📌 روايات متفرقة

رواية بعد الغياب الفصل الثاني 2 بقلم انفاس قطر

رواية بعد الغياب الفصل الثاني 2 بقلم انفاس قطر

رواية بعد الغياب الفصل الثاني 2 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية بعد الغياب الفصل الثاني 2 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية بعد الغياب الفصل الثاني 2 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية بعد الغياب الفصل الثاني 2

رواية بعد الغياب الفصل الثاني 2

دانة نزلت الدرج تركض ورا أبوها..

لحقته وهو خلاص داخل مقلط الرياجيل

المقلط كان فاضي/ والباب بينه وبين ومجلس الرجّال مسكر..

مسكت يد أبوها..

بحزن غاضب: يبه تكفى تكفى، شنو شهرين، أنا أبي سنة على الأقل.. (كانت تفكر إنه سنة مدة طويلة، ممكن سعود يغير رأيه فيها)

أبوها بغضب: أنتي ما تسمعين؟؟ قلت لش شهرين يعني شهرين.. وعودي وراش..

دانة بصوت عالي: يبه يعني غصبتني عليه ، وبتغصبني على موعد العرس بعد..

أبوها وصوته بدأ يعلى بعد: وش فيه موعد العرس بعد؟؟

دانة بغضب: فيها إني أكره ولد أخيك هذا، وماني بطايقته، عطني سنة يمكن أغصب تفكيري عليه وأعصر على روحي ليمون..
قرفانة منه يبه والله قرفانة منه، ارحمني يبه حرام عليك..

قاطع كلام دانة المتدافع دخول سعود المفاجئ والأشبه بقنبلة عليهم في المقلط
دانة من شافته أرتعبت، تدور شيء تستر فيه وجهها وشعرها

لكن هو توجه ناحيتها بثبات وعطاها أقوى كف يمكن تتخيله في حياتها
طاحت على الأرض وشعرها الطويل اللي كانت مرفوع بكلبس ينفك كله ويتناثر على كتفها، والدم يسيل من طرف فمها.

عقب سعود كأنه ماسوى شيء وجه كلامه لعمه: يبه طال عمرك أنا أبي اخذ مرتي لبيتي الليلة، الزواج عقد وإشهار، وكلها صارت..
والحفلة خلاص مالها داعي..
الليلة بأسوي عشا رياجيل في البيت عشان يكتمل شرط الإشهار.. وبعد كم يوم أمي تسوي لدانة عشا..

عمه اللي تفاجئ من هذا كله، بس حب يأدب دانة على قولته رد: اخذها لا بارك الله فيها..

وبعدين وجه كلامه لبنته: قومي البسي عباتش وروحي مع رجالش..

دانة اللي كانت مصدومة ومرعوبة وقلبها واقف وترتعش من الصدمة
كان ودها تترجى أبوها كل رجاءات الدنيا
وتبكي عنده أنهار
وتبوس رجله بعد عشان ماتروح مع سعود
لكن مو قدام سعود، ماراح تشمته فيها: زين يا سعود دواك عندي، أنا تضربني يالمتوحش..

بعدين وجهت كلامها لأبوها وهي تدنق عشان شعرها يغطي وجهها: إن شاء الله يبه، خله يعطيني دقايق..

سعود ببرود: هذا اللي (خله) اسمه سعود ورجالش، إذا بغيتي شيء كلميني أنا..

دانة ماردت عليه ودخلت داخل..

قبل دقايق

في المجلس محمد اللي لما سمع حس حريم في المقلط، طلع..

لكن سعود اللي عرف أن الصوت صوت دانه، أصر إنه يقعد لأنه كان يعتقد إنها ماجات للمقلط إلا لأنها تبيه يسمع
فلما سمع كلامها اللي هي تقوله: حس بالنار تحرقه من أقصاه لأقصاه لأنه أعتقد إنها تبي توجه إهانة مباشرة له، فكان دخوله عليها واللي سواه..

دانة اللي دخلت على أمها وخواتها، اللي لما شافوا شكلها ارتعبوا، أمها برعب: وش فيش؟؟

دانة بصوت ميت: بأروح مع سعود لبيته الحين؟؟

أمها كانها حد ضربها على رأسها، وخواتها مو قادرين يستوعبون هي وش قاعدة تقول..

بعد دقيقة صمت
كان أول حد تكلم غالية أصغر خواتها اللي قالت بصوت متقطع: دانة أنتي وش تقولين؟؟ بتروحين معه بدون عرس؟؟

دانة بنفس الصوت الميت: إسالي أبيش اللي أرخصني لولد أخيه..الدانة الرخيصة.. !!!

بعدين وجهت كلامها لأختها مزنة: مزنة تعالي معي لغرفتي..

طلعت مزنة معها ودموعها في عينها والكلام ميت على لسانها

في الوقت اللي أم خالد وغالية انخرطوا في بكاء حاد..لأنهم يعرفون أبو خالد إذا قال كلمة ما تصير ثنتين، وعلى طيبته إذا عصب، ماحد يقدر يوقف في وجهه.


*************


جواهر وعيالها في بيت خالها..
اليوم كان يوم فرح غير طبيعي، موزة في الأساس كانت عندهم، وفهد وطلال لما عرفوا جاووا هم وحريمهم..

حصة ونوف أشبكوا على طول مع بعض، وكأنهم صحبة لهم سنين..

أم فهد بس تطالع جواهر وتبكي وتقول في نفسها: ليتج هنا يا أم عبدالعزيز، تشوفين فرحة جواهر..

والكل كان ملاحظ إشراق جواهر وفرحتها، كلهم فرحانين لها، ونجلاء طبت عليهم بعد، ولما شافت نوف، حضنتها بشكل غير طبيعي، وماكانت تبي تفكها.وكانت تسأل عن عبدالعزيز..

جواهر بفرحة حقيقية: في المجلس عند خالي..

نجلاء: خليه يجي أبي أسلم عليه..

جواهر بابتسامة: مارضى يدخل، مستحي، مع إن البنات قالوا بنتغطى بس نبي نشوفه ونسلم عليه من بعيد، بس هو مارضى..

نجلاء بابتسامة: عشتوا، حتى عزوز بيستحي..

وهم في سوالفهم وجو السعادة الغير طبيعي اللي كانوا فيها، جواهر ونجلاء كانوا قاعدين على جنب ويسولفون، نجلاء كانت تبي تعرف تفاصيل اللقاء بالتفاصيل الدقيقة

رن موبايل جواهر رنة مسج، يوم شافت المسج من عبدالله توترت، وما كانت تبي تفتحه، نجلاء باستفسار: وشفيج؟؟
- جواهر بتوتر: عبدالله مرسل لي مسج
- نجلاء بفضول: افتحيه..
- جواهر بقرف: ما أبي.. كلامه يغث..
- نجلاء خذت الموبايل من يدها غصبا عنه، وفتحته، قرته وحطت يدها على قلبها على طريقة الأفلام، وتنهدت بطريقة مسرحية وعطته جواهر تقراه:

" في شرفة غرفتي بالفندق أجلس..
أجلس في جو بارد إلى درجة التجمد..
ولكن قلبي يستعيد ذكرى همسك
فيشتعل نارا ترسل لهيبها في جسدي..
(الأذن تعشق قبل العين أحيانا)
ما كنت أومن بهذا
حتى اغتالني صوتك..
أيمكن للأنسان أن يعشق شيئا
لم يتذوقه
لم يمتلكه..
كوني لي
إغتاليني بصوتك الملائكي المثير..
اكرهيني لو أردتي
احرقيني
ولكن كوني لي
.
.
تزوجيني"

جواهر لما قرت المسج مسحته وقالت لنجلاء: الله يأخذه قليل الأدب، قولي آمين


*****************


سعود قاعد في سيارته، ينطر دانة تطلع عليه..

وهو قاعد ينتظر سمع صوت سيارة تفرمل بصوت قوي (كأنه صوت انفجار) توقف جنبه، كانت سيارة خالد، اللي نط بسرعة من السيارة..وغترته يسحبها في يده

جاء.. ووقف جنب دريشة سعود وأنفاسه طايره ومشتعلة ووجهه أحمر، وقال لسعود وعيونه تطق شرار: وش أنت تتنى يا ولد عمي؟؟ (تتنى: تنتظر)

سعود ببرود: أتنى مرتي ياولد عمي..

خالد وعيونه تولع بس محاول يمسك أعصابه: توكل على الله ياولد عمي، مرتك عقب شهرين مهوب ذا الحين..

سعود اللي بدأ يعصب: خويلد أنا ماني بأصغر بزرانك، أنا متفاهم مع عمي.. مالك شغل..

خالد وهو بدأ يعصب: أنت عارفني يا سعود، أنا فاسخ، لا تخلينا نتذابح هنا.. خلك العاقل وتوكل على الله.. والدانة كنك تبي تاخذها أخذها على جثتي.. مهوب كافي غصبناها عليك، تبي تاخذها غصب لبيتك بدون عرس، أنت شايف اختي سبيه.. توكل على الله يا ولد عمي..

سعود اللي خلاص فقد أعصابه، حول من سيارته: وإذا ما توكلت، ورني وش بتسوي، روح لأختك خلها تعجل علي يا خويلد..

خالد اللي شياطين الدنيا تنططت في وجهه: تهبى أنت ووجهك وتخسى وتعقب.. بتغصبني على أختي وفي بيتي.. أنت منت بشايفني رجال قدامك..

ودخل خالد للبيت بسرعة، في الوقت اللي سعود ظل واقف في الحوش وهو يولع من الغضب..

أم خالد اللي كانت قاعدة في الصالة واللي هي اللي اتصلت على خالد وعلمته بالسالفة، كانت تشوف كل شيء من الزجاج العاكس وكانت تبي تطلع عليهم..

ارتعبت يوم شافت خالد داخل عليها مثل الصاروخ ويطلع لغرفته.. وعرفت ولدها المجنون وش يبي يسوي

راحت لأبو خالد في المجلس، وقالت له وهي تبكي: ألحق على العيال بيتذابحون في الحوش..

أبو خالد نط وراح للحوش، على طلعته، كان خالد طالع بالرشاش في يده، ويوم شاف أبوه قال له بصوت مولع نار محرقة يرتعش من الغضب:

قل لولد أخيك يتوكل على الله، ماله مره عندنا إلا عقب شهرين.. وإلا الأحسن خله يطلقها، إلا ذا أوله ينعاف تاليه.. الدانة ماهيب طالعة من هنا إلا على جثته أو جثتي.. مهوب كافيه إن حن زوجناه شيختنا.. يبي يذلها ويقهرها..

سعود اللي شاف خالد طالع برشاشه، قرب منه بكل قوة، وحط رشاش خالد في صدره: اذبحني يا ولد عمي، أنا ماني بطالع من هنا إلا بمرتي..



بعد الغياب/ الجزء السابع والعشرين

#أنفاس_قطر#


سعود اللي شاف خالد طالع برشاشه، قرب منه بكل قوة، وحط رشاش خالد في صدره: اذبحني يا ولد عمي، أنا ماني بطالع من هنا إلا بمرتي..

دانة اللي كانت تسمع وتشوف مع دريشتها اللي تطل على الحوش، يوم شافت خالد طلع بالرشاش، نزلت وهي تركض بدون عباية وبدون غطا..

خالد اللي خلاص طاش تفكيره، وماعاد يشوف شيء قدامه،
فلك الرشاش، وضغط على الزناد
مع طلعة دانة اللي مسكت يد خالد بقوة ورفعتها فوق، طاش الرصاص في السماء..

خالد ارتعب يوم سمع صوت الرصاص،ورجع له تفكيره اللي ضاع من الغضب، شهق بعنف: ذبحت ولد عمي

سعود رغم غضبه إلا إنه كان واقف في مكانه بهدوء، ما كأنه كان بيموت من ثانية وحدة..

أبو خالد، حس إنه قلبه وقف، ورجوله ما تشيله، حسب إن ولده ذبح ولد اخوه.. لأنه من شدة الموقف والتركيز ماحد منهم شاف دانة يوم طلعت عليهم..

أول حد تكلم كان دانة: اللي مسكت في ذراع أخوها: تكفى يا خالد تكفى، خلاص مافيه داعي لذا كله، أنا أصلا اللي أبي أروح مع سعود، وما بي عرس..

خالد بشك واعصابه فالتة منه: مهوب أنتي اللي أمس تبكين دم، ما تبينه، وأنا اللي أحاول أقنع فيش.. وش تغير اليوم؟؟

دانة بصوت حاولت إنه يكون واثق وهي تروح توقف جنب سعود وتشبك ذراعها بذراعه: أمس دلع بنات، واليوم سعود رجّالي وقبلها ولد عمي، والعرس خرابيط أنا اللي ما أبيها..

سعود اللي كان واقف بكل برود، حس بكهرباء عنيفة تجتاح جسده خلية خلية ووريد وريد وشريان شريان لما شبكت يدها بيده وحس بملمس عضدها على عضده: وش هالمره؟؟ وش هالقوة اللي عندها والثقة؟؟

سعود طول عمره مؤمن إن المره مخلوق عاطفي ناقص عقل.. أشلون هذي قادرة تسيطر على أعصابها، وتتصرف أحسن منهم كلهم..

سعود كان خاطره لما شاف موقفها النبيل، إنه خلاص مايقهرها (مثل ذا المهرة ماتقهر)، ويخليها تقعد في بيت هلها لين موعد العرس اللي كان مفترض بعد شهرين، لكن بعد ماطلعت قدام أبوها واخوها وشبكت ذراعها بذراعه قدامهم.. وصار اللي صار من خالد... خلاص ما يقدر يتراجع


******************



جواهر وعيالها قعدوا عند بيت خالها لحد ما تعشوا عنده، وودتهم جواهر لبيتها عن طريق الباب الواصل بين البيتين، بعد ما اتصلت على عبدالعزيز ولدها اللي قابلهم في الحوش، دخلوا مع الباب وجواهر تقول: سموا بسم الله نورتوا بيت أمكم...

مع دخلتهم رن موبايل جواهر بمسج، جواهر في نفسها: لا يكون عبدالله بأنتحر عشان ارتاح منه، وفعلا كان عبدالله:

" في حفل الليلة..
ألف امرأة حسناء..
ولكن عيني لا ترى أحدا..
ماذا فعلتي بي؟؟
تمددتي في شراييني وعقلي
حد الامتلاء..
أحاول أن اصرف تفكيري عنك
لأاجده يخونني ويعود إليك
.
.
تزوجيني"

قرت جواهر المسج ومسحته كالعادة وهي تقول لنفسها: مو علي حركاتك يا عبود

نوف كانت تفر عيونها في كل شيء حواليها: واو مامي بيتج كيوووووت..

جواهر بابتسامة: أكيد مو قد بيت أبوكم، بس أعتقد إنه حلو..

عبدالعزيز اللي كان يفرعيونه في البيت، ابتسم ابتسامة مرتبكة، وقال: وليش يكون لكل واحد منكم بيت؟؟

جواهر وهي مو منتبهة لمقصد ولدها: ش تقول حبيبي؟؟

عبدالعزيز اللي استجمع شجاعته وهو مقرر إنه ما يخلي أمه تبعد عن عينه عقب اليوم، قال في قنبلة مدوية: يمه ليه ما ترجعين لأبوي؟؟

جواهر حست مثل اللي انخبطت على رأسها بمطرقة، ماقدرت توقف، فجلست، حاولت تخلي صوتها واثق وهي تسأله: أبوك اللي قال لك تقول لي هالكلام؟؟

عبدالعزيز بنفي صادق: لا والله، هذا تفكيري أنا.. وانا أتصلت فيه اليوم الظهر وقلت له، قال لي هو ماعنده مانع، وإنه هو أصلا تقدم لج بس أنتي اللي رافضة..

جواهر تقاطعه بهدوء: حبيبي أنا بيني وبين أبوك خلافات عميقة، والعشرة بيننا مستحيلة..

نوف اللي كانت قاعدة تسمع، جنت إعجاب بفكرة عزوز واستحلتها لأبعد حد (أمي وابوي مع بعض.. واو) نطت جنب أمها وامسكت يدها وقعدت تبوس فها: يمه تكفين، والله أبوي يجنن ومافيه أطيب منه، ليش تقولين العشرة بينكم مستحيلة.. عشاننا يمه عشاننا..

جواهر حست إنها بتنهار ومو قادرة تستحمل: مستحيل يا عيالي مستحيل.. (حاولت تتخيل الصورة في بالها: هي وعبدالله متزوجين؟؟؟) لا لا لا مستحيل.. لا تحاولون.. أبوكم لو أخر رجّال في الدنيا أنا مستحيل أتزوجه..

عبدالعزيز قعد جنبها بحزن، عبدالعزيز بالذات جواهر صارت ما تستحمل شيء عليه: يمه حرام عليج، والله حرام عليج.. إحنا ما نقدر نستغني عن أبوي، وفي نفس الوقت مستحيل نخليج عقب مالقيناج..

أمه تقاطعه: أنا ما أبي أتكلم على أبوكم في غيابه، بس أبوكم سوا شيء أنا مستحيل أسامحه عليه عمري كله..

عبدالعزيز قاطع أمه بحزن: مهما كان الشيء اللي ابوي سواه كبير، إحنا مستحيل نكرهه أو نتركه، وفي نفس الوقت أنا أأكد لج إنه أبوي إنسان رائع، يعني إحنا ما نستاهل منج شوي تنازل؟؟

ونوف نطت من عندها: والله أبوي يجنن قلبا وقالبا، رفيقاتي كلهم ميتين عليه.. يعني لا هو مشوه ولا متوحش عشان ما تقدرين تعيشين معاه..
ابتسمت نوف وهي تكمل: ضحي شوي عشاننا ووانتحري وأخذي أبوي الوسيم والجنتل والعسل ..

جواهر حست خلاص إنها بترجع كل اللي في بطنها: خلاص يا عيالي خلاص عطوني فرصة أفكر (قالت كذا تبي تسكتهم بس)..

جواهر حست إنها منهارة: ماعليه ننام هنا الليلة، أنا تعبانة شوي، وما أقدر أرجع لبيت أبوكم..

عبدالعزيز اللي كان أكثر واحد حاس فيها: بس يمه إحنا ماعملنا حسابنا ولا جبنا معنا غيار..

جواهر خلاص حاسة إنه بيغمى عليها: بس الليلة يمه بس الليلة..

نوف وعبدالعزيز بحب وحنان: خلاص يمه مثل ما تبين..


*****************


في غرفة منيرة وسارة...

منيرة باستفسار: عدال وش هالحب اللي جاس من سالم.. من صبح وأنتي وياه تفرفرون..

سارة اللي كان قلبها متقطع على منيرة بس ما تبي تقول لها، إنها اليوم خلصت حجوزات كل شيء، عشان ما توتر منيرة وتصدمها قبل الامتحانات اللي باقي عليها أيام..
ردت عليها بصوت حاولت تبث فيه أكبر قدر من العيارة: لا تكونين تغارين على سلوم مني؟؟ تراني أخته والله أخته!!!

منيرة: عشتو.. إكليه وأشبعي فيه، واشربي وراه سفن آب عشان تهضمينه، ولو أنه حضرته لو تشربين برميل سفن آب ما ينهضم.. دسم متكتل على الكبد..

سارة قامت من سريرها وتوجهت لمنيرة
منيرة استغربت إن سارة ماردت عليها ردودها الحادة المعتادة
والاغرب إن سارة قربت منها وجلست جنبها، وحضنتها بقوة وقالت والعبرة خانفتها: والله إني أحبس، وفراقس ما يهون علي..

منيرة حست عبرتها تنط لحلقها وإنها بتبكي فردت بعيارة باكية: سويرة وشفيس؟؟ بتموتين يعني؟؟

سارة ضربتها على كتفها: وهي تمسح خشمها: بسم الله علي، صدق إنس مدوجة..

رجعت سارة تتمدد على سريرها وهي تتذكر وش كثر حاولت اليوم تقنع سالم إنه يشتري بيت ثاني قبل موعد العرس اللي بعد حوالي 28 يوم..
لكنه مارضى أبدا، وأكثر شيء قدرت عليه إنه يحط لمنيرة غرفة في الطابق الأرضي عشان ما تضطر تطلع فوق.


**************


بيت سعود...

عشا الرياجيل خلص على خير..
الرياجيل كلهم كانو معجبين بالتمثيلية اللي سواها سعود، سعود قال للكل إن عمه أصر إنه يأخذ مرته بعد الملكة، لأنه يبي يسن سنة حميدة، هي إلغاء حفلات الزواج المكلفة اللي مالها داعي

وكل رجّال كان يطلع من العشاء، كان يمر على ابو خالد ويحب خشمه ويقول: كفو كفو يا أبو خالد ليت كل الرياجيل مثلك.. حي ذا العين والله.

خالد كان قاعد في الزاوية، عاده يدخن من الغضب، نفسه بس على الاقل يبرد حرته ويضرب سعود لين يقول بس، لكن دانة ربطت يده باللي سوته اليوم..

خالد سالفة العرس والحفلة كلها ماهمتها.. اللي هامه بس أخته الكبيرة دانة اللي يكن لها حب عميق.. ماهان عليه إنها تنهان بذا الطريقة..
محمد قاعد جنبه ويهدي فيه، بس بدون فايدة...

يعد ماراحوا الرياجيل كلهم، سعود دخل داخل
أول شيء مر على أمه، وسألها عن دانة وش أخبارها
أمه ردت عليه بإنها قافلة باب الغرفة عليها وماطلعت ومارضت تفتح لأحد حتى عشا ما تعشت..سعود ماكان يبي حد يحس إنه فيه شيء غير طبيعي بينه وبين دانة
سعود قال لاهله نفس الكلام اللي قاله للكل.. وإنه يمكن دانة تكون متضايقة من قرار أبوها.. تحسبا لو شافوا عليها تصرفات غير طبيعية..

سعود يتذكر طول الطريق من بيت أبوها لبيته وهي ساكتة ما نطقت حرف
جابها دخلها لغرفته وهي بنفس صمتها، ومن عقب ما طلع من عندها قبل 5 ساعات.. هذي رجعته..


طلع سعود بخطوات متثاقلة لغرفته، غرفة سعود أساسا عبارة عن غرفتين غرفة نوم وصالة، لأن سعود له جوه الخاص اللي ما يحب حد يزعجه فيه.. باب الصالة هو اللي يفتح على البيت وباب غرفة النوم بفتح على الصالة..

سعود كانت مشاعره وهو واقف على باب غرفته متضاربة، صحيح مشاعره ناحية دانة مشاعر مضطربة فيها تحدي ونوع مجهول من الكراهية ورغبة أكيدة في أنه يكسر غرورها، بس ما ينكر إن الموقف اللي هي سوته اليوم كبرها في عينه.. كبرها كثير

وهو يبي يدق الباب، فوجئ بأخته مها تطلع عليه من غرفتها اللي جنب غرفته، توجهت ناحيته وهي في عيونها كلام..

مها بهدوء وبنبرة عميقة: سعود.. أنا عمري ما تدخلت فيك أو في شيء يخصك.. بس اليوم اسمح لي أقول لك شيء.. وارجوك لا تعصب علي... دانة نفسها عزيزة واجد.. واللي سويتوه فيها أنت وعمي مهوب شوي.. أتقي الله فيها.. دانة ما تستاهل منكم كذا..

مها قالت كلمتها، وماعطته فرصة يرد عليها.. رجعت لغرفتها وسكرت الباب عليها..


سعود تنهد وألتفت لباب غرفته..دق الباب ما بطلت، بصوت واطي بس قوي: دانة افتحي أنا سعود

فتحت الباب، ورجعت تجلس بهدوء على الكنبة
كانت بعدها بعبايتها وشيلتها، بس نقابها مطوي جنبها..
وشنطتها بعدها مكانها مكان ما حطها سعود

سعود باستفسار: أنتي على نفس القعدة قد لش 5 ساعات؟؟

دانة بكل هدوء وهي تطالع في سعود اللي كان شكله تعبان:

سعود.. طلقني..
نجلاء في غرفتها بعد ما نيمت حمودي في سريره
ترتب ملابسها الجديدة اللي اشترتها اليوم في الدولاب.. استعدادا لجية جاسم بكرة :

" وأخيرا يا بو حمودي، ما بغيت.. أسبوعين يا الظالم"

وهي لاهية في شغلها، رن موبايلها، طالعت الاسم، وردت:
- هلا والله بالغالي..

- هلا والله بعقال بيتها..

- ليه أنت جيت اليوم تزورني؟؟

- جيت.. ولقيت أم جاسم بس، وقالت لي إنج رايحة لجواهر.. هاه عسى قلبها حن علي، وبتوافق أخيرا على قيس بن الملوح اللي قلبه تقطع عليها؟؟

- نجلاء تضحك: يا حليلك يا مجود..
-
- ماني بأصغر عيالك تقولين مجود، نعنبو دارك، أخوج الكبير وشعري شاب.. أبو فيصل لو سمحتي..
-
- نجلاء تضحك: أنت عرست تجيب فيصل عشان أقول لك يا أبو فيصل..
-
- ماجد بعيارة: خلي جواهر توافق علي، وعلى ضمان بعد إذن الله ومشيئته.. إنه 9 شهور يكون فيصل جاي..
-
- نجلاء بحماس: بلاك ما دريت بالتطورات؟؟
-
- ماجد باهتمام: شاللي صار؟؟
-
- جواهر حصلت عيالها أخيرا..
-
- ماجد بسعادة: وأخيرا.. خلاص مالها عذر الحين... خلها توافق علي، أول تعذر بعيالها، كاهي لقتهم..
-
- نجلاء بلهجة من يلقي خبر خطير: بلاك ماتدري من أبوهم؟؟
-
- من؟؟
-
- رفيقك: عبدالله الـ
-
- ماجد بصدمة: أنتي تقصدين عيال عبدالله عزوز ونوف؟؟
-
- نجلاء بصدمة عمرها: أنت تعرفهم؟؟
-
- ماجد وهو بعده مصدوم: أكيد اعرفهم ومن يومهم صغار.. يا سبحان الله ما أصغر الدنيا.. ماجد وهو يتمالك نفسه: طيب وإذا كان عبدالله أبوهم وين المشكلة؟؟ الحين أحسن؟؟ العيال يعرفوني ويحبوني..
-
- نجلاء بتردد: يمكن عبدالله يبي يرجع جواهر
-
- ماجد مثل اللي صبوا على رأسه ماي مغلي، حس بنار ويأس وحزن يجتاحه: زين نجلاء عندي اتصال ضروري لازم أسويه.. باكلمك عقب..

سكرت نجلاء من ماجد وهي حاسة بحزن عميق ينغرس في عمق قلبها: يعني من بين كل حريم الدنيا، ما بغيت إلا جواهر، اللي كانت زوجة صديقك، ويبي يرجعها الحين..



وقتها كان عبدالله راجع لجناحه في فندق غراند حياة القاهرة، بعد ما أنتهت الحفلة اللي كان البنك مسويها له في نفس الفندق خلع جاكيته
وكان يفك الكرافته في الوقت اللي رن موبايله، طالع الاسم وابتسم، رد:

هلا والله بأبو فيصل..

ماجد بصوت جامد غامض: هلا بك..عبدالله تذكر قبل 18 سنة الوعد اللي وعدتني إياه..

عبدالله نط واقف: أكيد يا بو فيصل هذا شيء ينسى..

ماجد بنفس الصوت الغامض: بس حبيت أشوف لو بعدك متذكر..

عبدالله بصوت كله ثقة ورجولة: ولاعمري أنسى يا ماجد، وانا حاضر..

ماجد بغموض: جعلك سالم يا بو عبدالعزيز.. ما أبي إلا سلامتك، والوعد يمكن احتاجه بعدين..

بعدين كمل ماجد بلهجة خاصة: تدري إن اللي أبيها ومنشفة ريقي يمكن خلاص تنفك عقدتها وتوافق علي..

عبدالله بسعادة: الله يبشرك بالخير، أشلون؟؟ وأخيرا ليلى وافقت على قيس..

ماجد بنفس اللهجة الغامضة اللي مايندرى هو وش يخطط من وراها: هي كانت رافضتني على كثر ماخطبتها لين تلاقي عيالها، وعيالها رجعوا لها عقب 17 سنة أخيرا.. يعني ماعاد لها عذر

عبدالله من سمع 17 سنة توتر، حس إنه هذي تكون مستحيل صدفة وتذكر مثل اللي انضرب على رأسه، إن أخت ماجد هي اللي جات مع جواهر للبنك.. بحذر سأل: إلا أنت عمرك ماقلت لي اسمها؟؟

ماجد بنفس اللهجة المريبة: جواهر يا عبدالله


*******************


سعود.. طلقني..

سعود اللي كان حاس أصلا بإرهاق شديد وإنه بينهار من التعب، مارد على دانة، ودخل لغرفته..

دانة اللي ودها تذبحه.. تزنطه.. حست إنها تحرقص مكانها، مو قادرة تصبر، تبي تقول اللي عندها وتخلص من هالسالفة كلها.. دخلت وراه بعد دقيقة..
تفاجأت إنه يبدل ملابسه..

دانة انكسر وجهها وهي تشوف صدره العاري.. في الوقت اللي كان فيه سعود يطالعها ببرود مستمتع بنظرة الصدمة الخجولة في عيونها..

رجعت دانة بسرعة للصالة وهي تلعن اللحظة اللي فكرت فيها تلحقه :"رجّال دخل غرفته.. تلحقينه ليه ياللي ما تستحين؟"

سعود حس بسعادة داخلية من خجلها وانحراجها :" يعني مستحية الأخت؟ زين أنا أوريش"

طلع سعود عليها في الصالة، ببنطلون البيجامة بس بدون القميص، لقاها فرصة يحرجها ويخليها تنسى سالفة "طلقني" اللي حاس داخليا بضيق غير طبيعي منها..

راح جلس مقابلها.. دانة من شافته طلع عليها بهالمنظر، ارتعبت وولع وجهها وجسمها كله حتى شعر راسها حست أنه وقف من الخجل.. ونزلت راسها بحضنها..

سعود ببرود : "نعم يا بنت عمي. تبين تقولين شيء؟؟

دانة ساكتة.. الكلمة مو راضية تطلع..

سعود : دانة تبين شيء؟؟

دانة تبي تتكلم بس مو قادرة: الله يلعنك يا سعود.. أنا.. عمتك دانة بنت هادي.. تخليني قاعدة قدامك مثل بزر كلمتها ناشبة ببلعومها..

سعود بهدوء خبيث:عادي أنا قاعد للصبح، براحتش

سعود قال كلمته وتناول الريموت كنترول وشغل التلفزيون على الجزيرة يسمع الأخبار.. حط كوشيات ورا ظهره العاري ومدد رجوله على الكنبة..

دانة من سمعت سالفة (قاعد للصبح) رفعت عينها ورجعت تنزلها لما اصتدمت بمنظر سعود..
وبعدين قالت بصوت مخنوق: سعود تكفى.. تكفى.. قوم تستر خلني اتكلم..

سعود نزل الريموت واعتدل في جلسته وقابلها، ببروده المعتاد: ما أعتقد أني متفسخ عشان أتستر هذا أولا، ثانيا: أنا متعود أقعد كذا في غرفتي، ثالثا: أعتقد إني رجّالش ماني رجّال غريب عشان تستحين كذا..

دانة عيونها بحضنها وتقول لنفسها: يعني هو مفكر إنه كذا بيمنعني من الكلام...

بعدها قالت بصوت واطي بدون ما ترفع عينها من حضنها: سعود.. طلقني..

سعود في نفسه: لحول ذي وهي وسالفة الطلاق اللي طلعت لي فيها

سعود بتسائل بارد: ويومش تبيني أطلقش.. ليش حركة الأفلام اللي سويتيها اليوم؟؟ كان خليتي خالد يذبحني وصرتي أرملة أحسن..

دانة وعيونها بحضنها: عشان خالد مهوب عشانك، وإلا أنت قلعتك..

سعود ولع منها، وحس في داخله بنوع غريب من الحزن
هو كان عارف إنها سوت كذا عشان أخوها في المقام الأول بس( في داخله وغصبا عنه ولسبب هو موفاهمه) كان يتمنى إنه كان له اهتمام ولو بسيط، يكلم نفسه: ( لا وانا اللي شايل لها جميل حركة الشهامة اللي سوتها اليوم.. زين يا دانة دواش عندي..)

كمل بصوت عالي بارد: وإذا ماطلقتش.. وش بتسوين؟؟ بتغصبيني يعني؟؟

دانة بصوت هادئ وعيونها بحضنها: يا سعود، عيب عليك اللي تسويه، أنا وانت كبار.. ماحنا بزارين، عشان كل واحد يلعب على الثاني..
انت خذتني مضطر، وأنا خلاص بأحلك من ذا الأضطرار.. لا أنا أبيك ولا أنت تبيني.. وشو له نستمر في ذا المهزلة...

سعود ببروده: نستمر لين يطيب خاطري أنا..

سعود قال كلمته، ودخل لغرفته، لأنه قال خلاص كفاية عليها اليوم اللي جاها..

سعود طبعا رافض فكرة الطلاق ومستحيل يفكر فيها ، عشان عمه، وسمعة بنت عمه، اللي أيش راح يقولون الناس عنها لو هو طلقها بهالسرعة..

والسبب الثاني: دانة شخصيا يبي يريبها على قولته، حرته القديمة مابعد بردت.. لا واليوم زادت (أنا تقول لي قلعتك)

السبب الثالث: هو مايعرفه... بس فيه شيء يمنعه وبشدة من مجرد التفكير بتطليق دانة عقب ماصارت زوجته خلاص

دانة ظلت جالسة في نفس مكانها، ودمعتها حايرة بعينها، وهي تحس بقهر عمرها ماشافته في حياته..


******************


عبدالله سكر من ماجد وهو مولع من الغضب..
(هذي يعني رجعت تطلع في حياتي عشان تنكد علي)..

حس كل ماله يولع ويولع وهو يتذكر السالفة اللي كثير قالها له ماجد عن لقائه الأول والوحيد بجواهر (اللي ماقال له اسمها بس كان يقول صديقة اختي)..
اللقاء اللي خلا ماجد اللي كان مضرب عن الزواج عمره كله.. يجن بجواهر ويخطبها فوق 20 مرة خلال سنة..


قبل سنة

ثاني يوم لولادة نجلاء.. الساعة 6 ونص صباحا.. نجلاء ماكان معها إلا الخدامة، مرت عليها جواهر الصبح قبل تروح للجامعة، بفطور كامل على أساس قبل أي حد يجيها.. وأكدت لها نجلاء إنه مافيه أي حد بيجيها قبل الساعة 10..

نجلاء كانت تبي تدخل الحمام.. طلبت من جواهر تغير للولد..
جواهر طلعت على سرير نجلاء بعد ما فسخت عبايتها وحطتها على جنب.. عشان تبدل لحمودي

وقتها أخوها ماجد كان عنده نفس التفكير : خلني أمر نجلاء قبل أروح للدوام وقبل يجونها الحريم..

ماجد وصل لغرفة نجلاء فتح الباب بشويش يخاف نجلاء نايمة ويصحيها..

شاف ماجد مشهد انطبع في ذاكرته.. الذكرى اللي أصبحت احلى ذكرى بحياته..

ماقدر يتكلم
أو يتنحنح
أو يتراجع مثل ماكان مفترض يسوي

شاف قدامه أحلى مخلوقة شافها بحياته ( مستحيل تكون هذي أنسية، هذي أكيد ملاك أو حورية.. مافيه بشر بهالجمال )

كانت حاضنة حمودي بحب، وهي موب حاسة بشيء حولها، كأن العالم هي وحمودي بس..

مر وقت وماجد بس واقف مثل اللي ضربته صاعقة، عينه تتابع بدقة وجوع ولهفة حركة جواهر وهي تمسك أصابع حمودي ..وترفع خصلات شعرها عن وجهها، يسمع همساتها لحمودي ومركز في ابتساماتها له..

كل شيء فيها فتنه، فتنه لأقصى حد.. الشكل، الشعر ، البشرة، الابتسامة.. حتى الكلام..

كان ماجد ساكت، جامد، حتى عينه ماترمش، يخاف ترمش عينه يفوته تفصيل من تفاصيلها..

جواهر اللي رفعت عينها فوجئت بالرجال اللي يراقبها فصاحت مرعوبة، فتراجع ماجد ورا الباب..

لكن بعد ما أصبح مجنون رسميا بجواهر.. اللي في نفس اليوم راح يخطبها من خالها..

هذي السالفة حكاها ماجد لعبدالله خلال السنة اللي فاتت يمكن مية مرة
ومع كل مرة ألف تغزل بجمال وعذوبة وأنوثة اللي شافها،

وعبدالله يضحك عليه، ويقول أنت أكيد مجنون، وكان ماخذ السالفة تعليقه على ماجد فكان مسميه قيس ومسمي محبوبته المجهولة ليلى..
وماعرف إن ليلى هي جواهر.. زوجته السابقة وأم عياله..

عبدالله حاس إنه بينفجر خلاص.. (سنة كاملة وهو يتغزل بزوجتي هالغزل الفاضح لا وانا قاعد أضحك .. ماترك شيء ما تغزل فيه من شعرها لوجهها لجسمها.. وانا أضحك من هبالي..
حدك يا عبدالله المرة مالك حق عليها ولا هي زوجتك.....
لا بس بتصير زوجتي وغصبا عنها.. موب كيفها.. مستحيل تكون لغيري.. أو أسمح لغيري يفكر فيها حتى..)

تناول عبدالله موبايله بكل غضب الدنيا وجنونه.. ودق على جواهر اللي كانت لحظتها متمددة تعبانة بعد الموقف العنيف اللي صار بينها وبين عيالها...

جواهر اللي كانت ذراعها على عينها، ردت بدون ما تشوف الرقم بصوت متعب : ألو

صوته الغاضب الملتهب الناري اللي تخلى فيه عن كل حواجز البرود اللي كان يتستر وراها كان يوصلها وكأنه يبي يحرق كل شيء قدامه:

أنا أبي اعرف أنتي من شنو مصنوعة؟؟ انتي ما تستحين؟؟ ما في وجهج حيا؟؟ أشلون تقعدين متكشفة عند مره تدرين إنه ممكن زوجها أو أخوها يدخلون عليها في أي لحظة؟؟ أو يمكن أنتي قاصدة تتكشفين تبينهم يشوفونج؟؟

بعد الغياب/ الجزء التاسع والعشرين

#أنفاس_قطر#


تناول عبدالله موبايله بكل غضب الدنيا وجنونه.. ودق على جواهر اللي كانت لحظتها متمددة تعبانة بعد الموقف العنيف اللي صار بينها وبين عيالها...

جواهر اللي كانت ذراعها على عينها، ردت بدون ما تشوف الرقم بصوت متعب : ألو

صوته الغاضب الملتهب الناري اللي تخلى فيه عن كل حواجز البرود اللي كان يتستر وراها كان يوصلها وكأنه يبي يحرق كل شيء قدامه:

أنا أبي اعرف أنتي من شنو مصنوعة؟؟ انتي ما تستحين؟؟ ما في وجهج حيا؟؟ أشلون تقعدين متكشفة عند مره تدرين إنه ممكن زوجها أو أخوها يدخلون عليها في أي لحظة؟؟ أو يمكن أنتي قاصدة تتكشفين تبينهم يشوفونج؟؟

جواهر اللي كانت منتهية من التعب جسديا ونفسيا
لها يومين ما نامت، واللي سواه عيالها فيها الليلة فوق احتمالها، ماقدرت حتى تستوعب عبدالله وش يقول.. (معصب والسلام.. خليه يذلف)

سكرت الخط في وجهه..
بعد ثواني كان المسج واصلها:

" أنا سكت لج على كل المرات اللي فاتت
اللي سكرتي الخط فيها في وجهي
بس ذا المرة
أقسم برب العزة
اللي رفع السماء بدون عمد
لو ما رديتي علي الحين
لأكون راجع الدوحة الحين
إن شاء الله على طيارة خاصة
والله لا يوريج
أيش ممكن أسوي
لو رجعت وأنا معصب كذا"

جواهر لما قرت المسج توترت
عبدالله بكبره ما يهمها، ولا يهمها ايش ممكن يسوي فيها، بس المهم عيالها.. ما تدري المجنون ذا وش ممكن يسوي؟؟ ممكن يسوي شيء يبعد عيالها عنها..

جواهر يوم خطر الخاطر هذا ببالها.. جنت (يبعدهم عني عقب مالقيتهم.. مستحيل.. أنا أروح فيها.. أجن.. أموت..)

كتبت له جواهر مسج:

"عبدالله واللي يرحم والديك
أنا تعبانة موت
اعتقني لوجه الله الليلة بس
بكرة أنا بأكلمك"

عبدالله اللي كان معصب لأبعد حد.. لما وصله المسج..

استغرب...وهدأ
أكيد جواهر فيها شيء كايد..
وإلا مستحيل تخاطبه بذا اللهجة الهادية المستسلمة المهادنة إلا لو كان فيها مصيبة... مو شيء كايد بس..

رحمها.. وقرر يعتقها الليلة من ملاغته..

بس من ناحية ثانية.. حس قلبه يغلي عليها غصبا عنه.." وش فيها؟؟ أيش اللي متعبها لهالدرجة؟"

اتصل بعبدالعزيز ولده.. وسأله عنها، عبدالعزيز طبعا قال له إنه كلمها إنه ترجع لأبوه، وقال لأبوه كل شيء صار من البداية للختام..

عبدالله خلاص عرف ليش هي تعبانة لدرجة إنها تهادنه عشان تخلص منه: "لهالدرجة جواهر منتي طايقتني... أنا ما ألومج، أنا أستاهل أكثر من كذا... بس ياترى مافيه أمل تسامحيني، ونبدأ من جديد؟؟"


***********


دانة قضت ليلة من أسوأ لياليها.. ماتحركت من الصالة اللي هي قاعدة فيها..ولا دخلت الحمام.. حتى ملابسها بدلتها بالصالة بعد ما تأكدت إن سعود أكيد نام...

سعود بعد ما دخل غرفته ما طلع منها، وترك الباب بين الغرفة والصالة مفتوح، على فرض إنها احتاجت تدخل الحمام.. "أو يمكن تستخف وتجي تنام جنبي!!!"

سعود قام لصلاة الفجر، كان يتحرك في غرفته بحذر، مايدري أشلون الوضع على الجبهة الأخرى/ في الصالة..
بعد ما توضأ طلع بشويش يتسحب للصالة متوقع بيلاقيها أكيد صاحية على نفس وضعيتها من البارحة
وبعبايتها
وعيونها تولع
تنتظره تنط في حلقه وتقول له: طلقني..

لكن المنظر اللي شافه.. فاجأه..
هزه..
خلب لبه..

كانت دانة نايمة على الكنبة لابسة بيجامة بنفسجية حاضنه نفسها من البرد، وشعرها الطويل متناثر جزء على الكنبة وجزء على وجهها..

سعود تصارعت عدة مشاعر في نفسه:

أولها: حس إنه ماعنده ذوق " يعني لو عندك ضيف في مجلسك ماخليته ينام بدون فراش وغطا، أشلون مخلي بنت عمك ومرتك اللي في غرفتك، كذا بدون غطاء في ذا البرد، صدق إنك ما تستحي ولا عندك ذوق ولا حتى إحساس"

ثانيها: حس إن منظرها الأنثوي جاب له توتر، سعود كان متباعد جدا عن عوالم الحريم، خواته على محبته لهم عمره ماتدخل في خصوصياتهم، ولا يعرف أي شيء عن شغلاتهم الخاصة
من ناحية ثانية كان مستقيم بزيادة، حتى مجرد النظر عمره ما رفع عينه بمره لا بمجمع ولا بغيره، حتى محاولات البنات اللي أحيانا يحاولون يلفتون نظره في المجمعات، عمره ما أنتبه لها لأنه أصلا ما يرفع عينهم لهم عشان ينتبه لحركاتهم..
فكون إنه يتفاجئ بين يوم وليلة وبدون حتى ما يهيء نفسه، بوجود أنثى بهذا القرب الحميم منه، كان شيء صادم له.. وبعنف

كان يتمعن غصبا عنه في شكل دانة وهي نايمة ، في تفاصيل جسدها الأنثوية، واللي كانت أنثوية بزيادة!!!!..
والبيجامة الحرير تكشف بدقة عن انحناءات هذه التفاصيل.. وهو يتتبع بعينه هذه الانحناءات المثالية اللي مع كل منحنى تمر عليه عينه بتفحص، يحس بارتفاع درجة التوتر والحرارة عنده..

الشيء الثالث: واللي بدا يكتشفه من أمس أول مرة شاف دانة، إنها رغم جمالها الهادئ، إلا إنه حس إنها جذابة بشكل غيرطبيعي
والحين أكتشف ناحية ثانية لجاذبيتها: مثيرة بشكل غير طبيعي!!!!

الشيء الرابع: شعور غريب يجتاحه... يشبه شعور قديم منسي!!!!!!!!!!!!!!

سعود هز راسه، وهو يحاول يطرد الأفكار هذي عن رأسه: " يارجّال روح صل واستغفر ربك"

بس قبل ما يروح للصلاة، خذ غطا سريره، وغطاها فيه..
وهو يغطيها يده لمست كتفها غصبا عنه، فحس بمثل لسعة الكهرباء في يده: " لحول يا سعود، والله إنك عليمي وخام على قولت الربع في الثكنة، أقل شيء يوترك، إثقل الله يرجك"

رجع سعود من الصلاة، لقاها مثل ماغطاها "يظهر الأخت نومها ثقيل" كان يبي يصحيها للصلاة
بس ويا للغرابة والأعجوبة والخبر غير المسبوق
سعود كان مستحي..

"أنا على أخر الزمن مستحي من دوينه المعقدة، خلاص خلها تنام، ومتى ماقامت تصلي براحتها"..

تركها نايمة ودخل لغرفته.. بس ماجاه نوم، وكان كل شوي يطل عليها بشويش يخاف تنتبه له وتكشفه..

"لو ماغطيتها كان أحسن.. كان لقيت لي شيء أتمقل فيه!!!"


*************


صحت جواهر الساعة 8 الصبح.. وهي حاسة براحة جسدية كبيرة، بعد ما أشبعت جسمها نوم.. بس روحها كانت غارقة في القلق النفسي العاصف..

قامت مرعوبة لأن صلاة الصبح فاتتها.. عمرها ماسوتها.. "كله بسبتك يا عبدالله الله يوريني فيك يوم"

بعد ماصلت.. كان اول شيء خطر ببالها تتصل بعبدالله، تعرف إنه فيه فرق ساعة في التوقيت الشتوي بينهم وبين القاهرة، يعني القاهرة الحين 7 ونص، يكون صحا أو لا؟؟

قالت لنفسها: أنا بسوي اللي علي.. وأتصل بارن رنة وحدة، ويارب يكون نايم، ويخلصني من كلامه اللي يغث..

مالحق الموبايل يرن رنة واحدة، كان صوته المليان لهفة يوصلها: هلا والله..وألف هلا وربي

جواهر بهدوء: صباح الخير..

عبدالله بصوت مرهق وملهوف: جواهر أنا تعبان.. لي يومين ما قدرت أنام حتى نص ساعة..

جواهر ببرود: إذا خلصت شغلك، خذ حبتين بناول نايت، وأرقد لين تشبع..

عبدالله بهدوء فيه رنة حنين وحزن: والقلب والعقل شاللي بيرقدهم؟؟

جواهر بذات البرود: ما أعتقد إنك طلبت مني أتصل فيك عشان تشتكي لي من تعبك؟؟

عبدالله بصوت حاول يتمالك فيه نفسه: أشلون عبدالعزيز ونوف؟؟

جواهر بهدوء: أنت كل شوي تكلمهم.. أعتقد أن أخبارهم عندك.. مافيه داعي تسأل

عبدالله يحاول يرد على برودها ببرود نفسه: أنتي كذا على طول نكدية؟؟

جواهر ببرود: على طول على طول.. نكدية وأجيب الكآبة..

عبدالله ببرود خبيث: حتى ولو.. نكدي علي..تزوجيني..

جواهر بهدوء وجدية بعد مادخل الحديث للموضوع اللي هي اتصلت عشانه:

عبدالله.. زواج ماني بمتزوجتك.. وأرجوك عبدالله لا تدخل عيالي في هالموضوع، ولا تستخدمهم سلاح ضدي.. لأن هذا سلاح غير شريف.. أنت عارف أنا وش كثر شفقانة على عيالي ومستحيل أخليهم بعد ما لقيتهم.. فكونك تستخدمهم ورقة ضغط ضدي.. تكون تستخدم سلاح غير شريف أبدا..

عبدالله ببرود: أنتي أصلا مو تقولين أني واحد بدون اخلاق..
ومن ناحية ثانية المقولة القديمة تقول: كل شيء يجوز في الحب وفي الحرب
فكيف لما يكون اللي يخوض الحرب والحب واحد بدون أخلاق مثلي، لازم يستخدم كل أسلحته، الشريفة وغير الشريفة..
ولمعلوماتج انا عيالي ما فتحت هذا الموضوع معهم نهائي، هذا كان اقتراح عزوز، وأعتقد إنه قال لج..

