📌 روايات متفرقة

رواية عشق من قلب الصوارم الفصل الثالث 3 بقلم عاشقة ديرها

رواية عشق من قلب الصوارم الفصل الثالث 3 بقلم عاشقة ديرها

رواية عشق من قلب الصوارم الفصل الثالث 3 هى رواية من اجمل الروايات الرومانسية السعودية رواية عشق من قلب الصوارم الفصل الثالث 3 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية عشق من قلب الصوارم الفصل الثالث 3 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية عشق من قلب الصوارم الفصل الثالث 3

رواية عشق من قلب الصوارم بقلم عاشقة ديرها

رواية عشق من قلب الصوارم الفصل الثالث 3


*الماضـي*

حين قرر الزواج للمرة الثانية .. لامه المقربين منه ..كيف تفعلها بأبنه خالك الذي فعل كل شيء من أجلك...زوجتك أمراة طيبة لاتستحق هذا النوع من الجزاء ...
وأصبح يسمع أن الرجال لاأمان لهم فحتى أبن نايف الذي رباه خاله وزوجه أبنته يسعى لزواج عليها
رغم أنه أخذ موافقتهـا ولم يبدأ بخطوة دون رضاها ..
وأستشارها بمن سترضى أن تكون لها شريكة وهي من أشارت عليه أنا يأخذ من بنات عمه ..
أسبابه بالزواج الثاني ..كانت متعددة هو أبن وحيد وأراد الكثير من الأبناء ..وزوجته رغم زواج طـويل لم تنجب سـوى طفلين ...
وغير هذا كانت أمراءة ضعيفة للغاية ولاتستطيع تدبير أمورها وأمور أبنائها في غيابة ...
كانت كثيرة المرض فأصبح يخشى عليها وعلى أبنائه من بعدها..
في سفراته للدورات الخارجية وحتى حين يغادرهم لعمله ...
لذا أراد أختيارالزوجة الثانية بشخصية قوية حتى تكــون رب الأسرة في غيابة ولايحتاج بوجودها للقلق على عائلته من جديد ...
وكانت قوية نعم ولكنهااا صاحبة الكثير من الألاعيب وأحتاج الكثير من الصبر والحكمة ليطوعهااا لنفسه وعائلته ...
ولكنها لم تخيب ظنه فقد وضع المرأة المناسبة فعلاً بالمكان المناســب ...
فبعد زواجه من فهدة لم يكن يخاف حتى لو تركهم خلفه لشهور مستمرة ...فهي تستطيع تدبير أمور أسرته والحفاظ على أمانهااا ...


*الحاضر*


فياض الذي كان يقود سيارته بلاهدف توقف أمام الشالية الذي يمتلكه مع مجموعة من رفاقة ...
كان هناك حارس على الباب حين رآه تغيرت ملامح وجهه ...
دخل بلا أهتمام كان يقطع الممر حين لاحظ حركة بالمسبح ...
وصوت موسيقى ... أقترب فهو لم يعتقد أن هناك أشخاص بالمكان ...
لينصعق بالمنظر الذي رآه بل كاد تنفجر عروق رأسه من الصدمة ...أحد رفاقه مع فتاة بعمر لايتجاوز السادسة عشر بالمسبح ...
صاح به بأستنكار :وش تسوي هنا يا××× يا××× ...
وكمية رهيبة من الألفاظ البذيئة التي أنطلقت على لسانه تتنافس بالظهور للعلن ...وكأنه وجد أخيراً من يفرغ به غضبة :خذ ×××× وأطلع برى ...
وبصق قربه وهو يخرج ...ليلحقه ذاك وقد أرتدى معطف فوق ملابسه :فياض تكفى يافياض أسترني ...
فياض بجنون وهو ينظر لرفيقه الذي يقاربه بالعمر:أسترك ورى ماسترت نفسك بعصر الجمعة تعصي الله أنت ماتخاف ربك ... أتقي الله .أتقي الله ..لاتموت على خاتمة سوء ...وبعدين مالقيت لك وحده مثلك مغرر بورعة المدرسة ماخلصتهااا ...
الرجل بتكشيرة :ماغصبت أحد هي هذا اللي تبيه ...هي اللي ماشية بهالدرب ...
فياض يدفعه عن وجهه وهي يسب ويشتم فيه ...
ومنظر الصبية التي معه لايفارق عقله أنها طفلة تذكره بمروى أبنة فاطمة لاتكاد تفرق عنها بالعمــر ...
وهو خارج صاح بالحارس :وأنت حسابك معي عسيررر ...
ركب سيارته وأرسل رسالة صوتيه لباقي رفاق الشالية أنه سيلغي العقد لوجود أشخاص يستغلونه بتصرفات لاأخلاقية ولم يشير على الحادثه أو شخص نفسه ..فهو قد أعتاد على الستر ...


××لو " المواقف " تشبه لفصل الخريف ترا البشر فيها ، هُم " أوراق الشجر " !××


***


بقت تحدق هاتفها عندما أنهى المكالمة غير مصدقة أنها جرت بينهما حقاً ...رغم انها غير راضية على كل ماورد فيها ولكن هذا لايمانع أنه أستمتعت باللحضة ...
لم تفهم أسألته ولا المغزى منها قد يكون يختبرهااا ..
أو ربما تفاجيء بموافقتها ولم تقنعه ... هي أيضاً لم تفهم لما تقدم إليها ولكن كل هذا لايهمها ..
ربما العم عقاب بسبب الموقف بينهم خطبها له دون موافقته ولكن غير مهتمة هو في طريقة ليكون لها وهذا المهم ..
لقد أنتصرت على كل البدويات الجميلات وعلى بنات قبيلته اللاتي تغزلن فيه بتويتر وسيصبح لها هي ...
ماذا هل هي متواضعة خنوعة ومايضيرها المهم أن ماتمنته جائها بدون تخطيط منهاا ...
لايهمها الكيفية المهم النتائج ..
ونتيجة الحدث هي الرابحة ...
صحيح أن هناك وسواس سيء يحاول أخبارها دوماً
هل الحياة بهذة البساطة حتى تأتيك أمنياتك طوعاً
بالتأكيد بعد كل هذه الأنتصارات
خيبة أمل كبيرة
ولكن لاتلقيه أي أهتمــام ..

×× بـ علمكْ عن شعوري من عدم لـ هْتمام وأبيك تحكم على الحالة ومدلولها مع غيرك يهيم صوتي وآستلذ الكلام وياك .. حتى (أحبك) خايف أقولها××

***
خرجت من غرفتها تسحب خلفها الشنطة التي جهزتها للعمرة سابقاً ولم تحظا بالذهاب إليها ..
تحت صدمة أسماء التي رمت الهاتف من يدها :يمة وش فيتس ...
فهدة الحانقة :بروح لبيت أخوي والله ماأجلس بهالبيت وبنت أبليس فيه ..
أسماء :يمه تكفين لاتفضحينا مع خالي وأهله ...اصبري لين يجي أبوي ..
فهدة وهي ترمي مقبض شنطتها لتحدث دوي بسقوطها على الأرضية الرخامية :أبوتس راضي وموافق وهو اللي مجوزة بنفسه والله قلبي كان ناغزني يوم تصاحبوا هكى الليلة والعذر بنحضر عرس بحايل ...
آه ياحر جوفي وياقهري ولدي يأخذ مطلقة ...
أسماء وهي تلتفت حولها تخشى أن يسمع أحد صوتها :يمة عيب تكفين ..
فهدة وعينيها تكاد تخرج من محجرهااا :عيب تقولين لي عيب وأنا بيتي أقول اللي أبيه واللي مايبي يسمع يطلع برى ...
عبير تخرج من جناحها :سلامات ياعمة سلامات الله يعينتس ياقلبي على هالمصيبة ...والله أني بجيتس أتطمن عليتس ..
فهدة بتكشيرة فهي حاقدة عليها جداً بسبب أهمالهاا وخمولها أعجب بتال بتلك :أنتي هنااا ..مالت وجودتس وعدمه واحد ...
عبير التي أصبحت تتوخى الحذر وهي تشعر بأن الجميع سيعلم بمافضحة لسانها لحضة أنهيارها :افا ياعمه هالهرج لي والله جلست مع أن زوجي ماهو فيه عشانتس من دريت أنهم أخذوا بنت *** وخلوتس وقلبي معتس ياعمة ..
فهدة بحنق :بس وقص لسااان ...
لتصمت عبير برهبة من صرخت فهدة ..
أسماء متجاهلة عبير التي تشعر بأنها تتشمت لاتحاول تهدأت الأمور :يمة أمشي نتكلم بغرفتس ..
فهدة بحنق :وش نتكلم وش نقــول ..والله لو ماطلعت هذي من بيتي ...لأروح لبيت أخوي ..ولاليه أروح لبيت أخوي ..وفاجئتهم وهي تتوجه بشكل مفاجيء للباب الفاصل بين القسمــين ..
والأثنتان تناديانها بذهول ..
قطعت المسافة بين القسمين وفتحت الباب على يارا وليلى التي تجلسان بالصالة العلوية وأمامهم فيلم تشاهدنه ...
لتقفز الأثنتان بصدمة ..
ليلى وعينها على الحقيبة وأعتقد أنها لفزة وفهدة جائت لترميها بقسمهم :وش فيكم هاجمين علينااا ..
يارا بلباقة :مبروك زواج خالي ياجدة ...
فهدة ردت على الأثنتان بنظرة حادة قبل أن تصيح فيهم :وش هالوصاخة جذعان أنتم (المراهقين الذكور) وجع وجع ...
يالله ضفن حوستكن ...
بدأت الأثنتان بتجميع المخاد المتناثرة والكؤوس من حولهن ..
قبل أن تتدارك ليلى نفسها وتتوقف عن ماتفعل :عمه ترى هذا قسمنا وبكيفنا نسوي فيه اللي نبي ..
فهدة وهي تجلس بثقل :ماعاد هو قسمكم لحالكم ...أنا بعد بجلس فيه ..دام أخت بناخيتس في قسمــي ..
وتحت صدمة الأثنتان صاحت أسماء بأستنكار :يمة لاتفضحينا ..
فهدة بتكشيرة :وأنتي ماعندي إلا لاتفضحينا ..أفضحتس في مين ماهن خوياتس على الغداء مصاحبات عدوتي ...
عبير التي لم تقتنع بأستسلام فهدة المفاجيء:ياعمة كذا يعني رضيتي بالهزيمة ..تخلين لها بيتس ..
فهدة بلا أهتمام:خليها حلال عليهااا ...البيت وعقاب فوقة ...
ليلى بوقاحة :ياعمة تراتس فاهمة خطأ فزة مرة الحكم ماهي طبينتس ...
فهدة ويديها تحكها لتقوم وتنظف المكان فهي لاتحتمل الفوضى :أنتي أص بس نظفي وصاختس يالوصخة لو حرمة غربية داخله عليتسن كان وش قالت بنت عقاب وصخة ماتشيل مواعينها بعد ماتأكل وتسدح بالصالة على تلفزيون مثل الوراعين ..
ليلى بلامبالاة :خلهم يقولون أحسن أخذ حسناتهم ويأخذون سيئاتي ...
فهدة :آآ ياسود حظ من أنتي مرتن له ...
أسماء بأنزعاج :يمه أنتي من جدك ...
فهدة :أيه من جدي عشر مرات ...وألتفتت على ليلى وبحزم :جهزوا لي غرفة بروح أرتاح عند أخوي مواعدته أروح معه المزرعة بأخذي لي نقاهة من هالضيم اللي تعيشونيه أرجع ألقى مجهزيين لي غرفة ..
ليلى بصدمة :من وين نجهز لتس ياعمة ..تبين تأخذين غرفتي ولاغرفة أمي ...
فهدة بقسوة :ايه لو تطلعين أغراض أمتس وتحطين أغراضي مكانها دبري نفستس ...
ولفت على أسماء بحدة :روحي هاتي شنطة يدي يالله بسرعة ..مواعدة خالتس لا أتأخر عليه ...
ذهبت أسماء لتلبي طلب والدتها متأففة من تصرفها المحرج ..
وفهدة تعيد الأتصال بأخيها تأكد له أنها قادمة ..
وليلى ويارا مصدومتان وناقمتان على الحظ السيء ...
عبير عادت أدراجها ولديها خبر تنقله لحسناء وبقيت أخواتها وبقلبها سعادة قليلة على أنكسار فهدة الطفيف ...
بعد خروج فهدة أتصلت ليلى بوالدها :أبوي السلام عليكم ..
ألحق عمتي فهدة جابت شنطتها وبتسكن بقسمنااا ..ايه قسمنا وتقول دبريلي غرفة لو تطلعين أغراض أمتس وتحطيني مكانهااا ...
عقاب على الطرف الآخر الذي قبل أتصال ليلى وندم فهو لم يقبل أي اتصال من فهدة إلا واحد بعد أكتشافها زواج الحكم وبعدها أصبح يتجاهلها :ماعليتس منها أدخلي حجرتس وصكي على عمــرتس ..
وبداخله يتوعد فهدة التي تجرأت على الذهاب لقسم شعاع
بل قالت كلام لايليق بهااا وفيه تقليل من شأن شعاع ..وهو الذي حذرها دوماً لو أسائت لشعاع بشكل مباشر أو غير مباشر سيعيدها لمنزل أخيهااا ...
حتى ولو شاب شعرها ..

××خل النوايا الطيّبه نصب عينك و أعبر طريقك لا مشيت و ترفق حتى لوّ إن أهل الردى محتسينك من أخلص النيّه .. لربه توفق××


***

كانت تقف تشاهد والدتها تتقيأ للمرة الألف بالوعاء الذي أحضرته لها ...
قبل أن تعود لتستلقي وتلقت من مروى منديل مبلل تنظف فيه نفسها ...
فاطمة بضيق :خلاص أطلعوا وقفلوا النور وصكوا الباب ..
ياسمين بأنزعاج :يمة ترى بدق على أبوي مو حالة هذي بتموتين بيجيك جفاف ..
مروى بحيرة لاتجد سبب إلا التسمم وبالتأكيد :كله من ورق العنب اللي أكلتيه يمة خصلتي صحنين .. أكيد عمتي غادة حاطه في بلى ...
فاطمة :مروى أنقلعي عني وسوالف خالتك ليلى ماأبيها في بيتي ليسمعنك عماتك ويقلبن الموضوع على راسك عند أبوك ...
خرجتا على طلبها ..وطلبت رقم والدها مباشرة
مروى :أمي ماتبغى أبوي يدري وش فيك ..
تجاهلتها :ألو هلا أبوي أمي مررة تعبانة ...وماتبي تروح المستشفى هات دكتورة .. وأهم شي تحط لها مغذي بتموت من الترجيع ..شكل معها نزلة معوية ..ايه ايه أكلنا من برى ..
مروى :ليه كذبتي ..
ياسمين وهي تعيد هاتفها لجيبها :أجل أقول أكلت من طبخ عمتي غادة ومرضت عشان يعصب علي ويحسب أمي تمثل ...
مروى بأنزعاج:اوف اللحين بيحرمنا من المطاعم ..آآه يادينا دوارة أشتقت لبطاقة جدي عقاب والطلبيات اللي ماتوقف ...شجابني للضيم جنت مدللـه ..
لاحقاً
سعد الذي يدور بالصالة ويديه خلف ظهره :اللحين أمكم طول عمرها متعقدة وماتحب المطاعم ويوم أكلت من برى تسممت ...وجهها أصفر شوي وتموت وتوكن تصحن تعلمني ...
ياسمين التي تجلس ببرود على هاتفها :أبوي ترى أنت المسئول عنا حنا كلنا أطفال ..
مروى تهز راسها بموافقه :حنا قانونياً قصر ..ماعلينا شرهة أنت أبونا مو المفروض تنتبه لنا تشوف طلباتناا..
ياسمين :ولا الحب الجديد معمي عينيك ..
سعد بعصبية :انتن وش فيك طايله ألسنتكن بس وقص لسان وأذا ذابحتس الحب وسوالفه تجوزي ولد عمتس ...
ياسمين وهي ترمي المخدة وبعصبية :ايه قل كذا الخطة خلاص بتجدد شبابك وحنا ترمينا طفشت من المسئولية ماني متزوجة وبجلس على قلبك ..ولو بتغصبني بطلع بالأعلام وأفضحك ...
سعد بعينين مفتوحة :هين أصبري علي خلي الدكتورة تطلع وأشوف شغلي معتس ...
ياسمين تصمت أمام تهديده وتتحين فرصة غفلة منه لتركض للأعلى وهي تصيح بصوت عالي :ياااجدة أنا بوجهتس ولدتس بيضربني ...
لتنظر لها مروى مستنكرة :وهذي أعجبتها السالفة من وجه جد لوجه جدة ...
سعد بملل من سوالف بناته هو يحبهن بالتأكيد ولكن بهذة اللحضة وقلبه يألمه على وضع زوجته وليست كأنها أمهن ماأنعدام الأحساس هذا ...
وحين خرجت الدكتورة سألها بأهتمام :هاه يادكتورة بشري أمورها زينه ولا أنقلها المستشفى ..
الدكتورة ببساطة وهي تحمل حقيبتها :كل حاجة كويسة .. وأديتها المغذي بس ينتهي تشيلوا الأبرة ..
يالله بأذنكم ..
سعد :أوصلتس يادكتورة ..
الدكتورة :لاشكراً سيارتي برى ..
وخرجت ...
دخل للفاطمة التي تغلق عينيها بحثاً عن الراحة ..
وضع يده على يديها المرتاحة على صدرها ...قبل جبينهاا ..
سألها :فاطمة كانتس صاحية كلميني ..
فاطمة بعيني مغلقة :مافيني أتكلم خلني برتاح ...
سعد بحوقلة :أنتي وش بلاتس علي ماصارت كل هذي قلبه
اللحين وشلونتس ماكنتس أحسن ..
فاطمة :الحمدلله على كل حال ..
سعد :يستاهل الحمد سبحانه ..خلاص لاعاد تأكلين من برى بطنتس تعود على النظافة ..
فاطمة :ايه أذنبت بنفسي ليتني ماتعودت على النظافة وعودت غيري ...
سعد الذي لايفهم إلا ماذا ترمــي :تراني بمرح الليلة هنا ..لاتفضحيني ببناتس ...
فاطمة :لاتفضح نفسك ولاأفضحك هات أفراشك وحطه على الأرض وأرقد أنا مافيني أحد يشاركني السرير وإلا كانك مشتاق للترجيع والقرف بكيفك ..
سعد يهز راسه بأستنكار :طيب طيب أرقدي اللحين ..بروح أشوف بناتس طايله ألسنتهن بقصر منها شوي ..
فاطمة بلا أهتمام :عليك فيهن بس أصواتكم لاتجيني ..
خرج وهو غير مصدق لايعلم من أصبح يأمر والآخر ينفذ ...
وصعد السلالم ليجد ياسمين تختبأ خلف أمه التي تجلس بجلستها المعتادة ..
وغادة تجلس على كرسي المساج وتعبث بهاتفها ...
سعد :السلام عليكم ..
أم سعد :وعليكم السلام خلصت من العروس وتذكرتنا أنت ماتستحي يوم أم بناتك تعبانه وطايحة وماأخذتها للمستشفى ..
يجلس وهو متفاجيء من الهجوم ..أليست هذه فاطمة المدللـه
التي ماأن تمرض حتى ينقلب الجميع ساخطاً عليها وأنها تتصنع المرض للتهرب من العمل :يوم قالن لي البنات على طول جيت وجبت لها الطبيبة ...
أم سعد بعدم أستحسان :آهه من الربادة وينها مرتك ماجت تسلم علي ..
سعد :تجي وين خليها بشقتها منثبرة ..
غادة بصرامة:ياسمين مالك شغل فيها البنت بتدرس لاتنكد عليها كل شوي بسيرة العرس ...
سعد يلف رأسه إليها ثم يعود لياسمين المختبأه خلف جدتهاا :انتي وش مسوية ساحرتهن !!!
ماشاءالله من متى الحمية لفاطمة وبنتهاا ...
غادة التي رفعت كوب مشروب ساخن وأرتشفت منه :والله ياسعد من يومك صغير ومعك قصر نظر وشكل نظارتك ماعاد تفيد ... اللحين عشان قلنا لاتزوج البنت توها صغيرة غلطنااا ...

هل يعتقد الجميع أنه يريد تزويج أبنته ...هو لن يفعلهااا
خصوصاً ياسمين ..لقد وافق على زواج يارا قبل عام والعرس بعد سنوات لأنها ستبقى بالقرب منه ..
لكن ياسمين من خطابها أبن خالهاا المتهور الذي يخشى عليها منه .. وابن أخيه الذي للأسف لايجدر بها فلاشخصية يمتلكها قادرة على تسير حياته مع ياسمين ..فهو يخشى أن تديره كخاتم كلا بل ستنتعله كخف في قدمهاا ...
سعد بأقرار لواقعه وهو يصب لنفسه كاسة شاي بماأن لم يقدم له أحد منه :والله أنا ماني مستعجل على جوزاها وأحب على قلبي تجلس عندي لين تصك الخمسة وعشرين ... بس جدها وخوالها زعلانين مني عشان سوالفن تعرفونها وماراح يرضون إلا بهالزواجة ...
غادة بأستنكار :آهاا كذا السالفة بنتنا صارت هدية صلح !!!
الجدة :بنتنا ماتأخذ إلا ولد عمها ..
ياسمين التي تجلس خلف جدتها :ياجدة أنا داخله في وجهك وهذي آخرتهااا ..
الجدة بحنق :وش فيه ولد عمتس ..
ياسمين بحنق :ماأبيه بالغصب هي خلاص يارا تزوجت منكم تركوني في حالي ترى ماهو بالغصب..
سعد بين نارين ...نار أبنته ورغباتها ونار أنسابه ورغباتهم :يعني نزعل كل هالعالم عشان عوابتس ..
ياسمين أكثر مايضايقها منطقه كم خالتها جوزاء محقة :لاا ارضيهم ودمر حياتي قبل لاتبدأ ...
سعد مايريحة أن فاطمة مع هذه الزواجة :امتس بعد زعلانه وماراح يرضيها علي إلا تاخذين ولد خالتس ..
ياسمين بمحاولة أرهابه:أبوي ركز ترى أول واحد راح يندم أنت تراه بياخذني لصحراء وماعد أنتم شايفيني ..
سعد يرتشف كأسه :نكتب عليه بشروط الزواج مايوديتس الصحراء ..
غادة قالت لتقاطع ضغطه عليها :سعد بشتري سيارة خذها بأسمك وأنا بقاسطك كل شهر ...
سعد بوجه مكفهر من طلبها وقد نسى ياسمين وكل مايخصهاا :ياسلام وأنتي وش يظمن لي أنه يبقى لتس وظيفه وراتب أنتي شهر بوظيفة وشهرين بالبيت ...
غادة وهي تعبث بهاتفها الذي أبتاعته براتب شهرين من وظيفتها المتواضعة بشهادة الثانوية : جربني ماراح تخسر شيء ..
سعد يقف على عجل ويلتقط هاتفه ومفاتيحة وبقية أغراضة الشخصية :لاشكراً جربت منتسن كثير يالله سلام تمسون على خير...
ياسمين بفضول بعد رحيل أبوها :عمه بشوف جوالك يسوى قيمته أو لاا..
غادة مدت لها هاتفها وهي تقول :أمسكي شوفيه أنا بروح أصلي لخلصتي منه أرفعيه فوق لايجي واحد من هالوراعين المطفق ويكسره لي ...
ياسمين وهي تقلب بتطبيقاته لتختبر جودة تصويره وميزاته :لاتوصين حريص ...
وبكل بساطة فتحت الأستوديو بعد أن صورت لتتأكد من جودة الصور ...
فتحت أحد المجلدات بصدفه لتنظر بذهول غير مصدقة لصور الموجودة فيه ....كلا مستحيل عمتها غادة ..
رأسها يدور وقلبها وكأن نصل سكين بارد قد غرز فيه ....
أقشعر جسدها من الفكرة وشعرت بالعرق البارد يتصبب من مؤخرة عنقها ..
خرجت من المجلد وأغلقت الهاتف ووضعته بمكان مرتفع لاتصله إيدي الأطفال ...
نزلت السلالم غير مصدقة الموقف الذي وضعت فيه ...
دخلت غرفتها دون أن تتحدث مع والدها ومروى وهما يتفقان على الطعام الذي سيطهى لوالدتها ويبدو أن أبيها قد تكفل فيه ....
جلست على سريرها تمسك برأسها بين يديهااا ...
لما صدمتي مالغريب بالموضوع
بل الغباء لو أعتقدتي غير ذالك ...
ألم عميق ماتشعر فيه ... تشعر أن قلبها يتقلب بهذة اللحضة على جمر ساخن ....
لم تصدق حين بدأت دموعها بالهطـول ...ليه ياعمه ليه ..؟؟
وش هالعذاب يارب ..
كم مــر ...سنوات عمــر كامل ..ليه ..ليه ..!!!


××كذبت كل الكلام وشفت بـ عيوني وشلون ضاع العمر والشاهد سنيني ماني بقايل حبيبي خيّب ظنوني بقول : حبيت وطاح الحب من عيني××
سعد الواقف بالمطبخ لايعلم من أين يبدأ ...
نادى مروى للمرة الألف :تعالي طلعي طماط ...
مروى بتبرم :أبوي والله أنت تعبت نفسك وتعبتنا معك ... لو تخليني أطبخها ترى كلها شوربة خضار مسلوقة ماتحتاج كل هالفوضى اللي أنت مسويتهااا
سعد الذي يشعر بنفسه فعل أنجاز ولايعلم على ماذا تلومه :اص بس باقي أنتي تعلميني ... عطيني طماط وأنتي ساكته ...
مروى بتبرم:طيب ترى أنا بقطعه مايحتاج تطلع لوح جديد وتعفس علينا المطبخ أكثر وهي تحدق بكل الواح التقطيع التي أستخدمها بالأضافة لأطباق وملاعق تحريك لانهاية لهااا ...
وأخيراً تمت المهمة ...
دخل بالصينية التي وضع فيها طبق الشوربة بأضافة لكأس من الفواكة أعدة لهااا ..
نادها ليوقظها :فاطمه قومي جبت لتس العشاء ...
فاطمة التي كانت مستيقظة قبل دخوله أعتدلت بجلستها وهي تشعر بالدوار ورائحة الطعام أزعجت معدتها وأشعرتها بالغثيان ...ولكن يجب عليها أن تتناوله هي تحتاج إلى الغذاء ...
أخذت الصينية وبدأت تناول الطعام بتأني ...
سعد وهو يراقب ملامحها :وش رايتس أنا اللي مسويها ..
ولم يختم جملتها حتى أبعدت الصينية وأفرغت ماتناولته في سلة الزبالة جوارهاا ...
سعد بصدمة :كل هذا عشاء قلت لتس أنا مسوية ...
فاطمة وهي منزعجة أنها تقيأت أمامه :ياسعد والله ماني متحملة نفسي فكني من هالخرابيط ...
سعد بحوقلة :امشي قومي بوديتس المستشفى حالتس ماينسكت عنه ...
تنظف نفسها من أثار التقيأ :ياربي والله ماني طايقة عمري ولا هالغرفة ...قومني بروح أنام بأي غرفة ثانيه ...
وحين لم يقم بمساعدتها نادت على بناتها ..
حتى جائتها مسك :أيوة ماما ..
فاطمة:روحي نادي ياسمين خليها توصلني لغرفتكن ...
سعد بيأس من حالها:قومي قومي أنا أوصلتس ..
وسندها حتى أوصلها لغرفة ياسمين التي كانت تخبر أمها :يمة لحضة بغير المفرش لك ...
فاطمة بعد أن أسترخت :خلاص أطلعوا عني ..
وأغلقت عينيها ..
ليخرج الجميع مجبرياً عنهااا ..
ياسمين لوالدها :اللحين وين ننام أنا وألماسة ..
سعد بضيق :وش دراني أفرشن بالأرض بغرفة مروى وأرقدن ...
مروى بأعتراض :من كبر غرفتي ...كان أخذت لنا شقة خمس غرفة بدال ماتأخذها لمرتك الجديدة ...
سعد :أنتن وش فيكن بليتني بعمر مرتي الجديدة دافعة نص قيمة الشقة ماشريتها كلها لها وأنتوا بعمرلكم بيت ...
ياسمين :بتعمر متى لتزوجنا كلنااا وبقيت أنت وأمي متقابلين ...
سعد كبرت البنات وأصبحن أشد من أمهن :خلاص قريب أنت بس خلن أمكن تقوم بسلامة ونشوف وش بلاااها ...
ياسمين بصوت منخفض وهم على نفس الوقفة وبعد أن تبادلت نظرات معينة مع مروى التي شجعتها لتخبره :أبوي بقولك شي بس مستحية ...
سعد :ماشاءالله أخيراً أستحيتي كنت فاقد الأمل فيتس وش هو عساتس وافقتي على واحد من خطابتس ..
ياسمين بتكشيرة :موضوع يخص أمي ..بس والله ماأدري كيف أقوله ..
سعد بشك :موضوع يخص أمتس وساكته بسرعة قولي وش فيه ...
ياسمين بتردد :يعني ماأدري بس يعني مممكن تكون أمي ولفظة الجملة التي أشعرتها بالأحراج :حامل ...
سعد نقل أنظاره بين بناته هل سيتزوجن وهن بهذا الغباء
إلا يعرفن حتى كيف يتم الحمل هل يعتقدن عبر المكالمات الصوتية .. لقد غادروا هذا المنزل من ستة أشهر كيف ستحمل فاطمة ...
وقبل أن يخبرها بغبائها اكتشف غبائة هو ...كانت هناك ليلة بمنتصف هذه الشهور لم يفترقا لستة أشهر ... ويال الأحراج ...لحسن الحظ الفتيات بدن ساذجات حتى يفكرن من أين حدث هذا وإلا لكان موقفه صعب أمامهن :هاه يمكن أصص لاتعلمن أحد بشكن أنا بروح أجيب أختبار من الصيدلية وأجي ..ولاعاد أسمعكن تكلمن بهالمواضيع ...
وغادر على عجل ..
لتنظر الأثنتان بصدمة لبعض ..
مروى بشطانة:شفتي قلت لك ..
ياسمين بذهول:طيب متى ..
مروى :اصص ياهبلاااا ...
ياسمين بحسبة سريعة :والله كيف أمي مستحيل بالسادس أو الخامس واضح تتوحم !!!!
مروى :وش دراني عنهم ..
ياسمين :هبلا كيف وش دراك ماعمرها طلعت من البيت عشان نقول راحت مشوار معه ولعب عليهاا...
مروى بضحكة :حلوة لعب عليهاااا أص لاتطب علينا وحدة من عماتي تراهم مجتمعين قبل شوي سمعت صوت بزارينهم ...
ياسمين :يارب ولد ونقهر العذال ...
مروى على عجل قب أن تختفي:بروح أصلي وأدعي يصير ولد ..
مسك التي سمعت نصف حديثهم بحقد :يارب بنت ماهو على كيفه يصير ولد وكلهم يحبونه وحنا بنات ماأحد يحبنااا ....
ياسمين تخبرها بلطف فجدتها شعاع تقول أن الأطفال نفوسهم قويه وقد يصيبون بالعين لأنهم لايفهمون أضرار تعلقهم بالأشياء أو كرهها :مسك حبيبتي عشان ماما مسكينة تبغى يصير عندها ولد واحد ..قولي يارب ولد ..
مسك بضيق :طيب بس عشان ماما ..وأكرهه من اللحين ...
رن هاتفها برقم أحد عماتها وبادرتها ماأن أجابت :سووا لنا قهوة وشاهي ولرياجيل بعد أبوكن وين ..الرياجيل لحالهم بالمجلس ليه مايجي يقهويهم ويعشيهم ...
أغلقت الهاتف بعد أن تلقت الأوامر وأخبرت الخادمة :ريهانا سوي ثنين قهوة ثنين شاهي ...وحطي واحد مجلس رجال ...واحد صالة فوق ...



××عسى الفرح يا أحلام الأيام قدام.. وعسى القدر يكتب سعادة زماني××
***


جوزاء التي خرجت بعد الفراغ من صلاة العشاء ..
ليسألها بتلكأ وبدى وجهه غير مرتاح :متأكدة تبغين نطلع فوق..
فكرت ولما سأذهب هناك هزت رأسها بنفي ..
ولو كانت تنظر له لأكتشفت أن وجهه تكدر أكثر ...
بقيا يمشيان بلاهدف ..
حتى أشارت له أنها تريد قهوة من أحد المحلات ..
بتال وهو يتوجه ليبتاع لها القهوة :ماينوثق فيتس قلبتس شينة حتى قهوتس عفتيهاا ...
أرات أن تخبره .. أن بت أكره نفسي حتى فكيف قهوتي أريد أن أغير كل شيء بنفــسي .. أريد طعم جديد بفمـي يغير طعم المرارة الذي أصبح رفيقه ..
أحضرها لها ..وبيده الأخرى كوب له فاحة منه رائحة النعناع ليخبرها :حلوة وبالحليب ..على حسب وصيتس
لياسمين ...
تجاهلت تندره وأخذت القهوة ..وشربت مباشرة حتى أن فمها أحترق قليلاً ..حسناً ومالغريب فقلبها أشد أحتراق وأذى ..
سارا طويلاً وخالطا الكثير من الناس ..
هي بذهن وهوبآخر ..
وكل منهم لايعلم بما يفكر الآخر ..
حتى أوقفها فجأة حين أمسك ذراعهاا ...
وحين نظرت إليه :أمشي بنرجع تعبت والفجر لازم أنزل مع أبوي للحرم ..
عادا وهي تكاد ترتجف من القلق .. حتى أمسك ذراعها بالمصعد ونبهها :ماله داعي كل هالخلعة أنسي اللي صار ..كل شيء بيصير مثل ماتبين ..
أجل هذا ماتوصل إليه بعد تفكير طويل
لو كان ماينفرها منه دلال أو زيادة التعنت لتحظى بالهدايا ..
لأرغمها على مايريد ..
أما أن يكون خوف وتشنج وبكاء وعويل كما فعلت البارحة
فهو يعفي نفسه من هذا القرب المؤذي للروح
فلامتعة بالحصول عليه ...
قربه مبغوض من الأثنتين بالتأكيد العلة فيه ...
دخل للفراش هو أولاً ونام على جانبه الأيمن وأعطاها ظهره لترتااح ..
وسرعان مادخل بالنوم ..وأعتقد أنها فعلت المثل فهي كانت تستعد بعد شعوره بالنعاس ...
ليستيقظ من نومه على صوت نشيجهااا ..
جلس فزعاً بمكانه يسألها :وش فيتس ..
وهي تبكي ولاتستطيع أخراج صوتها ...
عاد ليهزها بذهول:وش فيه ...
جوزاء تهز رأسها بنفي :ماأدري مأدري خايفه خايفه ...
وحين حاول فهم المزيد منها لاتجيب إلا بخائفه خائفه ...
كان رأسه سينفجر من الصداع بسبب الطريقة التي أستيقظ فيها ...
قربها منه وبدأ القراءة عليها ويعتقد أنه نام مرة أخرى قبل نومها ولكن كان نشيجها قد أختفى وهدأت أنفاسها كما يتذكر ...
من جهتها لم تنام إلا بعد نومه كانت قلقه لاتستطيع الأقتراب منه ... تشعر بالقشعريرة كلما تلامسا على سبيل الصدفة ..
وحين نامت لم تفارقها الكوابيس وتكرار ماحدث ليلة أمس يتكرر بطرق أكثر بشاعة ..حتى أستيقظت على ذاك الكابوس ...
حينا سألها ماذا أصابها لم تستطيع أخباره فقط رددت أنها خائفة وهي خائفة فعلاً ...
حين أقترب ليقرأ عليها كادت تصيح بوجهه أنا أخشى قربك كيف سيهبني الطمأنينة...
ولكن ماأن شعرت بقربه الهاديء حتى هدأت هي أيضاً ...
وأستسلمت للنوم وهو يقرأ عليهااا ...

××والقلب من بعض المخاليق عايف
اللي لهم في جوف قلبي جريمه .××


****


شعر بيد على كتفه نفضها ولكن سرعان ماجلس معتدل بفراشه وعيناه تحط داخل العينان العسلية ...
هجرس يشير بيده للخلف وبفمه سيجارة وضعها بالعـرض .. ورفع حاجبه برسالة فهمها الآخر بعدم تصديق ...
لحق فيه غير مصدق ولو فكر قليلاً لشك من الدعوة المريبة ...
ماأن دخلا الممر الذي يحتوي الحمامات حتى لفه عليه هجرس وسأله بهمس :أحد لحقنااا
الآخر وهو لايستطيع الحديث من سطوة اللحضة هز رأسه بلا ..
هجرس وهو ينزع فنيلته الداخلية :زين أجل قصر صوتك ...
ولف عليه بحركة سريعة لم يكن ذاك مستعد لها ليلف فانيلته الذي حولها لأشبة بحبل ويضيق خناقها حول عنقه .... ويحشره إلى الجدار ويضغط بركته على أسفل ظهره
وحين أحمر وجهه وبدأ يشخر بأستجداء الروح ..خفف من ضغط الخناق عليه وسأله :عطني معلومة مفيدة ولا تراك بتمــوت ... ماتفرق معي كنت بروح قصاص قبلك وطلعت منها وبحط نفس العذر وكل المساجين شهود أنك تلاحقني ...
السجين بحلاوة الروح :بم موت ...
هجرس وهو يعود لتضيق الخناق عنه :موت أحسن.. كافر ..وملحد .. وش مصيرك جهننننم
لاتقول خايف وتذكرت ربك .. هاه كانك خايف أنطق الشهادة خلني أخذ فيك أجر ..
...
السجين يديه الأثنتين على القيد الذي طوق فيه عنقه يحاول فكه ..يريد فقط أن يلتقط أنفاسه ...
وحين بائت كل محاولاته بالفشل أفلت أحد يديه
وبدأ يضرب على الجدار بأستستلام ...
هجرس يفك الخناق عنه قليلاً :هاه وش عندك ...
السجين يحاول ألتقاط أنفاسه وهو قد رأى الموت بعينه حين دخل الأكسجين لرئتية قال بصلابة :ماعن دي شي
..
هجرس الذي بدأ يفقد أعصابه بكل غضب سحب ذراعة للخلف وأنقض عليها بركبته ليكسرها ...
تحت صيحة ذاك ... الذي سارع لكتمانها حين حشى الفانيلة بفمه وهو يقول :عطني معلووومة تفيدني ولابكسررر الثانية ...والله ليشيلونك الأسعاف ماهم قادرين يتعرفون على ملامحك من اللي بيجيك مني ... والله لأشوه وجهك أقرب ناسك مايعرفك ...
السجين الذي حتى تحت التعذيب لم يتكلم فقد كان واثق لين يقتلوه ولكن بهذة اللحضة غير واثق من هذا المختل ولقد سمع بأذنه الحادثة التي مر بهااا ... وكيف كان يطالب مطالبات صاخبة بشأن الآخر ...
وجد نفسه يعطية معلوماات في سبيل نجاته من الموت والخلاص منه ...
ولكن هجرس لم يكتفي عاد يهدده أكثر حتى آخر نفس منه ... ليتركه على ذاك الحال ويعود بكل برود لفراشة ويكمل نومه وبعد ساعه أستيقظ على هرج ومرج بين المساجين عن شخص مصاب بالحمامات ...
ليتعدل بفراشه حين أضيئت الأنارة...
ودخل العسكر...
هجرس بدهشة :لاحول ولاقوة إلا بالله من هاللي مايخافون الله وش يبون بالمسلمين أذوهم ...
وسأل الشخص المجاور له :وش فيه ذا وش صاير عليه ..
الآخر يحك شعره بملل فهو مازال نعسان :يقولون لقوه مكسر بالحمام ومخنوق وفيه ضربه براسه مايدرون حي ولاميت ...
هجرس يعود ليستلقي ويلتحف:لاحول ولاقوة إلا بالله ..مسكين مايستاهل ...
ولكن سرعان ماصاح فيه العسكري :اعتدلوا كلكم صفوا تفتيش ... واللي مسوي هالحركة بنطلعه ..
والضابط جاي بيحقق معكم واحد واحد مافيه نوم هالليلة لين نطلع اللي مسويهااا ...
هجرس وهو يعتدل بوقفته :أيه تكفى يالبناخي طلعوه الواحد صار يخاف على عمره بتالي الليوله ...يالله أنك تسلط على اللي مايخافون الله ....
العسكري بضيق من الوضع :لاتخاف ماأنحطينا هناا لعب بنجيب راسه لايسوي روحه ذكي علينااا ...

××أنا الجبل في عزتي وفي وقوفي والبدر من طولي توسد كتوفي وان كنت تبغي ياوفا العمر توضيح ما اطيح من هزه ولا تهزني ريح××


****
أستيقظ يستعد لصلاة الفجر وكانت نائمة بعمق ..تركها ونزل بصحبة والده وفزاع فقط ..
بعد الأذان بقليل أتصل عليها ولم ترد ...وبعد أن فرغ من الصلاة أتصل ولم تجيب أيضاً هو يريد فقط أيقاظها لصلاة ..
بعد أن صلوا جميعاً الضحى صعدوا للفندق ..
ليجدها قد أستيقظت وتجلس قرب طاولة الطعام وقد أعدت لها قهوة سوداء وتأكل معها بعض السناكات ..
بتال بأنزعاج وهو يفرغ جيوب ثوبة :توتس(الآن) تصحين ...
جوزاء ببرود تغلق هاتفها الذي كانت تتراسل فيه مع فاتن التي تبارك لها أدائها العمرة ..فقط رأت سناباتها عصر أمس التي صورت فيها الكعبة وصورة متفرقة للحرم :ايوة توي صحيت وبنزل أصلي الضحى وبجلس بالحرم ..
بتال بأنزعاج يتوقف عن مايفعل :كيف يعني بتنزل أنا راجع تعبان وأبي أنام ..من بينزل معتس ..
جوزاء :مو لازم أحد ينزل معي يمديني أروح لحالي ...
بتال بضيق يعيد أغراضه لجيوبه :كانتس مستعدة يالله ننزل ..
جوزاء :تقول تعبان ماأنت مضطر تنزل معي
بتال :ماابي زيادة أخذ وعطى قلت يالله ..
حسناً هي لم تكن مستعدة بعد .. فهي لم تلبس ..
دخلت للحمام لترتدي ملابس ملائمة للخروج ..وبعدها أرتدت عبائتها ..وحملت حقيبتها وهي تضع هاتفها الجوال كان قد خرج هو للمر ..
لحقت فيه ..
ليقول لها بالمصعد بتهكم :تعرفين السكوتر اللي طاحوا فيه الوراعين اللي تركب عليه ويروح فيك ..شكلي بشتريه لتس ..!!
تجاهلت نكتة السخيفة .. هي ليست بطيئة ..هو الذي يسير وكأنه مشارك بالمارثون ..
ليقول بعد لحضة :خذوا زعلت ..ماينقال لها خشمتس بوجهتس (كناية عن كثرة الزعل )..
كانت ستدخل لمصلى النساء ولكن أجبرها على الذهاب معه للصحن ..
بعد أن فرغت من الصلاة أخذت مصحف للتقرأ فيه ..
وهو يسبح بسبحته بذكر ..
قبل أن يتوقف عن مايفعل .. ويخرج هاتفه ويرفعه تحت نظراتها ليلتقط لهم صورة سلفي ..
بتال وهو يعيد هاتفه لجيبه :وش رايتس تبغين أرسلها لتس ..
جوزاء لم ترد أن تكون فظة أغلقت مصحفها :بكيفك ..
بتال متهكماً :حطيها ستوري ..
لم تجد رد مناسب عليه ..ولاتعلم حتى لما ألتقط تلك الصورة ..
بالعادة هو من يرفض التصـوير ..
لايعلم لما أراد تخليد هذا الذكــرى ..وكأنه يشعر أن سينظر لهذة الصورة مستقبلاً ويتندم على اللحضة ..
سألها وهو يشعر بغرابة الموقف ..كيف كان في بداية الزواج يتهرب منها يخشى أن يعطيها أهتمام فتلتصق به
والآن هو من يبحث عن الأهتمام منها ...
كان يتجاهلها واليوم هي من تتجاهله :دعيتي علي ؟؟!
جوزاء تغلق عينيها ومصحفها للمرة الثانية ..
هل يتعمد قطع حتى الروحانية التي تشعر فيها : ليه ماخليتني أنزل لحالي وريحتني ...
بتال يتأمل عينيها من قرب :عشان أتأكد أنتس ماتستقبلين القبلة وتدعين علي ..
جوزاء بأصرار تريد أن تنتزع أعترافه من لسانه :يعني عارف أنك غلطان ..
بتال بتقرير واقع خطأه الوحيد تحريم ماهو حلال له :غلطي معروف وندمان عليه من مبطي ..
جوزاء بهمس حاد :غلطك يابتال اللي عنجهيتك ماتسمحلك تفهمه ولاتحس فيه أنا اللي أمس سويته يعتبر أغتصـ...
وقطعت كلمتها لأنها لم تستطيع نطقها وعينها بعينة الحارة ...
بتال بحدة وهو يتلفت حوله رغم أنه يعي جداً أن لاأحد قربهم سيعي مايتحدثون عنه:قوليها ليش أستحيتي .. هذا عذركن دايم جاهز ..
جوزاء :لاتتكلم عني بصغية الجمع ...
بتال بصوت منخفض :تدرين متى يصير أغتصاب ياجوزاء لامنتس قلتي لاا والله أني مأذكر أمس أنتس قلتيهااا ...
بغيرهااا ماتصير ياجوزاء ...
جوزاء التي ذعرت من تفكيره هل يعتقد أنها كانت راضية عن ماحدث :أنت مجنون لو فكرة للحضة أني كنت راضية ..
وفتحت هاتفها لتطبع عليه كلامات لم تستطيع نطقها ولكن كتبتهااا :تعتقد بعد تحريمك لي على نفسك بليلة الدخله وبلحضة اللي سلمت فيها نفسي بكل طواعية ...
برضى فيك ولاأستسيغك ولاحتى نفسي تشتهيك والله لو كنت هيمانة فيك ماقبلتها على نفــسي ...أنا عندي كرامة تمنعني أسلم نفسي لشخص يتعمد بكل مرة يظهر لي قد ايش أنا غير مهمة في حياته ويذكرني بأصلي وكيف تزوجته ...
أنت غلطان يابتال لو فكرت للحضة أني راضية باللي صار أمس ..

بتال قرأ كل حرف كتبته ووصله المعنى ولكنه لم ينحني وقال بكل صلابة :أنا غلطان وقلت لتس عارف وين غلطي وأنتي بتصيرين غلطانه قريب ..وغلطتس أشد..
جوزاء التي أقشعرت من الهدف الذي يرمي إليه ..كلا مخطيء يابتال لو فكرت أني سأكون لقمة سائغة لك :والله أنا ماأمشي إلا باللي يرضي الله ..وخرابيطك اللي قلتها لي ماني مصدقتهااا ..وتحريمك سمعته بأذني ...وتكفيرك لازم أشوفه بعيني ...صم كفارتك وتعال وقتها وحاجني ...وأعتذر ورد لي كرامتي وبعدها أفكر أعطيك الحق اللي بتغلطني فيه وأنت اللي بديت بحرمان نفسك منه ...
أما اللي قلته لي مايقنع ورع ... وين لقيت عبيد بهالزمن وأعتقتهم ...صح هذا مايصير إلا مع بتال ولد فهدة ...
في أول خروج له من كنف والده ..وبعد أن فشل في البقاء في وظيفة فهو ملول ولايحب أن يكون مرؤوس يحب أن يكون رئيس نفسه ... بدأ يعطيه والده مهمات لينفذها ...ووهبت لي أرض بالمكان الفلاني أذهب لتنظر إليها ...
أبلي في المنطقة الفلانية أذهب وأجلبها لشمـال ...
وهذة الأنوع من الأوامر كان سلطان قد أعتادت سيارته على قطع الطــرق في عمره الذي أتم العشرون للتــو ...
كان يبحث عن أرض حول هذا المكان حين قابلهاا بسيارتها بدوية بعينين فاتنتـــــين ... حين أراد سؤالها أخرجت عليه سلاحها بحركة تهديد أي لاتتجاوز حدودك وتحدث برسمية ...ولحضتهاا خشي على نفسه فأبتعد وتركهااا ...
ليس لأنه طفل خائف ...ولكن ليس من مصلحته أن تطلق النار على أمراءة !!!
ولكنها لم تخرج من باله بقي في حائل لأسبوع كامل وقبل أن يغادر رآها مرة أخرى في منزل الرجل الذي دعاه على وجبة العشاء ...وعرف أنه أبنة أخيه الصغرى ..الذي توفى بعد أن زوج جميع أخواتهااا ..
أنتهت معرفته بها هنا ولكنه عاد بعد ست أشهر ليطلبها منه وزوجها له مبـاشرة ..
لم تعرف عائلته بأمر زواجه حتى دخل عليهم بهجــرس رضيع ... بعد أن طلقها ...
هي لم تكن سيئة ولاجيدة ... لم يوجد أي تجانس بينهمــا ... يختلفان بكل شيء ...
كانت أمية غير متعلمة .. صغيرة ... وتفكيرها ضئيل بالنسبة لخبراته فهو لم يترك منطقة لم يزرها ورآى من الدنيا الكثير ...غير هذا كانت مليئة بالكثير من التخاريف الشعبية التي لاتقنعه وتجعله يشعر أنه تزوج أمراءة من جيل جدته ...
وأفتتانه بجمالها أستمر لشهور ولكن سرعان ماأختفى بالنسبة لجميع الأختلافات الأخرى ..
تزوجت من بعده أحد أبناء عمها الذي تربت في منزله ... أنجبت فزة وبعدها توفيت مع زوجهـا بحادث حضر دفنهما والعـزاء وتألم قلبه على الفجاعة .. فهي كانت أم أبنه وزوجها كان رجل جيد بالفترة البسيطة الذي عرفه فيهااا
كان رجل شهم وعامل هجرس كأبنه ولم يفرقه عن أبنته ...

