📌 روايات متفرقة

رواية عشق من قلب الصوارم الفصل الثاني 2 بقلم عاشقة ديرها

رواية عشق من قلب الصوارم الفصل الثاني 2 بقلم عاشقة ديرها

رواية عشق من قلب الصوارم الفصل الثاني 2 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية عشق من قلب الصوارم الفصل الثاني 2 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية عشق من قلب الصوارم الفصل الثاني 2 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية عشق من قلب الصوارم الفصل الثاني 2

رواية عشق من قلب الصوارم بقلم عاشقة ديرها

رواية عشق من قلب الصوارم الفصل الثاني 2

الماضي*
جاء من الخارج مثقل بالتعب ..ليجد طفله ذو العام ونصف
يبكي جوار والدته النائمة من المرض ..حمله بشفقه ..
وتوجه للأخرى التي تنام وبجوارها مهد طفلها ذو الأشهر حيث يغط فيه بنوم عمــيق ..
عقاب وهو يهز كتفها وعلى كتفه فياض الباكي :فهدة ياأم بتال ..
فهدة التي جلست بسريرها بفزع :بسم الله الرحمن الرحيم ..عقاب أنت متى عودت ..
وتداركت نفسها لتقول بماتستطيع توفيره من لباقة في وضعها : الحمدلله على السلامة ...
عقاب بأرهاق :الله يسلتمس ..خذي هذا أرضعية أو دبريه ...أمه وش سوت ...
فهدة بأنزعاج :وش أرضعه هذا عود كبر جدي .. ناد الدادة تعطية من العيشة التي تطبخها له ..
وأمه على حالها جاها أمس أخوها وداها المستشفى وماتغير فيها شي
أنا أقول كان تطوع شوري ونوديها للمطوع ,,
والله ماجاها غير عين النساوين على ولدها يوم جابته كلن يقول هذا أبو سنتين كيف قدرتي تالدينه ومامتي ...
عقاب وهو يضع يده على رأسه من ألم الصداع والأرهاق :ارضعي الورع وارقدي ...
فهدة بأنزعاج تحمل فياض الذي أعاده إليها ..لترضعه مجبره ...
وهي تشفق على صغيرها الذي لن يجد حليب ليتغذى فيه بعد هذا الوغد ...
ولكن لاقدره لها لمجادلة عقاب العائد بعد غياب والغضب يملئه على حال ضرتها وأبنائها ....
.
الحاضـــر *
وقفت أمام مرآتها تستعد لمناسبة اليوم ...
كان الفاونديشن الذي وضعته لبشرتها مناسب جداً لها وقد جعل بشرتها حيوية جداً ...
رتبت حواجبها بطريقة مناسبة ورسمت كحلها البدوي ..ووضعت عدسات بلون العسلــي ..
بلشر برونزي ... وروج ثقيل جداً ..
هي راضية عن زينتهاا ستظهر أكبر سناً وناضجة جداً ليس كمظهرها بالملكة .. لاتعلم كيف تصرفت بتلك الطريقة وكأنهم لو رآوها من غير زينة سيحنون عليها ويتركونها بدون زواج ...
ألقت نظرة أخيرة على زينتها وشعرها الذي تركته ستريت فلايوجد لديها وقت للعبث معه ...
أرتدت الفستان الذي أختارته بعناية .. حتى لايبدو مبالغ فيه ..
فهي تناسبها الفساتين البسيطة بتفاصيلها ..المتكلف بقماشها ...
لاتحتاج الكثير لتظهر جسدها بصورة أفضل ...فهو كافي ليجعل كل بسيط رائع فقط ليتلامس مع جسدها فيصبح قطعة فنية ....
وأخيراً الحذاء ذو الكعب ...
ولكن لقد أصبحت محترفة فيه ...
أرتدت عبائتها مع صوت طرق على باب غرفتها ...
خرجت إليه بعد أن لبست نقابها وحملت حقيبة يدها ...
بتال وهو يلقي نظرة سريعة على ساعة يده :يالله تأخرنااا ..
خرجت خلفه وهي تمشي بتأني كعادتها وكم بدى السلم طويل جداً وهو يلقي نظرة عليها مابين لحظة وأخرى ...
كانت تسير خلفه ومن المفترض أن يخرجا معاً ..ولكنه توقف بنصف الطريق وتوجه لخالته التي تجلس بمكانها المعتاد مع العدد من أحفادها وأحد أبنائهاا ..
ولذهولهااا ذالك الشخص وجه الكلام :مساء الخير ياأم لاافي وشلونتس ؟؟!!
كانت نبرته مزعجة وهي تعودت تجاهل الوقاحة لذا تظاهرت بأنها لم تسمعه وتوجهت للعجوز سلمت عليها وخرجت وهي تعلم والجميع يعلم أنها تجاهلته ...
وماأن ركبا السيارة حتى سألها بنرفزة لم يستطيع أخفائها :وش الحركة اللي سويتيها هذي ؟؟!
جوزاء التي أنشغلت بتركيب أظافرها أنكرت :وش سويت ...
بتال بأنزعاج لو كانت عبير لصفعها على هذا التصرف ولكن هذه لايعلم هل له سلطة عليهاا ليعاقبها حتى ...
ولكن أمام عائلته هي زوجته لذا يجب أن تحترمهم كما يجب :أخوي وأكبر مني وتوه طالع من المستشفى يسلم عليك وتسفهينه كنه ورع أبو سنتين ...
جوزاء بثقة من صحة تصرفها فهي لم تعتاد الندم على شيء فعلته :ماتكلم مع رجال ماهم محارم لي ...خالتك وسلمت عليها ..وغيرها مالي هرج معه ...
بتال يصبر نفسه هذه ليست بالهينة لديها جواب لكل سؤال :أخواني لو سلموا عليتس تردين ولاا لتحديني أوريتس وش عقابتس ...
جوزاء ببرود :الحمو الموت ..وأنا أتبع كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ...أنا ولد خالتي وزوج أختي أركب معه من سنين السلام عليكم مابيننا ..
بتال يعلم أن معها حق ولكنه لن يدعها تفرض رأيها عليه :كلامي قلته وماراح أعيده ...
عجزت عن تركيب أظفرها الأبهام ...أغضبها أسلوبه ...
نزعت جميع أظافرها السابقة وتركتها بلا طلاء أظافر ...
حسناً بتال الأحمق زوج الغفلة سأجعلك الشخصية السمجة في روايتي ...
وذاك الذي لاأعرف أسمه بعد سيكون الشخصية التي لاقيمة لهااا وسأجعل شخص ما يضربه حتى يحطم أسنانه ...
من جهته لاحظ حركتها وتوصل لنتيجة لقد غضبت ..
يوجد شيء يزعجهاا .. ولكنها لاترد ..
تعرف متى تتوقف حسناً مثيرة للأعجاب ...
قبل أن يستدرك ويخبره نفسه :
ياساذج ..هذة التصرفات فقط لأنك حددت لها مكانتها منذ البداية
لاتملك الحرية للتتصرف كما تشأ
فقط لو أعطيتها بعض المساحة لكانت أسوأ من عبير ...
فهي مدللة أضعاف مضاعفة هي وأظافرها التي يتمنى التخلص منها جميعاً ...
طال الطريق وزاد الصمت ... وهي تكاد تنفجر آه رائحة عطرة جيوبها الأنفية قد تحسست ...وألم رأسها يفتك فيها ...
سألته بعد أن فقدت آخر ذرة تحمل :عندك مسكن ...
بتال الذي كان باله بعيد وبيعد عنهاا ..عاد للواقع على صوتها ليسألها مرة أخرى :وش هو ؟؟؟
جوزاء التي أعتقدت أنه لم يفهم طلبهاا :عندك مسكن .. عندي حساسية بالجيوب الأنفية ومصدعة ...
بتال بتعجب :ووش اللي ثورها عليك لافيه غبار ولا دخان قبل أن يستدرك وبشماته :ايه من هالمناكير وخرابيطة اللي بس تلطخين فيهاا,,,
وأضاف وهو يلقي نظرة على عيونها المحمرة بهذة اللحضة :ولا هالعدسات والخرابيط اللي بالية عمرك فيها ...
جوزاء ببرود :مناكيري بدون ريحة .. وعدساتي متعودة عليهاا ..وأضافت بوقاحة لأنها ستنفجر من أسلوبه المتعجرف معها :وسبب حساسيتي عطرك الثقيل ...
بتال نظر إليها بدهشة لمرتين ولم تعطيه ولانظرة يال الوقااااحة ...
هل عطرة سيء ..!!
ماذا إلا تعجبها العطور الشرقية بنت باريس !!!
×أنتي الخيال اللي حكو به ولاأنشاف ..كنت أرسمه بالبال واليوم شفته ..××
****
لايعلم هل يضحك ويطيح بهيبته أم يتظاهر بالغضب ويتصرف بطفولية ...ولكن وجد بنفسه المرح أكثر سيطرة من الغضب ليطلق ضحكة يشارك فيها الفتيات الضاحكات ...
ليلى وهي تضرب ضهر ياسمين التي إلى جوارها :ياربي أول مرة أحمد ربي أني مو فياض ...
فياض يتوقف عن الضحك ويتظاهر بالغضب :اشش ولاحرف زيادة أول مرة تشوفون واحد ينكرش ...
ياسمين الضاحكة :لا والله ياخال أول مرة نشوف أحد يتجرأ ياكسحك ... بس لاتلومه على قولتهم اللي مايعرف الصقر يشوية ...
ليلى ومازالت تضحك :اللحين عشر سنين وأنت معطيهن أكبر طاف يوم سلمت على وحدة سحبت عليك ..ذنب حسناء وعبير ومريم ...
فياض وهو يتكأ على جانبة الآخر ويمد قدمه :ِأقول بالله لاتطرينهن قدامي شفتن كيف المرة أيه أبيتسن تسذا لاتردن على رجل ماهو محرم لتسن ...
شعاع التي سمعت جزء من حديثهم وتجاهلت الباقي :البنية ضعيفه دوبها داخله عليكم تبون لسانها يلوط أذانها وتردرد على الرياجيل ...
فاطمة القادمة تُوبخ ياسمين :بنت وقص لسان وش فيك تكهكهين قومي يالله هاتي الصحون من الشغالة ...
ياسمين تقف لتذهب وهي لاتفهم ماهي مشكلة والدتهااا مع العاملات ..وكأنهن سيهجمن على الرجال ...
أخذت الصينية من يد العاملة وعادت لتضعه في منتصف الجلس مع بقيت الضيافة وتبدأ بفتح غطاء الكعكة التي جهزتها والدتها على سلامة فياض ..
فاطمة تقول مداعبة :يالله أقطع الكيكة وعقباال ماتقطع كيكة عرسك مع العروس ...
فياض الذي أستلم السكين منهاا : عشان تسذا ماأحب جلسة الحريم .. يعزمنك مسويات لك حفلة ولاجيت تقص كيكة تكتشف أنها فخ ....
فزاع الذي وصل على هذه الجملة :ليش وشطلعت ماهي كيكة صدق ...
ليلى بوقاحة:ليه قالوا لك مريم ..
فياض بحدة:بنت!!!
يارا التي تصور :خالي ركز بالكيكة خلك منهم ..
فياض بصدمة وهو التي أنتبه لوجودها خلف كتفه للتو :أنتي وش تسوين لاتصوريني ...
يارا بأحباط وهي تنزل هاتفها المرفوع :والله ماني مطلعة وجهك بصور الكيكة... بلييزز راعوني أنا وأمي من العصر وحنا نضبط فيها وخلوا منازعاتكم على جنب ...
فياض بتشدق :شفتوا لجيتوا تخطبون لي لازم تسون فحص للنطق اللي تقول بللليززز هذي أكس بالبنط العريض ..
فزاع بقههة :أنت وين بتلقاها تقول بليز بيخطبون لك من الديرة ياحظي بنات الحضارة كلهن رفضنك ...
فياض بنظرة جانبية :وش فيهن بنات الديرة يوم مزدريهن ... ماكنت الهقوة ياأبو وسن ...
فزاع بشك :اها من اللحين بتدافع لا عضة الذيب ماسوت فيك خير ...
فياض وهو يقطع الكيكة أخيراً :والله بنات الديرة على الأقل ماراح أسمع منهن بللييز ..أوكي ...أوه ماي قاد ... أومابسبول .. وكأنهن جوازاتهن أمريكية الشيخااات ...
ليلى بسخرية :أوم باسبول فياز فيه أحد يقص الكيكة تسذا ..تذكي نعجة أنت ...
فياض وهو يعود ليقصها من جهة أخرى :لاأنحر بعيـــر ...
إلا على طاري البعير الحسن وينه كان ناديتوه يشاركنا الحفلة ...
شعاع بشفقة :أي والله ياعزتيله مافيتسن اللي ذكرته تراه ضعيف ماغير على لعبته ليل نهاار ..
ليلى وهي توزع الكيكة التي قطعها فياض بالأطباق:يارا نزلي الصور بقروب الكبسة ويجي ركض .....
يارا التي فرغت من التصوير وغير راضية عن النتيجة فقد تشوهت الكيكة التي تعبت على تحضيرها مع والدتها والصور غير قابلة للنشر ...غادرت ..
وحين ناداها فزاع :يابنت تعالي كلي ..والله دمار ..أرفعوا لوسن وأمهاا ..
يارا بتكشيرة :مسوية دايت وغادرت ...
شعاع تنادي على الخادمة :ياااليناا تعالي طلعي لوسن وأمها من الكيكة ...
ياسمين المندمجة على هاتفها :خالي فياض صورتك حصلت على 20 لااايك ..
فياض يلتفت عليها :وش صورته ..
ياسمين وهي ترفع الهاتف له ..صورة جانبية لخدة وجزاء من شعره والكعكة ويده قد أنزلتها يارا على حسابها بالأنستقرام ...
فياض :والعشرين لايك على وش عسى ماهو عوارضي الرمادية ...
ياسمين :لا على يدك المشعره ..وقهقهة ضاحكة ...وهي تشير على أحد الردود ليقرأه ... تعرف من هذي ؟!...
وبعد أن قرأ كشر وأستعاذ من الشيطان ...
فياض يلتفت على فاطمة بحدة :قولي لبنتس تحذف صورتي أحسن لهااا ...
وتحت صيحات الأعتراض ...
فياض بتعجب وهو يأكل من الكيكة اللذيذة :اهب حتى غادة وصلتها الصورة بالدمام أمحق تكنولوجياااا .. هذي وش تبي تحط لي لايك أكيد تدعي علي بقلبها ومسوية ذوق تحمدلتسن بسلامتي ...
فاطمة بحدة لياسمين :روحي خلي أختك تحذفها ..هذا اللي ناقصنا ماخلصنا من تدخلهم هناك لاحقين هنااا ...ماقدرتن تحظرنها يعني...
ياسمين بتأفف:لو حذفناها كيف بنعرف وش تسوي من ورانااا ..
ووجدت نفسها مجبرة على أخبار يارا بماطلبت أمها
وحقاً عمتهم غادة تلاحقهم بحسابات التواصل وتراقب كل مايفعلونه عليهااا كما كانوا في منزل والدهم
فهي تلاحق كل تصرفاتهم وتصبها بأذن أبيهن أذا عاد وكم تسببت بالكثير من المشاكل بينهم ...
1
×× إِيّاكَ وَالبَغيَ وَالبُهتانَ وَالغيبَة
وَالشَكَّ وَالشِركَ وَالطُغيانَ وَالريبَه ××
***
وصلوا أخيراً وهي لم تعد تشعر بأنفها ومقدمة رأسه من شدة الصداع ...
نزلت ليتوجه الكثير من الرجال بثيابهم البيضاء لها ...
كلا أرجوكم ليس مرة أخرى ...أعتذر نصفكم لاأعرفه ...
وألفاظ مثل ياعمة .. ياخالة .. وأخيراً اللفظ التي تمقته أكثر شيء وأصبح البعض بالأونة الأخيرة يردده .. ياجدة .. تتكرر كثيراً ..
وهي تبتسم بغباء وترد ببلاهة ..
أحمد ..لافي .. فهد أبن شيخة ...وعدة وجوه أخرى ..
من أبناء أخواتها وأخوتها لأبيهااا ..هم فقط من تعرفت عليهم والآخرين سلمت عليه مجاملة بل باتت تخشى أن تسلم على رجال من غير محارمهااا ...
أحمد الذي بقى ممسك بيده وهو يسألها عن أخبارها بينما الآخرين يسلمون على بتال الذي دخل للتو :وشلونك ..كيف الأمور .. أحد تعرض لتس قالتس شي ...
جوزاء التي تمون على أحمد أكثر من أبناء أخوتها الآخريين بس بقائه عندهم حين كان يدرس في جامعة الرياض بل كان يقلها معه أيضاً حين كانت تدرس:حمود تكفى عطني بنادول وفكني من سواليفك ..لو قلت لك أحد مسويلي شي بتروح تأخذ حقي يعني ...
أحمد بخيبة أمل:افاا يعني ماني على الهقوة يالله مقبولة منتس ولو من غيرتس قفينا ومانشدنا عن حاله ... وش تبين بالبندول مصدعة ...
جوزاء وهي تمسج مقدمة جبينها من خلف النقاب :ماتشوف عيوني بتطلع من محلهااا ...
أحمد وهو يربت على كتفهاا وتركها وتوجه لبتال ليسلم عليه:طيب اللحين أنقز للصيدلية وأجيب علاجاتس ...
لافي الذي جاء إليها :عمتي البدوية علومتس .. كيف لفيتي على الرجال مثل ماعلمتس ولا دروسي راحت بلاش ...
لافي ياأحمق كفاك تهريج ..لاأريده أن يسمعك ويعتقد أني مهتمة فيه ..مزاحك قد يعتقده الآخريين حقيقة ...
1
×× أنا والله إني طيّب وما عليّ خلاف
خسرت أكبر أحلامي وهانت تواليها ××
.
حسناً يستطيع الأشادة بهم فقط رفعوا أبنتهم بعينه وهم ملتفين حولها وكأنها الأمراءة الأكثر أهمية في حياة كل منهم ..فعلاً هم قادرين على الأعلاء من شأنها بعينه بهذا النوع من الأهتمام ...
لايعلم هل هي متعمدة الحركة أم لا ولكنها أدت الغاية منها ..حسناً على أن أقلق مستقبلاً عندما يحين وقت الأنفصال ...
ولكن يارجال الصنهات أين كنتم عن أبنتكم حين أعطتها والدتهاا كشيء لاقيمة له ...
ولم يعلم أن أمر العطية وصل لهم متأخراً للأسف فقط لو قبل
أسبوع واحد فقط لأختلف الكثير من الأمور ولأصبح من المستحيلات بالنسبة له الحصول على أبنتهم ....
فهرج ومرج قد دارت به العائلة الثلاث الأيام الماضية
بعد أن وصلهم أمر العطية التي أبتدعتها وضحى ..
وقد أحضروها الليلة ليضعوا الكثير من النقط على الحروف ...
دخلت للقسم النساء أستقبلتها أم لافي وبقية أخوات زوجها وجدت أمها بصالة النساء سلمت عليهم وجلست معها ...
وضحى الذي وجهها غير صافي وعليه الكثير من الكدر تتأمل ملامح أبنتهاا :وشلونك ..وش سويتي ...
جوزاء وهي تجلس بعد أن وضعت حقيبة يدها قربها ...وترفع قدمها لتضعها على الأخرى لتنكشف ساقهاا :الحمدلله مرت الأمور بسلام ...
وضحى تهز رأسها بيأس :بعدين لنا كلام ثاني ..أحد شافتس بفستانتس ذا ...
جوزاء وهي تتأمل فستانها بلونه الأوف وايت :لا ليه ...
وضحى بعدم أستحسان لأختيار جوزاء التي خرجت من ولايتها قبل أيام بسيطة لترمي سترها عرض الحائط :لأنه لو شافتس فيه وسمحلتس تطلعين قدامنا فيه ماهوبرجال ...
هيفاء التي وصلت وأنحنت على أختها الجالسة وقبلتهااا :يمة والله مو وقته لكل مقام مقال ...
جوزاء التي تفاجئت بحركة هيفاء :طيب وش هالحركة كان أنتظرتيني لي أوقف لتس ..
هيفاء بتكشيرة :أضبط فتحت فستانتس يادلعتي كل الناس تفرج عليهاااا ..وش عندتس ترضعين !!!
جوزاء هزت ساقها بتوتر ..مابال الجميع يريد أرشادها هل أبتعدت عنهم كثيراً فأشتاقوا لأطلاق أوامرهم عليها ...الفستان والرجولة والفتحة ...!!
فاتن التي جائتها لتصب لها القهوة ثم لهيفاء من بعدها :قمر ياعيني خرافة بس المكياج للحين لي ملاحظات عليه ...
هيفاء وهي تأخذ الفنجان منها بقسوة :اللحين حنا عماتس ولأنتي عمتنااا ...يالله أشوف دوري بالقهوة على الحريم وروحي للمطبخ شوفيلتس شغله ...
فاتن بمرح :مقبولة منكم ياعماتي البدويااات ...أمووه أحبكم ..
وأبتعدت لتضيف بقية الحضور ...
كم هي رائعة فاتن لاتهتم للأحد ولايوجد شخص فوق رأسها يعطيها الكثير من الملاحظات فهي تتغنج ترسل قبلات ..تطلق ضحكات صاخبة ولايوجد خلفها أم وأخت كبيرة
يمطرنها بالأرشادات ويحذرنها من تجاوز الحدود ...
تحسدها حقاً على الحرية التي تعيشهاا ...
وحين ستتزوج سترتبط بأحد أبناء عمومتهاا الذي يماثلها بالأصل ..ولن يراها أقل منه شأن قيمة ونسب ...
لاحقاً بعد العشاء أنضم إليها وهيفاء ووالدتها أخوتها الذكور
بعد السلام والتطمن على الأحوال طلبوا منها الخروج لزوجها الذي ينتظرها بالخارج ...
تواجهت مع أحمد الذي أعطاها كيس صيدلية مليئ بالمسكنات
وكل ماتحتاجة من أجل حساسية جيوبها الأنفية ..
كل هذا تحت نظرات ذاك الذي يقف متكيء على مقدمة سيارته ومعه شخص آخر لم تستطيع تميزه بسبب عدم أتضاح الرؤية بفعل عدساتها والصداع ...
صعدت السيارة لينهي حديثه ويلحق بهااا ...
بحثت عن علبة ماء لتتناول أدويتها ..
فمد إليها واحدة وكأنه كان مركز على ماتفعل ...
أخرجت عدساتها وإعادتها لعلبتها
وأغمضت عينيها بمحاولة لأبعاد هذا الصداع ..ولم تستيقظ
إلا على همسه بأسمها وهم يدخلان مع بوابة القصر ...
1
×× تطمن ماني واقف على بابك
أنا مثل السنين ان رحت ما ارجع ××
***
من جهة أخرى وضحى التي دعيت لحفلة أبنتهاا
كانت متوترة طوال الجلسة فهي قد سمعت أحاديث متفرقة عن وصول أمر العطية لمسامعهم وهاهي قد حانت المواجهة حين أجتمع أخوتهاا وطلبوا منها الخروج ...
خالد أبو لافي يوجه حديثه لزوجة أبيه :حنا عمرنا قصرنا معتس ياعمه .. من دخلتي على أمنا ضرة ماعملناتس إلا معاملة أخت ولاقريبة ...
حاولت الحديث ولكن قاطعها بحدة وهو يرفع يده ليصحتها وهو الذي يفوقها عمراً :أسمعني لاأخر حتسي .. خواتنا تركناه معتس وعلى هواتس زوجتي هيفاء قريبتس ولا قلنا لا ولا أيه تركنا كل شورهن بيدتس ....بس تعطين أختناااا ليه وش قاصرها وش النقص اللي فيها ماتبينها بيوت أخوانها مفتوحة لهاا ومن بعدهم عيالهم .... وش خايفة عليها منه يوم تعطينهااا شايب رأف فيها وزوجهااا ولده يوم أنتي ماشفقتي على بنتس ....
وضحى تغمض عينيها بقهر :خل اللي بالقلب يبقي بالقلب ياأبو لاافي ... وبنتي عنست عندي ماجاء من يخطبهااا .. وماراح أخليها شماتة لارايح والجاي أنتم رياجيل وماتعرفون وجع الحريم لاعنسن ...
عبدالله أبو أحمد بحدة وقهر من أستغفالهم :عنست ليه كم عمرها يوم عديتها عانس ..!!!
الخمس وعشرين ماتعدتهاااا وكل بناتنا تاركينهن على راحتهن حتى لو طقن الثلاثين ..وش اللي معجلتس على جوازها هذي هيفاء تجوزت من بدري وكل يوم والثاني هوشات مع أبو عيالها وأفزع لي يافلان وتكلم معه ياعلااان ..
ياعمه اللي كان بجيلتس ماينفع بجيل اللحين أنتي غلطتي علينا وعلى بنتس ....ماتقولين اللحين وش لون نرفع وجهنااا بالمجالس بعد ماعطيتي أختنا وحنا ياغافلين لكم الله ...
أبو لافي بقهر وحنق :أدعي الله بس أن هالجوزاة تستمر على خير ولاا كلنا بندفع الثمن غالي وأنتي أولناااا وماراح يبقى شي على نفس وضعه ...
وغادر وهي تفكر بتهديده هل يقصد أنه سيأخذ بيتها الذي أشتراه لهاا أم سيمنع المصروف الذي يدفع شهرياً نفضت هذه الفكرة من عقلهااا كم تبدو وحيدة مكسورة جناح رغم
كبر عمرهااا ...فهي مازالت تعيش بهذا العالم لوحدها
حقاً ماذا ستفعل لو تخلى عنها أبناء زوجها وعن دعمها مادياً هل ستذهب لتحشر نفسها بغرفة في منزل أختها الصغير
أم تكون ذات كبرياء وتودع نفسهااا دار المسنين ..

×× قل للحزن معاد له شِرهه علي
حقه ثلاث ايام و اكرمته ، سنين.××
****
أستيقظت صباحاً كعادتها ساعدت بتجهيز أطفال المدرسة ورفعت سفرة الأفطار بعد رحيلهم ...
وهاهي تجلي المواعين أخبرتها والدتها التي تعجن لتعد المنتو للغداء فهو الطبق المفضل للأطفال وبلقيس:والله وقتك فاضي زين ترجعي للدراسة ..الفراغ ماهو زين للبنات ...يخليها تفكر بحاجات خايبة ...
كشرت خزام وبقلبها آآه وهل تفكر فقط الفتيات بالأشياء السيئة ماذا عن الرجال هل يقضون أوقاتهم الفارغة بقيام الليل والعبادات ...
رضا :ايش فيك يابنت ماتردي عليه ..
خزام وهي تجفف المواعين :لو رديت عليه بتقطعيلي أذني خليني ساكته أحلى حاجة ...
رضا بضحكة :بنت ملعبة .. دماغك شغالة ...
خزام بأقرار بالواقع :أمي أنا عرفتك أمس ...خلاص تربيت على يدك لازم أعرف أفخاخك ...
رضا تنظف يديها من بقايا العجين العالقة فيها:طيب يالله روحي شوفي أيش عندك غسيل ولاحاجات ثانية بلارغي ..
ابتعدت خزام وهي تفكر هل أنا الراغية أم أنتي من أوقفتيني عن عملي ...
دخلت غرفتها وبلقيس وقبل أن تجمع الغسيل تذكرت شيء على أثرة أغلقت باب الغرفة وبدأت أخراج حاجياتها ...
وأهمها هذة فتحتها ..عبائة ملونة ..ستقتلها والدتها لو رأته ولكن لاتهتم أردتها لتجربة فاخرة ...
لقد أبتاعتها لها أسماء ...وأنزعجت لاتعلم حين يكون المال يأتي لوالديها كان الأمر غير مهم ولكن حين يدفع لها أحد مباشرة شعرت بالأنزعاج ...ولكن فكرت طويلاً هو نفس الأمر ..
لقد عاشوا طويلاً على فضل الشيخ فالمختلف الآن ...
لقد أرتدوا طويلا ملابسهم الفائضة عن حاجتهم ...
وتناولوا الطعام الزائد منهم ... صحيح أن منزلهم يمون أسبوعياً من قبل الشيخ ولكن حين تحدث ولائم يتم أرسال طعام لهم منهااا ...لم تعد تأكله منه لا هي ولاوسام ... بلقيس لاتستطيع المقاومة الأطفال وأمها بالتأكيد ...
وجدت نفسها تردد :شاغلي وشاغل بالي ...
ليبزغها بين عينيها صورة شخص ما سرعان ماهزتها تبعده فهي لم تستطيع تجاوز أمر الخطبة ..بعدها حملت الغسيل وهي تتمنى أن تعمل لدماغها غسيل هو الآخر حتى يتوقف عن كونه بطل أفكارها وضيف الشرف في أحلامها ...
×× صرت أشوفك بالاماكن والزّوايا ،
من رسم وجهك على وجيه المباني؟ ××
****
يالسعادتها وأخيراً أفراج أنه اليوم الذي سيبيت عند الأخرى ...يوم كامل لن ترى وجهه المتجهم !!!
وكأن الأخريات قد أعتقدن أنها ستصاب بالكائبة لعدم رؤيته ..
فأصرين على حضورهااا جلسة القهوة المســائية ...
أرتدت جلابية ناعمة بألوان هادئة وكانت قصيرة قليلاً فأظهرت ساقيها التي زينتها بخلاخها الذهب ...
شعرها لم تحتاج العمل عليها فهو كث وناعم بدون تسريح ...
زينت عينيها بالكحل فهي لم تنسى نظرات الفتيات الذاهلة بلقائهم الأول ...حسناً لأخيفكم أكثر ... وأرتدت هذه المرة عدسات رمادية ... تأكدت من زينتهااا ...قبل أن ترتدي عبائتها المفتوحة
التي خصصتها للمنزل .. وأرتدت رفيقهاا وقناعها العزيز البرقع الذي يضمن لها عدم دراسة ملامحهااا .....فلاأحد يرى سوى عينيها المخيفة ..ووضعت الطرحة أعلى رأسها ..مظهر الفتاة البدوية بأمتياز ... كم هذه التنكر رائع ..
لو أحد أخبرها من قبل أنه ستصل لهذة الدرجة من الجنون والتهور وتسيء لمظهرها بهذة الطريقة لفزعت ...هي فتاة طبيعية لاتحب التصنع ولا لفت الأنظار ...ولاتعلم حقاً كيف ستظهر بأسلوبها الطبيعي من غير هذه القناعات ...أرتدت حذاء بكعب عالي فهذا جزء من التنكر أيضاً لتضفي على قامتها المزيد من الطول ...
حين خرجت من جناحها وتسير بأتجاه الصالة الجانبية التي تجلس فيها النسوة ...سمعت صوت رجل يتنحنح من خلفهااا ..قبل أن يقول :طريق ياولد ..
عادت لجناحها مسرعة ... وقفت لعدة ثواني خائفة هي فعلاً فزعة ...قبل أن تأتيها أحد الفتيات ..الفتاة شديد البياض تذكرها بقريباتها ...ولكن هذه الفتاة بياضها ليس طبيعي ...
يارا وهي تطرق باب الجناح المفتوح:خاله جوزاء تعالي مافيه أحد ...هذا خالي فزاع وخلاص راح ..ويقولك آسف مادرى أن فيه أحد بطريقة ...
جوزاء :لاعادي بس للحين ماتعودت أن أقابل رجال بنفس البيت ...
يارا بتفهم :ايوة ماعليه تعودين ... وهمست قبل أن يصلوا :ترى خاله حسناء فيه .!!
دخلت خلفها وغير فاهمة ومن هي حسناء ولما تحذرها من وجودهااا ...سلمت على الموجوديين وكان هناك أمرأة جديدة تجلس بتكبر وصدت بوجهها للجهة الأخرى حين دخلت ..ولم تفهم مالمغزى جلست جوزاء ببرود تحدثت معها بقية الموجودات وردت عليهم بردود مفترقة ...
قبل أن تقول الأمرأة الجديدة لعينيهااا :يقطعكم ماتوقعت بشتاق لكم ..اووف ياعمتي فهدة صاكة عليناا صكة اافف ..ماقدرت هجيت طول الوقت لاويه بوزهااا ... على قولت المسلسلات الكويتيه ...وبماأن عبورة ماهي فيه اليوم .. راحت مع أبو حاكم يغيرون جو ..قلت والله ماأجلس بذاك القسم لحضة فريت بجلدي ...حتى سلطان قال روحي عند البنات بس لاتقاشرين مع فهدة ...
فاطمة تقاطعهااا :حسناء قل خير أو أصمت .. وش سوت لك عمتي فهدة عشان كل هالنفاق ماهي مقصرة معكم كارفتك طالبة منك شغل شي جالسة معززة مكرمة ...
ليلى بتهجم :ماجلستيها في بيت أهلك ولاا !!
حسناء :أي والله أكيد ماقلت شي الله يخلي لنا عمي عقاب اللي عازناااا كله من خيره ...
فهمت أتجاه الأخرى أنهااا بصف عبير ... أتضح الوضع من البداية ...
كانت الفتاة الفاتحة تضيفها القهوة حين طلبت تلك أن تصب لها أيضاً وكأنها تريد سحب الأنتباه عنها بأي طريقة ...
حمقاء أنتي تسديين لي خدمة ...لم يطل أنتظار تلك حتى تأففت بأنزعاااج ... وأنشغلت بهاتفهااا ..لقد فهمت كم هي خاسرة ...
فلست النوع الذي ستسحبينة لمعركة جديدة ..آسفة لقد خسرت كل معاركي وتحطمت كل أسلحتي قبل بدأهاااا ...
ولكنها وكأنه أنشحنت مرة أخرى عادت لتتحدث عن المظهر التمدن ..اللباس .. مظهر العروس ..الصوت الحاد والنعومة المصطنعة ... وكلها أسقاطات عليهااا ...حتى كادت تسألها هل حقاً صوتي ناعم لأذنك لهذة الدرجة شكراً على الأطراء !!! ...
حسناً حسناء المزعجة سأجعلك الشخصية الشريرة في روايتي القديمـــة ..
أنضمت إليهم مريم لاحقاً وتجاهلتها هذه المرة والتصقت بحسناء ولم تفتأ على التخافت معها طوال الوقت ...
وأرسال نظراتها المزعجة لها ...
وكم شكرت قناعها العزيز فمعه لن يلاحظ أحد
رجفة شفتيها حين توتر أو أحمرار خديها حين تكون موضع أحراج ...
وردها أتصال من والدتها أنقذها لتسأذن منهم وتعود لجناحهاا ...
لتعيش مشاعر التوتر ...أوف لم تجد نفسها بموقف متوتر كهذا حرب النساء كم هي فاشلة فيها ...
أعادت الأتصال على والدتها :هلا يمة شلونك ...طيبة ...
يعني كيف بيعاملوني ...يمة سلفاتي كلهن مع زوجته الأولى وقالبات علي ...ماسوو لي شي بس نظراتهم من بعيد وتهامسهم يشككهم بنفسي ....عارفة أنه ماينقصني شي ...بس أحس الكل ضدي ...حتى بنات عقاب ..صح يعاملني زين
بس ماأدري أحس ماأحب متقلبني ..ماني ضعيفة ..
بس ماكنت مضطرة على كل هذا ...
أصلاً ماهو عندي الليلة ..عند طبينتي ...قالتها ساخرة ..
طيب يمة أبشري أن شاءالله من عيوني ...
أنهت الأتصال ...وهي تشفق على وصايا أمها
أعدي له الأفطار أهتمي بملابسه ...
ولما سأقوم بكل هذا ...فأنا لأستطيع حتى دخول مطبخهم فكل شيء يقوم به الخدم ...ومتأكدة أنه يفضل خدمتهم على خدمتي ...
1
××بكرا يمّر أحلى من اللي نويناه بكرا تزين بعون الله و تمضي××
****
أتصلت على والدها بأشارة من ياسمين أنتي المفضلة عنده لقد فعل المستحيل من أجلك دائماً فأنتي من يكنى بها وأول فرحة له ...
ورفضت أن تشاهده وهي تتصل أخبرتها أن تخرج فهي لاتضمن أن لا تنهار حين يخيب ظنها ..
كانت تهز قدمها بتوتر إذا لم يرد فلن تتصل به أبداً ...
وأخيراً وقبل أنقطاع الأتصال بلحضات ...
فتح الأتصال المرئي وكان بمشلحة وبالعرس من المكان خلفة والأضائات والضجة من حوله :هلا ياأبوتس هذا وقت تتصلين فيه ...
يارا بنشيج :أبوي تكفى لاتزوج لو تحبني صدق لاتزوج تكفى ...
أيويارا المحرج يتلفت حوله بأنحراج :يارا لاتفشلين بالرياجيل أن رديت بس عشان ماتزعلين ..
يارا بحنق :بزعل وبموت من القهر لو سويتها وتزوجت الليلة والله ماعاد أسلم عليك ولاتشوف وجهي ...
وأختفى وجه والدها يبدو أنها أغلق الكاميرا بأصبعة حتى يخرج بوجهها شخص آخر لم تحدثه من أسابيع :هلا والله أنا ماتردين علي بسببه وهو تدقين عليه وش متوقعته بيخلي عروسه عشانك ...
يارا تقلب الكاميرا فهي لاتريده أن يرى مظهرها الباكي بأسوء حالاتها وأنكسارها : مالك شغل أدق على اللي أبغى ..وبماأنه هو بطلعه من حياتي أطلع أنت بعد ... وقريب أبغى أشوف ورقتي ...
يوسف الذي خرج من قاعة الرجال ويمشي للمواقف :هي يارا والله لو فكرتي بس تقفلين بوجهي .. لسوي شي يطين عيشتك ...
وفتح باب السيارة وصعد إليها ...
وعاد يناديها فهي لم تقطع الأتصال بعد ولكن لاترد عليه ...
وسرعان ماقلبت الكاميرا مرة أخرى بعد أن حسنت من مظهرها :نعم خير وش تبغى ...
يوسف يحرك نظارته الطبية بتوتر :اللحين حتى متى بتأخذين بذنب غيري مرة أمي مرة عمي أنا وش دخلني فيهم كلهم ...
يارا بصراحة مرة :ماكنت أبغاك من البداية مو بسببك أنت بسبب أمك وعمتي غادة ... وغصبني أبوي وآخرتها ايش راح تزوج على أمي تحسب بتزوجك عشان بكرة يصير مصيري مثلهااا ..لاياعيوني مو عبيطة أنا ..وأنت نسخة أبوي .. بيمشونك على كيفهم ...
يوسف بصبر :يعني أنا وعمي صرنا ماحنا رياجيل ويحرفونا الحريم على كيفهم طيب يايارا أوعدك ماخلي حرمة تحكم فيني وأول وحدة أنتي ..جهزتي نفسك لنقلة لدمام قريب بأخذك غصب عليك .. وعلى كل خوالك اللي شاده الظهر فيهم ...
يارا بحنق:اللي ماتطولة بيديك خذه رجليك وإغلقت الأتصال
لم يكن وقتك أبداً يايوسف ... أنا لاأكرهك ولكن أكره كل النساء من حــــولك ...
وأنا لن أكون فاطمة أخرى ...سأحرق نفسي ولاأعود لذاك المكان مرة أخرى ...
××لا لقاء ولا وصال ولا كلام ,,, تخيل رُغم كل هذا أحبك .××
1
****
وأخيراً الليلة مع عبيـــر ...لقد شعر أنه روحه كان مطبق عليها مع تلك ... فلايستطيع معرفة نفسه حين يكون عندهاااا ...يفكر بكل شيء ويحاول تجاهلها وليس من السهل ذالك ...لاشيء مريح فيها خصوصاً برقعها التي تتجول فيه وكأنها من النينجااا ..
كان قد شاور عبير بكيفية قضاء اليوم ...أخبرته أنها تريد الذهاب معه للكوفي لشرب القهوة كبداية ... كان وقت الغداء بالنسبة له ولكن أراد أن يكون اليوم على طريقتها بأكمله ...
عبير وهي تعبث بهاتفهااا تصور الكوفي بطريقة أحترافية ...مع يده التي تحمل السبحة بدون ان ينتبه ....
بتال بتساؤل :وين وصلنااا ...
عبير تتوقف عن ماتفعل ..لتلقي نظرة على مظهره حتى تبدأ خطتها اليوم :حبيبي أيش هذا كأن لحيتك مخففه شوي ...لايكون هذي شروط العطية ...!!!
بتال وهو يتلمس ذقنة :والله لحيتي نفسي ماأختلف فيها شي... المشكلة بعيونك ...
شرب قليلاً من القهوة التي طلبتهااا له ... ولم يستسغها ولكن جاملها بشرب المزيد ...
عبير وهي تمدد يدها لتشبك أناملها بأنامله وكان مستمتع بالحركة غير أنه سحبها بأنزعاج بعد أن لاحظ محاولة تصويرهااا :ترى والله ماسك نفسي لاأخرب عليتس ... عن هالحركااات لاتنكدين جونااا ..
عبير بتأفف: وش فيهااا لو صورت بالله لاتصير معقد ...على أساس مانكدت علي خلاص مو فايقة يالله نمشي ...
لاحقاً بالسيارة حاول مراضتهااا .. وأخبرها أنه سيأخذها لمطعم قد طلبت منه كثيراً الأكل فيه ولكن يرفض بس أجوائه التي لاتناسب تحفظه ...
وبعدها أجبرته على الذهاب لمحل مجوهرات لتشتري ساعة تعجبهاا وكلفته مبلغ ليس بالسهل ...
عادا للمنزل هذه المرة رافقهما الأطفال لترفيه عنهم ...ولكن لم يعجبه شـــــيء ..هي تتهرب منه ..ولاتريد أن ينفرد فيهااا ...
مساءً .. أخبرته أن لديها ظروفها الشهرية وتقبل الموضوع ببساطة ...
اليوم الآخر نام فترة الظهيرة بجناحهااا .. أستيقظ عصراً أنشغل في يومه وعاد مساءً لايستطيع العودة للأخرى هناك شيء مختلف بعبير يثير قلقه ...
وكان متأكد وجدها مع حاكم تحاول مساعدته بحل واجب مااا ...
بتال المتوجه للغرفة النوم :عبير تعالي أحتاجك بشيء ...
عبير التي أستغربت وجود أليست ليلة الأخرى ...وقد أرتاحت لرحيلة أخيراً .. فهو يكتم على أنفاسها منذ الأمس وتشعر أنه أصبح أكثر ألتصاقاً وتمسكً بهااا وهذا لايعطيها فرصة لدلال ...هي تريد أن تثبت له تغيره ولكن يحاول بكل مايستطيع أن يدفع هذه التهمة عن نفسه ...
بتال الذي كان يقف مباشرة أمام الباب وكأنه ينتظرها سحبها وأغلق الباب خلفها ...محتجزها بجسدة وخلفها الباب وسألهااا :وش فيك ...
عبير وهي تشعر بالأختناق من وجوده :أنت اللي ناديتني وش تبغى ...
بتال يمسك بذقنها :اشش صوتك لايعلى أنا أسألك وش هالحركااات
عبير وهي تلف بوجهها عن يده التي ضغطت عليها بقسوة :ماأدري عن أيش تكلم ...
بتال بخيبة أمل:أتكلم عن هذا بالضبط ...وش فيك لمستي صارت ثقيلة عليك ...من أمس حتى البوسة ماتبغينها مني ..عبير أحتاااجك هالفترة جداً لاتسوين معي كذا ... ترى من تغلى تخلـــــى ...
عبير بتأفف :ماني قادرة خلاص لاتضغط علي ..
بتال والأحباط والأنزعاج يتنافسان بداخله:أضغط عليك .. هذا رد ينقال لزوجك يالسنعة ... يابنت الأصول .....
عبير تبتعد وصوتها يعلو :خلاص بس لاترمي غلطك علي ماهو ذنبي أنا ماني قادرة أتحمل رجال عنده غيري أقرررف تعرف وش معنى أقرفف فكني من شرك وريحني .....
بتال الذي بقى جامد مذهوول ...الكلام كان ثقيل جداً عليه كــرجل .. لقد أوضح لها بكل مايستطيع أن الأخرى لاتعني له شيء وأنه سيفعل أي شيء من أجلها ولكن لم يستطيع أن يوضح أكثر ويكشف كل أوراقة ...ولكن هذا الجحـــــــود لم يكن متوقع أبداً ...
وكأن كل مابذله من أجلهااا لم يكن كـافي ...لم تكتفي بماوهب لها من مشاعر ..وروحها التي عراهااا أمامهااا ...
أرادت فقط الأنتقام لنفسهــا ورمت كل مشاعره للمجهــول ...
فتح الباب وخرج لايريد البقاء والسماع أكثر ...فهو لايريد هدم كل الجسور بينهم ...
هاتفه يرن بأستمرار ...خرج من القصر بأكمله ومن ساحاته ... شاهد تعجب الحارس من خروجه بلا سيارة ....
سار حول محيط القصر وجلس بحديقة عامه خلفه يفصل بينهم شارع فقط ....
ومازال هاتفه مستمر بالرنين ...
فتحه ليجد مكالمة من فزاع ... موضوع فزاع وهجرس الذي لن ينتهي ...فالشرطة تريد موقع دفن الذئاب وجثثها .. وفزاع يخشى أن يعد شريك بالجريمة ...ولايريد أن يدل على موقعهااا ...
بتال بفتور:هلا أبو وسن .. اييه قريبب ...يااخوك فكني من هالسالفة ...
قلنا لك أطلع معهم عطهم موقع الجيف وريح راسك ...ماراح يعاقبونك ...ياخي أسترجل .. محد موقفك ولامقاضيك ....
وش تبي فيني بتصور معي ... قريب ربع ساعة وجاي ..طيب نتقابل أشووووف ...
أغلق هاتفه ليحدق بالبعيد .. القمر يختبيء خلف قطع من السحاب .. هكذا هي الحياة .. لايمكن لجوها أن يستمر صحواً لابد لمجموعة سحاب أن تشوه صفائة بين فترة وأخرى ...ولكنها للحسن الحظ لاتبقى للأبد ..
يجب أن يلتمس العذر للعبير .. مهما بشاعة ماخرج منها
هناك تراكمات داخليه لما حدث .. يريد بداخله أن يسامحها هذه المرة ...ولكن يشعر كأنها فاجئته بطعنة غائرة أسفل ظهره ...
أستنشق المزيد من الهواء ..يحس بروحه مثقله وكأن اوكسجين الأرض كلها لايكفيهااا ...
عاد فزاع يتصل به ...لذا أضطر للعودة واجهه بصالة المنزل العلوية من قسم خالته شعاع ..
بتال وهو يجلس بثقل وبيده سبحة يعبث فيها :السلام عليكم ...
فزاع الذي كان يشاهد التلفاز لتقضية الوقت : وينك يارجال نمت مكااني ... أبو حاكم أنا طالبك حاولة تضبطها من دوني ...يارجال أنا أعرف حظي لو رحت لهم مسكوني ....
بتال :يعني ماعندك شيء جديد !! ..راجني بالأتصالات ليه ...
فزاع بخوف من هذه الورطة التي لاناقة له فيها ولاجمل سوى أنه أتبع أوامر والده :ياأخي ترى والله مالي ذنب ابوي هو اللي قالي أعاونه وأطلع الجيف وندفنهااا ..دبروها من دوني ...
بتال بضيق :يعني أبوي صار الغلطاان ...فزاع فكنااا من خيرك وشرك مانبي منك شي ..أنا أدبرها بمعرفتي ...
وتركه خلفه يحدثه ولكن لايرد فتح باب جناحه بفجاجة ليدخل ...فوجدها أمامه بلباس النوم ليصفع الباب بوجه فزاع الذي لحق فيه بعنف ..
××الظن يوجع راعي الظن لاخاب
والنفس لا عافت من الشي عافت ××
.
لم تغادر غرفتها الليلة ..ليلة زواجه على الأخرى ...
وهي قد حذرته لاتقيم زفافك حتى تطلقني ولكن ماقيمة تهديدها أذا لم يكن هناك تصرف حازم من أمرها ...
كان عليها أن تبدأ برفع قضية عليه ...
والدها يحاول أقناعها أن الطلاق بسبب زواجة من أخرى غير جائز بالشرع
ولكن ماذا سيفهمة رجل معدد كوالدهااا
لن يفهم أحد حرقة الأنثى حين يدخل عليه أخرى ...
إلا من جربت مرارته ...
وليتها أستحقت .. لقد أوقدت أصابعها العشرة له ومن أجله ..
تحملت عائلته وسوء تعاملهم معهاا وتدخلهم بشئونها وشئوان بناتها من أجله وبالنهاية حصلوا على مبتغاهم فرقوا بينهم ...
زوجوه من أخرى ...فليحتفلوا الليلة حتى الفجر على أشتعال حرائق قلبها ..
وهي من توقعت أنها لن تعد تشعر بأي ألم بعد الآن ...
ووالدتها تصبرها ..دعية يجرب غيرك حتى يعرف فضلك ..
ولكنه لن يعرف ياأمي ..
لن يعرف فعينيه كانت مغمضة طويلاً ماذا سيختلف الآن ....
حتى بمحاولاته التافهة لأصلاح مابيننا لم يصرح بتعبير ندم واحد ...
هو فقط يريد أن يعود كل شيء كما كان ...
وحين تحاصره بموضوع زواجها يخبره
ليس موضوع الولد فقط أنتي غير كريمة بمشاعرك ...
أنتي جافة ... نسيتيني مع بناتك ...
وكأن الأمر بيدها ... وهل تركوا عائلتك مجال لي حتى أكون لطيفة معك ...
تباً.. لم أكن أنتهي من مهام المنزل والأعتناء ببناتي حتى تأتي مشاكلهم معي لتدمر ماتبقى لي من تماسك...
أخبرت نفسها أرأيتي .. إذاً لامجال للبكاء عليه ..
أنتي مرتاحة منه الآن على الأقل لاتنهارين كله من الضغط الذي يستببون لك فيه ...
وبشهادات بناتك اللاتي مافتئن يخبرنك أمي لم تعودي عصبية كما كنا هناااك ...
أجل لم أعد عصبية لأني أخيراً أرتحت من الحرب الذي شنوها علي وأستسلمت ...
أنا استحق أن أرتاح ليخوض مع زوجته الجديدة الحرب الجديدة أو ليعيشوا حياة مرتاحة لاأهتم ليحبوا زوجته الجديدة التي أختاروها له وأنا لن أسامحهم أبداً ...
تحدث بفترة الظهيرة مع مسك وألماسة ..
أم بقيت الفتيات فهن لايحادثهن من فترة طويلة رغم أنها حاولت أقناعهم بأن والدهم سيبقى مهما كان له حق عليهم ...
××أن بغيت ، المواصل أو نويت الـوداع
باب قلبي مشرع وأنت .. راعي محل .!××

****
مرت ليلتين ولم يبات عندهااا ..تفهمت الليلة الأولى ولكن الثانية لم تعنيهااا ..أخبرت نفسها شكراً أرجو أن لاأراك أبداً ...
وسهرت طويلاً تلك الليلة تكتب وتمزق وتفتح جهازها اللوحي لتصممم لوحات مرعبة لأبطال روايتهاااا ...
وأضافة مروى التي نست أمرها وتابعت محتواها ...كان لابأس فيه ...لقد كان محتوى طفولي ..أشبة بالأنمي وقصص الأطفال الرومانسية والنهايات المبهجة والأميرة والفارس ...
كان الفجر تقريباً حين خرجت من غرفتهاا وتتمغط بكسل وفي نيتهااا صنع قهوتها العربية والسهر أكثر والكتابة بجنون ...
لم تتوقع أنفتاح الباب بتلك الطريقة الفجة والأسوأ .. أن يكون خلفه شخص آخر قبل أن يصفع الباب بغضب بوجه الأخر ....
تجاهلت النظرة الحادة التي رماها فيهااا ...لقد كانت بمنتصف جناحها فترة الفجر ... هل كان لتعتقد أن يحدث كل هذا ....
وأذا كانت أعتقدت أن مسلسل التجاهل سيستمر ... فقد تكون طلبت المغفرة للشيطان ..
أستمرت بوجهتهااا ... معتقدة أنه سيكمل طريقة لغرفته بالأتجاه الأخر .. لتفزع حين وكزها بأصبعه مع كتفها ...وبلهجة حااادة من خلفهاا :لبسك هذا أحتفظي فيه لغرفتك وبالليل أهجدي زي المسلمين ...
ألتفتت عليه بذهول ..لتجد الوجه المتجهم نفسه .. وكأنه أنتظر رد منهااا .. لتغمض عينيها وتلف مرة أخرى حيث المطبخ ....
من المفترض أن ينتهي الموضوع عند هذه النقطة ..أليس كذالك ...
وتفاجئت بأنه مازال خلفهااا وهو يقول بصوت قاسي :أرجعي غرفتك وأنخمدي !!
جوزاء ردت ببرود لاتحمله فهي حقاً لاتضمن هذا الشخص
ولاتعلم حدود لعنفه أو قسوته :ليه .. يعني حظر تجول ...
..
بتال وقد أهتز فكة وكأن يكبت غضب لاتعلم سببه :لسانك لايطول ...أدخلي غرفتك ونامي ماأبغى أشوفك براها بعد هالوقت ...نامي زي المسلمين وأصحي مثلهم ...
جوزاء التي عضت شفتها من الداخل قالت بسخرية ليتها كبحتهاا :يمكن ماني مثلهم ..
ليرد بقبح :ماقلت أنك منهم قلت سوي مثلهم ...
جوزاء أنا ضعيفة أعترف لاقيمة لي أنا استحق الموت لأنسحابي من أمامه دون رد لاذع ...ولكن ذاك الشخص المتجهم الضخم لأستطيع الوقوف امامه ... أنا أعرف قوتي جيداً ..أنا الفتاة التي تسب المدرسة لوحدها بغرفتها بالمنزل وتخشى أن يصلها الخبر ...
أن أضع الأشخاص المتنمرين علي بالحياة كشخصيات شريرة في رواياتي وهذا أقصى درجات الأنتقام لدي ....
كتبت على هاتفها وهي تختبأ تحت اللحاف تخشى أن يفاجأها بغرفتها ويجدها لم تنام وهي غير قادرة على مواجهته :
((كان لدي كلام كثير، كلمات بليغة، جمل منسّقة وجاهزة، حتى النية في الصراخ كانت لدي، ولكنني مثل كل مرة، فقدت صوتي. راقبت مضي اللحظة وأنا صامت))
6
***
يريد أن يصفق لنفسه على الفشل الذريع الذي تسير فيها حياته ...
كم أنت رائع بتاال ..قوووي حقاً رجل صنديد ... لقد كانت خائفة أمامك عينيها ترتجف وكأن ستنقض عليها بين لحضة وأخرى ...
ورغم ذالك استمريت بالأستقواء عليهاا ....
الغضب الذي يشعر فيه من قبل دخول لجناحه والذي كان لايخصها أبداً كان بكفة ...وماحدث بعد ذالك وخروجها باللحضة الخاطئة .. ليراها فزاع الذي لحق به ليعتذر ...كفة أخرى وكانت الراجحة وهي سبب أشتعاله ...
لقد كانت بلباس نومهاا وترفع يديهاا لأعلى حتى ظهر أسفل بطنهااا
هو لايتذكر أنه رآه من قبل حتى يراه جماعياً مع فزاع ...
هز رأسه ليخرج الصورة من باله لايمكن لفزع أن يكون ينظر لداخل جناحه ...أليس كذالك حتى لو كان ينادية فقد أعتادوا أن يعطوا ظهورهم لأبواب غرف النساء حتى لو كانت أخت أحدهم ...يتمنى أن يكون هذا ماحدث ...
لأنه لايتحمل فكرة أن يكون أخاه رأى ماهو ملكه وحق حصري له ...
4
××لو أجنب عن غرامك وش يجنبني طيوفك
وأنت شيٍ وين ما لديت وجهي له بقايا××
****
يجلس بمجلسه وعينه على شاشة التلفاز لم يكن يركز بمن يدخل عليه ويخرج ..فقد دخل حاكم ونايف عشرات المرات عليه ...وكان سيقوم لضربهم ولكنه يشعر بالتثاقل ...
حين فتح الباب هذه المرة وصلته رائحة شنيعة ... رفع رأسه للواقف أمام الباب ...
هجرس بصوت عالي :يالله يارب لك الحمد أني شفت عمي الذيب واقف على رجليه ...
فياض وهو يرفع عصائة بوجه المقترب منه :هجرس كان تبي كسر خشمك قرب ..وراك وراك ...أنقلع تروش بعدهااا تعال سلم ...
هجرس وهو يشتم رائحته بسخرية :افااا يالعم ترى الحبس للرياجيل ..والرجال مخابر ماهي مظاهر ...
فياض بأنزعاج وعينه تعود للتلفاز :انقلع عن وجهي بس ...
هو يريد أن يقف ليكسر أنفه حقاً ...ولكنه يحاول التماسك ..يكفي أنفجاره أمام الحكم ..وهجرس خبيث يقرأ مابين السطور ..لن يعطي له الفرصة ليمسك أي شيء عليه ...
وأرتاح حين غادر حقاً وأنطلت عليه فكرت الرائحة ...
بقى يهز قدمه السليمة بتوتر ...وفتح علبة سجائرة وأخرج واحد ليشربها ولكن عاد لدسها حين رأى والده يدخل عليه ...
ليقول عقاب بأنزعاج لمنظر علب فاغة وبعض كؤوس متسخة ومطفئة مليئة بالسجائر:وش هالخربيط ذي مافيه أحد يجي ينظف هالمكان ...قوم أفتح الدريشة ريحة عفنك (السجائر) أقرفتناا ...
فياض وهو يقف ليفتح النافذة ويعرف أن والد أنزعج من ريحة السجائر التي تطغى على المكان :العذر والسموحة ياأبو سلطان بس ماأقدر أقوم للحوش ...
عقاب وهو يجلس بعد أن نزع سلك التلفاز بطريقة الذي كان يعرف أحد أفلام نتفلكس :وأنت وش حادك عليه أتركه وفك عمرك ...جاك بناخيك ..!!
فياض بتكشيرة :ايه ماقصرت ياأبو سلطان متعبينك معنا كالعادة ...
عقاب بعصبية:دايم مسودين وجهي ...تراه حالف ماعاد يصيد من الحيوانات المفترسة لو أحد منكم شافة مخربط شي يعلمني ... اييه وبكرة يروح يصيد ضبان ليلى ..
أبتسم فياض على ليلى وضبانها :يبه لو نعفيها من ذا النذر ونطبخ ضبانا بنفسنا والله بتروح علينا بخسارة ...
هجرس الذي عاد ورائحة الشامبو تسبقه :هاه كيف يالعم ترضيك ريحتنا تسذا ...وأنكب على يقبل رأسه وأنفه ..
قبل أن يدفعه فياض عنه وهو يقول :قطعت عني النفس وخر شوي ..
هجرس بعينية الحادة :لاوالله اللي غيروك علي ياعم أفااا وش جايك مني ..من دخلت عليك ماأنت طايقني ..
عقاب يقاطع نقاشاتهم :اسمع ياولد باتسر تروح ديارنا اللي أنت خابر على الظهر وتلقى الضبان معاكرة بجحورها .. أسحب اللي تقدر عليه وهاتهااا ...
هجرس بحماس :ابشر لعيونك أحلى ضبان ... بس وش الطاري ماهو حزتهاا ...
فياض بتشدق :عمتك ناذرة لو صحيت تطبخ لي كبسة ضبان ...
هجرس بفجاجة :لاعمتي فاطمة وضعها ماهو مضبوط يبي لها مطوع ..
عقاب بغضب :أقطع بس أقطع وماهي عمتك فاطمة عمتك ليلى ...
قال جملته الأخيرة بأبتسامة ...
هجرس بحماس :دامها ليلى اللي بتطبخ أبشروا فيهااا ...
صمتوا وفياض الذي لم يريد الحديث مع هجرس فتح هاتفه ليتراسل مع أحد معارفة ...
1
××لو البشر بـ قلوبها تحسن الظن
كان النفوس من العنا مستريحه××
****
أستيقظت صباحاً لتجد رسالة منه (وشلونتس ) ..لست بخير ياأبي وتوقف عن محاولة بدأ الحديث معي فاأنا لاأهتم ...
أتصلت بك مفضلتك بالأمس ألم تستطيع أرضائك ...
أنا لاشأن لك فــي ..
لم تعلم أن والدها فرح بأتصال يارا وبرسالة مروى التي كانت عبارة عن صورة أنمي لبنات يبكين دموع حمراء ورجل يتمسك بذراع عروس جديدة يتركهن خلفه ...
على كثر ماتحطم فوائدة على الرسالة والأتصال ...
ولكن ماأذاه أكثر تجاهلها هي ...
فهي وكأنها لاتهتم ...الجميع يطمئن عليه بطريقة أو أخرى لكن هي الأقسى رأس فهي لم تكلف نفسها برفع الهاتف عليه أو الرد عليه بحرف ...
ورسائلة لاتفتحها تقرأها وهي مغلقة ...وتتركها لايهمها مايحويها من حديث آخر ...
نزلت بوجهها الواجم ...
كانت بالمطبخ تعد لها أفطار مع كوب كابتشينو حين مرت أحد الخادمات قادمة من الغرف الخارجية وذاهبة للغرفة الغسيل بكيس زبالة تفوح منه رائحة سيئة ...
ياسيمن بتقزز : يعععع أيش هذا ماتنظفون زين كم لها هذي معفنة والله أعلم عليكم جدتي ..
ريحانا بوجه محمر وكمامة تغطي وجهها بعد تنظيف الحمام الخارجي للغرف الضيوف :هذا ولد بابا سلطان ريحة وصخ ...افففففف ...
ياسمين شعرت نفسه ستستفرغ من الرائحة خرجت من المطبخ تاركة فطورها التي لاتعتقد أن معدتها قوية جداً لاتأكله بعد الرائحة التي أشتمتهااا ...
ياسمين ووجها شاحب أصفر :يمة تكفين ألحقي الشغالة المجنونة بتغسل ملابس الوصخ هجرس بالغسالة ألحقوها قولوا لها ترميهااا لاتعفن بالغسالة ....
شعاع بأستبشار :يالله حيه الله يبشرتس بالشهادة يابنيتي ..هجرس طلع ...
ياسمين بقهر لاتستطيع أخراجه أمام جدتها :جدة أنا مأبشركم أقولوا ألحقوا الغسالة ...
فاطمة تقف وهي تعرف أن ياسمين تبالغ ولكن ليس لهذة الدرجة ..أسرعت لتشم الرائحة قبل أن تصل غرفة الغسيل لتشير لهااا بأن تخرجها ...
فاطمة وهي تغلق أنفها وبيدها تشير للخارج :أرميها بالزبالة الخارجية مباشرة وحطيها بكيسين ثلاثة عشان تكتم الريحة ...ياويلي منك ياسلطان أنت وولدك المعفن ....
***
خرجت من حمام المستشفى الضيق بعد أن أستحمت ..
لتجده يجلس قرب سرير الصغير بثياب الأمس ..لتبارده بعصبية :من أمس بنفس ثيابك أمي جايه بالطريق أنت بس بتحرجني مع الناس ...روح بدل بسرعة وتعاال ..
حامد المرهق جداً :لااا وين أروح وأخليكم لو صار لكم شي وانا مو فيه ...
أسماء بلين حتى لايعاند فهي أكتفت من الأحراجات التي يتسبب لها فيها بسبب عناده :اقولك امي بتجي ماتفهم تكفى لاتفضحني ...
انت مايهمك عادي عندك تنتقدك قدام أخواني
روح بسرعة بدل وتعاال ..
حامد الذي يقف متردد :لاا بعدين ..
أسماء تدفعه ليخرج :أقولك روح لاتخاف ماراح يأكلني العوي ..
وحين رن هاتفها :هذا هم جوو يالله أطلع
خرج براحة حين تأكد من قدومهم ...
وتوجهت هي لحقيبتها أخرجت منها المجفف وعادت لتجفف شعرها ... لذا لم تسمع طرقات الأستئذان على الباب ...
لتخرج بعد قليل وتجد نفسها بمواجهة مباشرة مع طبيب أبنهااا حتى أن الممرضة المرافقة له ذهلت من الموقف ..
لترجع للحمام وهي تريد ضرب رأسه بالحائط بسبب غبائها .. أرتدت عبائتها التي كانت معلقه بالحمام .. وخرجت بكل ثقة قبل أن تقول بحدة للأثنين :ماتوقعت فيه كشف وهو وقت الزيارة ...
الطبيب الذي يتأملها بنظرة عميقة وكأنها مازالت بمظهرها السابق وكم تبدو المظاهر خداعة كم رآها من قبل ولكن لم يتخيل أنها تمتلك هذا المظهر تحت العبائة التي ترتديها : ظهرت التحاليل وأستجدت أمور .. عشان كذا جينا بنأخذ فياض نعمله خزعة من السائل الشوكي ...
أسماء بصدمة أتضحت من عينيها :خزعت أيش لااا ولدي توه ماله شهرين وش خزعته اللي بتاخذونها منه ..وين الأستشاري أنا مالي كلام إلا معه ...
دخلت والدتها بتلك اللحضة وسمعت أخر الحديث لتنقض على الطبيب :تلعبون بورعنا تحسبونا جاهلين أنا ولد خالة أمي دكتور بالتخصصي اللحين أدق عليه يشوف وش علتكم ...
أسماء بتأوه :يمه تكفين مو كذا لاتفضحينا بالناس ...
الطبيب بهدوء : أهدوا ياأخوات وين ولي الأمر أنا بتكلم معه وين والده ...
أسماء بقهر :مالك شغل في أبوه كلمني هنااا وش قالوا لك جاهلين مانفهم !!! ..خزعة لاا يعني لاا ..أخذتوا دم لين الليل وسكت وصبرت وأبرة مغذي أكبر من ولدي وصبرنا عليها ووممرضاتكم زي الزفت وآمنا بالله ...بس خزعة وماأدري ايش روح ألعبوا على أحد ثاني ...أنا بطلع ولدي هاللحضه وعلى مسئوليتي ..
فهدة بأنزعاج :اهجدي أنتي ماحنا مسويين خزعة شوفوا تحليلاكم الثانية ...
الطبيب يهز رأسه بيأس من جهلهم ويخرج ...
أسماء بقهر من والدتها التي وعدتها بقدوم أحد أشقائها معها ولم تحضر أحد :وين عيالك من اللي جابك ..
فهدة التي جلست على أقرب مقطع وهي تلتقط نفسها فلقد جائت متعبة من السير ودخلت بمجادلة مع الطبيب مباشرة :وش فيتس رافعه صوتس علي اهجدي خلينا أريح شوي ..جيت مع سايقي مالقيت أحد منهم ...
أسماء بقهر :وتلوميني يوم أكلم فياض وأدخله في اموري
وهذا هم عيالتس ماعمرهم حسسوني أن عندي أخوان..
فهدة بتكشيرة :ايه هايطي باخوتس يابنت عقاب والله مايخرب بيتس غيره ...هالطرطيعة ... يحب يشعل الحرايق ..
أسماء وهي تكبح رد حاد عن والدتهااا :يمه تعبت تعبت وأنا لحالي أبغى أحس أن وراي أحد ...
فهدة تريد أنهاء الأمور لأنها هي من تمنع أبنائها من تدخل بحياة أختهم :وجوزتس وينه ؟؟
أسماء بغبنة :وجوزي تبغين أشد الظهر فيه هو قادر يدبر نفسه عشان يدبرنااا يمه أفهمي عاااد حامد مايقدر يختار وش بيلبس برجلة صندل ولاجزمة ويجلس على التفكير فيه عشر ساعات تبغينه يحل أمور ولدي الصحية ...ويختار الصح له !!
فهدة بدون أهتمام تفتح سلة القهوة وتخرج ترمس القهوة وتطلب منها الصب لها :أجلسي وقهويناا بس ..والورع شوفيه نايم وماعليه شر ان شاءالله هذي المستشفياات تمرض حتى الصاحي ..
وأخرجت هاتفها على غفلة من أسماء التي أنشغلت بصب القهوة ...حتى تكهربت حين سمعت المكالمة التي أجرتهااا ..
فهدة ببهجة :السلام عليكم ..يالله حية ...وشلونك ياأبوالوليد معك فهدة بنت محماس أم بتال بن عقاب الصوارم ..والنعم بحالك وشلونك وأم الوليد والعيال كلهم طيبين ...والله وأنا أختك ولد بنتي عمره شهرين ومتنوم بمستشفى &&&
واللحين جاينا يقولون بيسوون له خزعة من ظهره ...ايه نحتريك الله يحيك ...
أسماء بحنق:يعني سويتيهاا !!
فهدة وهي تعيد الهاتف لحقيبتهاا :وليه ماسويها قريبي واستفزعت فيه ... اللحين بيجي ويشوف أوراق ولدتس ويتطمن عليه...
أسماء بتكشيرة :ويجي حامد ويشوفه عندنا وتكبر البلاوي ...ويفضحنا قدام اللي يسوى ومايسوى ..!!!
ولكن حامد لم يأتي أبداً وأختفى حتى بتلك الليلة ...
فبعد مجيء قريبهم الطبيب أخبرهم أن يجروا الخزعة وسيكون مرافق للأطباء حينها فأستسلمت الأثنتين لرأية ...
وأنتهت تلك الليلة بسلام دون تواجد لحامد ولاتعلم هل ترتاح
أم تقلق ...
1
××أكبر تناقض في حياتي عرفته,, إني نسيتك لكن أذكر ملامحك..
وأكبر تناقض في جروحي نزفته,,, أبيك ترجع بس صعبه أسامحك ..××
****
نزلت من أعلى وقد أرتدت كمامة على وجهها ومن تحت الكمامة وضعت مناديل بأنفهاا ...وغطت ملابسها بمريلة بلاستيكية وغطت شعرها بشال ومن فوق غطاء بلاستيكي ...
ياسمين التي تصورها بهاتفها :عاشت للوش بأكل من الكبسة لعيونك ..
يارا التي بدأت تشعر برائحة وهمية للكبسة :يععع الله يكرم النعمة ...
مروى بأستجداء :خاله بس بشوف واحد عشان أبغى أرسمه ...
فاطمة بغضب من بناتها:تعالوا أجلسوا هنا وين بتروحون هجرس هناااك ...
جلست الفتيات مع فاطمة والجدة شعاع ...
وخرجت لليلى للمطبخ الداخلى ومنه للخارجي حيث تنتظرها الضبان ..وفياض وهجرس وعقاب ...
ليلى التي دارت عينيها بسرعة بحثاً عن الضبان وسألت بحدة متناسية وجود والدها :وينهااا ...
هجرس بشماتة :بذا البرادة اللي وراك ..
وأشار للحافظة ثلج بزاوية المطبخ ...
للتقفز ليلى وتلف للوراء بعيداً عنهااا ...
فياض بسخرية :لاوالله عينا خير يابنت الحلال بعدتس ماشفتينه وسويتي تسذا ...
هجرس يتوجه للبرادة ليفتحها :تعالي طبي وتخيري كم تبغين وزنه ...
عقاب برحمة لليلى الذي يتضح الرعب من عينيها:هوني ماأنتي قاويتهن ...
ليلى بأصرار :لاا أنا قدهاا .. لازم أبر بنذري ..وين بتال !!
فياض أخرج أصوات ساخرة ...وهجرس أعترض بحدة :لااا أنتي قلتي بتطبخينهن ..مايجوز صح ياجدي ...
ليلى بتزمت :هو بس بيعلمني وش أسوي بعدين قال لاتبدين لين أجي ...
بتال الذي دخل هذه اللحضة ببدلته :السلام عليكم ..مسهم بالخير ..
وتوجه لحافظة الثلج مباشرة وكشفهاا :الله الله تسلم يمينك ياأبوسلطان (هجرس) ..ووجه نظراته لليلى :هاه جاهزة ...
ليلى وهي تفرك كفيها المغطاة بقفازات مطاطية :تمام أنت بس قلي وش أسوي ...
عقاب الذي تعكز على عصائه ليخرج قال بمداعبة :راقبوها ياعيال لاتطلع من المطبخ لين تبر بنذرهااا ..
بتال وهويجلس أمام حافظة الثلج : خذيهن غسليهن ..بعدين
عطيني قدر بنفوحهن فيه ..
ليلى بأعتراض وتقزز تعود للخلف :ماكان بالموضوع غسل قلت بطبخهااا ..
هجرس يجلس بملل :هذي مطولة يامرة عجلي علينااا ذابحني الجوع من اليوم بالشمووس اتصيد لنذرتس ...
ليلى بتشنج :طلعوا هذا عني ...
فياض الواقف متكأً على عصائة :ياورع أحترم عمتــك ..
نادى بتال على أحد الخادمات وأحضرت له وعاء بلاستيكي بحجم كبير ليضع فيه الضبان المليئة بدمائة وقد فرغت أحشائها ليغسلها بنفسه بعد نظرت الفزع التي ألقتها الخادمة المسكينة قبل أن تفر للمطبخ الداخلي ..
فياض بشماته :والله ياأبو حاكم عشنا وشفنا حرمتين وأنت بنفسك اللي تطبخ عشاك ...دق على العروس خلها تفرع عن ذرعانهاا وتجي تقابل عشانا ...
ليلى بشماته مماثله فهي تستغل الفرص ضد زوجات أخوانها وتستمع بالحديث ضدهن :لاا البدوية الكيوت بتقول ياااي أيش هذا صغير التمساح !!!
بتال بحدة :ليلى أقطعي .. ولا أنسحبت وخليت لتس الطبخ كله ...
ليلى بتراجع سريع :لاأستغفرالله والله ماعاد أطريهااا توبه بس تكفى لاتخلى عني ...
هجرس بنذالة وخبث فهو أكثر شخصص يتلذذ بالحديث عن النساء وغايته لايعرفها إلا الله :أجل بنت لافي بدوية كيوت لاعينااا خير ياعم ...ماخلصنا من أم حاكم اللي نست الديرة وسنينها ومسوية بنت الحضارة ...
ومن رد عليه هذه المرة عصاء فياض :برررررى أنا ماني قايلك أذا هذي هروجك لاأشوفك وجهك بمجالسنااا ..
هجرس وهو يتراجع للخلف بفزع من ضربت عصائه :هذا ماهو مجلس مطبخ ...
ليلى سعيدة بتوبيخهم له أكملت بتلذذ:ولا مطابخنااا ..ماتستحي أنت تهرج عن الحريم عيب عيب وشق جيب ...
بتال الذي فرغ من غسلها ووضع بقدر :تعالي صبي الماء عليه يابلفيت طبختيهااا ...
ليلى تحمل الغلاية وتسكب مائها على القدر :كذا تمام ...
بتال :خلاص ماقصرتي ..بنعطيها عشرين دقيقة بعدين طفي عليهااا ..بروح أبدل وأجيتس ...
فياض وهو يخرج هوالآخر:أحرسها ياهجرس لاتهج ...
2
****
من المفترض أن يتوجه للجناح عبير ليبدل عندها فهي ليلتها ولكن لأنه يعرف رأيها جيداً بالضبان ورائحتهاا ...فضل أن يتوجه للجناح الأخرى ...
فهي لن تعلق أو تعترض ...
أي رأسه سيبقى مرتاااح ...فهو عاد برأس مثقل من بعد العمل ... فتح باب جناحه وتأكد قبل أن يفتحه أنها ليس أمام الباب ... دخل وأغلق الباب من خلفه ...
كان سيتوجهه لحمامة مباشرة ... ولكن كانت تجلس أمامها قهوتها ورائحة القهوة سحرته وذكرته بوجع رأسه ... جلس على الجهة الأخرى منها وسحب الطاولة وألتقط الفنجان الموجود وسكب لنفسه فنجان وأرتشفة وحين كان يكرر الأمر مرة أخرى ...
أخبرته بلهجة تبدو غير مصدقة لفعلته :هذا فنجااالي !!
بتال وهو يلقي نظرة سريعة على وجهها وعينيهاا المستنكرة فعلته :لاتشربين فيه من بعدي لو قرفان لهدرجة ...!!
جوزاء ببساطة :أنا مفلوزة .. بس مو غلطي ..
بتال الذي ألقى نظرة أخرى ومد يده بكل بساطة ليلمس جبينهااا ...قبل أن يعيقة البرقع الأحمق فسحبه بكل بساطة وهو يقول :هذا وش داعية !!!
×× لك فخامة شيخ وأقبالة ملك,,,من تعلق فيك يغرق فالذنوب
بحر عينك من تـوسط به هلك,, في عيونك نظرة العاشق تذوب××


*الماضي*
تتعلق فوق النخيل وأسماء الحانقة بالأسفل لم تقصد أن تدفعها ولكن حدث ودفعتها واتسخ فستانها الجميل التي أرتدته لحفل الليلة ..أخبرتها أنها ستحضر أخيها الطويل ليضربها ومن لحضتها وهي في الأعلى ...حتى جاء من بعيد ..
قبل أن يشهق بدهشه :انتي يالقرد وش مطلعتس هناااك أنزلي يالله حنا ناقصين مصايب إصلاً أنتم تموتون لو مانكدتوا علي ...
أنززززلي يالله ...
أرتجفت مكانها ولكن لم تنزل ...
أسماء المتبرمة :أضربها وصخت فستاني ..
فياض بشفقة على منظرها المتسخ وكم تلك في الأعلى من غيوره لتدفعها وتفسد فستانها الجديد :روحي للبيت ألبسي فستان ثاني يالله بسرعة شاطرة ليجون الناس يشوفون ثيابتس وصخة ..
ودفعها مشجعاً لتذهب راكضة ويعود بعينية للأخرى ..
فياض الذي فكر لأن أزعج نفسي بغيرة الأطفال :خزامة أنزلي وعطيتس من الحلاو اللي جبته للحفلة ...
خزام تهزر راسها رافضها وهي تتمسك بجزع بأسعاف النخيل :لاتكذب عليه ولو نزلت حتضربني ..
فياض يضغط على نفسه حتى لايصرخ فيه فتفزع ولاتنزل أبداً أو تسقط على رأسها وينفجر دماغها أمامه :ياخوخة ياحلوة أنزلي أنا ماأضرب البنات المؤدبات ..
خزام بتزمت :قول والله ماأضربك ..
فياض وهو يزفر بحنق ويديه على وسطه بماذا يلتهي الآن عن ضيوفة .. فخطيبته وزوجته بعقد النكاح قادمة وهو يلتهي مع الأطفال ومشاكلهم :والله مأضربك ...
وكان يلتفت ليجد من يفكر فيها تنزل من سيارتها على بعد عدة أمتار منهم وبعينيها نظرة غير راضية وهي تتخافت مع والدتهااا ..ولم يفته عينيها المزينة بالعدسات الفاتحة ..ياحمقاء عينكي جميلة بسوادهاا لماذا تزيفينهااا ..
من أخبركي أن العيون الملونة جميلة .. ..
ومدت يديها له بأستسلام ليمسكها مع وسطها وينزلها
وهو يفكر وعينيه بعينها إلا لمن ولدوا بهااا ..
خزام وهي تعدل فستانها بعد هبوطها على الأرض وتمد كفها إليه ..
ليسأله بأنزعاج :وش بعد ؟؟؟
خزام بعينين طماعة :الحلاوة ..
فياض بتأوه :ياااليل ..ومد يده لجيبة ليخرج علبة اللبان الذي يحفتظ فيها لتغير طعم فمه ورائحته بعد السجائر ..
خزام بفرحة :شكراً آبيه ..
فياض يمسكها مع ذراعها ليعيدها أمامه وبلهجة تهديد :ياويلتس أسمعتس تقولين خرابيط أمتس هذي ولا ترى العرب بتضحك عليتس بيقولون شوفوا خزام ماهي سعودية ماتعرف تهرج مثلنا ..
قولي.. وصمت لثواني يفكر:قولي شكراً عمي ..وروحي عند أمتس ولاتطلعين من البيت ولاترى العيال بيضربونتس ..
وبقى يشاهدها تركض لملحقهم الصغير لم تعد طفله هي تكبر أسماء بسنة إذاً كبيرة كفاية لترتدي الحجاب ولكن بقامتها الصغيرة تلك يعتقدها الجميع طفله وهي تثبت ذالك للجميع بشقاوة الأطفال التي تفتعلها .. هز رأسه يبعدها عن تفكيره ..قبل أن يخرج هاتفه ويتصل على المهــا ..
3
في الأعلى فياض 26
خزامــى 13
****
*الحاضـر*
بعد خروجهم كانت تجلس بالزاوية البعيدة عن الفرن ...
وبالجهة الأخرى يجلس هجرس وبيده سكين صغيرة وثمرة فاكهة لاتعلم هل هو يقشرها ليتناولها أم يعبث فيها فقط ويديه قد تعودت على أستخدام السكين للمتعة ..للتفاجأ فيه يسألها بصوت هاديء لايشبه طريقته بالكلام عادة :وشلون بنت أختس الخبلة !!!
ليلى بحاجب مرفوع :أي وحدة من الخبلات ...
هجرس وهو يغرس السكينة بالفاكهة كنهاية لما يفعل: بلا تناكة اللي دخلت علي هك الليلة ...
ليلى وعقلها لايصدق أن هجرس قد يفكر بأحد غير نفسه يارقيق القلب ألم تكن تقتل الحيوانات قبل فترة قريبة وترميها بطرقنا لتفزعنااا:صار عندها فوبيا من المطابخ ..
هجرس بسخرية :تستاهل وش منزلها تالي الليولة تحمد ربها ماحطيتها بجنبهن عشان تعرف تقسقس برى البيت ....
وأكمل بفضول :اللحين عمتي فاطمة مطولة هنااا..
ليلى وهي تتأمل الثمرة بيده التي تتحول لشيء عجيب أم هي تتخيلة هل ذاك حرف y:أيه خلاص بتستقر وجالسين يضبطون جناح فياض اللي تحت بيستقرون فيه ...
هجرس بتعجب لايتفهمه بنهجة الذكوري :كلها هذا عشان أعرس عليها ..ياعوب عمتي عوباااه ...خلاص عجزتي بناتس كبرتس خلي الرجال يترزق الله ..
ليلى بحنق:وجع ياوجعك يالهيس ماتستحي ... ومالت عليك وعلى كل الرياجيل أشكالك ..
هجرس بوقاحة :ياعمة لاتصيرين نسوية وسعي صدرتس ... أنتي قريب بتدخلين على مرة ..ولامصدقة بتزوجين رجال أعزب ...
ليلى بأحتقان من هذا الأحمق هل يعتقد نفسهم أفضل منهم هو فقط أختلاف كرومسوم واحد من جعله ذكر وهن أناث أنه النسخة الأسوأ من الرجال :ياقروي ياحنس ياكل شيء سيء بالحياة من قال بتزوج ...شايفني ميته على شيفة واحد مثلك ... بالله اللي يشوفك أنت يفكر بالعرس والرياجيل ..ياكبدي بس ..الله يعين اللي داعية عليها أمها وتأخذك ..
ليلى نظرت لساعة هاتفها :هذا وين راااح .. أووف ترى بقفل عليه ..وأخليه مالي شغل ...
هجرس بأنزعاج :ياليتني طابخة بنفسي يمديني اللحين متغدي ومقيل ...
ليلى بأستنكار :غداء ايش المغرب بيأذن عشااء يامسلم ...
هجرس بتبرم :وش أسوي فيكم أنا للحين ماتغديت ...
لتنقلب للهجته المتبرمة مية وثمانين درجة وهي تسمعه يرحب بمبالغة :هلا والله في ذمتي تو مانور المطبخ ...
دارت بعينيها لم ترى أي أحد سوى ألماسة الصغيرة ...
التي ألقت عليهم نظرة سريعة قبل أن تحاول الفرار كان هجرس قد كبلها وحملهااا :هلا والله يالبى الجمال كله ...أنتي ماتقولين وين متوزية عني لي شهرماشفتس ...
ليلى بصدمة :الكلام هذا لذي لاإله إلا الله من متى المحبة !!!
هجرس وهو يقبل وجنة الصغيرة التي تحاول الفرار منه :من اليوم وبكرة وبعدة وش عندتس أنتي ...ألماس تبين كندر ..
توقفت ألماسة عن محاولة الفرار ..وسألته بتفكرس :مروى تقول حصني كخة ..لاتاخذين شي من عنده ..
هجرس بمحبة وهو يسحب خدها :هي الكخة وطوايفها ..وش تبين غير الكندر ..
ليلى تشاهد الدراما الجارية غير مصدقة هجرس وفتاة صغيرة !!... هو لايحب إلا الأولاد نايف حاكم وفارس أخيه الصغير أما الفتيات فدائماً ماوبخهن وتجاهل وجودهن ...
ليلى بشك :والله هالمحبة ماهي لله .. وراك شي بتسوي بأحد مقلب ..
هجرس بنظرة عدم تصديق :ليه شايفتني هبيلة لهدرجة .. أنا بأخذ ألماس لدكاان علمي أهلها ...وخرج ..
خرج فيه وقد حملها خلف عنقه ... وهي تجلس مستمتعة وتضحك بسرور ...
حتى تواجهوا بالساحة ...الحكم العائد للتو من عمله ماأن رأها معه حتى أتضح الغضب على وجهه ..فألقى الحقيبة التي يحملهاا على الأرض وتوجه ليأخذ الفتاة منه بفجاجة ...
ولكن هجرس أبتعد وهو يقول بفظاظه :خير وش عندك ...
ولم يلاحظا وجود سيارة عقاب التي خرجت للتو ويقودها سلطان بوالده ... حتى أنزل عقاب النافذة ليسألهم بغضب :وش فيه ..
فمنظر المشاجرة واضحة على الأثنين ...
الحكم بغضب :مايأخذها وش يبغى بالبنت ...
هجرس الذي يفهم مقصد الحكم :وأنت وش دخلك أبوها أخوهااا ..
الحكم الذي سيجن لو تركه يذهب فيها فهو لايثق فيه:وهي أختك روح خذ خواتك وخل بنت أختي ...
عقاب الذي يرى جدالهما سخيف :الحكم بس أدخل لأمك ومالك شغل بغيرك ...
الحكم الذي أعتاد الأنصياع لأوامر والده ...رفض هذه المرة وهو مصر على أخذ ألماس من ذاك ... الذي كان يراوغ حتى لايصل إليهااا ...
سلطان نزل بغضب وسحب ألماس من أكتاف هجرس التي تجلس عليها .. وأعطاها للحكم الذي أخذها ودخل فيها مباشرة للقسمهم من القصر ...
هجرس بأنكسار خبأه خلف سخريته :كالعادة هجرس الغلطااان ... يالله فمان الله ياأبو نايف شكلي ثقلت عليكم هالمرة ...
وتوجه للسيارته .. ليركبها ويقودها بكل برود للخارج البوابة ...
وسلطان يقف بمكانه وملامحه وجهه المتألمة توجع قلبه ...
يعلم أن أنظلم هذه المرة ولكن ماذا يفعل هو أراد فقط أنهاء هذا الجدال ...
عقاب :ياسلطان عجلي علي الصلاة أقامت ...
عاد للسيارة ليقودها بذهن شارد ...
قبل أن يسأله عقاب بتوجس :وش فيك ...
سلطان كبح زفرة تأفف وقال بتنهيدة :تعبني هالولد ...روح زعلاان يقول ثقلت عليكم ...
عقاب بألم عتيق نصفه هو سببه :وباقي بعدك ماشفت شي هذا هم العيال ...
وهو طالع على عمه شاب شعري وطاحت سنوني وأنا للحين أراكض وراه وأحل مشاكله ..
هز سلطان رأسه بتفهم وبقلبه يقول ولكن أنا لست مثلك ياأبي ولاأستطيع أن أكون ...
8