جواهر بصوت حزين بعد مافقدت قدرتها المعتادة على التماسك: عبدالله إتق الله فيني،حرام عليك.. مو ترجع لي عيالي، وتبي تجبرني أعيش معك كزوجة عشانهم..

عبدالله بهدوء ظاهري واشتعال داخلي: لهالدرجة تشوفني سيء؟؟

جواهر بحزن غاضب: أسوأ من كل شيء ممكن تتخيله..
تعتقد إني البارحة ماحاولت أفكر في الموضوع عشان عيالي..
كل ما تخيلت إني زوجتك.. وممكن يحصل بيننا ما يحصل بين أي زوجين طبيعين، حسيت اني أبي أرجع كل اللي في بطني..

عبدالله المصدوم صدمة موجعة في صلب رجولته: لهالدرجة جواهر ؟؟ لهالدرجة؟؟

جواهر بسخرية حزينة: مافيه داعي تستدرجني في الكلام، لأنه في كلام جارح اكثر من هذا بكثير.. أنا مستحيل أكون لك.. ويكون لك حق تلمسني.. أفضل أموت قبلها.. أنا أشعر بالتقزز من مجرد الفكرة.. فكيف بالواقع..

عبدالله لأول مرة يكون مايبي يسمعها
ولا يبي يسمع صوتها اللي كان يتشفق على حرف منه
كان خلاص يبيها تسكت، لكن ما يقدر يبين نفسه ضعيف قدامها لدرجة إنه مو قادر يستحمل كلامها

قال لها بصوت بارد ميت منتزع من ذاته المجروحه: ولو أنا تنازلت عن هالحق برضاي.. تتزوجيني..؟؟
أنا خلاص عقب الكلام اللي قلتيه لي طابت نفسي منك.. خلاص..
أنا بس عشان عزوز اللي كلمني منهار يبكي، ووعدته إنه مايصير خاطره إلا طيب.. والبارح كلمتني نوف وترجتني عشان نفس الموضوع..

جواهر ببرود: هذا كلام مراهقين، مايدخل مخي، مافيه رجال يتزوج ويتنازل عن حقه الشرعي..

عبدالله ببرود: والله كنت متزوجج سنة، ومتنازل عنه، ولولا ظروف خاصة، ماكان صار بيننا شيء أبدا..

جواهر حست إنه يرد لها الطعنة في أنوثتها.. وردت ببرود: والله هذاك وقت، وهذا وقت...

عبدالله وهو خلاص طابت نفسه منها، رجع استلم زمام الأمور بالكامل: أنتي مفكرة نفسج ملكة جمال الكون؟؟.. ومافيه رجّال يقدر يصمد أمام سحر حسنج وجمالج؟؟
ماعليه.. استعرضتي حالج قدام ماجد وجننتيه، بس هذاك ماجد مو أنا..
أنا لفيت الدنيا، وألف مره، أحلى منج بألف مرة، قطوا أنفسهم تحت رجولي.. وانا ماعبرت حد منهم، ولا حتى ألتفت لوحدة منهم، عشان أنهار تحت حرم جمالج الخرافي!!
اصحي ياجواهر اصحي.. بأقولها لج كلمة وماراح أعيدها، تبين تتزوجيني، بيكون عشان عيالي، وأنا متنازل عن حقي الشرعي اللي حضرتج حاسة بالقرف منه، واحلج أمام رب العالمين منه.......
ما تبين خلاص بكفيج، بس ما تدخليني بينج وبين عيالج.. لأنه اللي علي سويته..

وهالمرة كان عبدالله هو اللي قفل الخط في وجهها
عبدالله المجروح حتى الصميم..الصميم..
المطعون بقسوة في رجولته..
وإنسانيته..
وحبه الوليد اللي كان بدأ ينمو في قلبه لجواهر

"خلاص ياجواهر خلاص..
كله ولا كرامتي..
وصلنا أخر الخط..
الله يلعن أي شيء ممكن يذلني لج..
حتى لو كان قلبي..
أدوسه بدون ما يرمش لي جفن...
كله ولا كرامتي.. كله ولا كرامتي"
يوم جديد..
ونهاية يوم
فيه مشاعر تغيرت..
وقلوب تحطمت..
وقلوب ارتعشت..
وقلوب عرفت اللوعة..
وقلوب عرفت الحرمان..
وقلوب عرفت اللسعة الأولى..



غرفة سعود الساعة 9 الصبح..

سعود بعد ما تعب من مراقبة دانة النايمة.. راح تمدد على سريره وتغطى بفروته..

واللي يتغطى بفروة في يوم شتاء بارد، خلاص يروح في النوم، لو هو ما يبي ينام..

دانة اللي نومها ثقيل بدت تصحا من النوم، أول شيء حست فيه وهي بين الصاحي والنايم
ريحة عطر رجالي قوية جدا ونفاذة............... وعذبة..

بعدها مو مستوعبة الريحة هذي من وين جايه، بدت تتوعى شوي شوي، وهي تحس بقوة الريحة، وإنها محاوطتها من كل ناحية
لما فتحت عيونها لقت نفسها متغطية بغطاء سعود اللي كان متعبي بريحة عطره...
رمت الغطاء عنها كأنها خايفة إنه ينجسها..

"عدال على كرم الضيافة عقب ماخلاني طول الليل باموت من البرد، غطاني........ بس غريبة من وين جايب الذوق المتوحش المتخلف... ريحة عطره حلوة"

قالت هالكلام في نفسها، وعطست، كانت تحس ببوادر زكام.." أشوف فيك يوم يا سعود.. نيمتني في ذا البرد بدون غطا"

شافت الدانة الساعة..برعب: يا ربي تأخرت على الصلاة..
دخلت تتسحب للغرفة، من أمس مادخلت الحمام.. حاسة إنها بتموت، طلت.. شايفته نايم.. ومتغطي بفروته..

رجعت جابت فوطتها وروبها وشبشبها.. كانت متعودة على الشاور الصباحي، ومستحيل تخلف عادتها، ولو كانت بتموت.. فكيف عشان سعود المتوحش..

"خلني ألحق أتسبح.. قبل يصحا.."

دخلت الحمام اللي بدا لها خالي بالنسبة لحمامها،بس كان الموجود شامبو هيد أند شولدرز، صابونة، معجون حلاقة وأمواس، وفرشاة ومعجون وغسول فم بس..

"أشلون أتحمم الحين.. مافيه شامبو مثل العالم والناس، ولا بلسم، ولا شاور جل.. ولا أي شيء...... إذا أنا باضطر أقعد هنا، لازم أقول لمزنة تجيب لي شوي أغراض"

اللي ماعرفته دانة اللي كانت فسخت بيجامتها وعلقتها.. ووقفت تحت الدوش، إنه السخان مطفي، وزراره من برا، سعود يشغله قبل يتحمم بخمس دقايق بس، ويظل طول اليوم مطفي، لأن سعود غالب الوقت برا..

في برد أخر شهر 12 وبرودة الصبح.. أكلتها دانة
اللي ماعرفت من وين يتشغل السخان
ومستحيل تصحي سعود تسأله
ومستحيل تقعد ما تحممت..
تسبحت بماي أقل ما يقال عنه إنه مثلج.. مثلج.. مثلج..

حست دانة إنها صارت قالب ثلج خلاص، وبدت تعطس بشكل غير طبيعي..
لفت شعرها بالفوطة وجسمها بالروب ولبست شبشبها بصعوبة لانها كانت ترتعش بشكل هستيري..
كانت طالعة بشويش ما تبي سعود يحس فيها..
بس صوت عطساتها المتكررة وهي بعدها تفتح باب الحمام، صحت سعود اللي كان على عكسها نومه خفيف.. والحياة العسكرية دعمت هالصفة عنده..

سعود اللي سمع صوت عطسها المتتابع، رفع طرف الفروة يبي يشوفها بدون ما يحرجها..
شافها تتسند على الطوفة تبي تطلع للصالة.. ارتعب ونط واقف..
وراح صوبها وسألها بلهجة حاول إنها تكون باردة كعادته: أنتي أشفيش..؟؟

دانة ما قدرت ترد لأنها كانت ترتعش وتعطس
قرب منها سعود وطالع فيها، كان خشمها أحمر كأنه دم.. وعيونها حمراء
حط سعود كفه على خدها، حس إنه يلمس قالب ثلج..
دانة حاولت داخليا إنها تبعد وجهها عن مدى ملمس يده، بس ما قدرت تسوي شيئ غير إنها ترتعش..

سعود بغضب: أنتي وش سويتي يا مجنونة؟؟

دانة بصوت يرتعش ويالله ينسمع: الماي مثلج..

سعود بغضب أكبر: وليش ما صحتيني عشان أشغل لش السخان أو سألتيني عنه؟؟.. أو كرامتش ما تسمح لش تكلميني، بس نفسش تهون عليش، أنتي تبين تموتين علي أبتلش فيش؟؟

سعود قال كلمته، وقرب منها بثبات وشالها
كأنه يشيل له طفل من الارض


***************


عبدالله يستعد لاجتماعه اللي هو حضر عشانه للقاهرة
كان يلبس ملابسه بآلية.. مو حاسس بشيء..
يحس مخه مخدر..
مخدر من الألم العنيف اللي يجتاحه..
عقد كرافتته ولبس جاكيته مو عارف أشلون سواها..

طلع من غرفته..
ونزل للوبي الفندق.. وهو مو عارف أشلون نزل.. كانت شخصيته العملية تقود عبدالله الإنسان المجروح..

ركب مع سواقه.. اللي شق بالسيارة شوارع القاهرة المزدحمة.. وتفكيره مثل أسطوانة مشروخة تعيد وتزيد في كلمات جواهر الجارحة..

" آه يا جواهر ..كان ممكن تكتفين برفضي.. بدون تجريحي وإهانتي بهذه الطريقة البشعة"

" ليه أنت شايف إن اللي سويته فيها شوي.. 17 سنة خاطف عيالها.. وتاركها تتعذب"

" بس جواهر غير عني.. غير.. جواهر أم حنون.. وأنا مجرد رجل أناني.. حُرمت من الحب والمشاعر ووجود أنثى إلى جانبي تكمل نقصي ..
أعتقدت إن أنانيتي واحتفاظي بأطفالي لنفسي يمكن يعوض روحي الجائعة للعطف والمشاعر..
أعتقدت إن حنانها ممكن يشملني وينتشلني من الحرمان اللي عشته عمري كله..
لكن كنت غلطان .. غلطان..
وهي كانت أقسى من كل شيء تخيلته.. أو خطر على بالي في أبشع أحلامي..
يا ترى بيحكم علي ربي إني أعيش الباقي من حياتي في حرمان بجانب أنثى تشعر بالتقزز مني..."

قاطع أفكار عبدالله المؤلمة والمتدافعة.. وقوف السيارة.. والسواق يفتح الباب: اتفضل يا عبدالله باشا.. احنا وصلنا اهو..


***************

سالم في مكتبه في شركته..
رن موبايله..
طالع الاسم وابتسم..رد: هلا والله بابو سعيد.. هلا والله بالغالي..

صوت محمد المرح المعتاد: سويلم جعل السلال يضرب بطنك.. عرسك عقب 27 يوم ولا علمتني.. أمحق خوه ..

سالم يضحك: تركد .. داخل علينا بشراع وميداف على قولت جبر..

محمد المبتسم: أصلا جبير اللي معلمني.. يعني تعلم جبر ولا تعلمني يا خوي العازة..

سالم اللي مايقدر على محمد وعيارته: يا ابن الحلال جبر هو اللي جاني البارحة في الشركة..وأنت مسوي روحك طالب تخرج صدق..مانشوفك..شكلك بتأكل الكتب أكل.. والموعد والله العظيم توه تحدد أمس..

محمد بعيارة: تدري وش دواك.. أحرض أختي على مرتك.. عشان ثاني مرة تحرم تعلم حد قدامي..

سالم برعب: لا محمد.. تكفى..

محمد بجدية ورجولة: السالفة فيها تكفى.. أبشر..بس وش سبتك؟؟

سالم ببعض خجل: مرتي ماتعرف عن موعد العرس.. لا تقول لأختك شيء تروح تقول لها.. وتنصدم.. خلها لين تدري من أهلها..

محمد المصدوم: بتزوجون البنية وهي مادرت عن موعد العرس.. في شرع من ذا؟؟

سالم المنحرج: الحين هي عندها امتحانات، خلها لين تخلص وعقب يقولون لها..

محمد اللي حس إنه أحرج سالم، كمل بمرح: درت عن موعد العرس.. وإلا مادرت.. تحب يدها مقلوبة إنها بتاخذ أبو مبارك..

سالم بود: جعلني ما خلا منك..

محمد: ولا خلا منك.. بس تراني شارط عليك شرط..

سالم بثقة ورجولة: أبشر بعزك..

محمد بعيارة: تراني خويكم في شهر العسل..

سالم يضحك: يا زين مقفاك يا محمد


***************



مها وفاطمة ومنيرة في الجامعة

أول مرة يتقابلون بعد سالفة زواج سعود.. مها من شافت فاطمة، ماقدرت.. حضرت عاطفية البنات الزايدة.. ضمت فاطمة بقوة والعبرة خانقتها..

فاطمة بمرح: أنتي يالهندية.. وش فيج خنقتيني؟؟

هي بس قالت كذا... مها لقتها فرصة تخورها وتبكي لها شوي: أنا والله متفشلة منش فاطمة وولا لي وجه والله، أنا أسفة على الاحراج اللي سببته لش.

فاطمة بمودة حقيقية: ياهبلة ..منيرة ما وصلت لج كلامي؟؟ انتي بس مشتهية تبكين شوي ولا لقيت لج سبب.. خلي شوي من دموع التماسيح لمتعب.. قصي عليه فيهم..

(متعب خطيب مها أو ممكن نقول زوجها، وولد خالتها الموجود حاليا في دورة لمدة 9 شهور في أستراليا.. مضى منهم 4 شهور ـ وباقي 5 )

مها اللي رجعت لها عيارتها، قالت بصوت باكي مرح: حي ذا الطاري، جعلكم كلكم فدا متعب..

منيرة اللي كانت بدت العبرة تخنقها: عدال تبين تحريني، بس أنا بأقول سالم فدا لكم كلكم..

فاطمة بزعل: لا حرام عليج منيرة، مو لهالدرجة تدعين على سالم

وبعدين كملت بمرح: وأنتي يا مها أخوج العيار، يوم يبيني، ثاني يوم مالك على بنت عمه، لا وحتى ماخلا المسكينة تتجهز، ساحبها لبيته في نفس اليوم، صج ماعنده صبر.. الحمدلله ربي أنقذني منه..

مها تضحك: الله يحبش، الله يعين دانة عليه بس


************


دانة اللي ماتت من الاحراج، كانت تبي تخلص نفسها منه، بس هو ماخلاها، شالها بقوة

ثم نزلها بالراحة على سريره
وخذ فروته غطاها فيها..
وهو نزل للأرض وجلس على ركبة.. وهو يقرب وجهه من وجهها اللي هو الشيء الوحيد اللي طالع من الفروة، وسألها بعصبية بصوت واطي: بأيش حاسة؟؟

دانة بصوت يرتعش: بردانة..

سعود بعصبية : لحول... وش أسوي لها الحين؟؟

لو كان واحد من زملاء المعسكر كان سعود عرف يتصرف بسرعة
بس هذي أنثى..
حس إنه محتاس.. وأي حوسة
راح لغرفة البنات لقاهم راحوا دواماتهم
وامه ما حصلها يظهر عندها موعد في المستشفى..
كان يبي حد يسلمه مسؤوليتها عشان يخلص منها.. بس مالقى حد.. "وش أسوي ياربي؟؟"

راح للغرفة اللي أمه تخزن فيها مفارش البيت والبطاطين المغسولة، خذ بطانيتين وطلع لدانة..

دخل عليها بسرعة، ورجع يلمس خدها لقاها بعدها مثلجة، طلع البطانيتين من الأكياس وحطهم فوقها فوق الفروة..

"خلاص بكيفها، لو مادفت عقب ذا كله، تكون ماراح تدفي ولو وديتها خط الاستواء"

جاب كرسي التسريحة، وحطه مقابلها وجلس عليه..وهو بس يطالع في وجهها وارتعاش شفايفها، كانت شوي تفتح عيونها وشوي تسكرها، ولما حست بالدفى نامت..
وأخرشي تشوفه وجه سعود المحايد في تعابيره..

سعود لما تأكد إنها نامت من خلال سماعه لصوت تنفسها المنتظم.. رجع يلمس خدها لقى حرارتها طبيعية..

قام لبس ملابسه وطلع، لأنه كان عنده عدة مشاوير..
يبي يطلع عقد الزواج من المحكمة
بعدين يمر على رئاسة الجيش، عشان يقدم على إجازة الزواج:
" مادمت اسمي تزوجت حتى ولو بالاسم، خلني استفيد على الاقل من إجازة ذا الاسبوعين"


*****************



منيرة ومها وفاطمة واقفين قدام القاعة.. يقرون الاعتذار المعلق

منيرة بخيبة أمل: عين السيح معتذرة اليوم بعد..

فاطمة باستفسار: مو المفروض نكلمها، مو عوايد دكتورة جواهر، تغيب محاضرتين ورا بعض، غابت الخميس اللي طاف، واليوم بعد.. مين تقدر تجيب رقمها عشان نتطمن عليها..

مها وهي تتذكر شي: نجيبه من دكتورة نجلاء، الثنتين طول اليوم روسهم بروس بعض، أو على الاقل دكتورة نجلاء تطمننا عليها..

منيرة: يالله خلونا نروح..

وتوجهوا الثلاث لمكتب الدكتورة نجلاء


***************


جواهر مزاجها بعده متعكر من مكالمة الصبح مع عبدالله
(الله يأخذه ويخلصني منه بس..)

عيالها بعدهم نايمين، نوف كانت نايمة مع أمها، وعبدالعزيز نايم في غرفة الضيوف

في الأساس عبدالعزيز ماعنده مدرسة لأنه في فترة إجازة الكريسمس التي تعطى لمدرسين مدرسته الأجانب، ونوف وأمها اليوم اتفقوا ما يرحون للجامعة، ويدامون الاثنين
" الساعة صارت عشر ونص، خلاص بأروح أصحيهم"

أول شيء دخلت على عبدالعزيز، قربت بشويش وقعدت جنبه على السرير
هزت كتفه بشويش: يمه.. قوم حبيبي، الساعة 10 ونص

عبدالعزيز بطل عيونه وابتسم
ومد يده على الكومدينو جنبه يدور شيء
امه عرفت إنه يدور نظارته.. فعطته اياها بحب
وقالت له بحنان: اذا تميت 18 سنة عقب كم شهر، وديتك تسوي عملية ليزك، عشان ترتاح من النظارة

عبدالعزيز وهو يلبس نظارته ويطالع امه: أبوي قال لي بعد..

جواهر من سمعت سيرة أبوه توترت وسكتت

وعبدالعزيز طبعا ما ترك الفرصة تمر: وعلى طاري أبوي.. فكرتي في الموضوع اللي أمس؟؟

جواهر بارتباك: محتاجة وقت أطول للتفكير..

عبدالعزيز بعتب: الظاهر انه لازم نعرف حدودنا ومحدودية غلانا وما نتجاوزها

جواهر برعب: لا عبدالعزيز ارجوك لا تقول كذا

عبدالعزيز بلهجة فيها حزن حقيقي خلا قلب جواهر يذوب: لما تكونين محتاجة كل هذا الوقت، عشان تفكرين في موضوع تعرفين إن مصلحتنا وحياتنا متعلقة فيه، يكون لازم نشك في أهميتنا في حياتج

جواهر وهي حاسة كلام ولدها سكاكين تقطع في قلبها: أرجوك حبيبي لا تقول كذا، أنا مستعدة أبيع عمري كله عشانكم

عبدالعزيز باستنكار حزين: مستعدة تبيعين عمرج... لكن ترجعين لأبوي لا

جواهر بغضب وهي تنط واقفة: بلاك ما تعرف أبوك وش سوى فيني..

عبدالعزيز بهدوء:
ومن قال لج إني ما أعرف..
أنا أعرف كل شيء، ونوف بعد تعرف..

عبدالله خلص اجتماعه ..
كانت نفسيته في الحضيض..
حاس بحزن غير طبيعي متجذر بقسوة .. وبجرح عميق خلى روحه تغرق نزيف..

نزل من مقر البنك..
لقى السواق اللي معاه ينتظره تحت،
عطاه عبدالله جاكيته وكرافتته، وخذ من السواق جاكيته هو(جاكيت السواق اللي كان لونه زيتي ومبين عليه القدم)..

وقال له : روح أنا أبي أمشي وسط الناس شوي.. وما أبي يكون منظري لافت للنظر وأنا بجاكيت رسمي وكرافته..

ونزل عبدالله مشي.. متجه لميدان التحرير.. كان يبي يحس بالناس.. يمكن الزحمة والعالم يلهونه عن حزنه الحاد شوي..

"خلاص جواهر أنتي كذا انتقمتي مني وزيادة.. عمر ماحد كسر نفسي مثل ما أنتي سويتي"

كانت الهواجس تاخذ عبدالله وتوديه.. الكلام اللي قالته له جواهر جرحه لأبعد حد..
وعمره ما تخيل وهو ابن السوق القوي الصارم الواثق.. إنه ممكن ينجرح بهالصورة من مجرد كلام..
كلام..
ومن من؟؟
من اللي كان يتشفق وبيموت على كلمة منها..

ألف هم يغرقه ويسحبه للهاوية..
استمر عبدالله يمشي، مشى ومشى كثير بدون مايحس بالساعات اللي تمر..
كان عبدالله يحفظ القاهرة مثل كف يده.. مشى في الميادين والشوارع العامرة بمئات الآلاف من البشر..
لكنه كان وحيد .. وحيد..
كأنه وسط صحراء قاحله عدد حبات رمالها يأسه وحزنه وجرح كرامته المهدورة..

وصل لكوبري قصر النيل ، وقرر يجلس شوي في مقهاه الشهير اللي هناك، رغم برودة الجو..

وهو جالس يشرب قهوته المرة كمرارته..
وصله مسج.. فتحه..

رغم إن المكتوب في المسج كان في غاية الأهمية.. إلا أن عبدالله قراه بدون اهتمام..
ورمى الموبايل على الطاولة.. وهو رجع يطالع الأفق.. ونظره يسرح بعيد بعيد..


*************
جواهر وهي مصدومة ومو مصدقة: أنت ونوف تدرون؟؟ من متى؟؟ ومن اللي قال لكم؟

عبدالعزيز بهدوء: أبوي اللي قال لنا.. خبرني امس الظهر لما اتصلت فيه؟؟

جواهر وهي بعدها مصدومة: قال لك كل شيء.. كل شيء.. مستحيل.......
أكيد إنه غيّر في السالفة.. عشان يخليكم صافين معه بهالطريقة.. لا وتبوني أرجع له..

عبدالعزيز بذات الهدوء: شنهو اللي غيّره؟؟ عندج شيء ممكن تقولينه غير إنه طلقج.. وخطفنا.. وقص عليج عشان تخليه يطلع فينا من البيت .. وحرمج منا 17 سنة، وانتي ما تدرين عن مكاننا..

جواهر كانت مصدومة وصدمتها أكبر من أي كلام: يعني عرفتوا ذا كله.. وعادي عندكم.. ما كأن أبوكم سوا شيء؟؟

عبدالعزيز بهدوء ذكرها بأخوها عبدالعزيز: يمه اسمعيني فديتج
قبل أمس لما جيتينا، أنا ونوف كنا معتقدين إنج رميتينا 17 سنة
ومع كذا شوفي اشلون ارتمينا بحضنج وتقبلناج، وإحنا ما نعرفج.......
فكيف بأبونا اللي معنا صار له 17 سنة؟!!
ما أنكر إن اللي سواه أبوي جريمة، لكن هو سواها وهو يعتقد إن مصلحتنا في اللي سواه..
أكيد إنه كان غلطان وأكبر غلطان.. بس خلاص يمه اللي راح راح... وهذا احنا تجمعنا من جديد.. بتخلين حقدج على أبوي يخرب حياتنا...... أبوي ربانا ما نحقد ولا نشيل على أحد..

يمه أبوي عشاننا سوا اللي مستحيل أبو يسويه.. أنا عقب ما كبرت وصرت أعرف مشاعر الرجل أشلون.. حسيت بالمعاناة اللي هو كان عايشها..

تخيلي شاب في العشرينات ثم في الثلاثينات في عز شبابه وفتوته ووسامته.. دافن نفسه حفاظا على دينه أولا وعشاننا ثانيا...
كنت أشوف الحريم لما كنا في أمريكا أشلون يقطون نفسهم عليه.. مدرساتنا.. دكتورة الاسنان حقتنا.. مدربة الرياضة في الجم..
في كل مكان كانوا الحريم يحاولون يلفتون نظره.. لكن هو عمره ما ألتفت لأحد....
كان يكثر من الصيام والصلاة والرياضة ورفع الأثقال... وقتها ما كنت أعرف ليش هالك نفسه بذا كله.. بس الحين عقب ماكبرت عرفت ليش.. واعتقد إنج فاهمة يمه..

جواهر اللي كانت قاعدة تسمع ولدها بانتباه.. لما وصلت هالنقطة، غصبا عنها حمر وجهها.. ولعنت الساعة اللي خلت ولدها يضطر يفتح معها موضوع مثل هذا..

وكمل عبدالعزيز اللي بدأ ينفعل وصوته يرتعش: كان ممكن إنه يتزوج، ولا حد يقدر يلومه، شاب في سنة محتاج أكيد لزوجة جنبه، لكن هو ضحى بكل رغباته عشاننا..
تعتقدين أبو مثل هذا..حتى لو كان خطفنا من أمنا.. إنه إحنا راح نتركه عقب ماضيع عمره علينا...؟؟

جواهر بحزن: وأنا يعني ماضاع عمري وأنا انطركم؟؟ على الأقل هو كان مستمتع بوجودكم معه.. بس أنا عشت الحرمان كله..

عبدالعزيز بحزم: بيدج تنهين الحرمان، وتخلينا كلنا نعيش مبسوطين..
يعني أبوي مو سيء لهالدرجة اللي يخليج مو قادرة تتخلينه زوج..
أبوي رجل رائع على كل المستويات..

جواهر باستسلام: طيب والمطلوب مني؟؟

عبدالعزيز بانتصار وشخصيته الجديدة القوية بدأت بالظهور: ترجعين لابوي..

جواهر وهي تحس إنها تحكم على روحها بالإعدام: وأنا موافقة..

عبدالعزيز ينط مبسوط يبوس في أمه، ويقول: خلني أبعث لأبوي مسج أبشره..

" يبه
أبشرك
أمي وافقت ترجع لك..
أرجوك تكتب عليها أول ما ترجع فورا"

وكان هذا هو المسج اللي وصل عبدالله واللي هو تلقاه ببرود..

"لو كان هذا المسج وصلني قبل مكالمتي الأخيرة مع جواهر.. يمكن ماكان قدرت أنطر لين موعد طيارتي بكرة، يمكن كان رجعت فورا على أول طيارة....
بس الحين ما أبي أرجع الدوحة.. ما أبي اشوفها أو أسمعها.. كلامها في التلفون ذبحني.. اشلون لو قالته لي مباشرة"


****************

سعود رجع البيت بعد صلاة الظهر..

أمه مابعد رجعت، وخواته الجازي بعدها في المدرسة ومها في الجامعة..

دخل غرفته يتسحب: "لحول.. الواحد حتى غرفته ما ياخذ راحته فيها..
أنا وش اللي خلاني أتهور وأجيبها لبيتي، كان خليتها لحد ما أتعود على فكرة مره في غرفتي..
أبوك ياللعانة، إلا تكسر خشم المسكينة، هذي هي كانت بتموت عليك"

دخل الصالة، مالقى حد فيها..
على غرفة النوم.. لقى دانة بعدها على نفس النومة..
قرب منها.. حسبها تناديه.. لأنه متاكد إنه سمع صوتها.. قرب أكثر.. وجلس على الكرسي اللي هو كان قاعد عليه اليوم الصبح.. "دانة تبين شيء"

قالت كلام كثير.. ما فهم منه شيء.. كان اسمه موجود في الكلام واسم مزنة أختها وخالد أخوها.. هذا اللي قدر يفهمه..

سحب كرسيه.. وقرب منها أكثر، وهو يقرب إذنه من فمها: دانة أنتي شتقولين؟؟

كانت تهذي.. والأخ بعده مو مستوعب.. وأخيرا قرر يحط يده على خدها.. أنلسع لما حط يده على خدها.. كانت مولعة نار..

سعود احتاس: " أنا وش أسوي الحين"
كان وده يتصل بأختها مزنة عشان تجي تشوف وش فيها.. بس يخاف إنها تكون في الجامعة، وهو أصلا مستحي يسويها...
" يعني زوجتي مريضة ماني بعارف أتصرف معها يعني؟ بأوديها للمستشفى "

وقال لها بصوت هادئ:" دانة قومي ألبسي أوديش المستشفى"

بس دانة اللي كانت تعبانة جدا.. ماكانت حتى قادرة تركز هو شيقول، ولا حتى حاسة فيه ولا نفسها..

شال سعود عنها البطانيات والفروة بسرعة، بس رجع يغطيها بذات السرعة بوحدة من البطانيات، عشانه تخرع لما شاف روبها منفتح شوي..

" لحول وش ذا البلشة..هذي عقوبة ربي لي.. وش أبي بالبنية أخذها من بيت أهلها؟؟"

راح سعود للصالة يبي يطلع لها ملابس من شنطتها، فتح الشنطة ما قدر يمد يدها فيها يفتش... (أنا أخرتها أقلب في ملابس حريمية..)

أخر شيء هداه باله يتصل بمحمد اللي كان توه طالع من الجامعة راجع للبيت، وطلب منه يجيب دكتورة معه ويجي بسرعة..

محمد برعب: دكتورة؟؟ ليه عسى ماشر؟؟

سعود بهدوء : دانة تعبانة شوي..

محمد بخبث: نعنبو.. وش سويت بالبنية يا المتوحش؟؟

سعود اللي توه ينتبه لرنة الخبث في كلام أخيه: محيميد أنا ماني متفرغ للعانتك، البنت بتموت.. عجل علينا..

محمد لما سمع سالفة بتموت ذي، قطع كل رادارات الدوحة من الجامعة.. لعيادة الدكتورة ..لبيتهم..

سعود بعد ما سكر من محمد.. نزل للمطبخ
جاب ماي مثلج.. ورجع لدانة اللي كانت ترتعش وتهذي.. طلع فوطة من أدراجه..
حط غترته، وجلس على الكرسي وحط الماي على الكومدينو اللي جنب السرير.. وحط الفوطة في الماي عصرها وحطها على جبينها..

دانة أول ماحست ببرودة الماي، صارت تشهق بشكل غير طبيعي..
سعود احتاس، خاف يكون اللي يسويه غلط.. وإنه يكون يضرها.. لكنها بعد دقيقة هدت والفوطة على جبينها..

ولقاها سعود فرصة يتمعن في ملامح دانة، اللي غصبا عنه كسرت خاطره..
بدون ما يحس لقى أصابعه تمر على ملامح وجهها، وكأن أصابع يده المرتعشة تبي تحفظ ملامحها..
بدء من حاجبها.. لعينها.. لخدها.. لخشمها.
..... لشفايفها..
ومع وصول يده للمحطة الأخيرة .. لشفايفها..
كانت رعشته بلغت أقصى حد..
واللي زاد عليه إنه لما جاء يتماسك ويرجع يده..
دانة مسكت في يده، وهي تقول: مزنة تعالي جنبي.. وتشده من يده بضعف..
سعود قام وجلس جنبها.. هو بالكاد مسيطر على أعصابه..
دخل ذراعه من تحت رأسها..

و

ضمها لصدره..
وبقوة..

سعود مايدري شاللي خلاه يحضنها..

الموقف اللي هو كان فيه.. والمشاعر اللي هو كان حاس فيها.. مالقاها تترجم إلا بهذي الصورة ..
وماكان ممكن يكون لها ترجمة إنسانية غير هذي الصورة..

كان حاضنها بقوة، وهي كانت يد مرتمية ورا ظهره ويد مسكت فيها جيب ثوبه بضعف..

سعود كان حاس كأن اللي قاعد يتصرف واحد ثاني غيره، سعود ما يتصرف بهالعاطفية..
سعود الثاني كان شاد على دانة وحاضنها بقوة
كأنه خايف حد يأخذها منها..

كان حاضنها بيد، ويده الثانية كانت تلمس خدها الملتهب حرارة بكل حنان..

عصبا عنه بدون مايحس، لقى نفسه يطبع قبلات ناعمة على شعرها اللي كان بعده مبلول.. كان يحس من حراره رأسها كأن الماء يتبخر من شعرها ويلفح وجهه..

حس بألم كبير يجتاحه، وهو يحس بضعفها بين إيديه.. "المهرة اللي كانت تصهل بكل عنفوان البارحة بس.. يصير لها كذا اليوم... والله انش مهرة أصيلة يادانة ومن يومش مهرة.. ومن وأنتي صغيرة مهرة حرة ما حد قدر يروضها"

سعود مستغرب من المشاعر اللي كانت تجتاحه بعنف.. وهو شاد على دانة في حضنه..

وسعود على نفس جلسته اللي هو حاضن فيها دانة، رن موبايله، تناوله بيده الثانية كان محمد عند باب الغرفة..

سعود نزل دانة بالراحة، كان كم ثوبه كله مبلول، من شعر دانة اللي مابعد نشف..

طلع سعود عليهم ودخل الدكتورة ، الدكتورة فور كشفها عليها ارتعبت، درجة الحرارة كانت41.. : لازم ننئلها للمستشفى حالا.. البت تعبانة خالص..

سعود رجع يحتاس: طيب هي ماعليها ملابس الحين..

الدكتورة بعصبية : ملابس إيه أنت الأخر؟؟ أهي بروبها، لفها بعبايتها وشيلها.. أديك ئدامي ماشاء الله حصوة في عين الي مايصليش عالنبي تشيل اتنين..

سعود اللي عصب على الدكتوره بس ماقدر يرد عليها..
لف دانة بعبايتها وشالها

محمد اللي كان واقف برا لما شافه طالع شايل زوجته، راح دخل غرفة خواته..

ونزل سعود الدرج يركض كانه شايل عصفور مو مره..
والدكتورة تركض وراه..

حطها على سيت السيارة اللي ورا,, والدكتورة وراهم بسيارتها

وفورا لطوارئ مستشفى حمد..


***********
جواهر اللي كانت مهمومة لأبعد حد.. اضطرت ترجع مع عيالها لبيت أبوهم.. عشان رفيقات نوف كانوا يبون يجون يسلمون على أمها لما عرفوا الخبر..

ونوف عطتهم موعد بعد صلاة المغرب..

نوف أصرت على أمها إنها لازم تكشخ وتتعدل لأبعد حد.. عشان تحر رفيقاتها..
خصوصا هند اللي شايفة إنه مافيه أحلى منها ولا احلى من جسمها في كل الجامعة..

جواهر ماكان لها خلق تكشخ.. لكنها لبست عشان خاطر نوف..
لبست تايور بنطلون مع جاكيت لونه تركواز، الجاكيت القصة الرسمية لكنه ماسك شوي وقصير لتحت الخصر بشوي، وتحته اسكارف حرير.. درجات التركواز مع شوي أورانج.. ملفوف على الرقبة والصدر ومبين من تحت فتحة الجاكيت المثلثة الطويلة.. مع صندل كعب عالي لونه فضي مطفي..

وأصرت عليها نوف تحط مكياج، فحطت كحل وماسكرا وروج اورانج فاتح.. رفعت شعرها فوق ونزلت شوي خصل بشكل عشوائي..

نوف تطالع أمها، وجواهر تقول بنفاذ صبر: خلاص كذا زين؟؟

نوف قاعدة مبلمة.. جواهر: يمه.. خلصيني..

نوف عقب السكوت.. صاحت بصوت عالي: واو مامي تهبلين تهبلين.. تهبلين.. بيموتون كلهم حرة..

رن موبايل نوف.. يالله يمه.. كاهم وصلوا.. خلينا ننزل..

في نفس الوقت
كانت سيارة فايز أول سيارة توصل.. بعد ما أصر إنه هو اللي يودي هند.. مع إنه عمره ماوداها ولا جابها..

وصل لمدخل البيت وكان يبي يطلع فوق يوقف عند مدخل الباب مباشرة..
بس حارس البيت الداخلي مارضى.. وقال له إن أبو عبدالعزيز مشدد إنه مايطلع فوق غير سيارات أهل البيت، وسيارات الضيوف توقف تحت، لأن اللي بيوقف فوق بيكشف مدخل البيت على طول..

اضطر فايز يوقف مكان ما قال له: يالله انزلي لا بارك الله فيج لا أنتي ولا العجوز اللي جاية تسلمين عليها..

هند بحرة: إيه والله هالعجوز وش اللي طلعها في ذا الوقت بالذات، عشان تخرب مخططاتنا..؟؟

فايز بخبث: مافيه شيء بيخرب.. بس أنتي خليج ذكية..

نزلت هند.. ودخلت داخل.. عشان تشوف المفاجأة اللي خلتها تولع لأبعد حد..



بعد الغياب/ الجزء الثاني والثلاثون

#أنفاس_قطر#

دخلت هند بهدوء..
وهي تفسخ عبايتها وتعطيها الفلبينية اللي استقبلتها عند الباب..
تعدلت في المراية الكبيرة اللي عند المدخل.. وعقب ودتها الخدامة للمكان اللي هم جالسين.. مجلس الحريم الكبير..

هند دخلت...
انصعقت من جمال المره اللي هي شافتها..
سلمت على نوف وعلى المره الثانية.. وهي تسرق عيونها تتمعن في ملامحها وأناقتها ودقة تكوين جسمها..

بعدها على طول ميلت على أذن نوف وقالت بهمس: نوف وين أمج؟؟

نوف ضحكت ببراءة وهي تشبك ذراعها بذراع أمها، عشان تصيب هند بأقسى صدمة صابتها في حياتها: هذي أمي.. كأنها أختي صح..؟؟

هند المصعوقة مو قادرة تتخيل إن القمر الصاروخي اللي قدامها هي أم نوف : " وانا اللي أبي أرسم على عبدالله.. واحد طلق وحدة مثل هذي.. أشلون بيطالعني؟!!"

هند بلهجة متكلفة جدا : هلا والله خالتي.. سامحيني ما عرفتج

جواهر بود: لا حبيبتي عادي، هلا والله وحياج.. نوف جننتني من كثر ما تتكلم عنكم، فحبيت والله أتعرف عليكم

استمر الحديث بينهم
ووصلوا صديقتين ثانين لنوف، ريم وتماضر..
ريم وتماضر على طول ارتاحوا في القعدة
وانفتحت نفسهم لأم صديقتهم.. اللي حسوها كأنها أختهم.. مو مثل الأمهات الكبار في السن، واللي دايما يسكرون على البنات في الحكي..

لكن هند ماكانت مرتاحة وكانت من داخل تغلي.. وحاسة إنها مولعة.. بعثت مسج لفايز يجي يأخذها... رد عليها إنه خلال أقل من نص ساعة بيكون عندها..

عقب هند بلهجة حاولت يكون دمها خفيف فيها: إلا نوف.. عبدالله متى بيوصل من السفر؟؟

كانت هند أول مرة تنادي عبدالله كذا باسمه، كانت دايم تناديه أبوج أو أبو عبدالعزيز.. بس من زود الخبث اللي ضرب أقصى حد عندها..

جواهر استغربت من إنها أشلون تنادي عبدالله باسمه المجرد..

نوف البريئة اللي ما انتبهت: من عبدالله؟؟؟

هند بمياعة: أبوج؟؟

نوف حست إنه فيه شيء غير مريح: بكرة إن شاء الله..

هند بنفس مياعتها: طيب قولي لعبدالله.. مافيه داعي يكلف على نفسه ويجيب لي هدية نفس المرة اللي فاتت..

نوف تحاول تعصر مخها (متى أبوي جاب لهند هدية؟ ماعمره سواها) بس نوف سكتت لانها ماحبت تحرج هند قدام البنات..

وجواهر تكلمت بتلقائية: موب من المفترض حبيبتي إنج تقولين عمي عبدالله أو حتى أبو عبدالعزيز.. عبدالله في مقام أبوج..

هند اللي شكلها استخفت: شنو عمي يا خالتي.. حرام عبدالله بعده صغير ليش أكبره...

جواهر نهائي ما أرتاحت لذا البنت (يعني أنا اللي خالتج.. وعبدالله صغير على إنه يكون عمج!!!!!!!)

هند :زين خالتي أنا بكرة طالعة شوي الكورنيش، خلي نوف تجي معانا.. أخوي بيودينا وبيرجعنا..

جواهر بهدوء: لا ماعليه حبيبتي.. أولا نوف ما تقدر تروح مع أخوج.. ثاني شيء أبوها بكرة جاي ولازم تكون في استقباله..

هند حست خلاص إنها بتنفجر: (متى بياتي فايز الله يأخذه)

بعد دقيقة كان فايز يدق عليها، جات نوف تبي تروح معها توصلها للباب.. قالت لها جواهر: خليج مع صديقاتج أنا بوصلها..

فايز اللي وصل للبيت مالقى الحارس.. اللي شكله راح يصلي العشاء، فلقاها فرصة يطلع فوق، خصوصا إنه عارف إن عبدالله وعبدالعزيز ماحد منهم موجود...

لحظتها كانت جواهر واقفة قدام الباب تودع هند.. في نفس اللحظة اللي فايز طلع فيها وشافت جواهر ليتات سيارته بوجهها..
تراجعت جواهر وهي معصبة.. وهي تعتقد إنه ماشافها.. وسكرت الباب بقوة.. وهند بعدها واقفة.

هند بعصبية : الله يأخذها عجوز النار..

فايز اللي كان رايح في عالم ثاني، أول ماركبت معه هند، نط يسألها: هذي نوف؟؟

هند اللي ماكانت متفرغة له: أي نوف؟؟

فايز وهو مولع: هذي اللي وصلتك للباب؟؟

هند وهي تنافخ: لا أم نوف الله يأخذها هي وبنتها..

فايز وهو مصعوق: أنتي من جدج؟؟

هند بقرف: وليش أكذب عليك؟؟

فايز باستفسار محموم: ليه أم نوف كم عمرها..

هند بطفش: 30

فايز بدهشة ولهفة: معقولة؟؟ فرق 3 سنين بس بيني وبينها..

فايز في نفسه( هذي المره وإلا بلاش، شنو هالأنوثة كلها، شنو نوف البزر؟؟ أمها تمسحها...... وتمسح الحريم كلهم بعد!!! يسلم لي ذا الطول والطلة)


*****************
سعود من الظهر لبعد المغرب وهو مع دانة في المستشفى..
ماحد درى عنهم غير محمد.. اللي كان كل شوي يتصل على سعود ويشوف اخباره..
الباقيين قالوا عرايس وأكيد طالعين يتمشون..

وسعود استحى يقول لأحد..
"شيقولون خذت البنت ومرضتها.. وإلا خويلد يجي ينط لي.. يقول لي وش سويت لأختي؟"

سعود من أول ماوصلوا للطوارئ وهو جنبها ما تركها..

سووا له شوي سالفة على إنه مامعها بطاقة صحية.. بس وراهم عقد الزواج اللي كان لحسن حظه بعده في السيارة مانزله.. واللي يثبت صلته فيها، واللي موجود فيه رقمها الشخصي.. وعن طريقه طلعوا ملفها الصحي.. ولما عرفوا إنها زميلة لهم طبيبة معهم اهتموا فيها بزيادة..

بس سعود وبأصرار غريب.. رفض إنه يقرب جنبها أي طبيب رجال.. الغيرة شعور طبيعي، واي رجل طبيعي يحس بالغيرة على محارمه..

لكن الغريب اللي سعود حس فيه.. إنه عمره ماحس شيء ينتمي له مثل مادانة تنتمي له.. ماكان يبي عين أي رجال حتى وإن كان طبيب تشاركه في شيء هو له .. وله بروحه.. دانة كلها له.. "لي أنا وبس"

سعود اللي كان قاعد على كرسي جنبها.. كان بيموت نفسه يمسك يدها.. بس لأن التعبير عن المشاعر في عرفه نقيصة.. كتم الرغبة هذي في نفسه.. وجلس جنبها متكتف وكل يد ماسك فيها الثانية..

دانة من لما وصلوا.. وهم مركبين عليها الجلوكوز.. وكل شوي وهم يكمدون جسمها كامل بالثلج.. ودرجة حرارة جسمها مو راضية تنزل..

وهي شوي تصحى وشوي تنام وشوي تهذي.. وكل مافتحت عينها.. ماتشوف حد قدامها غير سعود..

سعود كان واقف يراقب الجلوكوز ويشوفه قرب يخلص، كان يبي يروح ينادي الممرضة عشان تغيره.. حس بيد دافية تهز اطراف أصابعه
كانت دانة تحاول تتكلم بس صوتها مو طالع.. قرب منها بالراحة.. كان صوتها مبحوح..
قرب إذنه من شفايفها لحد ماصار يحس بأنفاسها تداعب خده، فأرتعش غصبا عنه

دانة بصوتها المبحوح: سعود تكفى، خل مزنة تجينني، وتجيب لي ملابس معها..

سعود تمالك نفسه، وطلب منها تعطيه رقم اختها: ملته الرقم.. واتصل فيها..
مزنة لما كلمها كانت بتموت على اختها من الخوف والرعب.. العلاقة بين دانة ومزنة علاقة استثنائية..

خلال أقل من نص ساعة كانت مزنة وصلت جايبها خالد، اللي كان يركض في ممرات الطوارئ ينافخ.. لين وصل سعود..
وقرب منه وحط عينه بعينه، وقال له بصوت حاد غاضب مثل الفحيح: سعود وش سويت في أختي؟؟ (نفس الجملة اللي كان سعود يبي يتجنبها)

سعود ببرود: وش سويت لها؟ كليتها يعني؟؟ روح أسال ويقولون لك وش فيها ..

خالد بصوت ناري: بسأل.. ووالله ثم والله لأدري إنه لك يد ولو بسيطة باللي صار لأختي.. إنه مايخلصك من يدي أحد الليلة..

سعود ببرود مع إنه بدأ يفقد أعصابه: روح إلعب بعيد يا خويلد.. وأعرف أشلون تحشم اللي أكبر منك.. وتكلم على قدك..

خالد مارد عليه، ودخل ورا مزنة عند أخته...

بعد دقايق كان خالد يطلع عليه ووجهه أهدأ شوي وعليه بوادر خجل مايبي يبينه: دانة تقول إنك من بدري هنا.. خلاص تقدر تروح أنا ومزنة بنقعد عندها..

سعود اللي كان فعلا تعبان ومحتاج راحة.. كان حاب إنه يتطمن عليها قبل يروح.. بس حس إنه لو طلب يشوفها.. بيكون هذا بادرة ضعف منه..
وصى خالد عليها.. ومشى بدون مايطل عليها..


*************
أخر الليل في بيت عبدالله

نوف وأمها في غرفة نوف..

نوف بحماسة: ها مامي.. وشرايج في صديقاتي..؟؟

أمها بود: ريم وتماضر يجننون.. وكملت بلهجة حذرة: بس هند هذي ما أرتحت لها..

نوف بحذر: والله هند حبوبة.. صحيح إنها مغرورة شويتين.. بس بالعادة حبوبة... اليوم جد أنا ما أدري وش فيها..

جواهر بحكمة: أنا ماأبي أفرض عليج صداقاتج.. بس اللي أبيه منج إنج تحذرين من هند هذي.... والحركة اللي سواها أخوها اليوم كانت وايد حقيرة.. اشلون يطلع فوق وهو عارف ان اهل البيت ما يرضون..

نوف ببراءتها ودلالها: ان شاء الله يمه اللي تبين.. بس لا تقولين لابوي على سالفة انه اخو هند وقف قدام الباب... والله بيسويها سالفة ويمكن يطرد الحارس اللي تحت..

جواهر بحب: ان شاء الله يا قلبي..

بعد شوي كان عبدالعزيز يدخل عليهم.. جواهر حست قلبها يغرد وهي تشوف الثنين قدامها..

(أنا مستعدة أعيش مع الغول نفسه عشان أشوف السعادة هذي في عيونهم!!!!!)


بعد سهرة طويلة قضتها جواهر مع عيالها.. وكل لحظة تمر عليها مع عيالها.. تأكد لها إن قرار رجعتها لعبدالله مهما كان قاسي على نفسها، لكنه يظل أهون بكثير من إنها ترجع تفقد عيالها او حتى يبتعدون عنها ..

نوف أول حد أستأذن على أساس إنه عندها جامعة بكرة، بعدها عبدالعزيز أستأذن لانه عارف إنه أمه عندها دوام بكرة..