*الحـاضر*


بتال الذي كضم غيضة لآخر درجة :قلت لتس ياجوزاء من مبطي والله مايستاهل العنوة ...لاتخليني كله مرة أعيدها و أوجعتس فيها ...وأن كانتس تحسبين بتعايريني بأمي
فهدة ماتوصلين لأظافر رجليها لأنتي ولاطوايفتس يابنت صنهااات ...
وأردف بحدة :وقومي ماأعتقد لتس صلاة مقبولة ولاعبادة وأنت كل همتس كيف تعصين زوجتس وتعذربين بعمتس ...
سارت خلفه غير متهمة لكل ماقاله ...
حسناً هي مرتااحة للفظة التي يتشدق فيها لايستاهل العنوة وتعطيها أستراحة طويلة المــدى ...
كان يرد على أتصال وردة بلهجة حادة قبل أن تتحول لترحيب ولهجة محترمة ... ولفظة طال عمرك وأبشر لاتفارق لسانه ...
وحين أنفراد بالمصعد أخبرها :ضفي أغراضتس عندي دوام بكرة ...
هزت رأسها بأستنكار ... لم يجلسا سوى يومين وهذا اليوم الثالث ...
بالجناح أمرها :ضفي أغراضي بعد ولازوجه بلاش ...ومن بكرة حتى ملابسي تغسلينها وكل شيء يخصني أنتي مسئولة عنه ..ليقول بوقاحة شديدة :حللي المهر اللي أندفع فيتس ..
جوزاء كوني عاقلة أي رد مع كل هذه العصبية سيكون جزائه صفعة فأحتفظي بأسنانك ..لقد أوصلتي له شعورك ...
وأرحتي عن نفسك قليلاً بتحويل سعادته الوهمية إلا ضيق ...
بدأت بالترتيب لتسمعه يصيح مرة أخرى :بدون أزعاج بنام لي كم ساعة ...


××تسعين زله يا أبيض الوجه عديت غـيـر الـتـي سـوّت بـقـلـبـي سوايا××



****

ماأن طلبه الضابط حتى أسرع إليه ...
الضابط بتكشيرة بعد أن ترك الجندي هجرس المقيد وخرج :أنت وش مسوي !!!
هجـرس بثقة:ماسويت شيء ..
الضابط بعيون غاضبة :محد سواها غيرك وش قالك ...
هجرس بمراوغة:متى بطلع ..
الضباط بحدة :تساومني !!
هجرس يتأمل أنامله:لابس بشوف تسوى معلوماتي أو لااا ..
الضابط أمره :لحضة ...وضغط رقم أستدعاء حتى أجتمع شخصين آخريين غيره :يالله وش عندك ..
هجرس بكل برود :يقول من اللي معه فلان الفلاني ..وفلان الفلاني ...
وحين لاحظ الصدمة على الموجوديين :علامكم ..لاتقولون عارفينهم والله كسرت بعظامه لين قال آمين وتذكر ربه .. عشان أطلع هالأسمين منه ...
الضباط بحنق :ومن قالك تكسره أحد طلب منك ...أنت تجاوزت التعليمات وتصرفت بطريقة فردية ...
هجرس بكل برود :تحرش فيني !!!
الشخص بلباس مدني :أنت عايش معنا بنفس الديرة !!
هجرس بوقاحة :أي والله أجل ليش مسجون عندكم ....
الشخص المدني :وماعرفت هالأسمين ...
هجرس بنفي :لااا
الضابط بجدية :أحسنلك ...
هجرس بلاأهتمام :متى بطلع ..
الضابط ليغيضة لأنه تصرف من خلفه :كمل محكوميتك وتطلع ...
هجرس بأنفعال :يارياجيل كنتم شهود باللي وعدني فيه ...يالأجاويد الرجال عند كلمته ...وآية المنافق ثلاث منها إذا وعد أخلف ...
الضابط بتجاهل لأسلوب هجرس هو يتفهم العقلية والبيئة الذي قدم منها :أقدر أحط عليك قضية أصابته وتأخذ سنين أكثر وش رايك ... أجلس مؤدب في محلك وأذا أحتجتك طلبتك مهمة ثانية ونسرحك ...
هجرس بتعنت:اايييه ماهو كل طير ينوكل لحمه ..مانيب هجرس ولد سلطان لو عاااد طعتك ...
الضابط وهو يضغط زر الأستدعاء :بتطيعني وأنت رجال طيب ...


خرج حانق لزنزانته وهو غير فاهم وضعه حالياً ...
جلس بزاويته المفضلة بالعنبر بعد أن صنع لنفس كوب من الشاي ..
ورجع بذاكرته للخلف سبع سنــوات ..
كان بالسابعة عشرة من عمــرة على طريق الديرة إلى الرياض توقف لصلاة المغـرب ...
ليلاحظ بعد أستمراره بملاحقة أحد السيارات له ...
وبعد أن حاولت السيارة أيقاف بالقوة ... أصبح يسير بأقصى سرعته ...
كان شاب ليس بالصغير جداً ولكن هو يعرف قدرته جيداً وبالسيارة الأخرى ثلاثة يفوقونه بالعمر على الأقل بسبع أو ثمان سنوات ... ومن مظهرهم عرف بأن المعركة لصالحهم ...
لم يتوقف أبداً توقع أن يأتيه الفرج على هيئة سيارة أمن طرق .. أو سيارة أخرى تكتشف أمرهم وتبلغ عنهم ...
ولكن حين بدأ مؤشر سيارته يعلن نفاذ البنزين ...
فقد الأمل بنجااته ...
توقف عند محطة نائية جداً حين لاحت له أعتقد أنها من فرط خياله ...
وبعد أن ألقى نظره على المتواجديين هناك عرف أن لن ينجده أحد ...
توقف بأرتباك ونادى على عامل الوقود ...أخبره أن يملء خزانة ...وهو يلقي نظرة سريعة على السيارة التي توقفت خلفه ..
نزل أحدهم للبقالة وعاد بمشتريات ..وهو خارج رفع إليه بلفة شريط لاصق ليقهقه بقية رفاقة ...
كان يرتجف فعلياً بمكانه ...حاول أستخدام هاتفه الذي فرغ شحنه ولكن لافائدة ...
نزلت بخطوات مهتزة نقل نظرة بين العمالة المتواجدة طلب من أحدهم هاتف خلوي ليتصل به فتبادل النظر مع آخر ليخبره لايوجد شبكة هنااا ...
وبآخر أمل صنعه لنفسه دخل للتموينات كانت دكان صغير يملأو أرففه الغبار والأحتياجات الأساسية من المواد الغذائية ...ألتقط علبة سجاير من النوع الرديء .. بحث بسرعة ...بالأرفف عن شيء قد يفيده ...
أشعل سيجارته تحت نظرات البائع المحتارة ...ربما أكتشف نظرات الهلع على محياه ..أو أرتجافة يده .. وتصبب عرقه في فصل بارد ...
ليطفأها بسرعة وهو يسأله أن كان يوجد لدية مادة سريعة الأشتعال ...ليشير العامل للخارج ... أي الوقود ...
وبلحضة متهورة وبعد أن رمى على الطاولة أمامه ورقة من فئة نقدية لايعي وقتها ماكانت ... أقل أو أكثر من المطـلوب ... أخبر العامل أنه سيبتاع جالون من الوقود وماأن عبئة له حتى رفعه أمام كل المتواجديين وسكبه على نفسه ...
والمتربصين يشاهدون ذاهلين ...ليتحول ذهولهم لسخرية توعد ...
ولكن مالم يفهمه .. اللهجة الحادة التي بدأت بين عمال المحطة فهو لايعلم ماهي لغتهم وعن ماذا يتحدثون ..ولكن أسم واحد بدأ يرتفع مشتاق ...وألفاظ أخرى ليعود النداء بصوت عالي مشتاااق ...
كان يتوجه لسيارته ... حين قفز مجموعة من العمالة أمام سيارة المترصدين به ليعيقوهم من التحرك وبدأ هرج ومرج بينهم ..لم يعتقد أن تأتيه النجدة الألهية بهذة الصورة ... كان سينطلق بسيارته ولكن أكتشف أنه غير متعجل لذهاب ...وتوقف بسيارته بعد أن حركها قليلاً ليبقى متفرج بعد أن أنقلبت المعركة لصالحة بطريقة عجيبة ...
لم يتخيلها حتى بأسعد لحضاته ...
كان يعتقد أنهم لم يدفعوا نقود ماأبتاعوه ..
أو أنهم أسائوا للعامل بطريقة أو أخرى ..
لم يدر في خلده أبداً.. أن المقصد هو الدفاع عنــه .. فبعض المواقف تفهم بدون شرح ..
الفريسة الخائفة والصياد واضحين لمتفرجي الحكايا خصوصاً من وضعتهم الحياة
بمركز المتفرجين والمتلفهين لرؤية مواقف الحياة الطبيعية ...ولكنهم في مكان لايتوافد إليه الكثير من البشر ...
رأى أحدهم يخرج من ورشة السيارات التي فوقها أناره غير ثابته محلها وتهتز محدثه أيقاع ضوئي يعطي الموقف المزيد من الرهبة ...
تفرق بقية العاملين وتركوا المجال له .. لينقض عليهم بمهارة قتالية عجيبة لقد كان يكسر عظام مترصدية كما يكسر هو عظام الحيوانات التي يصطاداها ... وفهم أنه مشتـاق الذي كان يتردد أسمه ...
وكان مشتاق هو معلمه الأول بالفنون القتالية ...
رجل آسيوي من دولة لايفقة لغتهــا ..
وكانت البداية بعد الحادثة بأسبوع عاد بحثاً عنه
ليطلب منه تعليمه ...
وبعدها لمدة شهرين كان يأتي من بين كل ثلاث أيام مرة ليتدرب على يده ...
رفض مشتاق أخذ أجرة على تعليمه ..
ولم يفهم حتى اليوم لما دربه مشتاق ..
خصوصاً أنه عرف من بعض العمال الذين يتكلمون العربية أنه لم يدربهم على الفنون القتالية وأنه تلميذة الوحيد ... فقط كان يساعدهم وقت الحاجة ...
مشتاق في بلاده مجرم هارب من العدالة غير هويته ليحصل على فرصة عمل في بلاد الحرمين !!!
..عانى في حياته منذ صغرة من نقص التعليم والتشرد لاعائلة له فهو طفل غير شرعي ...
أحيان يعتقد أن مشتاق رأى فيه الضعف الذي عاشه بطـفولته ..
وهو لايريد تخيل حياة طفل متشرد بالطرقات ...
إذا كان هو من عاش بالقصور والمنازل المحترمة تعرض للكثير من الأذى ...
سمع صوت قربه يسأله :لا الرجال يبي لنا نرسل له مكوك يرجعه للأرض ...
هجرس بتغابي :تهرجني ...
:لاأهرج هالجدران !!!
هجرس :وش تقول ..
:مسكوا اللي كسر الملحد ..
هجرس يعتدل بجلسته :تقوله صادز ..أفا من طلع ...
:ذا اللي دايم يلصق فيك ويهرج الملتحي كانه مطـوع ...
هجرس كاد يقهقه على غبائه بالتأكيد ستنتهي بهذة الطريقة أنتهت مهمة المخبر وسيخرج ... لحسن الحظ هم ليس بحاجة لأتهام شخص غريب ...وبنفس الوقت لن يتهموه هــو... لأنهم يخشون أن يخرج بأعترافات تفضح أشراكهم له في أعمال لاتخصه ...



××من يعز النفس ما يصبح ذليل والردي الوقت يكشف لك رداه ما تحسفنا على فعل الجميل نعتبرها في الردي مثل الزكاه××



****



أستيقظت بمزاج سيء بعد نوم نكد لأن عماتها وأطفالهم لم يهدأ ضجيجهم إلا قبل ساعة أو ساعتين من الآن ...
فلايكفي سهره طوال الليل أكملوا السهر حتى بعد الفجر ...وأصوات ركض أطفالهم على السلالم لايهدأ غير أصوات الضحك وأصوات نزاع الأطفال وشجار الكبار ..
كانت ريانا تعمل على تنظيف الصالة ...ولكن هناك شخص بالمطبخ دخلت لتجد عمتها غادة التي وضعت هاتفهاا بصوت أغنية يملء المطبخ ويسمع حتى من لايريد أن يسمع ..
غادة وهو تهز خصرها مع الموسيقي :يانا يانا يانا في حبيبي أموت أنااا ...
ياسمين :صباح الخير ..
غادة :صباح الياسمين ... وش فيه وجهك !!
ياسمين وهي تعد لنفسها كابتشينو :يعني ياعمة يرضيك اللي يسوونه عماتي فينااا سهرتهم ماخلصت إلا بعد الفجر مانقدر ننام ..
غادة بضحكة أستهجان :ياقلبش تعودتي على العز يابنت سعد ..ماهو طول عمرتس عايشة كذا ..
ياسمين :عمه أنت يأنسانه حقانية يرضيك اللي يسوونه فينااا
غادة وهي تلف لتعطي دولاب المطبخ ظهرها وتتكيء عليها لتواجه ياسمين التي تعمل بوجهه المتورم على أحد كوب من الكابشتينو لهاا :هذا أنتم أذا أشتهيتوا صرت حقانية وأذا كرهتوا صرت الظالمة ...
عماتك هذا بيت أبوهن وطلع وقتهن بكرف في بيوت رجالهن وفيهن اللي مايخطيهم من ضيم وظلايم وإذا جت الوحدة بتوسع هناا حكرناه حنااا كلن يشوف الموقف من زاويته ...أذا عاتبتهن قالن كل هذا فزعه لسعد وبناته ...وأذا سكت جيتي أنتي وخواتس قلتن أنتي ماتشوفين وضعنااا وساكته عشان خواتس ...
ياسمين وهي تهز رأسه بتفهم :يعني أنتي المظلومة وسطناا
غاده وهي تغلق النار تحت قهوة والدتها :ايه أنا المظلومة ..وأشارة على الثلاجة خلفها : طلعي وراتس علبة زبادي بحطها لأمي ...
ياسمين وهي ترتشف من كوبها:عمة أشوفتس بس جالسة بالبيت ماعندتس وظيفه ...
غادة تغلق الأغنية على هاتفها وتضعة بالصينية لتحملها وتخرج :تهاوشت مع الموظفات اللي معي وتركت وظيفتهم لهم ...
ياسمين تهز رأسه بأستنكار وتلحق بها هي متأكدة أنها مذنبة :ليه وش سوو لتس ..!!!
غادة :يتمكيجن بالمحل ويتعطرن شوهن سمعتنا ..تراهن ورعات كبرتس ...
لاتستيطع العودة لحقت بها وجلست تشاركهم الجلسة جدتها وغادة التي عادت لتجلس على هاتفها ..
تريد أن تخترق رأسها وتفهم تفكيرها ...
تود أن تفهم فقط لماذا ؟؟؟
بعد كل هذه السنين ..
أم كانت هذه هي مشاعرهاا دائماً ..
كانت تتأملها ..بيضاء بشعر جعد صبغته بلون باذنجاني أصبح مظهرها رائع ولكن يعتبر تصابي لأمراءة أصبحت بالرابعة والثلاثين من عمرها ...
سرحته بجديلة من منابت شعرها حتى منتصفه وتركتها تستريح خلف ظهرها ...
أقراط أذنها ..جميلة !!
ولكن تكرر نفس التصرف لاتناسب عمرها ..
هي بالسابعة عشر لم تثقب عدة ثقوب كما تفعل هي ..
ترتدي الجينز ...وبقية عماتهاا الأصغر عمراً يرتدين لبس ساتر أكثر منها ...
كانت أظافرها مقلمة ومطلية ...
وتوقفت عن تأملها حين وجدت عينيها تحط داخل عيني تلك التي أغلقت هاتفها وواجهتها بسؤال ماكر :وش تفرجين عليه
تلفزيون قدامك !!!
ياسمين تتنحنح :ياقدمك ياعمة وش هالذبة القديمة مايقولها إلا خالي سلطان والشيبان طقته ...
أجل لقد قالتهاا هيا دعي وجهك يحمر أرتبكي أفعلي شيء يثبت ظنوني ...
لترد تلك بكل برود :سخيفة يابنت سعد ...أنزلي طلعي دجاجتين ولاأقولك خليهن ثلاثه وعساها تسدكم ...
ياسمين بذهول :عمة أنتي بتطبخين ..
غادة :أجل جدتي ...
ياسمين :كيف ؟؟ يعني وش رجعك لطبخ وهالحركااات الرجعية ..
غادة بأستنكار وبحدة:خبلة أنتي قومي عن وجهي بسرعة الشهور اللي ماكنتم فيها من وين أمي وأبوتس يأكلون ولاليكون يطلبون هنقرستيشن(تطبيق مطاعم) ..
ياسمين بسخرية :واااو ياعمة أيه هذي الذبات حقات السنة ..يالله بروح أطلع الدجاج ..ماني مصدقة بأكل من يدك غير ورق العنب ..
نزلت الطابق السفلي وجدت والدتها بوجهها الشاحب تجلس على طاولة المطبخ وتتناول بسكوت مملح لتبادرهاا :يمة تخيلي عمتي غادة هي اللي بتطبخ
قالتها وهي تتوجه لآخراج الدجاج من الفريزر :والله يمه عماتي جداً متغيرات بشكل يفجع أحس كل أحد أشكيناهم
عنده بيقول كذابين وين عماتكم الشريرات ..
فاطمة التي تسند رأسها بذراعها بسبب الدوار :ياسمين خلي الخرابيط عنتس وأنتبهي ماهو كل شي صار معنا هناك تقولينه لعماتس ...ماتدرين متى يرجعن يقلبن عليتس
يمكن هذا فخ عشان يقنعنتس ببناخيهن ..
ياسمين التي لم تقنعها فكرة أمها صمتت ...
فاطمة برأس مثقل :ابوتس وين ...
ياسمين :أكيد نايم بغرفتة ..يمة وش طلعت النتيجة ..
فاطمة التي صدمت هل أخبر بناته :وش نتيجته ..
ياسمين بهمس :يمه ترى أنا قلت لأبوي شكلك حامل ...
فاطمة والصدمة لاتستطيع أخفائها :وانتي وش دراك ..
ياسمين وهي تضع أصبعها على جبينها :هذا يعرف يفكر ..
فاطمة بأنزعاج :ايه وبوش فكر
ياسمين :وقفته اهم شي كيف النتيجة ترى طول الليل اصلي وأدعي يجينا أخو ..
فاطمة بتكشيرة :لا أن شاءالله بنت وش أبي بالعيال ناقصني هم أربي ثور جديد
سعد الذي دخل وقد أستيقظ للتو كشر من كلمتها :من هو الثور الأول اللي ربيتيه ...
صمتت ولم ترد ..
سعد :ايه طلعي وحمتس علي ..
ياسمين بأبتهاج :يعني أزغرط ..
فاطمة :صكي فمك ماأبي أحد يدري ..
غادة التي دخلت بهذي اللحضة :ليه خايفه نحسدتس مبرووك مقدماً ...
لتضع فاطمة يدها على رأسها بقهر ...
وسعد يقلب عينية بين الأثنتين يخشى أن تشتعل بينهم بطريقة مفاجئة ...
غادة :ياسمين قطعي بصل ... قبل أن تقول بمدارة :يافاطمة أطلعي بنكشن لاتقلب كبدك وتحطين الحرة فينااا ...
فاطمة بغيض :وين أروح كل البيت بينقلب ريحة طبخ منكم ...
سعد :ألبسي عباتس أدور فيتس لين يخلص غداهن ..
لتتبادل ياسمين وغادة النظارات ..ماهذا المراعاة الغير متوقعة ...
فاطمة التي أعطت موافقة أستحسان خرجت لتبدل ملابسهاا ولحقت بها ياسمين لتطلب منها أمر مااا
واستغلت الفرصة غادة لتسأله :واجهت سلمى والله ياهي حاقدة عليك وش مسوي بحماتها أنت ...
سعد بتكشيرة :أنا اللي مسوي خليني ساكته بالله ...
والله لو طلعت كلمة بس من اللي تسوية في كان فضحتها يكفي أنها متجوزتني تيس ...
غادة بوجهه مدهوش :انت وش تخربط ..
سعد بهمس حاد :خذي العلم هذي ماتجوز ت إلا تلاحق عمرها تجيب عيال قبل ماتيأس ..
جايتني من أول ليلة ومعها جدول من الدكتورة ...
ماتبي زوج ..تبي خويي تعال عندي لابغيت وبعدها فارق بتدخل وتطلع على كيفهااا ...
ماخليت صديق خلال هالأسبوعين إلا حذفت وجهي عنده عشان ماأرجع البيت وأضحك فاطمة والبنات علي ...
طول يومها ياعلى التلفون ياطالعة مع خوياتها مرة سهرة شالية مره مطعم لا والأسبوع الجاي بترجع دوامهااا ..!!!
هذي عيشة ... والله ماأبي أفشل نفسي قدام مرتي وبنااتي ولا كان طلقتهااا من أول أسبوع ...
غادة بأنزعاج :والزواج والطلاق عندك لعبة ...
ترى محد أجبرك انت اللي قلت أخطبوها لي ...
سعد المنزعج من طريقة النساء بقلب المواضيع :ايه أنا قلت.. ومن اللي تمدحها قدامي ليل نهار عشان توخرها عن وجهها ..الكلبة ماسوت فيني خير ...

غادة :قلت لك ولاماقلت ...أنا بلساني هذا قايلة لك لاتصدق سلمى بكل شيء تراها متأذية منهااا وماتبيها تطلع وتدخل معها وذيك تأخذ أخوها حتى بسفرات برى وهذا اللي غايض أختك ...
سعد بقهر :ايه اللحين صرتي قايله تسذا أجل من اللي قالت كان تبي تزوج خذ حماة سلمى تراها بنت حلال ...
أنتن اصلاً اللي يطاوعكن خبل وثور وتيس ..
وصمت حين لاحظ فاطمة جاهزة ومعها ألماس ومسك ...
سعد :يالله مشينااا ...
وحمل ألماس وخرج فيهااا ..
غادة تتأفف بضيق لاتريد لأختها أن تتأذى من خراب العلاقة بين سعد وحمـاتها فبالتأكيد هذا سيؤثر على زواجهااا ..
ياسمين التي دخلت على تنهيداتها :افا ياعمة كل هذي غيرة ..تزوجي أنتي بعد وزوجك يطلعك ويوديك ويجيبك ...
غادة بنظرة جانبية :بنت سعد مشتاقة لقبصاتي ...
ياسمين :لاشكراً ياعمة خيرك سابق ..
غادة وهي تعمل على أعداد الغداء :قولي هالكلام لعمرتس ..تزوجي عشان تطلعين وتدخلين ..
ياسمين :ابوي ماهو مقصر...
غادة :عوبا
ياسمين :طالعة على عمتي ...
غادة بتنهيدة :ايه من يومتس صغيرة يضحكوني علي فيتس لو جبتي بنت ماهي طالعة مثلتس كثر ياسمين ..
ياسمين :بس ياعمة أنا أحلى منتس ...
غادة بتكشيرة :قصدهم الطبع يالخبلة
قبل أن تهز كتفيها بثقة : ولاأنا أحلى منتس ومن كل خواتس ومن أمكن بعد ...
ياسمين بضحكة ساخرة :عمة باقي جدتي ماقلتيهااا ..
غادة تغير وجهها :لاتكفوني أنتم ماراح أطري البعيدين ...
وتصمت وقد أهتزت السكين بيدها وعقلها يعود لذكرى بعيدة ...
غادة بحنق :أنا ماطولت لساني لين هي بدت علي ...
توطانا كل مرة وحنا نصك فمنااا ليه ...
سلطان بغيض :امي ترد عليهاا ماوقفت عليتس تكلمين بلسانهااا
غادة بغضب من صياحة بوجهها وهي التي لاتحب أن يخبرها أحد بخطأها :أمك باردة وماتعرف ترد ...
وكان رده عليه صفعة :روحي أنتي طالق طالق طالق
اللي ماتحترم أمي مالي عازة فيهاااا ...ولم يكتفي بهذا كانت ساقطة على الأرض وحين تعداهااا للخارج رفسها أسفل بطنها بقهر .... وكأنه يريد التشفي منهــــا
××حيلة اللي ضاقت عليه وماشكى
إن سكت مفضوح وان سولف بكى ××
****

طرقات حادة على باب غرفتها أزعجتها فتحت عينيها بحنق كوني يارا حتى أمزقك بأسناني ...
فتحت الباب لتجده بوجهها متكتف ووجهه حانق للغاية :وش فيك ...؟؟؟
فياض غير مصدق لامبالاتها:فيني ذابحنا الجوع اللحين ماهو أنتي المسئولة عن المطبخ بعد أمي ورى ماطبختي ولاقلتي للخدم يطبخن لنا عيشة ...
ليلى برأس مثقل وتشعر صوته يخترق رأسها بسبب الطريقة التي أستيقظت فيها:اووه كلهم منكم نقلتوا حسناء للقسم الثاني لو فيه اللحين كان دبرت المطبخ ..أنا وش دراني عنهن كل يوم يطبخون غداء وعشاء أيش هالغباء ليه ماطبخوا ...
فياض بتلكع:أنزلي كلميهن ماراح أنزل نفسي لهن أهاوشهن ..
ليلى بتكشيرة :كان أكلت بالمطعم وريحتنااا..
فياض بتوبيخ حاد:أسماء أصغر منتس يوم أمس الطبخ على بيت أمها مرسلة لنا غدانا لين المجلس .. وأنتي مغير متسدحة ومتبطحة ماتعرفين تدبرينهن يومين ...
ليلى تتجاوزه للخارج وهي تهز رأسها ليتناثر شعرها القصير حولها :ايه أنا ماأعرف أدبر شيء جايني ليش بس زيادة أذى ...أنا قايله لكم من زمان عدوني واحد من كراسي البيت ...
فياض بصرخة :قدامي بس لأجي أدفنتس مكانتس ...
ليلى تقلد صوته بصوت منخفض :أدفنتس مكانتس ..ونزلت السلالم بضجر ...
فياض يعود يصيح فيها لتسمع :طلعوا لي الأكل بغرفتي رجعت لهااا ...
نزلت للمطبخ لتجد يارا هناك مرتبكة مع العاملات لتباردها ماأن دخلت :خالة وينك خوالي معصبين كلهم يقولون وين الأكل ...خالي سلطان فجر تلفون المطبخ كل خمس دقايق يدق يقول وين العشاء ..
ليلى وهي تفتح الأدراج بلاهدف :كان قلتي له أطلب هنقرستيشن ولاا جاهز ..
يارا بحماس:سخيفة سوينااا مكرونة وأيدام وكبسة رز بالدجاج وش نحط بعد ...
ليلى برأس مثقل:وش تحطين سلطة ومن المقبلات البادرة وخلصنااا ...
وحطوهااا بصالة الطعام اللي فوق ودقي على فياضوة وقولي مافيه أكل بالغرف ...
ليلى وهي تلتقط حبة سمبوسة لتأكلها :طيب دام تعرفون تشتغلون ليه مصحيني ...
يارا بتردد من ليلى الغاضبة :هو توعد فيك ينكد نومتك يقول ليه ماتصحي مثل الخلق وتنام مثلهم ..
ليلى بزفرة حانقة :صدق الجمل مايشوف سنامه ..
يارا تتذوق المكرونة :والله مو قد كذا بس خلينا نحطها لخالي سلطان قبل يأكلنااا شكله متهاوش مع حسناء ..أمس نايم بمكتبه ..
ليلى بتوبيخ حاد:عيب وش دخلك بالناس ينام وين يبي ..
يارا بدهشة :الله وش فيك عقلتي ..
ليلى :أنا صاحية قافلة معي وأنتي سخيفة ...
يارا وهي تصف السخانات على العربة قبل أن تدفعها الخادمة وتلحق هي بها لتخبر ليلى :خلاص روحي نامي ...
بصالة الطعام العلوية صفت السخانات على طاولة الطعام سخان مكرونة وآخر أيدام لحم بالخضار طبق رز أبيض وآخر بالدجاج وسخان مقبلات ساخنة ... جيد تبدو سفرة متكاملة نوعاً ماا ..
لتخبر الخادمة :روحي هاتي الحلا يمديه برد ...
وهو الشيء الوحيد الذي أعدته بنفسهاا ..طبق المهلبية بالدريم ويب والذي تسخر منه والدتها دوماً وكيف تحب أفساد الأطباق بأدخالها المكونات الغريبة لهااا
رن هاتفها فأغلقته ليدخل سلطان وخلفه فياض الذي قال بحدة:أنا قايل أبغى غداي بغرفتي ...
سلطان وهو يسحب الكرسي ليجلس :ليه عشان تفرج على الأفلام مثل الوراعين ...
فياض وهو يجلس بلا أهتمام :ايه وش عندك !!
سلطان بحدة ليارا :أجلسي وش فيتس واقفة فوق روسنااا ..
يارا بصدمة :ماراح أكل معكم أنا جاية أضبط السفرة بس ..
فياض وهو يرى خوفها :أنثبري بس يعني العيشة ماتنوكل معنااا خويتس رجعت ترقد ...
يارا التي سحبت الكرسي بتردد جلست وهي تراقب عراكهم مع سكب الطعام وكأن بينهم ثأر سابق مع الملاعق والأطباق ...
كانت مرتبكة بينهم فهي تخشى أن لايعجهم شيء من الطعام ويبدأون بتوبيخها لكن كانوا في سباق لألتهام الطعام دون أن يتحدثوا ..
حتى حطت عليها عيني فياض الذي حدجها بنظرة ساخرة :كلي بدال ماتراقبينا دارين أنتس ماطبختي وهذا شغل الخدم ..
سلطان بأستغلال للحضة :بكرة تجوز اللي بتطبخ لك المشمر والمحمـر عاد المطبخ التركي ياعيني عليه ...
فياض بتكشيرة :لاتفتح هالموضوع غير أني مايهنى لي من العيشة إلا مرقوق أمي وجريش عمتي ...
يارا بحماس لفكرة الأطعمة المختلفة:خالي لاتقارنهم بأسكندر اللحم ...
فياض بحدة :كلي وأنتي ساكتة يومتس ماتعرفين تكبسين لحمة الحاشي وتغدينا زي العرب ...
يارا بتردد :والعرب مايأكلون إلا لحمة حاشي ..
سلطان بسخرية :لاو أنا خالتس العرب تأكل النعمة وتشكر الله عليهااا بس خالتس فياض ماهو منهم ..
كان جالسة تتأمل خالها وهو يتناول طعامه وماأفضت لها فيه ياسمين من شكوك يدور بعقلها ...هل مازالت عمتهاا الشريرة تحبه !!!
هل من الغريب أن تقولها بكل هذه البساطة أجل عمتها شريرة مالغريب ولكن تبقى عمتهاا وأنثى بقلب محطم ربماا يفسر بعض تصرفاتهاا أتجاههم وبأتجاه المجتمع بأكملة ...
هل يستحق خالها التفكير لسنوات ...هي كما سمعت أن حياتهم كانت الأسوأ من بين كل الزواجات التي جمعته مع نسائة ..فهو لايحب حتى أن يذكر أسمها حتى يتغضن وجهه ويتعوذ من الشيطان الرجيم ...
كان هو أول المغادرين للسفرة ولم يتناول الحلا التي أخبرته أنها أعدتها وقال سيتناوله على العشاء ...
فياض الذي عينة على طعامة :وش فيتس باقي تطبين بصحن خالتس !!!
يارا بتررد :خالي عادي أسألك سؤال بس لو ماأعجبك لاتذبحني ...
فياض يغلق هاتفه الذي كان مفتوح على الطاولة جوار طبقة ويعيدة لجيبه :دامتس خايفة لاتسألين ...
يارا :بس مضطره أسأل !!!
فياض :ترى ماني فاضي لتس أنطقي ولا أحتفظي بهرجتس لنفستس ...
يارا :كيف كانت حياة خالي مع عمتي غادة ..
فياض بتكشيرة :وأنا وش دراني جالس معهم بنص السرير ...
يارا بوجه محمر من الصدمة :خالي أسأل عن مشاكلهم اللي قدامكم يعني ليه يكرها هالكثر ..
فياض بأنزعاج وهو لايعلم لما تسأل عن أمور قد مضت وماذا ترجوا ولكن بماأنها سألت لتسمع الجواب :عمتس قليلة أدب .. يعني على كل هالعوب اللي شفتهن في حياتي مافيه أوصخ من غادة ...
ايه لاتفتحين عيونتس لادخل الملعقة فيها ...
عمتس كانت ماتحشم أحد مرة عشان رفع صوته عليها كبت عشاء الرياجيل اللي مسويته لهم ...ومرة حذفت سلطان بدلة القهوة وهي مليااانة ...عمتس مافيه عيار على تصرفاتهااا
وحتى حنااا ياحموانها كانت تلاقطنا بالهرج .. مهبولة ماصدقنا الله فكنا منهااا ...
يارا بأحباط شديد :بس كانت صغيرة ...
فياض :والله عاد بناتن أصغر منها تزوجن ومافضحن عمرهن وأزواجهن ... عشان عناد وقواة راس ..
وأنتي وش عندتس تنشدين على أمورن ماضية ومالتس صالح فيها ..
يارا بكدر :ولاشي .. أصلاً كذا الرياجيل جارحين وشريريين ويعيشون حياتهم ومايدرون وش دمروا وراهم ..
فياض المتكتف ومذهول من كلمات الطفلة المزعجة وماذا أذى قلبك ياصغيرتي وماذا عرفتي من لوعات الحب :ايه وش مسوين لتس بعد ..
يارا الحساسة ومجرد فكرة أن عمتها على ذكرى زواج قبل أكثر من عشر سنوات يحرق قلبها رفعت وجهها وهي تعيش الألم ودمعة تسقط على خدهاا فهي تبكي على وجع بطلات الروايات فكيف بألم حقيقي :يطلقون ويتزوجون من جديد ومايفكرون وش جرحوا ولاكسروا ولاحطمــوا ...
فياض ودموعها تزعجه لماذا تبكي على أمر لايفهمه هل بسبب والديهااا ..هيا ورط نفسك مع الفتيات كيف سأتفاهم مع هذه الباكية :تكفين أنا في وجهتس ماأعرف أتكلم مع أحد يبكي ....وصمت قليلاً :تبين فلوس ليلى قالت لتس تسوين كذا عشان تروحن مكان ...
يارا تضحك من بين دموعهااا :خالي أنت من جد بوادي والناس كلها بوادي ثاني ...
وقالت وهي تشهق ببكاء حقيقي :ليتني مثلك وأخذ المواضيع بدون أهتمام ...
فياض بضيق يرتفع صوته :لاحول ولاقوة إلا بالله ..أنتي بتقهريني صدق ...وش فيتس تبكين ...
يارا بقهر وهي ترى حياة خالها السعيدة وأبنائه وعمتها تعيش بدون زوج وأطفال :ليه خالي سلطان يطلق عمتي ويحطمها ويقهرها حتى جلست كل هالسنين بدون عــرس وعيال ...
فياض بذهول :أنتي توتس تصحين ..تستعبطين على راسي تحسبين فاضي لتس الخلق مطلقين من سنين وأنتي توه ياصلتس الأرسال ...
ولم يشعر بسلطان الذي وقف على الباب عائد ليأخذ ساعة يدة التي نزعها حين بدأ بتناول طعامه :والله وأنا خالتس عمتس ماتزوجت ماهو لأن خالتس أذنب فيها لأنها ماتداني الرياجيل على قولتهااا ..
فياض بأستنكار :ياأبو هجرس أذكر الله ...
سلطان وهي يشاهد يارا التي تمسح دموعها وأحرجت لأنه فاجئها تتحدث عنـه:لاإله إلا الله وألف من ذكره ...شفت بعينك مرسلتن البنت علينااا الله العالم وش هي لاعبتن في راسها ومخربطه وقالبتها علينااا وطلعنا حنا الظالمين وهي الطاهرة اللي ينصلى على طرف ثوبهاا
يارا بضيق شديد :عمتي ماقالت شي ولاأرسلتني وكلامك كذا يثبت لي أنها مظلومه صدق لأنك على طول قلت كلام عنها ماصار ...
من جد ياخالي أنت حسافة أحد يبقى على حبك كل هالسنين أنت أناني ماتفكر إلا في نفسك..
وخرجت مع الباب خلفهااا ...
سلطان المذهول :الله أكبر غادة باقية على الحب ..
فياض بقهقه :اخص ياأبوهجرس الحريم يفكرن فيك عشر سنين ماأنت بهــين ...ومن غادة بجلالة قدرهااا ..
سلطان يحوقل ويلتقط ساعته ليرتديهااا :البلى ماهو هذي البلى لو لعبة في راس بنتي وفرته علينااا ..
فياض بأستمتاع ويده على شاربه الكث :وتحط شرط بنت أخوي تزوج ولدك أرجع تزوجني ..علي الحرام أنها مرة وتسويها وهالشنب ماهو على رجااال ...
سلطان بحقد :والله لوسوتها لأخليه يخيس بالسجن مية سنه ولايعرس ...
خرج سلطان غاضب وفياض مازال مستمتع بكل الحوار الذي حدث رغم أن مظهر يارا أزعجه والأشد لما تبكي على أمور الآخريين كم أنتي مبتلاة ..
وقف بعجل ليلحق بسلطان وأتكأ على ذراعه اليسرى فتألم :ياأبوهجرس أحترني أبيك في موضوع ...
ولحق فيه لغرفة المكتب ... ومعه منديل السفرة ينظف فيه يديه ليرمية بسلة المهملات ماأن دخل ...
سلطان وهو يلف عليه بأنزعاج ولاحظ تصرفه :ترى هذا يرجعون يغسلونه ويحطونه وماهو برخيص ماراحت فلوسنا إلا على هالخرابيط ..وأنت تمسح وترمي ...
فياض بدهشة :بالهداوة عليناا ماصار منديل رميناااه ...
جلس سلطان على كرسيه ليجلس فياض على مقعد آخروسأله بحدة :وش موضوعك لو كان اللي أمس أنسى تجادل فيه
فياض بلامبالاة : لاتخاف موضوعي أقدر أدبره وبيجي الرفض منهااا
سلطان :ياشيخ أتقي الله ..انت ماعندك دم ..!!! ليه تبهذل البنت من البداية ماتخاف من كسر القلوب ...
فياض الذي أزعجته الكلمة وهو يتذكر أسمه والقلوب تباً لكي ...
سلطان لاحظ الوجوم على وجهه :ايه تحسب الخطبة هينة ذي بنية ضعيفة ..أكيد أول ماأنخطبت جلست تحط الخطط والآمال فيك...
وأنت من بدايتها بتسحب وتكسر قلبها ويمكن تحس بنفسها بالنقص ولاسمح الله... وبتر جملته ...
تحت نظرات فياض الحادة ...والذي فهم مالم يذكره
ووصل حقاً لمبتغاه وضع بقلبه خوف من فكرت الأنفصال وذكرى الأمس مع حادثة صديقة لم تفارقه ...
أليس أنت من كنت تخشى أنحرافهن ...
وماذا بعد كل مافعلت فيها ..ربما تفكر أن تجرب حظها وتبحث عن شخص يراها مرغوبة ...
وألآف الأفكار المخيفة بالنسبة له عن ضياعها بسبب تصرفه ...
ولم يكتشف أنه أطال التفكير حتى أنتبه لسلطان الذي تركه وبدأ العمل على أوراق أمامه ...
فياض بتشفي أحرقتني سأحرقك :بس والله يارا معها حق ويمكن ماهو بس أنا اللي بكسر قلب ...
يمكن فيه ناس كاسرين لهم قلوب أكثر من عشر سنين ماألتئمت ولاكيف ياأبو هجرس ...
سلطان بلا أهتمام :الحمدلله حنا نبخص اللي عندهم قلوب من اللي عندهم حجر مايحس ...
فياض :ايه أشوى كلن باخصن عمره (أي أنت من لاتملك قلب )...
سلطان ببرود:عارف أن هرجك من حر ماتونس .. بعد هالحشرة ماأنت قادر تطق ... بس أحسن وتستاهل أعقل وخلك رجال ...
الرياجيل تواجه ماتفر ...
فياض بغيض:وأنت عارف وش اللي أنا فارن منه
سلطان يكمل عمله:مايحتاج أعرف خبالك واجد ...
فياض يفضي بأفكاره ومخاوفه :اللي فار منه العرق ياأبو هجرس
سلطان وهو يمضي على الأوراق :وش هو عرقه !! عسى بناخيك ماهو أكلح أغبر ..
فياض :أمه سعودية وعرقه من نفس ديرته..
سلطان :ليه أمين أعجمي !!
فياض بحوقله :ايه لاأشتهيتوا صرتوا ماتفهمون ...عاين (شاهد ) وسام وتخيل عيالي كيف بيصيرون ...
سلطان يتوقف عن العمل :وسام نص عرق ...ولدك ماراح يطلع فيه العرق الأعجمي إلا ربع لاتخاااف ...
فياض بحنق :وش الله حادني ...
سلطان ببرود:وشكلك يافياض أبو بنااات ..
فياض بصدمة :من وين حكمت ؟؟
سلطان ببرود:ماتداني الحريم والله بيبلاك ...!!!
فياض منزعج من تفكيره:والبنات بلوة ياللي ماتخاف الله ..
سلطان بصرامة:أجل أقطع واخس وتزوج اللي أبوي خطبها لك ..
هز رأسه بأستنكار ووقف وهو يقـول :الغلطان اللي يدور المشورة عندك ..

××ماتدري أنك رحت وحسابك حساب..يعني حرام إني من الحب ما أتوب ..عاتب وطلّعني على طول كذّاب
اشره عليّ بأية لغة بأية أسلوب ..تعــال باقي لي هنا جرح ماطاب ..جرحٍ على خبرك من عشـرة أعوام ملهوب ..××




****



الظهر نزل ليصلي مع والده وعاد سريعاً ليخبرها :يالله بنروح نستأجر لنا سيارة ...مالقيت تذاكر ...
وحلت عليها جملته كالصاعقة هي وهو وطريق طويل لرياض ..يارب ألطف فيني ..
وعلى عكس ماتوقعت كان طبيعي جداً ولكن لايبادلها الحديث إلا ماندر ولأوامر أو موضوع سريع ومهم ...
وحين توقفوا بوقت العشاء لصلاة ..
أوقفها عن دوراة المياة ..
لتذهب وتعود إليه بسرعة ..لينزل نافذته بشك :وش فيتس ..
جوزاء بقلق :المكان داخل يخوف تعالي معي ..
بتال :كيف يخوف
جوزاء : ماأدري حسيت بوحشة يوم دخلت أبغى أحد معي ..

بتال يفكر إهلاً بطفلة أمها هل خرجت للتو من تحت جناحها إلا تعرف كيف تتدبر نفسهاا:جوزاء ترى ماهي كشته أدخلي الحمامات توضي صلي وتعالي أنتظرتس هناا ...
وأذا خفتي ناديني يابتال وتلقيني عندتس ..
جوزاء كشرت تحت نقابها :تتمسخر علي ..
بتال بضيق:وش تبغيني أسوي أنتي مخليه عمرتس مسخرة أنا وراي طريق والصبح دوام ..وأنتي خايفة تدخلين الحمام بروحتس ياروح الماما ...
جوزاء فكرت دخولها ومواجهة مخاوفها أفضل بكثير من تلقي هذه الأهانات ...
دخلت ضغطت على نفسها حتى لاتفكر ودقات قلبها تضج في أذنيها ...وقصص قد سمعت فيها تجعل
مغتصب مختبيء يتربص بهاا ..
أو شبح مخيف سيتصور لها ..
وحين فرغت أخيراً من صلاتهاا ..لتكتشف خطأها
فهي من المفترض ان تصلي المغرب والعشاء
ثلاث ثم ركعتين ..
ولكنها صلت ركعتين ركعتين
فعادت لتصلي من جديد ..فهي لاتعلم هل صلاتها صحيحة أم لاا ..
لتشعر بطرق على باب المسجد فتفزع ..
قبل أن تسمع صوته من خلف الباب جوزاء ..
ولاتعلم كيف تشهدت وسلمت ..
فهو قد أفزعهااا ..
لتخرج له مرتجفه ..
بتال بشك:كل هذي صلاة ولا بس عشان تأخريني
جوزاء المرتجفة :أنت وش جايبك كنت بسلم وأجيبك خربطت كل صلاتي ..
وتأففت وهي تتحرك أمامه ..
بتال بعدم تصديق:وش خربطت أنتي ماخلصتي ...أنا مخلص مكالمة ومصلي مع رياجيل جماعة وأنتي للحين ماخصلتي وش هالصلاة ..
جوزاء :كل صلاتي تخبيص كله منك ...
بتال بعدم أستيعاب ماهي مشكلتها :طيب أرجعي صلي
جوزاء تفتح باب السيارة لتصعد :لعبه هي عدتها مرتين ..الله يتقبل بس ..
بتال يهز راسه بأستنكار :أنتي أكيد معتس وسواس ...
وصعد خلف المقود :لاتسمعين لشيطان ..أقري الدعاء وأنفثي وكبري وماعليتس من أبليس ..
إلا على طاري أبليس هذا وش يبي فيني
وإعاد الأتصال بالرقم الذي كان يرن عليه بالصلاة أكثر من مره ..
لتتفاجيء بصوت لافي عبر السماعة ...
يالوقاحته هل نعت قريبها أبن أخيها بأبليس ...
بتال :هلا والله يالله حياه ..العلوم ..!!
والله الحمدالله طيبين أيه اللحين رادينها دربها (عائدين )..
الله الله .. أيه سيارة مالقيت تذاكر ..متى لاياشيخ
ماأدري مايمديني ..طيب طيب .. أشوف عن أوضاعي وأرد لك خبر ..هلا فمان الله ..ايه أقول لعمتك ترسلك ..
سلام ..
وحين فرغ من مكالمته ..أعطته فرصة لدقائق قبل أن تسأله :اللحين عادي عندك تقول عنه أبليس وماأدري ايش وبعدين تكلمه بكل لباقة ..
بتال الذي تفاجئ بهجومهاا وأكثر مايجعله غير مرتاح هي الطريقة التي تتحدث فيها .. بالعادة بمشاجراته مع النساء من حوله عبير والدته أخواته يفهم أن الذي أمامه غاضب من النبرة المرتفعه صوت البكاء حدة اللهجة أما هذه غضبها أشد برودة من حديثها الطبيعي ..
بتال رد بكل بساطة :أنا قصدي على سبيل المزاح ولو قلتها بوجهه مازعل .. لأنه أشغلني وأنا أصلي وش بيكون .. كلمة وتنقال ..
جوزاء :لا ماهو عشان كذا ولو اللي متصل واحد من أخوانك ماهان عليك ونعته بهالقب بس لأنه قريبي ..
بتال :وإذا كان قريبتس خلاص موقع بأسمك ..
لاتدخلين عمرتس بأمور الرياجيل ..
اللي بيني وبين أحد من أهلتس مالتس دخل فيه حتى لو أنقطعت علاقتنا الرياجيل ماتقاطع ...
جوزاء :الله يسمع منك ..
بتال بدهشة :على وش
جوزاء ببرود :تنقطع علاقتناا ..
صمت يجمع أفكاره لايريد أن يتسرع وبنفس الوقت
يبحث لها عن رد يوضح لها كل شيء :جوزاء من الآخر الأنفصال لاتفكرين فيه ..قلتها لتس وأرجع وأعيدها
أنا ماجيت خطبتس وتعنيت لتس عنوة ...انتي أنعطيتي لنا عطية ..بمجلس عمتي وكل الناس عارفة ...وحتى أخوانتس الظاهر وصل لهم الخبــر ..طلاق مافيه ياجوزاء لو ينبت الشعر ببطن كفتس (علامة على الأعجاز) ... لاعاد تضيقين علي وعلى عمرتس بذا الطاري ..وتقبلي واقعتس ...
تجاهلته وهي تدعي بداخلها بالفراق ...
الله لايوجد ماهو كبير عليه ..
مهما خلقت من الموقف شيء مستحيل
الله قادر على كل شيء
وسيخلصني منك ...