قد يعجبك أيضاً
الكارمــا بقلم Aya_alsabri9
الكارمــا
3.5M
172K
وَدُون أن أَدرِي ، كُنْت أَهوَى بِـ كلمَتي لِنَفس اَلموْضِع اَلذِي هوى إِلَيه إِبْليس حِين رأى أَنَّـه خَيْر مِن آدم . لا احـلل اخذ الروايـه ونشرهـا وغيـر مبـري الذمـه...
يا صُدفتي النادرة وياهلاك البشر  بقلم rwaiara
يا صُدفتي النادرة وياهلاك البشر
101K
2.8K
اهلًا بكم جميعًا ، بروايتي و اعزوفتي الثـانية .. - ( يا صُدفتي النادرة وياهلاك البشر ) ( الرواية باللهجة العامية) نبذة الرواية : عداوة تتوالد عبر السنين بين شعوب قريتين...
من متى و الغصـن يختـار الطيـور..!! بقلم Nis2reen_
من متى و الغصـن يختـار الطيـور..!!
375K
6.2K
تساؤل واقعي مكتوب من خيال كاتبه، رسمت احداثها في قمم جبال الجنوب السعودي البارده..حياه اخرى عادات باقيه منذ مئات السنين لم تغيرها دواليب المدنيه الحديثه.. تتضمن قصة حرب...
رواية جفاف وردة بيضاء  by novel_6ea3
رواية جفاف وردة بيضاء
17.2K
705
رواية جفاف وردة بيضاء في رُكن الذكريات.. للكاتبة ضَياع، تدور احداث الرواية عن الفتاة اريان مجهولة النسب التي تعيش مع عائلة ال صايل بعد ان وجدوها على عتبة بابهم. - والف...
الطبقة الآرستقراطية (صرخات انثى)  بقلم QueenAyamohamed
الطبقة الآرستقراطية (صرخات انثى)
697K
49.6K
الجروح أدمت قلوبهن ومازالت كلًا منهن تحارب للبقاء، مذاق الألم لا يفارق حلقهن، جروحهن متشابهة ولكن لكلًا منهن حكاية خاصة هي ضحيتها، الأولى نهشتها الذئاب البشرية وتركتها...
أسيرة القيصر بقلم user01665995
أسيرة القيصر
3.7M
68.8K
انتقام أعمي من أجل إخوة يودى الى هلاك فتاة يستحي إبليس من النظر إليها
بين نبضة قلب وأخرى بقلم Bellaa71
بين نبضة قلب وأخرى
41K
491
الكاتبة: أغاني الشتاء
××على خطاياك في حقي كِثْر خيرك . يـ اللي ترد الجميل لـ صاحبك زلّة مابيك تزعل إذا ساويتك بْـ غيرك . أول أعدّك خوي و الحين لا والله !××
***
من المفترض أن يتوجه للجناح عبير ليبدل عندها فهي ليلتها ولكن لأنه يعرف رأيها جيداً بالضبان ورائحتهاا ...فضل أن يتوجه للجناح الأخرى ...فهي لن تعلق أو تعترض ...أي رأسه سيبقى مرتاااح ...فهو عاد برأس منتفخ من بعد العمل ... فتح باب جناحه وتأكد قبل أن يفتحه أنها ليس أمام الباب ... دخل وأغلق الباب من خلفه ...كان سيتوجهه لحمامة مباشرة ... ولكن كانت تجلس أمامها قهوتها ورائحة القهوة سحرته وذكرته بوجع رأسه ... جلس على الجهة الأخرى منها وسحب الطاولة وألتقط الفنجان الموجود وسكب لنفسه فنجان وأرتشفة وحين كان يكرر الأمر مرة أخرى ...
أخبرته بلهجة تبدو غير مصدقة لفعلته :هذا فنجااالي !!
بتال وهو يلقي نظرة سريعة على وجهها وعينيهاا المستنكرة فعلته :لاتشربين فيه من بعدي لو قرفان لهدرجة ...!!
جوزاء ببساطة :أنا مفلوزة .. بس مو غلطي ..
بتال الذي ألقى نظرة أخرى ومد يده بكل بساطة ليلمس جبينهااا ...قبل أن يعيقة البرقع الأحمق فسحبه بكل بساطة وهو يقول :هذا وش داعية !!!
لمس جبينها ليجده دافيء فعلاً ... قبل أن ينظر بذهول لوجهها ...ويعود بيده ليحرك فكها ليتأكد من خديها من مكانه القريب جداً منها :وين اللي هنااا ..
جوزاء وهي تبتعد للخلف فلمساته أزعجتهاا وطريقته بتفحص وجهها أثارت قشعريرتهاا ماباله هذا اليوم ...لقد كان للأيام لايتذكر وجودها حتى وكم دخل ولم يلقي حتى سلامه البارد مثله ....
عاد ليسألها بأصرار وكان جوابها يعتمد عليه مصير دول :وين اللي كان بوجهتس ..!!
جوزاء وهي تشتت نظراتها عن عينيه ذات النظرة القوية وكأنه تحت التحقيق :راحت تشافى وجهي .. الحمدلله ...
هل ظننت أنه لن يزول .. لحسن الحظ ربي نصرني عليك ..
وأزال جروح وجهي وتشوه ولكن ماذا سيزيل الجروح التي صنعتها داخل قلبي وتشوه الذي بات يرافق علاقتي الزوجية ...
بتال الذي عاد ليلقي نظرة أخرى على وجهها قبل أن يشغل نفسه بقهوته ويعود ليصب بنفس الفنجان وليس وكأنها قد حذرته من مرضهااا ...
بعد أن فرغ من القهوة توجه لغرفته ليستحم ..لكن تذكر أمر ما وقال :بنسوي كبسة ضبان لتس فيها ..!!
جوزاء التي فهمت جيداً المقصد من سؤاله :لاا وش هي الضبان ...
ليرد عليها بشخرة ساخرة :خليتس على الأندومي !!
أعرف الضبان ياثقيل الدم ... فكم رأيت صورهااا برحلات أخوتي وكم أحضروا منهاا لوالدتي التي تحبهااا ..
وكم شممت رائحتهاا المنفرة في مطبخ منزلنااا ..ولكن دعني بعينيك كما تود وتريد فتاة الأندومي ...التي لاتحسن صنعه حتى ...
×× مدمن بشوفه جمالك مثل حبك للقهاوي
لين أنا ما صرت احسد كل فنجالً تشربينه ××
***
لاحقاً على سفرة الطعام المفروشة على الأرض في قسم شعاع ..
جلس عقاب وشعاع مع جميع أبنائه الذكور جميعهم يتلذذون بالوجبة المحببة لقلوبهم ...
فياض الذي يمد قدمه المصابة ويولي السفرة جانبه الأيمن :ياحلاله يالبناخي سرى ماذاق صيده حتى ...
تغير وجه سلطاان ...ليرد الحكم بتلذذ بصنعته قبل مايتذوقه بلسانه :لابغيت الصيد الزين أرسل الحصانية يجيبونه لك ...
عقاب بحزم :لاعاد أسمع هالأسم على ألسنتكم وهذي كلمتي الأخيرة لك ...
لم يرد الحكم فكل شيء سار على ميزاجة الليلة ...
وأعاد هجرس لمكانته الحقيقة خارج ساحات القصر وللمرة الألف ... مع أنه يعرف سيعود قريباً ويتطفل ولايمانع هو إذا عرف حدوده ولم يتجاوزها وأن فعل فهو له بالمرصاد ...
سلطان كان أول من أكتفى من الطعام ..فهو حقاً غير متلذذ ولم ينسى صدمة ليلى حين عرفت برحيلة وهي تقول بتأنيب ضمير :لاا كيف راح وهو جوعاان يووه ليتني حطيت له من الغداء ...عزاه كسر خاطري ياحظة الأقشر أكيد جدته داقة نكادة فينااا ...
***
جاء مسرعاً بعد أن وصله أتصال من أحد أصدقاء أخيه ..لقد وجدناه شانق نفسه بالأستراحة ..أصابه الذهول حتى كاد يودي فيه غير قادر على التركيز من شدة وقع الموقف عليه ...
ينتحر يذبح نفسه لماذا هل باع دنياه وآخرته ...مالذي حدث حتى يفعلها ... سيقتله هذا الأخ سيقتله برعانته ...
حين وصل لصاحب أخيه ...بادره ذاك :شارب لين قال بس ريحته أنتن من الجيفة ..شلناااه وجبناه هنا وماهو واضح حي ولاميت ..وجهه تسد قلب أزرق ...
يجلس على الأرض فقدمية غير قادرة على حمله ...ليست هذه النهاية التي يتمناها لعدو فكيف بأخيه .... هل سيمووت منتحراً .... يارب ألطف فيني ..وأكفيني شر هذه المصيبة ...
لايمكن لحامد أن تكون هذه نهايته لقد كان أنسان سليم القلب والمبدأ يشهد له الجميع بصلاح دينة وأخلاقه ...
تلك اللعينة من دمرته ...يارب خذ روحها وأترك لي أخي ...
عواد :حسبنا الله ونعم الوكيل ...حسبنا الله ونعم الوكيل ...
7
***
دخل الصالة العلوية ليجدها مع أختها ألقى سلام سريع على حسناء وتوجه للجناحه ... كان قد خرج من الأستحمام .. حين وجدها تنتظره .. لتبادرة بدلال :بتال حنا وش قلنا بهالموضوع !!
بتال بحاجب مرفوع :وش هو موضوعه وش باقي عندتس من غثى ...
عبير تكبح رد لاذع :حبيبي قلت لك ماأحبها ريحتها كلها وأنت قانص بس تروح تأكل منها وتجي تنام عندي ...
تكتف وهي تقول :كل واحد لازم يراعي الثاني ...
قالت تبرر فعلتهااا : تطلع حتى مع أنفاسك ...
بتال الذي أحتدت نظراته رمى المنشفة التي كان يجفف فيها شعره :ومن قال أني بنام عندتس ..!!
وتوجه لثيابة المغربية وأرتدى أحدهااا مشط شعره مد يده لأحد عطوره حمله وأعاد وتركه وهو يقول بحدة لاذعة :
نسينا البرنسيسة الثانية ماتعجبهااا عطورنااا ..
كانت سترد بعصبية ولكنه تركهااا خلفه وخرج من غرفة النوم ...
سمعها تلحق فيه تردد :هذا اللي يقول ماراح يجيب منها ولد من أولهااا تتوحم ..ياكذاب يامنافق ...
بتال لو عاد عليهاااا يعلم جيداً أنه هذه المرة سيستخدم يده ضدها لذا خرج وصفع الباب من خلفه ...
كان متوجه للجناح الشباب لينام عند حاكم ...
لكنه وجد الحكم أمام باب غرفته ..
ليسأله بكل برود :عندك عطور هادية ...
الحكم بحاجب مرفوع فهو يعرف أن بتال يراوغ :عندي كل شي طب وتخير !!!
فتح بتال باب غرفة الحكم ودخل وتوجه للعطوره ليشتمها حتى وجد أحدى قد راقته رائحته ولكن الحكم التقطه منه وهو يقول :هذا اللي أتعطر منه دايم ماأحب أحد يستخدم نفس ريحتي ...
ومد له آخر :هذا يناسبك أكثر ..شيله مايغلى عليك ياأبو حاكم ...
تعطر فيه بتال قبل أن يأخذه معه وهو يؤكد لأخيه :أرسل لي قائمة بعطور ريحتهاا هادية ماأبي شي شرقي ...
كان يخرج حين سمع أسمه بصوت الحكم وحين ألتفت عليه
وجده ذراعة تمر قرب أذنه بسرعة قاسية ...قبل أن يقهقه ذاك :لاياحضرة النقيب ماتفقنااا كذا ...كم مرة قلنا لاسمعت بتاااآآل يعني السالفة فيهااا فخ ..!!!
بتال بكل برود يلتف عنه ليخرج فباله غائم لايستطيع مجاراة الحكم وفورة الشباب فسمعه ينادية مرة أخرى ...ألتف بحذر
ليجد قطعة لبان طائرة بأتجاهه ليلتقطهااا ويغلق الباب بوجه الحكم الذي أخبره :لازمك رفع لياقة بدنية ورومانسية !!!
×× سميت هجرك ظروف وغلطتك زله
عشان يبقى طريق يردني صوبك ××
***
مضت الأيام برتابة .. أصبح يقضي يوم هنا وآخر هناك وكأنه قد أعد جــدولة بالقلم والمسطــرة وطبعاً يومها يبدأ الحادية عشر ليلاً وينتهـي الساعة الخامســة فجراً..وظهيرة ذاك اليوم لايعود ..
بالتأكيد سيعود لماذا .. لكن يوم فاجئها حضوره عصراً
وكانت متخلية عن جميع دفاعاتها فقد سلبها برقعها الذي تمسكت فيه طويلاً ...فهي لم ترد كشف وجهها أمامه أيام أصابته وحتى بعد شفائها وأغتاضت جداً على قدرته التعامل بتلك الطريقة معها
لمسها أزاح برقعها وسخر منها ثم عاد لمجافاتها ..
الليلة للأخرى ..ولكنه دخل بوجه متوجم ..وألقى نظرة سريعة وقال بغضب :بناام ماأبغى أزعاج ودخله وطلع وقهاوي تالي الليولة ...!!!
أهلاً ماهذا الوجة الجديد ألن نرتاح من هذا التجهم ..
يبدو عليه قادم من جناح الأخرى فهو قد أستحم وأرتدى ثياب نومه ..بالتأكيد خصام الحبايب ...ولم تفتها رائحة عطرة هادية ولحسن الحظ ستأخذ جيوبها الأنفية أجازة لهذا اليوم ...
كان يسير لغرفته حين سمع طرق على باب الغـــــرفة ...
لتبادره قبل أن يفتح الباب :هذي مروى مسوية لنا أندومي ...خلاص بروح أكله معها برى ...
جلس ينظر إليها لثواني طالت حتى كادت تصل لدقيقة ...قبل أن يقول :أفتحي لها خليكم هنااا بس بدون أزعاااااج ...
ودخل لغرفته قبل أن تفتح لمروى ...التي سألت بتوجس :فيه أحد كأني شميت ريحة عطر رجالي ..
جوزاء التي وجدت نفسها بموقف محرج لو قالت لا ستكذب ولو قالت نعم قد تخبر الفتاة أي شخص آخر وسيفهم أنها تعمدت أخراج سره ففضلت اللف والدوران :ماأدري كنت بغرفتي ..قلت لك الليلة ماراح ينام هنااا ...
مروى :يالله جهزته وفتحت الأنمي التي أصرت عليها أن تشاهده معهاا ..كانت الأثنتان تأكلاان وتتابعاان الأنمي قبل أن تعلق مروى على أحد الشخصيات ذات الشعر الأحمر والعيون الخضراء :هذي مثل خزام بنت الملحق ...
جوزاء بأستفهام :مافهمت من بنت الملحق ..
مروى وعينيها على الشاشة :الملحق اللي ورى النخيــــل فيه عائلة أصدقاء جدي عقاب اللي أمهم رضا تجي دايم تسلم على جدتي شعاع ولو رحتي بيت جدتي فهدة تلقينها هناك بعد على طول ...
بنتهم الكبيرة خزام عيونها خضراء وشعرها غجري مثل الشخصية هذي ...
جوزاء وهي تحدق بالأنمي :معقوولة مثلها ..
مروى بضحكة :لا مو نسخ لصق بس فيه شبه يعني الشعر فكرة طولة لون العيون ...دايم أحب أرسم مثلها بس ماتضبط معي ...وصمتت لثواني لتكمل وهي تتأمل جوزاء ببرقعها وشعرها القصير الذي يلامس أكتافها وقد رفعت جزء منه بتسريحة عبسي :وبرسمك بعد بس بصراحة ماأحط برقع لأنه مايضبط أحط ماسك ...
كانت هادئة وهي تستمع لمروى ولكن جملتها الأخيرة لم تستطيع التماسك بعدها فقد أنفجرت بالضحك بهسترياااا ... تحت صدمة مروى التي بعد أن فهمت سبب ضحكها شاركتها الضحكة ...
لتكتشف أنها تمتلك ضحكة مضحكة ...فيزداد ضحكها بجنون ...
كانت لاتستطيع كبح نفسهاااا والصوت يعلى أكثر فأكثر هي تريد حقاً التوقف ولكن هناك هاجس بداخلهااا يخبرها أن لااتتوقف فهو تواق جداً للضحك حتى شعرت بأن دموع الضحك التي سكبتها بدأت تتحول لدموع حزن وألم ...
××إن العيونَ التي بالوصلِ تُضحكني
هيَ العيونُ الّتي بالهجرِ تُبكيني !××
***
عبير التي لم تستطيع البقاء مكانها من شدة الحنق
أرتدت ثياب الصلاة وخرجت متوجهة لجناح فهدة
طرقت الباب بحدة لينفتح الباب وكان من خلفه عقاب بنفسه ...
وبنظرة حادة سألها :وش فيتس ؟؟؟
عبير التي كادت تتراجع ثبتت نفسها :كنت أبي عمتي بس بماأنك موجود ياعمي أنت أسمعني وأنصفني ..
عقاب وهو يلقي على الرواق الفارغ :أدخ لي حموانتس ملي البيت ماعرفتي تسترين عمرتس أكثر ..
دخلت عبير غير مهتمة بتعليقه على سترهاا ..لتظهر بتلك اللحضة فهدة من غرفتهاا وتنصدم بوجودها وبحدة :وش فيتس ياعبير ..
عبير تجلس بدون أهتمام :جيت أشكي بتال على عمي ...
فهدة بحنق :بتال ماينشكى اكيد انتي الغلطانة فيه ..
عقاب :بسسس ..وش شكواتس ياأم حاكم ...
عبير :يرضيك ياعمي كل ماتخالفنا بالكلام شوي ركض وراح لثانية ...
عقاب :لا مايرضيني ولاكان يرضيني يوم ولدي بالمرتين والثلاث بشهر يمرح بغرفة ولده ...
عبير التي شعرت أنها تلقت صفعة منه ...
هل كان وضعهم مكشوف لهذة الدرجة ...
عقاب يكمل حين رأى أحراجها الظاهر على وجهها :وأن كلمته قال مشاكل عادية ... وسكت وماتدخلت بينكم ...وعليها ماني متدخل اللحين ... بتال عاقل وماهو ظالمتس ..
وكل اللي صار جبتيه على راستس ..سكتنا يوم قلنا مهتويتس (يهواك)
وخرابيطكم يالشباب بس ماتجوز عليتس من فراغ إلا من قهراً ذاقه ...المرة ماتجرب غلاها بقهر الرجال لأنه حتى لو كانت الروح اللي يتنفس فيه بيشق صدرها ويطلعهااا ...
وولدي ماهي ناقصته مرجلة عشان تلعبين فيه يمين وشمال ....
أمشي معه عدل وبيرضيتس ...وهذا آخر كلامي ..
عبير التي ألقت نظره على عمتها ..وهي تود أن تنطق بالعبارة التي علقت بحنجرتها لم يتزوج علي بسببي بل بسبب أمه ..ولكنها أبتلعتها... عمها ضدها ولن تجعل فهدة أيضاً ضدهااا ..قامت بأنكسار وهي من جائت والحق معهااا برأيها :طيب ياعمي مثل ماتشوف ..
بس ذكره أن الظلم ظلمات وشقه بيجي مايل لو ظلمني عشانها ..
وخرجت بحنق ...
لم تصل جناحها حتى شعرت بفهدة خلفها تدفعها للداخل
وتدخل من خلفها مغلقة الباب ...
فهدة بحنق :أذبحتس أخنقتس وأرتاح مهبولة مضيعة العقل ...
رايحة تشكين زوجتس ولمين لأبوه ....أنتي ناوية تذبحيني
ولاناوية خراب بيتس ...
عبير بقهر وهي تنزع ثوب الصلاة وترمية :قهرررررني يطنشني ويروح لهاااااا هذا اللي وعدتيني فيه ..أنسيها مالها وجود زوجتس لتس لحالتس ولاماأكون أم بتال ....
فهدة :علميني وش سويتي عشان يتركتس ويمرح (يبات )عندهااا..
وتفتح يديها مقلدة تكبر عبير :بنشوف من الغلطان ولدي اللي بيجي شقه مايله ولا أنتي يالعوبة ...
عبير تغمض عينيهااا ستنقض عليها لو أخبرتها مافعلت .... لتجيبها :يقول الثانية ماتعجبه ريحة عطرها وش معنى هذا !!!
فهدة بعدم فهم :وش معناااه أنا وش دراني بضنونتس ..
عبير :يعني تتوحم ..
فهدة بحنق على هذه الغبية :توحمتي على بنزين أن شاءالله حنا وش قلنا لتس ألف مرة ...
أنسيها ماراح يجيتس منها لاشر ولاخير والحمل عشم أبليس بالجنة ...طخي ..عساتس للطخة الراس اللي تكسره وتريحني منتس ...
عبير بتقليد للأسلوب فهدة :ماهو مخلف منها ولاجاييني منها خير ولاشر أجل ليش متزوجهاا هبلااا أنااا بنص عقل ...تلعبون علي وبتخلوني قدام الأمر الواقع ..
فهدة التي رفعت يدها بتهديد :خايفين منتس أصنتس اللحين كف
يعلمتس كيف تكلمين معي ... والله ياعبير لأزوجه الثالثة اللي لاشفتيها عديتي نفستس من حزب الرياجيل ..
وخرجت صافعة الباب خلفهاااا ....
عبير وهي تدور بقهر :اخخخخ ياحر جوفي حسبي الله عليس يافهدة وعلى ولدتس وعلى من خلفتس ...
والله يبلاتس باللي تكسر خشمتس وتحرق دمتس ...
روحي الله يسلط عليتس ...
×× مايهدم قصور المحبه إلا ثلاث
كثر الخطأ والتغلي وقل أهتمام ××
***
كان غاضب جداً من عبير خرج من عندهااا وهي يغلي كان يتوجه لغرفة حاكم كعادته حين يغضب منها قبل أن يتذكر لدية جناح آخر ... وعرف كيف يعاقبها أكثر ..
سيذهب للجناح جوزاء وحينهااا ستندم عبير بجنون وستصبح أكثر تهذيب معه مرة أخرى ... ولأن وجود الحكم أعاقه أيضاً فهو متزوج من أثنتين فمن المنطقي أكثر أن ينام عند أحداهما وليس بغرفة أبنه ...
ورغم أنه يعلم لو ذهب للجوزاء هذه الليلة سيفوت عليه ثلاث ليالي بدون عبير ولكنه يستطيع التجلد والصبر حتى لاتستهين به مرة أخرى ...
دخل على تلك بغضب ليجدها تجلس بالصالة تشاهد التلفاز
وعادت لأرتداء البرقع هل هي حمقاء لايعلم ..
هل تخفي وجهها لتبهره لقد أنتهى من هذا الموضوع عصراً وحسناً أنتي جميلة وكانت مفاجئة رائعة أزاحة البرقع والنظر لوجهك ولكن ليس كل الأشياء الجميلة نرغبهااا ..فبعضها نكتفي بوضعها بأحد الأماكن والنظر إليه دون لمس ...
فمتعة النظر إليه تكفي لأنك حين تقترب منه ستجد أنه كان أفضل النظر إليه من بعيد ...وهو يعتقدها حقاً هكذا ...تافهة جداً
فيكفي رغم كل ماحدث تبدو مستسلمة لمصيرها
وغير عابئة بالدنيا وماعليهااا ..ولرجل مثله
جرب الأحتكاك بنساء من نوعية والدته وأخته أسماء ثم زوجته عبير وجودها غير مبهر فالأشياء السهلة بعد كل تلك المصاعب التي واجهها مع النساء تجعله غير متهم للتجربة ....
قبل دخوله لغرفته أخبرها أن تتوقف عن الأزعاج وصنع القهوة التي توتره رائحتهااا حين تصنعها قبل الفجر ...
وماأن تحرك بأتجاه غرفته حتى سمع طرقات على باب الجناح للحضات فكر بأن تكون عبير ..ولكن سرعان مأكتشف غبائة .. حين أخبرته أن مروى هي القادمة ...مروى ماهذة الصداقة المثيرة للسخرية ..وماهذا الصوت المزعج إلا تستطيع التحدث بطريقة عادية كباقي البشر قبل أن تسحب الحروف بهذة الطريقة وتشفط أخرها للداخل ...كفاكي تلكأ ودلال فلستي طفلة ...أراد أخبارها هذا ولكن التعليق على تصرفاتها يعني أنه يهتم ...فأوقف نفسه باللحضة الأخيرة...
فلاجدوى من محاولة تصويب من تتعشى الأندومي ...
ستقتله بتناقضاتهااا ..قهوة وبرقع رغم أنه يعرف سره جيداً ...ومن جهة أخرى أندومي وأفلام كرتون ...
لم يزرة النوم بسهولة ... وحين طرق عينيه أخيراً ...عاد ليحلق مرة أخرى على صوت ضحكاتهن ...
لم يستطيع أيقاف نفسه وهو يخرج بكل أنزعاجه ...
ليجد الأثنتان شبه مستلقيات على ظهورهن ويضحكن بهستريااا
رغم أن ضحكة مروى الغريبة جلبت أبتسامة طفيفة لشفتيه ..
ولكنها رحلت طويلاً بعد أن أزعجته ضحكة تلك التي يحلف أنها قد تدربت عليها ليالي حتى تظهر بتلك الطريقة التمثيلية ..
لم يستطيع الأحتمال أكثر حمل وعاء الماء الموضوع على طاولة الطعام وسكبه على الأثنتين .....
مروى بجزع من برودة الماء المفاجئة :خاااالي والله قلت شمية ريحة عطرك ماكنا ندري ..
جوزاء التي صدمت بتصرفته وجدت نفسها تقول بوقاحة وهي تود أن تسكب وعاء الأندومي فوق رأسه :اووووه ماحسيت فيك يوم دخلت ماكنا عارفيين ...
مروى تنفض ملابسهاا :اووف يالله باي تعدمت سوري جوجو بعدين نشوف الفيلم ...وقالت قبل أن تخرج :وبجيب الرسمات معي ...
وأغلقت الباب خلفهااا ...
تجاهلت وقوفه ودخلت لغرفتها ولم تشعر أنها لم تغلق الباب فقد دفعته خلفهااا ...
حتى رأته بمرآة غرفة الملابس خلفها ..لفت بفزع ..
ليسألها :أنتي عندك دم ... تحسين مثلناااا ... اللحين ممكن تفسريلي وش وجهي قدام أخواني لو أحد مار وسمع ضحكتك اللي قبل شوي !!!
مروى طفلة وكل اللي بالبيت محارم لها بس أنتي كيف تتجرأيين يامحترمة وتطلقين نفسك لهذي الدرجة ... أنا عايش في بيت أهلي عشر سنوات مع زوجتي لو سمعت صوتها طالع درجة برى الغرفة قصيت لها لسانهااا ...
مسكت نفسها باللحضة الأخيرة قبل أن تسأله بسخرية :هل يعني هذا أنها لاتملك لسان الآن ...!!!
لتقول آخر شي يجب أن تقوله وهي تلف ذراعيها حول بعض بأرتجاف :ممكن تطلع اللحين بلبس قبل أتجمد من البرد ...
بتال يهز رأسه بأستنكار : اللحين كل اللي قلته ماحرك فيتس شي يعني ماعندك دم ...أستحي شوي .. أو حتى أنقهري ...
جوزاء التي بدأت صفارة الأنذار تشتغل داخلها :وليه أنقهر !!
كان معك حق أخطأت بضحكي .. شيء ثاني ...
أخبر نفسه توقف عن ماتفعل .. آخر مرة فقدت أعصابك أمامها ندمت .. وهاأنت تكرر نفس الخطأ ... لن تكون الرجل الأحمق الذي لايستطيع السيطرة على واحدة فيضع قهره بالأخرى ...
لقد سحبت منها حقوقهاا ... فلا حق لك بتسلط عليها بهذة الطريقة ...
ليست هي من أتهمتك بالنفاق والكذب ...وليست هي من منعتك من قربهاا بل الأخرى أعرف متى تتوقف ...لاتزل قدمك في طريق الظلم أكثر وحينها لاعودة ...دعها تكون المرأة التي حين تنفصل عنها ستذكرك بعد عشرين سنه وتقول كان رجل أكرمني ولم يهينني ...
رأته يستعيذ من الشيطان قبل أن يبتعد تاركها خلفه ترتجف فعلاً برداً وخوف فتعابير وجهه وهو ثابت أمامها يضغط على قبضتيه وكأنه يكبح نفسها عن ظربها مرعبة للغاية ..
نزعت ملابسها بسرعة وأرتدت بيجامة قطنية دافئة قبل أن تفتح مذكرتها وتبدأ الكتابة عليها بغضب :
××
أن أسامحك أمرٌ هينٌ، أن أنسى فعلتك أمرُ مهينٌ، غير أني لم أملك قط ذاكرة مرنة للتجاوزِ والنسيان والانصياع مرةً أخرى إلى محبتك كأن شيئًا لم يكن."××
الصباح حين تواجه عقاب وسلطان الذي كان قد سبق والده على طاولة الأفطار ...
عقاب بتوجس :وش فيك !!
سلطان :اتصل عليه الليل كله جواله مقفل ... أتصلت على البيت يقولون مارجع !!
عقاب :لاحول ولاقوة إلا بالله ...يمكنه راح له مشوار ثاني ...
فياض الذي وصل للتو وبشكل مفاجيء مستيقظ بوقت مبكر بعد أصابته :السلام عليكم ..كيف أصبحتوا ...
وبعد أن تناول بعض الطعام الشعبي الذي أعدته فهدة سأل سلطان بلهجة لم يريد أن يوتره فيها :كلمت هجرس !!
سلطان يتوقف عن طعامة وشرب من الكوب أمامه :جوالة مغلق دقيت على البيت وردت أخته تقول ماجانااا ..عطيتها رقمي قلت لو دق كلميني مادقت ...
فياض الذي حاول طوال الليل التواصل معه زفر بأنزعاج إذاً حتى سلطان حاول ولم يستطيع الوصول إليه :وش أنت قايل له عشان يروح تسذا ...
عقاب :فياض خلصنااا
فياض :لاماخلصنااا حتى متى مايعرف يتعامل معه كل ماجاه هالمسكين قهرة بشي وخلاه يهيم على وجهه مايندرى له درب ...
سلطان بندم :هالمرة ماقلت له شي هو متحسس من نفسه ...
فياض الذي كان يشعر بذنب مشابه ربما شعر بصدودي له ...ونفروي بسبب تلك المشكلة ... لقد حاولت قدر الأمكان أن لاتظهر مشاعري على السطح ولكن لاأثق بما أستطاع التوصل إليه من هيئتي ...أردت أن أحل المشكلة بطريقتي ولم أريد أن أوجه حنقي إليه ..
فلا ألومه على تصرفاته فهو روح هائمة مضطربة لم تجد لها وطن تستكين إليه ...
ووالده كان دائماً أب للجميع إلا هذا الولد المحروم من عطفه ...فهما لم يستطيعا لعب الأدوار من البداية ...فأصبح هناك
أنفصال واضح بروابطهم وشرخ بالمشاعر لايمكن سده ...
أستئذن سلطان وكان قد بقي هو ووالده على طاولة الأفطار
حين أكتمل الحضور بالحسن ووفهدة ..التي سألته بعلياء :ماخلصت أجازتك !!
فياض بتكشيرة :ولابتخلص تعرفين أنا أعطي نفسي أجازة وأشيلها عن نفسي !!!
فهدة بأنزعاج من لكنة الكبرياء على لسانه فهي تزعجها من غيرها وترى أنها حق من حقوقهااا :يووه يافياض اللي يسمعك يقول وزير ولا مستشار بالديوان الملكي ...
فياض بسخرية :أخص ياعمة وصرنا نعرف الديوان الملكــي.. مايعيبني ياعمة لو أني راعي غنم ...تدرين ليه ...
لأني فياض بن عقـــــاب ...
عقاب الذي قاطع جدالهم الذي رغم أنخفاض نبرته إلى أنه أزعجه :بس أقطعوا .. وش صار على موضوع البنت ردتس عليتس رضاا ...
فهدة بتكشيرة وهي تعيد ترتيب شعرها :تقول ماتبي بنتها تروح الديرة ...
فياض لايعلم لم أستفزه فتح الموضوع فهو يريد الخلاص منه وبنفس الوقت أغلاقة وعدم العودة عليه من جديد :وأنتي من كنتي بتجوزينهااا ...
فهدة :ولد بنت خالتي ...
الحسن الذي جلس بهدوء يغادر بنفسه فهو بعقل لم يستيقظ بعد ...
فياض بتكشيرة أشد وهو يشاهد رحيل الحسن ويتذكر أن لقريبها هذا أبن يماثله بالعمر :عسى ماهو زايد اللي مطلق مرتين ..وولده طوله ...
عقاب :أحمدي ربتس أني مادريت من قبل قصدتس بنت أمين ماتجوز شايب ومطلق مرتين إذا ماصفطتي لها أحداً يستاهل فكينا من تدخلاتس ...
فياض الذي أخرج هاتفه وأتصل على الرفيق الذي يريدها له :الو هلا والعلوم ووينكم .. ايه ..وش سويت ..زين زين ... متى بتجيناا .. ايه ايه ...كيف ... شافك عزرائيل قل آميين ...فارق فارق ولاعاااد أشوف لك أتصال على رقمي ...
عقاب بحدة :أنت وش فيك تصارخ ماتعرف تهرج مثل الأوادم ...
فياض بفظاظة :خلاص أنسوا سالفة هالمعرس دوروا لها أحد ثاني ...
فهدة التي نطقت أخيراً :رضا أصلاً تقول البنت ماتبي عرس بتكمل دراستهاااا ..
فياض ياءالهي توقفوا عن وضع العراقيل دعوها تذهب فلصبري حدود لاتجعلوني أحدث هزة أرضية بالقصر :دراسة وش مافيه دراسة تنثبر بالبيت لين تجوز ...
عقاب بسخط:أنت اللي تنثبر ومالك دخل بأمين وبناته أنت من عينك رقيب عليهم ...تبي تدرس تبي تجوز ... هي حرة ...دام راسي يشم الهواء مال أحد حكم على أمين وعياله ....
فهدة التي أرادت شب النار أكثر :اللحين أنت وش اللي قاله لك رفيقك وقلب حالك ...
فياض بغيض متضاعف ولم ينتبه أنه يكشف أكثر من مايجب :يقول يبي شوفة شرعية ... شافه عزرائيل ...
فهدة التي أعتقدت من الأفضل زواج خزام حقاً ورفيق فياض لن يكون بالشخص الهين بالتأكيد جيد :ووش فيهاا خله يجي يشوفها .. هو حلال ولا حرام ياأبو سلطان ..
عقاب الذي لم يستسيغ الموضوع :أكيد حلال ..
فياض الذي وعى جيداً لم تريد أن تصل إليه فهدة فمجرد تخيلة أن ذاك الرفيق ينظر إليها ويتأملها كبضاعة يشعر بنار تستعر بين جلده وعظمه :حتى لو هو حلااال حرام في دستوري ...
عقاب بأنزعاج من غطرسة أبنه الذي يخشى أحيان أن تخرجه عن الملة :بس اقطع أنت بتشرع على كيفك ...أستغفرالله وأنطق الشهادة عن اللي قلته وبلااا خبال زايد ..... وشف الرجال كانه جاد خله يجي يشوفهااا ...
فياض وهو يكز على أسنانه وبهذة اللحضة بدأت أعينة لاترى أمامها ولايعبأ فوسط غضبة لايفرق :لا يعني لاا ويخسى ويبطي مايتفرج في بنات الناس قبل مايتجوز وهذا أخر اللي عندي ...ودراسة مافيه تنثبر لين تزوج ...
وخرج بأنزعاج غير عابيء بأدعية والده له بالهداية من خلفه ..وبقلبه يردد أدعي أن يخرجها الله من عقلي فهو الأفضل لنااا جميعاً ...
فهدة بصمت وهي تتأمل عقاب الذي يهدأ نفسه عن الدعاء على أبنه الذي رفع ضغطه بالدعاء له بالهداية ..وكعادتها وهي التي لاتستطيع كبح لسانهاا :والله لو أني ماأعرفه زين كان قلت مهتويهاااا(عاشقها) ...!!!
2
××الحب مفضوح والأشواق فضاحه ..مايقدر العاشق الصادق يخبيها ..
والجايع الميت اليا شاف تفاحه ...يبان في نظرته لو قال مابيها..!××
***
خرج من غرفته بعد أن أرتدى بدلته ليجدها تجلس بصالة الجناح وقد أرتدى عبائتها .. لوهلة ذهل .. أوقف نفس باللحضة المناسبة حتى لايبدو بصوته أي مشاعر ..
لتبادر هي :نزلني عند أمي تعبانة ...
بتال بلهجة خالية من المشاعر :سلامتهااا لابأس..
وكان سيخبرها أن منزلها على الجهة الأخرى من مقر عمله ..
لكن وجد نفسه يأمرها :طيب يالله عشان ماأتأخر على دوامي ...
حسناً اضطر لتخلي عن النصف ساعة التي سيتناول فيها أفطار وقهوته .. من أجل ماذا لايعلم وهل يستحق ..حسناً أراحة ضميرة بالتأكيد تستحق ...
كان الطريق طويل جداً بالسيارة أدار الأذاعة على القراءن الكريم وبدأ كل شيء هاديء جداً وساكن ....
حتى رن هاتفها ووجد نفسه يخفض على صوت القراءن لترد ...
جوزاء :وعليكم السلام .. أيوة اللحين رايحة لهاا ..بتجي ..
طيب حبيبي معليش بنتعبك معنا ..اعرف الله يكتب أجرك ...فمان الله ...
لم يريد أن يخرج سؤاله بتلك النبرة ولكن خرج فاضحاً شكه :مين هذا ..
جوزاء المستكنة في مقعدها... فهي لم تنام جيداً ليلاً وصحت على أتصال من والدتها ..تخبرها بأنها تشعر بصداع شديد وأنفها قد نزف دماً وتريد أن تحضره لتذهبا للمستشفى معاً :أحمد عبدالله ولد أخوي ... بيجي عشان نروح المستشفى ..
أخبرها وهو يوقف السيارة :ايه الله يجزاه خير ..دامها تعبانة خليتس عندها لين تطيب ..
خرجت دون أن تعقب ..ليجد نفسه يزفر بأنزعاج ألم يستحق حتى وداع صغير ..شكراً ...مع السلامة ..أو حتى لفظ موافقة كطيب الذي تجيد أستخدامة ...
راقبها حتى فتحت الباب بمفتاحها ودخلت ... قبل أن يتحرك بسيارته ..
فتح هاتفه وألقى نظرة سريعة على رسائله ليجد العديد من رسائل الأعتذار من عبير ..
هل أكتشفت عدم وجوده مع حاكم وصحى ضميرهاا ..
وطلب أن يخرجا للكوفي في فترة الصباح ..
أجل فبتال لاعمل لديه إلى الذهاب للمقاهي والعبث بالأسواق ...
حرك سيارته متوجه لعمله .. وأتصل برقمهاا ..
عبير بفرح :هلا حبيبي وينك !!
بتال ببرود :ويني يعني بطريقي لدوام .. راحو عيالتس للمدرسة ..
صمتت قليلاً لتخبره :هاه أيه دوبهم نزلوا بيفطرون ويطلعون ...
بتال بحدة:وليه مانزلتي معهم وراقبتيهم لين يطلعون ولامو فاضية إلا نتقهوى بالمكان الفلاني ونطلع للمكان العلاني قضي شوية وقت مع عيالك بدال تقضيته على الجوال ....
عبير التي دهشة للغاية بلهجته :حبيبي وش فيك ..
بتال بأنزعاج من مشاعرها الكذابة :بلا حبيبي بلا هم كلمة ترددينها وماتحسين فيهااا ..
صار مالها نكهة ولاطعم ماتستخدمينها إلا لحاجتك...
عبير بنبرة مختلفة :هذا الحب والعشق اللي تبجح فيه من بدايتها قلبتك ماكملت أسبوعين من زواجك وعقلك مقلوب مية وثمانين درجة والخطأ خطأي أنا بعد ...
ياحسافة يابتال .. ياغبنيتي يوم ضيعت وقتي أرتجيك
والمفروض أفهمها من يوم رضيت فيها من البداية
بس صدقتك وياليتني ماصدقت وخليت قلبي ينجرح منك كل مرة ...
بتال الذي قاطعها بفظاظة لايعلم لماذا ولكن حتى كلامها المؤثر لم يصل لقلبه وليس وقته المناسب بهذا الوقت المبكر من اليوم :مع السلامة ياأم حاكم مع السلامة وأغلق الأتصال بينهمااا ...
لتنفجر عبير على الجهة الأخرى وهي تتمنى أن تهجم على الأخرى وتفترسها من شدة قهرهااا لقد أعتقدت أنها ستداهنه بالحديث وسيعود لها كم أعتادت في كل شجار بينهمااا
والأكثر أزعاجاً لها أنها تريد معرفة الخبر الآخر وهل هي حامل حقاً ...
××ماعافته نفسي على كل م صار ،
والله ولا عمري فرحت بـ غياب? ××
***
أستيقظ ليجد نفسه قد نام بسيارته بمكان لايتذكره ...
حاول فتح هاتفه ليجده مغلق قد فرغ شحنه .. نزل من السيارة ومط ذراعية للأعلى .. أخرج علبة ماء كانت قد سقطت عند قدمية وقام بغسل وجهه فيها ..هو حقاً لايعلم متى توقف حتى ينام ...كان قد بدأ ألم ضرسه حين أخرج عدت أقراص من المسكن وألتهمها مرة واحدة ...وبعدها لايعي شيء ....
كفو ياهجرس زين اللي الله ستر عليك وماقلبت ولا دعست لك أحد ... وجنيت على نفسك وعليه ...
عاد لسيارته وأخذ سلك هاتفه وبدأ بشحنه وماأن أصبح فيه بعض الطاقة .. فتحه ليتصل مباشرة بأحد الأرقام الثابته وحين فتح الخط قال بأنزعاج :الووو وأنتي مسنترة عند التلفون .. على طول رديتي ماشاءالله ...شقحى وشلونها
سألت عني ...ايييه طيب ..من هو ... طيب فهمت ومن بعد ياسلااام ماشاءالله ...ماني مسوي شي ...أقطعي مع السلامة ...
***
من جهته كان بعمله حين رن هاتفه برقم ثابت لايعرفه ..ولكن تذكره ..
سلطان وهو يفتح الخط ليصله صوتها بلكنته الشمالية :وعليكم السلام ...يالله حيهااا .. كلمكم طيب زين ..ماعليه هو طيب ..أبشري أبشري أن شاءالله ماني ناسي ...ماني قايل له شي ...
أغلق الهاتف وهو يقول :ياعوبها عوباااه ... أخت أخوها صدق ..
اتصل على هاتف والده ليطمئنة ثم من بعده على فياض ...
وأنتظر طويلاً ولكن لم يصل إليه أي أتصال منه رغم أتصالاته ليلة أمس ورسائله حسناً ماذا سيتغير
هكذا دأب على التعامل معه
يختفي ثم يعود ثم يغضب ويختفي مرة أخرى ... وهذة المرة عودته كانت من أجل فياض فقط ...
بينه وبين أبنه هوة حتى أطنان المشاعر لن تردمها ...
***
حسناً يريد التصفيق لنفسه على المسرحية التي قام بها ...أحسنت وأجدت أخراج الموقف ..وأثرت الملايين الشكوك حولك ..فإان لم يلتقط عقاب الأشارات ..فهدة قادرة بحاسة النساء السادسة والمضاعفة لديها عن غيرها ..وستلتقط مشاعره بكل سهولة ...
يشعر بالرغبة بتحطيم كل شيء أمامه ليس من السهل كبح
غضبة لأنفضاح مشاعره ..وفشل مخططاته التي أحرج نفسه كثيراً في سبيل تحقيقهااا ..
ولم يتوصل لنتيجة ترضية ..
لن تتزوج وتتزحزح من طريقة ..
وشباب العائلة مفتونين فيها ..
وسندريلا تريد أكمال دراستها ...هل يعبث أحدهم معه ...
أي دراسة تذكرتها الآن .. ومايتذكره وليس بالسر أنها لم تكن جيدة بدراستهااا ...
إلم يعجبها العريس هل حقاً وضعت أحدهم بعقلها ...ومن سيكون غيره بالتأكيد ذو العينين الملونة مثلهااا ..
حسناً سترين ماسأفعل إذا لم تتزوجي أنتي سأزوجه هو وأحرق قلبكِ ياعابثه ...
لم يصدق حين عاد الحسن من مدرسته حتى أخبره أن يسوق فيه ليذهبا للأبل كعادة عصرية أصبحت لديهم ...
الحسن :والله أبوي ماهو عاجبه روحتنااا يقول خوياه الضباط جايين المغرب يتحمدون لك بالسلامة
فياض الذي عقله مشغول وأبعد مايكون عن المجاملات :نرجع يمدينا لاحقين خير ...اللحين ماأبة إلا الخيزران مايرتاح قلبي لين أشوفهاا مايفهمني غيرهااا ...
الحسن بغيرة :من يوم شافتك الخيزران سحبت علي ولكنها تعرفني ...
فياض بغيض :تستاهل بلاك خبل تعطيها بسكوت ليه زرافة هي ولافيل لاعاد أشوفك مقرب من عطايا الله هذي أعجوبة ماتأكل إلا من الطبيعة لاتخرب بطنها بخرابيطك ...
صمت الحسن فمن الأفضل أن لايعرف فياض أنهم قد أشربها من مشروبة الغازي من قبل ...
ماأن أقتربوا حتى تلقاها معانقاً ومداعباً ...قبل أن تقترب أخرى باتت تعرف رائحته بالأيام السابقة لأنه تقرب منها عدت مرات ...وبدأت بدفع رأسها من تحت ذراعة ..
فياض يلف ذراعه حول عنقهاا :وأنتي على سميتس ملقوفة ماتهجدين ...مسح على عنقها قبل أن يسأل آدم الذي يقف قريب منهم بعد أن لاحظ أمر ما:هذي ليه ماهي موسومة ..وين وسمهااا ...!!
آدم :والله ياعمي الحكم قال هذي ماتنوسم والعم عقاب قال سوو مثل ماقال ...
فياض بغيض شديد :والحكم من متى ينتشاور هاات الوسم بوسمها في نفــــسي وأشوف مين يهرج ... قلوبهم رقيقة مايتحملون جلدها المرمري تمسه النااار ..
كان عقله يفكر بواحدة ولسانه يتحدث عن أخرى حتى زل لسانه باللفظ الأخير ...
ولم يهتم فمن حوله لن يفهموا مغزى كلامه أبداً ...
××الحب ماله في خفوقي تعاريف
آعمى يقود آعمى ولا به سلامه ××
***
أستيقظ على صداع يفتك برأسه ... قبل أن يتذكر صور سريعة لنفسه وهو يريد أنهاء حياته ..تحت تأثير المشروب الذي أراد من شربه أن ينسى ماسمعه منهاااا ....
ياءالله كيف للكلمات أن يكون لها وقع السيوف على روحه ....
لقد كانت طعنات وجروح لاعلاج لهااا ...
لايعلم لما كل مرة يسمع منها هذا النوع من الحديث يتوجع كأنها المرة الأولى ...هو يعرف رأيها جيداً فيه
فلما كل مرة يجد روحه تحتضر ...
هل يمكن لروح أن تنتزع أكثر من مرة ... أليس من المفترض أن تموت مرة واحدة ...
سمع صوت عواد يسأله وهو من لاحظ وجوده ولكن لم يتحدث معه :وشلوونك ..
حامد يغمض عينية :ياليتني بقبري وأتعذب أريحلي من هالعذاب ..
عواد بحنق :بكل بساطة بعت آخرتك ياحامد وعشان مين والله أنك مسكين قسم بالله أنها ماتستاهل لحضة ألم من حياتك ....
حامد بوجع :عواد أذا ماتحس في لاتزيد طعوني ...
عواد :لاأبي أزيد طعونك ولاني ناوي أجعك كل اللي أبغاه أنك تصحى على نفسك ... واللي سويته ياحامد ماه وهيين كنت بتبيع آخرتك عشانها نسيت ربك ... نسيت دينك ...
حامد:الله أرحم فيني منكم ...
عواد :لاحول ولاقوة إلا بالله ...
صمتت لدقائق :وعزة الله لأجوزك وحدة تسواها وتسوى أجدادها السبعة ...
حامد يرفع يده التي فيها أبرة المغذي :فكني من هالموضوع ...
عواد بأصرار :قل وش تبي بس وش يداوي جرحك ..
حامد :أبيهااا تطيح عند رجلي ترجاني وأنا اللي أرفضهااا ...أبيها تركض وراي وأنا اللي أصدهااا وهذا ماراح يصير لو أيش ....
عواد :تحرق نفسك عليها ليش اللي خلقها ماخلق غيرهااا ..تزوج غيرها وعش حياتك والله لو تعطي نفسك فرصة بتلقى اللي تحبها وتحبك بنات الحلال كثير اللي يبن رضى أزواجهن ويمشن بطوعهم ...
حامد أغلق عينية لن يفهمه عواد ... هل يعتقد أنه يحبها لتلذذ بحبها ..حبها عقاب عذاب أذى لانهاية له ...هو لايحبها لأنه يريد بل هي مستوطنه في داخله يريد هدمها ولكن لايستطيع ...يود أنتزاعها ولايقوى ... ويتمنى أن يفجرها ليموت وتموت داخله ..
2
××الحاجه اللي ما أفهموها العاشقين
إن الوصال أصعب كثير من الفراق !××
***
كانت تنام على الأريكة في غرفة والدتها حين سمعت ندائها بأسمها :جوزاء جوازء ...
فتحت عينيها التي تشعر بحرارتها من الأرهاق :هلا يمه سميي ...
وضحى التي تجلس بسريرها ويدها على أسفل رأسها الذي كاد يفتك بها ليلاً بسبب أرتفاع الضغط :العصر أذن وين جوزتس ماجاء ياأخذتس ...
جوزاء التي جلست وهي تشعر بالصداع :يمه من جدك مصحيتني عشان هذا السؤال ...والله راسي مصدع أحس بينفجر ...
وضحى بسخرية لاذعة :كلنا روسناا مصدعة على قولتهم عميً ومحرولاتي ...قومي سويلينا قهوة ...وصلي ..
جوزاء بتكشيرة :يعني مصرة أني أكذب عليتس ..يمه ماأصلي وش فيتس ..!!
وضحى الذي رفع ضغطها هذا الأمر أكثر وأشد فهي قد تأملت حمل جوزاء حتى يصلح مابتر بينها وبين زوجها ...
جوزاء التي كانت تعلم جيداً أنه لين يحدث حمل أبداً فهي قد فهمت جيداً مافعله ليلتهااا ...ولكن بأي وقاحة ستنقل الأمر لوالدتهااا .. فتركت لها الأمل الذي وئدته هذا اليوم ...
وكأن الحمل هو ماسيجمع بينهما .... هي مرتاحة جداً لفعلته
فقد رحمها من طفل وطلاق ...لأنها حين تنفصل عنه لاتريد أي ذكرى تربطها فيه ...
أعدت القهوة التي طلبتها والدتهاا ..وجلست الأثنتان حولها وفتحت وضحى التلفاز على أحد القنوات الشعبية ...
جوزاء التي أتكأت على الأريكة خلفهاا :يمه وش رايتس ندق على هيفاء تجي ونسهر سوى..
وضحى :دقي على جوزتس يجي يأخذتس انا خلاص طبية ونشطت واللحين بدق على وحدة من جاراتي وبسويلنا عشي وبنسمر ...
جوزاء تكبح لفظة تأفف كانت ستخرج منها :مامعي رقمه ..وبجميع الأحوال ماني متصلة فيه ..بعد كل اللي قاله والطريقة اللي يعاملني فيها ماني رامية نفسي عليه ..
وضحى بنفسها لم يعجبها تصرفات بتال التي وصلتها على لسان جوزاء وكم تتمنى أن تكون تتدلل وتبالغ .. قالت بصبر :طيب بنشوف أخرتها معكم ..
جوزاء التي لم تريد البقاء بهدووء ويوم روتيني كأيامها السابقة :بتصل على لافي وفاتن يجون يسهرون عندنا ...
وضحى التي لم تعجبها الفكرة قالت بعدم أستحسان :أجل قومي أعجني عجينة مرقوق عشان أسويه لهم ...لافي كان يحبه ...
جوزاء بتفكير :بسوي صينية مكرونة عشان فاتن عيب نحط لها شي ماتأكله ..
وضحى وهي تقلب القنوات :أنت بكيفتس أهم شيء الرجال مانتفشل فيه ..وأذا جيت أرق تعال عندي يمكنتس تسوين لزوجتس ولاعمتس ..
جوزاء أبتعدت لتتصل على لافي أولاً :السلام عليكم ..هلا الله يسلمك ...أقول بلاهياط زايد ..تجيناا بتسويلكم أمي مرقوق ... آآهاا حلووو .. طيب ممتاز ..هات فاتن معك .. ايه اللحين أكلمهاا ...
وأتصلت على فاتن :الو هلا السلام عليكم ..طيبة الحمدلله ..وشلونك أنتي ..تعالي أسهري عندي أنا في بيت أمي ..كلمت لافي بيجيبتس ...
***
لاحقاً وهم عائدين بالسيارة والفكرة التي دارت بذهنه طويلاً
حسناً هناك أمور عليها أن لاتبقى في البال كثيراً
نفذ تصرف ...أبحث حلل ..وعلى طريقته جس النبض ...
وأقطع عرق وسيح دم ...
اتصل على ذاك الذي رد مع الرنة الأولى وتلقى هذا الرد :ارحب يالله أنك تحية فياض بن عقاب متصل فيني وش طرانا على البال ..
فياض وهو يغمض عينية بتأني :مشتاق ..وينك مطول علينااا ...
هجرس على الطرف الآخر :لاا ياعم عضة الذيب ماسوت فيك خير .. والله ماعندي حق ضرب المشاوير ..قلت أجلس بديرتي أخير لي ..
فياض :أقول تعال بس عندي لك علم بيسعدك ...
هجرس بشك :لاتقول بتسويهاااا والله لو أنه اللي في بالي لأجيك كعابي ..
فياض بغيض من غبائه :لا ماهو أنا ... أنت ...بجوزك انت وش رايك ؟؟
هجرس الذي خبأ حماسه :اللحين أنت بتطق الأربعين ماتجوزت وبتبلاني أنا ...أنا بناخيك طالعن عليك كل العرب تقوله ..ماحب الحريم تجيني قشعريرة لاسمعت طاريهن ...
فياض بحلم ومحاولة لدهن سيرة :بجوزك وحدة تهوووول على ميزاجك ...ولاا خلنا مني تعال أنت وشاور على اللي تبيها وأنا بجوزك ..
هجرس الذي صمت قليلاً:مافي بالي أحد وماعندي نية عرس ....يالله سلام سلام إذا هذي علومك ...
ليغلق فياض هاتفه بغيض ...
أين ذهب الحب والشجار .. على أحدكم أن يتزوجها ولو قصراً أنقذوني منهااااا ...
ليتنحنح الحسن الذي أستمع للمكالمة :جوزني أنا ...
فياض الذي كان غاضب ولكن أسلوب الحسن مثير للضحك حقاً :أبشر بس بعد سنتين ..
تأفف الحسن وصمت ..
أستقبلهم والده الواقف ينتظر أن يحضر له السائق سيارته ليتوجه لصلاة ...
عقاب بنرفزة وهي يمنعه بعصائه حتى لايقترب منه حين حاول السلام عليه :أنت وبعدين معك متى بتغدي رجال شعر راسك شاب وللحين تهج من مواجه الرياجيل ...قلت لك بيجون رياجيل يتحمدون لك بالسلامة وتسفهني أنا وياهم ..
فياض وهو يطق رقبته :أبو سلطان لتحد سكاكينك علي وأنت ماسمعت عذري .. أنا أحسبهم بعد العشاء مادريت أنه المغرب ..
عقاب وهو يصعد سيارته :تعذر لعمرك وأردف وهو يغلق الباب بوجهه منهياً الحديث: تونس بفضحي قدام الرياجيل ...
××كلن على صبره يلقى سعاد?
وكلن على نيته يلقى التوافيق ××
بعدها بساعات يجلس الثلاثة بعد أن دخلت وضحى غرفتها لتصلي ...
ولافي يشاهد مباراة على التلفزيون ...
فاتن تهمس لجوزاء :ايه كيف ضرتك ماهجمت عليك للحين ..
جوزاء بتكشيرة ..وقد فكرت ولما تهجم عليها فزوجها مازال لهاا :لا بس شفت أختها سلفتي .. رمت هرج لليل والله نصه ماأدري وش تقول سويت لها ميوت ...
فاتن بضحكة تظرب كف بكف :رهيبة ياعمتي البـ.. وقطعت لزمتها حين رأت تكشيرة جوزاء ..المهم تشبيهاتك نار وشرار من وين تجيبينهااا حطيت لها ميوت خياااالك واسع ...وبعد وش صار معك ...
جوزاء :ولا شي فيه بنت دايم تجي عندي عمرها 15 وتسولف عندي بس والخالة ألقاها الصباح لحالها وأتقهوى معها ..بس للأسف قهوتها ماتعجبني تحط فيها قرنفل كثير ...
فاتن بتفكير :أنتبهي من البنت اللي تجيك يمكن أحد وازها عليك تجي تلقط علومك ...ماأعملك خليك ذيبة على بنت أخوك ..
لافي الذي يشاهد التلفاز :ياعمة لاتسمعين ولاكلمة من شورهاا هذي تخرب بيوت تحسب السالفة حرب داحس والغبراء ...
فاتن بمحاولة لقلب الطاولة :أقول بس قم صل بالمسجد وخل عنك سواليف الحريم ...
لافي وهو يعتدل بجلسته :بمشيها لك لأنها نصيحة دينية ولاكان نتفت رموشتس ...
رن هاتفها بعد خروج لافي .. برقم غريب تركته يرن حتى أغلق ..
لتسألها فاتن :ليه ماتردين ..
جوزاء بدون أهتمام :رقم مو مسجل عندي ....
فاتن :هاتي اطلع لك الأسم ...
ملتها جوزاء الرقم لتقول تلك بأستهجان :بتال الصوارم !! ..أبوحاكم الصوارم ...ياعمة هذا جوزك ..افا شكل عنده رقم ثاني ..يمكن هذا رقم الدوام داق عليتس منه ...
جوزاء التي كشرت لمعرفة أنهم رقمة ...لحسن الحظ أن فاتن أعتقدت ووضعت العذر بنفسهااا :ايوة يمكن .. عشان كذا ماعرفته ..
فاتن :طيب دقي عليه ..
جوزاء :لا ماأحب أكون خفيفة ..بعدين لو قال يالله أمشي أسحب عليكم وأروح ..
فاتن بعدم فهم :ليه أنتي ماقلتي له أنك بتبقين هنا وعازمتنااا ..
جوزاء التي أرادت التخلص من فخ الأتصال فيه فوقعت بفخ أكبر :اممم لاتدققين يعني الموضوع كان مفتوح وأنا طفشانة وقررت أتونس معكم ...ومالي خلق أبرر له بقول كنت نايمة ...
فاتن :والله وضعك ماهو مضبوط يابنت الحلال ترى الكذب الكثير ماهو زين خليك واضح وصادقة أحسنلك يالله قومي ردي عليه ..
جوزاء التي تريد ضرب رأسها بالجدار على حماقتهااا لقد تخلصت من والدتها لتأتيها فاتن التي لاتعرف الظروف وتعتقد أنها محقة بنصيحتهااا :أنا بروح أشوف العشاء ...
وتهربت تاركة خلفها فاتن التي تصور سهرتهم ..
ولم تكد تصل المطبخ حتى لحقتهاا بهاتفها الذي عاد لرنين .. ويال السعادة برقمه مرة أخرى ...
ردت هذه المرة مجبرة وهي تكشر بوجه فاتن التي وقفت تحدق فيها وعلى وجهها أبتسامة رومانسية مصطنعة وترفرف بعينيها :هلا والله ... أمم طيبة الحمدلله .. اللحين ..هاه ماأدري ..لا هي طيبة بس ..طيب مثل ماتشوف .. اوكي طالعة ...
فاتن الذي يكاد يسقط فكها من الصدمة :وين بتطلعين ...
جوزاء بصدمة أشد :وش أسوي يقول قدام الباب ...
وضحى التي دخلت على حديثهم :من اللي عند الباب ..
جوزاء التي تزيح عينيها بعيداً نطقت برجفة :بتاال ..
وضحى التي أرادت توبيخها أرأيتي كيف أحرجتي نفسك وأحرجتيناا :دقي عليه يدخل ..
جوزاء بأرتباك من الموقف التي أوقعت نفسها فيه بسوء تدبيرها وتقديرها للموقف ألم يقل أبقي مع والدتك حتى تتحسن لم يمضي نصف يوم على ذاك القرار:يمة يقول تعبان مارجع للبيت من الصباح ..ماراح يدخل ...
وضحى بحزم:أجل توكلي على الله ...
بحثت عن عبائتها وألقت نظرة سريعة على ملابسها لتجدها مرتبة لحسن الحظ فهي قد لبست لأستقبال لافي وفاتن ...
زفرت لتريح نفسها عن التوتر قبل أن ترتدي نقابها أخيراً وتحمل حقيبة يدها وتخرج ...لتجد يقف قريب جداً من الباب ..
سلمت بهدوء ليرد :وعليكم السلام .. رقمي صار عندك سجليه وأعفينا عن هالأحراجاات ماهو زينه كل الناس تعرف حدود علاقتنا ..
يال هذا الهجوم ... بماذا أحرجته لقد أتت للتو ...
أكمل ذاك ويبدو أن الموقف قد أزعجه كثيراً :لو ماطلع لافي وشافني كنت بجلس عند الباب للصباح ... والأسوأ أني أطلب رقمك منه ...
وهل هذه غلطتي متى طلبته وخبأته عنك !!!
كل ماتفكر فيه بهذة اللحضة ..صينية المعكرونة التي تركتها خلفها وهي من لم تتناول طعام حقيقي منذ يومين فقد حرمها أندومي أمس .. وعشاء اليوم ..!!!
كم ستحرمني من متع الحياة أكثر .. فكرت هل أدعوا عليه ولكنها أدخرت دعوتها لمناسبة أفضل ...
أوقف السيارة دون مقدمات لتنتبه له أنه قد توقف أمام أحد المساجد ..
ونزل بكل بساطة وتركها خلفه ليصلي ..
حسناً لاتكوني متعنته فالصلاة لاتؤجل لاتكوني مدللة ...
فتحت هاتفها لتجد فاتن ترسل لها صورة طبختهم وعليها ضحكات ساخرة ..
أغلقت الهاتف وزفرت بملل ...
قبل أن تفتحها هاتفها النوت وتبدأ الكتابة عليه ..
×× هناك فتاة مجنونة تستوطن عقلي
وأنا أحاربها بكل أسلحتي
ولكنها ذات أرادة قوية
وأساليب مراوغة متقدمة
وأنا فتاة بريئة
كان الأطفال يسلبوني نقود فسحتي
وأبكي من خلفهم جائعة ...×××
عادت ومسحت ماكتبت وهي تسخر على عبارة الجوع ..
لقد أفقدها الجوع حتى حسها الأدبي ...
××
كل ماأردته حب وقلب يتسع لي
ولم أجد عندك سوى
كـــره وقلب يعيش
على أضغان الآخريين ...××
عاد أخيراً بعد أن فرغ من صلاته ..
ليسألها ماأن صعد لسيارة وسلم :وش تبغين عشاء ..؟!
جوزاء التي كتاباتها أثرت على ميزاجها :شكراً ماأبغى شي ..
بتال الذي لاحظ أفتقار ردها للباقة ولو كان مغلف فيها ونبرة مرتفعه نوعاً ما .. لم يرد بشيء وتجاهلها بالكامل ..هو قد فهم من لافي أنهم لم يتناولوا العشاء بعد وقد دعاه لمشاركتهم ولكن رفض بشكل حازم بعذر الأرهاق من العمل ...
فعرض عليها لتعويضها وحتى لايشعر بالذنب ..
ولكن بسبب ردها لتتحمل الجوع ... فهو مفيد جداً لمثيلاتها من الوقاحات ...
توقفوا أخيراً أمام الباب ونزلت لتدخل لكنه أوقفها ليخبرها :أخواني بالصالة أدخلي من باب المطبخ ...
وسلم المفتاح لسائق الذي جاء لركن السيارة ...
وسبقها للداخل ...
لترمي بكل تحذيراته خلف ظهرها ...وتدخل بكل ثقة من خلفه ... هل تبدو عورة لهذة الدرجة ...حتى يريد تخبأتها ...
كانوا بالصالة الجانبية ولم يروها وهي تعبر ولكن هو كان يقف أمامها وإلى جوارها صبيين يتحدثان بلهفة وحماس ...وكأنهم ينقلون خبر مااا ...
وتوقف الحديث حين عبرت ليسأل أحدهم لأنها كانت قد تجاوزته ولم تعلم أي الأثنين ولكنها حزرت الأسمر فهو مثل أبية بالتأكيد :أبوي هذي مرتك ...!!!
لم تسمع رده ولم تهتم لتقف وتسمع ...
كانت تصعد السلم حين وجدت بأعلاه ليلى ويارا ...
سلمت عليهم وكانت ستتوجه لجناحها ...
حين سألتها ليلى :تعالي وين رايحة أمشي طالبين عشاء ..
يارا بحماس :من ,,وذكرت أسم مطعم شهيــر ...
ليلى بتحذير :لاتقولين ماأكل من برى ترى أذبحك ..!!.
جوزاء التي توقفت لترد عليهم :طيب بس بروح أبدل ملابس وأجي ..
يارا وهي تسحبها من ذراعها:تبدلين ليه أمشي يالله بنأكل بغرفة الطعام اللي فوق مايجيها أحد من الرياجيل بنقفل علينا الباب أصلاً يالله بسرعة ...
دخلت الغرفة بأندفاع بسبب يارا وللحسن الحظ لم يتواجد بالداخل سوى الفتيات .. ياسمين مروى ومسك ..
أغلقت ليلى الباب من خلفها بالمفتاح
بطريقة شكت معها أنه سيحدث جريمة ..
قبل أن تأمرها بحدة :فصخي عباتك تستهبلين ...
وبكل بساطة بدأت بتفصيخ عباتها تحت لهجة تلك الحادة ...
وماأن أزالت النقاب حتى فهمت الموقف من نظراتهم
والمقصد من كل الحركة لقد تعمدوا أرباكها بتلك الطريقة
ليروا وجهها من غير البرقع ...
حقاً كانت خطة محبوكة ...كادت تضحك على حماسهم
لم تتخيل بيوم أن تكون محل كل هذا الأهتمام ..
تباً حتى المسمى زوجها لم يكن متحمس عند رؤيته لأول مرة..
علقت عباتها وجلست على كرسي طاولة الطعام بكل بساطة
لتكون أول المتحدثات ياسمين :أنا الفايزة قلت لكم وجهها حلوة وبشرتها بيبي ..العشاء بينكم الثلاثة أدفعوه ..
جوزاء التي بدأت بتناول المقبلات سألت :ليه وش توقعتوا ..
ليلى وهي تغرس شوكتها بقطعة لحم قبل أن تضعها بفمها بقسوة :تخيلت وحمة بنص وجهك ..
يارا تفتح مشروبها:سوري قلت ممكن بهاق ..!!
مروى بيأس وهي تشعر أنها خذلتها :فكرت جرح قديم ..!!
جوزاء بدون أهتمام أخبرتهم لتصنع جو درامي أكثر :هذا ستايل أنا مشهورة بجوزاء البدوية ... ولازم أعزز الكركتر بهذ النوع من اللبس ...
يارا بشك :طريقتك بالكلام ماهو غريبة علي ..
ليلى وهي تتأمل جوزاء جميلة هي الأخرى ياأبن المحظوظة يابتال حسناً أمه فهدة بالتأكيد سيكون محظوظ :واااو ذهينة ليه أول يوم تقابلينهااا ...
يارا تتأمل ملامح جوزاء لم تراها من قبل متأكدة فهو وجه لن تنساه أبداً :لاا أنا متأكدة أعرف طريقة الكلام هذي مو الصوت العبارات نفسهااا ...
ياسمين تسألها فبعد أزالة البرقع هي تبدو صغيرة ومقاربه له بالعمر وربما تكون رفيقة حديث أو لهو :تلعبين ببجي ...
جوزاء بمحاولة لتذكر ماهيتها حتى توصلت إليها أليست لعبت ساري أبن هيفاء المفضلة :لاطبعاً..
ياسمين بعدم أعجاب بالرد هل تنعتهم بالأطفال :وليه أن شاءالله طبعاً ..
جوزاء جربت مرة ولم تعجبها وكاد قلبها يتوقف من التوتر :ماأعرف أخاف وأتوتر ماأقدر أموت...
يارا بصيحة :واااو مثلي نفس تفكيري ...
ليلى تهز رأسها بأستنكار على أسلوب يارا للألتصاق بزوجة خالهاا همست لها :يابنت خلاص ترى مكشوفة تذكريني ببنات الأبتدائي يوم يبغون يلصقون بالبنت الجديدة...
شعرت بحركة خلفها وألتفت لتجد باب آخر فتح ليدخل منه الصبيين ...الذي قال أحدهم وهو الأفتح بشرة وأكثر طول :ياسلام ليه ماتعلمونااا ..تعشون من المطعم ...
مروى بسخرية لاذعة :خل أخوك الحصني يعشيك ...
نايف الذي جاء وجلس دون دعوة :أنتي غبية هجرس ماهو فيه ...راح بعيد ...
مسك بتأفف من رائحة الفتى المقارب لها بالعمر :اوووف لاتجلس جنبي يععع .. ريحته شورماا ..
الفتى الآخر بقى يقف بتردد ..لم يقترب ولم يغادر...
حتى نادته ليلى :تعال حاكم تعشى ..
حاكم هز رأسه برفض قبل أن يسأل :وين أجلس ...
لأن الكرسي الفارغ جوارها فيبدو أن الطفل فكر ..لما سأجلس جوار من سرقت والدي منااا ...
لتأمر ياسمين أختها :مسك قومي وخلي حاكم يجلس مكانك ..
وحين وقفت مسك بأنزعاج أخبرتها :شيلي صحنك معك ...
ووضعت مكانه طبق جديد ..
ليجلس حاكم بتردد ولاحظت أنه ينظر إليها وسرعان مايبعد عينية عنها خوف أن تمسك فيه ...
كانت قد فرغت من العشاء حين أخرجت ورقة واحد من عملة الخمس مئة ووضعتها على الطاولة وقالت :المرة هذي خلوا العشاء علي عشان أنا سبب التحدي ..
لتقول ياسمين بنظرة جانبية :بس العشاء بسبع مية ..
لتشهق يارا وليلى مستنكرتين وقاحتهاا
لتخرج جوزاء المبلغ المتبقي ولحسن الحظ لديها مايكفي من نقود بحقيبة يدها لأنها جائتها كهدية بمناسبة زواجها ولم تغير حقيبتهاا .. ولكنها قالت بسخرية :يالله هالمرة وبس مرة ثانية أطلبوا من مطعم أرخص ...
لتقول ليلى بلهجة لاذعة :وليه توفرين عندك زوج ...أسحبي فلوسه توفرينها عشان عبيروه تشتري فيها الماركات .. أشفطي كل اللي معه قبل تشفطها الأولى ..
قبل أن تشهق بصدمة ..
لتنظر جوزاء التي لم يعجبها رد ليلى وتجده يقف خلفهاا ونظرة لايمكن تفسيرها على وجهه ...
10
.
.
ما أوعدك أبعد ولا أوعدك ابقى
أنت بـ أفعالك ترسملي طريقي !
الماضي*
رسمت خطوط على الأرض تحمل الحجارة وترميهاا ..ترفع قدم وتنزل أخرى ..ومندمجة باللعبة المسلية مع أطفال بنفس عمرها ..
رضا التي تشاهد خزام تلعب تتحدث مع أبنه عمها بلهجتهم :لاأصدق ياعائشة أنا عدنا لنلتقي من جديد ...
عائشة تتأمل أبنه عمها التي تغيرت كثيراً أين رضا النارية هي أكثر هدوء وكأن زواجها من العربي روضها:أنه كالحلم لقد تزوجتي من العربي وبقيتي هناا ورحلت أنا مع أبي لتركيا لأرجع من جديد مع زوجي التركي .. حياتنا أشبه بالقصص ..أخبريني رضا هل أنتي مرتاحة مع أمين ...يبدو كرجل جيد ..
رضا بتنهيدة :لاأعلم كيف أوصل لك شعوري ..كان بالأمكان أن أعيش حياة أفضل ..لكن أمين مسكين أعتقد أني أستحقيته .. لقد كنت شريرة معه حينما كنت صبية .. لقد عانا معي كثيراً ..لو كان رجل آخر لأذاني ولكن أمين أنه شخص نادر .. لقد عاش يتيم نحن نتشابه هو لاأهل له وأنا ايضاً ..
عائشة بضحكة ساخرة :كم كنتي تكرهين العرب وتزوجتي منه حقاً أحذر ماتخشاه ..
رضا وهي تشعر أن هذا قبل قرن من الآن كم مضى من أعوام :لقد كنت أبغضهم ولدي أسبابي .. لم أفكر أبداً بهذا المصير ...
كان حلمي الزواج من تركي لأعود وأقابل أمي ..
عائشة تتمنى لو تعود كلتاهما لبلدهما :وماذا الآن إلا تفكرين بنفس الأمر ..
رضا بقناعة تامة :لقد كبرت وكبرت أمي رأيتها قبل عامين لقد جائنا للمدينة من أجلها حين جائت للحج تقابلنا لمدة شهرين أكتشفت فيها كم نحن بعيدتان عن بعض هذا قدرنااا
لقد تخيلت عن حلمي بالعودة لتركيا أبنائي أحق مني بالعيش في بلادهم .. علي أن أضحي من أجلهم ...
لقد ودعت أمي للأبد بالمرة الأخيرة أشعر بأني لن أقابلها أبداً ...
عائشة بمحاولة لمواساتها :مادام الأنسان على قيد الحياة ستكون هناك الكثير من الفرص للقاء ...أجعلي أملك بالله ..ولن يخيب الله ظنك ...

*الحـاضر *
لتنظر جوزاء التي لم يعجبها رد ليلى وتجده يقف خلفهاا ونظرة لايمكن تفسيرها على وجهه ...
بتال الذي صعد بعد أن فرغ من العشاء مع والده وأخوته وسمع أصوات الفتيات قادمة من صالة طعام الطابق الثاني توجه هناك وكانت وقتها مسك تخرج فسألها من بداخل لتخبره :خاله جوزاء ..
وكأنها نست أنها زوجته فهي كررت عليه :لاتدخل أقولك خاله جوزاء داخل ...وسوينا تحدي !!
تجاهل ماتخبره فيه ودخل وكأن أول مالفت أنتباه وجود أبنه ..
قبل أن ينتبه لأخر كلمات قالتها قبل أن ترد ليلى بحماقة ..
ولو كان لم يحضر الموقف من بدايته لتشكل الكثير من سوء الظن بذهنه ..
بتال بتجاهل لحديث ليلى :حاكم أبوي أذا خلصت عشاء روح لغرفتك وعلى طول نوم لاتلعب بجوال ولاغيرة وأنا بكرة أطلع لك السوني ...
وقفت حاكم على أمر والده وخرج ليلحق فيه نايف ...
قبل أن يأمر جوزاء بكل هدوء وهو يلاحظ الأنظار التي تسلطت عليهم ...ياسمين فقط التي كانت أكثر ذكاء ولم تكن تنظر إليهم ..
بتال :يالله جوزاء والبستي عباتس ...
وقفت بكل هدوء ليتنبه لتو أنها لاترتدي برقعها على غير العادة ...
لم تمر من عنده توجهت للباب الذي أغلقته ليلى فتحته بالمفتاح وخرجت ... كل هذا حتى لاتعبر من جواره ..
بتال لليلى :يعني اللحين وش تستفيدين من هاللي قلتيه وش بيزيدتس ...!!
ليلى بلامبالاة وهي تأشر بيدها التي تحمل سبرنغ رول محشي :وش قايله أنا ترى كلها مزحة ...
بتال بصداع يكاد يفتك فيه وهذا النوع من المشاكل والأحاديث يزعجة آخر ..كم فياض محق بنفوره من مجالس النساء :اللحين أنتي واثقة فيها مرة يوم تقولين الكلام هذا قدامها ترى بتضحك عليتس بنفسها ... وبتقول قدام أهلها حماتي تحرشين على طبينتي ماأدري وش بينهن !!
ياسمين بوقاحة :يعني اللحين عشان مارضيت على عبير بتغلط جوزاء وهي ماغلطت من وين حكمت أنها بتروح تقول هالكلام لأهلها ...
بتال لقد وقف للحضات غير مصدق الرد الذي وصله منهااا .. هل أصبح سخيف حتى بأعين الأطفال :أنا أقول عيب اللي سويتيه وأنا أخوتس وبس وفكينا من هالحركات ..
غادر وهو يسمع آخر تعليقاتهن :أوفر من جد بيكرهنا بجوزاء عشان عبير..
مروى بمشاركة حماسية :لي عشر سنين من تزوج عبير ماعمرها قالت وشلونك من زود شوفت النفس ...
يارا بلامبالاة فهي أكتفت من الحرب مع عماتها حتى يقعون الآن بحرب زوجات الأخوال :بنات ترى ماهو حرب بكيفهم خلاص خلونا نكره الثنتين ونرتااح ..
ليلى بحماس :أحلى رأيي ..
ياسمين وهي تسحب المبلغ وتضعه بصدريتها :أهم شي عشانا الليلة على حسابهااا ..
مروى بإزدراء:واااو قطيعة قد ايش مادية ..وحركاتك بيئة ..
ياسمين بمغايضة :الله عشنا وشفنا من كانت بتموت عشان هجرس شرب قهوتهااا ..
ليلى بتفكير:بنات ملاحظة شي ماأدري لاحظتوه معي أو بس أنااا ...
يارا بفضول:وش هو؟؟!!
ليلى بتفكير فهي لم تفتدقها إلا هذه اللحضة :من يوم حسناء شدت القسم الثاني ومريم ساحبة علينا حتى الأكل تنزل تحت تعشى مع أمي أو بجناحهااا ..
ياسمين بيأس من حماقة ليلى هل أفتقدتها الآن :ياااه ياقدمك من زماان هي وأمي يتعشون تحت ...وأنا عارفة السبب بس للأسف ماأقدر أقوله هذا من الأسرار شديدة الحساسية اللي ماأقدر أفضي فيهااا ..
ويستمر حديثهم بهذا التنوع ويستمر حتى الصباح لو كان هناك مجال ...

قد يعجبك أيضاً
الكارمــا بقلم Aya_alsabri9
الكارمــا
3.5M
172K
وَدُون أن أَدرِي ، كُنْت أَهوَى بِـ كلمَتي لِنَفس اَلموْضِع اَلذِي هوى إِلَيه إِبْليس حِين رأى أَنَّـه خَيْر مِن آدم . لا احـلل اخذ الروايـه ونشرهـا وغيـر مبـري الذمـه...
يا صُدفتي النادرة وياهلاك البشر  بقلم rwaiara
يا صُدفتي النادرة وياهلاك البشر
101K
2.8K
اهلًا بكم جميعًا ، بروايتي و اعزوفتي الثـانية .. - ( يا صُدفتي النادرة وياهلاك البشر ) ( الرواية باللهجة العامية) نبذة الرواية : عداوة تتوالد عبر السنين بين شعوب قريتين...
من متى و الغصـن يختـار الطيـور..!! بقلم Nis2reen_
من متى و الغصـن يختـار الطيـور..!!
375K
6.2K
تساؤل واقعي مكتوب من خيال كاتبه، رسمت احداثها في قمم جبال الجنوب السعودي البارده..حياه اخرى عادات باقيه منذ مئات السنين لم تغيرها دواليب المدنيه الحديثه.. تتضمن قصة حرب...
رواية جفاف وردة بيضاء  بقلم novel_6ea3
رواية جفاف وردة بيضاء
17.2K
705
رواية جفاف وردة بيضاء في رُكن الذكريات.. للكاتبة ضَياع، تدور احداث الرواية عن الفتاة اريان مجهولة النسب التي تعيش مع عائلة ال صايل بعد ان وجدوها على عتبة بابهم. - والف...
الطبقة الآرستقراطية (صرخات انثى)  بقلم QueenAyamohamed
الطبقة الآرستقراطية (صرخات انثى)
697K
49.6K
الجروح أدمت قلوبهن ومازالت كلًا منهن تحارب للبقاء، مذاق الألم لا يفارق حلقهن، جروحهن متشابهة ولكن لكلًا منهن حكاية خاصة هي ضحيتها، الأولى نهشتها الذئاب البشرية وتركتها...
أسيرة القيصر بقلم user01665995
أسيرة القيصر
3.7M
68.8K
انتقام أعمي من أجل إخوة يودى الى هلاك فتاة يستحي إبليس من النظر إليها
بين نبضة قلب وأخرى بقلم Bellaa71
بين نبضة قلب وأخرى
41K
491
الكاتبة: أغاني الشتاء
××على كثر ما اسمع قصايد واشعار
اعذب قصيد الكون كله سّواليفك ××
***
يحاول أسترضاء والده منذ جلسوا على سفرة الطعام ولكن
عقاب قد تجاهله بالكلية ...
فياض يترك ملعقة طعامه :طيب علمني وش يرضيك
بس وأنا أسوية ...
عقاب بحدة وأول رد لمحاولات فياض جرة لتجاوب معه :لاتقطع وعود مانت بقدهااا ...
فياض بعتب:افااا يابو سلطان هالهرج علي أنا ...
عقاب يضغط على نقطة ضعفه:ايه عليك مغير هياط ولو قلت سو الشي الفلاني قلت لااا وماأقدر وماأبي ...
فياض الذي ارتجف فكه من شدة عصبيته وفهم إلا ماذا يرمي :طيب أنت قل سووو وأسمع ردي عليك ..
عقاب يلتقط منديل ليمسحه يديه :تجوز ..
فياض يشير لأنفه:أبشررر على هالخشم ...
وأردف ببرود :و قلتها لأم سلطان من قبلك قدموا لي اللي موافقة علي ومالكم إلا طيبة الخاطر ...
...وصمت قليلاً :ولا هالمرة لو تعرفون وحدة أهلها بيغصبونها علي موافق بعد ...
سلطان الذي كان أول المتفاجئين برد فياض :خلاص يبه عداه العيب الرجال موافق على كل اللي تبونه ...
عقاب بعدم أستحسان :مسوي بتصعبها علي .. لاتنسى وعدك ..وأشار بأصبعة للجالسين :وكلكم شهدوا عليه ...
فزاع بهزل :ابشر أنا أول واحد ولو فيها محكمة شهدت عند القاضي ...
غادر عقاب بصمت وكأنه عقله بدأ التفكير بجدية بأمر فياض ..
ليتخافت سلطان وفزاع بهدوء ..قبل أن ينطق أكبرهم لفياض الذي بدأ مشغول البال وهو يحدق بطبق وفكره بعيد جداً :حاط أحد براسك بتخطب منه ...
فياض يتجاوب بشخرة سخرية :ماتفرق معي ياأبو هجرس
أهم شي هالشيبان يرضون علي .. ويريحون خواطرهم ...
فزاع بهمس خافت حتى لاتلقطه أذن رابع لهم :أبوي اللحين مستعد تأخذ كان من كانت .. لاتفوت الفرصة على نفسك لو لك خاطر بوحدة أخطبهااا ...
سلطان الذي تبادل النظرات بينهم :ياولد وش العلم خاطر وش أنتم عن من تكلمون ...
فياض بضحكة شامته :والله أنك يافزاع داج مع الأوليين
يوم عقلك مافارق ذيك السنين ...ياخوك من باعنا بعناه لو كان غالي ...الخاطر طاب من مبطي ...
ووقف مغادراً ..
ليسأل سلطان :انت على وش تلمح ؟؟!!
فزاع :على مهــا ... والتفت للخلف حتى يتأكد من مغادرة فياض :أكيد له خاطر فيها ولاا ماعزف كل هالسنين عن الزواج ...
سلطان الذي فكر لو صدق الأمر هل يعيش فياض على أنقاض الماضي :تقولها صادق ..أنت خبل بتفهمني البنت للحين ماتزوجت ...
فزاع ينزل رأسه :تطلقت معها ولد ...
سلطان بحدة :تبغى فياض يتزوج مطلقة أنت خبل مهبول ...أسكت بس ولاعاد أسمعك عايدهااا ..ماهو أبوي اللي بيرفض أنا اللي برفض ..ورايك أحتفظ فيه لنفسك ..
فزاع بعصبية بعصبية :ايه لاترضون له بالمطلقة وارضوا عليه بالعزوبية ...
سلطان بحدة :لسانك حطه بحلقك.. وصك عليه وأذا أحد طلب شورك تعال علمنااا ...
كناية أن لارأي لك سيأخذ على محمل الجد ...
صمت فزاع بعد تقريع أخيه الأكبر .. هو تكلم عن شعور بالذنب أتجاه فياض الذي يرى في حياته الكثير من الألم لايعلم مصدره .. ولايوجد سبب إلا أنفصاله الماضي
أو حب وئد قديماً ولايعرفه غيره ..
×خلك عزيز النفس لو داخلك منهار
وابقى كبير الطبع ماتذلك الحاجه ××
******
دخلت نزعت عبائتها ووضعتها بالغسيل .. كانت تغسل يديها وتفرش أسنانها حين سمعت صوت طرقات على باب غرفتها ..
فكرت أن تتجاهله فمالذي يريده منها سوى أفتعال مشكلة
والسبب ماسمعه من ليلى ...
دعية ولن يتجرأ ليدخل فهو يخشى أن تنقضي عليه ...
خرجت وهي تجفف وجها لتجده واقف على الباب ...
حسناً يبدو أنه شجاع ...
سألت وهي تتوجه لوضع كريم على بشرتهاا : فيه شي ..!!
بتال بحاجب مرفوع :بعدني في بيت أبوي ...
جوزاء بلامبالاة ولم يعد لها سلطة على لسانها :وش يعني طردة هذي أفهمها ..
وأندفعت وهي تشعر بالغيض يتصاعد داخلها : أتوقع أنت اللي جبتني من بيت أمي ...
بتال يتجاهل هذا الموضوع تماماً :وش اللي سويتيه تحت ..
يعني بتوصلين لي مالي كلمة عليتس ...
جوزاء التي كادت تصفع نفسها كيف قفزت هذا الحدث لقد أعتقدت سيتهمها بموقف لم تفعله ولكن أمسك بها على حين غرة لقد نست خطأها حين تجاهلت أمرة .. قالت كاذبة :ماأعرف مكان الباب اللي قلته وخفت أضيع البيت كبير ..قلت أدخل مع الباب اللي أعرفه ...ويمكن لو ضعت بكل هالمكان محد درى عني ...
بتال الذي كان يسمع عذرهاا بكل تفهم فاجأته حين عادت لتنكر :أكذب مافكرت بهالشي وماكنت فاضيه أفكر فيه ماأعجبني أسلوبك ودخلت أتوقع أنا حرة ...
هل هي معتوهة هل تستخدم ممنوعات ..أم تتناول أدوية بسبب مرض نفسي ..لما أغفل هذه النقطة بالتأكيد هي تعاني من أعتلال نفسي ... فهذا الوجة الغاضب جديد جداً عليه ...
عادت لتخبره :الصدق منجاة فكرت أكذب بس حبل الكذب قصير..
سأصفع نفسي هذا مافكرت فيه ...لما تخبرينه بكل هذا ...توقفي فقط أكبحي لسانك إلا ترين ملامح وجهه الحانقة ..
أبتعدي عن رجل مرهق لم ينام منذ الصباح ..
ولكنه أخبرها بكل بساطة :لنا حديث طويل الصباح ..أو خلينا قبل الفجر ..وكلنا نحب صحيت الفجر ..!!
وتركها خلفه وهو يفكر أن يحقق معها حتى يعرف ماهي علتها حقاً...
فهو قرر تركها على حالها ولكن ماذا لو كان تعاني من أمر نفسي ووقع كل شيء على رأسه لو أذت نفسها أو أي شخص آخر ...
××لا حضورك علاج ولا غيابك مرض ...عيش عمرك لـ نفسك وأترك الآخرين "
لا تحبّ الحياه أكثر من المفترض ...ولا تخاف الفراق وكلّنا راحلين" ؟!××
****
أسترخي في سرير بتعب وجروح أسفل بطنه قد شدت عليه ... أنقلب على جانبه الآخر بحثاً عن الراحة ..وتذكر حديث فزاع ..لترتسم أبتسامة صغيرة أسفل فمه رغم أرهاق ملامحه ..مهــا .. الزوجة التي حرموه منهاا ...أو بالأحرى هي من فرت منه .. أول طعنة جائته منهااا .. لم تستطيع تحمل شخصيته وفرت .. يبدو أن تخيلها العيش مع شخص مثله أصابها بالرعب ففرت بجلدهااا ...
كانت رقيقة جميلة بل أجمل ماعرف من النساء بعدهااا ...
كانت ملامحها بدوية بالكمال الشعر الأسود والعيون الكحيلة وأنف كسلة السيف وبشرة كالحليب وفم كالجمرة ...
أوقف خياله عن الغوص أكثر في وصفها ..فهو مازال يتذكر أنها باتت للآخر وليس من حقه تخيلهااا ...
مازال يتذكر أي صاعقة حلت على رأسه حين رآها لأول مرة بعد عقد القرآن وأبتلع كل عجرفته السابقة
حين قال أنه لايمكن أن توجد أنثى على وجه الأرض تصل لتطلعاته فهي لم تخلق بعد ...
شعر أنه الأكثر حظاً حين أختارتها عائلته له وكأنهم فكروا وجدنا لك من لن تجد فيه العذاريب ...
ولكنه لم يقدر النعمة التي حباه الله فيها
وأراد من البداية وبعنفوان الشباب تشكيلها على مايهوى وكما يحب ...
كانت شديدة اللين في البداية وهو مندفع بألقاء الأوامر ...
ووضع القوانين ... ولم يطل وتبدأ التصادمات ...
هي تريد عبائة بطريقة معينة وهو بأخرى ...
هي تهوى التسكع في الأسواق والمولات مع الصاحبات والقريبات وهو لايرى ذاك
وتزداد التناقضات وتتسع الهوة الفكرية ..
هو رجل بفكر صحراوي ..وهي فتاة تهوى الحضارة
كان منفصلان كماء وزيت لايمكن أن يندمجا أبداً ...
أعتقد أنه صاحب الكلمة العليا ...ولم يعتقد أن لها رأي آخر
وحين لم تستطيع تطويعة فكرت بالأنفصال الذي لم يكن من ضمن خياراته ولم يزر باله أبداً ...
رفض وكابر ولم يعترف بتحطم قلبه
حتى أجبره والده قصراً على تطليقهااا ..حين تدخل الكثيرين راغبين بالأفضل للطرفين وليس سوى التسريح بأحسان ...
وكانت هذه الحادثة الأقسى في حياته لأنها حطمت قلبه وكبريائة بضربة واحدة ... حينما أجبروه على تطليقها
كان أشبه بنزعهم قلبه من صدره والرحيل فيه ..
وبعدها بدأ بتمرد جديد .. يكره النساء بظاهره ..ويتزوج من يهوى بالســر ...غالباً من نساء منفصلات ...مستقلات
وعلى قدر من الجمــال وهذا كل مايهمه ..
وهذا سره الذي لم يطلع عليه مخلوق أبد ...
وإلا كيف سيتحمل العزوبية كل هذه السنوات إلا لو كان ناقص الرجـــــولة ...
5
××الله يعوضني على كل مافات ...
والله يجبر فيك قلــبي اللي مات ××
****
أنتظرته على الموعد ولكنه لم يكن هناك صنعت قهوتها وأعتكفت على أوراقها ...وزهرة مجنونة تسكن عقلها ولاتريد الخروج منه ...
عرفت لاحقاً أن حاكم قد توعك في وقت متأخر من الليل ورافقه لطبيب ..الطفل المسكين فقط لأنه تناول من الطعام الذي دفعت ثمنه أصبح مريض ...كم تخشى عليه لو تناول طعام من صنعهاا ...
فتحت هاتفها حين ضجرت من مماتفعل لتجد سناب من فاتن
صورته ليلة أمس ولأنها لم تفتح هاتفها لم تطلع عليه بعد ...
فاتن ولافي مع والدتها يتناولون العشاء ووجه باكي قرب صينية المكرونة التي تناولتها لوحدها ...
ردت عليها بعبارة خيرها بغيرها ... وفتحت سناب آخر لهيفاء وقد وضعت سهرة لها ولزوجها وكتبت عبارة عن ××اللي يتجمعون بدوني موتوا قهر حتى أنا أعرف أسوي سهرات ×× كانت تقصدها وفاتن فيهااا ...بالتأكيد كانت عينك ياحسودة ..ضحكت وأرسلت لها العبارة ××وأنا أقول وش اللي خرب علي السهرة أكيد عينك ياحسودة ..أبشرك حتى العشاء ماذقته ..أرتاح قلبك اللحين ××
1
***
يجلس مع أمه وفاطمة في فترة ماقبل الظهيرة ..
فاطمة تصب القهوة له وهو يعبث بهاتفه ..
قبل أن يعتدل بجلسته ويسألها :لو خطبتس منتس ماأنتي رادتني ...
فاطمة التي لاتعي جده من هزله :يالله الخيرة من هاللي بتخطب له ...
فياض بأبتسامة واثقه: للبناخي...
فاطمة التي فهمت مقصده حتى أن الدله أهتزت بيدها ولأنها لم تريد الجدال معه ..تظاهرت بعدم الفهم :أجل تعالوا لنا بعد عشر سنين وماحنا رادينكم ...
فياض الذي فهم أستغبائها قال بجديه :جوزي بناخيتس ..وأنا أضمنه ...
فاطمة برد حاد :ماعندي بنات للجواز غير مسك وتوها مطولة ماني مستعجلة عليها ..
فياض الذي يريد لهجرس فتاة لينة الطباع :عطينا وحدة من ثنتين يا يارا يامروى أخلصي علي ...
فاطمة بتعجب:فياض ياخووي براسك شي .. يارا مملكة وبذمة رجال ..
فياض بحنق :طلقيها منه ... سوي أي شي ..أنا بضمن مستقبل ولد أخوي ...
عقاب الذي دخل على جملته ولم يفهمه جلس قرب شعاع :صبي قهوتس يابنت ...وش عندكم أصواتكم طالعة ...
فاطمة بنرفزة :يابوي فكني منه يابيني أطلق بنتي عشان ولد اخوه ...
عقاب بحدة ولعدم أستيعابة الأمر :وش هوو ..
شعاع الصامته وهي تستمع للجدال الحاصل :فياض بيجوز هجرس من بناتها بالغصب ..
عقاب بحسم :تعقب أنت وياه ...؟!!
فياض يتجاهل شتيمة والده :بضمانتي ماجاكم في وجهي ...
عقاب بعدم أقتناع وهو يتخيل تصادمات لانهاية لها بين أثنين بنفس الشخصية فتمسك برأية بشدة:ايه عشان تذابح أنت وياه لافكنا من بناخيك وبناتي بجوزهن من برى ...
فاطمة تشير على أبيها وتحدث فياض :هذا أخر ردنااا ...
فياض بحنق :خلوهن عندكم أنا ألقى له اللي تسواكم وتسوى بناتكم ...
عقاب بأستهانة :اللي ماتطولة بيديك كملة برجليك ..
وقال بسخرية :ولا خله يحتريك تجوز.. وجوزه بنتك ..
خرج فياض بأنزعاج فهو قد أعتقد أن فاطمة ستلين ولكن كم بدأت شرسة دفاعاً عن بناتهااا.. تباً لك ياهجرس ألم تدع أي ذكرى حسنة عنك ...
لقد أصبحت أسوأ من عمك حتى ..
جلس على عتبات المنزل ودق رقمه ...
هجرس :ارحب أبو عقاب عسى نسيت السالفة ..
فياض بملل :ايه نسيتها اصلاً مايبنك مثل عمك ...
هجرس بحماس أخرق:يارب لك الحمد أصلاً أنا أحب أطلع عليك ويشبهوني فيك ولي الشرف ..
فياض بمكر :بس الحكم يبي يتجوز ..!!
هجرس هممة لاتفسير لها ..قبل أن يقول :ومن هي تعيسة الحظ ...
فياض يراوغ ولايعرف إلا ماذا سيصل بعد :أقولك بس بيني وبينك !!
هجرس بتشوق :أبد أزهلها ..
فياض يغمض عينية والكلمات السخيفة التي يزدري نفسه على قولها تنطلق منها ... هو يكذب لقد أوصلوه للكذب وهو بعمره هذا :لاماأثق فيك أخاف تخرب عليه ..والبنت ضعيفة ماراح تملئ عين فهدة وهو خايف من المشاكل
بس مرتكي على أبوي .. أهلها بيوافقون عشانه جمايله عليهم واجد ..وأبوي يبيها للحكم تعرفه رجالً كفو وتحطه على يمناك ...
وأختلق الفزع بصوته وهو يقول :يووه عمتي فهدة هاجمه على الملحق يارب سترك ..سلام سلام ...
قبل أن يغلق وهو يفكر إلا ماذا تريد أن تصل ...
وبالحقيقة هو نفسه لم يعد يفهم تصرفاته ..
أهمل مواعيدة وبات يكره النظر لجروحة بالمرآة ..
ولايفكر إلا بثلاثة هجرس والحكم وصاحبة العيون الخضراء ..
فشلت خطة تزويجها ...وفشلت خطة تزويج هجرس وأبعاده عنهااا ..
ولايريد سوى شيء واحد ..معرفة الحقيقة ...الحكم أستخراج المعلومات منه أشبة بأنطاق الصخر ..
ولكن هجرس يمكن أستجلابها منه ...
وهو سيلعب على هذه الفرصة فكل مايريده هذه الفترة .. أن يعرف ماذا حدث بين ثلاثتهم .؟؟!!!
1
×× جيتني مثل الشروق اللي محى عتم الليالي
جيتي فرحه للحزين اللي من همومه هلك ..××
***
تتصل فيه ولايرد على هاتفها ..هي قلقه عليه وعلى نفسها ...
وكل شيء بات يقلقهااا .. فقط لو تراه سيرى ماذا ستفعل به ..
هي خائفة جداً ... تحتاج قربه ..
تحتاج أن يكون حولهااا .. تشتم رائحة شيئ مزعج بالأجواء ...
هي خلقت بحاسة سادسة قوية ...
وقلبها غير مرتاح .. لحضة تعتقد أن بعده هو السبب ..
ولحضات أخرى تفكر أنه أبنها السبب ولاشيء يريحهاا ..
اتصلت على زوجة خالها أخبرتها لم يحضر للمنزل أبداً منذ خرج مع مربية أبنه أخر مرة ..
وعواد لايرد حتى على رقمهااا وهي من تتصل فيه لأول مرة ...
عادت تتصل بوالدتها :يمة تكفين تعالي عندي تعبت وحامد ساحب علي ياهو داج له مع وحدة ياا في بلاء ..
فهدة على الطرف الآخر :اجي عندتس وش أسوي أمرض من صياح الورعان الوجعى الله يشفيهم لأهلهم ...
أنتي ماعليتس من حامد أنتبهي لورعتس وخليتس منه ..
أسماء بتردد :يمة شفتي دكتور فياض أحسه ماأدري كيف بس حركاته تخوفني يطالعني بطريقة غريبة يمه تكفين خلي أحد يجي معي ...
فهدة بأنزعاج من أسم فياض :الله يقطعه من اسم من يوم سميتي عليه وورعتس ماهو بخير ..هذي وساويس الشيطان ينكد عليتس عشان يضيق صدرتس أقري أذكارتس وأهجدي مع ورعتس ماعليتس شر ...
لاتصدق تفكير والدتها هي تشتكي من قلق وشعور غير مريح وهي لايهمها سوى أسم فياض ...
أغلقت وهي غير مرتاحة فحديثها مع أمها يطمأنها أن هناك أشخاص حولهااا ..
حامد تباً لك أظهر الخوف يأكل قلبي منك وعليك ...
كانت تعض أصبعها من شدة توترها
وعقلها يذكرها بموقف سابق في بداية زواجهم
حين اختفى وتركها خلفه في أحد الفنادق بمدينة أخرى
وهي التي كادت تجنن ولم تدع أحد إلا وأتصلت فيه
أهله وأهلها ..حتى أن بتال قد حجز على رحلة وقادم ليرى ماأمرهما ..
حين عاد لاحقاً بكل برود ليخبرها أنه كان في رحلة بحرية مع أصدقاء له وقد نسى هاتفه في السيارة بكل بساطة ...
وأنها هي من تكبر المواضيع ...هو ليس بطفل ليتوه أو يسـرق ..
××روح . جعلك ماتردّ ولا تشوفك عيني
مابقالك في ضميري ياضنيني خانه ××
***
بعد أن فرغ من وتره وقبل أن ينام أخبرهاا ..
عقاب وهو يضطجع ويتلقى اللحاف الذي تضعه عليه :بالأجازة الجاية بنروح مكة ...
فهدة بسرور شديد :بأخذ بنتي معي ...
عقاب :خذي اللي تبين .. بس تراني بقول لبتال يأخذ جوزاء معه مسكينة لاسفرها ولاحتى طلعها ..وماندري هي قدرت تعتمر من قبل أو لااا ..
لتكشر فهدة :ماني متعودة على خوتهااا وماني مشغلة نفسي بحركات الكناين وأنا ببيت الله ..
عقاب بحدة :ماهو عاجبتس أجلسي في بيتــس .. أنا قراري محد يناقشني فيه ..
فهدة بتعنت :أي والله بجلس بيتي دام مالي قدر وبنت وضحى بيوم صار لها الحل والربط ...
عقاب يهز راسه بأزدارء لتفكيرها :أجلسي يعمرتس ولدتس بعدين أنتي وكنتس أما جوزاء أنا بأخذها معي ...
ليحترق قلبها وتشتعل النيران بداخلهاااا
آه ومن أين أتى هذا الغلاا هل لأنها ابنة وضحى ...
سترى ماسأفعل ولن أدعكم تذهبون من غيـري ..
×× ماجات بالساهل ولا جات بالحظ
ما فيه فرحه ،، ما دفعنا ثمنها .××
***
على مائدة الأفطار في منزل شعاع ..
كان هناك عقاب وسلطان وفزاع بالأضافة لفياض وبتال ...
سأل عقاب الذي كان يشرب من كوب الشاي بالحليب :مين يوديناا مكة ...
أول من أجاب ليخلص نفسه وبأسلوب ساخر لايفارقة ولو لم تعرفه لصدقت عذره :أنا ماأقدر أروح تعرف للبست الأحرام طلعت جروحي ..والناس بتتفرج وبعدها نفسيتي تتأثر ..وأضاف بتشدق : ويمكن أصير منطوي ونفسية ..
كان فزاع ينظر إليه ذاهل من العذر الذي لايمكن أن يخرج إلا من أخيه الأكبر ...
عقاب لم يعلق على عذر فياض وسأل الثلاثة المتبقيين :من بيوديني !!
بتال بعذر معقول :أنا عندي ثنتين مين أسفر ومن أخلي ...
ليجيب مباشرة فياض :خذ الثنتين سفرتكم على حسابي ..!!!
عقاب الذي لاحظ تصرفات من عبير لم تعجبة بالأونة الأخيرة :خذ الثانية ماسفرتها ولاراحت ولاجت ..
بتال بأستهجان :أخذها مع أمي ..!!
عقاب بحزم :أمك ماهي عاجبتها الروحة تجلس في بيتهااا .. تروح معنا شعاع مبطية ماأعتمرت ...
سلطان يشارك أخيراً :أنا أروح مع أمي ..
عقاب ينهي الموضوع :زين بتال وسلطان يروحون معنااا وفاطمة ... وبعدها بأسبوعين يروحون الباقين مع بنات فاطمة وليلى ..
عقاب يراقب فياض الذي توقف عن الأكل وبدأ يعبث في هاتفه :وأنت شف موضوع عملية التجميل ولابتبقي طول عمرك من غير عمره عشان جروحك ...
فياض الغير مهتم بتحسين منظر جروحه وكل أهتمامه بالعلاج الطبيعي ليده حتى يعود ممارسة حياته بطريقة طبيعية ..ولكن لم يرد أن يبدأ جدال جديد حول الموضوع :ابشر على خشمي ياأبو سلطان ..واللحين عن أذنكم بيجيني رجال ...
ركب سيارته اللي أنتظرت أمام الباب مباشرة وأخبر السائق :ودني المزرعة ...
أغمض عينية وهو يرتاح في مقعدة في أنتظار الوصول ..
تلبية لرسالة جافة وصلته من هجرس بالأمس (أنا بالمزرعة ..تعال وأفهم وش اللي صار لاتظلمني مثل غيرك ))
وصل بعد ساعة للمزرعة التي بأحد ضواحي الرياض ...
تجاهل الحارس الذي ركض ليستقبله وهو يخبره أن العم هجرس ينام بالداخل ...
توجه لمجالس الرجال الخارجية ومن المكيف الذي يعمل عرف أيها يشغل ... وفتح الباب بجلافة ...
ولكنها لم تفزع من لو أنطلقت قنابل بهذة اللحضة لن يستيقظ ...
عاد لينادي الطباخ :ياحسن ركب القهوة ...
وعاد ليجلس قرب ثم يركله بساقة :قوم قامت قيامتك ...
نايم لظهر يالثور ...
فتح هجرس عينيه التي بدأت شديدة الأحمرار قبل أن يعتدل بفراشة حين أدرك من الموجود ...
ليقول بتندر :لو دريت أن السالفة تهمك لهدرجة طلبت عليها فلوس ..
فياض بحدة :قوم غسل وجهك وتعال قابلني ...
ذهب ليغسل وجهه ونظر لوجهة بالمرآه ولحروق شمس التي غطت أنفه وأعلى خدية ليغمرها بالماء من جديد ..وأرتجفت يديه وهو يفكر ماذا أقول ...ماذا أكشف ...
ماذا لو تغير كل شيء وكرهني ونفر مني ...!!
لقد تغير وهو من سمع نصف القصة ماذا لو فهم الحقيقة ...
××
كان يجلس مرافقاً لفياض حين دخل عليه الحكم
كشر الأثنان كل منهما بوجه الآخر ..
لقد أحبا نفس الفتاة ..
حب مراهقة ..حب لامعنى حقيقي له وإلا كيف يتشارك الأثنان نفس الأعجاب ..كانت أعمارهم مابين الثالثة عشر والرابعة عشر أستمر الأمر حتى أصبح هو بالسابعة عشر والحكم بالسادسة عشر ...
حدث الكثير في حياته وتعرض للكثير من المآسي التي جعلته ...
يثرثر ذات عصر ويقول بكل فضاضة للحكم الذي يصغرة بعام :الله من خطفها وهج فيها لديار مافيه صوت ولانفس ...
وللأسف هذه العبارة سمعهااا ونقلها حرفياً وكان هو المعني فيها وهو أصغر عمراً وذكرت بلهجة أنحرافية مقيته ...
ولايصدق حتى اليوم أن الله أنجاه من براثنهااااا ...
لم يستوعب القبضة التي جائته على غفله من الحكم قبل أن يرميه على الأرض ويضربه بجنـــون ..فالحكم صاحب
الفكر النظيف والذي لم يتعرض لهذا النوع من الأحاديث الملئية بالقذارة والأنحراف ...حلت عليه العبارة
كصاعقة نسفته وأثارت الدماء في مجرى عروقة ...
أستسلم لضرب الذي تلقاه من الحكم ...كجزاء مستحق لذنبه ... كل من أكتشف أنه ضرب من الحكم كان له نفس الرأي هو بالتأكيد أستحقهااا ..
ولم يكمل قضاء تلك الأجازة في قصر جده كعادته بل عاد مبكراً لبيت جدته لأمه...
3
×××
خرج لفياض ووجده أمامه القهوة ..
فياض :تعال قهوني ...
هجرس الذي جلس على قدم ورفع الأخرى وهو يصب القهوة لعمه :أنسى اللي سمعته وخلنا حبايب ...
فياض الذي طوع لسانه طوال الطريق حتى لاينقض عليه ..قال بتصبر :بس أبغى أعرف وش بينك وبينهااا !!!
هجرس بذهول :مابينا شي .. أصلاً ماشفتها من سبع ماأدري ثمان سنين ..وماكلمها بحياتي إلا مرتين ...ومرة رمت علي تراب ومرة هربت وخلتني ...
فياض بفضول ملتهب :ووش قلت لها وقتهااا ..
هجرس بتملل :ياعم بلاها هالأسئلة لأني ماأتذكر ... أقول قبل سبع وثمان سنين أن الفاتحة أخطي فيها تبغاني أتذكر سواليف تروح وتجي ...
فياض لا لن تغلق الموضوع بهذة البساطة أنا أريد أن أفهم ليطمئن قلبي ولاأعلم على ماذا :وش جابها بسواليفك أنت وعمك ..
هجرس وهو يبعد الدلة عن محيط فياض حتى لايسكبها عليه :وتعطيني الأمان ..
فياض بغيض :أنطق حسبي الله عليك ..ماني مسويلك شي ..
هجرس وعينية بعيني فياض :كنا نحبهااا ...
وقفز للوراء حين رأى تغير ملامح وجهه :تراك عطيتني الأمان ... وقسم بأيات الله أنه حب خرابيط مثل يوم نحب الممثلات والمطربات ... حب من بعيد ...ولاقربنا منهااا ولاعمرنا تواصلنا معهااا ...
فياض غاضب ولكن بأمكانه تفهم الشباب الذي ربما لم يكن سيتفهم سلطان أو بتال وبالتأكيد عقــاب ولكن هو غير يتفهم الطيش جيداً ليسأله بشك :وهذا اللي قالبكم على بعض ..
هجرس القلق حتى اللحضة فلايمكن لفياض العفو عنه بكل هذه البساطة :وعزة الله وجلاله أنها خرابيط مراهقة وأنتهت ...واللي خربها بينا كلمه قلتهااا عنها وماجت على ميزاج الحكم فهمها خطأ ..وهي مالها علاقة فيهااا أبد...
وتكفى لاتسأل أكثر لأن محد بيتضرر غيري ...
فياض الذي أحتار أكثر ولم يجد مايرضيه :وش اللي قلبك على عمك ..
هجرس بغيض لأنه كان مطمئن للحكم الذي حين أنقلب قلب الجميع عليه :اللي قلبني عليه أنه قلب الهرج علي ..
وهو اللي بدأ بالضغينة ... وأنا عاملته بالمثل ...
فياض بأصرار على أنهاء الموضوع بجواب يسكن قلقه :وبنت أمين ؟؟
هجرس يحوقل :ياابن الحلال والله مالنا علاقة فيهااا
قلت لك حب مراهقة من بعيد لبعيد لاهي درت عنه ولاغيرها بس أنت اللي جلست تكشف الماضي ...
فياض بقهر :ويوم أنه ماضي تذكرونه وسط غرفتي وتسمعوني ليه ....
هجرس وهو يتذكر كيف بدأ الحكم الذي يراه الجميع عاقل ولايخطأ ولكن معه ينقلب لشخص آخر وكأنه تسلط عليه :هو اللي بدأ وذكر شيء المفروض مايذكره فذكرته بالحب القديم اللي ماقدر يطوله وأنه بس مهايط ...
فياض الذي لم يريد أن يصر على نفس الموضوع فيستشف هجرس الخبيث رائحة أهتمامه :والله ياهجرس لو عاد أسمعك تطري بنات الناس عشان تغيظ فلان وعلان لأقطع لسانك وأعلق في رقبتك ...
هجرس يعود لدلة ويصب لنفسه فنجال :ارحب أبو عقاب والعلوم بعد ..
فياض بتكشيرة :علوم خيبتك ...يوم أنك مسودها أول وتالي ...خطبتلك من عمتك وردتك ...
هجرس بتأثر كاذب :افااا وش فيها علي .. وأنت ليه تعلمني بتكسر قلبي ..
فياض الذي يعرف مكر هجرس :وحتى جدك مايبيك ...يقول ينقلع يدور له من ناس غيرنا ...
هجرس بتأثر حقيقي :ايه جرحه وصـل من يومه أبو سلطان ماهو قابلناا مانيب الحفيد اللي يتفاخر فيه ...
فياض بلهجة موبخة :انت ماتستحي تكلم عن ابوي وأنا جالس ..
هجرس بحزن مصطنع :زعلان وبعبر عن مشاعري ماهو تقول ردوني خلني أعبر ... ولاتكبرها براسي وأروح أخطب من الدمام ...
فياض الذي لايثق بتهوره وربما يفسد الأمر :والله لو تخطي بدون علمي خطوة لأكسر رجولك ..أصبر وأنا بلين قلب عمتك عليك أغدية تجوزك مروى ...
هجرس الذي أرتكى على جانبة كشر :وأنا وش أبي بمروى أفحط فيها ...
فياض بنصف عين :يارا تجوزت ..
هجرس وهو يلعب بسبحته وبعد صمت ثواني :وعمتي ماعندها إلا يارا ومروى ..
فياض بضحكة مستهجة فهو لم يفكر للحضة أن هجرس قد يطمح لياسمين : ياكبر شرهتك تبي ياسمين ... أقول خلك على مروى وكثيره عليك ..
هجرس الذي لم يعجبه أسلوب عمه مالذي ينقصه حتى يكون تفكيره فيها طموح وكأنها بعيدة المنال عنه :أنتي عمي ولاعدوي وليه شرهتي كبيرة وش ناقصني ...
فياض وهو يتألم التغضن على وجهه لايصدق أنه قد يفكر فيها حقيقة لايعلم كيف لرجل مثله أن يفكر بواحدة كياسمين هو لايفهم من يعجب بالفتاة القـوية :يامسلم ماتنفع لك هذي عوبا مابين خالة وعمة ...عمتها غادة وخالتها أسماء ....
هجرس :عز الطلب ....
فياض ليبعدة عنها ذكر آخر عقبة :بعدين ماهي مزيونة ...
هجرس وهل الزين المطلوب بمروى ياعمي ياأحمق أنا أعرف الأثنتين ولايهم أنا أريد هذه :يكفي أنا مزيون ...
فياض أجل وهذة أكبر معضلة ياأحمق هل تريد أن تعايرها لاحقاً ياسفية :الله يبتليك في زينك أنت ماتستحي قلنا لك لاااا وش هاللصقة ...
هجرس يفرك مؤخرة عنقه الذي بدأ أفتح من باقي بشرته التي لوحتها الشمس حتى أحرقتها :والله ..لا ..ماتجي منكم شاوروا البنت يمكن أجوز لهااا وترضى فيني ولا بصف بجنبك ...
فياض الذي لم يستطيع تحمل إلحاحة :حنا كنا بنغصبها عليك بس دامك تبي رأيها بيوصلك رايها أن شاءالله ...
وأخرج هاتفه وبحث بجهات الأتصال عن الأرقام المحضورة وشال الحضر عن أحدها وأتصل :هلاا وشلونتس ...ماغريب إلا الشيطان عطيني ياسمين ... بكلمها أبيها بموضوع ..هلا وشلونتس ..روحي أجلسي لحالتس بقولتس سر ...
بعد قليل وصله صوت ياسمين تخبره أنها لوحدة ومالسر الخطير الذي سيخبرها فيه ...
ليفتح السماعة الخارجية .. إلا يوجد شوفة شرعية إذاً لابأس بسماع الصوت ...
فياض بهدوء:ياسمين متقدم لتس معرس وش رايتس ..
ياسمين بمراوغة :خالي وصلت لي وأنا أقول متى يجي دوري خلصت من الساحة والملحق وجاء دوري ...
فياض بحدة :أقطعي وأسألي من هو المعرس ...
ياسمين بجدية:أنا ترى ثانية ثانوي والسنة هذي مادرست والسنة الجاية أرجع أدرس يعني باقي لي سنتين زيادة ... يعني لااا ....
فياض بحلم :يابنتي خليني بعلمتس من هو ..هو حالف لو عرفتيه بتوافقين ...
ياسمين التي لاتفهم هل خالها يلاعبهااا فهو أصبح يتصرف بطريقة غير طبيعية لاحظها الجميع ولكن مهما كان يبقى عليه واجب الأحترام : سم ياخال من هو ..؟؟ّ
فياض بتردد وهو يخشى مايسمعه حقاً من ياسمين فيه تستطيع أن تكون سليطة لسان حين ماتريد فقط سمع جدالها مع والدها على الهاتف وكأنه أصغر أبنائها :ولد خالتس ...
ياسمين أهلاً أهلاً ألم تكن أمس تخطب له يارا ومروى :يوووه ياخالي بلا أستهبال ذا البزاريين وش أسوي فيهم ...!!!
فياض يغلق عينية حقاً أبنة أمها حين تريد أن تخلص نفسها تتغابئ :أنا أقصد هجرس ولد سلطان ..!!!
ياسمين صمتت لثواني لتقول :يووه ياخالي وهذا وش أسوي فيه أرتحل معه بالصحراء !!! ... أقولك دراسة ومستقبل وأنت بتزوجني بدوي الله يسامحك وأنا اللي كنت أحسبك أوي لي (مهتم لأمري).. وبتزوجني واحد عليه الكلام !!
فياض الذي صدم بردة فعلها ياحمقاء لما لم تصرخي وتولولي وتشتمية وتشتمي أصله ماهذا الأدب ياخرقاء ليس وقت أدبك كوني معتوهة كعادتك ..وجد نفسه مجبر يسألها :يعني بس هذا مدخلك عليه نأجل الزواج لين تكلملين دراستس ...
ياسمين بتصبر وهي تفكر لاتنسي خالك وقادر على الوصول لك ولن تستطيعي مجابهته وحتى عقاب لايستطيع الوقوف بوجهه حينما يصاب بالجنون لاتضغطي على الزر الخطأ وتظرب فيوزاته وهجرس حبيب القلب بالنسبة له :لاحول ولاقوة إلا بالله .. قسم بالله لو مابقى رجال على وجه الأرض ماأخذت ولد أخوك الحصني هذا اللي تبغى تسمعه صح ..يعني لازم تطلعين من طوري وتخليني قليلة أدب وتجلدين أمي بسبايبكم ...
فياض يغلق السماعة الخارجية :طيب خلاص وصل ردتس كفووو بيضتي الوجه ..
وعاد ليحدث هجرس الجالس دون أي ردة فعل واضحة :هاه وش رايك ..
هجرس وهو يرفع حاجبة الأيمن ويصغر عينه كعادة عندما يريد أن يخبأ أفكاره:عادي ترجع تطخ وترضى فيني وتفهم أن مافيه رجال على الأرض يناسبها غيري ...
فياض بيأس من عقله الصدأ الذي يعلق على أمر ما ولايتجاوزه :ياهجادي يوم فكرت أجوزك ...
هجرس وهو يتكي بمتكئة للخلف :ياعم أنت ليه بصلتك محروقة ... تعلم الصبر ..السنين قدامنااا .. اللحين نحجزها ومع السنين بتقتنع فيني يوم ماتلقي غيري ...
فياض بأنزعاج من هذا الموضوع :قوم اللحين من وجهي قول لحسن يركب لنا غداء ...ونبه عليه لايكثر زيت ولافلفل ولاصلصة ...
هجرس بتندم:ياحلاله ياكبسة الضبان ...وأعتدل بجلسته بحماس : تبيني انقز أخبر لي ضب عن ثلاثين كيلو بنقز أصيدة وأجي ...
فياض المرهق من الطريق :قر مكانك بس والضب بيجلس يحتريك ...
خلنا اللحين على بنت المآذن والضبان أذا ماأنوكلت بحزتها مالها طعم ...
1
××القصايد ماتجيب أقصى جمالك
كل شيء فيك يستاهل قصيدة ××
****
ياسمين التي أصبحت الفكرة تأكل بعقلها وتشرب لم تستطيع الصبر أكثر أسرعت للباب الفصل بين القسمين وفتحت بكل هدوء حتى لايلحقها أحد الأطفال ويفضح أمرها ...
ومشت بهدوء حتى نزلت لطابق السفلي لتجد حسون يلعب البلاي ستيشن بالصالة الجانبية ...
نفضت شعرها عن جديلته وهي تسمع صوت جدها عقاب قادم من مكتبته التي يحب قضاء وقته فيهااا ...
ودخل عليهم بأندفاع وبنظره سريعه أكتشفت الموجوديين ..
عقاب ..سلطان ..فهدة ..بتال ..
رمت نفسها قرب أقدام جدها وأمسكت ركبتيه وهي ترتجيه ببكاء :الحقني ياجدي أنا داخله في وجهك أنك تفكني من خالي فياض وولد أخوه تكفى ياجدي أنا في وجهك ..
عقاب بذعر من منظر الفتاة التي جائت بهذ المنظر المهلل ورمت نفسها بهذة الطريقة تحت قدمية ترتجيه :يابنت أنت وش بلاتس ...وش أنتيم سوية ..
ياسمين وهي ترتجيه بدموع حقيقية :عطني الأمان من خالي فياض قول اني في وجهك ...
عقاب وهو يضع يده على رأسها :أنتي في وجهي لين أموت ولايقدر عليتس لافياض ولاغيره وش فيتس ....
ياسمين تمسح دموعها بعد أن وصلت لما ترتجيه : ماسويت شي ..بس خالي فياض بيزوجني بالغصب ...
فهدة بتدخل سافر :وخالتس فياض ماخلصنا من شره ..
مالقى وحدة ترضي فيه وحط حرته في بنات خلق الله ..
هذا في بلاء براسه أسمعوا شوري وخلونا نوديه حرمة تصبخ له ...
بتال بأنزعاج من أسلوب والدته :يمه خليتس محضر خير .. للحين ماعرفنا وش السالفة ...
سلطان الذي عرف المقصود من أول عبارة أنذكر فيها فياض وأبن أخيه المقصود :وولد أخوه من هو اللي يخطب له ...
ياسمين تمسح دمعه أسفل عينيها ومازالت على ركبتيها أمام جدها وتنظر لسلطان الذي على يساره أجابة مجبرة :ولدك يااخال ..
سلطان بحزم :قلتيها ولدي أجل ليش خايفة من فياض أنا اللي أجوز ولدي ماهو خالتس ...
عقاب يربت على كتفها:روحي لأمتس وأنا جدتس ..أجيتسن عقب ونتفاهم على كل شي ...
خرجت ياسمين متباهية بفعلتهااا والتي حفظتها من قصص جدتها شعاع ..
ولم تعلم أن فهدة قد خرجت خلفها حتى أمسكتها مع أذنها وسحبتها جانباً :ووش فيه ولد خالتس يالعوبا يوم تدخلين بوجيه العرب عنه ....
ياسمين تسحب نفسها حتى تبتعد عن يد فهدة :جدة بكل عقلتس تقولينها ووش مافيه ... كل العيوب متجمعة فيه ...
وفردت أصابع تعد عليها :
مايصلي,, يدخن ,,يفحط وغيرها يروح للصحاري بالأيام الله العالم وش يسوي هنااك ... وش فيه زين أصلاً ...
فهدة تتأملها ..هي جميلة بطريقة عادية ليست مبهرة للعين تعتاد بسهولة على ملامحهاا أنفها صغير وشامخ للأعلى ..عينيها متوسطة الحجم ورموشها ليست بطويله حواجبها خفيفه ومتفرقة وترسمها دائماً..الأجمل غير صفاء بشرتها هي شفتها الممتلئة ومقسومه .. هي تعتبر أنثوية جداً وجسدها ممتلء وعودها ريان .. ورغم قوة شخصيتها لديها طبقة صوت لاتخرج فوقها ولاتنزل مميزة لأبعد درجة بثقتها بنفسها ..لاتقارن فيها وبأسماء فهم حين يفقدون أعصابهم يمكن أن تصل أصواتهم لأعلى درجة ...
بتكشيرة كاذبة ردت عليها :على زينتس أنتي ... مزيون ولو غيرتس كان صلت شكر عشان فكر فيهااا ..
ياسمين بتقزز :رجال وش نبغى بزينه ... ماضر أبوي ولاجدي من قبله قلة الزين ..الرجال ماينمدح فيه غير دينه و أخلاقه ..
فهدة بسخرية لاذعة :واللحين تذكرتي أبوتس وجدتس يالعوباا ...يومه يجي لحد بابتس وماسلمتي عليه ...
ياسمين وهي تعمل على شعرها وتعيد تظفيرة مرة أخرى : يووه ياجدة أنتي للحين تفكرين بالماضي وأنا مأحب أفكر إلا بالساعة ..
فهدة بتغير تام للموضوع وبعد أن فرغت تلك من شعرها:زين أنتس جيتي تعالي بقرص ساعديني ...
ياسمين صفعت خديها بقهر ولحقت بفهدة مجبرة ...لأنها لو تجاهلتها فضيحتها ستتحدث بها الأجيال القادمة فهي ربما ستتصل بجدتها بالدمام وتخبرها عن عوابة حفيدتها ...
6
××ماتغيرت لين انك لويت الذراع
تحسب اني على الهجران ماني بقاوي !
لوتقول انت ماعقب الفراق اجتماع
" عندي اليوم كل اللي تقول متساوي "××
****
فياض الذي جلس مع هجرس على الغداء الذي أعده الطاهي بالمزرعة ....
فتح رسالة وردته من بتال يحذره أن ياسمين قد بلغت جدها بما جرى بينهما ...
أغلق الهاتف وهو يقول :هاه يالله اللحين أحلم فيها ..العوبا ركضت لجدها ودخلت بوجه ماتجوزهاا واللحين كبر مخدتك وتفكر فيها ...
هجرس بدون أهتمام وهو يفتح مشروبة الغازي :الله وأكبر يعني جدي عقاب اللي بيفكها مني إذا الله كاتبها لي بأخذها من ورى خشومكم كلكم ...
فياض بغيض : تقولها في وجهي ياقووو باسك .. ولا عشان يدي متعورة قلت بس هذا مايقوى علي ..
هجرس بجدية :افا ياعم أنت بس أشر وأنا ألبي تبي أحرق بنفسي
لعيونك أحرقت ...
فياض بسخرية :أبيك تطب بالبير ..
هجرس بسخرية مماثلة:أبشر بس خله العصير ماقوى الشمس تحرق بشرتي ..
وقهقه بسخرية ..
رن هاتفه بأسمها *ودني المستشفى * فهو حين رفع الحضر عن ليلى رفعه عنها أيضاً من باب الأنصاف ..
وكأنها لم تصدق ..هل تتصل به يومياً لحسن حظه أنه قد حضرها ...
أسماء بقلق يتضح من صوتها :فياض وينك ..
فياض بسخرية :في بير بمزرعة مهجورة وأنهدم علي ماعاد أقدر أطلع ..يالله مع السلامة ...
أسماء بصوت متشنج:فياض ..أنا بورطة ..وأخاف حامد يدري ..وبعدها يمكن ولدي يتيتم ..
فياض الذي يعتقد أنه تكابر :الله وأكبر يتيم مرة وحدة وش أنتي مسوية ...
أسماء :ماسويت شي بس فيه دكتور تسلط علي ...
فياض بحدة :وش تسلط عليتس وش قصدتس أنتي ..
أسماء بحنق :ماأدري عنه الله يبتليه في عمره ..بالمستشفى اللي منوم فيه ولدي ...
فياض بقلق شديد ماذا تعني بطبيب تسلط علي ..فقط لو كان الأمر حقيقة فاليوم سيرتكب جريمة :طيب أنا جايتس وأفهم كل شيء ...
أسماء بتوتر:بسرعة أخاف يطلع لي حامد ويلاحظه وأنا ماني ناقصة بلاوي ...
فياض لهجرس:غسل يديك وألحقني على السيارة ...
وخرجا بالطريق بسرعة ...وهجرس يحاول سحب الكلام الذي يخرج من فياض بصعوبة لأنه لايعلم بعد ماهو الموضوع بالضبط ولايريد نشر فضيحة لم تحدث بعد ...وحين وصلا أخيراً لم يحتاج أن يستفسرا عن شي
لأن الطبيب المقصود كان بالغرفة وأسماء تقفل على نفسها بالحمام وهو يحاول محادثتهااا ...
فياض وهو يمد يده المصابة بوجه هجرس الذي كاد يندفع إليه :وش عندك هنياااا ...
هجرس الذي يكز على أسنانه بغيض يريد أن ينقض عليه ...ولكن فياض يمنعه :تهجم على محارم خلق الله يالخسيس ...أطلع كانك رجال أطلع ...
فياض بوعيد :أطلع برى الغرفة وترحم على روحك ....
هو يريده أن يخرج وسيقتصون منه بعيداً عن الغرفة والمستشفى فهو لايريد الفضيحة أن تلتصق بأسماء .....
وذاك خرج متباهياً يعتقد أنهم غير قادريين عليه ...وأن خوفهم من الفضيحة سيحمية ...
ونظرته تلك لم تفت هجرس ...الذي ألتقط مقص على طاولة الأدوات الخاصة بالعلاج ...وتركه حتى خرج للمر ..
وناداه ليلتفت عليه :يادختوررر ...وحين ألتفت صاح فيه بصوت عالي: خذها وأنا أخوووو فــــــــزززه ..
كانت جملته مصاحبة لفعلته كان يطعنه أسفل بطنه ويحرك المقص داخله بكل قسوة ...
ليصرخ الطبيب بألم ويقع على ركبتيه ...
قبل أن يرفع هجرس يديه الملوثة بالدماء ...مستسلماً أمام الغادي والرائح :تحرش فيني ..وش نسوي بناقص الرجولــة والواحد لازم يدافع عن شرفة ..
فياض الذي يقف بوسط الهرج والمرج نتيجة الحادثة ... مذهول بفعلة هجرس والأدهي العذر الذي ألقى فيه بكل أريحية وكأنه لايمسه شرفه ...
ليبتسم ذاك له بأسنانه اللؤلؤية وكأنه يتباهى بعذره .. وكيف ألقى بشرفه قربان لشرف عمته ...
عاد للغرفة ..ليطرق الباب على حمام الغرفة :أطلعي أنا فياض ...وحين خرجت ألقت نفسها بين ذراعية وهي ترتجف كورقة عصفت بها رياح الخريف:وش فيتس يابنت اذكري الله ...
أسماء بنحيب :بموووت قهرني قهرني ليه أنا يتسلط علي من بد خلق الله وش سويت ...
فياض الذي يشعر بالغبينة والقهر الشديد للواقعة التي حلت بهم .. هي مقهور مكسور بسبب أخته التي تعرضت للتحرش والمضايقة وكان شرفها في خطــر ..ولأبن أخيه الذي أقتص لها وشرع صدر لكل الطعنات القادمة :خلاص يابنت الحلال ..هذا هجرس طعنه ويمكن يأخذ فيها قصاص عشانتس ..
أسماء بقهر أشد :وليه وليه ليييه يضيع عمره ...أنا السبب كله مني ياربي ليه حظي كذا ... أنا وش سويت في حياتي ...وأخذت تصفع خديها بقهر ..
لقد شعرت أنه ستحصل مصيبة وحاولت أن تبعدها عن نفسها ولكن لم تريد هذه الخاتمة ...فهي خسارة خسارة عظيمة ...
فياض بتصلب فهو لايستطيع تهدأتها ولايريد لصوتها أن يخرج وتكبر الفضيحة ولن يأخذه أحد بطريقة صحيحة :خلاص أقطعي لحد يسمع صوت نواحتس ....هجرس غير السالفة ومحد شاك أن لها علاقة فيتس ...يالله أمشي وشيلي ولدتس بروح للمدير وأطلعه على مسئوليتي ...
وخرج تاركها خلفه تجمع أغراضها من بين دموعهااا وشهقاتها وعبارات أعتراضها على سوء حظهاا ورمي حامد والدكتور بأبشع الألفاظ ...
قبل أن ينفتح الباب مرة أخرى لتجد بتال الذي أتصلت فيه هو الآخر ولكن لم تشرح كما شرحت لفياض ...
بتال بصدمة :وش فيتس ..
أسماء تجلس على سرير منتحبة :بموووت قهر حسبي الله ونعم الوكيل هجرس بيروح فيها بسببي ...
بتال بعدم أستيعاب :هجرس وش فيه أنتي وش تخربطين ..وش لمتس عليه ...وش صار ..
أسماء بنحيب :الدكتور الم*** تسلط علي كل مرة يرمي كلمة وعشر مرات يجي يفحص ولدي واليوم رمى علي كلام خوفني ودقيت على فياض وجاب معه هجرس ...
وكنت متخبية بالحمام وذاك واقف على الباب ودخلوا ولقوه كذا وهجرس ماأدري وش سوى فيه فياض يقول بيأخذها قصاص عشانتس ...
بتال الذي وضع يده على رأسه من الصدمة ..تحرش بأخته ...ومصيبة أبن أخيه والأدهى الفضيحة لو أنتشر الخبر :ولييش ساكته ليه من أول مارمى عليتس كلمة ماكلمتيني وأجي أغير المستشفى وأدبه ...ليه تسكتين وبعدها تدقين على فياض ليييييه تبلين عمرتس وتبليناااا ...
فياض الذي دخل على جملته الأخيرة :أيه الغلطان بذا السالفة بعد فياض ...لمي أغراضتس بسرعة أخذت للورع خروج وهو أصلاً طيب ماعليه بنرجعتس البيت ..
بتال بحنق :جوزتس وينه تاركتس بالمستشفى لحالتس ليه ...
أسماء بقهر :كله منكم ومن أمي قلت ألف مرة ماعندي أحد وأنا لحالي ومطنشيني ..مية مرة أدق
وتصرفوني ..كله منكم ذنبي وذنب هجرس برقبتكم ...
فياض فهو يشعر أن ماحدث للهجرس بسببه لأنه أحضر معه وهو يعرف حدة طباعه :خلاص أقطعي لاتزودينهاااا ماحنا ناقصين ...وأمر بتال بحدة :شيل الورع ماأقدر أشيلة ...
1
××من نظرة الرجال نعرف خــوافية .. وش نيته وإذا نوينا نوينا ...
اللي نوانا بالمكارم نجازية ..واللي نوانا بالردى ماعلينا ××
***
لاحقاً أمام المستشفى وقف ينظر للهجرس وهم يجرونه للسيارة وقد قيدوه وسقطت شماغه ليلعب الهواء بشعره الطويل نوعاً ما ...وهو يشير له بيديه المقيدة ويصيح بكلمات لم تصل لأذنه ...
كم أقتيد هجرس من قبل الشرطة مرات لاتحصى فمن مراهقته وطعنه لزميلة بالمدرسه بالمرحلة المتوسطه حتى أنجرت السبحة وأصبح رأيته مكبل بالأصفاد وحوله رجال الأمن أمر غير مستغرب ...
ولكن هذه المرة لم تكن مريحة له ...لقد شعر أنها غير
ليس لأنها من أجل شرفهم فقط بل بسبب عيني هجرس المودعة والنظرة الغريبة التي ألقاها عليه بعد مافعل فعلته وكأنه يقول سددت ديونكم علي ...
****
بالسيارة مع بتال تبكي وتلوم نفسها ..تشعر بالأختناق من الظلم الذي تعرضت إليه ... هي لم تفعل شي ...فقط خرجت عليه بالخطأ ورآها من غير حجابها وبعدها تسلط عليها
بلاسبب ...
لقد عاشت عمرها كله بحجاب كامل وتبتعد عن الرجال
لم تتبلء بهذة المصيبة ...
حامد لو عرف ماذا سيفعل سيقول هي من تعمدت هذا بالتأكيد سيتهمها بأمر لم تفعله ..
ليتها لم تتصل بفياض ...هي خافت أن يتواجه الطبيب وحامد وتحدث كارثة وجاء من هو أسوأ من حامد ..
تباً لكل شيء تعيشة ...مالذي أذنبت فيه حتى يحدث معها هذا ...
بتال بشفقة :خلاص وأنا أخوتس اللي تسوينه بنفستس ماهو راد شي ..قولي الحمدلله على قضاء الله ..
الأنسان مايدري وين الخيرة فيه ...الحمدلله على كل حال ...
كتمت نحيبها حتى لايوبخها عليه ولكنها تعلم جيداً أنها هي السبب ...
فقط ليتها ماتت قبل كل هذا ... ماذنب سلطان حتى يسجن أبنه ...بسببها... الجميع سيكرها أكثر من قبل ...
هي مصيبة متحركة
وحامد محق بأعتقاداته عنها ...
1
××ياما فقدنا منهو اغلى من الروح,,,لكن عشنا عقبهم غصب عنا..
هذي هي الدنيا مسرات وجروح,,محدن يحقق كل ماهو يتمنى ××
****
لاحقاً يجلس بين سلطان وعقاب بعد أن أخبرهم بوجود خبر
سينقل إليهم ...
عقاب الذي لم يعجبه منظر فياض المتوتر فإذا توتر فياض معناتها أمر جلل :وش صار ماحنا نساون بتمهد لهااا ...
فياض الذي لم يجد طريقة لتمهيد :فيه واحد تعرض لأسماء بالمستشفى وهجرس طعنه ..
عقاب بصيحة أستهجان وفزع من المعاني السيئة التي قد تحتملها العبارة :كيف تعرض لها لاترمي الكلام وتسكت ..
فياض يحاول ألتقاط أنفاسة بصعوبة من شدة الألم الذي يشعر فيه بصدره :هد ياأبو سلطااان مافيها شي بس دكتور ولدها كثر عليها التردد وهي شكت فيه وطلع صدق نيته قشراء بس لحقنااه انا وهجرس وهو بغرفتها وهي مسكرة على نفسها بالحمام ...كنت بجره بعيد عن المستشفى وأخذ حقنا منه بس هجرس يده كانت أسرع ...
سلطان غطى وجهه بوجع دون أن يعقب والقهر يشتعل فيه لن يهدأ .. ألم شديد وضجيج يفتك برأسه ..
لن يرتاح هذا الصبي حتى يقتله ... سينتزع آخر ذرة صحة وراحة فيها وبعدها يواريه الثرى ...
عقاب يقف مبتعداً ليتوظيء لصلاة ...
ليقف سلطان هو الآخر محاولاً الفرار من المكان الذي سمع فيه الخبـر لينهار لوحده ولكنه سقط من طوله ,,تحت أنظار فياض المذهولة الذي ركض إليه وأنحنى عليه غير قادر على رفعه ولاأسعافه ..
لتدخل فهدة وهم على ذالك الحال فلقد سمعت صوت سقوطه ...
فهدة بعجل :..ياويلي هذا وش جاه حسبي الله عليكم ...
وأخذت تصفع خدودها فهي لم تسمع الخبر ولاتعرف مامصابه ولكن كل مايهمها عقاب في هذه اللحضة لو رآى أبنه بهذا الحال سيلحق به :شيله قبل يرجع عقاب ويشوفه بسرعه شيلوه لاتذبحون أبوكم ..
فياض بحدة :وشلون أشيلة نادي عيالتس يشيلونه ...
فهدة تولول قبل أن تبتعد لتنادي على أبنائها ليحضر الحكم والحسن على عجل ...وقبل أن يفكروا بالوضع أنحنى الحكم وحمل على ظهره والحسن يركض من خلفه ..
ليجدوا السيارة قد طلبهااا فياض وتقف أمام الباب مباشرة..
وبعد أن وضعوه بالمقعد الخلفي ألتقط الحكم المفتاح من السائق الذي كان يصر أن يسوق فيهم ولكنهم تجاهلوه وسرعان ماغادرت السيارة بأقصى سرعتها ...
عاد عقاب ليجد فياض وفهدة يقفان بوضع غير طبيعي ...
ليشاهد فياض يدفع بقدمه أمر ما تحت أحد الأرائك والذي ماكان إلا عقال سلطان الذي سقط من رأسه ...
الحسن حمل الشماغ الساقطة ولم ينتبه للعقال ...
عقاب وهو ينقل بصره بين الأثنين :أتعوذ بالله من جمعتكم ...وتوجه لهاتفه الذي تركه خلفه وحمله خارجاً ...
ليتبادل الأثنان نظرة خاوية بعد رحيلة ...
ففياض لن يشغل نفسه بنقل خبر أبنتها لها ..
ولن يتحمل أنفجارها في وجهه
لذا أختار الحل الأبسط له .. وخـرج تاركها خلفه ...
ليبدأ بأجراء أتصالات يطمئن فيه على وضع هجرس والمـصاب الذي كم سمع أنه ينازع الحياة بالعناية المركزة ...
××من متى كانت إجابتنا على قد السؤال
من متى كانت سوالفنا سوالف بارده ××
***
لاحقاً بالمستشفى سلطان على سرير الكشف وقد صحى ...
والطبيب يسأله :كيف الأخبار سلطان ...
سلطان يهز رأسه بهمهة ليعود ويسأله بروتينيه:شو مزعلينك الأولاد ...
الحسن :ايه أخوي تجوز من غير شوره ...
ليرمقة الحكم بنظرة حادة ...
الحسن :هاه كيف يادكتور بشر ..
الطبيب :لاا كله تمام شوية ضغط ينتبه لنفسه ونعطيه منظم للضغط ...سلطان بعدك صغير بعد عن الأمور اللي تضايقك لاتدمر صحتك من بدري ...
الحكم الذي يعصب شماغه بدون عقال :نقدر نطلعه يادكتور معنا ..
الطبيب وهو يبتعد للخارج ويلحق فيه الحكم والحسن :مافي أحكي وهو يسمع الضغط عنده فوق عالي .. بنخليه كم ساعة نراقبه لحتى ينزل وبعدها بتطلعوه ...
رجع الأثنان لسلطان الذي سألهم عن هاتفه ..
الحكم :سلطان وش اللي صار ..سمعت شي أحد قالك شي ...
سلطان وهو يلقي نظرة سريعة على الحسن :رح هات لي ماء ..
الحسن بتكشيرة :مقبولة منك ياأبو هجرس وخرج ..
سلطان بصوت مبحوح :هجرس طاعن له واحد ..
الحكم لايجد مايرد عليه ...
سلطان ألم رأسه يجعله غير قادم على شرح الوضع :متى بيطلعوني !!
الحكم الذي لم يفهم مالجديد حتى يتأثر سلطان بهذة الطريقة :بيراقبون ضغطك لين ينزل .. أنت هد نفسك وبتطلع ...
سلطان المتألم :كان بيتزوج قلت عقل وبيطخ ..بس ولاني قادر ألومه ...حسبنا الله ونعم الوكيل ...
الحكم :بيطلع منها هالمرة بعد ...
سلطان :لا هالمرة غير ... المرة هذي معه حق ...ودايم راعي الحق مظلوم ..
الحكم الذي لايعرف كيف يساعد سلطان :طيب هو وين سواها تبغى أروح له هناااك ..
سلطان يتحرك بسرير ليشعر بالألم يشتد :هنااا سواها هنا بالمستشفى اللي فيه أسماء ..
الحكم الذي توقف عن تراخية على الحائط :كيف ووش دخل مستشفى أسماء وش يسوي هناااك ..
سلطان وهو يخفض نبرة صوته :صارت حادثة ماهي زينه لها وهو راح مع فياض وماقدر يتمالك نفسه ...
الحكم بذهول :طعن مين لاتقول حامد ..
سلطان الذي فهم إلى أين ذهب تفكير الحكم :ماهو حامد ..صمتت بعض لحضات سيعرفون مع الوقت :دكتورها ..الرجال وضعه مريب ودقت على فياض وأخذه معه ..
الحكم يضع يديه فوق رأسه لقد أتصلت ولمحت لأمر مشابه ولكنه فكر بكل غباء أنها مرتابة .... جلس بذهول ...
أيتم أيذاء أخته ومن يدافع عنها هجررررس هجرررس
من لايأتمنه على محارمة ...
هجرس الذي يرى فيه الرذيلة بسبب أحاديث الماضي
هو من دافع عن شرف شقيقته ...
في أحد منازل الديرة التي تبعد عن الرياض مايقارب 150 كيلو حيث كانت تقطن عائلة عبير وحسناء سابقاً قبل أن ينتقلوا لـرياض ...
تجلس شعاع وفهدة وفاطمة الاتي جئنا للخطـبة أثنتين من فتيات العائلة لأبناء عقـاب ...
فهدة التي جائت متفرجة ..وشعاع جائت خاطبة لأبنيها ...
كانت فهدة تتحدث مع والدة الفتيات حين دخلن للتفاجيء بجمال أحداهن ...وشعرت أنها لاتناسب سوى أبنهااا ولاتليق إلا به ..
لتلتقط دفة الحوار من شعاع مستغلة طيبتهااا
فهدة وهي تحرك ذراعيها لتبدي ذهبها :جاينكم اليوم ياأم صالح نخطب حسناء لسلطان وعبير لبتال ...وعيالنا معروفين وروحوا أنشدوا عنهم ...
تغير وجه أغلب المتواجديين ..
فالجميع كان يعلم أن الخطاب سلطان وفياض أبناء شعاع
والدة الفتيات صمتت وسايرتها وأعتقدت أن ماوصلهم سابقاً على سبيل الخطأ من شعاع ..ولايهم أي الأخويين يخطب فبجميع الأحوال يتشرفون بنسبهم ...
ولكن فاطمة لم تصمت وحنقت حتى أنفردت لاحقاً بعمتهاا :وش هاللي سويته ياعمة ..تخطفين خطيبة أخوي منه ...ترى اللي سويتيه ماتسويه عاقلة فضحتينا وفضحتي نفسك ...
فهدة بتمثيل متقن :والله يافاطمة أني ماأدري كيف طلعت من لساني كان قصدي بقول فياض وبعد ماقلت بتال أستحيت أردها وأحرج نفسي والعرب ..بعدين كلهم واحد وهم الأثنين أخوان وش فرقت ..
فاطمة بحنق :وش فرقت حنا طالعين من الرياض قايلين لفياض بنخطب لك نرجع خاطبين لأخوه وهو لااا وش نقول عمتك سرقت خطيبتك ...
شعاع التي أنزعجت من جدالهن :بس أقطعن الحريم لايسمعن وحيكن(صوتكن ) ...لنا بيت ونتفاهم فيه ...
فهدة بتقرير واقع:أنتي ذابحه روحتس عشان أخوتس وهو مادرى عنكم ..نلقى له غيرهاا.. خلاص عبير من نصيب بتال مكتوب له ولا ماجرت على لساني ...وفياض الله بيرزقه اللي أحسن منهااا ..
فاطمة بقهر :أصلاً بتال مايقدر يتزوج اللحين باقي له سنة ...
فهدة ببرود لايهم فقد ربحت بالجميلة لأبنها :عادي تحترية سنه.. ماهو أول ولاأخر واحد يخطب سنة ...وسلطان دامه مستعجل على العرس نسوي عرسه هاللحين ...
1
*الحــاضر*
بتال الذي أوصل أسماء وأبنها لبيت خاله ...عاد ليصعد لجناح جوزاء مباشرة فهناك يقدر أن يختلي بنفسه قليلاً ويفكر بالوضع بعيداً عن صراخ فياض ...وبكاء أسماء وأتصالات والدته والحكم وعبير .... وهو من أغلقه أخيراً
...
دخل مباشرة لغرفته متجاهل المستلقية بالصالة ... والتي أعتدلت برعب حين رأته وكأنه نست وجوده ألم يكن هو من نساها ...
فهو آخر عهد له فيها قبل ليلتين حين أخبرها أنهم سيتفاهمان على أمر ما ليتذكر ماهيته هذة اللحضة ...
فقد نام ليلتها وأستيقظ على أتصال من عبير تخبره أن حاكم مريض وقد جائها وهو يستفرغ وحرارته مرتفعه ...ليأخذ ويذهب فيه للمستشفى وبعد عودتهم فجراً ..
كان منهك حتى يفكر أين سينام أو يتذكر خلافه مع عبير
التي تفننت بأسترضائه حين أستيقظ لاحقاً حتى نسى كل أمر غير وجودها بين ذراعية ...
وبعدها نسي هذه ووجودها في حيااته ..
أستحم وصلى ليهدأ من روعة ويجد القدرة على مواجهة القادم من الأحداث ...جلس يحاول الأسترخاء أو يستجلب النوم لأراحة تفكيره ولكن عجز عن كل شيء ...
سمع طرقات هادئة على بابه ..
ليطلب منها الدخول ...
لتفتح الباب بعد ثواني وكأنها فكرت قليلاً
قبل أن تفعلها ..
جوزاء وهي تطل عليه :أخوك عند الباب ...
بتال وهو يلقي نظرة سريعة على ملابسها وبتكشيرة :لايكون فتحتي له ..
جوزاء وهي تعود لتنظر لملابسها لترد عليه بغباء :طبعاً لاا كلمته من ورى الباب ...
بتال بملل :من هو ..
جوزاء :مااأدري بس واحد ينافخ حسيته بيظربني من ورى الباب ..
بتال الذي فهم من لفظت ينافخ من المقصود :طيب يالله روحي غرفتك يمكن أدخله الصالة ..
ووقف ليخرج عابراً من جوارهااا ...
وهي التي أسرعت بعد أن فهمت سيدخله لتركض لأغراضها التي تركتها خلفها وتلتقطها وهي تلاحظ وقوفه بأنتظار فراغهااا ..
فتح الباب ليجد فياض يقف يوليه ظهره على بعد متر ونصف من الباب :حياك تفضل ..
فياض بتكشيرة وهو يلتفت عليه :لاا أتفضل ولاشي أمسك كلم هالمصيبة أبلشتني ماأدري من وين جابت رقمي ليل نهار تتصل فيني ..
بتال بعدم فهم :من هي ..
فياض يزفر بحنق :أخت هجرس من هي بعد ..!
بتال الذي لايستوعب ماذا تفعل أخت هجرس بهاتف فياض ولما المطلوب منه أن يكلمها :وليش أكلمها أنا رد عليها أنت ..
فياض بفجاجة:أرد وش أقول ..والبنات كلهن تهججن يقولن أخت هجرس كيف بتكون أكيد بتأكلنا من ورى التلفون ..
صمت لثواني :عطها مرتك تكلمهااا ..
بتال :مرتي تكلمها من جوالك وش تبغى الحرمة تقول عنااا ...خلاص ورني الرقم وحنا نتصل عليهاااا ...
فياض مد له الهاتف ليلتقط الرقم بسرعة ويسجله على هاتفه ..
بتال يغلق هاتفه ويضعه بجيبة :خلاص حفظته ... وبأستفهام :رحت له كلمت أحد عشانه ..
فياض الذي لم يعد يستطيع الرؤية من شدة الأرهاق :مابقى أحد ماكلمناااه للحين بالتحقيق والرجال بالعناية المركزة وأبوه طايح بالمستشفى ...
بتال بصدمة :سلطااان فيه شي وتوكم تقولن لي
فياض بأنهاء للنقاش :أرتفع ضغطه شوي ...يالله أنا بروح أرقد وبكره نتقابل نراكض وراهم ..
غادر فياض ..ودخل بتال لينفذ المهمة الجديدة وكل تفكيره سأذهب لسلطان لأطمئن عليه ..
طرق على باب غرفتها وحاول فتح ولكن لم يفتح معه ..أهلاً معتوهة هل تخشى أن يتم التهجم عليها ..عاد لطرق
لتسأله من خلف الباب :مين ..
بتال بحنق :أنا يعني مين أفتحي بسرعة ..
خرجت جوزاء التي بدلت ملابسها لبيجامة النوم وتكتفت وبتهجم :خير وش فيه ..!!
بتال يهز راسه بأستنكار :تعال أبيك تساعديني بموضوع ...
أجلسي عشان أفهمتس المطلوب ...
ولم ينبته أنه جلس يكاد يلتصق فيها حتى تراجعت للخلف وكأنها لاتريد قربه ..فملابسها ناعمة جداً ومبهرة عليها .. وهذا لم يفته بالتأكيد ..
ولكنه تصرف وكأنه لم يلاحظ شي ..
بتال يفرك مؤخرة عنقه :ولد أخوي سلطان الكبير هجرس من مرته الأولى ..طاح له بمصيبة عندنا هنا بالرياض وله أخت بحايل من أمه ..وأزعجتنا تدق عليه يوم فقدت الأتصال معه ...وحنا مانقدر نكلمها ..وش رايتس تكلمينها وتسوين فينا معروف ...
جوزاء التي التقطت المعلومات بسرعة سألت بتوجس :وش نوع المصيبة ..وش المفروض أقولهااا ...
بتال براحة لأنها لم ترفض :طعن له رجاال ..بس الثاني هو الغلطان ..صرفيهااا خذي وأعطي معها قولي قانصين ..أي تصريفة ..
جوزاء بصدمة من الموضوع وكيف يتحدث عنه وكأنه أمر هين طعن آخر ..!! ولكنها سألته بتجاهل للموضع الأصلي :ولو أنتم قانصين ماهو المفروض ماتدرون عن أتصالهااا ..
بتال :فياض اللي تدق عليه مريض وأكيد ماراح يقنص .. المهم أنتي حاولي تصرفينها بأي طريقة أهم شيء قولي العيال قانصين وهجرس معهم ...
جوزاء التي أخذت الهاتف معه وطلبت الرقم ..أبعدت الهاتف عنها وهي تسأله :وش اسمها ..
بتال الذي لم يكن لن ينسى أسمها لأنه غير مكرر :فــزه ..
جوزاء التي تلقت الأسم بأعجاب :فـزه ..حلو ... الو ..هلا والله ..السلام عليكم .. وشلونك يافزة معك جوزاء الصوارم ..الله يحيك ..مرة بتاال الصوارم عم هجرس ...ماعليك زود ...هلا فيك .. ايه عشان كذا أتصلت لاياحبيبتي العيال قانصين .. أيوة ..بس فياض عشان تعرفين توه طالع من المستشفى وحدة من البنات جابت لي الرقم عشان أتواصل معك ماأدري يمكن يستحي ....
بتال وضع يده على رأسه من تصريفتها الحمقاء ..كانت جيدة حتى مرحلة فياض والحياء ...
جوزاء لاحظت تصرفه... وضحكة مستهجنة من الطرف الآخر والفتاة ذات اللهجة الشمالية فهي ليست غريبة عليها لقد سمعتها من أحد جارات والدتها :تسلمين ياقلبي ..لاحبيبتي أنا مو أم حااكم ... ايه ثانية .. هااه لا وش هالكلام ..ايه عمتي فهدة ... هاه ياقلبي لااا عادي .. وين والله ماأدري
مالي بالقنص وهالسواليف وماأعرف الديار ...لا أفا عليك وش خكرية هذي ... كيف طيب والله أكيد لو لي جية لحايل مريتك ...تسلمين الله يسعدك مع السلامة ...
وبعد أن أغلقت المكالمة ...سألها :هاه مشت عليها ...
جوزاء بذهول غير مصدقة كيف تخلصت من تلك الفتاة ياألهي كم لها شخصية متحكمة قوية شكيمة ووقحة لأبعد درجة فهي تحدثت عن فهدة وفياض وكأنهما تعرفهما جيداً :ايوة مشت أصلاً أول ماقالت قانصين ..قالت كنت حاسة ...
هز راسه بتال بتفهم ..قبل أن يربت على خدها شاكراً :ماراح أنساها لك ...
لينسحب لغرفته وماأن أغلق الباب عليه حتى زفر بأرهاق هل فقد عقله لقد غرق فيها رسمياً .. لقد كبح نفسه
قبل أن ينحني عليها مقبلاً لقد نسى كل شيء
وهو يتأمل منظرها وكل خلجاتها وهي تحدث الفتاة على الطرف الآخر وكم تمتلك ملامح معبره شفتيها وآه من شفتيها وكيف تخرج الحروف من بينها أن لم تكن الفتنة المذكورة فماذا تكون ...
لقد أخطأ وغفل فسقطت الدفاعات التي يحيط فيها نفسه ..لقد ظن أن بعودت المياة لمجاريها بينه وبين عبير لن يكون لجوزاء تأثير عليه ...ولكن كيف أنسحر فيها بكل هذه السهولة .. كانت جميلة لقد عرف هذا مبكراً منذ بدأت أرتداء برقعها الأحمق عرف أن خلفه شيء لن يسره وكان محق ...
يكفي لعينيها من خلفه أن تسقط دفاعات أعتى الرجال سيطره على نفسه .. علم هذا ففر منها مبكراً وأبعدها عن تفكيره
وماذا لو كانت جميلة هذا مايكرره على نفسه
الجمال ليس بكل شيء وأقنع نفسه أن بشخصيتها آلاف العيوب التي ستنفره منهاا ...وكان مقتنع بما رتب لنفسه ..
لكن هذه الليلة أطلق العنان لبصرة في تأملها والنظرة هي بداية الأغواء ...سينتبه لنفسه في القادم من الأيام ..وبهذة اللحضة عليه الفرار وأبعاد نفسه عن محيط تأثيرهااا ... وبعدها سينهيها من تفكيره حتى تبطل تعوذيتها التي ألقتها عليه ....
لَم يُنجِني مِنكَ ما استَشعَرتُ مِن حَذَرٍ..هَيهاتَ كَيدُ الهَوى يَستَهلِكُ الحَذَرا
ما كانَ حُبُّكَ إِلّا فِتنَةً قُدِرَت..هَل يَستَطيعُ الفَتى أَن يَدفَعَ القَدَرا××
***
بقيت بمكانها بعد أبتعاده أزعجها الطريقة الذي تصرف معها ..وصفعته التي أراد بها مداعبتها ولكن أزعجتها شعرت أنها أستخفاف فيها وكأنه تحتاج لرد المعـــروف ..
أمقتك وأمقت لمساتك ...ونظراتك الساخطة على كل تصرفاتي ...
أبقى بعيد فقط وأحفظ بيديك لنفسك ولهـــــا ...
فأنا لأرتقي لمستواك العالي ... أنا السكرتيرة التي تجري الأتصالات الغير قادر على أجرائهااا ..وتلك هي الحبيبة ..
التي لاتريد أزعاجها بسماع أصوات الآخريات ...نهرت نفسها توقفي لاتتعمقـــي ستقهري نفسك لاأكثر ...
دخلت لغرفتها لأنها شعرت به سيخرج وبقائها على ذاك الوضع لفترة طويلة كان مثير للسخرية ...
فتحت جهازها وبدأت الطباعة عليه:

((فتحت حقيبتها وبدأت أخراج محتوياتهاا ..كراريس ..ألوان ولوح رسم كبيرة والمزيد من الألوان وأقلام الرصاص والفرش ...
رصتها بالدولاب بعناية...عادة لتفتح شنطته الأصغر حجماً وأخرجت ملابسهااا المعتادة ..
كانت بالمطبخ تنظف الأطباق حين عقد قرانهااا على أبن عمتها التي تسمع به ولم تراه بحياتهاا ..
أختيها لأبيها من جهزتا الشنطة ..وأخبرنها حال مغادرتها كم هي محظوظة لزواج من ذالك الشاب الوسيم ..حتى لو كنتي رقم أثنين في حياته .. هي تعلم جيداً أن والدها قد أوقعه
في فخ ليزوجها له ....
وشعرت بتوتره وغضبة بالتأكيد كيف سيواجه عمته وأبنة عمه زوجته ..
سمعت صوت أغلاق الباب رغم أنها لم تسمع فتحه ...بقت بمكانها مرتبكة ولكنه لم يأتي إليها ...لحسن الحظ ...
وحين طال الأنتظار أسترخت أكثر ونامت بالسرير الموجود ...
أستيقظت صباحاً ولم يكن هنا ...
وهناك بعض الأطعمة في المطبخ تناولت منها ..
وبدأت بالرسم .. هكذا كانت تقضي وقتها في منزل أبيها
تعمل تتناول الطعام تنام وترسم ...
وبروتين يومـــــي ..
حضر ظهراً لم يبدوا مهتم بوجودهااا ...وبدأ شديد الكآئبة أكثر من الأمس ...
وهكذا كان بالأيام الذي تلتهاااا ...
حتى أنها أصبحت تسمع نشيج بكائه كل ليلة ...
آه يال العاشق .. لقد تحطم قلبه هل أصبحت ترفضه أبنة عمه ...
في أحد الليالي لم تستطيع التحمل أكثر ...
كان يبكي بطريقة أفزعتهااا ..حتى خشيت أن تخرج روحه
مع كل شهقة ألم سمعتهااا ...
خرجت بتردد ...
كان يجلس على الأرض باكياً منتحباً ..
وهي التي كانت تعتقد أن الرجال يبكون بصمـــــت ..
لم تستطيع الأقتراب ولا الأبتعاد ..
فكرت ربما لو جلست أشاهدة سيخجل ويتوقف عن مايفعل ...
جلست على طاولة أحد كراسي الطعام الصغيرة بالممرر وأسندت ذراعها على الطاولة أمامها ...
أرادت أن تسأله هل بكتك بهذة الحرارة ...
طلب منها بقسوة :أنا مو فرجة أدخلي لغرفتك ...
سألت بفضول :ليه تبكي .!!!
زفر من بين دموعه :روحي ألعبي بألوانك وأتركيني بحالي ...
جــود :زوجتك زعلت منك..ليه تبكي هي اللي المفروض تبكي !!!
قال ساخراً وصوته مازال متهدج من الألم :اللي يحس بالألم أكثر هو اللي يبكــــي ..زواجي منك خسرني كثير ...
جود وشعور الذنب يهاجمها :تبغى أسوي لك عصير ...
شخر بسخرية :لاتحاولين مافيه شي بتقدرين تساعديني فيه ...إلا شيء واحد ..أتركيني بحالي ...
صمتت قليلاً لتسأله عن مايزعجها حقاً :باقي يومين عن المدرسة..بتخليني أدرس ..
ضحك بسخرية مزعجة وليس كأنه الطفل الباكي قبل قليل :
دامك تبغين تدرسين تزوجتي ليه ... صمت قليلاً وهو يزدري نفسه على سؤاله الساذج قبل أن يخبرها بحزن على نفسه وعليها :الدراسة بادية لها أسبوع ... بكرة جهزي نفسك نأخذلك أغراض عشان تداومين...
3
***
يبدوأنه تصالح مع زوجته فميزاجة عالــي جداً ....
أصبح أكثر أهتمام بمظهره ...يخرج لساعات آخر الليل يكون مبتهج قبل خروجه ....ويعود بميزاج سيء ...
ويقضي طوال وقته بالملحق لايبات داخل قصر عمه ..
وأصبحا صديقين مقربين جداً ..أخبرها أن لديه
صبيين من أبنة عمه سيحضرهما ذات يوم لتراهما ...
وفهمت أنه أبنة عمه غاضبة منه ..والعم وزوجته والأبناء ...
لكن مازال يعمل معه في أعمالهم المشتركة ....
المنزل والمال لعمه ولكنه ساعده منذ صغره فأصبح شريك له في بعض الممتلكااات ...عمه غاضب منه ولكن لايريد أبعاده ...
ولكن سمعت من لهجة غير مطمئنة وكأنه يخشى آمر أكبر من الذي تعــــــــــرفه ...)
××أحيـان أحـسّ أني مهمـه لـقلبك,,وَأحيان أحسك مادريـت بـ وَجـوَدي !
ياخي عشان اللـه ربـّي وَربـّك قـلّ لي ,,معـاك لـ وَيـن أقصى حدودي ...؟ ××
***
المحقق الذي تدرب على التحقيق مع المجرمين ومن السهل عليه أستجلاب الأجابات منهم بكل أريحية ...لايعرف كيف وقع بهذا الماكر اللعين ... وعذرة القبيح لجريمته ...فأول ماترى وجهه ستعرف أي كذبة عويصة أختــلق ...
يعود ليربت بقلمه على الطاولة بصوت مزعج ومرهق لعقل الطرف الآخر كما يفترض :ليه طعنته ...
هجرس المقيد حتى اللحضة :تحرش فيني !!!
المحقق :وش قالك بالضبط ..وش نوع التحرش لفظي أو جسدي !!
هجرس بإزدراء وهو قد تلبس دور الضحية :أبك هذا سؤال لو هو جسدي يمديني طارحه من فوق السطح ... لا بس رمى علينا هرجة مثل وجهه بس معروف مضمونه يكرمون السامعين ماأقدر أقولهااا ...تنكتب علي ...
المحقق يجاريه:هي أنكتبت وخلصت ... كذا تقر بجريمتك مهما كانت الدوافع ... لو مات الضحية مافيها كلام بتأخذ قصاص ..هذا قتل عمد ...
هجرس بتبلد : شرع الله ... والمكتوب على الجبين لابد وتراه العين ...الموت لرجاال دون شرفهم وساام ...
المحقق بأنزعاج ويبدو أنه من سيفقد أعصابة وليس الطرف الآخر :تقول مالمسك وش تدافع عنه .!!!!
هجرس ببرود أعصاب ولهجة حادة :وأنا بحترية لين يلمسني ... أبك حنا عيال هجـــرس حريمنااا تأكل الرياجيل دون شرفهااا كيف رجالناااا ... بس وش نسوي بهالزمن الأعوج والناس المنحرفة ... الموت بهالزمن أرحم لناااا .. الله يرحمك ياجدي هجرس لوأنك سامع باللي صار لنااا يمديك مشيت بين العربااان مهبووول ..ولا الرياجيل صارت تهوى الرياجيل ...يااوووك يازمان أغبــر ... أكتب يامحقق وصاتي لكم جدتي شقحى لاتدري أن أنقصيت بقضية مثل هذي ولاوالله لتطلع مصلع (بدون غطاء رأس ) وتنكش شوشتها وتحلف محد يسترهااا لين يجيبون ألف راس من قبيلة خصيمي ....
المحقق الذي فقد الأمل منه فهو يردد هذا الحديث منذ ساعات :ياعسكري خذه الحبــس ....
وهو خارج رأى عسكري آخر يعبر بنفس أسم قبيلته لينادي :ياولد عمي أذكروا هجرس الصوارم انقص دون شرفه يوم الرياجيل صارت تهوى الرياجيل ...
كان يدفعه العسكري وهو يفكر هل هو من أصحاب المشروبات والممنوعات رغم أنهم أجروا لها تحليل دم كأجراء روتيني على أي جريمة وستظهر النتيجة .. وأن لم يكن من أصحابها ... فهو بالتأكيد عانى كثيراً حتى أصبح الموت نكتة يتندر فيها ..فكم قاد أصحاب جرائم شنيعة ولم يستطيعوا جر أقدامهم من هذا الممر فراً من مواجهة العقـــاب ...
8

××مايكبر في عيون الرياجيل ..إلامواقيف الرجال العظيمة
ولا الردي دايم ردي مثل ماقيل ..راس آدمي واللي تشيلة بهيمة ××
كانت تجلس مع جدتها التي صدمت بالخبر وغطت وجهها تبكي حفيدها بوجع ... وكأن أمر موته أصبح واقع ...
وليلى التي أنفجرت بالبكاء وهي تقول أنه بسبب لسانها فهي من تمنت عليه حين أرادت أفزاع فياض من غيبوبته ...
ليدخل حينهااا سلطان الذي بات ليلته بالمشفى ويضع كرتون بأربعة مشروبات قهوة باردة قبل أن ينسحب للأعلى
لتضع مروى يدها على فمها بصدمة لياسمين التي كشرت بوجهها بألم ...فهم قد فهموا رسالة سلطان خذوا مادعيتوا على أبني من أجله ولكنهم لم يفعلوها .... فقط أقسى مادعوا عليه بالماغص ولكن من سيصدق الجميع يعتقد
أنهم يكرهونه ...وبالتأكيد أبية الذي أستمع لسبابهم له
والأدهى مافعلته ليلة أمس أمامه ...
فرت لغرفتها .. ولحقت بها مروى ولكنها لم تسمح لها بالدخــــول ...
***
دخل بغرفته ليجد حسناء التي كانت تبكي بأنتظاره ...
وفزت حين دخل :سلطان أنت طيب ياحبيبي ...بيذبحك والله بيذبحك ...
سلطان يعود خارجاً دون أن يسمعها منها أكثر ... فهو غير قادر على سماع أي أسائة لأبنه ...
ليتوجه لمكتبه الذي يعمل منه بالمنزل ...
ويبقى هنا طويلاً ... وبدأ بأجراء أتصالاته ...
حتى وجد محامي هو الأقوى في هذا المجال ... وسيذهب لمقابلته ...
وحين فتح الباب ليخرج وجدها تقف أمام الباب ورأسها منحني للأسفل ..
ياسمين بأحراج :خالي ممكن أتكلم معك ...
سلطان الغير مستعد لسماع أحد ولكن الألم بوجه الطفلة جعله يسمح لها بالدخول :وش فيه يابنتي أنا مستعجل ..
ياسمين :خالي أنا اسفة على اللي صار أمس ..بس والله والله الموضوع بس لأن خالي فياض فشلني ... أنا عرفت أنه فاتح السبيكر ومخلي هجرس يسمع المكالمة ... أنا أعرف المكالمة لاصارت سبيكر أو سماعة داخلية بس خالي مايفرق لأن كل مكالماته سبيكر مايهمه ... وأنا سمعت عنده صوت سبحة ..خالي يده متعورة والثانية ماسك فيها الجوال ...
ومن محتوى المكالمة يعني من بيكون عنده غيره ...ولأني أنقهرت سويت الحركة بس عشان خالي فياض ماقصدت فيها أحد ثاني..والله ياخال مادعيت على ولدك وأقصى دعوة دعيناها عليه أنا أو خواتي بالمغص ولا الوجع ...ترى ياخال ماتهون عليناااا ... وصمتت لثواني :ولايهون علينا هو بعد كان خوينا وحنا صغار ... أنا آسفة تكفى سامحني ولاتأخذ موقف منا أو من أمي ...
سلطان الذي تأثر بحديثها وكيف أجادت توصيل مشاعرهااا :مسموحة يابنتي وأنا لومازعل أحد جاب طارية بشينة لأنه معذور أنا ادرى الناس فيه ...ولا ماهو مزعلني يوم ترفضنه لأنه يستاهلهااا ...وأنا أول من يستكثرتسن عليه ...روحي وأنا أبوتس مسموحة أنتي وخواتس ...
بقى بمكانه جالس وهو يفكر كيف تأثير الكلام فشتان مابين حسناء التي أوغلت بطعنة ...وياسمين الطفلة التي جائت معتذرة بلباقة وأختارت عبارتها بأنتقاء لتكون كالمرهم لجروحه ...
××ياحر كبدي عليك يوم توديعك ،، ياليت يوم الفراق شوي متأخر××
***
كان يجري العلاج الطبيعي ليده مع مشرف العلاج الطبيعي وبأذنيه الأيربودز التي لايحبها ولكنه أضطر لأستخدامها هذه المرة بسبب حاجته لأجراء العديد من الأتصالات وبنفس الوقت يركز على تمارينه وكأنه معاودته أستخدام يده ستفيده بالقادم من الأحداث لايعلم لم أرتبط الأمريين بتفكيره ..
كان يحدث على الطرف الاخر :جمعهم لي واحد واحد من أصغر عيال محمد الصوارم لعودهم (أكبرهم وأشدهم شيباً) اللي بالرياض واللي خارجهااا ... واللي مايبي الأجتماع وصل له العلم ... والكلمة وحدة هجرس بينقص دون شرفه ... وش هي الجريمة ...شرف ... لو قصوه وش قصوه عشااانه شرفه ....
كل هذا والمدرب لجواره ذاهل من حديثه !!!
فياض يعود للطرف الآخر :وينكم وين صوتكم وين هالتواصل الأجتماعي اللي راجينا فيه أيه خلوها قضية رأي عام ... خلو المجتمع يعترف بقذراته ...!!!
وأن الرجال صار يخاف على نفسه بهالمجتمع الوصخ ...
المدرب توقف عن مايفعله وأبتعد خطوة للخلف بقلق ...
قبل أن يصيح فيه فياض بفظاظة :كمل شغلك ..
المدرب المتوتر من محتوى المكالمة ويخشى أن يتهمه بعد قليل بالتحرش:أستاذي ممكن تركز معي على التدريب ماينفع بالك في مكان عضلاتك ماتستجيب ...
فياض ينهي الأتصال بأنزعاج :كم أحتاج عشان أقدر أستخدمها صح ...
وفي باله لو بديت بتدريباتي مبكراً لم أحتجت لهجرس ليرافقني لتلك المهمة التي أودت فيه ..
***
كان يستند على الجدار وخلفه ذراعة يتوسدهاا ...وباله يدور بالبعيد والبعيد جداً ...
عن الجدران الأربع التي تطبق عليه ...
قبل أن يفتح الباب ويخبره العسكري بأن لديه زيارة ...
وسار به حتى وصلوا للمكان اللقاء ..أعتقد الزائر عمه فياض أو جده عقاب ..ولكن كان والده ومعه رجال متباهي جداً ...
سلطان يقف له حين أقترب :وشلونك ...!!
هجرس المقيد يهز رقبته بسخرية :جوعوني وعذبوني ...
وندم حين رأى التصديق للحضة يحط في نظرات والده قبل أن يفهم سخريته ويكشر ...
سلطان وهو يجلس بعد جلوس هجرس ولايريد رؤيته بهذا المنظر فبعثر نظراته عنه :هذا المحامي متعود على مثل هالقضايا بيطلعك منهااا ..
هجرس وهوو يحدق بالأثنين :طيب أن عندي مطلب لو الرجال مامات ورحنا للقاضي أبي نطالب باخصـ** الطرف الآخر عشان ماعاد يتحرش بعيال خلق الله ...
سلطان يغمض عينية بوجع إلا نهاية لهزلة ..لايصدق أنه حتى هذه اللحضة قادر على التمتع بالنكت :أنت عارف وش بيكون مصيرك لو مات الرجال ...
هجرس :أفاااا ياأبو هجرس مايبي لها كلااام ...ورفع يده المقيدة ليضرب على جانب عنقه :بيطيرون هذي بس مايضر الرياجيل يموتون دون شرفهم ...وبيذكرني التاريخ وبيسجل هجرس الصوارم أنقصت رقبته دون شرفه ... يوم الرياجيل صارت تهوى الرياجيل ...
المحامي الذي عرف أن موكله سيكون صعب المراس وسيتعبه كثيراً وربما هذه القضية تفوق قدرته :ممكن تشرح لي وش حدث بينكم بالضبط ووش كانت العبارات التي دارت بينكم حرفياً ..
هجرس يهز رأسه بنفي :لاا ماأقدر كلام ماينقال ... كيف بينكتب وبيتنقل من محقق لقاضي وكل الناس تداول سالفتي ... لااا ماأقدر أنا أخلاقي ماتسمح ....
خرج سلطان من الغرفة غير قادر على الأحتمال ... هو مرهق قبله مرهق ...وهجرس لايريد أراحته حتى آخر لحضة يتفنن بحرق دمة وقهره ....
2
×× لا تقرب الجرح خل الجرح في حاله
ايديك تنبش جروحـي .. ما تداويها ××
وكان لهم ماأرادوا لم يصل عصر ذاك النهار إلا وقد أصبح المتداول في خمس من خانات الهاشتاق على تويتر
قضية هجرس الصوارم فتارة بأسمه وتارة بأسم القبيلة ..وتارة باأسم الفخذ الذي ينتسب له ...
وأجتمع الجميع على فكرة واحد لن يقص دون شرفه ...
وإلا لن يكون لقبيلته رأس ترفعه في وجود القبائل الأخرى ..ومجموعة كبيرة ركزت على فقـرة الرذيلة والشذوذ وكيف أصبح الأنسان يخشى على نفسه بهذا المجتمع الملغم بالرذيلة والفجــــــــور ..
وتم تداول عدة قضايا مشابهة غيبتهااا الأيام ونقص الأعلام وكيف راح الضحية بذنب دفاعه عن شرفة أو شرف أسرته ....
وجملة ×× أذكروا هجرس الصوارم اللي أنقص دون شرفه يوم الرياجيل صارت تهوى الرياجيل ×× الأكثر تداول لعدة أيام وتغنى بها الشعــراء ...
*****
عقاب الذي يجلس بمجلس الذي أكتظ بأبناء عمومته من الصوارم .. وكل من جاء لمآزرته بمصاب حفيــدة ...
وآلاف المهاترات التي لايحبهااا عن الموت دون قصه ...
ولو قص هجرس وهم صامتون فتحرم عليهم مجالس الرجال من بعده ...
والكثير من الوعود التي يخشى أن لا تنفذ على أرض الواقع ...
يريد أن يصرخ بالجميع فقط أصمتوا لانريد أن يموت الضحية ولن ننتظر فزاعتكم ..
فقط أرحموني من هذا الفأل السيء ...
يحدق بفياض الذي يدير الحوار ويلتقط دفة النقاش ...ويهاجم بشراسة ... لقد أخذ السلطة من يد جميع أخوته وأستسلم الجميع له ...وبكل نظرة يرسلها لهم ..
كان فيها رسالة مختصرها:
أنا فقط من يأمر ومن ينهي بهذا المجلس وبهذة المصيبة ...ليس لأي منكم الأحقية فيهااا ...وحتى لسلطان الذي وجد نفس مجبر يقف خلفه ... وهو يعلن أحقيته بهجرس أكثر منه ...
كان يقول لحضتها لكل المتواجدين والذي بعضهم أكبر من عقاب نفسه :أن كانكم ماأنتم واقفين معنا بهالمصيبة لاعاد أشوف رقم واحد منكم داق ياعقاب أفزع لناااا(يتحدث باسم أبيه ) من بعدهااا والله لو هجـــرس راح لأشطب أسمكم من بطاقة أحوالي ...
كان يسمع محاولة البعض من المقربين له توجيه دفة الحوار عن التهديد ولكن فياض مصر على تهديداته وكأن الأمر حـــرب:كم رقبة من رقاب عيالكم فكيناااااها ...ويوم انتخينا فيكم صديتوااا والله للي مايوقف معنااا هالحزة ينساااانا وحتى سلامه لايوصلنااا ... فيه ناس من اللي قفلوا جوالاااتهم طبهم (حسابهم) عندي وكل اللي له معاملة تحت يدي منهم ينسااااهااا ...
وينقطع حديثه بدخول مجموعة جديدة من الصوارم ...
رأى محسن خال أبنائه ينتقل ليجلس جوار فياض ويتحدث معه بلهجة حادة لم يميزها ولكنه فهم أنه يوبخه على لهجته الحادة مع الرجــال ...
عند فياض الذي وجد محسن يقوم من مكانه ليجلس جواره ...
وهو يتحدث معه بلهجة حادة:أنت وش فيك ماعاد تميز
اللي تقوله كان ماأنت عارف تهرج مع الرياجيل
صك فمك وخل أخوك الكبير يهرج عنك ...
الرجال ماتنهدد ماتأخذهم بقوة الصوت ...
الرجال تنداهن مداهن وكانك ماأنت عارف كيف توصل للي تبغاه منهم غيرك يعرف ...
فياض بحدة :ياأبو عواد أنا باخص(أميز) هالوجية زين
وعارف اللي ينفع معهم واللي ماينفع ..
مايفوتني وجه واحد منهم إلا كد(قد) ترجاني يافياض أفعلي يافياض أفزعلي وأعرف علتهم ودواهم محد يعلمني فيهم
ربعي وأنا ابخصكم(أعرفكم ) فيهم ... أنا عرفت اللي ورى مهايطهم بالمجالس أعرف حتى وش يصير في بيوتهم ...
وأنبتر الحوار بينهم بحديث لأحد أبناء عمومتهم ... من له بالقانون يستفسر عن موقف هجرس مرة أخرى ...
كان محق بما قال فهو بحكم عمله بأحد الوزارت بقطاع حساس يعلم الكثير عن قضاياهم التي لايعلمها الآخريين
وكم من قضية تدخل ليبعدها عن الوصول للقضاء وحتى لاتكبر وتنفضح القبيلة بسبب أحد أبنائها أو فتياتهااا ...
واليوم حين أصبحوا هم أصحاب القضية
فر الكثير عن مآزرتهم ولكنه هدد وسينفذ
وسيندم الكثير على خذلانهم لــه ولأبيه ..
××استر عيب الناس وتعيش مستـور,,الله خلق و الله عن الناس داري..
لاشفت عيب الغير جنب عن الدور,,غض النظر عنه و لا تجيب طاري××
*****
هذه الأيام لايوجد راحة.. وحتى لو حاول أي شخص النوم لايستطيع فالسيارات الداخلة والخارجة من القصر لاتحصـى ...
وكأنهم أصبحوا لايعرفون النوم فمنذ الفجر حتى الفجر الآخر وضجيج السيارات لاينتهـي ...
حتى والدها الذي لم يعرف الخبر بدأ الشك يراوده ولم يهدأ حتى زاره عقاب بوقته المعتاد ولم يبدوا عليه شـيء ..
وأعزى مايحدث لأحتفاله بخطبة أبن سلطان على أبنة فاطمـة ...وعقائق فياض الصغير...
ولاتعلم هل يوجد حقيقة لهذا الأمـر ...
أما ذاك من يشغل عقلها كثيراً أصبحت ترى صورة ومقاطعه التي يتحدث فيها عن أبن أخيه ويحشد الناس من حوله ..يبرر فعلته يشرح ماحدث يقنع حتى العدو بصحة
ماأرتكبه هجرس ...
وهي كل ماتفكر فيه كم من الفتيات يشاهدن مقاطعه لقد قرأت التعليقات على تويتر فالعالم في كفة.. والفتيات وتأملهن بكفة أخرى وهي تشعر بالغيض
لما لاتستمعن لمايقول وتصمتن لما تعلقن ..
على طريقته بلف الشماغ ..وليتك لبست العقال ..
والسؤال المتكرر عما أصاب عنقه ...وآلاف التحليلات المزعجة ..
والأنكى والأكثر أزعاج لها اللاتي يضعن ردود فيها
كل تفاصيل أصابته وماذا حدث معه وكيف قتل الوحش المفترس
ليزداد الأعجاب فيه أضعاف مضاعفة ...
ياسادة هناك شخص بخطر عليكم الأجتماع لأنقاذه..
وليس الأعجاب بعمه الذي يصرح بألم وقهر الرجال كيف أن أبن أخيه مظلوم وعليكم ياقبيلته أن تقفوا خلفه ..
فياعزيزاتي فتيات القبيلة وفتيات القبائل الأخرى توقفن عن ذكر مزاياه ومدائحه وحفظ صورة وفيديوهات ..
وقمن بأعادة الرتويت ووضع لايكات على الأقل حتى يرتفع الهاشتاق
كم تود لو أن تخبرهن ذاك بتغريدة ولكنها تقلق أن يتم التعرف عليها فحسابها بأسمها الحقيقي ...
وهي لن تخاطر بأكتشافها ..حتى بعالم الأنترنت ...
××كل ما افتح على صّورك ، أكبرها ..
يمكن ألقى في عيونك : عذر ماقلته ! ××
***
كانت تجلس مع الفتيات بالصالة العلوية ...حين جائت ياسمين تخبرهم :عمتي صيتــة النايف جت تحت عند جدتي شعااع ..
رأت مريم تلتقط أبنتها وتركض لغرفتهااا ..
قبل أن تهز ليلى رأسها مستنكره :مريضة ..ترى ماهي قادرة تطلع السلالم تدورك عشان تنخشين بغرفتك ...
وحدقت فيها بحدة :لايكون أنتي بعد بتركضين تخبين مثلهااا ...
جوزاء وهي تعدل برقعها :وليه ياياقلبي أتخبى فيني نقص !!!
ليلى بوقاحة :أشوى أحسبك نفسية مثلها ...
نزلت الفتيات لتنزل معهـــن ... تعرف صيته النايف رأتها مرة بعرس قديماً قبل خمس سنوات أو أكثر ...
كانت الجلسة بمجلس الضيوف ...وحين دخلت رأت وجووه جديدة .. الخالة شعاع ...وفهدة أم زوجهاا وهذة المرة الثالثة التي تراها فيهاا .. وأمرأتين شابتين جداً أحدهم تراها للمرة الثانية سلفتها حسناء أم الأخرى التي كادت تشهق حين رأتهااا لم تراها من قبل ..
وتجاهلت حركتها وهي تسلم على النساء الأكبر سناً ..وتركت الأثنتان بدون سلام فهن لم يقفن لها ..
وكم أخبرتها والدتها من صد صدي ... وجلست بجــوار فهدة لاتعلم لمااا ..ولكن شعرت أن هناك من يريد معرفة كيف تتصرف معهااا ...
وفهدة لم تتصرف بأي طريقة كانت طبيعية جداً ...
ولم تحتاج الكثير حتى فهمت بعد لحضات من جلوسها أن الأخرى أم حاكم الزوجة الأولى لبتال ...وأخيراً حانت المقابلة ...وبمجلس يعج بالعجائز ..
هل يعلم ذاك أن حبيبته تنظر إلي الآن وتريد غرس مخالبها بعينـــي ...
هي جميلة طويلة ذات جسد يناسبه جداً فهم ثنائي لائق للكاميرات ...
عبير المصابة بالوحــم فهي ماأن عرفت نيته بالزواج بأخرى ...حتى تركت الموانع كنصيحة من أخواتها وكم ندمت حين بدأ الوحام معهااا وكأن الأمور كلها ضدهاا فبعد جريمة هجرس أنقلب كل شيء للأسوأ الأجواء متوترة والأعصاب مشدودة مماأثر عليها وعلى علاقتها مع زوجها
الذي لايتفهم ماتمـــر فيه ...وليكتمل الأمر عليها
هاهي تقابل ضرتهااا وهي بهذا الوضع المتآزم ... إلايكفيهااا كرهها لكل مباهج الحياة حتى ترى هذه فيزداد أكتائبهااا ...
همست حسناء :ياخبلة فضحتي نفستس كفاية تجريح بعمرتس ...
عبير بأنين :الله ياخذني وياخذكم يوم أصدقكم ماهي حلوة .. ماهي قد كذا ... لين خليتوني أصدق وأكل هالصدمة اللي بتذبحني أنا واللي ببطني ...
حسناء بمواساة :التوتر لايذبح ورعتس أهجدي ...شوفي ولاهمها ...
وجالسة جنب فهدة ...يعني كلتسن ماتسون بنظرهااا شي ...اخخخ مقواهاا هذي على وش معتمدة ...
عبير بندب :على رداة حظي ... على قشر زماني ...
جوزاء التي كانت مركز على أسئلة صيته النايف لها لم تفتهاا نظرات حسناء وضرتها... ولكنها غير مهتمة ...
فهي تعرف كيف يجب أن يكون مظهرها بمجلس مليء بكبيرات السن أن لم تثبت نفسهااا ...
سيذم الجميع بتربية والدتهااا ...فهي يكفيهاا مايقال عن أصلها والذم فيه ...ولن تتهاون هذه اللحضة فيذهب كل ماسعت والدتها سنين على غرسة وتثبيته بداخلها ...
أنتهت أسألت صيته النايف التي وجهت أسألتها لفاطمة ...
لتلتقط هي أنفاسهااا ... حتى همست فهدة لها بعينيها الحارة تسألها عند والدتها وخالتهااا ...التي لاتفتأ عن النشد عن حالهن وتصدير السلامات لهن كل مارأتهااا ...
هل أنتي محبة لهن لهذة الدرجة إذاً تواصلي معهم مباشرة وبلغيهم سلاماااتك ...والأدهى السؤال عن صحة والدتهااا وكيف عليهم مراقبة صحتها والأهتمام بدوائها وغذائها ...
لو لم أعرف صنيعك سابقاً معها لقلت كم أنتي رقيقة القلب تخشى على أبنة عمهااا ...
أنتهى حديثها مع فهدة التي ألتهت مع صيتة بحديث آخر ..
ووصلها عدت رسائل على تطبيق الواتس اب
ففتحها لتتجاوب معها ..
كانت من أحمد الذي أخبرهاا أنه من المتواجدين بمجلس عقاب ..ويريد مقابلتهاا قبل عودته للخرج ...
همست ليارا التي تجلس قربها :أقولك ياحلوة ..ولد أخوي هنا ويبي أسلم عليه وين أقدر أقابله ...
يارا التي أعتقدت المقصود طفل :عادي خليه يدخل ..
جوزاء تكتم ضحكتها :لااوين هو رجال كيف يدخل عندنا ..
يارا بأحراج :ماعليش عشان قلتي ولد أخوي أعتقدته طفل ...لحضة بشوفلك طريق ..
وبمساعدة يارا وأحد الأطفال أستطاع الوصول إليها بمكان بعيد عن الرجال ...لتكتشف أن أحمد لم يكن لوحدة
وكان رفيقه لافـي ..
لافي وهو يسلم عليها بحرارة :هلا والله بعمتنا البدوية ...خلاص أخذتي ماركة البداوة كاملة ...
أحمد الذي سلم عليها بدوره :وشلونتس الجوز .. كيف الأمور .. ماسيرتي علينا بالخرج وأنتي واعدتني ..
جــوزاء وهي تضع طرف عبايتها التي أنفتحت تحت ذراعها :السموحة ياأبو عبدالله مافضيت ...
لافي بسخرية :ماكملتي شهر عندهم ومن مصيبة لمصيبة لحووول ياعمة حتى نحفانة وعظامتس بانت تعالي أشوف
وبحركة مفاجئة حملهااا :ألحق ياأحمد ناقصة كيلوين ونص شكل ولد عقاب ياأكل العشاء عنهاااا ...
جوزاء المحرجة :لافي وضرس فكني يامهبوول ...
الله يخسك ماتغير حركااتك البايخة ...
لتسمع صوته البارد من خلفهااا :وليه العشاء بذات !!!
كانك جوعاان عشانا زاهب بس أنتم اللي تعذرتوا عنه ...
لافي بقهقة وهو ينزلها على الأرض ويحتفظ بها بقربه بتطويق كتفيها لمضايقة بتال الذي يتضح على وجهه المتجهم أنزعاجة من ملامسته لهاا :انت وين نهج عنك تلحقنااا ياخي ماتفهم حنا ناس ورانااا طريق ..ماحنا من أهل الديرة ... وعليك حق لنااا كبسة حاشي بالوادي اللي كان الذيب بيأكل أخوك فيه وماقدرت تفتكه ....
بتال الذي يضع يديه بجيبة ووصل على منظرها محمولة بين ذراعي لافي الذي يزعجه كل شيء فيها وأولها جماله المبالغ فيه ...فبكل صراحة كلما أصبح الرجل جميل أصبح من المزعج التعامل معه .. ولافي بطبعة شخصية غير محببة له ..
وأكثر مايزعجه فيه .. طريقته بسلامة على جوزاء
فهو يواجها كما يواجه الرجال !!!(تلامس الأنوف كتحية )
هل فقد عقله ..لايعلم ..!!
وهو لايستطيع سؤالها كيف تسمحين له بذالك ..
فهذا النوع من التحية مقتصــر بعرفهم على الرجال ولايمكن لرجل أن يواجه قريبته أو أي من محارمة ..
أحمد يشير لها بيده:يالله ياعمة تمسين على خيـــر ..ولاتنسين وعدتس سيري لاتنسين خويتس ...
جوزاء التي وقفت تراقب رحيل أحمد ولافــي بحزن ...
لاتعلم لماتشعر بالخـــــــواء بعد وجودهم والمشاعر العالية التي رافقت حضورهم ومعرفتها أنهم قربهااا ...والآن لاتستطيع العودة حتى لذالك المجلس الغير مرغوبة فيه والذي يشعرها بكمية وحدتهااا وعدم أنسجامها مع محيطهـــا ...
بتال الذي بقى يراقب عيونها الحزينة :وش فيتس خلاص راحوا أدخلــــــي ...
ردت وهي تلتف عائدة للقسم النساء :ياليتني رحــت معـــــهم ...
ليبقى هو بمكانة يراقب رحيلهاا ... مابالهاا .. ماهذة اللهجة .. هل أستسلمت .. كم انتي مبكرة بالشعور بالهزيمة شهر واحد فقط ولم تصمدي ... لقد خيبتي ظني أعتقدتك أقوى ...

××مدري وش اللي بـ المقادير لافي لكن طلبتـك شيء مابـي بديلـه إن طالت الغيبة و أنا صرت جافي خلّني ب دنياك .. ذكرى جميلة ××
عبير التي أنسحبت بعد خروج تلك وتوجهت مباشرة للقسم الآخر ومنه لجناحها ..
تحت محاولة حسناء تهدأتها :يابنت الحلال أستهدي بالله وش فيك ولعتي ...
عبير وهي تدور محدثه ضجيج بصالتها :ولعت قلتيها ولعت أشتبيت نار وأنوقدت فيني ...كنت براحة يوم أنها خيال بدون صورة واللحين بمـــوت يوم أفكر أنها مع زوجي
تنام وتصحى معه ...آآه بموت بموت ...آآه ياقهــري ..
حسناء تعتقد أنها تواسيها :يابنت الحلال ترى ماهو من زينها
عبير وهي تلقي بفازة مليئة بالحجارة :الموضوع ماهو زين وشين أنتي ليه ماتفهميني لو هي أقبح ماخلق الله يبقى أنها مع زوجي وحلاله .... ماراح تحسين ياحسناء وأنا كنت أحسب عرفت القهر والله ماعرفته ولاذقت إلا هاللحضة بنجن أنا ماأتحمل ماأتحمل بروح بيت أبوي ...وين بناتي شنطتي وين ..
لتمسكها حسناء وتجلسها بالغصب وتحضر لها ماء تسقيها منه :يابنت الحلال هدي عمرتس والله ماباقي إلا تطقين وتموتين وهو مادرى عنتس ...
عبير تبكي وتضرب على ركبتيها :بنجن حسبي الله عليك يافهدة حسبي الله ياجعل كل ماذوقه تذوقينه أضعاف مضاعفة ...أنا لازم أهج أتخبى بأي مكان لو جاني اليوم والله غير أهدم بيتي ماني طايقته ولاطايقة مقابله ....
حسناء بهم :ياعبير تكفين وأنا أختس أضغطي على عمرتس شوي وتحملي ترى أبو حاكم ماينعاف ..
عبير بألم:عساني أعاف عمري لو عفته بس ماني قادره أتحمل بموت بطق والله وأموت كيف أكبت بنفجر ...
حسناء بحل وسط:صكي على عمرتس وسوي نفستس زعلانة وأنا بحط خبر عند عمتي تكلمه لايجيتس تعبانة وزعلانة من مقابل طبينتس ...
هزت رأسها بموافقة هي فقط تريد خروج حسناء لتختلي بنفسها وتصرخ كما تشاء وتحطم كل ماحولهاااا ...
ولن تستطيع أخراج ولو جزء بسيط من الذي تشعر فيه
من غيره وقهــر وأنكسـار ..
1
××يا قلبي لا تحزن لو هو راح لغيري
وبكره يعرف قيمتك ويجيك مذلول ××
****
كانت جلسة هادئة بعد رحيل الأغلبية من الضيوف وبقى القليل جداً من المقربين منهم
وسلطان الذي يحاول أقناع فياض بخطأ مافعله ولكن الآخر لايستمع له وعنده رأي لن يحيد عنه ..
فياض بحنق :أنا لي نهجي بهالقضية ..خلوني ماشي عليه والله لو أحس هالقد وأشار بأنملة أصبعه أني بضيع هجرس كان ماتصديت لها ووخرت وفتحت لكم الطريق أسمعوني ياجماعة الخير أنا عارف من اللي قدامي ...أعرف أشياء أنتم ماتدرون عنهاااا ..وأنا ساتر عليهم من مبطي ماني بفاضحهم هاللحين ... فخلوني ساكت أحسن لي وللمسلمين ...
بتال بتعقل :طيب ماقلنا غير نهجك بس خفف منه شوي ..وماهو كل ماقال شايب كلمة نقزت في وجهه عط الرياجيل فرصة تهرج ..
فياض بلا مبالاة فهو لايفكر إلا بمصلحة هجرس التي وضعها نصب عينية ولايهتم بالأسلوب الذي يستخدمه للظفر بالنتيجة:أنا تعرفوني لاعصبت ماعاد أشوف قدامي ...وفيه ناس تجي تتفلسف علي وماهم عارفين وش الصنعة ...
الحسن الذي كان يتابع هاشتاق القضية :فياض أنت أكثر واحد يسوون له رتويت لتغريداته وتصريحاته وش حيث ...
لحضة أسمعوا ذي وش تقول ؟؟؟
ليقاطعه فزاع بأحراج من الموجودين :الحسن قوم أرقد وراك مدرسة ..وهمس له بصوت واطي :أنت ماتعرف تهرج قم أنقلع داخل ...
ولكن الحسن لم يرتاح إذا لم يرى فياض التغريدة ...
فأرسلها له على الواتس وأغلق هاتفه حين رأى علامة الصح الأزرق ....
عند فياض الذي فتح رسالة الحسن حتى يتخلص من رفيق سلطان المزعج الذي يتحدث على رأسه بهذة اللحضة ...
قرأ التغريدة ولم يفهم مالمميز فيها:
فتاة توبخ الأخريات وهي محقة بكل ماقالته لحسن الحظ مازال هنا فتيات محترمات إذاً الدنيا بخير ...
حتى وجد تعقيب من الحسن تحت ومعه وجيه ضاحكة
هذي بنت رضا الخبلة مغيره أسمها بس السبك
كل أخوانها بأسمائهم الحقيقية ومضافين عندها ...
عاد بسرعة ليقرأ التغريدة مرة أخرى ...((ياأخوات يافاضلات أنتم بنات ناس ماهو عيب عليكم الكلام عن الرجال ...وين اللي تربيتوا عليه وسط أهلكم يعني عادي اللحين لو شاف والدك أو أخوك اللي معاك بنفس الهشتاق كلامك عن رجال غريب عليك بهذي الطريقة مو عشان معرفك وهمي تطلقين لنفسك العنان ترى فيه رقيب على كل كلمة تطلع منا تكتب عند الله ))
وكل شيء تغير بعينه ..حسناً هل تغزلن الفتيات بهجرس
وخرجت عن طورها لتوبخــهن ...
تباً لكي وتباً للحسن ... ولم يشعر بنفسه وهو يعود ليقرأ المزيد من تغريداتها ..ولأول مرة يجد نفسه حذر جداً يخشى
أن يضع لها لايك أو رتويت بالخطأ فيفتضح أمره خصوصاً أنه يدخل من حسابه الرسمـي ...
ماهذا الحساب الذي كله صور ممثلات ومسلسلات
كم أنتي مثيرة للشبهة ..
ومن يبحث خلفك أشد حماقة ..
حسناً هنا كتبت شيء ما توقف ليقرأ :
××يتعذب المرء بشكل كافي لمجرد أنه يمتلك عاطفة××
عاطفة ماذا التي تتحدث عنهاا ..هيا لأريد أن أكون شكاك ..
أنقذيني أرجوكِ ليس هو لايوجد بقلبك أحد
هل أعجبتك العبارة وتظاهرتي بأنها تتكلم عنك ...
هل تحبين تصنع المواقف ..طمأني قلبي وقولـي نعم ....
سمع سلطان يودعه ..ثم شخص آخر.. وأخيراً بتال الذي حاول الحديث معه :اللي ماخذ عقلك شوي وتدخل فالجوال ..
فياض وهو يضطجع بعد أن أكتشف خلو المجلس سوى منهما ويرمي شماغة :خلني بهمـي وروح لحريمك ...
بتال بشك فهو قد لاحظ أنكبابه المفاجيء على هاتفه وملامحه مفضوحة:وش اللي قريته بالجوال وكدرك ...
فياض الذي تكهرب :ماله دخل اللي بالجوال وليبعد التهمة فهو يعلم أن الحسن سيثرثر بكل مكان :الحسن يوريني تغريدة لبنت رضا وأشوى أنه ماقال السالفة عند الرياجيل ...
بتال بعدم أستحسان :وش فيها ؟؟!
فياض :ولاشي تهاوش البنات بالهاشتاق خرابيط ورعان تعرف الحسن وأهتماماته ..
وهو يتحدث معه كان يحضر حسابها حتى لايظهر له مرة أخرى ...
بتال الذي تفهم موقفه وأنزعج من أمر التكنولوجيا التي أصبحت تقرب الناس بشكل غريب فكيف أكتشف الحسن أبنة أمين بهاشتاق على تويتر ...
ولايعلم أن الحسن يعرف حساباتهم لأنه قد أضاف وسام
وتعرف على حسابات أخواته لأنهن مضافات لديه ويتحدثون بأسمائهم الحقيقية وحين غيرت خزام أسمها تعرف عليها بسهولة فهو قد أطلع على حسابها كثيراً ...وحتى الصورة الرمزية لها لم تغيرهااا ...
2
××أدخل على شانه وأدور جديده
ويزين جوي يوم اشوفه يغرد ..××
***
فهدة التي أحضرت لها حسناء بنات بتال وأخبرتها بما جرى كانت تلاعبهن قبل النوم ...بغرفتها المستقلة عن عقـاب ...
فهدة :يالله كل وحدة تروح تغسل أسنانها وتجي تنام ...وصفقت لهن حين ركضن للحمام ...وهي تشيد بصنيعهن ...
حتى دخل عليها بتال وبنظرة عدم رضى سألها :وش يسون هنا
فهدة وهي تشير له ليجلس :بيمرحن عندي أمهن تعبانة ...
بتال بعدم أستحسان :بيصجن أبوي ...
فهدة بتفهم لموقف عبير:أبوك بغرفته لو نام مادرى عن شي وبنياتي عندي ...
وخف على المرة شوي تراها بتنبط كبدها من سواياك
بتال بنظرة عدم رضى :ليه وش جاها مني ...
فهدة بغيض من وضحى وأبنتها :من يوم شافت بنت وضحى والنار ولعت بصدرها ومانقدر نلومهاا ...
بتال الذي تعذب معها كثيراً بالأسابيع الماضية :والنار توها تاصلهااا ...
فهدة بتفهم وهي أشد نساء الكون غيرة :الحكي ماهو مثل الشــوف ...
وكتمت عبارة أن تلك وثقتها بنفسها وبرودها ,,هي من تكوي الجميع بمن فيهم أنااا ... وأشد ماأخشاه أن ذاك وصلك أنت أيضاً ... فنحن جميعاً خلقنا بدم حامي ...وتلك الباردة ستجمدنااا قبل أن يتصدع جليدها وينهار بنا ...
سألته مغيره للموضوع:اللي جاء من طرف بنت وضحى من ؟؟!!
بتال ببساطة:أحمد ولد عبدالله ولافي ولد خالد ...
فهدة بفضول:ايه لافي هو أكبر عيال خالد ...يقول ماهو تسبير (كبير) ماجاه إلا عقب البنات ماهو معرس ..
بتال بتكشيرة :لا ماهو معرس وفاكنااا
فهدة بأستعجاب:يفككم من وش ؟
بتال يفضفض:من لصقته أذية مايعجبني ولسانة طويل ومايحشم ...
وماغير يخمخم بعمته ويرفع فيهاا..
فهدة بتكشيرة عدم رضى:ايه تربية (وذكرت أصلهم الذي يعيرون فيه ) وش عرفهم بالعيب واللي ماهو عيب ..
بتال بأعتراض :يمه ؟!!
فهدة بنعجهية :وأنا صادزة (صادقة )
بتال :يمه تراها تكتب عليتس بهتان خافي الله ..
فهدة بخوف :استغفرالله يارب لاتواخذني ...
بتال ليغير الموضوع:وش علوم عمتي صيته ماجلست معها واجد ..
فهدة بأسترسال:ماعليها طيبة وكل البنات جيدات وبيضن الوجه إلا مرة فزاع اللي شكلي بألتفت عليهاا أن ماعرفت السنع ..وإلا تراني بجوزه عليها ..حتى بنات فاطمة سنعات وجيدات
وهذا شطرهن وهذي مرة وأم عيال وماتعرف السنع ...
بتال يحذرها:يمة مالتس شغل بفزاع ومرته لاتبلشينا بخلق الله ...
فهدة بعدم أستحسان :انت بس تبي تسكتني وقطعت جملتها بشهقة :بناتك وين غدن ..
وحين ركض إليهن بالحمام ليجد البانيو مملوء بالماء وهن يعبثن فيه ..
لتصيح فهدة من خلفه :يالمفسدات لعبتن بالشاور جل حقي هذا غالي ماعمرتسن تروشتن فيه لاأنتن ولأمتسن ...
ليدخل بتال ويسحب مستحضرات الأستحمام الخاصة بوالدته ويرفعها عن مستواهن ..
بتال وقد تبللت ثيابه:أنا بروح أنادي الخدامة تروشهن ..
فهدة بأعتراض :لاوالله ماتلمسهن الخدامة وأنا فيني الشدة انت روح بس الله يستر عليك وأنا أقوم فيهن ..تحسبني ماربيت بزران ربيت أبوهن قبلهن ..
وحذرته :عبير تعبانه لاتروح تأذيها ترى أعرفك تحب المناقر ورفعت الضغط ..
غادر بتال وهو مطمئن على بناته ..
ومر على عبير طرق الباب ولكنها لم ترد عليه حتــى ..
***
كان تجلس تعض أصبعها وهي تحدق بهاتفها ...
لقد تم أكتشاف أمرها ...
فقد حظرها لأن تغريداته فجأة أختفت ولم تعد قادرة على رؤيتهاا ..لم ترد للظنون أن تلعب بعقلها طلبت من بلقيس هاتفها ..
بلقيس بشك:أي فيه وجهك غريب زي لما تكون عامله حاجة من ورى أمي ...
خزام بهمس :اشش هاتي تلفونك وصكي فمك بشوف حاجة وحرجعة ..
وفتحت وهي واقفة على تويتر بحثت عن الهاشتاق دخلت بحث عن تغريدات المتصدرة لتجدها كما هي ولم تكن موجودة حين دخلت بحسابها ...
ضحكت بهستريا ..حمقاء لقد فضحتي ...
تركت هاتف بلقيس التي تراقب ضحكها الهستري والذي لايكون على سبيل المتعة بل الأحراج ..
بلقيس بفضول:ايش سويتي حصل ايه ...
خزام بتهرب:أنا أحسن حاجة أروح أنام ...بكرة بعزل البيت ..وبعمل ورق عنب حق شهر ...
بلقيس تهز رأسها بتفهم بدايةً من الضحكة الهسترية ماذا سيكون بعدها سوى تعزيل البيت وورق العنب الذي سيملء الفريزر ولن يأكله أحد ...
××أن شكيت من الهوى قالوا فضيحه ،
وأن سكت استنقدوا جرحي عليه ..××
***
كان تسترخي بسريرها بعد أن أرتدت أجمل منامتها وأكثرها فخامة ... وضعت مخدة أسفل أقدامها وأسفل بطنها كمادة دافئة وبيدها كتاب تقرأ منه ...
هي تحب القراءة وتجد فيها متنفس ...
فبعد ثورتها وأنهيارها مع حادثة هجرس تسترخي بهذة الطريقة وحتى صوت بكاء الصغير لاتحتمله فتطلب من المربية أبعاده عنها قدر الأمكان ...
هي سعيدة بتحسنة ..ونادمة أنها لم تخرجه مبكراً من المستشفى ...فكل ماحدث مجرد أجراء روتيني من تحاليل وفحوصات وحتى الخزعة التي أخذوها لم يصدر منها نتيجة فهو غير مصاب بألتهاب السحايا وتحليل الدم له سليم ولايوجد سبب واضح لأرتفاع حرارته فربما ألتقط فيروس من الجو وهذا لايظهر بالتحليلات ...
طرقات خفيفة على الباب قبل أن ينفتح ..لم تصدق حين رأته تباً لك أرادت الصياح بوجهه ولكن على الأقل هذه المرة لن تبدأ الخطأ هي .. وقفت له ليسلم عليها كالمعتاد ...لتجده يحتضنها بقسوة .. أرادت الأبتعاد بحنق ...
مهما حاولت أن تتصرف معه بود لابد أن يفسد كل شيء
ولكنه لم يفلتها بسهولة وهو يطبع قبله قاسية أسفل عنقها ...
أسماء وهي تحدق بمظهره الغير مريح :وين كنت ..
حامد يجلس على طرف السرير :مالتس شغل ..وش هالأجواء وهو يدير عينية بالغرفة ..يتأمل الأضاءة الخافته والشموع ذات الرائحة الهادئة ...
ليقول متهكماً :أجواء الأميرات الشاعرية وعشان زيادة الثقافة نطلع بالصورة كتاب ...
أسماء بعدم تصديق لما يخرج منه :أنتي جايني بعد كل هالأيام عشان تعلق على أجوائي وكتابي ...وش فيك ..
وين كنت ..؟؟
حامد يسحبها مع ذراعها ليجلسها في حضنة وتستسلم لتصرفه ..فقط تريد أن تفهم إلى أين سيصل :وش عندتس مزعجتني بدقدقة ...هاه جينا تفضلي ..أستلمي ..
أسماء من مكانها قربه :وش أستلم ..حامد متعاطي شي ...
حامد بغيض فهي قد لامست جرحة :ايه متعاطي زيادة نكد ...يومتس ماأنتي قد الأشواق تهرجين فيها ليه ...
أسماء وهي تقف لتبتعد عنه ...فقرب حامد لايريد منه أطفاء الأشواق بل معاقبتهااا :أنا أنشد عن حالك ماقلت أشتقت لك ...
لقد كان آخر ليلة بالمستشفى سينصهر من شدة تتوقه لها ..مالذي قلب حاله.. هل وجد أخرى يعبث معهااا ..
لتسأله بحدة وهي التي لن ترضى بتكرار التجربة :وين كنت رد علي وحدة من السلق اللي تطلع معهن أخذتها علي ...
حامد بتكشيرة :قريب أن شاءالله تسمعين أخباري ..بس هالمرة كنت متوزي(مختبأ) مالي وجه أطلع وسط العرب بعد فضايح أهلتس ..
لاتصدق أنه هو سيتحدث عن هذا الموضوع بتهكم ...
هو بالذات لايحق له ...سيصمت ويحني رأسه حين يعرف حقيقة الأمر ...قالت بأنفجار وقلبها يحترق ..
هي كانت سيهتك عرضها ويضيع شرفها وهو الذي عليه حمايتها ...يسخر من الذي ضحى بنفسه من أجلها ...
أسماء وهي تشد شعرها بقهر :هجرس طعنه عشااااني ...عشااااني وكل هاللي يقولونه خرابيط تسمعني خرابيط ...
ذاك الغلطان هو اللي تهجم علي ...يوم أني أدق عليك وأدورك وأنت مختفي ولاترد عليييي ...
راميني أنا وولدك وتاركني لحاااالي لاظهر ولاسند ...
حامد بذهول ورأسه يدور لايستطيع تميز شيء غير أن مايخشاه وقع ..:كيف عشانتس وش سوى لتس ...أنطقي وش سوى ...
أسماء بقهر تصرخ :ماسوى ولاهو قادر يسوي لو ماطعنه هجرس أنا بطعنه وأذبح نفسي ولاأخلي نفسي له .... بس أنت وينك أنا مو زوجتك مو أنت اللي مفروض تدافع عن عرضي ...
لو أنت عندي وحولي مستحيل أحد يفكر فيني بس أنت راميني وتاركني للي يسوى ومايسوى يطمع فيني ...
واللحين جاي تتشمت بهجرس اللي طعنه وحط كل شيء على نفسه عشان مايمسني شي ....
بس لاهميتني لاأنت ولاااهو ..أنا بروح وبعترف بكل شيء وطقاق فيكم وبكل أحد بيتكلم فيني .....
حامد يضع يديه فوق رأسه غير قادر على أحتمال الصدمات ... هو لم يقصد الشماته بهجرس هو فقط أراد أستفزازهااا ... وتحت تأثير الأدوية التي يستخدمها لم يعد السيطرة على تركيزة ...
أبتعد وهو يتصل على عواد ليبعد من هنااا ....تحت عينيها الذاهلة من تصرفه ...
هل بهذة السهولة سينسحب ألم يأثر فيه ماسمعه منها ..
إلا يوجد لدية نخــوة ..غــيرة ..ألم يشعره بفورة بدمة ...
هل هذا أقرارمنه أنها لم تعد تهمه ...
عواد الذي أنتظر حامد بالأسفل :هاه تطمنت على البرنسيسة للحين قطعة وحدة ماأكلناااها ..
حامد وهو قادر على ألتقاط أنفاسه :عواد بعدني من هنااا ياليتني ماجيت ماني قادر أتنفس ...ياليتني أموت ياعواد وأرتااااح ياليت ...ماني قادر أرد النفس بموت بختنق من سبايبها بموووت ...
ساعده عواد على الهدوء فهو بسبب الهلع والصدمة غير قادر على التنفس ...
لاحقاً بالسيارة سأله عواد الذي سيجن من تلك إلا تشعر هل ستقتله فقط بسبب عنجهيتها إلا تمتلك أي شعور أنساني .. :وش قالت لك بعد وش باقي من سموم عندهااا ...
حامد بقهر وصوت مخنوق من الألم :والله ماني قادر أنطقهااا لساني ماهو متحرك فيها آآآه يالحرة اللي أحسها بقلبي وتجرى مجرى الدمي بعروقي
..أسيد يحرقني من جوى أسيد ...
كان عواد يستمع لفحيحة وألمه غير قادر على مساعدته
حتى خرجت من أخيراً :النذل الوصخ ××× اللي طعنه هجرس بسببها طعنه..
بسببها كان بيعتدي عليها هي ..آآآه بموووت والله كان قلبي حاس كنت عارف ومحد صدقني ...
عواد الذي ضغط الفرامل بشكل مفاجيء بذهول :وش تقصد بعشانها ..
حامد وهو يستكبر كيف تخرج الكلمة من فمه :عشانها ...وصمتت قليلاً وهو يحدق بالبعيد :عرفت ليه كنت ماأبغى اتركها وأنت تحسبني مهبول ..
هي كذا محد يقدر يشوفهاا ومايطيح بأغوائها ..وتلومني تقول ليه ماجيت ودافعت عني ...
ماتدري أني كنت بذبح نفسي وأرتاح وأريحها ...
ياليتني مت ولاعرفت اللي عرفته ..
أنا كيف بقدر أعيش بعد اللي صار ...
عود بقهر وهو غير قادر على أستيعاب المصيبة الجديدة كيف سيحتمل حامد هو يخشى أن يفقد عقله بسببها :خلاص فكنا من هالطاري ...حامد أنت مرتااح بالمستشفى ..!! مايضغطون عليك صح ...
حامد الذي لايستطيع التفكير سوى بأمر واحد :تقول ماقدر يسوي لهاا شي توقع صادقة ولا بس تكذب عشان ماتفضح نفسهااا ...
عواد بثقة مطلقة ولاذرة شك تخالطها :حامد مرتك محد يقدر يطولهااا إلا بايع نفسه وقبلهااا بتكون ذابحته ولارامية نفسهااا من الطابق الألف ولاتسلم نفسهااا وهذي سوات كل حرة ...
حامد بمحاولة لأقناع نفسه :صح أسماء ماراح تعيش لو أحد أعتدى عليهاا بس أنا خايف يكون لمسهاا أوو .... وقاطع جملته بصيحة ألم لرأسه الذي يشبه أقتباس التيار كهربائي...
كانت تبكي من خلفه بوجع الحاجة لقد بحثت عن الأمان معه
أرادت أن تطمئن حين يطمأنها..
ماكان سيخبرها فيه هو ماسترتب عليها أمورها مستقبلاً.. لأول مرة لم ترد أن تتخذ قرارها بنفسها أرادته هو أن يفكر ويتحمل مسئوليتها لمرة فقط لمرة ....أرادت منه أن يشعرها بالأمان
يخبرها لاتفكري فالأمور بسيطة وبأمكاني حلهاااا
أرادته أن يتصرف كما فعل أخويها من قبل لم يتركوا لها القرار لتفكر هم نفذوا وسارت الأمور ...
ولكنها طلبت شيء يفوق قدرته ...
لاأمل ..لاأمل.. لن يكون أبداً هو من تريدة بالحياة
لقد بحثت حتى عن العطف لديه ...عن الحب الذي يتشدق فيه
أحتويني لمرة أخبرني لم أكن أنا السبب بماحدث ...
أمطرني مشاعر .. أليس ماتملكه هو المشاعر ورصيدك منها عالي وأنا بأشد الحاجة إليها ولكنك بخلت علي حتى في هــذا ....
كل ماأردته الليلة أن تكون ذراعك وسادتي وصدرك غطــائي فلما بخلت علي ...
××أحبك كثر ماتجرح شعوري وتعتذر وارضى
أحبك كثر ما أنوي الرحيل وترفض أقدامِي..××
***
عند جوزاء بغرفتها ..بعد أن أستعدت لنوم ..
شعرت بدخوله للجناح ... قبل أن يطرق باب غرفتها بعد دقائق وشعرت بالتوجس ..هل أخبرته تلك كذباً علي
ماذا لوأفترت وصدقهااا .. ولم تعلم أن عبير أغلقت على نفسها بغرفتها ولم ترضى بمقابلته ...
ووالدته أخبرته عن اللقــــاء ..حسناً فهم موقف عبير
ولايعلم لما يريد رؤية موقف هذه ..
أخبر نفسه كم هووسه الذكوري أصبح يسيطر علية بالأونة الأخيرة ..
هل تستلذ بغيرة النساء عليك ...
بعد عدة طرقات خرجت ...
جوزاء وهي تستند على الباب :نعم ...
بتال بحاجب مرفوع :الله ينعم بحالك .. تعالي سولفي معي طفشان وأخواني كرشوني يقولون عندك حريم ثنتين حنا بنرقد خلهن يهرجن على راسك ...
جــوزاء التي لم تفهم مغزاه ..خرجت وجلست على أول مقعد ... قبل أن يتأمل جلستها ويحسب بعينة مقدار متر ونصف بعيدها عنها ثم يجلس ...لأنه قد جرب من قبل
ليس من مصلحته القرب منهااا ...
بتال وعينية تدور عليها بأعجاب :وش العلوم اليوم .. وش سويتي ...
جوزاء تضع يدها على خدها وهي تميل لتكون مواجهه له :ولاشي زي كل يوم حريم وضيوف وقهوة وسواليف وعشاء ...
بتال بوقاحة هذه الباردة سأستخرج الحروف من فمك أستخراج :قابلتي عبير !!
جوزاء بدون أن يرف لها جفن وبكل بساطة :أسمها عبير .. أيوة قابلتها أم حاكم ... قمر ماشاءالله ..الله يخليها لك ......
لاتعلم كيف فقدت السيطرة على لسانها وقالت ماتوصلت إليه صراحة ...
بتال الذي أراد الأنفجار ضحكاً على عبارتها ولكن تمالك نفسه ماذا لو لم يكن ردها بريئ ولكن ساخر وتقصد التندر عليه :بالله متجوزها عشر سنين وخابرهاا ...
بتال قال مختبراً :ماقالت لتس شي تعرضت من قريب ولابعيد ...
جوزاء هل تصنع لي فخ :لا والله لاجتني ولاقربت مني ولاسوتها من حقـها ماراح ألومهااا ...
وبداخلها ليتها فعلت.. لأهرب لأمي ويكون لدي عــــذر ...
بتال يرمي آخر أوراقة للأستمتاع هذه الليلة ..
ولايعلم لما لم يعد أي شيء يشعره بالمتعة أتى للعبث فيها وأنقلب كل شيء عليه :وليش من حقهااا .. يعني أنا لها بـــس ...
جوزاء هل تريد أستفزازي مالذي تسعى إليه لاأفهم :أيوة والله يخليكم لبعض ...
بتال الذي كاد يفقد أعصابه .. هل تنزليني مكانتي ..هل توصلين لي رسالة أنت لاتستحق أن أدخل أي عراك من أجلكـ :ترى ماطلقتس ومتى ماأبغى أسويها.. بسويها..
ولو غيرت رأيي عن شي أقدر أغيره ..
يعني كل شي يعتمد علي وأنتي مالتس شور فيه ...
ولا كل هذا ملعوب عشان أتراجع عن اللي سويته ...
بس والله ياجوزاء صيام شهرين واجد والصدق مافيه اللي يستاهل العنـــوة ..
جوزاء التي وقفت وعبارته قد أفقدتها آخر لحضة تصبر تشعر فيها :تبطــــي أحطك في بالي ولاأخطط عشانك وختمت عبارتهاا بالكلمة التي لو فكرت قليلاً ماكانت قالتها :ياولد فهــــدة ...
وكان رد عليها بصفعه حادة أستخدم فيها كل قـــــوته لأن غضبة لانهاية له ... وهذة المرة ليس من أجل أمه ولكن من أجل نفسه ...
لأنها تعمدت ذكر أمه ...
لتثبت له أنه لم يستحق أسم والده بتصرفه ذاك .....
وخرج غاضباً لايستطيع الرؤية أمامه من شدة ماغلى الدم بعروقة ...
10
××ياكثر غلطاتك وياكبر ذنبك ..ماتعتذر حتى ولو كنت غلطان !
أسآمحك دآيم لأني أحبك ..وألا أنت مآجربت تفقد لك أنسآن ××
*الماضي*
+
أستيقظت فزعة على صوت لهو أبنائها ...نظرت لساعة وشهقت مذهولة ..
لقد فات الآوان .. نصف ساعة وسيحضر زوجها ولم تحضر له طعام الغداء بعد ...
هي الأمراءة المثالية بعينه التي لم تتأخر يوم عن تلبية متطلباته ...
جلست بأنكسار ..
ستهزم أمام ضرتها .. ولكن كلاا ..ليست فهدة من تستسلم ..
وقفت بمطبخها لاتعلم من أين تبدأ ...كلاا لايوجد فرصة مستحيل ...
شمت رائحة الطهي القادمة من القسم الآخر ..
وكأن الحظ يلعب لعبته معها ..شعاع المريضة التي لاتنهض من فراشها إلا مابين فترة وأخرى قد أعدت غدائها
وهي قد كسلت ونامت عن أعداد وجبة زوجهااا ...
وفكرة بخبث حسناً ..لايوجد حل إلا هذا ...فتحت الباب بهدوء وتسللت على أطراف أصابعها ..بحثت بعينيها عن شعاع وشاهدتها تصلي بالطرف البعيد من الصلاة تسللت بسرعه للمطبخ وبيدها طنجرتها التي أحضرتها معها
وبدون تلكأ ...سكبت محتوى الطنجرة التي قد غلت على النار لها ..وأعادت تلك مكانها وأطفأت الموقد من تحتها وفرت هاربة ...
لكن ذالك الشقي شاهدها وأخذ يصيح وهو يلحق بها :غدانا سرقت غدانا يممه عمتي فهدة الشريرة سرقت غدانا ...
رفسته بقدمها لتبعده عن طريقهاا ..
ودخلت قسمها وصفعت الباب من خلفها وضعت الطنجرة على الموقد وعادت سريعاً لتغلق الباب بالمفتاح ..وترفعه بعيداً ...
وتعود لمطبخها وتكمل العمل على الطبخة ..وأعدت إلى جوارها طبق السلطة ...
كل هذا وهي تسمع صياح الطفل الشقي من خلف الباب وهو ينعتها بالسارقة والشريرة ..
فياض الأحمق أصمت قص الله لسانك .. لايأتي والدك ويسمع وتكتشف فعلتي الشريرة ..
15
*الحـــاضر*
خرج غاضباً لايستطيع الرؤية أمامه من شدة ماغلى الدم بعروقة ...
حتى وصل للأسفل ..ليلتفت للمطبخ ..ويتوجه للفريزة ويخرج كيس ثلج قبل أن يلتقط منشفة يلفه فيها
ويصعد إليها ...
ليجدها على وضعها ذاك تجلس ذاهلة من صفعته وكأنها لم تخطأ أبداً ....
سحب يدها التي وضعتها على خدها مكان الصفعة ليضع الثلج عليها بقــــسوة :هالمرة مرت على هذي وبس ...
وأطبق على فكهـــا بقسوة :لو عاد عدتيهااا لاتلومين إلا عمـــــرتس ...
ولم يكتفي بفكها بل ضغط بقسوة على شفتها السفلى حتى أدماها ... فهي بداية الشرارة التي أولعت المشكلة بينهم ...
قبل أن يخبرها أن تكمدها هي الأخرى وهو يبتعد للخارج مرة أخرى صافعاً الباب خلفه ....
لتنفجر بالبكاء بقهر لم تشعر فيه بحيـــاتهااا ...
تباً لك يانذل ياخسيس ..أنت من أزعجتني
لقد بحثت عني لم أبحث عنك
أنت من تسبب بكل هذا لم أبحث عن أي مجادلة أو حوار
أنت من جررتني إليه أمقتك وأمقت والدتك وعبير تلك التي لاترضى عليهااا ... أتمنى أن تنزل صاعقة عليكم من السماء وتحرقكم جميعاً ...
وعادت لتبكي بهستريا حين رأت نابها (السن القاطع ) الذي سقط من صفعته على الأرض وحوله كمية من الدم ...
12
***
يكاد يزفر لهباً حين ركب جيبة الذي خصصة لطلعات البر والقنص وأبتعد فيه ....
أحسنت فعلاً كم تستحق أن تضج الأرض بالتصفيق لك وأن ينحني لك الجمهــور وتعلو الهتافات بأسمك ......
أغلقت عبير الباب بوجهك فبحثت عن ضحية لتغرس بها أنيابك ومن أفضل من جوزاء الخانعة التي لاصوت لها
أستفزيتها حتى أخرجت من طورها فعاقبتهااا ...
فعلتك تستحق التباهـــــي يال رجولتك وجدت خصيمك حقاً ...
عاد يقبض على ذراعة ويفردها هل صفعة ذاك الخد بيدك الجلفة التي كمطرقة حديد.. الخد المخملـــي ..الذي لايستحق إلا القرص والتقبيل وأنت كمن يكفر بالنعمــة ..
حتى يكون هذا الشكر لهااا ...
أوقف عقله عن التعمق قصراً ..لقد وضعنا الحدود العريضة وأنت تعرف أنه لن يكون موجود أي من هذا وكل ماتصفه لاتملكه ... فرضى أمك بكفة وفك ذا التحريم بكفة أخرى ...
وأنت تعلم جيداً حتى لو مت ضمأً وشربك من ريق تلك لن تسمح والدتك بذالك ...
فتوقف وأعتبرها من هذه اللحضة خارج أملاكك
بل ستصبح ربما ملك شخص آخر ..
وعند تلك الفكرة كان يضغط على البنزين بجنـون ولم ينتبه لأشارة سائق السيارة الأخرى الذي تجاوزة بسرعته المجنون وماتفوه بحقه بلحضة غضب ...
يريد أن يهرب من هذه الفكرة ... لايريد أن يتخيل فهو لايبالغ لو قال مجرد التخيل يقتله ..
لقد وقع بهوة عميقة مظلمة لانور لهااا ..
...توقف بشكل مفاجيء وقاد سيارته للصحراء شديدة الظلمة غير مبالي بما يواجهه من أهتزازات عنيفة بفعل سرعته والأرض الغير مستوية ...
حتى وجد عقله أخيراً ليوقف السيارة بمكان ما وينزل ...
بتال وهو يستنشق الهواء المبلل بالندى فهو منتصف الليل وقد تكثفت حرارة النهار ...
ياليت همي يتخبر كتبخر الرطوبة من الصحراء .. ويتوزع بأرجاء السماء ولاأعبأ فيه ..
بعد أن أوقد ناره وجهز جلسته ووضع دلته على النار ..
أتكأ وهو يردد قصيدة يحفظها وداهمته بهذة اللحضة :
صوتك علاج القلب والصدر والروح
لضاق صدري والفضاء كلميني
الضحكة اللي كلها ود ومزوح
فدوة لها عمري وباقي سنيني
المشكلة وجهك معي وين ماأروح
من وين ماوجهت قدام عينــي ..
آآه عز الله قدام عينـــــي ..وش ينسيني بس وش ...
ياليتني صديت يوم صديتي ومارحت أدور الهروج والسواليف ...
رحت بغلبتس وطلعت أنا المغلوب ...
توقف عن الحديث مع نفسه كالمجانين ..
وبفكره المشغول ..
ليتني أعود بالزمان للوراء ..
ولا أسمح لك بدخول حياتي ..لأني الآن عاجز عن أخرجك منهااا ...
مايجتمع إحساس ميّت مع حي ..المسأله ماهي بـ هذي..السهوله!
المشكله لاصار في خاطري شي ..ودي أقوله بس ماقدر أقوله××
****
رضا تحدق بخزام غير مصدقة فأمامها صحن كبير قد أمتلء بورق العنب الملفوف وإلى جوارها طنجرتين من الحجم الكبيرة قد أمتلاءت فيه ...
رضا تسحب يدها لتوقفها :يابنت ياخايبة هذي نعمة مو تلعبي فيه ... يالله أطبخيها شغلي عليها أنا ابعثها لبيت عمتي شعاع طنجرة ..ولاعمتي فهدة طنجرة ...
بلقيس التي كانت تعد قهوة لكليهما :أنا أقول نوزعها على مستحقينها أحسن ...
رضا التي تعرف مقصد بلقيس جيداً أي أن عوائل القصر لايهتمون بما تحضر لهم من طعام وسيتركونه للخدم ليتصرفون فيه على حسب تفكيرها فهي متأثرة بقصص المسلسلات التركية وعوائل الخدم والملاك:أنتي لمي فمك ... وايش هذي القهوة الخايبة حتى وش ماعليهااا ...
وألتقطت الركوة من يدها وعادت هي تصنع لها قهوة من جديد ...
بلقيس التي تشرب قهوتها :أمي بسأل سؤال بس لاتزعقي بوجهي لو مرة ...
رضا :أنطقي خلينا نسمعي خيبتك ...
بلقيس بحذر فهي لاتأمن والدتها التي لاتحب الحديث عن المسلسلات وتعتقد أنها متأثره بها :ليه الكلام اللي تقولينه لما تكلمي قرايبك يختلف عن كلام الأتراك بالمسلسلات ...
وحين أعتقدت أن والدتها سترمي عليها الركوة بما تحتوية أجابتها :اللي بالمسلسلات الخايبة اللي تشوفيها ..هذا أسطنبول وأحنا من الأرياف وضيعات كيف بنهرج مثلهم ...شوفي هيدا أحنا نحكي مثل الشيخ وأولادة ...
خزام التي تلف ورق العنب بعناية :هم بدو أحنا مالنا فيهم ...كيف بنهرج مثلهم كل واحد وله هرجته ...
يعني عشان نكون سعوديين لازم نحكي بدوي ..
بلقيس بحاجب مرفوع :وليه شادة حيلك مرة بالهرجة ...
ترى أمي ماقالت مين صح ومين خطأ..
وايش فيها الحكي البدوي صار كخة مو أنتي طول وقتك تعوجي لسانك تحاولي تقلديهم ..
خزام بتكشيرة :كنت هبلا اللحين عقلت ..
فكرت مهما حاولتي أن تقتدي بهم لن يروك شيء وستكوني الخطأ دائماً وهم الصح ...
وأرادت أن تردف حتى حينما قلت الحقيقة حظرني فهو لم يرضى على بنات قبيلته أنا من تتهم بالخطأ دائماً ...
بالتأكيد ومن خزام حتى تعلم بنات القبيلة الصح والخطأ
بالتأكيد هن أفضل منها حتى ولو تغزلن وقلن الكلام الفاحش على الملء ..
5
××إذا انصدمت بشخص كمّل حياتك لا تلتفت .. وخذ الامور بـ ترويّ ، و تــأكد .. ان اللـي ما حبّك لذاتك لا يمكن يحبــك .. مهما ما تسويّ××

