التي لم يستخدمه بعد ولكن يشعر الآن أنه بعز حاجته إليها ..
الحسن بتساؤل :فيه شي يعورك ...
فياض وهو يربت على كتف الحسن الذي يقصره بالكثير :لاا وبكره نروح للخيزران ...
الحسن بحماس :كفووو قسم قايل مالها إلا رجالهااا ...
فياض بستاؤل وهو يسير ببطء للمجلس الآخر:من هم الرياجيل اللي جو ..
الحسن :عيال خالي محسن ومن خوالهم ...
فياض بنبرة مبطنة :اييييه ..نسيبنا معهم ...
الحسن بتكشيرة :ايه أول واحد وفاك كشرته وضحك ومطنزة ...
فياض وقد وضع كسرت أنفه بين عينية : ايه خله يوسع صدره بتجي أمور بتسود عيشته ....
من جهته حامد الذي حضر بضغط من عــواد
كان يجلس ينتظر فياض باحثاً عن عيب يمسكه عليه
بعد أصابته ...
هاهو المتعجرف يحضر لمجلس الرجال بالبنطــال !!!
بالتأكيد من سيفعلها غيره هل يتجرأ أحدهم على كسر العادات غيره ....
ماأن دخل حتى تغير كل شيء بالمجلس فمن هو أكثر براعة بسرقة الأضواء منه ...
فهو الفض الذي حين يغضب يهرب كل عاقل من أمامه ...
وحين يبدو ببال رائق كما اليوم يتلف الجميع من حوله ...
وبالأمريين هو غير مهتم لايهم من يأتي أو يذهب ...
لايعلم على ماذا بناء ثقته بنفـــسه ...فهو لم يكمل تعليمه
وحتى المنصب الذي وصل إليه من واسطات والده ..
وأخلاقه عليها الكثير من الملاحظات ..
والأكثر أغاضة مالذي يعجب الآخريين فيـــــه ...
عواد يشيد فيه ..أقاربة من جهة أمه كلاً يشكر بفزاعته لهم ...
حسناً كل الأمر أحصل على منصب ولب طلبات أقاربك
وسينتشر صيتك وستصبح فكاك العقد ...
وكلها من غير مجهودة الخاص ...
فياض من جهته لم تفته نظرات حامد المزدرية هذا الطفل
من يعتقد نفسه هل يأتي له بمجلسه ومحله .. ويرسل له رسائل تحدي بعينيه .. مالذي يجعل نافش ريشة بهذة الطريقة ..
هل عودة أختي له ...
هل يعتقد أنه أنتصر ...إذاً يجب أن نعيده لمكانه وننتف ريشة من جديد ...
أعتذر الجميع عن العشـاء وبدأوا بالمغادرة ...
كان يسير خلفهم متكأً على عصائة رغم أصرار عواد وحلفه له أن يبقــى مرتاحاً بالداخل ..
وتحت نظرات الأستغراب والتعجب من سلطان وفزاع والحــسن ... الذي رافقوهم للسيارات ...
ليقول لعواد الذي صعد لسيارته وهو يفتح الباب الخلفي :أبيكم توصلوني لمكان قريب هنا إذا ماأكلف عليكم ...
لم يستوعب باقي أخوته تصرفه حتى غادرت السيارة فيه ...
سلطان وهو يظرب كف بكف :هذا وش ورااه؟!! ...علينا نقص سيارات يضيق على الرياجيل بسيارتهم ...وش هالمشوار اللي هالحزة ..
فزاع وهو يشير للسائق الذي يغسل سيارته أن يحضرها :أقول أركب أركب فهمت نيته ....
سلطان الذي مازال لم يتوصل بتفكيره لشيء :وش فيه ...
فزاع يلتقط المفاتيح من السائق ويقفز لمكان السائق :حامد نيته حامد ... مايبي يظربه هنااا ولاهو مطلع من راسه ...بيسوي اللي براسه ....
سلطان يحوقل:حسبي الله على شيطانه هذا مايركد بيفضحنا بالعرب ..وبيصب على النار بينزين ...
تقدموا بسيارتهم قليلاً قبل أن يروه يتعارك مع حامد على الجهة الأخرى من الشارع وعواد يحاول التفريق بينهم ...
نزلوا راكضين ليجدوا ...حامد بأنف نازف وقد تحرك من مكانه ..يقول بلهجة ساخرة :مصاريف المستشفى عليك ..
وذاك يصيح به :والله لو عاد جتني أختي تشتكي منك لترقد ليلتها بحضن قبرك .....
عواد الذي لايعلم بعد أي خبر وصل لفياض :ياجماعة أذكروا الله هذا شيطان ودخل بيننا ...
فياض الذي تغضن وجهه من ألم جروحه أسفل بطنه فقد ظربة ذالك الخسيس عليهااا :والله مادخلت الشياطين علينااا لين ناسبناااكم ...
فزاع الذي وصل هذه اللحضة يسحبة وهو يعتذر من الموجوديين :أمسحوها في وجهي الرجال تعباان وماعاد يفرق ...
سلطاان متدخلاً :كله من سبايب الحريم الله يقطعهن ..يشوشن على راسه وهو يصدق ولااا مايسويهاا من الباب لطاقة ...
عواد بوجه متغضن من الأحراج فهو يخشى ماأنكشف من ستر :مسموح ياأبو هجرس مسموح ... وستروا ماوجهتوا
سحب حامد الذي مازال على وجهه أبتسامة حمقاء وكأنه ضربه فخر له وليس أحراج وأهدار للكرامة ...
لاحقاً بالسيارة .
حامد ومازال يغطي أنفه بمجموعة مناديل :ودني للمستشفى ### بتنوم فيه وبكرة بسوي عملية تجميل لخشمي ...
عواد بفزع :وش هوووووو!!
حامد بثقة :اللي سمعته أجل تبغاهم يقولون عيال عقاب كسروا خشمه واللي عندي تنفخ ريشها علي ...أهون لي أكون مسوي عملية تجميل ...
عواد بقهر يضرب على مقود السيارة :أنت وش ماتحس ماتستحي هذا اللي رباك أبوي عليه مافيك مرجلة ياخي حس
خل عندك شوي دم ..سودت وجيهنا لين ماعاد لنا وجه نطالع بالرياجيل ...
حامد ببرود :وش سودت وجيهكم فيه ..!!
ليه ماقلت أن الفلبينيه أخذتها على أخته راس براس ذيك مرتي وهذي مرتي ..!!!
عود بحمق:اقطع ..تخسى تصير راس براس لبنت عمتي ...
والله لو ماعقلت ياحامد أقسم بجلال الله لأخليك تطلقها(المقصود هنا أسماء) وأنت ماتدل الدرب ....
حامد بعدم أهتمام :طلقها مني وتزوجها لو بغيت ماتهز شعره من راسي ...
وكان رد عواد عليه قاسي وقاسي جداً ...
حين ضربه بظهر كفه على أنفه المكسور قبل قليل بأهانة متعمدة ...
قبل أن يوقف السيارة على جنب ويطلب منه بغضب :أنقلع فاارررق لاعاد أشوووووف وجهك ...
نزل دون أن ينظر خلفه ... وضربت عواد الأخيرة أثرت على توازنه ..وأصبحت الدنيا تدور فيه ...
جلس على رصيف الشارع ...يحاول تمالك نفسه ...
وأنف عاد لينزف من جديد ...
رجعتي تشتكيني لأخيــك وكأنك سترهبيني فيه ..
لاتعلمين كم أسعد حين أرى غضبهم وأعلم كم أحرقتك حتى تركضين لتشتكيني إليهم ...
أخيراً حينما أستطاع تمالك القليل من قوته أخرج هاتفه وطلب سيارة لتوصله للمستشفى ...
لاحقاً بعد أن سجل دخوله للمستشفى الخاص
وتم تنويمه على طلبه .. أتصلت فيه ...
ورفض أتصالها ..
قبل أن ينادي الممرضة التي تقيس علاماتها الحيوية ...
ويطلب منها بوقاحة صورة ولكنها رفضت بحدة ...
حامد بتبرم :كلكن مثل بعض وجع ...على زين شيفتك
ليرد على تلك بهلجة حادة :خير وش تبين رجيتيني بأتصالااات ... مستشفى ايش ماني فاضي مرتبط ...
دقي على سميه يوديه ...ايييه تراتس أزعجتيني ..شوفي عواد ولاأحد من عمانه يودية ...عارف أني أبوه كانت ليله سوداء ...الله يسود عيشتس أنتي ...ماسود عيشتي غير شوفتس ...
يالله فارقي فارقي ...
أغلق الأتصال منهااا ... وهو يبرر لنفسه .. هل كل طفل مريض يجب أن نركض به للمستشفى .. حمقاء ..
تسائل ماذا لو كان وضعه سيء ...
عاد يبرر لنفسه أنه طفله بشهرين مالذي سيجعله مرضه ملحاً ...هيا أبتعدي أيها الشياطين كفاكم وسوسة على رأسي ...أنا مريض أيضاً ...ألست مصاب بسببها بطريقة أو أخرى ...
الماضــي*
أحضر الطفلة الممهدة ووضعها بحضنه ...عقاب السعيد جداً لأمين الذي رزقة الله أخيراً بطفل .. وأكثر سعادة بكونها فتاة ..فهو لم يرزق إلا بفتاتين حتى الآن ..
فكانت الفتيات المفضلات عنده ...