××ماصدق اعذار المحبه والايام لو قال احبّك في ليالي حياته محبتـه مثل المنافق بالاسلام ما تنفعه يوم القيامه .. صلاته××



نامت وحين أستيقظت لاحقاً كان يتوقف عند أحد الكوفيهات ويبتاع لنفسه قهوة ...
وبدى عليه الأرهاق الشديد والمرض ربما فهو كثير العطاس ...
سألته قبل أن يحرك :تبغى أسوق عنك ..!!
لينظر إليها نظرة حارة ..تحولت بعد قليل للشك :تقدرين .!!
جوزاء :ايه لو ماأقدر ماقلتها
بتردد سألها وهو الذي يريد الخلاص :ماراح تسوين اللي سويتيه آخر مره ..
جوزاء التي ضحكت على خوفه بصوت مسموع :لاا والله ماأسوي مثلها خلاص تبت ..
بدل معها المكان وهو يعيد المقعد قرب السائق للخلف ليرتاح بجلسته:دايم أضحكي ياجوزاء بعمري ماسمعت أحلى من صوت ضحكتس ...
وأردف لنفسه لقد كنت أقسم لنفسي أنك تتصنعينها ..
والآن أصبحت الأجمل لأذني ..
ولكن أرجوك أحتفظي فيها لي فقط ...
بعد لحضة سمعها تنادية :بتال ..
بتال بعيون مغمضه :ياعونه...
جوزاء بشك :السيارة ماتحرك ..
بتال الذي شعر بالصداع ..هل مرة أخرى :شيلي رجلتس عن الفرامل وأدعسي البنزين وتكفين ياجوزاء أنتبهي لاتودينا في داهية ..
جوزاء المتحمسة :لا لتخاف أصلاً ماتفرق عن سيارات الورعااان ..
قالتها لتطمئنة ولكنها أفزعته ..ليفتح عينيه حين وجدها تخرج للخط السريع ..
ولكن بعد دقائق بسيطة أكتشف أنها تجيد ماتفعل ..
وذكرها :لاشفتي نقطة تفتيش صحيني ولاتوقفين عندهم وأنا نايم ..
شربت قهوته ..وأرتفع ميزاجها ..فتحت هاتفها وبدأت تصور ..
ولكن لاحظت من بعيد نقطة تفتيش ..وهو قد نام للتو .. حسناً لن أيقظه هذا ماقررته وتجاوزتها بكل سهولة ..
فالعسكري نظر من بعيد لها وللذي جوارها ..وأشار لها بتحرك ..
وأصبحت أكثر ثقة بعد ذالك ..
حتى تفاجئت بأحد النقاط تستوقفهاا ..
أهلاً ماذا سيفعل لو أستيقظ ووجدها تتحدث مع العسكري..
فتحت النافذه حين أشار لها وطلب منها الرخصة ..
ليستيقظ فعلاً بتال لحضتها ..
وهي تمد له الرخصة مع النافذة ...
ليسأل بلهجة حادة :ممكن أعرف ليش مستوقفنا ..
العسكري الذي يدور حول السيارة ليحدثه مع نافذته :ياخوي الله يهديك أنت شايف السرعة كم ..
بتال الذي أغلق عينية بتصبر ..نسينا هذه النقطة :طيب
معليش العذر والسموحة تعبان مريض ..وراي دوام الصباح والأهل مايركزون بسرعة مشنااا ..
العسكري يهز راسه ليقول بتشدق :الله يعينك على مخالفات ساهر وأعاد له رخصتهااا ..
ليتلقطها منها ويغلق النافذة ويلقي نظرة سريعة عليها للحسن الحظ قد غطت صورتها بلاصق وإلا لايعلم كيف سيتحمل
الموقف ..
جوزاء بقلق بعد أن حركت السيارة :معليش ماحسيت ماأنتبه للسرعة ..
بتال ببرود وهو يعود لتكتف وأراحة رأسه حقاً يريد أن يأخذ المقود منها لكن لاطاقة له ويشعر أن رأسه يحترق من الحرارة :أيه ذكريني أخصم المخالفات من مصروفتس ..
جوزاء بتردد وهي تشد يديها حول المقود: أكمل ..
بتال طنين رأسه يجعل الكلام صعب عليه:كملي وأنا فيني حيل أسوق .. لادخلنا الرياض صحيني ماراح تقدرين تسوقين بالزحمة ..
لو حنا نهار خليت واحد من السواقين يستقبلنا ..
وأيقظته حين دخلوا الرياض ولكن لم يأخذ المقود منها فقط أصبح يراقب السير معهاا ..
ولم تصدق حين وصلوا أخيراً وجهتهم ..
أوقفت السيارة قرب الباب ونزلت ..
كان ينزل خلفها ولاحظت أنه مصاب بالدوار ...
بتال :تعال بس وصليني المصعد ..
أي مصعد هي لاتعرفه حتى مكانه ..
ولكن حين دخولهم مع الصالة لاحظت وجوده بمكان جانبي ..
أوصلت إليه وسألته :وش تحس فيه ...
بتال الذي يشعر بحرارة حتى بعينية ولايستطيع فتحها :كل شيء فيني مكسر نار شابه بجسمي ...
كان يتكأ على جدار المصعد وكأنه سيسقط لو لم يسنده ...
ماأن دخل الجناح حتى توجه مباشرة لحمامه ليستحم ..
ليطلب منها :لاتنامين أنتظريني أطلع وتأكدي أني نمت ..
حسناً كنت سأفعل دون أن تطلب فلست معدومة الضمير مثلك ..
بقت تترقب خروجه ولم يطول أنتظارها ..
أعطته المسكنات التي أحضرتها له من الثلاجة ...
كل هذا ويلتف بروب الحمام ...
والماء يتساقط عليها فهو لم يتعب نفسه بتجفيف أي جزء من جسمه ...
بتال بتهكم :ذوبيه لي ماأقدر أبلعه ..قالها وهو يضع ثلاثة أقراص بفمه ليبتلعها قبل أن يلحقهاا بكأس الماء الذي مدته له ..
جوزاء بدهشة:ترى الجرعة حبتين ..
بتال :كلاً واللي يناسبة ..أنا ماينفع معي إلا ثلاث حبات ..
جوزاء وهي تتأمله بالتأكيد هل سيأخذ نفس الجرعة التي يأخذها الناس العاديين ...
بتال الذي أستلقي بفراشة :شكراً ياجوزاء ..وهذي بوسه على راستس
وأرسلها لها بالهواء :أخاف ألمستس وتقولين بكره أعداني (نقل المرض لي )عاد انتي تدورينها من الله ...
ذهبت للغرفتها ورتبت بعض أغراضها قبل أن تدخل للفراشها لاحقاً وتقلبت فيه قليلاً
لما أصبحت تشعر ببرودته وخوائه إليس الفراش الذي تنتظر العودة له بكل أشتياق ..
أين الدفيء الذي رافقها بالأيام الماضية
فراشها بارد بارد جداً ..
يبدو أن عليها تغير المفرش الصيفي لآخر يناسب الفصل القادم ...فهي أصبحت تشعر ببرد الشتاء قبل وصوله ..
وهي ذات دم بارد فكيف سيصبح حالها بالشتاء
ستبتاع الكثير من الجوارب والمعاطف
وبالتأكيد تحتاج لمشروبات دافئة وشكولاته والمزيد من الحلوى لتعطيها الطاقة ..
أو فقط تعود لمكه وتنام بفراشها فقد كان دافيء للغاية ..

××أحبه وأحب أزعله وأحب رضاه..دفى عمري وترويق باليّ وتفكيره ..لو إني أذوق المُر منه أقول الله..عذاب معاه ولا سعاده مع غيره××
*الماضـي*

في رحلة صيفية لأحد المناطق السياحية بالبلد ...عقاب عاقب زوجتيه ولم يأخذهما معه في تلك الرحلة .. رافقه من أبنائه سلطان والحكم والحسن ومن البنات ليلى وأسماء ومن أحفاده
يارا وياسمين أبنتي فاطمة وهجرس أبن سلطان ...
البقية أرتبطوا في أعمالهم ..
وبأحد المنتجعات السياحية فوق الجبال ...
كان هجرس يحوم حول الجالسين :الحكم تعال معي نشتري أسكريم ..
ولكن الحكم رفض حاول بالحسن أيضاً رفض فقد كانوا قد تناول الطعام للتو
قال أخيراً بأحباط :ياسمين أنتي تعالي معي ...
سلطان بأستهجان :أنت وش فيك أذيت الخلق ماهو لازم أحد يروح معك ...
ياسمين التي أرتدت عبائة ووضعت الطرحة على كتفيهااا ..وجدلت شعرها لجديلتين من منبت شعرها :ايه بروح يالله نـشري ..
سلطان صاح فيه بعد أن أبتعدوا :أنتبه على البنت ..
عقاب الذي لم يعجبهم أبتعادهم ولكنه لم يريد أحراج هجرس الذي بدأ مرتبك بطريقة غريبة وكأنه يخشى أمر ماا :كان رحت معهم ..
سلطان بأنزعاج وهو يعد الشاي على الجمر :ليه ورع عمره 18 المفروض متخرج من الثانوي هالسنة ...
وحين أبتعدوا قليلاً توجه لأحد الدكاكين وطلبه سجائر فأخرجها من أسفل الدرج ..
دفع ثمن السجائر وأبتعد ومن خلفه ياسمين المتبرمة وين الأسكريم ..
هجرس الذي أوقد سيجارة ألتف عليها :ألحقيني لاتضيعين ..
ياسمين تضرب قدمها بالأرض :والله أعلم عليك كذبت علي وتشرب دخااان ..
هجرس المنزعج من الأكتظاظ :بسرعة تعالي ...
لحقت فيه مجبرة هي أيضاً تخشى الضياع ...
بعد أن فرغ من سجائرة سألها :معي ريحة دخان ...
ياسمين وهي تشم المكان من حولها :كلنا ريحة دخان أوووف منك ...
توجه للدكان مرة أخرى وأبتاع علكة ..
ياسمين بتبرم وهي تنظر لثلاجة الآيسكريم :أبغى أسكريم ..
هجرس مجبر أن ينفذ طلباتها وإلا ستفضحه :هذا ماهو زين أمشي ناخذ من العربية ..
ولاحقاً أمام العربية أخبرها وهو يمد له خمس ريالات :روحي أشتري ...
ووضع يديه بجيوب ثوبة وبقى يراقبهااا ..
وهي بديهياً أبتاعت قمع لها وآخر له ..
وحين مدت عليه كشر بوجهها بأستنكار :أحد قالتس اشريلي ..
ياسمين وهي تتذوق أسكريمها :خذ بيذوب علي ..
أخذه مجبر وماأن رفع لفمه تلقائياً تذوقه وكان سيرمية ..فهو بعد التدخين لم يعد يفضل هذا النوع من الأطعمة ...
ليأتي صوت قبيح من أشخاص يبدو على سماتهم الأنحراف ويعرف هيئاتهم جداً : أصيرررلك أسكررريم ..
وصوت أقبح يقول :بعد هالمنظر المفروض الأسكريم يباع بالألوووف ..
أعتاد تجاهلهم فالمكان مكتظ ..ولن يكون الحديث موجه له فقط ...
ولكنه يعلم جيداً أن النظرات كانت عليه ...
ولكن مالم يتخيلة أن ترد عليهم هي بصدمة وأستنكار فبديهياً توقعت الحديث عنهااا :ياقليلين الأدب يالوصخين ...
ليرد عليها أحدهم بسخرية :أحد كلمك أنتي ..
ياسمين بشهقة أستنكار :تسمع الوصخين وش يقولون ...
سحبها مع ذراعهااا ليبتعدوا ولكن هي لم تتوقف عن شتمهم ...
ياسمين تسحب ذراعها منه :ليه ماصفقتهم ...!!
خالي الحكم صفق الولد اللي قال كذا عن يارا بالملاهي أيام العيد ..
هجرس بأرتباك :خلاص أنسي أذا تهاوشنا معهم بيهاوشني أبوي ويقول أنت سبب المشاكل ..
ياسمين بشعور عارم بالظلم :بنقول الصدق هم اللي قالوا كلام ماهو زين ..
هجرس بقلق وتوتر :أمشي بس ولاتقولين لأحد عن اللي صار ..
سارت خلفه وهي منزعجة كم هو ضعيف ..يمثل عليهم القوة ولكن حين يأتي وقت الصراع الجدي يفـر من المواجهة ..

××لا تلتفت للناس مهما يقولون خل القفا لأهل القفا لا تحاكت .××



*الحاضـر*



*مازلنا يوم السبت*


رمت السكينة بالمجلى قبل أن تلتطق مجموعة مناديل وتلفها حول أصبعها وتقول بصوت متهدج لاتريد أن تكتشف ياسمين الألم فيه :كملي الغداء أنا أصبعي أنجرح ...
وغادرت على عجل ...
ولكن ياسمين أكتشفت الوجع بصوتها وعزته للجرح الذي أصابها وهي ترى السكين الملطخة بالدم مرمية بالمجلى ...
ياسمين تكمل العمل بأنزعاج وتنادي من بعيد :رياناااا صحي مروى تساعدني وأنت وش تسوين تعالي سوي شغل ..
جائت ريانا على صوت ندائها :جاسمين سويي كلام واجد أنا سوي غرفة ماما غرفة بابا ..
ياسمين بذهول من الخادمة التي تصيح بوجهها:طيب كنتي تحترميني في بيت جدي اللحين صرتي تطولين لسانك علينا أكيد طحنا من عينك بعد ماشفتي فضايحنااا ..
خرجت ريانا لتدخل عمتها سلمى بوجه واجم وتبدو قد أستيقظت للتو :صباح الخير ...
ياسمين بترحيب مبالغ فيه:هلا ياعمة حياك صباح الفل والكادي ....
سلمى وهي تملء أبريق القهوة بالماء :يازينتس ياسمين وزين لسانتس أحسن بنات أخي أنتي روحتس حلوة ...
ياسمين ترفع حاجبها من المديح المفاجيء :ماعليك زود ياعمة ..
سلمى التي وضعت الأبريق على النار سألتها بشك :وين أبوتس مرته داقة تنشد عنه ..!!!
ياسمين بغيض من وقاحة عمتها إلا تراعي مشاعرهم :قولي لها اليوم يوم أمي ..يروح لها العصر هو جانا أمس بعد المغرب خليه يكمل 24 ساعة معنا وبعدها يروح لهااا ...
سلمى بلاأهتمام:ايه بالمشمش ..إلا على طاري 24 ساعة والعدل كيف خالتس بتال مع حريمة ...
ياسمين التي قالت لتغيضها:وش أقولك ياعمة والله يامرته الجديدة تهــول ..
سلمى بسخرية :لاتقولين صادزة بنت الصنهات !!! كلنا دارين أنها تهول ...
ياسمين تكبح ضحكتها بالتأكيد تخيلتها شقراء :لااا ماهو على سمعة أشكالهم شيء ثاني ...
غير كذا مثقفة وكلاامها فخم ...يوووه أتخيل كل رجال يجلس معها بيكره الحريم من وراهاااا ... عينة غير مكررة منها نسخة وحدة بس وطلعت من حظ خالي ...
سلمى التي أرتفع حاجبها على مدح ياسمين :الله كل هذا فيهااا .. شكلتس تخرطين علي...
ياسمين بأندفاع : لاتصدقيني روحي أسألي مروى ومسك وأسمعي كل وحدة وش تقول ...
سلمى بلامبالاة :ومن قالتس مانشدتهن بس كل وحدة قالت غير ... مروى تقول متواضعة وفنانه مثلهااا ..مسك تقول عيونها حلوة نفس الأنمــي ...
ياسمين التي كشرت من أسلوب عمتها التي تحقق مع الجميع :وأنت ليه شادة الحيل تدورين الهرج عنهااا
سلمى تسكب القهوة بالترمس :أدور السواليف ليه أنشد بعد ...
خرجت لتلحقها ياسمين بعد أن ضغطت الغداء وتركته لريانا لتنجزة ..ولأن مروى نائمة ...والصغار بالخارج مع والديهااا
صعدت لجدتها وعماتهااا ...
كانت سلمى وغادة وجدتها فقط بالصالة ...
وقد أعدوا بالأضافة للقهوى شاهي ووضعوا فطور من النواشف .. من المطبخ التحضيري بالأعلى ...
ياسمين وهي تجلس وتصب لها كاسة شاهي وكشرت بوجه أحد أبناء عمتها الذي طلب منها أن تصب له ...
سلمى تتناول طعامها :لاتنافخين على ولدي يمكن بكرة ياأخذتس ..
ياسمين :بسم الله علي ماتزوجت الشيبان عشان أتزوج الورع ...ولو باخذ ورع كان أخذت ولد خالي سلطااان ...
وقالت قبل أن يحدوا ألسنتهم عليها وهي تتخيل ماذا فهموا:أقصد نااايف مالي بالثيران على قولت أمي حااجة ...
سلمى بخبث وهي تلقي نظرة سريعة على أختها الكبرى المشغولة بهاتفها :نايف أيهم اللي طالع على أبوه ولا المزيون على أمه ...
ياسمين وهي التي فهمت خبثها شاركتها:لا اللي طالع على خالي وش أبي باللي طالعين على أمهاتهم ...
عساهن يشبعن فيهم ...
جدتها بأستدراج :خالتس ماتزوجت ماجاها أحد ...
ياسمين بلؤم :خالتي مابقى أحد ماجاها بس هي ترفضهم وبكل صراحة ماألومهااا يعني تخيلي تاأخذ واحد أقل منها وتأكلها مثل أمي ...
سلمى بقهر تقرصها مع فخذها :ياقليلة الأدب ..
ياسمين تفرك محل قرصتهاا :وش فيك ياعمة بالله لو أنتي عايشة بعز مثل خالتي بتناظرين تحت ولافوق خلينا واقعين لاتأخذك الحمية ...
الجدة بلاأهتمام بأجابة ياسمين التي فهمت أنها لم تتزوج بعد ومازالت عانس :وخالتس بنت فهدة وشلونهاا وورعها وش سمته ...
ياسمين :علينا ياجدة كل الصوارم يدرون أن ولد خالتي مسميته أمه على خالي فياض يعني أنتي ماوصلتس الخبر ...
الجدة بتجاهل تام لتلميحاتها:وهي سمته قبل مايطيح خالتس بالمستشفى ولابعد ..
ياسمين مالفائدة من السؤال ولكن مجبرة على الأجابة :لامن قبل ...
الجدة بتفكير عتيق:ايه وولدها على من طالع على جده عقاب ولاجده محسن ...
ياسمين بذهول :وانا وش دراني ياجدة ورع لحمة حمراء شفته مرتين بحياتي كلهااا ..وذولي شيبان بالثمانين ووجهيهم متعفطهم كيف بشبه ...
سلمى بضحكة :يوووه يايمة أنتي وأسألتك ؟؟؟
أم سعد بملل منهم :قوموني بروح أصلي ..
غادة التي كانت صامته بعد أن غادرت أمها :ياسمين يومتس تدورين الفلوس ليه ماوفقتي على ولد خالتس ماهو فلوس أبوه كلها بكرة له وبتعيشين فوق على قولتس ...
ياسمين بخبث تتصنع السذجة :ليه ياعمة خالي عندة فلوس واجد صدق ماهو واضح عليه ..
سلمى التي عادت على موضوعهم :خبلة أنتي خالتس نص أراضي الرياض شكلها له ..يبلع مثل ماتبلع الأرض ومايوضح عليه ...
ياسمين تكبح ضحكتها :والله مسكين خالي مغير عليه ثوبة الأصفر اللي يروح في للبل وسيارته ددسن قديمة وحتى شيباته مايصبغهااا يحط عليها الكتم .. وصايرة بنية على حمراء ...
سلمى بدهشة:ياكذبتس كذباه أنا شايفته بسناب يوم محكمة ولده ماكبر من يوم عرسه على غادة كانه زاد كم كيلو ولا الشباب هو نفسه ... وش ثوب أصفر وش لحية حمراء ...إلا تروع كشخته ولاكأن هجرس ولده إلا كنه أخوه ...
ياسمين بقهقه :مركزة ياعمة ...مايفوتس شيء ...
سلمى بشماتة :بس خالتس فياض اللي مروح غادي كنه أكبر منه كل هذا عشان مالقى اللي ترضى فيه ..
ياسمين لتغيضها :خبرتس عتيق .. خالي خطب وعرسه قريب ...بيتزوج وحدة عيونها خضراء وشعرهااا غجري من الله ماهو شغل صبغات ..
سلمى تهز رأسه بأستنكار :رجعتي للتسذب ..
ياسمين بحماس:ياعساني أسخط قردة لو كنت كذابة ...وبتصدقيني لاوصلتكم بطايق الدعوة ..عاد جدي عقاب بيسوي له عرس يهرجون فيه الصوارم عشر سنين قدام ...

غادة التي لم يعجبها كذب ياسمين :آمين يارب أن ماتابت ياسمين عن الكذب أقلبها غوريلااء ..
ياسمين وسلمى :آمييين ..
لتكمل ياسمين بخبث :طيب أنا بدعي وأمنوا !!!
وبعد نظرة خبثت تبادلتها مع سلمى قالت الأخيرة :يالله ياغادة نأمن يمكن بتدعي بفكاك ولد خالهااا
غادة وسلمى :آآميين ...
ياسمين :يارب عمتي غادة تزوج واحد عندة نص أراضي الرياض ...
وفرت هاربه حين قذفتها غادة بكرتون المنديل جوارهااا ...
سلمى بشك :وش فيها ذي ..
غادة :هذا هم الوراعين ماتعطينهم وجه يقلبون عليتس يحسبون الدنيا ضحك وسواليف ...
سلمى تتأفف بعد أن وصلتها رسالة جديدة من حماتها تسألها عن سعد .. لتأمر ولدها:روح صح أخوانك يالله بنمشي أبوك اللحين جاي ...
غادة بأستنكار :والغداء
سلمى :تونا أفطرنا مالنا نفس فيه وأن كانكم مصرين حطوه لنا بحافظة نأخذه معنااا
غادة تتأمر أصبعها المجروح :ايه خذوه معكم الأسراف الله ماأمر فيه ...
سلمى ترسل رسالة لزوجها تتأكد أنه قادم:المهم لاتنسون الشالية الخميس قولي لفاطمة أن كانها بتجي ماني عازمة فادية ...
غادة :ماهي جايه أستريحي ...
سلمى التي لايهمها سوى مصلحتها وحين تصفى الأمور لها تبدأ التفكير بالتصالح من الأخريين :لاحول ولاقوة إلا بالله قلنا بنسوي خير بس أنتم اللي ماتبون ..
ووقفت لتعد أغراضهاا ...
غادة من جهتها كانت منزعجة جداً من جملة ياسمين الأخيرة ولم ترتاح لها أبداً ماذا لاحظت تلك الطفلة حتى تزعجها بهذا الدعاء وتلامس جرحهااا بهذة الطريقة القاسية ...

××رغم الالم .. وغيابك الموجع عندي أمل زرعته بصدري والله أحس أنك .. تبي ترجع متى و شلون وليش ، مدري!!××

*****

قضت طوال العصر ومابعده على التلفزيون وبعد أن طلبت من الخدم أن يحضروا لها ترمس شاهي كبير ...
لم تدع فيلم إلا شاهدته والنوم لم يزر عينيهااا ..
وحين رن الهاتف الذي أعطاه لها برقمة ردت مباشرة :الو..السلام عليكم ...طيب وعليكم السلام ..من أنت ...ههههههه ..الحكم يقطع أبليسك ماعرفتك ...متى بتجي ...ليه ..وش هي مهمته ... والله ماأسمعك زين .. لا ماجتني عمتي فهدة بس أختك أسماء نادتني على الغداء وأرسلت لي عشاء وجتني خدامه تقول وش تبين قلت لها ترمس شاهي ..بس ماعندكم نعناع ... تقول مدام كلام نعناع خرب ترمس ... والله أنك نشمي يالحكم طيب متى بتجي عشان تجيب النعناع والترمس حقه ..يووه راسي بيتفضخ (يتمزق) من الصداع وأنت تقول بعد أسبوع ..يمدي أدماني على النعناع راح ... أي والله أشتقت لك الكذب خيبة ... عاد أنت أشتقت لي ...هوو وأبعدت الهاتف حين أنقطع الأتصال .!!!
هل يلاعبها يسألها عن مدى أشتياقها له وحين تسأله نفس السؤال ينهي الأتصال ...
وأستلقت على ظهرها وهي تعبث بشعرها ...تباً لك لم تأجج الأشواق ..وتبعثر مشاعري ..أجل أشتقت وهل شوقي ..شوق يوم وليلة هو شوق سنين يامتكــبر ...
لقد عشقتك قبل أن آراك حتى ...
أحببتك من أحاديث أخي عنك ...كصديق مقرب له ...
وحين يخبرني عن مغامراته مع عمه في طفولتنا كنت أغار وأخبره أنك عمي أيضاً فيرفض وحين مل من محاولة تعديلي
أخبرني سيكون زوجك ...
لقد عشت أحلامي سنوات وأنت زوجي ..
وأنظر حينما أصبحنا زوجين لم تردني ..
لاتهتم ياحبيبي أنا قادرة على جلبك إلي ...
أنا لايرهبني الصدود ولاتفزعني الشدة ..
أنا فزة التي تأخذ كل ماتريده ولم أرد بحياتي شيء كما أردتك ..

××جابك الله وصرت أحبك وصرت أبيك .. وصرت اخاف من غيابك والقدر××

***

*اليوم الثاني*

الأحــد



خرج من غرفتها صباحاً على صوت ضجيج الخادمة التي تعمل على تنظيف الصالة ..لتنظر له بصدمة حين أكتشفت وجوده وتحمل نفسها لتخرج وهي تعتذر :
I did not know.you are here..
Sorry..sir...
بتال يناديها :كملي شغلتس الغرف لاتدخلينها ولاتشغلين المكنسة ..المدام نايمة ...
وخرج ..لتعود الخادمة لعملها ..فهي أعتادت المجيء كل يوم الساعة التاسعة لتنظيف ..ولاتدخل الغرف لأن جوزاء أخبرتها بذالك فهي تنظف الصالة المطبخ والحمام الخارجي وتحمل غسيلة المتسخ وتخرج ...

****

بتال الذي كان متوجه للخارج لتقابله ليلى ومعها مق قهــوة ويبدو عليها السهر :أنتي ماتتوبين من هالسهر ..
ليلى تمسك بذراعه :بتال تكفى أنقذنا من عمتي كل يوم تدق جهزتي غرفتي جهزتي غرفتي ...
بتال ينفض يدها :اللحين حتى سلام الله ماسلمتيه علي وتشتكين لي من أمي ماتستحين على وجهتس ..
ليلى التي تشعر أنها وقعت بالمأزق الأشد في حياتها:أنت تسمع وش أقول لك عمتي تبي تنقل قسمنااا ..
بتال يرتدي نظارته الشمسية أستعداداً للخروج للشمس:عارف كل شيء الأخبار عندي أول بأول .. سايريها بيجي أبوي ويحسم الموضوع ...
وبقت تلاحقه بنظراتها حتى خرج وأنغلق الباب من خلفه ..
تأففت بصوت مسموع :وأنا بعد من جدي أطلب بتال فزعة على أمه ..
أتجهت لتصعد للأعلى لتجد يارا تنزل راكضة وبيدها حقيبتها وعبائتها مازالت مفتوحة ..
ليلى بأحراج :يوووه ماعبيت لك القهوة ..
وعادت للمطبخ لتعبأ قهوة يارا التي ستشربها بطريق الجامعة ...
ليلى وهي تعود لها وكانت يارا قد حسنت من مظهرها وأغلق أزرة عبائتها :هدوء ريلاكس ..تراه أختبار دنيا ولو راح عليك ..
يارا المتشنجة :يووه مو وقتك يالله سلاام ..لاتنامين أدعيلي ...
وخرجت وتركتها خلفها ...
لتزفر ليلى وهي تنظر لصالة الكبير الفارغة :وأنتي أجلسي هشي ذبان ..يمه متى ترجعين ااااوووه ...
وذهبت لجلست والدتها الشعبية وجلست فيها لتصور وترسل لشعاع في مكة ...

××دايّم على البال وطاريك ما غاب ياكبر قدرك في حنايا ضلوعي××


***

أستيقظت مع الطيور ..وربما قبلها ..أرتدت عبائتها ونزلت للمطبخ ...
فزة للخادمة :يالأجودية ... وين الطاسة اللي تعجنون فيهاا ...
العاملة بملل :مدام أنتي روح فوق اللحين أنا أجيب فطور ...
فزة بأنزعاج :ماأبيتس تمرمسين لي شي أنا بسوي فطوري بنفسي ..
العاملة بحدة :مدام .. روح فوق مدام فهدة أنقري ..
فزة التي تجيد الأنجليزية من متابعة الأفلام :وش ماأنقرهااا !! يابنت الحلال محدن داري عنا عطيني الطاسة بسوي فطور وأعود لغريفتي محدن درى عني ....
قبل أن تسمع صوت من خلفها خشن قليلاً :يافزة يامرة أخوي أطلعي من مطبخ أمي تراها ماتداني(تكره) أحد يلعب بأغراضها ..
لتلف عليه وهي ترتدي نقابها لتقول بفزع حين تعرفت عليه:الحسن الله يقطع عمرك أحسبك رجاال ...
الحسن بصدمة كيف تعرفت عليه وماذا هل تقلل من رجولته :وأنا وش هو مانيب رجال ...
فزة بضحكة شامته :لو أنك رجال ماقلت هالهرج كان قفيت وتركتني ..ياحليك يالحسن أخبرك وغد(طفل) مسرع كبرت ...
أغمض عينية بأنزعاج منها وعاد لغرفته وهو يصيح بالخادمة :هاتي الفطور لغرفتي ...
فزة بعصبية للخادمة :ودي للصبي فطورة ذبحتوه بالجوع وراه سرحة للمدرسة ..مامنتسن فود(لافائدة منكم ) ...
وحين ملت أخيراً حضرت لنفسها أفطار من الحواضر والخبز الجاهز ومع ترمس الشاهي صعدت فيه لغرفتها لتقابل أمراءة مع طفلتين صدت عنها بتكبر وتحدثت بكلمات لم تصلها ...صفعت الباب خلفهااا لتسمع صوت الأخرى يرتفع بغضب ...
قهقهت بسعادة :ياعسى لسانتس للقص ..ياحليل بنات اخي الحكم ... هذي وحدة من بنات الديرة المتحضرنات ياهي عبير ياحسناء ..
بعد أن فرغت من أفطارها أتصلت على الهاتف الأرضي لمنزلهم لترد جدتها :هلا والله بأميمتي كيف أصبحتي ياجدة .. ايه بخير الحمدلله ذبحوا على جيتي الطليان أبداً محد مقصر معي ...كلهم شايليني فوق روسهم ...انتي زينه ياجده ... جاتس خالي ومرته زين ماسووا ... ماصاروا يخافون ...وضحكت على شيء قالته جدتها قبل أن تودعها وتغلق :والله قلبي عندك ياجده ياحر جوفي عليك ...

حدثت نفسها :وش هالكسل خلني أنزل أدور بهالبساتين وأشم الهواء الطيب ..
نزلت بعبائتها خرجت مع الباب الرئيسي ألتفت حول البناء لتجد جلسه جميلة بالحديقة وتجلس فيها ...
كانت الثامنة حين خرج على عجل ولاحظ وجودها وهو يصعد لسيارته فمن المواقف تنكشف الجلسه ...
قهقه ضاحك وضغط رقم ذاك :الوو هلاا أبو هجرس كيف أصبحت لاخلاص سرحت أسمع ترى.. مرة أخونااا بالحديقة مر عليها علمهااا مايصلح تجلس هالوقت قدام الرايح والجاااي ...ايه بنعقدها معقدين حنااا يالمتحضر ...
هز رأسه ومزاجه الرائق مازال عالي ليتكدر بسرعة وهو يرى السيارة الأخرى التي تنتظر خروجه من البوابة لتخرج ...
ألن تستسلم حتى ينتهي هذا الموضوع من جهتها على الأقل ...
ليلة أمس رآها في منامه ثلاث مرات وبأحداها كانت مكان الفتاة بالمسبح مع رفيقه ذاك ليجن ولايستطيع بعدها النوم أبداً ...

××أسهر طوال الليل وأعيد ذكراك وأراجع الماضي وبالقلب حرّه - بسالك وجاوبني قد ما أبغاك تقدر تخلي بالي ليله ما تمرّه ؟××


***

أستيقظت قبل الظهيرة بقليل ..
فتحت هاتفها لتشاهد تعليقات القراء بالأنستقرم قبل أن تخرج من فراشها ..وعبارات أنتظار كثيرة ..والبعض يسأل
ماذا حدث لهم بالعاصمة الأوربية..
خرجت من التطبيق لتشاهد رسائل الواتس اب ..
جميع القروبات نشطة ..هي أكثر كسل من قرائتها
فقط فتحت رسالة من أمها تسأل عن أحوالها وكيف عودتها من مكه ..
ولافي حانق هل وصلتم ماذا حدث أنا قلق
وأخيراً نايمين بالعسل وساحبين علي ...
ورسالة منه ..هل أستيقظ حتى يرسله لها رسالة !!!
كانت التاسعة والنصف فتحتها لتجد :

××ياشمس عمري قومي اخذيني من امس
فديت وجهگ لاضحگ واستحيتي
يبدأ صباح الناس مع طلعة الشمس
وأنا صباحي يبتدي لا صحيتي ××


بالتأكيد نسخة لي ونسخة للأخرى ..حتى يعدل ..لامعنى لهاا
يثرثر فيها للجميع ..قد يكون يرسلها لها كل صباح ..
بالتأكيد لن يتعب نفس بكتابة شعر جديد لكي ..
وهي تدفع لحافها لاحظت شيء..هذه رائحة عطره أليس كذالك ..
هل كان هناا ..وهذة شعره من ذقنة ..بتال تباً لك وتوجهت للمرآة لتنظر لنفسها ..لتلاحظ آثار صباحه على نحرها وعنقها ..
تباً لك ..وأنتى إلا تشعرين ...ماهذا النوم الثقيل ..
كم تتمنى أن لاتكون أظهرت أي ردة فعل له ...
كان تركل الأرض بقدمها من شدة النزق التي تحس فيه
ستقفل باب غرفتها حين تنااام ...

××مسكـين من قال الهوى جنّـه يومين .. ويخيّـب هواه ظنـِه .××


****

كانت تنظر للبعيد وهي تلعب بخصلة من شعرها وأمامها قهوتها التي بردت ...
أسماء كانت تراقبها وتكبح ضحكة على أبتسامتها الحالمة ..
الصديقة الثالثة قالت بأنزعاج :وش فيكم بنات مو هنااا ..اتكلم معي مين أنا ..
أسماء بملل :راما لك ساعة تعيدين وتزيدين بالفيلم ماهو جونااا ..
راما تهمس لها وهي تشير لخزام الحالمة :هذي وش عندهااا تسبح بأحلامهااا
أسماء بهمس متسلي :ماباركتي لها أنخطبت ...!!
راما بشهقة أستنكار :خزام ياخايسة ليه ماعلمتيني ويوم أقولك ذاك اليوم عندك نية زواج .عندي لك عريس تزحلقيني مالي بالزواج بدرس ..
خزام التي عادت للواقع :هيَ صارت معايه كذا ..
ونظرت لأسماء ثم تجاهلتها وهي تقول :تقدم لي واحد يعني مناسب ووافقت ..
أسماء لم تستطيع الأحتمال أكثر ضحكت مستلية :متأكدة مناسب !!!
خزام بأنزعاج :ايوة متأكدة أيش عندك !!!
راما بشك من أسلوب أسماء :وش فيك عليهااا ..
أسماء وهي تشرب قهوتها :صارت خطيبة أخوي لازم أستفزها شوي ...
راما بدهشة :من جدك ..
أسماء بفوقية ودهشة راما لم تعجبها :ايووة ..
راما التي فهمت من أسماء أنها تخرجت من مدرسة خاصة وخزام من مدرسة حكومية وأحداهما من قبيلتها والأخرى من الجنوب البعيد تخلط بين لهجتين فهي أحيان نجدية وأخرى حجازية .. فأين تعرفتا :طيب أنتم كيف تعرفون بعض ...
أسماء التي لاحظت تجهم ملامح خزام وكأنها أعتقدتها ستصرح عن التفاصيل :أبوي وأبوها أصدقاء من زمااان ..وأهلنا يعرفوا بعض ...
راما بعدم مبالاة وماشأنها بهم بالتأكيد يوجد الكثير من الحكايا الغريبة ولكن لن تكون بغرابة حكاية عائلتها :آه ماشاءالله عشان كذا ...
أسماء بنظرة شك لراما التي تتحدث بلهجة بدوية وملامحها أبعد ماتكون :وأنتي وش ينقالكم !!!
راما وهي تشرب قهوتها بتردد :نفس قبيلتك !!
أسماء فهمت أنها تراوغها:عارفة أنها نفس قبيلتي من التحضير ...بس من أي فخذ ..وش أسم جماعتكم !!
خزام التي لاحظت تضايق راما ولم تفهم لماذا :بليز أسماء مو تقولين ماتحبين هالحركاات ..مو مظارب بني عبس على قولتك ...
أسماء بشك براما :بس حلو الواحد يعرف مين يصاحب ..
راما بضيق :يعني ماني قد المقام ..
أسماء من تحدث عن المقامات !!! أرأيتي خلفك سر:حشاك بس عن قولت نعرفك ..
راما حملت أغراضها وتعذرت بموعد محاضرتهااا ..
خزام بأنزعاج فهي تحب رفقة راما وفوقية أسماء ستحرمها منها:وش فيك عليها ..
أسماء التي هي بالأساس تخفي نفسها ولاتذكر اسم الصوارم لاتريد أن يتعرف عليها من لايعرفها بالحقيقة فهي تكره أن يتم التعرف عليها من أسم والدها :ماني مرتاحة لهااا ملامحها ماهي غريبة علي وأسلوبها بالكلام نفس أسلوبنااا ..أنتي بعد طعتك مع أخت عبير ماعاد أثق فيك ..
خزام بتأفف :وأنا وش دراني أن البنت البدوية بتكــون أخت عبير ماتوقعت حتى بمجتمعنا الكبير بلقاهااا .. على فكرة مسوين تخفيض لكم هنااا أخت عبير ثالث وحدة منكم نلقاها بالكلية !!
أسماء بضحكة أستهجان :الله طلعت منها الشيخة وأنتي رابعتنااا ..
ماأدري يمكن ماتدرين لو الكلية لواحد من الجماعة وكلهم سجلوا بناتهم فيهااا فزعة ..أنا قبل أحمل بولدي سألت سلطان وعطاني أسم الكلية ....يمكن يعرف صاحبهااا ..
ونظرت لساعتها بصدمه :راحت المحاضرة ..
خزام بكسل :خلينا نجلس مو ضروري نحضر ...
أسماء تجمع حاجياتها وبحزم :بسرعة يالله ..
أضطرت خزام مجاراتها لو كان الأمر بيدها لجلست مسترخية .. تشاهد الفتيات ولباسهن والمكياج وصخبهن أنه منظر ممتع أكثر من حضور المحاضرة المملة ..
غير مدركة لنظرات الحارقة التي ترميها فيها الفتاة البدوية كما أطلقت عليهااا ..
أميرة بأستحقار :مالت أنا وش ضربني على راسي وطعت خواتي وسجلت بهالكلية ..كل من هب ودب فيها ..
زميلتها بحاجب مرفوع :كل هذا عشان حماة خواتك فيها ..
أميرة بتكشيرة :اللي قارهني ليه يدبسوني بالكلية وأخرتها هذي فيهااا .. أنا أكرهم ماأدانيهم يكفي خواتي فاقعات قلبي بسواليفهم عنها وعن أمهااا .. ولا بنت الخدامة اللي معهااا ..
زميلتها بضحكة شماته :قولي هذا اللي قاهرك سندريلاا هااه ..
أميرة بغيرة شديدة :يعع هي أصلاً الساحرة الشريرة ..شوفي شعرها وعيونهااا ..
زميلتها بجدية:أميرة بالله قومي عندنا معمل لاحقين على الحش ..
وأردفت بسخرية :ترى أبوي أخذ قرض عشان أدرس مادفعن لي خواتي ...

××عن المجامل وكسب الناس ورضاها رضا ضميري على نفسي مكفيّني .××


****

كان منهمك بعمله حين دخل عليه عبدالله وذكر له أسم يلح عليه بالأتصالات ...
فياض يشير بيده برفض :أحظره يابن الحلال وفكني من شره ..
عبدالله بذهول :يدق على تلفون العمل كيف أحظره ..
فياض :طيب حول أتصاله على قسم الرشاوي ..
وحين لم يجد ردة فعل من عبدالله سوى الصمت ..
فياض يرمي قلبه ويعود بكرسية للخلف وهو يشرح بيديه :أنا صادق هو يبي يرشينااا .. موضوع كبير
والخطأ راكبة ... وله وجه يجي يبغى يدخلنا بالموضوع ...
قله بالحرف فياض يقول بيحولك لرشاوي لو عاد دقيت عليناا ..
عبدالله بأنزعاج :حاضر أستاذ فياض ..
فياض وهو يعمل على ورقة أمامه رغم جرح يده مازال يستطيع العمل فيها :وأنت وش فيك قالب خلقتك ...
عبدالله يصمت ..
فياض بتشفي:طلقتها أجل ..قايل لك من البداية وش مستعجل عليه .. على طول عرس ماعندك واحد اثنين وبعدها على طول طلاق ..
عبدالله حانق على الزملاء الذي أوصلوا الخبر لفياض العدوالأول لزواج ..ولكن لحضة أليس هناك تغيير برأيه لقد كان يخبره أن لاجدوى من الزواج ...والآن يقول لو تأنيت هل يسخر منه :كنت تقولي مافيه فايدة من الزواج كله ..كيف بأخذ بنصيحتك ..
فياض الذي توقف عن مايفعل ورفع رأسه لعبدالله الواقف رغم أنه يطلب منه الجلوس كلما دخل عليه ولكن يظل واقف على رأسه كنادل مطعم :واللحين أرجع أقولك هد اللعب شوي وراجع مرتك ماهو كل شيء حله الطلاق ..فيه حلول قبله كثير ...
عبدالله المتشنج :جربت كل شيء ..
فياض سأل وهو الذي يعرف عمر زواجه:بخمس شهور جربت كل شيء !!!
ياأبن الحلال أستهدي بالله وأجلس جلسة مع نفسك وحكم عقلك ... ترى الطلاق خراب بيوت .. أنت حطيت كل اللي تملكة وديون على ظهرك بهالزواج واللحين بتطلع منه بديون وطلاق والبنت ضاع مستقبلها يعني محد رابح بكل السالفة ..
مازال يستمع إليه ولايصدق أن من ينصحة فياض نفسه
الذي حين أحضر له بطاقة دعوة لزفافه على سبيل المجاملة ...سخر منه وكيف يدخل بقدمية للحــبس .. وكثير من الألفاظ الساخرة الحصرية فيه ...
وختمها بأنه لايقبل حضور دعوات الزواج حتى لايستمع لدعوات له بالمثل وقد تستجاب ...
××نلبس الصمت حشمه عن صغار العقول
ونسرج الحرف حكمه للثقيل إن حكى .××

****

أتصل فيها أول المساء ..بالتأكيد الليلة للأخرى لكن أتصال منه عادة جديدة ..
جوزاء وهي تغلق جهازها المحمول :هلاا ..وعليكم السلام ..
عادي جالسة .. أيوة تقهويت .. قهوتي ..ايه رجعت لهاا .. وش فيك مبسوط .. لاا عساه دايم .. آمم كيفك ..طيب الحمدلله ..
سألها عن حالها .. هل شربت قهوتها .. وشعرت بالسرور بصوته حين عرف أنها شربتها على الطريقة المعتادة ..
ولاتعلم مالمبهج بالموضوع ؟؟!!!
لتجد نفسها مجبرة أن تسأله عن حاله ألم يكن مريض بالأمس ..
ليخبرها أنه بصحة جيدة ومامر فيه أمس ربما أرهاق لاأكثر..
والآن عاد ليخبرها بتشدق وهو ينطق الكلمة الأنجليزية وكأنه يعيرها بهاا:أشتريت معمول بالبستاشيو ...
متى بتكشتين معي !!!
جوزاء تتجاهل محاولته مضايقتها :والله كشتتاك حقت مهبل وأنا باقي فيني عقل وش يوديني آخر الليل لشعبان ...
بتال بتلاعب:ولاحتى عشاني ..
جوزاء لاتريد أن تشخصن الأمور قالت برسمية :يعز شانك.. بس مالي فيها دورلك رفيق غيري ..
لتسمع بصوته نبرة مختلفه وهو يخبرها:بيجي يوم بترجيني خذني معك يابتال وبقولتس لقيت رفيق غيرتس ..
سمعت صوت أحد بناته عنده ليودعها منهي المكالمة ...
حسناً إذا حضر الماء بطل التيمم ..حضر من هو أهم منها لينتهي دورها المؤقت بتسليته ...
وصلتها رسالة فتحتها لأن الهاتف مازال بيدها
ولأنها شكت للحضة أنها منه وكان شكها واقع

××يـا مســـاء ،،الخيـــــر ،،والنيــــه ،،غــــلا
والغــــلا منبعـــك يـاكــل الـوجــــود
يـامســـاء الحـــــب يـالغـــالي ،،هــــلا
يـامســــاءالـــورد يانبـــض الوريـــد ××


ماذا الآن هل قالها لتلك مباشرة ..وأرسلها لي عبر الهاتف كتابة ...
هل قرأتها جيداً حتى قبل أعادة أرسالها .. أنت تتحدث عن الوريد ..هل تعي حتى أهمية الوريد ...
ولم تعلم أنه كتبها فقط لهااا ...

××حيرتني مابين وصلك وفرقاك مدري تبي غيري ولا تبيني ؟××


****

أغلق هاتفه وهو يوجه أنتبهاه لعبير التي دخلت للتو ..
ومعها القهوة التي تطلب أن تعدها له بنفسها
وكيف أوجدت الأعذار ..
لماذا يوجد مطبخ في الأسفل الخدم يحضرون القهوة حتى الباب ...
ولكنها أعدتها بعد أصرار وبوجه غير راضي سكبت لها الفنجان الأول :وش فيه كنه من غير نفس ..
عبير وهي تحاول السيطرة على ملامحها التي تفضحها :بتال أنت كنت من مبطي فاهم أسلوبي الجناح صغير وماأحب أستخدم مطبخه لشيء الريحة تكتم عليناا ..
وتحت فيه مطبخ وخدم وهم اللي يحضرون كل شيء وش اللي أستجد ..
بتال بمداهنة وهو يلتقط كفها ليقبلها :ماأستجد شي بس أشتقت لقهوتس ...
عبير التي حين لان لها قليلاً أستغلت الفرصة :ياربي يابتال ماني قادرة أتحمل شيء حتى الجناح ماأطلع مع بابة من يوم صار اللي يسوى ومايسوى يتمشي في بيتنااا
بتال يتجاهلها ..ويستمر بشرب قهوته...
عبير تعتقد أن صمته موافقة :بلاوي وتحذف علينااا ..وكله من العطية اللي مادخلت علينا بخيــر ..
من بعدها وطت هامتنا وصرنا نناسب اللي يسوى ومايسوى ...
بنت أمين .. وأخت هجرس ..
أنا وش أقول لناس لسألوني منهم سلفاتس ..يافضحي بين العرب ..
بتال لاينكر كلامها عن جوزاء وتلك اللفظة التي لاتفارق لسانها أزعجته جداً هذه المرة :عبير أقصري الشر ..أنا رجال جاي تعبان .. مابين سفر وعمل وأمس طايح مريض ...أبي راحة وأستكنان ماهو كل مادخلت عليتس ..عورتي راسي بسوالفن مالي فيهااا ...
عبير التي لاترى أبعد من أنفها هذه اللحضة :وأنت وش فيك بارد وماهمك شيء ..أخوك يومه يصوم يصوم وأخرتها يفطر على بصله ... ليه ماتقوله لااا ..ليه ماتعقله دام مافيه عقل ...
بتال بتكشيرة :بصله.. ثومه ..هو حر يفطر على اللي يبيه ...
وتبين الصدق شكل أخوي بيفطر على خـــوخ قالها لمغايضتها وهو يلتقط حاجياته تحت ذهــولها ...
عبير بصدمة :وين بتروح ..!!!
أنت واعدني تطلعني ..
بتال بأنزعاج هو حقاً يريد أن يقضي الليلة معها بهدوء ولكن هي من تنفره بتصرفاتها:أنسي وعودي دام هذي سوايتس كل مادخلت جبتيلي طاري فلان ولاعلان ...أنا رجال أقول أبغى هدوء ..أبغى رواقة وأنتي مغير شادة أعصابتس وشادتني معتس ..
أجلسي لحالتس أنعي حظتس بالسلفات ..