****
دخل عليهم بوجه متورم من السهر وقلة النوم والصداع
فتوقف الحديث وهدأت الأجواء ...لاأحد يستطيع أخراج نفس واحد أمامه وهو بذالك الشكل ...
حتى جاء سلطان من الخارج وبدأت الفتيات بصب القهوة لهما حينها تحدث أخيراً موجه حديث لهن :ولاوحدة أشوفها مغردة بالهشتاقات اللي تنزل ..
ترى الناس تدخل على حسابتس ومنها يعرفون أنتي من ضايفة ومن طالع عندتس ويعرفون من أنتي ماحنا ناقصين فضايح ...
سلطان بشك :ليه وش صاير ...
ليلى بضحكة فالحسن قد أوصل لهم الخبر :بعد سالفة بنت رضا الخبلة ...هذي مرفوع عنها القلم ..
يارا بأعتراض :هيي لاتسبينهاا حسابها أحسن حساب عندي حالياً طلعت منه المسلسلات الحلوة ..
وقطعت جملتها حين لاحظت تحديق والدتها فيهاا ..ستقطع لسانها بالتأكيد هل ذكرت أمام أخوالها حديث عن المسلسلات ..
سلطان الذي لم يفهم شـيء ..ولكن تذكر حادثه معينه :ايه بلاني هالتحديثات بس يعلمني فلان من جهات أتصالات عندك بتويتر وفلان ماأدري وش فيه فضحوا خلق الله بهالتطبيقات ...
فياض بسخرية :اهم شي ياسلطان لاتضيف حسابات مشبوهة بحسابك الرسمـي عشان ماتنفضح ..ولا حط لك جوال ثاني ولاتنزل عليه جهات اتصالات وضيف اللي تباه ...
كشرت ليلى من معانية المبطنة .. يارا وفاطمة لم يفهموا شيء من تلميحاته ...
سلطان بتقريع شديد اللهجة :تركنا لك الحسابات المشبوهة أشبع فيهااا ...
فياض الذي فتحه رساله وردته من عواد ..
مامشكلة هذا معه أيضاً لايحضر يتخبأ هو وأخيه النسيب الأحمق مختفيان لم يظهران بالتجمع
هل يريد أن يتسبب لهم بالشوشرة ..
قرأ الرسالة مرة أخرى ..أي أمر مهم يتحدث عنه ..
ليخبر سلطان :امش أخو نسيب الفلس يبغانا يقول يتحرانا بالمجلس ..
سلطان بتعجب :هالحزة يالله صباح خير ...
شعاع بأزدارء :وش هو صبحة أضحينا مابقي إلا ساعة ويأذن الظهر ..أنتم اللي ذابحتكم الربادة(الكسل) ولا كل الرياجيل سعوا لأشغالهم ..
قام الأثنين بعد تقريع شعاع التي تصمت طويلاً وتنقض عليهم فجأه ..
لاحقاً بالمجلس بين الثلاثة ..
عواد المحرج وبعد أن أكتفى من القهوة والأحاديث الرسمية :ياجماعة أنا منحرج منكم وماأدري كيف أقول الموضوع
بس عشان عن الفهم الخطأ ... حامد تعبان حصلت معه أمور واللحين محتاج جلسات علاج نفسيه ...
أنا جيت أوضح الموضوع لأنا عندنا خبر باللي صار ..
سلطان بصدمة :انت وش تقول وش نفسية ..
فياض يشير بيده لسلطان ليهدأ:طيب هد هد عطنا علمك ياأبو محسن ؟!
عواد يتلفت بأرجاء المكان ماذا يقول وماذا يترك :بأختصار الرجال ومرته مهبلين في بعض ...هي عوباا وأخوي قلبه رهيف ..وجننته لين ماعاد إلا يشق هدومه ويذبح نفسه ...
فياض بعدم تصديق فحامد لايبدو عليه أي معالم حب بل وقح وقليل تهذيب :قلبه رهيف .؟؟!!
عواد :لاتغرك المظاهر ..
سلطان الذي لم ينطلي عليه الأمر فهو يعتقد حامد شاب طائش ولاوجود أهمية للزوجته وأبنه في حياته وأن أمر أنفصاله عن أختهم أمر متوقع بأي لحضة :ياأبن الحلال أنت صادز ولاداس عنا شي وش هو مرضة ..
عواد بغيض فحامد باالنسبة له أخ بروح أبن :والله ماأمرض أخوي إلا أختكم هي اللي هبلت فيه ..
سلطان بتعجب مالذي يحاوله عواد فهو رجل عاقل بالعادة :وحنا المفروض نصدق ..
فياض الذي بدأ يتسرب الشك لعقله هل كان الحب هو السبب آه يمكني التخيل قليلاً :ياأبن الحلال أصبر خله يقول اللي عنده ..
عواد :ايه صدق ليه بتسذب عليك وش مصلحتي أشرح كل هاللي قلته ...
فياض بأنزعاج وكأن قصته السابقة تجدد أمام عينية :أنا قايل من البداية فكونا من زواجة هالبزارين محد صدقني ...
الجميع صامت ويفكر على حسب طريقته ..
فياض يعود بتبرم :ذولي أشغلوهم بشيء ثاني غير العرس ..لا وبينهم ورع وأبلش ..أنا وين ألقاها بحياتي ...لو مخلين البنت منثبرة عندنا ومكملة دراستها ماهو أحسن ..
سلطان يهز رأسه بأستنكار :ماهو أنت اللي مبلشنا بتزوج كل البنيت ..
فياض يهز راسه برفض :لاخلاص أسحب رايي لاعاد تزوجونهن وفكونا من ذا الوراعيين ماحنا ناقصين بلاوي ..
ليعود لعواد ويسأله بوقاحة :وأخوك فيه أمل ولامروح (منتهي )..
عواد يكتم غيضة فهو يعرف كيف يصبح فياض وقح حين يريد :كل اللي فيه شوية ضغوط وتشربك بحياتة الدكتور يقول كم جلسة نفسية وأمور تصير بالسليم ...
سلطان الذي يخشى أن تتدهور حالته :أذهن (أحذر) تعطونه من أدويتهم ولاعليه السلام ...
عواد :ماحنا معطينة شي ..والفترة الجاية بسفرة برى يتمشى ياأخذ له دورة لغة يغير جو عن كل شيء هنااا ..
فياض أجل البعد الحل التريث بالأنفصال أرجوكم أرحموا القلوب العاشقة :طيب زين زين ...أصلاً أسماء ماهي فاضية له خله يفك عنها وراها دراسة ...
سلطان يحاول تهدأة النفوس فهو رأى تكشيرة عواد بعد لفضة فياض الأخيرة :ايه البعد يزين الأمور هو يفك هناك وهي نعطيها شوية دروس ونصايح وتروح للكلية تغير جوو وتهدأ النفوس أن شاءالله ...
أنتهى الخوض في هذا الحديث عند هذه النقطة ..
وبدأوا الحديث بأمور عامة قبل أن يستأذن عواد ويخرج
فهم كان مضطر للمجيء وأيضاح أن حامد لم ينسحب بشكل مفاجيء وأن لديه أسبابه الخاصة ..
حتى لو أكتشف عقاب الذي لايغيب عن ملاحظته شيء يكون لدى أبنائه خبر فينقلوه له بطريقتهم ...
2
·
××أنا اللي أعتذرلي كيف حبّيتك..وكيف ارخصت نفسي وهنتها ويّاك
وكيف اني بلحظة طيش ناديتك...وبحت بكل مافيني وقلت أهواك ××
***
مساءً فهدة التي لفت رأسها برباط وعندها رضا التي أحضرت لها ورق عنب ...
فطلبت فهدة من الخادمة أن تملء لها طبق منه وتحضرة مع الشاي ألى جوار باقي الضيافة
كانت تأكله بتلذذ وبنفس الوقت تندب حظها وألم رأسها ..
رضا بشك :ياعمة أنتي وش اللي قلب حالك سامعة شي ...
فهدة وهي تزيح ذراعها عن رأسها وتتلفت حولها لاتستطيع كبح ماعرفت تريد أن تشاركه مع أحد وهي أعتادت أن تفضي ببعض أمورها لرضا :وش أقولتس يارضا ياحر جوفي ...
وأخبرتها بما حدث ..
رضا التي صعقت بما سمعت :آه ياعمة الحمدلله اللي سلم أسماء ياربي لك الحمد ...والله هجرس ولدكم شهم ...
فهدة بونة ألم وهي تلتقط حبة من ورق العنب وتحشي بفمها :ايه والله حتى هجرس صار له معروف علي ولازم أرده له ...آآآه ياراسي ..حسبي الله عليك ياللي تسببت علينا ياجعلك بالمرض اللي ماله علاج ...
رضا :أمين كل يوم يسألني وش اللي صاير وبدأ يشك وحتى عذر عمي عقاب بموضوع خطبة هجرس ماأقنعته ...
فهدة :بتهدأ الأمور بتنفرج أن شاءالله ..شفت رؤية زينه
أن شاءالله أنها زوال غمتنـــا ...
قالت رضا بتردد :والله ياعمة أنا شفت حلم وخفت منه ..تقدري تفسريه لي ..
وحين ذكرته لهااا ...ضحكت فهدة :يالخبلة هذا يعني بنتس بتزوج قريب .. يالله بالخيرة ..
عاد الله العالم من بتأخذ ... أدعي لها بالحظ الزين والتوفيق ...ولاتشرطين يارضا لاجاءتس اللي يستاهلها خليها تروح بتجمعين البنات على قلبتس ليه ...
****
بعد يومين من الحادثة لم تستطيع فيها الخروج من غرفتهااا
وهو لم يأتي أبداً ...فقاطع أسنانها المفقود ترك فجوة واضحة ...هذا بالأضافة للأصابة التي لحقت بوجنتهااا ...
الأصابة يغطيها البرقع والقليل من الفانديشن ولكن الفجوة واضح ماأن تتحدث ...
أضطرت لترسل له بعد أن لم تجد حل آخر هي غير مضطرة لفضح نفسها عند أحد آخر ...
وبرسالة هي الأولى من نوعهاا أرسلت له بكل أختصار أنها تريد طبيب الأسنان ...
ليأتيها الرد سريعاً ...أنزلي أنتظرك بالسيارة ...خرجت متخفية قدر الأمكان رغم أنها تلبس نقابها ولكن حقاً لم تريد أن تواجه أحد فهي تشعر بأنكسار شديد وتشعر لو تحدث سيسمع صوت اختناق حروفهااا ...
لم تسلم عليه جلست بكل برود ... وحرك السيارة وهو مشغول بأجراء مكالمة لم تهتم فيها وهي تلعب بلعبة حملتها حديثاً فهي كرهت الكتابة منذ تلك الليلة وتريد شيء آخر يشغل تفكيرها .. ووجدت هذه اللعبة الحمقاء تلهيها عن مخاوفها وكل مايزعجها ..
وكانت عامل ملهي حقاً فهي لم تشعر أنه وصلوا حتى أمرها بالنزول ..
سارت خلفه غير عابئة بشي فهو يقوم بكل الأجراءت حتى دخلت على الطبيبة ..
وهو خلفها لاتعلم ماهذة الوقاحة ...
ولكنها تجاوزتها وكأنها تستطيع مجادلته بشيء وبعد عدة أسأل من الطبيبة جلست على كرسي الكشف ...
لتسأله الطبيبة :كيف خلعتيه ...
جوزاء بكل برود :ماخلعت بالسيارة أكلنا مطب مفاجيئ وصقعت قدام وطاح سني ...
الدكتورة بتأثر :الحمدلله على السلامة زين مرت على هيك وبس ...
جوزاء وهي تسترخي بالمقعد :الحمدلله ..
لايعلم على ماتوافق تلك الطبيبة عليه هل هي محقة بمخاوفها هل تعتقد منها الأسوأ ...
وهل يستطيع لومهاا .. لو خشيت على نفسها منه ...
فمع أول حوار جرى بينهما أنهاه بصفعة وليست أي صفعة لقد أكتشف للتو أنها أفقدتها أحد أسنانها ...
فلو كان لديه أي مأخذ على عبارتها فليحتفظ فيه لنفسه ...
لأنه لم يجد نفسه مخطيء بواقعة كما يجد نفسه هذه المرة ...
لم يستطيع البقاء بداخل أكثر خرج لينتظرها...
لتخرج إليه بعد دقائق ..وحينها توجه ليسألها :وش فيك ..
جوزاء بملل وهي تريد أن تخبره أغرب عن وجهـي :خلصت بكرة تركب لي اليوم أخذت القياسات ...
تحرك وهي خلفه ... ومن المفترض أن يتوجهوا للسيارة ولكنه سار للمكان آخر وحين لم تتبعه نداها تجاوزا
محلين حتى وجدته يدخل أحد محل الساعات لعلامة تجارية معروفة ...
وأخبرها وهو يهمس قربها :خذيلك ساعة ...
لتعود خطوة للوارء فكم باتت تكش منه وكم يرعبها قربه :ماأبغى ...برجع البيت ..
بتال الذي لايعرف أساليب المراوغة ولايجيد التعامل بحالات التعنت :مافيه رجعة لين تأخذين ..
جوزاء بتكشيرة تحت نقابها :ماأحب الساعات ..وماألبسها
بتال بحدة :مو لازم تلبسينها خذي ولابختار بنفسي وغصب تلبسينهااا ..
جوزاء وهي تلقي نظرة على الصف أمامها من الساعات المعروضة ..ياليتها قوية لتخرج تاركته خلفهااا ..
وياليتها سليطة لسان لتخبره أن يحتفظ بمحاولات التكفير عن ذنبة فألف ساعة لن يكبح لسانها عن الدعاء عليه بكسر اليد والرأس ...
أشارت على أحداها وهي تقشعر من ذراعة التي لامست ذراعها بالخطأ وهو يتأكد على أي واحدة أشارت ..
بتال وجد نفسي يطري أختيارها :ممتاز زينة ..ماينقصتس الذوق ياجــوزاء ..
وأنت ينقصك الكثير منه يامن تفتقد أقل عناصر الأنسانية ...
بعد أن فرغ من الشراء أقترب منها يخبرها أن تلحق فيه ليلاحظ أنكماشها على نفسها كل ماأقترب منها
فتعكر ميزاجة وذهب الصفو الذي شعر فيه للحضات بضميرة وكان يعتقد أنه سدد دينه بالهدية التي أبتاعها لهااا ...
10
××كرهتك من خطاك وزاد الخطا كبرك
وأعذارك اللي ما عاد تشفعلك..××
***
لم يفتأ عن الركض هنا وهناااك لتخليص أبنه من المصيبة الذي وقع فيها ...حين وجد رقمها على هاتفه ...لاتتعب من الأتصال بالتأكيد سمعت بالخـــــبر وتريد التأكد ..
وجد نفسه مجبراً على التواصل معهااا فهي دائماً خلفه كأنها أمه وليست أخته الأصغر سناً ...
سلطان يبتسم للهجتها الشمالية :هلا ..وعليكم السلام ...وشلونتس يافــزة ...
يالله حيها .صحيح اللي وصلتس ... ايه مامنه رجاء ...
مثل ماسمعتي ..أعقــــــــبي ...حسبي الله عليتس ماأقواتس ...
سلام سلام ...
ووضع يده على رأسه ...أذا كانت هذه خلف أبنه فلايستغرب أنه يرمي بنفسه للمهالك ....كم تبدو مجنونة .... هل أرضعتها أمها أيضاً من حليب السباع كما تتباهى أنها فعلت مع هجــــــــرس ...
هل أعتاد على سماع هذا النوع من الأطراء عليه بعد أن يرتكب جرائمة ...فزه اغربي كفانا الله شــرك فأنتي موقد شر يخشى معه الأنسان على نفسـه ..
××فزة أخت هــجرس من أمه أي بعد أنفصال والدية تزوجت أمه لتنجب فزة ...وهي محــرمة على سلطان فهي ربيبته وهو محرم لها للأبد ××
****
كان يسترخي على مقعد المريض بجلسة العلاج النفـسي ...
سأله الطبيب :تكلم ياحامد وش أكثر موقف تذكره ويألمك ...
حامد المغمض عينية ليعيش ذكرياته :ماني متكلم عن اللي واجعني ... بتكلم عن أول أخطائي ...
يوم زواجي وأنا جالس بجنبها وقبل ماننزف قدام الناس ...مافيه وحدة من بنات الصوارم أنزفت عند الحريم ...
كان عيب عندنا ...
بالعرس مايشوف البنت غير أهلها وزوجها وتسري معه ... بس عمتي قررت تكسر كل العادات وتطلع بنتها بطريقة ماطلعت فيها عروس من قبل ..
تحب تتميز والناس تطريها شوفوا فهدة وش سوت
وش صنعت ..
كنت موافق بالبداية ...
لين شفتها وجلسنا مع بعض .. صرت ماني قادر أتحمل الفكرة ...ليه وش بتقول الناس ...أكيد زوجها خيخة وتمشيه على كيفها من البداية تمردت عليه ...
ولي فترة قبلها وعندي خويا وطول الوقت فوق راسي والمرة لاتعطيها وجه والمرة أكسر راسها من البداية ...
كل شيء كان يلعب براسي ... الناس ..اصدقائي واللي سمموا فيه تفكيري ... وهي وأبغاها لي لحالي ..
وقتهااا تهاوشت مع عمتي وقلت ماحنا منزفين وبنطلع وعمتي بغت تنتجن بعد كل اللي جهزته كيف أخرب عليها تجهيزاتهااا وأفسد طلت بنتهااا ...
قلت لها أنا طالع وأجلسي أنتي وبنتس ..
وقمت وخليتهااا وراي ماعرفت أتصرف كنت مرتبك مادريت أن هالحركة بتقهرها وتكسرها وبتكون بدايتنا الخطأ ..
واللي قهرني أكثر أخوانها اللي لحقوني وحاولوا يرجعوني بتفاهم بس أنا ماكنت أبغى تفاهم كنت أبي أمشي كلمتي من البداية ...
ووقتهااا فقد أعصابه أخوها الكبير ورفع سلاحه علــي ...ومانسيتهااا عمري مانسيتهااا لهم ...
أبو هجرس رجال محترم أنا الغلطان بس وقتها ماكنت أشوف إلا أنهم كسروا خشمي ومشوني على كلامهم
ومافكرت بالعيب والفضيحة لهم اللي كنت بتسبب فيها ...
ماعورني ذاك اليوم كثر دموعهاا اللي كانت تهطل بصمت بعد مارجعت لهااا ...ورغم كل الدموع اللي شفتها بعدها كانت ذيك أصدق دموع كنت أنا المخطي فيها لأن بعدها ماعدت أفرق بين الصح والخطأ ....
9
××حبك دلـع ومـفارقـك نزعـت الروح ياللي غديت بدنيتي تشبـه الضي ذبحـتنـي ..
وانـا من الـبـعد مذبـوح ترا الجسد من غير روحه ولاشي ××
****
جلسة جديدة وأجتماع جديد ومازالت نفس الأجواء والوعود وعقاب الذي أختنق منها وترك لأبنائة بالفترة الماضية جميع الصلاحيات للحديث بأسمه ...
وقف بشكل مفاجئ لينسحب من المجلس بعد أن شعر بالتوعك ... وحين لحق به الحكم رده للداخل ..
هو سيختلي بنفسه ...ولايوجد هنا مكان قادر
على أراحته ....سار بخطواته الثقيلة حتى وصل لسيارته وسحب مفتاحه من السائق الذي جاء يركض ...
صعد خلف المقود وسار برزانة حتى أخرجها من البوابة سار قليلاً قبل أن يصفها أمام منزل آخر ..
نزل بخطواته الثقيل ودخل مع الباب الذي ترك مفتوحاً
كعادة أهل بيته ...
طرق بعصاءة على الباب الخشبي للمجلس الرجال الخارجي :ياووولد يابوذيب ...
سمع صوته يدعوه لدخول :يالله حيه أقلط ..اقلط وأنا أبوك ...
دخل عقاب ليجده يتكيء وامامه نار موقدة ...
كم هو مبكر بأوقادهااا ...
عقاب الذي أنحنى بثقله يسلم على الرجال الكبير ..
أبو ذيب بفزع يرفع راسه حين تعرف على الرائحة فهو لم يعرف ضيفة إلا من رائحة طيبة :أبو سلطااان يالله حية تو ماتبارك المكاان ...
جلس عقاب وهو يتبادل السؤال عن الأحوال مع أبو ذيب جارهم البعيد القريب ..
ليدخل أحد الشباب وبعد أن سلم على عقاب ..توجه للدله ليصب لضيف جده منها
ليسأل عقاب وهو يعرف جيداً مايسأل عنه :يابو ذيب هذا ولدن لك ...
أبوذيب بأنكار وهو ينظر لشاب الذي يبدو ثوبة شديد اللمعان وشماغه تقف بفعل النشاء متهندم لأبعد درجة بشكل نفر الشيخ الكبير :يخسى ماهو ولدن لي ... هذا ذيب ولد عايد وعايد ولد ذيب .. يعني أناجد أبوة
ولاماهو الذيب اللي أنتسمى فيه ...ذيب راح وعايد راح ومابقى لناا إلا هالذيابة اللي مثل البساس ...
الشاب الذي يتوقى عن الدلة الساخنة :ماترتاح ياجد لين تطريني بالشينة ... قل أني ولدن لك وأقصرهااا ...
أبو ذيب :تبغاني أتسذب عشانك والله أنها ماتسوى العنوة ...
أنا رجال أقول يالله حسن الخاتمة ..
هز الشاب راسه بأستنكار فجده منذ فتح عينية على الحياة وهو يردد هذه العبارة ولم تأتي الخاتمة المرجوة بعد ...
عقاب :ياخلف أنت تذكر يوم العود معزي يفتح الرياض ...
خلف :يووه كنت بدوي جاي لعمتن لي بالرياض وقمنا هاك الصباح والمنادي ينادي الحكم لله ثم لعبدالعزيز ...
عقاب بمراوغة :وكم عمرك وقتهاا .. جذع ولارجال ولاوغد ...
خلف بأنزعاج :وأنت وش لك بعمري ياأبو سلطان ..
عقاب بضحكة :بحسب لك يوم ماتبي تعلمنا الصدق ..
خلف :قرناي(المماثلين لي بالعمر )بقبورهم لهم فوق ستين سنة ... ونص عيالهم أندفنوا ... جد هذا لو بعده حي يركض بالتسعين ... وأنا يوم أعرست وجاني ذيب تسد قطعت الثلاثين ولاحروتهاااا ..
الشاب بتأثر:لك طولت العمر ياجدي ...
خلف بأيقان أن حياته ومماته متساويين بعينه :ياولدي يالله حسن الخاتمة بس ..والله لايفتنا بعد اللي راحوا..الحصبة وجتني
والجرب وجاني ..والسل ومر علي وبعدني عايش ..
مرت علينا سنين صرنا نأكل فيها خشاش الأرض والتسلاب
والسباع من الجــوع ..وبعدني عايش ...
واللحين بنيات أن جدهن الثالث يجن بمراميس يالله تكرم النعمة وياجد ذقها ماهي أحسن من الصميل والزبد والسمن ...
لم يستطيع عقاب كبح ضحكته التي علت ..وأنا من كنت أعتقد نفسي أعاني ..آآه فماذا تعيش أنت ياخلف ..يامن سقطت أسنانك الدائمة وعادت ونمت لك أسنان جديدة كطفل ولد من جديد كمعجزة سينكرها الأطباء والعلماء ولن يصدقها إلا من عاشها ...
خلف يامن غيرت حتى لهجتك وكلماتك لتناسب جيل لو تحدثت معهم بألفاظك التي عاشت معك بالصحراء لما فقوها شيء من حديثك ..كم تبدوا شامخ صلب متكيف مع حياتك ...
كان مستكن بالأستماع لأحاديث خلف الذي
تسحبه بعيداً وبعيداً جداً عن همـــــومة بذكر أوجاع الماضي ....
×× شخصية الجد خلف أبو ذيب ستظهر برواية أخرى بأذن الله××
***
وأستمر هذا وضعهم لأيام وليـــــالي ...حتى جائته البشــارة كتهاليل مطر بعد صيف طـــــويل ... لقد أستيقظ العدو الضحية ...المتحرش بأبنته من يستحق الدفن حياً ...عاد للحياة للحسن الحظ ...
فقط حتى لايذهب هجـــــرس شكر الله على حياته وسجد شكراً ....
ونحر ثلاث خراف وجمل ووزعها على المحتاجين ...
فهدة التي تشاهد زوجها يتصل على الحارس الذي يدير العاملين ويخبره بطلبه وماذا يفعل :ماشاءالله يارب لك الحمد قرة عينك بسلامته ...
عقاب يهز راسه :الحمدلله ..الحمدلله ...
فهدة وهي تقلب ذراعيها وكأنها تحصي أساورها ولم تعلم أن عقاب يشاهدها توقفت عن ماتفعل ورفعت رأسها إليه :يقولون عقاب ماعاد يهرج بالمجالس واللي يحل ويربط فياض .. يسكت الشيبان ويساقطهم(يسابقهم أي يفقتد الأداب في حديثه معهم) بالهرج ...
عقاب بنظرة حادة :ماكذبوا أنا سلمته الكلام بلساني وش عندتس يامرة ...
فهدة بغيض :أن كانه ماهو سلطان اللي بتخليه يتكلم بلسانك بتال يستاهلها أكثر من فياض .. بتال رجال مافيه العيبة ...
ماهو اللي كلامة مايطابق فعوله ..
عقاب بحزم :والله أن كاني بدني سمعي للحريم(لوكنت سأخذ برأيي النساء) قولي من اللي يستاهلها ومن اللي مايستحقهااا ...
فهدة بتكشيرة :دايم تسفط(تنتقي) الزين لفياض وبتال ولا كنه ولداً لك ...
عقاب بصدق:بتال مطلع نفسه من غير كلامتس مايحتاج فزعتس ... ورافع راسي بكل مكااان ..وهو سند أخوه وعضيده ...وأنت أملي قلبتس بسواد لين يمرضتس مادروا عنتس وعن خرابيطتس ...
زفرت بحنق وغيرتها أعمت عينها فلم تختار حتى الوقت المناسب فنكدت عليه فرحته وبأبتهاجة بنجاة حفيدة من القصاص الذي كان مصيرة المؤكد لو مات الضحية ....
حسناً لقد نجت أموالي فقد كنت سأبني لك ياهجرس مسجد لو قصوك بسبب أبنتــي .. الآن سيكفيك أن أخطب لك فتااة أو أهديك سـيارة ..
هذا ماكنت تفكر فيه وهي تتأمل عقاب المنهمك بأذكارة ليبتعد عن لغوهــا ..
××ما كرهتك بس خاب الظن فيك
ما نسيتك بس ماعدت احتريك××
***
وعند الغائب في دهاليز الحــــــــبس ..جائته البشارة من أحد العساكر من أبناء عمومته (من نفس قبيلته ):هجرس أبشر ياهجرس خصيمك حـــي مامات ...
هجرس يفز بعد أستلقائه :الله لايبشرك بالخـــــير ...ابك أنت صادق .. ياحلاااله ياعزوة (لقب وضعه .. لجنبيته (خنجره) )ابك لو هي معي ماذاق طعم الحياة بعدها ....
العسكري يقهقه ضاحك :الدنيا قايمة وقاعدة عشااانك وأنت مصر على المـــوت .. خبل الله لايبلى المسلمين ...
هجرس الذي وقف ليحادثه :واللي مقوم الدنيا عشاني منهم ..أبك لاتقولها الناس عرفت بفضيحتي ...
العسكري بأشادة بشجاعة هجرس الذي لم يخشى على سمعته وأنتصر لنفسه وهذا ديدن الرجال فمن لم يفعل العيب لايخشى الفضيحة :يوووه ياهجرس كل البنات يتعزون فيك بالتويتر ...
هجرس بريبة :لايكون فزة الخبله معهن ..
العسكري بأستفهام :ومن هي فزة بنت عمك ...
هجرس الذي أطباعة غير أطباع منزل جده فهو يفتخر أخته على حسب تربيته ولا يخبأها :لا والله أختي أمحق من يعتزي فيها أبك لو أني قايل وأنا ولد شقحى يوم أطعنه يمدية ممرح بقبرة بس أعتزيت بالخبلة ... ياولد عطني جوالك بكلمها لايكون ذبحت نفسها ...
العسكري يمد هاتفه من بين قضبان الحبس :امسح الرقم لاخلصت لاتبليني بعدين وتقول مكلم أختي وتلحقني الدختور ...
هجرس بتكشيرة :انقلع بس عطيتك وجه ...
ضحك العسكري وأبتعد ...
طلب رقم الثابت فهي لاتمتلك هاتف جوال :الوووو فزة يالخبلة بعدتس حية ....ههههههه ..لااا بعدني حي وش هووو ..ايه ياخسارة المل*** بعده عايش ... كفوووو بأخت هجرس ....ههه خبلة تقولين لأبوي تسذا ...أقول لاعاد تدقدين على أحد أنا كم سنة سجن وأطلع لتس ...ايه لاتفلينها واجد ..طيب طيب سلمي على شقحى ...سلااام ..
وأعاد الهاتف للعسكري ...
ورجع يتكأ على جدار الحبس :ياجماعة تسيف مافيكم حميــا ..
وأفكاره تدور حول أخته اليتيمة وجدته الكفيفة وماذا ستفعلان من بعده ..صحيح أنهم بديرتهم وكل جماعة جدته وأعمام فزة هناك ولكنه أعتاد أن لايدعهم لأحد وهو من يقوم بأمورهم ..
ضحك بعد قليل على تفكيره ياأحمق ومن سيتعرض لشقحى وفزة فالجميع يخشاهم بسبب سمعة شقحــــى ...
سيء الحظ فقط من قد يفكر بالأقتراب منهم وعندها سيلقى المصير الأسوأ الذي قد يتخيله في حياته ...
8
××عسى الرفيق اللي نعزه ونـغليه
تبطي صواديف الدهر ما تصيب?? .××
***
كان ينزع بدلته العسكرية قبل أن يضعها في سلة الغسيل وهي تضع يدها خلف ظهرها :أخواني يقولون فياض يسكت كل من عارضة بالمجالس ... أنتم ليه مخلينه على كيفه ومعطينه الحل والربط مالكم لسان تعارضونه فيه ...
بتال يلتفت عليها وهي التي تلاحقه لترميه بكلامها المزعج :عبير أقصي الشر وخري عن وجهي هالحزة ..ماني ناقص هروجتس الفارغة ... فياض رجال يطنخ من راسه اللي مايعجبه هرجه لايجي مجالسنا ماحنا بحاجته ...
عبير وهي تتودد إليه :بتال يانظر عيني أفهمني والله بيفضحكم وأذا كان اللي معكم ألف بينقصه سبع مية ... أنتم ليه ماتفهمون أن فياض ماينفع ماهو دبلوماسي ...
بتال يتركها خلفه ويدخل الحمام وهو يغسل وجهه :قولي لأخوتس اللي وازتس (مرسلك ) عشان فياض أكسحه (أحرجه) بالمجلس ...
إذا دخلت مجلس عقاب بن نايف خل علوم الحريم عنك عشان مايطيح وجهك فياض وتروح تبكي بمجالس ربعنااا مثل النواحااات ...
عبير بذهول :هالكلام لأخوي ...
بتال وهو يرمي المنشفة قربها :ايه له ..ولكل واحد يطول لسانه على فياض ..يبلع كلامه ويشرب عليه ماء بارد ولا نعرف زين كيف نسكته ....
عبير حين لاحظت مغادرته :تعال وين رايح هذا يومي ماهو على كيفك تسحب علي ..وتروح عندها كل ماصار بين سوء تفاهم ..
بتال بأستخفاف وهو يعيد أغراضة الخاصة لجيوبه :ماشاءالله بس تذكرين يومتس لي كم يوم وأنا مقابل وجهتس ... وماقدرتي جايه تنكدين علي وأنا راجع كارف وكاره حياتي ...
وخرج وتركها خلفه .. ترغي وتزبد ..وكيف كل ماغضب فر للأخرى ...
فتح الباب الفاصل ودخل للصالة العلوية من المفترض أن تكون خالية ..كان هناك أصوات الأطفال فقط .. يشاهدون التلفاز كالعادة ...ورغم أنه كرر ياوللد طريق ياولد ...
ولكن حين دخل ..كانت الأثنتان تجلساان ...
هي قد غطت وجهها ربما لم تعرف صوته... والتي من المفترض أن تغطي وجهها كان تكشفه وتلكأت بتغطيته ...
مر سريعاً دون أن يلقي تحية حتــى وبلهجة حادة :جـــوزاء تعالي ...
ليسمع صوت تلك تحدثها :يووه ياويلك ياجوزاء تعصبة عبير ويجي يحط الحره فيك ...
دخل لتدخل خلفه مباشرة وهي تكشف وجهها ...
ليسألها وهو يحاول تمالك أعصابة :هذي وش مجلستس معهاا ..
جوزاء وهي تتراجع للخلف فقد باتت تخشى ثوراته :عادي وين أروح كنا كلنا جالسين والبنات قاموا وخلونااا ..
بتال يهدأ من لهجته بعد أن لاحظ عودتها للأنكماش كل ماأرتفع صوته:إذا قامن البنات قومي أنتي بعد وش مجلستس قدام الرايح والجاي ...هذا ماعاد أبغى أشوفتس جالسة معهااا ...
جوزاء تتأفف هي لاتحب مريم ولاتعجبها ولكن ليس من حقه فرض رأيه عليها بهذة الطريقة السافرة :طيب ...
حسناً أعطته الأجابة التي تعجبه ولكنه لم يبتعد ... بل أقترب أكثر ...
ومد يده بكل بساطة يلمس فكها قبل أن يضغط عليه لتفتح فمها مجبرة ..
وكأنه لو أخبرها أن تفتحه سترفض ليتعامل معها بالقوة ...
بتال وهو يمرر أبهامه على أسنانها وبلهجة متأثرة :مافيه شي يجي مثل اللولو الطبيعي ..
وضغط بخفه على شفتها لتقفل فمها قبل أن يتركها خلفه ويدخل غرفته ..
ماذا هل يطري على أسنانها ...ويزدري السن الذي أضطرهاا لتركيبة ...
حسناً عمل يديك .. كم أنت فنان مبهـــــر ..
باتت تكرهه ..وتكره تواجده حولها وأكثر مايثير حنقهاا
لمساته ...لأريدك أن تلمسني بأي طريقة كانت ...
تشعر أنها تختنق معه وقريباً ستنفجـــر والأمر ليس بالبعيد ...
×أخطيت في حقي ولا زلت غالي.. شفني على كبر الخطأ ما كرهتك ..
خليتك لنفسك وسود الليالي ..أقدر على جرحك لكن القلب صانك ×××
***
يجلس على عتبة المجلس الذي ينام فيه بعد أن أستيقظ على كابوس مزعج بطلتاااه أسماء وخزام الطفلتين ...
وهو قد عجز يحاول التذكر هل حدث هذا حقاً هل هي ذكرى أم حلم وماهذا الحلم شديد الغرابة ...
أسماء بفتسانها وشعرها المرتب الذي يعتليه تاج .. كمظهرها كل عيد ...وتلك بجديلتين أثنيتن تبدأن من مقدمة رأسها حتى ترتاح بمنتصف ظهرها ... وفستان متواضع أمام فستان أسماء الباذخ ....
شخص ما يوبخ أسماء التي كسرت الفازة الفخمة التي صفت فيها الشكولاته ...
وأسماء لاترد فقط بعينيها الحادة تنظر بوجوم ...
قبل أن تختفي تلك المراءة ومن خلف أحد أشجار الزينة تخرج خزامى بيد مجروحة وعينين باكية ...
لتخبرها أسماء :خلاص راحت !!
وبصوته الفج يخرج لهن من مكان قريب كان يحادث منه خطيبته :أنتن وش فيتسن أزعجتني ماحلى لتسن .. اللعب إلا وأنا أكلم ...
أسماء بعيني حذرة :خزام جرحت يدهااا ...
فياض بلا أهتمام :أحسن تستاهل أحد قالها تنقز مثل القرد ...
أسماء بشفقة:لو تجرثمت يدها بيقطعونهااا ..!!
لتنفجر تلك بالبكاء ليقول بضجر :صكي فمتس ...ياهجادي أنا وين طحت فيتسن وريني أشوف ...
قالها وهو يجلس حتى يناسب طولها ..
لتفتح يدها الملوثة بالدم لينظر بشك :يوووه هذا يبي له خياط وين المستشفى الفاضي يستقبلتس هالحزة ...
ياعيد النكادة اللي بنعيدة وأنتم فيه ...
يافجرتوا بعض بهالطرطعان ...ياقطعتوا يديكم ...
وخرج وهو يسحبها خلفه متحلطم بكلمات لانهاية ..لها ...وأسماء ببلادة تخبرها :لاتخافين لو خيطوا جرحك أحسن مايقطعوهااا .. قبل أن تلحق بها راكضة وبيدها عبائة خزام التي لاتتذكرها إلا بالخارج :عبايتك ياخزام عبايتك
وهو يهز رأسه بأستنكار ماهذة العبائة التي لاتلبسها إلا بالشارع والسيارة ...
بالسيارة ...
يعاود الأتصال بالمها :هلا وش تسوين ... قومي قومي أطلعي من عندهن بس بيعطنتس عين على الفاضي ... ذولي مايعرفن يذكرن الله ... ماني متحكم فيتس أخاف عليتس ...ليه ماتفهمين ... قبل أن يوبخ خزام التي فتحت النافذة بشكل مفاجيء وتطل منها والأدهى أنها ترتدي عبائه فسيظن أي شخص انها فتاة كبيرة :بنت أجلسي ...
فياض يعود لمحادثة المها :ومن بعد وحدة من البنات تعورت وموديها المستشفى ... خزام بنت أمين ...كيف وش دخلني ... وليه ماوديهااا ...الله يخلف عليتس ...ماطلبت شورتس ... انا حر .. تراها ورع(طفل) تحطين عقلتس بعقلهااا ...وأذا شلتهاا كانت متعلقه وبتطيح أخليها تطيح على راسها وتموت عشان حضرتس تغارين ألمس ورع ...
يالله سلام سلام ...
هل كانت هذه المكالمة حقيقية ...هل حذرته مها من خزام من ذالك الوقت ... كم هي معتوهة ..
وجد نفسه يفتح هاتفه .. يدخل على تطبيق تويتر يبحث بحسابه عن الحسابات المحظورة ..
ويرفع الحظر عنها ليبدأ بمشاهدة حسابهاا لقد عاد لقراءة تغريداتها لعدة مرات حتى مواعيد مسلسلاتها حفظها وعرف أشكال الممثلين ...
وماهذا هل أضافت تغريدة جديدة منذ آخر مره ..كلا ليست واحدة أثنتين ..
××أحنّ ما ينطوي عليه ليل المرء، أن ينام وهو يحملك في صدره××
××غداً أول يوم دراسي لي بعد غياب طويل تمنوا لي التوفيق ××
أهلاً هل فعلتها حقاً وعادت لدراسة ... كم مضى على هذا الأمر ذهب ليتأكد من تاريخ التغريدة قبل أربعة أيام ...
خرج من حسابها وحظـرها ...
نامي قريرة العين وأستيقظي غداً وأركضي لمدرستك ياصبية ...
ودعي العاشق العجــوز ساهر الليل يقرأ تغريداتك ويتأمل صور الممثلين الذي أضفتيهم لصفحتك كصفيق لاعقل له ...
1
××طواري الشوق كنها في شراييني..خيلٍ تلافح بدون ارســان وأعنّه ..
تطري علي ذكرياتٍ بينه وبيني..كنها تسولف معي نيابةٍ عنّه .××
***
تستيقظ قبل الفجــر توظب المنزل تعد أفطار والدها وكل الوعود التي قطعتها لوالدتها أوفت فيها حتى اليوم ...رغم أن رضا أخبرتها مراراً توقفي عن ماتفعلين غير مجبرة على فعله ولكنها لم تستمع لهااا ...
هي تعلم أن أمها تبذل الكثير من المجهود بتحميم والدها كل صباح والأعتناء فيه باقي اليوم بالأضافة لإعداد الوجبات وغسل الملابس بلإضافة للمشاوير التي تطلب منها فهدة مرافقتها فيها والتي تكون شبه يومياً ...
أيقظت وسام وبلقيس بصعوبة ..وكان الجميع يتناول أفطاره بعيون ناعسة ...
وسام بضجر:والله ماحليت واجب الحساب ... الله يعين الأستاذ مرة عصبي وإذا نادية أنهزم يقلب خلقته فينااا طول الحصة متنرفز ...
خزام بانزعاج :لو ليه بالحساب ساعدتك بس طول عمري فاشلة فيه ...
بلقيس تعبث برقائق الذرة التي أعدتها لنفسها :اخخ مرة مشغول بالي وش بيصير بالمسلسل يارب تنزل الحلقة بدري ... عشان أجي الظهر وأشوفهااا ...
خزام وسام يوبخانها بعبارات متفرقة ...
بلقيس تخرج لسانها دون أهتمام :يعني أيش أكذب هذا كل اللي أفكر فيه ...
وسام بأمل :خزام أنتي ماشية بدراستك ...
خزام بأحباط :والله للحين ماني خاشة بالجو ولاعارفة أشياء كثير بس بسوي المستحيل حتى أنجح ..
بلقيس :جبتي الشقاء لنفسك ...لو أشتغلتي مودل للميك آب أرتست اللي أتفقت لك معها مو أحلى ...
وسام بضيف من أفكار بلقيس التي لاتناسبهم:والله يابلقيس لو ماتبطلي هالسيرة لأعطيك جمع (لكمة ) تغير ملامح وجهك ...
بلقيس بلا أهتمام :لو عندي ملامحك أستغليت الفرصة بس للأسف مين يبغى يشتغل على عيوني.. وضحكت بحماقة ...
لاحقاً بعد أن نظفت الأدوات التي أستخدموها على الأفطار وأعادة كل شيء لمكانه أستحمت وهي تأخذ راحتها فلا أحد سيظايقها على الحمام ... فجميع طالب المدارس قد خرجوا
والدها نائم ووالدتها تستغل الفرصة لتاخذ قسط من الراحة ...
أرتدت ملابسها الرسمية ..تنورة بلون سادة وقميص أبيض .. وأرتدت فوقها عبائة ملونة بلون الرمادي الداكن وحجاب بلون أفتح يميل للأخضر ..
حسناً لم تحبذ والدتها تغيرها للون عبائتها وتقبلتها بالتدريج ...
حملت حقيبتها والملف الذي تحتفظ فيه بباقي أغراضها التي لاتسعها الحقيبة ...وخرجت للسيارة التي خصصها العم عقاب لها لتقلها لكليتها وتحضرها لاحقاً منها... وهي نفسها التي كان قد أخبرهم من قبل أن يقضوا فيها أي مشوار يحتاجونه ولكن نادراً ماأستخدموها فوالدتها تذهب وتحضر مع فهدة وبسيارتها الخاصة وسائقها ...
وهي بالخلف بسيارة المتواضعه تذكرت سيارة فهدة الفخمة وكيف تجلب النوم لعينيك من شدة الراحة التي تشعر فيها حين تغوص بأرائكها الوثيرة ...
كان عقلها في مكان بعيد جداً ولم تستيقظ إلا على الأصطدام الشديد الذي حصل لسيارة لتجلس فزعة لاتعلم مايدور حولهاا ...
3
××إِن مَسَّهُ وَجعٌ، رُغمًا سَأشعُرُهُ .فالقَلبُ فِيه وَلَو قَد غَابَ يَتَّصلُ
إِنِّي بَلَغَتُ به بالحُّب مَنزِلَةً..رُوحِي بِرُوحِهِ وَالأَجسادُ تَنفَصِلُ ××.
***
المحقق الذي كان ينتظر هجرس ..
فهو قد أخذ أقوال الضحية للتو وعاد ليسأل هجرس فكل أقواله السابقة مشكوك فيها ... أنكر الضحية الكثير من التهم وأصر أنه يرى هجرس لأول مرة حين كان يطعنه ولايعرف
مامشكلته معه ...
أدخل عليه أحدهم ولو لم يكن يعرفه من لون عينية المميزة لشك بكونه نفس الشخص ..
المحقق يتنحنح ويعتدل بجلسته ... حسناً الآن بات يفهم من أين جائته فكرت التحرش ... بعد أن كان الجميع ذاهل من التهمة المنفرة ...
أستغفرالله بداخله وهو يسأله :هجرس الصوارم ...
هجرس ببرود:لبية ..
المحقق يقلب بأوراقه:ماعرفناك ياهجرس ...
هجرس الذي لم يفهم إلا ماذا يرمي : افا ياحضرة المحقق ماحنا من اللي ننسنى والتاريخ بيخلد أفعالنااا ...
المحقق يعود لعمله :هجرس المتهم ينفي تهمة التحرش ..
هجرس بحماس :واجهني فيه ...
المحقق بسبب حركات هجرس العنيفة بمقعده :أهدأ لو سمحت بدون تجاوزات ... للحين مصر على أتهامك ...
هجرس بأصرار :مابأذني ماي وعند القاضي بطالب باخص*** ..
المحقق يضرب على الطاولة بقلمه بحدة :هدووء لاتتجاوز أنتبه لألفظاك ...
هجرس يحرك يدية بشرح وأسترسال :ياجماعة أنا نيتي زينة أبي أنظف المجتمع ..خايف على عوالكم .. من الذئاب البشرية ... ماهو كل ضحية بيكون هجرس الصوارم وبياخذ حقه بيمنااه ...
المحقق بشك :ضحية !!
هجرس بثقة بتهمة التي لفقها وكأنه يعيشها حقاً :ايه ضحية هو اللي بادي بالغلط علي أنا الضحية جريمتي دفاع عن النفس ..
المحقق يشك بالمعطيات.. ولكن أسلوب هجرس مقنع وعينية لاتكذب :الضحية ..الشهود ...الكاميرات كلهااا ضدك ياهجرس ...ليه ماتقول الحقيقة !!!
هجرس بمراوغة:وش حقيقته ..
المحقق يلقي الطعم :مثل وش علاقة الموضوع بعمتك أسماء عقاب الصوارم ...
هجرس بغضب :لاتذكر محارمنا على ألسانك كان تبي تحتفظ فيه ..
المحقق بهدوء وثقة:تهددني !! ..ناقصك جرايم .. الفيديوات أظهرت تكرر دخول الطبيب لغرفتهااا بأوقات مختلفة خلال اليوم ...وحضورك لاحقاً مع عمك فياض عقاب الصوارم ليخرج بعدها الطبيب وخلال لحضات كنت خلفه وناديته ويوم الفتت عليك طعنته ...هذا مو كلامنا كلام الكاميرات ...
هجرس الذي لايعبأ بشيء:والله بتصدقون الكاميرات صدقوهااا .. اللي صار بيني وبين الدختور ...هو دختور ورع عمتي غيره ماأدري ماعندي علم ....
المحقق :بنستدعي عمتك لتحقيق .. وش بتقول بأقوالها تتوقع ...!!!
هجرس بأنفعااال :وش بتقول .. بتقول أذبحوا هجرس وفكوناا منه .. بتشهد علي...
ويتحرك بمقعده بعنف : تكفى ياحضرة المحقق ..حنا عندنا مشاكل عائليه وعمتي من جدي ماهي شقيقة أبوي ..وعندنا مرت جد الله وكيلك تحب تقليب الحقايق بيستغلن الفرصة ويشهدن علي
تكفى يامحقق أنا بوجهك لاتورطني بشهادتهاااا ...
المحقق يضرب بقلمة على الطاولة :ياعسكري خذ المجرم غير متعاون بالتحقيق ..حطه أنفرادي ..
ماأن وصل الحبس حتى طلب العسكري هاتفه ... الذي بعد تردد أعطاه وطلب أن يستعجل ولايورطه ...
هجرس بعصبية :الوووه ..المحقق مل*** الجدين بيستدعي أسماء لتحقيق ..الكاميرات كشفت كل شيء ... لاتخلونها تجي دبرووها ...وش هووو أنت مهبول ماسويت اللي سويت وأنا أبي الفضيحة تطولهاااا ...
روحوا أذبحوه بالمستشفى وخلوا القضية تبقى مثل هي خلهم يقصوني وأرتاااح من فضايحكم ...
وأغلق الهاتف قبل أن يعيده للعسكري ...
سيجن هل سيعلم الجميع بالحقيقة وماذا عن كل مافعل ليضلل المحقق ويغير الحقيقة ...وماذا ستعترف ومافائدة أعترافك سأحاسب بجيمع الأحوال ...!!!
××كم صبي يجلي الهم ويقود الصفوف..وارث فعول المطاليق من جده واباه
ما شكى جور الليالي ولا يشكي الظروف..ما حد يدري بسده ولا يبحث خفاه
ويش لولا حاجة الناس حزات الصدوف..كان محد بان طيبه ولا بين رداه..××
****
كان يخرج من غرفته حين لاحظ مغادرة السائق الذي يقلها يومياً للكلية .. أنقضت أجازة مابين الفصلين دون أن يستمتع فيها أحد بسبب قضية هجرس ...ورحلة العمرة ألغيت ..
وهذة بدأت دراستها وكأنها بعالم آخر ...حسناً على الأقل أنتي أستمتعي بحياتك ...
ولكن أرجوك غادري أحلامي فزيارتك ليلة أمس لم تكن محببة للقلب حتى لو كنتي بعمر الطفولة ..فأنتي لاتعنيني بشيء ولايحق لك التدخل السافر بمنامـــي ..
تلقى مكاالمة هجرس الحانقة بكل هدوء ..فهو لايلومه .. ولكن يعرف على أي حبل يلعب بالفترة المقبلة وحان وقت اللقاء ...
رن هاتفه ليرد :وينك رحت له ... حلووو ... كفووو ماأوصيك لاتطلع من عنده لين تضمن أنه بيعترف على نفسه ...
على الطرف الآخر أغلق هاتفه ..
وتسلل بكل هدوء للغرفة المقصودة ...كان يرتدي لباس العاملين بالمستشفى ...ويغطي وجهه بكمامة ..
وحقن المريض بالأبرة التي أستخدمها سابقاً بعمله ...
فهي قادرة على تشنيج الشخص ولكنه يبقى واعي بحيث يسمع ولكن لايستطع أبداء ردة فعل ...
بعد أن تأكد من مفعول الأبرة أزاح الكمامة عن وجهه :
وشلونك يادختووور !!! قالها على طريقة هجرس ليبعث الرعب على وجه ذاك ..
قهقه ضاحكاً بطبقة منخفضة تبث الرعب بالدماء :معك الحكم ...عم الدختور!!
كنا خويااا وحنا وراعين ...وكانت متعة بناخي تقطيع البساس ... وأنا أذبح العصافير ..أحب كسر الرقاب ..
وأبشرك اللحين ترقيت صرت أكسر رقاب الأوادم .. ...وعاد ليطلق نفس الضحكة المخيفة ...
يقولون يادختور عندك حل من اثنين نذبحك وتنتهي القضية ..ويقصون ولد أخوي المهبول ..وعادي مايهز براسة شعره ...أمه مرضعته حليب السباع ...
ولاا تعترف على نفسك وتنسى السالفة الأولى ..!!
خل العالم تعرفك شاذ منحرف ...ولايدرون أنك دكتور خاين لمهنته ويتحرش بمرضاااه ...!!
كل هذا والدكتور الذي لايستطيع تحريك أي طرف من أطرافة ولاحتى لسانه الذي ثقله بفمــــه ... يشاهد برعب ...
قبل أن يعود الحكم ويقول :دامنا أتفقنا خلني بأخذ منك تذكار يذكرك لو نسيت ... وأزاح الغطاء عن أقدامه قبل أن يخرج كماشة وبكل برود يقتلع فيها أصبع قدمه الأصغر قبل أن يسكب عليه مادة مطهره ويضمده بكل أحتراف ويعيد الغطاء عليه ...
ورفعه أمام عينية المذعورة قبل أن يشير له بالوداع وهو يخبره :لاتنسى يادختور أحب كسر الرقاب ...
وخرج كما دخـــل بكل بهدوء ومعه عربة يدفعها ...
16
××إن كان تبغى شر ولا تبى خير..اختار ماتبغاه وأنا لك حزام..
ماني الخوي الي يسوق المعاذير..أنا الخوي الي على طول قدام..××
.
بعد ماأنهى مكالمته مع الحكم دخل ليشرب قهوة الضحى مع والدته ...
وطلب من ليلى التي تسهر منذ ليلة أمس ولم تنام حتى الآن :قومي هات لي مسكن ولاأي شيء راسي بينفجر من الصداع ..
شعاع بأستفهام :ليه ياوليدي وش تونس(بماذا تشعر) .. مارقدت زين ..
فياض بفحيح :أنا وين والرقاد وين .. كل نومي كوابيس وأحلام مالها داعي ...
ليلى التي عادت بشريط من أقراص المسكن ووضعت له علبة ماء بارد ...ليكشر بوجهها :هذا وش أسوي فيها ذوبيها لي ...
ليلى كبحت رد فهي قد رأت شدة غضبة من العصب النافر بجبينه .. فعلت كما أمر وأعطتها له ...
رن هاتفه برقم الحارس ولكنه أغلقه فعاد ليرن هاتف البيت ..لترد شعاع :هاه ياصبري وش هو لااه ..وهم طيبين ..طيب طيب ...ياولدي يافياض الحارس يقول السيارة اللي تودي بنت أمين سوت حادث واللحين السواق مايدري وش يسوي والبنت معه ...
فياض يغلق عينية بضجر :وهن يروح يدرسن ليه فارغااات ينثبرن بالبيت الله يأخذ عمارهن ....قومي أنتي ألبسي عباتس بنروح نجيب البرنسيسة بنت السلطان ...
شعاع بشفقة على المسكينة من غضبة :ياولدي بشويش على البنية تراها ماتقوى هرجك وأهلها ضعوف ...
فياض بغضب :والله أنا الضعيف ...اللي لاأرتاح منهم لا وأنا نايم ولا وأنا صاحي ..
ليلى كانت ترتدي عبائتها وهي تسير خلفه بضجر لم تنام والآن ستعمل مرافقة لأحضار خزام وماشأنها هي ...
لما لايذهب سائق آخر ويحضرهاا ..
البرنسيسة صديقة أسماء ...
ساراو قليلاً بالسيارة وفياض الذي يقود بيد واحدة ومساعدة طفيفة من ذراعة اليسرى ..
كان كل شيء صعب عليه ...حتى وصلوا أخيراً
ليجد السيارة مصدومة من الأمام والخلف ..
والأدهى أثنين من الرجال يقفون قرب السيارة توجه إليهم مباشرة ...
ليسأل بفظاظة :عسى خير ...
أحد الرجال :أهلك !!
فياض بتكشيرة :اية خير ..خلك عند سيارتك لين يجي نجم ...
الرجال بأنزعاج :ترى أهلك غلطانين علينا ...
فياض بذهول يفتح عينية :من اللي غلطان عليك ...
الرجال بتكشيرة وقحة وهو يتأمل فياض ومن لكنته عرف قبيلته ويزدري أن يترك أهله بذاك المظهر:الحرمة اللي بالسيارة ..
وكانت حينها تنزل لأن ليلى جائتها بأمر من فياض تخبرها أن تأتي معها لسيارة الأخرى ..
ليسمعها ترد بفجاجة غير عابئة بوجودة:حرمت عليك عيشتك قال أيش حورمة ...
وليلى التي تسير جوارها تجمدت الدماء بعروقها
هل ردت على رجل بوجود فياض هل فقدت عقلهااا ...
شاهدتهم يتحدثون بهدوء قبل أن يأتي متوجه للسيارة ..
لتقول لخزام :تشهدي على روحتس ...
صعد للسيارة وأغلق الباب بقسوة ...قبل أن يعدل مرآة السيارة ليوجه عليهااا ويسألها وهو يراقبها من خلالها :ليش تردين على الرجال وأنا واقف ..ووش كنتي قايله له قبل ....
خزام المتكتفة تتجاهله وتحدق بالنافذة ...
فياض بحدة :خزامة الزفت ردي علي لأعلمتس كيف تردين وش قلتي لرجال ....
خزام وهي تحدق فيه بحدة :عسى يدك للكسر ...
وبعد أن شهقت ليلى برعب ..
أكملت عبارتها :هذا اللي قلت له عشان ضرب السواق ...وأردفت بنرفزة :وقلت لسواق يشتكي عليه لجت الشورطة ...
لتقول ليلى :الشرطة وش يجيبها ياخبلة ..هوشة هي ...فياض ماتجي الشرطة صح ...
فياض بقسوة :بسس فكوني من شركن ... ولا كلمة ...
وحين طال الصمت ...عادت ليلى تسأله :وين رايحين ماهو طريق البيت ..
فياض بنرفزة :لكلية البرنسيسة عشان مايضيع مستقبلها وتدعي علينا حنا بعد ....!!!
ليلى وهي تلف على خزام :وش قسمتس ياحظي ...
خزام بأنزعاج من أسئلة ليلى هل تعتقد أنها تجلس معها في صالة منزلهم حتى تحرجها بالأسئلة أمامه :مستوى تحضيري ...
ليلى موضع وأنفتح وعليها أن تشبع فضولها :وإذا نجحتي وش بتدخلين ..
خزام هل هي تحت التحقيق :عادي ماتفرق معي أي قسم صحي ...
ليلى بلا مبالاة فهي تعتقد أن خزام حرة لتفعل ماتشاء :اخص بتصيرين تداومين بمستشفى ..حركات ياخزاموه بتفلينهاااا ...
فياض الذي لم يعد قادر على الصبر من الذي سمعه هل تتمرد عليهم :وش الصحي اللي بتدخلينه محد سامح لتس أدخلي قسم ثاني ولالتشقين عمرتس بالدراسة ...
ليلى بدهشة :وش دخلك ...
فياض بحدة :أنتي أنكتمي ...
ليلى بغيض هل وصلت قرارته حتى لخارج المنزل :أووف دكتاتورية ..
وصلوا إمام الكلية ..ومن المفترض أن تنزل وحين حاولت النزول أغلق الباب بزر التحكم ..
ليسألها بحدة :سمعتي وش قلت ... دوري لتس قسم ثاني وأطلعي من هالمسار الصحي
لاتضيعين وقتس على الفاضي ...
خزام بتملل وهي تفكر لم أنسى موضوع الخطبة الذي ورطتني فيها :دافعين فلوس كيف بتراجع ...
فياض وعينية تصطاد عينيها عبر المرآة وكم بدت مختلفه بوضح النهار : ندفع فلوس ثانية أطلعي من القسم أحسن لتس ...لايغرتس أسماء وراتس ترى أنا فياض ...
أجل أنت فياض قليل الذوق وماذا دعني أذهب سأنفجر مكاني ...لقد حظرتني من حسابك لأني قلت الحق ..فهل ستنصفني الآن ..إذا كنت نسيت أنا لم أنسى ...
وأخيراً أشفق عليها وفتح الباب ..لتخرج بأندفاع تاركة خلفها بعض أمتعتها التي لم يلاحظها سواه ....
ليلى تسأله :ماتحس نفسك تماديت ..!!
فياض بنرفزة :أنا حررر ..
ليلى بعدم فهم لتطفله وكيف بأمكانه تجاوز الحدود :حر على نفسك وش دخلك فيهاا ..
فياض أوه لاينقصه سوى هذه الطفيلية :ليلى نقطينا بسكاتك ...
ليلى تصد بأنزعاج دكتاتور ...
بعد أن نزلت ليلى سألته :ماراح تنزل ...
فياض وهو يريح مقعده :أنقلعي عندي مكالمات بقضيها وأجي جددي القهوة ...
وفرت ليلى وهي تخطط أن تصعد لغرفتها وتنام قبل أن يأتي ويبحث عن قهوته ...
أما هو فقط ألتقط الملف الذي تركته خلفها وفتحه..
كانت ملزمة مطبوعة ...الفتاة المجتهدة بدأت الدراسة فتحها
ليجدها قد عبثت بحاشية كل صفحة ..كم هي فوضوية ..
والتقط الحرف بكل سهولة F ليس بصفحة ولاأثنتين مبعثر بكل مكان وبأحجام مختلفه ... هل دق قلبه حقاً
وهل تخيل مافكر فيه وقبل أن يغلق الملزمة ويعيدها لمكانه ...وجد الأسم كاملاً بشكل لايمكن أن يخطأه {fyad}
وعندها زاد خفقان قلبة لدرجة خشي معهااا أن يخرج من مكانه .. يامعتوهة ... وتحته أبيات شعرية :
شاغلني وشاغل بالي ..عيني عليك ياغالي
ولاغير هواك ياحلالي .. حبك غيرلي أحوالي
ياشوئي ليك يانا ...ياشوئي لك يانا
ياشوئي ليك ياشوئي ...
عيني مانمت ليلة.. ليالي الحب طويلة
بشتائ لعينيك الجميلة ..وأنا بستناك كل ليلة ...
9
أغلق الملزمة مباشرة وهو يلتقط أنفاسة بصعوبة يشعر أنه يستمع للأغنية بصوتهااا ...
... خزام يامجنونة فكينا من شرك ...
حب وش؟؟ وشوق وش .... نطقها بصوت مسموع لنفسه ...
تمالك نفسك لاتجاري الفتاة المجنونة ...
طفلة تعثرت بالحب وماأدراها فيه.. تثرثر بما لاتفقه ..لاتدعها تأخذ من تفكيرك لحضة ... حسناً وهذا يبرأها أيضاً
فهو لم يكن أي منهمااا ..أنا إذاً من وقعتي ..
وبتر الجملة وهو يستغفر الله من شياطين الجن والأنس ..
فياض وهو يعيد كل شيء لمكانه :الله يبلاتس يابنت أمين مثل مابليتيني بعمرتس ...
نادى العامل الذي كان يعمل على نظافة الساحة :هذا عطه أهل الملحق ...أنتبه لاتضيعة وأمسكه بيدك النظيفة ...
وبقت تلك الأبيات ترن في أذنه طوال ذالك النهار وليلته ...
حتى حين كان يدندن فيها .. سأل فزاع مزدرياً :أخص وصرنا نعرف أليسااا .. وش هالتطور الخارق ..
بعد محمد عبدة وفيروز هوب أليسا ...
فياض ينفي معرفته فيها :وأنا وش عرفني فيها سمعتها مأدري وين وعلقت براسي ...
قال بسخرية وهو يعبث بهاتفه أجل أسمع هذا ونظف أذنك ...وشغل له شيلة ...
فياض بأنزعاج:أنا داخل بوجهك تفكني من هالطقطقة ...
وصمتت الأثنين حين دخل عليهم عقــاب ..
قبل أن يقفا ليسلما عليه فهو قد أمضى النهار بأكملة عند أبله ...
بعد دقائق من الصمت فعقاب لم يكن في بال رائق
وحتى حينما حاول فزاع ممازحته أصمته برد قاسي ..
ليسأل فياض بحدة :متى تبغى نروح نخطب لك ...؟!
فياض الذي رمى هذا الموضوع خلف ظهرة مالذي أعاده لطريقة مرة أخرى :وش خطبته ..
عقاب بتفحص لملامح فياض :أجل ماقالت لك أمك لقوا لك البنت اللي رضت فيك ..البنت وأهلها عطونا موافقة أولية...
فياض الذي تورط :ايه ومن هم يمكن ماتناسبني كيف لونه وش زينهااا ..
وحين لاحظ نظرات والده القاسية ...بتر جملته ...
تبادل مع فزاع نظرة فارغة وكأن كل منهم يريد الآخر أن يقول شيء ...
حتى وجد نفسه يقول :بس أسمحوا لي هالفترة ماأقدر ...
ومع عصبية والده ذكر آخر عذر يمكن لعاقل أن يقوله :فيه وحدة تحبني وماأبي أكسر قلبهااا ...
.
.
4
يطري علي زولك و يذبحني الـشوق
ويزيد شـوقي لـك و يـزداد حببك
ما ودي اكـتب فيك قصايد وشوق
ودي ادق و اقول والله إني أحبك "
شعر بالأختناق حين رآها من بعيد تشير له ...تظاهر أنه لايعرفها وأستمر بالمباراة القائمة ...
ولكنها عادت تشير له وتنادية بأسمه :فياض يافياض ..
أقترب حانقاً :خير ياعمة وش تبين ...
فهدة بأستياء :أنت ماتستحي لي ساعة أناديك وتصدد عني ..
فياض :بكيفي ماأبي أرد عليتس صوتي على ولدتس ليه تصوتين علي ولاعشان تفضحيني بالعيال ...
فهدة :أنت اللي قريب يالله روح ناد أخوك وقدامي على البيت ...
وحين ألتفت عائداً للبتال لينادية ...
كان اللاعبين قد دخلوا في بعض وسط عراك شديد من الفريقين ...
وبتال من ضمنهم ...
ليضع يده فوق رأسه وهو يشاهد فهدة تفصخ الحذاء ذو الكعب العالي الذي تنتعله وتتوجه للمتعاركين لتخلص أبنها منهم ..
تحت صيحاته الأستهجانية ..بقى ذاهل وهو يراها تضرب هذا وذاك غير عابئة بمظهرها الغير لائق ...
بل وتعاير بعضهم بأسماء أمهاتهم
وتهددهم بالوشاية عليهم عند أبائهم ...
وأحدهم قرصته مع أذنه وهي تخبره
أنها ستطلب من زوجها العميد أن يعاقب والده الرقيب ...
لاحقاً أمام والده..
فياض المراهق الحانق :يبه فكنا من عمتي وشرها
ترى فضحتنااا بكل مكان تلحقنااا فيه وتصوت علينا يافياض يابتال ترى ماعاد حنا وراعيين يوم تعاملنا هاللون (هكذا)
فهدة التي تسكب القهوة لزوجها :والله ماعلي منك وأنا وراكم وراكم عشان ماتضيعون حتى لو تجوزتوا بدخل حتى غرف نومكم ...
وتحت ضحكات عقاب المبتهجة على منظر بتال المحرج وفياض الحانق الذي رد عليها :والله لو تجوزت لهج لديار ماتعرفيني فيها ولاأعرفتس ...
عقاب بتشدق فهو يعجب بأعتزاز فياض بنفسه:عمتك هي اللي بتجوزك كيف بتهج لديار ماتعرفك فيهااا ...
فياض بفورة المراهقة :اييه تبطون أتجوز على كيفكم أنتم الأثنين ...
أنا بختار اللي أبي على كيفي وبهج وخليكم عشان ماتفضحوني فيهااا ...
عقاب يتظاهر بالزعل :بتخلي عن أبوك عشان حرمة ...
ياقليل الخاتمة ..
فياض :أيه بتخلى عن أبوي وأمي بعد عشان العشق ...
فهدة بغيرة من الفتاة الخيالية :عشقتك جنية ياقليل الأصل كان بتخلى حتى عن أمك عشان مرة ..
أنا وليدي بتال مايتخلى عني لو عشان عشر حريم ...
صح وأنا أمك ...
بتال المحرج من الموضوع بأكمله :صح يمة صح ...
عقاب بعدم أستحسان لرده وهو الذي لايتضح خفاياه :خافي والله من هذا ... اما ذاك أبو لسان هرج بس ...
ليحمر وجه فهدة وتكظم الغيض داخلها وهي التي قد بدأت بالغيرة من زوجة أبنهااا تلك اللحضة فماذا لو صدق تنبأه وتخلى أبنها عنها بسبب أمراءة ..
أبنها الذي أنتظرته طويلاً وحفظته وسط عينيهااا ..
وحين لاحظ نظرات والده القاسية ...بتر جملته ...
تبادل مع فزاع نظرة فارغة وكأن كل منهم يريد الآخر أن يقول شيء ...
حتى وجد نفسه يقول :بس أسمحوا لي هالفترة ماأقدر ...
ومع عصبية والده ذكر آخر عذر يمكن لعاقل أن يقوله :فيه وحدة تحبني وماأبي أكسر قلبهااا ...
ولم يكن رد عقاب عليه إلا أن بصق قربه وهو يخرج من المجلس بكل عصبيته ...
فزاع بحنق :امحق عذر كانت قلت لي أغششك .. أخرتها خليت ابوي يسوى اوصخ حركة ممكن يسويها تفل في وجهك ولك وجه للحين جالس ..الحقة لايشطبك من تابعيته(هويته) ...
فياض ببال غير رائق :يالوهقة هذا اللحين وش يرضية ...
وبعد عدة دقائق دخل المنزل بحثاً عنه ليجد والدته قد لفت لثمتها البدوية وصدت حين رأته وفهم أن الخبر قد وصل إليهااا ...
والكل يحدق إليه بنظرات مستنكرة وكأنه قد ضبط متلبساً بقضية أخلاقية ...
فياض بحدة للفتيات :وش فيتسن ...
شعاع بعصبية :مالك شغل فيهن لو تشوفهن طالعات مصلعات (بلاغطاء رأس ) بالشارع دام هذي سواياك ...
فياض :وش هي سواياي ...
فاطمة بأنزعاج من وقاحة فياض التي لاقيود لها:فياض اسمحلي تصرفك قذر جداً ..يعني مالقيت تخلص من سالفة الخطبة إلا بقهر أبوي بذا السالفة ...
فياض وهو يتكأ على عصائة بيدية الأثنيتين ويطل عليها من أعلى بسبب طوله وكونه واقف :وش سالفته .. ومن قال أنها عذر ...
فاطمة بتقزز :بجميع الأحوال ماقدرت تغطي عفنك .. لازم تفضحة قدام أبوي ...
فياض بمراوغة :لااحول أزعجونا تزوج تزوج ويوم قلناا نحب رفضوا أرسوا لكم على بر ...
شعاع بغيض:حبتك جنية يالتسذوب دام فيه وحدة بعقلها وتحبك ..وش تحب فيك ...أنا حفيت أدور لك وحدة ترضى فيك وناقزة للديار ماوصلت فيها سيرتك وأخرتها تقول أحب يالتسذوب(كذاب ) سود الله وجهك على هالتسذبة ..
فياض بضحكة وقحة :ومن قال أنها بعقلها مسحورة فيني ...
كيف يابنات بالله ماني تكانة وأعجبكن ...
ياسمين التي مازالت تتذكر وجه جدها الذي يكاد ينفجر من الغيض وهو يرمي الخبر ويحذر شعاع من الحديث بهذا الأمر مرة أخرى :خالي أرتقي شوي عن موضوع البنات يحبنك قل العجايز ...
فياض بنصف عين :عجزت ركبتس ...يالعوبا وش تدورين وراي .. جينا نخطبتس ودخلتي بوجه كل الخلايق منا وأخرتها ... راح فيها الولد وبغت تطير رقبته ... امحق بومة ...
ليلى أخيراً تحدثت :أبشرك فضيحتك بتوصل لك الصوارم ..لأن حريم أخوانك كانن جالسات يوم أبوي ألقى قنبلته .....
فياض الذي كشر حين سمع الخبر :وصلوه لأمريكا ماهزيتوا فيني شعره ..أيه أحب وعندي حبيبة وش عندتسن ...رجال وعقلي براسي محد له مدخل علي ...
فاطمة وهي تشير لبناتها يصعدن :اخص عليك بعد تكلم قدام المراهقين هالكلام ...غرفكن يالله غرفكن ...
لتصيح ليلى فجأة بضحكة أستنكار :عرفتها قسم عرفتها ..
وفزع فياض حين سمع صوتها ...وأغلق عينية ياأخرق لما تحدثت أمامهم وسألها بأستنكار :وش اللي عرفتيه ...
وسحبهاا لمكان آخر تحت ذهول الباقيين ...
ودفعها على الحائط وهو يتأكد أن أحد لم يلحق بهم :وش اللي عرفتيه أنطقي ..
ليلى وهي تمسج مكان قبضته :ومن غيرها اللي اليوم هزأت الرجال وأنت واقف جنبها زي الألف ..يلعن شكلك يافياض أنت وذوقك المضروب والله لو تدري أمي لتشق جيبهااااا(تقطع ثيابها كناية عن سوء أختياره) ...
وأبوي لو عرف بيثور فيك ... وأكملت قهقهة :خبل أنت تدري كم الفرق بينكم عمر مراهق يالمجنون ...
فياض الذي لم يستطيع أصماتها إلا بأغلاق فمها :اششش ولا كلمة وش تخربطين أنتي .. والله لأقطع لسانتس ياليلى ...
ليلى وهي تبعد يده عن فمهاا :وأنا أقول عينه طويله إثريه قلب وعين ...فياض الخبل والله ماترضى فيك لو أيش ..
فياض الذي سيجن من هذه الحمقاء التي أخذته على حين غرة :أنتي وش فيتس أنهبلتي علي أصلاً ماأدري من تقصدين وخبالتس أحتفظي فيه لنفستس أنا اتسذب عشان أبوي يشيلني من تفكيرة ...
ليلى بوقاحة تقلد نبرته:لاتدخلين مسار صحي وش دخل أهلك؟؟!!! ...ترى كنت مكشوف جداً بس أنا كنت نايمة مو مركزة يخرب عقلك فضحتنا قدام البنت ..
وش تقول عنك ماشفت خيرر ... عينك ماشلتها عن المراية ... حتى حواجبها عديت كم شعره فيها ...
ليتوقف قليلاً ويسألها بوقاحة :إلا بسألتس هذي حواجبها صدق ولا ملونتهااا ..
ليلى بقهقه وهي تنحني ممسكة ببطنهاااا :لاهذا من جده طاح محد سمى عليه ...
فياض يضحك على ضحكتها :أنتبهي لاتذبحين نفستس عشان خرابيط ....وترى كل اللي تخيلينه مو صدق ..وأذا ناظرت فيها وش يعني أحب أتأمل الجمااال ...
ليلى توقفت عن ضحكهااا :فياض والله لو جملتك الأخيرة صدق بتطيح من عيني بجد ... وترى أنا اللي بفضحك عند أبوي ....
فياض وهو يعود ليمسكها مع أذنها هذه المرة :والله لو أسمع اللي قلتيه طالع لأحد ثاني ياويلتس ...ولاعاد تابعين مسلسلات خربتس ...
وتركها خلفه ... تمسج أذنها وذراعها ...
ليلى :اححح ماقوى مسكته ...
لتستوقفها والدتها حين جائت :تعاااالي أنثبري هنا وش كنتم تقولون من هي اللي عرفتيهااا ...
ليلى بتهرب :اطقطق عليه ذكرته بطليقته مو مريم تقول أنفصلت بس طلع ماهو داري عن هوى دارها ...
شعاع بعصبية :الله لايبارك فيتس كانتس ذكرتيه فيها ...
ليلى تحاول التملص من الموقف:يمة كشر وهاوشني ماهي على باله أصلاً يقول ماباقي إلا المطلقات ...يمه أنا بروح لمريم أهزأها عشان ماتعلم أهلها بسالفة حبيبته ...
شعاع بقهر وهي ترميها بماء الفناجين قربها :حبتس أبو برص أنتي وياه ..
غادرت ليلى وهي تعيد تفكيرها هل حقاً فياض يفكر بخزام .. سيكون مجنون لو فكر فيها ... لايوجد حتى رابط مشترك واحد بينهمــا ...هما لايتكلما نفس اللغة حتى ...
خزام تباً ... هل سقط ذوقه لهذة الدرجة ...
وتذكرت شي ضحكت عليه وهي تدخل غرفتها وتبعثر أدراجها حتى وجدتها ...صور عقد قرانه الأول من مجلس الرجال .. العديد من الصور ..حتى وصلت إليها ...
هو على يسار والده والعم أمين على يمين وبحجرة تجلس خزام ذات 13 عاماً ولكن لصغر هيئتها في ذاك الزمان بدت بالتاسعة من عمرها أو أقل حتى ...
ألتقطت لها صورة على هاتفها وأرسلتها له ...
ليفتح الرسالة ثم يحظرها مباشرة ...
أستلقت على سريرها وهي تنظر لصورة الأصلية ..
خزام يامحظوظة هل ستعيشين قصة حب ...
ربما من طرف واحد ..
فأنتي لم تكوني متقبلة حتى النظر إليه نظرتي خارج السيارة أكثر من داخلهااا ..
فياض البدوي ..مالذي أوقعك في حبهااا ..
مسكين ياأخي لو كان هذا صحيح ...هل سيتحطم قلبك مرة أخرى ..ليتك تأنيت بالأختيار هذه المرة ...
7

قد يعجبك أيضاً
الكارمــا بقلم Aya_alsabri9
الكارمــا
3.5M
172K
وَدُون أن أَدرِي ، كُنْت أَهوَى بِـ كلمَتي لِنَفس اَلموْضِع اَلذِي هوى إِلَيه إِبْليس حِين رأى أَنَّـه خَيْر مِن آدم . لا احـلل اخذ الروايـه ونشرهـا وغيـر مبـري الذمـه...
يا صُدفتي النادرة وياهلاك البشر  بقلم rwaiara
يا صُدفتي النادرة وياهلاك البشر
101K
2.8K
اهلًا بكم جميعًا ، بروايتي و اعزوفتي الثـانية .. - ( يا صُدفتي النادرة وياهلاك البشر ) ( الرواية باللهجة العامية) نبذة الرواية : عداوة تتوالد عبر السنين بين شعوب قريتين...
من متى و الغصـن يختـار الطيـور..!! بقلم Nis2reen_
من متى و الغصـن يختـار الطيـور..!!
375K
6.2K
تساؤل واقعي مكتوب من خيال كاتبه، رسمت احداثها في قمم جبال الجنوب السعودي البارده..حياه اخرى عادات باقيه منذ مئات السنين لم تغيرها دواليب المدنيه الحديثه.. تتضمن قصة حرب...
رواية جفاف وردة بيضاء  بقلم novel_6ea3
رواية جفاف وردة بيضاء
17.2K
705
رواية جفاف وردة بيضاء في رُكن الذكريات.. للكاتبة ضَياع، تدور احداث الرواية عن الفتاة اريان مجهولة النسب التي تعيش مع عائلة ال صايل بعد ان وجدوها على عتبة بابهم. - والف...
الطبقة الآرستقراطية (صرخات انثى)  بقلم QueenAyamohamed
الطبقة الآرستقراطية (صرخات انثى)
697K
49.6K
الجروح أدمت قلوبهن ومازالت كلًا منهن تحارب للبقاء، مذاق الألم لا يفارق حلقهن، جروحهن متشابهة ولكن لكلًا منهن حكاية خاصة هي ضحيتها، الأولى نهشتها الذئاب البشرية وتركتها...
أسيرة القيصر بقلم user01665995
أسيرة القيصر
3.7M
68.8K
انتقام أعمي من أجل إخوة يودى الى هلاك فتاة يستحي إبليس من النظر إليها
بين نبضة قلب وأخرى بقلم Bellaa71
بين نبضة قلب وأخرى
41K
491
الكاتبة: أغاني الشتاء
××شافوك في عيني وشافو .. الحزن فيهـا،،
شافو عجايب حبــك .. اللي سبانــي××
****
بعد أن تهرب منها طويلاً وكان يختبأ منها بغرفته ولم يعد يوجه لها أي أحاديث .. ويغيب بالأيام ولايبات بجناحها لم تعد تهتم حتى ولو لاحظ الجميع ذالك ...
حتى أقلقها بطرقاتة على باب غرفتها بمنتصف الليل ..نست كل شيء فقط القلق لاغيرة ماذا حدث حتى يأتيها بهذا الوقت المتأخرة ...
وماأن فتحت الباب ... لم يتحدث مباشرة بل أخذ وقته بتأملها ودراسة ماترتدية ...قبل أن يخبرها بكل هدوء :بدلي ملابسك وتعالي بنطلع ...
وحين لاحظ الرفض على وجهها أخبرها :أنتي جالسة بطفش بغرفتك وأنا نفس الوضع ... ولاواحد عنده نية النوم أمشي بنطلع مشوار ...
ملل طفش آسفة لاأعرف هذا التعبيرين أن أعيش حياتي بمتعة كبيرة وسط كتاباتي مابين هاتفي وحاسوبي ...الملل هو البقاء معك فترة طويلة ...
ولكنه لم ينتظر جوابها :أنا بنتظرك عجلي علي ...
بكل ملل دخلت لغرفتها ...بدلت ملابسهااا بلا أي حماس وأرتدت عبائتها وخرجت له ...
كان ينزلان السلالم وسط الظلام الذي يعم أرجاء المكان ...شعرت بجنون الوضع هي لم تغادر المنزل بعد العاشرة إلا للعودة من مناسبة أستمرت طويلاً ..
حسناً لنرى نهاية هذا الجنــون ... صعدت معه سيارة أخرى ذات دفع رباعي ... ولم تفهم لماذا لديك سيارة رائعة لتنقل فيها لما نركب هذه المركبة المرتفعة ...
وسارا طويلاً وبدأ هو بمكان آخر خارج السيارة بعقله ...
حتى سألته بتوجس لم تستطيع كبحه حين طال المسير وتركوا الحضارة خلفهم :وين رايح ؟؟!!
بتال الذي عاد على سؤالهااا ليتذكر أين هو :بنروح لشعيب هنااا نتكي فيه نشب نار ونركب قهوتنااا ..
جوزاء برعب :شعيب أيش بر يعني !!
بتال بعدم أستحسان لنبرتهاا :أيه بر .. وش فيك منخلعة ...
جوزاء وخوفهااا يفرض سيطرته عليها :لااا ماأبغى رجعني البيت ...أصلاً ماأحب البر بنهار نروح له بالليل ..
بتال بسخرية :وجوزاء البدوية جت وجوزاء البدوية راحت ...ومادروا أن جوزاء ماتعرف من البداوة إلا البرقع والقهوة ...اللحين وش اللي مخوفتس ..
جوزاء قالت لتزعجه :ماأحب غبار وأتوصخ وبتشب نار ماأحب ريحتها رجعني البيت ..
بتال بنظرة سريعة ليكتشف الخوف بعينيهااا :تخافين من الظلام !!!
جوزاء بقهر من محاولته أستغلال خوفها لسخرية منهاا :قالوا لك بزر ..يعني مافيه بهالشعبان شي يخوف غير الظلام ... والذيب اللي أكل أخوك وين راح ..
بتال بضحكة :والذيب وش يبي فيتس مافيتس لحم لاتخافين ...ليردف بمصخرة : والذيب اللي أكل أخوي ذبحه ماخلاه حي عشان يأكلتس ..
جوزاء بأصرار فمخاوفها أكبر :اوووف أصلاً الشعبان مكان الجن والشياطين وش يودينااا لهااا ..
بتال تجاهل تبرمها ومحاولتها ثنية عن قراره ...
حتى نزل فجأة للطريق الصحراوي لتبدأ أهتزازات السيارة ...التي شعرت بسببها بالدوار والغثيان ...
ولم تصدق وبعد فترة من الدوران وهو يكشف بأضواء السيارة وكأنه يبحث عن مكان معين وماذا سيختلف جميعها مناطق صحراوية وأحجار ونباتات جافة من شدة الحرارة والعطش ...
توقف أخيراً وهو يخبرها :المكان هذا ممتاز تسذا مايشخفنا الهواء (لن نتعرض لتيارات هوائية شديدة )...
نزلت وهي تحدق بالظلام الذي لانهاية له وفتحت ضوء هاتفها لتستيطع الرؤية حولها والهدوء الشديد يثير القشعريرة بجسدها ..وهي تشعر أنها بعيدة كل البعد عن الأمان ...
بتال الذي ينزل سجادة الرحلات الخاصة فيه :قولي دعاء نزول المكان ...
ولكنها بقت ثابته تحدق بالبعيد بأشكال وهمية تظهر خلف ضوء هاتفها ...
ووجدت نفسها تسير حتى تتأكد من ماترى وكل ماأقتربت من شيء وجدت خلافه ماتخيلت لحسن الحظ ...
فهي نباتات جافة مع الظلام تتراء لعيني الخائف كأشياء تتحرك وتتراقص من البعيد ...
بتال الذي يخشى عليها من الزواحف السامة فهي تلمس كل شيء تجده أمامها ولايريد تذكيرها فيها قال ساخراً :بنت تعالي وين مروحة ... لايسرقك السعر (شبح مخيف وهمي ..يخوف فيه أهل البادية أطفالهم )
جوزاء بنفسها :السعر يأكل راسك أن شاءالله ..
تنفست الرائحة الزكية للأرض بعد تبخر حرارة النهار وتكثف الرطوبة ليلاً وملئت رئتيها منها ...رائحة لاتعادلها أزكى روائح العطور العالمية ...
أنها الطبيعة لامثيل لها ...سبحان الله .
كانت تبعث حولها حين أشتمت رائحة القهــوة وقد فاحت على النار ...
أقتربت لتجلس معه ..
ليقول ساخراً :ودي أقول بسة قهوة بس ماتجي ...
لن ينتهي هذا الأسلوب الساخر هل كان يعاني من الشماتة من الأخريين في صغره فيريد أخراج كل عقدة فيها ...
تجاهلته وبقت تراقب عمله على أعداد القهوة وهو يسكبه من دلة لأخرى ... وحين كانت مستعدة جداً ...
وجدته يعيدها قرب النار مرة أخرى ...وحين لاحظ نظراته أخبرها ..
بتال وهو يتكأ على متكئة :باقي لها فوحة أخيرة مع الهيل ...
جوزاء تملل هي صبورة على كل شيء ولكن ليس على القهوة بعد أن أشتمت رائحتها ووصلت لدماغها ..
بتال يشير لها على أحد الصناديق الصغيرة :طلعي لنا منه تسالي مع القهوة...
سحبت الصندوق وعبثت فيه كلها تتشابه معمول التمر ..وبساكيت الشاي.. ولاشيء قد يجذبهاا ..
وضعتها أمامه إلا جوار القهوة ...
صب أخير لنفسه فنجاناً وأعطاها آخر ...
وسألها مشير للمعاميل أمامه :ليه ماتأكلين ..!!
جوزاء :ماأعجبني ولاشي فيهااا ..كلها محشية تمر ...
بتال متشدقاً:وش اللي يعجبك ..!!
جوزاء عرفت أنه يسخر منها ولاتهتم :فيه معاميل كثير محشية حشوات ثانية ...
بتال وهو يلوي لسانة بالحديث :مثل البستاشيو اللي أزعجتونا فيه ..
جوزاء بتكشيرة :بالضبط .. فيه معمول مغطى بالشكولاتة ..يعني أشكال لانهاية لهااا .. متأكدة بس تروح أي محل تسالي بتلاقي أشكال أكثر..
بتال :شكراً أخت جوزاء من غيرتس ماكنت أدري وش بسوي ..
كشرت بوجهها حين لاحظت سخريته ...
قبل أن ترفع يديها لترتب شعرها الذي رفعته أعلى رأسها ...
وماأن سقط شعرها على أكتافها حتى لاحظت نظراته المهتمة قبل أن يصد ويشغل نفسه بالنار ...
حسنا أحرق يدك بالجمرة لو أردت ...لماذا أحضرتها معك ..مالذي أردت أثباته لنفسك ...
بحركة بسيطة من شعرها ورائحته التي وصلتك حين أنفك مما جعل أنفاسك تتثاقل بصدرك ولو زفرتها أمامها لعرفت أي تأثير لها عليك ...
وقف ليسير قليلاً ويجدد أنفاسه بعيد عنهااا ..لقد كبح أنفاسه حقاً حتى لاتظهر الزفرات الحارقة والتنهيدة القاتلة التي حبسها بصدر وأذته كطعنة ...
وكل مايفكر فيه لحضتها أن يغرق نفسه مابين كتفها وأذنها وينام هناك للأبد ..حيث الرائحة التي تجعله يثمل كل ماأقترب منها ...
جوزاء الغير منبتهة لتصرفاته سبحت الدلة وعادت لتشرب منهااا .. وكم تبدو رائقة وهو بعيد عنهااا ..تباً حتى لاطعم للقهوة في وجوده هي متوترة على الدوام لاتعلم متى سيعود ويجرحها بحرف من حروفة شديدة السمية ...
ليعود مرة أخرى ويلتقط الدلة ويعود ليشرب منهاا ... وهو يلوح بسبحته .. ويردد قصيده :فمان الله ماجاني من أحساس المحبة كود
بعيد الذكريات اللي تتل القلب وتجره ..مادامن الزمن قفى بزينك يانحيل العود ..ربيع العمر خليته صحاري جرد مصفرة ...
تركت الحب بين أمرين لابايع ولاموجود ...اشوف الأوله مرة وأشوف الثاني مرة ... فلاتطرد ورى قلبً تحده من غلاك حدود ...يحاول بس بأحلامة تلاشت وأصبحت عبرة .. ولاتتركني بقلبك ترى عمر الغلا محدود.. على ماجاب الماضي يخايل شي ماسره
عزيز النفس مايقبل محبة مابها مسدود ..ولايمشي على دربً يضل الراسة ويضره .. شقى عمر الوفاء ..حسافة جهدة المحصود ..عطيب الجرح ياخذله على ديار الوفاء فره ..
تعبت أسأل وش أهدافك وأدور كنزك المفقود ...ألين أنك كشفت اللي وراك وطاحت الجرة ..وش أبغى في غلاك اللي يجي لاشافني موجود ... ترى قلبي ماهو لعبة حسب رغباتك تفره ..غلاك وحبك الوهمي تراه ليوصل مردود ... ماعاد أبغاه لاوالله وفك القلب من شره .. أنا قلبي عليك أبعد من أحساس الغلا المقصود ..ولايخطر على بالك كلمة حبك تمره ...حسافة حب ربيته على حضن الأمل مولود ونسى فضل الحبيب اللي توفى مالحق بره ...بأمان الله خذ وردك وشعرك والعطر والعود ...ولايبقى لك بقلبي علامة وأمسح الجـــره ...
أثناء قصيدته لاحظ تمللها ومحاولتها العبث بشيء آخر فتحت هاتفها وبدأت العمل عليه ... ولكن الأنزعاج كان واضح على وجهها بشكل لايفوته ..
مالذي يزعجك بماأقوله ..
هل لديك أعتقادات خاصة ... هل وصلتك الفكرة أن أنعي حبي ..أعاني مع حبيبتي ...
حسناً أذاً لقد أنتصرت وأجدت مافعلته ..وهذا ذنبك وذنب شعرك لما تتلاعبان في ...
جوزاء أنا مازلت أعاني من حبـي الأول ..
حتى أحب من جديد مصيبة مثلك ..
فأنا أعيي جيداً أي بداية كارثية سلكتها معك وأنكِ ستسقيني العلــقم بسببها لذالك أنا أعفـي نفسي من هذا المصــير ولاأحاول تكرار التجـربة ...
ستكون المشاعر لك عشق يأخذني حتى من نفــسي وإلا دعي الحب واللهو لأصحابة ...
خذيني حتى منــي أو دعينــي ...
وقف وهو يخبرها :بروح أصلي ..أذا جاتس الذيب صوتي يابتال وتلاقيني عندتس ...
تجاهلته وهو يبتعد ليفرش سجادته غير بعيد عنهااا ...وتصلي هل تقبل صلواتك ... إلا تشعر بما تفعله ... كفى كفى تلاعب في ...
إذا كنت عاشق لهذة الدرجة لما تحضرني معك وتجعلني أعيش معاناتك ...
وهتفت بينها وبين نفسها : روح يابتال عسى صلاتك ماهي مقبولة ...
صل صل ياظلام لعل الله يخفف بعض ذنوبك ...وأستمرت ناقمة ..
تستمع لصلاته وقرائته وبقلبهاا تشتمه ..
قبل أن تستغفر ماذا لودعى في وتره على من يدعي عليه وأستجيبة دعــــوته ..
ولم تكن تعلم أن دعواته كانت عبارة عن لاضرر ولاضرار ...يارب سلم قلبي وقلبهاا وأجعلنا نخرج من هذه المعاناة سليمي القلب ...
بدأت الكتابة لتبعده عن تفكيرها ...
وآلاف الحروف بدأت تتراقص داخل رأسها لاتعلم هل تأثيره أم تأثير الأجواء :
(( لقد أعترف أخيراً أنه يحب أخرى ولم تكن أبنة عمة وزوجته ...
وبنفس الوقت همس لي أن حبه محـــــرم ولايريد أن يفسره لي حتى لايلوث طهري ... ليتك صمت وجعلتني أتجرع مرارة بكائك على أطلال أبنة عمك ..
قبل أن تكشف لي خبايا دهاليز قلبك الأسود ...
داويت قلبك بالمعصية ...فبماذا أنا أداوي قلـــــبي ...
لقد أحببت حتى أبنائك من زوجتك الأخرى فلماذا تدمر قلبي بهذا النوع من الأعترافات ...
هربت منه أنا عند خالتي أعيش حياتي كما أعتدت عندها وكأني بالجنة ... حرية مطلقة ونعيم أبدي .. لايوجد من يوبخك ويعنفك على تصرف كما في بيت والدي .... ولا شخص يعذب مشاعرك ويمتص عواطفك كما في بيتـــــه ... أصبح يزعجني يلاحقني بمكالمااته ..وأنا اتهرب منه ... أرجوك أنت تعيش سعادتك أكتفي بها لمااا تنقل لي ماتمر فيه ...أنا لست صديقتك أنا أحدى زوجاتك ..أنا طفلة تفتحت مشاعرهااا على حبك وتعلمت التمرد من مغامرتك مع أخرى ...
قابلني مرة ... أخبرني أنه أشتاق إلي وقطع هذه المسافات لرؤيتي لساعة أو ساعتين ....
أمسك يدي ونحن نتجول في الطرقات وسرعان ماعرف خطأه فأفلتهااا ...أخبرني لاحقاً ..
أنه لايريد الأبقاء علي أكثر ...
لأن وجودي معه يعني أفسادي ... وهو يريد أن أبقى الطفلة التي عرفهااا ... سيتركني مع خالتي ...
وسيطلق سراحي لاحقاً وأعادها مراراً ..لاتطلبين الطلاق قريب هذا فوق طاقتي خليه بوقته ..
وغاااب حتى كدت أنساه مضت سنين ...وأنا لم أسمع منه ....
حتى فاجأتني خالتي أنه يريد مقابلتي ...
وحين أعتقدت أنه قريب سافروا بي حيث يوجد ...
وألتقينا بالمطار هو على سرير المرض وبوجه شاحب وهيكل يشبة شيء ما إلا هــــو ... نظر إلي طويلاً قبل أن يخبرني :طال شعرك وتدورت منحنياتك مثل ماتخيلت ...وأمسك يدي وهو يفضي لي بمخاوفة :لازم أخذك معي ماأقدر أخليك وراي ..يهددوني فيك ...
لقد تلقى طلق ناري من عمـــه ..الذي أصبح طريح الفراش ..
هذا ماأخبرني فيه أبن خالتي .. ولايعرفون السبب ..ولكني أعرفه جيداً ..بسبب الزوجة الثانية للعم ...
الذي يقيم علاقة محرمة معها ...
تنقلوا بين المصحــات بالمدينة الأوربية الذي أنتقلوا إليها ...
الطلق الناري أحدث أضرار بكليته وبعض أعضائة الداخلية ...))
2

توقفت عن الكتابة حين لاحظت أقترابة ...
قبل أن يلقي نظرة سريعة عليها ثم يقول متشدقاً :يووه ياجوزاء فاتتك مواقع التواصل مافيه نت بالشعبان (الأودية)..
أسخر.. أسخر.. لقد وضعتك الشخصية الشريرة بروايتي وستموت قريباً ...
ليسألها بعد لحضات وهو يشرب من القهوة التي تركتها قرب النار حتى تحتفظ بدفأها :زعلتي ...قولي الصدق يزعل كلامي ..
جوزاء التي لم تصدق أن الوقاحة وصلت به حتى يسألها حتى عن مشاعرها ..
وهو من المفترض أنه يعي جيداً أبعاد كلامه :أكيد قبل ماتقول عارف وش معناه مأعتقدتك صغير ماتفرق بين الصح والخطأ ...
بتال بصدق ملغم :شكلك يستفزني وتكشيرتك حلوة !!
جوزاء بأندفاع:على أساس أنت طلق الحجاج ...
بتال يعطيها نظرة حادة ..أزالت التهكم عن وجهها وحل محله الخوف قبل أن يطلق ضحكة خشنه :شفتي كيف وجهتس يهبل وأنتي خايفة ...
وعرفت أن لفظة يهبل المذكورة ليست من الجمال بل من فقدان العقل ...
هل تسخـر من مخاوفي منك ياعديم الضميـر ...لم تصدق حين قرر أخيراً أعادتها للمنزل بعد أن ورده أتصال من عمله ...

