📌 روايات متفرقة

رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي الفصل الثاني 2 بقلم طيش

رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي الفصل الثاني 2 بقلم طيش

رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي الفصل الثاني 2 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي الفصل الثاني 2 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي الفصل الثاني 2 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي الفصل الثاني 2

رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي بقلم طيش

رواية لمحت في شفتيها طيف مقبرتي الفصل الثاني 2

على هذه الكُرَةِ الأرضية المُهتزّهْ
أنت نُقْطَةُ ارْتِكازي
وتحت هذا المَطَر الكبريتيِّ الأسودْ
وفي هذه المُدُنِ التي لا تقرأُ... ولا تكتبْ
أنت ثقافتي...

*سعاد الصباح


سلطان جلس على كرسي المراقبة التابع لأحمد : بحثتوا في هاللي إسمها هيفاء ؟
أحمد : إيه طال عمرك , مو إسمها هيفاء
سلطان رفع عينه عليه : وش إسمها بعد ؟
أحمد : رتيل
سلطان : رتيل إيش ؟
أحمد : ماهو مسجَّل غير الإسم الأوّل
سلطان عض شفته وبغضب : يعني الممرضة كذبت علينا ؟ نلعب معاها إحنا !! ماعندنا شغلة غير سعادة اللي مدري وش إسمها وش تقول !! كل يوم جايبة لنا إسم
بو سعود دخل : وش فيك معصّب ؟
سلطان : الممرضة معطتنا إسم غلط ماهو إسمها هيفاء بعد
بو سعود : وش إسمها ؟
سلطان : رتيل
بو سعود : رتيل إيش ؟
سلطان : مافيه غير الإسم الأول
بو سعود في داخله " مستحيل رتيل بنتي "
متعب : إلا فيه إسم ثاني
أحمد اعطاه نظرات تهديد لكن متعب تحدّث : بنتك ياطويل العمر
سلطان وكأن صاعقة تحلّ عليه من الصدمة
أحمد ومتعب أنسحبوا من المكان حتى لايحرجون بو سعود بمكوثهم
سلطان بنبرة هادئة : مزوّج بنتك له وبدون لا تخبرنا حتى ؟ طيب مو أتفقنا أنه مانبي له علاقات !!
بو سعود ولا يفكر بشي سوى قتل رتيل الآن !!
سلطان : عبدالرحمن أحكي معك
بو سعود بغضب طنّش أحاديث سلطان وخرج يتوعّد رتيل


,

- في غرفة عبدالعزيز -

ناصر أبتسم وهو يتأمله : ماودّك تصحى ؟ بخليك تقضى فترة نقاهة في الجنوب وش تبي بعد !! ههههههههههههه يالله عبدالعزيز والله أشتقت لك ... وأنا أنتظر برا شفت واحد مسوي ثقيل بقوة تذكرتك أيام الثقل .. حتى أسنانك ماكانت تبين ولا حتى نص إبتسامة تجاملنا فيها .. بس كويّس تغيرت وصرنا نسمع ضحكتك ... وحشتنا ضحكتك .. وبعدين طلعت لك لحية ويبي لها ترتيب ودي أحلقها لك وأرتبها بس هههههههههههه منعوني ... قوم عشان نحلقك يخي بدت تتغير ملامحك عليّ ... بس تدري وش أحلى شي فيك ؟ عيونك .. مو عشانك ! هههههههههههههههههههههههههههههه أحسك بقلبك تقول الحين : أدري عشان غادة .... والله عاد يابختك دام عيونك تشبه عيونها !! مفروض من كثر فرحتك ماتغمضها لحظة !! مامليت بتكمّل شهرين وأنت على هالسرير أنا حسيت جاني دسك .. على فكرة تراني أنكّت .. والله مافيه أحد يسلك لسماجتي كثرك فـ والله أشتقت لك ماعادها غيبوبة اللي أنت فيها ! وأدري أنك تسمعني ودكتورك يقول أنك تحس فينا وبعد إرادة الله فهو الأمل بإيدك أنت .. أصحى لا تفكّر بكل مامضى من حزن .. هالحزن يخليك تموت بهالغيبوبة أكثر .. وبعدين وش عليه صار عندك معجبات !! وزائرات ههههههههههههههههههه يقولون إسمها هيفاء !! يالله عزوز .. طيب على قولت غادة .. عزوزي حياتي مايرّد لي طلب *قلّد نبرتها في جملته الأخيرة* ......" أردفها بضحكة موجعة بحّ بِها صوته "
ياكبر شوقي لها .. والله ماعادني عارف أشكي لك وحدتي ولا أحاول أعطيك دعم عشان تصحى !! .. ماأشتقت لي ؟
ضغط عبدالعزيز بكفّه على كف ناصر
ناصر ضحك بصخب : يخي زين عطيتني وجه صار لي شهرين وأنا أهذر عندك !! .. *شد على كف عبدالعزيز * والله طوّلت الغيبة .. أنت بس أصحى ولو تقولي تعال معي نهاجر تركت كل شي وهاجرت معك .. والله حتى لو تقولي الجنوب بقولك قدّام *ناصر مايحب الجنوب*


,


الجوهرة : مافيه شي صوتِيْ
والدتها : صاير بينك وبين سلطان شي ؟
الجوهرة : يمه قلت لك مافيه شي بس أنا تعبانة اليوم
والدتها : سلامتك يابعد روحي
الجوهرة بكت بعد كلمة والدتها
والدتها : ألو , الجوهرة حبيبتي
الجوهرة : معاك يمه
والدتها : وش فيك ياعيني ؟ قلبي يقول فيك شي
الجوهرة ببكاء : ماني مرتاحة , أحس بثقل على قلبي !! يمه تعالوا الرياض تعالوا وأخذوني
والدتها بخوف : وش مسوي لك سلطان ؟
الجوهرة : ماسوّا لي شي وماطلعت منه الشينة , بالعكس ماقصّر لكن يمه أنا ماأحس براحة وياه
والدتها : صلي لك ركعتين وشغلي البقرة يمكن هذي عين أحد دام مابينكم شي
الجوهرة : ماراح تجين مع ريان وابوي ؟
والدتها : راحوا من أمس
الجوهرة : بكرا ملكة ريان ولا اليوم ؟
والدتها : لآ بكرا إن شاء الله , تبيني أجيك مع تركي
الجوهرة بإندفاع : لألأ خلاص
والدتها : ليش ؟
الجوهرة : ماأبغاك تتعنِّين دام أبوي راح
والدتها : وينه بو بدر الحين ؟
الجوهرة : بشغله , أحس بوحدة فظيعة ماعندي شي يسليني
والدتها : والله إني قايلة منتي مرتاحة بالرياض !! ليتك عندي بالشرقية
الجوهرة : حتى لو كنت بالشرقية أنا ماني مرتاحة
والدتها : يايمه إذا بينك وبين سلطان شي فـ عادي هذي مشاكل تصير بين كل زوجين , مو من أول مشكلة تحسبينه يكرهك ولا مايبيك
الجوهرة بصمتْ
والدتها : هو شاريك ورجّال راعي دين ويخاف ربه وأنا عارفة أنه ماراح يظلمك , يمكن سمعتي منه كلمة وهو معصب ولا كلمة مو قاصدها لا تزعلين منها بسرعة , يايمه هو زوجك ويحبّك ويخاف عليك لا تطلعين من شوره ولا تبكين من أول كلمة يقولها لك , الرجّال مايحب البنت اللي كله تبكي وإن بغى شي لا تناقشينه , بعضهم مايحب احد يناقشه !! قولي له سم وحاضر , وأنتِي بنفسك تقدرين تخلينه زي ماتبين وتملكينه زي ماهو يملكك لا صرتِي ماشية على الصراط المستقيم معاه لا تلفين لا يمين ولا يسار
الجوهرة مازالت صامتة تسمع لنصائح والدتها التي تشعر أنها مع سلطان لا تُفيد هذه النصائح
والدتها تكمل : تقرّبي منه يمه لا تحطين بينك وبينه حواجز من بداية حياتك الزوجية معاه
الجوهرة : يمه أقولك ماأحس بأي شعور إتجاهه يمه أبي أتطلق
والدتها شهقت بقوة : بسم الله عليك من الطلاق , يايمه لا تخلين الشيطان يلعب براسك , الحب يجي مع العشرة ! اهم شي بينكم ثقة وإحترام والأشياء الثانية تجي بعدين
الجوهرة : طيب أنا بستخير وإذا أرتحت للطلاق بقول لأبوي يرجعني معاه الشرقية
والدتها : لا يمه لا تقهريني عليك , توّك بشبابك وتتطلقين ! سلطان وش يعيبه ؟ تبين يقولون الناس هذي تطلقت وماكملت بزواجها سنة !
الجوهرة : وش أبي في كلام الناس أهم شي راحتي
والدتها : ياعيني إلا الطلاق !! ماهو كلمة سهلة وتقولينها
الجوهرة : يمه أنا ماني مرتاحة تكفين أفهميني
والدتها : مع الوقت بتحبيّنه وترتاحين معاه
الجوهرة : وإذا ماجاء هالوقت ؟
والدتها : هذا أنتِي العاقلة يالجوهرة ياللي تعرفين ربّك وتخافينه , عطيه كل حقوقه وبالمقابل الله بيرضى عليك وبيسعدك ويوفقك ويريّح قلبك ويشرح صدرك
الجوهرة أرتبكت وسكتت
والدتها : لا يكون تغضبين ملائكته يالجوهرة ؟
الجوهرة بإندفاع : لألأ , كل طلباته مُجابة
والدتها : الحمدلله , طيب يايمه صلي لك ركعتين وأرتاحي الله يخليك لي
الجوهرة : طيب بقوله برجع مع أبوي بس كذا فترة أرتاح فيها
والدتها : يايمه مايصير توّكم ببداية زواجكم وتطلبين منه طلب زي كذا
من خلفها سحبْ منها بهدُوء الجوال ووضعه على إذنه
والدتها : يالجوهرة الطلاق ماهو سهل , وصدقيني بالعشرة بتلقين الحُب والراحة .. الحين قومي وصلي لك ركعتين تهدِّي قلبك
سلطان : السلام عليكم ياأم ريان
والدتها بتوتَّر : هلا ببو بدر , وعليكم السلام والرحمة
سلطان : شلونكم ؟
أم ريان : بخير الحمدلله أنت بشّرنا عنك ؟
سلطان ويجلس بجانب الجوهرة وماإن أبتعدت قليلا حتى ضغط على خصرها ليجّرها نحوه : الحمدلله طيّب وحالك يسّرني
أم ريان أنحرجت : عسى راضي عن الجوهرة ومهي مقصرة معك ؟
سلطان : مامن قصور بتربيتكم
أم ريان : جعل راسك يسلم , تآمرنا على شيء
سلطان وعنده خبر بوجود ريان وبو ريان بالرياض : بحفظ الرحمن سلمي لي على تركي
الجوهرة وتشعر وكأنه يعرف بالموضوع من نظراته التي تخبرها وكأنه قاصدها
وضع الهاتف على الطاولة و ألتفت عليها : المشاكل اللي تصير بينا ماتطلع برا هالبيت
الجوهرة : ماقلت لها شي
سلطان : طيب يابنت عبدالمحسن وش تآمرين عليه ؟
الجوهرة بربكة : ولا شي
سلطان : بس خبروني أنك تبين الطلاق
الجوهرة وكلُّها يرتجف , تخاف منه جدًا , هيبته تجعل حروفها تتبعثر : لأ
سلطان : إذا تبين الطلاق قولي لي ؟
الجوهرة وهي منزلة رأسها للأسفل : أدري أنه ما يهمّك لو تطلقني أو ماتطلقني لكن . . .
سلطان بهمس : لكن إيش ؟
الجوهرة لا تريد أن تبكي , سكتت حتى لا تبيّن عبراتها في نبرتها
سلطان : الجوهرة
الجوهرة وصدرها يرتفع ويهبط بشدة , خنقتها العبرة وهي تقول : ولا شي
سلطان : أنا لو أعرف بس وش تخافين منه !!
الجوهرة بكت , وأنهمرت دموعها وأغرقت وجهها
سلطان : منّي أنا ؟
الجوهرة بين بكائها : أنت ماقصرت بس أنا ماني مرتاحة وأنت بعد منت مرتاح معاي
سلطان : ومين قالك أني ماني مرتاح !
الجوهرة : تحسبني أفكر بناس ثانين وأنا نايمة وتحسبني أكرهك و أشياء كثيرة أنت فاهمها عني غلط وفوق كل هذا تكلمني عن وش صار بالماضي قبل زواجِي
سلطان بصمت يتأمل ملامحها البيضاء وهي تغرق في الدموع
الجوهرة ورأسها للأسفل وشعرها يغطي وجهها ويبتل بدموعها : أنا ماأبي ازعجك بشيء ولا أبي أضايقك !! بس أنت حتى قلت لي مالك رغبة فيني
سلطان : قلتها وأنا معصب
الجوهرة : لا ماكنت معصب ! دخلت البيت ومزاجك تمام بس أنت كنت صادق فيها
سلطان أبتسم على نبرتها الطفولية وهي تقول جملتها الأخيرة : طيب وانتِي فهمتي أني ماأبيك وأكرهك مثلا !!
الجوهرة وعينيها مازالت على الأرض وأصابعها تلعب في خيوط بلوزتها : أنا عارفة أنه محد أجبرك عليّ بس ... *زادت ببكائها*
سلطان وسعيد جدًا بفضفضتها الآن ويكمل جملتها : بس تزوجتني لأنك تحترم أبوي وآخر شي بتفكّر فيه هو أنا
الجوهرة رفعت عينيها التي تلمع من دموعها عليه وسرعان ماأنزلتها , عينيّ سلطان تربكها
سلطان : وهالشي اللي حاطته في بالك غلط *قال كلمته الأخيرة ببطء شديد*
الجوهرة : آسفة
سلطان : على ؟
الجوهرة صمتت لا جواب لديها
سلطان : الجوهرة أنا ممكن ماأعرف أفصل بين شغلي وبين البيت ولا عصبت في الشغل أحط حرتي بالبيت والعكس لو عصبت بالبيت حطيت حرتي في الموظفين وهالصفة السيئة اللي فيني ماعرفت أغيرها حتى بزواجي الحين , لا تتضايقين من الأشياء اللي أقولها وأنا معصب صدقيني لما أعصب ماأعرف صديقي من عدوِّي
الجوهرة : وكلامك ذاك اليوم ماكنت فيه معصبْ
سلطان : نرجع لذاك الكلام أنا حتى ناسي وش قلت لك
الجوهرة : قلت لا تختبرين صبري معك وبيجي وقت ماراح أرحمك فيه
سلطان : ههههههههههههههههههه أنتِي لو بتتذكرين كل كلمة أقولها وأنا معصب صدقيني بتتعبينْ
الجوهرة ألتزمت الصمتْ
سلطان : روحي غسلي وجهك ماأبي أشوفك تبكينْ على كلام قلته وأنا معصبْ
الجوهرة أرتاحت قليلا تشعر بأن همّ من قلبها أنزاح بحديثها معه , ولكن دموعها مازالت تنهمر
سلطان : وش قلنا ؟ .. أقترب ورفع شعرها عن عيونها ويمسح بكفوفه الباردة دموعها
الجوهرة وبهذه اللحظة ترتجف بأكملها حتى قلبها يزداد بنبضاته , سلطان يحبس أنفاسها
سلطان وهو يرى ذراعها: هذا وشو ؟
الجوهرة وبربكة وعينيها على الأرض : أنت
سلطان : ممكن أطلب طلب !
الجوهرة رفعت عينيها عليه
سلطان : لما أكون معصب حاولي تبعدين عنِّيْ ماأبي أمد إيدي عليك بأي شكل من الأشكال
الجوهرة بعفوية : أنت ماتتركني
سلطان بضحكته الرجولية : هههههههههههههههههههههههههههههههه أجل أهربي


,

يوسف : يبه الله يخليك ماينفع هالحكي
بو منصور : ماهو أنت اللي ماطلعت من البيضة تقولي وش ينفع وش ماينفع
يوسف تنهّد : يعني تطرد ولدك الكبير هذا الصح
بو منصور : قم فارقني ولا ألحق أخوك دام زعلان عليه
يوسف : أنا للحين أصلا ماني فاهم مرة تقولي مخدرات مرة تقولي قتل .. يبه والله مبيّن كذب أجل منصور يقتل ! منصور لايغرك قوته والله قلبه رحوم و ضعيف مايذبح نملة
بو منصور : لاتجيب طاريه يكفي اللي سمعته !!!
يوسف : يبه أنت تعرفهم من كبيرهم لصغيرهم تقدر تساعد منصور !!
بو منصور : ماأساعد الظالم
يوسف : يبه منصور مظلوم شف زوجته منهارة وحامل وحالتها حالة وأنت تقول ماأساعد ولدي !! يبه الله يحفظك تبي عبدالله سميِّك وحفيدك يتيتّم !! ماتبي تفرح فيه ! زين ماتنفجع نجلا فيه ويموت اللي في بطنها .. يبه فكّر بأمي ! والله من طردته ودمعها ماوقف
بو منصور بصمتْ
يوسف : يبه أنت مو بهالقسوة أنا أعرفك طيّب بس أنت معصب ! وأنا واثق أنه منصور مايسويها ! وزي ماقالك هو صادق
بو منصور : دام كذّب علي وماقالي أنه في جريمة قتل متهم فيها يعني ماهو صادق !!
يوسف : يمكن مايدري زي مايقول ! لاتظلمه يالغالي
بو منصور : شف أهل القتيل الحين تلقاهم منهارين عشان طيش أخوك
يوسف : يبه خلنا نروح الشرطة الحين أكيد مسكوه !, يالله يبه قم معي نروح له .... وقف وتوجه لها وقبّل رأسه وكفّه : الله يخليك يابو منصور لا تقسى عليه أكثر


,

بصراخ : رتيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي يييييل ... صعد للأعلى ويطرق باب غرفتها بقوة
عبير : خير يبه ؟
بو سعود : وين أشوف الخير وهذي بنتي !!!!!
عبير وقلبها يتراقص خوفًا على " رتيل " : طيب أهدآ
بو سعود : أبعدي عني عبير ماهو وقتك
عبير : أكيد نامت الحين
بو سعود : راح أكسر الباب لو ماتفتحينه
فتحته رتيل وأبتعدت بخطواتها إلى الخلف بخوف من صراخ والدها
بو سعود ويجرّها من ذراعها ويحفر أصابعه بِها : ماتستحين !! فصختي الحيا !! ماعاد تعرفين وش يعني الحيا !! ولا أنا ماعرفت أربيك
رتيل وسيغمى عليها من الخوفْ
بو سعود يصفعها بقوة على خدّها حتى نزفتْ شفتها السفلية من ضربته : ماهو أنا اللي تفشليني عند الموظفين بسود أفعالك !! وش موديك المستشفى ؟ وش تسوين عند عبدالعزيز ؟ * لوى ذراعها خلف ظهرها وهو يتوعد بِها * : أنا بعرف كيف أربيك من جديد والله ثم والله لأعلمك أنه الله حق وأنه الدلع مايفيد معاك
ترك ذراعها وهو يتجه لطاولتها ليأخذ جوالها ويرمي حقيبتها على الأرض ويأخذ بطاقتها المصرفية , ورأى ورقة , فتحها " تبرع بالدم .. تحت إسمها " عبدالعزيز بن سلطان العيد "
ليس لديه قدرة أكثر ليتحمّل جرأتها وتخطيها للحدود , أخذ عقاله .......... ومزّقه على ظهرها وسط محاولات عبير بتفريقه عنها ولكن لم تُجدي محاولاتها بشيء , فغضب بو سعود اليوم لا يسعه شيءِ !! لم يغضب كغضبه هذا , لم يضرب أبنته بهذا العنف منذ نعومة أظافرهم وهم أهلٌ للدلع والدلال .. ولكن رتيل كسرت هذا الدلال والدلع !!!! وليس هُناك كفارةٌ لما فعلته .. ذنبها لا يُغتفر ولا يُكفَّر عنه أبدًا ! فإحراجه أمام متعب و أحمد و سلطان أيضًا لا يُغتفر أبدًا !
عبير بترجِيْ : تكفى يببببببببببه
بو سعود يجرّ رتيل لترتفع لمستواه وبنبرة تهديد : إن شفتك معتبة باب غرفتك لاأعلق جثتك بنص البيت .. رجع وأخذ جوالها و بطاقتها المصرفية و اللاب توب وقطع سلك هاتف البيتْ !!
بو سعود بنبرة تهديد لعبير : إن شفتك معطتها جوالك والله ماتلومين الا نفسك ياعبير .. ويالله أطلعي خليها عشان تحس بقيمة الدلع اللي كنت معيّشها فيه .. أنا غلطان يوم عطيت أشكالك الدلع .. وخرجت عبير معه وأقفل الباب عليها


,

قبل ساعتينْ ,

الشرطي : الرخصة
منصور سلّمه الرخصة
الشرطي يعطيها الشرطي الآخر : صف على اليمين
منصور وهو يعلم تماما مالموضوع , لم يرد عليه وألتزم الصمتْ
دقائق ومن ثم أتوا له
الشرطي : أنت مطلوب أمنيًا , تفضّل معانا
منصُور يُغلق سيارته
الشرطي : أتركها
منصور ومايشعر به من موتٍ بإحساسه بعد حديث والده يجعله يستصغر كل شي الآن حتى القتل : طيّب .. مدّ كفوفه ليُقيّدونه ويذهبون به للسيارةِ الأخرى متوجهين معه لمركز الشُرطة
وصلُوا ليأتِي الضابط المسؤول وبنفسه هو من فتح قيود يديه – تقديرًا لمعرفته بوالده –
الضابط : أجلس يامنصُور
منصور جلس وهدوئه يجعل المُحيطين يشعرُون بقربْ موته , هدُوء الرُوح ليسْ خيرًا فهذه أنفاسُ الموتْ تُشهقْ دُون زفيرًا !
الضابط : أنا يامنصُور أبي أسمع منك ! أنا عارف أنك بريء لكن أبي دليل منك وصدقني أنا بوقف ويّاك قبل لا يُحكم عليك بأي شيء
منصُور بصمتْ
الضابط : منصور
منصور تنهّد : أنا ماقتلت أحد و لا هرّبت ممنوعات
الضابط : كيف صار كل هذا
منصور : أنا في ليلة قبضكم على الشاحنة ماكنت في غرب الرياض ! كيف أقتل شخص وأنا أصلا ماقربت من ذيك المنطقة
الضابط : وش الدليل ؟
منصور وضع كفوفه على رأسه
الضابط : وين كنت الساعة 11 بليل ؟
منصور : عند زوجتي
الضابط : في البيت ؟ ولا برا ؟
منصور : في البيت
الضابط : كذا مافيه شهود يقدرن يفيدونا
منصور : بس أنا ماذبحته أصلا ماأعرفه
أتى الشرطي ومعه يزيد
منصور رفع عينه وكاد يقتله بظراته
يزيد شتت نظراته بعيدًا عن منصور
الضابط : منصور ماقرّب من غرب الرياض في ذيك الليلة وعندنا أدله يا يزيد !!
يزيد : تهجم عليه و ذبحه وحتى سيارته تشهد
منصور : كذاب أنت مآخذ سيارتي من الصباح !!
الضابط : منصور أهدأ , يا يزيد إن ركبتك قضية الكذب والتظليل على الأمن راح تضاعف عقوبتك فَ من الحين أعترف
يزيد : صدقني ياحضرة الضابط قدام عيوني ذبحه وقالي لا تتأخر على تسليم البضاعة
منصور ساكتْ لا تعليق عنده أمام كذب يزيد على حد مايرى
الضابط : طيب يايزيد .. أمر الشرطي بأن يأخذه
الضابط : منصور إحنا ممكن نتفاهم مع أهل القتيل ونطلب العفُو ونخفف عقوبتك بالممنوعات لكن خلّك صريح معانا من البداية ! أنت قتلته ؟
منصور : لأ و بقولك زي ماقلت لأبوي , طلب منِّي دينْ و قالي مقدر أسجّل الشاحنة بإسمي وأنا أبي أترزق .. وأخبره بمثل ماحكى لوالده
الضابط : مصدقك وأنا عارف مستحيل تسوي زي كذا لكن كل شي ضدك مافيه دليل واحد على الأقل يساعدك بهالقضية , تذكر شي ممكن يثبت أنك ماكنت في موقع الجريمة
منصور بصمتْ
الضابط : شي يثبت أنه مالك علاقة بهالممنوعات والمخدرات ؟
منصُور : طيب أنا ناقصني شي عشان أكسب فلوس من هالممنوعات اللي تقول عنها
الضابط : داري يامنصور لكن ماينفع الكلام بهالقضايا لازم أدله
منصور : فيه شباب كانوا موجودين لما قال يبي شاحنة ويترزق فيها
الضابط : طيب عطني أسمائهم
منصور عدد له الأسماء وأردف : وش يفيدني هذا ؟
الضابط : يمكن عندهم دليل ثاني , دام معك الحق تطمّن


,

أفنان : هههههههههههههه وليه تقولي كذا ؟ أنا قلت بس أنك متغير من تزوجت الجوهرة
تُركي : فاقدها بس مافيه شي ثانيي !! ماني متعوّد على غياب حسّها
أفنان : يالله أرزقنا !! كل هالحب للجوهرة وأنا ماتركت لي شي
تركي أبتسم : أكيد كلكم عندي سوا
أفنان : الحمدلله أهم شي أنها مبسوطة
تركي : كلمتك ؟
أفنان : كلمت أمي وقالت لي أنها مبسوطة مع سلطان ولله الحمد
تركي ويلتهب بنار غيرته : مع سلطان !!
أفنان : إيه مو مقصّر معها بشيء وبعدين رجّال وفاهم وعاقل وله مركزه وإسمه وش تبي أكثر من كذا ؟
تركي بصمت
أفنان : لو تشوف أمي بكت تقول مشتاقة لها
تُركي : ماراح تجي قريب ؟
أفنان : لا ماأظن مررة مشغول سلطان !!
تركي تنهّد وأفكاره تذهبْ لسلطان وماذا يفعل مع الجوهرة ؟
أفنان : ليتنا رحنا مع أبوي وريّان وجلسنا كم يوم !! والله أشتقنا لها


,

ميُونخ
في قاعة إحدى الفنادقْ للندواتْ *
بعثة من وطنه الذي يحنُ له , من طلاب في مقتبل عمرهمْ.

وليد ويناقشهم من خبرته : هناك أشخاص تفكيرهم مايقبل الخيال و هناك أشخاص لأ , الأشخاص اللي يرفضون الخيال أبسط طريقة أنك تناقشهم بمواقف حصلت له لكن الخيال فهذا أفضل شيء لأنك تقدر تبحر بمواقف خيالية تساعد بشكل كبير على إسترجاع الذاكرة مثلاً
أحد الطلاب : دكتور إحنا نعرف أنه إسترجاع الذاكرة على وجه خصوص مايقبل الخيال يعني لو أبحر في خياله بعيد عن الواقع ممكن يسبب له صعوبة في رجوع ذاكرته وممكن صدمة
وليد : بضرب لك مثال , كان عندي مريضة كفيفة وبنفس الوقت فاقدة ذاكرتها واللي يزيد من صعوبة رجوع ذاكرتها أنه من حولها يكذب عليها لما يجاوبون على أسئلتها كل ماأقتربت من الحقيقة حطُّوا قدامها جدار عشان ماتعرف شيء , في يوم قلت دام مانفع الواقع نجرّب الخيال على الأقل نكسب شرف المحاولة وفعلا خليتها تغيب ساعات بخيالها وكنت أجاوبها على أسئلتها بنفس ماهي تبي حتى لو كذب
أحدهم : ورجعت ذاكرتها ؟
وليد ونظراته تلمع بِها شوقَ يكادُ يبلل أهدابه : لأ لسبب وحيد أنها هي رفضت تعُود ذاكرتها ونظرها أيضًا , الدكتور مايتحمَّل كل هذا لأن إرادة المريض هي من تحدد ! إذا المريض مايبي مستحيل الدكتور يقدر يساعده
إحدى الطالبات بحماس : يعني هي ماكانت تبغى ذاكرتها ترجع طيب يعني ليه جت من الأساس لك ؟
وليد ألتزم الصمت لثواني طويلة وشرب من كأس الماء قليلاً وأردف : لأن اللي حولها غدروا فيها بما فيهم أنا

,
أم منصور : لا خلهم يأجلونها ؟
أبو منصور : لآ بتتم الملكة مانبي أحد يعرف عن سواد اللي سواه ولدك
أم منصور : كيف لك قلب تزوّج بنتك وأخوها الكبير ماهو موجود
أبو منصور ببرود : نقول أنه مسافر والرجَّال هنا وعطيناه كلمة
ريم : بس يبه
أبو منصور : لآ بس ولا شي !!
ريم تترجاه بنظراتها
أبو منصور : عيب نخلف بكلمتنا ؟ خلاص تتم الملكة وبعدها يحلها ربِّي
يوسف : بيعرفون عن منصور إذا مو اليوم بكرا
أبو منصور : طيب خلهم يعرفون بس بعد الملكة
ريم تنهّدت وصعدت للأعلى بخطوات غاضبة
يوسف : والله ماعاد ندري وشهو الصح ووش الغلط
أبو منصور : الغلط أنك تكسر بكلمتك اللي عطيتها للرجَّال
يوسف بسخرية : والصح أن ملكة أختي تتم بغياب أخوها الكبير


,


مرّت الأيامْ بصعُوبة , لا أحد مُرتاحْ !

دخل المستشفَى مُسرِعًا , رأى الدكتور خارج من غرفته : صحى ؟
الدكتور : الحمدلله من فضل ربي عليه ,
ناصر : طيب أقدر أشوفه !
الدكتور : إيه تفضَّل
ناصر دخل وأبتسم إبتسامة عريضة وهو يراه : حيّ هالرُوح مابغيت .. تتغلى علينا
عبدالعزيز والتعبْ واضح في تقاسيم وجهه , أبتسم بصعوبة وبصوت مبحوح مُوجع : هلا
ناصر يقبّل رأسه : الحمدلله على سلامتك
عبدالعزيز : الله يسلمك
ناصر : خلاص لاتتكلمْ أحس أحبالك الصوتية بتتقطع
عبدالعزيز أسند رأسه على المخدة وينظر للسقف .. وأغمض عينيه من قوة الضوء
ناصر : قلت لاتتلكم ما قلت نام !!
عبدالعزيز إبتسم إبتسامة عريضة دون أن يفتح عينيه
ناصر : عاد تدري آخر يومين فقدت الأمل قلت ذا شكله راعي طويلة , قضت كل سوالفي ماعاد أعرف وش أقولك !! حتى قمت أسولف لك عن المستشفى وجدرانها !!
عبدالعزيز وببحته : عاد وش تسوي لو تدري أني ماسمعت ولا سالفة منك
ناصر : أشنقك , أجل أنا أسولف على جدران
عبدالعزيز ضحك وأردف : والله ماأتذكر شي
ناصر : والله أنت على ناس وناس !! تتذكّر اللي تشتهيه وأنا صاحبك وعشرة عمر كلامي ولا له أهمية
عبدالعزيز : إذا بتتشره أطلع برا وأتركني أنام
ناصر : تنام !! صار لك 4 شهور نايم وتقول بنام !! وش ذا ؟ أنت آدمي
عبدالعزيز فتح عينيه له : قلت بتهاجر ؟
ناصر يضربه برفق على بطنه : يعني تتذكر !!
عبدالعزيز : مو مرة بس كنت أحس أسمع الكلام بس ماأعرف مين يتكلم
ناصر بنبرة خبث أردفها بضحكة : فيه بنت قالت أنها زوجتك وجتك هنا
عبدالعزيز : زوجتي ؟
ناصر : كذبت عليهم ودخلوها عليك
عبدالعزيز : مين ؟
ناصر : الله أعلم مين مصاحب
عبدالعزيز يمثّل نبرة الغضب : أطلع برا
ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه يقولون إسمها هيفاء
عبدالعزيز : ماأعرف أحد بهالإسم
ناصر : تذكّر شي من اللي كانت تقوله ؟ صوت أنثوي ماتتذكر ؟
عبدالعزيز : لأ
ناصر : والله شكلك من تحت لتحت تتذكر ولا تبي تقولي
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههه والله ماأعرفها
ناصر : ياعساها دوم هالضحكة ,
عبدالعزيز : ابي أطلع من هنا
ناصر : أسبوع بالكثير وأنت طالع إن شاء الله
عبدالعزيز : أطلب منك طلب ؟
ناصر : من أولها !! طيب أنتظر يومين ثلاث
عبدالعزيز أبتسم وأردف : خلنا نسافر من هنا
ناصر : تبشر بالمكان اللي ودّك فيه
عبدالعزيز : ألمانيا
ناصر : وليه ألمانيا ؟
عبدالعزيز : أبوي كان يعرف ناس كثير بميونخ ! تتسهّل أمورنا بسرعة
ناصر : طيّبْ زي ماتبيْ
عبدالعزيز : وإن ماأرتحنا فيها نحوّل على باريس
ناصر : ياسهولتها وأنت تقولها وإن ماعجبتنا وش زينها لندن
عبدالعزيز : بالضبط الا الرياض
ناصر بسخرية : طيب وش رايك بالجنُوب ؟ تعجبك فيها ريحة الغالية
عبدالعزيز وهو يجزأ الكلمة بسخرية كي يفهمها ناصر : مــــــــــــــــــــــــا أبـــــــــــــــــــــــــيــــــــــــــــــــــ ها
ناصر : طيّب ميونخ ميونخ قدام ياولد سلطان


,


عبير تحاول أن تفتح لوالدها موضوع رتيل ولا تعلم كيف تبدأ
بو سعود أغلق الجريدة : تبين شي ؟
عبير : لأ .. إيه يعني أبي أكلمك بموضوع
بو سعود : إيه قولي
عبير بتوتّر : رتيل
بو سعود بحدة يقاطعها : لآتطرينها عندي ! أنتهى هالموضوع
عبير : طيب يبه ماينفع كذا حتى لو غلطت أنت حتى ماسمعتها يمكن
بو سعود : لآ يمكن ولا شيء !!
عبير : طيب أنت أسمعها يمكن أنت فاهم غلط
بو سعود : عبير سكري هالموضوع ماني رايق أتناقش فيه
عبير : يهون عليك تنام وأنت متضايق منها ؟
بو سعود : إيه يهون ! دام هي أستهانت في إحترامها لي أكيد بتهون علي
عبير صمتت لثواني وأردفت : ماأستاهنت يمكن نيتها طيبة يعني راحت تتبرع له لأنها شافتك خايف عليه
بو سعود لا يُريد أن يفكر بأن هناك علاقة بين رتيل وعبدالعزيز في القصر دُون علمه , لآيريد أن يعرف بأن عبدالعزيز ينسلخ من أخلاقه مع إبنته
عبير : مستحيل رتيل تسوي شي زي كذا !
بو سعود : أنتي ليه تدافعين عنها
عبير أرتبكت ووضح ذلك بإرتجافة حروفها : لأني متأكدة أنها صادقة
بو سعود : أنا أنحطيت بموقف بايخ قدام الكل عشانها مستحيل أنسى هالشي
عبير والقريبة من والدها جدًا : وأنت ماتعرف كيف تفكر رتيل ؟ رتيل بحسن نية تتصرف ! ماأقولك ماغلطت , هي غلطت لكن أكيد ماهو بالغلط اللي في بالك , أكيد أنها تحترمك فوق كل شي وأكيد انها الحين زعلانة ومتضايقة على قطاعتك بها , يبه هي وحيدة بدونك
بو سعود : ماهي أول مرة !! كم مرة سامحتها كم مرة قلت معليه ياعبدالرحمن بكرا تعقل ! مستحيل أسامحها على وقاحتها ذي
عبير في سكون ماحولها : من لها غيرك ؟ مو أنت أبوها و أمّها وأخوها !! يبه إن تركتها مين يبقى لها ؟ لا أم تهتم فينا وتوجّهنا ونصبح عليها ونمسّي ولا صديق فيه خير وبركه نسولف معه ويبسطنا ولا شيء يبه !! أنا ماأقولك أنه حالتنا تعيسة لكن إحنا تعبنا ؟ أنا ما أقولك أنه يحق لنا نتعدى حدودنا بس لا تصير أنت و هالحياة وقسوتها علينا !! يبه إحنا نتعب بالوحدة أنت ماقصرت لكن فيه أشياء مانقدر نقولها لك !! وتراكمت علينا لين خلتنا بهالصورة , ننزعج ونزعل من أبسط الأشياء , *بكت وهي تقول كلماتها* أنا محتاجة أمي , ودي أقولها يمه أنا تعبانة متضايقة حزينه فرحانة , أي شيء !! هذا وأنا اللي قادرة أتحمل كل شي وأصبر كيف رتيل ؟ أكيد حالها أسوأ من حالي !! مين يعوّض أمي ؟ إحنا حالنا تدهوّر عقب ماتوفّت !! ضايعين يبه ! وأنت تزيد علينا !!!! أدري خايف علينا لكن خوفك يضايق !! يعجبك حالنا كذا ؟ من أول سنة بالجامعة لين تخرجت وأنا أسمع الكلام من هنا وهناك والكل يقول بنات عبدالرحمن المتعب شايفات نفسهم ونفسيات ومايصادقون أحد !! ونظراتهم كل مامرينا وأكيد رتيل الحين تسمع نفس الكلام فـ نفورها من الجامعة شي طبيعي !! يبه ماأطلب منك شي كبير !! بس شوية " لين " والله ماعاد نتحمل كل هالقوانين وهالأشياء !! أنا نفسي تعبت !! الروتين يذبحني !! أنا حالتي سيئة صرت أبكي من الشفقة على نفسي !! أنا ماأبي أعصيك بس أخاف على نفسي أخاف يجي يوم ونفسي تضعف للحد اللي يخليني أتعدى حدودي !! يبه ماأبغى يجي هاليوم ولا أبغى يجي يوم أموت من ضيقي على نفسي !! .... *تواصل بكائها وتردف* ماتبي تسامحها لا تسامحها بس لا تقسى عليها بهالصورة !! أنت مامديت إيدك علينا وإحنا مراهقات نغلط باليوم مية مرة ! تمد إيدك عليها وهي طولك يبه ! وعشان إيش ؟ عشانها راحت للمستشفى وأنت ماتدري أصلا ليه سوّت كذا ؟ لا تفكّر أنه رتيل ممكن تبدأ بعلاقات محرمة مع أي أحد ! يبه انت تركت هذاك البيت لموظفين كثير يجونك !! وماصار مننا أي شي ! وعبدالعزيز نفس شيء , إحنا محتاجينك لا تقسى علينا ! سوّ اللي تبيه أسحب جوالها وأحرمها من الفلوس لكن لا تصد عنها ! صدّك ماراح يخليها تصحح أغلاطها ؟ صدّك بـ يولّد عندها فكرة انك ماتهتم لها ؟ لو تحبها كان عاقبتها بأشنع العقابات إلا الصد .. يكفي يبه حرام اللي تسويه بنفسك واللي تسويه فينا !! حرام هالحرص كله ! أنا حتى وظيفة مو قادرة أتوظف من كثر ماتطلع علل الكون كلها في أي وظيفة تجيني ... صغار على هالحزن !! اللي بعمرنا مقضين حياتهم بفرح وإحنا كذا حالتنا ! أنا مستعدة أتحمل تحبسني في البيت ولا أطلع مكان ولا أتوظف بس أمي تكون عندي !!!! يبه حس فينا .. حاس بمعنى الوحدة !! أنا ماأبي أقولك هالكلام بس مليت والله مليت !! رتيل غلطانة لكن ماألومها لو سوّت أي شي !! لأنها مقدرت تصبر زيي .. لأنها طفشت .. يكفي يايبه ماهو ناقصنا هالحزن كله ! يكفيي إحنا محنا من موظفينك اللي غلطوا في شغلهم غلطة ضيعتكم ولا إحنا من مجرمينك !!!! إحنا بناتك , بنات رُوحك


,

الساعة 3 فجرًا

تختنقْ بأنفاسها المضطربة والظلام منتشر في هذا الدور و الباب الخلفِي ينفتحْ !
يشبه تماما مشهد إغتصابها .. هذا المشهد الذي لن تنساه ,
وقفت وهي تخاف الظلامْ .. تقدمت بخطواتها قليلاً ؟ ليت سُلطان هنا حتى تصرخ عليه
نبضاتها تتسارع , تشعر بأن الموت يقترب منها .. رائحة تُركي تحبسُ أنفاسها , أختنقت جدًا وهي تسمع للخطوات التي تسير نحوها
فتح النُور
بكَت وهي تراه .. بكت من هذا الشعور من هذا الخوف الذي يتكرر عليها دائِمًا ..!
سلطان : بسم الله عليك , وش مسهرك للحين ؟
رجعت للخلف وتعثرت بعتبة الدرجَ وسقطتْ .. ونزف أنفها كالعادة
سلطان مد كفّه ليُوقفها : وش فيك خفتي ؟ أنا نسيت مفتاح البيت وجيت من الباب الخلفي !! لو أدري كان خبرتك
الجوهرة تمسح بالمناديل نزيف أنفها وهي تبكي بصمتْ
سلطان : الجوهرة
الجوهرة أنهارت فعلاً
سحبها لصدره وهو يضع كفّه على رأسها " وَلَنَبْلُوَنّكُمْ بِشَيْءٍ مّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مّنَ الأمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثّمَرَاتِ وَبَشّرِ الصّابِرِينَ * الّذِينَ إِذَآ أَصَابَتْهُم مّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنّا للّهِ وَإِنّـآ إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَـَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مّن رّبّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ " ثم قرأ " قَاتِلُوهُمْ يُعَذّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مّؤْمِنِينَ * وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللّهُ عَلَىَ مَن يَشَآءُ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ,
أكمل وهي تحفر أصابعها في صدره بقوة تمسكها به , حتى جلس بِها على الأرض : اللهم إنها عبدتك ابنة عبدك ابن أَمَتَك، ناصيتها بيدك، ماضٍ في حكمك، عدلٌ في قضاؤك ، اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن ربيع قلبها ونور صدرها وجلاء حزنها وذهاب همها , اللهم أشرح صدرها و ييسّر أمرها , اللهم كُن لها معينًا .. *وهمس* : آمين
أردف بعد صمتْ لدقائق وهم جالسين على الأرض وهي متمسكة به وكانها طفلة تخاف أن تضيع : الجوهرة
لا رد يأتيه منها سوى بكائها الذي بلل قميصه
سلطان وأبعدها عن صدره ليرفع راسها له : خايفة من إيش ؟
الجوهرة وعينيها بعينه .. لا إجابة لديها
سلطان : خايفة من أحد ؟
الجوهرة وحروفها تظهر مرتجفة متقطعة : ماأحب أجلس بروحي
سلطان : الخدم كلهم موجودين عندك , إذا تبين أنقل غرفتهم للدور الثاني عند غرفتنا عشان ماتخافين !
الجوهرة فعلا لا تعرف كيف ترد عليه
سلطان وبعفوية قالها دُون أن يلقي لها بالا : ياروحي طالعيني وش خايفة منه ؟
الجوهرة ورغما عنها عينيها في عينيه لا تستطيع أن تشتتها وهو القريب منه لحدٍ تراهُ في كل إتجاهتها : من كل شيء
سلطان : طيب شيء واحد من كل شيء !!
الجوهرة تنزل رأسها
سلطان : ماني قادر أفهمك يالجوهرة !
الجوهرة عضت على شفتيها حتى لاتخرج شهقاتها
سلطان : قولي لي شيء واحد !
الجوهرة : أنت
سلطان وكان متوقع هذه الإجابة وجدًا : قلت لك أكثر من مرة ماراح يصير شي مو برضاك ! أنا أوعدك .. تثقين في وعدي ولا لأ ؟
الجوهرة : أثق
سلطان : خلاص أجل ليه الخوف ؟ ليه تحسين في كل مرة أني ممكن أأذيك أو كأني أسوي شي غلط بقربي لك ؟
الجوهرة بصمتْ لُجمت بكلمته ! هو قادر على كشف الحقيقة بنفسه دون مساعدتي
سلطان : وش أسوي قولي لي وش أسوي عشان ترتاحين ؟ عشان أدخل وماألقاك تبكين ؟ ليه أحس في طرف ثالث بيننا !! ليه أحس أنه عين جالسة تراقبنا وقاعدة تشوفينها ! ليه كل مرة أشوف بعيونك حكي تناقضينه بكلامك !!
الجوهرة رفعت عينها عليه , شعرت بأنه يعرف عن تركي ولكن ؟ مشوشة ولكن كلامه تشعر بِه أن يقصد به مكان جرحها
سلطان : مصدقك بأي شي تقولينه بس مو عاجبني هالحال ! قولي لي وش فيك عشان أعرف كيف أتصرف !!! فيني أنا ؟
الجوهرة : لأ
سلطان : طيب وشو ؟ يابنتي أنا ممكن فاشل مع جنس حواء لكن أقدر أفهم هالحزن اللي بعيونك !!
الجوهرة تبكِي بقوة لأنه شعر بِها .. يشعر بها .. 7 سنوات لا أحد يشعر بها .. لا أحد يقول تغيّرت ؟ هو بفترة قصيرة شعر بِها
تناست كل شيء , تفكر بأن أحدًا من هؤلاء البشر , واحد فقط شعر بها ,, شعر بحزنها , قادر على فهم هذا الجرح
سلطان : هالحزن ماهو منِّي داري ! لكن أبي أفهم من مين ؟ قولي لي مين !! وبجيبه لك جثة !
الجوهرة غرقت في بكائها , أقوله عن تُركي ويذبحني وراه ؟ وأسكت وأذبح نفسي مليون مرة باليوم !!
سلطان : لا تذبحين نفسك وأنتِ كاتمة في صدرك ! قولي لي أنا زوجك بفهمك , إذا محد فهمك وعشان كِذا أنتِي ساكتة أنا بفهمك صدقيني
الجوهرة تشتت أنظارها وتسقط في كل مرة في داومة عينيه , لن تضعف وتخبره , لن تضعف أبدًا
سلطان : تخص مين ؟
الجوهرة بصمتْ
سلطان أبتسم : لو أنك واحد من اللي أستجوبهم كان جلدتك عشان تحكينْ
الجوهرة أبتسمت بين دموعها
سلطان يقرّب شفتيه من جبينها ويقبّله : شيء مهم لازم تعرفينه أني أحترم كل رغباتِك وعُمري ماراح أتجاوزها !! بالمقابل أنتِي لازم تتنازلين عن بعض هالرغبات عشان نعيش .. نعيش يالجوهرة


,

نجلاء بعصبية : يعني كيف ؟
ريم : نجول يعني وش نسوي ؟ ننتظر وش يردون علينا
نجلاء : يعني عاجبتك جلسته بالسجن , الله يآخذه هاللي إسمه يزيد الله يذوّقه من نار جهنم عساه مايرتاح لا بليله ولا نهاره عسى حوبتي يشوفها بأهله وأحبابه ..
ريم صمتت أمام دعوات نجلاء المقهورة
هيفاء تهمس لريم : اجل لو تدري عن القتل والله تنهبل
نجلاء أنتبهت لهمسهم : وش صاير بعد ؟ عطوني المصايب ورى بعض .. صارت عندي مناعة أصلا
هيفاء : متورط بجريمة ثانية
نجلاء سكنت , هدأت وأردفت : وشو ؟
هيفاء : يعني هو بريء أكيد مستحيل منصور يسوي كذا ! بس يعني الأدلة مهي معه
نجلاء تصرخ : قولي بدون مقدمات كل هذا أنا أعرفه
هيفاء : قتل
نجلاء وفعلا سـ يجنّ جنونها : قتل !! يالله المصايب ليه تنحذف علينا مرة وحدة
ريم : الحمدلله على كل حال
نجلاء ببكاء منهارة : يعني مايكفي أنهم حتى مانعيني من زيارته وفوق هذا أكتشف أنه عليه جريمة ثانية !! ليه كذا ؟
لا أحد يُجيبها
نجلاء : عمي لو يبي ماكان جلس بالسجن للحين !!
هيفاء : مين قال ؟ كل يوم هو ويوسف من الصبح لليل يجونه !!! أبوي عصب أول يوم وبعدها حط له محامي وقاعدين يدورون ثغرة قانونية تساعد منصور !
نجلاء : كنت حاسة أنه فيه شي بس كان يتهربْ ! كل شي كان يقولي أنه فيه مصيبة !! لأني غبية ماقلت لأحد , سكت لهاليوم لين صار كل هذا
هيفاء : ياروحي يانجلا لاتحطين اللوم عليك
نجلاء : ليتني تكلمت ليتني أصرّيت عليه يقولي وش فيه ! ياربي تعبت , ماأتحمل يجلس بالسجن أكثر !!


,

طلب السجنْ الإنفرادِي , جالس وكل تفكيره منصّب لنجلاء , تجاهل كل المصائب التي فوق رأسه ولكن يفكّر بحالها الآن ! يعلم تماما أنها ضعيفة قليلة الصبر , من سيصبرها الآن ؟ من بجانبها ؟ من سيهدأها ؟ كيف تنام ؟ تآكل كويّس ولا ما تآكل ؟ تعبانة ؟ تتألم ؟ تبكي الحين ولا ؟ تهتم بصحتها ولا لأ ؟ مصدقتني ولا لأ ؟ عندها أمل برجوعي ولا يائسة ! كيف حالها ؟
لو أدري بس وأسكّت هالأسئلة اللي بداخلي , لو لدقيقة أضمّها وأشفي أوجاعها ! متأكد أنها تتوجّع الحين .. غلطت من البداية بسكوتِيْ ! و غلطت لما ماصارحتها ! كان مفروض هي تكون أول من يعرف ... كان وكان مفروض !!
الله يصبّرنِيْ بس .. الله يصبرني , حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا يزيد !! حسبي الله ونعم الوكيل


,

في مساء يومٍ جديدْ , دخل البيتْ ومعه سلطان و بو سعود *
سار لأقرب كنبة و خطواته مضطربة لأنه جلس فترة طويلة دون أن يتحرك !
عبدالعزيز : كل الكلام اللي بتقولونه وفروه ! أنا رايح
سلطان : أنت ممنوع من السفر
عبدالعزيز صمت لثواني طويلة من القهر : يعني بتجبروني ! تحلمون تعرف وش يعني تحلمون
سلطان : تكلم معاي زينْ ماني أصغر عيالك !! ماراح نجبرك على شي , بس لأنك رجّال بتخلص المهمة اللي عطيناك اياها للنهاية بعدها بكيفك سوّ اللي تبيه لو تروح المريخ
عبدالعزيز : وأنا رجّال بدون لا أسمعها منك ! وماني مخلص هالمهمة وش ودّك تسوي فيني ؟ بتمنعني من السفر طيّب الحمدلله أكثر شي فهمته معاكم سهولة التزوير وأقدر أسافر بدون لا أطلب إذنك
بو سعود : عبدالعزيز أنت معصب عشان كذا
عبدالعزيز قاطعه : ماأبغى أسمع محاضرات
سلطان : وش تبي ؟ وش تآمر عليه عشان حضرتك تبقى ؟
عبدالعزيز بإستفزاز مقصود : وش رايك أكون رئيسك ؟
سلطان أبتسم ببرود : محاولة فاشلة
عبدالعزيز : طيّب لأني مهم لهدرجة أنا ماأطلب قليل
سلطان : طيب وإحنا بنعطيك اللي تبيه
عبدالعزيز : الحمدلله فلوس ربي رازقني ماأحتاجها !
سلطان : أجل ؟
عبدالعزيز : والله طلباتي كثيرة أولها تحكي لي بالتفصيل وش صار لأبوي بشغله ! ثانيًا بعرف الحادث مين المسؤول عنه ؟ ثالثًا أبي تاريخ الجوهي
بو سعود تنهّد : كثير ياعبدالعزيز
عبدالعزيز : والله عاد المهمين أمثالي يحق لهم اللي كنتوا تفكرون تدفنونهم
سلطان : ههههههههههههههههههههههه على فكرة مصدوم من غبائك
عبدالعزيز : بعض منك
بو سعود : بلا قلة أدب
عبدالعزيز : أعتذر تربيتي ماكانت راقية عشان أحترم الكذابين
سلطان : خله يابو سعود ! الجوهي وتاريخه تعرفه وحكيته لك
عبدالعزيز ومستفز لدرجة كبيرة لسلطان : قبل لاتكذبون علي ولا بعد ؟
سلطان ببرود : لآ قبل
عبدالعزيز : أجل ماأثق في هالكلام
سلطان : عبدالعزيز لاتجبرنا نخليك تآكل تراب وتشتغل بدون لا نرد على أي سؤال منك
عبدالعزيز : عاد أنا أبي آكل تراب
سلطان تنهّد : وش أقولك عن تاريخ أبوك ؟ أقولك عن القضايا اللي مسكهم ! أشياء روتينية هذي
عبدالعزيز : أنت عارف وش تقول !! ماهو أنا اللي أقولك
بو سعود : ياليل ماأطولك
عبدالعزيز : إيه على فكرة نظام لا تسوي علاقات وماأعرف إيش ! أنا من بكرا نص شباب الرياض مصادقهم وبقولهم مين أنا وإسمي الثلاثي بعد !! * قال كلمته بسخرية*
بو سعود : طيب صادق اللي تبي ماراح نقولك شي أنت الخسران مو إحنا
عبدالعزيز : وش دعوى أنتم خسرتوا شي ! محد مآكلها غيري !! من عرفتكم وأنا دوام على المستشفى ! وش جنيت من معرفتكم ؟ لا خير ولا فرح
سلطان : طيب طلع الحرة اللي في قلبك عشان تشتغل معانا كويّس
عبدالعزيز : لا مهي حرّة ! بس أنا كنت مصدوم من غبائي مثلك إني إلى الآن جالس معاكم
سلطان أبتسم : معليه تحمّل غبائك فترة
عبدالعزيز ويريد الإستفزاز : وبتزوّج بعد وبطلع من هالبيت وعاد مدري أفكّر أداوم يوم بالأسبوع ولا كل أسبوعين أسيّر عليكم
سلطان : تزوّج محنا قايليين لك شي
بو سعود من أتى طاري الزواج وتذكّر رتيل وفعلتها : ومين اللي بتتزوجها إن شاء الله
عبدالعزيز ويريد نرفزة بو سعود : مدرِّي أفكر بمين ؟ يعني والله معارف أبوي كثير يعني ممكن أتقرب منهم *قصد بكلمته التهديد*
سلطان : لا ياحبيبي أترك معارف أبوك على جمب
عبدالعزيز : وليه ؟ أقنعني ومستعد أرجع لك بدون لا أطلب منك ولا شي
سلطان سكت ماعنده جواب
عبدالعزيز بسخرية لاذعة على نفسه قبل كل شي : أبي الإستقرار والواحد وش أحلى من يصبّح ويمسي على صوت ناعم ماهو على موظفينكم الأفاضل !! وغير كذا ودِّي أجرب التهديد .. أقصد أهددكم
سلطان ويعلم مايريد إيصاله عبدالعزيز : وإحنا مانتهدد
عبدالعزيز : أجل ماراح ألقى أحسن منك يخطب لي !! وش رايك ؟
سلطان بحدة : عبدالعزيز فكّر بعقل !
عبدالعزيز : لما فكرت بعقل خسرت نفسي و ماأبغى أخسرها مرة ثانية
سلطان : هالمرة ماراح تخسرها
عبدالعزيز : آخذ كلامك وعد أنتظر موعد إخلافه ولا آخذه من البداية كذب
سلطان : لو انك بصحتك كان علمتك كيف كلامي كذب
عبدالعزيز : آها من البداية بتشتغل تهديد فيني ! لا طال عُمرك انا إنسان ماينفع معي هالأسلوب و شغل معكم ماراح أشتغل ! وعاد على حسب تقبلكم بالرأي راح يكون للجوهي موقف * يقصد تهديدهم بإخبار الجوهي *
سلطان : لو فيك ذرة رجولة ماتركت شغل أنت بديته وماأنهيته ! لو فيك ذرة رجولة ماتهدد تعلمّ الجوهي ..
عبدالعزيز بصمت لثواني وأردف : إيه بتفكير أمثالك أنا ماني رجال بس يكفي أني رجّال بعين نفسي
سلطان يحاول يمسك نفسه لا يرتكب جريمة به
بو سعود : بو بدر لا تشحن الأجواء أكثر , عبدالعزيز أخذ كلامنا جد بدون سخرية !
عبدالعزيز مازل يسخر : إيه آمرني طال عُمرك
بو سعود : طيب لو تعرف أنه الجوهي مهدد أبوك بالقتل !! وش بتسوي ؟
عبدالعزيز ضحك من الوجع : والله خبر جديد !!
بو سعود : طيب ماودّك ترد شوي من كرامة أبوك ولا دمه رخيص عندك ؟
عبدالعزيز : لآ تحاول تزايد في كرامة أبوي !! أنا أنقرفت من هالعيشة وماراح أرجع لها
بو سعود : طيب أخذ راحتك شهر شهرين اللي تبي بس ترجع وتكمّل اللي بديته
عبدالعزيز : قصدتك اللي أنتم بديتوه !! وكذبتوا علي فيه
سلطان : إذا تتكلم عن الملف اللي شفته ! أنت فاهم غلط أولا عقب إهتمامنا فيك تتوقع ممكن نغدر هذي كانت خطة من سنتين وكتبها واحد وتقاعد الحين وهي بس أشياء مسجلة ماعُمل فيها !! ومستحيل نوكّل أحد مهمة وإحنا مو واثقين فيه
عبدالعزيز : كذبتوا ! أرسلتوني عشان تشككونه فيني !!
سلطان : ماكذبنا ! كنا خايفيين عليك وأرسلنا واحد يراقبك
عبدالعزيز : يراقبني ولا يجلس جاسوس مع الجوهي ! وطبعا لأنه هو أكثر خبرة ماراح ينكشف !! بس من بيكون بالصورة ؟ أنا ؟ مين ناوي تذبح يالجوهي ؟ أنا , مين اللي غدر ؟ أنا .. وأنتم صفحتكم بيضا مع جاسوسكم اللي حاطينه وراسلينه وأنا ديكور !! يكفي كذب كل قصصكم سيناريو قديم مبتذل مايطلع الا من ناس زيّه
سلطان : شف أنا ساكت للحين على كلامك عشان أبوك الله يرحمه ومعزته عندي بس لاتتطاول أكثر عشان ماأرجعك لغيبوبتك
عبدالعزيز بحدة : عاد أنا إنسان بايع عمري وأبي أرجع لغيبوبي !! وماني عبد عندك عشان تهددني كل شوي ! ترى حاجتك عندي ماهو أنا اللي أحتاجك , ولا تحسبني برتجفْ من إسمك ولا عايلتك ! لآ أصحى ماهو أنا !! لأن الرجال اللي في نظرك هو اللي يهابونك ويخافون منك !! وقلت لك من شوي أنا ماني الرجّال اللي تبيه !!! وأنتبه تغلط علي بكلمة .. أنتبه يا سلطان بن بدر !!
سلطان يصفق له : برافو عطيتني درس بشيم الرجَال صراحةً
عبدالعزيز أبتسم ببرود : إيه طبيعي الطالب يصفق * كان قاصد الإهانة له *
بو سعود بعصبية : عبدالعزيز !!! سوّ اللي تبيه بس لاتتجاوز إحترامك معنا
عبدالعزيز أسند ظهره على الكنبة : طيب أختصروا حكيكم وش تبون ؟ رجعة ماني راجع من الأخير أقولها
بو سعود : بترجع إن شاء الله وأنت راضي
عبدالعزيز : أنتم حتى بالكلام ماتقدرون تجاوبوني
سلطان بنبرة هادئة : أسأل وأنا بجاوبك
بو سعود ألتفت عليه بصدمة
عبدالعزيز يوجه حديثه لبو سعود : طبعا ماترضى ينقالي شي !!
سلطان : لاتطوّلها ! وش تبي تعرف !
عبدالعزيز تنهّد وهو يردف : وش علاقة أبوي بالجوهي ؟
سلطان : مسك ملفه وقدر يتجسس على هواتفه اللي من برَا وعرف بصفقات راح تتم لكن الجوهي كان يعرف بأمر التجسس على هاتفه فـ كان يتوّه أبوك بالكلامْ وتواريخ غلط عشان نجي لهالأماكن ونكتشف أنه مافيه لا الجوهي ولا غيره .. ولما طالت السالفة أبوك قال ما ينفع هالنظام مع الجوهي !! قلنا نفاوضه وطبعا صاحب الإقتراح أبوك ! واللي بيفاوضه بنفسه هو أبوك !! وفشل مقدر ... وأنتهت السالفة تقاعد أبوك والجوهي للحين مقدرنا نقبض عليه
عبدالعزيز بنبرة أكثر هدُوء : أول يوم تدريب قلت لي بالحرف الواحد , تلفت الشخص كثير يعني يكذب , وتشابك أصابعه يعني يكذب , و نظره لا كان على الطاولة ولا اي زفت عليها يعني يكذب .. إذا تبي تصدق أحد لازم عيونه وهو يحكي عليك و نبرته واثقة مايتأتأ كثير ..... البركة فيك علمتني صح !! حتى صرت أكشف كذبك
سلطان أبتسم : غلط , وهذي السالفة مافيه غيرها
عبدالعزيز : على أساس بو سعود مصدوم !! لو قلت الصدق كان بيّن بوجه بو سعود أنه متضايق ! كان بيّن علييك الحدة ! كانت عيونك عليّ .. أنت تكذب !!
سلطان : لا شكلك واضح أنك ماتعرفني زين !
عبدالعزيز : أكيد ماأعرف الكذابين زين
سلطان : طيّب أغلط على كيفك بحاول أقدر ظروفك النفسية

,

ملتحفة جيدًا بفراشها الذي يغطيها ولا يبيّن منها إلا بعض ملامحها الشاحبة من كثر بكائها , وعينيها المحمَّرة بالدمُوعْ , لا تعلم عن شيء ! حتى عبدالعزيز لم تُفكر هل فاق أم لأ ؟ مُجرد ذكريات تمرّ عليها .. أول مرة رأته ! أول شعور شعرت به إتجاهه ؟ حديث والدها ؟ عزاء والدتها ؟ كل شيء حزين ينبش بقلبها الآن , كل قوانين والدها ؟ كل شيء مرّت بِه بتمرّد وعصيانْ لوالدها كان سيء جدًا لأني فشلت بأمسح آثار هالعصيان ؟ يمكن عبير تتمرّد على هذه الحدود ولكن ذكية أكثر مني و لا تتُيح فرصة لأحد بأن يشّك بِها , حتى أسمي أخبرته للممرضة بغباء !! .. كل شيء يحزنها ! تخاف الله لأنها الآن تتمنى الموت !



,


مترددة خائفة , تنهّدت وهي تضغط على رقمه وتتصلْ
أتته أنفاسه التي تخبرها أن ردّ
عبير : مساء الخير
لا رد
عبير بلعت ريقها : أتصلت بوقت غلط ؟
أيضًا لا رد
عبير ألتزمت هي الأخرى الصمتْ
أتاها صوته الرجُولي : كان موجود صاحبي توّ
عبير : آسفة يعني .. شفتك أيام غايب فـ .... يعني
هو يكمل عنها : فأشتقت لك
صمتت , سكَنت تمامًا
هو : كنت برا الرياض
عبير وتغرق في تفاصيل صوتِه
هو : ما قلتِي لي رايك بالرسمة ؟
عبير : حلوة
هو : بس ؟
عبير : تجنن
هو ضحك وهامت هي الأخرى بضحكته
عبير : ممكن أعرف إسمك
هو : أكيد ممكنْ هو نقدر نردّك .. سمّيني نواف , فيصل , عبدالعزيز , اللي تبين وأنا مستعد اتعامل مع هويتي الجديدة
عبير بهمس : أبي أسمك اللي مسجّل في بطاقتك !
هو : مدرِيْ أحيانا يقولون لي خالد , وأحيانا نواف , وأحيانا رائد و أحيانا مدري مين أنا .. بس شيء واحد متأكد منه بين هالأسماء
عبير : اللي هو ؟
هو : حبيبك
عبير وقلبها يتراقص الآنْ , هذه الكلمة ألجمتها تماما , مات صوتِها لا يخرج منها نفَسْ
هو : طيّب أخليك الحينْ وأنتبهي على نفسك ........أغلقه
عبير مازال الجوال على إذنها تحاول تستوعبْ ! تشعر بإغماءة في كل حواسها
شيءٌ ما يجعلها تترنّمْ بالفرح , شيءٌ يُدعى : حُب


,

قاطعها فتحُ عائشة للباب
ألتفتت وشهقت من عمق قلبها , تصاعدت أنفاسها وهي تقف : وش جايبك ؟
تركي : أشتقت لك
سألتُ الطريق : لماذا تعبت ؟
فقال بحزن : من السائرين
أنين الحيارى ..ضجيج السكارى
زحام الدموع على الراحلين
وبين الحنايا بقايا أمان
وأشلاءُ حب وعمرٌ حزين
وفوق المضاجع عطر الغواني
وليلٌ يعربد في الجائعين
وطفلٌ تغرب بين الليالي
وضاع غريباً مع الضائعين
وشيخٌ جفاهُ زمانٌ عقيم
تهاوت علي رمال السنين
وليلٌ تمزقنا راحتاهُ
كأنا خلقنا لكي نستكين
وزهرٌ ترنح فوق الروابي
ومات حزيناً على العاشقين
فمن ذا سيرحمُ دمع الطريق
وقد صار وحلاً من السائرين
همستُ إلى الدرب : صبراً جميلاً
فقال : يئستُ من الصابرين !

————————
* فاروق جويدة

أفنان : يبه بليز يعني عرض مايتفوّت
أبو ريان : مستحيل أوافق على شي زي كذا !!
أفنان : يبه دورة وشهادة معتمدة يعني شيء جميل راح يصير لي !
بو ريان : وأنا وش يطمّني ؟
أم ريان : صادق أبوك , هذا اللي بقى تسافرين بروحك !!
أفنان : يبه الله يخليك كلها 3 شهُور
أم ريان : لا تضحك عليك بالحكي وش يوديها باريس وهناك عاد يكرهون المسلمات والله ليعذبونها ولا تدري عن بنتك
أفنان : يمه أنتِي معي ولا معه
أم ريان : مافيه سفر بروحك , تزوجي وروحي هجِّي مع زوجك
أفنان بقهر : هو يخليه يجي وماراح تشوفين وجهي سنة كاملة
أبو ريان بضحك : لا والله ؟
أفنان : يبه يعني هذي أول خطوة لي ماينفع أرفضها
أبو ريان بصمت
أفنان : وبعدين بيكون السكَن مُراقب وكله أمن ومستحيل يصير شي يعني في رقابة علينا من الجهة المسؤولة وكل شيء !! بليز يبه
أبو ريان : وكيف السكن ؟
أفنان : كل واحد غرفته ماله دخل بالثاني ؟
أبو ريان : معاكم شباب
أفنان : طبيعي يبه بس أصلا نصهم رافضين يعني بس يمكن كم واحد , الأغلبية بنات
أبو ريان : يعني
أم ريان : كنك بتوافق ؟
أفنان : يمه لاتخربين عليه هذا هو قلبه يقوله وافق بس أنتي واقفة له
أبو ريان : ههههههههههههههههههههههههههههههههه طيب ياأفنان
أفنان صرخت بفرح وقبّلت رأسه : إيه كذا أنت أطلق أبو
أم ريان : من جدك بتخليها بروحها والله لو يدري ريّان ليعلقها
أبو ريان بحدة : أنا أبوها ولا ريّان

,

ريّان هو الآخر في غرفته لا شيء مهم يُشغل باله , كل شيء يسير بعكس أهوائه , الملكة الرمادية التي حصلت , مجرد موافقة منها ومنه لم يشعر بمعنى أن أرتبط , لم يراها ولم يتشوّق بأن يراها .. رُبما تكون مثل ماقالت عنها والدتِي لكن قلبِي لا يُريدها , طبيعي يكره منى , يكره الجوهرة .. ورُبما قريبًا سيكره أفنان !
طرق عليه الباب ودخل : مساء الخير
ريّان : مساء النور
تُركِي : شفتك مارحت الدوام قلت أطل عليك
ريّان : مافيه شي مهم اليوم قلت أسحب
تُركي : آها
ريان أنتبه للبسه : وين رايح ؟
تُركي : ماشي الرياض مع صديقي
ريّان بإستغراب : وش عندكم ؟
تُركي : هو عنده شغل وأنا طفشت قلت أجلس هالويك إند هناك
ريّان : توصل بالسلامة


,

كـ المجنونة تنتبه لأدق الأشياء حتى النملة إن مرّت ,
عائشة : مدام يبي شيء
الجوهرة : لأ , بتنامين ؟
عائشة وكأن فُتحِ لها بابا من الجنة : ماما انا وين ينام هذا فلبيني بس قرقر قرقر أنا واجد تعبان والله
الجوهرة أكتفت بنصف إبتسامة
عائشة : أنتي ليه فيه كرَايْ ؟
الجوهرة : حتى إنتِي حسيتي فيني
عائشة : أنتي صاير متل سوئاد
الجوهرة : أجلسي أحكي لي عن سعاد
عائشة : شنو يقول ؟
الجوهرة وخطرت في بالها فكرة : خلاص عايشة نامي ماأبي أسهرّك
عائشة : لا عادي ماما أنا اصلا مافي ينام بدري
الجوهرة وتريد أن تتخلص منها : لا أنا أصلا بصعد فوق
عائشة : زين مدام يسبح على خير
الجوهرة : وإنتِ من اهل الخير ... أنتظرتها حتى غابت تمامًا و صعدت للدور الثالثْ
شعرتْ برغبة أن تدخل هذه الغرفة , إن عاد ورآني ؟ منظري سيكُون بشع !
آمممممممم .. انقادت خلف رغبتها وفتحت الباب .. بخطوات مرتبكة تجُول في الغرفة , أنتبهت لصورة مُعلّقَه , في حضنه أنثى تجهلها تمامًا , لا تعلم أي شعور أجتاحها الآن لكن يبدُو الغيرة .. حتى لو أكرهه سأغار عليه , هي لا تستطيع أن تحبّه بسبب خطيئة تُركي و هذه في حُضنه
أبعدت أنظارها عنها وهي تنظر للسرير المُرتب بعناية , للكتب المصفوفة على الطاولة , تنهّدت وهي تقترب لترى عناوين الكُتبْ
, رومانسية !!!!!!!!!!! سلطان من المستحيل أن يهتمْ في هذا النوع من الكُتب ! يبدُو الجميلة التي في أحضانه , رفعت أنظارها مرةٍ أخرى للصورة ؟ جميلة جدًا و فاتِنة بشدة.

فتَح باب القصر غاضب من عبدالعزيزْ بشِدة , تلفت يُمنةً و يُسرى , يبدُو أنها نائِمة , رمى المفاتيح على الطاوِلة وصعد للدور الثانِي .. دخل جناحهم ولم يراها , نادها بنبرة مُتعبة هادئة : الجوهرة .. لا مُجيب .... طرق باب الحمام .. فتحه ولم يرى أحدًا
رفع حاجبه بإستغراب , تنهّد وهو يخررج ويصعد للدور الثالث من الممكن تقرأ كتابًا الآن

أقتربت من الصورة مرة أخرى و بـ ودِّها لو تمزقها و تحرقها تمامًا .. كيف له أن يعلق صورتها في بيت أصبح الآن بيتها !
لا يحترمها تمامًا .. لو يحترمها كان لا بد أن ينسى هذه الـ سعاد .. لا قيمة لدَي في أي مكانٍ أحضُر .. لأن تُركي نحَر هذه القيمة بأصابعه النتِنة ..... يبدُو أنه مابينهم عظيمْ , وحبٌ عظيم جدًا , أشتعلتْ في داخلها , لا يُريد أحد أن يدخل لأنه يُقدِّس هذه الغرفة ومن قبلها صاحبتها و يكذب علي بكلمات مُزيّفة يُريد فقط إشباع رغباته بِي .. أنا وبدُون أي أسفْ " أكرهك " ياسلطان

ألتفتت لتشهقْ برعبْ من وقوفه
سلطان : وش تسوين هنا ؟
الجوهرة أرتبكت , لا تعلم بأي كلمةٍ ترُدْ
سلطان بحدة : وش تسوين هنا
الجوهرة علمت انه غاضب ومزاجه بالحضيض : كنت .. آآآآ .. بس يعني كنت ... لما شفتها ماهي مقفلة دخلت
سلطان : أنا قلت لك ماأبغى أحد يدخلها
الجوهرة ألتزمت الصمتْ
سلطان : ماأظن فيها شي ممكن يفيدك
الجوهرة وأشتعلتْ وجنتيها بالحُمرة إحراجًا
سلطان : طيب يالله أشوف أطلعي
الجوهرة وتشعر بالإهانة , أخفضت رأسها وهي تنسحب من الغرفة , أختنقت بالعبرة لكن تماسكت حتى لا تبكِي .. نزلت ومن خلفها سلطان
دخلت الغرفة وهي تنزع ربطَة شعرها
سلطان : كيف علاقتك مع عايشة ؟
الجوهرة لا بُد دون جُهد سيعرف أنها هي من أخبرته : عادي
سلطان : أشرحي لي كيف عادي !
الجوهرة : زيها زي الخدم الباقيين
سلطان بنظرة ذات معنى تعلمها الجُوهرة تماما : آهاا
الجوهرة : مو على بعضك ؟
سلطان : مشاكل في الشغل
الجوهرة وتهرب من غضبه كما قال لها : الله يكون بعونكم


,


في الصبَاح الباكِرْ *

دخل غرفتها بهدُوء , ساكِنة جدًا رُبما إلى الآن نائِمة
تقدم بخطواتِه إليها وألتفتت عليه وواضح عليها آثار السهَرْ
تصلبت في مكانها , شتت نظراتها بعيدًا عن والدَها
بو سعود عقد حاجبيه بإنزعاج من ماحصَل , لحظات صمت بينهم أردفها : نبدأ صفحة جديدة ؟
رتيل بوضعِ الجمُود , قليلا وذاب هذا الثلجْ لتبكِي كـ طفلة , لم يراها تبكِي هكذا مُطلقًا
توجهت بخطواتها سريعًا له لتتشبّث بِه وهي تُعانقه وبصوت مختنق وهي تكتمه في صدر والدها : آسفة والله آسفة
بو سعود يضمّها أكثر ويمسح على شعرها : تضايقتْ كثير مو عشاني ولا عشان منظري قدام الموظفين لكن تضايقت عشاني بضطَّر أكون قاسي وكثير عليك
رتيل تبتعد عن حضنه وهي تخفض نظرها : والله ماأفكّر أني أنزّل راسك ولا أنك تشك بتربيتك فيني , أنا بس .... بس بغيت أتطمن والله بس كذا
بو سعود : أنتهى هالموضوع عندِي أصلاً !!
رتيل رفعت رأسها : آسفة
بو سعود يقبّلها : وإعتذارك مقبولْ
رتيل قبّلت جبينه وكفَّه : ماراح أزعلك مني مرة ثانية
لا يستطيع أن يكُون قاسيًا أبدًا , حديث عبير جعله يغفر لها حتى وإن عظمت خطيئتها تبقى أبنته وحبيبته والحياة دُونها مالِحة لا تُستساغْ.

,

عينيها على السقفْ تُفكر بأشياء كثيرة أهمُها : ريّان , صحت مُبكرًا ولم تشأ ان تنزل للأسفل , منّت نفسها بحفل زفافٍ أجمل وأبهى من ملكتِها الرمادية الشاحِبة التي أستغرقت ساعة حتى يقول لها " أنتِ زوجة لـ ريان آل متعب "
طلت برأسها : صاحية ؟
ريم ألتفتت للباب : إيه
هيفاء جلست على السرير : عشان الملكة ؟
ريم : لأ بس أفكّر .. ماأفكر ليه صارت كذا ؟ الظروف تحكم
هيفاء أبتسمت إبتسامة شاحبة : راحوا لأهل القتيل
ريم أستعدلت بجلستها : وش قالوا ؟
هيفاء عضت شفايفها حتى لا تبكِي
ريم : وش قالوا لا تخوفيني !!!
هيفاء : رفضوا
ريم تجمّدت في مكانها ودمعها ينزل : تمزحين ؟ ليه طيب ؟
هيفاء : ماعندهم أحد , هي وأمها
ريم : هي ؟ مين ؟
هيفاء : أم القتيل قالت ليوسف مانبي شي منكم
ريم : ليه طيب ماقالها أنه عنده زوجة وولد بالطريق , ليه ماتخاف ربها
هيفاء : ريم مو كذا !! عرضت بنتها على يوسف قالت يتزوجها ولدك اللي ذبح ولدي وماعاد نبي نعرفكم ولا يشرفنا , ماتبي بنتها تخيلي أنتِي بترميها علينا !! تبي تقهرنا .. كيف لو تدري نجلاء بتموت أنا أحس بموت الحين من القهر
ريم قامت ونزلت للأسفل لتُحادث يوسف وتفهم منه

يوسف : يبه ماهو وقت طنازة
بو منصور : هذا اللي ناقصنا بعد بنت من الشارع نزوّجها ولدنا ولا بعد مين معروضة علينا وش ذا الرخص اللي عايشيين فيها !!
يوسف بغضب : لا حول ولا قوة الا بالله !! حس يايبه ماهو وقت نقول من الشارع ولا من ***** !! منصور بالسجن وكل يوم يجلس بالسجن أنا ماأنام ماني مرتاح !! وهالمحامي يقول الأدلة اللي جابوها ربعه ماتفيد !! لأنهم تأخروا
أبو منصور : وأنا تحسب تغمّض لي عين وهو مرمي بالسجن
يوسف تنهّد : يتزوجها يبه
أم منصور ببكاء : عزّي لحالك يانجلاا
يوسف : يمه مافيه حل غير هذا ! بتبقى قضية وحدة عليه
أم منصور : حسبي الله ونعم الوكيل
ريم وقفت عند الباب وهي تراهم .. تأكدت أن حديث هيفاء صادق
يوسف : أنا رايح .. وخرجْ


,


مُنحني وهو يغطي وجهه بكفوفه مُتعب جدًا ورجع بِه حاله الذي يحتاج به الى البكاء والدمع يعصيه , ساعات الصباح الأولى تفيضُ بِه حنينًا و حزنًا
محتاج جدًا , محتاج لأيّ حضنُ يبكِي عليه , محتاج لدموعه ملاذًا .. وطنًا
محتاج وكيف لا يحتاج ؟
هديل يالله ياشُوقي لك , يالله لا إعتراض أمام أقدارِك ولكن يارب لا تجعل آخر لقاءنا بدُنياك , اللهم الجنة .. اللهم الجنة , بصوت مبكِي : الجنة يالله
رفع عينه على التلفاز المُطفىء , جنَّ بهم .. وبنفسه يُردد " ماجنيت بعد .. ماأنهبلت .. يالله صبّرني والله ماعاد بي حيل .... يالله كل ماقلت هانت وملتقانا الجنة أطيح .. أطيح من أعلى طوابق حُبهم .. حُبهم ينهب مني الراحة .. يالله ماعاد عبدك الفقير قادِر على هالحياة .. يالله الحياة كئيبة مُوحشة بدُون أهلي .. لكن أنت ربي و أنت الأهل و الصاحبْ .. أنت يالله فـ كُن معي و صبّرني كما تصبِّر عبادك الصالحين .. اللهم عاملني بما أنت أهلٌ له ليس بما أنا أهلٌ له "
آآآآه ياغادة كل ماشفت ناصر أحس أتقطع لعيُونك .. ليتني رحت معاهم ليتني ماأهتميت للشغل وسحبت على الدوام ورحت لهم .. على الأقل آخر دقايق عُمرهم تكون معاي .. تكون معااي أنا ... أنااا ...... يكونون جمبي ... أشوفهم أحياء ... ماأشهد موتهم .. ماأشهده يالله ................. يبه ليتني بأحضانك الحينْ .. ليتني .. كل هالشغل ماجاب لك الا المتاعب لين خذاكم منِّي كلكمْ .. هالشغل اللي كنت تفتخر فيه خذاك وخذا أمي وخذا غادة و هديل .. خذاهم يابعد عين ولدك وروحه ....... وأنا ؟ وش أسوي ؟ أحد يقولي وش أسوي ؟ ليه صحيت من الغيبوبة ليتني ميّت هناك .. ماعاد أتحمّل هالقذارة اللي أنا فيها .. تعبت أمثّل القوة وأنا أضعف أكثر في كل مرة .... الشوق وصل بي حد الهذيان !!
بو سعود جلس بجانبه : كيفك اليوم ؟
عبدالعزيز : أنت وش شايف ؟
بو سعود : سيء
عبدالعزيز : بالضبط دام أنا هنا أكيد سيء
بو سعود : وش رايك تروح مع ناصر يومين للشرقية أو جدة ترتاح من هالجو ؟
عبدالعزيز أبتسم بسخرية : وكأني محتاج دعوتك ! أنا رايح معاه بس مو للشرقية ولا جدة , رايح لألمانيا
بو سعود أنقبض قلبه , ألمانيا ؟ وليه ألمانيا بالذات : ألمانيا ؟!!
عبدالعزيز : لأن فيه نوعية محترمة منكم موجودة هناك
بو سعود أبتسم : أصحاب أبوك
عبدالعزيز : عليك نور أنت كذا تفهمني
بوسعود : بس أقدر أقولك أنهم ماراح يساعدونك بشيء
عبدالعزيز : لا تحسب أنهم زيّك !! لا مستحيل
بو سعود : وأنا ماساعدتك بشيء ؟
عبدالعزيز : لا وش دعوى ماأنسى جمايلك عليه أولّها أنك نحرت كل ذكرى حلوة في بالي عنك من سواليف أبوي .. طلعت عكس كلام أبوي تمامًا
بو سعود : يمكن أنت اللي مافهمتني
عبدالعزيز بجفاء : ويمكن أنا اللي ماودِّي أفهمك
بو سعود : أنا رايح للشغل , تبي شيء ؟
عبدالعزيز : ردّ كرامتي
بو سعود : عفوًا ؟
عبدالعزيز : ردّها ماهو عشاني ! عشان أبوي
بو سعود : عمرها كرامتك ماأنجرحتْ والله ياعبدالعزيز وأنا رجّال كبير وماأحلف كذب والله إن كل أفكارك عننا غلط .. فكّر كويِّس إحنا مارضينا أحد يمسّ شعرة منك كيف أحنا نسمح لروحنا نجرحك ولا نخدعك ؟
عبدالعزيز وبعينيه أحاديثْ
بو سعود بادله بمثل النظرات وأردفها بنصف إبتسامة وخرجْ ليتوجه للبيتْ مرة أخرى
كانت رتيل تُفرغ الرصاص كما علّمها والدها
بو سعود : رتيل
رتيل ألتفتت
بو سعود ويعلم أنها لاتدري بوجود عبدالعزيز ولا يريد أن يخبرها : تدربي بالجهة الثانية عشان مانزعج الجيران
رتيل : إذا ماهو مهم خلاص بلاها
بو سعود : لآ أنا أبيك أنتي وعبير تتدربون كويّس وتتعلمون كيف تدافعون عن نفسكم
رتيل أبتسمت : طيب زي ماتحبْ
بو سعود : بس تصحى عبير راح تجي وتتدرب معاك , يالله أنا رايح الشغل وأنتبهي كويّس ..
رتيل : إن شاء الله

,

ولِيد وبأصابعه يطقطق على مكتبه وكأنه على بيانُو , أطلق " آآآه " مُوجعة وتفكيره لا يغيّم عليه سوى رؤى
دخل عليه أحدهُمْ , : أهلين يا سلَامْ
سلَام : كِيفكْ ؟
وليد : بخير أنتِ كيفك ؟
سلام : منيحة نُشكر الله
وليد : تفضلي ليه واقفة
سلام جلست : بصراحة إجِيتْ من زيلمسي وئلت بمُّر عليك
وليد أبتسم : كيف الشغل معك ؟
سلام : لأ كل شِي ماشي متل مابدِّي , شو ؟ بَك شِي ؟
وليد لثواني صمت ثم أردف : ولا شيء
سَلام : إييه عيونك بتئول غير هيك ؟
وليد : وش تقولك عيني ؟
سلام بضحكة : شِي هيك بنتْ خاطفتُوه لآلبك *لقلبك*
ولِيد هز رأسه بالنفي وأردف : بطلي تطالعين بعيوني أكثر بعد !!
سلام : هههههههههههههههههههه مين ؟
وليد : راحت خلاص
سلام : مريضة عندك ؟
وليد : شفتيها من قبل
سلام : لألأ لا تئولي رؤى ؟
وليد بصمتْ
سلام : بتجنن هالبنت , طيب شو صار الحين ؟
وليد : راحوا باريس
سلام : أيه ماتروح لها ؟
وليد : ماينفع
سلام : بدّك تنسى كرامة هالشرئيين *الشرقيين* وتحطها ع جمب وتروح لها .. وليد إزا بتحبّها بدّك تُعمل كل شِي مشانها !!

,

تبكِي بألم , بحزن , بضيق : ليه يمه ؟ لهدرجة رخيصة عندك !!
والدتها : مو تقولين تبين الخير هذا هو جاتس
مُهرة : يمه مو كذا ! أنا ماأبيه أصلا متزوّج ترضين أكون الثانية على مرته ولا بعد بالغصيبة !!
والدتها : وش يهمني أنا المهم تأمنين مستقبلتس وأنا بروح لحايل عند أخوي
مُهرة : لو فهد عايش مارضى يرمي أخته كذا
والدتها : لاتكثرين الحتسي عليّ ! خلهم ذا التسلاب يجون يخطبونتس
مُهرة : وبيطلقني يمه
والدتها : ياسعد عينتس خلهم يعطونا من الدراهم اللي عندهم وتعالي لي حايل
مُهرة : أخوي ماجفّ قبره وأنتي تبين تزوجيني اياه !! قلت لك خليهم ينفذون القصاص عليه !! خل نحرق قلوبهم زي ماأحرقوا قلوبنا
والدتها : وإذا نفذوا القصاص وش نستفيد إحنا ؟ لا ذي دنيا ويبي لها قريشات
مهرة : أتركي الفلوس على جمب وش دخلنِي بها ؟ ماهي مرجّعة لي أخوي
والدتها : ولا القصاص بيرجّعه لتس ! خلينا نستفيد بس
مهرة : ذا زواج أنا ماأعرف أتزوج واحد مايحبني ولا أنا أطيقه وفوق هذا عنده مرَة
والدتها : مو تقولين نقهرهم هذا إحنا بنزوّجتس ذا التسلب وبنقهره وبنقهر مرته عليه .. أصبري بس بعد شوي يجونتس يترجونتس يبون العفو !! يحسبون بفلوسهم يذبحون على كيفهم من خلق الله

,

في العملْ ,

سلطان وتفكيره منحصر حول عبدالعزيزْ , كيف يتم إقناعه للعودة مجددًا
- بعد ساعتينْ -
مقرن وسمع الموضوع كله من سلطان : يومين ويهدأ
سلطان كان سيتحدثْ ولكن دخُل متعبْ : طال عُمرك الجوهي يتحدثْ بخططه مع عبدالعزيز .. تفضَّل
سلطان خرج من مكتبه و من خلفه مقرنْ ودخلُوا لغرفة المراقبة

الجُوهي : طيّب إحنا كل معاملاتنا من باريس ! ننتظر صالح النايفْ يرد علينا وبعدها نطير لباريس بأسرع وقتْ
أحدهم : و كلمت محمد ؟
الجوهي : كل شي تمام ننتظر صالح
أحدهم : طيب كم بنجلس في باريس ؟ تعرف عندنا أشياء هنا بعد محتاجة متابعة
الجُوهي : على حسب شهر شهرين ثلاث , الله أعلم.

سلطان : قبل كم يوم يخططون على جدة فجأة باريس !! شكلهم دارين بأمر المراقبة وقاعدين يموّهون
مقرن : طبيعي باريس , إذا عميلهم وشريكهم هناك !! مستحيل شاكين بأمر المراقبة
سلطان : يالله عاد شف عبدالعزيز متى يقتنع حضرته
مقرن : طوِّل بالك عليه
سلطان : أنت شايف الموضوع بعينك مايتحمل التأجيل وهو جالس يتدلع علينا
مقرن : بو بدر وش فيك معصب بعد ؟
سلطان : لأن هالحال مو عاجبني !! واحد مايسوى محنا قادرين نقبض عليه , وتحت رحمة مين ؟ رحمة حضرته عبدالعزيز
طاقم المراقبة أنسحبوا من الغرفة أمام غضب سلطان
مقرن لا يُريد أن يتحدث ويُغضب سلطان أكثر , فألتزم الصمتْ
سلطان : بشوف كيف يتهنى وهو ساحب علينا كذا ؟
مقرن يؤشر لبو سعود أن يأتي غرفة المراقبة من خلف الزجاج
دخل بو سعود : السلام عليكم
: وعليكم السلامْ
سلطان : وش سويت معاه ؟
بو سعود : إلى الآن رافض ويبي يسافر ألمانيا
سلطان وثار غضبه : نعم !! خير يروح ألمانيا ؟ فيه حمار قاعد يعلمه بموضوع غادة
مقرن : يمكن مجرد صدفة ؟ مين بيعلمه يعني وإحنا الثلاث بس اللي نعرف
سلطان : هي راحت باريس صح ؟
مقرن : إيه وسعد للحين وراها
سلطان : بكلا الحالتين هو بيروح باريس !! هذي أمها شوفوا لها صرفة جيبوا لها شغل برا باريس وميونخ ولندن بعد !!! جيبوها الخليج .. صح الخليج ؟ دبي تناسبهم كثير
مقرن : مانقدر يابو بدر , نسحبها بعد
سلطان : أجل تطلع بوجهه بكرا وعاد هو بروحه يدوّر الغلطة علينا عشان يكذّبنا ويلقاها حجة
بو سعود : ممكن تفكّر برحمة أنه إنسان على الأقل
سلطان بحدة : وأنا أفكر أنه حيوان ؟
بو سعود : أنت منت ملاحظ نفسك !! مايصير هالحكي ؟ ماعلينا من أهله طلّعنا برا أهله يا سلطان
سلطان : الحين كل هذا ماهو عشانه ! مو عشان نحميه ! إحنا مانبي نضرّه لاتكلمني كأني عدوّه
بو سعود بحدة : لأن هاللي قاعد يصير مو عاجبني !! كأننا نتاجر بقلب عبدالعزيز
سلطان بغضب : والله لو أني يهودي عشان أتاجر به ؟ لأ شكل مخّك مغسول اليوم
بو سعود وقف وبعصبية : والله أنت اللي منت قادر تتحكم بأعصابك !! كم سنة صار لك هنا ؟ ماعرفت تروّض هالمزاجية اللي أنت فيها !! ماراح أرضى ولا راح أسمح لك تجرح عبدالعزيز بأي شكل من الأشكال
سلطان وقف وعيون الموظفين من خلف الزجاج تنظر إليهم رُغم أنه الزجاج عازل ولا يمكن لهم السماع ولكن تعابير ملامحهم كافية , وبنبرة هادئة : ليه تحكي معي كذا ؟
بو سعود : لأن اللي يصير غلط !! نقدَر نجيب راس الجوهي بدون لا نتعرض لأهله
سلطان : آها يعني نخليه يتحكم فينا هذا اللي تبي توصله
بو سعود : أنا ماراح أتناقش معك وأنت بهالحالة !! .. وخرج تاركه
سلطان واقف بمكانه لثواني طويله يحاول يستوعبْ مايحدثْ !!
خرج بخطوات غاضبه وكل من يراه يهابه فـ كيف وهو غاضبْ الآن ؟
و يشتركون جميعهم بصفة , يفرغون غضبهم بالرمِيْ ؟ بأن يشقُون حالِهمْ , أخذ سلاحه وراح لساحة التدريبْ


,


ريّان : نعم ياروح أمك ؟
أفنان : أبوي موافق
ريان : أقول أنثبري مكانك بس !! هذا اللي ناقص بعد
أفنان : وش دخلك ؟ أبوي موافق
أم ريان : أنا قايلة هالسفرة مالها داعي
ريان : مافيه روحة !! تحلمين
دخل والدهم : وأنا كل مرة أدخل لازم ألقاكم تتهاوشون
أفنان : يبه شوفه يقول مافيه سفر ؟
بو ريان : الموضوع منتهي وأنا وافقت
ريان : يعني تكسر كلمتي ؟
بو ريان : المفروض أنت اللي ماتكسر كلمتي
ريان : يبه كيف تروح بدون محرم ؟ تبي لها الخراب
بو ريان : ماهي بروحها
ريان : ولو ؟ غريبيين عنها كيف تخليها
بو ريان : كلها كم شهر وترجع مهي جالسة العمر كله
ريان يتحلطم وهو خارج : والله هالعالم أنهبلوا


,

جالسة أمام التلفازْ – برنامج قلبي معك لـ محمد العريفي –
سرحَت بمشاكلها وهي تسمع لمُتصلة تبكِي وتقُول : أنا يا شيخْ لم أتطلق من زوجي لكن لا أعلم أين هو ؟ والآن أنا مثل ماأنت عارف ياشيخ هالدنيا بدهاش أحد يكون بجمبك وعرض علي شخص تقي الزواج ؟ ماأعرف أنا مقدر أتزوج وأنا إلى الآن بذمة شخص ماأعرف هو ميّت ولا حيّ ولا مطلقني
قاطعها فتح عائشة للباب
ألتفتت وشهقت من عمق قلبها , تصاعدت أنفاسها وهي تقف : وش جايبك ؟
تركي : أشتقت لك
الجوهرة : أطلع برااا
تُركي ويقترب
الجوهرة : لا تقرّب !! قلت لك لا تقرّب والله لاأتصل على سلطان
تركي : وش تقولين له ؟ ترى الذنب كله عليك مو أنا
الجوهرة بصمتْ
تُركي : أنتي اللي خليتيني أسوي كذا ماهو أنا
الجوهرة بإرتجافة : كذااب
تُركي : مين اللي كان يضحك وياي آخر الليل ؟ ويسولف لي عن أتفه الأشياء اللي تصير معاه بالمدرسة ؟ أنتِ ؟ أنتِ اللي تحبيني ماهو بس أنا ؟ أنتِ اللي كنتي تبين هالشي !!
الجوهرة تبكِي : كذاااب
تُركي : ومسوية عفيفة وحافظة للقرآن !! ترى كل شي من راسك ؟ أثبتي أني ******
الجُوهرة وتشعُر بأن رُوحها تخرج وهي تردد وصوتها يختنق : كذااب ! كذااااب
تركي : أنا بكمّل حياتي بس أنتِ ؟ إلا صح وشلونك مع سلطان بالـ**** ( كلمة عادية لكن إحترامًا للقارئي يقصد بِها حقه الشرعي )؟
الجوهرة تغلق أذنيها بكفوفها : أسكككت !! حقيييييييييييير
تركي : مادخل عليك توّ صح ؟ والله صبور يشوف هالملاك وما يلمسه
الجوهرة وتبكي بإنهيار : أطلللللللللللللللللللللللللللللللللللللع
تُركي : أنا كل تفكيرك ؟ أنتي لو بين أحضانه بتتذكريني .. أنا روحك يالجوهرة رضيتي ولا مارضيتي !
الجوهرة تسقط على ركبتيها وهي تلملم بقايا عفّتها
تُركي : ماعندك شهود ؟ ماعندك أثبات على أي شي ؟ شيء واحد راح يعرفه سلطان " أنّك بجهة و الشرف بجهة ثانية "
الجوهرة وتغص بشهقاتها : أسكككت خلاااص
تُركي ويجلس على الأرض بقربها وهو الذي يضعف كل مرة أمامها : خلاص أشششششش أنا أحبك , أتركي هالسلطان ماراح يساعدك هو أول من بيشك فيك !! ماراح يصدقك صدقيني .. أتركيه وتعالي معاي أنا بس اللي بصدقك ! أنا بس ياقلبي .. وسحبها لحضنه
الجوهرة وتبكي على صدره وهي غائبة عن الوعي فعليًا بأنها بحضنْ تُركي
أستوعبت متأخرًا وهي تهِّم بالوقوف : أطلع برااا أطلللللللللع من حياتيِ
تركي وهو على الأرض ورافع نظره للأعلى : أنتي بإيدك تطلعيني من حياتك بس أنا شاغل قلبك وعقلك و كلِّك
وصوت العريفي يقول الآن : أستعيني بالله ياأختي الكريمة و الله قال :( قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين )
بكتْ الجوهرة بشدة وهي تسمع لهذه الآياتْ
تُركي الغافل وجدًا وقف : اليوم حسيت روحي رجعت وأنا أشوفك .. وشدّها من ظهرها له رُغمًا عنه وقبّل خدها بعنفْ
الجوهرة تدفه ولكنها ضعيفة جدًا وهزيلة أمامه : الله يآخذك الله يآآآآآآآآآآآآخذك
بإنكسار رددتها : الله ينتقم لي منك
تركي خرج وتركها تبكِيْ كـ طفلة أُخذت لعبتها رُغمًا عنها !!