××الحقد لو تستره باين من أسلوبك نفسك قبل لاتعذرب ناس عذربها هذا أنت ياصاحبي وعيوبك عيوبك تستغرب ذنوب خلق الله .. وتذنبها××

****
خرجت لتقابل ليلى ويارا المتمللتين ..
حقاً القسم بأكمله فارغ والفتاتين ستنفجران من الضجر ..
ليلى تهز قدمها بضجر:وأنتي ليه رجعتي ياحبتس للكتمة مكة روحانية وناسه فله تطقين محد درى عنتس تقولين كنت بالحرم أصلي
جوزاء بذهول :أطق وين أروح ..
ليلى تستمتع بالخيـال :تفرين بالمحلات والفنادق والدنيا الحلوة ..
جوزاء بتكشيرة:ماأحب الضجيج ..
ليلى تشير بوجهها بأصابعها الخمسه حتى أن جوزاء أنغاضت من الحركة لتفهم لاحقاً ان ليلى لاتفعلها إلا لمن تشعر معه براحة وتصبح عفوية أمامهم :مالت عليتس تحبين الغلقة ...أحب شيء على روحي الضجيج أنا عادي أشتغل بياعة بمحل ..
يارا التي كانت مشغولة بهاتفها :اشش لايجي خالي سلطان ويسمعك ...
ليلى تطيح برأسها للخلف:وسلطان هذا ناشب بمكتبه لو ماهالمكتب كان فلينا أمها ..
جوزاء متعجبة من مبالغة ليلى بكل شيء :وش نسوي يعني ..
يارا تهز كتفيها:ماأدري عنهاا ..
ليلى :نشغل أغاني بالصالة ونرقص كحادثه لم تحصل من سكنا ذا البيت ..
جوزاء :شغلي بغرفتك لازم بالصالة ..
ليلى بغيض من برود جوزاء:هادمة اللذات أنتي احد مسلطك علينا قولي الحقيقة .بتال محفظك وش تقولين ومخليك جاسوسة علينا ..
جوزاء تهز راسه بنعم:ايه وبيخصم من مصروفي لو ماطعته ..
لتأفف فجأة بصوت عالي :وين راحت القهوة اللي طلبنا ..
لتدخل لحضتها الخادمة بثلاث أكواب من القهوة الباردة ..
جوزاء بعدم أستحسان لن تضغط نفسها وتتذوق شي لاتستسيغه :ليه حاسبين حسابي ماأشربها ..
ليلى بحنق :وليه ماتشربين جربي ملذات الحياة ...
يارا بضحكة مفاجئة :خلونا نباشر على فزة ..
جوزاء بأستفاهم :أي فزة ..
لتنظر إليها الأثنتان بذهول وكأنها من كوكب آخر :أحلفي أنك مادريتي ...
وتنفجر الأثنتان من الضحك ....
جوزاء التي شعرت بالأحراج :وش فيكم عسى بتال ماأخذ علي الثالثة ...
قالتها كمزحة لأخراج نفسها من الأحراج ..
ولم تتخيل أن يدخل بتلك اللحضة ويسمعها ليتحول وجهه المتجهم والذي لاحظه الجميع لأبتسامة طفيفة :يخسى بتال يأخذ عليتس ..
لتذهل الثلاث ... بتال وغزل على الهواء مباشرة ..
لينظم إليهن بكل بساطة ..وحين مدت لها يارا القهوة لتزيل الأحراج ..أبعدها بتال الذي جلس جوارها ومد ذراع من خلفهااا ..
ويده الأخرى يعبث فيها بهاتفه :وخري ذي مانشربهااا ..لو سمحتي جوزاء أصلية ماتخلى عن قهوتهاا الصدقية ..
ليلى بحاجب مرفوع :وش فيك شاد الحيل على أساس مرتك اللحين صدقنا أنها بدوية ...البدوية المزيفة ..
جوزاء التي تضايقت من أحراج ليلى لها أمامه ..ردت بحزم : تركت لك البداوة ..
ليلى بضحكة سخرية :ياخبلة قسم ماأنتي فاهمة شي بعد أشرحلتس ..
جوزاء بضيق ونزق:لاتعلميني شي ولاتشرحين ..
بتال بتهكم :خلاص زعلت لاتحاولين ..
يارا تحاول تصحيح الموقف:يووه خاله جوزاء ترى حنا مانبغى نتكلم عشانتس أنتي ...أذا فهمتي وش نرمي له بعدين بتسامحينا وتعشينا على حسابك كالعادة ..
وقهقهت الأثنتان بضحكة صاخبة ...
بتال بأنزعاج :وقص لسان أقصرن الصوت ..
عيب ماتحشمني جالس وسطتسن (بينكم )
ليلى بضيق من كتم لأنفاسهم :وأنت وش مجلسك وسطناا ..
بتال ببرود :ماجلست عشانتس ولاتدرين كملن جلستسن ..جوزاء أمشي أطلعتس المطعم اللي تبين ..هو صيني هو أيطالي هو كوري اللي تبين ...
وحين رأى الغضب على وجيه الأثنتان ضحك بأستمتاع:يالله كلتسن أمشن ولاعاد تعيدن هالضحكة ..
لتقفز الأثنتان بسعادة شديدة وهما تتشاجران على المطعم الذي يردن العشاء فيه ..
جوزاء تشرح موقفها :ترى والله مافهمت شي تكلموا عن وحدة بعدين يوم ماعرفتها ضحكت ..
بتال بتأمل:أكيد ماراح تعرفينها ..وضحكن لأن السالفة لها ثلاث أيام وجوزاء كالعادة عايشة بعالمها الخاص ...
وهو يطري عليها بداخله ..كيف لاتهتم ولاتحشر أنفها بما لايعنيها كما تفعل باقي النساء ..
كعبير التي عادت لأغضابه بأمر فياض تارة والحكم تارة أخرى ..وكيف لتعجبها سلفاتها الجديدات ..
وسألها حتى لاينصدم :تدرين أن فياض خاطب تكفين لاتقولين لا..
جوزاء التي تضايقت من أسلوبه :ايه قالت لي خالتي شعاع ..قبل لنروح المزرعة بيوم ..كانت مبسوطة كأنه حلم وتحقق ..
بتال أخبرها :زين هذا فياض خاطبين له بنت أمين ..
اللي جتس تأخذ لاب توبتس وزعلتي لأني أرسلتها عليتس..
هزت راسها بتفهم ..وهي لن تخبره أنها سعدت بأنزياح الصبية الجميلة من مجالة ...

بتال أستطرد :والحكم تزوج أخت هجرس ولد سلطان من أمه اللي خليتس تكلمينهاا يوم انسجن ..وهي اللي أكيد أطرنها(ذكروها) البناات ..لأن فيه شوي شوشرة بسبب جوازه
لأنه ملك عليها وجابها معه ..
جوزاء بصدمة :كيف ملك عليها وجابها معه ..
بتال هل ستتصنعي عدم الفهم الآن :وش يعني ..يعني مرته وعايشه معه ..مايبي لها فهم ..
جوزاء بشك :بس كذا بدون مقدمااات ..
بتال وهو يسحب خصلة من شعرها الذي يتضح من تحت طرحتها :وحنا وش لنا بالمقدمات... ساس البلاء كله المقدمااات ..

××صوت حبك في قلبي مايبي له قصيد لايغرك سكوتي في العيون الكلام××


وجوزاء مغيبة عن الواقع هل هذا يحدث بالحقيقة لقد أعتقدت أنه فقط بالروايات كالتي تكتبها.. وجود الذي ملك عليها أبن عمتها وأخذها معه ...
يارا التي دخلت على ذالك المشهد تراجعت للوراء ..
لتقابل ليلى بوجه محمر وتسألها تلك :وش فيك ..
يارا تسحبها للغرفه :آآه ياقلبي بموت ..
وش رومانسية وش حركااات ..
ليلى بذهول عن ماذا تتحدث .. هل رأت منظر غير لائق لم يحدث هذا في منزلهم من قبل :وش شفتي ...
يارا :يابنت خلينا نحس على دمنا وننثبر والله خالي بتال ماهو يمناا طاير من الهوى طاير ..
ليلى بحنق :وش شفتي .؟؟
تسحب خصله من شعر ليلى وتلفها على أصبعها وتحدق فيها بسرحان :يطالعها كذا يمممه بموووت بحياتي ماشفت هالنظرة إلا بصور المشاهير ..
قسم خالي طايح بهواهاااا ..
ليلى بتجهم :ياليل من جدك ..
يارا :وش فيك لاتصيرين عذول..
ليلى بضيق حقيقي فجوزاء هي الوحيدة التي تقبلتها من زوجات أخوانها فهي لاتستطيع مجاراتها بالكلام وهذا يعتبر حسنه لها :وأنا يمديني أصير عذول ..والله ياعمتي فهدة لتنكد عليه عيشته ...
يارا بدهشة :ليه ..
ليلى وكأنها ترى النهاية السوداوية أمام عينيها:خليني على بالتس بتهدم بيتهم هدام ..أنا كنت أويه لذا الضعيفة جوزاء بس قلت الله ساتر عليها بتال ماهو يمهاا اللحين بس تشم ريحته عمتي فهدة على حياتهم السلام ...
يارا بضيق :لا والله تبالغين ..
ليلى بشخرة سخرية :أنا أبالغ هين أذكرتس ..أمشي لنتأخر عليهم ..يالله بس .. ماهو حنا العذال هم اللي مالهم حظ من بدايتهااا عطية على فهدة وين بتلقى السعادة بحياتهااا ..

××لا بغيتي المعزه بـ عيُون الرجال حبي سنافي لا تحبين رخمه××



لاحقاً بالسيارة ..
ماأن يذكر أسم مطعم حتى تكشر الفتيات ويظهرن عيب فيه ..
والأدهى آخر مطعم حين ردت ليلى بوقاحة :بتودينا واحد متعشي فيه أنت وعبير ... لانبغى واحد جديد ..
ترى شايفه سناباتها ذاك اليوم فيه .. لا ويدك السمراء مفلترتها ههههههههههههه عشان تطلع فاتحه ..هبلا ترى الرجال ماهو لازم يصير فاتح .. نقص عقل صدق ..
بتال بملامح متصلبة :ليلى ودتس ترجعين البيت وتعشين صامولي ..
ليلى تهز رأسها بنفي دون أن ترد فهي قد أكتفت بماقالت ..
لتكشر جوزاء بداخلها ..
لايوجد مطعم لم تذهب له عبير ..أين سنذهب نحن ..
لما لانبتاع عشائنا ونذهب للشعيب(الوادي) الذي تحبه ..
فهذا قدرنااا ..
وقدر عبير المطاعم الراقية ...
أقترحت يارا وللحسن الحظ أقتنع فيه هو وليلى على السواء ...
هي لاشهية لها لأكل أي شيء
ولو كان لديها سابقاً فقد فقدتها وهي تتخيل أنه قد جاء هو وزوجته الأخرى هناا ..
والآن وهو يسبح في عالمه الخاص يتذكر تلك الذكريات وربما يبحث عن صورتهما معاً فيه وهو يقلب في هاتفه ..
فهو يحب التصوير جداً ..
بعد أن فرغت الفتيات من جلست التصوير ..بدأوا الطعام ..
كانت تشرب من العصير الذي طلبوه على ذوقهم ولاتهتم لنكهته ..
ليتوقف بعد لقمتين :يارب لك الحمد على النعمة ..قسم أني ماأدري وش يعجبتسن فيه ...
ليلى بأستمتاع بالمذاق :خله لنااا ..
بتال يترك الملعقة من يده حاول أجبار نفسه ولم يستطيع :بخليه بدون ماتقولين ..
يارا وهي قد حزرت أمر ماا أكلة شعبية بالتأكيد :خالي وش أكلتك المفضلة
بتال بتلقائية :وش بعد كبسة حاشي ..
لتقهقه الأثنتان بسعادة ..
تسأل ليلى بعد لحضة :جوزاء كيف الأكل ..
جوزاء بهدوء وهي تقلب شوكتها بالطبق :لذيذ ..
يارا :طيب أيش احلى طبق جربتيها من الموجود ..
جوزاء وهي تدير عينيها بالذي أمامها :السوشي ...
لتضحك الأثنتان وكأنهما توصلتا لنكتة معينة ..
بتال الذي يفرد أحد يديه على ظهر كرسية ويشرب عصيره باليد الأخرى :يعني أخذتنا طقطقة ..
ليلى بأستمتاع بالطعام والحديث :نحاول نبحث لكم عن نقاط مشتركة .. عشان
تصيرون كبل متكافيء ..
بتال هذا ماكان ينقصني أن تبرزي فروقاتنا حتى تنفرينها أكثر :مانبي نتكافيء .عمر الرجال والمرة ماتكافئوا ولاعندتس شك ..
صمتت الأثنتان وتبادلت نظرات بدأنا دروس الفوقية الذكورية ...
بعد أن فرغوا من الطعام ذهبت الفتيات لدوراة الميـاة
بتال ذهب ليدفع الحسـاب ..
تقابلوا لاحقاً ليلاحظ تخافتهم وهو يقترب ..
ولم تفوت رجل سريع الملاحظة ..وجود شاب جميل جداً ولايستطيع رفع عينية عن جهتهم ..
نادى بحدة وأمرهن أن يمشين أمامهم قبل أن يعود وينظر لذاك بنظرة حارقة سرعان ماتغيرت ملامحه وأختفى من أمامه ..
وهو يسير أمامهن سأل :وش موقفكن يوم شفتن هالوقح ...
ليلى وهي قد تجهزت الجواب:حنا واقفين في حالنا وش دخلنا بخلق الله ..يعني ماعليش شايف علينا شي عشان تسأل هالسؤال ..
لتقول بوقاحة أعظم :لو أحد نظر فينا معروف ليه بينظر .
وصمتت وهي تتكتف وتنظر للخارج ..
أجل معروف لمن سينظر ..
هي ترمي رمايات تافهة ولاتعلم ماذا تفعل داخلة ..
وهو يمسك المقــود يكاد يتحطم بين يديه
والمعنية بالأمر تتصحف هاتفها بكل برود ...
ليسألها ماأن دخلوا الجنــاح ...
بتال وهو يرمي شماغة ويلحقة بباقي متعلقاته :أوقفي بكلمتس ..!!
حين لاحظ سرعتها للأختفاء بغرفتها ..
جوزاء تزيل نقابها :وش ؟؟!
بتال :نظارة ماتبين تلبسينهااا !! ... ماقدرتي تصكين نقابتس زي الناس ..ولاتعمدين تطلعين عيونتس ..يعني شوفوني مزيونة ..
لأنتس تعرفين أنها أزين شي فيتس ..
جوزاء بكل برود :طيب أبشر المرة الجاية بغطي عيوني وأكشف عن باقي وجهــي ...على قولك ماهو زين ...
لحضة فقط قبل أن تحط ذراعة بشبه لكمه خلفها أثارت الرعب في قلبهااا :أنتي وش قصتس إلا تطلعيني من طوري ...
جوزاء لايمكنك أن تعبث معي وتقلل من شأني بعد اليوم :وأنت ليه شاد حيلك أنت مو تقول ماني مزيونة وش اللي حارق دمك ...خلهم يتفرجون ...
كان قريب جداً منها تشعر بغضبه يفوح من جسده وهو يثبت قبضتيه حولها ليحشرها على الجدار :قسم بالله رحمتس لأنتس مو قد غضبي ولاعرفت كيف أربيتس ...
وبقي للحضات على ذاك الوضع ..وهو يحاصرها بحرارة جسدها ..ونظراته الغاضبة الشياطنية ..
أصبحت تعرفه مظهره الغاضب فهو يصبح وكأن شيطان قد تلبسه حتى لون عينيه يتغير ...
لايستطيع لومها ..هي لم تذنب ..
بررت لنفسها:
هل كل شخص عابر ينظر إلي سأكون أنا المذنبة !!
حسناً كم أمراءة نظرت إليك حتى بأحرامك لم يحترموا الشعيرة وإلقوا الكثير من النظرات الفاضحة عليك ...
أنا لم أغضب ولو غضبت هل لغضبي قيمة ..
آه نسيت أنت لاترى أن الرجل والمراءة متكافئين ..فلايحق لي أن أعلق على ماتفعله أو من ينظر إليك ...
سألته بصوتها الهاديء :ممكن تبعد عني مو قادرة أتنفس ..
بتال يغلق عينية وهو يجر جسده بعيداً عنها لم تخاف هذه المرة ولم يكون هناك أنكماش وكأنها وثقت لن يؤذيها ..من أين أكتسبتي الثقة جوزاء .. أجل أنا كبحت نفسي عن أيذائك وإلا كلامك بعرفي كان سيلحق بك الكثير من الضرر :كلامي ماراح أعيده ..والمره الجاية لو شفت نفس الملاحضة عليتس ماأضمن أن يدي تسبقني بتصحيح الوضع ...
جوزاء التي لاحظت توجهه للخروج :طيب وأنا إذا عندي ملاحظة وش أسوي ..
كان يقف يمسك قبضة الباب ليعود إليها بعينين أتسعت من الدهشة :وش ملاحظته ..
جوزاء وهي تقترب بكل تأني فهي مازالت لاتضمن ردة فعله :أنت بعد الناس يتفرجون عليك وش بتسوي بالنسبه لها الموضوع ..
بتال بحنق :أنتي تطقطقين علي ..
جوزاء بأنفعال :لامأطقطق تذكر وأنت لابس الأحرام كل اللي يمرون يناظرون فيك !!!
بتال بأنزعاج:يناظرون فيني أنا وش يدورون عندي ..!!
جوزاء تتكتف :ترى أكره ماعلي الأستهبال ..
بتال يشير على نفسه بصدمة هل تلاعبه :أنا أستهبل شايفتني ورع عندتس ..أصلاً أنتي اللي ماعندتس سالفة وتلفين وتدورين ...ولاهذي رسالة لاتدخل فيني وماأتدخل فيك .. بس ياجوزاء هالسوالف ماهي عندنا ..
أنتي بذمة بتال ..وبتال مايعجبه الحال الأعوج أبد ..
وسم بدنه أحد يتفرج على شيء ملكـــه ..
جوزاء التي فقدت الأهتمام بمجادلته ..فلافائدة من التبرير وتقريب وجهات النظر لمن يعتقد أن بأمكانه أمتلاك شخص :طيب أنت الصح ممكن أدخل غرفتي ..
ودخلت قبل أن تسمع رده ليصلها صوت صفعة الباب خلفه ...
*الماضي*



مازلنا بالمدينة السياحية قبـل أكثر من ست سنوات ..
وهذة المرة في الطريق لأحد النزهات .. بمواقف السيارات
أمام الفيلا التي أستأجروها مدة بقائهم هنااك ..
وخلاف شديد اللهجة بين سلطان وأحد أبناء المنطقــة ..
بسبب المواقف وداخل السيارة كان الجميع يشاهد مايحدث ..
وعقاب الذي نزل ليصلح الأمــور ..كل هذا التعنت بسبب موقف سيارة !!!
ولكن هناك من نزل متأخراً وبفمه سيجارته معتقد أنهم قد غادروا لينصدم بالموقف ...
وبتلك اللحضة كان الرجل من أهل المنطقة يرفع يده مهدداً لسلطان الذي كان يكبح أعصابه فهو يعلم جيداً أنه الضيف
ولو كبر الموضوع فالمنطقة بأكملها مع أبنها
ولكن هناك من يسبق تصرفه تفكيره
كان ينقض بتلك اللحضة من الخلف على الرجل ...
ساحب ذراعه للخلف كم دربه معلمه ... ثم يعطبها بركبته ...
تحت صيحات الأستهجان والصدمة من والده وجده ..
أما المصاب فقد كتم صيحته حين رأى من تسبب عليه بالأصابة ..
وضع طرف لفة رأسه بفمه وكتم الألم ...فليس من الرجولة أن يصرخ حتى لو كسرت ذراعه ...
سلطان وعقاب حوله يسألونه هل يسمح له بنقله للمستشفى ..وينطلقون بالسب وشتم على هجرس الذي ينظر بفخر لفعلته ...
فأينهم على من كان لسانه منطلق قبل قليل عليهم ...
ولكن الحكم أعاده للداخل الفيلا وهو يسبه ويشتمه وكيف يتدخل بالأمــر ومن طلب منه ذالك ...
نقل سلطان المصاب للمستشفى ...وكان صامت جداً
فأعتقد أكيد سيشتكي عليهم ..سيدخل هجرس السجن هذه المرة ولن يخرج منه ...
لاحقاً بعد أن وضعوا له الجبيرة وتأكدو من سلامة عظامه ...وكغالبية أهل تلك المنطقة صحتهم جيدة وعظامهم قـوية بفعل الطعام والأجواء الصحية ..
سأل سلطان عن من تسبب له بالأًصابة ..
سلطان وهو يعود ليعتذر منه للمرة الألف :ولدي بس والله أنه مصيبةً علي ...
المصاب بلهجته : ماني مشتكي عليه بس لو عرفوا العيال ماأضمن ماياخذون حقي بطريقتهم ...
سلطان الذي فرح بتنازله وخشي مارماه من تحذير في طريقة .. قرر أن الرحلة أنتهت وسيغادرون المنطقة حالاً ...

××لا تخدعك ضحكتي وأسلوبي الهادي أنا أكثر أنسان متحطم من الداخل ××



*الحاضر*


خرج بأعصابة المتوترة ... ومشاعره الهائجة ... فتح جناحه الآخر ولحسن الحظ كانت قد نامت ..توجه مباشرة لدولاب الأسلحة وفتحه بالمفتاح الذي يحمله ... أخرج سلاح الصيد ...وأغلق الباب بالمفتاح وخرج كما دخل دون أحداث أي صوت ...
كان قد وصل سيارته الدفع الرباعي ... حين حاوطه الأثنان ...
فزاع الذي وصل من مكة بعد المغرب ... كان بالمجلس الشتوي برفقة فياض بجلسة يحيطها الملل وحين لاحظا خروج بتال لحقا به فمنظر السلاح معه أخبرهم عن نيته دون تصريح :على وين النية ...خذنا معك ..
فياض الذي فتح باب المقعد الأمامي :يارب يكون اللي أفكر فيه ...
بتال بضيق وهو يضع سلاحة بالمقعد الخلفي :أنت بالذات فكنا من شرك ...
فياض بحماس:اركب بس اركب ...
صعد فزاع بالمقعد الخلفي ..
وبتال بالخارج متورط بهماا :ياليل والله أنكم تحرثون عن نهايتكم ...(أي ترمون لأنفسكم بالمخاطر )
لاحقاً ...
فزاع ببهجة :أدعس هذا هو والله هو حط رجلك ..
بتال وهو يوازن السيارة بصعوبة على الأرض الغير مستوية :اشش أعرف وش أسوي ...فياض أقنصه ...
فزاع بأعتراض :لااااا نبيه حي ...
بتال بصيحة أستهجان :فيااااض
وأنطلق دوي السلاح الناري ...
فزاع بحماس شديد:كفووو جبته ..
نزل الأثنين وبقي بتال بالسيارة ...
لينادوه من بعيد :تعااال عاينه ...
بتال بأستعجال لايحب التلكأ:ياولد أمشوا بندور غيره ...آدم يقول ثلاثه ...
فياض ببال رائق:عطني الخوصة (السكين ) بطلع قلبه ..
فزاع يسحبه للسيارة وفياض متعنت :تكفى فكنااا من الروائح للحين ماتعشينا ...
وبعد أن عادوا للبتال بالسيارة أصر فزاع أن يتوقفوا عن صيد السباع الذي أمضوا فيه الساعتين السابقة وأن يتوقفوا بمكان مناسب للأعداد عشائهم ..
بتال بأنزعاج :أنا جاي بأبيدهم براسي شي بسوية تلصقون في ثم تبلوني نبي عشاء نبي غداء ليش ..
فياض يشير بيده جانباً :أقول وقف هنااا بس خلاص مافيه أحسن من هالمكان ..فزاع نزل العزبة وأطبخ العشاء ..حنا بنكمل صدينا ونجيك ...
فزاع بقلق وهو ينزل بقية المعدات :تكفون يالنشاما لاتنسوني ...
فياض بسخرية :لو هو أنا لحالي أغسل يديك أحمد ربك أبو حاكم معي ماينسى ..
أخذوا جولة أخرى ولم يحصلوا على مبتغاهم رغم أن الرعاة أخبروهم بأنهم قد لاحظوا تواجد قطيع جديد من الذئاب بالمنطقة ..فهي تنزل بالشتاء من أعالي المرتفعات بحثاً عن الدفء ..
وقضوا ليلهم على ذاك الحال ولم يعودوا للقصر إلا بوقت متأخر جداً ..


××من لا يراعي خاطري ساعه " الضيق " مابيه في وقت الفرح " صاحب لي "××


****

أستيقظت فجراً على صوت رنين هاتف غريب وحين فتحت عينيها وجدته ينام قربها وشعرها تحت خده ..
اوف ..اووف ..وألف اوف ألم تستطيعي أغلاق الباب عليك ..
وكيف سأعلم أنه سيعود بعد كل ماجرى ...
هزته لتبعده عن شعرها ولم تستطيع ...
جوزاء تسحب شعرها الذي طال قليلاً:بتال بتااال أصحى صلوا الفجر وأنت نايم ..
لينقلب على الجهة الأخرى وهو يسأل عن الساعة ..
فتجاهلته وأسيقظت ذاهبه للحمام ...
لتعود وتجده يجلس بالسرير يعبث بهاتفه ..
لتبادرة قائلة بحنق :لجيت تنام مرة ثانية غير ملابسك اللحين مفرشي كله ريحة نار وحطــب ...
بتال لايرد عليها ...
جوزاء :وترى شعري مو مخده قطعته لي ...
وحين مرت متجاوزته مد ذراعة ليلتقطها بسهولة ويلصقها فيه ..
بتال بصوت ثخين بفعل النوم :أنام بالمكان اللي أبي وعلى الشكل اللي أحبه ..
وشعرتس جستمس أي جزء منتس .. أبغى أتلحف أو أتوسده بستخدمة برضاتس أو غصب عليتس ..وأذا زعلتس كلمت ملكي أمس ...
أرجع أذكرتس فيها اليوم ..أنتي كلتس على بعضتس ملك لي أسوي فيه اللي أبي ..
جوزاء الملتصقة بجسده القاسي لم تحاول أبعاد نفسها لأنه سيقسو بقبضته أكثر قالت ببرود لايناسب ماتشعر فيه :
طيب زي ماتحب ..ممكن تفكني بروح أصلي ..
بتال يخفف قبضته عليها ليقول بلؤم :والفراش الوردي هذا غيريه ماني ناقص عشان أرقد على فراش وردي
بعدين أنتي وش تبين فيه تراتس عجــوز خلي الوردي للوراعين ...
وأفلتها ..
لاتريد الوردي أذهب ونام بغرفتك التي جهزتها لنفسك ..
أذهب لتنام عند زوجتك الأخرى ..
وألف رد جال في عقلها ولم تستطيع أخراجه ..
توجهت لسجادتها لتصــلي ... وهي تسمع دخوله للحمام ..
حمامها أيضاً ماهذا الأستيطان السـافر ..

××أحبك كبر هالدنيا وأحب أتأمل اشيائك وأحب كل شي يخصك جعل يومي قبل يومك××


****


لم يخرج ليصلي لأن صلاة الجماعة قد أنتهت ..
توجه ليصلي بركن الصلاة الخاص فيها ..
ليقول بلهجة متزمته :حتى السجادة وردية .. قلبتوا حتى الدين لعب ..
أرادت أن تصرخ فيه أذهب وصل بغرفتك تمتلك أشكال وألوان تناسبك من السجادات ...
كانت تدعك ذراعيها باللوشن وتضيف كمية أكثر كل مرة وكأنها تضع غيضها بفرك جسدها ...
لتجده حين فرغ من الصلاة يخبرها:ريحة كريمتس كتمتني ماعندتس كريم بدون ريحة ... الواحد وين ينام ويرتاح بهالأزعاج ..
وأخبرها وهو يهم بالخروج :أنزلي سويلي فطور بيجيني رجال يشاركني الفطور معتس ساعة وألقى فطور يبيض الوجه .. أنزلي بعباتس ونقابتس لاتنزلينه ..
وأستطرد بوقاحة :غسلي يدينتس عن الكريم زين ماأبي ريحته بالعيشة ...
ستموت تقسم أنها ستختنق من أسلوبه وتمــــوت ...
كانت تفكر وهي تعجن بالمطبخ الرئيسي أن تضيف كمية لانهاية لها من سكر والملح بالعجين لتحرجة مع ضيفه ..
تنهدت كم ستكون حياتها رائعة لو تستطيع أن تتصرف كما تتخيل ...لو تجيد الأنتقام ..
هي بعقل وخيال جامح بأستطاعتهاا أستخراج أفكار لانهاية لها من الشر و الأنتقام ..ولكن للأسف لاتستطيع تطبيقها على أرض الواقع ..فقط بالروايات التي تكتبهااا ...

شعرت بأن أحد دخل عليها وخشية أنت تلفتت لتتأكد قبل أن تسمع صوت ليلى المصدوم :جوزاء متحلمه بالقرص (خبز من عجين البر ) وش تسوين قبل الطيور تصحي من عشاشها ...
جوزاء بتنهيدة :اسوي فطور لبتال بيجية رجال ..
ليلى التي وضعت مق القهوة التي جائت لأعاد تعبأته ..
على الطاولة وأتكأت تشاهد ماتفعله :ياليل وهذي أخرت الزواج ... تقلبات ميزاجية ..ساعة العاشق الولهان
وساعة الزوج النكدي ..
وأنتي عادي عندك جايه تعجنين وتخبصين عشان سبع البورمبا ..
جوزاء :مو عادي بس وش أسوي .. أقول لا ماأضمن بكس ماشي 180 يعيد ترتيب ملامح وجهي ...
ليلى :وش هالتشبية الغريب ..
جوزاء :ماأدري دايم عيال أخواني يقولونه للبعض ..
المهم يالله ساعديني ..
ليلى بشهقة أستنكار :ليه أن شاءالله أنا فطور أمي ماسويته ..أسوي فطور لبتال وصديقة ..وش فايديني فيه وش بستفيد ..
جوزاء بعيون حزينة :مساعدة مسكين ومحتاج ..
قال لو نزلت بعد ساعة ومالقيت فطور يبيض الوجه ياويلك ..
ليلى التي فكرت طويلاً من الأفضل أن لاتحب جوزاء بتال حتى لاتتحطم لو صدقت دراستها للأمر وأفسدت فهدة علاقتهم :مسكينة شادة حيلك كان حطيتي رجلك وعلى بيت أهلك .. هذا بتال مايعجبه العجب ولا الصيام برجب .. مصدقة بيقول الله شاطرة صفقة بيضتي وجيه بيدور ألف عذروب ..
على قولتهم أذا حبتك عيني ماضامك الدهر ..
وأنتي شكله لاحبتك العين ولاا بطيخ ...
ليلى تحبطها ولاتعلم لماذا ...أستمرت بعملها ومعنوياتها تحبط أكثر وأكثر ..
ويالصدمتها كانت ليلى محقــه ..رغم كل أجتهادها في صنع الفطور لم يطري عليه بل وضع العديد من الأنتقادات ....
حين قابلته لاحقاً ..

××لاوالله اني أحبك وأغليك وأبغاك ،، لكن ظروف الوقت ماساعدتني ××

***

عاد بأول الليل وخلد للنوم بعد سفر طويل ولم يرتاح جيداً في مكة فهو في شبابه تعود على النوم بأي مكان ولكن بعمر كبير جداً أصبح لايشعر براحة إلا بمنزله ..
استيقظ فجراً وبعد صلاة الفجر أكتشف عدم وجودها مع أنه شك مساءً ..
فهدة سترين كيف سأعاقبك ...
أستيقظ قرب الظهيرة ليجدها قد عادت تنتظره بصالة الجناح وقد أعدت الفطور والقهوة ..وقفت لتسلم عليه ولكنه تجاهلها وبعد جلوسه قبلت رأسه ولكنه دفعها بأنزعاج :وخري عني يالعوباا ...
بأكل فطورتس عشان ماأطيح مريض ولاا مالي حاجة بشين تسوينه ..
وأستمر طوال هذا اليوم على تجاهلها وهي تحــوم حوله محاولة أسترضائه ...
ظهراً على طاولة الغداء ..
طلب من أسماء مناداة فزة ...
لتكشر مستنكرة :وش تبي فيها خلها بجناحها بتجيها عيشتها لهنااك ..
عقاب بدون أن يرفع نظره إليها حتى :ماأبي عقب كلمتي كلمة واللي ماهو عاجبة اللي أدعيهم يشاركوني غداي يقوم عني ...
وقفت فهدة وصعدت لجناحها وهي تسب وتشتم بالحكم وفزة لأنها لاتستطيع سبه ...
وهو يجلس ببرود بمكانه ..
وحين سأله الحسن :يبه حتى أنا أقوم ..
عقاب بلامبالاة :بكيفك ..
الحسن بصدمة :أجلس أكل مع الحريم ..
عقاب على نفس وضعه:بكيفك ..
الحسن بتكشيرة :صادقة أمي هالفزة مادخلت علينا بخيـر ..
وغادر مقعدة ليتوجه لغرفته مباشرة ..
جائت أسماء ومعها فزة التي سلمت عليه وهي تقول :عمي عقاب يالله حيه .. تقبل الله طاعتكم ياعم ياليتني معكم ...
عقاب بأبتسامة :ابشري على هالخشم قريب وأنتي في مكة ..
فزة وهي تجلس :تبشر بالجنة يابعد جداني ..
أسماء تتناول طعامها بهدوء ..هل كان والدها يحب الفتيات لهذة الدرجة ..أنه يتفنن بتدليلهن ..فزة ..خزام ..جوزاء !!!
ماذا عنا نحن بناتك ..
هزت رأسها لتبعد الأفكار الغيورة ...ليدلل من يشاء لاأهتم ...
لتسمعه يقول لها مطري بشكل مفاجيئ :كنت عارفة أن أميــرة بناتي والبنات كلهن أسماء .. ماطلعت على الغيـــور ..
وصمت بدون أن يذكر الأسم حتى لايهينها أمام كنتها لكن الجميع عرف المقصودة حتى لو شفر الأسم ..

عصراً في قسم شعــاع .. دخل بأندفاع :وينها الشيخة ...
وحين وقع نظره عليها :هلا والله بالشيخة بنت الشيوخ أن أشهد أن قصر عقاب بن نايف طفت أنواره من الخميس اللي سافرتي فيه وماأنورت إلا ليلة البارح ...
شعاع بأستنكار :ياويل منك يالتسذوب يومك داري أني فيه من البارح وماجيت تطل علي ..
فياض وهو يقبل كفيها ورأسها :يوه يازين ريحتس يمه حسيت بشعور اليتم من بعدتس ظلموني يمه ماأحد يعشيني ولايغديني ...
شعاع تهز رأسه بيأس :ياولدي تراك تفضح عمرك بهرجك هذا ..بس تطمن وأنا أمك دعيت لك وأنا اسعي بين الصفا والمروة .. مايجي مثل هاليوم من السنة الجاية إلا ولدك بين يديك تلاعبة ..
آه ياأمي انا أهرب من هذا المـوضوع وأنتي تفتحينه مباشرة ..
فياض يغير الموضوع وهو يدلك ساقيها :هاه بشري وشلون رجيلاتس عسى ماتبعتي ...
شعاع :والله ياوليدي على هالعربية من رحت لين جيت ماذقت طعم التعب والبنيات ماقصرن معي ..
فياض يهز رأسه بأستحسان :ايه زين الله يجزاهن خيــر ..
بس يومه شوفي لتس صرفة مع ليلى تراها داجة ..والله يابنت فاطمة أجيد منها بعشر مرات ..
شعاع تهز رأسه بأستحسان :ايه يار مره الله يستر عليها ولاأختك عوبتن ماأحد قاويهااا ..
فياض بغيض :تكفين لاتخليني ألتفت لهااا ..
ليلى الذي وصلت على حديثه وفهمت أنها المقصـوده :فياض بعدك هنيا قم أشتر الشبكة ..
فياض كز على أسنانه بغيض ولكن صمــت تعرف من أين تؤكل الكتف سأريك كيف أعاقبك لاحقـاً ..
ليلى :يمه ماجتس فـزة .. بس تنشد عنتس جدة هجرس وين ...وقلدتها ساخرة : بعد جداني جدة أخيي مارجعت ...
شعاع :لا والله يابنيتي ماجت ..مير أنتي أزهمي على حريم أخوانتس وقولي لهن قهــوتهن بكرة عندنا عشان يرحبن بسلفتهن ويقومن بواجبهااا ..
ليلى :طيب أبشري يمــة ..
فياض بأستنكار :قهوة ..هذا بدال ماتفطحن الحــيل ..
ليلى بسخرية شماته :لمن لفزة وجوزاء ومريم ههههههههههه
نقلطهن على أندومي أحسن ..
فياض :أنتي لسانتس يبي له قص ..ترى بتزعلين أخوانتس لو سمعوا هرجتس عن حريمهم ..
ليلى أكملت بخبث :بس خزام لا حاجة ثانية نقلطها على أسكندر لحم وكبة مشوية ...
فياض حسناً بدأنا بالمنابزة من الآن :سخيفة وأنا أخوتس وتنقطين سخافة ...
شعاع :ياولدي أنت متى بتملك ..العمرة وخلصنا منها ماعندك عذر ..
فياض يقف بعجل :بعدين بعدين نتفاهم ..
ليلى أستغربت تصرفه ولكن صمتت حتى لاتزعج والدتها بأفكارها التي تحتمل الصواب والخطأ ..

××اتصدد عن طواريك يا الترف الخجول
ولا انا هلكٍ .. على شوفك وميت ضما

أييه انا اللي كل ماحل طاريك يقول :
مرحبااا وأععداد ماهل مزنٍ من سما××

***

*يوم آخـر*

دخل على الغاضبة لأنه نقد طهيها ..ليلة أمس كان عند عبير ..
وهذة لم ترد على أي من رسائله فقد لأنه نقد طعامها وكان صادق ..ليس ليغضبها ..ولكن أراد الأشارة لما لم يعجبه
ولكنها لم تتقبل نقده وأعتقدته أسائة لها ولطهيها ...
كانت أمام المرآة ترتدي اللباس الذي أبتاعته وحذرها من الخروج فيه خارج الغرفة ...
تزين وجهـها .. وشعرها الذي طال وهو يجذبه ليمد يده ويغمرها بكثافته ويعبثه فيه كلما رآه مطلق هكذا ..
سألها :على وين العزم ..
جوزاء وهي تضع بعض الهاي لايتر أعلى وجنتيها :مجمعتنا خالتي شعاع عشان زوجة الحكم ...
بتال يجلس على السرير :ايه ..وبتطلعين تسذا ..أنا وش قلت من قبل ..
جوزاء وهي تنظر لأنعاكسه بالمرآه :أتوقع أنت فاهم زين أني ماأفسخ عباتي ...
بتال وهو يتأمل تفاصيل جسدها :زين لاتنسين وعدتس ترى دم ضروسي اللي يخلفون بوعودهم ..
أقترب منها بهدوء ولاحظ الأنكماش الذي يرافقها كل ماأقترب أزاح شعرها طبع قبله على عنقها ..
قبل أن يقول لها وهو قرب عنقها :التفت في حبيبك يالغزال الجفول ..أنت ظبي يصيبه من حبيبه جــفال ..
سمعت كلماته وفهمت حروفه ولكنها تريده أن يبتعد فقط ...
وألقى عليها نظرة ساخرة شامته قبل أن يتراجع ويلتقط شماغه ويخــرج ..
مسحت عنقها حيث قبلهااا ..
أوووف .. لما لايتركها وشأنها .. تكره ملاطفاته المتعجـرفة ...هو متكبر حتى في تقربه منهااا ..
أكملت أستعدادتها وحين فرغت أرتدت عبائتها وخرجت مباشرة ..

××انت شوفك ياغرامي ومشهاتي غناه
لا لفيت انسى الحزن والحياه الفانيه

وعاد قربك والله انه يساوي له حياه
وشوفتك تسوى بـ عيني حياةٍ ثانيه××


***

وقفت أمام مرآتها .. كحلت عينيها باللون الأسود لتضيء عدستيها أكثر ..
طلت شفتيها بأحمر الشفاة بلونها المفضـل الأحمر القانيء ..
وألقت نظرة على اللباس الذي سترتديه ...
أيضاً بلونها المفضل الأحمر ..هدية خالتها وبناتها العيد الماضي والذي لم تجد مناسبة لترتديه فيها ..
فخالتها وبناتها اللاتي يسكن الرياض لاينزلون الديره إلا محملين بالهدايا لها ولجدتها ..ولأنها لاتستطيع النزول لتسوق ...
فكانت خالتها تبتاع لها أفضل الملابس وأجملهااا وعلى حسابها الخاص ..
فهي ترى أن بقائها مع جدتها هي معروف تقدمه لهاا ..
أم بنات خالاتها فهن دائماً يخبرنها نحب نشتري لك يافزة تكفين نبي نشوف هذا عليك ...
لاتعلم هل هو مجاملة أو حقيقة ...وأغلب الملابس لاترتديها إلا بحضورهم وحضور باقي خالاتهااا .. بالأجازات أم باقي العام فهي ترتدي ملابسها الشعبية البسيطة ...
وضعت العود الخاص فيها على الجمر الذي أحضرته لها الخادمة لتفوح رائحة العــود الفاخرة ..
فزة وهي تضع المدخنة بين شعرها وكتفها :يالبيه يالطيب .. ياريحة أهلي وجداني ..
أنهت أستعدادها وأرتدت عبائتهاا .. وخرجت للقسم الذي أرشدتها له الخادمة ..
قصر عقاب بن نايف متاهة حقاً ..
وتذكرت أن هجرس أخبرها ...أن جده قد حصل عند تقاعده من العسكرية على قصر هدية من أحد الأمراء ..باعه وبنى قصر أصغر ومناسب له على أرض وهبت له أيضاً ..
فهو كان يحصل على الكثير من الهبات من علية القــوم بفضل أنجازاته ولأفعاله التي تشهد له ...
وبدوره كان له العديد من الأفضال على من هو أقل منه ...
وصلت أخيراً حيث تنتظرها جدة هجرس ..وزوجات أعمامه ..
تعرفت عليهم جميعاً وسلمت وجلست ..
ولم ترى زوجة سلطان والعم المعدد رأت فقط أحدى زوجاته ..
جوزاء التي أتصلت بها سابقاً وقد راقت لها ...
كان هناك فتيات صغيـرات يلهون عندهم يدخـلن ويركضن لصالة حيث تسمع أصوات رجال فهي قد دخلت من الباب الآخر ولم تمر جوارهم ..

××ما تزينتي ولابك شي .. زايد
أنتي كذا من ربنا يا جميلة

لو نكتب وصوفك بروح القصايد
تبقين في عين العرب مستحيلة ××

****

كانت تجلس بملل تتصفح هاتفها حين بادرتها يارا التي سقطت عينيها بالصدفه على ماأحتوته شاشة هاتفها ...
وبطبعها لاتستطيع تمرير الموقف دون تعليق خصوصاً أنه شيء يجذب أنتباهها ويثير حماسها :خاله جوزاء لاتقرين لهذي الكاتبه ..
جوزاء التي ألتفت على يارا الهامسة بضيق لقد تطفلت عليها ولكن ردت بلباقة :ليه ماأعرفها بصدفة فتحت روايتها ..أنتي تقرأين روايات نت ..
يارا بحماس شديد :ماخليت رواية ماقريتها بس هذا صدقيني ماأنصحك فيها ...
جوزاء :طيب ليه ..
يارا بغيض :راعية سحباات وعليها تصريفات وحدة راسلتها على رواية قديمة لها ذبحت البطل فيها قالت ماأتذكر عن وش تكلمين طحت على راسي وفقدت الذاكرة ...
جوزاء بدهشة من العذر :كيف ..
يارا بملامحة عكرة :ايه واللحين لاحشروها القراء قالت ماهو أنا اللي كتبت الموقف قريني ...
جوزاء تخرج من الصفحة :أي والله فكينااا منهاا ماحنا ناقصين تعكير ميزاج ...
يارا بحالمية :إلا على طاري الروايات ..خالي بتال من يشبه من أبطال الروايات ..
جوزاء بسخرية :عنتر بن شداد ...
يارا بأحباط :ياخالة أتكلم عن الروايات الخيالية ..
جوزاء :الخيال يبقى خيال .. وخالك واقع ماهو بخيال ...
يارا وعقلها لايستطيع الحصول على عنصر تشابه ولو وحيد :ووش الرابط بينهم ..لاتقولين اللون حرام عليك ياشيخة ...
ماعليش مو لهدرجة ..
جوزاء بملل الحديث أصبح لايعجبها:من جاب طاري اللون ..!!
يارا بشفافية :ماأدري أحسك تسقطين عليه عشان خاله عبير بيضاء وهو أسمر ...بس أنتي مين بالرواية !!!
جوزاء بضحكة ساخرة :عمرك شفتي رواية فيها علاقة بين ثلاثة أبطال ...حبيبتي أنا الكومبارس !!
القصة قديمة ومضت فيهم أنا مجرد محطة ...
يارا بذهول :من جدك ...
جوزاء بلا مبالاة:أكثر من كذا جدية ماحصلت معي من قبل ..
وصمتت حين دخلت الضيفة التي ينتظرونها فــزة زوجة الحكم التي ماأن جائت شعاع من سفرتها حتى دعتها على قهوة ترحيبية وجمعت السلفات ولم يحضر سواها ومريم .. والأخوات غابن كالعادة ...
إذاً هذه البدوية الحقيقية التي ماأن رأتها الفتيات حتى بدأن يطلقن عليها لقب البدوية المزيفة ..حسناً ومن يستطيع لومهن ...
آآه بعينين ملونة حقيقة وليست مزيفة كما هي ...
هي مزيفة بكل شيء بحياتهااا ...أليست هي من تلبست شخصية ليست لها وكأنها خارجة من راوية لفتاة تافهة ...
كان تحتضنها بشدة وهي تقبل خديها :جوزاء يالله حيها ياقلبي أنتي من يوم سمعت صوتك وأنتي داخلة قلبي من أوسع أبوابة ومن شفتك عرفت أنتس تنحبين صدق ...يابعد قلبي ...
جوزاء التي تخلصت من أحضانها أخيراً :من ذوقك حبيبتي ...
وحين تعدتها لتسلم على أخرى سألتها مريم بفضول :متى سمعت صوتك ..والله طلعتي مو هينة لايكون أنتي اللي خطبتيهااا ..
جوزاء بداخلها :حسناً هذا ماكان ينقصني أشاعة تفسد علاقتي مع فهدة أكثر ...
فهمت أن فهدة لم تتقبل فزة أيضاً وأن أبنها الثاني قد تزوج من خلفها وفاجئها بالفتاة ...تبدو شخصيته قوية جداً أو لامبالية جداً ...
مهما حدث كيف يتصرف من خلف أمه بهذة الجـرأة هل من السهل أيذاء قلب الألم بهذة القسوة ...
لم ترتاح لفزة التي تحتل المجلس بكل بساطة ...وألتقطت دفة الحوار ببساطة من المفترض أن تكون العروس الخجلة ..
باتت تعتقد أنه لم يعد يهتم بالعادات والأداب البالية سواهااا ...الكل يثق بتصرفاته وحدها من خلفهااا فجوة كبيرة بأصلها تجعلها دائماً تحاول أثبات أحقيتهااا بتواجدها بينهم وأن تربية والدتهااا لهم كانت الأفضل ولكن لايبدو أحد مهتم أو ملااحظ ..
كانت متضايقة لدرجة أنها نزعت عبائتها وبرقعها وهي التي لم تخطط لهذا من قبل لتبقى بالجامبسوت الذي حذرها من الخروج فيه ...
سألتها ليلى بفضول :وش عندك فسختي .. عاد مالقيتي تسوينها إلا اليوم ..خسرتي عشر صـفره مقابل فزة بالبداوة ..
جوزاء وهي تعيد شعرها للخلف : حسيت بحر التدفئة مبالغ فيهاا ..حتى كل ملابسي اللي جبتها للشتاء مالها داعي ...
وبالله أعتقيني من هاللقب طلعه بتال من خشمي ..
ليلى بسخرية :ألبسي بصيف لشغلنا التكيف المركزي ..وياويلتس ياجوزاء كان طحتي بلسان بتال ...
كان الوضع عادي وعادي جداً .. وكل شيء لطيف حتى دخل أحدهم مندفع متضايق ويصيح على الآخر بأن يعتقه لوجه الله ...
قبل أن يتراجع بصدمة وهو يصيح بهن ..ليه ماقلتوا عندكم أحد والكثير من السباب والشتائم ...
لتحط كل الأنظار عليهااا ...ماذا هل خرجت له بزينتي هو من دخل علينا كمعـــتوه ...أجل لقد كان المعتوة الأخ الأكبر والأقرب له بالسن ...
وكما أعتقدت أن الموضوع سيصل له ...فالمكان يعج بالأطفال والأزعاج ... وسيلتقطون المشهد وسيعيدون روايته ..
والذي لم تكتشفه أنه كان بالخارج ورأى الموقف من البداية ...
طرقات حادة على الباب قبل أن تقول ليلى التي خرجت لترى من بالخارج :ايه بتال أدخل فزة متغطــــية ..ومريم كان قد أستأذنت قبل دخول ذاك بلحضـات ...وحين دخل فهمت أنه جاء ليتأكد من رأى أخيه .... ولم يحتاج للكثير حتى فهمها أنها هــي ورأت بعينية نظرت القتـــل ...ضغطت على يد يارا التي تجلس قربهااا ...
سلم على فزة ببساطة كلامياً وبارك لها كل هذا وهو فقط عند الباب قبل أن ينسحب بهدوء مخيف ...