جاء سلطان ليأخذها ولكنه رفض..
سلطان بأصرار:عطنا بنشوف كانها مزيونة بزوجها ولدي ....
ولكن يد أخرى أختطفتهاا ...
فياض يحملها بعشوائية وعيني عقاب وأمين عليه يخافون من تهوره فهو لو طلبوا منه أن يمسكها جيداً ربما يرميها ويذهب غير عابيء بمايحدث لها :وين عيونها اللي يقولون خضــراء ...
سلطان لو زوجتها هجرس ...وش بيصير لون عيون عيالهم ...
بتال الذي يقف على الجهة الأخرى منه :برتقالي ...ولابنفسجي
فياض بقهقه :العيال برتقالي والبنات بنفسجي ...
عقاب الذي قلبه يقع كلما تحرك فياض أو رفع نظره عنها ليحدثهم:عطنيها ماشفتها زين ..
فياض يعيدها له بلا أي حذر :خذها كأنا بنأكلها مانأكل أوادم حنا ...
وخرج الأثنين حانقين .. فياض بغيرة لأن أبيه مهتم بالطفلة ...وبتال لأنه لم يحملها كم حملها فياض ...
رغم أعمارهم الكبيرة نسبياً لكنهم مدللين جداً ...
سلطان بشماتة :زعل جدي ... عطني ياأمين بشبع من الزين ...ياحليل البنياات ... لو هجرس بنية ماخليته يروح عني ...
×× إن الذي بيننا عميّق..عميق جدًا،أعمق من أن نتجاوزه أو أن يُنسى ××
×××
*الحاضــر *
...
تدور بغرفتها بجنون وصريخ أبنهااا يفقدها آخر لحضة تعقل تملكها ومربيته قد نزعت ملابسه وبدأت بتكميدة ...
قرأت ..وعادت وقرأت ..الأطفال تحت شهريين حين ترتفع حرارتهم لابد من مراجعة الطبيب حالاً ...
وأبيه السافل يطلب منها أن تذهب لحماها ليذهب بأبنه للمستشفى ....
وإلا ماذا هل ستتصل بأخوتهااا ليقلوها وماذنبهم ...
لم تكن تطلب من أحد شيء كانت قويه لتدير أمورها بنفسهااا ولديها أربعة أشقاء قادريين على مساعدتها حين تحتاج
ولكنها الآن متزوجة وبذمة رجل من المفترض أن يقوم بأحتياجاتها الضرورية ...
ولكنه يطلب منها أن تذهب لتطلب من أخيه ...ليعيش هو سهرته مع أحد الفاسقات ... أو أي أمر تافة آخر ...
أرتدت ثياب صلاتهااا وهي تطلب من المربية :لبسيه ملابسه ولفيه وحطيه بحمالته وعطينياه ...
أقتربت المربية فيه وهي متوجسة من تصرفهااا ...
نزلت السلالم ...طرقت الباب بحدة ... ليسألها من خلف الباب بحدة :مييين ..
أسماء بحدة :أنا أم فياض ...أفتح الباب ...
لتخرج عليها بعد قليل ندى بروب تعقده بأحكام .. وتسألها بأنزعاج وهي تتكيء على مدخل الباب:خيييررر ...
آسفه هل قطعت أمر ملح هذا مافكرت فيه بتكشيرة ...
أسماء وهي تمد لها فياض الباكي :عطيه عمه يوديه المستشفى ..
ندى بفزع :وش فيه ..
أسماء ببرود:معه حرارة أبوة مايبي يوديه المستشفى ...
مسئولية مين يعني ..أكيد مو أنا ...لأن أهلي المسئولين عني وهو أهله المسئولين عنه ..
تركت الطفل بين ذراعي تلك ولفت عائدة لغرفتها ..
ندى بقت للحضات على وقفتها تلك ...حتى أنتبهت للحرارة الطفل بين ذراعيها ...لتدخل فيه لعواد :الحق ..الحق المجنونة بنت عمتك رمت علي الورع وأنقلعت غرفتهااا..
عواد المسترخي على السرير ويده خلف رأسه ...جلس بفزع ...قبل أن يحوقل متحكماً بأعصابة .. فأخيه الصغير وزوجته أصبحا يتدخلان حتى بأكثر لحضاته الحميمية والخاصة ..
ندى بحنق :ذولي يخلفون ليش ..الله يخلف على هالمسكين ..
لامن أبو ولاأم ..
عواد الذي توجه لثوبة يرتديته :تجين معي نودية ..
ندى بسخرية :إذا أمه رمته ومشت أنا بودية ياما سهرت مع عيالي يومهم مرضى ماراح أشقى نفسي بعيال الناس ...
أرتدى شماغه دون عقال وخرج يحمل الطفل الصارخ بالبكاء ..
كان تقف أعلى السلم حتى تأكدت من ذهابه للمستشفى
لتدخل غرفتها ...
لتسألها المربية بريبه وهي التي بقت تنتظرها :وين بيبي ...
أسماء دون أهتمام :أدخلي نامي وصكي بابك ..بيبي راح المستشفى ..
فتحت هاتفها لترسل لذاك ((ترى ولدك مع عمه ومالي شغل فيه أنت دبره ولا هو ضايع ضايع دامك أبوه ..))
فتحت أسم آخر وأرسلت ((بكرة جهزي نفسك بنروح لنا مشوار ))
قبل أن تدخل لغرفة ملابسها ...وتنزع ثياب الصلاة وترتبهاا مكانها ..
وترتدي أكثر منامتها أنوثـــة وأغراء وتعود لسريرهااا وتضع راسها لتذهب بنومه عميقة ... لن يقطع صوت بكاء فياض الصغير...
تجزع .. تعترض ..تبكي وتقاوم واقعك .. ثمّ يُصبح الأمر عاديًا، وتنام بجوار حزنك ××
بنفس الجلسة بعد أن غادرت فهدة ..وشعاع دخلت لتنام ...
ياسمين ترمي راسها على كتف أمها :آآآآآه ياقلبي تكفون خلوني ألبس برقع ...اخخخ ياويل قلبي بمووووت ...ليه ماعندي عيون بدوية كذا ...
فاطمة تدفعها بأستنكار :ياسيمن بلاخباااال ..وصمتت قليلاً لتقول :من اليوم ماسمعتك تقولين ماشاءالله .. اذكري الله لاتعدمين المسلمة ...
ليلى بأستنكار :الله وأكبر صرنا بنحسدهااا يعني تمشي الحال مو واااو مايكفي ذا البرقع اللي ماشلته أكيد فيها بلى ...
ياسمين تكمل متجاهلة غيرت ليلى من أزواج أخوانها بلا استثناء :في حياتي مافرحت بغمازة ذقني لين شفتها عليها يارب لك الحمد فيه أمل لو خسيت يطلع ذقني كذا صح ...
يارا بضحكة :خبلة أنتي خلاص ماشفتي خير ...
ياسمين تخرج لسانها لها:أعجبتني موتوا قهر ياغيورات !!!
ليلى بفضول:اللحين عباتها ليه مافصختها ...
يارا بسبب مظهرها الغريب فكرت :يمكن دقة قديمة ..
ليلى تذكرت شيء :ياكرهها مريم بس هين مسوية صديقة حسناء وعبير أذا ماوصلت لهن اللي قالت ...
فاطمة بتوبيخ :ليلى التفتين ترى حرام الفتنة أشد من القتل ..ولاتبغين أعلم أبوي عليك شكله يابغى لك لفت انتباه ..
ليلى بخوف:لااا خلاص والله مالي شغل بالجميع ..على قولتهم فخار يكسر بعضة ...
ياسمين بضحكة :الله صرنا نقول أمثال شامية من الخرعة ...
كررت فاطمة تحذرهن :بناات لاتدخل أنفسكن بعلاقات حريم العيال ببعض مالكن علاقة كلمة الحق قولنها وبس واللي تربيتن عليه ..ليلى حبيبتي وش تربيتي عليه سويه خرابيط النت وهوشاتهن مع حريم أخوانهن هذي ماتمشي معناا سمعتي ...
ليلى هزت رأسها بموافقة ..هي لاتهتم حتى فيهن ... ولمصلحتها أن لايصل شيء لأبيها ضدهااا ...
***
لاتعلم متى وصل فقد نامت ماأن أستحمت وأرتدت بيجامتهااا ...
لتصحي قبل الفجر بقليل ورأسهااا يئن من الصداع ..
لم تشرب أمس كمية كافية من القهوة ...
تقلبت بفراشها .. وضعت مخدتها فوق رأسهااا وضغطتهااا حتى توقف الصداع ولكن لم يتوقف ...
جلست بفراشهااا وزفرت ...ستذهب للبحث بالمطبخ ..ربما تم تجهيزه ويوجد بن ..هيل ..وزعفران ..وعندها لن تتمنى أكثر من ذالك سوى الجنة ...!!!
فتحت أدراج المطبخ لتكتشف غباء تخيلهااا ...
قهوة سريعة التحضير شوكولاته والكثير من العصيرات والخفائف هذا مايحتوية المطبخ !!!
دارت في الجناح وصداعها يكاد يفتك برأسها هي حتى لاتملك مسكن ...
طرقت بابه غير عابئة حتى لو صفعهااا ..
أستيقظ على صوت طرقات على بابه ..فكر أنه يتخيلهااا وعاااد ليسترخي بفراشة ولكن الطرقات زادت ... فتح عينية بظلام ليتوجه للباب ..لقد فكر أن الفجر قد خرج وهي تدق بابه ليصلي ..
