📌 روايات متفرقة

رواية يا وجدي وشعاعا يضيء عتمتي الفصل الاول 1 بقلم ام تليد

رواية يا وجدي وشعاعا يضيء عتمتي الفصل الاول 1 بقلم ام تليد

رواية يا وجدي وشعاعا يضيء عتمتي الفصل الاول 1 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية يا وجدي وشعاعا يضيء عتمتي الفصل الاول 1 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية يا وجدي وشعاعا يضيء عتمتي الفصل الاول 1 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية يا وجدي وشعاعا يضيء عتمتي الفصل الاول 1

رواية يا وجدي وشعاعا يضيء عتمتي بقلم ام تليد

رواية يا وجدي وشعاعا يضيء عتمتي الفصل الاول 1

جئتِ إنتِ
مثل فجرٍ يولُد من جديد
أحببتُك لأن حضورك كان جليًّا
في أيّامي
واضحًا مثل ليلةٍ مليئة بالنُجوم
و لأن شُعاعك
كان يُضيئ عَتمتي و روحي
مثل قمرٍ وحيد
ابطال بداية الهوى ؛
تليد بن يزيد ؛
| صاحب الـ ٣٢ ربيعًا ، شخصيّته قوّية و يُصعب فهمها ، يهوى العُزلة و النُبذ مسجون من عمر الـ ٣٠ و إلى الأن |
وجد بنت عِماد ؛
| صاحبة الـ ٢٧ ربيعًا ، أبسط تفاصيلها مُلفتة و كإنّها أية مُقدّسة و غصن رقيق من الجنّة ، محاميّة |
| عائلة ال عصام |
الجدّ عصام ؛ الجدّة إيمان
رزقوا من الذريّة | يزيد ؛ طلال ؛ معاذ ؛ حنين |
-
| عائلة يزيد |
يزيد ؛ شروق
رُزقوا من الذُريّة | تليد ، تارا |
تارا ؛ صاحبة الـ ٢٣ ربيعًا
-
| عائلة طلال |
طلال ؛ أسماء
رُزقوا من الذريّة | لهيب ؛ أجوان |
لهيب " البطل" ؛ صاحب الـ ٢٩ ربيعًا ، دكتور و هاوي لـ النجوم
أجوان ؛ صاحبة الـ ١٩ ربيعًا ، ثاني سنة جامعة
-
| عائلة معاذ |
معاذ ؛ فاطمة
رُزقوا من الذريّة وحيدتهم ؛ وتد
وتد " البطلة " صاحبة الـ ٢٣ ، أخر سنة بالجامعة ' تصميم ' هاويه للرسم
-
| حنين صاحبة الـ ٢٦ ربيعًا ؛ خطيبة لؤي |
| عائلة ال فهد |
الجدّ فهد ؛ الجدّة نورة
رُزقوا من الذريّة | عِماد ؛ باسل ؛ سما |
-
| عائلة عِماد |
عِماد ؛ أمال
رُزقوا من الذُريّة | وجد ، أوس ، وهج |
أوس ؛ صاحب الـ ٢٥ ربيعًا
وهج ؛ صاحبة الـ ٦ ربيعًا
-
| عائلة باسل |
باسل ؛ أفنان
رُزقوا من الذريّة | بتال ؛ ألاء |
بتال " البطل " صاحب الـ ٢٧ ربيعًا ، هاوي للطبخ و يمتلك مطاعم كثيرة
ألاء ؛ صاحبة الـ ١٧ ربيعًا
-
| عائلة سما |
محمد ؛ سما
رُزقوا من الذريّة | هتّان |
هتّان " البطلة " صاحبة الـ ٢٤ ربيعًا ، شخصيتها مختلفة تمامًا عن أيّ بنت ، تعشق الدراجات و سباقاتها ، وحيدة أمها و أبوها .


وسط زنزانة السجن
1
مستند على الجدار و نظره متركّز للأعلى و تفكيره مشغول كالعادة بالماضي و أحداثه إللي غيّرته من أقصاه لـ أدناه ، ليلة الأثنين الساعة ٣ فجرًا إللي من بعدها تغيّر كل شيء ، بلا إستثناء !
نزّل نظره لـ الصورة الورقية الصغيرة إللي بين أحضان يده ، الصورة إللي مستحيل يتركها و طول وقته ماسكها لـ أسباب هو فاهمها و عارفها ، غمّض عيونه من داهمته ذكريات الماضي التعيسة إللي ما فارقت باله من الأساس و تنهد من أعماقه يخفي خبايا صدره بـ وجه جامد ما يظهر مشاعره و تراكماته القلبية ، الكل متعجب من شخصية تليد القوّية و كيف إنه بعد كل هالصراعات إللي حصلت له ما زال قوي ظاهريًا عكس العواصف إللي بـ داخله !
1
-
بيت عِماد . ٩ مساءً

رفعت وجد رأسها لـ دخول هتان رفيقة دربها و بنت عمّتها لـ الغرفة ، إبتسمت من دخولها و إللي يدّل على شديد إحساسها بالفرح و الإنتصار من قعدت هتان على طرف السرير تاخذ نفس و نطقت بإنتصار : فزت بـ سباق اليوم ، محد يقدر لـ هتان بنت محمّد !
إعتدلت وجد بـ جلستها و وجّهت نظرها لـ هتان بـ جدّية : أنتِ متى نيّتك تتركين هالسباقات ؟ ، لو درت أمك عن سواياك صدقيني بتودّعين !
كشّرت ملامحها من حكي وجد و لأن هالسيناريو يتكرّر بـ كل مرة هتان تقول لـ وجد إنّها فازت بالسباق : وجد أنتِ تعرفين عن حبّي لـ سباق السيارات ، و لك المعرفة الكاملة بإنها هوايتي و شيء أنا أفضّله
تنهدت وجد من أعماقها ، لأن إقناعها لـ هتان يتكرّر بـ كل مرّةٍ و عناد هتان دايم يغلبها : أدري ، تذكّري إن أمك ما منعتك من شيء إلّا و هي عارفة إنه راح يضرّك ، و أمك لو درت إنك رجعتي تتسابقين راح تزعل منك و أنتِ تعرفين زعل أمك زين !
زفرت هتان ترفع يدّها لـ وجهها تبعد خصلات شعرها إللي تمرّدت على خدّها ، تجاهلت حكي وجد بالكامل و إبتسمت تعتدل بـ جلستها : مرّ وقت طويل و أنتِ ما حكّيتيني عن إللي ساكن أعماقك ، نسيتيه ؟
بردت كامل أطرافها بـتوتر ، بالرغم من إن هتان ما نطقت أسمه بالصريح إنما إكتفت بإنها تناديه بـ " إللي ساكن أعماقك " و لأن موضوعه يتوترّها بـ شكل خيالي : تليد ؟ ، مسجون الله يفكّ عوقه
إكتفت بـ هالحكي لجل تنهي النقاش قبل يبدأ و من تمدّدت تغمّض عيونها بـ تفكير بـ موضوع تليد و لـ حبّها إللي يجهله و ما فيه أحد يدري عن مشاعرها لـ تليد غير هتان ، حافظة أسرارها !
-
اليوم التالي
بيت يزيد . تحديدًا عند تارا
إللي أخذت خطواتها للخارج بعد ما كانت بـ غرفة تليد تتأمل أرجائها و تفاصيلها ، مو طبيعي الشوق إللي تحسّه لـ أخوها تليد و إستحاله إنّه يكون طبيعي ، مرّت من جانب غرفة أمها و أبوها و مقصدها إنها بتدخل لـ غرفتها لكن أستوقفها بكاء أمها إللي عرفت سببه شوقها لـ تليد و من قرّبت لـ جانب الباب من نطق أبوها بـ ثقة : كلّها أسابيع و بيرجع تليد لـ حضنك بخير و صحة ، لا تشيلين هم !
دخلت لـ غرفتها مباشرةً تتمدّد على سريرها بـ راحة ، لأن أبوها بـ جملته خفّف بعض من همومها و شوقها لـ تليد !
بيت عِماد
وقف ياخذ خطواته و جواله بين أحضان يده و رفع السماعة لـ أذنه بعد إتصال رفيق دربه - يزيد - : حيّ ابو تليد
لـ يرد يزيد بإبتسامة واسعة كونه نسى كل همومه وقت سمع صوت عماد : الله يحييك يا بعد هالقلب ، فاضي أحاكيك ؟
إعتدل عماد بـ وقفته من لمس الجديّة بـ صوت يزيد : وقتي أفضّيه لك ، سمّ
إبتسم يزيد بعد تنهيده طويلة تنهدها من أعماقه من حنيّه عماد إللي يلتمسها بـ صوته : سمّ الله عدوّك ، تليد يا عماد له فترة ما يفارقني من أحلامي ، و كل ما نويت أروي شوقي له و ألتقي فيه بالسجن يرفض الزيارة ، تعبت و تعب قلبي قبلي يا عماد !
طوّل صمت عماد من موضوع تليد إللي دايم يهزّ كيانه بالكامل كونه يعرف حقيقة سجنه و من نطق بعد صمته : المحاميّة بالخدمة ، تدري و أدري عن صدق موضوع سجنه ، لكن ما نملك أيّ دليل ملموس غير أقوالنا فقط ! ، و الأقوال ما تفيد بالإفادة الكبيرة
زفر يزيد بهمّ كبير بـ داخل صدره لأن كل الأبواب مسكّرة بـ وجهه و الحياة نادرًا ما تبتسم له : و الحلّ يا عماد ، وجهني !
إبتسم عماد لوهله ينطق بـ صوت حنون و كإنه يهدّي من مشاعر و حزن صاحب عمره : الموضوع عندي يا يزيد ، أنا بتصرّف
-
غرفة وجد
رافعة سماعة الجوال لـ أذنها و خطواتها تدور حول الغرفة كونها تنتظر رد - هتان - إللي طوّل على مسامعها ، نزلت الجوال بـ يأس من هتان إللي ما ردّت على إتصالاتها ، قعدت على السرير و الخوف مسيطر على كل الشعور إللي تحس فيهم باللحظة الوحده لأن سباق هتان اليوم و تخاف إن صار لها شيء من ورا هالسباقات إللي تتسابق فيهم من غير علم أحد من أهلها بإستثناء - وجد - ، نزلت نظرها لـ السرير تقعد بـ طرفه و رفعت رأسها مباشرةً من دخول هتان إللي تفاجأت منه ، وقفت تتقدّم لـ هتان تمسك يدّها بملامح باهته من تذكّرت كلام أبوها و من رفعت نظرها لـ وتد تنطق بـ عدم إستيعاب : بابا يبيني أزور تليد بالسجن
توّسعت عيون هتان بـ ذهول و من تركيزها إللي صار مع وجد بالكامل : خالي يخطّط لـ شيء ، ضروري أكشف هالشيء !
تنهّدت وجد من أعماقها و هي حسّت بـ موضوع أبوها ، و ليه طلب منّها تزور تليد بالسجن كل هالأمور واضحة عندها وضوع الشمس : أبوي بيوكّلني محاميّة لـ تليد ، هذا إحساسي !
تنهّدت هتان بإبتسامه : بتشوفينه و تصيرين محاميته شخصيًا ، المفروض تنبسطين و تبيّن الفرحة على ملامحك ، بس إللي يبيّن عليك العكس تمامًا !
شتّت انظارها للبعيد و من تنهيدتها العميقة و خبايا صدرها : أحبه ، بس لا تنسين إنّه إنسان سيء و مدمن و أنتِ تعرفين سبب سجنه ، يخوّفني و خايفة من اللقاء ، و بابا سبق و قال لي إن تليد يرفض أحد يزوره او يقابله بالسجن !
-
بعد مرور وقت
بيت عماد . ١١ صباحًا

واقفة مقابل لـ المراية تتأمّل ملامحها و تفكيرها مشغول بـ تليد ، اليوم راح تزوره بـ مفردها لـ سجنه بالرغم من رفضها الشديد بإنّها تزوره إلّا إنه أقنعها بـ شتّى الطُرق لحد ما أستلم الموافقة منّها ، عندها العلم الكامل بإن تليد راح يرفض إنّه يشوفها كونه رفض كلّ أهله و أكيد إنّه يرفضها بالمثل ! ، مسحت على وجهها من شديد إحساسها بالتوترّ إللي تحسّ فيه و من تمنّت إن تليد يرفض زيارتها لجل ما يصير بينهم حكي من الأساس ، بلعت ريقها من حسّت بـ دخول عِماد و من صار خلفها يبتدي حكيه : أبيك تتفاهمين ويّاه ، و تسحبين الحكي منّه ، لأنّ بطبيعية شخصيّة تليد صعب إنّك تفهمينها ، لكنّك جرّبي و لا تخذليني و تخذلين يزيد !
تنهدت من كلام أبوها إللي زادها هم فوق همّها و زادها خوف فوق خوفها ، و من شدّت على كُمّ عبايتها و خرجت خارج البيت و ركبت بـ سيّارتها في طريقها لـ السجن !
-
الـسـجـن
وجّه نظره الحادّ لـ دخول العسكري إللي نطق بـ صوته العالي ؛ تليد بن يزيد ، عندك زيارة ضروريّة
شتّت نظره و عدّل أكتافه ينطق بـ بروده المُعتاد : تعرف ردّي الدائم ، ما أكرّره !
و ما هي إلّا ثواني و تغيّرت كامل ملامح تليد و من عروقه إللي إشتدّت ، و من يدّ العسكري إللي حاوطت ذراع تليد توقّفه بالإجبار ، شدّ تليد على يدّه بـ محاولة إنّه يهدّي نفسه و يمتلك أعصابه و لا يتعرّض لـ العسكري ، خصوصًا إنه سابقًا إعتدى على أحد العساكر و تنوّم من كثر الضرب إللي تلقّاه من تليد !
غـرفـة الـزيـارة
طول ما إنّها تنتظر دخول تليد لـ الغرفة توترّها ما خف و مستحيل إنّه يخف و لو بـ نسبة قليلة و لأن أجواء السجن تخوّف و توتر و هالشيء زاد من توترّها ، بلعت ريقها لـ المرّة المليون من وصل لـ مسامعها خطوات متجه نحوها و أخذت نفس تستجمع كامل قواها قبل دخوله و قبل لا تطيح أنظاره عليها و ما أمداها تستوعب دخوله و نظرته إللي تجمّدت بـ مكانها بسببها ! ، و لأن بسبب دخوله رفعت يدّها لـ عنقها و هالحركة تدّل على شديد إحساسها بالتوتر و ما تسويها إلا وقت توتر ، وقفت مباشرةً من دخوله و من صمته و صمتها إللي زاد توترها ، تركّز نظره على ملامح وجهها المُلفتة و لأن ملامحها مألوفه جدًا بالنسبة له و تجاهل كل أحاسيسه ينطق بـ برود : مين أنتِ ؟ ، و وش نيّتك بالجيّة ؟
أخذت نفس لأن نظراته المتركّزة على ملامحها توترّها ، توترّها بـ شكل خيالي و كونها واقفة قدّام حبيب طفولتها و عُمرها ، مدّت له البطاقة إللي عليه إسمها و من مدّ يده ياخذ البطاقة من بين أناملها و نطق بـ سخرية و عيونه تتأمّل أسمها بالبطاقة : المحاميّة وجد بنت عِماد !
كانت بتنطق لكنه بتر حروفها ينطق بـ هدوء خارجي و بـ تساؤل : أبوي راسلك ؟

هزّت راسها بالايجاب تعتدل بـ وقفتها و هالمرّة رفعت نظرها لـ عيونه و تلاقت عيونه بـ عيونها و طال النظر بينهم ، طال لـ مدّة ما إستوعبه قلبها إلا من نطق بـ همس : تغيّرتي
كان مجرّد همس ، لكنّه مسموع من وجد إللي تغيّرت كامل ملامحها و بيّن عليها الذهول لإنّها ما توقعت ، ما توقعت معرفته فيها و لا توقعت كل إللي يصير حولها الأن و لأن نظرته نسّتها كل حكيها إللي رتّبته و سطّرته لجل تقوله من غير ما تتوتر لكن خابت ظنونها لأن من نظرة شتّتها ، شتّت عقلها و نست سبب زيارتها له ، عقد حواجبه من حركتها و من رفعت يدّها لـ عنقها لجل تخفّف من توترّها و من تراجع بـ خطواته : ماله داعي التوتر ، لا تقرّبينه صوبك !
هزت رأسها بالإيجاب هزت رأسها بالإيجاب لـ كلامه وسط إستغرابها لأنّه فهم حركتها كل ما توترّت و من نطقت بإستعجال : ودّي اسألك كم سؤال و أتمنّى جوابك ، مقصدي أساعدك !
و بردت كامل أطرافها من نطق بـ حدّه : ما أحتاج مساعدتك ، تقدرين تطلعين و سلّميلي على إللي راسلك لـ زيارتي
حلّ عليها الصمت من حدّة نبرته و من أعطاها ظهره و يدّ العسكري حاوطت ذراعه و أخرجته ، و من غطّت وجهها بـ يدها من فرط شعورها ! ، أخذت خطواتها لـ الخارج و تحديدًا لـ سيارتها ، رجّعت ظهرها لـ الخلف تسند رأسها و أطلقت تنهيداتها بـ تفكير عميق وصّلها لـ تليد ، صوته ، ملامحه ، نظراته كل شيء فيه مميّز بالنسبة لها ، قاطع كامل سرحانها رنين جوّالها و أخذت نفس من قرأت أسم المُتصل و كانت " هتان " إللي إبتدت كلامها بـ صوتها العالي : بنت فاضية ؟
زفرت تشتّت نظرها تنطق بـ هدوء : توّني طلعت من السجن ، اهخ يا هتان أهخ !
