رواية خريف الحب الفصل الثاني 2 بقلم خياله والخيل عشقي
رواية خريف الحب الفصل الثاني 2 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية خريف الحب الفصل الثاني 2 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية خريف الحب الفصل الثاني 2 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية خريف الحب الفصل الثاني 2
رواية خريف الحب الفصل الثاني 2
الحياة لوحة فنية،ألوانها أقوالك،أشكالها أعمالك،والرسام هو أنت..فأبدع في رسم لوحتك،فما زالت الفرشاة في يدك...
(جوري)
نشفت أيديها بمنشفة صغيرة وطلعت من المطبخ وهي شايله صينية القهوة ،شافت ساعتها الجلدية من سواتش تشير للعاشرة صباحاً،صار لازم تصحي خالد والأولاد. اليوم جمعة ومتعودين يرجعوا يناموا بعد صلاة الفجر لذا الوقت وبعدها يصحوا يفطروا وخالد والأولاد يتجهزوا لصلاة الجمعة،راحت لأمها ولقتها تسبح وتستغفر فوق سجادتها بعد ماصلت الضحى،باست رأسها وبإبتسامة/صباح الخير يمه..تقبل الله.
أم خالد/صباح الورد والجوري..منا ومنك حبيبتي..صحيواا الناس.
ساعدتها توقف وطلعوا عالصالة وبتريقة/لسا ماتشوفي الهدوء،دقايق والحراج يشتغل..
أم خالد/ليه ماصحيتي ندى تساعدك،الكل بيتغدوا هنا اليوم والشغل كثير عليكي.
صبت لها القهوة وقربت لكيكة الدخن وبضحكة/خالد عندها وماحبيت أزعجهم..ولا كان سمعتي صوتها لباب الشارع..بعدين مؤيد موصيني من أمس عالأكل ،تعرفي مايحب طبخ ندى.
طالعت فيها أم خالد بحب وفي نفسها"إن شاء الله ماكون ظلمتك،والله يعوض صبرك خير".
شربت جوري قهوتها وهي تتصل بجوالها وبعد رنتين جاها صوت أمها الحنون/يا صباح الورد والجوري..اتأخرتي.
بحلقت عيونها بشوق في شاشة الجوال وهي تشوف وجه أمها الحنون اللي بدأت التجاعيد تظهر عليه بشكل واضح وحست بدفئ يسري بعروقها لما سمعت صوتها، وبفرح/ يا صباح النور والسرور ياجنتي أنتي،سامحيني يمه أستنيتي كثير..
أم معاذ تتأملها بحب ولهفة/لا ياأمي وقلبي أنتي،بس أنا قمت من النوم و ما عرفت أتصل لك بالجني هذا.
ضحكت جوري/تانقو يمه تانقو مو جني، بعدين كثر الله خير اللي أخترعه رحمنا من البعد وأختصر المسافة.
أم معاذ/أي والله،المهم أنتي كيفك وكيف العيال..وحشتيني.
عدلت شعرها وإبتسمت إبتسامة من قلب وهي تقرب الجوال من وجهها/وأنتي وحشتيني قد البحر والسماء والدنيا كلها.. شوفيني هااا طالعي.. أنا بخير وعافية ياقلبي لاتقلقي عليا، يمه ليه تبكي وتقهريني بدموعك ..
مسحت دموعها،وإبتسمت/خلاص مافي دموع،ذي علشان فقدتك بس واليوم جمعة أخواتك وأخوانك كلهم هنا وأنتي اللي ناقصة،شوفيهم..
دارت بالجوال في الغرفة وشافت أخواتها وأخوانها وحريمهم وعيالهم ،أصواتهم طلعت وصجتهم زادت وكل واحد يسلم ويسأل، ضحكت بمرح وسعادة لشوفتهم وشوق لجمعتهم وأبتدأ مسلسل السلامات والحش معاهم.
----------------
(لبنى)
عائلة لبنى:رائد 37سنة،لوجين6سنوات،رافي3سنوات
رن جوالهابأسم (حلم عمري)فكت الخط وبشوق/أهلين حبيبي.
رائد/هلا حبي..أنا برا..لاتتأخري.
لبنى/ثواني حبيبي.
حطت جوالها في شنطتها وعدلت عبايتها على رأسهاوبإبتسامة/سعاد أنا ماشية..قفلي الحساب ولاأوصيكي شيكي على كل شيئ قبل ماتروحي..تصبحي على خير.
سعاد/من عيوني لاتشغلي بالك..وأنتي بخير.
خرجت من المشغل وشافت سيارة رائد قدام الباب،ركبت بهدوء/السلام عليكم.
مسك يدها وباسها/وعليكم السلام والرحمة.. يعطيكي العافية حبيبتي.
لبنى بدلع/ الله يعافيك حبيبي..وحشتني مووووت.
رائد/وأنتي أكثر ياقلبي،أنتي اللي متأخرة اليوم.
لبنى بطفش/وووي ياقلبي،حريم جدة كلهم في المشغل اليوم.. ماشاء الله ماأرتحت دقيقة..
رائد/لولو حبيبتي أنتي اللي مقروشه نفسك..يعني الثلاثة الآف اللي بتاخذيها بتسوي لك شيئ..مو بحق الصداع والدوام .
لبنى بهدوء/رورو حبيبي قلت لك أنا في البداية أشتغلت خدمة لأم أحمد،طلبتني أدير المشغل وقت ماسافرت تعالج ولدها وكان لازم أساعدها..بس بعد فترة أتعودت عالشغل وحبيته..وأنت وافقت فلا تجي دحين وتقلي لا ،الله يخليك حبيبي.
رائد/يا عمري أنا ماقلت شيئ،أنا قلبي عليكي من التعب بس،بعدين بتوحشيني وبتوحشي الأولاد.
رفعت غطاها عن وجهها وقربت منه بسرعة وباست خده/وربي أنت كمان بتوحشني، بس كدا أحسن علشان تشتاق لي وماتمل مني..والأولاد بكون معاهم للعصر ،غير يوم الجمعة.
رائد بضحكة/كلي بعقلي حلاوة يابت ببوستك ذي.. تراها ماتمشي،بس نوصل البيت ويصير خير.
تأملته بحب وهي تدعي الله يحفظه لها.
(خوله)
(أم رشيد 45،خوله18،رشيد ورحمه تؤام 14سنة،رواد10سنين)
دخلت وقت أذان الظهر وفسخت عبايتها بتعب/السلام عليكم.
أم رشيد/وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، إن شاء الله أتوفقتي..
خوله بغصة/حسبي الله ونعم الوكيل..والله اللي ماعنده واسطة الأيام دي يروح في الرجلين..مرمطوني من مكتب لمكتب وكل واحد يرميني على التاني كإنهم بيدفعوا شيئ من جيوبهم.
أم رشيد/الله لنا يا بنتي..خلاص أنا سلمت أمري لله وأنتي كمان أرضي بنصيبك يا بنتي.
طالعت فيها بقهرومن بين دموعها/الله مايرضى بالظلم يا أمي..وأحنا مظلومين ،من متى وأنا أراجع وزارة الصحة والمستشفى علشان تتعالجي على نفقة الدولة ومحد فيهم معبرني..صار لي من الساعة 6 وأنا ملطوعة برا مكتب المدير،وهوا من إجتماع للثاني وفي الاخير يقولوا مشي..الله لايوفقهم.
ضمتها أمهاوهي تحاول تخفف عنها وتقويها خوله أكبر أولادها وأول فرحتها،الدنيا كبرتها وعجنتها عالهم والديون من بدري ،سعود زوجها كان في ديرته مرتاح ومن أصحاب الأملاك أتقدم لها ووافقوا أهلها عليه بفرح بسبب سمعته الطيبة وأخلاقة وبسبب أصله وعيلته الي كانت من أكبر العائلات في تبوك، عاشت معاه أربع سنوات كلها سعادة وحب وربي رزقهم بخوله اللي كملت فرحتهم،لكن بعد فترة تعب أبو سعود وأتوفى وأستلم ولده سطام الحلال والأملاك ووقع أخوه سعود على بيع كل ورثه بدون مايدري لإن سعود كان يثق في أخوه سطام ثقة عمياء
وماتوقع إنه بينصب عليه..وبعد ست شهور لقي سعود نفسه في الشارع مع زوجة وبنت ماتعدت السنتين من عمرها..حاول في أخوه سطام يرجع لو جزء من حقوقه،لكن سطام كان شيطانه أقوى منه لدرجة إنه هدد سعود بالقتل وطرده برا ديرتهم..راح سعود وأهله للطايف لفترة وبعدها قابل شخص كان له دين عنده وأقترح عليه يستقر في جدة، وقف معاه وساعده في وظيفة وأجر له بيت لحد ما وقف على رجله وفتح له محل بسيط يترزق منه وبعد فترة أتحسنت أحوالهم وأشترى لهم بيت بسيط وعاشوا مرتاحين ومرت بهم السنين وصار معاهم رشيد ورحمه ورواد،ونسي سعود سطام ونسي فلوسه..وقبل خمس سنين بدأ شغله يتدهور بسبب أوضاع اقتصادية مرت فيها البلد وزاد تعبه وبعدها أتوفى بجلطة..ومن يومها وأم رشيد صارت لهم الأب وحاولت توقف محل زوجها وتباشر شغله بس للأسف كانت الديون محاصرتهم وخسروا محلهم،أشتغلت خياطة وصارت تتطبخ للناس علشان توفر لقمة عيش لها ولعيالها،تعبت وأتبهذلت خاصةً إنها مالها أهل وسند وعلاقتها بأهلها أنقطعت من وقت تركوا ديرتهم..بعدها مرضت بالكلى وأضطرت خوله تترك مدرستها وهي في صف ثاني ثانوي وصارت تخيط مع أمها وتحاول تدبر مصاريف حياتهم بدون مايلجؤا لأحد.
↚
(ريم)
عائلة ليلى: أحمد أبووليد 41 سنة ،ريم 14 سنة،وليد 11سنة،لميس 8سنوات.
طالعت ليلى في ساعتها"يالله اتأخرت عليه" لبست عبايتها وراحت لغرفة بنتها ريم، فتحت الباب لقته مقفول،وبحدة/ريم خلصيني، فكي الباب.
فتحت الباب وطالعت في أمها اللي باين من مكياجها وعبايتها إنها طالعه،وببرود/هلا ماما..ليه معصبه.
ليلى/مو معصبه،مستعجله اتأخرت عالبنات في الزواج ،المهم يمكن اتأخر سبت فلوس عالتسريحة للعشاء،شوفي أخوانك فين ولاتنسي تقفلي الباب.أوكي .
هزت رأسها بإستهزاء لأمها اللي خارجه في ذا الوقت المتأخر بليموزين بدون حسيب أورقيب.
دخلت غرفتها وقفلت الباب وفتحت المسنجر،ريم/معليش عدوله ماما كانت تبغاني.
عادل/وأمك ذي ماتفتكرك غير وأنتي معايا، أوقاتها مره غلط حبي.
ريم/كويس اللي أفتكرتني اليوم..بالعاده ماشوفها ياليومين بس يمكن لإن بابا بكره جاي،تبا تزبطني.
عادل/والله أمك فالتها خرجات ودخلات، وين تروح.
ريم/ ماما صاحبة واجب مع كل الناس ،إلا إحنا.
عادل/طيب حبي سيبينا منهاوخلينا في موضوعنا..هاا متى ترحميني وتوافقي أشوفك.
ريم/بيبي أنسى..طلعه معاك مو طالعه،لا تحاول.
عادل/ياحبي منتي واثقة فيا يعني..بالله أيش بسوي لك..بنتقابل في كافيه ولامول.
ريم/سوري بيبي،أنت عارف أنا من الجامعة للبيت ومالي طلعات غير مع بنات خالي، وخالاتي..
عادل/خلاص أسحبي عالجامعة واطلعي معايا،وهرجعك قبل دوامك مايخلص.
هزت رأسها بيأس منه،صار له 3 شهور من وقت اللي أتعرفت عليه عالنت وأرسل لها صوره، وله أسبوعين يحاول يقنعها تقابله، والمشكلة قالت إنها طالبة جامعية في ثالث سنة،لو يدري إنها في ثالث متوسط هيحقد..ضحكت وهي تتخيل منظره لو عرف،وكملت سوالف معاه.
(ياسمين)
اليوم الجو حلو ومافي رطوبة وخرجنا البحر بعد العصر بعد ماترجيت ماما إنا نطلع رغم إنا في وسط الأسبوع ،وبعد تفكير أقتنعت علشان نغير جو قبل إمتحانات أخر السنة اللي هتكون في شهر 7يعني بعد شهر.
وزعت كاسات القهوة والشاي للكل ،وألتفتت لأمها/ماما..جبتي الأونو معاكي.
جوري بإبتسامة/لا تخافي جبتها وجبت الكيرم والشطرنج والدومينو وكل وسائل الترفية..
قصي/ماما،بابا يقول وين الحلا.
ضربت جبينها بخفه/ييييي نسينا الرجال..
وزعت لهم التشيز كيك والبسبوسة في صحون وأعطتها لقصي ونادر اللي ودوها للفرشة الثانية اللي جالسين عليها خالد ورائد ومؤيد وأبو ندى..
فاطمة/تسلم يدك جوجو..كيكة الدخن تجنن.
مسحت جوري بطن فاطمة/بالعافيه على حبيب عمته..بطنك بدأت تبان وشكلك محلوه مع الحمل.
فاطمة وهي تأكل/أمممممم،صار مايهجد بس يحوس ياقلبي عليه..ومو مصدقة متى أولد.
أم ندى/دوبك في الخامس يا بنتي على أيه مستعجله.
أم خالد/الله يقومك بالسلامة ،ويقر عينكم بيه يارب.
لبنى/لو بنت سموها لبنى
فاطمة برفض/كان ودي ياقلبي وتطلع حلوه زيك..بس ميدو يبغى جوري.
رفعت جوري رأسهاوبلكاعه/بلاهباله..أدري إنكم تموتوا عليا،بس جددوا بإسم حلو غير أسمي.
ندى/خلاص سموها ندى،أنا موافقة.
غصت فاطمة باللقمة وفي قلبها"أيوووه ، علشان مؤيد يطلقني في المستشفى"
أعطتها جوري مويا ودقت ظهرها بضحكة. لبنى بتصريف/لا ،زي ما قالت جوري نبا نجدد الاسماء في عيلتنا.
فاطمة/والله أهو عندكم أختلصوا معاه.
جوري بنظرة للبنى/بركة اللي لقيتي وقت و فضيتي لنا لولو خانوم..
رمتها لبنى بالمناديل/جوجو بلا تريقة، وربي المشغل آخذ كل وقتي حتى رورو حبيبي مستلمني عالطالعه والنازله..واليوم بالعافية جيت.
أم خالد/يا بنتي الرجال يبغى حرمته تداريه وتداري بيته،وأنتي من الساعة 5العصر في المشغل لين الساعة 11الليل..وين الوقت اللي بتقعدي فيه معاه ومع عيالك.
لبنى بطفش/أيش بكم عليا كلكم..شكلكم متفقين.
ضربتها جوري على كتفها بخفه/بلا عباطه..أحنا قلقانين عليكي،عموماً حاولي توفقي بين شغلك وبيتك وإذا ماقدرتي فبيتك أولى فيكي.
هزت لبنى رأسها بموافقة.. وأنتبهت جوري لياسمين اللي راحت بعيد عنهم وجالسه تتأمل البحر..راحت لها وجلست جنبها وهي ماحست عليها،حطت يدها على رأسها ومسحت عليه بحنان/حبيبتي في مين سرحانه؟
أنصدمت جوري لما سمعت صوت شهقاتها، لفت وجهها وشافتها تبكي،ضمتها بخوف وبصوت حاولت يكون هادي/ياسمينتي.. أيش اللي مضايقك وخلاكي تبكي ياقلبي، أنتي ليكي فترة مو على بعضك بس قلت أسيبك براحتك لحد ماتجي وتحكي لي من نفسك..مو أحنا صحبات ومانخبي على بعض.
هزت رأسها بموافقة وزادت في ضمتها لأمها، صار لها شهر من وقت اللي شافت فيه خلود بنت عمتها لطيفه مع عبير وشلتها،كانت صدمتها كبيرة،ماتوقعت إنها تشوف ذاك المنظر اللي شافته يومها،ولا ..مع قريبتها اللي بمثابة أخت كبيرة لها،أحتارت وماعرفت تتصرف كل اللي عملته إنها صارت تتهرب من خلود وتتجنبها..
بعدتها جوري عنها بشويش/أنتي عارفه أنك تقدري تقولي لي أي شيئ بدون ماتخجلي مني،حتى لو غلطتي صح؟
مسحت دموعها وبرجفه/بس الموضوع مايخصني..كيف أتدخل وأقول لك.
جوري/أنا معاكي إن كل إنسان ليه خصوصية لازم نحترمها بس إذا الإنسان ذا يهمنا وأحنا شايفين إنه بيسوي شيئ غلط،أو بيضر نفسه بتصرف،أو بيغلط على غيره مو لازم ننصحه ونحاول نساعده علشان يتصرف صح! بعدين الرسول عليه الصلاة والسلام قال:الدين النصيحة..يعني واجب علينا ننصح سواء الأشخاص اللي نعرفهم أو الأشخاص اللي مانعرفهم كمان .
عضت ياسمين شفتها وبقلق/طيب،إذا كان في شخص يهمك وعمل شيئ غلط كيف ممكن أساعده..هوا طيب ومؤدب بس في ناس ضحكوا عليه وخلوه يعمل حاجات غلط.
جوري بتفكير/حسب الغلط..في أغلاط الواحد ممكن يتغاضى عنها لفترة على أمل إن صاحبها يتراجع عنها من نفسه،وفي أغلاط بيلزم لها حل سريع وماينفع التهاون فيها..
ياسمين/وكيف أعرف هيا من أي نوع.
جوري بإبتسامة/أنتي لما شفتيها حسيتي إنها من النوع الأول ولا الثاني.
ردت بإندفاع/التاني.
جوري/خلاص أمشي وراء أحساسك، ولاتنسي إن الإنسان بطبيعته بيرتكب ذنوب ومعاصي كثيرة،بس في معاصي الواحد دائماً لازم يتجنبها ويحاول يجاهد نفسه علشان لا يرتكبها لإن ذنب عن ذنب يفرق..
ياسمين/معاصي زي أيه.
جوري بهدوء/زي الكبائر،وهيا أجرم الأثام والذنوب في الدين، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (أكبر الكبائر الإشراك بالله وقتل النفس وعقوق الوالدين وقول الزور أو قال وشهادة الزور)، ومنها السبع الموبقات أي المُهلكات مثل ماجاء في الصححين البخاري ومسلم وغيرهم، قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات)
أخذت نفس وتابعت/والعلماء وأهل السنة أختلفوا في عددالكبائر، منهم اللي قال إنها سبعة،ومنهم قال سبعين، ولكنهم أجتمعوا على إنها كل ما اتفقت الشرائع على تحريمه ومن ضمنها:ترك الصلاة اللي طبعاً بيعتبر تاركها كافر..ومن الكبائر كمان الزنا،منع الزكاة ،اللواط،شرب الخمر..وأشياء كثيرة غيرها.
في حاجات المفروض ماينسكت عنها ولازم تنصحي اللي بيسويها لإن ذنبها وأثمها عظيم عند الله عز وجل.
ياسمين بخجل/طيب في شيئ حاصل عندنا في المدرسة،كان في البداية مقتصر على كم بنت،بس بعدها كبر وأتطور ،أنا عارفه إنه حرام لإنه درسنا حكمه في الفقه..بس البنات بيسووه في كل الأحوال.
جوري بإهتمام/هوا ذا اللي قصدته لما قلت بعض الأغلاط لازم لها تدخل وحل سريع، لإنك قلتي كان بسيط وبعدها كبر..أكيد كبر لإنهم مالقيوا أحد ينصحهم ويوجههم..أحكي اللي حاصل وأحتفظي بالأسماء إذا يريحك ذا الشيئ.
هزت رأسها برفض/لا هقولك كل شيئ وأنتي أتصرفي..
وبدأت تحكي لها اللي،شافته واللي سمعتها بعد كذا من البنات وهي تشوف الصدمة على وجه أمها مع كل كلمة تقولها.
(عبدالرحمن)
عائلة عبدالرحمن:زوجته غنى 29سنة،جود 3سنوات.
حط جوازه في الدولاب وهو ملاحظ نظرات غنى المهمومه،جلس جنبها ومسك يدها/أنتي ذحين ليه زعلانه، كلها 3شهور وراجع أن شاء الله..بعدين أنا بزوركم في ذي الفترة مابغيب نهائي.
غنى بغيرة/أيووه،وهناك تجلس تتفرج عالبنات براحتك وأنا هنا منتظره.
انفجر عبدالرحمن ضحك/هههههههههههه ، بس هو ذا اللي مزعلك ،البنات،على أساس صنعاء مافيها بنات.
غنى بقهر/لكن بنات جدة غير..حلوات ومتشيكات عالأخر وبيخرجوا كاشفات.
ضرب رأسها بخفه وبتريقة/ إلا أنا مالتلكيش بنات صنعاء قدهم مثلهم وأخس..قبل يومين خربت سيارتي وركبت الباص،يا ركبت معانا وحده أووووف أيش أقلك بس، هي للأمانة محجبة لكن متمكيجة ولابسة النظارة الشمسية وأيديها كلها مناكير وخواتم وعطرها صرعنا من قوته..السواق كان هيصدم بنا في ذمتها..تقولي بنات جدة!
قد بنات المسلمين كلهم كذا،إلا من رحم الله علشان لانظلم الناس بس.
شهقت غنى وبحقد/الله لاربح إبليسك،عادك جلست تتفرج عليها لما قدك بتوصفها كذا.
عبدالرحمن بجدية/لا والله ماشفتها،أصلا أول ماشميت عطرها فتحت طاقة الباص وخرجت رأسي،مش مجنون أتحمل ذنبها، لكن الركاب الله يهديهم بعد ما نزلت جلسوا يتكلموا عليها..
غنى بغيرة/أكيد حبيبي،ولا بتضحك عليا.
ضمها عبدالرحمن وبحب/بالله عليكي أحد معاه 3أقمار ويروح يدور خارج.
دفته بحدة/نعععم ،أيش قلت!3أقمار من فين..أو أتزوجت عليا.
هز رأسه بيأس من مخها اللي يروح للحريم على طول،مسك يدها وصار يعدد/أول قمر وأحلاهم وحده غيورة وهبلا عيونها رمادية أسمها غنى، وثاني قمر طالعة غيورة لأمها وأسمها جود، وثالث قمر وهي القمر الأصلية لإنها الأولى وأسمها جوري..أرتحتي.
طالعت فيه بإبتسامة وبدلع/هذول سهل بسامحك فيهم..لإن الثانية قطعة من حبيبي، والثالثة نص حبيبي الثاني واللي أصرت عليه يتزوجني..يعني الفضل لها بعد الله في إني أتزوجتك.
طالع فيها بحقد/أمانه..أحلفي بس،ومن اللي جابها لبيتكم وقلها تروح تشوفك وتتعرف عليكي.
غنى بلكاعه/والله اللي جابها قلها روحي شوفي وإذا عجبوكي أهلها وعجبتك البنت أتوكلنا،وإذا ماعجبتك خلاص أصرفي نظر.. مش هذا كلامك ولا نسيت ياحبي.
حك رأسه بإحراج/أنا غلطان اللي قلت لك، بعدين أيش أقلها يعني،أنا جيت أخطب علشان عبدالإله أخوكي،ولا أنتي من وين أعرفك..بس قلت مادام الرجال كذا أكيد أخته حلوه..والحمد لله طلعتي نسخته الأنثوية،ربنا شاف لك و ماطلعتي شبه أخوكي بكر ولا كنت بطلت.
ضربته على كتفه بزعل/كذاب،أصلا عبدالإله وأنا مانتشابه غير في العيون.
حوط كتفها بذراعه وبجدية/ أنا لماقابلت أخوكي في أول يوم لنا في السكن،قلت شكله رجال،وبعدها طلعنا في نفس الجامعة وأتعرفت عليه ودرسنا 6سنين سوا في الغربة،يعني أتعلقنا في بعض وصرنا أعز الأصحاب ،ولما رجعنا حبيت أقوي علاقتنا بالنسب،وأتفقت مع جوريتي لما تجي في الأجازة تجي وتتعرف على أهلك وتم النصيب والحمد لله.
طالعت فيه بحب وفي نفسها"الحمد لله إنك نصيبي"ورجعوا يكملوا سوالفهم وهبلهم.
↚
"اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت. أعوذ بك من شر ما صنعت. أبوء لك بنعمتك عليَّ وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت"
(جوري)
طالعت جوري في ساعتها وبأستعجال/ياسمين، قصي، نادر..يلا بابا في السيارة هتتأخروا عالمدرسة.
سلموا عليها وعلى جدتهم وطلعوا لخالد.
أم خالد/ليه ما فطرتي مع الأولاد
جلست جنبها بتعب/مالي نفس،مصدعه ومانمت.
مسكت جوالها وفتحت الواتس ودخلت قروب أهلها وصبحت وأطمنت عليهم وكلمت عبدالرحمن عاالخاص وبعدها طلعت تجري في الحوش وهي مشغله قرأن في جوالهاوحاطه السماعات،جريت أكثر من نص ساعة وبعدها دخلت أخذت دش ورجعت الصالة ومعاها فرشة، طالعت في أم خالد برجاء/يمه مشطي شعري ربي يسعدك!
إبتسمت لها أم خالد وذي كانت الإشارة اللي تنتظرها،جلست عالأرض قدامها وبدأت تمشط لها وهي مغمضه عيونها بهدوء..
أم خال بضحكة/والله الناس لما تصدع تشرب بنادول ..ماقد شفت أحد يصدع يمشط شعره ويجيه النوم غيرك.
جوري بإبتسامة/يمه أنتي عارفه إني ماأشرب أدوية،ورحت جريت مافي فايدة والصداع مايروح مني وأقدر أنام غير كذا .
أم خالد بقلق/وأيش اللي مخليكي مصدعه وماتنامي..أتخاصمتي مع خالد..
جوري بهدوء/لا يمه..الحمدلله ما بينا شيئ، بس ياسمين كان عندها مشكلة في المدرسة وخلاص إن شاء الله تنحل.
أم خالد/علشان كذا رحتي قبل أمس لأبله حسناء المديرة..بس ليه رحتي بيتها مو المدرسة!
جوري/ماحبيت أحد يربط روحتي المدرسة باللي هيصير بعدين، خايفة لايتقعدوا بعدها لياسمين ويقروشوها..
أم خالد بخوف/بسم الله..ليه يقروشوها ومين هما!
ألتفتت لها جوري ومسكت يدها وباستها وإبتسمت/لاتخافي ياقلبي مشكلة وحليتها، وإن شاء الله مارح يصير إلا كل خير.. لاتشغلي بالك.
كانت أم خالد،بتتكلم بس سكتها جوال جوري اللي رن ،شافت المتصل (دلوعة أبوها/ديما) أستئذنت وراحت غرفتها،عدلت صوتهاوبهدوء/السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..هلا والله بديما الدلوعة..
ديما/وعليكم السلام والرحمة، هلا بك زود ياقلبي..وحشتيني يادبا..وينك يالقاطعة..
جوري بضحكة/يالله صباح خير..أي قاطعة وأنا قبل أمس مكلمتك! عموما وأنتي وحشتيني يانصابه..
ديما/الله يسامحك..جزاتي اللي اسأل عنك.
جوري/الله لايحرمني من سؤالك يابعدي.. أخبارك حبيبتي وأخبار الحب
ديما بهيام/لبى قلبه ميشو حبيبي.. أسكتي يختي ياأنا مقهورة بشكل..
جوري/بسم الله عليكي من القهر،دوبك هيمانه وميشو.. مسرع قلبتي.
ديما بزعل/الحين ليه مايخلوني أكلمه وأقابله،والله قهر.. أتخيلي أموت من القهر و هو عندنا وأنا أحاول المحه منا مناك،وهم ناشبين بحلقونا ومسويين حصار،وربي حسسوني مدري وش بنسوي لاتقابلنا.
جوري بضحكة/بنت أنتي هبلا،ذا خطيبك مو زوجك..حلوه اللي تقابليه وتكلميه.. ماتروحوا تتمشوا سوا بالمرة.
ديما بلهفه/قسم ماردك ،أنتي بس تعالي وطلعيني معاه.
جوري بنذالة/أبشري حبيبتي،صدقيني إذا كنت عندك حتى اللمحه اللي تموتي نفسك علشانها بحرمك منها..بلا قلة أدب ماعندنا بنات يتلصصوا ويسرقوا نظرات للشباب.
ديما بصرخه/نذله ليه كذا، ذا وأنا أحبك يا قاسية..بطلت ماعد أبي أشوفك.
جوري/أفااا،موأنتي اللي تقولي قاطعة وقاطعة..صدقيني بجيكم وأنشب لكم لين تملوا مني.
ديمابضحكة/يقال إنك كذا بتعقدينا منك.. والله لو على أبويي بيروح ويسحبك من كشتك ويجيبك لعندنا.
شهقت جوري/كشتي..أنا ماعندي كشه حسبي الله عالعدو..إلا شعري لاتغلطي عليه.
ديما/أم كشه..تصدقي عاد حبيت النك نيم ذا..وماعد بناديك غير أم كشه..
جوري بتهديد/مع نفسك،وشوفي اللي يعبرك ويرد عليكي أساساً..مو ناقصني غيرك،أفتك من شيماء ولبنى تجيني أنتي.
ديما/شلون أهلك وأهل زوجك..تصدقي مررررررره وحشتيني.
جوري بضحكة/كلهم بخير ويسلموا عليكي، أيش عندك جالسه تتميلحي من الصبح حاسه بتمك حكي.. بئي هالبحصه وأعطيني من الأخر.
ديما بدلع/حبيبتي أنتي جوجو،أختي الجميلة أم كشه،الله يخلي لك ياسمين وقصي،ربي----
قاطعتها جوري بطفش/ووووول عليكي من بنت،أقلك أعطيني من الأخر،الزبدة،المفيد.. سمعتيني أسطوانة وأخرتها أم كشه كمان .
ديما بضحكة/بدهن سيرك علشان ماترفضي طلبي.
جوري بحذر/خير اللهم أجعله خير.. غردي وأشجيني.
ديما/قولي تم بالأول.
جوري بهدوء/ماأقدر أوعدك..يمكن شيئ ماأقدر أوفي بيه،أنتي قولي ولك مني وعد إذا أقدر بيجيكي طلبك،أتفقنا.
ديما بحماس/أتفقنا.. أبي تحضرين ملكتي..
سكتت للحظات وهي تفكر وبهدوء/ماشاء الله متى حددتوها؟
ديما بخجل/10 شوال،هااا وش قلتي!!أنتي وعدتي.
جوري بإبتسامة/تم..إن الله أعطانا عمر لوقتها وأراد بتلقيني عندك.
ديما بفرح/قولي قسم..يا بعد قلبي والله.. أخيرا بنشوفك..وناااااسه.
جوري بضحكة/وووي كل ذا علشان قلت بحضر..ماكنت أدري إني مهمة كذا..الله يجبر بخاطرك.
ديما بفرح/خلص أنا برتب كل شيئ،برسل لك الطيارة...قصدي بحجز لك و---
قاطعتها جوري/لا حبيبتي ماحزرتي..من الحين بقولك لاتتدخلي في شيئ ولا بقعد في بيتي أبرك لي،فهمتي.
ديما بصراخ/آآآي..باباااا..
أبو سند/الووو..صباح الخير هلا والله ببنيتي.
جوري بحب/صباح النور والسرور..هلا بك ياتاج رأسي، كيف صحتك يبه .
أبو سند/الحمد لله بخير وعافية أنتي شلونك وشلون عيالك.
جوري/الحمدلله كلنا بخير ونسأل عنكم.
أبو سند/ماعليكي منها المطفوقة ذي.. خلك على راحتك يا بوك ..والله مادريت إنها بتقولك كذا..
جوري/يبه الله يهديك ما قالت شيئ.. عادي، ولا أنت ماتبي تشوفني؟
أبو سند/وفي أبو ما يبي يشوف بناته! مير ماحبيت أحرجك ..
جوري بحب/والله يبه ودي أشوفك أنت وأمي وجدتي والبنات..وملكة ديما جات في وقتها..عاد اللقاء نصيب وإن شاء الله ربي يكتب لنا نتقابل..
أبو سند/والله الساعة المباركة تنوري بيتك أبوك.
جوري/منور بأهله يبه..والله لايحرمني منكم ومن سؤالكم عليا..يلا طولت عليك يبه،أنتبه لصحتك وسلم على جدي وبوس لي رأسه.
أبو سند/تسلمين من كل شر يابنيتي، تأمريني على شيئ.
جوري/مايأمر عليك ظالم ياتاج رأسي.. ماتقصر يبه،أستودعتك الله..السلام عليكم.
أبو سند/ وعليكم السلام والرحمة.
قفلت منه وهي تبتسم لذكرى تعارفها بأبو سند..
(قبل 7شهور)
عدلت نقابها ولبست قفازها/بنات رجاءً مابا لكاعه..يعني فرجه على كل شيئ لا..
ندى ولبنى بصوت واحد/فهمنا.
ياسمين/ماما لاتنسي أغراضي اللي في الورقة.
جوري/من عيوني يا روح ماما،بس أنتبهي لأخوانك وإولاد عمتك ولاتطفشوا جده..طيب.
خرجت مع البنات لخالد وقصي المنتظرين في السيارة ووصلهم عالسوق/الساعة ذحين 5..معاكم لأذان العشاء وبجيكم،وإذا خلصتوا قبل دقوا عليا..لا تلطعوا أمي.
ندى/خلاص حبيبي بعدين حتى إذا اتأخرنا قصي معانا.
خالد/هاا قصي أعتمد!
دق صدره بهدوء/أرقد وآمن.
خالد بضحكة/كفو والله ،طالع سبع لأبوك.
قصي/كفوك الطيب،روح الله معك.
راح خالد ومشيوا البنات مع قصي وكان صوت ندى ولبنى طالع،طالع فيهم قصي/وطوا أصواتكم أحنا مو في البيت.
لبنى بلكاعه/طير بس،مو قاعدين نتمرقع.
طالعت فيها جوري بنظرة ومسكت يد قصي /فديت شيخ الشباب اللي يغار على أهله..وأنتوا أرخوا أصواتكم وخفوا رجولكم شوية.
لبنى/حبيبي صوصو قاعده أمزح معاك.
قصي بإبتسامة/عارف،بس لاعد تقولي صوصو،شايفتني خكري ياعمه.
ندى/أيش ندلعك طيب،أسمك ماله دلع حلو.
جوري/أسمه قصي من الإقصاء يعني الإبعاد ،وإن شاء الله يبعد عنه كل صفة قبيحة وأولها الدلع ،قال صوصو قال مالت بس.
كملوا مشيهم ودخلوا الكورنيش والمحمل ولفوا عالمحلات لوقت المغرب..صلوا المغرب وحست جوري بتعب وألم في ظهرها وبطنها وحاسه بغثيان وصداع بس كملت معاهم لف لإنهم لسا ماخلصوا أغراضهم بس بعد فترة بسيطة ماقدرت تمشي،وقفت بتعب/بنات خلاص مو قادره أكمل..
لبنى/أيش بك جوجو..حاسه بشيئ.
قصي بقلق/أتصل على أبويا يجي ونرجع البيت أحسن.
أشرت لهم بلا وجلست عالكراسي المنتشرة في الشارع وهي تتنفس بصعوبة.
ندى /شكلك تعبانه،خلونا نرجع أحسن.
أخذت نفس عميق/خلاص روحوا خلصوا وأنا هستناكم هنا.
لبنى/وعلى أيه،خلينا نرجع ونجي مرة ثانية.
ندى/اتصل لخالد وأقله يجي.
جوري/يرحم أمك لاتتصلي،ترى بيسوي فيلم هندي أحنا في غنى عنه،شكلي جاني هبوط وانكتمت من الحر والرطوبة..أنا بجلس أرتاح هنا على ماتخلصوا وأساساً مابقي شيئ عالعشاء ونمشي إن شاء الله.
لبني/أكيد موتعبانه ..
جوري بملل/ياإلهي منكم، مافيني شيئ روحوا خلصوا. التفتت لقصي/حبيبي روح معاهم وانتبه عليهم
قصي برفض/لا.. بجلس معاكي مارح أسيبك وأنتي تعبانه.
نعكشت شعره البني بيدها/الله لايحرمني منك ،خلاص زي ماقلت أنتبه لي..
ندى/خلاص بنروح بسرعة ونرجع،وأنت أشتري لماما شيئ تأكله.
لبنى/أنتبهي لنفسك ومارح نطول.
جوري/أستودعتكم الله.
راحوا البنات وجلس قصي جنبها بدون ماينتبهوا للي عينه عليهم من أول ماجلسوا عالكراسي.
قصي/أيش تأكلي؟
قلبت معدتها أول ماسمعت سيرة الأكل وحركة يدها بلا/أكل لا،جيب حليب بالفانيليا وإذا مافي جيب..سن توب بارد..
هز رأسه وراح بسرعة للأكشاك المنتشرة على طول الشارع..حطت شنطتها في حضنها وسندت رأسها عالكرسي وغمضت عيونها للحظات..
سلامتك يا قمر،شكلك عن جد تعبانه.
فتحت عيونها ببطئ وألتفتت جنبها لقت واحد جالس قريب منها ومايفصل بينهم غير سنتيمترات،طالعته ببرود من تحت غطاء عيونها وقفت وأخذت أكياس مشترياتها وراحت جلست في كرسي ثاني،ثواني ولقته جنبها وبوقاحة/ياحلو أعطينا وجه..طيب أوصلك المستشفى.
وقفت وغمضت عيونها بغضب وتخنت صوتها/نعم ياأخ،تكلمني!
الرجال/أحمد..أسمي أحمد،وأيوه أكلمك أحد غيرك هنا حلو وأشقر..
سكتت بصدمة ورفعت يدها لاشعورياً لرأسها تعدل عبايتهاوعلى بالها شعرها طالع..بس كيف وعبايتها عالرأس،مشيت بعصبية وهويلحقها.
ضحك بخباثه/يعني عن جد شقراء.. ههههههههههه،لاتخافي ياقلبي بس شفت معاكي الولد الطلقة قلت أكيد أمه صاروخ.
وقفت وبحزم/أحترم نفسك وفارق بالذوق.
أحمد/أعصابك يا عمري وخذي الرقم.علشان أمشي.
جوري ببرود/أنت أعمى،ماتشوف عبايتي عالرأس وولد بطولي معايا وجاي تقل أدبك.
رد بسماجة/ أيش يعني عباية رأس،مالكم نفس!
ردت بأحتقار/عباية رأس يعني ستر من أمثالك ياتافه..روح الله يستر عليك،خسارة تربية أهلك اللي ماثمرت فيك.
تركته وراحت جهة الكشك لقصي وهو وراها وبحقاره/أقول لا تعملي فيها شريفة مكة، وأنتي في الأخير بتأخذي الرقم.
حقدت عليه وهو ماشي وراها وماحبت قصي يشوفها فذا الموقف،وبدون ماتلتفت له هددت/لأخر مرة أقلك فكني من شرك يابن الناس،لاتخليني أبتلي فيك وأنت ماتسوى..
شهقت بقوة لما حست بيه سحبها من يدها بقوة وكان بيطيحها،دفته وصرخت بغضب/ياحيوان..وماكملت لإن صوت كف رن في أذنها،غمضت عيونها بصدمةوهي تفكر إنه ضربها، إستغربت لما ماحست بشيئ،وحقدت لإنه أتجرأ ومد يده عليها،فتحت عيون وهي ناويه على موته ولقته طايح عالأرض وفي واحد معطيها ظهره ويصرخ/يدك اللي مديتها عليها بكسرها لك ياكلب ياعديم المروه والمرجله.
حاول يهرب والناس مسكوه وصاروا يسبوه وهي مو مستوعبة اللي حصل،ماحست غير على يد قصي اللي يهز يدها بقلق/أمي،مامااا.
طالعت فيه بتشويش قبل ماتنط بعصبية لما جلس رجال جنبها وجهها صوته/لاتخافي يابنيتي مارح أأذيك..أرتاحي.
طالعت فيه كان رجال كبير في نهاية الخمسينات تقريباً،وجهه مريح ولحيتة خفيفة ومرتبه وله هيبه ،حست براحة من نبرة صوته الحنونه ،فكرها بأبوها وجلست على طول ،تابع بوقار مايخلو من العصبية/ روعك الكلب ذا ،لكن هين الشرطة خذته وبيأخذ جزاه ويتربى من جديد.
أخيراً طلع صوتها/أنت اللي ساعدتني يا عم
رد عليها بتعب/عمك مساعد..
ردت بإمتنان/جزاك الله خير والله يستر عليك و-------قطعت كلامها لما أنتبهت لوجهه المحمر وأيديه اللي ترتجف وهو يفك أزرار ثوبه العلويه،قامت من مكانها وجلست قدامه عالأرض وطالعت فيه،كان وجهه يعرق بشدة وتنفسه سريع وضعيف..أعراضه ماكانت غريبة عنها ،وبشك/أنت عندك السكر؟
هز رأسه بتعب وحاول يطلع شيئ من جيبه، ألتفتت بسرعة لقصي وأخذت منه الكيس اللي أشتراه لقيت سن توب ومويا،فكت السن توب وحطت المصاص في فم مساعد،وبأمر/أبويا أشرب العصير علشان السكر يرتفع وتصير كويس.
شرب شويه وهي تعصر العلبة وتساعده يشرب أكبر كمية ممكنة وبعد لحظات صرخ مؤيد لما طاح رأس الرجال على كتفه فجأة/مااااات..
قاطعته بعصبية/بسم الله عليه..أبعد بس.
مسكت رأسه ونزلته عالكرسي بشويش، ضربت خده بخفه/أبويا.. أبويا سامعني،رد عليا.
رفعت رأسها بيأس ولقت الناس أتلموا حواليهم من صرخة قصي والكل يسأل أيش صار، وبهدوء ظاهري/أحد يتصل عالإسعاف لو سمحتوا..وعدلوا جسمه.
قرب رجالين وعدلوه عالكرسي وناس أتصلوا عالأسعاف.
طالعت فيهم كيف متجمهرين حول الكرسي، وبرجفة/لو سمحتوا.. أعطوه مجال يتنفس، يعطيكم العافية.
بعدوا من جنبه وقربت منه وحطت كيس الملابس اللي أشترتها تحت رأسه،مدت يدها لجيبه اللي كان يدور فيه وطلعت علبة مستطيله فتحتها وشافت فيها إبرتين و 3 أمبولات إنسولين عرفت نوعه على طول ، طلعت الإبرة وجهزتها بأحتراف وطلبت من قصي يطلع عطر من شنطتها رفعت كم ثوبه واتأكدت إن ذراعه مافيها أثار للإبر يعني تقدر تحقنه بالإنسولين فيها لإن حقن الإنسولين في نفس المكان بيأثر على قدرة الجسم في إمتصاصه،رشت عطر على ذراعه ومسحته بمنديل وسمت بالرحمن وضربت له الإبرة ويدها ترتجف بوضوح ودموعها تنزل بصمت وهي تدعي له ،قفلت العلبة وحطتها في شنطتها جلست قدامه عالأرض وبدأت تبلل مناديل بمويا بارده وتمسح وجهه ورقبته بخوف،قصي بقلق/هوا كويس؟ هزت رأسها بصمت وأنتبه لكتوفها اللي تهتز دليل بكاها، مسك يدها بقوة/لاتخافي،أنتي أعطيتيه الدواء و هيكون بخير ،صح!
أخذت نفس عميق وهزت رأسها وبهمس/الله يقومه بالسلامه ويشفيه.
وصلها صوت الإسعاف وفي دقيقة كان المسعفين واقفين عندها وحاطينه عالنقالة وودوه عالسيارة وهيا وكم شخص ماشيين وراهم،حطوه في السيارة وألتفت واحد من المسعفين/مامعاه أحد يجي معاه؟
رد واحد من المتجمعين/هذي بنته.. وأشر على جوري،طالعت فيه بصدمة وقبل ما ترد شافت لبنى قدامها تبكي/ياحيوانه حسبت صار لك شيئ..
ندى/خفنا لما سمعنا الإسعاف،الحمدلله م--- قاطعهم المسعف بعصبية/ياأختي،خلصينا بنمشي.
أخذت نفس وطالعت في لبنى/أنا رايحة المستشفى وقصي بيحكي لكم اللي صار، لبنى كلمي رائد او مؤيد يجيكم ولاتكلموا خالد،أنا بتصل عليه.
قصي/بجي معاكي.
ردت بحزم/خليك لازم يكون رجال معاهم.
سمت بالله وركبت سيارة الإسعاف تحت نظرات لبنى وندى المحتاره، وفي الإسعاف بدأوا يأخذوا إشاراته الحيوية و حطوا له الأكسجين.
حاولت تتنفس بهدوء وجودها في سيارة الإسعاف الباردة واللي صار للرجال من شوية حسسها بالتشتت والخوف،أتذكرت أبوها جاء في بالها مرضه وكيف قريت عن مرض السكر وأتعلمت ضرب الإبر علشانه،وكيف مات بدون ماتودعه أوتشوفه..هزت رأيها وهي تحاول تطرد كل الذكريات السيئة من بالها وتحاول تركز على مساعد وبس،بلغت ريقها ووجهت كلامها للمسعف وصوتها برجف/هوا عنده السكر..وقبل شوية أنفعل وتعب وشكله ماأخذ الإنسولين في وقته..أنا شربته سن توب،عارفه! العصير حق الصغار بس مو كثير وبعدها أغمى عليه..
أخذت نفس وتابعت بهدوء أكبر/ وبعدها أعطيته حقنة إنسولين منتظم.
رحمها المسعف بإبتسامة/كويس إنك لحقتيه بعصير الصغار وعلاماته كويسه،وما دام عارفة نوع الإنسولين فأكيد عارفه إنه هيفوق بعد نص ساعة إن شاء الله.
هزت رأسها بموافقة ويدها لسا ترجف أنزوت عالباب ومسحت دموعها من تحت نقابها ودوبها تركز إنها ولأول مرة لوحدها في سيارة مع 3رجال غرب وواحد بين الحياة والموت ماتدري مين هو ولا وين أهله..صح كيف راحت عن بالها حكاية أهله.
وجهت كلامها للمسعف بصوت واطي/لو سمحت أخوي..
طالع فيها المسعف وأشرت على ثوب مساعد/ أبغى الجوال بس
مد يده لجيبه وطلع لها الجوال وحطه لها عالكرسي،أخذته بتردد وفي نفسها"حرام أكيد أهله قلقانين عليه، مارح أخسر شيئ أطمنهم ويجوه عالمستشفى" فكت الجوال و....لا..لا..لااااا...طلع الجوال برمز حطتها جنبها بقهر وهي تشد على أسنانها بقوة.. طالعت في المسعف بحرج رغم إنها مغطيه عيونها ومو باين منها شيئ/ معليش أخوي، بس ممكن تشوف جيوبه إذا فيها نوتة أرقام .
دور في جيوبه وطلع وحده وناولها وإبتسم لها/عادي ياأختي،أتفضلي.
شكرته وفتحت أول صفحة كان فيها رقم واحد مميز وبين قوسين (أبوبدر) حاولت تفتح ورقة ثانية وماقدرت بسبب القفاز ، رجعت لأول رقم وفكرت بما إنه في أول صفحة ولوحده فأكيد ولده أوأخوه أو أحد يقرب له،فكرت للحظات وطلعت جوالها وسمت بالرحمن وأتصلت عالرقم ورن لحد ما فصل الخط بدون ما أحد يرد عليها، ألتفتت للمسعف/لو سمحت..أي مستشفى بن روح؟
المسعف/أقرب مستشفى لموقعنا ******
هزت رأسها براحة لإنه قريب،ورجعت تتصل مرة تانية نفس النتيجة وقررت إن المرة الثالثة أخر محاولة، وقبل ماتقفل جاها صوت ثقيل قمة في البرودة/ألو نعم..
لثواني ندمت وسبت نفسهاإنها إتصلت وماردت عليه.
رجع نفس الصوت البارد/ألو..مين معاي.
أخذت نفس وحسمت أمرها/السلام عليكم.،
الأخ أبو بدر؟
أبوبدر ببرود/وعليكم السلام والرحمة.. وصلتي أختي.
جوري بهدوء/بصراحة أخوي عم مساعد تعب شوية ونقلن------
قاطعهابحدة/وش صار بأبوي..أنتي مين؟
قدرت وضعه وإنه خايف على أبوه وبهدوء/ ياأخي لحظه لو سمحت..هوا بخير بس السكر أنخفض شوية وذحين صار كويس، بس للأحتياط بننقله بالإسعاف على مستشفى*** وتقدروا تجوا وتتط------
قاطعهابأمر/هييي أنتي،قولي للسواق بدل المستشفى الزباله اللي بتأخذوه ليه يأخذه لمستشفى**** هو يتعالج هناك وعارفين حالته..هيييييي،أنتي فاهمه.
غمضت عيونها بغضب من اللي قاله وفي نفسها"لاااا.. كذا مره كثير،في البداية تتعاكس من واحد حيوان يتجرأ ويلمسها، وبعدها تنفجع في الرجال اللي طاح بسببها، وذحين يجي ذا الوقح يكملها معاها" وبكل برود الدنيا اللي نزل عليها فجأة/أولاً:أحترم نفسك أيش هييييي ذي،ثانياً:السواق مو شغال عندي علشان أمشيه بكيفي هوا عنده تعليمات ونظام بيمشي عليه،ثالثاً :حالة الوالد ما تسمح لنا ننقله للمستشفى اللي قلت عليه لإنه يبغى لنا ساعة عالأقل علشان نوصله في الزحمة ذي وهوا أولى بالوقت ذا يتعالج فيه.
أتنفست بقوة وغضب وتابعت وذي المرة عن قصد/ رابعاً وهوا أهم من كل اللي قلته: بدل التفاهه والوقاحة اللي أنت فيها أتصل على مستشفى***** وخليهم يحولوا ملف الوالد الطبي على المستشفى الزباله اللي مو عاجبك علشان يعرفوا تاريخة المرضي، عالأقل سوي شيئ مفيد وبعدها وديه إن شاء الله المريخ..وخبط ..قفلت في وجهه..
.ورمت جوالها في الشنطة بعصبية وكورت أيديها بغضب وهيا تتذكر وقاحته،زفرت بقوة ورفعت رأسها بإستغراب على صوت ضحك خفيف فلت من المسعف اللي معاها والسواق والمسعف اللي جنبه..كان باين إنهم ماسكين ضحكتهم من هزة كتف المسعف ووجهه الأحمر، نزلت رأسها بإحراج وأعطتهم ظهرها ولصقت في الباب بفشله"ياويلي من الله،صوتي ملعلع يافضيحتي..أحد داعي عليا اليوم ولا أيه" أنتبهت لجوالها اللي رن شافت رقم مميز وعرفت إنه اللي إتصلت عليه"الوقح التافه،مع نفسك وشوف اللي يعبرك" قفلت في وجهه،رجع رن مره ثانية وبرضه قفلت في وجهه.
وقفت السيارة وفتحوا الباب ونزلت ورن جوال مساعد اللي كان معاها شافت المتصل (أبوبدر) نادت المسعف اللي كان معاها بإحراج ومدت له الجوال اللي يرن/لو سمحت ممكن..
فهم عليها وأخذ الجوال ورد/هلا...... شافته عقد حواجبه وفي نفسها"أكيد بيقول تفاهه" المسعف/والله ياأخوي أحنا وصلنا المستشفى............. تقدر تتفضل وتنقله مكان ماتحب......
طالع في الجوال بصدمة/الحيوان قفل في وجهي..
أعطاها الجوال ودخلت وراه عالطوارئ ووقفت برا لحد ما خرجت ممرضة وسألتها/لو سمحتي المريض اللي دوبه جاء بالإسعاف تبع السكر،كيف صار؟
الممرضة/الحمدلله بخير لا تقلقي.
جوري/فاق؟
الممرضة/أعطيناه منوم خفيف لإن شكله تعبان ساعة ويصحصح..ياريت تجي معايا الإستقبال تكملي بياناته وتدفعي الفلوس.
هزت رأسها بتريقة وفي نفسها"بيانات مين والناس نايمين،مو لما أعرفه الأول"تنحت شويه وبعدهاكلمت الممرضة و دقت الباب ودخلت الغرفة لقت الدكتور بيكتب ملاحظات في ملفه
جوري/دكتور لو سمحت.
الدكتور/نعم أختي..
جوري/بس أبغى بطاقة الأحوال تبع الوالد علشان أكمل البيانات.
أشر لها تتفضل لإنه شافها معاه أول مادخل يكشف عليه،طلعت المحفظة وأخذت منها بطاقة الأحوال ورجعتها جيبه
الدكتور/خليها معاكي أفضل.
جوري/هنا أمان مايحتاج،وفي نفسها"وعلى أيه،يرجع الوقح يتبلى عليا إني سرقته"
راحت الإستقبال مع الممرضةوأعطت الموظف بطاقة الأحوال سجل البيانات وأعطاها الفاتورة،رمشت بأستغراب/ليه ألف وميتين، مو كثير!
الموظف/ والله ياأختي الأسعار كذا.
فكت شنطتها مافيها غير 170ريال،"أيش الورطة ذي،مالي غير أكلم خالد"شهقت بقوة الموظف/خير في شيئ.
هزت رأسها بلا"كيف نسيت ماأكلم خالد والبنات ،يالله"
سألت الموظف/أخوي مافي محل ذهب قريب؟
الموظف/أخرجي من البوابة يمين وأمشي لأخر الشارع قبل الإشارة في محل.
جوري/طيب،بروح عشر دقائق أجيب المبلغ وجايه.
طالع فيها الموظف بشك،أعطته بطاقة الأحوال وبهدوء/خليها عندك لين أرجع،تراها أصل مو صورة يعني ماهسيبها ليك.
هز رأسه بموافقة وهيا خرجت بسرعة وهي تشوف ساعتها باقي دقائق على أذان العشاء.
مشيت وهيا تحمد الله إنها وسط البلد،لإن أحلى شيئ فيها إن أي شيئ تحتاجه أو يجي في بالك ممكن تلقاه هنا.. أتصلت لخالد وطلبت منه يجيها وبتشرح له الحكاية ، وصلت المحل زي ما وصف الموظف ،لكن للأسف كان صاحبه قاعد يقفله.
جوري/لو سمحت أخوي.
الموظف/بعد الصلاة ياحجة .
جوري في نفسها"حجه حجه،الله يسمع منك"/أخوي لو سمحت ماأقدر أستنى لبعد الصلاة..الوالد محجوز في المستشفى ولازمني فلوس مارح أعطلك.
حس بصدقها وحزن عليها/طيب بسرعة.
فك الباب ودخلوا وهي تتحسس أيديها الخالية من الخواتم وفي نفسها"ذي اللحظه الوحيدة اللي ندمت فيها لإني مو لابسة دبلتك"مدت يدها تحت النقاب وأتحسست السلسلة اللي في رقبتها للحظات قبل ماتسحبها بقوة وتقطعها،طالعت فيها فيها بحزن"سامحني حبيبي"أعطتها للرجال قبل ما تغير رأيها،وزنها وقال لها سعرها وطلع يكفي الفاتورة وافقت بسرعة وأعطاها الفلوس،طالعت فيه/حلفتك بالله لاتبيعها.
الموظف/نعم.
جوري/أنا بكرة إن شاء الله بجيب الفلوس أنت خليها عندك بس لبكره وبرجع لهابإذن الله.
الموظف/إن شاء الله.
شكرته وراحت للمستشفى على طول دفعت الحساب ،فكرت تشوف الرجال قبل ماتروح ،راحت قسم الطوارئ وهيا تتأمل المكان "مافي صراخ ولا وقاحة،الوضع طبيعي يعني الوقح التافه ماوصل،أستغفر الله بس كم سبيته اليوم ..بس هوا يستاهل.. تافه" ماكانت خايفة منه بس كاره تشوفه بسبب أسلوبه المتعالي والوقح،دخلت الغرفة وتأملت وجه مساعد التعبان كان ودها يكون صاحي علشان تكلمه وتشكره،حست ناحيته براحة عجيبة وفكرها بأبوها،حطت يدها على رأسه وصارت تقرأ عليه وتحصنه وهيا تبكي،خلصت وأسودعته الله وراحت للإستقبال أعطت الموظف بطاقة الأحوال والجوال وقالت له يخليها عنده وأخوها بعد شوية بيجي يطلع الوالد ويأخذها.. دخلت المصلى صلت العشاء وبعدها جاء خالد ورجعت البيت وهي تحكي له اللي صار طبعاً بعد ماحذفت جزء الحيوان اللي عاكسها وأعتذرت منه لإنها راحت بدون أذن ،وهو أتفهم الموضوع وما زعل منها.
ثاني يوم أتصل عليها نفس الرقم المميز كذا مرة وفي كل مرة تقفل الخط وبعدها جاتها رسالة منه (ردي يابنت) طالعت فيها بصدمة في البداية وبعدها أنفجرت ضحك وفي نفسها"ياربي لك الحمد ،مصدق نفسه الأخ أقطع ذراعي إذا ماكان يبغى له علاج نفسي" حذفت رقمة ورسالته من السجلات ورجعت تكمل يومها طبيعي،بعد أسبوع كانت في غرفتها تصلي المغرب وبعد ماخلصت جاها إتصال من رقم غريب،ردت طبيعي /السلام عليكم، مين ؟
***/وعليكم السلام والرحمة..كيفك يابنيتي.
جوري بإستغراب/الحمدلله..عفواً مين يتكلم.
***/ماعرفتيني.
فكرت بإستغراب مين ذا،باين من صوته إنه كبير في السن ومو حق معاكسات وسماجة، وبحزم/لا ماعرفتك،بتقول أنت مين ومين تبغى ولابقفل..
***/مثل ماتركتك أخر مرة ماتغيرتي.
عصبت جوري منه"مين ذا اللي مسوي يعرفني ،وأخر مرة؟"واحدة/إذا سمحت لاعد تتصل مرة ثا-------
***/أنا عمك مساعد شيبة السوق.
شهقت بقوة وكإن أحد صب عليها ما بارد،وعضو شفايفها بفشله،وبإرتباك/أمممم، هلا والله..معليش ياهم سامحني على أسلوبي.. ماعرفتك.
مساعد بضحكة/عاد أنا أستاهل،ماعرفتك وبنفسي من البداية.
اتمالكت نفسها وبهدوء/لا حاشاك،ماتستاهل إلا كل خير..أمممم معليش ممكن أقفل دقيقة وبرجع أكلمك..
مساعد/لا أكون أشغلتك بس..
جوري/لا والله ماورايا شيئ،بس دقائق وأكلمك بإذن الله.
مساعد/على خير .
قفلت منه ودقت على خالد،رنتين ورد/السلام عليكم..
خالد/وعليكم السلام والرحمة.
جوري/ فار الرجال اللي رحت معاه المستشفى ،إتصل عليا من شويه.
خالد/ومن وين جاب رقمك..وليه متصل؟
جوري/مالحقت أهرج معاه،قلت أكلمك أول وأشوف.
خالد/يعني تبغي تكلميه بالعربي.
جوري/خالد أقلك قد أبويا وبعدين.مرة محترم وأخلاق خليني أطمن عليه..مارح أطول..لو سمحت.
خالد/طيب بشوف أخرتها معاكي..
جوري/شكرا،السلام عليكم.
إتصلت عليه وقفل في وجهها..طالعت في الجوال بتفكير"ياترى بيتصل هوا ولا زعلان" رن جوالها وإبتسمت"ياقلبي عليه مايبا يخسرني" ردت بإبتسامة/السلام عليكم..
مساعد/وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. أنتي كذا دوم تبدأي بالسلام.
جوري/أتعودت..كيف صحتك..إن شاء الله صرت أحسن.
مساعد/الحمد لله بخير وعافية.. المهم أنك أخذتي أذن تكلميني..
جوري/أيوه الحمدلله ..هااا..لا...أيش عرفك؟
مساعد بضحكة/حسيت..المهم أنتي شلونك بعد ذاك اليوم.
أتنهدت/الحمدلله بخير.. جزاك الله خير، عن جد مشكور ومارح أنسى اللي سويته يا عم مساعد، لولاك مدري أيش كان حصل يومها.
مساعد/الحين أنا اللي مفروض أشكرك،أنتي اللي أنقذتي حياتي يومها ولانسيتي وش سويتي.
جوري بهدوء/ماسويت شيئ كلها إبرة والحمد لله ربنا يسلمك ذي المرة.. علشان كذا ربي يسعدك لاتنسى دوام وحاول تنظم أكلك وأبعد عن التوتر والإنفعالات.
مساعد/ماشاء الله عليكي،باين إنك دكتورة شاطرة.
إبتسمت بحنين لحلمها المنسي في الطب/الله يجبر بخاطرك ،بس أنا مو دكتورة ولاخلصت الثانوي أساساً..
مساعد بإستغراب/أجل شلون عرفتي إن عندي السكر وأعطيتيني الإبرة!
سرحت في أبوها بحزن/الوالد كان مريض بالسكر.. وأتعلمت ذي الشغلات علشانه.
مساعد/كااان...
مسحت دمعه فلتت منها/الله يرحمه ويغفر له..
مساعد/الله يرحمه ويجعل مثواه الجنة.. واللي خلف مامات،أنتي من بنته..أنا للحين ماأعرف أسمك.
جوري/آميين..أسمي جوري صالح .
مساعد/والنعم والله ببنت صالح،وش ترجعين .
إبتسمت جوري"ياحليلك يا عم ،على بالك سعودية وبتعرفني"/أنا يمنية مو سعودية يا عم مساعد..
مساعد/والنعم فيك وفيهم..أنتوا أخوانا وجيرانا وأنسابنا وخوال عيالنا..حتى أنتوا قبايل..وش قبيلتكم؟
جوري بإبتسامة إعجاب/والنعم بحالك وأصلك الطيب،قبيلتنا الجابر ونرجع لبكيل من قبيلة همدان القديمة.
مساعد/والنعم والله..قبيلة بكيل معروفة ومن أقدم القبايل في اليمن.
جوري بإستغراب/ماشاء الله عليك،عارف تاريخ اليمن وقبايلها.
مساعد/كيف ماأعرفها...
وأخذهم الكلام في القبايل والتاريخ لساعة كاملة بدون مايحسوا،وماأنتبهت غير لما جاها إتصال من خالد، وبإحراج/سامحني طولت عليك وأزعجتك بكلامي..
مساعد/ مير وسعتي خاطري يوم كلمتيني ويشهد الله إني عادك مثل بنت من بناتي.
حست بنبرة صدق في كلامه/القلوب عند بعضها،وأنت فكرتني بأبويا من أول مره شفتك فيها..
مساعد/أذكر يومها قلتي أبويا..والحين عم مساعد.
جوري بضحكة/والله خفت عليك وماأنتبهت معليش.
مساعد/وش معليش، أنا ماعجبتني عم مساعد أصلاً..موتقولين ذكرتك بأبوك ..خلص قولي يبه.
سكتت بتفكير"برجع أقول كلمة يبه مره ثانية ، لإنسان غير أبويا،بس هوا طيب وحنون زيه ومعتبرني بنته،ليه لااا،بقولها وإذا مارتحت يعتبر منه ومارح يزعل" وبتردد/ بس يمكن أولادك يزعلوا إذا قلت لك يبه؟
إبتسمت لما طلعت معاها بسهوله وعفويه..
مساعد/لا تخافي محد فيهم بيزعل،بعدين ماهم صغار ،عيالي بطولي.
جوري بضحكة/الله يحفظهم لك يا رب.. وبشقاوه/ أقول يبه..وين حرمتك عنك يوم إنا نتكلم من ساعة وأكثر..لايكون قافل على نفسك باب الغرفة ويعني إنك تكلم أبو علي وكذا.
مساعد/هههههههههههههههه الله يغرب شيطانك،شوفيها جنبي كلت رأسي تبي تكلمك وتشكرك.
جوري بلكاعه/تشكرني ولا غير انه وتباتتطمن عليك..ههههههههه قلها ترتاح تراني أم أثنين بطولي..
وكلمت بعدها زوجته منيره واللي ينادوها أم سند ، ومن يومها زادت مكالماتهم وعلاقتهم ببعض وأتعرفت على بناته الثلاثة اللي قالهم إن جوري تصير بنت واحد من أصحابه القدامى وماأحد عرف بطيحته يوم ساعدته جوري غير أبوه وأمه وزوجته..
↚
(خوله)
المغرب..
دخلت غرفة أخوانها بعجلة/أقعدوا ذاكروا ولاتطلعوا..بيجوني زباين مابغى صوت.
هزوا رأسهم بموافقة،وراحت عالمطبخ تجهز الشاي للحريم اللي بيجوا،فتحت الفرن لقت كيك قطعته قطع صغيرة بترتيب وجهزتها في صحن،ردت على جوالها أول مارن بدون ماتشوف المتصل/هلا........ وعليكم السلام والرحمة.........هلا أبله كيفك.........حسبتك الزبونة..............لا بتجي تأخذ فساتينها ..........الحمد لله كلنا بخير.............. لا ياأبله أنا بوديها لاتشغلي نفسك................ وربي محرجه أنتي اللي متصله كمان وتفكريني بالموعد بعد يومين............. ربي يشهد عليا أنك غالية ومعتبرتك أختي الكبيرة............. خلاص هستناكي بعد مايروحوا الأولاد المدرسة،بس من دحين هتفطري معانا.......... هههههههههههههه خلاص حبيبتي تسلمي...... مع السلامة.
قفلت الخط بإبتسامة وقبل ماتروح لأمها علشان تبلغها باللي صار، رن جوالها وذي المرة طلعت زبونتها ردت عليها بفرح لإنها رح تستلم أجرة الفساتين وهتقدر أخيراً تشتري لأخوانها الطلبات اللي ناقصتهم ودواء أمها الغالي.
(لطيفه)
محمد/أمي..بروح بيت جدي وبتأخر.
لطيفه بإستغراب/أيش عندك رايح هناك مو بالعاده.
خلود بإبتسامة/بس حمودي على طول بيروح لهم..
لطيفه/من متى إن شاء الله..وليه أنا أخر من يعلم..
محمد بملل/والله يا أمي أقعدي في البيت وأنتي هتعرفي كل شيئ.
طالعت فيه بحدة/محمد أعدل كلامك لا أعدله ليك،ماكان ناقصني غيرك..لايكون أبوك موصيك عليا بس.
خلود/حمودي مو قصده..هوا يقصد إنك على طول مشغوله،علشان كدا مانتبهتي لزياراته لستي.
لطيفه/أهااا،طيب أقعد ذاكر أحسن لك،لعل وعسى تفلح ذي السنة وتعدي.
أخذ شنطته ومفتاح السيارة ومشي للباب وبهدوء/أنا رايح أذاكر مع خاله جوري.
لطيفه بتريقه/أتخلخلت عظامك ياشيخ، دحين سايب المدرسين اللي جايبتهم بشي وشويات ورايح لساحرة اليمن تذاكر معاها، أتصل على مدرسك واترزع أستناه تذاكر معاه.
فتح الباب وطالع فيها/وليه ماأذاكر معاها هيا معايا في نفس السنة وموادنا وحده ،وأنا مافهم غير شرحها..
وبصوت عالي/لؤي خلصني ولا بمشي..أنا في السيارة.
لطيفه بحقد/حتى أخوك جاره وراك لعندها.
قعدت خلود تبرد أظافرها/سيبيه يروح يتسلى مع قصي ونادر ،بدل مو حابس نفسه في الغرفة،عالأقل هناك يلقى أحد يعبره ويتكلم معاها.
لبست لطيفه عبايتها وبعصبية/مالت عليكم، أعتذرت عن حفلة أستقبال أم راشد وفي الأخير خربتوا مودي.
خلود بتريقة/يلاا نصيب ، أنتي أتصلي على صحباتك إلا ماتطلع لك حفلة عند وحده فيهم.
لطيفه بقرف/خليني أطلع قبل ما يجي المحروس أبوكي ويسمعني أسطوانته المشروخه.
طلعت وسابت خلود تحط مناكيرها بكل برود ولا على بالها.
(عبدالرحمن)
راجع من الدوام ورن جواله،شاف المتصل وإبتسم/السلام عليكم..حيا الله الفص.
**/وعليكم السلام والرحمة،وفص في عينك ياحيوان..
عبدالرحمن بضحكة/أدلعك يا قليل الولف.. فصفص..فصولي..فصيل..خلاص فيصل
طابت نفسك.
فيصل/أيوه اتعدل لا أجي أعدلك..المهم أخبارك..
عبدالرحمن/عال العال الحمدلله،أنت كيف أمورك وترتيباتك..
فيصل/الحمدلله كله ماشي زي مارتبنا.. الأوراق الرسمية جاهزة ونقلت لمقر الشركة الجديد ونزلت أعلان التوظيف وبدأنا المقابلات،ولحد الأن كل شيئ كويس..
عبدالرحمن/وأنا أرسلت لك إيميل بمواصفات الإجهزة ونوعها وعددها وارفقت معاها أفضل أسماء الشركات الموردة وقائمة الأسعار مع مصاريف الشحن ومدة التوصيل، عاد أنت أختار اللي يناسبك ورد لي خبر علشان أراسلهم ولاتطول ..
فيصل/طيب أيش صار في أوراقك.
عبدالرحمن/كله تمام طلعت فيزة زيارة لثلاثة شهور وجوازي جاهز..وقدمت عالإجازة، باقي أحجز.. إن شاء الله أسبوعين بالكثير وأنا عندك.
فيصل بزعل/ياأخي ليه ماسمعت كلامي وخليتني أقدم لك فيزة رسمية وتجي على كفالتي..أيش اللي جاي ثلاثة شهور ورايح.. فرضاً أحتجتك في شيئ ولا صار شيئ.
عبدالرحمن/ياخي طير أنت وكفالتك اللي دوخت أهلي بها،أنا بجلس ثلاثة شهور علشان أهلي في جدة ولا أنت شغلتك ماتأخذ وقت..بعدين أنا بتابع معاك من هنا، يعني وجودي مو ضروري.
فيصل بحدة/واطي،عارف أنك جاي علشان أختك ،بس جاملني ياواد قول جاي علشان وحشتك..مو كذا تطير أم الجبهه..
عبدالرحمن بضحكة/هههههههههههه من يوم عرفتك وجبهتك ياطايحه يا طايره..أيش الجديد.
فيصل/ههههههههههههه والله كانت طيحة، حسيت وجهي لصق في بلاط الحرم،كنت أتخيل شكلي بعد ماأوقف زي أفلام كرتون ورجول الناس طابعه في قفايا..الحمدلله ماكانت أمي اللي طاحت.
عبدالرحمن/أي والله،المهم سلم عليها وقلها الله الله في المرقوق..ويلا طولت عليا.
فيصل/أنت تعال بالسلامة يامفجوع ويصير خير.. خلاص بينا إتصال..سلام.
قفل عبدالرحمن وهو يضحك ويتذكر أول مرة قابل فيصل فيها.
(قبل 4سنوات)
كان عبدالرحمن وجوري يعتمروا في رمضان وهم يطوفوا في الشوط السابع شافوا واحد ماسك حرمة كبيرة في السن وفجأة طاح عالأرض من تدافع المعتمرين وكانت الحرمة بتطيح معاه لولا جوري مسكتها وسندتها وعبدالرحمن سحب الرجال ووقفه وكملوا طوافهم ،وبعدها شكره الرجال وأتعرف عليه وكملوا عمرتهم سوا ،ومن يومها صاروا أستمرت علاقتهم وصاروا أصحاب وأتعرفت جوري على أمه وصارت تزورها من فترة للثانية.
(جوري)
ًقفلت الكتاب وطالعت في محمد بهدوء/هااا محمد فهمت أكيد..
رمى القلم من يده بإبتسامة/أيوه ،خاله وربي شرحك أحسن من شرح المدرس.. أنتي لو بس تسمعي مني وتأخذي فلوس عالحصص ذي كنتي صرتي من أصحاب الثروات
ضحكت بخفه/أرحمني ياأصحاب الثروات، وماعاد إلا هي..أستحي يا واد كم مره أقلك أنا مربيتك زيك زي خيلانك مازن ومؤيد..أمااا أخذ فلوس..بعدين أدينا بنراجع سوا ونشرح لبعض،يعني مافيها كلفه وغلبه زي منت متصور...
أم خالد/الله يوفقكم كلكم..ويعوض تعبكم خير.
باس رأسها بحب وحط رأسه على رجولها براحه ومسك يدها وحطها على رأسه وبرجاء/جده سوي لي مساج،رأسي كبر من شرح بنتك.
عدلت جوري نقابها وهي توقف وبتريقه/لا ياشيخ..من يومك رأسك كبير..ولانسيت إنهم كانوا ينادوك في الحارة أبو رأس.
حك خده بإحراج/ذا عيب الناس اللي يعرفوك من صغرك..يكونوا عارفين كل فضايحك،مايمدي نألف عليهم.
جوري بضحكة/أيوووه..يعني أنتبه..يلا قصي خذ نادر ولؤي وروحوا أتوضوا لصلاة العشاء.
طالعت في محمد وبأمر/تروح تصلي وترجع هنا تتعشى فاهم ،شغل عبده مجنون مابغاه.
محمد/هههههههههههه من وين جبتي عبده مجنون ذي،والله منتي سهله ياخاله.
جوري/البركة في خالك مؤيد..قاموس الحواري كله معلمني ياه..المهم لاتطولوا برا.
قاموا الأولاد يصلوا وفسخت عبايتها ونقابها وراحت تجهز لهم العشاء .
↚
لا أريد منك إلا إن تعطيني بعضاً من قسوتك،لأمضي وأتركك بدون ندم..بقلمي
(ساره)
ساره28سنة،زوجهاسعد36سنة ،عبدالله 3سنوات
الرياض..الساعة 1:30ظهراً
خلص الدوام وطلعت من المعهد مع باقي المعلمات وقبل ماتركب الباص رن جوالها بنغمة سعد زوجها (حبيبي اللي سكن في العين،عليه أحسد أنا عيني ،ألا ياليت لي قلبين وأحبه بكل مافيني)
ساره/هلا أبو عبدالله .
سعد/ناظري وراك.
لفت تشوف أيش فيه ولقته واقف جنب سيارته اللاند كروزر الأسود بالبدلة العسكرية ونظارته الشمسية..طالعت فيه بفهاوه ووقفت مكانها ،وماحست غير بأحد ينغزها في جنبها التفتت لصحبتها مها وبحدة/ أيش فيكي ياتبن!
مها بإستغراب/بعد.. أنتي اللي وش فيك، من اللي واقف يناظرك وأنتي سرحانه فيه.. ساره بتفكير"أول مرة يجيني"وبقلق/ذا سعد زوجي..
مهابضحكة/وأنا أقول ليش مبققه عيونك ،وش فيكي واقفة بتنامين هنا.
أعطتها ساره نظرة ومشيت لسعد،فك لها الباب بإبتسامة وركبت وهي مطنشه،حرك السيارة وشغل السي دي ورفع الصوت.....
يا زعلان يا زعلان خليت قلبي حيران
ما قتلك يا حبيبي بطل دلع من زمان
ليه ما ترد السلام وين الدلع والغرام
راضيني ولا بروح وسيبلك هالمكان
لا تخلي راسك عنيد كثر الدلع مايفيد
يا ماخذ العمر كله غيرك انا ما اريد
اتعبتني يا حنون والعقل صابه جنون
شلي حصلك يا غالي وقلبك تناسى الحنان
يا خوفي زعلك يطول تسمع كلام العذول
يكفي زعل يا حبيبي الناس عنا شتقول
عاودلي واسمع نداي واشعر حبيبي بهواي
والله ما اعيش دونك بحضانك القى الامان
من أول ماحركوا شبك يدها في يده وقربها لشفايفه وباسها برقه ،طالعت فيه بصمت وهي حاسه بخنقه، لها3 أيام زعلانه منه ومو راضيه تكلمه مع إنها هتموت على ماتضمه وتشم ريحته وتلمسه..بس كل ماتتذكر خوفها وقلقها عليه وتطنيشه لمكالماتها وقفله الجوال في كل مره يخرج لمهمه.. تغلي من القهر وكلمته مرة و عشرة واترجته مايقفل الجوال ويطمنها عالأقل برساله،لكن في كل مرة يرجع يعيد نفس الحركة..بس ذي المرة قررت ترد له الصاع صاعين و تسوي حركته وتطنشه ،حست بنفسها رح تضعف من بوساته اللي قاعد يوزعها على يدها..لفت وجهها عنه ودموعها تنزل على خدها،وأخيراً وصلوا وقدرت تسحب يدها منه وتدخل البيت بسرعة...
رمت عبايتها ونقابها عالأرض بقهر ووووو
طالعت في المكان بصدمة وهي تنقل نظراتها بين الورد والشموع الموزعة في كل الصالة بتنسيق حلو وريحة الفراولة اللي تحبها ماليه الجو..أنتبهت ليدين تسحبها وتصحيها من تخيلاتها ألتفتت لقت سعد في وجهها،ضمها لصدره وقرب لأذنها،وبهمس/أسف حبيبتي..أسف مليون مرة.. سامحيني.
مالقي منها رد،بعدها عنه بشويش وحوط وجهها بيديه/بعدك زعلانه مني..ماتبي تسمعيني صوتك..
نزلت دموعها بغزارة من اللي تشوفه وتسمعه"ياربي قاعده أحلم ولا أتخيل.. أنجنيت أكيد أنجنيت"وبرجفة/وين سعد.. وين وديته؟
ترك وجهها وطالع فيها بصدمة"لذي الدرجة كنت كريه وجلف معاها وعلشان شوية ورد وخرابيط أنكرتني"مسك يدها وجلسها عالكنب وبهدوء/أنا سعد زوجك وحبيبك وأبو ولدك.
سحبت يدها ووقفت تمسح دموعها وبتريقة /زوجي وأبو ولدي بس،من وين جبت حبيبي ذي..لايكون تصدق أفلام الحب وشغل المراهقين وخرابيطهم..تراك بتسك الأربعين مو لايق عليك أبد..
سعد بإبتسامة/ ماكنت أعرف إن قلبك أسود،مانسيتي كلامي للحين..
ساره بأستنكار/أناقلبي أسود! مو ذا كلامك اللي من يوم عرفتك وأنت تعيد وتزيد فيه
كنت تكسر بخاطري لما أقلك أشتقت لك وأحبك..لما أعطيك هدية ولا أفاجئك بترتيب لسهرة..ولانسيت كلامك..
تخنت صوتها وبتقليد/شوفي ياسويره..أنا رجالن موبفاضي لكلام الأفلام وقلة العقل حقكم يالحريم.. وأنا مابي غير مرة سنعة تحفظ عرضي وبيتي.. وأتركي عنك هالخرابيط..
طالع فيها بعدم أستيعاب،عمرها ما رفعت صوتها ولا أستهزئت بكلامه..بالعكس كانت
تحاول فيه مرة وثلاث ومابخلت عليه بحبها ومشاعرها،صبرت لحد ماكسرت جموده وعاداته القديمة المتحجره بدون ماتدري، وبهدوء/أدري وش كنت ومتذكر،بس خلص أنتي غيرتيني..ما عدت سعد العسكري اللي حياته كلها أوامر وتعليمات وصرامة.
ساره بجدية/وش الي تغير ياسعد؟ وش اللي صار لك وخلاك ولأول مرة من يوم تزوجنا تعتذر لي!!
مسك يدها وطالع فيها بإبتسامة وفي نفسه "وش تبيني أقول لك ،إني كنت بروح في المداهمة لولا لطف الله ومساعدة حمد.. وإني لحظتها بس حسيت بأهميتك في حياتي..أتخيلت وقت تعرفين بموتي وش بيصير فيكي" وبجدية/ماصار شيئ،لكن تقدري تقولي إني أخيراً فتحت عيني وشفتك.
ساره بحسرة/أخيراً شفتني..بعد خمس سنين زواج وقبلها عشر سنين محيرين لبعض.. وبتريقة/مو كإنك مستعجل شوي.
أتنهد وهويتأمل وجهها المصفر والذبلان، أتغيرت كثير عن أول مرة شافها فيها بملكتهم..كله بسبب إهماله لحبها و مشاعرها لدرجة إنها بطلت تسوي كل شيئ كانت معودته عليه ،حتى هبالها ومزحها وحركاتها السخيفة اللي كانت تطلعه من طوره. .أشتاق لها ولتفاصيل ساره بس اللي تسويها ،بس خلص من اليوم رح يغير نفسه علشان ترجع توثق فيه وتحبه مثل قبل..
نزل عالأرض وجلس قدامها وهو ماسك أيديها وهي تطالع فيه بإستغراب، وبإبتسامة/لو قلت إني ندمان عدد شعر رأسي بتسامحيني..لو قلت إني أسف كثر مايصيح عبودي ويخرب علينا بتسامحيني.
أتسللت إبتسامة لشفايفها غصب عنها وهي تتذكر إحباطه من بكاء عبودي كل ما يكونوا سوا..
لمح إبتسامتها وحس إنها قربت تسامحه، وتابع بحب/ ولو قلت إني أحبك و ما قد حبيت قبلك ولارح أحب بعدك بتسامحيني..
نزلت دموعها بغزارة وصارت تشهق "أخيراً قالها،يحبني يحبني"
عقد حواجبه بضيق،كان متصور إنها رح تفرح لما يقولها الكلمة اللي ياما أنتظرت تسمعها منه،أووووف ذول الحريم مدري عقولهم كيف صايره إن ماتكلمنا ماعجبهم وإن قلنا نحبهم ماعجبهم، لو لهم كتالوج واحد يرجع له وقت الأزمات كان زين..مد يده ومسح دموعها وبضيق/خلاص ماكنت أدري إنها بتزعلك هالكثر..خلص بسحب كلا------
قطع كلامه لما رمت نفسها عليه وطاحوا سوا عالأرض..
ثبتها على صدره وهي تهمس/ممنوع تسحبها و-----
سكتها ببوسة على شفايفها وووووووو
أطلعوا وخلوهم ^*
(مازن)
24سنة/يدرس جراحة عيون في لندن.
خلصت جولتهم الصباحية مع الدكتور أدامز ووقفوا يدونوا بعض الملاحظات معاه قبل مايحييهم ويروح..
سالم بتعب/يلعن شكله قاعد يفرفر بنا من ساعتين ولاتعب أبن اللذينا.
مازن بضحكة/أعوذ بالله منك..لاتصك الرجال عين..أذكر الله.
نرجس/لا بجد،الراقل ده مش معقول..دنا رقليا ورمت من كتر اللف..
جاسم/عيني عليه بارده،هب عليكم الريال بيروح فيها..
/John
I do not understand what you say ..in
English please ..
(لا أفهم ما تقولون..بالإنجليزية رجاءً)
مازن/ They admire active and energetic Dr. Adams
(إنهم معجبون بنشاط وحيوية دكتور أدامز)
John/
Actually, he's a great man
(فعلاً ،إنه رجل عظيم)
جاسم/ليش ماقلت له إنا بنحسده..قال عظيم قال.
فتح مازن الجوال، وبجدية/على أساس يعرف أيش الحسد أنت الثاني..هم مايعترفوا بذ----
قطع كلامه وعقد حواجبه بإستغراب ،3مكالمات من مؤيد،مكالمتين من لبنى ورسالة ،فتح الرسالة وأنصدم باللي قراه .. ساب قروب الطلبة اللي معاه وخرج بعجلة وهو يتصل على مؤيد اللي رد عليه وصوته متغير/هلا مازن.
مازن بخوف/مؤيد صدق اللي قالته لبنى.. ومتى صار ذا ؟
مؤيد بغصة/ أيوه صدق ،وصار أمس وأتلخبطنا وماعرفت كيف أبلغك..
مازن برجفة/وهيا كيفها..لايكون صار شيئ وتكذبوا عليا..
مؤيد ببكى/ الدكاترة قالوا أدعوا لها..
مازن بضياع/أنا بأخذ أجازة وبجيكم ذي اليومين
مؤيد/جيتك مالها لزوم،مارح تساعد بشيئ..أنا كلمتك بس علشان لا تزعل بعدين..
يلا الدكتور هنا بروح أكلمه.
قفل منه وطاح مازن عالأرض وفي نفسه" يارب أشفيهاوقومها بالسلامة .. يارب لا تحرمنا منها"
↚
(ياسمين :المدرسة 10صباحاً)
جريت سلوى ورؤى وخلود ناحية ياسمين اللي خرجت من قاعة الإمتحان وهي تبكي
ضموها كلهم وصاروا يبكوا معاها ..
رؤى/إن شاء الله حليتي كويس؟
ياسمين ببكى/حليت زفت..مو مهم خلاص..مابغى أنجح ولاأدرس..
خلود/ياسمين خلاص..ليكي أسبوع وأنتي عالحال دا..أرحمي نفسك شويه.
رؤى/من جد حبيبتي،البكاء مافي منه فايدة..لاتضيعي مستقبلك.
ياسمين بهستيريا /أنتوا مو حاسين باللي فيا هيا راحت وسابتنا ..هيا وعدتني.. قالت مارح تتخلى عنا أبداً..ليه كدبت عليا وراحت ليه..
شهقوا كلهم لما ضربتها سلوى كف،وبعصبية/أنتي مجنونة..حرام عليكي تقولي كدا..دا مقدر من الله ..مو بكيفها ياغبية.. فاهمه..
طاحت ياسمين عالأرض بأنهيار وهي تبكي وأتجمعوا عليهم باقي الطالبات وصارت كل وحدة ترميها بنظرات وعبارات الشفقة والمواساة وبعضهم بالشماتة والعياذ بالله.
خلود بصراخ/أنقلعوا من هنا..جايين تتفرجوا على أيه...يلا فارقي أنت وهيا.
جاتهم المديرة والمرشدة الطلابية وساعدوها البنات ونقلوها لغرفة التمريض،جلست جنبها المديرة عالسرير ومسكت يدها بحنان/حبيبتي ياسمين أنتي بنت مؤمنة..وعارفه إن المؤمن مبتلى،وذا أختبار من رب العالمين مايصير تتطيري وتعترضي على قضائه..
أمك ماربتك كذا ،صح ياقلبي..
هزت رأسها بموافقة وهيا تبكي بحرقة/الحمد لله ..على كل.. حال،بس أنا أيش أسوي..وقصي كمان ،أحنا ما نعرف نعيش بدونها......
سكتت بألم وخبت وجهها بكفوفها،ضمتها المديرة بحزن على اللي صار لها..
أبلة مي/أدعي لها حبيبتي،هيا ذحين محتاجة منك الدعاء..لازم تكوني قوية علشان أبوكي وأخوانك،أنتي الكبيرة وأمهم الثانية بعدها.
دفت المديرة بعنف ووقفت بصراخ/لااااااا..هيا أمنا كلنا..كلنا..أحنا ما نعرف نسوي شيئ بدونها..والله ما نعرف...أبغى ماما..جيبوها.. جيبوها...
وتهاوت عالأرض وسط صراخ البنات.
(عبدالرحمن:جدة 6المغرب)
أتوسعت عيونه بصدمة من اللي سمعه ، وبدون شعور هجم على خالد وأعطاه بوكس طيحه عالأرض،ورجع مسكه من ياقة الثوب وبصراخ/أنت أيش جالس تقول...أنت كذاب كذاب..
حاول خالد يفك نفسه بس ما قدر لأن عبدالرحمن جسمه أطول وأعرض ورياضي أكثر منه وبهمس/عبدالرحمن فكني يامجنون
لصقه في الجدار وبصراخ/أختي وين وديتها ياكلب... جوري وين لاتكذب ..
دخلت أم خالد عليهم وصارت تسحب عبدالرحمن وبرجاء/عبادي الله يخليك فكه لاتموته هوا كمان...أدعي لها أدعي لها..
رماه عالأرض والتفت لا أم خالد وبصراخ/ليش ماقلتوا لنا ليش محد فيكم أتصل وبلغنا..أحنا مو أهلها ومن حقنا نعرف و لا لا.
وكل مانتصل جوالها مغلق وأنت شوية تقول انكسر.. وشوية مضغوطة من الأختبارات وماتباتكلم أحد.. وهيا أصلاً......
وقف خالد وأمه تساعده وهي تبكي/والله ماعرفنا كيف نبلغكم..ماقدرنا.
ألتفت عبدالرحمن لخالد بكره/أنت السبب، كله من تحت رأسك ،وفي الأخير يدك بس اللي أنكسرت..لكن هي..
ضرب الجدار بقهر وتابع بغضب/ مارح أرحمك ياخالد كون متأكد من ذا الشيئ.
خالد بعصبية/عبدالرحمن أحترم نفسك.. تراها زوجتى زي ماهيا أختك..
عبدالرحمن بتهديد/الله لابارك في اليوم اللي شفناك فيه ،أنا رايح ذحين..بس راجع لك وحسابي معاك بعدين ..
خرج من المجلس ونزلت دموعه بقهر "كنت حاس إنه صار لك شيئ..بس ماتوقعت إنك..
خالو عبادي..
ألتفت للصوت وشاف ياسمين وقصي واقفين في الحوش "يالله كيف نسيتهم.. سامحيني ياجوري ..سامحيني"
جلس عالأرض وفتح لهم ذراعيه وهم جريوا ورموا نفسهم في حضنه،ضمهم بقوة وغمض عيونه وبهمس/هلا بريحة الغالية،هلا بأولاد الأميرة..
بكيت ياسمين بصوت عالي أما قصي نزلت دموعه بصمت وهم يضموه بشوق وحزن..
وبعد دقائق بعدهم عنه بشويش وبإبتسامة/كل ذي الدموع علشان وحشتكم...
طالعوا في وجهه بألم وشوق وهم يهزوا رأسهم بموافقة ،مدت ياسمين يدها لوجهه ومسحت دموعه،وبهمس/أنتا مرا تشبهها.. هيا وحشتنا..
مسح وجهه بكفوفه وزفر بقوة،وبضحكة خفيفة/أوووه،على كذا أنا حلو مدام أشبه أميرتي ..
مسح دموعها ودموع قصي وبجدية/ لاتخافوا كل شيئ بيكون تمام.. قصي أنت رجال لاتبكي لازم تكون قوي .
قصي بإبتسامة/ ماما تقول حتى الرجال لهم مشاعر ويحسوا.. بس ما يصير أبكي قدام أحد.. قالت إذا كنت تعبان وأبغى أبكي ..أجي وأبكي عندها هيا رح تفهم ومارح تتريق عليا.
ياسمين بنفس الإبتسامة/قالت نبكي لما نصلي علشان ربنا هوا الوحيد اللي عارف أحنا بنبكي ليه..ومارح يفهمنا غلط.
ضمهم لصدره بحب، بهمس/خلاص مسموح لكم تبكوا قدامي كمان ..بس خلاص يكفي بكى لليوم.. أتفقنا..
سابهم ووقف وأنتبه لخالد اللي واقف برا المجلس متسند عالجدار وحاط يده المجبسه قدام صدره..طالع فيه بكره وألتفت لياسمين وقصي وبصوت عالي/أنا ذحين رايح،بس راجع الصباح خليكم جاهزين لإني بأخذكم معايا..أتفقنا حبايبي.
هزوا رأسهم بفرح وأبتسامتهم على وجوههم ،سلم عليهم وخرج وقفل الباب بقوة وجلس عالأرض وسند ظهره للباب"يارب أعطيني الصبر..كل ذا صار وأحنا ماندري عنها..دموع أمي اللي على خدها بدون سبب كانت بسببك.. وضيقتي كانت ضيقتك..سامحيني ناديتيني وماسمعتك..ولما سمعتك وجيت كان الوقت خلاص اتأخر..آآآآه"مسح دموعه وفي باله شيئ لازم يسويه وقف ليموزين وراح لوجهته.
↚
من تجربة عمري عرفت وتعلمت..
إن الردي مهم نفعته..يضرك.
(أم معاذ)
صنعاء 11الليل
دخل معاذ الصالة وباس رأس أمه/السلام عليكم..كيفك يا ست الحبايب.
ردت ببرود/وعليكم السلام ورحمة الله.. كلمت أختك اليوم؟
معاذ بهدوء/لا يمه..بس رسلت رسالة وطمنتني عنها وتقول إنها بخ-------
قاطعته بعصبية/حفظت كلامك اللي من أسبوعين وأكثر وأنت تعيده..ورسلت نفس ذا الكلام لجوالي ولأخواتك ..
مسك يدها بحنان/طيب مادام داريه ،ليش زعلانه..
أم معاذ ببكاء/لإنها كذابه وأنت مثلها.. أختك من متى تقطعنا وماتتصل،وهي كل يوم بتحاكينا بحقها الجني ذاك..أول قالت جوالها خرب وبعدها أتعذرت بالأختبارات وقالت بتعتكف في غرفتها تذاكر،بالله عليك هذا كلام.
معاذ بضحكة/يمه تعبت وأنا أحفظك تانقو وواتس،أي جني في ذا الليل..أتعوذي من الشيطان لا يخرجوا لنا ذحين.
أم معاذ بقهر/أختك فيها شيئ وماتشتي (تبغى) تقولي،كل ماغمضت عيني شفتها مربطه لحالها في مكان مافيه نقطة ضوء.. مسح دموعها وبشرح/يمه الله يحفظك أنتي داريه إنها منازل والثانوي صعب..
أم معاذ بغضب/معاذ لاتجنني أتكلم سوا،
أختك فيها حاجة لاتضحك عليا..أقلك من الصبح تروح تأشر وتحجز لي،إذا هي مشغوله أنا فاضية وماعندي حاجه.
معاذ بمسايره/أنتي تأمري أمر يا أم معاذ..لكن أنتي داريه إنها أول مايخلصوا أختبارات بتلقيها عندنا مع قرودها ولاناسية إنها بتصوم رمضان معانا بإذن الله.
أم معاذ بإصرار/ولو أشوفها وأطمن عليها ونرجع سوا.
باس رأسها وإبتسم/خلاص إن شاء الله،أنتي قومي صلي ركعتين وأدعي لها الله يحفظها من كل شر ويجمعنا بها على خير.
سابته وراحت وهي تتم تم بالدعاء ابنتها الغايبه وطلع معاذ للدور الثاني اللي صار مخصص ليه ولناديه،دخل المجلس وقفل الباب بالمفتاح..راح فتح الشباك وأتنفس الهواء البارد بعمق لعل وعسى تبرد النار اللي حاسها في صدره..مسك جواله وأتصل وبعد كم رنة جاه صوت عبدالرحمن بتعب/السلام عليكم..هلا معاذ.
معاذ/وعليكم السلام والرحمة..هلا عبادي كيف الأخبار عندك؟
عبدالرحمن/الحمدلله على كل حال،مافي جديد مثل ماهي.
معاذ/الدكاتره ما قالوا شيئ عن حالتها،مافي تحسن.
عبدالرحمن/كل شيئ بيد أرحم الراحمين.. الله يلطف بها ويقومها لنا بالسلامة.
معاذ/المهم أرسل رسالة سوا لأمي وطمنها،
لإنها ماصدقت رسايلك وطلبت اليوم تسافر لكم.
عبدالرحمن/هي عرفت إني هنا؟
معاذ بعصبية/لا ياغبي..قصدي ماصدقت إنها مشغولة وبترسل بدون ماتتصل كل ذي الفترة.
عبدالرحمن/والله بحاول،وجالس أرسل علشان يطمنوا ولايتصلوا عليها..وصالح الكلب جنني هو وسوسن كل ساعة وهم متصلين..خذ منهم الجولات ولا بجي وأكسرها لهم.
معاذ بتنهيده/أيش أسوي لهم.. أتعودوا يكلموها كل يوم..وأنا تعبت من كثر ماأكذب عليهم،حتى علي شاك في الموضوع وشكلي بقول له وأخلص.
عبدالرحمن/أيوووه،علشان ماأدري إلا وهو فوق رأسي وزوج أختك في خبر كان .. أنا بأحلام وأبتلشت فيها ويلا لقيت واحد يعرف لغة بريل وكتب لي رسالة ورسلتها لها وطمنتها، لا يجيني علي يكمل الناقص، خلاص أنا تعبان وفيا اللي يكفي وزيادة ..أنت أتصرف مع اللي عندك مش وقت المشاكل ..
معاذ/خلاص أذكر الله ..وينك ذحين.
عبدالرحمن/لاإله إلا الله..أنا خرجت من عندها ورايح الشقة بنام علشان بوصل العيال المدارس الصباح وبرجع لها إن شاء الله ..
معاذ/خالد مابيروح لها.. مابتشوفه؟
عبدالرحمن/كل يوم بيجي زيارة مع خالتي وأهله.. وبحاول أتجنبه لإني ماسك نفسي عنه بالقوة.. كله من تحت رأسه الله لا----
قاطعه معاذ بحزم/خلاص لاتدعي عليه.. لاتزعلها منك.. وأستغفر ربك ذا نصيبها.. لايكون إيمانك ضعيف وتفتح للشيطان باب..
عبدالرحمن/أستغفر الله العظيم من كل ذنب ..ياأخي كاره ذا الآدمي من يوم شفته بس كنت أصبر نفسي عليه بسببها وكلامها عنه،ولو إني داري إنها كذابه ..الله يصبرني بس ويقومها بالسلامة وبعدها لنا كلام ثاني..
معاذ/عبدالرحمن لاتغالط نفسك..خالد ماقد شفنا منه شيئ، لولا موضوع زواجه على أختك ،وهي بتذكره بالخير فلا تتحامل عليه وتنسى إن بينا نسب وعيال.. الله يرضى عليك.
عبدالرحمن/وأنت بتصدقها..أنت عارف إنها لوكلب في الشارع مدحته ولاسبت فيه ،فماجات على أبو عيالها تغطي عليه وتمدحه.
معاذ بقلق/قصدك إنه بيسوي لها شيئ!
عبدالرحمن/ماقصدي كذا،ولاتحسب جوري بتسكت لو مد يده عليها بتلقاه في قسم الكسور في المستشفى وبعدها بتلقاها عندك.. لكن اللي متأكد منه إنها بايعه نفسها علشانا ومآكله تبن مثل ما فيصل يقول.. أقلك يلا تصبح على خير ،السلام عليكم.
معاذ/وأنت بخير..وعليكم السلام والرحمة.
قفل منه وعقله في صراع من كلام أخوه.. معاه حق هيا ممكن تضحي بحياتها علشان بس يرتاحوا من ناحيتها،شد شعره بقهر وراح لغرف عياله صالح وجواد ونهى ومنار أطمن عليهم وغطاهم ،وراح غرفته غير ملابسه بهدوء وأندس تحت اللحاف وسحب ناديه لحضنه ،تمتمت بنوم/حبيبي جيت.
ضمها ودفن وجهه في شعرها وبتعب/ تعبان ياناديه ..
باسته في صدره وضمته بقوة وبهمس/ليته فيا ولافيك ياقلبي ..أرمي همومك على الله والله كريم ..كل شيئ بيكون تمام..أنت أرتاح ذحين وبكره خير بإذن الله..
مسحت على شعره وهي تقرأ عليه وحس براحة من كلامها،زاد في ضمه لها وغمض عيونه وهو يدعي لحد ماغرق في النوم
حاسه بصداع رهيب،وألم في كل جسمها ياربي أيش صاير..الدنيا ليه ظلام كذا حتى يدي مو قادرة ألمحها..حركت أيديها بعشوائية في محاولة منها إنها تتلمس طريقها ولكن عبث ما في فايدة..حاسه بشيئ يشدها لأسفل ويقيد حركتها بثقل غريب..أيش ذا الكابوس الفضيع ،سمت بالرحمن وقرأت آية الكرسي..
الله لا إله الإ هو الحي القيوم لاتأخذه سنة ولانوم له مافي السموات ومافي الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم مابين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيئً من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤدوه حفظهما وهو العلي العظيم..
أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق..
أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق..
أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق..
بسم الله الذي لايضر مع إسمه شيئ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم
بسم الله الذي لايضر مع إسمه شيئ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم
بسم الله الذي لايضر مع إسمه شيئ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم
بلغت ريقها بصعوبة،حلقها مره ناشف ومتشقق..لمحت نور من بعيد وصوت يهمس لها ويناديها..جرت نفسها بصعوبة وحاولت تقرب من النور والصوت كل ماله يقوى ويعلى لحد ما سمعته بوضوح،صوت مريح يرتل القرأن بكل خشوع..قربت أكثر والصوت أرتفع أكثر.. إبتسمت براحة عبادي منقذي ومصدر راحتي حتى في أحلامي
أخيراً شافت مصدر الضوء...باب مفتوح قدامها مشت ليه بتعب مغلف بالحماس ،أكيد هتشوف عبدالرحمن وراء الباب ،أتقدمت بسرعة أكبر ووووو
في لحظة غمرها الضوء فجأة من كل ناحية وملاييين الإبر تلسع عيونها بألم وبدون رحمة..صرخت وصرخت بس صوتها ماتعدى عقلها قبل ماتغرق في الظلام من جديد...
(خالد)
كان في دوامه لما رن جواله،رد بهدوء/هلا........ أنا خالد محمد..............متى...........
يعطيك العافيه أخوي مشكور..............
وقف بفرحة وسط إستغراب اللي معاه، محمد/خير ياخالد..
خالد بإبتسامة/المستشفى دقوا عليا..
عبدالكريم/إن شاء الله خير والله يطمنك عليهم.
خالد وهو طالع/ الله كريم..
------------
عائلة أبو سند
مساعد أبوسند57سنة،زوجته منيره52 سنة
الأولادصقرمتوفي،زوجته مهره33 سنة
مساعد 15سنة..مريم12سنة)
(سند 37 سنة،زوجتة سمر متوفية.. بتول وبدر تؤام 13 سنة)
صافي 35سنة، شاهين 32 سنة،ثريا28سنة، ديما 21سنة.
(الرياض 5العصر،جناح الجدة)
أم سند بقلق/والله قلبي ناغزني ومب مرتاحة..الله يستر..
صافي/يمه حبيبتي أهدي وأذكري الله ،وش بيكون فيها.
الجدة/والله إنه صايبها بلاء،ولا هي ماتصبر عنا كل ذا..
أبو سند/وأنتي صادقة يمه.. أكثر من أسبوعين جوالها مغلق ولا لها حس ،مب عوايدها..
دخل سند بهيبته وببرودة المعتاد/السلام عليكم..
ردوا السلام وهو يدور عليهم ويبوس رأسهم، جلس جنب جدته وبأهتمام مغلف بالبرود/شلونك يمه..عساكي بخير.
مسكت الجدة يده/زان لونك يمه..جعلني ما أفقد دخلتك علي..
سند/الله لايحرمنا منك..
ألتفت لأمه ولأخته/شلونك يالغالية.. وأنتي ياأم سعود أخبارك..
صافي بحب/بخير فديتك يالغالي..
أم سند بتنهيدة/بخير يمه الحمدلله على كل حال ..
سند بإستغراب/خير يالغالية وش مضيق صدرك..
صافي بمزح/تحاتي بنتها ماأتصلت من فترة
سند/ليه ماهن هنا...وين راحوا ؟
أم سند بضيق/صافي مب وقتك.. خواتك فوق يمه ما عليهن شر..الحمدلله.
طالع فيهم بعدم فهم وكالمعتاد ماكثر معاهم كلام وفضل يخرج،هو جاء يطمن على جدته ويسلم عليهم قبل لايسافر..
وقف بهدوء/أستأذن ياجماعة..يمه مسافر ثلاث أيام ،إذا بغيتوا شيئ كلموني ...
باس رأس جدته وأمه وأخته وقبل ما يطلع سألته أمه بتردد/مريت عيالك قبل لاتروح؟
طالع فيها ببرود/أيه.. يبه في أوراق أبيها من المكتب قبل لا أروح..يبه تسمعني !
رفع أبو سند رأسه وتأمله شويه قبل مايوقف ويخرج معاه.
ألتفتت أم سند لصافي بحدة/ليش تجيبين طاريها قدامه وأنتي تدرين إنه مايواطنها بعيشة الله.