,


سمع صوت طلقات النارْ , توقعها رتيل ودُون أدنى شك سيتوقعها .. خرجْ وهو يسير وبه عرجٌ خفيفْ .. لم تكن بهذه الجهة المعتادة , رُبما أختها الأخرى .. لم يُفكر كثيرا وهو يذهب للجهة الأخرىَ.
لا يرى سوى ظهرها وشعرها , يبدُو متعبة وهي ترمِيْ , أنحنت عندما سقطت ربطة شعرها , رفعت بِه إلى الأعلى وهي تربطه لكي لا يُضايقها , أنحنت مرة أخرى للسلاحْ , وقفت قليلاً
عبدالعزيز مازالْ واقف بمكانه
رتيل شعرت بأحدٍ خلفها ألتفتت وتعوّذت من الشيطان فهو إلى الآن بالمستشفى
أبتسم أمام تعويذاتها وكأنها غير مُصدقة
غمضت عينيها لثواني طويلة وفتحتها بصدمة
عبدالعزيز : مافيه الحمدلله على السلامة ؟
رتيل مازالت مصدومة
عبدالعزيز تقدمّ قليلا لها وهو يدخل كفوفه بجيوبه : ياهلا بهيفاء
رتيل أبتسمت إلى أن بانت صفة أسنانها العليا : الحمدلله على السلامة
عبدالعزيز : الله يسلمكْ .. و يخليك
رتيل وتتلفت حتى لايراها أحد : كيفك الحين ؟
عبدالعزيز : بخير
رتيل : الحمدلله .. متى صحيت ؟
عبدالعزيز : الأسبوع اللي فاتْ
رتيل وحديث العين يُدار الآن , عبدالعزيز وبعينه حديثْ تحاول فهمه .. سمعني ؟ يفهمني ؟ عرف أني هيفاء الكاذبة !!
هو وما أخبر نفسه سوى " لو أننا في مكان غير هذا المكان "
رتيل تذكرت والدها , سارت لتذهب للقصِر
وقف أمامها , راحت يمينًا و توجه هو الآخر يمينًا
رتيل رفعت عينيها الممتلئة بالإستفهامات !!
عبدالعزيز : فيه شيء سمعته مدري أنا كنت أحلم ولا هيفاء كانت تقوله ؟
رتيل أبتسمت رُغمًا عنها : هيفاء اللي تقوله ماهو أنا
عبدالعزيز أبتسم هو الآخر : مايهم الإسم أهم شي القلب واحد
رتيل بهمس : مقدر أوقف معاك كذا .. ومشت يسارا ولكن وقف أمامها : سؤال آخير
رتيل وقلبها يخبرها أن عبير ستأتي بأي لحظة : بعدين ... ومشت ولكن كان يمشي بخطواته الى الخلف معها
رتيل وقفت : وش سؤالك ؟
عبدالعزيز بإبتسامة : ولا شيء
رتيل تشتت نظراتها عن عينيه : طيب أبعد
عبدالعزيز ويُزيح جانبًا
رتيل ضحكت وهي تسير
عبدالعزيز بصوت عالي كي تسمعه : على فكرة عجبني اللقب * يقصد كلمة زوجة *
رتيل وهي تسير ومعطته ظهرها , : هههههههههههههه .. ألتفتت
عبدالعزيز بإبتسامة واسعة ينظر إليها
رتيل أنتبهت لنفسها ووقوفها وألتفتت لتُكمل طريقها نحو القصر والإبتسامة لا تفارق محيّاها
رمت السلاح على الطاولة وصعدت للأعلى وتشعر بأسعد يوم في حياتها , رمت نفسها على السرير وهي تمدد ذراعيها براحة وضحكت بصخبْ , فـ سعادتها لا حد لها هذه اللحظة.


,
هم , ضيقة , شيء مُزعج يداهمه , شيء يتعلق بدولة .. يااه ياكبر همِّي وياكبر مسؤوليتي.
ماعادني داري وش الصح ولا الغلط ؟
كان يرمِي بتفريغ لغضبِه , لضيقه , لكرهه الذي يكبر أكثر وأكثر للجوهِي , كيف لعدوٍ مثله يسرح ويمرح في السعودية دُون مقدرة منه أن يقبض عليه ؟ كيف لهذه الأطراف التي تتعلق به قوية لهذه الدرجة ! كل ماقربنا نقبض عليه تِهنَا تِهنَا و غلطنا أكثر !
الجوهرة تداهم عقله في أوجِّ تفكيره بالشغل , يُفكِر بها , لا أنا اللي مرتاح بالشغل ولا أنا اللي لاقي راحتي بالبيت ؟ وإن كانت صادقة بموضوع وليد وش اللي يخليها تبكي ؟ وش اللي يخليها تحزن كِذا ؟ ما يشفع لك سوى حفظك للقرآن ولا زمان وأنا شاك بمليون شك فيك !! تنهّد بضِيق وهو يراقب من بعيد زيارة طلاب المتوّسِط , طلاب بهم من الحماس والقوة مايكفِيْ.
كان مفروض طفلٌ يحمل إسمه معهم الآن رُبما يصغرهم وربُما بعمرهم .... كان مفروض !
أبتسم للطلاب الذين يرونه وهم يعرفونه فقط من الصُحف و القنواتْ التلفزونية , فتح أول أزارير قميص عملِه علّ الضيق ينجلِي منه.
مثل ما حصَل بين بو سعود و بوعبدالعزيز يحصل معي الآن !!


 
,

أم رؤى : والله أشتقنا ياباريس
رؤى بطفش : يمه طفشت وأنا أمشي ومافيه مكان نروح له
أم رؤى : تبينا نرجع لشقتنا ؟
رؤى : إيه
أم رؤى : ليه الجو حلو خلينا نمشي .. هِنا مطعمْ recei أكله يجنن
رؤى : طيّبْ
دخلُوا المطعمْ
رؤى ورائحة الخُبز تخترقها , توقفت في مكانها
والدتها ألتفتت عليها
رؤى وشيءُ ينهش بعقلها وقلبها يعتصِرْ .. : خلينا نطلع
والدتها خرجتْ معها : فيك شيء
رؤى بكتْ دون أيّ أعراض مسبقة
والدتها : يمه وش فيك ؟
رؤى أرتمت على حضنها وهي تحفر أصابعها بكتف والدتها
والدتها بخوف : حبيبتي وش صاير ؟
رؤى ببكاء : أحس بروحي هنا أحس فاقدة شيء
والدتها بلعت ريقها : طيب يمه خلاص بنمشي من هنا لا تضايقيين عُمرك
رؤى أبتعدت عن حُضن والدتها : هنا وش فيه يمه ؟ قولي لي أي واحد من الغوالي كان هنا ؟ أبوي ولا أخوي ؟
والدتها ألتزمت الصمتْ وسارُوا مبتعدين
رؤى تواصل بُكائها وهي تجلس على إحدى الكراسي والصداع يلسع عقلها
والدتها : هذا إحنا طلعنا وش يبكيك الحين ؟
رؤى بوادِي آخر ,

جالِسْ والإبتسامة تزيّن ملامح وجهه المختفية من عينيها , يقتربْ ليقُبل خدها ويطيّل بتقبيلها ويهمس بحروفٍ لم تستطِع سماعها
ومن ثم ضحكاتٍ تتصاعَد و رجلٌ آخر يقول : وقدامي بعد !! نسيت نفسك ياروح أبوك .. عادت لواقعها مع والدتها
ضمت نفسها من بردِ باريسْ
والدتها : وش تفكرين فيه ؟
رؤى ببحة أوجعتْ إذن كل من سمعها : ماأعرفه بس يحبني يحبني ... يحبني يا يمه


,


يبحثْ بالدروج , فتح درجًا وأغلقه و آخر وأغلقه وشعر بأنه رأى شيء .. عاد للدرجَ وفتحه ليجد سي دي .. أبتسم لا بُد أنه يخص غادة .. أشتاق أن يرى شيئًا جديدا لم يراه .. أخذه وفتح اللابْ وأدخل السي دي ..

في مقهى عشاقٍ مهجُور منذ زمن , تعمّه الفوضى فـ بات لا يزوره أحدًا إلا المجانينْ.
غادة تسير من بعيد : للحين تصوّر
ناصر : هههههههههههههههههههههه تأخرتي قلت أوثق المكان .. وقف ووضع الكاميرا دون أن يوقفها على الطاولة المتصدِّعة
غادة تعانقه وتتنفسْ عِطره : وحشتني
ناصر : ماهو أكثر منِّي .. جلسُوا على الكنبة الرثَّة .. هالمرة بعد عجئة سير
غادة : ههههههههههههه لأ أبوي فتح معي تحقيق وعطاني محاضرة بطول وعرض
ناصر : مانيب متكلم عن أبوك
غادة وبأصبعها تداعب خدّه الخشن : هو تقدر ؟
ناصر ألتفت عليها ووجهه يُقابل وجهها : بصراحة لأ
غادة وترى بقايا أحمر شفاه على خده : مع مين جالس قبلي ؟
ناصر ويراها من المرآة المتكسِّرة على الجدار : يامجنونة هذا رُوجك
غادة وتقترب منه لتمسح بأصابعها بقايا رُوجها على خدّه وبمرواغة من ناصِر ليُقبلها لكن ألتفتت للسقف وكأنها تتأمله
ناصر : لا والله ؟
غادة تضيّع الموضوع : هالمكان من متى مهجور ؟
ناصر : تبخلين على اللي مشتاق لك ؟
غادة : عشان تطفش مني بعد الزواج
ناصر : مين قايلك هالحكي
غادةة ضحكت بصخب لأنه يعرف من ينصحها
ناصر : نصايح حكيم زمانه عبدالعزيز !! شغله عندي ذا أتركيه عنك لو تسمعين له صدقيني تضيعييين ..
غادة : ههههههههههههههههههههههههه بس أنا أقتنعت بكلامه
ناصر : لازم يخرّب كل شيء هالولد
غادة : قولي وش أخبارك ؟
ناصر : ماشي حالي
غادة : أنت بس ناظر عيوني وأتحداك بعدها ماتقول أنك بألف خير
ناصر بحُب وعينه بعينيها : وعيُونك تعطيني درُوس بالفرح بالسعادة يابعد ناصر أنتِ
غادة أبتسمت وهي تنظر للكاميرا : للحين شغالة ؟
ناصر ألتفت عليها ويسحبها ليُغلقها
أنقهر ليته لم يُطفئها .. ماني بخير يابعد ناصر ماني بخير بدون عيونك , خلخل بأصابعه شعره علّه يحبس دموعه
بغضب رمى اللاب في الحائط , بكى كطفل : غاااااااااادة .. ضرب رأسه يُريد أن ينساها .. لم يعد يتحمّل كل هذا
و بصوتِ بحّ من الصراخْ والبُكاء , بصوت يُوجع القلب بشدة : وحشتيينيييي يارووووح ناصر وحشتيييييييييينييييييييييييي ... بس أضمّك بس حضنك
دخل والده وهو يراه بهذا الحال يبكي على الأرض , جلس بجانبه : بسم الله عليك ..
ناصر : جيبوهااااا لي
والده : هذا سخط على قضاء الله , ياويلك من عذاب الله لاعارضت أقداره ياناصر ياويلك
ناصر يبكي كـ طفل بل أشدّ : أبيهااااااااااااااا يا يبه أبيها عشان أعيش عشان أعيش جيبوها لي
والده : لا حول ولا قوة الا بالله , شدّه له ليحتضنه
ناصر يعض شفته ليوقف شهقاته
والده : والله الحريم ياناصر مايبكون زيّك !! يابوك أرضى بالقضاء والقدر
ناصر : هذي غادة .. غادة يايبه لا تقول لاتبكي عليها !!
والده : الصبر زين ,
ناصر بهمس تقطع به صوته : وش دوا المشتاق يبه ؟


,

تفكيره منحصر بزاوية الشغَل , يُفكر بالإنتقام , حتى قلبه بدا أسود وتفكيره بالإنتقام لمن ذبَح عائلته , سلطان أولَّهُم , شارك في الذنب وهو يخفِي .. رُبما الجوهي لا يد له لأن لا يصدقون بأي قولٍ يتحدّثون به ليْ.
أرجع للعمل أم أصبر ؟ أرجع وأكتشف بنفسي ؟ رُبما أتقرب من الجوهي لأفهم منه هو الحقيقة . . أخذ هاتفه ولكن لا شبكة .. ألغُوا الخط الله يآخذهم .. رماه على الحائط ليتفتتْ !!
تنهَّد لا يعلم ماذا يفعل بهذا الملل هُنا , أرسل مسج لناصر " تعال لي البيتْ بسرعة "


,

يُوسف في أفقَر أحياء الرياض , تحدّث مع صاحب دكَّان الحيْ : وين يجلس ؟
صاحب الدكان : هناكْ *أشار له لبيتٍ مهجور أبوابه متحطمة*
يوسف تنهّد : شكرا .. ودخل متقرّف من الوضعْ .. لقيَ مجموعة شباب يدخنون ملتفِّين حول بعض وضحكاتهم تنتشر
يوسف : السلام عليكم
ألتفتوا برعب له وأخرجُوا سكاكينهم
يوسف : ماني مسوي لكم شي !! بس أبي بحكي معكم وطبعا بمقابل
أحدهم : وش المقابل
يوسف بعد تفكير لثواني : كم تبون ؟ 100 ألف ؟ ولا ؟
بدأت نظراتهم باللذة تتضح : تفضّل إجلس
يوسف ومن ملامحه التقرف واضح وجدًا : طيب أنا عندي شغل ومقدر أطوّل ؟ تعرفون يزيد أكيد
أحدهم : لآ مانعرفه
يوسف يخرج دفتر الشيكات : لآ إن شاء الله بتعرفه الحين !!


,

سلطان يصرخ على عائشة : مين جاء ؟
عائشة : والله بابا أنا مايعرف بس هوا يجي ويكلم مدام واجد فيه كرَايْ
سلطان يصعد للأعلى ومتوعِّد الجوهرة كل شكوكه تتضح , إن لم يكن وليد فـ غيرُه جاهز : أفتحي الباب ... أفتحي لا أكسّرَه لك
فتحت الجوهرة برعب وهي تأكدت أن عائشة أخبرته
سلطان يمسكها من ذراعها بشدة : مين كان هِنا ؟
الجوهرة وفقط بكائها الذي يصِل إليه
سلطان يرميها على السرير . . .
يا صميمَ الحياة ! كم أنا في الدُّنيا غَريبٌ أشقى بغُرْبَة ِ نفسي
بين قومٍ، لا يفهمونَ أناشيدَ فؤادي، ولا معاني بؤسي
فاحتضِنِّي، وضُمَّني لك- كالماضي- فهذا الوجودُ علَّة ُ يأسي
وأمانيَّ، يُغرق الدمعُ أحلاها،ويُفنى يمُّ الزّمان صداها
وأناشيدَ، يأكُلُ اللَّهَبُ الدّامي مَسَرَّاتِها، ويُبْقِي أَساها
وَوُروداً، تموت في قبضة ِ الأشْواكِ ما هذه الحياة ُ المملَّة ْ؟

* أبو القاسم الشابي




سلطان يصرخ على عائشة : مين جاء ؟
عائشة : والله بابا أنا مايعرف بس هوا يجي ويكلم مدام واجد فيه كرَايْ
سلطان يصعد للأعلى ومتوعِّد الجوهرة كل شكوكه تتضح , إن لم يكن وليد فـ غيرُه جاهز : أفتحي الباب ... أفتحي لا أكسّرَه لك
فتحت الجوهرة برعب وهي تأكدت أن عائشة أخبرته
سلطان يمسكها من ذراعها بشدة : مين كان هِنا ؟
الجوهرة وفقط بكائها الذي يصِل إليه
سلطان يرميها على السرير . . . وبحدة : سؤال واحد مين كان هنا لا والله
قاطعته بصوت متقطع : عمِّي
سلطان وسكنت أنفاسه الغاضبه : أيّ عمّ ؟
الجوهرة تبكِي ولا ترد
سلطان بصرخة زلزلت أعماقها : ميــــــــــــــــــــــــــن ؟
الجُوهرة : تركي
سلطان : ليه تبكين ؟ وش قالك
الجُوهرة لا رد
سلطان : تغاضيت بما فيه الكفاية ! عطيتك كل فرصتك ! كل شي كنتي تبينه حتى لو ماقلتيه لي سوّيته لك . . إلى هنا وبس !! وش كان يبي فيك ؟
الجُوهرة وتضمّ نفسها وهي ترتجفْ على السرير
سلطان : ماراح تجاوبيني ؟ *بغضب أردف* : جاااااااوبييييي وش فيك !! مليون شي في بالي يخليك تسوين كل هذا !! قولي لي وشو بالضبط مخليك بهالحالة ؟
الجُوهرة تضع كفوفها الإثنتين على ثغرها لتستقر دماءُ أنفها على ظاهِر كفِّها
سلطان : طيّب ... أخرج هاتفه ليتصل على تُركي .. أنا أفهم منه ليش أفهم منّك
الجوهرة تريد أن تقول لأ .. ولكن صوتها بحّ ولا له قدرة على أن يخرجْ
سلطان وضعه على السبيكر : ألو تركي
تُركي : سلطان ؟
سلطان : إيه .. توّني عرفت أنك بالرياض وواجب علينا نضيّفك
تُركِي : بس راجع اليوم ماتقصِّر
سلطان : تقدر تجيني الحينْ
تُركي وشكّ بالموضوع : والله
سلطان يقاطعه : ضروري تبيك الجوهرة
تُركِي بصمتْ
سلطان : أنتظرك .. وأغلقه
الجوهرة بنظراتِ معناها جدًا عميق لسلطانْ
سلطان بنظراتْ أخرى بعيدة عن هذا العُمق , بنظرات غاضِبة : أنا اليوم بعرف الموضوع بنفسيْ يا بنت عبدالمحسن
الجوهرة عقدت حاجبيها وهي تنظر إليه
سلطان : تبين تقولين لي ولا كيف ؟
الجُوهرة وقفت تُدافع عن بعض هذا الشرف الذي فيها : طلقني
سلطان وهذا آخر ماتوقّع سماعه
الجوهرة في جنُون بكائها , صرخت : طلقني ماأبيك .. ماأبيككك روح لسعادك !! إذا تبيها ليه تزوجتني ؟ أنا ماني رخيصة لك ولا لغيرك عشان تشك فيني كل دقيقة !! ماني رخيصة عشان تناديه ...... ماأبغاااك
سلطان : ماهو كل ما خطر بمزاجك طلاق قلتي تبينه !!
الجوهرة وتتجرأ ترد عليه وهي تبكِي بإنهيار وكلماتها متقطعة من شدة بكائها : ماأبيك ليه ماتفهم ؟ ماأرتاح معاك ؟ ماأشوفك زوج .... أنا أحفظ نفسي منك لأني ماأبغاااااااااك ....*هذه الحجة التي يجبْ أن تُسكت سلطان*
سلطان وكلماتها مُستفزة لرجولته جدًا , سحبها ليقطّع أزارير قميصها بعنف , تحاول مقاومته ولكن قوتها ضعيفة هذه إن وجدت قوة بالأساس , سلطان كان غاضب جدًا وهو يقول لها ومُمسِكًا خصرها : أحترمتك كثييييير لكن أنتِ اللي ما عرفتي تحترميني
الجوهرة وصوتها يُكتمْ .. أحاسيس متلخبطة مشوَّشة تأتيها .. تمُوت .. سكرات موتٍ تأتيها الآن .. عينها تذرفْ الدمع بشدَة , شاحبة ملامحها وهي تنظر لقاتلٍ آخر يقتل ما تبقى من رُوحها .. ينحرْ محياها .. يُودِعها بالمقبرة أو ربما طيفُ هذه المقبرةْ
تشعُر بجسمَها رخوٌ ليّن لا عظامْ بِه .. تشعُر بإنعدامٍ كليّ بالوزنْ بين كفوفه الغاضِبة .. يُفرغ جحيمْ غضبه في ثغرها
تعلّقت بـ ياقة قميصه وهي تقول بصوت مبحوح " ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون " حفرت أظافرها برقبته وهي تدفن وجهها بِها وبصوت مخنوق يبعث السكينة بصوتِها الناعم الجميل " وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيراً كثيراً " أرتخت مسكته من خصرها وهو يسحب الفراش ليُغطي جسدها الرقيق الذِيْ مزّق بغضبه ثيابِها , لا تُريد أن تبعد وجهها عن رقبته تخاف النظر إلى عينيه .. تخافه
سلطان أنحنى عليها ليُسند ظهرها على السرير ... رأى عيناها كيف أنها مغمضة بشدة والألم واضح في تقاسيم وجهها .. لعن شيطانه كثيرًا , قبّل جبينها وهو يهمس : آسف ..... أبتعد عنها وهو يرى على كتفه آثار نزيف أنفها .. رمى قميصه على الكنبة و دخل الحمام.


,

عبير : يبه ماأحب أرمي
بو سعود : هالموضوع مافيه نقاش أنا قايل بناتي كلهم بيصيرون أحسن من موظفينا
عبير واقفة بمللْ وهي تثبّت قطعة الخشب أمامها
بو سعود من بعيد : رتيل تعالي هنا
رتيل كانت تحمل قطع خشبية كثيرة : توصخت إيدي .. بروح أغسلها
بو سعود : طيب روحي المغسلة اللي هنا عشان نبدأ أنا عندي شغل بعد ساعة
رتيل : طيّب .. توجهت لمغاسِل التي بجانب الباب الخلفِي .. نظرت بإنعكاس المرآة عبدالعزيز في جانب بيته منحنِيْ وكأنه يبحث عن شيء بين العشبْ , أطالت نظرها وهي تراقبه .. سمعت صوت والدها العالي : رتيييييييييييييل
أغلقت صنبور الماء بربكة وعبدالعزيز رفع عينه لمصدر الصوت ورآها .. أبتعدت بخطوات سريعة لوالدها
عبير : هالسنة ماراح نسافر ؟
بو سعود : يمكن باريس عشان عندي شغل
عبير : طفشنا يبه باريس وباريس نبي نروح بلد جديدة ما قد شفناها
بو سعود : ركزِّي معي يعني ممكن ماراح نروح مكان لأن بعد عندي شغل هنا وإن رحت باريس بآخذكم وياي
رتيل أصابعها مرتجفة وهي ترمي
بو سعود وضع باطن كفّه على جبينها : فيك شي ؟
رتيل : هاا .. ولا شيء
بو سعود أبتسم : ولا شيء ؟
رتيل ببلاهة : لا بس يعني بس
بو سعود : ترجمي
رتيل بتضييع للموضوع : بثبّت القطع ... وأبتعدت
بو سعود : للحين ماتكلمينها ؟
عبير : مهي طايقتني بس فترة وتنسى الموضوع
بو سعود : عبير مايحتاج أقولك ! تبقى هي الصغيرة بعد مايصير يا بعد قلبي تقاطعون بعض !! طيّب الليلة تكلمينها ؟
عبير : تآمرني يبه بس ماأوعدك
رتيل وهي تثبّت آخر قطعة رفعت عينها ورأت عبدالعزيز خلف والدها وعبير بمسافة بعيدة نوعًا ما
رتيل بعينيها كأنها تحذره
عبدالعزيز أبتسم وهو يأشر لها بكفّه" مع السلامة "
بو سعود أنتبه لرتيل وألتفت ولم يرى أحد
رتيل وهي تقف تمتمت : مجنون
بو سعود : تعالي يالله


,

في مكتبْ الدكتُور الفرنسِيْ ,

رؤى بضِيق وهي تجلس أمام ذاك الجهاز الملعون الذي إعتادت فحص بصرها بِه وفي كل مرة يخذلها
الدكتور من خلف الجهاز : جيّد , يبدُو أن هناك تقدّم
أم رؤى : سيعود بصرها قريبا ؟
أخبرها بثقة تامة وأم رؤى ترتسم إبتسامة على محياها بثقة الدكتور : فقط أسبوع
رؤى : كيف أسبوع ؟
الدكتور : أعنِي العملية
أم رؤى بإبتسامة عريضة : الحمدلله
رؤى بتذمّر : هالكلام سمعته مية مرة وش بتفرق يعني ؟ يمه أمشي بس جتني ضيقة من هالمكان
الدكتور وهو لم يفهم ماقالته ولكن أستنتج تذمرها : ثقي جيدًا فأمورك متحسنة جدًا وحسب ملفّك فإن ماأوقف عملياتك السابقة هو قلبِك ؟ ألم تُفكري بزيارة دكتور مختص بأمراض القلب رُبما يكون هناك أمر آخر ؟
أم رؤى وأختفت إبتسامته وهي تنظر للدكتور
رؤى وتشعر بحرارة قلبها الآن
الدكتور : لآ أقصد إخافكم ولكن حسب ماأرى فـ جميع العمليات كان من المفترض أن تكون ناجحة لكن كان هناك مضاعفات من قلبك , رُبما تعانين من شيء فالكشف ليس بالأمر السيء ورُبما لا تعانين شيء .. ولكن للتأكد
رؤى وحروفها ترتجف : يكذب على راسنا .. أمشي يمه
أم رؤى ومازالت جالسة
رؤى : يمه أمشي ولا بطلع أنا
أم رؤى : شكرا لك ولكن هل تعرف طبيبا للقلب هُنا ؟
الدكتور : بالطبع .. *أخذ ورقة وكتب عليها رقم أحد أصدقائه الأطباء*
أم رؤى : شكرا مرة أخرى .. وخرجت
رؤى : ماراح أروح ولا أيّ زفت
أم رؤى : كله فحص بس عشان نتطمنْ
رؤى وتغص بعبراتها : ماأبي يممه تكفيين
أم رؤى : نشوف قلبك
رؤى ودموعها تسقط : ضعيف حيل هالقلب لأنه يشتاق لناس أجهلهم لكن قلبي يعرفهم كويِّس

,

أمام مرآته يُضبِّط ربطة عنقه , أنيق جدًا في عز بعثرته يُشبه تماما ممثلِّين الأفلام الصامِتة , يحزن يفرح يبكي وكل هذا بصمتْ أنيق .. مسح على عوارضه يبدُو بدأ شعر وجهه يطُول ويحتاج أن يخففْ عوارضه .. لم يُشغل باله هذا الشعر وألتفت ليأخذ حقيبته السوداء وخطر على باله حديث " سَلامْ " له , يبدُو جيّد أن أراها لعينيّ ولكن غير جيّد لقلبِيْ أبدًا : )

,

في مكتبْ الضابط وبحضُور المحامي

منصُور : خلاص كِذا الشهود موجودين ؟
الضابط : بس مافيه كلام أكيد , إحنا أخذنا شهادتهم تفيد لكن مافيه شي يثبت إلى الآن
منصُور تنهّد وشتت أنظاره
طرق الباب يوسفْ ودخل .. عانق منصُور عناق طويل وكأنه يُريد بعضًا من قوته أن تتسرّب إلى جسد منصُور
يوسف : عندي أشياء ممكن تفيدكم
المحامي : تخص إيش ؟
يوسف : أكيد يزيد مايشتغل بروحه أكيد معاه أحد !!
الضابط : لكن إلى الآن مجهوليين
يوسف بإبتسامة واسعة تبثّ الطمأنينة : المحطة اللي بعرقه فيها كاميرات مراقبة وقدرت آخذ التسجيلات .. *مد السي دي* كان فيها يزيد وشخص ثاني لما وريته قال أنه كان يجلس مع يزيد كثير في حارتهم .. وإسمه عبدالحكيم بن حاير .. هذا عبدالحكيم سلّم فلوس ليزيد بعدها راح عبدالحكيم وتركه .. طبيعي أنه يزيد وراه هالشخص ومنصور ماله ذنب
الضابط : بنوريه يزيد وبنشوف وش يقول ؟ . . . لازم نقبض على عبدالحكيم ... أرسل تعليمات للجميع بالقبض على صاحب هذا الإسم
يوسف : موضوع فهد إحنا تفاهمنا مع أهل القتيل و بيتسكّر
محامي : كيف ؟
يوسف وكان ينظر لعين منصور ليفهم ردة فعله : تتزوج بنتهم ؟
منصور بغضب : نعععععععععععععم !!!
الضابط : بخليكم تتفاهمون على راحتكم .. وخرج
منصور : كيف أتزوجها إن شاء الله ؟
يوسف : هذا شرطهم
منصور : وأنا ماقتلت ولدهم ! يشرطون كيف ؟
يوسف : أنتهينا من موضوع مين قتل ! خلاص يامنصور لا تطوّلها وهي قصيرة يعني عاجبك حالك كذا .. زواج كم يوم وبعدها بستين داهية هي والكلبة اللي وراها أمها
منصور : مستحيل والله لو أخيس بالسجن ماأتزوج على نجلا
يوسف : ماراح نعلمها ! ... *سكت لثواني ثم أردف* إن شاء الله محد قالها .. بس زواج ورق يامنصور
منصور : مستحيل قلت لك زواج مستحيل ! هذا اللي ناقص بعد تجبرني على الزواج
يوسف : طيب الحين التهمة عليك ومافيه دليل يثبت برائتك وش نسوي يامنصور ؟ أمي متقطعة في البيت عشانك و مرتك لا تآكل ولاشيء !! يامنصور ماينفع كذا
منصور بصمت
يوسف : تثق بكلامي ولا لأ .. صدقني مافيه غير ذا الحل
منصور : طيب حاول تغريها بالفلوس !
يوسف : حاولت والله عطيتها شي ماتحلم فيها بس أمّها معيّا ومافيه رجّال أتفاهم معاه
منصُور : يالله أرزقني صبر أيوب ..
يوسف : هالموضوع منتهي بس زواج على ورق يومين وطلّقها وينغلق على ملف هالقضية بالعفو من أهل القتيل .. ويزيد قرّبت توضح الحقيقة إن شاء الله يعترف


,


رسل لها رسالة تبدُو جدًا مخملية بحرفه " الساعة الرابعة عصرًا غدًا ألقاك في ..... "
أقترب اللقاء به .. وأخيرًا ستراه ؟ رُبما تعرفه ؟ رغبتها في أن تعرفه تجعلها تخطط كيف تستتر دُون أن يكشفها أحد
هذا المجهول بدأت أقنعته تسقُط .. سمعت صوته أولا والآن آراه .. كُل شيء بدا يتضحّ !! من يكُون
أرادت الساعات تمرّ بسرعة ليأتي الغدّ وتراه .. ولو لثواني فقط لتعرفه !

,

دخل للمبنى الكئيب بنظره .. كان يرى نظرات الموظفين له يشعُر بأنه غير مرغوب به أو رُبما شيء آخر يجهله .. دخل مكتب سلطان رُغم أنه وقف بوجهه أحمد
أحمد : معليش يابو سلطان أنتظر برا لين يوصل بو بدر وتدخل
عبدالعزيز : لأ معليش أنت لازم تخليني أدخل
أحمد : آسف ماراح يكون مبسوط لا دخل ولقاك
عبدالعزيز : طيّب دام كذا إن طلعت من هنا ماني راجع من جديد وأظن هذا بعد ماراح يكون مبسوط فيه
أحمد يخرج هاتفه ليتصل على سلطان : 5 دقايق بس أكلمه
عبدالعزيز : 5 دقايق وكُون دقيق لأني متعوّد على الدقة بالوقت
أحمد وشعر بـ نغزات يرميها عبدالعزيز ولكن تجاهلها وهو يتصل

,

تُركي : إيه وش الموضوع ؟
سلطان : بس كنت بشوفك مافيه موضوع ولا شي
تُركي بإستغراب أردف : وين الجوهرة ؟
سلطان : نايمة
تُركي بصمت يتأمل سلطان
سلطان وهو الآخر يحلل عين تركي على أهوائه
تُركي أرتبك من نظراته : أنا مستعجل ومضطر أروح
سلطان : سؤال آخير
تركي بلع ريقه : تفضَّل
سلطان : كيف علاقتك مع الجوهرة ؟
تركي وشعر أنه يتعرق مع سؤاله : عادي يعني مافهمت قصدك
سلطان : شفتها تبكِي وبغيت أتطمن
تركي : لا تطمّن يمكن أشتاقت لنا وكذا
قطعهم رنة هاتف سلطان , ردّ على أحمد : ألو
أحمد : آسف على إزعاجك طال عُمرك بس عبدالعزيز موجود وملزّم يدخل مكتبك
سلطان : وش يبي ؟
أحمد : قال إن طلع ماراح يرجع هنا
سلطان : كلّم مقرن خل يدخل معاه وأنا جاي الحين
أحمد : مقرن ماهو موجود
سلطان : كلّم أي زفت يجلس معه ؟ بو سعود وينه ؟
أحمد : بعد ماهو موجود
سلطان : أنت أجلس معه ومايحتاج أوصيك لا يمسك شي !!
أحمد : إن شاء الله
سلطان أغلقه : معليش تركي بس مضطر أروح عندي شغل
تركي : لآ عادي .. أنا طالع ويَّاك
سلطان وأراد أن يبرهن شكوكه أن هناك مشكلة بينه وبين الجوهرة : لآ إجلس مع الجوهرة أكيد تصحى الحين وتطفش دام منت مستعجل
تركي ألتزم الصمتْ
سلطان : أنا شكلي بطوَّل والبيت بيتك
تركي ابتسم : زي ماتبي
سلطان أكتفى بإبتسامة و خرج وترك تركي في قصرِه


,

نجلاء مُتعبة جدًا و واضح في سيرها , وقفت عند باب الصالة وهي تسمعْ

أم منصور : كيف يتزوجها منصور ؟ حسبي الله فيهم
ريم : كيف أمها ترضى ترخص بنتها كذا ؟ يالله ماأصدق فيه ناس كذا ولا أم يعني ... بصراحة مدري كيف أوصفها

دخلت وهي ترتجِي أن تكذّب إذنها
رفعوا أعينهُم , أكثر شخص يستدعي الشفقة هيْ
نجلاء بنبرة مُبكية : مين بيتزوج ؟
ريم وقفت وتوجهت لها : محد
نجلاء بصوت متعب تحاول أن تعليه ولكن التعب يُخرسها ليكُن على شكل نبرةٍ خافتة : لاتكذبيين
أم منصور : يمه نجلا تعالي
نجلاء سارت لها ووضعت رأسها في حضن أم منصور لتبكِي بشدة
أم منصور تمسح على شعرها وهي تقرأ عليها بعض آيات القرآن لتُصبرها
ريم بكت معها , فـ حالها مُبكي بشدة
دخل هو الآخر ووقف وهو يسمع آيات القرآن تُرتَّلُ من والدته وبكاءٍ غريب .. ليس صوتُ ريم .. ولا هيفاء ... هذا صوتُ .............. نجلاء.
تقطّع قلبه وهو يسمع بكائها , أراد أن يفرحها يبشرها بشيء .. رغبة به وشفقه على حالها , تنحنح ... أستعدلت نجلاء في جلستها ودخل يوسف : السلام عليكم
: وعليكم السلام
يوسف جلس : توّني راجع من منصور , الحمدلله كل شي تمام إن شاء الله قريب بيتم الإفراج عنه
أم منصور : وش قالوا ؟ عن هاللي مايتسمى ؟
يوسف : فيه أدلة جديدة وقاعدين ينظرون لها إن شاء الله تفيدنا
أم منصور : الحمدلله ووش صار على الثانية ؟
يوسف : أم فهد ؟
أم منصور : إيه حسبي عليها
يوسف : أعفُوا عنه إن شاء الله بعد بيتسكر ملف هالقضية بالعفو من أهل القتيل
أم منصور : وبنتها ؟
يوسف أشار لها بعينيه أن " نجلاء موجودة "
أم منصور : تدري تكلّم بس
يوسف : بجيها نتفاهم معها
أم منصور : هذي أم هذي حرام تكون أم !! مافيها رحمة ماتقول هذا متزوج وبـ يعيّل إن شاء الله
نجلاء برجاء في نبرتها ليوسف : يوسف
يوسف : سمِّي
نجلاء : سمّ الله عدوّك .. تكفى أبعدنا منهم
ريم قامت من المجلس لا تتحمَّل ضُعف نجلاء ورجائها
سمعُوا صوت الهاتف يضجّ بالبيت , أم منصور وقفت لتتجه اليه : اللهم أجعله خير
نجلاء بصوت يختفي شيئًا فـ شيئًا : الله يخليك
يوسف : أبشري
نجلاء : تبعدنا عنهم ؟
يوسف بعد صمت لدقائق طويلة جدًا وبإبتسامة أراد أن يطمئنها : وعد ماراح يتزوجها يا أم عبدالله .. وقف .. أنا رايح لهم الحين , إذا محتاجة شي قولي لي .. منصور بيتضايق لو عرف أنك ماتهتمين بصحتك


,

- الشرقية -
أبو ريّان وللتو عرف بموضوع منصور : الله يصبرهم
ريّان وينتظر الحجّة : بعد طلع أخوهم قاتل
أبو ريان : أقول إكل تراب وش قاتل ؟ أنا ماني معاشرهم من يوميين أنا عارف أخلاقهم قبل لا تنولد
ريّان ألتزم الصمت وهو يتذمر ويتحلطم : ناقصنا إحنا
أبو ريان : ياتقول خير ياتسكت
ريّان خرج من المجلسْ
أم ريّان : لا حول ولا قوة الا بالله
أفنان وآخر همّها : أقول يبه ودّنا الرياض والله مشتاقة لجوجو
أم ريان : إيه والله ودّنا خلنا نشوفها ونتطمن عليها
أبو ريان : لا بعدين
أفنان وتمثّل الحزن حتى تُحرك مشاعر والدها : والله يا هُو البُعد صعبْ يعني أختي الوحيدة وتتزوج وتروح بمدينة ماهي مدينتي والله ياهو يُوجع البُعد
أبو ريان : دامه يوجع وراه تبين تروحين باغيس*يقلد نبرتها عندما تقول باريس*
أفنان : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه والله البُعد أحيانا يكون حلو
أم ريان : أروح أشوفها لو يوم بس
أبو ريان : طيّب على آخر الأسبوع
أم ريان بفرحة : بتصل عليها أبشرها


,

الثلجُ يتراكمْ على معطفها , بدأت بعناق نفسها حتى تُدفئ جسدِها .. فكوكها ترتجفْ : لو جالسين بالمطعم لين يخّف الجو
ناصر ويضع ذراعه على كتفها حتى يُدفئها : قرّبنا نوصل لسيارتنا .. والله حتى ضيعتها مدري وينها
غادة : لآ ماهو من جدّك أنا قرّبت أتجمد
ناصر ويُلصق ظهرها بصدره ليعانقها بكلتا يديه ويسير معها
غادة بضحكة مبحوحة من الجوّ : وأنا ماقلت لك من قبل ؟ أنه ماعادْ معطفِي يستهويني
ناصر : وش صار يستهويك ؟
غادة : عناقك
ناصر والبُخار البارد من شفتيه أثناء حديثه يرتطم بخدِ غادة : هههههههههههههههههه والله منتي قليلة
غادة : إيه تمسخّر ههههههههههههههههههههه
ناصر : أقول غادة شكل سيارتنا أنسرقت .. مهي موجودة
غادة : تمزح أكيد .. أتذكر جينا من ذاك الطريق ماهو هذا
ناصر ويذهب من الطريق الآخر ومازال معانقها : شوفي هذي الأقدار
غادة : وش قصدك
ناصر : وش رايك تنامين عندي
غادة تضربه بضعفْ على صدره وهي تلتف عليه : تبيها من الله
ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هه *جعلها تلتفت مرة أخرى ليعانقها بنفس وضعيته السابقه ويسير معها* أمزح أعوذ بالله كلتني كنها أخوها
غادة : أكيد منشغل باله الحين قايلة له الساعة 8 أنا عندك ومافيه سيرفس بعد
ناصر : دامك معي ماهو منشغل باله يدري عن الجوّ ... والله حتى هنا ماهي موجودة سيارتنا
غادة : والله أحسّك تتذكر بس تبي تقهرني
ناصر : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ناسي وربِّي الثلج مغطي اللوحات حتى مدري وينها
غادة : أنت حتى تتذكّر كم مرة تحركت باليوم بتنسى وين سيارتك ؟
ناصر : ههههههههههههههههههههههههه عطيني عين بعد على ذاكرتي
غادة : ماشاء الله اللهم لا حسد بس أنا بتجمّد
ناصر ويقبّل خدها
غادة : هذا وقتك
ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هه ماتدفيك
غادة : لأ ماتدفيني
ناصر بخبث : لآ دام كذا يبيلك شي أقوى عشان يدفيك
غادة : ههههههههههههههههههههههههههههه مايطوفك شي .. أبعد عنِّي خلاص
ناصر ويشدها أكثر : خلاص خلاص ماني مسوي شي .. تعالي نجلس
غادة : هنا ؟
ناصر : بس شوي أشوف الطرق
جلسُوا على إحدى كراسي الرصيفْ
ناصر فتح أزارير معطفه ليُدخل غادة بِه
غادة شدّت على معطفه حتى تشعُر بالدفء
ناصر أخرج هاتفه : أشوى القوقل ماب يشتغل ... إحنا الحين بفيكتوريا صح ؟
غادة وتنظر للوحة : إيه لافنيو فيكتوغيا
ناصر : أموت أنا على الفرنسي
غادة : هههههههههههههههه إيه تحسبني نفسك ماأعرف أقول إلا كلمتين .. سنيني ماراحت هباءً منثورا
ناصر : ماعشت فيها عمري كله بس على الأقل أفهم
غادة : طيّب شوف بس شكلك بتخليني أتجمّد هنا
ناصر : الحين الطريق ذا واقفين السيارات مانقدر نمشي فيه .. تلفت للخلف حتى يرى الطريق الآخر
غادة : طيب خلنا نروح من غيفُولي
ناصر : لآ بعيد مانقدر
غادة : اجل بنجلس كذا .. يالله ناصر والله بررد وتأخر الوقت . . هذا تاكسي ... ومشت بإتجاهه
ناصر وقف وهو ينفض الثلج من حضنه : غادة
غادة ألتفتت عليه : دقيقة خلني أكلمه
ناصر أقترب منها : ورينا الفرنسي
غادة بضحكة : بوفِي فو غولي ؟
راعي التاكسي : ديزُولِي غِيزفِيّ .. وذهبْ
ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه قلت لك من البداية اليوم النومة عندِيْ يالله هذي شقتي قريبة نروح لها مشي
غادة : معفن واضح حتى أنك متفق مع التاكسي
ناصر : رحتي له قبلي وش أتفق معه بعد
غادة تخرج هاتفها : عطني جوالك أنا جوالي مافيه سيرفس .. سحبته بالأصل دُون أن تنتظر ردّه
أتصلت على عبدالعزيز
عبدالعزيز : ألو
غادة : عزوزي
عبدالعزيز صمت لثواني ثم أردف : وقفتي قلبي شكيت في أخلاق ناصر
غادة : أسمعني حياتي الطريق موقّف و فيكتوريا كلها موقفة مررة ثلج وناصر مسوي نفسه ناسي وين سيارته
عبدالعزيز : عطيني النصاب
غادة : أسمعني حتى مافيه تكاسِي والله .. وحتى مانقدر نروح من ريفُولي مررة الثلج موقّف السير
عبدالعزيز : طيّب أطير لك يعني ؟
غادة : هههههههههههههههههههه لأ بس شقة ناصر قريبة
عبدالعزيز بحدة : نعععععععععععععععععععععععععععععععم
غادة : خلاص خلاص أنا اللي بطير لك
عبدالعزيز كتم ضحكته حتى لا يخرّب مشروع العصبية : إيه تعالي والله أبوي بيعلقك أنتي وناصر
غادة : طيب وش أسوي ؟ والله موقّف السير
عبدالعزيز : كان جلستُوا بالمطعم اللي كنتوا فيه
غادة : بيسكّر , كل المطاعم هنا تسكّر بدري .. وش أسوي عزوز ؟
عبدالعزيز : أستغفر الله من الشيطان بس
غادة : هههههههههههههههههههههههههههههه والله والله لأقفّل عليّ غرفته وأخليه ينثبر بالصالة
ناصر : على كيفك ماشاء الله
عبدالعزيز سمع صوته : عطيني اياه الكلب
ناصر أخذ الجوال: مين الكلب ؟
عبدالعزيز : أنت !! يخي ماأدري وش هالحظ اللي أنت فيه ! دايم الظروف توقف بصفّك
ناصر : والله عاد الناس مقامات
عبدالعزيز : لآ يكثر وخذها شقتك وأنا بقول لأبوي أنها معاي بس والله ياناصر
ناصر قاطعه بضحكة : والله دام بالحلال تطمّن
عبدالعزيز : لا والله ؟ أسمعني صدق
ناصر : طيّب يخي تحسسني أني برتكب جريمة معها !!
عبدالعزيز : تقلَّع .. وأغلقه
ناصر : مدري متى يستحي ويعرف كلمة مع السلامة
غادة وتلصق ظهرها في صدر ناصر حتى تشعر بالدفء
ناصر أغلق أزارير معطفه عليها وسار على الرصيف للشارع الآخر حيثُ شقّته : أبيك رمح لاقطع شراييني
من كل شي غير حبك والوله يشفيني
غادة وهي ترتجف حروفها من البرد وبين ضحكاتْ عاشقه : أبيك العمر كله هالقليل الراحل
ويشهد الله إني أحبك .. ههههههههههههههههههههههههههه ماينفع البدر بهالأجواء
فتح عينيه على الصور التي ألتقطها في شقته معها , هذه الليلة كانت من أجمل لياليه في شوارع باريِس المُكتّظة بالثلج , كل ليلة مع غادة يهمس في داخله بأنها أجمل ليلة , رُغم البرد أستمتع في لحظاتها وجدًا .. أستمتع عندما تاه معها .. ونهايةً عندما أدخلها في معطفه شعر بقلبه يتسلل إليها .. قلبه إلى الآن لم يعُد.


,


دخل وهو يحاول أن يحافظ على هدوئه حتى لا يستفزه عبدالعزيز ... رأى على مكتب مقرن وهو أول مكتب عند دخُوله كُوب قهوة , هذا ماأحتاجه الآن .. أرتشف من القهوة الدافئة , ألتفت على مقرن
مقرن الذي دخل للتوّ : عافية على قلبك
سلطان أبتسم : الله يعافيك .. لازم أروّق قبل لا أدخل على عبدالعزيز
مقرن : عبدالعزيز هنا ؟
سلطان : إيه .. ترك الكوب وتوجه لمكتبه وفتحه ليراه جالس على كرسيِّه .. يُريد التحدي مع الشخص الخطأ
عبدالعزيز أسند ظهره براحة : هالمرة أنا اللي بستقبلك
سلطان بسخرية : أرفع ظهرك عشان مايبان أنه الكرسي أكبر منك
عبدالعزيز ويفهم قصد سلطان جيدًا : كم كان عُمرك لما مسكت هالمنصب ؟ كنت صغير مرة
سلطان ويجلس على الكرسي الذي بمقابله : تبي تاريخي بعد ؟
عبدالعزيز أبتسم إبتسامة عريضة : من حقّك ماتجاوب
سلطان : طبعًا من حقِّي لا تنسى مين أنا
عبدالعزيز بعبط : لآ أعرف أنت سلطان بن بدر وأنا عبدالعزيز العيد .. شايف كلنا عارفين بعض ؟ لا تخاف للحين ذاكرتي تمام
سلطان وشعر لوهله أن يعرف بأمر غادة , أردف : وتحت سلطان بن بدر مليون خط أحمر
عبدالعزيز وقف وهو يسير نحو مكتبه الآخر الضخم المكتّظ بالملفات .. كان سيسحب إحدى الملفات لولا يدّ سلطان التي لوَت ذراع عبدالعزيز للخلف
عبدالعزيز نعم شعر بتكسّر أصابع في يد سلطان وتألم لكن طبيعي لن ينطق بـ " آه " سحب يده منه
سلطان : أكسر إيدك مرة ثانية لو مديتها
عبدالعزيز وكأن شياطينه تتراقص الآن : ماعاش ولا أنخلق ياولد بدر
سلطان : أحترم المليون الخط اللي بيني وبينك عشان نفسك ماأبيك تداوم بكرسي متحرك
عبدالعزيز ويحك عوارضه كناية عن غضبه ويريد أيضًا إستفزاز سلطان : أبشر قلت لي أحترم المليون الخط !! لا بصراحة صعبة عليّ
سلطان وبنظراته يُريد قتل عبدالعزيز
عبدالعزيز بسخرية : أنا متعوّد من صغري ماأحترم الخطوط أحترم بس الأفعال
سلطان : تستهبل ؟ جايني هنا عشان تستهبل على راسي
عبدالعزيز ويكمل بسخرية : لا والعياذ بالله وش أستهبل !! خلاص ولا تزعل تبيني أحترم خطوط نقول نحترم خط المعرفة اللي كانت بينك وبين أبوي وبس أما خطوط الثانية يبي لها إعادة نظر
سلطان تنهّد وهو يعُود ليجس على مكتبه ويصارع ليُمسك غضبه
عبدالعزيز ضحك وأردف : هالخطوط واضحة للموظفين ولا بس أنا اللي نظري ضعيف
سلطان بصمت لأنه لو تحدّث سيرتكب جريمة في عبدالعزيز
عبدالعزيز : وش فيك ماسك نفسك ؟ تبي تعصّب عصّب عادي لاتجيك جلطة بس
سلطان : أنا أخاف عليك من سوء الخاتمة
عبدالعزيز ضحك بصخب : هههههههههههههههههههههههههههههههه ماني أحسن من أهلي
سلطان : أعرف وش ترمي عليه بس أنت ماتبي تتقبّل هالحقيقة
عبدالعزيز : عفوًا أيّ حقيقة ؟ آها فهمت قصدك ! تقصد أي كذبة كانت أقرب للحقيقة وممكن ينلعب فيها عليّ
سلطان ببرود : عليك نور لازم نعطيك جوّك ونقولك أيوا ياحبيبي يابابا إحنا كذبنا عليك ومررة مررة آسفين لاتزعل علينا
عبدالعزيز : لا إذا فيه غيري كان يقولك يابابا وآسفين وحبيبي لاتبكي فهذا شيء ثاني .. أنا ماينقالي هالحكي
سلطان وقف وهو يقترب منه : وش ينقالك ؟
عبدالعزيز : أنت ماشاء الله تعرف تحلل الشخصيات ! أكيد ماني صعب عليك لهالدرجة
بو سعود دخل ووقف بينهم


,

سمع صوت جوالها .. سار ونظر إلى الإسم " ريحة الجنّة " .. أغلقه وهو ينظر إليها مازالت نائمة
جلس عند رأسها , يتأمل تفاصيلها الصغيرة .. يبدُو متعبة .. تحلم الأكيد أنها ترى إحدى الكوابيس الآن
تحركت قليلا حتى أنزاح الفراش عن جسدها وبانت ملابسها الممزقه
تُركي وقعت عينه على ملابسها و يبدُو أنّ سلطان أعتدى عليها .. أتى بي هنا حتى ................. يُريد أن يتأكد لا بد أن تكُون أخبرته ...... لا مستحيل لاتملك الجرأة أن تقول له !!!!
أقترب من شفتيها ولكنها أفاقت .. شعرت أن كل مافيها تشنّج وهي تراه .. حلم أم ماذا ؟
أنفاسها تتصاعَد كـ بُركان .. حممه تسير بين أوردتها , هل هو أمامي أم حلم ؟
هذا ما وصل إليه حالي أن يستعصي عليّ التفريق بين حلمِي و واقعي !
تُركي : قلتي له ؟
الجوهرة تُغطي نفسها بالفراش وهي تصرخ : أطللللللللللللع أطللللللع لا توريني وجهك
تُركي : جاوبيني
الجُوهرة : بيذبحك لو يشوفك هنا
تُركي : هو اللي جابني لك
الجوهرة أرتجفت
تركي : قالي أجلس عندها
الجُوهرة : كذاب .. كذاب أطلللللللللللللللللللع
تُركي وقف وهو يسير لخارج جناحها
الجوهرة وقفت لتتجه وتغلق الباب وما إن ألتفتت وأُصدر هوا التكييف صوتًا حتى بكتْ بقوة خوفًا .. تشعُر بأن أحدًا بجانبها .. تشعُر بشياطيينْ تحفُّها الآن .. شيءُ يُشبه الإنكسار .. لا ليس شبهًا بل فعلا هو الإنكسار .. حزينة جدًا .. تُركي بصق عليها بالذنب , حرارة المعصية تلتهب معها رُوحها .. هي ليست هكذا .. هل أنا من بدأ المعصية ؟ هو والله هو ... أنهارت بالبُكاء .. بالحُزن .. بالقهر ... بالخوف وهي تستمع لأصوات من نسج خيالها ..... أرادته فعلا أرادته وأحتاجته الآن .. سارت نحو جوالها وهي ترى إتصالات من والدتها , ستتحدث معها في حالٍ أفضل من حالها الآن .. رسلت رسالة إلى سلطان " ممكن تجيني "

,

- باريس -
ضاقت أنفاسُها , غصَّت بالوجع فـ تقيأت بكاءً و بُكاءٍ يضجُّ بِه الحنينْ.
جالسة لوحدها بالشقة , بكت بشدة وهي تنادي في داخلها أسماء أشخاص لا تعرفهمُ .. إن حصل وكان عبدالعزيز بالفعل هو إسم أخي .. أين هو الآن ... ببكاء نادته .. وينك ياعبدالعزيز ...... وينك عن أختك ؟ ... ياربي ... يالله أنا خاوية أمتلأ بالراحلين إن كان في دار جنتك البقاء فـ خذني إليك ... آآآآآآآآه تُوجع والله توجع لا حنّيت لأشخاص أجهلهم

- الرياض –
فتح أزارير ثوبه الأولى , يشعُر بالإختناق الآن
بو سعود : خلاص أتفقنا كذا ؟
سلطان : وش قلت
عبدالعزيز : طيّب موافق
سلطان : من بكرا تداوم ؟
عبدالعزيز ويشعر بـ أحدٍ ينهش في قلبه .. أختنق بشدة وهو يعتصر بالضيق : إيه
بو سعود وضع كفّه على ظهره : وش فيك ؟
عبدالعزيز وتنفسه بدا يضيق
سلطان قام من مكتبه وأقترب منه : وش تحس فيه ؟
عبدالعزيز بدت عينيه بالإحمرار و رؤيته تضعف أكثر فأكثر
سلطان بلل كفّه بالماء ومسح على وجه عبدالعزيز : عبدالعزيز ؟
بو سعود يفتح بقية أزاريره : بدا يفقد وعيه
عبدالعزيز وأرتخى جسده على الكرسي مغميًا عليه
سلطان وضع يده على رقبته : يمكن ضغطه منخفض ..

- باريس-

تكوّرت حول نفسها وهي تبكِيْ بيأسْ والضيقْ يحاوط خاصرتها بشدة
كان مفروض بجانبي أحد .. كان يجب أن يعانقني الآن أحد .. كان و كان وكان مفروض كثير أشياء بس وينها هالأشياء ؟
ضمّت وسادتها تُريد أن تشعُر أنّ أحدًا يُعانقها.

- الرياض-

بدأت صورة سلطان غائمة و بو سعود أيضًا ..
بو سعود : عبدالعزيز
عبدالعزيز أغمض عينيه بشدة ثم فتحها
بو سعود : سلامتك .. شكلك مو مآكل من أمس
عبدالعزيز يشعُر بروح أخرى ترتجيه .. من ؟
سلطان : عبدالعزيز أسمعني وركّز .. صدقني هالمرة بس
عبدالعزيز يرفع عينه عليه و عرق يتصبب من جبينه
سلطان يُردف : لما تشيل همّ أمن صدقني ماتهنآ بنومك ليلة وأنت تحس بأحد يبدد هالأمن ويسبب لهالأرض مشاكل
عبدالعزيز مازال صامتْ .. ضائع
سلطان : لو غيرك يتكلم معاي بهالصورة صدقني ممكن أرتكب جرايم فيه لكن أنت غالي والله غالي ياعبدالعزيز .. ومستحيل أضرّك بشيء .. كل اللي في بالك غلط ..... كيف نأذِي أحد من عيالنا ؟ من عيال هالأرض ؟ مو إحنا نسهر عشان نحميكم كيف الحين نأذيكم ؟ .. فكّر بمنطقية .. كل روح هِنا نخاف عليها نخاف كثير يا عبدالعزيز , الجُوهي بس باقي لنا خطوة وينتهي هالإسم .. خطوة ياعبدالعزيز
عبدالعزيز هو الآخر ضائع في عين سلطان .. يشعر بصدق حديثه ولكن !!! : أنا روحي تفدا هالأرض بس يحق لي أعرف عن أبوي ؟ ماهو حادث طبيعي !
سلطان : حادثّ مدبّر صح بس ماراح يفيدك لو تعرف مين !
عبدالعزيز : ماهو الجوهي صح ؟
سلطان ألتزم الصمت
عبدالعزيز : جاوبني ماهو الجوهي ؟
سلطان : الجوهي هدد أبوك لكن ماكان الحادث من تدبيره
عبدالعزيز : تدبير مين ؟
سلطان : إحنا اللي خلينا مديرك مايعطيك إجازة
عبدالعزيز : أنتم !!!
سلطان : أضطرينا لما عرفنا عن التهديدات
عبدالعزيز وقف وبعصبية : كنتم تعرفون !!! ليه مابلغتوا أبوي ليه كان همكم أنا !! قولي لييييييييييييييييييه
سلطان تنهّد وهو يقف : بنفس اليوم أنا كلمت أبوك بنفسي وقلت له يجلس في البيت وقالي أنه عرس أختك وبلغته بالتهديدات .. والله ياعبدالعزيز بلغته .. قلنا مافيه غير نعطّل عبدالعزيز عشان يجبرهم يجلسون .. بس أنت بعد صدمتنا ماكنا متخيليين أنك بتتركهم توقعنا أنهم بيضطرون يروحون معاك
عبدالعزيز يشعُر بصاعقة تحل عليه الآن
سلطان عاد لمكتبه : كل شي مسجّل .. صدقني كنا خايفيين عليكم كلكم يا عبدالعزيز ... فتح الخزنه ليخرج التسجيلات المتعلقة بوالد عبدالعزيز .... كل شخص يحمل بجوازه إسم " سعودي " نهتم له ونخاف عليه !! إحنا وش همّنا غير أنكم تنعمون بالآمان ..... فيه أشياء كثيرة مانقدر نشرحها نضطر أننا مانكشفها بس صدقني لسبب واحد أننا مانضركم بشيء .. صح كنا معارضين تقاعد أبوك بس مستحيل نتعرض له بشيء ...... الجُوهي كان يهدده وكل شي مسجّل من تهديدات الجوهي له ... أول ماصار الحادث تأكدنا أن الجوهي وراه بس بعدين أكتشفنا شي ثاني
عبدالعزيز ينتظره يُكمل
سلطان : .....


,


سلّمت من صلاتِها , وفتحت المُصحفْ لتشعُر بقرب الله مِنها ....... شيء تقرف منه ومن نفسها عندما تؤدي الصلاة على أنها عادة لا أكثر .. لآتشعر بأيّ روحانية فقط لمُجرد الفرض , لكن الآن تشعُر بشيء بينها وبين الله , هذا الشيء يُسعدها جدًا .. يُدعى : طاعة و صلة بربها ... ألتفتت للباب الذي ينفتح
عبير : تقبل الله
رتيل تضع المصحف على الطاولة : منا ومنك صالح الأعمال
عبير : كيفك ؟
رتيل وهي تنزع الجلال : ماشي الحال
عبير : يعني كويّسة ولا ؟
رتيل تنهّدت : تمام
عبير لا تعلم من أين تبدأ
رتيل وتنتظرها تتحدّث , أردفت : إذا جاية تفتحين مواضيع قديمة أنا سكرتها من زمان ولا أبغى أحكي فيها .. توجهت لسريرها
عبير جلست على طرف السرير بمقابلها : بس أنا ماسكرتها
رتيل : مُشكلتك


,


في بيتٍ رثّ بأثاثه القديم , جُدرانه متصدِّعة .. شبابيكِه نصف زُجاجها مُهشّم , ضيِّق جدًا
يوسف : معليش يعني ياليت يتنازل مقامكم لمقامنا وترضين
أم فهد : لا لا مانيب راضيتن أبد إلا بـ ذاك التسلب يآخذها
يوسف يمسك أعصابه من هذه العجُوز وأردف : عاجبك يعني ترمين بنتك علينا
أم فهد : إيه عاجبنن أنت وش حاشرك ؟ حسُّوا بالقهر شوي
يوسف : إن تزوجها بيطلقها ثاني يوم
أم فهد : والله عاد أنا بحايل عاد كانكم تدلّون بيتي تعالوا
يوسف : تهددينا ؟
أم فهد بسخرية : إذا أنتم تخافون الله منتم مطلقينها من ثاني يوم
يوسف : يالله صبّر عبادك .. منصور ماراح يتزوجها لأنه يحب مرته ولا هو مآخذ عليها أحد كيف عاد إذا كان الأحد معروض عرضَ عليه
أم فهد : لآتهينن في بيتي ..
يوسف : كم تبين وتبعدين عننا
أم فهد : قلت الحتسي اللي عندي مانيب عايدته مرتن ثانية
يوسف بغضب : أنا أتزوجها
أم فهد : نبي اللي ذبح ولدي
يوسف : قلت لك مستحيل !! أنا ولا ماأليق بمقام معاليها !!
أم فهد بتفكير : والله مهيب شينة الفكرة عشان بنتي بعد ماتضايقها مرته الأولانية
يوسف : طيّب أبعدي منصور من السالفة
أم فهد تضع رجل على رجل : وأبعدنا طويل العمر عن السالفة
يوسف بتقرف : كم تبين
أم فهد : والله بنيتي غاليتن ومهرها غالي
يوسف بقلة صبر : أخلصي كم تبين ؟
ترتبّ المكتبة العلوية وهي تدندن بالهِنديْ , ألتفتت وصرختْ بأقوى ماعندها
يانبيله انا حاليا ترى ماني سعيد

ماعرف للعيد يوم

وماعرف لليوم .. . عيد

غايب وروحي جوارك

انقذيني كل ماوزني نقص حبك يزيد

انقذيني صرت اكلم نفسي ونفسي تعيد

كنّااول في انتظارك

انا وطيور القفص والباب واشجارك وجارك

كلهم راحوا وملوا ..

كلهم راحووا وخلوني لحالي .. في انتظارك

انا حاليا وحيد .. انا حاليا معيد .. لامزيد ولاجديد

الا اني اسولف مع الاخ انتظارك

عند دارك

على كرسي انتظارك

اجلس انا وانتظارك

في انتظارك ..



* سعد علوش



,

ترتبّ المكتبة العلوية وهي تدندن بالهِنديْ , ألتفتت وصرختْ بأقوى ماعندها
عائشة : بسم الله بسم الله .. ياربي هادا بيت كله مجنون ... نزلت بسرعة وهي تطرق باب الجُوهرة
الجُوهرة بتعب حملت نفسها لتفتح الباب وعقدت حاجبيها على منظر عائشة
عائشة : هادا مجنون ياربي أنا ما يأرف*يعرف* هيَّا موت ولا لأ ؟
الجوهرة : مين اللي مات ؟
عائشة : سوئاد !! أنا يشوف هوَّا فوق .. *بكت* أنا مايجلس هنا أنا بيقُول حق بابا سلتان
الجُوهرة هي بالأساس مرعوبة والآن بعد حديث عائشة سـ يجن جنونها : بسم الله عليك .... صعدت معها للدور الثالث بخطوات مرتجفة , أشغلت التلفاز الذي بالأعلى على قناة السعودية للقرآن ..
عائشة : هذا حتى هيَّا موت مافي يريّح أنا
الجُوهرة : يمكن أنتي تفكرين فيها بس
عائشة الغير مسلمة : هادا بأدين*بعدين* روح هيَّا يسوي موت أنا
الجُوهرة : وش ذا الخرافات .. نظرت لباب غرفة سعاد المفتوح وعينها على تِلك الصورة
طالت الدقائق وهي تنظر دُون أن ترمش
عائشة وتسمع أصوات من خوفها : والله هادا بيت فيه شيتان*شيطان*
الجُوهرة أكتئبت من هذه الصورة .. نزلت للأسفل وعائشة سبقتها

,

سلطان ويُشغل التسجيلاتْ ويردف : واحد من جماعات الجُوهي عطَّل السيارة لأن والده كان من المطلوبين أمنيا 2003 وتم القبض عليه .. وحبّ ينتقم بجنون بدون لا يفكّر وبعد فترة حاول الجوهي يخبيها لكن فشل لأنه محسوب عليهم ..
بدأت التسجيلات
صوتْ والده الـ أشتاقه : الحافظ الله يا بو بدر
سلطان : سلطان واللي يرحم والديك أسمعني
والده : بو بدر جتني تهديدات أقوى بس تبقى تهديدات
سلطان : بس هالمرّة غير
والده : أنا أقدّر إهتمامك وحرصك بس كلّن يموت بيومه .. لو بنسمع لتهديداتهم كان حبست نفسي من 40 سنة
سلطان : طيب عيالك أتركهم أنا الحين أخلي السفارة ترسل سيارات لهم
والده : يا بو بدر ماهو صاير الا اللي أكتبه ربي
أنتهى التسجيل
واقف , قوته ستخُونه ... يشعُر بأن قلبه يُغمى عليه الآن .. يختنق .. والده .. صوته ..... يشعُر بأن في صدره حنين له لا يُمكن تجاوزه ,
بو سعود : الجوهي كان هدفه أبوك بس كان عارف أنه خطوته بقتله بيكون خسران فيها ,
سلطان : كل اللي أبيك تفهمه أننا حاولنا نحمي أهلك بس هذا قضاء وقدر , ومازلنا
عبدالعزيز بصوت مخنوق : مازلتُ إيش ؟
سلطان أنتبه لنفسه : أقصد مازلت أحميك أنت
عبدالعزيز برجاء : كلهم ماتوا ؟
سلطان : دفنتهم بنفسك ياعبدالعزيز
عبدالعزيز كرر سؤاله غير مُصدق : ماتوا !
سلطان أعاد التسجلات إلى الدرج وهو ينظر إليه وعينيه بعينه
عبدالعزيز بلع غصته : كلهم ؟
بو سعود : مثواهم الجنة يارب
عبدالعزيز عض شفته حتى لايخُونه صبره : يعني ماتُوا ؟
وكل مرة يشعر لأول مرة يتلقى خبر موتهم , مجنُون يشعُر بأنهم أحياء
أغمض عينيه , في حضنها يصرخ " يمممه ... يممممه ردي ... لآ تتركيني ....... يممممممممممممممممممه " فتح عينيها المحمّرة ودموعها لاتخرج .. عاد لحالته الأولى .. تُكابر دموعه عليه .. لاتُريّحه .. تجعله يكتم هذه المصائب فـ ينفجر ذات ليلة يتقطع بِها قلبه الا فُتات لا يُمكن جمعه .. أخاف هذه الليلة
تنهّد وبنصف إبتسامة شاحبة : أنا أستأذن
سلطان : أنتبه على نفسك
بو سعود : أرجع البيت لا تتعب روحك
عبدالعزيز : إن شاء الله .. وخرج من مكتبه ... يسير بإتجاه الباب وعينيه تتأمل من حوله وكأنه لأول مرة يدخل المبنى , يوجع بالحيل يوجع هالحنينْ.
وضع شماغه على كتفه وهو يسير نحو سيارته و أجواء الرياض تهيُّض في داخله الحنين لأهله .. للوطن .. ولا يعني بالوطنُ أرضً , الوطنْ : قلب تجدهُ ملاذًا لرُوحك و تستوطنُ في أحشائه.


,


- باريس –
تتقيأ مع أنها لم تأكل شيئًا يُذكر , دماء تخرجُ من جرح حنجرتها في التقيؤ.
والدتها من خلفها وهي تضع حقيبة اليد على الكنبة : وش فيك ؟
رؤى تتمضمض , أخذت المنشفة ومسحت وجهها : كنت بأنام بس عوّرني قلبي
والدتها : بسم الله عليك , قلت لك خلينا نروح لدكتور يكشف عليك يمكن
رؤى تقاطعه : عبدالعزيز وينه ؟
والدتها صُعقت في مكانها
رؤى : وينه ؟
والدتها : الله يرحمه
رؤى : قلبي يقول أنه هنا .. عندي .. حولي .. يمه تكفين أكذبي بكل شي الا هذا
والدتها : ماأكذب هذا الصدق .. خلاص يارؤى تعبت منك ومن زنِّك وتكذيبك .. كلهم ماتوا لازم تقتنعين بهالحقيقة .. أبوك أختك وأخوك كلهم ماتوااا ... ماعندك أهل ماعندك غيري .. أنتهى أنتهى يارؤى لاعاد تفتحين هالموضوع .. وتركتها وهي تتجه لغرفتها
رؤى جلست بضعفْ , مسكتْ الجوال وحرّكت أصابعها على الشاشة وصوت يُصدر " contacts " دخلت ووضعت أصبعها على أول إسم فصدر صوت " mum " نزلت للأسفل " wleed " خرجت للشُرفة وجلست حتى لا تسمعها والدتها وأتصلت عليه.

كان يُرتب شقته التي تعمّها الفوضى .. أوراق من الجامعة مازالت تختبأ بين رفوف الكتُب .. ربطة عُنق على طاولة الطعام .. تمتم : لازم أجيب أحد ينظف بجلس طول يومي أنظف في هالفوضى .... و ربطة عُنق أخرى تلتف حول ساقِه .. رفعها وأبتسم وهو يدسُّ أنفه بِها ... قبل العملية عندما أتى بِها إلى تِلك البُقعة الخضراء و أغمض عينها حتى يشعُر بِها ... سمع صوت هاتفه , تجاهله أراد أن يختلي مع نفسه و ( نفسه ) ضمير خجُول يعُود تقديره على " رؤى " , رنين الهاتفْ يُزعجه ولكن تناساه وهو يرفرفْ مع ذكراها ......... هذه الأنثى غيَّرتْ بِي مفاهيمْ.

تنهّدت , بالطبع لا يُريد أن يرد عليّ .. أنا من تركته كيف أتصل عليه ؟ .. بللت خدها ذِكرى وليد , رُبما نساني الآن مثل ماتقُول أمي , توجّع قلبِها من مسألة أن ولِيد نساهَا , كانت ترى في نبرة صوته حُب ... يالله.

وضع ربطة عنقه في درجه الـ بجانب راسه , رفع هاتفه ورأى إسمها .... لم يُصدق رمش كثيرًا حتى يُصدق بأن رؤى أتصلت عليه , أبتسم ببلاهة فـ نفسه تتوق و الله تتوق لصوتها و أنا وربُّ عظيم أحبها.
أتصل عليها .. ثواني وأنفاسها تدغدغ مسامعه
لا كلمات .. أنفاسهُم في حوار خاص الآن
لا حرُوف تجرأ أن تُقاطع حديث الأرواح .. هل جربت من قبل حديث بين قلبين ؟ شيء من خُرافة العشق تتشكَّل بالحقيقة
حنين له , شوق يفيضُ بعينيها .. دمُوع تسقط شوقًا له
- لو لي مقدرة في إقتلاع حُزنِك .. لو لي
أشتقتْ لصباحْ يترنَّم بِك , يبدأ بِك , ينتهي بِك , و ماوسطُ العُمر إلا لك
- أشتقت لـ عينك وهي تصارع الدمعة على حافة أهدابك.
تحدّثت بصوت أشتاقته كثيرًا : أشتقت
وليد جلس على طرف سريره : فقدتك
رؤى : ما عرفت أنساك
وليد : ما فكرت حتى أحاول أنساك
رؤى ببكاء أردفت : أصدّق قلبي ؟
وليد : ما عُمره كذب
رؤى : و فيك ؟
وليد : أحبه كثير
رؤى بصوت مرتجف من البُكاء : وأنا أكثر
وليد : عيني لا ضاقْ بها النظرْ أحبّ الشُوف من زاوية قلبك
رؤى : و أنا عين حُبِّك تكفيني ولا أبي غيرها نظر


,


بجانبه , صمت .. يالله يؤلم صمت الأموات هذا .. حوار آخر يحصُل بين الذكريات ، ظهره مُنحني وكفوفه على رأسه وعينيه مُحمَّرة .. لا يبكي لكن يتوجّع .. أما الآخر أنظاره على السقف ينظُر لدُخان الذكرى و نار الحنين كيف تحرق كل من حوله.
ناصر وهذا السكُون يُحدث ضجيج في قلبه : كنت خايف أنهم يكونون ورى الحادث الحين تطمّنت
عبدالعزيز رفع عينه عليه : ما تغيّر شي
ناصر بصمت ينظر لعينيه .. عينا غادة أمامه
عبدالعزيز : تدري أني أغبطك
ناصر : بإيش ؟
عبدالعزيز : تصبّر جوع قلبك لها فيني .. وأنا من يصبّرني ؟
ناصر أبتسم بإنكسار , ونزلت دمعة حرقت خده بألم
عبدالعزيز و تسقطُ هو الآخر دموعه
ناصر شتت أنظاره عن رفيق رُوحه .. سينهار بالبُكاء لو وضع عينه في عينيه وهو يبكِي
عبدالعزيز بصوت مخنُوق بالبُكاء : وأغبطك بعد كنت تصوّر كل لحظة ليتني كنت مثلك .. ليتني صوّرت فرحنا وحزننا وأروي هالقلب ... ليتني
ناصر أنحنى بظهره وغطى وجهه بكفوفه ودموعه بللت أصابعه
عبدالعزيز : تعبت تعبت من الكتمان من الكبت هذا . . ودِّي أخدّر هالذاكرة . .أذبحها أنحرها .. أنسى , مشتهي أنسى ... كيف أنسى ؟ .. عرفت قيمة جدي وجدتي لو أنهم عايشيين كان عوضوني شوي ... كان رميت نفسي على حضنها .. كان صرخت وقلت هذا حضن أمي ..... لو بس يصبّح على جدي ويسألني عن حالي كان قلت للحين أبوي عايش ويهتم فيني .......... محد يا ناصر عندي .... مححد .... أحس قلبي بيتقطع لو أصبر أكثر ... أحس بالموت يقترب مني .. أخاف الموت وأخاف الحياة ..... وش الحل ؟ الحياة تجبرني أذنب ؟ أخاف الحياة تخليني أتمادى بذنوبي و اخاف الموت يكتم على صدرِي وأنا ممتلي ذنوب ... هو فيه منطقة بين الجنة والنار؟
ناصر رفع رأسه وعينه تفيض بالدمُوع : لأ
عبدالعزيز بكى ومثل حالته كأنه للتو يُخبرونه , ضغط بكفوفه رأسه : ليه بس ؟ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه بس آآآآآآآه
ناصر وشعر بـ حمُوضة الليمون حين تُعصر على الجرح الغائر .. فقط عندما سمع الـ آآه منه.
عبدالعزيز : ودِي بهم و أبيهم .. طيّب ودِّي بي ؟ عبدالعزيز ذاك اللي كان يعيش عشان يومه وبس .. خذوه حتى هو خذوووه
ناصر : الحُب شاب و خاف المرض و المُوت
عبدالعزيز : ما شاب في صدرِي حُبهم .. هذا الشيب من الحزنْ
ناصر : وكل مرة أحس وكأني شفتها أمس
عبدالعزيز : أحس أنهم أحياااء حولي
ناصر أخذ شهيقْ وكتم زفيره ليخفض رأسه و يبكِي
عبدالعزيز تقدم له وجلس عند ركبتيه : تحس أنهم أحياء ولا بس أنا المجنون ؟
ناصر ويتألم بشدة : مجنووون مجنووون يا روح ناصر
عبدالعزيز وضع رأسه على ركبتيّ ناصر و كان في وضع إنهيار تام.


,

مسك هاتفه و رأى رسالة " ممكن تجيني " رفع عينه لبو سعود المنشغل : بو سعود
بو سعود ولم يرفع عينه على الأوراق : سمّ
سلطان : بسألك الجوهرة وعلاقتها مع تركي يعني بينهم مشاكل
بو سعود ألتفت عليه : لأ , بالعكس تركي قريب منها كثير ومن البنات الجوهرة أقرب له
سلطان : يعني مابينهم مشاكل ؟
بو سعود : لأ مستحيل لو زعلوا تلقاه من بكرا مراضيها
سلطان وينظر للساعة التي قاربت الثالثة فجرًا : طيب .. أنا رايح البيت ...
بو سعود : بحفظ الرحمنْ
سلطان خرج وهو يحاول فكّ لُغز الجوهرة , " ممكن تجيني " .. وش صاير ؟ خاف عليها , هذه الرسالة منذ ساعات طويلة ولم ينتبه لها .... رأى السائق نائِم , طرق على شباكه : روح لبيتك , ثاني مرة لا جت الساعة 11 وماطلعت أنا أرجع بسيارتي
السائق : زي ماتبي طال عُمرك .. وحرّك
سلطان ركب سيارته وتوجه لقصره


,

لم يأتِها النومْ , تقلبت كثيرًا .. يقتحم عقلها الآن بـ قامته , تأفأفت كثيرًا .. أتجهت لشُباكها ... يبدُو أنّ عبدالعزيز نائم , تُحاسب خطواتها وبشدة .. أجلس قليلا بالحديقة لن يشعُر بي أحد .. رفعت شعرها وأبتسمت أمام المرآة من وصف عبير لشعرها , ضحكت و أبتعدت عن فكرة النزول للحديقة وأخذت الإستشوار السيراميك , منذُ فترة طويلة لم تغيرّ منه , أعتادت على الكيرلي , مرت دقائق طويلة جدًا و تلتها ساعة .. إلى أن تبقت بعض الخصَل
ألتفتت على بابها الـ ينفتح
بو سعود : وش مصحيك ؟
رتيل : ماجاني نوم قلت أستشور شعري
بو سعود أبتسم : تستشورينه ؟ الحين ؟
رتيل : وش أسوي طفشت
بو سعود : ههههههههههههههههههههه من زمان ماشفتك كذا
رتيل وهي تنظر للمرآة : إيه حتى أنا حسيت من زمان ماخليت شعري ناعم
بو سعود : تشبهين أمك كثير بشعرك
رتيل أبتسمت
بو سعود : طيب لا تسهرين كثير وصحيني الساعة 9 لأن شكلي إن نمت ماني صاحي الا على صلاة الظهر
رتيل : لآ تشغل بالك بصحيك إن شاء الله
بو سعود : تصبحين على خير
رتيل : وأنت من أهل الخير والسعادة ... أنتهت من آخر خصلها
شعرها ذو لون الشوكلاته على بشرتها البرونزية ينساب بهدُوء الآن
بجنُون الفضاوة , أخذت الكحل الأسود و رسمتْ على الطريقة الفرنسية كحلها .. أخذت الماسكرا و أتى دور الرُوج , آآآآ أيّ لون .... المخملي العنابي معه يشعّ لون بشرتها بالفِتنة , ضحكت وهي تتمتم : باقي فستان.
تركت نفسها على البيجاما وتمنّت لو عبير صاحية وتشاركها جنُونها الآن ... طرقت الباب , قليلاً ثم فتحته وعينيها تتجه للوحات وصورها , لم تنتبه لهم من قبل
عبير خرجت من الحمام وهي تنشف شعرها بالمنشفة : رتيل
رتيل أستدارت نحوها : طفشت وقلت بشوفك إذا صاحية .. وش هالصور ؟
عبير أرتبكت : في محل فاتحينه من فترة لبنات سعوديات يرسمون ويسوون أشياء زي كذا عاد طلبت منهم
رتيل : آها .. طيب بتنامين ؟
عبير أبتسمت : وش مسوية بنفسك ؟
رتيل : مليت مررة قلت ألعب بشكلي شوي ..
عبير : هههههههههههههههههههههه بس حلو لون الروج
رتيل بضحكة : فتنة
عبير : بقوة هههههههههههههههههههههههههههههههههه
رتيل : إذا إحنا مارحنا الحفلة , الحفلة هي اللي تجينا
عبير سارت معها لغرفتها : ناقصك تلبسين فستان وتكملين
رتيل : فكرت فيها والله بس قلت لا تجيني جنون الأنس وتتلبّسني
عبير رفعت شعرها المبلل : تحمست أمكيج نفسي ... وفعلاً تفننت في وضع المكياج
رتيل : يارب كام أبوي تشتغل .. نزلت للأسفل وهي تبحث في الدروج عن كاميرة والدها , وجدتْ حقيبة الكاميرا , صعدت للأعلى وضعت الحقيبة على السرير وهي تخرجها : أشوى بطاريتها تشتغل بعد .. شغّلت وضع الفيديو .. يالله عبير لفّي
عبير وتضع الماسكرا ألتفتت عليها : ههههههههههههههههههههههههههههههههه
رتيل : هذه إحدى أيام الفضاوة

,

فتح الستائر حتى تخترق الشمس قصره .. صعد للأعلى بخطوات خافتة حتى لا يُخيفها .. فتح باب جناحه بهدُوء
لم تنام بعد , تنتظره .. ألتفتت وهي لا ترى سوى جسد : سلطان ؟
سلطان أشغل أنوار الجناح : إيه
الجوهرة قامت من سريرها وركضت نحوه لتختبىء بِه
سلطان رفعها قليلا عن مستوى الأرض حتى تصل إليه وهو يعانقها ويشعُر بأنها ستدخُل في صدره
الجوهرة تُغطي وجهها بكتفه وتبكِيْ ..... هل الشعُور يصل ؟ العناق يصِل بِه شيء يُقال له : حُب.
يدسُّ أنفه بمسكٍ بين خصلاتِ شعرها , عُمق ما تشعُر به يصل إليه ولكن يجهل السبب .. الحُزن الذي يفتفت قلبها ويسكُب الطُهر من عينها أشعُر بِه والله أشعر يالجوهرة.
هذا الأمان أريد أن أختفِي به .. أعتكف في يسار صدره وأختبىء ولا أخرج لأحدٍ سواه
سلطان همس : ماتبين تقولين شي ؟
الجُوهرة أبتعدت عن حضنه وكفوف سلطان تتشابك مع كفوف الجوهرة : خفت
سلطان : بسم الله على قلبك من الخوف ... وسار بها وجلس على الكنبة.
نزع جزمته ورفع عينه عليها : مافضيت أمسك جوالي ويوم مسكته شفت المسج
الجُوهرة : آسفة أزعجتك بشغلك بس
سلطان ويفتح أول أزارير لبسه العسكري الذي أرتداه بآخر دوامه مع بو سعود وتدربُّوا : لا إزعاج ولا شي .. بس إيش ؟
الجُوهرة وفكها السُفلي يرتجف ويترطم بفكّها العلوي بتوتّر
سلطان أبتسم وهو يرفع حواجبه : بس وشو ؟
الجُوهرة : ما أعرف أهرب منك .. كل ماحاولت أبعد عنك أرجع ألاقيني فيك
سلطان بضحكة وهو يجلس بجانبها : وأنتي تفكرين تهربين مني ؟
الجُوهرة بحرج توترت " بغت تكحلها عمتها " و ريحة العُود تخترق أنفها
سلطان ينظر لشيءٍ خلف الجُوهرة : خربت نومي والله
الجُوهرة ألتفتت ولكن هذه إحدى حيَل سلطان حتى يُقابل وجهه وجهها , باغتها بـ قُبلة عميقة
أغمضت عينها تُريد أن تحيَا الحُلم ولو لمرة وكفوفها مرتخية على صدره , أول قُبلة , أول شعُور , أول عناق .. هذا من المُحال نسيانه .. رجُلِي الأول في قلبي لا يُنسى منه شيء | حتى أبسط الأشياءِ و أصغرها.
أغمض عينه لأنثى وحيدة فريدة .. الحروف تتساقط من شفتيه وتعبر شفتيها بسكُون , تلتحمْ شفتيه بشفتيها , قُبلة ذات معنى عميق بداخله و داخلها .. قُولي لهم ما عاد يستهويني الحديثُ باللسان .. قولي لهُم أنا الباذِخة لا أتحدَّثُ سوَى بالقُبل الشهيّة.
أخبرهُم أنني أراك الوطنْ و شيء تلاشى قد عاد يُدعى : أمان .. أخبرهُم أنني أخاف حُبّك .. أخبرهم أنه قلبِي يريدك لكن الحياة لا تُريديني معك و الحُب لا أناسبه ولكنني أراك بِه.
فتح عينه وهو يبتعد وذراعه مازالت تُحاصرها , يتأملها وإبتسامة تعتليه , مازالت مغمضة عينيها
هي بللت شفتيها ومن ثم فتحت عينيها وهي تتجه مباشرةً لعين سلطان , أرتبكت بشدة و بياضُها يتحوَّل للحُمرة , أبعدت كفوفها عن صدره وهي تبحث عن فُرصة الهرب من عينيه. , وقفت ببلاهة : تمسي على خير . . . . وأتجهت لسريرها وهي تغطي وجهها بأكمله
سلطان وهو يتجه ليآخذ شاور بعد التدريب الشاق الذي تدرّبه : وأنتي من أهل الخير


,

بجانب الشباك جالسة وكفوفها على بطنها المُنتفخ , أبتسمت وبعينيها تلمع الدمعه : تحس فيني يايمه .. يارب يخلي لي عبود وتقر عيني بشوفته ..... وتقر عين أبوك بشوفتك .... شعرت برفسه .. ضحكت بفرح .... وعين أبوي أنت ... وفديت قليبك ..... متى أشوفك بس ؟ .. رأت يوسف الداخل ومعه والده .. شعرت بـ وخز في يسارها من منظر الغضب المتشكّل على ملامحهم .... نظرت لساعتها * التاسعة صباحًا * رُبما تلقوا خبر سيء ... أرسلت بالواتس آب لـ ريم " ريوم إذا صاحية بليز أنزلي تحت شوفي عمي "
أتاها الرد " دايخة بنام .. ليه وش عندك ؟ "
نجلاء " مدري أحس فيهم شي روحي شوفيهم وطمنيني "
ردّت ريم " طيب هذا أنا نازلة "


,


على طاولة الطعامْ ,

بو سعود : أنهبلتوا ؟
رتيل : ههههههههههههههههههه
بو سعود يشرب من كأس العصير : أنا تأخرت .. أنتبهوا لا تسوون شي أخاف من هدوئكم
عبير وهي تدهن قطعة التوست بالجبن : تطمّن
بو سعود أعطاهم نظرة تحذير وخرج .. توجه لعبدالعزيز قبل أن يخرج
دخل ونظر لناصر المستلقي على الكنبة و بالمُقابل عبدالعزيز على الكنبة الأخرى , التكييف المركزي بارد جدًا , أخذ فراش عبدالعزيز من سريره وغطّى ناصر .. وبحث بالدولاب عن فراش آخر ولم يجد .. أغلق الستائر حتى لايخترق الضوء ..... عاد للقصر وكانت رتيل تطبّل على الطاولة وتدندن : ودعتك الله يانظر عيني بأمانة اللي ماغفت عينه ماودِّي تترك يدك يديني .. فرقا الحبايب يابعدي شينة
عبير : خلك معي ولا تخليني دنياي بعدك ماهي بزينة فيني ياخلي مايكفيني الله يصبّر قلبي ويعينه
رتيل : عاشوا .. ههههههههههههههههههههههههههه
عبير وضعت التوست في الصحن وتطبّل على الطاولة : حاولت أسافر يالغضي وياك لكن شسوي عيّت ظروفي القلب يصرخ مايبي فرقاك ولهفة حنيني تصرخ بجوفي
رتيل : والله ماأسوى أنا بلياك أسمع كلامي وصدق حلوفي أنت وعدت بترجع وألقاك والحر دايم لا وعد يوفي
بو سعود تركهم وواضح عليهم أن النفسيات بدأت تتحسن , أخذ فراش من أول غرفة ورجع لعبدالعزيز وغطاه وأغلق الباب عليهم .. وتوجه لعمله
بجهة أخرىَ
مرّت الخادمة أمامهم
رتيل : تعالي أرقصي
ساندي : لآ
رتيل : هههههههههههههههه صدقت .. أنا تهيّضت نفسي على الرقصْ ....
عبير : لو بإتصال أرجوك طمني وخبرني وشهي آخر علومك .. أوصف لي أوضاعك وعلمني شلون تقضي بالسفر يومك
رتيل وهي بدأت ترقص وهي جالسة :d : ولا برسالة شوق راسلني واكتبلي افراحك مع همومك
عبير وهي تضحك أردفت : وإذا نويت ترد خبرني أبحتفل ياخلي بقدومك . . ألفحي بشعرك حللي الإستشوار
رتيل : ههههههههههههههههههههههههه ... وقامت من الطاولة وبنصف الصالة بدأت بالرقص
عبير تصفق لها : الموت في بعدك يناجني والعمر بعدك يكره سنينه .. لجل المشاعر خلك بعيني وأنسى السفر لاعادت سنينه
رتيل : هههههههههههههه غيري خلاص هذي ماترقّص ........
عبير : ذيك اللي تحبها أفنان وشهي ؟ أزعجتنا فيها
رتيل : إيه إيه لحظة بتذكر
عبير وتعود لأكلها : أستغفر الله لازم إحترام للنعمة
رتيل : طيب أكلي أخلصي ماصار فطور
عبير : هههههههههههههههههههههههه خلاص الحمدلله .. .سااااااندي .. تعالي شيلي
رتيل : ياربي نسيتها
عبير وتقوم معها وتتجه للتلفاز وتضع على إحدى القنوات : جتّ بوقتها ترقص بقوة .. وبوسط الصالة مع رتيل " تنكسُّوا "

,
ريم : وش صار ؟
أبو منصور : الحمدلله كل شي تمام إلى الآن , ينتظرون إعترافات يزيد وبيتم النطق في الحكم إن شاء الله من صالحنا
يوسف ومُتعب , أستلقى على الكنبة
ريم : نام فوق
يوسف بإستظراف : لآ خليني عايش الدراما ويعنني حزين
ريم : ههههههههههههههههههههههههههههه يخي رايق حتى تتطنز
يوسف ويقصد بـ الذبة والده : وش نسوي بعد على الأقل ماظلمنا أحد
بو منصور : يعني ماترمي كلام علي يامال اللي مانيب قايل
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههه حقك علينا
ريم : شفتوا منصور ؟ كيف حاله ؟
يوسف : الحمدلله بخير يعني تعبان أكيد بس الحمدلله
ريم : والله حتى نجلا الله يكون بعونها
يوسف بسخرية لاذعة على نفسه : يبه الحين زواجي بنسويه وين ؟
هيفاء دخلت على جملته وضحكت : وين ناوي تسويه ؟
يوسف : مدري أفكر بأي قصر أسويه ؟
بو منصور : تستظرف أنت وهالراس .. وخرج
يوسف : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه والله أنهلكت تعبت ودِّي انام شهر تعويضًا على الأيام اللي فاتت
هيفاء : وشلون منصور اليوم ؟
يوسف : أبد يطق أصبع
هيفاء : أتكلم جد
يوسف : تعبت وأنا أقول تعبان بس بخير
هيفاء : قذافي من جد .. كيف تعبان وبخير
يوسف : يعني أكيد تعبان بس يعني ماهو طايح من التعب يعني الحمدلله
هيفاء وتجلس بجانبه : أمي أمس تقول أسمها مهرة .. هههههههههههههههههه يوسف ومهرة ههههههههههههههههههههه أقول أطلب النظرة الشرعية شفها مزيونة ولا لأ
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه أي نظرة أي بطيخ من أول يوم بتشرّفنا هنا
هيفاء : صدق
يوسف ويمثّل الحزن : إيه والله أمها تبي تنقلع حايل ورمتها عليّ
هيفاء : ههههههههههههههههههههههه بس حرام والله تكسر الخاطر
يوسف : أنا من الحين أقولكم لو كسرت خاطري وكذا حسيتها فقيرة ومسكينه بتركها بحالها لكن إن طلعت عوبا والله لأطلع حرّة منصور فيها
هيفاء : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه وش بتسوي يعني ؟
يوسف : والله عاد أمها قوية شوي وتمسك عقالي وتقطعه على ظهري فـ نشوف البنت
ريم : لآ حرام تلقاها ضعيفة ومالها ذنب
يوسف : أي ضعيفة خليها على ربك بس
هيفاء : طيب وش يعني بتطلقها
يوسف : من جدك !! قسم بالله أكسر خاطر نفسي كنت أقول أنا بكون حديث فتيات الرياض بحُبِّي لزوجتي فجأة ألقى نفسي مع ذي اللي إسمها مهرة
ريم : ههههههههههههههههههههههههههههههه أمحق حديث فتيات بعد !! يا هو حظك مضروب
يوسف : والله شي مو طبيعي بس عاد والله إن طلعت شينة بسحب عليها .. يعني مزيونة وكلبة أوكي لكن شينة وكلبة لألأ وألف لأ
هيفاء : أنا إحساسي يقول أنها مزيونة كذا الإسم فخم مبيّن
يوسف : شوفي ريم إسم فخم وتجيب العلة
ريم : ياكلب صدق أنا أجيب العلة
يوسف : امزح يختي خلوني أفضفض شوي والله مقهور
هيفاء : فضفض ياعيني
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه خلاص خلصت الفضفضة
هيفاء : ياشقاك وأنا أختك ههههههههههههههههههه
يوسف : ودِّي أسوي معها حركة وصخة أوديها حايل عند أمها وأنحاش
هيفاء : أفآآ هههههههههههههههههههه مو قلت بتطلقها بعدين
يوسف : أنا قلبي مفتوح للحب مع أي حشّرة من جنس حواء فعشان كذا أنا عندي أمل أنها تكون جميلة خُلقًا و خلقًا
هيفاء : طيب إن كانت جميلة خلقًا وقبِيحة خُلقًا
يوسف : لا بهالحالة أنا ماأتحمل , تعرفين المزايين اللي مثلي مايقبلون يعني مايقدرون يعيشون بدون جمال
هيفاء : تلايط بس
ريم : ولا يقول حشرة كفوك يعني تحب الرخيصة عادي مايهمك
يوسف : طبعًا الحشرات اللي زيّك يفهمون الكلام زي مايبون .. أنا لا بغيت أحبّ بتكون ملكة في عيني هي أصلأً ملكة بدوني بس بتكون أميرة يعني كيف أوصف لك بتكون فريدة عن بنات جنسها لسبب واحد أن يوسف عبدالله بكبره حبّها .. بس طبعا هالكلام ماراح يصير مع المدعوة زوجتي لسبب وحيد بعد لأنها مهي ملكة بدوني هههههههههههههههههه الله يصبّرني بس أحس بدخل حرب أول مايقول الشيخ ألف مبرووك
ريم : شف من وجهة نظري أنك تحاول تتكيف يمكن خيرة لك .. وحاول تحبّها يخي عادي كل الحب يجي بعد الزواج
يوسف يمثل الملامح الحزينة : آخر عمري كذا زواجي والله بموت .. من يومي مراهق وأنا أهايط على ربعي بكيفية زواجي وآخر شي كذا


,

أفنان : يمه ماترد وش أسوي طيب ؟
أم ريان : قلبي ماهو متطمن لايكون صاير بهم شي
أفنان : توسوسين يمه صدقيني مافيها الا العافية
دخل تركي : السلام عليكم
: وعليكم السلام
أم ريان : توّك راجع ؟
تركي : إيه
أم ريان : شفت الجوهرة ؟
تركي : إيه بخير ماعليها
أم ريان : الحمدلله .. طيب وراها ماترد علينا
تركي : يمكن نايمة . . أنا بدخل أنام تعبان , تمسون على خير .. وصعد للأعلى
أم ريان : أتصلي عليها مرة ثانية
أفنان : طيب .. أتصلت مرة أخرى
أم ريان : من أمس ماترد عليّ
أفنان : يمكن مشغولة وتوّه تركي يقولك أنها بخير
أم ريان بتوتّر : طيب وراه ماترد ؟ أكيد فيها شي أنا أعرفها بنتي ترد علي بسرعة

بجهة أخرى

أنزعج من رنين الهاتف , ألتفت عليها : الجوهرة ... الجوهرة ... عندما يأس دفن وجهه بالمخدة فهو يريد النوم ولا يريد غيره
الجُوهرة سحبت الجوال وردّت دون أن ترى الإسم وبصوت كله نوم : ألو
أفنان تمد الجوال لوالدتها : هلا
الجوهرة لم تُركز بالصوت وهي في إغماءة النوم : مين ؟
والدتها : أنا أمك , نايمة ؟
الجوهرة : هلا يمه ماأنتبهت
والدتها : خلاص أرجعي نامي ولا صحيتي كلميني .. نوم العوافي يايمه .. وأغلقته
أفنان : أرتحتي هذا هي نايمة وبسابع نومة


,

في المطبخ تقصّ عليهمْ ماحدثْ
عائشة للخدم ذو الجنسية الفلبينية : أنا فيه سوِّي صوت واجد آشان*عشان* يسأمني*يسمعني* بس مافيه أهد يجي
الخادمة : ديفال أووه ماي قاد !! وير ؟
عائشة : فوق إن لايبراري
الخادمة الأخرى : أنتي مجنون
عائشة : والله عظيم أنا يشوف
أنرعبوا الخادمات من وصف عائشة
عائشة : يجي من ورى يممه يممه هادا مجنون يوقف .. يمكن يبي روه*روح* أنا .. بس يقوم بابا سلتان أنا بيسافر ما يجلس في هادا بيت


,

أخترقت رائحة العطر بقوة في أنفه , فتح عينيه وألتفت على ناصر الـ مازال نائم .... أبعد الفراش عنه وأتجه نحو الحمام ..
أم عبدالعزيز : وبتودي غادة الساعة 5 وياعيني جيب بطريقك هديل من الجامعة
عبدالعزيز وهو يُغسل وجهه : يمه توّني صاحي وأشتغلتي عليّ
أم عبدالعزيز : هههههههههه ياروحي وش أسوي ماأبغى انسى
عبدالعزيز : إن شاء الله تبشرين أنتي تآمرين وبس
أم عبدالعزيز : ياعلِّي ماأنحرم من نورك .. يالله توضأ وصلّ وأنا بحضِّر لك الفطور

فتح عينيه على المرآة وهو ينظر لملامحه الشاحبة من بُكاء الأمس ... أخذ المنشفة ومسح وجهه ... وتنهّد ورأى ناصر ينظر لساعته : صباح الخير
ناصر : صباح النور ... تأخرت على الدوام
عبدالعزيز : أسحب بتوقف على يوم
ناصر وقف وتوجه للحمام وهو يقول : أكيد بسحب
عبدالعزيز وهو ينظر للستائر المغلقة .. يبدو بو سعود دخل ونحنُ نيَام .... نظر للفراش الأبيض ..... المُشكلة ما عُمري شمِّيت ريحة عطرها عشان أعرف هو لها أو لأ .. ضحك على سذاجة تفكيره وأبعد الفراش على الكنبة وجلس ..... أخذ قارورة المياه الـ بجانبه وبدفعه واحدة أفرغها ........ ناصر جلس وأنحنى ليلبس جزمته : طيب ماراح تقولي أفطر عندي
عبدالعزيز : هههههههههههه لأ توكّل لأني برجع أنام
ناصر أبتسم : بخيل
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه طالع عليك
ناصر وقف ويغلق أزارير ثوبه : أشوفك على خير
عبدالعزيز : إن شاء الله ... وخرج معه وسمعُوا صوت الأغاني
ناصر : حفلة الصبح !!!
عبدالعزيز بسخرية : بنات طال عُمره كل شي عندهم غير
ناصر ضربه على صدره بخفة : خفف من حقدك
عبدالعزيز : ماني حاقد بس سألتني وجاوبتك
ناصر أكتفى بإبتسامة ذات مغزى .. وركب سيارته وذهبْ
عبدالعزيز عاد لبيته ولكن لفت إنتباهه للنافذة وستائرها الغير المغلقه ... رآها وضحكاتها تنتشر و ترقص بطربْ .. وكأن الأرض توقفت الآن .. عيناه عليها .. شعرها لأول مرة يراه بهذه الصورة .. تفاصيل ملامحها وكأنه للتو رآها .. مرّت عبير من عند رتيل
أخفض نظره : أستغفر الله العظيم وأتوب إليه ... و دخل بيته وهو يلوم نفسه .. يعني هي حلال وأختها حرام .. يالله على دينك ياعبدالعزيز ... تمتم : اللهم إنك عفوُّ كريم تحب العفو فأعفُ عنِّي.