××حديتني ...وأجبرتني ..لين.. ماعفت
عفت الحياه.. وعفت ..حبك ...وعفتك
ياصاحبي في نهجكم مابعد شفت
ياليتني ...ياصاحبي ...ماعرفتك××
***
صباحاً في منزلها خالها ...تجلس مع زوجة خالها على طعام الأفطار ...
أم عواد التي منذ عرفت بالخبر ورأسها يدور من الصدمة :يابنيتي أنتي صادزة بتروحين للشرطة بنفستس ..
أسماء وهي تعبث بالخبز تقطعه لقطع صغيرة :وش أسوي هم أستدعوني ...ماأبي أروح مع أخواني ...حامد مثل ماأنتي عارفة ماهو موجود كلمي أبو محسن يوديني ..!!
أم عواد :ياوليدي (تقال للفتاة والولد ) تراه تنسجل عليتس سوابق ..بتفضحين عمرتس ...
أسماء بحلم على المراءة العجوز:ياخالة هم استدعوني ماهو بكيفي بعدين وش سوابقة لاذبحت أحد ولاسويت شي ... وصمتت :عشان هجرس جاي يزورني بيقولون وش شفتي وش تعرفين ...
لاحقاً بالسيارة ..
عواد الحانق جداً عليها :أسمعي ياأم فياض هي كلمة ورد غطاهاا ...سويتي كذا شفتي كذا وردي على قد السؤال ماهي سواليف وسعة صدر ...
أسماء لم تكلف نفسها عناء الرد عليه ... كرسالة مبطنة أنا لاأرد عليك فمابال الغريب ...
ندى بحسن نية :وش فيك ياأبو محسن ترى ماهي خبلة لهدرجة ...
عواد المتأفف :طيب فهمنااا ...
أنتي خليتس بالسيارة ..يالله ياأم فياض أنزلي ...
ونزلت تلحق فيه ...تحدث مع العسكري أمام الباب ..
ثم دخلت لاحقاً على المحقق ..
الذي سألها بأختصار وهو يحدق بعينيها :أسماء عقاب الصوارم ..
أسماء :نعم أنا أسماء عقاب الصوارم ...
المحقق :وش صلت قرابتك بهجرس سلطان الصوارم ..
أسماء :ولد أخوي ...
المحقق وكأنه تذكر نقطة :الأخ غير شقيق ..
أسماء :نعم أخوي من الأب ..
المحقق :وكيف علاقتكم ..
أسماء :عادية .. مو متواجد كثير بحكم سكنه مع والدته بحايل ... قابلته بعيد الفطر الماضي أقل من خمس دقايق ...ويوم الحادث كان جاي زيارة مع أخي الغير شقيق أيضاً فياض ....
المحقق :وش يسوون عندك ...
أسماء :زيارة ولدي مريض خاله جاء يشوفه ..وهجرس مقرب من فياض ...
المحقق بتشكيك :زيارة بدون أي شيء يحملونه بيديهم ماهو عوايدكم ؟ ولاغلطان ...بعدين زيارة رياجيل ..العادة نساء هم اللي يزورون بعض ..
أسماء بحدة :والله كل بيت وله عاداته وحنا الأخوان الذكور والأناث يزورون بعض على حد السواء ...
المحقق :يعني ماجاء لأنك أتصلتي فيه ...
أسماء:اتصلت فيه أسأله عن موضوع آخر وعرف أني بالمستشفى وقال جاي يشوفني ...
المحقق بتشكيك بصدق أقوالهاا :أخوك وغير شقيق وجاي يزورك وفيه فجوة عمرية كبيرة بينكم مو غريبه ...
أسماء :ماني فاهمة نوعية سؤالك ...
المحقق الذي لم يستطيع أستخلاص الكلام منها وكأن حفظت دورها جيداً ودرست السيناريو :وش الحاجة اللي أتصلتي عليه عشانها ...
أسماء :موضوع خاص ..
المحقق :عادي ممكن نسمعه ماراح يكون أكثر أهمية من مصير هجرس ..
أسماء التي تعلم جيداً أنه هجرس بجميع الأحوال التهمة ثابته عليه والمحقق فقط يريد معرفة الحقيقة حتى يسقط التحرش عن الضحية ويكون هجرس مذنب بالكامل :الموضوع خاص ماله علاقة بالقضية ..بس أذا تبغى تسمع حاضر ..أسأل أخوي فياض عن زميلة اللي خاطب صديقتي ...
المحقق وهو يكتب على ورقة أمامه :وش أسم صديقتك ...
أسماء بحنق :خزام أمين ...والموضوع صار سخيف جالس تسأل عن ناس مالهم أي علاقة بموضوعنا ...
خرج المحقق بشكل مفاجيء ...ليدخل الغرفة الأخرى ...
حيث يجلس فياض ..
المحقق :معليش فياض تأخرت عليك ... نرجع نكمل من أسماء أتصلت فيك يومهااا ..
فياض بأستفهام :أسماء!!
المحقق :أسماء أختك .. أتصلت فيك تسألك عن شي وش هو ..
فياض بتوتر :موضوع خاص ..
المحقق :وش يخص مثلاً ..الدكتور ...
فياض بتأفف :وش دخل الدكتور بأختي ..
المحقق الذي متأكد أن هناك علاقة بين أسماء والحادثة:وهذا اللي كلنا نبغى نفهمه ... الحقيقة المبهمة ...وعلاقة أتصال أسماء بكل اللي صار ..
فياض :ماله علاقة بالحادثه وهجرس ..
المحقق :أستاذ فياض للحين أنا شاكر لك تعاونك معي وأتمنى المزيد من التعاون ...وش سبب أتصال أسماء وش قالت فيه ...
فياض بتملل وهو يحرك رقبته بتوتر :تسألني عن زميلي اللي خطب صديقتهااا ...
المحقق :وش أسم صديقتها ..
فياض :خزامة أمين ...
المحقق :عفواً الأسم مرة ثانية ...
فياض يزفر بضيق :خزام أمين ...
المحقق يحرك قلمه على الورق ...لقد تفاهمها جيداً بالتأكيد حفظا نفس الأجوبة ومماطلة فياض حتى يجعل الموضوع أكثر قابليته للتصديق ...
صرفه أخيراً ..وكانت هي قد خرجت .. تقابلا بالخارج وعواد ينتظرها ...
ليجد فياض يخرج من خلفهاا ...سلم على عواد وشكره وأخبره أنه سيأخذ أسماء معه ...لاحقاً بسيارة فياض ...
فياض وهو يقود سيارة بيد والأخرى تساعده بطريقة طفيفة :مامشت عليه بس بكيفه خلصنا من هالتحقيق ...
أسماء بأنزعاج :أحد حالف عليه يجيب قرار القضية ...
فياض وهو يستسخف تفكيرها :هذا شغله .. كشف الحقيقة ...
أسماء بغل :الله يأخذ عمره هو ودكتور ليلة وحدة ...
فياض يتجاهل دعواتها كم تشبه والدتها بهذة اللحضة :وين أوديتس ..
أسماء :خذني معك بروح لأمي والعصر أرجع بيتي ...
فياض بتحذير:لاتعلمين أمتس بشي بكرة لو طلع هجرس بعد عشرين سنة بتقول البركة بشهادة أسماء ولاكان ماطلعت ...
أسماء التي تعطيه نظرة حادة ..ولكنه تجاهله وهو يردف :ايه وبعد ماراح تخلي أحد ماتدق عليه تبشرة بروحتس لشرطة والتحقيق وكنها بشارة ...
أسماء زفرت بحنق ..
فياض بوقاحة :أنا صادز أمتس تقلب الحقايق وتحب تنشر غسيلها قدام الناس حتى لو وصخ تغسل أدمغتهم شوفوه كيف نظيف وانتم عيونكم الوصخة ...
أسماء بأنزعاج وكيف وجد بأمها أرض خصبة للغيبة :ماتحس أنك زودتهاا !!!
فياض بلامبالاة:أنتم كذا تزعلون من الحقيقة ...
أسماء التي وجدت الموضوع الذي سيزعجة وعرفت كيف ستقلب أنتصاره لهزيمة : اللحين أنتم ماتفهمني متى بتفك البنت من شرك ..
فياض الذي تفاجيء بهجومها :أي بنت !!
أسماء :من غيرها خويتناا ...وتقلد نبرة صوتها :أبلة أسماء ألحقيني عمي فياض يقول غيري تخصصك مايرضى أدخل مسار صحي ...
فياض بنرفزة :أنتي وش دخلتس فيها تقوينها على أهلها تعرفين أبوها مسكين لو بصحته مارضى تتمشى بالمستشفيات بين الرياجيل ...
أسماء منزعجة فهي لم تكن لتسمح له بالتدخل برأيها فكيف له الحق بتواقح على خزام :وأنت من وين حكمت ..عم أمين فري رجال عقله نظيف مو مثلك ...أيه مثلك لاتطالعني كذا وش قصدك اللي تتوظف بالصحة ماهي مضبوطة ..عادي مو ذنبنا أن مخك شمال ...
فياض بتهديد :بنت فهدة أهجدي لأكسر لتس ظلع يذكرتس من فياض ...
أسماء التي لم تأخذ تهديده على محمل الجد لأنه قاله بلهجة باردة :لاتخاف ماراح أنسى من فياض بس خزام مالك علاقة فيها وأنت قلت أبوها ضعيف ...والواحد كم بيعيش خل البنت تدخل مجال يصير لها فيه مستقبل مو أنا ابني وأنت تهدم ...
فياض ببرود :البنت مالها إلا بيت زوجها بلادراسة بلا مستقبل بلاهم ..تصير زوجة وأم وتربي ورعانهااا ...
أسماء تزفر وهي تصد للجهة الأخرى من تقنع كائن صحراوي بعقلية رجل الكهـــف ...
ولم يتحدث هو فقد وردته مكالمة وأنشغل فيها ...
لينزلها أخيراً أمام المنزل ويتفرق الأثنان كلاً للقسم الخاص بأمه ...
فياض وقف يبحث عن أحد ولم يجد والدته فقط تسترخي بمكان جلستها المعتاد ويبدو عليها النوم فقد على شخيرها بفعل العمر ... كان سيقترب ليغطيها وتذكر كم نومها حساس فأبتعد ...
حسناً حانت المواجهة ...خرج للقسم الآخر ...وهو غير متأكد ماذا ستكون ردة فعل والده عليه ...
أقترب بتلكأ حين رآهم بجلستهم وأسماء التي حضرت للتو مازالت بعبائتها ...
أقترب من والده ليحيه بتوجس وحين لم يجد منه أي نفور
تعجب أكثر ...
فقبلة على أنفه وأبتعد ... أليس من المفترض أن يدفعه بعصائة كما دأب أن يفعل ...
فياض بهدوء:كيف أصبحت يابو سلطان ...؟!
عقاب بحدة:من الله بخير ...
فياض الذي فهم أجابته صمت ...
عقاب يوجه حديثه لفهدة :دوري بنت حلال وجوزيها الحكم ...
فياض يتنفس الصعداء لقد فقد الأمل منه ...أحسنت عقــاب...
ليكمل وفهدة مازالت لاترد :بنسوية عرسه مع فياض ...
فياض بأنزعاج :اللحين من قال أني بعرس ..
عقاب بنظراته الحادة :أنا اللي قلت وخلصنا من هالموضوع ..وماهو بس عذرك اللي أمس ..لو تدخلي ومعك مرة تقول عنها أم عيالك بجوزك بعد ...
قال فياض لتعجيز الأمر :اللي يبونها لي ماأعجبتني يرضيك ياأبو سلطان يجوزوني وحدة ماتعرف الأتيكيت ...
ليقول عقاب بلا أهتمام لأغاضة فهدة الصامته كأحتجاج على تزويج الحكم فمن ليلة أمس وهي ترفض فأبنها مازال صغير :تجوزت عمتك فهدة من الخيام واللحين مافيه أحس منها بالأتيكيت ...
فياض الذي توجس من صمت فهدة :أنشهد مافيه بذرابتها أحد ... ياعمة وش فيتس ساكته تونسين شي ضرستس قايم عليتس ..
لتكشر فهدة بوجهه وتلف وجهها للجهة الأخرى ..
فياض يهز رأسه بأستنكار لفعلتها :بس ماهو هذا موضوعنا أنا أبي وحدة كشخة ويشير لأسماء الجالسة كذا مثل أسوم رزة وكشخة ولبقة...
أسماء التي كادت تخرج عينيها من محجرها من الأطراء المفاجيء ...
لترد فهدة وقد جذبها الموضوع:مافيه مثل بنتي بتموت مالقيت بكشختها ..خلك على اللي خطبت لك أمك تراها تعبت تدور لك وخل العنجهه عنك ...
فياض بأستمتاع :عاد وش أسوي ياعمة العنجهه مني وفيني ... وبنت الديرة ماأبيهاا ...
معليش هذا زواج لسنين بنبقى مقابلين وجيه بعض كيف بجلس معها وهي ماتناسب ذوقي ....
أسماء التي شعرت أنه محق وفاتها أسلوبه بالمراوغه المعتاد :وش هو ذوقك عشان ندور عليه ..
فياض بأستمتاع وهو يتكيء وكل تصرفاته تحت أنظار عقاب الذي شاهد المشهد لسنوات ولاجديد :أبيها حلوووة لشفتها شهقت وطبيت ...
أحسن من كل اللي بتلفزيون عشان ماتغار منهن ...وأبيها بدون لسان لقلت تسذا أشرت بعيونها سم ....
فهدة بملل :سم الله أبليسك بنجيب لك منيكان ونلبسة شرعة من وين بنجيب بنت بهالزمن ماعندها لسان ...بعدين مهما لقينا جميلة ماهي مالية عينك اللي ماخلت أحد مابصبصت عليه ...
أسماء مازال لديها أمل ولم تفهم مراوغتها:طيب كم تبي عمرها ..عشان لو تبغى من اللي تحت 25 يمكن أدورلك بالكلية..ماهو أحسن ناس لانعرفهم ولايعرفونا ...
ولأول مرة يظهر الحماس على وجه عقاب المتابع بصمت ..
قبل أن يسألها فياض بنرفزة :وأنت تخطبن من الكليات ...
أسماء التي لم تفهم سبب نرفزته :أيه نخطب ...
فياض بتوجس:وكيف تعرفن أشكال بعض عشان تخطبن ..
أسماء بتلقائية:كيف ..كيف نعرف؟! ..وضحكت حين توصلت لفكرة معينة :لايكون تعتقد نجلس بعبايتنا والنقاب ...فياض أنت وين عايش ترى نرمي العباية أول ماندخل مع الباب ..
فياض بصدمة :وتوتس تقولين لي الله لايوفق أبليتسن ..
أكيد صورتسن بكل مكااان بكرة ألحقنا يافياض سوو وفعلوا بصورنااا ...
عقاب بانزعاج :انت وش فيك أكلت البنااات ... تبي تخطب لك من الكلية أو لااا ...
فياض المتشنج :ماأدري خلاص بعدين لحد يكلمني بموضوع اللحين لين تخلص قضية هجرس ...
فهدة التي تريد أن ينشغل عقاب بفياض وينسى أمر الحكم :قضية هجرس متى بتخلص هذا بيطين بالسجن كثير بتطيح سنونك وأنت تحترية ...
فياض يستغل أقرب عذر:أقصد المحكمة ..
عقاب بأصرار:بندور لك اللحين وإذا خلصت المحكمة خطبنا لك ...شوفي له ياأسماء من زميلاتس بالكلية ...
أسماء التي فتحت هاتفها تراسل أحد مااا :بسأل خزام عن بنت شفناااها مرة هي متزوجة أو لااا ...
وماأن أنهت جملتها حتى طارهاتفها من يدهاااا بالهواء ليحط بالأرض على شاشته ويتحطم تحت ذهولها ..
بسبب فياض الذي كان عن يمينهااا ومد يساره حين سمع جملتها ليسحب هاتفها ولأنه لايستطيع السيطرة على يدة فقد أوقعه ...
ومابين الكلمات المقرعة ... تلاقت عينيهم في بعض هو غاضب وهي محتارة ...
ليقول بعد أن فرغ الجميع من تقريعة :العصر أجيب لتس واحد أحسن منه ...
أسماء التي أنحنت تحمل هاتفها :فدى راسك ...
وهي متأكدة أنه فعلها حتى لاتتراسل مع خزام وليس من أجل الزواج نفـــسه .. بعكس عقاب وفهدة الذي أعتقدا أنه يريد أعاقتهااا حتى لايكون أمر زواجة حقيقة بعد أيجاد فتاة له ...
7
××لو يتوب القلب عنك ماأتوب حاضر بفكري وحسي يسمعك ' يكفي إني لا ذكرت أسمـك أذوب أنثر حروفـك بقلبـي وأجمعـك××
***
يستلقي على نفس الكرسي الذي أعتاد الأستلقاء عليه بالأيام الماضية
ليخرج مكنونات قلبه ...
وبدأ الطبيب السؤال :كيف علاقتك مع زوجتك بعيد عن الآخريين ...
حامد المغمض لعينية فهو لايجد الراحة إلا بالحديث بهذة الطريقة :حلوة.. عادية.. طبيعية ..
بس أسماء تكره أتكلم عن اللي يصير بيناا خارج غرفة النوم ... وأنا أحب أسولف عن مشاعري ..
ودايم تولع وتعصب وتبدأ مشاكلها ..
الطبيب بتفهم :وكيف علاقتكم أمام الآخريين ..
حامد بأنفعال:ماتبغى حتى ألمس يدها قدام أحد .. تنجن لو بالخطأ ناظرتها بحب وسط الباقيين .. مره ضميتها قدام أمي ووحدة من خواتي وزعلت أسبوع ...
الطبيب بتفهم:بس حنا مجتمع محافظ ماهو من الطبيعي تصرفات الحب أمام الآخريين ...
حامد بضعف:أنا أتصرف بلاأحساس وفهمتها هالموضوع بس ماتبغى تفهم ...
هذي تصرفات تطلع مني بلحضة عدم سيطرة على الذات أكون مغيب ماني بالواقع ...
الطبيب مهتم بما يسمع:ردة فعل المقربيين منك على تصرفاتك ..
حامد وهو يتذكر ردة فعلهم التدريجيه الذهول الأستنكار التعود :بالبداية ماأعجبهم بعدين عادي ..هي بس اللي تشوف كل شيء خطأ ...
الطبيب عائلة متفهمة هذا مافكر فيه :وش تصرفاتها اللي تزعجك ...يعني مثل ماعندك تصرفات تزعجها أكيد لها هي أخطاء ...
حامد بنرفز :لعصبت يرتفع صوتها وأنا ماأحب أحد يرفع صوته علي..
الطبيب الذي شعر بتغير بنبرة صوته وكأنه يعيش الموقف:وش تسوي لاحصل الموقف ..
حامد بتوتر:بالبداية كنت أغصبها تسكت ..
الطبيب بتركيز:كيف..؟!
حامد بأنزعاج :أضربهاا ..غصب عني ماهو بيدي .. هي تستفزني بكلامهااا ..
الطبيب:اللي يزعجك كلامها ولاصوتها المرتفع ..
حامد وملامحة تتغضن وكأنه يتذكر تلك اللحضات:الأثنين .. ماراح ترفع صوتها بسوالف حب ..أكيد بسب وتقليل من شأني ..
الطبيب :وبعدين أنت قلت بالبداية ..
حامد الحل الأفضل بالنسبة له:صرت أتركها وأطلع ...
الطبيب :وبعد ماترجع ؟
حامد بعد قضاء أيام بالتسكع بعيداً عنه:أرجع بعدها بيوم أو أثنين ..
الطبيب :وكيف تصلحون اللي بينكم ..
حامد :مانصلح شيء أنا أرجع مشتاق لها وهي ماتفتح المواضيع الماضية ...
الطبيب يهز رأسه بأستنكار وللحسن الحظ حامد لايراه وإلا سيتوقف عن فضفضته :هي تحبك ...
حامد بأستياء وكأنه في منطقة خطر:ماأدري .
الطبيب بتعجب:كيف ماتدري !!
حامد أليس هذه مشكلتي معها:قلت لك ماأدري ..أنا سمعتها تشكي كثير من الأشياء اللي ماتحبها فيني بس ماعمري سمعتها تقول أحب فيه كذا أو يعجبني كذا ...
الطبيب :تذكر يمكن قالتها لك مباشرة ..
حامد :ماأدري ..
الطبيب :طيب سألتها
حامد :بداية الزواج دايم أسألها
الطبيب بأهتمام:وردها !!
حامد بتكشيرة:تو الناس الحب يجي مع العشرة ؟؟
الطبيب بتقرير واقع:تزوجت عليها !!
حامد بأنزعاج :ايه ..
الطبيب ألم تكن تشكي بالأعلى من العشق ماذا دهاك :ليه ؟؟
حامد :كنت مقهور وسافرت وتزوجت هنااك
الطبيب صعب عليه تفهم هذه النقطة :وجت زوجتك كخادمة في منزل أهلك !!
حامد يهز رأسه بنعم ..
الطبيب بصراحة جارحة:عاشرتها بنفس البيت اللي فيه زوجتك الأولى
حامد صامت ..
الطبيب بأشفاق على الأطراف الأخرى:أنتقام ... وش سوت لك ..
حامد :ماسوت شي بس قالت ...
الطبيب :وش قالت ..
حامد يزفر بحنق :تقول لو خيروها بيني وبين واحد من جماعتنا اللي مالهم أصل لأختارت منهم زوجها ولاتزوجتني ...
الطبيب :والسبب ..
حامد وهو نادم للمرة الألف على أول مرة زل فيها لسانه وعيرها لأنها العقدة التي أنفكت لتسحب معها العديد من المشاكل :عيرتهااا أن أمها اللي زوجتنيها غصب ..
الطبيب :ردها فاجئك ..
حامد بألم على خطأه وردها بنفس الوقت :قهرني كسرني ..كانت أول هوشة حقيقية وطلع منها هالكلام اللي جرحني ..
الطبيب :بس كلامك قاسي ..
حامد بندم:ماكنت أقصد ..
الطبيب:يمكن هي بعد ماتقصد
حامد بعنف :لااا تقصد أكيد تقصد .. هي قالت هم رجال أكثر منك ..
الطبيب بتوجس:لها علاقة فيهم تشك أنها تعرف أحد منهم ..
حامد بأنكار:مستحيل ..ماتعرف بس تبغى تقهرني ... ماني مالي عينهااا ..
الطبيب :ليه تقول هالكلام..
حامد أغمض عينيه:سمعتها تقوله .. أنا أبغى رجال حقيقي بس أمي غصبتني على ولد أخوهاا ... لو بيدي أختار ..أخترت رجال حقيقي والله لو أنه بدون أصل .. أبغى رجال مثل أخواني ...
الطبيب توصل لنقطة معينة:دايم تقارنك بأخوانهااا !!
حامد يفكر ربما من أول ليلة :أيه دايم ..
الطبيب :وهذا الشيء يزعجك ..
حامد يتحرك بمكانه:ايه يزعجني يقهرني ويحرقني ...
الطبيب :تغار عليها من أخوانهااا
حامد يهز رأسه بنفي :لاا ماعمري فكرت بهالشي .. بس أنزعج يوم تشوفهم أحسن مني ..
الطبيب :وأنت وش تشوف ..
حامد :مقارنة ظالمة ..هم أكبر مني بعشر سنين على الأقل لو وصلت عمرهم بصير وصلت مواصيلهم ..
الطبيب :خنتها بالمكالمات ..صاحبت عليها ...
حامد بنرفزة :أتخيلهم هي ...
الطبيب :كيف يعني ..
حامد :ماأدري أعوض فيهم اللي ماتقوله لي هم مايقصرون فيه ..
الطبيب :بس هم كذابات اللي يقولونه لك يقولونه لغيرك ..
حامد:ماأدري؟!
الطبيب :زوجتك تكلم .؟!
حامد بعصبية :لااا
الطبيب :ولو ؟؟
حامد :خلاص بس ماأبغى أسمع .. حنا نتكلم عن اللي صار مانتخيل ولاأبي أتخيل شي يسيء لزوجتي ..
الطبيب بتفهم :متزوجين من سنتين .. تزوجت عليها خادمة .. صاحبت عليها .. وتضربها .. بالمقابل أخطأ زوجتك لاتكاد تذكر ..قالت عنك ..قللت من شأنك !!! ماتحس ردات فعلك مبالغ فيها جداً ...!!
حامد صامت ..
الطبيب :قول اللي تحس فيه أنا ماأغلطك ياحامد أن بس ودي أخذ وأعطي معك ...
حامد : محد فاهمني ..
الطبيب يبتعد عن النقطة الحساسة :طيب كيف كانت حياتك قبل الزواج..
حامد :حياة عادية ..
الطبيب :مريحة أكثر من اللحين
حامد :ايه ..
الطبيب :ودك ترجع لذاك الوقت ..
حامد :ماأدري ..
الطبيب :تخيل
حامد :أتوقع ايه
الطبيب :حامد قول لا أو أيه لاتضيف لفظه مثل أتوقع ..
حامد بتردد:ايه
الطبيب :طيب لو خيروك تتزوج أسماء ..ولا وحدة ثانية تحبك وتحبها مين تختار..
حامد :أسماء ..
الطبيب : اليوم 24 ساعة ..كم ودك تقضية مع زوجتك ...والباقي وش تسوي فيه ..
حامد :ودي أقضي الوقت كله معها بس هي تتضايق تقول كتمت على نفســي ..
الطبيب :وش تسوي بأوقاتك خارج أطار العمل والأسرة ..
حامد :أطلع مع أصدقائي ..
الطبيب :هم أصدقائك نفسهم اللي يحرضونك على زوجتك ..قبل الزواج ..
حامد يهز راسه بنعم ..
الطبيب :للحين يدخلون بحياتك ..
حامد يهز رأسه بنفي :ماهو بشكل مباشر بس يعني
بعض كلامهم اللي يرمونه عشان ينبسطون بالطقطقة علي
يأثر بشكل مباشر ..
الطبيب :مثل ؟؟
حامد يتذكر :أحيان يقولون المرة طاردته ...ماأخذ أذن من المره ..
وألفاظ زي كذا ..دارجة بمجتمع الرجال ..الناس تخذها بسطحية بس أنا تأثر فيني ...
الطبيب :تفضل نتوقف هناا..
حامد يهز رأسه بالموافقة ..
الطبيب :أطلعت على المواقع اللي عطيتك .
حامد يعتدل بجلسته :ايه بس ماهو كلها
الطبيب :اهم شي المقاطع تابعهاا ..
حامد :أبشر ان شاءالله ..
الطبيب :متى السفر ..
حامد :خلال أسبوع ..
الطبيب :طيب ياحامد بالتوفيق أنبسط ووأبعد كل الأشياء اللي تأثر فيك عن تفكيرك .. وراح نستمر بالجلسات من خلال برامج الأتصال المرئي ...
5
×× عندي سؤال وخاطري تفهمونه
: واللي معاه الحل يعطيني الحل !
ㅤ اللي تغير " وماقدرنا نخونه
" نبقى معه .. ولا نفارقه ونرحل××
***
لاحقاً العصر ..
عاد بعدة أكياس للهواتف الخلــوية ...أعطى أسماء المغادرة هاتفها ولم يجد فرصة لمحادثتها لأن فهدة كانت تقف كنسر تراقبهم وهي التي سترافقها لزيارة أخيها ....
ودخل على قسم والدته ...
ليجدهم على قهوة العصر ومعهم زوجة بتال تجلس على الجانب البعيد وحين سمعت صوته غطت وجهها ...
قبل أن يأذنوا له بالدخول ...
سلم وجلس ..
قبل أن ينادي الفتيات كلاً بأسمها ويعطيها هاتفهااا ..
وبعد أن فرغ :أعجبتسن الهدايا وحين تلقى أشادات مختلفة بروعتهااا ...
فياض بأستحسان :شاطرات لحد قالتسن دورن بنت مزيونه لفياض وش تقولن ....
ليلى بحماس :خلصن مابقى إلا الشيون ...
فياض يشير لها بلايك ..وسأل يارا :لقالتس جدتس شوفي عندتس بالكلية مرة لخالتس وش تقولين ...
يارا وهي تفتح كرتون هاتف بلونه الزاهي :نص البنات بوياات ونصهن شيون والمزيونا تجوزن ....وأنا أحلى وحدة بالكلية ...
فياض بسخرية:ماعليه أهم شي الجملة الأخيرة عشان يفقد الأمل ...
يارا بتكشيرة :الله يسامحك يالخال ...
فياض يلتفت على ياسمين :وأنتي ..
ياسمين وهي تفتح كيسها:ماأحد خاطب لك من الثانوي ..!!
فياض بأنزعاج من سلاطتها :أفترضي سألتس جدتس عن بنات مزيونات وش تقولين ...
ياسيمن بواقعية :أقول ليه نبلي بنات خلق الله ...
فياض يسحب هاتفها ..ووالدتها توبخهااا :ياسمين تكلمي زين مع خالك ...
مروى التي خشيت على هاتفها :لو سألني جدي بقوله مافيه زين إلا كراسي المدرسة وطاولتهااا ...
فياض بضحكة :انتي أحسن وحدة والله ..وخذي هذا بعد وأعطاها هاتف ياسمين ليغايض تلك....
دخل بتال بوجهه المغضن ...وسلم عليهم قبل أن يجلس وهو يزيح شماغه وشبه يرميها بجوار جوزاء وهو يخبره :شيليها معتس لاطلعتي فوق ...
بتال وهو يستلم فنجان قهوة صبته له ياسمين التي جلس جوارها :وش عندكم موزعيين هدايا ..
ليلى :فياض يوزع علينا جوالات عشان لو أبوي طلب منا ندور له عروس نقول مافيه بنات حلوين ومانساعد بالعملية ...
بتال بأنزعاج :الله يهديك بس ...
فياض بلاأهتمام :الله هاديني من مبطي ... بس أنتم ماتشوفون صح إلا اللي تسوونه ...
لتنطق مسك المنزعجة :خالي ليه بس هم ترى بعلم جدي جبتهم لهم وماجبت لي ...
فياض الذي أنبته لوجها الغائم من الحزن :تعالي عندي أقولتس وسحبها ليجلسها جواره :يالخبلة جوالتس الجديد بعده مانزل أول ماينزل أجيبه لتس ...ضحكت على الخبلات بالقديم ..انتي أصبري الشهر الجاي أجيب لتس أحلى واحد ...
لتبتسم بسعادة ...
حينها حضرت شعاع التي كانت بغرفتهااا ...
وبعد أن لفت أنتباه الهواتف بأيدي الفتياات ...
شعاع :وش هالي بأيديتسن من وين لتسن ...
ليلى فتحت فمها لتجاوب ولكن فياض سبقهااا :شرهات بكرة راجع الدوام قلت أرفع معنوياتهن ...
شعاع :ماشاءالله الله يكثر خيرك ياوليدي ...والله يفرحك مثل مافرحتهن ..
بتال يهمس جواره :ياعزتي لتس ياخالة مادريت عن خرابيط ولدتس ...
فياض :يالله قم بس قم بنروح عند الخيزران ....
بتال بلا أهتمام :رح لحالك بتلقى سلطان وربعه قدامك تك معهم ..
فياض :وأنت علامك ..
بتال :معزوم على عشاء ماأقدر أتأخر عليه ..
فياض :بكيفك ..يالله ياجماعة تمسون على خير وغادرهم ..
***
كان تجلس بأحراج لقد جائت فقط لتحضر الكيكة التي أعدتها لهم وأرسلت آخرى للقسم الآخر ...
بسبب ضغط أمها التي تسألها كل يوم
ماذا فعلتي هل أعددتي طعام لزوجك كما أشرت عليك ..
وحين أخبرتها أنها لم تدخل مطبخهم أبداً ..
سخطت عليهاا وغضبت
وأخبرتها أن تعد اليوم كعكة للمنزلين وترسلها لهم ...
وأعدت قالب صغير ورفعته في جناحهاا ..
حتى تأكل منه لاحقاً مع بتال الذي يفاجئها أحيان بمشاركتها القهوة مساءً ...
وحين جاء حماها لم تستطيع الأنسحاب دون أحراج نفسها فجلست ...بكل بساطة ..
أمس العم عقاب جائهم حانق وأخبر شعاع أن لاتتعبة بأمر هذا المزعج ...
والأدهى حديث عن الحب وأمور أحرجتها وجعلتها تنسحب من المكان بصدمة ...
والآن تصرفه مع شقيقته وبنات الأخرى ..
يرشيهن بطريقة سخيفة ..
من يعتقد هذا الشخص نفسه ...
حسناً النساء بخير مادام أنت بعيد عنهن ...
حسناً كم يتشابة الأخوة بغرورهم وبذائة تصرفاتهم ...
للحسن الحظ أن الأفكار لاصوت لهااا ..
وإلا ربما ضربها هي الأخرى ..
فهي قد سمعت أنه قد فعلها من قبل لزوجات أخوته ..
إذا صدقت رواية مريم ..
2
***
أستأذن بتال الذي سيذهب للقسم الآخر عند والدته وأبيه ....
دخل عليهم ..ليجد عبير وأختها حسناء أيضا تجلس معهم ..
والحسن يجلس على الأرض قرب طاولة الضيافة ويأكل شيء ما بتلذذ ...
ووالدته تبدو سعيدة بأمر ...
بتال :السلام عليكم كيف أمسيتوا ..
تلقى عدة عبارات ترحيب مختلفه ..
قبل أن يخبره الحسن ببهجة :بتاال ..تعال جرب الكيكة بالراس ..بالله قل لجوزاء كل يوم تسويهااا ...
عقاب الذي لايهتم بغيرة النساء :ماقصرت بنات الرجال الله يجزاها خير سنعة حتى حنا ذكرتنااا ...
فهدة بمديح لتغايض الأختين :بنت وضحى طالعة على أمهااا .. كانت تطبخ الذبايح من عمرها عشر سنين ...
بتال الذي لم يفهم كمية الأطراء عليها ومن أجل ماذا كعكة ...
طلب من الحسن أن يقطع له منهااا .. الزوجة المحترمة لم تقدم لزوجها من هذه الكعكة ...
ليتناولها بلا أي متعة ..حسناً جيدة ولكن لاتناسب ذوقه..ولم يتناول منه إلا ملعقتين ..وحين رأى نظرات عبير الحانقة أكل ملعقة مليئة كاد يختنق فيها وعينية بعينيها حادة حتى أنزلت نظرها أخيراً بأنكسار ...
××مايموت أنسان من فرقى أحد.. بس يموت القلب من طول الجفا ...××
***
فياض بطريقة لسلطان وصله أتصال من أسماء
الذي لم يعيدها للحظر وندم على فعلته وأصبح أكثر قلق من أي أتصال يرده من أخواته الفتيات ...
فياض :هلااا ..ياويلتس لو ماعندتس سالفة ..
أسماء التي كانت تتشوق لهذا الأتصال طول الطريق ولم تصدق أن وصلت منزل خالها وأختلت بغرفتها:بدون تهديد بلييز .. أسمع كلمت خزام بالموضوع وأبشرك البنت ماهي مخطوبة ...
فياض يحلف أنها على الطرف الآخر تبتسم بخبث :بنت فهدة وش تبين ؟؟!
أسماء وهي تتحدث بصوتها العادي قبل ان تقلب لكنتها للحجازية :تخيل وش قالت لي خزام ..تقول لالتخطبيها لعمي فياض فيه وحدة مراااا جميلة حلوة وبدوووية ... بتعرفني عليهااا ... هاه تبغى أي وحدة اللي أخترتها لك ولاتجرب أختيار خزام ...
فياض الذي أخذ وقته قبل أن يرد :اللحين هذا صار صادز ولا تطقطقين علي ...
أسماء بأنكار :أطقطق عليك بموضوع زواج ليه بزر ...
فياض :يعني كلمتي البنت ..
أسماء بتلكأ :لاكلمت خزام بس ..والله تقول البنت البدوية تهول تبيهااا ...
فياض بأزداء :كيف بدوية يعني !!
أسماء بضحكة :صرت مثل خزام أقصد قبيلية ...
فياض المنزعج جداً ولايعلم السبب المباشرة لأنزعاجه هل تلاعبة أين الحب وحروف أسمه والقلوب والسهر والشوق هل ستضحين بقلبك وتختارين لي :لا خلينا على البنت اللي أخترتيهاا ..
أسماء تتقبل جوابه قبل أن تقول متشفيه فيه :صح عليك ..لأن الصراحة ماأثق بخزام تسوي فينا مقلب حاقدة عليك من موضوع أختها وماعلى لسانها إلا عمي فياض مايثق فينا عمي فياض يقول عنا بنات عاطلااات ...
فياض الذي فهم تلاعب أسماء فيه :العطل اللي يصيبتس براستس يالله سلام وياويلتس تدقين علي بلاداعي ولاتكلمين أمتس ولاأبوي بشي بعدين أنا أنشدتس لاجاء وقت الجد ....
أغلق هاتفه ... وكلماتها الأخيرة لاتفرق باله ..يقول عنا بنات عاطلات ...أوووف .. حسناً اليس هذا مافكرت فيه حينهاا ..حسناً ماذا لو علمت بشكوكة بعلاقة بينها وبين الحكم وهجرس ...
الموضوع يزعجه أكثر وأكثر كلما تعمق فيه ...
يشعر بأنه أذاها بشدة حتى لو لم يصلها الأذى ...
خزام خزام أخرجي من عقلــــــي .. وتوقفي عن البحث عن فتاة بدوية تناسبنـــــي ...
فأن لايناسبني أحد ..
××للأسف ما عاد بااقي للعتااب غير شكراً ..! خل غيري ينفعك××
***
حسناً لعبت الكراسي هي المفضلة لها هذه الأيام
وهاهي تلعبها مع خطاب وأمير تحت أستهجان وسام وبلقيس وضحكات والديهاا ...
وسام لا يفهم كيف تدور كطلفة وتزاحم الطفلين بل تدفعهم حتى تجلس :صرت أشك في عقلك ...
بلقيس بواقعيه:تشك ليه طول عمرها بزرره ..
خزام التي دفعت أمير لتجلس قبله :تموتي حرة مني عشان أحب أعيش حياتي وماني متكبرة مثلك ...
أجل أنا أعيش حياتي ..
وأنقلبت الأدوار وأصبحت أنا من أعمل خاطبة لك ..
أخترت لك فتاة جميلة هل وصلك خبرها ؟؟!!
أنا لاأكذب هي جميلة جداً ..مغرورة جداً ..تنظر للأخرين من الأسفل حتى الأعلى ثم ترفع بصرها للسماء ..
تشبهك كفاصوليا أنقسمت لنصفين ...
تزوجها لأرقص بعرسكم وأبصق بالخفاء على كعكتكم ...
كما فعلتها صغيرة بكعكة ملكتك ....
الفتاة المسكينة التي تعجب أسماء دعها وشأنها ...فهي لطيفة لاتستحقك وأنا أحبها لأريد أن أبغضها أبتعد عن الفتاة التي أسعى لأكون صداقة معهاا ..
لاتخرب حياتي الدراسية الجديدة ..
حتى لأمقت الذهاب لكليتي ..كما أصبحت أمقت حسابي الذي حظرته ..
أخرج من حياتي ... أبتعد ..
أريد أن أعود من جديد فتاة مرحة لايشعل عقلها شيء
ولايملء قلبها أحد ..
××أصد عنه كني مانيب باغيه ولا الغلا أكثر من اول و تالي××
****
لاحقاً بجناحه ...يرتدي ملابسه أستعداد لوليمة العشاء التي دعي إليها ... حين شاهد نظرات عبير المتوتر إليه ...
بتال :وش فيتس ...
عبير تمسك ظهرها:أحس تعبانة ..شكلي بروح المستشفى ...
بتال بأنزعاج :وش تعبتس طول الوقت جالسة ...
عبير بمكر:من بعد ماأكلت الكيكة وبطني يعورني ...واللحين أحس كأن معي نزيف ..
بتال بشك :ليه أنتي أكلتي من الكيكة ...
عبير بصدق وهي مغتاضه من الموقف الذي وقعت فيه:أجل بكذب عليك ...الشغالة جابتها وبعد ماقطعوها وأكلنا علمونا أنها من العطية ...
بتال الذي صدقها فالكعكة كانت مليئة بالمكسرات ماذا لو أحدها أثر عليها :طيب قومي أوديتس المستشفى ... ومرة ثانية أنتبهي للي تأكلينه ..
عبير التي أستغلت الفرصة وبدأت بأخراج غيضها على جوزاء :حسبي الله علي الناس اللي مايجي منهم إلا البلاوي ,,آآآه يابطني عسى ماهي حاطة لي فيها عمل بعد (سحـر)...
بتال بتجاهل لأتهاماتها :ألبسي عباتس بسكات ..
عبير ترتدي عبائتها وتكمل بخبث :ماسوتها لله أكيد حاطة فيه لعمي وعمتي عمل سبحان الله كل من أكل الكيكة مدحها وهي يالله لك الحمد تمشي الحال ...
بتال منزعج من أسلوبها:لاتخافين على عمانتس يقرون أذكاهم ويتصبحون بسبع عجوات ...خافي على عمرتس تخبصين بالأكل وماهي غريبة عليتس ..
نسيتي ببنتس الأخيرة وش أكلتي بنص سادس ..سينابون اللي مليان قرفة وحطيتيها بأسماء هي اللي سوته ...
وطوال الطريق للمستشفى وهي تحاول زرع أفكار مختلفة برأسه ...حتى ندم على اللحضة التي تناول فيها الكعكة ...
وبعد الكشف والسونار تأكدا على سلامة الحمل وعاد للمنزل ...
عبيروهي تنزل :ماراح تنزل ...
بتال لم يريد أن يخبرها أن سيذهب للجوزاء فتتوتر مرة أخرى:ألحقتس بعد شوي ...
عبير بحنق وكيف يتركها أمام الباب سابقاً لم يكن يتركها حتى يطمئن عليها نائمة بفراشها :وين بتروح أمش تطمن علي وصلني لغرفتي ...
بتال أرهق منها الليلة ولايريد سماع المزيد من شكاويها:عبير أنزلي بشويش وماعليتس شر .. يكفي أحرجتيني مع الرياجيل اللي عازميني ...
نزلت بتأفف ...
لينزل هو بعد أن ركن سيارته بالموقف المخصص لها ..
وتوجه للقسم الآخر .. ودخل بأنزعاج من أضطرارة لقطع كل هذه المسافة للوصول لجناحه ..
لم يعد السلالم الخارجية بعد ... سيتفرغ لها قريباً ..
دخل للجناحه ... ليجد الأنوار مغلقة فقط الأضاءت الجانبية ...
هل نامت باكراً .. الساعة لم تصل الحادية عشر بعد ... طرق على غرفتها بهدوء ولم تفتح ... جرب فتح الباب ..ليجده ينفتح بيده بكل بساطة ..لم تغلقة ...
كانت أضاءت الغرفة جميعها مغلقة..وعلى الأضواء القادمة من الحديقة .. أستطاع رؤيتها نائمة وسط سريرها ...
حسناً تأكدت أنها نائمة أخرج .. ولكن لنراها نائمة ..
أقترب ليجلس على طرف فراشها ...ليتأمل ملامحها تحت الأضاءة الخفيفة ... كانت رموشها المعكـوفة تعطي مظهر آخر لها وهي مغلقة ... يريد فقط لمسهاا ..ولكنها مجازفة لايستطيع المغامرة فيهااا ..
سحب نفسه للخارج ..
وهو يذكر نفسه لقد حرمتها على نفسك .. أنت من فعلتهااا ..
حسناً ...
بعض الجمال يكون أروع حين يكون من الصعب الوصول إليه ..وهذا مايسعى له بالأيام الماضية ..
صنع علاقة مبينه على الصداقة واللطف ...ولكنها لاتريدها منه ..فهي تتهرب منه ..وتصمت بوجوده ...
مع ذالك لايلومها فقد أثقل عليها كثيراً بالرحلة البرية ...
وهي تبدو من الشخصيات اللينة المرنة ولكن حين تغضب تبدو بعيدة جداً ومن الصعب أسترضائها ...
وهو لايعرف ملاطفة النساء إلا جسدياً وهذا لن ينفع معها أومادياً وهذا لايغريها أيضاً ...
جوزاء البدوية هل تريدين أن أصبح شاعراً لعينيك حتى ترضي عليناا ...
××أسوق لك من خاطري كل ما طاب أجمل قصايد ذوق غردتها لك حب وغرام ولهفه ... وأعجاب يعني من الآخر تدلل وأنا لك××
***
أستيقظت على ألم شديد أسفل بطنهاا .. حاولت تجاوزه للعودة لنومها ولم تستطيع ...
خرجت غير قادرة على السير .. ووجدته يخرج وقد أرتدى بدلته العسكرية قبل الفجر بقليل..
ليسألها بعبوس :وش فيتس ...
جوزاء بوجه متغضن من الألم وهي التي تقيأت قبل نومها والآن صحت ترتجف من شدة الألم :ماأدري بطني يوجعني ...
بتال الذي أعتقده أمر آخر يخص النسـاء ..رد بأنزعاج من مبالغتها بالتألم:كلي لك مسكن ونامي ...
جوزاء تغلق عينيها ويدها على جانبها الأيمن :بس مرة يألمني مو قادرة أنام حتى ..بروح المستشفى ...
بتال هل أمس الأخرى واليوم أنتي :ماعندي وقت ..
عندي تدريب خارج الرياض يادوب أوصل على الوقت ..كلي مسكن وأقري على بطنتس الرقية وماعليتس شر ...
جوزاء فتحت الثلاجة وأخذت حبة أبتلعتهااا ولكن لم يتغير شيء وحين طلع الصباح لاحقاً كانت شاحبة متعرقة وأرتجافها أصبح شديد والألم لاقدرة لها على أحتماله .. أخرجت هاتفها ..
لتتصل فيه ولكن هاتفه مغلق ..
أتصلت بأحمد لتخبره ... فأخبرها أن تطلب من أي أحد أن يقلها للمستشفى وهو قادم حالاً ..
أتصلت بمروى الوحيدة التي تمتلك رقمهاا ..لتحضر لها لاحقاً برفقة فاطمة التي سألتها وهي تنظر لمظهرها المتعرق:سلامات ماتشوفين شر ...وش تحسين فيه ..
جوزاء ووجها يتغضن من الألم :شكلها الزايدة سويت فحص الضغط والألم مستمر ..
فاطمة لمروى :عطيني عبايتها يالله قومي يالله ....
وساعدتها الأثنتين على الوصول للسيارة وركبت فاطمة برفقتها مع السائق ...
بكت من شدة الألم والأنزعاج ...لقد تجاهل ألمها والآن تذهب للمستشفى مع السائق و بشفقه من أخته ...
كانت تبكي ألمها النفسي أكثر من الجسدى تحت ذعر فاطمة التي تعتقد أن حالها قد ساء ...
وحين دخل عليها أحمد لاحقاً أنفجرت باكية حتى أحتضنها يطمأنها فأخبرته :ماأبي أرجع له أكرهه...
تكفى أحمد قل لأخواني ماأبيه بتطلق خلاص أكرهه أكرهه ...حتى وهو يشوفني مريضة راح وخلاني ..
2
.
.
تكابَرت وصلك لين صار الفراق رضايّ
و أنا ما هقيت إن المِفارق يجي عادي