ولكن التي تنام أوقات الصلوات كم لاحظ هل تصحية اليوم ...
فتح الباب ليجدها تقف على بابه ووجها متغضن وتمسك رأسها :راسي يعورني أبغى بندول ...
بتال بأنزعاج وهو يتأمل بيجامتها الحريرية التي تمتلك عبير مثلها ..وو هز راسها ليبعد الحماقة التي وصل إليها :شوفي بثلاجة المطبخ ..دبري نفسك ..
عادت لتقول بصوت منزعج وكأنها تكبح نفسها من الصراخ عليه :كيف أدبر نفسي أنا بمكان غريب ...هذا بيتك شوفلي بندول فيه مسكن أي شيء ...
حينها عاد ليرتدي ثيابه وهو يفكر أهلاً بمشاكل النساء .. وأزعاجهن وتطفلهن .. ودلالهن ..
عاد إليها ليجدها قد جلست بالصالة وحين كان يفتح الباب ليخرج ..أخبرته :أمم يعني لو مافيه مسكن هاتلي قهوة .. هي توخر صداعي ..
ألتف عليها بدهشة ..أهلاً كيف نسى المدمنة ...هل تشرب القهوة قبل الفجـــــر ..كم دلة ستشرب في اليوم ...
هل يفتح أشتراك بالمحمصة من اليوم ..
لم يبدي أي تعليق ..
لم يطل أنتظارها حتى عاد لها بسلة بالتأكيد من المطبخ ... وضعها على طاولة الطعام الصغيرة ودخل لغرفته ...
فتحتها لتجد مبتغاها لقد شهقت بفرح وأطلقت ضحكة صغيرة ...أحضر أيضاً مسكن ولكنها لن تحتاجة ..
صنعت قهوتها بسرعة ودخلت للغرفة لتشربها بهدوء .. كان هناك شرفة صغيرة لغرفتها ..فتحتها بتردد لايزال الوقت مبكر ليستيقظ أحد .. كانت خالية من أي طاولات أحضرت كرسي الغرفة الفخم وطاولة صغيرة كان عليها فازة لزينة ..
وضعت قهوتها وتأملت المنظر أمامها ... نخيل على مد البصر وخلفها بناء صغير وصغير جداً بالنسبة للقصر ...
كم هي كثيرة الأبنية التابعة لهذ المكان ..
كانت تحدق بأضواء الحديقة الأرضية .. كل شيء أنيق مرتب ..
وفخم جداً حتى ممرات الحديقة وأضائتها تبدو مميزة ...
مكان رائع للكتابة ...ستستمع بوصفه ...
وسينهمر عليها الألهام في ليالي الباردة وهي تتدثر بلحافها وتحدق بالمطر ينهمر مبللاً كل مايقع في طريقة ...
لقد شعرت بالموقف حتى وأقشعر جلدها من برد وهمي ...
××كُنا نحب عزلتنا حتى فُرضت علينا.. تثاقلناها.××
***
لقد ايقظته والآن قد ذهب النوم من عينية ..من أجل ماذا صداعها اللعين ..وأدمانها القهوة ..تباً لها ولقهوتهااا ولرائحة التي وصلته ...
اوووف متى تنهي هذه الأيام ويذهب للعبير على الأقل هي ليست مجنونة لتوقظة من نومه لأجل كيفها * الكيف المقصود هنا الشيء اللي يعدل الميزاج وبالتأكيد بالنسبة للجوزاء قهوتها * ..
يوم آخر فقط وسيذهب للعبير حيث الهدوء وروائح العطور بدل رائحة قهوتها التي تدغدغ أنفه ...وعقله يخبره أنه قد أستيقظ ولن يعود للنوم أبداً ...وهو الذي لم يدخل فراشة إلا قبل ثلاث ساعات ..
جلس بسريره يزفر بضيق ...قبل أن يعزم أمره ...
دخل للحمام ليتوظأ خرج أرتدى ملابسه الخاصة برحلات البر ..ولم ينسى بدلته حملها معه ليعلقها بالسيارة ...
خرج على عجل كانت الصالة فارغة وباب غرفتها موصد ورائحة القهوة تملء المكان رغم أن مروحة الشفط تعمل ..
نزل السلالم ولحسن الحظ لم يصادف أحد فلن يكون مظهره جيد لو أكتشف أحد هروبة من اليوم الأول ...خصوصاً أن منزل خالته شعاع يعج بالفتيات ومن النادر الشعور بالحرية فيه ..
يفكر أن يضع سلم طواريء على شرفة غرفة الضيوف المغلقة وعندها بأمكانه الدخول والخروج دون أن يلفت الأنتباه ...
فكر قبل مغادرته وبعد أن وضع حاجياته بالسيارة ..يتأكد من
وضع فياض ..
فتح عليه الباب ليجد المجلس النائم فيه شديد البرودة ..
ولاحظ مباشرة أنينة ...
أقترب منه وهو ملتف بلحافة ...
وضع يديه على عنقه من الخلف فهو المكشوف له ...
بماأنه ينام على بطنة ..ليجده شديد السخونة ...
هزة ليوقظة أصدر هتافات ضيق ...
قبل أن ينقلب على ظهره ... لمس جبينه ليجده شديد الحرارة ...
فتح الثلاجة قربه حيث أدويته ..أخرج المسكنات ووضع الجرعة المطلوبة ...
أيقظة بألحاح حتى فتح فمه أخيراً وضع الدواء فيه ليبصقه ذاك ...
فياض الذي يجلس بسريرة بشعر فوضوي :أنت تبي تذبحني ليه تحط لي كذا ...
بتال بعدم فهم :أنت وش فيك ليه تتفله ورع أنت ...
فياض وهو يمسج رأسه شديد الصداع :أيه أذا هي ورعنة ورع ذوبه لي بالماء ...
هز راسه بضيق لايصدق كم أصبح عمره ومازال تذاب له الأدوية بالماء ...مد له الكأس بعد تذويب الحبوب فيهااا ...
ليسأله ذاك وهو يرجع للأستلقاء :عندك حرمتين وش تدور عندي !!
بتال الذي جلس على الأريكة جوارة : ولا شي طار النوم وماراح أصحي الحريم عشان مافيني نوم ...
فياض وهو يحتضن مخدته :لأنك خبل أجل متزوج ليه ...
صحي اللي أنت عندها ولاتخلي سالفة لاتقولها فوق راسهااا ..رجها رج ولا وش عازتهااا ...
فكر أنه يغبط فياض على عزوبيته بهذة اللحضة ...
فهو قد دخل الحياة الزوجية بعمر شاب جداً حتى لم يستطيع عيش عزوبيته بطريقة كافيه ...
كان خلفه والدته التي لم تكن تعطية حتى فرصة لأستنشاق الهواء مع بقية أصدقائة ومن هم بمثل عمره خوفاً عليه من الأنحراف ...
فكان الزواج بالنسبة له نافذة للخلاص من سيطرتها ومخاوفهااا التي زرعتها بعقل والده حتى ...
بعكس فياض الذي كان جامح لايمكن لأحد أن يكبحه حتى عقاب بن نايف بشراسته وقوة شأنه ...
فياض بصوت غائم :وين سجيت ..!! .. بتسولف ولافارقني ...وإذا كان اللي مستحي تقوله ضربتي لنسيبك وولد خالك فأقولك بعد ترى ماشفت شي ....
بتال بأستفهام :من أنت ضارب ...
فياض :مين بعد الخسيس جوز أسماء ..
بتال بأنزعاج لم يعد يريد معرفة الأمر :فياض تصبح على خير ..
فياض بتساؤل :وين هاااج ..
بتال يستعد للوقوف لكن جلوس فياض أوقفه:بروح أشب ناري وأتقهوى ومنها على دوامي ...
فياض يرفع رأسه ليدرس ملامحه على الأضاء الخفيفة القادمة من زاوية المجلس البعيدة :وش فيك تونس شيء ..
بتال يهز يده بنفي قبل أن يبتعد :ضغوطات بالدوام يالله تصبح على خيـــــر ..
عاد فياض ليستلقي وقد فهم أن مشاكل بتال بحياته وليس عمله ..
مسكين يابتال حتى اليوم لم تستطيع الأمساك بحبال حيــــاتك وكيف ستفعلها وأنت تحني رأسك للنســاء ...لن تنجح أبداً حتى تنزل نسائك منازلهن ...
سوء كانت والدة أم زوجـــة ..
×× من بين أصدقائي، أنت من أحبه أكثر من أيّ صديق آخر، ولهذا أتجرأ على إزعاجك بمشاكلي الغبية.××
***
كان يجلس في وادي قفر ليس بعيد عن مقر دوامه ...
وقد أوقد ناره ووضع دلته عليــها ...
هنا يجد نفسه ..هذة هو الترفية الأقرب لنفسه ...
لايريد شيء آخر فقط صحراء على مد البصر وجو خالي من الضجيج ورائحة الحطب وهو يحترق ...والبن يفوح بعد غليه ..
هذا هو الأستجمام الذي يصفي روحه وعقله ...
بعيد عن زوجته التي تريد أعادته لهااا بطرق ملتوية ...
والأخرى التي تصنف كزوجة بالشرع وأمام المجتمع
ولكن لايعلم ماذا يصنفها في حياته ..
فهي حمل وثقل قد وضع على كاهله ...