××وأنا عليك أغار وإن حرك طرفٍ ثوبـك مـهـب
وأغار من كف الهوى لا شآل عطرك وإنت لي .××


****

كان يجلس بالصالة مع سلطان يتحدثون بأمر ما ...وسلطان يدور حول موضوع لم يفهمه منذ عـودتة من العمرة يريده أن يعمر من جهة ويضيق عليه بسرعة العمــل ... وتلميحات أخرى لم يستطيع عقله الشبك بينها ...
حين دخل فياض الحانق...وبادره سلطان :وأنت متى بتملك ...
فياض الذي كان قد سمع صوت والدته من الداخل صاح به بفظاظه :ياخي أعتقني لو جه الله كل ماشفتني طريت لي هالطاري ...ياليل أرحموني فكوني من شركم ماأبي اتزوج الله يقطع الحريم وجنس الحريم ..
وأندفع للمجلس وقبل أن يستطيع أي أحد ردعة ...
ليعود بوجه أشد أحتقان وهو يكمل سبه بالنساء وكيف بدأن بنزع ملابسهن ولم يعد يحتشمن ...
وبزغ بذهنه منظرها ذاك وحين ذكرها محذراً أخبرته أنا لاأنزع عبائتي خارج الجناح ...طرق على الباب بحدة ونادى على الفتيات لتخرج ليلى التي أخبرته بكل حماقة :ايه أدخل فزة متغطية ..أي أن زوجتك لم تفعــــــل ...
وبماأن موقفه أصبح كالأحمق أمام الباب سلم على فزة التي ردت عليه بكل أدب وتراجع للسلطان وفياض ...
فياض الذي فهم من نظرات بتال أن المرأة كانت زوجته :ياأبن الحلال ماميزتها خلاص بصقع راسي بالجدار وأنسى ذاكرتي كان يرضيك ...
ولكن بتال لم يكن بهذا التسامح فقد كان يغلي بجنـــون ...
وسلطان بهجوم حاد :أصلاً أنت مرض أبتلاء لاعاد أشوفك طاب البيت برى برى خلك مثل ا*** بالملاحق ...
فياض الذي منظر بتال الغاضب يقتله :أنتم وش بلاكم علي وأنا متعمد أطب عليهن ..أنا كذا ماأركز خلاص لاتزوجت أدخل على مرتي بالخطأ وبسامحك ...
سلطان بصدمة :الله يأخذ عقلك اللي مالقى إلا هالحل ...يعني ماعندك نية تزوج هاااه ..والله لتزوج ورجلك فوق رقبتك ...
خرج بتال الذي لم يستطيع سماعهم أكثر يتجادلون على رؤية زوجته هي السبب ألم يخبرها أن لاتلبس مثل هذه المــلابس خارج غرفتها ماذا أخبرته لن أنزل عبائتي وفعلتهــا ..هي غير جديرة بالثقة التي أعطاهااا لهااا ...
كان يركض لجناحـه بقسم شعاع فتح الباب وأندفع لغرفتها وبدأ بفتح دولابها وتفتيش ملابسها بكل جــنون ..ماهذا.. وهذا ..وذاك ..
وبدأ برمي القطع الواحدة تلو الأخرى على الأرض حتى أصبح الدولاب شبه فارغ ..
هل بالغ ...كلااا جميع هذه القطعة غير صالحة للأرتداء ...
وماهذا رفع قطعه قلبها ليكتشف أنه بنطال قصير ...أليس من المفترض أن ترتدي هذه .. لماذا أبتاعته إذا كانت لاتلبسه حسناً
وبدأ بأعادة بعض القطع على السرير سيسمح لها بأرتدائهااا بالجناح ..ليستمتع قليلاً بالمنظــر ..
أما هذه وبدأ بتمزيقها بين يديه وحين عجز عن أحدها وضعها بين أسنانه وسحبها بيده لينقطع لتدخل هي على ذاك المنظر ...
ومنظر ملابسها الممزقة على الأرض والقطعة بين أسنانه تثير جزعهااا ...
جوزاء وهي التي جائت بخوف وتردد أصبح المنظر أمامها أشد رعب :ليه ليه حرام عليك قطعت كل ملابسي كم دفعت فيها عشان تقطعهااا ببساطة ..
بتال وهو يبصق بقية الخيوط التي علقت بفمه :أشتريلتس بدالهااا ...نزليه هاتيه هذا بحرقه ماني بقاطعه وهو عليتس عشان ماتقولين وحشي ..بعد المغتــصب ...
جوزاء بعصبية وقهر والمنظر يزيد من أنفعالها :قطعت ملابسي حسبي الله على أبليسك أنت مريض مريض وش دخلني تسوي كذا بأغراضي أخوك الأبلة هو اللي دخل علينا ...
بتال يغمض عينية بصبر :لاتذكريني وصاح بصوت ألصقها بالجدار خلفها :لا تذكريني لمصلحتك ياجوزاء ..لاتخليني أتخيل أنك صرتي صورة بعين أخـــــوي ..
وأنه شاف هذا وربت على خدها بصفعة لم تكن بسيطة ...ونقر نحرها بأصبعه بقسوة وهذا ..
وهز ذراعهاا بكل قسوته وهذا ...
جوزاء تبلع ريقها وكل مكان حطت عليها يده يؤلمها :بتال فكني تكفى حرام عليك حرام كل مرة تسوي كذا ذبحتني خلاص فكني ...طلقني وريح نفسك وريحني ...
بتال يرد عليها بسخرية ولكن الغضب يفوح من بين عباراته :ماني مطلقتس لو يطلع بكفتس الشعر ياجــوزاء ...ماني مطلقتس لو صرنا نصلي شرق ياجــوزاء ...ماني مطلقتــس لو فيها مــوتي وحياتي ياجــوزاء ...
فهمتي ولاباقي شي مافهمتــيه ...

××نذر مااترك غرامك لو يسيل هالدم
ولو تعلم الناس قاصي وداني××

جــوزاء بريبة من تعنته وبحثاً عن التعقل فيه :وش تبي في ..فهمني بس .. ولاترجع تقول العطية أنا أقول بين الناس ماأتفقنا وطلبت منه الطلاق وهورجال أجودي مايجي منه قــصور مايجبر نفسه على مرة ماتبية وسرحنــي بأحسان ..
بتال وهو يضغط على أسنانه ليهدأ نفسه ...لما طلبها الطلاق بهذة الطريقة يثير البراكين بداخله ... أنت لن تطلقها الآن ولا لاحقاً مالذي يغضبك دعها تتشدق وتطمح كما تريد ...مالذي يخيفك بالأمر ...تخاف هل أصبحت تخاف من الطلاق ..أنت الرجل وبيدك العصمـــة ... هل تخشى أن تفقد عقلك يوم وتطلقهااا ..
أم يجبرك أحد على فعلها وهل هناك من هو قادر على أجبارك
ماذا لو فعلها والدي كما فعلها من قبل مع فياض
ماذا لو وصله كل ماحدث سابقاً
لو أشتكته !!
سيفعلها بالتأكيد سيجبرك قصراً ولن تستطيع عصيانة ...
هو من زوجك وهو قادر على تطليقكماااا ...
كل هذا أمام عينيها ... يمر فيه يتخيل مجرد التخيل
جعله يستطعم الدم بفمة ...أجل هناك دم بفمه مالذي حدث ... توجه للحمام تحت أنظارها ليبصق شيء وهي التي لاحظت الدم الذي تدفق من فمه لحقت به بصدمة ...
لتراه يبصق أحد أسنانه ... قبل أن يرفع وجهه للمرآة بحثاً عن سنه المفقود ...
جوزاء بصدمة :كيف صار كذا ...
بتال بدأ يتمضمض ليبعد طعم الدم من فمه ..بماذا أجيبك ..أنا فعلت هذا بنفــسي .. وأنتي المتسببة بعباراتك التي جلبت لي كل هذه المشاعر التي أغضبتني حتى أذيت نفسي بنفسي ...
لقد طحنت أسناني ببعضها ... هذه الأسنان فكيف مابداخلي من أعضاء معدتي تغلي وكبدي ستنفجر مرارتها وقلبي أخشى أن يتوقف عن الخفقـــان ...
وأنتي تجلسين بكل برودك وهدوئك تبحثين عن تفسير علمي لما حدث ...



××ولع غرامي فيك يا طافي الشوق !!
ليت تحس بجمر شوقي .... و حره
قلبي من اسبابك وجفواك محروق !!
ولا شفت منك الا الشقى و المضره××



جفف وجهه بالمنشفة ..
ليقول ساخراً وهو يرميها بسلة الملابس المتسخة :يبيلي أسير على دكتورتس ...
جوزاء ترفع كفها لفمه بتردد وكل تفكيرها كيف حدث هذا :طيب أفتح بشوف أي واحد ...
بتال الذي لم يفهم مالذي تريده بالضبط ..أنحنى قليلاً لتستطيع الرؤية ... وماأن أدخلت أصبعها بتردد مكان السن المفقود ..حتى أطبق عليه بخفة كما يعتقد ..ولكنه قاسي بالحقيقة :هذا عشان ماعاد تنزلين عباتس برى الغرفة ..
ولكنها سحبت أصبعها بصيحة ألم :لئيم ..
بتال بتشدق:هاه بشري يادكتورة بيطلع لي واحد جديد ..
جوزاء وهي تغسل أصبعهاا قبل أن تخرج من الحمام :ايوه أشرب حليب كثير ويطلع لك ضرس جديد .. وعقل جديد بعد عشان تقدر تفهم فيه أن اللي صار ماهو ذنبي أناااا ... ولا خلاص ماعاد أطلع من غرفتي بالأساس أحسن ولا عندي حل أحلى دامك مو مطلقني طلعني في بيت لحالـي وإذا بغيت خالتي والبنات عزمتهم عندي ...
بتال ومازال طعم الفم يزعجه حتى يقف ليحضر لنفسه كوب من الماء :وأنتي تبينها من الله أنا ماني قادر أمسكتس هنيا عشان ببيت كبير ...
جوزاء تلاحقة بنظراتها:من قال أبي بيت كبير حط لي شقة وراضية فيهااا ..
بتال وهو يشير بأصبعه للخلف حتى أعتقدت أنه يقصد الجدار خلفه :بيتس ببنيه ورى القصر ...
وكان ودتس أحط لتس فيه بيت شعر حطيت ...
جوزاء وخانها تفكيرها للحضة وصدقت وعده وبدأت التخيل بيت لي هل أستطيع أحضار أمي لتبقى معي فيه ولكن قالت مستدركة لسخريته المعتادة :لا تركت لك بيت الشعر والبداوة وكل شيء ...
بتال بتهكم وهو يعود ليجلس:والله يالبداوة ياجوزاء أبعد عنتس بعد الشمال عن اليمين ...مع سروال الوراعين هذا اللي متعنقطة فيه ...
جوزاء وهي تهز رأسها بأستنكار:سروال ...يارب صبرني ...
بتال غير مهتمه بلغة الفوقية بصوتها وهذا اللباس الذي كان رائع عليها أصبح يراه كعدو يريد الخلاص منه:لاخلصتي منه هاتيه لي بحرقه ...الرجال المتحضر المتفهم اللي تبينه يقولتس هاتيه ..لاتطلعين الرجال المهبول اللي ماتدانينه(لاتحبينه ) ...
وأردف بخبث :ولا فسختيه ألبسي من اللي خليت لتس على السرير ...تنقيتهن لتس نقاوة ...
جوزاء بصمود :توني ماحللته (لم أكتفي منه ) الليلة بنام فيه ..على فكرة بتال ثوبك ماهو حلو وش رايك تصير كاجول وتلبس بدلة ...
بتال الذي فهم أسقاطها بكل سلاسة :ثوبي ساترني ..ماهو أنتي اللي ثوبتس يكشف أكثر مايغطي ..
ورن هاتفه ليرد بكل هدوء :هلا مساتس الله بالخير .. وين بكون فالبيت .. ايه .. طيب جايتس جايتس ...
وحين أنهى مكالمته وهو يلاحظ تحديقها بهاتفها وتكويرها لشفتيها وهزه خفيفه بقدمها وقف ليخرج ولكنه عاد وأنحنى عليها يقبل خدها ويدفعه بأنفه بسخرية :بروح لأمي ماله داعي كل هالغيرة ...
وحين رأى ملامحها تتحول للغضب :مع السلامة يادلوعة ..
جوزاء المنغاضة بعد خروج :أنت الدلوع المقرف ...
ودخلت غرفتها لتتذكر حال ملابسها كيف نست أصلاً ...
بدأت تحملها لترتب المكان وهي تتحسر عليهااا ..
وألقت نظرة على الملابس التي سلمت من تسلطه على السرير ..
الأحمق ..هل فقدت عقلي لأرتدي منها لك ..لقد أبتاعتها لي هيفاء وقت أعتقدنا أن حياتنا ستكون طبيعية ...
وبعد أن فرغت من الترتيب وأعادة الملابس السليمة لدولاب ..
فسخت الجامبسوت ..أرتدت لباس مريح ..
حملت الجامبسوت وتركته له بغرفته ليحرقه كيف يشاء ..
وهي عائدة لاحظت على طاولة المدخل محفظته وعقلها يحسبها بسلاسة ..
1+1=2 .. هو من بدأ ألتقطت محفظته أخرجت أحد بطاقاته ...
وفتحت تطبيق ملابس باذخ لاتبتاع منه إلا قطع المناسبات وبدأت تتسوق بكل بساطة كل شيء فقدته بسببه.. حتى لاحظت الرقم الكبير الذي أصبح مستحق ...وأدخلت بيانات بطاقته ..حسناً ستصله الآن على هاتفه رمز التحقـق هل سيعطيه لي ...!!!
أم سيتلكأ .. أتصلت مباشرة فيه :الو ..وصلك رقم على جوالك أرسله لي ..
ملائها الرقم بكل هدوء وأنهى الأتصال ..
وتم الشراء .. ليصلك الرقم الذي أقتصيته منك الآن تستطيع الفخر بما صنعت ..


عكستي الآية .. قلبتي الموازين
يحتار فيك اللي تشاهدك عينه...كل الخلائق تلبس اللبس و تزين
و أنتِ الوحيدة .. لبسك تزينينه



***

كانت تجلس مع حسناء بالصالة العلوية للقسم فهدة ...
فلايجلس فيها سواهن .. فهدة وأبنتها حين يريدن الأجتماع مع أبنائها يستخدمن الطابق الأرضي وهذي أصبحت لهن ..
وتلك المعتوه فزة تمر عليهن بين حين وآخر وتلقي السلام التي تعي جيداً أنهن لن يردنه ...
قالت وريف فجأة :عمي سلطان هاوش عمي فياض ..
حسناء التي قطعها سلطان نهائياً ولايرد على أتصالاتها حتى :ليه وش قاله ..
عبير :فكيناا لايسمعتس أحد لادخلت جناحنا نشدتهااا
وريف تجيب متطوعة :فياض دخل على الحريم وشاف خالة جوزاء .. مالبست عباة ..
وتحت شهقة الأثنتين أكملت فهي قد سجلت كل ماقاله أعمامها :عمي فياض يقول خلاص لاتزوجت شوفوا مرتي ...
حسناء بتكشيرة وهي تتخيلة يقولها حرفياً :خلاص بالله فكينا من خرابيط عمتس الوصخ ..
عبير وكل مايهمها ماكان عقاب ضرتها :اللحين خلاص كملي أبوتس وش سوى عسى ضربهااا ..
وريف تمط شفتها :لاا ماسوى شي بس سكت وراح فووق .. وأنا ناديته بس ماسمعني ... وعمي سلطان وعمي فياض يتهاوشون ...
حسناء تقاطعها بفضول فهي لم تراها بدون عبائة :وخالتس جوزاء وش لابسة ..
عبير بغيض :ماهي خالتهااا ..
حسناء :اش ترى بتروح تقول وتفضحتس ..
وريف ببهجة :لابسة كشخة أحلى شي ..وخالة فزة لابسه فستان أميرات يهبل أحمررر زي الفراولة ...وعمتي ليلى
وقاطعتها والدتها :خلاص روحي هناك وعيب تكلمين عن الحريم وش لابسات ...
حسناء بلهجة مهددة :ايه عيب يالله لاعاد أسمعتس ناقلة الكلام ..
عبير بتفاؤل:أحسن والله ليذبحهااا بتال تستاهل ..
حسناء تتخيل الموقف :وهي وش ذنبهااا جالسة بمجلس الحريم بس الخبل الأذية يهابد ويدخل على الحريم ..عسى سلطان يكسر له راسه ويفكنا منه ..
عبير بواقعية :والله حبيبتي طول عمرناا جالسين بالمجالس محد دخل علينااا ...
حسناء بنظرة محتقرة :لمي لسانتس ..كل هذا دفاع ..
عبير تتأفف من سوء فهم حســناء ..
بتال الذي جاء على طلب من والدته التي تعتكف في جناحها فهي غاضبة من الجميع ...والحكم قد وضعت في فريق المغضوب عليهم ...
وحانقة على كل من تقبل فزة وبالأخص شعاع التي أقامت لها دعوة قهوة وجمعت عليها نساء الأبناء ...
بتال بهدوء :يمه ترى كل هاللي تسوينه ماهو مغير من اللي صار شيء ...
فهدة وهي قد ربطت عصابة راسها فضغطها اليوم في أعلى دراجاته وتمد قدميها على الأريكة :ايه لتس الله يافهدة على قولتهم لاطاح الجمل كثرت سكاكينة ... كلكم علي كلكم أنت من جهة وأخوك من جهة ...رضت عنك بنت وضحى ..أشوفك ماتطلع من جناحها ..
بتال بقهقة على أسلوب والدته الوقح المحرج :يمة على أساس الحريم يستحن !!
فهدة تلتقط المنديل وترمية فيه :حرمت عليك عيشتك أنا أمك ماني حرمة ...
أسماء التي دخلت للتو وبيدها جهاز قياس الضغط لتصيح فيها والدتها :انقلعي عني أنتي ذبحتيني وأمرضتيني بهالجهاز اللي تنقلينه معتس ..
أسماء بأستياء :يمة ترى الضغط ماهو زين خليني أقيس عشان نوديك المستشفى لو وضعك سيء ...
فهدة بوجه محمر من الغضب:الله يسود عيشتس تقول بنوديتس المستشفى عساه باللي يكرهوني ...دقي على خزام قولي لها خل أمها تجيني مايعرفلي إلا رضا ..الله يرضى عليتس يارضا والله أنتس بنتي اللي ماجبتهااا ...
وأختي اللي ماولدتها أمي ..ايه ليتني جوزت بنتها الحكم ورحمت نفسي من هالمصيبة اللي جابها لي ...
أسماء بحكمة :يمه اللحين بنت الحلال جاك منها شي ..والله أنها طيبة وماعلى لسانها إلا عمتي وينها عمتي وشلونها ..
فهدة بحنق :انقلعي عن وجهي روحي قابليها دامها طيبة ..
بتال يكبح ضحكته :ايه يمة تراها بنت حلال حتى أنا سلمت عليها وباركتلها لسانها هذا زينه بنت أجاويد ...
فهدة وهي تشعر بالأختناق من أطرائهم لها :أنتم أحد مسلطكم علي تبون تذبحوني ...فارقوا عني ..
بتال الذي رد عل أتصال ورده من جوزاء :هلاا ..ايه طيب .. وملئها رقم وصله على هاتفه وهو غير مركز ماشأنها بهاتفه وماهية الرقم لم يركز بالرسالة حتى فهو يخشى أن تتحدث والدته بشيء مفاجيء يجرحهااا ..نعم هذا كل مايشغل تفكيره هذه اللحضة ...
فهدة بتكشيرة:وشعندها هذي بعد ..توك طالع من عندهااا ..وقالت بفظاظة :واضحه مواريها(علاماتها) من يوم صار اللي صار ورضت فيك ماعندها كرامة بنت *** ..
بتال الي أستشاظ غضباً بصوت مرتفع مفاجيء :يمة قلنا خلاااص ماعاد أبغى هالألقاب الماصخة ..
فهدة التي أنصعقت من صرخته :طيب على هونك ..استغفرالله يارب ..
أسماء التي قررت الأنسحاب :أنا عندي أختبار بروح اذاكر لو أحتجتي شيء دقي علي ..
فهدة بغيض :ماني محتاجة لتس تجيني رضا وفكوني من شركم ...
بتال الذي وصلته رسالة من البنك فتحها ليجد خصم مبلغ ليس بسهل أغلق عينيه بعد أن فهم اللعبة ..
أرسل لها :ملبوس العافية .. وياويلتس لو ماكان موافي للشروط ..
فهدة وهي تلاحظ تعابير وجهه التي تقلبت من الصدمة ..حتى التباسط :وش عندك تغازل وتراسل فارقني روح عندهااا لاتشغلك أمك العجــوز عن الحضن الدافي ..
عقاب الذي دخل على تلك الجملة قال بأستهجان :أقطعي ايااا اللي ماتستحين على وجهتس
فهدة أعتدلت بجلستهااا مذعورة...
وبتال وقف لحضور والده وهو مستاء على وضع والدته التي أكتشفها والده بلحضة محرجة ...
عقاب وهو يشير بعصاه :ياقليلة الأدب تبغيني أرجع أربيتس من أول وجديد .. وأخبر بتال :أطلع أنت وش بعد تفرج عليه ..
بتال الذي تفاجيء بالهجوم عليه :بس بشويش استهدوا بالله
عقاب بصيحة :برررى ...
وبعد خروجة :وزعلانه من فلان وتشرهين على علان وتصددين بوجهتس قلنااا معها حق ولدها وزوجناه من وراهااا بس ذا الضعيفة وش فيتس متولجتهااا (مستمرة بتسلط عليها ).. وش جاتس منهااا ...
والله أنها ذهبة حتى شعاع اللي ماهي أم لزوجها قالت فيها هاللون ... وهز ذراعية علامة المراعاة ...
والله ماخسران غيرتس .. حتى ولدتس بكرة بيقلب عليتس عشانها لأنها تستاهل ...لا تختبرين غلاتس لأنتس الغلطااانه ..
فهدة تلقت تأنيبة بهدوء وحتى صداع رأسها قد زال من صدمة أكتشافة لها بعبارات غير لائقة ...

××أنتي بـ وجهي والله إني ما اتردى ما خلقه الله ، من ياخذ مكانك ××

****

تحت ألحاح أتصالات عبير قرر أن يمر عليهاا قبل أن يغادر لديه سهرة مع أصدقائه ....
نزل شماغة ماأن دخل وسلم ..وسألها :شوفيلي غترة سكرية بلبس ثوب شتوي ...
عبير بملل من طلباته :حاضر أبشر من عيــوني ...
وبعد أن جلس ودار بينهم حوار بسيط ...بحثت عن الغضب الذي تخيلته فيه ولايبدو عليه شيء ..
قالت مترددة :اللحين صدق اللي يذكرونه الوراعين ..
بتال بحاجب مرفوع وشك :وش هو ...
عبير بغباء :يقولون العطية متكشفة على أخوك ..وطالعة له من غير عباية ...
ثانية واحد فقط الذي اخذها تفكيره قبل أن يحط كفه بصفعة على وجهها :والله لو عاد سمعتس طارية جوزاء بالشينة لأقطع لسانتس من مكانه ...
عبير بقهر :تضربني عشانها تضربني ..
بتال بحنق ونظرات تهديد :اضربتس عشان لسانتس الوصخ كم مرة حذرتس ماتطرينها بشينه .. وش سوت لتس وين تعرضت لتس ..
صبرت كثير ياعبير بس أنتي فهمتي صبري خطأ ...
عبير بقهر وهي تبكي :هذي أخرتها يابتال هذي أخرت العشرة تضربني عشانهااا..
بتال بصبر :بكون ضربتس عشانهااا لو جيت من الباب لطاقة وضربتس ...أنتي اللي جبتي سيرتهااا وذكرتيها بالشينة أنتي عارفة زين أنهااا ماراح تسوي كذا بس عشان تقهرين قلبي وتحرقينه وتثوريني عليهاااا ..أنا كنت شاهد على كل شيء ياعبير وكل اللي قلتيه ماحصل ...
عبير بغبنة شديدة :أنت ظالم يابتال ظالم تظلمني أنا وعيالي بسببها ..تضربني وأنا حامل وتحرق قلبي بسببها ..حسبي الله عليك حسبي الله عليك ..
بتال بوجع :ياسهلها على لسانتس الدعوة عــلي .. أسمعيني ياعبير ..دامتس مرتن لبتاال لازم تكونين قد المكانة اللي أنتي فيهااا
نظفي لسانتس ..اللي ماتعرض لتس لاتعرضين له ...
وترى هذي ماهي محبة ولاحمية لأحد ...لأنها لو تقول ربع اللي تقولين عنها أعطيها بدال الكف أثنين ..
أنا مرخصتس ياعبير ..بس أنتي قدري أن كلامتس عنهااا
كلام بعرضي وشــرفي وهذا ماهو سهل علي ...

××لاتتعب ورا اللي ماورا عرفهم نوماس ولاتستحي من ناس ماهيب مستحيه ××

****
أخبرت والدتها أنها ستذهب بصحبة أختيها للعزيمة عمتها ...
ووافقتها فاطمة وأشادت بصنيعهااا ..
مروى لاتريد الذهاب وستبقى بنفس الوقت لو أحتاجتها والدتها ...
كانت قد أستعدت ولبست أختيها ترتدي عبائتها ..
حين نزلت جدتها ومعها عمتها تساعدها على النزول ..
وأستغربت الأمر فهم قد أعدوا لها مصعد بالجهة الأخرى من البيت وهم بالعادة يدخلون ويخرجون منه ...
ياسمين :وش بكم خرب المصعد ..
الجدة وهي تتكيء بصعوبة بعد أن وصلت الأرض المستوية :أمتس وينها أبيها بهرجة ...
ياسمين :بغرفتي ..
الجدة بعدم أستحسان :وليه تاركه غرفتهااا
...
ياسمين التي كاد يزل لسانها ولكن أشارة من غادة أخبرتها أن لاتذكر الأمر :ماأدري شكلها ماتبي تواجه أبوي ..
الجدة توجهت لغرفة ياسمين وطرقت الباب ودخلت دون أن تنتظر الرد ..
فاطمة التي كان قد فتح كتاب تقرأ منه ..تفاجئت بدخول أم زوجها عليها ...
أعتدلت بجلستها وهي ترحب فيها :هلا ياعمة ليه متعبة عمرتس كان قلتيلي وأجيتس ...
أم سعد بأستنكار :صدق هاللي تقوله طيب ..
فاطمة تكبح ضحكتها على خطأ عشر سنوات ولم يعدل لسانها :مسك ياعمة مسك .. ووش تقول ؟؟؟
أم سعد :تقول بيجيني أخو !!!
فاطمة بوجه محرج :مسك ورع ماتدري وش تقول شافتني تعبانه وتحسبه حمل ..
أم سعد :ايه واضح من وجهتس والله ان فيتس أبو عينين .. بس الله يستر علينا ماعرفتي تسترين عمرتس عن الوراعين ...
يومهم يتناقلون أخبارتس ..
وتوجهت للباب لتخرج :ايه الله يرزقتس باللي تشتهينه ...
أرقدي أرقدي ..
بالخارج ...
غادة التي لم يعجبها تسريحة شعر مسك ..وبدأت ترتبه لها من جديد ..
ياسمين يديها على وسطها:عمة سؤال ليه الدكتاتورية ...أنا سويت شعرها ليه تخربينه وتعدلينه على ميزاجك ...
غادة بملل من سخافتها:كيفي ميزاجي حتى بهذي بتبلشوني فيها ... وروحي دقي على خوالتس وصيحي عمتي خربت تسريحة مسك اللي سويتهااا ...
ياسمين بسخرية:وش دراتس ..
غادة بسخرية أشد :خبز أيدي ..
الجدة التي خرجت عليهن وبخت ياسمين :أنتي وش فيتس لسانتس هذا طوله على عمتس ووجع ...
غادة بأنزعاج:يمة لاتدعين عليها ..
الجدة بلا أهتمام:وجع لتس ولها يالله مشينا تأخرنا على أختس ..
هاللي الله بلاني فيها وش تبي بالأستراحة والخرابيط كان جابت عشاها وحطته بصالتنا وتعشينا ورقدنااا ...
لاحقاً بالأستراحة ..
ياسمين مغتاظه لأن عماتها لم يخبرنها أن زوجة والدها ستكون من الحاضرين ...
كانت تجلس مع أخواتها بغرفة جانبية ونقاش حاد بينها وبين عمتها سلمي :ليه ماقلتي لي أن الزرافة بتجي ..
سلمى التي ترتب شعرها :أحترمي نفستس وأحشميها تراها كبيره ماهي من طقتس يالبزر ...
ياسمين :يعني بالغصب تغصبينا عليها مانبي نقابلها ولانشوفهااا ..
شوفي درءً للمشاكل بسكت بس والله لو شفتها مقربة من وحدة من خواتي بتشوفين بنتاخي فياض وش تــسوي ..
وذكرت فياض بالذات لأنه المشهور عنـدهم بتصرفات الجنــونية ..
سلمى بلاأهتمام :مالت عليتس وعليه وطولت لسانتس عند أبوتس ...
كانت تتنقل وسط الأستراحة بملل ...
والآخريين يعيشون البهجة ..وزوجة أبيها الزرافة بصبغة شعرها الفاتحة كنياق جدها عقاب تتنقل بدلال أنظروا إلي أنا عروس ..
نعلم أنك تزوجتي رجل متزوج أيتهااا العانس ...
كانت مسك تتشاكس مع أحد الفتيان والذي كان بصدفه أبن أخ الزرافة ..أي أبن عم أبناء عمتها سلمـى ..
دفعته مسك بشده ووقع للخلف فصاح كفتاة صغيرة ..
رغم أنه بعمر مسك ..وهي الفتاة وهو الفتى ...
أقتربت عمتها سلمى لأصلاح الأمر وتهدأت الطفل الذي جاء بدون والدته ولكن الزرافة ..غضبت وبدأ ترمي أحاديث غير لبقه ...
ياسمين :ياعمة ردوا مجنونتكم عنااا لأوريهااا علمن ماذاقته بحياتها كلهااا ..
فادية بنرفزة :وش بتسوين ياقليلة الأدب ..
ياسمين وهي ترتب بلوزتها :ماني مسوية شي سعـــد الله يحفظه لنا أبو يارا هو اللي بيســوي ..
فادية بشخرة سخرية :يمه تخوفيني بسعد مالقتي أحد يخوف صدق ...
ياسمين تلتقط الفرصة :سمعتن ياعماتي أشهدن وش قالت على أبوي زوجهااا ... يالناس فيه وحده عاقله تقول عن زوجها كذا ...
ياسفافك ياأبو يارا ..بعد فاطمة العقل والثقل بنت عــقاب بن نايف تأخذ ناسن ماتحترمك بغيابك ...
غادة التي لاتريد المشاكل خصوصاً هناك الكثير من كبيرات السن يتنصتن على المحادثة :ياسمين خلصنااا عيب اللي تسوينه ...
ياسمين :والله ياعمه العيب معروف مصدره الله لايبلى المسلمين ...
وحين صاحت فيها جدتها لتصمت ...سحبت أختها وخرجت من المكان ...
أرتدت عبائتها على عجـل تحت أنظار غادة المستنكرة :خير على وين أن شاءالله
ياسمين التي تشعر بالزهو بعد المشاجرة:مالي جلسة بمكان أنهنت فيه أنا وأختي ...
غادة بأنزعاج من أستغلال ياسمين للفرصة لتكبير الموضوع :ياسمين أعقلي لاتصيرين بسوس ترى تكسبين ذنوب على الفاضي ..
ياسمين تغلق أزرة عبائها :اشبعوا بأستراحتكم تكذبون علينا تعالوا نوسع صدوركم وأنتم مسوين لنا فخ ..هذي آخرتها ياعماتي ...
دخلت عمتها الأخرى لتسألها بذهول :خيررر ؟؟
ياسمين ترتدي نقابها :الخير بجباه الخيل ..مع السلامة ..
غادة التي ترتدي عبائتها مجبرة فهي لن تتركها تغادر لوحدها :هين ياياسمين صبرتس علي خلينا نوصل البيت ...
وطلبت من أحد أبناء أخيها ليوصلهن البيت ...
وكان يوسف خطيب يارا ..
يوسف يحدث ألماسة التي بحضن غادة :وشلونتس ...؟!
ألماسة بأبتسامة :طيبه ..
يوسف بتلاعب :وشلون خواتس ..
ألماسة :طيبين ..
يوسف :وليش طلعتوا ماتعشيتوا..
غادة :من عوابة بعض البنات ..
يوسف :اييه ..أنشديني عنهاا..
فهمت ياسمين أنه يسقط على أختها يارا التي حظرته ولاترد على أتصالاته ... حسناً مسكين أنت يايوسف حقاً لاتستحق تلك المعاملة ..يارا التي تبحث عن الرومانسية لاتستطيع الحكم الجيد على ماحباها الله ...
سألهم عن أي مطعم يودون العشاء منه ...
وتفضلت مسك بالرد عليه بسعادة ...ونزلت معه هي وألماسه للمطعم ...
غادة :عاجبتس اللي سويتيه ..
ياسمين :ايه ماعمري سويت شي شاكه فيه ..
غادة :ياسمين ترى الظلم شين ...
ياسمين :سبحان الله تشوفون شي ماأشوفه ..
غادة :الدنيا سلف ودين ..
أنشغلت بهاتفها ترد على يارا التي تتواصل معها طوال السهرة :خلاص طلعنا ...تخيلي من وصلنا ..
وحين وضعت تلك وجيه مستنكرة ..ونظارات طبيه ..
ردت بوجية ضاحكة بعلامة لايك ...
يارا :وشلونه ؟؟
ياسمين :يسأل ألماس وشلون خواتس ويل قلبي !!!
يارا :أحسن يستاهل ...
ياسمين :خبله
يارا :وش تسوون اللحين ماحط أغنية أهداء
ياسمين :عشان اعلم أبوي عليه وأخليه يجلده بالعقال
موقفين عند المطعم بيعشينااا !!!
يارا :فديته كريم ..
ياسمين :وجيه ضاحكة ..خفيفة ..أرسي على بر ..
يارا :وهو باقي فيها بر ..كلامي حلال ..
ياسمين :وش سويتي جديد بموضوعنا
يارا :ولا شي مايمديني ..ماأشوفه أصلاً
ياسمين :تكفين حاولي تحذفين هرجة ولاثنتين
يارا :شكله زعلان من حسناء ينام بالمكتب والله هذي فرصتنااا ...
ياسمين بخبث :مسكينة عمتي قدام ماتدري وش أخطط من وراها ..خلاص يالله باي ..خايب الرجاء جاء ...
يارا بغضب:أنتي خايبة الرجاء أحترمي نفسك ...
كتمت ياسمين بتلك اللحضة ضحكتها لأن يوسف الذي وضع العشاء بالشنطة الخلفية ..فتح الباب وركب لمقعده ...
وكانت ألماسه ومسك قد ركبتاا ...
لينطلق بالسيارة ...
لاحقاً بالصالة السفلية ..
يتناولون العشاء ...وفاطمة عادت لغرفتها فرائحة الطعام قلبت معدتها وتسببت لها الغثيان ...
ياسمين التي لاحظت أخيراً ملابسه عمتها غادة سألتها مستنكرة :يوووه ياعمه ياليتني كنت ملاحظ ملابسك قبل نروح الأستراحة كان قلت غيريها ..يمدي كل العجز يسبن فيك يقولن كبرت ودبرت ...
غادة بلا أهتمام وهي تتناول ساندوتش بين يديها :والله العجز مالهن سالفة غير بنت سعد العوباا اللي نشبت في حلق زوجة أبوهااا ...
ياسمين :احسن خليهم يتعلمون ماهو كل طير ينوكل لحمه ...
غادة بحاجب مرفوع :يابنت اقصري الشر لأعلمتس كيف تطولين لسانتس ..
ياسمين ببرود :وش بتسوين يعني ..
غادة تمد يدها ببساطة وتقرصها مع فخذها ولم تفلتها حتى رأت الدموع بعينيها :هاه كيف كفاتس ولاتبين زيادة ...
ياسمين بصيحة ألم :وتكلمين عن الظلم قبل شوي ..
غادة تشرب من مشروبها الغازي :عادي كل واحد يشوف الموضوع من جهته ...
وقفت غادرة لتغادر ..
وعادت ياسمين تراسل :تكفين يارا روحي أرمي نفستس عند رجوله وقولي تكفى تزوج عمتي غادة ..بموت ماعاد متحملتهااا بس تقرص فيني ووين ماصديت لقيتها نشبت لنا نشبة واللحين أمي مريضة وهي بس فوق روسنااا مافيه مجال نتنفس ...
لم ترد عليها يارا إلا بعد نصف ساعة :ماأقدر هاتي خطه مقبولة !!
ياسمين :كلمي جدتي شعاع قولي عمتي متحطمة ضاع عمرها ومن هالهرجة ...
يارا :لااا صعبة وجدتي كلمتها ماهي قوية عليه ...
ياسمين :طيب خالتي ليلى ؟؟
يارا بصدمة من غباء ياسمين :مهبولة والله تطردني من البيت لو درت هذي خطتنااا ...
ياسمين بأمل ضعيف:جدي عقاب؟؟
يارا :مايتدخل بهالموضيع بيقول الله يرزقهاا..
ياسمين :اففف من بقى ...
يارا :ماينفع كل هاللي تقولين لازم القناعة تجي منه هو ..
ياسمين بتردد تكتب وتمسح :عندي خطه بس أخاف تفشل ويلعنااا ...
يارا :وش هي
ياسمين :خليني أحبكها زين وأعلمك ...
رفعت الخادمة سفرة الطعام ...وأدارت هي التفلزيون لمسك ..وأدخلت ألماسة لتنااام ...
صنعت لها قهوة وبقت تفكر بالخطة ..كيف !!
هي تريد أن ترسل مقطع لعمتها أو صورة لهااا ليراها بطريقة غير مباشرة لعل قلبه يتحرك ولكن كيف ...!!!
تشعر أنها تجازف ...ولكن هي تخطط على جهات متعددة
زواج عمتها من خالها
هو ماسيجعل ذاك ينساااها
فهو يكره غادة جداً ويراها عدوته الأولى ...
لقد أخذ لفترة طويلة يناديها بنت أخو غادة ..وألفاظ شنيعة أخرى
وكم ظربهااا وأذاها في سنواتها الصغيرة جداً بسبب هذه القرابة ...

××أنا ماعفتك من البّاب ل الباب هذا حصيل يدك وأنت السبايب .××

****
توقف يستمع لما تقوله غير مصدق مايسمع !!وقهقهات الأثنتان المرافقتان لهااا يشوش أستراقه السمع ..
فــزه تشرح بأسهاب وحماس للمستمعات بأندماج :عاد والله يوم شفت شيفته إلا هو رجلً أجودي بس النفس ماقبلته شفته تسنه غراب ... حاولت أغصب عمري عليه بس ماقدرت ...قلت عاد أسمع يالأجودي وأنا بنت عايد ...
أهلي جوزوني بريال بس أنا مهري قلب ذيب وناب حية ومخلب ضبع ...
ضحك يحسبني أتثيقل عليه ..
همن قرب مني يحسبني عجينةً لينه وأنا أطلع جنبتي وأهوزه فيهااا
وقلت :...
وقطع حديثه دخول الحكم الحانق :برى يالله أنتي وياااها برى ..من متى التجمع بالغرف ...
ليلى ويارا وقفتا بفزع من دخوله المفاجيئ ...لقد جاء بلحضة الحاسمة كيف سيعرفن الآن ماذا حصل لاحقاً وصاح :بري بعدكن تفرجن ...
فزة بعد خروجهن :وش فيك على البنيات طيرت عقولهن ...
الحكم الذي تقدم برجعته لأنه شعر بعدم الأرتياح :أنتي فيتس بلى وش هالخرابيط اللي تقولينها لهن ماتستحين على وجهتس هذي سوالف تقولينها لرايح والجاي عيب عيب ماتعرفين العيب ...
فزة بأبتسامة مستفزة :الحكم يابعد جداني هون على روحك العصبية ماهيب زينة ...
بعدين لك كم يوم عناا يوم جيت بديت تهاوش وتنافخ ماهي طبوع الرجال الأجودي ...
الحكم يكبح عصبيته ولكن الحدة مازالت بلهجته :أسمعي لو عاد سمعتس مطرية (متحدثة) سالفة قلب الذيب وناب الحية ومخلب الضبع لأحد ...والله لأطلع قلبتس من مكانه وأخليتس تشوفينه بعيونتس ..
فزة برهبة من تهديدة تمسك يده التي يشير فيها بتهديد :لاتكفى والله أني أسولف بس ودي بالوناسة خلاص والله ماعاد عيدهااا بس تكفى خل قلبي محله ...
الحكم الذي هدأ بعد أن رأى الخوف بعينيها ..
جلس لينزع حذائة ذو الساق العالية .. ولباسه العسكري الموحد والذي لايحمل علامة معينة ...
فزة وهي تتأمل لباسه :الحكم وأنا أخت وقطعت كلمتها هي تتذكر
توبيخة لها كل مرة تطلق عليه هذا المسمى :اقصد هذا اللبس لأي قسم ..
الحكم بتسامح :أسمها قطاع .. أمن الطرق ..
فـزة بمواساة :ياعين أبوي ياأنت ..أثريك طول وقتك بهالنقط وأقول الولد وراه تعبان وروحة بطرف خشمة ..
الحكم وهو يكشر بأبتسامة :روحي مافيها أحسن منهاا ..
يتهيء لك ...
بدخل أتروش أطلع ألقاتس جاهزة بنطلع مشـوار ...
ماأن استعدت حتى كان فعلاً فرغ من الأستحمام و أرتدى ملابسه ليخرجا معاً ...
عبرا جوار الصالة الجانبية لطابق الثاني ...
لتبادرة حسناء التي تجلس مع أختها وبناتهن :مبروك العرس يالحكم ..
الحكم بهدوء :الله يبارك فيتس ياأم نايف ..
حسناء بخبث لم تحب هذه الفزة بأي طريقة فهي أبنة الزوجة الأولى لسلطان :بس ورى مرتك تعدانا بالطالعة والنازلة ماتسلم علينااا..
الحكم يدفع فزة لتنزل السلم :أنطوائية ماتحب العرب وتخاف من التجمعااات ..
ونزل برفقة فزة التي تريد العودة لرد عليهن ...
وتجاهلت شهقاتن المستنكرة لردة الوقح ..
فزة :ليه تقول عني هاللون ..هالتسذوب المردى ... سلمت عليهن عشر مرات ويسفهني ..
الحكم منزعج أشد منها :أنا وش قايلتس من يوم دخلتي مع الباب لاتسلمين ولاتحترمين غير أمي وخالتي وخواتي الباقي لاتعطينهن وجه ..
كانت حانقة ولكن تظاهرت بالهدوء ..ليتقابلوا مع سلطان هو يدخل وهم خارجين ..
لتبادرة فزة :ياعمي أبو هجرس شوفلك حل مع مرتك يوم أسلم عليها تسفهني ويوم شافتني مع جوزي قالت مرتك ماتسلم علينااا تبي تفتنه علي ..
سلطان وهو يرفع صوته ليصل إليهن :يافزة يالأجودية كلنا عارفينتس ماتطلع منتس العيبة .. بنت عرب ..الباقي على اللي مايعرفن الأصول ..
فزة بسعادة :الله يبيض وجهك ياأبو هجرس ماعليك زود ..
الحكم بيأس من تصرفها كيف تجاهلت تحذيرة وتقدمت لأخية لينصفها :أرتحتي طاب قلبتس ...يالله قدامي ...
لاحقاً بالسيارة ..
يوبخها بهدوء :لاعاد أشوفتس مسويه هالحركات لاتقومين الناس على بعض خلاص خليها تقول اللي تبي ..ماهو لازم كل كلمة تطلعين أنتي فيها الفايزة ...
فزة بنشوة الأنتصار :أنت لاتدخل بسوالف الحريم أنا أعرف كيف أدبر عمري ...
الحكم يحوقل :يابنت الحلال ترى ماهي حرب ..بترمي عليتس كم كلمة وبعدها تكف شرهااا هذي حركات حريم أخواني من يوم عرفتهن ...
فزة وهل سأصمت من ترمي كلمة سأردها بعشر :قلت لك أنا أعرف أدبر عمري مع الxxxxب والحيايا ..

××ماعادنا لـ مجامل الناس حيّين الناس ذا الأيام ما تنعطى وجه××

****

سلطان الذي دخل لوالد بالمكتبة ... حيث يجلس مع فهدة والحسن ..
عقاب بعدم أستحسان :وش فيك تصايح ..
سلطان بهدوء:بس أبغى اسمع لي عرب ..وشلونتس ياعمة يقولون راستس يعورتس ..
فهدة كشرت ولم ترد عليه وهي تشغل نفسها بصب الشاي لعقاب ...
سلطان وهو يتأمل ملامح فهدة التي أسودت :أختاروا لكم يوم بسوي حفلة للحكم ومرته ..
فهدة بتجهم :جاهزن للحفلات ليه المصاريف ماله داعي وش بعده ..
سلطان ليغيضها:لاتخافين ياعمه على حسابي الحفلة ...
فهدة التي لاتعلم لما الجميع أصبح ضدها حتى سلطان الذي كان يحترمهاا أصبح أشد سلاطة من فياض :ولو هي على حسابك تلعب بفلوسك ليه ..
سلطان ليزعجها :اييه وانا بذاك اليوم اللي أسوي حفلة لأخيي وأخت هجــرس ..
عقاب لايحب المبالغة بالأحتفالات :بس خلصنااا نسوي حفلته مع أخوه لملك ماله داعي كثرت الحفلات تجمع العيون ..
فهدة لم تصدق الفرصه الذي رماها لها عقاب :ايه والله انك صادز تجمع العيون علينااا ..وماحنا ناقصين ..
وأنتهى الموضوع على هذا الأتفاق الذي لم يأتي على رغبه فهدة ولكن أفضل من أن تكون الحفلة لفزة فقط ...
أنتظرت حتى غادر عقاب ليستعد لصلاة ..لتسأل بحدة :وش فيك ياأبو هجرس علي وش جاك أنت وأمك مني ؟؟
سلطان يلعب بسبحته :وحنا وين جيناتس ياعمه ..
فهدة بسخط :لاتسوي فيها شاطر علي .. يومك تأخذ ولدي وتجوزه أخت أخوك ليه ...لو أنها أنا اللي مسوية بواحد من أخوانك كذا
كان قومتوا السالفة وماقعدتوها ..
سلطان ببرود :ولدتس هو اللي جانا ياعمة وقال أخطبوا لـي أخت بناخي .. لحديناه عليها ولاعرضناها عليه هو اللي تخيرهااا..
فهدة هي متأكدة وتقسم أن هجرس من فعلها :وش جابه براسه كان ولدك ماحطها فيه ..
سلطان يحمل نفس الشكوك ولكن غير متهم الزواج قد حدث الكيفية والأسباب غير مهمة :والله هذا بعلم الغيب الحكم طرح رايه من راسه هذا اللي عندي علم فيه غيره الله العالم فيه ..بعدين وش أنتي عايبة فيها ..
فهدة بأستياء : بنت ماهي متعلمة ولاهي منا ولا تجوز لي ...أنا اتخير لعيالي بنفسي ..
سلطان وهناك بقلبه قهر يثور بين أونة وأخرى :والله ياعمه اللي خبرناه عنتس تساقطين غيرتس على خطبة البنات ماتذكرناتس تخيرين ..
فهدة بصدمة :أنتي ماستحيت على شيباتك يوم ترد علي وأنا عمتك ..وتقولي هالكلام ..
سلطان بتكشيرة وهو يمرر يده على ذقنة :وهالشيبات وش طلعها غير سواياتس فينااا ..من يوم طشيتي غادة بدربي وسرقتي خطيبة أخوي ...
فهدة بثورة :بس وأقطع ولاتجيب سيرة حرمتن ماعاد تحل لك ...
سلطان بحاجب مرفوع :وش فيتس ثرتي ..
فهدة تصفق كفيها بقهر :آآه ياحر جوفي على من ضيع غادة .. ووقفت وتركته خلفهااا وهي تشتم فيه ...
وهذة من ستذهب آخر تعقل براسه ... نصف مشاكلي مع غادة من تحت راسك وأول من حزن وأنحرق على طلاقي لها أنتي ..حقاً ولو عشت مليون سنة لن أتفهم النــساء ...
حسناء التي لاحظت صعود فهدة وخروج عقاب نزلت بتردد لتدخل المجلس الذي كان فيه لوحدة والحسن على هاتفه وخرج حين لاحظ قدومهااا ..
سلطان يغلق هاتفها :وش عندتس !!
حسناء بدهشة وهي تجلس وبصوت منخفض :وش عندي أنا ...أنت اللي وش فيك ..سلطان لمتى وأنت هاجرني ..حرام والله اللي تسويه فيني بتفضحني على آخر عمري وأنا ماغلطت بشيء ..
سلطان بتجاهل لكل محاضرتها :بنتي فزة لاتقربينهااا ولا عاد تراتس بتهدمين آخر لبنة بيني وبينتس ...
حسناء بجنون :بنتك.. بنتك... من وين سارت بنتك ...والله انا البلى منها وفيهااا من يوم دخلت البيت وهي تخرب بيناااا ...أكيد سكنها يساعدونها على التفريق بينااا .
سلطان بتكشيرة :بس أقطعي وصوتس لايعلى وأنا عطيتس العلم ... بنتي لاتقربينها ويكفي فضايحتس أنتي وأختس لاتخليني أزيدها عليتس ...
حاولت التمسك فيه والتحدث ولكنه نفض يدها وتركها من خلفه ...وهي تخبط على فخذيها بصدمة لقد أنتهى تدمرت تدمرت سلطان تخلى عنهااا بالتأكيد فعلها ..

سمعته يرحب بشخص ما خرجت بأنزعاج لو كانت تلك سيرى ماستفعل ..ولكن لحسن الحظ كانت أخته ...
أسماء التي سمعت قليل من ماحدث وكانت سترجع ولكن سلطان ظهر لهااا كانت تقبل رأسه :وشلونك أبو هجرس ..
سلطان وهو يعطي نظرة لحسناء التي خرجت دون حديث :طيب وانا أخوتس طيب .. أنتي وشلونتس وولدتس وينه ماله شــوف ؟؟؟
أسماء بتبرم :بدت أختباراتناا .. نايم من بدأ البرد ينام من العصر للفجر الثاني ...
سلطان وهو يلعب بسبحته :ايه أحسن خليه يتدفى ...هاه كيف شفتي مرت أخوتس ..
أسماء تخفض صوتها :محد مثلهااا ..أصدار خاااص ..
سلطان بضحكة ملجلجة :أي والله أصدار خااص ..الله الله فيهااا ...أنتبهي لأمتس لاتستفرد فيها لوصيتس ...
أسماء :أبشر من عيوني ..
وخرج سلطان وتوجهت هي للمطبخ للتناول غداء متأخر ...
وقلقها يتضاعف اليوم أيضاً لم يتواصل معها ولم يرسل حتى رسالة ..


××أخاف اقول اشتقت لك ويجرحني ردك
وأخاف اسكت وتطلع ميت من الشوق.××

****

خرجوا بالسـيارة ولم يتجاوزو البوابة حين ورده أتصال قلب وضعه تحت نظراتها المستنكرة ليقول لها فجأة :فزة أسمحيلي
كانت النية أطلعتس ...بس جاني أتصال مهم ..
لازم أمشي اللحين ...لاتحريني أبد ..وماعليش ماأمداني أجيب لتس اللي وعدتس فيه .. بس أبشري لرجعت بجيب لتس هدية يحبها قلبتس ...