إعتدلت هتان بـ جلستها من تنهيدات وجد و من خبايا صدرها و من تذكّرت زيارة وجد لـ تليد بالسجن : نلتقي بـ مطعم بتال ؟
تنهدت تنطق بالإيجاب و الموافقة لـ كلام هتان ، قفّلت منها تنزّل جوالها بـ حضنها و بدأت تسوق ، مطعم بتال إللي يكون ولد عمّها باسل إللي كل ما ضاقت فيهم الوسيعة هي و هتان يروحون له و يبقى المطعم المُفضّل النسبة لهم
السجن
إستند بـ ظهره على الجدار ، إرتخت ملامحه و غمّض عيونه من داهمت باله و تفكيره و من فتح عيونه و نظره إللي تركّز على العبارة إللي متوّسطة الجدار - باقي أمل و لا إنتهينا ؟ - كتب هالعبارة قبل فترة مقصده فيها أشياء كثيرة مو شيء معيّن ! ، شعوره بالبعد عن الناس و إنفراده مع نفسه أرهقه روحيًا وفكريًا ، هذي سنته الثالثة و هو وسط السجن و حول المسجونين و المجرمين ، شعور صعب عليه و إللي زوّد عليه أبوه إللي بالرغم من غضبة الشديد منّه و من أفعاله إلا إنه قرّر يطلّعه من السجن بكل ما أتاه الله من قوّة ، تفكيره و هواجيسه ساقته لـ وجد ، ملامح وجهها المُلفتة ، توترّها و يدّها إللي ترفعها لـ عنقها كل ما زاد إحساس التوتر عندها ، تنهّد من أعماقه كونه كره جيّتها و ما ودّه إنها تشغل تفكيره أكثر من كذا ، لأن طول سنينه و هو بالسجن ما أنشغل تفكيره فيها و لأن اللقاء كان بالنسبة له نقطة تحوّل كبيرة بـ مشاعره !
-
بـ إحدى مطاعم بتال
أخذت وجد نفس من أعماقها من فضى الجوّ لها ، و من وجّهت نظرها لـ هتان إللي أعتدلت بـ جلستها بإنتباه لـ كلام وجد : ناداني - بالمحاميّة وجد بنت عماد - و من بعد طول الصمت و التأمل إللي بيني و بينه قال - تغيّرتني - نطقها بـ همس ، بس كان مسموع بالنسبة لي !
كانت بتسترسل حكيها و مشاعرها إللي تحملها لـ تليد ، لكن هتان بترت كل حروفها من نطقت بـ نبرة كلّها حماس : قال لك تغيّرتي ؟ الحب واضح !
كشّرت ملامح وجد بإنزعاج من حكي هتان ، و من رجّعت ظهرها للخلف : قال لي ما أحتاج مساعدتك ، و تركني و انا بعزّ توتري و خوفي و تجاهل جيّتي له و كإني شخص مو مرغوب فيه بالمرّة !
هزّت هتان رأسها بالإيجاب : طبعًا ما بيستقبلك بالأحضان ، و اساسًا هو ما يقبل أيّ زوارة تجيه إلّا أنتِ ، سبحان الله !
رفعت وجد يدّها على وجهها تغطيه بـ تفكير عميق : أبوي راسلني له على أساس أكشف حقائقه ، أسمع له ، بس أنصدمت من ردّة فعله الحين لو أبوي سألني عن زيارتي له بالسجن كيف راح يكون جوابي له
مدّت هتان يدها لـ أعلى كتف وجد : بسيطة ، قولي له كل شيء و لا تخبين أو تكذبين
تنهّدت من أعماقها تهزّ راسها بالايجاب : ما بخبّي و لا بكذب أساسًا
1
-
الـمـسـتـشـفـى
أخذ لهيب خطواته لـ خارج غرفة العمليات من إنتهى من العملية و إنتهى دوامه لـ اليوم ، و من دخل لـ مكتبه و ما أمداه يقعد من دخول الممرّض إللي كان يبلّغه عن الحالة الطارئة و من وقف يترك كل إللي بيدّه لـ خارج مكتبة و لـ غرفة الطوارئ تحديدًا ، يحسّ بالمسؤولية العظيمة إتجاهه مهنته إللي يشوفها البعض إنها صعبة بـ حكم إن حياة المريض بيدّه من بعد الله !
بعد مرور وقت طويل
ترك كل الأدوات الطبية إللي كانت بين أحضان يده و خرج خارج غرفة العمليات يتوجه لـ غرفته و إنعقدت حواجبه تبيّن إستغرابه من لمح ظهر بنت بـ وسط الغرفة : عفوًا ؟
إلتفتت أجوان له بـ ضحكة كونه ما عرفها : أنا أختك ، ما عرفتني ؟
ضحك لـ ثواني يتقدّم لها : عاطيتني ظهرك أكيد ما أعرفك ، توّك رجعتي من الجامعة ؟
هزّت أجوان راسها بالإيجاب : خلصت كلاساتي بدري اليوم ، و قلت أمرّ عليك
إبتسم يرفع يده لـ كتفها يقرّبها منه : يا بعد هالدنيا أنتِ ، علميني كيف يومك ؟
ضحكت بـ سعادة تغمرها من قوّة روقانها و بدأت تحكي عن تفاصيل يومها إللي دائمًا تحكيها لـ لهيب و يسمع لها بكلّ أذان صاغية !
-
بيت باسل
بتال إللي كان بيدخل لـ الداخل لولا ألاء إللي توّها راجعة من المدرسة ، وقفت من لمحته ينزل من سيارته توّسعت إبتسامتها تتقدّم له بـ خطوات واسعة : أشتهيت أكل من مطعمك
قفل سيارته يدخل المفتاح بـ جيبه و نزّل نظرة بإنتباه لها : لو ودّك أطلب لك المطعم بـ أكمله أنا راضي ، وش ودّك ؟
إبتسمت من حنيّته ترفع نفسها له تقبّل خده : على راحتك
هزّ راسه بالايجاب يضحك من قبلتها له : أدخلي و أنا بطلب لك
إبتسمت تهزّ راسها بالموافقة على كلامه و أخذت خطواتها للداخل بـ سعادة
-
بيت عِماد ، ٨ ليلًا
دخلت لـ داخل البيت تجرّ خطواتها بصعوبة من قوّة تعبها ، و من لقاء الشخص إللي واجهها بمكتبها و رمى قنبلة حكيه إللي ما توقعت و لا حرف من الحكي إللي قاله لها ، دخلت لـ غرفتها تقعد بوسط سريرها و تفكيرها إنساق لـ كلام الشخص ، وقفت بعد وقت من التفكير تتوجه لـ دولاب الملابس و مدّت يدها تأخذ البجامة المحبّبة بالنسبة لها و دخلت بعدها لـ غرفة التبديل بـ هدوء تامّ
طلعت من غرفة التبديل و أخذت خطواتها لـ مكتب أبوها ، تردّدت قبل تدخل للمكتب و رفعت يدها لـ عنقها بـ محاولة إنها تخفّف من توترها ، غمضت عيونها تاخذ نفس من أعماقها و أناملها إنمدّت لـ مقبض الباب و قبل تفتحه دقّت الباب و دخلت بعد ما سمعت صوت أبوها بالداخل ، ذكرت ربّها بـ داخلها و دخلت بإبتسامة باهتة تبيّن عواصف ذاتها و من عماد إللي ترك كل شيء بيدّه و وجّه تركيزه بالكامل لـ وجد ينطق مباشرة وعيونه تتفحّص ملامحها : حصل شيء ؟
وقفت مقابله و شتّت نظرها بضيق : كلمني شخص بالمكتب اليوم ، و قال لي حكي كثير عن تليد
أسترسلت حكيها من لاحظت ملامح أبوها إللي بيّنت ذهوله : بابا اسألك ؟ ، تليد إنظلم وقت دخل للسجن صح ؟
عدّل اكتافه يحاول يثبّت شعوره : وش قلك الشخص بالضبط ؟
ميّلت شفايفها لوهله بـ تفكير عميق ، تسترجع كل الكلام إللي قاله لها !
-قبل ساعات - مكتب وجد-
تركت أوراق القضيّة من بين أحضان يدها توجه إنتباهها لـ دخول الشخص الغريب و المهيب بالنسبة لها و رجعت تسند ظهرها من نطق بـ هدوء : تليد أنظلم ظلم كبير ، لبّسوه قضيّة بيع ممنوعات و هو ماله شغل بـ هالأشياء من الأساس ، محاكمته بعد شهرين و ما فيه محامي بالدولة بشطارتك ، يمديك تزورينه للسجن و تخلّينه يعترف بالحقيقة ، لأنك غير الناس عنده !
ما امدها تنطق من وقف و اخذ خطواته المستعجلة خارج المكتب !
3
-نرجع للواقع-
بردت كامل اطرافها بـ ذهول من نطق عِماد : زوريه و كلّميه و أفهمي منّه ، كونك بتكونين محاميته بإذن الله
خرجت من المكتب للغرفة ، غارقة بهواجيسها و بالتفكير بـ تليد و باللي راح يحصل مستقبلًا ، تشتاق احيانًا للاشيء ، بالتفكير للاشيء او ما تفكّر حتى ، إنها ما تسوّي شيء و تتمدّد على السرير بلا هدف يذكر ، ودّها يتوقف الكون للحظة ما تشعر إن الحياة تركض خلفها على عجلة ، ما ودّها غير إنها ترتاح من التفكير ، بس ترتاح !
-
غرفة لهيب
رفع نظره لـ سقف غرفته يتأمل تفاصيل النجوم إللي مرسومة بالأعلى و بكل أنحاء الغرفة فيها نجوم ، من كثر حبّه لـ النجوم سطّرها بـ كامل غرفته و مو بس غرفته ! ، حتى سيّارته و كل شيء يخصّه !
أخذ جواله يرفعه لـ أعلى صدره و سرعان ما بلع ريقه يخفي غصّته من فتح الجوال و تركّز نظره على الخلفية إللي فيها لهيب و تليد وقت كانوا بـ عمر الـ ١٧ و كل منّهم لابس لبس وظيفته المستقبلية ، إبتسم لأن كل منهم تحقّق حلمه بـ وظيفته لكن تلاشت إبتسامته من تذكّر إن تليد ما كمّل بـ وظيفته بسبب سجنه ، و هو عنده العلم الكافي بـ حب تليد الكبير بـ هالوظيفة ، عبست ملامحه ينطق بـ همس : الله يفكّ عوقك ، و يردّك لنا !
-
السجن
-تحديدًا بـ غرفة الزيارة-
رفع نظره من لمح دخول شخص و تغيّرت كامل ملامحه من نطق الشخص بـ صوت ساخر : وصلتني أخبار إن حبيبة القلب بتكون محاميتك !
أخذ تليد نفس يحاول يهدّي أعصابه من نبرة صوته الساخره و ما يخفي ذهوله لأنه فهم مقصده و درى إن المحاميّة إللي يقصدها هي وجد ، شدّ على يده و نظره تركّز على عيون هالشخص بالضبط ينطق بـ غضب مكبوت : لو تجيب طاريها بـ لسانك او تنطق حرف من أسمها أقطعه لك ، و ياليت تنقلع الحين لجل ما أرتكب فيك جريىمة و يصير السجن حقّ !
هزّ راسه بالايجاب يخفي رعبه : حتّى و أنت بـ هالحالة تهدّد ؟ ، أرحم حالك
ضحك تليد لـ سخرية لأنه لمح ملامح هالشخص و بيّن خوفه ، تلاشت ضحكاته ينطق بـ حدّه : لا تلعب معي لعب بزران ، و أسترجل
بتر كامل حروف من نطق هالشخص بـ غضب : رجال غصبًا عن شنبك و عن هالمحاميّة إللي بتحميــ..
كان بيكمّل حكيه لولا يدّ تليد إللي إنمدّت لـ عنقه : أنتبه لـ نبرة صوتك و حكيك ، و لا تتخبى بالحرب نفس النسوان - بسخريه - يا رجال ، و الحين توكل لا أفصل أعضائك عن محلّها !
رجع لـ الداخل بعد ما قيّد العسكري يده ، و ما وقفت شتايمه على هالشخص إللي بسببه و بسبب جماعته هو إنسجن !
-
بإحدى مطاعم بتال
دخل بتال لـ مطعمه يشرف على الموظفين و على كل شيء يخصّ المطعم كالعادة ، كان واقف بـ جنب النادل و عيونه تتأمل الأطباق الجاهزة إللي بين يدّه ، ترك كل شيء بيده من دخول وتد لـ المطعم و من قعدت بـ الكرسي المنفرد و نزّلت رأسها على الطاولة ، إستغرب لـ وهله لأنها دايم تجي بعد الوقت إللي يوصله لـ المطعم ما يدري مين هالبنت و ما يدري وش حالتها بالضبط ، لأنه يشوفها غريبة بـ ملامحها و حركاتها و حتى نظرها ، ظلّ يتأمل جلستها لـ وقت قصير لحد ما رفعت رأسها و رجعت ظهرها للخلف و لحظتها تغيّر كل شيء !
تركّز نظره على دفتر بين أحضان يده و إتضح له إنه دفتر للرسم من مسكت القلم و بدأت ترسم بالدفتر بـ عشوائيّة
بيت عِماد ، غرفة الطعام
الكل كان ياكل بـ هدوء و غارق بـ تفكيره و عالمه الخاصّ بإستثناء وهج إللي تأكل بحضن أبوها و يرتفع صوتها كل شوي
رفعت أمال نظرها لـ بنتها من حسّت إنها غارقة بالتفكير و صحنها مثل ما هو ما لمست منّه حاجة : شفيك يا روح ماما ؟
رفعت وجد نظرها تنطق بإبتسامه باهته : الشغل يا أمي ، أرهقني
ترك عماد الملعقة إللي كانت بيدّه يوجه نظره لـ وجد : تليد إللي أرهقك بصحيح العبارة
رجف قلبها من حكي أبوها و نزلت نظرها لـ الصحن و من عمّ الصمت لـ ثواني طويلة ، أبعدت الصحن توقف بـ هدوء : الحمدلله
زفرت أمال بـ ضيق و نظرها إتبع وجد إللي خرجت من غرفة الطعام ، إلتفتت لـ عماد : ياليت ما تفتح موضوع تليد ويّاها ، و لا تدخل بنتي بـ أشياء هي مالها صلة فيها
طوّل النظر بـ عيونها و نطق بـ حدّه : أنتِ تعرفين إن تليد لـ وجد و وجد لـ تليد ، من سنوات طويلة
هزّت راسها بالايجاب و بـ هدوء : سابقًا تليد لـ وجد ، لكن الأن ما أزوّج بنتي لـ هالمسجون
كان بينطق لولا أمال إللي قطعت حروفه : و انا ما أفهمك يا عماد ، كيف ترضى تزوّج بنتك لـ واحد يشرب و مسجون ؟ ، بـ كامل قواك العقلية ؟
ضرب الطاولة بيدّه بـ غضب كبير من حكي زوجته و لأنها تظلمه فوق ظلم الناس كونها ما تدري عن الحقيقة : لا ترمين كلام و أنتِ ما تدرين عن صدقه يا أمال ، تليد انا ربيته بيدّي تربّى مع عيالك وجد و أوس يا أمال ، لا تظلمين الولد و أنتِ ما تدرين عن الحقيقة
رقّ قلبها لأن قلبها متعلق كثير بـ تليد و تعامله معاملة أوس و تعتبره أكثر من ولدها ، لكن بعد سجنه و بعد الكلام إللي أنتشر عنه تبخّر كل حبها له و لكن للأن بقايا شعور تحملها له : علّمني بالحقيقة !
-
بيت محمد
-تحديدًا غرفة هتّان-
وقفت مقابل المراية تتأمّل ملامحها و لبس السباق إللي محلّي جسمها ، رجعت خصلات شعرها لـ خلف أذنها و أخذت جوّالها تخرج خارج البيت بـ هدوء و من غير ما أحد يحسّ عليها ، بالرغم من أن قلبها حاسّ و ناغزها لكنها كمّلت دربها متوجهة لـ المكان إللي دايم تروح له - مكانها المفضل - محطة السباق !
رفعت جوالها تدق على صاحبة روحها وجد ، عقدت حواجبها بإستغراب من طوّل رد وجد كونها بالعادة كل ما تدق عليها ترد على طول إلا هالمرّة ! ، نزلت جوالها و ما فكّرت بـ موضوعها كثير و ظنّها إنها نايمة او إنها أنشغلت ، زفرت بضيق يعتريها كونها كانت بتقول لها أن اليوم راح تتسابق مع أكثر شخص تبغضه و دايم يستنقص منّها و سبق تسابقت ويّاه و فاز عليها ، لكنها ما أستسلمت ابدًا .
بيت عِماد
تمدّدت على السرير بعد ما خرج أبوها من الغرفة و كالمعتاد كان يقنعها تزور تليد لـ السجن ، أرهقها و أرهق قلبها التفكير فيه و بيّن الحزن على ملامحها من حبّها إللي من طرفها فقط تبتلع صمتها و غصّتها ، عيونه إللي تحبها و هي أقلّ الناظرين له تخاف تفقده و تفقد حبّه و هي ما تملكه من الأساس !