*الماضي*
جائت من البعيد تركض سعيدة بثيابها الجديدة وقفت قرب أبنه عمها التي تكبرها بعامين ...
وضحى ببهجة لاتستطيع كبحها :فهدة شوفي أبوي وش شرى لي ...
فهدة التي تأملت الفستان بحقد فهي يتيمة وليس لديها إلا ثيابها البالية :ايه ماشاءالله يمشي الحال ماهو لهنااك ..الله يهنيتس فيه ..
وبعد أن كسرت فرحتها بالثوب الجديد ..طلبت منها :أمشي بنروح نحطب ... الليلة برد وماعندنا اللي دفيناا...
وضحى المدللة فوالدتها وأختها الكبرى تقومان بكل شيء في خيمتهم ..
سارت خلف فهدة لتساعدها فهي قد رثت لحالها تبدون حزينة جداً وكسر اليتم يبدو على محياها ..فقد حذرتها والدتها من الذهاب والتباهي أمام فهدة فهي لاتملك ثياب جديدة ...وأخيها لم يعد بعد من سفره للعراق مع القافلة التي تجلب الأرزاق ...
بعد أن أحضروا الحطب ...وأوقدت فهدة النار وأخبرتها أنها ستعد لهما الشاي ...فهو المفضل لدى الفتيات والنساء ..والقهوة تكون قليلة ونادرة ولايشربها إلا الرجال ...
فهدة من جهتها لم تستطيع التغلب على غيرتها وحسدها لثياب وضحى الجديدة وبلون الأحمر وهو المفضل لديها ..
أستغلت أنشغال وضحى بسكب الشاي لهما وأخذت عود دقيق قد أشتعل طرفة ...
فأطفئته بالتراب ولكن مازال ساخن ...لتبدأ بغرسه بطرف ثوب وضحى السفلي حتى أفسدته بثقوب كل هذا ووضحــى غير منتبهة ..
وبعد أن شربتا الشاي وتوجهت وضحى لبيتها لتصرخ أختها التي جائت لتنجب طفلها بالقرب من والدتها بأستنكار :وش فيه ثوبتس أنهدم بيتس من اللي سوى فيتس هاللون ...
ولم تتعبا بالتفكير فقد توصلتا لنفس النتيجة فهدة الغيـــور ..
+
*الحاضر*
كانت تبكي ألمها النفسي أكثر من الجسدى تحت ذعر فاطمة التي تعتقد أن حالها قد ساء ...
وحين دخل عليها أحمد لاحقاً أنفجرت باكية حتى أحتضنها يطمأنها فأخبرته :ماأبي أرجع له أكرهه...
تكفى أحمد قل لأخواني ماأبيه بتطلق خلاص أكرهه أكرهه ...حتى وهو يشوفني مريضة راح وخلاني ..
تحت أسماع فاطمة التي تجلس على الطرف الآخر من الستارة وأنزعجت من الموضوع لم تكن تعلم أن جوزاء تعاني من بتال حتى تخبر قريبهاا كم تكرهه ...
أحمد يهدأها :ياعمة هدي اللحين خليتس من هالموضوع ..
خايفة من العملية ...
جوزاء بأنفجار باكي : ماأبي عمليه ولاشي خذني معك ..
أحمد بتملل :الجوز وش فيك مانتي على خبري ..وين الجوز العاقله اللي نقول عن مية رجال ...
جوزاء :ماأبي أكون عاقله ولا أبي تلعب علي بهالكلام ...
أحمد بحدة :العملية بتسوينها غصب عليتس تبغين تنفجر الزائدة ببطنتس..
جوزاء بنحيب:خلها تنفجر وأموت أحسن لي من هالعيشة ...
أحمد يحوقل بصوت عالي :ترى بدق على أبوي وعمي خالد ووقتهااا هم اللي بيتفاهمون معتس ...
توقفت عن الحديث ولايسمع سوى نشيجهااا ...
وفاطمة غادرت لتنزل لسائق أرادت الحديث معها ولكن جوزاء تبدو مريضة وحانقة جداً فمن الأفضل تأجيل الحديث ....
وتحت أصرار أحمد أجرت العملية ...
وهي خائقة قبل أن تدخلها :أحمد قول لهيفاء تفتح الأيميل اللي أرسلته لها لمت وأذا مامت تمسحه ...
أحمد يكبت ضحكته :طيب طيب أبشري ...بقولها وبنجتمع ونقرأ وصيتس عسى ورثتني كل أملاكتس ...
وجلس ينتظرها بالممر وهو قلق فعلاً من موقفها الأول ...
هل تعاني بحياتها حقاً أم مجرد دلال فتيات ..
هل لأنه تجاهلها غضبت ..حسناً لنكون واقعياً هو أنسان قد يكون أخطأ في تقدير جحم مرضها ...
ولكن ماذا لو تجاهلها حقاً ...
عندها ستتغير الكثير من الأمور ...
عاود الأتصال فيه ومازال جهازه مغلق ...
أتصل بفهد الذي يعمل معه بنفس الدائرة ليخبره أنه بتدريب خارج المقر وهواتف الجميع مغلقه
×ما يحس بحزنك الا من يحس بجرحك ..والسنين الدايره ما قدرتْ من يشكي
حتى شكل الصوره اللي كنت فيها تضحك عقب فتره .. يمكن تخلي عيونك تبكي××
****
من جهته غاضب وغاضب جداً
من المبتدأيين الذين يعمل معهم ...
بتال بعصبية :ياجندي ركز الذخيرة حية ...
الكثير من الغيابات من المراتب الكبيرة ... والفوضى تعم المكان ... سيرفع تقرير شديد اللهجة لقائده ...
هو لن يتحمل وحدة مايحدث من فوضى في ساحة التدريب ...
عاد يحدث الجندي المعين حديثاً والمرتبك من السلاح بيده :مع ثلاثه تطلق ....وأحد أثنين ثلاثه ...ولكن الجندي لم يقم بالمهمة المعطاة له ...ليصيح به :اطلق ياجندي ...
تحت صيحات الأستهجان من باقي العسكر ...
سأل نفسه ماذا أفعل هنااا ...عاد يصيح بالمسئول :يارقيب تعامل مع الجندي ...
وتوجه حيث علب الماء ليلتقط واحد يسقي فيها ظمأ جوفة ...
قبل أن ينتبه لجندي آخر يشعل سيجارته على أستخفاء ليصيح به بأستنكار : ياجنـــدي ...
ليتوقف ذاك عن مايفعله حين شاهده يقترب منه وبلحضة كان قد نزع شارة أسمه وحملها معه ...
قبل أن يعود للجندي الذي لم يستطيع أطلاق النار ويلتقط شارة أسمه هو الآخر ويطلب من البقية الأصطفاف ...
والجميع يلبـــي على مضض ...
بتال بصوت عالي :من أصغر مرتبة متواجدة اليوم لأكبر مرتبة الجميع مجـــــازى (معاقب)..
وأشار بيده للشارة الأسم بيده :وأصحاب الأسماء هذي بينرفع فيكم للقيادات الأعلى ...
****
اليوم الأول لعودته للعمل ..وصل بعد الثامنه بقليل ..
حيا الموظفين المقربين منه الذي ألتفوا حوله ..
يهنئونه بالسلامة ولم يصدق حين أستطاع أخيراً التملص منهم ...
بهذا الوقت المبكر من النهار ليس مستعد على أبداء أي مجاملة ...
دخل لمكتبه ليجد مجموعة من الورود التي عليها بطاقات مختلفه ..
ضغط زر الأتصال الداخلي :عبدالله تعال ...
دخل عبدالله سكرتيرة وهو كان أحد المستقبلين له قبل قليل ..
فياض وهو يهز رأسه متسائل :وش هذا ...
عبدالله يكبح تكشيرة تكاد تخرج منه لقد كنت مرتاح بالفترة السابقة :وصلت لك وماعرفت كيف أتصرف فيها ..ماكنت ترد على أتصالاتي ..
فياض ببساطة وهو يخرج مفكرة أعمالة التي كانت بدرج مكتبه :شلت عنك الحظر اليوم ...
عبدالله كبح حنقه وأكتفى بالصمت ..
فياض الذي يعلم جيداً أن عبدالله لايستسيغ العمل معه وقد أعتقد أنه أستغل الفرصة وطلب نقله للقسم آخر:ليه ماطلبت نقلك !!!
عبدالله بحذر:مع الترقيات القادمة بغادر القسم ..
فياض بفظاظة:ماشاءالله ضامن الوضع ولامضبطه ...
عبد الله الذي فهم أني لن أقيمك جيداً صمت ..
سحب عدة كروت من الباقات القريبة له ..بعض معارفة التي تربطهم فيهم مصالح شخصية ..ولم يدخلهم لحياته خارج أطار العمل :هات لي الكروت وأرم الورد ...
عبدالله الذي بدأ بتنفيذ الأمر بجمع البطاقات ..
قبل أن يسأله فياض :والأخبار ...
رد عليه وهو مستمر بعمله :يشتكون منك يقولون أستغل حسابهم الرسمي على التواصل الأجتماعي بقضية شخصية ..
فياض يتفحص الأوراق بيده:ووش بعد ..
عبدالله بتشفي:وصلوها الوزير ..
فياض ببرود:والقرار ..
عبدالله وهو يعتقد أنها الظربة القاضية ومن صالحة ...:ِشيك على بريدك ..
فياض الذي فتح بريده ليجد أنذار من مكتب الوزير بعدم أستخدام حسابه الشخصي التابع للوزارة بقضايا شخصية ...
فياض رفع عينه لعبدالله :وأنت وش دراك أنه جايني بريد ..
عبدالله :اللي بمكتب الوزير يقولونه كان قرارة أعطائك أنذار أولي ...
فياض يهز رأسه بتفهم لقد توقع الموضوع من البداية لحسن الحظ توقفت عند هذا الحد ...
بعد أن أنجز عبدالله عمله ..عاد بمفكرة وضعها أمامه مليئة بالأرقام والأسماء :اللي أتصلوا بالفترة السابقة يبغون يتواصلون معك ..
فياض يضع المفكرة على جنب ويطلب منه :عطني الأعمال اللي المفروض تنجز وخل ذولي على جنب ...
قدم مصالح الناس قبل شغل الوسايط لاحقين عليهم ..
"
1
××لا الناسُ تَعْرفُ ما خَطْبي فتعذُرني.. ولا سـبـيـلَ لـديـهـم في مـواسـاتي ××
لم ينام بعد عودته من عمله على غير العادة ...
كان يدخل ويخرج كثيراً ويطلب منهم التأكيد على العاملات تنظيف المجالس الخارجية جيداً ...قبل أن يدخل لاحقاً
قبل صلاة العصر بدقائق ..
موجهاً حديثه للفتيات التي جلسن يلعبن أحد الألعاب الورقية :ليلى قومي سوي قهوة للرياجيل لاتلمسها يد الشغالات أضبطي الهيل والزعفران والعويدي ...لايطلع طعم شي على شي ...
ليلى بلا أهتمام لياسيمن :ياسمين قومي سوي القهوة ...
فياض بغلظه :قومي أنتي سويهااا ..ياسمين ياويلتس لو لمستيهاا ...
وبعد أن خرج ..
ليلى بشك :هذا وش فيه عسى ماأحد جاي يخطبني ...
شعاع التي كانت مسترخية وأعقتدوها نايمة :وليه عسى إلا يارب أنهم خطابين وأقول خذوها بعباتهااا ...
مروى وهي تتخيل الموقف:جده كيف بعبايتها يعني تأخذ عباية وحدة والباقي تخليهم والملابس اللي مليء الغرفة تخليهم لمين ..خليها تأخذهم معهااا ..
ليلى بأنزعاج:مروى صكي فمك ..وأنتي ..تقصد ياسمين :امشي نسوي القهــوة ..
ياسمين تعبث بهاتفها :خالي قال لاتلمسينهااا ...
ليلى بصرامة:أمشي أجلس فوق راسي سولفي معي ...لاتخليني لحالي ...
ياسمين تهز راسها بأستنكار متى تستيقظ يارا وتقابلها ..
لاحقاً بالمطبخ ..يدخل عليهم بأندفاع ..
ليسأل ياسمين بشك :مالمستيهااا ..
ياسمين بثقة :ولا حتى لمست الترامس اللي أنصبت فيها ...
فياض بوقاحة :زين عشان هذا اللي بخطب لبناخي منهم ... ماأبغاهم يتسممون من تحت يدتس ويهجــون ..
ليلى بحمية لياسمين :وبناخيك طلع عشان تخطب له ولا بتقضيها البنت زيارة أسبوعية ...
وقهقهت تحت نظرات ياسمين التي لم تفهم مقصدهاا ..
فياض بغضب :هين خلي الرياجيل يروحون وأرجع أقص لسانتس ...
ليلى التي ندمت تضع يدها على فمها ...تباً كيف تناست نفسها وقالت عبارة وقحة بوجود فياض ..
ماذا لو أخبر والدهااا ..تباً للجارة التي ذكرت هذه العبارة أمامها بقضية قريب لها وعلقت بذهنها ...
يارب أجعل أمر جلل يحدث ينسي فياض ماقلته ...
ياسمين التي لم تفهم الطرفة:وش مافهمت ..ليش خالي عصب عليك ..
ليلى بإزدارء :باقي بزر لاكبرتي علمتس ...أدخلي العشرين وأشرحلتس ...
××والله .. لو تمر وجيه ، وأبيات ، وسنين
إنت آخر درب لي وإنت .. أوّله ××
*****
بالمجالس الخارجية ..
جلسة مع محامــي هجرس ...
المحامي لثلاثة أمامه :الضحية أعترف بالتهمة هذا أنجاز كبير بالنســبة لنا ... هجرس يصك فمه قدام القاضي ...وبينتهي الموضوع لصالحناااا ...لو أطلق لسانه وثرثر مثل ثرثرته اللي دايم ماأضمن مايطلع بعدة أحكام أخرى ...
فياض :هجــرس ماعليه أنا أضمنه بالنهاية الحكم كم ...
المحامي وهو يلعب بقلمه :مع الدية (الضحية فقد أحد كليتيه بسبب الحادثة)..ماعندكم مشكلة عليهااا !!
سلطان بثقة:ولاشيء ..
المحامي :أعتبر الموضوع منتهي يأخذ حكم سنتين ويطلع بنصف المدة أو أقل على حسب حسن سلوكه ..
الحكم يطوح برأسه للخلف :ماراح تضبط ..
فياض بعصبية :أنت وش فيك تفاول خير ..
الحكم يمسج عنقه من الخلف :بتعلمني فيه ماراح يتحمل بيجيب أضعاف الحكم بالقضايا اللي بيسويها داخل ...
سلطان يفكر بصمت والحكم يحبطه ولكنه محق ...
فياض وفكره برزت لذهنه من ثرثرت ليلى السابقة :عندي اللي بيخليه يجلس مثل الطالب المؤدب ...
المحامي الذي لاحظ أنتقال الموضوع لأمور شخصية يستأذن ليخرج ...
سلطان والحكم يراقبان فياض بأنتظار مايخطط له ...
فياض وهو يعود للسيرة الأولى:الجواز ...
الحكم بشك:وش جوازة ...
فياض :نجوزه وش بعد ..
الحكم بتأفف :أخر همه ..
فياض وعقله يفكر كيف نعود فنقنعها هي بوجه عقاب:ذاك زمااان لو ماشفت بعينه كيف ذابح عمره عليهااا ...
سلطان بأنزعاج :لاتقول اللي أفكر فيه ..البنت داخله بوجه أبوي عن ذا الخطبة ...
الحكم يفكر هل فاته شيء:أنتم وش تهرجون فيه ...
فياض بأنزعاج وهو الذي لايحب تكرار الكلام :سالفة مبطية قبل ماينسجن خطبت له من فاطمة وعيت على بناتها ...وطويل العمر يبي ياسمين ...والبنت دخلت بوجه أبوي من هالخطبة ...
الحكم الذي بقى يشاهد نقاشهم وعقله يعود للوراء ...
حين كانوا بعمر 16 و15 ..
هجرس بهمس مفاجيء للحكم الجالس جواره :اششش ...
قبل أن يقترب من الفتيات الجالست بهدوء على طرف النافورة ويدفع ياسمين للداخل ...
تحت ذهول الحكم وباقي الفتيات ...
الحكم بصدمة :يا*** ليه تسوي كذا بالبنت ...
هجرس بوقاحة يفضي له :شوف ...
وقهقه ضاحك على مظهر ياسمين التي أصبحت ملابسها شفافه وتظهر جسدها بالأسفل ..
الحكم كان حانق عليه وهو يبتعد للاخبار سلطان على ماأرتكبه ولده وموضوع الجسد هذا أمر آخر ..
قبل أن يوقفه هجـــرس بألحاح :ياعم أنا طالبك تكفى لاتخربها بينا كالعاادة والله ماقصدي الشيطان وزني قسم ماعاد أتعرض لهاااا ...قسم ...
الحكم يلتفت عليه بتحذير :والله ياهجرس لو عاد شفتك تقرب من البنات لأغرقك بالنافورة لأخلي آخر منظر تشوفه بحياتك وجيه البنات وهن يودعنك ....
وهذا أحد أسباب خوف الحكم على الفتيــات بالمجمل منه ...
لكن يبدو أن عقل هجرس عاد لرأسه حتى يفكر بالزواج...
لكن ياسمين لايعتقد أبداً أنها متوفرة له ...
وعند هذه الفكرة خرج من المجلس قبل أن يجلس على النافورة نفسها التي كانت بذكرياته ...
وأتصل على أحد الأرقام رن قليلاً قبل أن يرد صوت يسمعه لأول مرة ...أخبره بأسمه قبل أن يطلب منه أن يصله بالحصنـــي ...
العسكري يبعد هاتفه بصدمه من المتصل ...عن أي حصني يتحدث قبل أن يغلق عينية بأدراك ...ومن غيره ..(ياجماعة تسيف مافيكم حميا) ... وعرف أن الشخص على الطرف الآخر يدرك جيداً من هو وأين ولايريد أن يتورط معه ...
نادى من خلف القضبان :هجرس الصوارم ... الحصني ...
أقترب هجرس وبشرته التي أصبحت أفتح وأفتح تزعج الناظر إليها ..مد له الهاتف مع القضبان ..
ليأخذه وهويبتعد :ارررحب ...
وحين وصله الصوت المتهكم على الطرف الآخر كشر :المهلي مايولي ...
هجرس بتوجس أتصال بعد سنوات :أرحب العم وش عنده متصل ...
الحكم بجدية:يقولون تخطب !!
هجرس بمماطلة ولسان حاله يقول أرجوك لاتتدخل:تسيف اييية ...خلاص راحت علينااا ..
الحكم بصرامة:ليه هي !!
هجرس بتهكم :الحب قطع قلوب البعاريين وحتى الحمير السود ي** جدفهاا ..
الحكم بشك فهجرس أكذب من صدق:علينا !!
هجرس المنزعج من الأتصال الذي فقط من أجل هذا الموضوع ..عمي رفيقي أنا خلف القضبان ليس من المرؤة أن تحاربنــي :خطبنا وردوناا بس متأكد جدي راضي عنــي وبيعطيني اللي أشر عليه ..
الحكم بأنزعاج من أريحيته هل يعتقد أنه وصل لأعلى الجبل:ليه ماتحلم على قدك ..
هجرس يقلب الموجة ليس من مصلحته أثارة أحقاد الحكم الدفينة:افا يالعم بننقص دون عرضك وهذي فزعتك لي ...
الحكم بثقة عالية :ماطلبت فزعتك ... أنا أقدر أنهي اللي يمس شعرة من أختي وأبيد قبيلته بكبرها ومحد درى عني ...
هجرس وعينيه على السقف ويتجاهل تباهية المزعج له:كل دين لابد له سداد ..وأنت عليك دين
الحكم بصدق:أطلب شيء ثاني ...
هجرس بأستغلال للفرصة أستطيع أن أخذها من دون مساعدتك ولكن أحتاجك بأمر آخر :قدها !!
الحكم بأرتياح أن ذاك الموضوع أنتهى:رقبتي سدادة ..
هجرس بسعادة لأيقاعة بالفخ وكم أنتظر هذه اللحضة طويلاً لقد تمنيتها منذ زمن:ماأبي أرقبتك ... أبي كرت عايلتك ...تسجل فيه أختي !!!
الحكم بقشعريرة من طلبة :كيييف ؟؟
هجرس لقد رسمت مصيركم بعقلي منذ سنين ولكن طرقنا قد أختلفت لفترة طويلة :تجوز أختي ...سديت عن عرضك ..جاء دورك ..سد عني ... أختي بالديرة لحالها مع جدتي ...تجوزها لين أطلع وبعدها في أمان الله ...
الحكم بصوت غليظ :ماعندك إلا أخت وحدة ..
هجرس بتشدق:أنت أدرى .. ماأنت متجوز من محارمك ...؟؟!!
وهذا كان آخر مادار بينهما لأن هجرس قطع المكالمة ...
وبقى هو ينظر للأنعكاسة بالنافورة ..أخت هجرس ...
أغمض عينية ...لقد سددتلي طعنة غائرة في لحضة غفلة ..
أستغليت الفرصة بأسوأ طريقة ..
1
××خطاك الضيق ، والأوجاع ، وفراقي كثر ما أخطيت في حقي وسامحتك ..××
عقاب الذي يتأمل فهدة التي تضبط المنبه سألها وهو يعرف جيداً ماذا تنوي :وش تسوين ياأم بتال ...
فهدة :اضبط الساعة عشان تصحيني قبل الفجر بكرة صيام ..
عقاب :وش هو صيامه ..
فهدة بصدمة :ياعقاب أنت صادز ولاتبي تضحك علي ..
عقاب :لاأسألتس صادز ..
فهدة بشفقة وهي التي أعتقدت أنها بدأ ينسى :الأيام البيض ياأبو سلطان لاتخاف أنا أوعيك تسحر ...
عقاب بلهجة عتاب :ايه تعرفين الصلاة والصيام ..والحلال والحرام زين أجل وينتس عن ولدتس يوم أنه طاش مرته المريضة المسكينة ولايسأل عنها ...
فهدة التي تفاجئت بهجومة ردت بكل بساطة:هذا حكمك أنت دايم تقولي لاتدخلين بين الرياجيل وحريمهم ..
عقاب بحدة :فهدة والله لو أدري أن ولدتس ضايم بنت وضحى من تحت راستس لأردتس من وين ماأخذتس ...
فهدة بصدمة :هالكلام لي أنا ياأبو سلطااان ..
وعشان بنت وضحى ..
عقاب :ايه عشان بنت وضحى ...
تبغين البنت المعطاه لنا تنضام وسط بيتــي ..ليه وأنا ولد نايف ... ماعاد لي حشمة ..ماعاد تشوفون عندكم شي ...
فهدة التي خشيت من غضبه :ياابن الحلال هدي نفسك ماأحد ضامها هذا ماغير هواجيس ..هي تعبانه عند أمها لاطابت جابها جوزهااا ...
عقاب :ايه بيجيبها ومن ورى خشمه وخليني أشوفه مقصر عليهاا .. بشيء ..
فهدة :كل هذي حمية لهااا ..ماشفتها لوحدة من حريم عيالك الثانيات ..
عقاب :بكيفي أنا أحامي للي أبي وأعز اللي أبي
ولا حتى بهذي بتدخلين ..
فهدة بتكشيرة وأنزعاج :لاوالله ومن أنا عشان أتدخل مسكينةً كل مازعلت علي قلت أردتس بيت أخوتس ... عارفة أن ماوراي أحد من يوم أخذتني وأنا يتيمة .. ولا لي سند ...
لم يعلق فهو يعرف الموجة التي قلبت عليها جيداً حين لايجدي العناد ..تتحول للأنكسار والضعف وكهن النساء
الذي لم يعرفه إلا منها ..
××زعلتني وأقفيت و الوضع عادي
ما كن لي خاطر و لا كن لي قلب××
****
هيفاء التي تتأمل جوزاء المتبرمة لأن والدتها منعتها من الأكثار من القهوة وهي التي لم يمضي على أزالة زائدتها الدودية سوى أسبوع :وش فيك حمقانه ترى مو بزر لازم نداري عنك كل شيء ...
جوزاء تقلب بهاتفهاا :أذا بغيتوا خليتوني بزر ماأعرف مصلحتي وأذا شتهيتوا صرت الكبيرة اللي المفروض أداري نفسي بنفسي ..
هيفاء بخبث :اللحين هذا كله من شوق لولد عقاب ..
جوزاء بنظرة فاترة ألقتها عليها :يبطي !!
هيفاء وهي تنظر لأبنتها الصغيرة التي تشاركهم الجلسة لتتأكد هل هي منصته إليهم وحين وجدتها مشغولة بألعابها :قولي الصدق ماأشتقتي له ..
جوزاء بملل من هذا السؤال الذي يضجرها كلما طرح:أشتاق لأيش ياحسرة لمناقرة ...
هيفاء ردت بضحكة:عادي أنا وبزراني نتناقر وأشتاق لهم ..
جوزاء بأنفعال :شفتي يعني مايناقر إلا البزارين ..بعدين عيالك أطفال معهم عذرهم المشكلة لو كان رجال ويناقرك الوضع مصخرة ...
هيفاء وقد سمعت عدة أطرائت عليه منذ دخل حياتهم:أحسك تبالغين كل الناس اللي تعرفه تمدحه ..
جوزاء بأنزعاج هل يعتقدون أنها تبالغ لم يجربوا نصف ماجربت :هذا هي مشكلة الناس مالهم إلا الظاهر ...
هيفاء بأمل :طيب ماتحسين صار يميل لك ..
جوزاء أريد الفراق دعوني من أمالكم الحمقاء وتخيلاتكم العاطفية :أذا مالت السماء على الأرض ..هيفاء إذا بتحاولين تغيرين رايي لتعبين عمرك ..أسبوع لي هناا مافكر يجينــي ... عشان أيش مارديت عليه ..أكرهه وأكره شوفت نفسه ...
هيفاء :طيب وش فيك حمقانه يعني تبغينه يجي ..
جوزاء لتتخلص من الموضوع :ايه أبغاه يجي ..بموت لو ماجاء .. هذا الرد اللي تبغينه خذيه ...
ماجربتي ياهيفاء اللي جربته ولاذقتي اللي ذقته
ولاماحاولتي تقنعيني بعكس رايي ..
هيفاء :كل شكاويك على الأسلوب ياجوزاء ..وهذا وش يدل عليه أنك مدلعة وعشان ماأحتكيتي بالرياجيل كثير
ولاترى كلهم نفس الطينة ..إذا روق مافيه أحس منه وإذا عصب وخري عن طريقة ...
أوما شغل الرومانسية اللي يسولفون فيه هذا ماراح تلقينه بالواقع .. هذي خرابيط حريم فاضية ...
جوزاء :أجل ماأبي الزواج نهائي ..وش حارقة عمري عليه ...صح ولا لاا ..خصوصاً لو واحد مثل بتالووه اللي لامن خيره ولاكفاية شره ...
هيفاء بفقدان أمل :تعبتيني ياجوزاء بعنادك ...
جوزاء :قلت لك من البداية لاتتعبين معي ماعندي نية أغير رايي ...وأنتي محرقة عمرك ليه ..هو ماراح يجي
وأنا ماني رايحة له ..يوم يومين أسبوع شهر وهو بيطلق من نفسه وأنا بعيش حياتي ...أحسن من قبل ..
بقت صامته تحدق فيها
هل تعرفين حتى ماهي الحياة بعد الطلاق حتى تتحدثين فيها ..
حاولي أصلاح حياتك قبل أن تقعين بجحيم أقسى من قبل ..
أم نسيتي قصة هذا الزواج من البداية ...
××شيفيد الكلام لا إنكسر فيك الشعور
شيفيد الملام لا إمتلى قلبك برود ..××
****
كان ينزل لذهاب لعمله حين ظهر بوجه والده وبحنق سأله :وين مرتك ...
بتال المندهش من سؤاله:بغرفتها راقدة ..
عقاب الغاضب :أنت فاهم زين عن من أتكلم جوزاء وين هي ...
وحين لم يجد رد عليه ...
صاح والده بوجهه :يومك ماأنت قد الثنتين تورطنااا مع بنات الناس ليه ...والله يابنت وضحى ماتنضام في بيتـــــي ..
اسمعني زين ياولد أمك .. معاملتك لجوزاء هي معاملتي لأمك أن كانك تبي بيت أمك اللي أخذت بنت الناس فزعةً لها
يبقى عامر ...
حافظ على بيتك مع جوزاء ولا والله لأرجعها لبيت أخوها مثل ماأخذتها منـــــــه (المقصودة هنا فهدة أي يطلقها ويعيدها لبيت أخيها )
بتال يحاول مداهنة والده :ياأبوي أذكر الله اللحين وش جاك من أمي عشان تدخلها بسالفتي ...
عقاب بحنق وهو الذي وصلت له الفكرة بوقت متأخر جداً وشعر كم كبر بالسن لتستغبيه فهدة بهذة الطريقة :كل بلاويك من راس أمك وعنادهااا
لاتحسبن الماء يمر من تحتي وأنا نايم ...
أنا لابغيت أمشيها مشيتهااا ...
جوزاء بوجهي أنا ..وكل ماقصرت معهااا يعني مالي وجه عندك ...
وغادر تاركه خلفه ...
ليزفر بحنق ... كيف سيعيد تلك العاصية ..
أبي تدخلك لم يكن تصرف جيد أنت تجعلني أحقد عليها أكثر ..
فهي قد لطخت صورتي الحسنة في نظرك ..
×× لاصرت تثقل وتحسب أني بناديك أثقل مكانك لين أرضك تبلعك ..××
***
نزلت صباحاً وهي متأكدة أن والدتها تنتظرها بالصالة وقد أعدت القهوة المشتاقة إليها جداً ...
ولكن الصالة خالية وسمعت صوتها من المجلس ..
هل جائت أحد الجارات لزيارة بهذا الوقت المبكر أنها التاسعة فقط ...
نادت بأستفهام وكأنها تبحث عنها ..حتى تحذرها والدتها لو كان لديها أحد بتعالي عندي فلانة ..فتذهب هي للأعداد نفسها قبل الدخــول ...
جوزاء بصوت مهذب :يمه !!!
ليأتيها صوت وضحى بهدوء كعادتها بوجود الضيوف :تعالــي عندنا ضيف ..
وهي لاتقول هذه العبارة إلا بوجود أحمد أو بالمرات النادرة التي قد يأتي أحد أبناء اخوتها الآخرين مرسلين بمبلغ مالي أو منتجات من مزارعهم أو أي حاجيات أخرى ...
فلم تهتم وهي تدخل بمظهرها المرتاح جداً وهي تقول :صباح الخيــر ..
لتقع عينيها بعيني الجالس أمام والدتها يشاركها القهوة ...
هل هذه الصورة سليمة لعينيهااا ..
هل حصل أنقلاب للكواكب ..
أو هزة بالكون ..
والدتها وبتال على قهوة واحدة متقابلين ...
قبل أن يقف بكل أريحية ويقترب منها وهو يقول بصوت عالي :صباح الجوز واللوز !!
وينحني مقبل خديها الأثنين وهي مازالت مذهولة من وجوده
حتى تتشنج من سلامه والأقتراب منها حد الألتصاق والأحتكاك والأندماج ...
سحبت نفسها منه وهي تسمع يقول ممازحاً قاصداً أحراجها :وش فيكم ياعمة ماتعشون جوزاء ... بناخيتس يهاوشنا قبل أسبوعين يقول ماتعشونها وطلع أنتم اللي ماتعشوني مرتي ...
وضحى بلهجة مستاهلة :يووه هذا أكيد لافي ياحليلة مير لو الله يفكه من بعض نغزاته ...
كان يقف جوارها يمسك بذراعها التي سحبتها منه ...
ووالدتها لم تكن تنظر إليهم ... فليس من المعتاد له التلصص على سلامات الأزواج ...
وهذا المعتوه لاتعلم لما يتصرف بهذة الوقاحة ...
لتهمس عند كتفه وهو حيث يصل فمها :ترى أمي تدري عن كل شــــيء ..
بتال الذي يغرق بالرائحة التي وضعتها خلف أذنها غير قادر على التركيز بما تقوله :صح ياسلام عليتس ...
لتحدق فيه بأندهاش ماهو الصح الذي يطري عليه ..
لتسمعه يخبر أمها وهو الذي عاد ليمسك بذراعهااا:ياعمة عن أذنتس بنروح أنا وجوزاء بنفطر قريب منها ونتكلم لنا بموضوع وراجعين على غداتس مانعافه ...
وقبل أن تجادل أو حتى تفتح فمها بكلمة ..
كان يخرج وهو يخبرها أنه سينتظرها بالسيارة ...
جوزاء وهي تضرب الأرض بعد خروجه :ماااني رايحة معه مكان وليه ماقلتيلي من اللي عندتس قبل أدخل ..
وضحى بتوبيخ حاد اللهجة :اللحين هذا اللي ماهو عاجبتس .. آآه بس وش أقول مالت علي اللي ماعرفت أسنعتس ..يالخبلة رجااال رجاال يوم ماعاد فيه رياجــــيل ...
قلتهااا كيد بمجلس صيته النايف ...والله وفقتس فيهااا ...
والله أنه أحسن حتى من أبوة ...
جوزاء بحنق :يمه يكذب يمثل وش أقوى من كذا ..
رجال ويلعب علينااا ..يطلع لك بوجه ويتكلم من وراك بوجه
وضحى بقهر من سلاطة لسانها وهي لم تربيها على هذا :أقطعي في مرة عاقله تقول عن زوجها كذاب... بس ولاا كلمة ..الظاهر أني ماعرفت أربيتس ...جوزاء ترى توني صغيرة وحيل قوي لو تبين أعادة تربية رجعت وربيتس ...
جوزاء تكاد تبكي من الغبن :رجعتيها علي يعني ...أشق هدومي عشان تقتنعين ..الله يأخذ عمرك يابتال الكذاب أبو وجهين ...
لتخرج له بعد خمسة عشر دقيقة رغماً عنها ...
ليقابلها بأبتسامة من فهم الأمر :قوية عمتي تمشي حتى اللي ماقدرت أمشيها على كيفي ...
تتجاهله وتنظر مع النافذة ...
ليزفر بأنزعاج وهو يحرك السـيارة :لهدرجة ماأنتي طايقتني ..!!
جــوزاء صمت تام لارد ..ولاحتى بتعابير جسدها ...
بتال:وشلونتس اللحين ..
جوزاء ببرود هذا السؤال يستحق الأجابة :كل يوم أكل حبة مسكن وأقرى الرقية على بطني والحمدلله جالس يتحسن ...
بتال الذي أحتاج عدة ثواني ليفهم جملتها أبتسم بشراسة وهو يقول :حتى الدكتور يخطأ بالتشخيص ماهو أنا المسكين ...
جوزاء وجدت نفسها ترى عليه بداخلها :وسكين !!
توقف عند المقهـى الفخم التي حلم عبير كان الحضور إليه ...وهاهو يحضر الأخرى إليه ..لقد عدل لايستطيع أحد نعته بالظالم ...
بتال بعد أن جلسوا بطاولتهم المطلة على منظر رائع للخارج :هاه كيف جت على ذوقتس ...!!
جوزاء ببرود :بتبطي تعرف ذوقي ..
بتال بحاجب مرفوع هذه المرة هي من بدت المبارزة :عادي حنا نحب البطى أهم شي بالأخير نصل للي نبية ...
جوزاء تتأفف هل لديه دورة كيف ترد بطريقة سليطة ...
بتال وهو يطلب عبر الجهاز اللوحي :بان كيك هاه ..ولكنها لم تتجاوب معه .. طيب وافل .. ليغلق الجهاز ويسألها :غبي صح .. الحلا كيف يأكل حلا !!
ليجدها تنظر له بعينيها وتحاول الحصول على نظرة حادة ...ولكن لايصدر من تلك العينان سوى الجمال البريء ..لايمتلك أي حده ...
لم ترتدي نظارتها التي كانت ترتديها صباحاً وببعض المرت القليلة رآها فيه ...وكم يحبها لم لا ترتديها بالخارج فهي تخفي جمال عينيها الآســر ...
جوزاء :وش تبغى مني !!
بتال يعود للجهاز ليطلب :بطلب على ذوقـي ..
جوزاء بصراحة تخرج مافي قلبها لم يعد لديها ماتخبأه تنفجر بالحقائق :ماهميتك حية أو ميته ومن البداية وضحت لي دوري في حياتك ..وش جاي ترجى مني ..
بتال يحاول تهدأت الوضع :ماهو وقت هالكلام خلينا متصافين وزينين مع بعض ..
جوزاء بأختناق :بس أنا ماأحس بأي صفاء ...ولاطايقة وجودي معاك ...أنا خلاص ماأبغاك ...
بتال بحدة وهو يربت على الطاولة بحزم لايحتاج معه للقوة :ماهو علي كيفتـــس ...اللحين أسمتس زوجتي قدام الناس ...ومعطاه لي عطية ... لاتكشرين بوهجتس أنا ماأعايرتس أنا أقول الواقع واللي تشوفه الناس ..لورديتس يعني أنا الردي ..اللي ماهو قد الحمول اللي أنعطت له .... وأنا رجال ألزم ماعلي سمعتي ...
جوزاء تتكتف:أيه أنا عطية وكخة وأنت الرجال الكفو ..أتركني بحالي خلاص كفاية أختنقت منك ..
بتال أرجوكي هذا ليس الوقت المناسب لأبراز مخالبك :جوزاء أنا رجال لاقلت بس وخلاص يعني خلاص وأنتي خابرتني لاوصلت معي وش أسوي ...
جوزاء فكرت مد يدك حتى أشتكي عليك بالشرطة..
ولكنها ردت :أيوة يدك طويلة خابرتها مايمديني أنسى ولوفكرت أنسى ...سني التركيب يذكرني ...
بتال يفرك ذقنه بأنزعاج ...حسناً لقد تماديت كثيراً وحان وقت الحساب ... ولكنه سيتقبله بوقت لاحق وليس مستعد لهذة اللحضة:يعني ماراح نخلص ...
جوزاء وكأنها جائتها على طبق من ذهب:إلا رجعني بيت أمي وتوكل على الله وبنسى ..طلقني وبسامحك على كل اللي راح ...وبقول الله يذكره بالخير ...
بتال بعد صمت كافي جعلها تعتقد أنه يفكر ويوازن الموضوع بعقله : ليه ودتس بالطلاق !!!
ببالتس واحد بتأخذينه من بعدي ...
جوزاء بزفرة حاقدة :طلقني وكتبني أوراق وشيكات وعقود عشان ماتزوج من وراك ياطويل العمــر ..
بتال بتلاعب وهو يتأمل عينيها التي ترجو منه مالايطيقه:الطلاق يعني النهاية ...وأنا ماأبي أنهي اللي بينا ..
جوزاء أغلقت عينيها بقهر قبل أن تفتحها وتقول بحدة:مافيه شي بينا عشان ينتهي ..وصمتت تشجعه على الأنفصال عنهاا :غمض عيونك وأرجع كم شهر للورى ...شهور ماكنت فيها ولاتعرفني .. وبتعيش حياتك بدون تنغيص ...
بتال يضحك ضحكة لم تصل لقلبة :وتقولين لي هالكلام وتبين أنساتس(أنساك) ... جوزاء أنتي اللي تصعبين أنفصالناا ..
لو أنتي مو تسذا كان مالقيت هالصعوبة ...
جوزاء بحنق :الله يأخذ عمري يوم أني مو مثل باقي الأوادم ...
بتال بحدة :صوتس لايطلع ..
جوزاء ترفع صوتهاا حتى أصبح حاد مزعج فهي طبقتها لاتخرج جيدة بصوت المرتفع :وش رايك زين كذا ...
هيا أنظر كم أنا مشاكسة مأذية أعتقنــــــي ...
وحين لم يجد تصرفها أي تعقيب من قبله ...
قالت تحذرة :بتال والله بتندم لو رجعتني معك ... والله لتهجم على مرتك وأسبب لها عاهة مستديمة ...بطول لساني على أمك ...بسفه خواتك ...بفضحك بكل الناس ..
يراقب أستماتهاا بتنفيره منهاا ولكن لايستطيع مجارتها ...
جوزاء المسكينة هدأي من أنفعاالك ..أنا أسف هذا ليس كله تمسك فيك ...ولكن محاضرة شديدة اللهجة هي من جلبتني فقط لو تقابلنااا قبل تلك المحاضرة وأخبرتيني بهذا ...لما تركتك على ذمتي لحضــه ...ولكن ربط لبقائك بذمتي وبقاء والدتي بذمته هو مايجعلني متمسك فيك ...
كوني سعيدة جوزاء فأنتي بوجه عقاب ولن يطالك سوء
حتى لايطال أمــــــي حلوة اللبن ....
بتال ينهي الحوار وهو يحمل هاتفه وسبحته :لا أفطرنا ولاتقهوينا ولاحتى توصلنا لأي تفاهم ... نروح نتغدى عند عمتى عشان ماتزعل ...
لم تجبه بأي حرف فقد أعتكفت الصمت حين لم يجدي كل هديرها صدى عنده فلامعنى لأي حديث سيخرج منها لاحقاً ....
3
××تعاتبني وتِلحقني ملام وشرهه ومنقود فديت معاتبك، واللي وراك من الزعل هاته ××
****
كان الجميع يجلس حول القهوة في الطلعة البرية
عند أبل عقاب ...
حين فتح الحكم الموضوع بكل بساطة منادياً والده :أبو سلطان ..
عقــاب المستمتع بالجو :يالبية ...
الحكم :لبية في منى ...
وأصوات مختلفة تأمن ...
الحكم :أبيك تخطب لي ..
عقاب السعيد جداً بالخبر :على هالخشم ..
الحكم وهو يقوم ليقبل خشمه :عليه الشحم ...
سلطان الذي عنده خبر مسبق :بس ياطويل العمر ماأنت ساأله أن كان براسة وحدة ...
قبل أن يقول فياض المتكأ ومعه خيزرانة يحرث الأرض فيها بلا غاية :ولابقلبه ...
عقاب بتوجس :من وين تبي نخطب لك ...
سلطان يلتقط دفة الحوار حين رأى التردد على وجه الحكم :يبي أخت هجـــرس ..
عقاب يتغضن وجه لفترة قبل أن يقول :بس ماهي من قبيلتنااا ...وأنا كان ماني غلطان .. ماهي بكر ..مطلقة وش لك غاية فيهاا ..ياولدي أفضل لك تأخذ بنت أنت أول حظها ...
سلطان وهي يراقب تحول ملامح الحكم وأنغلاقها:الرجال مايبي غيرها والرسول صلى الله عليه وسلم أخذ خديجة وهي ثيب ماحنا مبتدعينهااا ...
فياض يضرب أطراف قدمة بالخيزرانه :درر يابو هجرس ..وفزه بنتن أجودية ...
عقاب بحدة :وأنت وش دراك عنها ؟؟
فياض ببساطة :يوم ترد علينا لكلمنا ندور هجرس ولا وش بيعرفني فيها...
عقاب بعدم أستحسان :وأمك ...
الحكم بعزم :ماني معلمها لين أملك عليها ..
عقاب يحوقل :أنت ناوي تذبح أمك ...
فياض بتهكم :محد يموت قبل يومه ...
عقاب بأنفعال:أنت أقطع محد هرجك ...
فياض ببال رائق:مقبولة ياأبو سلطان تأمر على رقبتي ..
عقاب بتعجيز :جدتها قشرى وكلن يشكي منها ولا ياسلطان ..
سلطان نعم أشتكيت منها ولكن الحكم له شخصية يستطيع كسبهم من خلالها :ماهو متجوز الجدة بيتجوز البنت ...وش قلت ..
عقاب بتفكير : نقول الله يكتب اللي فيه خير يومين بقلب الموضوع براسي وأعطيكم الكلمة الأخيرة ...
جاء الحسن على عجل :أبوي خزامى متى بتلد ...
لينتفض ذاك في جلسته :الله لايوفق بليسكم آدم يالبليد ماني قايل خزامى لايقربها الفحل ...
سلطان بحدة وهو الذي لايحب أن يتدخل أحد بأعماله:أنت وش دخلك بالحلال .. أنا اللي قايل له ...وهو عارف شغله أنتم بالله لاتتفلسفون وتدخلون بصنعة ماهي لكم ... وبالله أرحمونا من تسمياتكم ... اللحين البكرة الوضحى من مسميها تاالااا ...
عقاب بأنزعاج شديد إلا يكفي أبنائهم أصبحوا يتميعون بتسمياتهم هل وصلوا لأبله :اقطع وش هالأسم لاعاد أشوف أحد مسمي على كيفه فضحتونا بالأجناب ...
لحد يقرب من نياقي ...
اللي يبي يسمي يشري ويسمي على هواه ...
الحسن يجاري غضبهم:خيزران لاتقربونها ولابيعوني معهااا ..
فياض وهو يربت على كفه بالخيزرانه :وكم السوم ..!!
سلطان بعدم تصديق :أنت صادز ترى ماأنت طايلهاا ماصدق بسوم إلا واحد وللحين يجمع له قطيع وبيشوف كم يبقى له عشان يشري الخيزران ...ولاغيره محد جاب قيمتهااا ...
فياض وهو يتأمل المقصودة تقترب منهم:مالي حاجة بالخيزران بعني خزامى ...
سلطان بطمع يرمي سعر كبير حتى حين يساوم يحصل على نصف الرقم وهو الرقم المطلوب:نص مليون ...
عقاب يكسر السعر :ماصدقت ... 150 وهي لك ...
فياض بأرتياح لتصرف والده:أجل تراني شريتهااا ..
عقاب لأنه لم يتردد بالشراء أخبره بكل محبة يحملها له :أجل هي لك ومالي شي عندك ...
فياض بأمتنان :لاعدمناك ياأبو سلطان ..وتراني بسميها الكحيلة ماأعجبني الخزامى ..
عقاب بعدم أستحسان :ماعندك سالفة فيه أحد غير عن الخزامى ...مير محد سمى صح إلا اللي عطاها هالأسم ...
الحسن بأنزعاج :طيب بعني أنا الخيزران بعد ...
سلطان الذي لم يعجبه أن والده باع خزامى ولم يأخذ حقها من فياض :الحسن ألحق فزاع شف وين غدى ماصار أتصال هذا ...
يذهب الحسن بأنزعاج بحثاً عن فزاع المسئول عن الطبخ الليلة ...
ليجده ينزل من أعلى المرتفع حيث كان يجري أتصال ...
فزاع وهو يراقب وجه الحسن المتكدر:وش فيك ..
الحسن بضيق :أبوي باع فياض خزامى ..وعيى يبيعني الخيزران ..
فزاع يحاول أقناعه بصحة تصرف والده:أنت خبل الخيزران راس مالنااا كل هالنياق ماتجي شي جنبهااا أذا بعناها فتح الله علينا فيهاا ... وش تبي تسوي تصور معها وتشربها حمضيات ...بلاخبال ..وفياض وش عنده مع النياق ..
الحسن بضجر:ماأدري وغير أسمها للكحيلة ...
فزاع يهز راسه بأستحسان :الله الله الكحيلة ...
لاحقاً حول النار ...
بعد أن طلب منه فزاع قصيدة بألحاح
فياض وهو يشرب فنجانه :
نويت مرباع الغضي سيد الاحبـاب
قصدي يزول الجـرح زاد التهابـه
جيت وبقايا نارهم حـول الاطنـاب
بيت الشعر مطوي وباقـي زهابـه
اقفت ركايبهم ومنـي الهـدب ذاب
الدمـع يسـري والذهـل بالاجابـه
على غزير الدمع ضميت الاهـداب
صديت لين لين الدمع يقفي سحابـه
بعض الوجع يمكن تداويه الاعشـاب
وبعض الوجع يا ويل من هو سطا به
عشق بدوي لا حب ما هـو بكـذاب
يوفي ولو جرحـه تجـدد صوابـه
واليوم وصلت بيننا مثـل الاجنـاب
ذاك الغلا يـا ضيعتـه يـا سفابـه
باكر اذا جينا لهـم مثـل الاغـراب
من عقب ما كنـا الاهـل والقرابـه
الامـر لله كـل شـي لـه اسبـاب
ولا الهوى وش لي على ما اهتدى به
لأحد يستطيع أن يلقي القصيد ويبدو وكأنه يقصد كل حرف منه مثله ....يجيد أستطعام الكلمات والأندماج بالحروف ...
ولو رأى نظرت والده لذهل منها في هذه اللحضة ...فهو كان يستمع وقلبه وسط جوفه يكاد ينحرق ...هل يعني هذه الكلمات هل أختارها لأن هذا مايشعر فيه ...
هل مازال يحمل كل هذا الألم بسبب ذاك الجرح ...
الجرح الذي تسببت له فيه حين أجبرته على تطليق زوجته التي تعلق فيهااا ..ولكن مالحيلة التي كنت أمتلكها بعد أن أدخلوا الوسايط والواجهات فقط من أجل أن ينقذوا أبنتهم من ابني لم تهن علي كرامته ...
وأعتقدت أن زوجة سيعوضها بزوجة أخرى..
ولكن طال الأمد ومضت السنين ولم يعقد أسمه مع غيرها ..حتى أصبح زواجه حلم بعيد المنال ...
ووسط الحماس كان فزاع يطلب منه قصيدة أخرى ...
قبل أن يغمزة سلطان أن يتوقف ويكتب له على التراب ...أبوي .. حتى فهم ذاك أن والده منزعج من أمرما
وليس بالغبي حتى لايفهم أنه حزن فياض هو ماأحزنه ...
ليتدخل الحسن بكل حماس المراهقة أنا بقول قصيدة وسمح الجميع معتقدين أنه سيقول شيء سيغير الأجواء للأفضل ولم يعلموا أنه سيزيدها تــوتر :
أجبروا محبوبي بقوة ..وفرقوا مابيني وبينه ..بيننا حب نشأ توه ..دوم عيني تبكي حزينة .. فرقوا مابين المخوة ..الحسود نفوسهم شينة .. ضاع قلبي في هوانا ويوم قفى طالع بعينه ...نار قلبي تشتعل ضوه .. من عقبهم نفسي رهينه ...بطلب الله يعطي النقوة ..وبالحياة أتمتع بزينة ...
فزاع يقاطعه بأنزعاج:روح يالحسن عساك تعرس على بنت ثرمى كل ماندتك قالت يالحثن ....
فقهقه فياض على طرفة فزاع ...ليبتسم عــقاب ...
وتعود الأجواء السعيدة مرة أخرى ...
7
اضحك مع العالم و روحي عليله
واكتم بقلبي شي ماودي اطريـه
بحياتها لم تشعر بالأحراج وقلة الحيلة كما تشعر فيها الآن تتصل فيه ليعيدها ...
كم كابرت هربت وفرت والآن مجبرة حتى لاتكون علكة في فم الناس ...وبطنها المنتفخ يفضحهااا ...
فاطمة الحمقاء ... وتصرفاتك المثيرة للشفقة ...
لقد أهديتيه ليلة أخيرة أعتقدتي فيها أنك ستعيدينة ...
وماذا حدث ...قاسيتي على ألم جرحك حين كان أخيك مصاباً ينازع الموت ...وأعطيتي من لايستحق حنانك
وماذا حدث لاشيء غير أضطرارك للعودة قبل أن يكتشف أمرك ويعلم الكل أنكي عاشرتيه تلك الليلة وإلا من أين لكي هذا ...
والآن تتصل فيه ولايرد لأنه يعتقد أنها تقاطع شهر عسله ...
أرسلت له : (( لاخلصت من شهر عسلك تعال خذني أنا وبناتي ))
2
××حين تظن أن كل شيء ينتهي .. يخلق الله لك مخرجاً لتبدأ من جديد ..××
****
في قسم شعاع ..خرجت للحديقة الخاصة بها والتي لاتصلها أعين العاملين الذكور وتستطيع الفتيات التسلي فيها بلا حجاب .... وجهزوا جلسة أرضية للشعاع وجلست بعض الفتيات على المقاعد ...
شعاع التي وضعت وجار وقد أوقدت فيه جمرها وأعدت قهوته عليها تحدث الفتيات :بسنين مضت وماتوا أهلها كان فيه شيخ قوم وألف نعم بأصله وفصله وعنده هكى البنت اللي زينهاا ماله مثيل ..
الفتيات المتحمسات :ايه وش صار تزوجها الفارس ..
شعاع بأنزعاج :بس أقطعن(أصمتن) اسمع ولاتهرجن ...وقال الشيخ لغز اللي يحله بيعطية بنته حليلة ً له ..
ياسمين بحماس وهي تعتقد نفسها أذكى الموجوديين :وش اللغز ..
شعاع :يصب لكلً من بغى بنته فنجال قهوة ويقول لاتكبة ولاتشربه ورد (أعد) الفنجال فاضي ..
ليلى بأحباط:اوووف تعقيد !!
يارا بحالمية:دايم الحب لازم له عقبات ..
ياسمين بأمل :يشفط القهوة ..
شعاع تغطي وجهها بصدمة :أنهدم بيتس يشفطونه بوش ...
ياسمين بتلكع :مادري انسي ياجدة حاولوا يابنات ..
مروى :يرفعه فوق ويصبه بفمه ...
شعاع بأستنكار:والله أني عارفة أن عليتس قل صح يابنيتي قلنا لايشربه ...
مروى بلامبالاة فلم تعجبها الفكرة من البداية لما لم يجعل الشيخ مبارزة سيوف ويكون الجائزة أبنته أليس أفضل من اللغز الأحمق :اوه مانتهبت على اللغز ...
فهدة التي جائت من بعيد :يغطس شماغة بالفنجال حتى يفضى الفنجال ويرده له ...
شعاع بأستنكار :يامرة أهجدي أنا لاعب البنيات ..
فهدة وهي تجلس :أنا مثل البنيات أول مرة أسمعه ..
ليلى تهمس ليارا :الكذب يجري بدمها ...
لتأتي أسماء التي تحمل فياض الصغير وبعد أن سلمت على شعاع :لاتقولون فيه حشرات ...
ليلى :لا فيه خنافس طيارة بس ...وحين لاحظت الصدمة عليها :أكذب ...
فهدة :دقي على مربيته تجيب الناموسية وفكينا ياويلي من بنات هالجيل ورع ماهن قادرات يسنعنه كنا نسافر وخطوط وديار والورع على نومه وحدة ونبات بالخليان والورعان ماعليهم شر ..
شعاع :ايه كل جيل فيه عيوبة ...
فهدة تنادي من بعيد :يارضا وين غديتي ...
رضا التي جائت تحمل معها حافظة كبيرة مليئة بأسياخ الشواء المرتب عليها اللحم بأشكال مختلفة ...
وتوجهت للشواية التي قد جهزتها الخادمة وبدأت الشوي عليها وهي تتبادل الحديث معهن ...
لتسألها ليلى بخبث :وين البنات ؟؟!
رضا وهي تقلب الأسياخ :بلقيس الخايبة لعبت بشعرها وصبغته أخضر ..وخزام عندها أختبار بكرة واللحين مشغول بشعر أختها تضبطه لها ...ماخلت صبغة ماجابتها وحطته عليه وماهو راضي يطلع طبيعي ...ورفعت كفوفها :الله يجوزك يابلقيس ويريحني منك ...
ليلى بترقب :وليه بلقيس كان دعيتي على خزام ...
رضا بأبتسامة:لا خزام بنتي اللي تسمع كلامي زي النسمة ...الخايبة بلقيس الله يجيب لها نصيبها وأجوزها لو عامل البقالة ..
تحت ضحكات الفتيات المستمتعة بداعوات رضا ...
شعاع بأنزعاج : يارضا الله يهديتس بس وش فيتس على البنية تراها ورع لاتحطين عقلتس بعقلها ..
فاطمة القادمة من الداخل :السلام عليكم ..لتلقي نظرة سريعة على الموجوديين ... وين جوزاء ..والتفتت على بناتها مو قلت أتصلوا فيها أو نادوهااا ..
يارا بأحراج وهي خائفة أن تتحدث أمام فهدة :يمة قلت لك طقينا الباب وفتح خالي وصرفناا .. ويقول بيطلعون ...
ليسمعون تنهيدة أنزعاج من فهدة ولاتعليق ..فهي لاتجازف بفتح فمها بحرف قد يصل لعقاب وينفذ تهديده ..والله لو علم أحد فقط بالتهديد لفضحت على آخر عمرها ...
×× الردي ما ينجرح .. والنذل ما ينجرح
أغلب اللي يشتكون الجروح .. الطيّبين ××
****
كانت تصبغ شعر بلقيس المزعجة ...
التي أختارت أسوأ لون صبغة ووضعته لنفسها بعد أن سحبت اللون من شعرهاا بجريمة شنعاء بحق الشعر المسكين ...
بلقيس بتأوه :والله راسي بينفجر من ريحة الصبغات ..وأكيد شعري بينحرق ...
خزام تزفر بحنق :ليه تلعبي من وراي من البداية ..
بلقيس متكتفة بمقعدها :كنت عارفة ردة فعلكم ماراح تسيبوني أعمل اللي براسي ...
خزام :غبيه هبلا خلي عبطك ينفعك ...
بلقيس :يارب يطلع لون مقبول ..
خزام بفقدان للأمل :أيوة واضح بيكسر الدنياا ..
بلقيس تتظاهر بأنها تشم رائحة :آآه يالذاذة الشوي ...
ريحته خشة لدماغي
خزام تهز رأسها بأستنكار :بلا بكش .. أحنا قادرين نشم حاجة من ريحة الصبغة ...
بلقيس :الله جمعة وسواليف ليتنا وافقنا أمي ورحنا معهم ..
خزام :بتروحي تخدمي عليهم ..انتي عارفة ماراح تخليك جالسة ومتكية ...
بلقيس :معاك حق .. لا كذا أحسن والله أحد يتخدمه فيه ..
لتفكر هي في نفسها أجل من الأفضل أنا لم نلبي تلك الدعوة بذريعة البقاء معي أبي ..
ماذا لو رأتني ليلى وعادت تسألني عن تخصصي وهل غيرته وتوصل الخبر لأخيها ويتسلط علي من جديد
ويفسد مستقبلي
أجل هذا كل ماأفكر فيه مستقبلي ودراستي ...
وأنتظر بشوق خطبته وحفلة الملكة ...لأبصق ..
لا لقد نضجت لن أتصرف بطفولية كما فعلت سابقاً ..
لأنه صرخ علي ذالك العصر ...بصقة على كعكة ملكتة هذه المرة ..
ربما أسكب مادة لاصقة على كرسي الكوشة حتى تعلق العروسة المغرورة بالكرسي وتبدو سخرية للجميع ...
وبذالك أنتقم من الأثنين ..
الفتاة التي تنظر إلي بتكبر كل مارأتني ...
والمزعج المتسلط الذي حظرني من حسابه ..
وأحضر الخطاب ليتخلص مني ..ويبعدني عن محيط عائلته ...
×× أغفى علي صورك ' ولازلت هايم الشوق آكبر من قساوتك لا لِنت . لازم تعرف : إنك علي البال دايم وأخر دقايق قبل لا انام لك ' أنت ××
****
كانت تعتقد أن أيام النكد قد مضت وأنه أذاقها كل مايستطيعه
ولكن هاهو يستمر بتعليمها أصناف جديدة منه ...
فمنذ عودتها وهو يطبق على أنفاسها بوجودة ليل نهار وكأنه يريد أحراجها بتصرفاته هذه أمام الآخريين ...
عقاب لأنها عبرت عن مشاعرها وسمعتها أخته ...
حتى بعد خروج جميع أخوته مع والدهم في رحلة برية لم يخرج معهم ...
يريدها تجلس امامه طوال الوقت ولو دخلت لغرفتها لحضة لطرق عليها الباب حتى تخرج له ...ولأنها لاتريد الجدال معه أو أحداث أي مناقشة معه فهي تبقى كثيراً بالصالة ...
فقط ليعفيها من ضغطه .. وأحاديثه ..
والآن يبدو بعالم آخر وهو يتحدث مع بناته عبر الهاتف بأتصال مرئي ...
سمعت صوت زوجته للحضة ولكنه حول الصوت مباشرة
للسماعة البلوتوث ...
آآه وكأني أهتم بسماع أحاديثها ... فلتسقطا في بئر عميق بمزرعة مهجورة أو تتهوان في غابة أمازونية ...
أو لتركبا طائرة وتختفي فوق مثلث برومودا .. أو في صحاري الربع الخالي حيث لاتعمل حتى البوصلة ...
فتحت علبة طلاء الأظافر وبدأت بطلائها ... عقلها فارغ ..
وقلبها يكاد ينفجر من الضغط ...ومابينهما أعصابها تقع على أعتاب هوة عميقة تخشى السقوط فيها ..
لم تعلم أنه أنهى مكالمته حتى أخبرها :البسي عباتس يالله بنطلع ..
ولأنها لاتريد المجادلة أرتدتها على مضض حملت هاتفها ولم تأخذ حتى حقيبة يدها ..
صعدوا لسيارة المشاوير الداخلية ...الفخمة التي لم تتعود على دروب الصحراء ...لحسن الحظ لن تكون مجبرة على البقاء معه بمكان بعيد تخشى فيه أن تفقد أعصابها فيقتلها ويدفنها ولايستطيع أحد الوصول لموقع قبرها ليس لأنه شرير جداً ولكن لأن بداخلها كلمات حانقة عليها لو أخرجتها لأستحقت عليها القتل بعرفهم ...
ليحدثها فجأة بعد أن أبتلعتها دوامة أفكارها :أجل تعرفين تسوقين ...
جوزاء التي ألفتت عليه بذهول من أخبره :أيوة زمان ...
بتال وهو يقرأ السؤال بعينيها :لافي علمني ... وقال كل فضايحتس ...
نعلم تعلمت القيادة من لافي لأنها أرادت تطبيقها في روايتهااا ... وقد أنتهى الموضوع لكن لافي كان مزعج بأمر تدريبها فكان يأتيها لشهور ويخرجها قصراً لتدريب رغم أنها فقدت رغبتهااا بالأمر ...
وأزعجها حتى حصلت على الرخصة ..
يصف سيارته على جنب بمكان خالي من المارة وتتواجد القليل من السيارت :يالله ورينا شطارتس ...
ولأنه كان قد فتح الباب ويقف عند مقعدها ..أصبحت مجبرة على أطاعة أمرة ..التفت حول السيارة ..
وركبت مكان السائق ..ماهذا الآن كم تختلف عن السيارة التي تدربت عليها ..أين المفتاح لما يضعون زر مكان المفتاح ماهذة التكنلوجيا الحمقاء ...
وأين البريك ...
لما اصبح زر هو الآخر ...هذة السيارة لاتعجبها أبداً ...
فعلت كل ماتدربت عليه ولكن السيارة لاتعمل ..
التفت عليه :ماتتحرك ...
بتال وهو ينظر حيث قدمها تحط :طيب شيلي رجلتس عن الفرامل ...
رفعت قدمها فتحركت قليلاً
بتال مركز على تعليمها لاأكثر:أدعسى بنزين ...
جوزاء وهي تربط حزامها على عجل ..وفكرت أنت من طلبت هذا ....
لتتحرك السيارة بسرعة متزايدة ...وبتال الذي تورط بالأمر :جوزاء هدي ماحنا مستعجلين ...
ومن جهتها كانت سعيدة بأخافته ..سأنتقم منك شر أنتقام ...ماذا لو توجهت لأحد أعمدة الأنارة وأصطدمت فيها وتحطمنا جميعاً برفقة السيارة ..لتبكيك فهدة وعبير كثيراً
كانت تخفف ضغط قدمها على البنزين وهي تتذكر أصوات الفتيات الصغيرات وندائتهن المتكررة له ..بابا ..بابا ..وماذنبهن حتى تيتمهن ...
لفت عليه لتقول بصراحة مؤلمة :كنت بصطدم بالأنوار ونرتاح كلنااا ...بس تدري وش اللي شفعلك بناتك المساكين ...
بتال الذي يستمع لجملتها بذهول ... هل هي حانقة حتى تقتل نفسها في سبيل القضاء عليه ..
تباً يابتال أي زر خاطيء قد ضغطته لتعبث بأعصاب الفتاة لهذة الدرجة ...
مد يده ليدير المقود الذي أرتجف بيدها غير قادرة على السيطرة عليه من بين دموعها الحانقة ...
لم تعد تستطيع السيطرة على أعصابها تريد حقاً لو تفتح الباب وترمي نفسها وترتاح طويلااً ..
سيطر على السيارة بالتدريج وهي لم تعد تضغط على البنزين فركنها بسهولة على حافة الطريق ...
قبل أن ينزل ويستلم المقود ... وتعود هي لتجلس بالخلف فهي حتى لاتريد البقاء قربه ...
أبتعد قليلاً قبل أن يركن السيارة بمكان هاديء ...
نزل من السيارة لدقائق يهدأ نفسه ...لايريد الأنفعال عليها
فيكفيها ماتشعر فيه وهو غير قادر على التصرف معها لتهدأتها ... أنها أحجية بالنسبة لهااا
غير قادر على حلها ...كانت هادئة سلسلة مرنه ..لم يشعر فيها حتى ...
حتى أخطأ وعبث معها لم يكن عليه أزعاجها لتلك الدرجة
لقد أثر فيها كثيراً لترتب عليه كل هذه الأنهيارات ....
وجد نفسه يفتح بابها ويعطيها من الماء الذي أحضره لها ولكن ترفض أن تأخذ منه أي شيء ...
الشعور بالذنب يتعاظم داخله ...
لقد حطمت فوائد الفتاة حتى أصبحت لاتستطيع السيطرة على نفسها ...سألها :تنزلين عشان نتكلم ولا أجي وأجلس جنبتس ...
ولم ترد عليه ليجد نفسه يفتح الباب من الجهة الأخرى ...
كانت مستمرة بالبكاء وغير مهتمة بوجودة ..
وضع يده من خلف أكتافها وقربها إليه :لاتجزعين أنا بقرأ عليتس بس ...
أرادت الصراخ به أبتعد عني أنت الشيطان ذاته من ماذا ستحصني ...
ولكنه حينها كان قد بدأ بقراءة القراءن وهي تسترخي وتسترخي بفعل الطمأنينة التي تبعثها الآيات بروحها ..
ولم تعلم أنها نامت على ذالك الوضع ...
بتال الذي شعر بثقل رأسها على كتفه ...تنهد براحة ...
كم هي متعبة حتى تنام قبل أن يقطع نصف القراءة التي بدأها عليها ..
نزل وأبتاع له شاي من مكان قريب لم يريد تحريك السيارة حتى لايوقظها ..
حين شعر بها بعد أقل من عشرين دقيقة تنزل من السيارة وتقف قريبة منه ..
ليغلق هاتفه ويضعه بجيبة وهو يقول :صح النوم ...
جوزاء المرتبكة من الأنهيار الذي مرت فيه وكل مالحق ذاك وتشعر أنها تمادت بتصرفاتها :أنا آسفة ...
أنه الأعتذار الأجمل الذي وصله من قبل أعترف لنفسه بذالك ...
ولم يشعر بنفسه وهو يتلقط أناملها التي كانت تشبكها بأرتباك ويطبع قبله طويلة عليهاا ... وحين حاولت الأبتعاد سحبها ليجلسها على المقعد جواره ومازالت أناملها حبيسة كفة ...
بتال بجدية:خلينا نتفق من قبل مانرجع البيت ...
انسي كل اللي صدر مني من قبل ...وأنا بنسى كل اللي حصل اليوم ولاكأنه صار شـي ..
تهز رأسها بأطمئنان من عرضه فهي تشعر أن تصرفها لايصدر إلا من مجنونة وخافت أن يمسكه عليها طويلاً ولاتستطيع الخلاص منه ...
سألها :أتفقنا ..
هزت رأسها بموافقة سريعة ...
وحين حاولت الوقوف أجلسها :باقي وش مستعجلة عليه ...
هذي الفقرة الأولى من القانون الجديد باقي عشرة ..
جوزاء تشهق بذهول :وش هي ..
بتال وهو يستخدم أصابعها للعد:بقولتس الثاني وبعدين كل يوم نضيف واحد جديد...يعني نغير ونبدل على كيفنا أحد له شي عندناا ..
جوزاء التي لاتهتم بشيء إلا أنه لن يعاملها بطريقته السابقة ولن يذكرها بموقف اليوم :طيب زين ..
بتال هذا أكثر شرط أريده .. لنكون صديقين أنا غير مكتفي بما ترمينه إلي من دقائق صامته ..
أريد معرفتك أكثر صمتك يزعجني وهدوئك يجذبني :رقم اثنين ..نصير أصدقاء ..سولفي معي وأسولف معتس ..تسكير البيبان وتخبي بالغرف ماأبيه وأنا موجود ..
أرادت القول وماذا تستفيد ولكن لاتريد أن تعود لتزمت من جديد ...
بتال بأمل:وأنتي ماعندتس شرط بتقولينه ..
جوزاء بتردد أرادت قول شي ولكنها عادت لصمت
ليعاود الألحاح عليها :قولي ماني بأكلتس ..
جوزاء دفعت نفسها قصراً لتقول:هذا الأسلوب ماأبيه ..
بتال الذي لم يفهم إلا ماذا ترمي :وش أسلوبه ..
جوزاء أكملت فقد بدأت قد ينصفها لو عرف خطأه :هذي الطقطقة والسخرية مني ماأحبها أمي تقول هذا طبع رياجيل الصوارم بس أنا مالي خص فيهم ...
بتال بتشدق:مامنصفنا بهالحياة غير عمتي وضحى الله يطول بعمرها هي نصيرة الرياجيل ...
جوزاء تتجاهل سخريته وتأكد:أنا أنسانة مو متطلبة ..أبغى أحترم وماأحب السخرية ...
لايخفي أنه تأثر ببساطة طلبها الأحترام ..
هل كنت بلا أخلاق حتى تطلبني الأحترام..
كم سقطت خلف هوة عميقة من تدمير الذات يابتال :حاضر ماطلبتي شي حقتس وبيجيتس ...
لم يتحدثا طوال وقت الرجعة وكأنه نفوسهم غير قادرة على البوح أكثر ...فأكتفوا بكل الضجيج التي أحدثته صراحتهم لمرة واحدة والمواجهة التي سبقتهااا ...
2
.
.ماهوب لازم نتواصل بالكلام أهم شي قلوبنا متواصله
لا صرت تنظر لي بعين الإحترام كل الأمور الي تبيها  حاصله
كانت ليلة شديدة الرياح ..ممطرة وباردة ومثيرة للخـوف في قلوب النساء والأطفال ...
وفي خيمتهم الصغيرة وصوت تفرقع شرار النار التي أوقدنها بحطب قد أصابه البلل تكمل الأصوات فالخارج ..وتبعثر النوم من أعينهن ...
صالحة بأنزعاج:يافهدة أرقدي وخليني اهجد وش فيتس مغير تقلبين ...
فهدة بتوجس :قلبي ماهوب متطمن على جفيراتي (صغار الماعز)ودي أدخلهن معي بفراشي ...
صالحة بضجر:والله لو دخلتينه لأهج وأخليتس ...
فهدة بضحكة تحدي :وين بتروحين بهالبرد والليل ...
صالحة :اروح لبيت عمتس ولا أي بيت من جماعتنا القريبين ..
فهدة :أيه عشان يقولون فهدة هججتها بتالي الليل ..عاد هم يدورونها علي ...
صالحة :أجل أهجدي وفكيني من شرتس ...
فهدة تصمت فجأة وكأنها تستمع لشيء بالخارج :حس أدمي ..
صالحة بهمس :يورالتس (تتخيلين) ...
فهدة بهمس حاد :أقولتس موطى رجلين آدمي (صوت خطوات أنسان) ..
ووقفت بكل هدوء وأنزلت السلاح المعلق ..تحت ذهول صالحة ...
وفتحت طرف الخيمة التي أجدن أغلاقها وخرجت وهي ترفع السلاح (بندقية صيد )بوجه القادم وتصيح به :تشهد على روحك ...
وهو الذي قد سمع صوت تعشيق البندقية قبل أن يصله صوتها حذرها :يافهدة تكفين لاتذبحيني أنا أخوتس يالقشرى (ضيقة البال) ...
*الحاضـر*
أستيقظت اليوم الآخر لتجد رسالة منه على هاتفها يخبرها أنه سيتغيب ليومين وسيعود بعدها ويقضي يومين معها وإذا أحتاجته بأمر ملح لاتتأخر بالأتصال عليه ..
عرفت لاحقاً من حسناء التي جاءت لتجلس مع البنات ..
ولم تبخل بإيصال المعلومــة لها ..
أنه قد سافر مع تلك لوحدهما لشرقية بدون أبناء حتى ...
أليست هذه الأيام محكمة أبن أخيه ..
لما لايبدو مهتم بقدر كـافي ..
من جهة بتال الذي ضغطت عليه عبير كثيراً
ليسفرها .. فهي تعاني من الوحم وقد كرهت المنزل وجناحها
ولاتستطيع البقاء للحضة ..
وحين أخبرها أن تذهب لمنزل والدها تأففت وأنكرت الراحة هناك ...
وأن أبنائه يتشاكسون مع أبناء أخوتها الذكور
وهذا يسبب لها الأحراج معهم ...
والآن لاتترك مكان إلا وتريد زيارته ...
بتال بحنق :اللحين أنتي وش فيتس تونا داخليين من برى ماريحيتي ظهرتس حتى وين التعب والوحاام ..
أسمعي أنا ماني ناقص بلاوي ..أركدي ماهو أول حمل هذا عشان أقول جاهله وماتفهمين ...
عبير بتكشيرة :أنت قلتها ماهو أول واحد أنا أدرى بروحي ...وش قلت كلها كوفي وبنروح نتقهوى فيه ماتبي ماهو لازم ..
بتال بهدوء :ماهو عن ماأبي ..الدخله والطلعة والحركة ماهي زينه لتس أجلسي بذا البرندة وتفرجي على البحر هدي أعصابتسي روقي ..مو كأنا داخلين سباق من مطعم لسوق لكوفي ...
عبير التي قد دخلت حرب جديدها عنوانها أفرغي جيبه .. وهي التي تعرفه جيداً لايعتمد مادياً إلا على نفسه ...
لو أفرغت مافي جيبه لن تجد الأخرى شيء لتصرفه
وستفر منه بالتأكيد ..
****
نادى عليه العسكري من خلف القضبان :الحصني ...
هجرس وهو يقف له ويتمسك بالقضبان حين تعرف عليه:هلا ..يالله حيه ..
العسكري من نفس قبيلته يمد له سيجارة من بين القضبان :الله يبقيك ...بكرة المحكمة ..
هجرس يلتقطها بعد أن أوقدها ذاك له:ايه يقولونه ..
العسكري ناصح له:ياهجرس أعقل وخل عنك الهبال تراك بتوقف قدام القاضي .. خلك محترم ...أحمد ربك لو خصيمك ميت يمدي أهلك يركضون يبون الصلح ...
هجرس بتهور:يستاهل الحمد سبحانه ...بس ياليته ميت ...
العسكري لايعجبه تهوره :رجعنا على طير يالي .. ياولد أصطلب وبعد عن المشاكل .. ترى ماهو كل مرة بتطلع منهااا ..وخذ حذرك بالحبس ...
وحين لاحظ تكدر وجه ذاك :لاتخاف ربعنا واجد هناااك ..
هجرس بعصبية :اللي يخاف منهو ابك لاتضحك العرب علينااا ...
العسكري بضحكة :ياأبن الحلال لاتخاف على السجاير والجوال ولاخابرك ذيب مايحتاااج ..من هو المهبول اللي بيحط راسه براسك ...
هجرس متأملاً:أقول ياولد تهقى لو أطالب القاضي بحكم الأخص**
يطولني شيء ..
العسكري بشهقة أستنكار :الله لايوفق أبليسك أنتي تبي تنكب عمرك ...ياهجرس صك فمك وأبلع لسانك ...ترى أبوك ماخلى أحد ماطش وجهه عشانك ..
وقال كاذباً ليخيفة وهو الذي يعلم بموضوع سقوط سلطان بالمستشفى عند وصول خبر أبنه له :لاتجلطه مرة ثانية ...
هجرس بصدمة :وش جلطته ..
العسكري ليندمه :والله هذا اللي وصلني يقولون طاح بالمستشفى يوم درى فيك ..هي جلطه ..هي سكته
ماأدري ش اللي حصل معه ..
هجرس الذي طال صمته :افاا يابو نايف هذي أخرتهااا جلطات ماني خابرن قلبك رهيف !!
العسكري :المهم العلم ووصلك ... أبوك ضعيف تعب عشانك لاتضيعه تعبه بخبالك وحمد ربك على الحكم اللي بتأخذه ...
وأن الرجال أعترف على نفسه ولايمدي موضوع طويل وسنين بتضيع من عمرك عشان ساعة تهور ...
غادر العسكري وبقى هجرس على حاله ذاك ..قبل أن يعود لمكانه وهو يردد :
فـكري عـجز يفهم الواقع وأعنـيـه
وأنا أعتـرف لك بالذي صـار مـنـي
عـشت بزمـن فيه ازدواج بـمعانيه
شفت الحقائق عكس ما كان ظـني
أقـدر أمـيـّز لـكـن الـوضـع تـالـيـه
تظهـر لي أشيـاء باولـه ما بـدني
وأرجع وأعيد حساب فكري وألاقيه
أنه صحـيح والخطأ صار مــني
في جلسة المحكمة ..
التي عقدت سريعاً بسبب الضغط الذي حدث على جميع القطاعات بعد أنتشار القضية شعبياً .. وإلا لأخذت عدت أشهر أكثر قبل أن ينظر فيها ....
من مقعده ينظر للطبيب الذي حضر الجلسة ...
وبدى غير مرتاح بالنظر إليه
بينما هو يجلس وعلى فمه أبتسامة وحش قد ألتهم فريسته ...
هجرس كان يحد أنيابة حقيقة بين فترة وأخرى قبل أن يلعق مقدمة فمه كل هذا تحت أنظار الطبيب الذاهل ...
إلا يكفيه مافعله سابقاً مالذي يتوعده فيه الآن ...
كم شاهد كوابيس بطلها عينية بلون النار ...
وبعدها طعنة يفقد بسببها أحد أعضائة الحيوية ....
وجملة أعتزائة لاتفارق خلده ..
أنا أخو فزه ...
أنا أخو فزه ...
محكمة قراءة التهمة ... أعترافات ...ترافع من محامية
والعديد من الأجراءت وإعادة لتكرار القضية التي حاكها هو
نفذها وسار الجميع على حسب خطته ...
حتى المحقق الذي حاول كثيراً أستخلاص الحقيقة يبدو أنه قد أبتلع لسانة وكأنه قد وصله أمر فائق السطوة ...
توقف عن العبث وأعمل على القضية كما هي ...
وأنتهى الأمرل هاهو يسمع الحكم عليه ...
بعد أن أصبح الحكم أخف لكونه ضحية تحرش ...
عمته آمنة في منزلها ولم يتعرض أحد لسيرتها ولن تكون
فاكهة لمجالس النسوة طويلاً ...
فهو من سيصبح الفاكهة للمجالس الرجال والنسوة على حد السواء لأجيال لاحقة ولايهمه حتى ...
بل ليخشاه الجميع
فهو قد أعتزلهم طويلاً بالصحراء وصاحب الوحوش المفترسة والليل البهيم وفضلها على صحبتهم ..
يسمع المباركات التي أنطلقت تزف إليه من الكثير من حوله ...
وحتى العسكري الذي كان يقف جواره أصبح أشد أبتهاجاً منه وهو يكبر بنشوة الأنتصار ...
والطبيب يقيد ليتقاد هو للسجن أيضاً بعد أن أخذ حكم آخر على جريمة التحرش ...
فمجتمعنا الأسلامي .. ليس مجتمع بهيمي يتصنع الأنفتاح والتطور الذي لن يتم إلا بتزاوج الرجال من بعضهم والأناث من بعضهن ..
نحن مجتمع محافظ نحتكم بالقران والسنة ....
والشذوذ المخالف للفطــرة حكمة الرجم لو ثبت على المتهم أفتعاله ...
حديث نبوي ((مَنْ وَجَدْتُمُوهُ يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ فَاقْتُلُوا الْفَاعِلَ وَالْمَفْعُولَ بِهِ))
أوقفه والده يخبره وسط الضجيج الحاصل هامساً قرب أذنه :خلك عاقل عشان تطلع بنص المدة ونجوزك البنت اللي تبيهااا جدك يقول لو بقى عاقل بنعقد له عليها أول مايطلع ..
ليكشر بوجه أبيه :وهذا اللي قدر على عقاب بدال مايقول خذها بعباتها بعقد لك ...الظاهر عرضكم ماهو غالي مثل ماكانت مفكر ...
سلطان برجاء:هجرس خلك عاقل ..لاتذبحني ناقص عمر ...
هجرس بصدق:لك طولت العمر ياأبو نايف ...
وقال بأستعطاف ماكر : أن كانكم تذكرتوني بعد كم سنة تصدقون عني وأطعموا الضعوف عني ...
وأبتعد مع العسكري الذي أقتاده لنقله للسجن ...
ليزفر سلطان بأنزعاج ..حتى هذه لم تنفع معه ...
لقد قالها الحكم بيخربهااا ... لامفر عليه أن يخوض حرباً
ليزوجه من ياسمين وهو بالسجن لعله يعقل قليلاً ...
ولايدمر نفسه للأبد .
1
كان يشاهد سناب قبيلته ... وأكتظاظهم حول المحكمة حتى خرج أخيراً أعمامه ..
وأنقظ المنتظرين عليهم مهنئين بالحكم الذي حصل عليه أبن أخيهم ...
كان المدير للسناب يتحدث هذه اللحضة :فياض عطنا كلمة بمناسبة حكم هجرس ...كيف الرجال بيضوا الوجه أو لااا ..
فياض وهو ينظر للهاتف الموجه إليه :وجيهكم بيضى ماقصرتوا كل الصوارم كل رجال قبيلتنا وكل من تعنى عشانا وقف معنااا والله أنك ماقصرتوا ووجيهكم بيضى وعلمكم غانم ...
ليرد عليه الذي يصوره :تستاهلون أنتم راعين الأولة وكل اللي يهمنا فكاك هجرس والحمدلله الحكم اللي أخذه بسيط والله يقر عيونكم بطلعته ....
بعد أن أنتهى من فياض يتوجه لسلطان الذي يتلقى التهاني من الكثيرين حوله :أبو هجرس ياأبو هجرس
سلطان وهو يعدل عقاله الذي سقط للخلف من حماس المهنئين :يالبية ...
محدثه :لبية في مكه ومعك هجرس ...
سلطان :آمين ..
:مبروك الحكم ..اللي يارب لك الحمد جاء على مانحب ...
سلطان :أي والله يارب لك الحمد والله يجزاكم خير ويبيض وجيهكم ماقصرتوا وقفتوا مع أخوكم ...
محدثه وهو يقترب ليخرج بالصورة مع سلطان :أبو هجرس المتابعين ينكرون أنك أبو هجرس ويقولون أني غلطان وأنت اخوه ..
سلطان بمجاملة وهو الذي لم يعجبه التدخل في خصوصيته:افا ياذا العلم لاوالله ماأنت غلطان وتكرم اللحى الغانمة من الغلط ... هجرس ولدي لأني أعرست مبكر وكبرنا أنا وياه مع بعض ...
:ماشاءالله الله يخليه لك ... سلم لنا على أبو سلطان الشيخ بن نايف ...
سلطان وهو يبتعد مودعاً :سلامك واصل وعلمك غانم فمان الله ...
أغلق السناب وتحدث مع أخيه الذي جاء لزيارته :حكموا لهجرس ...
عواد يهز راسه بموافقة :ايه الحمدلله .. لاتنسى ترى جميلة بيضل برقبتك طول عمرك ...حتى لو طلقت مرتك ...يبقى هو اللي حفظ شرفك بيوم من الأيام ..
حامد وهو ينظر للبعيد :مانيب ناسي ... جهزت فيزتي ..
عواد :كل شيء جاهز...بتكلمها ولاتقابلها
حامد الذي أتصل عدة مرات ولم يستطيع أخبارها أنه سيسافر لأن كل الهدوء بينهما سينقلب لبراكين ثائرة :ولا وحدة لاوصلت هناك علمتهااا ..
عواد يشعر بالأنزعاج من عودة حامد للتردد والمماطلة :كلمها وخلها تأخذ العلم منك ..أجلس هناك فكر روق ... أستمتع بالحياة وبعدها خذ قرارك بتكمل معها ولاتسرحها وتريحها وتريح نفسك ...
××ماعاد أتمنى ولا عاد أبي شي أنا لـ وجه الله تركت أمنياتي .××
****
مساءً خرج هو وبتال مترافقين لذهاب لموعد أتفقا عليها سابقاً ... ليجدها أمام الباب ...
فياض بفضاضة :أنتي وش تسوين هنا ماتتوبين عن القسقسة (كثرة الدخول والخروج ) بالليولة (ليلاً) ...
خزام بلا أعتبار لفجاجته :أبغى أكلم البنات بموضوع ...محتاجة حاجة منهم عشان الواجب ..
فياض بأنزعاج من زيارتها الليلية وكأن المنزل ليس مليء بالرجال :موضوع اللحين توتس صحيتي وتذكرتي واجباتس ..
خزام بصدق:ايوة توي صحيت كنت نايمة ..عندي واجب بحلة محتاجة لاب توب ...بأخذ من البناات ..
فياض أنزعج أكثر بسبب غبائها من سأل عن نومك :الله والواجب اللي بتحلينه صفر مايحتاج تعبين عمرتس ..
وحين لاحظ نظرات بتال المستنكرة لتصرفاته ...
أشار لها :أدخلي يالله عندهن أدخلي ..
ودخلت حتى لو لم يخبرها وهو من أعاقها من البداية ..
دخلت وسلمت على والدته ...تحت أنظار الفتيات الغير متقبله وجودهااا ...
وقبل أن تطلب جاء صوته الجلف من خلفها :عطنها لاب توب تحل واجبهااا ...الدكتورة !!
ليلى برد سريع :ماعندنا لاب توبات ...وأشارة ليارا بعلامة النحر حين فكرت أن تعرض الخدمة ...
ولم يفت فياض تصرفهاا فوضعها في ذهنه ...
طلبت بأدب :بس بحل الواجب والله ماألعب فيه ...
بتال الذي كان يشاهد الموقف فقط لأنه شاهد من فياض تصرفات غير مألوفة :مروى طلعيها لجوزاء تعطيها لاب توبهااا ..
وأتصل بتلك يخبرها بما يريد ...
فكشرت ليلى التي كانت مستمتعه بالعبث مع الأثنين ..تباً بتال ...كنت أريد رؤية الشهم وهو يبتاع لها لاب توب لعينيها الخضراء ...
فياض حين شاهد رحيلها مع مروى سألهن بحدة: ماشاءالله ماأحد منتسن عندها لاب توب وش هالحسد ...
شعاع بأنزعاج :ماتستحن ماعاونتن المسكينة بواجبهااا ...لو عندها ماجت تطلبتسن ....
فاطمة التي أعتقدت للحضة أن يارا ستلبي طلبها:يارا وش فيك مابغيت أحرجك وأطلعك حسودة ليه ماعطيتيها لابك ...
يارا بتعذر :أمي فتحت عليه أمس صفحة ماهي موثوقة ونزل عليه فايروس وماأبغاها تحل واجبها عليه وتتوهق ...
فياض لليلى :أنتي عندتس عشرين لاب توب ليه ماعطيتيها كل مانزل أصدار حذفتي اللي قبله وشريتي الجديد ...
ليلى بوقاحة تباً لبتال كان سيفعلها بالتأكيد نضرب عصفوريين بحجر واحد ..أتأكد من ظنوني وهي تربح جهاز مجاني:وليه نخليها على العطايا أشتر لها وأحفظ كرامتها دامك خايف عليهاا .. عندك فلوس هالقد .. وأشارة بيديها ..على قلبك أصرفها بأعمال الخير ...
بتال يرفع حاجبة وهو المتكتف يشاهد الموقف من خلف فياض .قال بشك :ليه مكتوبة بأسمه حتى يصرف عليهااا ...
ليلتفت عليه فياض بحدة وقد أزعجته جملته :أنت بعدك هنيا مو قايل ماأدري وين بتلتعن ...
بتال بدهشه هل فاته شيء مالذي يوتر فياض :كنا بنروح ســوى ...بس الظاهر فيه أمور أهم بكثير من مشوارنا مثل واجب وش أسمها خــوخة ...
لتضحك الفتيات بهستريا من ملامح فياض المتشنجة ...
بتال يتظاهر بالبراءة :وش فيه أذكر يومها صغيرة نناديها تسذا(هكذا) ....
فياض وهو يدفعه ليخرج :حرك بس حرك بتسويلي حركات ناقصات العقل ...
بتال يتوقف بعد أن خرجوا من البناء :وش فيك !!
فياض يخرج سيجارته ليشعلها :وش فــي ماأداني دوجتهن تالي الليل ..!!!
بتال بنظرة عميقة أعتقد أن هناك شيء آخر خلف كل هذا الحذر:لا فيك شيء ثاني ...
فياض الذي وجد الخطة التي سيخلص نفسه فيها من أستجواب بتال:اركب السيارة وأعلمك ...
وبعد أن قطعوا مسافة قصيرة بالسيارة ..
فياض بكل صراحة لكن لحادثة سابقة :يوم كنت بالمستشفى ... قبل ماأصحى بليلة أتوقع على قول الحكم ...سمعته مع هجرس يتهاوشون وجابوا أسمها بنص السالفة ..
بتال بدهشة:أسمها وش يقولون عنها ..
فياض أحسنت فياض أفضح المسكينة مرة أخرى وأخرج الذكريات التي أنطمرت تحت الأيام وذاكرة السنين :ماأجمع ماكنت أفهم اللي ينقال ...واجهت الحكم ماعطاني كلام زين ...حشرت هجرس قبل ينسجن قال كنا نحبهاااا ...
بتال بصدمة:وش هو حب وش ..انت تقولها صادق ..
فياض بتوتر من سوء أختياره لما أخبره بالحقيقة :أجل أطقطق معك ... تهرب قال حب مراهقين لو كنا صادقين ماأعجبنا كلنا الأثنين فيهااا ...وصمت قليلاً تعرف الناقة خزامى ...
بتال :ايه ..أعرفها اللي غيرت أسمها ..وش هو لاتقول ...
فياض يهز راسه بالموافقة :ايه على كلام الحسن هم اللي مسمينهااا ..أنا قلبي ماهو مرتاح من هالسالفة ...مرة أقول هي لاعبة عليهم .. ومرة أقول يمكن واحد خون بالثاني .المهم ماعاد أنا مرتاح من روحتها وجيتهاا على بيتنااا ..جبنا لها عريس وماضبطت معنااا ...
بتال يحك عارضة :طيب ولا واحد منهم أخذ الموضوع بجدية لو يكونون صادقين ...
فياض لاتسأل أكثر لننسى فقط :مثل ماأنت شايف هجرس حشرته وقال يبي بنت عمته اللي ماتبية ...
بتال بنفي :لا وش هجرس حنا بنستر على البنت مانبهذلها ...
فياض فقط أقتنع بتبريري وأعفني من هذا الشعور بالذنب:الحكم أنكرها من البداية ...واللحين بيأخذ أخت هجرس ...أنا قلبي قارصني منهم ..
بتال بحيرة من سرعة فياض بأخراج الأحداث وكأن المشكلة أنتهت ولايريد الحديث فيها أكثر وقبل قليل يشتكي ..ولاحظ بنبرته الحادة أن الموضوع هو من تكفل فيه ولايريد لأحد أن يتدخل فيه لذالك قال خاتماً الحديث فهو ليس مولع بحل مشاكل الساحة يكفي الجناح الشرق والغربي :والله حيرتني معك والسالفة طلعت أكبر من اللي تخيلته ...الله يستر على بنات المسلمين ...
أجل لقد فضح حقيقة حتى لاتفضح أخرى ...
لقد سقط من عين نفسه ... هل لهذة الدرجة تخشى أنفضاح أمرك حتى تكشف واقعة أندفنت تحت التراب ...
لست جاهز ...لاأريد أن أعري روحي أمام أحد ....
وبتال نظرته عميقة بطريقة تجعلني أرتجف من فضح أمري ..
بتال وأبي هم أكثر من أخشى نظرتهم لي لو فهموا ماأمر فيه معها ...
أسماء ...ليلى ...فتيات حالمات يعتقدن أنفسهن يعشن قصة رومانسية ولكن بنظر الرجال سأكون أمتلك مايكفي من الخسة حتى أنظر للطفلة التي كانت حتى اللحضة تنادي بـ عمـي ...
وكأنتي أنتهكت الرباط الوثيق بينا وبين والدهاا .. لقد أئتمنا على بناته ... وأنا تزيغ نظرتي عليها وأراها أنثى ... أي صفيق دنيء سأكون بعينة ...
4
××حبك فضيحة أداريها عن عيون المخاليق .. وكل عاشق لو دس حبه عيونه تفضحه××
***
جوزاء التي أزعجها أتصاله وطلبه ... لما ستعطي أحد ما غرض من أغراضها ...أنت حتى لم تشتريه لي حتى تطلب مني أن أعيره لأحد ...
لقد عاد لنفس الأسلوب المتزمت معها ..وهي لن تسامحه على هذا لقد قطع وعود هو غير قادر على الأيفاء بها
لو بقى على نفس الأسلوب معها لكن أفضل
من رفع مستوى طموحها لتصطدم بالواقع المر..
فتحت الباب لمروى ..لتنظر للفتاة خلفها التي ترتدي عبائة بلون رمادي وتلف حجاب ملون تتلثم فيه ...
سألت مروى بأستفهام دون أن تنطق ..
لتخبرها :هذي خزام بنت الملحق ...أصدقاء جدي عقاب ..وغمزتها بعينها حتى لاترى تلك ماتفعله ...
ففهمت جوزاء المقصود اليست الفتاة التي ترسمها مروى ...
أبتسمت له وهي تدخلها ...وتلك تقول بأدب :آسفة تطفلك عليك بس عمي بتال قال أنك بتعطيني لاب توبك أحل واجبي ..
جوزاء بسخرية :اه عمك بتال ... أوكي حبيبتي تفضلي ...
ومرة ثانية أطلبي مني مباشرة لتدخلين عمك بتال بينا ..
خزام أكتشتف المعنى المبطن بين كلماتها ولكن لم تهتم ...
جلست بالصالة تنتظر جوزاء التي خرجت لها بالجهاز المحمــول ...
جوزاء التي لم يعجبها تواجدها:تقدرين تأخذينه معك البيت عندي غيره ...
خزام بتساؤل :ليه أنتي تدرسي بعد ...
جوزاء ماهذة المتطفلة:لا بس عندي شغل غير الدراسة ...
خزام تفتح اللاب :ماأقدر أخذه معاي عندنا أطفال أخاف يخربونه ...
جوزاء وهي تفتح هاتفها تعبث :طيب براحتك ...
قبل أن تشعر بنقص لباقتها لتقف وتحضر لضيفتها ولنفسها كأس من العصير ...
لتقول خزام بوقاحة :عندك قهوة .. وأشارة لآلة القهوة التي لم تستخدمها من قبل حتى ...
جوزاء بدهشه وهي تنقل نظرها من الفتاة للآلة القهوة :ماأعرف لها ماأشربها ..
خزام بألحاح:عادي أنا أعرف أسوي ممكن ...
جوزاء ببرود:تفضلي ..
خزام التي وقفت بحماس وهي تكتشف الكبسولات وتفكر أيها تجرب :معليش أكيد تقولي مره بجيحة بس راسي حينفجر من الصداع نمت قبل المغرب ولسى صحيت وتذكرت الواجب وقلت لأمي وأرسلتني عندكم أدور لاب توب ...
جوزاء تهز رأسها بتفهم فهي من المكن أن تفعل أكثر من هذا بحالة صداع القهوة الخاص فيهاا ...
وبقيت مكانها تتأملها ...حسناً الفتاة ليست بقليلة جمال ..
فقط لوترى لون شعرها لتقارن بين رسمة مروى والأصل
وسخرت بداخلها وهل أستطاعت مروى ..
أستحضار لو القليل من جمالهاا ..
عند خزام كان تحاول أن تركز على صناعة قهوتها
وليس النظر على الفتاة التي سرقت زوج عبير ..
أنظر وهل أعتقدت حقاً أن عبير الفائزة ولن يضاهيها أحد ..
أنظروا لهذا الشيء ..
أنها بدوية أخرى .. جميلة ..
ولأكون منصفة لم أتخيل أن تكون السمراء بهذا الجمال ...
ولاتشبه بقية أفراد القصر ..
هي لاتمتلك نفس الغرور ولكن وجودي لايعجبهاا ..
حسناً لقد تطفلت عليهاا ..
هل تعلم أني دخلت هذا الجناح قبلها حتى ..
أصمتي ياحمقاء لحسن الحظ ليس للأفكار صوت ..
أزعجتها رائحة قهوتها فتوجهت للباب لتغلقه حتى لايدخل ذاك والفتاة بالصالة...
... ودخلت لغرفتها وجلست بالشرفة ...
لاتعلم تفسير مافعلته هل تغار عليه حتى لايرى الصبية الحسناء وكأنه لم يراها من قبل بالتأكيد لو كانت تعيش بساحة القصر فهي قريبة جداً منه وقد رآها مرات عديدة حهتى يرسلها لها لتعطيها محمولها لتحل واجبها عليه كم هي مسكينة !! وقلبه طيب للغاية ..
أمسكت رأسها الذي ستتفجر فيه آلاف الخلايا من شدة التفكير
لما تهتمين لأمر رجل لايراك شيء فهو يتغزل بزوجته الأولى أمامك ..
ويرسل غريبة لتعبث بأغراضك وهو يكمل سهرته عند تلك ...
مالمهم فيه حتى تحرقــي روحك من أجله ....
أغلقت عينيها التي أمطرت منها دموع الوجع ..وهي تقنع نفسها أنها تبكي على نفسها وألمها وليس عليه ...
سمعت طرقات تلك تستأذن بالخروج وتشكرها ولكن لم ترد فهي تتألم ومشاعرها مفضوحة ولاتريد لأحد أن يراهااا ...
أغار عليك من ماضيك وأنا حاضرك..أغار لو مر أحد خيالك وأنا واقعك ××
****
بتال الذي أستشعر بنبرة جوزاء شيء لم يعجبه أتى ليطمئن .. وهو منذ الأتفاق الذي عقد بينهم لم يقابلها إلا ظهيرة هذا اليوم ولم يكن رائق البال ...
فهو مرهق بعد يوم عمل طويل
ومشوار طريق طويل بالسيارة..
من الخبر إلا الرياض بعدما لم يجد تذكرة عودة ...
دخل غرفتها بدون أن يطرق الباب ...
لم تكن بالغرفة ..
جلس على سريرها وأخذ يتأمل مفرشها بلونه الزاهـي ..
كل المفارش التي تمتلكها بهذا اللون وردي ..البنفسج الفاتح ..
نفس الألوان ودرجات مخلتفه منها ...
أجل هو أصبح يلاحظ كل الأشياء من حولها ..حتى يبعد تركيزة عنهااا ..
خرجت إليه قادمة من الحمام ويبدو أنها أستحمت للتو ..
وتلكأت أمام الباب لاتريد الخروج أمامه ...
وهو فهم نيتها وظل ينظر إليها بكل تركيز ..
ليرى التردد على وجهها يتحول لثقة وهي تخرج إليه بمظهرها ذاك ...
هو يريد أن يوصل رسالة ولو كنتي نصف عارية هذا لايعني أني غير قادر على كبح نفسي لستي الأنثى الوحيدة بحياتي ...
وهي أجبرت نفسها قصراً على التقدم ...لم تخرجي له هكذا هو من جائك لوسط مخدعك ...
وقفت أمام مرآتها تزيل المنشفة التي لفت فيها شعرها
لتلتقط المجفف وقبل أن تعمل على تجفيف شعرها ..
أوقفها عن ماتفعل حين قال :ماأتوقع حلوة تتجاهلين وجودي ولاكأني موجود ...
جوزاء :ليه بغيت شيء ..
بتال :وش فيتس ...!!!
جوزاء تلف عليه وهي التي مازالت بمنشفة الحمام التي تظهر أعلى كتفيها :لاعاد ترسل أحد يستخدم أغراضي أنا ماأحب هذي التصرفات غير كذا ماأحب يدخل مكاني أي أحد ...
بتال بعدم أستحسان وهو يلتمس نوع من الفوقية في عباراتها :مامن فرق كلتسن نفس الطينة ...
جوزاء بتجاهل لجرها لنفس الأمر المقارنة والأصرار على مقارنتها بعبير وكأنه يريد أقناع نفسه أنهما غير مختلفتان ..:قول اللي تبي .. تبغى ..تتكرم ..تتصدق ..تسوي أعمال خيرية سوها بشي ملكك ...جهازي اللي تطلب مني أعطيه أحد ثاني أنا أشتريته بنفسي ماجبته لي ...
بتال بنظرة شك:يعني هذا اللي مزعلتس !!
جوزاء لاتبعد عينيها عنه:لاتطلب مني شيء أنت ماتقدر تسوية ...
بتال حين نتحدث هكذا عينيك بعيني هناك حديث آخر يصدر منها ولم أعتقد أني فاشل من قبل بلغة العيون كما شعرت اللحضة :مافهمت ..؟؟
جوزاء المستمرة بتبرير وجهة نظرها ولاتعلم أن هناك من يطيل الموضوع ليستمر الموقف كما هو لتأمل والتمتع بالمنظر أمامه:عمري طلبت منك خدمات !!! ..أنت حتى الشيء اللي لي حق فيه ماتعطينيه ..بس لما يجي الدور عندك تعتقد لك الحق بطلب أي شيء مني ..كلمي أخت هجرس عطي البنت اللي ماأدري من وين طلعت جهازك ...
بتال وهو الذي يتكيء على ذراعية للخلف ..ولكن يكذب لو قال أن منظرها لا يشغله عن حديثها الجميل هو يحب الحوار الدائر ولكن المنظر يفقدة بعض حلاوة الحديث :حسبتس كريمة وراعية واجب ماأنتي جوزاء البدوية ...
جوزاء تتكتف :وهذا اللي مزعجك ..خلاص أنا مو جوزاء البدوية ..أنا جوزاء الخكرية بس فكني من شرك ...
بتال الذي وقف لها النظر من بعيد جميل ولكن من قريب سيكون أجمل فالرائحة التي داعبت أنفه مع خروجها من الحمام يريد أن يشمها بعد أندماجها مع رائحة جسدها
لمس أعلى كتفها المتهيج بعد الحمام :يووه ياجوزاء لو تفركين لين بكرة ماراح يتغير لونتس ...
ضغطت زر المجفف وتجاهلت لمسته التي كهربتهااا حرفياً ..
فهي لاتريد ليده الدافئة أن تحط على بشرتها الباردة لأنها تبعث القشعريرة فيها ...
أغلق زر التشتغيل :وش فيتس زعلتي ...
جوزاء بحلم :مازعلت بس بردت بجفف شعري ..
وأكملت حتى يغرب عنها فهي تشعر بالتجمد تحت هذه المنشفة :بتال روح أجلس مع ولدك مسكين يمديه سهران يحتريك ..
ذكرت هذا العذر لأنه أخبرها سابقاً أن حاكم لن ينام حتى أمر عليه وأودعه ...
بتال وهو يلامس حافة شعرها التي تعدت كتفيها بقليل :لاتخافين مريته قبل أجيتس ..بعدين وش عندتس مع ولدي لاتكونين تغارين منه ...ياجوزاء ماهو تسذا غاري من الأم ماهو الولد ...
وحين لم يجد رد سألها :ليه ماتطولين شعرتس ..
أهلاً أنتهينا من أملاكي سيحول لجسمي نفسه ...
جوزاء تهز شعرها ومنتبهه جداً للنظراته التي تلاحق تراقص الشعر على أكتافها :أحبه كذا يعجبني ... ماأحب الطويل يغثني ...
وحين لم تستطيع التخلص منه ذكرته :بتال روح نام وراك دوام ..
ليرد عليها بتكشيرة :بحتريتس بالصالة ..زي ماأتفقنا بنسولف ...
بقت تحدق بنفسها بالمرآة بأحباط ...هل مرة أخرى ...
بتال أذهب وتحدث فوق رأس عبير أرجوك ...
بالصالة بعد أن أرتدت أحد بيجامتها الساترة ...
فبعض نظراته لم تعد تعجبهااا ..
فلأحد يحب أن يكون للعرض وغير قابل للمس ..
حين خرجت إليه أخيراً ..
كان قد حضر الشاي لنفسه ولهاا ..
حسناً بادرة جيدة لم يكن الذوق من صفاته ..
بتال يرفع لها كوب الشاي :هذا عشان تدفين وماتقولين بتال قصر معي ...ومايعطيني حقوقي ..
لاتعلم ولكن هل كان خلف لهجته أمر مريب أو خبث مستتر ...
آه هل يعني حقوق معينة ..
جوزاء التي ألتقطت الكوب وجلست جوارة لايفصلهما شيء سوى أمتداد ساقها المثنية تحتها :اممم ..
مشكلتك يابتال ومشكلة كل الرياجيل مايعرفون من الحقوق إلا شيء واحد ...ومايعرفون أن أهم شي عند المراءة الأحترام واللباقة بالحديث ...وماتعاملها كأمر مضمون ومنتهي منه ...
بتال يلتقط خصله من شعرها بعبث أعتادته :شاطرة بس بالهرج ياجوزاء ولو جينا للواقع مالقينا شي ..
جوزاء :وش قصدك ..
بتال بتلاعب ليقلب الطاولة عليها الآن ستكبر عينيها من الدهشة وشعور بالظلم تبدو ملامحها مبهجة :أنتي بعد ماتحترمين الرجال اللي قدامتس ..
جوزاء بشهقة أستنكار :أنا ماأحترمك ...
بتال يزيد الجرعة :هذا اللي أشوفه ...
جوزاء بشعور بالظلم تتهدل ملامحها:كل واحد يشوف من زاويته أنه المظلوم ...
بتال بقهقه :ماعاش من يظلمني وأنا أبو حاكم ...
ياحليلتس يالجوز ..
كم هو ممتع الحــوار معها ...
..حسناً لقد كان في البداية يتضايق من ردودهاا لن يكذب ..
ولكن مع الوقت أكتشف شيء ... هل درست فن الحوار !!
لما الحديث معها ممتع جداً حتى وهي غاضبة ..
وهو يتعمد أستفزازها
جوزاء بأنزعاج :أنت ماأخذني طقطقة ..
بتال تختفتي أبتسامته ويتحول للجدية:رجعنا على نفس السالفة ..ماأحد يطقطق عليتس يابنت الحلال نمزح نسولف نضحك ...
جوزاء :يعني تعترف أني أحترمك وأنت ماتحترمني !!
بتال الذي لايعجبه أنها حين تقف عند نقطة لاتتجاوزها بسهولة وهذا يعني أنها لاتنسى وتتجاوز بسهولة ولايعلم لما يشعره هذا بالقلق ..:والله ماأدري وش نوع الأحترام اللي تطلبينه .. بس نحاول نوصل له ..أنتي الظاهر تبين خروف تقودينه على كيفتس ..
جوزاء هل الرجل الذي يحترم زوجته خروف إذاً الذي يفعل كل شيء من أجل أمه حتى لو ظلم الآخرين ماذا يسمى رضيعها الصغير:نفس النظرة الدونية ..الرجال المحترم مع زوجته خروف ..!!
بتال مازال يريد أن يستمر بتبادل الحديث معها ولكنها تحول الحوار إلى أماكن لن يعجب الأثنين الوصول إليها:طيب هدي الوضع شوي ماحنا بجلسه حقوقية ..
جوزاء لن يرتاح قلبهااا حتى توصل له رسالة معينة :مشكلتك يابتال تأخذ من كل شيء اللي يعجبك ..
وحتى مني ماتبي السواليف اللي على ميزاجك ..
مايهمك الطرف الثاني وش يبي ولاوش شعـوره ..
بتال أغمض عينيه بكدر ..لن ننتهي ..
تنحنح وأعتدل بجلسته :شوفي ياجــوزاء بقولها لتس مرة وماراح أكررها كثير ..
أنا ماندمت في حياتي .. على شيء ..
إلا طاعتي للحريم ببعض شــورهن ..
وللي كانت نتيجته ماهي زينه لي ولغيري ...
فلاأنتي ولاغيرتس ..بيمشيني على كيفه ...
جوزاء التي تفاجئت بلهجته ..متى قالت أنها تريد أن تسيره على رأيها ...هل طلبها منه أن يكون محترم بحديثه معها
أو حين يطلب منها شيء يعد تسير له ...
فردت عليه حين لاحظت تحفزة لسماع رأيها :ماراح أمشيك على كيفي يابتال ..لأني أنا بعد ماتزوجت عشان أصير أن الرجال واللي بيدي الكلمة ...بس ياليت يصير هالموضوع مع كل الأطراف ماهو معي بس ...
وبقت النظرات مستمرة معهم ..هل ينتظر أن تكسر عينها
حسناً هي مستعدة للهرب بأي لحضة ..
وأنزلت قدمها المثنية تحتهاا ..
للتفاجيء فيه يربت على خدها ...كما يعتقد أنه بخفة ولكنه مؤلم نوعاً ما :أرقدي ياجوزاء أرقدي السهر ماهو زين ...
ووقف وتوجه لغرفته بكل بساطة ...
ليخبرها قبل أن يحول أغلاق الباب بينهم :تصحبين على خيــر ..
حسناً لقد توصلت لنتيجة من كل هذا الكلام وأصبحت متأكدة أن شور النساء الذي تشدق فيه ...
هو الذي أدى لزواجه منهااا .. لقد فهمت من نظراته إلا ماذا يرمي ..
حسناً هو نادم على زواجه منها هذا واضح ...
تباً لك وللحمقاء التي أضاعت وقتها بترجي شفقتك ...
كم تتمنى لو تكون فتاة شعبية لا أدب لديها
وتبصق من خلفه ...
2
××سوالفك من حُلوها تسرق الليل أنا معك بالذات أحب السهـر××
فرغ من صلاة العصر مع جماعة المساجين ..
جلس جوار أحد الأشخاص الذي لفت أنتباهه
أنه لايؤدي الصلوات معهم ..
سأله هجرس بتوجس :أنت مسلم !!
رد الآخر ببرود : ماأحب الأسئلة الشخصية ...
هجرس :أبوك مسلم !!
الطرف الآخر بأنزعاج :الله يرحمه ..
هجرس :يعني تدري أن الرحمة بيد الله !!
شخر بسخرية من أسلوب هجرس البدائي وقال ليتخلص منه :أكيد ..
هجرس يحدق دقنة :أجل وش العلوم اللي يقولونها الربع عنك ..
السجين بالعادة لايحب الأطالة مع الغرباء ولكن هناك أشخاص مجرد مظهرهم يعطيهم صلاحيات لايمتلكها غيرهم كصاحب الأعين الملونة أمامه:هجرس ماهو كل مانسمع نصدقه ...
هجرس :هذي مافيها شك ..
السجين وهو يغمزة:أجل لاتسمع من أحد شي عني إذا تبغى تعرفني ..
أسألني أناا ..
××إذا جاريت فى خلق دنيئاً فأنت ومن تجاريه سواء رأيت الحر يجتنب المخازى **
ويحميه عن الغدر الوفاء وما من شدة الا سيأتى ** لها من بعد شدتها رخاء ××
****
1
مرت يومين ولم يستطيع فيها التوفق بمقابلة والده ..فهو قد عاد لتخبط ساعته البيلوجية وأصبحت أوقات نومه غير منتظمة مرة أخرى مع عودته للعمل ...
ولكن مقابلة والده ضرورية ..ولن يفرط بيوم آخر ..
علية أن يقنعه بأمر هجرس وياسمين ... لأنه هجرس بدأ أحداث المشاكل بالسجن ..
وأثارة الشحناء بين المساجين ...
ليست من مصلحته ..فوسط أي أحتدام بسيط سيفقد
سيطرته على نفسه وقد يتسبب على نفسه بمصيبة أشد ..
أتصل في والده ولكنه أخبره أنه بالخارج وغير متفرغ له ...
وحين ألح عليه بالطلب أعطاه عنوان مستشفى ...
وأنه هناك في لزيارة مريض ...
فكر أن والده يضعه أمام الأمر الواقع تعال لزيارة المريض
حتى أتحدث معك في طريق العودة ..
توجه إليه وحين وصل أتصل ليسأل عن رقم الغرفة ...
فطلب منه أن ينتظر بالأسفل هناك شخص سيأتي لتوصيلة ...
فياض الذي يقف متكأَ على أحد الأعمدة ويعبث بهاتفه لم يشعر إلا بالواقف أمامه ..
وأحتاج النظر له مرتين حتى يتأكد من صدق وجوده بهذا المكان ...
فياض بفظاظة:وش تسوي هنا ..
وسام ببرود فالأثنان لم يتواجها منذ خرج فياض من المستشفى وحلت المقابلة اليوم ولكن لحسن الحظ لايبدو فياض متفرغ له :أبوي تعبان شوي وجبناه نتطمن عليه ...
فياض :وينه اللحين ..
سار وسام وهو يجاريه ...
حتى وصلا الغرفة ... كان أمين بسريرة واعي ويتحدث مع والده وبعد أن سلم عليه وجلس ..
كان يتبادل الحديث معهم ...
سمع طرقة على الباب ..
قبل أن يفتحه وسام لتدخل رآها قبل أن تراه وهي توبخ أخيها :قلت لك أفتح شايلة الحاجة بيدي ...
ودخلت وهي تحمل ثلاث أكواب من القهوة بأختلاف أشكالها ..
أعطت أولاً وسام :هذي قهوتك لاتية ..
وتوجهت لوالده لتعطية :هذا قهوة تركية مو نفس اللي أعمله دايم بس تفي بالغرض ..
عقاب مستحسناً ماجلبته :ماقصرتي يابنيتي يمل العافية ..
خزام التي تنتبه لوجودة بهذة اللحضة ..وأحتاجت عدة لحضات حتى أستعادة سيطرتها على نفسها وجدتها تقدم له الكوب المتبقي والذي كان قهوتها الباردة:تفضل ...
ليأخذها بكل برود أذا كان والده قد غير قهوته لثمانين عام فلما لايفعلها هو ويشربها باردة مع الكثير من السكر والكريمة والقليل من شيء مايشبه طعم القهوة ...
لتبتعد هي وتقف جوار وسام كطالبة مؤدبة بعد أن كانت مندفعة بالحديث ...
عقاب الذي فرغ من حديث ما مع أمين سأل فياض :وش عندك يوم أنك مبلشني من أمس تعال ووينك ...يومك ماتعرف تنام مثل الخلق وتصحى مثلهم ..
فياض الذي تفاجأ بهجوم عقاب عليهم أمام الجمهور المتفرج من الأطفال :ياأبو سلطان أنت وش فيك علي ..ترى سالفتي مهمة ولا كان ماضيقنا خاطرك ...
عقاب وهو يتكأ على عصائة بيديه الأثنين ويتقدم بمقعدة :وش هي ..
فياض هل يحرجهم ويقول ليس الوقت المناسب للحديث والأمر خاص ولايستطيع قوله بالملاء: يمكنه ماهو مهمة لذيك الدرجة لاردينا البيت قلتها ..
عقاب الذي فهم تهربه قال ليحرجة :عسى ماأنت تبي تخطب ..
أمين بأبتسامة بشوشة :لوهو صادق يالله مشينا نخطب له ..
فياض بلهجة فاترة :وأنت يابو سلطان ماعندك إلا سوالف الزواج ... من زين النساوين عشان نهذري فيهن ليل نهار ..
أمين بصدق :ياولدي يافياض اتقي الله وش فيك على الحريم هم نصفنا الثاني وبناتنا وأخواتنا ...
فياض بقناعة برأيه:الحريم ساس البلاء حتى الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (( ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء))
عقاب الذي يعرف أبنه جيداً ويستطيع الرد عليه بأقسى من هذا :عليه أفضل الصلاة والتسليم ... بس قال كثير بمدح النساء وتقديرهن ووصى عليهن ..بس ياولدي من طلعت على الدنيا وأنت ماتأخذ من الدين إلا اللي يجوزلك ..
كانوا يتحدثون وهي متملله مكانها ..
ماهذا الموضوع الذي فتحوه بوجودها تتمنى لو تنشق الأرض وتبتلعهااا .. كم هو موضوع مشـوق ومهم جداً..
وهذا حقاً وقح إلم يستطيع تقدير وجودهاا .. وكف لسانه عن الحديث بالنساء ومساوئهن الذي يحب ترصدها ولايرى نفسه وكل المساويء الذي يمتلكها ..
وشرب قهوتهااا تباً لقد جلست عدة دقائق حتى تختارها بعناية .. لتلذذ فيها باردة بعد العطش الذي شعرت فيه منذ عادت من الكلية لتتفاجيء بالعم العقاب يأخذ والدها بزيارة للمشفى
لأجراء تحاليل شامله له فأصرت على الذهاب برفقتهم.. لتسمع بنفسها رأي الطبيب بصحة والدها ..
وماأن وصلوا حتى تم أخبارهم بالأجرائت ..
يتم تنويمة الليلة ..
وغداً من وقت مبكر سيبدأون بأجراء التحاليل والأشعات له ....
وقف أخيراً عقاب ليخبرها :يالله ياخزام نرجعتس البيت ...
ونظرت لوسام حتى يرافقها ولكن بقى واقف محله لتفهم أنه بالتأكيد سيبقى مرافق لوالدها وهم الثلاثة من سيغادرون فقط ...
كان كل شيء يسير بسلاسة نزلوا مع المصاعد ساروا قطعوا الممرات حتى أنفعل فجأة على أحد المارة ونعته بالأحمق والمعتوه وألفاظ شعبية مشابهة ...
قبل أن يلتفت عليها بحدة غير عابيء بوجود والده :وأنتي ماتعرفين تلبسين نقاب مثل باقي البنات ...
قبل أن يهدأه والده ويأمره بالصمت فالناس تنظر إليهم ....
أمرهم بأنتظاره حتى يحضر السيارة وكأنه تذكر فجأة والده المسن ...
عقاب لخزام الواقفة بعينيها الحزينة :يابنيتي ماعليتس منه هذا لسان بس .. إذا مالقى أحد يهاوشه ..تهاوش مع نفسه ...
وحين صعدوا لسيارة عاد يفتح الموضوع من جديد بكل وقاحة وهو يدير المرايه ليضعها عليها ويحدثها من خلالها :ياويلتس لو شفتس طالعة بهالشكل والخرقة اللي أنتي لابستها أرميها بالزبالة ...والبسي عباية زي الناس ...
لترى عقاب بكل برود يرفع عصاه ويغير اتجاه المراءة :سوق وناظر قدامك ..
يعلم أنه تجاوز الحدود..
ولكنه غاضب بل سيجن من الغضب يريد الهروب من ملابسة من شدة حنقه ...لقد كان ذاك الأبلة ينظر لعينيها يكاد يغوص داخلهااا وهي تسير بحالمية وكأنه الأميرة بروايات الأطفال لاتعبأ بأحد ...
حتى كاد يرتطم فيها فوجد الفرصة لينفجر فيه ...
والده أيضاً رأى الموقف وأنتبه للنظرات ذاك الأبلة إليهااا وهي تعيش بعالمها الخاص ...
تتأمل كل شيء تراه كطفلة حمقاء خرجت لمدينة الألعاب ...
صمتت قليلاً وأكثر من القليل حتى عاد يحدثها ..لايستطيع الصمت لقد أنفرطت السبحة ولم يعد يعبأ بشيء:غيرتي قسمتس ...
لينظر إليه عقاب قبل أن يعود ليلتفت مع النافذة وكأنه غير عابيء بما يقوله ..
خزام هل سأقول لا حتى يفتح محاضرة أخرى :أيوة ...
فياض :وش صرتي ...
خزام ولسانها ينطلق بالكذب :لسى تحضيري بعده حدخل تربية خاصة ..
فياض بعودة لنفس الموضوع فهو قد سأل حتى يخرج من جو العصبية لاأكثر :سمعتي وش قلت عن العباية ...أصلاً وش تستفيدين لو لبستيها مافيه فرق بينتس وبين الأجنبيات ..ألبسى سوداء عشان الناس يعرفون أنتس بنت محترمة ومحد يعترض لتس ...
عقاب بتهكم مبطن :هو صادق فياض أسمعي كلامه وأنا أبوتس ماراح تلقين ناصح يبي مصلحتس كثره ...
ليتكهرب من جواب والده إلى ماذا ترمي ياأبا سلطان ....
صمت الجميع ولم تصدق حين دخلوا مع بوابة القصر وسمعت بعد أن أوقفها قرب الملحق :نزل خزام وصلني المسجد ....
لتدخل للمنزل مندفعة ولم تعطي والدتها فرصة لتسألها فدخلت غرفتها وأغلقت على نفسها وبدأت تنتبه لوجود بلقيس النائمة حملت ملابسها وخرجت للحمام ودخلته قبل أن تسألها والدتها مرة أخرى ...وتحت الدش تذكرت نظرت عقاب الأخيرة لها وهي تنزل ...هل يشك فيها العم عقاب ..
ياألهي لم أعطاها تلك النظرة ...كانت مستنكرة ...
أجل غير مصدقة ... ومليئة بالشك ...هل يعتقد أنها تتعمد أفتعال المشاكل مع أبنه للفت الأنتباه ...أذا كان العم عقاب يفكر هكذا فبما يفكر الآخريين ...
تباً لك لما تنجرين للحديث معه أمام الآخرين هل فضحت نفسي بطاعتي العمياء له ..وصبري على وقاحته ..
أحب حكيك لا ذبحك الفضول ،
وأحبّ صمتك لاهدّت حيلك الغيرة..××
***
كان يطاوع والده بكل مايأمر هيا لنصلي ..هيا نعود لنجلس هناك رجل قادم للحديث معي كل هذا وهو يكاد يسقط من طوله من شدة الأرهاق ...
وأخيراً وحين أعتقد أنه قد نجا منه سأله بكل بساطة :أنت وش تبي من البنت ..
فياض بعيون محمرة وقد أنطفأ كل نشاط فيه :أي بنت ...
عقاب بحدة :تلاعبني أنت خزام وش تبي فيها ..
فياض وهو الذي قد جهز جواب مسبق فقد توقع أن يوبخة والده على حديثه معهاا :اللحين الواحد لحذر أحد ولا عاتبه صار يبي منه شي البنت غلطت وأنا علمتهااا ..
عقاب بجس نبض :فهدة قالت لو ماني أعرفه قلت مهتويهااا ... وأنا ضحكت وقتهااا ..بس بعد اللي شفته اليوم أقولك يا
فياض ياولد شعاع ... لو مابقى من النسوان على وجه الأرض غير بنت أمين أمين ولو بقيت طول عمرك بدون جواز ..
ماسمحت تنعقد أساميكم بورقة وحدة ..
ولابسمح لك تطولها إلا بالأحلام ..
1
فياض بأنفعال :ليه وش ناقصني يوم أنك مستكثرها علي ... من البداية حرمتني اللي أبيها واللحين جاي تقهرني بالثانية .. وكل ماقالوا عقاب روحه بفياض ...
عقاب مايقول لااا لفياض مايجووون يشوفون كيف أتفنن بقهـــــريي مره ورى مره وعشان وش وعشان من كل الناس فضلتهم علي وأنا تدوس علي مرة ورى مرة ماأبي الحب اللي أنت خانقني فيه عاملني مثل هجرس ولا حتى مثل الحارس صبري وفكني من الحب اللي مايجيه منه إلا القهر والضيم ....
ودخل سلطان وبتال القادمين من الخارج على صوت غضبه وكانت الفاجعة حين وجدوا المقابل له والده ...
ليهتز الأثنين مكانهم ... من هول الموقف وفضاعته ...
وقبل أن ينطق أحد منهم ...قال عقــــــاب بكل هدوء العالم :أخوكم زعلان يخاف أحرمه من البنت اللي اهتواهاا ومايبي يعترف ...
وتحت ذهول الأثنين قال :باركوا له بنخطب له خزام بنت أمين ولي بيقول كلمة بعد كلمتي غير مبروك يحتفظ فيها لنفسه ...
ليجد فياض نفسه بالموقف الذي يتمنى فيه أن ينشق وتبتلعه الأرض ...لقد وضع له والده فخ حتى أفرغ كل مافيه قلبه ولكن ماذا قلت ... لم أذكر أي شيء يخصها أن فقط تحدثت عن المرة الأولى ....لم أقل أي شيء آخر ..
كان يجلس بدهشة وهو يحاول تذكر ماخرج من لسانه ..
تحت نظرات سلطان وبتال المتوجسة بينه وبين والده ..
ففياض يبدو غير متماسك وكأن الغضب أثر على أدراكه
وعقاب سعيد ولكن شيء مايكدر سعادته ...
وهو شيء واحد ومصيري ماذا لو رفضته خزام أيضاً هذا كان مايفكر فيه عقاب ...هي فتاة صغيرة .. وتريد الأنطلاق بالحياة بل أصغر من الفتاة التي أنفصل عنها أول مرة ....
وهي بالتأكيد تناقضاتها عنه ظاهرة من البداية لايحتاج حتى التجربة ليكتشفهااا ... وبالتأكيد لن يرضى بأن تجبر على أبنه ... معضلة كبيرة وجديدة ....وقلب أبنه بخطر للمرة الثانية ...وكيف سيحرص على سلامته ...
بتال كان يتذكر موقف الجهاز المحمول وتصرفات فياض التي ألقاها على قلقه عليها وأي قلق كان ...قلق العاشق العجــوز ...
سلطان بطرفة لتلطيف الأجواء :اللحين يومها صغيرة سافطها لبناخيك ويوم كبرت طمعت فيها لنفسك ...
عقاب يبتسم على الموقف ...الذي لم يجد أي أهتمام من قبل فياض الذي يغوص في أعماقه أكثر وأكثر ..يريد الفرار من هذا المكان ليذهب ويلقي نفسه ببئر لاقرار له أفضل من الأحراج الذي صنعه لنفسه ...
هو حتى غير قادر على الأعتذار حتى من والده ..
خرج وهو يهمهم بكلمات لامعنى لهاااا ...
قبل أن يتجه لغرفته الخارجية ويدخل إليها ويرتمي في سريرة ولاحدود لعواصفة أفكاره قبل أن تبتلع هوة النوم ...
2
××كان تبغاني أعلمك تبشر بالسعد اييييه إحبك و المحبه عطيتك تاجها شوفتك لاجات صدفه بلا سابق وعد كنها مدت كريم على محتاجها××
وبعد خروجه من المجلس ...
عقاب يفضي بهمه للبقية :اللحين أنا غصبته وعرفت اللي بخاطره وتأكدت منه ... وصار كل شيء مكشوف ...
والبنت ماحنا ضامنين موافقتهااا ..
سلطان الذي لم يقتنع بالأمر برمته
ولكن هل المهم رأيه هو أم رأي من سيرتبطا في بعض
هو يعرف حدوده جيداً ..
وإذا كان والده قال أنه أكتشف مشاعر لفياض أتجاه الفتاة
فلايوجد حل لها إلا الزواج :لا أن شاءالله توافق ليه ماتوافق بتلقى أحسن منه ..
بتال وفكرة سيئة واحدة حطت في باله