جيت بهديك عُمري شفت بِك عُمري
يا كيف أبعطيك شيءٍ و أنت راعيّه؟
*المـاضي*




تبكي وتلطم بعد أن أعلنوا وفاة أبن عمــها الذي جائت لزيارته بعد قضائة أسابيع بالمسـتشفى وحين سمعت بتدهور حالته ركضت تاركة كل شي خلفها وجائت لتتأكد من صحته ...لتتفاجيء بأخبارهم لها حالته متدهورة نقلناه للعناية المركزة ولم تمضي ساعات حتى أعلنوا وفاته بعد فشل أجهزته الحيوية التي أنتشر فيها المرض الخبيث ...الذي قد عاوده للمرة الثانية ..
لقد أصابة صغيراً وأحتفلوا بعد معانات للسنوات بشفائه التام ...
ولكن مع مضي السنوات ولأنه لم يراقب صحته عاد على غفلة منه وأنتشر بجسدة بفضاعته المعهودة أقتتات على صحته ...
كم أقتتات على صحة الملايين من المصابين فيه ...
كانت تبكي بذهول لم تعلم حتى أنه بهذة الحالة الخطيرة حين جائته زائرة وقد أحضرت له من أطعمتهم الشعبية الذي بالتأكيد أشتاق لتناولهااا ..بعد أن هدأت نفسهــا أتصلت على زوجته لتنقل لها الخبر ...
لتخبرها برد كصاعقة :لقد طلقني ماأن دخل المستشفى ...
أنا آسفة ولكن أنسوني الأطفال تخليت عنهم لأستطيع أعالتهم ولاتربيتهم وحدي هم ليسُ من جنسي حتى...أنا عائدة لبلدي لم يعد هناك شيء يربطني بهذا البلد أو بكم ...
لتعود للملحق الصغير بقصر الشيخ عقاب ...
بهم جديد وحمل جديد ...
وفقد أعتادته بعمـرها ذاك ...فبعد فقد الوالدين ..
تبدأ أوراق الشجرة تتساقط حتى تصبح مع تقدم العمر تدفن أحبابك
الواحد تلـو الآخر .. لتصل مرحلة الأستيقاظ كل يوم
وروحك تتــرقب خــبر فقد جديد ...




*الحاضر*




فياض أصبح الأمر يحرجة أكثر فأكثر فبتال أصبح لايتبادل معه الحديث حتى ... ياإلهي من غضب هذا الرجل وكأني كنت متعمــد ..
هويحاول أن لايضغط عليه يعلم أنه لايستطيع أجبار نفسه وينسى المــوقف بكل سهولة ..
وبنفس الوقت لايستطيع الأبتعاد عنه لذا يحاول من أيام جره للحديث ولكن لايجد منه إلا ردود باردة ...
حسناً بكل صراحة هو حتى لم يلتقط ملامح المرأة فقط حين شعر بوجود شيء خاطيء تراجع للخلف .. صحيح أنه ألتقط طريقة لباسهااا وهو الذي شككه بالأمر فأخواته لايلبسن بهذة الطريقة مهما كان ...
وعاد ليفكر بتال الأحمق هل تركت لها الحبل على الغارب كيف تسمح لها بأظهار نفسها بهذا اللباس ...
هز رأسه يزيل الصورة قبل أن يقول موجه حديثه لبتال المعتكف على هاتفه :ياخوي سم وتم وأبشر ولبيه ..جميع مافي صدرك اليوم هاته ..
مثلك ماهو يزعل علينا ونرضية ..مثلك لو بنقدر خذينا مماته ..
ياقاسم ماطاح في راحة يديه ...من فسحته قبل تخط شنباته
على العطا من كان ضار بيعطية ..لو مامعه يمد من طيب ذاته
يامن ليا ضاق الفضا كله أجيه ..وأروح مثل اللي نفض عباته
ياركني اللي بالخطوب أركن إليه ..وألوذ فيه الله يطول حياته
ياسيف اللي للمواقف مخليه ..ياضلع صدري ياململم شتاته
لو شفت أخوك الله معزة ومغنية ..عنك أنت مايقدر يحس بغناته
ولو شفت أخوك أحباب عمره حواليه ..رضاك عنه أكبر وأعز أمنياته ..
بتال الذي لم يستطيع الرد عليه سوى :بصح لسانك وقام ليقبل أنفه :أستر ماواجهت ياأبو عقــاب ..تعرف أخوك قفله وعقله مصدي ...
فياض :محشوم ياأبو حاكم ... ودامك رضيت علينا أسمع بشاورك ...
بتال يغلق هاتفه وينصت له :وش العلم ..
فياض يحك ذقنه :والله ياأخوك شكل بكنسل هالخطبة ..
وحين رأى الدهشة على وجه بتال
قال بتملل :فيه فكرةً عجزت أبلعها ..
بتال :اللي هـي !!
فياض :كيف بكرة بيجيني ورعان على خوالهم ..
بتال الذي أقشعر وكأن الحديث عن وضعه !! .. وهل جائتني تشكيني بموضوع أنا أمر بنفسه ..!! نحن نتشارك نفس الحيـرة :والله لاتدور الشورة عندي لو بقدر أفيدك كان فدت عمـري ...
فياض بعدم فهم :انت و ش تخربط ..
بتال :نصيحتي لك دام هذا رأيك أقصر الموضوع من بدايتها لاتطمع يافياض وتحسبك بتقدر تدبر عمرك والله غير تطيح بحيرة وورطة أشد من اللي تحس فيه اللحين ..
فياض :وهذا رأيي بعد .. نقصر الموضوع من البداية ..
بتال يكمل وكأنه يتحدث عن نفسه :بكرة بتلقى نفسك وسط نارين لأنت مخليها تجيب الولد ولا أنت مطلق سراحها وراحمهاا ..
فياض الذي كشر من شرحه :أنت وش تخربط ..
بتال ينهي الموضوع :أقول هذا بلى أبوك ياعقــاب ...
أنتهى المـوضوع هناا
وفياض مازال بحيرته كيف سيواجه والده بفسخ خطبته منه خــزام ..

وبتال تأججت مشاعره بالقضية الذي فتحها فياض أمامه وكأنه يشرح وضعه الذي يحـاول أن يقصيه عن تفكيره دائماً ...
وفكرة الخلفة من جـوزاء المعلقـه ..
فهو لديه أبناء ولكن لايوجد أمراءة لاتريد أن تكــون أم
وحتى لو أحبته جـوزاء لن تتخلى عن الأمومة من أجله ...
وهو بالتأكيد ليس من ضمن حساباته أنجاب طفل لايعرف على من سيظهر وبه عـرق لايعلم مصدره ...
رن هاتفه بأسمها وكأن تفكيربها أستدعاها:هلا .. وش بعد ..
ماشاءالله مابقيتي للعرب شي كل اللي بالمواقع شريتيه ..طيب فهمت فهمت ماصارت كلمة زلينا فيهااا ...
وأنهى الأتصال معها ليتصل بالحارس :الوه ياصبري حاسب أغراض جت عندك وأرسلها للبيت وقولوا للخدم يوصولنها جناحي
ماأن أنهى الأتصال حتى تذكر أمر ما جعله يعيد الأتصال على عجل :ياصبري جناحي قسم الخاله شعاع ....ايه ايه الله يبارك فيك صح النوم ياصبري وأنهى الأتصال ..
ليغلق فياض هاتفه هو الآخر ويسأله بتندر :ايه خايف تروح الحاجة لأم حاكم وتصول وتجول ...
بتال :أبعد عن الشر وغنيلة ...
وأستمر الحدث طويلاً حول الأمر وأمور أخرى ...
حتى بعد أن صعد لجناحها ليرى ماطلبت ...
طرق على باب غرفتها ..وسألها بتهكم بعد أن فتحت :هاه ورينا أبو ألف وشوي ...
تركت له الطريق ليلقي نظرة على المفرش الجديد ثم عليها ..
وأشار لزخارف الممتدة على طول المفرش :هذا وش ...
جوزاء بتعجب هي أشترت اللون الداكن وغير مقتنعه فيه حتى :وش !!!
بتال بضيق :وردي ..
جوزاء بصبر ربما هو حقاً لايفقه بالألوان :لاا هذا لحمي ..والخلفية كلها رمادي ..يعني لون قاتم ..
مايستنقص من رجولتك ..!!!
بتال الذي ألقى عليه نظرة أخيرة ثم أعاد نظرة إليها وهو يتأمل بالبجامة الناعمة التي ترتديها :أشبعي فيه ..
وتركها خلفه ودخل غرفته ..
أغلقت الباب بكل هدوء ...وهي تقسم أنها لن تعود للحديث حتى معه مرة أخرى ..فهو مصاب بلوثه عقلية ...تخشى أن تفقدها تعقلهااا ..
رن هاتفه بنغمة الواتس اب فتحتها لأنها لاتريد التفكير بالموقف
أكثر وتتمنى أن تجد مايشغل بالها بعيد عنه ...
(ياليت العلوم اللي على خاطري تاصلّك مثل ما طيوفك فـ آخر الليل تاصلني ..
وتحته كتب :ماعفت جوارك ...لكن ماتبيني وأنا مأبي أكسرتس ..
والمفرش ماصار له قيمة لين يتلحفتس ..ولا قبل مايسوى بعينــي شي )
جلست بعد أن كانت واقفة ..حسناً متفوق أنت بالمراوغة يابتال ...
هل تعتقد سأخبرك أني وضعت شرط وأنت من لم توفي به كلاااا ...
لن أذكرك وكأني من تنتظرك بتشوق ..بالعكس أنا أستلذ ببعدك ...
ولم أغير مفرشي إلا أتقاء لشر لسانك ..
ولكن هل سأستطيع أخبارك هذا ...
ولما تفكرين برد وهل رديتي على رسائلة من قبل ..دعيه يفهم مايشاء ...
وعند هذه الفكرة أغلقت هاتفهاا ونامت ...

××إذا ماجابك الشوق..لاتجيني خلك الين ما الشوق يجيبك لاتجي تجاملني وانت ماتبيني! كمل غيابك وابعد اليوم عنــي ..××
بالسجن كان مستلقي ويده أسفل رأسه ويفكر بالبعيد ...
مراهق بالخامسة عشر وحفلة نجاح لاتناسب شخص راسب ...
ووالده حذره أن لا يخبر أحد بأمر رسوبة وكأنه أمر عار يجب تخبأته كانت كل الأجواء ضده ..
وخاتمتها الفتاة الممتلئة بفستان جميل وشفاه مطليه وعين مكحلة ...!!!
وترسل له بمكان فارغ من سواهمااا ...
هل طلبه قبله أمر شاذ ..حسناً كان على أحدهم أن يوصل لهم الدرس ...
هيا لن يكون مثالي لقد أراد تجربة الأمر أيضاً !!
مازالت يتذكر لسعات عقال والده تلك الليلة حين وصله الخبر ...
وتحذيرة المجنون من الأقتراب من بنات أخته ...
وحينها وضعها بذهنه !!
لم تكن الأجمل ... ولكن الأكثر أنثوية ..
وسلاطة لسانها بعمرها صغير ..فكم ألجمته وجعلته يدور حول نفس غير قادر على الرد إلا بيده .. وأبنه أخ غادة عدوته الأولى بذاك العمر المضطرب ...
كلها أسباب جعلته ترسخ بذهنه ...
بطريقة سيئة أو جيدة هي علقت هناااك ...
ناداه أحدهم ليقطع سلسلة ذكرياته ...
وسأله بجلافة :الحصني تبي شاهي سكره مضبوط
هجرس بأنزعاج :لاامأبي عساك لسكر ...
:وش فيك قلبت علينااا بوش تحلم (أحلام اليقظه )
هجرس :رحلة الشوق تحداني..شرها ماتعداني
والهوى بان عذروبة ..الهوى لعنبو حيه
داهمتني طوارية ..لهفة الوجد فتاكة
تفقد الهايم أدراكة ..
الآخر بأندماج :اخص يالحصني تعشق ايييه لنا الله ...
هجرس بغيض :ليه وش ناقصني ...
الآخر :ناقصك الحرية هههههههههه خل الهواجيس عنك وعطنا من علومك ...يوم صدت الذيابه عشان تثارى لعمك وش صار بعدهااا ...
هجرس بتكشيرة :بعدها علومن مالك صالح فيهااا بس جدي طاح فيني أصلخ الذيابة في مصلخ بيته وطردني ...وطلعنا من العمران ودفناااهااا ويدقون علي الحكومة وأزحلقهم ويدقون وأزحلقهم ويطبون علي ويقبضون علي ...
قادوني قود للحبس ..
الآخر بحماس :ايه وكيف طلعت منه نعنبوا حيك من وين جتك كل هالسطوة تصيد ذيابة المحمية ..
هجرس يحك مؤخرة عنقه :عاد هذي عوايدنا لازم نأخذ بثارنااا وعزتي للعمي الذيب إذا ماخذت بثاره من بيأخذه كلهم نظامين أنا وياه الأثنين المرفوع عنا القلم ...
الآخر بحماس :بس سالفة عمك صدقية ولا أرنب (كذبة ) وتسوقها علي ..
هجرس يعتدل بجلسته بعنف :أبك حنا عيال هجرس أفعالنااا تشهد لنااا
مايحتاج أتسذب على ردي مثلك عشان أرفع علمي ...
قم قم عني هناااك ...وركله مع ساقه ...
ووقف على الباب لينادي :ياولد يالعسكري يالبناخي ياولد العم ..ياولد خالي ... ابك العرب كلهم شدوا
ماعاد أحد يرد علينااا وأخذ يقصد :شدوا ويمتهم جنوب عن الديرة ...وأقفوا وأنا قلبي من الهم مرضاني ...
أقفت مراكبهم إلا يالله الخيرة ..وعيني تفيض الدمع من فراق خلاني ..
لينفتح الباب بشكل مفاجيء ويخبره العسكري :تعال الضابط يبيك ...
هجرس بحماس :بس جاء الفرج أكيد جاني عـفو ..
لتتحطم فرحته حين أخبره الضابط أنه سينقله لعنبر آخر وأعطاه مهمة جديدة ..
هجرس بأعتراض :لااا أنا ماني مرتاح هالمرة ... بتجلسون تنقلوني من عنبر لثاني وياهجرس طلع الهرجة من هذا وعطنا علم من ذاك لافكني ماأنا عاد متعاون معكم وبتعاقبوني عاقبوني ..
الضابط الذي فاده هجرس سابقاً وهو يتأمل شبابه وصغر سنه قال بصدق :ياهجرس أحسنلك نفذ مهمتك وتوكل على الله عش حياتك بعدك شباب بتنحبس سنة وثنتين ويروح عمرك عهد علي تطلع قبل رمضان بس نفذ هالمهمة ...
هجرس الذي تحمس مع الفكرة :طيب خلني بفكر .. وأقلبها براسي .. للحين سحبتكم علي مانسيتهااا..
الضابط :ماسحبنا عليك بس أنت خالفت أوامرنا وللحين معطينك فرصة والمهمة الجديدة تافهة ...ماهي مثل الأولى ومايحتاج لها عنف ولاا وجع راس ..
هز راسه بتفهم ولم يعطيه كلمة أخيرة سيفكر يوم وأثنين قبل أن يعطي قراره حتى لايفكروا أنه متسرع على الخروج ويستغلوه أكثر ...


××اطري على باله او ماني على باله ؟
سؤال في كل ليله اسأله نفسي !!××


****

حين حضر كان يعلم جيداً أنه سيجدها تغط في نوم عميق ..
ركع جوار السرير من جهتها .. حيث كانت نائمة ..
أزعج نومها بتحريك يده على خدها بدوائر وهمية يعلم أنها ستستيقظ على أثرها فهي ليست من أصحاب النوم العميق ...
وفعلاً فتحت عينيها لتمنحة أبتسامتها الجميلة .. وكأنها رأت الشيء الأجمل في حياتها ...لتجلب التكشيرة لوجهه ...
كيف أصبح بهذة السرعة الشيء الأجمل بحياتها ..
كم مشاعرها سهلة التقلب ...
فزة بتأثير النوم :الحكم أنت صدق جيت ولا باقي أحلم ..
الحكم ومازال يركع جوار السرير :وأنتي متعودة تحلمين فيني ...وحين لم يجد رد أخبرها : لاجيت وجبت لتس هدية ...
فزة تجلس بسريرة بثياب نومها الفكتورية التي أضافت لها أطلالة سحرية بعينية :وش هي .. جيتك أحلى هدية ...
رفع كيس بيده لتنبعث منه رائحة الدم الكريهه
تراجعت بسريرها بجزع ..
ولم تفته لمحة الذعر بعينيهاا وكأنها فهمت مايحوي الكيس ..
الحكم بتشدق وهو يهز الكيس أمام عينيها تفتحينه تتأكدين من شروطتس ...
فزة بهلع :هاه وش هو ..الحكم وخره ماأبي أشوف شي كنت أكذب عليك ماأقواهن ماأقواهن ..
الحكم يثبتها مكانها :لااا مايصير تسذا لازم تشوفين شروطتس بعينتس ... ورفع أولاً مخلب مقزز بأظافر شنيعة ..وهو يهز أمام عينيها وببرود مخيف :مخلب الضبع ..
ثم أخرج قنينة صغيرة مغطاه داخلها شي لايكاد يرى :ناب حية ...
وأخيراً هز الكيس بداخله شي نتن الرائحة أسود اللون وتحيطه الدماء :وقلب الذيب وش رايتس ..
قفزت من السرير بتعثر للحمام لتفرغ مافي جوفها والدوار يفتك فيها والقشعريرة تغطي جسدها قالت له وهو الذي لحقها للحمام ومازال الكيس بيده :بعدهن وخرهن ماأبيهن والله ماأبيهن ..الحكم فكني من شرك خلاص والله ماأتعرض لك ...أنا أختك أختك ماأبيك لاتقربني ولاأقربك ...
الحكم بتلاعب :لاا مايصير ماهو بعد ماحققت شروطتس ...
فزه وهي تصيح بذعر :تكفى يالحكم والله توبه توبه ... والله ماأذيك ولاأقرب منك والله لأسمع كلامك ..
الحكم من مكانه على الباب :زين عرفتي قدر نفستس يالله أطلعي ولاعاد تقولين أسم الله بالحمام ...
وخرج من الغرفة .. ليرمي الكيس بزبالة المطبخ ويعود للأعلى ولم ينتبه للأسماء التي نزلت لتعد لنفسها كوب قهوة يساعدها على الدراسة ورأت فعلته ولم تفتها الرائحة سيئة ...
ولأنها مشغولة بالدراسة جداً وجدت بنفسها الفضول الشديد لترى مايحتوي الكيس ...
أرتدت قلفز وغطت أنفها بأحد فوط المطبخ وأخرجت الكيس لتهزه أمام عينيها وعقلها المتشنج بعد المعلومااات العلمية التي درستها طوال الساعات الماضية جعلها تتوصل لنتيجة واحدة ...
الحكم قد قتل أحد وقد قام بتــفريق جثته بزبالة ..
ومن سيكون غيرهاا ..بالتأكيد فزة !!!
أسقطت الكيس بزبالة مرة أخرى ...وألحقت فيه القلفز والفوطة ..وركضت للمجلى لتغسل يديها بالمنظفات ...لتسرع مرتجفة
حيث جناح الأثنان .. والذي يحتوي ثلاث غرف ..غرفة الحسن السابقة فهو قد تركها بعد زواج الحكم ..غرفة حاكم أبن بتال والغرفة الثالثة لهما ..
طرقت على الباب بحدة حتى فتح لهاا ويبدو أنه ماأن صعد حتى توجه للحمام ليستحم ...
لأنه خرج عليها بمعطف الحمام ...
الحكم الذي أزعجه صوت الطرقات السريع والمريب :خير وش فيتس ...ولدتس فيه شي ..
أسماء التي لم تلاحظ أنها تنتهك خصوصيته دفعته ودخلت بطريقة فجة وهي تسأل :وين فزة ..
الحكم الذي أستغرب سؤالها قال بوقاحة :أكلتهاااا ...
أسماء بعصبية :البنت وين هي ..
الحكم يتكتف :وش دخلتس ...
أسماء :أقولك البنت وينها ..
فزة التي كانت قد عادت لنوم رفعت اللحاف وخرجت من تحته لتسأل بنعاس :يا أم فياض أنتي وش فيك هاجمة علينااا عسى ماشر ..
أسماء بقت تحدق فيها وبلباسها الليلي الفكتوري لتسألها بعدم تصديق :أنتي طيبة مافيك شيء ..
فزة التي لم تفهم سبب قدومها لكن وجدت فرصها لتنتقم من الحكم الذي تسبب لها بالذعر الشديد :والله أني هه تعيبانه شوي معي ترجيع ..هجستس (بأعتقادك )أتوحم ...
أسماء التي تفاجئت بمظهرها وحديثها لايبدو فيها أي شيء ...
الحكم بأنزعاج من تلميحات فزة الوقحة والتي ستصل لأذن والدته وستبدأ جوله جديدة من الضغط عليه :كان خلصتي وتأكدتي أني ماأكلتها فارقي برقد !!
أسماء شعرت للتو بسوء موقفهاا ومظهر الأثنين .. وكيف قد أعتدت على خصوصيتهم بهذة الطريقة قالت لتبرر موقفها :كله منك أنت والكيس اللي رميته بالمطبخ ...
الحكم بلا أهتمام :ايه ورثتي المهنه ..
أسماء التي فهمت تلميحه خرجت وهي تعتذر من فزة :معليش فزة أعتذر وعلى فكرة لبسك مرة حلوة ولابق عليك ...
وخرجت ليغلق الحكم الباب خلفها ويعود بنظرة لفزة التي مازالت تجلس بسرير ..وكأن أطراء أسماء يجعله ينظر لها من جديد أجل لباسها جميل جداً اين ذهبت تلك الألبسة المريعة والمخالفة لذوق العام ...
فزة بأبتسامة سخيفة لتخفي أنكشاف أمرها :هاه والله أنه من برزان بس أسماء بترفعلي شوي عشان طبت علينا تالي الليل ...
الحكم أقترب منها بكل بساطه ليسحبها حتى أحنى رأسها وصدرها على ركبته ليقلب حافة لباسها من خلف العنق ويقرأ أسم الماركة: وذكرها لها *****ساخراً صار لهم فرع ببرزان ...
فزة التي وجدت نفسها بموقف محرج أعادة ترتيب شعرها وهي منزعجة من طريقته العنيفة التي أستعملها ضدها :اسمع ياولد عقاب أنت رجالاً والنعم بس تستخدم قوتك ضدي وأنت رجالاً الله معطيك القوة والفتوة وأنا بنتن ضعيفة هذا مايرضي الله ولاعباده ..
الحكم وهو يجلس وقد ثنى قدمه أسفل :الكذب مايرضي الله بعد ...
ليه تهولين بعمرتس وتخوفيني ...
فزة لتخلص نفسها :هجرس قالي أختبري عمي هو رجال أجودي ويرضى فيتس عشاني ولا مايهمه غير المظاهر وعينة زايغة ...
الحكم ساخراً :وكيف عساني نجحت بالأختبار..
فزة لتتخلص منه:أخذت الأول بس فكني من شرك بهاليلة .. مابقى مصيبة ماحلت على راسي ...أمحق شوق اللي أشتقناه لك ..
الحكم لم يعلق على جملتها :اخمدي نامي ولاأسمع لتس حس ..
فزة بملل من الليل الطويل:بسهر على التلفزيون ..
الحكم يدفعها لتستلقي :انثبري محلتس توتس تذكرتي السهرة يوم جيتس وأنتي نايمة كملي نومتس ..
فزة تعود لتجلس :وش أسوي حنا شتاء والليل طويل لمتى بنام ماني راعية نوم واجد ...
الحكم بتحذير وهي يبتعد لأرتداء ملابسه وهو تراقبه ببرود لاتحيد بوجهها حتى :دامني جيت وتعبان ماأبي أزعاج ولا ترى بطردتس برى الغرفة ودبري عمرتس ...
فزة أستسلمت لأمرها أستر من الفضائح في هذا الوقت المتأخر من الليل وشماتة فهدة وباقي السلفات فيها ..


××كن الليالي قبل أعرفك أعوام ..وكل الليالي في حضورك جميلة ..××



***

أسماء التي عادت لغرفتها غير مصدقة أي حماقة أقدمت عليها وصنعت لنفسها هذه الفضيحة كيف تجرأت ودخلت على الزوجان بهذة الساعة المتأخرة من الليل ...لحسن الحظ أنها فزة المتسامحة
لو كانت أحد زوجات أخوتها الآخريين لوقعت بفضيحة تاريخية .. وستتنقل بين الناس وتنشر عنها كيف أنها شبية لأمها وتهاجم غرفهن بوقت متأخر من الليل ...وربما أضفن لأن زوجها فر وتركهااا
تريد أن تفسد على الجميع لياليهم ..
عادت لدراسة ولكن يفوتها الكثير لاتستطيع التركيز ...
فتحت هاتفها لتتصل بخزام تسألها عن سؤال آخر :معليش خزام أزعجتك بسألك صفحة ....
وحين عجزت عن الفهم طلبت منها :خزام تكفين تعالي خلينا ندرس سوى والله محد داري عنك وكل واحد بغرفته وهاك يانوم أنا وأنتي بس اللي سهرانين ..
وبعد ترجي وآخر رضت خزام ..نزلت للأسفل لتستقبلها ولاحظت وجود وسام الذي غادر ماأن دخلت ..صعدتا مباشرة لغرفتها وبدأن بالدراسة ..
ولكن خزام كانت تعبث كثيراً ...
وتسألها عن هذا وذاك من محتويات تسريحتهاا وحين تفكر بالطلب منها الهدوء تتذكر هي من طلبتهااا لتدرس معهاا
وإلا لبقيت الفتاة في منزلهااا ..
كم هي فتاة عابثة ... وآخر أهتمامها أختبار الغد هذا مافكرت فيه
هي ستموت لو نقصتها درجة ولكن خزام تبدو لامبالية ..

من جهتها خزام التي كانت تختنق من جو المنزل والدراسة الممل
وجدت نفسها بعد جرأة وشجاعة بسيطة منها في القصر وبغرفة أسماء التي حصل لها وأن عادت لرؤيتها لتلمس كل مأرادت لمسه
سابقاً ...حقاً مكان رائع للدراسة ..
لو درست كل يوم هنا بالتأكيد ستنجح بدرجة مبهرة ...
ومر الوقت سريعاً حتى حين أقترب الفجر طلبت من أسماء بهلع أن تساعدها لتنزل قبل أستيقاظ والدتها وأنكشاف أمــرها ..
***
الجو بارد حتى بات الندى متجمد على أوراق الأشجار ولكن الحرارة بجوفه تجعله قادر على مواجهة هذ الجو ..وبمساعدة عبائته الصوفية الثقيلة والنار التي أوقدهـا..
والشيشة التي يشفطها لداخل جوفه وهي التي دعته للجلوس بالحديقة بهذا الجو فما أن خرج من الشالية أصبح
لايوجد مكان ليشيش فيه سوى حديقة البيت ...فهو يأمر أحد العمال يجهزها له بعد منتصف الليل ويزيلها قبل الفجر ...
كان يسبح في خياله ومحادثة شديدة من طرف والده الذي يبدو أنه قد أستنبط موضوع تردده بأمر الخطبة ...
وخلاصة الأمر حتى لو كنت أشد الخلق محبة لقلبي
فلن تكسرني بأمين ...
فأنهائك الخطبة يعني نهايتك بحياتي ...
أخرج من منزلي وحياتي ولاتعــــد ..
فأبن عاق مثلك لاأهمية لوجودة بحياتي ...
شفط كمية هائلة من خرطوم الشيشة قبل أن يفلتهااا ليتراءئ له ..خروج أمرأتين من قسم فهدة ...
حدق غير مصدق أي نساء سيخرجن بهذة الساعة ..
رمى الخرطوم وتوجه لهما مباشرة وماأن أقترب حتى تبين الأثنتين
ولايوجد حدود لغضبة تلك اللحضة ...


××الله من هجوس في خاطري مكنونه..اسهر معاها ليل الشتاء واحداني..أضحك لها مره .. والكبد مطحونه..ومرات أتوجد.. رحمك الله يازماني ××


***
كان قبل الفجر بساعة حين أخبرتها خزام أنها تود العودة للملحق ..رافقتها لتوصلها فهي لم تكن لتتركها تعود لوحدها بهذة الساعة ..
كان كل شيء يسير بسلاسة من المفترض أن توصلها وتعود هي وينتهي الأمر عند هذه النقطة كما وعدتها من أين لها أن تتخيل
أن تتواجها مع فياض الذي يبدو ألتقط تواجدهم بشكل مبكر ...
فمن سيجلس بالحديقة بهذا الوقت المتأخر جداً من الليل بدرجة الحرارة المنخفضة ...
ولكن العبائة الشتوية الرجالية التي كان يرتديها والنار التي أوقدها أمامه تحكي سر صموده بهذا المكان المكشوف بهذا الجو الصقيعي ...
فياض بحدة :أنتن وش تسوون هالساعة من وين جايات
أسماء بقلق وهي تلاحظ تراجع خزام لتقف خلفها تحتمي فيها وهي التي وعدتها أنه لن يعلم أبداً بأمر بقائها معها :من وين يعني من غرفتي وبرجعها بيتهااا ..
فياض بعصبية :وتذكرت بيتها هالساعة ..هذا وقت ترجعين فيه بيت أهلتس يامحترمة ..
أسماء بصدمة من عبارته :فياض وش فيك تراه جايتني ماطلعت الشارع وجالسات ندرس مو نلعب ...
فياض بفورة غضب وهو يحرص على يديه أن تبقى بدفئها داخل عبائته لأنها لو خرجت لأحدثت أضرار ليس من السهل مداراتها :ارجعي غرفتس فوق يالله وأنتي لتس كلام ثاني بعد ...
أسماء التي حاولت الصمود لتوصل خزام كما وعدتها بعد الصرخة التالية كانت تفر تاركتها خلفهااا ...هي لم تتركها لوحدها ...فياض بالتأكيد سيعيدها لمنزلهااا ..لاتعتبر هذه خيانة أليس كذالك ...
هو بالتأكيد قادر على ضربي أو أيذائي ولكن هي لااا ..


خزام المرتجفة تحققت لها أسوأ مخاوفها كانت تعلم أن هذا سيحدث منذ خرجت من الملحلق تحت ألحاح أسماء لتأتي وتدرس معها
عملت أنها ستصل لهذا الموقف بطريقة أو أخرى ...
أسماء أنكرت وأخبرتها بأستحالة حدوثه
ولكنها تعلم جيداً سوء حظها معه وكيف دائماً يمسكها بالمواقف الخطأ ...
لم يوجه لها أي حديث بعد فرار أسماء والأنكى لاتستطيع لومها
أمرها أن تتقدمه كان يسير خلفها تعلم هذا جيداً ..
وعلمت بسوء خيارهااا فهي لاتستطيع توقع خطواته ..ولكن من ماذا تخاف أليس كذالك فقط سيسير حتى يتأكد من أمر دخولها المنزل وسيعود ... ولاتهتم بهذة اللحضة سوى بهذة النقطة ...
كان صامت ولكن صوت خطواته خلفها واضحة والأوضح بالنسبة لأذنيها هو صوت خفقات قلبها المذعورة ...
للحضة شعرت بشيء ينقض عليهااا ..
كفريسة أنطلق عليها الحيوان المتوحش أنكمشت على نفسها...
ولم يكون سواه ..حين سحبهااا لحضة عبورهم النخيل وألصقها بنخله خلفهاااا ...كان يحشرها حرفياً لنخله ..جذب غطاء وجهها ..ومزق أزرة عبائتهاااا ... أنكشف كل شيء جسدها وجهها وشعرها تساقط من حولها وهي تنظر له بوجه متجمد من الصدمة ...
وهو يقول لها بكل عته :شفتي كيف يالله دافعي عن نفستس وين أسماء تحميتس ..!!!
وأكمل متشدقاً وهو يمد يده ليبعثر شعرها :هااه لمستس ولاأنتي حلال لي ولاأنا محرمتس !!!
من بينقذتس اللحين مني ...
لم تصدق مايحدث معهااا ..كيف تجرأ على التصرف معها بهذة الطريقة مهما كانت أسبابه حتى لو حاول توصيل درسه الأحمق لها ...
لقد شعرت بلمسته بأستصغاره لهااا وتواقحه عليهااا ...
لم يكن سيفعلها مع أخرى فسيخشى عائلتها ولكن لأنها هي ...
المسكينة الخانعة التي لاظهر لهااا ..
تباً لها ولمشاعرها الحمقاء التي أنقصت من قدرها بعينه ...
تريد صفعة بل الأنقضاض عليه بأسنانهاااا ...وألف تحذير قد رن بذهنها من قبل من والدتهااا في مثل هذه الحالة ...
لاتدافعي عن نفسك بصفع الرجل .. لاتهيني كرامة الرجل ..أليس هذا المقصد من عدم الصفع ..ركلته بكل ماأستطاعت مع مقدمة ساقة وساعدها البوت ذو النوعية الرديئة الذي ترتدية والذي يتميز بصلابة مقدمته ...وهي تصيح بوجهه :أنت وصخ مثل ماقالوا عنك ... المفروض كنت عرفت نوعيتك من وقت ماشكيت بأختي الطفلة ...لأن الخسيس دايم يعتقد كل الناس مثله ...
أكرررهك أكرررهك ..

××كسرتني وأقفيت والوضع عادي..ما كنّ لي خاطر ولا كنّ لي قلب××

وركضت للملحق ودفعت بابه الذي تركته مفتوح ودخلت ...
لتجد والدتها خلف الباب لتصفعهااا مباشرة وهي تنهال عليها بالضرب :ايش طلعك ياحيوانه هيدي الساعة أنا أيش حكيت لك من قبل ....
ولم تحتاج أن ترفع صوتها كثيراً لأنه حتى صوت الصفعة قد وصله وهو يكتشف غطاء رأسها الذي تركته خلفهاا على الأرض ...
تباً لك ... هل هذا الدرس الذي أردت توصيله لهااا لقد فشلت بالكامل وتسببت بكارثه أكبر ...
قد تصل لمسامع والدك قريباً ... وأي سوء ظن ستلوكه الألسن
أنت وهي قرب الفجر أمام بيتهاا ...
غادر المكان بسرعة فهو لم يعد يحتمل صوت ضرب والدتها لها والأنكى قد لايستطيع كبح نفسه من التدخل وتحويل الموقف لأكثر قباحة وسوداوية ...
لم يستطيع الصبر أكثر كان ينتظر والده بالصالة السفلية لمنزل فهدة حيث يعلم أنه سيعبر للخروج بعد دقائق للمسجد لصلاة الفجر ...
عقاب الذي تفاجيء فيه لم يعلق ...
تصاحبا بالسيارة ليخبره :اليوم بنملك ..
عقاب الذي أعطاه نظرة لم تريحه :خير ان شاءالله ...
عادا من الصلاة ووالده مازال على نفس الوجوم ...
ولم يتغير بملامحه شيء ... وتذكر أمر كان يخبره فيه حين كان طفل
حين ترتكبون أمر سيء أرى بحلمي ماينبأني بسوء يحدث معكم لأعرف ماهيته ولكن أعلم أنكم أرتكبتم خطأ أو معصية ما فعل لايرضي الله ثم لا يرضيني ...

××لو إِني قدرت أَصبر على زلته وارفاه ماسارت قدم رجلي وأَنا قلبي خلاافي ".××

****
بعد أنهيار طويل تحت الدش خرجت بوجهها الذي يحمل آثار عقاب والدتها لها لتبدأ بأرتداء ملابسهاا ثم تصلي وبعدها تستعد للكلية ...أختبارها الساعة العاشرة بقي عليه الكثير ولكن ستخرج من اللحضة فهي غير قادرة على البقاء أكثر .. ومواجهة نظرات والدتها المتهمة التي لم تدع له أي فرصة لتشرح ...
أن وسام من وصلها وأنها ذهبت لأسماء وليس له هو ولكن كيف ستقنعهاا ..
فتحت علبة الفانديشن الكريمية ودهنت وجهها بطبقة كثيفه منها ومازالت أثار صفعه والدتها حمراء على خدها الأيسر .. وصفعه مشابهة أسفل خدها الأيمن ... فهي أبت إلا أن تضع توقيعها على الأثنين ...
مع عدت ظربات بعصا المكنسة على ذراعها وساقها وحتى لو تسببت لها بكدمات لن تتضح أسفل ملابسها ولكن مافي وجهها هو مايجب ستره ..
خرجت بعد أن أرتدت عبائتها ... تقابلت مع والدتها التي تعد طاولة الأفطار ..
رضا بحنق :أيوه شمقي فيه .. خليه ينفعك ..اللي ترخص نفسها في بداية حياتها راح تبقى طول عمرها رخيصة ..
خزام تغضن وجهها وترتدي نقابها وتخرج .... لن تتفهمها شرحت ألف مرة لم أخرج من أجله قابلته صدفة ...ولكن هل ستصدقها والدتها وهي من رأتهما معاً وهي بمنظرها ذاك ...
طلبت من السائق أن يتوقف أمام أحد محلات القهوة الشهيرة ليبتاع لها كوب منها ...
حين وصلت كانت الساعة السابعة ونصف تبقى الكثير على أختبارها .. وهي تشعر بالأرهاق والأنهيار من كل ماحدث معها ..
والأسوأ تلك الفتيات اللاتي يجلسن على الطاولة المقابله لها الفتاة البدوية التي كانت ستخبطها لها والتي حين أخبرت أسماء عنها وبختها قائلة هل هي حمقاء أنها أخت عبير !!!!
هل تدور الدنيا حول عائلته وأقاربهم ..
لما يتواجدون بكل مكان حولهااا ..هي تهرب منهم بالمنزل لتجدهم بمكان دراستهااا ..وهذة المغرورة لما تنظر إليها بتقزز ...
جلست رفيقتها الجديدة على الكرسي المقابل :خزام ماعرفتك ايش هالكشخة يابنت واااو ياجمالك ...كل هذي كشخة للأختبار ..
خزام وهي تعبث بكوب قهوتها الذي برد :نوعاً ما ..ايش عندها هذي ماتشيل عينها من عليناا بجيحة ...
راما بلا أهتمام :مو أنتي المقصوده أنااا
خزام بأستغراب :ليه مابينكم شي ..
وفكرت أنهم الأثنتان التي تنافستا بتفكيري وتفكير أسماء كخطيبتان له .. لم تكونا تعرفان بعض حتى ...كيف أصبحتا عدوتين ...
راما وهي تشرب من قهوتها الباردة التي حضرت فيها :سالفة طويلة مختصرها أني الجانب السيء أو المظلم من عائلتها ..
خزام بتعجب:أنتوا أقارب ..
راما تهز رأسها بنفي :على مستوى أوسع من القرابة يجمعنا أسم واحد ...
خزام :آآه بس كيف مو هي من الصوارم ..سألت بشك :أنتي بعد ..
وهي تفكر أرجوك كلا ليس أنتي أيضاً..
راما تقلب عينيها بملل :لاتسألين ماأحب أتكلم عن الموضوع ...أسمي راما عبدالله وبس مايهمني وش بعده من ألقاب ..
خزام رغم كل ماحدث معها ولكن راما أيضاً من الصوارم لاتستطيع تجاوز الأمر بسهولة :أنتي من الصوارم ..أسماء صديقتي من الصوارم تعرفينهاا..
راما بأنزعاج :أسماء بعد !!!
خزام بشك لو كانت منهم لعرفتها تلقائياً :ايه حتى أبوها معروف ..الشيخ عقاب بن نايف ..
راما تطوح برأسها للخلف :على قولة أخواني ياليل البعارين !!
خزام :كيف يعني ..
راما تصفع خدها بدرامية :ياحظي الأسود ..
خزام بدهشة من تصرفاتها :منجد يابنت أيش فيك ..
راما تقف بحركة مفاجئة :خزام باااي وأنسيني ارميني بسلة المهملات من ذاكرتك ...
خزام تهز رأسها بأستنكار .. يوجد بالحياة ماهو أسوأ من ليلة أمس بالنسبة لها يبدو أن قضية راما التي طلبت منها أن تنساها لمجرد معرفتها بأسماء وأنها ابنة عقاب ...
حسناً راما أنا أشاركك نفس الشعور أريد الفرار من هذه العائلة وياليت لدي القدر على رميهم بسلة المهملات من ذاكرتي والعيش مثلك بسعادة ...
أسماء التي بحثت عنها كثيراً سألتها بشك :ليه كاشخة !!
خزام بتكشيرة :لأن أمي سوت بوجهي حلبة مكالمة ..
أسماء بعيون ذاهلة :ضربتك ..من جدك ..
خزام بحنق من برود أسماء ماذا أعتقدتي حين تركتيني وحدي له :ايوة شافتني *** مع وكبحت اللفظة السيئة اللي كانت ستقولها ..
أسماء بشك :كنتي بتقولين سبه صح ... وش قالك هاوشك صح ...
خزام ماعليش منجد والله ماقدرت أرتاح من بعد اللي صار طيحتك بورطة مع فياض وأمك .
خزام بأنفعال :تستهبلين ورطة ايش أنا أمي تتهمني أني رايحة له ...
أسماء بشهقة تضع يدها على فمها لقد كانت تعتقد أنا خزام تعيش بحرية أكثر منها ولكن ماذا هل تتهمها والدتها تهمة شنيعة كهذة كم تبدو مشابهة لأمي بهذة اللحضة :ياءالله طيب وش نسوي ..
خزام تتكتف :أمي مضطرة عليها لأنها أمي وماألومها لما شكت في بس أخوك أكرهه الحيوان الحقير ..
أسماء بقت ذاهله وهي ترى منظر خزام الغاضب مالذي فعله أو قاله حتى تصبح خزام التي تبحث دائماً له عن الأعذار وتلمع صورته حانقة عليه لهذة الدرجة :طيب هدي هدي .. وصمتت لثواني :خزام انتي عارفة فياض من قبل ماتوافقين عليه ..
خزام وعقلها يعيد الموقف تكراراً ومراراً حتى لايكاد يفارق عقلها وعبارة والدها عن الرخص تختم المشهد وهي توافقها نفس الفكرة أجل كنت سهلة جداً بالنسبة له حتى أصبحت رخيصة :اشوى أنها موافقة بس وأقدر أغيرها الحمدلله ماصار بينا شي جدي ..
أسماء صمتت ماذا هل ستدافع عنه ...إذا كانت خزام المولعة به قد تحدثت عنه بهذة الطريقة فهو أستحقها بالتأكيد ...

زعّلتني منّك .. وصدّيت عنّي ولا جبت لي عذرك ولا هاتفي رنّ ماني بخاسر شي لا رحت منّي انت اللي خسران أولًا وأخيرًا .


*****

أستيقظت على يد تهزها بعنف وصوت عمتها الحاد يناديها بإلحاح :ياسمين ..فله الزفت قومي ...حسبي الله على أبليسك كان بتفشليني مع الخلق ...
فتحت عينيها غير مصدقه مالذي تريده منها :خير ياعمة وش فيك غازيتني بعقر داري ....
غادة بغضب :ياسخافتك ياشيخة توك فاتحه عينك وتتفلسفين قومي أنهجي علي ...خويتي تحترينا ..مريولتس وين ...
ياسمين تجلس بسريرها :بسم الله الرحمن الرحيم...اللههم أن كان سحر فأبلطة مريول وش ...عليك حرارة ياعمة ..
غادة تسحب من فراشها قصراً وتدفعها للحمام :أنا وش مرسلة لتس ليه ماتقرين رسايلي من الساعة عشر البارحة مرسلة بكرة بنروح للمدرستس طلعت وحدة من الأداريات خويتي وتضبط وضعتس تدرسين هالترم واللي فاتس الترم الأول تأخذينه صيفي ...
خرجت ياسمين بدون أن تغسل وجهها :لا ماني دارسة برمضان
عادت لتدفعها:غصب عليك ماني مضيعة واسطتي ..سعد اللي قالي تفاهمي معه ....
ياسمين تخرجت بعد أن نظفت وجهها وأسنانها :والله شاكه فيكم ليه مستعجلين على دراستي مروى ومسك نايمااات ليه أنا أروح ...
غادة :البسي بسرعة بتحراك بسيارة تراه كريم لاتطولين علي هذا هو عند الباب ..
كان ترتدي ملابسها بضيق أي مدرسة بعد أن تأقلمت مع أجازة طويلة المدى ... وبمنتصف الفصل أي أنها ستنضغط بالدراسة الأيام اللاحقة ...
همست لنفسها :لايكون عمتي جاتها رؤية أني أدبر من وراها وقررت تشغلني وتفك عمرها ..
هزت رأسها وهي تربط شعرها بذيل حصـان :ياحليلي رجعت طالبة ...
وأسرعت حين سمعت رنين هاتفها ...
أنتعلت حذائها الرياضي على عجل وخرجت للسيـارة ..
وبعد مقابلة سريعة مع مديرة المدرسة التي توسطت
لديها الأدارية حتى تسير موضوع ياسمين ..
أخبرت غادة بحزم :من بكرة لين آخر يوم أختبارات ماتغيب ولايــوم .. يكفي الأسابيع الماضي .. ولازم تجيبين تقرير طبي ولاأي عذر ممكن نضعه بملفهااا عن غايباتها السابقة وتجتهد ...
هي شاطرة شفت درجاتها السابقة .. لكن خليها تشد حيلها أكثر هاتوا لها مدرسات بالبيت عشان تمشي مع زميلاتهااا ...
بعد أن خرجتااا بالسيارة ..
ياسمين :شفتي ياعمة يقولون هاتوا مدرسات يعني ماراح أقدر أمشي ..مين بيجيب لي مدرساات
غادة بتأفف من إلحاحها :خلاص أنا أكلم سعد بالموضوع ...
ياسمين تحدق بالخارج والأجواء الرائعة :عمة تكفين طلبتك خلينا نروح البحر .. خلاص الأيام الجاية كلها بنكتم بين الكتب والدراسة ...
لاحقاً على الكورنيش بعد أنا أبتاعتا كوبين من القهوة الباردة ...
غادة التي تجلس على المقعد ..لياسمين التي تقف على الدرابزين تشاهد البحر :يارب لك الحمد ماأعجبني كيف تشربونه أنتم ...
ياسمين :ياعمه قلت لك ماينشرب مر بس أنتي ماتفهمين إلا ماتكسرين الدايت ...شوفيني كيف أكل كل شيء وأعيش حيااتي وأفل من كذا مافيه ..
غادة التي تشاهد جسد ياسمين :للحين بالسليم بس ماأنتي بعيدة عن الخطر أنتبهي ترى إذا تعديتي الستين هوب تلقبين روحتس بثمانين ووقتها أبدي دوري دايت ينزل وزنتس ...
وتذكرت زمن كانت مهووسه فيه بالأطعمة غير الصحية كانت تفكر سأعيش حياتي بعمرها الصغير ذاك ...ولكن حين أنقلبت حياتها بدخول زوج لهاا كم عانت بعدم قدرتها على تنزيل وزنهاا لتصل لذوقه ...
وكم أصبح الأمر عسير عليهاا وعانت لأجله كثيراً ...
وقفت تشاهد البحر بجوار ياسمين التي تدندن أغاني مختلفة ..
التي ألتفت فيها فجأة وسألتها :عمه لو خيروك ترجعين لواحد من أزواجك السابقين ولاتموتين من تختارين منهم ...
غادة التي أعتادت على أسلوب ياسمين الجديد بأدخال خالها بكل أمر :أختار أمــوت ..
ياسمين بشهقة هلع :بسم الله عليتس ..أقول أختاري الفلوس أحسن لتس ..وعيشي وتنعمــي بحياتس ..
غادة تتكتف لها :اللحين أنتي يوم متسلطة علي أحد دازتس علي مدفوع لتس ...
ياسمين تلف للبحر :لا بس الصدق أحس لو رجعتي لخالي فيه امل
ولده يكرهني ويفكني من شره ..
غادة بقهقة :اللحين هذي خطتس وأنا شاده حيلي أدافع عنتس عند أبوتس بترميني بالنار عشان تنجين بنت فاطمة وخوالتس معروفين مايحتاج أشره صح أهم شي نفسك ...
ياسمين تعود لتشفط من قهوتهااا :ياعمة أنتي صار عندك مناعة من خالي بس أنا تخيليني مع ولده اللي يصلخ الحيوانات المفترسة وش نسبة نجاح حياتنااا ...
غادة بحزم :ماتبين الولد أرفضيه نهائي ولاتعطين فرصه لأحد يجادلك ...بس خرابيطك اللي أزعجتيني فيها لاعاد أسمعها ولاأزعل منك صدق ..وأجيك وأنتي نايمة وأحني شعرك ..
ياسمين بتقزز :عمه تفكين فكيني من شرك ..
غادة :ماتفكين أنتي أول من شرك...
ياسمين :خلاص أتفقنا ولاوحدة تدخل بحياة الثانية ولاتدخل غرفتها وهي نايمة ...
غادة بنظرة شك :أتفقنا بس لو خونتي بيكون حسابك عسير ...


××تعلمت ازيف ضحكتي والقلوب اسرار على اني بخير بعين من يجهل احزاني××
لاحقاً بالمحاضرة العملية ..بمختبر مادة الكيمياء ...
كانت تقف بجوار خزام تشاهد ماتفعله بالتجربة ...
حتى نادتهاا أحد الفتيات خلفها تسألها عن شيء ما ولم تسمع سوى صراخ خزام والفتيات من حولها ألتفت لتجدها ساقطة على الأرض تصرخ والمشرفة ومحضرة المختبر والعديد من الفتيات خلفهاا أقتربت بذهول وهي تسألها من حولها: وش فيه ...
أحد الفتيات أخبرتها أنفجرت القنينة عليهااا ...
بقت ذاهلة تشاهدهم يخرجونها قبل أن تركض من خلفهااا وتصعد بالسيارة التي أقلتها للمستشفى .. وهي تحاول الحديث معها ولكن خزام تصرخ وتتألم وتبكي فقط ...
وجدت نفسها ترسل له .. شعرت أنه يجب أن يعرف وإلا من ستخبر حتى لو أخبرت عائلتها ماذا سيفعلون ...