صافي بتنهيدة/يمه كنت أمزح معك وأبي أنسيكي قلقك،وبعدين هو صاير مايواطن كل الناس ماجات على هالمسكينة.
الجدة/خلوه عنكم ومالكم فيه،.كود الله يهديه.
------------
دخلوا المكتب وسند مستغرب من أبوه اللي جلس وماأنتبه له لما طلع الأوراق من الخزنة وجلس جنبه ويحاكيه بدون ما يرد،مسكه من كتفه وبنبرة قلق خفيفة/يبه فيك شيئ..تعبان..أتصل بالدكتور
طالع فيه بتفكير للحظات وبجدية/أبيك تجيب لي معلومات عن شخص بأسرع وقت.
سند بأهتمام/ومن اللي شغل بالك كذا ..أعطيني أسمه و تاريخه بيكون عندك.
أبو سند/جوري صالح الجابر..
أتحول الأهتمام لبرود بمجرد ماسمع أسمها
وقف يرتب الأوراق ويحطها في شنطته السوادء الجلد وببرود/أعتقد إنك طلبت مني ماأتدخل وبالأصح أنسى وجودها..موذا كلامك..بعدين أنت قلت ماتبي تضغط عليها وبتكتفي باللي قالته لك، وماحبيت حتى نتأكد وش وراها.
أبو سند بتنهيده/وش تبيني أقلك وقتها وأنت مشتط والجن الأزرق معتريك...بعدين قلت لك بطل شكوكك في كل الناس،هي ماتعرف حنا من نكون أساساً.. ولا تكون ناكر للجميل وتنسى سواتها معاي.
سند بتعالي/في أحد في المملكة وخارجها مايعرف آل المنذر من يكونوا..وسواتها بندفع ثمنها وأنتهينا .
وتابع ببرود/وبعدين اسأل ديما مو مسويه روحها رفيقتها وتعرفها من دهر..
وقف بضيق من كلامه وبعصبية/ تدري شلون..أنا غلطان اللي كلمتك ولا أنا بإتصال أعرف كل شيئ مير قلت عندي سند ..خلص أتسهل وتجي بالسلامة.
وقفه سند قبل ما يخرج من المكتب وجلسه عالكنب وباس رأسه/حقك علي يالغالي خلص ..من تصبح وكل اللي تبيه عندك إن شاء الله.. وش تبي بعد..
إبتسم بحسرة على ولده اللي تغير في يوم وليلة وبضيق/سلامتك ياوليدي.. جعل عيني ماتبكيك .
طالع فيه سند بتردد قبل ما يضمه لصدره ويبوس رأسه ويطلع..
↚
(المستشفى 1الليل )
عقدت حواجبها بإنزعاج من الصجة اللي حولها،أكيد ذي نادين دخلت غرفتها كالمعتاد
كل مافقدتها ومالقتها في الصالة،أستنتها ترمي نفسها في حضنها وتسألها بنبرتها الطفولية اللي تعشقها(ماما دوري تحبيني!)
طولت عليها وغفت عينها وهيا تنتظرها..
وبعد فترة فتحت عيونها بصعوبة وثقل وحاولت تحرك يدها وتسند نفسها عليها وترفع جسمها من السرير..بس في شيئ مانعها ومقيد حركتها..أستسلمت وأستكانت مكانها بهدوء"يا الله.جسمي كله يعورني شكلي مسخنة وتعبانه،الحمد لله بس"
هزت رأسها بألم وهي تحاول تركز وتصحصح،طالعت في السقف بإستغراب "أيش به صار عالي كذا،والنجف ذا متى أتركب"
نقلت نظراتها في الغرفة بحيرة وهي تطالع لون الجدران الأبيض والأزرق،ستاير عملاقة محتله جدار بأكمله بلونها الأزرق الفاتح وباقات الورد بكل لون بشكل يفتح النفس ،طقم كنب أمريكي باللون البني الفاتح والأزرق والأبيض موزعة بتنسيق ويتوسطه طاولة زجاجية بيضاوية عليها باقة ورد جوري باللون الأبيض..وأخيراً أنتبهت لريحة تعرفها.. ريحة مطهرات ومعقمات و..مرض.. رفعت يدها بشويش وأنصدمت بالأسلاك والإبر المغروسة فيها نزلت عيونها لصدرها وشافت أسلاك ممتده لتحت روب المستشفيات الخاص بالمرضى،أتلفتت تدور نظارتها جنبها لإنها حاسه بتشويش وزغلله في عيونها بس مالقتها.. وبدون تردد مدت يدها اليمين بضعف وحاولت تسحب إبرة المغذي من يدها قبل ما توقفها أصابع بيضاء ونحيفة وتسحب يدها بشويش وبأمر/ No, stop doing this
(لا،توقفي عن فعل هذا)
طالعت قدامها وشافت ممرضة أسيوية لابسه لبس اللمرضات ورابطه شعرها الأسود ذيل حصان،كانت مبتسمة وتعدل لها المغذي
وبمرح/ Hello mandate Sleeping Beauty
(مرحباً إيتها الجميلة النائمة)
فتحت فمها بترد عليها بس صوتها ماطلع.. حاسه بجفاف في حلقها وبعطش فضيع، أشرت لها بضعف على فمها بمعنى تشرب وفهمت عليها الممرضة ،جابت لها قارورة وفيها مصاص ودستها بين شفايفها بشويش، يادوب رشفت رشفة وحده وبعدت القارورة عنها،بللت منديل بالمويا ورطبت شفايفها برقة للحظات وبلهجة إعتذار/ Unfortunately, that should not drink too much
(للأسف،لاينبغي أن تشربي الكثير)
هزت جوري رأسها بتفهم.
رفعت الممرضة السماعة وطلبت حضور الدكتور ..ورجعت تابعت بحماس/ do you speak English
(هل تتحدثين الإنجليزية)
هزت رأسها بموافقة وإبتسمت برقة لحماس الممرضة اللي باين عليها الطيبة.
الممرضة/ My name is Sufi
(أسمي صوفي..)
and you Be called Gori
(وأنتي تدعين جوري)
What Does Your Name Mean
(ماذا يعني أسمك )
سكتت شوية بتناحه قبل ما تأشرت لهاعالورد.
طالعت فيها بإبتسامة/ Meaning roses.. Beautiful like you
(معناه الورد..جميلاً مثلك)
إبتسمت لها جوري وحركة شفايفها بكلمة شكراً..غمضت عيونها بألم وهيا تتسأل عن سبب وجودها هنا
جات صوفي وساعدتها لما شافتها تحاول ترفع نفسها،عدلت لها وضعية السرير للجلوس وحطت لها مخدات وراها وسندتها بشويش،دق الباب وسمعت صوت الدكتور يستئذن علشان يدخل وقبل ما ترد صوفي أشرت لها جوري تنتظر ،رفعت يدها لشعرها علشان تغطيه وأستغربت لما لقته مغطى، ساعدتها تسحب طرف الطرحة وتغطي وجهها وسحبت الشرشف لأعلى كتفها وبعد ماغطت جسمها بالكامل أشرت لها تدخله..
دخل دكتورين ومعاهم وحده عرفت إنها حرمة من ريحة عطرها وصوت الكعب الصاخب اللي أقتحم هدوء الغرفة.
الدكتور الأول/الحمدلله على السلامة مدام جوري..مابغيتي تصحي.. أنا دكتور فهد..جراح مخ وأعصاب..وذا زميلي دكتور ناصف جراح عظام..والدكتورة سهى طبيبة نفسية.. ممكن نكشف عليكي ونسألك كم سؤال علشان نطمن ونتأكد إنك بخير..
وقرب منها وبأدب/ ممكن أفك الغطى علشان الكشف ..
هزت رأسها بموافقة وشالت الطرحة عن وجهها..بدأ برأسها مسك رقبتها بأيديه وصار يحركها بطريقها مدروسة ويسألها عن أعراض معينه وهي مكتفيه بهز رأسها من وقت للثاني..
دكتورة سهى ببرود/أنتي مارح تجاوبي.. كله هز رأس..دا كشف مو لعبة..
طالعت فيها جوري لأول مرة كانت معتدلة الطول وملامحها حلوة عززتها بالمكياج الكامل وغرتها الشقراء اللي طالعه من تحت طرحتها الملونه.
الدكتور فهد بحدة/دكتورة سهى تقدري ترتاحي لين يجي دورك..
أرتبكت وبأعتذار/داك فهد موقصدي بس حبيت أوضح لها...
أشر لها بيده بنفاذ صبر وسحبت نفسها وخرجت وهو يكلم دكتور ناصف/ I said from the beginning of its existence is not any benefit
(قلت من البداية ليس لوجودها فائدة )
دكتور ناصف/حصل خير..
ألتفتت لجوري اللي تمتمت بصعوبة/ أيش... صاا..ر.
دكتور فهد بإهتمام/مو فاكره الحادث اللي صار لكم..
طالعت فيه بإستغراب/حا..دث!
"عن أي حادث يتكلم"
طلع كشاف صغير من جيبه وصار يحركه قدام عينها وطلب تركز على مساره تابعت حركة الكشاف لثواني قبل ماتغمض عيونها بألم وتنزل رأسها ..
دكتور فهد/حاسة بغثيان أو دوخة.. ألم في الأذن أو طنين مثلاً..
هزت رأسها بموافقة وبشويش وهي تأشر على فمها/مويا..
شربها شويه وسألها عن تاريخ يوم وماعرفت رجع سألها عن أخر تاريخ فاكرته برضه ما عرفت،حاسه نفسها زي ماتكون تلفزيون قديم وأحد شغله بعد البث وطلع صوت التشويش المزعج..ذا كل اللي حاسته تشويش في تشويش..موقادرة تركز حتى علشان تسأل نفسها،وبيأس وتعب/أيش.. صااار.. ليش.. أنا هنا..رأسي يعورني وجسمي.. ثقيل ومو قادرة ..أحركه كإني.. نايمة يوم بحاله..
سحب الدكتور فهد كرسي وجلس جنب السرير وبهدوء/أسبوعين.. نمتي أسبوعين وأربع أيام والتجديد.
لفت رأسها ليه بحيرة/أيش..
دكتور فهد/للأسف صار لكم حادث على الخط السريع وأنقلبت بكم السيارة..وللأسف السيارة أنقلبت على الجهة اللي كنتي فيها، رجلك اليمين أصيبت بكسر مضاعف في الساق والقدم.. ورأسك أصيب بجرح خطير وأرتجاج في الدماغ..
سكت شويه وهو يشوف علامات الصدمة وعدم التصديق على ملامحها وتابع بنفس الهدوء/للأسف أنتي ظليتي عالقة في السيارة لأكثر من ساعتين لين قدروا المسعين يخرجوكي من السيارة و لما وصلتي عالجنا رأسك وسيطرنا عالنزيف ونقلنا لك دم بدل اللي خسرتيه ،وعالجنا رجلك المصابة وجبسناها..لكن للأسف دخلتي في غيبوبة بسبب نقص الأكسجين اللي حصل بسبب أصابة رأسك والنزيف اللي أتعرضتي ليه..غيبوبتك دامت لأسبوعين وأربع أيام والحمد لله من يومين جسمك أستجاب ورجعتي لوعيك،واليوم فقتي بالكامل..
كانت تسمع كلامه بصدمة وعيونها ترمش بتوتر وهي تحاول تتذكر وتدور في عقلها على أي ذكرى أولمحة للي يقوله بدون فايدة، حسن بألم يفتك برأسها بوحشية وبدون رحمة ،ضغطت على رأسها بيديها من الجانبين وفجأة برز شيئ في مخيلتها.. "حادث سيارة..يعني معايا خالد..مؤيد مين اللي يسوق!معايا كان معايا..ياسمين ،قصي، أمي،ندى ،الأولاد..طيب أنا في غيبوبة.. أنا ليه لوحدي؟وينهم.. ماتوا..راحوا..سابوني لوحدي" صار قلبها يدق بسرعة وأنفاسها تتسارع ومو قادرة تتنفس صارت تشهق ودموعها تنزل على خدها بغزارة "يارب لاتختبرني في أولادي..يارب لاتفجعني في أهلي..يارب رحمتك أرجو فلا تكلني لنفسي أوغيري طرفة عين" سحبت الأسلاك من يدها بقوة غريبة سكنتها فجأة وحاولت تقوم حست بأحد يثبتها مكانها ويتكلم معاها، صارت الصورة تتحرك قدام عيونها بأزدواجية وعدم ثبات وعيونها تدور في الفراغ بتوهان غريب قبل ماتغمض عيونها وتستسلم للجاذبية وتغرق في الظلام ..
حط الدكتور فهد رأسها عالمخدة بشويش وأشر لصوفي اللي رمت إبرة المنوم في الزبالة بعد مافرغتها في ذراعها ،عدلت الشرشف عليها وغطت شعرها بإهتمام غريب وأخذت منديل ومسحت وجهها وأثار الدموع اللي عليه..
دكتور ناصف/ليه مو فاكره اللي صار..لاتكون فقدت الذاكرة؟
أتنهد الدكتور فهد وهو يتأمل شكلها بحزن/فالك ماقبلناه..كل الموضوع إنها مو متذكرة اللي صار.. الضربة على رأسها كانت قوية
والإرتجاج مأثر على ذاكرتها بشكل مؤقت.. دكتور ناصف/يعني متى هتفتكر؟
دكتور فهد/كله بيد الله ..يعني يمكن تتذكر بعد ساعة ،يوم ،أسبوع.. الله أعلم.
دكتور ناصف/طيب مو لازم تشوفها دكتورة سهى أكيد هتحتاجها بعد الصدمة.
دكتور فهد/ ذي بالذات مو لازم تشوفها.. بشوف دكتور ثاني يشرف على حالتها، موناقصه البنت تتعقد من سهى حقك.
أتأمل وجهها بإعجاب/والله حلوه..ماتستاهل اللي صار لها.
التف له فهد وسحبه من يده وبحدة/ناصف بلا قلة حيا وأمشي خلنا نطلع..
خرجوا وناصف بضحكة/ياأخي أشفيك ماقلت شيئ، بس والله عليها عيون تذبح ماشاء الله.
فهد بعصبية/أنت مالك طب،عجزت أقول لك ما يجوز تقز ببنات خلق الله..البنت كانت مستره نفسها وكشفت علشان نكشف عليها مو نعاكسها..
ناصف بملل/أنت ليه داخل طب..حدك مصلح اجتماعي.
فهد بتريقة/أبي أسمع ضحكتك ذي لاشفت أهلها ماسكينك وأنت تتغزل فيها.. ساعتها بيخلوك تشوف نجوم القايله..
ضرب ناصف جبهته/أوووه،قسم فيهم واحد شبهها يمكن أخوها.
فهد بشماته/هذاك لو مسكك بجسمه ذاك، بنصلي عليك جنازة..بس جزاك تستاهل.
نط عليه ناصف ووحط يده على كتوفه وكملوا سوالف.
خالد بتحذير/بعد صلاة العصر تكونوا جاهزين علشان نمشي ويادوب نوصل عالمغرب.
ندى بضيق/ مو لازم نروح معاك..والله مشوار للمدينة.
مسك يدها وبحب/ياقلبي الرجال معايا في المكتب..
واللي أتوفى أبوه مو حلوه ماتروحي تعزي أهله..بعدين أنا أبغاكي معايا.
دخلت جوري وأم خالد على أخر جمله، جلست جوري بكوب قهوتها بلا مبالاة كعادتها أما أم خالد اللي مو عاجبتها تصرفات خالد مع ندى فألتفتت لخالد/خليها براحتها يمكن تعبانه.
ندى اللي كانت تتدلع على خالد قررت تتلاحق عمرها قبل ماتتورط وتجلس في البيت وبسرعة/لا ياعمه موتعبانه..بس قلت عزاء رجال ماله داعي نروح..بس مادام خوي خالد خلاص..
إرتبك خالد كعادته كل ما صادته جوري مع ندى وحاول يكون طبيعي/وأنت جوجو، ليكي خاطر في الروحه ولا لا..
مسكت كوب قهوتها اليمنية المتوسطة التحميص فلا هي سوداء تركية ولا هي بيضاء عربية،إنما بنية بنكهة الهيل الطازج، وشربتها بإستمتاع وبهدوء/إن شاء الله رايحه أحد يقول لا لمدينة الحبيب عليه الصلاة والسلام ،فرصة نصلي ونزور ،ونكسب الأجر بجبر خواطر الناس الله يصبرهم ويعينهم..بس إذا نمشي ذحين أحسن..
طالعت في ساعتها اللي ماتفارق يدها غير وقت النوم وتابعت/الساعة 2:30 يادوب نلحق ونصلي العصر في الطريق..أيش رأيكم؟
هزوا راسهم بموافقة وبعد ساعة كانوا عالخط السريع يصلوا العصر وكملوا طريقهم وعالمغرب كانوا في الحرم صلوا المغرب وراحوا العزاء وقاموا بالواجب وبعدها رجعوا عالحرم صلوا العشاء وزاروا الروضة الشريفة وراحوا اتعشوا وبعدها لفوا لحد ما أستأجروا شقة وناموا..صحيت جوري قبل الفجر صلت وترها وصحتهم وأخذوا أغراضهم ،راحوا عالحرم صلوا الفجر والضحى وبعدها مسكوا الخط وبعد ساعة،
ندى/ جوجو غني لنا يلا.
خالد/غني ذيك حق فيروز اللي تغني بدايتها وتوقفي كل مرة.
ندى/أيوه صح ليه كل ماتغنيها ترجعي توقفي.
إبتسمت جوري وهي تتذكر أغنيتها المفضلة اللي تغنيها دائماً مع عبدالرحمن وبهدوء/عادي..بس بنسى كلماتها وأوقف.
ندى/طيب غني أي شيئ يلاا جوجو.
أتنهدت بأسى من ندى اللي مارح تسكت لين تغني لها.. بدأت تدندن لحن خفيف وتنشد بصوتها العذب..
مع الله فى لألآت النجوم و حبك الغيوم و ضوء القمر
مع الله عند هزيم الرعود و لمع البروق و دفق المطر
مع الله فى الفلك المستطير و فى الشمس تجرى إلى مستقر
مع الله فى الأرض فى سهلها و أودائها و الرواسى الكبر
مع الله سامع صوت الدبيب من النمل أنى و أيان مر
مع الله و النحل يحسو الرحيق و يحمى جناه بوخز الإبر
مع الله فى وحى قرآنه مع الله فى آييه و السور
مع الله فى قصص الأولين و فى قصص الأولين العبر..
خلصت وبضحكة/إن شاء الله أنطربتي مدام ندى..لاعد تطلبي أغاني مرة ثانية.
صفقوا لها بإعجاب،ندى بضحكة/ لا خلاص أرتاحي وبعدين أفكر.
خالد/أنا جعت ماتبو تفطروا؟
ندى وجوري بصوت واحد/ إلا،هههههههههههه
وقفوا في محطة وأخذوا كرواسان بالجبنة والزعتر وخالد وندى طلبوا قهوة فرنسية وجوري برتقال فريش..وكملوا طريقهم وجوري تصور بكاميرتها .
ندي بملل/جوجو ماتعبتي تصوير،في الحرم صورتي وذحين تصوري تراه نفس المنظر..
لفت عليها جوري لإنها راكبه قدام وندى وراء وعدلت نظارتها بإستغراب/كيف نفس المنظر..في الحرم كنت أصور الشروق والشمس دوبها تفتح، والسماء شكلها غير وأجواء الحرم غير..وهنا الشمس غير والمناظر المحيطة غير..
خالد بضحكة/هههههههههه حلووه المحيطة من وين جبتيها ذي.
جوري بنظره/هههه ماتضحك على فكرة..
ضحكت ندى وكملوا طريقهم في الحش والسوالف..
فجأة لف خالد بالسيارة بقوة وخرجت عن الطريق بسرعة وسط صراخ البنات وماقدر خالد يسيطر عليها وأنقلبت عدة مرات لفترة قبل ماتستقر أخيراً عالأرض..
فتحت عيونها بألم وحست بشيئ دافئ مغرق وجهها ،كحت بألم وبلعت ريقهاوذاقت طعم الدم اللي خلالها تركز وتحاول تستجمع شتاتها بسرعة.. مسحت عيونها وصاحت بألم مسكت كتفها اليمين بشويش مو قادرة تحركه وماهي قادرة تشوف بدون نظارتها والدنيا كلها غبار والقزاز كله متكسر وطايح،حاولت تتحرك علشان تخرج من السيارة وصرخت بألم أكبر وهي تشوف رجولها محشوره وكبوت السيارة داخل عليها ومقيد حركتها،ألتفتت لخالد اللي كان ساكن جنبها بدون أي حركة وجهه ملطخ بالدم،مدت يدها الشمال وهزت كتفه بخوف/خااالد..خالد قوم.. خالد.
زاد خوفها لما ماتحرك ولارد عليها وأنتبهت ليده المنتفخه وباين إنها مكسورة والعظم مو في مكانه ،لفت تشوف ندى اللي كانت ممده عالكرسي وشعرها مغطي وجهها ومو قادرة تشوفها ،حاولت تمد يدها وتلمسها بأطراف أصابعها/ندى.. حبيبتي قومي..ندى..
نزلت دموعها بغزارة ورجعت تهز خالد بقوة وهي تصرخ/خالد يلا قوم..بنرجع البيت
الأولاد وأمي مستنيين..خالد..خالد..ندى..يلاا قوموا..يلاا..ردوا عليا.. يارب لطفك يارب.. يارب رحمتك وعفوك..أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدً عبده ورسوله .
فكرت في أولادها.. في أهلها،ماودعتهم ولا أتسامحت منهم.. طيب أولادها مين بيربيهم..أيش هيصير لهم لما يعرفوا بموتهم..ضربت خالد بهستيريا وهي تصرخ علشان يسمعها..لمحت قارورة مويا جنب رجولها بس كانت طالعه شوية..حاولت لين قدرت تسحبها وهي عاضه على شفايفها من الألم،كانت مكسورة ونص المويا اللي فيها أنكبت..كبت الباقي في وجه خالد وفي لحظه شهق وسمعت صوته/كح كح كح..
غمضت عيونها براحة/الحمدلله،الحمدلله..أنت كويس..
طالع فيها وفي السيارة بتناحة وألتفت لندى اللي على حالها..حاول يفك حزام الأمان اللي علق في البداية وبعد عدة محاولات أنفك، سحب بلوزته ومسح وجهه وخرج وفتح باب ندى وجلس عالأرض وضرب وجهها بخفه/ندى حبيبتي..قلبي سامعتني.
غمضت جوري عيونها بألم وهي حاسه بدوخه وغثيان وبهمس/حاول تطلعها أخاف السيارة تنحرق.
طالع فيها بخوف ومارد عليها ورجع يحاول يسحب ندى بيده السليمة لين قدر يجرها من الكرسي وسندها عليه وبعدها عن السيارة وممدها عالأرض وهو لسا يحاول يصحيها.. حط رأسه على صدرها وأرتاح لما سمع قلبها يدق..
شافته جوري راجع للسيارة وإبتسمت براحة أخيراً هيطلعها من هنا،بس هو رجع الكرسي اللي وراء يدور شيئ وبعدها رجع طالع مكان السايق ولما مالقي اللي يدور عليه تركها ورجع لندى.
راقبته جوري بصدمة وعدم تصديق ودموعها تنزل على خدها بصمت ماكانت قادرة تركز بس اللي متأكدة منه إنه أتخلى عنها.. "ماألتف لي ولا أهتم إذا كنت عايشه ولاميته، ماسألني أنا بخير ..سليمة ولامكسورة" غمضت عيونها بألم للحظه وفتحتها وهي تزفر بهدوء،مسحت دموعها بكم عبايتها بقوة وألم من وجهها المجروح وهي تهز رأسها علشان تطرد الدوخه اللي حاسه فيها وصارت تضحك بألم وهي تحاول تسحب رجولها في محاولة منها لتحريرها وتهمس/عمري ماأحتجتك وإن شاء الله ماأحتاجك أبداً..
وفي لحظة تحولت دوختها لأغماء...
-------------
فتحت عيونها بثقل وقدامها واحد منحني ويحاول يفتح الباب، لفت رأسها للجهه الثانية وشافت خالد وندى ومعاهم واحد ثاني،مسكت راسها بألم وألتفتت للي يكلمها /أختي حاولي تتحركي وتطلعي من الباب الثاني..ذا عالق.
طالعت فيه بعدم تركيز للحظات قبل ماتنتبه لملامحه الغريبة عليها،حرك يده قدام وجهها /أختي سامعتني ..أنتي بخير ..
حست بشعرها على يدها وشهقت بصدمة "يارب سترك وعفوك..يارب حسن الخاتمة"
نزلت رأسها وبصوت مخنوق/روح من هنا روح..أبعد.
طالع فيها بإستغراب/نعم..أيش قلتي.
جوري برجفة/لو سمحت أبعد من هنا روح.. شافها وهي تحاول تغطي وجهها بيدها وبعصبية/أنا بساعدك موجالس أتفرج عليكي.
ردت بصوت باكي/ ماقصدي والله جزاك الله خير.. بس روح أنا بدون غطى ما يجوز روح.
مسح وجهه بقهر وراح لخالد وبغضب/أنت.. قوم ساعد أهلك اللي تاركهم في السيارة.
الرجل الثاني بصدمة/في أحد في السيارة!
الرجل الأول/فيه وحده عالقة والباب خربان.
الرجل الثاني خلص ربط الجبيرة على يد خالد/ياخوي قوم شوف أهلك اللي في السيارة.. ذي طيبه ومافيها شيي.
خالد بجمود/لا، ماأقدر أسيبها وأروح.
الرجل الأول هجم على خالد وبصراخ/قوم يالنذل..ماتبي أساعدها لإنها بدون غطاء..
حاول خالد يدفه/ هيا قوية وماتحتاجني لكن ندى ما تقدر تسوي شيئ بدوني.
الرجل الثاني/خلاص فكه..الإسعاف والدفاع المدني بيجوا ويساعدوها.
رمى خالد بعنف عالأرض وجري للسيارة وهو يفكر في الغبية اللي فيها،قرب منها وهو معطيها ظهره وبعصبية/ياأختي ذا اللي معاكي مو راضي يجي يساعدك..خليني أساعدك.
حست كأنها غطست في بحيرة متجمدة وعميقة من رد خالد اللي صدمها ..وببرود/مو محتاجة مساعدة منه بالذات ولو كان فيها موتي،لا عد تطلبه يساعدني .. وأنت يعطيك العافية رايتك بيضاء وماقصرت.. روح.
رد بغضب/يعني نخليكي هنا ونروح.. تستهبلي أنتي..غبية.
إبتسمت على كلامه وبغصة/مابيدك شيئ ولاتقدر تساعدني أنا تحت رحمة رب العباد هو ألطف وأرحم بي ..
زفر بضيق وبحدة/شوفي يابنت الناس أنا مو متحرك من هنا إلا بعد ماتطلعي..فهمتي.
جوري بألم/ربي يشهد عليا إن كلامك ذا جميل في رقبتي ليوم الدين ومهما قلت مارح أقدر أوفيك حقك. .بس قلت لك مارح تقدر تساعدني ،وأنا ماعليا غطا.. خليني أقابل ربي وأنا مرتاحة.. مو بمعصية.
ضرب السيارة بغضب/ أنتي ليه متشائمة، وبعدين الضرورات تبيح المحظورات..خليني أساعدك وأطلعك من هنا.. وربي شايف وعالم بنيتك.
شد بلوزته بقهر وهو يسمع بكاها المكتوم، وفجأة صاح فيها/ينفع ذا..
رفعت وجهها ليه وشافته قدامها ولاف وجهه عنها وماسك طرف شال..
ردت بسرعة/أيوه.
وبسرعة فك الشال الملفوف على رقبته ومده لها، أخذته منه بإمتنان كان مقلم بالأبيض والأسود ومتوسط السمك والطول وتقدر تغطي فيه زي الطرحة..حطته على رأسها بصعوبة ولفته أي كلام لإنها بيد وحده ورمت طرف الشال على وجهها ونزلت دموعها براحة "الحمدلله" وبإمتنان/جزاك الله خير،والله يستر عليك وعلى أهلك دنيا واخره.
طالع فيها وهو يهز رأسه بتعب /ماسوينا شي..بس ساعديني وأطلعي من الجهة الثانية ذا الباب خربان.
أخذت نفس وبهدوء/ياأخوي قلت لك ما تقدر تساعدني، رجولي عالقة ومو قادرة أحركها..أصلاً حاسه حديد الكبوت مغروز فيها..
أنتبهت لخويه اللي واقف جنب كرسي السواق ويكلمها/أختي ممكن أحاول أسحب رجلك.
هزت رأسها بتردد..ركب في كرسي السايق ومد أيديه لرجلها وحاول يسحبها بشويش وهي شاده على أسنانها بقوة،وحاولت تبعد عنه وتعطيه مجال بس ضربت كتفها اليمين في الباب بقوة وصرخت/آآآآآه..
ضربت رأسها عالكرسي بألم وهي تمسك كتفها بيدها الشمال.
الرجل الأول بقلق/خير وش صار.
سكتت شويه وهي تشد على كتفها وحاسه رأسها بينفجر من ألم رجولها وكتفها وبهمس/كتفي شكله مخلوع.
خرج الرجل الثاني/والله مارح نقدر نسوي شيئ الكبوت حاشرها بقوة وداخل في رجولها إذا ماكان قطعها لاقدر الله.
جوري بألم/خلاص روحوا جزاكم الله خير.. مابيدكم شيئ.
ألتفت الرجل الثاني على خالد اللي حاضن ندى وقاعد في نفس الوضع،وبحدة/الظاهر ذا أنهبل وجن.
إبتسمت جوري بسخرية وألم ..أتصل الرجل الثاني وطالع فيهم قبل مايروح /أنا بطلع للخط علشان أدل الإسعاف عالمكان.
الرجل الأول/طيب خليني أشوف كتفك ،أنا دكتور لاتخافي مني.
همست بضعف/مو خايفة منك.
شالت يدها ومسك كتفها وذراعها بأيديه وفحصها/مافي كسر ،مخلوع زي ماقلتي.
راح ورجع بشنطة الإسعافات وبتردد/أختي خليني أشوف وجهك كله دم ،أكيد مجروحه..
ماقدرت ترد عليه حاسه بدوخه فضيعة وثقل في رأسها وهزت رأسها بضعف،قرب منها وسحب الشال عن وجهها وأخذ قطن وبدأ يمسح وجهها بشويش وشاف الخدوش والجروح الي عليه بسبب القزاز اللي أتكسر وفي نفسه"مو معقول ذاك الدم كله من ذي الخدوش"وبأمر /في جرح في رأسك لازم أشوفه.
سحب الشال بدون مايستنى ردها ،حط يده على رأسها بشويش ودخل أصابعه فشعرها وحس بلزوجة الدم فيها،رجع رأسها عالكرسي وأخذ شنطة الإسعافات وركب في مقعد السايق جنبها،نزل رأسها عالطبلون قدامها وحاول يفرق شعرها علشان يشوف الجرح وكان كبير ..نظفه وعقمة وحط عليه قطن ولفه بالشاش بقوة علشان يوقف النزيف ورجعها مكانها..نزل ولف للجهة الثانية وضرب خدها بخفه لما شافها مغمضة عيونها فتحت عيونها بصعوبة وبقلق/أتحملي شوية وخليكي صاحيه لاتنامي، الإسعاف بعد شويه يوصل.
حاولت تركز بصعوبة وأشرت لخالد وبهمس/
أمنتك..قله إذا الله أخذ أمانته لا..يقول لأهلي ..عن الحادث..وأولادي لايظلمهم ويفرق بينهم.
طالع فيها بهدوء/إن شاء الله.. خليني أرجع كتفك مكانه علشان مايألمك إذا طلعوكي المسعفين.. جاهزة..
هزت رأسها بموافقة وبإمتنان/مشكور عاللي سويته أنت وخويك..حلفتك بالله إذا ما عرفوا يطلعوني ومت..لا تلوموا نفسكم و تشيلوا بخاطركم شيئ،أنتوا سويتوا اللي تقدروا عليه.. لاتحملوا نفسكم ذنبي بيكون أجلي وجاء.
اتأملت المكان حولها بعيون زايغه وبهمس/عبادي وينك..ليه ماجيت. عبدالرحمن..تع---
هزها الرجال بشويش/أختي..ركزي شوي وأتحملي خليني أعالج كتفك.
طالعت فيه بهدوء وهمست بالشهادة .. أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدً عبده ورسوله .
أشهد أن لا إله إلا الله وأسهد أن محمدً عبده ورسوله .
أشهد أن لا إله إلا الله وأسهد أن محمدً عبده ورسوله..
وأخذت طرف الشال كورته وحطته في فمها وشدت عليه بأسنانها ، مسك يدها في يده وضغط عليها يطمنها وبصدق/لاتخافي والله ماأتحرك إلا وأنتي معي..أوثقي فيني.
نزلت دموعها بقهر من كلامه ومسحتها بسرعة،هزت رأسها بإمتنان وغمضت عيونها ولفت عالجهة الثانية.
أخذ نفس وحط يده الثانية على كتفها وسمى بالله وبحركة سريعة سمع صوت العظم وهو يرجع مكانه وشاف رأسها اللي ماتحمل الألم وطاح على صدرها معلناً إستسلامها لعالم الظلام.
(ياسمين)
المدرسة الساعة9:30
خرجت من القاعة والإبتسامة شاقة الوجه، رؤى بضحكة/دوووم الضحكة دي يارب .
سلوى/إن شاء الله الإمتحان كان حلو.
ضمتهم ياسمين بفرحة/حلو وسكر زيادة.. يلا مابتأخر بابا مستنيني برا.
رؤى/الحمدلله على سلامتها..بكلمك وبجي مع ماما وسلوى وأمها.
لبست عبايتها بإستعجال/تنوروا ياقلبي.
جات خلود تجري وبعصبية/حماره ليه رايحة بدوني..بروح معاكم المستشفى.
باستها ياسمين بحب وهي ملاحظة التغيير في معاملة خلود ليها وللبنات، وبأعتذار/سوري قلبوو..والله من فرحتي ودي أطير.. مو قادرة أصبر..أخيراً ماما صحيت.
خلود بمزح/بمشيلك هيا دي المرة علشان خاطر خاله بس .
سلموا عالبنات وخرجوا لخالد واللي معاه في السيارة علشان يروحوا لجوري.
(قبل ساعتين في المستشفى)
فتحت عيونها بصرخة وهي تبكي وتشهق بألم،
بسم الله عليكي.. لاتخافي أنا هنا..
ألتفتت للصوت الحنون وشافت عبدالرحمن جالس عالأرض قدامها بإبتسامته الهاديه وهو ماسك يدها بين أيديه وبهمس باكي/عبادي..
جلس جنبها عالسرير وضمها لصدره بحنان ومو مصدق إنها قدامه وتكلمه وبهمس/كذا تخوفيني عليكي..
زادت في ضمها ليه وهي تبكي بصوت مسموع وبتعب/ليه ماجيت بسرعة..أنا.. ناديتك..كنت خايفة.
أتنهد براحة وبهدوء/ وأنا سمعتك وجيت.. شوفيني هنا معاكي،بس أنتي كنتي تعبانة ونايمة.
بعدها عنه بشويش ومسح دموعها وبضحكة/أول مرة أشوفك تبكي كذا،من زمان عن دموعك..كل ذا شوق ليا.
إبتسمت وهزت رأسها بموافقة ،وبصوت مبحوح/ ياسمين وقصي وين..
باس يدها وبإبتسامة/راحوا المدرسة يختبروا، ساعتين ويكونوا هنا بإذن الله..
الحمدلله على سلامتك أميرتي..أمي والبقية هيطيروا من الفرح لما تكلميهم.
رددت وراه بعدم تركيز/يختبروا..أمي والبقية..أكلمهم!
عبدالرحمن بهدوء/موقلت لك كنتي تعبانه ونمتي كثير..وماكلمتي أمي والبقية من أكثر من أسبوعين.
شهقت وبقلق/كيف ما كلمتهم..أكيد أمي قلقانه عليا..ليه ما...خليتني أكلمهم.
ضغط على يدها بحب وأتذكر كلام الدكتور"هتكون مشوشه بعد ماتصحى ويمكن ماتركز وتعيد الكلام بعفوية.. ذا شيئ طبيعي بعد الإرتجاج اللي حصل لها..وإن شاء الله ماتطول الأعراض ذي معاها،وهنرجع نعيد الفحص مرة ثانية علشان نتأكد إنها مجرد أعراض مابعد الصدمة ومافي شيئ دائم" حوط وجهها بكفوفه وبإبتسامة/تحبي تكلميها..فيكي حيل.
هزت رأسها بمواقفة ..وأخذ الجوال وأتصل وفك الإسبيكر،وبعد رنتين سمع صوت أمه الملهوف/جوري حبيبتي..وينك يا بنتي.
عبدالرحمن يقلد صوت جوري وبضحكة/ أنا في الغرفة ياقلبي..
أم معاذ بعصبية/عبدالرحمن ياكلب..وين أختك،ليش تتكلم من جوالها.
جوري/يمه حبيبتي أنا هنا.
أم معاذ ببكاء/أمي وقلبي وروحي أنتي.. وينك ماعد كلمتيني ولا سألتي عليا.. ماتقولي عندك أم تخاف وتقلق لو غبتي.
وشوشها عبدالرحمن في أذنها،أخذت نفس وحاولت تمزح/يمه جالسه أختبر.. والمواد صعبة..ولما أسمع صوتك ..ماعد أبغى أذاكر،
أم معاذ بعتاب/ماهو عذر..أنتي فيكي حاجه لاتكذبي عليا..أنا حاسه .
رجع عبدالرحمن يوشوشها مرة ثانية ومسح دموعها وبزعل مفتعل/ذحين أنا اللي متصل وماكلفتي نفسك تقولي كيف حالك ياولدي ياحبيبي..
شهقت أم معاذ وبإستغراب/أيوه صدق..أنت أيش بتسوي عند أختك..مش قلت إن عندك دوري في الإمارات للشغل.
ضحك عبدالرحمن بقوة/هههههههههههههههه
يمه دورة دورة..أي دوري الله يحفظك.. شايفتني ألعب كرة في الحارة.
أم معاذ بقلق/عبادي لاتجنني..أيش وصلك لجدة..أتكلم سوا.
عبدالرحمن بجدية/يمه خلصنا الدورة في دبي والشركة قالت في دورة في جدة للي يحب يشارك فيها،قلت أشارك وأجي أطمن على أميرتنا.
أم معاذ بشك/وليش ماقلت،حتى غنى ماتعرف.
أتثأب وهو يتمغط/يمه أمس وصلت وبنتك ماخلتني أرقد جالسة تهدر فوق رأسي طول الليل.
أم معاذ بزعل/أحمد الله كلمتك ،مش زينا أكثر من أسبوعين ماتنازلت تكلمنا.
جوري من بين دموعها/أسفه يمه..سامحيني خلاص .. خلاص والله.. ماأعيدها..أسفه أخر مرة.
قفل الإسبيكر وبجدية/يمه الله يحفظك ماله داعي الكلام ذا..ذحين تنسى كل اللي ذاكرته
خلاص أحنا وصلنا المدرسة بعدين تكلمك.
أم معاذ/طيب هاتها أكلمها قبل ماتنزل.
أعطاها الجوال وبتعب/هلا يمه..لاتزعلي مني أنفداكي.
أم معاذ بحنان/ما زعلت يا روحي.. المهم إنك بخير..صوتك ليش كذا أنتي مريضة؟
جوري بإبتسامة/مزكمه بس ياقلبي وتعبانه من المذاكرة..إذا رجعت أكلمك بإذن الله.. يلا يمه أستودعتك الله.. السلام عليكم.
أم معاذ/الله يحفظك من كل شر ويسهل أمرك يا بنتي..وعليكم السلام والرحمة.
قفلت جوري وهي تبكي ،مسك عبدالرحمن يدها وبهدوء/أنتي ليه تبكي ذحين!
جوري بغصة/مدري..حاسه نفسي.. مخنوقة ومو قادرة أتنفس.
ضغط زر الإستدعاء وبعد لحظات دخلت صوفي وبإستغراب/ Why are you crying, my dear
(لماذا تبكين ياعزيزتي)
غطت جوري وجهها بكفوفها وبكيت بصمت،ألتفت عبدالرحمن للمرضة بقلق/ Would you give it a sedative
(هل تعطيها مهدئ)
رفعت جوري رأسها وبهمس/ لا مابغى مهدئ..سيبوني.. لوحدي بس .
جلس جنبها وبحنان/أنتي كويسه..حاسه بشيئ؟
هزت رأسها بلا،أتنفست بعمق للحظات، وبهدوء/الحمدلله بخيرلا تخاف حبيبي.. كم الساعة؟
شاف ساعته/7:30 الصباح.
طالعت في الستارة الضخمة/أفتح الستارة والشباك.. وأبغى أتوضى وأصلي الفجر..
سوا اللي طلبته وطلب من صوفي تساعدها وقبل مايخرج حط الجوال عالكومدينه وإبتسم/هكون برا،إذا مليتي أتصلي وتلقيني عندك في ثواني.
هزت رأسها بإبتسامة وباس رأسها وخرج، طلبت من صوفي وعاء فيه مويا وساعدتها تتوضأ وبعدها خرجت وتركتها تصلي وتشكي همومها لله.
↚
هناك من يهديك الحب دون أن تهديه شيئ.. وهناك من يهديك الألم ،ويذيقك مر الأيام بعد أن تهديه كل شيئ.
(الأحداث تتمه للبارت السابق)
(سند)
لندن 4 صباحاً
كان جالس في بلكونة جناحه في فندق (دورشستر) الشهير المطل على حديقة (الهايد بارك) وهي واحدة من أكبر الحدائق الملكية غرب لندن،ومشغول بقراءة وتوقيع بعض الملفات، وبعد نصف ساعة حط القلم عالطاولة الزجاجية بهدوء وجمع الملفات بترتيب في شنطتة الجلدية،ماعدا ملف واحد اتأمله بجمود قبل مايفتحه ويبدأ بقراءة الأوراق بصمت..جوري صالح الجابر..متزوجة ب خالد محمد *** وأم لطفلين ياسمين 13، قصي11 .. العمر 28 سنه.. السكن جدة حي**** طالبة ثانوي..أصيبت في حادث دخلت على أثره في غيبوبة.. الخ الخ الخ...
رمى الملف عالطاولة وراقب الأوراق اللي طيرها الهواء بلامبالاة قبل مايمشي لسور البلكونة ويستند عليها"ذي المعلومات وجبتها،ياترى أقلك هي وينها يبه ولا.. !" سرح في سماء لندن وذاكرتة ترجع بيه لشهور مضت..
(في الماضي)
واقف قدام الشباك اللي محتل جدار بأكمله ويطل عالبحر من الدور العشرين،وبدون ما يلتفت للباب اللي دق/أدخل ياريان.
دخل ريان وحط ملف عالمكتب وجلس عالكنب بصمت أحتراماً للشخصية الوقورة والباردة اللي قدامه وعينه تدور في المكتب بتنهيدة،كل مافي المكتب يوحي بالفخامة المتشحه بالسواد بداية من المكتب الزجاجي الضخم بقاعدته المصنوعة من خشب الأبنوس الأسود والستاير السوداء لطقم الكنب الجلدي الأسود واللوحات الفنية لأشهر الفنانين للسجاد الإيراني بألوانه الغامقة.. حتى غرفة الإجتماعات الضخمة المتصلة بالمكتب كانت ألوانها متفاوته بين الأسود والرمادي، وكانت الجدران المصبوغة باللون الأبيض وأصص النباتات المنتشرة في المكتب بتنسيق هي الشيئ الوحيد اللي كسر السواد وأعطى لمحة حياة للغرفة..وإن كانت فشلت في أعطاء اللمحة ذي لصاحب المكان.
صحي ريان من تأمله على صوت الجوال اللي رن لحد ما فصل ،ألتفت لسند لما رن الجوال للمرة الثانية،وبتردد/طال عمرك عندك مكالمة.
سند بدون مايلتفت وببرود/كم مرة قلت لك لا تناديني كذا.
ريان بهدوء/ إن شاء الله ،بس ذا جوالك الخاص..
أخيراً قرر يتحرك ويتوجه لمكتبه وقبل مايأخذ جواله فصل الإتصال ، جلس عالكرسي المقابل لريان وبتساؤل/تشرب قهوة..
هز رأسه بإبتسامة وطلب أثنين قهوة تركي سادة تشبه سند في سوادها ومرارتها .. رن الجوال للمرة الثالثة وهو في يده، وعقد حواجبه بإستغراب لما شاف رقم..ذا الجوال مخصصه لأهله ومحد معاه ذا الرقم غيرهم.. رفع الخط وببرود/ألو نعم..
غمض عيونه بنفاذ صبر لما مالقي جواب ورجع يعيد كلامه/ ألو.. مين معاي.
جاه صوت وحده/السلام عليكم..الأخ أبو بدر.
رد عليها ببرود/ وعليكم السلام والرحمة.. وصلتي أختي.
بصراحة أخوي عم مساعد تعب شويه ونقلن---
وقف فجأة وقاطعها بحدة/وش صار بأبوي.. أنتي مين.
ياأخي لحظه لو سمحت..هوا بخير بس السكر أنخفض شوية وذحين صار كويس، بس للأحتياط بننقله بالإسعاف على مستشفى*** وتقدروا تجوا وتتط----
عصب أول ماسمع أسم المستشفى اللي أول مرة يسمع فيه وماخلاها تكمل كلامها،
وبأمر/هييي أنتي، قولي للسواق بدل المستشفى الزباله اللي بتأخذوه ليه،يأخذه لمستشفى***هو يتعالج هناك وعارفين حالته..
تابع بحدة لما ماردت/هيييي أنتي فاهمه.
راح وراء المكتب يقفل الخزنة وهو ينتظر موافقتها المحتومة لأوامره،قبل ماينصدم باللي تقوله/أولاً"أحترم نفسك أيش هيييي ذي، ثانياً: السواق مو شغال عندي علشان أمشيه بكيفي هوا عنده تعليمات ونظام يمشي عليه،ثالثاً :حالة الوالد ما تسمح لنا ننقله للمستشفى اللي قلت عليه لإنه يبغى لنا ساعة عالأقل علشان نوصله في الزحمة ذي وهوا أولى بالوقت ذا يتعالج فيه.
رابعاً وهوا أهم من كل اللي قلته: بدل التفاهه والوقاحة اللي أنت فيها أتصل على مستشفى***** وخليهم يحولوا ملف الوالد الطبي على المستشفى الزباله اللي مو عاجبك علشان يعرفوا تاريخة المرضي، عالأقل سوي شيئ مفيد وبعدها وديه إن شاء الله المريخ.
شاف الجوال بصدمة للحظات لما أنقفل الخط في وجهه، ونقل نظراته بين الجوال وريان بعدم تصديق/قفلت في وجهي أنا!
طالع ريان في وجهه المصدوم بعدم فهم ،أخذ سند جواله الثاني ومفاتيحه وطلع من المكتب مثل الأعصار وهو يعيد الإتصال بنفس الرقم وريان وراه،غمض عيونه بغضب لما أنقفل الخط وأتنفس بعمق"أكيد مافي تغطية في المصعد"،راقبه ريان بإستغراب وقلق، أول مرة يشوف سند فاقد أعصابه وشايل قناع البرود وإنفعالاته ظاهره على وجهه بذي الطريقة..من صاحبة الإتصال الغريب اللي وصلته لذي الحالة.. أتصل سند من جواله الثاني وبسرعة/سالم وينك..
سالم/في وسط البلد عمي سند..
سند/وأبوي والشباب وينهم.
سالم بتردد/عمي مساعد..طلب مني أنتظره في السيارة وهو بيتمشى شوي وبيتصل لي أًجي أخذه.
فار دمه من حركات أبوه اللي مايخليها،كان لأخر لحظه متأمل أن الإتصال ذا مجرد لعبة لحرق أعصابه لكن كلام سالم قطع أخر أمل عنده وبحدة/شلون تخليه بروحه يا سالم..أنا موصيك ماتتركه لحاله أبد..
سالم بندم/والله عمي حاولت فيه وأترجيته أنزل معه أو يأخذ رافع وجاسم بس هو عيا وماقدرنا نعارضه..
سند/يصير خير..المهم روح أنت والشباب لمستشفى **** وأنتظروني لين أجيكم .
سالم بخوف/عم سند عمي مساعد فيه شيئ؟
سند ببرود/لاتحاتي،سوي اللي قلت لك عليه وبس.
قفل الخط وخرج برا الشركة وركب سيارته الرولز رايز السوداء مع ريان وببرود/مستشفى *** وسط البلد..ريان أتصل على دكتور رياض وخله يحول الملف الطبي للوالد علي مستشفى*** بسرعة،وأعمل إتصالاتك معاهم..
وعاد الإتصال وبرضه قفلت في وجهه ضغط عالجوال بغضب وهو يتحلف للي أتصلت واتجرأت تكلمه بذاك الأسلوب الوقح وتتطاول عليه، بس يتطمن على أبوه ويتأكد من السالفه..أتصل على جوال أبوه ورد عليه واحد/ هلا..
سند ببرود/إذا حاب تظل في وظيفتك فالأحسن إنك تنقل الوالد لمستشفى ****.
الرجال/والله ياأخوي أحنا وصلنا المستشفى.
قاطعه سند/يعني ماتبي تساعد نفسك.
الرجال/تقدر تتفضل وتنقله مكان ماتحب---
قفل في وجهه بدون ما يسمع باقي كلامه، ألتفت لريان ومد له جواله وببرود/أخر رقم في السجل،أبي أعرف صاحبته وكل شيئ عنها الحين.
أخذ ريان الجوال وأرسل الرقم لجواله وسوا إتصالاته وبعد عشر دقايق/الرقم بأسم خالد محمد، يمني مقيم ويشتغل محاسب في شركة *** تبي معلومات أكثر؟
أتنهد بصوت مسموع وباله مع أبوه"ياترى هي صادقه وأبوي بخير.. ولا أبوي مافيه شيئ وذي لعبة من واحد غبي ماحسبها صح وورط نفسه معاي"
عاد ريان سؤاله بتردد لانه عارف إن سند ما يحب أحد يكلمه وهو يفكر.
راقب المناظر اللي يمروا من جنبها ببرود/مو مستعجل،أتطمن عالوالد ولكل حادثاً حديث.
حكى لريان اللي صار وجلسوا يحللوا الموضوع كإنه قضية فلسطين لحد ما وصلوا المستشفى.. دخل سند وريان ووراهم أثنين من الحرس بجثثهم الضخمة ومسدساتهم الواضحة من تحت بدلهم السوداء ولقيوا خمسة من الموظفين في إستقبالهم، اتقدم واحد منهم من سند ومد يده بإرتباك واضح/ دكتور ربيع عبدالكريم مدير المستشفى.
طالع فيه سند ببرود قبل مايمد يده ويسلم عليه/وين الوالد.
أشر له دكتور ربيع عالطريق وبحماس/طال عمرك أحب أطمنك إن طويل العمر بصحة ممتازة وأنا أشرفت شخصياً على علاجه ونقله لغرفة الشخصيات البارزة و----
قاطعه سند بحركة من يده ومسكه واحد من الحرس على جنب ودخل سند وريان الغرفة
بهدوء/السلام عليكم.
أبو سند/وعليكم السلام والرحمة..
أتوجه سند وريان لأبوه وباسوا رأسه وهم يتحمدوا له بالسلامة..
جلس سند قدام أبوه وبإهتمام/يبه كيفك الحين..وش تحس فيه..
أبو سند بإبتسامة/الحمدلله مافيني إلا العافية يا بوك..لاتحاتي.
سند بعتاب/وشلون ماأحاتي يالغالي وأنت مهمل صحتك لين طحت..وش فايدة التنبيه المخصص لإبرتك..وش فايدة الناس اللي معك..ليه ماخليت سالم ولا أحد من الشباب يروح معك دامك تبي تتمشى..
دار بعينه بعدم رضى في الجناح اللي على قدر معقول من الفخامة وببرود/خلنا نطلع
من هنا لازم أتطمن عليك.
هز رأسه بلا/قلت لك خلاص أنا بخير مو مب محتاج لمستشفى ثاني..
دق الباب ودخل واحد من الحرس وبأدب/الحمدلله على سلامتك ياطويل العمر.. ماتشوف شر.
أبو سند/الله يسلمك يافهاد ،الشر مايجيك.
فهاد/طال عمرك الدكتور برا ويستئذن في الدخول.
أشر له سند وطلع بسرعة ودخل الدكتور/السلام عليكم.
ردوا السلام..ومدي يده وسلم عليهم بهدوء،طالع سند في بطاقته وبإهتمام /شلون صحة الوالد دكتور أحمد.
دكتور أحمد/صحته عامةً ممتازة ولله الحمد.. كل الحكاية إنه أنفعل وماأهتم بأكله اليوم وكمان ماأخذ الإنسولين في وقته لحد ماأستنزف طاقته وأنهار..بس الحمدلله كريمتكم أتصرفت بذكاء رفعت له مستوى السكر وأعطته الإنسولين بسرعة قبل مايتفاقم وضعة ويدخل في غيبوبة سكر.
طالع سند بإستغراب/كريمتنا!!
حاول ريان يستفسرمن الدكتور/هو كان معاه أحد؟
دكتور أحمد/أيوه..كريمتكم كانت معاه من أول مادخل الطوارئ.
سند ببرود/ أنتوا أيش النظام المتبع عندكم في المستشفى ذي.. أي أحد يقدر يدخل بسهوله!ممتاااااز .
دكتور أحمد بهدوء/والله مو من أختصاصي
أتابع أهل المريض ،أنا دكتور. .بعدين البنت أسعفته وأنقذت حياته وبعدها جات معاه عالطوارئ وكانت متابعه حالته لحظه بلحظه،غير إنها كانت تناديه بأبويا وأخذت بطاقة الأحوال وكملت بياناته في الإستقبال ودفعت تكاليف العلاج..بعد ذا كله أيش تبغاني أستنتج غير أنها بنته.
ضرب يده عالطاولة ووقف بغضب/تستنتج إنك غبي يادكتور..ذا أسمه تسيب وإهمال.. شفت هويتها..اتأكدت إنها تقرب له..ولا الشغله خذني جيتك..وكمان مأخذه بطاقة الوالد،يعني سرقته عيني عينك..
أبو سند بضيق/سند وش ذا الكلام الله يهديك.
دكتور أحمد/مين جاب سيرة سرقة،كل ما هنالك إنهم طلبوا منها تكمل بيانات الوالد وهيا جات وأستئذنت مني وأخذت البطاقة بس ورجعت محفظة الوالد لجيبه قدامي.. كل تصرفاتها تقول إنها بنته.
طلع أبو سند المحفظة لسند بغضب/أرتحت الحين.. وهي فعلاً بنتي.
طالع في الدكتور بإبتسامة أعتذار/السموحه منك يادكتور أحمد ويعطيك العافية،ياليت تعذر ولدي على كلامه..هو يقط خيط وخيط إذا أنشغل علي..تقدر تتفضل تعبناك معنا.
دكتور أحمد بقهر/مسموح يا عم مساعد ذا واجبي وماسويت شيئ.
طالع في سند بنظرة وتابع/وإذا في أحد يستاهل الشكر فهي الأخت اللي عن جد تعبت نفسها وأنقذت حياتك وراحت بدون كلمة شكر.
أبو سند بإبتسامة/مابين الأب وبنته شكر ياولدي..
طالع سند في الدكتور ببرود ظاهري وهو وده يلخبط معالم وجهه على نغزاته الواضحة،بس أضطر يسكت أحترام لأبوه
خرج الدكتور ومعاه ريان اللي فضل ينسحب ويتركهم يتكلموا براحتهم.
أبو سند بغضب/نعنبو إبليسك أنت ماتستحي تكلم الرجال كذا..على بالك موظف عندك.
سند ببرود/مابقي غير أوظف هالأشكال المهمله عندي علشان شغلي يوقف.
أبو سند بملل/أنت وبعدين معاك ليه مكبر السالفه، وبعدين شلون عرفت إني هنا..وبتريقة/لايكون عممت بلاغ عن ضياعي.
سند ببرود/والله بنتك ماقصرت أتصلت تبلغني وقلت أدبها علي.
أبو سند بإبتسامة/والله بنتي بنت رجال وسنعه وإذا قلت أدبها عليك فذا جزاك ،لإنك أكيد غلطت عليها ولا هي وش زينها.
وقف يساعد أبوه اللي نزل من السرير وبعصبية/أقلك قلت أدبها تقول جزاتي ووش زينها..أنت تعرفها من قبل؟
أبو سند بهدوء/لا ماعرف حتى أسمها ،بس أعرفك أنت وأسلوبك المستفز..تبي تفهمني إنك ماقطيت عليها كم كلمة من كلامك البارد اللي يغث.. وهي ردت عليك؟
طالع سند في أبوه المستمتع بذا النقاش ويدافع عنها بإستماته كإنها من بقية أهله، خرجوا من الغرفة وببرود/مو مشكلة ساعة وأعرف عنها وش تأكل عالفطور.
وقف أبو سند وبجدية/سند البنت ذي مالك فيها ولا تدور عليها..
سند/اللي يسمعك يقول إني رجل عصابة ومدري وش بسوي فيها..أنا بشوف وش وراها وبطمن لا أكثر.
أبو سند بتهديد/أترك عنك الدكتور أحمد، والبنت لا تتدخل فيها بأي شكل من الأشكال..والأفضل إنك تنساها وتشيلها من بالك نهائياً..ماأبيك تعرف حتى أسمها ياسند..فهمت..
هز رأسه بموافقة جامده زي ملامحه وخرجوا للسيارات اللي واقفة قدام مدخل المستشفى ولفتت إنتباه الناس بموديلاتها الحديثة والغالية وبالحرس الضخام اللي موزعين عند البوابة وماشيين وراهم، وأعطوا للناس صورة واضحة عن شخصية أصحابها ومركزهم الإجتماعي في البلد..
أتحركت سيارة أبو سند عالبيت وأول ما أختفت من قدامه رجع المستشفى وفي باله شيئ واحد بس.
رجع من ذكريات الماضي لما سمع صوت تنبيه أذان الفجر وراح يتوضأ ويصلي وهو ناوي يتصل بأبوه ويبلغه باللي عرفه.
(جوري)
الخميس 7:30صباحاً
بعد ما تركها عبدالرحمن وساعدتها صوفي عالوضوء،صلت الفجر وقرأت اللي قدرت عليه من القرأن وماقدرت تكمل بسبب صداعها وألم عيونها القوي..رجعت المصحف مكانه عالكومدينه وسندت رأسها عالمخدة وغمضت عيونها بتعب،مر في بالها حلمها عن حادث السيارة وحست بغصة غريبة وهي تفكر أو تحاول تفكر وتجمع خيوط اللي صار في ذهنها،كل اللي فاكرته مجرد ومضات لحادث وكلام مبعثر عنه من الدكتور اللي زارها في الليل ومن عبدالرحمن.. حاسه بأشياء كثيرة فاقدتها ومحسستها بالضياع والتشتت،ذكريات مبهمه..تفاصيل غايبه عنها..وفجوة في داخلها بتتوسع تدريجياً لحد مارح تلتهم البقية من اللمحات اللي بتحاول تتمسك بيها رغم إنها سببت لها الألم والخيبة ..حست بصداعها زاد
وبموجة بغثيان قوية تهدد بفقدانها السيطرة
على نفسها..وبدون تردد ضغطت زر إستدعاء الممرضات وعلقت عليه، وفي لحظات كانت صوفي وعبدالرحمن هاجمين عالغرفة بسرعة، صوفي بقلق/ what happened
(ماذا حدث)
شافها عبدالرحمن حاطه يدها على فمها ويدها الثانية ضامتها على صدرها بقوة قرب منها سلة الزبالة بسرعة علشان تستفرغ وصار يضرب ظهرها بخفه.. وبعد ماخلصت غسلت فمها وأعطى السلة لصوفي اللي أشر لها تطلع بعد ما طلبت الدكتور،عدل المخدات عالسرير وسند رأس جوري عليها بشويش، وبلل المناديل بمويا باردة ومسح وجهها وبقلق/ حبيبتي بأيش حاسه..
غمضت عيونها ونزلت دموعها بصمت لإنها موعارفه هيا بتبكي ليه أساساً، دقائق ودق الباب وغطت وجهها بسرعة ومسحت دموعها بطرحتها، ودخل دكتور فهد ومعاه دكتور ثاني وصوفي وهم يسلموا وردوا عليهم السلام. جلس دكتور فهد قدام جوري وبإبتسامة/صباح الخير..ماشاء الله شكلك اليوم أحسن بكثير ..قولي لي أيش اللي تاعبك..سلامات.
هزت كتفها بمدري بدون ما ورد عليه،طالع في عبدالرحمن والدكتور اللي معاه وحك خده بمزح/شوفي هو أنا دكتور شاطر ،بس مو لدرجة إني أعرف أيش فيكي بدون ماتقولي..
مسك عبدالرحمن يدها وبحنان/حبيبتي قولي اللي تاعبك ،لاتستحي ..ماتبغي تطلعي من هنا..
هزت رأسها بأيوه، وتشجع فهد/طيب ممكن تكشفيي وجهك.
سحب عبدالرحمن الطرحة عن وجهها بسرعة ،وأنتبه دكتور فهد لوجهها الأحمر وعيونها المنتفخه من البكاء وبمزح/الظاهر المكيف خربان..شوفي وجهك كيف أحمر من الحر..
جوري بهدوء/أبغى أطلع من هنا،أكتب لي خروج لو سمحت.
دكتور فهد/مليتي منا بذي السرعة،توك مالحقتي تتعرفي علينا..بعدين لسا في شوية فحوصات نعملها علشان نتطمن عليكي قبل ماتتركينا..قولي بأيش حاسه.
أخذت نفس بعمق وبهمس/حاسه بصداع وغثيان وعيوني تعورني ومو شايفه مزبوط، وحاسه إني مضيعه ..وأبغى.. أبكي وهنا (أشرت على قلبها) مررره يعورني..حاسه إني..مو أنا.. وموقادرة اتحكم في نفسي. صوفي قاست لها الضغط والسكر، وكشف فهد على عيونها وسمع نبضات قلبها بالسماعة،وبجدية/شوفي يامدام جوري الضغط والسكر عندك منخفض وضربات قلبك سريعة..حاولي تهدي أعصابك أنتي خارجة من غيبوبة ووضعك حرج في ذي المرحلة.. الغثيان والصداع وحتى الزغلله وتشويش الرؤية أعراض ملازمه للإرتجاج اللي حصل لك..يعني إنك تعاني منها اليومين الجايه شيئ طبيعي ،بس إذا استمرت أكثر من كذا فذا اللي خطير.. علشان كذا حاولي تتماسكي وتصبري علشان تخفي بسرعة.
جوري برجفة/أنا مو فاكره الحادث..بش شفت حلم وكان يشبه الكلام اللي قلتوه.. وبعدها صارت تجي في بالي أشياء وذكريات عن نفس الحلم ،ياترى هوا مجرد حلم ولا حقيقة وفعلاً صار؟
قرب منها الدكتور الثاني وبهدوء/عالغالب اللي شفتيه كان هوا حقيقة الحادث اللي صار لكن بسبب الإصابة اللي في رأسك والإرتجاج فقدتي السيطرة على ذكرياتك وطريقة تذكرها وإستحضارها متى ماأردتي، وحكاية الحلم ذي ماهي غير وسيلة ذكية من الدماغ لعرض ذكرياتك اللي شكلك قاعده تضغطي على نفسك علشان تتذكريها .. ونفسيتك المتغيرة شيئ طبيعي بعد الحادث.. حاولي ترتاحي وأعطي نفسك فرصة وأنتي هترجعي زي ماكنتي.
بعد عشر دقائق خرجوا من عندها وهي مرتاحه نوعاً ما.. وقعدت مع عبدالرحمن اللي حكى لها عند الحادث ،طالعت في عبدالرحمن بإستغراب/ يعني أنت كنت معايا من أول ماسويت الحادث ..
عبدالرحمن بتنهيدة/أنا في البداية كنت أحلم فيكي تناديني وتقولي إنك تعبانة وخايفة إستغربت من الحلم لإنه أتكرر،بعدها ركزت إنك من يومين ما تردي على إتصالاتي ورسايلي، حتى الواتس ماعد دخلتيه ولما سألت أمي والبنات وصالح قالوا نفس الكلام..أتصلت على خالد وأرتبك وقام يألف لي قصص، مره جوالك مكسور ومره مشغوله بالمذاكرة ومره خارجه.. اتأكدت إنك في مشكلة وقلت في البيت إن عندي دورة في دبي وجيت على هنا بعد الحادث بأسبوع .. ولما قالي خالد عاللي صار ماصدقته غير لماجيت وشفتك بعيني وأنتي بين الحياة والموت..ما عرفت أيش أسوي كنت..
أخذ نفس عميق وزفره بقوة وتابع/كنت أجلس معاكي ربع ساعة كل يوم أتكلم معاكي وأطمنك عالعيال ولما تطردني الممرضة كنت أراقبك من وراء قزاز العناية، كنت أصلي وأدعي لك طول الليل وبعدها أرجع الشقة أنام ساعتين وأوديهم المدرسة وبعدها أجيبهم يزوروكي ونرجع نذاكر وأوصلهم البيت..طبعاً جوالك أنتهى فرحت طلعت شريحة بنفس رقمك ورجعت بياناتك وكنت أرسل لأمي والبنات رسايل أطمنهم عليكي وألفت لهم قصة أعتكافك علشان المذاكرة..وأمي وأحلام مامشيت عليهم نهائياً، وأزعجوني.
مسحت دموعها وبإبتسامة متعبه/كإن الزمن بيعيد نفسه..نفس الظلام والخوف ونفس القلق والخوف ليكم.. ونفس الصوت اللي كان يطمني..تدري إني كنت أسمعك تقرأ القرآن..وأحس بيدك تشدني للنور علشان أطلع..كنت مصباحي المنير في ذيك العتمه..
عبدالرحمن بنظرة/الزمن مو بس عاد الأماكن والأحساس عاد الأشخاص كمان..في الحالتين كان لخالد يد في الموضوع بشكل أو بأخر..ولا أنا غلطان؟
أختفت إبتسامتها وحل محلها البرود،سكتت لدقائق وبشرود/ أنت وين ساكن..
طالع فيها بتمعن/فيصل رتب لي شقة قريبة من الشركة..ليه؟
سألته بنفس الشرود/ينفع تأخذني معاك.
عبدالرحمن بإستفسار/كيف أخذك معايا.. تشوفي الشقة وتزوريني وكذا.
هزت رأسها بلا/تأخذني أعيش معاك..أنا مابرجع لبيت خالد.
طالع فيها بعدم تصديق"بيت خالد" وبجدية/
أنتي تتكلمي من جد.. كيف يعني تعيشي معايا..
وبتردد/ بت ..بتتطلقي؟
أترددت الكلمة في بالها زي الصدى لعدة مرات وماحست لها أي تأثير سلبي في نفسها،كانت دايماً تتخوف من ذي الكلمة ومن تأثيرها السيئ في نفس اللي يسمعها..بس ذي المرة كان لها وقع من نوع أخر.. وكانها الكلمة اللي هتخلي كل شيئ يمشي بشكل مزبوط في حياتها.
أحترم سكوتها وراقب تعابير وجهها بإهتمام، "معقوله ..أخيراً فكرت في الطلاق،ولا ذا من تأثير الضربة اللي في رأسها" كرر سؤاله مرة ثانيه،طالعت فيه وكررت الكلمة كذا مره بهدوء / أتطلق...أتطلق..
أتنهدت بقوة وغمضت عيونها، وما قدر يمنع إبتسامة أتسللت لشفايفه لما تابعت بجديه/يمكن مو ذي اليومين .. بس الأكيد إني.. خلاص.. مالي حياة معاه من اليوم.
طالع في ملامحها الهاديه وهيا تتكلم،كانت تتكلم بجمود وإنطلاق وكأنها بتتكلم في شيئ عادي أو بتتكلم عن شخص ثاني ماله علاقة بيها،وبشك/ أيش اللي صار بينكم وخلاكي تفكري في الطلاق بعد كل اللي صار بينكم..أنتي مافكرتي في الطلاق حتى لما أتزوج عليكي، جايه ذحين بكل بساطة تطلبيه.
عقدت حواجبها وبهدوء/أيش اللي لازم أفهمه من كلامك ذا،إنك مو موافق؟
حرك يده قدامها بنفي وبإندفاع/ لااااااا ، مو قصدي كذا..بس بعد زواج دام 15 سنة تقريباً، وأكيد أتحملتي فيها أشياء ماتخطر في بالي..جايه ذحين تقولي طلاق وماتبغي أستغرب!! أيش سوى لك ذي المرة وخلاكي أخيراً ترمي طوبته زي ما بيقولوا.
أتنهدت/ماصار شيئ أو بالأحرى لسا ماتأكدت ،بس تقدر تقول إن ذا القرار المناسب وإن شاء الله أكون أتخذته في الوقت المناسب..بس مابغاك تتكلم مع خالد في أي شيئ ذحين..أبغى الأولاد يخلصوا إمتحاناتهم وبعدها يصير خير.
وبتردد/أنت مارديت ينفع تأخذني معاك ولاااا وجودنا هيضايقك؟
عص شفايفه بقهر وضربها في رأسها/طول عمري أقول إنك غبية،بس ماتوقعتك غبية للدرجة ذي..أحد يتضايق من نفسه!!
غمضت عيونها بألم وبهمس/آآآآيي رأسي ياحمار.
عض أصابعه بندم ومسك رأسها بشويش، وبخوف/عورتك..الله يكسر ي--------
قاطعته بتعب/لا تدعي على نفسك ياغبي.. شكل الغباء متوارث في العيله..
يلااا أتصل على معاذ بكلمه وحشني..وبعدها علي والبنات.
أتصل وفك الإسبيكر وبإبتسامة/السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
معاذ بفرحة/وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..حيا الله ذا الصوت..كيفك حبيبتي وكيف صحتك.. أنتي بخير..طمنيني عنك..
مسكت رأسها بألم بسبب ضحكتها/ الله يحييك ويبقيك ياعمري أنت..وحبه حبه عليا كل ذا بجاوب عليه مره وحده.
معاذ بتنهيدة/الحمدلله اللي رجعك لنا بالسلامة..كيف صرتي ذحين..في شيئ تاعبك.
طالعت في السقف للحظه وهي تحاول تمسك دموعها وبمرح/تصدق كنت حاسه نفسي مسافره عن جد ودوبي رجعت لما سمعت صوتك وصوت أمي..لاتخاف حبيبي أنا بخير وعافية.
عبدالرحمن بزعل/ذحين أنا ضارب مشوار لهنا وكسرت بلاط المستشفى رايح جاي عليكي وكل الممرضات حسبوني مجنون وأنا جنبك ألت وأعجن وماخليت حكاية ماحكيتها لك وأنتي نايمة ومشخره، وفي الأخير صوت معاذ هوا اللي رجعك..الله لنا بس، الله فوق.
جاها صوت علي وهو يخاصم معاذ/أنقلع بس لاأدفنك هنا..السلام عليكم.
صاحت بفرحة/علي حبيبي..وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..كيفك حالك حبيبي.
علي بعصبية/حالي زفت،ليش أنا أخر من يعلم..يعني هم أخوانك وأنا أبن البطة السوداء و لا كيف.
طالعت في عبدالرحمن بصدمة وعضت شفايفها بقهر/علي لا تقول كذا..أنا كنت------
قاطعها بغضب/وليش ماأقول هااا..لو كان حصلك حاجة لاقدر الله متى كنت هعرف.. في عزاكي ياغبية..
أخذ عبدالرحمن الجوال منها لما نزلت دموعها بغزارة ومسكت رأسها بألم، وبحدة/أنا اللي قلت لمعاذ مايتكلم مالك ومالها ..عجبك ذحين لما بكيتها وهيا تعبانه ياغبي..خلاص قفل مالت عليك.
علي بقلق/لحظه ..صدق بكيت..طيب هي كيف حالها ،هاتها أكلمها.
عبدالرحمن بغضب/مع نفسك..كانت تكلمك وهي فرحانه وسديت نفسها حسبي الله على غباءك..
سحبت جوري الجوال منه وبصوت باكي/ألو حبيبي.
عبدالرحمن بزعل/حبك برص ياحمار.. من جد زي ماقلتي الغباء متوارث في العيله.
علي بهدوء/عبادي أنقلع من جنبها خليني أكلمها..جوري حبيبتي..
جوري/هلا ..
علي/سامحيني ياقلبي ماقصدي بس والله قهرتوني ليش ماتكلموني.
جوري بتنهيدة/حصل خير مو زعلانه..بس عبادي ماحب يخوفكم..وخلاص أنا صرت بخير ومافيني إلا العافية.
كملوا سوالف وقفلت معاه أتصلت عالبقية تتطمن عليهم وتطمنهم.
↚
(خالد)
المستشفى الساعة 6المغرب
وقف قدام الإستقبال/لو سمحت أخوي.. بسأل عن وحدة جات اليوم في حادث سيارة في الخط السريع..
الموظف/عندنا ثلاث حوادث اليوم..حرمتين وطفل..أسم المريضة لو سمحت.
خالد/جوري الجابر..
الموظف/تقدر تسأل الدكتور أحمد عبدالله هوا الإستشاري والمشرف على حالتها.
وفي مكتب الدكتور أحمد/السلام عليكم.
دكتور أحمد/وعليكم السلام والرحمة..آمرني ياخوي.
خالد/بسأل عن حالة جوري الجابر.. كيف وضعها.
دكتور أحمد بإهتمام/أيش تقرب لها.
خالد/زوجها.
أشر دكتور أحمد على يد خالد المجبسة والخدوش اللي في وجهه/الحمدلله عالسلامة ، أنت كنت معها وقت الحادث.
هز رأسه بموافقة،طالع فيه فيه للحظات/بصراحة أنا أستغربت لما مالقيت أحد من أهلها هنا بعد العملية،وبياناتها ماعرفناها غير من الشرطة اللي جابت متعلقاتكم وعرفنا منها هويتها..
خالد بشرح/أهلي مايدروا عن الحادث ..أنا نقلوني على مستشفى ثانية وعلى ماقدرت أطلع وأعرف هيا فين جيت بسرعة.
دكتور أحمد/يأسفني إني أبلغك إن زوجتك في غيبوبة..
خالد بصدمة/غيبوبة،يعني هتموت؟
دكتور أحمد بهدوء/يارجال أذكر الله من جاب سيرة الموت، للأسف زوجتك جاتنا ووضعها خطير ،كانت محجوزة في السيارة لساعتين وأكثر ووصلت وهي بتعاني من نزيف وإرتجاج في المخ غير الكسور اللي في رجلها.. الحمدلله سيطرنا عالنزيف وعملنا لها عملية لرأسها علشان نخفف الضغط عن الدماغ ونقلنا لها دم..
أتنهد وتابع/ورجلها فيها كسر مضاعف عالجناها وجبسناها ،بس للأسف دخلت في غيبوبة بعد العملية على طول..
خالد بإرتباك/طيب متى تصحى من غيبوتها ذي.
دكتور أحمد/والله ذا شيئ بيد رب العالمين.. أدعوا لها والله كريم..
وقف خالد وشكر الدكتور وقبل مايطلع/ أقدر أشوفها.
طلب دكتور أحمد ممرضة ووصلته لقسم العناية المركزة،وبهدوء/تقدر تدخل لها عشر دقائق بس بعد التعقيم..دخل غرفة التعقيم ولبس لبس خاص ودخل لجوري،إرتبكت خطواته وهو يتقدم ناحية سريرها وشافها مغمضة عيونها بإستسلام وجسمها كله طالع منه أسلاك وموصل بأجهزة محاصرتها من الجانبين، شعرها مغطى بطرحة وكانت الخدوش واضحة في وجهها الشاحب، راقب تنفسها المنتظم تحت قناع الأكسجين اللي مستقر على وجهها..
أتذكر كيف تركها في السيارة وماساعدها، وبرجفة/أنا ماساعدتك لإنك كنتي محشورة في السيارة..يعني ماكنت أقدر أسوي لك شيئ، أنا كنت مستني الدفاع المدني يطلعك.. وبعدين كان في ناس تساعدك ..علشان كذا أنا كنت مطمن عليكي ،لكن ندى كانت مغمى عليها ومو راضيه تفوق وأنا أتلخبطت حسبت فيها شيئ والإسعاف جاء وأخذني مع ندى قبلك.. ندى كانت حامل وسقطت.. وهيا مره تعبانه..
مسك يدها وتابع/أنا عارف إنك مارح تزعلي مني ..أصلاً أنتي كنتي متأكدة إن ما بيدي شيئ علشان كذا ماطلبتي مساعدتي وكنتي مستنيه الدفاع المدني زيي.
دخلت الممرضة وطلبت منه يطلع..وراح عالإستقبال يشوف التكاليف، وبعدها راح عالبيت وكلم أهله باللي صار..
حس بأحد يهزه على كتفه ويوجعه للواقع ألتفت لمؤيد/أيش بك.
مؤيد بإبتسامة/كل ذا من الفرحة علشان جوجو صحيت،صرت مضيع الكل نزل وأنت قاعد متنح..
أنتبه إنهم وصلوا المستشفى وأهله نزلوا من السيارة وسبقوه على جوه ومابقي غيره ومؤيد اللي وصلهم لإن يد خالد لسا في الجبس..نزل مع مؤيد ودخلوا المستشفى وكله تفاؤل ووووووو ترقب...
(ياسمين&قصي)
خرجوا من الأصنصير بسرعة وجريوا في الممرات وعيونهم تدور على أرقام الغرف لين وقفوا قدام الغرفة المطلوبه،طالعوا في بعض بتوتر قبل ماتدق ياسمين الباب،فتح عبدالرحمن الباب بمرح/هلا والله ..مرحبا الساع..أقلطوا..
دخلوا ووقفوا قدام السرير بهدوء غريب وصاروا يتأملوا جوري الجالسه وسانده رأسها عالمخدات وشعرها مفرود ..ورغم قطعة الشاش اللي على جبينها والهالات السوداء تحت عيونها وبقايا الكدمة في طرف دقنها ووجهها الشاحب والمتعب.. إلا إنها كانت مبتسمة إبتسامة كبيرة منوره وجهها ومبينه غمازتها بوضوح، اتأملتهم بشوق ولهفه وشافت خوفهم ودموعهم، وبمرح/لذي الدرجة شكلي بشع ويخوف.
فتحت أيديها وتابعت/ماوحشتكم..
غمضت عيونها بألم مريح.. لما رموا نفسهم في حضنها في نفس الوقت وضموها بقوة
كانت دموعهم مزيج عجيب من الفرحة والراحة والشوق والأمان لحضنها اللي ضمهم بحب وحنان من يوم ما خرجوا عالدنيا..
أثنينهم كانوا يفكروا بنفس الطريقة..جوري بالنسبة لهم كل شيئ،هي الأم والأب..الأخت والصديقة.. المعلمة ومثلهم في كل شيئ حلو..بغيابها عنهم غاب الفرح والأمان عنهم..ولقيوا نفسهم فجأة لوحدهم رغم وجود الكل معاهم ومحاولاتهم التخفيف عنهم،وكان وجود خالهم الشيئ الوحيد اللي خفف عنهم بعدها..شكله، كلامه،إبتسامته، حنانه،وروحه كان فيه الشيئ الكثير منها.. بكوا لفترة حتى ماصار ينسمع منهم غير شقاتهم وبكوا عبدالرحمن وأم خالد وندى وفاطمه اللي دخلوا وراهم بدون ما أحد يحس عليهم..
سحبهم عبدالرحمن من حضنها بشويش وبمزح/وووول عليكم،أنا قلت لكم مابغى دموع..أتاريكم مجمعينها للقاء الأحبه..
وبعتاب/الدكتور لسا قايل ترتاح وتهدئ علشان رأسها تعبان.
باس رأسها وهمس لها/بروح لفيصل مدامهم هنا..إذا فضيتي كلميني.
ألتفت لأم خالد وعينه عالأرض/كيف حالك ياخاله والحمدلله على سلامتها.
أم خالد بصوت باكي/بخير الله يسلمك، والحمدلله قرت عينك بشوفتها.
عبدالرحمن وهوخارج /يستاهل الحمد..وتقر عينك بشوفة النبي عليه الصلاة والسلام بالله لا تتعبوها ياخاله ..السلام عليكم
كشفوا البنات بعد ماخرج وجريوا يسلموا عليها،ندى ببكاء/الحمدلله على سلامتك ياقلبي .. أنتي ماتدري أيش صار فيا بعد مافقت ولقيت نفسي في المستشفى ...والله خفت عليكي.
مسحت جوري دموعها وبإبتسامة/ خلاص لاتبكي كم مرة صرت قايله إنك تصيري موحلوه لما تبكي، والحمدلله على سلامتنا كلنا.
فاطمه دفت ندى وضمت جوري بقوة/خوفتينا عليكي يابايخه..الحمدلله اللي قومتي بالسلامه.. وحشتيني ورب البيت.
جوري بضحكه/أدري من غير يمين..أنتي كمان وحشتيني..ويلا أبعدي بكرشتك ذي ماشاء الله غطت أمي وماشفتها.
بعدوا عنها وقربت منها أم خالد وضمتها وهي تبكي بقوة،حطت جوري رأسها على كتفها وأطلقت العنان لدموعها براحة،وبعد دقائق من البكاء وجرعة الحنان اللي أخذتها من أمها ماحست غير ونادين تبوسها بعد ماحطتها ياسمين عالسرير،ضمتها جوري بشوق وصارت تبوس خدودها بقوة/يا عمري عالخدود وصاحبتها،وحشتيني ياسنفوره.
نادين/ماما دوري تحبيني؟
ضحكوا على سؤالها المعتاد،جوري /ياربي أحبك قد البحر والسماء..أنتي لسا مكانك ،نمت وصحيت وماحفظتي غيرها.
بعدتها عنها وطالعت في نادر بحب/حبيبي مابتسلم عليا،ماما ماوحشتك.
قرب منها وحضنها بقوة وهويبكي/أنتي ليه رحتي وسبتينا..أحنا كل يوم ندور عليكي في البيت..أنا سقيت حقك الورد وماخليت نادين تقطعه.
باسته بقوة ونعكشت له شعره/فديت الرجال والله..أصلي عليك يابطل..مره ثانيه لما هروح بقولك علشان تجيني،خلاص.
جلست ياسمين وقصي جنبها عالسرير وكل واحد في جهه وماسكين يدها في يدهم، أندق الباب بهبل وجاهم صوت مؤيد برجه وهو يغني ويطبل عالباب/جوجو،جوجو،جوجو حبيبي جوجو جوجو حبيبي ،قومي أقعدي من النومه يلا أقعدي من النومه ياأحلى أخواتي..جوجو يلا بدخل أتغطي وخلصيني قبل ماأنطرد.
لمت لها فاطمه شعرها ولفت لها الطرحة وهم ميتين ضحك عليه وقله قصي يدخل، جري لسريرها ومد يده وسلم عليها وأتربع عالأرض جنبها وبرجه/ألف لابأس عليكي يابعد قلبي..يابعد كبدي.. يابعد كل أحشائي، كل ذا نوم شوفي عيونك كيف صارت زي دب الباندا ،ياشيخه الرحمه حلوه..ما-----
قاطعته جوري وهي تمسح دموعها اللي نزلوا من كثر الضحك/طيب أرحمني وأرحم أذني من صوتك النشاز ياأخي..
مؤيد بزعل/وأنا ياظالمة ياقاسية ليه مارحمتيني وأنتي نايمة في العسل وتاركتني أتعذب مع ذول.. وأشر على فاطمه وندى وتابع بتمثيل/أنا أتعزبت من بعدك يخيتشي يابتعه..دي مابئتش وصفه في كتاب أبله نزيره ماجربوهاش في العبد لله..يالهوي يالهوي يالهوي عاللي جرالي ..داماكنش يومك ياعتريس ..دنا أتفئعت مرارتي وطحالي ولاغليغي..آه ياني يالاغليغي .
ضربته أم خالد لما غصت جوري من كثر الضحك وصارت تكح وتمسك رأسها بألم، وبعصبية/قوم أطلع من هنا هتموت البنت ،حسبي الله عليك من ولد أهبل.
شربتها ياسمين وبخوف/ماما ننادي الدكتور.
مسح قصي ظهرها بشويش وهو يسمي عليها و/ماما لاتمرضي ربي يسعدك.
هدأت كحتها وضمتهم بحب وبهمس/لاتخافوا حبايبي مدام أنتوا معايا أنا بخير..
مؤيد بملل/ترى صايره خكريه ويااااي،يعني إني حساسه وكذا..كل ذا من كثرة النوم أنتي-------
قاطعته أم خالد/مؤيد أنقلع وفكنا من شرك..أنطق ساكت ولا أطلع برا.
حط يده على فمه بخوف/بنطق أتفرج عليكم وأشوف أخرتها معاكي يامرة أبويا.
هزوا رأسهم بيأس من كلامه الكثير
طالعت جوري في الأولاد وببنرة تهديد/يلا بشروا أيش سويتوا في الإمتحانات من دوني.
قصي/أمممممم الحمدلله..كويس..يعني مو مررره كويس..إن شاء الله نعدي.
حطت يدها على خدها وطالعت في ياسمين
بإبتسامة/وأنتي ياسندريلا..أطربيني.
فركت أيديها كعادتها لماتتوتر أوترتبك/والله يا ماما عملت اللي قدامي عليه ربنا..يعني إن شاء الله ناجحه بس طبعاً من نفس درجاتنا قبل.
طالعت في نادر وهيا عارفه إنه تقويم بس عارفه إنه مستنيها تسأله زيهم وبثقه/أكيد نادر البطل هوا اللي حل مزبوط..صح حبيبي.
نادر بإبتسامة/حليت كل الأوراق،علشان لما تجي أوريكي هيا وتحطي لي نجمة .
جوري/خلاص لماتجي بكره جيبها وبحط لك نجمة كبيرة.
قصي/ترى كنا تذاكر بس في اللجنة كل المعلومات تطير.
ياسمين بحزن/أنا ماكنت قادره أركز،كل ماأفتكر..إنك...
غصت بدموعها وماقدرت تكمل كلامها، ضمتهم جوري بحنان/خلاص أنا صرت هنا وشوفوني بخير والحمدلله..وحتى إذا لاقدر الله ورسبتوا لسا فيه تعثري،يعني لامفر حبايبي..كم مادة باقية؟
ردوا سوا بفرح/وحده..الأحد..هههههههههههه
جوري بهدوء/أنا بكلم المدرسة وبروح أختبر كل اللي فاتني تعثري وإن شاء الله بننجح سوا
فاطمه بقلق/حبيبتي أنتي لسا تعبانه،أختبار أيه بس.
أم خالد/يا بنتي أرتاحي وأتحسني وبعدها وبعد شوفي المدرسة.
ندى/خلي سنه تروح مافيها شيئ المهم تقومي بالسلامة.
أخذتهم السوالف لحد ما دق الباب وسمعوا صوت ...
↚
(خالد)
وصل خالد ومؤيد للغرفة وسمعوا أصوات البنات والأولاد ووقفوا برا علشان يأخذوا الحريم راحتهم، مؤيد بحماس/ياالله مومصدق إن جوري صحيت..هم وإنزاح يا أخي،الحمدلله.
خالد بشرود/الحمدلله.. ماقلت لكم لاتخافوا جوري قوية وإن شاء الله بتقوم بالسلامة..
ضربه مؤيد في كتفه/حركات ،طلعت تحس فيها وكذا..ماكنت أدري إنك حبيب خطير.
ألتفتوا للباب اللي أنفتح وخرج عبدالرحمن وأول ماشافهم سلم عليهم/السلام عليكم..هلا والله ميدو..طولت عليا ياأخي ماشفتك من ....أمس.
مؤيد/وعليكم السلام والرحمة..عبادي حبيب البي تنكت أنت وجهك في الصباح..
عبدالرحمن بضحكة/وليه ماأنكت وأميرتي قامت بالسلامة.
مؤيد/برضك أميرتي وأميرتي،ترى اللوح ذا زوجها مو أنتا..لاتقعد تدلعها بعدين يغير.
سلم عبد الرحمن على خالد وإبتسامته شاقه الوجه،وبضحكة/ هلا باللوح..قصدي النسيييييب، أخوك ذا فله ومعدي.
فطس مؤيد من الضحك على خالد المكتوم، خالد بتوتر/لا عادي..كيفك..الحمدلله على سلامة جوري.
عبدالرحمن بروقان/الله يسلمك..وكيفي لا أحكي لك بس ،أخاف تنجلط هههههههههه.
طالع فيه خالد بإستغراب"أيش فيه ذا لايكون شارب شيئ شكله مو طبيعي ، لسا من يومين ماكان يطالع في وجهي،كل ذا فرح،ولااااا....تكون جوري قالت له شيئ.. بس شكله رايق،أكيد مو فاكره حاجه من الأساس"
مؤيد بملل /ياربي منك.. بالك مع جوري أكيد..الشوق الشوق..البو------
قاطعه عبدالرحمن وبتهديد/ أنطم وبلا قلة أدب،تراها أختي ياثور.
مؤيد بضحكة/يووووه..من زمان ما سمعتها وقلد صوت جوري(قليل أدب،قلة أدب)
وصار يطبل عالباب ويستهبل.
التفت عبدالرحمن لخالد/خلينا نشوفك يالنسيييييييب.
طالعت فيه بصدمة لما غمزلي وضحك وراح "أيش حكاية النسيب اللي طالع لي فيها ويشد عليها..قسم بالله شتلني..مو مرتاح لروقانه وكلامه ونظراته،هوا أنا موعاجبني من أول ،عامل فيها مهتم بجوري ويدلعها ويوصي عليها كأنها بنته وأميرتي وحركات سماجه..عامل فيها الأخ المثالي..بس ذحين فيه شيئ..ياخبر اليوم بفلوس بكرا ببلاش" طالع في الممر اللي فضي عليه ودخل الغرفة بتردد/السلام عليكم.
ردوا عليه السلام وراح لجوري باس رأسها
كانت ياسمين وقصي جالسين جنبها عالسرير كل واحد من جهه ونادين في حضنها ، حسيت الكل يطالع فيا،وبإرتباك/الحمدلله على سلامتك حبيبتي،فيا ولا فيكي.. خوفتيني عليكي.
طالعت فيا بنظرة غريبة للحظات قبل ماترد بهدوء/الله يسلمك..مافي شيئ يخوف، بتحصل في أحسن العائلات..والحمدلله قمت ومافيني إلا العافية.
صفق مؤيد بحماس/أحلى ياقاهرهم.
فاطمه/قول ماشاء الله لاتسدح لنا البنت..
أم خالدبحزن/أي والله..ماصدقنا رجعت لنا.. سمي وأذكر الله.
جوري بتنهيدة/خليه يمه.. وحشني جنانه وقلبه الأبيض.
مؤيد بحب/حبيبه البي والله..كنت من غيرك ومن غير أكلك..سيارة بلا بنزين..مكيف بدون كهرباء..أيش أقلك..حالتي كانت تصعب عالكافر.
طالعت في وجه جوري التعبان وبتردد/تدري إن ندى كانت حامل.. وسقطت بسبب الحادث.
ألتفتت لندى بزعل/لا بالله.. ألف سلامه عليكي ياقلبي..لاتزعلي حبيبتي أكيد خيره من رب العالمين.
ندى/الحمدلله على كل حال..المهم إنك قمتي بالسلامه،والباقي يتعوض.
طالعت فيها براحة،كانت تتكلم بطبيعتها مع ندى والبقية ومافيها شيئ..شكلي بس من التوتر قمت أتخيل أشياء مو موجوده..
دخلت الممرضة وقربت من جوري عدلت لها المغذي وشالت نادين وحطتها عالأرض وبعربيه مكسرة/مافي شيل بيبي..مااليش زيارة فينش..خلص.
صاحت ياسمين وقصي بأعتراض ونط مؤيد عندها و بهبل/سستر أنتي في هازبين.. في زوج.. بيبي.
هزت رأسها بفرح/أيوه في هازبين أند بيبي
عض شفايفه بقهر/خسارة كنت بقولك خلينا شويه وعريسك عليا.
جوري بنذاله/ It harnesses From you Sufi
(إنه يسخر منكي صوفي)
مؤيد بحقد/شوف الفتانه ..هبلا أنتي بعدين تسممك.
كشرت صوفي وبزعل/يلاا روه..أنتا مافي كويس.
وقف خالد/يلا خلوها ترتاح..بنجيكي بعد المغرب.
سلموا عليها وكلمت ياسمين وقصي شويه قبل مايسلموا عليها ويطلعوا..سألتها محتاجه شيئ؟
سكتت وبعدها ردت ببرود جمدني/منك!! أكيد لاااا.
جمدت مكاني بتناحه غريبة للحظات قبل ما أنتبه إن الممرضة عدلت سريرها وسدحتها على ظهرها تنام ومطنشه وجودي.
خرجت بهدوء وقلبي مو مرتاح "الله يستر"
(أبو سند)
شركة المنذر القابضة، الرياض 10صباحاً
وقع الأوراق وختمها وسلمها لريان وبجدية/ إن شاء الله المناقصة ذي ترسى علينا وبعدها أبدأ في التنفيذ على طول..مانبي نتأخر.
ريان بإبتسامة/إن شاء الله مارح يلقوا أحسن من عرضنا وبتكون من نصيبنا ذي المرة بعد..لاتنسى إن أبو بدر هو اللي أشرف عليها بنفسه.
أبوسند/البقية تقدروا تتفضلوا على أشغالكم ،ويعطيكم العافية.
خرج ريان وباقي الموظفين وبقي أبو سند وأخوانه.
أبو سلمان/دام سند في الموضوع أرقد وآمن ياأخوي.
أبووضاح/الله يحفظ لنا هالسند..والله من غيره ماكنا نقدر نتحرك.
أبو سند بحزن/الله عوضني فيه بدل أخوه المرحوم صقر الله يرحمه ويجعل مثواه الجنة.. وأنتوا بعد ماقصرتوا وقفتوا معي وكبرنا أشغالنا سوا.
أبو سلمان/لكن مانقدر ننكر إن سند كان له الدور الأكبر في رفع سعر أسهمنا وتطوير أشغالنا.
أبووضاح/لاتنسى إنه وسع نطاق الشغل من مجرد شركات مقاولة وبيع سيارات..لتصميم وتصنيع المجوهرات غير سلسلة الفنادق ، ولا تنسى سوق المعدات والأليات الثقيلة اللي صار لنا فيه مركز عالي ومسموع..
أبوسند/أخ بس لو يطيعني..كان أرتاح وريحنا معاه.
أبو سلطان بمواساة/خله يأخوي على راحته ولاتضغطون عليه..مرده بينسى.
أبو سلمان/وش نخليه براحته أنت بعد.. السالفة مهي سنه ولاأثنين،السالفة لها خمس سنين وهو مانسى ياخوي والعمر يركض وهو ماعاده بزر ترى الشيب خط برأسه.
أبوسند/ياخوي أنا ماقلت ينساها،ليش أنت ولاحنا نسيناها..بس أبيه يعيش حياته ويلتفت لعياله اللي مادري عنهم من يوم توفت أمهم.
أبوسلمان بحزن/محد ينسى ضناه يا مساعد وأنت مجرب فقد الضنى مثلي..لكن مثل ما يقولون الحي أبقى من الميت..الله يرحم موتانا وموتى المسلمين.
أمنوا وراه وقرأوا الفاتحة قبل مايرن جوال أبوسند برقم سند،وقف وأستئذن منهم وراح لمكتبه يرد عليه/السلام عليكم.
أبوسند/ وعليكم السلام والرحمة ..هلا بوليدي هلا بالغالي.
سند/هلا بك زود يا أبو صقر..وش عندك راضي على وتدللني..كيف صحتك بشرني عنك..أخذت الإبرة؟
سكت أبو مساعد بتفكير" سند ما يقول أبوصقر غير وفي شيئ محتار يقوله ويوصله،سترك يارب" وبهدوء/من يومي راضي عليك ..والله يبشرك بالجنة صحتي زينه والحمدلله والإبرة أخذتها من نص ساعة..أنت شلونك.. عسى كل شيئ ماشي زين عندك.
سند/زان لونك يالغالي الحمدلله مانشكي باس..أقول يبه بخصوص الموضوع اللي كلمتني فيه البارح.
أتنهد أبوسند براحة/إيه.. بنت صالح---
أتكلم سند بسرعة بدون ماينتبه إنه قاطع أبوه وكأنه يبغى يخلص، وببروده المعتاد/
والله البنت صار عليها حادث من أكثر من أسبوعين ودخلت في غيبوبة والحمدلله فاقت قبل كم يوم وصحتها زينه.
أبوسند بإستغراب/وشو..شلون سوت حادث ودخلت في غيبوبة.
سند/يبه الله يهديك وشو شلون..أمر الله عاد وقلت لك صارت زينه ومافيها إلا العافية، لاتحاتي.
أبو سند بعدم إقتناع/سند أنت وش تخربط.. أنت متأكد من كلامك..أنت أكيد غلطان.
سند بإستغراب/يبه أيش فيك..وش غلطان، أوراقها وملفها قدامي تبيني أقرأه لك.
أبو سند بضيق/لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم،هذي اللي بتجنني وبتذبحني بعد.
سند بعصبية/يبه هدي واللي يسلمك صحتك ماتستحمل..ماتسوى علينا هالجو--------قاطعه أبوه بغضب/أسكت بس،أنت موفاهم شيئ..أرسل معلوماتها وعنوانها بالفاكس ولاتتأخر..يلا في أمان الله.
قفل الجوال وجلس بتعب،دخل عليه ريان بعدها بدقيقة ،وبقلق/عمي عسى ماشر.. تعبان ،تحس بشيئ.
فتح أزرار ثوبه العلوية بهدوء/ماشر ياوليدي،لا هنت أطلب لي عصير ليمون وأتركني لحالي..وطمن سند إني بخير لايحاتي ويشغلك معاي.
طالع فيه ريان للحظات قبل ما يطلع/على أمرك عمي.
زفر أبوسند بضيق وسند رأسه عالكنب وغمض عيونه بهدوء وهو يتذكر مكالمته مع جوري قبل ساعتين بس..
كان قاعد يشرب القهوة مع أمه وزوجته لما
رن جواله وشاف المتصل(بنت الرجال) فتح الخط وجاه صوتها مبحوح/السلام و عليكم ورحمة الله وبركاته.
أبو سند/وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. هلا ببنيتي كيف حالك يابوك .
ردت بحب/ هلا بك يبه، بخير الله يسلمك ويبارك فيك .. وأنشد عنك يالغالي..
أبو سند/الحمدلله مانشكي باس.
جوري/كيفك وكيف صحتك يبه..أشتقت لك.
أتنهد/ من الله منيح مثل ماتقولي.. ومنك لا...
جوري بمرح/أحللللى يالسوري..تئبرني ليه زعلان.
أبو سند بعتاب/وينك لك أكثر من إسبوعين ماأتصلتي ولاقلتي لي أبو أنشد عنه وعن أخباره.. هذا وأنتي مشتاقه.
جوري بتعب/السموحه منك يبه..أدري إني مقصره..بس جوالي إنكسر وتعرف عليا أختبارات ..وماأهتميت أشتري جوال قلت أركز ..لإن أختباراتي صعبة ذي السنة ..بعدين تدري بكلامي كثير وماغير أصجكم وأذيكم أنت وأمي..
أبو سند بزعل/ماهقيتها منك يابوك..وش تصجينا وتأذينا..تدرين إني أحاتي لاتأخر إتصالك وحتى أم سند وأمي قاموا يحاتون مثلي ،ليه تشغلينا عليك.
جوري برجفه/خلاص يبه توووووبة،ماعد يردني عنكم إلا... الم..وت.. وعد مني..خلاص.. قلبك أبيض سامحني .
أبو سند/ الله يرضى عليك يابنيتي..المهم أنتي شلونك ووين أيامك..
جوري بتعب/الحمد لله ماناقصني غيركم بس أنشغلت بالمذاكرة والكتب..تعرف مدارس العيال وأمهم..أنت كيف السكر معك.. تأكل زين ومنتظم عالإبر ولا ساعات وساعات.
مساعد بملل/لاحول ولاقوة إلا بالله ..الحين أنتي غبتي كل ذي المدة ورديتي على نفس سؤالك ..الحمد لله أكل زين وأخذ الإبر عالوقت،تطمنتي الحين..وبعدين وش فيه صوتك..أنتي تعبانه.. فيكي شيئ.
جوري/مافيني شيئ فديتك،بس مزكمه وتعبانه من الأختبارات.. ولاتقعد تلف وتدور شكلك مايطمن.. أعطيني أمي لاهنت..
أبو سند/أفااا..الحين أنا ألف وأدور..أستحي يابنت.
جوري بتعب/ليه أستحي وأنا صادقة،أبطمن عليك..أعطيني ياها.
ثواني وسمعت صوت حنون/السلام عليكم..
جوري/وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. هلا يمه.. كيفك بالغالية..
أم سند/الحمد لله حبيبتي،أنتي شلونك وشلون الأولاد..وينك يمه ماعد ظهرتي.
جوري/زان لونك يمه،بخير ومشتاقه لكم.. السموحة منك يمه تعرفي أختبارات وحوسه.. أنت طمنيني عنك وعن البنات وجدي وجدتي كيف صحتهم.
أم سند/كلهم بخير وينشدون عنك حبيبتي، غبتي وأشغلتينا عليكي يمه، شوفي بحط عالإسبيكر علشان أمي تسمعك.
الجدة/السلام عليكم..
جوري/وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. هلا بالطش والرش شلونك يا جدة فقدتك والله.
الجدة/عن الكذب والهذرة الزايدة.. لافقدتيني ولاتدرين وين الله حاطني..ولا ماكنتي غطيتي كل هالمدة من غير لاتسألي..
جوري بغصه/ليه يانبع الحنان طيحتي جبهتي مرة وحده..الحين أهلي بك وأقلك وحشتيني ،تقولي كذابة..الله يسامحك يا جدة.
الجدة بحدة/جلدوا إبليس ..هما قلت لك لا تقولين جدة،قولي يمه.
جوري/ياجدة قلت لك عندي أربع أمهات،أبي جدة وحدة والله يطولي في عمرك.. مارح القى أزين منك..ولا تبين تتشبيين علشان الصقر يغرز عندك..
الجدة بحدة/أتشبب ياللي مابوجهك سحى..وش شايفتني.. عجوزاً غبرا.
جوري بضحكة/يخسون العجايز ياقمرهم كلهم.. أنتي زينة البنات وشيختهم..وش تبين بعد..ماقول غير ياويل حالك يابو مساعد كان عندك ذي الغزال وباقي عقل برأسك.
الجدة/خلي عنك العيارة يابنت صالح، شلونك يمه..وشلون عيالك..وينك فيه كل ذا؟
جوري/سامحيني يالغالية أدري إني مقصرة،بس والله غصباً عني تدرين فيني ماأصبر عنكم ..المهم أحنا بخير وماعلينا قاصر،أنت بشريني عنك وعن جدي..عساكم بخير.
الجدة/قلبي قايلي إن بك بلاء،لكن مانقول غير الله المستعان ..وحنا بخير مانشكي بأس يابنيتي بخير ونعمة الحمدلله..مير ننشد عنك وعن علومك..
جوري بضحكة/يستاهل الحمد ياأحلى جدة ..وعلومي تسرك لاتحاتين يالغالية..المهم ياجدرة سلمي عالصقر وبوسي رأسه مني..ورجيتكم لاتزعلوا مني وسامحوني عالقصور..
أبوسند/مسموحه يا بنتي.. المهم تطمنا عليكي ولاعد تشغلينا كذا مرة ثانية
جوري بتعب/إن شاء الله يبه أنت تأمر بس.. يلا أستئذنكم الحين..سلموا عالبنات وبرد أكلمهم بإذن الله..السلام عليكم.
ردوا السلام وقفلوا الجوال،الجدة بشك/ قلبي قايل إنها مو بمرتاحة وصايبها شيئ كايد وماتبي تقول.