,


- في الإشارة -
زحمة الرياض لا تُطاق .. ,
غادة وعلى أرصفة باريس تستدير حول نفسها : وهواها وزحمتها كل شي كل شي بالرياض يهبّل
ناصر : هههههههههه هذا وأنتي مازرتيها الا مرة وتقولين كذا
غادة : يكفي أني منها
ناصر : أبوك من تزوج أمك وحطّها في باريس ومن وين لوين تشوفونه بعد ماتقاعد صار يقابلكم وصار يحشرني بقوانينه وهذا إيه وهذا لأ
غادة : لا تحكي عن أبوي فاهم
ناصر : ههههههههههههههههههههههههههههههههههه طيب آسفين
غادة : إيه بعد شوي تسبه قدامي
رفعُوا أعينهم للألعاب النارية في السماء ..
غادة : الله
ناصر ويعانقها من الخلف : شايفة كيف يختفي النور بالسماء هذي حالتِي لا بغيت البُعد .. يختفِي هالشعُور بثواني و يلسعنِي بحراراته وكأنه يقول مجنون والله مجنون إن فكّرت بالبُعد .
غادة تبتسم وخدّها يلتصق بخدّه : وشفت كيف هالسماء تنوِّر بالألعاب النارية ؟ حالتي تماما معاك .. لما أشوفك أحس بـ كلِّي ينوِّر بِك .. وعيني تستمِّد ضوئها من حُبك
ناصر أبتسم إلى أن بانت صفَّة أسنانه العليا وهمس : أوعدني لو تغيب عن بالك ماأغيب أوعدني بالسؤال لو يعني البعد طال
غادة : أوعدني بكلمتين مو أكثر من كلمتين أرضي فيهم حنين عمره سنين
فاق على صوت بواري السيارات الغاضبة , حرّك سيارته وهو متعرق من الذِكرى وبصوت أنخدش بالحنين : بس كلمتين يا غادة


,

أنيق جدًا وهو يُضبِّط نسفة غترته .. تعطر و نظر لنفسه نظرة آخيرة
آخرٌ بنبرة ساخِرة : رايح لها ؟
هوَ : ماهو من شؤونك
- : بس حبيت انبهك .. ماتنفع لك صدقني ماتنفع
هوَ : أبلع لسانك ولا تجيب سيرتها
- : ههههههههههههههه لايكون بس تغار !!
هوَ : لا بس ممكن أخليك مروحة لنا كم يوم
- : عشان بنت عبدالرحمن !!! والله أمرك غريب
هو : أكرمني بسكوتك ... وخرج


- الثالثة عصرًا –

عبير : أنا عندي موعد ضروري
رتيل : ياخاينة تخليني
عبير : موعد أسنان مايتأجل
رتيل : طيّب
عبير صعدت للأعلى لترتدِي عبائتها ... أول ماأدخلت عبائتها شعرت بعطرها يخترق أنفها ... جلست لثواني تتأمل نفسها فـ نزعت العباءة وهي تتذكر " المُتعطرة زانية " .. أرتعش جسدها من كلمة " زانية " هذه الكلمة تؤذي بشدة .. تعني النار و أشياء تُدعى : عذاب , أرتدت عباءة أخرى وأخذت حقيبتها حتى لا تتأخر ... وخرجتْ.
رتيل بدأ النُعاس يسكُن عينيها .. أستلقت على الكنبة في الصالة , وما إن أغمضت عينيها حتى دخلت في سُبات عميق


,

سلّمت من صلاة العصر وألتفتت عليه وهو يُغلق أزارير قميصه العسكري
قرأت أذكارها ووضعت السجادة على جمب : سلطان
سلطان رفع عينه
الجوهرة : متى بترجع ؟ .... (هذا أسوأ سؤال للرجل .. أردفت) .. مو قصدي يعني أحاسبك بس يعني .. يعني بس أبي أعرف
سلطان ويجلس حتى يرتدي جزمته : ماأحب هالأسئلة
الجُوهرة أرتبكت بشدة : والله مو قصدي بس يعني .. بس عشان ما ..
سلطان : ماا . . إيش !! قولي جملة مفيدة
الجوهرة : خلاص ولا شيء
سلطان ضحك : طيّب أحب هالأسئلة
الجوهرة وملامحها متجمدة .. يحبها ولا ما يحبها الحين !!
سلطان رفع حاجبه : نمزح .. وش فيك ؟
الجوهرة : لآ بس يعني قلتها بنبرة كذا جدية
سلطان : طيّب مدري يمكن الساعة 12 ماراح أتأخر
الجوهرة بعفوية : يعني اليوم كله
سلطان : ليه ؟
الجوهرة أنتبهت لنفسها : لآ ولا شي
سلطان : وش رايك تروحين لبيت عمّك
الجوهرة : عمي عبدالرحمن
سلطان : إيه إذا طفشانة
الجوهرة : لا ما قلت لهم , بكرا أجيهم
سلطان وقف : براحتك .....توجه للباب.... ألتفت عليها .. أحس فيه حكي تبين تقولينه
الجوهرة بخجل شديد : أخاف
سلطان أبتسم : طيب الخدم هنا
الجوهرة : أمس عايشة تقول أنها شافت مدري مين فوق بالمكتبة
سلطان ضحك بقوة وأردف : وأنتي تصدقينها
الجوهرة : لآ بس يعني ...
سلطان : عايشة على نياتها تلقينها سمعت صوت من الهوا وتحسبه أحد
الجوهرة : طيب الحين شغلك كل يوم كذا من العصر لليل
سلطان وهو ينزل الدرج وهي بجانبه : لأ بس عشان الحين فيه ضغط وكذا
الجوهرة : بالتوفيق
رن هاتفه , أخرجه : هلا بو سعود
بو سعود: هلا بك .. وينك ؟
سلطان : جاي .. ليه ؟
بو سعود : أنشغل بالي تأخرت مرة
سلطان : بنت أخوك خوافة
بو سعود : ههههههههههههههههههههه لقيت من تحط عذرك عليه
الجوهرة بصوت خافت : ماني خوافة وبعدين أنت صاحي متأخر
بو سعود وسمع همسها : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه خلها تروح للبنات
سلطان : قلت لها بس هي ماتبغى تقول بكرا
بو سعود : حياها بأي وقت .. المهم لا تتأخر لأن عبدالعزيز بعد جاي
سلطان : طيب مسافة الطريق
بو سعود : بحفظ الرحمن .. وأغلقه
سلطان : لآ شكلي بتأخر اليوم .. بقفل الباب ومحد جايك ولا تسمعين لعايشة تراها تخرف مررة
عايشة : لآ بابا أنا مافي مجنون
سلطان ألتفت عليها : قسم بالله خرعتيني من وين طلعتي ؟
عايشة : والله بابا أنا يشوف بعين أنا أمس
سلطان أبتسم : بالله شغلي القرآن عشان تتطمن
الجوهرة : شغلته أمس فوق
عايشة : أنا يشوف ماما سوئاد
سلطان وتغيرت ملامحه .. لاحظت ذلك الجوهرة , خافت بشدة
ألتفت عليها سلطان .. عيناه وهي تنظر إليه أرعبتها من مسألة أنه يشك بها
سلطان : عايشة مافيه أحد .. ولا تنظفين الدور الثالث أتركيه زي ماهو ...
عايشة أستجابت لأمره وعادت للمطبخ
الجوهرة بصمت بدأ قلبها بالتراقص .. بالرغم من أنها تخافه كثيرًا إلا أنها تشعر بالأمان نحوه .....

,

في المجلسْ الكئيبْ

بو منصور : ماقدر نطلع الفحص بيوم وليلة
أم فهد : والله أنتم لا أشتهيتوا قدرتوا !! أنا مانيب زايدتن بالحتسي قلت أنا الجمعة ماشيتن لحايل وقبل الجمعة أنت مستلمها
يوسف: مستلمها !! حسستيني منتظر بضاعة من براا !!
أم فهد : أغلط عليَّ بعد ببيتي .. قم انقلع برا وجب لنا أخوك
بو منصور : معليش أمسحيها بوجهي خلاص نحاول نطلع الفحص الطبي قبل الجمعة .. أستغفر الله بس
يوسف بسخرية : طيب ماعندها شروط العروس
بو منصور ضحك وهو فعلا بحاجة لـ يضحك في ظِّل هذه الظروف
أم فهد : أكيد بنتشرط .. أولا تسجِّل لها أيّ حلالن بإسمها تضمن به مستقبلها
يوسف : صدقت عاد
أم فهد : وشهو ؟ وش تقول أنت !!
يوسف : أبد ماأقول شي .. طيب أحنا ماشيين
أم فهد : ماتبي تشوف مرتك
يوسف ضحك من قلب : هههههههههههههههههههههههههههههههههه والله عاد إذا بتعرضينها ببلاش عادي
أم فهد : ياقليل الأدب صدز منت بكفو تحسبها من بنات اللي أنت مخاويهن مايستحن ولا شي
بو منصور : أمش نطلع لاتجيب العيد بس
يوسف: هههههههههههههههههههههههه تراه يعتبر قذف علي وتؤثمين
أم فهد : أي قذف ياجعلهم يقذفون راسك بقذيفة قل آمين
يوسف وراق له الإستفزاز لهذه العجوز : ههههههههههههههههههههههههههه يالله أكفينا شر دعواتك بس .. لاتنسين أني زوج بنتك يعني ماينفع هالحكي !! القذيفة اللي بتجيني بتجيها
أم فهد : إكل *** لا تخليني أتحسب عليك أنت وأخوك
بو منصور : يوسف قوم يالله .. وخرج من البيت
يوسف ويريد أن يحلل هالزواج من الآن : ههههههههههههههههههههههه أنتي مرة كبيرة مايجوز تقذفين الناس وتقولين مثل هالحكي الله يرضى لي عليك
أم فهد : نعم تعال بعد علمني شلون أحتسي !! أنت قبل أمس مرضعينك جايني الحين تعلمني
يوسف ضحك بصخب : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههههههه يامال الجنة الباردة يا فهد
أم فهد : زين يطلع منك شيِّ(ن) سنع
يوسف : ظالمتني والله ..
دخلت من الخارج وهي تنزع النقاب بتقرف من الأجواء الحارة : وش ذا القرف !! أووووووووووووووووووف .. ألتفتت لتسقط عينها على يوسف
يوسف وهو يتأملها وعينه تُفصّلها تفصيل .. أطال النظر حتى صرخت به العجوز ووكزته بعصاتها
أم فهد : أنت وش تطالع ؟
يوسف أنقهر منها : يعني وش أطالع !!!
مُهرة أرتدت نقابها : أطلع برا لو سمحت
يوسف : كأني أنطردت ؟
أم فهد : لا ماهو كأنك إلا أنطردت يالله ورني مقفاك
يوسف أبتسم : طيب أجل أشوفك بعد شهر إن شاء الله هذا إذا فكرت أجي ولا ممكن تطول .. اخذيها معك لديرتك .. وقف
أم فهد مدّت عصاها له : خلاص أجلس
يوسف : إيوا خلينا كويسيين
أم فهد : ذا منطوق رجال !! كويسيين !!
يوسف : بتغلطين من الحين علي ؟ إيه كويسيين ومررة مررررررررة بنتك تخقق هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههههههههههههههههه * تلاها بضحكة طويلة *
مُهرة : أفجعيني يمه وقولي أنه ذا اللي بيكون زوجي
يوسف : نعم أنا ليه مو عاجبك !!
مُهرة : أنا أقول أطلع برا لا أطلعك بطريقتي
يوسف : أنا من زمان ماأحب اللطف ويروق لي العنف خصوصا من النساء
مُهرة : تدري أنك سامج و تافه
يوسف : كلك ذوق
مُهرة : يالله يالله يالقرف أقول أنقلع
يوسف : أفآآ خربتي الجمال كذا !! مايصير بنت زيّك تقول أنقلع
مُهرة وتقف أمامه بقوة وبنطق بطيء : أنــــــــــــــقـــــــــــــــــــــلـــــــــــ ــــــــــــع برااا
يوسف : المشكلة أنه قلبي رحوم مايحب يهين أحد بس لاتنسين نفسك يعني كيف الزواج وكذا !! عشان أذكرك
مُهرة : ماهمني وهالأشياء ماتهينني ..
يوسف: آها يعني عادي السب والمدح عندك واحد
مُهرة بنبرة متقرفة : إيه واحد .. ويالله أشوف أطلع برا ولا عاد تجي
أم فهد : مجنونة أنتي وش لا عاد يجي .. أنثبر بس
يوسف : ههههههههههههههههههههههههه الله على الأيام الجميلة اللي بتجمعني معاك
مُهرة : سودا وأنت الصادق
يوسف ويسحب النقاب من وجهها
مُهرة رفسته بين سيقانه حتى سقط على الكنبة الرثَّة متألم : الله يآخذككك قولي آمين .. رجّال مو مرَة
أم فهد : عفيّة على بنيتي ما عليها خوف ههههههههههههههههه
مُهرة : لآ تحاول تتعدى حدودك معي ... ودخلت للداخل

,

دخلت المطعم الذي وعدها فِيه . . .بحثت بعينيها عنه , هو يعرفها بالطبع سيأُشِّر لها لكن هيَ لا تعرفه .. و
تعبت أسافر في عروقي ومليت من جلدي اللي لو عصيته غصبني
ياما تجاوزت الجسد واستقليت عن الألم .. لاشك جرحي غلبني
أنا سجين الحال .. مهما تسليت وانا الطليق وكل شيٍ قضبني
حريتي لاعل .. يا كود ياليت ما شفت حيٍ جاد لي ماسلبني
وليت يا ليل التباريح وليت اما محاني الحزن والاكتبني
كل السما في دفتري وان تجليت مثل الشموس .. غبار قبري حجبني
لي صاحب وان ما تخلى تخليت لا بد ما نهدم .. ولا بد نبني



* بدر عبدالمحسن



,


,

دخلت المطعم الذي وعدها فِيه . . .بحثت بعينيها عنه , هو يعرفها بالطبع سيأُشِّر لها لكن هيَ لا تعرفه .. جلست في الزاوية , أخرجت هاتفها ورسلت له رسالة " أنا موجودة , وينك ؟ "
مرت الثواني الطويلة وتلتها الدقائق وهي تنظر للباب وكل رجُل يدخل تشعُر بأنه هو لكن يخيب أملها عندما يجلس مع أحد آخر
مرت الساعة الاولى ... لا تلمح طيف أحد.
رُبما يكذب .. لآ مستحيل .. رُبما أراد أن يراني فقط .... يالله ياعبير على غبائك يعني مايبغاك تعرفين أسمه كيف بيرضى تشوفينه ؟ ليتني فكرت ..... مرت نصف ساعة أخرى لآ أحد.
رسلت له بغضب " الشرهة ماهو عليك الشرهة على اللي مصدقك " ... وخرجت ... دخلت الممر الضيِّق بجانب عيادة الأسنان المُوصل لسيارة السائق حتى لا يُخبر السائق أحدًا وفي طريقها بالممر أخرجت هاتفها ووصلتها رسالة منه " قرّت عيني بشوفتك "
تصاعدت أنفاسها و تبعثرت جزيئات قلبها وهي تلتفت للخلف ويُمنةَ و يُسرة .. يراها
رن جوالها وهو بين كفوفها .. ردّت
هو : يكفيني من هالعُمر لحظة أختلي فيها معاك يا عبير
عبير و إسمها على أوتار صوتِه يُغنَّى : وينك ؟
هو : حولك
عبير وتتلفت
هو : ماني يمينك
عبير وكانت تنظر ليمينها , توتّرت : أبي أشوفك .. أبي أعرف مين أنت
هو : وحُبًا أستتر بالقلبْ لا تحاول البحث فيه.
عبير وقفت وكلماته تخترق عقلها بقوة كـ رائحة عُود تلتصق بالثياب .. كلماته تلتصق بقلبها بشكلٍ مُثير
هو : بالمُناسبة الإحساس مايكذب .. يعني اللي تحسين فيه الحين
عبير هذا المجنون لا يكفّ عن معرفة أدق التفاصيل حتى ما تشعر به
هو : حتى شعوري إتجاهك مايكذب .. أنتِ الشؤون الصغيرة و ماتقبل أيّ إنقسام أو إنسلاخ من قلبي.
عبير : أنا ممكن أنساك بسهولة مايحتاج مني جهد كبير
هو : وأنا أثق بقلبك كثير أكثر من عينك
عبير وتشعر بغضب لأنه يستفز عاطفتها دُون أن تعلم من هو : تعرف أنك حقيير
هو ضحك بضحكة جعلت عبير تنخرس وتسكن أنفاسها , أردف : أنا متورط بعينك , شوفي لك حل بالخلاص
عبير بعد صمت لثواني طويلة أردفت : لو أعرف مين أنت كانت أشياء كثيرة بتتغيّر .. ماني مستعدة أبدأ علاقة مع شخص زيِّك جبان يخاف حتى يقول إسمه
هو : أنا جبان بشرف قدام عيونك
عبير عضت شفتها فعلا غاضبة , تنرفزت : يعني كيف !! راح أبلغ أبوي عن اللي يصير لا تحسبني بسكت !!! صوري اللي مدري كيف جبتهم !!
هو : أرفقي مع لوحاتِي إسم زوجي
عبير : تعرف شي ؟ لو تتقدم لي برفض وبكسر لوحاتك فوق راسك
هو أبتسم : سمعتي بالأشياء المستحيلة ؟
عبير بنرفزة : إكل تراب طيييب
هو : حُبِّك و أنتِ و أنتِ بعد .. و شيء يسمونه الخلاص منِّي
عبير بكت كـ أي أنثى عندما يستصعب عليها شي تبكِي وإن أفسدتْ طلاء أظافرها لبكت كيف ورجُل يستفزها هكذا
هو : و أصعب شي على قلبِي .. دمُوعك
عبير بنبرة باكية : قولي إسمك طيّب
هو : رُوحك
عبير ضربت برجلها الأرض : مين ؟
هو : قلبك
عبير بعصبية : قلت مين ؟
هو : ياعيونه أنتي
عبير وبكائها يجعلها تلتزم الصمتْ
هو : ليه البكي ؟ ما قالوا لك أنه عاشقك لا لمح دمعك في محاجرك يبكي قلبه معك !!
عبير : قولي مين أنت ؟
هو : سمِّيني اللي تبين
عبير ببكاء : ليه أنت كذا ؟
هو : أنا ضعيف جدًا أمام دموعك عشان كذا لا تبكين


,

في صباح يومٍ جديد
يزيد يردف في آخر شهادته : و أعترف أنني ظللت القضاء.

خرجوا من المحكمة و البهجة تعتليهُمْ
يوسف: تلقاهم على أعصابهم الحين ..
بو منصور : أتصل عليهم طمنهم
منصور ركب السيارة دون أن يعلق بشيء .. مُتعب جسديًا و نفسيًا
يوسف يقود وبجانبه بو منصور
يوسف : سمّعنا صوتك يخي أفرح بيّن أنك فرحان .. بتدخل عليهم كذا والله لا ينفجعون وأولهم مُرتك
بو منصور : شكله زعلان منِّي
منصور : لا أبد
بو منصور : وأنا أبوك حقك عليّ والله يوم عرفت عقلِي وقف حسيت أنك كذبت علي لأنك ماقلتي بالموضوع كله
منصور : حصل خير ماأبغى اتكلم بهالموضوع
يوسف بضحك يريد أن يلطف الأجواء : وش رايك نمرّ الحلاق ؟
منصور أبتسم رغما عنه : كمل طريقك للبيت أحسن
يوسف : زين خليناك تبتسم .. إيه يخي فكّها
منصور وصداع يفتفت خلايا دماغه , كان واضح على تقاسيم ملاحه التعب والإرهاق
يوسف : المستفاد من هاللي صار خلّك حقير مع كل من يطلب منك مساعدة
بو منصور : ههههههههههههههههه يازينك وأنت ساكت
يوسف : و بعد المستفاد طلعت العوارض عليك أحلى من السكسوكة بروحها هههههههههههههههههههه
منصور أعطاه نظرة
يوسف وينظر إليه من المرآة الأمامية : وش فيك يخي أضحك بوجه الظروف وإن أبرقت السماء وأعتلتها رعود قول آخره مطر
بو منصور : ماشاء الله درر من وين طلعت ياحكيم ؟
يوسف : إيه عاد أنتم المحبطين والمثبطين الواحد مايقول حكمة الا قلتوا سارقها .. بس بصراحة هذي سارقها


,

في مكتب بو سعود
سلطان وطول الإنتظار يوتِّره ,
مقرن ويسير يمنة ويُسرة : طوَّل
سلطان ويطرق الطاولة بأصابعه من قلقه : متهوَّر مايفيد معاه الحكي
دخل متعب : الشبكة شغالة
سلطان وقف وبخطوات سريعة توجه لقاعة المُراقبة .. وضع السماعات على إذنيه وهو يسمع لعبدالعزيز
سلطان ويحادثه : عبدالعزيز أطلع من هالمكان
عبدالعزيز ويبحث بأدراج الجوهي : اللي تبونه سويته لكم ولازم آكافئ نفسي
سلطان : مانقدر نرسل لك حماية أفهم أنت كذا تعرض نفسك للخطر
عبدالعزيز ويحاول فك درج مُغلق وببرود : لآ تشيل هم
سلطان : أسمعني خلها يوم ثاني على الأقل نخلي معك أحد
عبدالعزيز ولا يرد عليه
سلطان بحدة : عبدالعزيز
عبدالعزيز : وش خايف منه ؟ وش الشي اللي مرعبك لدرجة ماتبيني أعرفه
سلطان : أنت .. خايف عليك أنت !! وشغّل عقلك شوي
عبدالعزيز : إذا علي أنا قلت لا تشيل هم
بو سعود : عاد من يكسر عناده
عبدالعزيز وهو يقرأ بالأوراق الغير مفهومة له : مين صالح العيد ؟ ماعندي عم بهالإسم
سلطان : مدري
عبدالعزيز : إيه واضح أنك ماتدري
سلطان : وش يدريني بعد بأسماء عايلتكم
عبدالعزيز ويقرأ الأسطر ويطوّف أسطر : هذي وثيقة لعملية تهريب في 2008
سلطان : شغّل الزفت اللي معك
عبدالعزيز : ههههههههههههههه روّق
سلطان : وأنت شايفه وقت ضحك .. شغل الكاميرة ياعبدالعزيز صبري ماهو طويل
عبدالعزيز ويُشغل الكاميرة الموضوعة في الكبك : هذي الوثيقة
سلطان : قرّب
عبدالعزيز ويُقرِّب
سلطان : الورقة الثانية
عبدالعزيز : وثيقة زواج مدري وشو .. ويمرر كفّه على الورقة حتى تصوِّرها
بو سعود وعينه على الشاشة : هذي القضية اللي مسكها بو منصور .. تذكرها حقت هشام ؟
سلطان : لحظة بس ماكانت مرتبطة بالجوهي
بو سعود : متعب واللي يسلمك جب لنا ملف القضية خلنا نشوف وش كان مكتوب بالتحقيقات
عبدالعزيز ويدور بمكتب الجوهي الرئيسي
سلطان : تتمشى حضرتك ؟ عبدالعزيز أجلس بمكانك
عبدالعزيز وينظر للكتب : الحين من عادة المجرمين يقرون !!
بو سعود ضحك : والله أنه رايق
سلطان يكلم أحمد : أدخل على كاميرات الطريق بسرعة الحين يكشفونه ويعلمونه الرواقة على أصولها
عبدالعزيز وينظر للكتب :مثقف والله .. مررة كفه على المكتبة ..
سلطان ويقرأ عناوين الكتب : عبدالعزيز أرجع
عبدالعزيز : وشو ؟
سلطان : الكتاب اللي على يسارك بالرف الرابع
عبدالعزيز ويسحبه ومع سحبه له سقطت منه أوراق .. أنحنى ورآها .. بين سطورها " سلطان العيد " ..
سلطان : وش فيها ؟
عبدالعزيز لا يرد .. عينه تحاول فك اللغز بين أسطر الورقة
سلطان : عبدالعزيز
عبدالعزيز ويضع الورقة في جيبه : ولا شي
سلطان : طيب صورها
عبدالعزيز : ماهي مهمة .. وسار بإتجاه المكتب مرة أخرى
سلطان : يمكن مهمة صورها عبدالعزيز
عبدالعزيز تنهّد وأخرج الورقة ومرر كفِّه عليها : أرتحت
أحمد : الطريق فاضي
بو سعود : أرسل وحدة من القوات هناك تراقب عن قرب
أحمد : أبشر ..
عبدالعزيز وينظر من الشباك : قصره فاضي
سلطان : أنتبه ..
عبدالعزيز : على فكرة ماجبت سلاحي
سلطان و بو سعود أنفجعوا وبقوة حتى بانت على ملامحهم
بو سعود بغضب : مجنووووون !! راح يجلطني
سلطان : من جدك عبدالعزيز !! أنهبلت
عبدالعزيز : نسيته
سلطان : أطلع بسرعة من قصره
عبدالعزيز : طيّب بس بشوف كيف ينفتح ذا ؟
سلطان : عبدالعزيز بسرعة أطلع ونهاية الشارع بتلقاهم منتظرينك أركب السيارة ولحد يحس فيك
عبدالعزيز أنحنى للدرج المغلق مرةٍ أخرى : بحاول أفتحه هالمرة .. كان يضرب بقوة على أطرافه .. شعر بخطوات أحدٍ في الدور السفلي
عبدالعزيز : فيه أحد بالقصر
سلطان : أطلع من الشباك
عبدالعزيز : أنا في الدور الرابع
سلطان يلتفت على أحمد : وينهم فيه ؟
أحمد : عند المحطة
سلطان : عبدالعزيز ورني من الشباك
عبدالعزيز ويمرر الكاميرا على الشباك حتى يرى سلطان
سلطان : طيب أسمعني أمش على الحديدة الموجودة وأنزل على الدور الثاني وبعدها أرمي نفسك وأطلع من الباب اللي قدامك .. بسرعة ياعزيز
عبدالعزيز : ماهي حديد بلاستيك
سلطان : طيب حاول تحافظ على توازنك وأمش عليها
عبدالعزيز تنهّد وهو يفتح الشباك
أحمد : سيارة الجوهي وصلت دقيقتين وبتكون في القصر
سلطان : بسرعة ياعبدالعزيز
عبدالعزيز ويرفع ثوبه ويسير على عمود البلاستيك بجانب الجدار ,
أحمد : لفّ لفة قصره
سلطان : أرم نفسك
عبدالعزيز وينظر للمسافة
سلطان : أرم نفسك بسرعة خلاص لاتنزل للدور الثاني
عبدالعزيز بتوتّر: لا ماينفع
سلطان بغضب : بسرعة
عبدالعزيز رمى نفسه من الدور الرابع .. سقط على الأرض اليابسة
سلطان : تسمعني ؟
عبدالعزيز وهو يتألم : إيه
سلطان : أطلع بسرعة ..
عبدالعزيز وقف وهو يتحامل على وجعه ونزف أنفه لأنه أرتطم بحديدة على الأرض .. ركض بإتجاه الباب : وين السيارة
أحمد : يمينه
سلطان : أركض على يمينك
عبدالعزيز ركض وسقطت منه ورقة .. وقف
سلطان : أتركها خلاص
عبدالعزيز : لآ مهمة .. عاد
سلطان : عبدالعزيز لا تهبل بي ..
أحمد : أقل من دقيقة
عبدالعزيز عاد لمنتصف الطريق وأخذ الورقة .. وركض وهو يراه الجوهي
بو سعود : خلهم يطلعون على الشارع
حرس الجوهي بدأوا بإطلاق النار على هذا المجهول الخارج من قصر الجوهي
عبدالعزيز ويركض ويسابق زمنه..
سلطان : يمينك ياعبدالعزيز .. . قولهم يطلعون له
أحمد : الشبكة تعطلت
جميعهم بدأت قلوبهم بالتراقص
عبدالعزيز وأنحنى على جمب محتمي بالشجر : ماهي موجودة أيّ سيارة .. نظر ليده التي بدأت أيضًا بالنزيف ..
مقرن ويحاول ربط الإتصالات .. فيه أحد داخل النظام
سلطان ألتفت عليه وكأنه ينتظر أحدٍ يكذب عليه ويقول " كل شي بخير "
عبدالعزيز سار للجهة المقابلة .. : ماني لاقي ولا سيارة
سلطان : طيب أدخل إيّ مكان
عبدالعزيز : وين أدخل ؟ مافيه مكان .. نظر للسيارة الآتية .. بي آم 2012
سلطان : أيه بسرعة عزيز

,

في الحديقة الخلفية.
عبير لم تُصِب أيّ علبة في رمايتها هذا اليوم , تفكيرها يسيطر عليه المجهُول الـذي أستفز مشاعرها بشكل لا يُطاق .. كانت مُستعدة لأن تعرفه ولكن أستطاع أن يخدعها.
رتيل و يبدُو حاضِرة بعقلها وقلبها في الرماية : وش فيك ؟
عبير: ولآ شي
رتيل وتعود لتثبت العلب من جديد : عقلك مو معك
عبير : تعبانة وأبغى أنام بس وش نسوي بعد أوامر أبوي
رتيل : تتعوّدين
عبير وضعت السلاح على جمب : أعرف أمسك السلاح وأعرف أرمي بلاها هالتدريبات
رتيل : ههههههههههههههههههه كويِّس مايجي يقولنا أمشوا معي الشغل ادربكم هناك
عبير وتجلس وترتدي نظارتها الشمسية : والله يسويها أبوي ههههههههههههههههه
رتيل وتعود لرفع شعرها بأكمله للأعلى , بدأت بالرمي أمام أنظار عبير
عبير : رتول
رتيل وهي تتفنن بالرمي : همممم
عبير : قبل عبدالعزيز مين كنتي تحبين ؟
رتيل شعرت بأن الأرض تتوقف الآن , ألتفتت عليها
عبير : سؤال عادي
رتيل : ولا أحد
عبير : ههههههههههههه ماني أبوي
رتيل : جد ولا أحد
عبير : مستحيل
رتيل : والله
عبير : بس عبدالعزيز ؟
رتيل أبتسمت , الحُب يجعلنا نبتسم لطيفْ من نحُب : إيه
عبير ضحكت وأردفت وهي تسير نحوها : من متى ؟
رتيل : مدري كذا فجأة أو يمكن من فترة
عبير : يعني أول إحساس ؟ أول شعور كيف كان
رتيل وترمي ثم تلفت على عبير : ماأستلطفه قهرني حيل خصوصا يوم عاقبني أبوي فيه .. كيف كان يهددني وأنتي تعرفين أكره شي أحد يحكمني بقوانينه عاد كيف لو يهدد
عبير : وبعدين
رتيل : أستفزيته مرة خصوصا لما رحنا باريس كنت أقول له منت رجَّال
عبير فتحت عينها على الآخر : من جدك
رتيل: ههههههههههههههههه وش أسوي لا عصبت ماأعرف أحط كنترول على كلامي
عبير : عليك ألفاظ مدري من وين جايبتها
رتيل : بعدها بديت أرحمه يكسر خاطري خصوصا موت أهله أحس فيه يعني خصوصا أمه
عبير : أيوا
رتيل : ويوم دخل غيبوبته بغيت انهبل , حسيت بقهر بحزن مدري وش إحساسي بس كنت مشوشة ماني عارفة أحكِّم نفسي , قلت لو يموت وش بيصير فيني ؟ بس سألت نفسي هالسؤال عرفت وش كثر هو غالي عليّ
عبير بصمت تتأمل عينيها
رتيل : رحت له وكنت عارفة أني غلطانة قلت خلهم يعرفون ماكان يهمني شي إلا أني أتطمن عليه , لما عرف أبوي حسيت أني أرتكبت جريمة حسيت مالي وجه أطالعه ولا اطالع أحد .. خفت .. كان يجيني أرق وماأنام كان كل تفكيري لو الله يعاقبني بيعاقبني كيف ؟ الله يمهل ولا يهمل .. دام أخطيت أكيد لي عقاب .. خفت من عذابه .. أحيانا أنام وأنا حاطة إيدي على قلبي أحس قلبي بيطلع من مكانه .. كنت أخاف أنام أخاف بعد نومي ماأصحى .. أحس مرتكبة أشياء كثيرة غلط .. كان أكبر خوفي الله يعاقبني في عبدالعزيز .. ماأتخيل يكون لغيري ... بس ماراح يرضى أبوي ..... كل شي ضدّنا .. لا مو ضدنا .. ضدي أنا بس ... لأن حتى عبدالعزيز يمكن مايحبني ولا حتى يحمل أي شعور إتجاهي بس .......
عبير : فاهمة شعورك
رتيل : أحبه كثيير كثييير .. غيّر فيني حبه كثير .. هذّب روحي و طيشي .. حتى ألفاظي اللي لما أعصب كنت أقولها نسيتها الحين .. بس إحساسي يقول ماراح يكون لي .. هو وين وأنا وين
عبير : تغيرتي حيل .. مو بس هذّب طيشك و ألفاظك وحكيك .. حتى عيونك صارت تحكي .. كانوا يقولون الحُب يبان بلمعة العيون بيني وبين نفسي أقول هالشيء من خرافاتهم .. أنتي لما تحكين عنه عيونك تفضحك كثير .. صرتي تهتمين بشكلك كثير .. صرتي غير
رتيل أبتسمت : مصيبة لو تفصحني عيوني قدام أبوي
عبير : هههههههههههههههه ماينتبه أبوي .. ماودِّي أقولك هالكلام بس أحسه
رتيل : قولي
عبير : مالك حياة مع عبدالعزيز , حياته معقدة أبوي مستحيل بيوافق تدخلينها
رتيل ودمعتها كانت على طرف هدبها وسقطت الآن , وضعت نظارتها الشمسية على عينيها و بإبتسامة شاحبة : الحلم حلال


,

- باريس - الشنازلزيه – مقهى لادوريه

تشعُر بأن حياتها تتورَّد بقُربه وشيئًا من الزهر يتناثرُ حولها في حديثه .. أشتاقتهُ جدًا .. لا بل أكثر من جدًا .. أشتاقتهُ حد الـلا حد
يشعُر بأن السواد يتشتتْ عن روحه في كلماتها وإن لم تنطق .. يكفي مايصلْ إلى روحه .. أشتاقها بشدة هذه الحياة لا يُبصر جمالها إلا معها.
وليد : متى العملية ؟
رؤى : بكرا الساعة 8 بليل بس من الصبح بدخل عشان البنج
وليد : إن شاء الله تتم على خير
رؤى : إن شاء الله
وليد : تقريبًا ذاكرتك بترجع بعد إذن الله
رؤى : كيف ؟
وليد : لما يرجع نظرك إن شاء الله راح تستجيب ذاكرتك للأشياء اللي تشوفينها
رؤى ..
وليد : وبتنسين كل هذا
رؤى : أنسى إيش ؟
وليد : اللي تخزن بذاكرتك بعد الحادث بيكون محل النسيان لأنها أحداث مؤقتة بالنسبة لذاكرتك
رؤى : يعني ماراح أتذكرك ؟
وليد ضحك : أعرفك على نفسي من جديد
رؤى : لآ مستحيل أنساك
وليد : بس أبعدي نفسك عن القلق والتوتر لأن هالشيء بيخليك تنسين أكثر
رؤى : طيب
وليد : تتذكرين أشياء قبل الحادث ولأ للحين ؟
رؤى : إلا كل يوم أجرّب أسوي نفس ماكنت تسوي لي .. أسترخي وأحاول أتخيل أحداث وأتذكر أشياء بس ماأعرفهم يعني ماأشوف حتى وجيهم بس أسمع حكي
وليد : مين تقريبا ؟
رؤى : أخوي هذا اللي متأكدة منه
وليد تنهَّد : إن شاء الله خير
رؤى : أنت بترجع ميونخ ؟
وليد : بجلس أسبوع وبضطر أرجع عندي مواعيد
رؤى ألتزمت الصمتْ
وليد : ينفع أسألك سؤال ؟
رؤى : إيه أكيد
وليد : لو زوجك
رؤى قاطعته : ماأبيه لأنه تركني لما كنت محتاجته .. أكيد لما عرف أني عميا خاف على نفسه وماخاف علي .. دامه تركني ماأبيه ... ماأعرف إذا كنت أحبه من قبل لكن حتى لو جاء ماراح أحبّه لأن اللي تركني مرّة يقدر يرخصني مرة ثانية .. وأصلا ماراح يرجع ويمكن مطلقني بس أمي ماتبغى تقولي .
وليد ويشرب من القهوة الداكِنة , تفكيره بدأ يتشتت
رؤى تُكمل : حقير لأنه ماحافظ عليّ
وليد : يمكن ..
رؤى تقاطعه : ماعنده أي عذر ولا أي عذر يخليه يتركني بعد الحادث ... محد كان صادق محد كان جمبي .. إلا أنت
وليد : بس يمكن أنتِ على ذمته إلى الآن
رؤى : ماأبغى أفكِّر أنِّي إلى الآن بذمة شخص ماأعرفه وكل اللي أعرفه عنه أنه تركني في أكثر وقت احتجته فيه
وليد : وأنا يا رؤى .. ماني مراهق عشان أعيش معك طيش وحُب بهالصورة !!!!
رؤى سكنت لثواني طويلة وبدأت دموعها تبلل أهدابها : ما أعرف
وليد : حاس فيك عارف كيف الظروف كلها ضدِّك ؟ بتطمَّن بعرف أنه هالزوج مدري اللي خاطبك ماله علاقة فيك ! ومن بكرا نتزوّج


,

- الرياض –

الجُوهرة بخوف : عايشة خلاص
عايشة وكأنها عجوز تتحلطم : بسم الله بسم الله شنو هادا !!
الجوهرة وهي تمدد سيقانها على الكنبة وبحضنها كوب الحليب الحار : الحين تقولين سعاد ميتة كيف أجل شفتيها هههههههههههههههههههه والله منتي صاحية
عايشة : إلا أنا يشوف هوا !! أنا يقول حق أنتي هادا مجنون مافيه موت
الجوهرة : اليوم ماراح أنام والسبب أنتي !! طيب كيف دخلت البيت أول مرة
عايشة : هادا بابا يجيب هوا كان واجد كرَايْ ويسوي صوت عالي ويكسّر كله أنا ينظف والله يتعب واجد هادا قزاز كل يوم إند*عند* غرفة مال هيَا
الجوهرة : طيب ماكانت تقول شي !! يعني كل يوم كذا بس تبكي ؟
عايشة : مايقول شي .. شلون مجنون يقول شي
الجوهرة : ههههههههههههههههههه لا معك حق بـ ذي كيف تقول شي سنع وهي مجنونة .. طيب كيف كان سلطان يتعامل معها ؟
عايشة : يوووه هادا واجد مجنون يشيل مسدس حق بابا سلتان يبي يسوي موت لبابا سلتان
الجوهرة : طيب وش كان يقول سلطان لها ؟
عايشة : يقرأ قرآن على هوا
الجوهرة : بس ؟
عايشة : إيه مدري شنو يسوي بابا سلتان يخلي هوا ينام ويشيل هادا سوئاد ويودي هوا فوق
الجوهرة ولا تستفيد شي يبيّن الصلة بينهم : زوجته ؟
عايشة : مايدري بس أكيد هوا فيه زواج من بابا سلتان .. وأخذت صحن حبّ لـ *تفصفص على روقان*
تُكمل : عاد بابا سلتان واجد يتعب مايشوف أنا هوا يسوي سمايل واجد مسكين
الجُوهرة : يمكن أخته ؟
عايشة بنفي : لآلآلآلآ مايسير *يصير*
الجوهرة : وليه مايصير ؟
عائشة : عيب أنا يقول حق أنتي
الجوهرة : ههههههههههههههههههههه لا عادي قولي
عائشة : فيه ينام ويا هوا
الجوهرة : أنتي قلتي لي من قبل أنه ما نام معها
عائشة : أنا فيه خوف من أنتي !! بس هوا ينام ويا هوا ويقوم سوئاد ويسوي مشكلة مع بابا سلتان أشان*عشان* بابا سلتان ينام إند *عند* هوا
الجوهرة وشيء من الزهر بدأ بالذبول قبل أن يكتمل نموه مع أحاديث عائشة , تغيرت ملامحها لتقاسيم التعاسة التي تعوّدتها
عائشة : بس هو مافيه يقول لأحد أشان*عشان* مافي يتوّل*يطوّل* زواج حق هوا
الجوهرة : خلاص ماأبغى أسمع
عائشة : أنت زئلان *زعلان* ؟
الجوهرة : لأ
عائشة : بس أنتي يخلي هوَا يزهك *يضحك*
الجوهرة وشبح إبتسامة
عائشة : أنا يأرف*يعرف* رجال شلون يسوي لُوف
الجوهرة ضحكت رغما عنها
عائشة : والله أنا يأرف بابا سلتان واجد يهب*يحب* أنتي
الجوهرة تمتمت : كثري منها


,

بو ريَان يمد لها الفيزا : أرتحتي
أفنان تقبّل رأسه : يسعدلي قلبك ويخليك لي ...
أم ريَّان : بنمشي بكرا للرياض ؟
بو ريان : إيه .. ألتفت على تركي .. بتروح معنا ؟
تركي بعد تفكير ثواني : لأ
أم ريان : أمش معنا
تركي : لآ عندي شغل
أم ريَّان : براحتك
أفنان : على الشهر الجاي إن شاء الله بتروح أول دفعة لباريس
أبو ريان : الله يسهّل دربك
أم ريان : والله أني مانيب راضية على ذا السفرة
أفنان : ماراح أطوِّل كلها 3 شهور
أم ريان : وش أقول بعد ؟ ماأقول غير الله يصلحك ويوفقك


,

قبّل كفها الطاهِر وأستنشق المسك من جبينها
أم منصور ودموعها تبللها : عساها آخر مصايبنا
منصور : آمين .. كان سلامه حار على الجميع .. وبعين مشتاقة : وين نجلا ؟
هيفاء : فوق مانامت أمس وشفتها نايمة تركتها
منصور بخطوات تسابق الزمن صعد , فتح باب الجناح وألتفت على باب الحمام الذي يُفتح
المنشفة الحمراء تلتف حول جسدها الرقيق و تصل بِه إلى منتصف فخذها , رفعت المنشفة الأخرى لتُغطي بها شعرها المبلل .. تقدمت خطوتين وبملامح شاحبة من قلة النوم رفعت عينيها , شهقت كاد يتوقف قلبها
مد ذراعيه لها .. ركضت نحو حضنه
رفعها عن مستوى الأرض قليلاً وهو يقبل خدها وتارةً عنقها .. : وحشتيني
تبكِي على كتفه بشدة , الحياة السوداء التي أُحيطت بها في غيابه كانت كـ سنين جفاف أماتت الشعُوب من فقر الماء , هو ماء هو الحياة هو كل شيء حيّ يُحيي قلبها ويُزهره بالبياض بعد السواد وبأنفاس متقطعة دفنت وجهها في صدره
منصور يبعدها قليلا ويضع كفوفه على وجهه ليرفعه : الحمدلله كل شيء عدَّى وبنساه .. لاتبكين وتعورين قلبي
نجلاء ومع كلماته أزدادت بالبُكاء : تعبت ... خفت ماترجع
منصور : ياروح منصور وطوايفه ... ويمسح دموعها بكفوفه ويعُود ليُقبلها وكأن يُريد أن يمتص حُزنها و تعبها و ضيقها ويصبُّه في قلبه أما قلبها يبقى خاليًا من أيُّ حزن .. فقط الفرحْ.
وضع كفوفه على بطنها : كيف حال الذيب ؟
نجلاء أبتسمت بين دموعها : ماكان ناقصه الا وجودك
منصور وينحني ليُقبِّل بطنها : وفديته وفديت أمّه .. وقف
نجلاء تُعانقه مرة أخرى تريد أن تُشبع شوقها الجائع له , تتنفس عطره و تغرق في تفاصيله

,

رفع رأسه للاعلى لأن انفه مازال ينزفْ , جُبرَّت يداه
سلطان : سوّها مرة ثانية ولا تآخذ سلاحك صدقني ياعبدالعزيز بذبحك على هالإستهتار هذا هم عرفوا أنه فيه أحد داخل وشافوك وأحمد ربك ماشافوا وجهك ولا عرفوك
والدكتور يُطهر جرح أنفه بعد ماأنتهى : أسبوعين بالكثير وتنفَّك الجبيرة .. عن إذنكم .. وخرج
بو سعود : أنتبه أعرف أنه كل مكان حتى لو بيتك لازم يكون معك السلاح
عبدالعزيز بتذمَّر : خلاص خلاص فهمت حتى بالحمام آخذه معي
سلطان ضحك وأردف : إيه حتى بالحمام
عبدالعزيز أبتسم : طيب مافيه مقابل
سلطان : على ؟
عبدالعزيز بإبتسامة عريضة : عندي أوراق خذيتها من مكتبه وطبعا ماراح أسلمها لكم الا بمقابل
سلطان : على حسب إهميتهم
عبدالعزيز : مهمين جدًا
بو سعود : وش تآمر عليه
عبدالعزيز : تسجيلات أبوي
سلطان تنهّد : أنت لو بس تطلّع هالشكوك من بالك
عبدالعزيز : طيب عطني اللي سمعتني اياه
سلطان : ليه ؟
عبدالعزيز : كذا أبي أرجع أسمعه
سلطان : طيب ...... الحين أخليهم يسوون لك نسخة منه .. عطني الأوراق
عبدالعزيز أخرج من جيبه أوراق ووضعها على الطاولة
سلطان سحب ورقة وبو سعود ورقة آخرى
سلطان : نفتح ملف هشام بتحقيقات جديدة ؟
بو سعود : أنا أشوف كذا بعد يمكن من صالحنا هالقضية
سلطان ويضع الورقة على مكتبه : طيب .. ويسحب الورقة الأخرى وكانت تتعلق بوالد عبدالعزيز
سلطان أبتسم
عبدالعزيز : طبعًا إسم أبوي يبشر بالخير
سلطان : هههههههههههه بـ ذي صدقت .. هذي عشان نثبت لك أنه حقق مع الجوهي وفاوضه .. أخذها لك .. ومد له الورقة
عبدالعزيز أخذها : والله ما عاد أعرف الصادق من الكاذب
بو سعود وعينه على الورقة : يا مجنون ياعبدالعزيز
عبدالعزيز وسلطان ألتفتوا عليه
بو سعود : عقده مع الشركة الروسية هذا هو
سلطان والفرحة بانت على ملامحه : من جدك .. عطني
بو سعود يمد له الورقة وهو يقف ويقف معه سلطان
سلطان : وهذا الدليل وجانا .. أشر على متعب من خلف الزجاج وهو آتي .. دخل متعب
سلطان : أنسخ هالعقد وحطه بملف الجوهي .. وأترك النسخة الأصلية على مكتبي
متعب : إن شاء الله .. وخرج
عبدالعزيز : واضح أنها مهمة
سلطان : تعرف لو تم القبض عليه بعطيك إللي تبيه
عبدالعزيز ضحك وأردف : اللي أبيه
سلطان : لو تطلب القمر
عبدالعزيز : لآ ماأبي القمر أشيائي بسيطة


,


في يومْ جديد – باريس –

على السرير الأبيض , هذه العملية ماتبقى لها من أمل .. هل يعود بصرها أم لأ ؟ .. ثقتها بربها كبيرة .. ترجُو خيط الأمل الرقيق المُنساب حول خاصرتها .. لا تُريد قطعه أبدًا .. ولا تُريده أن يضعف .. تريد أن ترى .. تريد ان ترى ماحولها .. والدتها .. وليد .. تريد أن تبصر من جديد .. تريد أن تتذكر مامضى .. هذه فرصتها الأخيرة.
والدتها : وليد هنا ؟
رؤى : إيه
والدتها : وليه ماقلتي لي ؟
رؤى : يمه أنتي حتى ماتتركين لي فرصة أكلمك
والدتها : مو قلنا بتقطعين علاقتك فيه
رؤى : لآ
والدتها : كيف لأ ؟
رؤى : أنا أحبه وأبيه يكون جمبي
والدتها : لأ يارؤى هالحب فاشل
رؤى : طيب خليني أكتشف فشله بنفسي
والدتها : طيب زي ماتبين بس محد بينجرح غيرك
رؤى : بعد الله هو اللي داوى جروحي كيف يجرحني ؟
والدتها ألتزمت الصمت لا تريد أن توتِّرها قبل العملية


,

- الرياض - قصر بو سعود

عينيهم على الشاشة – يشاهدُون مباراة قديمة بين أسبانيا و هُولندا من مللهمْ.
ناصر : ترى هذي المباراة شايفها معي بشقتي في باريس
عبدالعزيز : أنا أقول مارة عليّ
ناصر : نصاب لو ماقلت لك مادريت
عبدالعزيز : ههههههههههههههههههههه وش يذكرني بعد بالمباريات زين أتذكر وش كليت أمس .. تمدد على الكنبة .. حط لنا على شي ثاني
ناصر ويقلّب بالقنوات : مافيه شي طفشت .. أغلق التلفاز وتمدد على الجانب الآخر
ناصر : في خاطري كلمة ودي أقولها لك
عبدالعزيز وأنظاره على السقف : قول
ناصر : ممكن تآكل لك تراب وتنثبر يعني ليه تروح تدوّج عند الجوهي !! مايمَّر عليك شهر سليم لازم كل يومين تنجرح بمكان .. جسمك كله آثار ضرب و رصاص !!
عبدالعزيز : لازم أعرف مين ورى حادث أبوي
ناصر : بتعرف بدون كل هذا ! مو قالك بو بدر لا قبضوا على الجوهي بيعلمك كل شي
عبدالعزيز : أعرفهم يكذبون ! بس هالفترة بحاول أكسب رضاهم وبعدها بتصرف من كيفي
ناصر : ليه تنافق عليهم ؟
عبدالعزيز يستعدل بجلسته : ماأنافق !! من له حيلة يحتال
ناصر : بتودي نفسك بداهية صدقني
عبدالعزيز : ماعاد يهمني كذا ولا كذا نفس الشي
ناصر : كلن عقله براسه ويعرف وش يسوي
عبدالعزيز : طيب وش رايك ندخل مكتب بو بدر الفجر مايكون أحد موجود بالمبنى كله
ناصر : لألأ مستحيل !! عبدالعزيز أستخفيت المكان كله مراقب وكاميرات
عبدالعزيز : نقدر نعطّلهم
ناصر : كيف تكسب رضاهم وأنت من أولها تبي تدخل مكتبه بدون لا يدري ! وبعدين تلقاه مقفل وش بتسوي ؟
عبدالعزيز عقد حواجبه : لازم أدخله كل اللي أبيه أقدر ألقاه في مكتبه
ناصر : طيب تقرّب من بو سعود يعني حاول تبيّن له أنك نسيت مسألة حادث أهلك وأنك آمنت أنه قضاء وقدر وماوراه أحد .. شوي شوي وأنت عاد أسحب الحكي منه
عبدالعزيز : ينرفزوني بحكيهم مقدر أمثِّل أكثر
ناصر : يخي ماعرفت لك مرة تبي تعرف ومرة ماتبي .. قلت لك تقرّب منه
عبدالعزيز : قاهريني يخي ودِّي كذا أجي وأولِّع بهم غاز وأفجرهم كلهم
ناصر : ههههههههههههههههههههههههههه ياعنيف عسى ماضربوك
عبدالعزيز : تنكِّت ؟ مطلوب أضحك ؟
ناصر : وأنت مشروع تفشلني ؟ هههههههههههههههههههههه
عبدالعزيز : أنا أصلا مايهموني لاهو ولا بنته
ناصر استعدل بجلسته : بنته !! وش دخل بنته ؟
عبدالعزيز أنتبه وبتوتّر : أنا قلت بنته ؟
ناصر : لآتستغبي علي !! أيه قلت بنته
عبدالعزيز : قصدي بو بدر
ناصر : عليّ ؟ والله أنك كذاب
عبدالعزيز : أنا صاير أخربط بالحكي لا توقف على الكلمة
ناصر : كأني أقرى بعيونك الحقارة اللي بتسويها
عبدالعزيز : وأي حقارة ؟
ناصر : أقص إيدي ها !! أقصها قدامك إذا ماتبي تلوي ذراع بو سعود فيها
عبدالعزيز أبتسم للحظات : والله تعرفني أكثر من نفسي
ناصر : لا عاد مو من جدِّك !! عيب إذا كنت تعرف العيب إذا تبي تلوي ذراعه خلّك رجال ولا تلويه ببنته !! ماني فاهم الدناءة اللي بتوصلها ياعبدالعزيز !! خاف ربِّك في بنت !! آخر عمرك تستغل بنت !!
عبدالعزيز بغضب : إيه صح أنا دنيء وماني رجّال وقليل شرف بعد !! عشان أبي آخذ حقي
ناصر بعصبية هو الآخر : حقك ماينوخذ كذا
عبدالعزيز : هو واللي وراه مسحوا كرامتي بالأرض وتقولي ماينوخذ كذا
ناصر : والله عاد إذا أنت ماعرفت توقف بوجيهم يوم مسحوا بكرامتك الأرض زي ماتقول عاد هذي مشكلتك وش ذنبها هي !!
عبدالعزيز : سكّر على الموضوع ماأبغى أتهاوش معك
ناصر : لآ ماني مسكِّر وأنت كأن عقلك تركته في باريس !! تصرفاتك الأخيرة كلها ساذجة ولا فيها ذرة عقل
عبدالعزيز تمتم : تارك العقل لك
ناصر : أرجع عبدالعزيز اللي أعرفه !! وأترك بناته بحالهم
عبدالعزيز ألتزم الصمت لا يريد التجادل معه
ناصر : حقك بتآخذه بدون هالتصرفات الصبيانية !!
عبدالعزيز تنهّد وعينيه على الشباك
ناصر : تسمعني عبدالعزيز !! شيلها من بالك
عبدالعزيز بسخرية : تآمرني أمر
ناصر بعصبية : يخي استح على وجهك وين اللي يقول فاقد رجوله من يكسر قلب حُرمَة !!! أنت بتكسرها وبتكسر أبوها بعد
عبدالعزيز وقف : لا لاتخاف عليهم ماتنكسر قلوبهم ! والله وهذا أنا أحلف قدامك لا أكسر خشم سلطان و بو سعود
ناصر : الحقد أعمى قلبك !
عبدالعزيز بنبرة مقهور : لو أبي كان عرفت كيف أقهر بو سعود ببنته ! بس أتركه لين يجي يومه وساعتها والله لآخذ بنته قدام عيونه وأعلمه كيف يجبرني والله لـ أخليه ينجبر يوافق على هالزواج

,


رمى المفاتيح على الطاولة , نظر لعايشة : صاير شي ؟
عايشة هزت رأسها بالنفي
سلطان إستدار للصالة الأخرى : وين الجوهرة ؟
عايشة : فوق
سلطان صعد للأعلى و فتح باب جناحه , كانت معطية الباب ظهرها العاري , أرتدت بلوزتها بتوتِّر شديد ومن ثم أستدارت له وهي تتفجَّر بالحُمرة
سلطان : السلام عليكم
بإرتباك وصوت خافت : وعليكم السلام
سلطان ينزع الكبك من كمه ويقترب إليها : فيك شي ؟


,
,

الشيخ : ألف مبروك والله يرزقكم الذرية الصالحة
يوسف يُصافحه : الله يبارك بحياتك .. يعطيك ألف عافية
خرج الشيخ وأوصله منصورْ إلى الباب
العجوز من خلف الباب : أنا ماشيتن بكرا لحايل هذاني حطيت عندك العلم
يوسف تمتم : يازين من يهفِّك بعقاله
العجوز : وش تقول ؟
يوسف : بكرا الصبح أمرِّك وآخذها
العجوز : إيه ننتظرك وعروسك تتنظرك

,

- الثانية فجرًا بتوقيت باريس –

الدكتُور يفتح غطاء الشاش من عينيه
وليد : ولله حكمة في تدبيره .. مهما كانت النتيجة مافقدنا الأمل
رؤى رمشت
وليد وقلبه يعتلي بنبضاته : رؤى ؟
بللتها الدمُوع
والدتها : يمه رؤى أكيد خييررة لاتفقدين الأمل
فلا تسأموني

إذا جاء صوتي كنهر الدموع

فما زلت أنثر في الليل وحدي

بقايا الشموع

إذا لاح ضوء مضيت إليه

فيجري بعيدا.. ويهرب مني

وأسقط في الأرض أغفو قليلا

وأرفع رأسي.. وأفتح عيني

فيبدو مع الأفق ضوء بعيد

فأجري إليه..

وما زلت اجري.. و أجري.. وأجري..

حزين غنائي

ولكن حلمي عنيد.. عنيد

فما زلت أعرف ماذا أريد

* فاروق جويده.



- الثانية فجرًا بتوقيت باريس –

الدكتُور يفتح غطاء الشاش من عينيها
وليد : ولله حكمة في تدبيره .. مهما كانت النتيجة مافقدنا الأمل
رؤى رمشت
وليد وقلبه يعتلي بنبضاته : رؤى ؟
بللتها الدمُوع
والدتها : يمه رؤى أكيد خييررة لاتفقدين الأمل
رؤى وهي تنظر لملامحهم .. أبتسمت والبكاء يكسيها .. حلم أم وقعٌ من جنُون ؟ .. هذه الحياة زهرية أم عيني باتت ترى ؟ يالله يالله .. قلبِي يتراقص يبحث عن الجنُون .. لآلآ يبحث عن أعلى درجات الجنُون ليرتديه .. هذه الدنيا تضحك أنا أرى ثغرها من بعيد .. أرى كيف عينيها مبللة بالفرح وهي تراني .. لا أرى السواد .. لا أراه والله لا أراه .. أنا أشوف
وليد بإبتسامة تنبض بالحُب : الحمدلله على سلامتك
رؤى وتنظر لمصدر الصوت .. أطالت النظر .. هذا وليد ... تخيلته بملامح سمراء بدوية ورموشه كثيفة وعيناه سوداء .. عيناه رمادية بملامح نصفها شرقية والنصف الآخر تميل لوالدته بالطبع .. يااه يالضياع في عيناه ... ما أجمله من ضياع ... ضحكت ووجهها يغتسل بطهر دموعها : أنا أشوف
والدتها : ياربي لك الحمد والشكر .. يالله لك الحمد والشكر كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
الدكتور ويشير بأصبعيه : كم ؟
رؤى : إثنين
الدكتور : وهذه ؟ أشار بخمسة أصابعه
رؤى بفرح كبير : خمسة
الدكتور : مُبارك نجاحها
رؤى و سحبت الحجاب من الطاولة وسجدت على الأرض الباردة ... بللتها بدموعها وهي تشكُر الله وتحمده.
أكاد أقسم أنني أسعد إنسانة بهذا الكون في هذه اللحظة .. يالله ما أكرمك يالله ماأرحمك .. أنا أرى .. حلم بات حقيقة .. كنت أحلم برؤية بياض والدتِي .. رأيتها .. " بجنون " والله رأيتها أريد أن أقسم للعالم أنني أرى.

,

سلطان : مدري عنك
الجُوهرة : مضايقك شي ؟
سلطان : لأ .. وبعدين خففي من جلساتك مع عايشة
الجوهرة : أطفش لوحدي وماألقى غيرها
سلطان من دون أن ينظر إليها : عندك تلفزيون و عندك جوَّال و أخذي اللاب من مكتبي وأدخلي على اللي تبين
الجوهرة : ليه تحكي معي كذا ؟
سلطان رفع عينه عليها : كيف تبيني أحكي معك ؟
الجوهرة ألتزمت الصمتْ
سلطان : أستغفر الله العظيم وأتوب إليه .. أستلقى على السرير ويبدُو الأرق سيهاجمه الليلة .. أخذ هاتفه ووقَّته على صلاة الفجر.
الجوهرة مازالت واقفة وتنظر إليه
سلطان يشعُر بنظراتها وقرر تجاهلها
الجوهرة : إن شاء الله على أمرك من بكرا ماراح أجلس معها
سلطان وهذه الأنثى تُجيد العبث به وتحطِّم فكرة تجاهلها , أكتفى بإبتسامة وهو يحاول النومْ
الجوهرة مازالت واقفة , طفلة تخدشها كلمة وتُضعفها .. تشتهِي الإرتماء في حُضنه وتُخبره عما حدث لها .. قلبها بات يضيق عليها يومًا عن يومْ يُريد الإنفجار و البُوح وإفراغ ألم السنين المحشوِّ في ثنايا قلبها .. ماذا إن لم يُصدقني ؟
سلطان ألتفت عليها ورفع حاجبه وفي نظراته إستفهامات كثيرة
الجوهرة بلعت ريقها وعينيها تغرق في عينيه : بسألك سؤال
سلطان : وشو ؟
الجُوهرة وتتشابك أصابعها بتوتُّر .. نفسها بدأ يضيق من الخوف : آآ . . مين سعاد ؟
سلطان أستعدل بجلسته : عفوًا ؟؟
الجُوهرة ويتلاعب بِها الخوف وبحروف مرتجفة : مين سعاد ؟
سلطان : وش يهمِّك بهالموضوع ؟
الجوهرة ضعيفة جدًا حتى وإن حاولت تبيِّن قوتها , رجفة أصابعها تسللت لأهدابِها وبـ رمشة واحِدة أنهمر دمعُها : زوجي ومن حقي أعرف مين هذي !
سلطان وبجوابْ ألجمها : زوجك !! أثبتي لي
الجوهرة وتشعُر بإغماءة حواسِها , لا يحق لها السؤال .. لآ يحق لها شيء مادامت لا تُعطيه حقوقه .. في لحظة الضعُف تفكيرنا لا يُصيب .. في لحظات ضُعفنا تقُودنا قلوبنا للنار .. للعذاب .. أقتربت منه .. سئمت هذا العذاب .. الله يعرفْ قلبِي جيدًا إذن لن أخاف لو أكتشف هو بنفسه . . يالله يالجوهرة روحي له وإن حكى فيك وقال رخيصة و حقيرة قُولي له عمِّي .. أقدر أقوله .. أنا أقدر .....أنا أقدر .. أقتربت أكثر حتى أستقرت أقدامها بجانبه .. وبعينين ضائِعه أغمضتها وهي تُلصقها بخدِّه وتُقبله و تهمس بصوت يكاد يمُوت : وأنا ماأعصيك يا بو بدر ...... أمسكت كفوفه ومازالت مُغمضة عينيها : حلالك .. كلِّي حلالك.
سلطان وتغرق تفاصيله بشعرها الأسود , يُعانقها حتى كادت تدخل في جسده , وبصوتْ يبعثر جزيئاتْ أكسجينها بعيدًا عن شفتيها حتى أختنقت : وماأرضى على حلالي بالغصيبة
تناثرت دمُوعها بشدة .. أبتعدت وضاعتْ بين أعينيهم الأحاديث ..
الجوهرة والذنب يتسلل إليها ويُشعرها بالعذاب إتجاه سلطان .. لا شيء يستحقه هو ولكن أنا أيضًا لا أستحق هذا ولا أستحق العذاب
يمسح دموعها بباطن كفّه : تفكرين بإيش ؟
الجُوهرة : أفكِّر قد إيش ممكن تصبر عليّ ؟
سلطان أبتسم , هذه الإبتسامة تبدُو غريبة على الجوهرة .. هذه الإبتسامة شاحِبة جدًا
الجوهرة : جد أتكلم
سلطان أسند ظهره على السرير وعينيه على السقف : أنتي متأملة بأيش ؟
الجوهرة لا تعرف بأي إجابة تليق على هذا السؤال : مو كثير
سلطان ضحك وأردف : أحسني الظن

,

صباح يوم جديد – الرياض –

يوسف على الكنبة الرثَّة , تنهد والنعاس بدا يتسلل إليه .. لم ينام ليلة الأمس جيدًا
دخلت أم فهد وجلست : وشلونك ؟
يوسف : بخير .. وين بنتك ؟
أم فهد : بتجيك وراه مطيور ؟
يوسف بطنازة : أبد مشتاق لها
أم فهد : وش تقول
يوسف : أسمعيني انا دايخ وأبغى أرجع أنام بتطوِّل بنتك أمرِّك بليل
أم فهد : أنتظر لين يجي ولد أخوي ثمن خذ مرتك وروح
يوسف تأفأف : طيب مافيه شاي ولا قهوة راضين حتى بحليب
أم فهد : توَّني مفضية البيت عشان أبيعه ومابه غاز ولا شي
يوسف بعد صمت لدقائق : بنتك كم عمرها ؟
أم فهد : 22 ووراها جامعة
يوسف : ماخلصت ؟
أم فهد : لأ تدرس مدري وش إسمه ذاك .. وش إسمه ذولي حقين الوراعين
يوسف : رياض أطفال
أم فهد : الوكاد هو
يوسف : رياض أطفال وبنتك ماتجي قسم بالله !! لازم الشخصية تناسب هالتخصص !! ذي من أول يوم ضربتني ياجعل رجلها الكسر هي ويدها
أم فهد : لآ تدعي على بنيتي قدامي وأنت بعدين وش حارق رزك ؟
يوسف : ههههههههههههههههههههه
إم فهد : سكنهم مساكنهم يضحك بروحه ؟
يوسف : لآ بس تخيلت بنتك تكون مدرسة بالروضة
أم فهد : لآيكثر هرجك ووين الفلوس ؟
يوسف : ياليلك يايوسف .. حوّلت لحساب بنتك
أم فهد : وأنا وش أبي ببنتي !! أنا لي حق
يوسف رفع حاجبه : خفي علينا يا مهندس الصفقة .. تبين عمولة !
أم فهد : عمولة مدري وش ذي !! المهم لي حقي
يوسف أنفجر من الضحك : قسم بالله ذا الدنيا تغيَّرت إحنا يالله نجيب للعروس مهر بعد نجيب لأمها
أم فهد : أخلص عليّ
يوسف يخرج من جيبه دفتر الشيكات
أم فهد : لآ تلعب عليّ بـ ذا الورق أبي دراهم بعيوني أشوفها
يوسف تنهّد .. أخرج من محفظته كل ما يحمله وقيمته 5000 ريال : ماعندي غير ذي
أم فهد : إيه ماعليه
دخل شابْ يبدو لم يتعدى العشرين من عُمرِه , : السلام عليكم
: وعليكم السلام
أم فهد : ذا زوج مهرة
الشاب : تشرفنا
يوسف أكتفى بإبتسامة مُجاملة
أم فهد بصوت عالي : مهررررة تعالي عند رجلتس أنا رايحة .. وأخذت حقيبتها المتوسطة الحجم مع بعض الأكياس التي حملها الشاب وخرجوا
يوسف : من جدها ذي !! ... طال إنتظاره .. وقف .. أناديها ولا أسحب ؟ أبتسم على تفكيره بالسحبة .... مُهرة يخي حتى الإسم يكرهك في عمرك ... بس الكلبة مزيونة .. قطع تفكيره حضورها
يوسف ولا يرى شيئًا منها من السواد : يقولون حلال تفصخين النقاب قدام زوجك
مُهرة : مو شغلك
يوسف : طيب يابنت الـ... مسك نفسه من الشتمْ وأردف .. يابنت .. يحاول يتذكّر إسم والدها .. يابنت أم فهد
مُهرة : وين بتوديني ؟
يوسف : أنتي وين تبين ؟
مهرة : أكلمك جد
يوسف : وأنا جاد وأنا أقولك وين تبين ؟
مهرة : ماراح أسكن مع أهلك
يوسف : وأنا قلت بتسكنين معهم !! بتجلسين بغرفتي طال عمرك
مهرة بسخرية : مررة ظريف
يوسف يقترب وهي تتراجع بخطوات إلى الخلف : ماني مسوي لك شي أستغفر الله
مُهرة : زي أخوك
يوسف وبنبرة حادة أقتلبت عنده الموازين : لآتجيبين سيرة أخوي على لسانك
مُهرة : ماهو أنت اللي تأمرني وتنهاني على كيفك
يوسف : طيب أنثبري هنا عسى يولِّع بك غاز قولي آمين .. وتوجه نحو الباب
مُهرة ألتزمت الصمتْ وهي تراه يهّم بالخروج .. يفعلها بالطبع سيفعلها ويتركني هُنا
يوسف ينتظرها تتوسَّل إليه لكن وكأنها رضت بالجلُوس لوحدها في البيت .. وفي نفسه " خلها تنطَّق وش يهمك أنت ؟ فرضًا دخل عليه أحد .." .. خرجْ ووقف أمام الباب في حرب الضمير .. أستغرب قوتها بأن لا تخاف الجلوس وحدها في حيّ مِثل هذا.
عاد وفتح الباب وهو يتحلطم في داخله .. ألتفت على المجلس ورآها .. جالسة بسكُون وشعرها الأسود ينساب خلف ظهرها ....... توقف في مكانه يتأملها كـ فُرصة سـ تضيع إن لم يستغلها.
شعرت به وألتفتت : مو قلت تبغى تروح ؟
يوسف : أخلصي علي ماراح أخليك هنا بروحك
بسخرية : ماشاء الله شهم
يوسف : بعض من شهامتك
مُهرة : ها ها ها ماتضحِّك
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههه والله عاد كيفي أسمِّج أقول اللي أبي إن شاء الله أضحك مع نفسي كيفي ماهو من شؤونك
مُهرة : ماراح أسكن مع أهلك
يوسف : يا ماما ماراح تختلطين فيهم
مُهرة بغضب : ماني بزر عندك .. أنتقي مفرداتك
يوسف بعناد : سامعة ياروحي كل شي إيزي
مُهرة وأحمَّر وجهها من الغضب
يوسف بإستفزاز صريح لها : يالله ياحبي مانبي نتأخر
مُهرة تكتفت وهي تعض شفتيها وتنظر لجهة أخرى
يوسف كتم ضحكته ووقف أمامها : مطوَّلة ؟
مُهرة وبحدة ضاغطة على أسنانها : أنقلع من قدامي
يوسف : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
مُهرة تنرفزت : ماأدري أنا قايلة نكتة عشان حضرتك تضحك
يوسف : المصيبة العظمى أنه وجهك مايوحي كل هالعنف
مُهرة : أبعد عيونك عني !!
يوسف ويصُّر ويفصلها من أعلى إلى أسفل
مُهرة : وقح .. ألتفتت لتأخذ نقابها وطرحتها
يُوسف لوهلة تشعُر بأنه " مغازلجي " على نظراته لجسدها
مُهرة : خيير ؟
يوسف أبتسم بخبث : أنتظرك بالسيارة .. وأتجه نحو الباب
مُهرة : حقيير معفففن
يوسف ويسمع كلماتها وهو خارج , بصوت عالي : تعوّرني الكلمة مرررة


,

تبكِيْ بشدة , مُحاطة بالسواد .. تصلّبت ذراعيها الممدودة منذُ فترة .. واقف هو أمامها ببلاهة لا يستطيع أن يقترب منها .. قلبه يتقطَّع من منظرِها .. يحاول مد ذراعه قليلاً ويبدُو ستنكسِرْ يداه قبل أن تصِل إليها , بدأت كـ قطعة خُبز تتفتت أمامه , يحاول أن يُجمع شتاتها و .. لا يُفيد أبدًا.
أختفت .. تلاشت .. طيّرتها الريحْ .. عندما حان اللقاء رحلت .. كيف ؟ كيف ؟

فاق مخنوقًا مُتعرِقًا .. أنفاسه مُضطربة ومتسارعة .. شرب من كأس الماء : غادة !!
مسح وجهه بكفوفه الباردة .. يشعُر بحرارة بنار بشيء يحترق في وسط صدره .. تتعذب في قبرها ؟ لآلآ يارب لأ .. تجمَّعت الدمُوع في عينيه .. لم يراها في أحلامِه تبكِي و ضائعة تائِهة .. هذه المرة الأولى .. يحاول يتذكَر رُبما دينْ لم تؤديه .. من المستحيل أن عليها دين ولم تقُل لي .. توجه للحمام وتفكيره مشوَّش , ينساب الماء على جسده ويُدخله في دوامات من الضياعْ

غادة ببكاء : أتركني بروحي
ناصر ملتزم الصمت أمامها
غادة : قلت أتركني
ناصر مازال صامتْ
غادة تنظر إليه وأنفها محمر من البُكاء : لآ تطالعني كذا
ناصر أبتسم : طيب . . شتت أنظاره بعيدًا عنها
غادة رجعت للبُكاء : هزأني قدامهم كلهم
ناصر : مين ؟
غادة : الدكتور الحقير
ناصر : طيب ليه ؟
غادة : البحث اللي سويته عندك !
ناصر : ايه وش فيه ؟
غادة : ماعجبه رماه عليّ قالي أنه أصلا هذا ماهو بحث جامعي حتى طلاب الثانوي يسوون أحسن منه
ناصر : وهذا اللي مزعلك ؟
غادة : ناصر لا تقهرني تعبانة عليه وفيه مليون بحث معفن زي وجهه الغثيث ماقالهم شي بس عشاني عربية هالعنصري الـ****
ناصر يجلس بجانبها : آشششش وش هالألفاظ !!
غادة : كيفي أقول **** ولا أقول إن شاء الله ******* بعد كيفي
ناصر رفع حاجبه بحدة : غاااااادة
غادة تكتفت وتحوَّل بكائِها إلى غضب : مانمت عشان هالبحث وآخر شي يفشلني كذا قدامهم
ناصر ويشربْ من كأس الماء ملتزم الصمتْ
غادة تخرج هاتفها : حتى عبدالعزيز مايرّد أوووووووووووف أووووف كل شي تسلط عليّ اليوم
ناصر تنهَّد : يعني نهاية هالدنيا هالبحث ؟ خلاص أنا بكرا أجي وأكلمه أنا وعبدالعزيز .. خلاص عاد
غادة بنبرة طفولية : لاتهاوشني
ناصر : ياروحي ما أهاوشك بس ماينفع كذا ! تبكين و ماتبقين كلمة من الشارع ماتقولينها .. يعني لو ماأعرفك قلت وش ذا التربية ؟ ماأرضى ياغادة ولا راح أرضى هالألفاظ تقولينها
غادة تسحب كُوب الماء من أمامه لتشربه بدفعة واحِدة
ناصر : ريلاكس
غادة عادت للبكاء : طيب ليه يقولي كذا ؟
ناصر : أنا أكلم رئيس قسمه مو على كيفه بعد !! لا تخافين حقك ماراح يضيع
غادة : بس يخلص الترم على خير بجي وبلصِّق جزمتي في جبهته الكلب الـ..
ناصر يُقاطعها بوضع باطن كفَّه على فمَها : وش قلنا ؟

والماء يختلط في دمُوعه المالِحة جدًا على جروح قلبه العميقة .. خرج من الحمام وهو يلّف المنشفة على خصره .. أنتبه لوالده الواقف أمامه
والده : صباح الخير
ناصر : صباح النُور
والده : شلونك ؟
ناصر : تمام
والده : عيونك تقول منت تمام !!
ناصر وهل جرّبت الإبتسامة في حضرة الدموع .. كيف أن هذه الإبتسامة قاسية جدًا ومالِحة وتعصرْ حموضتها على قلبه لتُحرقه أكثر .. فقط بإبتسامة تأتي في عز دموعه : بخير يبه
والده بادله الإبتسامة : أنتظرك تحت من زمان ما فطرت معك ...


,

بو سعُود يفتح ستاير الغرفة المظلِمة لتخترق الشمسْ وتستقرْ بين جنبات الغرفة : يالله أصحى ورانا شغل
عبدالعزيز بصوت ممتلىء بالنوم : عطني إجازة اليوم
بو سعود : تتدلل بعد ؟ مافيه يالله قوم
عبدالعزيز ويدفن رأسه بالمخدة : مانمت الا الفجر
بو سعود : ومحد قالك نام الفجر
عبدالعزيز تنهَّد : طيب الساعة 10 أجي
بو سعود : مافيه يالله يا عزيز
عبدالعزيز نهض وبتذمُّر شديد وهو ينظر لذراعه
بو سعود : أنتظرك بالحديقة
عبدالعزيز : طيّب ... صعب جدًا التعامل بذراع واحِدة كيف من فقد ذراعيه ؟ تصدَّع رأسه من هذه الفكرة وهو يحمد الله

بجهة أخرى
على طاولة الطعام /

رتيل : ههههههههههههههههههههههههه المهم أني هايطت عليها لين قلت بس
عبير : والله حرام
رتيل : طفشت وش أسوي وبعدين إيميلي من زمان مادخلته وفجأة ألقى إضافات قلت خلني أستهبل شوي وألغي هالإيميل الكئيب كل بنات الجامعة الـ *أشارت بملامحها بالتقرف * فيه
عبير : وش يعني الـ *قلدت حركة ملامحها*
رتيل : يعني مايروقون لي .. تمسك جوالها .. بخلي جوجو تجينا ونردح
عبير : ههههههههههههه نردح !! ماتسمع أغاني
رتيل : نجيب لها طق إسلامي
عبير : لا تتطنزين
رتيل : ههههههههههههههههههههههه والله ماأتطنزت صدق نحط طق إسلامي ياكثر مقاطعه في اليوتيوب
عبير وهي تشرب من العصير : أستغفر الله بس
رتيل : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه تخيلت شي بايخ
عبير : عارفة وشو ههههههههههههه !! والله ربي بيسخط عليك أسكتي وفكينا
رتيل وهي تكتب للجوهرة في الواتس آب " اليوم تجينا مافيه لأ ولا شيء !! جاية يعني جاية الله لايعوق بشر "
عبير : والله أشتقت لتركي
رتيل : بيجون بكرا مدري بعده
عبير : والله حتى عمي عبدالمحسن مشتاقة له


,

نزلْ بخطوات سريعة بلبسه العسكري وهو يضع جواله في جيبه و نظارته الشمسية على عينيه
الجوهرة : ماراح تفطر ؟
سلطان : متأخر مررة
الجوهرة ومن النادر في حياة سلطان أن تجهِّز هي الفطور : طيب 5 دقايق بس
سلطان أستدار عليها وأنزل نظارته : طيب . . جلسْ ورفع عينه عليها : أنتي محضرته ؟
الجوهرة أبتسمت : إيه
سلطان : تسلمين
الجوهرة : بالعافية
سلطان أكل بإستعجال وماهي الا 7 دقائق وأنتهى : الحمدلله ... توجه للمغاسِل , ثواني ويأتيها من الخلف ليُقبّل خدها بهدُوء : تسلم هالإيدين .. وخرجْ
الجوهرة وتشعُر بحرارة في وجهها .. وضعت كفوفها على خدها لتُهدأ من حرارتها و حركت كفوفها بمقابل خدِّها علّها تُبرِّد وجهها الضائِع مع سلطان.
عائشة وهي تحمل الصحُون , أبتسمت بنظراتْ وكأنها تعرف خبايا قلب الجوهرة
الجوهرة بإحراج كبير : وش عندك بعد ؟
عائشة بضحكة : مافي يقول شي بس هلو هلو *حلو*
الجوهرة وهي تصعد للأعلى : مهي صاحية صدق

,

دخلْ البيتْ , وكان في المجلس ريم وهيفاء
رفعُوا أعينهم بإندهاشْ.
يوسف بإستلعان في مُهرة : أعرفكم زوجتي الغالية
هيفاء حاولت كتم ضحكتها لكن أطلقتها بهدُوء : هههههههههههههههههههههه أهلين
ريم ضربت كتف هيفاء وهي تُشير لها بأن تصمتْ : أهلين فيك
مُهرة وبدأت بالإشتعال فعلاً
يوسف : وين أمي ؟
كانت خلفهم
مُهرة من باب التقدير أنحنت لتقبل رأسها
أم منصور بنبرة هادئة : يا مرحبا فيك
يوسف : طيب تعالي معاي
أم منصور : جهزت لكم الجناح في الدور الثالث
يوسف : ليه ؟ أنا بجلس بغرفتي
أم منصور أشارت له بعينيها أن مُهرة معه
يوسف أبتسم : لآتسوين لي بعيونك حركات مافيه
أم منصور أنحرجت ودخلت للصالة بجانب بناتها
صعد بِها لغرفته ,
مُهرة بحدة : ماأتحمل أنا كذا
يوسف تجاهلها وهو ينزع الكبك من كمَّه
مُهرة : أنا أكلمك
يوسف : وأنا ماأشوف غير النوم .. أنثبري هنا لا صحيت عاد أفكر أرد عليك ولآ لأ
مُهرة : أسمعني كويِّس وحط هالكلام حلق في إذنك
يوسف بإستهتار في حديثها : ماألبس حلق
مُهرة : أسمعني أيه صح أمي عرضتني عليك عشان أخوك يطلع وعلى فكرة هالكلمة ماتهيني لأن أمي فكرت أنه ماعندنا رجَّال فمن الأفضل أنها تحمي بنتها وماقصَّرت لكن غلطت في الإختيار و أنك تهيني أنت ما أسمح لك ولا راح أسمح لك .. بيني وبينك مليون جدار ماتقدر تتعداه أما مسألة أني أجلس معك في بيت ناس ماأحترمهم لا ماهو على كيفك للحين بيت أمي موجود ولا أنباع وأقدر أرجع له
يوسف ويتأملها بسخرية شديدة : إيه كملي
مهرة بعينيها القوة تلمع وهي تشير له بأصبع السبابة : وشيء ثاني معي لا تمزح ولا تحاول تستظرف دمِّك لأني ماأبلعك وأنت ساكت كيف عاد وأنت تنكِّت
يوسف وقف : طيب الحين دوري أرد صح ؟ أولا أنا ماجبت سالفة أنك أنعرضتي عليّ أو على منصور ولا أهنتك فيها ثانيا جدرانك ذي أهدمها الحين لو تبين .. لآتحاولين تعانديني عشان ماأكسر عنادك و ثالثا غصبا عليك وعلى اللي خلفوك تحترمينهم ماهو طيب منك رابعًا شايفة الباب كيف يوسعك ويوسع طوايفك تقدرين تروحين بيت أمك وتعشعشين هناك أما خامسًا والله عاد أنا راعي مزاج ولو تبين أمصخرك الحين مصخرتك بس أنا أحاول أكون لطيف معك مع أنك منتي كفو وسادسًا مين قال أني ميت عند حضرة جنابك !! أنتقي ألفاظك كويِّس يا ماما ما أشتغل عندك .. أحمدي ربك وجه وقفا أنك بس تحملين إسم زوجتي
مُهرة أبتسمت بسخرية ولأول مرة تبتسم أمامه : أفكِّر بأي شي عصيت ربي عشان يعاقبني فيك
يوسف بسخرية : خفي علينا يا إمام الحرم يالمُنزهة العفيفة
مُهرة بنرفزة : عفيفة غصبًا عنك
يوسف : لآ آسفين عسى ماتوجِّعك الكلمة
مُهرة : مين أنت أصلا ؟ لآ تحاول تعطي نفسك أكبر من حجمك !! على فكرة أنا أنتظر الطلاق أكثر منك
يوسف وهو ينسدح على السرير : عاد لعانة كذا ماني مطلِّق بصبِّح بوجهك البشوش وبمسِّي عليه
مُهرة : ماهو برضاك أصلا .. *وبدأت تبطأ الجملة حتى تستفزه* زي ماأنغصبت تتزوجني بتنغصب بدون رضاك بتطلقني
يوسف رفع عينه عليها وعض شفته محاولاً أن لا يغضب : ماأنغصبت كان موجود منصور وموافق برضاي أنا اللي وافقت وهذا و أمك باعتك بفلوس لاتنسين هالشي وأنتي اللي بتجبريني أهينك ماهو أنا !!
مُهرة : ربتني وكبرتني وصرفت علي لا أبو يصرف ولا شيء .. حلال عليها لو تذبحني !! ماأشيل بخاطري عليها لو تبيعني بعد ! حاول تلاقي كلمة تهين أكثر من هذي لأنها ماتحرك فيني شعرة


,

في إحدى الجمعيات الخيرية.

ناصر : مسجد ؟
الشيخ : جزاك الله ألف خير .. إن شاء الله إحنا بنختار لك موقع وأنت تشوفه إن كانه يروق لك أو لأ
ناصر بتوتر : طيب يطوِّل ولا يعني ..
الشيخ : أسبوعين نكون مختارين أكثر من موقع وأنت تقرر
ناصر : مشكور ماتقصِّر .. أنا أستأذن .. خرج ناويًا أن يبني مسجِدًا ليكُن صدقة جارية لــ حبيبته غادة
ركب سيارته وهو الذي أمسك نفسه في مكتب الجمعية , وضع رأسه على مقود السيارة وأجهش بالبُكاء ..خاف عليها خاف وشعر بأن روحه تتمزق لو أنها تتعذب في قبرها .. ماذا يعني لو أنها أرتكبت بعض الخطايا ؟ هل أرتكبت ؟ كانت محافظة على صلواتها .. كنت أراها لا تأخر أيّ صلاة .. سيموت لا مُحالة من التفكير .. لو أن حلال لحفر قبرها الآن وأخرجها وإن كانت فتاتًا ليضمها .. تعوَّذ من فكرته و روحه تُصارع الحنين .. تصعد لسِحاب الحُب وتقع بقوة على أرضٍ جدباء .. توجع .. توووجع ياغادة توووجع فكرة أنك تتعذبين ..... يارب أغفر لها وأرحمها بما أنت أهلٌ له .. أزداد بُكائه إلا النار .. إلا النار .. خليني أتعذب بحنيني لكن لآ أتعذب من خوفي عليك وأنتي بقبرك بعد !! .. ليتني أعرف ليتني أعرف أنتي بخير بقبرك أو لأ ..... فيه دين عليك أو لأ ؟ فيه أحد مو محللك وعشانه تتعذبين ولا لأ ؟ ...... بنبرة حارِقة جدًا كالشمس في عز الصيف : آآآآآآآآآآآه يا غادة .. لو يرجع الزمن ثواني أشوفك بس أشوفك .... بكى وبدت الدماء في دماغه تتدفَّق بحرارة بُكائِه.



,

في مكتبْ سلطان , مدلل جدًا عبدالعزيز يفطر في مكتبه.
سلطان بملل : أخلص بحكيك في موضوع
عبدالعزيز : من أمس مو مآكل شي .. طيب قولي وأنا أسمعك
بو سعود لا يستطيع إمساك ضحكته وأردف : لا يكون مجوعينك وأحنا ماندري
عبدالعزيز بقهر : من جيت هنا وأنا ناقص 5 كيلو
سلطان : بس للحين بقوتك وصحتك
عبدالعزيز : قل ماشاء الله
سلطان أبتسم : ماشاء الله مانيب حاسدك
دخل مقرن وأستغرب من فكرة أن عبدالعزيز يفطر في مكان الشغل : هذا الملف أنا عندي شغل ضروري المهم بآخذ متعب معي للسُجناء في مركز ....
سلطان : يا مال العافية ماتقصِّر .. وخرجْ مقرن
سلطان : أسمعني عبدالعزيز اليوم بتروح للجوهي وطبعًا لا جاب سيرة أنه أحد أقتحم مكتبه سوّ نفسك ماتدري عن شي وبيّن أنك منفجع .. يالله بشوف ردة فعلك .. لثواني صمت ثم أردف : فيه أحد دخل القصر بغيابنا
عبدالعزيز سوّ نفسه شرق بالعصير : صدق !!
سلطان وبو سعود : هههههههههههههههههههههههههههههههههه
سلطان أردف : تستهبل !! فيه أحد ينفجع كذا
عبدالعزيز : ماأعرف أمثِّل
سلطان : طيّب ركّز خل عيونك تطلع من مكانها بيّن الصدمة لأنك انت أول من بيشك فيه
عبدالعزيز : طيّب قولي من جديد
سلطان بنبرة هادئة : في أحد دخل مكتبي !!
عبدالعزيز صمت لثواني وضحك
سلطان يرميه بعلبة المناديل
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههههههههه خلاص ماني ضاحك
سلطان : في أحد دخل مكتبي !!
عبدالعزيز وبملامح الصدمة : مين !!
سلطان : ماندري بس أنت تتوقع مين
عبدالعزيز : وأنا وش دراني
سلطان : الغبي بيفهم انك أنت اللي دخلت . . قول .. ممكن أحد من الشرطة ؟ أو أعدائك إلا صحيح مين ممكن يتصيَّد لأخطائك .. تكلم كذا لا تبيّن أنك تدافع عن نفسك لأن انت بتوضِّح لهم أنه هالموضوع مايعنيك
عبدالعزيز يشرب من العصير بروقان ثم أردف : والله حتى عصيركم غير
بو سعود : فيه أحد معطيك حبوب على هالصبح ولا شارب شي وناسي
عبدالعزيز : وأنت خليتني أشرب شي سحبتني وصحيتني من نومي منفجع
سلطان : طيب عبدالعزيز واللي يرحم والديك بنذبح لك ذبيحة لو تبي بس ركِّز معي
عبدالعزيز : فهمت أعرف كيف أتصرف
سلطان : مو تنكبنا
عبدالعزيز ويقلد نبرة سلطان : إن شاء الله ماراح أنكبكم و أنتبه للسلاح و شغِّل السماعات والكاميرة لا تنساها طيب
سلطان : فالح بس تقلِّد بس تمثِّل ماتعرف
عبدالعزيز : ماخذينا من خبراتكم
سلطان : بحاول أحسن النية في كلامك
عبدالعزيز بخبث : هههههههههههههههههههههههههههههههههه الله يجازيني على نيتك


,

تدور حول نفسها والأمطارْ تهطُل وتبللها .. بضحكة عارمة : مطرررر .. شايف السماء كيف لونها ... شوف شوف الورد .... الله الله
وليد يُشاركها فرحتها وسيبكي معها لو أطالت بهذه الفرحة .. من يراها الآن وأن كان غريبًا سيبكي على هذا المنظرْ.
كان الطريق شبه خاليْ
رؤى وتنظر للسماء : مشتهية أصرخ مشتهية أرقص مشتهية أسوي أشياء كثيرة ...
وليد : سوِّي اللي تبين أنا ماراح أعارضك بأي شي
رؤى تبتسم وهي تنظر له بعينيِّن مدمعتين بالفرحْ : قد هالمطر و أضعاف أضعافه أحبببببببببببببببببك
وليد أبتسم بحُب : و قد ماأمطرت على دنيتنا أحبك
رؤى وتدور بفرح حول نفسه وكفوفها تُحلق سعادةً وبصرخة مجنونة : أناااااااااااااااااااااااااا أشوووووووووووووووووووووووووف

برصيفٍ آخر تضحك وتدُور حول نفسها , بإبتسامة وصرخة مجنونة : نجحححححححححححححححححححت وأخيرًا
ناصر : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه والله انا اللي وأخيرًا بفتَّك من زنِّك ومحاتاتك
غادة والمطرر يبلل معطفها وبضحكة : شايف هالبحر شو كبييييييييييييير
ناصر : البحر بالجهة الثانية وبعدين نهر ماهو بحر
غادة : طيب عطني جوِّي .. المطرر بلل الشارع وصار نهر
ناصر : ههههههههههههههههههههههههههههههه ئد هالبحر بحبك

رؤى وقلبها بإغماءة مع ناصِر وعينيها مع وليد : ودِّي أفُّر باريس اليوم ماراح أتعب أبد أبد
وليد : أنتي اليوم تدللي كل اللي تبينه أوامر
رؤى وتطيل النظر بالأشياء بسعادة : نروح للشانزلزيه و الأوبرا ومتحف الشمع ونروح ديزني لاند كل شي بباريس أبي أروح له
وليد : من عيوني هههههههههههههههههه اللي تبينه .. خلنا نروح للشانز تآكلين لك شي لأنك ماأكلتي من الصباح و بعدها نروح لمنطقة الأوبرا نتمشى لين تقولين بس
رؤى وضحكاتها الصاخبة تُحيي كل مكان تمُّر بِه : و قوس لاديفانس
وليد : تعرفين باريس أكثر مني
رؤى سكنت : تصدق عاد ماقد جيتها
وليد : هههههههههههههههههههههههه يمكن قبل الحادث
رؤى بإبتسامة وهي تعقد حاجبيها محاولة التذكر : ولا سألت أمي عن أماكن باريس يادوب أعرف برج إيفل .. صح نبغى نروح له
وليد : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هه مشينا

غادة تضرب صدره بخفة : ياكذاب وعدتني
ناصر : هههههههههههههههههههههههههه بكرا مقدر
غادة : يالله ياشينك قلت بتوديني الأحد
ناصر : ماأحب أجواء الألعاب
غادة : عشان خاطري مشتهية ديزني لاند تكفى
ناصر بإبتسامة : تعرفين نقطة ضعفي
غادة : ههههههههههههههههههههههههههههه .. وتقف على أطراف أصابعها حتى تصل لخده وتُقبله : وأعرف نقطة ضعفك الثانية ... وبخطوات سريعة تبتعد عنه
ناصر يقترب من الخلف ويرفعها عن مستوى الأرض : ملكّعة

وقفت بهدُوء
وليد : وش فيك ؟
رؤى : مدري أحس فيه أحد متضايق .. يمكن أمي ؟ بس أنا تاركتها ومبسوطة ماكان فيها شي
وليد : تبينا نرجع ؟
رؤى أبتسمت : أبغى أعيش هاليوم بدون حزن ..