ما ودّها تفكّر فيه أكثر و تبحر بـ هواجيسها إللي ما تنتهي ، أخذت جوالها و إستغربت من الإتصالات الكثيرة إللي من هتّان و من إعتدلت بـ جلستها تدق عليها و ضحكت من وصلها صوت هتّان العالي إللي أعلنت الخِصام عليها : معصبة ؟
زفرت هتّان تنزل من سيّارتها : شوي ، بتسابق مع إللي ما يتسمّى
توّسعت عيونها بـ ذهول تنطق بالرفض مباشرة : أرجعي البيت حالًا ، و لا تتسابقين ويّاه !
ضحكت هتّان بـ سخرية تهزّ راسها بالنفي : مب هتان بنت محمد إللي تتراجع بـ قراراتها ، و تدرين إن هالسباق ما بيكون بـ المحطة كالعادة ؟ ، هالمرّة يكون بالشارع العام و يكون تحدّي أكثر !
عضّت شفايفها السفلية تحاول تكتم غضبها : هتّان ! ، وش لك بالسباق أنتِ ؟ ، و لا بعد بالشارع
ميّلت هتان شفايفها بـ عدم إعجاب لـ حكي وجد : عندي رخصة لـ علمك ، و ما فيه خطر بإذن الله
تمدّدت وجد ترفع نظرها لـ الأعلى : حذّرتك و نبهتك و ما فاد شيء معك ، لا تكلميني !
قفلت الإتصال بـ غضب كبير من هتّان إللي ما صارت تبالي بـ خطورة هالسباقات ، يا خوفها يصير لـ هتان شيء خصوصًا إن أكثر من مرة كان بيحصل لها حادث و تروح فيها بس الله ستر عليها !
-
محطة السباق
كشرت ملامحها من قفلت وجد الإتصال و من الواضح إن وجد أعلنت الخِصام عليها هالمرّة و زعلت منها زعل كايد ، و كانت بترجع تتصل عليها كونها ما تحب وجد خصوصًا تزعل منها لولا جيّة - أسامة | الشخص إللي راح تتسابق ويّاه - و من تقدّم لها و صار مقابلها : جاهزة للهزيمة ؟ ، كونك تعودتي عليها
أخذت نفس و يدّها شده على الخوذة إللي كان بين يدّها : هالمرّة اذا ما فزت عليك ما أكون هتّان بنت محمد
ضحك بسخريه يهزّ راسه بالايجاب : يا كثر هياطك يا هتان بنت محمد ، يكفي كلام و ودّنا بالأفعال هالمرّة
هزّت راسها بالايجاب و إبتسمت تعلن التحدّي عليه و لبست الخوذة : أوريك الأفعال اللّيلة يا أسامة
إبتسم لـ ثواني كل منّهم أبتعد عن الثاني ، أخذت نفس من أعماقها و طلعت على درّاجتها و دعوات قلبها ما وقّفت !
-
سيارة لهيب | ١ مساءً
عيونه تتأمّل الشارع إللي مزدحم للأبد يكره الزحمة ، بس الظاهر إن زحمة اليوم سببها حادث ! ، صار قريب من مكان الحادث بس ما كانت له المقدره بإنه يشوف مين صاحب هالحادث من تجمّع الناس على مكان الحادث ، وقّف سيارته بـ مكان قريب من مكان الحادث و نزل من سيارته بـ خطوات مستعجلة و هو يدخل من بين الناس و مقصده الإنقاذ ، وقف و بهتت كامل ملامحه من طاح نظره على بنت و جنبها درّاجتها و الـىدم مغطّي المكان !
إنحنى يقيس نبضها و تنهد بـ راحة بعد ما تأكد إنها تتنفس ، لكن نفسها ضعيف جدًا ، صرخ بـ أعلى صوته لـ الناس إللي متجمّعة حول المكان : أتصلوا على الإسعاف وضع البنت جدًا مأساوي ، أستعجلوا !
كتم غضبة من نطق أحد الموجودين : أتصلنا عليهم ، صار لهم أكثر من ربع ساعة ما وصلوا !
وقف ينزل الجاكيت من عليه و إنحنى يغطّيها فيه ، و نزّل ذراعه لـ خلف عنقها و ذراعه الثاني خلف رجلها و حملها بين أحضانه متوجه فيها لـ سيّارته !
فتح الباب الخلفي لـ سيارته بـ صعوبة و من مدّدها على المراتب ، أغلق الباب بـ كامل قوّته و ركب السيارة و أنطلق فيها لـ المستشفى بـ أقصى سرعة !
-
المستشفى | بعد ساعات
دخل لهيب بـ خطوات متردّدة لـ الغرفة إللي متنوّمة فيها هتّان ، عرف هوّيتها و عرف إنها بنت محمد ال فهد عرف إن عائلتها تقرب لـ عائلته و أصدقاء من زمن طويل ، كان متردّد اذا بيدق لـ أحد من عيال خوالها كونه ما يمتلك رقم أبوها ، تقدّم لـ سريرها و مقصده يتطمن على وضعها الصحي و حالتها و بـ هاللحظة ما قدر يشيل أنظاره من عليها ، لكن قاطع تأمّله دخول شخص غريب عليه و إلتفت له و للوهله الأولى ظنّ إنه يقرب لها !
تقدّم لهيب له ينطق بـ تساؤل : مين تكون ؟
بلع أسامة ريقه ما يدري كيف يجاوبه ينطق بـ تردّد كبير وضح على صوته : أنا أسامة ، كيف وضع هتّان الحين ؟
عقد حواجبه بإستغراب و عيونه تتفحّص ملامح أسامة و حركاته إللي تبيّن توتره و خوفه : أعيد و أكرّر مين تكون ؟ ، تقرب لها ؟
هزّ راسه بالإعتراض و تلقائيًا مد يدقه لـ دقنه من فرط توترّه : أعرفها من فترة طويلة ، دايم أنا و هي نتسابق و اليوم كانـ
إستقام يوقف مقابل لـ أسامة و من غير إدراك و وعْي منه أطال يدّه و لـ مقدمة صدره يدفعه بـ أسرع ما يمكن : إلي حصل لها بسببك ؟
ما يدري عن حجّة حدّته و سخطه منّه من تأكّد إن بسبب أسامة حصل لها كل هالأشياء ، أطال نظره على أسامة إللي ما نطق بحرف يحبس شدّة غضبة بهاللحظة و من أخرج أسامة خارج مكتبه !
-
دار عماد
دخل أوس لـ غرفة وجد و ملامحه هادية عكس إللي بداخله و التوتر الشديد إللي حس فيه من بعد إتصال لهيب ، رقّ قلبه من منظر وجد إللي قاعدة بـ وسط السرير و بين أحضانها كتاب و بـ جنبها قطوتها ، تقدّم لها و بـ هدوء : وجد ، فاضية ؟
هزّت راسها بالايجاب تنزّل الكتاب لـ حضنها : أفضى عشانك ، ودّك أسوي لك شيء ؟
بلع ريقه يهزّ راسه بالنفي يقعد على طرف السرير : ما ودّي تسوين لي شيء ، بس أن هتّان سوّت حادثـ
تجمّدت بـ مكانها من كلامه و من عدّلت جلستها تنطق برجفة : حـادث ؟ ، كـيـف حـادث ؟
تحسّن بقعدته موتّر و أعصابه مشدودة للأخر ، كونه ما يدري كيف يبلّغها و يوصف لها الحادث لأن و بـ هاللحظة ما فيه أحد يدري عن الحادث غير ' أوس ، وجد ' !
-
المستشفى
بين ممرّات المستشفى يمشي بخطوات قلق ينتظر وصول أوس لـ المستشفى ، و فعلًا ما هي إلا دقائق قليلة و لاحظ دخول أوس و بجانبه وجد و أسرع بخطواته له : بشّر ؟
تبدّلت ملامحه توضّح إضطرابه لحظتها و إرتعبت وجد من ملامحه إللي تبدّلت و ألتقطت أنفاسها تلفظ بصعوبة : طمني عليها ؟
ما يدري كيف يسوق لها الخبر و ما يدري وش يقدر يسوّي اساسًا غير إنه يوصّلهم لـ غرفة هتّان و من غير ما ينطق بحرف ، و أبعد خطواته للخارج يتجه لـ مكتبه بالضبط و إنحنى يسند رأسه على طاولة المكتب  بينما ترك وجد و أوس بمفردهم عند هتان ، وقف بعد دقائق بعد ما جمع كامل قواه و توجه لهم مباشرة يدخل بهدوء تامّ عكس الفوضى الداخليّة ، حنّ قلبه من منظر وجد و هتّان و من رفع نظره و كامل تركيزه لـ أوس : هتّان بسبب الحادث حصل لها إرتجاج ، تحتاج إنها تتنوّم لحدّ ما تختفي تأثيرات الإرتجاج من عليها
و نزّل لهيب نظره لـ وجد إللي نطقت بنبرة مهزوزة : طيب متى تصحى ؟
هزّ راسه بالايجاب و عيونه توجه لـ هتان : صحت قبل لا تجون ، بس فقدت الوعي و للأن ما صحت .
-
| الصبح ، إنتشر خبر حادث هتّان و تدهور حالتها الصحيّة بسبب حادث الدراجة و ' سما ' بعد ما درت إن الدراجة هي سبب الحادث قوّمت الدنيا و قعدتها و ' محمد ' أبوها بالشيء ذاته ! |
-
بعد مرور يومان
السجن
دخلت لـ غرفة الزيارة و قلبها يرقع من خوفها بلقاءه أخذت نفس تعتدل بـ وقفتها و سرعان ما أنهدمت صلابتها من وصل صوته لمسامعها و من ابتدأ حكيه بـ:جيتني ضربة حظ، فالدقيقة التاسعة و الثمانون من يأسي!
وصل توترها حده من محتوى حكيه كونها ما توقعته من الأساس،بلعت ريقها من أدركت إن خبر إنها راح تكون- محاميته -وصله:تليد!
تقدم لها بخطوات تبيّن تردده و عيونه تتأملها من أقصاها لـ أدناها:المحامية، وش نيّتك بالجيّة الليلة ؟تفرجين عني؟
عقدت حواجبها بإستنكار من نبرة السخرية وقت نطق' تفرجين عني'و تقدمت إلى أن صارت أمامه بالضبط : أظن إنك تليد بن يزيد، ما تحتاج أحد يفرج عنك و يفرض عليك مساعداته
ضحك بسخريه لوهله يهز رأسه بالموافقة لكلامها:صح عليك،و دامك تدرين و عندك الخبرة الكاملة بتليد و أن عمره ما رضى أحد يفرض عليه مساعداته ليه قرّرتي تصيرين محاميتي ؟
توقعت هالسؤال منه هو مو شخص غيره،و لأن أول ما أخذت قضيته سحبت على كل القضايا إللي كانت بملفها بس السؤال يبقى ليه سوّت كل هذا ؟،حاولت تتماسك بـ أعصابها من حست إنه عرف جوابها و من نطق بهمس بسببه رجف قلبها : باقي مشاعرك تمشيك ؟ ، باقي أحساس قلبك و ما أنمحى لجل كذا أنتِ الأن واقفة أمامي تحاولين تخفين توترّك و تخبينه بحركة يدّك نظراتك إللي تتشتّت كل شوي ، هذا تدرين وش دلالته ؟ ، و الظاهر نسيني إنك الخافي البيّن عند تليد يا بنت عِماد
تراجعت خطواتها للخلف و تبدّلت ملامحها للذهول من حكيه و نطقت تحاول تخفي غصّتها من أسلوبه و كيف إنه فاهمها و مفصلها تفصيل : لجل أساعدك لأن عمي يزيد و بابا طلبوا مني ، لكن أنت ما تستاهل تدري ؟
هزّ راسه بالايجاب و نظره تركّز على نظرها : صحيح ما أستاهل ، لكن و ربّك لأطلع من السجن من غير مساعدة من أيّ أحد ، و هـ
بترت كامل حروفه من نطقت بشديد الزعل يبيّن على نبرتها : سوّي إللي ودّك فيه ، ما عاد لي شغل فيك !
طلعت و عيونه تتأمّل خطواتها ، ما أخفى عليه زعلها و نبرتها المهزوزة و كيف إنها بصعوبة تتزن بـ خطواتها وسط أنظاره !
خرجت من السجن بأكمله و مع كل خطوة تخطيها كان تشتم تليد و تشتم نفسها و حبّها له ، كل وقتها إللي راح من فرط تفكريها بـ تليد و قضيّته إنتهى هباء منثور ، أدركت وقتها أن بعد كل المحاولات و كل جهدها و حبّها المحفور بداخل قلبها له ما يستاهله !
2
-
المستشفى
طول اليومين الماضية هتان ما صدر لها صوت ، و إكتفت بإنها تتأمّل زيارات أهلها من غير ما تنطق بحرف ، كانت تلاحظ اللوم بعيون أمها إللي ما نطقت بحرف نظرًا لـ حالة هتان الصحية و أجلت كل لومها و هواشها لوقت خروج هتان من المستشفى !
دخل لهيب عندها و لاحظ شرودها ، حالتها الصحية اليوم أفضل من اليومين السابقة إللي كان التركيز عندها معدوم و كإن أغلب الأشياء ما تتذكّرها ، قاطع سرحانه صوتها الحادّ و إللي الواضح إن حالتها تحسّت كثير لـ درجة إنها بدأت بالهواش : ليه علّمت أهلي عن الحادث ؟
انعقدت حواجبه بإستغراب لأن ما فهم مقصدها و من تقدّم لها ينطق بتساؤل : ليه ما ودّك يعرفون ؟
عدّلت ظهرها بصعوبة و تبدّلت ملامحها للألم من تعديلها لـ جلستها تنطق بضيق : لأن طول هالفترة كنت أتسابق من غير علم أهلي و لأن جيت أنت و علّمــ
بترت كامل حروفها من دخول أمها إللي توسطت نظراتها عليها و من إبتسمت من لاحظت أن هتان صاحية ، تقدمت لها بخطوات مستعجلة و ضمّتها مباشرة : الحمدلله على السلامة يا ماما ' و قرّبت لـ أذنها تنطق بهمس ' : لكن عقابك بالبيت
ضحكت هتان لوهله ضحكة الخوف لأنها تخاف من أمها و بشكل مو عادي و لأن أمها عصبية للحدّ إللي ماله حد و خصوصًا إنها عارضتها و سوّت أكثر شيء أمها رافضة إنها تسوّيه
أما لهيب إللي كتم ضحكته لأن همس سما لـ هتان كان مسموع بالنسبة له و من أعتدلت بـ وقفته و بدأ يحكي و يوصف حالتها الصحية لـ سما !
هتان إللي كل تركيزها كان على كڤر جوال لهيب إللي مرسوم عليه النجوم بدقة أذهلتها ، إنذهلت لوهله لأن النجوم بكل شيء يخصه
1
-
دار الجدّ عِصام
عيونه أنتقلت لـ زوجته إللي متوّسطه السرير و بين أحضانها صوره ، ما كان واضح له صورة مين هالشخص لكن وقت تقدّم لها و تركّزت نظراته على الصورة حنّ قلبه لأنها كانت صورة الحفيد المقرّب لـ قلبه ، حفيده إللي سنين عمره قضاها بالسجن ظلم و يا خوفه توافيه المنية و للأن ما أتمّ وعده و أستحوذ مطلبه !
قعد جنبها و يده ترجف من فرط حزنه و شيبه من أخذ الصورة إللي كانت بين أحضان يد زوجته يتأمل الصوره بتفاصيلها و سالت دمعة من عيونه بوسط الصورة ، أخذت نفس من عمقها تنطق بنبرة مهزوزة : تكفى يا عصام تصرّف و طلعه من عوقه ، ما عاد لي قلب يصبر على فراقه يا عصام
أرقى أنامله يزيل دموعه و عيونه إستقرت على إيمان : ما باليد حيلة يا إيمان ، ما بيدّنا غير الدعاء على الظالم !
-
مبنى معاذ | الحديقة الخارجية
وتد إللي متربعة وسط زرع الحديقة و عيونها على الورود المزروعة مقابلها و بين أحضانها كتاب الرسم الخاصّ فيها ، تودّ الجلسة بمفردها و خصوصًا لو المكان إللي قاعدة بوسطة طبيعي و بين الورود ، مدّدت رجولها تسند يدها خلف ظهرها و نزلت نظرها رسمتها إلي رسمتها قبل يومين وقت كانت بمطعم بتال ، وقتها مشاعرها ما كانت موزونة و ما كان لها نفس لأي شيء بالحياة غير الرسم ، لأن صار متنفسها و كل شيء و إبتسمت لوهله لأنها رسمت بتال بين الأطباق إللي بيدّه و ملامح وجهه الدقيقة و خصلات شعره إللي منسابة لـ أعلى رموشه ، أخذت نفس و أناملها تتنقل بين الرسمه و تحديدًا بـ ملامح بتال إللي تموت عليها
3
-
السجن
صحى من سرحانه العميق و أنقطع حبل أفكاره من صوت المسجونين إللي حوله و الظاهر إن بينهم شيء كايد ،  رفع نظره لـ أحد المسجونين إللي يُدعى بـ ' سعود ' ما يحبّه أبدًا لـ أسباب كثيره تشفع له خصوصًا إنه سبق و تهاوش ويّاه و كبر الموضوع ! ، ما ودّه يدخّل نفسه و يتورط بعدها و ما ودّه يشوف هياط سعود على المسجونين بالوقت نفسه ! ، رفع نفسه و أخذت خطواته يتقدّم ناحية سعود و من نطق بـ حدّه : مشتاق أعلّم ملامح وجهك ؟ حاضرين لو ودّك !