أم سند بموافقة/وأنتي صادقة يمه..صوتها حيييل تعبان..معقول صاير شيئ بينها وبين رجلها.
الجدة/الوكاد إنها موب خالية هالجوري، الله يستر عليها.
ألتفتت أم سند لزوجها/وش رأيك تسألها وين ساكنة ونروح لها زيارة ونطمن عليها.. المسكينة مالها أحد هنا غير أهل رجلها.. وأخاف بينهم شيئ وماينصفوها على ولدهم.
أبو سند بتنهيدة/بس هي من البداية كانت واضحه معنا..قالت ماتبي نعرف عنها وتعرف عنا هالكثر، كل اللي تبيه نتطمن على بعض من وقت للثاني وبس.
الجدة/بس هالكلام كان قبل لا نعرف هل وتعرفنا ونصير أهل يمه..مايصير نخلي البنت وهي يمكن في ضيقة وماتبي تشغلنا.
أم سند/أمي معها حق..هالبنت ماتحب تشكي لأحد..من يوم عرفناها والضحكة شاقه حلقها أسم الله عليها..وماقد طرت زوجها وأهله وحتى ضرتها بالشينه وطول الوقت تمدح فيهم..
أبو سند/وهي لازم تلعن خيرهم علشان ترتاحوا..قالت لكم ربت بينهم يومن عمرها 15سنه والبنت زينه يعني أكيد يحبوها ومرتاحه معهم.
الجدة/البنت في غربه وأنا أمك،مايصير نخليها لحالها..هماك تقول إنها بنت من بناتك..وشلون تخلي بناتك وأنت ماتدري عنهن.
وقف بضيق/يشهد الله علي إني أعدها مثل البنات ويمكن أزود بعد ، مير ماأبي أضغط عليها وأضايقها يالغالية...بعدين هي وعدت ديما تجي ملكتها،خلص صبروا هالشهرين لين نشوفها ونتعرف عليها وبعدها يصير خير.
صوت الفاكس اللي أعلن عن إستلام فاكس جديد رجعه لوقته الحالي..شاف كأسة العصير عالطاولة قدامه وهومايدري متى أنحطت،شربها دفعه وحده وأخذ الفاكس اللي فيه معلومات جوري وبدأ يقرأها بإهتمام.
↚
أنا لا أريد منك حباً..ولاحتى مجرد إهتمام ..أريدك فقط أن تهديني نسياناً يمحو لك أي ذكرى أو وجود في حياتي.
(جوري)
الأثنين، الساعة 6المغرب
جوري بضحكة/حبيبتي أنتي..بس أستقر بكلمك بس لاتنسي هدية البيت الجديد ولاترى مابدخلك.
ساره/أقول طيري بس،قسم برفس الباب وأدخل،ولا أقلك بخلي سعد حبيبي يداهم بيتك وعاد وقتها بتترجيني.
جوري/ووووي عشتوا،سعد حبيبي..ترى ماهي راكبه سعد وحبيبي..ههههههههههههه.
ساره بزعل/قسم بالله سخيفة..الشرهه على اللي يبي يجيكي.
كتمت ضحكتها وبجدية/خلاص سوسو.. أصلاً الدلع ما يركب إلا على سعودك..عيشي حياتك ياقلبي..حبيبك وعمرك وكل شيئ،الله لا يحرمكم من بعض ويسعدكم يارب.
ساره بضحكة/أيوه..خليكي كذا عسوله وحبابه فديتك..يلا ياقلبوو لازم أقفل وبينا ألو.
جوري/ يلا بوسي لي عبودي وأنتبهي لنفسك.. إذا فضيت بدخل القروب..السلام عليكم.
طالعت في ساعتها بلهفه"كأنهم اتأخروا"
فكت سلسله من رقبتها وفتحت بالمفتاح المعلق فيها قفل دفترها الجلدي الأسود اللي في حضنها،.فتحت صفحة عشوائية مسكت قلمها للحظات وكتبت بخطها الجميل والمرتب..
(هناك أشخاص كلما تذكرت أنهم معي،أرمي همومي وراء ظهري..وأبتسم)
قلبت في صفحات دفترها بإبتسامة وهي تتذكر المواقف اللي مرت فيها وسبب كتابتها كل خاطره فيه..
قفلت دفترها وأتنهدت براحة أفتقدتها من زمن طويل..راحت للشباك وفتحته وصارت تتنفس بعمق وكأنها كانت محرومه من الهواء اتأملت قرص الشمس اللي بدأ رحلته للغروب وبهمس"الحمدلله كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.. زي ماغابت ذي الشمس وأنطوى نورها..رح أطوي كل صفحاتك معايا..ومع شروقها بكره هيكون مالك وجود في حياتي.. كأنك ماكنت فيها في يوم من الأيام.. كل شيئ هيكون بخير،أنا متأكده من ذا الشيئ"
رجعت بذاكرتها ليومين مضت وسرحت في أحداثها..
(الجمعة..الساعة11ظهراً)
صحيت من غفوتها القصيرة بتفاصيل أوضح وأكثر خاصةً إن نفسيتها أتحسنت من وقت اللي زاروها أولادها وأمها والبنات أمس.. تلفونها ما وقف رنين وإتصالات من أهلها و صديقاتها.. واليوم الفجر أصرت على صوفي علشان تفك عنها القسطرة.. غثيانها خف والزغلله والتشويش أختفى مع لبسها لنظارتها اللي جابها عبدالرحمن في الليل كان إطارها بلون وردي ومزخرف بورود من الجانبين وقزازها بتدريج وردي،إستغربت اللون لإن عبدالرحمن عارف إن الوردي مو من ألوانها المفضلة.. ولما سألته قال/علشان تشوفي الدنيا بنظرة وردية ومتفائله.. ماسمعتي سعاد حسني لما قالت: الحياة بئا لونها بمبي ،وأنا قنبك وأنت قنبي، بمبي،بمبي،بمبي.
جوري بضحكة/ صراحةً أقنعتني..مقبوله حبيبي وتسلم.
إبتسمت ولبست نظارتها ومسكت طرحتها اللي حاطتها جنبها أستعداد لدخول الدكاتره، تأملتها بتمعن لأول مره لعدة دقائق قبل ما تستدعي صوفي اللي جاتها بسرعة.
(الكلام الإنقليش هيكون بالفصحى)
صوفي/صباح الخير..
جوري بغصة/صباح الخير صوفي.. هلا أخبرتني من أين أتى هذا الشال.
صوفي بإبتسامة/عندما أستيقظتي وتم نقلك من قسم العناية المركزة لهنا كان معكي..وأيضاً..في الحقيقة.. بعد حضورك أتى شخصاً ما لرؤيتى وأعطاني مبلغاً من المال مقابل إن أقوم بالإهتمام بإبقاء هذا الشال على شعرك دوماً.
طالعت فيها جوري بصدمة وعدم تصديق، مسكت الشال المقلم بالأبيض والأسود وتتحسسته بأصابعها بهدوء"هوا نفس الشال تبع الرجال اللي ساعدني،أنا متأكدة"غمضت عيونها وصارت تأخذ شهيق وزفير بعمق وهدوء في محاوله منها لتمالك أعصابها والسيطرة على أحساسها بالغضب..والخذلان..
صوفي بقلق/عزيزتي لاتبدين بخير.. سوف أستدعي الطبيب.
هزت رأسها بزفض وهمست من وسط تنفسها المضطرب/ دكتور لا ..دموع بسببه لااا..أضعف بسببه لااا..هوا ولاشيئ وما يستاهل مني أي شيئ،حتى التفكير فيه مجرد هدر للوقت.
صوفي بتوتر/لست أفهم ماتقولين..
جوري بهدوء/هلا ساعدتني لكي أتوضأ ثم تتركيني لوحدي قليلاً..
صوفي بشك/هل أنتي متأكدة؟
هزت رأسها بموافقة ،وبعد ماساعدتها وطلعت.. أخذت الشال بإبتسامة وغطت شعرها ومسكت مصحفها وقرأت سورة الكهف بخشوع وبعد ماخلصت حست براحة وبإنها عالطريق الصح بالنسبة لخالد ..بعدت الشرشف عنها وطالعت في رجلها المجبسة بتنهيدة كانت تحس بألم وثقل غريب في رجولها بس الدكتور ناصف قال لها إنه طبيعي بسبب نومتها الطويلة وإنها محتاجة كم جلسة خفيفة للعلاج الطبيعي علشان تنشط دورتها الدموية وتحرك عضلاتها.. مسكت لبس المستشفى بأطراف أصابعها بعدم رضى "أيش يحسوا فيه لما يلبسوا الناس كذا" طول الليل وهي تفكر كيف تأخذ دش بدون لاتبلل الجرح اللي في رأسها ورجلها المجبسة وطلعت لها بحل وباقي التنفيذ..دقت الجرس لصوفي وربطت شعرها بحماس لإنها أخيراً هتتحرك.
صوفي/هل أنتي بخير عزيزتي.
جوري/الحمدلله ،ولماذا لا أكون بخير.
صوفي بإستغراب/حسنا لا أعلم..ولكن كنتي تبدين بحالة سيئة منذ قليل .
إبتسمت بمرح/حسناً ،لقد تغير الكثير في هذا القليل.
صوفي/أنتي غريبة حقاً ولا أفهمكي جوري.
ضحكت على ملامحها المبوزه،وبجدية/أريد منك أن تساعديني لكي أستحم.. هل تسمحين بذلك.
هزت رأسها برفض/ هل جننتي..ماذا عن رأسك وقدمك أيضاً؟
إبتسمت بمكر/لا تقلقي،لقد وجدت الحل لذلك..كل ماعليكي فعله هو وضع كرسيين
وحقيبتي في دورة المياة ومساعدتي للوصول إليها.. أأمممم وكيس بلاستيكي .
إبتسمت صوفي/ما الذي تفكرين به إيتها الشقية.
حركت سبابتها بلا قدامها/ساعديني أولا.
اترددت صوفي للحظات وبعدها/حسناً .. لكن الويل لكي مني إن حصل شيئ سيئ.
جوري بضحكة/لاتقلقي،إن شاء الله لن أتسبب في فصلك من عملك.
راحت تجيب اللي طلبته منها وجابت لها عكاز يساعدها عالحركة وحطت لها الشنطة اللي جابتها ياسمين لما زاروها المغرب في الحمام (أكرمكم الله)..
قربت منها ونزلت رجلها المجبسة من السرير بشويش حركت جوري رجلها الثانية علشان تنزل بس ماقدرت حست بثقل فيها،مسكتها بيدها وحاولت تحركها بدون فايدة،طالعت في صوفي بتوتر/لا أستطيع تحريك قدمي.
صوفي بإبتسامة/لابأس لابد أن عضلات وأعصاب قدمك قد أصابها الخمول بسبب نومك الطويل إيتها الجميلة النائمة.
كانت جالسه عالسرير ورجولها عالأرض، لمست رجلها ومررت أصابعها عليها بهدوء وبغصة/إنه ليس خمول..أنا لا أستطيع... الإحس..اس بقدمي..لا أشعر بحركة أصابعي عليها.
صوفي بقلق/أهدي قليلاً..سوف أستدعي الطبيب حالاً.
مسحت دموعها وهزت رأسها برفض/ليس الأن..
حاولت تحرك رجولها وصارت تقرصها وتضربها بدون ماتحس فيها بأي شيئ من اللي سوته تحت نظرات صوفي المصدومة والحزينة على حالة جوري اللي كانت مصره تحرك رجلها أوتحس بيها عالأقل..
بعد دقائق من المحاولات الفاشلة بطلت اللي تسويه وإبتسمت بإلم وبهمس/يبدو إني أصبحت مشلولة.
رن جوالها لفترة قبل ماتنبهها صوفي،شافت تؤام روحي يتصل بك،مسحت دموعها اللي كانت تنزل بصمت لفترة وأخذت نفس/السلام عليكم..هلا عبادي.
عبدالرحمن/وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..أهلين ياقلبي صحيتك .
جوري ببحه/طول عمرك مزعج أتعودت خلاص.
عبدالرحمن/جزاتي اللي كلمت دكتورك وسمح لك تأكلي،وبعزمك عالغداء..
حاولت تكون طبيعية/أأمممممم طيب جاي على بالي أكل جاوي ..
عبدالرحمن بضحكة/كان من ضمن الخيارات، خلاص جاوي جاوي،من نفس المطعم؟
جوري/أيوه.. وممكن تمر ياسمين وقصي وتجيبهم معاك نتغدى سوا.
عبدالرحمن/خلاص أصلي جمعة وامرهم نجيب الغداء ونجيكي..السلام عليكم.
جوري/وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
طالعت في صوفي اللي جلست جنبها عالسرير وماسكه يدها بحنان،إبتسمت لها وبمزح/لاتظني أني تخليت عن فكرة الإستحمام الأن..فأنا أنتظر أشخاص مميزون ويجب أن أبدو جميلة من أجلهم.
صوفي بموافقة/سوف يفقدوا وعيهم من شدة جمالك.
أشرت جوري عالعكاز بغصة/أظن إنه لن ينفعني بوضعي الجديد..سأحتاج لكرسي.
هزت صوفي رأسها وخرجت لفترة وبعدها رجعت وهي تدف كرسي متحرك قدامها،
طالعت جوري في الكرسي بصدمة ونزلت دموعها وهي تتخيل نفسها رهينة ليه لبقية حياتها،وبهمس/ إنا لله وإنا إليه راجعون.. لاحول ولاقوة إلا بالله..اللهم إني لا اسألك رد القضاء ولكني اسألك اللطف فيه.
قربت صوفي الكرسي منهاوسألتها/هل أنتي مستعده؟
مسحت دموعها وضربت وجهها بكفوفها بخفه وأخذت نفس عميق،وبهدوء/سأستند على العكاز لكي أقف وستساعديني لأنتقل للكرسي..بسم الله.
مسكت العكاز بيدها اليمين بقوة وحطت صوفي يدها على خصرهاويد على ذراعها الشمال ووقفتها ..سندت جسمها عالعكاز لثواني لحد مالفتها صوفي للكرسي وجلستها قبل ماتطيح، صوفي/هل تألمتي؟
هزت رأسها بنفي وإبتسمت/ لو تحسي باللي فيا ذي اللحظه كان طحتي مكانك..
منعت صوفي من دفها بحركة من يدها وحطت العكاز في حضنها وبغصة/كلما أعتدت عليه أسرع،كلما كان أفضل.
مسكت عجلات الكرسي وحست برجفه في قلبها قبل يدها من ملمسها البارد،سمت ودفت نفسها ببطء للحمام (أكرمكم الله)
لحقتها صوفي/حسناً مالذي تنوين فعله.
سحبت جوري كرسي وحطته تحت الدش مباشرةً وحطت الثاني على مسافة قدامه، جوري/ساعديني لأجلس هنا.
وقفتها بمساعدة العكاز وجلست عالكرسي تحت الدش ورفعت رجلها المجبسة عالكرسي الثاني ولفتها بالكيس البلاستيك بإحكام ..
صوفي/لم يخطر هذا في بالي.
جوري/سأحتاج مساعدتك لتغسلي شعري.
هزت صوفي رأسها بموافقة وبدأت جوري تفرق شعرها، وأتحسست بأصابعها الضماد اللي مغطي الجرح اللي محتل نص رأسها تقريباً وحست بأطراف شعرها اللي حلقوه علشان الجراحة واللي بدأت تنبت حول الضماد.. قسمت شعرها لجزء أمامي وخلفي علشان ماتبلل الضماد اللي في الوسط ، وغسلت صوفي شعرها بحذر ولفته بالمنشفة بتكشيره/لما لاتقومي بقصه،إنه طويل جداً وسيتعبكي في العناية به.
إبتسمت/لابأس ،فأنا أحبه هكذا..هلا فككت لي أربطة الرداء الخلفية وبعدها تستطيعي الذهاب حتى أنتهي.
صوفي/لماذا أذهب سأبقى لإساعدك على الإستحمام.
ضحكت جوري بخفه/كلا لن تفعلي..لاينبغي أنت تريني عارية..يكفي مافعلتي لمساعدتي حتى الأن،وعندما أنتهي سأطلبك لمساعدتي.
حاولت صوفي تقنعها ولما يئست قربت منها أغراضها ومنشفتها وطلعت... بعد ساعة نادتها جوري بتعب/لم أكن أتوقع أنه سيستغرق مني كثيراً من الوقت والجهد.
طالعت فيها صوفي ..كانت لابسة وخالصه من فوق ومغطيه خصرها بالمنشفه،وقفتها علشان تلف المنشفه حولها قبل ماتجلسها عالكرس اللي قربته منها وبعدها وقفتها لحد مالبست ملابسها الداخلية وتنورتها وطلعتها عالغرفة..
إبتسمت بتعب وإحراج/شكراً جزيلاً ،أنا ممتنه لمساعدتكي لي.. تستطيعين الذهاب فلن أحتاج شيئاً أخر للوقت الحاضر.
ردت لها صوفي الإبتسامة/لاتشكريني على واجبي إيتها الحمقاء الجميلة والعنيدة.
حطت لها شنطتها عالطاولة وخرجت..
طفت التكييف وأخذت الريموت وفتحت الستارة الكبيرة وبسرعة أنتشر نور الشمس في الغرفة.. دفت كرسيها لحد الشباك الكبير اللي مغطي الجدار تقريباً وتأملت المنظر بإبتسامة مصدومة..كانت بتطل عالبحر بوضوح من مكان مرتفع، أستندت عالكرسي ورفعت جسمها لفوق وشافت حديقة المستشفى تحتها بأشجار النخيل والورد
المنتشرة في كل مكان بتنسيق وترتيب.. فتحت الشباك بعد جهد وحست بتيار الهواء ،القوي يجتاح الغرفة.. غمضت عيونها وأستنشقت بعمق ريحة البحر اللي وصلت مع الهواء،ماكانت متخيله إن شغله بسيطة زي الأستحمام بتتعبها نفسياً وجسدياً لذي الدرجة.. جلست بجمود لأكثر من ربع ساعة تبكي قبل ماتبدأ في دشها،لأول مره تحس نفسها بالشكل ذا،حتى لما تعبت قبل زواجها وأنخرصت لشهرين تقريباً،كانت بتمارس حياتها بشكل طبيعي، لكن الأن وضعها غير.. حاسه بالعجز والضعف والمهانه، حاسه بقلق وتوتر من رد فعل عبدالرحمن والأولاد لما يشوفوها..أمها أخوانها..أم خالد ومؤيد ولبنى وفاطمه..أبوها مساعد وأهله..ساره وحنان وكل اللي تحبهم ياترى بيتحملوا الخبر لما يوصلهم ،هيتقبلوه بروح رياضية ..حست بالإنهاك من كثر التفكير من وضعها الجديد ،وبالإحراج من صوفي اللي شافتها بذاك المنظر المخجل بالنسبة لها، فتحت عيونها ومسحت دموعها اللي غافلوها ونزلوا بدون أذنها رفعت عيونها للسماء وبهمس "يارب..ياحي ياقيوم ياذا الجلال والإكرام برحمتك أستغيث..أصلح لي شأني كله ولا تكلني لنفسي أوغيري طرفة عين ياأرحم الراحمين..الحمدلله حمداً كثيراً طيباً ملئ السموات والأرض وملئ ماشئت من بعدي..اللهم أقسم لي الخير حيث كان ثم أرضني به" لقيت مرايه في شنطتها وطالعت في نفسها وشكلها وهي عالكرسي
"شكلي عادي أنا نفسي ما تغيرت..اللهم بدل ماأمشي برجلي بمشي بذا الكرسي من اليوم..بعدين الدكتور قال عملوا فحص كامل وطلعت بخير..يعني يمكن اللي فيا نفسي مو عضوي ..أكيد زي اللي حصل لي قبل..أجل كل اللي باقي هو إني أقنع البقيه بأني طبيعية وإن مافيا شيئ أتغير.. سهله" أتنهدت وشالت المنشفة من شعرها وسرحته
بشويش على وراء وأتحسست رأسها من الخلف وإبتسمت برضى لما لقت شعرها مغطي الضماد اللي بنص رأسها وموباين، ضحكت لما شافت أيش جابت ياسمين في الشنطة.. كانت جايبه شنطة مكياج فيها عطرها المفضل وبودرة وروج وكحل .. إبتسمت/ربي يسعدك ياسمينتي،على بالها رايحه زواج..يلااا ماورايا شيئ.
حطت روج وردي فاتح وأتخلت عن الكحل والعطر لإنها أتذكرت إن الدكتور فهد أكيد هيمرها بعد اللي صار،أختفت إبتسامتها بهدوء زي ما ظهرت ورجعت تشوف باقي الاغراض اللي طلبتها من ياسمين، عبايتها والنقاب والقفاز والشراب حطتهم عالطاولة..تنورتين وبلوزتين بأكمام طويلة.. غيارات داخلية..جلال صلاة وشنطة مستحضرات العناية الشخصية ..وأخيراً روايتين لأجاثا كريستي،وثلاث روايات من سلسلة ماوراء الطبيعة ودفتر خواطرها المغلف بالجلد الأسود وقفله الذهبي الصغير حطته عالطاولة مع الروايات وقفلت شنطتها وحطتها في حضنها وراحت لجهة الباب اللي كان جنبه دولاب ملابس زي مافهمت من صوفي، كان دولاب مخفي في الجدار بلون الخشب رتبت أغراضها فيه وراحت لمت شعرها ولبست الشال وصلت الجمعة اللي دخل وقتها وبعد ماخلصت تستغفر وتسبح،نزلت الشال من شعرها وطالعت فيه بإبتسامة وطبقته وحطته على مخدتها،حررت شعرها من ربطته وخللت أصابعها فيه وعدلته وراحت للشباك ،اتأملت الناس والسيارات كيف كل واحد رايح لوجهته وهوجاهل باللي حاس فيه غيره..كلهم محملين بالهموم والمشاكل أكيد مافي إنسان مرتاح وخالي،ومافي إنسان ماقد مرت عليه مرحلة صعبة في حياته وأضطر يتعايش معاها .." لازم أكون أقوى من أي وقت قبل..لازم أقرر إذا كنت هستسلم وأعيش بقية عمري حبيسة ذي العجلات ولا أهزمها وأهزم أي شيئ ممكن يخليني أتراجع عن قراري في ترك خالد.. ياسمين ،قصي سامحوني..وعدتكم إني هضحي علشانكم بكل شيئ..بس خلاص ماعاد فيني أتحمل أكثر من كذا،رح أواجه الكل بقلب قوي وعزيمة أقوى..حياتي كلها رح تعتمد على قراري ذا..وخالد مارح يكون له أي وجود فيها،ووجودي في الكرسي مارح يغير قراري ،هيكون دافعي علشان أصير أقوى ،من اللحظه ذي ممنوع الدموع والحزن والضعف " أخذت نفس عميق محمل بريحة البحر اللي تعشقها،أخذت دفترها من الطاولة وفتحته بمفتاح صغير معلق في سلسلة معاه..مسكت قلمها للحظات وإبتسمت لنفسها بتشجيع وكتبت(مازالت هناك ضحكات لم أضحكها،وسعادات في جيب الأيام لم أعشها.. مازال هناك في العمر خبايا جميلة تنتظرني..فصبراً جميلاً وبالله المستعان)
أتوسعت إبتسامتها وتحولت لضحكة لما طير الهواء خصلات شعرها الطويل وأتبعثر حولها وصار يتحرك في كل جهه وهي تحاول تلمه وفي الأخير أستسلمت وتركته للهواء يحركه بحرية هي في أمس الحاجة لها..وبعد دقائق دخلت صوفي/يالجمالك تبدين فاتنة.
طالعت فيها بنص عين/يالك من كاذبة سيئة صوفي..أنظري لوجهي الشاحب وأثار الكدمات والخدوش التي تغطيه..فعن أي فتنة تتحدثين.
مسكت خصلات شعرها وإبتسمت/شعرك لوحده حكاية جمال..أما وجهك فيحتاج القليل من المكياج وتصبحي قاتلة.. سأضع لكي بعض المستحضرات.
مسكت يد صوفي تمنعها وبضحكة/توقفي لاأستطيع وضع المكياج لإن الأطباء سيقومون بزيارتي لاحقاً.
صوفي/القليل لن يلاحظه أحد.
جوري بإبتسامة/إذا لا فائدة منه في كل الأحوال.
كشرت صوفي بزعل وأتغيرت ملامحها بسرعة/تذكرت..ألم يأتي الدكتور فهد ؟
جوري/كلا لم يأتي أحد.
صوفي/لقد كان في الخارج منذ قليل وسألني إن كنتي مستيقظه..وأخبرته بما حصل وكان قادم لرؤيتك.
هزت جوري رأسها بلا وأتنهدت بسخرية/ربما وجد إنه من الأفضل تشكيل لجنة طبية لإعادة الفحص،يبدو إنهم سيعانون من وجودي هنا.
صوفي بزعل/لاتتحدثي هكذا فأنتي ألطف مريضة صادفتها حتى الأن.
جوري بمزح/وأجمل مريضة..هل نسيتي.
صوفي بضحكة/والأجمل أيضاً لم أنسى ذلك وتابعت بجدية/أنتي دائمة الإبتسام ..لا تتذمري ولا تصرخي ولا تتصرفين كباقي سيدات الطبقة المخملية اللاتي يحضرن .
ضحكت جوري/ومن قال لكي أني منهم..أنا إنسانة عادية من طبقة متوسطة ولا أمت بصلة للطبقة التي تتحدثين عنها، وإلا لكنت مثلما قلتي.
صوفي/حقاً..لقد توقعتك مثلهن،فكل مرضانا من هذة الطبقة.
جوري بإستغراب/لماذا،نحن في أي مستشفى .
صوفي/ مستشفى*****
شهقت جوري بصدمة "أيش جابني هنا، أكيد خالد أتجنن بعد الحادث،معقول بيكفر عن اللي سواه ومالقي غير ذي الطريقة.. لااااا مو معقول..أسبوعين في العناية المركزة في ذي المستشفى غير الفحوصات والغرفة ذي أكيد كلفوه ثروة المجنون،من وين جاب الفلوس الغبي..أخذقرض؟أتسلف؟ باع السوبر ماركت؟" مسكت رأسها اللي عورها فجأة من الصدمة.
صوفي/ما الأمر.
دارت جوري بعيونها في الغرفة وبهمس/أنا كيف ماركزت إنها بذي الفخامة من قبل.. ولا أنتبهت لأهتمام الدكاترة المبالغ فيه وصوفي اللي معايا زي ظلي.. أنا لازم أخرج من هنا بأسرع وقت.
↚
وبعد ساعة دق الباب ودخل عبدالرحمن والأولاد،وبمرح/السلام علي.......
قطعوا كلامهم لما شافوا جالسه قدامهم بإبتسامتها الحلوه وأنتبوا الكرسي.
قربوا منها بقلق،طالعت فيهم وسبلت بعيونها بدلع وبمزح/صوفي قالت إني فاتنة وما صدقتها،بس بعد تناحتكم ذي آمنت بالله.
ياسمين/ماما ليه جالسه هنا؟
جوري بضحكة/حبيت أستقبلكم اليوم بحفاوة..بدل نومتي عالسرير وصوفي ماقصرت جابت عكاز وكرسي،وزي منتو شايفين.
دارت بالكرسي حوالين نفسها وحولهم بإبتسامة شريرة/عبادي..في الليل لما تخلص الزيارات أبغاك تخرجني برا.
عبدالرحمن بإبتسامة/أمشيكي؟
هزت رأسها بلا/أباتجري فيا من أول الممر لأخره بأسرع شيئ.
قصي/وأنا بجري معاكم.
ياسمين بزعل/ماما من جدك بتطيري بالكرسي برا.
عبدالرحمن/خير عندك اعتراض..أخوان بيتسلوا ليه قاطه معانا..
قصي بدحلسه/أنا ماأعترضت يا خال..أنا معاكم.
ضربوا كفوفهم سوا بضحك على ياسمين المبوزه.
جوري/ترى اتأخرتوا ودخت من الجوع،مارح تأكلوني؟
فكت ياسمين وقصي الأكياس ورصوا الصحون عالطاولة واتجمعوا وبدأوا يأكلوا بنفس مفتوحه.
جوري/هوا الأكل مررره حلو ولا أنا بعد أنقطاعي عن الملاعب صار يتهيألي.
ياسمين/لا هوا حلو..بس خففي الفلفل يمكن مو كويس.
هزت رأسها برفض/الأكل بدون فلفل ماله طعم.
كملوا الغداء بين السوالف والضحك.. وبعد العصر أرسلت رساله لعبدالرحمن يصرف الأولاد ،طالع فيها بإستغراب وأعطاهم فلوس يروحوا الكافي تبع المستشفى ويلفوا شويه.
وبجدية/أيش فيه؟حصل شيئ في غيابي.
زفرت بهدوء وحاولت توصل له اللي صار. بدون ماينفعل،وبعد ماخلصت طالعت في وجهه المكتوم وهو عاض شفايفه بقهر ورجله تهتز بتوتر،قربت منه ومسكت يده/حبيبي أنا متأكده أني بإذن الله سليمة.. أنت عارفني خوافه..نسيت أيش صار لي قبل الزواج وكيف تعبت وطلع كل السبب نفسي.
عبدالرحمن وهو شاد على أسنانه/أيوه.. جينا لمربط الفرس..أيش اللي سواه ذي المرة وخلا نفسيتك كذا..أعترفي يلاا.
جوري بهدوء/ أنها ليه مصر تحشره في النص،قلت لك من قبل هوا ماله دخل باللي صار زمان ولا باللي صار الحين.. أنا نصيبي كذا،ربي كاتب لي كذا هتعترض!
ضرب عالطاولة بقوة وبحده/جوري أقسم بالله إن ماتكلمتي مارح يصير طيب..على بالك مصدق كلامك..أصلاً هوا من يوم ماجيت مرتبك ويحاول يتجنبني ووضعه مو عاجبني،وأنتي خايفة تقولي..سوا شيئ ماينسكت عنه وخايفة أبتلي فيه صح.. قل بأصله معاكي ذي المره لأي حد!!
لفت بالكرسي،وأعطته ظهرها وراحت الشباك وببرود/تصدق أو لا ذي مشكلتك وحاول تحلها بنفسك..المهم أنا بطلع في أسرع وقت..متى بتأخذني لبيتك.
عبدالرحمن بعصبية/مارح أخذك وأنتي كذا، شقتي في الدور الرابع ،بدور بيت في دور أرضي علشان تقدري تتحركي براحتك.
جوري/طيب،أنا برتاح ذحين خذ الأولاد وروحوا.. ياريت لما توصلهم تقول لأمي واللي هناك إن الدكتور مانع الزياره ذي اليومين.. مابغى أشوف أحد وبالذات خالد.
أخذ نفس عميق وجلس عالأرض قدامها ومسك أيديها وبحنان/أنتي ليه ماتفتحي قلبك وتقولي اللي مزعلك..كبتك ذا هوا اللي بيمرضك ياقلبي..قولي وأنا أوعدك ماأسوي له شيئ،بس ريحيني يابنت أمي وأبوي.
ضغطت على يده برجاء/إذا تبغى راحتي لاتخليني أشوفه أو أسمع صوته،وطلعني من هنا،عبادي..والله موقادرة أتنفس ريحة المستشفى والمرض والأدوية خنقتني.
ضمها لصدره بحنان وهي أتعلقت فيه تدور الأمان اللي فاقدته..بعدها عنه بشويش وطالع في وجهها المبتسم،وبمزح/دوبك كنتي منهاره.. مسرع هديتي يانصابه.
حطت يدها على خده بحب/أخذت جرعة حنان من أحلى أخ في الدنيا وتبغاني ماأهدى..ماتدري إنك دوايا؟
باس كفها وبجدية/بمر الدكتور فهد علشان الفحص.
هزت رأسها برفض/معايا صوفي لاتقلق ،أنت وصل العيال وكلمهم قبل مايجوا الزيارة المغرب،مارح أقدر أرد أمي والبنات من الباب.
هز رأسه وبإبتسامة/في مفاجأة في الثلاجة لاتنسي تشوفيها.
ودعها وراح أخذ الأولاد يوصلهم،وفعلاً جاء وقت الزيارة وماجات أم خالد والبنات وأكتفت برسالة تطمنهم عليها..
وأتصلت لمازن وأحلام وقفلت معاهم.
بعد صلاة العشاء دخلت صوفي تستئذن لدخول دكتور فهد واللي معاه،طلبت منها جوري تساعدها في لبس عبايتها ونقابها ورفضت تنام عالسرير وأستقبلتهم على كرسيها.
دخلوا وسلموا وردت السلام بهدوء.
دكتور فهد بإرتباك/ألف سلامة عليكي.. كيف حاسه نفسك.
جوري بهدوء/الله يسلمك..تمام الحمدلله.
دكتور فهد/لسا بتشكي من الغثيان والصداع والتشويش..والحادث أتذكرتيه ولا لسا ؟
جوري/الحمدلله ماعدت أحس بيها،والزغلله والصداع راحوا لما لبست نظارتي،بس جرح رأسي يألمني وفيه حكه،والحادث أفتكرته.
دكتور فهد/الحمدلله ،والحكه دليل إن الجرح بيلم وبدأ يطيب..أما بالنسبة لرجلك فأنا أحب أطمنك إن كل فحوصك كانت سليمة حتى اللي انأخذت لك وأنتي في الغيبوبة كانت كلها إيجابية..
أشر على الدكتور اللي زارها قبل وتقدم منها وبهدوء/دكتور محمد.. طبيب نفسي أتمنى مايكون عندك مشكلة في تخصصي.
هزت رأسها بلا،وتابع/مشكلتك واضح إنها نفسية،لكن للإطمئنان بنعيد فحوصاتك.
هزت رأسها برفض وبهدوء/اللي فيا نفسي موعضوي زي ما أنت قلت.. فماله داعي تتعبوا نفسكم وتعيدوا الفحص..
دكتور محمد بإستغراب/وليه متأكدة إنه نفسي.
جوري/دكتور فهد قال فحوصاتي سليمة وأنعملت مرتين..فالطبيعي إن علتي نفسية.
جلس قدامها بجدية/طيب أنتي أتعرضتي لصدمة نفسية من ذا النوع من قبل وأثرت في وظايفك الطبيعية.
أترددت للحظات قبل ماتهز رأسها بموافقة.
تابع/طيب ممكن أعرف اللي حصل ومتى بالضبط.
دارت بعيونها من تحت غطاها وشافتهم كيف يطالعوها بإهتمام وترقب"ذول ليه جالسين كإنهم يحضروا فيلم".نزلت رأسها وفلتت منها تنهيدة مسموعة..فهم عليها دكتور محمد وأشر لفهد وناصف يطلعوا،طالع فيه فهد بتردد قبل مايسحبه ناصف ويطلعوا.
دكتور محمد/تقدري تأخذي راحتك مافي أحد..أسمعك.
رفعت رأسها وشافت الغرفة كيف فضيت إلا منها وصوفي ودكتور محمد،وبهدوء/في عمر 11سنة صار لي موقف مرعب ومن بعدها صرت إذا وصلت لدرجة كبيرة من الرعب أو الزعل بتجيني..نوبات هلع بس كانت محدوده وأتعلمت أسيطر عليها.
وقفت كلام وضغطت على جبينها بإرتباك والدكتور محترم سكوتها وماحب يضغط عليها،أخذت نفس وتابعت/بعدها بسنتين أتعرضت لموقف ثاني،لكن ذي المرة كان أكبر من إني أتحمله وأسيطر عليه في الوقت المناسب ..ودخلت بعدها في غيبوبة لمدة ثلاث أيام،دكتورتي اللي كانت مشرفه على حالتي قالت إنها كانت طريقتي في الهروب من مواجهة اللي صار معايا.. وبعد ماصحيت أكتشفت إني صرت خرساء..شهرين كاملة كنت خرساء طول النهار و ما تطلع مني الآه واتفاجأت لما عبادي قال إني بتكلم وأنا نايمة يعني كأني بمثل عليهم.
سكتت وزفرت بضيق لإنها لأول مرة بتتكلم في شيئ يخصها،وخاصةً ذا الموضوع.
طول ماكانت تتكلم كان الدكتور محمد يكتب ملاحظاته بهدوء وإهتمام شديد. وبهدوء/موحابه تحكي لي المواقف اللي صارت لك.
فكرت شوية وبنبرة عادية/ الموقف الأول واللي سبب لي نوبات الهلع،حصل لي في المقابر.
سكتت وطالعت في الدكتور تشوف ردة فعله،بس وجه كان طبيعي وخالي من أي تعبير،أشر لها بيده تتابع كلامها/كنت ألعب في الحارة مع عبادي ،المقبرة ماكانت مسورة وبعدت عنه ودخلتها بالغلط، ولما أنتبهت للمكان وجيت بخرج منها طلع لي واحد من بين المقابر ،أنا وقتها ماحسيت بنفسي..بس لماصحيت كنت في بيتنا وعبادي قال إني في البداية صرخت ولما وصلوا كنت موقادرة أتنفس وأغمى عليا،وعرفت إن اللي طلع لي كان واحد مجنون في حارتنا وأنا بالعادة أكلمه وماأخاف منه،بس عاد ذاك اليوم كان نصيبي كذا..والموقف الثاني أحب أحتفظ فيه لنفسي إذا ماعندك مانع.
طالع فيها بإبتسامة/ماعندي مانع،بس حال اسألك كم سؤال إذا أنتي ماعندك مانع.
إبتسمت من تحت نقابها وهزت أسها بموافقة ،كان يسألها ويتكلم معاها ببساطة وماحست معاه بأي توتر ،بعد ساعة ونص أستئذن منها بعد ماوعدها بزيارة ثانية.
وعالساعة 10 في الليل سمعت صوت خالد عند الباب وهو يحاول يقنع صوفي اللي رافضه تدخله علشان يشوفها لإن جوري أعطتها خبر مسبق بمنع خالد من زيارتها ،وبعد ربع ساعة من المحاولة الفاشلة وتهديد صوفي بطلب الأمن أستسلم وراح..أتنهدت بضيق كانت حابه تكلم أبوها في ذا الوقت ،.أتذكرت محاولاته اليائسة لأقناعها بالطلاق بعد زواج خالد، أكيد هيفرح لما يدري بقرارها، كانت حابه يكون جنبها يساندها ويدعم قرارها ويطمنها،يقول لها إنها ماغلطت بقرارها ذا،حابه تشوف إبتسامة الرضى على وجهه اللي أشتاقت ليه، وبدون ماتحس مسكت جوالها وأتصلت على أبوسند وأول ماسمعت صوته حست بدموعها بتهدد بالنزول وبهمس/السلام عليكم..
أبو سند/وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. هلا ببنيتي.
إبتسمت من كلمة بنيتي/هلا بك يبه.. سامحني إذا أزعجتك الوقت متأخر صح؟
أبوسند/لا يا قلب أبوك وين متأخر بعد مارجعت من الشركة.
جوري بقلق/يبه الله يسلمك ليه تتعب نفسك..خلي شغلك دوام واحد.. أنت تعبان والشغل الكثير مو كويس علشانك.الفلوس مارح تنفعك إذا طحت بسبب شغلك الكثير.
أبو سند بضحكة/يابنيتي ورانا ناس نصرف عليها،لازم نشوف أكل عيشنا.
جوري بعتاب/عندك رجال الله يحفظهم لك يقدروا يدبروا أمورهم ،مارح يعجزوا إن شاء الله..أنت بس أدعيلهم بسعة الرزق والله كريم.
أبو سند بجدية/خلك مني الحين..صاير لك شيئ،مو بعوايدك تتصلي هالحزه.
أتنهدت وبهمس صادق/أشتقت لأبويا ومالقيت نفسي غير متصله عليك.
أبوسند/يعني ماأشتقتي لي.
ردت بغصة/لا تقول كذا،يشهد الله إن محبتك في قلبي من محبته وماتفرق عنه، أصلاً لو ماأشتقت لك ماكنت دقيت عليك ذا الوقت دون خلق الله.. صح؟
أبو سند/ترى قاعد أمزح معك..أدري إنك تحبيني والود ودك تشوفيني الحين.
نزلت دموعها بغزارة وبعدت الجوال عنها للحظات قبل ماتهمس بصوت باكي/أيوه أحبك،مو أنتا أبويا لازم أحبك وأشتاق لك.
أبوسند بخوف/وش صاير يا بوك ،علامك تبكين.
مسحت دموعها وبهدوء/من قال إني أبكي.. أنا قلت لك مزكمة وتعبانه ل-------
قاطعها بجدية/أمنتك الله تقولين وش صاير لك..عيالك فيهم شيئ..أهلك بخير..رجلك سوا لك شيئ! أنطقي يابنت.
غمضت عيونها بقهر وهي تبكي "ماكان لازم أتصل، ذحين أيش أقوله"،حاولت تعدل صوتها وبهدوء/تعبانه بس ولما سمعت صوتك مدري أيش حصل،يمكن لإنك وحشتني يبه.. لاتخاف مافيني شيئ ياتاج رأسي.
أبوسند/يعني ماتبين تشكين لأبوكي وتقولي وش وجعك.
ردت بإبتسامة/تدري يبه أحب أسمعك لما تقول لي بنيتي وأبوك..أحسها طالعه من قلبك وأحس إني بنتك عن جد مو بس كلام.
أبو سند/وأنا أحب أقولها لك لإني ماأشوفك غير بنتي حتى لو كل الناس قالت غير هالشيئ..أنتي بنتي تفهمين.
ضحكت بخفه/بنتك غصباً عن كل العالم..يبه تدري إن عبدالرحمن عندي جاني من أكثر من أسبوع،إن شاء الله بخليه بكره يكلمك لإنه متحمس يتعرف عليك من كثر ماأهذي فيك.
أبوسند بضحكة/والله أنا اللي بشوف هالعبادي اللي لعوزتينا فيه .
جوري بإبتسامة/إن شاء الله بيجي يوم ومافي شيئ بيمنعني عنكم.
أبوسند بشك/هو رجلك مانعك تكلمينا،هو اللي مايبيكي تزورينا؟
جوري بهدوء/لا يبه رج..أبوقصي مامنعني عنكم،أنا اللي ما ودي تدخلون في تفاصيل حياتي..علشان لايصير لكم زي اللي يصير بأهلي.
أبوسند/ وش فيهم أهلك؟
جوري بتنهيدة حسرة/على طول خايفين وقلقانين عليا..شايلين هم غربتي وزوجتة الثانية.. لا أرتاحوا يوم كنت عندهم ولا أرتاحوا يوم بعدت عنهم..ماجاهم مني غير الهم و..المرض،علشان كذا خلكم بعيدين عني أحسن لكم.. يلا يبه أكيد جبت لك الإكتئاب بكلامي الماسخ تالي الليل،أشوفك على خير وأستودعك الله..السلام عليكم.
أبوسند/وعليكم السلام والرحمة.
قفلت منه وهي حاسه بنوع من الراحة، ما عرفت كيف حبته وأتعلقت فيه بذا الشكل وبذي السرعة حتى أهله حبتهم من حبها ليه هي تدري إنه مو محرم لها ولا يجوز إنها تكلمه..لكن كبر سنه و معاملته الحنونه لها خلاها تفكر بمبدأ (إنما الأعمال بالنيات) وربنا عالم بنيتها من جهته وإن شاء الله مايكون عليها ذنب، راحت للشباك اللي ماقفلت ستارته طول اليوم وأسترخت على كرسيها وهي تقرأ سورة الملك وأذكارها المعتادة وماحست بنفسها لماغرقت في النوم.
↚
السبت 4:30 عصراً
كانت جالسة على كرسيها اللي صارت ماتفارقه غير وقت النوم،حست إنه بيوفر لها مجال أكبر للحركة وتقدر تعتمد بواسطته على نفسها بصورة أكبر خاصةً إن فيه جيب تقدر تحط فيه جوالها ودفترها ويكونوا معاها على طول .. لما صحت الفجر لقت نفسها في سريرها وعبدالرحمن نايم عالكنبة جنبها ،قضوا اليوم سوا والعصر راح لكم شغله،كانت لابسه عبايتها وطرحتها ونقابها وحتى قفازها في حضنها علشان إذا مرها أحد من الدكاتره تلبسها بسرعة وما تلطعه عالباب، وفي يدها رواية أسطورة النافاراي لأحمد توفيق وكانت أحداثها بتدور عن الإنتقال عبر الزمن والتخاطر الروحي وخرابيط ماهي مصدقتها لكن كانت معجبة بأسلوب الكاتب وشخصية البطل لذي السلسلة اللي مايمت بأي صلة لأبطال الروايات والمسلسلات المعتادين واللي بيكونوا قمة في الوسامة والجسم المتناسق وأسلوبهم الفريد في إيقاع البنات في شباكهم..فالدكتور رفعت إسماعيل بجسمه النحيل ورأسه الأصلع وخجله وإرتباكة في حضور الجنس الناعم وبساطته وذكائه الشديد.. بعيد كل البعد عن مواصفات البطل الخارق وفارس الأحلام..ورغم ذلك حبت شخصية من صغرها وحبت والمواقف اللي كان بيحط نفسه فيها،كانت مندمجة في القراءة لدرجة إنها ماحست بدخول خالد الثاير ولا رجعت للواقع إلا على صوته الغاضب/ممكن أعرف ليه مانعيني من الدخول؟
طالعت فيه بصدمة في البداية لإنها اتفاجأت بيه وبعدها أتحولت صدمتها للبرود،حطت روايته في جيب الكرسي ورفعت عيونها الخالية من أي تعبير ليه وبجمود/أعتقد سمعت إن الزيارة ممنوعة عني ولا أنا غلطانه؟
خالد/وياترى مين اللي مانعها؟
جوري ببرود/أنا منعتها..عندك إعتراض؟
خالد بإستغراب/أنتي ليه بتكلميني،كذا،وليه ماتبغي تشوفيني؟
طالعت فيه بإستغراب أكبر/وأشوفك ليه أساساً؟
خالد بعصبية/أنتي هتستهبلي ،يعني أيه ليه تشوفيني..زوجك وبشوفك.
لفت بالكرسي وأعطته ظهرها وببرود/نصيحة مني أطلع من هنا قبل مايجي عبدالرحمن،ذا إذا كنت حاب تطلع من هنا على رجولك.
اتقدم منها ولف كرسيها بيده السليمة بغضب / لاتعطيني ظهرك وأنا أكلمك ولاتهدديني بعبدالرحمن حقك ذا،تراكي معطيته أكبر من حجمه.
جوري ببرود/أنت بالذات ما يطلع لك تتكلم عن حجم أحد وبالذات عبدالرحمن،عارف ليه؟لإنك ماتسوى عندي ظفر أصبعه الصغير وماله داعي أحدد أي أصبع بالضبط..
مسكها من كتفها وهزها وبصراخ/أنتي أتجننتي أكيد..الضربة اللي في رأسك أثرت عليكي..
نفضت يده بعنف عنها ومسحت كتفها بقرف وهدوء/إذا مستغني عن يدك حاول تلمسني مرة ثانية..ولأخر مرة أقلك أطلع برا، لهنا وأنتهينا مابيني وبينك كلام..الكلام بيكون مع أخواني.
مسك كرسيها وبحدة/أتكلمي عدل وفهميني أيش بأهلك ،ليه بتتصرفي معايا كذا،لاتهدديني بأخوانك اللي مدري وينهم.
إبتسمت بسخرية/ ماتدري وينهم .. طيب كيف المفروض أتصرف في حالتي ذي..لايكون تبغاني أخذك بالأحضان ولا أقلك زي كل مرة تعال ننسى اللي فات ونبدأ من جديد!!
خالد بعصبية/لاحول ولاقوة إلا بالله.. ننسى أيه وجديد أيه..حبيبتي أنتي شكلك تعبانه ومو بوعيك.
غمضت عيونها وأخذت نفس،وبهدوء /مصر تلعب دور الأهبل والمصدوم بتصرفات زوجته المجنونة اللي مالها مبرر في نظره .. أنا كنت بختصر الموضوع ،لكن مادام تبغى نقلب في المواجع..ماشي أنا جاهزة.
سكتت شوية وتابعت/ أنا مو بوعيي! والضربة أثرت عليا! حلو ذا عذري للي بسويه ذحين .. لكن أنت أيش عذرك للي سويته قبل..قول وأقنعني.
خالد بإرتباك/ أيش قصدك باللي سويته قبل مافهمت .
جوري بسخرية/وأنت صادق ،من كثر فعايلك صار صعب تحدد أي فعل أقصد..
وبجدية/صار لك من أمس وأنت مصر تشوفني،خير أيش تبغى بشوفتي.
خالد بتوتر/ زوجتي وتعبانه وبطمن عليكي فيها شيئ؟
طالعت فيه وركزت عينه عليه وبهدوء/أمس أكتشفت إني زوجتك!ولما كنت مرمية في السيارة قدامك بين الحياة والموت ماكنت زوجتك!
ولما فقت وخرجت من السيارة بدون ماتلتفت لي ماكنت زوجتك! لما طلعت ندى وساعدتها وتركتني أواجهه مصيري لوحدي ماكنت زوجتك!
غمضت عيونها وأخذت نفس واللي صار بيمر قدام عينها كإنها بتابع فيلم وتابعت بقهر/ولما تركتني مع رجال غريب ماكنت زوجتك!ولما طلب منك وترجاك تساعدني وأنت رفضت بكل برود ماكنت زوجتك! سكتت وصارت تتنفس وتحاول تسيطر على نفسها .
خالد بإرتباك/أنتي لازم تفهمي أنا شفتك كيف كنتي... ماكنت أقدر أساعدك.. يدي كانت مكسورة ومستحيل أقدر أطلع..أنا كنت مستني الدفاع المدني..أنا..ماسبتك..
راقبت أرتباكه وتأتأته في الكلام،عيونه اللي موقادر يحطها في عينها، غمضت عيونها "مايستاهل حتى أني أنقهر وأعصب منه"
طالعت فيه ببرود/عذر أقبح من ذنب،مهما قلت وعدت مالك عذر ،مهما أخترعت حجج وألفت كذبات مالك عذر.. بتتعذر بحشرتي في السيارة ويدك المكسورة وقلة حيلتك في عدم مساعدتي،طيب ذول كلهم مايمنعوك تطل عليا،تسألني أنتي بخير ياإنسانة،أنتي عايشة ياآدمية، تركتني زي ماأكون كلبة صدمتها في الشارع وماهمتك ،وتكرم الكلبة عني عالأقل لما تصدمها بتطالع في مرايتك تشوف أيش صدمت..هتتعجب على حالها وتترحم كمان..يامسلم ساعدني من باب الرحمة والإنسانية بلاش القرابه ولا النسب..عادي تتركني ببساطة للغرب يساعدوني..الغرب اللي طلعوا أحن عليا منك الغرب اللي خافوا عليا ورحموا حالتي أكثر منك الغرب اللي قلعوا اللي عليهم وستروني منهم علشان يساعدوني..
مشت لسريرها ومدت الشال قدامه بإمتنان/الغريب طلع أرجل منك سترني عنه وأحنا في خلا مايدري عنا غير رب العباد ،واللي محسوب عليا زوج ماطالع فيا..الغريب ساعدني وماتخلى عني واللي جاي مسمي نفسه زوجي قله هيا قوية وموبحاجتي.. الغريب مسك يدي وقلي مارح أتحرك غير وأنتي معايا واللي المفروض إنه أبو أولادي قله روح أنت ساعدها..
ضحكت بمرارة وتابعت/الغريب سترني في صحوتي وسترني في غيبوبتي..الغريب وصى الممرضة ماتنزل شاله من رأسي مهما صار علشان يسترني من عيون الرجال وأنا مو بوعيي ومالي حيلة أستر نفسي.. شفت الفرق بينك وبينه.. فرق السماء عن الأرض، وذحين جاي تقولي زوجي ؟ أي زوج ذا اللي يترك زوجته بين الحياة والموت بدون مايطل فيها..أي زوج اللي يخلي عرضه للرجال وهو جالس يتفرج عليها..أي زوج ذا اللي مافيه غيرة ولانخوة ولامرؤه على أهله..
سكتت تأخذ نفس بعد ماتكلمت دفعة وحده وطلعت اللي في نفسها، خالد بتوتر/أنا مقدر حالتك النفسية ومقدر إنك زعلانه مني ومارح أزعل...بس صدقيني أنا مو زي منتي مفكره..لما نرجع بيتناالأيام رح تثبت لك كلامي.
عقدت حواجبها بإستغراب"لايمكن يكون إنسان طبيعي" وببرود/أحلف بس..عن جد..لا الصراحة ماقصرت رجال تعرف الأصول و القبيلة مافيها كلاااام.
خالد بعصبية/جوري بلاش غلط..لاتشوفيني ساكت وتحسبيني ماأقدر أسكتك..بس عندنا بيت نتحاسب فيه.
طالعت فيه بإبتسامة/بيت مين يابوبيت.. لايكون عقلك المريض صور لك إني بيجمعني فيك سقف واحد بعد كذا، وإنك أساساً لك كلمة عليا من ذي اللحظه.. أ..ن..س..ى..أنسى.
قرب منها بعصبية/أيش قصدك بكلامك ذا.
أنتبهت لصوفي اللي دخلت وقربت منها بقلق/أسفة حقاً لم أراه عندما تسلل،هل أطلب الأمن.
خالد بصراخ/أنقلعي برا،موناقص غير تطلبي الأمن أنا زوجها.
طنشته جوري وبإبتسامة/لاداعي صوفي، السيد سيرحل الأن لإنه دخل الغرف الخطأ.
ربطت شعرها ولفت الشال على رأسها وقبل ماتنزل يدها حست بشعرها يتقطع من قوة الشد،طالعت في شعرها اللي أتنثر على كتوفها،رفعت عينها وشافت الشال في يد خالد المعصب بعد ما سحبه من رأسها وبسخرية غاضبه/وأنا اللي كنت مستغرب وبسأل نفسي مين دفع تكاليف علاجك ،أتاريه حبيب القلب وأنت محتفظه بشاله،وأكيد صار بينكم تلفونات إذا ماكانت زيار-----
سكته الكف اللي نزل على خده زي الصاعقة قبل ماتنهار عالكرسي وتسحب الشال منه بغضب/أنا أشرف منك ياشبيه الرجال..واللي قاعد تتكلم عنه ..أنت ماتسوي مواطيه ..فاهم ..والله ماتعرفني زوجة ليك لو فيها موتي ومن اللحظه ذي لاتحلم إني أرجع لك أو حتى تلمحني...أطلع برا ولاتخليني أشوفك بعد اليوم.
ألتفتت لصوفي/أطلبي الأمن حالاً وأخرجيه من هنا..
لفت الشال على رأسها وغطت فيه وجهها ودفت كرسيها لبرا الغرفة وتركت خالد وراها مصدوم.
خرجت للممر بعشوائية وهي تحاول تبعد عن الممرضات اللي أتلموا على صراخ خالد..حركت كرسيها بدون هدف محدد، ووقفت بتردد قدام الأصنصير اللي أنفتح وماعندها خيار غيره.. وقبل ماينقفل دخلته وضغطت على زر الطابق الأرضي..كانت متمسكة في كرسيها بقوة وعيونها ترمش وتدور في الفراغ بدون ماتفكر في شيئ.. انفتح الباب معلن وصوله لوجهته خرجت واتفاجأت بعدد البشر المتواجدين قدامها ، دفت كرسيها بصدمة وهي تحاول تتجنب تصدم الناس اللي بيمروا حولها وهي مو عارفه وين المخرج..دارت في المكان للحظات قبل ماتلمح البوابة الزجاجية الضخمة أتوجهت لها وطلعت للحديقة المنتشر فيها كم شخص ينعدوا على أصابع اليد الوحدة ، دفت كرسيها عالأرضية المرصوفه بالحجارة وأختارت أبعد نقطة في الحديقة وفجأة لقيت نفسها في الجزء الخلفي من المستشفى ،أتقدمت أكثر في الحديقة الخلفية كانت قمة في الهدوء وخالية من الناس وذا الشيئ اللي تحتاجه وبشدة.. فكت الشال عن وجهها الأحمر وصارت تتنفس بعمق وتزفر بقوة،حاسه بنار في صدرها وجسمها يرتجف من الغضب وهي تحاول تستوعب اللي صار"ماكفاه اللي سواه فيا..جاي يطعني في شرفي النذل،الحقير،ليه كل ماقلت ذي أخر طعونك ترجع تطعني بشيئ أكبر ليه"شدت بيدها على كرسيها وصرخت بقهر/آآآآآآآآآه..
سندت رأسها عالكرسي وغمضت عيونها وصارت تضرب على صدرها بألم ودموعها تنزل بغزارة "وأنت يا صاحب الشال كم جميل لسا رح تحملني ياه وتقيدني بيه..وفي الأخير ماجاك مني غير التشكيك في نبلك ورجولتك " بكت بحرقة وهي تتذكر اللي سواه علشانها وأتمنت فعلاً لو كانت تعرف أسمه عالأقل ..فتحت عيونها بعد فترة على رنة جوال، كان قريب منها أتذكرت جوالها اللي في جيب الكرسي، شافت المتصل صوفي، مسحت دموعها وأخذت نفس قبل ما تعدل صوتها وترد بهدوء/السلام عليكم..مرحباً صوفي.
صوفي بقلق/أين أنتي عزيزتي..لقد بحثت عنك في كل مكان.
جوري/أنا في الحديقة الخلفية للمستشفى.
صوفي/هل أنتي بخير..سأتي لأصطحابك حالاً.
جوري بشرود/أنا بخير عزيزتي لاتقلقي، عندما أشعر بالتحسن سأصعد بمفردي..إلى اللقاء.
أنحنت على رجلها وسحبت منها الفلات ونزلتها عالعشب وغمضت عيونها وهي تتخيل ملمس العشب الرطب والمتشبع بقطرات المويا بسبب رشاشات الري المنتشرة في الحديقة بأكملها وأتمنت في ذي اللحظة لو السماء تمطر ويمتلئ الجو بريحة الأرض بعد المطر..كانت تعشق ذي الريحة والأجواء اللي تتبع نزول المطر،وبعد دقائق لبست فلاتها وصارت تدور في المكان الخالي براحة،كان المكان مريح ويوحي بالسلام والهدوء بأشجار النخيل والورود الموزعة بطريقة فنية وأصوات العصافير منتشرة حولها،رن جوالها وقطع عليها خلوتها الهاديه كان أبوسند المتصل،إبتسمت بحب/السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..حيا الله ذا الصوت وراعيه.
أبوسند/وعليكم السلام والرحمة..الله يحييك ويبقيك... شلونك يابنيتي.
طالعت في السماء وبهدوء/الحمدلله..من الله منيحه... أشتقت لك يبه.
أبو سند/تشتاق لك العافية..إذا صدق مشتاقة خليني اشوفك.
أتنهدت بتعب/ والله صدق مشتاقه لك يبه وماأتمنى في اللحظة ذي غير أني أشوفك قدامي، بس ظروفي ماتسمح الفترة ذي وإن شاء الله بس تتحسن ظروفي رح تلاقيني عندك ياتاج رأسي،مالي غنى عنك يبه.
أبوسند/يعني ماودك تقولين وش مكدر خاطرك يابوك.
جوري بهدوء/محد خالي يبه..أنت لاتشغل بالك،الله كريم وكل شيئ بيتصلح قريب.
أبوسند بصوت عالي/ والنعم بالله..لكن ماظنتي يابوك بيتصلح قريب دامك تخبي علتك عني.
سكتت بصدمة ولفت كرسيها بتردد قبل مايطيح الجوال من يدها وبرجفة/ يييبه.
↚
هل هناك وجعاً أكثر من أن تقف الكلمة بين الفم والحنجرة..إن أظهرتها..فقدت من تحب،وإن أخفيتها..فقدت نفسك...
سكتت بصدمة ولفت كرسيها بتردد قبل مايطيح الجوال من يدها وبرجفة/ يييبه.
كان أبوسند واقف قدامها وماتفصل بينهم غير مسافة بسيطة،جلس على كرسي جنبها
وهي تطالع فيه بصدمة وعدم إستيعاب، وهويتأملها بصمت ونظرات حزينة.
وبعد دقائق لفت كرسيها وأعطته ظهرها وبرجفة/ليه جيت؟
أبوسند بهدوء/جيت أتطمن على بنيتي.
ردت بغصة/ولما شفتني كذا أطمنت وأرتحت يبه..
أبوسند/ليه ماقلتي لي وش صار لك.. ليه تكذبين علي وتقولين إنك بخير و ما فيكي شيئ يابوك.
عادت سؤالها/أطمنت وأرتحت يبه؟
أبوسند/لما تفهمي إنك بحاجة الناس اللي تحبك حولك في وقت مثل ذا.. وإنك إذا شكيتي باللي متعبك ومكدرك رح ترتاحي وتريحي، ذيك الساعة برتاح وأتطمن عليكي، لوقلتي لي كان لقيتينا حولك نهتم فيكي ونداريكي ونساعدك تطلعي من حالتك ذي لكن أنتي أخترتي تكذبي علينا وتطمنينا وأنتي الله العالم بحالك.
أتلثمت بطرف الشال ولفت بكرسيها وطالعت فيه وبصوت باكي/لاتلومني وأنتا ماتدري عن شيئ..أيش تبغاني أقولك..أقول إن صار لي حادث واللي المفروض إنه زوجي أتخلى عني وتركني بين الحياة والموت بدون مايطل في وجهي..ولا أقول إني دخلت في غيبوبة ولما صحيت لقيت نفسي مشلولة..ولا أقول إني طلبت الطلاق..ولا الخبر الأعظم أقول إن النذل يشكك في شرفي ويطعن في أخلاقي ويعايرني بغربتي معاه..يكفيك اللي سمعته ولا تبغاني أقول أكثر...أقول عن حياتي من يوم شفت ذا الإنسان.. ولاعن اللي سواه فيا ولسا هيسويه..ولا عن أبويا اللي مرض بسببي ومات والله العالم إذا كان راضي عني ولا لا..
كانت دموعها تنزل بغزارة وهي تتنفس بصعوبة بين كل كلمة والثانية،تابعت بقهر هيستيري وهي تشوف ملامحة المصدومة والحزينة مع كل حرف تنطقه/أرتحت ذحين،شفتني وشفت اللي كنت مخبيته عنكم كلكم..يلااا أزعل عليا يلاا أنقهر وأتعب نفسك علشاني.. واسيني بكل قاموس الشفقة والأسف على حالي.. وبعد ذا كله صدقني مارح ترتاح ولايهدأ بالك..أنا متأكدة وعارفه إن ذا اللي بيصير لك ولهم..تدري يبه ..ياليتك ماجيت ولا شفتني ولا عرفتني في يوم من الأيام علشان ماأشوف حالتك ذي.
حركت كرسيها بسرعة وأختفت من قدامه في لمح البصر..
فتحت عيونها بتعب وطالعت في الغرفة الغرقانة في الظلام الإ من إضاءة خفيفة ،مدت يدها لوجهها لما حست بشيئ عليه وطلع قناع الأكسجين سحبته ورفعت جسمها وسندته عالسرير ،أنصدمت لما شافت الساعة 10:30في الليل..
ضغطت على رأسها بقوة من الصداع اللي تحس فيه وأتنهدت بتعب وإستغراب من وجودها في سريرها،أخر شيئ تتذكره إنها كانت في نوبة من نوباتها وكانت تدور في الممرات بضياع
مر في بالها مقابلتها المفاجأة لأبوسند، شهقت لما أتذكرت أسلوبها وإنفجارها الغبي في وجهه..أمتلت عيونها بالدموع غطت وجهها بكفوفها بندم "سخيفة وقليلة أدب،كيف جاني قلب أكلمه كذا"
وبعد دقائق مسكت جوالها ودقت على عبدالرحمن وبعجلة/السلام عليكم..عبادي وينك؟
عبدالرحمن/وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..برا غرفتك ذحين أجيكي.
دخل عبدالرحمن ومعاه صوفي اللي شغلت الأنوار ،مسك يدها وبحنان/كيفك ذحين..إن شاء الله أحسن.
زفرت بقوة/الحمدلله تمام مو وقتي ذحين..أسمعني مزبوط وسوي اللي بقولك عليه..طيب.
عقد حواجبه بإستغراب/خير أيش فيه؟
ردت بضيق/أبغاك تتصل على أبويا مساعد.. شوف كيف صحته ووينه،قله... إني كويسه وإني..
سكتت فجأة وعضت أظافرها بتوتر وهمس بصوت مسموع "غبية..جبانة..أخبص وأقل أدبي وبعدها أرسل غيري..مالت عليا بس"
ترى عم مساعد جالس برا..
رفعت عينها لعبدالرحمن المبتسم وبعدم تصديق وإندفاع/كذااااااب... بالله عليك برا..من متى..زعلان مني..تعبان..قلك شيئ؟
حط يده على فمها يسكتها/بالغة راديو.. لوك لوك لوك ..حبه حبه يختي،أرحمي نفسك..
شال يده وأعطاها الشال وبأمر/أتغطي بروح أقله يدخل..
مسكت يده وهزت رأسها برفض/لااااااا.. والله أستحي مابغى أشوفه..
طالع فيها وأتنهد/جوري ماهو وقت سماجتك ذي،الرجال من قبل المغرب مرزوع هنا وحالف مايروح غير لما يطمن عليكي، أستحي على وجهك وبلا قلة أدب.
مسكت يده برجاء/أنت مو فاهم..أنا من جد قليلة أدب..أنت مو عارف أيش صار وأيش قلت له.. ماأقدر أشوفه،والله مالي وجه.
عقد حواجبه وبحدة/حسبي الله على شيطانك..أيش مهببه مع الرجال، لايكون أنفجرتي فيه وجبتي العيد زي عوايدك؟
عضت شفايفها وهزت رأسها بموافقة بأحراج وبهمس/مو قلت لك..مالي وجه..عل----.
قاطعها بعصبية/والله إن ماتغطيتي وأعتذرتي للرجال لا أكون...أتغطي بس وخلصيني.
غمضت عيونها من لهجتة الصارمة وملامحه اللي أتحولت للغضب،وبعد ماسمعت صوت الباب فتحت عين وحده بشويش وأتنهدت لما شافته طلع، شافت نفسها لسا بعبايتها ،لمت شعرها أي كلام وأتلثمت بالشال وهي تحاول تهدئ وترتب كلامها،صوفي بضحكة/ياإلهي، لقد أخافني حقاً،أين ذهب شقيقك المهذب والحنون؟
جوري بضيق/هذا الوجه الأخر و اللطيف نوعاً ما..فأنتي لم تري غضبه حقاً..
أنفك الباب ودخل عبدالرحمن/أتفضل يا عم مساعد.. حياك.
أبوسند/الله يحيك ويبقيك.. السلام عليكم.
جوري بهمس/وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
سحب عبدالرحمن كنبة صغيرة وحطها مكان الكرسي جنب السرير وأشر لأبوسند/أرتاح هنا يا عم..
جلس براحة.وبإبتسامة/تسلم ياعبادي.. تعبتك معاي وعطلتك عن شغلك.
عبدالرحمن بهدوء/والله أحنا اللي تعبناك وربطناك معانا هنا..العذر والسموحة منك.
أبوسند/مسموح ومافيها تعب ياوليدي.. أميرتنا على قولك تستاهل اللي يتعب لها..شلونك يابنيتي الحين.
هزت رأسها وبهمس/الحمدلله ..بخير الله يسلمك.
وقف عبدالرحمن وطالع فيها بنظرة/أنا أعذرني يا عم سند.. عندي مكالمة وأنت خذ راحتك عاد لا أوصيك عليها..كسر رأسها .
أبوسند بضحكة/بسم الله عليها..ليش عاد..
وش سوت؟
عبدالرحمن بنرفزة/والله أنت أخبر..ما قالت لي بالضبط.. بس خبز أيدي مثل ماتقولوا وأعرف لسانها لمايتبرى منها..يبغاله قص، السلام عليكم.
طلع بعد ما ردوا السلام،فركت أصابعها بتوتر وماهي عارفه كيف تبدأ معاه الكلام ولا أيش تقول، وبعد خمس دقائق صمت وعذاب داخلي نطقت بهمس/أسفه يبه..ماكان قصدي اللي قلته قبل..صعب أقلك تنساه لإن في أشياء صعب واحد ينساها ،بس ياليت تحاول وتقدر تسامحني..
أبوسند/أي كلام بالضبط اللي أسامحك عليه.. كذبك عليا إنك بخير وأنتي في المستشفى.. ولا كلامك عن هذاك الخايس اللي بس تمدحين فيه..ولا..كلامك عن شوفتي ومعرفتي.
نزلت دموعها بغزارة وبرجاء/طز في كل شيئ قلته ،بس أنت لا..يبه لو سمحت لا تقول كذا..والله ماكنت قاصده..أصلاً معرفتك من الأشياء المهمة اللي بشكر ربي على وجودها في حياتي..وربي أسفه أسفه.. أنا وحده قليلة أدب ،أهلي ربوني.. بس أنا كذا ماأتعلم ولا أفهم..أنا..
سكتت وماقدرت تكمل وزاد بكاها، جاتها صوفي/عزيزتي أهدئ قليلاً.. سوف أستدعي دكتور محمد.
ماردت عليها جوري وأستمرت في بكاها.. قرب منها أبوسند وبخوف/يابوك خلص.. والله ماني زعلان منك..بطلي البكاء ذا موب زين لصحتك..
طالعت فيه وهي تشهق وبهمس/قول.. والله مو..زعلان مني..أحلف.
حط يده على كتفها وبإبتسامة/والله العظيم، ورب البيت، واللي جمعنا بلا ميعاد ماني زعلان منك يابنيتي..خلص بسك بكاء..ولا بزعل وبطلع من هنا.
مسكت كم ثوبه بيدها ومسحت دموعها بكم عبايتها بطفولية، وبهمس/من قال إني أبكي، في شيئ دخل في عيوني وحرقني.
جلس وبضحكة/أيه صادقة بنيتي..في عجاج في الغرفة.
إبتسمت بخفة/أيوه رقع لي بس..
وبجدية/سامحني يبه والله أسفه وندمانه.. لا تزعل مني ربي يسعدك.
أبوسند/قلت لك ماني زعلان منك..أنا زعلت ليه ماكلمتيني..ليه تكتمين بقلبك وتتعذبي لحالك وأنتي معك ناس يحبونك ويهتمون فيكي..وش كان بيصير لو خبرتينا وجينا نزورك ونتطمن عليكي.
أتنهدت بحسرة/يبه أنت ليه مصر إنكم بترتاحوا وتتطمنوا لما تشوفوني كذا..ذحين أنا فيا شيئ يريح ويطمن وأنا بحالتي ذي.. ماغير تنقهروا وينشغل بالكم..وسامحني عاللي بقوله.. يعني ليه الكذب ذا اللي يصير كلامي صح ولا غلط.
أبوسند/يعني أنا ولا أمك منيرة ولا أي أحد في أهلك..لو صار لنا شيئ وماقلنا لك بتكوني مرتاحة.. مارح تزعلي لإنا ماقلنا لك؟ ردت بإندفاع/أكيد بزعل.. كيف ماتقولوا .
أبوسند/دامك تدري إن السالفة تزعل ..أجل ليه ماتبينا نعرف وش صايبك..
جوري بهدوء/يبه الله يسلمك أنا غير وأنتوا غير..أنتوا تعبتوا وربيتوا وكبرتوا..أخذتوا نصيبكم من الهم والتعب والمحاتاة..وجاء الوقت اللي لازم ترتاحوا فيه وتعيشوا حياتكم براحة بال.. لكن أحنا عيالكم ذا دورنا وذا الوقت اللي نرد فيه الدين لكم..بعدين أحنا أقوياء ونتحمل اللي يجينا إن شاء الله.
أبوسند بتريقة/علشان كذا كاتمه كل ذا بقلبك وساكتة لين أنفجرتي وطحتي علينا،ولولا الله ثم الدكتور فهد ماكنا لحقنا عليكي.. لا ماشاء الله عليكي قوية بالحيييل.
جوري بإستغراب/أيش دخل دكتور فهد فيا.
أبوسند بعصبية /هو اللي لقاكي تحوسين بالدور الثامن وأنتي مو بوعيك..ماتقولين وش وداكي الثامن وأنتي غرفتك بالثالث؟
هزت كتفها بمدري وهي تحاول تتذكر اللي صار "أنا متأكدة ضغطت زر الدور الثالث..ولا كان الثامن..لا الثالث..ههههههه أم الغباء، أصلاً أنا ماأعرف رقم غرفتي و لا الدور" حكت رأسها بأحراج/مدري..موفاكره،يمكن ماأنتبهت..بصراحة يعني ..أنا ماأعرف رقم غرفتي ولا في أي دور.
هز رأسه بيأس من حركاتها وبعتاب/ويوم إنك ما تعرفين وشوله تتفلسفين وتتركيني وتروحي..هااا.
أنقذها الدكتور محمد من الرد لما دق الباب ودخل/السلام عليكم.
ردوا السلام وفكت لثمتها وغطت وجهها بسرعة وبهدوء/ألف سلامة عليكي أخت جوري..كيف حاسه نفسك ذحين.
جوري بهدوء/الحمدلله ..بخير وموحاسه بشيئ.
دكتور محمد/إذا حابه نكون لوحدنا علشان تأخذي راحتك ،طبعاً بعد أذن الوالد.
وقف أبوسند علشان يطلع،جوري بهدوء/يبه وين رايح بس،تعال الله يهديك.
أبوسند/خلك يابوك براحتك وخلي الدكتور يشوف شغله.
دكتور محمد/إذا هيا مرتاحة بوجودك ماعندي مانع..تقدر تتفضل وتجلس والسموحه منك.
جلس أبوسند مكانه وأتكلمت مع الدكتور بإختصار لنص ساعة وطلع، وبعدها حكت لأبو سند عن الحادث بدون ماتجيب سيرة الرجال اللي ساعدها،وأخذت رأيه في طلاقها وأرتاحت لما أيدها وشجعها،ولما سألها على حكاية شرفها اللي طعن فيه ألفت وقالت إنه عصب من موضوع الطلاق وصار يخبص في الكلام .. وفي الأخير طلبت منه مايجيب لأمها منيرة والجدة والبنات سيرة عن اللي صار..ولا لعبدالرحمن عن اللي حكته ليه في الحديقة.
وهو حكى لها كيف أنشغل باله عليها بعد مكالمتها الأخيرة معاه..وإنه لما وصل كان الأمن والممرضات متجمعين عند غرفتها، ولما سأل صوفي عنها وقلها إنه أبوها قالت له إنها في الحديقة وراح لها وصار اللي صار ....
رجعت لحاضرها لما أنفك الباب بقوة ودخلت ياسمين وقصي ومعاهم نادر ونادين وبصراخ/السلام عليكم ماما..
لفت بكرسيها عليهم بشوق/وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..هلا حبايبي وحشتوني..
سلموا عليها وأخذت نادين في حضنها وصارت تدور فيها في الغرفة ونادين تصفق وتضحك بفرح،ياسمين/ماما سمعت إن إمتحانات التعثري تبدأ الأربعاء..أيش دا لسا أمس خلصنا ..ماخلونا نرتاح.
جوري بضحك من كلام وحركات نادين/لاتخافي،كلمت أبله حسناء وقالت إنك ناجحة.. درجات أبوكلب بس نجحتي..ألف مبروووك حياتي..وشيخ الشباب قصي وسمو الأمير نادر نجحوا كمان.. ألف مبرووووك حبايبي..
قصي/مين قال..بكره تطلع النتايج..
جوري بإبتسامة/خالك عبادي كلم المدير وقله.
صفقت ياسمين كفها بكف قصي بفرح/يييييس..الحمدلله..
↚
(سند)
الرياض 9:30 مساءً
دق الباب ودخل بهدوء/السلام عليكم.
ردت بهدوء مماثل/وعليكم السلام ورحمة الله..
أعطى الأكياس للمرافقة اللي ماتفارق الغرفة،وطالع في الملاك اللي جالسه قدامه وتطالع في الفراغ بجمود،أتنهد/كيفك بتول..ماودك تطلعي تغيري جو بدل قعدتك في غرفتك طول اليوم ؟
بتول بحزن/الحمدلله ،ماتفرق بابا..كله نفس الشيئ.
سند/طيب ليه ماتقعدي مع ديما..ولا شوفي بدر وأقعدي أتسلي معاه.
أرتجف صوتها/ومن قال إني بشوف.. أنا كذا مرتاحه..أنتوا بس أتركوني لحالي وأنسوا إني هنا.
وقف بتوتر/خلص براحتك..
طالع في عيونها اللي تجمعت فيها الدموع بضيق قبل ما يطلع من الغرفة وهو ندمان إنه فكر يدخل،لكن بعد غياب كم يوم كان لازم يطل عليها ويشوف حالتها اللي كل مالها تتدهور.
قابلته أمه في المصعد وبإهتمام/هااا حبيبي كلمتها تنزل تقعد معانا.
سند ببرود/كلمتها وقالت ماتبي تنزل ولاتشوف أحد والجو نفسه فوق ولا تحت..خلص خلوها براحتها ومتى ماملت بتنزل لحالها.
أم سند/وش نخليها براحتها يمه..البنت صارت ماتطلع من غرفتها لاتشوف أحد ولا أحد يشوفها.. حتى حنا مانشوفها..جدك وجدتك نسيوا شكلها.
وقف وحط أيديه في جيوب بنطلونه الجينز بعد ماطلعوا عالصالة،وبجمود/وش تبيني أسوي يالغالية..كله على يدك ،ماخليت دكتور ماعرضتها عليه وكل شيئ كان ماشي.. لين رفضت تسوي العملية الأخيرة وماأقدر أجبرها.. الدكتور قال نفسيتها لازم تكون متقبله الموضوع..والدكتورة النفسية اللي جبتها لها أخر مرة طردتها وكانت بتمد يدها عليها..
أم سند ببكاء/والسوات الحين..بتم على ذا الحال لمتى..شف لك حل يمه..حرام اللي قاعد يصير فيها.
باس رأسهاوبمسايرة/إن شاء الله أنتي لا تشيلي هم يالغالية.
خرج للحديقة وأتنهد وبهمس/كل شيئ راح معك ياسمر..حتى بتول وبدر شكلهم راحوا معك..
(فهد)
أم فهد أرملة،فواز أخوه 36سنه ،فهد 33 سنة،فريال26 سنة.
كان راجع من قسم الأشعة،لما سمع صراخ وأصوات عالية راح لهم ،وأستغرب وجود الأمن اللي ماسكين واحد ويحاولوا يطلعوه بالقوة وهو يصرخ ويسب فيهم،شاف صوفي واقفة معاهم تصرخ ومنفعلة،سحبها على جنب وبفضول/ماذا هناك صوفي،لما كل هذة الضجة.
صوفي بعصبية/هذا الغبي تسلل لغرفة جوري وقام بإغضابها إنه زو----.
قاطعها بحدة/نعععععععم..أيش اللي يتسلل فوضى هي.
مسكه من ياقة ثوبه وبعصبية/أنت كيف تتهجم على غرف المرضى ياحيوان---.
دفه خالد بغضب/واحد داخل لزوجته.. أيش لكم صلاح..
اتأمله بإستغراب أول مرة يشوفه،اتعرف على عبدالرحمن ومؤيد وعرف إنهم أخوانها ،طالع فيه بشك/لو زوجتك ليه ماسكينك الأمن.. هااا.
خالد بقلة أدب عصبية/وأنت مين تكون ياحيوان علشان تسألني..لاتكون حبيبها أنت كمان.. ناقصك أنا ..
أنصدم من تلميحه وبإحتقار/أحترم نفسك و أنتبه للمكان اللي أنت فيه..أنت في مستشفى مو في كباريه..
ألتفت للأمن وبأمر/طلعوه برا..موناقصين أشكاله هنا.
سحبوه وهو يسب ويتوعد فيهم.
ألتفت لصوفي بعتاب/لماذا لم تخبريني أنه زوجها وقلتي إنه تسلل لغرفتها.
صوفي بعصبية/كنت على وشك أخبارك عندما هجمت عليه فجأة..وهو حقاً قد تسلل لغرفتها لإنها قد منعته من الدخول وأعطتنا أمر بمنعه من زيارتها منذ الأمس.
فهد بإستغراب/ولماذا منعته من زيارتها، ألم تقولي بإنه زوجها.
صوفي بنفاذ صبر/وكيف لي أن أعلم السبب، كل ماأعرفه أن حالتها تسوء كلما قام بزيارتها، وقد غضب البارحة لأني لم أسمح له بالدخول ،واليوم عندما كنت في الخارج تسلل لغرفتها وعندما أتيت كان من الواضح أنهما يتشاجران.
فهد بإهتمام/ولماذا كانا يتشاجران.
صوفي بإستغراب/وكيف لي أن أعلم فهما يتحدثان بالعربية..رغم إنه كان يصرخ كالمجنون إلا أنها كانت هادئة وهي تتحدث معه،ولكن لا أدري ماالذي قاله لها فجأة لتجن وتثور وتتحول لكتلة من الغضب..لدرجة أنها وقفت على قدميها وصفعته بشدة حتى خيل إلي أن فكه قد سقط من مكانه..
فتح فمه ببلاهه/أما أعطته كف..أحلفي..
وبتدارك/حسناً..كيف حالها الأن؟
صوفي بقلق/لا أدري.. لقد رحلت مباشرة بعد صفعه وأمري بطلب الأمن لإخراجه..
فهد بإستغراب/ماذا تقصدين برحلت..غادرت المستشفى!
صوفي بحدة/ماذا بك اليوم دكتور..أقصد غادرت الغرفة،بحثت عنها في الجوار ولم أجدها. لقد كانت في حاله سيئة..أنا خائفة عليها حقاً.
رن جواله وقبل ما يرد طالع في صوفي/لاتقلقي فهي لن تبتعد بحالتها تلك وستعود قريباً.
تركها وراح يشوف شغله وهومركز في كلمة قالتها صوفي"وقفت على قدميها "وبعد فترة وهو خارج من جناح مريض ومتجهه للمصاعد شاف وحدة خرجت من المصعد بكرسي متحرك ، وكمل طريقة قبل مايوقف ويلتفت لها بتدقيق وهو يتأمل رأسها " ذي كإنها طرحة جوري، أيش جايبها الدور الثامن ،هههههههه شكلها طفشت وطلعت تتمشى وصوفي مسكينة تدور عل----.
سكت لما شاف كرسيها يتحرك بغرابة ويخبط في كل شيئ قدامه، ماخلت كرسي ولاتحفة في الممر ماخبطت فيها..راح لها بسرعة ومسك كرسيها ولفه عليه بشويش/أيش فيكي ماش---
عقد حواجبه من صوت شهقاتها المسموعة وتنفسها القوي وهي تحاول تحرر الكرسي من مسكته بعجز،جلس قدامها وبقلق/مدام جوري..أنتي بخير.. سامعتني..
كرر سؤاله كذا مرة وهو يتحرك معاها للمصعد بدون ما يسمع ردها،وأول مانقفل الباب وبدأ بالنزول جلس قدامها ومد يده بتردد وكشف وجهها وأنصدم بوجهها الشاحب الغرقان بالدموع وشفايفها المزرقة ضرب خدها بخفة وبهدوء/جوري سامعتني ..جوري..طالعي فيا..شوفيني.
أنتبه لصدرها اللي يتحرك بعنف وحركة تنفسها الصعبة،مسك وجهها بيديه وبأمر/هيييي جوري ،طالعي هنا..أتنفسي بهدوء.. جوري أتنفسي على مهلك..
زفر بضيق،من محاولته الفاشلة لإنها كانت موحاسه بوجودة، وقف المصعد ومسك جواله وأتصل قبل مايحرك كرسيها ويطلع بسرعة لغرفتها وبعصبية/محمد تعال بسرعة غرفة جوري صالح الحين..
وصل لغرفتها وماأنتبه للرجال اللي يتحرك قدام الباب وبعصبية/طريق ياأخوي..
دخل ووراه صوفي بصراخ/ماذا حدث لها..
فهد بعصبية/أنقلعي عني مو فايق لك..
شالها وحطها عالسرير على دخلة دكتور محمد/السلام عليكم..خير أيش فيه؟
فهد بحدة/وعليكم..ساعة لين تجي،الحق البنت كأن فيها صرع ..
قرب من جوري وفحصها بسرعة وهو يكلم صوفي ،وبعد لحظات أعطاها إبرة وحطوا لها قناع الأكسجين وشويه وبدأ لونها يرجع وملامحها وأطرافها تلين بالتدريج..
غطتها صوفي وعدلت الشال على رأسها ودموعها على خدها،ألتفت دكتور محمد لفهد بإستفسار/أيش اللي صار ووصلها لذي الحالة..
قله فهد اللي سمعه من صوفي واللي صار معاه وكيف لقيها وجابها، دكتور محمد/لاحول ولاقوة إلا بالله..الرجال ذا تمنعوه يزورها نهائياً..أنا كنت عارف إنه السبب في حالتها.
فهد بإهتمام/أيش حالتها بالضبط.. وأيش دخل زوجها.
طالع فيه محمد بنص عين وبهدوء/اللقافه هتموتك يا فهد..ذي أسرار مرضى يادكتور.
طمني يادكتور ،يعني بتكون بخير؟
ألتفت الأثنين للصوت وطالعوا في الرجال الكبير اللي باين عليه الهيبة والوقار، دكتور محمد/عفواً أنتا مين يا عم.
قرب فهد منه بإستغراب/عم مساعد!!
سلم عليه أبوسند/هلا فهد شلونك..الحمدلله على السلامة..
فهد/الله يسلمك.
ألتفتت أبوسند لمحمد اللي مد يده وسلم عليه وبقلق/بشر يادكتور شلون بنتي..وش فيها.
دكتور محمد/لاتخاف يا عم مساعد نوبة عادية من اللي تجيها.. المفروض صرت متعود عليها..
أبوسند بعدم فهم/نوبة وش؟
دكتور محمد بإستغراب/أنت ماتدري إن بنتك مصابه بنوبات هلع..قصدي لما تخاف ولا تزعل ولا يصير لها شيئ صعب عليها تجيها هالحاله.. يعني نفسها يضيق وتتشنج.
أبو سند/لاحول ولاقوة إلا بالله..وشلونها الحين..وهالنوبة مالها علاج..
دكتور محمد/هيا بخير لاتخاف أعطيتها منوم
علشان تنام وترتاح والأكسجين هيساعدها تتنفس براحة أكبر ولما تصحى هتكون بخير بإذن الله.
طول ما كانوا يتكلموا كانوا ناسيين فهد اللي جلس عالكرسي ويطالع في أبوسند المهتم والخايف على وجوري بإستغراب وعدم فهم "الحين كيف بنته.. وهي الجابر وهوالمنذر.. معقوله متزوج بالسر ومغير أسم بنته، ولا بنته من الرضاع ولامتبنيها ولا شلون"
وقف لما ناداه محمد/هلا،أيش فيه.
دكتور محمد بنظرة/قلت خلصنا شغلنا، نخلي المريضة ترتاح..
فهد بشرود/أيه ترتاح، طيب مشينا.
سلم على أبوسند،وبهدوء/خلنا نشوفك يا عم مساعد وسامحني عالقصور.
أبوسند/إن شاء الله ياوليدي ومسموح ماعليك قصور ..أنت اللي سويت لبنيتي العملية؟
هز رأسه برفض/لا والله كنت وقتها بعد ماجيت من السفر..أنا أستلمت حالتها بدل دكتور أحمد الأستشاري.. يعني تقدر تقول قبل أسبوع.. تقريباً قبل ما تفوق من الغيبوبة بيومين ..
أبوسند/أجل مايحتاج أوصيك عليها،أنت عاد منا وفينا.
فهد بإبتسامة/تسلم والله ،أنت تأمرني بس.
رجع من ذكرياته على صوت ناصف المزعج وبعصبية/خير.. أيش فيك؟
ناصف بملل/ياحبيبي دوختني بالملعقة ذي ،لك نص ساعة تقلب في الكابتشينو لين قربت تطلع الزبدة.
فهد بضيق/ناصف أنقلع ترى مررره موفايق لك.
ناصف بجدية/فهد ليك يومين موعاجبني، حصل شيئ معاك..أحكي ياأخي.
أتنهد وبهدوء/مافيني شيئ،شغله كذا قاعد أفكر فيها.
رجع ناصف لكلامه اللي مايخلص وفهد مستمع بإستسلام.
↚
(عبدالرحمن)
حط الكوب عالطاولة بقوة وهو يزفر بقوة
فيصل بهدوء/ ياأخي روووق شويه..الشغله مو بكيفه..في نظام وقانون.
عبدالرحمن بضيق/ماهي المشكلة إنها قالت لي أنسى حكاية المحاكم.
فيصل/والله هيا موقفها صعب كمان ..من جهه ماتبغى ترفع قضية علشان لاتجرجر أولادها وأهله في المحاكم،ومن جهه مصره عالطلاق..وهوا رافض ..الله يعينها.
شد على أسنانه بقوة/والله لولا إني وعدتها ماألمسه،ولا كان مسحت فيه الأسلفت..الرمه النذل يقلي مو مطلق ووريني مرجلتك وكيف بتلطقها.. بسيطة إن ما طلعت المرجلة من عيونه ماأكون عبدالرحمن.
فيصل بتكشيره/ياأخي ذا رحيمك مادري ليه ماحبيته بالمررره..بالله أختك ذي كيف كانت متحملته كل ذا..بصراحة كافحت.
فلتت منه إبتسامة/اللي راح راح..المهم إنها قررت،وهي لو حطت شيئ في بالها هتسوية طال الوقت ولا قصر..أأخخخ بس لو تقلي عاللي سواه..كان بردت ناري فيه.
فيصل بضحكة/ياأخي أنا ليه حاس أنك قاعد تتلكك له ومو مصدق تمسك عليه زله؟
طالع في الناس اللي تتحرك برا الكافي من وراء القزاز،وبغموض/ماحبيته من أول مره شفته فيها ولاتسألني ليش ،كذا لله في لله،
يمكن لأني متأكد إنه نذل وماهو كفؤ لها ولايستاهلها.. يلااا بتفاهم معاها وأشوف أخرتها،ويا أنا ولا خالد.
وقف بهدوء/هيا قوم مافي وقت ولازم نخلص اليوم.
فيصل بمزح/ياأخي أنت جاي تشتغل معايا ولاتشغلني عند أهلك..
لف عبدالرحمن ذراعه على رقبة فيصل بقوة وصار يسحبه وراه.
فيصل يصرخ بتمثيل /ياحيوان لاتسحب.. خربت برستيجي قدام المعجبين.
عبدالرحمن بضحكة/يختي عليكي ياحلوه.. برستيجك هاااا، هيا أمشي بطيبة نفس لا تخليني أطلع قهري من خالد فيك، وأرجعك للمدام مكسح .
دفه فيصل بقوة وجري عالسيارة وقفلها وخلى عبدالرحمن برا يدق الشباك بهبل علشان يفك الباب.
(خالد)
2:30 ظهراً
كان الكل جالس على سفرة الغداء ويتكلموا في مواضيع مختلفة ،ماعدا ياسمين وقصي اللي يأكلوا بهدوء غريب،ندى/حبيبي اليوم بنروح لجوجو وصلنا وأنتا على طريقك رايح دوامك.
خالد بتوتر/ليه بتروحوا،موالزيارة ممنوعة عنها.
أم خالد/الحمدلله تقول صارت أحسن، وكلمتنا نجيها اليوم.
ندى بإستغراب/ليه هيا ماكلمتك،غريبة مع إنها كلمت فاطمة ولبنى وكمان رايحين.
أم خالد/حبيبتي تلقيها طفشت من قعدت المستشفى أنتي عارفة إنها ماتطيقها.
ندى/أيوه بس فاطمة تقول إنها لزمت على جيتها ولبنى اليوم تقول ضروري .
حط خالد الملعقة بعصبية/الأكل ليه ماسخ اليوم.. كإنك طابخه بدون نفس.
طالعت فيه ندى بإستغراب/أيش اللي ماعجبك..شوف الملح والبهار جنبك زود إذا ناقص.
قام من السفرة بعصبية/مابغى أتسمم بروح أنام، موتنسي تصحيني.
خرج تحت أنظار أمه وندى المصدومة ،راح غرفة جوري ورمى نفسه عالسرير وطالع في السقف"ليه متصله عليهم،أيش الضروري اللي بتقوليه ليهم.. بتقولي اللي صار وقت الحادث..ولا اللي صار في المستشفى..ليه أتغيرتي بس، معقول بتقلهم عالطلاق زي ماقال عبدالرحمن ..مو معقول تبغى تطلق أكيد ذا أخوها الكلب هوا اللي يحرشها.. جوري ماتستغنى عني..أصلاً خلاص ما بقي في العمر شيئ علشان تتطلق ذحين،هوا عبدالرحمن مافي غيره " أتعدل عالسرير وطلع من جيبه بكت الدخان وصار يدخن بشراهة وأفكار تجيبه وأفكار توديه.
(جوري)
الثلاثاء 4:30 عصراً
عبدالرحمن بتشجيع/أنتي خليكي طبيعية وأتكلمي على طول..لاتلفي وتدوري أدخلي على طول في صلب الموضوع.
جوري بضيق/مررره من كثر ما أعرف ألف وأدور..عبادي أنا خايفة على أمي..أخاف تزعل وماتتقبل الموضوع.
قطع كلامهم دخول صوفي مع أم خالد والبنات..ضمها عبدالرحمن وهمس/إذا أتراجعتي عن خطوتك الأن ..مارح تقدري تخطيها بعدين..ذي المرة أختاري حياتك لنفسك وبس وأنسي اللي حولك..
باس رأسها وإبتسم لها بتشجيع وطلع بهدوء.
اتأملت المصدومين بجلستها عالكرسي ولسا واقفين مكانهم..إبتسمت وبرقة/أنا اليوم طلبت الكرسي مخصوص علشان أقدر أجلس معاكم براحتي وأقهويكم بيدي.
أتبدلت ملامح الصدمة على وجوههم لإبتسامة كبيرة أتحولت للضحك وسلموا عليها براحة، حطوا الورد والأكياس اللي في يدهم وجلسوا،فاطمه/سلامتك حبيبتي ليه منعوا عنك الزيارة.
أم خالد بقلق/حاسه بين حبيبتي، تعبانه؟
مسكت يدها وباستها بحب/لا يمه..مافيني شيئ بس شوية فحوصات علشان يطمنوا وكلها كانت سليمة الحمدلله.
دق الباب ودخلت لبنى ماسكه سلة ورد جوري كبيرة وبمرح/السلام عليكم.. لايكون خلصتوا القهوة عليا.
الكل/وعليكم السلام.
ندى/لاتخافي جوجو قالت مانبدأ غير لما تجي.
ضمت جوري بشوق/وحشتيييني يادبا.
جوري/وأنتي كمان لبانتي.
ضربتها على كتفها بشويش/أنا لبانة رورو بس.
قهوتهم جوري وضيفتهم الحلويات اللي جابها عبدالرحمن ومرت ساعة وهم يضحكوا ويهرجوا طالعت جوري في ساعتها وبنبرة عالية/ممكن تركزوا وتسمعوني بدون مقاطعة .
وقفوا كلامهم وحطوا اللي في يدهم عالطاولة لما شافوا ملامحها الجدية واللي تدل على أهمية كلامها..
جوري بهدوء/أنتوا عارفين إن بكره تبدأ أمتحانات التعثر وإن شاء الله بقدم فيها، يعني اليوم بخرج من المستشفى بإذن الله.. بس هروح بيت عبدالرحمن مو معاكم..
سكتت ومدت يد أمها وأخذت نفس قبل ما تتابع كلامها بنفس الهدوء/سامحيني يمه.. بس أنا ماعاد لي رجعه عندكم.. أنا..أنا طلبت الطلاق من خالد.
غمضت عيونها بهدوء وهي تسمع شهقاتهم المستنكرة والمصدومة وحاستها سكاكين تطعن في صدرها،طالعت في وجوههم الشاحبة ولسان حالهم يقول ليه،ومتى،كيف. تابعت/لاتسألوني عن سبب الطلاق.. ولاتحاولوا تقنعوني أغير رأيي،لأني ماطلبته إلا وأنا مقررة ومصممه عليه ومارح أرضى غير بيه..بس أبغاكم تتأكدوا إن اللي بينا مارح يتغير ولا ينتهي أبداً..أنا تركت خالد.. وخالد بس .
باست يد أمها وبصدق/أنتي أمي اللي ماولدتني..أنتي أمي اللي عشت معاكي سنيني بحلوها ومرها،الله العالم بحبك في قلبي..فلا تفتكري إني بنساكي أو أقطعك في يوم.
ضمتها أم خالد بصمت ودموعها تنزل على يد خدها بغزارة.
ألتفتت للبنات/وأنتوا أخواتي اللي ماولدتهم أمي..أتقاسمنا الفرح والحزن والضحك وكل شيئ في حياتنا..أنتوا كنتوا أخوات وصديقات وشيئ منور لي دنيتي..
خالد يمكن يكون السبب اللي جمعنا،بس أحنا اللي أخترنا بعض وأخترنا إنا نكمل سوا علشان كذا إنفصالي عنه مارح يأثر في علاقتنا أبداً..فهمتوا.
هزوا رأسهم ببكاء صامت وأتجمعوا حولها بحزن وكل وحدة فيهم داخلها كلام كثير بتقوله وماهي قادرة.
وبعد ماطلعوا كلمت مازن ومؤيد اللي أنصدموا وحاولوا يفهموا منها اللي صار ،خاصةً إنهم شايفين وقت الطلاق وهي المستشفى وبحالتها ذي غلط..ولما مالقيوا فايدة من الكلام قفلوا معها وأحساسهم بالحزن وخيبة الأمل واصلها.
عالساعة 9 الليل كان عبدالرحمن مجهز أوراق خروجها علشان يمشوا ،وبعد مازارها دكتور محمد وفهد وناصف وأعطوها بعض التعليمات والملاحظات ودعوها واطلعوا.
مسك عبدالرحمن يدها بقوة لما شاف وجهها المحمر وتنفسها العميق اللي يدل على دموعها اللي تحاول تسيطر عليها وبتشجيع/خلصتي من الجزء الصعب وعديتي منه بنجاح.
جوري بغصة/و يا ترى وين النجاح في الموضوع.
عبدالرحمن بإبتسامة/إنك فكرتي وقررتي لحياتك بدون ماتأخذي في أعتبارك مشاعر غيرك ذا بحد ذاته قمة النجاح في حالتك..
كفاية أحلى سنين عمرك راحت وأنتي ترضي اللي حولك.
جوري بهدوء/من قال لك إنك لما تهمل مشاعر الناس اللي تحبها وتهمك فأنت كذا بتعيش حياتك..ذي أنانية لإن الإنسان مو عايش لوحده..لازم تفكر في اللي حولك وتحاول تلقى طريقة تتعايشوا فيها سوا بدون ماتضروا بعض..بعدين أنا يمكن كنت أرضي اللي حولي بس برضيهم بشيئ أنا أساساً مقتنعه بيه وشايفه إنه الحل الأنسب للوضع اللي كنت فيه..عالأقل كان الأنسب وقتها..ماعلينا اللي راح راح..أيش رد عالطلاق ؟
عبدالرحمن بهدوء/قل أدبه ورفض وقال لو أنا رجال أطلقك منه.
طالعت فيه بأسف/أمسحها فيا حبيبي، معليش أنا الغالطانه اللي قلت لك تتدخل من البداية مع واحد حقي------
سكتت قبل ماتنفعل وتفضح اللي سواه.
عبدالرحمن بصدمة/غلطانة علشان دخلتيني؟ ليه شايفه مامني فايدة لذي الدرجة.
جوري ببرود/لاتحرف كلامي وتحوره بكيفك..أنت فاهم إن قصدي مو كذا.. أدري إنك حاقد عليا علشان وعدتني ماتسوي له شيئ..وعلشان كذا قلت لك غلطانة لإني عارفة غباوته وكلامه اللي ماله داعي لمايعصب،وماكان لازم أخليك توعدني بشيئ علشان تقدر توقفه عند حده ..بس لاتقلق بيجي اللي بيأخذ حقك من بين عيونه، واللي ماقدرت تسويه بسببي هوا هيسويه والله يعين خالد عاللي هيجيه.
طالع فيها بتفكير قبل مايبتسم بشر/لا تقولي..كلمتيه من ورايا ياخاينة..موقلتي ماتبغي أحد يعرف منهم ذحين.
جوري بإبتسامة/لسا ما كلمته ..يومين وأتصل عليه ، وعلى ما أختبر الأسبوع ذا.. يكون جهز نفسه وجاء على خيربإذن الله .. المهم أنت لا تزعل مني أوتفتكر إني مستقله بيك أو شيئ من ذا الكلام.. بس مادام خالد مصر يطول السالفة ، فالموضوع يبغاله حسم سريع وجذري علشان أخلص وأرتاح.. وأنت عارفه ماشاء الله عليه ،مافي أحد أسرع منه في تخليص المواضيع العالقة والطويلة..
عبدالرحمن براحة/بالعكس ذحين أرتحت وفعلاً زي مابتقولي( كل شيئ له حكمه وله وقت)عاد ذي جات من الله ويارب أكون موجود وأتفرج.
جوري بعتاب/لاتتشمت ولاتحسسني إني مجرمة وبسوي شيئ غلط.
عبدالرحمن بهدوء/بلا هباله وشغل أفلام ،أحنا مابتقتله بس بنأخد حقنا منه، وهو اللي يحدد.. يا يطلق بالمعروف ولا بلوي الذراع..
فلتت منها إبتسامة/الله الله فيه..تراه أبو عيالي وذراعه أساساً مكسورة،فياليت لما تلووا الذراع الثاني تحاسبوا عليه وتحاولوا تخلوها سلييييمة ومكانها..أتفقنا حبيبي.
صفقت كفها في كفه اللي رفعها قدامها وبنذالة/ماأوعدك..ويلا يادوب نوصل البيت وترتاحي علشان تراجعي كلمتين قبل الأختبار.
جوري بهدوء/طيب أسبقني أنت وأنا بنزل مع صوفي.
أخذ شنطتها وأغراضها وطلع.. جاتها صوفي وراحت معاها على قسم المحاسبة وبعدها ودعتها بحرارة مع وعد بالتواصل معاها
شالها عبدالرحمن وركبها السيارة وأنطلقوا لبيتهم الجديد وحياتها الجديدة بإبتسامة كلها تفاؤل وثقة بالله في غداً أجمل..
أنتهى البارت.
↚
لرب نازلة يضيق بها الفتى ذرعاً، وعند الله منها المخرج..
ضاقت ولما ولما أستحكمت حلقاتها فرجت.. وكنت أظنها لا تفرج...
(أم معاذ)
صنعاء 11 ظهراً
أعطت جوالها لناديه وبهدوء/أتصلي على جوري يا بنتي وخليني أشوفها.
ناديه بإبتسامة/عادك كلمتيها الفجر يمه.. مسرع فقدتيها.
حطت كاسة قهوة القشر من يدها وبشرح/ أشتي أطمن كيف حلت في الأختبار..
ناديه/لاتخافي عليها أنتي داريه إنها شاطره..
دخل صالح وباس رأس جدته وأمه/السلام عليكم.
أم معاذ وناديه/وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
صالح/من الشاطره؟
ناديه بنظرة/حبيبتك..
صالح بضحكة/أنفداها والله حبيبتي.. أصلاً مافي منها.
طالعت أم معاذ في نادية الغيرانه وبإبتسامة/ياقلة عقلك بس..ماتبطلي حقك الهباله.
ناديه بضيق/يمه شوفي كيف بيتكلم عنها..والله لو إنها مرته مايجلس يكلمها كذا.
أم معاذ/هم كذا من زمان أيش اللي تغير.
ضربته ناديه على كتفه وبقهر/يمه بيكلمها أكثر مايكلمني ولهم كم يوم مدري أيش بينهم..كل ما دخلت وهويكلمها يغير كلامه علشان ما أعرف أيش بيقولوا.
كتفها صالح بين أيديه وباس خدها وبضحكة/انفداها اللي تغير عليا من عمتي..أنتي بعقلك عد أحبها أكثر منك يانونو..أنتي متربعة في القلب،لكن هي غير وبيننا أسرار .
فك أمه وطلع جواله وأتصل عليها وفك الإسبيكر وبمزح/يامرحبا بحبيبتي وعمري.. آآآآآي يمه أصبري..