بعد ما طلعوا..

جواهر اتصلت بنجلاء، وقبل ما تقول نجلاء أي شيء قالت جواهر: أدري أني سخيفة، وان ابو حمد أكيد على وصول..

نجلاء بعيارة: زين أنتي قلتيها بروحك..

جواهر بهدوء : أول شيء ابو حمد وصل أو بعد؟؟

نجلاء بلهفة: طيارته توها نازلة.. يبي له ساعة لين يوصل البيت بحفظ الله..

جواهر بهدوء غير محدد الملامح: عندي خبر حبيت إنج تكونين أول من يعرفه..

نجلاء بحذر: شنو؟؟

جواهر ببرود قاتل: بأرجع لعبدالله..

نجلاء بنبرة خليط من الفرح والحزن: مبروك يا جواهر.. بس شنو اللي غير رايك؟؟

جواهر بنبرة حزن: عيالي ضغطوا على وايد، وخصوصا عزوز.. ضغط علي بشكل ما تتخيلنه.. وانا خلاص صرت مؤمنة إن هذا هو الأحسن لهم.. حتى لو ماكان الأحسن لي.. أنا عشت أتعذب 17 سنة وهم بعيد.. ومستعدة أتعذب 100 سنة وألف سنة دامهم معاي..
يوم جديد...

عبدالله في القاهرة يستعد للعودة ..

ونوف وجواهر لأول مرة يروحون مع بعض للجامعة
نوف كانت بتجن من الوناسة.. كان اليوم عندها يوم خاص جدا

وداهم أفضل، اللي أول ماشاف جواهر ركبت معه.. خنقته العبرة.. جواهر ما كانت عارفته.. كبر كثير في السن.. وماخطر ببالها إنه ممكن بعده يشتغل عند عبدالله..

أول ماركبت، فوجئت بالسواق يقول لها بلهجته المحببة اللي مو غريبة عليها: هيا الله أم ئبدالئزيز (حيا الله أم عبدالعزيز)

جواهر بشوي استغراب: حياك الله..

أفضل بمودة كبيرة: أشلونك ؟؟ واشلون ئبدالئزيز، وئمي بو فهد؟؟

جواهر ابتسمت: أفضل؟؟

نوف بمودة: أبو محمد يمه.. عمي ابو محمد ماشاء الله عنده عيال وايد.. أكبرهم محمد.. اللي سماه على اسم جدي الله يرحمه..

جواهر طلعت محفظتها وطلعت منه مبلغ غير بسيط، وحطته بظرف.. وجاوبته: كلهم تمام والله؟؟ أنت أشلونك واشلون عيالك؟؟

أفضل بصدق ولطف: كلهم تيبين في خير أبو ئبدالئزيز..

جواهر بمرح: وانت وين أختفيت قبل 17 سنة؟؟

أفضل أنلسع وخنقته العبرة جد: سامهيني يا أم ئبدالئزيز انا ئبد مأمور.. والله أنا جيت أدوركم لما رجع ئبدالله من أمريكا قبل خمس سنين، بس أنا ما هصلت بيتكم والله..

جواهر بمودة: أمزح معك يا بو محمد الله يخلي لك محمد وأخوانه.. خلاص المهم إن عيالي بحضني الحين..

ظلوا يتحاورون شوي وجواهر تسأله عن عدد عياله وأسمائهم.. لحد ماوصلوا الجامعة..

لما وصلوا.. عطته جواهر الظرف اللي رفضه بإصرار كبير
بس جواهر أصرت عليه أكثر.. وقالت: هذا هدية لمحمد وأخوانه..
وقالت له إنه مايرجع عليهم يجيبهم.. لأنها بترجع بسيارتها اللي موقفة في المواقف..

أفضل كان متردد: أخاف أبو ئبدالئزيز ما يرزى..(يرضى)

جواهر بثقة: لا تخاف أنا سنين صار لي أسوق.. خوش دريوله..


****************


سعود ما قدر ينام من البارح لليوم إلا ساعات معدودة...
أول مارجع البارح.. وشافته أمه راجع بروحه تخرعت.. وسألته عن زوجته.. سعود كان محرج وتعبان ومتضايق.. بس جاوبها بالصدق..

أمه بقلق :"عروس تسخن وتدخل المستشفى ثاني يوم عرسها.. وش ذا الفال الشين؟"

سعود اللي كان متوتر.. طلع لغرفته.. دخلها يتسحب..كأنها بعدها موجودة فيها..

كل اللي قضته في الغرفة ليلة ماقالت فيها غير كلمات معدودة، ليش حاسس كأن الغرفة من غيرها فاضية كأنها قبر..

" تدري يا سعود إنك أنت منت بوجه حريم.. من أول ليلة خقيتها.. هذا وأنت تكرهها.. أجل لو تحبها وش كان سويت؟؟ كان انتحرت وراها"

شنطتها بعدها موجودة في مكانها، ملابسها اللي خلعتها البارح محطوطة على الكنبة..

إحساسه بوجود أنثى كانت معه في غرفته بأغراضها الأنثوية..
ومو أي أنثى.. هذي كانت دانة..
كان إحساس مثير.. وغريب.. وموجع

دخل لغرفته.. شبشبها بجنب السرير، وفوطتها بعدها على السرير، مسك الفوطة لقاها بعدها مبلولة، خذها معاه للحمام وعلقها هناك..
لقى بيجامتها البنفسجية معلقة بالحمام..

البيجامة اللي فتنته تفاصيل جسدها من خلالها.. غصبا عنه لقى نفسه يقرب من البيجامه ويقربها من وجهه ويأخذ نفس عميق من رائحة عطرها الناعم..
انتفض سعود وهو يستحقر تفكيره وين وصله..

" الله يخسك يا سعود شكلك استخفيت.. إثقل يارجال إثقل"

توظأ وصلى ركعتين وتمدد على سريره.. بس النوم ماجاه إلا بعد وقت طويل.. كان كل شوي يبي يتصل بخالد يسأله عن دانة بس كان يتراجع..

من بعد صلاة الصبح ماقدر ينام.. ماصدق إن الساعة تجي ست ونص.. عشان يروح المستشفى..

أول ماوصل السرير اللي كانت دانة فيه في قسم الطوارئ، لقى عليه مريض ثاني.. سأل الممرضة المسؤولة عنها..

الممرضة بدون اهتمام: طلعت..

سعود باهتمام: وين لغرفة فوق، أو للبيت..

الممرضة بذات النبرة الباردة: للطابق السادس/ العناية المركزة..


***************


عبدالله في مطار القاهرة، طيارته بعد ساعتين..
كان فيه شعور واحد يسيطر عليه...
الأســـــــــــــى

كان الأسى يعبي روحه.. أقسى شيء على روح رجل حر إنه يضطر يعيش مع امرأة يعرف إنها تشعر بالقرف منه...

كل ما يتذكر عبدالله كلامها: وإنها قرفانة منه لدرجة إنها تستفرغ اللي في بطنها... يحس إنه هو اللي يبي يستفرغ اللي في بطنه..

"الله يعينك يا عبدالله على الجاي من حياتك، الظاهر إن عقاب ربك على اللي سويته فيها جاك وعلى يدها"

موب طايق يشوفها أو يسمع كلامها..
كل ما يتذكرها يحس بكآبة حادة.. وحزن حاد..
بالتأكيد هو ما كرهها ولا يكرهها ولا يقدر يكرهها..

لكن نفسه أصبحت ترفضها وبقوة..
ولولا عياله كان نهائيا مافكر يرجعها.. عقب الكلام الجارح اللي هي قالته له.. "لا وكان عندها كلام أكثر بس ماحبت تجرحني قال.. شنو أكثر من اللي أنت قلتيه يا جواهر شنو"

تذكر عبدالله شيء.. خذ نفس عميق واتصل:

-هلا عبدالعزيز.. صباح الخير..
...............................
عسى ماصحيتك من النوم؟؟
......................
في الدوام.. زين.. تقدر تستأذن و تجيني اليوم المطار على الساعة 12 ونص..
.....................
تسلم يابو منصور.. مشكور
........................
مع السلامة ..الله يحفظك


***************


سعود لما سمع الخبر.. حس إن رجوله مو قادرة تشيله.. سخونة وانفلونزا.. تستدعي العناية المركزة؟؟

تمالك نفسه وطلع ركض للطابق السادس على الدرج بدون تفكير باستعمال المصعد..

لما وصل عرف مكان غرفتها من التجمهر اللي قدامها/ عايلة عمه بالكامل.. عمه وخالد وأم خالد ومزنة وغالية..

سعود أشر لخالد اللي جا له
سعود بلهجة قلق حاول يغلفها بالبرود بس ما قدر.. وفشل فشل ذريع فخرج صوته مليان قلق ولهفة:
خالد دانة وش اللي صار لها لدرجة إنها تدخل العناية؟؟ البارح لما تركتها كانت حالتها مستقرة..

خالد بحزن كبير: درجة حرارتها قربت لل42 ، وماعادت قادرة تنفس..

الدكتورة أصرت إنها تنقل للعناية فورا، عشان يتركب عليها جهاز لتبريد الدماغ، لأن الحرارة العالية هذي خطرة تسبب تلف بالدماغ... بس الحين صارت أحسن الحمدلله.. درجة حرارتها الحين 39..

سعود حس إنه بيختنق.. وغصبا عنه حس بالذنب
"كل شيء بأذن الله.. بس لو تركتها عند أهلها ما كان صار لها شيء من هذا.."

سعود بصوت مخنوق: ممكن أشوفها..

خالد بمودة نسته زعله من سعود: أكيد تقدر تشوفها
خالد رفع صوته: يا بنات درب.. خلو سعود يروح يشوف هله..

وقف سعود على باب غرفتها، خذ كمام ولبسه، وطهر يديه بالسائل المطهر اللي عند الباب، كان خايف يضرها بأي شيء..

دخل بشويش..
حس قلبه يتفتت لألف شظية وهو يشوف منظرها موصلة بالأجهزة والابر منغرزة في إيديها..

هذي الفتنة اللي كانت نايمة قبل أمس في غلالة سحر بنفسجية؟؟ اليوم تكون بهذا الشحوب في لباس المستشفى الكئيب؟؟

سعود حس إنه تعبان..
تعبان لأبعد حد من إدعاء القوة والبرود وقسوة القلب..
قرب منها.. سحب كرسي ووجلس..

مسك يدها اللي كانت مزرقة من محاولات إدخال الأبر الفاشلة..
مسح على أصابعها أصبع أصبع بكل حنان.. وبكل خفة يخاف يؤلمها بأي صورة..

سحب كمامة للاسفل ونزل راسه وهو يقبل أصابعها كل واحد على حدة.. وهو يحس إن روحة تذوب مع كل قبلة..

"شنو هذا يا سعود؟؟ أنت وش قاعد تسوي؟؟ تجننت؟؟"

"اسكت مني.. ما أبي أسمعك.. أنا أحبها أحبها أحبها"

" معقولة تكون تحبها ذا الحب كله، وخلال يوم واحد........
مافيه حب بذا العمق يا سعود يجي بين يوم وليل.."

" وليش ما تعترف بالحقيقة يا سعود اللي أنت خبيتها حتى على روحك ودفنتها في أعمق نقطة في كيانك...

إن دانة كانت حب حياتك اللي أنت حاولت تنكره من أيام طفولتك بإدعاءات الكره والصراع والمعارك الطفولية..

ليش ما تعترف إنك كنت بتجن عليها من الغيرة والخوف لما راحت تدرس، الدراسة اللي أنت اتخذتها عذر أخير، عشان تخنق مشاعرك العميقة لدانة وتطمرها تحت برودك وقسوتك..

القسوة اللي أعتقدت إنها بتكون وسيلتك للصمود بعد وفاة أبوك. إنها بتكون سلاحك لمواصلة المسير والحفاظ على هلك..

القسوة اللي كانت بتضيع دانة منك...

دانة.. آآآآآه يادانة.. تكفين.. تكفين عشاني.... لا مهوب عشاني أدري مالي خاطر عندش.. عشان عمي أبو خالد وأمش وأخوانش..

تكفين أصحي.. لو صار لش شيء.. أنا والله أموت .. أنا ما أقدر أعيش من غير حسش في الدنيا من بعد مالقيتش..

أشلون فكرت في حياة ومستقبل أنتي ماكنتي شريكتي فيها؟؟ انا كنت غبي غبي سامحيني.. تكفين اصحي..تكفين"

كانت هذه الحقائق الصادمة تتوارد لبال سعود لتثقل روحه المثقلة..
وهو مازال يمسك بيد دانة ويغرقها بقبلاته الناعمة الشفافة اللي يخاف أنها تجرح رقة أناملها..
انتفضت يدها بين يديه.. ارتعب، لكن يدها عادت للاستكانة في يده..

دخلت عليه الممرضة وطلبت منه يطلع.. كان وده يرفض ويظل جنبها لحد ما تصحا..
لكن كل الظروف ضده..
خجله...
وصورته الباردة المعروفة عند الكل..
وجود أهل عمه.. .
فأضطر إنه يطلع..

مر على عمه أول شيء وحب خشمه.. وقال بلهجة حاول إنها تكون هادئة: مالها شر الدانة ياعمي..

عمه اللي رفع عيونه له صدمه منظرها الغائم وهو يقول بصوت مرتعش: تكفى يا ولدي طلبتك..

سعود انتفض من الحمية وقال بنبرة رجولية: أطلب عزك يا عمي..

أبو خالد بنفس الصوت المرتعش: دانة إذا طلعت من المستشفى، أبيها ترجع لبيتي..



بعد الغياب/ الجزء الرابع والثلاثون

#أنفاس_قطر#


كان عبدالله جالس في صالة الدرجة الأولى في مطار القاهرة

كان جالس يشرب قهوته كأنه يشرب هم صافي....

سمع نداء رحلته..
النداء أشعل شيء خطير في أعماقه

بعدها قطب عبدالله جبينه..

وموال جديد ينرسم في رأسه..

(أنا ماراح أرجع لعيالي بهالحزن والكآبة.. بأنسى الحزن والكآبة هنا.. على هالطاولة في مطار القاهرة..
وبأرجع أنا عبدالله اللي ما حد يقدر عليه
طيب جواهر تبيني احلج من حقي الشرعي.. أبركها من ساعة.. فكة..
بس في غيرها أنا اللي بأوريج"


*******************


عمه اللي رفع عيونه له صدمه منظرها الغائم وهو يقول بصوت مرتعش: تكفى يا ولدي طلبتك..

سعود انتفض من الحمية وقال بنبرة رجولية: أطلب عزك يا عمي..

أبو خالد بنفس الصوت المرتعش: دانة إذا طلعت من المستشفى أبيها ترجع لبيتي..

سعود حس كأن حد شق صدره بوحشية.. وأنتزع قلبه من مكانه بكل قسوة..

"يبون يأخذون دانة مني عقب مالقيتها..
إذا خذوا روحي أشلون أعيش بدون روح...
قل لي أنت ياعمي..
أشلون ممكن أعيش بدون روحي اللي بين جوانحي..
وانفاسي اللي تردد في صدري..
وقلبي اللي ينبض بين ضلوعي..
قل يا عمي أشلون؟؟ أشلون؟؟
ليتها خلت خالد يذبحني.. كان مت بدون ما أتعذب.. قبل ما أكتشف أسطورة حبها اللي تغلغت في قلبي من سنين طويلة..
كان مت مرة وحدة قبل ما يجي عمي يبي يذبحني بالتدريج"

هذا كان كلام سعود بينه وبين نفسه، لكن اللي هو قاله لعمه بصوت متماسك: أنت تأمر يا عمي، ما تطلب..

بس عمه ما أكتفى
رجع ينظر لسعود نظرة كلها ألم ورجاء: ولو كانت دانة تبغي الطلاق.. تكفى إنك تطلقها..
بنتي بغت تروح مني يا أبيك..
هذي الدانة يا سعود.. الدانة عصابة رأسي..
وانت الله بيكتب لك أحسن منها.. بس أنا لو راحت مني وش بيعوضني عنها..

سعود حس إنه ممكن ينهار في أي لحظة، عمره ماحس إنه ضعيف مثل هذي اللحظة

"ليش يا عمي ليش؟؟؟!!
.. كان وافقت على الرجّال اللي جاك يخطب دانة، ومارديت الشور علي
كان حب دانة ظل مطمور في عقلي الباطن
لكن بعد ما قربها مني فجر كل مشاعري المدفونة مثل بركان.. تبغيني أطلقها؟؟

... ومن قال إني أبغي غيرها.. ليتني قعدت أعمى، وتزوجت فاطمة وإلا غيرها..
زواج هادئ بدون طوفان المشاعر اللي ماعدت قادر أتحمله..
إذا الدانة عصابة رأسك.. فالدانة عندي هي أنا..
أنا خلاص ما أقدر أكون سعود من غير دانة.. تبيني أطلقها؟؟..
حرام عليك ياعمي تذبحني بذا الطريقة.. أنا ولد أخيك.. منيب عدوك.. "

سعود رد بهدوء ظاهري رغم إنه كان يتمزق وينهار من الداخل: يصير خير يا عمي.. خل دانة تطلع من المستشفى أول.. واللي هي تبيه يصير..

لكن عمه ما تركه، مسك في يده برجاء وقوة: لا.. أبيك تعطيني وجهك.. إنك تطلقها لو هي بغت الطلاق..

"يا عمي حرام عليك.. أتق الله فيني.. تذبحني بذا الطريقة"

سعود رد بهدوء المذبوح: لك وجهي ياعمي..

عمه حس براحة.. في الوقت اللي سعود رجوله خلاص مو قادرة تشيله، فجلس جنب عمه.. والف عذاب يحز في قلبه مثل سكاكين حامية..


*************


عبدالله يصل على متن رحلة الخطوط القطرية القادمة من القاهرة...

وعبدالعزيز اللي كان يسمع نداء الوصول وهو داخل للمطار، كان ينتظر طلعة عبدالله عليه...

بعد أقل من 10 دقايق كان عبدالله يطلع عليه بدون تأخير.. لأنه ماكان معه شحن.. بس شنطته اللي في يده..

كان طالع ببنطلون أسود و تيشرت أبيض عليه جاكيت شمواه أسود.. كان شكله متعب جدا.. وكان لابس نظارته الشمسية، مع إنه كان بعده داخل المطار..

سلم كل واحد منهم على الثاني بحرارة شديدة.. وطلعوا مع بعض.. لسيارة عبدالعزيز الواقفة في المواقف..

عبدالعزيز دفع ثمن الموقف، وطلعوا خارج المطار، في الوقت اللي كانوا خلصوا السلامات التقليدية والسؤال عن الصحة والحال..

بعدها ألتفت عبدالله ناحية عبدالعزيز.. وخلع نظارته الشمسية..
عبدالعزيز ارتعب لما شافه:.. وش فيك يا بو عبدالعزيز؟؟ شكلك تعبان وايد.. وش هالهالات كلها؟؟

عبدالله بابتسامة مغتصبة: مانمت من يوم تركت الدوحة..

عبدالعزيز بقلق: أنت أكيد منت صاحي.. خل أمر الصيدلية.. نأخذ لك بنادول نايت.. لازم ترتاح شوي شكلك بتنهار..

عبدالله بهدوء: فيه موضوع لازم أخلصه أول..

عبدالعزيز بود: حاضرين يابو عزوز..

عبدالله بجمود حاول إخفاءه ببرود: أنا يشرفني أطلب منك يد جواهر..

عبدالعزيز بابتسامة دافية: يا حليلكم والله.. خلاص تخطبها من ولدها مو مني.. جواهر كانت عطتني خبر بس هي تتمنى إنك تطلبها من خالي أبو فهد.. تقديرا له ولمكانته عندنا..

عبدالله بذات البرود: خلنا نروح له الحين..

عبدالعزيز بمرح: أصبر شوي على شنو متسرع.. العصر نروح له..

عبدالله بلهجة غامضة: أنا تعبان وايد.. وأبي أحط رأسي أنام.. وعيالي لو رجعت وأنا ماسويت اللي في رأسهم.. مستحيل يخلوني أرتاح.. تكفى عبدالعزيز خلنا نروح لأبوفهد الحين.. ونخلص..

عبدالعزيز بمرح: وبتروح تخطب وأنت متفرنج كذا بذا البدلة..

عبدالله بتعب: عادي يا ابن الحلال.. أبو فهد داري إني راجع من السفر.. خلني أسلم عليه.. واطلب جواهر بالمرة..

عبدالعزيز يغير طريقه من بيت عبدالله لبيت أبوفهد: حاضرين يابو عزوز..نروح لأبوفهد عشان تخطب أم عزوز..


************


في مكتب جواهر ونجلاء..

نوف قاعدة عند أمها.. ونجلاء تسألها وتأخذ علومها..
وبينهم ثلاثتهم جو حميم جدا...

جواهر: شاخبار بو حمد؟؟ أكيد كان مستانس إنه خلص منج ومن حنتج أسبوعين كاملين..

نجلاء بحب: لا والله.. خنت حيلي.. كان نحفان وايد.. وكملت بعيارة: من شوقه لي..

جواهر بعيارة: يمكن من شوقه لحمودي.. لكن أنتي أشك في ذلك.. لشنو يشتاق لغثاج وبربرتج..

نجلاء بابتسامة: يجي لج يوم أستلمج فيه..

نوف ببراءة: قريب خالتي نجلاء قريب تستلمينها..

جواهر خزت بنتها بتأنيب، ونوف حست بالخجل..

نجلاء بعيارة: نعنبو.. خرعتي البنية.. ماعليج منها، بنخلي أبوج يأدبها على كيف كيفه..

نوف ابتسمت، في الوقت اللي جواهر كحت، ونجلاء ماتت من الضحك

انطق الباب، لقتها جواهر فرصة تتهرب من الموضوع وقالت بصوت هادئ: تفضل..

دخلوا مها ومنيرة وفاطمة..
وتوجهوا لجواهر وسلموا عليها: أسفين جدا على الأزعاج ..بس إحنا والله بس انشغل بالنا عشان غبتي يومين .. والبارح جينا نبي نتطمن من دكتورة نجلاء لقيناها في المحاضرة..

جواهر بمودة صادقة: شكرا على الاهتمام والسؤال... وخلوني أعرفكم على بنتي.. هذي بنتي نوف.. نوف هذولاء 3 من أفضل طالباتي وأكثرهم أدب مها وفاطمة ومنيرة..

البنات انصدموا وهم يشوفون نوف اللي قامت تسلم عليهم بمودة..معقول دكتورة جواهر عندها بنت هالكبر..

في الوقت اللي فاطمة ضربت كل وحدة منهم كوع وهي تقول بصوت واطي: مو قلت لكم .. موقلت لكم..

جواهر بمودة: وش فيكم بنات؟؟

فاطمة بأدب: بنتج شفتها قبل كم يوم في النشاط الطلابي.. وكنت أقول لمها ومنيرة، شوفوا هالبنية تشابه دكتورة جواهر.. بس هم قالوا لا..

نوف وهي تبتسم: الله يبشرج بالخير إذا أنا أشبه أمي..

جواهر اضطرب قلبها.. لذا الدرجة كانت بنتها قريبة منها.. وبينهم ناس مشتركين.. و كان من الممكن إنها ما تشوفها أبد...

نجلاء بعيارة ذربة: أفا يا بنات السلام بس لدكتورتكم.. ودكتورة نجلاء مالها سلام..

البنات بحرج: لا والله سامحينا..... بس ماقدروا يرقعونها..

جواهر بود: وشفيج على بناتي خجلتيهم..

منيرة باحترام ود كبيرين: دكتورة إحنا نبي رقم تلفونس، عشان نكلمس عليه لو صار مثل هالموقف...

جواهر بود: إن شاء الله حاضرة.. بس الرقم لكم أنتم الثلاثة بس.. ما تعطونه حد غيركم..

البنات: اكيد دكتورة

مها لقتها فرصة تنتقم من منيرة على سالفة شاي الريجيم اللي صارت الاسبوع اللي طاف..

مها بخبث: بعد منيرة بالذات تبي رقم تلفونش عشان تعزمش على عرسها متى ماحددوه..

منيرة كان ودها تموت.. تنتهي.. الارض تنشق وتبلعها من الحرج..

جواهر بابتسامة ودودة: صدق منيرة.. إلا سعيد الحظ وش اسمه؟؟

منيرة وصوتها طالع من قبر: سالم

جواهر بود: الله يوفقج أنتي وسالم ويجمع بينكم في خير يارب.. وأكيد ياقلبي متى ماحددتي موعد زواجج.. بلغيني وأنا بأحاول أجي..

منيرة كانت بس تبي تطلع عشان تفش حرتها في مها..

لكن مها اللي كانت خبيرة في ذا الحركات.. أستأذنت قبلهم..

البنات ودعوا الدكتورة جواهر اللي وصتهم يذاكرون زين، وخصوصا إنها ماعاد فيه محاضرات خلاص لموعد الامتحانات

منيرة طلعت بسرعة تدور مها اللي كانت فص ملح وذاب.. .. وتتصل على موبايلها ماترد....

جاها بس مسج:

"تستاهلين
وهاردلك
يا ام شاهي الريجيم"


****************


الساعة 2 الظهر..

عبدالله راجع من بيت أبو فهد.. بعد ما أنهى مهمته اللي حسها ثقيلة جدا على قلبه..

عبدالعزيز وصله.. ورجع للبيت ينتظر جواهر عشان يبلغ جواهر بالأخبار..
حب يخبرها مباشرة مو عن طريق الموبايل..

في الوقت اللي كانت جواهر راجعة هي وبنتها..
كانت تبي توصل نوف لبيت أبوها عشان تسلم عليه لأنها عرفت من تحرقص نوف اللي كانت مشتاقة له إنه وصل.. في الوقت اللي كانت جواهر تبي ترجع لبيتها..

عبدالله دخل وراح لغرفة عبدالعزيز اللي كان قاعد على النت..
خلع جاكيته وحطه على سرير عزوز وقعد بالتيشرت النص كم..
وجاء يمشي بشويش من وراء عزوز اللي تفاجأ و انبسط وايد بشوفه أبوه ..
وطبعا عبدالله بشره بالتطورات الجديدة.. اللي أهتز لها عبدالعزيز بعنف وفرح خرافي لا حدود لها..
ونط يحضن أبوه بقوة، الشيء اللي استغرب له عبدالله بشدة،

عبدالعزيز بفرح مجنون: والله ماراح تندم أبد يبه.. أمي مره مافيه مثلها.. كأنكم انخلقتم لبعض..

عبدالله بحزن في نفسه: بلاك ماتدري إن امك عندها لسان سم حية..



عبدالله وهو نازل : الساعة صارت 2 وربع المفروض تكون نوف على وصول..

اتصل عبدالله على أفضل: هلا أبو محمد
..............
الله يسلمك.. وينكم الحين؟؟
..............
أنت في البيت... ونوف وينها؟؟ (عبدالله برعب)
............
شنو؟؟ شنو؟؟ وأشلون أنت توافق؟ (عبدالله بغضب ناري)
..............
خلاص خلاص هذا صوت سيارة توصل..

مع وقفة السيارة..
كانت نوف تنزل..
وعبدالله يفتح باب البيت بعنف..
نوف نطت تحضن أبوها: الحمدلله على السلامة..
عبدالله بحنية غاصبة: الله يسلمك..

في الوقت اللي جواهر كانت تشوفه واقف.. ماكانت تبي تعطيه فرصة يتكلم معها، فقررت إنها تمشي وتستغل إنه لاهي يسلم على بنته..

لكن جواهر فوجئت إنه يفلت نوف..ويلف ويوقف قدام السيارة اللي كانت على وشك التحرك.. ويخبط بكفه على كبوت السيارة الأمامي بكل قوة...

جواهر ماكانت مستوعبة هو وش الجنون اللي هو قاعد يسويه..
لكن جنونه في رأيها وصل حده.. لما لف عليها وفتح بابها بكل قوة وهو يمد يده، ويقول بلهجة حازمة: عطيني المفتاح؟؟

جواهر اللي بعدها مو مستوعبة هو شيقول: أي مفتاح؟؟

عبدالله بحزم: مفتاح المرسيدس الفضية اللي حضرتج قاعدة تسوقينها الحين..

جواهر ببرود: وأشلون أرجع البيت يادكتور عبدالله؟؟

نوف بعدها واقفة مو فاهمة شيء من اللي يصير

عبدالله بحزم أكبر: أنا بأرجعج...

جواهر بغضب: نعم.. وليه ترجعني؟؟ سيارتي معي وبارجع بروحي..

عبدالله بغضب: السيارة هذي ماراح تسوقينها عقب اليوم.. ولا أي سيارة ثانية

عبدالله قال كلمته وقرب منها أكثر
انحنى ومد يده من قدامها.. وطفى السيارة وسحب مفتاحها بكل مهارة وخفة
جواهر لما شافته مد ذراعه، ارتعبت،رجعت ورا بكل قوتها ولصقت ظهرها في السيت..
يده كانت على بعد ستيمترات من صدرها..

عبدالله خذ المفتاح.. وتراجع ورا خطوة

في الوقت اللي جواهر نزلت
وتوجهت ناحيته وهي تمد يدها لها وتقول بغضب: عبدالله عطني مفتاح سيارتي.. أنت مالك حق لي..

عبدالله قرب منها وهمس بصوت حرص إن نوف ما تسمعه: في اتفاق زواجنا.. أنا تنازلت عن حق واحد من حقوقي.. لكن حقوقي الثانية ماراح أتنازل عن ولا واحد منها...

وبعدها كمل بصوت اعتيادي بارد: وأول حق إنج تطيعيني.. وانا ما أرضى إن زوجتي تسوق سيارة..

جواهر ولعت من الغضب: عبدالله أنا مابعد صرت زوجتك، أجل فرد عضلاتك علي لين أصير..

عبدالله ببرود : اليوم ما يفرق من بكرة، وبكرة بعد العصر ملكتنا وزواجنا خلاص
عبدالله قرب منها وهمس بصوت حرص إن نوف ما تسمعه: في اتفاق زواجنا.. أنا تنازلت عن حق واحد من حقوقي.. لكن حقوقي الثانية ماراح أتنازل عن ولا واحد منها...

وبعدها كمل بصوت اعتيادي بارد: وأول حق إنج تطيعيني.. وانا ما أرضى إن زوجتي تسوق سيارة..

جواهر ولعت من الغضب: عبدالله أنا مابعد صرت زوجتك، أجل فرد عضلاتك علي لين أصير..

عبدالله برود : اليوم ما يفرق من بكرة، وبكرة بعد العصر ملكتنا وزواجنا خلاص

جواهر اللي خلاص مو قادرة تمسك أعصابها ولا تجاري عبدالله في لعبة البرود أشرت لنوف... وقالت: نوف روحي ادخلي داخل..

نوف دخلت مع إنها تموت و تعرف وش اللي خلاهم شابين كذا..

جواهر ألتفت على عبدالله وقالت له بعصبية مولعة: أنت أشلون تسمح لنفسك تحدد مواعيد.. كأني جارية عندك.. ولا لي شور ولا أهل..

عبدالله ببرود: والله هذا قرار خالج موب كلامي..

جواهر بصدمة: نعم؟؟ خالي؟؟

عبدالله بهدوء وهو يحس بانتصاره عليها: إيه خالج يا دكتورة...
اليوم خطبتج منه.. وكان يبي يتصل فيج..
بس أخوج عبدالعزيز قال مافيه داعي لأنج عطيتيه موافقتج خلاص...
فخالج هو اللي قرر إن الملكة تكون بكرة بعد العصر.. وعشاء عائلي بالليل.. ونخلص من ذا الفيلم.. وتجين لبيتي..

صحيج جواهر كانت متوقعة ذا كله، بس مو بهالسرعة.. يعني خلاص بكرة بتصير زوجة عبدالله....
وع من التسمية (زوجة عبدالله) جاتها حالة الإحساس إنها تبي ترجع اللي في بطنها..

جواهر حاولت تسيطر نفسها وهي تسأله: وقبل مايصير أي شيء.. بعدك على الإتفاق والكلام اللي قلته لي؟؟؟...
أنا وحدة مصلية ياعبدالله.. وكله ولا غضب ربي علي.. إذا أنت متنازل عن حقك برضاك وتحلني منه أمام رب العالمين أو قل لي وإحنا بعدنا على البر؟؟

عبدالله بقرف: أنا ما أتراجع في كلمتي..
بس بعدها لقاها فرصة يشفي غليله منه..
فكمل بخبث: إلا لو أنتي بغيتيني أتراجع ماعندي مانع..

جواهر ولع وجهها.. وكان نفسها تخبطه بالشنطة اللي بيدها..

قالت بهدوء تحته ألف انفعال: زين عبدالله اتفقنا.. زواجنا بكرة.. مثل ما تبون.. وعلى الاتفاق اللي بيننا.. بس طبعا أنا ما أبي عيالي يحسون بشيء..

عبدالله يأكد على كلامها، على نقطة اتفاقهم الوحيدة ..عيالهم: أكيد وبدون ما تقولين.. أنا اللي أرجوج إنه ما يبين منج أي شيء يحسس العيال إنه الحياة بيننا غير طبيعية.. إحنا مارجعنا لبعض إلا عشانهم.. مانبيهم يعيشون حياة متوترة بين أب وأمهم بينهم خناق على طول..

عبدالله تنحنح وكمل ببرود مع إنه كان يحترق من الداخل: وشيء ثاني؟؟

جواهر باستفسار: شنو؟؟

عبدالله ببرود تحته نار: أنتي ماقصرتي عرفتيني مكانتي عندج.. وأنتي أشلون قرفانة مني..
بس اللي أتمناه.. إنه مافيه داعي تذكريني بهذا الموضوع كل شوي.. خلي الاحترام بيننا ومافيه داعي للتجريح..

جواهر وهي منحرجة: اتفقنا... اللي تبيه يصير.. ويالله عطني مفتاحي.. عبدالعزيز اكيد قاعد ينطرني الحين..

عبدالله ببرود: أنتي مفكرتني ألعب، وإلا أقول كلام ما أقصده.. سواقه بعد اليوم مافيه... تبين ترجعين رجعتج أنا..

جواهر بهدوء مشتعل: أعتقد إن الكلام في القرارات الخطيرة اللي مثل هذي سابق لأوانه يا دكتور عبدالله.. عطني مفتاحي، أو بأظل واقفة هنا.. لين تعطيني إياه..

عبدالله لف وهو يبي يدخل داخل ..رد عليها ببرود : عادي اقعدي براحتج البيت أصلا صار بيتج.. وأحسن خليج هنا من اليوم ليش ننطر لبكرة..

جواهر اللي وصلت أخرها من طريقته في فرض نفسه وقراراته، مسكت عضد عبدالله العاري تبي توقفه وهي تقول من بين أسنانها: أنت يا أخ؟؟ وين رايح..؟؟ هات مفتاحي..

جواهر بنفس الثانية اللي مسكت فيها عضده فكته.. وهي تنفض يدها وترجع خطوة للورا، وعبدالله التفت عليها بحدة..
كلاهما انلسع.. وبقوة..

جواهر صدمها صلابة ملمس عضلات عضده المشدودة

وهو صدمه نعومة أصابعها ورقتها ودفئها..

جواهر في نفسها: "كذا تخلينه ينتصر عليج ويستفزج لهالدرجة.. لهالدرجة.. إنج تمسكين في جسم رجّال غريب"

جواهر بنبرة غامضة وهي مو قادرة تحط عينها بعينه من الخجل اللي اجتاحها غصبا عنها: بأتصل بعبدالعزيز يجيني.. أشبع بالسيارة والمفتاح..

عبدالله اللي بعده محافظ على بروده رغم التوتر اللي بعثته لمستها الخاطفة فيه، رجع لسيارتها وركب مكان السواق وشغل السيارة، وقال لها ببرود: اركبي، بأوصلج، وبأخلي سيارتك في بيتكم، وبأخلي أفضل يجيني هناك..

جواهر لما شافته ركب السيارة، دخلت داخل البيت، عبدالله طفا السيارة.. وخذ المفتاح.. ولحقها داخل
وبدأ يفقد سيطرته على أعصابه من تجاهلها له.. كانت وصلت الدرج: عبدالله ببرود: أشلون تتركيني وأنا أكلمج؟؟

جواهر اللي حاولت تمسك أعصابها.. ردت عليه ببرود شديد: بأطلع لبنتي بعد إذن حضرة جنابك وسموك.. خلاص ما أبي أروح للبيت.. بعد صلاة العصر بنخلي أفضل يوديني أنا وياها لبيتي.. إلا لو عندك مانع بعد..

عبدالله ببرود مع إنه مولع من تكسيرها لكلامه: بكيفكم.. أنا بأطلع أنام..

وتجاوزها طالع لفوق.. وهو يلوح بمفتاحها قاصد يحرق أعصابها.. في الوقت اللي جواهر ابتسمت من تحت نقابها ابتسامة خبث
كانت تطالع عبدالله وهو يطلع الدرج وهي بعدها واقفة عند أول درجة..
لما غاب عن عينها.. فتحت شنطتها.. طلعت سبير المفتاح.. وتوجهت لسيارتها.. ركبتها وحركت..

********************

العصر
مستشفى حمد/ الطابق السادس/قسم العناية المركزة

سعود طالع يسحب رجله، ماكان يبي يفارق دانة ولا دقيقة.. خايف يصير لحالتها أي تطورات وهو مو موجود نفس ماصار البارحة وهو في البيت..

بس لما أذن الظهر راح يصلي الظهر هو عمه اللي طلب منه يوصله للبيت.. وعقب حلف عليه يتغدى معه..

سعود ماكان يبي غدا ولا شيء.. من دخلة دانة للمستشفى وهو ما يتذكر انه أكل شيء.. نفسه مسدودة عن كل شيء..

بعد غدا عمه.. اللي تأخر رجع للبيت.. تحمم وبدل ملابسه.. صلى العصر وبسرعة جا للمستشفى

وصل لغرفة دانة: مالقى قدامها أحد.. استغرب، طل فيها لقى السرير فاضي..

سعود حس إن قلبه مات
وروحه فارقته..
وينها؟؟
وينها؟؟
لاااااااااا.. لااااااااااااا
لاااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااا

وأغمي عليه


*************


عبدالله قبل يروح ينام..
مر على عياله اللي كانوا مجتمعين في غرفة عبدالعزيز..

يظهر نوف ماصبرت راحت على طول لعبدالعزيز تقول له على الأكشن اللي صار بين أمها وأبوها..

نوف بحماسة: واااااااو.. عزوز.. يغار عليها .. يجننون.. يجننون..

عبدالعزيز يضحك: الله يرجج أكثر منتي مرجوجة..

وهم يسولفون..

دخل أبوهم مبتسم: دايم هالضحك يارب.. نوف عندي لج خبر..

نوف بفضول: شنو يبه؟؟

عبدالله بهدوء: بكرة أمج بتكون عندكم..

عبدالعزيز طبعا كان عنده خبر ابتسم بفرحة صافية، بس ونوف نطت واقفة: صدق يبه صدق.. الله لا يحرمنا منكم اثنينكم

عبدالله يكمل بذات الهدوء: بكرة العصر الملكة، وفي الليل بنسوي عشاء عائلي للحريم في بيت أمكم.. وللرجال في بيت خالكم..وعقب أمكم تجي عندكم..
وعلى طاري أمكم... نوف أمج ترا راحت لغرفتج..

نوف نطت رايحة لغرفتها.. وعبدالله قعد يسولف شوي مع عبدالعزيز لين يأذن العصر اللي مابقى عليه شيء..

شوي رجعت نوف وتقول لابوها بمرح: يبه وينها امي؟؟ تبي عزوز في سالفة ما تبيني أسمعها.. عادي قل لي وأروح مافيه داعي تسوي فيلم وحركات.... مو عوايدك يعني.

عبدالله وهو متفاجئ: والله راحت لغرفتك، هي بنفسها قالت لي واحنا تحت..

نوف باستفسار: أنت شفتها تدخل غرفتي؟؟

عبدالله بتشكك: لا

ونزل بخطوات سريعه على الدرج.. وعياله وراه..

عبدالله ألتفت حواليه في الصالات.. وطرا له شيء.. فتح باب البيت يبي يشوف سيارتها.. لقى مكانها فاضي..
الغضب وصل عنده حده الأعلى: يعني سوتها وكسرت كلامي... بس اشلون المفتاح كاهو بعده بيدي..

نوف ضحكت بصوت مكتوم.. وهي تقول: يبه اليوم كنت أفتش في شنطة أمي أبي كلينكس..
لقيت مفتاح سيارة سألتها عنده، قالت لي إنه السبير.. وإنها ما تطلع من غيره استعدادا لأي طارئ.. مثل إنها تقفل السيارة والمفتاح داخل...
وبعدين ميل عبدالعزيز على أذنها وقال بصوت واطي: أو رجّال غيور يأخذ مفتاح سيارتها منها..

نوف وعزوز انفجروا من الضحك، في الوقت اللي عبدالله كان يطالعهم بغضب
طلع الدرج ويدق على موبايل جواهر اللي لقاه مسكر..

"زين يا جواهر.. خلي العداد يحسب.. كل شيء مردود لج"


********************


سعود لما أغمي عليه..
الممرضين والممرضات شالوه ودخلوه الغرفة اللي كانت دانة فيها.. وحاولوا فيه يفوقونه

وعطوه شراب أملاح.. لما قدر يتمالك أعصابه، سألهم بصوت ميت متدمر: وين راحت؟؟ وين راحت؟؟

الممرضة: أنت يقصد دكتورة دانة؟؟

سعود بنفس الصوت الميت وهو ينطر الإجابة اللي حاس إنها بتقتله: إيه؟؟

الممرضة بود: ينزل تحت غرفة عادية غرفة رقم الطابق الخامس..

سعود حس مثل النسيم البارد هب على روحه الملتهبة.. كان وده يقوم يبوس الممرضة.. ينط.. يرقص.. يغني..
أي شيء مجنون ممكن يعبر عن السعادة الخيالية اللي هو حاس فيها..
لكن سعود البارد أو المتبارد، ماسوى غير إنه قال لها ببرود: شكرا نيرس..


***************


سعود نزل من الطابق السادس للأول ركض يحاول يفرغ طاقة الفرح اللي عنده..

راح لمحل لاريسا اللي تحت.. أختار أكبر بوكيه ورد موجود واكبر سلة شيكولت.. طلب منهم يطلعونها لغرفة دانة..

البياعة: تفضل اختار الكرت..
سعود رجعت له حالة صورته الجامدة: طلعوها بدون كرت..

وطلع برا المستشفى متوجه لسيارته...

في سيارته جالس..
قرر يتصل بمها.. عشان يروحون للدانة.. ويتطمن عنها بطريق غير مباشر..

سعود ببروده المعتاد اللي بدأ يهتز داخليا وبعنف: هلا مها.. مانتو برايحين للدانة بنت عمي؟؟ (ماقدر يقول زوجتي)
.................
(سعود ارتعش غصبا عنه) لكنه كمل بصوت بارد: أنتو عندها الحين؟؟ من متى؟؟
...................
من ساعة..تنحنح: وهي أشلونها؟؟
..................
الحمدلله (سعود بصوت بارد يشتعل من الداخل لأن ردود مها عليه كانت باختصار)
.................
طيب مع السلامة..

"سعود يا غبي.. أنت وش تبي تسوي بروحك؟؟ تبي تضيعها منك بجمودك اللي يقتل؟؟ ليش ما طلبت تكلمها؟ أو طلعت لها تزورها؟ هذا أنت قاعد في سيارتك مقابل المستشفى مثل الطوفة...

ما أقدر ما أقدر... أهلي عندها وأهلها أكيد.. ويمكن عندها نسوان الجماعة بعد.. خلها وقت ثاني

طيب كلمها بس.. قل لها الحمدلله على السلامة بس.. زوجتك هذي ياللي ماعندك مشاعر..

ما أقدر ما أقدر... لما كانت مهيب حاسة فيني.. كنت حاس إني ممكن أقول لها كل شيء... بس الحين هي وعت.. وأعرف إنها تكرهني كره العمى.. اخاف أكلمها تقول طلقني"

سعود صار له ساعتين قاعد في سيارته اللي واقفة في مواقف المستشفى.. فكرة توديه وفكرة تجيبه.. والهم محاصره بكل عنف.. لحد ما أذن المغرب.. حرك سيارته.. وطلع لأقرب مسجد


****************


قبل المغرب
عبدالله نايم بغرفته في بيته
جواهر نايمة في غرفتها في بيتها
الليلة راح تكون الليلة الأخيرة لحرية كل منهم

وعيالهم بدوا بالمخططات لبكرة وخصوصا نوف اللي اتصلت بحصة وبلغتها.. وأتفقوا على كل شيء يسونه بكره..
اتصالات لا تحصى سوتها نوف وعبدالعزيز قاعد جنبها ميت من الضحك وكل شوي يقول: الحمدلله والشكر.. العقل زينة.. وش ذا كله؟؟

نوف بحماس: يعني أمي وأبوي بيتزوجون بعض كل يوم.. أنت ووجهك.. كلها مرة وحدة..

نوف خطر ببالها أهم شيء، ونطت تمسك في ذراع عزوز: صدق إني غبية كنت بأنسى أهم شيء... تذكر الشغلة اللي اشتريتها الصيف هذا من باريس.. وأنت ما كنت راضي.. وشرايك موب هذا وقتها..؟؟

عبدالعزيز باستنكار مرح: لا لا لا حرام عليج.. اتقي الله في أبوي تبين تجلطينه .





بعد الغياب/ الجزء السادس والثلاثون

#أنفاس_قطر#


الليلة الأخيرة من حياة عزوبية اثنين لم يمر أي منهما بحياة زوجية حقيقية..
ومقبلين على حياة زوجية غير حقيقية..

عبدالله بعده نايم.. رغم أنه أولاده حاولو يصحونه كثير للصلاة.. بس بدون فايدة.. كان ماكل 3 حبات بنادول نايت.. وهو أصلا كان منتهي من التعب..

الوقت صار بعد العشا وهو بعده نايم.. نوف بتجن.. تبي فلوس منه...: ( زين ياعبدالله ارقد براحتك.. خلاص الحين كل شيء بيسكر.. بس إذا ما استلمتك من الصبح ما أكون بنتك نوف بنت عبدالله)

جواهر صحت على صلاة المغرب.. وهي حاسة بهم كبير كاسر ظهرها.. قلبها مقبوض.. وخاطرها ضيق..

صلت المغرب بإيمان كبير.. ودعت الله سبحانه يشرح صدرها ويفرج همها..

عملت شوي اتصالات مهمة وضرورية لعدد من الناس اللي يهمها معرفتهم بزواجها بكرة: رئيس قسمها، نجلاء، موزة بنت خالها..وأم فهد..
رغم إن موزة وأم فهد كانوا يعرفون بالخبر.. بس هي حبت أنهم يسمعون منها.. ماحبت حد يشك إن رجعتها لعبدالله كانت غصبا عنها..

جلست جواهرفي غرفتها والهواجس تطحنها..
وبنتها نوف كل شوي تتصل عليها.. في راسها ألف مخطط..

جواهر حتى ما كانت منتبهة بنتها وش تقول وراسها عورها من حنتها.. كانت تبي ترضيها وبس....

قالت لها جواهر: أهم شيء ما تعزمين حد.. بس أبي يكون موجود بيت خالي ونجلاء وأنتي وبس.. وغير كذا سوي اللي تبينه بدون ما تستشيريني..

نوف بحماس: أكيد مامي.. موب عقب تسوين لي سالفة

جواهر بحب: ماراح أسوي لج شي

(في قلبها: أنا مارجعت لأكره إنسان على وجه الأرض الا عشانكم..فأي شي بتسوينه ويكون بيفرحج سويه)


******************


الساعة 9 مساء..

سارة تترك منيرة جالسة مع أمهم تحت.. وتطلع تتسحب لغرفتها وتقفل الباب عليها بالمفتاح.. وتتصل بصديقتها وضحى...

بعد السلامات المعتادة..

سارة بعيارة حزينة: وضحى أنا أبيس تعرسين..

وضحى كحت: وشفيس يالمجنونة؟؟ وش عرسه ذا... توني تملكت الشهر اللي طاف..

سارة: يالغبية أبيس تمثلين أنس بتعرسين..

وضحى اللي مو فاهمة شيء: روحي نامي شكلس تخرفين..

سارة: يالغبية: تذكرين في ملكتس، لما مالقيتي فستان تلبسينه.. خذتي فستان أختي مناري حق عرس ولد خالتي وكان يجنن عليس..

وضحى: وطيب؟؟

سارة: أبيس بكرة تروحين معي أنا ومناري.. على أساس أنس تبين نروح معس، تاجرين فستان أو تشترين حسب المتوافر لأن عرسس تحدد بسرعة وما عندس وقت تسوين فستان.. وإنس تبين مناري هي اللي تقيس الفستان عشان تشوفينه عليها.. وتقررين..

والفستان اللي أنا بأحس إنه دخل مزاج مناري..بأشر لس عليه.. وأنتي صممي إنس تبغينه مهما كان سعره..