ضحك سعود بـ سخرية يخفي كامل خوفه من تليد إللي عادي عنده يقتىله بـ دمّ بارد و من غير ما يكترث من قوّة تبلد مشاعره : ما بقى إلّا هالمدمن و السكّيـ..
بتر كامل حروفه من تليد إللي صار مقابل له بالضبط و يده شادة على ياقة ثوبه : أقطع ! ، خلّك حذر لأن تليد بن يزيد ينهي حياتك و لا تهتزّ له شعره ، و إنت أدرى !
نفض يدّه من ياقة ثوب سعود إللي بردت ملامحه بـ خوف ، و من تليد إللي تمدّد على سريره و يده أرتفعت لـ أعلى جبينه يمسح على شعره بـ هدوء و لا كإنه الغاضب إللي توّه ! ، غمّض عيونه و مقصده يسترخي لكن تعفّست ملامحه من طاريها ، و شتم نفسه و شتمها بـ قهر كبير ، صارت طول وقته على باله و من عيونها و نظرتها له ، و للأسف إنها جت بـ وقت هو كارهه كلّ إللي حوله و كارهه نفسه بالمثل ، و لمح زعل عيونها لأنها كانت متوقعه منّه القرب و ما توقّعت الصدّ ، توقعت إنه يقول لها كل شيء و يعترف بكل شيء لكنّه سكّر كل الأبواب إللي تقودها له ، كيف يقدر ينام و تفكيره بالكامل بـ عيونها و نظرتها !
-
بيت الجدّ عصام | الجمعة
-كـ عادة أيّ يوم جمعة يتجّمعون فيها بـ بيت الجدّ-
دخلت تارا لـ الصالة و أنتقتلت أنظارها لـ نساء العائلة إللي متوسطين الصالة و صوتهم كل شوي يُعلى، قعدت بالكنب و بجانب بنت عمها -أجوان- و نطقت بتساؤل و هي تدور عمتها حنين من بينهم:وين حنين ؟
رفعت أجوان أكتافها بـ عدم معرفة و هي تقلّب بـ جوالها بـ تركيز و رفعت تارا نظرها لـ دخول حنين و بجنبها وتد و الظاهر على ملامح حنين الضيق ، عقدت حواجبها بإستغراب من قعدت حنين بجنبها : شفيه وجهك مقلوب ، صار شيء ؟
كانت حنين بتنطق لولا وتد إللي بترت كامل حروفها : شافت لؤي - خطيبها - مع أعمامي بالجلسة و هي متهاوشه معه !
ضحكت بخفّه من حنين و لؤي إللي كل ما زانت لهم الجلسة تهاوشوا و على كثر هوشاتهم إلّا إنهم يرجعون لـ بعض و علاقتهم تقوى أكثر من قبل ! ، و بعزّ إنشغال الكلّ بالحكي و السوالف الجانبية بهتت كامل ملامح تارا من صار موضوع حديث

من صار موضوع حديث النساء عن - تليد - ، شتّت نظرها للبعيد كونها ما تحبّ إن أحد يسولف عنّه و يجيب طاريه حتّى لو بالخير ، و مسحت على وجهها بضيق كبير يحتلّها و من تغيّرت نفسيتها بالكامل و من وتد إللي لاحظت تغيّر ملامح تارا و نطقت تغيّر الموضوع من لاحظت تأثّر تارا : تدرون فيه مطعم الكلّ يمدحه من جماله و أنا دايم أروح له ، شرايكم نروح له ؟
بالرغم من إعتراض تارا و أجوان بإنهم يروحون لـ المطعم إلّا إن و بعد إصرار كبير من وتد و حنين وافقوا يروحون !
-الجلسة الخارجيّة-
تركّز نظر لؤي على حنين إللي خرجت من الباب و بـ جانبها البنات و الظاهر له إنهم راح يخرجون كونهم لابسين عبايات ، أخذ جوّاله إللي كان بـ حضنه و أرسل لـ حنين مباشرةً " على وين إن شاء الله ؟ " ما ردّت على رسالته إنما تجاهلت وجوده بالكامل و كملت خطواتها لـ الخارج و هالشيء إستفزّ لؤي لحدّ كبير ، و ما هي إلا ثواني و أخذ خطواته يتبع خطوات حنين لـ الخارج و ودّه إنه يناديها لكن وجود البنات حولها مانعه ، تنهّد من أعماقه يرجع لـ الداخل و تفكيره أنشغل بـ حنين و زعلها !
-
مطعم بتال
ترك كل شيء بيده من دخول وتد ما إنتبه للبنات إللي بخلفها ، إنما كل تركيزه كان على وتد و ملامحها إللي تدل على شديد السعادة ، بلع ريقه لأن من دخولها حسّ بشعور مختلف تمامًا و لأن صار لها يومين ما مرّت على المطعم بتاتًا و كان شاكّ إن فيها شيء لكن تنهد براحة من صارت قاعدة بالطاولة إللي أمامة و تسولف مع البنات بحماس ، ما يدري ليه حسّ بتغير شخصيتها و صارت أفضل لأن بالعادة كانت وقت تجي للمطعم بمفردها و تقعد لـ ساعات على كتاب رسمها من غير ما يصدر لها أيّ صوت لكن اليوم جيّتها مختلفة تمامًا عن كل الجيّات السابقة ، أخذ المنيو يتقدّم لهم بخطوات واسعة و الإبتسامة مزيّنة ثغرة بالرغم من إنه يحاول يخفي ربكته لأن راح يكلّمها بعد شوي ، كونه مو متعود ياخذ طلبات الزباين إنما هو المشرف العام لكل موظفينة !
أبتلعت ريقها من لاحظت خطوات بتال متقدّمة لها و من مد لها المنيو لها هي ، أخذت المنيو منّه برقه و حطته بالوسط توجه نظرها لـ البنات : وش ودّكم ؟
تراجع بخطواته للخلف لجل ياخذون راحتهم بالنقاش و نظره متركّز على ملامح وتد إللي كل شوي تتوّسع إبتسامتها من حكي وحده من البنات و ما طوّل نقاشم من نداءها له و من تقدّم لها و بدأت تعدّد له طلبات البنات و إنهت كلامها بإبتسامة هدّته من أقصاه !
أبتعد عنهم و عيون وتد تتبع خطواته وسط نظرات البنات إللي كانو مستغربين نوعًا ما من نظرات بتال لـ وتد إللي أستنكروها !
-
سكن محمد | غرفة هتان
تمدّدت وسط سريرها بتعب بعد تهزيء سما لها و بعد ما أعلنوا الخصام ، تتفهم خوف سما عليها لكن إنها تمنع السباقات عنها هذا هي ما تودّه بالمرة و أخذت نفس من طوّل سرحانها و هواجيسها و ما هي إلا ثواني و إنتبهت لـ إتصال ' وجد ' رفعت السماعة لـ أذنها بإبتسامة : باقي زعلانة مني ؟
عدّلت جلستها من وصلها صوت وجد الخافت و واضح عليه الضيقة : زعلانة من الدنيا ، مو بس منك
ميّلت شفايفها بضيق لأن إنتابها شعور ' تأنيب الضمير ' : مين مزعلك ؟ ، حدّدي
نطقت بعد ما طوّل صمتها و بعد ما أخذت نفس تحاول تبلع غصّتها و نطقت بنبرة مهزوزة : تليد يا هتان ، تليد
زفرت هتان من طاريه و من زعل وجد الواضح : وش مسوّي هالمرة ؟ ، تعّبك و تعب قلبك كثير لعلمك
أخذت نفس من أعماقها و من بدأت تحكي لها كل شيء صار بـ أخر زيارة له و إنتهت من حكيها و ما حسّت إلا بالدموع تجمعت حول محاجرها : وقت قال لي ' باقي مشاعرك تمشيك ؟ ، باقي أحساس قلبك و ما أنمحى ' زعل قلبي بحكيه و الله ، تدرين وش حسّسني بحكيه ؟ ، كإني و لا شيء بالنسبة له
رفعت هتان يدها تبعد خصلاتها لخلف أذنها تنطق بتنهيده : لا تعلقين قلبك بشيء أنتِ تجهلين نهايته ، راحتك القلبية أهم من تليد و أهم من كل شيء يا وجد
رفعت يدها لـ عيونها تمحي دموعها بضيق يعتريها : ليت الأمر بهالسهولة
-
بيت الجد عصام | بالخارج
لؤي إللي واقف بجانب لهيب إللي كل تركيزة على جواله عكس لؤي إللي نظره متركّز للبعيد و تفكير مشغول بـ حنين و زعلها منّه ، وجه نظره لـ لهيب إللي نطق يبتدي حكيه : بلتقي بتليد
عقد حواجبه بإستغراب لأن الوقت صار متأخر و مو مناسب للزيارة أساسًا : أظن وقت الزيارة إنتهى ، و لا أنا غلطان ؟
دخّل جواله بجيبه يهزّ راسه بالايجاب ينطق بسخرية : أنتهى ، لكن كل شيء يمشي بالفلوس
ركب سيّارته يتوّجه لـ السجن أمّا لؤي إللي نظراته أتبعت سيارة لهيب إللي أبتعدت كليًا ، و سرعان ما إنتبه لـ سيارة البنات تتقدّم نحوه و ما هي إلا دقائق و نزلوا البنات و أبتعد عن المدخل و عيونه متركّزة على حنين إللي شتّت نظرها من إنتبهت لـ وقوفه عند المدخل ، أخذت نفس من قرّبت لـ المدخل و كانت بتدخل للداخل بتجاهل لولا يدّه إللي إنمدّت لذراعها تستوقف حركتها ، حرّرت ذراعها من قبضته تنطق بغضب : أبعد ، لا تلمسني
ضحك لوهله من زعلها و غضبها الواضح على ملامحها و إعاد مسكته حول خصرها هالمرّة يدخلها للداخل : زعلانة ؟
كشرت ملامحها من حسّت إنه يستظرف و هي مو ناقصة فعلًا و كان ودّها تبعد عنه لولا يدّه إللي شادّة على خصرها ، ولّع وجهها بشديد الإحراج من قرّب منها و من بلعت ريقها تمدّ يدها لـ أعلى صدره تبعده عنها : عيب !
ضحك يمدّ أصبعه لـ أسفل ذقنها يرفعه بخفّه و عيونه صار بعيونها : عيب ؟ ، زوجتي شرعًا نسيتي ؟
حطّت يدها على يده تتراجع بخطواتها لأن الخجل سيطر عليها هالمرّة و هزم زعلها منه : بس نتزوّج سوّي كل شيء ودّك فيه ، حاليًا أمنعك من إنـ
بتر كامل حروفها من تقرّب منها أكثر و كإن الموضوع صار ' عناد ' عنده مو لجل شيء لجل يشوف خجلها و حمرة خدودها بسببه و بسبب أفعاله ، مدّ أنامله لـ حجابها ينزعه من عليها و نثر شعرها و تباهت بجمالها و كإنها تاخذ الورد شهيقًا و تخرج العطر زفيرًا و كإنها تتنفس الجمال و مرّر أنامله على خدها ينطق بخفوت : كل ما ركّزت بتفاصيلك أحسّك تميلين لـ الورد ، صرت أحبّ الورد و ما أشوفه ورد عادي من بعدك ، لأن من بعدك صرت أشوف العادي مو عادي !
2
-
السجن
وقف لهيب من دخول تليد و من توجه يضمّه لـ صدره بكامل قوّته ، كونه له فترة طويلة ما ألتقى فيه لأن تليد كان مانع لنفسه بإن أحد يزوره إلا من بعد زوارة وجد له ، لأن من بعدها تغيّر كل شيء !
إبتسم من زيارة لهيب له و من طوّل حضنهم و من لهيب إللي يرجف من كثر كتمانه لمشاعره و أبعده عن حضنه ينطق بهدوء : كيف حياتك ؟
هزّ لهيب رأسه بالإيجاب يأخذ نفس من أعماقه : المفترض أنا اسألك عن حياتك بين هالأربع جدران ، كيف قلبك ؟
ضحك بسخريه لوهله يعتدل بوقفته : كيف حياتي ؟ ، هو أنا عندي حياة لجل تسألني عنّها ؟
تعمّد يتجاهل سؤاله الثاني ' كيف قلبك ' يحاول قد ما يقدر ما تطرى على باله و ما يفكّر فيها أساسًا لكن ؟ ، كل شيء حوله يذكّره فيها !
ميّل شفايفه لهيب يخفي ضيقته : قبل فترة حلمتك و ما جاز لي هالحلم ، أحد يتعرّض لك بالسجن ؟
هزّ راسه بالايجاب يقعد يرجّع ظهره للخلف : حصل ، سعود تعرفه ؟
عقد حواجبه بتفكير يحاول يتذكّر ' سعود ' و سرعان ما أحتدّت ملامحه من تذكّره : سعود الـ ... ، ما غيره ؟
هزّ راسه بالايجاب لكلامه و من نطق بسخريه : تدري ؟ حاول يطعىني
أخذ نفس من أعماقه يتذكّر تفاصيل الليلة إللي ما نساها و باقي عالقة بباله !
-قبل فترة | السجن-
متمدّد على سريره مغمّض عيونه و أنفاسه منتظمة لكن ما كان نايم ، أستشعر أنفاس قريبة تلفح على عنقه و تقشعر كامل جسده من همس سعود له : يا قاتىل يا مقتىول
من غير إدراك من سعود و ما حسّ نفسه إلا و هو مستلقي بالأرض و تليد أعلى صدره و السكيىنة بيده ينطق بتهديد : لا تمثّل القوة و أنت الضعف ، و أنتبه قبل أحطّك براسي لأن وقتها الله يعينك و يقوّيك على إللي بيجيك


أستشعر أنفاس قريبة تلفح على عنقه و تقشعر كامل جسده من همس سعود له : يا قاتىل يا مقتىول
من غير إدراك من سعود و ما حسّ نفسه إلا و هو مستلقي بالأرض و تليد أعلى صدره و السكيىنة بيده ينطق بتهديد : لا تمثّل القوة و أنت الضعف ، و أنتبه قبل أحطّك براسي لأن وقتها الله يعينك و يقوّيك على إللي بيجيك
-الواقع-
بهتت كامل ملامح لهيب تبيّن شديد خوفه على تليد : أنتبه لروحك ، متى محاكمتك ؟
إبتسم لوهله من الخطط إللي مسطّرها بباله و من نيّته إنها يطبقها كلّها من غير إستثناء : بطلع قبل محاكمتي
عقد حواجبه بإستغراب لأن ما فهمه مقصده : كيف ؟
عدّل ظهره يشتّت نظره و تفكيره ساقه للخطط إللي بباله : كل شيء بوقته يا لهيب
-
بعد مرور أسبوع
سكن محمد | غرفة هتان
رفعت نظرها لـ دخول أمها و من تركت كل شيء بيدّها تنطق برجاء : ودّي أطلع ، ما صدّقت على الله أتحسن
هزّت سما رأسها بإعتراض لطلب هتان و من قعدت على طرف السرير : الطلعة ممنوعة ، تحملي نتيجة عنادك
قوّست شفايفها بزعل من أمها إللي من بعد الحادث تغيّرت كليًا لدرجة كل طلب تطلبه هتان مرفوض رفض قاطع : أمي !
وقفت سما تنطق بصرامة : إللي سمعتيه يا هتان ، و طلعة من البيت أنسيها
أخذت نفس تحضن رجولها لصدرها تكتم ضيقتها من كل شيء سيء و من عدّلت قعدتها من إتصال وجد و نطقت من غير سابق إنذار : وجد أحتاجك حالًا
زفرت من وصلها صوت وجد بنبرة إستغراب : حصل لك شيء ؟
تحاول تمسك دموعها و ما تنهار بإتصالها مع وجد و نطقت تنهي حكيها : لو ودك تعرفين تعالي !
-
مطعم بتال
دخل لمطعمه و صار يزوره يوميًا مو لجل شيء ، لجل جيّة ' وتد ' إللي أدمنها و لأن اليوم إللي ما تجيه وتد المطعم يحسّ بفراغ كبير و ماله طعم و لا يودّه بالكامل ، من بداية دخوله للمطعم تركّز نظره على وتد إللي قاعدة بإحدى الطاولات و تتأمل اللوحة إللي بين يدينها و من رفعت رأسها بإنتباه لدخوله وقفت مباشرةً تتقدّم له بخطوات متردّدة و اللوحة مخبّيتها خلف ظهرها و نطقت بخجل : عادي أعطيك شيء ؟
إبتسم من خجلها و من توقّع عن الشيء إللي بتعطيه هو ' اللوحة ' و هزّ راسه بالموافقة ، نزّل نظرة للوحة إللي مدّتها له و من تبدّلت ملامحه للذهول من رقّة و جمال اللوحة ، ظلّ يتأملها للحظات طويلة لأن ما توقع إنها رسمته و لأن الملامح دقيقة و تناسق الألوان عجيب ! ، نطق بنبرة تدّل على إعجابه الشديد باللوحة : تبارك الرحمن ، تسلم يدك على هالفنّ يا فنّانة !