جوري بضحكة/السلام عليكم..ناديه حلي عن صلوحي بيجيه إرتجاج من كثر ماتضربيه في رأسه..
ناديه بإبتسامة/وعليكم السلام..خليه يمكن ينساكي شويه وينتبه لي..
أم معاذ/بشري يا روحي،كيف الأختبار.
جوري/الحمدلله تمام يا نور عيوني..أنتي بس لاتنسيني من دعاكي.
صالح/شوفي لك حل مع مرة أخوكي هذي.. أخاف تصادر جوالي بسببك.
جوري بضحكة/ماتسويها حبيبة معاذ .. مايهون عليها تحرمني منك..صح نونو.
نادية بتنهيدة/خلاص مادام ذكرتي الغالي.. الله يصبرني عليكم بس.
أم معاذ/ماقلك معاذ متى بيحجز لي..
جوري/يمه قلت له يأجل الحجز لرمضان علشان تجي تعتمري ونرجع سوا بإذن الله.
أم معاذ/والله أنتوا مدري مالكم بتماطلوني في السفرة هذي،حاسه فيكي حاجه .
جوري بضحكة/أقول ياجنتي وناري، لا تتفرجي كونان مع العيال وتجي تطبقي عليا..مافيني إلا العافية..أنتي أرتاحي بس ياقلبي،والله يجمعنا على خير.
واصلوا كلامهم وسط تعصيب ناديه اللي طفشوها صالح وجوري بحركاتهم لين قفلوا معاها..
(سند)
الرياض 4 فجراً
صحي مفزوع وهو يصرخ بأسمها كعادته كل ما حلم بنفس الكابوس اللي مافارقه من خمس سنوات.. كانت دقات قلبه متسارعه بشكل كبير كما لو كان متسلق جبل ماله نهاية..حرارته مرتفعة وجسمة يفرز العرق بشكل مو طبيعي وحاس بثقل غريب جاثم على صدره، جلس عالسرير الضخم وهو ويتمتم بأيات قرآنية لعلها تهدى خفقان قلبه وتنفسه المضطرب..وبعد دقائق أخذ أول نفس ليه بهدوء نسبي وبيد مرتجفه مسح دمعه فلتت من أسوار عيونه شديدة السواد.. وقف قدام المرايه وماعليه غير بوكسر قصير باللون الأسود أتناقض بشدة مع طوله المهيب اللي يقارب 180سنتيمتر ،طالع في وجهه للحظات قبل ماتمتد أصابعه وتلمس الجرح الساكن في طرف حاجبة الأيمن بإرتجاف بسيط وبهمس/ماهو عدل إني أطلع بذا الجرح وأنتي تغيبي للأبد ياسمر..
غمض عيونه وذكريات الحادث اللي حرمه من حبيبة طفولته وزوجته يمر قدامه بدون رحمة..كانوا راجعين من حفلة عيد ميلاد وحدة من صديقات بتول بعد ما تجاوزت الساعة 11 الليل ،كانت بتول نايمة عالكرسي الخلفي بعد ماحكت له أحداث الحفلة للمرة العاشرة بكل حماس،مسك يد سمر وباسها بحب وشوق/أشتقت لك حيل ياقلبي،ما صارت حفلة.
قربت منه وباسته على خده بقوة بدون أهتمام بوجودهم في شارع عام وبدلع/وأنا بعد أشتقت لك بيبي..
أخذ نفس يتمالك نفسه من لمستها اللي تلخبط كيانه وأشر لها تغطي وجهها بحركة من يده خلتها تزفر بضيق/بيبي لاتصير معقد..السيارة مظلله وحنا ماشيين ،مين اللي بينتبه إذا كنت كاشفه.
أتنهد وهو يتأمل وجهها الفاتن بمكياجها الكامل والمتقن وخصلات شعرها المجعدة باللون الأحمر الناري ذي المرة وأظافرها الطويلة والمصبوغة بعناية، وبهدوء/مايكفي أنا أنتبه لذا الشيئ؟ حبيبتي أنا إنسان غيور وما أحب أحد يتفرج على أملاكي الخاصة!
عقدت أيديها على صدرها وبغرور/ومن قال إني من أملاكك..أنا ملك نفسي وبس..
طالع فيها بنظرة تهديد/متأكدة من كلامك؟
إبتسمت بدلال تعرف تأثيرة عليه ومررت أصابعها على ذراعه العاري بحركة مدروسة وبدلع/أأممممم..مو مررره إذا وصلت البيت أقرر.
إبتسم وباس يدها ،وبمكر /بحركاتك ذي مارح نوصل البيت ممكن نروح الفندق لإنه أقرب،أيش رأيك حبيبتي .
قبل ما ترد عليه لقي نفسه بيخرج من مساره للمسار المعاكس بعد ما فاجأته سيارة مسرعة من الخلف صدمته وزاحته عن طريقها،حاول يسيطر عالسيارة ويتفادى السيارات اللي صارت في مواجهته في محاولة فاشلة قبل ماتظلم الدنيا في عينه ويفقد الوعي..
ولما صحي لقي نفسه في المستشفى وسط أهله المتجمعين حوله ودموعهم تنزل بغزارة
أنتبه للثقل اللي على صدره ويده اللي مقيد حركته وفجأة برزت في عقله صورة السيارة الي فقد السيطرة عليها في الشارع العام،وبصرخة حاده/سمر..بتول وينهم..
شد على أسنانه بقوة من الألم القوي اللي هاجم صدره،طالع فيهم بنظرات مشككه للي يشوفه في وجوههم،وبعصبية/سمر وبتول وين ؟ليه ماتنطقوا..أحد يرد علي.
قرب منه أبوه المتلثم بشماغه وماباين من وجهه غير عيونه الحمراء وبهدوء حزين/الحمدلله ياولدي على كل حال ،لله ماأعطى ولله ماأخذ.. وأنت مؤمن ب----
قاطعه سند بصراخ/يبه أنت وش تقول..وين سمر.. وينها..بتول.. إبي أشوفهم.
الجدة ببكاء/سمر الله يرحمها ياوليدي، أدعي لها الله يغفر لها ويجعل مثواها الجنة.
طالع فيها بصدمة للحظات قبل مايصرخ فيهم ويسكتهم بإنكار وعدم تصديق للي قالوه، حاول يوقف غير مبالي بالمغذي والجبس اللي على صدره ويده وهو يسب في الدكتور والممرضات اللي دخلوا على صراخه الحاد وحاولوا يمنعوه من الحركة، وفي دقيقة سكن جسمه في إستسلام عميق للمنوم اللي حقنوه بيه وعيونه معلقة بالباب اللي يفصله عن الحرية ..وعن سمر .
بعد ثلاثة أيام من الإنهيار التام والإستسلام للأدوية المنومة والمهدئة.. طلع من المستشفى على مسولية أبوه الشخصية بعد ما اتأكد من موت سمر قبل وصول سيارة الإسعاف لموقع الحادث، وأكتشف إنهم دفنوها في غيابه بدون ماينتظروه.. دفنوها بدون مايشوفها ولايودعها ولايرش التراب على قبرها.. ماتت بدون مايوقف في عزاها ولايترحم عليها..ماتت وتركت له عمر من الذكريات وطفلين بعمر التسع سنوات ..واحد منهم أنعمى في الحادث الشنيع ..
مر عليه أسبوع معتزل في جناحه بين ملابسها وعطورها وصورها اللي ماليه الجدران، أسبوع كامل من يوم ماطلع من المستشفى بدون مايشوف بتول ولا بدر،كل اللي عرفه إنها أنعمت وهو طلع بجرح في الرأس وضلعين وذراع مكسوره .. وبعد الأسبوع ذا أختفى لمدة شهرين زار فيها أكثر من عشر دول،بدون ما يفكر يتصل أويسأل عن أهله..وبعدها رجع لهم سند مختلف .. سند جديد.. إنسان بارد وجامد..جسد بدون روح..مجرد أله بدون أي أحاسيس أومشاعر.. أبتعد عن أولاده وأهله وفرغ نفسه للشغل و بس ،ضارب بكلام أبوه وجده واللي حوله عرض الحائط..وبعد سنه بدأ مشوار بتول في العلاج وكان متقرر لها ثلاث عمليات حتى يرجع لها نظرها،سوت منهم عمليتين على مدى ثلاث سنوات ورفضت العملية الثالثة بإصرار شديد بسبب نفسيتها السيئة.. أما بدر فأختار العزلة والسكون بعد إبعاد أبوه وأخته القهري لشخصه من حياتهم وصار إنسان منطوي وقليل الكلام وملازم لغرفته.
حس بجفاف شديد في حلقه من ذكرياته الحزينة اللي رافضه تفارق مخيلته..
أستعاذ بالله من الشيطان الرجيم وقرر يأخذ دش بارد يهدي أعصابه ويصلي ركعتين قبل الفجر.
(ندى)
5 عصرا
قفل الدولاب ببرود/أنتي وبعدين معاكي..
لمتى ناويه تقلبي خلقتك في وجهي.
ندى بقهر/أنت ليه كدا بارد..ليه موراضي تقول أيش فيه بينك أنت وجوري وليه مصره عالطلاق.
خالد/ والله اللي بينا مايخصكم..ولو تصر من هنا لبكره مو مطلقها..أنتي تبغيني أطلقها؟
شهقت ندى من إتهامه وبغصة/أنتوا ليه قاعدين تقولوا كدا..جوري صح ضرتي وصح إني أوقات بغير منها ويمكن في البداية كنت أتمنى تطلقها.. بس أنا أتغيرت وربي ماأتمنى لها غير الخير..
خالد بإرتباك/يا حبيبتي أنا بس سألتك، ماقصدي شيئ.
ندى ببكاء/ولا قصدك،عادي أصلاً ما جات عليك أمك والبنات كلهم بيتهموني بدا الشيئ حتى لو ما قالوها في وجهي..بس إن شاء الله اللي بينكم يتصلح وتغير رأيها وترجع.. البيت صاير غريب..أنت على طول عصبي،وعمه صارت أغلب وقتها في غرفتها..نادر ونادين بيسألوني ليه هيا وياسمين وقصي مو في البيت وكل يوم أخترع لهم كلام شكل.
ضمها لصدره بقوة وبهمس/أدعي إنها تغير رأيها قريب وتنسى موضوع الطلاق..
ندى بقهر/مادام إنك تحبها كدا،ليه كنت تتعامل معاها بديك الطريقة الغريبة، ليه كنت أحس إن بينكم شيئ غريب ..ودحين هيا تبغى تتطلق وأنتا رافض..أنا موفاهمه شيئ.
بعدها عنه بشويش وبتفكير/طيب ليه ماتكلميها أنتي والبنات وتحاولوا تقنعوها إنها ترجع..هيا تحبكم ورح تسمع كلامكم..
طالعت فيه وبهدوء/حاولنا نسألها ونعرف سبب إصرارها وحاولنا نغير رأيها بس هيا ماعطتنا فرصة وقالت لو فتحنا دا الموضوع مرة ثانية مارح تكلمنا مرة تانية وننسى إنا كنا نعرفها في يوم..فياريت تعفيني من المهمة وتحاول تصلح اللي خربته معاها.
طالع فيها بغيظ/أصلاً كنت عارف إني ماأقدر أعتمد عليكي في شيئ..خلاص أنا بتصرف.
أخذ شماغه وأغراضه وطلع بعصبية تحت أنظار ندى المقهورة..من يوم مارجعوا من زيارة جوري اللي طلعت من المستشفى لبيت عبدالرحمن وراحوا ياسمين وقصي معاها وتصرفاته صارت غريبة ولاتطاق.. عصبي..ما يتحمل كلمة منها..ويفسر كل تصرف بمزاجه..
أتنهدت بحسرة وقهر"الظاهر ربي بيعاقبني دحين على تصرفاتي اللي قبل..وكل الدلع والحب اللي كنت فيه رح يطلع من عيني"
↚
(جوري)
11:30 ظهراً
رن جوالها شافت المتصل وعدلت نقابها وعبايتها وطلعت لعبدالرحمن اللي راح لها أول ماشافها،دف كرسيها لحد السيارة وشالها وركبها جنبه وحط كرسيها في السيارة وحركوا عالبيت..
جوري بخجل/يعطيك العافية حبيبي، تعبتك معايا.
عبد الرحمن بملل/أعتبري نفسك أثقال وبتمرن عليكي..بطلي أسطوانتك ذي.
سكتت وسرحت بأفكارها،صارلها أكثر من أسبوع من يوم ما خرجت من المستشفى وأخذها عبدالرحمن عالبيت.. اتفاجأت لما شافته كانت متوقعة شقة في الدور الأرضي زي ماقال ،بس طلع بيت بحوش صغير ..وفاجأوها بحفلة صغيرة أول ماوصلت..كانت البالونات وعبارات الترحيب ماليه البيت وياسمين وقصي مجهزين كيك ومعجنات وأحتفلوا برجعوها وبالبيت الجديد..أنبسطت لما عرفت من عبدالرحمن إن البيت على مسافة معقولة من بيت خالد..يعني ياسمين وقصي رح يكونوا قريبين من أبوهم وأخوانهم ويقدروا يتنقلوا بينهم بسهولة..ورغم وضعها الجديد إلا إنها كانت حاسه براحة غريبة يتخللها أحساس بالذنب ناحية أولادها اللي فجأة بعدوا عن بيئتهم ولقوا نفسهم في وضع جديد عليهم.. في العصر كانوا يروحوا لبيت أبوهم ويقضوا معاهم الوقت لبعد المغرب تقريباً ويرجعوا عندها..خالد كل يوم حارق جوالها إتصالات ورسايل وهيا مكتفية بالصمت من بعد مواجهتهم الأخيرة في المستشفى ،وأم خالد ولبنى وندى وفاطمة زاروها ثلاث مرات وحاولوا يقنعوها تغير رأيها ،لكن هيا كانت حازمة وماأعطتهم مجال للكلام في الموضوع..وكانت حاسه بالإحراج من عبدالرحمن اللي كان كل يوم يشيلها شيل من وإلى السيارة ويوصلها المدرسة ..غير نظرات المدرسات والطالبات اللي معاها واللي فهمتهم إن رجلها مكسورة والكرسي مريح في الحركة..
أتنهدت بصوت عالي بدون ماتنتبه ،عبدالرحمن بإبتسامة/سلامتك من الآه، اللي مأخذ عقلك..
جوري بلؤم/الغداء،موعارفه أيش هطبخ لكم اليوم..
عبدالرحمن بضحكة/وأنا حسبت بتقولي أخويا وعمري عبادي..مالت عليكي أنتي وغداكي.
ضربته في كتفه وبتهديد/مدام مالت، أشوفك تحط أصبع واحد عالسفرة..
عبدالرحمن/الله الغني عن غداكي وخلي أصابعي مكانها..ذي رأس مالي وفاتحة بيتي.
ضحكت ومسكت يده وصارت تشوف أصابعه،الطويلة،وبتفكير/تصدق أصابعك تنفع تكون أصابع جراح،أممممم عازف بيانو.. أتخيل بس..ههههههههه.
طالع في يدها وبإبتسامة/أنتي اللي كنتي بتصيري دكتورة ..فاكرة حلمك؟
هزت رأسها بموافقة/الدكتورة جوري صالح الجابر..دكتورة أمراض القلب والأوعية الدموية..كان حلم وراح في طي النسيان.
عقد حواجبه بضيق/لسا قدامك فرصة.. ماكنت أعرف إنك متشائمة وتيأسي بسرعة.
إبتسمت بهدوء/متشائمة ويائسة لا..واقعية أيوه..أنت عارف إذا بدرس طب كم سنة يبغالي لين أخلص دراسة وأتخصص ..ذا غير الوقت الجهد و مستوى التركيز العالي اللي هحتاجة علشان أحضر الدورات والندوات وأي شيئ له علاقة بدراستي.. ولاتنسى إن دراسة الطب مكلفة وتهد الحيل فما بالك لو بدرسها برا كمان..وأهم شيئ أنا معايا أولاد ولا أنت ناسي.
عبدالرحمن/أنتي صممي ومالك صلاح بالفلوس..اللي درسنا أنا ومعاذ بيدرسك، وحتى إذا بتدرسي برا بنتساعد كلنا ونسفرك على حسابنا ولاتنسي كلام أبي الله يرحمه كان يتمنى تكوني دكتورة.
ضحكت بإستمتاع من حماسه/الله يرحمه ويغفر له..ذي ياقلبي مو محاماة زي معاذ ولا علوم حاسب وتقنية معلومات بروح أدرسها في ماليزيا زيك وأجي ماشية،ذا طب.
عبدالرحمن بإصرار/وإذا طب.. أنتي بس لاتصعبي الموضوع..بيروح معاكي نور ولا صالح كلهم يبغوا يدرسوا برا..خلاص تتفقي معاهم وتختاروا مكان فيه تخصصاتكم وتروحوا سوا..والأولاد خذيهم يدرسوا معاكي.
باست يده بإمتنان/حبايبي ربي مايحرمني منكم.. وماشاء الله عليك خليت الموضوع زي السلام عليكم..كل الحكاية إني صرفت نظر عن الموضوع،طلعت لاأفهم في القلوب ولا أعرف لها طريق وماعاد الطب يستهويني مثل قبل..بس ممكن أتخصص في علم النفس..عالأقل رح أفهم حاجات كثيرة كانت غريبة عني.
عبدالرحمن بتنهيدة/الظاهر إن خالد عقدك وهتدرسي علم النفس بسببه..
راقبة حركة السيارات والناس في الشوارع.. الكل وقت الظهرية تصير أخلاقة في طرف خشمة بسبب شمس جدة و حرارتها اللي لا تطاق،وبهدوء/يمكن حياتي معاه أثرت فيا وفي شخصيتي،بس مو بالشكل اللي أننا تلمح له..بالعكس حياتي معاه خلتني أشوف نوعية ناس لأول مرة أشوفها..صرت أفكر بنضج ووعي أكبر من قبل..صرت أفكر ألف مرة قبل ماأحكم عالشخص من مجرد موقف..حياتي معاه خلتني اتأكد إن مافي إنسان بيتصرف بطريقة معينة إلا وليها سبب ووراها قصة محد يدري عنها..
عبدالرحمن/أنتي ليه فجأة حسستيني إنك جدتي على غفلة..وإن عمرك 70سنة؟
إبتسمت/أعتقد إن اللي يحدد عمر الإنسان هوا سلوكة وتجاربه وخبراته اللي عاشها في حياته مو عمره.
عبدالرحمن/ممكن تشاركيني جزء بسيط من تجاربك في الحياة علشان أستفيد،وأشوف مدى خبرتك.
طالعت فيه بهدوء/تتريق أننا ووجهك، بس مو مشكلة رح أعطيك مثل بسيط.. ربنا قال:
{وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}.في البداية ماكنت فاهمه معنى الأية بس لماصادفتني مواقف كرهتها وأتمنيت إني ماكنت فيها وشفت بعدها اللي حصل لي بسببها..أيقنت إن الله ليه حكمة في كل شيئ بيصير لنا..زي لما كنت رافضة زواجي من خالد وكارهته لإني هتغرب وأنحرم منكم..ماكنت أدري إنه بيعوضني بأبويا محمد وأمي فاطمه ومازن ومؤيد ولبنى..ولما أفتكرت إني مالي حياة مع خالد الله رزقني بحياتين أعيشها ياسمين وقصي..ولما ربي أخذ أمانته وحرمني من أبويا وأبويا محمد..حط في طريقي أبويا مساعد..حتى لما أتزوج خالد ربي أهداني ندى ونادر ونادين..يعني في كل الأحوال أنا ما طلعت خسرانه،لإن ربنا بيعوض الإنسان دائماً ومابيظلمه..فهمت حبيبي؟
هز رأسه بصمت وسكت لدقائق قبل مايبتسم وبهدوء/عندي ليكي مفاجأة اليوم.. ضحكت بخفة/صاير تحب المفاجأت اليومين ذي.
عبدالرحمن/أيش أسوي إذا الله رازقني بأخت حساسة..لازم لها حركات علشان نفسيتها تتحسن وتقوم ترفسني زي زمان.
شهقت بقوة/أرفس ياعبادي..شايفني حمار!
ضحك بقوة/لاااا حمارة أنثى.
جوري/ههههه..سامجه زي اللي قالها..وخلي مفاجأتك ليك..ياما جاب الغراب لأمه.
عبدالرحمن بصدمة/أنا غراب يا وجه الكفر.. جوري بضحكة/بريجستون ولاميشلان، تعرف في فرق في المتانة.
ضربها على رجلها بقهر/تستظرفي أنتي ووجهك.
قرصته بقوة وبلؤم/ياغبي رجلي ماتعورني.. راحت عليك الضربة.
فرك مكان القرصة بألم/حيوانه..كماشات مو أصابع لاإله إلا الله.
كملوا طريقهم وهم ناقر ونقير لين وصلوا البيت..
---------------
دخلت البيت وراحت غرفتها على طول..
صارت تقدر تعتمد على نفسها في ترويشها ولبسها وذا بفضل تمارينها اللي خلت عضلات ذراعها قوية وغير عكازها.. وصارت تقدر ترفع نفسها عن الكرسي وتنتقل لسريرها والعكس بسهوله.. غطت شعرها بطاقية بلاستيك وأخذت دش سريع وصلت الظهر وطلعت،أستغربت لما ماشافت الغداء عالأرض وسمعت أصواتهم في المجلس في العادة يتجمعوا في الصالة ذا الوقت..حركت كرسيها بهدوء ودخلت والكل سكت فجأة، جوري بمزح/أعوذ بالله منكم كإني جني داخل عليكم،مالكم بلمتوا كذا.
طالعت في وجوههم المبتسمة بحماس وبشك/خير..أيش فيه؟
أستغربت لما حست بأحد غطى عيونها"بسم الله.. مين ذا كلهم قدامي"أتحسست الأيدين اللي مغطيتها كانت كبيرة وخشنة،أترسمت إبتسامة على شفايفها وبصراخ/علييييييي. لف كرسيها بقوة ولقت نفسها طايره في الهواء ووجه علي قدامها هوا نفسه ما تغير..نفس ملامح أمها وأحلام الجميلة المغلفه بالحدة والبرود،بس ذي المرة كان مبتسم وعيونه فيها دفئ ضمها لصدرة بقوة/وحشتيني ياقردتي الصغيرة..
أتعلقت فيه بفرح/وأنت أكثر ياروح قردتك.. الحمدلله على السلامة..
نزلها عالكرسي وجلس قدامها عالأرض بجسمه الضخم ،مسك يدها وبهدوء/الله يسلمك والحمدلله على سلامتك أنتي، خوفتينا عليكي وطلع ما فيكي حاجة يانصابه.
ضحكت ونعكشت له شعره الأسود وبإبتسامة/الحمدلله،وقلت لك مافيني شيئ أنتوا بس تبالغوا..
ألتفتت لعبدالرحمن بعتاب/ليه ماقلت يابايخ،كنت سويت شيئ للغداء بدل أكل المطعم.
ياسمين/علشان كذا ماقلنا لك..
علي بضحكة/والله بعد أكل فرج مستعد أكل أي شيئ..قد معدتي مصفحة.
قصي/فرج مين يا خال!
علي/فرج ذا العسكري المسؤل عن غدايا في المعسكر.. المشكلة بيحرجني..بيقول أتعلم الطبخ من أمه علشان يتفنن ويعجبني الأكل،
هذا كيف واحد يقله يفلت الطبخ لغيره.
ضحكوا عليه وخرجت ياسمين وقصي يجهزوا السفرة..
علي بجدية/قولي أيش حصل بينك وبين خالد ؟
جوري بهدوء/ماحصل شيئ..قلت لك من قبل ماعاد لي عيشه معاه وخلاص.
طالع في عبدالرحمن اللي حرك أيديه بمعنى ماأدري وبنبرة قوية/جوري قولي سبب أفهمه علشان أقدر أتفاهم مع الرجال.
طالعت فيه بإبتسامة/ما عندي غير اللي قلته،وأسلوبك عارفته ومايخوفني .. خليه للعساكر المساكين اللي معاك.
أتسللت إبتسامة صغيرة لشفايفه وأختفت بسرعة زي ما ظهرت وبهدوء/ماعاش اللي يخوفك..فهميني بس أيش سوا علشان الجزاء يكون من جنس العمل..قل أدبه ! مد يده عليكي!!
هزت رأسها بنفي وغمضت عيونها بصمت "ياريت طول لسانه ولامد يده..كان عندي أهون من اللي سواه"
طالعت فيه للحظات قبل ما تقرر وبهدوء/ مهما حكيت وقلت مارح تفهموا..اللي بيننا عمره سنين من أول يوم شفته فيه لحد ما دخلت المستشفى،أنا ماقلت لك تجي علشان عاجزة عنه..لااا.. أنا لو رحت المحكمة القاضي بيطلقني منه في نفس الجلسة، بس أبغاه يعرف إني لما كنت أتغاضى عن غلطاته فذا بمزاجي ولإنه أساساً راح ولا جاء مايفرق معايا.. مو لإني في غربة ومالي حيلة زي ماتخيل ...أبغاه يعرف إنه غلط لما أفتكر إني مالي ظهر وأهل يردوه لو غلط عليا..هوا قال لي كلمة وحده بس.. لاتهدديني بأخوانك اللي مدري وينهم.. وغلط على عبادي بس هو كان واعدني مايسوي له شيئ.
علي ببرود/غالي والطلب رخيص..إذا مايدري أحنا ندريه ونعرفه بأنفسنا من جديد..
وألتفت لعبدالرحمن بنظرة/وعبادي رجال يتخارج معه بطريقتة.. ولا وعدك مفعولة ساري للأبد.
دخلت ياسمين قبل ما يرد عليه،وبإبتسامة/ يلااا خالوا أتفضل الغداء.
وقف علي بإبتسامة وحط ذراعه على كتف ياسمين،/ يلا ياحبيبة خالها..نشوف مطاعمكم ولا أكل فرج.
(بدر)
طفى البلاي ستيشن ورمى اليد ملل..دار في غرفته بضيق المدرسة كانت شاغله وقته ومن أول مابدأت الأجازة والملل ذابحه من روتينه اللي يضيق الصدر.. ماله أي صداقات ولامشاوير.. ماعنده غير مساعد ولد عمه صقر و عيال عمته صافي المقربين ليه،وإذا حب يغير جو يروح معاهم المزرعة ،بس المشكلة إنه يمل لإنه مايعرف يلعب معاهم ويجاريهم، ومايكمل الساعة إلا وهو راجع مع السواق للقصر ويقضي باقي اليوم في غرفته.. حتى لما يسافروا نفس العزلة والملل مهما كانت الدولة اللي بيروحوها ..
طلع ألبوم الصور ووقف عند صورة تجمع أبوه وأمه وهو وبتول واقفين فوق رأسهم وما كانت باينه غير إبتسامتهم اللي أتجمدت على وجوههم من كثر البرد،مرر أصابعه عالصورة كإنه يلمس أصحابها وبهمس/الله يرحمك يا ماما، والله يسامحك يا بابا.
أخذ الصورة بتردد وطلع من جناحه لجناح أخته بتول،دق الباب ودخل بإرتباك/توته.. ممكن أدخل شوي.
بتول بجمود/دخلت وخلصنا يابدر.
جلس جنبها وأخذ نفس،وبهدوء/ أشتقت لك توته..ليه ماعاد تقعدين معي مثل قبل.
بتول/لإني ما عدت مثل قبل يابدر..ماعاد في شيئ مثل قبل.
بدر بنبرة حزن/ يعني ماأشتقتي لي ياتومي.
سكتت للحظات وبغصة/وش فايدة الشوق إذا مارح أً
سكتت للحظات وبغصة/وش فايدة الشوق إذا مارح أشوفك.
بدر بإستغراب/وش دخل ذا بذا..يمكن ماتشوفيني بس أكيد تحسين بوجودي..
بتول ببكاء/بس أنا مابي أحس أبي أشوفك وأشوف ماما وبابا وجدو وجدة والكل.
بدر بحزن/ماما الله يرحمها ماتت يعني لو عيونك بخير مارح تشوفيها..
حط الصورة في يدها وبإبتسامةجس/تدرين وش ذي..ذي صورتنا لما رحنا سويسرا أخر مرة.. تذكرين كيف كنا بردانين لإن صار لنا 3ساعات نتزلج وماما طاحت من التعب هي وبابا وحنا قعدنا نرشهم بالثلج و--------
قاطعته بصرخة/خلص..أنت ليه جيت ليه قاعد تذكرني بشيئ راح من زمان.
بدربحزن/طيب إذا ماما ماتت الله يرحمها، بس أنتي وبابا ليه كذا..تركتوني لوحدي و ما عاد أحد سأل عن الثاني..أنا أشتقت لكم وأشتقت لحياتنا قبل.
نزلت دموعها بغزارة وكورت الصورة في يدها بقوة..حاول يسحب الصورة منها وفي الأخير أنشقت نصين،وبحدة/غبية ليه تشقيها؟
رمتها عالأرض بحقد/لإن مالها قيمة..أنت الغبي..خلص هي راحت.
مسك كتوفها وهزها بعصبية/أنتي غبية..هي ماتت بس تدري حنا وش نسوي،الحين بتدري إنك تتكلمين كذا وشقيتي صورتها وبتزعل.
دفته بقوة وصارت تدور في الغرفة بضياع وتخبط في كل شيئ قدامها وبصراخ/هي ماتت ماتت..الميتين مايحسوا تفهم..هي موب معانا خلاص..ماتت.
طالع فيها بحقد/ياليتك أنتي اللي متي بدالها في ذاك اليوم..أصلاً أنتي السبب، كله منك.
طلع وقفل الباب بغضب قبل ماتنهار عالأرض وهي تصرخ وتبكي بهستيريا،ومالقت المرافقة حل غير إنها تحقنها بالمنوم وتشيلها لسريرها ،قبل ما تنزل لأم سند وتحكي لها اللي صار.
------------
(خالد)
7 المغرب
أتصل للمرة الخمسين وزفر بضيق من سماع الرنين المتواصل وقبل مايقفل بيأس سمع صوتها الهادي/السلام عليكم.
خالد بلهفة/ وعليكم السلام..أخيراً رديتي.
جوري/خير ياخالد،أعتقد أنتهينا من ذا الموال ياأبن الناس.
خالد بهدوء/حبيبتي أنتي ذحين زعلانه،إذا حاله تغيري جو عند أخوكي مو مشكله أرتاحي وأهدي وبعدها ترجعي بيتنا ونتفاهم وأنا مستعد لكل شروطك.
جوري/أنت بأي لغة تفهم..أنا وأنت خلاص ماعاد لينا حياة سوا،مافي شيئ يجمعنا ولا بيت يأويني معاك.
خالد بغضب/جوري لاتجننيني، مافي شيئ بينا ويجمعنا!! وياسمين وقصي وحياتك معايا أيش،أنا أتزوجتك وعمرك 13 يعني طفله،ربيتك وكبرتي،قدام عيني يوم وراء يوم وسنة بسنة..ماعرفتي ولا لك أحد غيري، أنا زوجك وحبيبك وأبو أولادك..
جاية بعد ذي السنين تقولي طلاق،أنتي عارفة أيش بتقولي ولا خلاص أتجننتي؟ جوري/ربيتني!! معاذ الله..أما بالنسلة لباقي كلامك ،فعلشان العيال والعشرة اللي بينا طلقني بدون شوشره،ما له داعي أروح أرفع عليك قضية أنت متأكد إني هكسبها في أول جلسة والقاضي بيطلقني منك غصباً عنك.
خالد بغضب/أووووه.. ذي أخر أفكار أخوكي، إنك تهدديني بالمحكمة..أجل قولي له يرتاح لإن المحاكم حبالها طويلة ومافي قاضي بيطلقك من أول جلسة.
جوري بسخرية باردة/وأنت متخيل إني بعد ماأقول للقاضي عاللي صار وقت الحادث وبمنظري ذا..إنه هيخليني على ذمتك..ما أظن.. هيا نصيحة مني طلق ياخالد وكل واحد يشوف حياته..لاتخليني أفضحك قدام عيالك وأهلك وأقول لهم اللي سويته يومها.
شد على أسنانه بقهر وفي محاولة يائسة/لاحظي إني سبت العيال عندك من يوم ماطلعتي من المستشفى بسبب علشان تتأكدي إن راحتك تهمني، لاتضطريني أخذهم منك وأرفع عليك قضية نشوز ..وساعتها بترجعي غصباً عنك.
بلع ريقة بصعوبة لما ماسمع رد منها وبعد لحظات سمع ضحكتها الخفيفة اللي تستفزه ببرودها الواضح/مهما حاولت تلبس قناع الحب والمودة المزيف،فأنت كالعادة مابتتحمله أكثر من لحظات لحد ماترميه وترجع لوجهك الحقيقي..عموماً أنا حبيت أرد عليك لأخر مرة وأعمل بأصلي وأنصحك تطلق بالطيب.. لكن مادمت مصر على طريقتك فلا تلومني عاللي هيجيك..قد أعذر من أنذر.
خالد بعصبية/لاتهدديني بأخوانك ترى ماهموني ..أحنا في بلد فيها قانون لاتحسبي نفسك في صنعاء وأخوانك بيمشوا بسلاحهم في كل مكان براحتهم ويتصرفوا بهمجية.
جوري ببرود/موأنت اللي تتكلم عالسلوك والأخلاق،وأخواني وإن مشيوا بسلاحهم فذا عز وفخر لهم، والحمدلله ماقد رفعوا سلاحهم في وجه إنسان ظلم وإفتراء.. والكرامة مالها بلد،ودامك غلطت ودست على طرف الجابر،فأحب أقلك إنك ماحسبتها صح ذي المرة وغلطت غلطة عمرك.. اللهم هل بلغت اللهم فاشهد ..السلام عليكم.
قفلت في وجهه قبل مايخلص كلامه ورمى الجوال بقهر عالمكتب وحمد ربه إنه مافي أحد من المحاسبين معاه وشهد الموقف البايخ اللي كان فيه وبهمس غاضب/ أنتي ليه أتغيرتي،ماكنتي كذا حقودة وقلبك قاسي..طول عمرك بتسامحيني.. من وين جبتي ذا العناد ولوين بتوصلي ياجوري.
(علي)
8 ليلاً
كان في كافيه مع عبدالرحمن اللي حكى له اللي صار بالتفاصيل اللي يعرفها،وبهدوء/وأنت عارف جوري مادام سكتت يعني أنسى نعرف أيش سوا..
علي ببرود/مايهم نعرف، مادام طلبت الطلاق معناه خلاص نفسها طابت منه وماعد لها جلسة معه،وما دام بيسأل علينا ويننا فلازم نسأل عنه.
عبدالرحمن /في أيش بتفكر يا علي.
شرب الشاي المغربي بهدوء ووجهه فيه تعبير غريب ماقدر عبدالرحمن يفسره،مسك جواله وضغط زر الإتصال وبعد لحظات جاه الرد،وبهدوء/السلام عليكم..كيفك الحال ياحاتم .
حاتم/وعليكم السلام والرحمة..الحمدلله.. مين يتكلم؟
علي بإبتسامة/شمس جدة سيحت مخك ونسيتني يابلدوزر..
حاتم بشك/علي أبويمن؟
علي بضحكة تأكيد/علي أبويمن.. ياعيبتك والله،نسيت صوتي ياكلب.
حاتم بضحكة/رقمك سعودي يا حيوان.. متى جيت؟وكيفك يارجال وحشتني.
علي بهدوء/وحش يلهفك ،جيت من يومين بس .. وأحوالي تعرفها لماتجي.. أنتظرك في كافي**** اللي عالبحر لاتتأخر.
حاتم بإهتمام/خير يابوعبدالله صوتك مايبشر بالخير..
علي/أنت أوصل بالسلامة وبإذن الله خير.
قفل منه وبعد نص ساعة دخل رجال ضخم الجثة في منتصف الأربعينات بثوبه الأبيض وشماغه الأحمر ،دار بعيونه للحظات قبل مايتوجه لطاولة معينة ومعاه أثنين في نفس اللبس أنفصلوا عنه في طاولة قريبة، قرب من علي اللي وقف ، وبضحكة رنانة/حيا الله من جانا..أسفرت وأنورت.
ضمه علي بقوة دل على عمق علاقتهم وسط نظرات عبدالرحمن المبهورة بضخامة الأثنين اللي،قدامه وبضحة مماثلة/الله يحييك يابو محمد تسلم.. فقدتك يارجال وين أيامك؟
سلم على عبدالرحمن بمصافحة قوية،علي بتوضيح للطرفين/عبدالرحمن الجابر أخي وأبن عمتي..حاتم العيسى أكثر من أخ ورفيق درب..
عبدالرحمن بإبتسامة/أهلا وسهلا ..أتشرفنا.
حاتم بهدوء/ياهلا بك..الشرف لي..
جلسوا وجاء الجرسون وأخذ طلبهم وبعد السلام والكلام ،حاتم بجدية/أيش عندك طمني.
علي بهدوء/طالبك في خدمة مستعجلة.
حاتم بحمية/تم.. أعطيني الهرجة.
حكى له علي سالفة خالد ورفضه للطلاق وتطاوله بإختصار، حاتم بهدوء/ تبغاه يطلق و يتعلم عليه.
علي ببرود/الطلاق مفروغ منه..بناتنا ماينجبروا على شيئ..لكن يحتاج قرصة أذن يتذكرها بقية عمره.
حاتم/ طيب في بالك شيئ،ولاتحب أرتب لك سيناريو.
إبتسم بخبث/الأثنين..أسمع ياطيب..
و بدأ يحكي لحاتم عاللي باله بتركيز شديد وسط نظرات عبدالرحمن المصدومة باللي يسمعه.. وإستمتاع حاتم.. وبعد ساعة من النقاش والأخذ والرد وقف حاتم وشاف ساعته بهدوء/أتفقنا ..تعالوا معايا لإن مافي وقت وكل شيئ بيجهز في الطريق.
طلعوا معاه وركبوا سيارة همر سوداء مظلله بالكامل واللي معاه ركبوا في سيارةgmc
وأنطلقوا لتنفيذ مخططهم.
---------------------
(خالد)
10 ليلاً
خرج من الشركة بعد ماخلص كم شغله كانت متراكمه عليه وقبل مايركب سيارته لمح أثنين جايين عليه وبهدوء/السلام عليكم.. الأخ خالد محمد.
هز رأسه بموافقة وحاوطوه من الجانبين وبإبتسامة/لاتخاف.. بس عمنا طالب يشوفك في سيارته لشغل ضروري بينكم..
أشروا على gmc مظلل وواقف على مسافه، خالد بشك/وليه ما ينزل يقابلني هنا.
واحد منهم/حالته ما تسمح،كلها خمس دقائق وتقدر تتفضل.
وصلوا وفتحوا له الباب الخلفي للسيارة، ركب بهدوء ورفع رأسه وقبل ما يشوف الشخص اللي جنبه كانت فيه قبضة نازله على وجهه بكل قوة وأرسلته لعالم الأحلام.
↚
لا تضايق،وأرسم أحلامك على وجه السماء، ما على رب الأماني ياأبيض النية..صعب..
(خالد)
سند رأسه عالجدار بتعب وإجهاد نفسي أكثر مايكون جسدي..ضغط بيديه على رأسه بقوة وهو يحاول يتمالك نفسه ويسيطر على مشاعره المختلطة بين التوتر..الخوف.. الترقب..ويفكر بشوية منطق في اللي صار ليه..من أول ما صحي لقي نفسه في ظلام دامس لدرجة إنه مو قادر يلمح شيئ حتى يده اللي مررها عدة مرات قدام وجهه فشل في إنه يشوفها ومع مرور فترة لايعلمها إلا الله بدأ يشك إنه صار أعمى.. فقد إحساسه بالزمن والمكان، مايدري الوقت ليل ولانهار.. كم مر عليه في ذا المكان الموحش..يوم، يومين،أكثر ،أقل..سرت في جسمه رعشة برد ماقدر يسيطر عليها وريحة الرطوبة والعفن كتمت أنفاسه..إحساس موجع بالجوع والعطش والموجع أكثر هو صوت المويا اللي سبب له صداع شديد..مويا تقطر بقوة وإنتظام بنفس الوتيرة وأخترق صدى تساقطها سكون ووحشة مكانه المظلم بقوة وبدأت تصور له أشياء ماهي موجوده غير في مخيلته المرهقه.. كان الصوت زي ماتكون حنفية ما أنقفلت للأخر وبدأت بتسريب المويا بدون إنقطاع،في البداية فرح ولاح له بصيص أمل خافت وحاول يتلمس طريقة بضياع ويتبع الصوت لعل وعسى يروي ظماه ويبل حلقه الجاف والمتشقق من كثر الصراخ،ولكن كل محاولاته فشلت وصوت المويا اللي تقطر بذي الوتيرة زادت إحساسه بالعجز والعصبية والتوتر ...والجنون ورفعته لأعلى مستوى.. صرخ وصرخ وصرخ ولا حياة لمن تنادي..وفي لحظات فقد وعيه وأحتنضت الأرض الباردة جسمه بأذرع مفتوحة ومرحبه.
(جوري)
7 ليلاً
دارت فناجين القهوة العربية وأختلطت ريحة الهيل الطازج بالبخور والعطور المختلفة وكونت مزيج غريب وجذاب..كانت الصالة تضج بأصوات الضحك والخروج الحلوه اللي بتوقف بين فترة والثانية علشان يأكلوا فيها الحلا والتمر المتوزع عالطاولات بين البنات..الكل موجود اليوم..أمها ولبنى وفاطمه وندى وخلود بنت لطيفه وخوله وأمها.. كان الكلام يدور بسلاسة ومرح لحد مازلت لبنى بلسانها وجابت سيرة خالد وإنه مارجع البيت من أمس وأكتفى برسالة قال فيها إنه راح مكه ولايقلوا عليه..أنتبهت جوري لملامح ندى الي أتغيرت ولمحت فيها الغيرة للحظات قبل ما تسيطر عليها ،وبسرعة غيرت جوري دفة الكلام ورجعته لمساره الأول رافضه إنها تعكر مزاجها الرايق والمرح اليوم والزايد عن حده الطبيعي لأطول فترة ممكنة.
اليوم صحيت الصباح ومزاجها في أحسن مايكون وماتدري أيش السبب..يمكن لإنها خلصت إمتحاناتها اللي،قدمت فيها بشكل ممتاز بالنسبة للظروف اللي هيا فيها..ويمكن لإن رمضان قرب وباقي عليه كم يوم وقرب موعد وصول أمها من اليمن، ولشدة أنبساطها مامرت عليها غير نص ساعة من صحيانها إلا وهي ماسكة جوالها وتعزم أمها والبنات عالغداء بما فيهم لطيفه وليلى مع إنها متأكدة من عدم حضورهم زي عدم حضورهم لزيارتها وفي،المستشفى ولحد ذحين.. كلمت علي وعزم مؤيد ورائد وفي دقائق كانت ورقة طلباتها جاهزة بكل اللي ناقصها..وقضت طول فترة الصباح وقبل الظهر في المطبخ مع ياسمين وهي تجهز الأكل اللي يحبه كل واحد فيهم بعد أوكلت مهمة تنظيف البيت لعلي وعبدالرحمن وقصي..وطبعاً أستلم علي المهمة بيد من حديد وأكتفى بإصدار الأوامر والتعليمات لعبدالرحمن وقصي اللي ملوا من تدقيقه في التفاصيل وكانت أصوات أعتراضهم واصله للشارع..
وبعد صلاة الجمعة ولما أتجمع الكل واتغدوا بدأت العصرية المعتادة وقبل المغرب جاتها خوله اللي تعتبرها بنتها أكثر من كونها جارتها وأمها معاها وأستمروا عالحال ذا من الضحك والإنبساط،اللي بيقطعوه وقت الصلاة ويرجعوا يكملوه كما لوكان شريط فيديو..
رن جوال جوري وشافت المتصل بإستغراب وبعدت عن البنات وبمرح/السلام عليكم..كان ناديتني وبجيك بدل الإتصال يا علي.
علي/أنا خرجت من البيت عندي كم مشوار وأعتذرت من الشباب،وبجيب العشاء وأنا جاي..
جوري بزعل/ياأخي مو وقته..خلي حاتم ذا ليوم ثاني.
علي بضحكة/لا يكون تغيري عليا بس.. مرتي على غفله..
جوري بمزح/أعوذ بالله..أنت أخويا ويلااا أتحملك كمان تصير زوجي..كذا كثير.
علي/طيب يا قردة وين هتروحي مني..نتقابل إن شاء الله..المهم خلي جوالك جنبك بكلمك وضروري تردي.
جوري بجدية/علي صار شيئ؟
علي بهدوء/لاتخافي..سوي اللي قلته وبس سلام.
قفلت منه ورجعت للبنات بهدوء،ناولتها لبنى فنجان القهوة وشربته بشرود وماحست غير لما أتلسع لسانها من حرارة القهوة وطاحت عليها،أم خالد بخوف/بسم عليكي، صار لك شيئ.
لبنى بأسف/معليش جوجو وربي نسيت ماأقول إنها حاره.
نفضت فستانها اللي لصق بفخذها بحركة سريعة وبهدوء/مالك دخل..أنا كنت سرحانه وماأنتبهت..بروح أغير وأجي..
خولة بخجل/أبله بجي أساعدك.
جوري بإبتسامة/مانحرم حبيبتي بس مايحتاج ماني معاقة..بس لاهنتي نادي ياسمين وخلود يجوز يرتبوا المكان ويشوفوا الرجال إذا ناقصهم شيئ.
أم خوله/خوله يترتب هنا يا بنتي .
هزت خوله رأسها بموافقة وبدأت ترتب ووقفتها يد جوري بحزم/اليوم أنتي ضيفتي وأول مرة تجيني البيت..المرة الجاية هدخلك المطبخ..أتفقنا؟
إبتسمت وراحت تنادي البنات ودخلت جوري غرفتها وفسخت فستانها الأصفر الي كان واصل لنص الساق كانت بتحط عسل عالحرق بس لما شافت البقعه الصغيرة الحمراء على فخذها حطت عليها مرهم حروق وغمضت عيونها لما حسن بلسعة باردة على جلدها..فجأة فتحت عيونها بإستغراب ورجعت لمست الحرق وشهقت بدهشة لما حسن بوخزه خفيفة عادت حركتها كذا مره بفرح وبهمس/الحمدلله رب العالمين..رجلي رجعت.. رجعت..
لبست تنورة موف طويلة معرقه بالبيج وقميص بيج رسمي ماسك عالجسم وطلعت لهم بمزاج غير الي دخلت بيه
(سند)
الرياض 8ليلاً
رفع رأسه عن الأوراق اللي بأيديه لما سمع الباب يدق،وبهدوء/أدخل يابدر.
دخل بخطوات مهزوزه وخايفه وجلس بتوتر/طلبتني بابا؟
طالع فيه بجمود/أنا وش طلبت منك قبل كذا يا بدر؟
فرك أصابعه بإرتباك/إإننني ماأزززعج بتول.
سند بغضب مكبوت/بدون لا تتأتأ..أصلب نفسك وخلك رجال..ودامك تتذكر ليه رحت جناحها.
بلع ريقه بصعوبه وهو يحاول يتمالك نفسه ويتحكم في دموعه اللي تهدد بالنزول في أي لحظه،وبتبرير/بابااا أنا رجال، بس أنا فكرت إني لوجبت لها صورة مامااا ..ذكرتها بحياتنا قبل.. لما كنااا سوا ومبسوطين ..إنها رح تتحسن شويه.. وبعدها توافق تسوي العملية وونرجع مثل قبل ..
ضغط عالأوراق بقوة حتى أتقطعت من أطرافها وبغضب/أنا قلت لك لا تتكلم في اللي راح ،وتسوي هالحركات الغبية..بتول لها يومين تعبانه بسببك،أنت ليه ماتفهم.. أتركها في حالها هي مرتاحه كذا.
نزلت دموعه وبعصبيه/أنا موغبي.. أنا أبي نرجع مثل قبل..أنت على طول مسافر وبتول في جناحها..محد فيكم يحبني ويسأل علي..أنا رح أقول لماما كل اللي تسووه هي بس اللي تسمعني و-------.
وقف سند وقاطعه بغضب/بدددددددر..
سكت وهو يتنفس بغضب وطالع في أبوه للحظات.قبل مايطلع من الغرفة بسرعة وصمت.
رمى نفسه عالكرسي بقوة وغمض عيونه بصدمة وهو كلام بدر (رح أقول لماما..هي تسمعني) كان يكره ضعف بدر ودموعه المستعده للنزول في كل وقت ولأتفه سبب،قاعد يقسى عليه علشان يقويه ويخليه قادر يواجه صعوبات الحياة بمقدرة وعزيمة قوية،علشان يكون سند وظهر لأخته اللي مافي أمل إنها تتحسن قريب..حاول يجمع أفكاره ويبعد عنها شبح سمر اللي متمسك بيه بقوة ،ولما مالقي فايده طلع من المكتب ببرود ظاهري يخفي ثوران بركان مستعد للإنفجار في أي لحظه..والله يعين اللي بيكون الإنفجار ذا من نصيبه.
↚
(علي)
9 ليلاً
وصل لبوابة أستراحة وقبل مايلحق يضغط الجرس كان الباب أنفتح قدامه بأحترام من قبل الحارس الأسمراني الضخم..مشي لجوه بطريقة تدل إنه عارف طريقة وقابل حاتم في الصالة الداخلية المفروشة بعناية، وسلم عليه وبجدية/بشر يا أبو محمد..خلاص.
حاتم بإبتسامة/أبشرك أستوى عالأخر ،وأكثر من كذا..أختك بتصير زوجة المجنون.
علي بهدوء/كل واحد يتحمل نتيجة أفعاله.. يلا خلينا نشوف خطتنا نجحت ولا....
نزلوا سلالم ممتدة نزولاً لتحت الأرض ودخلوا غرفة كلها شاشات وأجهزة عرض وإتصالات..سلم عالرجال الموجود قبل ما يوقف ويفسح لهم المجال للجلوس قدام شاشات المراقبة.. كان خالد باين بوضوح وسط الظلام بفضل كاميرات الأشعة تحت الحمراء..كان مستند عالجدار وهو ضام رجوله لصدره ولاف ذارعيه عليها بقوة وهو يتحرك للأمام والخلف بصورة لا إرادية.
حاتم/الرجال على أعصابه وممكن ينهار في أي لحظه..
علي ببرود/كنت متأكد إنه مايقدر يتحمل أختبار تافه مثل ذا.
حاتم بهدوء/يمكن تافه بالنسبة ليك..لكن لمدني أكيد لا.. أنت مستهون باللي عملناه فيه..أصلب الرجال بتنهار بعد ما تقضي يوم وليلة في ليل بارد وزي الكحل بدون أكل وشرب وتحت ضغط نفسي زي اللي أتعرض ليه..لو كان مجرم كان أعترف بجريمته فوراً.
علي ببرود/ومن قال لك إنه بريئ.
حاتم/أيش ناوي تسوي.
وقف علي ومد يده لحاتم وبهدوء/ذحين بدأ الجد..
أشر حاتم للرجال اللي رجع لمكانه وراء اللاب توب،وفي ثواني أنبعث ضوء خفيف في الغرفة،أتأمل حاتم علي للحظات قبل مايسحب مسدس من خصره ويعطيه علي اللي فحصه واتأكد من مشط الرصاص بهدوء وطلع من الغرفة ودخل لخالد..
دخل الغرفة اللي تشبهه في برودتها وجلس قدام خالد اللي ماحس بوجوده ولا بالنور الخافت اللي أنتشر في الغرفة، هز كتفه كذا مرة لين رفع رأسه وأنتبه له..
غمض عيونه بقوة من الضوء اللي ظهر فجأة وبعد لحظات فتحها بشويش وطالع في علي بنظرات زايغه لدقائق قبل مايمد يده ويلمس وجهه ويتأكد من حقيقة وجوده من عدمها،علي/أنا حقيقة مش مجرد خيال في عقلك المشوش.
ظل خالد في نفس وضعه وحاول يقول شيئ بس شفايفه أرتجفت بشدة وكأنها رافضه الكلام يطلع منها..وعيونه تطالع في علي بنظره غريبة/علييي
مد علي يده ومسك يد خالد وصافحه بقوة،وببرود/علي عبدالله الجابر،أخو جوري الجابر..
حاول خالد يسحب يده بضعف ،لكن علي كان ماسكها بقوة ورافض يتركها بسهوله، وبسخرية باردة/سمعت إنك كنت تدور علينا(أخوان جوري)فجيت بالنيابة عن البقية..لكن إذا تحب تقابلهم،ساعات و يكونوا عندك..هااا تحب أكلمهم..
هز خالد رأسه برفض وطلع صوته متقطع ومبحوح/أأأنننا فيين..لييييه..جببتنييي... هنااا..طلعنننني.. من هنااا
ترك علي يده وسحب كرسيين من الزاويه، وقف خالد بيد وحده ورماه عالكرسي بفظاظة وجلس عالثاني قدامه بهدوء/شكل المشكلة في المكان..عموماً بعد أسبوع هتكون أتعودت عليه و ما تقدر تفارقه.
هز رأسه برفض وعلامات الرعب باينه على وجهه الشاحب وبرجاء/أسبوووع لاااا...لااااا، ليييه جبتتنيي هنااا..أنا هنااا... من متتى؟
علي ببرود/عادك مالك غير يوم وليلة ..لحقت تمل من ضيافتي.. يمكن الغرفة حارة؟ الضوء قوي ومزعج؟خلاص هرفع التكييف قبل ماأخرج وأتأكد من قفل الأنوار والباب...
أرتجف خالد ومسك يد علي بكل القوة اللي فيه،وبعصبية /أيش.. تبغى..مني..طلعني.. من هنااا.. أهلي أكيييد بلغوووا عنننيي..
ضحك علي بأستفزاز/كيف بلغوا وأنت راسل لهم قصدي،وأنا راسل لهم إنك رحت مكه تعتمر ومطول وماله داعي يقلقوا عليك.. وأظن أنت داري أنا سحبتك لهنا ليه..فكل ماأختصرت على نفسك الموضوع كل ماكان خروجك من هنا أسرع..
خالد بحدة/جوووري قالت.. لك تسوي.. كذااا.. كذاااب ماتسويها..
وقف علي وطلع من جيبه سكين صغيرة وصار يمررها عالجدار بقوة وهو ماشي.. مسك خالد رأسه من الجانبين وضغط على أذانيه بقوة من الصوت المزعج والناتج عن الأحتكاك ،وعلي مستمر في حركته ببرود ولامبالاة/هي قالت أتفاهم معك وماحددت الطريقة..هي عارفه إن خيالي واسع وأفكاري كثيرة وواثقة فيني..ياترى هتطلقها بهدوء وتثبت لها صحة كلامها!! ولاناوي تتعبني وتخليها تغير رأيها من ناحيتي؟
ضحك خالد بهستيريا/هههههههههههههههه.. هههههههههههه..ههههههههههههه..أنتااا مجنووون.. زووجتي هههههههههههه..أطلقها.. هههههههههههههههه.
طالع فيه علي بإبتسامة/مثل ماتحب..على فكرة أحنا مسافرين بكرة،تعرف جوري تحب تصوم رمضان في صنعاء مع الناس اللي تحبهم ويحبوها.. خلاص أنت أرتاح هنا وإذا جينا بالسلامة بعد العيد هجي أزورك وأشوف إذا عادك متمسك برأيك ولا..غيرته..
أعتدل في وقفته ومشي وقبل ما يوصل للباب مسكه خالد بقوة وبعصبية/ووين رااايح وسايبني..أنا مارح أخليك.. تطلع من هنا بدوني.
وقف علي وكتف أيديه على صدره وطالع في خالد اللي يعتبر صغير مقارنةً بجسم علي الضخم،وببرود/وريني كيف ممكن تمنعني.
خالد بإرتباك/علييي..طلعني من هنااا.. وبعدين نتفاهم.
علي بهدوء/مافي شيئ نتفاهم عليه..طلق..تخرج.. تعاند وتسوي فيها عنتر.. هتخيس في ذي الغرفة، ولو الجن الأزرق يدور عليك أضمن لك بشرفي مايلقوا لك طريق..
شد شعره بتوتر وأرتباك وبعصبية/مارح تخوفني بسخافتك ذي..طلاق مارح أطلق.. أنت لو رجا------
قطع كلامه لما لقي نفسه معلق في الهواء وعلي ماسكة من ياقة ثوبه وخانقه بقوة ويطالع فيه بغضب/أنا علييي مش عبادي ولا وعدت جوري بشيئ..ولو كنت مكانك كنت وزنت كل كلمة قبل ما تخرج مني..فلاتلعب لعبة منت قدها ياجاهل.
ورماه عالأرض بقوة وصفق أيديه وكإنه بينفض قذارة منها وجلس جنبه ببرود/الرجال مايجبر وحده تعيش معاه وهي كارهته..ولا لا يارجال..
مسكه خالد بعصبية/جوري تحبني ولايمكن تكرهني..أنت ماتعرف أيش.. بينا وأيش سوت علشاني..أنتوا اللي قاعدين تأثروا عليها..هيا تحبني..تحبني.
ضحك علي بإستهزاء/أنت ياغبي.. ياغبي! جالس تضحك على نفسك..جوري عمرها ماحبتك..ولا حتى أعجبت فيك مجرد إعجاب..جوري لما تحب تحب رجال بمعنى الكلمة..رجال لما ينذكر أسمه تنهز له مجالس الرجال..رجال يستاهلها ويعرف قيمتها.. رجال كلنا نوافق عليه ونفتخر إنه نسيبنا.
قاطعه خالد بضحكة مجنونة وبصراخ/لايكون جايبين لها عريس..مو كفاية حبيبها اللي سا------
قطع كلامه وأتسعت عيونه برعب وطالع في الرصاصة اللي أستقرت بين رجوله قبل ما يحس بماسورة المسدس الباردة محشورة في فمه وعلي مثبتة من رقبتة بقوة، وعيونه تطلق شرار غاضب وبصوت هادر/قطع لسانك ياكلب ياعديم المرؤه،أختي أشرف منك ومن كل قبيلتك،والله لو ما كنت أبو عيالها ماكان أشرقت عليك شمس.. ذحين تطلقها ولا ورب البيت لاتشوف وجهي الثاني ووقتها هتتمنى لو ماقابلتني طول عمرك.. طلق يانذل..طلق.
طالع فيه خالد برعب وهز رأسه بموافقة، سحب علي المسدس من فمه ورماه عالأرض وطلع جواله وأتصل ،أخذ نفس وهو يطالع في خالد بأحتقار ،وفي ثواني لانت ملامحه المخيفة والحادة وأترسمت على شفايفه إبتسامة خفيفة/وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..ياهلا بروح أخوها ونظره..أسكتي بس وأسمعي تمام..طيب.
جلس قدام خالد وحط المسدس على رأس خالد وقرب الجوال منه وأشر له يتكلم،طالع فيه خالد برعب وجسمه كله يرتجف من اللي صاير وهز رأسه برفض،خزه علي بالمسدس وطالع فيه بنظرة معناها أخلص ولاحتخلص حياتك، غمض عيونه وبتردد/جووري.. أأأننتي..أأنتييي طااا..لق،أنتي طالق.. طاااالق..طاااالق.
دفه عالأرض بقوة وبإبتسامة/ألف مبروووك أميرتي، مسافة الطريق وأنا عندك إن شاء الله.
قفل وطالع في خالد المرمي عالأرض وماسك رأسه ويتنفس بقوة،سحبه من ياقة ثوبه ووقفه قدامه، وبتهديد/بكرة ورقتها توصل..فاهم.. ومن اللحظة ذي تنسى إنها كانت زوجتك في يوم.. وياويلك إن فكرت في لحظة إنك تلوي ذراعها بالعيال،أوتفكر تأخذهم منها.. عيالها بيكونوا معها ويزوروك كل يوم،وأكثر من كذا لاتحلم،لإني لو جيت المرة الثانية علشانك..ماهكون كريم ومتساهل مثل المرة ذي، وقتهاالرصاصة هتكون بين عيونك..فااااهم..
هز خالد رأسه بموافقة قبل ما يتابع علي بإستهزاء/وبالنسبة لضيافتي اليوم أنصحك تنساها..لإنك إذا فكرت تتشطر وتسوي نفسك بطل،ماهتستفيد شيئ.
وقبل ما يرد عليه ضربه بكعب المسدس على رأسه من الخلف وفقد وعيه في ثواني ورماه عالأرض،دخل حاتم ومعاه أثنين ضخام الجثة وطالع في خالد ببرود، وبتساؤل /إن شاء الله كل شيئ مشي زي ماخططت..
حط،علي يده على كتفه وبإمتنان/الحمدلله.. تسلم يابومحمد،من غيرك ماكنت تقدر أسوي شيئ---
قاطعه حاتم بلامبالاة وهو يخرج معاه من الغرفة/بلا هرج فاضي،هوا غلط ويستاهل المهم إنك خلصت أهلك منه على خير..
علي بإبتسامة/الحمدلله..المهم أنا لازم أرجع وأطمن عليهم..أنت خلي الشباب يرجعوه للعنوان اللي عندك ، وبكره بينا إتصال..
سلم على حاتم وشكر اللي معاه ورجع البيت..
(جوري)
حطت جوالها في حضنها بعد ماقفلت من علي..طالعت في عبدالرحمن والأولاد اللي يتفرجوا على فيلم بعد ماراح الكل،وبهدوء/أنا بروح غرفتي أرتاح لين يجي علي ونتعشى.
خرجت بدون ماتسمع ردهم ودخلت غرفتها وقفلت الباب بالمفتاح، راحت قدام المرايه وغمضت عيونها وصدى الكلمات اللي قالها خالد تنعاد على مسامعها بووضوح(أنتي طالللق..طالق..طالق) معقوله صرت حره..مجرد كلمة بسيطة زي ذي ..تعني الشيئ الكثير ذا..خلاص مافي خالد.. مافي إجبار..مافي مجاملة..حست بضربات قلبها تزيد وتنفسها يتسارع..تبغى تصرخ..تبكي.. تضحك..أيوه تضحك..أرتجف جسمها كله لما حاولت تكبح ضحكتها قبل ما تنطلق بقوة وتنتشر في غرفتها بسرعة..ضحكت وضحكت لحد مانزلوا دموعها بغزارة وصارت تشهق وهي تحاول تتمالك نفسها وتسيطر عليها..وبعد دقائق وأخيراً وقفت ضحك ومسحت دموعها بقفا يدها بخفة وإبتسامة كبيرة تزين وجهها و مدينة غمازتها،طالعت في المرايه واتأملت وجهها بعناية لأول مرة من وقت ما طلعت من المستشفى .. وجهها كان شاحب وفي هالات سود تحت عيونها... الجرح اللي في جبينها كان يادوب مبين وباقي الخدوش والكدمة اللي على دقنها أختفت..حتى شعرها فقد لمعانه وكان يتساقط بسبب البنج.. وجسمها نحف عن قبل بشكل ملحوظ، قربت عالمرايه وركزت على عيونها الوساع ورمشت كذا مرة وهي تشوف فيها لمعة غريبة..وتسائلت بينها وبين نفسها"وين نظرة الحزن والضياع اللي كانت تسكنك قبل..فجأة صرتي تلمعي وكإنك فهمتي إنك صرتي حره من اليوم، منتي مجبورة تشوفيه ولا تلمحيه..ومنتي مجبورة تتشتتي وترتبكي علشان لاتلمحي نظرته الغريبة ليكي أخر الليل"
أتنهدت براحة وإبتسمت وهمست لنفسها في المرايه/خلاص من اللحظة ذي صرت حره.. حره..مافي واجبات أتلعن عليها لو ماسويتها ..مافي فراش أروح له برجلي وكإني رايحة لحبل المشنقة..مافي لمسات وأنفاس مجبورة أتحملها..خلاص من اليوم أنا حره وجسمي صار حر.. لا قيود ولازوج يقرر مصيره كل يوم..خلاص من اليوم في جوري جوري وبس ..
مسكت رجلها المجبسة ونزلتها عالأرض حاولت تنزل رجلها الثانية بدون مساعدة بس ماقدرت وفي الأخير مسكتها ونزلتها بنفسها ،إبتسمت بتصميم وزفرت بقوة ومسكت مسند كرسيها بقوة ووقفت ببطأ ورجولها ترجف بس ذي المرة من الإثارة والحماس.. وقفت لثواني بثبات قبل ماتحس بألم مفاجئ في رجلها وتهاوت عالكرسي بسرعة..غمضت عيونها بألم وهي وشدت على أسنانها بقوة وبتفكير"الحمدلله رب العالمين..يارب مالي غيرك..يعني كنت راحمني بالشلل علشان ماأحس برجلي المكسورة ووجعها" إبتسمت وهي تتذكر إنها ماكانت تأخذ،مسكنات للألم من وقت مارجعت عالبيت.لإنها كانت ماتحس بشيئ.
بعد ماهدأت أتوضت وصلت وقرأت قرآن لحد مادق الباب،فتحت وكان علي وعبدالرحمن في وجهها،أشرت لهم يدخلوا وقفلوا الباب،وبعد لحظات، علي بهدوء/ ندمتي على قرارك ؟
طالعت فيه بإبتسامة كبيرة/ماكنت متأكدة زي ماأنا متأكدة من قراري اليوم..
طالع فيهم عبدالرحمن بإستغراب/أيش فيه..
ضمها علي لصدرة بتنهيدة/طلقها اليوم..
شهق عبدالرحمن وبصدمة/كذااااب..
ضحكت جوري لما فكها علي ومسك عبدالرحمن ولوا ذراعه وراء ظهره بقوة/ من الكذاب ياكلب..
عبدالرحمن بضحكة/أنااااا..أنااا بس فكني يرحم أمك..
دفه عالسرير وهو يضحك مع جوري قبل ماينط عندها عبدالرحمن ويضمها بفرح/ألف مبروك أميرتي..أخيراً صرتي حره.
أتنهدت وطالعت في علي بإمتنان/الحمدلله ومن ثم لعلي..كنت عارفه إنك أنها اللي هتخلصني منه..
راح عبدالرحمن ومسك يد علي بفضول/سألتك بالله أيش سويت فيه علشان رضي يطلق..ضربته..لاااا..أأمممم كهربته..تسويها --
سحب علي يده وقاطعه ببرود/أخذته وأتكلمت معه لحد ماأقتنع ..تقدر تقول إن عندي أسلوب مقنع في الحوار.
طالع فيه عبدالرحمن للحظات وبشك/أسلوب مقنع..الله يخارجنا من أساليبك ولايوقعنا معك في حوار.
جوري بهدوء/يعني هوا ماكان في مكة زي ما قالوا البنات..كان معاك؟
علي ببرود/لاتخافي، مع إنه قال كلام يستاهل ينذبح عليه..بس المرة هذي هيرجع لهم بدون خدش، لكن المرة الثانية لو فكر مجرد تفكير فيكي هنسى إنه أبو عيالك.
عضت شفايفها بتفكير"معقول قال له عالحادث..أكيد كلامه السخيف على صاحب الشال" وببرود/مو مهم اللي قاله..المهم أنها صدقته ولا لااا..
علي بإبتسامة/من هو أصلاً علشان أصدقه.. المهم جهزي نفسك كلها كم يوم وعمتي توصل..
وخرج من الغرفة.
عبدالرحمن/كإني الأطرش اللي في الزفة،أيش اللي قاله واللي أنت صدقته..
جوري بتصريفه /تصدق من زمان نفسي أشوفه..بس ماكنت أدري إنه وسيم كذا..
عقدحواجبه بإستغراب/من هو؟.
مسكت خدوده ومططتها/الأطرش اللي في الزفه..يززززن ياناس.
دفها بطفش/بس سماجه..خلاص لاتقولوا شيئ..اروح أتفرج الفيلم أحسن.
أتنهدت وهي تفكر "الجزء الصعب إنتهى،والجزء الأصعب جاي مع أمي ..ربي أشرح لي صدري ويسر لي أمري وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي "
إبتسمت لما رنت كلمة الطلاق في أذنها مرة ثانية ولحقتهم بفرح وهي مقرره تستمتع باللحظة ووقت المواجهة يصير خير.
↚
وجود الأخ في حياة الفتاة هو حضور لصديق أبدي , و رفيق أول للطفولة و صخرة تستند إليها عندما تكبر.. ربي لا تريني في إخوتي شيئآ يبكيني
(خالد)
8 صباحاً
خالد...خالد..يلا قوم...خالد..
فتح عين وحدة وطالع في ندى جالسه جنبه دف اللحاف واتعدل في جلسته/صباح الخير ندو.
طالعت فيه بإستغراب/صباح الخير حبيبي، متى جيت وليه نايم في غرفة مؤيد ومازن؟
ضمها لصدره بقوة/رجعت متأخر وماحبيت أقلقك وأنتي نايمه..عارفك خوافه قلت أنام هنا.
زادت في ضمتها ليه وبحب/وحشتني دودي..ليه رحت فجأة وماأتصلت،حتى مكالماتي مارديت عليها.
بعدها عنه بشويش وطالع في الساعة وبتصريفه/ مو أرسلت رسالة..يلااا جهزي، ملابسي وفطور علشان مستعجل وورايا مشوار مهم.
ندى/أي مشوار..مو رايح الدوام؟
زفر بضيق/ندى مو وقت تحقيقك ذا خلاص.
باسته في خده وبندم/أسفه حبيبي مو قصدي..عشر دقائق والأكل يجهز.
خرجت وتركته يطالع في أكياس الأكل المرمية عالأرض بإهمال وأتذكر كيف لقي نفسه فجأة قدام بيتهم ومعاه أثنين ساندينه عالباب قبل مايفتحوه بمفتاحه ويسيبوه ويروحوا..دخل وهو يترنح ودايخ وراح جهة مجلس الرجال ودخل غرفة أخوانه واتمدد عالسرير بهدوء وبعد ربع ساعة أخذ دش طويل وحلق وصلى اللي فاته وراح أشترى له عشاء ورجع البيت أتعشى،كان يتصرف بهدوء هو بنفسه أستغربه..طلع بكت الدخان وقعد يدخن وهو يراجع اللي صار معاه ويسب ويشتم في علي وجوري في نفسه"أنا غلطان اللي أتزوجتها من البداية.. كان المفروض أطلقها من زمان مدري ليه أستحملتها.. في البداية كانت بزره وهبلا ،وبعدها وحدة باردة وشايفه نفسها وهيا وحدة يمنية وجاهله ماخلصت حتى الثانوي، لبس زي العالم ماتعرف تلبس.. وفي السرير مافي أسوء منها وماتفهم شيئ.. وطايره بأهلها المجرمين الحووش، وكله كوم وإنها ماتحبني كوم..لااا ياشيخه أنا اللي ميت عليكي،من زينك ولاحلاكي..لولا إن أبويا موصيني عليكي كان من زمان رجعتك لمكانك بس أنتي كنتي حاسه إني مو طايقك من وقت اللي رجعنا فيه بعد زواجنا..خططتي وعرفتي تلعبيها صح ورطتيني بحمل بياسمين وبعدها على طول قصي وعملتي فيها بتضحي وعيالنا وماعيالنا..طيب ياجوري إن مادفعتك الثمن غالي ماأكون خالد..مو أنا اللي أتهدد وأتحبس الحبسه ذيك..وإذا أنتي ماتبغيني مرة فاأنا كارهك مليون مرة وكنت متحملك علشان أمي والعيال بس.. وندى حبيبتي معايا ومو محتاجك..صدقت لطيفه لما قالت ساحرة اليمن..بس الحمدلله ربي شفاني وشفتك على حقيقتك ياحقة صاحب الشال. بسيطة وين هتروحي.. مالك غيري ومصيرك بترجعي ليا غصباً عنك ورح تترجيني وقتها أرجعك لذمتي ،وساعتها هفكر أرجعك ولا لا..
قطعت ندى أفكاره بدخولها ومعاه الفطور /يلااا حبيبي الفطور جاهز..
اتأمل شكلها بالشورت القصير والبدي"أنتي حبي الوحيد واللي سويت كل شيئ علشانك،ومن اليوم مافي غيرك" مسك يدها وبهمس/يستنى الفطور..وحشتيني حبيبتي؟
وقبل ماترد عليه سحبها لحضنه وشالها للسرير..
(أبو سند)
الجد صقر(أبو مساعد)،الجدة وديمه (أم مساعد)
10 صباحاً
دخل بيت الشعر وصبح على أبوه وبدر، وبإستغراب/حيا الله بدر..مو بعوايدك تقعد هنا.
بدر بهدوء/مليت لحالي وقلت أسلي جدي صقر..تبيني أروح؟
ووقف علشان يخرج،الجد/أقعد يابدر.. جدك مايقصد.
مسكه أبوسند وجلسه جنبه وبهدوء/ بدر حبيبي ليه تقول كذا..من قال إني ماأبيك بالعكس أستانست يوم تركت غرفتك وجيت تقعد معنا.
بدر بحزن/موبلازم تقول..أنا أحس بابا وبتول مايبوني،أنت أكيد مثلهم..
ضمه أبوسند بحنان/يخسون كلهم اللي مايبونك..أنت الشيخ بدر من يعوفك يالمهبول..
أشر له الجد يجيه ومسك يده وبحزم/لا أسمعك مرة ثانية تقول ذا الحكي الفاضي.. أبوك وأختك وكلنا نحبك ونبيك يابدر..بس أنت تدري إنهم تعبانيين شوي..لزوم نتحملهم لين يرجعوا مثل قبل..
بدر وهو ماسك دموعه/جدي والله أنا أحبهم وأدري إنهم زعلانيين على ماما،أنا بعد زعلان عليها..لكن خلاص لمتى بيظلوا كذا..أنا ما شوفهم ولا أقعد معهم..مليت لحالي ومحد يدري عني.
الجد/أنت اللي غلطان.. ليه تحبس نفسك وتقعد،بس في غرفتك..ليه ماتروح مع عيال عمانك المزرعة وتتسلى معهم..
بدر بعصبية/وش أروح أسوي هناك.. أنت ماشفتهم كل واحد يلعب مع أبوه..حتى مساعد اللي ماعنده أبو عمي راجح على طول معه ومايتركه..كلهم يسوون فرق مع أهلهم في الكورة والسباحة والدبابات حتى الخيل،وأنا لحالي بينهم ليه؟
أتنهد أبو سند بحسرة وهو يدري بكلام بدر إنه صح،الجد بهدوء/بالأول لاتقول مساعد ماعنده أبو صحيح إن عمك صقر الله يرحمه لكن عمك راجح تزوج أمه وهو بعد صغير وهو اللي رباه وربى أخته مريم يعني هو أبوهم الحين..وأنت منت صغير يابدر خلص كبرت وصرت رجال،إذا أبوك أنشغل عنك شوي بسبب الشغل لاتزعل وتكدر خاطرك.. أنت رح له وذكره وقله نبي نسوي مثلهم.. وإذا موبفاضي رح للعيال وألعب معهم ياوليدي.
نزل رأسه وبخيبة/بس أنا أبوي على طول مشغول يا مسافر ومايقعد معاي ويعلمني مثلهم،أنا ماأعرف ألعب زين وأخاف من الخيل بعد..والعيال يدرون علشان كذا صاروا مايختاروني معهم لإني بخسرهم.
الجد/لاحول ولاقوة إلا بالله..طيب ياوليدي خل عنك الحين وربك بيحلها.. رح ناد لي جدتك وديمه.
خرج بدر بصمت وألتفت الجد لولده بعصبية/حسبي الله على العدو كان ولدك ذا صاحي.. هبل بالمسكين.
زفر أبوسند وبضيق/والله يبه عيزت وأنا أكلمه ومافيه فود لاهو ولابنته..كلهم روسهم يابسة.
الجد بغضب/اليابس يتكسر،هذي ماهي بحاله..مهوبأول واحد تموت مرته..درينا إنه يحبها وماقلنا شيئ..مايبي يتزوج ويجيب لهالمساكين مره تضفهم وتدير بالها عليهم وهم ماقلنا شيئ،لكن ينتبه لهم يبوك يشوفهم ويقعد معهم يشوف مابخاطرهم مايصير أتيتموا من الأم ومن الأب مرتن وحدة.
رن جواله وأتردد يرد وأنتبه له الجد وبتساؤل/من داق عليك..ليه ماترد؟
أبوسند/ذي الجوري يبه،الحين بتسمع صوتي وتسوي لي سالفه..وش فيك وليه صوتك كذا؟ مابي أكدرها اللي فيها كافيها،الحين تقفل.
الجد بهدوء/هالبنت ذيبه وحبيتها يامساعد ولو إني ماشفتها..وش صار عليها تطلقت ولا بعد.
أبوسند بضيق/تدري إنها قالت ماتبيني أتدخل ،وأنا أنشغلت مع بتول ،الله يهديك ياسند هالولد وبنته طيروا عقلي ..
أتصل عليها وفك الإسبيكر وبعد رنتين/وعليكم السلام والرحمة..حيا الله الجوري.
جوري بضحكة/الله يحييك ويبقيك.. شلونك يبه..وكيف صحتك.
أبوسند بتنهيدة/زان لونك يابنيتي.. الحمدلله مانشكي باس..أنتي شلونك بشريني عنك وعن أحوالك.
جوري/سلامتك يابعدهم ليه صوتك كذا،تعبان فيك شيئ..
أشر لأبوه بمعنى "ماقلت لك" /مافيني شيئ لاتخافي،بس مشاكل في الشغل.
جوري/يبه الله يهديك كم مرة أقول لك خلاص أتقاعد..بتهلك نفسك في الشغل وبعدها بتتعب ومارح تستفيد شيئ..
أبوسند بإبتسامة/إن شاء الله أنتي لاتحاتين بس، ماقلتي لي وش صار عالمدرسة.
جوري بضحكة/وين البشارة طيب..أسمعك أخبار حلوة كذا بلوشي..
أبوسند/أمري وش تبين وبيجيك وأنا أبوسند.
جوري بخجل/تسلم يبه..والله كنت أمزح معك..المهم أستعد للخبر الأول اللي بينسيك همومك ..أنا وأعوذ بالله من كلمة أنا..نجحت وجبت 97%
أبوسند بضحكة/ألف ألف مبرووووك يابنيتي.. والله ذي النسبة اللي تبيض الوجه.
جوري/الله يبارك في عمرك..ترى أنت أول واحد يدري بعد أمي..حتى عبادي مايدري.
أبوسند/لاااا دام كذا لازم لك هدية مرتبه أجاكر فيها عبدالرحمن.. وش الخبر الثاني إن شاء الله يكون زين مثل الأول.
جوري بهدوء/خلاص صرت حره..طلقني.
أبوسند/صادقه أنتي، متى وشلون بعد ماكان رافض؟
جوري بفخر/الحمدلله ربنا سهل،ماقلت لك علي قدها وبيفكني منه بإذن الله..واهوا ماصار له كم يوم عندي وسواها..
أبوسند/والله موب هين هالعلي.. المهم الحمدلله اللي أفتكيتي منه على خير.. والحين وش بتسوين في حياتك.
أتنهدت وبهدوء/ الله كريم يبه،المهم إنه طلقني وبسافر لأهلي في رمضان وهناك لكل حادثاً حديث..محد يدري غير أخواني، وأمي لسا ماكلمتها،عاد الله يعيني هاللي يجي.
أبوسند/ندمتي ياجوري.
ردت بإندفاع/أبداً..ولارح أندم أبداً بإذن الله، كل الحكاية إنه صعب تشرح وضعك لغيرك بالتفصيل علشان يفهم دوافعك في موضوع معين،وأمي أكيد هتقلق وبالها بينشغل..قلب الأم مهما كان..عموماً بنتك ذيبه وماينخاف عليها وحياتي هعرف أمشيها..هدرس وأشتغل ومارح أحتاج لحد غير رب العالمين.. وبكره تشوف وتقول الذيبه قالت.
ضحك الجد بقوة وإستمتاع من كلامها، جوري بهمس/من ذا اللي يضحك .. لا يكون فاك الإسبيكر يبه.
الجد بهدوء/لاتخافين يالذيبه..هذا أنا ماعرفتيني.
جوري/هلا والله ومرحبا بالصقر.. كيف ماعرفك ياتاج رأسي وهل يخفى القمر ..شلونك ياجد.
الجد/هلا بك زود يالذيبه.. زان لونك يابنيتي.. الحمدلله بخير ونعمه.
جوري/دوم يارب..الله يطول لنا في عمرك ويبارك فيك.. كيف صحتك ياجد عساك بخير.
قفل أبوسند الإسبيكر لما دخلت أمه وسند ماسكها لين جلسها جنب الجد وسلم عليهم.
الجد/صحتي طيبه وزينه الحمدلله..ألف مبرووك..هم وأنزاح يابنيتي..إن شاء الله الله بيعوضك باللي أحسن منه..
شهقت بخوف/لاااا واللي يسلمك ياجدي.. لا تقول كذا..
الجد/يابنيتي المره مالها غير بيتها ورجلها وأنتي،بعدك صغيرة ولازمك رجال يصونك ويعزك وإن شاء الله بيجي اللي يخاف الله فيكي.
جوري/والله ياجد نصيبي وجربته وأخذت منه كفايتي والحمدلله عندي ولدين الله يعوضني فيهم،بعدين أخواني وأنت وأبوي مساعد الله يطول لي في عمركم ومايحرمني منك موجودين أيش أبغى في الرجال خله عند أمه الله يستر عليه.
الجد بضحكة/ومنهو؟
جوري/اللي يكون..المهم لايجيني ولايقرب مني..يالصقر ترى أهرج من جد لاتدعي لي بذي الدعوة مرة ثانية ..والله كود أفتكيت.
المهم ماودك تجي جدة وتنورها مع أبوي مساعد..
الجد/إن شاء الله قريب..يلا يابنيتي طولنا وأشغلناكي معنا.
جوري/لاتقول كذا ياجد..والله فرحت بصوتك..أنتا أنتبه على نفسك وعلى أبوي صوته موعاجبني، وأشوفك على خير ياتاج رأسي..السلام عليكم.
قفل منها وألتفت لسند وللجدة اللي اللقافة بتموتها وتبغى تعرف من يكلم والصقر لف السالفه ودخلهم في سوالف ثانية.
(جوري)
1 ظهراً
غمضت عيونها بألم وهي شاده على مسند الكرسي بقوة،طفت الفرن ومسحت يدها وطلعت من الثلاجة حبة بروفين وشربتها بالغصب وهي بتستفرغ من القرف بس مضطره،حاسه بألم فضيع في رجلها وماعادت قادرة تتحمل ولازم تروح المستشفى تشوف دكتور ناصف ويشوف حالتها كيف صارت،رن جوالها مرتين وهيا مطنشته وماهي حوله،.والمرة الثالثة شافت المتصل وعقدت حواجبها بإستغراب"خالد، أيش يبغى ذا" فكت الخط وبتردد/السلام عليكم..
خالد بنفخه/وعليكم..ساعة تردي تفكري نفسك مهمه علشان تلطعي الناس ذا كله.
غمضت عيونها لثواني وبهدوء/أي خدمة ياأبوقصي..
ضحك بتريقة/وأنتي هتخدميني في أيه..مالت بس.
جوري ببرود/إذا ماعندك شيئ مهم تقوله ،فأنا مو فاضيه للعب الأطفال ذا وعندي أشياء أهم من إني أسمع تفاهتك ذي.
خالد بعصبية/أحترمي نفس----.
جوري بحزم/أنت اللي تحترم نفسك ولاتنسى إنك طلقتني وماعاد بيني وبينك غير ياسمين وقصي فلاتتجاوز حدودك وانتبه لكلامك ياأبو قصي..وقول اللي عندك ولابقفل.
خالد بعصبية ساخرة/أيوووه خليكي فاكره إني أنا اللي طلقتك وبمزاجي.. لايكون أخوكي مفهمك إني طلقتك لإني خفت منه!
لاااا أنا كنت في البداية متفاجئ من همجيته، بس أنا رحت المحكمة وطلقتك لإني ماعدت طايقك ولا أبغاكي وصك الطلاق رميته ليكي من تحت باب العشه اللي أنتي فيها أصلاً ذا مقامك بعد ما---
قفلت في وجه بدون إهتمام وبهمس"أنا كيف كنت عايشه معاك ذا كله ولساتني بعقلي لذحين..من جد كنت عديمة إحساس ونظر" خرجت للحوش وشافت مغلف كبير عالأرض جنب الباب فكته بلهفه وقرأته بإبتسامة واسعة"الحمدلله رب العالمين اللي فكني منك على خير" وبعد دقائق دار المفتاح في الباب ودخل علي وسلم عليها بإستغراب/مالك جالسه في الشمس ذي؟
مدت له المغلف وبهدوء/خالد حطه من تحت الباب، ويقولك تراه طلق بمزاجه مو خوف منك.
اتأكد من الصك وطالع فيها بإبتسامة/أكيد بمزاجه، هو في طلاق بالقوة.
جوري بهدوء/أنت أيش سويت فيه وليه كان معصب ومو عارف أيش يقول.
أختفت إبتسامته وببرود/غلط عليكي في كلامه؟
أتنهدت/علي لاترد على سؤالي بسؤال ثاني.
مسك كرسيها وصار يدور فيها في الحوش وبهدوء/خوفته بس لحد ماوصلته لحالة يطلقك فيها من نفسه..
جوري بإستغراب/كيف يعني.. ممكن توضح؟
وقفها وجلس قدامها وطالع فيها بإبتسامة وبمرح/مثل لما كنتي تسوي لما تطلبي مننا شيئ زمان..تذكري لما طلبتي مني مرة أعلمك ترمي بالمسدس ورفضت وبعدها زعلتي ورجعت أنا اللي أقنعك لما وافقتي تتعلمي..ولما رفض معاذ في البداية تتعلمي السواقة وفعلتي نفس الحركة ورجع هو اللي يترجاش علشان تسوقي..
ضحكت من قلبها على ذكرى اللي صار وقتها وتابع علي بهدوء/أنا سويت مثلك بس مع فرق بسيط..أنا ماأنكر إني عذبته نفسياً وخوفته علشان يطلقك ووقت ماكلمك بالجوال كان مسدسي في رأسه..
زفرت بقوة وبصدمة/مسدس !!يعني طلاقي باطل ياعلي؟
مسك يدها بقوة/لا ياروح علي مش باطل..أنا صح هددته وطلقك بالقوة وقتها، لكن أنا كنت عارف إن اللي سويته فيه هيخليه يكرهك ويكره اليوم اللي عرفك فيه وبعدها بيطلقك برضاه وبدون تردد..
عقدت أيديها على صدرها وببرود/ ومافكرت لو خطتك فشلت يافرويد أنا أيش هيكون مصيري.
علي بثقة/ مش واحد مثل خالد اللي يخيب ظني في تحليلي ومعرفتي بالناس..اللي مثل خالد كبريائه وغروره مهم عنده ومسيطر عليه لدرجة ماتتخيليها..وكنت متأكد إنه بعد مايفوق من صدمته باللي حصل هيبدأ يقنع نفسه بإنه أساساً كان ناوي يطلقك لكن كان متردد ومثل ماتقولي كان محتاج دفعه للأمام..وكلامي معه عن كرهك ليه هيطعن غروره في الصميم ويخليه يفكر يثبت لنفسه قبل مايثبت لك إنه هو اللي مايحبك ولا بحاجتك في حياته وإنه إن كان رافض يطلقك فذا لأسباب تخصه لوحده، وهيقنع نفسه إنه وصل لمرحلة ماعاد يقدر يتحمل وجودك في حياته وهيروح للمحكمة برجله ويطلقك برضاه وهذا اللي حصل.
جوري ببرود/بس أنا شايفه إنك خاطرت بحركتك ذي وكان ممكن الموضوع ينقلب علينا،وتتورط في شيئ أحنا في غنى عنه ياعلي.
علي بهدوء/ هتمر عليكي مواقف كثيرة في حياتك هتضطري تخاطري فيها بشيئ أو بنفسك علشان تحمي أشياء أهم عندك.. وأعتقد بجلستك مع خالد كل ذي السنين كنتي أكبر مثال على كلامي.
هزت رأسها بنفي/حياتي اللي راحت ماكانت مخاطرة كانت واجب عليا..أنا أم ياعلي ولازم أحمي أولادي وأسعدهم وأحاول أوفر لهم حياة طبيعية بغض النظر عن اللي ممكن أتنازل عنه مقابل تحقيق ذا الشيئ.
علي/وأيش اللي أتغير بعد ذي السنين وخلاك تتنازلي عن واجبك اللي بتتكلمي عنه.
إبتسمت بسخرية/أكتشفت إني كنت غبية وغلطت..كنت مفكره إني بإستمراري معاه بوفر لهم بيت وحب وأستقرار بس عند نقطة معينة اتأكدت إن حياتنا عمرها ماكانت طبيعية ولا فيها أي إستقرار،عارف ليه؟لإن أنا اللي كنت دايماً أتنازل وأفكر في عيلتنا وهوا ماحاول لمرة إنه يعمل شيئ علشان يساعدني عالإستمرار سوا وإنه مو الإنسان اللي أقدر أستأمنه على نفسي وأولادي.
علي بهدوء/المهم إنك لحقتي نفسك وخرجتيه من حياتك وأحنا كلنا موجودين علشانك..فاهمه ياأميرتنا.
طالعت فيه بإمتنان وإعجاب كبير.. علي بالنسبة ليها غير عن معاذ وعبدالرحمن ،كلهم بيتمتعوا بنفس الشخصية القوية والجذابة بس علي كان مثالها الأعلى في شخصيتة القوية، كان بيتمتع بالذكاء والثبات والبرود والجبروت أحياناً..هوا إنسان واضح وصريح ومايحب اللف والدوران.. علي بالنسبة ليها شخص تعهد له بحياتها وهيا مغمضه عيونها، شخصيته فريدة بارد ومستفز وعنيد بطبعه ودخوله الجيش في مرحلة مبكره من عمره عزز صفاته ذي وزاد من صلابته مع الوقت، ومع ذلك فيه جانب حنون ودافئ بشكل غريب ومايبان غير في مناسبات معينه بس دائماً بتكون في وقتها ومكانها المطلوب، علي بتريقة/داري إني حالي ووسيم لكن أستحي لما أحد يتأملني كذا.
جوري ببرود/لاتصدق عمرك ياشيبه تحسبني بشاير بذوب ..بس رأسي ساح من الشمس .. قال حلو ووسيم..في أحلامك.
علي بشهقة/شيبه!! عادني في بداية الأربعين ..ذا عز الرجوله ياجاهله.. وبشورتي داريه.
هزت رأسها موافقة وبهدوء/ماكنت أدري إنهم بيدوكم دروس في علم النفس في الجيش وإن ليك خبرة في الناس.
شرح لها وهم راجعين للصالة/ لنا كم سنه ببنظم دورات كل فترة ومن ضمنها دراسة لسلوكيات الفرد، هذي الحاجات بتنفع في فهم شخصية العدو..لكن إنا دخلت دورات مكثفة من قبل، ولا تحسبيني أترقيت ووصلت لرتبة عقيد كذا من الباب للطاقة.
كملوا نقاشهم في أمور مختلفة لحد مايوصل عبدالرحمن ويتغدوا كلهم.
(لطيفه)
6 المغرب
كانت تتكلم مع ليلى عن تفاصيل زواج وحده من معارفها ولبنى وندى وأم خالد يتابعوا مسلسل وهم يشربوا القهوة لما دخل خالد وسلم عليهم،لطيفه بإبتسامة/مررره اتأخرت..كنت شويه وبمشي بس قلت أشوف أيش الشيئ المهم اللي خليتنا نجي علشانه.
خالد بإبتسامة/لا ياشيخه هيا أول مره أعزمكم عالغداء ؟
ليلى ببرود/أول مره تصر وتقول ضروري.
لبنى بطفش/الله يستر منك..قول وخلصنا.
طالع فيهم للحظات وببرود/أنا طلقت جوري.
شهقت أم خالد ولبنى وندى بخوف وأكتفت ليلى بإبتسامة شماته،لطيفه بفرح/من جد
ولا تستهبل..قول الصدق.
أم خالد بصرخة/أيش سويت يامجنون..
لبنى بصدمة/بس أنتا كنت رافض تطلقها.
خالد بلامبالاة/كنت علشان العيال..بس خلاص طفشت منها مابينا تفاهم،بعدين أنا أحب ندو وهيا أهم وحده عندي علشان كذا رحت المحكمة من يومين وطلقتها.
ندى بغصه/ليه ياخالد..كنت أستنيتها يمكن تغير رأيها.
لطيفه بغرور/لاياشيخه..يستناها تغير رأيها.. تحمد ربها إنه أتزوجها أساساً وأتحملها السنيين دي كلها.
خالد بضحكة/والله أنتي اللي كنتي فاهمه وتنصحيني بس أنا غبي..يلا الحمدلله أفتكيت.
أم خالد بغضب/أيش أقول بس ،أدعي عليك ولا ليك..تطلق جوري ياخالد..ذي وصية أبوك ذي اللي صانتك وصانت بيتك وأهلك..
خالد بعصبية/هووهووووو علينا ياأمي،تراها مو من بقية أهلك،أنا ولدك هيا بنت الناس من الشارع ما-------
سكت فجأة ومسك خده بصدمة/تضربيني علشانها يأمي،علشان جوري!
أم خالد ببكاء/لإني ماعرفت أربيك..طلعت ناكر جميل ومكفر العشير..جوري صارت بنت الناس وبنت شوارع ياخالد..جوري!! لكن ماأقول غير زي ماقالت طول حياتها معاك "صبراً جميل والله المستعان على ماتصفون"
بس هيجي يوم وتندم عاللي سويته ورح أفكرك بغلطتك ذي..
تركت لهم الصالة وطلعت ولبنى وندى وراها، لطيفه بلؤم/حسبي الله عليها ساحرة اليمن،مانرتاح منها لا في وجودها ولا في عدمه..
ليلى/والله وراحت عليك يادودي،أمي كله إلا حبيبتها جوري أ------
قاطعها خالد بصراخ/باااااس،أنتوا ماصدقتوا خلاص جوري راحت أرتاحوا وفكوني من لسانكم .
وترك لهم البيت وخرج، ليلى بإستغراب/أخوكي دا باينه أتجنن!
لطيفه/كلها يومين ويروق وبعدها بشوف له عروسه تنسيه جوري واللي جابها.
ليلى بضحكة/برضه أنتي ماتوبي،موكفايه مجايبك اللي فاتت وفي الأخير قلبت عليكي وطنشتك بعد ماأخذت حبيب القلب في جيبها.
لطيفه بحقد/ندى كانت الموجوده وقتها وجوري عرفت تلف عليها وتسحبها لصفها، بس المره ذي بزوجه وحده ملكة جمال وتستاهله .
ليلى بتريقه/والله من يوم ماشفت ندى وأنا غاسله يدي منك.
لطيفه بخبث/ندى كانت جكاره في جوري، بس دحين بنقي برواقه.
ضحكت من قلبها وعقلها يسترجع تفاصيل اليوم اللي اتقابل فيه خالد وندى لأول مرة
كانت قاعده في بيتها مع ندى يتكلموا في موديلات وقصات الشعر وبعد فترة أستئذنت منها وراحت تتكلم في الجوال وبعدها فكت الباب اللي دق،لطيفه بإبتسامة/هلا والله خلودي..اتفضل حبيبي.
سلم عليها ودخل المجلس وقعدوا يتكلموا لفترة،وبتريقة/ذحين صجيتيني من أمس تعال وتعال وفي الأخير مافي كاسة شاي فنجان قهوة..
لطيفه بنظرة/أخص عليك دحين أحلى شاي وقهوة كم خلودي عندي.
خالد/طيب بسرعة قبل المباراة ماتبدأ،اليوم الأهلي والإتحاد بيلعبوا عالكأس.
لطيفه بخبث/ يوووه شوف أسلاك التلفزيون مفصوله من وقت ماشبك محمد السوني وسابها.
راح للتلفزيون وبملل/خلاص أنا بزبطه أنتي بس جيبي الشاي والقهوة ولاتنسي الفصفص والمكسرات.
هزت رأسها بموافقة وراحت لندى/ندى حبيبتي أيش رأيك نروح المجلس نشرب الشاي هناك..
ندى/براحتك ياقلبي.
لطيفه بخبث/خلاص خدي صينية الشاي وأسبقيني وإنا بجيب الباقي وجايه وراكي.
أخذت الشاي وراحت المجلس ودخلت على طول بدون ماتنتبه لخالد اللي قاعد عند التلفزيون،ولما أنتبه للحركة في الغرفة ألتفت بحماس/كذا القعده تصير حماااا----
قطع كلامه لما أنتبه للبنت اللي طيحت صينية الشاي و ألتفتت له بصدمة،وماكانت صدمته أقل منها وهو شايف قدامه بنت لابسه تنورة سوداء قصيرة لنص الفخذ وبلوزة حمراء توب وكعب أحمر عالي..كانت بيضاء وشعرها أسود وواصل لبداية رقبتها،اتأملها للحظات قبل ماتنتبه ندى وتطلع بسرعة وقابلت لطيفه في طريقها، لطيفه ببراءة/أيش بك تجري كإنك شايفه عفريت.
كان وجهها أحمر وتنفسها سريع وبإرتباك/في واحد دخل وأنا في المجلس.
لطيفه بتمثيل/واحد مين! زوجي مو في البيت مسافر.
ندى بإصرار/أقلك في رجال لابس جينز جوه شفته زي ماأنا شايفتك دحين.
شهقت لطيفه بقوة/يوووه لايكون أخويا خالد، كان قايل إنه يمكن يجيني يتفرج مباراة الكأس.
ندى بعصبية/وأخوكي دا كيف دخل كدا بدون ماننتبه.
لطيفه بإعتذار/شكل الشغاله دخلته وماقالت الغبية.. معليش ندى سامحيني حبيبتي.. مو بقصدي أسفه.
ندى بإحراج/عادي حبيبتي عارفه إنه موقصدك..يلااا أنا ماشيه ونتقابل بعدين.
لطيفه/ندى أقعدي بلا هباله دحين بكلمه يروح.
ندى/لاياقلبي لازم أروح وأنتوا خدوا راحتكم.
وسلمت عليها وراحت ورجعت لطيفه المجلس لخالد وبخبث/لاتقول إن ندى دخلت هنا؟
خالد بلقافه/اللي دخلت دوبها أسمها ندى.
لطيفه/ياالله عالفشله دي..البنت وجهها قلب طماطم وجاتني ترجف ورفضت تقعد، لايكون قلت لها شيئ ياخالد.
خالد بإندفاع/وربي ماكلمتها هيا اللي داخله كإنها في بيتهم..هبلا ذي.
لطيفه بشرح/حرام عليك هيا ماتدري إنك هنا كانت تعدل مكياجها لما أنت جيت وأنا رحت أجيب الشاي ونسيت ماأقول لها إنك في المجلس، وهيا تشجع الإتحاد وكانت تبغى تتفرج المباراة زيك.
خالد/أهااا..أنا أستغربت من دخلتها كذا.. يلااا حصل خير.
وبعدها صارت تتكلم عن ندى كل ماقابلته وكل ماتكلمها تفك الإسبيكر علشان تسمعه صوتها، وعند ندى نفس الشيئ لحد ماتعلقوا ببعض وسهلت لهم المكالمات وصارت يتقابلا في السوق كل ماراحت مع لطيفه لحد ماقال لها خالد إنه يحبها ويبغى يتزوجها.
رجعت للواقع على صوت ليلى/يختي اللي ماخد عقلك..من دحين تفكري في العروسة الجديدة.
لطيفه بضحكة/وأنتي الصادقة أفتكرت الخطة القديمة وبدور وحدة جديدة..
↚
(جوري)
أول يوم من رمضان، وقت الفطور
شال أخر جبة سمبوسه من الزيت وطفى النار، وبحماس/خلصت قبلك ..
طالعت فيه بإستخفاف/ترى التعب كله في اللف والحشو مو القلي حبيبي.
عبدالرحمن/ههههههه لاتلفيها ذحين،أنا الفايز وهتنفذي حكمي من سكات.
هزت رأسها بموافقة وجهزت كاسات القهوة والعصير وبأمر/يلااا شيل قدامي مافي وقت.
شال الصينية ولحقته وهي مستنده عالعكاز لإنها بعد ماراحت المستشفى وعملت جلسات العلاج الفيزيائي أستغنت عالكرسي وأتحسنت رجلها بشكل ملحوظ،عبد الرحمن بحقد/أشوفك ولفتي عالأوامر، الظاهر علي عداكي.
دخل علي بهدوء/ السلام عليكم،ماله علي أيش فعل بك اليوم؟
حط عبدالرحمن الصينية ووقف بأعتدال ودق التحية العسكرية بتريقة/أفندم.
أعطاه الفول والتميز وإبتسم/لذحين مافهمت الحكمة من الفول اللي تأكلوه عالفطور.
جوري/عادات وتقاليد ياأخي،بعدين ليه تجيب أنا ماأكله عالفطور.
عبدالرحمن بضحكة /أصيلة يافتحية أبو يمن ماله غير السمبوسة فلاتحولي.
اتأمل علي السفرة المفروشة وعليها صحون مشكلة من التمر وشربة الحب والسمبوسة والسلطة الحارة وبهدوء/حسبت إنك نسيتي فطورنا وقلبتي جداويه.
صبت العصير وبهدوء/جداويه في حاجات وحاجات،والفول أحبه بس مو فطور في رمضان،وجده فيها من كل لون وكلاً يغني على ليلاه..يعني ذحين في بيت أمي فاطمه تلقاهم حاطين كل الأكل فطور وعشاء مره وحده ..بس أنا ماشيه على نظامنا العتيد فطور خفيف ونصلي ونرجع نتعشى..ويلا أشغلتوني بكلامكم الكثير.
سابتهم وراحت تتوضأ ورجعت وساعدها عبدالرحمن تجلس عالأرض، وفكت التلفزيون عالقناة السعودية الأولى اللي بتنقل أجواء الحرم المكي وأجوائه الرمضانية بكل وضوح، وجموع الناس المتوافده من كل حدب وصوب وبكل الجنسيات ، اللي بيتجهز لسماع لأذان واللي بيطوف من المعتمرين، الكل بيأدي مناسكه بخشوع وإيمان راجيين القبول من رب العباد، كانت مستغرقه في الدعاء وماحست غير بياسمين وقصي يبوسوها،طالعت فيهم بإستغراب/أيش جابكم ذحين،ليه مافطرتوا في بيت أبوكم.
ياسمين بإبتسامة/ماقدرنا ماما،كنا قاعدين على أعصابنا والكل أنتبه إنا مو مرتاحين.
جوري بعتاب/ياسمين منتي طفله علشان تسوي كذا،ذحين جدتك وأخوانك بيشيلوا في خاطرهم ويزعلوا،حتى أبوكم كمان.
قصي بهدوء/جده هيا اللي قالت لنا إذا بتروحوا لأمكم عادي وجابت لك ذا.
أعطاها حافظة الأكل وبتأثر/جعلني مابكيها حبيبتي،وربي إنكم بايخين كان أستنيتوا لبعد الفطور عالأقل.
ياسمين/أصلاً بابا قال إذا تبغوا ترجعوا براحتكم، بعدين كنت قلقانه عليكي كيف بتحطي الفطور لوحدك.
جوري بإبتسامة/منتي جهزتي معايا قبل ماتروحي،بعدين الشيف عبادي رجع بدري وساعدني.
أنتشر صوت أذان المغرب وجلس الكل عالسفرة يفطروا بهدوء.
علي/أرجع من الصلاة ألقاكم جاهزين بنروح من المطار على مكه..فاهمين.
وبعد ساعة كان الكل في المطار في صالة الإنتظار ماعدا جوري اللي فضلت تنتظرها في السيارة.