وأكثر مايخشاه هو الظلم .. رغم أنه يبرر لنفسه .. أنه مجبر
على الوضع الذي وجد نفسه فيه ...لايوجد ظالم بالموضوع
فهو يتشارك معها نفس الظلم ...
×× لستُ معكر المزاج أو يائسًا، لكن لا شيء في وقته أو مكانه، أشعرُ أني بحاجة ماسّة لرحلة إلى مكان مجهول، وإلى الصمت، وإلى البقاء في الظلال المعتمة ××
***
خرج من المستشفى بعد أن عاينه الطبيب وأخبره أنه ليس بحاجة للتجميل فهو كسر سيبرأ من نفسه أو تعال بعد فترة من زوال التورم لنعاينة ونحكم ... وهاتفه لايتوقف عن الرنين من قبل عواد ..وهو يخبره أن يقابله بمستشفى الأطفال الذي نقل له أبنه الصغير ..
عواد بلهجة جافة حين وصل أخيراً الأخ الكارثة المصيبة الأبتلاء :وأخيراً وصلت ياأبو الغفلة ولدك من أمس حالته حالة وأنت توك تصحى !!!
حامد الذي نزل بدون شماغة أشار على أنفه المضمد :يعني مايحتاج أذكرك ...وش فيه الورع ...
عواد وهو يتصدد لأنه غير طائق رؤيته بعد حديثه أمس :روح هات مرتك ترافق مع ولدها بينومونه أنا حتى دوامي ماقدرت أروح له ...قسم ماهو عشانكم بس عشان ذا الورع اللي ماله ذنب غير أبتلائه بأهل مثلكم ...
حامد يتكتف :بطلعه على مسئوليتي ماله داعي الجلسة ...
عواد بعصبية فهو لم ينام منذ الأمس والأب المهمل يريد أخراج طفل لايعلم بعد ماعلته فقط لأنه غير مستعد على البقاء معه :انت وش فيك تبغى تفقدني أخر ذرة صبر عليك تبغاني أجلدك هنا قدام الرايح والجاااي عشان تفهم الموقف زين ...الورع مايندرى وش فيه بيخلونه عندهم عشان يراقبونه ..كل المطلوب منك تجيب المرة وتخليها عن ولدها والله لايكثر خيرك !!!
حامد يهز رأسه بنفي وأصرار مستميت :ماراح أخليها ترافق معه !! .. ماأحب مرتي تجلس بالمستشفيات لحالهااا ..
عواد بذهول إلا يمتلك لطفلة أي شعور أبوي هل كل مايفكر فيه ست الحسن :والورع !! أنت ليه خلفت أصلاً ...تستاهل تكون أبو أنت !!! حسبي الله عليك ..هات المرة لولدها ..
حامد بتعنت :لا يعني لااا ماراح أخليها ترافق معه لو هو بيموووووت ...
عواد يغلق عينيه بتصبر ..لم يكن هكذا يقسم لقد كان شخص مثالي .. بل الأكثر مثالية من بينهم مالذي حوله لهذة الشخصية المريعة فقط من أجل الماضي وكم كان بار فيه كأخ أكبر صبر نفسه :طيب ليه فهمني ماأبي كلمة ماني مخلي حرمتي ترافق أبغى كلمة أفهمهااا ...
حامد وهو يتصدد لايريد أخراجها ولكن قال ببرود يتحول لهستريا مع تقدم الجملة :أغااار ماأتحمل تجلس وسط الرياجيل لحااالها أنجن لو تخيلتها تتكلم معهم ...أنا مريض نفسي صح أحسن شي أذبحها ثم أذبح نفسي وترتاحووون ...
عواد الذي سحبه على جنب وضغط ظهره على الكرسي الذي أجلس عليه قصراً قال بنبرة هامسة ساخطة :واللي يغار على مرته يسوي فيها اللي أنت سويته ...رد علي تتذكر وش سويت ...أحمد ربك أن مرتك أسماء ماهي وحدة ثانية ولاكااان زل عقلهااا ومااتت وهي ورعهااا وهكا اللحين تعرف كيف تحب زيين ...
حامد يدفع يدين عواد التي تضغط عليه :كله منه وكله غلطهااا هي اللي خلتني كذاااا ... ايه جابت لي النفسية وهي خلتني فاسد ومابوجهي حياء ...
عواد بنبرة صارمة :روح هات المرة عند ورعهااا ولو تغار عليها مثل ماتقول أنثبر معهااا يا قيس زمااانك ...
والله يأخذ أعماركم اثنينكم ونرتاااح منكم ...
وتركه خلفه وغادر ليعتني هو بحياته على طريقته لقد فعل أكثر من طاقته في سبيله وهو يعلم مهما بلغ جنون حامد فهو أمتلك شخصية مستوية ومستقيمة من قبل قادرة على معرفة وتمييز الصح من الخطأ وبأستطاعته أستخدامها مرة أخرى ...
بقى في مكانه قليلاً برأس منحني يفكر قبل أن يتذكر الصغير دخل الغرفة عليه ليجده بسرير الرضع ..نائم وبيده أبرة مغذي ...ليصيح بالممرضة التي حقنت دواء معين .. بكيس المغذي :وش هذا أنتم ماتخافون الله وش مسويين فيه... حسبي الله عليكم بتذبحون ولدي وماله غير شهرين ...الله يأخذ عمرك ياأسماء وعمرك أخوك معتس دامكم تسببتوا على ولدي بهاك التسمية ....
واتصل على هاتفها مباشرة ولم ترد ...وعاود الأتصال كثيراً حتى ردت أخيراً بصوت ناعس :خيرر ...
حامد الذي صمت قليلاً فصوتها لايمكن أن يمر عليه دون أن يثير كل خلية من خلايا جسده ليقول أخيراً :والخير من وين يجينا وأنتي مسمية ولدي على أخوتس الباير .. جهزي نفستس بجي أخذتس ترافقين معااه بينومونه أسبوع ...
أسماء بكل برود :تعال خذ المربية ترافق معااه وأنا أجي العصر أشوفه عندي موعد اللحين ...سلااام ..
وقطعت الأتصال بينهماااا ... أسرع للبيت ليجدها قد غادرت فعلاً حين وصل ..لقد خرجت دون أذنه ولم تهتم حتى بمعرفة حال أبنهاااا ...هل أنقلبت الآية بينهمااا ...
ماذا تغير بليلة واحدة كانت ستموت أمس من أجل الطفل
واليوم أستيقظت بشخصية غير مبالية بمصيرة ...
هل تلاعبه من جديد ..
××ما الفائدة من الركض خلف شخص يحاول الهرب××
كانت قد جهزت أفطار والدها التلبينة النبوية .. فهي سهلة الهضم ومغذية لشخص طريح الفراش مثله .. ووالدتها قدمت له القهوة وحين دخلت أخبرها أن تجلس يريد أخبارها بأمر ما ..
خزام التي جلست على الأرض فالغرفة لاتسمح إلا بسريرة وأريكة واحد تجلس عليها والدتهاا .. أمس أحضروا مقعد أضافي ليجلس عليه الضيوف وأعادوه بعد رحيلهم :ايوة ياأبويه أمرني ..
أمين يشير لرضا التي كانت ستطعمه أن تتوقف :أنتظري بهرج البنت وبعدهاا أكليني على كيفك ..
رضا التي أطلعت على الموضوع من قبل ..ورسالة صوتيه وردتها من فهدة تخبرها أن تبلغ أمين بخطبة من طرفها لم تستوعبها بعد جعلتها تقول :ماهو وقته ياأمين أشاورها بالخطاطيب اللي قبل ...
خزام التي أنتفضت مكانها عن أي خطاب يتحدثوا ...
أمين بضيق يتجاهل رضا التي تحاول ثنية عن أخبار خزام بكل ماتستطيع :يابنتي فيه خطاب جايينك من طرف فياض ولد الشيخ ...
رضا تقاطعه بأنزعاج :وعمتك فهدة كلمتني عن خطاب من طرفها ايش رايك ...
خزام التي توقف تفكيرها عن خطاب ومن طرفه هل هذه طرفة أو ماذا هل من المفترض أن تضحك بعد هذا الخبر ...
قالت بأنزعاج لم تستطيع كبحه :أنا مأبغى أتجوز أنا أبغى ادرس ...وأسماء قالت لي سجلتني معهااا بالكلية ...
رضا بصدمة :ايش ودوبك تخبرينااا..
خزام التي فكرت كثيراً كيف تفاتحهم بالموضوع قالت بتمثيل متقن وبأنكسار حقيقي بسبب الخبر الذي سمعته :ياأمي كنت بعملها مفاجئة ليكم ماتوقعت أنكم تخططوا تجوزني وتتخصلوا من حملي ماكنت عارفة أني ثقيلة عليكم لهدرجة ....
أمين بتأثر:وش هالكلام يابنتي وحنا متى عدينك حمل وبنتخلص منك ...
خزام بدمعة حقيقية ولسبب آخر :أجل ليش بتزوجوني وأنا لسى ماكملت دراستي ..بعدين بس كذا ناس ماتعرفني ولاشافوني يخطبوني وعشان ايش ...
رضا التي ألتقطت بعض المكر بصوت خزام :أنتي بتقلبينها علينا دراما كل البنات بتتجوز ...
وأسماء نفسها أتجوزت وبعدين فكرت تدرس ...