تراجعت خطواتها من فرط خجلها من كلامه إللي حسّت لوهله إنها فوق الغيوم من شدّة خفتها و من إبتسمت برقة: الله يسلمك ، أعجبتك ؟
هز راسه بالايجاب تتوسع إبتسامته:و كيف ما تعجبني و أنتِ الرسامة بحدّ ذاتها
بلعت ريقها من حكيه و من دقات قلبها إللي ما وقفت من كثر سرعتها:شكرًا
شتم نفسه و غبائه لوهله لأن لاحظ تغيّر ملامحها من بعد كلامه و كإنه تهوّر شويتين بحكيه بس هذا الحق و الحق ينقال
سيارة وجد
وقفت سيارتها مقابل بيت عمتها تنزل مباشرة من السيارة بخطوات مستعجلة للداخل،فتحت باب غرفة هتان و سرعان ما بهتت ملامحها من منظر هتان إللي متوسطة السرير و منهارة من قوة بكاءها،تقدمت لها بإستعجال تضمها لصدرها:بسم الله عليك
ما نطقت هتان بحرف إنما ضمت وجد بكامل قوتها من فرط ضيقتها و إنهيارها بهاللحظة وما هي إلا دقائق و أبتعدت عن حضن وجد ترفع يدها تمحي دموعها:كل شيء صار ممنوع من بعد الحادث،كل شيء أبيه مرفوض مو كإني بنتها الوحيدة
أخذت وجد نفس من أعماقها ترفع ذراعها لكتف هتان تطبطب عليها:ولا يهمك،خليها عليّ هالمرة أنا بتصرف
رفعت حواجبها بإستغراب لوهله عن تصرفها:كيف تتصرفين ؟
إبتسمت وجد ترفع أناملها لوجنتها تمحي دموعها المتبقيّة:بقنعها تخفّف عقابك ، و بكرة بضبّط لنا طلعة يحبّها قلبك و تتونسين فيها !
-
السجن | ٨ صباحًا
رفع نظره لـ دخول العسكري إللي نطق بـ هدوء:تليد الوكيل طالبك
إبتسم بـ سخريه لوهله و تلاشت إبتسامه ينطق بـ حدّه:كثرت طلباته،عساه خير؟
إستقام بطولة يتجه مع العسكري لمكتب الوكيل و من قعد يرجّع ظهره للخلف و يرفع نظره الحاد للوكيل ومن نطق الوكيل بنبرة هادية يستفتح فيها حكيه:علّمني بالتفاصيل إللي أنت خابرها و متكتّم عليها
طوّل نظره على الوكيل لدرجة إن بسبب نظرات تليد إللي وترّته عدّل أكتافه للمرة المليون:أنا خابرها؟حتى أنت تعرفها و دارسها لكن الفساد يمشي بعروقك أنت و هالخمّة إللي معك
إحمرّت ملامحه تبيّن شديد غضبه من حكي تليد و كان بينطق لولا تليد إللي بتر كامل حروفه قبل ينطقها:الدلائل عندي مسطره تسطير ضدّك،غلطة وحدة منك يا'بسخريه'الوكيل أقلب حياتك من أقصاها لـ أدناها و أنت تدري تليد بن يزيد ولك ماضي شريف وياه
إبتسم الوكيل يخفي خوفه من صدق حروف تليد ومن نطق مقصده يستفز تليد:أعترف بكل شيء إن ودّك تطلع منها
شدّ على يده يحاول يتمالك أعصابه لأن ما ودّه يسوي شيء و يندم عليه بالأخير:إن ودّي أطلع منها؟أنت تدري أن أنا لو ودّي أطلع منها كانت ثانية وحدة ما قعدت فيها بهالمكان لكن بكرة بطلع من السجن و غصبًا عليك و على أسيادك و لو تجرّب تعترض طريقي أنت أدرى وش إللي راح يحصل لك،وصل ؟
وقف من غير ما يسمع الردّ من الوكيل و من أخذ خطواته خارج مكتبه
-
اليوم التالي
غرفة وجد | المغرب
تمدّدت على الكنب و عيونها على شاشة التلفزيون إللي مقابلها ، زفرت من رن جوالها كونها و سرعان ما فزّت من قرأت أسم المتصل إللي كانت هتّان و من ضربت جبينها كونها نست إنها متفقة مع هتان عن الطلعة ردّت عليها مباشرة : نسيت موضوع الطلعة ، تنتظرين ؟
زفرت هتان تنطق بصوت واضح عليه الملل من أنتظارها : و أنا لي فترة أنتظرك و أنتِ نسيتي الطلعة ؟ ، عندك ٥ دقائق تجهزين فيها ثم مرّي علي لأن ما أقدر أسوق !
نزّلت وجد جوالها من قفلت هتان الإتصال و من فزّت مباشرةً تتوجه للخزانة تختار لها لبس مستعجل للطلعة !
-
تليد
خرج من السجن من بعد لقاءه مع الوكيل أمس و إللي سمح له بالخروج بعد ما وقّع على أوراق كثيرة بمساعدة أحد أصحاب تليد ، أتفق مع صاحبه أن ما يعلّم اي أحد إنه خرج من السجن حتى أهله إللي ما بيعلمهم إلا بعد ما يطبّق فكرته و ينتهي منها و من وقف صاحبة سيارته مقابل لشقة تليد إللي صارت مهجورة من بعد سجنه و كان بينزل لولا إنه تذكّر شيء مهم طرى على باله وسط زحمة أفكارة : جبت لي رقمها ؟
أبتسم ' زياد ' يهزّ راسه بالإيجاب : جبت كل شيء يخصّها و أرسلته لك
إبتسم تليد بإمتنان لصاحبه و من نزل يتوجه لشقته ، دخل تليد للشقة و عيونه تتأمّل أرجائها بغرابة كل شيء على وضعه ما تغيّر ابد من كل النواحي ، توجه لـ غرفة النوم و ما فيه شيء بباله حاليًا إلا إنه يتفق مع وجد حالًا بالرغم من التعب الشديد إللي يحسّ فيه و إرهاقه إلا أنه تمدّد على السرير و سجّل رقمها بجواله و على طول إتصل عليها ينتظر ردّها
-
سيارة وجد
وقفت سيارتها مقابل بيت عمّتها و كانت بتنزل لولا رنين جوّالها إللي يُعلن إتصال وصلها ، عقدت حواجبها من رفعت جوالها و من لاحظت إنه ' رقم غريب ' رجعت ظهرها للخلف تردّ بصوت هادئ : أهلًا ؟
بلعت ريقها من وصل لمسامعها صوت شبه تعرفه و من تأكّدت كامل شكوكها بمعرفة هالشخص من نطق بـ ' المحاميّة ؟ ' ، أنذهلت و لأن كثير أفكار صاحبتها من نبرة صوته و من نطقت بتساؤل : تليد ؟
طوّل على ما ينطق بـ ' أيه ' ينتظرها تستوعب خروجه من السجن من لاحظ صدمتها و رجفتها : تليد ، عندك شيء ؟ ، بحاكيك .
رفعت يدها لـ وسط عنقها تستشعر توترّها من صوته و تساؤلات كثيرة لا نهائيّة تدور بمخها : حاكيني
زفر لأنها ما فهمته و لأن هو بـ هاللحظة ودّه يشبع نظره فيها و ودّه يكلمها بالموضوع بالوقت ذاته : بالجوال ما ينفع ، نلتـ..
بترت كامل حروفه تنطق بالنفي مباشرةً : ما بنلتقي ، الجوال يكفّي
طوّل صمته لوهله من رفضها المباشر و من نطق عنادًا فيها بنبرة لا تقبل النقاش بكلّ ما فيها : بتلقيني بـ ' كوفي الـ#### ' نص ساعة و أشوفك موجودة ، و أنتبهي لأن الحكي ما يتكرّر
قفلت الإتصال بغضب يعتريها من أسلوبه و من نزلت لـ بيت عمّتها تدخل لـ غرفة وتد مباشرةً : تخيّلي !
إلتفتت هتان تطالع وجد بغرابة من طريقة دخولها : وش أتخيّل ؟
مدّت لها جوالها بعد ما فتحت رقمه تورّيها أخر الإتصالات إللي وصلتها : تليد طلع من السجن ، إتصل عليّ لجل يلتقي فيني !
عدّلت جلستها من حسّت بذهول هتان ترجع شعرها للخلف : أنتِ متخيّلة ! ، ما أدري وش صار أحس مــ.
بترت حروفها و للأن مبيّن على ملامحها الذهول : بتقابلينه ؟
هزّت راسها بالنفي تعترض مباشرةً : طبعًا لا ! ، قال ' بتلقيني بـ ' كوفي الـ#### ' نص ساعة و أشوفك موجودة ، و أنتبهي لأن الحكي ما يتكرّر ' عنادًا فيه !
ضربتها بعدم إدراك تهزّ أكتافها لجل وجد تستوعب كل الأحداث إللي تحصل حولها : مستوعبة حكيك ؟ ، بتقابلينه و أنا معك ، حرّكي
بيّن الألم على ملامح وجد تنطق بصدمة : أنتِ إللي مستوعبة حكيك ؟ ، ما ودّي ألتقي فيه او حتى أسمع صوته
ضحكت هتان بسخريه لأن كلام وجد يقول شيء و عيونها تقول شيء مختلف تمامًا و الأكيد أن قلبها يوجّهها لـ أنها تلتقي بتليد : تعرفين مين أنا ؟ ، اعرفك أكثر من نفسك و أدري أن قلبك يبيك تلتقين فيه لكن عقلك يرفض الفكرة و تبينها مني ؟ ، أتبعي قلبك هالمرّة !
-
شقة تليد
واقف بالخارج و عيونه تتأمل سياراته أخذ أوّل سيارة مقابله يتوجه لـ الكوفي إللي بيلتقي فيه مع وجد إللي واثق أشدّ الثقة بإنها راح تقابله و ما هي إلا دقائق و وصل للكوفي يقعد بإحدى طاولاته و تنهد براحة لأنه إختار هالكوفي بالذات من بين كل الكفيهات بسبب هدوءه و نادرًا أحد يجيه و رفع جواله يشغله على ما توصل وجد إللي طوّلت
-بعد دقائق-
سكن كامل كونها من بداية دخولها إنتبه لها و من تلاقت عيونها ببحور عيونه و رفعت يدها لـ عالي عنقها حركتها إللي تسوّيها كل ما تتوتر لجل تخفّف توترها لكن ما خفّ و لو شوي إنما زاد لأنه رفع نظره من حس بدخولها و ترك كل شيء بيدّه و تركيزه صار عليها مو على شيء ثاني و لأن قلبها ينبض بجنون من نظرته تروّى تفاصيلها ، باعدت نظرها عنّه تلتفت لـ هتان إللي بيّن على هيئتها الدهشة لأن مشاعر اللقاء بلغت باطن قلبها و ما إنتبهت إلا من همست بإذنها بنبرة تبيّن رجفتها : خلّيك بـ أبعد طاولة
ما كان من هتان إلا الموافقة و لأن ما امداها تنطق من وجد إللي ابتعدت عنها تتوجه لـ طاولة تليد تقعد مقابله تخفي توترّها تنطق بهمس مسموع لـ تليد : السلام عليكم
استقامل يعدّل ظهره يسلّمها تركيزه الكامل و من عيونه إللي توّسطت ملامحها تبيّن هدوءها ، مُغرم بكلّ تفاصيلها و كيف إنها تبيّن القوّة و تخفي توترّها قدّامه : و عليكم السلام ، كنت واثق بجيّتك و ما خذلتيني !
رجّعت ظهرها للخلف تستقيم بجلستها بالمثل و من رفعت نظرها لـ عيونه : وش مطلّعك قبل محاكمتك ؟ ، غريب وضعك
تجاهل سؤالها لأن تركيزه على ملامحها إللي أبسط تفاصيلها مُلفتة و لفت إنتباهه بقايا جرح وسط حاجبها : وش إللي جارحك ؟
بلعت ريقها ترفع اناملها لـ الجرح تلقائيًا : إنجرحت من زجاج وحده من الصور
نظره تركّز على طريقة كلامها وقت قالت ' وحده من الصور ' و من نطق برفعة حاجب : صورتي ؟
زفرت لأنه ما يخفى عليه شيء و من نطقت تهزّ راسها : صورتنا
إبتسم إبتسامة جانبيّة لأن كلامه بمحلّه : الخافي البيّن يا الوجد
كشّرت من نطق أسمها بـ هالنبرة و من أضاف الألف و اللام بداية أسمها : أسمي وجد
كتم ضحكته من نرفزتها و من رفع يدّه لـ دقنه : سمّي يالوجد ، أبيك ترجعين تعلّمين أهلك أن بكرة بتكون محكمة تليد و أنك أنتِ إللي بتكونين محاميتي ، هذا المطلوب منّك فقط. 
عقدت حواجبها بإستغراب من طلبه و من نطقت بتساؤل : ليش ودّك اسوي كل هذا ؟ ، و انت مين طلّعك قبل محاكمتك اساسًا
صرف النظر عنها يوجهه لـ النادل : حابّه تطلبين شيء ؟
غمّضت عيونها تشدّ على يدها من تجاهله لـ سؤالها و من هزّت رأسها بالنفي : مين قلك أن القعدة مطوّلة معك ؟ ، جاوب على تساؤلاتي قبل أفصل عليك
وجه نظرها لها و عيونه طاحت بعيونها : ودّي توريني فصلتك لـ
بترت كامل حروفه من نطقت بحدّه : لو ما تجاوبني برفض طلبك ، و لا تستظرف أفضل
تغيّرت ملامحه يبيّن عليه الحدّه من صوتها الشبه عالي لـ درجة أن هتان إللي قاعدة بـ أبعد طاولة و مركّزة بشاشة جوالها رفعت نظرها من وصلها صوت وجد : أنتبهي لـ نبرة صوتك !
تنهدت و كانت بتوقف لولا تليد إللي نطق يستوقفها : خلّيك
عدّلت أكتافها تنطق بهدوء : عندك خيارين ، يا أنك تقول لي كل شيء ، او اعتبر طلبك مرفوض
أبتسم لوهله لأن طول هالـ ٣٢ سنة ما فيه احد تجرأ يمشّي كلامه عليه بإستثناء وجد إللي فعلًا يستثنيها من كل النواحي و نطق بعد ما طوّل صمته : انسجنت ظلم طول هالسنين و أنتِ تدرين ، قعدت بالسجن طول هالفترة مب لجل ما أقدر أطلع ! ، لا لأن أنا بإمكاني أطلع بنفس اليوم إلي انسجنت فيه ، لكن صبرت طول هالسنين لجل شيء معيّن ببالي و أنتِ مالك علاقة فيه ، عمومًا هذا جواب سؤالك و أتمنى أنك تكونين قد كلمتك يالوجد و ما تجبريني أسوّي فيك أشياء ما تودّيها
ميّلت شفايفها بعدم إعجاب لجوابه كونه ما أقنعها و لأن كلامه مبهم تمامًا : وضّح
هزّ راسه بالنفي ينهي حكيه : إللي عندي قلته و ما يحتاج توضيح ، الباقي عليك أنتِ و تصرّفي
شتّت نظرها تتنهد بضيق و تفكير عميق لكن قاطع تفكيرها صوت هتان إللي تناديها و من أبتعدت تتوجه لـ طاولة هتان تنطق بإستعجال : النحشة
عقدت حواجبها هتان بإستغراب من ملامحها و من إستعجالها : وش إللي حصل ؟ ، أقعدي
هزّت راسها بإعتراض تمدّ يدها لـ ذراع هتان توقفها : بقولك بالسيارة ، امشي الحين !
كشرت هتان تحرّر ذراعها من قبضة وجد
1
-
بيت يزيد | غرفة تارا
واقفة مقابل السرير مبتعدة بمسافة بسيطة و عيونها تتأمل مشترياتها إللي اشترتها قبل ساعات من المول ، انحنت تأخذ الفستان إللي بارز بين مشترياتها كونها اخذته بعناية تامّة و مقرّرة إنها تلبسه لمناسبة معيّنة ببالها ، ابتسمت تترك الفستان من دخول أمها إللي تقدّمت لها بسعادة و من ملامحها واضح إن عندها كلام كبير ودّها تبوحه لـ تارا و من نطقت بنبرة مهزوزة : صاحب أخوك زياد توّه دق على أبوك و قال أن محاكمة تليد بكرة !
ما كان من تارا الرد لثواني تستوعب حكي أمها و سرعان ما علّت صوتها من فرط فرحتها تضمّ أمها بكامل قوّتها و ما كان من شروق إلا الدموع إللي تبيّن فرحتها ، خلال هالدقائق دخل يزيد إللي تعالت ضحكاته من منظرهم و لأن صاروا يضحكون و يبكون بالوقت ذاته ، و قعد على طرف سرير تارا يبتسم من فرط فرحته إللي إستحاله إنه يقدر يوصفها بحكي او بشعور !
1
-
بيت باسل | الصالة
نزّل جواله بحضنه يرفع نظره لـ شاشة التلفزيون و زفر من طوّل انتظاره لـ ألاء إللي وعدها إنه يودّيها لـ مطعمه اللّيلة ، و ما هي إلا دقائق و وجه تركيزه لـ ألاء الداخلة للصالة بخطوات مستعجلة من كثر حماسها : هيّا
وقف يضحك من حماسها و من وقفت بجانبه تشبك يده بيدها تنطق بإبتسامة : يا سند قلبي و سبب إبتسامتي
رفع ذراعه يحاوط كتفها ينطق بطقطقة :يا شين المصلحة !
ميّلت شفايفها بعدم رضا لـ كلامه كونه يحسّسها إن حبها له مصلحة : بتال ؟
وجّه نظره لها من حسّ بإستنكارها لـ كلامه ينطق بإبتسامة : مجرّد مزحة
ضحكت من ملامح وجهه و هزّت رأسها بالإيجاب و خطواتها تمشي بـ جانب خطواته ، تتنهّد بـ سعادة و حب كبير لـ أخوها إللي دايم ما يرفض طلبها !