↚
أن في الحياة أشياء كثيرة يمكن أن تسعدنا ..وأن حولنا وجوهاً كثيرة يمكن أن تضيء في ظلام أيامنا شمعة
(جوري)
صنعاء 5:30 فجرا
صلت الفجر وأنتظرت لحد مارجعوا أخوانها وعيالهم وقصي من المسجد ودارت بينهم شوية كلمات قبل ما كل شخص ينسحب لغرفته، خرجت للحوش بهدوء قد ما تقدر بالرغم من صوت عكازها الخفيف على البلاط واستقرت في مكانها المعتاد تحت شجرة التين الضخمة، كان الحوش غرقان في الظلام اللي خفف حدته الإنارة الخفيفة المتوزعة فيه، قرأت قد ما قدرت من القرآن قبل ما تقفل مصحفها الصغير.. ودارت بعيونها في الأفق البعيد تتأمل أشعة الشمس اللي بدأت تشق طريقها في رحلة شروقها الطويلة من خلف الجبال مخترقه الضباب الخفيف المنتشر في الجو واللي أضفى رهبه للمكان ،تابعت المشهد في إعجاب تام وهي تسبح بحمد الله وتردد أذكار الصباح وسط حالة من الهدوء ،لا وجود لأصوات بشر وسيارات في الشارع تعلن عن بداية اليوم المبكر بصورة طبيعية في الشارع اليمني..ولا في أي نوع من النشاطات المعتادة حتى العصافير والحيوانات الأليفة كأنها في تضامن مع أصحابها على الصمت والسكينة ، في ذا الوقت من كل سنة بعد السحور وصلاة الفجر الكل بينام بعمق بعد يوم كامل من العمل والعبادة بإخلاص،بينما عيونها رفضت النوم بإصرار وهي تسترجع تفاصيل الأسبوعين اللي فاتت بتفكير عميق وصول أمها في أول يوم في رمضان واستقبالها في المطار بالأحضان والضحكات الرنانه اللي حاولت تخفي فيها أي مشاعر يمكن تسبب لأمها القلق والتوتر،اتذكرت لما وصلوا مكة وانصدمت أمها برجلها المكسورة لما نزلت من السيارة واللي قالت إنها بسبب طيحتها من السلم وهي تنظف، وصدمتها بخبر طلاقها اللي أتكفل علي بتبليغها بيه.. بس صدمتها استغرقت دقائق قبل ماتتجاوزها وتربط بين ساقها المكسورة وطلاقها وظنت إن خالد ضربها بس بعد الحلفان ونفي الموضوع بشدة رجعت صدمتها الأساسية وبدء مسلسل الدموع والدعاء وكل توابع مسلسل الطلاق المعتاد من قبل كل أم(الله يحفظ أمهاتنا) وبعد سين وجيم وكلام علي عن رغبة أبو جوري في طلاقها قبل ما يموت خلاها تهدئ نوعا ما وتتقبل الموضوع وتسلم أمرها لله، وبعد أسبوع قضوه في جده زارهم فيه أبوها مساعد واتعرف على أخوها علي ، وزاروها البنات وأم خالد اللي كانت محرجه ومتفشله من أم معاذ بسبب الطلاق ، بس لما شافت جوري وكيف نفسيتها متحسنه ورجعت تمشي من جديد أقتنعت إن طلاقها من خالد خيره لها ، وبعدها سافروا وفي بيتهم صارت نفس الصدمة لبقية العيله بسبب طلاقها الغير متوقع ، ومرت الأيام وصار رمضان في ثالث أسبوع وهي لحد الأن ماتناقشت مع أخوانها في حياتها الجايه وكيف هتكون ، وصارت تفكر في خياراتها المحدودة بشكل أوسع وأعمق وهي تحاول تمسك العصى من النص فلا تضر أولادها ولاتضر نفسها ، بس القرار كان صعب عليها لدرجة إنها ماصارت تنام غير 4 ساعات في اليوم وبشكل غير مريح بالمره..أتنهدت بضيق وهي تشوف ساعتها اتجاوزت السابعة صباحا ، شالت كل أفكارها السيئة من رأسها وصلت الضحى وشكت أمرها لله واتوكلت عليه.
(ندى)
وقت الفطور
حطت لبنى وندى الفطور ومع الأذان اجتمع الكل عالسفره، خالد / جوري صبي عصير.
الكل انتبه للي قاله ومابينوا، ندى بعصبية / اتفضل.
خالد بإبتسامة / شكرا حبيبتي.
نادر/ بابا متى تجي ماما جوري.
حط الكأس والتفت لنادر/ جوري مارح تجي خلاص راحت بيتهم..ولا تقول ماما أنت عندك أم وحده بس هيا ماما ندى..فاهم.
لبنى بعصبية / خالد أيش الكلام دا..لا تلخبط مخ الولد حرام عليك.
خالد ببرود / والله ماهو صغير ولازم يعرف إنها ماهي راجعه،بعدين هيا مو أمه ليه الكذب.
زفرت ندى بضيق / والله هوا من يوم ماتولد وهيا أمه ولدحين بتعاملهم على دا الأساس، فياريت تبعد الأولاد عن الحساسيات اللي بينكم وتسيبهم في حالهم.
خالد بحده / أول شيئ وذحين شيئ ثاني.. بعدين هيا خلاص مارح ترجع فماله داعي يقعد يسأل عليها ويستناها..كل مانسيوها أسرع يكون أحسن للكل.
كانت أم خالد تتفرج عليهم الإبتسامة هاديه بدون ماتعلق،لبنى بصدمة / كيف يعني مو راجعه؟
خالد / يعني وحده طلقتها وأهلها في اليمن
فين هتقعد يعني!
ندى بإستغراب / أنت أيش البرود اللي صاير فيه ، يعني عادي عندك إنها تقعد هناك وياسمين وقصي معاها.
خالد بحدة / ومين قال إنها بتأخذهم معاها.. حضانة الأولاد ليا أنا وطبيعي إنهم بيكونوا معايا.
لبنى / بس أنت مو فاضي ليهم ، وهيكونوا مرتاحين مع أمهم أكتر.
خالد ببرود / والله وجودهم معايا شيئ طبيعي في ظروفها ذي..ماني مستعد أسيب أولادي يتربوا بعيد عني..إذا بتسكن هنا ذا شيئ ثاني.
لبنى بتريقة / أيوووه قول كدا، يعني بتحط العقده في المنشار.
خالد / والله ذا اللي عندي وتتحمل نتيجة أختيارها ، أيش رأيك ندى ؟
سابت السفرة وبقهر/ والله دا شيئ أنتوا تحلوه ، بس أرجع وأقول ياريت لاتدخل الأولاد بينكم ، لاتخرب شيئ زرعناه بينهم من سنين وتنسى إنهم أخوان علشان مشاكلك معاها.
راحت غرفتها وقفلت الباب بعصبية وهي تبكي بقهر من اللي يصير وبعد لحظات دق الباب وسمعت صوت لبنى / ندى فكي دقيقة.
مسحت دموعها وفكت الباب للبنى اللي دخلت وبأسف / معليش حبيبتي اتحمليه شويه ، هوا صاير غريب دي اليومين.
ندى بقهر/ لبنى والله العظيم طفشني ، أنتي ماسمعتي عالسفره كيف يقول أسمها بدون مايركز.
لبنى بترقيع / عادي حبيبتي أكيد بيأخد وقت لين يتعود على عدم وجودها.
ندى / بس هيا سايبه البيت من أكتر من شهر وهوا لسا كل كلمة والتانية يقول أسمها.
اتنهدت لبنى وبشرح / لا تنسي إنها زوجته من أكتر من 15 سنة يعني غصباً عنه ، الشغله لا إرادية ياندى.
ندى بصدق / لبنى أفهميني أنا والله أحب جوري وما كنت حابه تتطلق ، بس خلاص أطلقوا وخلصت السالفة مو معقول هتقعد بيننا قبل وبعد.. مهما كان أنا بغير على خالد منها.. وهوا كل ماجات سيرتها يتنرفز ويصير غريب ،حتى لما لميت أغراضها مع عمتي علشان نوصلها ليها عصب علينا وقال أيه تجي هيا تلمها بنفسها ، ودحين طالع لي في هرجة نادر ونادين لايقولوا لها ماما بالله عليكي دا كلام.
لبنى بملل / أخويا دا شكل مخه ضرب عالآخر.. بس يستاهل محد قله يطلقها خليه يستحمل اللي يجيه.
انتبهت على ندى اللي قلبت وجهها من كلامها وبتدارك / أروح أفطر أحسن رائد بيجيني بدري.
سابتها وطلعت وندى تهمس لنفسها / أنا اللي الله يعيني عليك يا خالد وعلى قلبك اللي مو عارف أيش يبغى.
الرياض
الساعة 11
أبو مساعد واولاده متجمعين في جناح الجد صقر
الجد / تعالي يا عروستنا ناقصك شيئ لملكتك.
جلست ديما جنبه وباست يده بخجل / تسلم بيه ما تقصر.
الجده / الحين يقال إنك تستحين وأنتي أمس ماخليتي سوق مارحتيه بسبة هالمشعل.
ديما بإحراج / يمممممه..
ضحكوا على وجهها اللي قلب طماطم ، أبو سند بمزح / والله مشعل أذاني يقول يبي يعجل في الملكة ، وش رأيك يبه.
الجد / والله إذا أميرتنا موافقة قدام ما عندي مانع.
ديما بصدمة / يبه وش قدام.. خلاص قله مابي ملكة هونت..
سند ببرود / وش اللي هونتي ، لعب عيال هو..
ديما بخوف / أنت ما سمعت بابا وش قال.. شلون يبي يقدم الملكة.. وأحنا مرتبين كل شيئ ومن غير مايأخذ رأيي بعد.
رفع لها حاجب واحد وببرود / وش رأيك بعد يمرك وتروحين معاه كوفي وتتناقشون براحتكم.
ديما بإرتباك / أأننا ما قلت كذا.. أنا قصدي..
الجد / خف عالبنت ياسند ماهي بقدك.. وأنتي يالمهبوله قاعدين نمزح معك وش اللي نقدم ومابقى عليها شيئ .
التفتت الجدة لولدها / أقول مساعد جوري ما قالت لك متى بترد من عند أهلها.
أبوسند بضيق / والله يمه مدري عنها ، كلمتني من يومين وحسيت إنها موبرايقه ومتكدره.
الجد بنظرة / الله يكون في عونها ، بس لاتحاتون هالبنت قوية ماهي بضعيفة مثل بعض ناس.
أم سند/ يبه مهما كانت قوية بتظل مره مطلقة وماظنتي أهلها بيخلوها ترد لهنا لوحدها.
صافي/ شلون يعني طليقها بيأخذ عيالها منها.. وبتقعد عند أهلها والله ما غير تموت.
ديما بعصبية / وش يأخذهم الدنيا ماهي سايبه ، ترفع عليه قضية حضانة.
أبو سند / يابنيتي وش قضية أنتي بعد ، هي مارفعت قضية يوم إنها بتتطلق منه علشان عيالها.. تقوم الحين ترفعها.
الجدة / ياعزي لها هالمهبوله ، ولا في وحدة تتطلق من رجلها في آخر عمرها.. كان قعدت على عيالها هالمساكين.
الجد بهدوء / وش هالكلام الله يهديك يام مساعد ، البنت بعدها صغيرة وماهي بمجبوره تقعد مع واحد نذل ، وعيالها مو قاصرهم شيئ
أبوسند / والله إنك صادق يبه نذل ومايستاهلها ، الحمد لله اللي فكها منه.
طالع الجد في سند اللي موعاجبه الكلام ووقف بيطلع وبهدوء / على وين بأبو بدر تو الناس ، ما قلت لنا وش رأيك بسالفة بنت عمك صالح.
عقد حواجبه / عمي !!!!
الجد بإبتسامة / رجال كبر أبوك وش بتناديه.
كور أيديه بقوة وببرود / والله ماهي من بقية أهلي علشان أهتم وأشغل نفسي وأقول رأيي.. لكن دامك سألت يالغالي.. فالمره اللي تتطلق تنطق في بيت أهلها لين يجيها واحد من أثنين ، أما نصيبها ولا... أجلها وفي حالتها أرجح الإحتمال الثاني.
أبو سند بحدة / بسم الله على بنيتي من الموت.. وش فيك أنت عالبنت جنيت.
سند ببرود / أنتوا اللي طلبتوا رأيي وأنا قلته.
الجد بضحكة / أبي أعرف وش سوت لك هالبنت ، ليه منت طايقها.
شد على أسنانه وببرود / تخسي تسوي لي شيئ ذا الناقص بعد.. اتأخرت على وضاح في أمان الله.
سابهم وطلع وسط ضحكات الجد اللي ارتفعت بمرح ، ونظرات البنات المستغربين.
ثريا بإستغراب / وش فيه سند يبه.. كإنه معصب.
ديما بتساؤل / يبه هو يعرفها من قبل ، قصدي يعرف أبوها وأهلها وصار بينهم شيئ.. ليه مو طايقهم.
أبو سند بابتسامة / لا يابوك لا يعرفها ولا يعرف أبوها ولاصار بينهم شيئ ، بس الظاهر يغير ليش حنا مهتمين فيها.
ديما بضحكة / ماصدق سند يغير.. خل بالأول يحس حاله حاله الناس وبعدها يفكر في الغيرة.
أم سند بضيق / ديما وش هالكلام.. أخوك موب ناقصك أنتي بعد.
الجد بحدة / وش ناقصه أنتي بعد ، رجال وش كبره مهو بزر.
الجدة بحنان / والله إن مافي مثل سند ، لكن الله يعينه على مابلاه.
أبوسند / الله يعينه على نفسه.
~~~~~~~~
(لطيفه)
الساعة 6 المغرب
دخل عبدالفتاح وهي تلبس عبايتها وبهدوء / السلام عليكم.. على وين العزم إن شاء الله.
لطيفه / أم عصام عازمتني عالفطور.
سلموا عليه محمد وخلود / الحمد لله على السلامه.. نورت البيت.
ضمهم بحنان/ منور بيكم.. كيفكم حبايبي .. هاا محمد إن شاء الله أنتبهت عالبيت في غيابي .
محمد / كل شيئ بخير وراك رجال لاتقلق.
لطيفه بتريقه / يا عيني عليكم كل واحد يغني عالثاني.. الأول سايب بيته ليه كم يوم
ومعتمد على بزر.. والبزر عامل فيها رجال ومصدق نفسه.
عبدالفتاح بحدة / محمد رجال مو بزر.. وقبل ما تتكلمي عالبيت أجلسي فيه وبعدين أهرجي.
مسكت خلود يد محمد اللي زعل وضغطت عليها وبإبتسامة / لو شفت محمد يابابا كيف كان يشوف طلباتنا ويودينا السوق وينتبه للؤي ، لؤي صار مايقعد في البيت بس يخرج مع محمد.
لطيفه بعصبية / قصدك إني كذابه ياخلود.
خلود بهدوء / ماما أنا بحكي لبابا اللي صار في غيابه.. ما قصدي شيئ من اللي فهمتيه.
عبدالفتاح / أنتي عارفه إني جاي اليوم ليه ما أعتذرتي من صحبتك وأجلتي عزومة اليوم.
لطيفه ببرود/ ما قدر أأجل العزومة لإنها عازمة ناس مهمه ولازم أكون موجوده.. بعدين الفطور جاهز أفطر مع أولادك وأطمن عليهم لحد ماأرجع ، مارح أتأخر.
عبدالفتاح بإبتسامة / صدقتي أولادي وحشوني بقعد معاهم ، وأنتي خذي راحتك لاتستعجلي في الرجعه.
هزت كتفها بدون إهتمام وطلعت من البيت ألتفت لمحمد وخلود وبجدية / في موضوع مهم بقلكم عليه.
↚
(عبدالرحمن)
قبل الفجر
غنى/يعني ذا آخر حل لقيته.
عبدالرحمن بهدوء/إذا عندك حل غيره،يدي على كتفك مثل مايقولوا.
طالعت فيه بقهر/قرارك ذا بيأثر في حياتنا كلنا أحنا.. أصلاً جوري من يوم ماعرفتها وهي بتخطط حياتها زي ما تكون بتلعب معاك شطرنج،مش معقول عملت خطوتها هذي بدون ماتعمل حساب حياتها الجايه.
طالع فيها واتنهد/تصدقي أنا غلطان اللي بناقشك ولا أساساً أنا قررت وأنتهيت.
غنى بصدمة/قصدك رأيي ما يهمك وإن حياة أختك أهم من حياتنا!!
مسك يدها وبهدوء/غنى حبيبتي أنا ما قلت كذا، أنا لحد الأن ما فهمت اللي حصل بينهم وخلالها تطلب الطلاق،لكن اللي متأكد منه إنه شيئ وصل حياتها معاه لأقصاها.. شيئ يمكن ماخلاها تفكر في خطواتها الجايه مثل كل مره..كانت بتفكر في ذلك الوقت تنهي اللي بينهم بأي طريقة.
غنى بعصبية/والحمدلله خلصت وانتهت ليش أنت مصر إنك تخرب حياتنا مثل ماخربت حياتها.
اتنفس بهدوء وحاول مايعصب عليها لإنه عاذرها وبشرح / جربتي تحطي نفسك مكانها وتشوفي حالتك كيف بتكون لو انأخذت جود منك وانحرمتي منها.
شهقت بخوف/بسم الله على بنتي الله لا يقدر.
عبدالرحمن بحده/أجل ليه ماتحسي بجوري، على بالكم إنها مرتاحه،محد فيكم عارفها وفاهمها مثلي، لكن أنا حاس بالنار اللي داخلها، فاهم الخوف اللي في عيونها شايف قلقها وحزنها اللي مخبيتها في ضحكتها ومزحها اللي ماوقف من يوم ماجات..كاشف تمثيلها الغبي علشان بس ماتقلقوا وتشيلوا همها..
ندمت على كلامها وبأسف/عبادي والله مو قصدي، أنا مقدره وضعها كأم،وأنت لازم تقدر وضعي وتفهمني.
عبدالرحمن بنظرة/اللي فاهمه إن الزوجة بتساعد زوجها وتوقف معاه دائماً في كل موقف يتعرض له وترفع معنوياته وتسانده.
غنى/كلامك صح بس هذا لما يكون شيئ يخصك ولا تنسى إنه فيه عندك أخوان يقد---
قاطعها بغضب/لاتتوقعي في يوم إني أو واحد من أخواني هنتهرب من جوري ولا نرميها لبعض زي الكرة..لا يا حبيبتي غلطانه أنا متأكد إن كل واحد فيهم فكر مثل ما أنا فكرت و قرروا كمان بس منتظرين الوقت المناسب علشان يتكلموا..لكن مادام الموضوع يخصها فهو يخصني أنا قبلهم لإن ذي جوري ياغنى، فاهمه يعني أيش جوري..يعني نصي الثاني..وأنا ما أقدر أتفرج عليها بدون ماأتحرك وأساعدها وكنت أظن إنك أول وحده هتفهمي موقفي ذا وتساعديني فيه،بس للأسف طلعت غلطان.
أخذ جواله ومفاتيح سيارته وخرج بدون مايطالع فيها.
~~~~~~~~
(جوري)
ثاني يوم بعد صلاة التراويح
صرخت بضحكة/نزلني ياحيوااان خلااااص.
صالح وهو شايلها ويدور فيها/أنا حلفت ماأنزلك إلا لو قلتي لو سمحت.
جوري بعناد/مو قايله علشان ثاني مره تتأدب وتحلف على مرتك مو عليا.
أم معاذ بزعل /ياجني نزلها قد رجلها مكسورة لاتكمل عليها.
صالح/ياجده رجاءً لاتتدخلي ذا حكم بيننا.
جوري بضحكة/يمه لا تقولي جني..ذحين الجن يزعلوا منك.
عصب منها ودورها زياده قبل ماتترجاه/صلوح يادب وربي دخت خلاص، ناديه مالك كلمة على ولدك.
ناديه بنذاله/والله أنتي لعبتي وأنتي عارفه اللي منتظرك،مش قد اللعب ليش تلعبي.
شيماء بعصبية/والله إنهم غشاشين، لعبهم ماينقبل كله غمزات وحركات عيدوا اللعبة.
علياء بضحكة/أحلفي بس،لو غشينا كان قلتي من أول ليش ساكته..ما عندكم روح رياضية.
جوري بتهديد/بسيطة ياعلياء بيجيكي يوم وأطلع الروح الرياضية من نخرتك(خشمك)
دخل معاذ وضحك على شكلهم/ السلام عليكم..مالك ياهبل معلق عمتك وتدور.. مسوين مروحه ولا أيش.
جوري بتعب/ههههه شربااات ماشاء الله، المفروض أضحك يعني..قول للدب ولدك ينزلني.
أم معاذ بعصبية/والله لو ماينزلها يا معاذ لا أقوم أكسر عصى المكنسه على رأسه.
معاذ يتلفت وبجدية/ وينها العصى والله ماأردك يمه..ناديه هاتي المكنسه.
صالح بقهر/يختي قولي وخلصيني والله إنها سهله (لو سمحت) قسم بالله جاني غثيان من اللف وذحين جدتي تكمل عليا،قولي بلا يباسة رأس.
ضحكت وبهمس/أأممممم رحمتك.. بقولها بس علشان تعرف بس إن التنازل والصفح مطلوب ومن شيم الكرام..هااا الكرام حط تحتها خطين يانذل.
وبصوت عالي/لووو سمحت نزلني.
نزلها بسرعة وجلس جنبها بتعب وهو ماسك ظهره وبنذاله/مالك متنتي وصرتي دبا كذا، كسرتي ظهري حرام عليش عادني أشتي أتزوج وأخلف.
شرقت بالمويا وطشتها من فمها بقوة/كح كح كح...كح كح..ياقليل الأدب..
ضربه معاذ بضحكة/تتزوج في عينك،صدق قليل أدب خلص الثانوي أول شيئ وبعدها نفكر.
صالح بمكر/بسيطة باقي لي سنة الله يعيني عليها وأتخرج وأنت قدوتي وبفعل مثلك وأتزوج على طول.
معاذ/والله ياحبيبي جدك اللي زوجني كان مستعجل على شوفة طلعتك البهيه،لكن أنا مش مستعجل..عادني شباب وبستمتع بحياتي مع أمك وبنسافر،مش أزوجك وتخلف عيال وترميهم لحضني وأحنب بهم أنا أأأسف العب غيرها.
جوري بتمثيل/إيها الوغد.. وأنا عادي لما خلفت صالح ورميته عليا وحنبتني فيه.
شهقت ناديه/أنا خلفت ورميت ياجوري، مش أنتي اللي كنتي تأخذيه مني وتقولي روحي أنبسطي.
جوري بضحكة/يوووه منك ياناديه ذا الكلام لمعاذ علشان أفضحه قدام ولده ويشوفه على حقيقته.
صالح بلامبالاة/لا ماعليش من أبي..ماضيه الأسود كله عندي.
معاذ بصدمة/أنا ياكلب تقولي ماضي أسود..هيا شوف من يزوجك ويدفع لك المهر.
جوري بلعانه/ ماعليك منه أنا بزوجك نكاده فيه.
معاذ بضحكة/تمام خلك مع النسوان وخلي عمتك تنفعك.
صالح بجدية/عمه انفداكي..في منك فايده ولا خليني أصلح العلاقات من ذحين لاتخربي بيني وبين أبي.
طالعت فيه بصدمه/من جد نذل ومالك صاحب،أنتا طالع لمين بس؟
طالع لي،عندك مانع ؟
ألتفتوا وشافوا نور اللي دخل ورمى شنطة هاند باق سوداء عالأرض وتابع/السلام عليكم يأهل الدار.
ردوا السلام وراح لأمه حضنها وباس رأسها ويدها بشوق،أم معاذ ببكاء/وين أنت ذا كله.
نور بحب/شوفيني رجعت وماكملت الأسبوع علشانك يا قلبي..خلاص بطلي بكى أنا بخير يمه.
سكتوا كلهم بتأثر،وبعدها سلم على معاذ بأحترام وحب/ماطولت مثل ماوعدتك.
ضمه معاذ بقوة/رجااال يا نور ..الحمد لله على السلامه.
ونط صالح عنده وسلم عليه بفرح ولهفه اتأثرت جوري من منظرهم وهي عارفه العلاقة القوية بين معاذ ونور وصالح لإن أبوها اتوفى ونور ماكمل 12 سنة ومعاذ اللي رباه مع صالح ولده علشان كذا الثلاثة ذول علاقتهم غير.
حاولت تمسك دموعها وبمزح/والله وراحت عليكي ياجوجو لا أميره ولايحزنون..جاء آخر العنقود وأكل الجو وقلوبهم كمان.
طالع فيها بنظرة/ أنتي بالذات ما يطلع لك تتكلمي لإنك عقدتيني زمان.
إبتسمت بهدوء/ لسا شايلها في قلبك ومانسيت يانور.
ضمها بقوه وحب/وأنتي لسا هبلاا وينضحك عليش بسرعه.
اتعلقت في رقبته للحظات قبل ماتبعد عنه وتتأمله بإبتسامة وهي تفكر إذا كان عبدالرحمن فيه شبه بسيط منها في الطباع والشخصية،فنور يشبهها تماماً وكان نسختها الذكورية نفس شعرها الفاتح وعيونها العسليه والملامح حتى غمازتها كإنهم تؤام حقيقي،وذا اللي خلاه فترة مراهقته يظن إن إهتمام الكل بيه كان لمجرد إنه يشبهها وبيفكرهم بيها وذا سبب له عقده منها لفتره في حياته.
طلعها من تأملها لما خرب لها شعرها وجلسها جنبه وحط رأسه على فخذها وغمض عيونه بتعب/صدعتي برأسي كإني أشوف وجهي في المرايه.
بدأت تسوي له مساج وبهدوء/جيت بالباص، وأكيد ما فطرت عدل..ومادام مع الشباب فأكيد مابتنام كفايه.
فتح عين وحده وبهمس/مش كان الأحسن لسانك يتجبس بدل رجلك،لازم يعني تسمعي أمي.
سمعته أم معاذ وبعصبية/قلت لك اتكلم سوا حال الإنسان ما نطق..لاتجلس تفاول على أختك.
مسح وجه وبضحكة/بمزح يمه انفداكي، بنتك قرده ماشاء الله مابيقطع فيها شيئ.
ضربته جوري بخفه/مالت عليك،قهرانين من رشاقتي ومايطلع لكم تسووا زيي.
ناديه بضحكة/والله ماكذب لو الشجر والحجر ينطق كان قال أرحميني.
صالح بدفاع/بالعكس كان قال وين قردتي هذي السنة ماجات لا اتعلقت ولااتسلقت، أكيد فقدوكي ياعمه.
قرب منها وبهمس/هاا كيفي بس معش جالس أدافع عنش .
دفته بقهر/مالت عليك أنتا كمان من دفاع وآخرتي قرده..أنا أيش مجلسني معاكم بس، الله يصبرني لين أفك الجبس.
مسكوا فيها وماخلوها تروح لين ضحكوها مره ثانيه وبعد ساعة دخل عليهم عبدالرحمن وسلم عليهم بإبتسامة قبل ما يقول بهدوء/خالي والعيال في المجلس قوموا لهناك علشان بكلمكم في موضوع.
وتركهم يطالعوا بعض في حيره قبل مايلحقوه عالمجلس بتوتر..دخلوا وسلموا وجلست جنب علي اللي مسك يدها وضغط عليها بهدوء،رمشت بعيونها بتوتر ورجفه واضحه/عبادي.. أولادي..فيهم شيئ..
هز رأسه بنفي سريع ،جلس قدامها وحط أيديه على كتوفها بقوه لما شاف وجهها الشاحب وتنفسها السريع وبثقه/والله مافيهم الا العافية..هم بخير لاتخافي.
أتصل على وداد أخته وفك الإسبيكر وطلب ياسمين وقصي اللي كانوا بيباتوا في بيتها وبعد ماأتطمنت عليهم جوري وارتاحت،طالع فيهم عبدالرحمن وبهدوء/أنا قررت إني------
↚
ضع يدك في يد الذين يمنحونك الحب في كل الظروف , أولئك الذين يتحملون مزاجك السيء وتقلبات الأيام ! هم من يحبونك بصدق...
(ساره)
الرياض ،قبل الفطور
باسها بشوق وضمها لصدره/أشتقت لك يا قلبي.
باسته بسرعة وفكت نفسها منه، وبدلع/صووم ، أنت ماعندك وسط ، في الأول كنت بارد والكلمة ما تطلع منك والحين ما تقدر تسكت أبد سعودي.
طالع فيها بنص عين وبملل/ذي مشكلتكم يالحريم ، مايعجبكم العجب وش نسوي يالرجال علشان ترضوا علينا.
ساره بضحكة / يا كبرها عند ربي ، نرضى مره وحده.. الحين أنت ربي هداك وصرت رومانسي ويازينك قمت تحسب كل الرجال مثلك.
جلست جنبه عالكنبه وحطت رأسه على كتفه وبحب / أنت ما في منك في كل الدنيا لإنك حبيبي أنا وبس.
ضمها بقوة وبهدوء/ ما قلت لك اليوم إني أحبك.
هزت رأسها وبدلع/بس مرتين ياظالم.
ضحك براحة/بس، أنا مدري كيف كنت عايش بدونك،والله كانت حالتي حاله.
اتنهدت بآسى/مايحتاج تقول كله شوفة عيني،المهم الحين كيف صرت،وأنا بعد حياتي من غيرك كانت بارده ومالها طعم الله لا يغير علينا.
سعد بجدية/المهم ترى حولت لك الفلوس وزدت عليهم.
نطت بسرعة وبفرح/مشكور حبيبي والله يعوض عليك،يلا روح بدل وجيب عبودي معك وتعال ما بقي شيئ عالآذان.
راح وهي مسكت جوالها وبمرح/السلام عليكم..كيفك لولو.
لبنى بتعب/وعليكم السلام والرحمة..هلا كيفك يا قلبي.
ساره/الحمد لله،وش فيه صوتك كذا.. سلامات.
لبنى/الله يسلمك،شوية إرهاق تعرفي آخر رمضان تعب كل الشهر يطلع فجأة.
ساره بأسف/ماتشوفي شر حبيبتي،خلاص ارتاحي وأشربي حاجات دافيه.
لبنى بضحكة خفيفة/دوبها جوجو موصيتني لاتشيلوا هم،بسيطه.
ساره/المهم الفلوس اتحولت وعليها زياده عاد أنتي شوفي شغلك ولو إنك تعبانه بس معليش كله بأجره.
لبنى/حلوه الزياده،تعرفي عيد ومصاريفه كثيره يعني بتنفع ،كمان جوجو والبنات اعطوني حقهم، وإن شاء الله بوزعها اليوم بعد الفطور.
ساره/خلاص حبيبتي الله يعطيكي العافية المهم لاتتعبي نفسك في أمان الله.
لبنى/مع السلامة.
جلس سعد ومعاه عبدالله يلعب معاه وبهدوء/حبيت فكرتكم وعرضتها للشباب وكلهم اتحمسوا ووافقوا،وأمس جابوا قائمة بالأسر اللي يعرفوهم ومحتاجين وقسمنا نفسنا وكل مجموعة مسكت ثلاث عوايل..ومن ذا الشهر رح نطبق ذا النظام.
ساره بحماس/مرررره حلو، على كذا بتساعدوا كثير ناس محتاجين،الله يتقبل منكم ويجعلها في ميزان حسناتكم يارب،المهم السرية التامة زي ما قلت لك.
سعد/وانتوا كيف كنتوا تصرفوا الفلوس في جده.
ساره بحزن/في جده ناس محتاجين بالهبل ومانقدر نساعد الكل،بس وقتها قلنا نشوف القريبين في الحارة اللي نعرفهم ونعرف أوضاعهم..بس يا قلبي تقدر تقول جمعنا معلومات وسوينا تصفيات لأكثر ثلاث أسر محتاجة وصار ينصرف لهم راتب شهري ثابت وبيكون قابل للزياده حسب قدرتنا كل شهر.
سعد/ومحد يدري عنكم،يعني الأسر ذي كيف تستلم الفلوس.
ساره بضحكة/في البداية كنا نستجوبهم بطريقة غير مباشرة ونعرف من اللي يفك الأبواب وكل شخص متى يكون موجود في البيت وإذا لقوا شيئ من يعطوه في بيتهم وزي كذا ..سوينا أفلام هندية..بس ففي ناس نحط لهم الظرف من تحت الباب وناس تتسلم ليدها بس مايدروا حنا مين نحطها ونمشي..وطبعاً كل وحده قالت لأهلها الفكره علشان هم يقولوا لغيرهم والكل يقدر يساعد مثل ما حصل معك ومع اللي معاك بالدوام.
باس يدها وبفخر/من الغبي اللي قال إن البنت لاصارت جميلة تصير غبية..شكله ماكان يعرفك ولا ما كان قال كذا.
ضحكت بفرح والآذان ينتشر ويصدح في السماء ودعت إن الله يسعدهم ويحفظه لها من كل شر.
(ليلى)
5 العصر
ليلى/حبيبي زياد ما أقدر أطلع معاك،خليها بكره يكونوا أهلي مشغولين عني وأطلع براحتي.
زياد بإصرار/وليه مو اليوم ،قولي إنك نازله تجيبي شيئ للعيد،ولا بتمري وحده من صحباتك.. حلا والله وحشتيني،أنا ما وحشتك.
ضحكت بدلع/لااا مو مررره،وبعدين بطل حركاتك دي،خلاص بكره العيد وساعتها أشوفك وأبارك لك بيه مره وحده.
زياد بزعل/انتوا البنات كذا،لما تعرفوا إن الواحد حبكم ومايستغنى عنكم تتدلعوا عليه.
ليلى بغيره/ماشاء الله عليك خبره في البنات.
زياد/أنا صريح وماأحب اللف والدوران ما أقدر أضحك عليكي وأقول إنك أول وحده أكلمها،بس اتأكدي إنك الأخيرة يا قلبي.
ليلى بدلع/الله يستر من لسانك الحلو،م----
سكتت وعملت تعليق للمكالمة لما دق الباب وجاها صوت أبنها وليد/ماما ريم تقول تعالي المطبخ الأكل قرب ينحرق والشغاله مو عارفه تسوي شيئ.
ليلى بهدوء/يلا حبيبي ثواني وجايه.
ورجعت الجوال وبعجله/حبيبي ماما تناديني علشان أساعدها ما بقي شيئ عالفطور.
زياد/عقبال ماتنوري بيتنا وتذوقيني من تحت أيديكي.
ليلى بضحكة/كل شيئ جايز..يلا حبيبي سلام .
قفلت منه وبتفكير"أيش الورطة دي أنا كيف حبيته بسرعة،طيب أيش هيعمل لو عرف إني متزوجه،يا ربي أيش الحل معاه"
اتنهدت وطلعت من غرفتها وهيا تتذكر كلام الغزل الوقح اللي ضحك عليها بيه ومره في مره صدقته وخلاها تنسى ربها وبيتها وزوجها بدون أي إحساس بالذنب والندم.
(جوري)
فجر أول أيام العيد
خلصت صلاتها وجهزت صينية القهوة والتمر والبيتي فور والكعك وحطتهم على جنب وراحت غرفة أمها ولقتها تستغفر عالسجادة
جلست جنبها وضمتها بحب وارتاحت في حضنها لفترة قبل ماتبوس رأسها ويدها وبفرح/كل عام وأنتي بألف خير ياجنتي..كل عام وأنتي تاج رأسنا نورتنا يا أحلى أم في الدنيا.
أم معاذ/ وأنتي بصحه وسلامه يا روحي، والله يجبر قلبك بعيالك ويعوضك خير ويسهل أمورك ويسخر لك عباده الطيبين.
جوري/آمييييين،أكيد ربي راضي عليا دامك راضيه عني كذا.
يالطييييف منك.
ألتفتوا وشافوا معاذ ونور وعبدالرحمن وصالح اللي شايلين القهوة ولوازمها.
جوري بتمثيل/أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين،هما بيطلعوا امتا.
نور بمزح/يختي كوني أرقدي،نامي أرتاحي! جايه قبل مايصيح الديك علشان تكوشي على كل الدعاوي الحلوه.
دفها وعيد على أمه والبقية وراه
جوري بحب/الرزق يحب الخفيه،قلت الحق لي كم دعوة حلوة قبل هجومكم الغاشم ذا .
سلموا عليها وعايدوها،أم معاذ/أنت سويت القهوة يا عبادي.
عبدالرحمن/أنتي مادريتي مو بنتك خلتني الشيال الرسمي حقها،تسوي الشيئ وتأمرني أشيله لها.
جوري بضحكة/محشوم يا قلبي ومايأمر عليك ظالم،بس نصيبك وقعك في أخت مكسره، كنت بنادي صلوح يشيلها بس الظاهر أنت عجبتك الشغله.
معاذ/ خفوا بنتأخر عالصلاة،وين قصي.
قصي/السلام عليكم وكل عام وأنتم بخير.
ردوا السلام وطالعوا فيه وهو لابس الثوب والكوت و(الجنبيه) وحاط شال على كتفه وشكله كان روعه.
صالح/حيا الله الشيخ قصي.
سلم وعيد على جوري اللي مسكت جوالها وصورتهم عالسريع، وأشرت لهم يجلسوا قبل ماتعمل مكالمة تانقووبهمس/السلام عليكم،كل عام وانت بخير حبيبي ومن العايدين.
طالعوا أخوانها في الشاشة وشافوا عبدالملك ولد خالهم واللي يصير أخو علي وأخو جوري بالرضاعة،عبدالملك/وأنتي بصحة وسلامه،ليش موطيه صوتك.
جوري بنفس الهمس/ياأخي علي ذا جني تقول مركب رادارات ماشاء الله عليه،جهزت اللي طلبته.
رفع قدامها كيس طراطيع(ألعاب ناريه) وكاميرا وأعطاها لأخوه مروان اللي أشر لها بيده قدام الشاشة وأختفى، وفي دقيقة انفجرت كل الطراطيع بقوة وصوتها العالي واصلهم بوضوح قبل ماينفك الباب ويخرج الكائن الأسطوري الضخم والغاضب وهو لابس بنطلون بيجامه بس ويسب ويشتم بغضب وفي ثواني كان مروان و عبدالملك معلقين في الهواء وهم يصيحوا ويضحكوا ويترجوا في نفس الوقت.
أنفجرت جوري وأخوانها في ضحك هستيري على منظر الشباب المفجوع قبل مايطلع لهم وجه علي عالشاشة وبغضب/هشوف الضحكة ذي عادها موجوده لما أجي البيت ولا لا.
حاولت جوري تتمالك نفسها /ههههههههههههه كل عام...ههههههههههه وأنتا بخير حبيبي.. ههههههههههههههههه.
ما قدرت تكمل وخاصة مع ضحك أخوانها وتهديد علي وصراخه وبعد لحظات قفل الخط ،ولما هدأت موجة الضحك راحوا يصلوا العيد،فتحت التلفزيون عالقناة السعودية الأولى وأنتشرت تكبيرات العيد في كل البيت بصوت عالي ،وبعد ساعة كان بيتهم عبارة عن خلية نحل الكل رجع من الصلاة وريحة البخور والعطور والقهوة ملت البيت وسط ضحكات وأصوات أخوانها وأولادهم وهم يباركوا ويهنوا بعض بالعيد سلموا عليها ياسمين وقصي وبعدها أتصلت على أم خالد وسلمت عليها وعلى ندى ونادر ونادين وبعدها أعطت الجوال لأولادها علشان يكلموا خالد براحتهم وراحت لأخوانها، كانت جوري تصور أخوانها ووفود أولاد الجيران اللي بدأت في الوصول على دفعات علشان يعيدوا عليهم ويأخذوا نصيبهم من العيدية والحلويات وكل واحد فيهم فرحان بملابس العيد ويحكي للثاني عن العيدية اللي جمعها.. جلست في الصالة تتكلم براحه مع ناديه وغنى بعد ما تركت أخوانها في المجلس مع أزواج أخواتها اللي جوا يعيدوا على أمها، وفجأة دق باب الصالة وجاء صوت صالح بضحكة/طريق يا ولد.. ولاوحده تجلس غير عمتي جوري.
راحوا البنات بسرعة وغمضت جوري عيونها بضحكة/جاك الموت ياتارك الصلاة.
حست بأيدين توقفها قبل ما تفتح عين وحده بشويش وتشوف علي واقف قدامها بكل ببرود،إبتسمت إبتسامة حلوه بينت غمازتها وبمرح/يا صباح الورد والفل والياسمين وكل أنواع الزهور والعطور ،وكل عام وأنتا أحلى وأحن وأغلى أخ في الدنيا.
علي ببرود/خلصتي المشتل ولا عاد في وردة من هنا ولا من هنا.
ألتفتت لنور اللي صفر بقوة/الله والخوف،كل ذا الموشح علشان لاتتعلقي في السقف .
جوري بضحكة/والله حبيبي يا روح مابعدك روح، والعمر مش بعزئه.
علي بإبتسامة وهو يأشر بأصبعه على دماغها وبهدوء/وذا وين كان وقت ماقومتيني على صوت ذيك القوارح، الناس تولع صاروخ أثنين، ثلاثة، مش مستودع ذخيرة،الجيران ركنوا إن الحرب قامت..أنتي ماتتوبي.
جوري بضحكة وهي تحاول تسحب فستانها من يده/يمكن أتحمست شويي...تييين والموضوع خرج عن السيطرة.. المهم إنك قطعة وحده وما في إصابات،صح!!
أتنهد بضيق/المشكلة رجلك ومكسورة غير الإرتجاج والغيب-----
طالعت في نور المستغرب قبل ماتغمز لعلي وتبوس رأسه وتسلم عليه/كل عام وأنت بخير حبيبي ،ماكنت أدري إنك حقود..كل ذا في قلبك وتبغى تسويه فيا.
انتبه وسلم عليها بإبتسامة/وأنتي بصحة وسلامة ومن العايدين..وحسابش بعدين.
أعطاها عيديتها اللي أخذتها وعدتها وهي تصرخ بفرح/شكلي بجمع أكبر عيديه.
هز نور رأسه بيأس/ياربي أيش العيله الغريبة هذي، واحد ينقصف من صباح الله خير ويجي يعطيها فلوس كإنه يشكرها، والثانية زي الأطفال ينضحك عليها بالفلوس ونسيت اللي بيجيها بعدين.
سكته علي بنظرة وحط ذراعه على كتف جوري وسحبها جنبه وببرود/أخ وأخته ونتخارج تحشر نفسك بينا ليش يابارد.
جوري بتأييد/من جد يا أخي لقاافه..أحم أحم، بس معليش علي بارد ذي حصرية ليك وبس..أصلاً ماتليق غير عليك.
طالع فيها بنظرة تهديد/والله.
طالعت جوري في نور بروقان/بعدين يا بايخ يارزل أنا ماينضحك عليا،بس العيدية غير
ليها وضع ثاني ولو بتعيدوا عليا طول اليوم مارح أقول لا.
نور/أنتي مامنك غير الخسارة، قلك أعيدها طول اليوم،مع نفسك..ازواج اخواتك راحوا وخالي في المجلس ادخلي عنده.
ألتفت لعلي بإستغراب/وين أحلام؟لاتقول ماجبتها.
علي بهدوء/بتعيد على العيال اللي في حوشكم.
راحت لها الحوش وسمعوا صراخها وضحكتها قبل ما تدخل المجلس وتسلم على خالها اللي هو أبوها. ومشي يوم العيد بذا المنوال،كله مكالمات للي يهموها وسلام وضحك ومزح وخلف وراه ذكريات كثيره وحلوه للكل.
↚
في نفس الوقت،جده
دخل خالد ومازن ومؤيد ونادر من صلاة العيد وسلموا على أمهم وعلى ندى وفاطمة ووزعوا لهم العيدية وبدأوا يتقهووا ويسولفوا،بس كان فيه نوع من الكآبة مسيطر عالكل وإن كانوا بيتظاهروا بالعكس
مد مؤيد كيس لنادر وبإبتسامة / ندور حبيبي ما تبغى نخرج نطرطع في الحوش.
أخذ الكيس وهز رأسه بنفي وببراءه/ بخبيه لين تجي ماما جوري علشان نطرطعه سوا زي كل مره.
زفر خالد بضيق من سيرتها وقبل مايتكلم رن جوال أم خالد اللي ردت بسرعه وبلهفه/وعليكم السلام والرحمة..هلا حبيبتي وأنتي بصحه وسلامه يا قلبي.. ومن الفايزين.
جوري/وحشتيني يمه..كيف صحتك وكيف العيد معاكي.
همست من بين دموعها/الحمدلله بخير وموناقصني غيرك وغير أولادك، البيت بدونكم فاضي والعيد ماله طعم.
جوري/يمه واللي يسلمك لا تبكي حبيبتي.. أنا متصله أطمنك وأطمن عليكي وأسمع ضحكتك الحلوه..مو أخليكي تبكي ولا بقفل.
مسحت دموعها وأشرت لندى والصغار يلحقوها وراحوا لغرفتها علشان تأخذ راحتها في الكلام.
ألتفت مازن لخالد بجديه/أنتا مارح تقول أيش صار بينكم.
خالد ببرود/تراكم زودتوها زوجتي وطلقتها وخلصنا محد له شيئ عندي.
مؤيد/كانت زوجتك ،بس هيا لذحين أختنا لاتنسى ذا الشيئ.
خالد/بلا أختكم بلا كلام فاضي،اللي بينا انتهى وانتوا كمان اللي بينكم انتهى..خلاص مالكم علاقة فيها.
مازن بهدوء/والله اللي بينك وبينها يخصكم ومالنا فيه،بس اللي بينا وبينها يخصنا أحنا وأنتا كمان مالك فيه.
طالع فيهم بعدم فهم/وأيش اللي بينكم ؟
مؤيد بإبتسامة/يعني إذا أنتا طلقتها وعلاقتكم أنتهت،فأحنا مالنا صلاح وعلاقتنا بيها مستمره لليوم.
عقد حواجبه وبعصبية/أنتوا هبل ولا تستهبلوا،أنا خلاص طلقتها ومالكم دخل فيها،هيا بتسكن مع أهلها وأنا بجيب الأولاد يعيشوا معايا وبيروحوا لها في الإجازة وخلصنا..يعني انسوها بالمره.
مازن ببرود/ياريت ماتتدخل بينا وبينها، أحنا حابين علاقتنا تستمر معاها والحمد لله هيا كمان حابه وبنتواصل بالتلفون على طول ويمكن أمر عليها عند أهلها قبل ماأسافر.
وقف بغضب/وهيا تتكلم معاكم بأي حق ، وأنتوا كمان مالكم حق ودخل فيها ولاتتكلموا معاها فاهمين.
مؤيد ببرود/وأنتا مين علشان تحاسبها، أنتا مو زوجها وما عاد لك حكم ولا كلمه عليها.
مازن مسك خالد قبل مايوصل لمؤيد المبتسم بإستخفاف.
خالد بصراخ/مازن فكني خليني أربيه قليل الأدب ذا .
مازن بحده/مؤيد روح بيتك ذحين،مو وقت هبلك.
طالع مؤيد في خالد وببرود/أنا مو أهبل،بس أخوك اللي نسي إن جوري خلاص بح.. ماعادها زوجته،قلت أفكره علشان لايحرج نفسه قدام الناس.
وتركهم وطلع،جلسه مازن وحاول يهديه وبعد دقائق مد له كاسة مويا وبهدوء/روق ذحين عيالك بيكلموك ويعيدوا عليك وأنت كذا قالب وجهك؟
خالد بحده/شوف يامازن وربي إن ما---
قاطعه مازن بقوه/لاتحلف يا خالد لإني ماهسوي اللي تبغاه.. علاقتنا بجوري هتستمر ومالك فينا لامن قريب ولا من بعيد.. حياتكم مع بعض خلصت وكل واحد راح في حاله فرجاءً لاتدخل كل الأطراف في طلاقكم ذا..فهمت.
طالع فيه خالد بجمود بدون مايتكلم لحد ماجات أمه وأعطته الجوال يكلم الأولاد.
الرياض
(سند)
صحي من النوم وقفل المنبه بهدوء ومد يده
وهزها بشويش/حبيبتي يلا أصحي أذن الفجر..سمر..سمر.
رفعت المخده وبانت ملامح وجهها النعسان وبإنزعاج/سند ماعليا صلاة،اتركني بنام شوي.
مسكها من كتفها وجلسها عالسرير بإبتسامة/أدري ماعليكي صلاة ،بس حبيبتي اليوم عيد وما في وقت للنوم.
لفت وجهها عنه بزعل/مصر تذكرني.
اختف إبتسامة وبهدوء/ماخلصنا من ذي السالفة،قلت لك بنسافر وين مابغيتي بس بعد العيد مو الحين.
عقدت أيديها على صدرها وبنرفزه/ قلت لك بعد العيد بيكونوا صديقاتي رجعوا وش فايدة السفر.
سند بهدوء/وإذا رجعوا وش علينا فيهم!!
حنا بنروح مع بدر وبتول نغير جو ونتمشى.
سمر بملل/ياحبيبي تونا من أسبوعين كنا مسافرين ويا بعض،بس ذي السفره غير بكون مع صديقاتي نشوف أخبار بعض ونستانس.
سند بجديه/أنا أخذتكم لندن في رمضان علشان تنبسطي ويطيح اللي برأسك لأني سبق وقلت لك سفر في العيد ما في،ماني مستعد أترك أهلي في العيد علشان
أي سبب ..أنتي تدرين إن الكل بيكون هنا،شلون نتركهم ونسافر..بعدين أنا مامنعت،أنا قلت بعد العيد بسفرك براحتك وش تبين بعد.
قربت منه ولفت أيديها على رقبته وإبتسمت بدلال/بيبي تكفى،طلبتك لاتردني..وعد مارح أطلب منك شيئ لمدة أسبوعين..تكفى قول تم،خلنا نقعد معاهم اليوم وبكره نسافر.
اتأملها للحظات قبل مايتبسم بمكر/تدرين إني هونت عن السفره كلها،لكن إبتسامتك الحلوه ذي خلتني أرد أقرر نسافر...
سكت لما لمح إبتسامتها اللي اتوسعت بإنتصار قبل مايتابع/بعد العيد.
أختفت إبتسامتها وحلت محلها تكشيره حاده بسبب فشل حركة الدلال اللي ماجابت نتيجة وبعصبية/يعني ما في فايده مهما تكلمت،ولا لي أي خاطر عندك؟
سند بحزم/أعتقد إني وضحت لك أهميتك وغلاتك عندي وبأكثر من طريقة.. وقلت لك قبل كذا ياسمر أنا ما أحب أحد يساومني بهالطريقة وخصوصاً أنتي.
عضت شفايفها بندم وبإرتباك/بيبي وش مساومه الله يهديك،الموضوع حيل بسيط ومومحتاج تكبره هالكثر..خلاص براحتك بعد العيد أوكي..المهم لاتزعل ياقلبي.
راح يجهز لصلاة الفجر وطلع بدون ما يكلمها، وبعد مارجع لقاها جاهزه وومنتظره وبعد ماأعتذرت منه وصالحته وصفي جوهم راحوا يشوفوا بدر وبتول اللي كانت المربية ملبستهم ومجهزتهم وطلعوا على بيت أبوه.
القهوة يالحبيب..تفضل.
أنتبه من شروده ورجع للحاضر على صوت مشعل ولد عمه اللي مد له فنجان القهوة وبهدوء/زاد فضلك،أعذرني مانتبهت.
مشعل بإبتسامه/معذور يأبو بدر،خذ راحتك.
وضاح بهمس/وش بلاك الرجال من ساعة وهو يكلمك وأنت بدنيا غير الدنيا.
سند بهدوء/معاكم وين بكون يعني.
شرب قهوته ببطئ وعيونه تدور في المكان بصمت، بعد صلاة العيد الكل مجتمع كالعادة في بيت أبوه، بما إن الجد والجده مستقرين هنا أولادهم الأربعة وأحفادهم حولهم في مجلس الرجال اللي يطل على جهة الحريم، ريحة العوده المختلطة بريحة الهيل والقهوة منتشرة والسوالف والضحك ماليه المكان والكل باين عليه الراحة والانبساط وهم يخططوا كيف يقضوا العيد،لمح بدر المنزوي في ركن لحاله ومشغول بجواله وجات في باله بتول.. أكيد إنها الحين معتصمه في غرفتها كالعاده ورافضه تنزل تقعد مع أخواته وبنات العيله رغم إنه مر عيد عليها بعد صلاة العيد وأقترح عليها تنزل تغير جو بعد مارفضت طلب أمه للنزول بإصرار ولقي أقتراحه لها نفس الرفض.
أتنهد بضيق لإنه مهما حاول يقرب منهم إلا إن في شيئ دائماً يمنعه،موت سمر بنى حاجز بينهم وخلاه عاجز عن إنه يفهمهم ويحتويهم وذا الشيئ زاده هم على همه.
جوري
جده،بعد أسبوع
عدلت نقابها وهي تضحك/قاعده على قلوبكم ومارح أتزحزح.
مازن بإبتسامة/فداكي قلوبنا،بصراحه اتفاجأت لما شفت الأولاد في البيت وماصدقت لما قالت ياسمين إنك رجعتي معاهم.. بالعافيه استنيت لين تطلع الشمس وأجيكم.
اتنهدت وبهدوء/حياك في أي وقت ..ومكان ما يكون ياسمين وقصي بتلقاني وربك كريم.
طالع مؤيد في مازن اللي انشغل مع عبدالرحمن في موضوع وهمس لها بتردد/خالد مابيضايقك بمكالماته؟
طالعت فيه بإستغراب وبنفس همسه/ويضايقني ليه،أصلاً ما كلمته من وقت ماجاب صك الطلاق، وعبدالرحمن اللي كلمه لماجينا واتفاهم معاه على موضوع الأولاد ونقل كفالتي وأوراقي الرسمية،هوا قال شيئ؟
مؤيد بإرتياح/لاماقال شيئ بس تعرفي خالد وحركاته اللي تطلع فجأة.
عبدالرحمن بمزح/خير أيش عندكم في الزاوية وماتبغوا نسمعه!
مؤيد بضحكة/اللقافه قرافه ياعبادي..أسرار بين الأخوان مالك شغل.
مازن بتحريش/قال أخوان..تراك ماشفتهم زمان لما كنا نلقاكم ماسكين في بعض ويتضاربوا تقول ديوك وأبويا اللي يفكهم.
جوري بضحكة/الله يرحمه ،ومن ستر مسلما ستره الله، خلي الطبق مستور ليه الفضايح طيب.
مؤيد/ياهبلا قهران لإنه كان مسوي فيها مؤدب وما يلعب معاكي زيي وماعنده ذكريات زي ذي.
طالع فيه مازن بإستخفاف وردت جوري بحب/ربي يسعده والله كان ولازال قمة في الأدب والذوق،ماتشوف قصي طالع له.. الحمد لله ماطلع عليك ولا كنت رحت فيها..
وبمزح/يلا عن أذنكم عندي شغل..ولاتنسوا تشيلوا سفرة الفطور مو أقرب الغداء وهيا لسا هنا.
طالع فيها مؤيد وبقهر/ترى بطلت شيل السفر من يوم ماأتزوجت وأنتي لسا فاكره.
ضحكت وخرجت وهي تدف كرسيها اللي فضلت تستقبلهم فيه علشان تتحرك براحتها بدل حوسة العكاز كل ما وقفت وجلست.. دخلت غرفتها وفسخت عبايتها ونقابها ورمت نفسها عالسرير وهي تتنهد بقوه وتسترجع تفاصيل اللي صار قبل أسبوع في بيتهم.
عبدالرحمن بهدوء/أنا قررت إني بستقر في جده لفترة وبعد العيد بأخذ جوري معايا ،برتب أموري هناك لحد ماغنى ترتب وضعها ذي السنة وتأخذ إجازة من مدرستها وأجهز أوراقها وأدخلها كمان .
سكتوا كلهم وألتفتوا لجوري علشان يشوفوا ردة فعلها،بس ماكان باين على وجهها أي تعبير يدل على تفكيرها في ذي اللحظه، قطع خالهم عبدالله حالة الصمت والنظرات اللي كانوا يتبادلوها بينهم وبجدية/البنت يوم تتطلق من زوجها تجلس في بيت أبوها ،وجوري بيتها هنا كيف تسير تسكن معك وفي جده!! أيش يقولوا علينا الناس.
علي بهدوء/لكن هي مش لوحدها هناك، عبدالرحمن معاها وقلك بعد سنة أم جود بتسافر وتسكن عندهم يعني هنا وهناك واحد.
معاذ بنفس الهدوء/وبعدين هي ماسوت شيئ غلط علشان نشيل هم الناس وكلامهم ياخال.
أم معاذ بعصبية/أنا أشتي بنتي تجلس عندي، ما تسير تفعل هناك خلاص يكفيها غربه،أنا سلمت أمري لله وقلت طلاقها خيره والحمد لله رجعت لنا مثل ماكان أبوكم يتمنى،كيف أخليها تسافر مره ثانيه.
جلست جوري تتابعهم بصمت وهي رافضة تشاركهم نقاشهم وأخوانها يحاولوا يقنعوا أمها وخالها بفكرة عبدالرحمن،وبعد نص ساعة ما قدرت تتحمل وطلعت من المجلس بدون ماتلتفت لعبدالرحمن اللي ناداها.
طلبت من ناديه تنادي لها غنى لإنها مارح تقدر تطلع برجلها المجبسه لشقة عبدالرحمن في الدور الثالث وبعد دقائق كانت في غرفتها مع غنى وبتساؤل/أنتي موافقه عالكلام اللي قاله عبدالرحمن.
أتنهدت غنى وبتردد/مادام قلتي عبدالرحمن يعني زعلانه..طيب نتكلم بصراحه ولا هتزعلي مني.
إبتسمت جوري وبهدوء/أقتليني وعينك في عيني ولاتطعنيني في ظهري ياغنى.
غنى بجديه/ماأكذب عليكي في البداية زعلت وعصبت وقلت كلام ماله داعي وزعلت عبادي مني،لكن لما هديت وفكرت لقيت إن معاه حق..ماهو من العدل إنك تنحرمي من عيالك بذي الطريقة،ومادام يقدر يكون معك ويساعدك ليش لا.
طالعت فيها جوري بجدية/أنتوا بتفكروا بعواطفكم في ذي اللحظه وناسيين إن قراركم ذا بيترتب عليه نتايج أنتوا مو متخيلينها.. أنتي مستوعبه اللي هيصير لو أنا وافقت على كلامه.
غنى بهدوء/أنا مش صغيرة وعارفه أيش يعني قرارنا ذا ياجوري..وفكرت بعقلي قبل ماأوافق.
ضحكت جوري بخفه/لا واضح العقل ماشاء الله..أنتي تحسبي جده ذي في الحاره اللي جنبك..تحسبي إنه وقت ماتشتاقي لزوجك أو جود تتعب ويصير لها شيئ بترفعي سماعة التلفون وفي دقائق بيكون عندك.. أكيد ضحك عليكي وقال لك إن السنة ذي بتعدي بسرعه وبدون ماتحسي وفي غمضة عين بتلقي نفسك معاه وإنك هتغيري جو ورح تنبسطي وتعتبري سفرك ذا مغامرة ولازم تتمتعي بيها.
غنى بإبتسامة/يعني تقريباً من ضمن كلام كثير.
جوري بجديه/أجل أسمحي لي أكون الإنسانة العاقلة بينكم وألفت أنتباهك للشيئ الواقعي والأكيد اللي غفلتوا عنه.. يمكن أتناسيتوا واقع إنك بتنحرمي من أهلك وأقاربك وكل الناس اللي عرفتيها طول عمرك.. وإنك مهما تعبتي ولا أتضايقتي ولا أشتقتي لهم مارح تقدري توصلي لهم إحساسك ذا..رح تلقي نفسك بتعملي حساب لأتفه كلمة أوتنهيده ممكن يفهموها أهلك غلط ويقلقوا عليكي بسببها..هتتحسري على كل مناسبة كان المفروض تحضريها معاهم وعلى كل حدث صار معهم وأنتي مضطره إنك تسمعي عنه بإختصار لإن تكلفة المكالمات الدولية مارح تخليكي تأخذي راحتك في الكلام.. من دون ماننسى واقع إنه إذا تعب واحد من أهلك أو حصل له شيئ فأنتي هتكوني آخر من يعلم والأكيد هتكوني آخر من يوصل وكمان بعد فوات الآوان.. يكفي كذا ولا أقول على باقي الأشياء اللي فضلتوا تتجاهلوها.
قربت منها غنى ومسكت يدها بحنان/لو كان عندي أي تردد في الأول فأنا ذحين متأكده من قراري ومصره عليه..لإني ذحين فهمت قصد عبادي لما قال إنك نصه الثاني.
جوري ببرود/بلا فلسفه زايده ،وياريت تحتفظي بكلامك ذا لشخص محتاجه لإني مو محتاجه مساعده منك أو من زوجك،أنا أقدر أتكيف مع وضعي الجديد وأتعايش معاه بدون ماتخربوا حياتكم علشاني.
غنى بجديه/أنا داريه إنك قويه ويمكن أقوى من أخوانك الرجال وداريه إنه حصلت معك حاجات أحنا مانعرفها ولانتخيلها ، لكن ذا ما يعني إنك تكوني أنانية وما تفكري غير في نفسك وبس.
طالعت في جوري اللي مركزه عيونها عليها بقوه وتابعت بحده/مارح تخوفيني بنظرة البسه هذي، أنتي فعلاً أنانية وما بتفكري غير في نفسك..أنتي كل همك إنك توهمينا إنك قويه وبخير وإنه ما في شيئ يأثر فيكي ويوفقك لدرجة إنك ما أنتبهتي لخوف الكل عليكي، كلهم منتظرين اللحظه اللي يطيح فيها قناع البرود اللي لابسته على طول.. منتظرين اللحظه اللي تنهاري فيها علشان يقدروا يمدوا يدهم ويساعدوكي بدون ماترفضي وتعترضي.
جوري بجمود/الظاهر عبدالرحمن عداكي بكلامه الفاضي، أنا عارفه نفسي ومن محتاجه لتحليل نفسي شخصيتي.. وعموماً أنا وضحت لك اللي كان غايب عنك براء لذمتي ومارح أسمح لك وللغبي زوجك إنكم تخربوا حياتكم وحياة جود بسببي ، وحياتي أنا اللي مسؤله عنها وهقررها مو أنتوا.
أنهت كلامها وخرجت من غرفتها بسرعه علشان ما تعطي غنى فرصه للرد،وبدون ما تحس لقت نفسها في الحوش وعيونها مركزه على المكان اللي جمعها بخالد أول مره لما هاجمها ، فكرت في شكل حياتها كيف كانت هتكون لو إنها واجهت أهلها باللي صار وقتها.. أكيد ما كانت حياتها هتكون كذا ويمكن ما كانت أتزوجت خالد أساساً.. ولا خلفت ياسمين وقصي ، أنقبض قلبها بألم لذي الفكره.. كيف كانت حياتها هتكون بدون ياسمين وقصي.. وجودهم هوا السبب الرئيسي اللي خلاها تقبل حياتها مع خالد. .وجودهم هوا سبب حلمها في إنها تعيش علشانهم حياة طبيعية في أسرة متماسكة ومحبه.. وجودهم كان مصدر سعادتها وفرحتها الوحيدة اللي أعطت لحياتها طعم ولون ودفا في وسط البرود اللي عاشته مع أبوهم.. وجودهم أعطاها دافع وسبب خلاها تتغير وتصير أقوى علشانهم..غمضت عيونها بتعب وصدمة من كلام غنى، هيا عارفه إنها صارت إنسانة بارده ومتحفظه وتقدر تتحكم في أعصابها ومشاعرها لدرجة إنها بتعطي عنها إنطباع غلط للي ما يعرفها وبيفتكروا إنها يامغروره جداً ، أو إنها بارده ومابتحس بأي إحساس سواء كان خوف أو زعل.. وذا الشيئ كان يناسبها ويوفر عليها خيبات أمل هي في غنى عنها.
فتحت عيونها ببطئ لما حست بحركه جنبها
عقدت حواجبها لما شافت علي وعبدالرحمن ومعاذ جالسين جنبها ، طالعت فيهم ببرود / الثلاثي المرح.. خير إيش عندكم.
علي بحزم / أتكلمي بإدب ، لاتحسبي نفسك كبرتي على التأديب فأنني غلطانه ، لإني ممكن أرجع أفكرك بأيام زمان بكل سهوله.
فلتت منها ضحكه صغيره للحظات قبل ما تتحكم في نفسها وترجع لهدوءها وتنتبه لوجوههم المبتسمه ، وبصدق / آسفه ماكان قصدي أقل أدبي ومالي عذر.. حقكم عليا.
وقفت وباست رأس كل واحد فيهم ورجعت مكانها وبهدوء/ اتفضلوا ، كل واحد يقول اللي في خاطره.
علي/ أسمعي منا وأستوعبي وبعدها قرري.
هزت رأسها بموافقة وبدأ كل واحد يشرح لها وجهة نظره وبعد ساعتين متعبه وطويله وافقوا على قرارها مجبرين بسبب إصرارها وعنادها اللي ماقدروا عليه وأعلنوا قرارها صح وواقعي نوعاً ما ، وإن كانوا شاكين إنها هتقدر تنفذه بنفس السهوله اللي اتكلمت فيها وهي تقنعهم.
فزت من مكانها لما حست بيد على كتفها ، وبرجفه بسيطه / عبدالرحمن ..كم مره قلت لك لاتمسكني كذا وأنا سرحانه.
طالع فيها بهدوء / صار لي عشر دقائق وأنا أناديكي وماتردي حسبت حصلك حاجه.. بعدين لمست كتفك من قدام مو من وراء ظهرك .
جوري بهدوء نسبي/ لاتسوي ذي الحركة لافي وجهي ولا من ورايا وخلاص.
عبدالرحمن ببرود / زمان كنا دايماً نسويها في بعض وأحنا نلعب وكنتي تموتي من الضحك أيش اللي غيرك وخلاكي تترعبي منها بذي الدرجه.
ضحكت بخفه / ههههههههه أترعب مره وحد ه، كل الحكايه إني اللي كان يعجبني زمان ما عاد يناسبني لما كبرت.. وذا يسموه نضوج.
عبدالرحمن بتفكير/ نضوووج.. غريبه كيف نضجتي في شيئ واحد بس وباقي الأشياء عادك متعلقة فيها زي الطفله.
غيرت الموضوع ببساطه / ليه سبت مازن ومؤيد وجيت.
فهم حركتها وهز كتفه بلامبالاة / شكلهم مستحيين وعادهم ماتقبلوا واقع إنك قمتي تتغطي عنهم.. حتى لما أصريت عالغداء رفضوا.
زفرت بعمق / أقدر أأكد لك إن ذا الشيئ الوحيد اللي متحسره عليه في طلاقي من أخوهم ، مو متخيله إني أنحرمت منهم فجأة بس ما بيدنا شيئ ، الحمد لله على كل حال.
عبدالرحمن بجديه / لو ماكنت متأكد من قوة علاقتكم وإنكم معتبرتهم عيالك أكثر من أخوانك صدقيني ماكنت وافقت تدخلي عليهم وتكلميهم حتى وأنتي بغطاكي.. المهم أنا رايح الميناء أستلم السيارة وحجزت التذاكر وعملت حساب أولادك معانا.
جوري بإبتسامة/ذول قبلي أبوي مساعد موصيني أجيبهم معايا.
عبدالرحمن/طيب شوفي إذا محتاجه شيئ الملكه كلميني أجيبه وأنا جاي.
خبطت جبينها بخفه/نسيت هدية العروسة.
فكت محفظتها وأعطته ورقة وتابعت/روح ذا المحل وأعطيهم ذي وبيدوك الهدية من زمان جهزت.
أخذ الورقة وودعها وراح وبدأت هيا تفرغ شنطها وأغراض سفرها اللي ركنتهم أمس لما وصلوا، وبدأت تستعد بلهفه لزيارة أم خالد والبنات اللي أكدوا جيتهم العصر.
↚
وجمال الروح يظهر في أن نُحب أُناساً ولم نراهم بأعيننا..بل بقلوبنا رأيناهم..بحسن أخلاقهم وأفعالهم [♥]
الرياض،7صباحاً
دخل وسلم عليهم قبل ما يجلس عالأرض جنب جده ويبوس رأسه وبهدوء/كيف أصبحت يالغالي.
الجد/بخير ونعمه نحمد الله عالعافيه،أنت كيف أمورك..سمعت إنك بتسافر بأبو بدر !!
أبتسم لجدته اللي مدت له فنجان القهوة/سلمتي يمه..أموري زينه الحمد لله ،وحليت السالفة مؤقتاً وبعد الملكة بسافر.
الجده بحنان/زين ماتسوي ياوليدي، أختك يوم درت إنك بتسافر ضاق صدرها وبكت ليش إنك بتخليها وتروح يوم ملكتها.
شرب قهوة ببطء وهو يطالع في الفراغ/وهذاني أجلت وبعدين بمرها وأعطيها هديتها وبتنسى السالفه وتستانس.
الجد بنبره قويه/هي موبمحتاجه هداياك، هي تبي أخوها سندها يكون جنبها وترفع رأسها فيه قدام رجلها.
سند بهدوء/إن شاء الله يبه،وأنت وأبوي وأعمامي وين رحتوا أنتوا الخير والبركه.
الجده/بنيتك موبعاجبتني يمه،تكلم معاه وخلها تنزل وتشوف باقي البنات،ما عاد شافوا يمكن لو قابلوها بمكان مايعرفوها.
سند بجديه/يمه واللي يسلمك خلوها على راحتها ولاتضغطوا عليها،ترى اللي فيها كافيهاومتى ماحبت تقابلهم بتلقوها عندكم.
الجد/ولمتى بتم أنت وهي على هالحال.
سند ببرود/وش فيه حالنا يالغالي،ماأظن شكينا من شيئ.
طالع فيه الجد بعصبيه/أنا موبأعمى ولامدمغ ياسند،لو إنكم تشكون كان أرتحتوا وريحتوا بدل حركاتكم الماسخه ذي،هي حابسه عمرها بين أربع اطوف وماتبي تقابل أحد، وأنت ذابح عمرك بذا الشغل اللي مايخلص ومنت سائل عن عيالك.
أخذ نفس بعمق قبل ما يرد بهدوء/عيالي موقاصرهم شيئ والحمد لله وأنا قاعد أسوي لهم اللي أقدر عليه..وش تبيني أسوي بعد ، أترك شغلي وأقعد بالبيت ويدي على خدي وأجابلهم مثل هالحريم!!
طالعت الجده في زوجها برجاء قبل ماتمسك يد سند بحنان/كلنا ندري إنك مو مقصر عليهم، بس يمه عيالك فاقدينك..أقعد معاهم شوي وخذ مابخاطرهم..شوف بدر وأقعد معاه..تكلم وألعب معاه حاله حال باقي عيالنا..ولدك مابينك وبينه غير السلام، ما يصير يمه.
الجد بحده/ولدك ما يعرف يسوي شيئ مثل باقي العيال..أقعد معه وعلمه عالخيل وذا الدبابات حقهم وباقي خرابيطهم، كود تفتك عقدته ويرضى يقعد معاهم.
سند بهدوء/الأحسن يلتفت لدروسه بدل اللعب اللي مامنه فايده،وش بستفيد لا كسر يد ولارجل،كذا بيكون بإمان،وش يبي باللعب تراه رجال ماهو بزر.
الجد بغضب/خله يتكسر وبيرد يتعافى.. وشلون بيصير رجال وأنت مانعه من كل شيئ.
وقف ببرود علشان ينهي النقاش اللي مو عاجبه وباس رأس جده وجدته وبجمود/يصير خير..أنت لا تشغل بالك بالغالي وما يصير خاطرك إلا طيب.
وطلع بسرعه من غير مايعطيهم فرصه للرد..
(خوله)
دخلت بيتهم بعد الظهر وهي سانده أمها وسدحتها على سريرها بشويش وبحنان/الحمدلله على سلامتك ياقلبي..أنتي نامي شويه لحد ماجهز الغداء.
مسكت يدها ووببكى/سامحيني ياخوله ماشفتي مني غير التعب يابنتي.
باست يدها وبزعل/أمي ماله داعي دا الكلام الله يهديكي.
أم خوله/مو هذا الصدق،كل كم يوم وأنا ساحبتك معايا للمستشفى علشان الغسيل غير الدواء الغالي ومصاريف البيت وأخوانك..
خوله بإبتسامه/أفا ياأم رشيد..أنا بكرك وأول فرحتك وذا واجبي..نسيتي الليالي اللي كنتي ما تعرفي فيها النوم وأنتي عالمكينه.. ولا حرارة الفرن اللي أستحملتيها بالساعات وأنتي تطبخي لأهل الحارة.. دحين جاء دوري أخد مكانك ولا شايفتني مو قد المسؤولية.
أم خوله/الله يسامح اللي كان السبب.
خوله بتنهيده/خلاص يا أمي اللي راح راح، والحمد لله أهل الحارة صاروا يعرفوا شغلي ويحبوه وبيجوني زباين يدفعوا كويس،غير الفلوس اللي بتجينا من الضمان كل أخر شهر .
دخلت أختها رحمه وبرجاء/خوله ياللا جيعانه،حطي الأكل.
وقفت بسرعه وبمرح /نص ساعه والأكل يجهز حبيبتي.
رحمه بإبتسامه/لااا..في أكل جاهز بس سخنيه وحطيه بسرعه.
خوله بإستغراب/من وين أكل جاهز.
رحمه بعصبيه/قصي جابه..وقعد يخاصمني ..قولي لأمه لاتجيب معاه حاجه مره ثانيه.
خوله بضحكه/وليه خاصمك أكيد سويتي شيئ عارفتك لسانك طويل..وقصي مؤدب.
مدت بوزها بزعل/ماشاء الله مره مؤدب.. واحد ملقوف أيش دخله فيا.
وصارت تقلد صوته/ أنتي كيف تفكي الباب بدون ماتسألي مين، وثاني مره خلي أخوانك يفكوا الباب هما رجال البيت..غبي تراه أصغر مني.
ضحكت خوله وأمها على عصبيتها قبل ما تقول خوله بجديه/لا موغبي،كم مره قلت لك ماتفكي الباب غير لما تعرفي مين فيه، ورشيد ورواد وين كانوا علشان تفكي أساساً.
رحمه بزعل/ماكانوا فيه ..راحوا يصلوا.
دخل رشيد ورواد وشافهم متجمعين عند أمه وسلموا عليهم،خوله بجديه/ليه اتأخرت،كل ذا تصلي.
رشيد/ماتأخرت،يادوب طلعنا من المسجد وقابلت العيال وأنا جاي وماطولت..ليه؟
رحمه بتريقه/صاحبكم جاء يدور عليكم وزعل لما ما لقيكم.
رشيد/صاحبنا مين!
خوله بهدوء/دا قصي جاب لنا غداء من بيتهم وأنتا مو هنا.
عقد حواجبه/علشان كذا قاعد يقول لاتتأخروا عالبيت وتسيبوا أختكم لوحدها.
زفرت بملل/هوا لحق يشتكي لك..شغل بزوره.
خوله بحده/رحمه بلا قلة أدب..أنتي اللي فكيتي بدون ما تعرفي مين عالباب، الولد ماغلط عليكي وقاعد ينصحك.
رشيد بعصبيه/والله محد بزر غيرك،الحق عليه خايف عليكي.
أم خوله بتعب/بس يارحمه عيب..وأنت يا رشيد خلاص روحوا ساعدوا أختكم من الفجر وهيا صاحيه وتعبانه.
هزوا رأسها وطلعوا مع خوله اللي فكت حافظات الأكل وشافت الأكل (برياني دجاج وورق عنب وشوربة حب مع سلطة خضراء)
سخنته وهي مبتسمة ورسلت رساله لجوري تقول لها إنها بتجيها العصر.
(خالد)
الظهر
طالع في جواله بتركيز وهو يقرأ الرسالة للمرة الثالثة وبعدها أتصل بتردد ولما شاف ما في أمل إنها ترد،راح لأمه اللي قاعده في الصاله مع ندى والأولاد وبعصبيه/جوري قالت لكم شيئ لما رحتوا لها أمس!
طالعت فيه ندى بإستغراب/شيئ زي أيه!!
أخذ نفس بقوه/زي إنها رايحه الرياض اليوم وبتأخذ الأولاد معاها.
أم خالد بهدوء/وأنتا مين قلك؟
جلس جنبها/دوبها رسلت لي وتستئذن إنها بتأخذهم يومين.
أم خالد بإبتسامه/طيب وليه معصب مادامها أعطتك خبر..الله معاهم يروحوا ويجوا بالسلامه.
خالد بحده/ومين قال إني موافق تأخذهم.
ندى ببرود/وليه ماتوافق..مهم راحوا طول رمضان ودوبهم جايين ما قلت شيئ..جات عاليومين دي..بعدين الرياض مو بعيده.
طالع فيها بقهر/والله هيا راحت لأهلها ودوبك قلتي إنهم رجعوا،يعني مالحقت أشبع منهم وبعدين هيا أيش عندها في الرياض علشان تروح.
أم خالد/مادام ما قالت لك من نفسها مالك حق تتدخل وتسألها..بعدين هيا أكيد رايحه مع عبدالرحمن..تلقاه عنده شغله هناك وبيأخذهم يتمشوا.
طالع فيها وبهدوء/طيب هيا مو راضيه ترد عليا دقي عليها وقولي لها أنا موموافق، تجيب الأولاد وهيا تروح مكان ما تبغى براحتها.
أم خالد بجديه/بسك هبل ،البنت عملت بالأصول وكلمتك لاتصير أنتا قليل أصل معاها وتتنذل فيها.
خالد بعصبيه/بس أنا مابغاها تأخذهم، أولادي وبكيفي.
ندى بقهر/خالد رجاءً بطل حركاتك دي..ترى مالها داعي.
أم خالد بإبتسامه/أسمع مني الله يهديك خليهم يروحوا،كلها يومين مارح تموت على شوفتهم..أخاف جوري تفهم حركتك غلط.
خالد بحده/حركة أيه اللي تفهمها غلط ياأمي.
سكتت شويه قبل أتحرك كتفها بلامبالاة/يعني تفتكرك غيران ولا ماتبغاها تبعد!!زي كذا.
فتح عيونه عالآخر/نعم..ذا الناقص أغير.
أم خالد/أجل خليها تروح وهجدنا.
طالع فيها وفي ندى اللي تراقب بدون تعليق وفي الأخير كتب لها كلمتين ورسلها بدون نفس.
الرياض
دقت الباب ودخلت بهدوئها وإبتسامتها الرايقه/صح النوم ياعروسه.
طالعت فيها بتوتر وهي تشد روب الحمام الوردي على جسمها وبزعل/ليه تركتيني أنام للحين ياثريا..مره اتأخرت وما في وقت أسوي شيئ.
مسكت ثريا المنشفه الصغيره وبدأت تنشف شعرها وبهدوء/حبيبتي ماتأخرتي،تو الناس
وسوزان واللي معاها طالعين ورايا الحين أنتي خليكي ريلاكس وكل شيئ بيمشي مثل ماخططتي.
طالعت في الساعه وبحده/وذول السخيفات للحين ما وصلوا..هين تاركيني ولا هم سائلين عني
انفتح الباب بقوه وفي لحظات كانت الغرفه كلها صياح وضحك وصجه،ديما ببكى/وربي زعلانه منكم يابايخات..
ضمتها ريوف بقوه/أفاا يالعلم عروستنا زعلانه..ماتأخرنا حبيبتي.
مسكت لها الجازي خدودها بمرح/عرفنا إنك نايمه قلنا نخليكي ترتاحي علشان تكوني مستعده للي بيجيكي.
مسحت دموعها وبإستغراب/وش بيجيني!
ضحكوا البنات بقوه قبل ماتقول وتين ورؤى في صوت واحد/مشعل.
جلست على كرسي التسريحة بخوف/وش بيسوي..يامامي قسم أبطل الملكه وعساني ماتزوجت بيوم.
طالعت فيهم ثريا بتهديد قبل ماتهدي أختها/حبيبتي ماعليكي من هالمهابيل.. وش بيسوي لك يعني،كلنا بنكون معاكي.
مسكت يدها برجاء/رورو والله مشعل خبل بيسوي أي شيئ،لاتتركوني لحالي.
ضربتها وتين بخفه/هييي ماأسمح لك تغلطي على أخوي العريس.
ديما بعصبيه/كلي تبن أنتي وأخوكي.
شهقوا البنات بتمثيل طالعت فيها روعه/قد هالكلام ياديما..بنشوف عريس الغفلة لأعرف باللي قلتيه وش بيسوي فيكي.
حطت ديما رأسها التسريحة وغطته بيديها وبتعب/وش خلاني أنضرب على رأسي وأقلكم تجوني.
دق الباب وفتحت ريوف بمرح/ اتفضلي مدام سوزان.
دخلت خبيرة المكياج اللبنانية ومعاها ثلاث بنات وبأحترام/يزيد فضلك حياتي..
سلمت على ديما المبرطمه/شوبو الئمر زعلان..
ديما بزعل/سوسو ليه تأخرتي.
سوزان بهدوء/الي ساعه ناطرتك لحتى تفيئي، وبعدين ماتألئي يا البي كل اشيئ رح يمشي عالمزبوط..لابئى تتلبكي وروئي يا حياتي.
التفتت للبنات اللي طايحين حش ونغز في ديما وبإحراج/ باردون..بدي إعتزر منكن بس هلا صار وقت تفلوا من هون لنبلش بالعروس ماتواخزوني صبايا.
إبتسموا لها بتفهم وطلعوا من الغرفة وسط عاصفة من الضحك.
↚
(ساره)
العصر
قفلت جوالها والتفتت لسعد إبتسامة/ الحمد لله قدرت أحجز ومشي الحال.
سعد بزعل/بعدك مصره تروحين مع صديقتك ..تعالي معاي ملكة بيت المنذر أزين لك.
مسكت يده بحب/حبيبي والله كان بودي أروح وأشوف الناس اللي بس أسمع عنهم.. بس دام جوري موجوده..سوري حبي كفايه إني مازرتها بعد اللي صار معاها، وبعدها سافرت وماصدقت رجعت وأنا متفقه معاها لو حضرت ذي الملكه بروح معها.
سعد /والله قربت أغير منها..كل ذا حب فيها.
أتنهدت وحطت رأسها على كتفه وبهدوء/جوري ذي أختي ورفيقة عمري وقد ماأحكي لك عنها مارح أوفيها قدرها بقلبي..بس أنا مدري ليه نصيبها أقشر كذا.
سعد بمزح/طيب أنتي أحكي لي وإذا أعجبتني يمكن أن أتزوجها وأجيبها لك دامك تحبيها كذا.
عضته في كتفه بغيض وبحده/ صدقت يوم قالت الوحده ماتوصف وتحكي عن الحريم قدام زوجها حتى لو نيتها زينه، لإنكم ماتصدقوا يالرجال تجيبوا طاري الزواج.
كتفها سعد بقوه وهويضحك/وش فيكي أنسعرتي فجأه،ترى والله أمزح معك مهبول أنا أتزوج غيرك.. وأبتلش بمره ثانيه.
شهقت بصدمة وبزعل/الحين أنا صرت بلشه..الله يسامحك..عموماً حتى لوفكرت إنك تتزوجها مارح توافق عليك ارتاح يا قلبي.
ضمها أصدره وباسها بحب/والله أحبك من هنا لآخر العمر ومارح أفكر أتزوج عليكي لين أموت.
ساره بخوف/بسم الله عليك حبيبي..خلاص أنا كنت أمزح والله.
جلسها جنبه ويده تلعب في شعرها وبجديه/الحين عن جد هي ما تبي تتزوج..يمكن بس تعقدت من زوجها ووقت الجد أكيد بتوافق مومعقول بتظل كذا طول عمرها.
ساره بضيق/تراك ما تعرف رأسها اليابس لو قررت شيئ..بس تدري هي مو معقده بالعكس هي تؤمن بالحب والحياة الحلوه ودووم متفائله،بس تقدر تقول إنها مقتنعة بإن الحب مو من نصيبها ولامكتوب لها..
سعد بهدوء/بيجي يوم وتغير رأيها ما في شيئ يظل على حاله..المهم قبل لاتطلعي تكلميني وإذاو-------
قاطعته بضحكه/وإذا وصلت عندها أكلمك وإذا خرجت للقصر أكلمك وإذا وصلت بعد اكلمك...خلص وربي حفظت زين.
طالع فيها بحب/عفيا على حبيبتي الشاطره..والحين ممكن تنسي كل شيئ وتتفرغي لحبيبك سعد وبس.
لفت أيديها على رقبته لما شالها بين أيديه وبدلال/أصلاً أنا نسيت حتى أسمي.
ضمها لصدره بقوه وراحوا لغرفتهم.
(جوري)
بعد العصر
ضمت خوله بحب/والله وحشتيني ياخوختي.
خوله بخجل/وانتي كمان..الحمدلله على سلامتك.
دخلت مع جوري الصالة واستقبلتها ياسمين بالأحضان والقهوة والحلا وبمزح/مرره اتأخرتي خوخه..لو راحت علينا الطياره أنتي السبب
أرتبكت خوله وبنظرة إعتذار/والله أسفه أبله جوري..كان مفروض أجيكي بدري،كفايه إنك طبختي لنا اليوم وأنا رحت نمت بغباء.. لاتزعلي مني.
طالعت جوري في ياسمين بعتاب وإبتسمت لخوله/ خوختي ترى لسا الساعة 4:30 ورحلتنا عالساعة 6 ،ياسمين تمزح معاكي.
اتنهدت خوله بضيق وأشارت جوري لياسمين تطلع قبل ماتمسك يدها وبحنان/حبيبتي خوله أنا من متى أعرفك؟
خوله/من كم سنة.
جوري بجديه/من ثلاثه سنين بالضبط،طيب أنا من يوم ماعرفتك قد زعلتك بكلمه أوحسستك إني متضايقة منك ولا من أمك وأخوانك؟
ردت بسرعه/لا والله .
جوري بزعل/طيب ليه دايماً تحسسيني إني غريبه عنكم..أنا قلت لك قبل كذا أنتي عندي زيك زي ياسمين وقصي وأخوانك كمان..ليه بتتضايقي من تصرفاتي وتحسسيني إني بتدخل في شيئ مايخصني!!
طالعت فيها بإنكسار وبحزن/والله ما قصدي كذا،بس أنا مابغى أكون وقحه وأستغلك أكثر من كذا..محد ساعدني في حياتي كلها زي ما أنتي ساعدتيني،وفي المقابل أنا ما أقدر أساعدك ولا أرد جميلك.
جوري بإستغراب/تستغليني!! وجميل!!!
ضحكت بخفه وبعد لحظات طالعت في خوله المصدومه منها وبجديه/أنتي يا بنت ياشايفه فيلم أبيض وأسود قبل ماتجيني يا شمس الظهرية اليوم وأنتي راجعه سيحت دماغك ودخلت معلوماتك في بعض.
خوله/أنا أهرج من جد..
جوري ببرود/والمعني ياخوله!! ما فهمت بتوصلي لأيه بالضبط.
خوله ببكى/المعنى إنك مو مجبوره تجاملينا وتعطفي علينا..أنتي تعبانه ومو محتاجه علل على قلبك.
طالعت فيها جوري وعيونها تلمع بغضب مكبوت،وبهدوء/أحلى شيئ فيكي إنك تسألي وتجاوبي نفسك..قلتيها بلسانك مو مجبوره..يعني إن سويت شيئ فهو بكيفي وعاجبني وقلتها ليكي قبل كذا ياخوله حلو إن الإنسان يكون عزيز نفس وكرامته فوق كل شيئ،وماينزل من قيمة نفسه مهما كان السبب..
سكتت قبل ماترفع وجهها برقه وتطالع فيها وتتابع بحزم/بس الغباء إنا نخلط الأمور ببعض ونرفض المساعده من ناس يحبونا وأمرنا يهمهم،تدري أنا كنت غبيه زيك بس لحقت نفسي..ويشهد عليا ربي من عالي سماه أنا حبيتك وأعتبرتك زي أولادي، حبيت قوتك وأعتمادك على نفسك،حبيت عزة نفسك اللي منعتك تسألي الناس وأنتي بأمس الحاجه لأقل القليل..حبيت خوفك وبرك بأمك المسكينه وأخوانك اليتامى.. موعيب إنك تقبلي مني مساعده بسيطه لما تكوني متأكده إن ماوراها نيه سيئه ..
خوله ببكى/والله حتى أنا أحبك وماقصدي أزعلك..بس خايفه في يوم تملي مني ومن مشاكلي وتسيبيني لوحدي.
ضمتها جوري بحنان وبهدوء/لاتخافي حبيبتي ما في أم تمل وتتضايق من أولادها
مهما حصل..وإذا صار وبعدت فتأكدي إن ذا غصباً عني.
بعدتها عنها بشويش ومسكت أيديها بقوه، وزفرت بعمق قبل ماتتابع/أبغاكي توعديني بشيئ.
خوله/أوعدك مهما كان اللي هتطلبيه هعمله بدون تردد.
إبتسمت جوري وبهدوء/في يوم رح أطلب منك طلب وأبغاكي توافقي عليه بدون تردد وأبغاكي وقتها تكوني متأكده إني مابغى غير مصلحتك.. وكمان أوعديني مهما يصير معاكي رح أكون أنا أول وحده تفكري فيها وتلجأي لها ياخوله.
غمضة عيونها للحظات وتابعت بتردد/وأبغاكي كمان توعديني إنك مارح تتخلي عن ياسمين وقصي مهما صار،خليكي قريبه منهم حبيهم وأنصحيهم وعلميهم،أوعديني تكوني قويه علشانهم وعلشان أخوانك..
طالعت فيها خوله بقلق/أبله ليه بتقولي دا الكلام..خوفتيني .
جاوبت بجديه/ لاتخافي أنا بخير وصحتي والحمد لله زي الحصان..بس الدنيا ذي كل يوم بحال و محد عارف أيش ربي كاتب له، علشان كذا يلااا أوعديني.
خوله بتردد/بس أنا خايفه ماأكون قد المسؤولية.
جوري بثقه/أنا متأكده إنك قدها ياخوله، ولازم تكوني واثقه في نفسك وتشوفيها زي ما أنا بشوفك ..
خوله بثقه/خلاص أوعدك .
نادت جوري على ياسمين وطلبت مويا واتنهدت براحه وبمرح/ نشفتي ريقي ياشيخه..يلاااا وريني فستاني من أمس متحمسه.
ضحكت خوله وطلعت فستان وفكته من تغليفته ووقفت تعرضه قدام جوري،وبقلق/أيش رأيك؟
أخذت منها الفستان وصارت تتأمل موديله وتمرر أصابعها عليه بنعومة للحظات، وطالعت في خوله برضى/ عن جد أصابعك تتلف في حرير..ماشاء الله يجنن قليل عليه.
حطت يدها على قلبها براحه/الحمد لله إنه عجبك..كنت خايفه ما يعجبك الموديل..أنتي كذا كل مره تجيبي لي الرعب لما ماتختاري موديل وتقولي أبهريني..والمره ذي بزياده أترعبت من كثر ما شفت إهتمامك بالقماش والمناسبه.
جوري بإبتسامة/ذا القماش جابه أخويا مخصوص لإنه عارف إني هحبه..وصار له معايا كذا سنه ولافكرت أفصله من خوفي لايخرب..بس لما شفت شغلك اتطمنت.. وكمان مناسبة اليوم غير،اليوم إن شاء الله بقابل ناس يهموني وهيشوفوني لأول مره،علشان كذا مهتمه ومتحمسه حاسه إنه عيد.
خوله بحب/ أصلاً الفستان مره بسيط بس رح يطلع عليكي غير،لإنك أنتي اللي هتحليه.
جوري وبخجل/عيونك الحلوه يا قلبي..والفستان تحفه
رن جوالها وطلع عبدالرحمن اللي أستعجلها أعتذرت من خوله وأعطتها كيس الهدايا اللي جابتها ليها من اليمن وودعتها وبعد عشر دقائق كانوا رايحين المطار.
↚
عالساعة 9:30 المساء كانوا واصلين على الشقة المفروشة اللي حجزها عبدالرحمن.. وبعد ماأطمن إن ساره وصلت راح مع قصي يلفوا في الشوارع لحد مايخلصوا البنات.
جوري استقبلت ساره بالأحضان والضحك من جهتها بينما كانت الدموع والبكاء من جهة ساره،وصلوا البنات اللي حجزتهم ساره
من المشغل وبدأوا يتجهزوا،األتفتت جوري لمزنه اللي هتعمل شعرها وورتها صورة تسريحه في جوالها،وبإحراج/معليش أطلب حاجه بسيطه إذا ماأضايقك.
مزنه/آمري ياقلبي.
إبتسمت/مايأمر عليكي ظالم،شوفي يا عسل إذا تقدري تعملي شعري بدون ماتحطي عليه علبة أسبريه كامله هتكون شاكره من أعماق قلبي.
مزنه بضحكه/حبيبتي لازم الفير والإسبريه وباقي الشغلات علشان تثبت التسريحة..
جوري برجاء/ربي يسعدك يا شيخه حاولي، في حياتي كلها حطيته مره في زواجي وماحبيته.. وباقي الشغلات ماأحتاجها..أنا مختاره ذي التسريحة بالذات لإني حاستها مو محتاجه فير..أنا ماأحب ألعب في شعري بالحاجات ذي ..حاولي رجاءً.
ساره بضيق/ جوري مره اتأخرنا متى بنخلص وأنتي قاعده تتشرطي كذا.
رندا/لاتخافي مدام المكياج مابيأخذ مني وقت،وبنبدأ في شعرك على طول.
بدأت مزنه في شعر جوري بإعجاب/ ماشاء الله علشان كذا شعرك روعه وصحي.. خلاص أبشري بحاول قد ما أقدر.
جوري بإمتنان/الله يبشرك بالجنة تسلمي يا قلبي.
ساره بقهر/الحين ليه ماتسوي مكياج زي الناس،موكفايه نظارتك ذي اللي مو راضيه تشيليها.
جوري بضحكه/أنتي هبلا يا بنت،وكيف أشوف العالم لما أشيلها..بعدين أحس المكياج مايركب عاالنظاره.
رندا/ليه ماتلبسي عدسات طبيه أحلى من النظاره.
ساره بعصبيه/معقده بعيد عنك..
جوري بلكاعه/يختي عيوني وبكيفي.. أنا معقده وماعندي مشكله..ليه حارقه رزك.
ساره بضيق/جوري عن السماجه الزايده وخليها تسوي لك مكياج.
وأستمروا في نقارهم لين راحوا للقصر.
~~~~~~~~~~
نزلت جوري وياسمين وانتظرت ساره اللي لحقتهم مع سواقها لحد ما نزلت من سيارتها ومشوا مع عبدالرحمن لحد بوابة الحريم،عبدالرحمن بهدوء/أتصل لعم مساعد يجينا بدل الإحراج.
جوري بهمس/لاتخرب حقي المفاجأة .. هوا قال إنه بيسيب أسمي مع الموظف أكيد مانسي..ولا تقول ذا كان قبل رجلي وباقي حكايتك..أبويا مارح ينسى..استنى وبتشوف طالعت في الحريم اللي بيعطوا بطايقهم
للموظف اللي عالباب وبعد مادخلوا اتقدمت مع قصي اللي سلم عالموظف وبأدب/عائلة الجابر لو سمحت.
رد السلام وطالع في في الكشف قدامه وبإحترام/ياهلا ..اتفضلوا .
لفت جوري لعبدالرحمن وأشرت له بإنتصار ودخلت مع البنات، شالت غطاها وقفازها وفسخت عبايتها بعد ماساعدتها ساره وأعطتها لياسمين اللي ودت عبيهم لمسؤولة العبايات.
ساره همست لها/قلتي لي ذي ملكة بيت مين.
وقفت جوري قدام المرايه وهي تعدل فستانها بإبتسامه/مساعد صقر..صاحب أبويا.
ساره بنفس الهمس/وش لقبهم ياغبيه..
جوري بلامبالاة/مدري ما قد سألته..ليه؟
ساره بجديه/موشايفه القصر..ذا من أفخم قصور الرياض..وإيجار الليله فيه يكلف ثروة.
ياسمين بإعجاب/ماشاء الله يجنن..أحلى من اللي في جده.
طالعت جوري في المكان بتمعن..كانوا في مدخل إستقبال مره واسع السقف عالي وكله رسوم بديعه والنجف الكريستال بيتلألأ ويعكس الضوء عالمرايا اللي مغطيه الجدران، الأرضية من الرخام المصقول واللامع وباقات الورد الجوري موزعه في كل ركن بشكل منسق وجميل..وفي الوسط نافوره ضخمه بتعكس عشرات الألوان عالمويا بشكل ساحر.
ردت بشرود/من جد شكله غالي،علشان كذا هالك نفسه في الشغل وكل ماأقله يسيب الدوام المسائي يقول ورانا ناس نصرف عليهم..حبيبي الله يعوض عليه ،ضغط على نفسه علشان يفرح ديما.
ياسمين بحماس/ماما ياللا ندخل طولنا.
اتنفست بعمق وبتوتر/بطني تمغصني مو مصدقه إني بشوفهم أخيراً.
دفتها ساره قدامها بشويش واتقدموا لمدخل القاعه،ساره بهمس/والحين شلون بتعريفهم ياعبقرية زمانك.
طالعت جوري في الحريم اللي واقفين يستقبلوا الضيوف ولمحت حرمه كبيره جالسه على كرسي جنبهم،إبتسمت وأشرت لهم وهي تهمس/شوفوا ذيك شكلها جده.
اتقدمت بثبات وقلبها يدق بسرعه ووقفت قدام الحرمه الكبيره تتأملها بلهفه،أنتبهت لها الحرمه وإبتسمت لها بود قبل ماتنطق جوري بشقاوه/السلام عليكم..شلونك ياجده.
إبتسمت الجده بترحيب/وعليكم السلام ورحمة الله ..زان لونك يابنيتي..ياالله حيهم اهلا وسهلا.
ضمتها جوري بقوه للحظات قبل ماتبوس رأسها ويدها بحب/الله يحييكي ويبقيكي .
ضغطت الجده على يدها بود/أنتي من بنته؟
جوري بزعل مصطنع/أفااا ياجدتي الحلوه.. ماعرفتيني..من يقول لك ياجده غيري.
سكتت الجده للحظه وبصدمه/جوري.
ضمتها جوري وهي تضحك/ياقلب جوري ونظرها..نسيتي صوتي ياجده.
ضمتها الجده بحراره قبل ماتبعد عنها جوري، الجده بفرح/هلا ببنيتي..أسفرت وانورت.
جوري/منوره بيكم ياجده.
التفتت الجده للحريم اللي جنبها وأشرت لهم/يأم بدر.. ياصافي.
خلصوا سلموا عالحريم وقربوا منها،قربت جوري لأكبر وحده فيهم وسلمت عليها بإحترام،وبإبتسامه/ألف مبروك يمه والله يجمع بينهم على خير..
طالعت فيها أم سند وبإعتذار/يبارك في عمرك..سامحيني ماعرفتك حبيبتي.
الجده بحماس/هذي الجوري..بنت صالح.
إبتسمت أم سند ورجعت سلمت عليها بفرح/هلا والله بجوري..شلونك يمه..متى جيتي.
جوري/الحمدلله بخير يمه..دوبنا وصلنا.
سلمت عليها صافي بحب/هلا حبيبتي الحمد لله على السلامه.
جوري/هلا بك يا قلبي..الله يسلمك.
ألتفت لساره وياسمين وبهدوء/هذي ساره أختي وهذي ياسمين بنتي.
سلموا عليهم قبل ما تنتبه جوري لنظرات الحريم عليهم وبإحراج/يمه أشغلناكم.. خلاص أحنا بندخل وأنتوا شوفوا ضيوفكم.
أنتبهوا لعكازها وصاحت الجده/ياويل حالي وش بلاكي يالجوري.
جوري بإبتسامه/لاتخافي ياجده مافيني إلا بالعافيه..خلص بعدين أحكي لكم.
عرفتها أم سند على أم العريس واللي معاها قبل ماتأخذهم صافي لطاولتهم وتستئذن منهم وتروح.
جوري بتنهيده/ربي يسعدهم يجننوا ،صح يا ساره.
ساره بتأييد/شكلهم حيل طيبين ويحبوكي.
ياسمين/ماما مره حبيتهم بالذات جده الكبيره..شكلها فله.
جوري بنظره/فله في عينك،بقدك هيا.
ساره وهي تتأمل الحريم وبتفكير/جوري ياتبن..شكلهم ناس هاي كلاس..شوفي كيف أشكالهم مرره نظيفه.
إبتسمت بمرح/ساره مالك اليوم، أيش نظيفه ذي..أحنا في مغسله!!
ساره بجديه/ناظري لبسهم ومجوهراتهم، شكلها غاليه..تتوقعي ألماس؟
ما قدرت تمسك نفسها من الضحك وصارت تحرك يدها قدام وجهها تهويه/حسبي الله على شيطانك يا ساره..أنتي موطبيعيه سعد مشربك شيئ قبل ماتجيني.
ساره بضيق/بس ياسخيفه الناس تناظرنا.
جوري بضحكه/أيش عليا فيهم..أنتي اللي تسأليني لابسين ألماس!!!على أساس إني ماألبس غيره من يوم ماتولدت وصرت خبيره ألماس..وربي لوشفته مافرقه عن القزاز.
غمزت لها ساره بسرعه، أخذت منديل ومسحت دمعتين نزلت منها من كثر ماضحكت،وبضحكه خفيفه/خلاص لاتقروشيني.. مارح أضحك.
ليه لبى قلبك ..ضحكتك حيييل حلوه.
ألتفتت جوري وشافت ثلاث بنات يبتسموا لها،وقفت بهدوء وإبتسمت/ أنتي الحلوه يا عسل..
قربت منها أكبر وحده فيهم كانت ملامحها ناعمه ولابسه فستان أسود وأبيض طويل وماسك عالجسم وله فتحه للركبه وسلمت عليها بود/شلون حبيبتي..الحمد لله على السلامه.
وبعدها سلموا عليها البنتين وكانوا لابسين فساتين بلون ذهبي ماسك بالجسم بس موديلهم مختلف.
طالعت جوري في اللي لابسه أسود وبإبتسامه/بخير الحمد لله والله يسلمك.. أأممممم ثريا إذا ماخاب ظني.
إبتسمت لها وهزت رأسها بموافقه وبهدوء/أعرفك وتين،ريوف.. بنات عماني.
جوري/أهلين..أتشرفنا ياحلوات.. ساره صحبتي..ياسمين بنتي.
سلموا على بعض،ريوف/ممكن نقعد معكم.
جوري بإبتسامه/ولو القصر قصركم..أتفضلوا حبيبتي.
أشرت ثريا عالعكاز بقلق/سلامات حبيبتي.. عسى ماشر.
رفعت جوري طرف فستانها وورتها الجبس وبهدوء/الله يسلمك يا قلبي،ماشر.. حادث بسيط.
وتين بحماس/وش صار.
طالعت فيها جوري بإبتسامه/كان بودي أشبع حماسك،بس للأسف كلها طيحه من فوق السلم..يعني ما في إثاره في السالفة.
ريوف بإستغراب/وش طلعك عالسلم.
جوري الإبتسامة /كان عندي أسبوع نظافه..بس ماتم.
ثريا/ديما بتجن لو درت إنك هنا..ماهقينا بتحضري.. أبوي قال بعدك مارديتي من السفر.
جوري بحب/هوا مايدري..حبيت افاجأكم.
ثريا بصدق/مفاجأه حييل حلوه.
جوري بهدوء/ممكن أشوف ديما إذا في مجال..
مسكت ثريا يدها بحب/أكيد حبيبتي..بس الحين تتصور،أول ماتخلص بنصعد لها.
قاموا البنات يرقصوا مع ساره وياسمين، وجوري وثريا يتقهووا ويتكلموا براحه وبعد شويه جاتهم أربع بنات،3منهم لابسين ذهبي والرابعة أكبر منهم و لابسه كحلي سلموا عليهم وجلسوا معاهم وصارت تروح دفعه وتجي بدالهم دفعه،حست جوري إنها عطلتهم من كثر إهتمامهم، وهمست لثريا بإحراج/حبيبتي ثريا تقدروا تروحوا تشوفوا اللي وراكم..ماله داعي تشغلوا نفسكم بينا.
ثريا بعتاب/مليتي منا بهالسرعه.