هل ستعيش الفتاة التي رفضت فياض معه بنفس المكان وسيراها وهي داخله وخارجة أمامه ويزداد قيح جروحه
ولكنه قال أفكار بطريقة أقل سوداوية :كل شيء جايز أبوي معه حق ... لاحنا ضامنين موافقتها ولا قادرين نغصبها عليه ..
سلطان بوجوم :يعني عدنا على طير يلي ...
عقاب بأمل كبير بالله أنه وضع خزام بقلب فياض أو حتى في باله لأصلاح حاله وجبر ماأنكسر :يحلها الله يحلها الله ووقف متوجهاً للداخل وهو يحذرهم من السهر ...
سلطان وفكرة تحطم جديد لقلب فياض تعشعش في تفكيرة:أبو حاكم هذا الموضوع عندك أقنع عمتي هي جيدة وتفر مخ البنت وأمها ... سعادة فياض متعلقة فيك ..
بتال لو كان لدى أمه هذه السطوة فسيسخرها من أجل أخية ولين يبخل بالتأكيد في سبيل سعادته :والله اللي بيدي بسويها يأخوك الله يزينهااا ..مافيه حل للموضوع إلا أن البنت ترضى فيه بأقتناع ولا وش الفايدة ...
الغصايب ماهي زينه ...
سلطان بتفكير يتذكر فيه موضوع أبنه الذي يسعون لأقناع والده فيه من أيام :يعني اللحين وش صار على موضوع البلوى الثاني ..
بتال بسخرية :الحب مقطع قلب العم وبناخية ... اللحين يومك بتقنع أبوي نرجع على سالفتنا الأولية وش الفايدة والبنت ماهي راضية ..
سلطان وهي يتذكر موقف ياسمين معه بعد حادثة هجرس مباشرة :والله البنية ماهي عايفة لهكى الحد تقول أنا زعلت من خالي فياض ليه يكلمني ويخلي هجرس يسمعه ..
بتال بشك :متى هذا ..؟
سلطان وهو يتذكر ماأخبرته عن المكالمة :هو الله يسامحه مكلمها ومخلي هجرس يسمع الرفض بنفسه ...
بتال بفقدان للأمل من تعدل أحوال فياض الذي رغم كبر سنه ولكن تهوره في بعض المواضيع يجعله محل شك بمسألة نضوجه :وليه يخليه يسمعها مايستحي ذا .
سلطان بلا مبالاة :وأنت تخبر فياض يستحي يالله بستر بس ..
بتال دائماً يافياض تستعجل فتدمر كل شيء ونأتي نحن من خلفك لتجميع الحطام :يعني لو أحد يكلمها بالعقل تقتنع ...
سلطان بتفكير عميق وهو يخشى أن أهتمام هجرس لها فقط لأنه صعبة المنال وحين تصبح في يده يحطمهااا :البلى يأخوك أخاف أخذ ذنبها لو قلت لها خذيه عشاني ..
بتال بأنزعاج من تردد سلطان :اللحين ولدك وماأنت مالي يدك منه ..أجل خلها علي أنا أقولها تأخذه وأنا كان جتني تشتكي منه بوطى على صابرة وبأخذ للديرة مافيها أرسال وبذبحه وأصلخ مثل الذيابة اللي يصلخهااا ..
سلطان بقشعريرة من وصفة :وش هالتهديد القرف أذا هذي بدايتها ينعاف تاليهااا ...
بتال :جتك الحمية اللحين وخفت على ولدك ..أجل شد حيلك وأقنع أبو البنت وخل الباقي علي .. الظاهر هالصيفية موعوديين بجوزات كثير ...
سلطان :الله يستر الله يستر ..
××المهتوي لا اهتوى مايطوي شراعه يمشي على النار كنه ماوطى فيها××
****
كانت فترة الظهيرة وهي غير معتادة على أستقبال أحد ...
ولكن طرقات ملحة على باب جعلتها تفتحه لتندفع مريم لداخل وهي تقول :أنتي وينك ساعة أدق
اسمعي رقمك لازم يصير معي مو حالة هذي واقفة على الباب ساعة وعلى أعصابي أخاف أحد يشوفني ..ويحرشون علي عند بتال وفزاع ...
جوزاء التي تفاجئت بهجومها والأنكى ماذا تقصد برؤيتها لديها هل هي من المغضوب عليهم
حتى لايزورها أحد :ليه ممنوع الدخول عندي ..
مريم التي رمت نقابها وطرحتهاا :ضيفيني أي حاجة بسرعة ..
ماأقدر أتكلم على الحاف يجنن جناحك تدرين أنه ذوق رضا لأن محد يبغى يأثث لك وأنتي الثانية ..
لايغرك حتى خالتي شعاع ماتبيتس مو عشانك شخصك
لا الشهادة لله خالتي شعاع مره طاهرة نقية بس عشان أنك جيتي على عبير وهي تشوف أنها ماقصرت مع زوجها
خصوصاً أن بتال يحبها يحبها .استغفرالله أنا وش جالسه أقول
هاتي العصير يكفي لتكبينة توك ماسمعتي شي ..
بس يعني ترى غيرتي نظرتهم لك ...
أنتي آدمية بحالك وكل الناس تحب اللي كافي خيره شره ...
أليس من المفترض أن تصمتها وهي التي تعلم جيداً أن من يتحدث إليك يتحدث عليك ومن خلف ظهرك ..
ولكن كلا هي محتاجة لتفهم بعض الأمور حتى لو كانت وشاية من مريم ولاتعرف سلامة أقوالها ...
مريم تكمل بعد أن أرتشفت نصف الكأس :أسمعي هاتي الجك كله والله من اللي بقوله لك شكلنا بنشرب كل عصير الثلاجة ...هذا حلو من وين أخذتوه ..جوزاء لايكون أنتي تسوينه
ترى أوفر ماأحب الشاطرين بالمطبخ ...
جوزاء تهز رأسها بأستنكار :مريم حبيبتي بالعافية على قلبك وأنا أرفل وحدة بالمطبخ أنتي أحسن مني لايعورك قلبك ..
مريم تنصدم بردها قبل أن تنفجر بالضحك :قسم ردك تووحفة ..طلعتي مو هينة تذاكرين من ورانااا ..من جد جوزاء اللي يشوفك يقول ماشاءالله بدون لسان ..
بس والله أحبك .. ياأختي يكفي قاهره حسناء وعبير تنفقع قلوبهم من برودك ...اخخخ ونسيت أقولك ترى تهبلين لاعاد تلبسين برقع ..ملامحك كيوت فيك لمحة من ذيك أخت كايلي وش أسمها ماعلينا من أسمها ... نفس رسمة وجهها ...
جوزاء التي بقت تنصت لثرثرات مريم التي لافائدة منهااا ..لن تخرجي منها بفائدة ربما جائت فقط لتراك كيف تبدين في جناحك وماذا ترتدين فهي تنظر بين لحضة وأخرى لما ترتديه وتبتسم بتفاهة ...
مالغريب بما أرتدي فستان نهاري ترتديه كل النساء في منازلهم ...
مريم :لبسك حلو يعني من جد ماتوقعتك تكشخين بجناحك ولا تلبسين روز ...
جوزاء التي تفاجئت بهجومها :ماشاءالله من وين حكمتي ..
مريم بتكشيرة حمقاء :يعني جلابيات وبرقع وش بتلبسين بالبيت أكيد روز عشان تكمل الصورة ..
بس والله كشختك حلوة ..
جوزاء لم ترضيها وترد بما عليك زود فهي ترتدي ملابس خروج فترة الظهيرة هل يوجد مبالغة أكثر من هذا ...
مريم التي تحب التحدث عن نفسها حتى لو لم تجد فرصة تخلق واحدة :كلهم يقولون أني أوفر بملابسي وكشختي صح
أنا كنت في بيت أهلي محرومة ماتخيلين قد أيش محرومة ...
أبوي ماكان يخلينا نبلس حتى البنطلون يقول حرام وعيب
وماعنده تفاهم على طول ضرب وتهزيء يخليك تبولين على نفسك من شدته ...فلما تزوجت بغيت أنهبل من السعادة ...
وفزاع حبيبي يخليني ألبس اللي أبي ..
وكل ماحاول يعارضني بشيء ذكرته بمعاملة أبوي لي وكيف مضطهديني أهلي ويحن ويخليني على كيفي ...
لايغرك الناس اللي تقول عقاب وعياله قاسين والله مافيه أبيض من قلوبهم ...أنا جربت القسوة وأبخصها زين ..
بس والله ماأدري عن عيال فهدة يمكن أخذوا من قساوتها ..أنتي وش رايك تحسين بتال قلبه ابيض ولاأسود مثل أمه ...
جوزاء بملل:والله يامريم ماشقيت صدور الناس وفتشت قلوبها عشان أعرف ألوانها وأعلمتس ...
مريم التي بقت للحضة لتفهم المغزى أنفجرت بالضحكة :حلوووة والله أنتي رهيبة .. وماتستاهلين إلا كل خير ..والله أني انجلطت من القهر عليك يوم دريت أنه مروح ومخليك وأنتي مريضة .. بس الحمدلله على سلامتك
واللي قهرني أكثر يوم رجعتي ..ياجوزاء والله أنه يبغالك دورة بالحياة الزوجية اللحين راجعة له حاف كذا وين التغلي وتقدير الذات خليتي نفسك مضحكة عندهم ...
وهذا اللي جايه أقوله لك ..حسناء تفشخر عند فاطمة وبناتها أمس تقول ..أن بتال عايف ومايبيها مغير عمي عقاب هدده بأمه لو ماردك أنه بيطلقهااا .. وتحلف أنها سامعتهم بأذنها ..كانت نازلة بتأخذ لها حاجة من المطبخ الرئيسي ويوم شافتهم صدت ولادروا عنهااا ..وللأمانة حسناء ماتكذب يعني أنا أعترف أكذب بس هي لاحشاها ..
وحين رن هاتفها فزعت :ياويلي هذا وش صحاه ..جوزاء باي مع السلامة ...وأدعيلي لايكشفني فزاع أني عندك ونتورط كلنااا ...
وركضت خارجة دون أن تقفل الباب خلفها حتى ..لتقفله هي بنفسها وبتلك اللحضة تريد أن تصرخ حتى تتصدع جدارن القصر من شدة وجعها ..
هل يتندرون عليها من خلفهااا
وجاء بسبب أمه ..وأبيه من دفعه ..
ليتك لم تفعلهااا أيها الشيخ العادل
ليتك تركتني في حال سبيلي
فالطلاق أرحم بكثير من ماأعيشة في ظل أبنك ...
وتحت عصمته ..
××لا ترتبط بغيمة ما فيها مطر لا ترتبط وتضيع سنينك هدر××
***
دخلت عليهم بحنق ووجهت الحديث لأمها بعصبية لم تستطيع كبحها بوجود الجميع :شفتي وش سوى ولد أخوتس اللي جوزتنيه ..
وتحت صيحاتهم الأستنكارية بدأً من والدها الذي صاح بحدة :وقص لسانتس يوم بترفعينه على أمتس وبعدني حي ...
أسماء تكمل جملتها :سافر وخلاني .. ولا كلف نفسه يعطيني خبر ...
بتال الذي فهم الأمر برمته من سلطان :رايح بدورة من شغله ماهو رايح لعب ..
أسماء وهي تجلس بعصبية :واللي رايح شغل مايبلغ زوجته قبل مايسافر ..ليه خايف أمنعه ..أنا ماأصدقه لو يحلف لي على المصحف أنه رايح لشغل ...
عقاب الذي قد وصله أمر ما ولم يصدق فيه :صحيح اللي يقولونه عنتس ...
أسماء بقلق وبلهجة حذرة :وش هو ؟؟
عقاب :أنتي يوم درستي علمتي جوزتس وشاورتيه ولاا اللي براستس مشيتيه ...
أسماء بكذب تبتلع ريقها :لااا بأذنه وأسأله ..
عقاب الذي عرفه من عينيها كذبها فأسماء لاتخاف لو هي صادقة :الله يهديتس بس .. وياويلتس لو ماأفلحتي بهالدرسة ... أنا ماعندي مشكلة على دراستس بس التعذر بالدراسة عشان تدخلين وتطلعين هي اللي ماأدانيهاا ...
فهدة بأنزعاج وهي الحانقة على أبنتهااا لأفشائها سر مثل هذا أمام والدها :بنتي ماتسوي هالسوايا هذا سوايا ليلى اللي جلست سبع سنين بالكلية عشان تلعب ماهو بنتي ...
بتال بعتب :يمة خليك محضر خير ..
فهدة :وأنا صادزة ...وبنت فاطمة شكلها تمشي على دربهاا ..
عقاب :أقطعي بس أقطعي وخليتس ببنتس ...
قبل أن يكمل يفضي عن قلقه:ياأسماء وأنا أبوتس أنتي جيدة وماني خايف عليتس بس أنتبهي لخويتس بنت أمين ...من يومها ورعة مطفوقة .. وتغرها الدنياا ..والله اعلم أنها على نفس خفتهااا
أشوفها رمت عباتها السوداء ولبست لها ثوبن مايلبسنه المستورات بس ماودي أتدخل فيها وأزعل أبوها وهو رجل أجودي وضعيف ...
فهدة بقهر :أمين نقول مسكين مايدري عنهن ..ماذبحتني إلا رضا يوم هرجتها تقول العباة ماهي لازم سودء أعقبي وأن اللي أحسبها مرة تخاف الله أثرهاا مخفوفه مثل بنتهااا ..ياخوفي بكرة ترمي عباتها هي الثانية وتلبس عباة بيضاء ...
لينفجر بتال بضحك :يمه عاد لو قلبت الموجة على الأبيض أنا اللي بقول مالتس طلعه معهااا .. تكفين قلديهن بكل شيء إلا هاللطمة (اللثمة ) لاتهورين وتسوينهاا مرة ماتنفع لتس ..
عقاب الذي لم يعجبه إلا ماوصل إليه الحديث والتحدث عن نساء ليسو من المحارم :بس خلاص أقطعوا ماتعرفون اللي يصلح تهرجون فيه واللي توقفون عنده ..
بتال الذي فهم أن أبيه قد تضايق لأنهم أنسابه القادمين ..
وبالتأكيد توصيته لأسماء كانت ستكون بمجمل الأحوال ولكن أن تكون للعروس المرشحة لفياض فهي ستكون من العيار الثقيل ...
قال متلاعب وهو يعلم أن أبيه لايريد أن تعلم والدته فكلامها يعلمان أنها ستتدخل للعب بأعصاب فياض وستحرضهم ضده :يبه ماقلت مهــر عروس فياض كم بتحط له ...
عقاب بتكشيرة وهو الذي فهم تلاعب بتال :مالي وحلالي كله !!!
أسماء رفعت حاجب ولم تعلق ..
ولكن فهدة لم تستطيع كبح لسانها :ايه أكيد هذا فياض ولد شعاع ماهم عيالي الضعوف ...
بتال بضحكة :يمه أشحدي فينا أحسن ...
فهدة بغيض منه ماهذا الميزاج الرائق :أنت ليه ماتقوم عني
مقابلني روح عند مرتك وفكني من سوالفك الماصخة ..
بتال بسخرية:يمة أنا ضعيف حريمي طاردتني حني علي وزوجيني الثالثة ...
فهدة بعدم أستحسان فيه لاتثق في بتال:ثلاث على وش عقاب بن نايف مسواها !!
عقاب ببال رائق :عقاب كان بيسويها بس أنتي رديتيه ...
وضحك حين لاحظ تكشيرة بتال :ماأقصد هالمرة يالخبل مراتن خلاف (قديمة )..
فهدة تعبث بخواتمها:والله أني أقولك خذهن بس أنت اللي تقول ماأخذ عليتس ياأم بتال ..
عقاب وهو يتذكر فتاة كانت ستجن فهدة لو تزوجهاا وكادت تقتل نفسها حقاً لو أخذ عليها:بلاي خبل خصوصاً ذيتس الأجودية وش أسمهااا ..
فهدة التي عرفت من يقصد لوت حنكها :الأجوديات واجد ماني عارفة من تقصد ...
بتال بتلاعب :ايه هذي الأجودية بذات أخطبوا لي من بنااتهااا ..
فهدة التي لاتستطيع كبح غضبها من الأب وأبنه :بتال قوم عني دامني راضية عنك لاتقوم وأنا غضبانة ..
ليفز ويقبلها على راسها ويغادر المكان ..
وحين أقترب من جناحه دخل بضيق وهو يعلم جيداً ماسيستقبله ...عبير النائمة على ظهرها ولاتغادر سريرها بسبب الألم الذي تحس فيه ظريبة السفر بأشهر الحمل الأولى ...
وقد أخبرتهم الطبيبة التي ذهبا لها ليلة أمس أن حملها مهدد بالأجهاض ...
وقلبت الموضوع عليه وكأنه المذنب وليست هي من أصرت على السفر ...
لذا تجاهل الدخول لغرفة نومه ..ودخل غرفة الفتيات اللاتي يلعبن بألعابهن وبرفقتهن الخادمة التي على هاتفهاا ..وخرجت ماأن دخل ...
بتال وهو يفتح ذراعية لهن حين بدأن يقفزن مكررات بابا بابا :هلا والله بالحلوات .. اللحين وش كل هالألعاب ماتطفشن ..
سحبت أحداهن تالا (7)لتطلب منه بأصرار :أجلس هنا بابا بصب لك شاهي ...
وريف تسحبه من اليد الأخرى (5):بابا تعال أنا بصب لك قهوة ...
ومابين هذه وتلك كان يضحك وهو يقول بصوت ساخر:حريمي ماسوونهااا ...
××عيش مع اللي يشتري اللحظه معك مايتخلى ولا يمل ولا يثقّل عليك××
****
بأحد العصريات ناداها على أنفراد في جناح جوزاء الذي طلب منها أن تعد لهم قهوة وتضع من الكيكة التي أعدتها ... فهي تستغل فرصة هدوء الناس في فترة الصباح وتعد بعض الكعكات والحلويات وتترك بعضها بالأسفل وتأخذ منها لجناحهم ..
جهزت كل شيء وأنتظرت حضور ياسمين التي لاتفهم مالذي يريده منهااا ...
بتال بترحيب لياسمين :هلا والله بفله يالله حيهااا ..
ياسمين بشك وهي تلتقط خدادية وتضعها بحضنها :الله يحيك ياخال .. أمر طلبتني ...
بتال بنصف عين :وش فيتس مستشكة يعني ماأطلبتس إلاا للأوامر ..أنا بس أبي أسولفتس معتس ..
وألقى نظرة على جوزاء التي تجلس تعطيهم جنبها وغير مهتمة سوى بهاتفهااا ...
بتال ولياسمين :تقهوي وأنا خالتس محد بيقهويتس ..
كشرت جوزاء ولم تبادر ..
قبل أن تقول ببرود العالم :ليه أقهويها عشان بعد شوي أضحي فيها..
بتال بذهول :اللحين العرس صار تضحية ..
ياسمين بدهشة :عرس وش ...
بتال وهو يعطي جوزاء نظرة غيض فهو من أخطأ بأخبارها الموضوع لينصدم بردة فعلهاااا :وش رايتس بولد خالتس تجوزينه ..
ياسمين الذي عاد وجهها لتوهج بغضب ألن ينتهي هالموضوع :ياخال تراك حاضر يوم جدي دخلني بوجهه وأن ماأحد يغصبني بهالموضوع ...
بتال بكل برود وهو ينزل فنجاله :كلمنا أبوتس يقول ماراح تطلع من عيال عمهااا وش رايتس ..خذي ولد خالتس ولاتجوزي مع يارا واحد من عيال عمتس ...
ياسمين التي تكاد تكز على اسنانها من شدة الغيض فوالدها يعرف رأيها جيداً بموضوع أبناء عمها ويفعل هذا نكاية فيها لأنها قد قاطعته :رايي لو أحد يغصبني على شي ماأبيه بفضحكم بالله وخلقه ..أنا مو يارا ولااا غيرها ...أنا ياسمين ...
بتال بتجاهل لتهديدها ولحسن حظها هومن كان أمامها وليس أحد أخوالها الآخريين :حافظين هالتهديدات قالتها أمتس قبلتس وخالاتس ...أبي شي جديد خذي هجرس وماجاتس بوجهي ...
ياسمين لتخليص نفسها جارته:أمدح لي شي واحد فيه وأرضى فيه شيء واحد بس وأنا حاضر أخذه ...
بتال الذي عرف أنها تريد تعجيزة ولكن لحسن الحظ هجرس فعل شيء يذكر له ...
وحان وقت كشفه للبعض على الأقل :بقولتس بس هالكلمة ماتطلع من هالمكان ولاتنذكر بغيره ...
ونقل نظره بين الأثنتين ياسمين المستمعة له وجوزاء الغير مهتمة :قضيته الأخيرة مادخلها عشان نفسه ...الدكتور اللي طعنه كان مأذي أسماء وملاحقهااا وهو طعنه وحطها بنفسها وأنه يلاحقة هو ...
ياسمين عادت لتجلس بمقعدها بأدب بعد أن كانت متقدمة ..حسناً لاتستطيع التعليق على الأمر تحتاج لتفكيره فيه بشكل أعمق حتى تصل لنتيجة ...
هل فعلها حقاً ...فعل شيء من أجل شخص آخر سوى نفسه ... هل أصبح كائن أجتماعي أخيراً ...
جوزاء بتدخل :بسبب مجتمع متشقلبه مبادئة يضطر الرجال يحط القضية عليه ليه لأن المراءة لو أتهمت بنفس الشيء ماراح يقولون مسكينة أبتلوها بعمرها مثل ماقالوا عنه
لابيقولون أكيد فاسدة وشايفً عليها شوفة ..
وحين حدقت فيها ياسمين وكأنها تفكر بما قالت..
قال بتال بحدة :لاتسمعين كلام خالتس جوزاء تفصل إلا جاء هالحزة وهي ماشربت دلة قهوتها ومحلوف عليها ماتشرب إلا ثنتين ...
جوزاء ببرود :الخطأ بالقهوة ..الخطأ بجوزاء ..بس مستحيل يكون الخطأ بالرياجيل ..!!!
ياسمين بتأثر من وضعهاا :خاله أصب لتس فنجال ...
جوزاء ببرود وليس كأنها ترمي قنابل وهو من فك رؤوسها ..زلة لسان واحدة دمرت كل مايمكن أن يحل من صفاء بينهم :غيرت قهوتي صرت أشربها سوداء بحليب وسكر ... تعرفين الوحدة لتجوزت وجلست مع رجال تصير حياتها مرة كفاية وماعاد يكيفها المر تحتاج شيء حلووو يذكرها أن الدنيا لسى بخير ...
بتال بأنزعاج وهو لايفهم سبب جنونها هذا وكأنها تلبست بشخصية نســوية :جوزاء بس خلاص بتخوفين البنت ...
ياقليل الفهم وهل ينقصها الخوف ...
حتى أبث لها بعض منه ..
هي ترى وتشاهد مايجري بيننا ولو كانت ذكية كفاية لن تفكر بدخوله بتجربة زواج مشابهة :وليه ماخوفهااا تحتاج تخاف قبل ماتلقى نفسها بورطة ماراح تطلع منها إلا بفقدان الكثير من مشاعرها ويمكن حتى مبادئها ..
ياسمين لاتجوزين إلا بقناعة ولا بتصيرين مثلــــي ..
بتال بعصبية ولفظت مثلي أخرجته من هدوئه وصبره والحلم الذي أصبح أسلوبه معها :جوزاء خلصناااا ...
جوزاء وهي تقف بتحذير أخير لياسمين لم تعد تطيق الصبر :لتزوجين أحد قلبك من البداية كاش منه أسمعي نصيحتي مالي غاية أخرب عليك ولالي مصلحة أقنعك ...
ودخلت غرفتها تاركتهم خلفهااا ...ماذا هل سيغضب منها ليغضب هي قالت الحقيقة المجردة ...
نعم لاتريد ضحية أخرى .. وخصوصاً طفلة بعمر ياسمين..
ليدخل عليها بعد قليل بفضاضة ..
بتال بعصبية :وش فيتس أنتي أنا مناديتس عون لي تقلبين علي فرعون ..
جوزاء الجالسة على مقعد تسريحتها وتضع كمية وافرة من المرطب على ذراعيها :ماني مضطرة أغش وأخدع وعشان ايش كل هالحمية واحد بايع نفسه مشكلجي بلطجي خايفين عليه يدمر نفسه أكثر ..ولأنه حرام يروح فيها ترمون ضحية مثل ياسمين بطريقة ...وتبغاني أساعدك ليه أنا معدومة ضمير ...بلا أنسانية ... أنا جوزاء جوزاء مو غيرهاااا ...
محد يستغلني ولايخلني أقول شي ماني مقتنعة فيه ...ووقفت في وجهه :مو بس هو لو تروحون كلكم قصاص ماأقنعت ياسمين تزوجه ...عشان مصلحتكم ...
بتال بأنزعاج من هجومها مالذي أعادها لهذة الموجة ..لقد أعتقد أنهما أتفقا على هدنة ... والأدهى تتحدث عنه وعن عائلته بطريقة مزدرية :أنتي جايبه هالقواة منين ... وش هتجبر شايف روحتس على وش ...
بضحكة تهكم وصوت مريم يرن في أذنها بتال عايف ماردك إلا عشان أمه ..هل تخافي أن يذكرك من تكونين أخبرية أعتزازك بأصلك أقطعي عليه الفرصة على أن يجد مايشمت فيه أذكري نقاط ضعفك قبل أن تذكري أعتزازك بنفسك ورأيك:مو لازم أكون بنت فلان الفلاني عشان أشوف نفسي فيه ...أنا بنت لافي بن صنهات الراااعي .. جدي راعي غنم وماني أصيلة ولاني بدوية ..اللقب اللي بخلت علي فيه ...
هذا هي مساوئي ومعايري (أي الألقاب اللي ينبزوني فيها ) صفيتها لك قبل مدايحي ...
أكملت وهي ترتجف بداخلها ولكن تدفع نفسها بالغضب لتفجر كل عباراتها التي رددتها كثيراً لترفع من معنوياتها وتهينه أستغلي الفرصة وأنفجري .. أوصلي له قدره بعينك ..أرفعي من قدر نفسك التي أهانها مراراً وتكراراً أنتي جوزاء جديدة لن تسمحي له بأن يذلك أبداً لن تكوني الشخص الضعيف الذي يتم التندر عليه من خلفه :بس أنا جوزاء ولايهمني وش قالت العرب عني و يكفيني أن رايي أجيبه من راسي ماهو من راس غيري ولاحد يلقني وش أقول ...
أنسى يابتال جوزاء الضعيفة أنسى جوزاء بنت وضحى ...
أنااا جوزاء وبس ...
وقف يكاد ينقض عليها من الذي يأتي برأيه من رأس غيره... ومن سواه كلها أسقاطات عليه ...تمجد نفسها وتزدرية هو .. حسناً جوزاء أنتي محقة ...
الخطأ خطأي ...لقد أظهرت لك الكثير مما يجب أن أخفيه ..
ألتقط شماغة التي كان قد رماها قبل قليل على سريرها ..
وهو يقول بتأنيب :غلطتي ياجوزاء بهذي ... وغلطتس كبيرة ...بس ماهو غلطتس كثر ماهو غلطي يوم ظنيتس غير
وفتحت لتس قلبي ... ماأقول إلا ياحسافة ياحسافة ...
+
××كل جرحٍ فات لي منّك هدية ...وش بلاك تخاف من ردّ الهدايا××
نزلت على أتصال من زوجها أخبرها أن تحضر القهوة بنفسها لهم لوجود ضيوف من الرجال لديهم ...
بالمطبخ وقد بدأت بأعداد القهوة ...
حين دخل أبنه المزعج المشاكس والذي جاء بأجازة مابين الفصلين ليقضيها مع والده ...
هجرس بأزعاج :عمه أبوي يقول بسرعة وين القهوة ...؟؟
بصبر :شوي وتخلص ..أصبر ...
خرج لدقيقة وعاد مرة أخرى :أبوي يقول خل العلة تجيب القهوة لأجي وأصبها على راسهااا ...
كتمت قهرها :روح عن وجهي لأصبها على راسك أنت وأبوك ...
وأختفى الفتى لدقائق قبل أن يعود مع والده الحانق ...
سلطان بحنق :أنتي وش قايله للصبي ياقليلة الأدب ياأم لسانين .. أصلاً أنا الغلطان اللي أحسبتس مثل باقي الحريم وأطلب منتس شي ...
غادة التي رفعت أبريق القهوة لتسكبها بترمس :وش قصدك !!
سلطان بأندفاع حانق :انتي قليلة أدب ودايم مفشلتني حتى القهوة اللي طلبتها من ساعة ماجتني يالرفلاا فضحتيني بالرياجيل وأنا أترجاتس تجيبينهااا ...
حسناً لقد صبرت وصبرت وصبرت حتى فارقها الصبر صارخاً لاحياة لي معكي ...
رمته بأبريق القهوة ليسقط قرب قدميه وتفور أجزاء منها لتتساقط بحرارتها عليه وعلى أبنه خلفه ....
بالأعلى : سلطان 31 ..هجـرس 10 ..غادة 20
*الحــاضر*
عند ياسمين التي صرفها خالها بعد أن تعكرت الأجواء بينه وبين زوجته بسببها ...
خرجت لتجلس بالصالة كان هناك خاليها سلطان وفزاع بالأضافة لوالدتها وخالتها ليلى وبالتأكيد الجدة شعاع ...
ليسألها سلطان بجس نبض :وين خالتس بتال .. وش كان يبغى منتس ...
ياسمين بخبث :ماأدري وش كان يبغى مني بس خالتي جوازء عطتني نصيحة وبمشي عليهااا ...
سلطان بشك :وش هي النصيحة سمعينا كلنا نحب النصايح ...ولا ياأبو وسن ..
فزاع بضيق:أيه سمعينا كل الحريم جيدات وينصحن إلا الخبلة اللي عندي ..
فاطمة بأعتراض :فزاع عن الخرابيط ...
ياسمين بأستمتاع :تقول لتجوزتي أشربي قهوتس بحليب وسكــر عشان الرجال بيمرر حياتس ..وأنا قررت اسمع نصيحتهاوماأتجوز أبد لأني أحب قهوتي مرة وماني مستعدة أضحي فيها ...
ليلى بعدم أستحسان :نصايح جوزاء كلها عن القهوة تلهوس فيها ... لابغيتي نصايح تعاليلي أنصحتس ...وأنا أقولتس من الرياجيل لاتأخذين إلا اللي زينه يهـول تضمنين عيال مزايين على الأٌقل ..
لتقف ياسمين بأنزعاج وتغادر الصالة ...إلا تخجل ليلى المعتوهة تتحدث عن الأنجاب معها أمام بقية أخوالهااا ...
لن تتزوج هجرس الأحمق حتى لو مات جميع رجال الكوكب وبقت بلازوج ..
فاطمة بضيق شديد من تصرفات أختها الصغرى:انتي ماتستحين يعنني اللحين بتقنعينها ياقليلة الأدب أنتي ماتستحين من أحد ماتحشمين الرياجيل اللي جالسين ...أحرجتي بنتي الضعيفة ...
ليلى بثقة :إلا أستحي من أبوي وأحشمة ماأقول قدامه هالكلام ..
سلطان الذي لايصدق وقاحة هذه المزعجة لقد بدأت تتجاوز الكثير من الحدود وتحتاج لإعادة ضبط:والنعم وحنا ماتعدينا شيء ...
فزاع مدافعاً عنها فلايحب أن يكون أحد محاصر أو تحت ضغط :لاتأكلون البنت أنا اللي قايل لها تعاونا وضعيفة هي هذي قدرتهاااا ...
ليلى والأمر بمجملة لايعجبها :بالله يعني وش أمدح فيه خلوني على الأقل ألعب على حبل الجمال ...
شعاع بأنزعاج :وليدي كله جمايل ماهو زينه اللي بكمله ... الله يحفظه لشبابة ...
صمتت ليلى وهي لاتعلم مالمفترض أن تقوم فيه هل تضر بمصلحة ياسمين لو أقنعتها بهجرس ...
هجرس كما يراه الجميع فتى سيء ولكن تشعر أحياناً حين تتحدث معه هناك شيء طيب فيه ولكن يختبأ خلف آلااف الكثير من سوء الفهم والأتهامات التي يتلقاها دائماً حين يكون متواجد بينهم ....
×ياشين حبً بليا صوت ومواجهه وياشين فرقا ماتدري وش سبايبها××
****
بالحبس رجل بمنتصف العمر يراقب الشاب ذو الملامح غير المريحة للنظر .. والذي أمسك بأحد المساجين يقنعه بخطأ مبادئة ...
ليناديه بصوت عالي ليبعده عن الآخر :هجرس ياولد الحصني ..قم صل الفجر وخل عنك النصايح ...
هجرس الذي قام من جوار الشاب الآخر وجاء إليه :أنت وش فيك علي ..الرجال ملحد خلنااا نرجعه للمله ...
الرجل بغيض :وأنت المرشد الديني وش فيك ..
هجرس :اغديني(لعل) أدخل الجنة فيه ..
الرجل بأصرار لأبعاده عن ذاك وبتغير للموضوع:أدخل الجنة بأعمالك ... اليوم ماشفتك صليت لاالفجر ولاالظهر ...
هجرس بشك :أنت جدي عقاب دازك علي صح ...يعني مستحيل منا والطريق السجن مليان أوادم حاط عينك علي وش أصلي وش أخلف(أترك) ..لا والله أن البلى فيك...
أرتبك وجه الآخر قبل أن يكتشف أن رمية هجرس هزلية وليست أقرارية ... وحين غفل عنه وبدأ الحديث مع نزيل آخر تحدث مع العسكري الذي قال بصوت عالي :تعال محاميك جاء ...
وخرج ليسير لمكتب الضابط المسئول ...
الضابط له :هلا يالله حيه ... وش العلوم ..
الرجل يجلس بأرتياحية :حاولت أتقرب من الرجال لكن هالهجرس نشب لي ..
الضابط بتعجب:أي هجرس ..
الرجل بتقليد ساخر :أذكروا هجرس الصوارم يوم أنقص دون شرفة يوم الرياجيل صارت تهوى الرياجيل ...
الضابط بتكشيرة من الأسم المسبب للمشاكل التافهة وسط قضايا أكثر أهمية يعج فيها سجنه :اللحين مرسلك لسجين السياسي وأنت تطارد ورى هالخبل ...
الرجل بأنزعاج:الخبل هو اللي بلاني بعمــره ... خلى كل المساجين ولصق بذا ..والمشكلة ذاك شكله ماهو مضبوط ..
الضابط بتوجش:من أي ناحية ...
الرجل يشرح شكه وهو يتذكر ملامحة القذرة التي تتحول للأعجاب وهجرس يتحدث معه:راعي خراب وله بالشذوذ ...
الضابط بتحفز:وتوك تقول هالكلام ...
الرجل :ماني متأكد ... بس تقبله للكلام مع هجرس ...وعلى قولتهم الذيب مايهرول عبث ...وهذا كم واحد حاول فيه ماقدر له ... واللحين رامي أذنه لهجــرس ليش ...ماهو لله ..
وأكيد ماهو عشان دينة وصلاحه ...
الضابط وهو يعبث بقلمه :هالهجرس كيف تحس يمكن ينفعنااا ...نستفيد من وراه ..
الرجل بعدم أستحسان :والله ماأنصحك فيه ...لسانه يسبق تفكيره ..ويده أسرع منهن كلهن ... ولو تمر من وراه بس طرحك على الأرض ليش تحتك فيني مهبول ومضيع الطاسة ...
الضابط يحرك قلمة بين أصبعية:قلبه ..يمكن يفيدنا بشي دام ذاك مرتاح معه ومعطيه وجه ... أذا شفته راعي صملة (أرادة) هاته أتفاهم معه .. لو يجيب لي معلومة وحدة تفيدني بالموضوع ... بسمح بتسريحة قبل يقضي مدته ...
الرجل بعدم أقتناع :ياأبن الحلال فكنا منه جده موصي عليه والعين ترى على قضيته للحين ماطفى وهجهااا ...
الضابط بأصرار فهو يسعى للهدف معين ولايهمه كيف يصل إليه:حنا بنفيدة ونستفيد منه ومصلحته بتكون أكبر ...
××يا زمان الأقنعة وين الوجييه ! كل يوم يطيح لـ أصحابي قناع××
****
ينام وقت أستيقاظهم ثم يقضي ليله بالسهر ...يذهب لعمله ويعود لينام ..لثلاث ليالي تهرب منهم ..ولكن بالليلة الرابعة وبعد أن أستيقظ منتصف الليل وتوجه للمجلس حيث يطلب من القهوجي أعداد القهوة له ...وهو الذي أصبح يسهر بسبب طلبات فياض المتأخرة ....
ليجد عقاب ينتظره هناك ...
فياض وهو يلتقط مناديل ليجفف فيها بلل يديه :صباح الخير ياأبو سلطااان ...
عقاب بإازدارء :صباح الخفافيش والبوم ...يوم أنك ماخليتني أرقد مثل باقي القوم وجالس اتحراك(أنتظرك ) تصحي وتبدأ سربتك (عبثك) ...
فياض يقترب ليسلم عليه ويجلس بعد أن سحب طاولة القهوة وصب فنجان لوالده رفضه بالتأكيد
ليشربه هو :سم يبه أمرني ...
عقاب بحزم:ترى ماكلمت أحد بسالفتك ماأبي أسوي شي وترجع تقلبها علي ...متى تبغانا نكلم أمين ..وتراه رجع لبيته له يومين ...
فياض يهتز فنجال بيده قبل أن يشربة بجرعة واحد رغم سخونته :أصبري شوي ببني أرضي أول ...
عقاب بحدة وهو الذي علم أسلوبه بالتهرب :أنا سألتك متى نتقدم ماقلت أعرس من لحضتهااا ...
فياض بملل:سو اللي تبغاه ..
عقاب :وأنا اللي بعرس هذا اللي تبغاه أنت ...
فياض بتردد فاضح :ماأدري ماأدري لاتسألني عن شي أنت تصرف ..
عقاب يزفر بحنق :ياولدي أنتي تبي البنت أو لاا .. ماعليك من راي غيرك ... ماراح أقولك علمني بكل شيء بس وش تحس فيه...
فياض بنفي كامل حتى لايتهمه والده بأمر مخزي ولو في عقله حتى :أحس بوش تراها خزام البزر اللي قبل سنتين ننزلها من النخل متعلقة فيه ...
عقاب بأنحياز في أبنته الرابعة :مايضرهااا ..
فياض بصراحة مريرة :بصير مضحكة وسط العرب ..
عقاب الذي يتفهم مخاوفه فقط أخبرني هل ستطيب جروح قلبك :أهم شي اللي بترتاح له أنت ماعليك من غيرك ماسهروا يوم سهرت ولأكتوى بهمك يوم كواك ...
فياض وموافقة والده وتشجيعة يعزز ثقته بقراره:طيب مثل ماتشوف ... بس يبه أنا مالي وجه أروح معك لأمين أنت جس نبضه لحالك بعدين أنا أكلمه ..
عقاب بحدة :لااا تروح معي وأنت تطلبها مثل الخلق ...أنت رجال مافيك نقص عشان تندس وراي ... واجهه ماغلطت بشي تبي البنت ماطلبت حرام ...
فياض وهو يصب له فنجان آخر بوقاحته المعتادة :يبه أحس أنا خبول ووجهينا مغسوله بمرق وبنحرج الرجال معنااا ..
عقاب بحنق:أقطع وأخس ماعمري مشيت بطريق استحي منه ولاأنحرج ..أنا بقوم أرقد ..وأنت سو شي فيه نفع بلى هالسهر اللي مامنه نفع والهواجيس اللي مالها داعي ...
وخرج تاركه خلفه ...
فياض لنفسه وبصوت مسموع يتردد صداه مع المجلس الفارغ :ايه روح أرقد ياأبو سلطان قلبك خلي .. وأنا اتركني مه هواجيسي وخوياي البوم والخفافيش..
وبعد أن فرغ من قهوته ...دخل للمنزل بحثاً عن شخص يرد عليه الصوت وكانت أضائات الصالات المغلقة إلا من أنارت قليلة جانبية توحي بنوم الجميع أو أعتكافهم في غرفهم ...
فياض وهو يحدث نفسه :وأنت أصحى تالي الليولة ودور البشر ...
رفع هاتفه يتصل بأحد أصدقائه :ياولد وينكم فيه سهرة الليلة ..ياعساها نومة جدي هجرس أرقد أرقد ...
وحتى رفاق السهر قد أنسحبوا باكراً ...
وهو يقلب بهاتفه تذكر رسالة وصلته نهاراً بفترة عمله ...
عاد يفتحها (( حبيبي فياض وش الأخبار .. تحوالي ألفين والله محتاجتها ولامارجعت أراسلك ))
أرسلوك للجهنم يالأذية هذي مطلقها من متى وللحين تدور وراي فلوس ...
حسناً الحاجة قد تجبر الأنسان ..لديها طفل إذا لم ينسى ربما مرض مرة أخرى ...فتح تطبيق البنك وحول لها مبلغ أعتبرها صدقة ... وأرسل لها رسالة حادة لاتتواصلي معي مرة أخرى ...كان بينا عقد وأنتهى ..
أرسل لقروب أخوته الذكور ..هل من رفيق للسهر ...
ثلاثة منهم لم تصلهم الرسالة بالتأكيد قد ناموا ..
واحد رد :قدام بس وين ..
ولكنه تجاهله ..
وآخر رد :أنا بمهمة عمــل ..
والثالث :ليت المسافات تقصر وأكون لك رفيق ...
هذا أيضاً لافائدة منه فهو بقارة أخرى ...
بتال ليتني أنت وأذهب للوادي قفر وأشب ناري وأجلس أحادث الصحاري والسمــاء والنجوم ...
ولكني فياض لاأستطيع العيش بدون شخص يرد الصوت علي ...
وهو يقلب بقائمته بزغ له رقم ...آآه ..ولكن لن تغريني ياأبليس .. إذا حدثت هذه لن يتوقف الآمر عند الحديث وسأسقط في دهاليز مظلمة جديدة وأنا على وشك حياة جديدة ...
كان سيحذف الرقم ولكنه تراجع باللحضة الأخيرة ... ربما أحتاجة فأنا لم أضمن موافقة من أريد حتى اللحضة فلو رفضتني سأكون أكثر من محتاج لهذا الرقم وصاحبته ...
3
××اما حبيبٍ يفرح القلب ويسر الضمّير ..ولا طوينا صفحة العشق من بيبانها .××
****
بعد أنفجارها عصراً فيه أعتقدت أن يختفي للأيام كعادته ..بل هذه المرة فكرت أنه لن يعود أبداً وهي جاهزة بأي لحضة
لجمع حاجياتها والرحيل لمنزل والدتها ....
لكن أن تستيقظ ليلاً وتجده قربها هذا آخر ماتوقعته ...
جوزاء بنعاس تجلس بسرير:بسم الله الرحمن الرحيم ...
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ..
بتال :ليه شايفة سعر ...
جوزاء بأنزعاج وهي التي أستيقظت من نومها الهانيء:لا والله اللي أشوفه مصيبة أكبر من السعر ..وش تدور عندي وأنا راقدة لايكون بتخنقني وأنا نايمة عشان اللي قلته ...
بتال وهو مستمر بالعبث بشعرها المتشابك ببعضه من نومها الفوضوي :ترى ماهي أول مرة أدخل عليتس وأنتي راقدة ...بس أول مرة تصحين فيني ...
جوزاء بشك :وش تدور عندي ..
بتال وهو يعبث بعلاقة بيجامتها :وش أدور أتفرج أكيد ..
جوزاء تعود للوراء حتى لاتطوله يدها :أنت فيك بلاء لاتجنني ماأحب أحد يتفرج علي ... أنا ماني فرجة ..
بتال يضع يديه خلف رأسه ويسترخي :لاوالله بهذي ماصدقتي إلا أحلى فرجة ...
وبتنهيدة :آآه يالرموش وأنا أقول الحريم وراهن يبلن عمارهن ويركبن بهالخرابيط ويمغطن بهالسواد أثريهن يبن يصيرن مثلتس ...
تستمع لحديثه وهو يمدحها ولكن لاتعلم لما تراه وكأنه يزدريهاا وكأن لايوجد فيها شيء يستحق إلا ملامحها والتأمل فيها ..
بتال حين لاحظ صمتها وكأنها تخشى أن يتمادى :سولفي ..
جوزاء بأنزعاج :منكد علي نومتي عشان أسولف يعني على زين سواليفي ...
بتال يتكأ على ذراعة مواجهاً لها :بهاللحضة كل كلامتس أزين علي من سوالف أبوي وأمي ..
جوزاء بتكشيرة :الله يخليهم لك ماأبي أصير أزين منهم ..حل عني بس ..
بتال حين لم يجد أي أستجابة منه للأجواء الغزل قرر أستغلالها لأشباع معدته على الأقل :دامتس صحيتي وماأنتي مسولفة معي قومي سويلي عيشة ...
جوزاء بصدمة :عيشة هالوقت ..
بتال :اييه وش فيها أنتي تطبخين قهوتس نص الليل صار حرام علي أنا ...
وقفت بأنزعاج :وش أسويلك ماعندنا شي ..
بتال :دبري عمرتس ...
وسحب لحافها ليتغطى فيه :لاجهز الأكل وعيني (أيقظيني ) ..
××لبى عيونك يوم تنعس جفونك عشقي عيونك يابعد من ملكني رمشك سحرني ماقوينا عيونك سكر عيونك سهم عينك هلكني ××
ولكنها دقائق فقط حتى خرج عليها وهو يخبرها ...
بتال وهو يقف مغادراً :جوزاء خلاص كنسلي العشاء استجد معي موضوع ...
لتوقفه بقولها:لحضة أبيك بموضوع ...
وحين أقتربت منه بشك وهي تلاحظ ملابس النوم التي يرتديها أي أنه لن يخرج من المنزل ... سينتقل من جناح لآخر ...
جــوزاء بحنق :لاعاد أشوفك جايني وبنيتك أحد ثاني أنا ماني فاتح شهية ... وقالت بغيض لتنكد عليه :إذا نفسك مسدودة من أحد ماهو لازم تجبر نفسك عليه ...
قالتها بقرف وهي تتوجه لغرفتها لتكمل نومها ...
لتجده خلفها مباشرة يديرها عليه ...
يهزها بقسوة :ماهو أنتي اللي تقررين متى أجي عندتس ومتى أتركتس ... أن رجالً أخذ علمي من راسي ..وأنت هذا حدتس فاتح شهية ..مقبلات ومستحيل توصلين تكونين وجبة رئيسية ..ودفعها على الباب غير عابيء أنها أرتطمت فيه ...
جوزاء الوقحة من أين تجدين هذه المصطلحات والتشبيهات المثيرة للأزعاج ...وتوجه لفياض الذي وجد رسالته بالقروب ...وقرر أن يذهب ليسهر معه ...ولم يعلم أنه ستقلب الأمر عليه وستعتقد أن بعقله أمر آخر ...
نزل للساحة وتوجه للمجالس الخارجية بحث عن فياض ولم يجده نادى عليه ولم يرد الصوت ...اتصل على هاتفه ليسمعه يرن من مكان قريب توجه إلية ليجده يتحرك بين الأشجار ..
بتال بأرتياب:وش تسوي عندك ..
فياض بفزع :أعوذ بالله من الشيطان الرجيم أنت وش موعيك ..
بتال :ماجاني نوم فتحت جوالي ولقيت رسالتك ...وش تسوي
فياض بفضاوة :البير اللي كان هنا وين غدى ..
بتال بشك :عسى مامعك جثة وبترميها فيه ...
فياض بقهقه :ياليت ..بس لاوالله مامعي ...طرى علي قلت بكرة لأعرست وجاني ورعان لايلعبون ويطيحون فيه ...
بتال بأرتياح فياض متقبل الموضوع وتوقف عن التهرب منهم :ايه اهم شي عاد ورعان فياض لايطيحون فيه ...ياأبن الحلال هادينه وداكينة ومغطينة بصبة وبعدها رمل وزارعين فوقه ... يعني ماله قرار ..
فياض الذي برأسه فكرة واحد لو تزوجها لن يدعها بنفس المكان واحد مع بقية عائلته وخصوصاً أن تتصادف كل لحضة مع أحد أخوته الرجال :اشوى طمنتي الله يطمن بالك .. أمش بنشوف الأراضي وين بنبني ..
بتال :الله يرزقني فضاوتك .. أمش امش بنشوف تاليتها معك ...
كان يتأملان الأرض الشاسعة والذي من المفترض أن يأخذ كل منهم جزاء منها ويبني عليها منزل مستقل ..
فياض :أنتي متى بتبني كم لك تماطل ...
بتال :واللحين أبني لمن وأخلي من ..
فياض تستهبل :أبنها دورين كل وحدة لها دور وخلصنا
بتال :تستهبل عبير مخططه لبيتها كامل اللحين أعطي نصه الثانية وهي تدور علي الزلة عشان تقول ظلمني ...
فياض بتكشيرة :والله أنك معطيها وجه ...
بتال :يالله نشوف شطارتك ضبط البيت على ذوق الأولى بعدين جيب عليها وحدة وخلها تأخذ نصه ..
فياض بفظاظة:ليه خبل أجمع على راسي الحريم ..وحدة والله يكفيني شرهااا ..
بتال يقهقه :أحسن لك عشان بكرة مايبدون يتعذرون بفاتح الشهية ..
فياض بعدم أهتمام :ياكثر خرابيطك .. أمش رجعنا دربنااا ..
بتال :وأنت بس تمحط فينا رايح جاي .. يالله ...
××مـن زان زنا لـه ومـن شـان شـنـا حتى يتوب من الجهل والحماقه ××
من جهتها عادت للفراشها بعد ماحدث معه وهي تفرك محل أصطدام ذراعها بالباب حين دفعها عليه ...
مرتاحة لتصرفها معه كان ستحترق لو تركته يخرج وهي تعلم نيته جيداً ولم تفضي لها عن رأيها بموقفه ...
غير مهتمه حتى لو نهاية كل جدال بينهما أصابة ...
المهم لديها أنها أثارة غضبة حين كشفت أوراقه ..
بوجهه ولم تخشاه ..
فتحت مفكرتها على الجوال وهي الغير قادرة على العودة للنوم ببساطة :
(وقفت أمام مرآتها تتأمل هيئتها قبل أن تخرج ...
أستعجلها :يالله بنطلع ياما وقفتي قدام المراية تشيلين وتحطين ...من بتبهرين بجمالك ياجود ...)
حذفت كل ماكتبت وزفرت بأحباط لاتستطيع الأستمرار في هذه الرواية فهي قد أفلتت خيوطها من يدها
لم تكن هذه الحبكة الصحيحة من البداية ...
من المفترض أن يعجب يوسف بجـود بهذة الرحلة أكثر ويصبح يعشقها..وهي تبادله نفس المشاعر .. ولكن لايقترب منها بسبب نظرته السيئة لنفسه فهـو يرى نفسه سيء جداً ...
فعلاقته الأثمة بزوجة عمه تجعله غير قادر على بدأ حياة صحيحة مع جـود الطاهرة فهو لايريد أن يلوثها بأثامه ...
هذه حبكة الرواية ..ولكن مشاعرها بهذة الفترة تؤثر على شخصيات الرواية ..
وكل ماتفكر فيه أن تجعل جود شخصية ناقمة منتقمة ...وبل تفكر أن تجعلهاا تعيش حياة غير سوية بالخارج !!!
جنون كل ماتفكر فيه جنون من الأفضل أن تغلق هذه الرواية وتبدأ أخرى بعيدة جداً عن الحب والمشاعر ..
شي يعبر عن مشاعرها بطريقة أخرى ..كزهرة المجنونة التي تجول في عقلها منذ سنوات ...
هل يستطيع الشخص أعادة كتابة شيء فقدة من سنوات !!! ..
لتجرب هذه المــرة فقد تكتشف زهرة أخرى بداخلهااا ..
((فتاة صغيرة بشعر منكوش تركض حافية بين الطرقات
والشمس تودع هذا النهار بقبلاتها الدافئة ...
حين أوقفها صوت غاضب :أين كنتي ياياسمينة ألم أخبركي أن لاتتأخري قبل الغروب هياا حظر التجول سيبدأ ...
ياسمين وهي تفصخ نعليها قبل أن تحملها وتدخل للداخل :جدي لقد أنقذت زهرة من الضياع بالغابة أعدتها لمنزلهم ليس عليك أن تقلق ..
كانت تقول هذا وهي قد دخلت حمام المنزل الصغير وبدأت بغسل يديها وترتيب شعرها رغم برودة الماء ...
الجد من داخل المطبخ :لقد حذرتك من التسكع حول زهرة هل تريد أن ينعتك الجميع بالجنون ياأبنتي نحن ببلدة تركت كل أمورهاا ولاتراقب سوى تصرفات مجانينهااا ...
ياسمين وهي تجلس حول الطاولة الأرضية الصغيرة حيث أعد الجد طعام عشاء متواضع :جدي هل صحيح ماتقوله زهره .. أن جميع الأبطال في السجون ومن يمشي بالطرقات هم الخونة فقط ..
الجد بحنق:توقفي عن تكرار عبارات زهرة المجنــونة !!!
ياسمين أبتلعت اللقمة التي حشرة جدها بفمها وصمتت ..
الجد :ياصغيرتي لو كررتي ماتقوله زهرة سيأذونك كم آذوها أرجوكِ صغيرتي أرحمي جدكِ المسكين دعيني أعيش سنواتِ القليلة القادمة بخنوع وذل لاأريد بطولة نهايتها فقدانك ..
ياسمينه بموافقة:حسناً جدي سأصمت حتى تموت أنت بعدها سأتصرف كما أريد ...
الجد بأنكسار :وماهو الذي تريدينه ..
ياسمين بحماس شديد:أريد الحرية التي تتحدث عنها زهرة سأخرج أنا وهي إلى الغابة ونعيش بحرية مع الحـيوانات لاتقلق جدي زهرة تقول أن حتى الحيوانات المفترسة أرحم من الأنسان الظالم ...))
1
××فَلَمّا رَأَوْنِي العَاذِلُونَ مُتَيّمًا..كَئِيبًا بِمَنْ أَهْوَى وَعَقْلِيَ ذَاهِبُ..
رَثَوْا لِي وَقَالُوا كُنْتَ بِالأَمْسِ عَاقِلَاً..أَصَابَتْكَ عَيْنٌ؟ قُلْتُ عَيْنٌ وَحَاجِبُ××
***
كان يغط في نومه العميق ...حين شعر بيد تهز كتفه ... وهو من يكره اللمس وهو نائم أنقلب ليواجه صاحب اليد ...
هجرس بحدة :وش تبي ...
ذاك كان يشير له بأصبعه أن يصمت ... قبل أن يشير لباب الزنزانة المفتوح ..
ليبادلة هجرس نظرة شك ويتلكأ باللحاق فيه ..فهو قد ألتقط السكين الذي خبأها تحت لحافة وقد حصل عليها من أحد العسكر من أبناء عمومته ...دسها تحت ملابسه..
سار خلفه قليلاً ليجد نفسه بغرفة وفيها اثنين من ضباط السجن وشخص لايعرفة ولايحمل رتبة عسكري وبلباس مدني ...
سأله ضابط السجن الذي يعرفه جيداً :وش الأخبار ياهجرس ..
هجرس وهو يجلس بعد ماأشاروا إليه :فزعتونا من نومنا وش عندكم ... الأخبار من جهتكتم ...
الضابط بنظرات متأمله لهجرس كثير الحركة :وش أخبار خويك .
هجرس وهو يقلب عينية فيهم وبطبيعته لايستطيع الهدوء مكانه :اييه خوياي كثار أيهم ..
الضابط بصبر :اللي تدعيه للملة ...
هجرس وقد أستقر بأرتياح بعد أن فهم الموضوع :مابه رجاء هذا يقول كنا قرود وصرنا أوادم يالله لاتسخط فينااا ...
الضابط بأبتسامة شماتة :لاتعب عمرك معه هذا مغسولاً مخه وزوداً على أنحراف ملته منحرف فكره ..
وأنتظر رد من هجرس وحين لم يجد كلمه الآخر :أبوك يبي يزوجك ...
هجرس بشك لايعلم مالذي يريدونه منه :ايه يبيني أعقل يمشي بحكمة زوجوه يعقل ..
الضابط يتقدم بجلسته ويشبك أنامله ببعض :قله لايتعب عمره بتطلع له ويزوجك على راحته وعلى السعه ..
هجرس بفرحة :ليه نزل لي عفو ..
الضابط بمراوغة :عفوك بيدك أمره ..
هجرس :تسيف ...
الضابط :تعاون معناا وأعتبر نفسك طالع خلال شهر ..شهرين ...
هجرس بحماس :آمر تدلل ياطويل العمر أنا عصاك اللي ماتعصاك تبيني أذبح ..أسلخ ..أذكيهم على غير قبلة ...
الضابط بتأني :عسى يدك سالمة بس ماحنا محتاجينها ...نحتاج هذا وأشار لرأسه ..نبيك تجيب لنا علم خويك راعي القرود من وراه وش يسعون له ...
ومن يوم تجيب لنا معلومة تفيدنا أعتبر نفسك في بيت أهلك اليوم الثاني ...
هجرس بأحباط فهو يرى مطلبهم فوق قدرته ...قال بأنزعاج وهو يشير لسجين الذي أحضره :وهذا مافادكم يوم جاي تدور عندي العلوم ... أنا وش عرفني بشغلكم ...
أنا لو أحد غير حرف بهرجته ماأدري وش هو قصده واللحين تباني أسحب الرجال بالكلام ...أمحق من رديت نفسك له ...
الضابط بتشجيع :ياأبن الحلال ..الرجال مرتاح لك ..انت لاتشد على عمرك بس عطه على جوه وخله يهرج معك والفرصة بتجي بوقتهااا ...
وأنتهى الأمر بينهم هنا وهما عائدان للزنزانة قال لذاك :لحضة عطني تلفون بكلم أختي مبطين عنهم ...
أخرج الآخر هاتفه ومده لهجرس ليبتعد عنه يتحدث :الووو يالبازغ للحين مرقدتي وترددين على التلفونااات ...محد يتصل غيري هههههه الناس تطورت وأنتي بعدتس على التالفون .. اسمعي لو جاتس خطاطيب وافقي عليهم ...تراني اللي مرسلهم ...اقطعي ماهو وقت التشرط ... اسمعي تمسكي بالرجال أنفشي شوشتس وخليه يطير فيتس والبسي له الأحمر والأصفر عشان تزوغ عينه عليتس ... ...
ماهو ناقصني طلاق جديد ..ههههه فزه الله يأخذ عمرتس يالخبلة مايضحكني غيرتس .. عساتس تضحكين من غير سنون ..وأغلق وهو يقهقه على غبائهااا كما يعتقد ...
××الزمـن دوار .. .. والدنيـا غـريبه كـل ما دارت سنه شفنا غرايب تفعل المعروف تلقـالك مصيبه تعكس الموضوع تلقى لك حبايب××
****
في منزل شعاع ... أحد الظهيرات ..
عقاب الذي جلس بعد فراغة من تناول الغداء ومعه زوجته الأولى شعاع .. وقد نادى بناته وحفيداته من غير الأطفال ...
بمداعبة سألهم :كلكم حاضرين ولا أحضركم ...
فاطمة :كلنا ياأبوي .. أنا وبناتي وليلى ... ماهو من كثرنا ...
عقاب :أجل أسمعوا ... وابشروا .. فياض رضى وبيخطب وبيعرس ...
ليلى بأنزعاج تهمس ليارا :وحنا ماعندنا غير سالفة فياض وفياض ..يالليل ..احسب بنسافر بنفلها اخرتها فياض ...
عقاب :مانبغى تناجي اللي بيهرج يرفع صوته ..
شعاع التي حين أفضى لها عقاب بالأمر جزعت من الفكرة وكيف ؟؟ ولماذا!!
ولايوجد تناسب أبنك سيأخذها ليظلمها هو يعتقد لضعفها وضعف عائلتها أنها ستكون لقمة سائغة له ولكن عقاب أستطاع أقناعها كعادته :ياأبن الحلال عطهن الزبدة وعطهن كلمتين تأدبهن ...
عقاب وتحولت للهجته للحدة والتحذير:أسمعن بنخطب له بنت أمين وكلتسن (جميعكن ) تعرفنها والله ياللي أسمعهااا تطريها بشينة ولاتقول تسذا ولاتسذا قدامه لأجلدها بهذي ورفع عصائة التي يتكأ عليها ...
ليلى بمداخلة :ماشاءالله مبروك الله يوفقه أحسن من أختار ..بس أبوي يعني حنا مع هالأجتماع ودنا بشيء لنا سفرة تمشية ... مو كله فلان تزوج فلان بيطق الثانية ..يعني ملينا من هالروتين ..
عقاب بأندهاش:أنتي حافظة ذا الهرجة وأنا ابوتس وش فيتس أنطلقتي علي مثل الددسن ..
ليلى بكدر :لأن طفشنااا .. وأكيد بتحطونه من غير عرس ونفس الروتين وش بنستفيد يعني ..
عقاب ببهجة ويتمنى أن تكتمل سعادته بموافقة الفتاة :لابنحط عرس أن شاءالله .. والسفر فكراً بالديرة اللي تبنها ونروح لها بالصيف ...
ليلى بأحباط فهي تصريفة والصيف يعني رمضان ..ورمضان يعني صيام بالمنزل :وصيف ليه كلنا عاطلين ماعندنا شغله ولاعمله ...
عقاب :أنا لاقلت كلمه ماأبي احد يرد علي ...
ووقف مغادراً ..
فاطمة بغضب :كان طبيتي في حلق أبوي بعد وش قلة الأدب هذي ..
شعاع بتوجس فيه توقعت أن بنتها سليطة اللسان ستعلق على الفتاة وتزعج أخيها بأختيارة :وش فيتسن ماعلقتن على البنت ...
ليلى بلاأهتمام فقط كان الموضوع رائع حين كانت وحدها تعرفه وبعد ظهور للملء لم يعد ممتع أو مشوق :يمه ترى كاشفة حركات فياض ونبض القلب من زمااان ...
فاطمة بأندهاش :انتي وش تخربطين ..
ليلى بحماس لأمر سبق بالنسبة لها :ليه تحسبين خطبها من هنا والطريق ...لاياعيوني ما خطبها لين القلب دق ولا ماضحى بعزوبيته الأقرب لقلبه ..عطوا خزام لاب توب نسينا ذا السالفة ..ومرة مطولة لسانها على الرجال قدامه..
وأخرتها بكل برود وهي تتصنع صوته الخشن: خزامة..!!
الخبل حتى مايعرف أسمها وبيتزوجهاا هههههههههههه ...
فاطمة التي تريد أن تعرف أكثر ولكن أحترامً لوالدتها صمتت وهي تتوعد ليلى بتحقيق شديد ...
لاحقاً بغرفة ليلى بالأعلى ...
كان قد دخلت للتو لتبدل ملابسها حين دخلت خلفها فاطمة وأغلقت الباب ...
ليلى بدهشة :خير وش فيتس لاحقتني ...بتقولين لي سر صح وش هو نجحت الخطة مع ياسمين ..
فاطمة بنفي:وش أبي بياسمين تعالي عطيني علم فياض وش حبه أنتي تقولينها صادقة ..
ليلى بملل وهي تجلس :وليه أكذب مرة السواق اللي يوديها سوى حادث قبل يداوم فياض ورحنا نجيبهااا وتخيلي تهاوش الرجال وماقال لها شي والله لو وحدة منا دعسها بالسيارة من شدة حمقته .. ويكملها وترد عليه من طرف خشمهااا ... والله يافاطمة شكلها بترفضه ..مرة شايفه حالهااا وخشمها فوق ...
فاطمة بدهشة وهي تجلس على سرير ليلى :لا حرام عليتس والله أنها بنت حلال ... بس الصدق وش جاب لجاااب ...هي شرق وهو غرب ...
ليلى وهي التي فكرت بالموضوع كثيراً :البنت راحت الكلية وشافت الناس ..وش تبي بفياض .. لو منها ماوافق عليه ..حلاوة وحلوة وتهبل وصغيرة تأخذ الشايب العزوبي ليه لاا وراعي دشرة وسفريات
فاطمة بذهول :ياقليلة الأدب ...يالحيوانة ...انا وش أسوي فيتس وبلسانتس ليلى ترى فضحتيناااا ...
ليلى تجلس وتهمس حتى لاأحد يسمعهااا على سبيل الصدفة :أنا شايفة صورة مع وحدة بنفــسي بمطعم ماأدري كوفي ..لاتقولين صرفتها من جيبي ... مرة جواله مع واحد من الورعان الظاهر فارس ورماه وهو مفتوح أخذته عشان مايغسلنا لو صار له شي وشفت الصورة ياحبيبي ياعيني وعلى قولتهم خلي الطابق مستور ... عيب والله حتى لوأقول وش شفت ...
فاطمة وهي تجلس متشجنة من الفكرة فقط وهي من لم ترى :ليلى متأكدة .. يمكن ..وحاولت البحث عن عذر ولكن لم تجد ...
ليلى بصدق:أسمعي والله أتمنى له يتوفق ..من كل قلبي .. بس البنت بعد وش ذنبها يعني من جد حطيت نفسي مكانها ...فرق عمر وتفكير وخبرة ...وأنت تعرفين اللي يمشي بذاك الدرب ماعاد يعجبة شي ...
فاطمة بصدمة :أنتي وش تقولين بنت اللحين بس فهميني من وين لك هالكلام ...
ليلى وهي تعيد شعرها القصير للوراء :من عبير وحسناء ومريم بعد من وين ...
فاطمة :الله يقطعهن هن وسيرتهن قليلات الأدب ...
ليلى تلعب بحواجبها :هن قليلات الأدب لافات أزواجهن على الأصبع الصغير وأنتي المؤدبة والبدوية الكيوت مسحوب عليكن ...
فاطمة بتهديد :ياويلك لو شفتك جالسة معهن أذا خاضن بهالموضوع ...
ليلى بتندم :وين يخوضون من يوم شدت حسناء للقسم الثاني ...طفشنا وصار كل السواليف مؤدبة ومافيه أسرار نسائية ...
فاطمة :أقول قومي انقلعي شوفي شغلك ..تروشي وياليت تروشين تفكيرك بالمره ...
وخرجت وهي حانقة على زوجات الأخوان اللاتي لم يراعن وجود فتاة عازبة صغيرة وسطهن وهن يخضن بمغامراتهن الرومانسية ...والحديث عن الرجال وأسرارهم ..
××أبختصر بعض التجارب عن الشرح يوم التجارب ما تجي للبشر عمد ناس"على ماقيل طب"على الجرح وناس على ماقيل يالله لك الحمد××
***
بغرفة يارا وياسمين ...وضحك من نوع آخر ..
ياسمين وهي تمسح دموعها :يارب لك الحمد أني مسكت ضحكتي كل هالوقت ...خالي خرررف من جد ...
يارا بضحك أشد :اللحين وش ذاك اليوم يقول مايبي اللي تقول بلييززز وأوكي بس هذا المدخل علينا ...
ياسمين بشماته :هذي نحتاج معبر مترجم عشان نفهم كلامهااا ...
يارا بأستمتاع :وبنات الديرة وبنات الديرة دايم الحلاوة المغلفة مسكينة ...مسحوب عليها ...
ياسمين تعود للضحك بصخب :المشكلة كل الناس حاسة الموضوع ماهو راكب وبالغصب بيقنعونا بصحة الموضوع ..
يارا تمسح دموعها من شدة الضحك:والله جدي وجدتي مساكين ماصدقوا يمكن لو جايب له وحدة شعرها أصفر وبشرتها سوداء وافقوا عليهااا ...
ياسمين وهي تتخيل صدمة رضا المسكينة بالمصيبة القادمة إليها :والله رضا بتكرشهم كرشة جامدة ..
يارا بتخيل مشابه :لو منها أشيل ورعاني واهج بالشوارع ولا أزوج بنتي فياض ...امحق نسيب ..اذا زعل محطهم بالعقال ..
ياسمين تعود لقهقهة :تذكرين بداية الحب ...
يارا بحماس وهي مستمرة بتجفيف دموعها :لا متى ؟؟
ياسمين وتتذكر اللحضة وليتها وقفت حتى تشاهد الموقف كامل:ماتذكرين يوم تهجم عليناا عشان خالتي أسماء تولد
أنا اللي فتحت لها الباب ,,,آآه يادنيا حب من أول مرافقة مستشفى ...
يارا بحالمية وخيال وردي :شكل خالي وقع بالحب لما شاف عيونها الخضراء وهو صاحي من النوم قال هذي اللي أبغى استيقظ على عينيها كل يوم ...
ياسمين بضحة سخرية :يارا بالله لأحد يسمعك مصدقة ذولي اللي يسون رومانسين وأولى ماأصحي من النوم وحب وحركات قسم الواحد ماهو فايق لنفسه عشان يحب أول مايصحى من النوم ويفكر بعيونها وشكلهاااا ..
يارا بحنق لما تحطم خيالاتها الحالمة :وأنتي وش عرفك يالبزر ..
ياسمين بأقتناع شديد برأيها :يعني اللحين بتقنعيني بصدق تفكيرك عشان أصغر منك أمشي نسأل مروى ومسك وبيقولون نفسي كلامي ..يارا بكرة بتزوجين وتنصدمين ...
يارا بأنكار :من قال بتزوج أصلاً خلاص بتطلق ..
ياسمين تحاول أقناعها بأستماته:واذا تطلقتي بتبقين عزوبية طول عمرك شوفي تفكيرك كيف رومانسية وحركااته ..أهم شي لاتصدقين كل شيء بالروايات ترى كذابين مافيه بالحقيقة كذا ...
لا وبعد متخيلة خالي فياض الجلف يفكر بالعيون أول مايصحي من النوم ..يفكر بسيجارته يفكر يمسك أحد ويجلده ماهو عيون خزام ....
فاطمة التي دخلت على جملتها الأخيرة مسكت رأسها من الذهول :انتي وش تخربطين حسبي الله عليكم ياحريم أخواني كان خربتوا بناتي الله لايوفقكن ياحلالها ياغادة على الأقل تعرف توزن كلمتهااا ..
يارا لتصرف الموضوع بأمر آخر:يمه تعالي أجلس وحشي معنا وخلي عمتي غادة عنك تراه جالسه تقهوي مرة أبوي وتصور ... وماقالت ياحلاله يافاطمة كانت طيبة ..
××ربحت نفسي .. من بعد ما خسرتك
ماقلت لك بعض الخساير بها ربح××
بوقت مبكر من النهار أخبره العسكري أن لديه زيارة رغم أنه ليس وقتهاا ..
ذهب معه لغرفة الضابط ليجد أبيه هنااك وجده ...
ليحيهم الضابط ويخرج ..
هجرس ببشاشة مبالغ فيها:هلا والله تو ماتبارك المكان يالله حيهم ...
عقاب بشك من تصرفاته:وش فيك تسلم من بعيد تعال قــرب ..
هجرس بحذر :طيب ياجد ترى بسلم عليك ووخر بس فكني من ولدك ..
سلطان الذي أحرج من تصرفات هجرس فهو حين حاول التقرب منه وعانقة ...هجرس قد فر منه وأصبح يعيره بالموضوع ويسخر منه :أنت وش فيك تهجج مني خلاص ماعاد أنا لامسك بس فكني من خبالك .. أمحق ولد ..بس الشرهة علي ماهو عليك ..
هجرس يقهقه ويسلم على جده بحماس ..
قبل أن يحول لأبيه ويسلم عليه بالمثل ..
عقاب الذي لم يفهم نكتتهم :وشلونك كيف الأوضاع داخل ...
هجرس الذي جلس بعد جلوسهم :والله ياجد الله لايوريك ..
وقطع جملته ليضحك بصخب :أتخيل جدي بعد هالعمر يدخل السجن لاوالله اللي خربت الدنيا ..
وبعد أن كشر الأثنين بعتااب ..
هجرس :سامحني ياجد ترى من زماان ماضحكت ..اخاف اضحك مع المجرمين ويفهموني خطأ ويذبحني واحد منهم ..
سلطان بأستنكار :هم المجرمين ترى العنبر اللي انت فيه ..أقوى جريمة جريمتك ..خل الخبال عنك ...
هجرس :وين المطوع ؟؟!
سلطان الذي أغلق عينية بأنزعاج :هجرس صك فمك ..
عقاب الذي فهم الموضوع :ايه تبطي عظم ..
هجرس يتظاهر بالحزن:افا ياأبو سلطان بدال ماتقول لو هي نعجة ماعشتك ...
عقاب بسخرية فهو لانية قريبه له بأعطائه طلبه :ايه بنزوجك نعجه ان شاءالله ...
حنا جينا بنكلمك بموضوع أختك ...
هجرس الذي أعتدل بجلسته :وش بها أختي ..
سلطان وهو الذي يعي أن كل شيء من تحت رأسه وإلا لما الحكم سيفكر بأخته :بنخطبها للحكم وش رايك ..
هجرس يخفي أبتسامة فرح:والله الحكم شهادتي فيه مجروحة .. من بيرفضة ...
بس أنا أقول الشور لفزة وشقحى ولا أنا مابيدي شي هن اللي يدبرني مالي راين عليهن ...
عقاب بنظرة شك :ايه أجل روحنا نخطب منهم ..
سلطان بنظرة مماثله :شقحى بتقول حياكم الله ونادوا مطوعكم ..
هجرس بثقة :أنت أدرى ...
عقاب بصرامة:أجل توكلنا على الله ..ومن اللحين أقولك مالك شغل بولدي ومرته ..لاتقوي المرة على رجلها لاتسبب لي بالمشاكل ..
هجرس بهدوء فقد توصل لمبتغاه :لاأبدن الله يوفقهم مالي شغل فيها لو هو بيذبحها ويصلخها أنتم حاكموه أنا طلعوني منهااا ...
سلطان بنظرة شك :الله يستر منك ومنهاا ..
وكتم هجرس ضحكته ...أبيه يبدو قد فهم بعض أمرهاا ..
حسناً الحكم أنت تستحق بعض الحياة في حياتك
ومن سيدخلها لك سوى فــزة المليئة بهاا ..
××لو تخسر الدنيا على شان محبوب دامـه كفـو ..لا تعتبرهـا : خسارة !××
****
تعدت فترة الظهيرة ولم يأتي لحسن الحظ ... يعني لانية له للمجيء هذا اليوم فهذة ليلة عبير ولو أراد المجيء لها بليلة الأخرى يأتي ظهراً وبالمثل يفعل بليلتها يبقى ظهراً عند الأخرى وأبنائها ...
ولأنها لاتريد قضاء يوم آخر بالملل ...فكرت أن تذهب لزيارة والدتها أو هيفاء حتى ... ولكن لاترتاح لمنزل هيفاء الصغير المليء بالضجيج ...
أرسلت لها تخبرها مارأيك أن نجتمع في منزل أمي ...فأخبرتها تلك بعدم ممانعتهااا ..
وحان وقته ..أرسلت له رسالة ..ولم يرد ..مضى منتصف العصر ولم يفتح الرسالة ...سأتصل لاأهتم وهو لايغضب حين تتصل تلك ويكون عندي ...
أتصلت فيه وأنتظرت حتى أعتقدت أنه لن يرد ليفتح المكالمة ...
سمعت صوته بالخارج بالتأكيد وتلك معه فهي لم تحاول تخفيف حدتها مع أحد بناتها وهي تأمرها بالجلوس ..
وكان رده بارد جداً وهو يسألها ماتريد بعد أن رد السلام بطريقة أشبة ببصقة ...
جوزاء ببرود أشد:بروح بيت أمي أرسلت عليك من الظهر ..
بتال يريد أنهاء المكالمة بسرعه:ماشفت شي ..ماني فاضي خليها يوم ثاني ..
جوزاء كانت ستستلم ولكن سمعت كلمة أفقدتها كل هدوئها لترد بهدوء وعباراتها لاترتفع عن مستوى لهجتها المعتاد ولكن كان وقعها شديد بأذنه :وليش أخليها يوم ثاني .. ليه أعدل برنامجي عشان برنامج أحد ثاني ... أنا أطلع مثل ماغيري يطلع وبالوقت اللي يعجبني أنا... ماهو وقت اللي تتفرغ فيه حضرتك ....
وأغلق الأتصال من جهته بدون رد ...
فكرت أن تتصل بأبناء أخيها ولكنها تعلم أن مجيئهم سيطول من ساعة ونصف لساعتين وربما يعود وهي لم تذهب بعد وهذا سيجعلها خاسرة...لتتذكر شخص ...
أتصلت على لافي مباشرة :عطني رقم فهد ولد شيخة ..
لافي بتأني:بسم الله وش فيتس أنتي بدون سلام ولاكلام ..
جوزاء بلهجة سريعة :ماني فاضيه وينه اللحين هنااا صح ...
لافي بسماجة:على خبري للحين ساكنين الرياض ماشدوا ...
جوزاء بسعادة :حلو عطني رقمه ولارقم أحد من أخوانه ... أي آدمي هنا ومحرم لي عطني رقمة ..
لافي يفتح الواتس ليرسل لها مطلبها وبسبب وجود أبيه لم يستطيع أن يسألها عن خطبها:طيب هدي شوي وأستقبلي على الواتس ...
أرتدت عبائتها وهي التي كانت قد جهزت نفسها وذهبت لتجمع بعض حاجياتها بالحقيبه فهي لانية لها للعودة هذه الليلة وربما للأبد ...
وصلها رقم بأسم عبدالله صالح ...لم تتذكر وجهه ...
أتصلت فيه ليصلها صوت شاب ليس بالكبير كثيراً هو بالتأكيد أصغر من فهد ...أرسلت له الموقع ليخبرها أنه قادم حالاً ...
وماأن وصل حتى أخبرهااا أن الحارس لايسمح له بالدخــول ...
تباً أتصلت على رقم الخالة شعاع تخبرها أن قريبها قادم لها ولايسمح له بالدخول ...لتخبرها العجوز بكل مودة أنها ستأمر أبنائها بأستقباله ..لاتقاطعها بأدب هو فقط جاء ليقلني ...ونزلت لتنتظره أمام الباب ...
ووجدت أحد أبناء شعاع والد وسن بطريقها ولكن سرعان ماأبتعد رغم أنه كان يقف ينتظر أحد ما ..وماأن أقتربت السيارة التي جائت لتقلها حتى أسرعت إليها ...
عبدالله صاحب السبعة عشر عام :هلا والله ياعمه (عمة والدته ) لي عشر سنين ماشفتك بس ماشاءالله ماتغيرتي ...بدوية ...وقهقه بضحكة سمجة ...
جوزاء وهي تصافح يده التي مدها إليها :المهلي ..ياولد والله ماأذكرك بحياتي بس عسى تدل بيت أمي ...
عبدالله وهو يخرج من بوابة القصر :أبشري ياعمة بس أول عبي لي بنزين لايقطع علينااا ..
جوزاء وهي تلاحظ سيارته الجديدة ولكن من السيارات المتوسطة السعر :هذا سيارة مين ..!!
عبدالله وهو يربت على المقود بأستمتاع:سيارة الخبلة هيفاء ....
جوزاء بدهشة :هيفاء صار معها سيارة الله وأكبر عشنا وشفنا متى ماقالت لي ..
عبدالله الذي فهم خطأها :لاا ماهو هيفاء عمتي ..هيفاء أختي توظفت ممرضة وطقت هالسيارة عشان دوامها ...أبوي وفهد قالوا تحط لها سيارة وتفكنا من المشاوير عاد يوم دقيتي علي عطتني سيارة أوصلتس ...
جوزاء بأحراج :يووه شكلي كلفت عليكم ..
عبدالله :لا والله ياعمة الساعة المبروكة اللي نخدمك فيها .. وش تشربين بباشر عليك ...عشان ماتقولين بخيل مدفعني حق البنزين ...وقهقه ضاحك وهو يتوقف عند المحطه ..
بعد مامدت له يدها بورقة مالية من فئة المئة ريال..
ونزل للتموينات ليحضر بمشروبات طاقة يريدها أن تشاركه فيها وحين لم تقبلها أخرج علبة قهوة باردة فأخذتها حتى لاتحرجة ...
دق هاتفها برقمه فلم ترد وحين أصبح أتصاله متكرر بشكل مزعج قالت وهي تفتح الخط وتطلب من عبدالله أن يقصر صوت الأغاني التي تملء السيارة :عبودي حبيبي وطي الصوت حبة ...وقالت بلهجة باردة :نعم ... رحت دبرت نفسي .. العطية ماتبي تثقل عليك بمشاويرهااا ... أروح مع اللي أبغى محارمي كثير ماني بعازتك ... ماهو مدخلك ماروح مع سواق .. الله يخليلي عزوتي يسدون عين الشمس ...
عبدالله إلى جوارها :كفو عمتي البدوية والله أنك بطلة .. لاتخلين العذال يتشمتون فينااا ..
ضحكة على لهجة عبدالله الحمقاء محاولاً أستجلاب اللهجة البدوية على لسانه ولكنها لاتركب :عبودي حبيبي ركز بالطريق وكفوك الطيب ...
وعاد لذاك الذي يستمع لتسليتها على حسابه بكل برود ... ولفظت حبيبي التي لاتفارق لسانها وهي تحدث فيها شخص لايعرفة ولكن يستطيع رسم صورة له أشقر ببشرة فاتحه وعيون ملونه كبقية أقاربهاا ...وهذا أشد مايغيضه فيهم .. وتباسطها بالحديث معهم يثير جنونه ..يشعر أنهم لاينتمون لهااا ولاتنتمي لهم ...هي تشبهه هو ..
ثورتها الجينية السمراء تصرخ بأنتمائها له ...
وهز رأسه رافض الفكرة وهو يتطلع لأبنه وهو يلعب بالألعاب الألكترونية جواره :خلصتي سوالفتس معه وتذكرتيني ..
جوزاء وهي تشاهد نزول عبدالله حتى يترك لها فرصة للحديث بخصوصية :اللحين وش تبغى روح لعيالك وأنشغل فيهم ماني فاضية لك يالله هذا حنا وصلنا وبنزل ...
بتال يخفض صوته مهدداً :والله لو قفلتي ياجوزاء لأجيتس وأكسر جوالتس على راستس قدام كل أهلتس ..
جوزاء التي تجلس مكانها تننتظر فراغه من تهديدها :طيب وهذي تكية أمر وش تبغى ...
بتال بعتاب :ليه تعصين كلامي وأنا قايل خلي مشوارتس بكرة ..
جوزاء بصبر:وليه اخليه وعشان مين ..
بتال بنرفزة :عشاني ..
جوزاء بهدوء :لاأسمحلي ماهو عشانك ..يومك بدوامك ولامرتبط مع رياجيل ماأقولك ودني وجبني ...واصلاً ماقلت ودني أنا اقدر أدبر عمري ..بس ماتأجل مواعيدي عشان لعانة براسك بتمشيها علي ...وغيري يمشيك على رايه وتطيعة ...
بتال بلكاعة: كل هذي غيرة ..
جوزاء تهدأ نفسها هي أثبتي له غبائك : أحسبها مثل ماتبي .. أنا ماراح أكون دايم مركونة على الرف لمتى ماتذكرتني أنا أروح وأجي وأسوي اللي أبي مثل غيري ... وأذا مو عاجبك ماأنت مجبور فيني ...
بتال على الطرف الآخر يلاحظ فراغ عبير من المحل الذي دخلت إليه وأقترابها منه :تبطين ماوصلتي للي ببالك ..يالله سلام سلام .. أشبعي بأهلتس ..
وأغلق الأتصال وهو غير راضي لما وصل له من حديث ...
تباً لك جوزاء وتباً لسليطة اللسان التي أسمعتك الكلمة (العطية )التي قلبت حالك وأخرجت الوحوش الكامنة داخلك ..
1
××أنا اشهد الـفـرقا فـراق الموالـيف..لا صار غالي فاقـدٍ شوف غــالي..هو يتقهوا من دلاله علي الكـيـف ...وأنا اتـقهـوا من همومي لحـالي ××
كان يتنقل معها بين المحلات وأغلبها للمجوهرت رغم أنه أخبرها لن أشتري لك إلا قطعة واحد فأختاريها بعناية هدية حملـك ..
وهم بأحد المحلات ..لاحظ خلخال من الألماس كان جميل فتخيله على ساق نحيلة سمراء ...
لكن عبير التي وقفت خلفه شتت أنتباهه وهي تقول : أنا ماأدري وش يحسون فيه اللي يلبسون خلاخيل أصلاً مايلبسه إلا اللي ماهن مضبوطاات ...
وحين حدق فيها بعين حادة ..
ردت تبعد التهمة عن نفسها :عمتي فهدة اللي قالته لي يوم توي عروس ..هاوشتني ليه تلبسين هالبلاوي برجلتس حرام وماتلبسها إلا اللي ماهي مضبوطة ..
وحين أبتعد بلعت ريقها الذي كادت تشرق فيه من نظرته المخيفة ..بالتأكيد فهم أسقاطها على الأخرى فهي لااحظت أرتدائها لخلاخيل ذهبية وأبلغتها من قبل حسناء كم هي حمقاء ترتدي الذهب وهي سمراء وكم يبدو عليها غير لائق ..
كانت تلحق فيه وهي تفكر لايمكن أن يكون أعجب بلونهااا
الرجال السمر لايحبون إلا الفاتحات وهو لن يحيد عن الصف ستعجبه لفترة لأنها جديدة ولكن سيمل لونها قريباً أنا لوني الذي لايصدأ أبداً ...قالتها متباهية بذاتهااا ...
1
××بتمرك الذِّكرى وتذكرني غَصب يلي عطيتك شي ماتستاهله××
***
مع أمها وأختها على قهوة المساء ...
هيفاء التي تتأملها :يابنت فيك شي متغير ...
جوزاء بملل:تتخيلين ...
هيفاء بعدم أستحسان:لا من جد أنتي ناحفـة ولا وش سالفتك ..
جوزاء وملاحظات أختها تضايقها تكره أن تكون تحت المجهر :وأنتم ماعندكم إلا ذا السالفة من عمري سنة نحفت سمنت ..
هيفاء :ليه جابك ولد شيخة وين زوجك ..
جوزاء بسخرية:وين يعني مع المعزبة يدورها بالأسواق ..
وضحى بحزم:مالتس شغل فيها ..
جوزاء بحنق:ايه مرة هامتني بحريقة هم الأثنين ...
هيفاء ووضحى يتبادلان نظرة شك ..ولكن حتى لاتنكمش على ذاتها كعادتها حين تحرج بمشاعرها صمتتا ...
هيفاء بحماس :خالتي بتزوج ولدها !!!
وضحى بأستحسان :ماشاءالله مابغت ..
هيفاء وهي تخفض صوتها حتى لايلتقط أحد أبنائها كلامها وينقل لوالده أو جدته :حاطه عينها على فاتن بنت خالد ...
جوزاء التي ترى كل شي بنظرة سوداوية لو قبل زواجها هي لأعتقدت الأمر رائع :الله وأكبر ..أنتي ماخلوك في حالك كيف بنت خالد اللحين ..لو تشاورني فاتن بقولها أرفضي ...
××قلوبنا ماهي محطات ركاب ..حسو بها يالي تمرون فيها××
****
اليوم الثاني كان ظهر الجمعة ...
وعادةً يتناول الطعام مع أبيه وأخوته ولكن تفاجئت فيه حين أتصل عليها بعد الصلاة مباشرة وأخبرها أنا عند الباب أفتحي الباب ...
توجهت لفتح الباب ومن خلفها ساير الذي يسألها أين ستذهب من دون عبائة ولأنه الظهر والشمس ساخنة عليها ليست متفرغة للجدال معه وحين فتحت الباب له..
سلم وهو ينقل النظر بين الأثنين ..
ليتوجه له ساير يسلم عليه ويرحب فيه ... ودخل قبله وهو يسلك له الطريق ...
ليسألها بشك :هذا يشبهتس ...
جوزاء التي لم تفهم إلا ماذا يرمي :ايه ولد أختي ..
بتال بتكشيرة :ومالقى يطلع إلا عليتس ...
جوزاء تحوقل وتصمت فهي تخشى أن يحتد الحديث بينهم وتسمعه والدتها ...وتوبخها لاحقاً ..
وحين أعتقدت أن الموضوع أنتهى عاد ليفتحه أمام والدتها ..
بتال المتكيء :ياعمة أنا برفع عليكم قضية ..
وأردف وهو يشير على ساير الذي يجلس وقد رفع قدم وثنى الأخرى تحته ويقدم له القهوة :ليه هالوليد (الفتى) طالع على مرتي .. لازم تعطونا تعويض ...
وضحى التي ألقت نظرة على ساير وجوزاء وأمتلاكهم لبعض الملامح المتشابهه :كلهم طالعين على أمي رحمة الله عليها ...
ماطلع على مرتك طالع على جدة أمه ...
ضحك بتال وهو يترحم عليهاا ...
أزعجها الوضع ولم تريد الجلوس أكثر وقفت وهو تتعذر بالذهاب لتجهيز الغداء ...
وحين خرجت من المجلس أشارت لها هيفاء من بعيد ...
وماأن أقتربت منها حتى سحبتهاا للداخل ...
حتى أبعد نقطة بالمنزل حتى لاتصل أصواتهن إليه ...
ويديها حول وسطها سألتها بشك :هذا بتالووه ..
جوزاء بشك :لاا واحد من أهله !!
هيفاء وهي تحرك رموشها لتقلد طريقة جوزاء بالكلام :لا واحد من أهله ..أذبحك أنااا صدق خبله ..ترى ماتنصت لكم لقافة بس بشوف سواليف اللي ماهو مالي عينتس ...حتى ولدي زعلان عشانه يشبهتس وش معناتها هذي ...
جوزاء لاتسقطي بفخ المظاهر:هيفاء لاتصيرين سخيفة مثله ...
هيفاء وهي معجبة بالفكرة:ياغبية هذي غيرة يغار ...واللي يغار من شبه ولد أختك عشان يشبهك هذا حاط باله منك....ولو ماهمتيه مافكر بالشبه ..
جوزاء :أصلاً أنا اللي مو هامني ..وخليه يهتم لين يدوخ قلعته ...
وأنا فاهمة زين نوعية أهتمامه ..
هيفاء بشك يوجد أسرار لم تفشيها بعد :وش اللي أنتي فاهمته نورينااا ..
جوزاء بتكشيرة :يحب يتفرج !!
يهمه مره الشكل هذا كل همه الجسم ... يعني أخيس نوعية من الرياجيل ..كل همه المظهر ...
هيفاء بصدمة:والله ياجوزاء أنا مأدري أنتي غبيه ولاتستغبين ..!!
الله يعينا عليك لازم نرجع عقلك لك شكل أشياء ثانية مخربة تفكيرك ...
ودفعتها أمامها للمطبخ :تعالي نجهز الغداء لانتأخر على الرجال ...
××ليتك قبل لا تتهمني ، تركد .. ترى التسرع يطرحك من عيوني منت بـعلي مجبور لكن تأكد .. ما تقدر تكمل حياتك بدوني××
وداخل المطبخ بقت متفرجة تشاهد هيفاء تبذل كل ماتستطيع لأخراج سفرة غداء محترمة ..وهي تهز رأسها بأستنكار لن يعجبه شيء بل ربما يخشى أن يكون قد وضعوا له عمل ..
قبل أن تهز رأسها لتنفي التهمة لقد تناول الغداء سابقاً مع أمها
وهي تعذرت وقتها بطعامها الخاص وتركتهم لوحدهم ...
والأثنين لم يضغطا عليها ..
هيفاء بشك: وش تهوجسين فيه ..!!
جوزاء فهمت شك هيفاء وقالت لترعبها:ماراح تعجبك هواجيسي خليني محتفظه فيهاا ..
هيفاء :أنتي ليه ماتعاونيني ..
جوزاء تتأمل أناملها بتصنع:ماتعودت صرت أعيش في بيت مليان خدم وحشم ...
هيفاء تهز راسه بأستنكار :كل هذا ماتبين تحطين يدك بشيء له ...
جوزاء تهز راسها بحماس :ايه ..
هيفاء بوعيد تعض أسفل شفتها:والله ونجيتي مني يابنت لافي ..لو يخليك بس ..والله أمصع جنوبك من القرص لا وأعلم أمي عليك عشان تربيك من أول وجديد ...
أبتعدت جوزاء وهي تطلب منها :لو حطيتي غدانا ناديني ...
لاحقاً معه بالسيارة .. يتوقف أمام أحد المساجد ..
بتال :بصلي وراجعلك ..
جوزاء لاتعليق ..ولاحظت نظراته المتأنية عليها قبل أن يرتدي نظاراته الشمسية ويبتعد ...ماذا هل ينتظر أن تشيد فيه ...
فتحت هاتفها وبدأت تطبع عليه:
××أقترب لمن تشعر معه بالأمان والسكينة، الأعجاب وحده لا يكفي حتى لإلقاء التحية ××
أجل وكأنها تشرح حالها ...لاتعلم لما زاد عدم أطمئنانها وتوترها بوجوده ...هل لأنه أصبح يلاحظها أكثر ...كانت تتنقل معه بالسيارة وتشعر أنه قد نسيها إما الآن فكل تركيزة عليهاا ..
وهذا لايشعرها بالراحة بقربة ...
بتال الذي عاد بعد أن ألقى السلام :تنزلين تصلين لأن ورانا مشوار !!
جوزاء بأحراج :ماله داعي ..
وبعد أن شكت بفهمه ..تحرك بالسيارة وهو يهز رأسه بتفهم ...
قبل أن يسألها :وش تشربين ..
جوزاء بعد هذا الأحراج :أي حاجة باردة ..
وبعد أن طلب لها عصير وشرب هو شاي أخضر ..
توقف في مواقف أحد المولات ..
بتال يسألها بشك :بتنزلين ماأنتي جالسه بالسيارة ...
جوزاء نزلت معه وهي لاتفهم لما على أن أرفقك بمشاويرك الخاصة أعدني لجناحي لأرتاح فيه ...
كان يتنقل من محل لآخر ويختار لنفسه ساعات ..أقلام ..نظارات شمسية ..ويسألها بين لحضة وأخرى أن كانت تحتاج شيء !!
بتال بأنزعاج :يعني بكل هالمحلات مالقيتي شيء يجوزلتس ...
جوزاء التي تكتف بملل :مو محتاجة شيء متى نرجع البيت ..
لم يرد عليها وهو يخرج لمحل آخر كانت تقف عند بابه لم تدخل معه إلقى نظره سريعة على المحل وعاد إليها ليخبرها :بشوف محل واحد بس ونطلع ..
لحقت به بتلكأ قبل ان تقع بنظرها على محل للملابس أمسكت بذراعة بحركة بديهية لتوقفه ..وحين ألتفت عليها :بدخل للمحل هذا ..
ولم تنتظر رده ..فقد أعتقدت سيذهب بحثاً عن مايريد وهي ستلقي نظرة سريعة على الملابس رغم أنها حسمت رأيها ماذا ستأخذ ..فقد رأته على الواجهة ..وبلحظتها تذكرت حديث مريم عن ملابسها وقد قررت تغير أسلوبها باللبس ..
دخلت المحل وحين طلبت من البائعة اللباس المعروض بالخارج ووصفته فمابين تخرج لها تلك القطعة ..أكتشفت أنه قد دخل خلفهاا ...
أعطتها البائعة لونين من اللباس المعروض وبينما كانت تفاضل بينهم ..
سألها بهدوء :هذا بتلبسينة ؟؟
جوزاء وهي تنظر للجمبسوت بين يديها :أكيد ...
وهو يتكتف ويحدق فيها بتركيز :متأكدة بيضحكون عليتس العرب !!
جوزاء بلا أهتمام :بكيفهم ..
بتال بزفرة:ترى تالا ورويف يلبسن مثله ...
جوزاء هل تعتقد لو قارنتني ببناتك سأتنازل عنه:عادي خلنا نطقم ..!!
بتال يهمس لها :يكشف ذراعتس كلها وكتفتس ماتستحين أنتي ...
جوزاء ماذا قالت أمي سابقاً لو رأكي تخرجين بهذا اللباس وتركك فهو ليس بالرجل ..حسناً لنكسر رجولتك الآن سأرتدية وقريباً جداً :وليه أستحي بطلع فيه قدام حريم ماهوب رياجيل ..
بتال :أمشي اللحين وبعدين أشتري لتس أحسن منه ...
جوزاء ببرود :ماطلبتك تشتريلي ..وتوجهت للبائعة ووضعت القطعة على الكاونتر..
شاهدها من مكانه تضع القطعة تخرج بطاقتها تحاسب عنها وتعود إليه ..
وحين خرجا من المحل أخبرها :سويتي اللي براستس وشريتيها بس خليني أشوفتس طالعة فيه من الجناح ..أفرحي فيها واجد ألبسيها بغرفتس ...
لم تهتم بتهديدة ...
ولكن بالسيارة سألها بهدوء محفظتهاا ..
لم تعلم مالغاية وأعتقدت بكل سذاجة أنها أعجبته وسيراها من قريب ..
وحين أعطته مطلبه شاهدته يخرج صرافاتها البنكية الواحدة تلو الأخرى ..ويقلبها بين يديه ويضعها بحجرة :هذي بس اللي معتس ..
جوزاء التي حتى اللحضة لم تفهم مايفعل :ايوة ..
بتال وهو يكسر الصراف تلو الأخر :أجل هاتس ...
جمعها بعد كسرها ورماها بحجرها ..
بتال ببرود وهو يحرك السيارة :ماهو أنا اللي تعامليني معاملة الجدار ... المرة ذي جت على البطاقات ..انتبهي المرة الثانية لاتصيرين أنتي مكانهاا ...
وأردف وهو يقود بسرعة نوعاً ما :لاقلت لتس مرة ثانية وهنا برى البيت شي تسمعينه عشان مايصير تاليتها عليتس شينه ...
أنا بتال ولد عقاب ماني حيا الله طرطنقي تمشينه على كيفتس ..ماتعديني وأنا واقف وتمشين اللي براستس ..
أذا ماربوتس رياجيل أنا أرجع أربيتس من جديد ...
والكثير من التهديدات الحانقة ..
التي لم تلقي لها أي بال ..لأنها لو ركزت لتشنجت من الخوف والقلق بنفس اللحضة
فهو حين ينطلق لسانه بالتهديد والوعيد يصبح مخيف جداً وكأن هناك حرارة تنبعث منه وتسخن المكان من حوله ..
وأي حركة بسيطة منه تقلقها وكأنه سينقض عليهاا ..
بتال الذي لاحظ أنكماشها على نفسها وألتصاقها بالباب رغم أنها تمثل عدم الأهتمام ولكن أصبح يعي متى تكون خائفة أو غير مهتمة فقط ... قطع تهديداته وصمت وهو يصلي على الرسول ..
××لا تفسر كل صمتي بالرضاء
الردود أحيآن تجرح لو حكيت !.××
سأنفجر ليتني قنلبة ويتم نزع مفتاحها ...لأنفجر وأرتاح من هذا الوضع الذي أعيشة ...
سيعودون للدمام مرة أخرى ...بعد أن توقفوا عن الدراسة لفصل دراسي كامل ..ومضى عليهم كل مامضى أستيقظت والدتها هذه النهار تخبرها أن تجمع حاجياتها وأخواتها ليعودوا لدمام ... وهي عليها أن تصمت وتنفذ ...يارا ستبقى فلديها جامعة هنا ... أما هي مجبرة قصراً على مرافقة والدتهااا رحلتهااا ...وليس لها القدرة على مجادلتهااا فكان بعيني والدتها نظرة ساعديني دون جدال أنا أحتاجك ..
ولكن لماذا كل شيء يسير بطريقة جيدة لما نعود للأذلال ...
هو قد تخلى عنك ...يتسلى مع زوجته الجديدة ...
سنذهب لمنزل المكائد مرة أخرى ...
لقد عشنا هنا بنعيم .... كانت تجميع الحاجيات وتصف الملابس ..
ومروى المتبرمة تتحدث فوق رأسها ..
حتى مسك الصغيرة فتحت حقيبة وبدأ بصف ملابسها وملابس ألماس..ولكن مروى غير متهمة إلا بشبكة النت التي ستفتقدهااا هنا ... وبطاقات جدها التي يبتاعن منها الأغراض ... ولاشيء مهم آخر ...
دخلت يارا التي كانت تساعد هي الأخرى محضرة الملابس من غرفة الكوي ... لتساعدها بطيها والصمت يخيم عليهم ...قبل أن تكسره بقولها :خالي سلطان يقول شدوا حيلكم بتمشون قبل الليل ...
يارا مرة أخرى حين لم تجد رد منهاا :ياسمين تكفين أنتبهي لأمي لايقهرونهااا ..
ياسمين بهمس حاد :هي اللي رايحة لهم برجولهااا ..بنفجر قسم بنفجر ...ورمت الملابس من يدها ..
لتلتقطها يارا وتعيد ترتيبهااا :أمي فيها سر بس ماني فاهمته ...حتى جدي شفت وجهه يوم تكلم معه ماهو مقتنع بأعذارهااا ..بس يبقي هذي حياتها هي وش بيدنا نسوي ..
ياسمين :ياليتني وافقت وتزوجت هجرس وأنثبرت هنااا...
يارا بضحكة :والله شاكة بخالي سلطان ماوافق يوديكم إلا بيروح يحرسك لولده ههههههههه ...
ياسمين بتكشيرة :ياليتني أموت وأرتااح .. كلاً يهدد من جهة تزوجي من هنا لا مناااك ... والعرسان يارب لك الحمد بس ..واحد رد سجون على قولت أخوانا المصارية والثاني أمعه الوراعين يصفقونه ...
يارا بغمزة :خذي الأمعة عشان تصفقية ولايأخذك رد السجون ويصلخك وأنتي نايمة ...
ياسمين وفكرة تدور من قرأت رسالة من والدها يخبرها ان عمها خطبها لأبنه:أنا لقيت حل لنفسي ..الباقي عليك ..
يارا بحماس :وش حلك ؟؟
ياسمين :بسافر أكمل دراستي ...
يارا:كيف ..
ياسمين بوقاحة:بتزوج الأمعة وأخذه معي ..
يارا بضحكة صاخبة :خبله ..
ياسمين :ولا ضبطت أموري هناااك فصخته ...
لتدخل والدتها بوجه متجهم وتطلب منها بحدة :يالله ألبسي عباتك وأنتي أنزلي نادي الخدامات ينزلون الشنط ..
وحين رأت كرتون مليئ بالألعاب :هذا خلوه أصلاً السيارة يالله تسعنا عشان نعبيها بأغراضنا ..
ونزلت وهي ترتدي نقابهااا .. أكملت يارا أغلاق الشنطة ..
وأرتدت هي عبائتها ونزلت خلف والدتها وبيدها ألماس التي تخشى النزول مع الدرج وعلى أحد مساعدتها بذالك ...
لتجد خالها سلطان قد عصب شماغه ويبدو عليه التوتر :يالله يابنات وين الشنط وراناا طريق ...ليلى عبو لنا بترامس قهوة ...وأشار لهن وأنتن روحن المطبخ وخذن كل اللي تبغنه ماني موقف بمكااان ...
مروى التي توجهت للمطبخ :اسويلك كابتشينو ...
ياسمين :أي حاجة أهم شي خذي أغراض لمسك وألماس ...
***
سألته وهي تلاحظ الوجوم على ملامحه :وش فيك يابو سلطان خاطرك ماهو لهناك عسى ماشر تونس حاجة ..
عقاب بتنهيدة :فاطمة روحت لبيتهاا وماهي عاجبتني رجعتها أنا قايلها خليتس عندي معززة مكرمة وماتروحين لين يجي ياخذتس ...وهي مستلجة تبي الروحة ...قلبي ماهو مرتاحن لروحتهااا ...
فهدة بتكشيرة :فاطمة من يومها ورى الرجال .. لو هي سامعتن رايي كان تطلقت يوم أنها جابت ياسمين وزوجها زعلان ومازارها يبى الولد ...
عقاب بعصبية :انتي وش فيتس يامرة تشوفيني ناقص لسواليفتس ...
فهدة التي فزعت من صرخته المفاجئة وتخشى عليه من مضاعفات الغضب :تكفى ياعقاب لاتعصب خلاص أنا بقوم عنك وأخليك براحتك ..
خرجت بسرعة ليدخل فياض مع الباب الآخر وشاهد فرار فهدة ليسأل بسخرية :وش فيها هذي أكيد مسوي طعة ..
عقاب الذي استمع لكلامه رغم أن فياض قالها بصوت منخفض :أنقلع عني أنت بعد كانك جاي ترفع ضغطي ...
فياض :افاا دام فيها ترفع ضغطي أجل العلم كايد ...وش فيك يابو سلطان تهاوش مع ذبان وجهك ....
عقاب بزفرة :أختك روحت ومحد عاد لنا ولالها اعتبار ...
فياض :أمر وش تبى نروح وندق خشمه ونجي حاضر من هالعين قبل هالعين ..
عقاب وهو يظرب عصائة بالأرض :وأنت خابرني راعي خبال عشان أرسلكم تظربونه ...
فياض :أجل وش تبي ..
عقاب بضيق:أبيه يقدر بنتي ..يقدر الجوهرة اللي معه هذا على حياتي سوى تسذا بكرة لامت وش بيسوي ...
فياض بتشدق :ياأبو سلطان أنت عاد لتكبر المواضيع وأذا على أنها جوهرة وأخذ عليها ماهي جايه بطيب شعاع وأنت طال عمرك أخذت عليهااا ....
كلها هذا وعقاب ينظر له غير مصدق أنه يعيد له جملته بكل وقاحة ...
لينطق أخيراً :قم عن وجهي هالدقيقة قبل لتقوم بعدها وخشمك مكسور ...
فياض:لاوالله ماأنت صادز لو كسرت خشمي زودن على حروقي ماراح ألقى البنت اللي ترضى فيني ..
هدأ عقاب بعد الأشارة لهذا الموضوع وصمت ..
وفياض من جهته جاراه بالصمت ..
ومازال عقله غير مرتااح للأمر برمته ..
××ابعد اللي غاب واقربهم ملامح
واحدً حبيت قربه قبل أحبه ..
من كثر ما اشيل في قلبي واسامح
صار صدري قاع وضلوعي مصبه ..××
***
لاحقاً بالسيارة ..
والدتها تجلس بالمقعد جوار السائق هي ومروى ومسك بالمقاعد الوسطى وبالخلف ألماسة مع الخادمة التي أصرت شعاع أن لايغادروا إلا بهااا ...
كان خالها سلطان لايكاد ينهي أتصال حتى يدخل بآخر ..وكلها حول أعماله .. يبدو مرتبط جداً لما أقلهم بنفسه ...ومن سيفعلها إذا كان والدها نفسه .. لم يقم بهاا ...
كان الطريق طويل وطويل جداً هذه المرة ...فلاأحد متحمس للعودة ..
وسلطان الذي فرغ من مكالماته كان يشرح كم يبغض هذا الطريق وبالتأكيد السبب غادة زوجته الثانية قبل أن ينفصل عنهااا ...
ياسمين بخبث:خالي ليه ماترد عمتي غادة وتأخذها معك وتفكنا من شرها ...
فاطمة بحدة :بنت بس ..
سلطان بضحكة ساخرة :بتخلصون منها وتبلوني فيهااا ..لاخليها محلها وأنتي هجي عنهااا ...
ياسمين كشرت ولم ترد ...خالي إلن تنهي هذا الموضوع ..
سلطان عاد يذكرهاا :لاتنسين وأنا أبوتس .. لايلعبون عليتس ويغيرون رايتس ...خلاص أنتي بنتنااا ..
أي رأيي لاأذكر أني وضعت أي رد لمحاولاتكم الحثيثة سوى الرفض ...وشرطي الجديد دراسة الطب ...
توقفوا أخيراً أمام المنزل ..زفرت وهي تشعر أن أظلاعها تطبق على صدرها تخشى أن تدخل وتجد والدها مع زوجته الجديدة في منزلهم ويتم معاملة والدتها بطريقة سيئة ..هزت رأسها لتبعد أفكارها وهي تشاهد والدتها تفتح الباب وتتوجه مباشرة للباب الداخلي ..فالطابق الأول هو المخصص لهم ...
بلعبة من عماتها حتى يكون كل العمل على فاطمة هي من تنظف الأقسام تحت وهي من تجهز الوجبات جميعها فهم لايملكون مطبخ بالأعلى سوى ركن مختصر لأعداد بعض المشربات وثلاجة مختصرة ...
وهي لاتريد تخيل كيف سيكون منزلهم اليوم بعد كل هذا الغياب ...
أغلقوا فقط أبواب غرفهم رغم أنهم لم يتركوا خلفهم الكثير ولكن من باب الأحتياط ..
ترك سلطان الشنط أمام الباب الداخلي ..وهو يسلم على فاطمة ويستأذنها:أنا بروح أمرح هالليلة بفندق وبكره علميني بأخبارك أذا أستقريتي توكلت على الله ..وإذا شفتي شي ماجازلتس دقي علي وأردكم بيتكم ... فمان الله ..
وخرج وهو يكثر من توصيتهم على بعض وأغلق باب الشارع خلفه ..
كانت الأرضيات مليئة بالغبار ..تباً لاتعلم كيف يعيشون نظفوا طريقكم على الأقل ... فتحت المطبخ لتجده بفوضى كما تخيلت ..
نظرت معها الخادمة غير مصدقة على الفوضى .. وتشاركها نظرة هل يوجد بشر هكذا ..
بدأوا العمل بصمت .. ومروى التي وضعت السماعات بأذنيها تتأفف بصوت أعلى من الأغاني التي تستمع لهااا :وش جابني للضيم جنت مدللـه ..
ضحكت على غبائها وهي تشاركها التنظيف ..
ووالدتهم دخلت غرفتها بوجه مصفر وأخبرتهم أنها سترتبها وتنام وليعتنوا هم بأختهم ...
نزلت لاحقاً أحد عماتهم ..لتسأل بعدم تصديق :جيتن يالخايسات قسم من شمية النظافة عرفت أنكم جيتم..
وبدأ تسلم عليهم بشوق هل تعرف حقيقته ..
قبل أن تقول :مروى يالله سوي لنا قهوة وتعالن أسهرن معنا فوق ..
ياسمين بتكشيرة :عمة ماتشوفينا ننظف ..
عمتها وهي تطل على العاملة بالمطبخ:ياخبلات تنظفن ليش وهاللي بالمطبخ وش دورها أمشن بس خلونا نفلها وهاتوا علومكم وهمست بصوت منخفض :امكن وين تعالن بقولكن سوالف العرس ..
مروى بتكشيرة :عمه روحي لعيالك وفكينا يرحم والديك ترى كلنا نفوسنا شينة وجايين بالغصب ..
العمة بملل :اووف مملات يالله سي يو وأذا تبن حش ووناسه أطلعن فوق بس أهم شي جيبن قهوتكن معكن ...وصعدت للأعلي ...
ياسمين :وقحة ..
مروى :لاجديد ..
فرغوا بوقت متأخر من عملهم ودخلوا للنوم .. خلت الغرفة عليها بعد بقاء يارا بالرياض فأحضرت ألماس لتنام معهاا .. لتبقى الغرفة الأخرى لمروى ومسك ...
لتصحوا لاحقاً على صوت والدها المرتفع ...خرجت وهي تخشى أن يكون قد فعل لوالدتها شيء ...
لتجدهما يقفان بتواجه بمنتصف الصالة .. وكل منهم يملئة الغضب ..
لتقول بملل وهي تتكتف وتميل على العمود :الناس تتصبح على صباح خير ويسعد صباحكم وحنا نتصبح على هوشات الدمام اللي ماتنتهي ..
أبو يارا يلتفت لها بعجلة :ثورتي البنات علي ..كرهتي كل الناس فيني ..أنا قايل لتس أصبري يوم واحد وأجي وأخذكم لازم تحرجيني فأبوتس وأخوانتس ...
وفتح يديه لها :تعالي سلمي على أبوتس ...
ياسمين تلف لغرفتها :بغسل وجهي وأجي أسلم عليك زين ...
غمرت وجهها بالماء ..قبل أن تخرج بأبتسامة باردة وتسلم عليه كم يجب ...
أبو يارا بنظرة عدم أستحسان :ماهي من قلب ..
ياسمين ببرود :ماأعتقد تهمك قلوبناا وعلى قولتهم خل اللي بالقلب بالقلب ...
عاد يسألها وهو يراقب والدتها التي تعمل بالمطبخ :وش فيها أمتس مرضانة ..
ياسمين تلعب بهاتفها :لاا .. يمكن مرهقة ..
أبويارا :وش هالمزيون ..
ياسمين وهي تغلقه بعدم أهتمام :خالي فياض أشتراها لناا ...
رأت عدم الأستحسان على محياه ولكن لم يعلق ..تعلم أن والدها لم يكن يعجبه سابقاً أي شيئ يبتاعه أخوالها أو حتى جدها لهم ..فهو يطلب منهم دائماً أن يتركوا كل شيء منذ كانوا أطفال خلفهم ويخرجوا من الرياض كما دخلوهااا ...
تعلموا عزة النفس منه ... نشأن فتيات قنوعات بالقليل ...ولكن الفترة الأخيرة وبقائهم مدة طويله في منزل جدهم والبذخ الذي عاشوه على حسابه قد غير الكثير ..ووالدهم الذي تغير لم يعد يستحق المراعاة أكثر ...
ياسمين بأول طلب :أبوي متى بتدخل لنا النت الألياف البصرية ..
أبو يارا بتهرب:هاه وش هوله ماله داعي ..
ياسمين بأصرار:ليه مالي داعي كيف حكمت أنا أبغى نت ..عندك فلوس تحط بيت لحرمتك الجديدة وماعندك فلوس تحط لنا نت ترى كلها 300 أو 400 بشهر ماراح تهز ميزانيتك ..
أبو يارا بتصريفة :طيب طيب أشوف ..
ياسمين بأصرار:أنا ابغى نت دبر نفسك لو ماعندك أتسلف ... عشان تدفع لنا الفاتورة ...
سعد (أبويارا) :طيب خليني أشوف الموضوع ...
ياسمين :اللحين كلم الشركة عشان أدري أنك ماتزحلقني ..
وتحت ألحاحها أتصل عليهم ..
وحين صحت مروى بعد قليل أخبرتها بلهجة أنتصار :مروى مبروك بيصير عندناا نت ...
سعد أرتاح حين رأى شهقة مروى بفرح ..حسناً المياة بدأت تعود لمجاريها ..فقد بعض التنازلات وكل الأمور تسير بطريقة جيدة ...
بعد أن لاحضت تملله بعد الأفطار أخبرته :روح مشاغلك ماأنت مبجور تقابلنااا ..
وهي تعرف أنه يريد الذهاب للاخرى ..تباً لمراعاتها مشاعرة
ولبقاتها المبالغ فيها ...
وتوجهت للغرفتها تاركته خلفها :أنا برتاح شوي أذا أذن الظهر صحوني ...
سعد بشك لبناته :وش فيها أمكن العادة تمسك لها زاوية وتفرك فيها تخاف الجراثيم متوزية عنهااا ..
ياسمين بقهر:مع أحترامي لك وخوفي من العقوق بس سخيفة ياأبوي ..
سعد بلا أهتمام :أنا بروح صكي الباب وراي وأنتبهن لخواتس وأمتسن ... اييه وأذا أحد أذاكم دقوا علي ...
خرج وأغلقت الباب خلفه بالمفتاح ..
لتنزل أحد عماتها ماأن خرج: ماشاءالله ..ريحة فطوركم يهبل ... ودخلت المطبخ لتجد كل شيء نظيف ولايوجد أي طعام ...
لتخرج إليهن بأنزعاج :وين الأكل طفحتوا كل شيء ...
ياسمين تهز رأسه بموافقة :أيه أبوي قال لاتطبخون واجد ماني جايب لكم إلا نص اللي أجيبه دايم ..عندي بيت ثاني ..
العمة بتكشيرة :وش هو ماهو على كيفة تراه باقي بيت أبونااا ..
مروى :بس ياعمة أبوي هو اللي يجيب المؤونه ولاجدي الله يرحمه من السنين ...
العمة بصدمة من رد مروى التي لاتذكر أنه ترد على سلامها حتى من شدة الحيا :بسم الله هذي متى طلع لها لسان ...أكيد أخذ دورات عند فهدة ...الحمدلله الله لايحوجنا لكم اللحين أدق على أبو عيالي ويجيب لي أحلى فطور ...
وغادرت تتهادى عبر السلالم ...
ياسمين تضرب كف مروى بأنتصار ...
مروى :والله مخ كيف طرت عليك ..
ياسمين :عش الدبابير علمني كل شيء ..لاتدخلين نفسك أصقعي الروس في بعض ..هذا يمشي مع كل عماتي إلا غادة لاتحاولين تشاطرين عليهااا ..
مروى :أنا بروح أرسم وش بتسوين ..
ياسمين :وش بسوي بجلس أطالع السقف وأتحسف على العز وأقول :شجابني للضيم جنت مدللــه ..
غادرت مروى تاركتها خلفهااا لتتصل هي بليلى ويارا لتأخذ أخبارهم وكيف سهروا من غيرها وماهي مستجدات خطبة خالها فياض ...
××ما دمت عقب البعد طيّب ومرتاح
الله يزيد الراحه ... اللي بدوني !××
***
طرق باب الملحق الصغير أستقبلته رضا بالترحيب وأدخلته عند أمين المرفوع له سريره الطبي بوضعية الجلوس ...
وكانت القهوة قد وضعت فأخذ يصب لنفسه منها ولأمين وحين فرغ من فنجانه الثاني ...
نادى بصوت عالي :تعالي ياأم وسام بتكلم مع أمين بموضوع وأبيتس تسمعينه ...!!!
وبعد أن دخلت رضا بتوجس فأي موضوع يخص أمين ويجب أن تسمعه فقد أعتقدت أنه أمر متعلق بصحته فأصبح قلبها يضخ الدم لرأسها بسرعة شديدة من شدة التوتر ...
ولكن ملامح عقاب بدت مسترخية وأبتسامة طفيفة ترتسم على وجهه وهو يخبرهم :أنا اليوم جايكم أخطب بنتي خزام لفياض
خذوا راحتكم وأنتم عارفينه وباخصينه ماعندي شي أخبيه عليكم ...ولو وافقت أو رفضت خزام بتبقي بنتي الثالثه ..ماهي رابعة لاوالله أنها الثالثة وماتغيرت منزلتها (خزام تكبر أسماء البنت الثالثة لعقاب ..ولكن هو أعتبر خزام أبنته الثالثه فيقصد أنها ضلت بهذة المكانة )..
وبعد صمت طال قليلاً سأل أمين :ياأبو سلطان لايكون جاي تخطب من ورى الولد !!
عقاب الذي لو كان شخص آخر ربما أنفعل عليه ولكن لأنه يعي جيداً أن سؤال أمين قلقلاً على أبنته :لاوالله مامشيت خطوة بدون شوره ...بس متحرج منكم يقول بيرفضوني أنا رجالاً بسنة أبوها!!!
أمين بوضوح :والله ياعمي عقاب لو هي ذبيحة ماعشتكم بس مثل ماتعرف أنا ماأقدر أقول لاأيه أو لاا هي البنت بنفسها اللي تختار هذي حياتها ماحنا عايشينه عنهاا ..
عقاب يهز راسه بتفهم :وحنا مانبي أزود من كذا ..خل البنيه تفكر لو هي تبي شهر سنه اللي يكفيها من التفكير تأخذه ..وسأل رضا الصامته من غير أن يرفع عينه فيها :وأنتي وش رايك يارضا ...
رضا بتردد :والله ياعمي عقاب أنا مالي كلمة بعد كلمة أبوها ..
وكبتت الكثير من الأفكار في عقلها ولم تصرح فيها ..
××أسمع المنطق وخل الإكتئاب الكبير إن طاح ما أصعب طيحته ٰ الغياب أحيان ،، مايعني غياب ولو يغيب العطر ،، تبقى ريحته .××
تسللت للمطبخ المشترك بوقت متأخر قليلاً ليوم أسبوع عادي ...أخرجت من الثلاجة بعض المواد خلطتهاا ووزعتها على ووجهها على أمل أن تتخلص من بثور الشباب التي تملئة وتشعرها بالأحراج ...
لم تستطيع أعادة الغطاء على وجهها بسبب الماسك ..
تركته بدون غطاء وخرجت بحذر حتى لايراها أحد بمظهرها ذاك ..
ليخرج أحدهم بوجهها ولم يكن سوى حماها صاحب اللسان السليط ..
الذي صاح بفزع :اعوذبالله من الشيطان الرجيم ...بسم الله الرحمن الرحيم ...
وقال وهو يقفي عنها وبلسانه السليط المعتاد وفضاضته العامة :حسبي الله على بليتس شيفه ماراح تزين خشتس لو طليتيها وجهين بويااا ...
أبتعدت بأحراج وقهر ومرارة ...ولكن قلبها المجروح أبى إلى أن يرد عليه :الحمدلله شيفتي أطليها بويا على قولتك وتغطي عيوبها بس فساد أخلاقك وش يغطيه يالفاسد ...
وحين ظنت للحضة أنه سيعود عليها ...
لفت لتجد من هو أسوأ منه أمامها ليبادرها بصفعة أمام ذاك ...
الذي صاح فيه موبخاً :سلطااان ...
ركضت مندفعة للغرفتها وحين حاولت أغلاق الباب دفعة بقسوة ليدخل وجسده يرتجف من العصبية :سكتنا على شين خلقتس ...لكن بعد أخلاقتس وصخة ياقليلة الأدب أذا أهلتس ماربوتس أنتي في بيت سلطان وقادر أنه يربيتس ...وألتقط عقاله المعلق لينقض عليهااا فيه ...
سلطان 31
فياض 20
غادة 20
*الحاضر*
عادت من الكلية حانقة على كل شيء بالحياة ... لقد أخذت الدرجة الأسوأ في حياتها ... كانت تتهرب من والدتها لاتريد أن تكتشفها ... ورضا ذكية جداً وبضغط بسيط ستعرف أمرها ..وستمنعها من الكلية متنفسها ...
رضا :يابنت أطلعي من الحمام عندي حاجة أبغى أكلمي فيها قبل مايصحوا أخواتك ...
خرجت خزام وهي تلف شعرها المبلل بمنشفة وقد أرتدت لباس بيتي بسيط :أمي والله أنتي محسستني صرت بالسجن حتى بالحمام مو قادرة أرتاح ..دفعتها لتدخلها غرفتها الضيقة بحركة لم تفعلها من سنوات ...
وأشارة لها بعلامة الصمت ...
رضا بهمس:قصري صوتك ماأبغى بلقيس مقصوفة الرقبة تصحي وتسمعنااا ..
خزم بهمس مشابه وشك : أيش فيه .؟؟
رضا بتردد :جاكي عريس ...
خزام ترمي المنشفة وتتوجه للمنضدة لتلتقط مشط والدتها وتبدأ تسريح شعرها المبلل ...
رضا بتردد والذنب يبدو على وجهها :فياض ولد الشيخ ..
خزام بأنزعاج شديد وسماعها لأسمه جعلها تعتقد أنه أحضر عريس جديد :ايش يعني ماراح نخلص من هذا الموضوع كل يوم والتاني عريس أنا ماني رايدة أتجوز ...
رضا براحة :يابنتي فكري عيب عليكي نزعل الشيخ منااا لو رفضنا ولدو ...
خزام التي شكت بسمعها :ويزعل ليش أنا حرة ... بس أنا أبغى ادرس وانبسط بحياتي بعدين لاحقة على الزواج ...
رضا بحيرة من الوضع هي تريد الأفضل لأبنتها وبعد صلاة الأستخارة شعرت بالراحة قليلاً ولكن مازال الكثير من الشك يراودها:يابنتي عيب هذا عمك عقااب ويقول لاتجبروها وخلوها على راحتها وهي زي بناتي وتقولي عنه هالكلام
خزام بعدم أستيعاب :يعني عمي عقاب يبغاني أتزوج وأروح من عندكم ..
رضا بفقدان صبر:يابنتي ياغبية أن ايش جالسه أشرحلك من الصباح عمك عقاب خطبك لولدو فياض ..
خزام بشهقة :ميين؟؟؟
رضا بأحباط :فياض بس يابنتي فكري يمكن الله يفتح على قلبك ويكون بينكم نصيب ..
خزام بفرح لاتستطيح كبحة صدم رضا المذهولة :مـــوافقة ...موافقة ...قولي للعمي الشيخ عقاب أنا موافقة ...
رضا بعدم تصديق :يابنتي والدراسة ..
خزام كيف؟؟!! لماذا ..ومن أين فكرت في ولكن لايهم أنا موافقة هيا أخبريهم قبل أن أستيقظ من الحلم ياأمي :لاخلاص أنا خايبة يالله اتصلي خبريهم قولي موافقة ...
رضا تقرصها مع فخذها وهي مصدومة من سرعة ردها:يابنت ياهبلا ياعبيطة أنتي بتفضحينااا ..ايش عندك مرا مبسوطة كذا ...
خزام تفرك محل القرصة التي أثبتت لها أنها لاتحلم وخطبته لها حقيقة :أمي أنا مبسوطة وموافقة ليه زعلانه أنتي يعني تبغيني أرفض ...
رضا بشك:يابنتي أكبر منك بكرة لاخشيتي الثلاثين سابقك بالأربعين ولو خشيتيها حيسبقك للخمسين ..
خزام بأقتناع وهي تلتقط أحد فرش المكياج وتتظاهر أنها تزين خديها بالبلشر لتتهرب من عيني والدتها المتفحصة لها:أمي أنا موافقة لاتحاولي تغيري رايي ..
رضا وهي تكاد تضرب خزام بسبب شكوكها :أنتي موافقة عشانه فياض ولاعشان ولد الشيخ وعنده فلوس ...
خزام بمراوغة حب الفلوس عذر جيد :الأثنين ...
رضا التي تجد بهذا الزواج فرصة لأبنتها لتعيش حياة جيدة بكنف أبن الشيخ ولكنها تخشى عليها من عصبيته المشهورة :يابنتي عصبي وأخاف بكرة تطولي لسانك يقوم ضاربك ونتورط مع الشيخ ...بمشاكلكم ..
خزام بثقة أقصى أحلامي أن أتزوجه فلماذ سأزعجه:لااا ماحطول لساني بكون مؤدبة ...يالله أمي ردي عليهم قولي موافقة ...
رضا التي تحت ألحاحها وجدت نفسها ترفع الهاتف لتتصل بشعاع لتنقل لها الخبر :السلام عليكم كيفك ياعمتي وكيف العيال كلهم ان شاءالله مبسوطين ...
ايوة كلمنا عمي عقاب ..وأنا جايه ارد عليكم أيوة فكرنا أكيد ..البنت موافقة ... ايوة متأكدة موافقة ... طيب حاضر ..هلا ياشيخ عقاب ..الله يسلمك طيبين ...حاضر ...
لتغلق السماعة وتنادي خزام :تعالي كلمي عمك الشيخ ....
خزام تلتقط السماعة بتردد :السلام عليكم ...الحمدلله بخير ... أيوة قالت لي أمي ..أيوة فاهمة ..موافقة ..أكيد .. وجدت نفسها تتلكأ عند ماسألها عن شروطهاا ..ايوة عندي شرط ...
وتحت حركات والدتها المهددة قالت :شرطي أنه مايزعق عليه .. طيب حاضر ياعمي مع السلامة ...
رضا بأنزعاج من الشرط الأحمق :أنتي جالسة تتشرطي بعد..
خزام الواثقة بنفسها فقط لاتريد أن يعاملها بتلك الطريقة الفضة والصراخ المزعج وغير هذا متأكدة أنها تستطيع التعامل معه :ايش ياأمي ماقلت أبغى مهر كدا وبيت كدا قلت ماأبغاه يزعق عليه ..
رضا بعدم أرتياح وتشعر أن أبنتها لم تفكر كما يجب وتأخذ الزواج كلعبة وليس كتأسيس حياة هي لم تعطى في حياتها حق الأختيار ولاتريد لأبنتها نفس المصير :أنتي بتفرجي الناس علينااا بحركاتك ديه شوفي حتى الناس ماهي مصدقة متى لحقتي تفكري وتوافقي ...