-
إللي حاملة بين احضانها دفتر الرسم و تقدّمت تقبّل خد جدتها إللي نطقت بترحيب : حيّ الله حبيبة جدتها
ضحكت بروقان من إنحنت تقبّل رأس جدها : الله وش هالجلسة الرومنسية ، ضروري ارسم جلـ.
قاطع حكيها دخول عمّها يزيد إللي ملامحه تبيّن بشاشته ، تبيّن فرحة من خطواته المستعجلة من إبتسامته إللي ما إنزاحت من ملامحه من تقدّم ينطق بصوت شبه عالي : محاكمة تليد بكرة
طوّل صمتهم لـ دقائق لأن حكي يزيد يُعتبر خبر صادم و مستحيل بالنسبة لـ الجدة إيمان و الجد عصام خصوصًا ، هالخبر إللي صار لهم سنوات ينتظرونه بكل لهفة و اليوم تحقّق و يا كبر فرحتهم بـ هالخبر يا كبرها من فرحة ، توّسعت إبتسامة وتد لأن ملامحهم تهلّلت و بيّن الفرحة عليها و لأن نفسيتهم أنقبلت تمامًا للأحسن و ما كان منهم غير الدعاء إن تليد يطلع من المحاكمة و يُفرج عنّه بعد كل هالسنوات ، تنهّد الجد ببتسامة واسعة من درى إن وجد بتكون محاميته إبتسم لأن مخطّطاته إللي لها سنين قرّب يوم تطبيقها ، وجه نظره لـ وتد إللي ضمّت جدتها من نزلوا دموعها دليل فرحها و من رفع نظره لـ السماء يدعي ربّه و ما وقّف دعاء إلا وقت حسّ بـ دموعه تخونه و تنزل على خدّه و تنهد من بعدها تنهيده طويلة تحتاج مئة رئة ! 
-بعد دقائق-
خرجت وتد من بيت جدّها تتوجه لـ مطعم بتال كالعادة و ما هي إلا دقائق و وصلت للمطعم ، رفعت نظرها لـ المراية الأماميّة تعدّل ملامحها و إبتسمت برضا لأن جمالها ماله حدّ ، و ما طوّلت على ما تنزل من سيارتها تتوجه لـ داخل المطعم مباشرةً و إبتسمت لأن من بداية دخولها إنتبهت لـ اللوحة إللي هي رسمتها كان معلّقها وسط الجدار و توّسعت إبتسامتها لأن لمحته يضحك و الروقان مبيّن على ملامحه من وقفته و من صوت ضحكاته إللي منتشرة بالمطعم ، تلاشت إبتسامتها و نظرها تركّز على البنت إللي واقفة جنبه و معطيتها ظهرها و حاط ذراعه  أعلى كتفها و يسولف لها بروقان بـ هاللحظة حسّت بشعور تعجز توصفه شعور سيء نوعًا ما و شدّت على يدها تكتم قهرها و لأنها ظنّت ظن السوء هالمرّة ، ميّلت شفايفها من بيّن الزعل لحظتها على ملامحها و رجف قلبها لأن تلاشت إبتسامته من لمح وجودها من نظره إللي تركّز على ملامحها إللي بيّنت شديد زعلها و بهتت ملامحه من كان بيتوجه لها و بيعرّفها على اخته ' ألاء ' لكنها تركته متعجب منها من تصرفها !
ثبّت نظره لـ لوحتها و تبسّمت ملامحه لأنه استذكرها وقت اعطته اللوحة ، استذكر ملامحها وقفتها و رجفة أناملها إللي شادّة على طرف اللوحة ، نظرة عيونها البنيّة و تفاصيلها الدقيقة !
-
غرفة وجد | الفجر
مرّت ساعات طويلة و عيونها للأن ما غفت من كثرة تفكيرها و إرهاقها ، إستذكرت لحظتها وقت كانت مع تليد و وقت لاحظ الجرح إللي بوسط حاجبها إللي سببها كان زجاج برواز صورتها هي و تليد بعمر صغير ، وقفت من إستذكرت الصورة و من تقدّمت لـ مكتبها تمدّ يدها لـ صورتها مع تليد إللي كانت بالأعلى ، تأمّلت جلستها بجانب وقوفه ملامحها إللي تبيّن بشاشتها عكس ملامحه إللي تبيّن الجمود ، تنهدت من أعماقها ترجّع الصورة للأعلى مستغربة من نفسها ليش للأن باقي محتفظة بـ هالصورة من بين كل الصور ؟
توجهت لسريرها تتمدّد عليه من داهمها النُعاس و من غمضت عيونها و غفت بكلّ هدوء !
1
-
مكتب وجد | ١٠ صباحًا
دخلت لـ مكتبها بـكامل هدوءها و سرعان ما إنعقدت حواجبها من نظرها إللي تركّز على باقة الورد و تتوّسط هالباقة مجموعة من الكتب و الورود عشوائية حولها ، تقدّمت لـ سطح مكتبها تمد أناملها تتحسّس الباقة و نظرها للأن يبيّن ذهوله ، لأن الورد ما كان عادي بالنسبة لها و الكتب كانت من نوعها المُفضل و إستقرّت أنظارها على البطاقة إللي بجانب الورد و من محتوى البطاقة إللي دهش و تعجّب عقلها من الكلام إللي مكتوب بـ وسطة ' أميّزك و تستاهلينها ' ، ظلّت دقائق و نظرها شبع تأمّل بالباقة و لأن للأن عقلها ما أستوعب مين صاحب هالباقة و ايش السبب و وش المقصود بـ كلامه ؟ ، و من رفعت يدّها لـ عنقها من إنفتح باب المكتب يعلن دخول شخص صامت ما صدر منّه اي صوت و إلتفتت مباشرةً لجانب الباب و سرعان ما تعجّبت ملامحها من تليد إللي دخل و عدّلت أكتافها لـ دخوله و عقدت حواجبها بإستغراب من دخوله و لأنه حتى ما تعّب نفسه يستأذن قبل دخوله و كانت بتنطق تُعلن غضبها لولا تليد إللي قعد مقابلها مباشرةً يمدّ لها صندوق مغلّف و نطق : إن غبت عنّك أفتحيها
طوّلت على ما تأخذ الصندوق منه لأن ما كان منها غير الذهول إللي تبدّلت ملامحها فيه و رفعت نظرها لـ عيونه نتطق بإستنكار : وش إللي داخله ؟
رفع أكتافه يمثّل عدم المعرفة ينطق و الإبتسامة الساخرة مزيّنة ثغره : أميّزك و تستاهلينها
طوّلت النظر بعيونه تستوعب كلمته ' أميّزك و تستاهلينها ' بـ هاللحظة هي عرفت صاحب الباقة و إللي يعرف عن وردها المُفضل و نوعيّة الكتب إللي تفضّلها و كانت بتنطق بتبوح عن مدى إستغرابها من كلمته ' أميّزك ' ، لكنه وقف و كإنه بـ وقوفه يُعلن إنتهاء الحكي إللي بينه و بينها ، مدّ يده لـ مقبض الباب و كان بيفتحه لكن إلتفت لها من تذكّر شيء : شكرًا
عيونها تأملت خروجه و بـ هاللحظة و غمّضت عيونها تشدّ على يدها من قهرها الواضح و من كلامه المُبهم بالنسبة لها لأنها ما صارت تفهمه و تفهم حكيه و لا تفهم شخصيته و الأهم ما صارت تفهم مشاعره إتجاهها و رفعت يدها تغطي وجهها بـ كفوفها من فرط عشوائيّة مشاعرها !
1
طلع من مكتبها يجرّ خطواته و عقله ما وقّف تفكير ابدًا ، و المفترض إنه يروح لـ أهله بـ هاللحظة كونهم يدرون إن محكمته إنتهى وقتها و صار الوقت إللي رجع فيه لـ أهله ، ما يقدر يوصف جزء من مشاعره إتجاهه كل شيء يصير حوله و من خطواته إللي ساقته خارج المحكمة يتوجه لـ سيارته يسند رأسه على الدركسون بضيق ما يدري سببه !
-
بيت يزيد | غرفة تارا
واقفة بوسط الغرفة و الفستان بين يدها ، هالفستان إللي اشترته من المول لجل تلبسه باليوم إللي يخرج تليد من السجن كونه كان لونه المفضل ' الخمري ' و كان يشبه فستان قديم لها و كان هديّة من تليد و لجل كذا أشترته لأنه يشبه الفستان إللي أعداها تليد هديّة لها ، نزّلته من بين يدها على السرير و خرجت خارج الغرفة و الإبتسامة مزيّنة ثغرها من كثر فرحتها بـ هالليوم إللي صار لها سنوات تنتظره !
إستقرّ نظرها على كنب الصالة إللي متوّسطين فيها - جدّها ، جدّتها ، أمها ' و إستنتجت إن أبوها للأن ما وصل ، أرسلت قُبلاتها لـ جدها و جدتها إللي توّسعت إبتساماتهم من قرّبت لهم ، إبتسمت الجدّة إيمان بـ محاولة إنها تخفي دموعها و غصّتها لأن روح تارا ردّت بـ هاليوم و لاحظت إبتسامتها و فرحتها إللي من دخول تليد للسجن هي فاقدة حسّها و روحها و ضحكها
-
سيارة لهيب
وقف سيارته مقابل لـ شقة تليد بعد ما وصلته رسالة من تليد ' تعال للشقة ، أبيك تخاويني لـ بيت أبوي ' ، كان بينزل من سيّارته يدخل للشقة لولا تليد إللي خرج من شقته و ركب سيارة لهيب بوجه جامد ، ضحك لهيب بـ هاللحظة لأن شوفته كانت فرح بالنسبة لـ لهيب و لأن النفس تأنس وقت تلتقي بـأحبابها : أنزل من السيارة ، ودّي أضمّك !
إبتسم تليد لوهله يعدّل أكتافه ينطق بتساؤل : قبل كل يوم زايرني للسجن ، مسرع وحشتك ؟
تنهد لهيب يخفي مشاعره الخفيّة بصدره و من هزّ راسه بالإيجاب : و الله إن شوقي لك ما يطفيه اللقاء يا صاحبي !
طوّلت نظرة تليد لـ لهيب لكن ما كان من الرد ، ما كان منه غير ذراعه إللي مده لـ لهيب يضمّه لـ صدره بكامل قوّته و يده تطبطب على ظهره بخفّه لأن مشاعره ما ودّه يبيّنها بـ هاللحظة !
بعد دقائق
رقّ قلب تليد من نظره إللي صار على بيت أبوه ، تعفّن قلبه من كثير الكلمات إللي إبتلعها طويلًا و بقت تنخر صدره كل ليلة ، ما يدري كيف بيكون لقاءه مع أمه و أبوه بالذات ما يدري عن مشاعره العشوائية إللي مضيّقه صدره ، قضى أيام من غير ما أحد يدري عن مشاعر قلبه مرّت طول سنينه بالسجن و مشاعر قلبه مجهولة !
قاطع سرحانه لهيب إللي ضربه بخفّه على كتفه ينبّهه بإنهم وصلوا للبيت و ينبّهه إن ابوه توّه نزل من سيارته و ساقته أقدامه لـ سيارة لهيب من لمح تليد بـ جانبه ، و من نزل تليد من السيارة يرتمي بأحضان أبوه بـ هاللحظة سند رأسه بعنق أبوه يغمّض عيونه مُنهزم حزين تائه كليًا و فضّل الصمت عن الكلام !
بيت معاذ | مرسم وتد
تبسّم ثغرها برضا من إكتملت اللوحة البهيّة و من تركت الفرشاة إللي كانت وسط أناملها ، لكن سرعان ما تلاشت إبتسامتها من تذكّرت بتال و تذكّرت الموقف إللي حصل بمطعمه و أخذت نفس من أقصاها من مشاعرها السيئة إللي صاحبتها بـ هاللحظة !
وقفت تترك كل شيء بيدها و تترك كامل مشاعرها بذات المكان و ساقتها خطاويها لـ الصالة و من نظرها تركّز على أمها إللي تقرأ القرآن بكل خشوع و تقرّبت منها تقبّل جبينها بإبتسامة واسعة و ماهي إلا دقائق قليلة و قفلت أم وتد القرأن تنزل النظارة و توجّه كامل تركيزها لـ وتد من حست بـ حكي بجوفها : سمّي يا أمي ، تبين شيء ؟
هزّت رأسها بالزين ترد على سؤال أمها : بطلع مع أجوان ، ممكن ؟
تنهدت أم وتد تهزّ راسها بالرفض و من عبست ملامح وتد من رفض أمها : كثرت طلعاتك لو تلاحظين ، خليك !
زفرت ضيقها ترجّع ظهرها للخلف ما تدري وش تسوّي بـ هاللحظة ، التفكير بـ بتال و بالبنت إللي واقف ويّاها أرهق تفكيرها بأكمله و إستقامت تتنهّد من أقصاها تتوجّه لـ مرسمها كونه ملجأها الوحيد كل ما ضاق خاطرها .
-
بيت يزيد | الصالة
أبتعد عن حضن أبوه و ساقته خطواته للداخل ، كميّة الشوق إللي يحسّ فيها لـ أمه و أخته مالها حد ابدًا ، دخل للداخل و بـ هاللحظة حلّ الصمت من دخل لأن ما توقعوا وصوله بـ هالسرعة ما كان منه حكي و لا ردّة فعل قدّام و قوف جدّه و أمه و جدته إللي تسابقوا لـ حضنه من فرط إشتياقهم ، أمّا تارا إللي تركت كل شيء بين يدّها و عيونها تتأمّل تليد إللي مبتسم شبه إبتسامة و ما تبيّن إنها إبتسامة أصلًا ، إستقرّت بمحلّها و ما رفّ جفنها إنما إنهالت دموعها بـ هاللحظة يبعد عن أحضانهم و يتقدّم لها و يتبسّم ثغره لوهله : غَلبني الشوق ، و غلّبني
ما كان منها الرد بـ هاللحظة غير ضحكاتها إللي إنتشرت وسط بكاءها و من ضمّته بأقصى قوتها و يدها حاوطت عنقه : غلبني الشوق !
بعّدها عن حضنه يضحك لـ ضحكتها يمد ذراعه يحاوط كتفها ، وجّه نظره لـ أمه إللي قاعدة بجانب جدته و جدّه إللي يتأمله بحب و الدموع متجمعة بمحاجره ، كبح شبه إبتسامة كانت بتزيّن ثغره من نطق جدّه : الفضل يرجع لله ثم لـ بنت عماد ، الحمدلله !
قعد يرجّع ظهره للخلف ينزّل جواله بحضنه بعد ما وصلته رسالة من صاحب عمره لهيب ' نلتقي باللّيل ، بروح للمستشفى زاد الشغل عليّ ' ، رفع نظره يتأمل أهله إللي إنهالات تساؤلاتهم عن حالته الصحية و النفسية و عن كل شيء ممكن إنه يخطر بـ البال و رفع رأسه يسنده أعلى الكنب يمثّل عدم المبالاة من جدّه إللي فتح جواله و إتصل على عماد !
-
بيت محمّد
خرجت من غرفتها بإستعجال كونها تذكّرت إن عندها موعد بالمستشفى و للأسف إن لا أمها و لا أبوها موجودين بالبيت ، شتمت حظها لـ ثواني كونها ما تقدر تسوق بسبب حالتها الصحيّة أثر الحادث لكن على أخر لحظة تذكّرت ' وجد ' و مباشرة فتحت جوّالها و و أتصلت عليها  و ماهي إلا ثواني و وصلها صوت وجد ' هلا عيني '
عقدت حواجبها من لاحظت تغيّر صوت وجد : بعيدًا عن صوتك إللي يخبّي الحزن ، فاضية ؟ أبيك توديني للموعد .
إبتسمت وجد بـ هاللحظة كيف إن هتان تفهمها من صوتها و من نطقت بتنهيدة : بحاكيك بكل شيء ، توني طالعة من المحكمة و بمرّ عليك
قفلت الإتصال تتوجّه لـ الصالة تتوّسط الكنب تمدّ رجلها بخفّه وسط الألم إللي تحس فيه ، من بعد أخر طلعة طلعتها و كانت من ' وجد ' و رجلها صدمت بشيء قوّي من يومها الألم ما وقف إنما يزيد ، تنهدت من أعماقها ترجّع ظهرها للخلف لأن كل شيء صار لها بسبب الحادث و لأن رجلها صارت تتحسّس من اي شيء تصطدم فيه او تمشي عليه و من غير الصداع إللي بسبب قلّة الأكل و الشرب و التفكير .
ما طوّلت هواجيسها من وصلتها رسالة من وجد تُعلن وصولها و من وقفت بصعوبة شديدة تمشي بهدوء لـ سيارة وجد ، و نزلت وجد من سيارتها بإستعجال من لاحظت هتان و خطواتها الصعبة و مدّت يدها لـ ذراع هتان تمشّيها بجنبها : بسم الله عليك ، تبين أشيلك ؟
ضحكت هتان وسط ألمها من كلمتها ' تبين أشيلك ' : تراك أنحف مني ، لا تسوين فيها !