وضحى بدهشة: وليش ذا كله..

سارة بحزن: أنا باقولس..


*****************


الساعة صارت 11 بالليل..

سعود واقف بسيارته في مواقف المستشفى..

سعود صلى المغرب ورجع وقف في المواقف ، صلى العشا ورجع للمواقف.. على أساس إنه بيتشجع وينزل يزور الدانة..

كان واقف..كأن فيه مغناطيس يشده لذا المكان..
موب قادر يبعد عنه..
تلقى عشرات الاتصالات.. من ربعه..من أمه..من محمد.. الكل يسأل عنه.. وينه مختفي..
قال لهم في الشغل.. مع أنه في إجازة لمدة أسبوعين..

وهو غارق في التفكير: سمع حد يدق على شباك سيارته، ألتفت كان من أمن المستشفى، اللي قاله بنبرة احترام لكن بنظرة شك: يا أخوي.. صار لك ساعة واقف.. والزيارة انتهت من زمان.. ياليت تحرك سيارتك..

سعود ببروده الاعتيادي: مادريت أن الوقفة في ملك الحكومة ممنوع..

الأمن اللي ارتبك شوي من برود سعود: حرك حرك يا أخوي..

سعود كان في خاطره يفرغ التوتر اللي فيه في السكيورتي..
لكنه تنهد وقال في نفسه: وذا المسكين وش ذنبه..

حرك سيارته للبيت.. ولغرفته اللي صار يحسها قبر موحش بدون دانة، وخصوصا إن أغراض دانة القليلة المتناثرة في غرفته.. تثير في داخله جرح شديد العمق..


**************


جواهر موب قادرة تنام... الهم محاصرها.. متوترة وحاسة بجرح كبير في روحها..

عبدالله بعده نايم...

نوف وحصة ما وقفت الاتصالات بينهم.. رغم إن الوقت تاخر..

عبدالعزيز الصغير هو الوحيد اللي كان ينام بعمق وسعادة بعد ماسوى اللي في رأسه..


****************


الساعة 4 الصبح

عبدالله صحا مفزوع وهو يطالع الساعة: أعوذ بالله منك يا أبليس فاتني المغرب والعشا.. خلني أصلي قبل الفجر..

صلى الصلوات الفايته..

وعقب راح صحى عبدالعزيز وراح وياه المسجد.. كان ناسي موبايله في البيت بس ما أهتم..( مين اللي بيتصل فيني ذا الوقت يعني؟؟)..

رجع للبيت وهو يحس بنشاط كبير بعد ماخذ نوم كفاية..

الموبايل بعده مرمي عالكوميدينو.. ما أهتم..

لبس تريننغ رياضة.. وراح يركض حوالين البيت كعادته بعد صلاته الفجر.. ويحاول يفرغ من التوتر اللي هو حاس به للحدث اللي بيصير اليوم.. وحاسه هم كبير كل ما يتذكر كلام جواهر اللي مثل السم

رجع للبيت على الساعة ست.. دخل للحمام يأخذ شاور.. والموبايل بعده مرمي على الكوميدينو..

أول ما طلع من الحمام وهو بعده بالفوطة الملفوفة على خصره..ضرب عينه على الكوميدينو.. شاف موبايله يولع ويطفي دليل إن حد يتصل فيه..

استغرب من اللي بيتصل هالحزة..

مشى ناحيته وتناوله بقلق.. بس كان الاتصال سكت..

لينصدم عبدالله بعدد الاتصالات التي لم يرد عليها...

68 مكالمة لم يرد عليها..

59 اتصال من رقم واحد.. وهو الرقم اللي كان يدق أخر شيء

و9 اتصالات من أرقام مختلفة..


59 اتصال من شخص واحد / من ماجد..


*****************


عبدالله يتصل بسرعة بماجد قلبه انشغل عليه، أو ماوصله صوت ماجد اللي يقول بلهفة : ألو..

رد عليه عبدالله بقلق كبير: عسى ماشر يا بو فيصل؟؟ اشغلتني..

ماجد بلهجة غامضة: أبي أشوفك الحين..

عبدالله رغم استغرابه رد بترحيب كبير: هلا والله تفضل في المجلس الخارجي، بأنتظرك هناك...

عبدالله سكر من ماجد، اتصل في المقهوين اللي في المجلس الخارجي، وطلب منهم يجهزون القهوة..
وباله مشغول على ماجد..


****************


الساعة 7 صباحا: عبدالله وماجد في المجلس..

ماجد جالس يفرك ايديه ببعض.. شكله مهموم.. داخل على عبدالله متلطم.. بدون عقال..

عبدالله اللي حس بهم من منظر ماجد: أبو فيصل وش فيك جعلني ما خلا منك..

ماجد بلهجة حزينة: تذكر ياعبدالله قبل 18 سنة وإحنا على الجبهة..

عبدالله بنبرة رجولية فيها اعتزاز وكثير من الحزن: ومن ينسى ياماجد من ينسى؟؟


قبل 18 سنة

كانوا خمسة متطوعين على مدرعة عسكرية.. ينقلون مؤن للمعسكر..

عبدالله هو اللي كان يسوق، وماجد جنبه..
و3 ورا مع المؤن..

عبدالله وماجد كانت بدت تربط بينهم علاقة حميمة زادها كونهم من بلد واحد ومن عمر متقارب..

لكن الثلاثة اللي ورا كانوا أول مرة يشوفونهم ماجد وعبدالله..
وهم يعبرون منطقة صحراوية للوصول للمخيم المعزول في الصحراء..

انضربت المدرعة بصاروخ.. الصاروخ ضرب الجزء الخلفي من المدرعة..

الثلاثة اللي ورا استشهدوا فورا، عليهم رحمة الله وغفرانه..

عبدالله تصوب إصابة شديدة في رجله..وجروح مختلفة.. ماجد كان مصاب بعدة شظايا.. ووضعه غير معروف..

عبدالله ما فقد الوعي مثل ماجد..
فزحف خارج المدرعة
وسحب ماجد برا ومدده بعد ما تطمن إنه حي..

ثم توجه يبي يشوف اللي ورا.. تألم ألم عمره.. لما شافهم ثلاثتهم استشهدوا..
ما كان يعرفهم.. لكن الحرب والجرح.. تقرب الناس لدرجة تلاصق الأرواح..

سحبهم عبدالله برا المدرعة.. و رجله المكسورة تئن بألم خرافي..
لكنه كان يتحامل على رجله السليمة لحد ما طلعهم كلهم..

راح يبي يشوف ماجد ويتأكد من وضعه.. لكن ماجد توعى بروحه.. وكانت إصاباته بسيطة مجرد رضوض..

ماجد وعبدالله تساعدوا يسحبون الجثث لمكان بعيد من المدرعة، لأنهم كانوا عارفين إن النار إذا وصلت خزان الوقود.. بتنفجر المدرعة..

وفعلا خلال دقايق انفجرت المدرعة انفجار مدوي..

عبدالله خلاص كان منتهي ونزف كثير.. وبدأ يفقد وعيه..

عبدالله نزع شارته اللي عليها اسمه عن صدره.. وعطاها عبدالله لماجد مع شارات الشهداء الثلاثة... وقال له بصوت ضعيف لكن حازم: سلم الشارات للقائد، عشان يبلغون أهلنا.. وأرجوك يا ماجد ادفننا.. لا تخلينا كذا تأكلنا الطيور والذيابة..

ماجد رد بحزم: أنت واحد مجنون وماينرد عليك.. إحنا يا نعيش سوا يا نموت سوا..

قام ماجد وحفر 3 قبور، ودفن الشهداء فيهم..
وحاول يحط عليها علامات واضحة.. على اساس إن أهلهم يمكن يرجعون يبون يدفنونهم في اماكن ثانية..

بعدها سمى ماجد بسم الله..
وحمل عبدالله اللي كان فاقد الوعي على كتفه..
عبدالله كان أطول منه ، بس وقتها كان نحيف كثير..

ماجد شال عبدالله على كتفه.. ورجع يتبع أثار عجلات المدرعة..
وسار به لساعات.. وهو شوي يمشي.. وشوي يطيح.. وشوي يسحبه.. وشوي يشيله..

لحد ماوصل للشارع العام.... كان ماجد اللي يحركه الباقي من حلاوة الروح.. فأول ما وصل الشارع انهار بالكامل..

شافوهم سواقين السيارات اللي شالوهم للمستشفى.. والاثنين كان حالتهم صعبة..
بس ماجد تشافى أسرع.. لأنه كان اللي فيه رضوض وإرهاق..
بينما عبدالله رجله مكسورة ونزف كثير..

أول مافتح عبدالله عينه شاف ماجد، سأل بصوت ضعيف: أنا وين؟؟

ماجد بمرح: لا تستانس ما بعد رحت الجنة.. عادك في الدنيا لا وأنا معك.. تبي تخلص مني بس مافيه فكة..

عبدالله بضعف واستغراب: أشلون احنا كنا بعيد عن الطريق والمخيم بعده بعيد..

ماجد بنفس المرح: نعنبو خلعت كتفي.. شال نخلة موب آدمي..

عبدالله وقتها من التاثر حضن ماجد وبكى، كانت هذي من المرات القليلة جدا اللي بكى عبدالله فيها..


عبدالله بضعف وحزم ورجولة: جميلك يا ماجد في رقبتي.. أنت كان ممكن تخليني أنا كنت شبه جثة وماكان حد بيلومك.. في الحرب يا كثر الضحايا.. جميلك في رقبتي لأخر يوم في عمري.. ووعد علي أرده لك ولو على قطع رقبتي..

ماجد بمرح: خلك من البربرة أنت ووعودك.. أنا ماسويت كذا عشان ترده لي..

لكن عبدالله كان مصر.. و18 سنة وهو دايم يكرر الموضوع على ماجد.. اللي ما عمره فكر يطلب من عبدالله شيء.. لحد اليوم..

ماجد بصوت ميت: عبدالله أنت مستعد ترد لي ديني اللي أنت بنفسك كنت مصر ترده..

عبدالله بحزم كبير ورجولة بالغة: لو تبي روحي ماتغلى عليك..

ماجد بنفس اللهجة الميتة: ما أبي روحك.. أبيك تنسى سالفة الزواج من جواهر بالكامل..
مستشفى حمد/ غرفة في الطابق الخامس

الصبح..الوقت كان بعده بدري بدري
مزنة تناول دانة اللي تحسنت صحتها كثير كأس عصير...

دانة تأشر بيدها ما أبي.. وهي تلف وجهها بحزن..

مزنة بتأثر: يا قلبي يادانة من لما طلعوش من العناية أمس لليوم ما كلتي شي.. ما يصير.. لازم تاكلين.. لازم

دانة بهدوء: والله ما أبي فديتش.. لا تغصبيني..

وبعدين ابتسمت وكملت بمرح حزين: وإلا أنتو كل شيء عندكم يا عايلة أبو خالد غصيبة، الملكة غصيبة والعرس غصيبة وحتى الأكل غصيبة..

مزنة بتأثر أكبر: دانة يا قلبي بلاها توجعين قلبش..

دانة بحزن: هو أبوخالد وسعود بقوا لي قلب عشان أوجعه.. نحروني مثل الشاه..

مزنة بحزن مماثل: حرام عليش.. يعني سعود رجّال والنعم فيه.. أنتي بنفسش كنتي تقولين أشلون كان سعود مهتم فيش.. وماتركش لحد إحنا ما جينا..

دانة بأسى: باين الاهتمام.. لا طل ولا حتى سأل.. ما صدق تجون أفكه من شري.. على الاقل يا مزنة قدام الناس.. أنا أصلا ما ابيه ولا أبي شوفته... بس بما إنه صار اسمه رجّالي.. يحترمني قدام الناس..

مزنة بدفاع: حرام عليش..أمس الصبح جاء عندش في العناية .. وقعد مع أبي للظهر...........

دانة قاطعتها باستنكار حزين: خلينا من سيرته.. جا أو ما جا الموضوع كله ما يهمني.. عطيتي خالد إجازتي المرضية.. يوصلها للدكتور سعد رئيس قسمي..

مزنة بمرح: وعقد زواجش بعد.. يمكن يعطونش شهر على كذا..

قاطع حديثهم رنين تلفون الغرفة، مزنة بتساءل: من تعتقدين يدق بدري كذا؟؟

دانة بثقة: أكيد أمي تقول تبون شيء أجيبه معي..

مزنة خذت السماعة وردت: ألو..
..........
مزنة بخجل :هلا والله.. حياك الله
............
مزنة بصدمة: تقول عند باب الغرفة.....زين.. دقيقة بس.. وانا بأدخلك..

مزنة نطت تلبس عبايتها ونقابها..

دانة اللي كانت قاعدة تطالعها مصدومة: من اللي عند الباب؟؟

مزنة في كلمة واحدة حادة: سعود

****************


ماجد بصوت ميت: عبدالله أنت مستعد ترد لي ديني اللي أنت بنفسك كنت مصر ترده..

عبدالله بحزم كبير ورجولة بالغة: لو تبي روحي ماتغلى عليك..

ماجد بنفس اللهجة الميتة: ما أبي روحك.. أبيك تنسى سالفة الزواج من جواهر بالكامل..

عبدالله اللي كان مصدوم وموقادر يجمع أفكاره
لو عليه هو، هو خلاص نفسه عافت جواهر، بس هو عشان عياله مستعد يسوي المستحيل..
أشلون يجي ماجد الحين عقب ما تقرر كل شيء ويطلب منه هالطلب..
أشلون يواجه العالم.. والأهم أشلون يواجه عياله...

عبدالله بصوت خالي من المشاعر ومحايد: ماجد أنا لو علي.. وربك اللي جمعنا قبل 18 وجمعنا الحين.. إني ما أبي جواهر.. ولا أبي طاري العرس كله.. بس عشان عيالي يا أبو فيصل.. وأنت عارف غلا عيالي عندي..
عيالي هم الشيء اللي أنا عايش عشانه في ذا الدنيا.. عيالي مصممين علي أرجع أمهم..

ماجد بيأس: تكفى ياعبدالله.. ما عمري طلبتك غير ذا الشيء.. تكفى لا تقهرني.. قهر الرياجيل شين..

عبدالله نط واقف وقال بحزم ورجولة وأخوة: يخسا اللي يقهرك يا أبو فيصل.. يخسا..ماعاش ولا كان.. أبشر بعزك..

بعدها كمل عبدالله بتوتر: توكل على الله يا أبو فيصل ومايصير خاطرك الا طيب.. خلاص النصيب انقطع بيني وبين أم عبدالعزيز.. مثل ما أنقطع قبل 17 سنة....

ماجد حضن عبدالله بنفس روح الأخوة وتوحد الارواح اللي جمعت بينهم قبل 18 سنة..


*******************


دانة اللي كانت قاعدة تطالعها مصدومة: من اللي عند الباب؟؟

مزنة في كلمة واحدة حادة: سعود

دانة بتوتر: عطيني جلال أحطه على رأسي..

مزنة بتوتر: أنتي وذا الجلال.. رجالش هذا مهوب غريب.. وانا ماني متفرغة أدور لش.. الرجال برا.. بادخله وبانتظر في الممر..

دانة برعب: مزنة لا تخليني معه بروحي..

بس مزنة ماردت عليها.. لأنها كانت طلعت برا..

بعد ثواني سعود دخل بخطوات مترددة.. دانة عيونها في حضنها وتفرك اصابعها بتوتر..

سعود بصوت هادئ وهو يحس إنه كان بيموت من شوقه لشوفتها: السلام عليكم..

دانة ردت بصوت واطي :وعليكم السلام..و رفعت عينها تطالعه..

غصبا عنها حست بخجل كبير من شكلها (أكيد شكلي مبهدل وشعري منكوش).. كان نفسها لو أنها تعدلت قبل يدخل.. لانها حست إن شكلها ولاشيء لما شافت أناقته الصاعقة..

الثوب الشتوي الأسود المنساب على جسده المتناسق بدقة.. غترة الشال الأنيقة..
وشكله كأنه توه جاي من الحلاق.. العوارض مرتبة.. والسوالف محددة باستقامة..
وريحة عطره سابقته.. رغم إنها مازالت تعاني من البرد.. وماتشم زين..

رجعت دانة توطي راسها بخجل ما تعرف سببها.. يمكن نظرة سعود المتفحصة..... أو المختلفة!!!

سعود من ناحيته كان واقف بعيد شوي ويدقق نظره فيها.. كانت في نظره أحلى واعذب من أي شافه بعمره كله..

شعرها كان مرفوع ومتناثر منه خصل طفولية عنيدة على وجهها..وتلبس قميص نوم قطن لونه زهري كمه دانتيل طويل.. وله رقبة طويلة تربط بأزرار على كامل عنقها..


كان نفسه يقترب
يحضنها بقوة.. يقبلها ألف قبلة.. يسوي أي شيء ممكن يعبر عن مشاعره الملتهبة ناحيتها.. وفرحته بسلامتها..

بس هو ظل واقف بمكانه كأن أقدامه مثبته في الأرض بمسامير، وقال بنبرته الباردة المعتادة: الحمدلله على سلامتش..

دانة بهدوء وهي تنظر في حضنها، في الوقت اللي سعود بيموت يبيها تطالع فيه يشبع من تأمل وجهها: الله يسلمك..

سعود بذات نبرته المعتادة: أشلونش الحين.. إن شاء الله أحسن..؟؟

دانة وهي ترفع وجهها مرة ثانية وتطالعه: الحمدلله.. احسن بكثير

سعود كان مبسوط برفعها لوجهها، تقدم نص خطوة، لكنه رجع وتراجع خطوة، وقال ببرود تحته نار لاهبة: تبين شيء؟ قاصرش شيء؟؟

دانة وهي تهز رأسها، وخصلات شعرها تتماوج بشقاوة.. الحركة اللي ذوبت قلب سعود الذايب أصلا: لا شكرا..

سعود وهو يستعد للمغادرة: لو احتجتي شيء، دقي علي..

دانة بهدوء: لو أحتجت شيء خالد وابي موجودين..

سعود اللي كان على وشك الخروج، رجع عليها وفي عيونه نظرة عتب حنون.. دانة لما شافته رجع.. انكمشت.. وحطت يدها على وجهها بخوف غصبا عنها..

سعود لما شاف حركتها هذي حس قلبه انكسر مليون قطعة..

طلع فورا بدون ما يقول شيء..

مزنة دخلت بعد طلعته على طول: وش فيه الأخ طالع مشوت؟؟

دانة بنبرة محايدة: ما أدري..


******************

اليوم مافيه جامعة...

البنات يدرسون في البيت استعداد لامتحانات نهاية الفصل الأول اللي خلاص باقي عليها أيام بس..

غرفة منيرة وسارة..

سارة بلهجة غامضة: منيرة ممكن تجين معاي أنا ووضحى اليوم العصر.. وضحى تبي تختار لها ثوب لعرسها...

منيرة وهي تضحك: نعنبو العرب وش فيهم هبوا في العرس المستعجل..وضحى مهيب توها متملكة الشهر اللي طاف..
بس أكيد بطل أسرع عرس سعود أخو مها..مستحيل حد يكسر رقمه القياسي.. تملك وخذها لبيته على طول..

سارة اللي كانت مهمومة، ماكانت قادرة تجاري مرح منيرة وضحكها.. سارة حاسة بالذنب (بس شأسوي؟؟) : المهم تجين معنا..؟؟؟

منيرة تهز رأسها: نو نو.. روحي انتي ورفيقتس أنا وش دخلي.. هذا أولا.. ثانيا : أبي أدرس..

سارة وهي تتنهد: تكفين لا تفشليني فيها.. هي تبي تشوف الفستان عليس لأنكم نفس المقاس.. وأنا قلت لها إنس بتجين..

منيرة بنفي: أستحي أقاوس فستان عرس.. والله استحي..

سارة تحاول تدعي العيارة: بروفة يا بنت الحلال.. عشان عرسس

منيرة برعب: بسم الله علي..

سارة خلاص تحطمت: تكفين منيرة عشاني، وإلا اختس سويره مالها خاطر..

منيرة بتأفف: يا كثر حنتس.. زين بأروح معكم


********************



عبدالله ركبه هم جديد.. أشلون بيوصل الخبر لعياله.. أو الأصح أشلون يكسر قلوب عياله..

(آه ياماجد آآآآآه.. مالقيت تطلب مني الا ذا الطلب..

الحين العيال وش باسوي فيهم.. معي وإلا مع أمهم؟؟..

معقول أقدر أنام في البيت وهم موب موجودين.. أشلون أقدر أقعد فيه وحسهم ما يملاه.. أشلون أقدر أعيش الباقي من حياتي وهم مقسمين بيني وبين أمهم..

بس ماجد ما أقدر أرده.. كله ولا ماجد
ياااارب.. يارب أعني على الجاي.. حاس أن الجاي أكبر مني.. يالله عفوك ومعونتك..)

عبدالله موب عارف من وين يبدأ تنفيذ مخطط إلغاء الزواج اللي كان مقرر له يكون اليوم..

حس أن أول اتصال لازم يكون لجواهر لأنها صاحبة الشأن، اتصل بها وهو متوجه لمبنى البنك..

جواهر بصوت متعب: نعم عبدالله (كانت في نفسها تقول هذا يعني موب ناطر لين أصير مرته عشان ينكد علي.. بيبدأ من الحين)

عبدالله بصوت متوتر: جواهر عندي لج خبر..



بعد الغياب/ الجزء الثامن والثلاثون

#أنفاس_قطر#


عبدالله بصوت متوتر: جواهر عندي لج خبر..

جواهر اللي ارتفع مستوى الأدرينالين إلى أعلى مستوياته، نطت واقفة: عيالي حد منهم فيه شيء..

عبدالله بنفي: لا والله كلهم طيبين

جواهر وهي تحس كأنه انصب ماي بارد على لهيبها: الحمدلله.. زين وش عندك..؟؟

عبدالله وهو يبلع ريعه.. والكلمات تخرج متناثرة منه: أنا ما أقدر أتمم زواجنا..

جواهر باستفسار: تبي تأجله يعني؟؟

عبدالله بتوتر: لا.. أبي ألغي الفكرة نهائيا..

جواهر انفجرت فيه كطوفان هادر: يالخسيس النذل.. طول عمرك بتظل خسيس نذل..
يعني عقب ماقلت للناس.. ورئيس قسمي أكيد إنه بلغ السكرتارية اليوم.. والخبر انتشر في الجامعة.. وخالي وهله والناس اللي عرفوا..
تبي تصغرني قدامهم يالنذل تبي تبين إنك مثل مارميتني قبل 17 سنة تقدر ترميني مرة ثانية.. نذل وحقير وجبان مثل ما كنت طول عمرك ولا عمرك بتغيير..
وقبل أي شيء.. وأهم من أي شيء.. عيالي وعيالك.. أشلون وضعهم عندك..؟؟ وإلا تبي تنتقم منهم بعد..وتقهرهم..؟؟

عبدالله كان قاعد يسمعها والكلام القاسي ينهمر من بين شفايفها مثل رشاش مدفعي..
ظلت تسب وتتكلم وتتكلم.. لما تعبت من الكلام سكتت..

عبدالله باستفسار حزين: خلصتي؟؟

جواهر بقهر: تعبت من الكلام.. الكلام أصلا معك ضايع.. الكلام يكون مع إنسان عنده مشاعر أو قلب أو أحساس، مو مع واحد بدون إحساس مثلك

عبدالله بيأس: جواهر اسمعيني مثل ماسمعتك.. واسمعي وش عندي..

جواهر بقهر بالغ: وش عندك يعني؟؟ ووش بتقول؟؟

عبدالله اللي كان وصل موقفه الخاص في مواقف البنك: طفا سيارته، وتنهد وقال: جواهر بأحكي لج حكاية صارت معي أيام الجبهة..اسمعيها..

عبدالله حكى لها حكايته كلها لحد ماجاه ماجد اليوم والطلب اللي طلبه..

جواهر كانت مشاعرها متضاربة، لكنها حاولت تتماسك وقالت بهدوء: عبدالله صديقك أنت وياه بكيفكم..
رد له جميله على كيفكم.. بس بعيد عني وعن عيالي.. أنا إنسانة لها كيان وشخصية مستقلة.. ماني بكورة بينكم.. أنت ترميني وهو يتلقفني.. كاني مالي شور أو رأي

أنا لو أبي ماجد كان خذته من زمان.. والعرس كله فكرة أنا كنت رافضتها.. ولولا عيالي أنا كان مستحيل أوافق عليك.. (وكملت بحزم) وعشان عيالي زواجنا بيتم اليوم مثل ماهو مخطط له..

عبدالله بحزن: جواهر ما أقدر.. أنا وعدت ماجد خلاص..

جواهر بنبرة غامضة: ولو ماجد نفسه كلمك وحلك من الوعد..

عبدالله بثقة: نتزوج فورا..

جواهر بثقة: إجراءات الزواج بنستمر فيها مثل الاتفاق..وأنت انتظر اتصال من ماجد.. أكيد..


**************


عبدالله اللي كان توه واصل مكتبه..الساعة 8 صباحا
موبايله يرن..
كانت بنته نوف..

عبدالله بهدوء: هلا حبيبتي..

نوف بصوت مليان فرحة: عبدالله ياحلو أنت.. طالع تتسحب من البيت هربان مني.. مافيه فكة..

عبدالله بابتسامه رغم الهم اللي ماليه (الله لا يحرمني من دلعها): والحلوة وش تبي من عبدالله المسكين؟

نوف: أفا يبه، أنت ناسي وإلا شنو؟؟

عبدالله باستفسار: ناسي شنو؟؟

نوف بفرح مجنون: أفا.. عرسك يبه..

عبدالله كح: عرس مرة وحدة..

نوف بحماس: يبه أنا ماعندي وقت.. أبي فلوس..

عبدالله باهتمام : أنتي عارفة سياستي في هالموضوع.. مافيه فلوس خارج مصروفكم.. لو تبين تشترين شيء.. أنا اوديج تشترين..

نوف بنفاذ صبر:يبه فديتك مافيه وقت.. الملكة العصر والعشا بالليل.. وأنت ماراح تجي من البنك قبل 2.. فيه أشياء وااااااايد أبي أشتريها وأسويها..

عبدالله اللي كان يبي يقول لبنته لا تسوي شيء لأن السالفة كلها يمكن ما تتم، بس ماحب يكسر بخاطرها ويخنق فرحتها اللي كان باين إنها من غير حدود: طيب كم تبين؟؟

نوف بصوت متخوف: وايد..

عبدالله بهدوء: وايد كم يعني؟؟؟

نوف بتخوف شديد: ما أدري، مابين 20 ل50 ألف..

عبدالله بعصبية: نعم.. تبيني أعطيج المبلغ هذا كله في يدج..؟؟

نوف بتحرقص: أعرف سياستك إنه فلوس في يد المراهق فساد.. بس اليوم غير.. لا تخاف ماراح أفسد اليوم.. ما عندي وقت.. بأفسد في يوم ثاني..

عبدالله بابتسامة (ياحبي لها) : اسمعيني بارسل لج الفيزا مع أفضل.. وافضل بيكون معج خطوة بخطوة لحد ما ترجعين البطاقة له.. وابي فواتير بكل شيء بتشترينه أو تسوينه.. مفهوم.؟؟. ريال واحد انصرف من البطاقة.. وماكان مسجل في الفواتير... أنتي عارفة اللي بيصير..

نوف بحماس: أعرف أعرف.. بانحرم من مصروف الشهر الجاي.. هذي مشكلة اللي أبوهم مع دكتوراة اقتصاد.. الله يعين عليك.. خلني أشوف أمي إذا ما روضتك شوي..

عبدالله في نفسه: الله يعيني على لسانها بس... وإلا الترويض بيكون مهمتي أنا..

نوف بحماس زايد: زين يبه لا تنسى شبكة أمي ودلبتها اليوم..

عبدالله باستفسار : أي شبكة؟؟

نوف بمرح: أفا.. أنت تبي تتزوج أمي بدون شبكة وبدون دبلة..؟؟
إذا طلعت من الدوام روح جيبهم.. واسمعني عدل.. الطقم يكون ألماس وأبي فيه زمرد أخضر..وأبي أشوف ذوق عبدالله الحلو..توصى

أبوها بابتسامة: وش معنى أخضر..

نوف بغموض: بتعرف بعدين... والدبلة امي قياسها 12,5.. لا تنسى..

عبدالله با بتسامة: حاضر أي أوامر ثانية..

نوف بمرح: لا إذا تذكرت أوامر كلمتك.. وخل عمي أبو محمد يستعجل علي.. أنا والشغالة قاعدين ننطره.. بسرعة فديتك..

عبدالله حس في روحه بجرح عميق.. وهو يحس بفرحة بنته الكبيرة..
أشلون بيقدر يذبح هالفرحة.. لو ما كلمه ماجد.. وحله من وعده له.. مستحيل يتمم الزواج..

ياربي.. وش أسوي؟؟ وش أسوي؟؟


******************


سعود في سيارته في مواقف المستشفى (شكل المواقف بتصير بيته الثاني!!!)

قلبه مليان حزن عميق وحاد وموجع (لهالدرجة زرعت في قلبها خوف مني، أشلون ممكن نكمل حياتنا مع بعض، وهي خايفة إنه أقل نقاش بيننا.. يمكن ينتهي بضربها)

"وأنت يا أخ مصدق من الأساس.. أنكم ممكن تكملون حياتكم مع بعض... أنت ناسي طلب أبوها منك

دانة بتطلع من المستشفى لبيت أهلها.. ويمكن.. إلا أكيد أنها تبي الطلاق منك..
استعد من الحين لحياتك الباردة الموحشة والوحيدة"

سعود اللي كان حاس إنه مخنوق لأبعد حد، اتصل بصديقه جابر:
- جابر وينك؟؟
- ............
- في المخيم من البارحة.. تمام.. أنا أصلا كنت أبي اقول لك خل نروح للمخيم.. متضايق حدي.. أنا جايك..

المخيم مسويه سعود ومجموعة من ربعه في الثكنة قريب من روضة راشد، متقاطين فيه.. ويتجمعون فيه متى ماحصلوا فرصة.. ومخلين فيه 2 هنود عشان يحرسونه وينظفونه، ويخدمون الشباب متى ماجاووا..


***************


بعد صلاة الظهر...

جواهر صلت وجلست في غرفتها مهمومة.. هم رجعتها لعبدالله اللي هي مو طايقته.. وهم ماجد اللي طلع عشان يخرب عليها فرحتها بعيالها..

عبدالعزيز دخل عليها: في عيونه فرحة وحزن.. فرحة لان لم جواهر انلم شملها مع عيالها.. وحزن عميق لأن جواهر بتخليه وتروح لبيت عبدالله..

جواهر كانت أخت عبدالعزيز وأمه وصديقته .. أشلون يقدر يقعد في البيت من غيرها.. أشلون البيت ينطاق من غير صوتها وخطواتها وأنفاسها.. حس قلبه يبكي حزن ووحشة وألم..

جواهر من دخل عليها ومن غير ما يتكلم حست بكل اللي فيه، رمت نفسها على صدره وبكت، عزوز بحزن حاول يخفيه بصوت مرح: أفا العروس ليش تبكي؟؟

جواهر بحزن: أحاتيك يا قلبي.. ومشتاقة لك من الحين.. تكفى تجيني كل يوم.. كل يوم..

عبدالعزيز يحضنها بحب: لا تخافين.. مامني فكة.. كل يوم بتشوفيني ناط عندكم...

جواهر بابتسامة: خلني أخليك أنت ونورة تاخذون راحتكم..

عبدالعزيز بعيارة: ووينها نورة .. طاري بدون شوف..

جواهر بحب وبمودة: بتصير شوف وعندك في بيتك عقب ست أسابيع بس..

عبدالعزيز يضحك: خوش مزحة ذي..

جواهر بجدية: والله أتكلم جد.. لما انصدمت أمس إنه خالي وعبدالله حددوا الملكة اليوم.. وأني بأخليك.. كلمت خالي وأم فهد.. وقلت لهم أبي زواجك قريب.. قالوا ماعندهم مانع..
وأمس العصر.. موزة راحت وحجزت الصالة حبت تكفيني..وخلاص يا عريس 6 أسابيع وتدخل القفص..

عبدالعزيز اللي كان في راسه مخطط خطير، رد بشوي زعل: مو المفروض تقولون لي قبل ما تحدوون الموعد..

جواهر بحب: أنتي ياحبيبي بنفسك قايل لي اختاروا الوقت اللي يناسبكم..

تفكير يدور في رأس عبدالعزيز.. المشروع اللي راسي ممكن أسويه قبل موعد الزواج.. مو مشكلة..


***************


العصر قرب يأذن..

جواهر على أعصابها.. عبدالله ما كلمها..يبلغها لو كان ماجد اتصل فيه أو لا...

وهي اتصلت في نجلاء من بدري وبلغتها كلام تبلغه لماجد.. نجلاء موبايلها مسكر.. وجواهر مخها بدا يودي ويجيب..

رغبة كبيرة إنه زواجها من عبدالله ما يتم..عشان نفسها

ورغبة أكبر بكثير بكثير إنه يتم عشان عيالها

دخلت للحمام تتوضأ لصلاة العصر..

مع طلعتها تفاجأت إن نوف وحصة في غرفتها وعلى السرير أكياس لا حصر لها..

البنات نطو يبوسون فيها.. وهي حست بسعادة صافية لشوفة الثنتين مع بعض..

هي كانت خايفة جدا إن حصة تغار نوف.. وتعتقدها خذت مكانها عند جواهر..
وكانت خايفة إنه بنتها تغار لما تشوفها تهتم ببنت ثانيه غيرها.. لكن العجيب إن الثنتين ربطت بينهم مودة غريبة..

جواهر وهي تطالع سريرها: بنات شنو هذا كله؟؟

نوف بحماس: أغراضج وأغراضنا..

جواهر باستفسار : أغراضكم وفهمتها أغراضي أنا ليه؟؟

نوف اللي طالعت حصة بخبث وابتسمت: مامي تكفين غمضي عيونج..

جواهر اللي ماكان لها أخلاق لحركات البنات، غمضت عشان ماتخرب على نوف مفاجأتها المفترضة..

نوف بحماس كبير: مامي بطلي عيونج..

بعد الغياب/ الجزء التاسع والثلاثون

#أنفاس_قطر#

جواهر فتحت عيونها..

كانت نوف ماسكة في يدها فستان سهرة أخضر قصير موديله ماسك على الصدر بدون حمالات..
وقماشه خليط من الحرير والدانتيل بدون أي قصات أو خياطات.. فقط فستان ضيق منساب.. كان باين عليه الرقي الشديد والفخامة..

جواهر طالعته بتمعن، وبعدين ألتفت على نوف وقالت لها بهدوء: حلو وايد.. بس حبيبتي أولا ما يناسب سنج.. ثانيا عاري وايد.. اسمحي لي ما اقدر أخليج تلبسينه..

نوف بمرح: ومن قال إنه لي، هذا فستانج مامي اللي بتلبسينه الليلة..

جواهر بصدمة: مستحيل مستحيل.. مستحيل ألبس كذا..

نوف بحزن: يمه الفستان هذا له ذكرى عندي.. وصدقيني أني اشتريته من كم شهر عشانج أنتي وبس..

جواهر بصدمة: عشاني..

نوف كملت بحزن: الصيف اللي فات كنت أنا وعزوز في شارع أفينو مونتان في باريس..
شفت الفستان هذا معروض على المانيكان في الواجهة ومعاه شوزه.. أنا شفته قعدت قدامه موب قادرة أتحرك..

عزوز قال لي مستحيل أخليج تشترينه.. مايناسب سنج وعاري وايد نفس ما أنتي قلتي..
قلت أنا: تكفى عزوز الفستان هذا ماراح ألبسه بس خلني أخليه في دولابي..
عزوز ماكان راضي.. قال لي تشترين فستان بالقيمة عشان تحطينه في الدولاب..
قلت له: والله إنه هالفستان يناديني.. ماراح أخليه..

دخلت للمحل.. طلبته هو وشوزه كان قطعة وحدة بس ما انعمل غيرها.. وخليتهم يحطونه في الأكياس.. وطلبت من أبوي اللي كان في المحل اللي جنبنا يجي يدفع.. عشان مايشوفه..

جواهر باستنكار: ليه أبوكم معودكم يعطيكم فلوس وايد..

نوف بنفي: أبوي مايقصر علينا.. بس هو اللي لازم يدفع.. مستحيل يعطينا فلوس في إيدينا تتجاوز المصروف الشهري اللي ينحط في حسابنا..
ولو واحد منا طلب فلوس زيادة بيسوي لنا سالفة.. وبيسحب كشف الحساب وبيحاسبنا بالريال.. كلمة أبوي الشهيرة: مراهق وفلوس بيده يعني فساد..

جواهر باطمئنان: زين أنا كنت أحاتي وايد هالناحية..

نوف بتحرقص: خلينا من هالسالفة كفاية أبوي الصبح..
المهم الفستان.. تدرين مامي لما شفتج أول مرة بالبلوزة الخضراء عرفت ليش حسيت هالفستان كان يناديني.. كان يقول لي أنا ما أنخلقت إلا لأمج.. تعالي أخذيني..

حصة كانت قاعدة تسمع وتضحك، وجواهر ردت عليها بهدوء: يابنتي هذا عاري وايد.. شيقولون الناس علي؟؟

حصة نطت: في عرس طلال قبل كم شهر.. لبستي فستان قصة صدره نفس هذي..

جواهر بهدوء: بس ماكان قصير.. ولا مفتوح بذا الطريقة

نوف نطت ترفع جلابية أمها: يمه خليني أشوف رجولج..

نوف طالعت رجول أمها بأعجاب كبير:
وااااو مامي حد عنده مثل هالسيقان ويخبيهم.
لو عندي سيقان نفسهم.. كان في كل مناسبة لبست قصير عشان أحر العالم..
تدرين على هالسيقان الناعمة يمه يمكن ثنتين من اللي جايبتهم مالهم داعي..

أمها توطي جلابيتها على رجولها وتقول لنوف: استحي يا بنت.. وأي ثنتينه بعد..؟؟

نوف توجهت للباب فتحت الباب وهي تقول: تفضلوا come in


**************


سعود في المخيم هو وجابر بعد ما صلوا العصر..

سعود ولع النار وجلس قبالها يترنم بأشعار قديمه حزينة بطريقته المميزة في الإلقاء..

جابر اللي قرب وجلس جنب سعود وقال له بأخوة صادقة: ولعت الضو وتعوبل.. أجل متهيض.. وش فيك ؟؟
(يعوبل: يجر القصيد بصوت حزين) (متهيض: درجة خاصة من الحزن حين يكون مكتوم ووصل أقصاه)

سعود بنبرته الاعتيادية: متضايق شوي بس

جابر بلهجة مساندة: أفا ياذا العلم.. أبو سعيد يقول إنه متضايق.. أعرفك لو أنت بتموت ماتقول أنا متضايق .. فدامك تعترف وتقول متضايق شوي، تكون السالفة كايدة..

سعود وعيونه مركزة على النار اللي يحركها بعصا في يده: تكفى ياجابر خلني براحتي أنا ماجيت هنا إلا أبي أنسى..

جابر بمودة: يا أخي توك عريس مالك يومين.. وش لحق ينكد عليك؟؟

سعود سكت مارد عليه.. وجابر احترم صمته..

والثنين جلسوا يطالعون النار..

بعدها رجع سعود يجر القصيد بذات الطريقة الموجعة..


**************


جواهر صلت العصر وهي بعدها مفولة على بنتها نوف

قامت وهي تطالع في الطاقم اللي مكون من ست خبيرات.. يلبسون بالطوات بيضاء.. وعلى صدورهم شعار مركز تجميل شهير جدا.. وقدام كل وحدة منهم شنطة ضخمة فيها عدتها..

جواهر بغضب: نوف.. 6 أنا وش أبي فيهم..؟؟

نوف بحزن: يمه لو أدري إنج بتعصبين كذا كان ماجبتهم.. أنا أسفة.. تبين ارجعهم الحين رجعتهم..

جواهر حست إن عيالها صاروا يعرفون يمسكونها من يدها اللي توجعها : ما أقصد يا يمه.. بس 6 وايد.. وحدة أو ثنتين يكفون..

نوف نطت بحماس: لا يمه ما يكفون.. هذا لو أن زواجج كان بعد كم يوم.. ولحقتي تخلصين .. بس الحين ماقدامنا إلا كم ساعة قبل الليل.. يالله الست يلحقون يخلصون
ثنتين للواكس
وحدة للحمام المغربي
وحدة مونيكير وبوديكير
وحدة مكياج
وحدة شعر..

جواهر حست روحها بتطلع، هي الحين مو عارفة الزواج بيتم أو لا.. وحتى لو تم.. ماتبي تحسس عبدالله إنها تعدلت عشانه.. أو سوت شيء عشانه..

نوف برجاء: هاه يمه يبدون؟؟

جواهر اللي حاسة أنها مقهورة من سواة بنتها: خلهم يبدون..

نوف نطت تأشر لهم كأنها هي أم العروس.. و سحبت حصة وقالت: يمه إحنا بننزل تحت أكمل الترتيبات اللي تحت..

جواهر بخوف في نفسها: المجنونة ذي وش سوت بعد.. ليتني ماقلت لها سوي اللي في خاطرج..


********************


سيارة خالد
دوار مستشفى حمد..

دانة ومزنة على الكرسي اللي ورا.. مزنة مسندة لدانة..

خالد بقلق: يوم أنتي عادش تعبانة ليه تخلينهم يطلعونش..؟؟

دانة بلهجة هادية: والله أني أحسن.. وقعدتي في المستشفى مالها داعي.. كل السالفة الحين شوي إرهاق بيروح ..

خالد بنبرة حب: إيه خلي أبيش يرتاح قلبه.. إذا شافش عنده.. صرعنا عليش.. كنش أنتي اللي بنته.. وحن عيال الشارع..

دانة بهدوء: ومن قال لك إني بأرجع معك لبيت أبي..

خالد بصدمة: ليه وين تبين تروحين؟؟

دانة بنفس النبرة الهادية: لبيت رجّالي..

خالد اللي بدأ يترفز: بس أبي قال لسعود إنش بتجين عندنا.. أشلون الحين تروحين له.. أنتي تبين ترخصين نفسش يعني..

دانة بذات الهدوء: خالد أعتقد أني أنا اللي أختك الكبيرة.. وأنا ابي أروح لبيت رجّالي..

خالد سكت مقهور وهو يوجه السيارة لبيت سعود..

مزنة همست في أذن الدانة: وش عندش، مهوب أنتي اللي تقولين لي إنه أنتي وسعود مستحيل تتوافقون.. وأنش تبين تتطلقين منه.

دانة بهمس عشان خالد ما يسمعهم: وأنا عادني عند نفس كلامي..

مزنة باستغراب بنفس الصوت الواطي: زين ليه تروحين لبيته..؟؟

دانة بهمس: أنتي تبين الناس يأكلون وجهي.. طلعت من بيته للمستشفى لبيت هلي.. وش بيقولون؟؟ خليني أرجع لبيت سعود.. وبعد كم يوم باجيكم ..


*************


قبل المغرب بحوالي ساعة...

عبدالله يلعن الساعة اللي وافق جواهر على اقتراحها..
هذا هو قاعد في مجلس أبو فهد هو وعبدالعزيز ولده وعبدالعزيز الكبير.. وأبوفهد وولده فهد..
اللي قاعدين ينطرون الشيخ اللي راح طلال يجيبه..

حس عبدالله بضيق كبير..

(أنا غلطان اللي أصدق مرة.. كانت تبي تصغرني قدام الرياجيل.. لو من الصبح ألغيت السالفة، كان ما أضطريت أقابل أبو فهد وعبدالعزيز واقولها في وجيهم..

بس هذا اللي كانت جواهر تبيه.. تبي تجيبني في مجلس خالها.. وتهينني.. لما أطلع رجال ماني بقد كلمتي..)

كان عبدالله يطالع في وجه ولده عبدالعزيز.. اللي كان وجهه ينطق بسعادة صافية.. وكأن قلبه يحلق بين جوانحه..
فيحس إنه مخنوق، مو قادر يتنفس..

(حرام عليج يا جواهر.. حرام عليج.. لو خليتني الغي اليوم الصبح.. كان الألم اهون علي وعلى عيالج وعلى خالج وأخوج.. ليه سويتي فينا كذا؟؟؟؟.. ليه؟؟؟..)

عبدالله يطالع وجه أبو فهد الوقور السمح.. ويقول: الحين أشلون أهين الشايب في مجلسه ؟؟

رجع يطالع في عبدالعزيز الكبير اللي له معزة خاصة في قلبه: مستحيل عبدالعزيز يسامحني.. وبينقطع اللي بيني وبينه..

الحزن كان معبي قلب عبدالله وروحه.. كل دقيقة تمر تزيده توتر وقلق ويأس..

وهو غارق في أفكاره، صوت طلال: تفضل يا شيخ تفضل..

عبدالله حس قلبه نط لبلعومه.."الشيخ هنا.. وش ذا البلشة؟"

الشيخ جلس بعد ماسلم : لو سمحتوا بطاقات الشهود..

فهد وطلال عطوه بطاقاتهم..

عبدالله خلاص حس إنه صار لازم يتصرف.. مستحيل يخلف وعده لماجد.. حتى لو صغر في عين الكل.. حتى لو أحتقره الكل..

وقف عبدالله فجأة..

الوقفة اللي تفاجأ منها الكل..

وقال بحدة وصوت جهوري: وقف يا شيخ لا تكتب شيء.. الملكة ذي ما أقدر أتممها...

بعد الغياب/ الجزء الأربعون

#أنفاس_قطر#


وقف عبدالله فجأة..

الوقفة اللي تفاجأ منها الكل..

وقال بحدة وصوت جهوري: وقف يا شيخ لا تكتب شيء.. الملكة ذي ما أقدر أتممها...

صوت مرح ورا عبدالله يكمل جملته: لأنه مافيه ملكة تتم بدون شاهد العقد الرئيسي..

سامحوني ياوجيه الخير على التأخير.. منكم العذر والسموحة..


كان الصوت صوت ماجد اللي دخل عليهم بكامل أناقته..

واللي لما شافه عبدالله حس بشيء يشبه الطعنة العذبة..

عمركم سمعتوا بهذه الطعنة.. ؟؟؟؟

الألم الجميل اللذيذ العميق اللي يهز الروح بعمق إنساني غير مسبوق..

هكذا كان إحساس عبدالله..

حس ماجد أقرب له من أي وقت.. أقرب حتى من أنفاسه..

يمكن عبدالله في جزء كبير من ذاته كان يتمنى إن هذا الزواج مايتم..
لكن في جزء أكبر واعمق واكثر غموض كان يتمنى إنه يتم.. وجاء ماجد ليحقق الرغبة الأغلى..

دخل ماجد بمرح ليحتضن عبدالله بعنف..
عنف الاثنين فقط كانوا يعرفون سببه..
ماجد همس في أذن عبدالله بتأثر: كفيت ووفيت يا بوعبدالعزيز.. خلاص عرفت قدري عندك وهذا يكفيني.. يكفيني إنك بديتني حتى على نفسك وعيالك..

عبدالله بذات التأثر في أذن ماجد: أنت راعي الأوله يابو فيصل.. وراعي الأولة ما ينلحق..

ماجد يفلت عبدالله.... ويتجاوزه عشان يطلع بطاقته الشخصية ويحطها على دفتر الشيخ : سامحوني يا شباب.. بس أنا الشاهد الأول.. الثاني بكيفكم..

طلال بمودة سحب بطاقته وترك بطاقة فهد..
في الوقت اللي ماجد ألتفت على الرياجيل اللي في المجلس وسلم عليهم واحد واحد..

أبو فهد وفهد وطلال وعبدالعزيز كلهم يعرفون كم مرة ماجد خطب جواهر..تأثروا كثير من حضوره.. وإصراره إنه هو اللي يكون شاهد العقد..

الشيخ بعد ماخلص: ياعيالي......... حد يوديني للعروس أسالها وتوقع على العقد..

جواهر اللي ما كانت تدري عن شيء.. لأنه كان ينعمل لها واكس غصبا عنها.. وتقريبا كانت خلصت لما رن موبايلها شافت اسم عبدالعزيز..

بذهن خالي تماما: هلا يا قلبي..

عبدالعزيز بصوت واطي: جواهر الشيخ معي طالعين من مجلس خالي، جاينج في البيت.. أنزلي في الصالة بسرعة..

جواهر قلبها طاح في رجولها..ماحد حتى بلغها إن الشيخ حضر.. وفي داخلها كان شعور يتمنى إن هالزواج مايتم.. شاللي صار؟؟ ماجد اتصل يعني في عبدالله؟؟

جواهر وهي حاسة إنها مو قادرة توقف.. وجسمها يتلزق من الواكس.. والشيخ تحت..

بسرعة راحت تغسل يدها على الأقل.. ولبست عبايتها ونقابها.. في الوقت اللي كانت نوف وحصة كانوا يدخلون عليها بسرعة..
نوف بحماس: يمه بسرعة خالي تحت معه الشيخ.. بسرعة بسرعة..