,

في جلستهُمْ و تحليلات النساء المعتادة

هيفاء : ماشفت منها شي بس من عيونها واضح أنها جميلة .. بس تصدقين بنت جيرانا عيونها بالنقاب تهبل لا نزعته ماينطل بوجهها
والدتها : لآ تحشين ترضين تآكلين بلحم أختك
هيفاء بتقرف : يمه خلاص ماني حاشة بس لاتقرفيني كذا .. بموت من فضولي أبي أشوفها
ريم : بس يمه ترى ولدك مايستحي والله رحمتها حسيتها المسكينة بتموت من إحراجها
أم منصور : بكلمه أخليه يعقل
هيفاء : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ياليتنا مسجلين صوته يوم يقولنا ما راح أتزوج الا عن حب هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
ريم : ههههههههههههههههههههههههههههه إيه يوم يعاير منصور
أم منصور : لآ تجبون هالسوالف قدامها
هيفاء : أكيد يمه .. ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه وبخليها ماتبي تشوف الا عيوني
ريم : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ومنصور يوم قاله هذا وجهي إذا ماخليته منثبرة بين 4 جدران وتدوِّج مع ربعك
هيفاء : إيه ورد قال من كثر حبها لي ماراح تتركني أروح بعيد عنها هههههههههههههههههههههههههههه لو مكانه ببكي على أحلامي اللي أنهدمت
ريم : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههههههههه بس ربي يهنيهم يمكن خيرة
أم منصور : أم ريان أتصلت عليّ الصبح وتوّني أشوف إتصالها
ريم بتوتُّر بان في ملامحها تحوَّل للحُمرة
هيفاء : وصرنا نستحي
ريم : مين قال ؟ .. يمه شوفي وش تبي
هيفاء : تلقينه مافكَّر فيك حتى ماحددوا الزواج متى ؟
أم منصور : كل تأخيرة فيها خيرة وبعدين أختك بعد ماجهِّزت نفسها للحين .. من بكرا تروحين تتجهزين ولا تاخذين الخبلة اللي جمبك ماوراها منفعة
هيفاء : وينك يايوسف تدافع عني

بجهة أخرى ,

نجلاء : قالت إنها أعراض عادية
منصُور ويغلق أزارير ثوبه : الحمدلله المهم لا تكثرين من النزلة على الدرج والطلعة عشان ماتتعبين
نجلاء توقف أمامه : إن شاء الله , وين رايح ؟
منصور : بروح الشركة
نجلاء : من جدك !! أجلس كم يوم أرتاح
منصور : طفشت بروح أشوف الوضع
نجلاء : طفشت مني ؟
منصُور بإبتسامة يداعب أنفها : وفيه أحد يطفش منك ؟
نجلاء بهدوء : زوجة يوسف جت
منصور لم يرد
نجلاء : كنت بذبحك وراها لو تقبل فيها
منصور : هههههههههههههههههههههههه لو تدرين أني موافق ؟
نجلاء بصدمة : لا والله
منصور : فجأة جاني يوسف قال تراني بتزوجها عاد وقتها حسيت بـ همّ وأنزاح بس بعد يوسف مايستاهل
نجلاء : يطلقها ونزوجه بنت تقول للقمر قوم وأجلس مكانه
منصور : هههههههههههههههههههه هذا كلام أمي يوم خطبتني لك
نجلاء : طبعًا أنا تلوق لي هالجملة بس من باب المبالغة لزوجة يوسف المستقبلية
منصور يُقبل خدها : طبعًا وهالحكي يدخل من باب إنصاف النفس لنفسها
نجلاء أبتسمت : أنتبه على نفسك وأرجع بدري ماله داعي تجلس لنهاية الدوام


,

الساعة الثامِنة مساءً – قصر الجوهي –

الجوهي : عاد ماندري مين يا صالح
عبدالعزيز بملامح الصدمة : كيف ماتدرون ؟ تشك بأحد يعني ممكن يقدر يدخل القصر
سلطان من مكتب المراقبة : أكيد بيهددك بشي
عبدالعزيز : أكيد بيهددك بشي يعني بيقولك أنا أقدر أدخل القصر !! أنا أتوقع كذا
الجوهي : والله ماني عارف أركِّز .. بس وصلني خبر عكر مزاجي
عبدالعزيز وهو الذي لا يدخن مجبر أن يدخن أمام الجوهي .. أخذ سيجارة وأشعلها : وش الخبر ؟
الجوهي : عبدالعزيز العيد
عبدالعزيز وبلع العافية
سلطان : تصرف عادي أنت ماتعرف مين هو .. أسأله وش إسم أبوه
عبدالعزيز بنبرة يحاول جاهِدًا أن تكون هادئة : مين أبوه ؟ العيد ؟ مار علي هالإسم
الجوهي : سلطان العيد اللي توفى قبل فترة
عبدالعزيز : كيف توفى ؟
سلطان : عبدالعزيز لا تسأله عن حادث أبوك
عبدالعزيز : كيف ماتوا أهله ؟
الجوهي بنظرة أربكت عبدالعزيز : وش عرّفِك أنه ماتوا أهله كلهم ؟
سلطان بحدة : ماتفهم !! قوله قريت من الجرايد
عبدالعزيز صمت لثواني طويلة ثم أردف : قريت من الجرايد
الجوهي وليس هذا أكبر همه أردف : مشكلة كبيرة هالعبدالعزيز
عبدالعزيز : مايهمنا الحين .. أهم شي تتم صفقتا بالتمام
الجوهي : يلعبون لعبة .. هالهدوء أكيد مو لله
عبدالعزيز : تقصد مين ؟
الجوهي : عبدالرحمن بن خالد و سلطان بن بدر مستحيل سكوتهم هذا يبشر بالخير أكيد أنهم عارفين بكل شي
عبدالعزيز ألتزم الصمت
الجوهي : وين نقدر نلقى عبدالعزيز ؟
عبدالعزيز وبدأ قلبه بالتراقص , أردف : وش تبي فيه ؟
الجوهي : ماجاء الرياض الا عشانهم أنا متأكد
سلطان : صرِّف وأطلع بسرعة
عبدالعزيز يطفىء السيجارة و أردف : المهم صفقتنا أهتم فيها ... وقف .. عن إذنك ... سار بإتجاه الباب وأوقفه صوته
الجوهي : صالح
عبدالعزيز وقف ويبلع ريقه بصعوبة دون أن يلتفت عليه
سلطان ومن الكاميرة في كبك عبدالعزيز ينظر لوجه الجوهي , بعجل قال لمتعب : أرسلوا القوات لقصره بسرعة


,

الجُوهرة أبتسمتْ بعذُوبة : خلصي السلطة ولا تكثرين حكي
عايشة : والله هادا ماما يسير*يصير* .. آآآمممم شنو إسم هوا
الجوهرة : يقولها خالتي ؟ ولا عمتي ؟
عايشة :إيه أمتي *عمتي*
الجوهرة : وهي اللي سمِّتك عايشة
عايشة : إيه أنا يجي يسأل أنا شنو إسم أنتي ؟ أنا يقول كورمانتي نهير بس هوا مايحبِّي إسم أنا
الجوهرة : إسمك صعب مررة
عايشة : بنت مال هوا ينادي أنا ميري
الجوهرة : طيب
عايشة : بس هي ينادي أنا آيشه*عايشة* .. بأدين*بعدين* سار *صار* كلَّا نفر ينادي أنا آيشه
الجوهرة : وش إسم بنتها ؟ يعني كانت متزوجة ولا ؟
عايشة : إيه هادا فيه مشكلة بين بابا سولتان وهيَا
الجوهرة رفعت حاجبها : وش بينهم ؟
عايشة : ما يأرف*يعرف* بس آشان*عشان* سوئاد
الجوهرة : لخبطتي علي كل شي .. الحين قلتي أنه سعاد زوجته وكانت مجنونة و بنت عمه متهاوشه معه عشان سعاد !! .. *بقهر أردفت* طيب سعاد مين ؟


,

فتحتْ رسالته , رُغم قهره تبتسم له .. قلبها لا يقبلْ بالقساوة أبدًا .. يُرغمها دائِما على الضحكة على الفرح على الحُب .. هذا الحُب أنا أنتمي إليه كإنتمائِي له .. وإن كان مجهولا .. هذا الحُب يعرفه قلبي جيدًا ليس مجهولاً أبدًا .. يكفي أن قلبي يعرفه.
قرأتها وحفظتها عن ظهر غيب بحُب " ما توقعت شوفتِي لك بتخليني أشتاق لك هالكثر طمع فيك هالقلب ودَّه ماتغيبيين عن عينه لحظة "
أغلقت جوالها وهي تلتفت لرتيلْ
رتيل وتنظر للوحات مرةً أخرى : طفشت .. أقتربت من اللوحة .. يختي وش هالبنات الرومانسيات وهالكلام
عبير أكتفت بإبتسامة
رتيل : قلتي لي وين هالمحل ؟
عبير : آآآآ مدري شفته بموقع
رتيل لم تبالي لحديثها وأردفت : الجوهرة مسوية سنعة تقول بعشيكم
عبير : طوّلت
رتيل : مدري وش تطبخ !! لو ذبيحة قضت .. عاد تدرين الكذابة ماتعرف تطبخ أكيد خدم سلطان
عبير : أحسني ظنك فيها وش يدريك يمكن تعلمت


,

متمدد على الكنبة وحاله مُثير للشفقة

يوسف : ماراح أصبر زوجوني
أم منصور : أركد يمكن البنت زينة
يوسف : وش زينه وش مو زينه !! يمه أنا حمار أنا كلب يوم كنت أعيي قبل عن الزواج الحين أبي أتزوج
ريم : ههههههههههههههههههههههه يالله أرزقنا العقل
يوسف : أقول أنتي أسكتي بعد كم يوم ألقاك في حضن ريان
ريم تفجَّرت بالحُمرة , أرتبكت : قليل حيا .. وخرجت
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه قسم بالله البنات مهبَّل بكلمة وحدة تحرجينهم
أم منصور : صدق ماتستحي !!
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههه يمه قسم بالله منقهر وحالتي حالة
أم منصور : الشرهة على اللي جالس معك .. وأتجهت للمطبخ
يوسف : أنا قايل مايفهمني غير هيفاء
هيفاء : أنا بيذبحني الفضول مزيونة ولا وشو ؟
يوسف : شينة ماينطل بوجهها .. شغالتنا حقت جدتي الله يرحمها أزين منها
هيفاء : هههههههههههههههههههههههههههههههه أستغفر الله حرام شغالتها كانت كبيرة بالعمر مرة
يوسف : أستغفر الله والله كانت طيبة حرام أحش فيها .. بس قاهرتني ذا اللي فوق
هيفاء : ليه ؟ سبتك هههههههههههههههه
يوسف : تخسي .. *صمت لثواني ثم أردف* بصراحة نوعًا ما يعني سب غير مباشر
هيفاء : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههههههههههه أفآآ وأنت ساكت
يوسف : أفحمتها بالرد بس تقهر مدري هالزلابة من وين تجيب ردودها
هيفاء : عيب لا تقول عنها كذا
يوسف بإستهبال : المشكلة أني طيب ماأمد إيدي على الحريم
هيفاء : الله يرحم يوم تكفخني بالثانوي والله ماراح أنسى ذيك الليلة
يوسف : ههههههههههههههههههههههههههههههه كنت معصب وأنتي راجعة متأخر قلت أبد مافيه غيرها أبرد حرتي فيها
هيفاء : مستقوي عليّ
يوسف : أنسي السالفة لا تجيبين لي النكد بعد !! يكفي ذي
هيفاء : طيب بيني وبينك مزيونة ولا لأ ؟
يوسف : كلبة
هيفاء :صاروخ ؟
يوسف : يعني
هيفاء أنفجرت ضحك : الواضح أنك طلعت من عيونك قلوب عندها
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه بس أنا خلاص تغيرت قناعاتي جيبوا لي شينة معفنة بنت ستين كلب بس أسلوبها حلو أرضى
هيفاء : هههههههههههههههههههههههههه وين اللي يقول شينة خُلقًا بس حلوة خَلقًا عادي بس شينة بالثنتين لأ



,

ثابت في مكانه يشعُر بالموت يقترب منه بسماع خطواته التي تقترب منه أكثر و أكثر .. لم يتلفت , ظهره هو المقابل له
في جهة أخرى حالة من الحركة بين المكاتب .. بو سعود يُحادث عبدالعزيز : رجاله تحت لاتحاول تطلع أي صوت ويجونك
سلطان في مكتب آخر يوجه قواته : من جهة الغرب عند مكتبه أهم شي ماينذبح نبيه حيّ
صَمْتٌ يتبعثر

وحشة تتقاسمها الأرجاء بالتساوي

اغتراب على مر الوجوه

بين الدهر والآخر

ينبثق رعب هائل

الطالع يؤكد المستحيل

اسطورة هي المناجاة

أمل يقود إلى المنفى

ثمة نافذة

حذار.. الحلم يوصل إلى الزنزانة

*غادة السمان.



ثابت في مكانه يشعُر بالموت يقترب منه بسماع خطواته التي تقترب منه أكثر و أكثر .. لم يتلفت , ظهره هو المقابل له
في جهة أخرى حالة من الحركة بين المكاتب .. بو سعود يُحادث عبدالعزيز : رجاله تحت لاتحاول تطلع أي صوت ويجونك
سلطان في مكتب آخر يوجه قواته : من جهة الغرب عند مكتبه أهم شي ماينذبح نبيه حيّ

الجوهي من خلفه يزداد بقُربه , يمد له جواله : نسيت جوالك
عبدالعزيز أغمض عينه ثواني طويلة ثم ألتفت عليه بإبتسامة جاهد حتى تخرج : أشوفك على خير .. وخرجْ وهو يمسح وجهه , تعرق بشدة.

سلطان و بو سعود واقفين بصدمة وبرواية أخرى متنحينْ.
بو سعود يفتح أول أزارير ثوبه وهو يجلس : أستفز صبرنا حسبي عليه
أحمد أنسحب بهدُوء وهو كاتم ضحكته
سلطان أنتبه لملامحه وهو خارج , أردفها بإبتسامة : لو مدخلين القوات قصره كان أنفضحنا !!
بو سعود : الحمدلله جت على كذا . .أنتظر عبدالعزيز يجيك
سلطان : ههههههههههههههههههههههههههههههههههه صدق شر البلية مايضحك .. بيجلس يصرّخ بعدها يهدأ
بو سعود ويشرب كأس الماء بدفعة واحدة من التوتر الذي آتاه
كانت ساعة هي الفاصلة حتى يدخل عبدالعزيز مبنى العمل
بو سعود ورآه من الزجاج : سلطان واللي يرحم والديك لا تضحك وتستفزه
سلطان أبتسم : ماني قايل شي
دخل عبدالعزيز وهو يفتح أزارير ثوبه ويجلس .. نظر إلى ملامحهم الجامدة
عبدالعزيز : يالله اكفينا شر الخبث اللي في عيونكم
بو سعود أبتسم : عدَّت على خير
عبدالعزيز : وش خيره أنا عمري ماخفت قد ماخفت وهو يناديني .. عرقت خذيت شاور عنده .. مسح وجهه .. أحسه يعرف
سلطان : مايعرف بس لأنك غبي وسألته وقلت لك لا تسأله
عبدالعزيز : خلوكم صريحيين معي وأمشي معكم سيدا
سلطان : يا ذا الصراحة اللي طلعت شيبي منها !! قلت لك كل شي لازم تعرفه غيره ماهو من صالحك تعرفه
بو سعود : خلاص سلطان أتركه
عبدالعزيز : وهذا انا أحلف أنه وراكم مصيبة
سلطان أكتفى بإبتسامة أستفزت عبدالعزيز
عبدالعزيز بنظرات حاقدة يوجهها لعينيِّ سلطان
بو سعود والتوتر بدا يُحلق بينهم : روح البيت أرتاح
عبدالعزيز بنبرة هادئة : وش المصيبة ؟
سلطان مازال مُبتسم وصامت
بو سعود وبعينيه يحكي لسلطان
سلطان تنهَّد : روح نام
عبدالعزيز أمال فمه : طيِّب أحلق شاربي إذا ماوراكم مصيبة
سلطان : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه مصايب إذا تبي
بو سعود : ياسلطان وش فيك !!
سلطان : بعطيه على جوَّه عشان يقتنع أنه مافيه شي
عبدالعزيز بغضب : أنا كنت بين الحياة والموت عشان شغلكم اللي مانيب عارف نهايته وبكلمة تريحني بخلتوا عليّ !!
سلطان ألتزم الصمت لا يُريد أن يتجادل معه
بو سعود : طيب ياعبدالعزيز قلنا لك كل شي نعرفه
عبدالعزيز وقف : كم دفعتوا للمستشفى عشان تتزوَّر التقارير ؟
سلطان وبو سعود وبلحظة واحِدة أعينهم أرتفعت له
عبدالعزيز : كذابين !! ومنافقين وأنا أكبر حمار يوم رضيت أشتغل معكم
بو سعود وقف وأقترب منه : ليه ماتؤمن بأنه قضاء وقدر .. بعيونك شفتهم ميتيين !!
عبدالعزيز : ماأصدقكم ولا راح أصدقكم
سلطان : هذي مشكلتك ماهي مشكلتي ولا هو أكبر مشاغلي عبدالعزيز وش تفكيره إتجاهنا !! عندي اللي أهم منك ... وأخذ بعض الأوراق ليوقعها متجاهلاً عبدالعزيز
عبدالعزيز وعينه على سلطان وملتزم الصمتْ
بو سعود بنبرة هادئة : روح أرتاح الحين وبكرا يصير خير
عبدالعزيز أنحنى ليأخذ مفاتيحه وجواله , أردف بنبرة تهديد : والله ثم والله إن ماعرفت منكم لأنبش عند الجوهي وماهمني لو يذبحني قدامكم ...
سلطان بإبتسامة مستفزة حيَّاه بالتحية العسكرية : تصبح على خير حبيبي
عبدالعزيز وبراكين تثور في داخله وبنبرة غاضبة حادة : وعساك منت من أهل الخير والسعادة .. وخرج
سلطان : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه مدري وش أسوي عشان يرضى علينا
بو سعود : قلت لك لا تستفزه .. ماينفع كذا
سلطان : وأنا سكت عشانك بس هو يبغى يتهاوش
بو سعود تنهَّد : هذا إحنا كل ماقلنا هجد طلع لنا بشيء جديد من وين جاب سالفة المستشفى ؟
سلطان عقد حاجبيه : لو مافيه كاميرات كان قلت داخل مكتبي ! مو طبيعي هالإنسان

,

عبير : مابغينا نشوفك ؟
الجُوهرة : يالله فضيت
رتيل : أرحميني بس ياللي مقضيتها شغل .. أقص إيدي إذا منتي مقابلة الجدران
الجُوهرة تحادث عبير : سكتي أختك مهي وجه أحد يزورها
رتيل : حقك علينا يا ماما .. المهم شخبارك ؟
الجوهرة : ماشي الحال الحمدلله .. أنتوا شلونكم ؟
عبير : تمام
الجوهرة : وين عمي ؟
رتيل : بالشغل هالأيام مايرجع الا الفجر عشان ذا اللي وشسمه
عبير : الجوهي
رتيل : إيه فعشان كذا يطوِّل
الجوهرة : كان ودِّي أشوفه
رتيل : أهم شي تشوفينا
الجوهرة :أكبر همي أنتي
رتيل : أستقوت والله !! وش مسوي لك سلطان هههههههههههههههههههههههههههه ممشيك على نظام العسكرية
الجوهرة ولم تشعُر سوى بإحمرار وجهها أردفت : ياشينك
رتيل : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه أستحت خلاص خلاص نسحب الكلمة
الجوهرة : مالك داعي
رتيل أبتسمت : نمزح وش فيك صاير ماينمزح معك بعد
عبير : يالله رتيل مزعجة أسكتي شوي
رتيل : نفسيات الواحد يبغى يضحك ويقابل وجيهكم قسم بالله تزيد ضيقته ضيقتين
عبير : الله يسلمك شايفة وجهك
رتيل : بشوش
الجوهرة : ههههههههههههههههههههههه كثري منها بالله
رتيل أمالت فمها : أنا وش قعدني معكم
عبير : بكرا بيجي عمي ؟
الجوهرة : إيه إن شاء الله
عبير : وأخيرًا من زمان عن تركي وحشني الخايس
الجوهرة سكنت وبان الهدوء على ملامحها
رتيل : مفروض إحنا نشره عليه لأن حتى على أبوي مايتصل
عبير : يمكن مشغول حرام .. ياحبي له
الجوهرة : أنا بروح الحمام ... أتجهت للحمام وأغلقته عليها وأنفها ينزفْ بشدة .. حتى أصبحت دمائها تختلط مع دموعها .. كيف بيصدقوني لو أتكلم ؟ كلهم معه ؟ ... كل ماقلت هانت جاء شي ووقف قدامي .. كل ماقلت خلاص لازم أقوله يجي أحد ويهدم كل ماودِّي فيه .... ليه ؟ ليه هالحياة مهي راضية تضبط معاي ؟ كل ما أبتسمت بكت .. ليه تحب تبكي علي أكثر من أني أبكي عليها ؟ .... ليه !!!!!!
مسحت الدماء وهي ترفع رأسها للأعلى حتى يتوقف النزيف .. غسلت وجهها مرارًا وحُمرة عينيها لا تذهب .. تُفكر بأي حجة تتحجج ... خرجتْ لهُمْ
وما إن جلست حتى تعلقت عيناهم بعينيها
الجُوهرة بملامح شاحِبة : بس أشتقت لهم
رتيل : يا شيخة أضحكي وهونيها


,

الصمت هذا مُزعج , هذا السكُون يوتُّرني , أشتاقها جدًا .. أشتاق لعينيها جدًا .. بشدة و كثيرًا و جدًا و رُغما عن كلُ شيء أحبها .. تذبذب قلبِي في غيابها أشعُر بجمراتٍ من نارْ تٌصَّبْ فيه .. أنا لم أخطأ هي من اتت هي من علقتنِي بها .. هي من أختارت السكَنُ بين أهدابي .. لمَ الذنبُ يتلبَّسني لأنني عمُّها .. " ذرفت عينه الدمُوع وهو ينظر لصورتها العتيقة " .. لو تعلم فقط كم أحببتها ؟ ومازلت أزداد بعشقِي لها .. سلطان لا يستحقها أبدًا .. سلطان لن يهنأ معها .. سيتركها كما تركها الجميع ... لا أحد يستحق الجوهرة غيري ! أنا فقط من يستحقها .. لن يظفُر بِها أبدًا .. لن يلمسها لن يلمس شعرةً مِنها .. سأُنهِي سلطان بـ كلتا يديِّ سأنهيه وهذا وعدٌ لقلبي ولكِ .. *وعوده لذاته كانت وقعٌ من جنون ماذا لو جُّن و تعرض للجوهرة في حضور سلطان*


في ضوضاءْ النقاشْ الحاد , قال بصوتْ آمر لا يقبل النقاش : زواج لأ
أم ريان : يالله أكفينا بس !! أسمعني انا قلت لامها العرس بعد 3 شهور
ريان : ليه تقررين عنِّي ؟ يايمه الله يخليك لي مايصير كذا
أبو ريان : 3 شهور زينة
أم ريان : وخير البر عاجله
ريان : وكل تأخيرة فيها خيرة
أم ريان : التأخيرة إذا كنت مجبر عليها لكن أنت ماشاء الله جاهز وظيفة والبيت موجود وقادر تصرف عليها .. خلاص كل شي مسهِّل لك
ريان بغضب يتمتم : أستغفر الله بس .. كيف أتزوجها ! يكفي انكم مختارينها وماهي عاجبتني بعد
أم ريان : يالتسذوب وأنت شفتها عشان تعجبك ولا ماتعجبك
ريان : كذا قلبي وإحساسه مايخطي
بو ريان بسُخرية : مثل إحساسه بالجوهرة
ريان : رجعنا نفتح مواضيع قديمة
أم ريان : الله يجزيكم الجنة لا تقلبون بالماضي
ريان : على فكرة وإلى الآن عارف أنه الغلط من الجوهرة
أم ريان بعصبية : أستح على وجهك ماغلطت ولا شي !! سوالف حريم يضحكون بين بعض ماهو معناه أنهم صادقين لكن أنت عقلك مقفل تحسب كل شي يقولونه بالمزح صدق وهذا أنت ظلمت بنت الناس وطلقتها والحين تظلم أختك بعد !
أفنان دخلت على إزعاج نقاشهمْ : يبه متى نمشي الرياض ؟ عشان أنام !
أبو ريان : المغرب
أفنان : طيب تصبحون على حُب .. " أردفت كلمتها بسخرية على ريان "
ريان أكتفى بنظرة غضب لها كافية لإرباكها
أبو ريان : الجوهرة طلِّعها من مشاكلك اللي مالها أساس !!
ريان : إيه صح أنا نسيت أنكم تصدقونها على كل شي !! وأنا لا قلت كلمة كذبتوني
أبو ريان : يخي أفهم الجوهرة مالها علاقة .. هذي أختك كيف بتضرِّك ؟ ياريان بعد موتي وش بتسوي فيها إذا الحين وأنا حي ظالمها !!
أم ريان : الله يقطعها من سيرة .. خلاص قفلوا على الموضوع
ريَّان : هذا إذا مو مخبية شي بعد للحين عن منى
بو ريان بغضب : شف وين أنا أحكي وكيف يرد ؟ الجوهرة ماتتعرض لها بكلمة فاهم ولا والله ياريان ماتسلم من شرِّي


,

مُثبِّت جواله على كتفه وبصعوبة يفتح أزاريره بـ يَّد واحِدة : ماراح أصبر لين اعرف
ناصر بصوت مُتعب : طيب هم جالسين يستهزؤون فيك لأنك تكذّبهم يعني لا أنت اللي عرفت أنهم صادقين ولا أنت ماسك عليهم شي عشان تكذّبهم
عبدالعزيز : كذابين واضح
ناصر : والله عبدالعزيز ماأعرف لك مرة تقول أنك تصدقهم ومرة تقول تكذبهم
عبدالعزيز : ليه خايفيين أتمادى مع الجوهي ؟ وش فيه عند الجوهي وخايفيين أني أعرفه ؟
ناصر : خايفيين عليك مو خايفيين انك تعرف شي ! عبدالعزيز بالعقل ماراح يضرونك يكفي أنهم مغرقينك بكرمهم ومخلينك كأنك ولد من ولدهم .. يعزون أبوك الله يرحمه أكيد بيعزُّونك ويغلونك
عبدالعزيز تنهَّد : مدري ياناصر
ناصر : طيب أبيك بموضوع
عبدالعزيز : وشو
ناصر : بسألك عن غادة
عبدالعزيز وثُقب بقلبه يتوسَّع قليلا , سدَّهُ بعد جُهدٍ كبير وبكلمه فقط بكلمة فاض الحنين بداخله : وش فيها ؟
ناصر ونبرة عبدالعزيز مُتعبة جدًا لقلبه : عليها دين ؟ يعني قالت لك شي ؟
عبدالعزيز وبصمت لثواني طويلة أردف : لأ كان عليها دين سددته بعد يومين من الحادث
ناصر وقلبه يفيضُ هو الآخر حنينًا
عبدالعزيز : ليه ؟ شفتها بأحلامك ؟
ناصر : إيه
عبدالعزيز بلهفة : كيف كان حالها ؟
ناصر وهذه اللهفة تقتلها , لا يعرف كيف يرد
عبدالعزيز : تبكي ولا مبسوطة ؟ . . جلس على السرير وبنبرة مختنقة .. ماهي تمام ؟
ناصر : أضغاث احلام
عبدالعزيز : تناديك
ناصر : ومقدرت أجيها
عبدالعزيز وهذا الحلم تكرر عليه كثيرًا حتى أول ماجاء الرياض : راحت ؟
ناصر : قالوا الميت يتألم ببكاء أهله عليه
عبدالعزيز بجنُون , هذا جنُون الحُب لا أحد يُلام عليه : أوجعتهم ؟ ياناصر أوجعتهم !!
ناصر سقطت دمُوعه بسكُون وبنبرة موجعة : أوجعناهم حتى في قبورهم
عبدالعزيز : وش أسوي ؟ قولي حل ؟ مدري كيف مرَّت كل هالمدة وأنا عايش بدونهم !!
ناصر ببحة جعلت عبدالعزيز تسقط دموعه اليتيمة على خده : لك الله .. لك الله يا عبدالعزيز


,


أطيافْ تطوف حولها بخوفْ .. تُبصر الظلامْ فقط .. لا ترى شيئًا سوى أعينهُم وأجسادهُم .. ملامحهُم لا تُرى في هذه العتمة .. مُحمَّرة محاجرهم يبكُون .. أرادت معانقتهم .. صرخت صرخت كثيرًا لكن لا أحد يسمع ... تراهم و يرونها .. لمَ البُعد إذن ؟
ببُكاء نادت .. هذه المرة نادت بأعلى صوتْ : يبــــــــــــــــــــــــــــــــــــه .. لا مُجيب .. يبكي بشدة أمامها وينحني لتختفي عيناه ولا ترى سوى جسده .. هذا الرجل أريد معانقته لتطفأ نار الحنين في داخلي .. أرتفع بكائهم وبإرتفاع أصواتهم تشعُر بشيئٍ ينهشُ بقلبها يقضمه قطعًا صغيرة .. هذا الشيء يُدعى حنين .. شوق .. لهفة .. يا لهفة خاطرِي لك .. مدّت ذراعها هذه المرة أخيرة .. وقتًا يسير يُخبرها .. ثواني هي ثواني فقط و ستتبخرين ولا وجود لديك في عالمهم ... بكت وسقطت دمُوعها كـ حمم بُركانية ... وبنبرة مُوجعة جدًا .. بنبرة متلهفة مشتاقة .. بنبرة تبكي تبكي .. بشدة : نـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــاصرْ
رماها النومْ من أعلى حنينها ... أفاقت مُتعرِّقة أنفاسها تتصاعد هذه شهقات الموت .. أو رُبما موتْ آخر يُدعى : الحنين . . هذه اللهفة داء يُتعب قلبها.
بخطواتْ وبربكة قلبها عدَّ خطواته .. لستُ محتاجة لهذا العد . .انا أرى لكن .. !
بللت وجهها بالماء وهي تحاول أن تتذكَر ماجرى لها في نومها .. من ذا الذي رأيته .. من ؟ من ؟ ماهو الإسم الذي ناديته ؟ عبدالرحمن .. لآ خالد .. أيضًا لأ . . ماذا كان الإسم .. تفتت خلايا ذاكرتها وهي تحاول أن تتذكر الإسم.
والدتها : ليه قمتي ؟
رؤى وتنظر لها من المرآة وعينيها مُحمَّرة بالبُكاء : شفتهم
والدتها : مين ؟
رؤى بكت بشفقة على حالها : ماأعرفهم
والدتها : ولا هم يعرفونك .. ماتو يارؤى لا تعيشيين بهالكآبة .. أطلعي منها
رؤى : قولي لي أسمه بس إسمه
والدتها بصمتْ
رؤى بترجي : تكفيين بس إسمه .. مين ؟
والدتها ودموعها تختنق في محاجرها على حالها
رؤى أستدارت عليها : مين ؟ بس قولي لي مين !! ماهو أخوي .. واحد ثاني .. يمه تكفين قولي لي
والدتها : ميِّت
رؤى : طلقني قبل ولا أرملة ؟
والدتها وتُريد ان تقطع شكها : طلقك
رؤى أزدادت ببكائها : كنت أحبه ؟
والدتها : صارت مشاكل بينكم
رؤى بخطواتِ هزيلة جلست على الكنبة منحنية تبكِي : كيف مات ؟
والدتها : زي مالكل يموت .. يارؤى أنسي الماضي واللي فيه
رؤى : مات زعلان عليّ ؟
والدتها : أرجعي نامي خلاص أرحمي حالك .. وخرجتْ
رؤى وصراعاتْ في قلبها .. هل توفى غير راضٍ عنِّي .. هل كُنت أهواه أم أغضبتُ قلبه ؟ .. إلا القلب لا يُغضب ولا يُستفز .. إن غضب أسودَّت هذه الحياة كما يغضب قلبي عليّ الآن لأنني لا أتذكرُ ماضيه .. هل كانت حياته مُزهِّرة عند طلاقنا أم ماذا ؟ جواب فقط جواب يريِّح قلبي ... جوابْ قبل أن يحتضِر أخفُوه في صدرِي و سأُحييِه بدمُوعي ... هل أُخبر قلبك يا غائب عنِّي و حاضر في منامي : زهُورًا سوداء تعيش على دمُوعي تُريد كلمةً تبثُّ الحياة فيها.


,

الساعة الواحِدة ليلاً – الرياض –

رتيل : لا عاد تجين لو سمحتي
الجوهرة بإبتسامة : ماأجي عشانك أصلاً
رتيل : يالله الواحد أتوقع في حالتنا يحلل الإنتحار
الجوهرة : أستغفر الله لا تقولين كذا
رتيل : هههههههههههههههههههههههههههههه أمزح
الجوهرة : لئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون
رتيل : ماأستهزأت ياربي انتي تخلين الواحد يعيش بتأنيب ضمير . .أستغفر الله على النية
عبير : ههههههههههههههههههههههههههههههه بلعت العافية
رتيل : والله إلا الدين عاد
عبير : على كثر منتي داجة في أشياء كثيرة بس شي واحد تآكلين تراب ماتدجين فيه
رتيل : آكل *** ولا أدج فيه هههههههههههههههههه
الجوهرة فتحت الواتس آب وكان سلطان " أنا عند الباب " ردَّت عليه " طيب "
الجوهرة : يالله أشوفكم على خير وزوروني * أردفت كلمتها الأخيرة بضحكة *
عبير : ههههههههههههههههههههه إن شاء الله
كان على دخول بو سعود : البيت منوِّر اليوم
الجوهرة أبتسمت وهي تتقدم له بشوق وتُقبِّل جبينه وكفَّه : وحشتني والله
بو سعود : تشتاق لك العافية
عبير : يبه وش قلنا ؟
بو سعود : توحشك جنة ربي وفردوسها
الجوهرة : هههههههههههههههههههه آمين يارب
عبير : إيه لازم تتغيَّر هالجملة فيه احد يدعي على أحد بالمرض كذا
بو سعود : يابنت خلاص غيَّرتها وأصلا ماقمت أقولها بعد محاضرتك
الجوهرة بإبتسامة عريضة : شلونك وش أخبار الشغل ؟
بو سعود : بخير الحمدلله أنتي كيفك ؟
الجوهرة : بخير دام شفتك
بو سعود : ياعساه دوم , وشلون سلطان معك ؟
الجوهرة بخجل : تمام
بو سعود : لا تقطعين عاد صرتوا قريبيين مننا
رتيل : خلها تقطع بس ماتونَّس ولا شي
بو سعود : هههههههههههههههههههههههههههه أستحي على وجهك جايتك وبعد تقولين خلها تقطع
رتيل وتقبِّل خد الجوهرة : تدري أني أمزح .. روحي له بس لا يتفجَّر بسيارته
بو سعود : رتيييييييييل
رتيل : ههههههههههههههههههههه مو تقولون أنه عصبي
الجوهرة : يالله مع السلامة .. وخرجتْ له
ركبت بهدُوء ورائحة عطره تخترقها .. من النادر أن تركب سيارته هذه .. : آسفة تأخرت عليك
سلطان : لا عادي ...
الدقائق بجانبه وبهذا الصمتْ توتِّر قلبها .. لا تستطيع فهمْه أبدًا
الجُوهرة ومُنتبهة جدًا لملامحه وبسؤال عفوي : فيك شي ؟
سلطان وهو يقف للإشارة الحمراء ألتفت عليه : لأ ليه ؟
الجُوهرة : لآ بس أسأل
سلطان وينظر لكفَّها الذي عليه قطرات دماء .. هذا يعني أنها متوتِّره
الجوهرة تحاول تخفي كفوفها بعبايتها
سلطان تنهَّد وهو يحرك سيارته .. لا حل مع الجوهرة.


,


مُهرة بعصبية : معك مستحيل
يوسف : براحتك يا قلبي
مُهرة بنرفزة : قوم ودوِّر لك غرفة ولا نام بالمجلس
يوسف : أنقلعي نامي على الكنبة وإذا عاد تنازلتي عن كبريائك السرير الجاهز بس أنا أتركيني الحين أنام عشان وراي دوام بكرا
مُهرة : ماراح تنام .. شوف لي غرفة ثانية ماأجلس عندك
يوسف : ياليلك يايوسف .. قلت لك اللي عندي الحين قفلي فمِّك ولا تكثرين حكي
مُهرة : ماأبغى لازم توفِّر لي غرفة لحالي
يوسف : لازم !! لا ياروح أمك ماهو لازم ولا هو من شروط الزواج المعفن اللي خلاني أقابلك
مُهرة : شعور متبادل إذا أنت تشوفه معفن أنا أشوف مقرف و مقزز
يوسف : والله ماشفتي القرف على أصوله لا تخليني الحين على هالليل أنسيك إسمك
مُهرة بحدة : ماراح أنسى إسمي لكن إحتمال كبير أنسى إسمك .. بالمناسبة وش إسم أبوك ؟ .. أردفتها بسخرية لاذعة
يوسف رفع عينيه عليها يحاول أن يحافظ على هدوئه ولكنها مستفزة بشكل كبير , وقف وأقترب منها : أحفّظك إسمه ولا يهمك
مُهرة أرتبكت وهي تبتعد قليلا للخلف
يوسف بخبث : تراني لا حقدت ممكن أضيع مستقبلك
مُهرة وتفهم مايُريد إيصاله
يوسف : خلينا طيبيين عشان ما *أشار لها بإيده بمعنى القطع*
مُهرة : حقير
يوسف : ههههههههههههههههههههههههههههه تأدبي ياماما
مُهرة وهي تقترب منه وصدره مُقارب لصدرها : تحسب بتهددني ولا بـخـ .. لم تُكمل جملتها فـ قُبلة من يوسف دهورت حديثها
مُهرة تدفَّه أمام صخب ضحكات يوسف : حقييير .. قطعَّت شفتيها بمسحها
يوسف : حطي هالشي في بالك كويِّس .. ورجع ليتمدد على السرير يُريد النوم لكنه في حالة ضحك تجعل النوم يتبخر أمامه
مُهرة بغضب ومازالت كفوفها تمسح شفتيها بتقرف : كلب
يوسف : لا تغلطين أكثر لا يصير شي ينسيك إسم أمك بعد !!
مُهرة : بخاف منك يعني ! والله لأصارخ وأفضحك عند أهلك
يوسف : جربي تصارخين لأن الكل أصلا مو طايقك
مُهرة : يعني أنا اللي ميتة على حُبهم
يوسف : أقطع لسان اللي يقول أنك ميتة عليهم !! ماتموتين إلا عليّ أنا
مُهرة بنظرات غاضبه أستدارت للشُباك
يوسف : بتجلسين طول الليل كذا ؟ تعوَّذي من الشيطان ونامي
مُهرة : نام عليك بعير إن شاء الله
يوسف : ههههههههههههههههههههههه طبعًا البعير إسم مفرد يعود عليك والله يازينه لو ينام عليّ

,

شمسُ الرياض تسللت خلفْ ستائِر الضمائِر الغائبة و العاشقة.
في مبنى يزدحم صباحًا وليلاً ولا يكاد يهدأ أبدًا .. دكتُور يفكّ جبيرتُه .. : الحمدلله على السلامة
عبدالعزيز : الله يسلمك ...
رفع عينه لسلطان
سلطان : بكرا تتدرب معنا
عبدالعزيز : عطني يوم راحة
سلطان : بتدلل من الحين ؟
عبدالعزيز : توَّني بحس بإيدي .. بتجلس تركبني هالأبراج قسم بالله عذاب ماهو تدريب
بو سعود : خلاص خذ لك يومين
عبدالعزيز بسخرية : كريم كثر الله خيرك
سلطان : ماعرفنا لك !! لازم تتدرب يا عبدالعزيز
عبدالعزيز : وأنا قلت مانيب متدرِّب ؟ لا حول الله
سلطان : خلاص يا بو سلطان حقك علينا متى ماتبي تعال
عبدالعزيز بضحكة : ماتجون الا بالعين الحمراء
بو سعود : لآ والله صاير تتدلع مررة
عبدالعزيز : أيّ دلع ؟ حتى المستشفى زهق مني وأرسلوا دكتورهم
سلطان : هههههههههههههههههههههههههههههههههههه مانبي نعنِّيك
عبدالعزيز : جعل خيرك يكثر رحوم مررة
سلطان : عاد الرحمة صفة مشتركة بيني وبين بو سعود
عبدالعزيز : أخاف لا تنخسف الأرض فينا من قو الكذبة
بو سعود أنفجر من الضحك : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ظالمنا ياعزيز
عبدالعزيز : الله أعلم مين ظالم الثاني
سلطان ويحادث بو سعود : جالس يرمي حكي عليّ
عبدالعزيز : الحمدلله أنك فهمت
سلطان : هههههههههههههههههههههههه تمُون قول اللي تبي


,

- ديزني لاند – باريس

ضحكاتها تنتشِر أشتاقت لهذه الضحكات ... أشتاقت لنفسها أكثر من أيّ شي آخر ..
وليد : غلطان يوم جيت هنا كل الألعاب منتي راضية تلعبينها بنجلس نمشي كثير !!
رؤى : ههههههههههههههههههههههههههههه يكفي بس هالجو
وليد ويأخذ من غزل البنات ويعطيها
رؤى : شكرًا ..
وليد : العفو .. إيه وش الحلم ؟ ماقلتي لي تفاصيله
رؤى : ماأبغى أحكي فيه خلني مبسوطة كذا .. وقطعت له من غزل البنات ولامست شفتيه كفَّها ..

ناصر بضحكة يأكل من غزل البنات الذي بين كفوفها
غادة أبتسمت : خلاص أبعد ... وقطعة أخرى كانت قريبة من شفتيّ غادة أكلها ناصر وأردف : هههههههههههههههههههههههه لذيذ جدًا منك
غادة : إيه أضحك عليّ بهالكلمتين
ناصر : أفآآ تكذبين قلبي .. أشترى قُبعة ميني ماوس ووضعها على رأسها .. تعرفين مين تشبهين الحين ؟
غادة : مين ؟
ناصر : الصغيرة اللي شفناها قبل يومين بالمستشفى
غادة : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه أنا كذا الحين ؟
ناصر : نص ونص هههههههههههههههههههههههههه صايره عيونك صغيرة زيَّها
غادة : والله عيونك اللي صايرة ماتركِّز أجل أنا أشبهها .. المهم صوِّرني
ناصر ويفتح الكاميرا : تشييييييييييز
غادة ضحكت بقوة وبضحكتها أُلتقطت الصورة


رؤى : قالت أنه طلقني والحين متوفي
وليد براحة كبيرة شعَر وأخيرًا بمعنى الحياة تمتم : الحمدلله
رؤى رفعت حاجبها : وش الحمدلله ؟
وليد : ههههههههههههههههههههههههههه الله يرحمه
رؤى أستدارت عنه بخجل
وليد : ماراح أصبر كثير
رؤى : هههههههههههههههههههههههههههههههه طيب
وليد : أفهم أنك موافقة


,
الساعة الثامِنة مساءً *

نجلاء تكِّن بعض الكُره إتجاه مُهرة ولكن إزداد وبشدة وهي تراها أمامها
أم منصور : وش قالت لك الدكتورة ؟
نجلاء : أبد خالتي قالت أنها أعراض عادية ومافيه شي على الجنين
أم منصور : لآتكثرين حركة وتتعبين نفسك
نجلاء : إن شاء الله
ريم :لآلآ
أم منصور : وش فيك ؟
ريم : أنكسر إظفري
هيفاء : ياااي عسى ماعوَّرك
ريم : أنتي لاتحكين معي
هيفاء : 3 شهور ههههههههههههههههههههه وش بيصير بعدها
ريم : بتتغيَّر خرايط وجهك
دخل منصُور ويوسف , بالنسبة لمنصور فالموضوع موتِّر لأعصابه .. : السلام عليكم
: وعليكم السلام
منصُور أنسحب بهدُوء ليصعد للأعلى و ذهبت من بعده نجلاء
يوسف تنهَّد من هذا التوتر وجلس بجانب هيفاء , وماهي الا ثواني والمكان يفرغ سواه هو و هيفاء و مُهرة.
يوسف : أتصلت أم ريان ؟
هيفاء : إيه وحددوا الزواج بعد 3 شهور بالتمام
يوسف : الله يتمم على خير .. *وبنظرة إلى مهرة* صبِّي لي شاي
مُهرة بطاعة تُثير إستغراب يوسف , أملأت البيالة وتقدمت له ومدَّتهُ له .. وماإن رفع كفه يوسف ليأخذ الشاي حتى سقط عليه
مُهرة بنظرة ذات معنى ليوسف : آسفة ماأنتبهت
يوسف وثوبه تبلل , أخذ المناديل وهو يمسح كفوفه من الشاي الساخن وتمتم : أنا أوريك
هيفاء ضحكت وهي تصعد لغُرفتها
يوسف رفع عينه : تستهبلين صح ؟
مُهرة : مافهمت ؟
يوسف ويأخذ كأس العصير الممتلىء للنصف و بللها من شعرها لأقدامها : الحين فهمتي ؟
مُهرة بغضب : حقير معفن !! الله يآخذك
يوسف : ههههههههههههههههههههههههههههههه والله تخدعين أجل كوب عصير خلاني أشوف بشاعتك
مُهرة : ماني محتاجة شهادتك في شكلي


,

رتيل متمددة على الكنبة : لأ روحي بروحك
عبير : الحين مين اللي يدوِّر الكآبة ؟
رتيل : ههههههههههههههههههههههه صدق مالي خلق
عبير وهي ترتدي نقابها : بكيفكْ .. خرجت بوجهها الخادمة ومعها باقة ورد زهريَة
الخادمة تمده لعبير
رتيل رفعت حاجبها : من مين ؟
عبير أرتبكت بشدة وحرارة وجهها أرتفعت , بلعت ريقها : مدري ماهي كاتبة إسمها
رتيل : لنا الله أنا حتى وردة ميتة محد يعطيني .. سُرعان ماتذكَر قلبها عندما أعطاها عبدالعزيز وردة ميتة ذابلة و جملته * كلن يُعطى على قد بياض قلبه * ضحكتْ بفرحْ
عبير : وش فيك ؟
رتيل بربكة : لآ ولا شي
عبير : وديها غرفتي . .مع السلامة .. وخرجتْ
رتيل بدأت تعصف بِها الأفكار ... تراجعت " لآ مستحيل " .. قطَّعت أظافرها وهي تفكر " نعم أم لأ " .. بخطوات هادئة خرجتْ وأخذت السلاح معها حتى تتحجج بأنها تتدرب .. المسلم لا يُلدغ من جحره مرتين :p
سارت بإتجاه بيته المظلم في هذه اللحظة .. بدأت ترتبك خطواته وتقف كثيرًا وتتلفتْ ..


,

الجُوهرة : بنت عمي يعني أبوي و أبوها أخوان
عايشة : إييه زين يجي آشان يفره " يفرح"
الجُوهرة : طيب حضري القهوة والشاي عشانهم جاييين الحين .. ولا تجيبين طاري سعاد طيب لاتحكين لحد
عايشة : زين
الجوهرة همَّت بالخروج من المطبخ ولكن ألتفتت لعايشة : عايشة
عايشة رفعت عينيها عليها
الجوهرة : سعاد كانت تشوف أحد يعني صديقاتها أو أمها ؟
عايشة : لأ مافيه أهد*أحد* يجي بيت بس ماما كبير و بنت هوَا
الجوهرة : طيب كملي شغلك .. صعدت للأعلى ونظرت للدور الثالث .. ترددت ان تصعد لا تُريد ان تتعدى خطوطها التي وضعها سلطان لها .. لكن رغبتها المحشوة بالغيرة تُريد أن تعرف من هذه السعاد ؟


,

عبدالعزيز ركن سيارته وبجانبه ناصرْ
ناصر تنهَّد : بو سعود مارجع ؟
عبدالعزيز : يجلسون لين آذان الفجر .. فتح الباب وساروا بخطوات شبه بطيئة لبيته
عبدالعزيز : وش سويت بالدورة اللي جتك ؟
ناصر : رفضتها
عبدالعزيز : ماودِّك في باريس ؟
ناصر : حاطين أكثر من مدينة بس ماني رايق لدورات وقلق
عبدالعزيز يفتح باب بيته .. ... ... ..


,


رؤى تنظر للأوراق الموجودة في دولاب والدتها , أشياء يصعب فهمها .. يتكرر إسم " مقرن " كثيرًا .. هذا الوالد الغائب .. من المستحيل أن يكون حيّ . . . غادة سلطان العيد ؟ من هذه ؟ .. !
: وش تسوين ؟
ألتفتت رؤى وعقدت حاجبيها : أشوف هالأوراق
والدتها تسحب الأوراق من كفوفها
رؤى : مين غادة ؟
والدتها بعصبية : مليت يارؤى من أسئلتك اللي ماتنتهي ! مين غادة بعد ! كل يوم طالعة بإسم جديد .. أنسي الماضي أنسي كل شي صار قبل الحادث كلهم ماتوا لازم تقتنعين أنهم ماتوا !! أرضي بهالقدر
رؤى وأمام عصبية والدتها , أنهار قلبُها بالبُكاء : من حقي أعرف وش هالماضي !
أم رؤى : لا ماهو من حقك يارؤى !! خلاص ريحيني لو مرة ولا عاد تسأليني عن هالأشياء
رؤى أخذت معطفها وخرجتْ
أم رؤى : رؤى أرجعييييييييييي
رؤى تجاهلت هذا النداء وهي تسيرْ على إحدى الأرصفة الهادئة في هذه الأثناء .. ضمت نفسها من البرد , عيونها تفيض بالدمُوع .. مشتتة جدًا .. عقلها يتفتت بالصُداع الآن .. غادة . . عبدالعزيز .. سلطان العيد .. مقرن .. من هؤلاء ؟ يالله .. تحاول التذكر ولكن ضغطها على ذاكرتها يضُّر أكثر من أن يفيدها .. بتعبْ جلست على إحدى الكراسِيْ وتنظر للمارَّة أمامها ...... أحدًا أجهله يناديني .. أحدًا أجهله أريده الآن .. أحدًا أجهله أحبببببه .... كيف هالغموض يلتَّف حول قلبي دُون أن يأتي أحدهم يرحمني ويقطع هذا الغموض .. أريد الحقيقة ... هذا الماضي أريد العودة إليه .. أنا أنتمي له و هو يريدني.



,

ما إن سمعت الجرس إلا وأنتابتها اللهفة لرؤيتهم ... نزلت بخطوات سريعة وبإبتسامة عريضة أرتسمت على محياها وهي تراهمْ .. ركضت لحُضن والدتها .. قبَّلت جبينها وكفَّها : وحشتيني .. تجمعت دموعها في محاجرها من الشوق أو ربما شيء آخر.
كان سلامها حارْ جدًا على والِدها وأفنان .. ثم سلامٌ بارد على ريَّانْ.

الجوهرة : حياكم .. قولوا لي وش أخباركم والله أشتقت لكم
أم ريان : إحنا بخير الحمدلله أنتي شلونك عساك مرتاحة
الجوهرة : الحمدلله .. شلونك ريان ؟
ريان : تمام
الجُوهرة أكتفت بإبتسامة تعرف أنه ريَّان لا يُجيد التسامح مع أحد حتى مع ذاته.
أصبحت لا ألقاك صرت سحابة
عبرت على عمري كما يهفو النسيم
ورجعت للحزن الطويل
ما زلت ألمح بعض عطرك بين أطياف الأصيل
يمضي الزمان بعمرنا
الخوف يسخر بالقلوب
واليأس يسخر بالمنى
والناس تسخر بالنصيب
عصفورنا قد مات
من قال إن العمر يحسب بالسنين
*فاروق جويده.
مُرتبكة جدًا خطواتِها , سمعتْ صوت سائِقهم .. أنحنت بوجهتها من بيت عبدالعزيز إلى الباب الخلفي , دخلتْ وصدرها يهبط ويعلو .. ليست ككل مَرة .. في المرَّات الماضية لا شيء يهُم .. لكن هذه المرة قلبِي محشوُّ بحبه .. هذا الحُب يُربكِني و جدًا.
صعدت لغرفتها وأقتربت من النافِذة و رأته هو وناصِر يسيران .. أبتعدت خطواتٍ قليلة عن النافِذة حتى لا تلفت احدًا .. شدَّت على شفتيها من إطلاق ضِحكة مجهولة السبب .. لكن هذا الحُب وقعٌ مِن جنون .. هذا الجنُون يُجيد العبث بعقلِها .. إبتسامته و عينيه أعشقهُم .. أيضًا طوله .. و صوته .. أضيعُ بين أوتارِ حديثه .. كل شيء يتعلق بِه و إن كان عيبًا لرأيته ميزةً .. الحُب يلفُّ أعيننا بوشاحٍ من الزهر لا يرى إلا الجمال و الجمال فقط.
23
- بالأسفلْ -
ناصر : تعبان مافيني طاقة أطلع حتى للشرقية كيف عاد أوربا
عبدالعزيز : أنا أقول عشان تغير جوّ
ناصر تنهَّد : خلنا على هالجو نختنق هنا ولا نختنق هناك
عبدالعزيز وفهم قصده , أبتسم
ناصر : كيف إيدك ؟
عبدالعزيز : الحمدلله .. أحس بتقول شي ؟
ناصر : لآ ولا شي
عبدالعزيز : وش دعوى ؟ أعرفك اكثر من نفسك
ناصر ضحك : مافيه شي
عبدالعزيز بضحكة وينظر لعينيه : الغين لاعبة فيك
ناصر : هههههههههههههههههه
عبدالعزيز أبتسم : وش مسوية هالمرة ؟
ناصر : أشتهي أرتكب بعيونك جريمة
عبدالعزيز : البقَا من الهوى تحفظه بعيونك
ناصر بإبتسامة : قلت لها أكذِّبك بكل شيء لا قلتِي بروح.
1
عبدالعزيز وعيناه تنظُر لغادة في نبرة حديثه
ناصر : تصدِّق أكذب عليك لا قلت مصدِّق فراقها
عبدالعزيز أبتسم بوجع .. هذه ليست إبتسامة فرح .. إبتسامة الضيق ؟ هذه الإبتسامة التي توقعنا بشوِقٍ و حنين لأيامٍ رحلت و لن تعُود.
ناصر وبمثل إبتسامته : عصاني قلبي كثير حتى لما قِلت يا ناصر ماتت لقيتني واقف أنتظرها
عبدالعزيز : وإذا عشنا الحلم ؟ لو كذبنا الحقيقة محد بيزعل علينا .. لو قلت موجوع محد بيموت عند بابي .. يضِّر أحد لو أجلس أنتظرهم !!!
ناصر : محد يتوجَّع لوجعك ! محد حتى قلبك يتخلى عنك في أقرب فرصة
عبدالعزيز : لو يجي يوم وأبكي من بكايْ ؟
22
ناصر : لو يجي يومْ و أموت من حزني !
10
,
في كراسِي الطُرقْ الـ خاوية دائِمًا إلا من الغُرباء , لا أحد يبقى لأحد .. أشتهِي حديثًا مع غريبًا يصمُت فقط و يُقدم لي قلبهُ لثواني .. أشرح له معنى الوحدة و الغُربة.
وليد : رؤى
أن تعيش تحت وقع حربْ فأنت تظُّن في كل مرة أنها ليلتك الأخيرة .. هذا حالْ رؤى : ليه تكذب عليّ ؟
وليد : يمكن ماتكذب
رؤى : إلا تكذب أنا عارفة أنها تكذب !! أسماء كثيرة تتعلق فيني ماني عارفتها كل يوم إسم جديد !! مقرن .. عبدالعزيز .. مين هذولي ؟ مين سلطان ؟ أبغى أعرف مين !!
وليد ويدخل كفوفه بجيوب معطفه , برد باريس يقتُل في حضرة بُكاء من يهواها
رؤى : والحين غادة ؟ مين هذي بعد !!
وليد : يمكن أختك
رؤى : لأ
وليد : وليه لأ ؟
رؤى سكنت لتُفكر بإحتمالية أن تكُن أختها : لألأ مستحيل
وليد : ليه
رؤى : أمي ماقالت انه أختي أسمها غادة
وليد : وش قالت لك ؟
رؤى لثواني طويلة صمتت ثم سقطت دموعها : نسيت
وليد يشتت نظراته بعيدًا عن عينيها المُوجِعة
رؤى : قلت لك مرة صح ؟
وليد ولا يريد أن يُحبطها : إيه بس ناسي وش قلتي بالضبط
رؤى ببكاء يرجُو الحياة : ليه ماني قادرة أتذكر شي ؟
وليد : خيرة
رؤى أحنت ظهرها وعينيها على الرصيف تبكِي بشدة تُريد العودة لماضِي فقدها لكن هي لم تفقده بعَد : أبي أرجع له ياوليد
وليد ويتوجَّع ببكائها
رؤى : رجِّعني له
وليد : إن شاء الله
رؤى رفعت عينيها عليه : ماعندي غيرك
19
وليد أبتسم : و أنا وش عندي غيرك ؟ أنتي هالروح و صاحبتها
5
رؤى ببكاءٍ يخدُش القلب : ما نقدر نتزوج
وليد : ليه ؟
رؤى : وين ولي أمري ؟ . . قالتها بنبرة تُغيض بِها جروحٍ أعمق و أعمق.
6
وليد بهدُوء ينظر للعابرينْ .. هذا الحُب كلما أنهار نُحاول نرممه بكفوفٍ رقيقة .. لكن ستأتي لحظة ينهارُ بِه بلا عودة.
رؤى : كيف نتزوج ؟
4
وليد ألتفت عليها : توكلين واحد مسلم ويشهد لك
4
رؤى : كيف ؟
وليد : يا روحي الدين يسر إذا مافيه ولي أمر ممكن إمام المسجد يكون ولي أمرك في عقد الزواج
رؤى : كيف لو أحد من اعمامي أحياء ؟
وليد : يا رؤى ماعندك غير أمك !
رؤى : بس
وليد : تبيني أسألك شيخ عشان تتأكدين !! فيه حديث ناسيه بما معناه السلطان ولي من لا ولي له
رؤى بتوتر : طيب لو تذكرت أنه عندي أحد كيف يكون عقد زواجنا ؟
وليد : إذا منتي مرتاحة ماراح أجبرك توافقين
رؤى : لآ مو قصدي بس .. يعني أنا أقصد
وليد : فاهم قصدك بس الزواج يكون صحيح لأن شروطه كاملة
رؤى بضيق : ماهو لازم موافقة أمي ؟
وليد : أهم شيء رضاها
رؤى : لو رفضت ؟
وليد : ننتظرها ترضى
رؤى : إذا مارضت
وليد : بدون رضاها بنضيع .. مستعد أنتظرك العمر كله
7
رؤى بإبتسامة شاحِبة : كلمت أبوك ؟
وليد : بكلمه إن شاء الله عشان يجي
رؤى : ممكن يرفض ؟
وليد : لأ
رؤى : وينه عنك ؟
وليد : مشغول مع شغله و زوجته
15
رؤى : عنده أولاد ؟
وليد : عمره سنتين إسمه ناصر
11
رؤى : يخليه لكم يارب .. ضباب يربُط أهدابها , إبتسامة من بعيد لا يُرى إلا بياضُها . . تتلُوها ضِحكة " يا روح ناصر أرفقي علينا " . . . جسد تراه شاهِقًا لا تصلهُ أبدًا . . وخزٌ يُصيب إذنيها من إسم " ناصِر " و ثم فتحت عينيها بأنفاس مُضطربة
وليد : وش فيك ؟
رؤى عقدت حاجبيها تُحاول تمييز الصوت : ولا شيء
ممكن أنسى موعدِي الأول .. قُبلتِي الأولى . . شعُوري الأول .. يمكن أن أنساك و لكن لن أنسى صوتًا أحدث الضجيجْ بين أوردتي.
17
,
الجُوهرة بإبتسامة بين أحاديثهم المُفعمة بالحياة لِقلبِها , أمام سلطان تمِّد له فنجان القهوَة : تفضَّل
سلطان : زاد فضلِك .. تركت والدتها وأفنان قليلا وجلست بجانب سلطانْ
الجوهرة : ماراح يجي عمي عبدالرحمن ؟
سلطان : إلا بيجي إن شاء الله .. طبعًا أنتم الداخلين وإحنا الطالعين وهالمرة عاد ولا تفكِّر تروح لفندق وغيره
بو ريان أبتسم : كثَّر الله خيرك بس
سلطان : لآ بس ولا شيء .. والله مالك طلعة من هنا
بو ريان مُحرج بشدة , الاولى بيت أخيه : يا بو بدر
سلطان : بِّر بـ قسمي على الأقل
بو ريان : ما نقطع قسمك
سلطان أبتسم : حيَّاك و بيت بنتك بيتك
الجُوهرة أبتسمت له
ريَّان وقف : أنا عندي شغل أسمحوا لي .. مع السلامة وخرج قبل أن يسمع تعليق أحد
50
ومازال ريان يضع الجوهرة و بو ريان في مواقِف مُحرجة جدًا
سلطان و بدأت شكوكه تعتلِي لـ الحقيقة . . شيء يربُط الجوهرة بـ وليد و آخر بـ ريان .. ماهذه المصيبة الـ تُعانيها الجوهرة وتخاف من الحديث بِها .. رُبما هي المُخطئة لذلك لا تُريد البوح بتفاصيل الغموض الذي يلفُّ قلبها.
الجُوهرة و تنظر لعينيِّ سلطان الحائِرة .. لا تُريد أن تتوتَّر و تتعبْ .. تقدَّمت بإبتسامة باهِتة لوالدها لتأخذ فنجانه من جديد تُريد خلق موضوع قبل أن يتوه كل أحدٍ منهم في دائِرة شكوكه
بو ريَّان وينظُر لإختناق ملامِح الجوهرة وبصوتٍ خافت : للحين ينزف أنفك ؟
الجوهرة : لآ .. كذبة كُشِفَت بسهُوله ونزيف أنفها يداهمها هذه اللحظات
ألتفتت لتأخذ منديلاً و سلطان الصامت يُراقبها
بو ريَّان : من صغرها وهي كذَا
سلطان أكتفى بإبتسامة
الجوهرة : عن إذنكم .. وخرجتْ
سلطان : إذا مافيها كلافة عليك يا بو ريَّان وش بين الجوهرة و ريَّان ؟ أنا شايف علاقتهم مهي طبيعية
بو ريَّان و كيف يشرح له
سلطان : عارف أنه ممكن ماهو من حقي أتدخل بس بتطمَّن
بو ريَّان : ريَّان شخصيته كذا مع الكل ماهو بس مع الجوهرة
سلطان ويعرفْ أنه يخبي أمرًا , أردف : الله يكون بعونه وبعون الجميع
,
عبِير بـ حيرة , في داخلها تذمرت من رتيل لو أنها أتت معها لـ رُبما ساعدتها .. شغف عبير بالأزياء قد يُصدم بـ حيرة ولا تعرف أن تختارْ شيئًا لـ فستان زفاف ريَّان.
فتحت جوالها لتصوِّره لرتيل و تأخذ رأيها .. و رسالة قطعت عليها كتابة الرسالة الأخرى لرتيل .. فتحتها " بـ تزيدينه فتنة "
ألتفتت بتوتِّر و عينيها تبحث عن شخص وحِيد .. لا شباب بين هذه المحلاتْ .. نظرت لرسالة أخرى تأتيها بهذه اللحظات " وراك "
ألتفتت ولم ترى أحدًا سوى فساتين أخرى .. يريد أن يتلاعب بِي .. تنرفزت . . غضبت.
8
: ما بدِّك تئيسييه *تقيسيه* ؟
عبير : لا شكرا بجي مرة ثانية .. خرجتْ .. أتصلت على السائق بأن يأتيها .. تشعُره بجانبها كـ الشياطين غير مرئي لها.
و في كل لحظة عيناها تبحث عنه .. مهما جاهدت أن تبيِّن تجاهلها إلا أن عينيِّها رُغمًا عنها تُريد أن تراه .. تتوق لِـ أنّ تراه.
نظرت لهاتِفها مرةً أخرى " تدرين أني أحبك أكثر لا تجاهلتيني "
وصلت في قمة غضبها و بتناقُض أحساسيها السعيدة بكلمة " أحبك " .. هذا المجهُول يُربكني يُصيبني بـِ غثيان التناقضْ أفرح وأغضب بوقتٍ واحد.
يبحثُ في درُوجِها .. لا يهدأ أبدًا .. يبحث عن صور لم يراهَا من قبل .. عن أشياء خاصة .. يُريد أن يُطفأ لهيب شوقِه , شيءٌ يكسُر في داخله تفاصِيل الحياة .. هذا الشيءُ هو : الجوهرة .. هذا الشيء يُبكِيني في كل مرة .. أبكي الضياع .. الحُب .. يحق لي أنا فقط أن أراها في كل لحظة .. لا يحق لسلطان أبدًا أن يتهنَّى بِها و هو سـ يُغرقها في الأيام المُقبلة بـ برقِ شكوكه و رعدِ كلماته .. سيجرحها !! انا قادِر على حمايتها مِنه هو لا يستحقِها أبدًا.
67
نظر لدفترٍ عليه بعض من بُقع القهوة الداكِنة .. أعرفها جيدًا لا تُحب الكتابة عن همومها أبدًا
فتح أول صفحة كانت بيضاء , الأخرى أيضًا بيضاء , الثالِثة .. حديث طويل , قرأه بعينيه
" أحيانًا أشعُر بأن كل ما أصابنِي تكفيرٌ لذنبِي و أحيانا أشعُر بعقوبة ما أصابني , هذه الدُنيا لا تُريدني أن أحيَا كـ أيّ أنثى , ماذا سيحدُث لو أنني تزوجت ؟ ماذا سيحدث لو أنني أنجبت أطفالاً يخلقون لـ حُزني فرحًا أبديًا ؟ ماذا سيحدث لو أنني فقط ( أعيش ) . . أليس من حقِّي الحياة ؟ لا أحد سـ يتوجَّع لو أخبرته ؟ لا أحد.
ماذا لو صرخت في العتمة أمام الجميع : أنا حزينة . . ستتوجَّع الجدران لكن هُم ؟
8
ماذا يعني لو أن أحدهُم يقتُلنِي دُون أن يحِّد سكينِه ؟ ماذا يعني لو أن أحدهُم يقتُلنِي في ليلي و صُبحي و مازال يعيش ! وأنا ؟
ألا يحق لـ قلبي أن يُبصر الفرح ولو قليلاً.
1
أخاف . . أخاف كثيرًا . . أخشى أن أموت و لا أعرف بماذا أقُول لخالقِي . . أخشى أن تشهد جوارحِي عنِّي بـ سوء . . أخشى على حقيرٍ دمَّرنِي أن يسعَد دُون أن تنتابه رعشةِ ندم . . أخشاه أخشى الحياة "
7
نظر لبُقعة دمِ داكِنة .. رُبما نزفت و هي تكتب .. دائِمًا تنزِفْ و تُوجعني بحديثها
فتح الصفحة الأخرى لا شيء سوى " اللهم رضيتُ بقدرِك خيره و شرِّه " و صفحةٍ أخرى " أشعُر بأنك جانبي يا الله .. أشعُر وأنا أقرأك ، أشعُر أنَّ هذه الآياتُ تربت على قلبِي وتُصبرني " إلا الذين صبروا و عملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير ".
صفحات فارِغة كثير .. ثم الصفحة الأخيرة " اليوم كان أسعد أيام حياتي . . اليوم أشعُر بعظمتِك يالله .. اليوم لا أحد يشعُر بعظمة سعادتي . . حفظت كتابِك الكريم . . هذا الحلم الآن حقيقة . . لا أريد شيئًا آخر من هذه الدُنيا يكفي أنني أصبحتُ من أهلك و أهل ملائِكتِك . . لا شيء سـ يشفيني سوَاك . . لا أريد أن أكتب همومي لا أريد أن أفضفض لأحد لأن نعمك كانت كثيرة وكبيرة علي يالله .. حدّ أنها ألجمتني لو فكرت بالشكوى و التذمُّر من أقداري , لا أريد من قتلنِي شيءٍ .. لا أريد أن يحترم حُرمة موتِي في هذه الحياة . . أريده أن تُهلكه يالله وتأخذهُ أخذ عزيزٍ مُقتدر . . لن أذرف دمعةٍ واحِدة و أنا أرى جثته .. ولن أكُن مِثله لا يحترمْ دينهُ و لا يحترم الأمواتْ . . سـيأتي يومًا أبتسم بِه و أُخبره أنَّ هُناك رجلٌ رآني جنَّتهُ و من صلبِه أطفال رُبما لن أخبره لأنه سـ يكُون مختفِي من دُنيايِّ . . و تأكد أنه سيأتي يومًا آخر ينتقم لي فيه الله . . لن أنتقم لنفسِي لأنه أدنى بكثيرْ . . . . و خطيئة لساني كانت يومًا نطقت فيه : يازين عمِّي "
8
تغرقت عيناهُ بالدمع . . سقطت دموعه ليختلط بسواد الحبِرْ و تسُود الصفحة السواد
قاسية الكلمات على قلبِه . . لم أقتلها ؟ . . أحببتها أكثر من نفسِي . . أراها الحياة كيف تُمحيني منها ؟ كيف تنسلخ عن قلبي ؟ ليس بيدِها كُل شي . . هُناك قلب و قلب ينبض ليْ أنا . . أنا يا الجوهرة
104
,
الخامِسة فجرًا – الرياض –
على رجليها مُنحني لا يرى وجهها .. لا يستطيع رفع رأسِه و يراها . . يبللها بدمُوعِه . . يبكِي كالأطفال .. صوت بُكائِه مُزعج جدًا . . مُزعج للقلب .. يوجع . . كيف هالدموع توجعنا ؟ كيف لها سُلطة أنها توجعني كذا ؟
يمسك كفَّها البارِدة ويستنشقه و كأنه أختنق من هذه الحياة . . أختنقت يمَّه . . شهق بـ غصة " يمَّه " . . قُبلاتٍ كثيرة أفرغها على كفَّها . . أرجعِي . . صرخ . . كيف يصرخ و لا صوتْ له . . مات صوتِه منذ زمن . . يبكِي لكن لا أحد يشعُر بِه
والدته مازالت يابِسة على هذا المقعد . . أموت يا يمه . . يايمه أختنقت من دنيا بدُونك . . وشهي الدنيا من غير ملامحِك ؟ . . تسمعيني يمه ؟ . . طيِّب بس قولي لي ولدي . . مشتاق أسمعها . . مشتاااق بالحيل . . . أصرخي عليّ هاوشيني بس لا تسكتين كذا . . تنعاف هالحياة لا غاب طاريك . . تحسين فيني . . . صرخ . . تحسين يمه ؟ . . . أقري عليّ أقري يارخص هالدنيا عند أقدامك . . يارخصها . . هدِّيني . . أقري عليّ المعوذات و البقرة . . قولي لي " بنجيك " و بصدقك . . قولي شي . . . قوووووووووووولي . .. فتح عينيه للسقف !!
7
صدره يهبط و يرتفع . . والدته . . همس : يمه
مسح وجهه و شرب من كأس الماء الذي بجانبه ومع شربه للماءْ بكى وهو يتذكَّر والدته . . . عض شفتيه لا يُريد أن يخرج صوته ببكائِه .. رغمًا عنه ينهار . . هذه أمَّه ؟ ليست بأي أحدٍ آخر . . هذه من ينتمي لـ رِحمها .. كيف له أن يفرح دُونها !
13
توجه للحمام , توضأ .. أراد أن يُصلي لها لأجلها . . أراد أن يسجد لله و يبكِي إلى أن يشعُر بقُرب الله له.
ركعتان كفيلة بأن تُبكيه كثيرًا و بشدة , أنحنى لسجُودِه .. سجد لله عز و جل . . بعد " سبحان ربي الأعلى " ثلاثًا .. صمت أطال سجوده بالصمت . . شيئًا فـ شيئًا ينهار بالبُكاء . . يبكي ومن يراه لا يقُل بأن رجلٌ طاف من عُمره الكثيرْ
11
بدأت شهقاتِه تعلى و طيف والدته يعمي عينيه . . وبين بكائِه : صبرك يارب . . صبرككك .. . غير قادِر على نُطق كلمتين بين إنهياره هذا . . ينهار دائِما أمام أطيافهم لكن هذه المرة غير .. هذه المرة " أمي " . . هذه المرة رُوحي . . والله روحي.
7
,
باكِيَة تنظُر له بعينٍ مُعاتِبة . . يحاول فهم أحاديثها ولكن لغةٍ غير مفهومة . . رُبما الشوق له لغةٍ خاصة لا نفهمها . . إنحناءات ملامِحها و تقوُّساتٍ مبسمها الحزينْ يكسِر أوردته و شرايينه . . أموت . . نطقت بها شفتيها " أموت " . . نظر إليها بعينيِّ أحاطها سوادُ الدمع . . لا قُدرة لديه للمشِي .. واقفٌ على ركبتيه يحاول مدَّ ذراعيه ولكن رياحٌ شديدة تجعل يديه تُحلِّق بعيدًا عنها . . . بدمعِه نطق " أشتقت لك " . . كانت تبكِي . . لا تريد أن تراه . . " لا تعذبيني " . . " طالعيني " . . . صرخ من باطِن قلبه " آآآآآآآآآآآآه " . . . تعالي . . تعالي . . لاتتركيني . . . مدَّ ذراعيه مرةٍ أخرى . . وبصوتٍ مُختنق يشمئز منه " تعالي " . . كُسِرت يداه و هي لم تأتي . . كُسِرت بحنينه . . كُسِرت بإشتياقِه . . لو أن أحدًا يُخفف هذا العذاب . . لا أريد احدًا . .أريدك أنتِي . . لقائَنا لا تنفثِي عليه بالغياب . . هذا أولُ لقاءٍ لنا لا تبعدِي عينيِّكِ عني . . أبتسمي أنا أحبك . . أبتسمي . . أراد أن يُطيل النظر بِها . . أراد . . فتح عينيه ودمعة هارِبة قد لُصقت بِخدِّه . . أول حلمٍ يرى بِه ملامحِها . . أول حلمٍ منذُ وفاتِها يراها بكامل وجهها .. لم يرى جسدِها فقط . .لم يرى عينيها فقط . . لم يرى شفتيها فقط . . ملامِحها بأكملها رآها . . رآها وهي تبكِي . . . رآها وهي تبعُد عنه . . . بنبرة تتساقِط مِنها الدموع أبتسم بجنُون . . أبتسم لأنه يراها . . أبتسم لأنه يحبها . . أبتسم لأنه مازال يبكي عليها . . أبتسم لأنه جُنّ : أشتقت لك.
19
,
التاسِعة صباحًا *
على طاولة الفطُور . . الصمتْ يسُود الجميع
بو سعود : صاير لكم شي ؟
رتيل : لأ
عبير : لأ ليه ؟
بو سعود : سكوتكم يوتِّرني
رتيل : ههههههههههههههههههههه مشتهي نزعجك
بو سعود : مشكلتي أخاف من هدوئكم
رتيل : ههههههههههههههههههههههههههههههههههه تطمن مافيه شي . . صدق ترى اليوم نبغى نتسبح
بو سعود : لآ شباك عبدالعزيز يطل عليكم
عبير : لما يروح الدوام وقبل لا يرجع بساعة ندخل
بو سعود تنهَّد
رتيل : وش دعوى يبه بعيد مرة حمام السباحة عنه
بو سعود : ماهو بعيد أنا أقدر أشوفكم من شباك الصالة الثانية
رتيل تمثِّل الحزن : يعني وش نسوي ؟ لا فيه مكان نروح له ولا فيه وجيه جديدة نقابلها واليوم طويل ولا حتى سافرنا نغيِّر جو ولا شيء !! وغير كذا حتى لما قلنا نبغى نتسبَّح نحس بالصيف قلت مافيه
عبير أبتسمت تعرف مقدار تمثيل رتيل بهذه اللحظة
رتيل وتشرب من العصير و تُجاهد أن تبيِّن ملامح الضيق
بو سعود بلحظة صمتِ يُفكر بها
رتيل : يقولون اللي مايوسِّع صدره للدنيا يموت بدري
1
بو سعود رفع حاجبه : نعم ؟
9
رتيل : إيه والله شف اللي عايشين حياتهم ومنبسطين يعمرُّون في الدنيا بعد مشيئة الله .. تلقاهم ماهمهم حتى وهم عجايز يرقصون ومآخذين الدنيا فلة بس شف اللي زي وجيهنا مقابلين هالجدران يومين بالثلاث ورجلهم بالقبر
6
عبير : أستغفر الله .. فال الله ولا فالك
رتيل : يبه وراه ما تتزوج ؟
16
عبير ضحكت بدهشة وأردفت : وش هالشطحة هههههههههههههههههههه
رتيل : شف يبه والله أنا أحبك وأحب امي الله يرحمها بس ذي الحياة حرام تجلس كذا لازم مزيونة تصبح عليها وتمسِّي أنا وعبير بعد كم سنة جايينك بأحفادنا
عبير : أكرمينا بسكوتك وش ذا الحكم على هالصبح
بو سعود : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه يابنت توِّك ماجربتي هالحياة وتجلسين تعطينا دروس فيها
2
رتيل : الله يسلمك من الطفش أدخل المنتديات وأقرأ مشاكل البنات و المتزوجين والحمدلله تولِّدت عندي خبرة
بو سعود يبتسم : والله خبرتك وأنا أبوك ماهي سليمة
10
رتيل : أنا الحمدلله سويت اللي علي بكرا بعد كم سنة تجينا تقول والله الوحدة أتعبتني
بو سعود : طلعي هالموضوع من راسك
عبير : إيه صح طلعي هالموضوع من راسك
1
رتيل : يبه صدقني أول من راح يخون هالعشرة ذي * أشارت لعبير * بتتزوج و بتنسى شي إسمه أهلها وقل رتيل ماقالت بس أنا أنسى طوايفه و اللي خلفوه ولا أنساك
عبير و بو سعود ضحكُوا بـ صخبْ
رتيل أكملت : تبيني أخطب لك ؟
بو سعود : أنا حسدتكم على هالهدُوء !!
رتيل : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه والله طلعت يبه تحب أمي
عبير : أجل وش تحسبين
رتيل : هههههههههههههههههههههههههههه بس فاهم الوفاء غلط .. يعني أنا أتخيل يموت زوجي بجلس أبكي عليه كل يوم .. طيب إلى متى ! لا يبه أسمح لي أنا وفية في حياته لكنه مات عاد ذي سنة الحياة .. والواحد يكمل طريقه ويتزوَّج ثانية وثالثة ورابعة بعد .. دام الله محلل هالشيء
عبير : الله يعين اللي بيآخذك وش ذا الحب اللي عليك !! تحبينه يوم و تنسينه اليوم الثاني ولا يحرِّك فيك شعرة
رتيل : لا ماقلت كذا .. يعني أقل شي سنة بس أبوي الله يصلحه سنين وبصراحة أنا حسيت بوحدتِك وقلت والله أبوي كيف عايش
بو سعود أبتسم : لآ أنا بخير الحمدلله وماأحس بوحدة وأنتوا حولي
رتيل : أنا أعرف قلبك
6
بو سعود : ههههههههههههههههههههههههههه لا ماتعرفينه . . وقف وأنحنى ليُقبِّل خدها . .
رتيل : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه بوس عبير لا تغار بس
6
عبير ببرود : ها ها ها لا لاتخافين ماأغار منك
رتيل : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
بو سعود ويُقبِّل عبير : أنا ماراح أتأخر اليوم و بمرّكم عشان نروح لعمكم جاي الرياض ..
عبير : طيب
رتيل : طيب موافق نتسبح ؟
بو سعود : إيه بس ساعتين بالكثير وتدخلون داخل
,
الجُوهرة : صباح الخير
سلطان يُغلق أزارير كمِّه : صباح النور
الجوهرة تجلس على الطاولة التي بمقابله و أصابعها تتداخل فيما بينها
سلطان رفع عينه عليها : صحُوا ؟
الجوهرة : لآ كلهم نايميين أكيد تعبانين من الطريق
سلطان : تبين شي ؟
الجوهرة : لأ . . إلا إيه
سلطان : وشو ؟
الجوهرة تُشتت نظراتها بعيدًا عنه : متضايق مني ؟
سلطان : لأ
الجوهرة بربكه : آآآ يعني
سلطان : ماني متضايق وليه أتضايق ؟
الجوهرة : من ريَّان ؟
سلطان أنحنى ليرتدِي جزمته : لأ
الجُوهرة : طيب . . أحسك متضايق
سلطان رفع عينه وهو يربط خيوط جزمتِه , أبتسم : لآ ماني متضايق
الجوهرة بنبرة طفولية : طيب آسفة إذا متضايق منِّي
33
سلطان ضحك وهو يقف : تعتذرين ليه ؟
3
الجُوهرة أحمَّر وجهها , أردفت بنبرة مُرتبكة : خلاص لا تتأخر على شغلك
أخذ مفاتيحه و جواله و بعض الأوراق : لا تخلينهم يمشون الشرقية قبل الغداء
الجوهرة : إن شاء الله .. بتجي متى ؟
سلطان : بحاول ما أتأخر على الساعة 1 الظهر أنا هنا
الجوهرة : بحفظ الرحمنْ
سلطان ينزل من الدرج و من خلفه الجوهرة
الجوهرة : قول لعمي عبدالرحمن يجي مع البنات
سلطان : قلت له من أمس
2
الجُوهرة و كلمة عمِّي فتحت معها جرُوح لم تُشفى مِنها بعد . . رأت سلطان و هو يخرُج . . وضعت كفوفها على بطنها تشعُر بالغثيان لمجرد أن تتذكَّر تِلك الحادِثة . . . ربي رحمتك . . وخز في يسار صدرِها . . مازال يجرحها تُركي حتى في بعده عنها . . مازال . . . ومازالت هي كلما حاولت أن تبتسم لطخها تُركي مرة أخرى ليُذكِّرها بأنها " لا تستحق الحياة "
30
,
منصُور : قسم بالله أنك كذاب
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههه مو بكل الكلام بس صدق صدق قلت له أني بسافر
منصُور : يخي والله حتى لما أحاول اصدقك أحسك كذاب
يوسف : أفآآ هههههههههههههههههه أحلف لك بالله أني قلت له بسافر إيطاليا
هيفاء بسخرية : شهر عسل ؟
يوسف : ههههههههههههههههههههههههههههههههه جبتيها على جرح
هيفاء : ههههههههههههههههههههههههههههه بس والله تغيِّر جو
يوسف : من جدك بآخذها لا خليها عندكم أنا بروح أروِّق آخذ لي فترة نقاهة
هيفاء : من جدك بتخليها هنا !! لا مايصير
يوسف بسخرية : وش مايصير !! أنتم بس تقربوا منها عطوها حنان
هيفاء : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههههه طول عمرك حقير
يوسف يرمي عليها المخدة : أنا حقير يا بنت اللي مانيب قايل ! كم مرة وديتك و كم مرة ونستك و كم مرة مسحت دمعتك
14
هيفاء : أصلا عمري مابكيت قدامك بعد أكذب
منصور بنبرة جدية : منت مرتاح معها ؟
يوسف : بالله منصور لا تجلس تحس بالذنب وماأعرف وشو وتسويها دراما لا تخاف على أخوك
هيفاء : عطاك إياها على بلاطة
يوسف : لآني عارف كيف يفكر
منصور : لآ جد أسأل
يوسف : مرتاح أبد مونستني
منصور : هههههههههههههههههههههههههههههههه أكلمك جد لا تتمصخر
يوسف : إيه والله مونستني
هيفاء ترفع عينها للسقف : لآيطيح علينا بس
يوسف : ريم وينها ؟
هيفاء : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه زعلانة عليك
يوسف أبتسم : إيه داري أسمعيني روحي ناديها قولي لها أمي تبيك
هيفاء : لا حرام أتركها عنك
يوسف : براضيها والله
منصور : أتركها
يوسف : وش فيكم واقفين معها يعني بآكلها الحين .. والله بعتذر منها
منصور : أنت تعتذر ؟
يوسف : إيه ذو الأخلاق يأتيك مُعتذِرًا ماضرَّهُ العذرْ ولوْ زحَفَ
هيفاء : والله أنك ستين كذاب عيونك تقول شي وحكيك شي ثاني
يوسف : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ولا يهمكم انا أروح لها . . صعد للأعلى وألتفت لغرفته .. غيَّر وجهته ليدخُل بهدُوء .. أغلق الباب وألتفت يمينًا عند الدولاب واقِفة بمنشفة تصِل لمنتصف فخذها وشعرها الكثيف مبللا على ظهرِها . . ألتفتت لوقعِ خطواته : وش تبي ؟
13
يوسف : بعد ناشبيني بغرفتي
تشدُّ على منشفتها ويديها على صدرها , أردفت : أبغى ألبس أطلع برا
يوسف بصمت
مُهرة بغضب : وش تطالع ؟ أبعد عينك عني
4
يوسف ضحك ومازال ينظر إليها
مُهرة تنهَّدت : يعني كيف ؟ أصلا ماضيِّك واضح من نظراتك
يوسف : وش هالماضِي ؟
مُهرة : مغازلجي و مقرف
يوسف وعنادًا بِها يُفصِّلها بنظراتِه تفصِيل
مُهرة أحمَّر جسدِها الشبه عارِي , أخذت زجاجة العطر ورمتها عليِّ , أبتعد يوسف ولم تُصبه : لو جايَّه فيني ؟ كان ذبحتك
9
مُهرة : تقصد قبل لا أذبحك أنا !! أطلع برا
يوسف ويجلس على الكنبة : أنا راعي طويلة
مُهرة وتحاول أن تُطوِّل منشفتها لتُغطي إلى حدٍ ما فخذيها .. ولكن إن طوَّلت من هُنا فـ سينكشف شيء آخر من الأعلى.
4
يوسف ومستمتع بالإستفزاز الذي يُراقص قلب مُهرة الآن . . أخرج هاتِفه
مُهرة : ياربي صبِّرني
يوسف : آمين وجميع المسلمين
مُهرة : يعني كيف ماألبس ؟
2
يوسف : وأنا ماسكك
مُهرة : يالله على الحقارة اللي تتنفسها
يوسف : بعض مما عندِك
مُهرة : يوسف لو سمحت
يوسف : ههههههههههههههههههههههه عيديها عشان أتأكد
مُهرة بقهر : ممكن لو سمحت تطلع عشان ألبس
يوسف : والله نبرة الواحد وهو يترجى تغري حاولي تترجيني بعد
مُهرة بغضب : أطلع برا
يوسف : إيوا أرجعي لأصلك هههههههههههههههههههههههههههههههه خليك محترمة وأصير لك قيس
8
مُهرة : ماأبغاك تصير لي قيس ولا روميو ولا شي أبغى فرقاك
يوسف : دام كِذا أنا إنسان ماشفت حريم بحياتي غير ثلاث أمي و خواتي لذلك أشوف حرمة الحين وشبه .. *بنبرة خبث* يعني عارفة وش أقصد فالأكيد ماراح أضيِّع فرصتي
20
مُهرة صُعقت . . وبنبرة حادة : يا جعل فرصتك تعمي عينك يوم تقول هالحكي يا قليل الأدب
1
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه وأنا صراحة ماسك نفسي عن الحرام سنين والله قال يعوِّضنا وهذا هو عوَّضني بـ مُّزة -> قال كلمته الإخيرة بخبث شديد
مُهرة و أوردتها تتفجَّر بالغضب : مُزة !! أحترم نفسك
يوسف مكتفي بإبتسامة تزيد من غضب مُهرة
مُهرة : تعرف شي الشرهة على اللي يحاول يحسن الظن فيك بس أنت منت كفو !
يوسف ببرود : يمكن
مُهرة بنرفزة تذكرت أن هُناك حمام و من الممكن أن تُغيِّر فيه , بعض المواقف تجعلنا ننسى أبسط الحلول ونُفكِّر بغباء . . أخذت ملابسها وسارت بإتجاه الحمام و عندما مرَّت بجانب يوسف سقط مِنها بعض ملابِسها الـ أحرجت مُهرة
7
يوسف أبتسم بخبث يستمتع بهذا الإستفزاز
داست على قدمَه بقهَر ودخلت الحمام وأغلقته عليها
,
دخل المبنى و يرد على الجميع تحياتهم : صباح النور . . ألتفت على أحدهم : بو سعود جاء ؟
: قبل 5 دقايق
وسَار لمكتب بو سعود ولكن لفت نظره وجود الجميع في مكتب المُراقبة . . ألتفت بإتجاههم ودخل : السلام
: وعليكم السلام
سلطان : صاير شي ؟
متعب : عبدالعزيز عند الجوهي
سلطان تنهَّد بغضب . . جلس : من متى عنده ؟
متعب : قبل ثلث ساعة دخل عليه
سلطان بحدة : ناد لي بو سعود
متعب : إن شاء الله .. خرجْ
أحمد : ماحكوا في شي كانوا يتكلمون عن موضوع الصفقة وكيف بيسافرون !
سلطان : بيودينا بداهية . . وين راح الحين ؟
أحمد : يمكن طلع للغرفة الثانية
سلطان : طبعًا مايبغانا نعرف وش قاعد يهبب
دخل بو سعود : وش فيكم ؟
سلطان بإنفعال : رايح للجوهي وماهو معطينا خبر
بو سعود : لاحول ولا قوة الا بالله . . وش قالوا ؟
أحمد : يتكلمون عن الصفقة وأنهم بيسافرون بعد فترة
بو سعود : ماهو مركِّب السماعات
أحمد : لأ
بو سعود تنهَّد : ماهو طبيعي هالولد
سلطان بعصبية : عشان لا أجرمت فيه يكون حلال
بو سعود يجلس ويحاول أن يتصِل به . . مُغلق
سلطان بغضب كبير : بعرف ليه يعاند ؟ ماهو كفو الطيب وياه . . وخرجْ
بو سعود و فعلاً عبدالعزيز سيأتي بالمصائِب
,
بجهةٍ أُخرى
عبدالعزيز : بـ روسيا ؟
الجُوهي : أفكِّر ألعب شوي بسلطان
عبدالعزيز : كيف ؟
الجوهي : لو قلنا نروح باريس ونسرب له أنه نخطط على باريس ويجي هناك إحنا بسهولة نعقدها في موسكو
عبدالعزيز : بس يمكن يكون هو في موسكو
الجوهي : وش يعرفه ؟
عبدالعزيز توتَّر : يعني اللي يسرِّب له في كل محاولاتكم السابقة يسرِّب له الحين
الجوهي يُطيل نظره في عبدالعزيز
عبدالعزيز أبتسم وهو يُلهي نفسه بـ سيجارة
الجوهي : نخليه يحوس في باريس و إحنا نكون بموسكو سهلة ماتحتاج دوران !!
عبدالعزيز : اللي تشوفه
الجوهي : طيب بكلمك بموضوع
عبدالعزيز : خير ؟
الجوهي : إن شاء الله خير , أفكِّر نكسب عبدالعزيز بطرفنا يعني دامه جاي وزي ماقالوا لي أنجبر منهم فالأكيد أنه بينه وبينهم حزازيات ومشاكل كثيرة
عبدالعزيز بصمت
الجوهي : المشكلة ماعندي أي بيانات عنه
عبدالعزيز : ماتعرف وجهه ؟ يعني ملامحه
الجوهي : لأ
عبدالعزيز حكَّ أسفل شفتيه : وش بتستفيد منه ؟ أتركنا في موضوعنا نخلص منه بعدين نلتفت لعبدالعزيز وغيره
الجوهي : ياصالح الفرص إن ماأستغليتها من أول مرة تروح منك
عبدالعزيز : و عبدالعزيز وش تقدر تستغله فيه ؟
الجوهي : عميل تُحفة عند سلطان و بو سعود
عبدالعزيز شعَر بمغص .. بل غثيان .. جاهد حتى يُضبط نبرته : أنا أشوف اتركنا منه ماراح يفيدنا بشيء وأنا ماأبغى أدخل بمشاكل مع سلطان و بو سعود ! اهم شي صفقتي تتم بعدها كل واحد بطريقه
الجوهي : يعني ماودِّك نعمق الشراكات بيننا
عبدالعزيز : ماأحب أدخل في موضوع ماني دارسه وماعندي خلفية تامة عنه وأنا أشوفه ماراح يفيدنا بشيء ليه أتعب نفسي معه ممكن يخونا بسهولة لا تنسى أنه أبوه صديق عزيز للكلاب اللي هناك " حتى لو كان السبِّ فقط لأجل الجوهي إلا أنه يبرِّد بعضًا من قهره "
الجوهي تنهَّد : بحاول أشوف طريقة ممكن نستفيد منه
عبدالعزيز يطفأ السيجارة : أنا ماشي
الجوهي : نشوفك على خير
عبدالعزيز : ممكن أنشغل هالأيام بس راح أرد لك خبر بموضوع روسيا .. و خرَج
2
,
بالمطبخْ أحاديث عائشة مُفعمة بالنشاط
عائشة : بس واجد زين
الجوهرة : تقصدين أفنان ولا أمي ؟
عائشة : أفنان وجه مال هوا نفس أنتي
الجوهرة : وكلنا نشبه أمي
عائشة : و برذر*أخوك* ؟
الجوهرة : وش فيه ؟
عائشة : مدري .. هادا ناس واجد يشبه بأد*بعض*
الجوهرة : ليه ريان يشبه مين ؟
عائشة بملامح متقرفة من السيرة : سوئاد .. أنا يكره شنو هادا هتَّى*حتى* هيا في موت مايخلي أنا يرتاه*يرتاح*
31
الجوهرة أبتسمت : والله من تخاريفك !
عائشة : شنو يأني*يعني‘ ؟
الجوهرة : الحين ديانتك تؤمن بالأموات انهم إيش ؟
عائشة : يسوي هرق*حرق* حق هوَا بأدين*بعدين* يودِّي بهر * بحر *
الجوهرة : لحظة أنتي منتي مسيحية ؟
عائشة : لأ
الجوهرة : تؤمنين بالله ؟
عائشة : يأني * يعني*
الجوهرة : يعني إيه ولا لأ
عائشة : شوفي أنا فيه يسوي إهترام *إحترام* كلَّا نفر شنو دين حق هوَا
الجوهرة : دارية أنك تحترمينا بس يعني كيف ديانتك ؟
عائشة : أنا يقول حق أنتي مافي الله
الجوهرة اندهشت : ملحدة ؟
عائشة : شنو ؟
الجوهرة : لآلآ . . طيب خلاص كملي السلطة عنِّي .. أتجهت للصالة عند والدتها و افنان و والدها
الجوهرة : كنت أحسبها مسيحية طلعت ملحدة
أفنان : الشغالة ؟
الجوهرة : إيه لازم نشتري لها كتب تقرآ عن الإسلام
أفنان : كل الخدم كذا يعني عادي
الجوهرة : وش عادي بكرا نسأل يوم القيامة عنهم أننا ماعلمناهم عن الإسلام ماهم شرط يسلمون بس على الأقل نسوي اللي علينا وتسقط الحجة مننا
أم ريان : في ميزان حسناتك يارب
الجوهرة : ماكلمتوا ريان
أبو ريان : رجع الشرقية ؟
الجوهرة صُدمت : مع من ؟
أبو ريان : واحد من أصدقائه جاي هنا ورجع وياه
الجوهرة ألتزمت الصمت , هذا الأخ لا يُقدم ولو تضحية واحِدة لأجلها
9
أبو ريان : لآتشغلين بالك فيه لأن حتى سلطان ملاحظ
الجوهرة : بوشو ؟
أبو ريان : أنه بينك وبين ريان مشاكل
الجوهرة تنهّدت : طيب يبه وش أسوي ؟ والله أني من أمس مفكِّرة بس أشوفه ببوس راسه وأعتذر منه بس هو مو قادر يفهم ولا قادر يعطيني مجال أشرح له
11
أم ريان : أنتي أهتمي في بيتك ورجلك وماعليك منَّه بيطِّخ إن شاء الله
1
الجوهرة بقهر والتي لم تكُن تتجرأ أن تتحدث بهذا الموضوع أصبح من السهل أن تتحدَّث بكل شي يضايقها , سلطان يُكسبها بعضًا من القوة : يمه ماهو من أمس السالفة صار لها سنين وهو للحين يحمِّلني ذنبها
أبو ريان : طيب خلاص أنسيها وأنا أكلمه
أفنان : طيب بقولك شي خلنا نروِّق
الجوهرة ألتفتت عليها
أفنان بإبتسامة : بسافر لباغيس
الجوهرة ألتفتت لوالدها : بتسافرون صدق ؟
أفنان : بس أنا
الجوهرة : بروحك !!
أفنان : إيه دورة 3 شهور
الجوهرة : بدون محرم
أفنان : أبوي وقَّع لي تصريح ويكفي
الجوهرة : بس بدون محرم
أفنان : ياربي يالجوهرة لا توقفين عليها الحين يغيرون رايهم
الجوهرة : بس حرام !! يعني كيف ؟ يبه موافق جد
أفنان : ههههههههههههههههههههههههههه إيه موافق لا تغيريين رايه
الجوهرة أبتسمت : ماني مغيرة له رايه بس يعني حرام ! الحكم ماهو " مكروه " لا هذا حرام يعني ماينتظر رايك توافقين أو ماتوافقين ! أنتي مضطرة ترفضين لأنه حرام
6
أفنان : فيه جهة مسؤولة و بمكان محترم ومافيه إختلاط و الفندق اللي بنكون فيه عليه حماية !! وين الحرام إذا كان فيه كسب رزق و خير ! والدين دين يسر مايعقدها
2
الجوهرة : يُسِر بس مايصير المبدأ هذا ! وبعدين فرنسا ممنوع فيها النقاب !
23
أفنان : إيه
الجوهرة أندهشت بقوة : بتتحجبين هناك بس ؟
أفنان : ماراح أحط مكياج ولا شي ! ماني متبرجة
الجوهرة : جاني صداع من طريقة تفكيرك ! أشياء محرمة مفروض ماتستهينين فيها وين الله يوفقك بشغلك وأنتي من أولها بدون محرم وبتكشفين !
86
,
في وقعٍ من جنُون العشاقْ . . على الميناء – رُبما هذا المكان المُفضل لهم دائِمًا –
3
غادة : نرجع الرياض
ناصر : ماينفعش
غادة : ودي عرسي بالرياض
ناصر : بالله مين بيحضر هناك ؟ خلينا هنا أحسن لنا
غادة :ودي أشوفها
ناصر : أبد مدينة طايح حظَّها
6
غادة : هههههههههههههههههههههههههههههه والله تهبِّل مايعرف قيمتها الا اللي ماشافها
ناصر : بالله أرحميني من هالمشاعر
غادة : البدر وش يقول ؟
1
ناصر : آآه ماأرق الرياض تالي الليل .. هو يقصد بالرياض حبيبته
1
غادة : على كيفك ! والله أنها تهبل
ناصر تنهَّد : طفشت من التأجيل
غادة : ههههههههههههههههههههههههههههههههه عاد اليوم الصباح أقول لأبوي وعزوز أنه لا يضغطون عليك قام قال أبوي هو اللي ضاغط علينا
ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههه الحق معي قولي لأبوك هالحكي
غادة : بس أنا يوم فكرت فيها ليه نستعجل ؟ نتعرف على بعض أكثر
ناصر ألتفت عليها : نعم ياروح أمك !! وش بقى ماتعرفين عني عشان تتعرفين علي أكثر
غادة : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه أمزح شوي وتآكلني
ناصر : بعد أحسب من جدِّك عشان أعطيك كفّ يغير خرايط وجهك
غادة : تعطيني كف !
ناصر : إيه لا تجيبين ذا الطاري يستفزني خصوصًا أبوك والكلب عزوز بعد
غادة : عزوز ماهو كلب
ناصر : ستين كلب بعد
غادة : أعتذر ولا تراني ماشية
ناصر أبتسم : ماراح أعتذر عشان أخوك
ويُدير مسبحتِه أمامه . . تسير شمالاً و يمينًا وعيناه تسير معَه رُبما سينام مِغناطيسيًا بهذه الحركة . . . نظر للخادِمة وهي تُنظِّف المجلس ,
تنهَّد لم ينام جيدًا منذ أن رآها بكامل ملامِحها في منامِه , يتذكَّر تفاصيل التفاصيل.
20
,
دخل عبدالعزيز المبنى يعلم بالعاصفة التي ستأتيه ولكن سيكُون يوم النصر له بإستفزاز سلطان خاصةً , دخل مكتب سلطان
سلطان رفع عينه واضح جدًا الغضب فيها
بو سعود : وين كنت ؟
عبدالعزيز : عند الجوهي
سلطان : ندري ياخيبة وش كنت تسوي ؟
عبدالعزيز أبتسم وهو يجلس : بالله خلهم يجيبون لي عصير يبرِّد قلبي
سلطان : شف عبدالعزيز واصلة معي يعني ممكن أجرم فيك الحين !! تكلم أخلص علي
بو سعود وإنزعاج سلطان سيزيد الأمور سوءً : أمش معي عبدالعزيز لمكتبي
سلطان : لآ خله يجلس هنا ويحكي زي الاوادم
عبدالعزيز : كذا مريت من عند بيته قلت أدخل أسلم
13
سلطان : تستهبل ؟ اللهم طوِّلك ياروح
2
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه يعني مدري عنك على هالسؤال
سلطان والضحكة أستفزته أكثر : أطلع براا
عبدالعزيز أبتسم : معي خبر حلو
سلطان : قلت لك أطلع برا
عبدالعزيز وقف : بكيفك ماتبي تعرف شي راجع لك . . توجه للباب وهو يتحدث : . . الله أعلم وش يبي الجوهي من روسيا
10
سلطان : الله يلعن بليسك . . تعال
44
عبدالعزيز أبتسم إبتسامة عريضة وهو يلتفت إليه : طردتني تحمَّل هالطردة . . فتح الباب ليخرج لكن مقرن كان أمامه
مقرن : جيت !!
عبدالعزيز : أنت وش شايف
مقرن : ياجنونك يخي
سلطان : أمسكه لي
3
عبدالعزيز أنصدم : وش تبي تجنِّدني ؟
سلطان : ظريف والله
مقرن أمسك عبدالعزيز من كفِّه . . وأجلسه
سلطان : وش سويت عنده ؟
عبدالعزيز ملتزم الصمت
بو سعود : عبدالعزيز مرة وحدة خلك مطيع
عبدالعزيز : ما أحب أعطي صدقات لازم مقابل علموني أعلمكم
1
سلطان : بالله ؟ بزران إحنا نعلمك وتعلمنا
عبدالعزيز بضحكة : إيه للحين أحبِي
4
سلطان : ياربي بس أحاول أمسك نفسي لا أتوطى في بطنك
عبدالعزيز وسعيد في غضب سلطان : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هه ماعمري شفتك بهالعصبية يعني شفتك بس مو لدرجة تترجاني
5
سلطان ويفهم مايريد إيصاله عبدالعزيز
بو سعود : عبدالعزيز ماهو وقت إستهبال يعني تروح بدون لا تخبرنا !! تدري انه عدونا يعني عدوِّك ليه تتصرف بهمجية في هالمواقف !!
سلطان : تدري الشرهة اللي يحاول يرضيك !! أنقلع برا ولا أبي أشوف وجهك
بو سعود بحدة : سلطان !!
سلطان : أنا جاد خله يبعد عن وجهي رفع لي ضغطي
عبدالعزيز بإبتسامة عريضة : زي ماأنت تسوي معي ! كما تدين تُدان
سلطان بعصبية : ألحين أنا أسوي معك كذا !! يعني أنا أحاول أضرِّك زي ماأنت تسوي الحين !! يا غبي جالسين نحميك حتى من ظلك و أنت بتصرفات ماتطلع من مراهقين كيف واحد مثلك !! تروح له ليه * أردفها بغضب شديد حتى أنَّ وصل صوته للممر والمكاتب القريبة*
عبدالعزيز بجدية بعيدًا عن السُخرية : لا مين قال أنك تحميني ؟ دخلتني بين إرهابيين وسكت !! كشفونا ومقدرت تحميني منهم ؟ متى حميتني بالضبط !! دخلت غيبوبة و بغيت أروح فيها أكثر من مرة !! عشان مين ؟ عشانكم ومع ذلك ولا أي تقدير منكم ولا حتى أضعف الإيمان تكونون صادقين معي !
1
سلطان : لا تجلس كل مرة تعيد بسالفة كذابين ولا صادقين !! ورقة شفتها بعيونك عند الجوهي ولا أنت راضي تصدق !! وش نسوي لك ؟ نطلع أبوك من قبره ونقوله والله فهِّم ولدك أننا نبي نحميه
عبدالعزيز بحدة : أحترم حرمة الموت !!
سلطان : أستغفر الله بس
عبدالعزيز بغضب : ماهو على كيفك ولا كيف اللي خلفوك تجلس تحاسبني على كل خطوة !!
12
سلطان متعجب من وقاحته في هذه اللحظة : دامك بتضِّر مصلحتنا أكيد بتمشي على كيفي
بو سعود : ممكن تهدون !! ماهي حالة تتقابلون وتجلسون تتهاوشون ! معليش كل واحد يتكلم بعقل
سلطان : فهمَّه هو ؟ يتصرف تصرفات غبية وتقولون لي ليه أعصّب
بو سعود : أستغفر الله العلي العظيم !! ماني فاهم أبد كيف تفكرون . . عبدالعزيز
عبدالعزيز بعصبية : أنا والله منحَّط ولا أعرف أقدِّر اللي أكبر مني وعشاني كذا ماراح أمشي معكم سيدا دامكم تلفون وتدورون
14
سلطان : والنعم والله
عبدالعزيز وبهذه الكلمة ثارت البراكين . . حذف قارورة المياه على سلطان ولكن بو سعود وقف أمامه . . : سلطان لو سمحت عشان خاطري هالمرة
سلطان : بعلمه كيف يحترم الناس ؟ ماني أصغر عياله
4
عبدالعزيز وبراكين من الغضب الآن : الحين تطلع لي جوازي لو تحبُّون السماء ماراح أجلس معكم
بو سعود : أهدأ وبعدين نتفاهم . . أجلسه على الكرسي
عبدالعزيز : ماأبغى اتفاهم ولا شي !!
3
سلطان : أنا أتوقع لو أبوك الله يرحمه موجود ماكان تشرف بتصرفاتك
بو سعود يلتفت عليه وبحدة : سلطان !! واللي يرحم والديك عاد
3
سلطان أبتسم وهو من داخله غاضب بشدة , لم يتجرأ أحد أن يرمي عليه شيء أو حتى يقلل إحترامه معه سوى عبدالعزيز الذي منذ أتى وصابر على " وقاحته " : طيب بنسكت
10
,
كلماتها تخرج مُرتبكة , برجاء : موافقة ؟
1
والدتها : سوِّي اللي تبينه
27
رؤى : يمه ماأبغى شيء بدون رضاك ! و وليد ماهو موافق بدون موافقتك .. وش قلتي ؟
5
,
في الصالَة ,
هيفاء : ماجاك ؟
3
ريم : لآ بس خليه يتأدب شويْ
2
مُهرة : تقصدين يوسف ؟
وأخيرًا سمعُوا صوتها هذا مادار في بالهم
ريم : إيه
مُهرة وفهمت الموضوع تماما ولعنتْ شيطان يوسف كثيرًا , يُريد إستفزازها بأي طريقةٍ كانت.
ريم وتُريد أن تدخل بـ جوّ هذه المهرة : مرتاحة هنا ؟
مُهرة : يعني
هيفاء تنَّحت لم تتوقعها صريحة لهذه الدرجة : عسى مضايقك شي ؟
مُهرة : أشياء ماهو شيء
نجلاء وفعلاً مقهورة منها : وش اللي مضايقك ؟
18
مُهرة ألتفتت على نجلاء ونظرات مُهرة مُربكة جدًا لها : ماراح يسعدك اللي بقوله
نجلاء : بس من الذوق أنك ماتقولينه
مُهرة : ماأعرف بالذوق بس أعرف بالإحترام
3
هيفاء رُغم الجو المشحون إلا أنها تبتسم : وأهم شي الإحترام
ريم بلعت ريقها : إذا مضايقك ضيق غرفة يوسف ترى فيه جناح مجهزينه بالدور الثالث
مُهرة : هالكماليات ماتضايقني
هيفاء : أجل وش مضايقك
مُهرة : قلت لـ . . *ألتفتت على نجلاء* وش إسمك صح ؟ *تعرف إسمها ولكن تُريد إستفزاز نجلاء*
6
هيفاء و ريم كتمُوا ضحكاتهُم بشدة
نجلاء عضت شفتيها , توتَّرت لحد الغضب : نجلاء أتوقع تعرفينه
مُهرة بإستفزاز : ماأعرفه كل اللي أعرفه منصور
53
نجلاء غضب على غيرة على حاجة بأن تُقطِّع مهرة بين أسنانها , تركتها وصعدت للأعلى لتُفرغ غضبها عند منصور لن تسكت تماما عن هذا !!
12
,
آخر الليل ,
مُتعبة بشدة , أستلقت على السرير ولكنْ صوت بابها وهو ينفتح , صُدِمت من وجودِه هُنا .. كيف صعد للأعلى !! والدها لو رآه ستقام الكارِثة
لم يكن هناك وقت لأن يشرح لها : وين عبير ؟
ولم السؤال عنها . . غيره تنتابها أم حقد من طريقته بالسؤال
أشدُّ من الماء حزناً