××فياض ألحق خزام صار لها حادثة بمعمل الكيمياء وحنا رايحين المستشفى ..الله يستر شكل عينهااا راحت ...××

ندمت على عبارتها الأخيرة ولكن هذا حقاً ماتخشاه فمادة كيميائية بماذا ستسبب ...لقد كانت معها بنفس التجربة لو لم تحدثها تلك الفتاة ...لطالها الأنفجار هي أيضاً أقشعرت عند هذه النقطة وأخذت تهدأ خزام :خزام لاتخافين ان شاءالله خير ... الله يستر الله يستر ...

أما هي فكانت ترتجف تحت تأثير رعب الأنفجار الذي مرت فيه
أليس من المفترض أن تكون التجارب آمنه لهم ...هم فقط صف تجريبي لم يتخصصوا بعد ...
والمشرفة المسئولة كانت تردد طوال مابعد الحادثه أنتي بالتأكيد سخنتي المركب أكثر من المفترض هو خطأك ..
أرادت أن تسألها لما أنفجرت القنينة إذاً أليس من المفترض أن تكون ضد الكسر !!!
تشعر أن عينها ستخرج من مكانها وأن شيء غائر قد أستقر وسطها وماحولها ونصف خدها تشعر أنه أنصهر وضعت لها الطبيبة بالكلية كريم حروق ووضعت لعينها قطرات لاتعلم ماجداوها وهل ستنجو عينهااا ...
لاتصدق أنها تجلس ترتجف بعين مصابة وبأمكانها التفكير بكل ماحدث ....
لقد تشوهت بالتأكيد وستحصل على عين ظاهرة للخارج أو محروقة ..
أسماء تلقت أتصاله مباشرة وهم يدخلون مع بوابة المستشفى ..
أخبرته بكل هدوء أسم المستشفى ..وأن كانت توقعت عصبية ..ذهول ..قلق ..لم يحمل صوته أي منهااا فقط برود لانهاية له ...
وبعد قليل بغرفة الكشف عند طبيب العيون الذي كان يحاول تهدأت الأثنتين :بصي لو مش حتخليني أشوف عملي حطلعك برى ...
أسماء بتعنت:وش قلت أنا بس سألتك وضعها خطير أو لااا..
الطبيب وهو يدور بكرسية ليواجها :وهو أنا لحئت أشوف حاقة انتي مش مخلياني أشوف عملي أطلعي برى مش حنأكل صاحبتك ...
وحدث المشرفة من الكلية المرافقة لهم :تئدروا تتفضلوا برى أنا حشوف عملي ...وأمر الممرضة :نيرس طلعيهم برى ...
وألتفت لخزام :ايوه ياستي ايه اللي حصل معاكي تاني ...
خزام برعب :عيني موجودة لسى مكانها ..
الطبيب :بالضبط بالملي كل حاجة مكانه عاوزه تبصي فالمراية ...
خزام تهز رأسها بنفي ..
الطبيب :ممكن تريحي فكك هنا وأشار بقلمة على مقدمة الجهاز :آه كمان شوية ياسلام ..بالضبط ..
لينفتح الباب بفجاجة ويدخل فياض ...وينقل نظره بينها وبين الطبيب ...
الطبيب بأنزعاج :فيه ايه.. حضرتك تدخل ازي كدا وفيه كشفية معاية ...
فياض بعجرفة :الكشفية تبعي شوف شغلك ..
الطبيب بضيق فهو يعرف هذه العينة جيداً :يارب صبر من عندك ...
وعاد يشير لها لتريح مقدمة ذقنها على الجهاز :آه خليكي كدا ...
من جهته والذي تأمل وجهها النصف مكشوف فهي قد لفت أسفل أنفها باللثمة فقط لايوجد شيء مرعب كما تخيل وصورة لها أسماء
فقط أحمرار طفيف حول عينها وبالعين نفسهاا التي بدت سيئة قليلاً فالجزء الأبيض لاتكاد تميزة بسبب الأحمرار الذي يغطيهاا ...
الطبيب :بصي حضرتك فيها حاجة بسيطة ممكن يكون حتة زجاجة ولازم نطلعهاا ...
خزام شهقت برعب وتراجعت عن الجهاز :زجاجة بعيني ...
الطبيب الذي تفهم موقفها يشرح ببساطة :حتة بسيطة ومش في العدسة بشحمة نفسها ..يعني مش حتحسي فيها خالص نطلعها ونخيط الجرح وكل حاجة حتبقى بسليم .. ونبقى نعمل فحص لعدسة العين بس الباين معايه أنها سليمة بأذن الله ...
فياض :طيب يالله وش تنتظر شوف شغلك ...
الطبيب :هنا غرفة الكشف حنعملها بغرفة العمليات دي جراحة ...
خزام بقلق :لاا ماأبغى جراحة أنا خلاص راجعة البيت ...
فياض :يالله شوف شغلك ..
الطبيب يخرج وهو لايريد البقاء معه بنفس المكان :حتجي النيرس تجهزك للجراحة ..بعد ساعة العملية ...
بقت معه ينظر كلها منهما للآخر وبأفكار مختلفة ... هي لم يعد يهمها إلا العودة لمنزلهااا والفرار من المستشفى والجراحة وكل شيء آخر والأهم تريد أن تنام فهي مرهقة حتى آخر خليه فيهااا ...
أما هو فيتأمل منظرها عينها المصابة الخوف والرعب بعينها والأهم زينتها التي قد تلطخت ...وعينها الأخرى التي قد ساح كحلهااا ترسم له صورة غير كامله عن كيف كانت تبدو قبل أن تصاب ...
ليقول بكل بجاحة :هاه أكشخي وتلثمي وأمشي ووري الناس اللي ماتخاف الله زينتس وهذي آخرتهااا ..
خزام التي وقفت لايوجد شخص لايخاف الله قد رآني سواك ..
مالذي جاء بك ..
هل تعتقد سأفرح بأهتمامك وأسامحك ..أنا أمقتك أبتعد عن طريقي وتجاوزته للخارج ..
سارت خلف النيرس ومازالت تسمع خطواته خلفها ... حين مد يده ليضغط المصعد أنكمشت على نفسها ...وكأن عقلها أصبح يصور لها أي حركة تبدر من الخلف هي أعتداء ...لتحط عينيها بعينية حين ركبا المصعد برفقة الممرضة ..
لم تفهم نظرته ..أما هو فقط ألتقط نظرة الأتهام بعينيها ببساطة ...
لاحقاً بعد أدخالها للجراحة ..كان يجلس وبجواره أسماء التي أعادت على مسمعة الحادثة ثلاث مرات .. وتعزي عدم أصابتها للقرائتها للأذكارهااا ...
أسماء بشفقة:عزاة ياخزام أكيد مالحقت تقرأ أذكارهاا بعد اللي صار ...
فياض الذي ألتفت بحدة هل أخبرتهااا ..ولكن لم يخرج منه حرف ..
أسماء بعد أن رأت الشك بعينيه :أمها شافتك يوم وصلتها وفهمت خطأ ..أنت لازم تتصرف تسوي شي ..
فياض بضيق وهل يوجد حل آخر:وش بسوي أكثر خلاص بملك عليها العصـر ..
أسماء بشهقة :اليوم
فياض بملل:ايه اليوم ..
أسماء :وعينهااا؟؟
فياض الذي لم يفهم مادخل عينهاا :وش يعني عشان صار لها تسذا أتركهااا..
أسماء التي تفهمت غبائه :أقصد كيف نسوي حفلة وعينها كذا ..
فياض بعصبية :وأحد قالتس بسوي حفلة ...انا بسوي عقد ماني داخل فيها ..
أسماء التي صعقت من لفظته صمتت حتى مضت عليها عدة دقائق :ممكن تنظف لسانك شوي يعني مهما كان ترى والله عيب ...
فياض بضجر :اوووه هذا اللي ناقصني بتعلموني العيب واللي ماهو عيب ... وأنتن ماعرفتن تسون شغلتسن بدون حوادث ... أنتن وين والدراسة وين ...
أسماء :طيب ممكن تراجع رايك وتخلينا نسوي حفلة خل البنت تفرح كفاية عليها الهم القادم ...الجمعة وش رايك ..
فياض بلا أهتمام :سوون اللي تبن ...
أسماء :ايه خليك كذا رجال واعي ..
فياض يحدق بساعته وبضيق :ذولي وين غدوا كلها عين هالكبر وأشارة بأنملة أصبعة: وش يسوون كل هذا ..

××إذا ضاع الكلام و خانني التعبير و كبلني السكوت المرّ و زعلتك - تعال في عيوني و الله أنك غير تلاقي الجواب لـ كل اسألتك.××


خرجوا بعد ذالك بعد أن غطوا لها عينها ووضع من فوقها حامي وستعود غداً ليتأكدوا من الجراحة مرة أخرى وعدم ألتهاب العين ...
فياض الذي لاحظ أثار الضرب على وجهها بعد مانظفوه بسبب العملية لم يستطيع كبح نفسه من قول :الله يكسر يدتس يارضا ..
وماأذهله أنه نطقها بصوت مسموع ...
بعد شهقة الأثنتين المستنكرة ...
وقال لأخراج نفسه من الموقف متأفف بصوت عالي وهذا يضغط زر المصعد :افتح الله يلع** ..
وبداخله صاح بهن :كل وحده عينها بالأرض ..
وماأن خرجوا من المصعد وسار قليلاً حتى سمع أحدهم يناديه :فياض أستاذ فياض ...
ليقول بصوت عالي دون أن يلتفت :بعدين بعدين أنتم بكل مكان لاحقينــي ...مانيب فياض ولاأعرفه ...
وحين سمع أصرار ذاك بمناداته :كلمني على تلفــوووني ...
فياض بتأفف وهو يفتح باب سيارته الخلفي لهاا :أركبن خذ من الفضايح مابقى أحد ماشافني معتسن ...
أسماء بغيض وهي تفتح الباب الأمامي :والله ماحنا بفضيحة تداريهااا ..
فياض يغلق الباب بقــسوة خلف تلك :أيه اركبي وأنتي ساكته ...وأغلق بابها هي الأخرى ..
وبعد أن ركب وتحرك بالسـيارة ..ليخبرها بكل تشدق :ترى فتحت لتس الباب اليوم عشانتس مريضة لاتحسبين بعدين بفتح الباب وأصكة من وراتس !!!
لفت بوجهها لتنظر مع النافذة دون رد ...
فتش بهاتفه قليلاً وأدار أغنية ليصدح صوتها بالسيارة بصوت عالي تحت أنظار أسماء المستنكرة وهي تخبره :ترى مو كلنا نسمع أغاني ..

شاغلني وشاغل بالي ..عيني عليك ياغالي
ولاغير هواك ياحلالي .. حبك غيرلي أحوالي
ياشوئي ليك يانا ...ياشوئي لك يانا
ياشوئي ليك ياشوئي ...
عيني مانمت ليلة.. ليالي الحب طويلة
بشتائ لعينيك الجميلة ..وأنا بستناك كل ليلة ...

وماأن فرغت الأغنية حتى أدار الأخرى التي تسبب بسقوط فك الأثنتين ... أسماء فهمت كلامتهاا ..أما خزام المسكينة فقط بقت تحدق لاتفهم مالذي يريد الوصول إليه :

يا بنت أنا للشمس في جلدي حروق وعلى سموم القيظ تزهر حياتـــــــي أطرد سراب اللآل في مرتع النـــــوق .
ومن الضما يجرح اللساني لهاتـي
عاري جسد والليل هتان وبــروق ..
دفاي انا والبرد سمال العباتــي
ان عذربوني بعض خلانك..صـدوق ...
يا بنت انا عشق الخلا من صفاتـــي
وشم علي رمال المتاييه مدقــوق ..
لاشك من منهم يسوي سواتـــــي
انا بدوي ثوبي علي المتن مشقوق .....
ومن الجبال السمر صبري ثباتــــــي
ومن النخيل خلقت وانا هامتي فوق
..وما اعتدت انا أحني قامتي الا فصلاتي
ولا افتخر بأفعال يمناه مخلــــوق
...يا بنت أنا فعلي شهوده عداتــــــــــــي
الله خلقني وكلمه الحق بوفــــــوق
....وملكت الأرض وراس مالي عصاتــــــي
أسماء بعد أن أنتهت الأغنية أخبرته :فياض وأنا أختك حط واقي شمس عشان مايطلع لك حــروق ..
لم يرد عليها سوى بقهقه مصطنعة ..
أوقفها عند الملحق مباشرة وبعد أن فتحت الباب وبات نصفها بالخارج أخبرها بوقاحة :لاترقدين بجيب المملك ...
هي لم تستوعب ماهية الجملة حتى وصلت باب المنزل ...
وكان قد غادرهـو ..
وأسماء تخبره بسخرية :يعني رومانسية أكثر من كذا ماشفت ..الصراحة صرت أحترم حامد ...
فياض بتهكم :ايه خليتس جيدة وأحترمي زوجتس ..ماهو كل الحريم يخطبن لهن أمهاتهن رياجيل مزايين وعلى شورها وتحت أمرهااا ...
أسماء بتكشيرة :ومن وين جبت أنه تحت شوري وبأمري ...
فياض :مايحتاج أعرف واضح الفرعنة ... أصلاً زوجتس أنتي وزوج ليلى المستقبلي المفروض ندفع لهم بدل نكد وقلة أدب ...
أسماء بصدمة :أنت وراك قلبت علي ..
فياض الذي بدأ يشعر بالصداع من حديثها:بس كذا ميزاج ...ونزل من السيارة وتركها خلفه ..
لتنزل هي الأخرى وتخبره :سيارتك مشغلة ..
فياض يشير بعدم أهتمام:خليها يجون يدبرونهااا ...
ودخل لقسم والدته من البيت وتوجهت هي للقسم الآخر وهي تهز رأسها بأستنكار .. من عجرفته ..

××لا صرت يا صاحبي فالقلب متواجد عن المديح الكثير السامج أعذرني الواحد اللي أحبّه ما أمدحه واجد أخاف لا اكبّره لين يتصاغرني ××





خزام التي دخلت المنزل وقالت السلام بهدوء ..
لتلقي عليها والدتها غير مهتمة لتعود وتنظر إليها بصدمة وتصيح بأستنكار :خزام ياخايبة ايش اللي حصل لك ..
والتف حولها الجميع حتى الصغيران ذاهلان من منظر عينهااا ...
خزام ببساطة ودموعها تبدأ بالنزول وكأنها كبحتها طوال الفترة الماضي لتنفجر الآن :أنفجر المركب بوجهي ...
وجلست على الأرض تبكي بصوت عالي ...
والجميع من حولها يحاول تهدأتها ..والدتها ..بلقيس ووسام ..
والعديد من الأسئلة عن عينهااا والأصابات بوجهها التي أعتقدوا انها بسبب الحادثة ...
خزام مستمرة بالبكاء: خيطوا لي عيني خيطوهااا ...حطوا أبرة بعيني ..
والمزيد من النواح المرعب ...
رضا بغضب :ليه ماخبرتيني ليه مادقيتي عليها أجي أشوفك .. بتذبحيني بهبالتك عينك يخيطوهااا وأنتي لحالك مين وداك المستشفى ...
خزام من بين شهقاتها:الكلية ودوني المستشفى ومعاية أسماء ...وعادت تنوح من جديد :وكان فيها قزازة بعيني ...
بلقيس بشهقة رعب :خزام أنتي أنعميتي خلاص ...
وسام يضربها على كتفها بقسوة :خزام ايش قالوا لك تقدري تشوفي ...
خزام :ماأدري هم قالوا بشحمة مو بالعدسة بس آآآه عيني توجعنــي بموووت منهااا ..
وأستمر هذا حالهااا ...
حتى لم تجد والدتها التي علمت بأمر الملكة الفرصة لمفاتحتها بالأمر ..
ساعدوها على أرتداء ملابسها ..تناول طعامها ..وأخيراً الأستلقاء بفراشها مع أنها قادرة على فعل كل هذا لوحدها ولكن من أسلوبها أعتقد الجميع أنها مرهقة جداً ..
لتخبرها والدتها بتردد :عمك عقاب يقول بتملكوا العصر نامي شوية لو جاء المملك أصحيك ...
خزام بتردد:أمي انا خلاص بطلت ماأبغى ..
رضا بنظرة مخيفة :نامي يالله راجعتلك أصحيك ...وحرف زيادة ماأريد أسمع ...
وقالت سبة بلغتها الأم ...فتحت عينيها خزام ذاهلة ..
لقد أنفجر غضب والدتها حتى تعود للحديث بلغة لاتنطقها إلا مع أقاربها ..
فتحت هاتفها للمرة أخيرة قبل أن تنام لتجد رسالة من أسماء تخبرها ..سنقيم حفلة الملكة يوم الجمعة ..لنذهب بالأيام القادمة لتسوق .. أنه الأحد بقى عن الجمعة خمس أيام هل ستكــون قد تعافت عينها حينها ...
حاولت أستجلاب النوم ولم تجدي محاولاتهاا ...
سأتزوج منه .. أمس أعتبرني رخيصة وأعطاني درسه الخسيس ...
هل أستسلم بهذة البساطة ..
أجل ومابيدك لتصنعية ..هل ستتنازلين عنه كلاا ..
هل تودين الأجتماع معه بالطبع ...
هل يعجبك ؟؟..بعد أمس أنتكست مشاعري ..
هل ستتخلين ..وهل أمتلك حق الأختيار ..
كلا ليس أن أحد سيجبرني ولكن هو أفضل الفرص ...
يكفي أنه يعجبني ... ومافعله سأجعله يندم عليه
هل أطلق تهديدات غير قادرة على الوفاء بهااا ..
يجب أن أكون على قدر ماأقطعه لنفسي من وعود ..
سأؤدب البدوي ... أجل هل يفتخر بنفسه حين وضع تلك الأغنية الشنيعة عن أصله البـدوي والشمس والحروق ...
أمي تزوجت شخص يختلف عن عرقها حتى وبماذا نختلف نحن من نفس الأصل فقط هو بدوي وأنا لاا ...
نتحدث نفس اللغة ولو بلهجات مختلفه ...
هل تعتقد أني أقل منك ستــرى ماستفعله خزام المسكينة السهلة المنال بعينك ..

××أجيك مشتاق لو إنك ماتدعيييني وأروح منك وأنا أعاني من الحرّه××

****

عاد من عمله بأرهاق ..
ماأن فتح الباب ودخل جناحه حتى تحولت تكشيرة الأرهاق لأبتسامة أستمتاع ...
وهو يراها تجلس أمام قهوتها وترتدي اللباس الذي أختاره لها ...
كشرت بوجهه دون أن ترد السلام ..
ليذكرها :ترى السلام سنه بس رده واجب ...
لتطلبه وهي تهز كفها :وعليكم السلام ...
عطني مفتاح الدولاب ترى منجد يوم كامل وأنا بهاللبس خست ومحرجة ماأقدر أطلع حتى أتقهوى مع خاله شعاع ..دقت علي تسأله ليه ماجيتهااا لا وعندها عمتي فهدة
يعني خليتني بموقف سيء اللحين أمك تحسبني مانزلت عشانهااا ...
بتال يتخلص من مقتنياته الشخصية على طاولة المدخل ..وهو يسمع شرحها المستميت للوضع الذي جعلهااا فيه ...
فهو قد أغلق على بقية ملابسها حين كابرت ولم ترتدي من الملابس الذي وضعها لها بالسرير تلك الليلة ...
وحين ردت عليه بتكبر ماراح ألبسها أنا ماني مانيكان تلبسني على ذوقك ...
ولم يترك لها إلا هذا اللبس حيث أخرجه وأغلق على بقية الملابس وحمل المفتاح معه ..
وأجبرها الدخول قصراً لتغير ماعليها وأرتدائة أو سيلبسها بنفسه .. وحرص على تبليل اللباس الذي نزعته حتى لاتعود وترتدية بعد خروجه ...
جوزاء وهي تلاحظ عينيه التي تتأمل ساقيها الظاهرة بأكملها بفعل الشورت الذي ترتديه ...
كانت تضع قدم على أخرى وقد وضعت خدادية تستر بها فخذيهااا قالت تذكره بعبارة قد تشدق فيها بمواقف سابقة :
ماأعتقد منظر ماشفته قبل ...
بتال وهو يجلس ويسحب الصينية ليقربها منه ويبدأ بصب فنجان لنفسه ..ليرد بوقاحة :بهالدقة واللون لا والله الكذب خيبة ... وأحلى شي أنها قطعة وحدة ...
جوزاء التي لم تفهم على ماذا يرمي :وش هو اللي قطعة وحدة ..
بتال يشرب الفنجان الآخر :من القدم للفخذ كلها قطعه وحدة ...
جوزاء التي أحمر وجهها من طريقته بالحديث :والله ماأدري يابتال تمدح ولاتطقطق بس شكراً وعطني مفتاح دولابي ...
بتال الذي تعجب من شكها بنيته فمقصده المدح ولكن لم يريد تكبير رأسها أكثر :بشرط لاقلت ألبسي تلبسين ماهو لازم كل مرة نسوي نفس الحركة ...
هزت رأسها بموافقة هي فقط تريد المفتاح الذي ستخفية عن الوجود :طيب أبشر بس هات ...
بتال :أخليه لتس لاصحيت العصر للحين ماشبعت من المنظر ..
وحين لاحظ غضبها وتكشيرتها ...قال مغير الموضوع :
الليلة فياض بيعقد ..بس الحفلة نهاية الأسبوع ..إذا تبين شي بلغيني من بدري ماهو قبلها بيوم ...

جوزاء التي وجدت الطريقة التي تأخذ بحقها منه على تحطيم صرفاتها هي تستطيع أبتياع ماتشاء أون لاين ولكن أليس هو من أخبرها أن سأدفع لك إذاً فليتحمل لقد صرفت هذا الشهر فقط مايفوق راتبة ثلاث مرات ربما :لاتخاف الطلبية فيها فستانين مناسبات بس ماأدري ليه تأخرت ..لايكون من غير نفس !!!
بتال بعد أن أكتفى من القهوة :لاوالله من نفس وقلب ...
صحيني قبل الصـلاة لأن الملكة العصر ... وماأبي يفوتني أهم حدث بحياة فياض ..
وضحك بأستمتاع وهو يدخل غرفته ..

××بسألك سؤال وبعدها الله معاك..تصنعت الغرام ولا جد حبيت ؟××


****


كان تجلس على القهوة مع والدتها حين سمعت الزغاريط التي وردت من الطابق الأول ..
والتي أستجابتها لها والدتها متسائلة :خير وش فيها حماتس وبنااتها عسى خير .
غادة بتوجس :خليني بنزل أشوف وش بلاهن ...
نزلت السلالم بسرعة نوعا ماً ووقفت وهي ترى فاطمة على هاتف المنزل تتحدث وتبكي واضح من السعادة وفوق رأسها ياسمين ومروى وكل منهن تصور بهاتفهااا ..
ياسمين حين رأتها أطلقت زغرودة أخرى :أبشري ياعمة خالي تزوج ...
ياسمين ببرود :ماشاءالله مبروك عساها زواجة الدهر ...
ياسمين وهي تقترب منها :وهنا معنا عمتي غادة صاحبة القلب الأطيب بالوجود حابة تبارك لكم ...
ووضعت الكاميرا عليهاا :عمة وش تقولين لخالاتي بهالمناسبة ..
غادة التي تكتفت لتصرف ياسمين قالت بكل برود :وش بقول مبروك ماسويتوا .. والله يعطيه خيرها ويكفيه شـرهااا ..
ياسمين بوقاحة وهي مازالت تصورهاا :ياعمة عروس ماهي سيارة ..
غادة :ايه وأقول لهم بعد وش رايكم تجون تخطبون ياسمين رسمي وخذوها بدون عــرس ..
ياسمين قطعت الأتصال مباشرة حين سمعت الضحكات عليها على الطرف الآخر ...
أما غادة فصعدت عائدة لوالدتها لتنقل لها الخبر ..وبعدها تدخل لغرفتها مباشرة ..
أغلقت الباب خلفها بيد مرتجفة وألتقطت مشطها سرحت مقدمة شعرها والذي كان مرتب بجديلة فأصبح مشغث من الأمام ..
ألقت المشط وبدأت بفتح جديلتهااا ..
تكره لون شعرها الأسود ..
لاتحبه أطلاقاً.. لأنه يذكرها بتندر عليهااا ..
شعرتس أذاني
بكل مكان ألقى شعرتس ...
قصيه ولاحلقيه ولادبري له دبرة ...
ماعاد أبي أشوفه ..
لا وأسود وكنه ليفة يذكرني بشعر المعزى (الماعز )..
عاد تبخ من سيروم الخاص بالشعر يساعدها على تسريحة ..
منذ طلاقها منه وهي تغير شعرها من لون لآخر
لأنها لاتريد أن تبقى كما يعرفهااا أبداً
تشعر بالراحة لهذا الشعور
هي أنسانه أخرى غير التي يعرفها بكل شيء خارجي ..
وزنها وهيئتها بشرتها وشعرهااا ..
لكن للأسف لم تستطيع تغير الكثير من شخصيتها
مازالت نفس الشخصية الغاضبة التي لاتستطيع التحكم بتصرفاتهااا ..
يستطيع الأنسان التغير من مظهرة الخارجي بسهولة مع بذل القليل من المجهود ولكن هل يستطيع أن يطمس هويته روحه
أحساسية ومشاعره ...هل يتوقف عن عيش مشاعرة
بسهولة ...
إذا لما لايقتل نفسه بكل بساطة ...
لأنه موت وسط الحياة
وهي لم تصل لهذة المرحلة من مقت الذات حتى تقتل نفسها من أجل أي أحد ..
توقفت عن العمل على جعل نفسها رائعة بعيون الآخريين فأصبحت تعيش براحة ...
معه سلبت نفسها حق التمتع بالطعام لتبهره بفقدان وزنهاا ...
ولكنه لم يقدر أو حتى يفكر ...كان فقط مهتم بشعرها الذي يتساقط ووجها الشاحب ...
توقفت عن أبداء رأيها وأصبح الآخريين يهمشونها يأذنوها كانت تكتم مشاعرها حتى أنفجرت فيه هـــو ...
لم يستطيع تفهمها أبداً ..
ولم يريد ..لم يكن يرى فيها سوى غادة المراهقة كما كان ينعتها في بداية زواجهم ... لم تتغير بعينه أبداً
تعترف بأخطائها في بداية الزواج ..كان تعامله بطريقة سيئة فهي لم تكن تفقه كيف تعامله ...
فعاملته وتشاكست معه كما تفعل مع أخوتها الذكور ..
ولكنها تداركت نفسها لاحقاً وحسنت من تصرفاتهااا
ولكن هو أستمر على نفس الطريقة بتعامله ..
ولايرى سوى صورتها التي ألتصقت في بداية زواجهم ...
زفرت بعمق تريد أن تزيح كل هذه الأفكار من رأسها
تباً لياسمين هي من أعادتها لهذة المرحلة بكثرة حديثها عنه ...
أخرج من رأسي ...
أدارت أغنية بهاتفهااا ..
وفتحت أحد دروج دواليبها وأخرجت مجموعة من أقلام الرصاص ..
قربت سلة المهملات ...وبدأت بتكسير الأقلام ورميها بالسلة وبكل قلم تكسرة كان تتخيل شيء يزعجهاا .. حتى شعرت بالهدوء والأسترخاء ...

××أحاول أتناساك يمكن مع الوقت أنساك و أتقبّل جفاك و مغيبك ليت الأغاني ما تجيبك إذا أشتقت حتى القِصايد كلها منْ نصيبك.××

****

على الطرف الآخر ..
ليلى بدهشة وأعجاب:اخص ياغادة يلعن شكلها وش تأكل هذي صغرانة عشر سنين ..
يارا تضربها على كتفهااا :أحترمي نفسك لاتعطين عمتي عين ...جدة سمعتي عمتي كيف عقلت وتبارك لكم ..
شعاع التي سعادتها لاتوصف بهذا اليوم :ايه الله يبارك فيها ويرزقها ولد الحلال ..
وأنقطع حديثهم على اتصال على قروب السناب من الحسن ليذكرهم بأمر وقفتا على أثره متراكضتان ...

يارا وهي غير قادرة على أيجاد هاتفها الذي تحمله بيدها من شدة الحماس :بسرعة الجوال وين جوالي ...
ليلى بحماس :اش بينحره سلطان بسرعة ..يمة تعالي لايفوتك ..
وضغطت بسرعة رقم أسماء :اطلعي بسرعة بالبلكونة لااا حقت صالة الطعام ..سلطان بينحر الجمل بسرعة لايفوتك ...

****

من جهة سلطان يخرج من المجلس بعد عقد القران ...
ويرفع أكمامه وسعادته لاتوصف ويطلب من الحارس أن يقرب له الساطور ..
ليتوجه للجمل الذي جهزوه لنحــر فقط ضربوا عنقه من الخلف ليرفع رأسه وينقض عليه بالساطور وهو يردد :بسم الله والله أكبر ....
ومن خلفه الحسن يصــور بحماس :كفو أبو هجرس .. أجدع من يبر بنذره ...
سلطان بسخرية مقيته يدفع بيده هاتفه الذي يصور فيه :الحسن وراك وأنا أبوك لايوصخك الدم ...
وبعد أن فرغ من تنظيف يديه ..أخرج هاتفه وأتصل :هلا ياعمة .. ماعليتس أمر أطبخي عشاء ملكة بناخيتس ...
فهدة التي تبرمت وتضايقت وفرغت القليل من قهرها بأسماء ...
صاحت بخادمتها التي جائت تحضر لها قهوة على طلبها :جهزن المطبخ بنسوي عشاء الرياجيل ...طلعي القدور التسبيرة ..
وقالت بغيض :ايه شعاع تحني يدينها وفهدة لها الطبخ والنفخ ..
أسماء بشفقة :طيب يمه قولي ماأبي ..
فهدة :لابسويه أنا فهدة ماهو معجزني وأنا بنت أبوي ...وقالت مستدركة :ارسليلي كل اللي صورهن البنات برسل على قروب بنات عمي ...
أسماء :لاا هذي فيديوات شخصية ..
فهدة :اخص بنات عمي ماهن زاغرات (حاسدات )أخواتس ...
أسماء :يمة ترى من جد ماصدقنااا مانبي تشهير وسوالف واجد ..
فهدة التي تجد الموضوع غير ممتع بدون أستعراض :طيب قهويني وأنتي ساكته ...

××ثوب الردى يقصر ولا هو بقدّي دور وتلقى له من الناس لبّاس .××

*****

بمجلس الرجال تمت الملكة قبل قـليل ...
يجلس بكل هدوء ليس وكأنه رفض وتعنت وتهرب للأسابيع الماضيه رافضها ...ولاقبلها سنـوات كان يرفض الزواج بمجمله ...
فقط أسمه وأسمها ووالدها الذي أحضر بسريرة قبل حضـور الضيوف والشيخ ...
سلم عليه وعلى والده وعلى جميع المباركين له ...وأخوته المتهلله وجــوهم من الفرحة كيف تبدو ملامحـه هو !!!
لايعتقد أنها تحمل أي سعاادة فهو يشعر بتصلب بوجهه ..
بعكس شعور الراحة الذي يسيطر على قلبه ...
مرتاح جداً ويشعر بخفة شديدة بداخله ..وكأن ثقلاً بحجم الجبال أزيح عنه ..
والسعادة على محيى والده تريحه جداً فهو يبدو كمن يريد أن يرقص بهذة اللحضة ...
تقبل الفنجان الذي مده له الحكم بكل هدوء ..
ولكنه أهتز بيده وفكره عادت لتبزغ في عقله لقد أصبحت حلاله ..
ليتحول كل هدوء رافقة قبل قليل لخفــقان وقشعريرة ومنظرها
الذي رفضه حين رآها أول مرة ويكبح جماح نفسه كل مره حتى لايتذكرها يبزغ في ذهنه ...وذاك الجمال الذي أزل عقله للحضة
يتربع في عقله هذه اللحضة ..
وينسف هدوئة وصبره فيجعله وكأنه يجلس على جمر موقد ..
أخرج هاتفه وخرج وهو يتظاهر أنه تلقى مكالمة وحين أصبح في مكان خالي أتصل على رقمها مرة وأثنتين وثلاث ولكن لم ترد أبداً توعدها بداخلــه هل تتجاهله من البداية ...

××قولوا لمضنون عيني لا يساومني على وصالٍ يموت الحال من دونه اما يصون الغلا ولا يهملني ولا غيابٍ كبار القوم يخشونه .××

****

بتال وفزاع الذان يتنافسان بأطلاق النهار بالهــواء ..وكأنهم في سباق من سيفرغ مخزن سلاحه أولاً ...
تحت صيحات سلطان المستهجنة يطلب منهم الهدوء والتوقف عن التصرفات المجنونه فهـــو المغرب وليس الوقت المناسب لهذا التصرف الشيطاني ...
ولكن الأثنين لم يعيره أنتبهاااهم ..
وفياض من مكانه على باب المجلس يشاهد مايقومون به من تصرفات مختلفه أبتهاجاً بعقد قرانه ...
سلطان نحر الجمل الذي نذر فيه لو تزوج ..
وبتال وفزاع يطلقان الأعيرة النارية بطريقة جنــونية وكأنهم يريدون أيصال أبتهاجهم المنطقة بأكملهاا ...

××وارثين الطيبّ من كل النواحي
ونحمد الله مامشينا بـ الرديّـه .××

****

جوزاء التي كانت بمكالمة مع أمها أخبرتها :هاه أسمعي مايعرفون يحتفلون بهدوء لازم يسوون حركات عوجاء
وحين وبختها والدتها على كلمتهااا
جوزاء :يمه قصدي خطير .. يالله عن أذنك بروح أبارك لخالتي شعاع ...مع السلامة ...
لبست برقعها وخرجت فهي كانت متجهزة ولكن تنتظر فقط أن يتم الأمر حتى تنزل للمباركة ...
وماأن نزلت حتى وجدت ليلى ويارا يقفان على النافذة الكبيرة
بالجلسة العصـرية ... يشاهدان الأحداث بالخارج ...
توجهت للشعاع بجلستها الشعبية وباركت لها ..
لتلح عليها الأثنتان :تعالي لايفوتك ..
يارا:خالي بتال عبى الجو رصاص تعالي شوفي
ليلى بأستدراك :غريبة مريم وين !!!
تجاهلتهم جوزاء فهي ليست حمقاء لتحرج نفسها ..
بمثل هذه التصرفات ...
ولحسن الحظ لم تفعلها لأن بتلك اللحضة دخلت حسناء وعبير ...
قادمات من الأعلى ..ليتوجهن لشعاع ويباركن لها
ولم يجلسن حتى بقيتا واقفات ...
وضرتها العتتيدة تقف ويدها على ظهره لاتكاد تنزلها وتعتذر بالحمل وأرهاقة والكثير من الأعذار الواهية التي تجاهلتها وبقيت على هاتفهااا ..
حين صاحت ليلى ويارا بخـــوف ...فتوجهت الأنظار لهما ...
وتحولت الأختان لهما ...
وحسناء تسرع بقلق فهي سمعت أسم أبنهاااا لتنظر للخارج وتجد فزاع يعطي نايف ذو الحادي عشرة عام رشاشه ليطلق النار وهو يجلس خلفه يساعده بالأمساااك بالسلاح :ياويلي ولدي حسبي الله عليك ياجوز مريم ...



ولا تخاف من المفارق على قيد الحياه
مالك الا وجهي أموت قبل أودعك
َ
ماني مفارقك يا كود لا جات الوفاه
عاد لا من مت " فـ الله معي والله معك ".
*الماضـي*



هل كان بكامل عقله حين قرر أصطحاب زوجته وأبنه معاً بمشوار واحد ...
لقد أرتكب أكبر حماقة في يومه هذا ...
فالأثنان لايسعهم القصر بأكمله فكيف بسيارة ضيقة ...
بالبداية حلت مشكلة من يجلس بالمقعد جوار السائق وأنتصر هجرس ...
غادة المتبرمة تجلس بالخلف :لو عاد بتأخذ هذا معنا لاتأخذني بعدين هذا مشواري أنا اللي طلبت السوق ...
هجرس الذي صمت حتى حين لاح المول الذي طلبته :أبوي من جدك جايبها هنا هذي وين تلقى ملابسسهااا ..لازم نروح محل للمقاسات الكبيرة ...
سلطان بأنزعاج :بس خلاص محد طلب رايك ...
لاحقاً داخل السوق ...
في أحد المحلات وسلطان يحاول أن يقنع هجرس بأني يرتدي الملابس الرياضية التي يود أن يبتاعها له وذاك مصر أنه لن يرتدي سوى الثوب ...
غادة ترفع تيشيرت بلون وردي :ياسلطان خذ له هذا مع لونه يطلع بريفكت ...ولم تنهي جملتهااا ..
حتى هجم عليها هجرس مطيح بصف الملابس بأكمله حتى يلتقط التي شيرت من يدها ويدفعها هي الأخرى بعنف قبل أن يمزق التشيري بين يديه ...
وسلطان بين الأثنين مذهول بوسط الأحراج الذي صنعوه له ....
والمتبضعين وباعة المحل يشاهدون الجنون الذي صنعه الأثنان ...



*الحاضر*


ليلى بأنزعاج :لاتدعين على أخوي سلامات ...بعدين أبوه يشوف ماقال لااااا ...
أما عبير فعينها على بتال الذي لايتوقف عن أطلاق الرصاص ويتحدث مع سلطان ثم يعاود الكره وهو يلتف حول نفسه ...
حتى أقترب ذاك متباهياً وبيده سيجارته ...
ليعطيه بتال سلاحه ويقذف هو سيجارته ويستلم أطلاق الرصاص بنفسه ...
حينها عادت إليها حسناء بنظراتها وأخبرتها :يالله مشينااا ...
وهمست :بتجلسين مع شعاع ولانطلع لصقة عنزروت جالسه ماهي مخليه لنا فرصة ...
عبير بتكشيرة :وأجلس أقابلهن ليش ..برجع غرفتي خليها تتهني بمقابل العجز ...
ولم تنهي جملتها حتى دخلت فزة نازلة مع السلالم تطلق الغطاريف:مبروك ياجدة وخيي ألف مـــبروك ماسويتو ياعساها جوازة الدهر ..
عبير بأنزعاج شديد :أكملت أمشي قبل ماأطيح عليتس وتبتلشين فيني ...
حسناء :حسبي الله على من تسبب علينااا
ليلى من خلفهما وهي تلاحظ تخافتهم ووجيهم المتجهمة : يارب تمم على أخوي فرحته وترزق باقي أخواني الأعزب واللي وده يعدد ...
تجاهلتها الأثنتان وودعتا شعاع فقط كلامياً وهما تصعدان الدرج ...
فزة لشعاع :ياخاله تبين نشغل الطرب ونرقص ...
شعاع ببهجة :والله يابنيتي سون اللي تبنه ..حفلنا ان شاءالله الجمعة ..
لتدخل بتلك اللحضة فهدة قادمة من الخارج فهي جائت من باب المطبخ :السلام عليكم ..مبرووووك ياشعاع مبروووك .. صبرني ونلتي ..ياعساه يعقل عاد ..
كل هذا وهي تسلم بحماس عليهاا ..
قبل أن تكشر وتقبل سلام جوزاء بطرف يدها ...وفزة تجاهلتها بالأكمل ..ولكن فزة لم تهتم ضحكت وجلست ...
وجلست وهي مستمرة بالحديث مع شعاع ..
لتقف جوزاء مضطرة لتصب لها القهوة فالفتيات مازلن على النافذة ..
فهدة وهي تتقبل فنجانها :وشلون أمتس وأهلتس كلهم وشلونهم ...
جوزاء بلهجة فاترة :كلهم طيبين ويسلمون عليك ..
فهدة التي لم تعجبها لهجتهااا هل تعيب على أسألتي المستمرة عنهم :الله يسلمهم ويسلمتس أعزمي أمتس على الملكة ...
شعاع بأستنكار :تعزم أمها !! ...حنا ندق عليها نعزمهااا ..
وش فيتس ضيعتي العوايد ياأم بتال ..
فهدة بوقاحة :من البلاوي اللي ترمى علي ماعادت تذكرت الزين من الشين ..
قبل أن تحد لهجتها وتوجه حديث مفاجيء لفزة :وأنتي وشلون جدتس يوم أنتس روحتي وخليتيها وهي ضريرة ماعندها اللي يقودهااا ...
فزة بتلاعب :يابعدي ياعمة جديدتي عندها خالي ومرته مايخلونها محتاجة شيء ..
فهدة بعدم أستحسان هي لم تسألها إلا لأن لديها فضول شديد :وخالتس ماهو نفسه اللي هجت مرته قبل عشر سنين وماعد طبت بيت شقحى خايفة من سكنهااا الله العالم وش شايفة ...
فزة بخباثه فهي تجيد الأصطياد بالماء العكر :عادي ياعمة كلن يهج ويرفض ويتهيبل بس آخرتها يرضى بواقعه ..
جوزاء التي كانت تستمع بعدم أهتمام ...كادت تشهق على أسقاط فزة فهي حرفياً تقصد أعتراض فهدة عليــها ..
فهدة تقف بشكل مفاجيء والغيض على وجهها :بروح أطبخ عشاء الرياجيل عن أذنتس ياأخيه وتركت البقية خلفها وغادرت وهي تسب بالحكم وهجرس بصوت مسموع للجميع ...
ووقفت شعاع لتدخل غرفتها لصلاة ...
وفزة تضحك بشماته بصوت منخفض لم ينتبه له سواهااا ..
لتخبرها :ترى عيب اللي تسوينه..
فزة :ياحليلك ياجوزاء كيف متحملتها لا وتسلم عليك بطرف يدهااا ..
جوزاء تعيد لها ملاحظتها بشكل أوضح : ترى المفروض تحترمينهااا ...
فزة :أنا ماأحترم إلا اللي يحترمني مثل جدة أخيي ولا الباقين مالي فيهم حاجة ...
جوزاء بنصيحة أخيرة :ترى ماهو من مصلحتك تخرب العلاقة بينك وبين أم زوجك ...
فزة :والله يابعدي تزوجت الرجال ماهو أمه ..
وأنقطع حديثهم على صوت الشيلة التي فتحتها ليلى على شاشة الصالة لتصدح بالمكان ...
الف الصلاة والسلام عليك ياحبــيب الله محمد ..
مبروك ياحراً شبوحه طويلة
يالشهم ياخيرة قروم الرجالي
الدون ماله عنده لك اليوم وجهه
وللمرجلة لك بصدارة مجالي
عسى يسعدك رب السموات
ويحفظك من جورالدهر والليالي
أمك أميرة بين كل الأميرات
متصدرة في قمة المجد عالي
ربت رجالاً ماتعرف الهزيلات
بين النساء ماله حبيبة مثالي
وأبوك ذباح السمان الجزيلات
سنام ربعه لابدأ مايبالي
يسوق ماله بالكرم والعطيات
ولايهمه في العطايا حلالي
من لابتن بالجود في ماضي فات
لامن تعزو بالخوات الجميلات
عدوانهم يومن عليهم نكالي
كل الثلاث بوكر فوق المجرات
محد لشيخات الجميلات طالي
عسى يسعدك رب السموات
ويحفظك من جورالدهر والليالي
جوزاء التي طلبت منها ليلى أن تصورهن ... هي ويارا يرقصن بحماس ...وخصوصاً يارا التي هذبت شعرها بالكوي جيداً حتى تستغله بالرقص ..
وحين فرغن ... أخبرتها ليلى وهي تجلس بأرهاق :أرسليلي الفيديو عشان أوريه فياض وسلطان ويوزعون علينا شرهااات ..
يارا بأرهاق مشابه :عسى مايضيع تعبنا على الفاضي..
ليلى تعيد شعرها القصير للخلف :لا أنا متأكدة سلطان بيرهي يده هو واعدني أذا بيضتهااا قدام حريم أخواني ..هاه بنات أمدحنا أنا أحتفلنا بطريقة ماشفتن مثلها من قبل ..
جوزاء التي أرسلت لها الفيديو:عطلتونا عن الصلاة بس ..بدخل أصلي ..وتوجهت لغرفة تعودت الصلاة فيهااا إذا كانت بالأسفل
فزة :انشهد أنكن بيضتنا الوجه يالأجودياات ...عقبال ماألعب بملكة أخيي فك الله عوقه ..
ليلى :آمييين ...
يارا بتكشيرة فهي لاتريد تخيل أن تكون أختها المعنية بالأمر :آميين من بنت أجودية من أهلكم ..
فزة بتلاعب :الأجودية اللي بيختارها أخيي لو هي من العجم ...
ووقفت لتصلي هي الأخرى بدورهااا ...
لتسأل يارا بشكل مفاجيء :وحنا وش مجلسنا خلينا نطلع نصلي مثل المسلمين ...
ليلى وهي ترسل المقطع لأخوانها :لااا ماأقدر بجلس أخاف يطبون فجأة مايلقون أحد يقولون ماقمتوا بالواجب ...أذا خلصن البنات بصلي مكانهن ..
يارا تتركها وتصعد للغرفتهااا ..

وحين أنطلق الرصاص فزعت ليلى قبل أن تقول:ياليل ماهم هاجدين بدوا الشوط الثاني ..
ووقفت بكسل لتجد الحكم هو من يطلق هذه المرة ..لتنادي فزة التي فرغت من الصلاة :تعالي شوفي الحكم ..
فزة جاءت بدوره تمشي بعجل لتنظر للحكم وهو يطلق بكل ثبااات لتقول :ياخلف جداني ياهو مالاق شيلة الرشاش بعد أخيي إلا عليه ..
ليلى :الله أكبر من متى هجرس شال السلاح فالح بالخناجر والطعن ...لتقول بحماس:تعالي على طاري الخناجر ...ماكلمتي قصة زواجك الأولى ..
فزة تنفض يدها التي حطت على كتفها ومازالت تنظر للحكم بمحبة :لا الحكم حالفن علي يطلع قلبي من مكانه وأشوفه بعيوني لو عاد أطريتهاا..
ليلى التي شهقت من التهديد :يااارباه وتقولينها ببساطة ..يمة يمة وش هالتهديد ..
فزة بتفاخر:هذا تهديد الرياجيل الساطية قول وفعل ...
ليلى :الله يخسك دامك فرحانة فيه وبتهديدة ..
وتخيلت مشهد غريب أطوار بين هجرس وياسمين ..وتهديد مشابة هزت رأسها حتى لاتتخيل أن ياسمين هي من ستنتزع قلبه من محله ...
اما جوزاء فهي أيضاً سمعت التهديد لأنها بعد أن فرغت من الصلاة جلست جوارهم على الجلسة العصرية ..لم تنظر مع النافذة فقط جلست لتشاركهم الحديث .. وسمعت ماتقوله فزة هل هذه الفتاة معتوهة ...
يهددها بأخراج قلبها وتعيد ماقال وتشيد به ...
وفكرة تتكون برأسها تكره والدته .. تفرح بتهديده ..هل تحبه ؟!!!!
حتى لو أحبته كيف ترضى على نفسها الأهانة ...
ولم تعلم أن ليلى ستوجه لها سؤال عن الموضوع :جوزاء لو قال لك بتال كذا وش تســوين ...
جوزاء :أدق على الشرطة وأشتكيه على حقوق الأنسان ...
لتنفجر ليلى بالضحك وهي تضرب على كتف فزة التي قالت :عيب وأنا أختس الحرمة تشتكي زوجهااا ..
جوزاء :مفاهمينا بالعيب مختلفه يافزة ...
ليلى :أتخيل مشتكية على بتال ويحضرووووونه أحلى مشهد ...
لستأل فزة بشكل مفاجيء :كيف تشكينة ماهو شرطي هو !!
جوزاء بلاأهتمام فهي فهمت مقصد فزة كيف تشكينه وهو بتلك المكانة :عسكري ماهو شـرطي ..والقانون مايفرق بين مواطن عادي وعسكري القانون على الجميع ..