كشرت ملامحها تفتح لها الباب : أدخلي و أنتِ ساكتة بس
-
المستشفى | مكتب لهيب
رجّع ظهره للخلف يمدّ يده لـ ملف مواعيد المرضى ، ميّل شفايفه يتأمل أسماء المرضى و إنعقدت حواجبه من إستقرّ نظره على أسمها ' هتّان بنت محمد ' إبتسم يتأمل أسمها لثواني قليلة و من ترك كل شيء بيده يخرج لـ قسم الإستقبال كونه إنتهت كل المواعيد و ما بقى غير ' هتّان ' ، إبتسم يرفع نظره و يوجّه كامل تركيزه و حكيه لـ موظف الإستقبال إللي ابتدأ حكيه بالسؤال عن الحال و الأحوال و أسترسل حكيه مع الموظف إلا أن بتر كامل حروفه من أنتبه لـ دخول هتّان و بجنبها وجد، تقدّم لها مباشرةً لأن نظره تركّز على خطوات هتّان إللي غير مستقرّة و لأن ذراع وجد محاوط هتّان و أخذ نفس من وقف مقابلهم ينطق بهدوء : تحتاجين كرسي متحرّك؟
كشّرت ملامحها مباشرةً تهزّ راسها بإعتراض:لا
ما رد عليها بحروفه إنما إلتفت لـ يساره يوسّع نظره لـ الزاوية إللي دائمًا يكون فيها كراسي متحرّكة إحتياطية للحالات الطارئة و أخذ خطواته يسحب الكرسي إللي مقابله مباشرةً يسوقه لـ هتّان إللي واقفة بذهول من تقدّم لها بالكرسي و نطق يسترسل حكيه:حالتك الصحّية ما تسمح لعنادك 
ما نطقت توجّه نظرها لـ وجد إللي طالعتها بنظرة و كإنها توافق على كلام لهيب ، إنحنت تقعد بصعوبة على الكرسي و كاتمة قهرها كونها تدري إن حكي لهيب بأكمله صحيح و ما تقدر إنها تكمّل خطواتها للداخل من ألم رجلها إللي مع كل خطوة تخطيها كان يزيد ألمها
بعد دقائق
مدّت ذراعها لـ ذراع هتّان تساعدها بإنها تنزل من الكرسي المتحرك بعد ما وصلوا لغرفة العلاج ،و كانت بتقعد بجانب هتّان لولا جوالها إللي رن يُعلن إتصال وصلها من أبوها و أشّرت لـ هتان بإنها بتخرج تكلم أبوها و فعلًا أخذت خطواتها للخارج : لبيه بابا
توّسعت إبتسامتها تضحك من نطق و الفخر يبيّن على نبرة صوته : يا حبيبة قلب عماد أنتِ و يا كل فخري ، جدّك عصام توّه داق عليّ و طول المكالمة يمدحك و يمدح فضلك بعد الله و تدرين ؟ ، قرّر إنه يسوي عزيمة كبيرة بديرته بمناسبة خروج تليد من السجن و بمناسبة أنك أنتِ محامية تليد ، حروفي تعجز وصفك يا محامية قلبي أنتِ
ضحكت بذهول من حكيه و من حست بإبتسامته طول ما هو يحكي : بابا !
إبتسم من ذهولها يلي واضح من طريقة نطقها لـ ' بابا ' : و ايه ترا بنروح للديرة بعد يومين تقريبًا ، وقت ترجعين البيت بتفاهم معك
تنهدت تنهي حكيها و قفلت جوّالها ترجع للداخل ، إنعقدت حواجبها بإستغراب من إستقرّ نظرها على ملامح هتّان و نظراتها الحادّة لـ لهيب !
-
بيت يزيد
طوّلت نظرات تليد لـ جده إللي نطق بنبرة تعبّر عن شديد حماسه : بإذن الله بعد يومين عزمت الكل ببيتي إللي بالديرة بمناسبة خروج تليد من السجن و بنقعد فيها كم يوم ، كتغيير للنفسية و منها نستعيد ذكرياتنا مع فهد و عياله و أحفاده !
تبسّم لوهله من تذكّر تفاصيلها بمخيلته و من رجّع ظهره للخلف و نظره تركّز على نظرات تارا المشكّكة حوله : وش تفسّرين نظراتك ؟
ما ردّت عليه تكتفي بالضحكة إللي ما قدرت تكتمها من نظراته و لأنها فهمت سبب إبتسامته و تبسّمت ملامحها من إبتسامته يلي تبيّن سروره و من نطقت : أسوّي لك شاهي ؟
المستشفى
رفعت نظرها وجد لـ هتّان إللي رن جوّالها و من تغيّرت كامل ملامحها من لمحت أسم المتصل : أهلين أمي
وجّهت نظرها لـ وجد مباشرةً تعضّ شفايفها من إنهال صراخ أمها عليها ، أخذت نفس تقوّي نفسها لا تنهار قدّام لهيب بـ هاللحظة و من نطقت بهدوء : أمي أنا بالمستشفى ، وقت أرجع بحاكيك
قفلت من غير ما تسمع ردّ من أمها و من إعتدلت بجلستها تحت أنظار لهيب يلي نطق بإستغراب كونه لاحظ تغيّر ملامحها : حصل شيء ؟
و تبدّلت ملامح لهيب يلي تبيّن ذهوله من نزعت الرباط إللي كان بين ساقها تنطق بغضب : مالك دخل
ميّل شفايفه يتأمل ملامحها الغاضبة لوهله و من إنحنى يرجّع الرباط حول ساقها ينطق بإبتسامة عجزت تفسّر سببها : مشاكل أهلك لا تدخلينها بصّحتك ، بعطيك أدوية و إجباري تلتزمين فيها لجل سلامة رجلك لأن الواضح بالأشعة إنك بالفترة أهملتيها و أهملتي صحّتك و نفسيتك !
رجعت تتمدّد مالها القدرة بإنها ترجع تناقشه من قوّة ضيقتها و لأن لو نطقت بحرف بتنهار قدّامه و هي ما ودّها بـ هالشيء و غمّضت عيونها تغطي وجهها بيدينها من ضغط مشاعرها و ضغط أمها عليها إللي للأن ما فهمت سببه !
بعد دقائق
وقفت هتّان بصعوبة تتبع خطواتها وجد متوجهين خارج المستشفى بالكامل لكن وضحت الصدمة على ملامح وجد من إستقرّ نظرها على تليد الداخل للمستشفى بخطوات ثابتة ، أخذت نفس من أعماقها لأنه لمحها و أنتبه لوجودها ، كتمت قهرها تشدّ على كف يدها من مرّ من جنبها و تعدّاها من غير ما يظهر عليه الإهتمام و ما تدري ليه زعلت من تجاهله الواضح لها بس بالأخير هي مالها حق تزعل من تجاهله لها كونها ما تعتبر نفسها شيء مهم بالنسبة له ، أستوقفت خطواتها هتّان إللي وقفت فجأة و كإنها توّها تستوعب إن تليد مرّ من جنبهم : هذا مو تليد ؟
هزّت وجد رأسها بالإيجاب تستكمل خطواتها : حركاته و نظراته أستفزّتني !
مدّت هتان ذراعها حول عنق وجد تستند عليها : أستفزّيه نفس ما يستفزّك
ما كان منها الرد على حكي هتّان إنما كملت خطواتها للخارج و تفكريها محصور بـ تليد و نظراته إللي عجز قلبها يفسّرها
~
دخل لـ مكتب لهيب و مباشرةً قعد مقابلة و نطق بكل هدوء : وش تسوّي عندك ؟
رفع نظره من إنتبه لـ وجوده يترك كل شيء بيدّه : وجد ؟ بنت عمّتها عندها إصابة و هـ
بتر كامل حروفه من نظرات تليد الحادّه إللي توترّته لـ درجة إنه أعتدل بقعدته : وش إللي حصلك يا ولد عمّي ؟ ، وقعت و قلبك صار ملكها ؟
عضّ شفته بهاللحظة يحاول يتمالك أعصابه من حكي لهيب : الظاهر إنك تحتاج تعديل لـ عظامك يا ولد العمّ ، ثمّن حكيك قبل ينطقه لسانك
كتم ضحكته لهيب من ملامحه و نبرته إللي توضّح شديد غضبه من حكي لهيب و من رجّع ظهره للخلف يأخذ نفس من أعماقه يكمّل حكيه مع تليد إللي ساكت و لا صدر له أيّ صوت
~
ساقتها خطواتها لغرفتها بعد ما وصّلت هتان لبيتهم و إللي كان ودها إن وجد تقعد وياها لكن وجد رفضت لأن نفسيتها ما كانت تسمح بإنها تختلط مع أحد،توّسطت سريرها وما مرّت ثواني إلا وهي على الأرض قريبة من السرير، طول جلستها تفكّر بتليد و طوّلت بأفكارها و كيف إنها خلقت تسعين مشهد و تسعين حوار ممكن إنه يدور بينها و بينه بالمستقبل،سكن كونها من تذكّرت هديته إللي حطتها بالسيارة وما تذكرتها إلا الأن،أستقامت بوقفتها تتوجّه لـ الخارج و تحديدًا لسيارتها بخطوات مستعجلة لجل ما ينتبه عليها أحد،سكنت ملامحها وخطواتها توقفت مباشرة من إستقر نظرها على أوس إللي توّه نزل من سيارته وكتب الجامعة بيدّه و تبسّمت ملامحه من لمحها ومن نطقت : قوّة
رفع يده ينزّل نظارته من عليه:يقوّيك حبيبتي
و دخلت للداخل بعد ما نزّلت الباقة و الصندوق و كانت بتصعد للأعلى لولا صوت أبوها إللي أستوقف خطواتها:وجد
لفّت كامل جسدها له تعطيه كل إهتمامها و تركيزها و من إستعجلت بخطواتها تقرّب لـ حضنه:يا عيون وجد أنت
تبسّمت ملامحه يحاوط كتفها بذراعه و عقد حواجبه من إنتبه للي بيدّها،لكنه ما نطق من دخول أمال للصالة:وجد يا أمي الأكل بالمطبخ،كلي لك شوي و بعدها أصعدي نامي و ريّحي
هزّت رأسها بالإيجاب تبتعد عن حضن أبوها تصعد لغرفتها مباشرةً،توّسطت السرير هالمرة و مشاعرها تبدّلت للأفضل و مدّت يدها تفتح الصندوق و سكنت ملامحها لوهلة تتأمّل إللي بداخله و من تركّز  نظرها على السلسال إللي متوّسط الصندوق و مدّت يدها تتلمس تفاصيله و رفعت السلسال وسط عنقها و حروفها تعجز وصف كماله و جماله
بيت محمد
تحرّكت بصعوبة للداخل و غمّضت عيونها من إشتدّ ألمها و من صوت أمها العالي المتوجه لها:وين كنتي ؟
رفعت نظرها لأمها و من شدّة ألمها ما تقدر تنطق بحرف غير صرخاتها يلي تبيّن وجعها،أما أمها إللي ما ظهر عليها ايّ فعل او كلام و نظراتها الحادّة موجّهه لـ هتّان:هذي نهاية إستهتارك و عنادك،وين كنتي؟
غمّضت عيونها تسترجع قوّتها قبل تنهار:عندي موعد بالمستشفى
توجّهت لـ غرفتها تجرّ خطواتها بصعوبة تتوسط السرير و كإنها موج يلاطم نفسه من أفكارها المتضاربة، من أمها إللي ما صارت توثق فيها أبدًا، من تغيّرت معاملتها للأسوء و صارت تحاسبها على كل صغيرة و كبيرة بحياتها ! ، كل هذا بسبب إستهتارها و بسبب حادث الدرّاجة، من بعد الحادث تغيّر كل شيء كليًا !
-
بيت معاذ | مرسم وتد
تركت الفرشاة إللي كان متوسطة أناملها بعد ما أكتملت رسمتها إللي توصف مشاعرها بـ هالفترة، أستغرقت ساعات معدودة لـ أكتمال هاللوحة بالتحديد و ما بقى لها غير اللمسات النهائية البسيطة ، وقفت تستنشق هواء صافي تغلّغل بداخلها، و رفعت شعرها عن وجهها إللي يوصل لـ عنقها و أكتمل حسنها و وقفت تتوجّه لـ المطبخ لجل تسوّي لها قهوة و حلى كالعادة تروّق و هي ترسم بمحاولة إنها تشغل نفسها عن أيّ فكرة سيئة بخصوص ' بتال و البنت إللي كانت معه بالمطعم ' تشغل تفكريها و تغيّر نفسيتها للأسوء، فزّ قلبها ترفع يدها لـ قلبها بخوف من دخول أجوان للمطبخ و من نطقت بصوتها العالي كالمعتاد ' بووو '
كشّرت ملامح وتد و ما تردّدت بإنها تمد يدها تضرب كتف أجوان بخفّه : روعتيني حرام عليك !
ضحكت أجوان لـ وهلة و ذراعها يحاوط كتف وتد تقبّل خدها بإعتذار : معليش نسيت إنك دلوعة، عرفت إنك زعلانة لأن عمتي رفضت طلعتك و جيت أغيّر مودك !
تبسمت ملامح وتد و عيونها لمعت و كانت على وشك إنها تبكي لكن أجوان ضربتها : ياليل هالحساسة، سوّي لي قهوة معك !
ضحكت تهزّ رأسها بالإيجاب من أبتعدت أجوان عنها، إستمرّت سوالفهم لـ دقائق على ما ينتظرون القهوة تجهز .
-
صـالـة بـيـت يـزيـد
عدّلت تارا أكتافها تترك جوّالها وسط حضنها ترفع نظرها لـ أمها إللي نطقت بهدوء : بكرة بنروح لـ بيت جدّك القديم إللي بالديرة لا تنسين
إبتسمت لأن خبر روحتهم للديرة ما إنمحى عن بالها أبدًا، خصوصًا بعد ما درت إن سبب الروحه لـ الديره لجل خروج تليد من السجن و لجل وجد، رفعت نظرها لـ دخول تليد للصالة إللي توّه راجع من المستشفى ' عند لهيب ' و قعد بجانب أمه بعد ما قبّل جبينها يوجّه كامل حكيه لـ أمه : بتروحون الفجر ؟
إبتسمت شروق تهزّ رأسها بالإيجاب و ترفع أناملها لـ وجهه : ايه يا أمي بنروح من الفجر، تدري طريق الديرة بعيد
ما أبدى أيّ ردة فعل إنما رجّع ظهره للخلف و نظره إنتقل لـ تارا إللي تاركه كل شيء و تتأمله هو فقط : تارا
إبتسمت مباشرةً تعتدل بجلستها : يا عيون تارا و روحها أنت، أعذرني طوّلت و أنا اتأملك حلاوتك زايدة
ما قدر يكتم ضحكته من أمه إللي نطقت بهمس تحصنه و نطقت بصوت مسموع بعد ما إنتهت من تحصينه : بسم الله عليك الرحمن يا حبيبي، تهبّل من يومك
ناظرتها تارا بطرف عين تنطق بغيرة واضحة : من أول ما جاء و أنتِ تتغزلين فيه، أعطيني وجه أنا بنتك
و على حكيها دخل يزيد بهدوءه المُعتاد و من وقفت تارا لـ حضنه : الحمدلله وصل بابا إللي يدّلعني
ضحك يزيد إللي بدوره ضمّها لـ صدره : و اذا ما دلعتك أدلع مين ؟
إنعقدت حواجب تليد من إنتبه لـ ملامح تارا إللي تغيّرت و إحمرّت و الواضح إنها تكتم دمعها بـ هاللحظة، بس دفنت وجهها بصدر أبوها ما ودّها أحد ينتبه لـ دمعها لكن تليد أنتبه !
و وقف من أبتعدت عن حضن أبوها تمثّل الضحكة لجل ما ينتبهون لـ دموعها و توجهت مباشرةً لـ غرفتها، إتبع خطواتها بإستعجال و كانت بتغلق الباب لولا يده إللي منعتها من إغلاقه و دخل للغرفة و قعد وسط السرير من غير ما ينطق بحرف إنما إكتفى بإنه يطالعها بنظرة تتفحّصها ينتظرها تعبّر إللي بداخلها من غير ما يضغط عليها بالحكي، وقفت وسط الغرفة بعد ما أغلقت الباب و أنتقل نظرها لـ تليد الساكن خارجيًا و نزلت نظرها للأرض مباشرةً من حست بدموعها تخونها و تنساب على خدها و ما حست إلا تليد إللي سحبها لـ حضنه يبيها تفرّغ كل ما فيها بحضنه، رفعت يدها لـ ظهره تشد عليه و صوت بكاءها يعتلي كل ثانية و دفنت وجهها بصدره براحة عظيمة رغم دموعها لكن حنيّة تليد مُعجبة فيها للأبد، بالرغم من كل الصعوبات و المواقف و الأحداث المأساوية إللي حصلت لـ تليد إلا إنه باقي على حنيّة طفولته، حنيّة الأخ لـ أخته لو شاف دموعها من غير سبب، طريقة مواساته لها من أوّل ما لاحظ تغيّر ملامحها، من إتبع خطواتها يدخل لـ غرفتها، من ضمها لـ صدره من غير ما ينطق بعد ما شاف دمعها ينساب على خدها، من قبّل جبينها قُبلة طويلة تعبّر عن أشياء كثيرة غير مفهومة بالنسبة لـ تارا لكنّها مفهومة بالنسبة لـ تليد كونها أكثر شخص إشتاق له وقت كان بين زنزانة السجن، بعدها عن حضنه و كفوفه حاوطت وجهها يمسح دموعها بطرف أنامله : أنا معك و بيدي أمسح مدمعك، هالجمال ما يستحق تبكينه !