تغربت في دهشة الموت عن هذه اليابسه

أشدُّ من الماء حزناً

وأعتى من الريح توقاً إلى لحظة ناعسه

وحيداً. ومزدحما بالملايين،

خلف شبابيكها الدامسه..

تغرٌبت منك. لتمكث في الأرض.

أنت ستمكث

(لم ينفع الناس.. لم تنفع الأرض)

لكن ستمكث أنت،

ولا شيء في الأرض، لاشيء فيها سواك،

وما ظل من شظف الوقت،

بعد انحسار مواسمها البائسه..


*سميح القاسم.



,

- آخر الليل –

سلطان وبنبرة حادة يتحدَّث بجواله : كيف يعني ؟
بو سعود : خله اليوم يهدا وبكرا أحكي معه وأخليه يعتذر منك
سلطان : ما أبغاه يعتذر أبغاه يعرف يحاسب تصرفاته مهي حالة نقوله يمين يروح يسار !! قسم بالله صابر عليه كثير
بو سعود : يا سلطان أنت بعد لا تستفزه هو بروحه نار ماينحكى معه بشيء
سلطان : يعني عاجبتك وقاحته ! لآ بستفزه وبعلمه أنه الله حق لو يبي يتعدى حدوده معي
بو سعود : أنا اهدِّي مين بالضبط ؟ أهديك يا سلطان ولا أهدي اللي عندي
سلطان وفعلاً غاضب يشعر بنار تُلهِب صدره ما أن يتذكَر أنه عبدالعزيز تطاول عليه : فهمَّه أنه يحترمنا غصبا عنه ماهو برضاه والله وقدامك يا عبدالرحمن لو يفكِّر يغلط بهالوقاحة ماراح أسكت أبد
بو سعود : تحط عقلك في عقله ! الحين أنت العاقل وش خليت له ؟
سلطان وينظر للجوهرة وهي ترفع شعرها : هو اللي يبدأ وهو اللي يتحمَّل
بو سعود : سلطان واللي يرحم والديك وش ذا الحكي ؟
سلطان : دامه تمادى مرة هو يقدر يتمادى مرة ثانية وثالثة والله ياخوفي بكرا قدام الموظفين يمد إيده بعد !!
بو سعود : طبعا ماراح يمد إيه عليك ماهو لهدرجة عبدالعزيز !!
سلطان : لا لهدرجة هو منهبل قاعد يناقض نفسه شاف بعينه وش الكلاب كانوا يبون من أبوه وإلى الآن يكذبنا
بو سعود : طيب أنت بس أهدآ ولا تداوم بكرا وأنت معصب
سلطان بغضب و الآن ربما سيأتي دور بو سعود : مزاجي على كيفي والله متى ماتبي عصبت ومتى ماتبي روقت
بو سعود : هههههههههههههههههههههه وش رايك تتهاوش معي بعد ؟
سلطان : لأن جد معصب من هالموضوع من الصبح ماسك نفسي أحاول أروق بس لو أشوفه ببرد حرتي ويصير اللي يصير
الجوهرة بهذه اللحظات تلتفت عليه وتراقبه من بعيد دون ان ينتبه عليها فـ عين سلطان ناحية الشباك
بو سعود : دام كذا ماراح أخليه يداوم بكرا
سلطان : كأنه منتظرك يا عبدالرحمن تلقاه بيسحب الله يعلم عاد وش يهبب
بو سعود : لا تخاف تحت عيوني ماهو رايح مكان
سلطان : لا تعارض من بكرا بخلي أحد يراقبه
بو سعود : إن عرف والله ليقيِّم الدنيا علينا
سلطان تنهَّد : حسبي الله ونعم الوكيل بس
بو سعود : فنجان قهوة يروقك ونام وبكرا إن شاء الله الصباح كل شي بيصير تمام
سلطان : إن شاء الله
بو سعود : تصبح على خير
سلطان : وأنت من أهله . . أغلقه . . وألتفت وكانت عينيّْ الجوهرة تُراقبه
الجوهرة : خير صاير شي ؟
سلطان من دون نفس : لأ
الجوهرة وتأكدت بأن لا مجال للحديث معه

,

نجلاء بعصبية : لا والله يعني عادي عندك
منصور : ماأشوفها قالت شي غلط .. أحسني النية في كلامها يمكن ماتعرف إسمك وتعرفني لأني كنت متهم في قتل أخوها
نجلاء : منصور وش أحسن النية بكلامها !! كلامها واضح تبي تقهرني
منصور : طيب ودامها تبي تقهرك ليه تحققين لها اللي تبين .. تجاهليها
نجلاء تجلس بتعب : حقدي عليها في محله
منصور : نجلاء بلا سوالف الحريم التافهة
نجلاء : يعني الحين أنا تافهة ؟
منصور : لا حول ولا قوة الا بالله
نجلاء : علِّم أخوك خله يأدبها
منصور بحدة : وش رايك بعد أقوله والله يا يوسف ترى نجلاء زعلانة على حرمتك هاوشها وخلها تعتذر منها ولا أنت تعال أعتذر لها نيابة عنها . . بلا خرابيط على هالليل !!
نجلاء مسكت دموعها بما فيه الكفاية حتى سقطت , أردفت : الحين تهاوشني أنا !! يعني انا الغلطانة ؟
منصور : سكري على الموضوع !! على كل كلمة بتجلسين تعصبين ! خلاص خليها تحكي لين بكرا وش تبين فيها لا تدخلين معها بأيّ نقاش . . بينك وبينها سلام وبس
نجلاء لا تريد أن تُجادله , ألتزمت الصمت ودموعها تنهمر بسكون

بجهة أخرى بالأسفلْ . .

يوسف : قالت كذا ؟
ريم : هيفاء ليه تقولين له !!
هيفاء : لازم يعرف عشان ماتقِّل أدبها مع نجلا
يوسف وملامح المزاح تختفي من وجهه : وش قالت بالضبط ؟
هيفاء : قالت ما أعرف إسمك بس أعرف منصور
يوسف وحتى لو كانت كـ جدِار في حياته لن يسمح بأنها تستفز غيرها بـ ذِكر إسم رجُل آخر وإن كان منصور
ريم : هي مسكينة بعد ماعندها أحد أكيد بتكون نفسيتها سيئة و بتعصب من أدنى شي
يوسف وقف
ريم : يوسف واللي يخليك كذا بيكون منظرنا زبالة عندها !! بتعرف أنه أحنا اللي خبرناك
يوسف تجاهلها وصعد للأعلى و كان منصور بوجهه نازِل
منصور : تعال أسهر معي بالمجلس
يوسف: طيب دقايق وجايك . . دخل لغرفته و رآها جالِسة تقرأ بالمجلة
يوسف من خلفها يسحب المجلة
مهرة ألتفتت عليه : نعم ؟
يوسف ويجلس بمقابلها : وش سويتي اليوم ؟
مُهرة أبتسمت : وش تقصد ؟
يوسف بإبتسامة : مدري أنا أسألك
مُهرة ببرود : شربت قهوة وشفت التلفزيون بعدها جلست مع خواتك شوي وطلعت فوق . . هذا اللي سويته
يوسف : جلستي مع خواتي ؟
مُهرة : إيه
يوسف : وعسى الجلسة معهم عجبتك !
مُهرة : لأ
يوسف : وليه ؟
مُهرة : كذا مادخلوا مزاجي
يوسف : و مين غير خواتي
مُهرة وتعرف بأنه نُقِل إليه الكلام و يريد منها أن تعترف بنفسها : محد
يوسف : يعني ماجلستي مع أمي ؟
مهرة : لأ
يوسف : طيب
مهرة بخبث : وليه هالأسئلة ؟
يوسف : كذا بشوف كيف أختلطتي مع أهلي
مُهرة : وأهلك من ضمنهم نجلاء
يوسف : داري أنك فاهمة بس شوفي إن تعرضتي لها بكلمة ثانية والله يا بنت أبوك لا أخليك ماتسوين شي قدامها فأحفظي كرامتك أحسن لك
مُهرة : أنا حرة بكلامي ولا تتدخل فيه
يوسف : لآ منتي حرة دامك على ذمتي تحاسبين كل تصرف لأن اللي يمسِّك يا محترمة يمسِّني !! وبكرا ماراح يقولون والله شوفوا هذي بيقولون كيف زوجها ساكت عنها فأحترمي نفسك يامهرة اللي صار اليوم مايتكرر
مُهرة ببرود تسحب من كفوفه المجلة : شكرا على رايك بالموضوع وبحاول آخذه بعين الإعتبار
يوسف : لا ياروحي غصبًا عنك تآخذينها بعين الإعتبار
مُهرة بإبتسامة مكر : طيب يا قلبي تآمرني آمر
يوسف : فاشلة بالإغراء . . وقف
مهرة ضحكت و هذه الضحكة يبدو ستسجَّل بالتاريخ لندرتها : هههههههههههههههههههههههههههه *وبنبرة خبث* تغار من أخوك ؟
يوسف ألتفت عليها وهو يسير بإتجاه الباب : أحاول أفكِّر كيف ألحق جزاا أمك يوم ربتك هالتربية . . وخرج

,

أم رؤى : موافقة
رؤى بإبتسامة تُقبِّل رأسها : كنت شايلة هم أنك ترفضين بس الحمدلله
أم رؤى أبتسمت
رؤى بشك : موافقة من قلبك ؟
أم رؤى : دامها سعادتك موافقة
رؤى أبتسمت : بروح أقول لوليد . . . توجهت لشُرفة شقتهُمْ و هواء باريس يعبثُ بشعرِها
بصوتْ أمتلأ بالنوم : ألو
رؤى : نايم ؟
وليد : هلا رؤى
رؤى : أمي وافقت
وليد فز من سريره وهو ينظر للساعة أردف بدهشة : وافقت ؟
رؤى : ههههههههههههههه إيه يالله أرجع نام
وليد : وين أنام طار النوم
رؤى : يابعد عمري
وليد : بحاول أستوعب ههههههههههههههههههههه كنت متوقع الرفض وكنت أفكر كيف أقنعها
رؤى : ههههههههههههههههههههههههههههههه الحمدلله الباقي على أبوك


,

صباح جديدْ . . صباح مُضطربْ . . الرياض !
في أروقة العمَل الكئيبة *

عبدالعزيز تنهَّد
بو سعود : ماراح يقلل منك شي وبعدين انت غلطت بس أعتذر له لاتكبِّر المشاكل
عبدالعزيز : ماراح أعتذر لأنه هو غلط بعد
بو سعود : عبدالعزيز أنت مستوعب وش سويت ؟ أنا شاب راسي ماعمري شفت المنظر اللي شفته أمس !!
عبدالعزيز : هو أستفزني و بعد ماأحترم أبوي
بو سعود : الله يرحمه ويغفر له وأنت متوقع انك بهالحالة أحترمت أبوك
عبدالعزيز يزم شفتيه لا يروق له حديث بو سعود أبدًا
بوسعود : لأنك محترم بتعتذر له ماهو لأنك غلطان . . يالله عزيز سلطان من أمس معصب واليوم بعد
عبدالعزيز : ماهي مشكلتي
بوسعود : أدري مهي مشكلتك لكن خايف عليك
عبدالعزيز أبتسم بسخرية : كثِّر منها
بو سعود : والله خايف عليك
عبدالعزيز : مايهمني خوفه هذا
بو سعود : أنت لو تشوف كيف يحرق دمه عشانك ماقلت هالحكي ؟
عبدالعزيز : شفت أفعاله وتكفيني
بو سعود : طيب شوفه من وراك وش يسوي ؟ تحسب اللي يحبك يمدحك قدامك ويخاف عليك بس قدامك ؟ سلطان من خوفه عليك يهاوشك لكن من وراك لأ
عبدالعزيز تنهَّد
بو سعود : يالله يا عبدالعزيز لاتزيدها علينا يعني عاجبك الوضع ؟ وفوق هذا أنت غلطان من الأساس ليه تروح للجوهي يعني تدري أننا مانقدر نحميك وأنت هناك وإن قدرنا نحميك بتكون نهايتك المستشفى والله أعلم إذا مالله أخذ روحك بعد عمر طويل . . هذا العناد محد متضرر منه غيرك ! لا تخسرنا ياعبدالعزيز حط هالحكي في بالك إن خسرتني او خسرت سلطان ماراح يتضرر غيرك
عبدالعزيز : أفهم من هذا تهديد غير مباشر
بو سعود : يخي ليه تسيء الظن و تحسب أنَّه نوايانا خبيثة ؟
عبدالعزيز : لأني شفت بعيوني كيف تفكرون
بو سعود : لو تركناك الحين و ماقربنا منك و رجعت لباريس ولا رحت أي مكان تضمن أنه جماعة عمار ماتتعرض لك ؟ تضمن أنه الجوهي مايتعرض لك ولحظها ماراح نكون جمبك ولا أظن بتقدر تحمي نفسك بروحك ؟ أفهم ياعزيز إحنا خايفين عليك
عبدالعزيز بعصبية : لأنكم ورطتوني طبيعي مقدر أحمي نفسي عقب ماغرقتوني بأشياء مالها نهاية !! وش يضمن لي بكرا الجوهي مايتعرض لي ؟ قولي وش الضمان ! إذا هو كل ماشافني قالي نبي نكسب عبدالعزيز بصفِّنا ؟ يعني ماوراي أهل حلال دمِّي هذا اللي تبي تقوله أنه اللي مرمي لا أم تهتم فيه ولا أبو يوجهه ولا أخت جمبه ولا أخو حلال يموت !! محدن بيبكي عليه ولا بيسأل عليه أحد
بو سعود بنبرة هادئة : ماقلت كذا !!
عبدالعزيز بقهر : الله أعلم بكرا وش بتسوون فيني
بو سعود : لهدرجة منت واثق فينا
عبدالعزيز : ماني واثق لأن كان مفروض تحمون أهلي كان مفروض تعصون أبوي لأن العصيان في ذيك اللحظة فضيلة بس أنتم تخليتوا عنه بسهولة وتقدرون تتخلون عني بسهولة بعد
بو سعود : ماتخلينا عنه بلغناه
عبدالعزيز بحرقة : لو أنكم فهمتوه بجدية !! مليون تهديد جاه بس ما وقفتوه مع أنه كان بإيدكم توقفونه
بو سعود أندهش بأنه لم يصدق حتى التسجيلات : يعني تحمِّلنا موته ؟ خاف ربك ياعبدالعزيز هذا موت وقضاء وقدر وإحنا سوينا اللي بإيدنا
دخل سلطان مكتب بو سعود ورآهم , لم يتوقع بأنه سيأتي اليومْ
بوسعود : كويس جيت .. أجلس ولا عليك أمر
عبدالعزيز شتت نظراته بعيدًا عن سلطان
سلطان رغم غضبه الشديد إلا أنه أبتسم على منظره المتشنج : صباح الخير
بوسعود : عزوز خلاص فكَّها
سلطان ألتزم الصمت
بوسعود : هذا سلطان أكيد جاي يسأل عنك .. أحلف بالله أنه يخاف عليك أكثر منك
سلطان تنهّد : مين مفروض يزعل أنا ولا أنت ؟
عبدالعزيز بحدة : أتوقع عارف مين مفروض يزعل
سلطان : أنا عارف في قرارة نفسك معترف أنك غلطان بس تحسب أنها قوة أنك تعاندني بالحكي
بوسعود أبتسم : جاي تصفي النفوس ولا وشو ؟
سلطان بإبتسامة : لا والله جاي أصفيها , انا مستعد أعتذر لك لو تشوف أني غلطان ! بس أنت تشوف أني غلطت عليك ؟
عبدالعزيز ملتزم الصمت
سلطان : رميت عليك علبة مويا ولا رفعت صوتي عليك و قلت لك غصبا عنك وعن اللي خلفوك بتجلس عندنا ؟
نجح سلطان بإحراج عبدالعزيز بأفعاله , أردف عبدالعزيز وهو يحاول أن يُشعر بنبرة صوته بأنه ليس محرج من تصرفاته : كذبت وهذا يكفي
سلطان : تشوفني كذبت ؟
عبدالعزيز : إيه
سلطان : لآ ما كذبت بس خبيت عنك أشياء فيه فرق ؟ ماقلت لك أنه ما أرسلنا واحد وراك مع الجوهي .. يعني ماكذبت لأني أصلا ماحكيت بهالموضوع
وسلطان داهية فعلا أستطاع أن يُلجم إتهامه بهدُوء هذا ماكان في بال عبدالعزيز : طيب وخبيت عني ؟ يعني مافيه ثقة بينا
سلطان : وش دخَّل الثقة ؟ أنا واثق فيك لو ماني واثق ماأرسلت لك لشخص ماينرسل له أكبر شخص عندنا !!
عبدالعزيز : بس أنا ماني واثق فيكم لأنكم كذبتوا أو حسب ماتقول خبيتوا عني !
سلطان : وكيف نرجع هالثقة ؟
عبدالعزيز : أنت تعرف كيف
سلطان : ما أقرآ العقول ويوم قريتها ووريتك التسجيلات بعد ماصدقتني ؟ يعني أنا ماني فاهمك
عبدالعزيز بصمت لثواني فـ سلطان لا يترك له مجال يرد . . أردف : الحق معي مااصدقكم
سلطان : عبدالعزيز
عبدالعزيز بحقد : نعم
سلطان يتأمل نظراته الحاقدة : شيء واحد لازم تعرفه أنه وظيفتي ماهي أنتبه لعبدالعزيز لحد يزعله ؟ ركِّز وشغل عقلك أنا لو أبي أضرك كان ضريتك من زمان
بوسعود : تبي تآخذ لك إجازة يومين تصفي ذهنك خذ لك بس لا تشكك بنوايانا وإحنا نخاف عليك أكثر من نفسك بعد
سلطان : أخذ أسبوع ماهو يومين
عبدالعزيز وقف : ماأبغى إجازة
بوسعود وعرف أنه رضى , تنهد براحة : زي ماتبي
سلطان : لو سمحت يا بو سلطان الجوهي لا تختبر صبرنا فيه ماله داعي تروح له بدون علمنا
بوسعود : ولأنك تحترمنا أكيد أنك بتستجيب لهالطلب
عبدالعزيز تضايق كيف أنهم يستطيعون إحراجه ليستجيب لأوامرهم : طيب . . وخرج


,

منصُور : تعبانة ؟
نجلاء على فراشها لا تُطيق الحركة ولا تُطيق منصور في هذه الأثناء بعد دفاعه عن مُهرة : لأ
منصور ويغلق أزارير ثوبه بالقرب منها : طيب ليه جالسة كذا ؟
نجلاء بحدة : كذا مزاج
منصُور بحدة أكثر : أنتبهي لصوتك معي
نجلاء صدَّت عنه وهي تنظر للجهة الأخرى
منصور : يالله لا تشقينا بس .. وجلس على الكنبة يغلق الساعة على معصمه
نجلاء تمتمت : بس شاطر تدافع عنها
منصور : رجعنا ؟ أنهبلتي على الآخر
نجلاء : ماعاد أطيق وجودها هنا
منصور : امدى ماتطيقينها توّها جت !
نجلاء : خلنا نطلع من هنا
منصور : شيلي هالموضوع من راسك مستحيل أطلع من هنا ومستحيل يوسف بعد يطلع من هنا !!
نجلاء بعصبية : لا والله يعني عاجبك أجلس أقابلها ؟
منصور : صوتك لا يعلي لا والله . . *تراجع* . . أستغفر الله
نجلاء أتجهت للحمام وأغلقت الباب بعصبية ضجّ بِها الجناح
منصور تنهَّد . . هذا أول الغيث من زوجة يوسف . . الأكيد أنها ستضايق نجلاء بحجة أنني قتلتُ شخصًا لم أراه قط

بجهة أخرى في الدور الثاني بالزاوية حيثُ غرفة يوسفْ

مُهرة وضعت كلتا يديها على خصرها : نعم ؟
يوسف : الله ينعم بحالك يا قلبي
مهرة : يا خبثك
يوسف بإبتسامة : الله قال الخبيثون للخبيثات
مهرة : والله قال وَاصْبِرْ فَإِنَّ الله لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ
يوسف : ههههههههههههههههههههههههههههههههه الله لايغير عليك
مٌهرة : تسافر وأجلس هنا مستحيل
يوسف : قولي أنك تبغين تسافرين معاي ومستحية
مهرة : لا معليش صحح لعقلك ودني لحايل عند أمي
يوسف : أمك ماتبغاك
مهرة : وأنت وش دخلك ؟
يوسف وينزع ملابسه أمامها
مهرة شتت أنظارها بعيدًا عنه : قليل أدب
يوسف وببطىء شديد يغلق أزاريره قميصه : تعوِّدي يا روحي أحمدي ربك أني أنام وأنا لابس بالعادة أصحى و أشك في أخلاقي
مهرة وعينيها توسعت
يوسف على منظرها أطلق ضحكاته : بحاول أذكرك كل يوم أننا بالحلال ولله الحمد
مُهرة : وأنا بحاول أذكرك أنك ماعدت عزابي ومع ربعك عشان تسولف معي كذا
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههه يقولون لك التذكير مايفيد ماسمعتي الحكمة اللي تقولك قُل لي وسوف أنسى و أشكرني و سوف أفهم يعني لازم التجربة تبرهن أني مانيب عزابي
مُهرة : خبيث معفن
يوسف يجلس على طرف السرير وينحني ليرتدِي جواربه : هههههههههههههههههههههههههه أتصلي على أمك
مهرة : ماعندها جوال
يوسف : يعني أرسلها مسج بالحمام الزاجل
مهرة : يا سامج ودني بيتنا
يوسف : ياسلام . .*وقف* طبعا لأ
مهرة : بآخذ أرقام خوالي من هناك
يوسف : إلا صدق كم رقمك ؟
مُهرة بعبط : ماعندي
يوسف رفع عينه غير مصدق
مُهرة : مو إحنا الطبقة اللي تحتكم بناتهم مايآخذون جوالات
يوسف : أفا يا ذا العلم تحتنا مفروض سابقينا بالتقنية
مهرة : يالله يا صبر الأرض
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههه وش تبيني أجيب لك آيفون ولا بلاك بيري ؟
مُهرة : ماأبغى منك شي
يوسف : دام كذا بجيب لك آيفون مايصلح لك بلاك بيري بعدين تكتبين من أمس وقلبي خفقته ماهي بخير
مُهرة : ودِّك والله ماأكون بخير
يوسف : يا مهرة العام لا والله غديتي فرس ترفقي كن عطرك ريح حرب وصهيل
مُهرة رغما عنها أبتسمت وسرعان ماحاولت تُمحيها : تطنَّز لين تقول بس وذبّ علي ماحركت فيني شعرة
يوسف يُمثِّل الهيام : دخلت بحر المحبة يالهنوف الفرس وقامت تلاقف بي امواجه وضاع الدليل
مُهرة : يالله نسألك الثواب على الصبر
يوسف : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه روحي ألبسي عبايتك نروح لبيتكم تشوفين أرقام خوالك



,

فاضت عينيها و بين كفوفها المُصحف , دمُوعها بللت السورة " كَلاَّ إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى وَلَكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى ثُمَ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى أيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى "
أغلقته ووضعته جانبًا وهي تغصُ ببكائِها , تقيأت الوجع و ليس هُناك شيء غير الوجع.
هل فعلاً أنا من ذهبت لتُركي ؟ . . كيف لتركي أن يؤثر علي فأنا واثقة تمام الثقة بأنني لم أسلك الحرام !! كيف يُزعزع ثقتي بما حدث كيف يُخبرني بأنه زنا وهو إغتصاب . . كيف ؟
توجَّعتْ من حدِيثِ نفسِهَا , وضعت كفوفها على شفتيها تتحسس الحياة إن نطقتْ , تتحسس لو أنّ أنفاسها لم تحترِقْ بعد
أخفضت رأسها و الدمُوع لا تكِّف , لم تُضايقها السورة . . حديثُ الله يُريحها دائِمًا لكنها خافت . . لم تعمل شيء لآخِرتها
تفكيرها لمُجرد أنه هُناك حساب . . هُناك أعمال ؟ أين أعمالي أنا ؟ . . ممتلئة بالذنوب لا تكُن كبيرة الزنا آخرها . . لاتكن يارب لاتكُن . . يارب يارب.
بصوتٍ تشابكتْ بِه نبراتُه لتتقطَّع بكل حرفٍ تٌريد نطقه : اللهم لا إعتراض ... اللهم ألطف يالله ألطف بي


,

بـ فُستانٍ أسود طوِيلْ أنيق بأكمامٍ طويلة و فتحَه خلف ظهرها تصِل إلى المنتصفْ , بصوت خافت لـ ناصِر الذي ينظر للساعات : ناصصر
ألتفت عليها وأتاها وعينيها تتأملها
غادة بإبتسامة : وش رايك حق حفلة هديل ؟
ناصر : جميل
غادة : جميل بس ؟
ناصر وعينيه تُخرس بالجمال
غادة تستدير : حلو ولا حلو شوي ولا مررةة حلو ؟ ولا عادي ؟
ناصر : لحظة كأني شفت شي
غادة : ههههههههههههههههههههههههههه مو مرة يعني لنص ظهري
ناصر : طبعًا ماراح يعجبني قلت وش هالزين محتشمة آخر شي فتحة
غادة : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه طيب أعتبرها ماهي موجودة وش رايك ؟
ناصر : شين وبعدين لونه كئيب ومررة يعني مايصلح
غادة : أمدى تغيِّر رايك
ناصر أبتسم : مستحيل أخليك تطلعين لهم كذا
غادة : ناصر تكفى عاد والله الفستان مرة عاجبني فخم ورزة
ناصر : أنتهى النقاش
غادة تقترب منه وبـ كيد النساء تضع أصابعها على أزاريره وبنبرة دلع : هالمرة بس
ناصر يبتعد : هههههههههههههههههههههههههههههه لأ
غادة : بشتريه
ناصر : ويسحب محفظتها من شنطتها : يالله مشينا
غادة : ناصر عاد والله أكثر فستان عجبني اليوم والفتحة ماهي مرَّة
ناصر : غادة لا تحنين زي الصغار خلاص
غادة أمالت فمها بقهر : أنا ليه جبتك معي ؟ مفروض أنا أشتري بروحي بس لأني حمارة ماأعرف أختار بدونك
ناصر : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه والله ميزة عشان ما تتفصخين من وراي بلبسك
غادة : أنا أتفصخ !! والله دايم لبسي محتشم بس عيونك تشوف شي ثاني
ناصر بخبث : إيه عدسة عيني تشوف الأشياء اللي تحت الفستان
غادة : قليل أدب .. أطلع برا يالله خلني أغيِّر
ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههه ماتمشين إلا كذا
غادة ترمي عليه شنطتها : يالله برااا
ناصر أخذها وضحكاته تضج بالمكان .. على وقع ضحكاته أفاق من إغماءة قلبِه , أبتسم وتقاسيم الحُزن ترتسم بين ملامِحه , طِفلة لا تستطِيع أن تعمِل شيء دُون إستشارتِه , من يلُومه بـ حُبِّها ..... لاأحد .. أشتاقُها كثيرًا و كثيرًا و بشدة.


,

ولِيد يُهاتف والده : طيب متى تفضى وتجي ؟
والده : هالشهر مقدر عندي إلتزامات
وليد : طيب الشهر الجاي ؟
والده : أشوف يا وليد
وليد : طيب
والده : لا يكون زعلت بعد
وليد : لا معوِّدني كيف أرضي نفسي بنفسي
والده : هههههههههههههههههههههههههه بحاول أجيك قبلها وش تبي بعد ؟
وليد : ولو يا بو ناصر إلتزاماتك أهم
والده : قصدك بو وليد !!
وليد : طيب يبه متى مابغيت حيَّاك
والده : ماقلت لي منهي البنت ؟
وليد : رؤى مقرن السليمان
والده : مقرن بن ثامر ؟
وليد : إيه
والده بدهشة : ماعنده عيال !!
وليد : إلا عنده بنت
والده : لآ ياوليد أعرفهم كويس ماتزوج أصلاً !!
وليد تنهَّد : كيف يعني ؟
والده : أنت شفت هويتها ولا هي كذبت عليك
وليد : يبه أعرفها كويس وأمها معها
والده : طيب أبوها وينه نجي نخطبها منه بالرياض
وليد وتذكَّر ولعن غبائه حين نسي أنها أخبرته بأن والدها متوفي
وليد : تشابه أسماء يمكن
والده : أنت ناوي تخطبها من أمها ؟ وين جالسين فيه ؟ أحجز أقرب رحلة على الرياض وأبشر نروح له ونخطبها لك
وليد : يبه أكلمك بعدين بشوف رؤى وأرد لك خبر
والده : طيب بحفظ الرحمن . . وأغلقه
وليد مسك رأسه تداخلت عليه المواضيع , والد متوفي , زوج متوفي , أخ متوفي , أي حقيقة هذه لا تُصدق بأن جميعهم اموات ؟ . . هذه المرة والدتها رُغما عنها ستتحدث .. يسير على الرصيف وأصابعه تضغط على رقم " رؤى "


,

- السابعة مساءً –

عبيرْ : مع أبوي ؟ ماتبين تجين
رتيل : هلكانة أمس جاني أرق
والدها دخل : رتيل مالبستي ؟
رتيل متمددة على الأريكة : لما أكون طفشانة ماتودوني والحين تعبانة بنام قلتوا تبغون تروحون
والدها : تتنشطين لا وصلنا
رتيل : والله مالي خلق حتى أصعد لغرفتي بنام هنا
والدها : كيفك ترى بنتأخر
رتيل وتفكر
والدها يعرف بأنها ستغير رأيها : ها وش قلتي ؟
رتيل : لآ ماأبغى
والدها أبتسم : بكيفك .. يالله عبير ..


,

وضع هاتفه على الطاولة , سكُون منذ فترة لم يشعُر بِه بالعادة يجد عائشة و الجوهرة في الصالة , : عايشة
عايشة خرجت من المطبخ : نأم*نعم*
سلطان : وين الجوهرة ؟
عايشة : فوق
سلطان : مانزلت اليوم ؟
عايشة : لآ كله فوق
سلطان : طيب سوِّي لي قهوة . . . صعد للأعلى وبعينين متفحصتان لكل من حوله , نظر للدور الثالث من الدرج .. وأقترب من جناحه بخطواتٍ مُهيبة .. فتح الباب , أستغرب أنها نائمة في هذا الوقت !! رُبما تكون متعبة .. جلس عند رأسها ووضع باطن كفَّه على جبينها و حرارتها مُعتدلة
فتحت عينيها مع لمسته فهي لم تنام تُصارع الشكوك و الحقيقة.
سلطان : تعبانة ؟
الجوهرة جلستْ : لأ , راجع بدري ؟
سلطان : خلصت شغلي وجيت , ليه نايمة ؟
الجوهرة : ما نمت بس قلت أتمدد شوي
سلطان وينظر لعينيها المُحمَّرة
الجوهرة وقفت لتتجه بعيدًا عنه ولكن يد سلطان قاطعتها وهي تُمسك بمعصمها : أجلسي أبي أكلمك
أرتفعت نبضات قلبِها , جلست وعينيها تتشتت بعيدًا عنه لا تتجرأ أن تضع عينيها في عينيه
سلطان : تبكين من وشو ؟
الجوهرة : قريت قرآن وتأثرت
سلطان بصمت ونظراته تتفحصها
الجُوهرة بلعت ريقها وأنفاسها بدأت بالإضطراب
سلطان : ماتبين تقولين لي شي
الجوهرة هزت رأسها بالرفض
سلطان : متأكدة ؟
الجوهرة برجفة : لأ
سلطان : الجوهرة ممكن أسألك سؤال
الجوهرة وعينيها تتصادم بعينيه
سلطان : وش الذنب اللي خايفة أنك تُحاسبين عليه ؟
الجوهرة و لُجمت .. أيُّ دهاءٍ يملك ليسهَل عليه أن يُفسِّرني ؟ أما أنا واضِحة لهذه الدرجة
سلطان : إذا الزانية يغفر لها ربي إذا شاء و تابت ؟ وماأتوقع أنه ذنبك بهالكبر عشان تخافين منه لهدرجة وتوقفين حياتك عشانه ؟
الجوهرة زمت شفتيها حتى لا تبكِي ولكن رُغما عنها دموعها تنهمِرْ , ماذا لو قالوا كان برِضاها وهي زانية ؟
سلطان عقد حاجبيه على منظرها وهي تحاول تكتم بكائها : مرات أقول إيمانك قوي لدرجة ما يقدر الذنب يزعزعه ومرات أشوفك كأنك قانطة من رحمة الله
الجُوهرة وكيف تشرح له
سلطان : أنا أشوفك مسالمة وهادية لكن مشاكلك بالماضي كثيرة , علاقتك مع ريان ماهي كويسة وعلاقتك مع عمك تركي بعد ماهي تمام !! بأعرف وش هالمصايب إلى الآن محد قادر يسامح الثاني
الجوهرة ونظراتها تضيع تحتاج لملاذ لدموعها .. لاأحد يفهم .. يذكرون إسمه وكأنه فعلاً عمَّها وهو مُجرَّد منها وعمُّ بالإسم فقط وفقط .. ليتك تقرأ عيني .. ليتك تفهم حديثي هذا .. ليتك يا سلطان.
سلطان :وش مشكلتك مع ريان ؟
الجوهرة و مُلتزمة الصمْت
سلطان وقف مبتعِدًا عنها و بنبرة حادة : ماينفع كذا يالجوهرة !! ماأعيش بهالإستغفال أبد
الجوهرة أرتجفت فكوكها من نبرتِه
سلطان : بحاول أربط بين هالأشياء مقدر !! مرة تركي و مرة وليد و مرة ريان .. هذولي الثلاثة وش علاقتهم ببعض ؟
الجوهرة أخفضت رأسها تبكِي بضياع
سلطان : أحاول أصبر وأقول أنك أنتي بنفسك راح تجيني وتقولين لي بس أنا صاير كأني جدار متجاهلتني تماما وأكره شي في حياتي أحد يتجاهلني يالجوهرة
تعض شفتيها لا تعلم بأي حديثٍ تبدأ , هذا الحُب الـ بدأ في قلبِي لك ينهار الآن.
سلطان تنهَّد : لآ تبكين واللي يرحم والديك يكفي بكااا
الجوهرة و مِثل الطفل إن أمرتهُ بأن لا يبكِي زاد ببكائه
سلطان مسح وجهه بكفوفه البارِدة : أستغفر الله .. إلى هنا وبس إذا أنتي منتي قادرة تعيشين بهالوضع أنا مستعد أوديك بنفسي للشرقية
الجوهرة رفعت عينيها عليه .. هل يقصد الطلاق ؟
سلطان : أنتي ماتبين تبدين حياة جديدة معاي ولا تبين تنهين حياة قديمة !! طيب وأنا ؟ وين مكاني بينهم ؟ عمري ماراح أكون على الهامش وحطي هالشي في بالك ماني أنا اللي ممكن يسكت بهالصورة !
الجوهرة منحنية ظهرها وأصابعها تغرزها بفخذيها .. وقطراتِ دماء تستقر على حجرها
سلطان بنبرة حادة غاضبة : وعقب هذا بعد ماتبين تتكلمين ؟ لو أدري كان خليتك ترجعين معهم .. وخرج من الجناح وصوت الباب هزّها
أنهارت ببكائِها وأنفَها ينزُفْ بشِدة , تبللت دمُوعها و أختلطت بدِمائِها , متذبذبة مشاعرها أشعُر بالإنتماء له بالوطن .. وتارةً أشعُر بأنه يشبه تركي يُريد فقط أن يتملكها لا يهتم بمشاعرها .. يريد إشباع رغباته على حسابها .. أحسنتُ الظن فيه ولكن هذه الليلة برهن لي بأنه يُشبههم جميعًا لا فرق بينهم حتى وإن حاولت أن تكسب شرفْ محاولة الحُب يُصفعها دائِما بالخيبة , أنا لا أناسب الحُب و الحُب لا يُناسبني .. من بمثلِي ليس من حقِهم العيش في كومة الرجَال الـ همهم الوحيد رغباتهم و اهوائهم و مصائِب النساء لا تُؤخذ بمحمل الجد .. دائِما نحن على خطأ و دائِما مهما فعلُوا هم على صواب.

,

آخر الليل ,
في بيتْ عبدالعزيزْ
أمام المرآة واقف يُغلق أزارير قميصه : ترى ماأعرف مطاعمهم
ناصر أبتسم : كم صار لك وما عرفت للرياض ؟
عبدالعزيز : اللي يسمعك يقول أني كل يوم بشارع التحلية
ناصر بسخرية : تعرف ماشاء الله
عبدالعزيز : تصدق عاد مارحت له إلا مرتين بس قلت أسوي نفسي أعرفه
ناصر : ههههههههههههههههههههههههههههه وش سويت مع سلطان ؟
عبدالعزيز : أحرجني كثير , أنا بس لو أتسلف عقله كم يوم
ناصر : هههههههههههههههههههههههههه ليه وش قالك ؟
عبدالعزيز أبتسم : قالي أنا بعتذر منك إذا تشوفني غلطان بس أنت تشوفني كذا يعني أنا رميت عليك علبة المويا ولا قلت لك غصبا عنك وعن اللي خلفوك
ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههه تحط نفسك بمواقف بايخة
عبدالعزيز : بس أبد حسسته أنه ماهو هامني ولا بينت له أني منحرج
ناصر : لا عاد تجادلهم
عبدالعزيز : أصلا حتى ماقلت لهم عن تخطيط الجوهي
ناصر : المهم حسِّن علاقتك وياهم لو أنا مكانهم كان طردتك على قلة أدبك معهم
عبدالعزيز : ماقللت من أدبي معهم بس قهروني تنرفزت بشكل ماهو طبيعي وهو يستخف بحكيي , أنا بو سعود قادر أتحمل إستفزازه لكن سلطان شي مو طبيعي لو يقول حرف قاصد بس أنه يقهرني أتنرفز
ناصر : أنت صاير ماتتقبل شي ! خلك رجَّال ولا عاد تستفزهم تراهم ماهم ربعك يا عزوز ! يعني بينكم حدود
عبدالعزيز : طيب صاير كنك بو سعود في ذا النصايح
ناصر : شعر راسك بدا يطول ماتبي تقرِّع ؟
عبدالعزيز ويمسك شعر رأسه القصير جدًا : والله ذكرني بأيام الجامعة يازينها من أيام .. ألتفت على سلاحه ويضع الرصاص جانِبًا

بجهة أخرى تصعد الدرج بتعِبْ .. دخلت غرفتها مُتعبة أستلقت على السريرْ .. و نومها بدا يختفي وأنظارها للسقفْ .. كانت نائِمة ليتها لم تصعد ويذهب النوم مِنها .. نظرت لساعتها لم يأتي والدها وعبير إلى الآن.

بجهة ثالِثة , على الخيِلْ يتسابق مع إبنته .. هذه الهواية تنضج عند عبير أكثر من نضجها عند رتيلْ.
قرروا ان يجلسوا للفجرْ .. فـ عبير بالإهتمامات قريبة جدًا من والِدها بعكس رتيل.

بالجهة الأولى ناصِر ينظر للشباك : طالعين ؟
عبدالعزيز ينظر من الشباك : إيه بو سعود مرِّني وقال ماراح يرجع إلا متأخر وأكيد بناته معاه

في مطبخ القصِر من خلِفها يخنقُها ليُغمى على الخادِمة , بصوت خافت : شكله مافيه أحد ؟
الآخر بتذمر : أصلا هو قال بس خوفوهم وتعالوا
الأول : تستهبل ؟
الآخر : إيه والله قال هددوهم وأطلعوا
الاول والغباء يدور بينهم : أصعد فوق شف إذا بناته موجودين

ناصر : يالله مشينا ؟
عبدالعزيز ويضع محفظته بجيبه : إيه .. فتحت الباب بقوة الخادمة وبصراخ : بابا فيه هرامي *حرامي*
ناصر و عبدالعزيز أندهشُوا
الخادمة ببكاء : يمكن يموت ماما فوق
عبدالعزيز أنصدم يحسب أن بنات بو سعود ذهبوا معه .. رجع وأخذ سلاحه ورمى السلاح الآخر على ناصر : أمش معي .. أنتي أجلسي هنا ...... دخلوا القصر بهدُوء والسكون منتشر
عبدالعزيز : شكلهم داخلين من الباب الخلفي ..
ناصر : أنا بروح أشوف وأنت أصعد فوق يمكن صعدوا ... وتوجه من ناحية المطبخ ورأى الخادمة على الأرض .. وآخر دفع ناصِرْ من الخلف
ألتفت ناصِر وبدأوا بالتعارك مع متلثَّم لا يرى ملامِحه .. أسقط ناصِر على الطاولة مسك السكين ليطعنه ولكن ناصِر مسكها ولفَّها ليسقُط المتلثَّم على الأرض ... حاول ناصر أن يُقيِّده ويلحق بعبدالعزيز لكن قوة المتلثم الجسمانية كبيرة جدًا لم يستطع أن يُقيِّدهُ
الآخر وقف و برفسه من ناصر على كفِّه طار بِها السلاح من يد المتلثَّم , الآخر بقوة هجم على ناصِر .. وناصِر بمكرٍ أنحنى وكأنه سيجلس ليدخُل وجه الشخص الآخر في الكُرسي .. من خلفه ناصِر مسكه من رقبته ويبدُو لو مات سيُقال أنه دفاع عن النفسْ
في الأعلى .. عبدالعزيز يفتح الغرف لينظر لشخص متلثم آخر وبدأوا بالتعارك أيضًا .. وبسهولة غرز تلك الأداة الحادة في قدمه و رفسها ليسقطْ .. عبدالعزيز يفتح لثمتُه ليرى من هو ؟ ليس من رجال الجوهي ؟ أو ربما رجاله الذين لا أعرفهم .. عبدالعزيز : من أنت ؟
الرجُل الأخر ضرب عبدالعزيز من صدره و ضربة الصدر القريبة من القلب " تذبح "
عبدالعزيز أبتعد قليلا ومع إبتعاده رفسه الآخر على بطنه ليسقط عبدالعزيز على التسريحة في غرفةٍ يجهلها
الآخر زاد في لكماتٍ على وجه عبدالعزيز .. عبدالعزيز أبتعد لتدخُل قبضة المجهول في المرآة ويتناثر زجاجها

الجهة الثالثة مسكت جوالها لتتصل على والدها فتأخروا كثيرًا ولم تشعُر بأي شيء إلى الآن .. تنهَّدت : اوووف مافيه شحن ... وقفت لتتجه بالقرب من التسريحة وتضع هاتفها على الشاحِن .. رمت نفسها على السرير بتعبْ و إرهاق وعينيها على السقف

عبدالعزيز لوَى ذِراع الآخر وأدخل وجهه بالكامل من شدة قهره في المرآة ليلتصق بعض الزجاج في ملامحه , رُبما ناصر يحتاجني الآن ولكن ناصر قوي البنية .. هذا ما كان في باله لو أن أحدًا تعرض له .. رجع لواقعه والآخر كان سيغرز " مقلِّم الأظافر " الذي كان على الطاولة في كفّ عبدالعزيز ولكن تنبه و أبتعد .. تذكَّر :

سلطان وكفوفه على رقبة سلطان من الخلف : تمسكه كذا وتضغط بشويش ماهو مرَّة عشان مايموت بس راح يغمى عليه
عبدالعزيز : طيب وبعدها
سلطان : بس أنت أنتبه لأن الضغط بقوة يسبب وفاة . . يالله جرِّب الحين

عاد مرةً أخرى ووضع كفوفه على رقبة الشخص ومثل ماتعلَّم من سلطان طبَّق عليه و ثواني ليسقط على الأرض .. بخطوات سريعة يدخل الغرف المجاورة .. صعد للدور الثالث و لا أحد .. نزل مرةً أخرى وأنتبه للممر الآخر .. طلّ من الدرج على الأسفل ليطمأن على ناصِر .. لا صوت له .. كان بين بنات بو سعود و ناصر ؟ .. ينزل للأسفل يطمئن على ناصر أم ماذا ؟ ... بخطوات مستعجلة سار للغرف الأخرى والسلاح بكفِّه .. كانت هناك غرفة مغلقه رُبما رتيل أم عبير .. تنهَّد بقهر وطرق الباب كثيرًا ولكن لا أحد .. بالغرفة التي مُقابلها فتح الباب ونظر إليها
رتيل التفتت عليه بصدمة غير مُصدقه كيف يصعد للأعلى ويدخل إلى هُنا
عبدالعزيز ولا وقت لديه : وين عبير ؟
براكين من الغيرة تثور في صدرِها الآن .. لماذا السؤال عنها ؟ ولماذا هُنا الآن ؟
عبدالعزيز وفعلاً أنتهى صبره وناصر بالأسفل ..وبعصبية : عبير وينها
رتيل : أولا أطلع برا كيف تدخل هنا ؟ وثانيا ماهو شغلك
عبدالعزيز ويتقدم إليها ليمسكها من ذراعها ويشدُّها
رتيل بصدمة : أبعد عني والله لو يجي أبوي الحين لا يذبحك أنت ماتستحي كيف صعدت فوق وتسأل بعد عن عبير وش تبي فيها .. كانت سرعتها بالكلام رهيبة
عبدالعزيز ألتفت عليها وبصرخة أخرستها : أنكتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــمي ..أستغفر الله بالعة مسجَّل .. وبنبرة هادئة يسخر منها : شغلي مخك الهندي فيه رياجيل هنا ممكن يذبحونك فهمتي
رتيل : تتطنز ؟ وبعدين أبعد عني لا أصارخ الحين
عبدالعزيز ويشدّها من ذراعها للغرفة التي تعارك فيها مع الشخص الآخر
رتيل تجمدت وفتحت فمها وهي تنظر لهذا الرجل على الأرض
عبدالعزيز : فهمتي الحين ؟ وين عبير بسرعة ؟
رتيل وعينيها على الرجُل : محد فيه
عبدالعزيز : يازين من يهفك كف عشان تحكين بسرعة .. شدَّها مرة أخرى وهي غير مستوعبة إلى الآن .. وأمامهم على الدرج كان رجلٌ ثالث
عبدالعزيز دفّ رتيل للجهة الأخرى و رتيل ببلاهة واقفة مصدومة غير مصدقة بأن بيتهم في هذا الحال وكأنه فيلم تراه الآن وليس حقيقة.
تعارك مع عبدالعزيز و ألصق جسد عبدالعزيز على الجدران وبقبضةٍ على عين عبدالعزيز جعلت كفوفه ترتخي و رتيل مازالت تنظر وهي فاتحة فمها بصدمة
الآخر كان سيقترب من رتيل ولكن عبدالعزيز شدُّه من قدمه ليسقُط من أعلى الدرج

ناصِر وأنفه ينزف بالدماء .. أمسك رقبة الآخر ودفنها بالطاولة وبحركة من الآخر أسقط ناصر على ظهره .. سحب ناصر بقدمه السلاح وأقربه من كفٍّه ليُطلق النار على قدم الآخر

سمع صوت طلقات النار وباله مشغول الآن مع ناصر .. لايعرف كيف يتصرف الآن .. رأى هاتف البيت : أتصلي على أي زفت من شغل أبوك بسرعة
رتيل واقفة في مكانها " متنحة "
عبدالعزيز سيجن جنونه من " فهاوتها " : رتيييييييييييييييل يالله .. ونزل وفي منتصف الدرج تذكَّر المغمي عليه رُبما يفيق على وجه رتيل .. عاد مرةً أخرى لرتيل و هي تضغط على الأرقام وسحبها وأنزلها معه
رتيل وحتى أنفاسها كتمتها.
نظر للمطبخ ويبدُو هناك حرب في داخله .. وعقله مفصول لا يعرف كيف يتصرف مع رتيل لوهلة تمنى لو أنها رحلت مع والدها .. تذكَّر الخدم .. ألتفت لرتيل : وين الخدم ؟
رتيل : بالدور الثالث
عبدالعزيز : تخبي هناك لا لا .. تخبي ... * يُفكر بأي مكان * .. أركضي أخذي سلاح من مكتب أبوك
رتيل ودون أن تشعر من خوفها قالت : ما أعرفه
عبدالعزيز مسك وجهه ورُبما عقله على وشك الإنهيار : تبيني أصحيك بكفّ .. ركزي
رتيل ونهايةً بكت
عبدالعزيز أدخلها مكتب والدها والذي أول مرةٍ يراه : لاتطلعين . . أتجه بخطواتٍ سريعة للمطبخ ورآى العراك المستمر , ناصر ضد إثنين
عبدالعزيز دُون أي تردد أطلق النار عليهم من خلفهم ليسقطُوا على الأرض
ناصر يمسك كفِّه التي غرقت بالدماء : باقي أحد ؟
عبدالعزيز : بشوف من وين جايين يمكن سيارتهم هنا .. خرج من الباب الخلفي وأمام خروجه فرَّت السيارة السوداء المظللة
عبدالعزيز : عطني جوالك بسرعة
ناصر يخرج هاتفه من جيبه .. فتح صنبور المياه ليغسل كفوفه
عبدالعزيز ضغط على رقم بو سعود : بو سعود مايرد ؟ ياربي .. " بتوتره نسي أمر سلطان و مقرن و أحمد و متعب وجميع من يعرفهم هُناك "
ناصر ألتفت عليه : سلطان
عبدالعزيز : إيه صح ..... سمعوا خطوات خافِته .. المجنونه أكيد
ناصر لم يفهم عليه
عبدالعزيز رمى عليه الهاتف : أتصل على سلطان بسرعة .. وخرج ورأى من أُغمي عليه قد فاق ... أتاه من الخلفْ وبرفسةٍ بين سيقانه سقط مرةُ أُخرى : نااااااااااااااااااصر
ناصر خرج من المطبخ
عبدالعزيز : جيب أي شي نربطه فيه ..
ناصِر نزع حزام بنطاله و أحاطه بالمرمي على الأرض
عبدالعزيز ويريد أن يبرِّد قليلا من " حرِّته " لكمه على عينه
ناصر : مايرد سلطان بعد
عبدالعزيز : وش نسوي فيهم ذولي ؟
ناصر : الخدم وينهم ؟ بناته موجودين ؟
عبدالعزيز : الخدم فوق شكلهم نايمين ولا عارفين بالدنيا .. وبنته في مكتبه
ناصِر : بروح أجيب جوالك أتصل على مقرن .. وخرج
عبدالعزيز يمسح نزيف شفتيه .. نظر لباب مكتب بوسعود وتقدَّم إليه ليفتحه ونظر إليها وهي تضع الرصاص ويبدُو أنها متمرسة بالموضوع
ألتفتت عليه
عبدالعزيز يريد إرعابها : مقبرة في بيتكم صارت الله يعين كيف بتنامون ؟
رتيل وتنظر إليه وستنهار بالبكاء من هذا الأمر
عبدالعزيز أبتسم : أتركي اللي بإيدك بدري مررة وأبوك مايرد بعد .. أتصلي على أختك
رتيل تجاهلت إبتسامة السخرية المرسومة على محياه وأخذت الهاتف من على مكتب والِدها
عبدالعزيز وعينيه على الملفات في هذا المكتب كانت سوداء و شريطُ أبيض عليه أسماء .. ينظر إليها يعرف بأنه ليس الوقت المناسب ولكن رغبته تقوده
رتيل : عبير ؟ .. . تعالوا بسرعة .... مدري وشو المهم تعالوا ...صرخت بقوة وسقط الهاتف من يديها
عبدالعزيز ألتفت وكان شخص آآخر ويبدو هذا خامسهُم وبكفوفه سلاح موجهٌ لـ رأس عبدالعزيز
: ماعرفتني ؟
عبدالعزيز بصمت وهو ينظر إليه
: دم راشد أبد ماهو حلال
هذا ليس وقت إنتقام أبدًا .. جماعة عمار تأتي هنا ولماذا أتوا لقصر بوسعود ولم يأتوا إليّ ؟
رتيل تبكي بصمت وبخوفْ
الآخر ألتفت إليها وأبتسم بخبث شديد فهمه عبدالعزيز
عبدالعزيز بحقد ضرب رأسه برأس الأخر لترتخي مسكته , رفسه عبدالعزيز على يده ليسقُط السلاح من كفوفه
رتيل وبعقل هذه المرة سحبت السلاح من الأرض حتى لا يُمسكه
و عراك شديد يحدُث بينهم ومرةٍ يسقط عزيز على الأرض ومرةً الآخر يسقُط .. طلقة نارٍ أوقفتهُمْ
رتيل تجمدت في مكانها ما تراه اليوم لن تنساه أبدًا و لو قيل لها لا تخرجي من البيت نهائيًا ستستجيب للأمر ولن تخرج ولو مقدار سنين.
ناصر بعد إطلاقه للنار سقط الخامس .. تحاشى أن ينظر لرتيل والذي يجهل من تكون .. مد كفِّه لعبدالعزيز ليقف : سلطان جاي وبو سعود معه


,
- الشرقية -

غدًا ستكُون في باريسْ .. بدأت أفكارُها تتوقع كيفية العملِ هُناك و كيف ستقضي يومِها بعيدًا عن أهلها ؟ أبتسمْت من فترةٍ طويلة لم تُسافِر بسبب ريَّان وإيقافه أي سفرة يخططون لها , اكتئبت من سيره ريان فطريقة تفكيره الكئيبة مزعجة جدًا لأي أحد , تذكرت ريم كيف ستكون حياتها هُنا ؟

- الرياض –

على السرير مبتسمة في حالمية أفكارِها , بعد أن أختارت فستانها الأبيض اليوم وتشعر بالبياض يكسو حياتها .. سترتدي هذا الفستان قريبًا .. و ريَّان .. توَّردت وجنتيها من ذِكر إسمه .. تخيلت كيف أنه شخصيته سكُون جميلة رُبما سيكون خجول في بداية الأمر ولكن سيتعوَّد أو ربما يكون جدي .. أو مثل يوسف .. رُغم أنها تعارض يوسف بأشياءٍ كثيرة إلا أن لو ريان بمثل يوسف ستكون أسعد نساء الكونْ.

بجانب غرفتِها , تتذمَّر كثيرًا : طيب أنا مدري أنهم غيروا أرقامهم ماعلي منك ماتروح وتخليني
يوسف : ههههههههههههههههههههه تلقينهم هم بس صرفوك
مهرة : عاد كلن يرى الناس بعين طبعه
يوسف : والله أنتي وكيفك وش تبين تسوين سوِّي ؟ قلت لك بتجلسين هنا حيَّاك ماتبين والله عاد ماهي مشكلتي
مُهرة : أنت مسؤول عني وزوجي
يوسف : زين طلعت منك والله كنت بموت ولا سمعتها
مُهرة تنهَّدت : ياربي صبرك
يوسف : خلاص أزعجتيني نشوف لك صرفة بعدين أسافر أعوذ بالله الواحد مايتهنى في حياته
مُهرة تخصَّرت : طبعًا ماراح تتهنى
يوسف ويفهم ماذا تُريد أن تصِل إليه : جايتني حكة اليوم مبطي ماضربت أحد فلا تكونين أنتي
مُهرة : تخسي ما تمِّد إيدك عليّ
يوسف ومثَّل ملامح الصدمة : مين اللي يخسي ؟
مُهرة بصمت
يوسف ويشعر بفرحة أن يرقص لأنها خافت وبحدة : مين اللي يخسي ؟
مُهرة تنهدت بعمق : يالله بس
يوسف : إيه تعدَّلي


,


في المقهى الباريسي , مقابل أم رؤى فقط
وليد : أنا ماأطلب منك أشياء سرية !! بعرف اللي بتزوجها من تكون
أم رؤى : دامك وافقت عليها بالبداية وش اللي غيَّر رايك !! هذا يوضِّح لي أنك تحبها
وليد : أبوها مقرن عايش ليه تقولين أنه ميِّت ؟
أم رؤى : أبوها متوفي
وليد : والإسم ؟
أم رؤى صمتت لفترة طويلة ثم أردفت : توعدني اللي أقوله لك ماينقال لرؤى
وليد : تفضلي وعد ماراح ينقال لها


,

دخلُوا على بيتهُم الواضح أنه مهجُور ولكن يعيشون بِه
: مسكوهم
عمَّار بصدمة : نععععم
: لقينا الكلب عبدالعزيز ومعه واحد ثاني
عمار بعصبية : إثنين قدروا يمسكونكم !! ياخسارة الرجولة فيكم
: ماقدرنا ويوم طلع لنا عرفنا أنه مسكوهم مشينا
عمَّار بغضب : الله يسوِّد وجيهكم الله يسودها ... لو أعترفوا بتكون نهايتنا


,

سلطان القريب من حيّ قصِر بو سعود وصل سريعًا .. ركن سيارته وقد أرسل مُسبقًا رجال الامن إليهم
دخل للقصِر والفوضى تعمَّه و أشخاص مرميين على الأرض
بصوت عالي : عــــــــــــــــــــــــــــــــز
عبدالعزيز خرج من مكتب وعينيه سقطت على ملفٍ كُتب عليه " عبدالعزيز سلطان العيد " تركه و توجه له
قوات الأمن أمسكوا المرميين جميعًا قيدُّوهم بالسلاسل وتكدسُّوا بسيارات الشرطة
عبدالعزيز : من جماعة عمَّار
سلطان وهو ينظر لما حوله .. أخبر أحد رجال الأمن المتبقيين : فتشوا البيت يمكن حاطين شي بعد !!
ناصِر الجالس على الكنبة فـ دمائه مازالت تتدفَّن بشدة من شفتيه وكفيِّه و أنفه
سلطان: موجودين بناته ؟
عبدالعزيز : وحدة في بيتي والخدم بالدور الثالث و فيه شغالة وحدة في بيتي بعد
سلطان تنهَّد بتعب وهو يقترب من إحدى الأسلحة المرمية : هذا لك ؟
عبدالعزيز : حق الحمار اللي كان هنا
سلطان ألتفت عليه وهو يبتسم : فيك حيل بعد .. كفو والله ذاك الشبل من ذاك الأسد
عبدالعزيز جلس وهو يرفع رأسه للأعلى حتى يتوقف نزيف أنفه
دخل إحدى الممرضين الذي تم إرسالهم .. تقدَّم لناصِر أولاً ليُطهِّر جروحه
سلطان نظر لباب مكتب بوسعود المفتوح و من ثم نظر إلى عبدالعزيز ونظرات عبدالعزيز فهمها تمامًا .. تقدم لمكتبه وكانت هُناك دماء على الأرض ..
عبدالعزيز أتجه لبيته .. ليس مضطرًا أن يتجه إلى بيته ولكن . 
لا أبالي.., وإنْ أُريقتْ دِمائي

فَدِمَاءُ العُشَّاق دَوْماً مُبَاحَهْ

وبطولِ المَدى تُريكَ الليالي

صَادِقَ الحِبِّ وَالوَلاَ وَسَجاحَهْ

إنَّ ذا عَصْرُ ظُلْمَة ٍ غَيْرَ أنِّي

مِنْ وَرَاءِ الظَّلاَمِ شِمْتُ صَبَاحَهْ

ضَيَّعَ الدَّهْرُ مَجْدَ شَعْبِي وَلكِنْ

سَتَرُدُّ الحَيَاة ُ يَوماً وِشَاحَهْ


*أبو القاسم الشابي.


..
عبدالعزيز أتجه لبيته .. ليس مضطرًا أن يتجه إلى بيته ولكن رُبما رغبات عبدالعزيز هي من تقُوده
وقف أمام الباب المغلق , قدم تُريد الدخول وقدم أخرى تردعه , شيء يشده إلى الخلف حتى لا يراها و هذا الشيء رُبما بقايا إيمانه الذي بات يندثر بسهولة تحت سقفِ حقده و كرهه , فتح الباب وعينيه تبحث ؟ الخادمة عندما رأته دون أن تنطق حرفا خرجت بسرعة متوجهة للقصِر متجاهلة رتيلْ , نظر إليها يبدُو التعب مخيِّم عليها , كانت مغمضة عينيها وأصابعها على الكنبة كأنها على بيانُو وهي تطرق بِها على الكنبة ..ثواني طويلة وهو ينظر إليها ويبدو أنها متوترة جدًا وخائفة , فتحت عينيها و كان سيقف قلبها من وقوفه أمامها لم تشعر بدخوله
أخفضت رأسها وهي تتنهَّد : بسم الله
عبدالعزيز شتت نظراته بعيدًا عنها و عين هاربة تتلصص عليها , تقدم قليلا حتى دخل الحمام ويغسل وجهه من أثر الدماء
رتيل لا تعرف ماذا تفعل الآن , بربكة شفتيها : راحوا ؟
عبدالعزيز ولاينظر إليها و عينيه على الماء : لأ موجود سلطان وجالسين يفتشون البيت وأبوك الحين جاي
رتيل : طيب ممكن تنادي أي شغاله
عبدالعزيز رفع حاجبه من طلبها
رتيل : أقصد يعني أحد يجيب لي عبايتي وطرحتي
عبدالعزيز وإبتسامة كادت أن تتمدد ولكن صدَّها , مِثلها تماما دينها على أهوائها , تسير على ما كتبه الله لها إلا في حالة واحد يغلبها قلبها وهي حالة عبدالعزيز و هو الآخر بمثل حالها يحاول أن لا يعصي ربِّه ولكن مع رتيل تغلبه أهوائه
رتيل : ممكن ؟
عبدالعزيز : طيب .. أخذ المنشفة ومسح وجهه .. وأنا حلال ؟ ولا ماني رجَّال بعيونك
رتيل صعقت من سؤاله , أرتبكت .. أرتجفت .. حروفها لا تكاد تخرج , نظراتها بدأت تهرب في الزوايا , لم ينسى أفعالها الماضية وكلماتها الجارحة لرجولته .. لم ينساها أبدًا
عبدالعزيز : لا يكون غلطان ؟
رتيل تنهَّدت وهي تتشجع أن تنطق حروفها : مثل ما أنت تشوفه بعين نفسك
عبدالعزيز تنرفز , بدأ الغضب يظهر بين تقاسيم ملامِحه
رتيل أدركت أنه رُبما يكون الشيطان موسوسًا لرأس عبدالعزيز الآن وهي وحدها : أبغى أطلع .. وتقدمت قليلا إلى الباب
عبدالعزيز بحدة : أجلسي هنا لين تجيك الشغالة ... وخرجْ

,

تسير يُمنة ويُسرة .. تُحضِّر الأحاديث كيف تبدأ بالموضوع ؟ كيف تُخبره بطريقة لا تُغضبه ؟ سيغضب بالتأكيد !! مالحل ؟ أأخبره عن تركي بالبداية أم أحدِّثه كيف تم إغتصابي ؟ .. دمُوعها في هذه اللحظة تواسيها .. لا شيء يُعينها سوى الله .. تحتاج معونة الله .. تحتاج إلى توجيهٍ من الله .. مشتتة تُريد أن تُخبره لا حل لديها سوى أن تقول له .. لكن كيف تبدأ ؟ كيف ؟ شيءٌ ما يقف حاجزًا يهمس لـ قلبها " لن يُصدِّقك " لكن ؟ هذا آخر حل .. سلطان لم يعُد يطيق هذا الصمتْ , تزاحمت في صدرِي أحاديثٌ كثيرة حدّ أن الصمتْ و كتُمانها كان حادٌ جدًا مُزعِج يُبكيها و ليت كلماتها تسقط مع دموعها ؟ آآآه ليت.

,

أم رؤى : ما تطلقت من زوجها توفى
وليد : يعني ارملة ؟
أم رؤى : إيه
وليد : طيب ومقرن ؟
أم رؤى : هو فعلا سجَّل رؤى بإسمه
وليد : مايجوز في الإسلام نسب أحد لغير والده ؟ كيف قدرتوا تسجلونها بإسم مقرن ومقرن ماهو أبوها
أم رؤى سكتت لثواني ثم أردفت : كنا مضطرين
وليد : طيب وش السبب اللي يخليكم تضطرون ؟ وين أبوها الحقيقي ؟
أم رؤى : متوفي
وليد : أبغى شي يدخل العقل كلهم توفوا ماعداك ؟ *أردف كلمته بسخرية غير مصدق*
أم رؤى : إيه
وليد : طيب والحين ؟ متى توفى زوجها ؟
أم رؤى : هي فاقدة الذاكرة بس زوجها متوفي من قبل الحادث
وليد غير مصدق لحديثها وعينيه تُخبر بذلك
أم رؤى : والحين تقدر تتزوجها
وليد : و ولي أمرها ؟
أم رؤى : ماعندها
وليد : بس أبوي يقول أنه مقرن موجود ؟ كيف أتزوج وأنا ماأعرف أبوها واللي ناسبين لها عايش يعني مفروض أخطبها من مقرن
أم رؤى بإنفعال : لألأ .. مقرن لأ
وليد رفع حاجبه : وليه لأ ؟
أم رؤى : تبغى تتزوجها بدون مقرن إيه أما تدخله بالموضوع لأ
وليد بنبرة هادئة : ليه خايفة ؟
أم رؤى : أنا ؟ وليه أخاف ؟
وليد : ليه تكذبين علي وعلى رؤى ؟
أم رؤى بحدة : ماكذبت هذا اللي عندي
وليد : أبوي يعرف مقرن يعني لو يكلمه راح يقدر يعرف منه الموضوع كله بس أنا أبغى أسألك بالبداية
أم رؤى بنبرة تهديد : إن كلِّمه تنسى رؤى وتنسى إسمها بعد
وليد : ماهو من حقِّك !!! أنا ما ودِّي أبدأ علاقتي معها بدون شي رسمي ولا حتى بالحلال !! أنا كنت حاط في بالي مجرد ملكة والزواج نخليه لين تتحسن حالتها وترجع لها ذاكرتها ! لكن أنتِي منتي قادرة تساعدينا !!
أم رؤى تنهّدت : يا وليد قلت لك اللي عندي
وليد : ماقلتي لي شي ؟ وش قلتي لي ؟
أم رؤى تنهَّدتْ
وليد : بضطر أحكي مع مقرن ؟
أم رؤى : قلت لك إن حكيت معه ماراح تلمس طرف من غـ. . آآآـ .. من رؤى
وليد : من مين ؟
أم رؤى بلعت ريقها : من رؤى
وليد بعصبية : لا ماهو رؤى !! أنتي ليه تكذبين !
أم رؤى : ما أكذب بنتي رؤى إذا أنت تحبها يا أهلا لكن إن بتدخل فيها مقرن وغيره لأ
وليد : أبي أعرف البنت اللي بتزوجها من تكون ؟
أم رؤى : رؤى
وليد : طيب أبوها المتوفي وش إسمه
أم رؤى بصمت
وليد : أبغى أعرف إسم أبوها على الأقل
أم رؤى : مقرن
وليد بنرفزة : غير مقرن
أم رؤى : مالها أبو غيره
وليد بعصبية : تناقضين نفسك بنفسك !!! . .تركها بالمقهى وخرجْ
أم رؤى تُخرج هاتفها وتكتبْ رسالة " بو وليد يعرفكم "

,

: كل شي تمام نظفنا المكان
سلطان : ماتقصرون , تصبحون على خير
: واجبنا . . وخرجُوا رجال الأمن ومعهم المسعفينْ.
سلطان ألتفت لناصر : كيفك الحين ؟
ناصر : تمام
سلطان : أكيد ماراح تقدر تسوق !! بوصلك بطريقي
ناصر : ماتقصر بس ماله داعي
سلطان : وش دعوى !! بوصلك ولا فيها نقاش .. أخرج هاتفه ينتظر بوسعود , إلى الآن لم يصِلْ
ضغط رقمه وسمعة نغمة هاتفه من جهةٍ أخرى .. ألتفت : وينك تأخرت
بوسعود وعيناه تتأمل المكان وتسقط على ناصِر وبنبرةٍ متوتِرة : وين رتيل ؟
سلطان : تطمن مافيها الا كل خير .. وعز وناصر ماقصروا
بوسعود أرتاح تطمَّن قليلا فالأهم الآن هي رتيل , أردف : مين ؟
سلطان : عمَّار و*بسخرية أردف* شكل اللي جابهم أغبياء انفضحوا بسهولة
بوسعود بغضب : والله لا يدفع ثمن اللي سواه غالي
سلطان : كلهم أنمسكوا وفيه اللي هربوا لكن مسكنا 5 وبكرا نبدأ تحقيقات معهم ومسألة وقت وينمسك عمَّار
بوسعود : وين عزيز ؟
سلطان تذكَّر أمر المكتب : في بيته , *همس له* شكله شاف أوراق أو ملفات بمكتبك
بوسعود بصمت
سلطان بصوت واضح : على العموم بكرا نتفاهم بهالموضوع ..
بوسعود وبه من الغضب مايجعله لايتحمل للإنتظار للغد : بعرف كيف تجرأوا يدخلون ؟ إذا دخلوا اليوم يعني يقدرون يدخلون بكرا وبعده
سلطان : بنحط لك حرس محد يقدر يدخل إن شاء الله وأكيد هم قاصدين بس يهددونَّا
بوسعود ويُطلق الشتائِم واللعنات ممتاليًا
سلطان : بتخوف بناتك كذا ؟ خلاص بكرا نحل الموضوع من الساعة 6 أنا بالمكتب كذا تمام ؟
بوسعود تنهَّد : طيب ..
سلطان : يالله مشينا ناصر
بوسعود : أعذرني ناصر ماشكرتك
ناصر : أفاا عليك بس ماسوينا شي .. وعساها ماتنعاد
بوسعود : آمين .. بحفظ الرحمن
خرج ناصر ومعه سلطان ....... كان الصمتْ مسيطر بينهم بالطريق , وقفوا عند الإشارة القريبة من قصِر بوسعود
سلطان : كيف شغلك ؟
ناصر : ماشي حاله
سلطان : مرتاح فيه ؟
ناصر : عادي ماتفرق
سلطان : وماودِّك ترجع لشغلك القديم ؟
ناصر : في باريس ؟ لأ
سلطان : هناك ممكن تترقى بسرعة وتمسك منصب حلو
ناصر : بس أنا ماودي أسافر لبعيد
سلطان : جلست سنين في باريس ماابالغ لو قلت أكثر من الرياض
ناصِر أبتسم لذكرى باريس : بس الحين لأ
سلطان : لو أحد كذب عليك بشيء والشي كبير يعني نقول لو كان عندك إجتماع مهم وفيه راح تترقى وكذب عليك شخص وقالك الإجتماع بكرا وهو اليوم !! وماحضرت ولأنك ماحضرت كانت نقطة سودا في مشوارك الوظيفي ؟ تغفر له أسفه
ناصر ألتفت عليه بصدمة من سؤاله
سلطان ويقترب قليلا من بيت ناصر : سؤال طرى في بالي
ناصر : لآ بس أستغربته
سلطان : بس بعرف أنك إنسان تسامح بسرعة أو لأ
ناصر : لأ إذا كان متعمِّد ويشوفني مجتهد وأحاول أني أترقى ويجي واحد ويكون زي اللي يعيقني عن هالشي أكيد ماراح أغفر له لو يتأسف لي سنين
سلطان أبتسم : وش دعوى !!!
ناصر : أما إذا كان مايدري فهذا شي ثاني


,

الخامسة صباحًا

لم ينام أحدًا .. رتيل رغم تعبها لم تغفى عينيها .. عينيها على السقف , في حالة من الخوف الشديد رغم أنها تعلم بأن هناك حرس تم تعيينهم وموجودين عند باب بيتهم لكن بدأت اوهامها تُخيِّل لها أشياء لم تراها ولأنها لم تنام فـ بسهولة جدًا أن تتخيل أشياء ليست موجودة و الأرق دائِما مايُضعف العقل و التفكير.
دفنت وجهها في مخدتِها و يرن في إذنها " وأنا حلال ؟ ولا ماني رجَّال بعيونك " كل شي حولها يصرخ بهذه الجملة.
كانت تمنِّي نفسها بـ أنه يميل إليها أو حتى يشعر ببعض شعورها .. خيبة.
قلة نومِها تشدُّ أعصابها و تجعلها غاضِبة حتى في حضرة الهدُوء.

عينيها على السقف لا تستطيع النومْ , تلتفت على كُل شيء .. وتنتبه لأدق التفاصيِلْ .. ماذا لو أحدًا دخل من نافِذتها ؟ أرتعبت من هذه الفكرة .. دمُوعها سقطتْ .. خوفَها أو رُبما شيء آخر , تشعُر بأن همومًا تتراكم لا تستطيع البوح فيها أولها هذا المجهول.
توَّد نفسها أن تُخبر رتيل لكن لن تفهمها رتيل هذا مايدُور في بالها أن رتيل لا تأخذ الأمور بجدية ورُبما تُخبر والدها .. أحيانًا أراها أهلٌ للثقة ولكن مرَّات أشعر بأن من السهولة تكشف الأسرار.
عينيها تدُور على صوَرها تشعُر وكأنَّ عينًا ثالثة تراها , تتساقط دمُوعها كثيرًا .. بحاجة لحضن أحدهُمْ فقط لتبكِي عليه لن تتحدّث بشيء سوى البُكاء.

على الكرسيْ جالِسًا يشغُل باله بناته , رتيل و عبير لا يرضى بأن يُمَّس شعرة مِنهم كيف بـ رجالٍ من الإرهابْ يعتدون على بيتهم ماذا لو كان عبدالعزيز و ناصر ليسوا هنا ؟ ماذا حدث ؟ تعوَّذ من شياطين أفكاره و من " لوَّ "
رُغم حرصه الشديد إلا أن حرصه هذا لم يحميهم اليوم .. ليتني لم أترك رتيل ؟ كيف سمحت بأن تجلس لوحدها هُنا ؟
تفكيره مشتت ينتظر السادسة ليذهب لعمله لن يسمح بهذه الفوضى أن تحصل مرةً أُخرى في بيته.
تارةً يُفكِّر بأن لو أحدًا ذو نسبٍ مُشرِّف يتقدم للزواج من عبير و رتيل حتى يطمأن عليهم ولكن لا يثق بأي رجلٌ بأن قادر على حماية بنات رُوحه.
تقدَّم الكثير لعبير خاصةً وكان يرفض رُغم أنهم ذوي نسبٍ مُشرِّف و أخلاقٍ عالية لكن يُريد شخصًا يحميهم ؟ ولأنه رأى في حياته العجائِب أصبحت ثقته بمن حوله ضئيلة.

في مجلسِه لم يصعد لها , و لم يأتِيه النومْ .. وقَّت المنبه على السادسة صباحًا .. رُبما ساعة تجدي بأن ينام , تفكيره مشتت .. يُفكر بأمن بلادِه يُفكِّر بعبدالعزيز يُفكِّر حتى بناصِر يُفكِّر بالجوهي .. يُفكِّر بهمومٍ كثيرة .. آخرُها الجُوهرة .. يعرف بأن كان قاسيًا جدا عليها اليومْ لكن جنَّ جنونه وهو يراها هكذا دُون أن تهمس له بحرفٍ يُطمئنه .. من حقه أن يسأل .. لكن ما هي فداحة ماأرتكبته حتى تقف حياتها عنده ؟ ما دخل وليد ؟ ماذا فعل تُركي و ريَّان لها ؟ لم الجميع غاضب منها ؟ لماذا أنظر في عيونهم بأنهم غير راضيين عنها ؟ ماذا فعلت لهم ؟ البُعد جيِّد لي و لها .. فلا طاقة لي بأن أستمع لهذا الصمت المُزعِج.
شيءٌ ما يُخبره بأن الأمر متعلق بين وليد و بينها ؟ و لهذا ريَّان غاضب منها و تم فصخ الخطوبة بينهم و شيء آخر يُخبره بأن تركي يعلم عن شيء أرتكبته الجوهرة ولذلك هي تخاف أن يكشفها ؟ و شيء آخر يُخبرها بأن الجميع غاضب عليها لفعلٍ خاطىء أرتكبته بالماضي ؟ ما هذا الفعل ؟

مُتعب جدًا مستلقي على سريره و أطيافُ تتخذهُ مقامًا لتطُوف حوله .. ضحكاتٍ بين بكائهم .. كيف يضحكون من بكائهم ؟ أبتسم لرؤيتهم .. يعرف أنه وقعٌ من جنون لكن أريد هذا الجنون . . أرغب به ما دام الحقيقة مُوجعة.
ضحك .. هل احد من قبل ضحك من قهره ؟ رُبما نضحك لأننا الحقيقة أوجعت قلوبنا لدرجة خُيِّلت لنا أنها " نُكتة " لا تُصدق أبدًا . . ضحكة تتحدَّث وشفاه تتقوّس وهي تُخبره " عزوزي يا روح غادة أنت لو تطلب عيوني بقولك أن العمى خيرة "
إنحناءات مبسمه أستقامت يُرغب بالبكاء بشدة يرغب بمعانقتها .. قبحٌ على هذا القلب لا يحِّن أبدًا علي . . لماذا أصبحت دموعي تستصعي الخروج ؟ قبل فترة كانت تخرج بسهولة و الآن ماذا ؟ . . هل عُدت لحالتي السابقة ؟
ضحكةٍ على يمينه تتقوَّس بهمس " عزوز أخوي الأطخم أشتقت لك مررة مررة " مسك جانبي رأسه بكفوفه يُريد أن يخرج من خيالاتهم بدأت أصواتهم تتداخل عليه " أحبك " , " أشتقت لك " , " يمه عزيز أنتبه لصلاتِك " , " عزوز حبيبي أشتقت لك " , " عبدالعزيز ترانا ننتظرك " , " لا تتأخر " , " تدري أنك ماتستحي منتظرتك من الساعة 10 " , " باريس في غيبتك تنعاف " , " أشتقنا لك يا شين " , " ههههههههههههههههههههههه تدري أني أسبك من حبي لك " , " حبيبي عزوز أبعد عنهم " , " ماأحبهم كريهيين " , " يبون يقهرونك " , " تدري عاد أنك مستفز " , " أبعد عنهم " , " أشتقت لك " , " أشتقت لك " , " ننتظرك "
بنبرةٍ مُتعبة " كافي .. خلااااص .. ياربـــــــــــــــــــــــــــي

لم تغفى عينيها , لم يأتي إلى الآن .. يبدُو هذه المرة لن يحاول أن يغفر لي صمتي .. يبدُو الطلاق سهل جدًا على لسانه ولكن أنا ؟ . . عينا تُركي مازالت تتلصص عليّ تراني في كل جانب .. أشعر به بجانبي .. أشعر بالخيانة عندما أتذكره وأنا بين أحضانِك .. كيف له القدرة أن يقتحم تفكيري بهذه الصورة ؟ أريد الحياة بجانبك لكن الحياة لا تُريد ذلك . . أريد الحُب .. لكن الحُب لا يُريد . . أريد أن أبدأ حياة جديدة . . أريد أن أحب . . أريد أطفالا حولِي . . أريد أن أقول أنا أعيش .. لا أشعر سوى بإحتضار أنفاسي في كل مرةٍ أرى بِها تُركي واقفًا أمام قلبِي . . عقلي .. جسدي.


سؤال سلطان اليومْ جعله يُفكِر كثيرًا , لم السؤال ؟ ماذا سيفيده إن عرف أنني متسامِح أم لأ ؟ أشعر بنبرة حديثه أراد أن يُوصل لي شي ولكن لم أفهمه . . ماهو الشي الذي سيزعجني ولن أسامح من أقترفه عليه ؟ الأكيد أنه ليس سُلطان ولكن رُبما أخبر سلطان عنِّي . . تفكيره تذبذب مع نبرة سلطان و سؤاله ؟ . . لا بُد أن شيءٌ يتعلق بالعمل ولكن لم أطمح بعملي بعد وفاة غادة بشيء .. لا شيء مُجرد كسب رزق لا غير , آآه يا غادة الحياة كئيبة يابسة حامضة لا تُستساغ من بعدِك ! . . أشتاق إليك أكثر من شيء آخر .. أشتاق لضحكاتنِنا .. لأيامنا . .لمواعيدنا .. للحظات الهرب من والدِك .. لحججنا بالتأخير . .تصرفاتك الطائشة كانت جميلة جدًا .. كُنت أحب الحياة .. " كنت احبني يوم كنتي قدام عيني تحبيني ".


باريس – الرابعة فجرًا -

أحدٌ ينهُش بقلبها تشعرُ بأفواهٍ تقتلع رُوحها , أحدًا يُناديها و آخرًا يُبكيها .. هل الأموات لهم أصواتْ أم ماذا ؟ أصواتُهم مُزعجة جدًا و نبراتِهم كأنها تعضُّ عينايْ لتُبكيني .. تعضُّها بشدة , كأنها فاكِهة يستلذُون بِها .. أشعُر وكأنني فاكِهة كاذِبة ذات شكلٍ مُغري و داخلهُا فاسِد .. أشعُر أنهم يقتربون مِنِّي ثم ينتقمُون لفسادِ داخلي .. هذا الفسادْ تكاثَر بِيْ من الوحِدة .. الوحدة تجعلُنِي فتاة سيئة ذات طباع حادة تبكِي على أتفه الأسبابْ , أنا أبكي من أثر جرحٍ قديم أجزم بأنه حدث من سنواتٍ مضت و أنتهت , أشعُر بإشتياق و حنين لأناس لا أعرفهم .. أشعُر بإشتياق لأماكن أجهلها . . لا أعرفها .. أرى بعض ملامحها الشاحبة ولا أستطيع تذكرها . . أنا أفتقدك يا أنت يا من أجهله وقلبي يعرفه جيدا.


,

التاسِعة صباحًا.