جوري بإبتسامه/مو القصد يا قلبي،بس ملكة أختك وأكيد مشغولين وكل وحده عندها حاجه تعملها..أنا مارح أطفش لوحدي،قهوتي معايا وأموري عال العال.
رن جوال ثريا وإبتسمت/كنت منتظره المكالمة،الحين بنروح لديما.
وقفت جوري وكلمت ساره/بروح دقائق وبجي .
راحت مع ثريا ووقفت قدام الأصنصير بتردد قبل ماتبتسم بجمود وتدخله بسرعه وبعد لحظات وصلوا لغرفة ديما،ثريا بمرح/معاي ضيوف.
ديما بتوتر/مين.
دخلت جوري بهدوء وسمت بالله وهي تشوف ديما كانت ملكة جمال ببشرتها البرونزية وشعرها الأسود المرفوع والمايل على كتفها اليمين كانت عيونها سوداء وناعسه ومكياجها سموكي وذهبي،فستانها تنوره حمراء منفوشه وبذيل طويل وعليها كريستال وأشكال غريبه من الزينه الذهبية وتوب بنفس اللون بدون حمالات،قربت منها وسلمت عليها بخفه وبمرح/ألف مبروك يا حياتي، ماأقدر أسلم بذمه والخبط مكياجك.
ديما بإبتسامه/الله يبارك فيكي.
جوري بضحكه/من متى نزل عليها العقل ذا.
ثريا بروقان/بركات سي مشعل.
طالعت فيها بإستغراب/أنتي مين.
جوري بزعل/لا..كذا عيب،كل وحده تسألني نفس السؤال..لذي الدرجه صوتي متغير عن التلفون..ليه ترجيني علشان أجي وفي الأخير ماتعرفيني.
ديما بعدم تصديق/قولي قسم إنك جوري.
ضحكت مع ثريا وبمرح/مررره ما في ثقه!! قلبك ماقلك.
ضمتها ديما ببكى/حبيبتي جوجو.. ماظنيتك تجين..أبوي قال بتمين عند أهلك.
بعدتها جوري وبأمر/بس بس..من غير دموع،ذحين وجهك يقلب دب باندا ومانشوف غير غبرة العريس.
ألتفتت الكوافيرة وسلمت عليها وبهدوء/معليش حبيبتي هتعبك معايا مدري إنها بتبكي ولا ماكنت طلعت.
سوزان/ولو تعبك راحه ياالبي..هيدا شغلي.
طالعت في ديما بإبتسامه/هستناكي تحت لاتطولي.
↚
عند الرجال
دخل عبدالرحمن وقصي قاعة الرجال الكبيره وحاول يشوف عم مساعد وسط الجموع،كان في طرب ورقص بالسيوف وإبتسم لما شاف الرجال محتزمين بالبنادق والمسدسات ،ألتفت لقصي/منظرهم مايفكرك بأعراس صنعاء.
هز قصي رأسه وبحماس/متى بيرموا بالأوالي (البنادق).
عبدالرحمن بضحكه/ لاتتحمس عالفاضي،
وين تحسب نفسك ..ذي شكلها بس للعرض.
قاطعهم واحد بجديه/أفاا يالعلم.. من قال إنها للعرض بس.
عبدالرحمن بإبتسامه/السموحه منك ياأخوي، بس أظن ذي الحاجات ممنوعه عندكم ولا لا.
مد يده وسلم عالرجال اللي رحب فيه بود/حي الله من جانا..أهلا وسهلا.. ناصر المنذر.
عبدالرحمن بإبتسامه/الله يحييك ويبقيك، عبدالرحمن الجابر..وذا قصي.
مد قصي يده وسلم عليه قبل مايمشوا مع مشاري اللي تابع بجديه/تقدر تقول معنا ترخيص وبنأخذ راحتنا الليله.
عبدالرحمن/إذا مافيها كلافه..تدري وين عم مساعد.
مشاري/ظنيتك تعرف أحد من الشباب..
وصله لمجموعة رجال وشباب أصواتهم عاليه، وبهدوء/يبه مساعد..في ضيوف ينشدون عنك.
أتفرق الجمع وعيونهم على عبدالرحمن وقصي،اتقدم عبدالرحمن لأبو مساعد اللي وقف لماشافه وسلم عليه بالخد وضمه بفرح/ياحيا ياسهلا..أسفرت وأنورت ياعبادي.
بعد عنه عبدالرحمن وباس رأسه وبإبتسامه/الله يحييك ومنور بكم ياعم مساعد ..
سلم عليه قصي وباس يده/شلونك جدي مساعد..عساك طيب.
شد على يده بحب/زان لونك ياوليدي الحمدلله..
طالع في الشباب بإبتسامه/ذا عبدالرحمن وذا قصي..وهذولي أخواني وعيالهم أبو سلمان وأبوسلطان،ناصر وراجح وبندر وسلمان ومحمد.
سلموا عليه قبل ما يروح مع أبوسند لعند أبوه.. وبعدها أستئذن أبوسند والجد وقعد عبدالرحمن مع الشباب اللي أرتاحوا لبعض وكملوا سوالفهم لين رجعوا، أبوسند/الحمدلله على سلامتكم..ليه ماقلتوا لي إنكم رديتوا.
عبدالرحمن بإبتسامه/يعني ما تعرف حركاتها.. حلفتني ماأكلمك قالت بتخليها مفاجأه .
الجد/وش اتفقتوا عليه ياعبدالرحمن.. أختك وين بتقعد فيه.
عبدالرحمن بهدوء/أنا بجلس هنا معها ياجد.
أبوسند/وأوراقك وشغلك وش بتسوي فيها .
عبدالرحمن/فيصل ماقصر هو بيتكفل بأوراقي،وقدمت إجازة مفتوحه من عملي في صنعاء..وهنا بشتغل في جده مع فيصل مثل منت عارف..
أبوسند بإعجاب/فيصل رجال والنعم فيه.
عبدالرحمن بتأييد/فيصل أخو دنيا ومامنه أثنين.
جاهم ناصر مبتسم/عبدالرحمن لك في السلاح ولا لا.
عبدالرحمن بضحكه/ السلاح ذا حقنا ..بس أنت مانسيت.
ناصر /ذي فيها علووم،شلون أنسى.
أبوسند بإبتسامه/خل كلنا نقوم..
خرجوا كلهم برا القاعه المكيفه وكل واحد يجهز سلاحه.
راح ناصر لوضاح وسند وبحماس/أبوي مساعد يحتريكم.
وضاح مال على سند بهمس/من اللي واقف جنب أبوي العود وأبوي مساعد.
سند ببرود/أي واحد.
وضاح/اللي لاف الغتره على رأسه ومطقم مع ولده.
طالع سند في عبدالرحمن اللي لابس ثوب سكري ومسوي الحمدانية بالغتره ومعاه سلاح وجنبه قصي وكان مطقم معاه نفس اللبس والغتره، وبلامبالاة/ماشفته قبل كذا
قربوا منهم وعرفهم أبوسندعلى بعض/عبدالرحمن ذا ولدي الكبير سند..سند ذا عبدالرحمن.
سلموا على بعض،عبدالرحمن بإبتسامه/عبدالرحمن الجابر..
سند ببرود/سند المنذر..حياك الله.
حس عبدالرحمن ببروده وأختفت إبتسامة بسرعه قبل مايترك يده وبهدوء/الله يحييك..عن أذنك.
ألتفت للجد صقر وكمل سوالف معاه.
سند ببرود/الظاهر الوقاحة منتشره في العيله كلها.
مسك وضاح ضحكته وبهمس/الحين هو الوقح ..أنت ما شفت نفسك كيف تحاكيه من طرف خشمك.
رفع له حاجب وبإستنكار/إن شاء الله تبيني أخذه بالأحضان.
وضاح بهمس/وأنت ماعندك وسط..الرجال باين عليه آدمي ومحترم ماله داعي تقفل معاه ذي القفله بسبة كلمتين قالتها قريبته رد على كلامك وأسلوبك.
سند بنرفزه/كلمتين!!!أنت ماسمعتها وهي تحاكيني..أنا كلامي تافه..كيف اتجرأت ت--
وقف كلامه وأخذ نفس للحظات ومسك سلاح من اللي واقف جنبه وتابع بصوت حاول يكون هادي/وضاح واللي يسلمك قفل السيره وخلنا نركز في اللي بين أيدينا.
جهز سلاحه وأطلق أول رصاصة في الهواء وتبعه الكل بحماس،وفي لحظات نورت السماء وعجت بأصوات الرصاص.
دق الباب ودخل سند ومعاه الدفتر ..رمت ديما نفسها في حضنه وهو ضمها بحنان/ألف مبروك ياأميرتنا..الله يوفقكم .
ديما يبكى/ سند خلص مابي أتزوج..قل لمشعل هونت.
بعدها عنه برقه وبهدوء/تبي مشعل ينجلط، تراه ناشب في حلوقنا ويبي يطلع لك من المغرب..
ديما/سند والله خايفه.
أخذ منديل من أمه ومسح دموعها وبجديه/مشعل رجال كفو ويحبك حيييل .. يلااا حبيبتي وقعي.
أخذت القلم ووقعت برجفه وسط زغاريد أمها وصافي وعمتها نوره.
باس رأسها وبإبتسامه نادره/ثريا شوفي حل بوجهها اللي صار شبه دب الباندا،أخاف مشعل يهون لاشافها كذا.
طالعت فيه ثريا بإستمرار قبل يضحكوا بفرح لما شافوا مزاجه الرايق قبل مايتركهم وينزل.
جاء وقت الزفه والكل لبس العبايات إستعداداً لدخول العريس،إنطفت الإنارة وسطع نور قوي في أعلى الدرج وظهرت ديما في بقعة الضوء وهي ماسكه عصى في نهايتها قناع ذهبي أخفي الجزء الأعلى من وجهها وأبرز مكياج عيونها الأسموكي وجنبها العريس.. أرتفع صراخ البنات لما باس جبينها وهمس لها بشيئ.. بعدها رمت لهم ورود ونزلت تتهادى في مشيتها بكل نعومه ومشعل ماسك يدها في يده..
حد منكم شاف في الدنيا بدر *** مقبلٍ يمشي و من حوله بشر
من حلاه يزف للناظر ضياه *** ان ظهر للناس و لا ما ظهر
هذا ما هو بدر ليل يختفي *** مع طلوع الصبح و بزوغ الفجر
او بدر يصبح بعد مده هلال *** هذا بدر مكتمل طول الشهر
هي عروس النور في هذا الزمان *** هي ملاكٍ بس في صورة بشر
من غلاها انقول صلوا على الرسول *** يا اللي شفتوها بقلبٍ او نظر
الله يا نور في ها الدنيا نراه *** مستحيل ان نشوفه في بشر
و التقت شمس الظهيره بالقمر ***
و في محياها بدى الصبح بضياه *** مشرقً و خدودها واحة زهر
و العيون الي كما عين المهاه *** تمتزج فيها البراءة بالسحر
الليله .. الليله محلاها الليله *** الليله .. الليله حلوة و جميلة
شعرها ليل كسا الدنيا دجاه *** حالك متحدر كانه نهر
يحسبه قطعة حرير من رآه *** و الحقيقة هو حريرٍ من شعر
و الحسام الي صفا الوجنه كساه *** يبعث اشواق الحواجب للثغر
و الثنايا كالبرد بين الشفاه *** او كحبات الندى و لا المطر
عذبةٍ لو تلمس اطراف الحياه *** كل غصن فتح بوردٍ حمر
و العفاف بروحها يسقي بوفاه *** و الوفا في عينها النجلاء سهر
شاعر الوجدان واحلامه سماه *** مبدع و احساسه المرهف شعر
ماخذ من وصفه مبتغاه *** يا عسى الله يوهبه طولة عمر
الله يحفظها و يسعدها معاه *** شيخ بطيبة فواده يشتهر
والله يجعل كل دنياهم هناه *** يكتسي بالسعد كله و البشر
وصلوا للكوشه وساعدوها وتين ورؤى تجلس براحه،مشعل برجه/خلص تقدروا تذلفوا مشكورين..ولاأقولكم نطلع حنا أزين.
وتين بضحكه/تو مابدينا..وين تطلعون.
رؤى/أول بتلبسها الشبكه..وبعدها الكيكه
وبعدها----
قاطعوا مشعل بإبتسامه/قسم لو ماخليتوا عنكم هالخرابيط لأخذ زوجتي وأطلع من هنا.
أم مشعل/ أركد وأنا أمك لاتفشلنا..شوي وبنطلعك مع زوجتك لحالكم.
وقف باس رأسهاوبفرح/لبى قلبك يمه أنتي اللي فاهمتني.
وتين بغمزه/شعولي لبسها الشبكه.
ديما بهمس/موبلازم،بلبسها بروحي .
مال على إذنها بهمس/والله ماغيري يلبسك لوفيها موتي.
وقف ووقفها معاها وبإبتسامه/ألف طلب من هالطلب.
أخذ العقد ولف وراها ولبسها العقد بشويش وهو متعمد يلمس رقبتها بنعومه،أرتجفت ديما من لمساته،همست بحده/ مشعل أستح على وجهك.
باس رقبتها ببطء وفلتت منه ضحكه لما حسها إتصلبت من حركته وبهمس/هوشش لا تخليني أتهور قدامهم.
بعد عنها ولبسها الخاتم والأسوره وقبل مايلبسها الحلق همست ببكى/مشعل تكفى خلاص.
طالع فيها بصدمة ماكان متوقع إنها تبكي من حركاته،رجع الحلق في العلبه بهدوء/زين لا تبكي خلص.
خلصوا باقي الشغلات بدون حركات وبعدها طلع بهدوء.
قفلت ساره جوالها ولبست عبايتها وطالعت في جوري بإبتسامه/يلا جوجو لازم أمشي..بذبحك إذا مادقيتي علي أول ماتصحي.
جوري بضحكه/قبل ماأغسل وجهي حتى.
سلمت عليها وعلى ثريا وياسمين وراحت.
ثريا/يلا نروح لديما.
طلعوا الكوشه اللي اتملت ببنات عيلتهم وصحبات ديما..كانت جوري واقفه على جنب علشان يرقصوا البنات ..سحبتها ثريا بشويش وجلستها جنب ديما وبهمس/الوقفه موبزينه لرجلك.
الحين ذي جوري اللي أذيتوني فيها..فعلاً ماعندكم ذوق يامها..ظنيت بشوف ملكة جمال .
مها بضحكه/وأنتي من متى تمدحي غيرك يا شذى..
شذى بغرور/أنا شذى و محد يدخل مزاجي بسهوله..وذي لالبس ولاميك آب وشكلها جداً عادي.
اتأملت مها فستان جوري بتمعن كان من الشيفون البني الغامق،كان الفستان ماسك عالصدر ومبين خصر جوري النحيف ومتداخل فيه شرايط ساتان باللون الوردي بطريقه غريبه وطالعه للكتف والتنوره كانت واسعه ومطبوع عليها شجرة الكرز الياباني بلونها الوردي وكل ماتحركت جوري كان القماش يتحرك ويوحي للناظر إن زهور الكرز بتطير مع الهواء ..وشعرها كان ضفاير متداخلة في بعض ومرفوع رفعه بسيطه مع خصل متمرده نازله على وجهها بنعومه والمكياج أكتفت برسمه فرنسيه وكحل أسود وروج وبلاشر وردي..وأكسسوار وردي.
مها بإعجاب/فستانها صح موفخم بس ملفت وقمه في الذوق ومبين رشاقة جسمها وطولها، وتسريحتها رايقه ووجهها جذاب ومو بمحتاجه ميك آب ثقيل..
شذى بسخريه/كل ذا فيها..يبي لك تراجعي دكتور عيون.
مها بهدوء/والله ذا رأيي ورأي كل اللي شافوها..شكلها رايحه بروح أسلم عليها.
نزلت جوري من الكوشه ولبست عبايتها وسلمت عالبنات ووقفت تودع الجده
وأم سند،الجده بزعل/ ماقعدنا معك يمه ولا أخذنا علومك.
ضمتها جوري بقوه/والله ياجده قعدتكم ماتنمل بس خلاص الساعه 2:30 .
أم سند/يمه طيعيني وتعالي معنا.
جوري بإحراج/يمه الله يهديكي وين معاكم، أنا بجلس هنا يومين وإن شاء الله بجيكم قبل ما رجع جده وبعطيكم كل علومي..
ودعتهم بسرعه وخرجت مع ياسمين لعبدالرحمن وقصي اللي منتظرين برا .
↚
لا أُحب أن أرىظ° قلوباً مگسوره أو حزينه حتى لو گُنت لا أعرفها فيارب أُجبر خواطر أنت أعلم مني بسرها.
الرياض
طلعوا من القصر وقصي مستنيهم وشافت أبوها مساعد واقف مع عبدالرحمن ركبت وفتحت الشباك لما دق عليه أبوها مساعد/الحمدلله على سلامة الوصول.. شلونك يابنيتي.
جوري بفرح/الله يسلمك من كل شر..الحمد لله بخير..أنتا كيفك يبه،وحشتني.. وألف مبروك والله يتمم لهم على خير.
أبوسند بضحكه/ وش فيك قطيتي كل الكلام مره وحده..الحمدلله ماعلينا خلاف والله يبارك فيكي والفال لك.
استحت من اندفاعها وبتبرير/يبه لا تتريق، ذا من فرحتي علشان شفتكم صرت متحمسه..المهم أنت كيف صحتك وكيف جدي صقر.
أبوسند بإبتسامه/كلنا بخير لاتحاتي.. وحنا بعد أشتقنا لك ولهبالك ذا..ياسمين شلونك حبيبتي؟
ياسمين بخجل/الحمدلله بخير..أنتا كيفك جدو مساعد.
أبوسند بضحكه/بخير جعلك بخير ياقلب جدو أنتي..
جوري بضحكه/ أيش هبالي ذي !!كذا تشمت عبادي فيا،وتهز هيبتي قدام عيالي ..مقبوله منك يبه..
أبوسند/لامايسويها عبدالرحمن عاقل.
كتفت أيديها على صدرها وبتمثيل/لاااا.. أشوفك صرت تحبه أكثر مني..
أبوسند/وليه ماحبه دامه سمع كلامي وماردني ورضي تجون الليله عندنا.
طالعت في عبدالرحمن بقهر قبل ماتقول بهدوء/ماعاش من يردك يبه..خلاص زي ماتحب..بس لازم نمر الشقة نجيب أغراضنا.. أنت أسبقنا وبنلحقكم إن شاء الله.
أبوسند/حنا بنمشي معكم علشان لاتضيعون الدرب..يلا في أمان الله.
ألتفتت جوري لعبدالرحمن أول ماتركهم أبوسند وبعتاب/عبادي الله يهديك ليه وافقت نروح بيتهم ؟
عبدالرحمن بهدوء/جدي صقر وعم مساعد لزموا وحلفوا وعيب اردهم..خلاص لاتكبري الموضوع،يعني لو كان الوضع معكوس كناسوينا نفس الشي.
جوري بضيق/ياحبيبي أنت ماشفت أهلهم قد أيه! ماشاء الله كثار ..وين بيودونا..ماهم ناقصين قروشتنا بنحرجهم ونحرج نفسنا.
عبدالرحمن بإبتسامه/لاتخافي مافيها لاأحراج ولاقروشه..بعدين وين كلامك عن إن الوسع في القلوب.. وكل مازاد العدد زاد المرح.
زفرت بضيق/يا الله منك أنا أكلمك جد..أخاف نضايقهم ونكلف عليهم..أنت ليه ماتفهمني.
عبدالرحمن بجديه/أنا فاهمك، أنتي اللي مو فاهمه..لاتستعجلي وأهدي بس.
طالعت فيه بإستغراب وفضلت تغير الموضوع لحد ماوصلوا شقتهم ونزلت ياسمين مع عبدالرحمن وجابت أغراضهم وكملوا طريقهم وبعد فتره أنتبهت للبوابة الضخمة اللي انفتحت وللحرس اللي مروا جنبهم وهم داخلين بالسيارة..دارت بعيونها بصدمه في الممر الطويل المرصوف بالحجار والمزين بشجر النخيل من الجهتين والإضاءه القوية حولت الليل لنهار وكشفت قدامها حديقة كبيرة مزروعه بأكثر من نوع من الشجر والورود المتوزعه بعنايه وتنسيق،صحت من تأملها على صوت عبدالرحمن الهادي ويده تضغط يدها بحنان/يلااا انزلي وصلنا.
طالعت فيه بعدم أستيعاب/أحنا وين؟
ألتفتت لما انفتح بابها فجأه وشافت أبوها مساعد يبتسم لها/تعالي كلهم يحترونك داخل.
نزلت بهدوء قدام مبنى أقل ماينقال عنه إنه قصر بحجمه الضخم وأدواره الثلاثة اللي انعكست عليه الإضاءه وأعطته لمحة قصور ألف ليلة وليلة بنافورته الدائريه اللي تتوسط المدخل المدرج اللي أصطفت على جوانبه أحواض الورد وينتهي بمدخل واسع مزين بأعمدة رخاميه طويله..
طلعت الدرج مع أبوها مساعد على مهلها وبحذر بسبب رجلها المجبسه بعد مارفضت إن عبدالرحمن يشيلها لفوق.. وهزت رأسها بموافقه لما قلها تتصل عليه إذا احتاجت شيئ وإنه بيروح مع قصي للرجال
دخلت صاله واسعه مفروشه بفخامه وذوق كبير.. وشافت صافي وثريا والجده وأمها منيره قدامها،أبوسند/تو مانورتي بيت أبوكي،تفضلي يالجوري حياك.
ردت بهدوء/الله يحييك يبه..منور بأهله.
جلسوا يتكلموا لربع ساعه قبل مايتركهم ويروح وبعدها وصلتها ثريا لغرفتها بعد ماستأذن الكل علشان يرتاحوا،ثريا بإبتسامه/الله يعينك على قومة الفجر يلا تنامي لك ساعتين ،جدي وجدتي مارح يتقهوون غير وأنتي معهم.
فسخت عبايتها بإبتسامة/لاعادي متعوده.. وشكلي مارح انام من كثر حماسي لشوفة جدي صقر.
أبتسمت ثريا بتأكيد/هو بعد يبي يشوفك بس قال إنك الحين تعبانه والصباح بينتظرك.
قعدت معاها لخمس دقايق قبل ماتروح تنام.
ابتسمت لما لقت ياسمين تحت اللحاف وفي سابع نومه،طلعت لها غيار وبدأت تفك تسريحتها وأخذت دش وصلت وترها وجلست تقرأ في مصحفها الصغير ومر الوقت بسرعه وصلت الفجر مع ياسمين اللي رجعت تنام.
فكرت في ساره أكيد عرفت لقبهم ووضعهم أمس ذحين بس فهمت سبب إصرارها في إني أتصل عليها أول ماأصحى أكيد علشان تقلي اللي أكتشفته..إبتسمت وطالعت في ساعتها وأرسلت لها رساله مختصره متأكده إنها مارح تشبع فضولها ورح تتصل عليها بمجرد ماتفوق.
زاحت طرف الستارة بهدوء ومراقبه لفتره قبل ما تفتح الشباك بثقه وراحه لما اتأكدت من خلو المكان من أي شخص..استنشقت انفاس الفجر الأولى المحمله بندى الاشجار والورد بعمق، ذكرت الله وصلت عالنبي وعيونها تتأمل المنظر الممتد قدامها بمزيج من التوتر والإعجاب،مساحه شاسعه من اللون الأخضر وأشجار النخيل وأحواض الورود المنتشره على مد البصر، أتنهدت وأرتسمت إبتسامه باهته على شفايفها وهي تتذكر كلامها لأبوها مساعد ورجائها ليه علشان يترك دوامه المسائي وينتبه لصحته واتذكرت رده لها وإنه وراه ناس يصرف عليهم..عقدت حواجبها وهي تفكر في كلامه..معاه حق وماقال شيئ غلط يعني أكيد إنه تعب وكافح سنين طويلة لين وصل للي هوا فيه اليوم ،مو معنى غناه إنه جالس مرتاح أكيد لازم يباشر شغله ويتعب عليه وأكيد في ناس معتمده عليه في عيشتهم من بعد الله.
هزت رأسها بقوه وطردت أفكارها الغريبه بتصميم وهي تفكر "وضعهم مو مهم أغنياء.. على قدهم..مافي شيئ تغير بالنسبه ليا.. طول معرفتي بيهم مالمست أي شيئ في كلامهم وتصرفاتهم معايا تدل على إنه وضعهم عامل حاجز بيني وبينهم ..عاملوني بطيبه وأخلاق وماحسسوني بأي فرق بيننا ومرت علينا قرابة السنه وأحنا بنتعامل مثل الأهل.. هوا أبويا وهما جدي وجدتي والبنات أخواتي..مافي شيئ يمكن يغير ذي الحقيقة.
إبتسمت براحه لقرارها وبدأت تجهز نفسها لمقابلة جدها صقر وهي حاسه بحماس وترقب مو طبيعي.
↚
رمت نفسها عالسرير بعد ماصلت الفجر وعيونها منفخه من كثر بكاها اللي ماوقف من ساعة مارجعت من ملكتها،مسكت جوالها للمره الألف وهي تتأكد إنه عالعام وإن الشبكه فل وإنه مافي أي شيئ يمنع مشعل من الإتصال ذا لو فكر أساساً..رمت جوالها عالأرض بقهر وبدت أشبه بطفله حرموها من لعبتها المفضله وهي تتحرك عالسرير بغضب وإحتجاج عاللي صار..كل شيئ مر في بالها وكأنه صار في التو واللحظه..دخلة مشعل عليها بعد ماوقعت وأخذها بالأحضان قدام أمها وأمه وأخواتهم وذا الشيئ اللي خلاها تعصب منه وبعدها حركاته معاها وقت التصوير ماترك وضعيه طلبتها المصوره إلا ونفذها بذمه وضمير وبكل جرأه لدرجة إنها أتمنت الأرض تنشق وتبلعها من كثر الظ±حراج ..وكل ما بينت رفضها أو أنزعاجها من قربه وحركاته الجريئه كان يأخذ الموضوع بضحك وهو يقول إنها حلاله و إن هذي أيام ماتتكرر ولازم يستغلوها زين وبيجي يوم تشكره على حركاته ذي..أتمنت وقتها تصفقه بأقرب تحفه علشان يفكها من سماجته لكن ماكان في فايده لصق لها وسوا اللي في باله وهي تحاول تتماسك قد ماتقدر في وجود المصوره.. كانت عامله حساب ذا اليوم من وقت ما هددها في المستشفى وقلها بيجي يوم وأعرف أسكتك عدل بس ماكنت متخيله أن اليوم بيكون بذا الشكل..وعلى ماوصلت للكوشه كانت واصله حدها منه وبمجرد مابدأ يلعب بأعصابها ويلمسها بذيك الطريقة إنفجرت ببكى وفي نفس الوقت اتفاجأت بتقبله إنفجارها وهدوئه اللي طغى على باقي الشكليات اللي عملوها قبل ماينسحب بهدوء ويترك مكانه خالي بشكل غريب..مانتبهت عالبنات وهم حولها يكلموها ويباركوا لها ولا انتبهت لحشهم ونغزاتهم على حركات مشعل،كانت منتظره وحده منهم تقلها إنه منتظرها في غرفتها فوق..أو إنه يبيها تطلع له بيأخذها مشوار مثل ماهي عادة اللي يملكوا..لكن إنتظارها طال وخيم عليها إحساس بالتهميش وعدم الأهميه..حست بطعنه في أنوثتها لما تركها بدون ولا كلمه.. وحتى لما رجعوا من الملكه ظلت تراقب جوالها لدرجة إنها لما أخذت دشها بعد ساعة اخذت الجوال معها على أمل إنه يتصل ولما طال الوقت صار أقصى طموحها مجرد رساله منه يبرر فيها أو يعتذر ..لكن عبث.. ضرب بكل توقعاتها وأمانيها عرض الحائط الشيئ اللي زاد في إحساسها بالغيظ والقهر منه، وطلع الصبح عليها وهي تتوعد فيه لحد ماغرقت في نومها وسط بحر من الدموع.
↚
رجع من صلاة الفجر مع جده وأبوه وراحوا لجدته يتقهوا ويفطر معهم كعادته بعد الفجر بعد ما ترك باقي الشباب في بيت الشعر مع عبدالرحمن وولده اللي اتفاجأ بهم في المسجد بعد ماكان ناسي وجودهم..
سلم على جدته ووقعد يتقهوا بصمت وهو يسمع تفاصيل الملكة من الجهتين بشرود وعدم تركيز وباله مع الشغل والمشكله اللي أجل حلها علشان يحضر ملكة ديما ومشعل حس بيد دافيه على خده،التفت لجدته بإبتسامه/هلا يمه.. وش قلتي مانتبهت.
الجد/يالله صباح خير..وش فيك من الصبح عاقد النونه يابوبدر.
سند بهدوء/أبد يبه سلامتك..بس ماتبون تفطرونا اليوم..وراي طياره وشغل وماأبي اتأخر عالناس.
الجده بضيق/وش طيارته من الفجر يمه.. تو مالك ثلاثة أيام من رديت البيت.
سند/وش بيدي يمه..ذا شغل وإلتزام ماقدر أخليه..مصالح الناس بتوقف وأنا قلت لك بحضر ملكة ديما وبسافر..
الجد بمزح /أنتي ماتملين من مقابل وجهه.. وش تبين فيه خل يروح يجابل شغله.
أبو سند بضحكه/يمه خفي على أبوي وأرحميه شوي..كل الحب لسند أبوي قام يغار منه.
ضمت الجده ذراع سند لحضنها وبحنان/بسم الله عليه من عيونكم،مالكم ولوليدي عن الحساده الزايده..
باس رأسها وبإبتسامه/الله يطول لي في عمرك يمه..والحين وين الفطور من ساعه وأنتي تماطليني وين أم سالم عنك اليوم.
الجد بإبتسامه/رح لمنيره خلها توكلك..أنا ووديمه اليوم محجوزين عالفطور.
طالع فيهم بإستغراب وجدته تصب له قهوه وبتردد/خذ أتقهوا يمه ورح لأمك خلها تجهز لك الأكل لاتتأخر على شغلك.
نقل نظراته بينهم بحيره من تصرفهم"وش فيهم يصرفوني وكأنهم يبون يخلصون مني بسرعه" وبتساؤل/وش فيكم.. ماتبون أقعد معكم..صاير شيئ؟
أبو سند بهدوء/مو صاير شيئ لايروح بالك بعيد.
سند بإستغراب/أجل وش فيكم تصرفوني.. بالعاده تمسكون فيني كل ماقلت طالع.
الجد/ بصراحه منتظرين أحد عالفطور ونبيك تطلع لأجل نأخذ راحتنا.
شرب القهوه وبحذر/ماشاء الله..ومن ذا المهم اللي كلكم تنتظروه وعالفطور..وبعد تصرفوني علشان يأخذ راحته.
حركت الجده عيونها بعيد عنه وبإرتباك/محد.. بسس.. الجو...الجووري بتفطر معنا وتلقاها على وصول الحين..مايصير تجي وأنت هنا يمه.
طالع فيها بغباء/وش قلتي..مين؟
الجد/الجوري بتجي تسلم علي وتفطر معنا..علامك..ماتسمع؟
ردد وراه/هي بتجي هنا..تسلم عليك وتفطر معكم!!
ضغط على جبينه بعدم تصديق لما هزوا رأسهم بتأكيد،وبغضب/ الحين أنتوا تبوني أطلع علشان هي بتجي..أنا أطلع من هنا علشان حضرتها تبي تجي تقعد معكم!!
أبوسند بهدوء/وش فيك تعيد وتزيد نفس الكلام
اتنفس بقوه وضغط على فنجانه لدرجة إنه أنكسر بدون مايحس وببرود/أبد مافي شيئ..بس كان قلتوا لي من البداية وماكنت دخلت من الأساس دام البرنسيسه بتفطر معكم.
الجده بترجي/فديت قلبك يمه لاتزعل..أنت اليوم أفطر داخل وبكره فطورك هنيا.
وقف بسرعه وهو شاد على أسنانه وببرود/مشكوره يمه خيرك سابق..أنا مسافر ومدري متى برد..
الجد بإبتسامه/وش فيك اتكدرت وقمت كأن أحد قارصك .. ماقلنا شيئ.
رد بهدوء/سلامتك يالغالي مافيني شيئ.. بس بطلع بسرعه أخاف البرنسيسه تزعل عليكم لاجات ولقتني هنا.. في أمان الله ونشوفكم على خير .
سلم عليهم وطلع وصوت ضحك أبوه وجده واصل لعنده وجدته تخاصمهم.. مشي بسرعه وهو يسب فيها وفي اليوم اللي عرفت أهله فيه،حس بوخزه في يده وأنتبه لبقايا فنجان القهوه اللي مكوم في كفه والدم يسيل منه،رماه عالأرض بغضب "من وين طلعت لي هالبلوه..وين ماروح أسمع سيرتها.. أنا يطلعوني علشان بتجي تفطر وتأخذ راحتها..ذي من ليله وحده معهم أنطردت وقاموا يصرفوني ..الله يستر أخاف أرد من السفر القاها محتله البيت باللي فيه..أحد مسلطها علي ذي!!!!" ركب سيارته وصفق الباب بقوه..نظره وحده من ريان لوجهه وليده اللي تنزف خلته يناوله المناديل بدون مايسأل عن شيئ..رن جواله وهو يمسح الدم وببرود/هلا وضاح موبفاضي الحين ساعه وأكلمك.. في أمان الله.
قفل الخط بدون مايعطيه فرصه للرد،ولف منديل على يده بإهمال وكمل كلامه مع ريان بنفس النبره البارده وهو يركز في الشغل والملفات اللي بين أيديه ويتناسى اللي صار من دقائق.
↚
دق الباب ودخلت ثريا بعد ماقالت لها تتفضل شافتها وهي تعدل طرحتها وبإبتسامه/صباح الخير..ماشاء الله عليكي مبكره ليه ماكلمتيني لما صحيتي.
جوري بإحراج/صباح النور..بصراحه مانمت وماحبيت أزعجك بعد تعب أمس.
ثريا بعتاب/الله يسامحك أي أزعاج.. بعدين ليه مانمتي لايكون مارتحتي في الغرفه.
هزت رأسها بنفي/بالعكس مره مريحه وكله كوم والمنظر من الشباك كوم ماشاء الله..بس نومي خفيف وإذا كان في شيئ شاغلني ماقدر أنام من أصله.
ضحكت ثريا/كل ذا من مقابل أبوي صقر.. تراه حبيب ومافي منه.
لبست نقابها وبهدوء/عارفه إنه حنون وطيب بس مدري أحس شوفته غير.
طالعت ثريا في ياسمين اللي نايمه/ياحليلها بنتك موبحولنا..خل نروح بسرعه قبل لاتصحى وتنشغل عليكي.
خرجت معاها للحديقه وهي تسألها وين رايحين وشرحت لها ثريا إن رغم الجناح اللي مخصص لجدها وجدتها في بيتهم،إلا إنه له فيلا مستقله في نفس الحديقه وعايش فيها لإنه حاب يأخذ راحته لما يستقبل شباب العيله بدون مايضيق على أمها وعليهم،جوري بهدوء/بصراحه في سؤال محيرني إذا مايضايقك.
إبتسمت ثريا بتشجيع خلاها تتأمل شكل ثريا الجميل بشعرها وعيونها السود وملامحها الناعمه ولونها الحنطي،كانت لابسه تنوره شموه عاجيه مع بلوزه فرنسيه سوداء بأكمام طويله وشعرها رافعته بطريقه بسيطه مع مكياج هادي مناسب للصباح ،وبحيره/يعني شايفتك مأخذه راحتك وماشيه بدون ماتغطي..أدري إنه بيتكم لحالكم ،بس مو خايفه أحد من اللي يشتغلوا عندكم يشوفكي وأنتي ماشيه كذا..يعني بيتكم كبير ماشاء الله وأكيد عندكم موظفين كثار علشان يهتموا فيه.
ضحكت ثريا بإستمتاع/وأنا أقول وش فيكي تتلفتي في كل صوب ومنتي على بعضك.
جوري بهدوء/بصراحه خفت أحد يعدي ويلمحك كذا،قلت اراقب علشان أنبهك.. ومدري أيش نظامكم هنا..لاتزعلي من كلامي
اتنهدت ثريا وأشرت على المكان بيدها وبإبتسامه/لا عادي ، بس مأخذه راحتي لإني أدري إن مافي أحد هنامثل منتي شايفه ومارح تلقي أثر لجنس الرجال هنا غير أهل البيت.
جوري بإستغراب/على كذا مين اللي مهتم بكل شيئ هنا..باين إنه في جهد جبار علشان المكان يطلع بذا الشكل.
كملوا مشيهم وثريا تشرح/زمان كان كل اللي يشتغلوا هنا رجال وكان لهم نظام معين في شغلهم يضمن إنا مانقابلهم ولو صدفه،بس بعد ماكبرنا أخوي أبوبدر أستبدلهم بطاقم نسائي من الشغالات للعاملات والمسؤلات عن الحديقه والشجر والورد وكل شيئ.. ومابقي غير السواقين اللي يدخلوا هنا بالطلب وحسب المواعيد والحرس مكانهم عالبوابه وممنوع دخولهم هنا نهائياً..
ردت بإعجاب/ماشاء الله حلو إنه أخوكي فكر كذا ،بس كيف سواها..يعني هنا مافي غير شغالات احس صعبه تلقي حريم متخصصين في الشغلات اللي محتاجينها هنا..
ثريا/وأنتي على بالك جبناهم من هنا..ذول أخوي طالبهم من برا..تعرفي هناك الحريم يشتغلوا في كل التخصصات ومتفوقين فيها بعد..يلا وصلنا .
لقت جوري نفسها قدام فيلا من دورين بلونها البني وقزازها الأزرق العاكس وبتوتر/حانت ساعة الصفر.
إبتسمت لها ثريا ودخلت وهي ماسكتها من يدها،أستقبلتهم حرمة في الخمسينات تقريباً سمراء لابسه فستان طويل ولافه طرحه على رأسها ومتلثمه بطرفها،فكت لثامها وبان صف أسنانها البيضاء من إبتسامتها المرحبه/صباح الخير ياشيخة البنات..ياهلا ومرحب.
سلمت عليها ثريا بحب واضح/صباح النور خالتي..هلا بك.
لفت ذراعها على كتف الحرمه وقدمتها لجوري/ذي خالتي أم سالم رفيقة أمي وديمه من صغرها ربيوا وكبروا سوا وعاصرت ولادة أولاد وأحفاد صقر المنذر وربتنا بعد..يعني وحده منا وفينا ومالنا غناة عنها.
إبتسمت جوري وسلمت عليها وباست رأسها بإحترام وود /هلا والله خالتي أم سالم.. أخيراً شفتك..أخبارك،عساكي بخير.
سلمت عليها أم سالم بحراره/حيا الله من جانا..الحمدلله ماعلينا خلاف ..أنتي شلونك يابنيتي..مابغيتي تجين .
ثريا بإستغراب/أنتوا تعرفون بعض؟
ضحكوا بخفه قبل ماترفع أم سالم لثامها وتمشي قدامهم/وشلون ماعرفها وأنا أكلمها يوم تتصل لجدتك وديمه،صار لنا سنه نحاكيها بدون لانشوف بعض.
جوري/يازينها من معرفه ياخالتي..الله لايحرمني منكم.
دخلوا مجلس واسع مفروش بجلسه عربيه منخفضة بلون أحمر عودي وبيج واتوزعت على الجدران أشياء تراثيه وسيوف وفي رأس المجلس كان قاعد أبوها مساعد وجدتها وجدها صقر، ردوا على سلامها بترحيب وود الجد/ياهلا ويامرحبا بالجوري..يالله حيها
شلونك يابنيتي..وشلون الأهل.
جلست جنب الجده وسلمت على رأسها وبهدوء/هلابك ياجدي..الله يحييك الحمدلله كلهم بخير ويسألوا عنك..أنتا كيفك وكيف صحتك ..
إبتسم الجد/يستاهل الحمد..شوفة عينك بخير وعافيه من الله..شلون رجلك الحين
عسى ماتوجعك!
هزت رأسها بنفي وتأملته بإبتسامه من تحت نقابها، كان مثل ماتخيلته ملامحه كلها هيبه وقوه غطتها التجاعيد ونحتت فيها السنين أثر خبرته وتجاربه في الحياة ولحيته البيضاء الواصله لبداية صدره،ومع ذلك كان في وجهه شيئ يحسس اللي قدامه بالراحه والهدوء،فاقت من تأملها وأستحت لما حست عيونهم عليها وأبوها مساعد يكلمها بزعل/أشوف راحت علي وماعاد سألتي عني..أبوي أشغلك عني.
فركت أصابعها بخجل/لاتقول كذا يبه..أنت رأس مالي ومالي غيرك..بس جدي صقرماشاء الله له هيبه توتر الواحد.
الجد بضحكه/ماكنت أدري إنك تخافين مني يالجوري.
الجده بحب/ماهي بخايفه..بس متهيبه منك..وأنتوا خفوا عليها شوي.
لصقت فيها جوري كإنها تتقوى بيها،ثريا بضحكه/اللي يشوفك الحين مايصدق وش كنتي تقولي قبل.
طالعت فيها جوري أشرت لها تسكت قبل ماتتابع ثريا بلؤم/تصدق يبه إنها مانامت من كثر شوقها لشوفتك.
أبو مساعد بضحكه/علامك سكتي..وين لسانك اللي في التلفون ماأسمعه الحين.
نزلت رأسها بإحراج، وبتصريف/مارح تشربوني قهوه..إذا ماعندكم عادي بروح بيتي أجيب وأجيكم.
ضحكوا عليها قبل مايصب لهاالجد القهوه/أفاا يالعلم.. وهذي القهوه من أيديني وماعليكي منهم.
أخذت من ثريا القهوه بإمتنان/تسلم ياجدي.. الله لايحرمني منك..ذا كله من ثريا هيا اللي جابت لي الكلام.
شربت قهوتها وكملوا كلامهم وسواليفهم بالتدريج وهم يفطروا بعد ماجات أمها منيره وصارت تتكلم براحتها لين رجعت لطبيعتها المرحه والبسيطه.
↚
انفتح الباب بقوه وسمعت صوت انفاس سريعه قبل ماتتكلم بإستغراب/ وش صار يادينا !!
دينا بإنفعال/مارح تصدئي بتول..مو معقول.
بتول بملل/خيررر..وش اللي مومعقول.
دينا/ماستك طلبت منا ننزل لتحت منشان نتغدى مع ضيوكن.
بتول ببرود/وقلت لك لا ..موب نازله علشان أصير فرجه لهم..تبين تنزلين براحتك بس لاتتأخرين علي.
دينا/بعرف شو حكيتي،بس أنا نزلت لجيب الأكل لهون وبطريقي شافتني ستك وطلبت مني سلم عالضيوف ورحت معا..وأحزري شفت مين هونيك.
زفرت بضيق/دينا مالي خلق مساختك الحين.. لاتكلميني بالألغاز..قولي ولا اسكتي.
دينا بإندفاع/شفت رفيئتك تبع امبارح.. لك رفيئتك اللي اعدت معنا واعطيتيا رئم موبايلك.
ألتفتت لها بصدمه/وشو..جوري تحت!!!
دينا بحماس/ولك آيه..هيا بزاتا..ماصدئت عيوني وئت اللي شفتا..هيا ماغيرا.
بلعت ريقها بصعوبه/شلون وصلت هنا..يعني هي هيي تعرفني..كذبت علي..بس هي حلفت قالت إنها موبدكتورة وماتدري عني وأنا صدقتها.
دينا بتفكير/ليكي بتول..بصراحه أنا وئت اللي شفتا أتلبكت وماخليتا تلمحني وكزبت على ستك وصرفتا متل ماأنتي بتحكي وجيت لئلك.
حطت رأسها بين أيديها وضغطت عليه بقوه ويأس"هي قالت إنها من جده..بس هي حضرت الملكه يعني تعرف أحد منا وعزمها.. أكيد ولا شلون جات هنا..طيب هي كانت صادقه في اللي قالته ولا كانت تكذب علي.. أنا ماعدت أدري وش السالفه..لازم أفهم ولابجن" وبعد فتره رفعت رأسها وبتردد/خل نتغدى وننزل تحت.
دينا بصدمه/شووو!!! عن جد عم تحكي، بدك تنزلي لعندن..أنتي متأكده؟
هزت رأسها بتأكيد وأنهت النقاش وهي تحاول تأكل بصمت وألف فكره في رأسها وهي ترجع بذاكرتها لليلة أمس..
رغم إنها طلبت من دينا تختار أبعد وأكثر طاوله منعزله في القصر إلا إنها حاسه بنظرات كل الموجودين مصوبه عليها،سألت دينا للمره الألف عالساعة وزفرت بضيق وغضب واضح وندمت عاللحظه اللي قررت فيها تحضر ملكة عمتها ديما،بس ماكانت تقدر ترفض بعد إصرار جدها مساعد اللي حضر لجناحها بنفسه وترجاها تحضر.
سندت مرفقها عالطاوله وغطت وجهها بكفوفها وهي تتمنى الأرض تنشق وتبلعها كل ماتخيلت نظرات الحريم وهمساتهم اللي ممكن توصلها.
/السلام عليكم.. ممكن أجلس معاكم .
رفعت رأسها لما حست إن الكلام موجه لها ولدينا،وسمعت حركه عالطاوله قبل ما تسمع دينا بإرتباك/مدام أزا بتريدي هيدي الطاوله محجوزه إلنا..
سمعت صوت هادي/أدري أني ضايقتكم بوجودي بس ممكن تتحملوني دقائق بس.. تعبت من المشي وطاولتي بعيده..
عصبت وشدت على مفرش الطاوله بقوه وحست بدموعها هتخونها وتنزل قدام الانسانه المزعجه اللي تركت كل الطاولات واختارت طاولتها بالذات علشان ترتاح عليها وأكيد بعد ماتنتبه إنها عمياء هتبدأ بكلمات الصدمة والشفقة اللي كانت دائماً تسمعها كل ماقابلت شخص جديد..وذا الشيئ اللي خلاها تعزل نفسها عن الناس.
بعد فترة صمت استمرت لعشر دقائق رن جوال دينا وردت بسرعه وقفلت ،وبإرتباك/ستك بدا ياني هلا.
التفتت لها بعصبيه وبهمس/شوفي لك حل في القاعده هنا..لاتتركيني معها.
دينا برجاء/ماهيا اعدت وخلصت..شو بدي ساوي..العها من هون؟
ردت بغضب/ذا شغلك موشغلي..اتصرفي يادينا وخليها تذلف من هنا،اقلك قولي لجدتي ابرجع الحين خليها ترجعني.
اتنهدت دينا بتعب وفي محاوله أخيره/ليكي بتول أنا مارح اتأخر رح شوف شوبدا ستك وبرجع على طول..بعدين مبين عالصبيه إنا كتير لطيفه وحبابه مارح تعمول متل منتي مفكره..خلص روئي.
هزت رأسها بموافقه إضطراريه قبل مايجيها نفس الصوت الناعم/حبيبتي إذا مافيها كلافه ممكن أشرب قهوه؟
همست بجمود/اتفضلي.
أدري إني زودتها بس معليش تناوليني ثلاجه القهوه اللي قدام يدك، يدي مو واصلتها وماأقدر أقرب رجلي مكسوره ومجبسه ومررره توجعني.
طالعت ناحية الصوت بصدمه وعضت شفايفها بعصبيه وحيره وهي تفكر"شلون ماعرفت الغبيه إني عمياء وماشوف..معقوله مومبين علي.. لا ومو كفايه إنها قاعده في مكان مو مكانها بعد تبي تقعد وتشرب قهوه.. الحين شلون اتصرف،اقلها تفارق ولا احقرها ومارد عليها.. بس الغبيه قالت إن القهوه قدامي..يعني إذا..إذا بس مديت أيدي بمسكها بسهوله ويمكن أقدر أعطيها ياها بدون لايصير شيئة يخليها تنتبه دامها أساساً ماركزت أني ماشوف" حسمت قرارها بعد لحظات وحاولت تسيطر على أصابعها اللي ترتجف بوضوح ومدت أيديها بتردد عالطاوله.. فلتت منها تنهيدة راحه لما مسكت الثلاجه بسهوله ورفعتها قدامها بحذر وارتخت أكتافها وطاحت أيديها جنبها براحه لما حست بالغبيه أخذت منها ثلاجه القهوه واتفاجأت بضحكتها الصافيه/تسلمي يا قمر، عن جد محتاجه لفنجان قهوة وبسرعه.
سمعتها وهي تصبت لها فنجان وتتابع/تشربي قهوة؟
هزت رأسها بنفي وتوتر وهي تحاول تركز وتنتبه لأي صوت يصدر من الغبيه اللي جنبها قبل ماتسمع صوتها الهادي/أممممم مدري إذا ممكن أقول لك،بس ماشاءالله طالعه حلوه .
ماردت عليها وحاولت تتحكم في نفسها وهي تجهز نفسها لسماع كلام من نوع ثاني،بس الكلام اللي سمعته صدمها وخلاها تعقد حواجبها بإستغراب..
سمعت الغبيه تتابع بهدوء/عارفه شكلك فكرني بأيه.. فكرني بحوريات البحر اللي في أفلام كرتون..حوريه وسط أمواج البحر .
استغربت كلامها ونزلت عيونها على فستانها بتلقائيه كأنها بتشوف شكلها وفي بالها"وش ذا التشبيه الغريب.. كلهم لما شافوني قالوا طالعه حلوه ،بس محد فيهم قالي حتى وش لون فستاني" رفعت رأسها لصاحبة الصوت اللي كملت كلامها بجديه/ترى أتكلم من جد..أنا ماعرف اجامل.
حست بتول بنبرة صدق في كلامها شجعتها تسألها بجمود وتردد/ فستاني حلو؟
ردت عليها بصدق/مررره حلو ،اللون الأزرق الفيروزي لايق عليكي بشكل رهيييب.
سكتت للحظات وتابعت/وأنا شايفتك حاسه إني جالسه عالبحر في جزيره كاريبيه.. شاطئ ذهبي وسماء زرقاء ومويا صافيه..يمكن شفتيها عالتلفزيون من قبل.. دايماً يجيبوها في الأفلام.
مسكت طرف فستانها بتفكير"لذي الدرجه شكلي طالع حلو..حوريه، ولا ذي الحرمه عن جد غبيه وماتشوف حالها حالي" اترددت لدقيقة كامله قبل مايطلع صوتها مهزوز/شفتها عالطبيعه مره.
عقدت حواجبها بقوه من صوت الحماس اللي سمعته من الغبيه/من جد رحتيها.. واوووو.. أنتي عارفه إن الجزر الكاريبيه من الأماكن اللي بحلم أزورها..أكيد أنبسطتي
هناك..اصلاً ذا طبيعي..كيف كانت .. أحكي لي عنها.
بتول بإرتباك/وش أحكي..بحر عادي.
انتفضت ولصقت في الكرسي بصدمه لما حست بأيدين مسكت أيديها وبرجاء/مو بحر عادي..يلا أوصفي لي كيف كان الشاطئ.. الجو..حرارة المويا.. ريحة البحر..كل شيئ كل شيئ رجاءً.
سحبت أيديها بإرتباك ولمتها في حضنها ،مرت عليها أطول خمس دقائق في حياتها وهي تفكر بصمت"ياربي وش ذي ..من وين طلعت لي شكلها مهبوله..وش فيها تكلمني كذا وكأنها تعرفني...وش تحس فيه.....بس شكلها صادقه ولطيفه مثل ماقالت دينا.. مارح اخسر شيئ إذا حكيت لها..وأنا من زمان ماحكيت مع أحد..يمكن إذا حكيت معها اقدر أتذكر الأشياء اللي نسيتها وكلها فتره ونفترق وماعاد اشوفها،أصلاً حنا مانعرف بعض وهي ماتدري إني عمياء يعني مارح تشفق علي وتسمعني كلام ماله لزوم.. خلص بيكون ذا اليوم مجرد فرصه أتذكرى فيها أشياء حلوه لوقت أشتقت إنه يرجع" إبتسمت بشرود لما حسمت أمرها وبدأت تحكي لها بتردد وحذر عن عطلتها مع أمها وأبوها وأخوها بدر قبل ست سنين..كانت كل ماتحكي تحس إنه في جزء منها رجع لذاك الوقت..الوقت اللي كانت فيه حياتها كلها فرح وحب وسعاده..الوقت اللي كانت فيه أمها موجوده وأبوها ضحكته ماتفارق شفايفه..الوقت اللي كانت ترافق فيه بدر مثل ظله وهم يلعبوا ويدبروا فيه المقالب لكل العيله..كانت تحكي واللي معاها تسمعها بإهتمام وكل ماكانت توقف وتسكت كانت تمسك أيديها وتشجعها تكمل بصوت هادي وحنون خلاها بدون ماتنتبه تحكي أكثر من اللي كانت ناويه عليه..كانت تحكي ودموعها ماليه عيونها وعلى شفايفها إبتسامة حنين لأشياء فقدتها وراحت من زمان..حكت عن عطلتهم بدون ماتغفل عن أي تفصيل، المشاهد كانت تنساب في دماغها بأسترسال وبدون إنقطاع وكأنها حاصله قدامها في ذي اللحظه مو مجرد ذكرى لشيئ حصل لها من سنين وكانت تظن إنها نسيتها مع الوقت.
ماتدري متى وقفت عن الكلام ولا كيف صارت أيدين البنت المزعجه ضامتها بحنان وسانده رأسها على كتفها وهي تمسح على شعرها بنعومه وتكلمها بصوت هادي/الكلام عن الذكريات الحلوه دايماً بيحرك فينا نوع من المشاعر الحلوه المخلوطه بحزن.
همست بصوت مخنوق/كيف تكون حلوه وحزينه في نفس الوقت؟
حست بيدين تبعدها بشويش ويد ناعمه تمسح دموعها بحنان وهي تتنهد/حلوه لإنها مع ناس نحبهم وأشتقنا لهم..وحزينه لإنا عارفين إنها راحت ومارح تتكرر ويمكن أصحابها كمان ماصاروا معانا في ذي الحياة ..علشان كذا بنحس بغصه كل مافتكرناها مهما كانت سعيده.
جات في بالها فكره وسكتت لدقائق قبل ماتغمضت عيونها بقهر وسبت نفسها على غبائها وبرجفه/أنتي دكتوره نفسيه صح؟بابا أرسلك تمثلي علي ذا الفيلم البايخ..وأنا بكل غباء صدقت إنك وحده قابلتها صدفه وقمت أحكي لك عن حياتي بكل راحه وأنا مطمنه إني مارح اقابلك مره ثانيه!!!!
ردت بإستغراب/ دكتورة؟أنااا!!!..ومين أبوكي ذا اللي راسلني ليكي..أنتي أكيد ملخبطه بيني وبين أحد ثاني..
كانت متأكدة إنها سمعت نبرة صدق وإستغراب في كلام الغبية خلتها تحتار وماعرفت كيف طلع صوتها برجاء/ أحلفي إنك مو دكتورة وإن بابا ماطلب منك تقابليني وتلعبي علي بكلامك وحركاتك ذي.
حست بيدين لمت وجهها بحزم اتناقض مع نبرة الحنان اللي في صوت الغبيه مثل ماسمتها/أنا ماحب أحلف،بس علشان تصدقي إني مالعبت عليكي والله العظيم ورب البيت أنا مو دكتورة نفسية ولا متخرجه من الثانوي أساساً،وأبوكي ذا ماأعرفه ولاطلب مني أقابلك..صدقتيني ولا أحلف كمان.
هزت رأسها بموافقه لما حست بصدقها وهي تمسح لها دموعها وبهدوء/ياحبيبتي كلامي ليكي ماكان تحليل نفسي..أنا اتكلمت عن نفسي ..يعني ذا أحساسي لما أتذكر مواقف حصلت لي مع أبويا وأمي والناس اللي أحبها.
ردت بعصبيه/علشان كذا نسيانها أحسن.. علشان مانتعذب كل ماتذكرناهم وأتذكرنا إنهم خلص ماعادوا موجودين ..ولا كيف البقيه اتغيروا وماعادوا مثل قبل.
ضغطت على أيديها وبحنان/أنتي بتقولي إنهم اتغيروا يعني هم ماكانوا كذا وأكيد صار شيئ أثر عليهم وخلاهم بذا الشكل وذي حاجه كويسه.
ردت بإستنكار وقهر/أقلك أتغيروا ماعادوا نفسهم..وين الكويس في السالفه.
مسكت يدها وضغطت عليها بحنان/الكويس إنهم عايشين يعني لسا قدامكم وقت ترجعوا كل شيئ لوضعه الطبيعي ..الكويس إنك تكوني متأكده إنهم زي ماتغيروا للأسوء ففي مجال إنهم يرجعوا زي ماكانوا ويمكن يصيروا أحسن كمان طالما ذي مو طبيعتهم الأساسيه..الإنسان يقدر يغير حياته بيده.. يقدر يختار يسجن نفسه في الماضي وذكرياته وهو يتحسر عليها..أويعيش عليها ويخليها دافع علشان يبني له ذكريات جديده وحلوه زيها..أنتي اللي تحددي كيف تعيشي حياتك.. مو حياتك اللي تحدد كيف تعيشي، افهمي كلامي ذا وخليه في بالك وبعدها هتعرفي إن كلامي صح.
ردت بمراره/الكلام سهل لإنك ماتدري عن شيئ..أنا ماقدر أسوي اللي قلتيه لإني السبب في اللي صار..أنا اللي ضيعت كل شيئ وخربت حياتنا بغبائي.
سمعتها تتنهد قبل ماترفع وجهها وتلفه ناحيتها وبهدوء/أكذب عليكي لو قلت إني فاهمه أيش اللي مريتي فيه وخلاكي تحسي وتتكلمي كذا..بس اللي متأكده منه إنك أصغر من إنك تسببي فيه أي أذى بالذات للناس اللي تحبيهم حتى لو كان بدون قصد.. بس أنا متأكده إنك لو شفتي موضوعك من زاويه ثانيه نظرتك وفهمك للأمور هيتغير ومارح تكون بالفظاعه اللي أنتي متخيلتها.. حاولي تدوري عالأشياء الحلوه في كل موقف صعب تمري فيه وفي الأخير وبعد ماتعدي كل اوقاتك الصعبه هتتفاجئي بكمية الأشياء الحلوه اللي طلعتي بيها.
طالعت فيها بحيره وإرتباك/موبفاهمه قصدك بس أدري إنك تبين تخففين عني بكلامك ذا..مومهم أنا خلص اتعودت على نفسي وحياتي كذا وماعاد تفرق عندي.
عدلت لها شعرها وهي تضحك/ماعليكي مني أنا كذا لماأتكلم يأخذني الحماس وما أعرف أسكت..أكيد طفشتك بلاقفتي وكلامي الكثير وأكيد قاعده تقولي في بالك من وين طلعت لي ذي النشبه.
حركت رأسها وأيديها بنفي وهي مصدومه "ذي وشلون درت وش فكرت فيه"
تابعت بمرح/بس أنتي كمان زيي كلامك كثير لدرجة إنك نسيتيي تعرفيني بنفسك.. مو ملاحظه إن لينا ساعه نتكلم بدون مانعرف أسامي بعض.
هزت كتفها بإرتباك/عادي مانتبهت.
ضحكت بخفه/يلااا بتحصل في أحسن العائلات..الموووهم أنا أسمي جوري وأنتي براحتك مو لازم تقولي أسمك إذا موحابه.
قاطعتهم دينا بإرتباك/بعتزر منك ..ستك كان بدا ياني ساعدن بشوية شغلات واتأخرت ماتواخزيني.
أتنهدت في سرها"الحمدلله إنك رحتي" وبهدوء/لاعادي ماصار شيئ.
سمعت رنة جوال وجوري ترد بضحكه قبل ماتوجه لها الكلام بمرح/خلاص ياستي أنبسطي إفراج..ذول اللي معايا يدوروا عليا على بالهم ضعت برجلي المكسوره..
سمعت حركه عالطاوله قبل ماتحس بأحد يوقفها ويضمها بهمس/انبسطت إني قابلتك ولاتنسي كلامي..أنتي اللي تحددي كيف تعيشي حياتك،خليكي شجاعه ولاتبعدي عنك الناس اللي تحبك..قربي منهم لإنك هتكوني بوجودهم أقوى..فهمتي.
تركتها وسمعتها تكلم دينا وهي حاسه بلخبطه وحيره وفي لحظة إندفاع/بتول..أسمي بتول.
جوري/عاشت الأسامي بتول أسمك شبهك.. حلو..
اترددت للحظات وبإرتباك/مارح اقابلك مره ثانيه؟
مسكت يدهاوبمرح/آآه..مدري..صعبه شويه لإني ساكنه في جده ..بس يمكن.. ماتدري اللقاء نصيب وإن شاء الله نتقابل..
سكتت شويه وتابعت/إذا حابه تعطيني رقمك..يعني أكلمك وأطمن عليكي من وقت للثاني إذا مايضايقك.
فكرت للحظات "موبخسرانه شيئ ،وموبأكيد إنها بتكلمني..يمكن تنساني أول ماتطلع من هنا"هزت رأسها بموافقه واتبادلت مع دينا أرقام الجوال وسلمت عليهم وراحت.
دينا بصدمه/مابصدء.. شوهيدا بتول.
بتول بتوتر/خيررر..وش صار عادي وحده أخذت رقم جوالها وين المشكله.
دينا بحيره/ماهون المشكله بحد زاتا..من ايمتى بتحكي مع حدا مابتعرفيه..أنتي عم تحكي كلمتين مع بيك وخيك بطلوع الروح.. كيف وافئتي تاخد رئم موبايلك وكمان خدتي رئما..
طنشتها وماردت عليها وهي تفكر في كلامها اللي كان صحيح،هي كلامها معدوم مع اللي ساكنين معها،شلون قدرت تتكلم مع جوري بذي البساطه وأخذت رقمها كمان وكأنها ماصدقت طلبت منها...طيب عادي ليه الكذب أنا أخذته لإني أرتحت لها ويمكن أكلمها وهي مثل ماقالت في جده..يعني فرص شوفتها مره ثانيه هتكون شبه مستحيله لإني حتى إذا رحت جده أظل في جناحي وماأطلع منه..أوووف خلص ليه مكبره السالفه ماصارت حاله.
حاولت تركز مع دينا اللي جلست تحكي لها عن الترتيبات والزفه اللي بتصير بعد دقايق وتبعد اللي صار عن بالها،بس ماقدرت ورجعت تفكر في الإنسانه الغريبه اللي قابلتها وكيف أرتاحت لها بذي السرعه وخلتها بدون شعور تحكي لها عن أشياء ماقد حكتها لأحد قبلها،أتنهدت واتسألت بينها وبين نفسها" ياترى هي صادقه!!!! بتتصل تتطمن علي!!!!بقابلها من جديد!!!!؟
↚
صحيت وصلت العصر وهي تتذكر كيف مر الوقت في الصباح بشكل مريح وحلو وبعد ساعتين من السوالف مع الجد والجده تركتهم ورجعت مع ثريا اللي فرجتها على البيت وبعدها كلمت ساره اللي طلبت منها كل تفاصيل اللي صار وبعدها كلمت عبدالرحمن وقصي واتغدت مع الجده والبنات وأستاذنت منهم علشان تنام ساعتين قبل مايتجمعوا باقي بنات العيله بعد العصر..
قررت تلبس فستان كت لتحت الركبه بشويه كان كاروهات باللون الأسود والرمادي والأبيض وله حزام جلد أسود عالخصر وماسك من الصدر وينساب من تحت الخصر..حطت كريم أساس خفيف وأكتفت بكحل أسود وروج فوشي..لبست إكسسوار فضي وخلخال وصندل أسود فلات في رجلها السليمه،فردت شعرها بطوله وحطت شريطه ساتان سوداء ورشت عطرها المفضل،ألتفتت لياسمين اللي دخلت تستعجلها/ماما كلهم برا..يلاا.
جوري بتساؤل/كثيرين؟
ياسمين بإبتسامه/أيوه ماشاء الله ، وجده كل شويه تخاصم البنات تقول إنهم رجوها.
طلعت معاها عالصاله،وسلمت عليهم بإبتسامه وحست بهدوء غريب بعد ماردوا السلام وعيونهم عليها قبل ماتبدأ تسلم على الحريم الكبار وبعدها خاصمتها الجده وخلتها تجلس، وبعصبيه/حسبي الله على العدو.. تبين تسلمين عالكل برجلك المكسره يالمهبوله..اللي يبي يسلم عليكي يجي.
جلست بإحراج من العيون اللي تتأملها قبل ما يجوا يسلموا عليها البنات بود،طالعت فيهم وهي تحاول تتذكر أسماء اللي شافتهم في الملكه،جلست ثريا جنبها وبإبتسامه/الحين بعرفك على صبايا العيله وأفكك من الصداع..
أشرت عليهم وهي تشرح/ذي عمتي وضحى زوجة عمي سعود وعنده وضاح اللي يصير زوج صافي وعنده ناصر ومشعل زوج ديما والتؤام وتين ورؤى..
وذي عمتي حصه زوجة عمي حمد وعيالهم سلمان وسيف وسمر الله يرحمها وروعه..
وعمتي نوره متزوجه في الدمام وعندها محمد وبندر ومهره والعنود والجازي.
وأخيراً عمتي فاطمه زوجة عمي محمد وعيالهم سلطان وراجح تؤام وراجح يصير زوج مهره بنت عمتي نوره ،ومشاري وشذى ،ومها مملكه على أخوي شاهين..وبكذا صرتي تعرفي عيلتنا الكريمه.
هز رأسها وهي تبتسم لهم بهدوء/أتشرفت فيكم..بصراحه عيله جميله وكبيره..الله لايحرمكم من بعض.
أخذتهم السوالف بين ضحك وجد وشرب قهوه وحلا وبعدها أنسحبوا البنات لصاله ثانيه علشان يأخذوا راحتهم.
كانوا البنات دمهم خفيف ومريحين في تعاملهم واعمارهم من العشرين وفوق وأندمجت معاهم جوري بسرعه ماعدا اللي أسمها شذى،كانت نظراتها لجوري غريبه وماهي مريحه ومافوتت فرصه غير ورمت عليها كلمه فيها دقه لها فصارت جوري ماترد عليها من الأساس الشيئ اللي خلى شذى تحقد منها لدرجة إن البنات لاحظوا طريقتها الوقحه،جلست جنبها رؤى وهي تبتسم بغرابه خلت جوري تتسأل/في شيئ في وجهي..شوكولاته ..حلا؟؟
ضحكوا البنات على رؤى اللي انحرجت وبتردد/لا بس ..يعني كنت بسألك شعرك ذا حقيقي..يعني ذا طوله ولا حاطه توصيله.
إبتسمت جوري وأعطتها خصله من شعرها وبمزح/شديها وشوفي رح تطلع في يدك ولا لا!!
صدقتها رؤى وشدت شعرها بقوه وسط ضحك البنات على هبلها،إبتسمت جوري/ماشاء الله شديتي من قلبك شكلك متحمسه .
رؤى بمرح/بصراحه متحديه البنات إنه شعرك .
جوري/طيب وأيش بيطلع لك من التحدي.
وتين/بيعزمونا عالعشاء.
طالعت فيهم جوري بأسف/أجل اتدبستوا في العشاء يامساكين لإن ذا شعري.
صرخت وتين ورؤى بإنتصار وهم يقهروا البنات بحركاتهم،شذى بغرور/شكلك مالك في الفاشن والاستايل..خلص الشعر الطويل موضته بطلت من زمن جدتي.
ديما بحده/شذى وبعدين معاكي.
طالعت فيها جوري بإبتسامه قبل ما تلتفت لشذى وببرود/الشعر الطويل موضه بنفسه وماله مواسم،بعدين أنا ماحب أقلد أحد في لبسه وشكله.. يكفي إنه عاجبني كذا.
شذى بغرور/أكيد اللي مثل حالتك لازم يقول مثل هالكلام..بعدين وش ذا اللون القديم..غيري صبغتك ..
مررت جوري أصابعها في خصل شعرها بطوله وهي تبتسم بثقه/لاياحلوه ذي مو صبغه..ذا لون شعري الطبيعي..وبما إن ليكي في الفاشن والنيو لوك فأعتقد إنك قد مرت عليكي فتره حاولتي فيها تصبغي شعرك بذا اللون ولا أنا غلطانه.
كانت لسا بتنكر قبل ماتنط روعه بضحكه/أي والله صادقه..تذكرون قبل سنتين لما رجعتي من فرنسا وشعرك صابغته بني بخصل أشقر ثلجي،مع إنه ماكان لايق عليكي بس تميتي فيه ظ£شهور قبل ماتغيريه.
طالعت فيها بقهر لإنها فشلتها وصاروا البنات يضحكوا عليها،ردت بغضب/توك قلتي قبل سنتين..الحين طالعين في الكريزي كلر والألوان الجريئه اللي تخلي الوحده تكون مميزه والكل مايقدر ينزل عينه من عليها.
طالعت في شعر شذى الأسود اللي واصل لكتفها ومخصلته بلون أزرق وأخضر وببرود/إذا فكرتك عن التميز والجرأه هيا إنك تشبهي الببغاء فذي وجهة نظرك وأنتي حره فيها..
بس كوني متأكده إن تناحة الناس فيكي مو بالضروره تكون إعجاب.
شهقت شذى بصدمه وانفجروا البنات بضحك هستيري لما علقت رؤى بصراخ/وهجمة مرتده صاروخييييه واثنين-صفر للفريق اليمني.
صرخت فيهم شذى بحقد ورمت نظرة كره على جوري اللي جلست تشرب قهوتها وهي تطالع فيها ببرود يذبح، قبل ماتأخذ شنطتها وتطلع.
بعد ماهدأت موجة الضحك وسكتوا البنات طالعت فيهم جوري بإحراج/ياريت ماتزعلوا من اللي قلته بالذات أنتي يامها.
مها بإعجاب/تستاهل ماجاها ،محد قلها تتفلسف عليكي..بس هي ماتوقعت إنك بتردين عليها.
العنود/والله أنا ماتوقعت بتردين عليها صار لها فتره تلقح بالكلام وأنتي ساكته عنها.
الجازي بتأييد/هي كذا إذا انعطت وجه ماتحشم.
جوري بهدوء/أنا سكت حشيمه لأبوي مساعد وللجالسين، بس كالعاده الذوق ماينفع دايماً.
سكتوا فجأه لما دخلت بتول مع دينا وسلموا بهدوء قبل ماتوقف قدام جوري وتصدم الكل بحدتها/شلونك جوري.
طالعت فيها جوري بصدمه"بتول!!!أيش جابها هنا"وبإستغراب/هلا بتول..الحمدلله أنتي كيفك.
بتول برجفه/أنتي وش شايفه.
ولفت وجهها وراحت مع دينا اللي جلستها في مكان بعيد عنهم نوعاً ما..
سكتت جوري للحظات وهي تستوعب الموقف ومالت على ثريا وبهمس/ثريا ذي تقرب لكم؟
ثريا بإستغراب/ذي بتول بنت أخوي.. وشلون تعرفيها.
جوري بجمود/قابلتها أمس بس ماكنت أدري إنهامنكم.
مها بعدم تصديق/تبين تفهميني إنك قابلتيها في الملكه وحكت معك وعرفتك على نفسها.
هزت رأسها بموافقه وطالعت في البنات اللي اتجمعوا على بتول بحذر، وبإستغراب/أيش فيهم البنات متحلقين عليها زي ماتكون فريسه وطاحت وسط ذئاب..
مها بإستغراب/لإنا مانشوفها خير شر..أول مره نشوفها من أكثرمن ظ¨ أشهر كانت أمس في ملكة دينا،ومامحد فينا تجرأ يكلمها.
حست جوري بصداع ضرب في رأسها فجأه وضغطت جبينها بقوه وهي تفكر "يالله..ذحين تفكر إني كذبت عليها ..كل اللي فكرت فيه أمس هتحسبه حقيقه" وقفت بدون تردد/معليش بنات بروح دقائق وراجعه.
راحت لبتول وبأمر/بتول..تعالي معايا إذا ماعليكي أمر.
رفعت رأسها وبغضب/نعمم وش تب---
قاطعتها بحده/بتوووول..قومي وأنتي ساكته.
مسكتها من يدها ووقفتها بقوه تحت أنظار البنات المصدومين من اللي صاير،حاولت بتول تفك يدها وببكى/مابي أروح معك.. أتركيني أنتي وحده كذابه.
سحبتها جوري بقوه بدون ماترد عليها وقالت للبنات وهي ماشيه بدون ماتطالع فيهم/لاتخافوا بينا موضوع نحله وهرجعها لكم سليمه..
وقفت دينا بتلحقها مع البنات ووقفتهم ثريا بأمر/ولا وحده فيكم تفكر تلحقهم..قالت لكم بتحل سالفتها وياها وبترجعها لكم.
↚
خرجت جوري للحديقه مع بتول اللي كانت تبكي ولسا تحاول تفك يدها من مسكة جوري القويه،جوري بهدوء/ترى محد بيتعور غيرك..أهدي وأمشي بالطيب أحسن لك يابتول.
كان ردها مجرد ضرب على أي جزء تطوله بيدها في جسم جوري وصراخ وكم سبه طنشتها وهي تسحبها وراها بالسرعه اللي تقدر عليها وبعد ماوصلوا لنقطه بعيده فكت يدها فجأه الشيئ اللي خلى بتول تطيح عالأرض وهي تصيح وتبكي..بعدت عنها وجمدت مكانها بدون حركه وهي تتأمل تصرفات بتول بهدوء وطولة بال،وبعد ربع ساعه هدأت بتول وصارت تشهق بتعب، وقفت بخوف لما ركزت إن مافي حس جنبها وصارت تمد أيديها في الفراغ قدامها وتحركها بتوتر/جوري..جوري وينك؟ لاتتركيني هنا..جوري ..
صارت تتحرك بدون ثبات وبعصبيه وهي تبكي/جوري خلص تعالي..بسكت مارح أصرخ ولا أسب..جورررري.
قعدت تتخبط وتطيح كل ماوقفت وهي تبكي وجوري تتأملها وهي شاده على عكازها بقوه علشان تمنع نفسها لاتتحرك وبعد عشر دقائق ماقدرت تكمل،أخذت نفس عميق وبحزم/بطلي بكاء أنا هنا.
رمت نفسها عالأرض وغطت وجهها بكفوفها وهي تبكي بصوت مكتوم،جلست جنبها وأخذتها في حضنها وضمتها بقوه/خلاص حبيبتي أنا ماسبتك..أنا كنت هنا جنبك بس أنتي ماشفتيني.
أنفجرت بهستيريا/لإني ماشوف..أنا عمياء ماشوف عمياء عمياء عمياء
باست رأسها وبهدوء/أدري إنك عمياء وماتشوفي.. تحسبيني غبيه؟
قعدت ضامتها وتمسح على شعرها بحنان لحد ماهديت، بعدتها جوري بشويش وبهدوء/ممكن نتكلم ذحين ونحل الموضوع؟
بتول بصوت مهزوز/وش نقول خلص..أنكشفتي.
زفرت بضيق/ياربي منك يابتول..يعني أنتي مو مصدقتني ..أرجع أعيد كلام أمس..
بتول بحيره/أنا قابلتك ببيتنا..شلون تقولين ماتعرفين أبوي ولا اتفقتي معاه..أجل وش جايبك هنا.
جوري بعتاب/في أحد يقول لضيوفه ذا الكلام..أختصار الموضوع أبوي مساعد صاحب أبويا الله يرحمه وهوا عرفني على أمي منيره وجدي صقر والبقيه ولينا تقريباً
سنه نعرف بعض ومتواصلين بالتلفون وعمتك ديما عزمتني على ملكتها أمس وجيت وقابلتك بالصدفه..أنا أمس ماكنت أعرف إنك حفيدة أبوي مساعد واتفاجأت لما شفتك قبل شويه..يعني كل اللي صار مجرد صدفه..مقدر ومكتوب..اسألي الكل وهيقول نفس كلامي، تبغي تصدقي كان بها ماتبغي براحتك..عندك عقل تفكري منتي بزره.
فكرت بتول وبهدوء/طيب متى وشلون عرفتي إني عمياء.
طالعت فيها بإبتسامه/أول شيئ صدقتيني ولا لا،لإني ماحب أتكلم مع ناس يحسبوني كذابه.
هزت رأسها بأيوه وسمعت جوري تتنهد براحه/مادام كذا هقول..عرفت بعد خمس دقايق من قعدتي معاكي أمس..من طريقتك وحركات عيونك فكرتيني بسخص،ولما طلبت منك القهوه كنت بتأكد لا أكثر..
بتول بصدمه/كان باين علي وأنا اللي فكرت إنك غبيه وإني قدرت العب عليكي.
جوري ببرود/غبيه!!
شهقت بتول/أسفه ماقصدي..يعني فكرتك كذا لإنك مانتبهتي إني ماشوف.
ماردت عليها جوري وبعد لحظات مدت بتول يدها لجوري اللي مسكتها بهدوء وبندم/والله أسفه..ماكان قصدي اللي صار والكلام اللي قلته..لما قالت دينا إنك هنا كرهتك وظنيت إنك كذبتي علي وإنك دكتوره مثل اللي قبل ..كنت وقحه وقليلة أدب..سامحيني.
نعكشت لها شعرها وبهدوء/خلاص سامحتك ولو إنك زودتيها وفرجتي علينا أمة لا إله إلا الله.
مر الوقت وهم يتكلموا ولما انتبهت جوري عالساعه رجعوا وطلعت مع بتول لجناحها بعد مارفضت تدخل معاها بحجة إنها مالها وجهه تقابلهم بعد اللي صار ..وماسابتها جوري غير لما وعدتها إنها هتنزل بعد ماترتاح وتغير ملابسها، رجعت جوري للبنات وطمنتهم عليها وطلبت منهم مايقولوا شيئ للبقيه علشان بتول محرجه منهم وقالت لدينا تروح لها تساعدها..كانت منتبهه لنظرات الفضول في في عيون البنات اللي منتظرين تفاصيل الموضوع على أحر من الجمر وفي ظرف دقايق كانت محوله إهتمامهم لموضوع ثاني..
ثاني يوم رجعت بعد المغرب من بيت ساره ولقت البنات متجمعين جنب المسبح بعضهم يسبحوا وبعضهم جالسين يتفرجوا عليهم ،وبمرح/السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ردوا السلام ،ريوف/صدقيني الجبس أنقذك من هبالنا ولا كنتي طابه معنا الحين.
ثريا/كن ساره حجزتك اليوم كله.
جلست جنبها وبهدوء/وربي إنها زعلانه تقول ذي ماتنحسب جيه.
ديما بإستهبال/سلامات وش فيها ذي..مو كفايه رحتي أتغديتي عندها وتوك تجين ..وش تبي بعد.
طالعت فيها جوري بضحكه/خير اللهم أجعله خير..أشوف غزالتك رايقه والضحكه من الأذن للأذن ماشاء الله..صارت تطورات في غيابي!!
طلعت أصوات البنات بالضحك وهم يحشوا فيها ،رؤى/بركات العريس..على بالك أنتي لحالك أنعزمتي عالغداء.
جوري بإبتسامه/قلتي لي..دوووم يارب.. المهم أقفلي فمك مزبوط لاتطيح أضراسك ومانلقاها.
ديما بروقان/اليوم سامحه لكم تأخذوا راحتكم لأني مستانسه.
جات بتول ودينا وسلموا وقعدت جنب جوري بتوتر،جوري بإبتسامه/هلا والله بالحوريه..كيفك حبيبتي.
إبتسمت وهزت رأسها وقعدت تتكلم معها بهمس.
طالعت فيهم شذى بصدمه،والتفتت لروعه/شلون بتول قاعده معها ،من وين تعرفها.
روعه بإبتسامه/شلون ماندري..بس شوفة عينك صايرين صحبه.
عضت شفايفها بقهر"ذي بتخرب كل خططي" وبخبث/أقول ياسمين..أنتوا عندكم مسبح في بيتكم..تسبحين زين.
طالعت فيها ياسمين بهدوء/لاماعندنا..بس عندنا بحر ياكبره..نسبح فيه لين نقول بس.
مها بتصريف/ماشاء الله بنتك خطيره أكيد أنتي بعد تسبحين زين .
جوري بإبتسامه/أنا أعشق شيئ أسمه بحر ،بس ابعديني عن شيئ أسمه سباحه..أنا طلعوا عليا المثل القايل تغرق في شبر مويا.
شذى بإستهزاء/أكيد لإنها كانت عايشه في اليمن ..يعني بنتها لحقت نفسها هنا.
طلعت ياسمين من المسبح ولبست بشكير وبإبتسامه/بالعكس أنا اتعلمت لما كنت أروح بيت جدي..هناك عندهم أحلى بحر.
وقفت جوري بهدوء/بتول حبيبتي أيش رايك تفرجيني عالحديقه.. الجو هنا صار فجأه يخنق ومو مريح.
دفت بتول كرسيها وقبل ماتوقف صرخت شذى بتمثيل/أنتي ماتدري إن بتول عمياء..حضرتك قاعده تستهبلين عليها.
هرب الدم من وجه بتول وجلست بإنكسار ونزلوا دموعها بصمت،ثريا بحده/شذى.. فكينا من شرك.
جلست جوري جنب بتول ومسحت دموعها ووقفتها معاها،وببرود/يقولوا العمى عمى القلوب مو الأبصار..وياما ناس عندها عيون وعقل بس سبحان الله وجودها وعدمها واحد..
شذى/وش قصدك..أنا عمياء ماشوف؟
رفعت جوري يدها لأذنها بتمثيل وبهدوء/بنات سمعتوا شيئ؟
ثريا بمسايره/لا ماسمعت..أنتي سمعتي؟
جوري بإبتسامه/شكلها ناموسه،ذبانه..مدري شيئ قاعد يزن ويزعجنا..خلي الشغالات يبخوا بف باف ولاريد علشان الجو يروق ويهدأ..تعرفي لازم الواحد يسيطر على الحشرات ولا بيتحولوا لإزعاج ماله أخر.
ومسكت بتول ومشت ولحقتها ياسمين والبنات بعد ماسمعوا شذى المقهوره كلمتين.
لما بعدت جوري وبتول وصاروا لوحدهم،بتول بحزن/هي معاها حق..أنا عمياء شلون تبيني أفرجك وأتمشى معك.
جوري بهدوء/على حد علمي أنتي عمياء مو مقعده..يعني علشان انعميتي تدفني نفسك بالحياة.
بتول/وش الفايدة دام ماشوف ولا أعرف شكل شيئ.
جوري بإستغراب/بس أنتي كنتي تشوفي.. يعني فاكره شكل الأشياء..فاكره الألوان ..عندك ذاكره لملايين الصور..بينما في ناس أتولدوا عمي بدون مايحسوا بذي النعمه..ناس مايعرفوا الفرق بين الأبيض والأسود..مايعرفوا أيش يعني شمس وبحر وسماء..لظ±ن حياتهم كلها أسود في أسود.
بتول ببكى/بس الحين خلص ماعدت أذكر شيئ منها..كل اللي قلتيه نسيته.
مسكت يدها بقوه/أنتي تناسيتي..وحتى إذا نسيتي تقدري ترجعي تفتكري بسهوله..أيش رأيك.. نجرب!!
غمضت عيونها بهدوء"أنا مو فاهمه وش تقصد..وتعبت من هالحاله..هي قالت نجرب..يعني بتم معاي وتساعدني" فتحت عيونها وبتردد/شلون أرجع أتذكر.
مسكت يدها وبهدوء/أنتي عارفه إني مو جالسه أكذب عليكي..يعني مصدقتني وواثقه فيا صح.
هزت رأسها بموافقه وتابعت جوري بضحكه/أجل من ذي اللحظه أنتي بتعطيني رجولك.. وأنا بعطيكي عيوني ولو إن نظري ضعيف.. أتفقنا.
عقدت حواجبها بعدم فهم/وشلون يعني
دفت بتول قدامها وحطت يدها على كتفها وبأمر/أنتي هتمشي للمكان اللي يعجبك.. روحي أبعد مكان توصل له رجولك،وأنا بكون عيونك مارح أخليكي تصدمي في شيئ ورح أخليكي تشوفي كل شيئ بعيوني..
دفتها بشويش قبل ماتعترض وبهدوء/بدينا ومشي الحال، ذحين مافي تراجع ومنتي خسرانه شيئ..خذي نفس عميق وسمي بالله.
سوت مثل ماقالت لها وبدأت تمشي بحذر وجوري توجهها بهدوء وهي تتكلم معاها، كل مامشت أكثر كانت تحس بقوه وراحه وكل فتره توقفها جوري وتخليها تلمس شيئ في الحديقه..خلتها تمسك التراب والشجر والورد وحتى البلاط والحجار في الأرض،طلبت منها تتكلم عن ملمسها في يدها وريحتها وعن شكلها اللي تتذكره، بعد ساعه كانت أصوات ضحكهم طالعهه وهم منسدحين عالأرض،بتول بتعب /أول مره أمشي كل ذا..
أظن مافي شيئ مامسكته اليوم..يبي لي تعقيم.
جوري بضحكه/ولايهمك بحطك في الغساله مع شوية كلوركس وأريال..نص ساعه وترجعي تبرقي.
جاتهم ياسمين وبعتاب/تعبت وأنا أدور عليكم..وين أختفيتوا؟
بتول بمزح/أنتي متأكده إن رجل إمك مكسوره ولاتلعب عليكم..ماشاء الله بس تلف.
ياسمين بضحكه/لسا ماشفتيها لما تتكلم بالجوال..تحول أهلك.
ردت بصوت واطي/وماظنتي بشوفها.
رن جوال جوري اللي إبتسمت لما شافت المتصل/ذا مؤيد ..أنا بروح أكلمه وأرجع.
مسكت يد بتول وبمزح/رجولي..لاتسيبيني وتروحي وأرجع ماالقاكي..طيب.
راحت بعد ماإبتسمت لها بتول،جلست ياسمين جنبها وبهدوء/لاتزعلي من ماما..هيا موقصدها تضايقك بكلامها..بس هيا كذا طبيعتها ماتحب تستسلم مهما كانت الظروف أقوى منها.
بتول بإنكسار/بس هي شكلها بتنسى إني عمياء وماني مثل البقيه اللي حولها.
ياسمين بإبتسامه/اتأكدي إن ذا شيئ لايمكن تنساه أبدا..وهيا بتعاملك كذا لإنها متعوده تتصرف مع خالتي أحلام بذي الطريقه.
بتول بتردد/ مين أحلام وليه بتعاملها كذا؟
اتنهدت ياسمين بحب/ أحلام أخت ماما،وذي أحلى وأقوى شخصيه يمكن تقابليها في حياتك..هيا كفيفه زيك بس مو زيك.
شهقت بتول بصدمه/أختها عمياء مثلي.
ياسمين بشرح/عمياء بس مو زيك..خالتي أحلام عمرها ظ£ظ سنه وصارت عمياء بسبب حادث وعمرها لسا سنتين ..يعني عاشت طول عمرها عمياء وماتشوف.
اتأثرت بتول ونزلوا دموعها بحزن/ يا الله شلون عايشه حياتها ذي كلها وهي عمياء وماتشوف..تلقينها كارهه حياتها الحين.
ياسمين بإعجاب/بالعكس..هيا عايشه حياتها
بالطول والعرض..درست واتخرجت وصارت معيده في الجامعه..ولها عامود خاص تنشر فيه مقالاتها في جريده مشهوره في اليمن..
بتول بعدم تصديق/شلون قدرت تسوي ذا الشيئ وهي ماتشوف.
إبتسمت/ماما تقول إنذا توفيق من الله أولاً و إرادتها اللي من حديد ثانياً وإنها اتحكمت في حياتها وأختارت كيف تعيشها مو العكس.
سكتت بتول وراجعت كلام جوري لها"أنتي اللي تحددي كيف تعيشي حياتك،موحياتك اللي تحدد كيف تعيشي" قاطعتهم ضحكة جوري بفرح/ياسمين بطه ولدت وجابت بنت.
ياسمين بصراخ/واااو..الحمدلله.. جوري الصغيره جات.
بتول بإستغراب/أي بط اللي ولد..أتذكر إن البط يبيض ؟
انفجروا ضحك عليها وفهموها قصدهم قبل ماتتصل جوري لعبدالرحمن وتقله يحجز لهم لجده.
↚
شعوري بالسعاده عندما أرسم البسمه على وجوه الآخرين .. أجمل من شعوري بالسعاده عندما أسعد نفسي...
--------------
(جده)
الساعه ظ¥العصر
كانوا البنات متجمعين في بيت مؤيد يزوروا فاطمه اللي ولدت من أسبوع وجابت بنت..
أم خالد بحب/الله يعوض عليكي يابنتي ويجبر قلبك.
مالت عليها جوري وباست كتفها/آمييييين يمه..كم دعوه حلوه منك وكل شيئ يزبط إن شاء الله.
فاطمه/خلاص جيبي البنت برضعها.
ضمت البنت بحنان وهي تشم ريحتها بأستمتاع/فديتها سميتي ريحتها تجنن..إذا رحت بيتي رضعيها بالعافيه لين تقول بس..ذحين مافي.
لبنى بضحكه/وربي اللي يشوفك يقول مدمنه وأنتي حاشره خشمك في رقبتها تشمشمي.
ندى بإبتسامه/جوري من يوم ماعرفتها تحب ريحة الأطفال..لما ولدت نادر كانت زي كذا معلقته في صدرها لدرجة إني أفتكرتها حامل وبتتوحم.
جوري بضحكه/سموه جنان..إدمان.. مايهمني المهم إن الريحه متوفره وبس وبجلس كذا لين أتوكل من هنا..تصدقوا نفسي يخترعوا عطر تكون ريحته زي ريحة الأطفال..الله أتخيلوا بس وقت مايجي على بالي أبخ منه وأستمتع.
فكوا عليها ضحك قبل مايرن جوالها وتضطر تعطي البنت لأم خالد وبعد دقيقه وقفت بهدوء/يلا حبايبي أشوفكم بكره إن شاء الله ..عبادي برا.
فاطمه بإمتنان/تعبتك معايا ياقلبي،الله لايحرمني منك.
باستها جوري وبعتاب/ياحبك في الكلام الفاضي،تعيدي وتزيدي فيه..سلمي على مؤيد وانتبهي لنفسك.
أم خالد/أنا ببات عندها اليوم لاتقلقي.
جوري بتفكير/أجل بكره بيباتوا الأولاد عندكم بدل اليوم.
ندى بتردد/طيب أيش رأيك تأخدي نادر ونادين معاكي لإنهم بيزعلوا إدا ماجوا ياسمين وقصي.
التفتت لندى بإبتسامه/ينوروا بيت أمهم وأخوانهم..أصلاً كنت بقلك بأخذهم بس سبقتيني.
سلمت عليهم وراحت وبعد ماوصلوا بساعه، نادر/ماما موقلتي لما ترجعي من بيت جدو صالح بنروح الملاهي.
جوري بتمثيل/أنا قلت!!!متى؟
نادين/والله دلتي.
شالها عبدالرحمن وطيرها وهي تضحك/الله من طولة اللسان صايره تحلفي ياسنفوره.
ياسمين/ماما خلينا نروح بكره.
قصي/بكره بنروح عند البيت..أبويا دوبوا أتصل وقال مانتأخر.
عبدالرحمن/مو مشكله أنا بكلمه.
طالعت فيه جوري وهزت رأسها بلا،وبمرح/فيكم حيل ولاتعبانين!!!
حط عبدالرحمن نادين عالأرض وبملل/لا تقولي نروح اليوم..أنتي من الصباح في بيت مؤيد.
نط نادر يصفق بفرح ولحقته نادين وياسمين بتشجيع،جوري بضحكه/ياشيخ خلينا نفل وبكره ننام ونعوض إن شاء الله..ياسمين غيري لنادين وأنت قصي ساعد أخوك على ماجهز القهوه وباقي الأغراض.
قام الكل بحماس ،ياسمين/ماما في حلا في
الثلاجه سويته وانتي في بيت عمو.
رمت لها جوري بوسه في الهواء/ربي يسعدك حبيبتي..
عبدالرحمن بضحكه/لا ياشيخه لاتجيبيه.. موناقصين مغص نشتري من برا أحسن.
بوزت ياسمين بزعل/خالووووا لاتزعلني منك.
ضمها عبدالرحمن بقوه/ إلا زعلك..أنا مو عارف أنتي لمين طالعه رقيقه..أمك لو حد قالها شيئ تنط تأكله ماعندها تفاهم.
دقته جوري بطرف عكازها وبتهديد/ لا تستفزني تراني جيعانه وممكن أسويها.
ياسمين بإبتسامه/حرام عليك ماما مافي أطيب ولا أحن ولا أرق منها.
صفر عبدالرحمن وبمزح/أوووف أيش ذي الصرفه القويه..كل ذا فيها والأرهاب اللي قالته من ثواني تحت أي بند يتصنف.
جوري بضحكه/هي صادقه الأطفال مايعرفوا يكذبوا.. بعدين كيف تبغاني أتصرف معاك أنت وأخوانك.. بدموع شيماء ولا دلع علياء..ذي ماتخارج معاكم.
ياسمين بصدمه/أنا أطفال!!!
طلعت جوري لسانها وبضحكه/لزيادة المصداقيه لا أكثر..ويلاا اتوكلوا من هنا خلونا نخلص.
وتركتهم وراحت المطبخ وهم يضحكوا عليها.
↚
الرياض
الساعه ظ© ليلاً
انفك الباب بقوه ودخلت بسرعه وهي متوتره/ثريااا ناظريني..شلون طالعه.
طفت ثريا التلفزيون والتفتت لديما وبهدوء/كم مره قلت لك تدخلين على مهلك.
ردت بعصبيه/موبوقت محاضرتك عن الإتيكيت..ناظري وجهي..شكلي..حلو ولا أبدل.
اتأملت ثريا فستانها الذهبي الضيق لنص فخذها وكعبها الذهبي وظل عيونها الأسود بدرجات البني، وبعدم رضى/ما كأن فستانك حيييل قصير ،أنتوا توكم مملكين شلون تلبسي كذا.
جلست جنبها وبإبتسامه/هدية من ميشو وحاب يشوفني فيه..وبعدين أحر ما عندي أبرد ماعندك.. مشعل تحت وأنتي ضيعي وقتي بحكيك ذا لين تخلص الساعه اللي محددها قرقوش ويرد ميشو بيتهم من غير ماشوفه.
ردت ثريا وهي تضحك من قلبها/عندي قرقوش وقباله طال عمرك ،خلك شجاعه وقوليها في وجهه يا منافقه.
بلعت ريقها بصعوبه وهي تتخيل نفسها تقول لسند أخوها قرقوش،هزت رأسها بقوه تطرد الصوره اللي أترسمت في بالها وبتلعثم/الله لايقوله.. توي دخلت دنيا وأبي استانس بحياتي..وين الشجاعه بالموضوع!!! بايعه عمري أنا علشان أغلط وأقولها في وجوده..وذا حذر مب نفاق.
وقامت بعصبيه/تدرين أنزل أصرف لي.
مسكتها ثريا قبل ماتطلع وسحبتها لتسريحتها وعدلت على روجها،وبحنان/الروج الأحمرأحلى..روحي تلقين مشعل على نار.
ضمتها ديما بقوه وبهمس/ما آن الآوان إنك تنسيه وتعيشي حياتك.
بعدتها عنها بشويش وبإبتسامه باهته/الحين عيشي حياتك عني وعنك قبل لايجي سند ويشوف فستانك ذا وساعتها قولي على ميشو السلام.
شهقت ديما ونست سالفة أختها وبخوف/وأنتي صادقه والله إن شافني بيمنع مشعل من شوفتي.
وخرجت بسرعه زي مادخلت وتركت وراها ثريا اللي تغير لونها واتكومت عالسرير ببكى/الله يرحمك ويجعل مثواك الجنه يانظر عيني.
الرد باقتباس اقتباس متعدد لهذه المشاركة الرد السريع على هذه المشاركة
{[ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ - إلهي لكـ الحمد والشكر نستغفركـ ياعفو ياغفور ]} 422 إضافة تقييم لـ خياله والخيل عشقي التبليغ عن المشاركة
قديم(ـة) اليوم, 12:42 AM
خياله والخيل عشقي خياله والخيل عشقي غير متصل
©؛°¨غرامي مشارك¨°؛©
اللهم أملا قلبي بحبك
تاريخ التسجيل: Aug 2015
رقم العضوية : 912705
المشاركات : 299
تقييم العضوية : 5400
خياله والخيل عشقي has a reputation beyond repute خياله والخيل عشقي has a reputation beyond repute خياله والخيل عشقي has a reputation beyond repute خياله والخيل عشقي has a reputation beyond repute خياله والخيل عشقي has a reputation beyond repute خياله والخيل عشقي has a reputation beyond repute خياله والخيل عشقي has a reputation beyond repute خياله والخيل عشقي has a reputation beyond repute خياله والخيل عشقي has a reputation beyond repute خياله والخيل عشقي has a reputation beyond repute خياله والخيل عشقي has a reputation beyond repute
الدولة: المملكة العربية السعودية
الافتراضي رد: خريف الحب/بقلمي
جده
رجعت عالساعه ظ،ظ، الليل من عند وحده من صديقاتها وفسخت عبايتها وعدلت مكياجها وجلست في الصاله بعد ماطلبت من الشغاله تجيب لها عصير،شغلت التلفزيون على عرض أزياء وتابعته بإهتمام وبعد فتره دخل زوجها وأولادها بضحكهم وأصواتهم العاليه اللي انخرست بمجرد ماشافوها،وبإستغراب/انتوا مو نايمين!!
عبدالفتاح بتريقه/لا ..وأكيد مافكرتي تتعبي نفسك وتروحي تشوفي أنهم في غرفهم ولا لا.
طنشته وألتفتت لخلود ومحمد/ فين رحتوا؟
طالعوا فيها وفي أبوهم بإرتباك قبل مايطلب محمد من لؤي يروح غرفته ويرد بهدوء/رحنا سلمنا على خاله جوري وبعدها اتمشينا مع أبويا.
لطيفه بحده/أحنا ماخلصنا من ذا الموال، رايحين لها بنفسكم كمان ومن ورايا.
خلود بإحتجاج/ ياماما أنتي ماخليتينا نسلم عليها لما سافرت ودحين كمان رجعت من فتره ومارحنا..كلها ربع ساعه ماطولنا.
عبدالفتاح بحده/استئذنوا مني وأنا وافقت ،لايكون عندك مانع ولا مو مالي عينك.
رجعت تتفرج عالتلفزيون بدون ماتطالع فيه، وبلامبالاة/لاتبدأ موالك وأشبع بيهم..
كان بيرد عليها بس خلود اللي مسكت يده ونظرتها اللي كلها رجاء خلته يطالع فيها ببرود وعلى وجهه إبتسامة سخريه/هيجي يوم وتندمي فيه على كل شيئ ،وأتمنى أكون فيه علشان أشوف وجهك ساعتها.
سلم على عياله وخرج ،ألتفتت لمحمد وخلود اللي بينظروا لها بعتاب وبملل/خيييير.. أكيد بتوفقوا في صفه كالعاده..روحوا غرفكم وخلصوني.
هز محمد رأسه بأسف ومشي وسحب معاه خلود اللي تبكي بصمت
↚
الرياض
قفل المنبه ورجع حط رأسه على المخده ووعيونه تطالع في الظلام البارد اللي مغلف الغرفه،أتنفس بعمق وعقله يفكر في كوابيسه عن الحادث وكيف أتبدلت لأحلام بيشوف فيها سمر وهي تبكي وتوصيه على بتول وبدر، أتكرر ذا الحلم لدرجة إن أخر كلماتها في الحلم أنطبعت في باله "عوضهم عن كل شيئ ماعطيتهم ياه في حياتي" أتنهد وعقله يسترجع تفاصيلها اللي عشقها لطالما كانت سمر إنسانه مرحه ومنطلقه لدرجة التهور، جميله وتحب الجمال والأناقه ، كانت تتابع أخر صيحات الموضه وتطبقها في كل شيئ في حياتها من أزيائها وشعرها لملابسه وملابس أولاده.. لفرش بيتهم وموديلات سياراتهم وحتى أماكن سفرهم ..كل شيئ في حياتها لازم يكون على الموضه وعلى أحدث طراز .. كانت عميله مهمه ولها وزن في كل دور الأزياء العالميه وعندها فريق تجميل متخصص ومستعد كل الوقت وذا الشيئ اللي خلاها ومهما كانت الظروف تظهر دائماً وكأنها طالعه من وسط مجله من مجلات الجمال والأزياء.. ماينكر إن ذا الشيئ جذبه ليها بشكل كبير، وخلاه يخصص لها ميزانيه ضخمه ووقت كبير علشان يقدر يحضر معاها كل عروض الأزياء اللي بتفضلها وفي كل مكان في العالم، لكن مع مرور الوقت وزيادة أعماله اللي بدأت تتوسع أضطر إنه يقلل من سفراتهم اللي بتأخذ جزء كبير من وقته غير إنه لاحظ إن إهتمامها المبالغ فيه بالسفريات ومواكبة كل جديد في عالم الأزياء ومحاولتها الدائمه في إنها تكون متجدده وبأكثر من إطلاله في السنه أثر على الوقت اللي بتقضيه مع بدر وبتول لدرجة إنه صار يشوفهم ويقعد معاهم أكثر منها وصار أعتمادها على الشغالات والمربيات أكثر وأكثر حتى في أبسط الأشياء ، لدرجة إن إمه لاحظت وعلقت ولمحت له في أكثر من مناسبه إنها صارت تنشاف مثل الضيوف، وكل مالفت إنتباهها لذا الشيئ وإنه مضايقه كانت تقول إن ذا أسلوبها وماتقدر تغيره وإنه المفروض يفرح لإنها مهتمه بعمرها وبتحاول تكون الأجمل في عيونه وإنها لازم تتمتع بحياتها مادامت الفلوس موجوده وبتوفر لها كل اللي تتمناه ..
حبه الكبير لها خلاه يتفهمها ويحاول يوصل معاها لحل وسط يرضيهم الإثنين ومايظلم أولاده في نفس الوقت، وفي نفس الوقت ماقدر غير إنه يتصرف معها بحزم في بعض الأشياء ومنعها منها منعاً باتاً لقناعته التامه بغلطها مهما حاولت تبريرها وتسهيلها ..مثل رفضه القاطع لفكرة سفرها مع صديقاتها والحرس بحجة إنه مشغول ومايقدر يسافر معاها طول الوقت ،ورغم ذلك حاول ينضم وقته ويخصص لها وقت لسفرياتها وإهتماماتها ويتغاضى عن ذي الصفه ويتقبلها فيها لإنها مثل ماقالت جزء من حياتها وماتقدر تغيره أو تتنازل عنه.. وصار يحاول قدر الإمكان إنه مايفوت أي فرصه لأوقاتهم العائليه وجمعتهم سوا مهما كانت الظروف..
لكن بعد موتها مرت عليه أوقات ندم فيها لإنه كان متشدد معاها ولام نفسه لإنه كان المفروض يضغط على نفسه أكثر علشان يعمل لها كل الأشياء اللي كانت تحبها ويوصل معاه لحل يرضي الطرفين..حس إنه حرمها من أشياء بسيطه كانت مصدر سعاده لها، وبموتها خسرها للأبد وخسر معاه أي فرصه علشان يعوضها عن أي طلب رفضه لها.. ومع فقدها فقد القدره على مواجهة نفسه وأولاده وأهله والتعامل معاهم ومع الفراغ اللي تركته في حياته وحياتهم..
أتخلص من أفكاره بمجرد سماعه لصوت الأذان وقام أخذ دش بارد وصلى الفجر ..لبس ملابس ركوب الخيل وخرج للأسطبل في العتمه واتوجه رأساً لفرسه "الأدهم" اللي صهل بترحيب بمجرد دخوله،مرر يده على رقبته بحب وشوق وهو يهمس له في أذنه والأدهم يهز رأسه كإنه فاهم كلامه ،كان الأحب والأقرب لقلبه من مجموعة الخيول الكبيرة اللي في مزرعتهم وهو اللي روضه بنفسه وبيشرف على رعايته وأكله بشكل خاص، وبعد ربع ساعه من إهتمام سند ورعايته كان الأدهم نظيف ومستعد للخروج في جولته الإعتياديه مع ظهور أول شعاع للشمس في الأفق ،وذي كانت الهوايه الأحب على قلبه وبيحاول يلقى لها وقت مهما كانت مشاغله.