خزام بقهر بسببه :أنتي قلتيها أسماء مو أناا كيف حلاقي فرصة مثل هذي .. يعني اللي حتجوزة بيدرسني على حسابه ..أسماء دفعت من عندها المستوى الجاي ..وأنا لو شديت حالي أقدر أخذ منحة من الكلية ...
رضا بعدم أستساغه فهي تعرف بنتها جيداً وكم كانت لامبالية بالدراسة :بتضيعي وقتي وقتك على الفاضي يابنتي أنتي فين والدراسة فين ...بالثانوي كنت أصحيك بالضرب للمدرسة ...
أمين بشك :يابنتي أنتي متأكدة تقدري على الدراسة لاتحرجينا مع عمك عقاب ...
خزام بثقة فهي تريد الهروب من كل شيء :أيوة متأكدة حأكل الكتب أكل وأصحى من قبل الفجرية وأخلص كل الشغل ياأمي بس سيبيني أجرب حظي هذي المرة ...
ولا لو جوزتوني غصب بشترط عليهم يجيبون لي خدامة ...
رضا التي قرصتها من فخذها :وأنتي تدوريها من عند الله بتجيبي خدامة يابنت عبداللطيف جميل
وأنتهى الموضوع عند هذه النقطة فلا أحد متحمس حقيقةً لهذا النوع من الخطاب ...
وأرسلت رضا للفهدة تعتذر منها ونقلت لها ماجرى بين خزام وأسماء ...
ليهدأ غيض فهدة وينطفأ نار أهتمامها فهي غير مهتمة إلا بالكيد للخطط فياض ...
لكنها غضبت من خبر رغبة أسماء بالدراسة الذي وصل لها
من الآخرين ...
3
×× تعرف أن أحاسيسك نضجت بشكلٍ مفاجئ، حين يصيبك جُرح جديد، ولايكون لديك متَّسع من الشعور كي تبكي عليه.××
***
أستيقظ لاحقاً في فترة الضحـى ... كان مرهق جداً وكأن الحرارة التي فاجئته ليلاً نزلت على جسدة بالنهــار ...
كان يسير قاطع الجزء اليسير من الساحة مابين المجلس الذي يقطن فيه ومنزل والدته حين لاحظ دخول أحد سيارات والده قبل أن تتوقف مباشرة أمام الملحق الصغير وتصعد إليهاا أحد فتيات المنزل فهي لايمكن أن تكون رضا صاحبة الطول الواضح والجسم الممتليء ...أهلاً أهلاً ..
وحدث ماكان يخشاه ... حين مرت السيارة لتخرج لاحظ وجود أمرأة غيرها ولم يحتاج أن يجمع ويطرح لأن عينيها وقعت بعينيه....لقد كانت بنت فهدة !!!
لقد ضربت أمس زوجك وسأضربك اليوم هذا مافكره فيه قبل أن يحث نفسه على تكبير عقله والدخول لوالدته ...
فياض وهو يقترب من والدته الجالسة بمكانها المعتاد :صباح الخير ياشعاع الشمس ...
شعاع وهي تنزل رادوها وتلف أسفل طرحتها على فمها قبل أن تصد عنه حين أنحنى عليه ليقبل رأسها ...
ليقهقه وهو يجلس على الجهة الأخرى منها ويمد قدمة لأن جروحه فخذة لاتجعله يستطيع أن يثنيهااا :وش فيها الزين زعلانه ....!!
شعاع :أنا حالفة ماهرجك لين تقوم معي نخطب لك ...
فياض شعر بأن كهرباء قد مسته .. ولكن تدارك نفسه وقال :بس ماطلبتي شي أبشري دوري البنت اللي ترضى فيني وأنا قدامتس ...
شعاع أنزلت طرف شيلتها وقالت بأبتهاج :أجل هاك ...
ورفعت الدلة لتصب له فنجان منهااا ....
فياض وهو يشرب فنجان يلية آخر :يمه قهوتس كلها عويدي ...وين البنات يضبطن لناا دلة ...
شعاع بأنزعاج من نقده لقهوتها:والله عادي هذي هي قهوتي وقهوة أبوي وأمي من قبلي عساهم للجنة ... والبنيات محد منهم واعي غير مروى والله ياوليدي ظنتي حتى الماء ماتعرف محله بالمطبخ ....
فياض أنتبه لوجود مروى التي تجلس على الأرائك أسفل السلم فنادها بحدة وبصوته العالي :بنتتتت مرووووى قومي سويلي قهوة ...
مروى التي فزعت من الصوت أزاحة سماعات هاتفهااا ...لتكتشف وجود خالها فياض ..لتسأل بدهشة :سم آمر وشهو ...
فياض بحدة :أقول انجزي سويلي قهوة ...لاتخلين الخدمات يسوونهااا ..أنتي سويهاا ...وحطي زعفران تعرفين الزعفران وش هو ...
مروى بعدم أهتام تتجه للمطبخ وهي ترد :لااا بسأل رياناا...
وماأن دخلت المطبخ حتى أتصلت بوالدتهااا التي ردت بأنزعاج :وش فيك !!! ...
مروى بجزع:يمة ألحقي خالي فياض يبغاني أسوي له قهوة ...يمة تكفين أخاف يصفقني لو ماسويت له ...طيب بسرعة أنتظرك ...
فياض المسترخي قرب والدته :اللحين هذي ماتدرس !!
شعاع :ياوليدي والله أنك ماأنت مع الدنيااا ...ماعندهن ملفات البنيات وأبوهن مايبي يجيبها وأمهن على خبرك ماهي راجعة له وهو بيعرس عليهااا ..وهذا هن جالسات بالبيت مغير يارا اللي تدرس ..الباقيات جالسات بالبيت ...
فياض بأستنكار :وأبو سلطان ساكت ..
شعاع :أي والله ساكت مايبي يخربها بين المرة وجوازهاا يقول سنة ماهي رايحة من أعمارهن ...
فياض بتفكير عميق :تبين رايي ...
شعاع تهز رأسه بصدق :أي والله ياوليدي شورك وهداية الله ..حنا ندور الشور الزين ..وأنت رجال كلن يمدح رجاحة رأيك لمن الله هداك ...
ليرد فياض ببجاحة :جوزوهن وفكوا عماركم ...
لتقول شعاع بصدمة :الله لايواخذنا على هالراي ياوليدي بعض سواليفك خلها لعمرك لأنها تقلل من قدرك ...
فياض بوقاحة :أفاا يمة هذا وأنا أبي لهن الزين ..بنات وش يبن بالدراسة جوزوهن وأرتاحوا ... بس دورو الرجال الزين ماهو مثل جوز خالتهن يارب لك الحمد بس ...
شعاع التي وصلتها أخبار أمس:أنت وش فيك على الرجال فكنا من المشاكل ....
فياض يعتدل بجلسته وهو يرى مروى قادمة بالقهوة :ياحليلكم باقي ماشفتوا من المشاكل شي ..معي شهر أجازة بعيد ترتيب هالبيت على ميزاجي ..انتم مبطين محد ألتفت عليكم ....
وحين أقتربت مروى ووضعت له القهوة أمرها بحدة :روحي وعيي خواتس وأنزلن المطبخ بشوف طباختسن ...
لم ينهي جملته حتى رن هاتفه باسم والده لينسى ماطلبه منهاا وهو يرد على أبيه الذي طلب منه أن يحضر له في قسم فهدة ...
5
××"حتى الإنسان القوي يشق عليه أحيانًا أن يتحمل قوّته."××
****
صعدت مع أسماء بالسيارة التي حطت عليها كمنقذ من السماء فهي تريد الهروب لأبعد نقطة بالكوكب قبل أن يكتشف أحد جنون مشاعرها ...فهي غاضبه من ذالك الوقح الذي أصبح يحضر لها العرسان وكأنه بات مسئول عنهااا ..حاولت عصر ذهنها لتفهم الموقف وأسبابه ولكن لم تجد أي عذر لوقاحته بالتدخل بحياتها بهذة الصورة ...حتى لو أخذتها عائلتها على محمل بريء فهي تعلم جيداً أن تفكيره
ليس بالبريء ... لقد وضعها هي وأختها في ذهنه
هل يعتقد أنهم سيتسببون لعائلتهم بفضيحة لهذا يريد تزويجهن وأزاحتهن من محيط عائلته ..
أسماء وهي تشاهد تحديق خزام للخارج بطريقة غريبة ..:الووو خزام وين الناس ...!!
خزام التي التفتت لتقع عينيها بعيني أسماء التي تجلس مقابله لهااا :هاااه ايش قلتي ..
أسماء بسخرية :اللي ماأخذ عقلك ..
خزام بتلاعب:مافيه أحد أخذ عقلي بس أفكر بموضوع العريس ..
أسماء بتساؤل :أي عريس
خزام بمكر :اللي جابه عمي فياض لي !!!
أسماء بصدمة :وش هوو !!!!
خزام وهي تتظاهر بالبرائة :أبويه يقلي العم فياض جايب لي عريس من طرفه ..
أسماء وهي تحدق بعيني خزام الماكرة وقد فهمت تلاعبها وتظاهرها بالبراءة هما تفكر بنفس الشيء ..لما فياض سيحضر عريس لهاااا ...
أحمق ياأخي لقد خانك ذكائك ...
لاتستطيع التصديق هل يفكر فياض بخزام ..