يغلق الكبك في كمَّه متذمِّر منها كثيرًا
مُهرة : أحكي مع جدار ؟
يوسف لا يرد عليها
مُهرة : كلب
يوسف : والله ياهو الكلب بيجي يخنقك الحين يخليك تقولين اللهم نسألك التوبة
مُهرة : لأن الكلاب اللي زيِّك يسوون نفسهم مايسمعون
يوسف : بس ماخبروك انه الكلاب مايفهمون لغة الحمير
مُهرة بغضب وهي خلفه : كلمة وحدة جلسة هنا مع اهلك ماراح أجلس
يُوسف : طيب أنقلعي في أي زفت
مُهرة : ودني حايل كيف أروح يعني ؟
يوسف ألتفت عليها :أقطع نفسي ؟ كيف أوديك ؟ وين بيتهم أنتي حتى ماعمرك طبيتيها
مُهرة : أنا أقدر أتصرف هناك
يوسف : ماعندنا حريم يدوجون
مُهرة تنهَّدت : يالله صبر أيوب
يوسف : ويصبرني بعد . . وأرتدى شماغه وهو يعدِّل نسفته
مُهرة : يعني وش أسوي أنا ؟
يوسف: اكلي تراب
مُهرة عضت شفتيها : لا ياحبيبي ماأجلس أنا هنا وأنت تروح تنبسط
يوسف بسخرية لاذعة : وش قلتي ؟
مُهرة : قلت ماراح أجلس هنا
يوسف يمثِّل الهيام : لا قبلها فيه شي حرَّك قلبي و أحاسيسي
مُهرة : يا عساه ماعاد ينبض ويريِّحني
يوسف : اللهم أني أعوذ بك من دعوات الشياطين
مُهرة : محد شيطان غيرك
يوسف تنهَّد وأخيرًا تعطَّر وبإستلعان رش على عينيها
مُهرة وتشعر بنار بين أهدابِها , غمضت عينيها وحذفت عليه علبة الساعة الثقيلة وأتت على بطنه
يُوسف يقترب منها ليمسك كفوفها , فتحت عينيها .. ثبتها وظهرها مُلتصق بالجدار : أشوف إيدك يبيلها قص
مُهرة بصقت عليه .. لتبتعد عنه
يوسف أرتخت مسكته بتقرف وهو يمسح وجهه : أنا أوريك !! متعوَّدة على أسلوب عيال الشوارع يا بنت الـ... مسك نفسه من شتيمة لاذِعة قوية .. يابنت اللي مانيب قايل .. أتجه نحوها ولكن كانت ترمي عليه كل شيء قريبًا منها
يوسف : أنا أعلمك كيف تتفلين عليّ !!
مُهرة : أبعد عني وش تبي ؟
يُوسف ويمسكها من خصرها ليرفعها عن مستوى الأرض وهو يتجه بِها نحو السرير
مُهرة ترفسه بكل الجهات تحاول أن تتخلص من قبضته
يُوسف : أنا أخليك تمشين على الصراط
مُهرة : يا كلب أبعد عنِّي والله لاأصارخ وأفضحك عند أهلك
يوسفْ يُلصق ظهر مُهرة على السرير مُثبت كتفها حتى لا تتحرَّك .. وضع باطن كفَّه اليمنى على فمَّها حتى تصمتْ
مُهرة عضَّت كفَّه بقوة جعلت يوسف يبعد يده عنها متألمْ .. دفّته بقوة وهي تقف بجانبه
مُهرة بغضب : حقيييييييييييييييييييييير .. معفن ... كلببببببببببب .. وأكبر كلب بعد .. وركضت للحمام وأغلقته عليها
يوسف نظر لوشم أسنانها بكفَّه : الكلبة قوية ... هيِّن يامُهرة حسابك قريب

,

على الفطُورْ , شاحبة ملامِحها لم تنامْ جيدًا.
أم رؤى : مانمتي كويِّس ؟
رؤى : كنت أفكِّر
أم رؤى : بوشو ؟
رؤى : معقولة ماعندي عم ؟ خال ؟ أي أحد
أم رؤى تنهَّدت : رجعنا لهالموضوع ؟
رؤى برجاء كبير : يمه تكفين قولي لي عن أحد فيهم ؟
أم رؤى ألتزمت الصمت
رؤى ببكاء : طيب وريني صورته بس صورته يمه تكفين
أم رؤى لا تُريد أن تضعف أمام دمُوعها , شتت نظراتها
رؤى : بس صورتهم ؟ بس أشوفه تكفين يمه ... بشوف أبوي ؟ طيب أخوي ؟ طيب غادة أبغى أشوفها
أم رؤى وأهدابها ترتجفْ
رؤى : تكفين يمه .. الله يخليك .. يممه أشتقت لهم ... تكفييين بس ابي أشوف من هم اللي أشتقت لهم ؟ بس أبغى أشوفهم لو دقايق
أكملت ببكاء المقهور : طيب خلاص وريني بس أبوي ... يمه بس أبوي .. تكفين لا ترديني ... بس أبوي ..
أم رؤى : طيب .. وتوجهت لـ غرفتها
رؤى تمسح دمُوعها بأصابعها الباردة , و مسحَها لدمُوعها كـ من يُنظفْ أرضًا و الغبارْ يعصفُ بها .. تمسحُ من جهةٍ ودموعها تسقط من جهةٍ أخرى .. عيناها تفيض الآن .. نبضاتها تتسارع سترى والدها .. وقفت وأتجهت لغرفة والدتها وكانت قد أخرجت الصورة .. مدَّتها لرؤى
رؤى مسكتها بأصابعٍ مرتجفة لا تكاد تثبت الصورة بين كفوفها .. دمُوعها تستقر على هذه الملامح .. وقفت على ركبتيها لا تستطيع الوقوف بثباتْ ودمُوعها تنهار كـ مطرٍ من بعد جفافْ.
أم رؤى واقفة بجانبها .. تنظر إليها بعينٍ مكسورة.
رؤى بنبرة أختنقت جدًا : يممممه . . . ماهو أبوي
أم رؤى جلست بجانبها : تعوَّذي من الشيطان
رؤى تسقط الصورة من كفوفها وهي تضمُ نفسها : لآ ماهو أبوي .. ماهو أبوي .. وبجنون تردد . . ماهو أبوي . .ماهو أبوي
أم رؤى بصدمة تنظر إليها

يُقبِّل خدها : هالمرة سماح . . ماهو كل مرة تطلعين مع المجنون ذا
بضحكةٍ يُردف : بس عشان كذا ؟
همسة على طاولة الطعام : والله خوفي بكرا تتبرين مننا عنده
يُعانقها وبهمساتٍ بيضاء يوصيها على نفسِها

فتحت عينيها على والدتها : ماهو أبوي ؟؟ مستحيل
أم رؤى : ليه مستحيل ؟
رؤى أنهارت غير مصدقة , وبأحاديث لم تفهم منها شيء والدتها : ضمني أكثر .. ليتك مارحت .. يبهههه ..أبييييك
أم رؤى تقترب منها ولكن رؤى تصدِّها : اللي تسوينه في نفسك حرام
رؤى : ردُّوا لي أبوي .. ردوه لي .. ردوا قلبي اللي خذاه .. ردوووووووووووه
أم رؤى : بسم الله عليك من همزات الشيطان وأعوذ بك من أن يحضرون
رؤى تبكِي دماء .. دماء بيضاء .. دماء الشوق .. الحنين . .بعض من الذِكرى تقتل عقلها .. تجعل الصداع ينهش بِه .. ولكن هذا الألم جميل جدًا إن كان سيذكرنِي بوالدِيْ .. أريده .. أريد أن أعانقه .. أشعر به .. أشعر بأنفاسه .. أشعر بأن قلبه مازال بخير .. لماذا كل هذا ؟ لماذا الكذب ؟ لماذا لا يريدون لي الحياة ؟ لا أتكيف مع حياة المنفى ؟ لا أعرف كيف أتكيف ؟ ولا أريد أن أتكيَّف ؟ أريد فقط أبي . . أريده بشدة الآن وأن يحضر .. أريد أن أبصر إبتسامته
رؤى : أشتقت له .. وحشني .. وحشتنيييي .... يبهههه .... آآآآآآه .. آآآآه
والدتها بكت مع " الآآآه " الموجعة التي نطقت بِها .. بكت ليس بيدها حيلة
رؤى تغطي وجهها بكفوفها وتبكِي كالأطفال : جيبوا لي أبوي .. جيبوه لي ..

بضحكةٍ مُغلفة بالفرح ولا شي غير الفرحْ , عينين حادة سمراء البشرة أهواه و أنا والله أهوى والدِي , أردف بصوتٍ أضعتُ بِه قلبي : يا هنى ناصِر فيكْ

رؤى أبعدت كفوفها عن وجهها ودموعها تبلل قميصها و تنتثر على الأرض , همست بوجع : ناصر .. مين ناصر ؟
أم رؤى : يمه خلاص يكفي لا تتعبين نفسك وتتعبيني
رؤى بآآهات وصرخة مقهورة خرجتْ من باطن قلبها الضائِع : جيبوو لي أبوي .. جيبووه لي .. جيبوووه .. يممه تكفييين تكفييييين سوّ اللي تبينه فيني بس جيبي لي أبوي
أم رؤى : ما بإيدي شي
رؤى وتنظر لوالدتها بعينين تلمع بدموعها : طيب ناصر ؟
أم رؤى ببكاء : مقدر
رؤى و تنهارُ أكثر : ناصر زوجي صح ؟ هو زوجي ؟
أم رؤى : إيه زوجك يا يمه بس خلاص راح
رؤى : كنت أحبه ؟ طيب جاوبيني قولي لي كنت أحبه كثير ولا لأ ؟
أم رؤى : تحبينه يا روحي
رؤى : كان يحبني ؟
أم رؤى : إيه
رؤى أخفضت رأسها و الدموع تكتسيها : ناااااااااااااااصر .. آآآآآه .. يا يمه قلبي ضاع بينهم ؟ قولي لي بس مين أنا ؟
توجع جدًا أن يجهل الشخص نفسه , أم رؤى لا رد لديها
رؤى : الله يرحمه ويغفر له .. ليتني أتذكر وجهه ياربي ليتني أتذكره .. يمه أنا أشتقت لهم بس ماأعرفهم .. ماأعرفهم .. أشتقت لأبوي .. أشتقت له كثيييرْ
أم رؤى : الله يرحمه
رؤى تنظر في عين والدتها : أحيانا حتى أنتي ماأعرفك ؟ ماأحس أنك أمي ؟ أنا أحبك بس حتى انتي أجهلك
أم رؤى : هذا من الشيطان ياقلبي .. تعوذي من الشيطان
رؤى تمتمت بجنون : ناصر .. وين ناصر الحين ؟ .. أبغاااه .. أبغاه يمه ... *وبصرخة مبكية ترتجي* .. نــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاصر

 ,


تقيأ كثيرًا هذا الصباح , يشعر بأن بلعومِه انجرح و يتقيأ الدماء فقط , قلبه يضيق به , قلبه الذي بحجم الكف ضيق جدًا , غادة تحضر في باله الآن .. تحضر بقوة .. نظر لنفسه بالمرآة .. عينيه متورمة , شفتيه جرحُها واضِح جدًا , ملامحه شاحِبة , لم يكُن بهذه الصورة أبد في حياة غادة , لم يكن هذا الشحوب موجودًا , كان كل من حوله يفيضُ بالحياة , بلل وجهه وهو يمسحه .. أرتمى على السرير .... أغمض عينيه .. مبتسمًا لطيف الذكرى القريب من قلبه الآن .. رُغم هذه الذكرى إلا أن هُناك شيئًا آخر يتألمُ منه قلبه .. ضاقت بعينيه من هذا الألم . . مازال مُبتسمًا لا يُريد تفويت ذكرى تمُّر بِها

أسفل ثلُوج باريسْ , في إحدى المقاعِد على الرصيف المغطى من الأعلى
غادة : أيوا وش بعد ؟ رحت " كَـانْ " مع عزوز وهدول جلسنا يوم ورجعنا
ناصِر : أسبوع غبت عنك ودوجتي لين قلتي بس
غادة : هههههههههههههههههههههههههههه وش أسوي الدراسة وقضينا ! وعزوز كان مآخذ إجازة
ناصر : طيب أسأليني وش سويت بالرياض ؟
غادة : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه وش سويت بالرياض ؟
ناصر : ولا شيء
غادة تداعب أنفه بأنفها : معقولة ولا شيء
ناصر : تقريبًا ما فيه شي يذكر
غادة : ولا شي حتى لو تافه
ناصر : هههههههههههههههههههههه كئيبة جدا الرياض
غادة رفعت كلتا رجليها على الكرسِيْ لتُلصق ظهرها بـ كتف ناصرْ أما ناصِر فـ ألتفت حتى تضع ظهرها على صدره ويغرق في شعرها
ناصر : أبوك يدري أنك طالعة ؟
غادة : لأ هههههههههههههههههههههههههههههههههه قلت له بروح أشتري كتاب وأجي .. وإن رجعت بقوله أني شفتك
ناصر يُقبل خدَّها البارِد : المشكلة ماراح تطيح الا على راسي
غادة : لآ أنا بقوله أنك ماتدري
ناصر : أبد أبوك يصدقك
غادة ضحكت وهي تلتفتْ عليه : مايصدقك أنت بس يصدقني
ناصِر يُباغتها بـ قُبلة : تدرين أني أشتقت لك
غادة بخجل : وتدري أني أحبك
ناصِر يُقرِّبها أكثرْ مِنه , لا يفصِل بينهُم شيء .. قلبها يلتصِقْ بقلبه .. و أحاديثْ تجرِي من نوع آخر .. بعضٌ من الحُبْ يتسلل مِن شفتيها له .. والبعضْ الآخر يتشبثْ بقلبِها .. هيْ أجمل من رأت عينيّ .. هي أولْ الحُبْ و هي آخره .. هي الحياة و بعدها الأرضِ لا تُطيقْ أن أسير عليها وحيدًا .. لا تطيق أبدًا .. تُريدني معك دائِما .. حتى أنها تلعنِي دائِما وتبرزُ أشواكها في وجهيْ .. أنا أحبك.
قاطعهمْ : ياسلام على المناظر الإباحية
غادة تزم شفتيها وهي تشتت نظراتها بإحراجٍ شديد
عبدالعزيز : يعني منتظريني !! وعارفين أني بجي وقدام الناس بعد !! صدق اللي اختشوا ماتوا
ناصِر أبتسم بحرج : شلونك ؟
عبدالعزيز : وش شلونك ؟ لحظة بستوعب أنها غادة
غادة وتوَّد أن الأرض تدفنها الآن
عبدالعزيز ويمثِّل الغضب : ماعاد تشوفك فاهم !! ولا قدام العالم والناس , مرة مفتخرين باللي تسوونه ماشاء الله
ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههه ماهو قدام الناس إلا اللي يدققون عاد زيِّك وعندهم طول نظر يشوفنا
عبدالعزيز : وبعد تضحك !! لا جد ماني مصدق ! يخي أستح على وجهك مابقى على عرسكم شي لاحق
غادة وتفجَّرت بالحُمرة
عبدالعزيز غمز لناصِر و أردف : وأنتي ماتستحين صدق غادة أتكلم ذا يخربك وأنتي معاه بالخراب ؟ فرضًا ماتم الزواج وش تبين الناس يقولون عنَّا ماعرف يربي أخته .. صدق مافيه عرب بس على الأقل أحسبي حساب الفرنسيين اللي يشوفونكم
غادة وهي تنظر للأسفل : طيب
عبدالعزيز : وش طيب ؟ جد أنصدمت والمشكلة شكيت في نفسي قلت معقولة ذي غادة ونويصر الكلب ؟ لا صدق هالمرة ماهو من أبوي مني أنا مافيه طلعة مع راس هالخراب
ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههههه .. ويضع ذراعه على كفوف غادة .. زوجتي وكيفي
عبدالعزيز : كيفك إن شاء الله لا صار العرس بس الحين هي تحت أمرنا وأبوي ولي أمرها وأكيد ماراح يرضى .. آخخ لو أبوي شايفكم وش ممكن يسوي ؟ يعني بتخيَّل أنه بيعلقك على هالعمود وبيجرّ غادة من شعرها يخليها تلعن الساعة اللي شافتك فيها
غادة من الإحراج الشديد بدأت عينيها تنبأ بالدموع
عبدالعزيز عندما رأى دموعها انفجر بالضحك : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه خلاص خلاص نمزح .. بس عاد لا تمصخونها ندري أنكم متزوجين بس كذا تفتنون العزابية اللي زيَّنا
غادة تمسح دموعها ورغم مسحها إلا أنها تسقط دون توقف
ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه الحين وش يسكتها !!
غادة دفته بغضب
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههههههههه ههههه وبعدين أحترموا الذوق العام مايصير كذا قدام الرايح والجاي !!
ناصر : مسكَّر المكان ماتشوف الطريق فاضي إلا من الكلاب اللي زيِّك
عبدالعزيز : أنا كلب يا حقير . . غادة خلينا نروح ههههههههههههههههههههههههههه
غادة مازالت تبكِي وجسدها بأكمله محمَّر
عبدالعزيز يسحبها ليضع رأسها على صدره : يختي أمزح بس صدق منظركم ماهو حلو بس يالله ملعيش وش نسوي بعد ؟ أحيانا الرغبة أقوى *أردف كلمته الأخيرة بإستهزاء شديد في ناصر*
ناصر : أشوف فيك يوم يا ولد سلطان

فتح عينيه المحمَّرة .. تسقطُ منه خيباته مِن هذه الدُنيا , الأرض تبكيه كيف أنه وحيدًا .. و آآه من الحنين .. ينهشُ بجسده .. يقتلع مِنه الفرح بشدة .. لا فرح يستحق دُونها . . أشتاق لك يا نظر ناصر.


,

بمكتبه و أمامه عبدالعزيز
بوسعود : ترجع تنام واضح التعب من عيونك
عبدالعزيز : مافيني الا العافية
بوسعود : أي عافية شايف وجهك كيف أصفر
عبدالعزيز ألتزم الصمتْ
بوسعود : سلطان تأخر .. أخذ جواله يتصل عليه .. لا مُجيب .. تنهَّد وهو يتصل على الجوهرةْ

جالسة على طرف السريرْ تنتظره يأتي .. لم يأتِي من أمس .. نبضاتُ قلبها ليستْ بخيرْ .. تشعُر بالضياع في غيابه .. بالحُزن .. رُغم حزنها منه إلا أنها تحزن عليه وعلى حديثه أكثر .. رغم أنها تضايقت منه ولكن الآن تريد أن تطمئن عليه .. لا يستحقها أنا أعلم أنني لا أستحقه لكن .. ماذا أفعل كي أرتاح و يرتاح ؟

مسكت جوالها الذي يضج بنغمته , رأت إسم عمَّها .. أنقبض قلبها من الخوف ؟ رُبما خبرٌ سيء , بصوت مُرتبك : ألو
بوسعود : صباح الخير
الجوهرة : صباح النور
بوسعود : شلونك ؟
الجوهرة : بخير الحمدلله عساك بخير
بوسعود : الحمدلله , الله يرضى لي عليك صحي لي سلطان شكل راحت عليه نومة
الجوهرة توتَّرت , نبضاتها تتسارع بشدة
بوسعود : دقيت عليه بس مايرد
الجوهرة بصوت جاهدت أن تُضبطه دُون ربكة : إن شاء الله
بوسعود : بحفظ الرحمن
الجوهرة : فمان الكريم .. أغلقته .. أين سلطان الآن ؟ .. نزلت للأسفل وكانت أمامها عائشة : شفتي سلطان ؟
عائشة : إيه فيه نوم بمجلس
الجوهرة تنهَّدت براحة .. تقدمت للمجلس وكان بارد جدًا والتكييف على أعلى مايمكنْ .. نظرت إليه مستلقي و بجانبه هاتفه ومفاتيحه .. جلست بقربه .. تأملته لأول مرة تتأمل تفاصيله وأدق تفاصيله دون أن ترمش عيناها أو تشتتها بعيدًا عنه.
بعد دقائِق طويلة وعينيها تحكي الكثيرْ
نظرت لهاتفه ويبدُو أنه على الوضع الصامتْ .. بهدُوء : سلطان
لا مُجيب .. يبدُو صوتها جدا هادىء
وضعت باطن كفَّها على خده البارِد جدًا .. لو أنها تنطق بكل ما ركنتهُ في صدرها من سنين .. لو أنها , رجفت كفوفها من خدِّه وأبعدتها
فتح عينيه بتعبْ , معقِّدًا حاجبيه . . أنتقلت أنظاره لـ عينيّ الجوهرة , تنهَّد وجسده مُتعب من النوم على الأرض , يشعر بأن ظهره كُسِر الآن من وضعية نومه.
الجوهرة برجفة : أتصل عمي وقال أنك ماترد على جوالك
جلس و هو ينظر لهاتفه وصُعق من الساعة القريبة من العاشِرة صباحًا
الجوهرة : ليه مانمت فوق ؟
سلطان تجاهلها تماما وهو يأخذ أغراضه ويقفْ
الجوهرة : طيب كان طمنتني
سلطان ألتفت عليها وهو يخرج : أطمنك على أيش ؟
الجوهرة أرتبكت و دموعها ترتجف على رمشِها : خفت أنك ماجيتْ , ماكنت أدري أنك هنا جلست لين الصبح أحاتيك
سلطان : شكرا على الإهتمام بس ماني بحاجته .. وصعد للأعلى
الجوهرة وسقطت دمُوعها أمام حديثه , بكت بضعفْ , بإحتياج , بحُب .. دخلت عائشة لتنظف المجلس وتجمدت في مكانها أمام بكاء الجوهرة الذي يُشبه تماما سعاد بنظرها.
الجوهرة مسحت دموعها وأنسحبت بهدُوء لتصعد للأعلى .. دخلت الجناح بخطواتْ ضعيفة , سمعت صوت الماء .. لا تكُن مثلهم .. " لا تقسى عليّ "

بجهةٍ أخرىَ

بوسعود : لين تخف عينك بعدين تروح له عشان مايشك
عبدالعزيز : إيه أكيد
بوسعود مسك هاتفه وأتصل على رتيل الذي رآها الصباح لم تنام بعد , أراد أن يطمئن , أتاها صوتها المُتعب : هلا
بوسعود : مانمتي ؟
رتيل : ماجاني نوم
بوسعود : حبيبتي ريحي بالك مافيه شي وحطيت حرس عند الباب
رتيل : ماني خايفة بس أنا أصلا ماجاني نوم
بوسعود : ماينفع كذا !! صار لك يومين مانمتي كويِّس بعدين راح تهلوسين .. يالله نامي
رتيل : متى بترجع ؟
بوسعود وتأكد أنها خائفة : برجع بدري إن شاء الله
عبدالعزيز ويسرح بنبرة بوسعود الخائفة المهتمة على إبنته الذي يجهلها رُبما عبير أو رتيل .. يُشبه والده حين يتصِّل عليه .. أشتاق كثيرًا لإتصالات والديه التي يكُن القصد منها فقط سماع صوته والإطمئنان.
بوسعود : رتيل
عبدالعزيز رفع عينه مرةً أخرى على بوسعود
رتيل : طيب بحاول أنام
بوسعود : أرجع ألقاك نايمة ولا تخافينْ
رتيل تنظر للباب الذي بدآ ينفتح , أخذت شهيق وتوقفت
بوسعود بنبرة خوف : رتيل ؟ رتيييييييييييل ؟
رتيل : خلاص يبه أكلمك بعدين
بوسعود : وش صاير ؟
رتيل تبكي : مافيه شي
بوسعود : لاتخوفيني قولي لي وشو
عبدالعزيز المنجذب ويستمع لكلمات بوسعودْ
سحبت من كفَّها الهاتف : يبه
بوسعود : وش فيها ؟
عبير : دخلت عليها وشكلها خافت .. أهتم بشغلك ياروحي ولاتشيل همّنا
بوسعود وبراكين من الغضب تثور في داخله كيف أنه بناته يعيشان بهذا الخوف لأجل حمقى سيُفجِّر بهم من غضبه وبنبرة حاول أن تكون هادئة ولكن أتت حادة : أتصلي علي لا صار شي ..
عبير : إن شاء الله .. بحفظ الرحمن .. وأغلقتهْ
عبدالعزيز : صاير فيها شي ؟ .. أنتبه لسؤاله .. قصدي يعني عسى ماشَّر ؟
بوسعود : خايفيين
عبدالعزيز : دام سلطان ماجاء إلى الآن خلَّه يجيك في بيتك وأتفقوا هناك
بوسعود : ماينفع فيه أوراق هنا وبنروح نحقق معهم بنفسنا

بجهةٍ أخرى ,

عبير : خلاص أهدي لو أدري كان دقيت الباب بس حسبتك نايمة
رتيل ببكاء مُنهارة فعليًا
عبير : يابعد عُمري خلاص يكفي بكي
رتيل وترتمي لصدر عبير لتُعانقها بشدة .. تبكِي وتجهش ببكائِها .. مُتعبة جدًا متعبة.



في أطرافِ ليلٍ جديدْ ,

سلطان : لأنه جبان هرب .. بس بلغناهم إن شاء الله يمسكونه بأقرب وقت
بوسعود وقبضة كفِّه محمَّرة بعد أن ضربْ بِها أحد الممسوكينْ وهو يلفظ إسم بناتِه
سلطان تنهَّد بإرهاق وهو يسند ظهره على الكرسي : صار شي من الجوهي ؟
عبدالعزيز الذي يُحرك هاتفه ومفتاح سيارته على الطاولة كالشطرنج : لأ
سلطان ويتأمل ملامح عبدالعزيز وهو يُسلي نفسه , أردف : شكلك مو نايم كويِّس ؟
عبدالعزيز رفع عينه عليه : ماجاني نوم
بوسعود : محد جاه نوم
سلطان بإبتسامة : أنا قدرت أنام
بوسعود ضحك بعد يومٍ كان مشدود الأعصاب : عاد أنت حالة شاذة
سلطان : بس والله ما ارتحت .. ومن تعبه نسي أن عبدالعزيز بجانبه .. مدري وش أسوي فيه ؟
بوسعود : مين ؟
سلطان كان سيلفظ الإسم ولكن أنتبه لوجود عبدالعزيز
عبدالعزيز وعينه عليه , وقف : عن إذنكم
سلطان : لآ تعال
عبدالعزيز ألتفت عليه
سلطان : أجلس مافيه شي نخبيه عنك .. كنت أقصد الجوهي
عبدالعزيز جلس ويشرب من قاروة المياه وهو الآخر مرهق .. الجميع أُرهق من هذه الأجواء.
بوسعود وقف : أنا برجع البيت .. وأنت سلطان لا تلهي نفسك هنا وتهمل بيتك ...
سلطان ويسخر في داخله " الله والبيت " , أردف : ولا يهمِّك
بوسعود خرج تاركهُمْ
دار الصمت بينهمْ لدقائِق طويلة حتى كسره سلطان : ماقلت لي وش سويت مع الجوهي ذاك اليوم ؟
عبدالعزيز تذكَّر : إيه صح .. قال أنه يبغى يتوِّهكم
سلطان وثبت في جلسته ينظر إليه بجدية : وش قال بالضبط ؟
عبدالعزيز : أنه راح تكون الصفقة بباريس بس هي بالحقيقة بتكون بروسيا بس عشان تروحون هناك ويضيع وقتكم وهو يكون أصلا منتهي وخالص ويمكن يكون راجع السعودية
سلطان : عبدالعزيز تعرف وش ودي فيه الحين ؟
عبدالعزيز بعفوية : وشو
سلطان : أخنقك وأعلقك على هالمروحة !! توِّك تحكي
عبدالعزيز : طيب وش أسوي ماجت الفرصة
سلطان : يعني الحين بتكون في روسيا
عبدالعزيز : إيه بموسكو هذا آخر شي قاله لي
سلطان : وجاب طاريك ؟
عبدالعزيز :إيه ماعنده غير عبدالعزيز العيد
سلطان : ماراح يقدر يشِّك فيك وموضوعك نتصرف فيه نقوله أنه مات وينساك
عبدالعزيز : مات ؟
سلطان : مافيه غير كذا عشان يصرف نظره عنك
عبدالعزيز وذكر الموت له هيبة في داخله
سلطان : الله يطوِّل بعمرك .. مجرد كذبة عشان يبعد عنك
عبدالعزيز : طيبْ
سلطان وينظر من الزجاج كيف أنه الهدُوء يسكن هذه اللحظات : خلنا نمشي .. وقف
عبدالعزيز سحب جواله و مفتاحه و ذهب معه
سلطان يقفل مكتبه جيدًا ويضع المفتاح في جيبه أمام أنظار عبدالعزيز


,


هيفاء : وش فيك هادية اليوم بقوة ؟
نجلاء بحدة : وش تبيني أحكي فيه ؟
هيفاء : بسم الله طيب أسكتي عساك ماتكلمتي
ريم ضحكت وأردفت : يالله مابقى شي ويجينا عبود
نجلاء وأرتخت ملامحها المشدودة مع هذا الطاريْ
ريم : إحباط لو تجي بنت
هيفاء : صدق إذا كانت بنت وش تبون تسمونها ؟
نجلاء : مافكَّرنا , أنا أحسه ولد
ريم : اللي يجي من الله حياه بنت ولا ولد
دخل منصُور : سلام
: وعليكم السلام
جلس بجانب نجلاء
ريم سكبت له من القهوة : وينك صاير ماتنشاف ؟
منصور : دخلت أنا ويوسف نادي
نجلاء ألتفتت عليه : ليه ماقلت لي ؟
منصور : عادي ماهو مهم
نجلاء تجاهلت أمر هيفاء وريم : صاير ماتقولي ولا شيء
منصور : طيب هذا أنتي عرفتي
هيفاء تحاول قطع هذا النقاش : طيب وين يوسف ؟
منصور : راح الإستراحة
نجلاء بغضب تركتهم وصعدت للأعلى
ريم : لا تآخذ في خاطرك بس نفسية الحامل أكيد بتكون زفتْ
هيفاء : ماشاء الله مجربة
ريم : شي بديهي أصلا بس طبعا الدروج اللي زيِّك مايعرفون هالشي
منصُور تنهد ووضع الفنجان على الطاولة وصعد للأعلى .. , دخل وعندما رأته أنزلت بلوزتها التي كانت ستنزعها
منصور بإستغراب من تصرفها رفع حاجبه : وش صاير لك ؟
نجلاء : ولا شي
منصور : لا فيه شي ؟
نجلاء بعصبية : قلت ولا شي يا منصور
منصور يقترب منها وبنبرة هادئة : يا روحي أكيد ماني راضي على تصرفاتها معك بس وش أسوي ؟ تبيني أروح أضربها يعني ؟ وأكيد يوسف بيزعل لو عرف ويكفيه اللي فيه
نجلاء ملتزمة الصمتْ
منصور : ماله داعي تعصبين على كل شي , والنادي قبل 4 أيام يمكن مدري 5 سجلنا فيه
نجلاء وفعلا غاضبة وملامحها تبيِّن ذلك
منصُور يحوي وجهها بكفوفه : معصبة على أيش ؟ خلاص أهدي
نجلاء بكتْ وبعصبية أنفجرت :لأني ماني طايقة هالوضع .. خلاص أبغى أرتاح .. مليت جد مليت يعني من وين ألقاها أنا ؟ تعبت ونفسيتي تعبت .. ماأبغى أجلس هنا وهي تكون موجودة
منصُور : طيب
نجلاء بغضب : يعني أنا معصبة وحارقة دمي وتقولي طيب !!
منصور : وش تبيني أقولك ؟ نجلا بالعقل
نجلاء : تعرف شي ودِّني بيت أهلي ما أطيق أجلس هنا أكثر
منصور أبتعد عنها
نجلاء وتشعُر بآلام أسفل بطنِها , تشنجات كثيرة .. يبدو عصبيتها أثرت , نصحتها الدكتورة بأن تبعد عن كل مايغضبها ولكنها لم تستمع إليها
جلست على الكنبة وهي موجوعة
منصور ألتفت عليها وأنتبه لملامحها الواضح أنها تتألم : نجلاا
نجلاء تبكي من الألم : آآآه
منصور وفعلا لا يعرف بهذه الأمور , : طيب أوديك المستشفى ؟
نجلاء : لآ .. عضت شفتيها بقوة حتى لاتصرخ ومع عضَّتِها نزفت شفتها
منصُور بتوتر : أنادي لك أمي .. نجلاء ردي علي
نجلاء : ألم ويروح
منصور تنَّح : بتولدين ؟
نجلاء وصوتها يتقطع : لآ توّني مادخلت الثامن
منصور ويجلس على ركبتيه أمامها و لا يعرفْ أن يُدبر أمرها : طيب كيف يروح الألم ؟
نجلاء ولا تستطيع أن تنطق حرفًا آخر من الألم
دقائق طويلة تمر بصمتِهم وتأوهات نجلاء و منصُور لا يعرف يتصرفْ بمثل هذه الأمور جيدًا
منصور : بنادي أمي .. وقف
نجلاء : خلاااااص
منصور ويجلس بجانبها مرة أخرى وبعضٍ من الخوف والرهبة تنتابه , يبقى الطفل الأول ذو طابع خاص : راح ؟
نجلاء وأنفاسها تتصاعَد براحة , بدأ الألم يخفْ
منصور : متى موعدك الجاي ؟
نجلاء : بعد أسبوع
منصور : قولي لها تعطيك مسكن ولا شي !!
نجلاء بقهر : لأنك عصبتني
منصور : أنا ؟
نجلاء ببكاء : ياربي أنا غبية
منصور : مافهمت !!
نجلاء : هي قالت لي أنه حملي حساس ومفروض مأاعصب وأرتاح
منصور : طيب خلاص أهدي الحين لا تقهرين نفسك .. وبلحظاتٍ سريعة حملها بين ذراعيه ووضعها على السرير .. الحين ناميْ
نجلاء وعينيها تنظر إليه بتمعُّن
منصور أبتسم على نظراتها الطفولية .. أنحنى ليُقبل جبينها : بجلس تحت شوي لين يجيني النوم .. تصبحين على خيرْ
نجلاء : وأنت من أهله


,

بوسعود يقرأ على رتيلْ , سيمر يومٌ ثالث ولم تنام جيدًا , النوم نعمة وقلة من يُبصر هذه النعمة , من لا ينام تُهاجمة هلوسة وظنون سيئة و رُبما يتخيل أشياء لا وجود لها بالحقيقة .. غير العقل الذي سيضعف شيئًا فشيئًا ونبضات قلبٍ غير منتظمة .. , أردف أخيرًا : بسم الذي لا يضر مع إسمه شي في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم .. حبيبتي خلاص نامي
رتيل وأنظارها على السقف , مازالت تشعُر بحدة نبرة عبدالعزيز وهو يُخبرها " وأنا حلال ؟ ولا ماني رجَّال بعيونك "
بوسعود : أنا بنام عندك اليوم لاتخافين
عبير دخلت من خلفهم ومدّت كآس الماء لوالدها
بوسعود : لايكون بتسهرين بعد ؟
عبير : لآ بنام الحين بس جيت أتطمن عليكم
بوسعود : نوم العوافي يارب
عبير الله يعافيك
بوسعود يشربْ من كآس الماء قليلا ويضعه على الطاولة : رتيل إلى متى ؟ ماهو زين .. وأفكار تقوده بأن يُعطيها حبة منوِّم فهذا الحل الأخير أمامه ..
رتيل عادت للبُكاء
بوسعود : بسم الله عليك .. الله يلعنهم واحد واحد .. بدأ الغضب يعتريه مجددا كيف أنهم سلبوا الراحة من بيته !!
رتيل تبكِي بشدة و تنظر لأعينٍ أخرى .. أعين من قتله ناصِر
بوسعود : لاحول ولا قوة الا بالله ... سحبها لصدره لتبكِي بشدة عليه وهي تحفر أصابعها به .. تخاف أن تبعد عنه
بوسعود مُتأكد بأن أحدهم تحرش بِها على الرغم من أن عبدالعزيز أخبره بعكس ذلك
بوسعود : وش سوو لك ؟
رتيل وتجهش ببكائِها
بوسعود : خايفة من وشو ؟
رتيل : محد
بوسعود : طيب أهدي .. أستغفر الله العظيم وأتوب إليه


,

باريس ,
في شقتها التي تُشاركها مع أخرَى , يبدُو الوضع كئيب جدًا , كل حماسها أختفى .. حبَّت أن تفتح حوار : وش رايك نتمشى برا بما أنه الجو حلو ؟
ضيّ : لا خلينا هنا
أفنان : طفشت مرة مافيه شي نسويه هنا
ضيّ : سولفي لي عنك
أفنان أبتسمت : ماأعرف أسولف عن نفسي
ضي : عن أهلك أي شي ؟
أفنان : أنا أصغرهم فيه الجوهرة أكبر مني ومتزوجة و ريان بيتزوج قريب
ضي : الله يحفظهم ويخليهم يارب
أفنان : آمين وأنتي ؟
ضي : بصراحة يعني ماهو مرة متحمسة لهالدورة بس عشان أنشغل فيها وعشان زوجي
أفنان : متزوجة ؟
ضي : بس بدون لا أحد يعرف
أفنان شهقت
ضي : وش فيك ؟
أفنان بحرج : لآ يعني قصدي .. أقصد يعني صغيرة
ضي : هو عنده ظروف وعشان كذا مايقدر بهالفترة فلما جتني هالدورة هو وافق
أفنان بعفوية : زوجك كبير ؟
ضي أبتسمت : ليه ؟
أفنان : مدري بس أحس اللي يتزوجون بالسر دايم كبار
ضي : إيه وعنده بنات
أفنان شهقت مرة أخرى
ضي : الشرع حلل 4
أفنان : وبناته كبار ؟ يعني كبير ؟
ضي : أنا أحبه وهذا يكفي


,

كانت تنتظره يأتي , ومع تأخيره .. أتجهت لمكتبه , طرقت الباب .. دخلت ورفع عينه عليها
الجوهرة تتشابك أصابعها فيما بعضها : مطوِّل ؟
سلطان : ليه ؟
الجوهرة بربكة : أبغى أقولك موضوع
سلطان : ماني فاضي
الجوهرة زمت شفتيها لا تُريد أن تبكي أمامه ولكنه يقسو عليها كثيرًا
سلطان : لو سمحتي .. وأخفض نظره على أوراقه
الجوهرة : ليه تعاملني كذا ؟
سلطان : لأن أنتي تبين كذا
الجوهرة بكتْ , ومع دموعها ترتجف حروفها : طيب أنا آسفة
سلطان : أسفك مايفيدني بشيء
الجوهرة : سلطان
سلطان بحدة يرفع عينه: نعم
الجوهرة ببكاء طفلة : لا تقسى عليّ
سلطان لا يُريد أن يحن عليها ولكن تُرغمه : طيب
الجوهرة : بس شوي أترك هالأوراق
سلطان : ماعندي وقت
الجوهرة : عشاني ؟
سلطان : ولا عشانك
الجوهرة وتحس بالإهانة الآن
سلطان : سكري الباب وراك
الجوهرة وإهانةٌ أخرى .. وقفت تنظر إليه : ليه تسوي فيني كذا ؟ أنت بعد ماقلت لي عن سعاد وسكت ماقلت شي ليه تعاقبني الحين
سلطان بحدة : أطلعي وخليني أركز بشغلي
الجوهرة و تعانده : ماأبغى اطلع
سلطان رفع عينه بصدمة من أنها تعصيه
ألا يا غِيابي ..

أنـا فيكَ حاضِـرْ !

أُكابِـرُ ؟

كلاّ .. أنَـا الكبرياءْ !

أنَـا توأَمُ الشّمسِ

أغـدو و أُ مسـي

بغيرِ انتِهـاءْ !

ولي ضَفّتـانِ :

مسـاءُ المِـدادِ وصبْـحُ الدّفاتَـرْ

وَشِعــري قَناطِـرْ !

متى كانَ للصُبْـحِ واللّيلِ آخِـرْ ؟


*أحمد مطر.



سلطان بحدة : أطلعي وخليني أركز بشغلي
الجوهرة و تعانده : ماأبغى اطلع
سلطان رفع عينه بصدمة من أنها تعصيه
الجوهرة بللت شفتيها بلسانِها مُرتبكة
سلطان وضع القلم على الورق و وقف
الجوهرة التصقت بالباب بـ ودَّها لو تكُن ذات سيقان قصيرة تفِّر هاربة دُون أن يُحمل أحدًا عليها عتب ويتمتمون " طفلة ما ينشره عليها " هذا ماودَّها بِه الآن أمام نظرات سلطان
سلطان : وش قلتي ؟
الجوهرة أغمضت عينيها بشدة لا تُريد أن تراه و بخوف : قلت أبغى أطلع
سلطان أبتسم إلى أن بانت صف أسنانه العليا , : بس أنا سمعت شي ثاني
الجوهرة فتحت عينيها ببطىء : والله ما أقصد بس
سلطان بنظرات حارِقة جدًا وبملامح باردة : قصدك وشو ؟
الجوهرة : أنك ماجيت وأنا أحسبك برا وجلست أحاتيك وأقول ليه مارجع وأكيد زعلان مني
سلطان وينظر إليها , طفلة وستظَّل طفلة بنظره لا يستطيع أن يتعامل معها كـ أنثى بالغة ؟ حتى نبرتها وتبريراتها طفولية جدًا
الجوهرة تُكمل : ما أبغى أعرف وش صار قبل لاتتزوجني !! بس يعني .. أنا والله آسفة ماهو قصدي أزعلك وتتضايق مني .. يعني لا تعاملني كذا
سلطان : أيه
الجوهرة أرتبكت جدًا : بس خلاص .. أرجع لشغلك وتوبة أدخل عليك وأنت تشتغل
سلطان : طيب
الجوهرة وزاد إرتباكها : خلاص أطلع ؟
سلطان و بعض من الفرح يتراقص في قلبه ويريدها أن تبقى : أنتي وش تبين ؟
الجوهرة : ما أبغى أعطلك عن شغلك بس يعني أنا مقهورة ومانمت و .. يعني كيف أقولك بس والله سلطان أنا ماأبي أضايقك بشيء .. , تشعر وهي تذكر إسمه " حاف " بأنه ينقصه شيء ربما هيبته في داخلها هي السبب.
سلطان بصمتْ وأنظاره تحفُّها
الجوهرة : و ما كليت اليوم كويِّس وحتى تجاهلتني ما كاني موجودة , خلاص والله ماعاد أعيدها
سلطان رغما عنه ضحك
الجوهرة تغيرت ملامحها مع ضحكته لم تفهم شيء هل هو راضي أم غاضب أم ماذا ؟
سلطان بإبتسامة : طيب أسفك بحاول أفكر فيه يعني أرضى أو لأ
الجوهرة : يعني أفهم أنك رضيت ؟
سلطان يرجع لمكتبه : مدري أفكر
الجوهرة أمالت فمها وهي تنظر إليه
سلطان يُدخل بعض الملفات في درجه لن يستطيع التركيز أبدًا في عمله اليوم , رفع عينه مرة أخرى : تعالي
الجوهرة : وين ؟
سلطان : تعالي أجلسي عندي
الجوهرة : لآ ما أبغى أزعجك
سلطان : قلت تعالي
الجوهرة تقدمت لتجلسْ بمقابله ولكن أشار لها بجانبه .. جلست وكتفها يلتصق بكتفه , أوراقه بين يديه لا يعرف بأي سطرٍ يقرأ , والتركيز تحت الصِفر.
الجوهرة : زعلان ولا لأ ؟
سلطان وعينيه على الورقة : تدرين أحيانا وش أحس إتجاهك ؟
الجوهرة أرتبكت لم تتوقع أن يكُن صريحًا لهذه الدرجة , توتّرت
سلطان : أنك بنتي
الجوهرة : بنتك ؟ على فكرة إحساسك بايخ مرة
سلطان : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه عاد إحساسي
الجوهرة : لهدرجة عقلي صغير ؟
سلطان : لآ بس ضحكتك كلامك نظراتك ربكتك إبتسامتك نبرتك دلعك كلها طفولية وحيل
الجُوهرة ورمشها يرتجفْ من رجفة قلبها بهذه اللحظاتْ
وضع بعض الأوراق في ملفٍ آخر وأنحنى ليدخله الدرج الأخير .. ألتفت عليها ولا يفصُل بينهم شيء , نظراتٍ بينهُم , أحاديثٍ صامتة بكلماتٍ تدخل في قامُوس لغة العينْ.
الجوهرة وقفت وهي تحاول أن تلتقط أنفاسها : تصبح على خير
سلطان وعينه الغير راضيه تُمعن النظر بها : وأنتي من اهل الخير


,

في الصباح , بعد أن تم تنويمها رغمًا عنها بِفعل حبّةٍ , قبَّل رأسها بهدُوء , أطمئن عليها وخرج ليطرق باب غرفة عبيرْ
عبير فتحت الباب لتُقبل جبينه : صباح الخير
بوسعود : صباح النور .. صاحية بدري
عبير بإبتسامة : تطمن أمس نمت كويس
بوسعود : الحمدلله .. أنتبهي لأختك
عبير : إن شاء الله
بوسعود : بحاول ما أتأخر اليوم بس طلي عليها كل شوي و إن صحت خليها تآكل لأنها ما كلت شي
عبير : إن شاء الله من عيوني

عينانْ تنظُر إليها أمام عبدالعزيز , كانت خبيثة جدًا تُفتفت خلاياها بنظراتِه .. يبدُو كأنه سيآكلها الآن .. يقترب مِنها شيئًا فشيئًا , لا تستطيع أن تصرخ .. أن تُنادي أحدًا .. حتى عبدالعزيز واقف لم يتحركْ .. أنفاسٌ تتصاعَد , شهيقٌ لا يُلحقه زفيرًا , .. قلبها يضيق , كل ما حولها يضيق يبدُو الحياة تُفارقها بهذه العينان اللتان تُوحي كأنها تتلصص عليّ تُريد تمزيقي ...
فزَّت من سريرها مُتعرِّقة أنفاسها تُسمع من خلف البابْ

بوسعود ألتفت هو وعبير إلى باب غرفة رتيل من صوتٍ أصدرته .. فتحه بهدُوء ونظر إلى حالتها
رتيل عندما رأتهم بكتْ : يبببببببببببببه
بوسعود : ياعيون أبوك ... جلس بجانبها
رتيل وتضع كفوفها على شعرها المجعَّد بفوضى وتفكيرها مشتت جدًا من طرفٍ عبدالعزيز و من طرفٍ آخر الذي قُتِلْ
بوسعود وكيف يتحمَّل هذا المنظر ؟ لو حرقهم واحِدًا واحِد لن يُشفى صدره أبدًا
رتيل وبكلماتٍ متقطعة غير مفهومة : هنا .. موجود والله موجود
عبير أبتعدت للخلف قليلا من منظر رتيل , بلعت ريقها ورمشها يرجُفْ و نبضاتِها ليست على ما يُرام أبدًا
بوسعود ويضع كفوفه على خدها : مافيه أحد .. حتى أنا جالس هنا ماني رايح مكان ..
رتيل ونظراتها مشتتة
بوسعود : ما أمدى نمتي , أرجعي نامي وأنا هنا جالس .. يالله ياروحي
رتيل تضع رأسها على المخدة وعينيها على السقف
بوسعود يمسح بكفِّه اليُمنى عرقِ جبينها , ليقرأ عليها " وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ " ثم أردف " اللهم أني أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك . أو علمته أحدا من خلقك أو أستأثرت به في علم الغيب عندك أن تُطمئن قلبها وتُجلي حزنها وتعفو عنها وتغفر لها ياكريم يارحيم "
أغمضت عينيها , وما إن أغمضتها حتى فتحتها على نغمة جوال والِدها.
بوسعود خرج حتى لا يُزعجها : هلا سلطان
سلطان : هلابك , عسى ماشر ؟
بوسعود ونبرته جدًا غاضبه : الكلاب بعد
سلطان : ليه ؟
بوسعود يمسح وجهه بتعب : شكل فيه حقير مسوي شي لبنتي
سلطان فهم عليه : طيب تقدر تجي ؟
بوسعود : إن شاء الله جاي وراح نحقق معهم اليوم بعد
سلطان : خلاص أعترفوا و عمار قريب بينمسك
بوسعود : بعرف الكلاب وش سوو لها
سلطان : عبدالعزيز طمنَّا مستحيل يكذب
بوسعود : طيبْ
سلطان : أنتظرك .. وأغلقه
بوسعود ألتفت على عبير هامسًا : أنتبهي لها
عبير هزت رأسها بالإيجاب
بوسعود نظر عليها نظرةٍ أخيرة ... وخرج متوجِهًا لبيت عبدالعزيز .. دخل ورآه يغلق الكبك
بوسعود : صباح الخير
عبدالعزيز : صباح النور
بوسعود : عز أجلس شوي أبغى أكلمك بموضوع
عبدالعزيز ويجلس وهو يغلق أول أزارير ثوبه : تفضَّل
بوسعود : قولي وش صار بالضبط يعني أول مادخلت أنت وناصر
عبدالعزيز : قلت لك
بوسعود : أبغى بالتفصيل
عبدالعزيز مستغربًا : راح ناصر للمطبخ وكان فيه إثنين و أنا صعدت فوق و دخلت غرفة ولقيت فيها واحِد وأغمى عليه وتركته وبعدها . آآآآ
بوسعود : إيه بعدها وشو ؟
عبدالعزيز بلع ريقه : فتحت الغرف الثانية في كانت غرفة مقفلة وأحسبها لوحدة من بناتك و .. و بعدها *حكّ خدِّه بتوتِّر*
بوسعود : دخلت غرفة رتيل ؟
عبدالعزيز شتت نظراته : أيه
بوسعود : كمِّل
عبدالعزيز : بس خليتها تجلس في مكتبك لأن هو اللي كان بعيد شويْ
بوسعود : مين شافت غيرك ؟
عبدالعزيز وحرارة وجهه ترتفع الآن من إرتباكه : محد
بوسعود : عبدالعزيز لا تكذب !!
عبدالعزيز : يوم كانت في المكتب وأتصلت عليك
بوسعود : إيه على أختها أتصلت
عبدالعزيز ومضطر أن يكذب : و دخل عليها واحد وصرخت وجيت و بعدها ناصِر جاء وأطلق عليه
بوسعود : يعني كانت بروحها وياه ؟
عبدالعزيز :لأ
بوسعود : أنت ماجيتها الا بعد ماصرخت يعني ممكن سوَّا لها شي
عبدالعزيز : لأ أنا متأكد محد جاء صوبها يعني هو دخل وأنا كنت قريب مررة مايمدي سوَّا لها شي
بوسعود : متأكد يا عبدالعزيز ؟
عبدالعزيز : زي ما أنا متأكد أنك قدامي الحين
بوسعود تنهَّد
عبدالعزيز : صاير شي ؟
بوسعود ويمسح على عينيه : بتكمل 4 أيام ما نامت , لو بس أعرف مين اللي كلمها ووش قالها لأخليه يحترق بجحيمه
عبدالعزيز ينظر إليه و رُبما عرف معنى ما قاله لها .. هل لهذه الدرجة أثَّر حديثه عليها ؟ من المستحيل أن تتأثر بسرعة ؟ لكن لم يُكلمها أحد في ذلك اليوم أنا واثق من هذا .. أنا فقط من تحدَّث إليها .. " الله يآخذني كاني جبت العيد معها " .
بوسعود لاحظ توتره : تعرف شي ومخبيه ؟
عبدالعزيز : لآ .. الله يحفظ لك بناتك و .. وو يخليهم لك
بوسعود : آمين .. وقف .. أنا رايح سلطان ينتظرنا لا تتأخر ..
عبدالعزيز : أن شاء الله ..
بخروج بوسعود .. عبدالعزيز: يالله أنا وش سويت ؟ يا غبائي بس ... رنّ في إذنه " لأخليه يحترق بجحيمه " لوهلة حسّ بأن بوسعود لو عرف فعلا سيذوِّقه الجحيم .. يعرف قوة علاقته مع بناتِه.
تفكيره تشتت بأشياءٍ كثيرة , لم يتوقعها أبدًا أن تتأثر بسرعة , يعرفها قوية جدًا عنيدة رُبما المشاعر ميتة عنِدها .. تذكَّر نظراتِها له .. كلماتها في المستشفى .. عقَّد حاجبيه وهو يتمتم : يا شقا قليبك يا ولد سلطان.

,

الهدُوء يخيِّم هذه المرَّة , مثبت هاتفه على كتفه : طيِّب طلعت الفيزا الحين ولا كيف ؟ .... أووف طيب بسرعة الله يرحم لي اللي جابوك ..... هههههههههههههه يخي قربت أقلب حليب من الحرّ .... طيب ..ههههههههههههه طيب .. يخي أقولك طيب ...... أنقلع بس .. وأغلقه وهو يربط خيوط جزمته .. رفع عينه : صباح الخير
مُهرة ولا تُرد عليه
يوسف أبتسم : صباح الورد
ولا رد
يوسف : صباح الجمال
وأيضًا لا رد
يُوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههه صباح الزوجة الصالحة
مُهرة ألتفتت عليه : يالله عسى هالصباح تسمع خبر أسوَّد يسوِّد وجهك وكل حياتك
يوسف : ما ظنتي الله يستجيب لوحدة ماترضي زوجها
مُهرة : وأنت مصدق أنك زوجي !
يوسف بإبتسامة بلهاء : للأسف أني مصدق
مُهرة : متى تسافر ؟
يوسف : تقريبا أسبوعين بالكثير وأنا بصبَّح على وجيه زينة ماهو على وجهك اللي الواحد يشوفه يقول اللهم عافِنا في دنيانا
مُهرة : وعساك ماترجع
يوسف : والله من حسن حظي لو ما أرجع
مهرة : طيب وأنا ؟
يوسف : تكيفي أعتبري نفسك بالجامعة ماهو شرط تسولفين مع كل البنات ولا هو شرط تحضرين كل المحاضرات
مهرة : ممكن لو مرة تآخذ الأمور بجدية
يوسف : وأنا صدق أتكلم ماهو لازم تنزلين تحت وتصبحين عليهم خلاص أجلسي هنا ولين عاد ماأرجع يصير خير
مهرة : متى ترجع إن شاء الله
يوسف : 3 شهور
مهرة شهقت : نععععععععععععععععععم
يوسف : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ماتستغنين عني داري بس وش نسوي لازم تشتاقين لي عشان تقوى حياتنا الزوجية
مهرة : لآ ياعمري ماأجلس 3 شهور هنا
يوسف : لا تقولين لي عُمري و حبيبي قلبي مايتحمَّل
مهرة بعصبية : تستهبل ! يعني أنا أجلس هنا وأقابل هالجدران و اهلك و الكآبة كلها ذي و أنت تصيِّف برا !! لا يا حبيبي مالي دخل تشوف لك صرفة أنا ماأجلس هنا والله لاأروح بيتنا ولا عليّ مِنك
يوسف ببرود : طيب وش تبيني أسوي يعني ؟ أنا قلت لك تبين حايل خلاص أوديك لكن وينهم تحسبين حايل بيتيين بس ؟ من وين أجيب لك أهلك وأمك بعد حتى ماكلفت روحها تتصل عليك و على فكرة عندها رقمي !! أنا مو قصدي أهينك بس خلاص أنسي هالأهل لأن هم نسوك !
مُهرة بصمت تنظر إليه
يوسف ولم يتعود على صمتها : ما بإيدي أسوي لك شي !
مُهرة بهدوء : طلقني وأنا أدبر عمري
يوسف : لا ماراح أطلق
مهرة : وليه ؟
يوسف : ما أبغى أطلق
مُهرة ودموعها بدأت بالتجمع في محاجرها
يوسف وأول مرة يلمح دموعها المختنقة , رغم أنها لم تنزل لكن واضح أنها ستبكي الآن , صمت يخيِّم بينهم
مُهرة تشتت نظراتها
يوسف بنبرة هادئة : مو 3 شهور ؟ كنت أمزح .. أسبوعين وراجع
مُهرة وعينيها في عينه .. زمت شفتيها و أنظارها لا تذهب بعيدًا عن عينَا يوسف
مُهرة : طيب
يوسف : يعني
مُهرة وتحاول أن تخفي هذه الدموع رغم أنها لم تنزل ولكن تضبب رؤيتها : يعني حتى أنا مقدر أعيش كذا زي ما أنت ما بإيدك حيلة
يوسف : وش تقصدين ؟
مُهرة : أنا ممكن يهون عندي كل شي , تسوي فيني اللي تبغى بس شي واحد لأ ؟
يوسف : وشو ؟
مهرة : ما تخليني أعيش أنا وأخوك في البيت نفسه
يوسف بصمتْ ينظر إليها
مهرة : ترضاها على نفسك ؟
يوسف : منصور ما قتل أحد
مهرة : هالكلمتين أضحك عليها قدام الناس بس علي لأ
يوسف تنهَّد : قلت لك منصور ماقتل أحد
مهرة بصراخ : إلا واللي قتله إسمه أخوي وأبوي وحبيبي وروحي .. أنا ماأرضى !! أخوي ماهو رخيص لهدرجة .. سو اللي تبغاه فيني بس ماتخليني مع أخوك في بيت واحد !
يوسف بحدة : صوتك لا يعلى
مهرة وتقترب منه وصدرها ملاصق لصدره : ماراح أعيش وياه تحت سقف واحد والله لو أهرب وسهل علي أطلع بدون لا تدري
يوسف : ماراح تطلعين ولا منصور راح يطلع
مُهرة أبتعدت خطوتين للخلف : لأنك .. تصدق حتى مافيه كلمة توصف حقارتك
يوسف : أو يمكن مافيه كلمة محترمة تقدر تجي على لسانك ... وخرج تارِكها


,

لا أحاديث بينهُمْ , الصمت يُجيد فنَّه بمقابلهم ... يعرفُون النهاية جدًا لكن الأمل موجود .. أو رُبما شيء يُدعى سخرية القدر بِه ... حظي نثروه بين نساءِ حواء و لم تُجيد واحدةٌ مِنهم جمعِه .. لا أحد .. خيبات الحياة تصفعنِي بقوة , الحُب يقهرُ الرُوح بِيْ .. يصفعني كثيرًا حتى أنني بتُّ لا أشعر بالألم .. وصلتْ لمرحلة بلا أيّ أحاسيسٍ .. موجوع جدًا لا أحد يرضى أن يداويني .. أشعُر بسخريتِهم حين تهمس أقداري " مُعافى " .. أي عافيةٍ تأتيني وأنا بـهذه الوحدة الـ تجعلني في ضياع , أحيانًا أشعُر بأن الصحة و العافية ليست بالمُهمة كثيرًا امام الوحدة .. الوحدة تُؤلِم , ماذا يعني لو أنني مريضٌ و أمامي أمي و أبي ؟ هذا خيرٌ على قلبي من الوحدة والله أنني أشتاق للناس .. و رأيت هؤلاء الناس في شخصٍ واحِد , نسيتُ ما مضى أردتُ الحياة مرةً أُخرى , لكن الحياة مرةٌ أخرى أيضًا لا تُريدني , أبتسم وهو ينظر إليها.

لو اننا في مكانٍ غير هذا ؟ أو ظروفٍ غير هذه ؟ لو أنني أحببتك قبل الحادث ؟ , أشعُر بأشخاصٍ كُثر حولي يعرفهم قلبي جيدًا و عقلي يجهلهم لكن أنتْ وحدِك من كان قلبي و عقلي يعرفه جيدًا , جربتْ الحُب و خُيِّل لي بأنه أول حُب بحياتي , أحببتُ اللحظات المسروقة بيننا .. أحببتُ مواساتِك لجرُوحي , لحزنك على تعبي , لفرحك على بسمتي , أشتاقُ إليك كُلما أنهيت يومِي " بكرا نكمل إن شاء الله " كنت أشتاق للوقتِ و للتاسعة صباحًا التي تجمعي بِك , كنت أراك صادقًا صديقًا حبيبًا , أحببتك كثيرًا , كان الفرح يتراقِص بِي ويقيم عرسًا حين تدعونِي مساءً لقهوة أو رُبما عشاء .. رُبما لم أراك في وقتِها لكن قلبي يراك يشعُر بِك , رُبما جهلتُ الكثير و حتى أنني جهلتُ نفسِي لكن لم أعرف شيئًا صادِقًا سواك , أنتْ , أنت لست طبيبًا أنت حياتي لكن : الحياةُ ضدَّنا .. أحببت قبلك هذا ما قالته أمي لكن أين هو ؟ .. أريدك أنت ولكن قلبي يُريد الحقيقة .. أريدك لكن أريد أن أرى ناصر .. أريدك يا وليد لكن أريد محوِ " لكن " التي تتطفَّلُ على أحاديثي عنك .. و أيضًا لكن لا تُريد ذلك , أبتسمت له و بعينيها تلمع الدموعْ.
وليد : وش تفكرين فيه ؟
رؤى : كيف الواحد يفقد نفسه ؟
وليد بنبرة موجعة : إذا غصّ بالحكي
رؤى : و ليه يغص بالحكي ؟
وليد : لأن قلبه ممتلي بالوجع
رؤى : واضح أني فاقدة نفسي
وليد أبتسم : ودِّي ألمّ شتاتك بس أحيانا تكون أيادينا قصيرة حيل ما تفيد أبد
رؤى رمشت فـ سقطت دمُوعها : أبتروا هالوجع
وليد : مانقدر
رؤى ببكاء : قالوا أنه متغيرات الحياة تقوِّي الحُب
وليد : و متغيرات الحياة قاسية يا رؤى


,

في مكتبْ سلطانْ *
سلطان تنهَّد : طيب بس هالفترة
بوسعود بغضب : وأنا وش ينطرني ؟
سلطان : طيب أنا ماأقولك ماراح نمسكه بس ننتظر وقت مناسب
بوسعود : سلطان لا تجنني كلنا نعرف أنه الجوهي يدعم عمار
سلطان : لو يدعمه بشكل مباشر كان عرف بموضوع عبدالعزيز ! اللي تحت الجوهي هم اللي يدعمونه وأصلا هذا مايهمنا
بوسعود بحدة : إلا يهمنا خلاص ليه ننتظر روحته لروسيا ؟ عندنا عقده و دليل واضح على التبادل
سلطان : طيب واللي معاه ماعندنا دليل عليهم ؟
بوسعود بغضب : لو هالشي صار في بناتك ما كان تكلمت بهالصورة !!
سلطان نظر إليه بإستغراب شديد
عبدالعزيز الصامت مستغرب من حدة النقاش
بوسعود بغضب ويبدُو انه وقت الإنفجار : بنتي ماهي قادرة تنام عشانهم !! لا ياسلطان كلهم ينرمون في السجن و يتنفذ فيهم الحكم ! ماراح أصبر أكثر من كذا بكرا يذبحون بناتي وأنا قاعد أتفرج
سلطان و فعلا لا يستطيع أن يتجادل معه
بوسعود بحدة : هالمرة أنا اللي بقرر !! وماراح توقف بوجهي ياسلطان
سلطان بنبرة هادئة : ماعاش من يوقف بوجهك ! بس ماينفع و الحرس منتشرين في المنطقة غير اللي في بيتك وإن شاء الله ماهو صاير الا كل خير
بوسعود بغضب : ليه منت راضي تفهم !
سلطان : أنت معصب ولا أنت قادر تفهم شي
بوسعود بحدة وقف : ماني فاهم الأنانية اللي عايش فيها
عبدالعزيز بصدمة كبيرة ينظر إليه
سلطان رفع حاجبه : أنانية ؟
بوسعود : إيه أنانية ! لأن لو حصل بأهلك كذا ماكان قلت بنصبر ونشوف
سلطان : طيب أحنا مانبغى بس الجوهي نبغاهم كلهم ! بكرا يأسسون لهم خلايا ثانية بعد الجوهي وماأستفدنا شي لازم نمسكهم كلهم من صغيرهم لكبيرهم !! وبهالوقت ما نقدر
بوسعود : نقدر نخليهم يعترفون
سلطان : ماراح يعترفون لأن مافيه دليل و مانقدر حتى نحولها للقضاء والأدلة ماهي كاملة
بوسعود : طيب وأنا وش يطمني ؟ سلطان أفهم واللي يرحم لي والديك بناتي عايشيين بخوف وهم في بيتهم !! حتى الأمان أنحرموا منه وعشان مين ؟ عشان شوية كلاب محنا قادرين نمسكهم
سلطان : طيب يا عبدالرحمن هالمواضيع مافيها أهل
بوسعود بحدة : نعم ؟
سلطان : يعني عندك 50 شخص مقابل شخصين تحمي مين ؟ أكيد الخمسين شخص
بوسعود والغضب وصل لأعلاه : يعني قصدك أهلي بالطقاق ؟
سلطان : طيب أهلي كانوا قبلك
بوسعود و فعلاً لُجِم بكلمة سلطان
سلطان بوجع : كم مرة خسرت طول ما أنا جالس على هالكرسي ؟ مين فقدت ؟ لازم نضحي وأنا ماأقولك بناتك بالطقاق .. الله حافظهم و سويت كل اللي أقدر عليه , إذا المنطقة بكبرها منتشرين فيها الأمن و حول قصرك حرس أنا بنفسي مختارهم لك و عارف أنهم كفؤ
بوسعود بصمت ينظر إليه
سلطان : بس فترة لين ربي يفرجها و نمحي قذارتهم
بوسعود تنهَّد
سلطان عقد حاجبيه وهو يدق بأصابعه على مكتبه , مزاجه وصل إلى الحضيض الآن
عبدالعزيز , للمرةِ الاولى يشعر بـ كُبرِ همّ سلطان و ضيقِه و مسؤوليته العظيمة , و للمرةِ الأولى يشعُر بأن التضحية أحيانًا تكون واجبة إن كانت إتجاه الوطنْ و للمرة الأولى أيضًا يشعُر بأن بوسعود يُجبَر على التضحية بأمن بناتِه لأجل أمن وطنْ.
يشعُر بصغرِ همومه امامهم لكن رُغمًا عنه يكرهُ تصرفاتِهم , لا أهل .. هذه الكلمة لوحدِها تجعلني أسقط نيرانٍ لا مهربِ منها.


,


عبيرْ تتأمل ملامح رتيل المُتعبة النائِمة , عينيها تائِهة تبحثُ عن وطن الآن , لو أنَّ والدتِها هُنا كيف كانت ستهتم بـ رتيل ؟ رُبما مثل والدها ستقرأ عليها آياتٍ من القرآن ولا شيء غير القرآن , كانت ستبكِي رتيل على صدرِها مثل ما تبكي على صدرِ والدها ؟ كانت ستُعانقها ساهِرة , لن تغفى عينيها و لن يرتاح قلبها أبدًا حين ترى رتيل بهذه الصورة ؟ ستسهرْ و تبكِي .. علَّها ببكائِها تخفف خوفها عليها .. لو كانت أمي موجودة كان ماأحتجتك .. كان ماأحتجت لك يا هيه .. يا أنت.
وميضْ هاتفها أفاقها من غيبوبة أفكارِها , فتحت الرسالة " قبحٌ على دُنيـَا تُبكيك "
وبهذه الرسالة تسللت رجفة لقلبِها أنتقلتْ لرِمشها , بكتْ كثيرًا و كثيرًا و بشدة و جدًا.


,

آخر الليل تُوشك على الثالثة فجرًا.

يُهاتفه : طيب مافهمت شي من نظراته يعني طريقته بالسؤال ؟
ناصر : حسيت كأنه يبي يقولي شي بس ماعرفت يعني وش ممكن بيني وبين سلطان ؟ بيننا رسمية كثير
عبدالعزيز : غريبة ؟ يعني سؤاله أكيد مو لله .. أكيد يقصد شي
ناصر : أنا حسيت كذا بعدين فكرت قلت يمكن أحد أنا متهاوش معه وكلم سلطان
عبدالعزيز : يمكن ! بس مين ؟
ناصر : حتى أنا أحاول أفكر مين اللي علاقتي معه ماهي كويسة أو أني قاطع فيه
عبدالعزيز :عقب اللي شفته اليوم ممكن أحسن الظن فيه وأقول يمكن بس سؤال
ناصر : ترى شايل في قلبك عليهم مررة ! يعني صدق أستفزوك بس عاد مو لهدرجة
عبدالعزيز تنهَّد : خلها على ربك
ناصر : الله كريم
عبدالعزيز : بكرا إجازة تعالي
ناصر : هههههههههههههههههههههههههه أنسى
عبدالعزيز : ليه ؟
ناصر : بصراحة أنا أتشائم من وجهك كل ماشفته تصير مصيبة
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههههههههه لأنك عزمتني صارت مصيبة
ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه طيب نعوضها بكرا
عبدالعزيز : الله يالدنيا صرنا نتفق على سهراتنا بعد
ناصر يجاريه : ذلتنا الدنيا وأنا أخوك
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههه ننفع لمسلسل درامي عاد الشعب الخليجي يحب الحزن
ناصر : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه تذكر سهرات باريس
عبدالعزيز : عاد تدري كل ماجت الساعة وحدة وكنت متملل أتذكر أيامنا هناك
ناصر : و طبعا أنت بعيون أبوك مراهق
عبدالعزيز : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه لما أتذكر أنه كان يتصل عليك عشان يهاوشني أقُول لهدرجة عمري توقف عند 18
ناصر : مع أني كنت أختلف معه الله يرحمه وكان يقهرني كثير وكان يعاملكم كلكم أنكم مراهقين بس والله كانت هوشاته تشرح لي صدري
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههههه الله يخلي الكف اللي خذيته منه
ناصر : مانسيت هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههه أحلى كفّ بحياتي وحتى أنت خذيت منه كف لا تحسبني بنسى
عبدالعزيز : كانت من أحلى أيام عمري صدق نهاية الليلة كانت كفوف بس وقتها حسيت بمعنى الواحد عايش حياته لو بـ طيش
ناصر : أصلا كانت أكبر همومنا كيف نكذب على أبوك
عبدالعزيز : ههههههههههههههههههههههههههههه على كثر ماهو صارم ويانا و يمنعنا من أشياء كثيرة بس كنت مستمتع كثير بخطوطه الحمراء

بنبرةٍ حادة : الساعة 10 أنت هنا
عبدالعزيز : طيب يا بابا
أبتسم : ايه بابا
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههههههههه عمري 28 وتعاملني كذا ؟
والِده : لو يشيب شعرك يا ولد سارة بضِّل أعاملك كذا
عبدالعزيز : وجِّه الكلام للي جمبك
بوعبدالعزيز : طبعا ماأنتهيت كلامي
غادة : لا والله تشيّشه عليّ
بوعبدالعزيز : من تشوف ناصر تنسى عمرها
غادة أنحرجت : يبه
بوعبدالعزيز : بالأسبوع مرة وحدة تشوفينه ومو كل أسبوع بعد
عبدالعزيز : أحب العدل صراحةً
هديل : يالله متى يجينا عريس الغفلة ويآخذني منكم
والدها : سلمي لي على الحياء
هديل : بكسب أجر وأكمل نصف دين واحد من أخوانا المسلمين
عبدالعزيز : والله أنا اللي طايح حظي لا خطبتوا لي ولا قلتوا نكمل نص دين ولدنا ولا شيء
والدته : صدق عيَّار وش قلنا لك عن أثير ؟
عبدالعزيز : يمه يعني البنت أنا أعتبرها زي أختي
هديل تقلد نبرة صوته : ماأحس بأي شعور إتجاهها , وكل بنات العالم خواته ماشاء الله
عبدالعزيز : أكرمينا بسكوتك
هديل : هههههههههههههههههههههههههههههههههههه كذاااب كأني ماأشوف عيونك تطلع منها قلوب لما تشوفها
عبدالعزيز بصدمة : أنا ؟
هديل : إيه أنت من يوم أشتغلت عندكم وأنت تتكشخ
عبدالعزيز :أتكشخ قبل لا اشوف وجهك يالبزر
هديل وهي تقف وتتمايل وتقلد نبرة والدها : الساعة 10 أنت هنا طيب يابابا لا تتأخر عشان بابا مايعاقبك ويحرم منك المسروف *المصروف*
عبدالعزيز : عاجبك يبه صرت مسخرة لهم
والده بضحكة عميقة : أسمع الكلام يابابا

عاد مع صوت ناصرْ والذكريات , الله يا باريس .. يا زوجتِي الأولى.
ناصر : جاني النوم تصبح على خير
عبدالعزيز : وأنت من أهل الخير .. أغلقه , أستلقى على السرير أفكار كثيرة تهاجمه .. أبتسم لذكرى والده , رغم معاملته القاسية له لكن كان يتلذذ ويرى كل المتعة عندما يهربْ من النوافِذ حتى يخرج في أطراف الفجر .. كانت كُل متعته يشاركها مع ناصِر بداية الفجر حين يسيرون على أرصفة باريس و ضحكاتهم تضجُّ بها الضواحِي .. شوارع كثيرة يحفظها شبرًا شبرًا , ناصِر هو الشخص الوحيد الذي كان يستمتع بسخافاتِه و يرى الفرح بأتفه الأمور معه , أمام الجميع هو بمنظر العاقِل الرجُل الذي لا محَّل للطيش في قلبه لكن أيام باريس وناصِر كان لا محَّل للعقل بينهم .. أشتاق كثيرًا لضحكاتِهم و تعليقاتِهمْ.


,

تنزِل من الدرج بخطواتٍ هادئة تتلفتُ كثيرًا بـ عينيْن خائِفتيْن , تنظر لخلفها بخوف .. دخلت المطبخْ وقلبها يكاد يخرجْ , أخذت كأس الماء وأنفاسها تتصاعَد , شربته بسرعة حتى بللت بيجامتها .. صعدت للأعلى بركضْ لغرفتها و أغلقتها جيدًا.
هالات سوداء أسفل عينيها و بشرةٍ شاحبة صفراء بـ شعرٍ غير مرتبْ تُشعر كل من رآها وكأنها مدمِنة إحدى انواع المخدراتْ.
مسكت شعرها ورفعته بأكمله بطريقة مبهذلة , جلست على طرف السرير و مرةً أُخرى يحضُر صوت عبدالعزيز " وأنا حلال ؟ ولا ماني رجَّال بعيونك "
عقدت حاجبيها من طريقته .. شعرت بغبائِها عندما أحبته , الحُب لا يدخلُ قلوب الأغبياء.
دموعها تسقطْ بحُب لشخصٍ كان من المفترض أن يحبها لكن لا يكُّن لها أيّ شعور ؟ رُبما المرة الأولى أشفق عليّ و جاملني !
رُبما أنا مجرد " لا شيء " في حياته لكن هو " كُل حياتي " . . وخزٌ في يسارِها من طريقة تفكيرها , أتى عبدالعزيز و أقتحم قلبها لتتغيَّر كل مبادئِها .. هو الشاذ في قواعِدها , تُطيع الله في كل أمر إلا مايتعلق بِه تقودها أهوائها , كبريائها لا يسمح حتى أن تبتسم دُون سبب إلا عندما تراه تشعُر بفرحة و عنفوانْ من السعادة في قلبِها .. كل شيء في حياتها جيّد ماعدا هو يفوق الجيّد أو رُبما أفضلُ شيءٍ تحقق في حياتها .. لا أقصد بذلك عبدالعزيز لكن أقصد حُبه .. هو رُبما لا يستحق حُبي لكن نحنُ البشر لا نحُب ما نُريد و متى نُريد و كيفْما نُريد .. فجأة تلتفُ خيوط الحُب حولنا , " أنا أحبه بس تصرفه يخليني أكرهه و أدري أنه الكره ماهو بإيدي ويمكن حتى لو حاولت أكرهه يزيد حبي له لكن كيف يطاوعه قلبه يهيني ؟ "


,


في الصبــاحْ *
إجازة الجميع ما عدا بُو سعود و سلطانْ لا يهنى لهم بالاً أبدًا.

هذه المرة أرتدى بدلته العسكرية لأنه سيتدربْ , أرتداها بسرعة و في الفترة الأخيرة تأخيره عن الدوام بات واضِحًا
الجُوهرة : سلطان
سلطان وهو يربط خيُوط حذاءه : هلا
الجوهرة بتوتُّر : تقدر تجي بدري اليوم يعني 8
سلطان رفع عينه : ليه ؟
الجوهرة : كذا
سلطان : مدري ماأتوقع لأن اليوم أنا وبوسعود عندنا شغل كثير
الجُوهرة : طيب بس 5 دقايق من وقتك
سلطان : متأخر مررة
الجوهرة : طيب بحفظ الرحمن
سلطان أتجه خارِجا من الغرفة ولكنه ألتفت : وشو
الجوهرة أبتسمت : لا خلاص روح
سلطان : لآ قولي
الجوهرة : كنت بسألك عن شغلة بس ماهي مهمة
سلطان : طيب قولي أنا متأخر متأخر ماتفرق
الجوهرة بكلماتٍ مرتبكة ومتقطعة والتوتر يصل لأعلاه , خشيت أن ينزف أنفها لحظتها لا مبررات أبدًا : فيه بنت أعرفها يعني . . .. أغتصبوها و أبغى أعرف كيف تبلغ عنهم يعني هي مررة خايفة وخصوصا زواجها قرّب وماتقدر تقول لأحد
سلطان : لآحول ولا قوة الا بالله العظيم طيب وزوجها يدري ؟
الجوهرة : لأ
سلطان رفع حاجبه : مايجوز تخدعه تحطه بالصورة وافق تمام ماوافق اللي حلل الزواج حلل الطلاق
الجوهرة و الآن جسدِها بأكمله يرتجفْ
سلطان : ومفروض تبلغ عن اللي أغتصبوها يمسكونه ويحكمون عليه ويكون عبرة لغيره .. ماني عارف وش هالدناءة اللي وصلت في البشر
الجوهرة بصمت تام
سلطان وهو يضع هاتفه في جيبه : بس غلطانة كثير بمسألة زواجها
الجوهرة بنبرةٍ جاهدت أن تكُون هادئة , بلعت ريقها : بس هي حرام مظلومة من حقها تعيش
سلطان : طيب وش دخل زوجها ؟ يعني هو ماهو مظلوم يكتشف بعدين أنه زوجته ماهي بنت !! .. أعوذ بالله بس من هالأشياء تجيب الكآبة .. من حقها تعيش وتبدأ حياة جديدة بس على صدق وتقول له ماهو على كذب . .. نزل للأسفل
الجُوهرة : سلطان
ألتفت عليها وهو يفتح باب البيتْ
الجوهرة لا مجال أن تخفي أكثر : آآ .. بلعت ريقها بصعوبة
سلطان : أنتي لو تجين وتسمعين مشاكلنا كان مانمتي شهر كامل ! .... يالله مع السلامة .. وخرجْ


,

بوسعود في مكتبه يُحادث سعد : طيب وش بعد ؟
سعد : ما قدرت أعرف شي بس لقاءاتها مع وليد كثيرة و شكل صاير بينها وبين أمها مشاكل
بوسعود : مستحيل
سعد : والله مدري طال عمرك
بوسعود : مستحيل أمها تخسرها بعد !! أكيد مابينهم شي
دخل مقرنْ وجلس بهدُوء
بوسعود : طيب أمورهم تمام ؟ الشقة اللي ساكنين فيها كويسة ؟
سعد : ايه أنا شفتها ومرررة موقعها حلو و جديدة
بوسعود : و صالونها ؟
سعد : مسكرته
بوسعود : كلمها عشان نشتريه منها يمكن تحتاج قيمته
سعد : إن شاء الله
بوسعود : وغادة ؟ نفسيتها كيف ؟
سعد : تبكي كثير , قبل كم يوم طلعت بروحها وجلست تبكي و بعد ساعة تقريبا جاها وليد
بوسعود تنهَّد : طيب أعرف لي وش يبكيها ؟ سو اللي تسويه المهم تطمني
سعد : أبشر
بوسعود : تبشر بالفردوس , يالله مع السلامة .. وأغلقه
مقرن : وش صاير ؟
بوسعود : لو أظمن ناصر كان قلت له وأرتحت
مقرن : اللي تسوونه غلط , عبدالعزيز وقلنا معكم حق لكن ناصر
بوسعود : وأنا بروحي أقرر لازم بعد سلطان يوافق
مقرن : هالسالفة تعوِّر لي راسي و هاللي معها مستفزة
بوسعود : مين معها ؟
مقرن بلع ريقه : أقصد . . أقصد يعني وليد يعني معها وكذا وقريب منها
بوسعود بنظرة شك : وش مخبي عنِّي ؟
مقرن أبتسم : وش يعني بخبِّي ؟ أنت تعرف بموضوعهم أكثر مني
بوسعود تنهَّد
مقرن : وشلون رتيل ؟
بوسعود : حالتها النفسية بالحضيض وماهي قادرة تنام حتى يوم عطيتها منوِّم قامت من كوابيسها
مقرن : أبعدهم عن هالجو ! يعني لو يروحون الشرقية عند عمهم دام ماتقدر تسافر
بوسعود : مقدر أحسهم يراقبوني من كل جهة
مقرن : بس جلستها في البيت هالفترة أبد ماهي بصالحها يعني بعد هي بنت أكيد منفجعة من اللي صار
بوسعود : عز قالي أنه محد كلمها منهم ! و الكلاب يوم حققت معهم بعد قالوا نفس حكي عبدالعزيز
مقرن : يمكن مرعوبة وبس
بوسعود : ليتني خذيتها معي , أهم شي أنه عبير بعد ماهي بحالتها ولا كان صدق انهبلت
مقرن : روح لمزرعتك هاليومين
بوسعود : معطيها واحد من معارف سلطان
مقرن : إيه صح تذكرت , طيب إن سافر الجوهي وعز لروسيا ولا باريس بتآخذهم معك
بوسعود : أكيد مستحيل أخليهم هنا
مرَّت ساعة حتى أتى سلطان
سلطان :آسف تأخرت راحت علي نومه ومسكتني الزحمة .. جلس بمقابل بوسعود ...
بوسعود : كلمت سعد
سلطان : وش قال ؟
بوسعود : غادة ماهي بخير
سلطان : كيف يعني ؟
بوسعود : يقول بس تبكي ويحس فيه مشاكل بينها وبين أمها
سلطان : لا مستحيل
بوسعود : هذا اللي قلته مستحيل أمها تحاول تبعد غادة عنها بالمشاكل
سلطان تنهَّد : طيب وش يبكيها ؟
بوسعود : قلت له يشوف الوضع ويعرف لي السبب
سلطان : بتكون في باريس لا رحنا ؟
بوسعود : هذا الواضح بس تصرفت
سلطان : كيف ؟
بوسعود : بخليها ترجع ميونخ عشان تبيع صالونها
سلطان أبتسم : وانت مصدق راح ترضى ! أمها عنيدة وراسها يابس
بوسعود : إلا أكيد محتاجين فلوس
سلطان : مو حوَّلت لهم ؟
بوسعود : إيه حوَّلت على حساب غادة عشان لا سمح الله لو أحتاجوا لكن بعد مايلزمهم هالصالون .. بس يثبت التاريخ راح نخليهم يروحون ميونخ
سلطان : تدري سألت ناصر
بوسعود رفع حاجبه بإستغراب : وش قلت له ؟
سلطان : ماقلت له شيء بس كذا لمحت له
بوسعود : الحين تحرص علي أني ماأقول كلمة وأنت تلمح
سلطان أبتسم : بس مجرد سؤال وأصلا شكله مافهم قلت له لو فيه إجتماع راح تترقى فيه وجاء واحد وخبِّرك أنه هالإجتماع بيوم الفلاني وهو كذب و بالنهاية أنت ماحضرت هالإجتماع و ماترقيت مع أنك محتاج هالترقية ؟ بتسامح اللي خبرك كذب
بوسعود : وش رَّد عليك
سلطان : هنا الصدمة قالي لأ .. جلست طول ليلي أفكِّر بـ ردَّه تمنيت أني ما سألته وعرفت وأكيد عبدالعزيز نفس الكلام
بوسعود ضحك : توني أكتشف أنه فيك غباء ولله الحمد
سلطان : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه أصلا أعترفت بيني وبين نفسي كنت غبي جدا يوم سألته
بوسعود : خلنا نقوله
سلطان : راح يعلم عز صدقني
بوسعود : نحاول نفهمه بالأسباب الحقيقية
سلطان : طبعا لأ , أسبابنا ماقلناها لعبدالعزيز وهو الأولى نقولها لناصر !
بوسعود : بعد حرام البنت مسكينة وش ذنبها ؟
سلطان تنهَّد : طيب وش أسوي ؟ بكيفي هو ؟ لازم كلها فترة وتعدِّي
بوسعود : أصلا وليد متقرب منها كثير
سلطان : وليد ؟
بوسعود : إيه
سلطان : خاطري أشوف هالوليد
بوسعود : تراك حاضر تخرجه
سلطان :أنا ؟
بوسعود : إيه متأكد كنت موجود
سلطان : ناسيه والله .. بس خل أحد يكلم أمها تبعدهم عن بعض
بوسعود : ماترد علينا أصلا
سلطان : ماني عارف كيف تفكر وهي موافقة على قرب وليد من بنتها وهي تدري أنها على ذمة ناصر ؟
بوسعود : والله حتى أنا منصدم منها ! معقولة مريضة ! عقلها صاير له شي
سلطان : والله حتى أنا أتوقع تصرفاتها ماهي طبيعية أبد
مقرن وقف : أنا أستأذن .. وخرج
بوسعود وأنظاره خلف مقرن : ومقرن شكله مخبي شي
سلطان : وشو ؟
بوسعود : مدري ماحبيت أضغط عليه بس واضح فيه شي مانعرفه


,

فِي الصالة الداخليةْ *

ريم تستدير حول نفسها بفستانٍ ناعِم : يالله وش رايكم ؟
نجلاء : يجنن وأنتي محليته
ريم : يافديت الذوق أنا
هيفاء : ماأحب هالنوعية من الفساتين تحسينه قميص نوم من كثر ماهو بسيط
ريم : تحبين الدفش اللي زي وجهك
هيفاء : هههههههههههههههههههههه غصب يعجبني
ريم : أحسن أصلا ماأثق في ذوقك .... *حبَّت تدخل مهرة بالاجواء* .. وش رايك مهرة ؟
مهرة : جميل
ريم : تسلمين ...
دخلت والدتها بتعب : اليوم أخذي الخبلة ذي معك أما أنا برتاح
هيفاء : أنا خبلة !
والدتها تجلس : همزي رجيلاتي بس ولايكثر حكيك
هيفاء : هههههههههههههههههههههههههههههههههههه راحت أيام الدلع !! هذي ريم بتتزوج ومحد بيبقى عندك غيري فـ حسّني العلاقات
نجلاء بإغاضه لمُهرة : بتسافرين مع يوسف ؟
مُهرة بإبتسامة مماثلة للخبث : لأ
نجلاء : أفاا ليه ؟
مُهرة : يوسف ما ودَّه
هيفاء همست لوالدتها : إن كيدهن عظيم
نجلاء : خسارة كان بيكون شهر عسل قصير لكم
مُهرة رفعت حاجبها : شهر عسل ؟
نجلاء : إيه
مُهرة : على كلمتك هذي حسستيني بزواجي
نجلاء و خيَّم عليها الهدُوء
مُهرة : مدري أنتي تغارين على منصور ولا تغارين على أخوه بالضبط ؟
نجلاء بصدمة فعلا
أم منصور وتحاول تشتيت هذا الموضوع : ترى اليوم بتجينا جارتنا العصر
مُهرة : على فكرة حاولي تجربين تستفزيني بموضوع ثاني لأن يوسف مايعني لي شي ... وخرجت
هيفاء تصفر بهبال : واحد صفر لمهرة ههههههههههههههههههههههههههههههههههه
نجلاء : يا عساها ما تهنى بحياتها
أم منصور : وش هالدعاوي يا نجلا
نجلاء : سمعتي وش قالت خالتي ! حتى أهانت يوسف بعد
هيفاء : أحيانا ودي أكون زوجة ثانية والله متعة إستفزاز الحريم ههههههههههههههههههههههههههه
أم منصور : أنتي أبلعي لسانك

في جهة أخرى
هو في سابع نومة , لو أقيمت حرب في منزله لن يشعُر بها
مُهرة متربعة على السرير بجانبه : قوم
يوسف بصوت ممتلىء بالنوم : أنقلعي عن وجهي لا يجيك كف يعلمك كيف تصحيني
مُهرة : ذي زوجة أخوك المحترم صارت تعايرني يعني يعجبك هالوضع ؟
يوسف ألتفت عليها وهو مغمض عينيه : وش عايرتك فيه ؟
مُهرة : صحصح معي عشان أعرف أكلمك
يوسف بعصبية : أخلصي لا تطيرين النوم
مُهرة : ماراح تنام و ذا المجنونة تحت عسى يارب يطيح اللي في بطنها
يوسف بغضب شدَّها ليُسقطها على السرير بجانبه , وضع كلتا يديه حولها وغرز أظافره بخصرها حتى سمع مِنها " آآآآه "
تركها : لا تدعين عليها فاهمة
مُهرة وتتلوى من الألم
يوسف أتجه للحمامْ ومهرة مازالت تعض شفتيها حتى تخفف من ألمها ولا نتيجة
دقائق حتى خرج يوسف وبإبتسامة : والله جاب معك نتيجة
مهرة : حقيييييييير
يوسف : ركزي على كلماتك بعد عشان مايجيك كف الحين
مُهرة تكوَّرت حول نفسِها متألمة بشدة
يوسف : كلهم تحت ؟
مهرة : روح يا عساك تطيح في بير ماله قاع
يوسف : أستغفر الله بس ... جلس بجانبها : وش قالت لك ؟
مهرة : ماابغى أتكلم معك
يوسف : عقب ماطيرتي النوم تقولين ماأبغى أتكلم معك
مهرة وتستعدل بجلستها ويديها على خصرها : تحاول تقهرني فيك ! تحسبني ميتة عليك وبغار
يوسف فهم الموضوع : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه واضح أنك ماتغارين
مُهرة :أغار عليك أنت !! أنهبلت أنا يوم أغار
يوسف : أنا فاهم نظامك تبينين للكل تجاهلك و أنتي في نفسك تظهرين هالإهتمام
مُهرة : لآتتفلسف على راسي طبعا لأ !!!! وأصلا قلت لها يوسف مايعني لي شي حاولي تستفزيني بموضوع ثاني
يوسف انفجر من الضحك : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههه يا سلام
مُهرة : أيه نعم أنت ماتعني لي شي
يوسف : لو ماأعني لك شي ماكان تكلمتي ؟ صح ولا ماهو صح ؟ بس لأني أعني لك الكثير صرتي تنفين الموضوع حتى قبل لا أحد يتهمك فيه
مهرة بصمت
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هه حظ أوفر بالمرات الجاية
مُهرة : مين أنت أصلاً ؟ بيكون عرس لي لما تطلقني وأرجع أعيش حياتي زي العالم و الناس
يوسف : وأنا قلت لك ماراح أطلق أنسي هالموضوع وشيليه من بالك
مُهرة : كللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللل لللللللللللللللللب و ****************
يوسف : مين الـ **************** ؟
مُهرة بحدة : أنت
يوسف وفعلا لا يوَّد أن يمد يديه عليها لكن هي من تُجبره , صفعها بقوة حتى سقطت على السرير مرةً أخرى , شدّها من شعِرها وبنبرة غاضبة وجدًا : هالكلام تقولينه لأمثالك ؟ ماهو لي !!!!!!!!!!!!!!!!!!


,

- باريسْ –
غدًا أول أيام دورتِها الوظيفية , تمشَّت قليلا هي و ضي
أفنان بملل : متى يجي بكرا وأنشغل ؟
ضي : عاد أنا ماودِّي يجي
أفنان : عاجبك هالطفش
ضي : أنتي تحبين الحركة أما أنا أحب بس أتأمل
أفنان وتنظر لوجوه المَّارة : قد جيتيها ؟
ضي : لأ , قلت لك زوجي مايقدر يآخذني
أفنان : يعني لاتزعلين بس وش هالدكتاتورية اللي عليك ؟ يعني من حقك زيِّك زي مرته الأولى
ضي : مرته متوفية
أفنان : طيب وليه مايعلن زواجكم ؟
ضي : هو عنده ظروف وأنا ماأبغى أضغط عليه
أفنان : الله والظروف الرجال زي بعض تحسينهم زي الحيوانات مايهمهم الا أهوائهم
ضي : عبدالرحمن غير
أفنان : إسمه عبدالرحمن
ضي : إيه
أفنان تنهَّدت : ماأقول غير الله يهنيكم
ضي : آمين ...
أفنان ألتفتت للجهة المقابلة وتجمدت في مكانها
ضي : وش فيك ؟
أفنان تمتمت : وليد !!!


,


يتحرك يمنة ويُسرة , لم يرتاح أبدًا .. أتت الخادمة لتنظف بيته
عبدالعزيز : آآ ساندي مدري مين ؟
الخادمة أبتسمت : أوزدي
عبدالعزيز : إيه أوزدي شفتي رتيل ؟
الخادمة : نُو
عبدالعزيز : طيب .. آآ .. أتركي هالشغل .. روحي فوق وادخلي غرفتها بشويش طيب . .و شوفيها يعني نايمة ؟ تبكي ؟
أوزدي هزت كتفيها بعدم فهم
عبدالعزيز ويتحدث معها بالإنجليزية : Go to her room and Look Is sleeping or what?
أوزدي : أوكي
عبدالعزيز : But don't tell anybody , okey ?
أوزدي : أوكي .. وخرجتْ
عبدالعزيز بدأ يآكل أظافره من الإنتظار .. أبعد كفوفه عن شفتيه وتنهَّد , يقف .. يجلس .. يسير شمالاً وتارةً يمينًا.

دخلت أوزدي بهدُوء لغرفة رتيل , ألتفتت رتيل عليها مستغربة عدم طرقها للبابْ
أوزدي أرتبكت
رتيل : صاير شي ؟
أوزدي هزت رأسها بالنفي
رتيل رفعت حاجبها : طيب ؟ وشو ؟
أوزدي : no thing .. وخرجت بسُرعة حتى لا تتعرض لأسئلة أخرى من رتيل
أتجهت لعبدالعزيز : سير
عبدالعزيز ألتفت عليها
أوزدي : tiring she had dark circles around her eyes
عبدالعزيز تنهَّد , أوزدي أنسحبت بهدُوء
عبدالعزيز : ياربي أنا وش سويت ؟ ..... يقطع شفتيه بعظِّه المتكرر وأفكاره مشتتة جدًا.
هذه المرة سيضغط على بُوسعود , رُبما التهديد يُفيد ... أفسدت مخططاتِيْ , لو أنني أتزوج عبير رُغما عنه سـ يتشتتون مثل ماتشتت أنا ؟ لكن رتيل .. مالحل ؟ . . . هذه المرة لن يقف بوجهي أحد.
أنفاسُها مضطربة وقلبُها ليس بأحسنِ حال , سلطان لن يرحمها أبدًا , هذا الواضِح .. ليتني أخبرتُه قبل أن يذهب ؟
الأمطارُ تهطل بشدة تكادُ تحفرُ بالطريق من قوتِها ، جلسا في مقاعِد إنتظار الباص المظللة ، تأفأفت من تبلل حجابها و سوادُ قدميها المُتسخة بفعل المشي ، هو الآخر أدخل كفوفه بجيب معطفه الأسود من شدة بردِه.
بحلطمة أردفت : خل أشوفها أقطعها بأسناني
عبدالعزيز وضِحكة تفلت مِنه : توبة اعطيها سيارتي
هديل : أصلا هالحمارة ذي رايحة مع ناصر بس كذا خذت سيارتك عسى سيارة تهفَّها وتفكنا منها ومن *تقلد صوتها* نصوري
عبدالعزيز : هههههههههههههههههههههه أستغفري بس
هديل بعصبية مُضحكة : خلني اتزوج والله والله لأطلع حرة طلعاتها مع ناصر بأسبوع وبتشوفون
عبدالعزيز وبمجرد أن ينطق حرفيْن يخرُج دخانًا أبيض بين شفتيه : على حسب اللي بيآخذك
هديل : دوِّر لي واحد من ربعك
عبدالعزيز : لو ماني بردان كان صقعتك بهالعمود *أشار لها بعينيه لعامُود الإنارة*
هديل بقهر تُقلد صوت غادة بإتقان مع بعض الدلع والميوعة في نبرتِها: ناصر عيوني وقلبي و حياتي و روحي و اكسجيني وبدونه ماأعرف أعيش يا عساه جحيمك يالكلبة
عبدالعزيز انفجر من الضِحك و أردف : ترى الدعاء مستجاب بالمطر لا تدعين عليها
هديل : ههههههههههههههههههههه قهرتني الله يقهر ابليس

أفاق من غيبوبة ذكراه وهو يسير بإتجاه المخرج لا يعرف الربط بين هديل ورتيل ولو أنَّ هديل أفضل بمراحل كثيرة من رتيل ولا وجه للمقارنة بينهُم ، نفث ذكراها و تفكيره ينصَّب لما فعله اليوم ، يشعُر بنارِ غضبهم من أعيُنهم ، يدرك فداحة تهوِّره و يدرك أيضًا المُصيبة التي أوقعُهم بها ، بعضُ من الحقد ينطفأ ولكن مع كل هذا : لم يرتاح.