جواهر حاسة إنها مو قادرة تتنفس.. ماردت عليهم.. نزلت.. كانت ترتعش..
عبدالعزيز شافها تتسند على الدرابزين.. راح لها بسرعة وبقلق سألها: وش فيج؟؟

جواهر بصوت حاولت إنه يكون ثابت: مافيني شيء.. يومي قبل يومك..

الشيخ سألها بود واحترام: موافقة يا بنتي على عبدالله بن محمد الـ.....؟؟

جواهر لما سمعت اسمه، حست إنها تبي ترجع كل اللي في بطنها.. الشعور المستمر معها...

ردت بهدوء تتمزق معه احشاءها: موافقة..

الشيخ بذات النبرة: عندج شروط؟؟

جواهر بذات نبرتها: لا..

الشيخ وقعي تحت اسمك يا بنتي..

جواهر وقعت مكان ما أشر لها الشيخ وهي حاسة إنها ما تشوف الورق..

حست إنها توقع على قرار إعدام روحها وإنسانيتها.. بس عشان عيالها كل شيء يهون..


**************


بعد المغرب..

محمد داخل بيتهم.. مار بالصالة بيطلع فوق لغرفته.. شاف مها جايه من المطبخ الخارجي شايله كاسات عصير..

محمد اللي خذ من الصينية كأس وشربه: من اللي عندكم؟؟

مها محترة عليه: الحين لازم أرجع اصب كأس بدل اللي أنت زطيته..

محمد بابتسامة: علي بالعافية.. من حلالش شيء.. جعل عمر أبو سعيد طويل.. إلا هو وينه مهوب مبين ذا الأيام..؟؟

مها بنفاذ صبر: ماني بفاضية لك.. بنات عمي داخل..

محمد بلهفة: من من بنات عمي..؟؟

مها اللي تبي تخلص منه: الدانة ومزنة..

محمد بطريقة مسرحية.. وهو يحط يده على قلبه: مزنة يا قلبي.. فديت الطاري..

مها ولع وجهها من الحيا: أنت ما تستحي ولا تنتخي.. عيب عليك يا قليل الحيا..

محمد وهو يضحك: هذي مشكلتكم يا عيال سعيد كتم المشاعر اللي موديكم في داهية وجايب لكم كآبة..
أنتي مثلا مشتحنة لمتيعب الدب.. ومن الشحنة كل مالش تمتنين..
واخيش العود ما ينعرف وش اللي وراه شكله عايش قصة حب مكسيكية مع المدام ولا حد درا عنه.. (الشحنة: الشوق)

مها خلاص وجهها صار يضرب يقلب: تدري أنت الواحد أصلا مايتكلم معك..

رجعت للمطبخ عشان تجيب عصير ثاني..

في الوقت اللي محمد طلع لغرفته وهو يضحك...


**********


العشاء قرب..

البنات نوف وحصة كل وحدة منهم تستشور شعر الثانية..

في الوقت اللي جواهر كانوا يبدون لها في المكياج بعد ماخلصوا السيشوار والبديكور والمنيكور...
وقبله الحمام المغربي والواكس.. اللي تحممت عقبها..

باقي خبيرة الشعر واقفة.. تنتظر المكياج يخلص عشان جواهر تلبس فستانها وعقب تسوي لها الشنيون...
والباقيات كلهم رجعوا للمركز..

جواهر مو حاسة بشيء.. كانت بس تبي تفرح بنتها.. وافقت على كل اللي كانت نوف تقرره في اللبس والمكياج والشعر..

لما خلصت المكياج .. قامت لبست الفستان المشكلة اللي هي ما كانت راضية تلبسه.. بس ماحبت تكسر بخاطر نوف وقصة الفستان الرومانسية ..

نوف شافتها لبست الفستان.. نطت تجيب الشوز..

جواهر مثل الذبيحة اللي تُساق للمسلخ.. تبي ذا الليلة الكابوس تخلص على خير وبس..


***************


دانة في غرفة سعود هي وأختها مزنة..

مزنة تتلفت في الغرفة : والله ذوقه كلاس وراقي.. تبي شوي لمسات أنثوية وتصير روعة..

دانة بتأفف: وع هو و ذوقه.. صدق غرفة عسكري.. جامدة مثل راعيها.. أمانة روحي شوفي الحمام.. وشوفي التقشف اللي فيه..

مزنة راحت تطل داخل الحمام: أمممممممم يبي شوي لمسات بعد.. بس فخم.. أنتي اللي تنتقدين بس..

تدرين فيه شغلات رحت قبل أمس الصبح شريتها لش..
وكنت أبي أجيبها في الوقت اللي اتصل فيه سعود على وروعني..
أنا باتصل في خالد وبأروح للجمعية بأشتري لش شوي شغلات..
وعقب بأرجع للبيت وبأخلي السواق يجيب الأغراض كلها..
مع باقي ملابسش وعطورش ومكياجش وشغلة سبيشل انا حطيتها لش ببرواز.. بتلقينها مدعوسة داخل الشنطة الكبيرة

دانة بحزن: وش ذا الاغراض كلها انتي بعد، كلها كم يوم وراجعة لكم..

مزنة تبتسم بخبث: ماتدرين يمكن يعجبش الوضع.. ؟!!
وبعدين أنتي تبين تحرميني من إحساسي إني عندي أخت عروس..

مزنة قالت لها هالكلام وهي تلبس نقابها بتنزل..
مع وصولها للدرج، انفتح باب أقرب غرفة للدرج
كان محمد طالع من غرفته
غترته بيد وتلفونه بيد... يكلم بصوته العالي المرح: زين نعنبو.. مافيكم صبر.. جايكم جايكم..

مزنة وجهها انكسر.. مادرت وين تروح؟؟ ترجع وإلا تنزل..
محمد اللي جات عينه في عينها.. وعرفها.. يقول في خاطره: فديت الزول والله..

لو عليه كان قعد يناظر للصبح.. بس ماحب يحرجها.. فرجع لغرفته وقفل الباب عليه..

في الوقت اللي مزنة تأخذ نفس عميق وتنزل الدرج بسرعة طالعة لخالد... وهي تقول في نفسها: نعنبو هو... وش ذا الشعر كله.. شعر بنية.. مالت عليه هو وشعره..


***************


نجلاء أول الواصلين بعد صلاة العشاء على طول..
كانت تنتظر اتصال من ماجد يأكد لها إن الملكة صارت..

كانت خايفة إن ماجد يسوي حركة نذالة ومايتصل في عبدالله عشان يبلغه إنه يحله من وعده له..

نجلاء حاست على ماجد بالاتصالات من الصبح، موبايله مقفول.. وعقب هي بنفسها قفلت موبايلها لحد ما تلقى ماجد.. خايفة تتصل فيها جواهر وهي ما بعد لقته..

راحت له في بيته.. مالقته.. جلست تنتظره لحد صلاة العصر.. لما دخل عليها بشكله المرهق المبهدل..

نجلاء تأثرت وايد من شكله.. حست بحزن عميق على الحال اللي وصل له أخوها الكبير.. نطت نجلاء تحضنه، ماجد حضنها وهو منهار ..

نجلاء بحب: ماجد فديتك حرام اللي تسويه في روحك..وفي الناس.. يعني أنت تبي تتعذب وتعذب عبدالله وجواهر وعيالهم معك..

ماجد بحزن: ليه يعني؟؟

نجلاء بحزن: لا تسوي روحك ما تعرف.. الوعد اللي انت طلبته من عبدالله.. حرام عليك.. جواهر طلبت مني اقول لك كلمتين:
" عبدالله حرمني من عيالي قبل 17 سنة.. وانت تجي تبي تحرمني منهم بطريقة ثانية الباقي من عمري.. أتق الله أنت وصديقك فيني.. أنا ماني لعبة في إيديكم.. اتق الله ياماجد"

وأنا أقول لك وش بتستفيد إذا منعت عبدالله ياخذ جواهر.. جواهر على كل الأحوال مستحيل توافق عليك.. وأنت بتخسر محبة عيال صديقك نوف وعبدالعزيز اللي أنت بنفسك تقول أنهم يحبونك..

وأنت ما تدري يمكن الله سبحانه شايل لك نصيب أحسن


***********


نجلاء لقت البنات حصة ونوف قاعدين تحت.. الثنتين مطقمين لابسين فساتين ناعمة لونها زهري.. مع مكياج خفيف بدرجات الزهر..

نجلاء سلمت وقالت: وين جواهر؟؟

البنات: فوق بغرفتها..

نجلاء طلعت بهدواة لفوق، وفتحت الباب بشويش على جواهر..
عشان تنصدم وبعنف من شكل جواهر الخيالي..
رغم إنها شافت جواهر بفساتين سهرة وفي مناسبات عديدة.. كانت دايما أحلى الحاضرات.. بس الليلة غير..
غير.. غــــــــــــــــــــــير ..

غــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــير. .
لما شافت جواهر نجلاء وقفت.. نجلاء وقفت مدهوشة وبشدة..

كانت جواهر واقفة بفستانها الأخضر اللي طوله واصل تحت ركبتها بشوي و اللي لونه الأخضر العشبي كأنه مخلوق عشان يليق على لون بشرتها المخملية..

نحرها وصدرها وأكتافها وذرعانها كانت تلمع بنعومة وشفافية أبرزها امتزاجهم مع حدود اللون الأخضر..


الصندل الأخضر العالي الكعب كان لاف شرايطه الحرير بنعومة وفخامة على سيقانها لحد تحت طرف الفستان بشوي..


مكياجها كان ناعم ومثير في ذات الوقت..
الشدو السموكي اللي دخل فيه اللون الأخضر بنعومة..
الروج المشمشي الناعم المرصع بغلوس بغليتر يكاد يذوب رقة وإغراء على شفايفها الرقيقة المكتنزة..


التسريحة الستينية
الشينيون العالي بغرة تنساب على الجانبين ومثبته أطرافها تحت الشريطة الحرير الخضراء المثبته بطريقة الستينيات على الرأس وأطراف الأذنين العليا..


نجلاء شهقت: وسمت بالرحمن وكبرت.. وقرأت ايات كثيرة من القرآن على جواهر: والله أخاف عليج من العين..

جواهر تبتسم: مافيه حد غريب.. أهل خالي وبس.. وانتي ونوف..

نجلاء بانبهار: حتى ولو.. أخاف عليج من عيني أنا شخصيا...


جواهر بمودة: يا حبج للمبالغة..


نجلاء بنفس لهجة الانبهار: ليه أنتي ما طالعتي روحج في المراية..

وبعدين كملت بنبرة خبث: ووين اللي متفقة مع زوجها إنه متنازل عن حقه الشرعي..
شكلج غيرتي رأيج وتبينه يغير رأيه إذا شافج كذا..
لانه إذا ما غير رأيه و180 درجة.. يكون أكيد عنده مشكلة في رجولته وقبلها في مخه..

نجلاء هي الوحيدة اللي تعرف عن سالفة الاتفاق

جواهر ولع وجهها خجل من كلام نجلاء: صدق إنج ما تستحين.. والله هذي فعايل نوف.. وماحبيت أكسر بخاطرها..

نجلاء وهي تلف حوالين جواهر: صراحة بنتج مذوقة.. مو بس مذوقة.. إلا ذوقها صاروح أرض جو بحر ..


*************


أغراض دانة وصلت..

دانة تتصل بمزنة وتعاتبها: شنو هالأغراض كلها.. تركتي شيء في السوق..؟؟؟

مزنة وهي تضحك: بلاش ما تدرين..

دانة: بشنو؟؟

مزنة بمرح: الظرف اللي خليتيه على سريرش.. يسلم عليش..

دانة بصدمة: صرفتيه كله مستحيل..

مزنة بنفي: شنو أصرفه كله.. لمعلوماتش المبلغ اللي في الظرف كبير واجد.. أنا خذت جزء بسيط جدا منه.. والباقي حطيته بحسابش..

دانة بحزن: زين ماصرفتي منه إلا شوي.. لأني ابي ارجعه لسعود..

مزنة باستنكار: أنتي مجنونة كالعادة.. المهم.. تدرين أنا بنية أستحي.. ماقدرت أشتري شغلاتكم يالمتزوجات.. بس جبت لش شوي بجامات جديدة كل وحدة تقول الزود عندي..

دانة اللي حاسة بحب أختها لها مابغت تخرب عليها: جعلني ما ابكيش يا قلبي..

سكرت منها وهي تطالع في الأغراض والشنط اللي مالية الغرفة..

ثم ابتسمت..
(تدرين مزون أحسن.. خلني أطفش سعود.. يجي يلاقيني محتلة غرفته بالكامل ومغيرتها على ذوقي)

وبدت في ترتيب الاغراض.. وتغيير مفرش السرير.. ونثر أغراضها الأنثوية في كل أنحاء الغرفة.. عطورها ومكياجها على التسريحة..

نقلت ملابس سعود بعناية لناحية من الدولاب بعد مارتبتهم من جديد وبعناية شديدة.. (عشان مايقول إني قليلة ذوق مثله)

رتبت ملابسها في الناحية الثانية..

الحمام... عشرات العلب عبت الحمام.. طقم حمام كامل بأرواب وفوط مطرزة مختلفة الأحجام..

واستمرت دانة في الترتيب اللي خذ منها ساعات وساعات
رغم إنها كانت بعدها تعبانة ومرهقة من أثر المرض اللي جاها


***************


في بيت جواهر..

بيت خالها كلهم موجودين.. الكل يسمي على جواهر ويذكر اسم الله عليها..

أم فهد اللي جلست جنبها: مو كأن ثوبج يأمج متفسخ شوي..

جواهر ماتت من الحرج من أم فهد ( أنا الغلطانة اللي أرد على بزر)

نوف ماخلت شيء ما سوته..
عشاء من الانتركونتنتال.. ضيافة من فوشون.. شيكولت من باتشي.. مع طاقم مضيفات خدمة فندقية فايف ستارز..
مصورتين على أرقى مستوى.. وحدة فيديو والثانية فوتغراف..
دي جي مع خبيرة محترفة..


الرياجيل تعشوا خلاص.. عزوز كلم أخته وقال لها..

نوف كلمت أبوها بحماس: مبروك يا معرس..

عبدالله اللي حاس بضيق كبير كاتم على روحه، رد عليها بصوت حنون: الله يبارك فيج يا قلبي..

نوف بذات الحماس: جبت الأغراض اللي أنا قلت لك..

عبدالله باستسلام: أكيد وأنا أقدر.. تاركهم في السيارة..

نوف: زين روح جيبهم وتعال أنت وعزوز.. عشان تلبسهم أمي..

عبدالله بصدمة: مافيه داعي يا أبوج..

نوف بحزن: ليه يبه؟؟ مايصير.. فيه عريس مايبلس عروسه شبكتها ودبلتها.. والا أمي ما تستاهل..

عبدالله في نفسه( لحول وش ذا البلشة؟؟) :
زين بأجي بس بشرط.. قدام حريم ماراح أقعد.. أنتي وعزوز بس..
(أصلا أنا ماخذت لسان الحية إلا عشانج أنتي وعزوز، ومايهمني الا فرحتكم)

نوف بفرح: زين يبه، لا صرت واقف برا.. أنا بافتح لك باب المجلس.. والحريم بيكونون في الصالة..

عبدالله راح وجاب علبة الطقم والدبلة من سيارته
ولأنه مايدل... عزوز دخله البيت.. ووقفوا في الحوش مقابل مدخل البيت اللي فيه بابين: باب الصالة في الوجه، وباب المجلس على جنب..

عزوز اتصل على نوف: نوف بسرعة.. أنا وأبوي واقفين برا..

نوف جات بسرعة.. وشدت أمها من يدها: يمه قومي بسرعة أبوي واقف برا.. تعالي للمجلس..

جواهر من سمعت اسم عبدالله، حست رجولها مو قادرة تشيلها.. وأنفاسها كأنها غادرتها.. وإحساسها إنها بترجع يرجع لها بعنف..
قامت مع نوف وهي حاسة إنها ممكن تنهار بأي لحظة..

البنات موزة ونورة وحصة ومعهم نجلاء.. من سمعوا إن عبدالله واقف برا..
نطوا بسرعة راحوا يطلون عليه من الدريشة بدون ما ينتبه..

عبدالله كان واقف باستقامة بكامل أناقته وحضوره المتميز مايعرف عن العيون المتلصصة

موزة بانبهار: نعنبو.. وين طاحت جواهر على ذا.. إيه الحين ما ألومها قعدت 17 سنة تنطره.. كل شيء فيه مركب تركيب

نورة تكمل بعيارة: تركيب فول فول فول اوبشنز..

موزة تكمل عليها: لا والله هذا أبو الأبشنز وأمه..

نجلاء وهي تضحك: وينه غانم يسمعج..

موزة وهي تضحك: إن الله جميل يحب الجمال..

أم فهد تنادينهم: أنتو ما تستحون؟؟ نعنبو.. بتأكلون الرجّال بعيونكم يا علها البط..

البنات لاصقين على الدريشة يقزون عبدالله من فوق لتحت ويعلقون.. لحد نوف مانادت أبوها يدخل للمجلس..

جواهر كانت جالسة مكان ماجلستها نوف.. جواهر كانت حاسة بخجل غير طبيعي.. مو من عبدالله لكن من اللبس اللي هي لابسته.. كانت عيونها بحضنها

كان عبدالعزيز أول من جاها.. وحبها على راسها.. وبارك لها وتراجع شوي..

جواهر حست قلبها بيوقف وهي تطالع في طرف الثوب الأبيض اللي صار خلاص واقف جنبها..

نوف بمرح: يبه وش فيك واقف؟؟ اقعد جنب المدام..


بعد الغياب/ الجزء الثاني والأربعون

#أنفاس_قطر#


عبدالله دخل المجلس بخطوات مترددة..
كانت نوف تسحبه من يده.. لو عليه كان وده يعطي نوف العلب.. ويرجع..

ماكان يبي يشوف جواهر عقب ماصارت زوجته.. شوفتها تذكره بكلامها الجارح المر..

كانت نوف تشده من يده تبي تجلسه..
شاف خيال أخضر جالس على الكنبة، لكن الحرقة في قلبه كانت تمنعه من التركيز..

جلس على الطرف الاخر من الكنبة..
وعينه في الأرض..
غصبا عنه ورغم محاولاته لعدم الالتفات ناحية جواهر: عينه طاحت بدايةً على قدمين لامعتين مغلفين بخطوط حرير خضراء.. طالعها ببرود مصطنع

بدءً من اظافرها الناعمة اللي معمول لها فرنش منيكور، وعلى طرف الظفر وردة خضراء صغيرة..

ارتفعت عينه شوي..لسيقانها
وهو لحد الحين مو قادر يستوعب الصورة البالغة الفاتنة والروعة والبهاء اللي بدأ باكتشافها جزءا جزءا

سيقان مصقولة.. مشدودة.. خالية من أي شائبة كأنها سبيكتين من ذهب صافي.. وخيوط الحرير الخضراء الملفوفة بنعومة عليها تبين لونهما الاستثائي بشكل بالغ الأثارة..

عيونه ترتفع أكثر.. وببرود أكثر..
ليديها المثبتة في حضنها.. يديها مازالت ذكراها حاضرة من أول مرة شافها فيها..
لكنها اليوم أنعم واكثر إثارة بالفرنش منيكور وبتلات الورد الأخضر المتناثرة بعشوائية على أظافر يدها المقصوصة كالعادة.. ولكن أظافرها نفسها طويلة في امتدادها داخل أناملها..

عيونه المتفحصة المدعية للبرود ترتفع أكثر لخصرها الملفوف.. لصدرها النافر.. (شنو هالمره كل شيء فيها مرسوم بدقة ومحدد بمثالية .. ولكن حتى ولو.. النفس عافتها خلاص.. ومن عافنا عفناه ولو كان غالي)

وصلت عينه لحد تلاقي شاطئ الفستان الأخضر بساحل المخمل الأبيض.. امتداد نحرها المبهر في تلاقيه مع عنقها المرتفع بشموخ..

عينه مازالت تكمل رحلتها بذات البرود اللي حاول التمترس والاختباء خلفه: وصل لذقنها الناعم..
ثم..
لشفايفها..
حاول يكمل رحلته.. بس لقى نفسه مجبر غصبا عنه على التوقف عند هذي المحطة..

شفايفها :الجليد والنار.. إلتقاء اليأس والأمل.. انفراجة الحسن والاغراء.. حس كأن شفايفها من رقتها ممكن تذوب في أي لحظة.. ومن إغرائها ممكن تشعل حرائق لاهبة في قلب أي حد يوقعه حظه الحسن أو ربما العاثر في أسرها ( لكن موب أنا.. موب أنا)

كمل رحلته بعد ما سيطر على أعصابه ورجع أعصابه تحت جليد جرح كرامته المهدورة
لأنفها الناعم المنساب برقة حادة..

لعيونها... اللي سحرته من أول مرة شافهم عبر فتحات النقاب، (لكني اليوم خلاص محصن ضد السحر)

مايعرف ليش عيونها بعثت في أوصاله رعشة قاتلة.. لكنها لم تتجاوز أعماقه لتظهر على محياه..
عيونها هالمرة كانت أكثر سحر وفتنة من أي شيء أرضي أو معقول أو متخيل..
شيء يتجاوز حدود أي خيال..
وكانت لتوها تتجرأ وتقدر ترفع عينها لعبدالله.. لتلقي عيونها بعيونه في عناق طويل.. طويل

عيونه فيها برود قاتل مصطنع خلفه قلب يحترق..
وعيونها فيها يأس قاتل حقيقي خلفه قلب يرتعش..

كان عبدالله يطالع بذات بروده المصطنع في شكلها الكامل..
شعرها الأسود مثل ليل معتم يحتضن بدر مكتمل البهاء..

عبدالله حس بما يشبه وخزة الألم الحادة في قلبه وهو يطالع حسنها الغير طبيعي..
عبدالله في نفسه يقول: (صحيح عمري ماشفت مره بهذي الفتنة والجمال والسحر..وخلف الجمال شيء يشدني بعنف لروحها.. لكن قلتها قبل يا جواهر.. كله ولا كرامتي)

جواهر كانت خايفة ومرتبكة.. لكنها كانت تتسلح بثقة زائفة، وهي تحاول ترفع رأسها بشموخ وتحط عينها بعيون عبدالله..
عبدالله الساحر المؤلم الجارح.. الموغل في رجولته وعنفوانه وهيبته.. بنظرة عينيه الآسرة.. وهالة الضوء غير المفهومة التي تحيط به

عبدالعزيز بمرح: شنو ياعرسان بتقعدون ساكتين؟؟

نوف بمرح: يبه قرب شوي من أمي كانك خايف منها.. عشان التصوير يطلع حلو..

عبدالله باهتمام: وأنتي بتخلين المصورة تطلع بصوركم؟؟

نوف بنفي: لا لا تحاتي صور مرتك المزيونة
بيعطوني السيدي، والميموري كارد قبل يروحون، وأنا بأظهر الصور على طابعتي..
يالله حبيبي قرب مامي.. عشان تلبسها الدبلة والطقم..

عبدالله قرب منها شوي ببرود.. كل هدفه يحرجها شوي دامه حصل غطا هو أوامر عياله له.. وربما يخفي حتى عن نفسه أهداف أخرى..

نوف فتحت علبة الدبلة : واو يبه، صراحة رووووعة..

كانت الدبلة دبلة من الألماس غاية في الفخامة والرقي والنعومة في ذات الوقت..

نوف بحماس: يالله يبه في بنصر اليد الشمال..

عبدالله مسك ببروده المعتاد يد جواهر
اللي كان إحساسها إنها بترجع اللي ببطنها كان يهاجمها..
كانت تحاول إنها تتماسك.. بس غصبا عنها لما حست بيده الدافئة تمسك يدها الصقيعية المرتعشة.. ارتعشت يدها بعنف أكبر..
عبدالله اللي كان حاس بارتعاشة يدها كمل مهمته ببرود يستحق عليه جائزة الاوسكار لإجادته لتمثيل دور البرود بينما هو يكاد يذوب احتراقا.. يكاد لفرط النار في أحشائه أن يشعل نارا قد تلتهم كل ماحوله
وفي الوقت اللي كان يلبسها الدبلة، نوف ميلت على أذنه وقالت له شيء..
هو تنفيذا لأوامرها.. بعد مالبس جواهر الدبلة شال يدها وطبع عليها قبلة باردة ظاهريا محرقة داخليا..
جواهر لما شافته يرفع يدها لشفايفه.. حست إنها خلاص بترجع.. لكنها تماسكت، وهي تدعي ربها ما يفشلها في عيالها ويكسر فرحتهم..

نوف بفرح: واو باباتي.. شاطر.. يالله الطقم..

جواهر اللي كانت اول مرة تتكلم من دخلة عبدالله عليهم، قالت بصوت مبحوح حاولت تبث فيه أكبر قدر من الثقة: خلاص نوف لا تلحين على أبوج.. (وهي تتمنى إن ربي يعتقها من تلبيس عبدالله الطقم لها)

نوف بخيبة أمل: يبه .. ما تبي تلبس مامي طقمها..

عبدالله ببرود خبيث وهو يطالع جواهر اللي وجهها كان إشارة مرور: لا حبيبتي أنا يسعدني ألبس مامي طقمها (وشدد على كلمة مامي)..

عبدالعزيز كان يطالع بهدوء وهو حاس بسعادة حقيقية وهو يطالع أمه وأبوه ويقول في نفسه(فعلا انخلقوا لبعض)

نوف تفتح الطقم، تهتف بانبهار: جد بابي واو واااااااو وااااااااو... مذوق يابو عزوز..

كان طقم ألماس وزمرد مبهر وحصري في تشكيله، العقد ناعم، لكن الأسوارة عريضة، الحلق ناعم وطويل، والخاتم فخم ومتوسط الحجم..

عبدالله وهو يطالع جواهر بنظرة خاصة: الحين عرفت ليش أصريتي على طقم يكون فيه زمرد اخضر.. وعندج حق..

أول شيء ناولته نوف الخاتم، لبسها إياه في يدها اليمين... وبعدين الأسوارة لبسها إياه في معصمها اليمين.. ومع مسكه لمعصمها كانت جواهر تحس بتوترها يتعالى... في الوقت اللي عبدالله كان يتعامل مع الوضع ببرود شديد البراعة..

جاء دور العقد، قرب عبدالله أكثر واكثر منها..
في الوقت اللي حنت جواهر عنقها له.. وهي تلعن الساعة اللي خلتها توافق على فكرة تلبيس الطقم هذي..
كان عبدالله قريب منها كثير.. كانت أنفاسه الدافئة المعطرة تصدم بعنقها الطويل في الوقت اللي جبينها يكاد يلاصق كتفه..
طول عبدالله بتقصد غير مقصود ظاهريا وهو يلبسها الطقم واصابعه تلامس بنعومة عنقها.. لحد ما نجحت مهمته ولبسها ..

يالله بابي الحلق.. (نوف بحماس)

جواهر حاسة خلاص إنها انتهت: ماما نوف خلاص الحلق بألبسه بنفسي..

عبدالله ببرود يقتل: أنا أحب أكمل مهمتي بنفسي..

بدأ بالفردة اليمين.. جواهر لما حست بأصابعها على شحمة إذنها.. توترت وإحساس الترجيع واصل حده
وحمدت ربها إنها ماكلت شيء من البارحة، او كان سوتها ورجعت على ثوب عبدالله..
الفردة الشمال.. وانتهت مهمته

وجواهر تنهدت براحة لخلاص العذاب هذا.. وكانت تبي تنط تقوم..

لولا إن نوف قالت بفضول: بابا فيه علبة ثالثة ..وش فيها..؟؟

عبدالله بحب لبنته: افتحيها.. هذي هديتي أنا لمامي على قولتج..

فتحت نوف العلبة بسرعة: كانت ساعة ستايل جدا مرصعة كلها بالألماس.. وفيها زمرد أخضر ناعم جدا..

نوب بانبهار: واو بابي تجنن.. والله كلك ذوق..

عبدالله بهدوء: أنا شفتها حسيتها تلبق وايد مع الطقم.. وأمج تستاهل أكثر.. قالها وهو يطالع جواهر بنظرة غامضة..

عقب عبدالله خذ الساعة ولبسها جواهر في معصمها اليسار..

ورجعت جواهر تبي تنط.. على أساس أن التعذيب خلص

بس نوف وقفتها وهي تهتف بحماس: يالله يا بابا خلصت التلبيس.. يالله البوسة عشان الصورة...

وصارت تصفق وتقول : بوسه هوهوه. بوسة.. هوهوه

وعبدالعزيز أخوها يضحك على خبال أخته..


*************


جواهر سمعت طارئ البوسة ، توترت.. وش بوسته بعد؟؟

بس لأنها تعرف إن البوسة اللي بعد تلبيس الطقم، تكون على الرأس.. فما اهتمت وايد.. (خله يبوسني على رأسي ونخلص من ذا السالفة.. وذا البنت اللي جننتني)

جواهر قالت كذا ودنقت شوي.. على أساس تتيح لعبدالله فرصة يقبل رأسها..

لكنها فوجئت بأصبع عبدالله تمتد برقة/بقوة تحت ذقنها.. وترفع وجهها، وعينها تجي بعينه
وعيونه فيها نظرة غامضة وعميقة
قبل ما تستوعب أي شيء

كانت تحس بملمس شفايفه على شفايفها، في قبلة عميقة.. ناعمة.. ومستحوذة..

عبدالعزيز كح.. وصد عنهم..

نوف قالت بتوتر في الوقت اللي كان عبدالله يسحب شفايفه بهدوء عن شفايف جواهر: يبه الله يهداك البوسة هذي في غرفتكم مو قدامنا.. المفروض تبوسها على رأسها

عبدالله ببرود.. تحته بعض خجل لم يظهره للعلن.. وكثير من الانفعال اللي تركه احساسه بملمس شفايف جواهر الملهب:
يا أبوج أنتي اللي صجتينا بوسة بوسة وماحددتي لي مكان..
وأنا أعرف الرجّال يبوس مرته كذا..
هي موب جدتي عشان أتوقع إنج تبيني أبوسها على راسها..

جواهر كانت في عالم ثاني.. كانت بتموت من الحرج من عيالها، وخصوصا من ولدها..
(الله يوريني فيك يوم ياعبدالله.. كذا تسويني فيني قدام عيالي)

جواهر وجهت كلامها لنوف اللي كانت مشغولة مع المصورات تطلب منهم يمسحون المشهد والصورة اللي قبل شوي: يمه خلاص نروح داخل؟؟

عبدالله مسك ذراعها بقوة مستحوذة /برقة صارخة: أنتظري شوي.. أبي أقول لج شيء..

جواهر حست بلسعة نار من ملمس يده على ذراعها العاري

بعدين وجه كلامه لعياله: عبدالعزيز انطرني برا، وأنتي يا نوف روحي داخل..
أول ماطلعوا عيالهم
جواهر ألتفت على عبدالله بغضب ناري: ممكن أعرف أيش معنى الحركة السخيفة اللي أنت سويتها..؟؟

عبدالله قام من جنبها
وجلس على كرسي لوحده.. ورد عليها ببرود مثلج: مافيه داعي تسوين فيلم.. سوء تفاهم غير مقصود...
المرة الجاية أجيب ماجلان او غارمن متخصص بتحديد مواقع القبلات وفق للأفكار النسائية..
وانا أيش عرفني بخرابيطكم؟؟..
ولا تخافين على الشرف الغالي.. محفوظ....... أنتي عندي مثلج مثل الكرسي اللي أنتي قاعدة عليه..

جواهر بغضب: إحنا موب اتفقنا على عدم التجريح..

عبدالله بهدوء مثلج: عشان نحط النقاط على الحروف
أنا ما أضمن لج إنه موقف مثل هذا أو غيره ما يتكرر عشان أبين لعيالنا إنه حياتنا حياة أزواج عادية.. مو كل مايصير شي بتسوين لي فيلم..

جواهر بقرف: وهذا اللي انت جلستني عشان تقوله..

عبدالله ببرود: لا

جواهر ببرود أكبر: وطيب؟؟

عبدالله بنفس اللهجة الباردة: لبس مثل اللي أنتي لابسته ما تلبسينه مرة ثانية قدام الناس.. يعني ماباقي شيء ما طلعتيه.. باقي تتفسخين..

جواهر اللي ولع وجهها من الاحراج، لكنها ردت ببرود: هذي غيرة.. أو مجرد فرض سيطرة..

عبدالله ببرود: اعتبريه مثل ما تبغين.. المهم تنفذين..

عبدالله وهو بيطلع... فوجئ بنوف وهي داخلة عليهم ساحبة المصورة الفوتوغرافية: يبه.. يمه.. باقي صورة وأنتو واقفين جنب بعض..

جواهر طفشت خلاص.. وتبي تخلص من عبدالله.. لكن عبدالله اللي كان مستمتع بإحراجها، قال: حاضرين

وجذب جواهر بقوة حانية من خصرها ناحيته.. لصقها فيه ويده على خصرها..

كان طولها مع الكعب يتجاوز كتفه بسنتمتر واحد بس..
جواهر حست بيده على خصرها مثل نار تحرقها..

ماصدقت تخلص الصور عشان تدخل لداخل..
وعبدالله يطلع لولده اللي ينطره في الحوش..


************


أول مادخلت جواهر
البنات كلهم نطوا..
عشان يشوفون طقمها ودبلتها والساعة اللي كانت مفاجأة لهم.. وسط صيحات الإعجاب والانبهار والاستحسان

بعدها جواهر جلست.. نجلاء نطت تجلس جنبها وهي تهمس في أذنها: والله مذوق أبو الشباب... إلا شأخباره؟؟

جواهر بغضب مكتوم وصوت واطي: الله يأخذه ابو الشباب.. قولي أمين..

نجلاء باستنكار : لا حرام عليج.. خلاص صار ريلج مايصير تدعين عليه..

جواهر بحقد: قهرني واحرجني بشكل ما تتخيلنه..

نجلاء بمودة: لا تلومينه.. من يشوف هالزين ومايخبط المخ عنده...

جواهر بصوت واطي: لا من هالناحية لا تهتمين، كان ثلاجة فريزر.. وأنا عنده مثل الكرسي على حد قوله..

نجلاء بعيارة: لا تصدقينه يخرط عليج..
وبعدين شنو هالرجّال يا جيجي.. إحنا قعدنا نطالعه من الدريشة.. صراحة ما أقدر أقول شيء غير مسكت.. مســــــــــــــــــكــــ ـــــــــت.. والله حتى مسكت شوي عليه.. هذا القاموس كله ما يكفي لوصفه..

جواهر بعيارة: أنتي جاسم مارجع؟؟

نجلاء بحب: بلى فديت روحه رجع..

جواهر وهي حابة تفرفش وتنسى الهم شوي: زين هذاك اليوم في البنك عديتها لج... عشان جاسم موب موجود.. اليوم حدج ما تقربين صوب عبودي الله يأخذه ويرحيني منه..

نجلاء وهي تضحك: على قولت بنت خالج موزة يوم شافته: إن الله جميل يحب الجمال.. وعبدالله يا أختي شيء فوق الجمال بمراحل وايد..

جواهر تضحك: موزة عطته عين.. خلاص راح الدكتور فيها..

موزة اللي نطت جنبهم: سامعة اسمي... الله لا يبيح منكم... لو كنتو جبتو سيرتي بشيء ..
إلا تعالي جيجي.. هالرجّال من وين جبتيه؟؟..
أنا خلاص راحت علي.. أخليهم يسوون لبناتي 2 مثله.. خلي بناتي يعيشون..
وبعدين ميلت على أذن جواهر وقالت شيء..

جواهر ولع وجهها منها: أنتي من يوم خذتي غانم وأنتي مضيعة السنع... قومي... قومي من جنبي..

موزة تضحك: عدال.. زين دواج عندي..
ورجعت تميل على أذن جواهر..
وقتها جواهر عصبت.. و قبصتها في ذراعها..

موزة ماسكة ذراعها وتضحك: ول قبصتها والقبر.. بس والله ما خليها لج.. إذا ما استلمتج.. ما أكون بنت أبوي


*************


الساعة 3 الصبح

سعود داخل بيتهم الهم ماليه..
ماكان يبي يرجع.. هو عارف إن دانة طلعت من اليوم المستشفى.. وأكيد راحت بيت أبوها..

لولا المطر اللي جاء ودخل عليهم في الخيمة، ماكان رجع..
الدوحة بكبرها حاس بضيقه ذابحته منها..

فتح الباب بدون اهتمام..
أول شيء صدمه الريحة اللي هبت عليه أول مافتح الباب..

كانت ريحه بخور مختلطة مع زيوت عطرية..ريحة عذبة ونفاذة..

استغرب من اللي بيبخر غرفته.. وعقب عصب مين اللي تجرأ ودخل غرفته وبخرها بدون ما يستأذنه..

ولع النور اللي كان مطفي..ودخل

وهو داخل حس إن الغرفة فيها تغيير كبير..
كوشيات ملونة مرمية على الكنبات.. صحن كرستال فيه ورد مجفف على الطاولة.. مفارش حرير وشنتون هندي على التلفزيون والطاولات..

والأهم الأهم الأهم
الأهـــــــــــــــــــــ م

المخلوق اللي نايم على الكنبة..

حس سعود إن قلبه بيوقف..
وفعلا رجوله ماكانت قادرة تشيله.. فجلس على الكرسي المقابل للكنبة وهو يطالع في دانة اللي كانت مستغرقة في نوم عميق.. ومتغطية موب باين منها إلا وجهها..

جلس سعود وقت طويل..
زمن طويل ما ينحسب بالدقايق أو الساعات..زمن مسروق من عمر الفرحة اللي هزته بعمق..
كان متخيل أي شيء أي شيء.. إلا أنه يلاقيها قدامه..

"لا وأنا اللي ما كنت أبي ارجع"

جلس يتأمل وجهها يبي يشبع منه.. بس كان كل ما يطالع فيها أكثر.. كل ما يحس إن شوقه لها أكبر واكبر..

أخر شيء قرر يسحب نفسه ويقوم.. عشان يأخذ شاور ويبدل ملابسه..

دخل غرفته وكانت صدمته أكبر.. وأكبر..

المفرش الراقي المفروش على السرير مع العديد من المخدات بمختلف الأحجام..

الأغراض المرتبة على التسريحة.. عطورها ومكياجها على جنب، وتركت عطوره على جنب صغير جدا بعد ما تعبت التسريحة بعلب لا حصر لها ..

وأهم شيء على التسريحة: صورة لها في برواز..
حس قلبه بيوقف وهو يطالع الصورة
كانت صورتها في مناسبة بفستان سهرة.. حس في قلبه بعذاب صارخ لمنظرها اللي هزه بعنف..

كان سعود مستمتع وهو يسكتشف أغراضها اللي أعطت للغرفة زخم أنثوي حميم..

راح للدولاب عشان يطلع فوطته وملابسه.. فوجئ بملابسها تحتل الدولاب..
عصب: "وملابسي وينها؟؟"

فتح الناحية الثانية من الدولاب.. لقى ملابسه الداخلية مصفطة ومرتبة بتنظيم شديد ، وثيابه وغتره وبدله العسكرية معلقة بنظام..

حس سعود بألم عميق في قلبه مايعرف له سبب...
ورجع يفتح الدولاب اللي فيه ملابسها..
يتلمسها بحنان وهو ومايعرف سبب الحزن الغريب اللي غزا قلبه..

حط بيجامته على السرير.. وخذ فوطته ودخل الحمام.. اعتقد إنه يدخل حمام غير حمامه..

طقم الحمام الراقي بذوق أنثوي بأكسسوراته الكثيرة على المغسله... وفوطه، وسجاجيده الصغيرة المفروشة على أرض الحمام..وسلة الغسيل.. وسلة المهملات..

بقرب المغطس الكثير من علب الشامبو والكريمات والجل والغسول ..أشياء عمره ماشافها ولا اهتم فيها..

سعود في داخله تساؤل محموم ومؤلم: بما إنه جابت أغراضها كلها.. ونثرتها بهذه الطريقة في كل الغرفة، هل معنى هذا إنها قررت إنها تقعد معي؟؟

الأمل في قلب سعود كان كبير.. لكنه ماحب إنه يخلي هذا الأمل مفتوح.. لأنه يعرف عناد دانة، ومايعرف شاللي ممكن يدور في رأسها..


*****************


قبل ذلك
حوالي الساعة 12
في بيت جواهر..

أم فهد استاذنت.. وموزة عشان عيالها.. ونجلاء عشان حمودي..
وشمسة والعنود اتصلوا فيهم فهد وطلال وكانوا يطلعون..
وحصة ونورة بعد ماشافوا الكل بيروح.. قرروا يستاذنون..

جواهر متوترة لأقصى حد..

نوف اتصلت في أبوها: يالله باباتي.. نمشي؟؟؟ الكل راح..

جواهر من سمعتها تكلم أبوها قلبها وقف..
طلعت تغير ملابسها.. قبل يجي عبدالعزيز.. لبست تايور أخضر لونه مناسب لتسريحتها ومكياجها..

كانت تبي عبدالعزيز يشوفها متأنقة ومتألقة.. عشان يحس إنها مبسوطة.. وما يحاتيها..

نزلت جواهر عبايتها على يدها.. كان عبدالله وعياله وأخوها قاعدين تحت ينطرونها.. نوف صارت لابسة عبايتها..

كانت تنزل بثقة رغم إن داخلها يذوب توتر واضطراب ماتعرف أشلون تسيطر عليه..

غصبا عنها كان نظرها وهي تنزل مركز على عبدالله اللي كان يطالعها ببرود..
أول ما وصلت نط عبدالعزيز يحضنها.. ويبارك لها..

كان نفسها تبكي في حضن عبدالعزيز.. لكنها مستحيل تسويها قدام عبدالله..

عبدالعزيز يوجه كلامه لعبدالله بتاثر: عبدالله تكفى.. وصاتك أم عبدالعزيز..

عبدالله بمودة وثقة: في عيوني يا بو منصور..

نوف لأخوها: عزوز قوم جيب شنطة أمي من فوق..

سيارة عبدالله البنتلي واقفة في الحوش قدام باب البيت على طول..

جواهر لبست عبايتها ورجعت تحضن عبدالعزيز.. وقتها ما قدرت خلاص..
بكت وبعنف : حبيبي فديتك لا تنسى تتسحر الأيام اللي تصوم فيها.. ولا تاكل حبوب بنادول وايد.. ولازم أشوفك كل يوم..

عبدالله اللي تأثر بشكل كبير.. طلع عشان يخليهم على راحتهم.. وراح لسيارته وشغلها ينتظرهم..

بعد دقايق طلعت جواهر وعيالها..

نوف فتحت الباب اللي ورا وركبت.. وعبدالعزيز جاء بيركب جنبها.. بس أمه مسكته من يده : يمه مايصير أنت الرجّال تركب ورا.. اركب جنب ابوك..

عبدالعزيز بحب: أنتي اليوم عرسان مايصير نخرب عليكم..

بس جواهر أصرت وركبت ورا.. ركبوا كلهم.. وعبدالله حرك سيارته..

في الوقت اللي كان عبدالعزيز الكبير.. يطالعهم مع الدريشة
وحزن كبير وعميق يغتال مشاعره
هذه الليلة
رجلان.. حياتهما كانت جافة دون وجود لمسة أنثوية.. يغتالهما الوجود الأنثوي فجأة.. وبكل الزخم..
أحدهما يذوب شوقا حقيقيا ..
والأخر يتجمد برودا مصطنعا ..



عائلة عبدالله بعضوها الجديد تصل لبيت عبدالله..

نوف أول مادخلت: واي مامي تعبانة موووووت... أبي أروح أنام.. عشان أصحا الصبح أدرس شوي..

قالتها نوف وهي تطلع الدرج فعلا..

عبدالعزيز وأبوه دخلو وراهم.. وعبدالله شايل شنطة جواهر..

عبدالعزيز أستأذن بعد ماحضن أمه بقوة.. وحبها على راسها وكتفها ويدها: أنا بعد ميت تعب.. أبي أنام.. وخل العرسان يأخذون راحتهم..

جواهر ظلت واقفة متوترة بعبايتها ونقابها..
عبدالله واقف قريب منها والشنطة بجنبه..

تناول الشنطة، وقال لها ببرود: جواهر إحنا صرنا في البيت..

جواهر بحرج خلعت نقابها.. ونزلت شيلتها على كتفها.. وقالت بحرج: عفوا عبدالله على السؤال.. بس أنا وين غرفتي..؟؟

عبدالله بنظرة ساخرة: وين بتكون يعني؟؟ اتبعيني..

عبدالله طلع الدرج وهو يشيل بخفة شنطة جواهر الضخمة..وجواهر وراه..

وصلها عبدالله لغرفته الشاسعة اللي عبارة عن 3 غرف مفتوحة على بعضها.. غرفة نوم.. وجلستين مختلفة

وحدة منهم فيها تلفزيون بشاشة سينمائية
والثانية فيها طاولة كمبيوتر كلها زجاج..عليها كمبيوتر موديل حديث جدا بشاشته البلازمية الضخمة..
حمام ضخم يفتح على صالة التلفزيون.. وغرفة تبديل ملابس واسعة..

جواهر عرفت بنفسها إنه هذي غرفة عبدالله قبل ماهو يقول..

حست إحساس الترجيع يرجع لها وبعنف..
هالمرة خلاص ماقدرت..
لأنها كانت شربت عصير تحت إلحاح نجلاء قبل حوالي ساعة..

يدها على فمها: وين الحمام؟؟

عبدالله وهو مستغرب أشر لها عليه: ركض للحمام وترجيع على طول..

عبدالله المصدوم واقف على باب الحمام المفتوح يسرق عينه المصدومة لها.. وهو يسمع صوتها تكح وترجع.. بيده كأس ماي وفوطة..

طلعت جواهر تناولتها منه بخجل..
وفي عيونه نظرة لوم وحزن..
عبدالله بحزن: لو سمحتي جواهر... اتبعيني..

عبدالله راح وجلس على الكنبة..جواهر جات وجلست مقابله..

عبدالله بحزن عميق حاول يدفنه تحت بروده المعتاد بس ما قدر: جواهر أعتقد إني ومن قبل زواجنا.. بينت لج إني ما ابي منج أي شي من اللي ممكن يدور في بالج..
والله ما أبي شي.. أرجوج جواهر لا تحسسيني إنج قرفانة مني لهالدرجة..
مهما كان أنا أبو عيالج... خلينا نتعامل مع بعض باحترام عشان عيالنا..

جواهر ردت بنبرة محايدة: أحاول.. هذي 17 سنة يا عبدالله كان حقدي عليك فيها يتزايد ويتزايد لحد ماخنق روحي.. لا تتوقع إني ممكن اتقبلك ببساطة..

عبدالله بذات النبرة المحايدة: أنا ماطلبت منج تتقبليني أو تحبيني.. بس احترميني على الأقل.. أنا الحين زوجج وقبلها أبو عيالج

جواهر بذات النبرة: قلت لك عبدالله أحاول والله أحاول..

وبعدها كملت جواهر بصوت واطي: ممكن أخذ شاور الحين لو سمحت لي..

عبدالله بهدوء غريب: تفضلي..


****************


سعود طلع من الحمام..

لبس ملابسه..
صلى ركعتين..

وعقب..راح وجلس على الكرسي المقابل لدانة..

كان يبي يطالعها وبس..
يبي يملا عينه منها.. يبي يعبي روحه من ملامحها..

عمر سعود ما تخيل إنه ممكن يحب.. ويحب بهذا العنف الموجع..
كان بيموت يبي يقرب منها .. يلمس خدها.. يمسك يدها.. يستنشق عبير شعرها..
أي شي ممكن يبرد شوي من نار الشوق المستعرة في أحشاءه..

لكنه أكتفى بالجلوس صامت مكتفي بمتعة مراقبتها


****************


جواهر طلعت من الحمام..
ملتفة بروبها وفوطتها.. وهي تشعر بحرج شديد من عبدالله..

لكنها طلعت فوجئت إنه غير موجود في الغرفة..

جواهر بدلت ولبست بيجامة حرير مشجرة بخطوط جلد النمر.. لبست فوقها ثوب الصلاة..

وصلت التهجد.. وهي تدعي ربها بكل صدق.. إنها تتقبل وجود عبدالله في حياتها عشان عيالها..

خلصت جواهر الصلاة.. وعبدالله بعده مختفي..

باقي على أذان الفجر حوالي نصف ساعة.. قضتها جواهر في قراءة القرآن..
لما أذن الفجر راحت تصحي عيالها للصلاة..

عبدالعزيز راح للمسجد.. ورجع.. وعبدالله بعده مارجع..

جواهر كانت تبي تسأل عبدالعزيز لوكان أبوه معاه في الصلاة.. لأنها عرفت من عبدالعزيز قبل.. إن عبدالله مايفوت أي صلاة في المسجد وخصوصا صلاة الصبح..