وعادت تنظر لهااا ... ربما لم تفهم خزام نوع أهتمامه
ولكن هي قادرة على موازنة الأمر بعقلهااا
فياض يفكر حقاً بخزام ..ولأن الصورة غير لائقة هو يريد
أبعادها عنه بتزويجهااااا ....
أجابت بكل ثقة :أية فياض دايم كذا كل تفكيره كيف يزوج البنات ويتخلص منهن يعني لو بيده زوج بنات سلطان وبتال وممكن بنت فزاع حتى ..يعني لاتفكرين بالموضوع كثير
لو ماهو عاجبك العريس أرفضية وريحي مخك ...
خزام التي أقتنعت برأي أسماء:أكيد حرفضة مافيه بتفكيري إلا دراستي ..
كان من المفترض أن يقضوا الكثير من المشاوير لتأثيث غرفة الصغير وجلب بعض الحاجيات للكلية ولكن أتصال فهدة المهدد لأبنتهااا أن تذهب للمرافقة مع أبنها
كأي أم قلبها حي ... أفسد مخططاتهم لتعود خزام لوحدها بعد أن نزلت أسماء بالمستشفى الذي يرقد فيه أبنها الرضيع ...
لاتعلم لما تكبر أمها الموضوع
الطفل مريض وقد أعتاد على مربيته أليس من البديهي أن ترعاه هي ...
ولكن والدتهااا التي تأمرها بأوامر لم تكن هي قادرة على تنفيذها فهي كانت تتركهم على المربياات وتذهب لزيارات
والحفلات حين كانوا أطفال ...
وخصوصاً في حال غياب والدهاا ...
ففهدة لاتتواجد إلا من أجل عـــــقاب ...
برسالة منه .. حتى وجدته يجلس على المقاعد أمامها ...
حامد يقفز ماأن رآها :أنت وينتس ماتستحين رايحة تسوقين وتمشين ووالدتس طايح جوى ..
أسماء التي تفاجئت بمظهر وجهه .. قالت ببرود :لايكون أن اللي بشفية الشافي الله ماهو أنا ..
ومربيته معه هي اللي متعودة ترعاااه .. وينك أمس عنه
ولا بس أنا أمه وأنت أبو بالأسم ... شلته تسع شهور ببطني أمتص عافيتي وروحي معه
وين كنت وقتها تلعب من الخدمات ...
يزفر متمالكاً نفسه حتى لاينقض عليهااا أمام الآخريين :أنا بكيفي رجال أطنخ من راسي بس أنتي أم شغلتس كله تراعين ذا الورع وعجزانه عنه ..
أسماء بعدم أهتمام:اووه أنت ليلك طويل وأنا راسي مصدع ...
وبوقاحة :أنزل هات لي قهوة أعدل فيه راسي وياحبذا يكون سكر مضبوط لأنك مررت حياتي ...
حامد من خلفها :ياعساتس للمر اللي يحرق جوفتس يالعوبااا ..
بقي للحضات يجلس على المقعد يفرقع أصابعة ولايعلم ماذا يفعل ...حتى وجد نفسه ينزل ليحضر لها قهوتها وهو يستغفر عن دعوته السابقة ..ماذا لو أستجيبت حقاً وسقطت مريضة ..هو من سيتعذب فقط ...
××لقد كان جمالك يفرضُ عليَّ صبرًا بالغًا،
لا أنتِ تكترثين ولا أنا بأيوب××
****
بقيت في جناحها طوال اليوم ..سمعت طرقات على بابها فترة الظهيرة .. كانت الفتاة ذات الشعر القصير نفسها أخبرتهاا أنه
وقت الغداء ... رديت عليها بأدب أنها غير راغبة بالطعام ..هزت رأسها بتفهم ..
ولكنها عادت بعد دقائق وخلفهااا خادمة تدفع عربية الطعام ...
وجلست معها تشاركها وكأن شخص ما قد طلب منها ذالك ...
جوزاء وهي تشاهد مروى المشغولة بهاتفها فهي تضع لقمة بفمها قبل أن تجلس محدقة بالهاتف تعبث فيه لدقائق ..
لم تستطيع كبح سؤالها رغم أنها ليست فضولية بالعادة :وش تسوين ...
مروى ببساطة :أصمم شخصية ..
جوزاء بأهتمام :شخصية أيش ..
مروى ترفع هاتفها لتريهاا رسمة كرتونية أو مايمسى بالأنمي ...
جوزاء :طيب وش تسوين فيهااا ..
مروى :قصة مانجااا !! سمعتي فيها ..
جوزاء هزت رأسها بتفهم :طيب وش محتواهااا ..
مروى بأنزعاج :ولاشي مغامرة يعني وصممت قليلاً لتردف بثقة مهزوزة :وحب !!!
جوزاء تشرب كأس ماء لتمرر اللقمة التي أنحشرت بحلقهاا :حب !! ماشاءالله ..حلو ..شيء ممتع أكيد ..!!
صمتت هل تسألها ماذا تعرفين عن الحب ...أو ماهو الحب الذي تكتبين عنه .. وتحاشرت الأسئلة في عقلهااا .. هل والدتك تعلم ..
هل لي برؤية محتوى ماتكتبين ...ولكن وجدت من الأسلم أن تصمت هذه اللحضة حتى تفكر بالموضوع أكثر ...
جوزاء تتصنع الأهتمام :بصراحة شكلك مبدعة عادي أضيفك !!!
مروى تهز رأسها بموافقة !! :بس ترى حسابي خاص ماأحد يعرف عنه ..
جوزاء :لاعادي لاتهتمين !!! ماراح اعطيه أحد ..
مروى بنظرة سريعة :ولاخالي ..!! ..تعرفين يشوفون كل شيء خطأ ..
جوزاء أخذت هاتف مروى التي مدته لها وأضافت حسابها:صح أنا بعد أحس كذا ..
شعرت بأنفتاح الباب لتلتف الأثنتين ...ليدخل بوجه مرهق ..لقد سقطت عينية عليها أولاً ...لاحظت تحول وجهه إلى ملامح لم تفهمها ...وتعابير لم تستطيع دراستها ...
قبل أن يقع نظره على الأخرى ويتحول جفائه لمحبة كبيرة وهو يبتسم :هلا والله .. ياحيا الله من جانااا ...وشلونك يامروى ؟؟
قالها وهو يقترب ليمسح على شعرهاا القصير .. لترد مروى :جدة قالت لي أتغدى مع خالة جوزاء علشان تستحي تتغدى معنااا ...
لترد جوزاء وهي تعدل برقعها الذي لايكاد يفارق وجهها باليومين الأخيرة :ماأستحي ياحبيبتي بس مو مشتهية غداء ..
هزت راسها مروى بتفهم قبل أن تحمل مشروبها الغازي وتتوجه للخروج ...
بعد خروجها وبقاء الأثنين تبادلات نظرة خاوية ..قبل أن يتجاوزها لغرفته دون أي تعليق ...
بقت يدها معلقة بقبضتها بالهواء حتى لاتهوي على الطاولة محدثة
صوت سيفزع حتى الجمادات ..والنمل في جحورها والطيور عن تحليقهاااا ...
هل من السهل على الأنسان أن يتم تجاهله بهذة الطريقة ...
كان الموضوع بسيط بالنسبة لها .. هي قد دخلت حياته عنوه ولم يريدهاااا فحين يكونا لوحدهما كان الأمر سهل عليها تفهمه ..ليس لأنها لاتشعر أو لاتعي حجم ماوقعت فيه .. ولكن هي من عادتها تفهم اللآخرين وتخيل مشاعرهم ... تضع نفسها بمكان الآخر وتجرب بخيالها كيف سيكون فعلهاااا ...
ولكن حين تحدث مع الفتاة بتلك الطريقة ...ربما هي تخيلته كشخص جامد لئيم ليتصرف معها بأسلوبه المتجاهل والفظ حين يلاحظها ...
لم تفكر من قبل أنه ربما يتصرف بطبيعية وتلقائية ويبتسم ايضاً
حين أبتسم للصغيرة وكيف تحولت ملامحة لمجرد رؤيتهاااا ...لقد كان كسكين وأغمدت في روحهاااا ...
لقد كان العبوس لهااا .. هل هي شخص سيء لهذة الدرجة لاتستحق حتى وجه بشوش ...
أذا كانت مروى أستحقت هذه الأبتسامة فكيف بالأخرى ...
ذكرت نفسها توقفي ليس من صالحك الولوج لتك المنطقة مازال لديك خط عودة لاتسترسلي بأفكارك ....
دخلت مندفعة للغرفة قبل أن تسحب دفترها وتبدأ الكتابة عليه بعشوائية ...تصفية ذهنها بهذة الطريقة أفضل من التفكير بهم
لن تفكر ... ستسحق رأسها بالحائط لو فكرت بهم أكثر ....
××لم أصرخ ولم أبكي ..لم أنتف شعري ولم أضرب الجدران .. لم أحطم كل شيء حولي .. لم أشعر بقلبي يتوقف عن النبض ولايزداد خفقانه ...فقط بقيت كم أنا ...إذاً ماهذا الألم الذي أشعر به ... وكأن بداخلي جبل تصدع وأنهد عن بكرة أبيه ....××
***
خرج من غرفته عصراً وحين أعتقدت أنه سيتجاهلها سألها ببرود :عندك خبر بكرة أبو لافي عازمنااا ..
حين وجه لها الحديث بشكل مباشر أرتبكت للحضة حتى أن عقلهااا لم يكد يجمع الكلمات الخارجة من فمه ..