بجهةِ أُخرى ، الغضب مُسيطر بين أحاديثهم
تنهَّد : أعرف كيف أقلب حقده عليه
سلطان : عقله مصدِّي يفكر بطريقة الحمار مايفكر فيها
بوسعود : مدري وش يبي يوصله في كل مرة يصدمني اكثر
سلطان بعصبية : ماهقيت سلطان الله يرحمه مدلعه كذا
بوسعود : بالعكس الله يرحمه كانت تربيته قاسية وحيل
سلطان : قهرني الله يقهر عدوَّه ! ناس لهم سنين ماقدروا يسوون اللي سواه وهو بـ كم يوم طلّع عيوني
بوسعود : جالس يأذي نفسه كثير حتى ماني عارف كيف اتصرف معه
سلطان : انت لا تعطيه وجه من البداية وتوافق ! خلَّه يآكل تراب وماعندنا زواج وصدقني ماراح يقدر يسوي شي
بوسعود : بس دخَّل الجوهي بالسالفة عرف يختار الوقت عشان يضغط علينا
سلطان : ذكاءه خبث قسم بالله
بوسعود : مستحيل فكَّر انه يحمي نفسه ، كذا الجوهي بيصرف نظره عنه وبيقطع الأمل انه ممكن عبدالعزيز يوقف ضدنا
سلطان : كان ممكن نبرهن للجوهي انه مستحيل عبدالعزيز يوقف ضدنا بطرق ثانية ماهو بطريقته اللي زي وجهه هالخيبة
بوسعود : كذا ولا كذا ماراح يعرف من تزوَّج ، وبخلي مقرن يدبِّر لنا فحص الزواج عشان يتم العقد
سلطان بإبتسامة رُغم مزاجه السئ : أتخيل شكله لو ماعرف منهي
بوسعود : دامه يبي يستلعن انا استلعن معه بعد
سلطان : مين الكبيرة ولا الصغيرة
بوسعود بـ حميمية الودّ مع سلطان : محتار سواءً عبير ولا رتيل إثنينتهم ماراح يعرفون ولا هو بيعرف لكن اخاف إذا عرفوا بأي طريقة
سلطان أبتسم من طاري رتيل : مهي بعيدة عن عز ابد
بوسعود وفهم من يقصد : كوبي بالتهور من عز
سلطان بتفكير عميق أردف : أنا أشوف رتيل بكلا الحالتين ممكن تتقبل الموضوع
بوسعود : بس عبير أنسب
سلطان : ممكن تكون ردة فعلها عنيفة لو عرفت
بوسعود : بس هي أقرب لي وأعرف كيف تفكر يعني ممكن تتقبل الموضوع إن عرفت انه مجرد ورق وإن شاء الله فترة وتعدِّي
سلطان بعد صمت لدقائق : ممكن !! ليتك تبعده عن بيتك مع اني ماأحسه وقح لهدرجة لكن ممكن يتقرب من بناتك
بوسعود : لا مستحيل يكون كذا ! دامه يصلي مع الإمام انا متطمن ، إذا هو عند عيني وماني قادر اسيطر عليه شلون لو يبعد !!
سلطان تنهَّد : المهم أنَّه هالمجنون مايعرف مين من بناتك والأكيد انهم ماراح يعرفون من طريقك

،

مُنذ أن أتت وهي تتجنبُ الحديثِ معها ، تجاوبها بإيجاز وتُنهي أيُّ بابٍ للنقاشِ تفتحه.
هي الأُخرى مُستغربة تصرفاتها في الساعات الأخيرة منذ ان علمت بأمر زواج اختها من سلطان وأمرُها في حيرة.

نشفت شعرها المُبلل بعد ما تقيأت في العمل بكثرة ، رفعت عينها على أفنان الواقفة بمقابلها
أفنان : عسى صرتي أحسن ؟
ضي هزت رأسها بالإيجاب دُون أن تنطق حرفًا
أفنان أمالت فمها بحيرة : طيب انا بحاول أنام ساعة على الأقل ، تمسين على خير .. ودخلتْ لغرفتها
ضي بخطواتِ سريعة توجهت لهاتفها و أرسلت رسالة " متى مافضيت كلمني "

،

أمام نافِذة تتصببُ ماءً و سماءٍ داكِنة ممتلئة بالغيم بين حرائرها شمسٌ غائبة ، باتت تشكُ في نفسِها بعد نفي والدتها لخروجها مع وليد و حديثها أيضًا ، تشعُر بأنها تتذكّرُ حقيقة وليس خيال ، دمعها لم يتوقف ينهمِر كـ مطرِ باريس الآن.
ترمشُ كثيرًا علَّها تُسقط أوجاعُها ، بحديثِ النفسِ تضيق نفسَها " رُبما حتى لا يُوجد شيءٌ إسمه عبدالعزيز أو سلطان العيد أو حتى غادة ، من الممكن أنني توهَّمت ، إن كنت فعلا لم أخرُج مع وليد إذن ناصر و عبدالعزيز و سلطان و غادة هُم وقعٌ من خيالي . . . أُمي مهما كان لن تُضايقني بتكذيبي لن تستطيع أن تجرحني . . أحيانًا أفتقِد أُمي و هي بجانبي "
قاطعها صوتُ هاتِفها ، أخذته لترُد على وليد بصوتٍ واضحٌ عليه الإجهادُ من بكائِها : ألُو
وليد : السلام عليكم
رؤى : وعليكم السلام والرحمة
وليد : وش فيه صوتك ؟
رؤى قاطعته بالسؤال : متى آخر مرة شفتك ؟
وليد : بالمطعم لما سألتيني كيف نفقد نفسنا
رؤى : أمي تقول اني ماطلعت معك هاليومين
وليد بإستغراب صمَت
رؤى بإختناق : ماني عارفة مين أصدِّق ! أكذب نفسي واصدق امي ولا وش أسوي ؟
وليد : متأكدة قالت لك كذا
رؤى بعصبية : حتى انت تشك فيني !!
وليد : مو قصدي بس
رؤى تُقاطعه : بنجَّن أصدِّق مين ولا مين
وليد : لاتكذبين نفسك
رؤى بنبرةٍ هادئة : طيب ليه تكذب عليّ
وليد : لا تزعلين من كلامي بس أمك تصرفاتها جدا غريبة أحسها تضرك اكثر من انها تنفعك
رؤى مُلتزمة الصمت
وليد يُكمل : و أنا ماني راضي أبد على علاقتنا هذي ، يارؤى فيه شي واحد أؤمن فيه أنه شي بالحرام ماينتهي بـ يُسِر لكن نقدر نقلب هالحرام حلال ، أبيك زوجتي أبي أستقر ويكون لي عايلة لكن أمك واقفة قدامي لا هي معطتني حق ولا باطل
رؤى و كأنَّ دمُوعها تسلكُ جوابًا.
وليد : مقرن إن كانه أبوك فهو حيّ أو ان كانت هويتك مزورة على اسمه فهذا شي ثاني
رؤى وقلبُها يتسارعُ بشدَّة ، ضعيفة جدًا و هزيلة.
وليد : أُمك لازم تعلمك بكل شي ! كيف اقدر اخطبك من مقرن ولا من مين بالضبط ؟ يا رؤى ماأبي أقسى بكلامي عليك لكن هذي الحقيقة امك تكذب كثير وفي كل شي تناقض نفسها
رؤى و تكاثُر الخيباتِ على جسدها الهزيل أماتَ الشعُور بِها ، لا ردة فعل حيال حديثه لا شي يصوِّر لها أبٌ حيّ تعيشُ اليتم دُونه . . . أجهلني و أجهلُ ما يُوجد يسار صدري.

،

في زحمة أفكارِه ، تضايق جدًا و جدًا - الدناءةُ تتسلل إليه بسلاسة ، بين أُصبعيه سيجارة و كفِّه الاُخرى مُثبتة الهاتف على إذنِه : طلع متزوج بنته . . . . لا ماينفع أبد . . ماأبغى ادخل نفسي بمتاهة يكفيني اللي انا فيه أخلص أموري مع صالح وساعتها افكر بعبدالعزيز . . . . . . إيه . . . لا صفقة ضخمة إن شاء الله نآخذ منه السيولة عشان نعرف نوقف الكلب واللي معه . . إيه أكيد . . . . . *دفن سيجارته على طاولة مكتبه المطلي بالفخامة* نعمممممم . . كيف كيف ؟ لحظة وش يطلع ؟ . . . . كان مع عمَّار ؟ . . . . . . . . . . . إيه وبعدها ؟ . . . حسبي الله . . . . . إيه كمِّل . . يعني كان يتجسس على مخططات عمَّار منه ؟ . . . والحين وين راح ؟ . . . . . . . . إيه يقولون سافر ومعاه بنته ! . . وانا كنت متأمل فيه لكن طلع معاهم وشكلهم غاسلين مخه بعد !! . . . . . . . بعرف كيف يتزوج بنت الحمار الثاني . . أنت شف أبحث لي بالموضوع . . . . . . الحين مشغول مع صالح نبي تتم صفقتنا بدون مشاكل . . .

بجهةٍ أُخرى
أمام شاشة عرضٍ متوسطة الحجم بجانبها شاشة تكبرها كثيرُا ، تبدُو الغرفة مجمَّعِ شاشاتٍ متفاوتة الأحجام تُحيطها من كل زاوية من كاميرات المُراقبة.
متعب أنزل السماعة السودا الضيِّقة من أذنيه : عرفوا بموضوع عبدالعزيز مع عمار
أحمد يحك جبهته بقلق : اليوم شكلهم معصبين بعد سالفة عبدالعزيز والله لو أقولهم الحين بيدفنوني
متعب تنهَّد وهو ينظر من خلف الزجاج خرُوج سلطان : نقولهم بكرا
أحمد : المصيبة إن عرف شكل عبدالعزيز تراه ماأتغير أبد اذا اللي كانوا مع عمار عرفوه يوم اعتدوا على البيت وكان بيروح فيها عشان موت راشد
متعب : المشكلة باللوك هذا صاير فيه شبه تقريبا مع صالح اللي اصلا ماشافه الجوهي لكن لو شاف صورة عبدالعزيز بيوضح انه صالح هو عزيز !
أحمد وينظُر أيضًا لبوسعود الخارج من مكتب سلطان و غارق في شاشة جوالِه : عساهم يروقون بكرا مالي خلق يطلعون حرتهم فينا
متعب أبتسم : هذا اللي هامك
أحمد : بوسعود أتحمله لكن بو بدر لا والله لا عصب ماأحب احاكيه بأي شي يجلس يمسخرني قدام الكل
متعب : مالنا دخل بكرا نقوله وهو كيفه يروح يعصب على عبدالعزيز
أحمد : هههههههههههههههههه دام عبدالعزيز ماعليه خوف ماشاء الله يقدر يراددهم بكيفه

،

في سيارتِه مُثبت السماعة بإذنه ويُحادث ناصِر : وبس هذا اللي صار
ناصر : لحظة خلني أستوعب
عبدالعزيز : ههههههههههههههههههه والله شعور أنك حقير حلو
ناصر : من جدك !! أنهبلت ! أتحدى اذا كنت مبسوط الحين
عبدالعزيز : يعني مقطعتني الوناسة من قبل على الأقل اوقفهم عند حدهم زي مامنعني من العلاقات هذا انا اجبرته على علاقة ومع بنته بعد
ناصر بإستهزاء : كفو والله انك رجَّال الله لايضرك
عبدالعزيز : انا ماقلت لك عشان تتطنز
ناصر : لأن حركتك جدا دنيئة و أسمح لي عزوز حركتك ماتطلع من رجَّال
عبدالعزيز تنهَّد وهو يقف عند الإشارة
ناصر : يعني كيف تجبره ؟ هذا هو بيقهرك وماراح تعرف مين ! وش أستفدت بس إسم انك زوج بنته ؟ طيب أي بنت ؟ ماتعرف ولا راح تعرف
عبدالعزيز : مايقدر يخبي عليّ بقراه بالعقد
ناصر : حتى هي ماراح تعرف لأن بوسعود اللي بيوقع !
عبدالعزيز : مايهمني تعرف ولا ماتعرف
ناصر : وفرضًا قدروا يخبون اسمها وش بتسوي ؟
عبدالعزيز وشعُور بالقهر من الآن بدا يتسلل إليه : مستحيل
ناصر : انا اقولك افرض
عبدالعزيز : أستغفر الله ماهو موفقني ابد
ناصر : من فعايلك ، أركد و لا تحط في بالك سلطان ولا بوسعود ولا مدري مين ! حط في بالك إسم السعودية و ديرتك واتركهم ماعليك منهم خلهم يسوون اللي يبونه اهم شي تنفِّذ أوامرهم لمصلحة هالوطن لا تفكِّر انها لمصلحتهم وكل شي يتسهَّل ، كلها فترة و ارجع باريس ما جاك من الرياض الا الشقا
عبدالعزيز : وأنت ؟
ناصر : أرجع باريس وبطلب نقل لفرعنا هناك
عبدالعزيز : بديت أفكِّر أنهي هالشي واستقر بباريس زي قبل بعيد عن هالزحمة والقلق
ناصر ويريد أن يُلطف جوَّه : ماهي شينة اثير
عبدالعزيز ضحك بوضع مزاجه المتدحرج للأسفل : ههههههههههههههههههههههههههه أبد ماعندي مانع تكون زوجتي
ناصر : لو أنك مهجِّد شياطينك على الأقل تحبك وين تلقى بس
عبدالعزيز يستدير لشارِع قصرِ بوسعود : ماتعجبني حياة الفري واختلاطها و كلهم أصدقائها وماأعرف وشو هذا زميلي وهذا مثل أخوي
ناصر : أنت وش يعجبك أصلاً !!
عبدالعزيز : هذا اللي ناقص بعد أتزوج وحدة تطق حنك مع اللي يسوى واللي مايسوى
ناصر : أشوى تطمنت أنك للحين عزوز اللي أعرفه
عبدالعزيز : هههههههههههه لهدرجة !! من زمان تعرف رايي بالحريم وش بيغيره
ناصر : مدري عنك ماعاد نعرف لتصرفاتك
عبدالعزيز : بس قناعاتي ماتتغير ! عُمرها الرخيصة ماتكبر في عيني

،

ماذا تُريد الجوهرة من والدها ؟ هل ستُخبره ؟ كيف ستُخبره ؟ و هل سيكُون بحضور سلطان ؟ مستحيل أن تتجرأ ؟ هي جبانة لا تقوى على الحديث حتى مع ذاتِها ؟ لن تصبر أكثر و لا أحد سيُصدقها ! لن يشك واحِد بالمية عبدالمحسن بيْ ، لن يستطيع حتى التفكير بطريقة الجوهرة ! هي المُذنبة وليس أنا ! أما سلطان لم يُعرف أبدًا بـ حنيَّتِه .. قاسي على الجميع كيف سـ يُصدقها او حتى يُشفق عليها لن يحاول حتى لمجرد المحاولة أن يُصدق ما ستقوله ، أنا واثق أمامهم لن تستطع أن تواصل الحديث لو فعلا خططت بإخبارِهم ، الآن يجب أن أختفي عن أنظارِهم ، جوازي بحوزة عبدالمحسن ولو أخبرته سـ يشك بالأمر ! رحلة مؤقتة عِند مسفر لجدة قد تُجدي نفعًا.
فتح دولابِه ليُجهِّز شنطة متوسط الحجم وضع بعض الملابس الضرورية بإستعجال ، أرتدى ثوبِه والشماغ على كتفِه ، أغلق أزارير ثوبه أمام المرآة ، ملامحُه بِها شبه كبير من عبير ، رُغم هذا و ماحصَل إلا أنَّ معزةُ رتيل و عبير مازالت تزداد في يسارِه و الشوق لهُما يكبر أيضًا.

،

بُوسعُود ما إن رأى رسالتِها حتى أتصل وأتاهُ صوتها الناعم : الُو
عبدالرحمن : مساء الخير
ضي : مساء الناس القاطعة
عبدالرحمن : أنا قاطِع ؟
ضي : اللي مايفرحني بشوفته 5 شهور قاطع
عبدالرحمن : وقتي ماهو بإيدي
ضي : وشوقي بعد ماهو بإيدي
عبدالرحمن : تشتاق لك الجنة
ضي : آمين ويَّاك ، إيه قولي وش أخبارك ؟
عبدالرحمن : بخير أنتي بشريني عنك ؟ وكيف الشغل
ضي : من أول يوم واضح انه مُتعب مرة
عبدالرحمن : أهم شي تشغلين وقتك ، كيف السكن ؟
ضي : ماشي حاله و اللي معي حبوبة
عبدالرحمن : لا تثقين بأي أحد بسرعة
ضي : تطمن من هالناحية
عبدالرحمن : مين اللي معك ؟ إسم ابوها أوعايلتها
ضي بتوتر كبير أردفت : مدري يعني ماسألتها
عبدالرحمن بإستنكار : معك وما تعرفينها ؟
ضي أرتبكت فـ ألتزمت الصمتْ
عبدالرحمن : ناقصك شي ؟
ضي : حبيبي ماتقصِّر ... بتجي باريس هالفترة ؟
عبدالرحمن : مدري يمكن نجي ماهو أكيد عشان الشغل بس بناتي بيكونون معاي
ضي : على هالطاري شلونها رتيل الحين ؟
عبدالرحمن : الحمدلله نفسيتها صارت احسن
ضي : الحمدلله وعبير ؟
عبدالرحمن : الحمدلله ماعليهم
بعد صمتٍ لثواني طويلة ، أردفت ضي : أحس بوحدة فظيعة يعني لو يومين تجي هنا
عبدالرحمن بتنهيدة : مقدر يايبه حتى وقت لنفسي وبناتي ماني لاقي
ضي بضيق : ماني عبير ولا رتيل عشان تقولي يايبه
عبدالرحمن بضحكة طويلة يعرف عقدة ضي جيدًا ، أردف : حقك علينا
ضي : زين سمعنا هالضحكة
عبدالرحمن : لأني متضايق وطلعت لي مصيبة فمزاجي مش ولا بد
ضي : سلامتك من الضيق ، وش صاير ؟
عبدالرحمن : شغل ماينتهي
ضي : دبِّر لك إجازة تغيِّر جو و ترتاح و سلطان ماراح يقصر يمسك عنك يومين
عبدالرحمن : مقدر
ضي بعد صمت لثواني طويلة : لا تعيِّشني بوحدة مرة ثانية يكفي اللي مضى
عبدالرحمن يُثبت بكتفه الهاتف و يُشغل سيارته : إحنا وش أتفقنا ؟
ضي وتحاول أن تتزن بنبرتها التي توشك على البُكاء : أنا ماأتذمَّر ولا أقولك أضغط على نفسك لكن حسسني أني مهمة بحياتِك
عبدالرحمن يُسند ظهره و تنهيدةٍ أُخرى يطلقها بصمتْ
ضي مع صمتِه رمشت عينها فـ بكت ، أردفت : لو ماأرسلت لك المسج مافكرت حتى تكلمني
عبدالرحمن يستمِع لعتابِها بهدُوء
ضي : بعد كل اللي شفته عوضتني فترة وبعدها أهملت حتى نفسك عشان شغلك اللي مايخلص وبناتك و أشياء كثيرة تنشغل فيها وتنسى نفسك و تنساني
عبدالرحمن : خلصتي ؟
ضي ونبرتها تُشاركها البُكاء برجفة : مالي حق اعاتبك ولا اقولك شي ، آسفة نسيت مين أنا !
عبدالرحمن : لاحول ولا قوة إلا بالله واضح انه نفسيتك ماهي تمام وقاعدة تفرغين
ضي ببكاء : ليه تبخل عليّ ؟
عبدالرحمن : قلت لك مليون مرة أنه وقتي ماهو بإيدي
ضي بصمت و بُكاءها هو مايصل لـ بو سعود.
عبدالرحمن : ضي
ضي بنبرةٍ مقهورة : تعاملني كأني ولا شي !!
عبدالرحمن : مين قال انك ولاشي ؟
ضي : افعالك اللي تقول ، كان ممكن تخلق لك مية طريقة بهالخمس شهور عشان تشوفني
عبدالرحمن : متى ماهديتي كلميني
ضي : انا هادية بس
عبدالرحمن يُقاطعها بحدة : لا بس ولا شي !
ضي : حرام أفضفض لك عن اللي مضايقني ؟ اذا حرام خلاص كلمني كل 5 شهور *أردفت كلمتها الأخيرة بسخرية على حالها*
عبدالرحمن ألتزم الصمت فـ غضبه من عبدالعزيز الذي يكاد يسكن هاج مرةٍ أُخرى بضغط ضي عليه و تكاثر مزاجه السيء من ضي و عبدالعزيز أيضًا
ضي : متضايقة من كل شي ..*بتردد* عبدالرحمن قول لبناتك
عبدالرحمن بغضب : نعممم !!
ضي برجاء : أنا متأكدة انهم ماراح يعارضون
عبدالرحمن : وانا خايف منهم عشان يعارضون ولا مايعارضون ؟ عندي أكثر من سبب وانتي عارفته كويِّس
ضي : طيب حس فيني والله تعبت حتى من نفسي ، مافيه أحد اعرفه ولا احد اكلمه ! حط نفسك بمكاني تمر شهور ماأنطق فيها حرف مع احد !!
عبدالرحمن ببرود : صادقي اللي معك بالشقة
ضي : الشرهة علي متصلة ابي أسمع صوتك وأرتاح وزدتها عليّ
عبدالرحمن بجفاء : مع السلامة
ضي أنهارت ببكائها و هي تضغط على زر إنهاء الإتصال ، عندما تفقد خياراتِها من هذه الحيَاة ، عندما تُفقِد مُسمى " عائِلة " ، حين يُشطب إسمها من لفظِ " عائِلة " ، لا شيء يستحق هُنا الحياة ! لا أب لا أم لا أخ لا إبن ولا حتى زوج يُعوِض الفُقد الذي صابها ، يعوِّض خريفُ عمرها الممتلىء بالغياب ، عبدالرحمن رُغم أفعاله إلا أنَّهُ يبقى الرجل الوحيد الـ أُحب و الرجُل الوحيد الذي لن أستطيع الإنسلاخُ مِنه ، يبقى الحبيب مهما حدث.

،

 
     ،

-

التوتُر يعتليها ، قلبٌ يهبِط بشدة على صدرها الرقيق ، نبضاتُها تخدش هدوئها ، تعدُّ اللحظات ، ماذا يعني لو علمت بموعِد الوفاة ؟ يا أنتِ غدًا يومُ مقتلك كيف لي أن أتصرف ؟ لن يأخذني سلطان بالأحضان و لن يبتسم أبي لي و كأنه وقعٌ من الجنون يستطيعُ تصديقه ! كيف أُخبره عن أخيه ؟ لو علِم عمي عبدالرحمن كيف سينظُر ليْ ! الطلاق هو مايحكيه منطقي ولكن قلبي يعضُّ أصابعه بـ ندم كيف بسهولة أنجذبت نحو سلطان ، رأيته أبي و أخي و حبيبي و أشياءُ أخرى لا تُحكى ، كل هذا كانت عيناي تقُوله ، كانت عيناي تتقرب منه وقلبي يُعينها ! أما أفعالي تنبذه تحاول البُعد .. أنا أحبه.
أبو ريان : تأخر سلطان !
الجوهرة : إن شاء الله يجي بدري
ابو ريان : لأن ماجبت شي معاي ماأقدر أجلس يوم ثاني
الجوهرة أبتسمت بقلق ، تشعُر بالدوار بمجرد أن تحكي له
رفعت عينها للباب الذي ينفتح ، بمجرد دخوله و إبتسامته الشاحبة ترفرف الدمعُ على هدبها
سلطان يُسلِّم بحرارة على والد الجوهرة : أعذرني صارت لنا مشكلة وتأخرت
بوريان : ولا يهمك
سلطان : شلونك ؟ وشلون الأهل
بوريان : الحمدلله كلهم بخير أنت بشرنا عنك
سلطان بتنهيدة : الحمدلله .. جلس يُريد أن يتنفس براحة و مازال بقايا الغضبْ على ملامِحه
بوريان بإبتسامة : هذا زوجك وجاء وش اللي تبين تقولينه
سلطان وعينه على الجوهرة : من أمس ومنشغل بالي ، عساه خير
الجوهرة و كلمة " زوجك " يرددها قلبها ، نبضاتُها فوق الحد الطبيعي و الخطير أيضًا ، تكاد تغصّ في أكسجينها
واضح جدا غضب سلطان حتى لو حاول يُخفيه بإبتسامته هذه
بوريان : تكلمي يا عيني
الجوهرة مُرتبكة جدًا ، دماء تنزل من أنفها حارقة من تلخبُط دقاتِ قلبها ، أخذت منديلا : اعذروني شوي
بوريان بخوف وهو ينظر لدمائِها
الجوهرة و تأخذ نفسًا عميقا لتردف : آآآ .. أبي أقولكم موضوع صار من زمان بس لازم تعرفونه
سلطان الهادئ يُراقب هبوط صدرها و إرتفاعه المُخيف و عينٌ أخرى تراقب عينها المُرتجفة
بوريان : نسمعك ياقلبي ، خايفة من وشو ؟
الجوهرة الواقفة امامهم ، بدأت فكوكها تصطدم ببعض لترتبك حروفها و تكثُر تأتأتها : كان مفروض ينقال من زمان لكن *بدأت دموعها هُنا بالسقوط والإنهمار*
بوريان وقف يُريد ان يقترب منها ولكن الجوهرة قاطعت إقترابه : يبه أسمعني للأخير ، بكون بخير لا حكيت لكم
سلطان ومازال مُحافظ على هدوئه ينتظرها تتحدَّث
الجوهرة و هذا الأمر المهوِّل لها ينزف معه انفها و دموعها و ربكةُ حروفها و نبضاتٍ مُتعالية ودوارٌ يُهاجم دماغها .. و أشياء مُتعبة يبِّح معها صوتها فقط لتُخبرهم بما حدث بالماضي ، عيناها على والدها ، الآن في نوبة بُكاء بمجرد أن رأت تقاويس عينيه المُهتمة لها
سلطان و عقله متوقف لا يُفكر بشيء ، بصوتٍ هادئ : الجوهرة
رفعت وجهها المُحمَّر من البُكاء و تجمع الدم بٍه
سلطان : منتي مضطرة تقولين شي
الجوهرة أغمضت عينيها و هي تقُول : لازم تعرفون
بوريان : طيب أجلسي أرتاحي وش هالموضوع اللي ملخبطك كذا
الجوهرة مازالت واقفة : ممكن بس ما تقاطعوني أتركوني أحكي وأرتاح
و قلبها يعتصر من الألم ، أيُّ جرأةٍ غبية في نظرها سلكتها ؟ ليتني كنت صامتة و لا عذاب اللقاءِ هذا
كل هذه السنين هيِّنة جدًا ولا هذا اليوم
كيف ألفظها ؟ لساني لم يعتاد على كلمةٍ مكونة من 6 حروف " إغتصاب "
7 سنوات ابلعُ هذه الكلمة ، 7 سنوات اتجاهل حروفها ، 7 سنوات ألُجم بهذه الحروف ، 7 سنوات كيف أنطقها الآن ؟
7 سنوات أشهقُ بأنفاسِ حارقة تُدعى " إغتصاب " كيف أزفرها الآن ؟
لم أعتادُ أن أخرج السواد في زفيري ؟ لم أعتاد أبدًا على البُوح ؟
قوةٌ أشعُر بها بجناحيّ قلبي تُلقب بـ " رحمة الله "
يالجوهرة أنطقيها ، أنطقيها يا رُوحي ، أخبري ما أختبئ بقلبِك سنوات ! أخبري الأعيُن المنتظرة كيف الصبر كتم أنفاسي ليلا و سلب راحتي نهارًا ، أخبريهم كيف كان لون الإختناق وشكله.
بُكاء بل نهرًا على ملامِح مُحمَّرة الآن.
مازالا يحترمان رغبتها ، صامتان لا ينطقان بشيء.
يُراقبان تفاصيلها الباكية ، الوالد يخشى على إبنته من الموت في هذا الموضع بعد ما رأى شُّحَّ إبتسامتها و بُكائِها ، مُصيبة آتية هذا ما يتوقعُه قلبِه.
اما الآخر .. أما الزوج .. أما الحبيب ...... يخشى الحقيقة و . . . نقطة على السطِر.
تمسح الدماء التي لا تتوقف ، تمسحها من جهة لتنزف مرةَّ أُخرى.
بنبرةٍ موجعة : كيف أقولها ؟ .... أنفاسها تتصاعدُ بخوفٍ منهما ، أنفاسها تُشعرهم بأنَّ المُصيبة موجعة جدًا.
بعينيْن ماطرة يُحيطها هالاتٌ حمراء : أنا ... ياربي .. *أخفضت رأسها و يديها تتشابك في طرفِ بلوزتها* أنا ... اللهم كن معي ..*دُعائها يُربكهما*
يارب يارب ... *وعيناها الهاربتان من سلطان تسقط عليه وبسقوطها تنهارُ بمطرٍ لا يهدأ*
أكملت و الدموع تُكمل سيرها لتختلط بالدماء : ياربي .. يامُعين .. *تصادمت فكوكها لتُردف* كيف أقولها ياربي
بوريان برحمةٍ على حالها : يارُوحي وش اللي كيف تقولينه
الجوهرة عضت شفتها السُفلية بقوة لتنزف هي الأخرى
الزوج المُنتظِر عقد حاجبيه من منظر دمائِها ، أيُّ حقيقةٍ تُوجع هذه ، لا نريد معرفتها مادامت تهلكها لهذا الحد
الجوهرة تُقاوم ، كل هذا البُكاء و حُمرة الدماء و إنهيارُ عِرقها و دقاتُّ قلبها .. قادرة برحمةٍ من الله أن تتجاوز كل هذا
غصةُّ بلسانها ليست قادرة على بلعها ولا حتى تقيؤها ؟ كيف تنطق ؟ علِّمني النطق يا خاطِف اللونَ من قلبي ؟
أنظارُها على سلطان و حكايةٌ تُخبرها عينها ،
بنفسٍ عميق : لما رحت الرياض و تركتوني عشان دراستي بثالث ثانوي
بوريان : إيه مع ريان
بوجع : و تركي
بوريان : ايه تركي بعد
الجوهرة : في ذيك الليلة . . . آآآ . . *أغمضت عينيها لا تُريد الرؤية أبدًا لا تُريد أن ترى إنكسار والدها ، مُوجعة جدًا أن ينكسر ظهرُ والدها بسببها و آآآآه من خيبة سلطان و وجعه*
تُكمل والكلماتُ ترجف : مقدرت أتكلم كل هالسنين ، مقدرت لأني خفت .. خفت من أشياء كثيرة ، خفت عليك يبه وخفت منك و خفت من كلام الناس ، بس الحين مقدر أسكت لأني ..............*عيناها تستديرُ لسلطان* لأني ... لأني تزوجت و لازم أبني حياتي من جديد و لأن سلطان ما يستاهل أني أبدى حياتي معاه بهالصورة
بوريان الجاهل عن ماذا تتكلم و سلطان العارف بتفاصيل ما تقُول.
سلطان بمُقاطعة حادة : ما شكِيت لك
الجوهرة : أتركني اكمل
سلطان وقف وبنبرة الغضب : لا مايصير تقولين لأبوك هالحكي
الجوهرة : سلطان واللي يخليك لازم يعرف
سلطان بحدة : الجوهرة
بوريان : منتي مجبورة تقولين أشياء صارت وانتهت كلنا نخطي بس نبدأ من جديد دام لنا رب غفور
الجوهرة ببكاء الضُعف وصوتها يختفي شيئًا فـ شيء : بس أتركوني أكمل
سلطان بغضب لم يستطع ان يسيطر عليه : أنتهى الموضوع
الجوهرة بإنكسار تترجاه : دقيقة
سلطان والغضب يُبصر من عينه : ماكنت متوقع اني مرعبك لهدرجة !!!
الجوهرة و خيبةٍ أُخرى : منت مرعبني أنا .. أنا يا سلطان .. نبضُها يخدش الحروف من بين شفتيها في هذه اللحظات
تراجعت عدة خطوات للخلف و بنبرةٍ قطعت بها حسرةٍ علقتْ من 7 سنوات و هذه ثامن سنة لن أكملها أبدًا و الغصاتُ تنتظر ماءٌ طال إنتظاره ، أرضي اليابسة لم يعُد ينفع معها ماءً ، جاء وقتُ آخر جاء وقتٌ تموت به الأرض أو تحيا ، أختار يا قلبي إما حياةً او موتْ ، فـ سُقيا الصدقات لا تُجدي نفعًا : في نوفمبر 2005 أنا . . أنا ماني ..
بمنظرٍ ينحني الجميعُ لأجله شفقةٍ على حالها وهي تضع كلتا كفيَّها على أذنيها و مُغمضة عيناها ، تنطق بحروفٍ سريعة : ضيَّعني تركي ... رجعت للخلف أكثر لتتعثر بعتبات الدرج وتسقط على الدرجة السابعة.
فتحت عيناها ، تنظر لوالدها الغير فاهم ، الغير مُصدق
بوريان بنبرةٍ خافتة : ضيِّعك بأيش ؟
الجوهرة و عيناها غارقتان بدموعٍ مالحة تمُّر على دمائِها الحامضة و ملامُحها المختنقة تنطق : سـ سـ .. سلط .. ماهو أول *وكأنها ركضت مسافةً طويلة حتى أن الإرهاق والإجهاد واضح بين كلماتها التي تأتي متقطعة* .. ماهو أول ... رجَّال .... *لم تُكمل لم تتجرأ أن تكمل أبدًا*
والدها و غصَّ بـ ريقه و هو يستنتج " الشرف " و ملامحها تخنقه أكثر .. كيف لعقله أن يُصدِّق هذا الجنون ، أخي ، أبني الآخر ، تركي ، مستحيل ! ! كيف أستوعب ! كيف تُنطق ! و انا بمجرد طيف التفكير تحشرج بها صوتي ، تُركي ! هل أنا أحلم أم ماذا ؟ إبنتي مع تُركي ؟ أم تُركي دلَّها على طريقٍ فاسد !
عقلي متوقف .. متوفي , تُركي !!!
الآخر ، أيّ جمودٍ يتصف به الآن ؟ أيُّ برود يخنقه ليجعله واقفًا ! كيف يقف و هو يسمع بضياعِ الشرف ! كيف ضاع ؟ كيف يتزوَّج بإمرأةٍ أضاعت شرفها ؟ أيُّ منطق يقبلُ بهذا الزواج ! أيُّ عقلٍ يحكم عليه أن يصدقها ، هذا السبب ، هذا ما كان يقف عائقًا ، أيُّ إستغفالٍ لسعني ؟ أيٌّ غباءٍ أشعر به الآن ! أيُّ كرهٍ أحمله لكِ يا خائنة.
والدها بنبرة شك : شرفك ؟
الجوهرة و بإنهيار تام و إن كان هناك درجة فوق التام فهي تقف على قمتها وبنبرةٍ موجعة مرتبكة : تحرش فيني .. والله مالي ذنب .. والله يبه *تُردد الحلف بقهر المظلومين *
إنكسارٍ يطعنُ بظهره ، أخيه ؟ أختنق الدمُّ في قمةِ رأسه ، أنحنى ظهره و عيناه على الأرض ، جنون ما يسمعُ بِه ، جنون ... جنون يا عبدالمحسن ؟ تُركي لا يفعلها ، تركي قائِمًا مُصلي لا يتحرش بإبنتي ؟ و أبنتي حافظة القرآن كيف تتحرش بِه كيف تقودها قدميها للحرام ؟ زنا أم إغتصاب أم ماذا ؟ قُل لي زنا و أقتلني و قل لي إغتصاب و أنحرني.
سلطان و لم يتمنى الإختفاء أبدًا كما يتمنى الآن الزوال من هذا الجنون ، أغمض عينيه يُحاول التصديق ، يحاول أن يحكم غضبه يحاول أن يسقط السلاح بعيدًا عن خصره قبل ان يُفرغه برأسٍ هذه الإمرأة !!
الجوهرة الساقطة على عتبات الدرج و قطراتُ دماءٍ حولها و عيناها المكسورة تترجى : والله
بخطواتٍ غير مفهومة ، يقترب منها
صعدت بقلةٍ حيلة درجاتٍ أخرى للأعلى ، عينا سلطان تُرعبها الآن
تجاهل وجود والدها تجاهل هذا العالم بأكمله ، تجاهل حتى عقله والمنطق ! ما يشعُر به الآن لن تهدئِه كلمات ولا حلفها ! مايشعُر بِه الآن هلاك و هلاكٌ عظيم يحفُّ سلطان.
و الموتُ يُدني منها ، أبتعدت أكثر وهي تتعثر أكثر بالدرجات و دمائُها تنزف بتكاثُر.
وقف أمامه ، إنَّ قتلَ إبنتي على يدِك لن أرضاه ، أجعل مُهمة إلمام هذا الشرف لي ؟ أجعل هذا الغضبْ لي .. أترك أبنتي فإن قتلها على يدِك مُحال.
الجوهرة وسيقانها لا تُساعدها على الوقوفْ
سلطان : أبعِد عن طريقي
بوريان : أتركها و الطلاق زي ماتبي يصير
سلطان وبراكين تثور الآن و بنبرةٍ مصممة : أبعد عن طريقي
بوريان ورُغم هذا يخدعُ نفسه بقوله : اللي حفظت كتابه ماتهين حدوده
سلطان بصمت يُرعب بقايا العزَّةِ في نفسِ الجُوهرة و يُضجُّ ببقايا كرامةٍ على ملامح عبدالمحسن.
بوريان : طلقها و أستر على خلقه الله يستر عليك
سلطان مازال صامت و فاجعتُه أستهلكت قوةُ لسانِه
ألتفت بوريان على إبنته وبعينٍ كُسِرتْ و أُخرى تُعاتبها غير مصدِّقة ، بنبرةٍ حادة : روحي جيبي عباتِك
سلطان يقطعُ سيرها للأعلى بصوتٍ حاد غاضب .. أيضًا مُوجع : مالك طلعة من هنا
بوريان وعينه التي تجهل نوايا سلطان ، بصوتٍ مُتعب ينبأ عن غضبٍ كبير : سلطان أرحمنا الله يرحمك ! ماعاد بي حيل أكثر
الجوهرة وتنظُر لألوانِ حديثهم كيف أنَّ لا أحدٍ يُصدقها ، و عين سلطان ذات حديث يُرعبها !
بوريان : ماعرفنا نربِّي لا تكسر ظهورنا اكثر
الجوهرة بكلمة والدها خانتها أقدامها لتسقط على ركبتيها تجهشُ بدموعها
أخيه و إبنته ، لا طاقة تستوعب مايحدث الآن
سلطان بغضب كبير ، بإنكسار فظيع ، بقهر و آآآه من قهر الرجال ، أيُّ رجولةٍ ترخص بعينه وهو لا يفعل شيئًا أمام مُصيبته و بنبرةٍ حادَة : ما يخلص الحساب كذا !! أبعد واللي يرحم شيبك
تقدَّم للجوهرة ومسكها من زندَها تكادُ أصابع سلطان تنحفِر بجسدها من شدَّة مسكِها ، لا أعصاب تملكها تتحمل كل هذا ، نفسها يقِف ! صدرُها من الهبُوط توقف ! كل شيء يسكن و يهدأ من الخوف وهي بين ذراعيّ سلطان.
ينظُر لهما بإنكسَار ، يحمي من ؟ هل يحمي الضياع ؟ أم يحمي إبنته من سلطان ؟ أيُّ مصيبة أتت منك يالجوهرة ؟ أي عقلٍ يُجبرني على تصديقك ؟ خذلتي الطُهر قبل أن تخذلي والدِك ! لو يتقطعُ لحم جسدِك بأصابع سلطان فهذا أقل ما تستحقيه ؟ أيُّ عقاب سيرحمك ؟ . . . تُركي هو من سأتأكد منه والله إنَّ كان مثلما تقُول الجوهرة والله وبالله ليذوق الجحيم في دُنياه ، بتفكيرِ المقهُور أُغمى عليه أو رُبما شيئًا آخر.
أيُّ رحمةٍ تنزل على الجوهرة تجعل سلطان يصرُف نظره عنها قليلا ، أي ألمٍ يزلزل قلب الجوهرة و هي تنظر لوالدها ؟ أيُّ موتٍ تشعُر بِه روحها ؟ أيُّ قلبٍ يتحمل ؟ ايُّ قلب !
سلطان ينحني لـ بو ريان ، يحاول أن يُسعفه بما يعرف ، نبضُه ضعيف هذا ما وضح له ، وبقوةٍ حمل بوريان بين ذراعيه ! وأيّ عقلِ يُصدق جسدٍ خفَّ وزنه ؟ المقهور ضعِفَ و كأنه مات نسبيًا حتى يحمله سلطان الآن.
شهقت بكلمة " يُبـه " كُسِر غصنها ، لأولِ مرة تُبصر الحياة بعد سنوات في ظُلمةِ قبر تُركي ، و هذه الحياة أوجعت رُوحها و نبضها و كل تفاصيها أوجعت والدها.
تسحَّبت إلى أن دخلت غُرفتها ، تُريد السجادةِ الآن ، ارتدت جلالِها القريب منها و لم تقوى الوقوف فـ سجدت
في سجُودِها تنزف دمًا و بكاءً و حياةً.
تبكي بإنهيارِ العينيْن الراجية ، هل ما رأتهُ للتو حقيقة ! نطقت تكلمت قالت أخبرت ... كل هذا ! لساني تحدَّث بِه ، بالحقيقة خسرتُ سلطان و بعضٌ من أبي غادرني ، خسرتُ الطُهر بأعيْنهُم ، شيءٌ يصبِر هولي شيءٌ يقُول لي " ما دام الخالق راضي سيرضى خلقه عليْ " أو أنا أكذبُ على نفسي ، رحمةٌ من الله تُصبرني و دُون الله كدتُ أن أموت و أنا الفظُ إسمه ، يالله مُنكسرة ضعيفة أحتاجُ لُطفك وَ رحمتك.
رُغم أن لا أحد صدَّقها ، رُغم الضياع رُغم أنَّ سُلطان شعرت بأنه يُريد قتلها ! رُغم أن والدها هوَى ساقِطًا ، رُغم كل هذا أنا نفضتُ يدي من حياةٍ تجمعني مع سلطان و من رحمةٍ تُقربني لوالدِي ..... أحسن خاتمتي يارب ولا تُحملني ما لاطاقة لي.

،
في طرِيقه بالسيارة ، قَد بعِد عن الشرقية جُزءً لا بأس بِه
مسفر : أبشِر غرفتك جاهزة بس أنت نوِّرنا وخلنا نشوفك
تُركي : يمكن أطوِّل يعني مدري على حسب
مسفر : الشقة شقتك الله يصلحك
تُركي : ماتقصر حبيبي تسلم
مسفر : درب السلامة
تُركي : بحفظ الرحمن ... وأغلقه.
لم يتصل عبدالمحسن إلى الآن ؟ رُبما تُريد إخبارهُم بشيءٍ آخر . . تنهَّد بضيق وهو يفكِر بأيِّ طريقةٍ سيعرُف هل تحدثت لهم بما يخشاه أو تحدثت بأمرٍ مُختلف ؟ أُريد حلاً لأعرف ماذا يحصل في بيتِ سلطان الآن.

،

في مساءٍ مُتأخِر.

تُحضّر طاولة الطعامْ ؛ أمتلأت الأطباق بما صنعتْ ، رتبت جوًا جيدًا لبدايةٍ صحيحة ، دخلت للحمام لتتحمم و تُزيل رائِحة الطبخ من جسدِها ، أنتهت بـ 10 دقائق لتسأل نفسها ، ماذا أرتدي ؟
هذا السؤال بعثر قوّاها ، بتنهيدة فتحت الدولاب ؟ لن أتراجع عن ما أُخطِطُ له . . أرتدت قميصُ نومٍ ناعم باللون البصلي ، يبدُو ساتِرًا طويلاً ، وقفت أمام المرآة ، لم يراها مطلقًا بلمحة مكياج أو حتى شعرُها يترنم على كتفيْها ! نشفت شعرها بالإستشوار و بنعومة سقط على كتفِها ، كحَّلت عينيها بالسوادْ ، بعضُ الماسكرا لتتراقص رمُوشها ، و شفاهٌ بلونٍ هادىء يميلُ للزهرِي ، نظرة أخيرة لشكلِها و هذه النظرة تسربتْ للباب الذي يُفتَح ويُبشِّر بدخولِه ، وقعت عينها بعينه من المرآة ، ألتفتت عليه.
يحاول ان يُصدِّق بأنها فعلا هي أمامه ، الصورة العنيفة التي في باله لن تُكسر بسهولة ، أول مرةٍ يراها كـ " أنثى " ، أيُّ جمالٍ تملك ؟ تقاسيمُ ملامِحها تكفي بأنّ أنجذب نحوِها ، عيناها مازالت مُصيبة والله إنها فاتنة !
مُهرة بإبتسامة : مساء الخير
يُوسف : مساء النُور
مُهرة و التوتر يتبيَّنُ بإرتفاعِ صدرِها وهبُوطِه
يُوسف يتأمل الطعام : تسلم إيدك
مُهرة وبربكة كلماتها : الله يسلمك
يُوسف وضع مفاتِيحه على الطاولة و هو ينزع كبك كُمِّه
مُهرة ولم تتوقع أن ترتبِك بهذه الصُورة أمامه ، أردفت بنبرة مُتزِنة وهي ترقُد كفوفها على طرف الطاولة : يُوسف
يُوسف ألتفت وبعينِه يستمع إليها
مُهرة تبتسم وهي تقترِب منه ، يبدُو الشياطين تُرافقها : بنسى كل اللي صار وكيف صار وكل شيء وبحاول قد ما أقدر أكون واضحة وياك ، نبدأ صفحة جديدة وكل اللي مضى تجاهله وإن شاء الله تتغيَّر أفكارك عني
يُوسف ويشعُر بأنه حقير وهو يقترب من الضحك لكن حبس ضِحكته وأبتسم دون أن ينطق حرفًا
مُهرة : إيه وش قلت ؟
يُوسف و نظراتِه تسيرُ من أسفَلِ قدميها حتى رأسها ، هذه النظرات كفيلة بأن تُحرق جِلد مُهرة بحرارة الخجل.
أردف : وشو ؟
مُهرة : قلت ننسى اللي صار
يُوسف : انا اصلا ماأتذكر أشياء تكدرني فتطمني من هالناحية
... جلس ورُغم أنه ليس بجائِع إلا أنَّ منظر الطعام شهي ولذيذ جدًا لبطنه
مُهرة تجلس بمقابله ، ستتعب فعلاً في إمالته لطرفها حتى أنها لا تشعُر بأي نظرة إعجاب في شكلها و كأنها ترتدي قُطنًا رديئًا لا يجذب حتَى أسوأ الرجالِ ذوقًا ، تنهَّدت وهي تتأمل طريقته المُرتبة في الأكِل ، يُشبه أُختيه في طريقته ، كم تُمقِته و تمُقت أخيه الآخر ، حقدها يزداد في كُل لحظة ، لايغيب عن بالِها أبدًا انها فقَدت وطنًا بأكمله عندما سمعِت خبر مقتل اخيها ! كان هو بمثابة الصديق والأب ، كسرها موتِه و كسر قلبها ردة فِعل والدتها ، تشعُر بعظيم حزن أمها بأبنِها الغالي و تعي جيدًا أنها أرادت وطنًا آخر لإبنتها ولكن أخطأت الإختيار.
يُوسف يرفع عينه لها ولا يُحب أحدًا يتأمله بهذه الصورة أثناء أكله : ناسية شي بوجهي
مُهرة ألتزمت الصمت وهي تشتت نظراتها بعيدًا عنه
يُوسف : أول مرة أنتبه انه عندك غمازة من كثر ما تضحكين مالمحتها *أردف كلمته الأخيرة بسخرية*
مُهرة تُدرك أن على خدها الأيمن غمازة بسيطة لا تكاد تُرى حتى عندما تبتسم ولكن تتضح كثيرا في ضحكها النادر : إن شاء الله تعوِّدني على الضحك
يُوسف ولا تعاملٌ حسن مع الناعِمة : لا يكون تتمصلحين عشان السفرة
مُهرة وكأن ماءً باردًا أنزل عليها من طريقة تفكيره
يوسف : هههههههههههههه دُعابة لا تنهارين بس
مُهرة تبتسم مُجاملة وفي داخلها " يا ثقل دمك "
يُوسف يشرب من العصير ويردف : على العموم العشاء حلو مع اني ماأحب الأشياء الثقيلة قبل النوم حاولي تسألين وش أحب عشان ماتتعبين نفسك على الفاضي
مُهرة : إن شاء الله
يُوسف يتجه لحمام غُرفتِه ، دقائِق حتى تجاهلها بكلمتِه : تصبحين على خير
مُهرة وعيناها تسير معه لدولابِه ، أيُّ تجاهلٍ منه تراه الآن ؟ ولم يُعبرها حتَّى !! " الشرهة على اللي متزينة عشانك ومحضرة العشا ولا أنت فلافل وتخب عليك " *قالتها في نفسها و تسخرُ من حالها معه*

،

في مكتبه و ساعةٌ من الليل مُتأخِرة
بُوسعود يحجز من حاسُوبِه رحلة إلى " بـاريس "
مقرن : وش تحجز ؟
بُوسعود : لباريس المشكلة مافيه عودة إلا بعد أسبوع يعني بجلس اسبوع هناك
مقرن : شف ترانزيت
بوسعود : شيَّكت مالقيت رحلات
مقرن : ضروري مررة ؟
بوسعود : عشان ضي
مقرن : والبنات ؟
بوسعود : معتمد عليك
مقرن : أكيد مايبي لها كلام قصدي أنك ماراح تآخذهم معك ؟
بوسعود : مجنون آخذهم معي
مقرن : قلت لبو بدر ؟
بوسعود : بكرا بقوله دام الجوهي راكِد هاليومين
مقرن وقف : على خير إن شاء الله ، يالله تصبح على خير ..
بُوسعود يؤكد حجزه ويغلق اللابْ تُوب الخاص بِه ، أغلق درُوجه جيدًا ، وخرج مُتبِعًا مقرن.

،


،

بضحكةٍ طفولية أو بمعنى أصح فرحةٍ عظيمة ، شعُور تنحني بِه الكلماتُ عاجِزة عن وصفِه ، كفوفها البيضاء تُعانق بطنها المنتفِخ ، صفةُ أسنانها العُليا تُرى بإبتسامتِها نورًا لا ينطفأ ، تكاد تبكي من هذا الشعور الجميل ، بنبرةٍ تتراقص : منصور تعال
غارق في أوراقٍ جلبها من الشركة ليُكملها هنا ، لم يرفع عينه : هممممم
نجلاء : تعال بسرعة
ألتفت عليها : وشو ؟
نجلاء بعفوية : أخاف لا وقفت يوقِّف حركة
منصور أبتسم وهو يضع القلم على المكتب ، تقدَّم إليها ليجلس بجانبها
مسكت كفِّه اليُمنى ووضعتها على بطنِها : حبيب أمه يرفس
منصُور: وش ذا ماأحس بشي
نجلاء : لحظة الحين يتحرك
منصُور وبعد ثواني طويلة شعَر بِه ، ضحك من فرحتِه ، نشوة من السعادة تُرفرف بِه ، شعُور غريب ينتابه ! شعُور لا وصف له ولكن يتذيله شيء يُدعى " أبوَّة " ، الشوق هاج مرةٌ أُخرى لأن يرى طِفله ، يُفكِّر كيف سيحمله ؟ كيف سيربيه ؟ من سيُشبه ؟ كيف سيكون بالمستقبل ؟ أيُّ تخصص سيميل إليه ؟ إيُّ شخصية ستُرى بِه ؟ .. أسئلة عفوية كثيرة تداعب عقله.

،

تكوَّرت حول نفسِها على السرير ، تنتظر خبرًا يُطمئِنها بقلةِ حيلة ، تُغمض عينيها ثواني فـ تفتحها مُرتعبة ، تنظر لـ عينيْ تُركي الآن ، أنقبض قلبها و كأنها تسقط من أعالي الجحيم و هي تراه . . في قلبها تُوهم نفسها بأنه خيال ، وهم لا تريد تصديقه ، أغمضت عينيها مرةٌ أُخرى لتفتحها برُعب من رؤية تُركي أمامها وقريبٌ جدًا جدًا ، جسدِها مُقيَّد لا تستطيع الفرار أو حتى الحركة ، قلبها يتسارعُ نبضِه ، أتى ليقتلها ؟ فـ كما هانت عليه حدود الله في المرةٍ الأولى قادِر على التهاون بـ حدِ القتل !! شرقت بأنفاسها ، تبكي حُرقةً ، يبدو ثابتًا جامدًا ولكن عيناه ترمش حقدًا ، تمدُّ ذراعها ! " أُريد النهاية ، سئمتُ الوقوف في المنتصف " ، بتصاعُد أنفاسها يضيقُ قلبها أكثر ، يقترب بخطوةٍ و أُخرى . . يجلس على السرير بجانب رأسها ، ترمش عيناهُ الآن بكاءً ، " آآآآآآآآه " لفظتها الجوهرة فهي كسيرةٌ الآن غير قادرة على الحركة أو حتى الكلام ، عظامها تذوب لا تحميها أبدًا.
تُركي ينحني برأسه لـ رأسها.
هي و كأنَّ أحدًا يُعذبها بالسياطٍ ، تحاول نطق حرف واحد ولكن لا حول لها ولا قوَة.
يُقبلها وَ الدماء من أنفه تسيلُ مِنه ، لطخها بدمائِه الفاسِدة ، هي مرةٌ أُخرى تتحركُ يُمنةً ويسره وهذا ماتستطيعُ فِعله لتقاوِمه ، تحاول صدِّه و بأسفٍ غير قادرة.
و كأنهُ يُحرق شفتيها و يلتهِمها بجحيمه ، الرُوح و الحياة تقِف في منتصف عنقها ؟ ستلفظها موتًا أمام إقترابِه هذا.
فتحت عينها على غُرفتِها المظلمة من الظُهر ، برجفةٍ بكت بأنهُ حلم و وهم . . سابِقًا مُنذ سنين ماضية كانت تبكي بصمتْ أما الآن تبكي و صوتُ أنينها يخترق الجدرانِ بحدَّتِه ، هذا و فقط " كابوس " و أنهارت هكذا كيف كان شعُورها عندما يتقرب منها حقيقةً ؟ أيُّ عذابٍ جُلِدت به في السنوات الماضية ! غطَّت نفسها بالفراش وهي تدفن رأسها بالمخدَة وشعُرها مبعثر حولها ، تكتم الآهات و لكن صوتها ينُوح ، تشدُّ على بلوزتِها من جهةِ صدرها بخوف ! أورثها هذا التُركي شكًا و عقدةً لا تنفَّك بسهولة ، ترفعُ رأسها بعد أن سكَن ضجيجُ قلبها. بكاءِه ، لا ترى شيئًا سوى الظلام.
والِدها ؛ هذا ما طعن في رأسها مُسببًا لها صداع ، كيف حاله الآن ؟ عادت للبُكاء و يومٌ دون أن تبكي يُصبح غير طبيعي ، أخذت نفسًا عميقا وببحَّةٍ مقتولة : يالله يارحمن .. رفعت الفراش لتتقدَّم على الرخام البارد بأقدامٍ عارية ، فتحت النُور وكادت روحها تخرج من جسدٍ واقف امامها ، شهقت برُعب ، بكت بضعف ، أنهارت بإنكسار ، سقطت على ركبتيها وهي تضع كفوفها على أذنيها ، لا تُريد أن تسمع ضِحكاته الصاخبة ، تخترقها بوجع هذه الضحكة ، يلتفتُ إليها بـ عينٍ ممتلئة بالدماء ، صرخت بكل ما أؤتيت من علوٍ بالنبرة ، لا أحد يسمعها ، تبكي ولا قوة لديها ، أنهكها البُكاء و بهذا الإجهاد ضربت رأسها بالجدار ، لتنظر مرةً أُخرى " لا أحد أمامها " ، وضعت كلتا يديها على رأسها المتوجِّع ، أطلقت آهآآت مُتتابِعة ، تبكي وصوتُ بكائِها يُشبه الأطفال ! تُنادي من ؟ لا أحد ! ولا أحد أرحمُ من الله على خلقِه ، شفتيها ترتجفْ بخوف و عيناها ترمشُ برُعب ، نظرت لحُضنها فـ إذا هو ممتلئ بالدماء ، نزَف أنفُها كثيرًا ، وضعت أصابعها على انفها ومن ثم أبعدتها لترى " لا أثر للدماء " بضُعفٍ شديد نظرت لحُضنها مرةً أُخرى " هي لا تنزف من أنفها " أرتعبت جدًا و لم تُفكِّر كثيرًا حتى سقط رأسها على الأرض الباردة.

،


جالِس على مقاعِد الإنتظار ، منحني ظهره وعيناه تُراقب تشابك كفيِّه ببعضهُما البعض ، أنتهى الأمر لن تستعيد الجوهرة شرفِها بضربي لها أو حتى بتوبيخي أو حتى بطلاقي ، ولن تسكُن عصبيتي بتقبُّلي للأمر ! مُنذ ساعاتٍ ماضية ولم يهدأ الغضب والبراكين الثائرة أعلى رأسي ، أن تستغفلني هذه مصيبة و لكن المصيبة العُظمى أن تكُن حافظة للقرآن وتسلك طريقًا مثل هذا ، أشعُر برغبة بأن أدفن الجوهرة بيدي ! لا أتحمَّل أن تكُون زوجتي ! لا أتحمل أبدًا أن أراها مُجددا ولا أتحمل أيضًا أن أرى خيبتي بهذه الصورة ، أهانت الكثير بفعلتِها و أنا لم أتعوَّد على الإهانة ولأنني لم أتعوَّد لن تفلُت من عقابها ! على إستعدادٍ كامل أن أستُر عليها ولكن ليس عن طريقي مثلما يُعاقب المُجرمين ستُعاقب على انتهاك الحدود ! حدِّ الزنا سيُطبق عليها وانا بنفسي من سيُبلغ عنها وعن الخائِن الآخر ، أنت يا تُركي ستُذيق منِّي عذابًا يُبرِّد جُزءً صغيرا من براكيني ، وبعدها إلى الجحيم أنت و إبنة أخيك.
رفع عينه ليُقاطع زحمةِ تفكيره
الدكتور : الحمدلله أموره سليمة
سلطان : تعدَّى مرحلة الخطر ؟
الدكتور : ولله الحمد تعدت الأزمة على خير هو الحين تحت تأثير المخدر يعني راح يبقى معانا كم يوم على حسب الفحوصات
سلطان : يعطيك العافية ماتقصِّر
رحل الدكتور ليخبر سلطان ذاته " لك الله يا عبدالمحسن بنتك ماتستاهل تحمل إسمك "
خرج من المستشفى بعد ما أطمأن عليه ، يتوجه إليها ، يجزم في داخله لو رآها ستكُون آخر ليلةٍ لها ، رُبما أستجوبها بنفسي ... لِمَ أتحققُ من التفاصيل ؟ لِمَ أُعذِّب نفسي بمعرفة أدق ماحصل .. لكن ما أنا مُتأكِد منه بأن زواجنا سينتهي قريبًا ، لا أُملك الشرف بأن تكُون زوجتي أو أم أبنائي ، ينتهي حسابي لك و بعدُها " الله لا يذوقك الفرَح " قالها في داخله بنبرةٍ مكسورة ، دعى عليها من باطن قلبه ، دعوةٌ خارِجة من عُمق خيبتِه ، لم يدعُو على أحدٍ بقسوة كما لفظها للتوّ.
بيأسِ فقير الحُب ، تنظُر لـ اللاشيء ، يهجُم على عقلِها منظرُ ذاك الذي كان ينظر إليها نظراتٍ كريهة قبل أن يموت ، تعوَّذت من هذه الذكرى البائِسة ، أسوأ يومٍ في حياتها كان ذاك اليوم !! سيء لعدم تصديقها بأن من الممكن أن يهجم عليها احدهُم و زاد السوء خيبتها بعبدالعزيز ، تنهَّدتْ مُبعدة الفراش عن جسدِها ، تقدَّمتْ لشُباكِها تنظر لبيتِه ! مازال يضيء بنُوره ، يبدُو أنَّهُ لم ينم بعد.
" لو أننا في غيرِ الزمان لو أنَّ ما حدث لم يكُن ، لو أنَّ الظروف تختلف لكان الحُب يتغنجُ بين قلبيْنـا ، أفسَد الحُب إلتفاتةُ كبريائِه و أفسدني الحُب حتَى بات كل ما أتمنى محضُ طيشٍ ، باتت أمنياتي تنتهي بِك و لا وجُود لـ الأنا في قائمتي ، أنت و أنت فقط "

هوَ أمام الطاولة ، معه علبة الكبريت و عُود الثقاب ، سمَّى عود الثقاب رتيل و العلبةُ عبير
بنفسِه " رتيل ولا عبير ؟ " يتلاعبُ بأماكن العُود والعلبة بين أصبعيه ، يختار في داخله إسم و يختارُ المنطق إسمٌ آخر ، أتعب عقلهُ من كثرة إرهاقه بين رتيل و عبير و من سيختار بو سعود ؟ نظر لهاتِفه ، لم يتبقى سوى القليل ويأتي رمضان ، في الشهر الآخير حاول يتجاهل بأيّ يومٍ سيأتي شهرُ الخير ! سيكُون صعبًا على رُوحه أن يتبعهُ العيد لوحده ، كيف يصُوم دُونهم ؟ كيف يتناسى أنَّ المغيبُ كان يجمعهُم على سُفرةٍ واحدة ؟ الأجواءُ الرمضانية التي كانت تُعطَّر بالمسك من والدتِه أو تجويد والِده للقرآنِ مُتقنًا ؟ كيف أتناسى كل هذا ؟

تخرج من غرفتها وتركض بقوة حتى تتزحلق أمام الطاولة : والله ماتحطيني اول يوم
عبدالعزيز : ههههههههههههههههههه هذي الطيحة تُدرَّس يا فن يا هديل
هديل اعطته نظرة و من ثم أردفت : اسمعيني انتي انا ماتحطيني أول يوم والله لأسحب عليكم وانام
عبدالعزيز : لحول زي كل سنة عاد الله وسحوركم الله يكرم النعمة
غادة : انا عندي شغل مانيب فاضية
تدخلت والدتها : جيبي نسوي قرعة
عبدالعزيز لم يتمالك نفسه من الضحك ليُردف : خلاص أول يوم حطوه لي بجيب لكم سحور من برا ولا منَّة بناتك
غادة : وثاني يوم لهديل
هديل : ايه الكلبة تبي تصيع مع ناصر ! خلاص رمضان الناس تهجد والشياطين تهجد وانتي بتقعدين مقابلته يالله لا تشقينا الا بطاعتك
غادة بعصبية وهي تتفجرُ بالحُمرة : ومين قال مع ناصر ! قسم بالله ناس تتكلم وهي ماتدري وش السالفة
عبدالعزيز بسخرية : عطيني الورقة أنا أقسِّم بينكم على حسب اوقات دوام ناصر
هديل تمِّدُ كفَّها لتصفعه بـ كفّ عبدالعزيز ويتعالى ضحكهم
غادة تتخصَّر : مررة ظريفين يعني بتقطَّع من الضحك يا سامجين الواحد ينتحر بعد هالسماجة
أم عبدالعزيز بإبتسامة لا تُريد مشاركتهم الضحك على غادة : خلاص عاد مصختها انت وياها
عبدالعزيز يُقبِّل رأس والدته : مدري كل وحدة تحسسني انه طباخها يطيِّح الطير من لذته
هديل : احسن قولوا لي انه طباخي شين عشان ماأسوي لكم شي
غادة : وانا بعد

أبتسم لذكراهُم ، عفوًا لم يبتسم ولكن بكاءه بدأ يتقوَّس ضُعفًا على شفتيه ليخدع نفسِه بـ إبتسامة ، و فجأة يكُن حاله بهذه الصورة ! ودُون أيّ مقدمات يتساقط هزيلاً هكذا ، قبل سنة و بُضع شهُور كانت شفتيه لا تُفارقها الضِحكة وعيناه تُنير برؤيتهُم حوله ، كُنت حيًا بجسدٍ و رُوح !

،


جالسٌ على كرسي ذو ساقٍ طويلة ، بيدِه اليُسرى علبة ألوانٍ عتيقة و بين أصبعيه في اليد الأخرى فرشاةٌ كئيبة ، أمامهُ لوحةٌ غائِمة لا يتخللها لونٌ للفرح أو حتى لبياض المطر ، ينظُر لعينيْها السوداء ذات العدسة الرمادية ! يُشكِّلُها كيفما يُريد ولكن عاجز على تشكيلها بالحقيقة ، يلوِّن عينيها بعدسةٍ رمادية على الرُغم من سواد عينيها النجدية , رُغم ضعفها له في الفترة الماضية إلا أنهُ يعرفها جيدًا ويعرفُ العقل المُتحكم بها ، ليست عاطفية حتى تُقرر ! هي ترتدي عقلها و إن نزعتهُ في فترةِ ما ، سئم و ضجر من تفكيره بِها و تحليله الليلي لتصرفاتِها ، أخذ اللونَ العنابي و لطَّخ عينيها بتمرُّد ليُفسد لوحتِه ، أتاهُ الصوت من خلفه : غسِّل يدك والحقني
لم يلتفت ، ينظُر لعُتمةِ لوحته و كآبة ألوانه ، تنهَّد ليتجه للمغسلة ، غسَّل كفيه المبللة بالألوان ، نظر لـ التي شيرت وأيضًا كان مُلطخا ببعض الألوان ، نزعه لتظهُر عظلات بطنه البارزة و بنيته القوية ، أرتدى تي شيرت آخر و أخذ سلاحِه ونزل . . بخطواتٍ باردة ميتة أتجه لساحةٍ تكاد تتفجَّرُ من حصارِ الأسلحة بها.
بصوتٍ حاد يخترقُ القلب قبل الأذن هذا هو الرسّامُ الكئيب : نبدأ ؟
الآخر : ريحة الألوان تقرف يخي فكِّنا من هالرسم وهالعفن
هوَ يتجاهلهُ ، يُغمض عين و يفتحُ أخرى ليصوِّب بثباتْ ويبدأ عرس من أصوات إطلاق النار.

،

دخَل لظلمته ، يشتهي أن يمزقها الآن ! يقتلها ! و إن قتلها لن يشفي النار الهائِجة في صدره ، يُريد أن يصعق الـ آآه من شفتيها لتتعذَّب دون البكاء ، و تخيَّل أن تتألم ولا تستطيعُ الحديث أو حتى البكاء كأن تنهشُ بجسدِك قطَّة و لا تستطيعُ الحركة أو مناداةُ أحدٍ ليُبعدها ! يُريد بـ كُرهٍ عظيم أن يمزقها قِطعًا و يُمزِّق تركي خلفها !! تُركي و لن تُسعفه اعذاره هو بالذات من سأُنهيه قبل أن تتم مُعاقبته ، أرسل بهاتفه رسالة " تركي بن خالد آل متعب ، جيبه لي لو كان تحت الأرض " أغلق هاتفه ورماه على الطاولة مع مفاتيحه ، نظر للدرج ، واثق تماما أنَّ رؤيته لها مُضرة لها وستضره أيضًا ! رغبة كبيرة تُصيب يديه بأن يضربها ! رُبما بضربه يشفى شيئًا في صدره ولكن يخشى التمادي في ضربه ، لم يتعوَّد على الإتزان أبدًا حتى في الضرب يبدو مسرفًا.

تفتحُ عينيها على الرُخام ، تصلَّب ظهرها من إغماءةٍ بـ وسطِ هذه العُتمة ، جلست وهي تتألم وتُطلق الـ آهاتُ خافته ، نظرت للدماء حولها - ليست دماءٌ أعتادتها كل شهر - يبدُو أمرًا آخر ، أرتعبت حتى أنَّ نفسها وسوست.

يصعدُ الدرجات بخطواتٍ جامدة يخطُو الخطوة بثواني طويلة كأنه يُتقاتلُ مع ذاته.

تقف مُستنِدة على الطاولة تتسحبُ بخطواتها للحمام.

يتأملُ الدرجاتِ الأخيرة في أعلى الدرج و كأنهُ لأولِ مرة يرى بيته.

تُغلق باب الحمام عليها وتنزع ملابسها الممتلئة بالدماء ، فتحت الماء الدافىء ليتدفق على جسدِها ، تُمسك رأسها من الخلف وتنزل يديها إذ هي غارقة في الدماء.

وقف أمام الباب ، يُحرق صدري فكرة أن أحدًا أستغفلني ، مبادئي تقف رادعًا من أن أنتهكُ عفتها الضائِعة مع تركي ! مع عمِك !! وبكلمته هذه هاج غضبٌ كاد يسكن ! كيف هانت الحدود عليك أنتِ و الحقيرُ الآخر ، فتح الباب بقوَّة لا شي يقف أمامه الآن.

تتحسسُ الدماء من بين شعرها ، لا تعرف موضع نزيفها بالضبط ، أنفها متوقف عن النزيف منذ وقتٍ طويل و إن كان أنفها فمن المستحيل أن يتبلل حجرها بهذه الصورة من أجله و أيضًا رأسها إن كان النزيفُ من الخلف كيف يصل لحجرها ؟ تصادمت بأفكارها من أجلِ النزيف

يسمع لصوتِ الماء ، جلس على الكرسي لتسقط عيناه على مكانٍ مبلل بالحُمرة ؟ ماذا حصل معها !

رُبما نزيفٌ عابر من رِحمها أو مهبلها ؟ هذا ما واست نفسها بِه ، - أحيانًا التعب والإجهاد و رُبما تشابُك الهرمونات وتخربطها ، ماذا بالضبط ؟ أو هو عابرٌ فعلاً ؟ -

ينظُر للدم دون أن تحرَّك به شعرة ، لا تهمه هذا ما أخبر قلبه به ، وماذا يعني لو سقط إسمُك في قائمة الوفيات ؟

تلفُّ منشفتها حولها ، تنظر للمرآة ، ملامحها مُصفَّرة شاحبة , فقدت دماءً كثيرة ، عيناها مُحمَّرة ، شفتيها بيضاء تفقُد الحياة هي أيضًا ، فتحت صنبور المياه لتتوضأ.

عيناه متجمِّدة على الدماء الجافة ، خيبةٌ أخرى وسيعلن موت قلبه ، و إن مات قلبٌ فلا مفَّر من القسوة فكيف لو مات قلبُ رجلٍ لحظتها لا محَّل للرحمة أبدًا ولو كانت والدتُه.

بشفقة تُنهي وضوءها ، شعرها المبلل يزيد من رجفتِها ، هذه ساعاتُ الثلث الأخير ربما دعاءٌ لوالدها يقل له الله كُن فيكون ، لم تُفكر بنفسها كتفكيرها بوالدها ، مُستعدة على ألوانٍ من العذاب مقابل صحَّةِ الجنَّة التي تُرى بين اهداب أبيها ، فتحت الباب

تلفت عيناهُ للضوء المنبعث من الحمام ، حممٌ من الجحيم تُرى بعينيْه.

تتقدَّم وما إن أستدارت حتى أختنقت بأنفاسها وهي تراه.
وقف مُعلنًا الحرب بهذه الساعة.
عيناها دون إنقطاع تذرف الدمع بصمتْ ، تصادمت فكوكها في بعضها البعض.
يقترب بخطواتٍ تُرعب قلب الجوهرة الصغير ، هي تشدُّ على منشفتها تريد أن تختفي من أمامه ، بكاءها لا يتوقف و خطوات سلطان أيضًا لا تتوقف ، تبتعد هي بخوف للخلف وهو لايرمش أبدًا ، يطرقُ ذاكرتِها ما أمرت قلبها بنسيانه

تُركي يقترب بخطواتٍ لا تهدأ إليها ، يحاول تطويقها وحصرها ، هي تبتعد للخلف خائِفة ، تُطلقُ الوجع بخفُوت ، يهجمُ عليها كـ الكلابْ ، تحاول أن تقاومه . .

رمشت عينها للحقيقة أمام سلطان الذي أصبح الآن لا يفصُل بينه وبينها شيء.
عقدت حاجبيها بضُعف لتُردف بتأتأة وكأنها للتو تعلمت النُطق : لا تظلمني
وبهذه الكلمة زادت براكين سلطان ! أيُّ نفاقٍ أراه بِك.
أأفرغ الجحيم بِك أم بتركي أم بمن ؟
الجوهرة وكل من حولها يبكي معها : سلطان
سلطان قاطعها : أسمي لا تنطقينه
الجُوهرة تُخفض رأسها والدمعُ يستقِرُ على اقدامها
سلطان : توبتك بينك وبين الله ، بس أنا لأ
الجوهرة لم تفهم ما يقصد و لم تتجرأ أن ترفع عينيها
سلطان : و بالمناسبة عشان تعرفين كيف تستغفليني مرة ثانية ؟ انا بنفسي راح أروح و أبلغ عنك و عن الكلب اللي معك ! عاد شوفي وش القاضي يحكم ؟ أُمنيتي يشهِّر فيكم عشان القذرين اللي مثلكم يتعضون !
رفعت عينيها الباكية ، غير مصدقة لحديثه ! أنا لستُ زانية كيف أصرخ و أقولها.
سلطان يُكمل : أما الطلاق بحذفه في وجهك بس ماهو الحين !!
الجوهرة برجفة : أنا ماني كذا
سلطان لم يتمالك نفسه ، غير قادر أبدًا أن يتحمَّل الكذبُ بحديثها ، ضربها ! مدَّ يده عليها ليسحبها من شعرها ويُحرقها بجحيم غضبه ، يصرخ عليها : يكفي كـــــذب
نظرَ لحزامِ العسكريةِ المتين - القاسي - المرمي على الكنبة ، أخذه و لم يتردد لحظة في جلدِها.

،

تسللت شمسُ الرياض ، هذه المدينة الصاخبة يتذيلُها قبحٌ يراهُ سكانها ، رغُم هذا هي فاتنة نشتاقُ إليها.
بكفِّه السلاح و هي أمامه ، يصوِّب مُتجاهل أحاديثها
سئمت : أكلم جدار !!
يُوسف : عفوًا
مُهرة : أقُولك أبغى كم شغلة من بيتنا
يُوسف : العصر . . اذا فضيت
مُهرة : وان مافضيت
يُوسف بعبط : تنتظرين لين افضى
مُهرة : أكلمك جد
يوسف : وانا احلف اني ماأكلمك عم
مُهرة نظرت عليه بنظرات تُبيِّن أن ماقاله يوسف سامج
يوسف أمام ملامحها صخب بضحكته : ههههههههههههههههههههه خلاص المغرب لا رجعت من النادي
مُهرة : طيب .. وألتفتت لتتجه إلى البيت
يُوسف يصوِّب بجانبها لتمُّر الرصاصة بجانب صدرها
مُهرة صُدِمت بفعلته لتقف متجمدة في مكانها
يُوسف : نمزح عسى ما متِّي
مُهرة وتخلَّت عن جميع المبادئ التي وضعتها ليلة البارحة ، تخلت عن كُل شي لتتجه إليه غاضبة وتقف أمامه بعينيْن مُتحديَّة : طبعًا القتل في مفاهيم هالعايلة عادي ! زي أخوك ماتختلف عنَّه كثير ! أصلا الدم عندكم رخيص ماله أيّ أهمية .. تقتل اليوم وتضحك بكرا وتعيش ولا كأنك مسوي شي
يوسف ولم يتوقع بأن تُفسِّر فعلته بهذه الصورة
كان سيتحدَّث ولكن قاطعته بعصبية كبيرة و كبيرة جدًا : أنتوا اصلا القتل ماحرَّك فيكم شعرة !! ماأعرف كيف فيه ناس ضميرها ميت زيِّكم
منصور يخرج من الباب الداخلي وتراجع قليلا وهو يسمع صُراخِها
مُهرة ولم تهدأ أبدًا : كيف تضحك أنت وياه و فيه واحد مقتول بسببكم ؟ ماخفتوا من دعواتنا ؟ ماخفتوا من الله !! حتى القتل أستهنت فيه عليّ ! الله يوريني فيك أنت و أخوك فاجعة
ثبتت عينا منصور على الزرع ، يسمع دعوتِها ، توقع حقدها ولكن ليس بهذه الصورة , لم يتوقع أن تلفُظ الحقد بين كلماتها أمام يوسف.
يُوسف بمقاطعة حادة وهو يحذف السلاحُ جانبًا : صوتك لا يعلى عليّ لا أخليك تعرفين كيف ميتة ضمايرنا
مُهرة و لا تهدأ أبدًا ، يوسف أستفَّز جرحها كثيرًا
وقبل أن تتكلم تحدَّث يُوسف بعصبية لم يعتادها الكثير منه : ولا أبي أسمع منك كلمة ثانية ! و منصور لا تجيبينه على لسانك صدقتي ما صدقتي هذا شي راجع لمخك المصدِّي ، لكن تدعين و تقعدين تصارخين هنا لأ وألف لأ وبيجيك كف يعدِّل أسلوبك ، دامك في هالبيت تآكلين تراب وتحترمين الكل غصبًا عنك و تحترمينهم حتى في غيابهم
وجعٌ آخر ينصَّب في صدرِ منصور الآن ، ليتهُ لم يخرج في هذه الساعة ويسمع لحقدِها ، تراجع ودخل مرةٌ أخرى للبيت ليخرج من الباب الخلفي.
مُهرة و أيضًا كانت ستتحدث لكن يوسف قاطعها مرةً أخرى : أما بينك وبين ربِّك فـ أدعي لين تشبعين ما حرك بي شعرة ولا برتجف من دعواتك
مُهرة ولا حديثٌ آخر ، نظرت لعينيه بنظراتٍ ذات معنى لا يجهلها يوسف ، أعطتهُ ظهرها ودخلت.

،

ترتدي فستانها الأبيض للمرةِ الألف ، شغفها و حماسها لا يهدأ ، لم يتبقى سوى القليل و يجمعها الله مع ريان تحت سقفٍ واحد.
هيفاء بتملل : حفظت كم خيط فيه
ريم بضحكة وهي تستديرُ حول فستان الحلم و زفافها الأبيض الكبير ، تبقى هذه ليلةٌ في العمر وتبقى الأهم : أحس الأيام تعِّد معاي
هيفاء : ماألومها كنك أول بنت بتعرس ! أنزعيه لا يتوصخ بعدين نجلس ندوِّر لك مصبغة وتخربه لك
ريم : الحين بنزعه خلاص ماراح ألبسه إلا بليلة العرس
هيفاء : هذا وجهي اذا ماجيتي بكرا لابسته
ريم بدقائِق بسيطة علَّقت الفستان في دولابِها و هي تهتم لآخر طرف أن لا يفسَد
هيفاء : أنا أتوقع أنَّه ريان بيكون زي منصور يعني ماهو من النوع اللي يظهر مشاعره
ريم بأحلامٍ ورديه : أحس بيكون زي لِينْ أبُوي و صلابة منصور ، أحسه قليل الكلام .. آممم اتوقع بيكون خجول زي الجوهرة
هيفاء : هههههههههههه أما خجول ! ماأحب الرجال اللي يستحي كثير حلاته قليل ادب *أردفت كلمتها الأخيرة بهبال*
ريم : يالله لا تشقينا مثل رتيل يوم تقول الرجَّال الوقح عندي محترم
هيفاء ضحكت لطريقة تفكير رتيل المُشابهة بعض الشي لها ، أردفت : الله يذكرها بالخير خلني أتصل عليها و أدوِّج ذا الإنسانة شي جميل
ريم : يالله روحوا قبل لا تهجدون
هيفاء : ها ها ها فهمتها يعني احنا شياطين ماأقول غير مالت *وتكِّش عليها بكفيَّها*

،

في مكتبِه ، مُستغرب تأخر سلطان و عدم ردِّه على إتصالاته ، بدأت الشكوك تُحيطه و هو يرى هاتف الجُوهرة أيضًا مُغلق.
قطع تفكيره صوت هاتفه وعلى الشاشةِ يُضيء إسمَ " ريَّان "
ريان : صباح الخير
بوسعود : صباح النور
ريان : شلونك عمي ؟
بوسعود : بخير الله يسلمك أنتْ شخبارك ؟
ريان : الحمدلله بخير
بوسعود : وشلون أفنان ؟
ريان : رايحة دورة في باريس
بوسعود وتوقف العالم أمامه للحظة : باريس !!
ريان : مع اني عارضت بس ابوي الله يهديه
بوسعود ولم يهتم لهذا الأمر كإهتمامه بأيّ دورة وهل هذا مُصادفة ، : أيّ دورة ؟
ريان : مدري عنها والله بس 3 شهور وبترجع
بوسعود و مدة الدورة ثلاث شهور !! كل الشكوك تتأكد
ريان : ماعلينا كنت بسألك عن ابوي مايرد على جواله ! هو للحين عندكم ؟
بوسعود تنهَّد : لأ خبري فيه أمس راح للجوهـ .. لم يُكمل وعقله يربط بين تأخر سلطان و سؤال ريان و الجوهرة.
ريان : صاير شي ؟
بوسعود : لا لا بيمشي الدمام العصر
ريان : بالله لا شفته قوله يفتح جواله لأن امي ذبحها التفكير حتى الجوهرة جوالها مغلق
بوسعود : ولايهمك خلها تتطمن
ريان : مع السلامة .. وأغلقه
بوسعود يترك جميع مابيده ليخرج متوجِهًا لبيت سلطان.
في طريقه يتصل مرارًا و تكرارًا على جميع الهواتفْ التي تتعلق بسلطان ، بدأ القلق يلتهم عقله ، زحمة الرياض لا تُطاق وجدًا ، يشعر بأنه يراكض الوقتْ.
بضجر : ردّ يخي
نظر للواتس آب كان آخر دخول لسلطان الساعة الخامسة عصرًا من اليوم السابق
يبدُو أنَّ شيئًا حدث هذا ليس مُجرد صدفة ! و شيبُ رأسي لا يؤمن بالصُدف.
أتصل على هاتف بيته ولا مُجيب ، كان سيُغلقه لولا صوتُ عائشة الذي أتاه : ألو
بوسعود : هلا عايشة ، وين بابا سلطان ؟
عائشة : ما يأرف*يعرف* انت بابا ابدالرهمان
بُوسعود : ايه طيب عطيني الجوهرة
عائشة : شويّه .. تركت السماعة وتوجهت للأعلى ، طرقت باب الجناح لثواني طويلة ولا مُجيب . . بصوتٍ صاخب : ماما فيه بابا أبدالرهمان
وأيضًا لا مُجيب
من خلفها : maybe she was sleeping
ألتفتت للخادمة الفلبينية : شنو يقول حق بابا الهين ؟
الخادمة : what ? Please aisha speak english
عائشة بإنجليزية مُحرَّفة : أنا يقول what say to بابا أبدُالرهمان
الخادمة : she's sleeping و تركتها.
عائشة تسيرُ خلفها : بابا سولتان where ؟
الخادمة : I don't knew
عائشة : انا مافيه see today
الخادمة ضحكت من لغة عائشة الإنجليزية
عائشة : أنتي في مجنون والله .. مسكت السماعة لتُجيب : ماما جوهرة يمكن هوا نايم
بوسعود : و سلطان ؟
عائشة : انا مافيه يشوف اليوم
بوسعود ويتحدَّثُ بلكنتها : طيب بابا كبير امس يجي ؟
عائشة : بابا الجوهرة
بوسعود : ايه موجود ؟
عائشة : لا ما يأرف بس هوا يجي أمس وانا وهادا خدامة مجنون يشتغل فوق مايشوف هوا بأدين يروه *يروح* شمس ينزل مايلقى أهد*أحد*
بوسعود : ولا أحد ؟ يعني طلعوا
عائشة : بابا سولتان و بابا حق جوهرة فيه يطلع لأن انا مايشوف بس ماما جوهرة فيه فوق كان غرفة هيا
بوسعود ولم يأخذ منها حق ولا باطل : طيب انا جاي الحين .. أغلقه و الإشارة واقفة إلى الآن ، يالله يا هذه الزحمة !!

،

تحت قلقٍ سلب مِنها النوم ليلة الأمس ، لم تُصدق مُكاملة ريّـان لـ بُوسعود ، تشعُر بضيق شديد يُنبئها عن مُصيبةٍ آتية : قلبي قارصني يقُول أنه فيهم شي
ريان : يعني يمه وش أسوي قلت لك عمي عبدالرحمن طمَّني وقال العصر بيمشي
أم ريان : طيب وراه مايتصل واختك مسكرة جوالها
ريان : يمكن شحنه قضى يمكن طاح يمكن ضاع يعني لازم شي شين عشان يكون سبب
أم ريان بتوتُر : يارب لا تفجعني فيهم
ريان رفع حاجب إستنكار : تركي وينه ؟
أم ريان : مدري عنه
ريان : غريبة !! ماهو بعادته يطلع في هالوقت

،

صحَى على صوت المُزارع الهندي الصاخب ، غسَّل وجهه و توضأ - لم تكُن هناك صلاة ولكن عندما تدرَّب سلطان على يد بوعبدالعزيز في فرقةٍ بالصحراء كان يُجبرهم على الوضوء في كل مرةٍ ينقض بها حتى و إن لم يكن هناك أيُّ صلاة ، فأصبحت عادة لا تُضيَّع ، توارثها الجميع من تحت يد سلطان العيد لسبب واحد " أنت لا تعلم متى تُقبض رُوحك فـ الجميل أن تكُن طاهرًا "

سنـة 2000 ميلادية ، صيفٌ لا يُنسى لسلطان ، حرُّ وشمسٌ حارقـة.
ربَط ذراعه المكسورة بخشبة مُستطيلة لتُثبِّت ذراعه ، يسيرُ خلفهُم و الشمسُ تخترق عيناه.
سلطان العيد بحزِم : 10 ثواني والكل متوضي
يتسابقون للمياه و كأنها كنزٌ مدفون ، بعد العدِّ للعشرة يُحرمون من المياه ، لا هناءٌ في نوم ولا طعام ، فالطعام يبحثون عنه كالمُشردين ، ينامون لنصف ساعة ثم يستيقظون بفزع من أصواتِ قنابل - هذا القنابل الوهمية هي المُنبه لهم - يُعاقبون شر عقاب كـ وقوفٍ تحت الشمس الحارقة بأقدامٍ عارية إذا تأخر عن الصلاة ثانيةٌ واحدة ، يمُّر بهم أسبوعًا للعذاب لا ينامون فيه إلا ساعةٌ واحدة ، يأكلون الزواحف بكافةِ أنواعها والأرانب حيَّـة ، هذا ليس تعذيب ولكن لتنضُج الرجولة و تقسُو القلوب إتجاه أعداء الوطن و هذا كلهُ فداءٌ للوطن حتى يُقال بإستحقاق أنه رجُل يدافع عن دينه و وطنه.
شابٌ آخر كان سيشرُب من الماء ليروي عطشه ولكن سحب القارورة من يده وهو يقول : عشرة

مسح سلطان وجهه المُبلل بالمنشفة ، لم يكُن بحاجة لتوجيه في حياته بأكملها كحاجته في يومه هذا بـ رأيٍ من سلطان العيد.

خرج لمزرعتِه ينظُر للزهر الذابل وبنبرةٍ جافة : هذا ليه كذا
المُزارع الهندي أكتسب اللكنة النجدية من حياةٍ أمتدت لـ ثلاثين عاما هُنا ومن يسمعه لا يقُل بأنه هنديًا : التُربة ملوَّثة
سلطان عقَّد حاجبيه وينظُر لمزرعته الكئيبة في نظره رُغم ألوانها الزاهية ، تناثرت صرخات الجوهرة أمام عينه ، لا يُريد التفكير بها ! يُريد أن ينسى شيئًا إسمهُ " الجوهرة "
فتح هاتفه و أنهالت عليها - الإتصالاتُ التي لم يرد عليها -
أتصَل على المُستشفى ليرى حال عبدالمحسن ، : السلام عليكم
الإستقبال : وعليكم السلام
سلطان : معك سلطان بن بدر الجابر
ونبرةُ الإسم تكفي لتُبيِّن أهميته : والنعم كيف نقدر نخدمك ؟
سلطان : غُرفة 206 عبدالمحسن بن خالد آل متعب ؟ كيف حالته الحين
الرجُل و هذه الأسماء تُربكه ! لم يتوقع يومًا أن يُحادث شخصًا بمنصبه - بعفوية تفكيره سرَح -
سلطان : ألو
انتبه لنفسه : دقايق من وقتك الله يسلمك .. نظر لفحوصات اليوم وبين الملفات ، ماهي الا دقيقتان حتى أتاهُ صوته مرةً أخرى : الحمدلله ضغط الدم في مستواه الطبيعي و السكر و مثل ماهو مكتوب أنَّه مر بأزمة لكن كل أموره الحالية مُستقرة ولله المنَّه وتفاديًا للمضاعفات مُستقبلا راح يكون عندنا لين نتأكد من سلامته
سلطان : يعطيك العافية أجل حولوه لجناح خاص تحت إسمي
هو : أبشر تحب تأجل دفع التكاليف لآخر يوم
سلطان : لأ اليوم إن شاء الله لكن ممكن العصر
هو بتعليمات المستشفى التي لا مفرّ منها : أحب أنبهك أنه زيارته أول يومين ممنوعة إلا للأقارب المقربين جدًا
سلطان تنهَّد : طيب ، شُكرا مرة ثانية ..
هو : واجبنا الله يسلمك .. وأغلقه
سلطان يقرأ رسالةٍ قد أنتظرها " ماهو موجود بالدمام وبحثت عن سجلات المُسافرين باليومين اللي فاتوا لخارج المملكة ومالقيت إسمه ، ممكن يكون بالرياض ! "
أتصل على هذا الرقم وبعصبية دُون حتى أن يُسلِّم : كيف ماهو موجود !! شف الرحلات الداخلية ولا أسأل أيّ كلب عنَّه . . تجيبه لي لو تطلعه من قبره !!

،

بعد قانون جديد من والدهم حتى تصل لياقتهم للصورة المطلوبة , بدأوا بالركض حول قصرهم ,
رتيل وقفت وهي تضع يديها على ركبتيها وأنفاسها تتصاعد : أوووه تعبت
عبير وقفت أيضًا : خلاص ؟
رتيل ألتفتت لترَى الخادمة واقفة بثبات تراقبهم : الكلبة ذي بتقول لأبوي
عبير : لحول ماراحت
رتيل ركضت مرَّة أخرى و الشمس تحرق بدنها
عبير : سوِّي تان طبيعي
رتيل وهي تركض وبكلمات متقطعة : إسم الله على قلبك يالبيضا
عبير أطلقت ضحكتها و ركضت خلفها ولياقتها هي ورتيل في مستوى متدني جدًا
و العشب المبلل كان كافيًا لـِ تتزحلق رتيل وتطلق صرخة خافتة : لااااااااااا ياربي
عبير لم تتمالك نفسها من الجلوس أرضًا وتصخب بضحكتها على منظر رتيل
رتيل : أححح ظهري تكسَّر
عبير : آآخ يابطني يبيلك صورة على الجلسة الجهنمية ذي
رتيل ومتمددة على ظهرها ويدها على بطنها : وش ذا تراني مانيب رجَّال أجلس أراكض !!
عبير ومازالت تضحك وبين ضحكاتها : لازم نتقبل الواقع في يوم من الأيام راح يتم تجنيد الحريم وأنا وأنتي على رأس القائمة
رتيل : جد أبوي تفكيره يحسسني أني عايشة بدولة إرهاب و قتل ومقاتل
عبير : الله يديم الأمن بس
رتيل : آمين بس يختي تعبت والله
أتت أوزدي : بابا يقول ثلاثة ساعة
رتيل : طيب وانا اقول ساعة
أوزدي : أنا في كلام بابا مافي شغل
رتيل : تهدد بنت اللي مانيب قايلة , أنقلعي بس وراك
عبير وقفت وبدأت بالركض من جديد
رتيل وتذكَّرت مُكآفآة والدها وتحمست مرةً أخرى لتقف تركض خلف عبير

,

هو الآخر يركِض لوحدِه حول مضمارٍ مُتعب , الأرض ليست مستوية من تحت , جميعها أحجار بارزة .. يضعه سلطان في أصعب الأماكن ليتدرَّب عليها , مرَّت الساعة الرابعة وهو يركضْ , تبقى ربع المسافة وينتهي الزمن المطلوبْ.
بالركض لا يُفكِّر بشيء , كل من حوله يختفي رُبما الإجهاد يعينه على نسيان الكثير من الأمور.
وصَل أخيرا , لياقته بدأت تصل لمعدَّل جيد ولكن ليس جيِّد لشخص يُدافع عن وطنه , مسك المنشفه البيضاء ومسح وجهه ورقبته المتعرقة , ينظر للفراغ الـ حوله والسكُون , اليوم الجميع مختفي ! لاوجود لابو سعود ولا سلطان ! ولا حتى مقرن , يشعُر بمصيبة حصلت تجعلهم يختفون بأكملهم . . تنهَّد وهو يتجه لدورات المياه ويستحم.
دقائق معدودة حتى أنتهى و دخل لتلتقط إذنه حديثًا
أحمد : أتوقع عبدالعزيز معاهم ؟
متعب ويضع أوراقًا أخرى على المكتب : إيه ابوبدر قال أنه بيكون موجود
أحمد : طيب كيف ؟ هم يبونه بالفترة الجاية كيف يروح يتدرَّب هناك ؟
متعب : مدري عنهم والله ! لكن إذا دخل هالقوات يعني رسميا عزيز بيكون هنا
أحمد : هو قال يبغى
متعب : ماظنتي قالوا له عن هالموضوع !! *ألتفت عليه* تهقى أبوه الله يرحمه قاله عن تدريب سلطان ؟
أحمد : لا ماأظن .. عطني الأوراق خلني أرتب ملفات اليوم
متعب يمِّد له الأوراق
عبدالعزيز و كلمات كثيرة تتصادم بعقله , تدريب و قوات وشيء يدعى تدريب سلطان !! ماذا يحدث بالضبط ؟ دخل على هذه الغرفة المُشرِّعة بابها
أحمد يرفع عينه : خلصت ؟
عبدالعزيز : إيه , وين بوسعود و سلطان ؟
متعب : يمكن مشغولين ما جوّ اليوم
عبدالعزيز ويبحث عن الخلاص منهم حتى يختلي مع هذه الأوراق : طيب
أحمد وأخذ الملف الذي رتَّب بها الأوراق وخرج
عبدالعزيز و حقد عليه , يشعر أنه أستقصد هذا التصرف ولم يحسن ظنه أبدًا بفعلةِ أحمد
متعب يُغلق الأدراج بحِرصْ و يخرج
عبدالعزيز يخرج وأفكاره تضطرب من جديد , لايعرف ماذا يفعل الآن ؟ تعوَّد أن يسمع أمرًا من سلطان أو بوسعود لكن اليوم لا أوامر لا شيء . . أخذ مفاتيحه و هاتفه وقرر العودة للبيت.