بس حست اولا إن السؤال ماله داعي(إن شاء الله مارجع.. أنا وش يهمني؟؟)

ثانيا: ماحبت تقلق عزوز على أبوه..

رجعت جواهر لغرفتها.. تمددت على السرير.. لكن غصبا عنها ماجاها نوم.. وهي مو عارفة عبدالله وين راح..

حست إن الذنب ذنبها.. وكانت تبي تتصل فيه تسأل عن مكانه.. وكانت على وشك إنها تسويها لما سمعت باب الغرفة الرئيسي ينفتح.. (حمدت ربها إنها ماسوتها)

جواهر سوت حالها نامت.. لكنها عقب خطر ببالها شيء خرعها.. (أنا جيت ونمت على السرير.. وما سألت عبدالله وين يبي ينام، ياربي..خلاص الحين ما ينفع.. انا سويت حالي نايمة)

عبدالله اللي قضى الساعات اللي طافت على الكورنيش في هذا البرد.. وصلى في مسجد هناك..
ودار في الشوارع شوي بسيارته..
يحاول يبعد عن تفكيره منظر جواهر وهي ترجع من قرفها منه.. المنظر اللي هزه وجرحه لأبعد حد..

عبدالله دخل وخذ له شاور.. لبس بيجامته.. جا بينام.. لقى جواهر نايمة ومعطيته ظهرها.. جا بيرجع
(بأنام على الكنبة، أخاف تصحا تلقاني جنبها ترجع علي........ وإلا ليش انام عالكنبة.. باظل عمري كله أنام على الكنبة.. بكيفها...... مصيرها غصبا عنها تتعود علي وعلى وجودي)

جواهر اللي حست بحركة على الطرف الأخر من السرير.. حست بتوتر قاتل وخوف غريب.. لكن رغبة الترجيع كانت اختفت بالمرة

(ياربي أشلون أنام الحين.. وهذا قريب مني كذا.. ؟؟

السرير كبير وايد.. نامي يا جواهر أنتي موب مراهقة وهو موب شاب متهور.. عشان تخافين من نومتج معاه بسرير واحد..)

الأثنين قضوا وقت طويل وهم صاحين
كل واحد منهم يعبث به توتره ويأسه.. لكن في الأخير ناموا وإحساس التعب يغلق الأعين الساهرة..


****************


دانة صحت قبل أذان الفجر بشوي.. كانت تبي تروح للحمام..

فتحت عيونها فوجئت إن النور مولع رغم إنها طفته امس..
وفوجئت اكثر بل انصدمت: لما شافت سعود نايم وهو جالس على الكرسي قبالها..

(هذا شاللي نيمه هنا؟؟)

كانت تبي تصحيه ينام داخل.. بس استحت..
تركته نايم ودخلت الحمام...

وهي في الحمام سمعت صوت الآذان.. توضت وطلعت برا وهي تنشف وجهها ويديها بالفوطة..

نزلت الفوطة عن وجهها عشان تتفاجأ اكثر بسعود واقف مقابلها يراقبها بتمعن غريب..

استحت دانة غصبا عنها من نظراته.. (وش فيه هذا يخزني كذا؟)

دانة تجاوزته تبي تروح لسجادتها في الصالة..

وقفها صوته العميق وهو يقول :دانة..

دانة بتردد وهي معطيته جنبها: نعم..

سعود بلهجة محايدة: أشلونش الحين..؟؟

دانة: الحمدلله احسن..

لما شافته سكت.. كملت طريقها لسجادتها..

في الوقت اللي سعود تنهد.. ودخل الحمام وهو يقول لنفسه (غبي وبتقعد طول عمرك غبي.. ولا تعرف تتصرف)

توضأ وطلع وهي بعدها تصلي.. لبس ملابسه وراح للصلاة..


**********


دانة ماحبت تواجه سعود وتأجل المواجهه لوقت ثاني.. فقررت إنها تخلص صلاتها وتمدد على كنبتها وتتغطى قبل يجي سعود..

دانة نفذت قراراها بسرعة..

سعود اللي رجع من الصلاة بسرعة.. تفاجأ بدانة متغطية موب باين منها شيء.. لأنها خلت وجهها هو الي ناحية الكنبة

سعود حس بخيبة أمل كبيرة.. (مهيب طايقة تطل في وجهي أو حتى تتكلم معي.......

من زين علومك تتكلم معك.. مابعد نشف الحبر اللي انكتب فيه عقد زواجكم.. كنت معطيها ذاك الكف المحترم..

ويعني الكلام اللي هي قالته ذاك اليوم كلام ينقال يعني..؟؟

ليه حتى تعبيرها عن الرفض مرفوض.. بعد ما غصبوها عليك..؟؟)

سعود المحتار والمتردد والجاهل في طريقة التعامل مع الجنس الآخر.. كان يتمنى يعبر عن مشاعره لدانة..
يحاول يجذبها لناحيته.. ويصفي قلبها المليان حقد عليه.. بس مشكلته..

مـــــــــــــا يـــــــــــــــــعــــــ ـــــــرف..


***************


الساعة 9 صباحا
غرفة عبدالله

عبدالله صحا من النوم رغم إنه يمكن مانام إلا ساعتين..
بس هو أصلا متعود على قلة النوم والقيام بدري..

صحا من النوم وهو خالي الذهن ناسي الضيف الجديد اللي نايم جنبه..

فتح عيونه وكان وجهه ناحية الكوميدينو... تناول الساعة اللي جنبه يشوف الوقت..

جلس ومدد يديه.. وتلفت ..

تفاجأ بالملاك اللي نايم جنبه ووجهه ناحيته..

أمس اللي كان أول مرة يشوفها.. شافها بالمكياج الكامل.. والشعر المرفوع..

لكن اليوم وجهها خالي تماما من أي مساحيق.. وشعرها الحريري مطلق العنان يعانق وجهها.. الغطاء لخصرها وبيجامتها النمرية تعكس ذوقها الرفيع بتناسقها مع لون بشرتها الصافية..

حاول عبدالله يصد ويفر وجهه
بس ماقدر وغصبا عنه لقى نظراته سجينة ملامحها..

عبدالله رجع يتمدد وهو مسند راسه على كفه..وجهه ناحيتها..
اليوم حس جمالها أكثر من مبهر.. أكثر من موجع ..

(شنو هالأنثى؟؟
معقولة فيه حد بهالجمال.. الفتنة.. البراءة.. والأثارة في نفس الوقت؟

حتى ولو عبدالله.. حتى ولو.. جواهر مو لك.. وانت وهي اللي أتخذتم هذا القرار..

بس إحنا ما أتفقنا إن النظر ممنوع..
مين يقدر يشوف هالجمال نايم جنبه.. ومايطالع.. ارحم نفسك شوي يا بو عبدالعزيز.. مهما كان انت رجّال..)

عيون عبدالله تطوف بملامح جواهر وتمسح ملامحها بدقة متناهية..

وهو غارق في أفكاره اللي تبدأ من جواهر وتنتهي بها..
تذكر منظرها أمس وهي ترجع.. حس جرحه يتجدد.. ووجهه يلف للناحية الثانية..

بعدها عبدالله قام من سريره للحمام.. يأخذ شاوره الصباحي.. رغم ان الشاور اللي قبله ماكمل 3 ساعات..

جواهر صحت بعد دقايق.. عبدالله مو موجود.. لمست مكانه.. (بعده دافئ يعني توه صحا.. أكيد في الحمام).. حمدت ربها أنهم ماصحوا مع بعضهم..

توجهت للصالة وفتحت التلفزيون على أخبار الـbbc تنطر عبدالله يطلع.. عشان تدخل الحمام هي ..

بعد دقايق عبدالله طلع بطوله الفارع وفوطته ملفوفة على خصره وقطرات الماي تنزل من شعره المبلول لتلمع على عضلات صدره وزنوده النافرة..

شاف جواهر جالسة.. قبل مايبدر من جواهر أي تصرف.. عبدالله رجع مرة ثانية للحمام.. وطلع هو لابس روب.. وينشف شعره بالفوطة..

جاء يمشي ناحية جواهر ومنظرها وهي جالسة بيجامتها وشعرها المسترسل على أكتافها.. وبشرتها الخرافية.. شيء أشبه مايكون بالعذاب الموجع لأقصى حد

جاء وجلس على الكرسي الثاني و قال بابتسامة: عشان تعرفين أني مؤدب..... : الروب هذا أول مرة ألبسه..

ابتسامته عذبة.. وحلوة..وأسنانه رائعة

أول مرة تشوف جواهر ابتسامته .. اول مرة من يوم عرفته من 18 سنة.. تذكرت تعليقها وهي نجلاء على الموضوع
فضحكت.. غصبا عنها..

عبدالله سمع ضحكتها..
حس قلبه طاح في رجوله.. وكأنه أصيب بما يشبه الحمى.. وإن حرارته على وشك إنها تتجاوز الـ45...

جواهر بابتسامة وهي تقوم: طيب يا مؤدب.. أنت خلصت شاورك.. خليني أنا بعد أخلص..

عبدالله ماقدر يرد عليها.. حس أعصابه فالته منه..

وجواهر تجاوزته.. ودخلت الحمام.. وهو لما تاكد إنها دخلت.. جلس يهف على روحه من الحرارة اللي هو حاسس إن جسمه ولع منها..
أم فهد قاعدة في صالتها عند دلالها تتقهوى..
وعندها موزة اللي بناتها ناموا قبل يجي أبوهم البارح.. فخلاهم اليوم على أساس يجيهم الصبح إذا صحو..

أول حد صحا حصة اللي نزلت ووراها نورة..
الثنتين سلموا على أمهم..

وقعدوا
موزة بعيارة: واختكم الكبيرة مالها سلام..

نورة بعيارة: والله أختنا الكبيرة قارفتنا في عيشتنا.. تقعد عندنا اكثر ما تقعد في بيتها.. زين غانم صابر عليج للحين.. وماقال خلاص اقعدي في بيت هلج مرة وحدة..

موزة وهي تضحك: زين خل نشوفج لا عرستي.. لا أجي وألاقيج عند أمي.. طردتج برا البيت..

نورة بعيارتها: ومن قال أصلا بأطل في وجهج أنتي وإلا أمج مع احترامي البالغ للسيدة الفاضلة أم فهد.. ما ابي حد غير عزوزي.. عزوزي وبس..

أم فهد مدت عصاها وخبطت نورة على رجلها: أنتي يا بنت ما تعرفين السحا.. قومي انقلعي فوق.. ما أبي أشوف وجهج..

في الوقت اللي موزة انفجرت تضحك..
وحصة تبتسم بخجل
نورة قامت ونطت جنب أمها تبوس رأسها: أفا يا أم فهودي أفا.. كذا تشمتين مرت غوينم فيني أنا بنتج حبيبتج.. خل الضرب والمضارب إذا راحوا العوازل لبيتهم.. كفخيني على كيف كيفج حلالج..

أم فهد صدت عن نورة اللي أصلا ما تقدر تزعل عليها: موزة يا أمج.. حتى لو رحتي لبيتج.. نبي نروح العصر لجواهر في بيت رجلها نسلم عليها..

نورة وحصة مع بعض: يمه وإحنا بعد نبي نروح بس أنتو يعني اللي تبون تسلمون على جواهر..

أم فهد بعصبية: نعنبو أصبروا على رزقكم.. زين بتروحون راحت روح العدو...

موزة تميل على أذن نورة بصوت واطي: شفتي رجل جواهر البارح؟؟

نورة بعيارة: صراحة شيء خارق للعادة.. كنه شيء موب حقيقي أو بطل في التلفزيون مسوين له خدع سينمائية ومكياج عشان يطلع بذا الشكل
لانه مستحيل رجّال حلو بهالطريقة.. والله حتى اللي في التلفزيون عمري ماشفت حد منهم مثله..

موزة بخبث: على طاري رجل جواهر..ذكريتني بجواهر.. لها دين في رقبتي..

موزة طلعت موبايلها وكتبت مسج وبعثته لجواهر..

جواهر وقتها كانت في الحمام
عبدالله خلص لبس وكان بيطلع يشوف عياله.. رن موبايله على التسريحة رنة مسج..

فتحه بسرعه.. تفاجأ إن المسج من وحدة اسمها موزة ولجواهر.. والكلام اللي فيه كلام ماينقال..
عبدالله غصبا عنه ابتسم واستغرب.. (المسج هذا أشلون وصلني..؟؟)

تفاجأ اكثر لما اكتشف إن الموبايل اللي في يده موب له.. وموبايله بعده على الكوميدينو جنب السرير..

كان موبايله وموبايل جواهر نفس النوع واللون بالضبط..

عبدالله رجع يقرأ المسج.. ابتسم أكثر.. ورجع الموبايل لمكانه..


*************


عبدالله اللي راح ولقى عياله نايمين رايحين في النوم..
نزل تحت وطلب من العمال يغسلون سيارته وينشفونها بسرعة عشان هو يبي يطلع..

لف في الحديقة شوي عشان يشوف أشلون ترتيب العمال واهتمامهم فيها..

وبعد نص ساعة رجع كانت جواهر خلصت لبس.. وتبي تروح تشوف عيالها..

كانت لابسة تايور احمر سادة بنطلون رسمي واسع شوي.. وجاكيت ماسك طويل بدون أكمام أزراه صغيرة ومتراصة تتسكر من الجنب..
تحته بدي ماسك كم طويل هاي نك مشجر باللونين الأبيض والأحمر..وصندل ابيض كعب عالي..
مشطت شعرها.. وحطت روج أحمر بس..
وماكانت محتاجة أصلا لشيء أكثر من هذا

كانت جالسة على التسريحة ووقفت لماشافت عبدالله دخل..

وعبدالله حس قلبه بيوقف لما شافها وقفت..

كل مرة يشوفها يعتقد إنها أحلى من المرة اللي قبلها..
وكل مرة يحس إن شكلها وطلتها وابتسامتها.. مصادر عذاب وتعذيب غير محتمل..
وكله ولا ضحكتها.. كل شيء كوم وضحكتها اللي يوم كوم..

عبدالله تجاوزها .. وحاول يبين إنه مشغول باخذ شيء من الدولاب..

جواهر جات بتطلع، سألها عبدالله كأنه غير مهتم: وين بتروحين؟؟

جواهر بهدوء: باروح أشوف العيال..

عبدالله بهدوء: نايمين توني جيت منهم..

جواهر بخيبة أمل: كنت أبي اشوف لو صاحين جلست معهم..

عبدالله بنبرة عتب خفيفة: وأنا ما أستحق إنج تجلسين معي

جواهر بحرج خفيف: ما قصدت.. بس

عبدالله قاطعها بحماس خفيف: تجين نطلع أريقج في أي فندق تبينه..؟؟

جواهر استحت.. واصلا ماكانت تبي تطلع معه: مافيه داعي عبدالله..

عبدالله يحس إن اسمه من بين شفايفها يكون له طعم وجرس غير: والله جواهر أن قعدتي حلوة.. بشهادة الكل.. مافيه داعي تخلين حساسيتج ناحيتي تحضر كل وقت..
على الأقل خلينا أصحاب..ألبسي عباتج خلينا نطلع.. العيال نايمين ماراح يصحون قبل الظهر..
وأنا ما تعودت أقعد في البيت هالحزة.. البنك معطيني إجازة أسبوع .. والمؤسسة بأروح لها العصر..

جواهر باستفسار: أنت عندك مؤسسة؟؟

عبدالله بابتسامته اللي بدت جواهر تستظرفها كثير: عندي مؤسسها تحتها عدة شركات، أمشي معاي ونمر على مقرها تشوفينها من برا.. وأقول لج كل شيء وإحنا في الطريق..

جواهر ما حبت تعقدها (الرجّال لطيف جدا ومحترم معي، خلينا نطلع نغير جو) : خلاص عطني دقيقة ألبس عبايتي..

عبدالله بتحذير: عباية مسكرة موب مفتوحة ..

جواهر بابتسامة : أكيد مسكرة...

عبدالله : زين أنا ناطرج في السيارة


****************


عبدالله في سيارته

جواهر نزلت وطلعت لعبدالله اللي واقف برا..
قربت من السيارة وقفت محرجة شوي وين تركب...
عبدالله فتح الدريشة يكلمها: لا تكونين واقفة تشاورين مخج تركبين ورا.. لمعلوماتج أنا رجلج ماني بسواقج..

جواهر انحرجت وركبت معاه قدام..

عبدالله مبتسم: حيالله ام عبدالعزيز.. تو مانورت سيارتنا المتواضعة..

جواهر وهي تبتسم وتتلفت حواليها: سيارتك ممكن ينقال عنها أي شيء إلا أنها متواضعة.. التواضع في صوب وهي في صوب..

عبدالله بثقة ورجولة: والله إنها جاتج..

جواهر بابتسامة: يعني بتخليني أسوقها..

عبدالله يضحك: لا لا لا تضربين تحت الحزام.. أنا بجيب لج سواق من أحسن سواقين المؤسسة.. والبيت مليان خدامات اختاري اللي تبين منهم ترافقج على طول..

جواهر كانت مفكرته يمزح معها في سالفة إنها عطاها السيارة اللي كانت بنتلي فول أوبشنز أخر موديل... لها شهر واحد فقط عند عبدالله
قالت بمرح : خلاص إذن ما أبي سيارتك.. دام بيسوقها سواق.. خله يسوق سيارتي..

عبدالله با بتسامة: انا ما أرجع هديتي.. من بكرة السيارة وسواقها تحت امرك.. وأنا اليوم بأشتري لي سيارة غيرها..

جواهر كحت بحرج: لا عبدالله لو سمحت.. لا تحرجني.. انا مشيت معك في السالفة أحسبها مزح..

عبدالله بثقة: وأنا ما أمزح.. خلاص الموضوع ما يستاهل.. أنا أصلا كنت أبي اجيب لج سيارة..

جواهر بحرج: بس عبدالله سيارتي جديدة، وبعدين مو تعطيني سيارة مثل سيارتك هذي وبذي القيمة..و لو سوا عليها السواق حادث لاقدر الله..؟؟

عبدالله بود: فدوة لراسج..

جواهر (لحول وش ذا البلشة.. الأخ شكله صدق روحه): مشكور.. بس اسمح لي ما أقدر أقبلها..

عبدالله اللي كنه بدأ يعصب.. بس مازال متماسك: جواهر أنا زوجج.. ويوم أهدي لج شيء.. مو من الذوق إنج تقولين اسمح لي ما أقدر أقبلها..

جواهر بحدة: مو كنك زودتها يا عبدالله.. وصدقت نفسك..

عبدالله تنهد وخذ نفس عميق: تدرين خلينا نأجل النقاش في هالموضوع اللي ما أعرف خلاج تعصبين كذا ليه....
أي فندق تبين تروحين؟؟

جواهر اللي كانت محترة منه.. وكان خاطرها تنزل لو أنها ما كانت السيارة تمشي..: كيفك..

عبدالله: نروح الريتز.. قعدتهم حلوة..


*******************


الساعة 10 ونص

الدانة صحت من النوم..

قامت بشويش.. تتسحب تبي تشوف سعود على الجبهة الثانية نايم أو صاحي..

لقته نايم بس بدون مايخرب المفرش.. نايم عليه ومتغطي بفروته.. (وجه الفقر ما تعود ينام في مفارش مثل العالم والناس... حده سليب باق العسكرية)

جات تبي تشغل السخان عشان تتحمم.. بس لقت السخان مشغل..
غصبا عنها ابتسمت.. وكانت بتضحك.. بس كتمت ضحكتها: يا حليله تأدب من المرة اللي فاتت..

دخلت الحمام روبها وفوطتها في الحمام معلقين من أمس..

سعود اللي نومه خفيف جدا.. صحا من لما سمع صوت باب الحمام ينقفل..
بس ماحب يقوم من السرير لحد هي ما تطلع.. حب إنها تأخذ حريتها شوي..

سعود اللي قاعد متمدد وهو خلاص مافيه نوم..(نعنبو.. ساعة تتسبح.. هذي لا تكون ساحت في الحمام)

دانة طلعت بشويش.. وقفلت باب الحمام بشويش.. وفتحت باب الدولاب بشويش.. وطلعت ملابسها بشويش..

وسعود بيموت من الضحك على شكلها وهي تتسحب عشان ما تصحيه.. وهي مو منتبهة له..

رجعت للحمام ولبست هناك.. تنورة غجرية ستايل وبلوزة بدي ماسك لونهم خليط من البني والذهبي..
جات للتسريحة تبي تمشط شعرها المبلول.. طلعت مكواة السيراميك عشان مالها صوت.. جلست تحط ميكب خفيف تنطر المكواة تسخن..
وبدت تستشور شعرها اللي أصلا كان أقرب للنعومة فخلصت بسرعة.. وسعود مستمتع بمراقبتها وهي مو منتبهة له..

كانت تقريبا خلصت لما سمعت صوت الآذان.. (الآذان أذن والأخ بعده نايم.. خلني أصحيه)

قربت بشويش منه : سعود سعود.. الأذان أذن...

سعود كان بيموت وهو يسمع اسمه منها بهالعذوبة.. فمارد عليها مسوي روحه رايح في النوم..

قربت زيادة وهي تقول: سعود سعود.. أصحا الله يهداك.. الأذان أذن.. الحق الصلاة..

مارد عليها..

دانة وهي تضحك: شكلي لقيت واحد نومه اثقل من نومي..

سعود عجبته الفكرة..في نفسه: (ليش لا.. نومي ثقيل.. خليه ثقيل..)

دانة قربت من سعود: وهزت كتفه بشويش: سعود.. سعود..

سعود اللي قال لروحه: أنا نومي ثقيل.. وهل على النائم حرج..؟؟

مسك يد دانة اللي كانت تهز فيها كتفه.. وسحب دانة من يدها جنبه..


***************


عبدالله وجواهر راجعين..
بعد ما تريقوا في الريتز..
كان بينهم حديث منسجم..

جواهر غصبا عنها.. لقت نفسها مستمتعة جدا بجلسته..
حست نفسها أميرة وهي معه..
يفرض هيبته واحترامه على الكل..
حضوره يفرض نفسه في المكان مثل ماشافت بنفسها من اهتمام الكل فيه..

عنده كاريزما غير طبيعية.. والعين ما تشبع من تكرار النظر له وهو يتكلم..
ألتواء شفايفه وقوة فكه وهو يتكلم شيء أكثر من ساحر..
متحدث لبق جدا لما يكون رايق..
ثقافته واسعة..
تكلموا في أشياء وايد.. في السياسة والاقتصاد..والسياحة والشأن الداخلي..
وفي كل موضوع كان يتكلم بثقة العارف..
غصبا عنها غصبا عنها: بهرها بشخصيته .. اللي كانت اول مرة تتعرف عليها عن هذا القرب..
جواهر لنفسها ( جواهر عادي انعجبي فيه كشخصية.. بس أحفظي حدودج معه كرجل وزوج)

عبدالله على الجانب الأخر..
كان يقول لنفسها: ( مو لسان حية على طول.. يا حلوها وحلو كلامها وهي مروقة...)

أول مرة يحس إنه فيه أنثى ممكن تكون ند له.. ثقافتها حضورها.. لباقتها..
عجبها كثير فلسفتها للاشياء..

بهرها نبره صوتها.. وطريقة كلامها.. وصياغتها لجملها وهي تخوض في كل نقاش بهدوء غريب ناضج..

وصلوا للبيت بدون مايحسون وهم مستمرين في حوارهم ونقاشاتهم..

عبدالله يوقف سيارته عند الباب: تفضلي يا أم عبدالعزيز.. وصلنا بحمد الله ورعايته.. أنا عارف أنه أنتي ماصدقتي نوصل.. تبين تفتكين مني ومن غثاي..

جواهر سكتت.. ماحبت تبين له إنه قدر يتجاوز وبكل سهولة كثير من الحواجز اللي هي كانت حاطتها بينهم..

عبدالله اللي حس بنوع من الحزن لصمتها لأنه اعتقده يؤكد جملته
قال بهدوء: خل ننزل نصحي العيال لو مابعد صحوا.. الظهر أذن..

دخلوا داخل..
عشان يتفاجأون أكبر مفاجأة بالشخص اللي كان قاعد ينتظرهم..



بعد الغياب/الجزء السادس والأربعين

#أنفاس_قطر#


صوت مرح: مشكلة الشيبان إذا عرسوا.. أنا قايلة لنفسي عرسان خلهم ينامون.. عشان كذا ماجيت إلا الظهر..
لقيت العرسان برا..

جواهر شافت وجه عبدالله يشرق إشراقة مذهلة..
وهو يشوف المره اللي كانت تنتظرهم.. ووقفت لما دخلوا: هلا والله وألف مرحبا.. نعنبو دارج 3 أسابيع برا الدوحة.. نسيتي ولد أختج وعياله.. (عبدالله بنبرة فرح غامر)

كانت المره اللي تنتطرهم فاسخة عبايتها ولابسة تايور بيج رسمي.. باين إنها في الأربعينات.. وملامحها ودودة جدا وحنونة..

قرب منها عبدالله وحضنها حضن عميق جدا.. والمره تصيح بمرح: كسرت رقبتي وأنا أطالع فوق يالزرافة..

عبدالله يأشر لجواهر بمرح: تعالي تعالي.. أعرفج على أسوأ دكتورة أعصاب في الشرق الأوسط..

جواهر اللي كانت خلعت نقابها ونزلت شيلتها على أكتافها، كانت عرفت إن المره هي عائشة خالة عبدالله..

قربت جواهر بابتسامة ودودة.. سلموا على بعض بحرارة..

عائشة وهي تطالع جواهر بتمعن وإعجاب
ألتفتت على ولد أختها وقالت له بعيارة: إيه ما ألومك مقاطع جنس الحريم هالسنين كلها..
اللي يشوف زوجتك يحس كل الحريم جنبها تماسيح وأنا أولهم وأكبر تمساح..

جواهر ابتسمت بخجل.. وعبدالله يقرب من جواهر ويضمها من كتفها: تستحق الصبر.. صح؟؟

جواهر كحت من الحرج من حركة عبدالله.. بس ماتقدر تسوي شيء.. وخصوصا إنهم متفقين يكونون طبيعين قدام الناس..

عائشة بمرح: أكيد تستاهل ونص وثلاث أرباع بعد..

عائشة التفت لجواهر تسألها عن صحتها واحوالها السلامات المعتادة..
ردت عليها جواهر.. اللي كانت تقوم بدور سيدة البيت بجدارة.. رحبت بعائشة وجلستها..
وراحت للخدامات تطلب منهم يجيبون الشاي والقهوة والفوالة..

عبدالله كان مبسوط جدا وهو يشوف جواهر تتصرف بحرية وكرم ضيافة كانها في بيتها...
لكنه استاذن منهم عشان يصحي عزوز يلحقون الصلاة..


*****************


دانة قربت من سعود: وهزت كتفه بشويش: سعود.. سعود..

سعود اللي قال لروحه: أنا نومي ثقيل.. وهل على النائم حرج..؟؟

مسك يد دانة اللي كانت تهز فيها كتفه.. وسحبها من يدها جنبه..

سحب يدها تحت رأسه.. ونام على عضدها.. ورأسه مدفون بصدرها..

دانة من شافته سوى كذا أرتعبت/ وحست جسمها كله صابته قشعريرة شديدة وخصوصا لما حست بدفء أنفاسه تلفح صدرها.. حست إنه قلبها بيوقف وممكن تموت في أي لحظة من الخجل.. (لحول هذا طلع بعد يتحرك وهو نايم.. وش ذا البلشة؟؟.. ليتني ماجيت جنبه)

سعود اللي كان ملك البرود والتحكم في الأعصاب، كان مسيطر على نفسه، ومستمتع لأقصى أقصى أقصى حد بقربه الشديد منها

دانة كانت تحاول تخلص يدها من تحت رأسه بس ماقدرت، كانت متحطمة على الآخر وتقول لنفسها: (وش بيقول علي سعود الحين لا صحا ولقى نفسه في حضني كذا... بيقول هذي ما تستحي ولا تعرف العيب.. جايه هاجمة علي في سريري..)

دانة لما وصل تفكيرها لذا النقطة خافت.. والعبرة خنقتها.. وبدت تشهق شهقات خافتة مكتومة..
سعود لما سمعها تشهق.. ارتعب..
خفف ضغطه على يدها .. ولف للناحية الثانية كأنه كان يتقلب..
دانة ماصدقت إنه ربي خلصها.. سحبت نفسها من جنب سعود و ركض للصالة وهي مو قادرة تمسك أعصابها..

كانت تنتفض بعنف.. عمره ماخطر ببالها إنها ممكن تكون بذا القرب الملاصق لسعود
(يمه.. يمه.. قلبي كان بيوقف.. خلاص حرمت أقرب جنبه وهو نايم.. يمه.. يمه)

سعود اللي كانت ابتسامته شاقة.. ويكتم ضحكه عليها في نفسه..
قام من سريره هو يقول: يا حليلها.. ماظنيت دانة تخاف كذا.. أنا توقعت إنها ممكن تعضني.. بس ما توقعت إنها تبكي كذا مثل بزر.. زين يادانة.. زين..


****************


عبدالله وعبدالعزيز رجعوا من الصلاة.. عشان يلاقون جواهر وعائشة منسجمين في الحديث..

عائشة قامت تسلم على عزوز..اللي كان باين عليه الفرحة لشوفتها..

في الوقت اللي جواهر أستاذنتهم تصلي.. وتصحي نوف تصلي..

عائشة بمودة: هلا بعزوز، قرت عينك بشوفة أمك..

عزوز بفرح: تسلمين خالتي.. الحمدلله اللي جمعنا من جديد..

عائشة اللي تاثرت من فرح عزوز اللي كان دايما جامد: الله لا يفرقكم..

عزوز بمودة: أشلونها ديمة؟؟

عائشة بجدية: ديمة زعلانة علي..

عبدالله اللي تدخل في الحديث: أفا.. شيخة البنات زعلانة..

عائشة بحزن: تقول تأخرتي علي وايد هالمرة..

عبدالله بمودة: لا تلومينها.. ديمة مالها غيرج.. وانتي كل شوي فاركة لها.. انتبهي لبنتج شوي..

عائشة بتوتر: هي بروحها صار لها فوق أسبوع في دبي مع خالها..

عبدالله: أدري.. هي بروحها أتصلت وقال لي.. بنتج أذرب منج.. وبعد خالي ثاني قال لي.. شيسوي عطلة بنتج جات وأنتي بعدج ماجيتي.. ماحب يكسر بخاطرها.. وداها مع إنه عنده سفرة للصين عقبها على طول..

عائشة اللي حبت تغير الموضوع: عزوز قل لي شأخبار ديمة في المدرسة..؟؟

عزوز بمودة: ماشاء الله عليها... كلت الكتب أكل.. حتى الامريكان منبهرين منها..

عائشة بفخر: بنتي.. طالعة على أمها..

ديمة بنت عائشة عمرها 15 سنة..
في نفس المدرسة مع عبدالعزيز.. Grade10.. يعني ورا عزوز بسنة..
بنت مؤدبة وشاطرة جدا جدا بس معقدة.. أبوها توفي وعمرها 5 سنين..
وامها من انشغالها في المستشفى والعمليات و من مؤتمر في مؤتمر.. مع إن عائشة حنونة جدا على بنتها.. بس اهتمامها بشغلها مخليها مقصرة في حقها كثير..

عبدالله ماكان راضي إنها تخليها لحد الحين في نفس المدرسة المختلطة..

عبدالله خلى نوف بس سنة وحدة في المدرسة هذي كمرحلة انتقالية بعد رجعتهم من أمريكا.. وبعدها نقلها لمدرسة بنات..


عبدالعزيز أستأذن منهم.. وطلع..

عبدالله بابتسامة وهو يطالع عزوز اللي اختفى: شوفيه ولد أمه.. مو قادر يبعد عنها شوي..

عائشة بابتسامة خبث: والكبير قادر يبعد أو لا؟؟ أحس إنك لاصق 24 ساعة.. وما ألومك..

عبدالله ماحب يشغل عائشة اللي توها وصلت الفجر بمشاكله رغم قربها الكبير من قلبه..

عبدالله بعيارة: تستاهل أم عزوز والله

عائشة بود: على كذا ننطر بعد كم شهر بيبي جديد يجي يخرب على نوف وعزوز دلع 17 سنة..

عبدالله كح: بيبي؟؟

عائشة اللي صبت له كأس ماي وناولته اياه بمحبة: وشفيك تخرعت.. بسم الله عليك..
ايه بيبي.. صحيح انت شايب مخرف.. بس جواهر بعدها صغيرة..
صحيح انا ما احب أتدخل في مواضيع خاصة مثل هذي.. بس أنا أشوف أنكم ما تأجلون موضوع انجاب طفل ابدا.. حتى نوف وعزوز بينبسطون وايد على أخ أو أخت صغار في البيت..

عبدالله اللي راح تفكيره بعيد.. بعيييييد.. لأكثر من بيبي واحد.. وارتسمت على شفايفه ابتسامه واسعة.. رجع يكشر.. وافكاره تعيده لأرض الواقع.. واشمئزاز جواهر منه اللي رجعه لحالة الكآبة..


********************


دانة لما سمعت صوت الحمام ينقفل.. ارتعبت.. وولع وجهها خجل.. وهي تتذكر اللي صار من دقايق..

"بس هو كان نايم.. يعني ما يدري عن شيء.. يعني تصرفي كأن شيء ماصار"

"بس أنتي ما كنتي نايمة.. وتدرين باللي صار"

"يمه.. ما أقدر أحط عيني بعينه"

دانة لما وصل تفكيرها لذا النقطة نطت.. وطلعت من الغرفة لغرفة البنات اللي جنبها.. بعد ما حطت على رأسها جلال وغطت فيه وجهها.. تخاف تصدف محمد..

دخلت على البنات..
الجازي كانت تصلي..
ومها تدرس..

فتحت الباب بشويش ونزلت طرف الجلال عن وجهها.. "سلام بنات.."

مها لما شافتها.. نطت مبتسمة: حيا الله عروستنا.. وخر عنها وش ذا الكشخة الصاروخية..

دانة بابتسامه: حيا الله مدام متعب..

مها بعيارة: وه.. فديت الطاري..

دانة بعيارة: اللي يسمع الطاري.. يقول يا شي هناك.. كله متعب أبو كرش..

مها تضحك: أنتي ما نسيتي شتيمته أبد.. والله إنه صار رشيق ذا الحين.. عقبالي يارب..

دانة تضحك: زين ممكن أصلي عندكم..

مها بعيارة: أفا من ذا الحين بدا التشويت.. لا يكون سعود شايتش من الحجرة..
شوفي إذا شايتش بزنوبة لازم ترفعين عليه قضية خلع.. إذا سيزارباشيوتي وإلا أرماني ماعليه ابلعيها..

دانة تضحك: شاتني بفيرزاتشي.. نخلعه وإلا نبلعها؟؟

مها تضحك: لا إبلعيها بالثلث.. ولا ترجعينها عليه.. هاتيها ادسها لتعوبي..

دانة: مالت عليش أنتي وتعوبي حقش.. لهيتيني عن الصلاة..

قالتها دانة وهي تتوجه لسجادة مها، وبعدين خطر ببالها سؤال وهي تلبس ثوب الصلاة.. سألت بشوي إحراج: إلا سعود نومه ثقيل على طول؟؟

مها المصدومة واللي تضحك: نعم نعم.. من اللي نومه ثقيل؟؟

دانة بخجل: سعود..

مها بابتسامة وثقة: سعود هذا يمكن أخف واحد نوم على وجه الأرض.. لو تمر ذبانة وهو نايم صحا..

دانة المصدومة: أنتي متاكدة؟؟

مها تضحك: إلا متأكدة.. محمد مسميه الذيب.. يقول سعود ينام عين مفتوحة وعين مسكرة من قد مانومه خفيف واقل صوت يقومه..

دانة حست إنها مو قادرة توقف..
جلست على سرير مها ووجهها ولع من الخجل لأقصى أقصى حد..

مها بقلق: دانة فيش شيء؟؟

دانة تأشر بيدها: لا مهاوي..بأقوم أصلي الحين..

(يعني كنت صاحي يا سعود.. يا ربي ..هو ليش سوى كذا.. صدق قليل أدب.. الحين أشلون أقدر أرجع أقعد معاه في نفس الغرفة)


*****************


سعود اللي كان راجع من صلاة الظهر.. وقف سيارته في حوش بيته.. وأتصل بخالد..

خالد بنبرة خجل: هلا والله بأبو سعيد

سعود بهدوء: الله يحييك..

خالد بمودة: فيك الخير.. أنا والله كنت أبي أكلمك..

سعود قلبه طاح برجوله، خاف إنه يبي يجي يأخذ دانة، لكنه رد بطريقته الهادئة المعتادة: خير إن شاء الله..

خالد بثقة: أنا كنت أبي أعتذر لك عن الموقف اللي صار يوم ملكتك.. أنا الغضب أعمى بصيرتي..
بس من ناحية ثانية.. مهوب معنى أني أعتذرت لك.. أني ممكن أسمح لك يوم إنك تهين دانة..

سعود بهدوء: أنا ما أحتاج حد يوصيني على دانة، دانة على رأسي وفي عيوني... وأنا أتصلت كنت أبي أسألك عن شيء يخصها..

خالد باهتمام: ويش؟؟

سعود بشوي حرج: دانة خوافة؟؟

خالد ميت من الضحك: مسرع اكتشفت.. مع إن دانة ما تحب تبين خوفها لأحد... دانة غريبة.. تشوفها احيانا تقول هذي أشجع مره في التاريخ.. بينما هي تخاف من ظلها..

سعود في نفسه: (خلاص صدناها).. مشكور خالد مشكور


****************


كانت جواهر تسلم من صلاتها.. لما دخل عليها عبدالله.. وبيده كيس عليه اسم محل مجوهرات شهير..

جواهر خلعت ثوب الصلاة وتعدلت في المراية.. تبي تنزل..

عبدالله اللي كان قاعد على الكنبة ومسكر عيونه، بهدوء: وين رايحة؟؟

جواهر بنفس هدوءه: بانزل لخالتك..

عبدالله فتح عيونه وهو يمد لها الكيس: خالتي تسلم عليج.. راحت لبيتها.. وهذي هديتج منها..

جواهر وهي تأخذ الكيس بخجل.. وتحطه على الطاولة: وليش ماحلفت عليها تقعد للغداء..

عبدالله اللي قعد وهو مبين عليه التعب: والله حاولت فيها بس هي مارضت..تبي تروح لبنتها.. فحلفت عليها تتعشى عندنا

جواهر تعرف عن بنتها من كلام عيالها اللي ماخلو شيء ما خبروها عنه..

عبدالله بهدوء وهو يقطب جبينه: ممكن أطلب منج طلب بس ما تسوين لي سالفة وفيلم هندي..




بعد الغياب/ الجزء السابع والاربعين

#أنفاس_قطر#


عبدالله بهدوء وهو يقطب جبينه: ممكن أطلب منج طلب بس ما تسوين لي سالفة وفيلم هندي..؟؟

جواهر قلبها رقع من ذا المقدمة: عسى ماشر عبدالله؟؟

عبدالله بهدوء: اقعدي طيب..

جواهر اللي راحت تبي تجلس على الكرسي المقابل له..

أشر لها تجي تجلس جنبه على نفس الكنبة.. جواهر اللي ماكانت حابة تجلس جنبه.. ماحبت تسوي سالفة على موضوع مثل هذا لين تعرف هو وش يبي منها..

جات وجلست معه على نفس الكنبة بس على الطرف الثاني..

عبدالله حط غترته على على الطاولة اللي قدامه.. وحط رأسه على فخذ جواهر.. جواهر حست بمثل صاعقة البرق تخترقها من أقصاها إلى أقصاها..

عبدالله بهدوء متألم: رأسي بينفجر.. بالعادة نوف هي اللي تدلك لي رأسي.. رحت لها.. طردتني.. قالت لي أنا قدمت استقالتي.. عندك مره الحين.. وأنا أبي أدرس..

جواهر ارتبكت.. وماعرفت أشلون ممكن تتخلص منه، قالت بارتباك: بس أنا ما أعرف..

عبدالله اللي كان فعلا مصدع ورأسه بينفجر من شدة الألم: تكفين أي شيء.. رأسي بينفجر.. والبنادول ماتجيب نتيجة معي..

جواهر طالعت في وجه عبدالله اللي كان نايم على حجرها.. عيونه مسكرة..والألم باين عليه..

لفت جواهر أكثر ناحية عبدالله وطوت فخذها تحت رأسه..وحطت أصابعها السبابتين على صدغ عبدالله والأبهامين على مؤخرة الراس أعلى العنق
وهي حاسة بتوتر وارتباك..وبدت تدلك بالراحة بطريقة دائرية.. شوي شوي بدت ملامح عبدالله تهدأ ..

جواهر تتمعن في ملامح عبدالله لأول مرة براحتها.. بدون إحساسها بنظرته المتحدية أحيانا.. والمتسلطة أحيانا.. والباردة أحيانا..

لاحظت إنه ما تغير كثير عن أول مرة شافته فيها قبل 18 سنة.. نفس الملامح الحادة المرسومة بدقة.. الملامح اللي انحفرت في ذاكرتها ..... واللي..... (جواهر مو كنج خرفتي؟؟ اقلبي الأسطوانة.. قبل توديج أفكارج بعيد)

جواهر حبت تفتح موضوع تتلهى عن الأفكار اللي بدت تتوارد لذهنها.. وهي مستمرة في تدليك رأس عبدالله: عبدالله أنت فحصت على الصداع اللي عندك؟؟

عبدالله بهدوء بنبرته العميقة: فحصت وسويت أشعة مقطعية ومغناطيسية.. مافيه شيء غير طبيعي.. بس هو كثير يجيني..

تفاجأت جواهر إن عبدالله جلس.. ورجع لمكانه في الطرف الثاني من الكنبة، وهو يقول بمودة: شكرا.. الحين أحسن بوايد.. أنا أسف لو كنت ثقلت دمي عليج..

ماتدري ليش تمنت في داخلها أمنية غريبة وغبية ومالها معنى.. ومع عبدالله بالذات..

تمنت إنه ماقام بذا السرعة.. واستمر نايم على فخذها لمدة أطول..


****************


سعود تغدى مع محمد ورجع لغرفته..
دانة مختفية.. مايدري في أي مكان في البيت..

دانة اللي تغدت مع أم سعود والبنات..
ظلت قاعدة في الصالة الداخلية.. أم سعود راحت تقيل شوي.. والبنات طلعوا لغرفتهم يدرسون.. وهي استحت ترجع لغرفة سعود..

"زين لمتى بأقعد هنا خايفة من سعود.. ومواجهة سعود"

"من يوم رجعت من المستشفى وهو صاير رقيق معي.. لو يهادني أو يعصب علي.. كان لقيت لي سبب أسرع أرجع عشانه بيت هلي"

موبايلها يرن.. ردت بدون ما تشوف الرقم..

دانة بهدوء: ألو..
...................
دانة كحت لما عرفت صوته: هلا سعود.. (وش يبي ذا؟)

سعود بهدوء : دانة أنتي وين؟؟

دانة قلبها رقع (وش يبي فيني هذا): تحت في الصالة..

سعود بنفس نبرته الهادئة الباردة: ممكن تطلعين لي شوي لو سمحتي...

دانة بلعت ريقها: ليه فيه شيء..؟؟

سعود ببرود: إذا جيتي عرفتي وش فيه..

دانة برجاء مغلف بالبرود: طيب ممكن تقول لي وش تبي الحين؟؟

سعود بذات بروده: دانة أنا قلت تعالي.. وإذا جيتي بتعرفين أنا وش أبي.. أي جزء من كلامي كان صعب عليش تفهمينه؟؟

دانة كان ودها ترفض وكانت خايفة منه، بس مستحيل تبين له: زين سعود أنا جايه الحين


******************


بعد الغداء الأسري الحميم الأول اللي جمع جواهر وعبدالله وعيالهم

نوف وعبدالعزيز كانوا مبسوطين لأبعد حد.. بوجود امهم وابوهم معهم على نفس السفرة..

جواهر قامت بمهامها كربة بيت وأم وحتى زوجة لعبدالله قدام عيالها على أكمل وجه..

عبدالله اللي كان صداعه خف كثير.. كان فاكهة الوجبة بحديثة الشيق.. بأسئلته الدقيقة لعياله عن دراستهم وهواياتهم..
الشيء اللي كشف لجواهر اهتمامه الكبير فيهم وحرصه على معرفة كل شيء يخصهم

بعدها العيال وابوهم طلعوا لغرفهم..
وجواهر طافت شوي في البيت.. وراحت للمطبخ تشوف شنو اللي ناقص..
تعرفت على الخدامات كلهم.. ومهمة كل وحدة.. وبدت تعيد تنظيم مهامهم من جديد

جواهر بعدها راحت تطل على عيالها ..
نوف كانت تدرس لامتحاناتها.. وعزوز يدرس لامتحان التوفل اللي كان مقرر يقدمه كتجربة أولى بعد حوالي أسبوعين..

قعدت مع كل واحد منهم شوي.. كانت مبسوطة فيهم كثير..وهم مبسوطين بوجودها أكثر..
إحساسها بهم كان أكثر من مبهج.. أكثر من رائع.. أكثر من مرضي لمشاعرها الأمومية..

عيالها الثنين ذكروها بولدها الثالث رغم إنها اتصلت عليه اليوم أكثر من 5 مرات..
كلمت أخوها عبدالعزيز.. وتطمنت إنه تغدى وكان يبي يريح شوي قبل صلاة العصر..

حتى جواهر حست إنها فعلا تعبانة ومحتاجة تنام شوي قبل العصر.. ( أروح انام في وحدة من غرف الضيوف دام عيالي لاهين موب دارين عني؟؟.. بس أنا لازم أبدل التايور اللي علي.. ألبس بيجامة أو قميص أنام فيه... لحول يعني لازم نروح لغرفة عبدالله)

جواهر دخلت الغرفة بالراحة.. غرفة النوم كانت معتمة، معناها عبدالله نايم بعد.. حمدت ربها

جواهر خذت بيجامتها وجات تطلع.. صوت عبدالله اللي معطيها ظهره: تعالي جواهر لو سمحتي .. خلي نسولف شوي لين انام.. لو ماعندك مانع..

جواهر لما يطلب منها بمثل هذه النبرة اللطيفة المهذبة تلاقي إنه صعب عليها إنها ترفض: دقيقة بس ابدل وبأجيك..

جواهر اللي لبست بيجامتها، جات وتمددت على أقصى الطرف الثاني من السرير

عبدالله بصوت هادئ وهو معطيها ظهره: سولفي لي عن أي شيء تبينه.. إن شاء عن نيوتن والجاذبية أو تكوين الذرة.. أي شيء بصوتج..


****************


عائشة تدق باب غرفة بنتها ديمة اللي هي مسكرتها عليها

عائشة برجاء حازم: ديمه افتحي لي الباب.. ياماما.. خمس دقايق صار لي أدق عليج.. وش تسوين ذا كله..؟؟

ديمة اللي فتحت الباب بقوة وهي لابسة تريننغ رياضة واسع لونه داكن.. ووقفت على فتحة الباب وهي تطالع أمها بتحدي: غريبة مافيه عمليات اليوم.. أو حد بيموت.. أو مؤتمر طاير من هنا أو هناك (قالتها بسخرية مريرة)

كانت ديمة طويلة بالنسبة لسنها..سمراء وسمارها حلو .. شعرها بني فاتح على شقار خفيف وعيونها عسلي فاتح.. جميلة جمال استثنائي جدا.. لكنها كانت تخبيه بنظارة كبيرة سميكة (رغم إنه نظرها مافيه شيء)..
شعرها كان لكتفها لكنه مقصوص قصة ولادية..

ديمه كان في حياتها مشكلتين وسرين..

المشكلة الأولى: إنها كانت ذكية لدرجة تتجاوز العبقرية..

المشكلة الثانية: إهمال أمها لها.. وتحسسها الشديد من الموضوع.

في الحالات الطبيعية الذكاء لا يعد مشكلة.. ولكنه في حالة ديمة كان مشكلة كبيرة.. وخصوصا إنه أدى لحدوث سرها الأول..

سرها الأول: إن ديمة كانت هكر من أكبر الهكرز على الشبكة العنكبوتية، وإهمال أمها لها.. خلها تصنع شبكة علاقات معقدة مع أكبر الهكرز في العالم عشان تحس بأهميتها..

وهذا السر أصبح يتبعه العديد من الأسرار اللي العقل مستحيل يصدقها

من هذه الأسرار إن الشاب البريطاني اللي اخترق موقع البنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية) قبل عدة أشهر كان أحد أصدقائها على الشبكة
لكنها بذكائها لما قال لها على اختراقه للبنتاغون.. عرفت إنه خلاص نهايته قربت.. دخلت على جهازه ومسحت كل بياناتها
عشان ماحد يقدر يوصل لها..

ومن أسرار هذا السر مثلا: إن ديمة أصبحت معروفة جدا في عوالم الشبكة الغربية وليست العربية، لانها كانت تحس أن الهكرز العرب أطفال ومبتدئين بالنسبة لها..