هزت رأسها بتفهم أخيراً عقلها وصل لأستنتاج معين من تجميع عبارات متفرقة طرقت سمعها بتفاوت ...
بقيت على نفس جلستها تشاهدة يرتدي شماغه ويتأكد من ترتيبه قبل أن يرش من عطورة المرصوصة على طاولة المدخل قبل أن يخرج أخيراً لتدخل هي غرفتها منزعجة من رائحة عطره الثقيل ..
فتحت الباب الذي يفتح على الشرفة ليجدد الهواء ويبعد رائحة العطر الذي علقت بأنفهااا ...
وضعت جهازها المحمول على السرير وعادت للكتابة ...
رن هاتفها بأسم أخيها الأكبر ...
وبعد السلام والحديث المعتاد أكد لها أمر العزيمة ..
أغلقت منه لتتلقى أتصال من هيفاء التي أخبرتها أنها ستحضر العزيمة ..وأخبرتها أن تتصل بها سناب للتأكد من وجهها وهل شفي بالكامل ...
تذكرت البرقع فأزاحته وأبتسمت للكاميرا قبل أن تضغط الأتصال ...
جوزاء بأبتسامه :هلا والله .. وش هالأزعاج ..
هيفاء :الله وأكبر يعنني تعودت على الهدوء ..
جوزاء :لاتنسين كل يوم بعد ماترجعين بيتك أبقى أنا وأمي بالبيت بهدوء ومرتاحيين ..الضجيج معك أنتي ..
هيفاء تضع يدها أعلى راسها :فقعوا راسي المهم ..
أشوف وجهك ماشاءالله تحسن كثير... مع المكياج ماراح يوضح شي ..بتروحين صالون صح ...
جوزاء تهز راسها بنفسي :مستحيل بضبط نفسي على طريقتي المهم بتجين أكيد لاتمقلبيني ...
هيفاء :كلنا بنجي حتى أمي بجيبها معي عزمهااا خالد ..
ماكلمتك ..
جوزاء :لاا ماكلمتني على أمس قلت لها تعالي معي وقفلت بوجهي ...
هيفاء تتحرك بهاتفها حتى دخلت غرفتها وأغلقت الباب :هاااه بشري كيفكم مع بعض ..
جوزاء :قلت لك أمس كل شيء ... أستقبلوني عادي ..
هيفاء :ياهبلا أقصد زوجك ترى علاقتك بغيره ماهي مهمة لو هي سمن على عسل ...ذولي شكلهم ناس محترفين ..
وحربهم باردة ومن تحت لتحت ..تحسبين مثل هوشاتي أنا وخوات زوجي ..
جوزاء بوجع تخبأة خلف اللامبالاة :متجاهلني ولاكأني فيه اليوم تغدت معنا بنت أخته لو تشوفين كيف أبتسم لهااا كنت أعتقد ماعنده اسنان من كثر ماهو مكشر بوجهي...
هيفاء بشفقة على وضع أختهاا تحاول أن لاتكون بارزة :اوف لهدرجة ..
جوزاء تكمل بنفس المشاعر:الله لايوريك ..واضحة ياهيفاء الرجال بكبرة شكله حاطة علي أكس كبير ...
المشكلة ماأقدر ألومه أكيد تورط فيني ... تصدقين أحيان أحس نفسي قاعدة أتابع مسرحية تراجيدية مو حياتي ..
من كثر مو مصدومة باللي أمر فيه ولاتخيلت ألقى نفسي أعيشة ...
هيفاء بمحاولة لتغير جووها :وش بتلبسين ...
جوزاء :بأخذ جولة على دولابي وأشوف اللي يناسب واللي يكون مو محتاج كوي .. لأن أكتشفت ماعندي كواية بالجناح وأستحي أطلب ....
هيفاء بملل :وش تستحين اللي وضعها مثلك المفروض تصير وقحة وتدخل بعينهم ...
جوزاء بوجع من وضعهاا:يعني مفروضة عليهم فرض وأتعامل بوقاحة لا والله عينا خير ..آسفة هيفاء بس أفضل أتصرف على طريقتي ...
ودعتها وأغلقت الأتصال المرئي ..
××أنا لا أؤمن بالعتاب ولا أكفر به، لكنّني أنسحب كلما شعرت بعدم أهميتي، لقد أدركت مؤخرًا أن العتاب ليس إلا أداةً حادة يجرح بها المرء نفسه"××
كانت مستلقية على الأريكة وقد عصبت رأسها وإلى جوارها الحسن الذي يمسج أقدامهاا :هاه يمه كيف تحسين مو كنك أحسن ..
فهدة ويدها على راسها :لاوالله ماني أحسن آآآه ياراسي ...
بموووت مخي بينفجر ...
الحكم الذي دخل وبيده جهاز قياس الضغط وضعه حول ذراعها يقيس ضغطهاا :يمه الله يهديتس ضغطتس مرتفع يابنت الحلال لاتقهرين نفستس مايسوى عليتس ...
الورع طيب ماعليه وخلاص أمه عنده ...
فهدة التي تشعر رأسها سينفجر :خلوا سوناتي تسويلي كركدية ....دق عليها ياحسوني ...
الحسن يتوقف عن مايفعل ويمسح يديه بمنديل قبل أن يدق على العاملة يخبرها بما طلبت والدته ..
لتطلب من الحكم :دق على أخوك شف وينه ليه ماجاء يتطمن علي بدال ماهو بس خامر عند بنت وضحى ...
الحكم يهز رأسه بأستنكار :يايمة بتال مطلع عياله ومامعه ولاوحدة من حريمة تطمني ..وأنا مادقيت عليه عشان مايقلق لأن مافيتس إلا العافية ...
فهدة بأنزعاج تدفع يده التي تمسج قمة رأسها :أنقلع عني أنت عدو ماهو ولد بدال ماتقول سلامتس يايمة وتقوم تروح تشوف ولد أختك الضعيف ..جالس فوق راسي وتدافع عن قليلات الحيا ...اللي ولاوحدة دقت تسأل وشلوني وش صار علي ..
الحسن بدهشة :يمة وهن وش دراهن مركبات واي فاي يلتقطن وضعتس الصحي ...
فهدة بغيض تصيح عليهم :أنقلعوا أنتم أعداء مو عيال بدتها أختكم وأنتم بتكلمووون علي بررررى لاشوف ولاواحد داخل علي ...
الحسن بتعذر لوالدته:يمه أعذريني مواعد فياض بودية لعطايا الله ..
فهدة بغيض يتعاظم داخلها :أنقلع حسبي الله عليك أنت أحد مسلطك علي بررررى .....
خرج الأثنان وهم متأسفين لوضع أمهم التي تضطرهم لأيذائها حين يخبرونها بحقائق لاتأتي على ميزاجها ...
5
×× لالاتضايقون الترف لا لاتضايقونه .. لا لاخلوه يجني من حياته ثمره ...لا لاأغليه لو كل الملاء يرخصونه ..××
****
العصر نفذ وعده للحسن غادرا أول العصر بوانيت السائق ...
وهو السيارة المفضلة للحســـن ..الذي وجد نفسه بدرس تعليم للقيادة ...وعصاء فياض التي من المفترض أن يستخدمها لمساعدته على المشي ...
أصبحت عصاء عقاب ..فهو يمدها ليوكز فيها قدمه كل مازاد من سرعة السيارة أو أرتكب أي خطأ مروري ...
حتى شعر أن قدمة ستكسر اليوم ..
الحسن مترجياً :تكفى أعتقني والله رجلي أحس جاها شعر ...
فياض الذي لفي شماغه حول وجهه بعشوائية :سوق زي الناس ومايجيك شي أنت من العليمي اللي معلمك السواقة ...
ليرد الحسن بخبث :أبو سلطان الله يخليه لنااا ...
فياض بفظاظة :يعني مسوي بتحرجني بردك هذا أنت ووجهك ..
وصلا أخيراً لينزل الأثنان ويتوجهاا نحو أحد النياق وهي البكرة الخيزران المفضلة لكليهمااا ...
فياض كان يحدث أصوات تعرفها الأبل جيداً لتقترب منه
ويحاول الحسن مجاراته ولكنه لايستطيع أتقانها بشكل صحيح بعد ....
يلف ذراعه اليمين حول عنقها ليعانقها بأشتياق حقــيقي :ايييه يالخيزران والله لتس وحشـــــه ...ياووك يازين ريحتس
مع أني عارف بتثورين فيني الحساسية بس ليعونتس نتحمل ..
الحسن بأنبهار : فياض والله عرفتك أخص كيف فهمت كلامك ...
فياض يقهقه على ذكاء الحسن الحاد:يالخبل تعرف ريحتي وصوتي ولا وش عرفها بالأشكال تراها بهيمة ...
الحسن وهو ينظر لباقي النياق التي لانهاية لها ...
ويقوم عليها عدة عمالة من الجنسية الأثيوبية برفقة آدم راعيها من عشرات السنين ...
يبحث بعينية حتى وجدها أخيراً :فياض أرعي (شاهد) خزامى وش رايك ماكبرت ...
فياض الذي أقشعر جسده من الأسم عاد يسأله غير مصدق :مين ..
الحسن ببراءة :خزامى ماتعرفها ناقة الحكم وهجرس والله ياكانوا مايفارقونها بس لهم سنتين ماعاد أحد منهم سأل عنها !!!
فياض وهو يحاول أن يهدي نفسه:لا ماعرفها وش هالأسم ..