↚
جده
بعد ثلاث أسابيع، الساعه ظ،ظ،ليلاً
دخلوا البيت وحط عبدالرحمن الأكياس في المطبخ، وبلوم/كنا نقدر نخليها لبعد ماتفكي الجبس بس رأسك اليابس هذا كيف يقتنع.
فسخت عبايتها ورمت نفسها عالكنبه بتعب متناقض مع إبتسامتها الواسعه وعيونها تلمع بحماس/بصراحه مو قادره أستنى لوقتها وبعدين أنا أبغى الأفتتاح يكون بعد العيد،يعني يادوب أبدأ أجهز من ذحين.
جلس جنبها وبعدم إقتناع/تقومي تهلكي نفسك طول الأسبوع اللي فات لفلفه في الأسواق من محل للثاني .. أيش تستفيدي إذا كسر رجلك ماجبر..وقتها هترتاحي؟
شبكت يدها في ذراعه وسندت رأسها عليه وبإبتسامه/مو كنت لما أتعب من المشي أجلس ارتاح..خلاص لاتخاف إن شاء الله مايصير إلا الخير..بعدين أهو بتسلى في غياب الأولاد.
عبدالرحمن/طيب على كذا خلصتي كل شيئ تقريباً،بقي بس الديكور اللي حضرتك مصره تعكي فيه.
شد شعرها لما عضته بخفه في كتفه، وبضحكه/عك..أنا أعك!!!هتشوف لما أخلص كيف بيتحول المكان لتحفه وبكرا تقول جوريتك قالت ..وسيب شعري خربته.
دفها وأعطاها جوالها اللي رن وبضحكه/هتروش على ماتخلصي كلام مع أبوكي وبنطلع نتعشى في البحر.
أشرت لها بيدها بأوكيه وردت بإندفاع/السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..هلا يبه.
أبو مساعد/وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. هلا بعطر الورد..شلونك حبيبتي.
حست بخدوها صاروا طماطم وبإحراج/زان لونك يبه الحمدلله بخير..أنت كيف صحتك
وكيف اللي عندك كلهم.
أبو مساعد بحنان/صحتي زينه ولله الحمد وكلهم يسلموا عليكي حتى بتول تسأل عنك.
عضت شفايفها بخفه"أهاا..هوا عرف" وبهدوء/الله يسلمهم من كل شر.. وسألت عليها العافيه..
أبو مساعد بعتاب/ليه ماقلتي لي إنك قابلتيها وقعدتي معها.
ردت بهدوء/مافي شيئ علشان أقوله يعني قابلتها عادي زي باقي البنات.
أتنهد وبتساؤل/أنتي ليه ماتحكي لي عن اللي يصير معك؟..منتي زعلانه لإني ماقلت لك على وضعنا؟ ماظنيتي إني كذبت عليكي لما دريتي إني موبشغال في شركه مثل ماكنتي تظني؟
عقدت حواجبها بإستغراب من كلامه،لإن هذي أول مره يذكر فيها موضوع عيلتهم ووضعهم من يوم مارجعت من عندهم، وبهدوء/إذا مفكر إني بعاملك بالمثل علشان كذا ماقلت لك عن بتول فأنتا وأعذرني عالكلمه غلطان يبه..
سكتت للحظات تجمع أفكارها قبل ماتتابع/ماأنكر إني أنصدمت لما وصلت بيتك أو بالأصح قصرك بس ذا شيئ طبيعي بما إني كنت مفكره إنك موظف وبتتعب نفسك في دوامين..بس لما فكرت في الموضوع أكتشفت إنك ماكذبت عليا ولا أوهمتني بشيئ غير حقيقتك..يعني أنتا أساساً كان كلامك عادي..رحت الدوام ..رجعت متأخر في الليل..ورايا ناس أصرف عليهم..كلام بيقوله كل اللي بيشتغلوا ، وأنا أستنتجت منه إنك موظف وشغال دوامين ولو جينا للحقيقه ذا اللي صاير فعلاً أنت بتشتغل لأخر الليل وبتتعب نفسك ووراك ناس تصرف عليهم بس الفرق إنك مدير نفسك.
أبو مساعد/يعني موبزعلانه ولا شايله بقلبك علي.
ردت بعتاب/أنا أشيل في قلبي عليك!! الله يسامحك يبه..أصلاً مو من حقي أزعل لإني ببساطه أنا اللي بديت بالأسرار وأنا اللي طلبت منك لاتسألني عن حياتي ولا تحاول تعرف عني شيئ غير اللي أقوله لك فمو من حقي أعاتبك أو ألومك في شيئ، بعدين أنا نسيت اللي صار ثاني يوم وماعد فكرت فيه وياريت أنت كمان ماتفكر فيه.
أتنهد براحه/خلص إنتهينا من ذي السالفه والله يكملك بعقلك..
ضحكت بخفه/آمييييين يارب، وبجديه/بالنسبه لبتول أنا ماقلت لك لإني حسيتها منطويه على نفسها وقلت يمكن تزعل إذا أتكلمت عنها وحبيت أسيبها براحتها.
أبو مساعد/حكت لي ثريا إنك اتفاجأتي يوم شفتيها عندنا وقلتي لها إنك قابلتيها في الملكه لكن ماقلتي وش صار بينكم.
أخذت نفس وحكت له كل اللي صار، وبهدوء/كان مكتوب إني أجلس معاها يومها،بس لما أنتبهت إنها عمياء حسيت بإنكسارها وغضبها وعجزها..كان فيها شيئ غريب مافهمته في البدايه،بس اللي فهمته بعدين إنها حاسه بالذنب من شيئ سوته وهوا اللي خلى حالتها كذا..وحاولت أبين لها إن العمى مو نهاية العالم،حسستها بعجزي وحاجتي ليها بسبب رجلي المكسوره ..خليتها تجيب لي القهوه وخليتها تحس إنها إذا حبت فممكن إنها تكون مفيده حتى وهيا عمياء .. وحاولت أوصل لها إن طلب المساعده وقت الحاجه مو عيب ولا محرج.
أبو مساعد بتردد/كل ذا أتعلمتيه لإن أختك عمياء مثلها..علشان كذا أرتاحت وحكت لك عن حالها!!
جوري بتفكير/ماأعتقد إنها أرتاحت لي بمعنى الكلمه ..حسيتها فرحت لإني غريبه ولإنها أفتكرت إني مو عارفه إنها عمياء..أفتكرت إني مجرد وحده تقدر تكلمها عن اللي تاعبها وتفضفض لها وبمجرد ماتخلص الليله كل واحد بيروح لحاله.. ماهيكون في تواصل وبالتالي مافي شفقه ولا عطف ..على الأغلب فكرت كذا.
أبو مساعد/طيب ليه ماأتصلتي لها من يوم مارديتي لبيتك؟
زفرت بضيق/بصراحه ماحبيت أضغط عليها،حبيت أعطيها فرصه تفكر وتقرر إذا تبغى تكلمني ولا لا.. بس لما بترسلي رسايل برد عليها وحسيت إنها متردده من ناحيتي مو عارفه تتطمن لي ولا تبعد عني.
وبعد تردد تابعت/بصراحه أنا أستغربت من حاجه وأستحيت اسألها عنها.
أبو مساعد/اسأليني وأنا برد.
جوري بإحراج/يعني أنا ماشفت أمها يوم الملكه ولا بعدها في بيتكم رغم إني قابلت الكل..والأغرب إنها ماجابت سيرتها وحتى بدر لما شفته مع قصي كان فيه حاجه برضه مافهمتها،هادي زياده عن اللزوم ومنطوي وخجول، وفي نفس الوقت نظراته ليا لما كنت أتكلم مع قصي كانت غريبه..أستغراب شك..إهتمام ..هما أيش مشكلتهم بالضبط؟
أتنهد بتعب واضح/بتول ماقالت لك شلون أنعمت.
حست بخوف من اللي هيقوله وردت بحذر/ لا محد قلي شيئ.
حكى لها عن الحادث بإختصار، وبعد فتره ردت جوري بجمود/الله يرحمها ويغفر لها ،وأنا بغباء فكرت إنه في مشكله صايره وإنها تاركه البيت.
وبقهر/أنتوا كيف سايبينها كذا خمسه سنين.. ليه مادخلتوها معهد للمكفوفين ليه ماتعلمت لغة بريل وخلصت دراستها..خمسه سنين راحت من عمرها وهيا حابسه نفسها بين أربع جدران..وأنا اللي أستغربت نفسيتها وأسلوبها وعجزها وإعتمادها الكلي على دينا حتى في أبسط الأشياء..كويس إنها ماجاها إنهيار عصبي في وضعها ذا..صعب إنها تتقبل خسارتها لأمها والظلام اللي حاصرها بذا الشكل وللأبد.
أبومساعد بهدوء/في جراحه إذا سوتها بيرد نظرها من جديد،لكن هي رافضه تسويها ولنا أكثر من سنتين نحاول فيها بدون فايده.
شهقت بصدمه/وليه تستنوا موافقتها،هيا صغيره وماتعرف مصلحة نفسها بس إذا كبرت بتلومكم أنتوا عاللي حصل..أبوها ليه مايجبرها هوا يقدر يسفرها لأي مكان في العالم ويعمل لها العمليه.
أبو مساعد/الدكتور قال نفسيتها نص العلاج ومادامت رافضه الفكره فالعمليه مارح تفيدها، وحنا تربطت أيدينا وماعرفنا وشلون نقنعها..عيزنا وحنا نفهمها بدون فايده.
مرت عليهم أكثر من ساعه وهم يتكلموا ولما جاء عبدالرحمن يستعجلها أعتذرت منه وقالت له مالها مزاج تطلع برا، وبما إن ياسمين وقصي في بيت أبوهم فراح لفيصل ورجعت جوري تكمل كلامها مع أبو مساعد.
↚
الرياض
بعد الفجر
وقفت قدام الشباك وأخذت نفس عميق مثل ماعلمتها جوري وعدت لعشره وهيا تردد " أنا قويه..أنا قويه..أنا قويه" صار لها يومين ترددها لدرجة إنها صارت تحلم بها،من وقت اللي إتصلت لها جوري فجأه وهي تعاتبها وتقول لها إنها صار لها من يوم ردت لجده وهي منتظره إتصال منها أرتبكت وماعرفت شلون ترد عليها وفي الأخير أعترفت إنها خافت تزعجها بإتصالها، أتذكرت كيف ضحكت بإحراج من جوري اللي ردت بمزح "عادي لو أتصلتي وقلتي إنك أشتقتي لصوتي الجميل..ولأفكاري المجنونه..عادي مارح أقول لأحد" ومن بعدها وهي تتصل عليها كل يوم تقريباً، ومن يومين وجوري تقنعها إنها تنزل لجدها صقر وجدتها وديمه
لساعه بس واتفقت معاها إذا ماحبت جلستهم فمارح تعيدها..
دخلت دينا وبتساؤل/شو أررتي بتول..بدك تنزلي لما لا؟
مشيت للتسريحه وهي تعد خطواتها مثل ماقالت لها جوري ومدت يدها بحذر لحد مامسكت قارورة عطر شمت ريحتها ورجعتها مكانها وبعد كذا تجربه أستقرت على عطر معين وبخت منه وأستنشقته بعمق، وبهدوء/أنا جاهزه.
رفضت تمسك يد دينا اللي مدتها لها وبهدوء/أنا حفظت المسافه من هنا للمصعد.. رح أمشي لحالي بس خلك قريبه مني.
إبتسمت لها دينا وضمتها بتردد واتشجعت لما إبتسمت لها بتول بتوتر، وبتشجيع/ ماتألئي..أنا واسه إنك رح تأدري تعمليا لوحدك.
سمت بالله وبدأت تمشي وهي تعد خطواتها بحذر خرجت من غرفتها ووصلت للمصعد
بدون أي حوادث كانت متخيلتها وذا الشيئ اللي خلى ثقتها في نفسها تزيد بشكل كبير ،وبعدها كملت طريقها لفيلا جدها بمساعدة دينا،وقفت قدام الغرفه اللي بيجتمعوا فيها وأصوات ضحكهم واصله لعندها،وقفت بخوف للحظات قبل ماتبتسم بمرح خفيف وهي تحاول تتخيل أشكالهم لما يشوفوها داخله عليهم فجأه،فكرت "أخاف جدي ينجلط..ولا جدتي تنهبل..بسم الله عليهم وش ذا الفال" أخذت نفس عميق لأخر مره وكإنه بيمدها بالقوه اللي محتاجتها علشان تكمل اللي بدأت فيه وبدون تردد دخلت وسلمت،وقفت بهدوء وعقدت حواجبها وهي ترهف سمعها علشان تلقط أي همسه وماكان فيه غير الصمت التام ، رجعت سلمت بصوت أعلى وغمضت عيونها وهي تدعي بصمت ولثواني ظنت إن الكل صار لهم شيئ من اللي كانت متخيلتها وأنقذها صوت بدر المصدوم/بتول..أنتي وش جابك هنا؟
سمعت أحد يتحنحن قبل ماتسمع صوت جدها صقر وهو يرد السلام وتتبعه أصوات البقيه وهم يردوا وراه،حست بأحد مسك يدها ولما أتحسستها عرفت إنه أخوها بدر إبتسمت له ومشيت معاه لحد ماجلسها جنب جدها صقر اللي طلب منه ذا الشيئ،مسك يدها بحنان/ياحي هالوجه،زارتنا البركه شلونك يابنيتي..
باست يده بإرتباك/الحمدلله..
حست بيدين تتلف عليها وتضمها بقوه وبصوت بكاء متقطع/شلونك يمه..الحمدلله اللي شفتك هنيا.
ضمتها بتردد وصمت وبعد فتره من الأحضان والسؤال عن الحال من جدها مساعد وجدتها منيره وبدر بدأ الكل يتكلم معاها ببساطه ماخلت من الحذر في الكلام،في البدايه كانت تتكلم معاهم بإرتباك وعدم ثقه ومع مرور الوقت حست براحه خلت نبرتها تقوى وصوتها يوضح..بعد ساعه أكتشفت إن كل مخاوفها وتخيلاتها كانت مجرد أوهام.. ماحست بالشفقه والعطف اللي كانت متخيله إنها بتسمعها في أصواتهم، إبتسمت بفرح وهي تفكر في الوقت اللي ضيعته وهي حارمه نفسها من ذي اللمه الحلوه والبسيطه،لقت نفسها مستمتعه بحكايات جدها القديمه وحنان جدتها وديمه وخوف جدتها منيره..إهتمام جدها مساعد وفرح بدر اللي حست إنها شايفته بيقفز من وجهه لمجرد إنها إبتسمت له.
ساد المكان صمت مفاجئ غريب،الكل سكت مره وحده،عقدت حواجبها بإستغراب وهي تطالع في الفراغ بحيره وإرتباك/وش فيكم.. ليه سكتوا..جدي صقر!!بدر!!
جعدت خشمها بعد ماشمت ريحة عطر مألوفه فاحت في الجو وبتردد/با..بابااا.
حست بريحة عطره قريبه منها قبل ماتمسك يدها أيدين كبيره ودافيه وبصوت جامد/بتول!!!
سحبت يدها بخوف ووقفت وهي ترجف بوضوح للكل، وبتأتأه/دي..دينا..
قرب منها سند ومسك يدها، وبهدوء/وش تبين منها..أنا بسويه.
سحبت يدها بقوه وهزت رأسها برفض قاطع وبخوف/بدر..إبي بدر ..إبي.. أرد غرفتي.
أبو مساعد بحنان/بسم الله عليكي ..بتول وش فيكي توك وش زينك حبيبتي.
مسح سند وجهه بكفوفه بقوه وبهدوء/خلك هنا أنا طالع.
وخرج بهدوء مثل مادخل، حاولوا فيها علشان تجلس ورفضت بإصرار وفي الأخير خرجت مع بدر تحت أنظارهم المصدومه وراحت معاها لغرفتها وهي تبكي بحرقه.
↚
خرج بسرعه للسياره اللي لسا ماراحت بعد ماوصلته ، وبغضب مكبوت طلب من السايق ينزل ويترك المفاتيح ركب وحرك السياره بسرعه وطلع برا القصر وهو مو شايف قدامه..
ساق بسرعه جنونيه على طول الخط للمزرعه وصورة بتول وهي تبكي وتتنافض قدامه تطالعه طول الطريق ، وصل المزرعه في وقت قياسي، علق على بوري السياره بقوه وإزعاج خلى حرس البوابه يخرجوا وهم رافعين سلاحهم بحذر أختفى بمجرد ماشافوه..دخل بمجرد مافتحوا البوابه ومالقي نفسه غير على ظهر الأدهم وهو برا المزرعه ويسابق الريح وكل تفكيره محصور في بتول"أكيد إنها تكرهني ومانست اللي صار ..للحين هي تلومني .. أنا قتلت أمها وخليتها عمياء ..حرمتها من حياتها ودمرتها لها في غمضة عين ..معاها حق تكرهني وتكره حتى تسمع صوتي ..معاها حق تكره تشاركني نفس الهواء والمكان..مارح تقدر تنسى ولا تقدر تسامحني أبداً..أبداً..
جده
المستشفى،الساعه ظ¥العصر
كان مار جنب الرسيبشن وهو راجع من مكتب المدير بعد ماقدم طلب الإجازه علشان العيد ووقف ولف وجهه بحركه أليه لما سمع أسمها،مشي لموظفة الرسيبشن وطلب ملف أسم أول مريض مر في باله واتظاهر إنه ينتظرها وأذنه مع صوفي ونوال ممرضة دكتور ناصف اللي تكلمها بحده/ وجع إن شاء الله ..لقد صرخ في وجهي بمنتهى الوقاحه..إني أشفق عليها حقاً..كيف يكون لها زوجاً بهذه الأخلاق السيئه.
صوفي بإبتسامه/زوجها السابق إيتها الحمقاء..لقد إنفصلا بعد خروجها مباشرة من هنا.
أتوسعت عيونه بصدمه"أتطلقت" أضطرت الممرضه تصرخ بأسمه لما يئست من إنه يسمعها،أخذ منها الملف بعد ماأعتذر لها بسرعه وهو يحاول يسمع باقي الكلام وهو يقلب في الملف بلامبالاة.
نوال بضحكه/حلال فيه المعفن.. لذلك قام بالصراخ حينما ذكرته بموعدها غداً لإزالة الجبس..وصارت تقلده بشماته/أنا مو مسؤل عنها..وتفكه ولا عنه لا أنفك.
صوفي بشرح/يبدو إنه لم يكن موافق على الإنفصال..حسناً إنه مثير للشفقه لإنه خسر جوري..في الحقيقه لم أكن أحبه أبداً.
ضربت نوال الأرض برجلها بعصبيه/ياربي وأنا أيش أسوي دحين..كيف سأقوم بأعلامها بموعدها غداً فالغبي أغلق الهاتف في وجهي ولم يخبرني برقم هاتفها.
طلعت صوفي جوالها ومشت مع نوال وهي تتكلم بضحكه/لاتقلقي سأخبرها بنفسي وغداً ستحضر في الموعد المحدد.
ترك الملف بدون مايرد على الموظفه اللي تكلمه وراح لمكتبه وجلس ويده على خده بشرود وباله يسترجع تفاصيل اليوم اللي عرف فيه إنها مشلوله..
كان في جوله على المرضى لما قابلته صوفي في الممر ووجهها شاحب وبإرتباك/أوه دكتور فهد..جيد أنك هنا.
طالع فيها بإهتمام/ماذا حدث صوفي.
نزلت دموعهاوبحزن/شيئاً فضيع دكتور فهد..إنها جوري..إنها لاتستطيع المشي.
زفر بضيق/قلعه تقلعك ياشيخه على بالي في مصيبه..وماذا في ذلك إن رجلها مكسوره وما إن يلتحم العظم من جديد حتى تعود لسابق عهدها .
لف ظهره ومشي قبل مايتفاجأ بيدها تسحبه لوراء،ألتفت لها بعصبيه/وش فيكي أنتي ..جنيتي.
حركت يدها بعصبيه قدامه/أنت دائماً متسرع ولاتدعني أنهي كلامي أبداً..إنها لاتمشي لأنها مشلوله..هل تفهم ماأقول..إنها مشلولة القدمين.
طالع فيها بصدمه/وشو.. من قال؟ مالذي تقوليه الأن..جميع فحوصاتها جاءت إيجابيه.
زفرت بضيق وهي تمسح دموعها وتحكي له عاللي صار وبعد ماسكتت،رد بهدوء/حسناً أكملي عملك وسوف أذهب لأراها وأقوم بفحصها .
شكرته وراحت واتوجه لغرفة جوري وهو يحلل وضعها، دق الباب بهدوء وانتظر تسمح له يدخل بس محد رد عليه،دق مرتين وأثنين وثلاثه وماجاه رد،فكر بصدمه "معقوله صار لها شيئ..هي مشلوله يمكن طاحت أوأغمى عليها..يمكن إنهارت زي لما صحت من الغيبوبه قبل" قطع أفكاره بسرعه وفك الباب ودخل رأسه بهدوء وهو ينادي عليها، ماتت الكلمه على لسانه قبل ماتطلع وأتوسعت عيونه بصدمه من اللي يشوفه..كانت جالسه قدام الشباك ورأسها منحني على حضنها ويدها مشغوله بشيئ فيه ويدها الثانيه بتتحرك على شعرها المفرود اللي بيلمع بلون ذهبي بسبب أشعة الشمس المعكوسه عليه وكان يتحرك بفعل الهواء ،كان مغطي وجهها ومو باين منه شيئ،رمش بعيونه للحظه ورجع برأسه لوراء وهو مقرر يطلع بهدوء زي مادخل.. بس في ذي اللحظه تركت اللي في يدها ورفعت رأسها وزاحت شعرها عن وجهها بنعومه وشاف جانب وجهها بوضوح وهي تبتسم وتحاول تلم خصل شعرها اللي بعثره الهواء وكل مامسكت خصله انفلتت منه خصله ثانيه وبعد عدة محاولات فاشله تركت شعرها للهواء وأستسلمت وهي تضحك ضحكه صافيه ومن قلب..وقف مكانه مبهور بالصوره اللي شايفها كانت خصل شعرها تطير وتتمايل في الهواء في كل الإتجاهات وكأنها سنابل قمح والسعاده اللي كانت باينه في وجهها وضحكتها ذكروه بطفله فرحانه بأول هدية ليها ..كانت مغمضه عيونها وحاضنه دفتر بقوه لصدرها وإبتسامتها ماغابت عن وجهها، وفكر "ياترى وش الشيئ اللي مخليها فرحانه كذا..معقول ذا شكل وحده توها درت إنها مشلوله" حس على نفسه وهو يبتسم ببلاهه وكأنها عدته بإبتسامتها،بلع ريقه بصعوبه وأستغفر ربه وأخيراً قدر يخرج ويقفل الباب وراه بهدوء.
اتحرك كرسيه فجأه لما طاحت يده اللي متكي وجهه عليها ورجع لواقعه، دار بكرسيه أبو عجلات لفتره وصورة جوري المبتسمه تتمايل قدامه،وقف الكرسي فجأه وهو يفكر يعزم ناصف على قهوه في الكافتيريا، خرج من المكتب وهو مبتسم وفي باله شيئ واحد بس، وهو إنه بكره لازم يظل مع ناصف مثل ظله ومايتركه أبداً.
↚
حاله من الوجع.. تجعلني أراقب الحياة من بعيد.. وكأنني لست منها!!!
----------------
جده، العاشره صباحاً
عقد حواجبه بإستغراب من الإزعاج والأصوات العاليه اللي برا.. ترك الأوراق على المكتب وهو يطالع في ريان بإستفهام،وقف ريان وبهدوء/بروح أشوف أيش فيه.
وقبل مايوصل للباب انفتح بقوه وطاح واحد عالأرض قبل مايدخل الثاني وراه بعصبيه ويشتبكوا مع بعض بكلام عصبي ومو مفهوم وريان يحاول يفكهم بدون فايده.
باااااس!!!!
دوى صوته البارد والقوي في الغرفه وكان له نفس تأثير الرعد عليهم،تركهم في حالة سكون عجيب تتخلله أصوات تنفسهم المتسارع وكل شخص يرتب هيئته وملابسه بعجله، كان واقف بهدوء وراء مكتبه الزجاجي واللون الأسود لقاعدته الخشبيه بينعكس على ثوبه الناصع البياض اللي ماأخفى تفاصيل جسمه الرياضي الطويل وشماغه الأحمر وبتضفي ظلال سوداء على ملامحه البرونزيه اللي بتوحي للوهله الأولى إنه جداً هادئ،لكن بمجرد مايركز الشخص في عينه اللي تلمع ببريق غريب وفكه العريض اللي شاد عليه بقوه يعرف إنه في مرحلة غليان وممكن ينفجر في أي لحظه، وببرود/خيررر ياعصام!!! وش ذا التسيب والفوضى ..
وين حنا فيه؟
طالع فيه عصام بإرتباك/طال عمرك.. الموضوع ومافيه إ----
قاطعه ببرود/ البورصه إنهارت؟ شركاتنا فلست؟ الدنيا أنحرقت براا؟
هز عصام رأسه بنفي،قبل مايكمل سند بنفس البرود/أجل ليه داخلين علي كإنكم داخلين حراج مو بمكتب محترم؟
بلع عصام ريقه بصعوبه وبإرتباك/ طااال عمرك أنا قلت له ..إنك مشغول وماتقدر تقابله.. بس هوا أصر ولما منعته حاول يدخل بالقوه زي منت شايف.
ألتفت سند للشخص الثاني وبهدوء/أنت مين ووش عندك؟
قرب من المكتب بتوتر/طال عمرك أنا موظف هنا في قسم الموارد البشريه..أنا أنا عندي ظروف خاصه وقدمت على سلفه بس إنرفضت كذا مره وصار لي أسبوعين وأنا أحاول أقابلك..بس عصام مانعني.
جلس وهو يكلم عصام بهدوء/طلبه ليه أترفض؟
عصام بشرح/طال عمرك أنا أتواصلت مع الشؤن القانونيه وفهمت منهم إنه ذا أول شهر ليه بعد تثبيته و-----
قاطعه الموظف بحده/أنا أثبت كفائتي في الفتره التجريبيه وعلى أساسها أتثبت في وظيفتي..يعني صرت موظف رسمي ومن حقي أخذ السلفه على راتبي و---
قاطعهم سند بأمر/عصام رح مكتبك وأطلب لنا أثنين قهوه وأنا بحل السالفه..
طلع عصام بسرعه قبل مايلتفت للموظف الثاني ببرود/تقدر تتفضل لين أخلص اللي بيدي.
جلس بأرتباك وعيونه تدور في المكتب بإعجاب وتوتر واضح، بينما رجع سند وريان للأوراق اللي معاهم وبعد عشر دقائق خرج ريان ينفذ اللي أنطلب منه ودخل عصام بالقهوه وطلع، سند بهدوء/وش أسمك؟
رد بإرتباك /سعيد طال عمرك..أنا أسف على دخولي بذي الطريقه..بس كنت مضطر ومالي من بعد الله غيرك يساعدني.
سكت يأخذ نفس قبل مايأشر له سند يشرب قهوته ويتابع كلامه وبتوتر/أنا زوجتي حامل ولما رحنا المستشفى قالوا إن حالتها مو مستقره وتحتاج تجلس هناك لين موعد الولاده..أنا محتاج السلفه ذي لإن ماعندي دخل ثاني.
سند ببرود/مو عذر للي سويته..أنت موظف في شركة محترمه لها وزنها وسمعتها.. يعني تصرفاتك وأسلوبك بتنحسب على الشركه بما إنك تمثلها، وفي بروتوكول متبع لذي الحالات ولازم تمشي عليه.. وإذا شفت إنك أنظلمت تقدر تقدم شكوى نظاميه وإذا لك حق بيوصلك..لكن مسألة الأشتباكات والصراخ على باب رئيس مجلس الإداره والمدير العام بذي الطريقه بتبين مستوى الموظفين المتدني عندنا وهتعرضك للمسائله القانونيه ويمكن للفصل.
شحب وجه سعيد وبندم/الفصل!!!! بس أنا ماصدقت أتثبت وعندي إلتزامات---
قاطعه سند بهدوء/تقدر تروح الحين لقسم المحاسبه وعصام بيتصل فيهم ..وثاني مره حاول تتعامل بإحترافيه في شغلك وأفصل بين مشاعرك الشخصيه ومشاكلك وبين شغلك ،ولا شوف لك شغل في مكان ثاني.
طالع فيه سعيد بصدمه قبل مايفتح فمه بكلمات شكر ماخلاه سند يقول ربعها قبل مايطلع ويطلب عصام، أعطاه سند ورقه ببرود/خلهم يوقعوا على طلب السلفه بذي التفاصيل.
قرأ عصام الورقه وبتساؤل/بس ذا المبلغ أكبر من اللي طلبه ونسبة الخصم مو----
قاطعه سند بهدوء/ترى أنا اللي كتبتها وعارف وش كاتب ياعصام..رح وسوي اللي طلبته..وثاني مره أي شخص عنده شكوى تقدر تحدد له موعد أو تبلغني،كلها عشر دقايق مثل ماشفت ..الموقف السخيف ذا مابيه يتكرر،أنت واجهتي ياعصام وهذول الناس اللي ممشين الشغل، نشوف إحتياجاتهم ويشوفون شغلهم.. فهمت؟
هز رأسه بموافقه وبإحراج/أسف طال عمرك.. إن شاء الله الموقف ذا مارح يتكرر .
خرج عصام واتحرك سند من وراء مكتبه ووقف قدام الشباك اللي محتل جدار بكامله ويطل عالبحر..سند جبينه على القزاز بتعب وراقب الشارع تحته "كل الناس ماشيه بحياتها إلا أنا وأولادك ياسمر ،حياتنا وقفت بعدك..بتول كارهتني ورافضه تقابلني من هذاك اليوم ونفسيتها أسوء من قبل..وبدر حدث ولا حرج الميت الحي وماأدري وشلون اتعامل معاه.. ياربي وش هالحاله اللي أنا فيها..لو يدروا الناس إن سند المنذر اللي مسيطر على سوق الأسهم موبقادر يسيطر على حياته كان الحال غير الحال" أتنهد بضيق وقرر يرجع للشيئ الوحيد اللي يقدر يتعامل معاه ويسيطر عليه وهو مغمض عيونه، وفي لحظات كان غرقان وسط ملفاته وأوراقه وأجتماعاته اللي تقدر تشغله عن أفكاره الكئيبه
↚
المستشفى، الساعه سته المغرب
لعن حظه اللي خلى المدير يطلبه علشان يستفسر عن حالة واحد من المرضى المهمين
وحاول قد مايقدر يجاوب على كل أسئلة أهل المريض بأنتباه وهو متحمل ثقالة دمهم، شاف ساعتة للمره العاشره قبل مايوقف وينهي معاهم الكلام بحزم وهو يتعذر بمريض ثاني لازم يمر عليه، خرج من المكتب وأتصل لناصف اللي مارد عليه وقرر يروح لمكتبه رأساً..وقف عالباب بتردد وشاف ساعته "المفروض إنها داخل الحين..أدق ولا أدخل على طول؟ لا بايخه أصلاً وش يدخلني الحين..أوووف" سحب يده بسرعه أول ماحس بالباب ينفك ويلقاها في وجهه، وقف بتناحه للحظات وهو ساد عليها الطريق قبل مايسمع همسها الهادئ/شويه لو سمحت.
بعد عن الباب وبإحراج/ عفواً مانتبهت.
خرجت ووقفت على جنب وبعدها بدقيقة خرج عبدالرحمن مع ناصف ،وبعتاب/أيش بأهلك طايره كذا.. خفي على رجلك.
ناصف بضحكه/ماصدقت فكيناه عنها.. الجبس متعب بالذات للي متعود عالحركه.
عبدالرحمن بإبتسامه/أصلاً أستغربت لما قلت الأشعه سليمه..أتوقعت بتخلي الجبس شهر كمان لإنها ماكانت ترتاح وعلى طول واقفه.
ناصف/بالعكس أنا أتوقعت إنها رح تطيب بسرعه..خصوصاً بعد اللي صار لها وسرعة تحسنها اتأكدت إن إرادتها قويه ومافي شيئ يوقف في طريقها..ماشاء الله عليها.
عبدالرحمن بهدوء/ياريت تفهمها إن الراحه مطلوبه بعد مانفك الجبس لإني تعبت وأنا أفهمها بدون فايده.
ألتفت ناصف لها وبجديه/أنتي ساعدك إن عظامك قويه والكسور جبرت بسرعه، بس ذا مايمنع إنك تنتبهي وتحاولي ماتوقفي كثير وتضغطي عليها..أرتاحي ذي اليومين عالأقل ولو إنها فترة عيد وأكيد متحمسه للسوق بعد الربطه ذي.
وقف فهد وعيونه عليها وذا الشيئ الوحيد اللي أستفاده من عدم إنتباههم،اتأملها بصمت نفس السواد اللي مغطيها مثل ماتعود عليها لما صارت تقابله في كل مره كان يتردد فيها على غرفتها ونفس الهدوء وهي واقفه على جنب وبترد على كلام ناصف بهزة رأس خفيفه، أول مره يشوفها واقفه على رجولها قدامه إبتسم"ماشاء الله عليها مثل ماقالت بمجرد مارح تتحسن نفسيتها رح تمشي.. كانت أدرى بعلتها وكله من اللوح اللي كانت ماخذته ..مالومها" وبمرح/السلام عليكم.. مو معقول عبدالرحمن عندنا زارتنا البركه يارجال.
اتقدم يصافح عبدالرحمن اللي أخذه بالحضن وترحيب/وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. أهلين دكتور فهد كنت هسأل عليك.
أتشقق من الفرحه لما سمع صوتها يرد السلام بهمس، وبمزح/ياأخي بلاشغل مصاريه..قال كنت بسأل..وين من كم شهر لا أتصلت ولاسألت ولاقلت بينا فحوصات وأشعه وقهوه.
طالع فيه ناصف بإستغراب من أسلوبه الغير معتاد،عبدالرحمن بهدوء/تعرف الحوسة اللي بعد المستشفى ولزمني وقت لين رتبت أموري وأستقريت.
فهد بإستهبال/أنت ليه جاي ..إن شاء الله أختك بخير ومافيها شيئ..عسى أتخطت الأزمه ورجعت تمشي؟
عبدالرحمن بإبتسامه/الحمدلله مافيها إلا العافيه.. أصلاً ماطولت بعد ماطلعنا ورجعت لطبيعتها واليوم فكينا الجبس شوفها هنا ماتشكي من شيئ.
أتلفت يمين شمال وهو عايش الدور قبل مايطالع ناحيتها بإبتسامه/أهلين مدام جوري الحمدلله على السلامه.
هزت رأسها بخفه وهو يفكر"مافي غير مدام.. أنسي حكاية أخت.. وسمعيني صوتك بلا شغل الهنود ذا"ومشي ناحية الكراسي المنتشره في الممر ولف لعبدالرحمن بإبتسامه/أتفضلوا أرتاحو علشان لاتضغط على رجلها..
طالعت في عبدالرحمن قبل مايمشي معاها ويجلسوا وناصف واقف وحاط يده على خده ويراقب بصمت، جلس فهد على بعد كرسيين منها، وبإصرار/بشريني عنك إن شاء الله كويسه..بتشكي من شيئ صداع..ألم في عينك..أي شيئ بتحسيه غريب.
ردت بهدوء/الحمدلله بخير..مافي أي شيئ غريب وكله تمام..شكراً.
إحساس غريب غمره بالراحه لما سمع صوتها،إبتسم وبهدوء/ ولو واجبي..أيوه عبدالرحمن قلت أستقريت هنا بس أنا فاكر ظ±نك قلت إنك عايش في صنعاء..طمني لايكون في شيئ.
وقف عبدالرحمن ووقفت معاه جوري وأضطر فهد يوقف معاهم ،عبدالرحمن بإبتسامه/الحمدلله كل شيئ على أفضل مايكون..
طالع في ساعته وبإحراج/أعذرني لكن بنمر دكتور محمد ولازم نمشي الأن..وعلشان لانأخرك على شغلك.
صافحه لما مد عبدالرحمن يده، وبجديه/وقتي فداك ياشيخ ماأخرتني ولاشيئ
عبدالرحمن/خلاص متواصلين بإذن الله.
فهد بإستهبال/معاك رقمي أتصل على في اليوم اللي يناسبك ونطلع سوا أقوم معك بالواجب وأفرجك على جده.
عبدالرحمن بضحكه/لا رقمك مو معي، وبعدين أنت كنت مسافر وعادك رجعت..أنا عشت في جده أكثر منك يارجال وشكلي أنا اللي بقوم بالواجب معاك..تستاهل.
طلع فهد جواله واتبادلوا الأرقام،عبدالرحمن بمزح/ دكتور فهد وماعندك كروت..كيف عايش أنت.
فهد بضحكه/لا وش دعوه دكتور..فهد وبس، مريضتي الحمدلله صارت بخير وطلعت من مسؤليتي المهنيه وإن شاء الله ماعد نشوفها هنا مره ثانيه.
سلم عليهم عبدالرحمن قبل مايمشي مع جوري وهو ساندها بذراعه تحت أنظار فهد المبتسم بإنتصار،حس بضربه على ظهره، وألتفت لناصف بإنزعاج/وجع..وش فيك غبي أنت..ماتتكلم بدل يدك ذي اللي تقول مطرقه.
ناصف بضحكه/لا ياشيخ وأنتا سامعني أصلاً، أشك إنك معايا في نفس المكان.
مشي معاه وهو يفرك ظهره بألم/أنت أهبل أناةقدامك وين رحت يعني.
ناصف بمكر/قلت يمكن رحت مع عبدالرحمن.
وقف مكانه بإبتسامه غبيه/رأيك اوصلهم للسياره؟
ناصف/ لاااا أنتا مو طبيعي .. جالس تستظرف وتستخف دم أهلك الثقيل من أول والضحكه ماليه الوجه زي الأهبل.. أيش هرجتك؟
مشي معاه وهو يبتسم/بلا هرجه بلا درجه.. يتهيألك.. وبجديه/بعدين وش ذي المساخه مع البنت وش اللي أنا اتوقعت وكنت متأكد وبتروحي السوق..مسوي تعرفها أنت ووجهك.
ناصف بخبث/والله مريضتي وأكلمها بكيفي ،الدور والباقي على اللي قام يحتك وبسخافه، حتى أخوها ماأرتاح وقام وسابك.
طالع فيه بصدمه/قول قسم..كنت سخيف؟
ناصف بتهويل/سخيف وغبي ومال أهلك داعي وأنت قاط على قولك في النص.
زفر بضيق "ياالله من غبائي الحين..معقول عبدالرحمن شك إن في شيئ ومارح مايرد على مكالماتي"
حط ناصف ذراعه على كتفه وسحبه من وسط الممر وبشك/أقطع ذراعي يافهد لو مافي إنه ، وبكره نشوف.
فهد بتوتر/هلا ناصف..وش قلت.
ناصف/لا..بس بفكرك بعزومة العشاء حق أمس، لايكون غيرت رأيك.
هز رأسه بنفي وبهدوء/خلص شغلك وخل نمشي للمكان اللي يعجبك.
ناصف بضحكه/كفووو والله..يلا سلام أروح أخلص وأستعد، وأنتا روح مكتبك أنعس لك شويه بدل أحلام اليقظه ذي.
راح ناصف وترك فهد مع أفكاره وخططه.
↚
ليلى
طالعت في ساعتها بصدمه من الوقت اللي مر بدون ماتحس/زيزو حبيبي لازم نمشي مره اتأخرت عالبيت
مسك يدها وباسها وهو يترجاها/حبيبتي لسا بدري خلينا كمان شويه..
إبتسمت بحب للإنسان اللي حبته واتعلقت فيه خلال كم شهر، حياتها اتغيرت من يوم ماحبته..صار السبب اللي خلاها تحب الحياه تصحى على صوته وتنام على كلام حبه وغزله اللي صارت ماتستغنى عنها،حست في بوساته تمتد على طول ذراعها وتوصل لوجهها بدون مايهتم بكونهم في مطعم وإن كانت الجلسه مغلقه، وبتوتر/حبيبي أنا معاك من الساعه سته المغرب ودحين الساعه عشره،ماأقدر أطول أكتر من كدا..
حوط كتفها بذراعه وضمها لصدره/أنتي مو قلتي لأهلك إن صحبتك تعبانه..خلاص قولي تعبت مره وأخذتيها عالطوارئ..نص ساعه بس.
بعدته عنها وهي تعدد على أصابعها بدلع/تمشيه واتمشينا..سوق ورحنا..وعشاء دوبنا متعشيين..خلاص مابقي شيئ نسويه ليه نص ساعه كمان!!!
مسك يدها وعد معاها بإبتسامة خبيثه/بس نسيتي الحلا،لسا ماحلينا .
ضحكت بدلال/طيب أطلب وخلصني.
حوط وجهها بكفوفه وهمس لها وهو يقرب من شفايفها بلهفه/خلاص طلبي وصل لاتحرميني منه.
باسها ببطء علشان يشوف ردة فعلها وبمجرد مابينت عدم ممانعتها زاد في حرارة بوساته وهي تلف أيديها على رقبته وتشده ناحيتها بإغراء ماحاول يقاومه،وبعد عشر دقايق بعدته عنها بإرتباك حقيقي وهي تتنفس بصعوبه وتسب نفسها "ذي المره اتماديت من جد..مابغى الموضوع يوصل لهنا"
رجع سحبها لحضنه بقوه وهو يحاول يسيطر عليها من جديد بكلمات الحب والغزل اللي يتقنها بإحتراف، ولما فشلت خطته حاول يسيطر على نفسه ورسم ملامح الندم والأسف على وجهه وبأعتذار/حلاي سامحيني أنا ماكان قصدي.. أنتي ماتعرفي قد أيه أنا أحبك..ذا من شوقي ليكي خلاص مارح أعيدها.
أتنهدت بحب/وأنا كمان أمووووت فيك..خلاص حبيبي ماصار شيئ،أنت كمان وحشتني ومدري أيش حصل لي.
ضمها لصدره قبل مايهمس لها في أذنها برقه/يعني مو زعلانه مني حلاي..أثبتي لي.
صدقته بغباء ورجعت لأحضانه بإرادتها من جديد وهي تظن زي غيرها كثير إن اللي بينهم عشق وغرام، وإن الحب يبيح لهم
تجاوز المحظورات والتعدي على المحرمات
بدون مايرف لهم جفن أو يحسوا بأي ذنب.. لوثوا الحب بأفكارهم المريضه ومعتقداتهم الغلط والحب برئ منهم ومن أمثالهم.
↚
الرياض
بعد الفجر
دينا/سدئني مسيو أبوبدر هيا كتيير منيحه..هلا هيا كانت ائبل أحسن بكثير ورجعت انتكست شوي..بس أنا أكيده إنا رح ترجع متل ائبل ..كلا مسألة وئت.
سند/طيب وش الجديد اللي كانت تسويه وخلاها ترتاح وتتحسن؟ خلها تسويه الحين.
دينابإرتباك/هيا اتعرفت على صبيه وارتاحت لا كتير وصاروا يفوتوا ويقضوا يومن سوا.
سند بإستغراب/بنت من عيلتنا يعني..زيين خلها معها على طول دام أرتاحت لها وصارت زينه.
دينا/بس هيا مو من صبايا العيله.. هيا بتعرف الست الوالده وأخوتك البنات، وهيا منا هون بالرياض..
سمع جده يناديه وببرود/خلص أنا الحين مشغول،برد إكلمك بعدين.
رجع مكانه جنب جده وأبوه بصمت وهو يتقهوا وينتظر وضاح اللي اتأخر،الجد/أنت وراء ماتقفل جوالك ذا وتقعد معنا مثل باقي هالخلق.
قفل جواله وحطه في جيبه وبهدوء/وهذاني قفلته يالغالي،أنت تأمر بس.
الجد بإبتسامه/مايأمر عليك ظالم..ماقلت لي متى طيارتك؟
شرب فنجانه بهدوء/إن شاء الله الحين بتسهل.
الجد/وليه ماترقد وترتاح وتروح على مهلك.
سند/هو بكيفي يبه وراي مواعيد.
أبو مساعد/أيه بكيفك..الطياره طيارتك ومتى ماحبيت تروح وترد منت بملزوم برحلات رسميه.
سند بهدوء/يبه الله يسلمك عندي موعد بعد الظهر..ولازم أقابل ممثل النقابه علشان أشوف طلبات العمال ونحل السالفه وننهي الإضراب،أبي أخلص كل أشغالي قبل العيد وأكون هنا وأنت في الحج.
أبومساعد/أيه إذا كذا زيين،الله يوفقك وتروح وترد بالسلا----
قطع كلامه لما رن جواله وبإبتسامه/وعليكم السلام والرحمه..ياهلا بشيخة البنات وأميرتهم...... بخير جعلك بأكثره.......أنتي شلونك وشلون العيال....ماشاء الله متى بتروحون........ على بركة الله تروحوا وتردوا بالسلامه.......... لارديت بالسلامه أكيد بمرك........مايبيلها كلام أكيد لك نصيب منها من غير لاتوصي.... نظره وحده لوجه أبوه الضاحك خلته متأكد من هوية المتصل أوبالأحرى المتصله، ألتفت لجده وصار يتكلم معاه لفتره قبل مايقاطعه أبوه ويعطي جده الجوال ورجع موال الترحيب من جديد.. استأذن منهم وشال أوراقه وطلع وهو متأكد إن محد أنتبه لغيابه وقابل وضاح وهو داخل يسلم ،رد السلام وسحبه من يده وخرجه معاه،وضاح/وش فيك أنت خل أسلم بالأول..وش بيقولون عني.
رد ببرود/خلهم بالأول يركزون معنا وبعدها فكر وش بيقولون عنك..ترى محد فاضي لك ولا بشايلك من أرضك.
وضاح بإستغراب/سند وش فيك تهذر ..ترى موبفاهم شيئ منك..خير ياخوي وش صاير.
زفر بضيق/من وين بيجيني الخير وذي ناشبه ببلعومي..
وضاح بإستغراب/منو ذي .
عقد حواجبه بقهر/البرنسيسه ..وحنا صار عندنا شغله غيرها.
سكت وضاح بعدم فهم قبل مايستوعب قصده وينفجر من الضحك/أصبحنا وأصبح الملك لله..ياأخي إنت شايفها بالمنام ولا وش سالفتك.
رد بقرف/أعوذ بالله ياشيخوناقص أنا كوابيس..اهي اللي كأنها عايشه معنا،ننام ونصحى على سيرتها ،الكل طاير فيها حتى جدتي وديمه اللي مايعجبها العجب باقي شوي وتنظم فيها قصايد غزل....اقلك قفل السيره يرحم أمك وراي شغل لفوق رأسي مو ناقص وجع رأس.
وضاح بلؤم/تصدق إبي أشوف هالبنت بشكل مو طبيعي..يلا يمكن المحها في يوم منا ولا--
قاطعه سند بحده/وضااااح..وش فيك أنت انهبلت..وش اللي ودك تشوفها!!
وضاح بإستمتاع/ترى ماعرفنا لك..أنت ساعه كارها وساعه تدافع عنها..أمسك خط واحد.
رد ببرود/عن السخافه الزايده..من هي أصلاً علشان أفكر فيها ولا أكرهها..بس عيب الحكي اللي تقوله خل بنت الناس في حالها.
وضاح بضحكه/لايروح بالك بعيد. وش أبي فيها أنت الثاني..أنا كان قصدي أشوف الجباره اللي خلت صوتك يطلع بهالشكل من زمان عنه.
ركبوا السياره وقلب في الأوراق اللي في يده وببرود/ ماكنت أدري أني أطرم وتوك تسمع صوتي.
وضاح /خلك صريح، من أول مره حكت معك فيها طلعتك من طورك..ولا تنكر.
قفل الملف بحده/وحده أسلوبها وقح وماتعرف تثمن حكيها ولا تعرف تحكي مع العالم ..إلا بتنطق الحجر..بعدين أنا كنت قلقان على أبوي موب حولها..فلا تعطيها أكبر من حجمها.. قال طلعتني من طوري..تخسي هي والف من أمثالها..ويلا ماعاد أبيك تخاويني للمطار، روح لمرتك بلا هالمساخه ..لا أتصل عليها وأقلها وش كنت تقول من شوي..
وضاح بضحكه/أيه هددني بأختك، أصلاً أنت موبفالح غير تتشطر علي، وبعد ماسحبتني من جنبها وخربت نومتي تقول ماتبيني معك ..بروح غصباً عليك وبس ترد بالسلامه نتفاهم..
أكتفى برميه بنظره جليديه واتجاهله بهدوء وغرق في أوراقه بإهتمام ينقصه التركيز
↚
الساعه خمسه العصر
قفلت جوالهاوهي تتنهد وتستغفر،ذي ثاني مره اليوم تتصل ببتول بدون ماترد عليها.. صار لها فتره وهي تلاحظ إنها متغيره، إتصالاتها قلة بشكل ملحوظ والمكالمه اللي ترد عليها فيها بتكون فيها جداً متحفظه وكلامها قليل قبل ماتقفل بشرود..وثريا قالت إنها حتى البنات اللي كانت بدأت تستقبلهم في غرفتها رجعت ورفضت تقابلهم ورجعت لقوقعتها السابقه..زفرت بضيق"كل شيئ رجع يتعقد، بتول من جهه وأولادي من جهه..الله المستعان"
رن جوالها وقطع أفكارهاوكان مؤيد المتصل قفلت في وجهه ولبست نقابها وخرجت،
ركبت السياره وسلمت بهدوء وبعد ماردوا،مرت عليهم دقائق صمت خلت مؤيد يسأل بإستغراب/جوجو أيشبك..تعبانه؟ رجلك تعورك؟
إبتسمت وبنفس الهدوء/سلامتك ميدو مافي شيئ الحمدلله.
لبنى/بصراحه أتوقعنا تدخلي بحماس أكثر من كدا..أيشبك مكتمه ومنتي في المود.
أتنهدت وعيونها بتتابع حركة الناس والخلق اللي ماليه الشوارع، وبهدوء/ بعد يومين بندخل العشر..ولازم نسافر علشان عبدالرحمن يشوف أهله ويعيد معاهم.
مؤيد/ أنتي قلقانه على شغلك!!..لاتشيلي هم أنا بجيب عمال ويخلصوا الباقي وعلى ماترجعي يكون كل شيئ جاهز ولايهمك.
لبنى بإستغراب/أي شغل أنتا التاني، أحنا مخلصين كل شيئ،مابقي غير الجدران اللي هيا أصرت تدهنها بنفسها وليها يومين أيام من وقت ماسمح لها عبدالرحمن بالحركه وهيا ما وقفت ومابقي شيئ وتخلص.
جوري بجمود/أنا بسافر ذي المره لوحدي.. الأولاد بيجلسوا هنا.. معاكم.
صرخ بإنفعال/أيش؟؟ ليه..خالد منعهم؟
جوري/ياأخي تراني في قفاك وأسمعك من دون صياح..مامنعهم ولاقال شيئ، أنا أبغاهم يعيدوا معاكم،عيد الفطر كانوا معايا وذا العيد معاكم علشان أمي والأولاد مايفقدوهم.
لبنى بعدم تصديق/مو مصدقتك..أكيد في شيئ حصل..أكيد خالد قال لك شيئ،أنتي مارح تسيبيهم وراكي وتروحي بدي البساطه.
مؤيد بحميه/جوري حبيبتي إذا صار بينك وبين خالد شيئ قولي وأنا هتدخل وأحل الموضوع..أنتي قولي بس وماعليكي.
إبتسمت بحب لمؤيد وهي تشوفه كيف كبر وصار رجال وتقدر تعتمد عليه رغم حالة المرح الدايمه اللي حوله واللي بتحسس الكل بإستهتاره، أوقات بيفكرها بنفسها..هيا بنفسها بتتبع ذا الأسلوب بتظل تواجه الكل بإبتسامه وضحكه علشان تقدر تظل قويه وتستمر في حياتها، وبإمتنان/الله لايحرمني منك يامؤيد..بس لا عاد تعيد ذا الكلام، أنا وأخوك ماعاد بينا شيئ والرابط الوحيد بينا هو قصي وياسمين وذا الشيئ الوحيد اللي خلاني أستمر معاه كل ذا الوقت واتأكد إنه ماقال شيئ،أصلاً أنا ماكلمته من وقت الطلاق وإن شاء الله مارح أكلمه طالما مافي داعي..
سكتت للحظات وتابعت بهدوء/ذا قراري وأنا مصره عليه..وأنتوا ماتحتاجوا توصيه على عيالكم.
مؤيد بجمود/والله أنا مو عارف مخك ذا كيف متركب، على الأقل قولي اللي في نفسك بدل منتي متكتمه كذا ومخبيه كل شيئ جواتك.
ضحكت بخفه/على فكره إن كبر رأسي عليكم فذا بسببكم، لاترجعوا تزعلوا إذا مشيت من جنبكم بدون ماألتفت.
ماردوا عليها وساد الجو صمت ثقيل رافقهم طول مشوارهم، دخلوا المشغل وسلموا عالبنات اللي أستقبلوهم بترحيب،سعاد/ياهلا بالحامل والمحمول هلا حبيبتي.
كشرت لبنى/أكيد مو أنا يامصلحجيه.. قديمك نديمك على فكره.
حطت جوري كيسها الخاص بثلاجة القهوه والحلا في ركن مفروش عالأرض وبضحكه/ هلا بك ياقلبي،وأنتي خفي عالبنات وسيبيهم في حالهم.
رفيف بإبتسامه/مكانك في القلب لولو مايبالها كلام..بس اتعودنا على جوجو وتدليعها لينا.
وزعت سعاد القهوه والحلا بحماس/من جد وينك عنا من زمان..صار لك معانا يالبنى تقريباً سنتين ولا في يوم دوقتينا عمايل يدك.
لبنى/حوشي يختي المحمر والمشمر اللي بتجيبيه كل يوم..حبيبتي مالكم غير المعجنات وتحمدوا ربكم..كمان أطبخ لكم دا الناقص..واديها صارت عندكم بشوفكم أخر الشهر لما تجوا تعملوا إشتراك في النادي علشان تخسسوا اللي هتاكلوه.
فكوا عليها ضحك قبل ماتستأذن جوري وتتركهم، أتوجهت لباب زجاجي محتل جدار بكامله ومغطى بورق عازل ،طلعت مفتاح من جيبها وفكت الباب وهي تسمي بالله، أستقبلتها ريحة الدهان المختلطة بمزيج البرتقال والليمون والقرفه اللي تاركتهم علشان يخففوا من تركيز ريحه الدهان اللي ماتحبها..تشغلت الإضاءه اللي غمرت المكان بسرعه، دارت في المكان وهي تمرر أصابعها على الجدران بسعاده مخنوقه.. أخيراً قررت وبدأت أول خطوه ليها في تحقيق شيئ طالما حبته واتمنت إنها تمارسه بشكل إحترافي..كل شيئ بدأ لما اتكلمت لبنى بشكل عرضي عن إحساسها بالجوع طول فترة وجودها في المشغل لإن البنت اللي كانت ماسكه المقصف سابت الشغل وماعاد أحد أهتم بيه..وبدون تردد قالت لها إنها بتجي تشوف المكان وإذا عجبها بتأجره لحسابها، وفعلاً بمجرد ماعرضت الفكره على عبدالرحمن ووافقها بحماس راحت وشافت المكان اللي حبته بسبب حجم الغرفة الكبير وسقفها العالي،اتوكلت على الله واستخارت ولما ارتاحت كلمت أم أحمد صاحبة المشغل وأتفقت معاها على كل شيئ وبدأت تشتري وتجهز ..عبدالرحمن كان معاها خطوه بخطوه أشترت كل اللي كان نفسها فيه من أجهزة وصواني وتجهيزات لصنع الكيك والحلا وخزنتها في ركن في حوش البيت..جاب عبدالرحمن العمال اللي طلبت منهم يهدوا جدار بكامله ويركبوا بداله واجه زجاجيه شفافه بتكشف كل الغرفه وعملوا لها أساس الجدران.. بدأت ترتب كل شيئ زي ماتخيلته بالضبط ، الرفوف البنيه على الجدران الداخليه وتحته بالضبط بار كبير بالرخام البيج المعرق باللون الوردي عليه ألة القهوه والكابتشينو..مايكرويف..أله آيسكريم.. جهاز للوافل، وفي الزاوية ثلاجه كبيره بواجهه زجاجيه وفرن للحالات الطارئه ..كل الأجهزة اللي حبتها بمجرد ماشافتها وأشترتها بدون تردد ..وقدامها رفوف التبريد الزجاجيه الكبيره برفوف من الأستيل وبأبواب سحاب وبار صغير عالجنب للتقديم ،لبست مريلتها البلاستيك وغطت شعرها بطاقيه بلاستيك وصورت كم صوره قبل ما تشغل جوالها على دروس اللغه الجديده اللي بدأت تتعلمها من فتره..حطت سماعتها وكمامتها وبدأت في خلط ألوان الدهان بإبتسامه ولسانها يردد الكلمات اللي تسمعها بكل هدوء.
↚
أول أيام العشر
دقت باب الغرفه ودخلت بهدوء/ياسمينتي مارح تساعديني في الفطور!!!
ردت بغصه/ماله داعي تسوي فطور..أحنا بنروح نفطر عند بابا وتقدري تفطري مع خالوا في الطريق براحتكم بدون مانضايقكم
جلست على طرف سريرها ومسكت يدها بحنان/إحنا مو اتفاهمنا وخلصنا..ليه مصره تزعلي نفسك وتزعليني.
سحبت يدها وبعصبيه/احنا ماتفاهمنا على شيئ..أنتي قررتي ونفدتي بدون مايهمك رأيي ورأي قصي.
ياسمين...
ألتفتت لعبدالرحمن اللي صرخ بحده وواقف جنب الباب ومعاه قصي،جوري بإبتسامه/سيبها عبادي خليها تطلع اللي في نفسها.
عبدالرحمن بحده/ذي أسمها قلة أدب..مسوي إنها معصبه وماتنتبه لكلامها.
طالعت فيه ياسمين بصدمه ونزلوا دموعها وبقهر/أنا مو قصدي كدا..أنا بروح معاكم مابجلس هنا.
جلس قصي جنب جوري وبحزن/أمي أنا كمان بروح معاكم..كيف يجي العيد وأحنا مو مع بعض.
مسكت يده وبلعت ريقها بصعوبه وبهدوء/حبيبي أنا مو فهمتكم ..يعني أنتوا تفتكروا إني موحابه أعيد معاكم ولا إني هنبسط وأنا هناك وأنتوا هنا؟
بعدت ياسمين عن عبدالرحمن وببكاء/أجل ليه سايبتنا ورايحه لوحدك..دي أسبوعين.. تعرفي يعني أيه أسبوعين؟
وقفت وسحبتها من يدها وجلستها عالسرير جنب قصي ومسكت أيديهم بحنان وهي تشرح لهم بهدوء/ لازم تعيدوا مع أبوكم وأخوانكم وجدتكم،ماشفتوا العيد اللي فات نادر كيف كان زعلان لإنكم مو معاه،مو فاكرين كلام جده لما كانت تبكي وهيا تكلمكم في العيد..لاتكونوا أنانيين وتفكروا بس في نفسكم..فكروا في أبوكم وأخوانكم.
ياسمين بزعل/وأحنا مين يفكر فينا؟ ليه لازم نسعدهم ونزعل نفسنا..نبسطهم بقعدتنا كيف وأحنا أساساً مو مبسوطين؟
قصي بتساؤل/طيب نجلس هنا ونعيد أول يوم وبعدين نسافر نعيد هناك الباقي،ماينفع؟
مسحت خده بحنان/وجود تعيد بدون أبوها كيف،مولازم يروح ويشتري لها ملابس العيد ويعيد معاها ومع خاله غنى..موكفايه إنه جالس معانا وسايبهم طول السنه..أكيد هوا كمان أشتاق لهم ونفسه يعيد معاهم.. زي مانحب الخير لنفسنا لازم نحبه لغيرنا حبيبي.
فكر للحظات وهز رأسه بموافقه ووقفت ياسمين بعدم إقتناع وبلوم/أنتي خليكي بس كذا..فكري في كل الناس وساعديهم وأحنا وانتي مو مهم..ننحرق.
طالعت فيها بترقب وصمت وهي متوقعه الأسوء جاي في الطريق.
عبدالرحمن بحده/بنت..أنتي وبعدين معاكي..قسم بالله أنعطيتي وجه ولسانك طول..
ياسمين بهستيريا/علشان جالسه أقول الحق.. هيا طول عمرها تفكر دايماً في الكل..سبنا بابا والبيت وقالت بنجلس معاها ومارح تسيبنا ودحين تفكر في جده وأخواني وفيك وفي جود وكيف تبسطكم وتريحكم..وهيا أساساً مو مرتاحه..أنا عارفه إنها ماتبغانا نعيد هنا وتسيبنا لوحدنا..بس هيا دائماً تفكر بغباء دائماً تهتم بالناس وتنسى نفسها..ليه ماتكون أنانيه مره وحده وتفكر فيها وفينا بس وطز في الباقيين..ليه لازم تسعدهم على حساب نفسها وهما محد فكر فيها----
شهقت بصدمه من كف عبدالرحمن المفاجئ وشحب وجه جوري وقصي من شكله المعصب وصوته القوي/أنتي ياجاهل
جايه تقلي أدبك على أمك والله لكسر رأسك قبلها..
وألتفت لجوري بغضب/كله منك..هذا أخر صبرك طول السنين ذي..ياما حذرتك وقلت إنهم مارح يقدروا أي شيئ سويتيه.. كل شيئ هينسوه بمجرد إنك هتسوي شيئ لنفسك..والأن وأنتي برضك بتفكري فيهم وفي مصلحتهم ماهو عاجبهم وجات اللي ماطلعت من البيضه تتفلسف عليكي.
راحت بعدت ياسمين المصدومه عنه وألتفتت لقصي/خليك مع أختك.
وسحبت عبدالرحمن من يده وخرجته بالقوه وقفلت الباب وبعتاب/أحنا في أيام فضيله وصايمين..ليه تضربها ..ليه تكسر بخاطرها كذا وأحنا مسافرين.
صاح فيها بغضب/أنتي هتجننيني ..مو سامعه قلة أدبها..عجبك اللي قالته ولا لايكون حسستك بالذنب بكلامها الغبي.
رمت نفسها على أول كنبه في الصاله وبشرح/هيا مو غبيه..هيا بس مو فاهمه..أنتا ليه ماتفهم إنها مشتته ومو مستوعبه اللي صار لهم ..هيا سابت بيتها فجأه بيتها اللي عاشت واتربت فيه كل حياتها..بعدت عن أبوها وأخوانها والناس اللي تعرفهم ولقت نفسها في مكان غير المكان..هيا لسا صغيره على كل ذا..
رد بغضب/بلا صغيره بلا أعذار غبيه..أنتي كنتي متحمله مسؤلية بيت بكامله ومتحمله مسؤلية أحلام وأنتي أصغر منها..أتزوجتي وأنتي بقدها و---------
حست بإنفاسها بدأت تضعف وهي تقاطعه بقوه/لاتدخل أحلام في الموضوع لإنك مو فاهم شيئ عنا..وزواجي اللي بتستشهد بيه كان الفشل نتيجته النهائيه والحتميه..فعن أي مسؤليه بتتكلم..لا تجلس تقارن بينا ....لإنها مو أنا ،ومارح أسمح لها تكون جوري ثانيه ولا------
سكتت وهي تجاهد علشان تأخذ نفس وتتحكم في شحوبها الواضح..جلس جنبها بقلق/خلاص أهدي شويه..اتنفسي..
صرخ بقوه/ياسمين ..قصي.
خرجوا بسرعه على صراخه وبنظره وحده لامهم جريوا في جهتين ،رجعت ياسمين بكيس ورق وقصي بكأس مويا ووجوههم شاحبه من الخوف، حاول عبدالرحمن يعدلها واتفاجأ بيها تبعده عنها وترمي الكيس عالأرض،حاولت تتحكم في نفسها وتتنفس بهدوء وهي توقف بصعوبه،مسكها وثبتها وبرجاء/جوري أجلسي وخليني أشوفك دقيقه.
دفت يده عن خصرها ومشيت وهي تسند نفسها على أي شيئ تلمسه يدها لين وصلت لغرفتها وقفلت بالمفتاح واتجاهلت دق عبدالرحمن عالباب ورجاء ياسمين علشان تفتح لها،إنهارت بمجرد دخولها الغرفه،سندت ظهرها عالباب ونزلت رأسها بين رجولها وصارت تحاول تتنفس بعمق وإنتظام وبعد فتره وأول ماأخذت نفس حقيقي همست بكل قوتها من وراء الباب/روحوا من هنا..أنا كويسه.
عبدالرحمن برجاء/حبيبتي فكي أشوفك بس..
ياسمين ببكى/مامااا فكي ..أنا أسفه..والله خلاص أنا غلطانه..
ردت بنفس الهمس/مادمت بكلمكم يعني أنا بخير..خلاص روحوا.
بعد لحظات سمعت عبدالرحمن يأيد كلامها بهدوء/معاها حق هيا ذحين بخير..خلوها لحالها وهي أول ماترتاح هتخرج من نفسها..هنتظركم في السياره علشان أوصلكم لأبوكم.
ياسمين بإعتراض/مابغى أروح..بستنى ماما لما تطلع و---
قاطعها بحده/أنتي بالذات تنطمي ولا أسمع صوتك..خمس دقائق وانتوا برا.
اتجاهلت جوري توسلات ياسمين ومشيت بخطوات مهزوزه للحمام(اكرمكم الله) دخلت البانيو وجلست تحت الدش بملابسها
عقدت أيديها حول رجولها وضمتها لصدرها بقوه وجسمها يرجف بقوه.. حاسه كلمات ياسمين بتضرب جسمها زي السياط.. حاده ومؤلمه زي سنينها اللي فاتت..كل اللي كانت خايفه منه وعامله حسابه حصل بس بسرعه أكبر من ماتوقعت .. أسترجعت تفاصيل أول سنتين من حياتها وهي تحاول تتقبل خالد لحد ماأقنعت نفسها وأوهمتها بإنها تحبه واتقبلت حياتها معاه، اتحملت غربتها عن أهلها عن قناعه بإن الحرمه والأخيردائماً مع زوجها حتى وإن كان الزوج ذا واحد زي خالد..وجات خيانته وزادت عليها ،أتذكرت حالتها كيف كانت وقتها وكيف كانت على وشك الإنهيار لولا رحمة ربها..أتذكرت أيام وليالي سهرتها بإحساس غريب مافهمته ولأول مره تحسه..إحساس كشف لها الوهم اللي بنته لنفسها وعاشت فيه سنين لدرجة إنها صدقته..ضحكت بهستيريا وذاكرتها ترجع بيها لنفس الموقف بشكل غريب، نفس حالتها ذي ونفس جلستها ووضعها ذا والأغرب نفس حالة الضحك الهستيري اللي بتضحكه ذحين،بس ضحكها ذاك كان لما أكتشفت واتأكدت إنها ماتحب خالد وعمر اللي بينهم ماكان حب،كان ممكن يتسمى أي شيئ إلا إنه حب..دورت وقتها على مسمى للي كانت تحسه ناحيته ومالقت مسمى أنسب من "الجنوووون" لإنها كانت عن جد مجنونه لما أتصورت إنها حبته في لحظه من اللحظات..كيف تحبه وهيا ماتقدر تعطيه ظهرها لثانيه بدون ماتتخيل هجومه عليها لأول مره وأتطورت حالتها لدرجة إن الكل صار يعرف بكرهها الشديد لأي لمسه لكتفها ومن أي شخص كان..كيف تحبه وهيا تكره لمساته وريحته وقربه لحد المرض لدرجة إنها بتهرب من سريرها جنبه في كل ليله وتحبس نفسها لساعه كامله بعيد عنه لحد ماتقدر تتمالك نفسها وترجع تكمل تمثيلها البايخ ليوم جديد..كيف تحبه وهي عمرها ماحست بشوق ليه.. بفراغ في غيابه عنها..لهفه لسماع صوته ..أو شيئ من اللي كانوا البنات يصدعوا رأسها بيه عن الحب والغرام والمشاعر اللي كانت كل وحده بتحسها ناحية زوجها ولاخطيبها..
والأهم من ذا كله بالنسبه ليها كان "الثقه" كيف تحبه وهي ماعمرها وثقت فيه حتى لثانيه،رغم كل وعوده وكلامه وتصرفاته اللي حاول من خلالها يبين لها أسفه وندمه عاللي صار بينهم أول مره.. إلا إنها في قرارة نفسها سلمت بإستحالة وثوقها فيه مهما عمل،وذا الشيئ اللي أتأكدت منه في الموقف الأول والأخير اللي أحتاجته جنبها وقت "ولادة ياسمين"وخذلانه ليها رغم إنها كانت في أمس الحاجه لوجوده الغير مرغوب فيه عادةً.. وذا اللي خلاها بعد كذا تقصيه عن دائرة إعتمادها عليه في أي شيئ.. صارت مهما كان الموضوع بسيط أو مهم تقوم فيه بنفسها، من تغيير أنبوبة الغاز وقارورة مويه الشرب للبراده.. لحد تغيير اللمبات وتبديل فيوز الكهرباء المحروقه..حتى أشياء السباكه والصيانه البسيطه اللي بيحتاجها البيت من وقت للثاني كانت هيا بتعملها بكل سهوله ويسر، و ساعدها في ذا الشيئ حياتها التنافسيه مع أخوانها اللي خلتها تحب تتعلم وتعتمد على نفسها في كل شيئ مهما كان صعب ومتعب ليها علشان بس تصير قويه زيهم ويسمحوا لها تخرج وتلعب معاهم..
زاد ضحكها بشكل غريب أضطرها تعض شفايفها بقوه لين نزفت علشان توقف ضحكها.. اتذكرت حبسها لدموعها وتحكمها فيها مره بعد مره لحد ما جفت واستعصى نزولها إلا فيما ندر وذا بيكون لما تفقد السيطره على نفسها عالأخر، أخر مره بكيت فيها كان في موت أبوها وبعدها لمافاقت من الحادث..صار بكاها زي موسم مطر في صحراء قاحله نادر وشحيح..أتمنت تبكي في ذي اللحظه عالأقل ترتاح من اللي حاسه فيه، كانت مقتنعه إنه بالرغم من تفاهة الدمعه وخفة وزنها إلا إنها بتزيح هموم بحجم الجبال وكانت تحس نفسها بترجع خفيفه وصدرها مرتاح بعد نوبة بكاء حاده هيا محتاجتها وبشده في ذي اللحظه..
كلام ياسمين حسسها بإن كل اللي عملته علشان تحافظ عليهم وتحاول تعيشهم في جو كله حب وإهتمام كل ذي السنين كان ماله أي قيمه تذكر ..كل سنين مراهقتها وشبابها اللي حاولت تعيشها ليهم وتعمل فيها شيئ مفيد كانت بدون فايده مادام في النهايه طلعت طريقتها غلط وكل اللي عملته راح أدراج الريح زي مابيقولوا، والأهم إنها طلعت مو مهتمه بأهم شيئ في حياتها زي ماقالت بنتها..ذي فكرة أولادها عنها "إنها بتفضل راحة الناس على راحتهم،وإنهم أخر إهتماماتها" قالتها في وجهها في لحظة غضب وهيا متأكده من صدق مشاعرها في ذي اللحظه..الإنسان مايعرف يكذب في لحظة غضب وكل اللي بيحس بيه مهما كان بيطلع بدون ترتيب وتجميل، والنتيجة بتكون دائماً صادقه وعالجرح بشكل يصدم ويخلي الشخص عاجز عن الرد بشكل غريب.. إبتسمت بسخريه من اللحظه اللي حذرها الكل منها وكانت في تحدي معاهم إنها مارح تجي من أولادها أبداً..مارح تجي بعد كل الحب والرعاية والإهتمام اللي حاولت توفرها ليهم حتى على حساب نفسها. أخذت نفس عميييييق وقررت تنسى اللي صار وترميه وراء ظهرها كالعاده..البكاء على الأطلال مارح يفيدها وكلام بنتها المراهقه وإن كان جرحها فهو مارح يغير اللي صار من سنين ، ولا هيحسسها بالندم عاللي سوته لهم ولغيرهم لإنها عارفه إن اللي عملته وقتها وذحين هوا القرار الصح والشيئ المناسب، ولو رجع بيها الزمن متأكده إنها هتتخذ نفس القرار..
غيرت ملابسها وإبتسمت وكلها ثقه إن كل شيئ رح يتحسن وإن بكره هيكون أحسن من اليوم وإن الله معاها وبيعوض كل صبرها خير ..
↚
------------
(صنعاء)
المغرب،رابع أيام العشر
فرشت سفرة الفطور مع البنات رغم إعتراضهم،كانت محتاجه تتصرف بشكل طبيعي قدامهم علشان تمسح نظرات الحزن والقلق اللي في عيونهم من وقت ماوصلت هيا وعبدالرحمن اليوم الظهر بدون ياسمين وقصي، حست بأعصابها متوتره من طريقة أمها وحريم أخوانها في حذرهم معاها في الكلام بعد ماسلموا عليها بشوق وفرح ممزوج بحزن وقلق وهم يحاولوا مايسألوها عن شيئ وهي متأكده إن الفضل يرجع لعبدالرحمن اللي أكيد نبه عليهم وحذرهم من فك السيره ذي،أما معاذ ونور وصالح فأتصرفوا معاها بطبيعتهم وذا الشيئ اللي ريحها نوعاً ما، وعلى أذان العصر كانوا أخواتها وأزواجهم وصلوا البيت وبعدها بساعه جاء خالها وأخوانها ومن ساعتها والدنيا حايسه مابين سلام وأحضان متفرقه في الريحه والجيه، ومابين تحضير فطور للناس اللي ماليين البيت، أتحججت بشغله تسويها وتركت أحلام اللي مافارقتها من وقت ماوصلت وأخذت كاميرتها وكاسة مويا وانسحبت من بينهم بهدوء وطلعت السطوح وأختارت مكان في الزاويه يسمح لها تراقب الشارع بدون ماتنكشف ،عدلت لثمتها رغم إستحالة وجود أحد في ذا الوقت في سطح بيته..الشارع كان فاضي إلا من كم شخص بيتحرك بسرعه علشان يلحق الفطورأو للمسجد،مافي أصوات ولا ريحة عوادم سيارات ولازحمه في حارتهم الهاديه،مجرد هدوء يتخلله أصوات العصافير المتناثره بين الأشجار والشقوق في جدران البيوت، كانت تصور المنظر وهي تحاول تبرز جمال غروب الشمس اللي بدأت رحلة غروبها وراء الجبال من فتره وظلالها البرتقاليه والحمراء تغطي السماء بستارة ألوان جميله وجذابه وبتنشر أخر أشعتها على قطع الزجاج الملونه للزخارف الجبسيه اللي بتميز بيوت صنعاء وبتنعكس عنها مكونه مزيج من الألوان الساحره ينافس أفضل عروض الليزر، كان بالها مع أولادها ..لطالما حبت ياسمين ذا المنظر وشاركتها لحظات الغروب على سطوحهم في كل مره يجوا فيها هنا..ياترى هيا بتراقب الغروب في ذي اللحظه زيها،وقصي اللي يحب جمعة أخوانها وأولادهم وبعد مايرجع يجلس يحكي لها عن اللي سمعه وأتعلمه منهم طول اليوم بحماس يخليها تتمنى لو كانت معاهم وقتها..أكيد بيفكروا في جمعاتهم والأحداث اللي هتفوتهم وهما مو هنا معاها،أتنهدت بضيق "ذا وأنا ماكملت يوم بدونهم وحاسه كذا،أجل كيف بتحمل الأيام الجايه" حطت الكاميرا وطلعت جوالها من جيبها وبدأت أصابعها تضغط على جوالها بهدوء وأترسمت إبتسامه حزينه على شفايفها وهي تسمع قصي وياسمين يردوا عليها بلهفه ماأخفت نبرة الإحباط والحزن اللي مغلفه أصواتهم، رفعت عيونها للسماء بدعاء صامت قبل ماتباغتهم بضحكه ناعمه وحكايات تختصر الآف الأميال بينهم.
---------------
الرياض
سادس أيام العشر
ألتفت الكل على الصوت اللي طلع فجأه، وعرفوا مصدره لما شافوا جوال سند مرمي عالطاوله، نقل شاهين أخوه نظراته المتسائله بين وضاح وريان اللي رجعوا من الشركه مع سند وأصر عليهم يفطروا عندهم،هز وضاح كتفه بمعنى "مدري وش فيه" ورجع يتكلم بالجوال ،طالع شاهين في سند وفي محاوله يائسه سأله/صاير شيئ ياخوي.
أكتفى بهز رأسه بنفي خلى شاهين يتأكد إن المكالمه هي السبب، لإنه كان يتكلم بهدوء وكالعاده بدون مايبان أي تعبير على ملامحه البارده بس طريقتة في رمي الجوال كانت مبينه شيئ ثاني، أتنهد بضيق ورجع للي كان في يده.
أما سند قعد يستغفر بهدوء وعيونه عالقناه الأولى وهي بتعرض أجواء الحرم المكي قبل أذان المغرب،مال ريان عليه بهمس/ذي مونيكا؟ للحين ماملت.
هز رأسه بموافقه/ذا أخر إتصال لها..تقدر تقول محاوله أخيره فاشله علشان تأثر علي وتخليني أغير رأيي.
ريان بسخريه/آآخ بس لو أشوف شكلها ..كان أتشمت فيها وبردت قلبي.
سند ببرود/وحده مثلها ماتستاهل إنك توسخ نظرك بشوفتها..هي غلطت لما اتحدتني والحين تتحمل..اليوم وصلني قرار فصلها من النقابه وبيحققوا معها في اللي صار.
سأله بقلق/بس بكذا الكل رح يدري باللي صار وماأعتقد أحد بيوافق يشغلها بعد فضيحتها ذي.. مو كإنا قطعنا رزقها.
رفع حاجبه بإستنكار بارد/قطعنا رزقها!!! وأنا من متى أقطع أرزاق الناس ياريان؟ أنا أعين وأعاون باللي أقدر عليه..هي اللي ماعرفت حدودها وأنا حذرتها وأعطيتها أكثر من فرصه علشان تتراجع عن اللي بتسويه، لكن غبائها صور لها إنها وقعتني في شباكها.. ظنت إنها تقدر تضغط علي بحركاتها الماسخه وتمثيلها الهابط .
أتنهد ريان براحه/الحمد لله إن في كاميرات في المكتب ولا كان الموضوع بيكبر والصحافه بيوصلها خبر وخذ على أفلام وقصص وتحليلات.
حرك يده بلامبالاة وبتعالي/حتى إذا ماكان مافيه كاميرات بتصير كلمتها ضد كلمتي، ومايحتاج أقول لك من اللي بيكون له الكلمه الأخيره في هالروايه البايخه.
فلتت من ريان ضحكه خلت الكل يطالع فيه بإستغراب، قفل وضاح جواله وبقهر/أنا بموت وأعرف وش عندكم تتساسرون من أول، بينكم أسرار مدري عنها؟
شاهين بشماته/راحت عليك يابو سعود، الحين ريان بئر الأسرار وأنت صرت على جنب.
وضاح دف ريان لكنبه ثانيه وجلس جنب سند ومسك يده وهو يسبل عيونه بدلع/سند حبيبي أنا الحب الأول والقديم..أنا أخوك ورفيق دربك لاتتركني علشان ريانوه.
ضحك ريان وشاهين على منظر وضاح وهو شغال يتغزل في سند اللي رماه بنظره بارده قبل مايسحب يده ويطنشه،وضاح بخوف/ياخوي خف علي بنظراتك ذي..قسم بالله أحيان أخاف تقتلني بوحده منهم.
طالع فيه بشبه إبتسامه ماتجاوزت جزء من الثانيه وبملل/وضاح فكني من هذرتك موبوقتك الحين خلني أدعي قبل الأذان.
إبتسم وضاح وبهمس/بتركك إذا بتحكي لي وش صار.
أتنهد ونفس الهمس/ أنت عندك الأولي والتالي وتدري إني ماأحكي إلا لك.
وضاح بغيره/شفتك طايح مساسره معه قلت يمكن صار أقرب لك مني.
سند بهدوء/عن الغباء الزايد..السالفه متعلقه بسفرتي الأخيره وطبيعي ريان بيدري عنها.. بس تخلص السالفه بقول لك عنها..أرتحت الحين؟
حط يده على قلبه بتمثيل/كله من هالضعيف اللي يحبك ولا أنت أقشر ومحد متحملك غيري..بصبر وأشوف تاليها معاك.
هز رأسه بموافقه ووقف وأخذهم لسفرة الفطور وهو يسمع صوت الأذان يعلى ويعلن نهاية صيامهم لذا اليوم.
↚
جده
ثامن أيام العشر
قبل العيد بيومين،بعد العشاء
طلعت وهي لافه منشفه على جسمها وجلست عالسرير،وبدلع/حبيبي..دودي يلا قوم بنتأخر عالسوق..خلودي يلااااا.
خالد بنعاس/ندى بس نص ساعه، تكونوا أنتوا لبستوا وبعدها صحيني.
حطت أيديها على كتفه وسوت له مساج بهدوء/حبيبي كلهم جاهزين وأنا بلبس بسرعه،قوم خذ دش وصحصح،الأولاد كلهم برا ومستنيين..
فتح عين وحده/خلاص مره مستعجلين.
ضحكت وهيا تسحبه وتوقفه/أنتا ماشفت نادر ونادين، واقفين في الحوش ومستعدين من أول.
خالد بإستغراب/وليه الحماس ذا كله ماالعيد اللي فات ماكان راضي يروح غير بالقوه.
إبتسمت/داك العيد اللي فات ،أنتا ناسي إن ياسمين وقصي هنا ونادر لاصق فيه لصقه مجنونه.
ضرب على جبينه بخفه/والله نسيت..يلااا عشر دقايق وأنا جاهز.
اتخصرت بزعل/لااا أشوفك نطيت لما أفتكرت إنهم هنا وأنا أكلمك من أول ومطنشني.
طالع فيها بإبتسامه قبل مايسحبها من منشفتها ويبوسها في شفايفها وبهمس/وأنا أقدر أطنشك..
اتعلقت فيه واتجاوبت معاه بحراره وبعد فتره بعدت عنه بدلع/دودي مو وقته العيال برا مستنين..
شالها للسرير بضحكه/يستنوا كمان، السوق مو طاير.
وبعد فتره كانوا في السوق يلفوا عالمحلات طالع خالد في ياسمين وقصي اللي يتمشوا بلامبالاة ويشربوا عصير ويتفرجوا عالناس بدون مايشتروا شيئ،وبهدوء/أيشبكم مافي حاجه عجبتكم؟
ياسمين/كل شيئ حلو بس أحنا قضينا خلاص.
خالد بإستغراب/متى قضيتوا؟
قصي بإبتسامه/نزلنا السوق مع أمي وخالي عبدالرحمن قبل مايسافروا.
خالد بضيق/وليه تشتروا معاها وأنا قايل لكم بننزل سوا..أنا حتى مارسلت لها فلوس زياده عن المصروف لأشياء العيد على أساس أنا اللي بشتري لكم.
ياسمين بشرح/عادي بابا ماصار شيئ..هيا قالت مافي فرق بينكم هيا تجيب أنتا تجيب كله واحد..
طالع فيهم وسكت للحظات يستوعب اللي سمعه وبهدوء/هيا قالت كذا!!
هز قصي رأسه بموافقه وبحماس/حتى نادر ونادين أشترت لهم زينا وقبل ماتسافر سوت لنا مفاجأه ورحنا أ--------
قاطعته ياسمين وبتصريف/بابا أنا مابغى أشتري ملابس،بس أبغى أجيب هدايا لصحباتي وشغلات زي كدا،ممكن؟
إبتسم لها وعرف إنها ماتبغى قصي يكمل كلامه، وأشر لها بيده بهدوء/أكيد حبيبتي، شوفي هناك محل هدايا روحي شوفي اللي يعجبك وأنا بخلص مع ماما ندى وأخوانك وبنجيكم على هناك علشان الحساب، خذي أخوكي معاكي.
سحبت قصي معاها بإرتباك/أكيد بابا يعني هروح لوحدي!!!
إبتسم خالد على حركتها "والله كبرتي وصرتي تنتبهي على كلامك"
وعند ياسمين اللي دخلت المحل وبعصبيه/أنتا أيشبك ماتفكر، بس تتكلم في أي شيئ.
قصي بإستغراب/أنا.. أيش سويت ذحين !!!
أتخصرت وبنفس عصبيتها/لاياشيخ..ماتدري يعني.
نزل أيديها من خصرها وبحده/اوقفي عدل ووطي صوتك محنا في البيت.
سحبته على جنب وعدلت عبايتها وبهمس/أسفه ما أنتبهت بس أنتا عصبتني يعني لو ماوقفتك كنت قلت لبابا أيش اللي سويناه مع ماما.
قصي بتساؤل/أنا كنت بقله إنا أشترينا وأنبسطنا،ماقلت شيئ.
ياسمين بشرح/ياقصي ياحبيبي أنتا جالس تتكلم وكنت هتقول رحنا أستراحه وسبحنا وسوينا وعملنا.. ماما مو فهمتك إنه حرام نتكلم عنها عند بابا..خلاص هوا ماصار زوجها وماينفع نقول إنها سوت وقالت.. فهمت.
قصيي بضيق/أنا مو صغير علشان أتكلم عليها عند الرجال، أنا بس سمعته يسأل جده ليه ماما ماأخذتنا وإنها يمكن طفشت منا، أنا ماكنت بقول أيش لبست وسوت،أنا بس كنت بوريه إن كلامه غلط وإنها تحبنا وماطفشت منا، وإنها سوت لنا عيد قبل ماتسافر وأننا أنبسطنا معاها ولعبنا وطرطعنا وسوينا كل شيئ وعيدنا معاها بدري..
ردت بجديه/بس بابا ماكان يقصد كدا.. هوا بس مستغرب زي محنا أستغربنا.. ولاتنسى ماما قالت أحنا مالنا صلاح باللي بينهم، ومو لازم نشرح له أي شيئ..وإدا في حاجه هما يختلصوا مع بعض.
طالع فيها وبهدوء/ماكان ذا كلامك ذاك اليوم لما...
قطع كلامه بإحراج، ردت بهدوء/لاتستحي عادي قولها.. عارفه إني غلطت وكنت قليلة أدب مع ماما وغلطت عليها وعلى خالو كمان..بس أنتا مارح تفهم اللي صار.
قصي بزعل/ليه تحسبيني صغير ماأفهم؟
مسكت يده وضغطت عليها بحنان وبضحكه/أنتا مو صغير، أنتا سيد الرجال وشيخ الشباب على قولة ماما .. ولإنك رجال مارح تفهم..دي حاجات نفهمها أحنا الحريم بس، وأنا عرفت غلطي وأعتذرت لماما وأتفاهمت معاها، مارح أخليها تسافر وهيا زعلانه مني..لا مارح أخليها تنام وهي زعلانه مني أبداً
إبتسم بخجل من مدحها وبهدوء/طيب ياحريم، يلاا نقي اللي تبغيه وتعالي أختاري معايا هدايا كمان.
اتغيرت نفسيتهم بسرعه وصاروا يتفرجوا عالأغراض اللي في الرفوف،وسألته ياسمين/بتجيب هدايا لمين؟
وقف يعدد على أصابعه/ ماما وبابا وخالي وأعمامي وليكي ولأخواني و جده وماما ندى وعماتي يعني بيتنا كله، وجدي صقر وجدي مساعد وبدر، ومحمد ولؤي ووليد ولد عماتي لطيفه وليلى، ورشيد ورواد وعلي وماجد واحمد و-----
قاطعته ياسمين بذهول/هييي كل دول بتجيب لهم هدايا!!!! متى بنخلص؟
قصي بشرح/ماينفع أجيب لواحد وواحد لا.. وبدر صار صاحبي ودايماً يكلمني ويمكن نروح لجدي مساعد وما ينفع أجيب لبدر و هما لا.. ورواد وباقي العيال معايا في المدرسه ولازم أجيب لرشيد و-----
قاطعته بإحباط/بس بس صدعتني..خلاص أحنا نسوي زي ماما ماعلمتنا نقسمهم حسب أعمارهم ونشوف اللي يناسب كل مجموعه وكل واحد منا بجيب شيئ ونتقابل عند الكاشير .. لاتنسى حاول تختار أشياء مفيده ويمكن نستعملها بشكل يومي أو شيئ بيفكرنا بذكرى معينه..أوكي.
هز رأسه و عملوا خطة ووزعوا المهام بينهم قبل ماينتشروا في المحل بنشاط.
الرياض
ليلة العيد
أتنهدت بضيق من كثر ماملت من قعدتها لوحدها والظلام محاوطها من كل جانب، ماعاد يفرق معاها ليل من نهار ..كله ظلام، أتذكرت كلام جوري لها "جنه من غير ناس ماتنداس،والإنسان لمايتعود على حب الناس ولمتهم حوله وإهتمامهم بيه، يحس بفراغ وضيق في غيابهم" وبصوت عالي/أووووف، ليه كل اللي تقوله يطلع صح.
دينا بإستغراب/مين هيدي؟ وشو يلي طلع صح بتول؟
بتول بإحباط/خاله جوري.
ضحكت دينا/يييي إمتى صارت خاله..هيا الت لك تئوليلا هيك؟
بتول بضيق/لا ماقالت..بس لمتى بتم أقلها جوري..حتى عيب علي بدر بكبره يقلها خاله.
دينا بموافقه/والله هالصبيه حبيتا كتير ،ماالتلك أول مره شفتا إنا كتير حبابه ومهضومه..أنا نزرتي مابتنزل الأرض أبداً.. وشو التلك.
بتول بإبتسامه/لما كانت تحاول فيني أقابل البنات وأقعد معهم ومع جدي قالت لي إني رح أحبهم واتعود عليهم لدرجة إني هسأل نفسي شلون كنت عايشه بدونهم قبل..وإني إذا تركتهم بحن وأشتاق لهم، وذا اللي صاير.
دينا/عن جد حيرتيني معك..إزا أشتئتيلن وبدك ياهن ليه مابتنزلي لعندن، ليه بظلي حابسه حالك هون مع إنن بيجنوا لتئعدي معن وتحاكيهون متل أبل..عالئليله انزلي لبدر ليه لتنطري تيجي لعندك.
فركت أصابعها بتوتر وماردت عليها ودموعها تخونها بصمت "شلون أقلك إنه يكرهني.. يمكن إذا ظليت بعيده وماجبرته على شوفتي مارح يتذكر ورح ينسى ويمكن يسامحني"
↚
فجر يوم العيد
صنعاء
ماتقدر تقول إنها صحيت لإنها مانامت أساساً،كانت تعد الدقايق والثواني لين جاء الوقت اللي قدرت تتصل فيه عليهم، أتصلت على قصي وصحته وياسمين لصلاة الفجر وبعدها صلت وراحت المطبخ تجهز القهوه وباقي الشغلات وبالها مع أولادها، أكلوا.. شربوا.. لبسوا.. فرحانين.. زعلانين، وماعرفت كيف مسكت جوالها وأتصلت عليهم مره ثانيه علشان تشوفهم بلبس العيد وتشوف قصي قبل مايروح للصلاة ، أنتبهت على صوته وهو يعيد عليها للمره الثانيه، إبتسمت لشكله اللي أخذ قلبها/وأنتا بصحه وسلامه ياقلبي..ماشاء الله طالع عريس قريت أذكارك..أختك حصنتك..أتبخرت حبيبي؟
طلعت لها ياسمين عالشاشه بزعل/ أشوف الإهتمام كله بالسيد قصي ياست ماما.. وأنا ماليا ولاكلمه.
إبتسمت بحب/أنتي عين وهوا عين، وغلاكم واحد..كل عام وأنتي بخير ياروحي.
ياسمين بحزن/وأنتي بصحه وسلامه.. وحشتيني ماما..العيد مو حلو بدونك.
مررت أصابعها عالشاشه وكأنها بتلمسهم وبهدوء/وأنتوا أكثر حبيبتي..أنتوا أكثر.
وبنره حاولت إنها تكون مرحه /بعدين يابكاشه لسا العيد مابدأ..أنتي بس أصبري لين يجي مؤيد وساعتها بتعيدي مزبوط.
قصي بإمتنان/الحمدلله إن عمي مازن جاء، هوا اللي يعرف يوقف جنان عمي مؤيد.. هيعرف يسيطر عليه مادامك منتي فيه وتساعديه زي كل مره.
ضحكت من قلبها وهي تتذكر مقالبها مع مؤيد فيهم وبعتاب/أخص عليك، إحنا كنا نمزح معاكم ونعمل لكم أكشن .
جاها صوت مازن الحنون/كل عام وأنتي بخير جوجو..ومن العايدين.
قفلت الكاميرا وردت ببقايا ضحكه/وأنتا بصحه وسلامه ومن الفايزين يامسيطر أنتا.
مازن بضحكه/مادام معانا ليدي لارا كرافت والرجل الأخطبوط، لازم يكون في واحد مسيطر علشان نوزن المعادله ونتأكد إن كل شيئ آمن ومستتب.
ضحكت بقوه قبل مايتابع مازن بجديه/ترى اتأخرنا عالصلاه،نرجع إن شاء الله ونكلمك مع السلامه.
أستودعتهم الله وقفلت ورجعت تكمل تجهيزاتها المعتاده.
يوم العيد
بعد الفجر
صحيت من النوم على ريحه حلوه ومألوفه نادت دينا لين جاتها/صباح الخير بتول،كل سنه وأنتي سالمه ياالبي.
إبتسمت بمجامله/وأنتي بصحه وسلامه.. وش ذي الريحه؟
ساعدتها تطلع من السرير وجلستها عالأرض وبحماس/ مدي أيديكي وبتعرفي شوفي هون.
مدت أيديها وحست بشيئ ناعم وطري بين أصابعها وبإبتسامه/ورد!!!!
شالت الباقه اللي أكتشفت إنها كبيره وقربتها من وجهها وأستنشقت عطرها بإستمتاع/غاردينيا..من زمان عنها.
دينا/مش بائه وحده..عشر بائات غادينيا.
حطت اللي في يدها واتحسست قدامها وأصطدمت يدها بالعديد من الورود والعلب المختلفة الأحجام، وبشك/من اللي أرسل هالأشياء؟
دينا بتنهيده/مسيو أبوبدر..بيك ومعن بطائه كمان..أبنتي ونور عيني بتول،كل عام وأنتي بخير.
وقفت برجفه وبأمر/بدخل أتسبح وأبي أطلع ماألقى شيئ من هالأشياء هنا.
دينا بإحباط/عالئليله أفتحي العلب وشوفي -----
قاطعتها بحده/سوي اللي قلت لك عليه.
دخلت وقفلت الباب بعنف وببكى/خلص مو بقادر تجاملني وتجبر نفسك على شوفتي أكثر من كذا، وبعد نور عيني!!
خرجت بعد ساعه واتصرفت كأنه ماصار شيئ رغم عيونها الحمراء اللي فضحت بكاها طول الساعه اللي فاتت، لبست فستان من أختيار دينا كالمعتاد وصلت وأستقبلت جدتها منيره و جدتها أم أمها وعماتها اللي عيدوا عليها بحب وإهتمام وبعد نص ساعه تركوها ونزلوا يشوفوا أشغالهم بعد ماحاولوا فيها علشان تنزل معاهم تستقبل باقي العيله وتعيد معاهم.
أستأذنت منها دينا علشان تنزل تحت، وطلبت منها تتصل على جوري قبل ماتروح، وبعد ماأتكلمت مع جوري وعيدت عليها حست براحه نسبيه وقفلت منها .
دخلت دينا وشافتها تبكي عند الشباك، وبرجاء/بتول الله يوفئك خلينا ننزل لتحت بس شوي نعيد معن وننبسط.
ردت بحزن/ماأبي أعيد معهم ولا أبي أنزل.
دينا بيأس/عالئليله تلفني لبدر من شان يجي لهون.
مسحت دموعها وبزعل/موبداقه عليه، أهو ماتذكرني ولاجاء يعيد علي .
دينا/أنا أكيده إنه متزكرك،بس بيكون إنشغل شوي بتعرفي عيد وأنتوا أهلكن وناسكن كتير، وأكيد في عجئه .
بتول برفض/وأنا ماأبي أثقل عليه، بعدين هو له فتره يجيني ويجلس معي من غير ماقول، يمكن بيفقدني قريب وبيجي لحاله.
يالساحره..وشلون عرفتي إني أبي أشوفك وأقعد معك.
ألتفتت للصوت المرح اللي فاجأها وبذهول/بدر!!! وش جابك هنا.
ضمها بشوق/قلبي جابني، بس أسمعك تناديني..بدر تعال بدر أبيك بدر أشتقت لك..
كل عام وأنتي بألف خير حبيبتي بتول.
اتفاجأت بضمته القويه وحست بالراحه ومانتبهت على نفسها وهي تضمه وتبكي بحرقه/وأنت بصحه وسلامه، بدر والله أشتقت لك ياخوي،لا تتركني لحالي.
بكت دينا من منظرها وبكاها اللي يقطع القلب وفضلت تتركهم لوحدهم وطلعت وقفلت الباب.
وبعد فتره من البكاء المريح، سألته بتول/لما تأخر الوقت ظنيت إنك نسيتني وموبجاي تعيد علي.
مسكها من كتوفها وبجديه/مهبوله أنتي،أحد ينسى تومه ونصه الثاني، أنا جيت بس شفتهم عندك ورجعت، ماكنت أبي أدخل وهم موجودين، كنت بجلس معك لحالي بدون مايقاطعنا أحد.
بتول بتساؤل/الحين أنت كنت تحكي من جد لما قلت لي إنك سمعتني أناديك.
مسك يدها وبهدوء/من جد، أنتي نسيتي إنا تؤام والتؤام يحسوا ببعضهم..نسيتي زمان لما كنت أمرض وأنا في مدرستي ولما كنت أرد البيت ألقاكي بعد تعبانه وراده من المدرسه.. ولا لما رحت المزرعه وركبت الخيل مع مساعد وبتال وطحت ولويت رجلي،جدتي قالت إنك قمتي من النوم تصارخين من رجلك..
وجلس يحكي لها كذا موقف وهيا مندمجه معاه وتصحح له التفاصيل وضحكوا من قلوبهم لما أتذكروا ذي المواقف، ولماخفت موجة الضحك،بتول بإبتسامه/تدري كنت حاسه بضيقه وملل، بس الحين لما قعدت معك أرتحت، من زمان ماضحكت بهالكثر..
بدر بهدوء/وأنا بعد مارتحت وضحكت هالكثر من سنين..
سحبت يدها وعقدتها في حضنها وبتردد/بدر أنت..تكرهني؟
طالع فيها بإستغراب/أكرهك!!أنتي من وين تجيبي هالأفكار الغريبه؟
أتنهدت بضيق/أنت قلتها لي مره ولا نسيت.
مسك أيديها وبإعتذار/أنا ماكنت أقصد،أنا بس كنت زعلان منك ومن أبوي لأنكم .. يعني كل شيئ تغير ، أمي ماتت وأنتوا فجأه تغيرتوا علي،أنتي حبستي نفسك هنا ورفضتي تقابلين أحد، وأبوي صار واحد ثاني، مو أبوي الأولي ماعاد يضحك ولايجلس معي شكله يخوف ولا أحد يقدر يحاكيه،منعني من كل شيئ ممنوع ألعب أوأخرج لحالي حتى الخيل اللي كان يغصبني عليه ويقول لازم تصير فارس مثل أبوك منعني عنه، حتى الكلام ماقام يتكلم معاي ،يسافربالأيام ويرد ولايدري عني، وحتى الحين سلم وعيد علي ببرود وكأني واحد غريب عنه ولا أعني له أي شيئ، يعني أنا صرت مثلك في حبس بس الفرق إني ماأبيه لقيت نفسي فيه ومجبور عليه و-----
ضمته فجأه وخلته يقطع كلامه وببكى/أسفه ياخوي أسفه،كل شيئ صار بسببي، أنا ماكنت أدري إن كل ذا صار لك أنا ماكنت أقدر أواجهك،كنت خايفه تلومني عاللي صار و-----
بعدها عنه بقوه وبحده/أنتي مجنونه،أنتي مالك دخل الموت موبيدنا، أنتوا كلكم أغبياء أنتي غبيه وأبوي بعد غبي،أصلاً هي عاشت ولاماتت مافي فرق في حياتنا.
بتول برجفه/بدر لاتقول كذا على ماما.
بدر بغضب/أنا ماكذبت، هي أمي وأنا أحبها، بس أنتوا ليه تكذبون على نفسكم،أنتي تدرين وأنا أدري وأبوي بعد يدري..لا البيت كله يدري إنها كانت.. ماتهتم فينا هالكثر، أمي يابتول كانت تتركنا مع المربيات طول الوقت،كنا نشوفهم أكثر منها كانوا يهتمون فينا وقت مرضنا وتعبنا أكثر منها،صح كانت تقعد معنا وتسافر وتشتري لنا وماتقصر علينا بس ذا كله لإن ------
قاطعته بحده/بدر لاتكذب على ماما وهي ميته حرام عليك..ماما كانت تحبنا وتهتم فينا أنا كنت كبيره وقتها وأفهم كل شيئ.
سكت للحظات وإبتسم بسخريه/قلت لك إنك غبيه وأنا بعد كنت غبي مثلك، كنت أظن إن مافي أم تحب عيالها كثرها،لليوم أتذكر وجودها معنا وسفراتنا برا وحياتنا قبل كنت حيييل أحبها وللحين أحبها، لكن.. لكن أنا عرفتها زين، أنا موبقاعد أكذب أنا بعد وقتها كنت كبير وأفهم ،وسمعتهم يتهاوشون بسببنا، عرفت إنها كل مره كانت تقعد معنا وتهتم فينا لإن أبوي طلب منها وبعد يزعل عليها إذا أهملتنا، وبعدها يعوضها عن الوقت اللي ضيعته معنا، يعني موبلإنها مهتمه فينا، أمي يابتول كانت تفضل إنها تتركنا للمربيات وتتفرغ هي للسفر والسوق وأم شيئ لصديقاتها،تدرين كم مره سمعتها تحن على أبوي علشان تسافر بدونه وبعد بدونا، كانت تقول إنها تبي تستانس ووجودنا بيقيدها ومارخ يخليها تتمتع في سفرتها، وإن المفروض وش سمتها وقتها؟ أيه قالت يترك لها مساحه خاصه ..مساحه خاصه.. أنا مافهمت وش يعني بس اللي فهمته إنه شيئ لازم مانكون فيه، بعدها ماصرت أهتم كثير وظنيت إن كل الأمهات كذا،حتى لما ماتت صدق إني حزنت وبكيت عليها بس مو كثير تدرين ليه؟ لإني أدري إن أبوي بيحبنا ويهتم فينا عنه وعنها وأنتي بعد كنتي موجوده وقلت خلاص أنتوا تكفون وكل شيئ بيكون بخير، بس كنت غلطان.. أنتي وأبوي تخليتوا عني وماأهتميتوا فيني وكان قدامي حل من الأثنين ياإني أصير مثلكم ولا أكمل حياتي بدونكم.
سكت يأخذ نفس ويجمع أفكاره للحظات وهو يشوف علامات الصدمه على بتول اللي تبكي بصمت كانت عن جد مصدومه من كلام أخوها،شلون يقول كذا عن أمها، أمهم أحسن أم في الدنيا.. مافي أم تحب عيالها كثرها كانت تدللهم وتهتم في كل شيئ يخصهم.. كل صديقاتها كانوا يحسدوها عليها ويتمنون أمهاتهم تكون نفس أمها، وبعدم تصديق/أنت كذاب يابدر ماما ماهيب مثل ماتقول..أنت تبي تعاقبني لإني تركتك كل هالسنين تبيني أكرهها علشان أترك غرفتي وأكمل حياتي..تبيني أصير قاسيه مثلك وأتصرف كإن مافي شيئ أتغير في حياتنا.