كان شغلها على كبير كبير لدرجة إنه صار لها أكثر من سنة، تتلقى عروض مهام من شركات ومؤسسات عالمية لتنفيذ أهداف على الشبكة:

تدمير أو تخريب أو صيانة أو اكتشاف ثغرات أمنية..
وكانت تتلقى مبالغ مهولة ومرعبة على المهام اللي كانت تسويها

المبالغ كانت تتحول لرقم حساب بدون اسم في جزر الكاريبي. كانت ديمه تديره عن طريق الشبكة..
عمرها ما استخدمت هذي المبالغ لنفسها
أولا ماكانت تبي شيء يربطها فيها، ثانيا هي لا مادية ولا طماعة..
هي كانت تسوي كذا عشان تثبت نفسها بس..
ثالثا كل المبالغ كانت تحولها لحسابات اليونيسيف واليونسكو والانروا..
حتى جهات التبرع كانت تختار جهات معروفة.. تتبع الأمم المتحدة.. يصلها ملايين التبرعات من كل انحاء العالم.. حتى يصعب تتبع تحويلات الحساب

الخبر اللي ممكن يسبب الجلطة لمن لا يصدق هذه الأشياء إنه حاليا متوافر بحساب ديمه في الكاريبي حوالي 3 ملايين دولار....
هي فقط ثمن مهمتها الأخيرة اللي كلفتها فيها شركة كمبيوتر شهيرة جدا.. لاكتشاف الثغرات الأمنية في أنظمتهم الحاسوبية..

كان نظامها في عملياتها هذي:
إنها كانت تأخذ نصف المبلغ قبل العملية والنصف الآخر بعدها..
وماكان أحد من الطرفين يقدر يخل بالأتفاق.. لأن كل منهم محتاج للثاني وخايف منه..

الشركات تفكر بمنطق إنها ممكن تحتاج ديمة لمهمة ثانية، هذا أولا........ وثانيا يخافون إنهم ما يعطونها باقي المبلغ، تخرب عليهم مواقعهم..

أما من ناحية ديمة، فهي تحب تحافظ على سمعتها كهكر بروفشنال ينفذ وعوده بمصادقية ودقة...
ومن ناحية ثانية تعرف إنها لو أخلفت وعدها مع هذه الشركات ممكن يجندون كم هكرز لتتبعها رغم إنها صعب تتبعها.. لكنها تحب تكون حذرة..

والاتفاق بينهم كان يتم بواسطة اسمها الحركي المستعار عن طريق شبكة معقدة من الايميلات..يصعب تتبعها

هذا سر ديمة الاول المرعب

وسرها الثاني كان أخطر... أخطر بكثير..
سر ديمة الثاني المرعب:

إنها كانت مقررة تسوي عملية تحويل لجنسها من ورا أمها.. بس لحد الحين ماتدري أشلون..

هي قامت ببحث عن البلدان والمستشفيات اللي ممكن تسوي مثل هذي العملية..
لكن عائقها هو أنها لم تبلغ السن القانوني..
وماتقدر تسافر بروحها.. وحتى إن سافرت (لأنها تقدر تدخل على كمبيوتر وزارة الداخلية وتطلع تصريح سفر بأسمها يعمم على كل منافذ قطر"وأهلا بالحكومة الإلكترونية") لكن حتى حينها المستشفى بيرفض يجري العملية دون موافقة ولي أمرها.

ديمة لا كانت شاذة ولا مثلية.. كانت بنت مشاعرها طبيعية مثل أي بنت..

لكنها تعاني من عقد عميقة..
وكانت تعتقد إن أمها مهملتها لأنها بنت، وإن أمها تتمنى لو كانت ولد.. عشان ما يكونون ثنتين حريم بروحهم..
عشان كذا كانت تبي تحول نفسها..
كانت تعتقد إنها بهالطريقة ممكن تكسب أمها لصفها.. وخصوصا إن ديمة كانت تعتقد إنها بنت بشعة..
فكانت تقول لحالها: الولد مايضره لو كان قبيح.. بس بنت وقبيحة ما تنبلع..

ديمة المسكينة كانت تعاني من انحرافات حادة في التفكير
وانعدام في ثقتها بنفسها كأنثى.. وغرور كبير بعقلها كهكر،
بدون ما تلاقي اللي يمد يده لها.. وينتشلها من جنونها
اللي بيوديها في أكبر داهية من كل ناحية



أمها بعدها واقفة عند بابها: حبيبتي هلكتيني أدق عليج.. هذا كله على النت.. شكلي أقطعه عن البيت أحسن..

ديمة برعب داخلي وبرود خارجي: واشلون أحل دروسي إذا قطعتيه..؟؟ أو بتعطيني من وقتج الغالي شوي تدرسيني فيهم..؟؟

عائشة اللي حاسة بتقصيرها: عبدالله عازمنا على العشا.. تعالي نطلع أشتري لج طقم لبس جديد تحضرين فيه..

ديمه ببرود: ما أبي أروح.. ولو بغيت اروح.. دولابي مليان ليش نشتري لبس جديد..

عائشة بحنان: أولا لبسج كله بناطيل وتيشرتات.. تعالي نشتري شيء بناتي شوي..
ثانيا: خبر جديد، عبدالله رجع أم عبدالعزيز ونوف وأنا أبيج تروحين تتعرفين عليها..

ديمه بلهفة: عزوز صار عنده أم..؟
وبعدين كملت ببرود مصطنع: زين نروح نسلم عليها.. بس لبس ما أبي..

عائشة باستسلام سريع: زين اللي تبينه..


**************


دانة واقفة على باب غرفة سعود، كانت مرعوبة (يمه.. وش يبي فيني؟؟) .. خذت نفس عميق..

ودخلت

لقت سعود قاعد في الصالة..
قدامه رشاش كلاشينكوف يفككه..
دانة قلبها رقع( لحول هذا وولد عمه والرشاشات.. وش راه هو ورشاشه بعد؟؟)

دانة بصوت واطي: السلام عليكم..

سعود عينه في الرشاش اللي قاعد يفككه..
مع إنه بيموت يبي يرفع عينه يمتعها بشوفتها
وماسوى ذا الفيلم كله.. إلا يبي يشوفها..

سعود بهدوء: وعليكم السلام..
أنا أسف ..بس وانا أبي أنزل رشاشي من فوق الدولاب.. طيحت بعض ملابسش..

دانة تنهدت براحة: (الحمدلله مناديني عشان كذا بس).. وقالت بصوت هادئ: عادي ماصار إلا الخير.. ارتبهم الحين..

ودخلت ترتب الملابس اللي لقتهم واقعين على الأرض (بفعل فاعل مجهول تقصد اسقاطهم مع سبق الاصرار والترصد) ..

وسعود قاعد ينظف الرشاش بعد ما فككه..

سعود فعلا استغرق في الشغلة اللي هو قاعد يسويها باستمتاع.. وهو ينظف الرشاش بدقة.. باستخدام عدة خاصة..

جات دانة وجلست وهو ما انتبه لرجعتها.. كانت تراقبه بفضول.. وهي تشوف دقته واهتمامه..

بعد ماخلص تنظيف.. رجع يركب الكلاشينكوف.. وكان يركبه بمهارة وسرعة..

أول ما خلص، ابتسمت دانة.. وقالت: برافو..

رفع سعود رأسه وهو يبتسم: أنا أسرع واحد في الثكنة يفك كلاشينكوف ويركبه..

دانة كانت مبتسمة وهو يكمل بحماس: من تدريباتنا الاعتيادية.. إنه نفك الكلاشينكوف ونركبه خلال أقل من دقيقة..

دانة بدهشة: لا لا.. ما أصدقك.. دقيقة وحدة تفكه وتركبه؟؟

سعود بحماس وسعادة وهو يشوف تفاعلها معه: تتحديني أفكه وأركبه في 40 ثانية..؟؟؟

دانة اللي تحمست: أتحداك..

سعود وقف ورفع أكمام ثوبه لحد كوعه .. وقال بثقة: خليني أسويها على طريقة المعسكر

شال الرشاش وجا وجلس على الأرض على ركبه قدام دانة..
وبدأ يفك الكلاشينكوف
في الوقت اللي دانة ركزت في ساعة يدها.. عشان تشوف كم الوقت من لما بدأ..

كانت أصابعه تتحرك بسرعة هائلة.. لدرجة عن دانة ماكانت قادرة تلحق على سرعة حركة إيديه..

فك القطع وصفها قدامه وعقب رجع يركبها من جديد..
خلال 38 ثانية كان مخلص..

دانة ابتسمت وقالت له: 45 ثانية.. يعني خسران..

سعود بصدمة: مستحيل.. عمري ما تجاوزت 39 ثانية أصلا..

دانة بعيارة: الساعة تقول مو أنا..

سعود وهو مبتسم: يالساعة مخبطة يا راعيتها مخبطة.. واحد منكم يغش..

سعود اللي كان طاير بالجو الرايق اللي بينه وبين دانة..
رن موبايله.. (من اللي يتصل هالوقت الله يأخذه).... كان جابر صديق سعود..

سعود بهدوء ومودة (وهو وده يزنطه): هلا جابر..
...................
في البيت
..................
سعود بعيارة: زين يا ابن الحلال لا تبكي علينا.. جايك الحين..

دانة كان نفسها تسأل وين بيروح من فضولها.. بس كتمت الفضول في نفسها..

بس سعود أرضى فضولها بدون ما تكلف نفسها: هذا رفيقي جابر.. في مخيمنا اللي بروضة راشد.. وسيارته تعطلت عليه.. بأروح أخذ لي ميكانيكي وأروح له..

دانة بفضول: عندكم مخيم في روضة راشد؟؟

سعود بود كبير: عندنا.. لو تحبين تشوفينه.. وديتش يوم يكون الشباب كلهم في الزام..وعقب ما أنبه عليهم ..

دانة اللي عارفة إنها خلاص مو مطولة في بيت سعود.. ماحبت تكون قليلة أدب قدام عرضه اللطيف، فردت عليه بنبرة لطيفة: إن شاء الله..

سعود دخل الحمام يتوضأ.. لأن أذان العصر ماباقي عليه إلا شوي..

أول ما طلع وهو يبلس غترته
دانة سألته بهدوء: طيب دامك رايح لروضة راشد ويمكن تتأخر.. ممكن أروح لهلي؟؟...
أبو خالد اليوم كلمني أكثر من مرة وشكله مشتاق لي شويتين.. بأتصل بخالد بعد صلاة العصر..

(حتى أنا مشتاق ..ومشتاق على طول.. وبأموت من شوقي.. وش تبين بذا الشيبه اللي قلبي ناغزني منه؟)

سعود كاره طاري روحتها لبيت أهلها، يخاف تروح يمسكها عمه
فسأل بطريقة عادية وقلبه يرقع في انتظار إجابتها: طيب أمرش وأنا راجع من المخيم؟؟

دانة بهدوء: مافيه داعي تتعب نفسك.. خالد بيرجعني..

سعود اللي تنفس بعمق وارتاح: مافيه داعي تتعبين خالد، قومي ألبسي عباتش أنا بأوديش وأنا بأرجعش..


**************


محمد اللي كان متمدد على سريره..
كان يفرفر في الكتب شوي.. استعدادا لامتحاناته..
هو أساسا ماعنده إلا مادتين.. والفصل هذا أخر فصل..بعد سبع سنين قضاها في الجامعة..
الأصح ست سنين ونصف..

طرأ عليه طاري، لقط موبايله: جبير يالعلة.. الوعد بكرة.. ترانا بنمشي عقب صلاة الفجر على طول.. طرف قشك..

جبر يضحك: زين قول السلام عليكم أول..

محمد: وعليكم السلام.. وما أبغي كثرة بربرة.. بكرة موعدنا للنعيرية..

جبر اللي يضحك: بس أنا عندي دوام بكرة..

محمد بابتسامة: فيه شيء اسمه أجازة عارضة.. يعطونك 7 أيام في السنة.. منت بميت إذا خذت يوم عارضة..

جبر اللي ميت ضحك: وامتحانك الاسبوع الجاي

محمد: مهوب طاير... بينتظرني لين أرجع.. يعني بتسوي لي الفالح..
يأخي توك متخرج الفصل اللي طاف عقب ماشابت عيونك في الجامعة..
والنعيرية رايحين رايحين ولا لك عذر..

جبر باستفسار: ومن بيروح معانا..؟؟

محمد بعيارة : معنا معنا.. ريح روحك من الالف الزيادة ذي.. بيروح معنا خويلد وسويلم..


******************



جواهر اللي صحت على منبه تلفونها لصلاة العصر..
صحت وهي مرعوبة..
لأنها قامت لقت نفسها تقريبا لاصقة في عبدالله.. وهي اللي كانت متحركة..
بينما عبدالله كان على نفس الجهة اللي نام عليها..

جواهر نطت واقفة: الحمدلله أني صحيت قبله.. لا يشوفني أنا اللي لاصقة فيه..

جواهر صحت عبدالله على أساس يتوضأ قبلها لأنه بيروح للصلاة في المسجد.. عبدالله المبتسم وهو توه يفتح عيونه: جواهر ولا عليج أمر.. شوفي عزوز توضأ أو لا.. عشان يروح معي المسجد.

ابتسامته صارت تفــــــتنها.. وغصبا عنها..

صدت جواهر تحاول تكسر تأثير سحر ابتسامته عليها.. وطلعت تشوف عيالها


*****************


جواهر بعد ماصلت العصر..
لقت مسج من نجلاء.. ومسج قبله من موزة: غريبة ماشفت مسج موزة قبل، يظهر اني فتحته بدون ما انتبه..

قرت مسج موزة... حست وجهها عطى كل ألوان الطيف من وقاحة المكتوب
( طيب ياموزة.. طيب مردودة)
مسحته ..و دقت على نجلاء..

نجلاء بحب وعيارة: هلا والله بالعروس.. زين تذكرتينا..

جواهر بعيارة: انتي قلتيها.. عروس.. وش أبي فيج؟؟

نجلاء بخبث: أيه اللي نامت بحضن واحد مثل عبدالله.. تنسى العالم كله..

جواهر بحرج كبير: نجلاء عيب يا قليلة الأدب..

نجلاء بمرح: شنو عيب بعد، لا تكونين مفكرتني صدقت خرابيط التنازل عن الحق الشرعي.. والفيلم اللي ماله طعم كله..

جواهر بحرج: والله السالفة جد.. وانتي وحدة فيوز مخج ضاربة..

نجلاء اللي تضحك: والله مافيه حد فيوزه ضاربة غيرج أنتي وعبدالله.. لو كان الكلام اللي تقولينه حقيقة.. مع أني طبعا موب مصدقة..

جواهر بهدوء: وليه يعني موب مصدقة حضرتج..؟؟

نجلاء بهدوء: لأن هذا شيء مخالف الفطرة.. رجل وزوجته مقفول عليهم باب.. وماعندهم مشاكل صحية..
وخصوصا في وضعك أنتي وعبدالله بالذات.. كل واحد منكم يقول للقمر قوم وأقعد محلك..
لا ومحرومين طول عمركم.. يعني حد يلاقي الماي جنبه وهو بيموت من العطش.. ويقول لا ما أبي أشرب.. حدث العاقل بما يعقل..

جواهر كحت من الحرج: نجلاء شكلش استخفيتي.. كأنج منتي بعارفة عبدالله وش سوى فيني..

نجلاء بعيارة: وخري بس.. السبب اللي كانت حاقدة عليه عشانه.. وخلص بح.. عيالج في حضنج..
وش هالكآبة اللي تبين تعيشين روحج فيها.. صدق موب وجه نعمة..
يامره اسمعي الكلام.. عبدالله قبلج حارم روحه لأنه صاك على روحه هو وعياله، ومافيه حد لاصق بوجهه
بس الحين عنده مرة صاروخ مثل القمر.. ما يقدر يحرم نفسه أكثر..
ولو هو يبي يحرم نفسه منج.. صدقيني بيطالع برا.. وعذره معه..

جواهر بدون ما تعرف ليه، حست بضيق غير طبيعي يكتم على قلبها وروحها..
وهي تتخيل إن عبدالله ممكن يطالع مره غيرها .. أو..... أو.... يكون معها...
(لا لا مستحيل يسويها.. عبدالله رجال مصلي.. وسنينه كلها ماسواها يسويها الحين)

نجلاء بعيارة: وين رحتي مدام عبدالله؟؟

جواهر : مدام عبدالله بعينج.. يالله سلمي على أم جاسم.. عندي شغل أبي أسويه..

جواهر نطت لدولابها تبي تلبس..
موب عارفة هي ليه مهتمة بشكلها كذا..وفكرت إنها محتاجة تروح للسوق تشتري لها شوي ملابس..

المهم
طلعت تنورة بيضاء سادة ضيقة طولها لنص الساق
بلوزة شيفون مشجرة بالأسود واسعة وأكمامها واسعة لكنها ضيقة ومزمومة من عند الخصر وأساور الأكمام
ولبست معاها بوت أسود للركبة كعب عالي..
ولبست دبلتها اللي هي خلعتها وهي تتوضأ.. ماتدري ليه صارت تحس يدها ناقصة من غيرها..
مشطت شعرها الحريري.. وتركته منسدل على أكتافها بعد ماحطت ماكياج خفيف..

الباب يدق..
جواهر ارتبكت.. وحطت نفسها مشغولة بشيء في الأدراج.. كانت تحسب إنه عبدالله..
لكنها فوجئت إنه عزوز.. اللي ابتسمت بسعادة حقيقية من أعماق قلبها لما شافته..

عبدالعزيز قرب منها بحب.. حضنها من ظهرها وباسها على كتفها وجواهر حاضنة راسه بحب..

جواهر بحب: تبي شيء.. صح؟؟

عبدالعزيز بحب واضح: خلاص ما عاد استغرب من قدرتك على قراءة أفكاري.. صح أبي شي..

جواهر برقة: عيوني لك..

عزوز بهدوء: الليلة خالتي عائشة بتعشى عندنا.. صح؟؟

جواهر باستفهام: صح.. والمطلوب مني؟؟

عبدالعزيز بجدية: حاولي تقنعين خالتي عائشة تطلع ديمة من مدرستي.. توديها مدرسة بنات..
ثاني شي قولي لها تهتم في ديمه شوي.. ديمة مراهقة و محتاجة أمها جنبها..

جواهر بحب: يعني أنت اللي مو مراهق..؟؟

عبدالعزيز بهدوء: أبوي عمره ما أهملنا.. والحين أنتي معانا.. يعني من اللي مثلنا..
لكن ديمة أبوها متوفي.. وأمها مهملتها.. مع ان خالتي عائشة مافيه مثل قلبها أحد..

جواهر بود وحذر لأنها تتفهم تماما مشاعر المراهقين
وحابة أنها تحتوي أي شي قبل مايستفحل: انا أمك وأحب أنك تكون صريح معي بدون خوف..

اهتمامك بديمه.. هل هو اهتمام عادي أو خاص؟؟



بعد الغياب/ الجزء التاسع والأربعين

#أنفاس_قطر#


جواهر بود وحذر لأنها تتفهم تماما مشاعر المراهقين
وحابة أنها تحتوي أي شي قبل مايستفحل: انا أمك وأحب أنك تكون صريح معي بدون خوف..

اهتمامك بديمه.. هل هو اهتمام عادي أو خاص؟؟

عزوز بحرج: ديمة مثل أختي الصغيرة..

جواهر بحب: وبتكون مثل بنتي.. خل بس علاقتي تقوى بعائشة وأنا أوعدك ما يصير الا الخير..

وعقب جواهرسألت بشكل حاولت إنه يكون طبيعي: الا أبوك وينه مارجع معك؟؟

عبدالعزيز بهدوء: راح المؤسسة..

جواهر حست بضيقة إنه راح قبل ماتشوفه ويشوف لبسها..

" صدق ما تستحين.. توج ماكملت يوم من يوم خذتي الرجّال.. بدت مشاعرج تخونج ناحيته"


*************


عبدالله له ساعة من لما وصل المؤسسة..
في البداية كان مشغول جدا.. بس الحين خف الشغل.. فحضر التفكير..

ونتيجة للتفكير اللي مارحمه، تناول موبايله ودقه: مساء الورد أم عزوز..

جواهر على الطرف الثاني كانت حاسة برغبة كبيرة إنها تسمع صوته..
فكانت سعيدة جدا لما شافت إنه أمنيتها تحققت، لكنها ردت بصوت هادئ: هلا عبدالله..

عبدالله بهدوء وبنبرة فيها رقة: أنا خلصت شغلي.. أشرايج أعزمج على كوفي.. قبل موعد خالتي عائشة؟؟

جواهر ضحكت ضحكة ناعمة، عبدالله من سمع رنة ضحكته حس انه ساح على كرسيه: لا عبدالله ما أقدر.. خيرها في غيرها.. خالتي أم فهد وبناتها على وصول..

عبدالله بعيارة: خلاص لنا الله.. أروح أعزم أفضل..

جواهر بود: يستاهل أبو محمد..

عبدالله بود أكبر: زين خلاص أنا أستأذن.. نشوفكم بالليل..


**************


سعود كان متوتر.. ويبي يرجع الدوحة.. وسيارة جابر تأخر تصليحها..

جابر بعيارة: أنت وشفيك تحرقص كأنه راكبك 60 جني..؟؟ تركد يا معرسنا.. العروس مهيب طايرة..

سعود كح من الاحراج: جويبر تحشم.. قدام أخليك تحشم غصب..

جابر يضحك: أنت شوف حالتك أول.. يا أخي طرش لها مسج وإلا مسجين من المسجات الثقيلة.. تجيها تلاقيها مروقة..

جابر خبير بنات سابق.. تائب حاليا..

سعود ابتسم
عمره ماخطر على باله ذا الشيء (صدق إنك عليمي) ..

(دامني أحتاس إذا شفتها ولا أعرف أتصرف.. خل نستخدم أسلوب المسجات)..

وبدأ سعود يرسم مخططه على كبير .. كبير


***************


هند قاعدة في غرفتها تدور من الحرة والعصبية.. من لما عرفت إن عبدالله رجع جواهر..

كانت بنتفجر.. وهي على حالتها دخل عليها توأم الشر حقها: أفا هنودة وش فيها معصبة؟؟

هند بحرة: عبدالله أبو نوف رجع أم نوف..

فايز بتحسر: أفا الغزال طارت..

هند اللي ماكانت تبي فايز يعرف عن مخططها الشخصي
قالت بكذب: الحين ماراح تخليني أكمل مخططك على نوف..

فايز بخبث وبرود واللي مخططه على نوف ماعاد هامه كثير: لكل خطة خطة بديلة.. أنا الحين أبيج تجيبين لي رقم أم نوف.. إلا هي شنو اسمها؟؟

هند بحقد: جواهر..

فايز في نفسه( يالبي الاسم وراعيته): جيبي لي رقم جواهر..

هند باستغراب: وش تبي فيه؟؟

فايز ببرود: موب شغلج.. نفذي وبس..

هند باستفهام: وأشلون أجيبه؟؟

فايز باستحقار: صج غبية.. اتصلي في نوف وقولي أبي أكلم أمج أبارك لها.. عطيني رقمها.. وش الصعب في الموضوع؟؟

هند باستفسار: وممكن أعرف وش تبي بأم نوف؟؟

فايز بعصبية: هند قلت لج موب شغلج..
في نفسه (جواهر هذي شغل خاص جدا..خارج نطاق الحسابات المادية)


********************


منيرة وسارة قاعدين يدرسون..

سارة رفعت رأسها عن الكتاب والتفتت على منيرة: الا انتي متى قلتي بتخلصين..؟؟

منيرة بعيارة: تدرين أنس سألتيني ذا السؤال 20 مرة..
اليوم الأربعاء
وبكرة الخميس
وعقبه الجمعة
السبت عندي امتحان
والاحد امتحان
والثلاثاء امتحانين
وعقبها خلاص... فهمتي والا اعيد..

سارة صايدتها حالة كآبة حادة.. كل ماقرب موعد إخبار منيرة بموعد عرسها..

سارة عارفة باللي بيصير.. وماتقدر تلوم منيرة..
وخايفة أنه اتفاق سارة مع سالم يسبب لها شرخ في علاقتها مع أختها..

سارة حاولت تطلع من الأفكار هذي من رأسها: منيرة تبين كابتشينو.. بأروح أسوي لي..؟؟؟

منيرة اللي كانت مستغرفة في المذاكرة: ليش لا؟؟

وسارة تطلع من الغرفة.. كان موبايل منيرة يدق.. كانت وحدة من بنات جماعتهم..

منيرة بمودة: هلا والله بالقاطعة..
.............................
طيبة الله يسلمس
.................
الله يبارك فيس.. بس على شنو؟؟
...................
منيرة اللي طاح التلفون من يدها وصرخت برعب.. رعب موجع حاد قاتل : شنهو؟؟


*******************


كانت دانة جالسة مع مزنة في غرفتها..

ومزنة فاتحة معها تحقيق: شأخبار سعود معش؟؟

دانة بهدوء: زين..

مزنة بفضول: شنو زين ذي..؟؟ عطيني تفاصيل..

دانة بشوي توتر: ما أدري شأقول لش..يتعامل معي بلطف.. عليه حركات غريبة وتخوف.. بس بشكل عام لطيف..

مزنة بأمل: يعني فيه أمل؟؟؟؟؟؟؟

دانة بنفي: ما أعتقد.. لأنه شيء بدأ غلط لازم ينتهي غلط..
أنا انغصبت على سعود وماخذته برضاي..
حتى لو تجاوزنا ذا النقطة.. أنا عنيدة وسعود عصبي.. والطبعين هذولاء لا يمكن يتوافقون..

ودانة تتكلم مع مزنة رنة مسج وصل موبايلها..

فتحته..طلعت عيونها وكحت لما قرته.. كان من سعود:

" اشتقت لك..
ممكن أقولها
وإلا خويلد بينط في حلقي بعد"

مزنة اللي شافت وجه الدانة ألوانه تتغير.. سألتها بفضول: ممن من المسج؟؟

دانة ماردت عليها لأنها كانت تكتب مسج.. (طيب يا سعود، تبي تلاعبني يعني؟؟)

بعد ثواني كان فيه مسج يوصل سعود اللي كان متكي جنب النار.. فتحه سعود بلهفة:

" تدري إنه فيه شيء أكتشفته اليوم؟؟"

مسج سعود " اللي هو ؟؟"

مسج دانة " أنهم مسمينك الذيب من قد ما نومك خفيف"

سعود لما قرأ المسج انفجر من الضحك.. لأنه عرف إنه تقصد إنها كشفته اليوم..

جابر اللي واقف عند سيارته: يكلم سعود من بعيد: وشفيك استخفيت؟؟ تضحك بروحك..
سعود رد عليه: مهوب شغلك يالملقوف..

كتب لها سعود مسج " وتدرين إنه فيه شيء أكتشفته اليوم؟؟"

دانة ردت عليه نفس رده " اللي هو؟؟"

مسج سعود " إن ريحتك حلوة وتجنن وتطير العقل
أنا عقلي طاير من الظهر لحد الحين
الريحة عذبتني
فكيف بصاحبتها"

دانة وصلها المسج لون وجهها قلب أحمر دم.. ومزنة قاعدة تطالع اختها وتضحك..

دانة ما قدرت ترد ( وش يعني.. سكتني كذا.. ما أقدر أرد عليه؟؟)

سعود أكثر من خمس دقايق ينطر رد منها ..
عرف إنه خلاص حكرها في الزاواية.. واتسعت ابتسامته..

لكن بعد دقيقة وصله مسج منها:
" شنو يعني؟
كلب بوليسي حضرتك"

(طيب يا دانة)

بعد ثواني وصل رد سعود

اللي لما وصل دانة شهقت شهقة عنيفة منتزعة من أقصى أعماق روحها..
وبعدها خنقتها العبرة..
وبعدها ما قدرت..
صارت تبكي بهستيرية مريرة..

بعد الغياب/الجزء الخمسون

#أنفاس_قطر#


شابتان مقبلتان على حياتهما الجديدة
تتلقيان صدمة عمرهما..
يفقدان التوازن..
تتفجر المشاعر..
لتغرق كل ماحولها..



سارة رجعت من المطبخ معاها الكابتشينو..
حطته على الطاولة وألتفتت على منيرة
وقالت بمرح: كابتشينو إنما أيه.. يستاهـ .......

الكلمة ماتت على لسان سارة وهي تشوف أختها قاعدة على سريرة عيونها مبققة ومليانة دموع..
وكتبها وموبايلها مرميين على ألارض..

سارة نطت جنب منيرة، وقالت بقلق لاحدود له: مناري حبيبتي وش فيس؟؟ ردي علي فديتس.. حرام عليس لا تسوين فيني كذا.. منيرة .. منيرة.. ردي علي..

منيرة بعد فترة صمت طويلة.. ورجاءات كثيرة من سارة
قالت بصوت ميت مرعب خاوي من الحياة: سارة أنا عرسي بعد حوالي 25 يوم..؟؟؟؟؟

سارة عبرتها نطت في بلعومها.. ما قدرت تقول شيء غير إنها هزت رأسها..

منيرة اللي شافت اهتزاز رأس سارة.. حسبته زلزال في قلبها..
وصارت تصيح صيحات مرعبة وهي تلطم وجهها بقوة بكل وتصيح : ليه ؟؟ ليه ؟؟
لــــــــــــــــيـــــــ ــــــــه؟؟
لــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــيـــ ـــــــه؟؟
لــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــيــــ ــه؟؟


.. وبعدها هجمت على كتبها ومزعتها..
وموبايلها وخبطته في الطوفة بكل قوتها..
واستمرت تصيح بهستيرية وهي تكسر كل شيء في الغرفة.. وتصيح:
ليه؟؟
لـــــــــــيه؟؟
لــــــــــــــــــــــــ ـيه؟؟
لــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــيه؟؟


ثم أغمي عليها


********************


مزنة اللي شافت دانة أنكبت على سريرها.. وهي تبكي بشكل هستيري..
أنخلع قلبها من مكانه.. عمرها كله ماشافت دانة (اللي كانت دايما قوية قدامهم) تبكي كذا..

عرفت أن سبب بكاها.. مسج وصلها..
لأنها كانت تقرأ وتكتب مسجات قبل حالة البكاء الغير طبيعية اللي اجتاحتها..

مزنة دورت على موبايل دانة..
كانت دانة ماسكته بكل قوة..
مزنة فلتت بالراحة أصابع دانة اللي كانت شادة على الموبايل..

وقرت المسج اللي كان سبب بكاء دانة الهستيري واللي عمر مزنة ماشافت دانة تبكيه في حياتها:

" وليه ما تقولين
عاشق ولهان
متيم
مغرم
مجنون
يعشق كل شيء فيك
من ريحتك
لابتسامتك
لصدى اسمه على شفايفك

أحبك
والله أحبك
ومن زمان
زمـــــــــان
قبل ما نولد حتى
لأن حبك الأسطوري اخترقني من الوريد للوريد
حبك أعاد تشكيلي
وإطلاق الإنسان في داخلي

هل فيه أمل أنه في يوم
بتستقبلني جنة حبك في أحضانها؟؟؟"


***************


جواهر حلفت على أم فهد وبناتها يقعدون للعشاء..
فكان عشاء نسائي بحت..
الكل كان منخرط في الحديث
نوف وحصة ونورة مع بعض..

أم فهد وعائشة وموزة وجواهر مع بعض..

وديمة قاعدة لحالها..

حصة تهمس لنوف: إلا بنت خالتج هذي ليش كاشة وقاعدة بروحها..؟؟

نوف بنفس الهمس: ديمة لها أجواءها الخاصة..

نورة بعيارتها: موب منها إلا من لبسها اللي كنه وجهها..
فيه بنت أنثى مخلوق ناعم وحساس.. تلبس تيشرت عليه جمجمة يسيل منها دم.. وامها أشلون مخليتها على كيفها؟

نوف بشوي حرج: ديمة عنيدة شوي.. وخالتي عائشة تعتبر اللبس حرية شخصية.. عشان كذا ما تشدد معها عليه

نورة بمرح: حرية شخصية؟؟ لو أنها قد ذاقت العقال على مقفاها كان نست أبو الحرية الشخصية وأمها..


على الجهة الأخرى كانت جواهر تميل على أذن عائشة: أم ديمة.. ليش ما تسوين لديمة نظارة أصغر من هذي واكشخ شوي..
حرام هذي بنت صغيرة.. هالنظارة ماكلة نص وجهها.. وستايلها قديم شويتين..

عائشة تتنهد: ومن قال لج إن ديمة محتاجة نظارة.. ديمة نظرها 6 على 6..

جواهر بدهشة: زين ليش تلبس نظارة؟؟

عائشة تتنهد تنهيدة طويلة: أول شيء كانت تبي تقلد ولدج عبدالعزيز..
جننتني تبي نظارة من يوم عمرها 8 سنين..فصلت لها نظارة حماية عشان تنبسط..
وحسبتها يوم ويومين وتخليها.. بس هي أصرت عليها بشكل..
وهذي النظارة هي اللي فصلتها بنفسها من 3 سنين واصرت تلبسها..
على فكرة جواهر.. ديمة حلوة وايد.. بس هي نهائي موب مقتنعة إنها حلوة..

جواهر تنهدت: طيب وموضوع ثاني: ليش للحين تاركتها بمدرسة مختلطة..؟؟ البنت صارت كبيرة.. ومايصير تدرس مع صبيان..

عائشة بهم: أنا حاولت بس هي موب راضية تترك مدرستها.. تقول خايفة علي من الأولاد؟؟.. لاتخافين.. لا هم يطالعوني ولا أنا أطالعهم..

جواهر بدهشة: هذي بنت صغيرة ما تعرف مصلحتها.. إذا هي أصرت على شيء تخلينها تسويه..

عائشة بتردد: أنا لأني مقصرة بحقها .. أعترف أني أحاول أعوضها بطرق ثانية..

جواهر بحكمة: بس أنتي عارفة إنه هذا غلط.. وأنتي مهما ماوصلتي من نجاح في شغلج.. بنتج المفروض تكون في المقام الأول..
اهتمي فيها أكثر.. وقربي منها أكثر.. بنتج محتاجتج وايد.. لو صار لبنتج شيء.. كل نجاح الدنيا.. ماراح يعوض دمعة وحدة من عينها..

عائشة برعب: بسم الله عليها.. ديمه هي الشيء الوحيد اللي أنا طلعت به من الدنيا..
بس يا جواهر أنا والله احس بمسئولية كبيرة.. اقول كم جراح أعصاب عندنا في قطر..؟؟ معدودين.. أحيان كثيرة أندم أني درست هالتخصص الدقيق اللي خذني من بنتي.. بس شاسوي؟؟ شاسوي؟؟


****************


عبدالله تعشى مع عبدالعزيز الكبير وعبدالعزيز الصغير في المجلس..

عبدالعزيز الكبير كان جاي يسلم على جواهر اللي جات وجلست معاهم شوي قبل ترجع للحريم

عبدالعزيز أستأذن بدري لأنه متواعد هو وراشد.. عشان يستشيره في المشروع الخطير اللي هو مقبل عليه..واللي ماحد بيعرف عنه غير راشد.. ثم عبدالله بعدين..

عبدالله وولده كل واحد منهم طلع لغرفته..

عبدالله خذ شاور.. وجلس يسمع الأخبار..

عبدالعزيز في غرفته وباله مشغول بشيء


****************


سارة جالسة جنب أختها اللي صحت من غيبوبتها... لكنها كانت صامتة جامدة بدون كلمة..

سارة اعتقدت إن صدمة منيرة هي صدمة وقتية.. وإنها بكرة بتروق وتتقبل نصيبها..

منيرة ماردت على سارة بكلمة
وتمددت على السرير.. وتغطت حتى رأسها كله


*****************


دانة اللي هدت هي الأخرى..
واللي مارضت تقول لمزنة عن السبب اللي خلاها تبكي كل هالبكاء لما قرت المسج..
والحين دانة خايفة ما تبي ترجع مع سعود لبيته..

كانت مطمئنة له وهي تعرف إنه يكرهها..
بس بعد ماعرفت إنه يحبها..
صارت مرعوبة.. مرعوبة.. مرعوبة لأسباب تتعلق فيها أكثر ما تتعلق بسعود..

موبايلها رن.. رقع قلبها لما شافت اسم سعود.. تركته يرن لحد ما قطع.. بعدها بعثت مسج لسعود:

"سعود تكفى
خلني الليلة هنا
بكرة أنا بأرجع بنفسي"

بعد ثواني وصلها المسج:

" أنا صرت واقف تحت خلاص
إذا أنتي حابة تصغريني
وتحرجيني قدام هلش
براحتش"

دانة انحرجت.. وغصبا عنها.. قامت تلبس عبايتها


**************


الساعة قربت على 11 ..في بيت عبدالله

العشاء خلص على خير..

أستأذنت أم فهد وبناتها قبل حوالي نص ساعة..

باقي عائشة وديمه

جواهر جات وقعدت جنب ديمة..

جواهر بود ورقة: أنتي أي صف الحين؟؟ (مع إن جواهر تعرف بس تبي تفتح باب للحوار)

ديمه بثقة ممزوجة بحياء: Grade10

جواهر قربت من ديمة بحنية وسحبت النظارة عن عيونها..
ديمه حاولت تمسك نظارتها.. بس استحت وتراجعت لما شافتها خلاص بيد جواهر..

جواهر فعلا تعجبت من جمال ديمه اللي كان متخبي بالكامل ورا النظارة الكبيرة والبشعة التصميم..

وأكثر شيء تعجبت منه لون عيونها الغريب وطول رموشها..

جواهر بحنان: اللي عندها هالجمال كله تخبيه ورا نظارة مثل هذي؟؟

ديمه بحرج: أنا ما أقدر أشوف من غيرها..

جواهر ماقالت إنها تعرف إن نظرها مافيه شيء: لبس النظارة شيء اعتيادي وما يخبي جمال الحلوة.. بس لما تكون النظارة متناسبة مع الوجه..
أشرايج أروح أنا وانتي ونوف بكرة ونسوي لج نظارة جديدة.. ومنها تتمشون شوي وتشترون لكم شوي أغراض جديدة..

ديمه بحرج: مافيه داعي خالتي..

جواهر وجهت كلامها لعائشة: عائشة بعد أذنج ممكن بكرة العصر أمر ديمة نروح السيتي سنتر.. تفصل نظارة جديدة.. ونشتري كلنا شوي ملابس جديدة..

عائشة بابتسامة: أكيد ما عندي مانع.. خصوصا بكرة عندي عمليات من الصبح لليل..

ديمه حست انها انحكرت في زواية.. وصار لازم تروح معهم


****************


سعود ودانة في غرفتهم..

دانة طول الطريق وهي ساكتة..

وسعود محرج وساكت.. (معقول لهالدرجة تضايقت من تعبيري عن مشاعري)

دخلوا ساكتين..
بدلوا ملابسهم ساكتين..

دانة دورت أبشع بيجامة بين بيجامتها.. ماكانت تبي تحسس سعود إنها تحاول تعجبه أو تغريه بأي صورة..

بس المشكلة إنه أي شيء تلبسه أو تسويه كان في عيون سعود أحلى شيء وأعذب شيء..

دانة كان توترها واصل حده.. وسعود كان ترقبه واصل حده..

ساعتين كاملة وهم جالسين في الصالة ساكتين..

سعود يفرفر في القنوات.. وهو اصلا مو مركز في أي كلمة ..
كل تركيزه مع المخلوقة اللي قاعدة مقابله تفرك إيديها بتوتر وهي سرحانة..

سعود لما تعب من الانتظار.. قرر إنه يقوم بواحد من مخططاته..
قام متوجه لغرفته.. وهو قايم مسوي نفسه رايح..
ألتفت على دانة وسألها بلهجة حاول إنه يدفع فيها أكبر قدر من عدم الاهتمام: إلا دانة كنت أبي أسألش عن شي؟؟

دانة اللي انتزعها صوته من عالم السرحان اللي كانت فيه: هاه سعود؟؟

سعود بهدوء مدروس : أقول كنت أبي أسالش عن شيء؟

دانة بهدوء متوتر: هلا

سعود ببرود تحته عيارة خارقة: البارحة لما كنتي ترتبين في الصالة.. ماسمعتي أصوات غريبة؟؟

دانة با ستغراب: لا

سعود ببرود تحته بيموت من الضحك: زين الحمدلله..

دانة اللي بدأ يتسرب لها الخوف: لا.. قل: أي أصواته؟

سعود مسوي حاله يبي يسكر الموضوع: خلاص يا بنت الحلال دامش ماسمعتي شي.. خلاص انسي السؤال... يالله تصبحين على خير..

دانة اللي نطت من مكانها قالت بتوتر ونبرة خوف: لا سعود مو تقول لي كلمة وتروح .. أصوات شنو؟؟

سعود بلعانة: يعني صوت بزر يبكي.. قطوة .. عنز.. كلب.. أحيانا ضحك.. أصوات مختلفة..

دانة رجعت تنط وهي تنفض ملابسها: بسم الله الرحمن الرحيم.. بسم الله الرحمن الرحيم.. ليه غرفتك فيها شيء..؟؟

سعود بخبث: يا بنت الحلال مافيها شيء.. أنا بس كنت أسأل.. يالله تصبحين على خير..

ودخل سعود لغرفته.. عقب ما سوى اللي يبيه.. ودخل رعب غير طبيعي في قلب دانة الخوافة..
سعود دخل وتمدد على سريره..

ودانة برا.. قاعدة فوق الكنبة ضامة رجولها لصدرها.. خايفة يطلع شيء من تحت الكنبة يمسكها..

(يمه.. يمه.. خلاص بكرة بارجع بيت هلي.. هو يخوف.. وغرفته تخوف.. ليتني مارجعت معه.. ليتني قعدت في بيت هلي)

دانة خلاص موب قادرة تستحمل ..كل شوي تتخيل شيء.. نادت سعود وهي في الصالة، وهو داخل: سعود.. سعود..

سعود اللي متمدد على سريرة وبيموت من الضحك.. رد عليها بصوت مكتوم: نعم دانة؟؟

دانة بارتباك: تعال.. فيه فيلم حلو في التلفزيون.. تعال تفرج معي..

سعود اللي عرف إن مخططه نجح نجاح هائل رغم إنه ماثقل العيار عليها: لا دانة ..تعبان وأبي أنام..

خلال أقل من دقيقة، كانت دانة واقفة فوق رأسه، وبرجاء تقول له: سعود تكفى.. تعال أقعد معي..

سعود بخبث: ليه؟؟

دانة وهي تحاول تجاوب بثقة: عادي.. أبي أسولف عليك..

سعود ببرود تحته انفعالات حادة: تعالي سولفي هنا..

دانة كحت: وين هنا؟؟

سعود ببرود: تعالي جنبي وسولفي علي..

دانة بارتباك: لا خلاص.. بأرجع مكاني..
وعطته ظهرها استعداد للردة لمكانها

سعود بنفس النبرة: كيفش..وكمل بلعانة: لو سمعتي شيء صحيني..

دانة اللي رقع قلبها من الخوف..
رجعت بخطوات مترددة.. وراحت لطرف السرير الثاني بشويش..
وقعدت على طرف طرف السرير بدون حتى ما تقرب جنب الغطاء.. وهي بتموت من الخجل..

سعود اللي رفع راسه وسنده على كفه ووجهه ناحيتها، قال بابتسامة: والله العظيم أنا ما أعض.. مخلوق مسالم..

دانة اللي عضت على شفايفها: بس أنا خايفة..

سعود اللي انلسع من كلمتها، جلس على حيله.. وقرب من دانة.. ومسك يدها..وقال بثقة وحنان ورجولة: أرجوش دانة إنش ما تخافين مني.. أنا أوعدش أنه عمري ما أمد يدي عليش مرة ثانية.. تنقص يدي لو أسويها..

دانة اللي هزها بعنف احتضان يده ليدها، جاوبت وعبرتها خانقتها: ومن قال إني خايفة منك...

وبدت دانة تبكي بكاء هستيري..


*********************


جواهر اللي دخلت على عبدالله الساعة 12..
كان متمدد على سريره يقرأ كتاب..
لما شافها ترك الكتاب من يده وابتسم: ماشاء الله طولوا الحريم عندكم..

جواهر بإرهاق: شوي..

عبدالله بابتسامة: إلا قولي شويتين..

(ياحلو ابتسامتك) جواهر هزت رأسها تنفض الفكرة عن رأسها وهي تقول: تعبانة والله من طول الوقفة.. أحس رجولي مو قادرة تشيلني

عبدالله بمرح: تعالي أسوي لج مساج.. أو اهمزج على قولت الشيبان..

جواهر كحت: لا شكرا.. بأخذ الحين شاور وأنام..

عبدالله ابتسم ورجع يقرأ في كتابه

جواهر طلعت لها بيجامة من الدولاب علقتها في غرفة الملابس.. وتوجهت للحمام..

****************

سعود انخلع قلبه لما شاف دانة انكبت على المخدة تبكي..وخبت وجهها فيها..

قرب منها لحد مالصق فيها.. ويده تمسح على ظهرها بحنان، ويقول لها برقة: دانة حبيبتي ليش تبكين؟؟

دانة وهي تبكي ووجهها في المخدة.. تقول بصوت مكتوم: لا تقول حبيبتي..

سعود بنبرة تذوب حب وحنان: لا بقول حبيبتي وقلبي وعمري وروحي وكل شيء بحياتي..
دانة أنتي شاكة أني أقول لش كلام أنا ما أقصده.. أحبش والله العظيم أحبش.. أنتي وبس.. والقلب والله ما نبض لغيرش..
حرام اللي تسوينه فيني وفي نفسش.. قومي كلميني..

دانة ماردت عليه.. ومستمرة في البكي..

سعود مسكها وقعدها بالقوة.. خذ كلينكس ومسح وجهها.. وصب لها ماي وعطاها تشرب.. هدت شوي..

سألها بحنان: ليش تبكين؟؟

دانة وهي تتحاول تتماسك: ماعليه سعود.. أحب أحتفظ بالسبب لنفسي..

سعود يمسح على شعرها بحنان: براحتش يا قلبي.. المهم توعديني أني ما أشوف ذا الدموع الغالية مرة ثانية..

دانة بصوت واطي: أحاول..


*************


جواهر طلعت من الحمام.. بعد ما نشفت شعرها بالسيشوار اللي في الحمام..
ولبست بيجامتها اللي كانت بينتاكور سودا بدون أكمام..
جواهر حست إنه شكلها ملفت في ذا البيجامة تحسست شوي.. وقالت: وش بيقول علي عبدالله؟؟ قاعدة تشتغل لي شغل إغراء..

بس المفاجأة اللي صدمتها إن عبدالله كان نايم لما طلعت..
حست جواهر بضيقة غصبا عنها.. كان نفسها تسولف معه قبل تنام شوي..

راحت جواهر لبست ثوب الصلاة.. وصلت التهجد.. وعقب
جات تمددت جنبه بشويش خايفة تزعجه بأي شكل من الأشكال..

بس اللي هي مو عارفته..
إنه عبدالله صاحي.. بس هو مثل النوم..
لانه حس إنه شوفتها في هالوقت بالذات بتشكل ضغط نفسي لا يحتمل عليه..
وقبل ما توصل جواهر وتمدد على السرير.. كانت ريحة عطرها المثير سابقتها.. (يالله صبرني)


***********


دانة كانت متمددة على أقصى طرف السرير، وسعود كان قاعد براحته على الناحية الثانية..

دانة اللي كانت هدت تمام.. كانت مستمعتة جدا بحديث سعود..
اللي طوال أكثر من ساعتين.. ماخلى شيء ماسولف لها عنه.. المعسكر.. أيام الكلية العسكرية.. القنص وأيام البر.. سفراته..

سعود بحنان: هاه.. شأخبارك الحين؟؟

دانة بابتسامة واسعة: تمام والله تمام..

سعود بخبث: ويوم أنتي تمام.. ليه كاشة لطرف السرير؟؟.. قلت لش أنا والله ما أعض..

دانة قربت شوي بس.. وهي متوترة..

سعود بخبث: ماسويتي شيء.. قربي بعد..

دانة بخجل: لا خلاص مكاني زين..

سعود شد دانة من خصرها بيد وحدة ولصقها فيه، وقال بنعومة: كذا مكانش أزين

دانة اللي حست بانفعالات سعود تجتاحها.. قالت بنبرة منفعلة: سعود واللي يخليك أصبر علي..

سعود بنبرة عميقة: أنا أنتظرتش عمري كله.. أحس مافيني أقدر أصبر دقيقة بعد.. أنتي ليش متوترة كذا..
( وكمل ويده تعبث بخصلات شعرها بنبرة أعمق وأخفت): أنتي بس هدي.. والله العظيم ما أغصبش على شيء أنتي ما تبينه..
وعلى فكرة الغرفة عمري ما سمعت فيها صوت حد غيري


***************


عبدالله ما قدر ينام..
بينما جواهر نامت بعد ما تمددت بشوي..