الحسن بجهل :والله ماأدري كلاً يسمي من عنده ...
وأشار على ناقة أخرى من فئة الوضح :وذيك ريحانة خالتي شعاع سمتهاااا ...
فياض التي عينيه لاتفارق الناقة الشعلاء وفهم سر التسمية ... حسناً هل تتباهيان بتمردكما ..
أنتظرا علي قليلاً .. سأفعل المستحيل حتى أنتزعها حتى من أحلامكما ...
وتذكر لقاء الضحى مع والده ... والصدمة الجديدة ...
عقاب بن نايف الذي يشرب قهوته وإلى جواره كتاب قد تركه بعد أن حضر فياض :عمتك فهدة تقول مفاتحه رضا بخطيب لبنتهااا والخطبة ماتجوز على الخطبة ...
فياض لايصدق هذا ملعوب بالتأكيد من فهدة لأزعاجة فقط :الله أكبر اللحين حلت بعينها وصارت تدور لها عرسان ..توها تذكرتهااا ..انتم بس تدورون اللي يخالفني وتسوونه ...
عقاب الذي أصبح غير قادر على فهم فياض الذي يبحث عن شيء ليغضب منه :أنت وش فيك ... أنا قلت أصبر بنشوف البنت وش بتوافق عليه .. حنا مانبغى لها إلا التوفيق ..
إذا رضت بالخطيب الأول أعتذر من اللي جاي من جهتك وأن كانهااا رفضته عرضنا عليها الثاني ...
شخرة بسخرية بعد أن قلبها بعقله .. بجميع الأحوال المغزى هو زواجها وأبعادها عن القـــصر :سوو اللي تبونه ..
ومد يده لدلة ليصب لأبيه فنجان وآخر لنفسه ...
الذي عاد ليسأله :وش بتسوي بيدك ...
فياض الذي حرك ذراعة الأيسر بصعوبة :بسوي لها علاج طبيعي ...
وعقاب بعدم أستحسان :والتجميل ...
فياض وهو يرتشف قهوته وبصلابة رأيي : تركناه لنساوين ...
عقاب بحدة :يوم أهرجك رد علي مثل الرياجيل كانك عاد نفسك منهم ....
فياض :لاحول ولاقوة إلا بالله ...اللحين ياأبو سلطان ماترتاح لين تقلل من قدري ...
عقاب يهدأ نفسه فالحدة لاتنجح مع فياض :بتسوي التجميل ولابكرة من ترضى فيك ...
أكمل فياض بضحكة :قصدك قبل مارضن فيك كيف عقب ماتشوهت ... المشكلة ياأبو سلطان أنك عارف أني مانشدت نفسي عنهن ولاأحرقت عمري برجاهن..ماغير أنت وشعاع اللي حارقني نفسكم عشان شين مايسوى ...
عقاب بألم مختبأ خلف الصلابة :اللحين عشان أبيك متجوز ومستقر وأشوف لك ولد قبل الله يأخذ أمانته صرت محرق نفسي عشان شي مايسوى ...
أنا حتى أختك البنت ماشلت همهااا ..ماحارق كبدي أول وتالي غيرك ...
وجائت حينها فهدة وقاطعت باقي الحديث ...لأول مرة تفعل شيء من مصلحته ...
أقترب من الناقة المسماة عليها ...مسح على عنقها .. فلم تعجبها لمساته ... رغم أن الناقة من الحيوانات الهادئة عادة وتتلقى المداعبات بهدوء ...ماذا ألم تحبيني أم قلبك مكسور بسبب الهجر ...
ولكنه عاد لتطويق عنقها بذراعة بكل لطف لتدفعه بأنزعاج أكبر ..
هيا ياشقية لست بالسيء ... جربي التعرف علي ...
ولكنها تركته خلفها وسارت لمكان آخر ...
حسناً سترين كيف سأجعلك تدمنين وجــــودي ...
×× متورّطٌ بكِ.. وأعرف ألف طريقة تخلصني منك، لكنّني أتجاهلها متعمدًا ××
***
لاتستطيع النوم حانقة جداً على موقف النهار لم
تنسى ولو لحضة وعقلها يعيد تكرار جملة والدها وكيف أحضر لها خطيب ...
وألف سيناريو لرد أفضل من ردهاا وكيف تريد أيصال رسالة شديدة اللهجة إليه وترفض خاطبة بوجهه ...
ولكنها لاتستطيع إلا بتلك الطريقة المثيرة للشفقة حين أخبرت أسماء متظاهرة بالبراءة ..وكأن ذالك الكلام لم يقف على فمها طويلاً محاولاً الخروج... حتى جائها سؤال أسماء على طبق من الذهب ....
وماذا قالت أخته ... يريد تزويج جميع الفتيات ..
لتتزوج كل نساء الدنيا وأبقى عانسة بائرة في منزل عائلتي
وماشأنه هــــو ... ليذهب هو ويتزوج ويتوقف عن البكاء على أطلال زوجته السابقة ...
آه نسيت كل الفتيات يرفضنه وهل يمكن لأحد لومهن ...
أي حمقاء سترضى بفض مثله بعين زائغة ولسان سليط ...
حسناً هناك واحدة .. ولكنه للأسف لايراها ..فهو دائماً ينظر بعيداً ... وكم تتمنى أن تزل قدمه ويسقط وتكسر عنقه ...
لأنه لاينظر للأسفل ...
××أنا لست أميل إليه، بل اتجه له باستقامة وثبات لم يسبق وأن شعرت بهما من قبل××
****
شعرت بيده تلامس كتفها تأففت بملل وهي تجلس بالسرير الضيق للمرافق وتقابله وهي تعيد ترتيب شعرها الذي تشابك من كثر تقلبها في سريرها الضيق :وش فيك يعني تموت تنغاض لو شفتني مرتاااحة ...
حامد الجالس على مقعد قربها :طفشان سولفي معي ...
أسماء ستنفجر من ضغطه عليها :يعني ماخلصنا من فضايحك مع الأمن يوم ماتبغى تطلع جاي تكمل علي وتخرب نومتي ترى دقايق ويصحى فوفو يعني مايحتاج تنكد ولدك يقوم بالمهمة نيابة عنك ...
حامد وهو يتأمل ملامحها بأشتياق:لاتقولين فوفو ماهو فار ولدي أصلاً بسمية عواد أنسي سالفة فياض هذي ...
أسماء وهي تحدق فيه بعين حارة :لو غيرت أسمه بغير ملامح وجهك ...
حامد بلكاعة : وكيف بتغيرينهاا ...
أسماء بنبرة تهديد :بخدرك وأجيب مشرط وأقطع وجهك ..
حامد بأستسخاف لفكرتها :خبلة أنتي ..
أسماء تفكر لا أعلم أينا الخبل :ايه توك تدري ...
حامد بتردد :أسماء ...
أسماء بملل وهي التي تحاول ترتيب شعرها الذي فسد بالكامل :خيرر ..
حامد بتردد:بعدتس تكرهيني ...
أسماء وهي تدير وجهها للجهة الأخرى:ماأكرهك ...
حامد بتأمل:كذابة ..
أسماء بحدة :أنا مو كذابة ..الكره مشاعر وأنا ماأحملك أي مشاعر ...
حامد وهو يمسك خصلة من شعرها ويلفها حول سبابته بتردد فهو لم ينسى حلفها السابق :طيب ناوية بالمستقبل تحملين لي مشاعر ...
أسماء وهي تحاول سحب شعرها منه :أطلب الله ...
حامد بتوجع وهو يتأمل جمالها الذي سينسى قلبه أحد خفقاته ويموت بسببه :الله يدري اللي بالقلوب وكيف واحد منا بينصهر قلبه من الشوق والثاني عياااف ... أسماء ياويلتس من الله على اللي تسوينه فيني ..
أسماء بملل من نفس الأسطوانة لايرى أي ذنب يرتكبه بحقها وكل مايريد جسدهاا وكأنه ليست أنثى بمشاعر والأسوأ تمت خيانتها في عقر دارها :أوه حامد صباح الخير وصرنا نشكي الله ..
نسيت وش سويت فيني ولاا أذكرك ..كم فاسدة كلمت ومع كم وحدة طلعت ... والخدامة نسيتها..تدري كم عقدة نفسية جتني بسببك .. الله فوق وشاهد من الظالم ومن المظلوم ...
حامد الذي يتوتر حين تتحدث عن بهذة الطريقة :اشش بس خلاص فكينا ماصدقتي فتحنا لك مجال ...
أسماء وهي تتأمله بشفقة :ماكنت كذا ياحامد وش اللي خربك ...
حامد وهو يلوي فمه :صدق الظالم ينســى ..بس المظلوم يموت مانسى ...
أسماء لن تنتهي هذه الليلة على خير :أنت لو تعترف بأخطائك وتواجها ماكان هذا حالك ...
منزه نفسك عن كل خطأ .. وكأن مايخطأ إلا الشيطان وأنت الملاك اللي ماتعرف رجله درب الردى ...
حامد بألم :لا ريحي نفسك ياأسماء محد يشوفك ويبقى ملاك ...
أسماء وهي تغطي نفسها بلحاف :ايه أنا السبب بعد ...كل شيء علي ترى مليت من هالموال ... خلك رجال واجه أخطائك وكفاية محملني كل شيء يصير معك ...
4
×× أطول مسافة بين الشخصين هي سوء الفهم ××
تعليقات