بدر بهدوء/كان زين لو كنت قاسي مثلك ولا مثل أبوي، بس أنا ما قدرت أكون مثلكم، ماقدرت أظل متمسك بصورتها القديمه وأتذكرها بالشكل اللي كنت أتمناه واحبس نفسي مع ذكرياتنا الحلوه، ولا قدرت أنسى اللي كنت أشوفه وأسمعه وأصير قاسي وأكمل حياتي مثل ماقلتي.. صرت واقف في النص.. تدرين إني الأول على المدرسه أنا كل يومي أقضيه مع الكتب والدفاتر، أحاول أكون أحسن واحد يمكن أبوي يلتفت لي ويتذكر إني موجود ويرد مثل قبل، أنا مالي أصحاب ولا خويان مثل الباقيين،أنا ماأطلع مع باقي العيال وممنوع من الخيل والدبابات ونص الألعاب اللي في المزرعه بأمر من أبوي، أنا حتى ماأعرف ألعب كوره، وفي الإجازه أتم في جناحي لحالي طول الوقت ألعب بلايستيشن ولا أتم عالجوال.. الوقت الوحيد الحلو هو اللي أقضيه مع جدي وجدتي وجدي مساعد،معاهم أحس إن في أحد يحبني ويفقدني لاغبت عنه.
سكت وساد بينهم صمت حزين وبتول تبكي بصمت وتحاول تستوعب كلام أخوها القاسي واللي صدمها بقوه ، وقف بدر عند الشباك وعيونه عالسماء ويقلب في ذكرياته وبتفكير/ أنا سألتها مره وقلت لها أنتي ليه ماتحبينا؟ تدرين وش قالت!!!! قالت مافي ام ماتحب عيالها،ولما قلت لها عن اللي سمعته قالت لي مو معنى إني أحبكم إني أكره نفسي، أنا بعد ماجبتك أنت واختك تركت كل شيئ كنت أحبه وأتفرغت لكم ونسيت نفسي،بس الحين أنتوا كبرتوا وتقدروا تعتمدوا على نفسكم وماعاد تحتاجوني مثل قبل ،وأنا جايبه أحسن المربيات يعني بترككم وأنا مطمنه عليكم وأدري إنه مو قاصركم شيئ،أنت بعدك صغير وإذا كبرت رح تحب أشياء وتتعلق فيها مثلي ووقتها مارح تحب إنك تتركها علشان أي أحد، وأنت إذا تحبني بتفرح إذا شفتني مستانسه صح بدوري.
أتنهد وتابع بشرود/أنا وقتها مافهمت وش قالت،بس كلامها أنطبع في رأسي ومانسيته أبداً، ولما كبرت وقمت أشوف عيال عماني شلون عايشين أستغربت ،كلهم عندهم خدامات وأمهاتهم عندهم شغل بس أحسهم غير،في إهتمام وحب مابينهم أشوف أمهاتهم يتصلوا عليهم وحنا برا ويسألون عنهم ويهتمون فيهم، حتى مساعد ولد عمي صقر اللي ما عنده أبو أحسن مني، تدرين يوم سألته شلون عايش أنت ومريم مع زوج أمك زعل علي، قال أبوي راجح موبزوج أمنا هو أبونا ربانا وحبنا وماعمره حسسنا إنا موبعياله حتى يوم أمي ولدت أخواني مافرق بينا ويعاملنا كلنا نفس الشيئ، أنا قمت أغير منهم وخفت أحسدهم .
بتول بصدمه/علشان كذا صرت ماتروح معاهم، تركتهم وحبست نفسك في جناحك علشان ماتشوف شلون هم عايشين ومستانسين وأنت لا.
هز كتفه بيأس/ليه أقعد معهم وأنا أتحسر على شيئ أدري إنه مارح يصير لي،تدرين كم مره تخيلت أبوي يجي ويسأل علي.. يقول إنه أشتاق لي..يضمني ..نركب خيل سوا مثل قبل.. يجيني المدرسه ويشوف مستواي،اهوا حتى إجتماع الأباء مايحضر.. أبوي مساعد وعمي شاهين وكذا واحد من أعمامي حضروا حفل تكريمي في المدرسه إلا أبوي..كان مشغول وقتها وموبفاضي لي.
وقفت بإرتباك وتبعت صوته لين مسكت كتفه وألتف لها بصمت، مدت أصابعها ولمست وجهه واتفاجأت بدموعه وبصدمه/ تبكي يابدر!!!!
ضمته لصدرها بقوه وهي تعتذر له بهمس متقطع وإنهاروا عالأرض بعد ماتفجرت دموعهم بغزاره وأتحولت لفيضان من المشاعر والألم المكبوت لسنين في صدورهم.
↚
الرياض
خامس ايام العيد، الحادية عشره ليلاً
خلت المجالس الخارجيه من الرجال بعد خروج أخر ضيف من عزومة العشاء بسلامة رجوع الجد صقر واولاده من الحج، ومابقي غير رجال وشباب العيله، الجد بإبتسامة رضى/جمل الله حالك يابوبدر ماقصرت.
سند بهدوء/حالنا وحالك يالغالي،مافي شيئ من واجبكم،والشباب ماقصروا.
ابو مساعد/ بيض الله وجيهكم كلكم.
ردوا عليه بردود متفاوته وانقسموا لجماعات وكل واحد انشغل بشيئ.
التفت الجد لبدر اللي مد له بفنجان القهوه/سم يبه.
الجد/سم الله عدوك يابوسند.
اتأمله بهدوء وهو ملاحظ تغيره من فتره، صار حريص على جلستهم وشرب القهوه والفطور بعد الفجر، غير إهتمامه بالقعده معاهم وسماع حكايتهم القديمه، واليوم كان واقف يستقبل الضيوف ويقوم بواجبهم بشكل ملفت ومثير للإعجاب.
الجد/حيا الله الشيخ بدر، أنشهد إنك بيضتها اليوم وكنت كفو.
بدر/كفوك الطيب يبه.
شد أبو مساعد على كتفه بحب/بدر من يومه رجال كفو.
نزل رأسه بخجل وإرتباك ، اللي سواه اليوم شيئ جديد عليه ولأول مره يفكر فيه، أتردد كثير قبل مايحسم رأيه ويقرر إنه بيوقف في إستقبال رجال قبيلتهم مع باقي الشباب وكان في بداية الليله متردد ومرتبك ،لكن مع مرور الوقت اتعود وزادت ثقته بنفسه وحس بأهمية اللي يسويه، أتمنى إن أبوه يلاحظ مجهوده أو يثني عليه بكلمه لكن كالعاده ملامحه ونظراته ماتتفسر وعباراته المحدوده مازادت عن المعتاد، وأكتفى بملامح الرضى اللي كست ملامح جده صقر وجده مساعد وشدهم على كتفه من وقت للثاني وتشجيعهم له.
طلع من أفكاره لما سمع جده صقر يهمس لجده مساعد عن جوري، همس أبو مساعد بقلق/والله يبه صوتها ماعجبني وحسيتها موب على بعضها.. وتتعذر منك وتقول ماتقدر تجينا..يعني توهم رجعوا من السفر و العيال بيروحون لأبوهم، وشايله هم شغلها.
الجد بنفس الهمس/الله يستر مايكون فيها شيئ وخاشته عنا .
سكت بدر للحظات وهو يسمعهم بصمت وبتردد/بس قصي وأخته ماسافروا معها أساساً.
ألتفت له أبومساعد بحده/وشلون يعني ماسافروا معها؟
ضغط الجد على يده بهدوء/أركد شوي الكل يناظرك.
رفع رأسه وشاف الكل يطالع فيه بإستغراب زفر بضيق وأستغفر، وألتفت لبدر بإستفهام/ وش السالفه يابدر؟
حس بدر بإنه غلط لما أتكلم "أنا وش اللي خلاني أتلقف" وبتوتر/خالتي جوري سافرت مع خالي عبدالرحمن وقصي واخته قعدوا في العيد مع أبوهم.
أبو مساعدبإستغراب/شلون خلتهم وسافرت؟ وليه ماقالت لي؟ علشان كذا ماتبي تجي!!! تبي تقعد معاهم.
الجد بهدوء/حنا ماندري وش صاير عندها، الله العالم بحالها..خلص خلها تقعد مع عيالها وتطمن عليهم دامهم ماسافروا معها.
لعن بدر نفسه في سره وقرر يكمل الباقي وبحذر/بس هم موبمعاها الحين.
أبومساعد بنفاذ صبر/بدر عن المساخه خلصني وقول وش السالفه مره وحده.
بدر/قصي قال إنهم راحوا مع أبوهم الطايف وهم للحين ماردوا.
الجد/يعني هم للحين ماشافوا أمهم؟
بدر بتفكير/أكيد لا..هم راحوا ثالث العيد وهي أمس وصلت.
أبومساعد بقهر/الله المستعان من هالرجال.. ماكفاه إنهم عيدوا معه بعد يأخذهم وهو يدري إنها على وصول، قايل لك يبه أحسها موبمرتاحه وفي شيئ مكدرها أثرها شايله بخاطرها وماتبي تحكي.
الجد/إذا هي ماتبي تحكي خلص اتركها براحتها.
وقف أبومساعد وهمس بغضب/لا يبه موب على كيفها، الحين بتصل لعبدالرحمن وأخليه يجيبها غصباً عليها وأنا لي تفاهم مع رأسها اليابس ذا.
خرج بغضب تحت أنظار سند المشمئزه، من وقت ماهمس أبوه بأسمها وهو مركز معاهم، ورغم همس أبوه إلا إنه سمع كم كلمه خلته يفهم السالفه قبل مايرجع يكمل كلامه مع وضاح واللي معاه.
↚
الساعه عشره ونص الليل
مسحت وجهها بيدها بتعب، وشربت باقي قهوتها اللي ثلجت وبلعتها بقرف وهي تحاول تركز عالطريق قدامها وبعد عشر دقايق هدت السرعه لين وقفت على جنب، ألتفتت لعبدالرحمن اللي نايم عالكرسي الخلفي للسياره وموحاس بالدنيا من التعب.. اخذت قارورة مويا ونزلت بهدوء ومشت مسافه وهي مستعينه بأنوار السياره ،شربت على مهلها وغسلت وجهها حررت شعرها من الشال اللي مغطيه وأتمددت عالتراب وعقدت أيديها تحت رأسها وعيونها تطالع السماء المظلمه بنظرات فارغه، أتنهدت وذكرى الأيام اللي فاتت تمر في بالها بسرعه تسبب الغثيان..العيد وآآآه من العيد كان عن جد أسوء عيد مر عليها على مدى سنين، كيف تحس بالعيد وفرحته وفرحتها بعيده عنها..كيف تنبسط وتحس بسعاده وأهم أسباب سعادتها مو معاها.. رغم إنها فرحانه بأهلها حولها بس كان في جزء منها ناقص وسارق منها فرحتها بلقاء أمها وأخوانها، حاولت ومثلت وجاهدت إنها تبان سعيده ولامباليه ..أتصرفت كالعاده أشتغلت وضحكت وأكلت وسوت مقالب، بس كل شيئ كان ناقص وماله طعم..ضحكتها بارده ومالها معنى..وكل لقمه كانت تغص بيها وتحسها حجار في حلقها مو أكل..حتى مقالبها حستها ثقيله بدون ضحكة ياسمين وقصي،رغم إن أهلها حاولوا يونسوها ويسلوها قد مايقدروا.. ماخلت سوق ولامكان ماراحته معاهم.. الكل كان مراعي لمشاعرها وكريم معاها بمشاعره وكلامه وتصرفاته لدرجه أحرجتها وحسستها بتقصيرها في حقهم، الكل بيحاول يرضيها ويسعدها ورغم كذا بمجرد ماأشرقت شمس أول أيام العيد حست بكثر شوقها ولهفتها لهم ،وحتى مع إتصالها اللي صحتهم فيه لصلاة الفجر وإتصالها قبل صلاة العيد صوتهم وصورتهم على شاشة الجوال ما أشبعت حاجتها لضمهم لصدرها وشم ريحتهم ومشاركتها تفاصيل العيد معاهم ..والشيئ الوحيد اللي هون عليها هو أملها بإنها بترجع لهم وبتكون معاهم بعد كم يوم، قضت أول يومين في العيد في بيتها وبيت خالها واليومين اللي بعدها خرجوا وخيموا في الجبال وفي المزارع القريبه منها..لعبت كوره مع أخوانها ودخلت في تحدي رمايه معاهم وطبعاً علي اللي فاز ..أتسابقوا بالسيارات.. ورموا بعض بالطراطيع بغباء.. حتى تحدي علي لمعاذ وباقي العيال ومضاربتهم شاركت فيها رغم أعتراض أمها وخالها ..كل سعادتها وفرحتها مامنعوها إنها تزل بلسانها وتنادي أولادها بدون إنتباه، وهي تقرب الأكل وهي تمرر الكوره وقت اللعب وفي كل وقت تقريباً، حست بإحساس غريب ولأول مره وهي تراقب أخوانها مع أولادهم وماعرفت تسميه..يمكن غيره أو حسره.. بس بمجرد ماشافت فرحة عبدالرحمن ببنته وزوجته مسحت كل شيئ من بالها، وفرحت لفرحته في النهايه ذا عبدالرحمن توأم روح اللي أتخلى عن حياته علشان تعيش حياتها واللي أتشاركت معاه المره قبل الحلوه، وكالعاده حس بيها وبوجعها وذا اللي خلاه يصر عالرجوع لجده بدري عن ماكانوا ناووين وبعد وداع وفراق ودموع لأهلها ،رجعت لحماسها وشوقها لشوفتهم وصلت البيت وخططت وأتصلت لقصي وقالت له إنها تبغى شيئ من البيت ولازم يروح مع ياسمين يجيبوه ..كانت تبغى تفاجأهم برجعتها وبوجودها هناك، بس المفاجأه كانت من نصيبها، لما قال لها إنهم في الطايف إنخنقت بشوقها ولهفتها وردت بأليه مو مشكله أصلاً مو شيئ مهم، ترجعوا بالسلامه، أتذكرت كيف جلست بتناحه عالأرض وما فاقت غير على صوت عبدالرحمن القلقان وهو يسألها أيش فيها، وقفت بهدوء وبدأت تطلع أشياء الكيك والحلا كعادتها وقت ماتكون معصبه وبالها مشغول ورجعت لبرودها وردت عليه بلامبالاة وشرحت له في كلمتين وهي مندمجه في اللي تسويه، خرجت من المطبخ بعد ثلاث ساعات بعد ماجهزت حلا وكيك يكفي لكذا عيله، وبعدها كملت جري في الحوش في محاوله إنها تشغل نفسها عن التفكير بس بدون فايده، اخذت دوش حار يساعدها تسترخي وكلمت أبوها مساعد وأعتذرت عن السفر ليهم،قضت ليلتها بدون نوم وثاني يوم زارت خوله ومؤيد وفاطمه ومرت على جيرانها ووزعت لهم الأشياء اللي اتهورت وعملتها، مر عليها اليوم وهي فاقده الإحساس باللي حولها، مسحت وجهها وأخذت نفس عميق ووقفت تنفض شعرها من الرمل اللي علق فيه وعدلت عبايتها وطرحتها ونفضت الشال وطبقته بحرص وإهتمام وبهمس/زي منتا وعدتني ووفيت بوعدك أنا كمان وفيت بوعدي ومارح أتخلى عنك ابداً.
إبتسمت وضمت الشال لصدرها، صارت عادتها الأثيره إنها تكلم شالها وتفضفض له بكل شيئ ماتقدر تقوله لعبدالرحمن وكإنه إنسان ويفهم أيش تقول وكانت بعدها تحس براحه، كان هو الشاهد على أوجاعها وأفراحها وكل اللي مرت فيه من أول مافتحت عينها في المستشفى وصار مايفارقها حتى في خروجها ،دايماً تحتفظ فيه في شنطة يدها وبيكون معاها مكان ماتروح.. وجوده معاها بيمدها بشعور غريب بالراحه والإمان التام، فتحت باب السياره وهزت كتف عبدالرحمن بشويش/عبادي..حبيبي يلا قوم..عبادي.
فتح عيونه وجلس بقلق/أيشبك.. في شيئ..عبانه؟
إبتسمت ومطت خدوده بشقاوه/ وصلنا الرياض ياقميل بسك نوم ويلا قوم أستلم شفتك في السواقه.
اتثاءب وطالع في الساعه وبصدمه/وول نمت كل ذا..ليه ماقومتيني، قلت بنام ساعه بس.
نزل وغسل وجهه وهي رجعت وجلست في كرسيها جنب السايق حطت الشال في حضنها وبهدوء/قلت تنام وترتاح، أنت لك يومين تسوق أول طريق اليمن ومالحقت ترتاح كم ساعه قبل مانمسك خط الرياض، صدقني لولا إصرار بدر وبتول ماكنت جيت، حاسه أخلاقي في خشمي ومزاجي عكر وبيعكر خلق الله.
حرك السياره بضحكه/الحمدلله إنك معايا، وين القى مساعدة سواق زيك،تسليني في الطريق وتسوي لي قهوه طازه في الكرسي الوراني وأهم شي تخليني أنام وتسوق بدالي وفوق ذا كله الوجه الحسن والإبتسامه الحلوه..صراحه خدمه خمس نجوم.
ضحكت معاه/أهم شيئ الوجه الحسن اللي بينكب أهلنا، عالأقل في خط اليمن محد حولي لا ناس ولا كاميرات ،أما هنا الله يستر من ساهر لايكون لقطني ولا الناس مومركزين الكل طاير ومو شايف قدامه.
كانت متعوده مع أخوانها إنها تسوق في الخطوط السريعه ووقت مايكونوا تعباننين وتبدل معاهم قبل ماتدخل المدينه أو نقاط التفتيش،أشر على الشال في حضنها/حتى لو سايقه على مهلك من اللي بينتبه لك وانتي بالنظاره الشمسيه ومتلثمه بذا الشال.
مررت أصابعها عالشال بتنهيده وحطته في الشنطه،تابع بجديه/ماتبغي تقولي أيش قصة الشال ذا وسر تعلقك بيه.
سندت رأسها عالشباك وبشرود/يمكن بعد سنين ولما اعجز أنا وأنتا ونجلس نسترجع ذكرياتنا أحكيلك عن قصة الشال.
عبدالرحمن بمزح/يمكن وقتها تكوني خرفتي وماتذكري حتى أسمك.
ضمت شنطتها لصدرها وبثقه/حتى لو صار ونسيت أسمي..ذا الشيئ مارح أنساه.. إن شاء الله مارح أنساه أبداً.
وفي محاوله لتضييع الموضوع/بسوي لك قهوه تصحصحك.
نطت للكرسي الوراني وأنشغلت بتجهيز القهوه ،كان معاها "دافور،شعله" صغيره وركوة وأشياء القهوه اللي دايم تتركها في السياره لذي الحالات وفي دقيقه كانت ريحة القهوه والهيل ماليه السياره بريحه منعشه ناولته القهوه ورجعت مكانها.
عبدالرحمن بهدوء/ ياويلك من عم مساعد لو دري إنك ماجيتي إلاعلشان العيال، الرجال حاول فيكي لما طفش وأنتي بإتصالين من السنافر وافقتي بدون تردد .
رفعت رجولها عالكرسي ولفت عليه بجسمها وأختارت وضعيتها المفضله وهي معاه في الخط السريع عقدت أيديها على رجولها وضمتها لصدرها وسندت ظهرها عالباب وبشرح/أنتا شفت بدر قد أيه محترم ومؤدب وفي نفس الوقت خجول وإنطوائي بشكل غريب لدرجة إنه مايطالع فيا لمايكلمني ويادوب يتجرأ يرفع عيونه لوجهي لما يفتكر إني مو منتبه ليه،صح علاقته في قصي أتطورت بسرعه بس أنا وهوا مابينا غير الكم يوم اللي شفته فيها العيد اللي فات وبعدها سلامه العابر لما يكلم قصي عالجوال وإتصاله الغريب وهو يعيد عليا ويسألني إذا كنت بجي خلاني ماأقدر أرده، وبتول وماأدراك مابتول جداً رقيقه وحساسه ومشاعرها ملخبطه عالأخر في الفتره اللي فاتت.. حسيت في صوتها يأس ورجاء علشان أجي ماقدرت أقلها لا وأكسر بخاطرها، أثنينهم مو مزبوطين وفيهم شيئ مو مريحني وشاغل بالي عليهم.
عبدالرحمن بحذر/جوريتي هذول ماهم عيالك، لاتفرغي فيهم مشاعر الأمومه اللي زايده عندك ذي الأيام.
فتحت عيونها بصدمه/أفرغ فيهم مشاعر الأمومه!!!!
رد بهدوء/أجل أيش تسمي سفرتك ذي، أحنا دوبنا راجعين مالنا يوم والرياض ذي سفر ثاني، وأنتي مصدومه من سفر عيالك، لا تتعلقي فيهم وتعلقيهم فيكي.. أنتي بنفسك قلتي إن نفسيتهم متدهوره وحالتهم صعبه من وقت ماماتت أمهم وإهتمامك ذا ممكن يتفسر بطريقه غلط م--------
قاطعته ببرود/بس بس، على مهلك يابويا مخك لوين شطح.. لاتجلس تحلل نفسيتي وتصرفاتي على كيفك ،الموضوع أبسط من كذا وأنا متأكده إن محد من أهل أبويا مساعد رح يفسر أي تصرف مني بشكل غلط، لإني ماغلطت في تصرفاتي أساساً ولا أعطيت أي شخص سبب علشان يفكر عكس ماأنا حاسه فيه.
عبدالرحمن بصبر/اولاً أنا ماقصدي عم مساعد وأهله لإني متأكد من حبهم ليكي، بس لاتنسي بقية أهله..ثانياً ممكن تفهميني سبب تصرفاتك واللي حاسه فيه.
أتنهدت بضيق/أيش اللي منتا فاهمه بالضبط، وين الغلط إذا رحت لهم وقت ماحتاجوني، أسمع لهم وأشاركهم لو جزء بسيط من همومهم واللي شاغلهم،علشاني مو من أهلهم!! وإذا.. أهو أبويا مساعد وجدي صقر وجدتي وأمي منيره والبنات مو من أهلي ومع ذلك أنا متأكده من مكانتي وقدري عندهم،متأكده إنهم لو يطولوا يسعدوني بأي شيئ مارح يتأخروا،متأكده إنهم يحبوني زي ماأحبهم وأكثر، وأنتا ماشكيت فيهم ولافسرت تصرفاتهم غلط ولو للحظه، ليه أنا اللي تصرفاتي رح تتفسر بشكل غلط وعلى كيف الناس؟
رد بقسوه غريبه عليه/لإنك بنت مو رجال، ولإنك مطلقه وأنتي عارفه نظرة الناس للمطلقه مايحتاج أقلك.
غمضت عيونها بنفاذ صبر هي عارفه إنه ماقصده يجرحها أو يحرجها أو يحسسها بأي نقص، وإنه دون الخلق مارح ينظر لها نظرة المجتمع للمطلقه، وهي في نفس الوقت متأكده من أبوها مساعد والبنات، ولأول مره يمر في بالها أبوبدر الإنسان الوقح والتافه اللي كلمها لماطاح أبوها " يدري إني أكلم اولاده!! ..موافق.. ياترى ممكن يفسر تصرفاتي غلط.. أو فسرها وخلص.. هوا بناءً على مكالمتي معاه ممكن.. لا أكيد إنه فسرها بعين طبعه، ولا لا ..حرام ليه ظن السوء.. الرجال معقد ومريض زيه زي أولاده يعني ماينلام" فتحت عيونها وبلعت ريقها بصعوبه من اللي فكرت فيه وبهدوء/الهرجه ومافيها إني حسيتهم محتاجين وجودي معاهم حتى إذا مابيدي شيئ أسويه واقدمه ليهم، بس ياعبادي الواحد أوقات يحتاج أحد يفضفض له ويشكي له همه-----
قاطعها بحده/أهلهم وقبيلتهم تسد عين الشمس ماشاء الله.. يقدروا يجلسوا وينقوا عالفرازه واحد منهم يشكو له الحال.
ردت بشرح/بالعكس.. يمكن لإنهم اهلهم وكثار بيحسو بإحراج منهم لإنهم عارفين قصتهم، الواحد أوقات بيحتاج لإنسان غريب يشكي له، إنسان يقدر يقله اللي حاسه فيه وتاعبه وهو مطمن ومتأكد إنه مارح يحكم عليه أو يكون فكره غلط عنه..
زفر بضيق /بس أنتي مو ذا الإنسان، أنتي دايماً عندك ثقه في كل الناس الناس وبمجرد ماتتأكدي إنهم قد الثقه ذي بتحبيهم وتتعلقي فيهم، مو كنتي بالنسبه لهم غريبه يحكولها وخلصنا، ليه جيتي بمجرد ماسمعتي صوتهم الحزين والكلام حقك ذا؟
ردت بهدوء/لإني إنسانه ربي خلقني كذا.. ربنا خلقنا كذا نتفاعل مع مشاعر غيرنا ونحس بيهم، وبعدين ماتقلي أيش يمنعني إني أجيهم عيالي اللي المفروض أشوفهم واللي المفروض جايه علشانهم،أبوهم أخذهم وراح، يعني السبب اللي خلاك تسيب زوجتك وبنتك علشانه أختفى، أيش تبغاني أسوي؟ أحط يدي على خدي لين يجوا؟ مارح أسويها، إذا ماقدرت أكون مع أولادي فالله يصبرني على بعدهم، لكن مادام غيرهم بحاجتي وبيدي إني أساعدهم حتى بوجودي فأنا مارح أتخلى عن ذول الإيتام وتضحيتك بالعيد مع أهلك وتركك ياهم مارح تروح هباءً منثورا، والناس ماهموني يفكروا زي مايبغوا لابيدهم الجنه ولا بيدهم النار.
رد بهدوء/بعيداً عن التضحيات وكلامك الفاضي، أنا قلت لك بتصل للزفت أبوهم وأشوف وينهم ونروح لهم إن شاء الله في المريخ،أنتي اللي رفضتي وحلفتي ماأكلمه.
عدلت جلستهاوبسخريه/وأنتا ماجاء في بالك ياعبقري إن ذا اللي يبغاه ومستنيه منك، لاتنسى إن القلوب عند بعضها.
هز كتفه بلامبالاة/وخير ياطير ماهمني ، بروح واخذهم بنفسي بطيب خاطر ولو يموت مارح يلمح حتى خيالك.
طالعت فيه بإمتنان، يالله قد أيه تحب ذا الإنسان،مهما قسي عليها بكلامه وأختلفوا في وجهات النظر، إلا إنه دايماً فاهمها ويسوي اللي هيا تبغاه، وذحين مستعد يجبر نفسه على مقابلة واحد موطايقه ولايدانيه لمجرد ظ±نه يريح بالها ويطمنها على عيالها وبدون مايحسسها بأي صعوبه، وبهدوء/إذا هوا مفكر إنه بحركته ذي هيذلك أو يحطك في موقف الضعيف وإنك هتتصل بيه تسأله على الأولاد وتترجاه لشوفتهم..خليه يراجع حساباته، واللي رفعها سبع وبسطها سبع مانوله هيا ولا حتى في أحلامه،أول عن أخر بيرجعهم بالسلامه إن شاء الله.. ويلا تعبتني تصبح على خير.
نطت للكرسي الوراني واتظاهرت بالنوم علشان تهرب من أسئلة عبدالرحمن اللي سابها في حالها وركز عالسواقه لحد ماوصلوا.
------------
أبوسند/إذا تقدر تمرني الحين وتجيبه معك كثر الله خيرك......... تسلم ياريان تعبناك معنا........الله معاك.
قفل جواله بسرعه ونادى ثريا، جات بإبتسامتها الهاديه/سم يبه..بغيت شيئ.
مسك يدهابحب/بغيتك سالمه يابوك.. جوري وصلت والحين بتدخل ومثل ماوصيتك.
باست كتفه ومشت معاه بهدوء/ماتقلي وش فيك يبه..موبأول مره تجينا ليه كل الأهتمام ذا.
ضحك بخفه/لايكون تغيري منها.
حطت راسها على كتفه وضمت ذراعه لصدرها بتملك/ محد وصل لمكانة ثريا في قلبك يالغالي،حتى إن حبيتها مارح تحبها أكثر مني، ولا أنا غلطانه.
باس راسها/وانا أشهد إن مامثلك بقلبي.. أنتي الثريا شيخة المنذر كلهم..
ثريا بخجل/خلص اليوم بتم سهرانه أعد النجوم من كلامك الحلو يبه.
تابع بحنان/بس هم الجوري غير..الله زرع حبها في قلبي وصرت أعدها مثلك أنتي وخواتك.
ثريا بإبتسامه/وهي بعد حييل تحبك وتغليك وتغار عليك.. تدري يبه إنها تغار منا.
طالع فيها بإستغراب/الجوري تغار منكم؟
ضحكت بخفه/مو غيره بالمعنى اللي نعرفه، يعني لاحظت إنها تناظرنا بقهر لاشافتنا نضمك ونبوسك ونتم جنبك وهي ماتقدر حتى تمد أيدها وتسلم عليك، ويوم سألتها إرتبكت وأستحت لإني كشفتها، أثرها مجنونه وتغار على اللي تحبهم بشكل مو طبيعي.
إبتسم وبعتاب/ليه مجنونه!! ليه ماتقولي إنها حنونه وقلبها كبير ومامنها أثنين..ايوووه وأنا أقول وش فيها ديما لازقتلي يوم كانت عندنا،على بالي تتدلع علي أخر العنقود.
ثريا بضحكه/وينك يالجوري تسمعين هالغزل، وديما اهي تتدلع بالعاده، بس يومها كانت تبي تحرها السوسه..بس ربي رحمها إن رجلها مجبسه ولاماكان فكتها.
قاطعهم رنة الجرس قبل ماتفتح الشغاله ويوصلهم صوت جوري وهي تسلم عليها وتدخل معاها وتسلم عليهم بهدوء وهم يردوا السلام، ضمتها ثريا بشوق/الحمدلله على السلامه حبيبتي..أشتقت لك يادبا.
جوري/الله يسلمك،أشتاقت لك العافيه
وأنتي كمان وحشتيني ياقلبي.
أبوسند/الحمدلله على السلامه،شلونك حبيبتي.
ألتفتت بحب/الله يسلمك يبه..الحمدلله في نعمه وبعد شوفتك خلاص ماعاد ناقصني شيئ..أنتا كيف صحتك، وحشتني ياتاج رأسي.
ضحك وهو يتذكر كلام ثريا/الحمدلله بخير، وأنا بعد أشتقت لك لو كان بيدي كان علمتك وش كثر،بس الله المستعان.
طالعت فيه بعدم فهم/هااا !!!
مسحت ثريا دموعها اللي نزلوا من كثر ماضحكت هي وأبوها وهي تطالع فيهم بشك/مدري ليه قلبي يقول لي إن الضحك ذا كله عليا وبسببي.
ضاعت الهرجه بدخول أمها منيره وديما اللي تصرخ بفرح ومعاها بتول ودينا وأستأذن منهم وراح لعبدالرحمن وخلاهم لسلامهم وكلامهم اللي مايخلص.
↚
راح عبدالرحمن رأساً للمجالس الخارجيه اللي كان فيها الجد صقر وبدر وكذا واحد من الشباب سلم عليهم وجلس جنب الجد مع وضاح وناصر وبدر اللي رحب فيه بحب وتقدير واضح، وجلسوا يتكلموا عالحج وفي مواضيع عامه.
أتقابل سند وأبوه عالباب ودخلوا سوا وهم يسلموا، وقف عبدالرحمن لما قربوا وسلم على أبوسند بحب وشوق واضح وعلى سند بتحفظ ماخلى من الأدب لإنه مانسي إستقباله البارد يوم الملكه وفضل يتعامل برسميه لين يعرف نفسية الإنسان اللي قدامه، وإن كان اليوم لاحظ ترحيبه الودود نوعاً ما.
إما سند رحب فيه بالذوق والهدوء اللي بيتعامل بيه مع ضيوفه وجلس جنبهم وبدر يقهويهم كعادته مؤخراً، مال عليه وضاح وهمس بسخريه/حيا الله ذا الوجه، وين سند عنك.
سند بهمس/وضاح فكني مو وقت سماجتك، أدري إني كنت قليل ذوق وقتها، ركز في الكلمه قليل ذوق،موب غلطان.. لكن مهما كان هو ضيفي.
وضاح بجديه/أنت والنعم فيك وموبمحتاج تزكيه مني أو من غيري،أدحر الشيطان بس والبنت ترى ماغلطت وقتها.
هز رأسه بموافقه وفي داخله "أنت موبفاهم شيئ" ورجع يركز مع كلام جده وأبوه وعبدالرحمن اللي كان كلامهم عن أهله واحوالهم وعن بنته وهم يشوفوا صورها في جواله حس بملل من المواضيع العائليه، وأنشغل مع وضاح لين شد إنتباهه موضوع شغل عبدالرحمن وأسم الشركه اللي يشتغل فيها وبهدوء/أنت وش شهادتك ياعبدالرحمن؟
طالع فيه بإستغراب لإن ذي أول مره يتكلم معاه، وبهدوء/ علوم حاسب.
تابع سند/وأخذتها من اليمن؟
عبدالرحمن/جامعة *** في ماليزيا.
سند/ذي الجامعه سمعتها ممتازه.
عبدالرحمن بإبتسامه/وهي تستاهلها بجداره، تعليمهم مطور وشهاداتهم معتمده.
وبعد فتره لقي سند نفسه جالس مع عبدالرحمن وبيتكلموا بإنسجام عن الشغل والشركات واتغيرت فكرته عن عبدالرحمن بالمره وماوقفوا كلام غير وقت العشاء، وضاح بضحكه/أفااا ياالحبيب..زبلتني وصفيت مع دحوم..
طالع فيهم عبدالرحمن بإحراج وراح مع ناصر اللي أتعمقت علاقتهم من المره اللي فاتت وصاروا يتواصلوا بإستمرار، سند ببرود/وش فيك أحرجت الرجال.
وضاح/الله يرحم.. لاتكون حبيته بس ،كنا بأبوي صقر ومساعد وناصر وبدر،الحين صرنا فيك.
سند بصراحه/والله الرجال محترم وكفو وأسلوبه ماعليه كلام، بس وش دخل بدر؟ وضاح بعتاب/أنت لمتى بتم على برودك ذا؟ منت ملاحظ إنه قريب من عبدالرحمن ،منت منتبه على التغيير اللي في ولدك؟
طالع في بدر المبتسم وهو يقرب الأكل لجده ويهتم فيه وفكر بجديه "فعلاً بدر متغير، لي كثير ماشفته قاعد لوحده عالجوال، صار إجتماعي أكثر ودايم أشوفه مع أبوي صقر وأبوي.. كلامه وتصرفاته صارت أنضج وأحسن من قبل، ووقت عشاء الرجال قام بهم وبواجبهم مثل الرجال" وبشرود/صاير رجال.
وضاح بعصبيه/هو من يومه رجال،بس أنت مدري وش فيك عليه،مهما سوا ماتمدحه ولا تشجعه.
سند بتفكير/وش أمدح وماامدح،بزر هو؟ ولا منتظر مني هالكلمتين، زين منهم لا ناظروني بدون ما---
فضل يسكت لما ماعرف يعبر قدام وضاح، الشيئ اللي خلى وضاح يسأله بإستغراب/أنت تظن إن بدر وبتول يكرهوك؟
زفر بضيق/أعطيني سبب واحد يخليهم يحبوني.
طالع فيه بصدمه/إنك ابوهم موبسبب كافي علشان يحبوك؟
حرك يده بلامبالاة/هذاك كان أول، الحين كل شيئ تغير وماعاد مثل قبل.
قاطع وضاح قبل مايتكلم وبلهجه قاطعه/خلص ياوضاح كل شيئ إنتهى من زمان والكلام مامنه فايده الحين.
راقبه وضاح بيأس وهو يرجع لبروده وتصرفه الألي المعتاد وينغلق على نفسه.
----------------------
قفلت المنبه بسرعه أول لما رن، رفعت جسمها وسندته عالسرير بتعب، لمت شعرها وحطتها على كتفها وبدأت تسوي مساج لرأسها اللي هينفجر من الصداع، نسيت عدد الأيام اللي مرت عليها بدون نوم زي الخلق، كل اللي بتنامها ساعه أو اثنين أوثلاث بالكثير وكلها احلام وأفكار تجيب الهم والقلق سبت نفسها بصوت عالي/أيش ذا الطبع المعفن..غباء ياربي.
لطالما كرهت طبعها الغريب اللي بيمنعها من النوم وقت مايكون بالها مشغول او قلقانه من شيئ، أخذت فرشتها وراحت للشباك فكت الستاره ووقفت تمشط شعرها بتمريرات بطيئه علشان تسترخي وهي تحاول تصفي ذهنها من كل اللي شاغلها، وبعد عشر دقايق رمت الفرشه عالسرير بإهمال، حست بخنقه وبجدران الغرفه تضيق عليها كانت محتاجه إنها تطلع برا تتحرك وتجري وتصرخ كمان، قررت تأخذ دش وفي ثواني كانت واقفه تحت دفع المويا الحاره وهي ماسكه راسها بقوه، أتذكرت سهرتها مع البنات أمس وكيف جاوبتهم بكل بساطه لما سألوها عن ياسمين وقصي "راحوا مع أهلهم الطايف" والكل جاء في باله إنهم راحوا بعد مارجعوا من اليمن وهيا ماحاولت تصحح لهم أي شيئ،وبسرعه أندمجت معاهم وأتناست الوضوع وسط إهتمامهم وجلستهم الحلوه اللي ماخلت من صياح جدتها وديمه كل ماأستفزتها، طول الوقت كانت ملاحظه شرود بتول ونحفها اللي زاد عن أخر مره شافتها فيها، كان باين عليها التعب وعدم الراحه وبعد العشاء إنسحبت بهدوء لغرفتها وبعد فتره ماقدرت غير إنها تستأذن منهم وتلحقها، وبعد فتره من المحايله ومحاولة سحب الكلام منها عن اللي مضايقها، إنصدمت بشده من اللي سمعته، كلام بتول وبكاها وإنهيارها التام بينعاد قدامها وبيتردد صداه في عقلها بطريقه مؤلمه ومستفزه لمشاعرها كأم وكإنسانه، ولأول مره في حياتها تحس بالكره والحقد تجاه شخص زي ماحست أمس، رغم إنها في وقت من الأوقات كرهت خالد..إلا إن كرهها لأبوبتول وبدر فاق توقعاتها وأتخطى كرهها لخالد بمراحل "كيف هان عليه يكسر أولاده بذا الشكل، هوا مو بس كسرهم هوا دمر نفسيتهم وحكم عليهم بالإعدام وأي إعدام !! جالس يقتلهم عالبطيئ وبكل برود وعدم إحساس، مالومها لو فكرت تظل في عماها طول عمرها بسببه وبدر المسكين حاله مو أحسن منها، واحد غبي وجبان ومايعرف قيمة اللي معاه، بس إن شاء الله غبائه ذا مايستمر لحد مايخسرهم هما كمان" حمدت ربها إنها أصرت تنام الليله في فيلا الجد صقر، كلام عبدالرحمن معاها خلاها تراجع حساباتها وتقرر تكون أكثر حرص في تصرفاتها، وبعد كلامها مع بتول حسمت أمرها بدون تردد، زفرت بضيق وقفلت المويا وطلعت تلبس، مابقي شيئ على الفجر وهيا لسا ماصلت، إبتسمت بحب رح تقابل جدها صقر بعد شويه ويمكن لو فكت الباب ونزلت رح تلقاه في وجهها في طريقه لصلاة الفجر، هزت رأسها برفض لفكرتها المجنونه وهي تكلم نفسها وتضحك/ بجلط جدي لو شافني ذحين طالعتله زي الجنيه اخر الليل.
فرشت سجادتها وبدأت تصلي وأتناست كل شيئ ثاني
↚
كان جالس مع جده وجدته وبدر يشرب قهوته الفجريه بسرعه، الجد بإستغراب/وش فيك مستعجل، وراك موعد؟
حط فنجانه ووقف بهدوء/ماوراي شيئ، بس بخليكم براحتكم.
دخل أبوه وفي يده كيس/السلام عليكم.
الكل/وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
جلس ومسك يد سند وجلسه جنبه بإبتسامه/ أقعد بس مهيب جايه الحين.
صب قهوه لأبوه واعطاه الفنجان/تفضل.
أبوسند/زاد فضلك.
الجد بإستغراب/بعدها نايمه للحين؟ موبعوايدها!
الجده/مهيب نايمه، راحت تقهوي أخوها والحين بترد.
أبوسند بضحكه/أنت تدري يبه ماتصبر عن عبدالرحمن.
طالع فيهم بصمت وهم يتكلموا عنها كإنهم يعرفوها من سنين وأنتبه للكيس اللي جنب أبوه، وعقد حواجبه لما عرف اللي فيه..كان كيس فخم لونه أسود وعليه الشعار الخاص بمجوهرات المنذر شافه أمس مع ريان لما جاء وأعطاه لأبوه، وقتها ظن إنه لإمه أو لوحده من أخواته، لكن وجوده هنا وفي التوقيت معناه إنه جايبه لها، إبتسم بسخريه " هلت بشايرها" ألتفت للجد اللي ناداه أكثر من مره وبهدوء/سم يبه بغيت شيئ.
الجد/سم الله عدوك، وش فيك منت بسامعني، نبي نسير عالمزرعه اليوم ونتغدى هناك وش قلت.
هز راسه بموافقه ووقف بهدوء/أنت تأمر يالغالي، وغدانا هناك بإذن الله.
الجده/وين يمه خلك قاعد تو الناس.
باس رأسها ورأس جده وأبوه/عندي كم شغله بخلصها وبتصل على الشباب يجهزوا كل شيئ.
الجد/كلم أعمامك وقلهم غداهم اليوم هناك لحد يتأخر فيهم، نبي نحرك قبل الظهر.
سند/إن شاء الله .
أشر لبدر يلحقه وطلع، بدر بإستغراب/سم يبه.
مشي معاه وبهدوء/ابيك تمشي معي علشان تشوف لي طريق إذا في أحد هنا.
أتنهد بدر بيأس ظن إن أبوه يبغى يتكلم معاها ويسأل عليه، وقف وبهدوء/تقدر تمشي لحالك، خالتي وخالي عبدالرحمن في الطرف الغربي، مارح تصادف احد هنا.
ألتفت له بصدمه لما وقف " لذي الدرجه موبطايقني، حتى أنت يابدر موبقادر تتحملني وتمشي معي كم خطوه، لكن هم تدري حتى وين قاعدين ويمكن أنت اللي موصلهم لهناك" وببرود/خالتك وخالك؟ من متى إن شاء الله..ماأخبر إنهم من خوالك ولاهم من عيلتنا أساساً.
هز كتفه بلامبالاة وبهدوء/وش تبيني أقلهم، مايصير أناديهم بأساميهم، وكلمت جدي مساعد وقال لي مو بمشكله لو ناديتهم كذا.. أقدر أرد الحين لجدي صقر؟
أشر له ببرود بدون مايكلمه وكمل مشي وهو يهمس/حشى فايروس بموبإنسانه ذي، الله يستر منها.
---------------
بعد ماشربت مع عبدالرحمن القهوه، أتصلت لثريا وراحت معاها للجد صقر،دخلوا وسلموا الجد صقر بعتاب/ مابغيتي تجين وتشوفينا يالجوري..ماأشتقتي لنا؟
ردت بهدوء/مو القصد ياجدي، بس تدري دوبنا رجعنا وماكنت بتعب عبادي بالسواقه، ولا مافي أحب لقلبي من شوفتكم يالغالي.
الجده/وليه ماجيتوا بالطياره بدل هالتعب يابنيتي وأنتي رجلك بعدها ماشمت العافيه.
ضحكت بخفه/واه ياجده رجلي الحمدلله مافيها شيئ، بعدين أنا ماأحب الطيارات، السياره وناسه ومتعه وأخذ راحتي فيها.
أبوسند بضحكه/وأنا أشهد إنها وناسه دامك ماسكه خط الرياض وتسوقين.
شهقت الجده وثريا وغطت وجهها بأيديها بفشله/حسبي الله على إبليس،عبادي الغبي.
رفعت الجده عصاتها وضربتها على رجلها وبحده/واخزيااه،تسوقين السياره يالجوري .
نطت بسرعه وراحت جنب أبو سند وهي تفرك رجلها بألم/يبه أنا في وجهك.
ضحكوا عليها والجده لسا بتحاول توقف تكمل اللي بدأته،الجد /بس ياوديمه بتكسرين رجل البنت مرتن ثانيه.
الجده بعصبيه/خلني أكسر رأسها هالعوباا، لكن الشرهه على أخوها الخبل اللي خلاها تسوق.
وقف أبوسند قدامها وبضحكه/يمه هي وجهي خلص اتركيها هالمره.
طالعت بصدمه في جدتها المعصبه وجدها وأبوها وثريا اللي طايحه عالأرض تضحك، وبقهر/أضحكوا أيش عليكم أنا اللي قاعده أنضرب واتهزأ.
وبسرعه لفت وراء جدتها وكتفتها بين أيديها بشويش وهي تصيح وتسب فيها،حاولت تمسك نفسها لاتضحك وهي تنحني على أذنها/جده قولي لا إلا الله.. صلي على النبي وأذكري الله.
الجده بغضب/ألف من ذكر الله وعليه الصلاة والسلام..فكيني يالخبله.
جوري بضحكه/أرمي العصى من يدك وأبشري من عيوني، نجلس ونتفاهم بدون عنف.
جلستها بشويش ومسكت أيديها وباستها وبهدوء/يا جده أنفدا ذا الوجه أنتي بعقلك بسوق وسط خلق الله، انا سقت في الخلا محد حولي ولاشايفني،يرضيكي أخلي أخويا حبيبي يسوق كل الخط لوحده، مايصير مالنا يوم من رجعنا من اليمن ومالحق يرتاح،أنا بس أساعده في السواقه..فهمتي ياجدتي الحلوه.
باست رأسها وقالت لها كلمتين هدأتها وبرجاء/خلاص ياجده ماصارت سواقه ذي اللي تزعلك مني..حبيبتك أنا.
الجد بإعجاب/والله إنك موبهينه يالجوري، وش تعرفي تسوين بعد.
كحت بإحراج" خلي الطبق مستور من سواقه كانت بتكسر رجلي،لو عرفت عن الباقي بتقلع رأسي" حكت رأسها وبضحكه/ولو يالصقر أعجبك، معك رجال وين ماتحطني أبيض وجهك أنت بس أشر يالغالي.
صاحت الجده/وش رجاله يالخبله، حشى منتي بصاحيه.
وقفت جوري وبتمثيل/برستيجي طاح وراح في الرجلين بسببك يبه..كله منك ليه تطلع أسراري الدفينه؟
الجد بزعل/أفااا يالجوري أسرار علي أنا!
جلست جنبه وبهمس/تمويه يالصقر، عصى جدتي ماتمزح، بعدين أقعد معاك ونتبادل الإسرار براحتنا بدون جدتي وعصاها.
ثريا بتحريش/يمه ناظري جوري وأبوي صقر الله العالم على وش يخططون.
الجد بضحكه/عن الحساده الزايده، لاتدخلين بيني وبين بنيتي وأطلعي منها.
طالعت فيها جوري وحركت يدها بشماته/بعدي يالصقر لبى قلبك، وأنتي يالخاينه لقطي وجهك ولاعاد تكلميني، فالحه بس تضحكي عليا.
ألتفتت لأبوسند اللي يضحك/وأنتا كمان يبه خاين زيها وخليتني فريسه لعصى جدتي.
أبوسند بإبتسامه/خل عنك ذا الهبال وأتجهزوا بنروح المزرعه،والحين قومي إبي أكلمك.
وقفت مزح وبجديه/أمر يبه،خير.
أستأذنت منهم وخرجت معاه وراحو القصر وهم يتكلموا،أبوسند/الخير بوجهك، بوديكي لمكان وأبي رأيك بصراحه.
جوري بحماس/حركااات يبه، بتفاجأني؟
هز راسه بموافقه/إن شاء الله تعجبك المفاجأه.
ودخلوا سوا
↚
عالساعه عشره الصباح كان الكل جاهز للمزرعه، أم سند/ثريا..جوري وينها؟
ثريا بضحكه/بتغث ديما شوي وبتنزل مع بتول.
أتنهدت أم سند/الله يعينا على ديما وقلة سنعها،أنا مدري هالبنت لمن طالعه.
نزلت ديما ببرطمه/ماما هذاني قمت وبعد موبعاجبك، كفايه علي جوري اللي نكدت علي نومتي.
نزلت جوري الدرج ويدها بيد بتول وبإبتسامه/ خير ست ديما،أيش عندك جايبه سيرتي من صباح الله خير.
ديما بتهديد/حسابك معي لانمتي،رح أعذبك لين تترجيني.
ضحكت بإستخفاف/إن قدرتي لاتقصري.
الجده/بتركبين معي ومع جدك يالجوري.
جوري بإبتسامه/الله لايحرمني منك ياجده،بس بروح مع عبادي مقدر أخليه لوحده.
الجده بنغزه/ماتقدري تخليه ولاتبين تسوقين يالعوبااا.
مسكت رأسها/الله لايفضحنا ياجده ولايوقع مسلم في يدك.
ديما بلقافه/وش حكاية السواقه ذي،ليه ماقلتوا لي عنها؟
ثريابلؤم/ليه نقول لك،خلي النوم ينفعك.
لبسوا عبيهم وجوري تسأل/كأن البنات طولوا..وينهم؟
ثريا بضحكه/أخوي قلهم يروحوا من بيوتهم عالمزرعه،ماله داعي يجون هنا تعرفي سلام البنات وحوستهم وبيأخرونا.
همست لنفسها/الله يعينه على نفسه.
خرجوا وقسموا نفسهم في السيارات، سند معاه الجد والجده وثريا، وشاهين معاه أبوه وأمه وديما وبتول ودينا، ووضاح اللي دوبه وصل مع صافي وأولاده سعود وبتال وماريا وبدر، وعبدالرحمن وجوري.
بعد ساعه كان الكل في المزرعه الحل ماأجتمعوا البنات بدأ الصراخ والصحك والحش، كان لقاء صاخب بمعنى الكلمه، الجده بغضب/أسكتن يامال العافيه، وإلا والله بالعصى على روسكن.
نطت ثريا وجوري جنب الجده بسرعه، جوري بضحكه/جدتي الحلوه أنا أخذت نصيبي بدري، قومي لهن ياجده قليلات الأدب، أصواتهم واصله للرجال،ذحين أيش بيقولوا عنهم .
رؤى بشهقه/هييي أنتي وش فيكي ،تراكي معنا.
ريوف/ماعليكي منها يمه أصلاً حنا وين والرجال وين.
جوري بتفكير/من جد وينهم،إذا أحنا محتلين المكان هنا، والله شمسكم تسيح الدماغ في ذا الظهر.
اتثاءبت ديما وبنعاس/الرجال في الفيلا الثانيه،بعيدين عنا لاتخافي عليهم.
جوري بتعجب/فيلا غير ذي..ماشاء الله.
فسخت عبايتها وهي تتفرج على المكان اللي كان عباره عن فيلا من دورين والدور الأول كله صالات ومفتوحه على بعض ومفروشه بذوق وفخامه.
شذى بغرور/أكيد ماعمرك شفتي شيئ زي كذا ولا رح تشوفي.
الجازي بملل/يالييييل، الحين وش بيسكتها ذي الحين.
إبتسمت جوري بحلاوه/اصلاً كل شيئ يخص أبوي مساعد وجدي صقر لازم يكون غير ومافي زيه.. انفداهم بس.
رؤى بعربجه/أروح لك فدوه ياجوجو.. وش ذي الطله الحلوه يابنت.
هزت رأسها من حركات رؤى المكشوفه علشان تقهر شذى، وبهدوء/عيونك الحلوه ياقلبي،بعضاً مما عندكم.
وتين بصدق/وش عندنا ،اليوم صدق غطيتي علينا.
ديما/المره اللي طافت تميتي بالتنانير،بس مع الجينز بان المستخبي.
طالعت في لبسها البسيط،جينز أسود وتيشرت بولو أخضر نص كم وكوتش رياضه أسود وشعرها طابقته نصين ورافعته ذيل حصان بحيث يوصل لنص ظهرها ومايضايقها في الحر، رمت علبة مناديل على ديماالمنسدحه على الكنبه، وبإحراج/مالت عليكي،أيش اللي بان ومابان تراه جينز، حسستيني لابسه مايوه.
رؤى بضحكه/كلنا لابسات جينز بس موبطالع علينا مثلك بصراحه جسمك واووو زمبتيك.
قاطعت جوري أيديها على شكل إكس وغطت صدرها إحراج/بنت!! بديت أخاف منك،لاتكوني منهم بس، أنسي إنك تنامي معايا اليوم في نفس الغرفه.
أنفجروا البنات من الضحك على وجهها الأحمر وهي وقفت ووقفت جدتها معاها بهدوء/قومي ياجده نروح لأمي منيره والبقيه،ذول قليلات أدب ومحد يجلس معاهم.
راحوا للجهه الثانيه من الصاله عند أمهات البنات، جلست جدتها وجلست جنب وصافي وأخذهم الكلام لين أذن الظهر ،بعدها راحت مع البنات للدور الثاني اللي فيه عشر غرف نوم وكل غرفه فيها سريرين أو ثلاثه
أختارت غرفتها مع ثريا ورتبت أغراضها الخفيفه في الدولاب، وبعدها صلوا ونزلوا يتغدوا ،عالساعه أثنين البنات اتفرقوا اللي طلعت تنام واللي راحت تشوف زوجها، استأذنت من الحريم الكبار وخرجت برا عملت كم مكالمه وأتصلت على أهلها وعلى ياسمين وقصي واتعمدت تقول لهم إنها في الرياض علشان تحبط خالد وتخليه ينسى اللي في باله.
↚
وقفت تعدل فستانها وشعرها وهو يسحبها لحضنه من جديد، وبرجاء/حبيبتي تو الناس مابعد شبعت منك.
دفته بدلع/حبيبي اللي يشبع يمل، وأنا مابيك تمل مني.
رمى نفسه على الأرض ويده على صدره وبهيام/ياويل قلبك يامشعل من بنت مساعد ودلعها.
مدت له يدها وساعدته يوقف قبل ماتبوس خده بشقاوه/أمي منبه علي ربع ساعه وأرد داخل والحين لي أكثر من نص ساعه، وأخاف أحد يشوفني معك.
أتخصر وبإنفعال/يشوفونا وخيرر،لاتنسي إنا متزوجين ومافي أحد يقدر يتكلم علينا.
شهقت بقوه/سند!!!
ألتفت بإرتباك/ترى توي جيت------
دار بعيونه في الفراغ قدامه قبل ماينتبه لديما اللي تضحك بإستمتاع على المقلب اللي سوته فيه، طالع فيها بغيض/ههههه الشرهه علي اللي تارك الرجال وجاي أشوفك.
مسحت دموعها ومن بين ضحكها/توك .. جيت ...ههههههههههه.. وين كلامك.. ههههههههههه
ماقدرت تكمل ورجعت تضحك وذي المره شاركها مشعل وبعد دقايق، ديما بإبتسامه/وين كلامك قبل،حنا متزوجين ومحد يقد يتكلم علينا..كله طار فجأه!
عقد حواجبه وبجديه/أنا قصدت أحد غير سند، بصراحه صرت ماأحب أقعد معه، نظراته وتصرفاته حيل متغيره كأنه واحد ثاني موب سند الأولي.
ديما بحزن/أنت تدري شكثر كان يحب سمر الله يرحمها،سمر حب الطفوله والمراهقه والشباب، موتها واللي صار لبتول دمره يامشعل وخلق سند بارد وبدون إحساس، حتى أنا أميرته ودلوعته اللي ماكان يسمح للنسمه تضايقني ماعاد يسأل عني،وعياله بعد موبأحسن مني.
زفر بضيق/أدري إنه يموت عليها وكلنا ندري، ومحد فينا يبيه ينساها لكن اللي يسويه مايرضي أحد.
مسكت يده وبرجاء/أبيك توعدني إذا صار لي شيئ..لاتصير سند ثاني، اوعدني إنك تكون قوي وتعيش وتحب وتتزوج وبعد تسمي بنتك علي.. موبالضروره على طول.. يعني أزعل وأبكي علي بس لاتطول في الحزن..أوعدني ماتتغير وضحكتك ماتفارق وجهك.
ضمها لصدره بقوه وبخوف/بسم الله عليكي من الموت، وش ذا الطاري ياديما.
بعدت عنه وومسكت وجهه بكفوفها وبأمر/أوعدني الحين.
هز رأسه بموافقه/أوعدك.
قرب منها وباس شفايفها بقوه وبعد فتره بعد عنها وبإببتسامه/بالنسبه لفترة الحزن!! تهقين أسبوع ولاأثنين كفا-----
قاطعته بضربه على رأسه وبحقد/أسبوع!!! إن دريت يامشعل إنك تزوجت لاأدعي عليك من وسط قبري، فعلاً رجال مالكم أمان ولاتنعطون وجه.
حاول يضمها ويكتفها بين أيديه وهو يعتذر منها بس هي كانت في حالة هيجان خلتها ماتستوعب أيش يقول وفي الأخير خلاها تمشي وهو ميت من الضحك عليها.
قررت تتمشى شويه لين تهدأ أعصابها وتقدر تدخل للحريم، ألتفتت لما سمعت أحد يناديها وبملل/هذي أنتي ياشذى وش تسوين هنا!
شذى بنص عين/مثل ماتسوين.
طالعت فيها بإبتسامه مستف/والله أنا كنت مع زوجي، وخبري فيكي ماتزوجتي ولا أنا غلطانه.
شذى بوقاحه/مايحتاج تقولي باين من شكلك وين كنتي ومع مين.
طالعت فيها بلامبالاة/زوجي وحلالي، وما أظن يخصك-----
قطعت كلامها لما سمعت ضحكة جوري وبتصريف/كملي اللي كنتي تسويه أنا رايحه.
طالعت فيها شذى بحقد لما راحت جهه جوري بسرعه وطنشتها،وبدون تردد كانت ماشيه وراها
↚
كانت تدور في الصاله وهي حاطه سماعتها في أذنها وتراجع درس اللغات ،رأسها مصدع وتبغى تشغل نفسها والفضول هيقتلها وتبغى تخرج تتفرج عالمزرعه والبنات رافضين ويتحججوا بالشمس القويه والحر، أنتبهت لنوره أخت أبوها مساعد تأشر لها،شالت السماعات وراحت لها بهدوء/هلا عمه معليش كنت حاطه السماعه وماسمعتك.
العمه نوره بضحكه/بلاكي يالجوري تدورين مثل مهره مالقت خيالها.
جلست بإحراج/أي خيال ياعمه الله يهديكي، بس مومتعوده أجلس كذا بدون شغله وإمي منيره حلفت علي ماسوي شيئ في المطبخ، والبنات شوفة عينك.
أم وضاح/وهي صادقه منيره وش يدخلك المطبخ،أجل وش يسوون الشغالات.
العمه نوره/لايكون تسمعين أغاني ترى الحين بيأذن العصر.
هزت رأسها بنفي/منزله دروسي عالجوال وقلت أراجع شويه لين يتجمعوا البنات. الجده/روحي تفرجي عالمزرعه، ترى الرجاجيل بالصوب الثاني موبهنيا.
هزت رأسها برفض هادي/إذا قاموا البنات بنروح سوا
أم سند/خذي كأسة مويا وروحي لهن وصحيهن غصب،وش ذا النوم ياكافي الحين بيأذن العصر وبعدهن نايمات.
الجد بحده/أي والله وتالي الليل مايرقدن مثل هالناس.
لمعت عيون جوري بفرح وإبتسمت بشقاوه/شورك وهداية الله يمه، بس من ذحين أنا مالي دخل إذا سمعتوا صياحهم ولا أشتكوا مني ترى ماعندي يمه أرحميني.
أم راجح/روحي يمه دربك خضر،الله لايلوم اللي يلومك.
الجده بتحذير/أركدن شوي وأقعدن فوق، الحين جدك صقر بيجينا ومعه واحد من عيالنا،مابي أسمع لكن صوت.
وقفت وباست رأسها/على هالخشم ياجدتي الحلوه.
اتحركت بحماس وهي تطلع الدرج درجتين درجتين وبعد خمس دقايق كانت أصوات البنات واصله للحريم اللي جلسوا يضحكوا عليهم، العمه نوره/الله يسعدها هالبنت مدري شلون دخلت قلبي وحبيتها بسرعه.
أم سلطان/خساره إنها مطلقه،ماتستاهل.
أم سند بدفاع/وش فيها إذا مطلقه، هذي هي تدرس وتشتغل وتنتبه لعيالها، وأخوانها شايلينها من عالأرض شيل ولاهم بمقصرين عنها بشيئ.
أم وضاح/ماقالت لكم رجلها ليه طلقها؟
الجده بحده/هي اللي عافته وطلبت الطلاق ولارجلها يبيها وماطلقها إلا بغصيبه.
ودخلوا في مواويل الزواج والطلاق اللي ماتخلص .
وقف الجد بسهوله متناقضه مع سنواته اللي شارفت عالسبعين وأستأذن من الشباب اللي معاه وخرج،لحقه بدر بهدوء/يبه تبيني أوصلك لمكان؟
هز رأسه بنفي وشد على كتفه بحب/عساك سالم يابو سند.. خلك بس مع الرجاجيل وتعلم منهم وأنا بدبر عمري.
باس يده بإحترام ودخل،أستند على عصاه ومشي بخطى ثابته قبل مايلمح سند يتكلم بالجوال ويروح ناحيته.
قفل جواله بمجرد مالمح جده واتوجه له بخطوات سريعه ويسنده بتساؤل/وش مطلعك في الشمس ذي يالغالي.
الجد/بسير على جدتك وأشوف بناتنا، وأنت
علامك تركت الرجاجيل وخرجت.
فتح جواله وأتصل وبهدوء/عندي كم شغله خلصتها مع ريان.
وجه إهتمامه للجوال/السلام عليكم... هلا يمه شلونك... الحمدلله يالغاليه .... يمه بجي مع أبوي صقر شوفي لي طريق .... في أمان الله.
مشيوا لفيلا الحريم وهم يتكلموا على المزرعه ودخل مع معاه سلم على حريم أعمامه وخرج بعد خمس دقايق رغم إصرار جدته عليه إنه يجلس معاهم، مرت فتره طويله على أخر مره أجتمع فيها بأم سمر..ماقدر يواجهها ولا يحط عينه في عينها من وقت اللي صار، أتنفس بعمق وهدوء، لطالما كانت الإجتماعات العائليه من أولوياته وأكبر إهتماماته.. لكن بعد الحادث صار يحضرها وهو حاس إنها بتأثر وتضغط على أعصابه بشكل سلبي وغير مرغوب فيه.. أسرع في مشيته لما أنتبه لأصوات قريبه منه وميز صوت ديما بينهم بكل وضوح، عقد حواجبه بغضب من غبائهم يعني هو أتصل ونبه عليهم لايطلعوا لإن أخر شيئ يبغاه هو إنه يتفاجأ ببنات أعمامه قدامه وبدون غطى ومع ذلك ....
وقف فجأه لما سمع رجاء ديما الحار/شذى الله يوفقك لاتقولي لأحد..أكيد السالفه مو مثل ماسمعناها..
شذى/مو مثل ماسمعناها !!! حبيبتي كلامها كان واضح ومافيه أي شك.
ديما/أنا متأكده إنا لو سألناها بتفهمنا
وبيطلع في الأخير سوء تفاهم بسيط.
شذى/السالفه واضحه وما فيها سوء تفاهم.. الهانم اللي طايرين فيها ورافعينها للسماء طلعت هايته ولعابه وبعد مواعده في مزرعتنا.
ديما بحده/تخسين.. جوري أخلاقها فوق الشبهات وموب أنتي اللي تتكلمي عليها وتعيبي فيها.
قرب منهم بحيث مايشوفهمو وهويحاول يستوعب اللي سمعه وبأمر/ديماااا
ألتفتت برعب/هل...هلااا..سم.
سند/وش ذا اللي سمعته.
هزت رأسها بإرتباك/ما مدري.. أنا ..ماقلت شيئ.
وقفت شذى قدامه بمياعه/أنا بقول لك السالفه ياسند.
أعطاهم ظهره لما طلعت في وجهه وحده أقل مايقال عنها مو لابسه شيئ وبغضب/تغطي يابنت وأستري نفسك.
ردت بدلع/أنا شذى ياسند ..
أستفغر بهمس لطالما كره البنت اللي ماتستر نفسها وتتفاخر بعرض جسمها قدام الكل بدون حياء، وببرود/مايهمني أعرفك..أنا سألت وش السالفه وأبي رد الحين.
حست بقهر لإنه ماكلف نفسه يشوفها لثانيه وحده وهي اللي قضت كل ليلتها تختار لبسها بإهتمام على أمل إنها تحظى بذي الفرصه اللي جاتها من السماء، موبمشكله الحين بتبدأ بالمهم بتتخلص من جوري اللي ناشبه في حلقها وبعدها بتلقى لها مدخل لسند، فكت جوالها وبإبتسامه/هذي هي كل السالفه.
مايدري كم مر عليه وهو واقف مكانه بدون مايرمش حتى،هو مايدري كيف سمع اللي سمعه وبعده واقف مكانه بدون مايتصرف، وبعد تفكير/ديما هاتي الجوال.
طالعت فيه برعب حقيقي من ملامحه البارده ونظرة عيونه اللي ماتتفسر ، في ذي اللحظه ماتدري وش بيكون رد فعله بس الأكيد إن جوري هتكون في موقف لاتحسد عليه ولازم تكلمها وتحطها في الصوره وتشرح لها إنها ماكانت قاصده تسمع مكالمتها وإن شذى هي اللي فهمتها غلط وسجلت المكالمه وخلت سند يسمعها و---
ديمااا..
رفعت رأسها بإرتباك لسند اللي نادها أكثر من مره وهي في دنيا ثانيه، سحبت الجوال من شذى بحقد وأعطته لأخوها.
أرسل التسجيل لجواله وحذفه من جوال شذى وبأمر/اللي صار اليوم يتنسي وماكأنه صار أبد.. وإن سمعت كلمه من اللي انقالت الحين من أحد غيرك أنتي وهي بيكون حسابها معاي، ومايحتاج أقلكم إن حسابي مارح يعجبكم.
ديما برجاء/لحظه بس.. أنت فاهم غلط جوري ---
قاطعها ببرود/أياني وأياك تجيبين أسمها على لسانك.. ومن هاللحظه تقطعين علاقتك فيها.
ديما بخوف/قلي وش.. بتسوي..
رماها بنظره بارده جمدتها مكانها برعب ورمى الجوال بإهمال وراح.
كان عقله مشوش ..فكر إنه يظل هنا أحسن مايروح لقسم الرجال ويخاطر بإنه يقابل أحد منهم أو الأسوء يقابل أخوها.. أخوها المسكين اللي أستغفلته بكل وقاحه وجرأه.. ولا ليه الكذب ياسند وخلك صريح.. هي لعبتها صح وقدرت تستغفل الكل بخبثها وإسلوبها المخادع وأنت أولهم..موب أنت اللي قررت تعاملها بعدل وتنسى قلة أدبها معك.
أختار ركن بعيد مضلل بسعف النخل ومفروش بطاولات زجاجيه وحولها كراسي من القصب، جلس وشغل التسجيل من جديد وذي المره ركز كل إهتمامه عاللي يسمعه
غمض عيونه بغضب وصوتها الناعم يوصله بوضوح/أنا كلمتي وعد ومادام قلت بكره يعني بكره ......... أنا صح مشغوله بس لعيونك أفضي نفسي ساعه....... لاتقول كذا وتزعلني منك محبتك من محبته وغلاكم واحد....... أكيد لو كان معاك كنا ننبسط أكثر تعرف كلما زاد العدد زاد المرح....... أصلاً بكره بصور كل شيئ علشان يشوف ويعرف اللي ضيعه على نفسه...... المهم أنتا ماتنسى اللي وعدتني بيه...... لاحبيبي ماحزرت مارح تضحك عليا بكلامك الحلو ذا لازم تتعلم إن الدنيا أخذ وعطى ويتهيألي اللي هعمله معاك بكره يستاهل اللي هتعطيني ياه...... ماعليك من كلامه بكره تشوف بنفسك وتعرف إذا كنت أستاهل ولا لا....... أنا بشرب القهوه مع جدي وأبويا مساعد وأسبقك على هناك وأنتا الحقني بعد أممم عشر دقايق...... لاحبيبي مابغى أحد ينتبه علينا ولاتتأخر علشان نلحق قبل ماالشمس تسخن......... أنا مالي صلاح لو طولت وجيت لقيتني أكلت حقكم السمك من الطفش...... المهم حاول تنام بدري وترتاح لإن الصباح ورانا شغل كثير ومارح أخليك ترتاح ...... أوكيه حبيبي أستودعتك الله.
كان متأكد إنها قفلت الجوال بس سمعها تتنهد بحب واضح/ربي يسعدك حبيبي، في الأخير كان معايا حق لما سبت كل شيئ وجيت علشانك.
رمى جواله على الجدار وأتناثرت أجزاءه في كل مكان.. معقوله في وحده بالخبث والإنحطاط ذا.. كيف قدرت توهم أبوه وجده وأهله كلهم ببرائتها وأخلاقها العاليه.. كيف قدرت تتسلل لحياتهم وتسيطر عليهم بسهوله وبدون مايشك أحد في نواياها الخبيثه.. إبتسم بسخريه على غباءه لما سمح لنفسه يعجب بحشمتها وحجابها لوقت ماتعدى الثانيتين وهم جايين عالمزرعه، وقتها كان يساعد جدته تركب السياره لما ذكرت أسمها للجد وهي تأشر عليها، تبع أشارتها بعيونه بدون وعي وشاف وحده كاسيها السواد من رأسها لرجلها.. ماكان من عادته يطالع في الحريم وإن كانت متغطيه.. بس أستغرب إنه مانتبه عليها غير لما وصلت للسياره..متى خرجت من البيت وكيف مشت للسياره بدون مايسمع لها حس زي ماسمع حس البقيه..لاريحة عطر شاذه ولا صوت إكسسوار بيرن مع كل حركه ولاحتى وقع خطواتها على ألأرضيه الرخاميه رغم إن سيارة عبدالرحمن وراء سيارته بالضبط وذا بيخليه ينتبه لأي تفصيل مهما كان بسيط.. لثانيتين كامله خدعته وصدق ثوب العفاف اللي لابسته وبعد حس بالأسف على وقاحته معها .
سند المنذر.. الملياردير المعروف بعبقريته وشخصيته الفذه اللي أرعبت خصومه وخلتهم يحسبوا لكلمته مليون حساب، أنخدع بمنتهى السهوله من قبل ممثله وموبأي ممثله.. كانت ممثله محترفه وتستاهل جوائز أوسكار على دورها المتقن واللي لعبته ببراعه تستحق الإعجاب لدرجة الغثيان.. بس اللي موبقادر يستوعبه ويفهمه
شلون أتعرفت على شباب عيلتهم.. و مو بواحد لا أثنين .. متى وشلون والأهم من هم اللي يعرفوها؟ كلامها كان مبهم ومافيه أي تلميح لشخص معين كل اللي كان واضح إنهم أثنين وإن واحد بس هو اللي بيقابلها بكره، أسترجع كلماتها بعنايه " بشرب القهوه مع جدي وأسبقك !!! يعني موعدهم الصباح.. والحقني ومابغى أحد ينتبه!! وش يعني اهو بعد بيروح لأبوي صقر.. معقول اتقابلوا بذي الطريقه.. وبأكل سمكم!! سمكنا!!! بتقابله هناك" ..أستغفر الله العظيم.. في الأخير كل شكوكي كانت في محلها ومو بعيد أحد مسلطها علينا ..لازم أتصرف بسرعه وأبعدها عن عيلتي وأنهي المهزله ذي بأي طريقه ومهما كلف الأمر، والأهم.. بدون أي فضايح.
راح لسيارته وبعد عشر دقايق رجع لقسم الحريم وفي باله شيئ.. ومو أي شيئ!!!
↚
كانت تجري من غرفه للثانيه والبنات يجروا وراها وهي ميته عليهم ضحك، جلست روعه بتعب/خلاص ماعاد أبي أمسكك..الله يسامحك.
لحقتها الجازي/أيه يقولون العفو عند المقدره.. خلص بنعفي عنك هالمره.
وقفت وراء طاولة الأكل وهي تحوس مال ويمين ورؤى تحاول تحاصرها وتمسكها بدون فايده، وبضحكه/لابالله.. وين المقدره إذا أنتوا مامسكتوني أساساً!!..
رؤى بغيض/هيي أنتي أبعرف شيئ واحد بس.. أنتي رجلك موكانت في الجبس لكم شهر..شلون قادره تجري وتناقزي من أول ..هاا..قولي تشربي منشطات..أعترفي.
سكتت للحظات قبل ماتنفجر ضحك وترمي نفسها على الكنب المتوزع في الصاله فوق، وبتريقه/بصراحه ذي الهرجه جديده.. منشطات مره وحده!! ..وين سمعتيها ذي.. بعدين أذكري الله لاتسدحي أهلي هنا أنا ماصدقت ربي رحمني وشلته.
العنود بإستغراب/لاجد جوري.. ماشاء الله عليكي حيييل قويه وسريعه مع إن شكلك نعومه وكييوت ومايدل أبد.
طالعت فيها بصدمه حقيقيه/نعومه!! كيوت!! أنا.. إذا أنا نعومه وكيوت أجل أنتوا أيش؟
جلست الجازي جنبها وبإعجاب/أيه أنتي حييل حلوه بالذات شعرك وعيونك عذاااب.
دفتها بإحراج/الله يجيرنا من عذابه.. قالت ناعمه وكيوت لايسمعوكي أخواني بس ..يمكن ينجلطوا.
رؤى/وليه إن شاء الله.. لاتكوني معقده منهم وتحسبين نفسك جيكره.
إبتسمت وهي تفتكر أخوانها وتعليقاتهم السخيفه لما يحبوا يرفعوا ضغطها وبصراحه/ أخواني ماعمرهم علقوا على شكلي، بس على تصرفاتي وبيني وبينكم معذورين.. من عمايلي.. لكن مسألة إني معقده وجيكره؟
حركت يدها بلامبالاة وتابعت/ مافي أحد مو حلو..في نظري كل إنسان مهما كان جماله وشكله متواضع إلا إنه بيكون فيه شيئ حلو ومميز عن غيره.. وعن نفسي ماأقدر أقول إني موحلوه بس في نفس الوقت مو جميله زيكم.
ريوف بضحكه/خبر الموسم.. أول بنت تقول على نفسها إنها موبحلوه.
جوري بصدق/رحم الله إمرءً عرف قدر نفسه.. وأنا الحمدلله راضيه عن نفسي وشكلي..لكن لوجينا للمقارنه.. هطلع خسرانه.. أنتوا ماشاء الله عليكم جمالكم بدوي بحت.. العيون السود والشعر الأسود.. سماركم وطولكم كل شيئ فيكم يجنن ماشاء الله.
قامت رؤى ووتين وروعه والجازي يتحركوا زي عارضات الأزياء ويسووا حركات سماجه وسط ضحك البقيه.
نطت جوري فجأه بفشله/هوووششششش.. نسيت أقول لكم إن جدي بيجي ومعاه أحد من رجالكم..هوششش أصواتكم فضيحه منك ليها.
ثريا بهدوء/أجل أنا بنزل أقعد معهم .
وتين بملل/ليه تقومينا من النوم دام بننحبس هنا.
وقفت بإبتسامه/أعطوني لابتوب وأنا بسليكم لليل.
العنود/نبي فيلم رعب.
وتين بخوف/لا لا.. رومانسي أزين.
راحت جوري لشنطتها وبهدوء/لا تتضابوا.. من قال إني بشغل فيلم من الأساس.
رؤى/أجل بنرقص..ونااااسه.
دفتها جوري عالسرير وبملل/رقص ووناسه.. وين الوناسه في الموضوع.. أنا بشغلكم ذا.
طالعوا البنات في الفلاش اللي ماسكته بيدها وبإستغراب/ وش ذا؟
جوري بضحكه/أعرفكم على أهلي... وفضايحي.. ومن ذحين توعدوني مافي كلمه تنقال عن اللي هتشوفوه هنا لأي أحد برا الغرفه ذي.
الجازي بشك/ليه وش بتفرجينا؟
شبكت اللابتوب على التلفزيون وشغلت الفلاش وبعصبيه مفتعله/لايروح مخك لبعيد يامنحرفه.. بعرفكم على أهلي.
والتفتت لرؤى بضحكه/وبوريكم حقي المنشطات.
شغلت فيديوهات لها ولأهلها في عدة مناسبات وأماكن وهي تعرفهم على البنات والأولاد
ريوف/ذي حرمة أخوكي عدستها تجنن وش ماركتها.
جوري بإبتسامه/قصدك غنى..هيا عيونها رماديه موعدسات.
الجازي/أماا..عندكم عيون ملونه.
رؤى بملل/يامخك ياشيخه.. منتي شايفه جوري عيونها عسليه.
جوري/العيون العسليه عاديه مقارنه مع الرمادي.. وغنى ماشاء الله عيونها أساساً حلوه.
وتين بصرخه/يمه..تمسكين سلاح.
طالعت في الفيديو اللي كانت فيه مع علي وصالح ومعاذ ونور وقصي في تحدي رمايه وكل واحد معاه مسدس.
جوري بضحكه/هذي بداية الفضايح.
رؤى بحماس/الله.. ياحظك.
جوري بإبتسامه/ذي اللي أقدر أقول عليها وناسه..مو الرقص والهبل حقك.
مر عليهم فتره وهم يتفرجوا على الفيديوهات وسط تعليقات وحش.
سابتهم وراحت تشرب.. حست حلقها نشف من كثر الضحك.. جلست عالطاوله وشربت على مهلها وهي تفكر في أولادها وأمها وأهلها.. عن جد وحشوها وحاسه بفراغ في غيابهم.. صورهم وأصواتهم عالشاشه حركت أشواقها لهم بعد ما قدرت تبعد تفكيرها عنهم لوقت قصير.. مسدت رقبتها بمساج خفيف.. يالله..نفسها تحط رأسها على سريرها وتضم مخدتها لصدرها وتغرق في النووووم ليوم كامل..يوم واحد بس بدون أي أفكار من أي نوع.
وقفت وحركت أيديها في شعرها وهي تمشطه بأصابعها قبل ماتلمه في كعكه عشوائيه وتسيطر عليه بمشبك مامنع كم خصله من الإنفلات على وجهها، رجعت الخصل وراء أذنها بإهمال ورجعت للبنات بإبتسامه هاديه.
إبتسامتها جمدت على وجهها وجسمها كله جمد للحظات وهي تسمع صوت شيماء بوضوح وهي تتكلم عنها وعن أولادها وسط إستنكار البنات وتعليقاتهم المتعاطفه، راحت قفلت اللاب بحركه سريعه بدون ماتطالع فيهم وبهدوء/كفايه عليكم تعارف لحد كذا.
شهقوا البنات بصدمه من وجودها وهي تسحب الفلاش وتحطه في جيبها،رؤى بإرتباك/جوجو والله حنا مالنا دخل، موبقصدنا نسمع أشيائك الخاصه.
العنود بتوتر/ هي أختك قامت فجأه تتكلم في الفيديو.
لبست عبايتها ومشت بتطلع من الغرفه وبجمود/ماصار شيئ، هيا شيماء كذا تحب تبالغ وتحول كل شيئ لدراما..أنا رايحه لجدي.
لفت ثريا بوجهها ورى جوري لما صدمت فيها عالباب وخرجت بدون ماتطالع/وش فيكي مستعجله.
طالعت في وجوه البنات المرتبكه بإستغراب/وش صاير..وش فيها جوري ماردت علي.
وتين ببكى/ياقلبي عليها ياثريا مره تحزن.
حكت لها العنود بإختصار،ثريا بعصبيه/أنتوا ماتخلوا عنكم اللقافه..ليه تتدخلون في اللي مايخصكم.
رؤى بتبرير/ثريا حنا ماخصنا..كانت معنا تفرجنا المقاطع اللي صورتها في العيد مع أهلها وبعدها راحت وفجأه أختها اللي صارت -----
قاطعتها بحده ثريا وهي طالعه/موبأنا اللي تشرحي لي ..خل اروح أشوفها وبعدين لنا تفاهم.
نزلت الدرج بسرعه وهي تعدل نقابها وخرجت بدون ماتنتبه لجدها وجدتها اللي ينادوها،لما صارت لوحدها جلست عالأرض بتعب وأخذت نفس عميق تسيطر فيه على نفسها وكلمات شيماء تنعاد في أذنها زي الصدى.. كل اللي طلبته منها إنها تصور لقطات من جمعتهم وتمشيتهم في العيد زي ماهيا متعوده كل ماسافرت لهم ،نوع من الذكريات الموثقه اللي بترجع لها كل ماأشتاقت لهم أو حست بضعف وحبت تقوي نفسها..ماكانت متوقعه إن شيماء مارح يحلى لها الكلام عنها وعن أولادها إلا والكاميرا شغاله ..بس أنا الغلطانه،لامت نفسها بقوه ..أنا اللي سمحت لهم يشوفوا الفيديوهات ،كيف أخليهم يشوفوا شيئ أنا لسا ماشفته..أنا أيش خلاني أجي بس،كنت في بيتي لحالي ومحد داري عني، كيف هقعد معاهم بعد ماعرفوا إنهم ماسافروا معايا زي ماكانوا مفكرين وأكيد الكل بيدري ذحين وبينشغل بالهم والكل بيكون متوتر وحساس ومحد فيهم هيكون على طبيعته معايا..
مرت فتره قبل ما تسمع ثريا تناديها بقلق، غمضت عيونها للحظات قبل ماتأخذ نفس وتمسح وجهها وتبعد عن الجدار وهي تنادي ثريا بهدوء/أنا هنا ثريا.
وقفت قدامها بتوتر/ليه أختفيتي..أنتي بخير؟ البنات ماكانوا يقصدوا------
ردت بهدوء/وليه ماهكون بخير ..أنا خلاص.. اتخطيت المسأله ذي من فتره واتأقلمت معاها، وأنتوا كنتوا هتعرفوا في كل الأحوال.. بعدين ذا الشيئ الطبيعي واللي لازم يصير ..أنسوا اللي صار وخلونا نكمل يومنا زي ماكنا مخططين.
ضمتها ثريا فجأه وهي تبكي وجمدت جوري مكانها للحظات "أيوه بدينا،هذي أولها والله المستعان " بعدتها عنها بشويش وهي تضحك بمجامله، وبمزح/كلها عشر دقائق اللي غبتها، لحقت أوحشك؟
هزت رأسها بموافقه وجوري تمسح دموعها قبل ما تشبك يدها في ذراع ثريا وتمشي معاها وهي تحاول تتناسى الوجع اللي في صدرها و كاتم على أنفاسها وتتصرف وكأن مافي أي شيئ صار، اتأملت المكان بإعجاب/مزرعتكم باينها حلوه ماشاء الله..مارح تفرجيني عليها؟
ردت بحنان/رح أفرجك عليها شبر شبر وفي كذا مكان أظن رح تحبيهم وبقوه بعد.
شدت جوري على يدها "سبحان الله لمايقفل باب..يفتح عشره غيره" وبحماس/هيا عجبتني ومشي الحال بس ماعندي مانع تبهريني..يلااا وريني كل اللي عندكم و---
وقفي..بقول لك كلمتين قبل ماتروحي.
صار له نص ساعه واقف في قسم الحريم وهو يدور بتوتر ويفكر في طريقه تخليه يشوفها ويتفاهم معاها بدون ماينتبه لهم أحد.
وفجأه سمع ثريا أخته وهي تناديها بصوت عالي، مشي بدون تردد ناحية الصوت وسمعها ترد على أخته، نفس صوتها الناعم بس ذي المره كان جامد ومافيه أي دلع ومياعه أشمئز منها ومن تمثيلها المتقن،سمع كلامها مع ثريا بدون مايفهم منه أي شيئ، وأخيراً شافها بنفس السواد اللي شافه قبل، للحظه وقف بتوتر "أنا شلون مافكرت إنها يمكن ماتكون بعباتها.. شلون اتهورت وجيت كذا بدون مقدمات" طالع فيها بإستغراب وهي تضحك وتمزح، عن جد ممثله محترفه.. شلون أتقمصت دورها بسرعه.. شلون أنتقلت من البرود للفرح في دقيقه.. اتأمل منظرها وهي لاصقه في ثريا وشابكه يدها في ذراعها، وكأنها بتوضح له قوة العلاقه بينهم.. منظرها أستفزه بشكل غريب وخلاه يتقدم منهم بدون تفكير وأسلوبه البارد والآمر/ وقفي..بقول لك كلمتين قبل ماتروحي.
رفعت رأسها لما قاطعتها نبرة صوت بأمر بارد ورخت غطاها على عيونها بسرعه لماشافت واحد واقف قدامها بمسافه بسيطه تركت ذراع ثريا وبهمس/هسبقك لجوا.
مشت واتعدته بهدوء قبل ما توقف بإستغراب لما عاد كلامه بنفس نبرة الأمر/أنا أقصدك أنتي موبثريا.
وقفت مكانها للحظات بحيره "أنا!!! ذا أهبل ولا يستهبل" طنشته ومشيت كم خطوه قبل ما تغمض عيونها وهي تحاول تمسك أعصابها من نبرة الأمر المغروره في صوته لما كلمها/هييييي أنتي وقفي مكانك لما أكلمك.
همست بصوت مسموع/وأنتا مين علشان توقفني يابارد.
وبتفكير "هيييي أنتي!!! أنا سمعت الجمله ذي قبل كذا"
بثريا بإستنكار/سند وش فيك!!!
وراحت لجوري ومسكت يدها وسحبتها وهي تمشي معاها.
اتخطاهم سند ووقف قدام ثريا وببرود/هي كلمتين وماأظن إنها رح تمانع مثل منتي متخيله.. ولا أنا غلطان يااا...برنسيسه؟
عقدت حواجبها بإستغراب لما أنتبهت لنبرة إستهزاء في كلامه " سند مين!!! لا يكون أبوبدر وبتول..أهلاً ذا التاااافه.. إلا هوا ..أيش قصده مارح أمانع وبرنسيسه؟" وقفت مكانها وبهدوء/أنتا تكلمني أنا؟
صدر منه صوت يدل على إستهزائه الواضح قبل مايعطيهم ظهره وبهدوء/للأسف أيه.. وحركاتك هذي تمشي عليهم موب على..أنا فاهمك زين وعارف حقيقتك اللي قدرتي تخبيها عالكل.
شهقت ثريا وبخجل/ماعليكي منه هو مايقصد..
ألتفتت لأخوها بحده/أنت أكيد جنيت.. طالعت فيه بصدمه من تلميحه الغريب والوقح في نفس الوقت وبصدمه "كلام عبدالرحمن كله طلع صح!!" وبشك/
معليش ثريا دقيقه..خير؟
رد ببرود/أنا رح أختصر وأعطيكي من الأخر.. كم تبين وتطلعين من حياتنا مثل مادخلتيها؟
عقدت حواجبها بعدم تصديق "أنا كنت مفكره أنه تافه ومعقد وفاهمني غلط .. بس طلع مجنون رسمي"
اتخطته بخطوات واسعه وببرود/أنتا أكيد غلطان وتقصد أحد ثاني لإن مابينا كلام.
شهقت ورجعت لوراء بقوه لما وقف قدامها
فجأه وكانت بتصدم فيه وبعصبيه/أنتا مجنوون!!
للحظه ندم على تهوره اللي خلاه يوقف قدامها فجأه، كور أيديه بتوتر لما حس إنها بتصدم فيه وكان بيتراجع لولا إنها سبقته بحركتها،أتنهد براحه في داخله وببرود/حركات المساومه ذي حافظها..أختصري وقولي تبين كم وتطلعي من حياتنا؟
شدت على أسنانها بغضب"أنا قلت إنه وقح بس ماتوقعت لذي الدرجه"
وبهدوء/والنهايه .. أنتا ماتبغى تتوكل من هنا وتفكني من هبلك..ثريا شوفي لك حل مع الشيئ الغريب ذا.
لمعت عيونه بغضب وحاول يطلع صوته هادي/لسانك الطويل ذا بقصه لك إذا ماثمنتي حكيك ..قلت لك هي كلمتين فلاتطوليها وهي قصيره.
طالعت فيه وهيا بتغلي جواتها" ذا من جده يتكلم عن طولة اللسان ،متناقض ومو طبيعي،فعلاً مجنون" حاولت تهدئ قد ماتقدر وببرود/ لأخر مره بقول لك أبعد عن طريقي.. ترى واصله معايا وموناقصتك أنتا بالذات.
عضت شفايفها بقهر"موذا الكلام اللي كنت أبغى أقوله.. ذحين يفتكرني أعرفه وأفكر فيه..غبيه"
در ببرود/على أساس أنا اللي ميت على مقابلك، قلت لك كم تبين وتفكينا من وجودك الغير مرغوب فيه.
هزت رأسها بيأس " شكله مارح يحل عني.. طيب.. إذا أنتا مجنون فأنا هوريك الجنان على أصوله "
وبأبرد ماعندها وبإستفزاز/طول عمري أسمع عن كرم البدو وحسن ضيافتهم بس ماتوقعتها بالحفاوه ذي، أنت كم تقدر تدفع ؟
عقد حواجبه بغيض من نغزتها الواضحه " على أخر عمري مره تعيرني..لوماكنت عارف حقيقتك كنت مت ولا تجرأت أرفع عيني في حضورك ، بس وحده مثلك ماتستاهل الأحترام" طلع ورقه من جيبه وأعطاه لثريا وأشر لها تعطيها، وبإحتقار/قلت لك فاهمك..أظن إنه مبلغ ماكنتي تحلمي فيه، ومع اللي طلعتي فيه من أبوي ومن غيره من قبل أظن إنه أكثر من اللي خططتي له بكثير،وبتطلعي من هنا كسبانه.. وبدون أي أضرار.
ذي المره شهقة ثريا كانت أشبه بوحده بتطلع في الروح بوجهها الشاحب وهي تنقل نظراتها بينهم بصدمه وعدم إستيعاب.
أضطرت تسحب الورقه من يد ثريا اللي مسكتها بقوه ورافضه تعطيها ياها،طالعت في الشيك اللي فيه سته أصفار وموقع بإسمها برقم خيالي "أيش مشكلته بالضبط؟ جاي راسم السيناريو ومستعد وواثق" وببرود/ بصراحه أول مره أشوف كمية الأصفار ذي، لدرجة إني مو عارفه أقرأ الرقم.. كم ذي ياثريا؟
ألتفت لها بحده وبتعالي/أقصري الشر دام النفس عليكي طيبه .. أنتي ماتعرفيني زين ومنتي بقدي..
طالعت فيه وهي تشد على حروفها ببرود/أحلف بس ..وأنت مين تكون علشان أعرفك..أنت أساساً كيف تسمح لنفسك توقفني وتكلمني كذا وأيش هوا اللي قاعد تتهمني بيه بالضبط؟ أنتا أساساً كيف عايش مع الناس اللي هنا ..كيف سايبينك كذا..أنت مكانك هناك..مع ناس مختصه في حالتك..
حس بنفسه بيصفقها كف من برودها وطولة لسانها وتلميحها الواضح بإنه مجنون، وحاول يسيطر على إحساسه بالغضب وببرود/أتأدبي وأحفظي لسانك.. والناس اللي هنا مالك فيهم، وأياني وأياك أسمع إنك رحتي صوب أولادي ولا حكيتي معاهم فاهمه.. والحين خذي اللي جيتي علشانه وأطلعي من بيتي..
طالعت في ثريا اللي مسكت يدها وصار وجهها أبيض من الخوف وبرجفه/يأخوي وش فيك اليوم..وش قاعد تقول ،واللي يسلمك خلنا نمشي.
مسكت يد جوري وسحبتها برجاء/أنتي بعد تعالي..أثنينكم منتو بصاحيين
سحبت يدها من ثريا وطالعت فيه ببرود/والله حالتك صعبه ،تطالب بالأدب وأنت ماعندك ذره منه !!! أنا أول مره كلمتك فيها قلت لك إنك تافه وذحين زد عليها إنك وقح ومريض نفسي .. على بالك كل الناس تجري وراك علشان تبغى شيئ منك.. ماعندك ثقه في نفسك ولا في الناس، وهتعيش طول عمرك في شك، ماتدري مين اللي يحبك لنفسك أو لفلوسك.
لمعت عيونه بغضب ورفع أصبعه في وجهها بتهديد/حسافه إنك مره..لو كنتي رجال كنت عرفتك قدرك ووقفتك عند حدك.
قطعت الشيك لقطع صغيره ونثرته قدامه، ورفعت وجهها بتحدي وبرود مستفز/
المرجله صعبه على كل رجال..ولو غرك بهرجه ولسانه الطلق.. ماهيب سكبة ثوب وشماغ وعقال.. المرجله بالدين والفعل والخلق..
شهقت ثريا بقوه قبل ماتجري وتتركهم لحالهم.
طالع فيها بصدمه ووجه صار أسود، شلون اتجرأت تتكلم معاه بذا الأسلوب ،ماينكر إنه ماكان حاب يوفقها ويكلمها بذي الطريقه لكل الإعتبارات اللي قالتها وهو يدري إن الغلط راكبه من ساسه لرأسه وإن اللي سواه مايسويه رجال عاقل، لكن كلامها على الجوال وهي تتمايع وتضحك مع أحد من أهله نسف داخله أي منطق وعقل يخلوه يتصرف بطريقه عقلانيه ومناسبه، وكل اللي فكر فيه إنه لازم يبعدها عن أهله وبأي وسيله ومهما كانت ، كان متوقع إنها بتأخذ الفلوس برضى لنجاح خطتها وتنهي الموضوع بدون فضايح، أخر شيئ توقعه إنها بترد عليها وتفحمه بذا الشكل وتحسسه بالنقص وقلة النخوه والمرؤه..شافها مشيت واتعدته بمسافه ولاكأنها مسحت بكرامته أرض المزرعه من لحظات وبدون مايحس لقي نفسه يكلمها ببرود/بدل ما تمثلي دور الأم الحنونه لأولادي، أظن أولادك أولى، روحي لاولادك اللي ماأهتميتي لهم وتركتيهم وسافرتي في العيد والحين تاركتهم بعد ومشرفه عندنا.. جايه هنا تلعبي علينا بهالحركات.. قدرتي تضحكي عالكل وتوهميهم بحب وإهتمام موب موجود لأجل أشياء في بالك محد يدري عنها غيري ،ونسيتي إن اللي مافيه خير لأولاده مافيه خير لأولاد الناس.
شهقت بقوه و
↚
عندما تكون إنساناً عفوياً،قد تقع في مشكلات لم تكن تتوقعها !
لإن النقاء الذي بداخلك لايتوافق مع التلوث
الذي تعج به عقول بعض البشر.
----------------------
شافها مشيت واتعدته بمسافه ولاكأنها مسحت بكرامته أرض المزرعه من لحظات وبدون مايحس لقي نفسه يكلمها ببرود/بدل ما تمثلي دور الأم الحنونه لأولادي، أظن أولادك أولى، روحي لاولادك اللي ماأهتميتي لهم وتركتيهم وسافرتي في العيد والحين تاركتهم بعد ومشرفه عندنا.. جايه هنا تلعبي علينا بهالحركات.. قدرتي تضحكي عالكل وتوهميهم بحب وإهتمام موب موجود لأجل أشياء في بالك محد يدري عنها غيري ،ونسيتي إن اللي مافيه خير لأولاده مافيه خير لأولاد الناس.
شهقت بقوه ووقفت مكانها فجأه
كانت شهقتها من القوه لدرجة إنه سمعها بكل وضوح رغم المسافه اللي بينهم، كان واضح إنه كلامه أصابها في الصميم ووجعها بشكل مو طبيعي، غمض عيونه بغضب من نفسه، كل البرود والهدوء اللي مغلفه نفسه بيه بيختفي بمجرد مايسمع صوت ذي الإنسانه، وكل العقل والمنطق السليم اللي بيتميز بيه بيحل محله غضب مجنون بيخليه يفقد السيطره على نفسه كلياً ويحوله لسند ثاني غريب عنه، سند بدون مبادئ وأخلاق بشكل منفر له شخصياً، اتفاجأ بصوته البارد والقاسي وهو يكلمها بذاك الأسلوب وكإنه متعمد يكسرها ويأذيها، أساساً هو مايدري شلون دخل عيالها في السالفه.
كتف أيديه بتوتر وهو يراقب وقوفها اللي طال لدقايق ورغم عبايتها اللي عالرأس إلا إنه لاحظ حركة كتفها القويه وبتفكير " معقوله تبكي! طيب وش اللي موقفها هنا؟ لاهي اللي سمعت كلامي وخذت الفلوس ولاهي اللي راحت! لايكون بتطيح هنا وتبلشني فيها.. أدري إني غلطان من ساسي لرأسي وغلطي الحين زاد الضعف ولو كان رجال غيري اللي سوا كذا كان قلت عليه موبرجال، بس هي اللي جات بوساختها لهنا.. وأنا من حقي أدافع عن أهلي وأحميهم من وحده مثل ذي مهما كانت الطريقه"
شهقت بقوه وجمدت مكانها بصدمه.. رفعت نقابها لنص وجهها وهي تتنفس بعمق وتحاول تهدي نفسها وكلامه يرن في أذنها بقوه " المره ذي أتجاوز كل حدوده معايا
وحشر نفسه في حياتي وخصوصياتي، أنا أخواني اللي هم أقرب الناس ليا ماسمحت لهم يناقشوني في السيره ذي، وذا بكل وقاحه وصفاقه وووو.. ياصبر الأرض عليك ياذا الآدمي..بعدين كيف عرف إني سبتهم وسافرت؟ وأيش حكاية أولاده كمان..بمثل دور الأم الحنون!! وعندي أهداف وأغراض!! وكمان محد كاشفني غيره!!
حست إنها بذلت جهد خرافي وأستنزفت كل طاقتها علشان تهدى وتسيطر على نفسها قبل ماتلتفت له وتشوفه مكتف أيديه على صدره ويطالع فيها كإنه مستنيها تنهار قدامه أو تترجاه وذا الشطيئ خلاها تغلي وتعصب عالآخر، وببرود/ضربتك الأخيره كانت تحت الحزام وغير قانونيه، بس ذا شيئ متوقع من واحد بأخلاقك العاليه ومو غريبه عليك.
سكتت وأخذت نفس عميق علشان تسمعه كم كلمه تبرد حرتها فيه، بس في الثواني اللي سكتت فيها رن جرس الإنذار في عقلها يحذرها من اللي هتقوله.. غمضت عيونها بتردد،صوت العقل بيقلها تطنشه زيه زي الجدار وتسيبه وتمشي.. أصلاً مالها حق توقف تتكلم معاه حتى وإن غلط عليها..وهي عارفه نفسها لو أتكلمت ذحين وهي بالحاله ذي بتفقد السيطره على لسانها وهتقول كلام ماينقال وهتجيب العيد معاه وهي فعلاً بدأت بذا الشيئ.. زفرت بقهر وحسمت أمرها ورجعت خطوه لوراء قبل ماتعطيه ظهرها وتمشي بغيض مو طبيعي.
"أخيراً أتحركت" كان ذا تفكيره أول مالفت عليه وواجهته بس بمجرد ماسمع كلامها عقد حواجبه بصدمه "ضربه تحت الحزام!! ذي وش جنسها بين الحريم.. وبعد مصره تذكرني بسواتي وغلطي ..وبتتصرف كإنها مظلومه وبريئه.. لوماكنت سمعتها بنفسي كان صدقتها"
قبل مابفتح فمه ويرد عليها شافها رجعت لوراء ومشت وسابته بكل سهوله "إنسحابها ذا موبمريحني.. ياترى على وش ناويه.. وش اللي قاعده ترسم وتخطط عليه.. أنا ماأقدر أخليها تروح كذا ببساطه بدون لا أعرف"
مشي وراها بخطوات واسعه وسريعه وفي ثولني كان وراها ومحافظ على مسافه بينهم، وبإستفزاز/ على وين؟
لايكون بتروحين لأبوي صقر ومساعد تشتكين لهم وتنزل كم دمعه علشان تأثري عليهم.
وقفت مكانها وبثقه/دموووع!! وبسببك!! لاتحلم.. ولاتخاف مارح أفتن عليك عند الكبار.
إبتسمت برضى لما زفر بغضب واضح وألتفتت عليه وببرود/أنا إحب أتخطى العقبات اللي تواجهني بنفسي عارف ليه؟ علشان لما أوصل للمقدمه وألتفت ألقى كل العقبات صارت ورايا ومالها حيله عليا، بس بطبيعة الحال ذا شيئ صعب على واحد زيك إنه يفهمه، وبالأصح مستحيل تفهمه.
وأعطته ظهرها وكملت مشيها، مشي وراها بإصرار "أسلوبها ملتوي وأسهل الأسئله بتحولها لإستهزاء بكون أنا هدفه" وببرود/ وأنا هكون أكبر عقبه تواجهيها في حياتك .
مشت بقهر " ياناس ذا عديم إحساس.. مايفهم.. لاتهزيئ نافع ولاتلقيح كلام نافع.. برضه ماشي ورايا" ألتفتت له بحده/أنتا وبعدين معاك.. ماشي ورايا ليه!! لسا في كلام ماقلته..في شيئ حاب تضيفه، قال أكبر عقبه في حياتي!! أنتا يادوووبك مطب وعديته خلاص.
طالع فيها بنفاذ صبر "عسى تطبين في حفره ماتقومين منها أنتي ولسانك ذا" وببرود/أنا ماأحب أخلي أشغالي معلقه ومومنتهيه..كل ما أختصرتي ووفرتي على نفسك حركات التمثيل..كل ماأسرعنا وأنهينا المهزله ذي.
طالعت فيه بعدم تصديق/أنتا من جدك مقتنع بالأوهام اللي تقولها.. إن عندي أغراض وخطط لأهلك وأنتا تبغى تدفع لي علشان تتخلص مني وتطلعني من حياتهم!!
ماقدر يخفي تنهيدة راحه فلتت منه وبهدوء/أخيراً أتفقنا وصرنا على نفس الخط مع فرق جوهري، وهو إني متأكد من كلامي وإنه موبأوهام.
وقفت مكانها تفكر بجديه... وقت التراجع فات وولى من اللحظه اللي فهمت فيها إنه مجنون ومقتنع بفكرته عنها، وماأهتمت لذا الشيئ ولا فكرت فيه لإنه فعلاً هوا ورأيه فيها مايعني لها أي شيئ، بس اللي همها في ذي اللحظه إنه مصر يتفاهم معاها مهما كان التفاهم اللي متخيله وراسمه في باله ومافي شيئ رح يوفقه عند حده ويمنعه من إنه يمشي معاها ويكلمها حتى لو وصلت للحريم، هوا أساساً ماهتم لوجود ثريا فأيش اللي هيهمه في وجود باقي العيله.. أتخيلت عبدالرحمن في ذي اللحظه، كيف هيكون إذا عرف باللي صار؟ أخته مع رجال وفي بيتهم واقفين رأس برأس وبيتكلموا.. ضربها صداع مفاجئ ومؤلم ..مهما كان حب وتفهم عبدالرحمن ليها إلا إنه رجال في النهايه.. وعبدالرحمن مو أي رجال.. عبدالرحمن عباره عن كتلة غيره متحركه عالأرض.. ماقدرت تتخيل أيش يمكن تكون ردة فعله لو وصله خبر عن اللي صار، بس الأكيد إنه هيكون شيئ مو كويس لها وللمجنون اللي معاها..
وأبوها مساعد وجدها صقر إذا