إبتسمت لوهلة وسط دموعها إللي مغرقة خدها وسط حزن قلبها من حكيه إللي دخل أعماقها، أبتعدت عن حضنه تمسح دموعها و تبعد شعرها عن عيونها : للأن ما أستوعبت إنك موجود مقابلي، ما أستوعبت إنك بقربي بعد ما كنت الليل ما أنامه من دعواتي اللانهائيّة بإنك تخرج من السجن و أشوفك، فرحتي ما تنوصف و تعجز حروفي بإنها توصف أيّ مشاعر أحس فيها، وحشتني بشكل ما تتصوّره و وحشتني أيامنا و سهرنا مع بعض، و كنت أتضايق كل ما تجّمعنا ببيت جدي و يجيبون طاريك يذكروني فيك بكل وقت و لحظة، يضايقني الشعور وقتها شعور العجز و كيف إني ما لي مقدرة أسوّي أي شيء لك غير الدعاء !
طول ماهي تعبّر عن إللي بداخلها دموعها تنساب بغزارة على خدها، يتأمل طريقة حكيها و بحّة صوتها و شهقاتها، يحبها بجنون و يعاملها معاملة بنته مو أخته ، حنون عليها و ما يرضى يصيبها أيّ شيء و لو إنه بسيط لأنه يعتبره شيء كبير بالنسبة له و ما يتحمّل يشوفها حزينة و تبكي !
بكاءها أول ما طلع من السجن ما كان بـ هالقوّة و الظاهر إنها كاتمة أشياء كثيرة بقلبها و لأن كل هالأشياء تسبّب تراكمات بمشاعرها و أيّ شيء تافه يأثّر عليها !
2
-
مرسم وتد
رجّعت ظهرها للخلف تسند ظهرها على الكرسي و أجوان قاعدة بجنبها و نظرها إنتقل لـ لوحات وتد البهيّة المنشرة بالمرسم و نطقت بعد ما تذكّرت معرض الرسم إللي مشاركة فيه وتد : متى يبتدي المعرض ؟
إنتقل نظر وتد لـ لوحاتها إللي جهزتها للمعرض بالتحديد : للأن ما أدري متى الوقت المحدّد، لكن صاحب المعرض تواصل معي على أساس لوحاتي تكون جاهزة للمعرض بأيّ لحظة
وقفت مقابل لـ اللوحتين إللي رسمتهم بأخر فترة، كيف أن هاللوحتين تعبّر عن مشاعرها الداخلية و فوضويتها العارمة، كيف إن هاللوحتين باللون الأسود فقط و ما فيهم أيّ تفاصيل تدل على الحياة او الفرحة مثل لوحاتها الباقية !
-
بعد مرور يوم
ديرة الجد عصام | ٣ ظهرًا
الكلّ متجمع بإستثناء - تليد , وجد -  في دار عصام ، الدار يلي يملئه الدفء بين زواياه، بين ضحكات الموجودين و صوتهم إللي يرتفع ما بين البين
خارج دار الجد تحديدًا بمواقف السيارات
إستقرّ نظره على السيارة إللي وقفت بجانب سيارته و من تركّز نظره على إللي داخل بالسيارة، تعدّل بقعدته لأنها لاحظت سيارته يلي بجانب سيارتها و كانت بتنزل لكن بسبب وجوده ما قدرت تنزل كونها تنتظره ينزل أولًا و تنزل بعده
مرّت دقائق و ما أحد فيهم تجرّأ بإنه ينزل من السيارة قبل الثاني، أثنينهم ينتظرون واحد منهم يبادر و ينزل من السيارة قبل الثاني و فعلًا نزلت وجد بعد ما طوّل إنتظارها بالسيارة و مثّلت التجاهل بحيث ما تطالع سيارته أبدًا لكن خانها نظرها و طالعت أسفل سيارته حيث لوحة السيارة ظهرت بالكامل، متميّز و منفرد بكل حاجة حتى رقم سيّارته إللي كان ' ٧٧٧ ' تحب و يحب قلبها هالإنفراد منه مو من غيره، توازنت خطواتها تحمل شنطتها أعلى كتفها اليسار متوجه للداخل و ما إنتبهت لـ نزوله بعد نزولها
1
-
رفع نظره من لمح خطوات تتقدّم إتجاهه و توسعت إبتسامته تلقائيًا لـ دخول وجد و خلفها تليد، ما كانت منتبهة لـ وجود تليد خلفها إلا من نطق جدها بـ ' حيّ الله وجد و تليد ' بهتت ملامحها من جملته تلتفت خلفها تأكّد نظرها من وجوده و شتّت نظرها مباشرة تأخذ نفس من أعماقها من تخطاها تليد و قرّب من الجد فهد ينحني يقبّل جبينه و هي بدورها تراجعت بخطواتها للخلف و زفرت من طوّل سلام تليد على جدها كونها المفروض تسلّم عليه قبله بحكم إنها دخلت قبله لكن هو مانعها !
تأملت تفاصيل ظهره الواضحه على ثوبه و ما صحت من تأملها إلا من صوت جدها إللي نطق و كإنه ينبّهها : تعالي يا أمي !
إنساق نظرها لـ تليد إللي ساقته خطواته للرجال توجهت لـ قسم النساء بعد ما سلّمت على جدها و من بداية دخولها طاح نظرها على تارا إللي ملامحها قريبة من تليد لـ درجة عالية بالرغم من الإختلاف الملامح البسيطة بينهم، تبسمت ملامح تارا من كثر حبها لـ وجد إللي ما ينوصف أبدًا لـ أسباب كثيرة و من أهم هالأسباب و أولهم إن لها فضل في خروج تليد ' ظنّها ' من السجن بعد فضل الله
وسط جميع أنظار الموجودين يتأملون جلوسها، ريحة عطرها إللي فاحت بالأرجاء، إبتسامتها الهادئة و نظرها إللي مستقرّ على أمها يلي تطالعها بنظرات عجزت تفسرها و ماهي إلا ثواني و إنهلت عليها الأسئلة من الحريم عن سبب تأخيرها و أشياء ثانية لا تُذكر.
1
-
مجلس الرجال
دخل بخطوات متزنة و عيونه ما تركّزت على شيء معيّن و قعد بجانب لهيب بعد سلامه على الرجال يرجّع ظهره للخلف و وجّه كامل تركيزه لـ  لهيب إلي همس بتساؤل : شعندك تأخرت ؟
بتنهد يهز رأسه : لو إن هالتجمع مو عشاني كان ما شفت رقعة وجهي، بس مجبور
طالعه لهيب بطرف عينه و الودّ وده يجلده بس أحترم الموجودين : وش هالكلام ؟ لو سمعه جدي بيزعل و الله
طوّل نظر تليد بعيون لهيب ينطق بعد صمت دام لـ ثواني : أقدّر معروفه، بس ما يهمني !
عضّ لهيب شفته يتمسك بأعصابه : أنت قليل أدب فعلًا
ضحك بسخرية يعتدل بقعدته و تفكيره ساقه لـ وجد و أبحر بالتفكير فيها.
-
الـلـيـل
وسط الحوش تحديدًا عند قعدة البنات إلي مرتبين لهم جلسة و قاعدين بشكل دائري و سالفة توديهم و سالفة تجيبهم، وسط سوالف البنات اللانهائيّة نظر وجد كان على وتد الساكنة بملامحها و تصرّفاتها يلي تدل على رقّتها و حرصها بأبسط الأشياء، أنتبهت هتّان لـ تأمل وجد يلي طوّل على وتد و من هزّت كتفها بخفة : وضعك مو طبيعي !
شتّت وجد نظرها للبعيد من غير ما تنطق بحرف و إستقامت تتوجّه للخارج ما كانت تدري وين وجهتها بالضبط لكنها مستسلمة لـ خطواتها يلي أستوقفتها وسط الرمال و ضوء أنوار البيت الخفيف لكنه يبيّن كل شيء !
طاح نظرها على العصا إلي متوسطة الرمال و إنحنت تأخذ العصا بين أناملها تخطها على الرمال و إبتسمت من خطّت على الرمال بالعصا و كتبت ' على البال كل التفاصيل على البال ' و سرعان ما تلاشت إبتسامتها تشهق من خوفها تترك العصا من بين أناملها من سمعت صوته خلفها ينطق و شبه إبتسامة مزينة ثغرة ' عسانا على البال يالوجد ' هالمرّة إبتسم إبتسامة كاملة من خوفها الواضح بيدها الراجفة إلي متوسطة صدرها و من غمضت عيونها تأخذ نفس من أقصاها قرّبت خطواتها له بعد ما أستعادت قوّتها تتكتف و عيونها بعيونه : ثقتك بنفسك جدًا عالية و خيالية لدرجة تظن إنك تمرّ ببالي
ميّل شفايفه و وضح على ملامحه إنه ما حب ردها له و هز رأسه بالإيجاب لأن ثقته بمحلّها فعلًا : واثق إني ببالك لـ درجة خياليّة ما تتصورينها، لا تخبّين الواضح خصوصًا قدامي !
ما ردت عليه لأن توترها من نظراته زاد عليها، لأن نظره صار متركّز على عنقها تحديدًا على السلسال إللي جابه لها و تقدّم وسط خطواتها الثابتة ينطق بهدوء : قطعة منّي تعانق عنقك
رفعت أناملها مباشرة تغطي عنقها بيدها تنطق بنبرة شبه حادّه تبين غضبها : هالقطعة بتخلّص منها بأقرب وقت دامها منك أنت
تسارعت أنفاسها و يدها شدّت على السلسال إلي بعنقها من قرّب و إنحنى لها يهمس بإذنها : أنهيك لو سوّيتي بـ هالقطعة شيء
أبتعد عنها بإبتسامة ملاحظ سرعة أنفاسها من قربه : أدخلي
ما نطقت بحرف و ما قدرت أساسًا، ما أستوعبت سرعة الأحداث و ما أستوعبت قربه و همسه بإذنها و حكيه لها و دخلت للداخل و هو بخلفها بمسافة قصيرة.
2
-
الجانب الأخر
بين يزيد و عماد إللي أنتبهوا لـ دخول وجد يلي بخلفها تليد و للأسف إن تفكيرهم إنساق لـ شيء أخر، و نطق يزيد إلي علّى صوته ينادي تليد إلي أنتبه له على طول و لبّى نادءه يوقف مقابله من غير ما ينطق بحرف وسط نظرات عماد يلي تتفحص تليد : وجد كانت معك بالخارج ؟
غمّض عيونه بضيق و يدري إن بعد هالسؤال راح ينفتح باب تحقيق ماله نهاية : كلمتها بخصوص قضيتي بس، مو إللي ببالكم أرتاحوا
ميّل يزيد شفايفه ينطق بشبه حدّه و بهمس : لا تكثر حكي وياها مهي محرم لك، و إن كان ودّك بالوصل أبوها قدامك
رفع نظره لـ عماد إللي واقف بجانب أبوه، يفهمون و يعرفون قوّة شخصيته و حكيه يلي يطبقه برضاه وسط رفض الجميع : لو ودّي بالوصل كان ما تردّدت قبل سجني، كل شيء بوقته أفضل !
1
-
صباح اليوم الثاني
أخذت دلة الشاي الأحمر إللي سوّته بنفسها بطلب من جدها كونه ما يحب الشاي الأحمر إلا من وجد و توجهت لـ القعدة إلي بوسط الحوش هالقعدة إلي يقعدون فيها طول وقتهم خصوصًا الرجال كونها وسط الزرع و النافورة على يمينها، طالعت القعدة يلي ما فيها غير جدها فهد و عصام، إبتسمت من لمحها جدها فهد يرحب فيها قبل توصل بجنبه و نزّلت الدلة على الطاولة يلي وسط القعدة و صبّت لـ جدها فهد أولًا ثم لـ عصام ثانيًا و قعدت بالكرسي المنفرد و ملامحها متبسمة من مدح جدها لكن ما طوّلت إبتسامتها من لمحت خطوات تليد المتوجهه للقعدة و عبست ملامحها مباشرةً تنزّل نظرها للأسفل من تذكرت تفاصيل ليلة أمس و ما قدرت تنطق بحرف من نطق جدها فهد ' تعال جرّب شاي وجد ' و من نطق بضحكة جدها عصام ' خبري إنك ما تحب الشاي من يومك صغير ' ، تبسمت ملامحه لأنه كان يتأملها من وقت ما سوّت الشاي بالمطبخ، كان يتأمل ضحكاتها مع جدتها نورة و كيف إنها واثقة بإن الكل راح يحب شايها و هو الشاي الوحيد يلي فعلًا يحق له بإنه ينقال له صنع بحب، تقدّم للطاولة و إنحنى يصب لنفسه و نطق بجرئته المعتادة : بحبه دامه من يد الوجد
إحمرّت ملامحها تعتدل بقعدتها تلقائيًا، عجيب كيف قادر يغيّر ملامحها بحكيه بثواني ! و عجيب كيف يتجرأ ينطق هالحكي قدام جده و جدها من غير مبالاة، رصّت على أسنانها ترفع نظرها له و نطقت بهمس شبه مسموع لـ تليد : قليل أدب
غمضت عيونها من إحساس القهر يلي ملأها بسببه و من ضحكته إللي تعمدها لجل يستفزّها مو لجل شيء ثاني و وقفت من لمحت خطوات لهيب و بجنبه أوس و بتّال و الظاهر إن توهم صاحين من ملامحهم و توجهت للداخل مباشرة و قلبها ما وقف شتايم بتليد و تصرّفاته وسط نظرات تليد إلي تتبعها بدقّة و تركيز عالي بعدم مبالاة لـ نظرات جده
4
-
قعدة النساء
رفعت هتان نظرها لـ دخول وجد و ملامحها تبيّن شديد نرفزتها، عقدت حواجبها من قعدت بجنبها بتزفيرة : وش حصل لك ؟
رجّعت نظرها للخلف تشتّت نظرها : تليد
زفرت هتان بنرفزة : وش سوّى لك ؟
رفعت أكتافها بحيرة تتذكر كل تصرفاته : أحيانًا أحسه يحبني، و أحيانًا أحسه يكرهني ، و ما وده غير إنه ينرفزني بتصرّفاته و يكرهني فيه، أمس وقت شاف العقد بعنقي قال ' قطعة مني تعانق عنقك ' اهخ منه كيف قادر بإنه يرفعني لأعلى سماء و ينزّلني لقاعها
طوّل صمت هتان تستوعب تصرّفات تليد و نطقت بعد ما طوّل صمتها : يحبك و لو إن بعض تصرفاته ما تدل على حبه، احساس قلبك وش يقول؟ لأن على قولك احساس القلب دوم صادق
ما ردت عليها تاخذ نفس من اعماقها و أنتبهت لـ حنين يلي تناديها : سمّي ؟
ابتسمت حنين من لبّت نداءها و من استقامت باستعجال : بالمزرعة موجود اصطبل يا كبره، تروحون نستكشف ؟
وقفوا البنات بسرعة تدل على حماسهم للأصطبل بإستثناء هتان يلي وقفت بصعوبة
1
-
الأصطبل
دخلت حنين و بجنبها تارا و الباقي يمشون خلفهم، من بين جميع الخيول إستقرّ نظر وجد على خيل واحد مميّز عن باقي الخيول و أنتبهت لـ تارا يلي وقفت بجنبها بعكس البنات إللي أنتشروا بالأصطبل و نطقت تارا بتنهيدة تدل على خبايا و حزن عميق بجوفها لأنها أنتبهت لـ نظرات وجد المتركزة على خيل واحد وسط كل هالخيول : خيل تليد و أسمه ونيس
و أسترسلت تارا حكيها من حست بإستماع وجد لها : ونيس يؤنس حياة تليد، ما يحب أحد يلمسه غير تليد و بالمثل تليد يلي مشدّد إنه ما فيه أي بشر يركب الخيل او حتى يلمسه و من قبل لا ينسجن تليد بشهور سحب عليه بشكل خلّى الكل يستغرب من تليد و حبه لـ ونيس و كيف إنه قدر يسحب عليه لـ شهور، لكن أنبسطت وقت شفته أمس بالليل كان قاعد بجنبه منظرهم أسرّني و ونس قلبي بشكل ما تتصورينه .
عيونها ما نزلت عن تارا تسمع جميع حكيها عن تليد و راودتها تساؤلات كثيرة عن سبب تغيّر تليد عن ونيس قبل سجنه، ما نطقت بحرف إنما أخذت جوالها و دوّرت على رقم تليد يلي حافظته بجوالها بحكم إنه قد كلمها بعد خروجه من السجن و ليلة لقاءه فيها و كتبت بشكل مباشر و من غير مقدمات ' بلمس ونيس ' ما أمداها ترمش من سرعة ردّه و كإنه ينتظر أيّ رسالة منها و كان رده ' ألمسيه و ترّقبي للي بيجيك ' أستنكرت رده الجارح و تهديده المباشر و كونها وجد كلمتها فوق كلمته و راح تمشّيها طرق عن خشمه و قبل تقفل جوالها رسلت له ' يا المحامية يا أنت ' و وجّهت نظرها لـ تارا تنطق بإبتسامة تحدي : بركب خيل تليد
توسعت عيون تارا بذهول تهز رأسها بإعتراض : لا تكفين تليد بيقلب الدنيا عليك
ضحكت لوهلة تحاوط ذراع تارا تكمّل خطواتها بجانبها متوجهين لـ ونيس : و أنا ابيه يقلبها عليّ
عضت تارا شفايفها يتوتر من تخيلت الأحداث يلي راح تحصل بمجرد إنها تلمس ونيس و توترها ما كان من تليد إنما من ونيس كونه ما يحب أحد يلمسه غير تليد !
تعليقات