قد يعجبك أيضاً
الكارمــا بقلم Aya_alsabri9
الكارمــا
3.5M
172K
وَدُون أن أَدرِي ، كُنْت أَهوَى بِـ كلمَتي لِنَفس اَلموْضِع اَلذِي هوى إِلَيه إِبْليس حِين رأى أَنَّـه خَيْر مِن آدم . لا احـلل اخذ الروايـه ونشرهـا وغيـر مبـري الذمـه...
يا صُدفتي النادرة وياهلاك البشر  بقلم rwaiara
يا صُدفتي النادرة وياهلاك البشر
101K
2.8K
اهلًا بكم جميعًا ، بروايتي و اعزوفتي الثـانية .. - ( يا صُدفتي النادرة وياهلاك البشر ) ( الرواية باللهجة العامية) نبذة الرواية : عداوة تتوالد عبر السنين بين شعوب قريتين...
من متى و الغصـن يختـار الطيـور..!! بقلم Nis2reen_
من متى و الغصـن يختـار الطيـور..!!
375K
6.2K
تساؤل واقعي مكتوب من خيال كاتبه، رسمت احداثها في قمم جبال الجنوب السعودي البارده..حياه اخرى عادات باقيه منذ مئات السنين لم تغيرها دواليب المدنيه الحديثه.. تتضمن قصة حرب...
رواية جفاف وردة بيضاء  بقلم novel_6ea3
رواية جفاف وردة بيضاء
17.2K
705
رواية جفاف وردة بيضاء في رُكن الذكريات.. للكاتبة ضَياع، تدور احداث الرواية عن الفتاة اريان مجهولة النسب التي تعيش مع عائلة ال صايل بعد ان وجدوها على عتبة بابهم. - والف...
الطبقة الآرستقراطية (صرخات انثى)  بقلم QueenAyamohamed
الطبقة الآرستقراطية (صرخات انثى)
697K
49.6K
الجروح أدمت قلوبهن ومازالت كلًا منهن تحارب للبقاء، مذاق الألم لا يفارق حلقهن، جروحهن متشابهة ولكن لكلًا منهن حكاية خاصة هي ضحيتها، الأولى نهشتها الذئاب البشرية وتركتها...
أسيرة القيصر بقلم user01665995
أسيرة القيصر
3.7M
68.8K
انتقام أعمي من أجل إخوة يودى الى هلاك فتاة يستحي إبليس من النظر إليها
بين نبضة قلب وأخرى بقلم Bellaa71
بين نبضة قلب وأخرى
41K
491
الكاتبة: أغاني الشتاء
××أنت الدعاء اللي توسلته من الله .. وأنت المعجزة اللي ما حلمت تتحقق ××
***
في منزل شعاع بعد الغداء أجتمعوا على الشاي ...
وكان يجلس معهم متحمل سخافات والتلميحات المبطنة من فزاع وسلطان الذي وصل على الغداء قادم من مشواره المرهق من الشرقية .....كان كل شيء عادي وقد قرر الأنسحاب للنوم ...
حين سمع أتصال رضا مع والدته ... ماهذا الرفض السريع ..هل أخذت رأيي الفتاة حتى ... رضا يبدو أن سنعمل عليك كثيراً .... حين لاحظت أبتسامة والدته وفرحتهااا قبل أن يلتقط والده السماعة منهااا ويحادثها ثم يحادث المعنية بالأمر ...
هل وافقت حقاً ..ولايبدو أحد مصدق حتى والده يخشى أنها قد خدعت ..أنتم تحرجوني ياجماعة ...
هل أنا سيء لهذة الدرجة ...أراد الضحك ولكن لايملك رصيد منه ..
ورأى علامة اللايك التي صدرها له فزاع ولكنه تجاهلها ...
وسلطان يهمس ليسمعه :ذولي العرب اللي تخطب منهم .. مافيه رسميات وتكتيك على طول أيه ..أو ..لاااا ...
عقاب الذي فرغ من المكالمة :أبشر وأنا أبوك البنت وأمها موافقات .. بس ترى عندها شرط ...
فياض الذي كاد يشخر بسخرية ...لما لم تقلها من البداية ..كان هناك خلل بالموافقة السريعة ..أذاً شرط لنستمع لشروطهااا ...
عقاب يقول شرطها ولايستطيع كبح ضحكته :تقول مايزعق في وجهي ..
تعرف وش يزعق ولانترجمهااا لك ...
ليقهقه فزاع وسلطااان بضحك سخيف ..
سلطان :وش هالسمعة الطيبة حتى البنية من البداية خايفة على أذانيهااا ..سمعت لاتزعق .. لاتزعق ...
فزاع :ياجماعة أمين ليه ماخلف 6 بنات عشر عشان نتزوج منهم ...ناس دغري حتى الشرط لايزعق ...ماقالت أبي عشرة كيلو ذهب و16 طقم ألماس ...
أنسحب للنوم تاركهم خلفه فهو حقاً غير قادر على مجاراتهم ..وموافقتها السريعة تثير شكوكة ... الكل توقع رفضك .. تهربك المماطلة ... بل وضعوا الخطط لأقناعك بي ...لما زعزعتي كل شيء بموافقتك السريعة ولماذا ياصغيرة لماذا ...
××أنا ماودّي إنّ الوقت فيك يميل.. لأنّك غير.. ماودّي تعيش بـ كبْت! , أنا ويّاك.. مو لنّي أحبّـك حيل! أخاف إنّك تعيش الفقد لامني غبت.××
***
ماأن أستيقظ أخويها وعرفوا بالخبر حتى أصبحا يراقباها وكأنها كائن حي قابل للأنقراض ...
بلقيس بشك :خزام انتي عارفة مين حتتزوجي ..أختي لاتزغلل الفلوس عينك هدا فياض والله يديكي كف الصباح وكف الظهر ...
وسام بقلق:أمي ضغطت عليك ..أحد جبرك ... أنتي عملتي كدا عشاننا ...عشان العم عقاب مايزعل منااا ..
خزام التي تشرب قهوتها التركية :لاا أنا موافقة عشان نفسي ... راضية بكل شيء وفكرت بكل حاجة ..وردي موافقة ...
بلقيس تطيح برأسها بأحباط :مستحيل أصدق أكيد رضا معرضتك لتهديد شديد اللهجة ...
سمعت صوت والدها يناديها من الداخل وحين دخلت عليه ..
أمين :تعالي يابنتي أدخلي وسكري الباب ...
أقتربت لتجلس بعد أن نفذت طلبه ..
أمين وهو يتأمل أول فرحته وكيف أصبحت صبية بعمر الزواج :خزام يابنتي أمك قالت لي أنك موافقة على فياض ..ماخيبتي ظني فيك أبداً .. أنا عارف أنك عاقلة على قد عمرك .. ودايم مرضيتني وسامعه كلامي ..أسمعيني ياحبيبتي بس تتزوجي بكرة بيقابلك صعوبات مع زوجك .. وخلافات كثير ..بس البنت الشاطرة تتمسك في زوجها وتسمع كلامه وتفهم أن الكلمة الأولى والأخيرة له هو دامها في رضى الله .. وأكيد أنتي خايفة من سمعة فياض وأنه عصبي بس صدقيني يابنتي الولد هذا أنا عارفه زين على كثر ماهو عصبي على قد ماقلبه طيب وأصله ذهب وماراح أخاف عليكي وأنتي معااااه .. يالله قومي هاتيلي الشاهي اللي سوته أمك ..
خزام هزت راسها :حاضر ياأبوية ... زي ماتحب ...
××يوصوني عليك ومايدرون :
الي يحبك يتعب لك .. لو على جمرِك وطى××
****
فهدة التي ألقى عليها عقاب الخبر الكارثة وصمت يتابع الأخبار التي تعرض هذه اللحضة ...
تريد أن تضحك ..تصفق على ذكائها ..
فقد ألتقطتها سابقاً ثم أنكرت على نفسها سذاجتها وأن لاتكون كصغيرات السن وتفكر بقصص الحب والهوى ...
ولكن أصاب توقعهااا ..
فياض وبنت أمين ..
أي معادلة غريبة الأطوار هذه ...
حسناً الأضداد تتجاذب ... صدق حلمكي يارضا ..
ولكن ماذا هل وافقت الحمقاء بهذة السهولة آه لو عرفت سابقاً لجعلتهم يعذبونه حتى يحصل على الرد وأن لاتكون لقمة سائغة وبهذة السهولة يحصل عليها ..
ولكن لماذا خزام وافقت ؟؟؟
مالذي تبحث عنه في فياض ..
حمقاء .. لو بحثت عن شاب أصغر وأجمل بدل فياض العجوز .. أجل هو كبير سن بالنسبة لهااا ..
أنها تكبر أسماء بسنة واحدة فقط ..
هل أجبرت رضا أبنتهااا
قالت لعقاب :بس البنية ليه وافقت ؟؟؟
عقاب بتكشيرة:وليه ماتوافق
فهدة التي لم يعجبها أن تتسهل الأمور :يمكن أمها غاصبتها ؟؟
عقاب بأنزعاج من محاولتها تكدير فرحته:أنا سامع موافقتها بأذني
فهدة بأصرار:أجل أستحت منك ..ولا ليه بتوافق ..
عقاب بغيض :وليه ماتوافق ..
فهدة بتقرير واقع:يووه ياعقاب لانلعب على بعض فياض كل البنات مايبنه وش نقصها عنهن ...
عقاب لايريد تغير رأيه عن ماألتمسه على أرض الواقع:ماهي ناقصة عنهن زايدة أنها عاقلة وبنت أمين طالعة عليه ..
فهدة قالت حتى لاتضايقه :ايه أنا عارفة ليه وافقت عشانك أكيد .. لأنها تحبك ..
عقاب يهز رأسه بأستنكار :يعني ولدي ماينحب ..
فهدة بضحكة أستنكار :ياعقاب لايسمعونك الوراعين ويضحكون علينا وش حبه وش خرابيطه ..
عقاب ببال رائق:والله بيضحكون عليتس أنتي ..انتي وثوب البنيات اللي لابسته ولا أنا رجالن حاشمن عمري ..
فهدة التي تنظر لنفسها بجلابيتها بلونها الموف :هذي الموضة ..قبل أن تقول بشك :أنت صادز بيضحكون علي ,,وقالت بندم :ياقشري يوم طاوعتس ياأسماء وأخترت هاللون ..
لتبعد التهمة عن نفسها أنها تتصابى ..
××مخلوقه من طين...ولكنك ملاك ومستوطنه في قلوب الحالمين . ليه الزعل؟ والعمر كله لرضاك وجهك فرح ماهو بلايق تزعلين××
****
أسماء التي تفاجئت بقروب تضاف إليه
من قبل ليلى ..وعنوانه مبروك فياض والجميع يتحدث فيه سواه .. وبطريقة شديدة الرسمية المباركات والتهاني !!
عن ماذا يتحدثون سألت :مبروك بس على ايش ...
لترسل لها ليلى على الخاص :هي أنتي خبر خير
مادريتي أنه خطب خزام وافقت ..وأبوي يقول ياويله اللي يقول شيء غير مبروك عشان كذا كلهم عاقلين بالقروب ..
لتسألها بصدمة ولو رآها أحد لذهل فهي حرفياً قد فتحت فمها من الذهول :خزام مين ..
ليلى :ترد بصفين من الوجيه الضاحكة ..قبل أن تكتب
صديقتس !!
أسماء وآلاف علامات التعجب فوق رأسها كيف أصبحت الأمور بهذة الجدية فجأة لقد كانتا تبحثان له عن عروس بالكلية كيف أصبحت خزام فجأة العروس نفسها :خزام بنت أمين .!!!
ليلى لاتصدق بأي عالم تعيش هذه هي لاتعرف حتى بأحداثنا العائلية وهي بنفس المنزل معنا :أيه ماهو حنا نعرف عشر خزامات عفواً خزامه على قولت فياض وصف من الوجيه الضاحكة ...
قبل أن ترسل صورة لفياض والعم أمين وخزام بصغرها وتكتب تحتها ..هذي صورة ملكته الأولى ..
والمزيد من الوجيه الضاحكة ...
أسماء تسألها :طيب كيف ..
ليلى لاتفهم ماصعوبة بفهم الموقف:وش كيف خلاص أبوي خطبها وهي وافقت ..
أسماء :كذا بس بكل بساطة ..
ليلى :أكيد خونت فيتس خلاص أخذت فياض وش تبي فيتس ..
أسماء بتجاهل لأسلوب التفتين الذي تنتهجه ليلى وتعتقد أنه ممتع :طيب وش طرى يعني يخطبها ..
ليلى ترسل وهي لاتصدق كيف أسماء لاترى أبعد من أنفهاا :أنتي وين عايشه !
أسماء :بلاسخافة
ليلى :من جد أنتي سرداردي مردادي (كناية عن كثرة الراوح والمجيء) معهم بالمستشفيات وماأكتشفتي القصة ..أنا بس ركبت معهم مرة السيارة وكل شيء أنكشف ....
أسماء بعدم تصديق هل فعلها حقاً ..حسناً ياحمقاء توقفي عن ذهول خطبها ووافقت عليه ماذا بعد هذا ... ولكن الصورة غير لائقة ..!!
فتحت رابط من ليلى لتجده أغنية حب ..
ليلى تعود لتكتب :شوفي فياض كنت كاشفته بس
اللي قاهرني هي ليه توافق ...
أسماء بشك :وليه قاهرك ..
ليلى :يعني أنسي كلمة قاهرني خليها اللي مستغربته ..حلوة
وجميلة وصغيرة وتوافق على فياض اللي شبعان من الدنيا والوناسة ..
أسماء لما تحاول ليلى تدمير الصورة :وش قصدك ؟؟
ليلى لست حمقاء لأكشف أوراقي أمامك يابنت فهدة أناأخشى فياض ولاظهر خلفي أنتي ستفضحين كل شيء وتسترين خلف أمك :مالي مقاصد كلامي واضح .. أنتي صديقتها أسأليها ليه وافقت.
أسماء بواقعية:لا عيب بعدين أحرجها وش دخلني ..فيك فضول روحي أسأليها أنتي ..
ليلى وهي تكشر بأبتسامة وتطبع على هاتفها وتريد أن تقهقه من المحتوى الذي تكتبه:عندي فكرة بقوله يشتري لها المهر لاب توب ..أسماء أنتي روحي أكتبي الأقتراح بالقروب ..أنتي مايقدر عليتس أنا يصفقني ..
أسماء لاتستطيع أستيعاب الفائدة أو المتعة التي تشعر فيها:وليه أن شاءالله أكتب شي سخيف زي كذا ..
يعني قصدك أحرجة وأنها صغيرة عليه ..أنا أشوف من ناحية السن في توازن ترى مو كل البنات يبغون أحد بعمرهم فيه يحبون الزوج يكون أكبر منهم ..
ليلى أنتي طفلة ماذا ستفهمين كم أشفق عليكي لو جئنا للواقع:أكبر بخمس ست سنين مو أكثر من 12 سنة ..غير أنه هو شرق وهي غرب ... لايغرتس ملابسه ..ترى فياض التحضر عنده ملابسه وعطره وجواله ولاعقله صحراوي أكثر من هجرس ... ايه وأختنا بالله بتدرس وتوظف وتفلها ..
أسماء لما سأحشر نفسي بمشاكل الآخرين :كيفهم يتفاهمون ..
ليلى بحنق من أجاباتها المثالية لاتحمس للغيبة :ياشينتس عاقله مامنتس فايدة ليه ماتسبين معي ترى ماراح أصور الشاشة وأهددتس فيها بعدين ..
(أنَّ النبيّ عليهِ الصلاة والسلام قال: (الغيبة ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فقد بهته).)
أسماء :أنا مو خايفة من شي أقول اللي أفكر فيه ..يعني هو مختارها بنفسه وهي راضية فيه وتتخيلين بينهم قصة حب
يعني كل الفروقات اللي قلتيها ممكن تجاوزها ..
ليلى :تضع قلوب ..
قبل أن ترسل ساخرة حب تقول حب ههههههههههههه ياخبله
فياض معجب بالصورة بالرسمة ..يعني حب تملك ..
ولا الحب بعيدة عنه ... يعني جاب راسه اللون والمبسم ..
أسماء ترسل حانقة :وقاحتك تعدت الحدود .. مالك حق تقولين هالكلام وأنتي مو متأكدة ..
ليلى :ياشيخة خليني ساكته الله يوفق سعيدة بسعيدة ...
أتمنى يكون فعلاً حبهاا .. ولاحرام تضيع عمرها معه ..
قبل أن ترسل تحذرها :أسموه ياويلك شي من اللي قلت لك يوصل لهااا ..ترى أخوي ماأرضى عليه ينكسر قلبه
لو كان المقصد غير رومانسي ...
أهم شي يوصل لمبتغاه ...
أغلقت هاتفها منهية المحادثة ..ليلى وقحة وفضيعة لاتعرف حدود للكلماتهاا ... هي تتدخل حتى بأكثر التفاصيل خصوصية...
مقصد وغير رومانسي ..!!!
حرفياً هي تعني خزام نزوة مؤقته ..
ليلى تباً لكي جعلتي عقلي يصبح مثقل بالتفكير ..
ولكن هل طلب أحد رأيي هل تم أستشارتي ..
ربما أنا من قربت بينهم بطريقة غير مباشرة ولكن لم يتم
أبلاغي بالأمر من أي طرف ..
6
××أبي قلبك يبادلني غرامٍ يذهل العذّال
وأبي حبٍ تموت أجيال ما وصلت مواصيله××
لتجد لاحقاً رسالة من خزام تسألها عن موضوع يخص الدراسة ..
ردت برسمية وأعطتها مبتغاها لتلاحظ أن خزام تكتب وتمسح فهو واضح من أسفل أسمها ..تكتب تتوقف ..وكأن لديها ماتقوله ومترددة ..
حسناً عفوت عنكي ..فيبدو أن الأمر محرج لتتحدثي عنه
سأعفوكي من الأحراج ..
أرسلت لها مبروك الخطبة ..!!
لترد تلك الله يبارك فيك ..
أسماء وأسئلة ليلى أثارة فضولها :غريبة وافقتي مو هو اللي عينه زايغة على الممرضات ..
لترد خزام بكل حماس :لا يمكن أنا ظلمته وماعرفت شخصيته ..
أسماء بتلاعب.. ليلى محقة الموضوع ممتع :لااا ياخزام هو يفكرك عاطلة (فاسدة ) أنتي قلتي كذا !!!
خزام :فهمنا خطأ !!
وجدت نفسها تضحك يضرب الحب شو بيذل ..
هل أصبحتي تجدين له الأعذار أيضاً ...
كم أنتي لينه ياخزام سهلة القرب والأحتواء ..
أنا على عكسك .. نزقة يفر مني الجميع ويصاب بالعقد النفسية من يقترب مني ..لأستطيع أن أخذ أي تصرف بأرتياحية ...
حذري يصيب من حولي بالجنــون وأولهم زوجي الذي أخبرني بحبه كقصائد شعر وكيف يثمل بوجــودي من
فرط مشاعرة
ولكن أينه الآن ..
بعيد لاأعلم مستقره ..
وقد يكون يثمل من حب آخرى ولايستطيع الفرار من سطوة مشاعرهاا كم فر مني ...
وليكذبها الواقع رن هاتفها برقمه ...
أسماء بأنزعاج :هلاا ..حتى أوقاتك خطأ ..
وليه مأعصب ..طفشت من مقابل الجدران وينك أنتي ليه ماتجي تطلعني وتونسي تسوي أي شي يروح عن نفسي ..
أيه صح نسيت مسافر ولا مو موجود نفس الوضع ماتغير شــي ..حتى السفر سافرت من وراي ..
وماكلفت على نفسك تحط خبر عندي ..
حامد الله يأخذك أنت متى تعقل وتصير رجاالل ..مالت عليك وعلى الرجولة اللي تعرفهااا ..ايه مسافر خراب أجل سنع ..
ايه ايه صح عليك ..أنا الغلطانة اللي أرتجي من وراك خير ...
لاترجع أجلس طول عمرك هناااك ..وأشبع باللي برى ..
لأنك تحلم تشوف وجهي بعد اليوم ..
وقطعت الأتصال بينهم ..
أنه حتى لم يسأل عن أبنه ..الذي أصبح عمره أربعة أشهر ولم يحظى بعقيقة حتــى .
عاود الأتصال بأتصال مرئي ...
فتحت شعرها ليتساقط على ظهرها ..ركزت ذراعها على ركبتها وسندت خدها فيه قبل أن ترد على الأتصال وتبعد الهاتف بطريقه تظهر وجهها بطريقة جيدة ...
أسماء :نعم ...
حامد بالخارج بحديقة حيث يتريض :وش فيتس معصبة ..
أسماء :قلي شي مايخليني أعصب ... راميني من شهور ..يا بأستراحة يابداهية ...ياألقاك بالكوفيهات مع الساقطاات ...
حامد بتكشيرة :إذا بتفتحين هالسيرة بقفل ...
أسماء :وش تسوي ..
حامد :أتمشى .. أنتي وش تسوين ...وين ولدي ماعمرك كلمتس هو عندتس ...
أسماء أجل أذهب أنت للعب بالخارج وأنا أراعي طفلك الصورة الكهفية للدور المرأة بالمنزل:تراه نونو ينام 16 ساعة باليوم وأكثر بعد ...تدرين أن صار عمره 4 شهور وللحين ماسويت له عقيقه ..
حامد بأنزعاج كيف فاته هذا الأمر :لارجعت أسوي له ..
أسماء التي تفتح الزرار العلوي من قميصها متظاهرة أنها متضايقة من الحر ولكن المقصد أبراز المزيد من نحرها :ومتى بترجع أن شاءالله ..
حامد وهو معجب بمايراه :ماأدري ..
أسماء مصرة لتعرف كل شيء خلفه وشعرت أنه سهل أستجلاب المعلومات منه هذه اللحضة فهيامه بها واضح من خلف الشاشات :مو أنت رايح بدورة لدوامك كيف ماتدري دورتك كم أيام أسبوع شهر ..
حامد والنظر إليها ينسية كل الوعود التي قطعها في سبيل أصلاح نفسه وحياته الشخصية قبل الحياة معها:هاه ايه أسبوعين ثلاثة ..
أحمق أحمق ... من المفترض أن تبتعد لأشهر كيف قلصتها لأسابيع ..أين الأتفاق والقرار الذي وضعته ..
أسماء بدلال لتتلاعب فيه فهي مشتاقة لفقرة ركضه من خلفها لأسترضائها:أيه أشوى ..لاعاد تتصل ترى ماراح أرد عليك ..اللي يبغاني يجيني وش أسوي بأتصالااتك ...وأنهت الأتصال من عندهااا ..
هل أخطأت وماذا فعل هو لقد هجرها لأسابيع وبعدها سافر بلا خبر مسبق ...وأنهاء أتصال منها سيكون تصرف سيء ..
كل (وينك) قلتها ..كانت : فقدتك وكل (مدري) قلتها .. كانت : أحبك
***
بالــــــغد ..
فهدة تبخر عقاب الذي أرتدى أجمل ملابسه ووضع المشلح فوقها وبشك سألته :ماأنت معرس علي !!!
عقاب بنظرة ساخطة :قلت لتس لا ذبحتيني تحسبين بعدتس صبية وتغارين...
فهدة بشك وهي مستمرة بتبخيرة :أجل سلطان بيأخذ على حسنــاء ..أنتم الأثنين ماأنتم خالين ..
عقاب بحدة:مافيه شي من هالكلام لاتبدين تثورين العرب على بعضهم !!
فهدة التي لاتعلم بذهاب الحكم معهم فهي تعتقد أنه بمهمة عمل ولن يعود إلا بعد أسبوع :قلبي ماهو مرتاح لروحتكم هذي الله يستر ياعقاب لايصير عليكم شيء وش رايك تهون ..
عقاب يدفعها بعصائه :وخري عن طريقي هنااا ...أذا ماأعجبتس روحاتي قلتي ماأنتي مرتاحه وخربطتي على راسي ...وبتال لاتقربينه ولاتجينه ...
ترى خلاص الولد طق منتس ومن تصرفاتس ...
والله لو سمعت أنتس مكلمته بالموضوع غير ماكلمتيه لأنزل بهذة على راستس ورفع عصائة مهدداً ...
أثناء خروجه من جناحة كانت أسماء تخرج من جناحها وأقتربت لتودعه ..
عقاب بتوصية :كلمي خويتس شوفي وش محتاجة وش بخاطرها يمكن أمها تستحي وماتقول لنا ...
أسماء التي لاحظت أهتمام أبوها الغير طبيعي بهذا الموضوع :طيب أن شاءالله ..
فهدة من خلفه :ايه خليتس وراها ولمعي صورة أخوتس عسى ماتراجع نفسها البنية وتهون ..
××ما يموت الود في قلب الكريم ولا تموت العاطفة عند الكرام××
***
أجتمع ثلاثتهم بوقت مبكر من النهار وقد أتفقوا على التحريك مباشـرة لحـائل ..
كان يقود السيارة وقد لف شماغه حول وجهه وتغطي نصفه السفلــي ..
سلطان ينام بالخلف فهو مرهق من السفرات المتتالية بالأمس قدم من الشرقية والآن حائل ولكن مضطرين لأخذه معهم من جهة ..ومن الجهة الأخرى .. هو لايمتلك إلا اليوم حتى ينجز فيه هذا الموضوع ..فهو بضغط عمل شديد ..
كان والده يسأل هذه اللحضة :الجماعة كيف بيستقبلونا عندهم خبر ...
ليسمع صوت سلطان الناعس :لاتخاف شقحى رداراتها شغاله وربعها يعلمونها قبل نصلها ...
عقاب يحوقل بصوت عالي :استغفر ربك ...
سلطان :استغفرالله العظيم وأتوب إليه ...
عقاب بشك :هي البنيه كيفهاا مثل جدتهااا ..
لترجف عين الحكم بقلق في حال توتره رغم تصلب باقي ملامح وجهه .. وكم يأمل أن يجيب ذاك بالرفض ..
سلطان بخبث :هي اللي ورثتهاا .. مسكينة مبتلاه ...
عقاب بشك :تقولها صادق ..كان علمتنا من قبل ..
سلطان وعينه على الحاكم صاحب الملامح الغير مقرؤة:وش بيغير .. اللي يقرأ أذكار ويحصن نفسه ماضاره شـي ولا يالحكــم ..
الحكم ببرود :إلا مالك لوى ..
سلطان بأحباط من برود الحكم لم يعطيه ردة فعل تعطيه التسلية المرجوة :طيب شد رجلك وأنا أخوك بنملك على البنت ونردها دربهااا ...
***
أختفى لعدة أيام ليعود ذات نهار بغضب شديد ...
كانت نائمة أستيقظت على صفعة باب الجناح قبل أن تسمع الصفعة الأخرى لباب غرفته ...
هي متأكدة أن هناك ثقوب قد تكونت بالجدار ...
لحسن الحظ لكل منهما غرفة الخاصة فيه ..
وهي غير مضطرة لرؤيته وهو غاضب ...
و تشكر الله أنها لم تكن بالصالة حين دخل ...
فمع غضبه ذاك تتخيل أن يرميها هي بالجدار أيضاً ...
نام طويلاً وحين سمعت صوت المسجد بصلاة المغرب خشية أن يفرغ غضبة فيها حين لا تفوته الصلاة ...
بالعادة هو يصحو قبل الأذان بخمس دقائق ... وقبل الأقامة بعشر دقائق يخرج مع الباب ليصل للمسجد بالوقت المناسب ...الآن وقد صلوا ...
لم يكن عليها التأخر كل هذا الوقت بتفكير ..
طرقت على باب غرفته ولم يستيقظ
فتحت الباب بهدوء ..ياحمقاء ..لم تأتي لتسرقي شياء ..أتيتي لأيقاظه .. أحدثي ضجة حتى لاتكون مضطرة لندائة ...كانت الغرفة باردة جداً وهو ينام بلا فانيلة ولايغطيه أي لحاف ..إلا يشعر .. لقد أقشعرت بمجرد أن ضربها التيار البارد ..
نادته من بعيد ولم يسمعها أو يحدث أي ردة فعل تدل على أستيقاظه ..
عادته لتنادية من مكان أقرب :بتال ..بتال ..بتال ..يالله الصلاة ...بتصلي المغرب يالله قوم ...
كانت تطل عليه وبلحضة أخرى وجدت نفسها محلقة بالهواء قبل أن تحط جواره مستلقية وأحد قدميه تثبتها حتى لاتنهض من مكانها ...
وهي يرتكي على ذراعة اليسرى ويقول بلهجة ساخرة :دواء الشهية .. وش فيتس خربتي نومي ماني مشتهي أكل ... مايحتاج تفتحين نفــسي ...
جوزاء التي نفخت شعرها لتبعده فهي لاتستطيع أستخدام يديها فهو قد قيدها جيداً ولاتعلم مالهدف من كل حركاته هذه :جيت أصحيك المغرب .. بالعادة مهتم بالصلاة ماحبيت تفوت عليك ...
بتال الذي أزاح شعرها بيده .وبأصبعه نقر على أعلى جبينها :أنت وش داعية علي الأيام اللي راحت يوم أني من مصيبة لثانية ...
جوزاء التي خافت وبان بعينيها :مادعيت بشي شوف أنت وش مسوي ذنوب والله يعاقبك عليهااا ...
بتال وهو يتأملها قربه وبنظرات ملتهبة :والله ذنبي الوحيد أنا عارف وش هـــو ..
وعاد يستلقي على ظهره وأبعد قدمه التي تعيقها لتعتدل بجلستها جاهزة للفرار وحين سألها بلهجة تحمل لحن حزين :تدرين وش ذنبي ..؟!!
جوزاء وهي تنزل من السرير ومازالت قلقه من حركاته:ذنوبك أعترف فيها لله وتب منها وإلا أني مالي شغل فيك ...
بتال بلهجة حادة :أوقفي مكانتس ...
وأعتدل بجلسته :جهزي شنطتس بطق من هنا وبترافقيني ...
جوزاء بتجهم :وليش أن شاءالله ناقصني نكد ماأبي أروح معك مكان تذكر وش قلت لك يوم أخذتني من عند أمي ... بنكد عليك ...ماني رايحة معك مكان ..خذ حبيبة القلب معك ...
بتال الذي تغضن وجهه من ردها ليست أنتي أيضاً أرجوك :لو بأخذ حبيبة القلب ماشاورتس أنا أقول جهزي عمرتس ...بصلي لأخلص إلا وأنتي لامه حوايجتس ...
××أشلون تـهملني و أنـا فيـك مهتم هـذا السؤال الي ذبحني جـوآبهه××
***
تجلس أمام جدتها التي أخبرتها أن تحضر لها المشط لتسرح لها شعرها رغم أنها غير قادرة على الرؤية ...
فزة وهي تجلس أمام جدتها التي تبلل المشط بوعاء وضعت به القليل من القهوة :والله شعرى غدى مثل الحرير أعتقيني ..
تدفعها جدتها لتبتعد عنهاا :هيا أنزحي عيني ..
وحين شعرت بها تتصلب تحت يدها سألتها :وش نوحتس (مابك )؟!
فزة بشك:صوت بواري ..
شقحى وهي تبحث حولها عن غطاء لتضعه فوق ثيابها رغم أنها قد أرتدت غطاء رأسها ولكن زيادة بالستر :جوو يالله تحيهم ..
فزة بدهشه:من هم ..
شقحى بأقتناع بأحلامها :خطاب .. أنظري لهم وعلمني أشباهم قبل ماتفتحين الباب ..
فزة التي رفعت طرف الستارة الرثة وقعت عينيها على السيارات بالخارج وتعرفت عليهم بسهولة رغم أنها لم تراهم بالواقع من قبل :هذولي أبو هجرس وجده وواحداً معهم غريب ...
شقحى :أجل هو نصيبك ...قالوا لي جاي لفزة اللي بيأخذها معه ..
فزة بجزع :ياجدة ماني قايله لاتحلمين فيني أنت وسكنك (الجن ) الله يكفيني شركم ...
شقحـى :أفتحي للعرب الباب ليبطون محدن رحب بهم ..
تلتقط فزة طرحتها وتضعها أعلى رأسها وشعرها الحريري يتساقط من تحت الطرحة لأسفل ظهره ...
تتوجه للباب وتفتحه وهي ترحب :يالله أنكم تحيهم جد هجرس وأبوه أقلطوا حياكم الله جدتي شقحى تحتريكم بالمجلس ...
سلطان الذي تفاجيء بالفتاة التي فتحت الباب .. من هذه اللطيفة الجميلة صاحبة الوجة الملائكي هل هي نفسها من تزعجه على الهاتف كم المظاهر خداعة ...
هو لم يستغرب تصرفها وظهورها لهم بهذة الهيئة فهو قد أعتاد من قبل
على مثل هذه التصرفات من خالاتها فهن لم يكن يحتجبن عنه ..
ولكن شخص آخر يكاد ينفجر من الغضب ..هل هذه من جاء لزواج بهااا ..هي من تفتح الباب لرجال ودون أي حجاب ساتر هي فقط تضع طرحة لامعنى لوجودها أعلى رأسها وإلا الوجه والنحر كلهم ظاهريين وبالأسفل فستان شعبي بلون أصفر كركمي .. يغطي جسدها ويفصل بنفس الوقت ولكن بكل بساطة بأمكانك معرفة نحول جسدها وشموخ كتفيها وبروز عظام ترقوتهااا ...
ولها نفس عينية كما يعلم الجميع ...
لايشتركان سوى بلون العينين أما البشرة فهي قمحية ولم تأخذ بياضة ولا سواد شعره ...
هي تمتلك شعر بلون القهوة وبنعومة الحرير ...
حين تنحنح والده مستفهماً لحق بهم للداخل ...
شاهد سلطان يسلم على العجــوز التي سترت نفسها إذاً لما لم تعلمي حفيدتك السـتر ..
التي عادت إليهم بالقهــوة وبدأت بصبها لهم ...
نظر للفنجان الذي مدته إليه وأخذه بحنق ليحدق بداخله ويشربه بنفس واحد ..
تحت نظرات عقاب وسلطان المذهولة وهم من تركوا فناجينهم على الأرض ...
فزة التي تمد طرحتها لتغطي جزء من وجهها للحضات ثم تنسى فتعاود الكره .. أخبرت جدتها :ياجدتي أبو سلطان وأبو هجرس ماأشربوا فناجيلهم ...
شقحى بأنشراحة صدر فقد صدق حدسها:أشربوا فناجيلكم يالأجواد عطيناكم طلبكم ...
عقـاب بدأ الحديث :حنا جايين نخطب فـزة بنت ونسي أسم أبيها ..
ليذكره سلطان :بنت عايد ..فزة بنت عايد
عقاب :فزة بنت عايد جايين نخطبها لولدنا الحكم وخذوا راحتكم كان تبون تسألون عنه ..
سلطان يتدخل :هجرس عطاه أخته وافق عليه وهو أخبر فيه وأدرى ...
صمتت شقحى قليلاً قبل أن تقول :ياسلطان تخبر بيت عم عيالـي ...
سلطان بفرح كما توقع الأمور سالكة للغاية :ايه ياعمه أخبره ..
شقحى التي أعتادت على ماعودها زوجها يزوج الفتاة من لحضة خطبتها وينهي الأمر :أجل روح لهم وأرجع بعم فـزة عيد تراه بتلقاه عند بابهم جالس على قهوته ومروا المطوع وهاتوه معكم وعقدوا على بنتكم وخذوها معكم ...
فقط هكذا بكل بساطة أشارت العجــوز ولبوا ...
والأدهى تلك الفتاة التي قامت لجمع حاجياتها وكأنه الأمر الأسهل في حياتها وعادت إليهم وقد وضعت حقيبة بأول الصالة وعادت لتجلس وقد لونت شفتيها بالأحمــرر ...
من أي عصر كارثي خرجت له هذه ...
وطرف الطرحة التي تمد أمام وجهها لتغطيه عنهم التصرف الأكثر أستهتار الذي رآه في حياته هل تعتقد هكذا أنها غير مرئية لقد رأينا لون شفاتك الأحمر وحتى أحصيت كم شامة على عنقك ..ونحن لايربطنا أي عقد قران ..
ليحدثه والده بصوت هامس :وش فيك قالبن وجهك أعداك أخوك خايب الرجاء ..
الحكم بهمس مشابه :يايبه شف وش مسوية بعمرها كنها بس (قطة) أكله فار فمها ملطخ بالأحمر ..
عقاب بتكشيرة :أقطع وأخس ..والله أنك تحلم فيها وبزينهاا صل سجدتين شكر من وين بتلقى لك أمك مثلهااا بنتن سنعة وسنافية وأخت رجال ...
الحكم بهمس داخلي :ماذا سأفعل بأخت الرجال هل سأدخل الحرب معهااا ...
ولكن تبدو هادئة لن تتسلط علــيه ... وغير هذا لايهمه فهو سيحفظها لأخيها لاأكثر كما أتفقـا ..لن يتخذها زوجة أبدية ...
××يـا الله على طيب نيتنا تجازينا وتبعد قلوب بحسد الخلق مبلـيه طبنا مع الناس من طيبة مربينا والناس ماهي مثل خبرك ع النيه ××
أعدت لهم الشاي وهي تتفاخر أنه أضافت له النعناع الحائلي ..يافتاة ألا تخجلين متى عرفتينا حتى تتباسطي معنااا ...
أمرها والده أخيراً حين سمع صوت سلطان مع عمها ..
عقاب :أدخلي وأنا ابوتس داخل لين يخلص المطوع ..
ودخلت على طلبه ..وكأنه لو لم يخبرها لن تتزحزح من مكانها ...
حين فرغوا من العقــد ..دخل عليهم العم بذبيحة قد طبخت بالمنزل وتعشوا منهااا ...
وحين قرروا الرحيـل فكر لقد جائنا بسيارة واحدة ...
هل سنعود للرياض وهذة ألى جواري ..
ولكن لحسن الحظ والده أذكى منه فقد ...أنزله بحائل التي تبعد عنهم 70 كيلو أمام أحد الفنادق وأخبره أن يبيتوا ليلتهم هناا ويستأجر سيارة غداً ويذهب فيها حيث يشاء ....
****
كانت تجلس بالصالة أمامها شنطة صغيرة وبوجه متجهم ...
أقترب منها وهو يرتدي شماغة ليقرص خدها حتى أنزعجت ودفعت يده :ذكريني أجيب لتس هدية أخر السنة وعبير أنقصها درجة ..
قالها هزلاً ...تباً لك ولعبير ولجميع نساء الأرض (أعتذر ).
نزلوا لطابق السفلي وأثناء عبورهم لاحظوا وجود والدته مع شعاع وكأنها تجلس بأنتظارة سلموا على المـوجوديين ..
وحين هم بالخروج طالبته والدته :لحضة يابتال أبيك بكلمتين ..
بتال بلهجة لاتظهر منه عادة أمام والدته :خلاص يمه سمعت اللي كفاني وماعاد أبي أسمع بهالموضوع أكثر ...
وخرج حتى ووالدته تتحدث من خلفه لتلحق فيه بتوتر .. ماهذا هل غضبة بسبب والدته ... يالجحيم التي تنتظرني في رحلته هذه ...
ولكن على النقيض كان هاديء بالسيارة ...
وطلب منها أن تصب له فنجان من القهوة التي أحضرتها الخادمة لهم حتى السيارة ..
صبت له فنجان ولها بالمثل آه ..تناسب ذوقها ..جيد ..
قطعوا بعض المسافة قبل أن يخبرها :بنروح للمزرعة ...
لينزل نافذة السيارة ويختبر الهواء بيده :الجو طيب ...شتاء دخل ...
وأخذ يقصد :أما تهيجن لما هيجنت وإلا أنت عن فاطري حول .. عشيري دافي الحشا ماهو أنت ولاأنت تسذاب ومهــول ..
قبل أن يسكت للحضات ليردف متشدقاً :لاهذي ماتناسبتس جوزاء البدوية .. وعلى قولت ليلى الكيوت ..
صدت عنه حين عاد لنفس الأسلوب معها السخرية ..
لينادية بلطف فلم تتجاوب معه ..
لتسمع صوته يقــول :
ياضايق الصدر بالله وسع الخاطر ..دنياك يازين ماتستاهل الضيقة ..
الله على مايفرج كربتك قادر ...والله له الحكم في دبرة مخاليقة ..
حلو العيوون
قبل أن يقطع قصيدته ويخبرها :هاه سمعتي وش نقول عنتس ... أجل طالعيناا بنشوف العيون اللي نتغزل فيها ..
لفت عليه لتعطية نظرة أعتقدت أنها حادة ..
ولم تفهم الأبتسامة التي أرتسمت على شفتيه وهو يعود لقصيدته :حلوو العيون استاهلت دمعها الحاير ..كف العباير حزين الدمع ماأطيقه ..
حسايف الحزن يغشى وجهك الطاهر ..والورد في وجنتك حرام تغريقة ..
يفداك قلبن على ماتشتهي حاضر ...يفداك باللي بقالي من معاليقه
مافات ..مافات خله ولاتهتم من باكر ...وأغنم من اليوم ماساقت توافيقه ...
بتال عاد يسألها :هاه وش رايتس مانستاهل كلمة حلوة على هالغزل ..
جوزاء تعاكسه:ماأحب الشعر لأنه كذب .. وأكذب الناس الشعراء واللي يكررونه ويقولونه لهذي وذيك ... إذا بتقول لي شعر قول شي كاتبه بنفسك ...
بتال الذي لم يعجبه غرورها فهو قد حاول تلطيف الأجواء ولكنها مصرة على الصدة:يووه ياجوزاء ياكبر شـــرهتس .. ماقلناه سنين حبنا الأول وطيشنا عشان نقوله اللحين والشيب بدأ يخط طريقة بشعرنااا ...
وأردف وكأنه لن يرتاح حتى يوجعها :والصدق ياجوزاء ماأنتي من اللي تجيب راس الواحد وتستاهلين القصـــيد ...
لترد بحدة :والله يابتال ماأستاهل قصيدة لأن حتى المعلقات ماتوصفنــي ...وماهو أنت اللي بتكسر ثقتي بنفسي .. أنا عارفة نفسي زين وأعرف وزني من بين المزايين ....وصمتت لحضات لتردف :وأذا تبي أجيبها لك على ذوقك .. تحب الفيصل وتعرف قصايده ..أنا اللي توصف بعضي وماتوفيني بعد .. من يقول الزين مايكمل حلاه ...
حسناً جيد على الأقل لم تصمتــي حتى لو بالغتي لايهم .. فقد ألجمتيه أليس كذالك لم يعلق لم يرد .. أوربما غير مهتم بكل ماقلتيه ..
ولم تعلم أنه وهو من يتكأ بذراعة على حافة النافذة كان يكرر القصيدة بعقــله يريد أن يجد شيء لايصفها ولايناسبها فيماريها فيه ..ولكن ياءالله وكأنها كتبت بهاااا ...
فقال ببرود :من يقول الزين مايكمل حــلاه ..كل شيء في حبيبي أكتمل ..
الله اللي كمله والله عطاه ..مابقى للزين في خلي محل
العيون أحلى من عيون المها ..شافها قلبي وصفق وأحتفل
نظرته من فتنته شعلة حياة .. والجفون من الحيا فيها كسل,,
ساهمً رمشة على الخد وسناه ...كن لمعة وجنته ورد وطل
والشفايا كنها جمر الغضا.. تحرس الريق المحلى بالعسل ...
ليتوقف عند العبارة ويقول بكل فجاجة ليحرجها :ماذقنا الريق للحين عشــان نحكـــم ...
أحمر وجهها وأرادت الرد بحثت عن شيء قاسي لتقوله ووجدت من الأسلم لها أن تصمت ...فإذا وصل الموضوع لأمور فيها خبرة عليها أن تبتعد فهي لاتثق فيه فقد يوغل بإيذائها ...
وحين طال صمتها وشعر بأرتجافة جسدها وكأنها قد بلغت طاقتها بالصبر ...
قال ليبرد قلبهاا :قولي الورد ماله رحيق إلا العســـل ...
وبقولتس وأنا أشهد ...
وأنتهت مجادلتهم طويلة المدى بدخولهم مع بوابة المزرعة ..ليكتشف أنه قد نسى كل ماضايقه اليــوم ...
وهو الضيق الأكبر في حياته ...فقد غضب اليوم في عمله وتجادل مع قائدة وأنتهى الأمر بأن رمى شارته وخــرج غاضباً ...
وحين عاد للمنزل وواجه عبير أخبرها بما فعل لتصول وتجول وتولول وتهجم على جناح والده ووالدته وتخبرهم ... ورغم أن والده هدأه ..والدته غضبت وأخبرته أن لم يعود لعمله فلن تسلم عليه بعد اليــوم ..
ولم تترك تهديد إلا وقطعته عليه ...
ووسط كل هذا الغضب تركهم خلفه ...
هل تعتقد أنها ستجبره على كل شيء في حياته
لقد صبر كثيراً في حياته ...ولكنه لن يرخي كتوفه أكثر للآخرين هو قادر على أتخاذ قرارته بنفسه وهو لم يعد يهتم للوظيفته العسكرية ولاا لترقيات التي تطمح لها والدته وهي تريده أن يقطع فيها كما قطع أبيه من قبله ...
ولاتفهم أي ضغوطات يتعرض لها في ذالك المجال ...
حسناً جوزاء هل أصبح لكي كل هذا التأثير حتى أنسى في سبيلك مراضاتك أكبر همومي ...
2
القصايد على مثلك صغيرة مقام
أنتي أكبر  من الشعّار ، وأقلامها
****
جاء هو ووالده على أساس خطوبة ولكن سلطان لمح لهم أن شقحـى لن تدعهم يخرجون إلا وطلبهم معهــم ..ولم يصدقوا
حتى وجدوا أنفسهم بهذا الموقف ..حمل حقيبتها بيد وعلق شنطته الرياضية التي ترافقه على أحد كتفيه ...وهي تسير خلفه بعبائتها ..لقد اكتشف أنها تملك أحداهن ...ويال المفاجئة كعبائة والدته ... هل هي تعيش تناقض لايعلم ...
لاحقاً بالجناح ...
دخلت الحمام لتستحم وظهرت إليه بلباس نوم باللون الأحمــر ..ليكشر حين رآه ويخبرها :فزة لاعاد أشوفتس لابسه قدامي هالأشياء ..أنا تزوجتس فزعة لهجرس ورد جميل يقول أحفظ أختي لين أطلع لهااا ولا غيره مالــي غاية فيتس ...
فزة التي حمقت من جملته التي صدمتها لتنفض شعرها الحريري للخلف :ووش فيك متضايق يابعد طوايفي تراني أنا من يدك لذي ليدك ذي .. على مثل ماتحب وتبى .. أهم شي أنت لاتزعل ...
كشر بوجهها بعدم أرتياح ..لايعلم لما للحضة تذكر والدته حين تحدثت بهذا الأسلوب ...أرجوك ياربي لاا ..
لأريد زوجة كأمــــــي ..أمامي بوجه ومن خلفي بآخر ...
ولايتذكر كيف مضت عليه تلك الليلة ...
فكل الظروف ضدة ... الليل الطويل ..والزوجة الغير مريحة ..
××في عيونك ليل هادي ، ليل شاعر صار خلّه من نصيبّه ..××
****
كان نظام السكن في المزرعة على طريقة الشاليهات المطلة على بحيرة .. كان هو بالتأكيد له شالية خاصة فيه ولكن له هو وعبير ...لذالك لم يذهب إليه ..وذهب لشالية والدته ..
فتح الباب وأدخل شنط وهي تدخل من خلفه ..
قال يذكرها :سميي ..
جوزاء بصوت مسموع وهي تتأمل حولها :بسم الله الرحمن الرحيم ..وسألت بشك :هذا مسكر طول السنة ..
بتال وهو يبحث عن مفاتيح الأضائات ليفتح المزيد :ايه دام مافيه أحد مسكر ... لاتخافين السكن (الجن )اللي فيه طيبين ...
جوزاء بشجاعة كاذبة :خوف الوراعين فيهم أنا الحمدلله ماأخاف ..أقرأ وردي صباح مساء وقبل ماأنام ...
وسألته وهي تلتفت حوالها المكان ليس بالكبير ولا بصغير متوسط .. وبالأسفل جميعها جلسات وجهة مطبخ مفتوح عليها:وين أحط أغراضي ..
بتال :غرف النوم فوق ...وترى مافيه إلا غرفة وحدة اللي صالحة للسكن الثانية أخر مرة أسماء مغيرة فيها وللحين ماردينا أثاثهاا ..وأنا كانتس ماتبيني معتس بروح لشاليهي وأمرح فيه وأنتي أجلس لحالتس .
جوزاء التي عرفت ماسيقابلهااا ضغط من نوع جديد ولاتعلم لما يريد الوصول :وليش ماأبيك عادي مايفرق معي ...
وتوجهه للأعلي وكادت تتعثر مع السلالم لتسمع شخرة سخرية من خلفها أي أنتي لست على قدر التحدي ...
فتحت الغرفة وذكرت التسمية ...
كانت كبيرة كفاية ..جميلة جداً وعرفت أنها لفهدة ..فكرت ألن تغضب لو أستخدمنا حاجياتهااا ...
أزالة الملايات عن السرير وأخرجت جديدة من الدولاب وفرشتهاا .. أنتبهت لنافذة التي تفتح كباب .. وفكرت هنا أيضاً شرفة فتحت وخرجت للشرفة كان بالأسفل بحيرة الأضاءة حولها بدأت بالعمل باللحضة التي خرجت فيها يبدو أنه خرج ليفتحها ...
حسناً منظر جميل ..يكفي ليمتعها بالأيام التي ستقضيها هنااا ..
عادت للداخل وهي تستريح على السرير المشوار بالسيارة لساعة ونصف كان مرهق بالنسبة لها ...
ولم تعلم أن أستراحتها القصيرة قد تحولت للنوم عميـق ..حتى أستيقظت لاحقاً على صوت حركته بالغرفة ..
وحين لاحظ أستيقاظها هو بادرها :وش هالخـوية اللي من بدايتها سحبت علينا ونامت ..
كان قد أستحم ويجفف شعره بالمنشفة ...وقد أرتدى ملابسه رجل محترم ..لأني لو رأيتك بنصف ملابسك لفضلت صحبة السكن عليك ...
كانت ناعسة فلم تحب الرد عليه ..فقد قامت جالسه نزعت عبائتها التي كانت تنام فيها وعادت للأستلقاء ..
مازالت مرهقة ولاتفكر سوى كيف تعود للنوم مرة أخرى ...وكم هو صعب أستجلابه ...
للتفاجيء فيه حين جاء للأستلقاء جوارهاا ..
وجهاً لوجه وسألها :وش هالوجه المفقع نـوم ..كل الحريم تزين وجيهن بعد النوم إلا أنتي كنه كيكة مزودين خميرتهااا ..
لم ترد على طرفته السخيفة وأقفلت عينيها ...
ناداها بهمس مزعج :جوزاء ...
هي غير قادرة على تذكر كيف يتكلم البشر ..
فتفضل الصمت هذه اللحضة ..
شعرت بكفه يندس أسفل خدها ليمتد من خلف رأسها ويغرز أصابعة بشعرها ...
وأقشعرت حين شعــرت بأنفاسه تبعث دفأها على خدها ...
وهمــس :بعذرتس ماتحبين ريحة عطري كان هذي ريحــتس ...
فتحت عينيها بضيق :بتال وش تبي ...
رد بوجه غائم :هذي ماهي ريحة عطر هذا ريحتس أنتي بس ...
جوزاء بوقاحة :غزل ماأكول خيـره ...
بتال هائم بها وبقربها:تحسبيني أتسذب في ذمتي ماأقلت معتس أصدق من هالحكي ...
جوزاء تستمر بوقاحتهاا :يوووه يابتــــال صيام شهرين كثيرة ...
بتال الذي أقشعر جسده حين ذكــرته ..
قال وهو يعتدل بجلسته ويجلسها قصراً معه وبـقسوة :أعرفلتس ديرة ياجوزاء عندهم عبيد وإيماء وأقدر أعتق منهم .. بعشـرين ألف ... بس يوووه ياجوزاء والله أنها ماتســوى علي ... والعشرين أشتري فيها خاتــم إلماس للألمــاس ...
قالها وهو يدفعهااا عنه بغضب حاول قدر الأمكاان كبحه حتى لايظهر عليه ...
لن ترمي حديثي بوجهي ياجوزاء ولن أذل نفسي وأستمع إليك ...
لن أسمح لأنثى بعد اليوم أن تحرق قلــبي أو تستغل ضعفي لهااا ... آسف جوزاء فلقد أحترق قلبي قبلك كثيراً حتى لاأكرر التجربة مرة أخرى حتى لو كانت تستحق ...
×× صحيح مابه سراب يسقي الضامي بس الأماني توسّع صدر راعيها ..××
بقت مكانها ورمت رأسها للخلف وهي تمسد ذراعها الذي أمسكه بقسوه وعنف وهو يسحبها ليجلسها ..
حسناً بتال لاجديد ...
لتحترق كل أموالك التي تتباهى فيها وبشرائك اللألماس لتلك ...
حسناً لو كان لاجديد لما دموعك الحمقاء بدأت تنزف هذه اللحضة ...
×× حنا كذا من عزة النفس فينا مانشتري من باعنا لو بغيناه××
بقت بمكانها ونامت نوم متقطع وفزعت وسطه عدة مرات وهي تتخيل أشباح لاوجود لهااا ...
حتى نزلت قبل الفجر بقليل ..وبيدها هاتفها تضيء طريقها فيه وهي مذعورة لما جيمع الأضواء مغلقة لتفهم السبب حين وجدته ينام بالصالة بالأسفل وهي التي أعتقدت أنه أنتقل لشالية الآخر ولم تستطيع النوم براحة بسبب رعبهااا ...
حسناً بتال الحقير سأعد قهوتي وأزعجك ...
وحين بدأت بأعدادها كانت مذعورة وكل لحضة تلتفت جهته للتتأكد منه هل أستيقظ بها ..
وحين أنهمكت وأستبعدت أمر أستيقاظة وجدته خلفها مباشرة يمد يده ليلتقط كأس من الدرج أعلاها لتصرخ برعب افزعه هو أيضاً ...ليضمها إليه بكل تلقائيه وهو يهدأها :بسم الله عليتس ..بسم الله عليتس ...
وحين شعر بأرتجافها وقوة خفقان قلبهاا :وش هالروعة يابنت مايسوى علينا الماء اللي بغينا نشربه ..
جوزاء تبتعد عنه بوجه مخطوف :كيف صحيت ماتحركت ماسمعت صوت ..
بتال بكل بساطة وهو يعود لألتقاط الكأس :ولاأنتي سامعة لي صوت ... أنا طول عمري أتدرب على المشي بدون صوت ...
وتركها خلفه وهو يصب لنفسه كأس ماء ويفتح الباب ويخرج قبل أن يناديها بعد قليل :هاتي القهوة برى بفرش قدام البحيرة ...
كان المنظر الذي أعتقدته جميل آسر للغاية وهي تجلس أمامه قبل بزوغ الشمس وتشرب قهوتها
الجو بارد للغاية ألتقطت بشته (عبائة رجالية ) الشـتوي وتلحفت فيه وكانت رائحته خليط من الحطب وعطـره ..
آمرها بعد أن أذن وجلس قليلاً :يالله قومي صلي مع عشان نكسب أجر الجماعة ...
المرة الأخيرة والوحيدة التي صلت فيها كان صلاة غير مقبولة لاتعلم لما بزغت لذهنها هذه اللحضة ..
أصطفت خلفه وصلوا الفرض ...وبعدها عادت للقهوتهاا وهي تشاهد بزوغ الشمــس ..
وهو بعد أن فرغ من الصلاة ذهب للمشي قليلاً ودار من حول البحيرة كانت تشاهدة وهو يدور من بعيد ويختفي ...
لاتعلم لما شعرت بالحزن ... وكأنها تريد كتابة شيء يشرح ضيقة الصدر التي تشعر فيهاا ..
لم تتألم من ماحدث الليلة الماضية ..
تشعر حتى بعد ضربه لها لم تشعر بمثل هذا الأنكسار والوجع ...
وحين ضمها بعد فزعهاا لقد شعرت بشعور مخيف
شعرت بأن ذاك المكان هو آمانها وأنه قد حرمها منه ...
ذكرت نفسها بكم هي معتوهة ... هو لم يريده لك ...
هو سبب ألمك فكيف ستجدين عنده الأمان ..
شعرت بالأختناق وكان يقترب ولم تريد مواجهته ...
فدخلت بسرعة تاركه كل شي خلفها ولم تفتقد حتى هاتفهاا ..
دخلت مباشرة توجهت للغرفة أخرجت ملابسها وفوطتها ودخلت للحمام حتى تبتعد عنه ..
×× لو أموُت من شوقي لِك ما أجيك..ما أجيك وأنت بـ إيدينك بعتني.××
هو الذي وصل ليلاحظ رحيلها أنتبه لهاتفها الذي لايتوقف عن أصدار النغمات ...
حمله وفتحة بالباسوورد الذي ألتقطه سابقاً وهي تفتحه معه بسيارة عدة مرات
g وتاريخ معين هو بالتأكيد سنة ميلادها ...
فتح التطبيق الذي يخرج منه الأشعارات
كان قروب للشباب العائلة ..
لافي :ياعمة طيعي شوري وأمشي معنا لكشتة البوسناا والله لو تقابلين ولد عقاب ستين سنه قدام ماهو مطلعتس برى ...
بعد قليل :ياأحمد أحذف عمتي جوزاء تقرأ وماترد
وأحاديث متفرقة بين الشباب
أحمد :تبطي ماضفتها بشورك ولابحذفها فيه ..
جميع الموجوديين شباب وأحاديث شبابية بحتة مالذي تفعله هذا بمنتصفهم ...
جـوزاء طلبت من أحمد أن يضيفها لتكتسب حوارات شبابية من أحاديثهم وتعرف أسلوبهم بالكلام لأنها لم تكن تحتك بالكثير من الرجال في حياتهااا ...
طبعاً أحمد لبى طلبها الذي لايعرف الغاية منه وأعتقد انها متشوقه لأجوائهم فقط ... وبتال منزعج ولم يصل للسبب ..
توقف عن العبث بهاتفها وهو يتذكر أنزعاجها أخر مرة وأتصال أبنة أخيها عبر السناب وكيف تضايقت ..
وأصمت الأشعارات حتى لاتزعجه وترك هاتفها
لو أرادته لتعود من أجله ..وحين فقد الأمل بعودتها وصعد بحثاً عن وجدها قد عادت للنوم ...
المزعجة الكسولة ...ليجد بنفس الرغبة بالنوم ..فنزل لصالة ونام بفراشة ...
××لا تنادي للمقفّي . . و لا تهيم بكل وادي القلوب اللي تحبك ماهي بحاجة عزيمة ×× .
****
صحى صباحاً وأستأجر سيارة ليستقلها للرياض ...
وماأن خرجا من المدينة حتى رمت نقابها ..ليطلب منها بحدة :فزة ألبسي نقابتس ..
فزة المنزعجة من النقاب لفترة طويلة :مافيه عرب محدن شايفني ..
الحكم بصبر تبدو ساذجة :حنا بعز النهار كل الناس تفرج عليتس ...
فزة تعود لأرتداء نقابها بملل :أبشر من عيوني يالغالـي ..
يهز رأسه بملل ويزفر ...
يتوقف عند المحطة ليملء السيارة بالوقود ..ويبتاع لنفسه قهوة يسألها ماذا تريد ..
لترد :شاهي منعنع وخله يكثر السكر وفصفص ..
الحكم بعد أستيعاب :فصفص ...
فزة :ايوة يابعدي فصفص حب ...
الحكم يطلب القهوة والشاي وينزل لتموينات ليحضر لهم الماء والفصفص كم طلبت وألواح من الشوكولاته الداكنة له ...
وحين لاحظته لاحقاً يأكلها :أنت وغد يوم تأكل هالسقوم ...
مغير بيسوس بسنونك ..
الحكم يرفض الرد عليها ولكن وجد بنفسه الأنزعاج ليخبرها :هذا مو الشكولاتة حقت الوغدان هذي للكبار وفيها بروتين ...
فزة بضحكة من أكتشف شيء :البروتين تحسب أني عشان من الديرة ماأفهم شي تراي دارسته بالمسائية البروتين بالسمك والدجاج وش يدور بالشقليطة لاتكذب ترى تروح النار ...
حسناً تستحق لما أعطيتها ماتريد وجادلتهااا دعها تفهم ماتريد ....
كانت تتحدث بصوت مسموع له :الله يادنيا وشفتي الرياض يافزة وصرتي من أهلها ...الحكم وأنا أختك وين البرج الطويل اللي يصورونه بتلفزيون ...
الحكم بغيض :فزة لاعاد أسمعتس تقولين وانا أختك لاتجنيني وأجلسي عاقله لاتلفتين واجد الناس تضحك عليتس ...
فزة بتبرم:وحنا وش علينا من الناس ..اللي أشغلتنا فيهم ...
وجلست متبرمة وقد خبأ كل حماسها وأنطفأت بهجتهااا ...
ليجد نفسه يسألها بعد قليل :فزة ..
فزة لترد ببهجة :عيونهااا ...
الحكم :تسلم عيونك بس غطيها كل الناس تفرج عليها ...
تريد أن تصرخ عليه حتى هجرس الذي كان يكتم على أنفاسها لم يعاملها هكذا ...
ليتوقف أخيراً أمام أحد الفنادق ..
الحكم :فزة أمشي مثل الناس ماهو كل شيء تفرجين عليه ... خليتس عاقلة عشان أوديتس كل مكان بالرياض ..
فزة تهز راسها بأستمتاع :والله لأصير عاقله كني من بنات الرياض لاتشيل هم ...
وسار وهي خلفه تحدث قليلاً مع الرسيبشن ليعطوه كرت الجناح الذي حجزة مسبقاً عبر التطبيق ..
صعد للأعلى وهي معه وتبدو كما وعدت لاتنظر إلا أمامها ...
ولكن بالمصعد نظرت للأعلى :الحكم هذا اللي البطل ينقز معه بالأفلام أنا أخت هجرس أثرهم صادقين ..تجي نطفي المصعد ونفتح السقف ونتفرج على الأسلاك ...
الحكم وهو يكتم ضحكته حقاً تعيش بعالم آخر :أمشي يامهبولة صدق أخت هجرس الله لايبلى المسلمين ...
بالجناح وبعد أن تفرجت على كل شيء فيه عاد لتجلس وهي تخبره :مامن زود عن فندق حايل ... ماأدري وش شايفين حالكم عليه ياأهل الرياض ...
الحكم وهو يفتش برسائل هاتف العمل الذي كان من النوع العتيق هاتف للأتصالات فقط :روح صلي وأرقدي أنا عندي مكالمات خاصة ...
وقفت لتطيع كلامه لكنها سرعان ماعادت لتسأله بشك :من بتهرج ..أسمع ياولد عقـاب ..أنا جيدة معك وأطيعك إلا بسوالف الحرام تراني ماأرضى فيها وبعلم أبوك وأمك لو أكتشفت عليك شـيء ..
الحكم يهز رأسه بأستحسان :طيب مرة جيدة يالله روحـي انخمدي ولا أسمع لتس صوت ...
حين دخل لاحقاً لينام وجدها مازالت مستيقظه فهي جلست بسريرها ماأن دخل ..
فزة ولايوجد لديها رغبة بالنوم :الحكم أنت أرقد أنا بروح أسهر على التلفزيون بشوف لي فيلم لين يجيني النوم ..
الحكم وهو يتأملها كطفلة تريد مشاهدة الرسوم أشفق عليها :أطلعي بس ياويلتس يافزة لو ازعجتيني ...
فزة بخنوع :أبشر أبشر من عيــوني الثنتين ...
وصنعت لنفسها الشاي وظلت ساهرة على التفلزيون حتى نامت مكانها ...
2
××الحياه لا تعطينا كل ما نُحب ولكنَّ .. القناعه تعطينا كُل الحياه ××
****
رن هاتفها برقم غريب وهي المرهقة التي لانية لها حتى بالأستيقاظ والجلوس مع زوجها الذي يجلس مع بناته بالخارج
ردت على الهاتف :نعم ...
:أحلى نعم سمعها في ذمتي والله أنتس سنافية ياعمة ..
أبعدت الهاتف تتأكد رقم غير معروف لها وهذا صوت هجرس ..سألت بشك :هجرس !!!
هجرس :أفا ياعمة ماهو لذا الدرجة ترى ماغبت عنتس إلا لي شهر ..
فاطمة تبتسم بحزن على حاله :هلا هجرس وشلونك ..؟!
هجرس الذي ألتقط الشفقة بصوتها ولم يعجبه :بخير ياعمة جالس نايم أكل شارب على حساب الدولة الله يكثير خيرها ... وأصلي الخمس صلوات بوقتها وش رايتس فيني ..
فاطمة بمجاراة :كفوو الواحد ماله إلا صلاته ولا الدنيا زالة ...
هجرس بفخر:أي والله ياعمه أنا أنشهد بس عساهم يفهمون راعين القرود ..
فاطمة :وش قروده ..
هجرس بتعجب هل أصبح يعلم شيء لايعلمه المثقفين من حوله :افا ياعمة وأنا اللي كنت أحسبتس مثقفة ..ماتعرفين الملحديين اللي يقولون أصل الأنسان قرد ..
فاطمة بضحكة جزع :وانت وين طحت عليهم ..
هجرس :عندي بالزنزانة ...
فاطمة بجزع أشد :هجرس وأنا عمتك مالك دخل فيهم ...
هجرس :ليه ياعمة أنا بس أدعيه للمله ..
فاطمة :ياهجرس أنت بتدعيهم للمله ولو مارضوا بتطبق عليهم شرع الله ..تكفى فكنا من مصايبك ..
هجرس بخبث ونبرة حزينة :وأنا وش مستعجل عليه عشان أطلع خليني بالحبوس وأنفذ شرع الله اللي نسوها المسلمين ..
فاطمة بنرفزة:حنا لعبة عندك والله ياهجرس أنا ماعقلت وعدلت حالك لبنتي تحلم بأظفر رجلها..
هجرس بحماس :دامتس راضية فيني ياعمة أزهليها والله ماكلم حتى الجدران ولهم دينهم ولي ديني ...
فاطمة بزفرة ضيق :هجرس تكفى لاتفضحني ترى رضيت فيك من غير خاطر لاتكسرني أنت بعد ..
هجرس بفزعة:افا ياعمة هالهرج لي .. من اليوم عديني ولدتس ويخسى من يكسرتس وراسي يشم الهواء ...
فاطمة منطقك جميل ووعودك رائعة ولكن لاتتعدى لسانك لأعتقد أنك ستطبقها على أرض الواقع :طيب زين زين أسمع شوري وخل الخرابيط عنك ...
هجرس بحماس:ابشري أسمعتس كلي أذاني صاغية ..
فاطمة سألت وهي التي تعلم الأجابة :بكم حكموا عليك؟؟
هجرس بترقب:سنتين ..
فاطمة :زين أجلس كمل دراستك بهالسنتين عشان لاطلعت تروح مع ياسمين تقول بتكمل دراستها برى ..
هجرس بصدمة :وش دراسته ؟؟
فاطمة :طب ..
هجرس وهو يعتقد أنهم يريدون تعجيزة :ياعمة حنا والطب وين تكفين ياعمة غيري رايها..
فاطمة ببساطة :والله هذا الموجود ..وأنا كانت تبي تطيع شوري خلنا ندور لك بنت حلال تناسبك أحسن لك من ياسمين ..
بنت مالها إلا زوجها وبيتهااا
هجرس الذي أختفى صوته وكأنه كتم الصوت :لا ياعمة ندرس وش ورانا ..تبون طب خلوهااا طب ...
فاطمة التي ذهلت من تمسكه العجيب بياسمين .. من أين جاء بكل هذا التمسك فلم تشتكي ياسمين من أحد بطفولتها كما أشتكت منه:طيب لاتنسى أدرس شد حيلك ...
هجرس بلهجة فاترة عكس بداية المكالمة :أبشري ياعمه ..تأمرين أمر ...
××ياليل الأماني بلغ الخاطر المكسور مصير الفرج يأتي وتتبدل أحواله ××
لتنهي المكالمة معه وتخرج للصالة ...
وتجلس بتعب معهم ...
سعد يعتدل بجلسته حين أقتربت:يالله حيهااا ...وأنا أقول عايفتني ماتبي تشوف وجهي ..
فاطمة لبناتها :قومن أبي أبوتسن بكلمة ..
تبادلت ياسمين ومروى نظرة قبل أن يأخذ أخواتهن الأصغر سن ويدخلن لغرفهن ...
سعد بتوجس :وش عندتس لايكون رجعتي لنفس خبالتس ...
فاطمة :شوف ياأبو يارا أنا رجعتلك وجبت بناتك لحدك وماقصرت معك ... ولد اخوي بيتزوج ياسمين ولا هذا أخر عهدنا مع بعض ...
سعد بصدمة :انتي خبلة مهبولة لهدرجة عايفة تبيني أغصب بنتي على ولد أخوتس المهبول اللي ماخلى سجن بالدولة ماطبه وهو 25 ماوصلهااا ...
فاطمة هي تريد أبن حقيقي يقف معها في مصاعب الحياة وأن لم تنجبه سيكون زوج أبنتها وبالتأكيد لن يكون أبن أخيه بل أبن أخيها هي :من قالك أغصب بنتي موافقة على ولد خالها وعاجبهااا .. مثل ماأخذت يارا ولد عمها غصب علي ..
ياسمين تأخذ ولد خالهااا ...
سعد يحك ذقنة بأنزعاج :تقارنين يوسف بهجرس فاطمة وش فيتس عقلتس أنخف عشان أخذت عليتس ...
فاطمة :والله ولد أخوي وأبي قربه ماهو عاجبني ولا مالي عيني غيره وش عندك على الأقل رجال ودخلاته لسجن لأن دمه حامي ومايرضى برادة الحال ... وهذا من رجولته ..
سعد يهز رأسه بأستنكار :اللحين صار رجال أنتي بنفستس ماكنتي تحبين طارية ..
فاطمة :الدنيا تحولت كان مراهق وموذي واللحين رجال ماشاءالله عليه ..ماينقصه شي وإذا على الفلوس أبوه ماهو مقصر عليه ...
سعد :وأنتي وش مستعجله عليه بنتس 17 سنة خليها توصل العشرين وتفكر ..
فاطمة :أنا واعدته أخليه يملك عليها قريب ..
سعد يحوقل :قريب وش هو ترى بيأخذ سنتين بسجن والله العالم وش بيتعلم فيه من بلاااوي ..
فاطمة :أنا قايله له يكمل دراسته ويحفظ القراءن وهو بالسجن وبيطلع مافيه أعقل منه ...عندك أربع بنات غير ياسمين جوزهن عيال أخوانك أما ياسمين ماني بكاسرة بخاطر أخوي وولده ..عشان ناس ماوروني غير الضيم ...
سعد الذي لم يعجبه حديثها عن أهله:طيب طيب يصير خير ...
وقال ليغير الموضوع :وش فيتس على امي تقول ماتجينهااا
فاطمة تهز رأسها بأستنكار :اللحين أنت شايفني قمت من سريري من يوم جيت طايحة فيه ..وأول يوم طلعت لها وسلمت عليهااا ...
سعد الذي لايريد لشيء أن يتغير عليه وكأنه لم يدخل شخص آخر في حياتهم :هي تحبتس أضغطي على نفستس عشانها ..
فاطمة بحدة :لاأسمح لي ماني ضاغطه على نفسي عشان أحد من يوم دخلت مع باب هالبيت وأنا ضاغطة على نفسي عشانها ووش حصلت .. ماأشوف نفسي زدت عن باقي الحريم اللي ساحبات على أهل أزواجهن بالعكس ذوليك مرتاحات أكثر مني ...
سعد بأنزعاج :اللحين وش داعية هالهرج ...
فاطمة بلاأهتمام كما كانت تضايق نفسها من أجل الآخريين بهذة اللحضة والوضع تدرك أنه كان من الأفضل أن تراعي نفسها ومشاعرها:والله من طق الباب لقى الجواب ..أمك قابلها أنت ولاا هات مرتك الجديدة تقوم بواجبهااا أنا ماقصرت عشرين سنه ....
سعد يتأفف : أنتي والله أن فيتس البلاء ماصارت كل هالقلبة عشان أخذت عليتس مرة ...
فاطمة التي وقفت :أنا أنتهى هرجي معك تمسى على خير ...
ودخلت غرفتها لترتااح ...
سعد الذي فقد الأمل من فاطمة أنت تراعي والدته توجه لغرفة الفتيات ..
وحين خرجت له ياسمين :سوي قهوة وطلعيها لجدتس ...وأمتس أنتبهي لها ماهي عاجبتني ...
لبغيتوا شي دقوا علي ...
وغادر ...
كان تجلس مع زوجها وأمه .. عمها والد زوجها ..أخت زوجها وزوجة أخيها بنفس الوقت التي كانت تشتكي من أطفالها وكيف لاتستطيع النوم بسببهم وأن الوسطى تضرب الصغرى والكثيرمن الشكاوي التي حكتها لوالدتها ...وهو كان مشغول مع أبيه في موضوع آخر ..
أما هي فبقت مستمعة ...لاحقاً وقت النوم ...
كان تنام وقد وضعت الوسطى من بنات أخيها على قدميها تهزها لتنام حين دخل ذاك بطريقة فجة ...
وحين وقعت عينه على الطفلة .. صاح بها :البنت عندتس وأمها قالبة الدنيا عليها ..أنتي ماتحسين ماعندتس دم ... حسبي الله عليتس كان مايمر يوم علينا بدون مصيبة من تحت يدتس ...
وخرج ليصيح بصوت مرتفع :خلاص ..لقيتها ..لقيتها عند عمتها عسى مالهااا عمة ...
غادة بأستنكار :اللحين أقدر أفهم وش كل هالضجة ...ترى قايلة ليارا أني بأخذ ياسمين قولي لأمتس ...
سلطان وهو يحمل الطفل النائمة :ايه تعذري بالوراعين .إلا قصدتس تحرقين قلب هالمسكينة عشان عافت أخوتس ...
غادة ترمي المخدة وتخرج من خلفها لتجد فاطمة بعيونها المحمرة تهتز بالبكاء وتأخذ منه ياسمين :فاطمة تراني قايله ليارا بأخذ ياسمين تنام عندي ...
فاطمة من وسط شهقاتهاا :يارا نايمة وماقالت لي شي ...ليه ماقلتيلي أنا ..خلاص فكيني من شرك ماني راجع لأخوك لو ايش ..
غادة بأنزعاج :ايه وأنا اللي غصبتك على أخوي .. صح النوم بعد ماخلفتي ثلاثة تذكرتي أنه ماهو زين ...
سلطان بحدة :لمي لسانتس لأقصه لتس ...
غادة بعصبية لو صمتت أو تحدثت الأمر سيان بعينه حتى متى ستداري من لايداريها :يعني أنا غلطت لو تكلمت وأنا الغلطانه لو سكت ..
وهي تتكلم على زوجهاا رجال مثله مثلك ماغلطت سبحان الله مايغلط بهالبيت غير غادة ...
غادرت فاطمة بأبنتها ..
ليختم نظرته الحادة بجملة أقسى :سبحان الله سوء خلق وأخلاق ..
غادة التي طعنتهاا كلمته بالصميم من البداية فهمت أنها ليست على قدر طموحه بالجمال ..وتفهمت الموضوع الذي أذاها ..ولكن أن يصرح فيها بهذة الفجاجة ...
فكان أقسى من أن تتحمله ...
قالت بشهقة جرحت حبالها الصوتية من شدة ألمهااا :حسبي الله عليك ونعم الوكــيل ..
××عساني لاهوجست بذكره وطاريه
تجيبه مقابيل اليالي والزمـاني ××
*الحاضر*
توجهت ياسمين للمطبخ أعدت القهوة وصعدت فيها لجدتهاا ...
طرقت على باب غرفتهاا :ياجده عندك أحد أنا ياسمين جبت القهوة ...
الجدة من الداخل :حطيها بالصالة اللحين طالعة لتس ...
لتخرج لاحقاً من غرفتها عجوز تتهادى ببطيء
لتسألها بحدة :وين أمتس ...
ياسمين التي تعدل جديلتها :أمي تعبانة ونايمة ...
الجدة تصغر عينيها :وش فيها من طبت بيتنا راقدة ..
وش جايبها دامها مرضانة ...
ياسمين تصب فنجان لجدتها لتسكتها فيه ..
ولكن العجوز عادت لثرثرتها :المرة تصبر تصبر لين يتزوج عليها زوجها وبعدها ترمي حياها ولاعاد تحشم أحد ...
ياسمين التي صبت لنفسها فنجان مشابه :ليه ياجدة مجربة ...
الجدة بحدة :أقطعي أنتي بس مالتس شغل ..جدتس وشلونهاا ؟؟
ياسمين لاتعلم لما النساء كبيرات السن يحبن هذا النوع من الأسئلة :جدتي تلم حاجاتها بتسافر مكة .. ..
الجدة بشوق للعمرة:ماشاءالله عليها ..ومن اللي بيروح معها من عيالهاا ..
ياسمين التي لاتعرف ماشأنها :خالي سلطان..
الجدة بأنزعاج من طليق أبنتها:اييه اللي مافيه خير ..
ياسمين بصدمة :مافيه خير مرة وحدة ليه ياجدة ترى تأخذين ذنب على الفاضي ومأنتي مستفيده شي ..
الجدة وهي ترسم خطوط وهمية على ثيابها :شفتي لمني مت روحي وأستسمحيلي منه هذا أني وصيتس ..
ياسمين بشفقة كم تبدو ساذجة تعتقد بسبه من خلفه تنتصر لأبنتها :ولو أني نسيت بتدخلين النار بكلامك ...
ياجدة لاتقلدين عماتي تراهن بيوردنتس جهنم
الجدة بخوف :تقولينا صادزة ..
ياسمين :وش مصلحتي أكذب عليهم .. انتي مرة مصلية صايمة وتخافين الله ..عماتي غرتهن الدنيا يحسبن بيعمرن فيها ...
الجدة التي تأثرت بدت دموعها تنزل خوف من النار ...
لتخرج بتلك اللحضة أمراءة شابة من غرفتها وحين رأت حال العجوز صاحت بأستنكار :ياأم لسانين وش أنتي قايله لأمي
ياسمين التي فزعت :عمتى والله ماقلت لها شــي بس عطيتها درس ديني ..
تسحب ياسمين مع أذنها :كم لتس بالدمام ..كم أرسلت وراتس ليه ماجيتي تسلمين علي..
ياسمين وهي تقبل خديها :ياعمة جيت لجدتي عشر مرات وينك أنتي ..ترى ماهو كله علي ..
غادة التي تعدل غطاء شعرها الذي وضعت صبغة عليه :ايه هين طبتس عندي ...
تعالي معي أغسلي شعري بس قبل تأكدي صبغ الشيب زين أو لاا ..
ياسمين التي تكتم ضحكتها :عمة قصري صوتك كل الناس عرفت بشيباتك.. ..
غادة بلاأهتمام :عساتس للشيب وش فيه..
ياسمين :من عيوب المرأة ...
غادة :ليه بعيش عمري وعمر غيري ..
ياسمين بذهول :ياعمة وش فيك طخيتي مرة وحدة ..
غادة :أقول بلافلسفة كيف صبغ أو باقي ..
ياسمين بصدمة من لون شعرهاا :يوه هذا باذنجاني أنتي متأكدة ناويه هاللون ...
غادة بشخرة سخرية :ايه وش عندتس لايكون بتقولين عجوز مايلبق عليتس ..
ياسمين بمجاملة وهي ترى أن عمتها تتصابى بأختيار هذا اللون :لابسم الله عليك ست البنات مايلبق لك إلا الزين ..
وبعد أن فرغت من غسل شعرها من الصبغة ..
أمرتها أن تجففه لها وتكويه ..
ياسمين بأرهاق من شعرهاا الثقيل والمجعد : ورى مارحتي صالون ..تفككت يدي ..وأنا أسوي فيه ..
غادة وهي تراقبها بالمرءة :توتس ورعة وش هدتس ..يالله اشتغلي ولاتصدعين راسي يكفي الصبغة صدعت فيه ..
ياسمين بشك : عمة وش عندك تزينين لايكون جاك معرس ...
غادة بمراوغة:لا المعرس جاتس أنتي .. وش رديتي على ولد خالتس ...
ياسمين وهي تغني :رديت خيروني أبن العم خيروني أبن الخال ئلت لهم ياهلي أنا براسي موووال ...أبن عمي ومايهنى لي وأبن خالي وماهو فبالي ...
غادة بنظرة حارة :يالخبلة خذي ولد خالتس هذا البنات كلهن طايرات فيه من حظتس أختارتس أنتي ..
ياسمين قالت لتغيضها :دخلت في وجه جدي عقاب ماأحد يجبرني عليه ..
غادة وهي تعيد رأسها للخلف وبأستكنان وعينيها المغلقه لو فتحتها لكشفت عن ألم غائر أستوطنها من سنين :عوبا وراستس يابس أسمعي شور من هي جربت بالزمان والعوابة مانفعتهااا ..
ياسمين وهي مستمرة بعملها :وش عندتس أنتي وجدتي فهدة عاجبتسن هجرس ...قولي الصدق ياعمة بتقنعيني فيه عشانه بناخيتس وبعدين تلصقين لنا (هجرس محرم لغادة رغم أنه لم يقابلها منذ طلاقها من والده ولكن يعتبر محرم لها للأبد)
غادة على نفس الوضعية وتركت لياسمين حرية العمل :شفتي فهدة ماتختار إلا الصح يعني معي حق ...والله لايحوجني للأحد ..
ياسمين تفك خصلة جديدة لتكويها :أني ماني مستعجلة بدرس وأستمتع في حياتي واللي يبيني صدق ينتظرني ..
غادة تصمت لأن هذا رأيي واقعي نوعاً ماا ..
مشتاق و مقابل طيوفك وماضيك ومسوّيه لـذكرى غرامك إعاده ! رسايلك / صوتك / سوالفـك / طاريك كانو على الخفّـاق مصدر سعادة ××
****
أستيقظ بتال لاحقاً وأرسل الطاهي الخاص بالمزرعة لأحضار الحاجيات للمنزل لأعداد الطعام ...
فكر أن يصعد ليوقظها ولكن تذكر ليلة أمس وتخلى عن الفكرة ...
كان يحدث عبير التي أزعجته بالأتصالات ...
بتال :هلا وعليكم السلام ورحمة الله ...
ماكنت فايق ولو رديت عليتس ماراح تنتهي على خير ...ايه زعلان وزعلان واجد وماأظنتس مهتم لزعلي ورضاي كل همتس وش رتبت بتال وش بيصير
اييه هذي هي الحقيقة ..لو فكرتي بزعلي ورضاي ماهو يوم شفتيني جاي وواصله أقصاها معي زودتيها علي ....
وتوتس تعرفيني عبير .. من صرتي حلالي وأنتي عارفة مايزعلني إلا الكايد ومأحب أحد يقربني ولايناقشني وأنا زعلاان ..أنا ماني من ورعانتس يوم بتعلميني وتفهميني ... ايه سفيه وماأفهم وبضيع عمري ..عندتس غير هالكلام ...قلتيه ولاماقلتيه هذا معنااه ...
كان منفعل وهو يحدث عبير التي مازالت على نفس رأيها ولو كان بليس الحدة ولكن مازالت تمتلك نفس التفكير ...
لو أنه غاضب من أمر آخر بما لم تتصل لتسترضية
ولكنها أتصلت لأنها تخشى أن يصر على رأيه
ويترك وظيفته وكل مايهمها التباهي بمرتبته ...
وماذا سيصبح لاحقاً ... كل هذا على حساب تعبه هو وأعصابه ...
لتنزل تلك بوجه مثقل بالنوم وقد تضاعف حجمه ..
أقتربت منه بدون مقدمات ..والأدهى بدت بتلمس جيوبة وحين سألها مستنكراً :وش تدورين ..
جوزاء بتكشيرة :جوالي ...لاعاد تلعب بأغراضي ...
وحين أشار لها لمكان مرتفع وضع الهاتف عليه ...
مدت يدها وألتقطته قبل أن تخبره :لاعاد تفتح جوالي ولا بفتش كل جوالك ...
وتركته خلفها متوجه للمطبخ لتشرب الماء ...
وبتال يتلقى جنون عبير على الطرف الآخر ولايفهم من حديثها سوى العطية وشتائم أخرى ...كان رده عليها أن أغلق الهاتف في وجهها
وأرسل إليها رسالة محتواها ((نظفي لسانك وإلا سيكون ردي عليك قاسي فأنا لاأريد لأبنائي أن يتعلموا قلة التهذيب منك ))
لحق بها السبب كالعادة ...ليلتقط هاتفها بخفه منها ويرفعه بأعلى درج بالمطبخ :ماهو أنا اللي تهددينه ياجوزاء ..ولاعاد تعيدين حركتس ذي لاشفتيني أكلم لاتطلعين صوتس ..
جوزاء وهي تكمل شرب مائها :كيفي أنت يوم أكلم ماتحترمني .. ولو دقيت عليك اللي عندك مايحترموني ويسمعوني دايم رأيهم في .... وأنا ماغلطت على أحد ...وجهت الكلام لك أنت ماهو لغيرك ...جوالي لاتلعب فيه ....
بتال وردودها الحازمة تزعجه ليس أنا من توبخينه ويصمت يستمع لك ...
قام بوكزها مع جبينها بعادة مزعجة لديه :
غيري يوم يتكلمون من حر مايونسون أنتي اللي دخلتي عليها مو هي اللي دخلت عليتس وأنتي تسمعنيها ليه مكايد !! لأني متأكد ماني هامتس ولا أنتي غيرانة علي
وحتى لو غرتي أخذتيني وعندي مرة مالتس هالحق ..
وجوالتس هذا اللي أذيتيني فيه
لو بغيت حرمتس منه ومن كل أجهزتس اللي بس معتكفة عليهااا ...
جوزاء توقف أصبعه:لاعاد تسوي هالحركة تراها تألم كانت ماتدري ... وعادي خذ اللي تبيه حلال عليك ..ولو تبي تحرمني حتى من الهواء تفضل ...
قبل أن تردف حين لاحظت صمته ونظراته الحادة وكأنه يريد أرهابها :المشكلة أنك مكشوف يابتال غيري اللي يرفع ضغطك وتجي وتحط حرتك في ..
وهذا من زود الرجولة اللي فيك ..
بتال يخفي يديه بجيوب ثوبه :شكلتس مشتهية كف جديد ...فيه حريم مايتعلمن إلا بالضرب ..
لترد بوقاحة :ايه أنت أدرى فيهن لك خبرة معهن ...
بتال بضيق وقهر من الجميع لايوجد من يحتويه ويرمي عليه همومه :كلتسن نفس الشي مامن زود تتفنن برفع ضغطي مير شكواي لله ...
وغادر تاركها خلفه ..وحين أزعجته أشعة الشمس بالخارج توجه لشاليهه الذي يفصله عن شالية والدته شالية سلطان ....
××والله اني أحبه لكـن على ماقيل .. عند الكرامه نكسر وجيه وضلوع××
وبقت هي واقفة بمكانها ...هل نجت منه حقاً حسناً بعد جملتها الأخيرة لقد توقعت صفعة وعلى حسب خبرتها فيه هي ترى أنها أستحقتهااا ...
لحسن الحظ أنه رحمها فلو تلقت صفعته وهي في هذا المكان البعيد عن أهلها ماذا ستفعل ...
فتشت بالدروج بحثاً عن طعام فلم تجد شيء ..
ومالعمل الآن لقد غضب وقد لاتراه قريباً
وربما لم يفكر أبداً بما يحتوية المنزل من طعام ...
بحثت أخيراً حتى وجدت بعض التسالي فأختارت مجموعة منها تناسبها وصنعت لها قهوة عربية فهو قد أحضر مستلزماتها معه بحقيبة الرحلات التي لاتنزل من سيارته ...
لم تنزل هاتفها حتى من المكان الذي وضعه فيه
فتحت التلفاز وبدأت بالمشاهدة لاتهتم حتى بما ترى فقط حتى تشتت أنتباهها ...
مرت ساعة قبل أن تسمع صوت رنين هاتفها ..
وضعت كرسي لتصل إليه كان هو أخبرها بأختصار
هناك طعام أمام الباب خذيه ...
أخذت الطعام الذي طهي على الطريقة الشعبية ..
وبعد ملعقتين أكتفت منه ...
لقد أحضرها هنا ليحبسهااا ..
لاحقاً أرسل لها رسالة يخبرها أنه قد عزم أصدقاء له ولاتخرج أبداً للشرفة لأنها مكشوفة للمجلس المقابلة لهااا ...
تباً لك ألن أستطيع حتــى مشاهدة الغروب منهااا ...
بعد أن مضى جزء من الليل
أرسلت له تسأله متى ستحضر ..
ورد عليها بفظاظة سأنام مع أصدقائي بالمجالس ...
لترسل له ((ترى تحملت كل حركاااتك تجيبني من آخر الدنيا وتحبسني هنااا ..واللحين بتخليني لحالي وأنا خايفة ..تخاف من الدعاوي يابتال والله لأسهر الليل كله أصلي وأدعي عليك على اللي تسويه فينــي ))
وندمت بعد أرسالها مباشرة قرأها ولم يرد بحــرف ..حسناً لقد غضب .. تحملــي ...
أنتظرت وأنتظرت وأستيقظت فزعة لاحقاً بعد أن رأت فهدة تطردها من غرفتهااا ...
لتنزل برعب وتنام بالصالة السفلية وهي غير قادرة على الأستمتاع بالنوم من شدة خوفهااا ....
وأستيقظت على صوته لاحقاً لتكتشف أنه الفجر
وهو يخبرها موبخاً :الشمس طلعت وبعدتس نايمة ماصليتي الفجر ...
جوزاء وهي تفز من فراشها وبعد ذالك تمشي بتعثر لدورة المياة لتخبره قبل دخولها :مانمت إلا قبل الفجر بساعة كنت أصلي وأدعي عليك ...
كان منهمك حين خرجت بالعمل في المطبخ ...
يعد طعام بكمية كبيرة يبدون أن زملائه مازالوا متواجديين ...
جلست وتدثرت بلحافه وبقت تراقبة ...
وهو حين لاحظ مراقبتها له : الرياجيل يوم شافوا هذا حالي متزوج وكأني عزابي حلفوا إلا يجوزوني الثالثة ..
وحين لاحظ عدم أهتمامها :بكرة لادخلت فيها عليتس ألوي وجهتس على كيفتس ...
جوزاء بتكشيرة ماهذا الصباح الرائع :أدخل فيها ولاأطلع فيها ماهميتني لاأنت ولاكل نساوينك مالت عليك ميلة توردك جهنم أن شاءالله ...
وعضة لسانها حين أكتشفت قبح دعوتهاا ...
وهو الذي أغتاض من ردها الوقح ودعوتها العنيفة صمت حين لاحظ خوفها وأنكماشهاا ...
بتال :المشكلة بس لسان ولو جينا للواقع ماعندك أحد ..
جوزاء :وأنت مهايط بس تحسب الحريم ميتات عليك ..هذا أنا جيت على أم حاكم ماهشت ولانشت عشانك ..
بتال بحدة وهو يرمي الملعقة الخشبية من يده :والله ماجتس لأني رادها عنتس ولا لو أطلقت لها العنان دخلت عليتس وخنقتس وأنتي نايمة ...
جوزاء ردت عليه بأستسخاف :آسفة يابتال بس ماني خانقة أحد عشانك ماتسوى علي أذنب والله لو أني أشرق فيك ...
لم يرد عليها وبقى يعمل على مابين يديه ...
ليسألها بعد دقائق :تعالي سوي الشاهي ..
جوزاء :أسويه للي بيزوجونك علي هبلاء أنااا
بتال الذي رفع رأسه يحدق فيها ويهز راسه بأستنكار : يعني لقيتي لتس عذر توه ماهمتس وماتشرقين فيني ..
جوزاء تعبث بهاتفها :أنت تقول بيزوجونك علي النية موجوده وأنا أعامل كل واحد على حسب مايعاملني ..وترى بدعي عليهم معك وأن شاءالله أشوف المصايب تهل عليكم مثل المطر ...
بتال الذي توقف عن مايفعله وبشك :أنتي تدعين صدق ...
جوزاء بصراحة فجة:وليه أكذب ... أنتي تكذب بكلامك .. تحمل ذنبهم ..
بتال بأنزعاج وكيف كل كلمة تبحر بهم لمكان آخر بعيد عن ماقيلت من أجله:ماكذبت ولاني من اللي يكذبون واقصري لسانتس عن الرياجيل..
جوزاء بعناد حسناً إذا كان الموضوع يضايقك أن أتسلى على حسابك:والله محد قالك توصلي علومهم ...وماهو بس أنا حتى أمي بقولها فيه رياجيل بيزوجون زوجي علي أدعي عليهم ...وش عندك ..ورح بلغهم العلم ...ماهميتوني ولو أعرف لحريمهم أرقام فتنت عليهم عندهن وخربت بيوتهم ..
بتال بعدم تصديق :أنتي أكله قلب أسد
جوزاء ببرود:ماأكلت قلب الخروف عشان أكل قلب الأسد ...
بس الحمدلله ماسويت شيء أخاف منه ...
بتال الذي فقد متعة النقاش معهاا :أطلعي فوق بنادي العامل ينقل الأغراض معي ...
غادرت دون أن تعقــب ..
وهو يهز رأسه بأستنكار كيف لديها كل حدة اللسان مع برودة الأعصاب ... ماذا سأدعي عليهم ..سأحدث نسائهم وأخرب بيوتهم ...من أين تأتي بهذة الأحاديث والخطط ..
لاحقاً كان يتناول الطعام مع رفاقه وحديث الزواج بالثالثة الذي كان يسلية بالأمس أصبح يزعجه بهذة اللحضة ...
بعد أن سمع رأيها بالموضوع ...
هو بالتأكيد لم يتخيل أنه ستغضب أو تفتعل مشكلة ..
لكن بكل ذالك الحوار أزعجه الكثير ولايعلم كيف يصفه
لاحقاً بعد مغادرة أصدقائة صعد يبحث عنها ...
كانت نائمة ...لايعلم هل أصبحت تنام كثيراً أم هي هكذا بالعادة ...ربما لم تنام مساءً وصلت ودعت عليه ...
مد يده يريد التأكد من شيء ...
ليشعر بنغزة مؤلمة بقلبه ..
لقد كان هنا بلل على مخدتها ... وليس بالقليل ..
لقد بكت قبل أن تنام ...
وكأن دموعها تفند كل ماقالته سابقاً ...
نزع ثوبة ورماه ودخل معها بنفس الفراش وأغمض عينية ...
دعينا نأخذ هدنة بسيطة ..
فقط أريد أن أنام بهدؤ لاشيء آخر ...
××وش ذنب قلبي ، يوم يفرح لطاريك
ومايطيق صدك ياعشيري ثواني××
ليستيقظ لاحقاً على صوتها وهي تبكي وخائفة ...
وتردد :لافكيني لااا خلاص والله أطلع والله أطلع ...
كانت تجلس بالفراش وهي تبكي حين لاحظت وجوده قربها وهو يشاركها نفس الجلسة وعلى وجهه الدهشة من وضعها ..
بتال :تعوذي من الشيطان وش فيك تحلمين ...
وبعد أن هدأت قليلاً وعادت تستلقي وتغطي عينيها بذراعها سألها بشك :لايكون تحلمتي بعبير تخنقتس صدق ...
جوزاء بصوت مخنوق من الفزع الذي شعرته والبكاء قبل النوم :لااا
بتال بأصرار :أجل وش تحلمتي فيه ..
جوزاء بتردد:ماأدري ماأتذكر..
بتال يبعد ذراعها عن عينيها :وش شفتي ..
جوزاء بخوف :شفت عمتي فهدة تطردني من غرفتها ...وتضربني بعصاء عمي عقاب ..
وماأن أنهت جملتها حتى بدأ بالقهقه ...
بتال بأستسخاف للحلم الأحمق:يووه والله أنتس خبله أنفضي فراشتس قبل ماتنامين هذا اكيد السكن متصورين بأمي وأبوي عشانهم هم اللي ينامون بذا الغرفة ..
جوزاء بأحراج وقهر من ضحكه عليها :كله منك ليه تجيبني هنااا ...
بتال الذي قاطع رده عليها أتصال ... أجاب عليه
بعد أن فرغ منه :أنزلي سوي قهــوة فيه رياجيل جايني ....
كشرت جوزاء هل سيذهب لمقابلتهم أيضاً ويتركهااا لوحدهااا ..
جوزاء بحنق :يوم بتقابل رياجيل وبتقضي يومك طول معهم جايبني معك ليه ...
بتال بنظرة جانبية ومازال يعبث بهاتفه :والله ماأعتقد تبيني أقابلتس ولاسوالفي تجوزلتس كلمتين على بعض ماأقولها إلا زعلتي ...
وتوجه للحمام وتركها خلفه ..
ولم تراه بقية اليوم فقط يحضر ليأخذ شيء أو ليعيد شـيء ...
يطلب منها القهوة والشاي يأتي باحثاً عن شاحن لهاتفه ...
وبنصف المرات كان يتحدث على الهاتف ولم يوجه لها أي حديث ...
××عزتيلي يومني في حياتي ما أسترحت كل ما داويت جرحٍ يجي غيره بديل .××
***
أيقظته بفزع :الحكم ياولد عقاب ألحقني فيه طق على الباب
الله أعلم أنا أمك درت بعلمنا وجت هاجمه علينااا ...
الحكم الذي جلست بفراشه :وأمي لو درت وش بتجي تدور
فزة بحماس وهي تتخيل ردة الفعل من فهدة شديدة الشر:تصفقني وتدوس على خشتي هذي فهدة بنت محماس مايخفاها شيء بالرياض أكيد علمنا جاها ..
الحكم بدهشه :وأنتي وش دراتس فيها؟؟؟
فزة تنفض شعرها بدلال :مايحتاج هجرس ماخلى ولابقى أعرفهاا كني مولودة في بيتهاا
الحكم ببرود :زين أن عندتس فكرة عنها ..وأمي رضاها عني ألزم ماعلي لاتقاشرينها واللي تقوله لتس قولي حاضر وعلى أمرتس ...
فزة ببرود :حاضر يانظر عيني أمك أمي ياخلف جدني ..
يزفر بغيض ويتوجه للحمام ...
وفزة بعد ذهابه :ايه هين صبرتس علي يافهدة حاولي تقربين مني بس كنت أحبتس يوم أني بعيدة عنتس بس اللحين صرتي عدوتي الأولى وياويل من عدانااا ...
أستيقظت لتجهز نفسها فقد أخبرها ليلة أمس سنذهب لمكان جميل سيعجبك ...
لاحقاً أكتشفت أنها جائوا لحديقة الحيـوانات ...الغوريلا القذر ماذا يعتقد نفسه ...حسناً سترى ..
ومابين لحضة وأخرى يدور فيه ويعيدها لقفص الثعلب ويخبرها إلا يشبه هجرس بالحقيقة ..وأنظري كم هم متشابهين كل منهم خلف القضبان ...
دارت بعينيها حتى وجدته كان يقفز سعيد ويلتقط الموز الذي يلقى له ...هزت ذراعه :الحكم ألحق لقيت خويك ...
وأشارت للقرد :عطه هالحليب اللي تشربه كنك ورع !!!
الحكم ببرود وهو يشرب من حليب البروتين:أنا ورع كيف أعطيه حليبي دوري شي ثاني تعطينه ... بعدين ماهو يشبهني ليه طايرة فيه ...
فزة بضحكة مستفزة :وأنا طايرة فيك يابعد كل جداني ...فديتك يالحكم والله أنك نشمي ...
الحكم بتكشيرة :الله يستر من مدايحتس اللي ماهي من قلب ...
فزة بملل :طيب متى بنطلع ترى طفشت من مقابل الحيوانات طول يومي ...
الحكم الذي أعتقد أن هذا المكان سيعجبهااا :تعالي بعدتس ماشفتي الأسد
فزة بعنجهية:ليه بتجيب لي قلبه !! ...ماأبي أشوف حيوان مسكين محبوس بقفص أنا لبغيت أشوف السبع أبيه أشوف بالقفار ...
الحكم يقذف علبة الحليب بسلة الزبالة:طيب يالله مشيناا يالحقوقية ...
خارجاً بالسيارة ..
الحكم الذي مهما أحضر من طعام لايراه تأكل منه جيداً :وش تحبين من الأكل ...
فزة :الأكل كل واحد نعمة ونشكر الله عليها ...
الحكم توقف عند أحد المطاعم العائلية ..
وعلى الطاولة لاحقاً ..
الحكم بأنزعاج :أنا سألتس وش يعجبتس !!
ليه اللحين ماتأكلين ..
فزة وهي تحرك ملعقتها بالطبق:هذا أنا جالسه أكل ..
الحكم بضيق:تطقطقين علي وش هالأكل العصافير ماتأكل تسذا ..
فزة :هذا أكلي الحمدلله ..
الحكم التي تغيرت نظرته المتعلقة بعينيها وكأنه قد فهم شيء :كله من الفصفص اللي تأكلينه ليل نهار أكيد مخرب بطنتس ...
فزة :تكلم الدكتور الحكم ..
كان يتناول طعامه بأندماج حين لاحظ نظراتها عليها .. وأنزعج من النظرة التي تخصه فيها ...هل هذه نظرة أشتياق عميق ..وكأنها لم تراه من زمن طـويل ...
فزة يامزعجة ياأخت الثعلب توقفي عن أستخدام أسلحتك الماكرة علي ...
الحكم مندمج بطعامه:طلعتي الفروقات السبعة ..
فزة تعبث بطبقها وعينيها عليه:الحكم وأنا أختك بقولك شي بس مستحية منك !!!
الحكم يهز رأسه بأستنكار :وهو باقي فيتس حياء ماشفناه ماشاءالله ..قولي يافزة لاتخلين بخاطرتس شي..
فزة تترك التظاهر بتناول الطعام:أنت رجال أجودي وفيك دين بس سلتتك للحيتك ماهي طيبه (حلاقتك لذقنك)...
الحكم وهو يلوك قطعة الستيك قليلة الأستواء بين أسنانه بحدة :حرية شخصية يافزة تسد سمعتي فيها !!
فزة بأنزعاج:الدين مافيه حرية !!
الحكم بتهرب :مايطلع لي للحية ..
فزة بأستنكار :ولا شارب !!! هذي ماكد سمعت فيها بعدين شعر وجهك شوفه كيف بارز !!! تستغفلني ...
الحكم وهو يتوقف أخيراً :بسبب دوامي .. ولاتسألين أكثر ...
فزة بأهتمام:ايه اهرج زي الرياجيل !!! هو وش بلاهم عليك وش لهم بشعر وجهك ...
الحكم ينظف يديه بالمنديل:قلنا مانبي أسألة أكثر ... يالله كانتس خلصتي روحي غسلي وأنا بدفع الحساب ...
5
××لا تغرّك ضحكتي والبشاشه والقصيد والله أن فيني من الضيق ما يكفي سنه××
****
على طاولة الغداء في منزل فهدة التي أعدت أشهى الأطباق ..
كان فياض يفتح السخان أمامه والذي أخبرته أنها أعدت له طبـقه المفضل وحين فتح وجد الجريش ..فياض وهو يعود ليتكأ على ظهر مقعد :لاهذي وراه مطالب ياعمة ...
فهدة وهي تسكب لعقاب من الشوربة التي أعدتها وهو يحب أن يبدأ غذائة فيها :أيه بس خلها لبعدين بيني وبينك ...
فياض الذي بدأ بسكب لنفسه من الطبق تأكد أن أعتقاده صائب فهي تريد مصلحة من أعداد طبقة المفضل ...الآن سيتلذذ بالطعام ولاحقاً سيري مطلبها وأن أعجبه نفذ وإلا لن يعيره أهتمام ...
عقاب الذي فرغ من شوربته :سلطان حجز لنا باتسر جهزوا عماركم ..وأنت ياليتك ملكت على خزام عشان أخذها معي ...
فياض الذي أنزل ملعقته :وانت ياأبو سلطان فاضي لتجميع الحريم ...بأخذ ذي معي وبخلي ذيتس (تلك )..
عقاب :ووش اللي مضايقك غصبتك على الروحة معي ...
ماأبيك أنا أبي بنتي ...
فزاع يهمس لفياض :هو يدورها من مبطي على طول صارت بنته وغيرها عشر سنين بالغلط ماقالها ههههه ..
الحسن بتبرم:يبه ماخليت مرة ماأخذتها أنا كيف بروح معكم ..
عقاب بحنان ولايرضيه حزن آخر العنقود :لاا عاد كلش ولاالحسن مايهنى لي خاطر وأنت وراي لازم تروح معي ...
فهدة بتكشيرة :خله عند أمه ..
عقاب :والله محد جابرتس على الجلسة غير عنادتس ...
فهدة بغيض :والله مازعلني إلا حميتك للغريبة علي (تفضيلك لها علي )..
عقاب :مرة ولدتس صارت غريبة ...أنت ماتثمنين هرجتس ...
فياض بحمية كاذبة:ياأبو سلطان أدحر الشيطان لاتزعل عمتي عشان الغرب ...بسخرية : يكفي بتال اللي أخذها وهج للمزرعة عشان محد يناقره عليها ..
فهدة بغيض حين تذكرت تجاهل بتال لها لعدة أيام :وأنت ليه ماتكلم أخوك يهون عن اللي براسه ..
فياض بغيض لايستطيع كبحه :أكلمه وش أقول أنتن خليتن فيها أحد يكلمه أكلتن الرجال من ساعتها واللحين حليها ..
لو من البداية مخلية لنا فرصة نسايسة بس لااا تموتن لو مانكدتن على راس الواحد ...
ماطلعت منتسن إلا بنت لافي ...
وكانت جملته الأخيرة لمضايقتها لاأكثر فهو لايعلم خيرها من شرها ..
فهدة بغيض متفاقم فهي لاتطيق أن تسمع أحد يمدح أنثى سواها فكيف لو كانت العدوة :لأنه مايهمها ولو أنها تفكر بمصلحته كان سوت مثل ماسوينا عشان يعرف خطاه ويرجع عنه لحضة....
فياض بحنق من شخصيتها المتحكمة بأبنها بجنون :وليه تهتم الرجال هو اللي يهتم بعمره ويحكم أموره
ماهو ورع يدور من يشيل حمله عنه ....
ولدتس رجال ياعمة رجال ماعاد هو صبي تقولين له سو وخلل بيترك العسكرية بيفصل بيهج هو أدرى بعمره ...
فهدة لاتستطيع كبح غلها فأي شخص ينصحها بأمر تعتقده يغار :ايه ذابحتك الغيرة منه طلع سواد قلبك يعني عشان هو صار نقيب وأنت ماقدرت على العسكرية ودك أنه يفصل ويضيع تعبه ..
فياض يهز رأسه بأستهجان ولايرد عليها ..
عقاب الذي كان صامت ولم يعلق ..يسأل فهدة بحدة :يافهدة فياض بأي وزارة ..
فهدة بتكشيرة :الداخلية ...
عقاب :وش هي مرتبته ..
فهدة بغيض :ماأدري عنهاا ..
عقاب :لاتدري زين ...وتدري أن مافيه غيرة من أخوه لأنه أعلى منه أصلاً وذاك عسكري وهذا مدني مافرقت شي كلاً يخدم باللي هو فيه ...
فزاع الذي لاحظ غيض فهدة وعصبية أبيه :أستهدوا بالله ياجماعة كلهم جيدين وأفشل واحد أنا ...
عقاب يلتفت عليه بحدة :أنت قم هات لي بيرة من المطبخ ...
فهدة بأنزعاج :البيرة حرام ..
لينفجر فياض وفزاع بضحك ...
عقاب بذهول :أنتي ماتستحين قومي عني هناك يالله ماباقي إلا أنتي تعلميني الحلال من الحرام ...
فزاع :يبه البيرة ماتنفع لك خل أجيب لك لبن تشربه وترقد للعصر ...
فياض الذي قام من مكانه فهو يعلم جيداً أن والده لايحب أن يعامل وكأنهم لايفهم :أبشر يابو سلطان على هالخشم ...
توجه للمطبخ فتح ثلاجات المشروبات وهو يخرج القنينة المطلوب سمع صوتها ...
مالذي تفعله هذه هنا هل أصبح يتخيلهااا ..
كلا بالتأكيد هي ...
فتح باب المـمر الذي يؤدي لغرف الخدم ليجدها فعلاً هناك مع خادمة فهدة الفلبينية وتتحدثان ووقفت حين رأته برهبة ...
فياض بغيض :وش تسوين هناا؟؟!
خزام بذهول من أكتشافه لها :شاهي تعلمني الأنجليزي ...
فياض بغضب هل جائت لتجلس مع الخدم في قسم فهدة التي لديها أبناء شباب ..لقد أصبح أسمك مرتبط بأسمي تصرفي على هذا الأساس :وشاهي معها شهادة دكتوراة بالأنجليزي ... من اللي سمح لتس تجلسين هنااا ...
خزام بأنزعاج لما بأول يوم نتقابل فيه بعد الخطوبة نتجادل :أمي قالت لي أجي أخليها تساعدني ...
فياض بعصبية :يالله على بيتس ..بيتس يالله ... لاعاد أشوفتس طابه هالقسم ...ولا أي مكان دون شوري ..
وحين لاحظ عدم حركتها ...
فياض :أنتي ماتفهمين ..
خزام بتبرم :طيب كيف أطلع أنت واقف على الباب ...
تراجع للخلف لتعبر من جواره وتخرج مع باب المطبخ الخلفي وإلا الساحات الخارجية ...
فياض بحدة للعاملة :قومي سوي شغلتس ...
وخرج يبحث عن والده ولم يجده قد تفرق الجميع وضع القنينة بحدة على الطاولة فأنكسرت بيده ... لتنفجر شلالات من الدماء منهااا ...
ألتقط أحد مفارش السفرة ولفها عليهااا ...
ليخرج والده برفقة فهدة من جهة دوراة المياة ويتفاجيء في منظره ...
عقاب بصدمة :أنت وش بلاك ..
فياض :علبة البيرة أنكسرت بيدي وجرحتني ..يالله بروح أدور مستشفى يخيطها لي ...
عقاب من خلفه :لاحول ولاقوة إلا بالله ...
فهدة بتشفي :ايه هذا هو لاعصب حط حرته باللي قدامه ..
عقاب :وهو وش اللي معصب فيه توه هذا زينة ..
فهدة بتشدق:وش دراني عنه مديرة أعماله أنا ..
عقاب :روحي هاتيلي بيرة العيشة جالسة على تسبدي ..
ماأدري وراتس من تالي طبختس ماهو لهناك ...
توجهت فهدة المنغاضة للمطبخ لتحضر له طلبه ..
وهي حانقة اليوم ليس يومها فعقاب يبحث عن أصغر أخطائها .. ومازال مصر على أصطحاب جوزاء للعمرة
إلا يكفي بتال الذي يأخذها معه لكل مكان ...
وحين تضغط عليه .. يخبرها لاتخافي ماتخشينه فمازالت محرمة علي وكأنه يتشدق بصنيعة ...
1
××أنا ما عاد أبي غير الذي قلبه على قلبي
قلوب ماتراعي خاطري وشعاد أبي فيها××
****
كان يجلس بالمقعد الخلفي من سيارته وبحضنه يده المجروحة ...وبيساره التي أصبح يستخدمها بالفترة الأخيرة ولكن لايستطيع التحكم فيها كثيراً يضغط أرقام معينة حتى تواصل معه الطرف الآخر :الوه ..ابي مدرسة أنجليزي ...ايه .. أفضل شيء ..تكون لغتها الأم ... المغرب وهي عندنا ..على عنواني ...تقول للحارس جايه لبيت أمين وهم يوصلونهاا ...أتفق معها على اللي تبغاه ..
أغلق عينيه وهو يشعر بالألم .. كان فقط يريد كبح أفكاره الملتهبة فكانت هذه الحصيلة ...
حسناً والده محق لايوجد مفر من عقد القران ...
ولكن الأسوأ لو عقد قرانه سيكون الوضع ليس من صالحه ...
لاا البقاء هكذا أفضل .. لو عقد قرانه سيقيم زفافة مباشرة ...
فتح هاتفه ..تطبيق تويتر وأزال الحضر عنها وأرسل لها على الدايركت ((خطبتس وافقتي علي وأنتي عارفة زين من أنا ... لاعاد اشوفتس طابه أي