قام عبدالله وجلس.. شغل الأباجورة اللي جنبه يبي يشوف جواهر صاحية وإلا نايمة..

كانت جواهر رايحة في النوم.. وشكلها وهي نايمة في الأسود اللي مبرز صفاء بشرتها.. كان مصدر تعذيب حاد لعبدالله..

عبدالله قرر يقوم ويطلع من البيت كله.. يروح للمجلس الخارجي يتمدد هناك لصلاة الفجر..

عبدالله كل طاقة المقاومة اللي عنده خلصها أمس.. ليلة زواجهم..
كان يعتبر نفسه إنه قام بمجهود خرافي اللي ماخق وأنهار وسلم من يوم شاف الاخضر..

مثل البرود حتى على نفسه..وخدع روحه شوي..

لكن خلاص خلاص ماعاد قادر.. وفي نفس الوقت مستحيل يقدم على أي خطوة.. وهو يعرف إنها قرفانة منه..
والاهم إنه وعدها.. ومستحيل يخلف وعده..

المشكلة إنها صايرة لطيفة.. يعني لو أنها تعامله بتحدي أو قسوة.. كان نفر منها.. بس كل شيء فيها يجذبه.. بعنف..

حتى المجلس ماقدر يرتاح فيه..
قرر يرجع للبيت.. ويروح لغرفة الرياضة اللي تحتل صالة واسعة تحت..

ظل يرفع أثقال ويستخدم جهاز الجري بالتناوب وبعنف لأكثر من ساعة..
لحد ماحس خلاص إنه أنهد وغرق عرق..
عقبها ما قدر حتي يطلع فوق.. نام على أقرب كنبة..

جواهر اللي صحت لصلاة الفجر مالقت عبدالله.. استغربت: وين راح ذا؟؟

راحت صحت عيالها للصلاة..
عزوز سال عن أبوه.. قال بمرح: أمس عذرناه قلنا عريس جديد.. بس اليوم بعد موب رايح معي للصلاة..

جواهر بحرج: أبوك سبقك للمسجد..

عزوز هز كتوفه: غريبة بالعادة ينطرني..


******************


سعود اللي كان يلبس ملابسه.. ودانة توها تطلع من الحمام بروبها وفوطتها..

دانة برقة: سعود تكفى لا تطلع للمسجد وشعرك مبلول كذا.. والله بتمرض.. تعال أنشفه لك بالسيشوار..

سعود بعيارة: وينها اللي قبل كم يوم تقول لي قلعتك..الحين خايفة علي أمرض

دانة بخجل: مشكلة الناس الحقودين ما ينسون..

سعود وهو يلبس غترته: لا تخافين على الناس الحقودين.. بأتلطم..

سعود طلع يبي يمر على غرفة محمد يصحيه للصلاة..
لقى محمد على باب غرفته معه شنطته والسليب باق..


سعود برعب: وينك رايح؟؟

محمد بابتسامة وهو يحب خشم سعود: بلاك عريس جديد ماعاد دريت عن العالم..
أنا رايح النعيرية.. ومعي خالد وسالم وجبر..

سعود بغضب: أشلون تروح بدون حتى ما تعطيني خبر..؟؟

محمد بابتسامة: طال عمرك.. عطيتك خبر قبل كم يوم..
وأمس اتصلت عليك وقلت لك أبي أقول لك شيء..
قلت لي أنا مشغول الحين وباكلمك ولا كلمتني..
يعني أنا مالي ذنب..

سعود تذكر إن محمد فعلا كلمه.. بس وقتها كان مشغول بإرسال المسجات لدانة..

سعود بود: زين الله يحفظك..

وطلع سعود فلوس وحطها في جيب محمد..

محمد جا بيرجعها: معي فلوس طال عمرك.. كله من خيرك يا أبو سعيد..

سعود مسك يد محمد على جيبه: زيادة الخير خيرين..
وبعدين كمل بمرح وهو يمسك أذن محمد: ودرس السفر مع الرياجيل متذكره وإلا لا؟؟

محمد يفرك أذنه ويقول وهو يضحك: أفا عليك هذا درس ما ينسى:
أولا : ماحد يباشر علي وانا اللي أباشر على الرياجيل (يباشر: يدفع.. تستخدم مثلا لما واحد يدفع عن غيره)
ثانيا: سيد القوم خادمهم..
ثالثا: الصلاة أولا وأخيرا..

سعود وهو يضحك: عفية عليك.. ويالله أمش نلحق الصلاة


***************



جواهر اللي كانت خلصت صلاة ..

فوجئت بعبدالعزيز يدخل عليها معصب: يمه ممكن أعرف شاللي صار بينج وبين أبوي؟؟


بعد الغياب/ الجزء الثاني والخمسين

#أنفاس_قطر#


جواهر اللي كانت خلصت صلاة .. فوجئت بعبدالعزيز يدخل عليها معصب: يمه ممكن أعرف شاللي صار بينج وبين أبوي؟؟

جواهر فوجئت بعبدالله يدخل ورا عبدالعزيز.. ويتوجه ناحيتها.. ويحضنها من كتفها ..ويحب راسها

ويقول بمودة: أشفيك تتفول علينا يا ابن الحلال تونا مالنا يومين..

عبدالعزيز بخجل: اسمح لي يبه أنا ما أبي أتدخل بينكم..
بس لما أشوفك نايم تحت على كنبة وبدون غطا في ذا البرد.. أكيد لازم أشك أنه فيه شيء غير طبيعي.. وخصوصا أنه عمرك ماسويتها..

جواهر صارت في نص ثيابها..
ودها الارض تنشق وتبلعها، مع أنها ما سوت شي.. ولا زعلت عبدالله حتى.. عشان يشك ولدها إنها سوت لأبوه شيء..
بس الموقف كله كان محرج.. وخصوصا يد عبدالله اللي على كتفها.. كانت حاسة إنها تحرق كتفها بنار لاهبة..

عبدالله وهو يشدد من قبضته على كتف جواهر ويرجع يحب رأسها: يا ابن الحلال كنك أنت إللي أبوي..
أنا نايم أمس بدري.. صحيت قبل الفجر سويت شوي رياضة.. حسيت أني تعبان فنمت على الكنبة.. هذي كل السالفة..

عبدالعزيز بحرج شديد: أنا أسف يمه.. أنا أسف يبه..

وانسحب فورا برا.. وقفل الباب وراه..


عبدالله فلت جواهر بالراحة.. وقال بهدوء وتعب: سامحيني أني مسكتج وانا معرق كذا.. بس كان لازم اتصرف كذا قدام عزوز..

جواهر ما شمت ريحة عرق مطلقا.. كل اللي هي شمته ريحة رجولية عميقة وعذبة جدا.. حركت مشاعر دافئة وساكنة بأعماقها..

جواهر حاولت تتماسك وقالت لعبدالله بهدوء: والكلام اللي قلته لعبدالعزيز صحيح أو لا؟؟

عبدالله بجدية مصطنعة: صحيح جدا.. وكمل: والحين اسمحي لي اخذ شاور وألحق أصلي..


****************


مر يومين
الخميس والجمعة.. وصرنا في يوم السبت

خلال اليومين اللي فاتت

سعود ودانة..
كناري الحب..
في غاية السعادة والانسجام..
سعود بيموت بيموت بيموت ويسمع من دانة كلمة " أحبك"..
لكنه ما يبي يستعجلها.. لحد ما يحس إنها تقصدها.. وأنها فعلا طالعة من قلبها

ينتظر محمد يرجع عشان يسافر هو ودانة يقضون الباقي من إجازتهم في أي مكان تختاره دانة

دانة شرطت عليه عشان يكملون حياتهم سوا.. أنه ما يمنعها من شغلها..
سعود وافق عشان مايزعلها أو يخسرها.. رغم أنه داخليا كان رافض لشغلها..


منيرة
مازالت منهارة.. ترفض تأكل أو تتكلم مع أحد..

أبوها حاس بذنب كبير.. أولا لأنه ضغط عليها توافق..رغم إنه عارف تمسك ولد اخيه ببيته..
(إذا كان أنا الشايب اللي عمري 50 سنة ما أقدر أدخل ذاك البيت.. أشلون بنية عمرها 20.. طاوعني قلبي أحكم عليها تعيش في بيت مثله.. وين قلبي وقبله وين عقلي)

فالح (أبو علي) قرر أنه أول مايرجع سالم من النعيرية، إنه يطلب منه يطلق منيرة..
وكان قراره هذا قرار نهائي لا رجعة فيه..
لأنه البنية مستحيل تأخذه..
وحتى لو حاول ابوها يجبرها موب بعيد إنها تستخف.. اللي جاتها هالحالة.. من موعد العرس.. أشلون العرس نفسه..؟؟
أكيد إنها بتستخف بتستخف..
هذا إذا كانت ما أستخفت أصلا

(أنا ماني بايعن بنتي وخايفن من عقوبة ربي على اللي سويته فيها.. والعذاب اللي تعذبته طول فترة ملكتها..
ياربي سامحني في اللي سويته في ذا الشوفه..
وسالم رجّال مهوب قاصره شيء.. يأخذ بدل الوحدة أربع)

علي أخ منيرة
كان مولع من الغضب على أبوه وعلى ساره بالذات : ( يوم أنتو عارفين إن البنية ما تبغيه من البداية.. ليه تجبرونها..؟؟
وأنتي ياسارة ليه ما علمتيني.. ؟؟
سالم مستحيل يأخذ وحدة يدري إنها ما تبغيه..
يعني لو أنتو قايلين له من أولها ما كان صار شي من ذا كله...
الحين منيرة يمكنها استخفت..
يمكن الا أكيد..
هذي حالة وحدة صاحيه. الحين ارتحتو يوم جننتوها.. ارتحتوا..
وأنتي ياسارة ارتحتي يوم قدمتي اختس ذبيحة لأخوس سالم)

سارة كانت حاسة بذنب فضيع فضيع يقطعها من داخل ألآف القطع..وخصوصا أن منيرة رفضت تدرس وشققت كل كتبها..

مها وفاطمة عرفوا باللي صار لمنيرة
وكل يوم كانوا عندها من الصبح لليل..
بس هي ما كانت ترد على حد.. كانوا يدرسون عندها ويحاولون يقنعونها تدرس معهم.. لكنها ما كانت تستجيب لأحد..

فقرروا مها وفاطمة يقدمون لها الامتحانات (غير مكتمل) على أساس تقدمها مع بداية الفصل الدراسي الجديد..
عشان مايروح عليها الفصل اللي كان خلص خلاص..


عبدالله وجواهر

الحكاية المستعصية

الثنين يصحون الصبح بدري غالبا..
يطلعون سوا على سيارة عبدالله الجديدة لكزس فورويل.. سيارة عائلية على قولته
بعد ماترك سيارته مع سواقها الجديد لجواهر اللي تقبلتها غصبا عنها ..

يتمشون شوي.. يتقهون بكوفي.. يمشون على الكورنيش

كانوا يقضون وقتهم يسولفون بانسجام كبير..
بينهم توافق مدهش في الأفكار.. وحديث شيق.. واستمتاع كل واحد منهم بصحبة الثاني وكلامه..

عبدالله وجواهر كانوا مستمعين جدا بحياتهم الجديدة
كصديقين حميمين..
كأب وأم يشوفون الفرحة في عيون أولادهم..


لكن كزوج وزوجة
كرجل وامرأة
الأثنين كانوا أتعس مخلوقين في البشرية

جواهربدت تحس بتبدل مشاعر سريع وثوري وجذري ناحية عبدالله..
كانت تحاول انها تمنع سيل مشاعرها الانثوية اللي عانت الكبت لسنين طويلة من الاندفاع ناحية عبدالله..
لكنها عجزت وفشلت..
يمكن لوكانت طباع عبدالله غير.. يمكن كان لقت لها عذر تستمر على كراهيتها لعبدالله..
بس عبدالله كان غاية في اللطف والرقة والحنان مع الكل..

وكان عبق رجولته الصارخة يغرق المكان من حوله..
الرجولة اللي تدير رأس أعتى امرأة.. وبسهولة

من ناحية ثانية: سبب كرهها له.. أولادها..

لما شافت حبه لأولاده وحرصه عليهم وعلى تربيتهم..
ما قدرت انها ما تحس بفضله..
وخصوصا انه رباهم تربية ممتازة رغم انه كان وحيد في زمن يصعب فيه السيطرة على المراهقين..
صحيح نوف دلوعة شوي.. وعزوز حساس شوي..
بس هذا ما يعتبر عيب..
وعدا ذلك الثنين اخلاقهم وتربيتهم رفيعة جدا..
وكل هذا كان بفضل الله ثم عبدالله اللي قدر يحمي عياله ويحاوطهم برعايته وحرصه


جواهر غزتها مشاعر الانثى بحدة وعنفوان..
قرب عبدالله منها فجر مشاعرها المدفونة تحت الرماد..


عبدالله اللي اصبح شبه عاشق وشبه متيم..
كان يقضي طول اليوم يسولف مع جواهر الصديقة وام عياله.. كعبدالله الصديق وابو العيال

لكن لما يأتي الليل بسحره وتقليبه للمواجع..
يحضر عبدالله الرجل المفعم بالرجولة والعنفوان.. اللي مايشوف قدامه غير جواهر الانثى..

مايصدق ان جواهر تحط رأسها.. حتى ينط لغرفة الرياضة يهلك نفسه تمارين حتى ينهد ويرجع يرمي نفسه جنبها بدون ما يحس بنفسه..

لكن جواهر اللي من بعد اول ليلة راح وماعرفت وين..
صارت تحس فيه كل ليلة وهو يقوم ويغيب ساعة عشان يرجع مهدود تفوح منه ريحته الرجولية اللي دوختها.. وينام مثل القتيل...

جواهر ماكانت متأكدة هو ليه يسوي كذا
لأنه كان يعاملها باحترام كبير يصل احيانا لدرجة البرود.. وعمرها ما حست في نظراته برغبة او شوق.. او حتى انه شايف قدامه انثى من أساسه..

هذا الشيء كان يجرح جواهر بعمق.. ويشككها في أنوثتها
(معقولة يكون مريض.. او يعاني من مشاكل..(جواهر مثل اللي انضربت على رأسها بمطرقة) ممكن يكون في هذا تفسير لبروده.. وانه قعد طول هالسنين بدون زواج..
والا رجال في عز شبابه اشلون بيصبر هالعمر كله بدون مره..؟؟
وعشان كذا سالفة التنازل عن الحق الشرعي عجبته.. لأنه بتخلي سره محفوظ)

جواهر لما وصل تفكيرها لهذه النقطة.. حست بطعنة حادة في قلبها.. (معقولة..؟؟ معقولة؟؟)

ونطت تتصل بنجلاء تفرغ بعض توترها
لكن طبعا بدون مايخطر ببالها إنها تقول لها عن شكوكها في عبدالله.

نجلاء بعيارة: هلا والله بعصفورة الحب..

جواهر بتحسر: والله انج متفرغة..

نجلاء بمرح: افا.. الحلو زعلان.. عبدالله مزعلج في شيء؟؟؟

جواهر بصوت عميق: بالعكس عبدالله ما باقي الا يحطني فوق رأسه..

نجلاء باهتمام: زين ليش زعلانة؟

جواهر بود: موب زعلانة.. متصلة أسولف معج..

نجلاء بحب: إلا زعلانة.. وخليني أنا أسهل عليج.. شأخبار خرابيط الحق الشرعي؟؟

جواهر تنهدت بعمق لتفهم نجلاء لها: الوضع على ماهو عليه..

نجلاء بصدمة: من جدج؟؟

جواهر بحرج: ليش مستغربة؟؟

نجلاء بدهشة: إلا ليش ما أستغرب؟؟ (وبعدين كملت بعيارة) وبعدين ليش زعلانة؟؟ مو انتي اللي تبين كذا؟؟..
وقرفانة منك...!! وارجع اللي في بطني إذا فكرت فيك..!!
فيه وحدة تقول كذا لزوجها.. زين ماهج برا البيت من أول ليلة..

جواهر بتموت من الحرج: نجلاء..عاد اللي صار..
وكلام الواحد على البر.. غير إحساسه وهو في المعمعة..
أنا ما توقعت أن وجود عبدالله جنبي ممكن يفجر أحاسيسي بهذا الشكل..

نجلاء بعيارة: شنو هذا؟؟ حب؟؟

جواهر بعمق شديد: ما ادري هو هو حب أو شوق لماضي تمنيته وماعشته.. عبدالله كان الرجّال الوحيد اللي انا عرفته، وبعده سكرت قلبي وعيني...(جواهر سكتت لأنها ماحبت تسترسل في هذا الموضوع بالذات، ثم كملت ببعض انفعال) المشكلة نجلاء أنه كأنه يشوف أخته قدامه..
محترم زيادة عن اللزوم.. لطيف زيادة عن اللزوم..
يمكن مرت أوقات حط يده على كتفي.. حط رأسه في حضني.. باس رأسي..
بس كنت أحس أنه يسويها معي مثل لو كنت أخته.. مو زوجته.. وأنثى قدامه..
في الوقت اللي كنت أنا أحس أني بأذوب لقربي منه..

نجلاء باهتمام: طيب هل مشاعرج كانت واضحة بالنسبة له..؟؟

جواهر باستنكار: طبعا لا..

نجلاء بتفهم: وليش هو مايكون نفس الشيء؟؟

جواهر بشك: ما أعتقد.. الرجّال ما يقدر يكتم مشاعره مثل المره...

(وطبعا جواهر مستحيل تقول لها عن إنها شاكة أنه مريض.. لأنه لو كان فعلا مريض مستحيل تخلي حد يعرف عن الموضوع)

نجلاء بعيارة: أكتشفي بنفسج..

جواهر باستفهام: أشلون؟؟

نجلاء بخبث: أنا اللي بأقولج يعني؟؟؟ أغريه.. الإغراء لعبة تفنن فيها الزوجة.. وبعدين هذا زوجج.. حلالج..

جواهر كحت: أنا أغريه.. ومن؟ عبدالله؟ لا لا مستحيل..

نجلاء بعيارة: أنا قلت لج نطي في حضنه.. كل السالفة قميص نوم مغري.. وهو بيفهم بروحه إنج تعطينه القرين لاين..

جواهر باستنكار: لا لا مستحيل اللي أكون أبدأ بالخطوة الأولى.. هو اللي لازم يبدأ..

نجلاء بمرح: زين كل واحد منكم خله يقعد على كرامته اللي ذابحته.. وخلوها تنفعكم


***************


في الوقت اللي كانت نجلاء تكلم جواهر..

كان جاسم داخل على أمه جاي من برا.. دنق على رأس أمه بحب واحترام..

أمه كانت قاعدة مهمومة ، جاسم بحب: أفا.. أم جاسم شكلها ضايقة.. قومي أروح أنا وياج سوق واقف.. نفر شوي

أم جاسم بهم: همي مايوديه كل أسواق الدنيا..

جاسم برعب : أفا يمه.. لاعاش من يضيق خاطرك.. وش مزعلج..؟؟

كان جاسم في أواسط الثلاثينيات.. مربوع وملامحه طفولية جدا..
وقلبه أشبه مايكون بقلب طفل من قد ماهو طيب ونظيف..
متزوج نجلاء من حوالي خمس سنين.. لكنهم قعدوا ثلاث سنين لحد ماحملت نجلاء بحمد..

أمه بصوت حزين وعميق: يمه جاسم أنت عارف إن نجلاء غلاها من غلا خواتك والله العظيم..

جاسم بخوف: يمه نجلاء مضايقتج في شيء..؟؟

أم جاسم بحب: حاشاها أم حمد.. والله إنها تعاملني مثل أمها وأكثر..

جاسم اللي تنفس براحة: زين وش فيج؟؟

أم جاسم بقلق: دلال.. بنت خالك أحمد

جاسم بحذر: وش فيها؟؟

أم جاسم بتردد: فكت حدادها من كم يوم..

جاسم وهو مو فاهم شيء: وطيب؟؟

أم جاسم مثل اللي تلقي قنبلة: أبيك تتزوجها..



بعد الغياب/ الجزء الثالث والخمسون

#أنفاس_قطر#



هند قاعدة في الصالة تشوف التلفزيون..

فايز اللي جاي من برا.. جاء وقعد جنبها..

سألها: وين أمي؟؟

هند بدون اهتمام: ما أدري.. عند خالتي.. عند الجيران.. في السوق.. هي أمك تقعد يعني..؟؟

فايز باستفسار غاضب: ووين الرقم اللي قلت لج جيبيه؟؟

هند بطفش: أتصل بنوف موبايلها مقفول..
تدري؟؟... السالفة ذي كلها أقرفتني.. ومالي مخ لها..

فايز بحدة: بس أنا لي مخ.. ورقم جواهر لازم تجيبينه لي..

هند ألتفتت عليه بحدة: من وين يعني؟؟ من مخباي؟؟

فايز بحدة أكبر: قومي ألبسي أوديج.. وخذي معاج ورد على أساس أنج جايه تسلمين وتباركين.. وجيبي لي الرقم..

هند بعصبية: فايز.. اعتقني من شوفة عجوز النار.. تركبني العفاريت لاشفتها..

فايز اللي فاهم أخته.. قال بخبث: يعني عشان شفت حد أحلى منج انطبقت الدنيا..
عشر دقايق وتكونين جاهزة.. انا ناطرج في السيارة..


***************



جاسم دخل على نجلاء وهو مهموم..

نجلاء من يوم شافت وجهه.. أعتفست..
جاسم ما يعرف يخبي مشاعره أو اللي داخله..
كان دائما بالنسبه لها زجاج شفاف تستطيع قراءة انعكاسات مشاعره وانفعالاته خلفه..

نجلاء قربت من جاسم اللي سلم
وقعد على السرير سرحان.. خذت غترته من فوق رأسه وعلقتها..

ورجعت قعدت جنبه.. وقالت برقة: حبيبي وش فيك..؟؟

جاسم ألتفت عليها برقة....
وقال لها: مافيني شيء يا قلبي..لا تشغلين بالج..

نجلاء بالها أنشغل.. جاسم عمره ماخبا عليها..
وقالت بقلق: حبيبي تخبي علي؟؟

جاسم بتعب.. وهو يتمدد على السرير بثوبه: تكفين نجلاء ..لا تلحين علي.. أبي أنام شوي واللي يخليج..


****************



هند وصلت لبيت عبدالله بدون ما تعطيهم خبر

دخلتها الفلبينية لمجلس الحريم بعد ماخذت الورد منها.. وطلعت تبلغ ربة البيت الجديدة..

جواهر وقتها كانت توها مخلصة لبس..
لبس جديد اشترته قبل أمس هي والبنات من السيتي سنتر..

كان فستان شيفون قصير لتحت الركبة بشوي صدره وأكمامه الجابونيز مزمومة.. ولبست معه صندل واطي مرصع بالكرستال.. وعملت شعرها كيرلي

كانت تبي عبدالله اللي على وشك الرجوع من المؤسسة يشوفها بطلتها الجديدة..
إحساسها الانثوي حضر بحدة صارخة مؤلمة..

نزلت للضيفة اللي مادرت من هي لحد ماشافتها..
رحبت فيها بمودة.. رغم إنها ما كانت تبي تشوفها..

وهند ولعت لما شافت منظر جواهر الخيالي..
وقالت من تحت أضراسها: ألف مبروك خالتي..
وأمي بعد تبي تبارك لج.. ياليت تعطيني رقمج عشان تبارك لج بنفسها..

جواهر اللي ما تدري بشيء، وحسن النية رائدها.. قالت بود: إن شاء الله حبيبتي..

وعقب ماخذت هند رقم جواهر، قالت بود مصطنع: وينها نوف؟؟

جواهر ما كانت تبي بنتها تقابلها.. وخصوصا إن نوف عندها امتحان وتدرس
فقالت لها بود : سامحيني يا قلبي بس نوف عندها امتحان بكرة.. وتدرس.. انتي ما عندج؟؟

هند بمياعة: عندي.. بس درست وخلصت..

وقتها دخلت الشغالة..
وخبرت جواهر إن عبدالله وصل ويبيها برا

جواهر أستأذنت من هند : دقايق حبيبتي وراجعة لج..

هند ولعت ( نعنبو.. موقادر يصبر على بعدها دقايق..)

ودقت تتصل على فايز اللي كان أصلا بعده ينتظرها تحت

عبدالله وهو داخل شاف سيارة فايز واقفة تحت..
نزل عليه.. وسلم.. وحلف عليه ينزل يتقهوى..
بس فايز الل كان قاعد يتميلح عند عبدالله مارضى وقال مستعجل..
وهو يشوف بحقد عبدالله بطوله ووسامته منافس يتجاوز فايز رغم وسامته بمراحل كثيرة..

عبدالله دخل .. وطلب من الفلبينية تنادي له جواهر..
رغم انه ماكان يبي شيء... بس يبي يشوفها..

هذه الأيام عبدالله يشعر وهو في مشاويره برا البيت..
أن يسار قفصه الصدري شديد الخواء.. لين يشوفها

فيشعر حينها أن هذا اليسار امتلأ إلى حد الانفجار..
إلى حد العجز عن الاحتمال..
شعور غاية في الروعة.. غاية في الوجع إلى حد الانتهاء


عبدالله لما شاف طلة جواهر المختلفة.. حس قلبه بيطلع من مكانه لوعة ولهفة وإعجاب..

(حرام عليج يا جواهر خفي علي.. أنتي شكلج تبين تجلطيني)

جواهر قربت منه مبتسمة وهي بتموت تسمع كلمة إعجاب وحدة.. وحدة بس..
تحسسها أن تعبها في التأنق له.. ولهفتها الحادة عليه.. ماراحوا خسارة

بس عبدالله كتم مشاعره المتأججة المحرقة في داخله..
عشان ما يبين قدام جواهر إنه يخلف بوعده الغبي لها..

ابتسم وقال: حيا الله أم عزوز.. عندكم ضيوف؟؟

جواهر بابتسامة: فيه رفيقة نوف..

عبدالله بود: زين رفيقة نوف خليها مع نوف.. وانا وأنتي خلينا نطلع نتعشى برا..

جواهر بنفس الود: ما أقدر.. نوف عندها امتحان وتدرس..
وعلى كل الأحوال ما أقدر أخلي نوف وهي تدرس.. لازم أظل قريب منها..

عبدالله بابتسامته العذبة: الله لا يحرمكم من بعض..

وكانت جواهر تبي تستأذنه وترجع لهند
لكنها تفاجأت بهند تطلع عليهم، وتمر عليهم
وتقول بطريقتها المايعة: عن أذنج خالتي.. أخوي مستعجل..بأروح..

عبدالله لما شاف البنية طلعت
نزل عينه، وكان يبي يروح..

لكن هند وقفته لما قالت: عمي بو عبدالعزيز.. مساء الخير

ومدت يدها لعبدالله... عبدالله كان أصلا ما يصافح حريم.. لكن شاف البنت مدت يدها..
قال في نفسه: حرام هذي مثل بنتي.. وماني مفشلها..

فمد يده.. جاء يبي يفك يدها بسرعة.. بس هند ظلت شادة على يده..

وهي تقول بمياعة: الف مبروك عمي.. منك المال ومنها العيال.. إذا كان بعدها خالتي تقدر تجيب عيال..

جواهر هنا حست إنها خلاص على وشك الانفجار لشظايا محرقة مدمرة
وعرفت إن عبدالله خلاص اقتحم أخر حصونها اللي كانت تحاول بضعف الاحتماء خلفها من طوفان مشاعرها ناحية عبدالله..
لأن الغيرة كانت دليل صارخ على حبها لعبدالله وشعورها أنه ملكها هي وبس.

واللي كانت جواهر تحسه ماكان (مجرد) غيرة ..
كانت حاسة بنار محرقة قاتلة مرعبة تلتهم بوحشية قلبها واعصابها وأحشائها..
نار مستعرة ممكن تحرق كل شي قدامها بلمح البصر..

وخصوصا إن هند كانت بنت حلوة وجذابة جدا..
وجواهر اعتقدت أن عبدالله هو اللي طول وهو ماسك يد هند..

عبدالله في الأخير شد يده بقوة
وقال بشوي حدة: يا بنتي تأخرتي على أخوج اللي قاعد ينطرج..

هند بمياعة وهي تطالع عبدالله بنظرة خاصة: مع السلامة عبدالله..
والتفت على جواهر وقالت بملل: مع السلامة خالتي..

هند أصلا كانت قررت إنها ما ترجع لذا البيت..
عبدالله مستحيل يكون لها معه فرصة وهو عنده زوجة مثل هذي...
ونوف أصلا تحسها أفكارها طفولية بالنسبة لأفكار هند الشيطانية..

لكنها قررت إنها تترك لهم ذكرى صغيرة..


وتركتها..


****************


الشباب طالعين من النعيرية متوجهين للدوحة
محمد يسوق.. سالم جنبه
وجبر وخالد ورا..

محمد بنبرته المرحة: هاه يا جبير.. عادك بتخاوينا؟؟

جبر يضحك: لا حرمت.. ذبحنا البرد يا أخوك..

محمد يضحك: مهوب حولك.. الاسبوع الجاي احتفالا بامتحاناتي اللي بأخلصها.. بنرجع.. وبنخيم أسبوع وكلكم معي..

سالم بابتسامة: أنا اسمحوا لي..

خالد بعيارة: إيه المعرس.. ما يبي يبعد من الدوحة.. ما يبي يبعد عن ريحة الحبايب

سالم بضحك: نعنبو.. انتو تبون الواحد يذبح هله.. والا يذبح روحه عشان يخلص من تعليقاتكم..

محمد بعيارة: المهم يالربع.. تراني نسيت أقول لكم:
ترا سالم عازمنا كلنا نخاويه لشهر العسل..
وبعد المداولات ولأنه ما يصير مره معنا واحنا كلنا شباب.. فإحنا بناخذ سويلم مربط معنا
وبنخلي المدام تقعد في ربوع الدوحة تستانس بروحها.. وسالم يستانس معنا..

سالم يضحك: مهوب حولي.. أنا أصلا قبل عرسي بأسبوع بأعين بودي جارد معي.. أخاف تخطفوني. محيميد ذا يسويها.. وينكبني..

محمد بعيارة: يمكن أبي أنقذك..

جبر بمرح: عقبال ما تنقذني أنا..

خالد يضحك: وانا مالي نصيب في الانقاذ.. خاطري تنقذوني بعد..

محمد يضحك: أنت عادك بزر.. خلوهم لين يفطمونك من المرضاعة..


********************


نجلاء نزلت شايلة حمودي عشان تقعد مع أم جاسم..
وبالها مشغول مع جاسم اللي تركته نايم في الغرفة.. مع أنه عمره ماسواها ونام هالحزة..

أم جاسم كانت قاعدة مهمومة.. لما جات نجلاء.. دنقت على رأسها.. وسلمت.. وقعدت جنبها..

أم جاسم بهم كبير: نجلاء أنتي عارفة بغلاج عندي والله الشاهد..

نجلاء قلبها رقع (وش ذا المقدمة): أكيد يمه.. مافيه شك..

أم جاسم تكمل بذات النبرة المهمومة الجادة: أنتي تدرين أن دلال بنت أحمد فكت حدادها..؟؟

نجلاء بمودة: والله..؟؟ لازم أتصل فيها واسلم عليها...
زين والله.. عشان ترجع لشغلها المسكينة.. أكيد بتموت من قعدة البيت..

أم جاسم بتردد: وهذا هو الموضوع.. أنتي تدرين ان دلال كانت وحيدة أهلها.. وأمها توفت وهي صغيرة.. وأبوها توفى عقب عرسها بسنة..
وتعرفين إن دلال مسكينة لا تهش ولا تنش.. قعدت عند رجلها 6 سنين وماجابت عيال..
والحين مايصير تقعد بروحها.. البنية حلوة وصغيرة وينخاف عليها..

نجلاء عبرتها نطت ببلعومها وكأنها فهمت عمتها وش تبي: طيب يمه؟؟

أم جاسم بهم : أنا أبي جاسم يتزوجها.. أدري أنه الموضوع صعب عليج.. وما ألومج..
بس هالبنية نخليها لمن..؟؟
أخوي أحمد وصاني أنا وجاسم عليها.. مايصير تقعد في بيتها لحالها..
أدري ان المره مستحيل تقبل ضره.. بس دلال تعرفينها.. مافيه أطيب من قلبها..


نجلاء اللي حست إنها انذبحت بكل معنى الكلمة
وكأنها تشوف دمها يجري نهر ثائر أمامها يضرب ضفتيه بقسوة محمومة
( مره تشاركها في جاسم... ولا.. من بين كل الحريم.. دلال.. دلال عاد!!!!!!!)

نجلاء بنبرة مذبوحة: يمه تكفين بأخلي حمود عندج
وجاسم لو سأل عني.. قولي له طلعت مع ماجد شوي.. وبأرجع..

نجلاء قامت..وهي تطلع الدرج تبي تجيب عبايتها
اتصلت بماجد.. بصوت ميت: ماجد تعال ابيك الحين..
حاسة أني باموت والله بأموت.. أبي أطلع من البيت الحين.. تعال خذني.. تكفي يابو فيصل..

ماجد حس قلبه نُزع من مكانه بكل وحشية: 5 دقايق واكون عندج..


****************



جواهر بعدها واقفة حاسة بنار تحرقها .. تحرق كل خلية فيها وتحيلها لرماد.. نار تصهر جسدها وروحها وأعصابها ومشاعرها..

وعبدالله كان واقف محرج: أشفيج جواهر؟؟

جواهر اللي خلاص واصلة اخرها: لا تكلمني.. ما أبي أسمعك ولا أسمع صوتك..

وطلعت بحدة لغرفتها

ماوصلت غرفتها إلا عبدالله وراها..
يمسكها من عضدها ويشدها ويلفها ناحيته بقوة..
وأصابع كفه تضغط بقسوة على عضدها
ويسألها بحدة: ممكن أعرف سبب الكلام السخيف والحركة الأسخف اللي أنتي سويتيها.. أنا ماني بأصغر عيالج.. أنا رجلج..

جواهر اللي خلاص الغيرة والغضب اعموها: مبين رجلي.. ويا عيني على الرجولة.. أنت والطوفة واحد..

عبدالله اللي كان يحاول يمسك نفسه، عشان مايمد يده عليها..
رد عليها بغضب رجولي هادر: جواهر أنا رجّال وغصبا عنج..
ومن قبل تجيبج أمج رجّال..
ومنتي باللي تجين الحين تعلميني الرجولة..
ولا تستفزيني.. يصير شيء مايرضيج

جواهر بغضب أكبر: وإن استفزيتك..
أصلا أنت منت برجّال ولا عندك إحساس..
كيس ثلج لا تحس.. ولا تراعي مشاعر الناس اللي عندك..


بعد الغياب/ الجزء الرابع والخمسون

#أنفاس_قطر#



جواهر اللي خلاص الغيرة والغضب اعموها: مبين رجلي.. ويا عيني على الرجولة.. أنت والطوفة واحد..

عبدالله اللي كان يحاول يمسك نفسه.. عشان مايمد يده عليها
رد عليها بغضب رجولي هادر: جواهر أنا رجّال وغصبا عنج..
ومن قبل تجيبج أمج رجّال..
ومنتي اللي بتجين الحين وتعلميني الرجولة..
ولا تستفزيني.. يصير شيء مايرضيج

جواهر بغضب أكبر: وإن استفزيتك..
أصلا أنت منت برجال ولا عندك إحساس..
كيس ثلج لا تحس ولا تراعي مشاعر الناس اللي عندك..

عبدالله اللي خذ غترته ورماها على الأرض.. دف جواهر على السرير.. وقال لها وعيونه تطق شرار:يعني أنا في عينج ماني برجال؟؟ تبين تتأكدين؟؟

جواهر ما كانت مستوعبة اللي يصير.. شافت عبدالله يروح يقفل باب الغرفة.. ويرجع عليها وهو يفتح ازرار ثوبه.. كاشف عن عضلات أعلى صدره النافرة وعروق رقبته البارزة بقوة من شدة الانفعال..

جواهر نطت واقفة
عبدالله بغضب وهو يدفها مرة ثانية على السرير: أنا ما قلت لج قومي.. أنتي ما تبين تتأكدين من رجولتي..؟؟
خل نعطيج درس يأكد لج.. إذا كنتي نسيتي الدرس اللي قبل 18 سنة..

جواهر حست إنها مشلولة، وتفكيرها مشلول (وش سويت بروحي يارب؟) ..
لكنها كانت تحاول تقاومه بعنف.. بس ماقدرت على قوة عبدالله الجسدية الهائلة..
كانت ايدين عبدالله تثبت ايديها بقوة.. ووجهه مدفون في شعرها.. وانفاسه الحارة تكاد تحرق رقبتها.. وريحته الرجولية العميقة تحتويها بسحر موجع

حست قلبها بيوقف.. والاضطراب يهزها بعنف مدمر..
وكانت على وشك إنها تنهي مقاومتها.. اللي حست إنها تمثيلية مالها معنى..

لولا إن عبدالله بنفسه فلتها
و نط واقف..

وهو يقول بانفاسه الطايرة وصوته المرتعش: أنا آسف جواهر آسف.. سامحيني..

بعد عن السرير شوي..
في الوقت اللي جواهر رجعت لرأس السرير.. ولصقت ظهرها فيه.. وهي تضم نفسها.. وتوطي أطراف فستانها القصير على سيقانها.. وترتعش بعنف قاتل مثل عصفور مبلل

عبدالله بحزن وهو يتناول شنطة صغيرة فاضية من تحت السرير: ما أنكر أني كنت أتمنى لو أني استمريت للأخر.. وأني والله العظيم بذلت جهد خارق وقاتل ومؤلم وموجع عشان أوقف نفسي..
لأني مستحيل أغلط الغلطة هذي معج..
أنا حلمت كثير باللحظة اللي بتكونين فيها لي...
بس كان الحلم دايما مشترك..

أخذ الشنطة وبدا يحط فيها ترينغات رياضة وملابس داخلية

وكمل بانفعال يهزه هز: جواهر خلاص أنا ماعاد فيني صبر.. تعبت من التمثيل وكبت مشاعري..
وانتي منتي بحاسة فيني أبد.. ومربطة يدي بإحساسج بالقرف مني اللي ما اقدر أتجاوزه..

تدرين جواهر لو القضية مجرد شهوة ورغبة جسدية، كان شيء مقدور عليه..

لأني تعودت طول عمري على كبت رغباتي (وكمل بمرارة ممزوجة بحزن قاتل) لكن الأمر عندي يتجاوز هذا بكثير.. بكثير..

(بتردد حزين) روحي اللي تعبت من الوحدة والغربة والوجع تذوب والله تذوب بكل معنى الكلمة..
تذوب شوق ولهفة ووله لروحج.. ورغبة في الامتزاج بها ومعها وفيها..


جواهر لحد الحين مو قادرة تستوعب اللي هو يسويه
لأن مشاعرها كلها مع كلامه اللي كان يهزها هز: أنا باروح كم يوم للشاليه اللي في الخور.. عشان ترتاحين مني.. وانا اريح أعصابي اللي على وشك إنها تنفجر..

وإذا رجعت بأخذ وحدة من غرف الضيوف وأنقل أغراضي فيها..
انا ما أقدر أقعد معج في غرفة وحدة خلاص.. ما أقدر استحمل..

جواهر كان نفسها تنط.. وتوقفه..
وهي تشوفه يسكر شنطته..
ويسكر أزرار ثوبه..
ويتناول غترته وعقاله من الأرض..

بس ماسوت شيء غير إنها ظلت تراقبه..
لحد ماطلع وسكر الباب وراه
وغاب عن عيونها


*******************



ماجد خذ أخته اللي من لما ركبت معه وهي تبكي بهستيرية ووداها لبيته..

تركها تبكي براحتها على كتفه.. لحد ما شبعت.. لما بدت تهدأ، سألها بحنان: نجولتي الغالية ليش تبكي؟؟

نجلاء بصوتها الباكي: عمتي أم جاسم تبي تزوج جاسم..

ماجد بغضب نط واقف: وليه ؟؟

نجلاء بتأثر: تبي تزوجه بنت أخوها اللي توها فكت حدادها..

ماجد بتفهم: بس إذا هي تبي.. مو معنى كذا إن جاسم بيطيعها.. ليش سويتيها سالفة.. وخصوصا ان جاسم يموت عليج..

نجلاء رجعت تبكي: بس البنية أبوها وصى جاسم عليها، وساكنة في بيت بروحها ومالها حد.. يعني الواجب يقول إن جاسم ملزوم فيها..

ماجد بعيارة يبغي يفرفشها: حتى لو تزوجها جاسم.. بتصير هي سكند كلاس.. وأنتي الفرست..

نجلاء بانهيار: بلاك ماشفتها.. والله جاسم لو يتزوجها أصير أنا ثيرد كلاس.. حتى سكند ما أحصل..

ماجد اللي كانت جواهر حركت احساسه نحو الجنس الآخر: ليه لذا الدرجة حلوة؟؟

نجلاء بتاثر والتفكير الأنثوي يشل قدرتها على التفكير المنطقي: أنا أعرف أن جاسم يحبني وايد..
بس أنا أعرف أني عادية.. دلال أصغر مني وأحلى بوايد..
وعليها بياض ونعومة تفلق الصخر..
أشلون أقدر أنافسها ذي..؟؟
ممكن جاسم يظل وفي لي شهر والا شهرين..
بس عقب الا يذوب.. وخصوصا إنها طيبة ومسكينة والحق يقال..
يعني لو حلوة وأخلاقها شرسة كان قلت لي أمل..

ماجد بجدية: دام مواصفتها كذا أكيد بتحصل لها زوج..بعيد عن زوجج..

نجلاء بحزن: وهم يعني بيقعدون ينطرون لين حد يخطبها.. وخصوصا إنها كانت متزوجة 6 سنين وماجابت عيال.. يعني أي حد بيخطبها بيخاف إنها ماتجيب عيال..

ماجد مثل اللي يلقي خبر قنبلة: طيب ولو أنا خطبتها.. توافق علي؟؟


**************


جواهر اللي كانت بعدها قاعدة على سريرها مو قادرة تسيطر على أعصابها..
فوجئت بنوف تدخل عليها.. مثل الأعصار..
" يمه صدق أبوي رايح يقعد في شاليهنا اللي في الخور؟"

جواهر حاولت تمسك أعصابها وردت بهدوء: وهي تمسح على شعر نوف: إيه حبيبتي؟؟

نوف بحزن: ليه ياربي.. أنا متعودة على وجوده أيام امتحاناتي.. أحس ما أقدر أدرس من غير طلته كل شوي علي..

جواهر حست بطعنة قاسية في قلبها.. وهي تشعر إن زواجها من عبدالله بدل ما يدعم نفسية عيالها ويدفعهم لقدام، بدأ يأثر على نفسيتهم

هذاك اليوم عزوز زعل من نومة أبوه تحت، واليوم نوف حزينة أنه راح وقت امتحاناتها..

جواهر ردت بهدوء: هو عازم رياجيل هناك.. وبيرجع بكرة ان شاء الله..

نوف بتشكك: بس هو قال بيقعد كم يوم؟؟

جواهر بثقة: بيرجع بكرة يا قلبي.. المهم أنتي تركزين في دراستك.. وامتحانج اللي بكرة..

نوف اللي ابتسمت: أكيد مامي..

جواهر بحب: أكيد يا قلبي.. ويالله روحي كملي دراستج وأنا جايتج بعد شوي..

جواهر اللي كانت معتزة بكرامتها جدا.. لكن توصل لحد مصلحة عيالها ولا.. أرسلت مسج لعبدالله:

" نوف
متأثرة وايد من غيابك..
أنا قلت لها أنك عازم رياجيل
و بترجع بكرة
أتمنى ما تطلعني كذابة قدامها..
ومشاكلنا أعتقد أنه ممكن نحلها بيننا
بدون ما يحسون عيالنا"


بعد دقايق وصلها رد عبدالله

" جواهر
أنا تعبان حدي ما أقدر أرجع بكرة
عطيني كم يوم
واللي يرحم والديج
دوري لنوف عذر"

جواهر تربطت يدها.. ما تقدر تهين نفسها وتترجاه أكثر من كذا..


****************


منيرة في غرفتها قاعدة على سريرها
عيونها شاردة..
أهلها أصبحوا شبه متاكدين أنها أصبحت مجنونة..
إلا سارة..
اللي كانت دموعها ما تنشف
وإحساسها بالذنب يقتلها..

أبو علي
دخل غرفة بناته بالراحة
لما شاف منيرة بعدها على قعدتها
وعيونها خالية من الحياة..
حس ألف رمح يطعنون قلبه بكل قسوة الدنيا

قرر يريح ضميره
ويقول لها شيء يمكن ينتزعها من حالة الجنون
رغم أنهم أصبحوا يشكون أنه فيه شيء ممكن يرجع منيرة المجنونة اليوم.. لمنيرة المرحة المليانة حياة أمس

قرب منها وجلس جنبها.. وقال لها بحنان كبير:
" منيرة يا أبوس
سالم بيوصل الليلة من السفر
وبكرة إن شاء الله من الصبح
بأروح أنا وياه المحكمة وأخليه يطلقس"

منيرة من سمعت كلام أبوها
حست كأن الحياة رجعت لروحها اليابسة كأرض جرداء أغرقتها أمطار الخصب

نطت تسأل أبوها بحماس :صدق يبه صدق
مع أنه لها 3 أيام ما تكلمت بكلمة

أبوها بصدق وحب وفرحة خرافية: اللهم لك الحمد والشكر.. لو أدري أن الكلمة ذي بتونسس كان قلتها لك من أول يوم
صدق يا أبوس صدق..بكرة بأخلي سالم يطلقس
وسالم الله بيرزقه "

سارة اللي غرد قلبها من الفرحة لرجوع منيرة لهم...ماكانت مصدقة اللي قاعد يصير قدامها..
وخصوصا أن منيرة نطت تحضن أبوها وتبوسه: يبه تكفى أرسل السواق لبيت مها.. خله يصور لي أوراق امتحان بكرة... أبي أدرس.. ويالله الوقت يكفيني

أبوها بحب وسعادة وهو طالع: إن شاء الله يا أبوس.. إن شاء الله..

سارة قربت بفرحة مجنونة تبي تحضن منيرة
لكن منيرة وقفتها بيدها.. وقالت بحقد : سارة أنا عمري ماراح انسى انس خدعتيني.. وبديتي سالم علي..
أنتي مو بس خدعيتيني.. أنتي طعنتيني أقسى طعنة ممكن أخت تتلقاها من أختها..
وضحى تبي فستان لعرسها؟؟ هاه ؟؟ لذا الدرجة هنت عليس؟ لذا الدرجة

سارة حست إن قلبها مات وروحها انطفت.. وتراجعت وهي تحس قلبها ينزف دمع ودم..


******************


نجلاء المصدومة طالعت في ماجد: أنت من جدك؟؟

ماجد بثقة: أكيد..

نجلاء بدهشة: يعني عقب ماصرعتنا على جواهر.. وكنت حتى بتخرب زواجها من عبدالله..
جاي بهالسرعة تبي وحدة غيرها.. ما تدخل في الرأس ذي..


ماجد بلهجة جادة: أنا قبل كنت رافض فكرة الزواج بالكامل.. وتدخل أي مره في حياتي..
بس بعد جواهر صرت مقتنع بالفكرة..
ولما جواهر صار نصيبها مع غيري.. ليش أنا بعد ما أشوف نصيبي مع وحدة تنسيني إياها..

نجلاء بتحذير: بس دلال موب نفس مستوى جمال جواهر..

ماجد بتحسر: وجواهر من مثلها.. بس خلاص صارت نصيب عبدالله أول وتالي

وكمل باستفسار: أنتي مو بنت خال زوجج ذي تقولين حلوة وأخلاقها زينة؟؟

نجلاء بثقة: إلا حلوة ونص.. وأخلاقها فوق ما تتصور.. بس (كملت بحذر) بس أخاف إنها يكون عندها مشكلة في الانجاب..

ماجد بإيمان: ويمكن كانت المشكلة من زوجها... أنا نفسي انشرحت لذا البنية خلاص..

نجلاء بخوف: أخاف جاسم يقول أنتي دزيتي أخوج عشان يخلصج من بنت خالي..

ماجد بثقة: ماعليج من جاسم وأم جاسم.. خليهم علي..
وانتي طمني نفسج على جاسم اللي بيقعد من أملاكج الحصرية..


***************



دانة نايمة على ذراع سعود.. وسعود يلعب بشعرها
القعدة اللي أصبحت قعدة سعود المفضلة..
ويسولفون..

رن موبايل سعود..

(غريبة من بيدق ذا الحزة؟؟)

تناول موبايله بيد.. ويده الثانية تحت رأس دانة وشاف اسم محمد

سعود بشوي غضب: محمد مو كنك تأخرت..

سعود انتزع يده بعنف من تحت رأس دانة
ونط بعنف وهو يسمع محمد يصيح في التلفون بكل ألم الدنيا ووجيعته:

" ألحقنا يا سعود ألحقنا.. أفزع لنا تكفى .................................................. .................................................. ............."

تعليقات