,

فتحت عينيها على الشُباك الذي يخترقه الضوء , تحركت قليلا وأطلقت آآآه , تصلبت في مكانها , عيناها تحولت للسقف , كل جزء في جسدها يئِن , تقطَّع لحمها ليلة البارح مِنه , لا تعلم كيف نامتْ ؟ كانت ببُكاء مستمر لساعات الصباح الأولى , أغمضت عينها لتفتحها والدموع متجمَّعة بمحاجرها , لاتُفكِّر بأمورٍ كثيرة , تُفكر الآن كيف تقف من جديد ؟
توقَّعت أن الحياة مُرَّة حين تفتح كلتا عينيها عليها بعد أن طال العمى بها ؟ توقَّعت بأن الإنصافُ لن تلقاه ؟ توقعت الكثير لكن ليس جحيمًا بصقه سلطان بالأمس ! كيف تُدافع عن نفسها بذراعٍ مبتورة ؟ كيف ؟ ومع عجزها بدأ أنينها يخرج , لم يترك في جسدها أيُّ جُزءٍ لم يجلده ؟ كل هذا بجانبْ و كلامه بجانبٍ آخر.

بجحيمٍ يلفُظه بعينيْن تقف على حافة نارٍ ثائِرة وبصوتِه الرجُولي الذي لم يبقى بها خليةَ لا تتأوَّه : حرمتيني منك !! *وبصرخة* تعرفين وش يعني حرمتيني !!! تعرفين لما كنت أجي و أنا أبي قربك ؟ شفتي كيف تصديني ؟ شفتي كيف العذاب لما أمسك نفسي عنك ! لما احاول ماأدوس عليك بطرف ! لما أحاول ماأضايقك بشيء !! كنت أتعب من نفسي اللي صبرت عنك ! أشوفك زوجتي بس انتي ماكنتي تشوفيني كذا ! ماتدرين وش يعني أتضايق من نفسي لما اشوفك تبكين وتحلمين في الكلب اللي معك !! كنت أتضايق لأني ماني قادر أسوي لك شي ! لأني كنت غبي وصدقتك أنا الحين متضايق !! أنا منك نفسي طابت ! جاء الوقت اللي أقولك *يُردف بكلماتٍ كـ وقعِ السيف وهي تنغرز بجسدِها* أنا ماأشوفك زوجة ولا أشوف أي شرف فيك ولا أي طُهر و حفظك للقرآن أشوفه توبة لك بعد مصيبتك لله بس ماهو لي !! أنا ماني متسامح ولا أعرف كيف أغفر ولا تعوَّدت أغفر !!!!

أفاقت من ذكرى ليلة الأمسْ على وجعِ التكييف البارد الـ يخترق مساماتِ قلبها .. تسقط دموعها الحارَّة على خدِها , تبكي بصوتٍ متقطِّع يتأوه , صوتها الخافت يُسمَع !! لم تبكي بصمتٍ يجرحها أكثر بل دعَت لنفسها حُريَّة البُكاء بصوتٍ قد يواسيها ويُربت على كتفِ الصبر بها , يالله أنت تعلم بما يخفى عليه يالله أنت تعرف ماذا مررت به بينما هو لا يعرف يالله أنت الغفُور الرحيم بينما هو لا يعرف أن يغفر يالله أنت تعلم بأن لا ذنب لي و لكن هوَ يُسيء ظنه بي .. يالله أحتاجُك أكثر من وقتٍ مضى ! يالله ساعدني على الوقوف فوق هذه الأرض المضطربة ! . . . وبُجملةٍ تُفتت الحجر ببكائها " اللهم أني أحببته زوجًا و حبيبًا و رفيقًا و أخًا و أبًا فلا تَزِدني به تعلقًا و علِّق قلبي بك "

حُب الصامتين الذي لا يعرفُون أن ينطقُوا " أحبك " لبعضهم البعض , لا يُلامُون على معصيتهم للحياة.

,

تحاول أن تتناسى ضيقها من بـوسعود , تحاول أن تتجاهل أمره لكن يحضُر بقوة في وسطِ عقلها وقلبها وجسدِها بأكمله , تشعُر بالضياع لمجرد أنَّ النقاش بينهم أحتَّد , تشعُر بأن هذه الدُنيا رخيصة إن أبتعدت عنه للحظة , قاطع هذا التفكير نبرة افنان المُهتمة : إذا تعبانة أتركي عنك هالشغل وأنا أسويه عنك اليوم
ضي رفعت عينها عليها بضياعٍ حقيقي : لأ عادي
أفنان : يعوِّرك شي ؟
ضي : لأ لا تتعطلين عن شغلك مابقى وقت ولازم نسلمه
أفنان رفعت حاجب الإستغراب : متأكدة ؟
ضي : إيه .. عن إذنك .. توجهت لدورة المياه , غسلت وجهها ثلاثًا , ليست بخير أبدًا
ستتنازل عن أشياء كثيرة من اجله , أخرجت هاتفها وأتصلت به . . لا مُجيب . . لابُد أنه متضايق منِّي , بالتأكيد لن يرد
أرسلت له رسالة " آسفة , كلمني بس تشوف المسج والله مخنوقة .. أحتاجك "

,

تحت فُتاتِ صبرٍ بدأ يتناثر , يُفكِّر بعقلانية ولكن قلبه يقف بالمرصاد , يُريد أن يُفكِّر بإتزان ولكن مُسرِف بحُبِّها لدرجةٍ غير قادر على التمييز بين الصح و الخطأ , أمها مسلِمة لا يُمكن أن تفكر بعصيان ربِها عن طريق رؤى ؟ إن كانت وافقت على زواج رؤى إذن الزواج سيكُون صحيح , يحاول أن يواسي قلبه وعقله الغير مصدق بهذا الحديث , كيف يقنع والده ؟ كيف يُخبره بأنَّ مقرن متوفي ؟ رُغم أنه يؤمن بأنَّ مقرن ليس والدها ولكن يُريد أن يكذِّب هذه الحقيقة.
لِمَ الحُب لا يقف في صفِّي ولو لمرَّة ؟ لِمَ يضيق عندما تهفُو نفسي إليه ؟ لِم أنا في كل مرَّةٍ أُحب بها يُقيدني الجميع ؟ سئمت قلبًا ضاع به الحظُ دُون حبْ.

,
مجوَّفـة بحالة من الجنون , تكاد تأكل أصابعها من كثرة تفكيرها , بهالاتٍ سوداء موجعة تُحيط عينيها وشعرُها مبعثَر على كتفيْها , تنظُر للساعة المُزعجة التي تُطلق صوت رنين في كل دقيقة تمُّرها , لا يشغل بالها شيء مُهم ؟ ما يشغل بالها ؟ هل هي تخيَّلت لقاء وليد و تخيَّلت حديثُ والدتها أم لأ ؟ هل هو خيال ولا وجود لوليد في عالمها ؟ و أن هذا محضُ من جنونها ؟ هل والدتها حقيقة أم خيال أيضًا ؟ رُبما أكون وحيدة لا أحد حولي وأنا أتخيل وجودهم ! الساعة تُشير للرابعة عصرًا ؟ هل صليت الظُهر ؟ صليتها أم تخيلت أنني أُصليها ؟ لا لا أنا صليتها ؟ . . . ألتفتت لسجادتها المطوية على السرير ؟ لم أُصلي ؟ . . لاأحد يشعُر بوجعها , حتى الكلمات تعجز عن إيصال رُبع ماتشعُر به من الضياع , أخفضت رأسها وبكتْ بشدَّة , وضعت كفوفها على أُذنيْها من طنينٍ أزعجها , تُريد أن تصرخ ؟ تشك في كُل فعل تفعله ! تشك في نفسها حتى , بدأت أطرافها ترتجفْ . . حالة من التوتر الكبير تُصيبها .. نسيتُ من أنا ! . . . آآآآآه يا أنا.

,

بضحكَـة متقوِّسـة , بفرحة محشوَّة بعينيْها , تضع أطرافُ أصابعها على أقدام ناصِر وتقف عليها لتُقبِّل مابين عينيه : مبارك عليك الشهر
يسحبها لصدره لتسقط أقدامها على الأرض : بك يتبارك شهري
غادة بإبتسامة خجولة , تبتعد قليلا عن صدرِه لترفع عيناها المتلألأة بالدمع له
ناصِر يقترب لتُغمض غادة عينيها , قبَّل عينها اليُسرى وهو يهمس : يا رُوحي
غادة بكلمتِه هذا سقطت حصون أهدابها لينهال دمعها وهي ترمش وبصوتٍ موجع : شفت المُوت
ناصِر يضمُّها بشدَّه و أصابعه تخلخل خصلاتها و ذقنه مُثبِّت على قمة رأسها بين سوادُ شعرها : أشششش لا تطرين المُوت
غادة و تحكي له بالوجع : كنت بعيد حيل كل ماأقرب خطوة تبعد أكثر .. صوتي ماات ماعرفت أصرخ و أناديك , كنت أبي أناديك كنت أبي أضمك كنت أبغى أقولك أني أحبك *شهقت بهذه الكلمة وزاد بُكائها , أردفت بعد ثواني طويلة بصوتٍ غير متزن* ضعت منِّي ... أختفيت .. أنقهرت منهم كانوا يقولون لي عظم الله أجرك .. يالله ياناصر لو تعرف كيف قضيت ليلة البارح !!! بغيت أموت من خوفي ! أنا وش بدونك ؟
صمَت , يخاف الموت كثيرًا يحترم هيبته لدرجة أن ذِكرهُ مُهيب في قلبه لحدٍ كبير
غادة : كوابيس شنيعة قاعد تجيني مع أنَّه زواجنا مابقى عليه شي !! أخاف مايتم .. أخاف يصير شي ويوقفه
ناصر بنبرة هادئة : إن شاء الله خير ! لا تفسرين الحلم الشين , والله يكتب لنا اللي يسِّرنا
غادة تبتعد عن حُضنه مرةً أخرى و وجهها المُحمَّر يُضعف ناصِر , أردفت بنبرة مبحوحة : مهما صار و مهما راح يصير ماراح أختار غيرك زوج و حبيب و أنت كل شيء في حياتي

صحى مفزُوع , صحى متبلل بعرقِه , صحى وكأن حياةً أُخرى بُثَّت في روحه , صحى متوجِع
صدره يهبط بشدة و يرتفع , أنفاسه تُسمَع بشكل مُخيف , بعُقدة حاجبيه يُفكَّر بماذا رأى ؟ غادة ؟ غادة تبكي ؟ رمضان الماضي كان يجمعهم ! , آآآه أشعُر بنارٍ مهوِّلة أسفَل قدمي , أشعُر بحرقانٍ في يسار صدري , أشعُر بأنَّ - أنـا - ضاعت منِّي , أشعُر بغادة.
أنحنى ظهرِه لتسقُط الدمعة المُوجعة لكل رجُلْ , لتسقُط دمعة إشتياقه , تمتم : ياالله
رفع عينِه وفي إذنه يرٌّن " ضعت مني .. أختفيت " لو أنَّ لُقياك بالدُنيـا ليس وقعٌ من جنُون لقابلتُك أسفَل رنَّة القمر الصاخبة و أهمس بين عينيك " من ضاع منِّي هو أنتِ و من ضاع أيضًا هو قلبي الذي كان مع (أنتِ) "

,

دخَل بـو سعُود لقصرِ سلطان : صحِّي الجوهرة بسرعة .. وجلس على الكنبة
عائشة تطرق الباب بتملل من وضعِ الجوهرة الهادىء
سمعت الطرق و باغت الخوفُ قلبها , غير قادِرة على الوقوف .. بنبرةٍ مكسورة : مين ؟
عائشة من خلف الباب : ماما أنتي في يصحى ؟
سؤالها الغبي أجبرها على السكوت فلا طاقة لديها
عائشة : بابا أبدوالرهمان في تهت*تحت*
الجوهرة و صفعةُ قوية و كأن الليمون الحامض يُرَّشُ على جروحها التي لم تلتئم
عائشة : يقول لازم يجي تهت .. يلا بسرئه ماما *بسرعة* . . ونزلت للأسفَل
الجوهرة و آخر ماتوقعته بأنَّ سلطان يُخبره ؟ رُبما يكون تحت معه . . بكَت بضيق من نفسها , بكت الضُعف و الإنكسار , بكت أن لاشيء يستحق الآن بعد هذا !!
وضعت كفَّها على طرفِ الطاولة لتحاول الوقوفْ و إنزلاق قدمها أسقطها بشدة على ظهرها , أطلقت آآآآه موجعة من حافةِ صدرِها , شعرت بنارٍ تحت ظهرها , تُريد الوقوف , تُريد ذراعًا تُمَّدُ إليها كي تستنِد إليها , تُريد . . . . لا يا قلبي إلا هوَ !! إلا هوَ .. لا تُضعفني يالله أمامه أكثر.
لمْ أَزَلْ أمشي

وقد ضاقَتْ بِعَيْـنَيَّ المسالِكْ .

الدُّجـى داجٍ

وَوَجْـهُ الفَجْـرِ حالِكْ !

والمَهالِكْ

تَتَبـدّى لي بأبوابِ المَمالِكْ :

" أنتَ هالِكْ

أنتَ هالِكْ " .

غيرَ أنّي لم أَزَلْ أمشي

وجُرحـي ضِحكَـةٌ تبكـي،

ودمعـي

مِـنْ بُكاءِ الجُـرْحِ ضاحِـكْ !

*أحمد مطر.


أنفاسُها مضطربة وقلبُها ليس بأحسنِ حال , سلطان لن يرحمها أبدًا , هذا الواضِح .. ليتني أخبرتُه قبل أن يذهب ؟
مسكتْ هاتِفها و أنفها ينزفْ , تجاهلته تماما .. صوتها يتعثَّر بالبُكاء الآن : ألو
بو ريان : يا هلا والله
الجوهرة : هلابك
بوريان بخوف : وش فيه صوتِك ؟
الجوهرة تغصُّ بالبكاء الآن : يبه
بوريان : ياعيونه
الجوهرة : محتاجتك
بوريان : لاتخوفيني وش صاير ؟ صاير بينك وبين سلطان شي ؟
الجوهرة : لأ بس أبيك بموضوع ضروري
بوريان : وشو ؟
الجوهرة : ماينفع أقوله .. الله يخليك حاول تجي الرياض بكرا على الأقل
بوريان : الجوهرة لا تخوفيني .. ليه تبكين ؟
الجوهرة وياقةِ قميصها مبللة بدمائَها الآن : أبغي أعيش
بوريان بخوفه على إبنته , صمَت
الجُوهرة : أخذني من هالدنيا كلها .. اخذني يبه
بوريان : وش مسوي لك سلطان ؟
الجُوهرة : ما سوَّى شي بس .... تعبانة يبه والله تعبانة
بوريان : وش متعبك ؟
الجوهرة : تعال وبقولك كل شي
بوريان : من الحين بمشي للرياض
الجوهرة : أنتظرك . . وأغلقته , أرتمت على السرير ودمائها مستمرة بالسيلانْ و دمُوعها لا تتوقفْ , أنتهى كُل شيء .. هذه هي النهاية . . هذه المرة ستقف وتُخبره .. هذه المرة لن تتراجع , هذه المرة مستعدة للموتْ جيدًا , هذه المرة الموتْ يُريدها , هذه المرة الحياة تتمسك بِها و الموتُ يقترب .. لمن الكفَّة ؟ . . لا داعِي أن تُخبر الجميع , والدها وفقط .. لا داعي أن تعلم والدتها إن لم تعلم بالبداية إذن لا يُفيد أن تعلم الآن .. فـ أنَّ تعلم والدتها فهي بمُصيبة عظيمة تحرمها النوم وهذه الجريمة بحد ذاتها , أمُي لو عرفت الآن لن تتألم فقط لأجلي ستتألم لأجل نفسها و تُشعر بالذنب ولن أرضى بذلك , لا يُفيد أن يعلم ريَّان .. لا يُفيدها أبدا أن يعلم الجميع بدناءة عمِّها .. بهذه الصورة سيبدأ الكره بين الجميع .. سيتغيَّر تعامل الجميع معها ؟ لمَ العالم يعلمْ ؟ هل هذا العالم إن عرفَ سيواسيها أو سيُرجع لها عُذريتها ؟ والدها فقط من يجب أن يعلمْ و تُركي هو الذي يجب أن ينال عقابه .... و سلطان ؟ ..... *أزداد بُكائِها بشدَّة* . . . سلطان آسفة.


,

في ساحة التدريبْ , بوسعود و سلطان يبذلون الكثيرْ.
طريقة أخرى للتنفيسْ.
سلطان صعَد برجٌ عالِي جدًا بقفازاتِه , ثم ثبَّت الحبلْ بحزامٍ يبرُز مِنه حلقة حديد لينتقِلْ لبُرجْ آخرْ أعلى مِن الأوَّلْ .. أنفاسه المُتصاعِدة أوقفته قليلا على البُرج الثاني
بينما بوسعود ليس في شبابه حتى يتدرَّب بمثلِ سلطان لذلك كانْ يرمِيْ , رفع عينه لسلطان وبصوت عالي : عاجبك المنظر
سلطان أبتسم ........ ورمى نفسه من أعلى البُرجْ الخاص للتدرِيبْ ولكنْ الحبال متمسكة بِه جيدًا .......... فتح الحبالِ منه ليركِضْ أسفَل شباكٍ مُلتهِبة بالنــارْ .... زحفْ على بطنِه و متفجرَات وهمية تبدأ بالإنفجار بجانِبه .... ركضْ مرةٍ أخرى ومن كلْ جانِبْ إطلاق نار بإتجاهه .. وأي خطأٍ في التدريب العسكرِي يُفقد الإنسان عُمره , وكم من موتٍ حصل من التدريبات ؟ . . عاد بالركضِ لجهة أبو سعود , وقف و أنفاسه مُتعبة متصاعدة
بوسعود : هالأسبوع مكثِّر تدريب
سلطان : وش نسوي بعد ! ... مسح وجهه بتعِبْ ... بكرا بتمسك تدريبهم ولا أنا ؟
بوسعود : خلني على يوم الأربعاء وأنت أمسكهم بكرا
سلطان : متفائِل فيهم كثير
بوسعود : أشرفت عليهم الأحد اللي فات واضح أنهم متحمسين مرة
سلطان : إيه يوم فكَّرت أدرجُّهم بالتدريب قبل لا ينتقلون برا أصدموني بحماسهم ويبون يجربون أصعب شي .. بس مادخلتهم هنا
بوسعود : هِنا صعب وهم توّهم بالبداية ! أي غلطة ممكن يروحون فيها
سلطان : تدري يوم صعدت هالبرج *أشار لبرج نادِر ما يتم التدريب عليه لأنه الأعلى و رُبما بالشهر مرةٍ يتدربون بالصعود له* تذكرت كم واحد مات عليه ؟
بوسعود : الله يرحمهم
سلطان : آمين ... كان أسوأ أيام حياتي كان أسوأ كثير
بوسعود بنبرة بها من الوجع كثير : مين كان يتوقَّع ؟
سلطان : كيف طاحوا كلهم ؟ كيف الحبال تقطعت ؟ تمنيت روحي تتقطَّع ولا أشوفهم
بوسعود وينظر لهذه الساحة التي لا يدخلها أي شخص وبضحكة ليُبعد سلطان من هذه الأجواء : ترى أخاف على بنت أخوي ماأبيها تترمَّل وهي صغيرة
سلطان : ههههههههههههههههههههههه الله الحافظ

,

نجلاء : وطبعًا أنا ماسكت لها
منصُور بعصبية : ماشاء الله يالقوية كيف تكلمينها كذا ؟
نجلاء : وش فيك معصب ؟
منصور بغضب : أكيد بعصِّب تبيني أصفق لك يعني !
نجلاء بلعت ريقها بخوف : هي اللي بدت
منصور : قلت لك لاتحتكين معها
نجلاء : يعني تكلمني وأسكت لها
منصور بصرخة جعلت نجلاء تبتعِد بخطواتها للخلف : لا تبررين لنفسك !
نجلاء وتشعُر بأنها ستلِد الآن من خوفِها
منصور : كلمة وحدة يانجلا ولا راح أعيدها مرة ثانية ! إن تعرضتي لها بشيء والله ثم والله مايحصلك طيِّب ..
نجلاء بقهر : ليه تهتم لها ؟ يعني أنا بالطقاق بس هي نداري خاطرها
منصُور : لآ تحورين الحكي على كيفك !! أحسبي حدودك زين يا نجلا !! واللي صار مايتكرر مرة ثانية وأنا عند حلفي
نجلاء صدَّت عنه وهي تُجاهد أن لا تبكِي
منصور : مفهوم ؟
نجلاء بصمتْ
منصور : مفهوم يا نجلااا
نجلاء بغصَّـة : طيب

,

عبير تمللت من هذا الصمتْ المُزعج : ما ودِّك ننزل تحت ؟
رتيل هزت رأسها بالنفس , وهي تحتضن وسادتها وتنظُر بإتجاه الشُباك
عبير : رتيل إلى متى ؟
رتيل ببكاء : يكرهني
عبير جلست بمقابلها : مين ؟
رتيل : مين غيره
عبير عقدت حاجبيها بإستغراب شديد أن تتأثر رتيل بسهولة.
رتيل وعينيها مُحمَّرة بشدة : صح أنا غلطت بس هو بعد غلط
عبير : قلت لك من قبل ماتنفعون لبعض
رتيل : قهرني الله يقهره .... أستغفر الله .. الله لايوريني فيه مكروه
عبير أبتسمت
رتيل : ضايقني حيل كل ماحاولت أنسى الموضوع غصبا عني أتذكره
عبير : مو قلتي عشان هذاك اللي شافك
رتيل سكنت قليلا لتبكِي مرة أخرى : لو شفتيه كيف يناظرني كان راح يقرب مني بس ضربه عبدالعزيز وبعدها قتله ناصر .. ماهو راضي يروح من أحلامي .. أحسه موجود
عبير : أصلا الحرس منتشرين محد بيقدر يقرب إن شاء الله
رتيل : أنا ليه حبيته ؟ وش فيه زود ؟ يقهرني دايم ويستفزني و أسلوبه بايخ زيّه ؟ وش فيه عشان أحبه !
عبير : بتتعبين لو بتلومين نفسك عشانه
رتيل تمسح دموعها : مافيه شي ينحب أصلاً .. بس أنا غبية كنت عايشة حياتي لين هو جاه وخربط علي كل شي


,

أم ريـان : خير ؟
أبو ريان : شغل ضروري
أم ريان : وش هالشغل الضروري اللي يخليك تمشي الرياض الحين ؟
أبو ريان : ماعندي وقت أشرح لك !! لاجيت أقولك ..نزل للأسفل
أم ريان من خلفه : لآ يكون الجوهرة فيها شي ؟
أبو ريان : بسم الله عليها وش بيكون فيها .. يالله مع السلامة .. وخرجْ
أم ريان تمسك هاتفها لتطمئنْ
تُركي : وش فيه عبدالمحسن ؟
أم ريان : ماشي الرياض مدري وش عنده ياخوفي الجوهرة فيها شي
تُركي وأنقبض قلبه : الجوهرة !!
أم ريان : الحين أتصل عليها وأشوف وش صاير
تُركي ينظر إليها بترقُبْ
يرن .. مرةً و إثنتان .. وثالثة و عاشِرة و لا أحد يُجيبها
أم ريان : والله أني دارية صاير شي .. نبضاتِ الأم الخائِفة تزداد
تُركي بنظراتٍ مهزوزة , يحاول هو الآخر أن يُهدأ نبضاتِه
وأخيرًا أتاها صوت الجُوهرة المبحوح : ألو
أم ريان تنهَّدت براحة : وش فيك ؟
الجُوهرة لم تتوقع أن يُخبرها والدها : ولا شي
أم ريان : لا تكذبين عليّ أبوك ماشي الرياض وأسأله يقولي شغل ؟ انا قلبي قارصني
الجُوهرة وتحاول جاهدة أن تتزِّن بنبرتها : توني أدري منك
أم ريان : صدق ؟
الجوهرة : إيه يمه
أم ريان : طيب وش فيه صوتك ؟
الجوهرة : كنت نايمة
أم ريان بإطمئنان : وكيفك مع سلطان ؟
الجوهرة : بخير ... حيييل *غصَّت بِها*
أم ريان : الحمدلله , الله يهنيكم ويبعد عنكم كل شر
الجوهرة : اللهم آمين
تُركي ونظراتِه باتت مكسورة بهمساتْ أم ريانْ , و أنا ؟ كيف تهنى مع سلطان ؟ كيف تقدر ؟


,

أمام المرآة في الحمامْ , تُغسل وجهها ثلاثًا من الدمُوع , بكت كثيرًا اليومْ . . نظرت لعينيها المُحمَّرة , رفعت شعرها بإهمال تتعمَّد أن لا تتزين أمامه أو حتى تظهُر بمنظرٍ جيِّد , تنهَّدت على أفكارِها ستعرف كيفْ ترّد حقها , خرجت متوجِهة ليُوسفْ
يُوسف المنشغل بكتابة رسالة في هاتفه رفع عينه لها
مُهرة بإبتسامة
يُوسف وفعلا رفع حاجبه بإستغراب شديد
مُهرة جلست : بكلمك في موضوع
يُوسف وفعلا مصدُوم لدرجة أن الحديث لا يخرج من فمِه
مُهرة تضع كفَّها على كفِّه لتسحب الهاتف وتضعه على الطاولة : ممكن تسمعني شوي
يُوسف و لا صوت له
مُهرة : خلنا نبدأ صفحة جديدة
يوسف : نعم ؟
مُهرة : حاول تتقبلني وأنا بحاول أتقبلك
يُوسف ويشعر بالخبث الشديد في نبرتها , غير مصدقها أبدًا : وش اللي تبغين توصلين له ؟
مُهرة : أبغى أرتاح
يُوسف : لا تحاولين تلعبين وتكذبين علي
مُهرة أبتسمت بعينيْن يبدُو الحقدِ يحفُّها : ليه أكذب ؟ أنا صدق أبي أرتاح
يوسف تنهَّد وهو يقف : أحترمي حدودك و راح ترتاحين ... وخرجْ
مُهرة تمتمت : والله لأحرق قلبك زي ماحرقتوا قلبي


,

في آخرْ الليلْ – الساعة الثانية فجرًا –
نشَّف شعره المبلل وألتفت عليها , هدُوئها يُثير في داخله ألف شك و شك : الجوهرة
ألتفتت عليه بتوتِّر و عيناها مُحمَّرة ذات شحُوب
جلس بمقابلها : صار شي في غيابي ؟
الجوهرة : لأ , سلطان أبوي جاء الرياض
سلطان : حياه الله , ليه ماقالي ؟
الجوهرة : راح لعمي عبدالرحمن بس بكرا الصبح بيجي
سلطان : البيت بيته
الجوهرة : ينفع بكرا ماتداوم يعني فترة الصبح
سلطان : ليه ؟
الجوهرة : أبغى أقولك شي و أبوي بيكون موجود
سلطان أبتسم بإستغراب : وش اللي بتقولينه قدام أبوك ؟
الجُوهرة : بكرا أقولك بس إذا تقدر حاول لو على الأقل لين الساعة 10 وبعدها تروح
سلطان : عندي إشراف بكرا !
الجُوهرة : سلطان الله يخليك بس هالمرة
سلطان بخوف : وش صاير ؟
الجوهرة تبكِي مشتتة نظراتها
سلطان : وش ينطرني لين بكرا ؟ تكلمي
الجوهرة أجهشت ببكائها
سلطان ويقترب منها : الجوهرة
رفعت عينها الباكية له , لم أختنق مثل هذا اليوم ؟ لم أختنق من قبل هكذا ! سابِقًا كنت أختنق لأن لا حياة لِيْ لكن الآن أختنق لأن الحياة أقتربتْ منِّي فـ تركتُها .. آآآآآآه يا سلطان
سلطان سحبها لصدرِه , تشبثتْ بِه كطفلةٍ ضائِعة تائِهة , بكتْ على صدرِه حتى نزفْ أنفها , تلطخ قميصه بدمُوعها ودمائِها
سلطان وهو يُقبِّل رأسها هامسًا , يحاول أن يمتصْ حُزنها لكنها مُغلقة قلبها لا يستطيع أن يتسلل إليه
الجوهرة و يبدُو هذا آخر عناق بينهُم , يبدُو ذلك , تُريد أن تسرقْ شيئًا مِنه في هذا العناق , تُريد بشدة أن تحتفظ بشيءٍ مِنه , تشعُر بأن أيامها تنتهِي الآن ... لنقُل وداعًا أنيقة لقلبِك.
سلطان أبعدها قليلا وهو يرفعُ وجهها له وبعينيه ألف سؤال و سؤال
الجوهرة وهي تمسح دمُوعها بكفوفها المُتجمِدة : وصخت قميصك
سلطان : فداك , . . مسح دمُوعها بأصابعِه الأكثر برودة .. أرتعشت من لمستِه
أردف : مين مزعّلك ؟
الجوهرة ونظراتها تحكي أشياء كثيرة , أولها " أحبك " ثانيها " أحبك " ثالثها " أحبك " . . رابعًا " لآ أعرف أنطق أحبك "
سلطان أبتسم : أنا ما قلت لك أحسك بنتي ؟
الجوهرة ضحكت بين دمُوعها و أرتمت مرةً أخرى في حضنه وهي تستنشق عطره من عُنقه , تُريد أن تلتحِم معه إلى أن يأبى جسدها الإنسلاخْ مِنه , تُريد أن تنطق " أحبك " ولو لمرَّة .. تُريد أن تنطقها بشدة .. تتزاحم على طرف لسانها لكنها جبانة تُشبهها لا تخرُج.
هو يفهمْ جيدًا أنها تُريد إرسالْ شيئًا في عناقها هذا , لكن لا يستطيع فك شِفراتْ بُكائها .. يشعُر بضعفها بإنهزامها بحُزنها .. كل هذا يشعُر به ولا يعرف السبب .. ضائِع هوَ معها , دقاتْ قلبها يشعُر بِها و تتسلل إليه فيضانْ نبضاتِها الآن , أنفاسها الحارقة ماهي إلا ضُعف , لو أننِّي أمُّد بعضُ من القوة لكْ .. لو أنني بس !
أبتعدتْ قليلا عن حُضنه مُحمَّرة من إندفاعها له
سلطان يُقبِّلها بمعانِيْ كبيرة , هذا الوداع تشعُر بِه الجوهرة لكن سلطان يُخيِّل له أنه البداية , البداية هي نهاية الجوهرة.
الجوهرة تُغمِض عينيها لتعيشْ الحلمْ , يا حرُوف تسللي له .. أخبريه بـ " أحبك " إن عُقِد لسانِي و عجز أن ينطقها فأظهرِي أمام عينيه ليقرأها , أقرأني يا سلطان , أشتهِي ذاك اليوم الذي يقرأنِي فيه أحدًا , 7 سنوات لم يتجرأ أحدًا أن يقرأنِي أحدًا , 7 سنوات لم تُخرج من فمِي سوى " بخير " 7 سنوات عشتُ بالمنفى دُون حياة تُذكر , 7 سنواتْ كنت أنتظر الأمان بخطواتٍ متعثرة , 7 سنوات كُنت أراه أمامي أحاول الخلاصْ مِنه , كنت أنتظِر يومًا يختفِي فيه , 7 سنواتْ يا سلطان و أنا أجهلْ كيف أرمم نفسِي , كسرنِي و في قلبي شرخٌ عظيمْ.
سلطانْ ينقُل قُبلتِه لجبينها ليُدخِلها في صدرِه , رُبما قلبِي ينقل لك ماعجزتْ عن قوله , لو أُعيد تشكيلك من فرحْ و زهر لا يذبل .. لو أعرفْ مصدَر هالات الحزِن ؟ لو أشفِي أوجاعُك لو أعرف فقط أعرف.

,

عبدالعزيز وللتو رجَع بعد ليلةٍ قضاها مع ناصِر , أتجه لبيته , سقط نظره على الشُباك تذكَّرها عندما رقصَت , أبتسم من شياطينه .. تمتم : يالله أغفر لنا بس . . . دخل لبيتِه وبات تفكِيره تُسيطر عليه " رتيل " , نزع قميصه و مازال مشتتْ من فِكرة ماذا يفعل غدًا ؟ يتوقَّع ردة فِعل سلطان و بوسعود .. ستكُون ضربة قاسية لهُم ! يحاول التراجع لكن كل رغبته بأن تتم تمنعه , أبتسم من فكرة أن رُبما يُجن جنون سلطان و يعتلي القهر الشديد بوسعود .. ماذا يعني لو تصرفتُ ببعض الحقارة ؟ هم يتحملون و لستُ أنا !
شيء آخر يصرِخ به , يعرفُ هذا الصوت جيدًا , ضميره . . و والده ,

والِده : و الرجولة عمرها ماكانت بالضرب و اللي يضرب الحريم ذا ناقص
عبدالعزيز : بس بعد لازم تأدب بعضهم
والده : شيء واحد أحذر تسويه ! تضرب حرمة مالها ظهر غيرك
عبدالعزيز رفع حاجبه : لا تخاف زواجي على إيدك و أمي تختارها بعد
والده أبتسم : متى يجي ذاك اليوم بس
عبدالعزيز : تحمست أكثر مني هههههههههههههههههه
والده : أكيد ولدي الوحيد وبيتزوج
عبدالعزيز أبتسم : الله يبلغك زواج أحفادي بعد

يُغلق أزاريره بيجامته ناظِرًا للمرآة تغيَّر كثير منذ وفاتِهم , لم يتعوَّد منذ مراهقته أن يحلق شعر رأسه بأكمله أو حتَى يُخفف عوارِضه ويُثقِل سكسوكته . . أشياء كثيرة تغيَّرت في ملامحه , حتى ان عيناي أشعُر أنها تنكمش , تذبل , إبتسامتِي أصبحتْ تظهر للإستخاف فقط . . أسلُوبِ حديثي مع الغير مبنِي على القهر و الشدة . . . . غيَّرني المُوت.


,

رؤى : أنتِ كلمتيه بشيء؟
والدتها : لأ
رؤى : غريبة شكله غيّر رايه بالزواج لأنه يأجل
والدتها : أحسن لك
رؤى : كنتي موافقة ؟
والدتها : وليد مايصلح لك بس إذا تحبينه مقدر أمنعك
رؤى بنظرات إستغراب : يمه قلتي أنك موافقة
والدتها : ماقلت موافقة بالحرف الواحد
رؤى تبتعد ببعضِ خطواتٍ للخلف برهبة : إلا قلتي لي
والدتها : حبيبتي أنتي شكلك من كثر ماتفكرين بالموضوع يتهيأ لك
رؤى ودموعها تتجمَّع في محاجرها : إلا قلتي لي !! يمه قلتي لي أنا موافقة وماعندي أي إعتراض على وليد
والدتها : قلت بوافق عشانك بس ماني راضية عليه
رؤى وتبكِيْ وهي تضع كفوفها على رأسها : لا تقولين أنك ماقلتي لي
والدتها : يا روحي هذا طبيعي مو قالك الدكتور أنك ماتقدرين تحتفظين بالأشيياء كثير
رؤى : بس أنا أتذكّر قلتي لي والله
والدتها : لا حبيبتي
رؤى بإنهيار تام وبجنون تردد : قلتي لي ... إلا قلتي لي ..... ياربي .... ياربي رحمتك ... يمه تكفين تذكري يمكن ناسية
والدتها : أهدي خلاص ماهو مهم عادي موافقة ولا مو موافقة ماتفرق ! لاتكبرين الموضوع
رؤى وبشك , جنّ جنونها فعلا : اليوم رحت معه ؟ صح ؟
والدتها : ايه رحتي له
رؤى : وأمس ؟
والدتها : لأ
رؤى و زاد بُكائها : إلا رحت له وجلسنا نتكلم !! إلا يمه
والدتها : خلاص رحتي له
رؤى بصراخ : لآتستخفين فيني !!! يعني أنا ماأتذكر شي ؟
والدتها : فترة وتعدي
رؤى أتجهت لغرفتها وأقفلتها جيدًا , رمت نفسها على السرير تشعُر بشكوك في كل مايحدث حولها ! باتت تشك بعقلها ! هل هذا معقول ؟

ضباب لا ترى شيئًا , ضِحكاتْ مُنتشِرة و فُستان زفافْ أبيض . . وعينا قلبٍ تلمعُ بالدموع , هذه العينْ الأنثوية ؟ ليست أمي بالتأكيد . . يضجُّ بأذنها أصواتِهم . . الأصوات لا تمُوت حتى وإن عُصِفت بالغياب.
مسكت رأسها في محاولة لتذكِّر ملامحهم , لا تتذكر سوى مواقِف تجهلُ أشخاصُها . . تبكِي بضعفْ و قلة حيلة ,
أسماء تحُوم حولها " مقرن , عبدالعزيز , سلطان العيد , غادة , ناصر " من هؤلاء ؟ أريد أن أعرف صلة القرابة بينهم جميعًا
يتناثرُ فتات الذِكرى أمامي , وغير قادِره على جمعه . . غير قادرة يالله . . من يُرمم كسرِي سواك أنتْ . . ياربي ياحبيبي أسقني اللقيا . . . اللهم اللقيا بهم قبل الممات . . . أختنقْت برائِحة الذِكرى , .. عينيها تسلل إليها الخفاء لتتذكَّر أشياءٍ منسية.

الثلجْ مُغطيهم باكملهمْ . . وهي تُداعب أنفه لم تظهر ملامِحه بأكملها لها : أنتْ غيور لاتنكرْ . . *نظرت للكاميرا* أنا أحب نصوري حبيبي اللي عقله كل مايكبر يصغر
هو بغضب : أنا عقلي صغير ..
هي : ههههههههههههههه شوفوه عصّب هههههههههههههههههههه ماهو لايق عليك أبد هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
هو : سكري الكاميرا لاأدخلها بعيونك الحين
هي بدلع : طيب إن ماسكرتها وش بتسوي ؟
هو : قلت بدخلها بعيونكْ
هي تقف بأطراف أصابعها على أقدامه حتى تصل له وكان يجب أن تُقبل خده ولكن طوله جعلها تقبّله قريبًا من شفتيه : آسفين ياجميل
هو أبتسم رغمًا عنه , تنظر لإبتسامتِه بحُبْ

صحت من إغماءتها و البُكاء مبللها , أريد أن اراه ؟ لو صورة ؟ فقط أريد أن أراه . . . بكتْ من رغبتها بأن تفهم من كانت تُحبه , " نصوري " ؟ يااااه . . أأنا أعيشْ حُبًا يُخفِيه قلبِي عن عقلي و ذاكرتي ؟ من ليس لديِه ماضِي لا يُبنى له مستقبلاً و لا حاضِرًا بهِ مُرحِبًا , أريد الرجوع إلى ماقبل الحادث ؟ أن أنظِر نظرةً أخيرة لأهلي , فقط نظرة واحِدة وللحظات .. أسرِق بعيني بعض ملامِحهم وأصبِّر قلبي في مِثل هذه اللحظات التي أمر بِها الآن , ليتني خطفتُ مِن ملامِحكُم شيئًا.

,

الساعة 8 صباحًا

الجُوهرة لم تنامْ , تُفكِّر بموعدٍ أقترب تخافه كثيرًا
سلطان يربط خيُوط حذاءه : إن شاء الله بجي الساعة 10 و أشوف أبوك
الجوهرة : طيب
سلطان وقف متنهِدًا وهو ينظر لوجهها الشاحِب : بحاول ماأتأخر
الجُوهرة : بحفظ الرحمنْ
سلطان يأخذ سلاحه و يضعه على خصره . . خرجْ تارِكًا الجوهرة في دواماتٍ من التردد , هل أخبره ؟ لكن والدِي أتى ؟ لا مجال للتراجع.


هي ساعة ونصفْ حتى وصل سلطانْ لمبنى عملِه.
في مكتبٍ كبير يبدُو فارغًا إلا من طاولة في المنتصف , جالسًا بها بوسعود و عبدالعزيز.
دخل سلطان : السلام
: وعليكم السلام والرحمة
سلطان يجلس بمقابلهم : بتروح للجوهي الحين ؟
عبدالعزيز : إيه
سلطان : لاتحاول تآخذ وتعطي معاه , نص ساعة لا تزيد .. أفهم بس وين راح يروح هو واللي معاه وأطلع
عبدالعزيز : طيب . . وقف
سلطان : لحظة . . وقف خلفه وهو يُخفِي أسفَل شماغ عبدالعزيز سماعاتٍ أُخرى
عبدالعزيز : واضحة ؟
سلطان : كِذا تمام
عبدالعزيز ينظر لنفسه بالمرآة ليتأكد من أنَّ كُل شيء مُرتَّب
سلطان : تذكّر نص ساعة بس
عبدالعزيز : إن شاء الله .. وخرجْ
سلطان و بوسعود توجهُوا لغرفة المراقبة
سلطان : بوريان جاي و ضروري أشوفه أمسك الإشراف عليهم اليوم وأنا أمسك الأرببعاء
بوسعود : تم

,

باريس * في العمَــلْ

أفنان : و كان خاطب أختي
ضي : أحسب يقرب لك
أفنان : لآ مايقرب لي بس أبوه يعرف عمِّي وعاد عن طريق عمي تعرَّف على أبوي
ضيْ و هُلكت من تعبئة بعض الأوراق : وطيب ليه فصخ خطوبته بأختك ؟
أفنان : مافيه نصيب هي ماأرتاحت و أنفصلوا بدون مشاكل
ضيْ : أووووف تعبت من هالأوراق !!
أفنان : عِندك عيال منه ؟
ضي : لأ أقولك ماأشوفه الا بالسنة كم مرة
أفنان : وكيف عايشة
ضي : زي مالخلق عايشيين , أنا عارفة عنده ظروف ومايقدر
أفنان : بس يعني مافكرتي تنفصلين ؟ يعني أنتي صغيرة وتقدرين تتزوجين واحد بعمرك
ضي : ليه ؟ تحسبينهم اللي بعمرنا كويسيين ؟ بالعكس داشرين ويجون يعقلونهم فينا
أفنان بإستغراب من طريقة تفكيرها : وش داشرين ؟ ماهم كلهم ! يعني اللي عمرهم كذا 26 أو 27 يكونون ناضجين
ضي : لأ أنا ماأحب البزارين أتزوجه عشان أربيه
أفنان : ههههههههههههههههههههههههههههه عمره 27 بزر !!
ضي : بعيوني بزر و أكيد مدلَّع , جيلنا مررة مدلّع ماهو زي قبل عشان أوافق على أبو 27
أفنان : طيب راضية تآخذين واحد بناته كبرك
ضي : إيه راضية دامني مرتاحة معه و هو مرتاح ! عادي
أفنان : مدري ماأتقبل أشوف زوجين كذا أحسَّه بنته ماهو زوجته
ضي : لأنك متعودة على زواج الصغار
أفنان : لآ الجوهرة أختي تزوجت واحد أكبر منها ب 12 سنة بس يعني هم غير
ضي : وليه غير ؟
أفنان : يعني لما تشوفينه تعطينه ببداية الثلاثينات مررة ماهو بعمره ؟ أكيد شفتي صوره .. سلطان بن بدر ؟
ضي وتجمدت في مكانها
أفنان أنتبهت : وش فيك ؟
ضي : وش يقرب لكم سلطان ؟
أفنان : زوج اختي
ضي شهقت : نععععععععععم
أفنان بتوتِّر : وش فيك ؟ زوجها
ضي : وش يقرب لكم عبدالرحمن آل متعب ؟
أفنان بإبتسامة بلهاء : عمِّي
ضي و تشعُر بالكون يتلفُّ حولها , دوَار و غثيانْ


,

على طاولة الطعامْ
عبير : أنتي حاولي تتجاهلينه ومع الأيام راح تنسين
رتيل تأكل بلا نفس : أكيد يهيني وأجيه بعد
عبير : مع أنك أنتي اللي غلطتي بالبداية
رتيل بإندفاع : بس يآكل تراب ومايقولي كذا
عبير : طيب خلاص سكري على الموضوع
رتيل بتحلطم : كذاااب
عبير : وش كذب فيه ؟
رتيل : لما طلع من المستشفى بيّن لي أنه مبسوط و كأنه طاير من الفرحة فيني وآخر شي يمثِّل علي
عبير : هههههههههههههههههههههههههههههههه من جدك مكلمته بعد ماطلع ؟
رتيل : هو اللي جاني ماهو أنا ! والله يا عبير أني مارحت له .. وحتى يوم بغيت أبعد عنه وأخليه خفت من أبوي قام وقف قدامي
عبير : خافي من الله قبل أبوي
رتيل : أحس ربي يعاقبني الحين
عبير : أكيد بيعاقبك الله يمهل ولا يهمل ! دامك غلطتي فـ لك جزاء يا في الدنيا أو في الآخرة !! والله عادل
رتيل تنهَّدت : أدري أني غلطت وأحاول أخشع بصلاتي عشان تنهاني عن الحرام بس وش أسوي ؟
عبير : قلت لك تجاهليه ولا كأنه موجود مع الأيام بتتكيفيين مع هالشيء ولاهو آخر واحد ! بكرا تتزوجين وتنسين طوايفه
رتيل بضحكة غابت عنها الأيام اللي فاتت أردفت : والله لو أني متزوجة الحين كان بنشغل بحُب زوجي بدل هالمعفن
عبير : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه صار معفن بعد
رتيل : فيني قهر لدرجة تخليني ودِّي أجيه و أعطيه كفّ يبرد حرتي
عبير : أحقريه و لا تكلمينه ولا بأي شي , وماهو لازم تطلعين برا بالحديقة ويشوفك ! وبتتعودين بكرا
رتيل : يحسبني ميتة عليه هو بس لو أنّه شين كان نسيته بساعة لكن حقير مزيون يعني وش أسوي في حياتي
عبير أنفجرت من الضحك : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه رتيل خلاص مابقيتي شي من حسناتك
رتيل : صدق أتكلم أمانة لو أنه شين كان بسهولة تجاهلته بس أنّه مزيون وين أقدر أنساه
عبير : أصلا الجمال ماهو كل شي ! شوفي شخصيته مو قلتي أنه حقير , يعني بالذمة تعيشيين مع واحد حلو وشخصيته زبالة ولا واحد شين وشخصيته حلوة وتهبّل
رتيل : الجواب صعب
عبير : لا يكون مع اللي شخصيته زبالة !!
رتيل : يعني بصراحة أجلس أصبِّح على وجه حلو ولا وجه شين ؟ بس ممكن أعيد النظر لو كان شخص مملوح وعادِي
عبير : أنتي شفتي عبدالعزيز وقدستي جماله
رتيل : بتخيله شين عشان أكرهه
عبير : هههههههههههههههههههههههههههههههههه الحكي معك ضايع
رتيل : طيب بقولك شي يعني أنا شاكة
عبير : وشو بعد ؟
رتيل : يوم كنت في مكتب أبوي ودخل ذاك وطالعني بنظرات يمه عبير لو تشوفينها تقولين ذا يبي يذبحك قام عبدالعزيز وضربه يعني تحسينه يغار
عبير : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههههههههههههههه لو أنا مكانك بيسوي نفس الشي
رتيل تأفأفت : يعني مافيه أمل ؟ حسبي الله بس
عبير : فاضي لك هو ؟
رتيل : أجل فجأة تحول لشخص ثاني ! مرة وش زينه ومرة تنصدمين من حقارته
سمعُوا خطوات الخادمة الآتية إليهم
رتيل برهبة لم تتخلى عنها , سقط مِنها كوب الحليبْ وتناثر الزجاج
عبير : بسم الله عليك , ترى البيت كله حرس محد يقدر يدخل


,

ريان : يعني بس كذا ؟
أم ريان : إيه يقول عنده شغل
ريان : الله يستر وش مهببة بنتك
أم ريان : وش قصدك ؟ تكلم عنها بأسلوب أحسن من هذا
ريان : وانا ماكذب ماضيها معروف
أم ريان بعصبية : ريااان !! أستح على وجهك ذي أختك
ريان : قلتي أبوي رايح لهم مستعجل أكيد فيه فضيحة وراها زين ماتجيك مطلقة من عند سلطان
أم ريان بغضب كبير : أسكت ولا كلمة !! مايجيب الفضايح إلا أنت ! أنهبلت على الآخر أجل تشك بأختك صدق ماعرفت أربي
ريَّان وقف : ماأعرف ليش تدافعون عنها ؟ .. أستغفر الله بس . .وخرجْ
أم ريان : أنهبل ماعاد في راسه عقل
تُركي : يمكن من خوفه يتكلم كذا
أم ريان : لآتجنني ياتركي أجل يشك في أخته
تُركي : وليه مايشك ؟
أم ريان : وأنت مثله بعد ؟
تركي : أنا أقول بس يمكن معه حق


,

منصُور : ههههههههههههههههههههههههههههههههه يخي الكذب يجري في دمك
يُوسف متمدد على الكـنبة : قلت له أصلا أني من طرفك
منصور : لآ تفضحني عنده
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه قلت له تاريخ حياتك عشان يصدقني مابغى يأجر لنا الإستراحة , ماعلى تطلع فيزتي وأسافر بجلس أقابل هالجدران قلت لا والله أروح أكيِّف هناك ونعزم الشباب
هيفاء : والله ياحظكم إستراحات و عزايم وناس وعالم واحنا منثبرين
منصور : وش رايك بعد تروحين معنا الإستراحة ؟
هيفاء : والله طفشانة وأنت ماتقصر
منصور : أخاف صدق عشان أقص رجولك
هيفاء : لحول الواحد حتى مايتمنى أمنية
يوسف : تمنِّي وش تبين وأنا أجيبه لك كم عندنا هيفا
هيفاء : أحس بسخرية بس معليه نطوِّف
يوسف : صدق قولي وش تبين ؟
هيفاء : سفِّرني باريس ولا أمريكا عشان أروح ديزني لاند
يوسف : وش فيها الحكير لاند ؟
منصور : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ه
هيفاء : لو يسمعونك والت ديزني ينتحرون أجل الحكير ؟
يوسف : طيب أمنية ثانية نقدر عليها
هيفاء : ودِّي أركب قارب وكذا والهوا يطيِّر شعري وأنبسط
يوسف : الحين صاير زحف للشرقية من أهل الرياض مستحلينها مانقدر نجيها
هيفاء : ومين قال الشرقية لا ودِّني برا ؟ ودني جزر المالديف
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههه حاولي أنك ماتشطحين في خيالك
منصور : وتبين تطيريين شعرك بعد !! ناوية تنزعين شيلتك , أنتي من نظام الله موجود بس بالسعودية بس برا محنا مسلمين
يوسف : ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه تجيبين لنفسك الكلام
هيفاء : بنص البحر محد يشوفنا أفصخ شيلتي
يوسف : طيب يالله قولي أمنية ثالثة خلنا نطقطق عليك
هيفاء : لآ والله ؟ صدق أتكلم
يوسف : طيب يالله قولي
هيفاء : آممممممم ودِّي يعني لاتزعلون أنتوا أخواني وكذا بس يعني حلم ماهو صدق .. ودِّي أدخل بار بس كذا أتفرج ماأشرب ولا شيء
منصور يرمي عليها علبة المناديل بقوة
هيفاء : قلت لكم حلم الواحد مايحلم بعد
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه يخي خواتك دشروا
منصور : أنا ملاحظ
هيفاء : والله بس كذا بحس إحساس الأفلام يعني ماهو صدق
يوسف : إن شاء الله كل أحلامك راح تتحقق لا جاك فارس أحلامك
منصور : لا تفتح عيونها بس ههههههههههههههههه
يوسف : مفتحة وخالصة , خذها مني الحريم والله كلبات من تحت لتحت أعوذ بالله منهم ويجونك يسوون نفسهم مستحيات إن كيدهن عظيم ويايي لو تلمس أظفرها بكت وهي مكفخة أخوها
منصور ضحك وأردف : خبرة الله لايضرك
يوسف : أنت لأنك ماتجلس مع الخمَّة اللي بالإستراحة يجونك بس يسولفون عن حريمهم هههههههههههههههههههههههههه وأنا أتطمش أصير لهم فوزية الدريع على نصايحي
منصور : ماأحب أختلط مع ربعك يخي تجيني كآبة
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههه شف على أنهم مايجي من وراهم منفعة وكل يوم طايحيين بمصيبة بس والله يوسعون الصدر على نياتهم
منصور : ويسولفون عن حريمهم عادي ؟ يالله الرجولة تبخرت
يوسف بعبط : يثقون في شوري
منصور : قسم بالله تضيعهم
يوسف : بس والله أني انصحهم بذمة وضمير
هيفاء : صادق منصور وش ذا يسولفون عن حريمهم قدامكم !! صدق ياخسارة الرجولة فيهم
يوسف هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههه وهو وراني صورتها بالعكس يشتكي , حرام بعد الرجَّال شقيان لازم أوسِّع عليه
دخل والدهم : إن شاء الله إجتماع خير
يوسف : على حسب نيتك
والده : أستغفر الله بس , الواحد هنا يدخل يقول اللهم أني أعوذ بِك من الخبث والخبائث
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههه ماشاء الله محدد العوارض اليوم
والده يبتسم وهو يمسح على خدِّه : رايح لحلاق تركي جديد
يوسف : ترى في جواسيس لأمي أحذر
هيفاء : أبوي أصلا مايقدر يعيش بدون أمي
بومنصور : صدقت بنتي
يوسف : شف يبه على حسب قناعاتي الواحد من حق نفسه عليه أنه يجدد شبابه يعني عادي تزوَّج والله أنا ماني معارض الشرع محللك 4
هيفاء شهقت : يا معفن أمك !!
يوسف : طيب أمي واحبها وأحب زوجة أبوي ههههههههههههههههههههههههههههههههه
منصور : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههههههه بدا التحشيش
يوسف يستعدل بجلسته : أنا مخطط أتزوج مسيار بعد
منصور : والله أني داري أنك راعي حريم
بومنصور : ذا اللي يسمونه نسونجي
يوسف : يخي الدنيا فانية وش يسوي الواحد ؟ يطلب رضا ربه وينبسط , بجلس أعيش في نكد ! وراه ؟ لا والله بتزوَّج وأمتع نفسي وحدة وثنتين و 10 بعد وإن شاء الله بالجنة أشوف الحور العين بعد
هيفاء : بصراحة طحت من عيني
يوسف بسخرية : رقيني تكفين إلا عيونك مقدر أطيح منها
هيفاء : من جدك !! أجل بس تفكر برغباتك
يوسف بإستهبال : الله عطاني جمال و مال و الله يخليني لنفسي رجَّال ويعتمد عليه لازم بعد أستغل كل شيء
بومنصور : هو يمهِّد عشان يقول بتزوج الثانية
يوسف : يافاهمني هههههههههههههههههههههه بالضبط أخطبوا لي
بومنصور : فيوزاتك ضربت
يوسف : وزيدي على مواصفاتي اللي ماترفضها أي بنت أني رومانسي
هيفاء : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه كثِّر منها أنت وين والرومانسية وين
يوسف بطنازة : نتعلم من منصور
منصور : ترى بقلب عليك الحين
يوسف : هههههههههههههههههههههههه وش الرومانسية ؟ أحفظ كم قصيدة وأقولها لها وياعمري وياحبيبتي والخبلة ماتصدِّق وبتحط صورتي تحت مخدتها
هيفاء : ماتوا اللي يحطون تحت مخدتهم صور
يوسف : على هالطاري الله يقطعهم الشباب في الإستراحة جالسين ويدخل علينا واحد شايش ومتحمس يقول ياشباب بكرا بقابل خطيبتي وأبي أجيب لها هدية طبعا انا اكشخهم قمت تذكرت أفلام أبيض وأسود قلت له جيب لها دب أحمر وياليتني ماقلت له
هيفاء : ههههههههههههههههههههههههههههههه وش سوَّى ؟
يوسف : فضحني الله يفضح عدوَّه طبعا خطيبته بغت تتفل بوجهه على الهدية ولا لما تحركين الدب يقول آي لوف يو ويقوم يجينا يتحسب علي ويقول ضيعتني من يومها وهي تأجل بالزواج
أبو منصور : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههههههههه
يوسف : مع أنه نيتي كانت طيبة بس والله ياهو عطاني دعوات لين قال بس
بومنصور : أنا ماقلت لك أبعد عنهم
يوسف : يبه ظالمهم صدق أنهم فاشلين داشرين ماوراهم شيء بس والله يونسون على الأقل قلوبهم بيضا
هيفاء : يخي عرفني على خواتهم خلني أوسع صدري بعد أنا
يوسف : دشيرة مقدر هههههههههههههههههههههههه لارجعت من السفر بمخمخ على موضوع الزواج والله المسيار دخل مخي
بومنصور : كم بتجلس ؟
يوسف : تقريبا أسبوعين
بومنصور : وبتآخذها معك
يوسف : لآتجلس عندكم
بومنصور : ليه ماتآخذها وتحاول تبعد عن هالجو
يوسف : مدري يبه حسستيني رايح شهر عسل , لا خلها سفرة شباب
بومنصور : ياخوفي من سفراتكم
يوسف : لا أصدقائي المحترمين مو حقين الجامعة
منصور وفهم قصده : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه هههههههههههه
بومنصور : صدق بزر ماينقالك سالفة
يوسف يتقدم ليُقبِّل جبينه : وزينه أبوي ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
منصور ويوسف في موجات من الضحك لا تهدأ
هيفاء الغير فاهمة : وش فيكم ؟
بومنصور : والله أنكم ماتستحون وأنت الكبير أنهبلت معه بعد .. وخرج تارِكهُم
يوسف : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه أبوك الله يسلمك ماضيه بالجامعة يشرِّف

,

في مكتبْ الجُوهيْ.

عبدالعزيز : خلاص الشهر الجايْ
رائِد الجوهي : إن شاء الله تتسهل الأمور
عبدالعزيز : إن شاء الله
رائد : واضح أنه عبدالعزيز العيد ماهو موجود في السعودية
عبدالعزيز : وش دراك ؟
سلطان ويُحادثه : لا تسأله وقوم خلاص
رائد : بحثوا لي شكله جاء الرياض فترة ورجع لباريس
عبدالعزيز : بس اللي عرفته شي ثاني
في جِهةٍ أخرى
بوسعود : قاعد يهبب
سلطان بحدة : عبدالعزيز لا تعاند
عبدالعزيز يتجاهل الصوت الذي يضجُّ بإذنه
رائد : وش اللي عرفته ؟
عبدالعزيز : متزوج وحدة من بنات عبدالرحمن آل متعب
بوسعود و سلطان كانوا في صدمة وهم يسمعونْ و ينظرون للشاشة التي تصوِّر المكانْ.
رائد : غريبة عاد هو مايزوِّج أي أحد
عبدالعزيز : يصير ولد صديقهم
رائد : ووينهم الحين ؟
عبدالعزيز : مدري يمكن إلى الآن بالرياض أو طلعوا برا السعودية
بوسعود بعصبية يرمي السماعات على الطاولة
سلطان و يبدُو الضغط مرتفع الآن و سيمحي عبدالعزيز بغضبه إن لم يقتله بوسعود قبله من حديثه بهذه الصورة
عبدالعزيز بإبتسامة وكأنه يشعر بغضبهم هُناك
رائد : وش يظمن لي أنهم متزوجين ؟
عبدالعزيز : إذا عرفت بزواجهم بتبعد عن عبدالعزيز يعني ؟
رائد : لآ مو عن بس بعرف إذا متأكد أو لأ
عبدالعزيز : متزوجين و واثق 100 بالمية
رائد تنهَّد بضيق
عبدالعزيز : الزواج راح يمنعه عنك ؟ إذا تبي تقدر تجيه وتقرب منه
رائد : ماينفع ! كِذا بنتورط معه
عبدالعزيز وقف : على العموم سوّ اللي تبيه أهم شي تتم أعمالنا على خير , وخرج


,

جالِسة و رأسها على صدرِ والِدها : أشتقت لك
والدها : ماراح تريحيني وتقولين لي وش فيك ؟
الجوهرة : خل سلطان يجي ونحكي
والدها : يخص سلطان ؟
الجوهرة : يخصني أنا
والدها : طيب وشو ؟
الجوهرة ترفع رأسها لتبتسم : خلنا من هالموضوع لا جاء سلطان حكيت فيه , طمني وش أخبارك ؟
والدها : بخير الحمدلله ..
الجُوهرة : يبه تثق فيني
والدها بإبتسامة : أكيد أثق فيك
الجوهرة : يعني ريان و
والدها يُقاطعها : ريان في كل الناس يشك ماهو بس فيك ! ماعليك منه


,

فيضانُ يقتلعُ قلبِه , صرخاتُ من حوله تُثِير في نفسِه الكآبة و لا شيء سوى الكآبة.
إغماءة أو شبه إغماءة . . عينيها تنظُر إليه بدهشة . . ليست دهشةُ فرح , شيءٌ آخر
أخذ نفسًا عميقًا ولم يُلحقه زفيرًا لدقائِق طويلة , تنفس من جديد . . كيف أن الحياة برمشها قادِر أن يختفِي منها.
بلل ملامِحه بالماء وذكراها تخترقُه.

أستندت إلى الجدارْ , أولُ ليلةٍ تقضيها بعيدة عن أهلها أول ليلةٍ تنام بشقتِه بسبب الأجواء السيئة و عبدالعزيز الذي أجاد تغطية الموقف بأنها نائمة عنده بمدينةٍ أُخرى.
ناصِر يتوضأ : وش تفكرين فيه ؟
غادة : أول مرة أنام برا البيت
ناصِر : تتعودين
غادة : أتعود بعد العرس ماهو قبله
ناصر أبتسم بخبث : الله كاتبها وش نسوي
غادة : هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه أخاف من ثالثنا
ناصر وهو يلتفت إليها : مابينا ثالث !! الله راضي عنَّا إن شاء الله
غادة بسخرية : كثَّر الله خيرك طمنتني
ناصر : هههههههههههههههههههههههه , والله نامي وأرتاحي مانيب جاية يمِّك
غادة : أبغى بيجاما الجينز يضايقني
ناصر : فداك كل دولابي
غادة ضحكت ولحقته لغرفته
غادة : مايمديني ألبس لبسك ؟ .. يالله ناصر فوضوي مررة ليه مو مرتب ملابسك ؟
ناصر : أنتظر من خذا قلبي يرتبها
غادة أبتسمت وسحبتْ إحدى بيجاماته : بتطلع مرة مبهذلة عليّ بس يالله كلها يوم .. وين راح تنام ؟
ناصر : بالصالة وأنتي نامي هنا
غادة : لآ أنت نام هنا وأنا بنام الصالة عادي
ناصر : لا موصيني عزوز
غادة : ههههههههههههههههههههههههههههههههه موصيك تبعد ماقالك نام بالصالة
ناصر يُباغتها بقبلة على خدِّها : تصبحين على خير
غادة : وأنت من أهل الخيرْ

أكمل وضوءه مبتسمًا من ذكراها و قلبه يعتصِر حُزنًا , تِلك الليلة تحت سقفِ ثلُوج بارِيسْ و ركضِ المارة حتى يختبئوا عن الثلجْ , تِلك الأحوال الجوية كانت بركة له , لم ينام فيها من تفكيره بأنها نائمة على سريره الآن.


,


عيناها على السقفْ , رائِحته تخترقها . . . تُقبِّل وسادته وهي تحتضِنها , لم يأتِها النومْ متأملة فيما حولها , تجهلُ في أيّ غُرفةٍ هيْ لكن كُلْ شيء يحكيها عن حبٍ كبير تكُّنه لصاحِبها , بإبتسامةٍ غجرية تنظُرْ لتسريحةٍ ممتلئة بعطُوراتِه , قريبًا جدًا ستُشارِكه أيضًا , الفجرُ الأول بدا يتسلل لسماءِ بارِيس الغائِمة و الثلُوج لم تتوقف بعد , لم ينام هذا الأكيد ؟ رُبما يفكِر بي مثلما أنا أفكر به , ليس رُبما .. أنا متأكِدة من قلبِي و حدَّة الإحساسِ تُخبرنِيْ بـ عظيمِ حُبِه.

فتحت عينيها تنتفِض من ذِكرى ملتوية , باريس . . ثلوج . . غرفة مجهولة . . هذا ماأتذكَّرهُ من الحلم ؟ هل كُنت في باريس قبل الحادث ؟ , تنهَّدت بعُمق و صوتها يتحشرج بهذه الذِكرى الغامِضة لها , عينيها تنزفُ الدمُوع , و " ناصِر " يأتي إسمهُ , كان زوجي ؟ كيف كُنت في غرفة أحدٍ غيره أو ربما هو ؟ لكن لماذا أنام في غرفته لوحدِي ؟ هل هو زوجي أو تكذب أمي مرةً أُخرى ؟


,


جالِسًا يتأملُ بصورٍ لها لا تنتهِي أبدًا , غيابها مرّ لا يستسيغُ الحياة دُونها .. هل من الممكن أن تنثُر حُبِي بسهولة ؟ هل من الممكن ان تُخبر الجميع أنني اغتصبتها ؟ لم أغتصبها ؟ هي من أرادت ؟ حتى أنني نسيتُ تلك الليلة لا اتذكرُ مِنها شيئًا سوى بدايتها , لا اتذكر إن صرخت أو بكيت ؟ هي راضية بهذا الحُب ؟ انا واثق أنها تُحبِّني ؟ لمَ تُخفي عن الجميع ؟ لم تقبل بـ سلطان الآن ؟ سلطان لن يثق بِها ؟ سيرميها ؟ كيف لها قُدرة أن تلفُظ بالحقيقة بسهولة وأنا قلبِيْ يتحشرج يموت بمجرد التفكِير بها ؟ يا عذابِيْ أرحمِي قلبٍ يرى بِك الحياة . . سيتركك سلطان كما تركك من قبله ؟ لا أحد يسيرُ معك فوق الشوك سواي ؟ لا أحد يُحبك مثلي ؟ لا أحد له قُدرة أن يُضحى بهذه الحياة لأجلك سواي ؟ حتى والدِيْك من اولِ سقوطٍ لك سـ يُفارقونك ؟ أنا فقط من سأبقى معك .. أنا أحبك.


,

مُثبِته هاتِفها على إذنها تسمعه دُون أن تلفُظ شيئًا
هوَ : أنا آسف
عبير و نحنُ الإناثْ نشدُّ على شفتينا حتى نمنع نفسنا من البكاء ومع ذلك بـ زمِّنا هذا / ننهارْ.
هوَ : عبير
عبير بنبرةٍ جاهدت أن تتزن : أنسى عبير , أطلع من حياتي أطلع منها يا .. يا أنت
هوَ : ما أشتهي المنفى
عبير وبكلمته سقطتْ حصونها , دمُوعٍ تبللها تصِل لهاتِفها
خيَّم الصمتْ قليلاً حتى تكسُره عبير : إذا بختار بينك و بين رضا الله ؟ بترخص كثير في عيوني .. وين الله يوفقني ؟ قولي بس وين بنبسط ؟ أنا من عرفتك و ماأنام إلا وأنا أبكي !
هو : علمِّيني كيف أنساك ؟
عبير : علِّمني كيف أرتاح من هالهم ؟
هو : لا مِن دعيت على حُبك بالخلاصْ عاقبتنِي أقداري
عبير أغمضت عينيها وهي تأخذْ شهيقًا دُون زفير , كلماتِه على القلبِ الغائِر جدًا حامِضة , لن تضعف هذا مارددته كثيرًا وبصوتٍ مجروح : شفتْ فيك الحياة بس أستحي أصلِي وأنا أكلمك و أقابل ربي وأنا بهالصورة معك ! أبي أنساك أبيك تطلع من حياتي ! لا عاد ترسلي شيء , والله يغنيني بحلاله عن حرامه
هو : أبيك بدُون هالثالث
عبير : و أنا مقدر
هو : منتي بهالقوة
عبير : الله يقويني
هو : لا تضحكين على نفسك
عبير : من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه
هو : والنعم بالله بس
عبير تُقاطعه : بس أنتهى كل شيء
هو : ماهو بسهولة تنهينه ؟
عبير وعيناها تسقُط على اللوحات , لا تسكُن دموعها مازالت تنهمِر بغزارة : وأنا أقدر
هو : و انا ماراح أتركك
عبير : لو سمحت أنت حتى إسمك ماكلفت نفسك تقوله لي ؟ مالك حق أبد تحاصرني من كل جهة ؟ أنت لو تحبني صدق ماجبتني بس عشان تشوفني وقهرتني ؟ أنت لو تحبني كان قلت إسمك أبسط شي على الأقل ؟ أنت لو تحبني مارضيت علي بالحرام ؟ أنت لو تحبني صدق مابكيتني ؟ أنت لو تحبني كان جيت عند أبوي ماهو عندي ؟ أنا غلطت بس أنت غلطك أكبر منِّي !! أنا بصحح هالغلط و بعد الله ماراح أكسر ظهر أبوي وحط هالشيء في بالك ! لا عاد تتصل لأن لحظتها راح أقول لأبوي وراح أبلغه عن كل شيء . . خل في بالي ذكرى حلوة عنك و بحاول أقول كِنت أحب شخص أجهله
هو : قلبك يعرفنِي وهذا يكفي
عبير : وعيني تجهلك
هو : قلبِك أوفى
عبير : لو تحبنِي أبعد عنِّي خلني أحاول أنساك !! لا تضيعني أكثر
هو : و أنا ؟
عبير بنبرةٍ مبكية : ماتت بِي الرُوح لا تحرقها أكثر
هو : بكُون جمبك دايْم
عبير أغلقته وهي ترتمي على السرير , تبكِي بشدة , تشعُر بالراحة فـ عذابُ أهوائها شديدُ عليها لكن بالمُقابل تحزن .. أول حُب بحياتها تجهله , نعم ! لكن ترى به حياةٍ منسيَّـة , لا يُصبِّرها سوى " وأما من خاف مقام ربّه، ونهى النفس عن الهوى، فإن الجنة هي المأوى "


,

دخل المبنَى وخطواتِه تتجه لمكتبْ سلطان يشعُر بعاصِفة ستأتيه الآن , بعضٌ من الخوفْ من ردة فعله بدأ ينتابِه و لكِن عزمِه بقهرهم تقوَى اكثر و أكثر , فتح باب المكتب ورفعُوا أعينهم عليه
عبدالعزيز : السلام
بوسعود بعصبية : ليه تسوي كذا ؟
عبدالعزيز بصمتْ
سلطان : وش سوينا لك عشان تسوي كذا ؟!!!! يعني أنا حتى ماني عارف كيف أكلمك ؟ عقلك كل ماله يصغر حتى ماني قادر أتفاهم معك !!
بوسعود بغضب كبير وأكبر من سلطان و هو يُشير إليه بسبابته : وش تبي توصله ؟ صدقني ماهو من صالحك تلعب بذيلك معنا
سلطان : ولا تقدر أصلاً والله ياعبدالعزيز أنت قاعد ترمي نفسك بالنار ولا أنت حاس
بوسعود بصرخة : صدقني محد بيندم غيرك
سلطان : تقسى على نفسك كثير وأنا برفع إيدي منك !!!! صدقني محد راح يقدر يحميك بعد الله غيرنا و محد بيخسر غيرك أنت
عبدالعزيز ببرود : و أنا أبي أندم و أبي أخسر و بعد أبي أقسى على نفسي
سلطان بعصبية : لو أفهِّم بزر بالإبتدائِي فهم يخي أستح شوف عمرك كم عشان تعاند كذا !!
عبدالعزيز تنهَّد متأفأفًا
بوسعود : تبغى تحمي نفسك بهالدناءة ؟
عبدالعزيز أبتسم : لو أبغى أحمي نفسي ماجلست معكم دقيقة , تذكَّر هالشي
بوسعود يقف ليقترب منه : وش تخطط له ؟
عبدالعزيز : اللي سمعته عند الجوهي ولا أنت وبناتك بتروحون فيها
بوسعود يُمسكه من ياقِة ثوبه و يبدُو هذه المرة أن بوسعود هو من يُريد ذبح عبدالعزيز بدلاً من سلطان
عبدالعزيز لم يُقاومه أو حتى يُدافع نفسه , لأنه ببساطة : والده الثاني.
سلطان أقترب منهم ليُفرِّقهم : يعني تبغى تجبرنا
عبدالعزيز بصمتْ
سلطان : منت بهالدناءة ياعبدالعزيز ولا تحاول تتقمّص شخصية ماهي لك
عبدالعزيز : أنا قلت اللي عندي
بوسعود مبتعِدًا أمامه سلطان الفاصِل عنه وعن عبدالعزيز : لاتحاول تقهرني في بناتي والله ياعبدالعزيز لأذوِّقك الجحيم في دنياه
سلطان : ماراح نزوجك ياعبدالعزيز !! أنسى هالموضوع
عبدالعزيز : أتصل على الجوهي بنفسك وبشّره
سلطان و غضبٌ كبير يشعر به الآن من تلاعب عبدالعزيز بِهم : يعني ؟
عبدالعزيز بهدُوء : مالكم إلا توافقون هذا الحل
سلطان يبتعد فعلا لو أقترب أكثر منه سيتهوَّر . . أسند ذراعه على الطاولة : أبي أعرف وش السبب اللي يخليك تفكِّر كذا ؟
عبدالعزيز بسخرية لاذعة : أفكِّر بالإستقرار
بوسعود يرفع عينه الغاضبه له
عبدالعزيز : ماقصَّرت أستضفتني في بيتك و عاملتني كأني ولدك لكن
بوسعود يقاطعه : و فيه ولد يتفنن بقهر أبوه
عبدالعزيز وفعلاً جوابه أحرجه ولكن تغلب على إحراجه بسهولة : و فيه أبو يضيِّق على ولده ؟
سلطان : وش تبي ؟ أطلب اللي تبيه لكن أبعد عن هالموضوع
عبدالعزيز : تقصد الزواج ؟ قلت لك أتصل على الجوهي وبلغه برفضك
سلطان بحدَّة : ماهي تربية سلطان العيد هذي !!
عبدالعزيز : تربيتكم ! عرفتوا تغيروني صح
بوسعود بنبرة هادئة بعد غضبٍ شديد : خسارة والله
عبدالعزيز وهو يعدِّل ياقة ثوبه ويُغلق أزاريره التي أنفتحت : هالفترة حسيتها سنين ضاع بها عُمري ! وضياعه ماهو رخيص عندي
سلطان : احنا ضيعناك ؟ ليه تفهم دايم بالمقلوب ليه ظنك فينا دايم سيء ؟ ليه تكفِّر بهالخبث ؟
عبدالعزيز بصمت ينظُر لسلطان
سلطان بغضب : كيف تفكِّر أنك قادر تهيننا بهالصورة ؟ ولا بخيالك تتزوج وحدة من بنات عبدالرحمن
عبدالعزيز : وأنا قلت لك تعرف جوال الجوهي ولا أعطيك اياه
بُوسعود يقترب من عبدالعزيز مرةً أخرى وبصوتٍ خافت : وش قلت لها يوم دخلوا جماعة عمَّار ؟
عبدالعزيز صُعق من السؤال , شعَر بفيضانٍ أسفَل أقدامِه تُجبره على الوقوف دُون ثباتْ
بوسعود بحدة : كلمتها ؟
عبدالعزيز : لأ
بوسعود : و تبيني أحسن ظني وأصدقك ولا أسيئه زيِّك وأقول أنك كذاب
عبدالعزيز مشتتْ نظراتِه : ماني مجنون عشان أقرِّب لوحدة من بناتك
بوسعود بعد صمتٍ لدقائِق طويلة : مين تبي ؟ الكبيرة ولا الصغيرة
عبدالعزيز يشعُر أنه يختبره بهذا السؤال : ليه تسألني ؟
بوسعود : مو قلت للجوهي أنك متزوج وحدة من بناتِي ! طيب حدد
عبدالعزيز : اللي تختارها أنت
بوسعود : يعني حتى ماتبي تختار ؟ كيف أأمن على وحدة من بناتي عندك وأنت كل يوم لك راي ؟ مرة معانا ومرة علينا ؟ كيف أعتبرك رجَّال يقدر يحميها
عبدالعزيز : زي ماأعتبرتني رجَّال يوم أرسلتني للجوهي
سلطان بإستغراب : عبدالرحمن ؟ أتركك منه بدا يهلوس
عبدالعزيز : لا تطمَّن ضميري ما مات
سلطان وبنظراتٍ ممتلئة بالغضب : وش تقصد ؟
عبدالعزيز : اللي تحس فيه هذا هو قصدي
سلطان أطال نظرِه وأردف : كثَّر الله من كرمك
بوسعود : زواج على ورق بس
سلطان وقف مرةً أُخرى : عبدالرحمن
بوسعود : لو أنك بس مفكِّر قبل لا تقول للجوهي كان ممكن أحترمك
عبدالعزيز ببرود : ماقصَّرت قدرت تحترمني فترة طويلة
بوسعود عاقِد الحاجبين متضايق جدًا : وطبعًا ماراح أقول لها شيء !! أنت بس اللي تعرف و إسم أنك زوجها وبس
عبدالعزيز : شروط ثانية ؟
بوسعود : ومايهمك أصلا مين راح تكون لكن تحلم ياعبدالعزيز تلمس طرف منها
عبدالعزيز ببرود آخر : وليه أحلم ؟ أنا قادِر
بوسعود بحدة : ماراح تنغفر غلطاتِك معي أبد
في الليلِ
لا تتركيني
وحيدًا.
ترعبُني العتمةُ.
صوتي مصباحٌ مكسور،
و النجومُ
إن غابت ضحكتُكِ
مرايا جارحة".
بلا أملٍ
بأصابعٍ من مطر
يتشبَّثُ بطرفِ منديلِها الأزرق
و يبكي.

*سوزان عليوان

وضعت كفَّها على طرفِ الطاولة لتحاول الوقوفْ و إنزلاق قدمها أسقطها بشدة على ظهرها , أطلقت آآآآه موجعة من حافةِ صدرِها , شعرت بنارٍ تحت ظهرها , تُريد الوقوف , تُريد ذراعًا تُمَّدُ إليها كي تستنِد إليها , تُريد . . . . لا يا قلبي إلا هوَ !! إلا هوَ .. لا تُضعفني يالله أمامه أكثر.
بقلة حيلة و طاقةٍ تناثرتْ , سلَّمَتْ رأسها على الأرض البارِدْة و كفوفها على يسار صدرها تشعُر بأن قلبها ليس بخيْرْ أبدًا.
في الأسفَل كان قلقًا مع كل لحظة تمُّر دون أن يسمع بها خطوات الجوهرةْ , نادى الخادمة مرةً أُخرى : عايشة
عايشة اتت إليه بإبتسامة بلهاء : نأأم *نعم*
بوسعود : روحي شوفيها مرة ثانية
عايشة :أنا يقول
قاطعها بوسعود فلا وقت لديه : روحي ناديها لاتكثرين حكي
عايشة بحلطمة وهي تسير للأعلى : أنا الهين يسير مجنونة بأد *الحين يصير مجنونة بعد*
طرقت الباب بقوة أكبر وهي تُردف : بابا أبدالرهمان يبي أنتي بسرئة*بسرعة*
الجوهرة تُغمض عيناها بشدة و كأنها تُجهض السواد الذي حملتهُ لسنواتْ , تُجهضه بألَم لا يُطاق , أنفاسها المُرتفعة تكتم صوتها , هذا القلب مازال يؤلمها , أشتهت أن تُنادي " يمـه " أشتهت أن تذوب بين أحضانها وتختفيْ من كُل شيء , حُزنها بدأ يتكاثَر من جديد حولها , ليت و لعلَّ يأتِي يومًا أرى به الفرحُ من حولي يتكاثرْ.
عايشة : ماما ؟
الجوهرة ولا قُدرة لديها حتى تُجاوب , رفعت رأسها و الأمس لا يغيب عن بالها , تصرفه الوحشي معها لن تنساه أبدًا , كيف أنه تعمَّد جلدها بطرفِ الحزام حتى يُقطِّع الحديد البارز ظهرها .. توجَّعت من عقلها الذي يسترجع ماحدَث وحرارة جسدها لم تبرُد بعدْ.
عايشة : ماما جوهرة ؟ بابا فيه تهتْ !! *تحت*
هوَ بالأسفَل لا تكاد تهدأ إتصالاته على هواتف سلطانْ الخاصة والغير خاصة وحتى مكتبه يتصل به علَّه ذهب للعملْ.
أتاهُ صوته : هلا
بوسعود بعصبية : بدري مررة بدري !!
سلطان وفعلا ليس بحالة جيدة حتى يتجادل مع أحد : وش بغيت ؟
بوسعود : أنا في بيتك
سلطان ولم يستوعب , مايحدث له أكبر من إستيعابه ! لن يتحمَّل بأن أحدًا آخر يعرف أو يسمع لوم أحد أو يسمع لغضبِ أحد .. يُريد أن يختلي مع نفسه ويُفكِّر بإتزان من جديدْ.
بوسعود قطع هذا التفكير : وينك فيه ؟
سلطان : جايْ
بوسعود : أنتظرك .. وأغلقه
سلطان الواقف أمام الإشارة القريبة من قصرِه كان سيتجه للمستشفى ولكن غيَّر مسارِه للعودة لقصرِه , دخل الحيّ الـ يضجّ بالطبقة المخملية الهادئة حتى أنَّ هدوئها يُقيّدها بأن لا جيران أو حتى تكوين للصداقات بينهمْ , الجميع مُنعزلْ عن بعضْ ماعدا رجالهُم الذين يلتقون دائمًا و عند مسجِد الحيّ يكُون إجتماعهُمْ.
ركَن سيارته بالخارج دُون أن يُدخلها , أخذ مفتاح قصره ولكن أنتبه للباب الذي يُفتح من قِبَل الحارس الذي أحسَّ بصوت سيارتِه , عندما نظر لإبتسامته أبتسم له بشحُوب : شلونك ؟
الحارس : نُشكِر الله
سلطان والمُتعب جدًا : الحمدلله .. دخَل وعيناه تسقط على سيارة بوسعود , فتح الباب الداخلي وألتفت ليلقى بوسعود.
بوسعود وقف مع مجيئه : وين كنت فيه ؟
سلطان : بالمزرعة
بوسعود : طيب ليه ماترد على إتصالاتي من الصبح وأنا أتصل !
سلطان : ليه وش صاير ؟
بوسعود : قبل كل شي وين عبدالمحسن ؟ ريان دق وقال أنه مارجع الدمام !! وعايشة تقول طلعت وياه أمس !
سلطان وفهم بأنه لم يعلم بعد : بالمستشفى
بوسعود توسَّعت محاجره : بالمستشفى !!!!!!!!!!!!!!
سلطان : لا تخاف كل أموره تمام بس نزل ضغطه و يومين بيطلع
بوسعود : طيب ليه ماقلت لي ! و الجوهرة بعد مسكرة جوالها ! أنتوا وش صاير لكم ؟
سلطان عقَّد حاجبيه بإنزعاج : عبدالرحمن فيني اللي مكفيني واللي يرحم والديك لا تسألني أكثر
بوسعود :وش فيك بعد ؟
سلطان بسخرية لاذعة على نفسِه : متضايق من الجو الحار
بوسعود رمقه بنظراتِ مستحقرة وأنصرف ليذهب للمستشفى وقبل أن ينصرف ألتفت عليه : بأي مستشفى ؟
سلطان : مستشفى الـ*********
نظر للدرَج , أصعد ؟ لا تستحق حتى أن ينظر الشخص إليها , أنحنى بظهره ليمسح وجهه بكفوفه الجافَّة , رأى أقدام عائشة
رفع عينه لها
عايشة بعفوية : ماما جوهرة مافي يفته*يفتح* باب
سلطان : طيب ؟
عايشة لم تفهمه : بابا أبدالرهمان يجي وأنا يقول حق هوا بس مافيه يجي
سلطان : من اليوم ورايح لا تصعدين فوق وقولي للكل ! ولا أشوف ولا وحدة فيكم تصعد بالدرج , أخذي الأصنصير وللدور الثالث بس ! أما الدور الثاني لحد يجيه مفهوم ولا ماهو مفهوم
عايشة وأرتعبت فعلا ورددت مفهوم أكثر من 3 مرات من شدة خوفها من سلطان . . وأنصرفت بخطوات سريعة.

,

ركضُوا بشدَّة , أستهلكُوا كل قوَّاهُم بالركضْ ,
عبير : أوووف مابغت تمِّر هالساعات
رتيل من شدة تعبها رمت نفسها بحمام السباحة الذي كان من المفترض أن يكون ذُو ماءٍ بارد ولكن مع حرارة الشمس أصبح ساخن
رتيل وتشتهي البُكاء الآن : أبي مسااااااااااااااااااااااااااااج
عبير : أنا بدخل آخذ لي شاور وأنام وأنتي قومي المويا حارة
رتيل تُغمض عيناها : حارة ولا باردة أهم شي أحس براحة
عبير : طيب قومي عشان مايجي أبوي ويعصب
رتيل : عبدالعزيز مايرجع الحين
عبير : دارية أنه مايرجع الحين بس لو جاء أبوي بيعصب
رتيل : طيب الحين أطلع
عبير ودخلتْ للداخل مُجهدَة تبحث عن الراحة.
رتيل خرجت من هذا الحوض وملابسها مُلتصقة بجسدها حتى يُخيِّل لكل من رآها أنها لا ترتدي شيئًا.
ذهبت للمغسلة القريبة منها والموضوعة من أجل الحديقة المنزلية , مسحت كفوفها من الماء و قدميها حتى لا توسِّخ البيتْ.
هو الآخر يدخُل ومستغرب بشدة عدم وجود سيارة بوسعود أيضًا ولا سيارة سائِقه , هُناك شيء يحدُثْ , أكاد أجزم بأنهم يخططون لشيء , تأفأف من الطين المتبلل الذي باغت أقدامه.
رتيل تجمَّدت في مكانها , ألتصقت بالجدار حتى لا يراها والمرآة تعكس ملامح عبدالعزيزْ.
عبدالعزيز بحلطمة : أستغفر الله بس .. دخل بيته وهو ينزع جزمته في القرب من البابْ , بدأ بفتح أزارير قميصه العسكرِيْ وعيناه على الشُباك ينظر لللاشيء . . حتى أصبح ينظر إليها وهي تسير بخطوات سريعة للباب الخلفِيْ.
عبدالعزيز وعيناه مازالت تُراقبها ولا تكاد ترمُشْ .. أقترب من الشُباك ولم ينتبه للطاولة حتى كاد يسقُط عليها , تأوَّه مُبعِدًا النظر وجسده عن الشُباك : آآححح .. عض شفته من ألم ضربة الطاولة في ركبتِه ,
وتمتم : حوبتها ماراحت بعيد.
,

ينظُر لأرضٍ طاهِرة ستُرفرف عيناه بها من اجل غادة وبتمتمة : الحمدلله
الرجُل الذي من المركز : راضي عنه ؟
ناصر : إيه ومكانه حلو
الرجُل : طبعًا زي ماأتفقنا بنترك هالمساحة مواقف سيارات والباقي المسجد
ناصر : أبد ما عندي أي إنتقاد على طريقة التصميم
الآخر : الله يكتب لك فيه الأجر ويعطيك على قد نيتك
ناصر : آمين جزاك الله خِير .. أنصرف الرجُل تاركًا ناصر بهذه الأرض البيضاء
وضع هاتفه الآيفون على الأرض ليُشير إلى القبلة , صلَّى ركعتين عليها , تحدَّث بسجوده لله عن غادة , تحدَّث عن عميقِ حُزنه لله , الله يعرفُ جيدًا كم من الحُب لك يا طاهرة.
سلَّم و هو جالِسًا على التُربة الحارَّة.
كُنت صالِحًا جدًا لحُبِك , كنت أُريد هذا الصلاح ينتهي بفرَح تحت سقف حُبنا وَ يجمعُنا , لم يجمعنا هذا السقفْ ؟ لكن قتلنا ؟ قتلني كيف أنَّهُ وسَّع بي قائمة أحلامي , في أول حلمٍ كتبته كان أنتِ , وثاني حلم أن يجمعنا الله وثالث حلم ان يرزقنا الله بأطفالٍ يشبهُون والدتهُمْ و . . . كل أحلامي التي كتبتها في قلبي كانت لأجلك و معك وفيك .. وفي ليلةٍ كنت اعدُّ الأيام لاجلها قتلني هذا السقفْ الذي رفعتهُ بفعلِ حُبي لك , بعثَر أمنياتيْ و أحلامي , لم أضعفْ بحياتي كضُعفي أمامك الآن , أنا أشعُر بأنَّ حُبنا يسمعنا الآن , أنا أشعُر بأن قلبك هُنا .. أتركي هذا العالم يبصقنِي بالجنون , لم يُنصف مُجتمعنا الشرقي الحُب يومًا فـ كيف يُنصف الجنون الآن ؟
عيناه تتأمل إتساع المكان وكيف يضيق به بذكرى " غادة " , أخافُ يوم لا ظلَّ إلا ظله أخاف أن يقف بيننا الجنةُ والنارْ , أخشى عليك و على نفسي .. هذه الدُنيا رديئة جدًا لذلك لم يكُن طُهرك ليجتمع معِيْ , لكن الجنَّة هي البقاء.
وعدٌ لن اتخلى عنه , وعدٌ لأجلك ..سأحاول بكل ما بيْ من قوَّة أن أفعل الخير بـ نيتيْنْ , نيّةُ الأجرُ لي حتى أفوز برضاه و نيةُ لأجلك حتى يجمعني الله بكْ.

,

تدفن رأسها بالمخدة وهي تبكِي بشدة , تتألم ولا أحد ينصتُ لها , قلبها يتآكل , شيءٌ من الحنين يأكله , يلتهم ماتبقَّى به.
مسكت رأسها تُريد أن ينتهي الألم , تضغط عليه من الجانبيْن , ألتفت للباب الذي يُفتَحْ.
وبصوتٍ مُثقل بالحُزنْ : يممه
والدتها : وش فيك جالسة هنا ؟ قومي خلينا نطلع وتغيرين جو
رؤى و تشكُ بوجودها الآن أمامها , تنظر إليها بضياع
والدتها رفعت حاجبها : رؤى وش فيك ؟
رؤى بهمس : يُمــه
والدتها : إيه أمك ! رؤى حبيبتي وش صاير لك ؟
رُؤى ولا تصدُق صوتها , مازالت نظراتها تُبيِّن صدمتها بوجودها
والدتها ودبَّ بها الخوف , أقتربت منها : رؤى حبيبتي طالعيني
رؤى وعينيها على الباب
والدتها : رؤى طالعيني
رؤى رمشت و دمعةٌ هاربة تلصق بخدِها
والدتها تضع كفوفها على رأس رؤى : فيك شيء ؟
رؤى أغمضت عينيها : مين أنا ؟
والدتها : شكلك مانمتي من أمس و جالسة تهذين
رؤى مازالت مُغمضة عينها وفي حوار الذات التي تجهله : مانمت
والدتها : رؤى
رؤى : مين أناا
والدتها : بسم الله عليك .. قومي رؤى لا تعورين قلبي عليك
رؤى تفتح عينيها على والدتها : يمممه
والدتها بقلة صبر : إيه أمك .. يالله يارؤى وش صاير لك ؟
رؤى : أشتقت لك
والدتها و لُجِمَت
رؤى ببكاء : وينك ؟ جلست كثير أنتظرك
أم رؤى مازالت مصدُومَة و تيقَّنت بأن رؤى ليست في كامل وعيْها.
رؤى وتتقطَّع ألمًا : ليه تركتيني ؟ ناديتك كثير ومارديتي .. يمه
أم رؤى وقد علمت بأن اللاوعي يُسيطر عليها : أنا هنا معاك ياروح أمك
رؤى أغمضت عينيها وهي تقترب من حضن والدتها , وضعت رأسها على صدرِ والدتها وتبكِي بوجَع : أشتقت لك كثيييرْ

,

يُفتِّش بالأوراق ويفتح بمواقِع النتْ , علّ خبرُ عن طلاب يسقُط إسمها سهوًا أو خبرٌ عن والِدها , أشياء كثيرة يبحث عنها بلا هويَّة , يحتاج إسم فقط كي تتصل هذه الأشياء في بعضها ويعرفْ من صاحبها ؟ يحتاج فقط أن يعرف من هي رؤى ؟
تنهَّد و أعيُنه بدأت بمدِّ ذراعِ التعبْ من تسليطها لضوءِ شاشة اللابْ توبْ.
مرةً أُخرى يدخلْ لبعثاتٍ لباريسْ , يقرأ الأسماء واحِدًا تلو الآخر , ولا ينذكُر إسمها.
سرحت ذاكرته بعيدًا , أم رؤى تلفُظ بلسانها " غـ. .. رؤى ؟ "
يكاد ينهار عقله من كمية التناقُضات التي يعيش عليها , أحيانًا أرى التناقُضاتْ تتغنَّجُ أمامِي حتى أنجذبُ نحوها فأصدقها لأن لم يكُن من حولِي صادقًا حينها.
يقرأ الأسماء مرةً أُخرى بإسمٍ يبدأ بحرف الغينْ .. غيداء سالم .. غيداء مسفر .. غيداء عبدالإله .. غلا خالد .. أين أنتِ يا رؤى منهم ؟
مسك رأسه يحاول التفكير بإتزان , عينه على الاوراق التي أتت بها أم رؤى في أوَّل يومْ رأى بها رؤى.
رؤى بنت مقرن بن ثامر السليمان , كتب إسم " مقرن بن ثامر السليمان " في مُحرِّك البحثْ.
لم يرى خبرًا له , يحاول الربط الآن .. مقرن منذ متى متزوج ؟
رؤى عُمرها الآن 26 هذا يعني أنَّ مقرن متزوج على الأغلب منذ 27 سنَة إذا قلنا أنه الحمل أتى بعد زواجه بعدة شهور و 9 شهور أخرى ..
نظر للأوراق مرةً أخرى " عُمر والدتها : 39 "
وليد فتَّح عيناه بعدم تصديق , وبنبرةٍ يُصبِّر بها حاله : لحظة لحظة ..
هذا يعني أنه عُمر والدتها عند ولادتها 13 سنَة .. لسنا في الجاهلية حتى أصدق هذه الخرافات كيف تزوَّجت بهذا السن ؟
يحاول أن يُجمِّع قوّاه حتى يُفكِّر ويربط مرةً أخرى , هذه ليست والدتها ؟ كيف تتجرأ بأن تنسب نفسها لرؤى ! الآن فهمت سبب هذه التصرفاتْ.
أغلق حاسُوبه وهو يتصِل على رؤى : يالله يارؤى ردِّي
في جهةٍ أخرى رؤى في إغماءة على صدرِ والدتها.
تنظُر هذه الأم لشاشة الهاتفْ التي تُضيء , أبتعدت قليلا ووضعت رأس رؤى على السرير وأتجهت لهاتفها لتقرأ " وليد "
تنهَّدتْ وأغلقت الهاتف و أخرجت منه الشريحة.
وليد يُعيد الإتصال ليأتيه " مغلق " , ضرب بقدمِه الأرض غاضبًا كل شيء يُشعره بأن هذه المرأة لا تُريد الخير لرؤى.
مدد إجازته حتى هذا اليوم فقط من أجل رؤى , والآن يُحبط من أجلِ تلك المرأة.
لن تأخُذ رؤى منِّي بأكاذيبها.

,
ساعات الظُهر الأخيرةْ
جالس بقربه عند رأسه , قرأ عليه القليل مما يحفظ من القرآن , يدعُو له بقلبه ولم يسكَن قلبه لثانية من ترديد الدُعاء , مرَّت ساعةٌ أخرى وهو بمثل موضِعه.
ألتفت للباب الذي يُفتح و نظر لسلطانْ.
سلطان بهمس : ماصحى ؟
بوسعود هز رأسه بالنفيْ
مع هذا الهمس بدأ يفتح عيناه التي ينتشرُ أسفلها من السوادِ هالاتْ
بوسعود وعينه لا ترمش من على أخيه
عبدالمحسنْ وحنجرتِه تفتقر للماء ويتوجَّعُ مع بلعه للريقْ
بوسعود فهم أنه يحتاج لماء , أخذ الكأس وملأه لربعه حتى لايشربه دفعةٍ واحِدة , أشربه الماء دُون إندفاعْ.
ما إن ألتفت عبدالمحسن ونظر لسلطان وكأنه يسمع لكلمات الجوهرة التي تطعنه مرةً أُخرى
سلطان و عينه تحكي و عين عبدالمحسن تُجيب.
بوسعود الغير فاهِم بأحاديث العيُون : الحمدلله على سلامتك طهور إن شاء الله
سلطان : ماتشوف شر
بوسعُود نظر لهاتفه الذي يضجّ : دقايق بس .. وخرجْ
سلطان أقترب وجلس بجانبه
عبدالمحسن ببحة صوتِه المُتعب : وين الجوهرة ؟
سلطان بصمت لم يُجي