ليلى التي فهمت أن فزة لاتفرق بين الأثنين :يافزة العسكري اللي وقت الحرب يدافعون عن الديرة ..
الشرطي تابع لوزارة الداخلية يعني أمن داخلي ..
والعسكري تابع لوزارة الدفاع يعني يدافعون عن الدولة بالحروب الخارجية ...
فزة بأهتمام بالمعلومات الجديدة عليهاا :طيب وأمن الطرق وش هو تابعن له ..
ليلى بتفكير بسيط :بعد وزارة الداخلية .. ياحليلكم من دوني وش تسوون قوقل صرت ..
قاطعها أتصال حانق من الحسن :وخري عن الشبابيك فضحتيناااا.. أنتي ومرة أخوتس الخبلة ..
أبتعدت الأثنتنان عن النافذة التي أصبحت عاكسة وأنزلت الستائر بضغطة زر لتحجب داخل المنزل عن الخارج ...
وماأن جلسن وأكتملت الجلسة بحضـور شعاع ويارا حتى نزلت عليهم أسماء ومعها فياض الصغير ..
لتفتح ليلى الشيلة السابقة فترقص أسماء فياض الصغير عليها حتى وصلتهن وسلمت على خالتها وباركت لها ثم على باقي الموجــودات ..
ليلى التي أخذت الصغير من أختهااا :تعال أشوف سبحان الله تشبه أبوك ..أمسكية رجعيه لأهله ..
أسماء متشدقة :بدري عليك نسختي ..
فزة :وإذا طلع على أبوه يازين الولد اللي يطلع على أبوه ...وألف نعم ..
أسماء تهز راسها بأستحسان :صادقة أهم شي البنت تطلع مزيونه على أمها صح ياخالة ..
شعاع :والله ياوليدي كله من الله الشبة والخلقة ..قبل أن تستدرك :أسكتن عن خبالكن اللحين بتدخل علينا المرة لاتفضحنااا..
يارا :أي مرة ياجدة ..
شعاع :أم العروس أنتن وش فيتس جددن القهوة ..
ليلى بصوت عالي :لينااا هاتي قهوة ثاني .. عسى خزام بتجي ..
أسماء التي شهقت :خبله انتي وش يجيبهااا الحفلة الجمعة ..وأستدركت وقد غاب عن ذهنها للحضة : صح ترى خزام تعبانة ..
ليلى بفهم متعجل :وش متعبها عوابة بنااات يعنني مسكينة جوزوني بالغصب
أسماء لم يعجبها تفكير ليلى خصوصاً بوجود زوجات أخوتها :لاوالله أنفجر المركب اليوم بوجهها بالكلية أما ماقالكم فياض !!!
يارا :وش دخل خالي ..حرام عليك وش هالحماس بيوقف قلبي أختصري..
أسماء بتكشيرة :يمكن تدخل الحرمة وحنا نتكلم في بنتها عيب
ليلى بأصرار:الله أكبر اللحين تذكرتي العيب بعد ماحمستينا..
أسماء تختصر الموضوع وقد ندمت أنها تحدثت فيه أصلاً :انفجر المركب بالكلية ووديناها المستشفى وأنا قلت لفياض أقول لمين يعني وخلاص جاء وجلس معنا لين خلصنا ورجعنا البييت ...
وماأن فرغت من شرحتها حتى رن جرس المنزل الداخلي ..لتدخل عليهم بعد ثواني رضا وخلفها فتاة قصيرة القامة ومن بعدها الخادمة تحمل صينية حــلا شرقي كبيرة جداً ..
وبعد السلامات وتبادل المباركات ..
جلست الأثنتان .. ورضا تشرح :سويت الحلاوة أن شاءالله تعجبك ياعمة شعاع
شعاع ببهجة :والله مالي بالحلا بس اليوم من فرحتي بذوقة عشان سواتس ...
رضا بسعادة :الله يرفع قدرك .. قبل أن تصيح ببلقيس :يالله يابنت قومي ضيفي عمتك شعاع ..
بلقيس تقف بتبرم لم يخفى على الجميع وهي ترمي طرحتها التي كان قد وضعتها على كتفيها وتبدأ بتوزيع الحلا بالصحون وسعادتها يارا التي تأملتها من قريب وكيف تبدو بشرتها خزفيها عينيها آسيوية ولكن جميلة لحسن حظها أنفها نجا من الشكل الآسيوي فبدى جميل .. صحيح ليست بجمال خزام ولكن لها ملامحها الخاصة ..
لتهمس لها بلقيس بوقاحة :بشبه احد تعرفيه صح .. أنا شبه سوزي صح ...
يارا تكتم ضحكتها :وش هذي ماأعرفها أكيد أخترتي أحلى وحدة ..
بلقيس التي رفعت شعرها بذيل حصان وبدأ شعرها شديد الكثافة يكاد ينفلت من رباطه :أبحثي بقوقل وأحكمي ..أنتي مين ..
يارا :وش رايك مين بكون ..
بلقيس :ماأعرف أول مرا أجيكم ..
رضا بأنزعاج :يابنت أنتي تلغي بايش وزعي الحلاوة ..
وبعد ان أبتعدت ..فعلت يارا بالمثل ..وعادت لتجلس جوار ليلى وهمست لها :تخيلي تسألي أنتي مين ...ياويلي عسى خزام ماهي مثلهااا ..
ليلى بهمس مماثل :لاهذي العرق لاعب فيها ..خزام بنت حلال أذكرها وهي بزر دجاجة ...
وصمتت الأثنتان تستمعان لحديث رضا وشعاع عن خزام ..
رضا بأحراج :والله ماني عارفه ايش اقولك ياعمه البنت الخايبة نايمة .. اللي بآخر الدوله عرف الخبر وأتصل يبارك وهي نايمة باقي بس أهل تركيا يعرفوا وهي على نومتهااا ..
شعاع بتعاطف:هي وش اللي صار لهاا..
بلقيس تتبرع بالشرح :عينهااا طار فيها الزجاج وسوو لها جراحة ..
وحين شهق الجميع قرصتها والدتها مع فخذها وقالت توضح :لااا هي طيبة اللحين طمنونا على عينهااا بس غطوا عينها وتحتاج ترتاح كم يوووم ...
ليلى لأسماء :ليه ماقلتي صار كذا..
أسماء :وأنا وش قلت ..قلت لكم صارت لهااا حادثة وعينها تعورت ..
ليلى بتكشيرة تهمس لمن جوارها :عزاة ياخوي هذي بدايتهاااا ..
رضا تشرح :والله هي المفعوصة تزينت وحطه من الميك اب والكحلة وطلعت شبه الممثلات بتلفزيون وشكل الناس ماذكروا الله عليهااا ...
أسماء تستمع وكأنها تشاهد والدتها التي تعزي كل حادثه للعين والحسد يبدو تأثيرها جلي على رضا ...
فزة التي تتأمل بلقيس همست لجوزاء جوارها :هذي البنية اللي كسرت قزاز سيارة هجرس قبل سنتين أنا ماخاب ظني ..
جوزاء التي تحب أن تجلس بأحترامها وبخت :فزة عيب الهمس والسوالف الجانبية والناس جالسة ..
فزة تكشر وتتركها لتهمس لليلى ويارا فهذة كل شيء لديها عيب وخطأ ...
أسماء التي كانت هذه المرة الثانية ربما أو الثالثة التي تقابل فيها جوزاء ولم يتم أي حديث سوى سلامات رسمية سمعت حديثها مع فزة وفهمت نوعهااا ... تربية أبنة عم أمي لاريب ..
ليلى أدارت شيلة مشهورة بمدح والدها :أسماء يالله دورك
مارقصتي ترى بقول لسلطان ...
أسماء وقفت بعد أن أحرجتها ليلى لترقص ..وترقص فياض الصغير على شيلة مديح جده ..
ورضا أجبرت بلقيس لتشاركها الرقص :يالله يابنت هزي طولك أرقصي على شيلة عمك الشيخ عقاب ..
وأخذت تصفق هي وشعاع بحبور ...
وبلقيس ترقص بحركات لاتمد لشيلة بصلة فهي تنفع لرقص على أنغام موسيقى أجنبية ولكن لاتهتم فوالدتها من أجبرتها ..
لتدخل فهدة من الباب الخارجي وتشاركهن الرقص مباشرة وهي سعيدة بشيلة زوجهااا ..

أمدح الطيب وأسجل مايجوش
من لسانً صادق وفكر شعراء
قايد ناش المعالي خير نوش
كل بيت جزل في مدحه طرى
الفريق عقـاب بن نايف الوجه البشوش
ومن نعده للمواقيف الذرى
شوش ياراس على المعنى تشوش
خابرً مطلعك في قمة كرى
ماتهيبك السباع ولا الوحوش
دايمً تقدم ولاترجع ورى
حضر جزال تسابق كالجيوش
ندر لشيوخ وعيال أُمـراء
درة تلمع وتزهى بالنقوش
مستواها فوق بيع ومشترى
من ذهب صافي ولاهوب مغشوش
يطرب اللي تغنابه سرى
في مديح الطيب الوجه البشوش
ومن نعده للمواقيف الذرى
شاع ذكره في رفيعات العروش
عند شيخان الحضارة والقرى
فهدة التي رقصت من الباب حتى الجلسة ..جلست بأرهاق :
يووه ركبي بتقوم علي الليلة من طبخ لرقص ..
رضا :تبغي أساعدك بحاجة ياعمة ...
فهدة تشير عليها لتجلس :ارتاحي يارضا الليلة أنتي ضيفة الله يعينتس على تجهيزات الملكة ..
لتقاطعها ليلى :تجهيزات ايه ياعمة لايكون بفكرك بنجيب كل حاجة قطعه قطعة ...
فيه ناس يتولون الموضوع من إلى وأنا اتواصلت معهم يجون الجمعة الظهر يضبطون كل حاجة ... هم مسئولين عن كل شيء من الكراسي لين العشاء ... أنتوا البسوا وأكشخوا وتعالوا ...
وعلى فكرة الدعوات ماهي مفتوحة ..بنعزم بس المقربين جداً
فهدة بأنزعاج من سيطرة ليلى :بتفضحينا بالعرب دايم يعزمونا على مناسباتهم ..
ليلى :والله هذا اللي عندي ماهو لازم كل من هب ودب يجي يتفرج ولامشوا سبوا فينااا ...
شعاع :لا أمسكن بشوش بعض بس خلصنااا ...
مانختلف ياأم بتال نجلس بكرة على سعة ونشوف من بنعزم ومن نخلي ..
ليلى :والله عاد أنا قلت كلمتي وبكيفكم وإذا بكرة سمعتوا هرجهم فيكم بمجلس الفلانين والعلانين لأسمعكم تشكون ...
فهدة التي لانت قليلاً خصوصاً مايصلها دائم من ذم وهي التي تبذل مجهود خيالي بحفلاتها ..وأيضا فكرة غابت عنها قليلاً فزة ..
هل سيأتي الجميع ليتفرج على خيبتي :ايه خلاص نشوف ماهو لازم كل الربع ... وقالت لتنهي الموضوع : فاطمة بتجي ...
يارا التي تعلم بحلم ووالدتها وأستحالة حضورها :أمي ماتقدر ماراح تجي ...
شعاع :ماأدري عنها تقول من هنا للجمعة يحلها الله ..
فهدة تقف بعد أن تذكرت أعمالها :أمشن يابنات عاونني ...
وحين لحقت فيها فقط أسماء وبلقيس صاحت بليلى ويارا :وأنتن وش فيكن جالسات ..
ليلى بوقاحة :خذي كناتك حنا بنجلس نرقص ونحيا الليلة ... ودفعت جوزاء الصامتة من كتفهااا :خذي هذي تحب السنع ...
فهدة التي ألقت نظرة حادة على ليلى :أمشي يابنت وضحى بنشوف سنعتس ...
جوزاء التي تريد خنق ليلى ..لحقت فيها بهدوء ...
مشوا مع سيب مغطى حتى خرجوا للحوش جانبي لم تعلم بوجوده فهي ترى المداخل الخارجية ولم تنتبه لوجودة من قبل ليدخلوا على مطبخ القسم الآخر الخارجي وهناك كانت خلية نحل من الخادمات ...
وقدور ضخمة تفوح منها رائحة الطهــي ..حرارة شديدة رغم برودة الجــو ..
فتحت غطاء القدر العملاق ونادت أسماء بعد أن أخرجت قطعة من اللحم :شوفي مستوي ...
أسماء جربت :والله ماأدري ..
فهدة بتكشيرة :رفلا ..تعالي يابنت وضحى ..
وأختبرته بتذوقه :ماأدري أذا يحبونه كذا ولا يبغى له طبخ أكثر ..
عني أفضل الخيار الثاني ..
فهدة تغلق الغطاء :ماأستوى ..يبي له زيادة هي ماهو مطعم وش يبون الناس ماهي مثل بعض ونص الضيوف شيبان لازم تكون اللحمة مستوية ...
أسماء بتبرير لموقفها :يمة لحمة جمل وش عرفني ...
فهدة :اسمه قعود لاتفضحينا بين العرب ..وعادت لتسأل جوزاء :امتس تطبخ لحمة القعود ولا أنخبلت على تالي عمرهااا ..
جوزاء :عادي تطبخ الموجود ماتفرق ..
فهدة تقبلت أجابتها بصمت وهي تنشغل بأمر آخر وتفكيرها هل طال لسان هذه قليلاً ..بالتأكيد ليلى قد دربتهااا ..
حتى حطت عينها على بلقيس الذي فتحت الصوص الجاهز وكانت ستسكبه على السلطة لتمسك من أذنها وباليد الأخرى تبعد علبة الصوص من يدهاا :أنت وش تسويين من سمح لتس تخربين شغلي ...
بلقيس تفرك أذنها :والله ياعمة فهدة يطلع طعم جربي ...
فهدة التي تغلق علبة الصوص التي ماكان ليدخل مطبخها لولا محبة الحسن له :والله على آخر عمري أحط الخرابيط الجاهزة بشغلي .. لا أحد يحط شي ..جهزن السلطة بصحون طلعن الحلا بالثلاجة بالمخزن صفن بالصواني هذا اللي جبتسن له ..
أما الأضافات أنا أسويها بس ...سمعتن ..
أسماء تقضم قطعة خيارة :حاضر يمه ...
بلقيس همست :حضرت الشيف ...
جوزاء من البداية كانت قد وقفت أمام أحد العاملات وبدأت بمساعدتهااا ...
أسماء ذهب لثلاجة الحلا ولحقت بها بلقيس ...
لاتفزعهن صرخة مفاجئة من فهدة على أحد العاملات ...
وحين لاحظت فزع جوزاء قالت بسخرية :بسم الله على قلبتس ياروحي .. ماعمرتس سمعتي صراخ ...أجل ولدي الهبيلة وش يســوي ليل نهــار ..
لتسمع صوته من الخارج :يمه ..
فهدة بضيق :هذا وش جابه ..أدخل ماعندك أحد ...
بتال يدفع الباب ويدخل بتردد :وش ذا الصراخ عسى خير ...
فهدة لتزعجة :بنت وضحى ماتعرف تشتغل وصرخت عليهاا وش عندك ...
بحث بعينيه وقد ظن للحضة أنها تمازحه ..
ليجدها على الجهة الأخرى من الطاولة ترفع يدها التي تحمل السكين بعدم فهم .. ففهم أن أمه تبالغ ..
بتال :وش بعده عشاكم ...
فهدة بشماته فهي لاتحب أزعاجهم وإلحاحهم على طلب العشاء وكأنها تأخر متعمدة صلوا العشاء منذ ربع ساعه :السنة الجاية ..
بتال بدهشة :يمه وش فيتس أخذتني مصخرة ...
تجاهلت الرد عليه ولكنها عادت لتصيح بطريقة أرعبت الموجوديين وخصوصاً الصبي الذي كان يصطدم بأحد القدور الضخمة :بررى أطلع برى وش دخلك مطبخي ...بتال أقلع ولدك عن وجهــي ...
بتال كان يقف متجمداً مكانه من أسلوب والدته الذي أزعجه وحاكم المرعوب بقى بمنتصف المطبخ لايعلم أين يذهب تحت تأثير صيحات جدته ..
هي أشفقت على الطفل حقاً ..ياإلهي أيه معتوهة هذه لم ترحم ضعف الطفل وخوفه صياحها يرعب الكبار كيف الأطفال ...
سحبته من يده وأخرجته مع الجهة الأخرى للمطبخ الداخلي ..وبعدها ليدبره نفسه يذهب لوالدته أو يعود من جهة أخرى لأبيه
ولكن لن تغامر بدخولة مرة أخرى للمكان الخطر بوجود قدور تغلي وجدة حانقة ..ربما لو غضبت لوضعت أحد الأطفال بالقدور المغلية ...
أما هو فقد غادر بوجه حانق ... وهو يدعو بقلبه أن لاتفر زوجته لمنزل عائلتها بعد قضاء نصف ساعه قرب والدته ...
من جهتها قالت متندرة :زعل الشيخ عساه زعل جدي خلف ..إلا على طاري جدي خلف ...ماتدرين إذا امتس وخالتس سون مسجد لعمي مطر ولا ماقوون.. يبيلي أبني له مسجد .. الله عطانا فلوس ليه عشان نتصدق عنا أهلنا الأولين ...
أسماء التي قدمت من المخزن برفقت بلقيس وقد صففن الحلا بأنواعة على عربة جاهزة للدفع .. أمرت أحد العاملات بنقله لصالة طعام الرجال ...
وسألت والدتها :يمة وش فيه صوتك عالي من اللي كان عندكم ..
فهدة وهي تفتح قدور اللحم لتكتشف نضجة وأمرت العاملات أن يبدأن بسكب الأرز في أطباق لتضع اللحم فـوقه :عندي اللي عندي ...ساعديهن على السلطة .. وأنتي وين السلطات الحارة يالله حطنها بصحون وأنقلوها للمقلط خلاص بنغرف ...
ومع تقدم العمل تسخن الأجواء من قبل فهدة التي لاتترك شتيمة إلا وتلقيها على العاملات وبعد أن تأكدت من أكتمال عشاء الرجال بكافة كمالياته خرجت وهي تخبرهم أن يقدموا طعام النساء ...
جوزاء :بعد كل هالريحة مالي نفسه فيه ... إذا خلصنا ترى بطلع جناحي ...
أسماء التي فهمت صدمت جوزاء بأسلوب والدتها :أحمدي ربك أمي ماسمعتك كانت بتقول ليه عشان تسرين ولدي تالي الليل يجيب لتس عشاء ...
بلقيس :أنا ماأكل لحمة جمل عادي أروح بيتنااا ..
أسماء :لاتروحن عشاء الحريم مو بس لحمة جمل فيه أصناف ثانية وبدأت العاملات بأخراج الصواني من الأفران ...وسكبت الرز ولحم بثلاث سخانات والمتبقي كانت أطباق أخرى متنوعة حرفياً فهدة بالأضافة لطهي عشاء الرجال أعدت بوفية محترم للنساء..
أدهش جوزاء وبلقيس على حد السواء...
أما أسماء فهي كانت قد شاركت والدتها بالعمل ...وأعتادت على هذا النوع من التفاخر من والدتها فهي لايمكن أن تدخل جولة سنع وواجب ولاتفوز فيهااا ..
ولكن جوزاء التي تساعدهم كانت مصرة أن تغادر :والله مالي نفسه أحس قرفانة بروح جناحي أتحمم..
أسماء تترك ملعقة سكب :أسمعي بقولها على بلاطة أمي ماراح تمررها لك بسهولة لو رحتي وتجاهلتي عشاها لمصلحتك أضغطي على نفسك وأبقي ..أنا أعرف تفكير أمي بتعتبرها أهانة ...أنا اعلمك لأني عارفة أن نيتك زينة لو شكيت أن تفكيرك كذا ماعطيتك هالمعلومة ..وبقيت جوزاء مجبرة فهي لاتريد أي مشاكل مع فهدة ...فهي رأت أسلوب معاملتها لفزة التي لم ترتكب بحقها شيء وتخشى أن تعاملها بسوء أشد ...

لاحقاً أستيقظت ووجدت مكالماته وأتصلت مباشرة ..
ونست كل مادار عن الملكة هذا اليوم ...
فياض بصوت هادي :هلا والله يالله حيه .. خلك معاي لاتروح بعيد بس بطلع بمكان هاديء ...وبعد ثواني سألها :صباح الخير كم لي أدق عليتس ..
خزام بتكشيرة وصداع النوم يزعجها :خير ايش فيه
فياض غير مصدق :وين الخير وأنتي توتس تصحين كنتي نايمة ..
خزام :وليه ماأنام ..
فياض :أنا وش قايل لتس الظهر..
خزام تحاول التذكر ولكنه ألم رأسها وعينها التي زال تأثير المسكن :مو فاكرة حاجة
فياض بفتور :طيب مبرووك صرتي مرتي ياخزام مبروك عليتس فياض ..
خزام التي تذكرت ماأخبرها لاتنامي ...وحديث أمها أيضاً والآن ماذا يخبرها أنها أصبح زوجته : طيب الله يبارك فيك ..
فياض ليزعجها :طيب قومي وشغل أغنية دقوا خبيبتي وأرقصي وصوريلي
خزام لتصرفه :طيب حاضر أفكر ..
فياض الذي ردودها تحبطه :يالله سلام شكل مختس للحين راقد وأنهى المكالمة ..
من هذه الباردة المزعجة ..أين الفتاة المتقدة التي لاتعرف سوى حاضر الأجمل على لسانهااا ..
خزام التي دخلت الحمام وبعد أن خرجت منه تناولت قهوتها وصلت وبعدها أخبرتها والدتها بسعادة بأمر الملكة وأخذتها تحضنها وتقبلها بسعادة :الجمعة الحفلة تقولك عمتك شعاع ..روحنا وتقهوينها ورقصنا وتعشينا وبعدك نايمة ..ولا كأن اليوم ملكتك ..
خزام ببرود :طيب ايش أعمل أنا مو نايمة أمس .. واليوم حصل معاية اللي حصل يعني ماأنتوا ملكتوا وأنا نايمة ولاكأن لي كلمة ولاأهمية ..
تجاهلت رضا برودها وثرثرتها وأمرت بلقيس :قومي هاتي لأختك من الكنافة والحلويات اللي عملناااها ..
بلقيس :أمي سوت حلا حق شهرين قدام وأرسلت للضيوف وأخذنا معانا للقصر وباقي توزع على الماريين بالشارع ...
رضا بسعادة :هذي هي عاداتناا لازم نسوي حلوياتنااا ونفرح ونفرح غيرنااا ...
فتحت هاتفها بحثت باليوتيوب عن الأغنية التي أخبرها عنهااا لتنطلق الموسيقي :دقوا دقوا خبيتي ..جاء حبيبي في بيتي ..
جاء يطلب يدي ...
شوفوا شوفوا الدبلة ..
لتضحك رضا وبلقيس معتقدات أنها قاصدتها ..لتغلق هاتفها بضجر :أهبل غبي سخيف ..
بلقيس التي عادت بالحلويات المنزلية أخبرتها :يالله عاد فاكيها ...انا متأكدة أنتي مو أول وحدة ينفجر بوجهها المركب ويخيطوا عينها يوم ملكتهااا ..والصراحة غيرت رايي يعني ممكن تنسجمي مع الناس هناك مو كلهم شريريين ...
وقهقهت بسخافة ..
رضا بحدة :بس صكي فمك عن أختك ..
يالله على مذاكرتك مو عندك أختبار ...
وبعد أن غادرت أخبرتها :أسمعي يابنتي الرجال يحب البنت الصعبة ... ويحتقر البنت السهلة ..لاتكوني لقمة سهلة بفم أحد ..
خزام بمزاج غير رائق لنصائح والدتها خصوصاً بعد حادثة الليلة الماضية :ماحكون لقمة سهلة ولا صعبة بفم أحد لأني مو أكل ..
تشعر ببرود في أعصابها وفتور في قلبها ...
ليس وكأنه أمنية من أمنياتها تحققت ..
بدأت تشك بحقيقة مشاعرهااا له ..
بالتأكيد لاتلومه تلوم نفسهااا ..
هي من جازفت بمشاعرها كان الأمر بسيط وممتع أكثر
حين كان أعجاب من طرف واحد .. لاأحد يعلم عن حقيقة مشاعرها..ولايوجد أرتباط
لكن حين أصبح الأمر حقيقة ومشاعرها في خطر ..
إما الآن فأصبح كل شيء مشوش ولم تعد قادرة على فهم فحوى مشاعررها الحقيقية ..
تريد فقط أن تعود وتعجب به من بعيد كان الأمر أكثر بساطه
من دخول مثل هذه المغامرة ..هو شخص لايمكن مشاركته المشاعر
فهو قاسي جداً
ربما عليها تغليف قلبها بحامي ومشاعرها بواقي حتى لايتعرضا لصدمات والأحتكاكات التي تدمرهما ...
××عدل أسلوبك وتلقاني على خبرك ماني بـ مجبّور في وصلك وهجرانك َ ان جيت يا مرحبّا وان عفتني ، عفتك ما عاد بي حيل لـ الضيقه على شانك××

****
*اليوم الثاني من عقد القران *

في مجلس فاطمة التي أعدت قهوة وضيافة طلبتها لأنها لاتستطيع دخول المطبخ .. ودعت عمتها وأبنتهااا ..
ياسمين التي ألتصقت بعمتها تريها الصور والفيديوات .. وكانت متحمسة للمقطع الأخير والأهم بالنسبة لهاا ..
حين ظهر خالها سلطان ينحر الجمل والحسن يصوره ...
ياسمين بتصنع :كفو سلمت يمينك ...
وش رايك ياعمة ..
غادة التي كبحت أحراجها لتصرفات ياسمين التي تجاوزت الحد : ماشاءالله مبروك وأنا عمتك !!!
وكانت تقرصها من تحت الخدادية التي وضعتها ياسمين بحجرهااا ...التي لم تتفاجيء بهجوم غادة فهي توقعته ..
فاطمة التي فهمت مافعلت ياسمين وأزعجها تصرفها فمهما كان عليها أن تحترم عمتها ولاتذكره بوضعها السابق بمناسبة أو دون :ياسمين قومي هاتي العصير اللي سويناااه ..
وقفت ياسمين تاركة هاتفها مفتوح خلفهااا ..بأعتقادها أن عمتها ستأخذه وتنظر للصور ..
غادة التي أتكأت براحة وهي تلعب بهاتفهاا :فاطمة ورى شعر ألماسة متشربك وحالته حاله لو يتخبأ فيه فار محد درى عنه ...
زيتوا لها شعرها أو هاتوها أزيته لهااا ..
فاطمة بتكشيرة من غادة التي تدع شيء إلا وتعلق عليه :طالعه عليتس ...وليه تشاورين خذيها حلالتس زيتيها حنيهاا لو تبين صلعيها مثل ماصلعتي خواتها من قبل ...
غادة بضحكة سخرية :يوم ماخليتي أحد ماحرشتيه علي لاتوبه ماأقص شعور بناتس ولا اقربها فكيناا ..
أم سعد بأنزعاج :وأنتن ماعندتسن إلا هالخرابيط عطنا من السوالف الزينه ..وعادت لتسأل فاطمة :هو البنت اللي أخذها فياض ماهي قبيلية ..
فاطمة بملل :لا ماهي قبيلية بس سعودية ياعمة وأصولهم معروفه بالجنوب ..
غادة بتهكم :لا كيف عاد ماهي قبيلة هذي ماراح تدخل الجنة ..
أمها بأستنكار :تتمصخرين علي ..
غادة :وش أسوي فيكم دبلتوا تسبودنا بذا السالفة كان اللي ماهو من قبيلتكم ماهو مسلم ..
أم سعد :كل هذا عشان الرجال اللي تقدم لتس ورفضناه ..
فاطمة فتحت عينيها بذهول ماهذا الخبر الجديد ...حسناً بالتأكيد ستتزوج يوم ما ..ولكن من خارج القبيلة ماهذا الأنفتاح الرهيب :أخوانتس راضين ياغادة ..
غادة التي تعبث بهاتفها :والله يرضون ولاينطقون أروح للقاضي يزوجنــي ..
ياسمين التي دخلت على الجملة :عمة بتزوجين !!!!
غادة بنظرة سخرية :ايه ليه حرام علي ..وحلال على غيري ..
جلست ياسمين بقهر تسكب لهم العصير ..وماذا عن خططها
والحب أين ذهب الحب ياعمة .. لقد حفظتي صورة بهاتفك ...وتريدين الزواج من آخر الآن ...
حتى لو عاهدتك أنا أتركك وشأنك ... لايمكنني ..
علي أن أضحي فيك ..ربما أنتي لاتستطيعي
التضحية في ولكن أنا مضطرة ...خصوصاً بعد ماأكتشفت اليوم ...
لامجال للتخاذل أنا في خطــــر ..
ولأني قد دفعت ثمن كوني أبنة أخيك في طفولتي بلا ذنب أرتكبته ..
ربما حان الوقت لتدفعي أنتي ثمن كونك عمتي ...

وتحت غيضها أخذت تراسل يارا:أنتي وش سويتي..
تلحلحي سوي شي ...عمتي بتزوج !!!
يارا بصدمة :بتزوج !! طيب حلو ..
ياسمين وقد تشنجت ملامحهاا:لاماهو حلو أنا أبيها لخالي سلطان .. تكفين يارا سوي شي..
يارا :طيب ليه ماني فاهمة أهم شي تعيش حياتهاا..
ياسمين التي حطت عينها على الوشم المؤقت على عنق عمتها وشتتها للحضة :لاتفقعين قلبي ...عمتي لازم تأخذ خالي عشااان أفتك من الحصني أفهميها عاد ..
يارا التي كانت تقرأ غير مصدقة :وش دخل طيب ..
ياسمين :أنا فاهمة الحصني زين ..مايداني عمتي ..ولو رجعت لخالي بيشملني الغضب والكره وبفتك منه !!
يارا :طيب بشوف ..
وتحت ضغط ياسمين ...وخطة سابقة قد أخبرتهااا فيها ..
ولكن لم يصلن لطريقة صحيحة لها ..
فكرت باللحضة أن تنفذها
فخالها سلطان موجود كما الخطة ولكن يوجد هناك خلل معين
هنا أيضا فزاع وزوجته مريم التي تجلس جانباً على هاتفها ولاتتحدث معهم حتى وكأنها جائت لتراقب زوجها فقط ولكن فزاع لحسن الحظ يولي الشاشة ظهره ..تعلم جيداً لو فعلتهااا سيفهمها سلطان ويغضب منها لذا أستغلت ليلى كأحد الخطط الذي وضعتها مع ياسمين سابقاً ..
يارا بحماس :خاله يالله نشغل الأغاني اللي بنحطها ملكة خالي فياض ..
ليلى بملل :مو وقته وسط الناس..
يارا :لاتكفين أصلاً جدتي بتنبسط ..
ليلى فتحت هاتفها وأوصلته بالشاشة وفتحت الفيديوهااات التي أرسلت لها يارا سابقاً وبعذر هاتفي لايشبك على الشاشة ..
ألتفت الجميع للشاشة حين تم العرض وصفقت شعاع قليلاً ولكن سرعاان ماأنتهى أنتباههم ..
كان الفيديو الثالث وبالتأكيد سلطان الذي كان يتكيء جوار والدته يلقي نظرة بين لحضة وأخرى بغير أهتمام للمعروض على الشاشة ...فهو مشغول مابين أحاديث متفرقة من والدته ومراسلات يجريها عبر هاتفه ..
تشتت أنتباهه قليلاً حين ظهرت أمراءة ترقص بدلال وترفع شعرها بيدها قبل أن تلفه كدوامه أعلى رأسها وبزغت الحركة برأسه كحركة مألوفة من شخص ما يرقص بهذة الطريقة ..
هو بالبداية ألقى نظرة مستنكرة لهن لما تعرضن صورة أمراءة راقصة بوجودنااا وألف شتيمة على لسانه ..
ولكن عاد وألقى نظرة حادة نارية على الشاشة لقد كانت هي طليقته يعرف رقصها جيداً بشكل مختلف جداً لكن لو دققت لوجدت نفس الملامح على جسد أكثر ضئلة بعد أن كانت بوزن زائد ...ونظرات يارا المذنبة تخبره أنه صادق ..قام بغضب وأقتلع الهاتف من يد ليلى المصدومة وحطمه على الأرض معتقداً أن الأمر سينتهي هنا ولكن الفيديو أستمر عرضه ..وغنجها ودلالها كان تحت أنظار الجميع الآن ومن بينهم فزاع الذي لم يفهم مايحدث ..وتحت غضبه حمل أحد طاولات القهوة وحطم الشاشة فيه ...
تحت أنظار شعاع التي أخذت توبخه بجزع من حركته التي لم تره من زمن بعيد يتصرف فيهااا ...
ولم ينتهي الموضوع عند هذا فقط ألتقط عقال فزاع من رأسه لأنه كان بلاشماغ وعقال ...
وأنقض عليهن بالضرب ...ليلى كانت مذهوله فحتى اللحضة لم تفهم كيف غضب فقط لأنه أمراءة ظهرت على الشاشة بالخطأ
أما يارا التي تعرف خطأها جيداً أطلقت قدميها للريح وصعدت السلالم برشاقة ..وكانت تسابقها مريم التي خشيت أن يطالها غضبه ..التي لم تفهم سببه حتى ...
سلطان بأرهاق بعد أن فرغ منهن قال وهو يرتمي على المقعد :الله يزوجتسن ويفكنا منتس ياقليلة الحياء ...
شعاع بأنزعاج من ضربه للفتيات :انت وش فيك على الضعيفات ..
سلطان ويده على رأسه :ماهن ضعيفات إلا قشر وتسلطن علي
فزاع : أنت وش بلاك ترى ماصارت حرمة طلعت بالتلفزيون وكسرتهن عشانها ..
سلطان أطمئن أن فزاع لم يتعرف عليهااا ...فهي كانت تكشف عليه ويعرفها جيداً ... سينفجر عقله من الغضب ...
كيف تجرأت لتلاحقة بهذة الخساسة ..
المجنونة ..تفعلها هو يعرفها جيداً ويعلم أنها قادرة على أفتعال كل هذه المواقف فمن يمتلك كل هذا الدهاء لصنع المواقف سواهاا ...

××شفتك وفز قلبي داخل اضلوعه..وشفت في عينك شوق يا كبره
دام المحبه فيك للحين مطبوعه..علمني في عنااادك !! وش الدبره .××
لاحقاً قبل نومه أتصل على فاطمة .. وبعد السلامات والسؤال عن الأحوال قالها لها :أسمعني يافاطمة أبيتس بموضوع بس بدون تهويل ..
فاطمة بأستنكار :خير أن شاءالله يارا فيها شي مسوية شيء
سلطان بلهجة حانقة :ياليتها يارا وبس بنقول ورعه وماعليها شرهة ..أنا في وجهتس يافاطمة أن تكفوني شر مجنونتكم ..
فاطمة :وش مجنونته أنت وراك قمت تقط خيط وخيط ..
سلطان بحقد :ومن غيرها حماتس البازع ..
فاطمة التي أغلقت عينيها بأستنكار أخبرته :مالك حق تكلم عليها وين جتك هي أتقي الله ياسلطان ..
سلطان :وين جتني ..جتني وسط بيتي يوم بنتس حاطتها ترقص على الشاشة ..
فاطمة بجزع :وش هووو ..
سلطان :هاللي سمعتيه ...وأكيد هي اللي وازتهااا..
فاطمة التي تذكرت حركات ياسمين مع عمتهااا وذكر خالها كثيراً أمامه فهمت اللعبة ببساطة :هالكلام ماهو صدق ومستحيل تكون مسويتهااا المرة بتزوج رجااال وبتوصلها للقاضي عشان تأخذه وأنت للحين بأحلامك تحسب الحريم ميتات عليك وطايحات تحت رجلك ..
سلطان بأستنكار : وش فيتس قلبتي علي؟؟
فاطمة وهي تتذكر حديثها مع غادة التي أخبرتها بعد مغادرة والدتها أن الرجل الذي تقدم لها من النوعية التي تعجبها فهو منفتح بتفكيره وليس متحجر وهو مناسب لها :لأنك تدبل الكبد وأنا أختك كن ماعلى الأرض رجال غيرك يعني بكل صراحة غادة تستاهل اللي أحسن منك ..وأنت تزوجت وخلفت ولاسألت عن هوى دارها ..
وحاط براسك بتجلس طول عمرها على ذكراك ..
أكملت حين لم تجد منه رد وكأنها تتشفى منه وكأن جرح أي أنثى جرح لها :
بتزوج واحد ماهو قبيلي متحضر وعقله موزون ماهو كل همه قهوة الرياجيل وأطبخي عشاهم ... واحد يفطرها بالمطاعم ويسفرهاا للديار برى ...
سلطان بهدوء :طيب أدبي بنتك ترى لحطتها بس مايكفيهاا يبي لها أعادة تأهيل لأن حركتها ماهي طيبة أبد لأن لو عمتها ماوزتها هذي أشد وأكبر ..عرضت عمتها على رياجيل مايحلون لهااا ..
فاطمة التي لاتعلم لما أخبرته :ماهو بس هي حتى المهبولة اللي عندي تلاحق عمتها وترزز صورك وفيديواتك لهااا .. بس ماقالت دازتس علي كبرت عقلهااا وماقالت شيء ...
وبعد هذا لم يجد سلطان مجال لرد عليها سوى توديعها وأغلاق الأتصال ..
تجهز للنوم بعد أن صلى وتره ...وماأن وضع رأسه على المخدة حتى زارته صورتهااا ...يارا كم أتمنى أن لاتذوقي النوم الليلة ..
كيف فعلتيها بخالك ..
ماذا ستتزوج متحضر !!! وهل نحن متحجرين ..
ماذا سيدللها وهل قصرت أنا عليهااا !!
ولكن ماهذ الأصدار الحديث ...!!
كيف أصبحت بهذا الشكل ..آآه ياسلطان الأحمق بالتأكيد الفلاتر !!
أنت تستطيع أن تكون أنثى بفلتر السناب لو أردت ..
غادة.. غادة.. غادة.. أخرجي من رأسي هذه الليلة كما خرجتي من حياتي عشر سنوات ومايزيد ..
ولكن لم يستطيع أن ينام قبل أن يتذكر أحد مواقفه معها ..وعاد ليجري مقارنة بسيطة عن نسائه السابقات ..
أم هجرس كان أمراءة حقيقية ..الصورة البيضاء من المراءة التي تريد أن تسعد زوجها بطريقة فطرية ...
وبعكسها وعلى النقيض كانت غادة وهي من جائت بعدها ...
كانت شرسة جداً .. ومن مدحتها لوالده فهدة لذالك من البداية لم تعجبه لأنها هي من ذكرتهااا وبعدها أطرتها أيضاً والدته
ولكن لأنها جائت من جهة عمته زوجة أبيه لم يستسيغ هذه الخطبة وحاول أن يفشلها عدة مرات ولكن والده كان مصر عليهااا فاطمة الجميع شجعه على الأقدام على هذه الخطوة ...
كانت جيدة بالتأكيد كانت كذالك من ناحية القيام بالواجب والسنع كما يتفاخرن النساء به ...لكن من ناحية خدمة الزوج أو حتى تقديره كانت فاشلة بنسبة كبيرة ..
بالمعنى الحرفي للكلمة لم تكن تحترمه .. كان كل حديث بينهم هو مباراة كلامية ...
هذا ماترسخ في ذهنه للسنوات صحيح أنها بالعامين اللاحقين هدأت قليلاً ولكن أحباطات العام الأول وكل ماحدث فيه جعله لايتذكرها إلا بتلك الصورة الشرسة الوقحة ...
غير أنها كانت في حرب مع أبنه فما أن يتقابلان لاينتهى الموضوع إلا بأصابة لأحدهم ...فهو طفل ويعايرها ويؤذيها وهي من المفترض أن تكبر عقلها عنه ..
ولكن كان تتشابك معه وتضربة ويضربها بكل الصورة اللامعقوله ...
وتحمل كل هذا ..فقط في سبيل أن لايخرب بيت أخته لو طلقهااا ..

××سولف عن الوصِل و علومه وعلمني وش حّال قلبك بعد هالبّعد و أوضاعه .××

****

اليوم الثاني أستيقظت وقد نسيت كل ماحدث حتى كانت تدندن وهي تنزل مع السلالم موعد محاضرتها الحادية عشر ومازالت الساعة الثامنه ستفطر وتحتسي قهوتها وربما تقرأ فصل من رواية قبل أن تخرج بطريقها ...
ولم تفكر ولو لحضة أنها ستجده بأنتظارهااا كان يجلس بصالة الطعام فلم تدرك وجوده حتى لحقها حين عبرت للمطبخ ...
سلطان وهو يربت بعقاله على ركبته :صبااااح الخير يابنت فاطمة ..
يارا برعب :هلا خالي صباح النور وأقتربت منه لتسلم عليه لكنه مد عقالة ليضربها بخفة على ذراعها ولكنها تأوهت متظاهرة بالألم :خالي والله بالغلط والله ماأقدر ماحسيت يعني من جدك أنا بسويهااا
بس الفيديوات عندي كثيرة وحددتها بالخطأ ..وليلى ماتدري قسم ماتدري أستر علينااا ياخال ..حرام عمتي مسكينة أنفضحت وهي مالهااا ذنب ...ترضاها على احد من محارمك تنشر عنه السالفة ...
سلطان الذي يستمع إليها ويقسم أن شخص آخر من حفظها الحديث ..فهي ليست بهذة الطلاقة بالأعذار :استر عليتسن وأنت فاضحات عمارتسن ...والله غير هذا يأكل من لحمتس ...أن ماقلتي لي الحقيقة وحلفتي على المصحف ماعاد تعيدينهااا على أي أحد ولالأي أحد ..
يارا تقبل يديه بذعر:تكفى ياخال والله ماأعيدها قسم ماأعيدهااا ...
سلطان بعدم أقتناع :لااا أنتي مصيبة اللي فضحت عمتهااا مافيها ثقة أنا لازم أعلم سعد عشان يربيتس من جديد ولايسرع بزواجاتس عشان يربيتس رجلتس ...
يارا بصدمة من سقوط كل الأمر على رأسهااا :تكفى أفهمني والله أنا تصرفت عشان عمتي مسكينة بعدها تحبك ...
سلطان الذي عاد للعصبية وهو الذي قد قرر التصرف بالأمر بحكمة :حبتس برص أنتي للحين ماتبتي ...
وأمسكها مع أذنها بشدة :عمتس يالخبلة يالضايعة تنشرين صور عمتس تفرجين الرياجيل عليهاااا ماعندتس دم أنتي ...وتقولين عنها هروجً ماهي زينه ..
يارا التي تتألم من مسكته لهااا ..وتتذكر كلام ياسمين عن الأمر أشبة بشوفه شرعية .. هل أذنبت بتصرفهااا :أعتبرها شوفة شرعية ....
يشد عليها بقوة ..لايعلم كيف يتصرف معهااا ..لايريد أن يؤذيها ولايستطيع أن يدع الأمر يمضي بدون تأديب : تبغين أعلم جدتس عليتس ..!!! هو محترف يعرف كيف يربيتس ....
يارا التي تفرك أذنها :ايه تكفى جدي يأدبني جدي ...
تركها وتوجه للخارج وهو يرتدي شماغه لكن سرعان ماعاد لهاا فأرتجفت مكانهاا ليسألها :قولي الصدق هي اللي وزتس !!!
يارا برعب :لاوالله ماهو هي ...أصلاً هي بتزوج قسم بتزوج عشان كذا أنا تهورت وسويت اللي سويته ماأبيه تأخذ واحد غير اللي بقلبها ...
سلطان :الله أكبر أنتي وش دراتس عن اللي بقلبها ...
تلكأت للحضة ولكن هي عرضت له فيديو لها فهل تبقى خصوصية :بصراحة والله عمتي ماتجيب طاريك أبد ولاعمرك جيت على لسانها لابشر ولابخير وكلنا كنا نحسب أنها تكرهك ...بس ياسمين شافت صورك بجوالهااا ...
وأحمر وجهها حين لاحظت تشنج ملامحه وحين أعتقدت أنه سيصب غضبه عليها ..همس لها بنبرة مخيفة :والله لو سمعتس قايلة كلمة من هالموضوع لأحد غيري ..لأقلع لسانتس من جذوره ...
وخرج تاركها خلفه وصفعته للباب الداخلي أرتجت على أثره الثريات ...
تنفست الصعداء ..لقد تمادت ...فعلياً هي تمادت مافرقها عن هيا بطلة حبك خطيئة لاتغتفر لافرق ...ألم تنتقدها على تصرفاتها لما أصبحت تتصرف بطريقة أبشع منهاا ..

××خلك على فرقاك " ماني مناديك " أبعد . . عساك تروح مرواح جدي ..نذرٍ علي بتموت ماني براجيك.. بتشوف نفسك شوفها منت قدي ..يوم الغلا سكنته وعيني تداريك ..تالي تقول الحب ماهو بيديي !! يشهد علي الله ماقصرت أنا فيك.. لكن عرفت أنك مع الوقت ضدي××

*****


كانت بالصف والمعلمة تشرح بأسهاب وهي بعالمها البعيد تعبث بجديلتهااا وتفكيرها واقعي أكثر من الأرقام المتراقصة على السبورة أمامها ...
لم يزرها النوم بسهولة ليلة أمس خصوصا ًبعد مانقلت لها يارا ردة فعل خالها ...
لقد فعلتها وباعت عمتهااا .. حدث هذا على أرض الواقع
فكان أمرة قاسي عليها قليلاً ...
لكن فقط لو يفهم أحد ماتمر فيه .. لقد تعاملت مع الموضوع بالبداية كمزحة مستحلية التصديق..
بل حتى لم تصدق أنه هو من أختارها بكامل قواه ...
مالذي يريده منهااا ...لايوجد إلا سبب الأستمرار بأخراج عللة النفسية فيهااا ..
لأنه من المستحيل أن يكون له مأرب رومانسي أو حتى طبيعي ...
يوم أمس فقط أكتشفت الأمر أكثر أرعاب لها
والذي جعلها تتصرف بلا أي تروي أو تعقل
لم يكن أمر زواج غادة هو الذي أوقد فتيل القنبلة ..
بل ماأكتشفته عصراً على هاتف مسك ...
لقد كان يتراسل مع مسك !!!!!
هو نفسه المعتوه المختل
يأخذ أخبارهم من مسك الطفلة ...ومنذ سنة كامله
هل هذا الأنسان طبيعي ...
لايمكن أن تتخيل ولو لحضة يتصرف بعقل أو تفكير أو حكمة ...
وآخر محادثة بينهم كانت قريبة جداً ومسك تخبره كيف تعاركت مع زوجة أبيها بالأستراحة !!!!
هل هو بالسجن حقاً ماهذة الرفاهية حتى يتصل بالنت
ويدخل على تطبيقات التراسل ويعيش حياته
بالتجسس على الآخريين ...
وأنقطع سيل أفكارها على توبيخ من المعلمة التي أنتقدتها على جلستهااا ...
وهل تريد أن تحضر لها القهوة حتى تعيش جوها الرومانسي !!!

××ما فيه شيء بهالزمن مضمون اقنعني به الوقت واقنعته يخونك الي مستحيل يخون و يـحبك اللي ماتوقعته.××

****
أرتدت ملابس الخروج وعبائتها على طلبه فقد أخبرها تجهزي بعد الصلاة مباشرة سنذهب للمشوار رائع سيعجبك وبقت تنتظر أتصال منه ...
حتى حين أتصل أنا بالأسفل نزلت مباشرة وحين خرجت لتجد سيارة الدفع الرباعي أمام الباب كشرت من تحت نقابهااا ...
حقاً أنه المشوار المفضل بالنسبة لها ..
لاحقاً بالسيارة ..
حين سألته عن وجهتهم ...
بتال :أنا مفتون ومعنى صويباً فالهوى ونى ..
حمام الورق لاغنى يذكر كل عشاقه
هواي لاوصفته وصف يعرفونه رجال العرف
مخالف عن غرام الترف كحيل العين لأشواقه
هواي البر والمرتع وظن النفس ماتشبع
كذا الأنسان مايقنع لين يغادر فراقة
أحب الليل والقمراء وأحب المهرة الشقراء
وأحب الناقة العفراء وأحب الشاص بأوراقة
وأشد البيت بأطنابة وأشوف النار شبابه
قبل أن يلتفت إليها وهي التي تعبث بهاتفها وأزاح نظارته الشمسية ليسأله بعيونه قبل لسانه :وش رايتس معي حق ولاتلوميــني !!
جوزاء تغلق هاتفها :وللناس فيما يعشقون مذاهب ...
بتال يحك ذقنه :صدقيني مافيه أحسن من عشق الناقة يازينها زينااه
ماتجفل ولاتصد لاأقبلت عليها أنطحتك (أقبلت عليك ) تشممك وتحبك ...
جوزاء أجل قدرك ناقة :ماهو بس النياق حتى الكلاب تسوي نفس الشيء ..
وبعد نظرة حادة أعتقدت نهايتها توبيخ حاد .. لكنه أعاد نظارته لوضعها السابق وبقى دقائق لم يعلق ..
أما بتال فهو لم يعتقد غير ذالك لكن موضوع الكلاب لم يدر في خلده ..
وحين لاحظ رموش عينيها التي أصبحت تتراقص بقلق ...
بتال :عقاب لتس ,,بتشربين حليب الناقة ...
وتوقفوا أخيراً أمام قطيع من النياق أعتقدت أنه لانهاية له ...
بقت تحدق مذهولة ...
ورفعت هاتفها لتصــور ..وهو
الذي توجه لها حقاً وبدأ يصدر أصوات تعرفها جيداً وتلبيهااا ...
ماذا ..حقاً الأبل تفعل ماقال أنها تقترب منها حقاً وتعانقه !!!
أقشعر بدنها من الفكرة ...
كيف يكون بهذا القرب من بهيمة ..
قبل أن يلتفت عليها ويناديهاا :جوزاء تعالي شوفيها وش رايتس ..بالله ماهي مزيونه ...
شوفي الرمش والعنق والفم ...
جوزاء بقت بمكانها ..لم تجن حتى تقترب من الحيوان الذي ممكن أن يكون هائج ويأكل البشر حتى ...
ألم تخبرها والدتها عن الجمل الذي هاجمهم حين كن فتيات صغيرات يرعين الماشية ..
وأضطر أحد الرجال على أطلاق النار عليه لينقذهن ...
بتال بأستنكار يمد يده لها :تعالي وش فيتس ...
جوزاء :ماأبي تزعجني وأخاف منهااا ...
وحين أعتقدت سيعود ليصر عليهااا ..ترك الناقة وأقترب منهااا ....
وهو يدعوها للحاق به وأتجه بها لجلسة كانت معدة لهم ..أخرج مقتنياته وبدأ بأعداد القهوة ..
كانت الأجواء هادئة بينهم تناولوا القهوة وكان يصمت فجأة ثم يقول بيت شعر أو بيتين ولاتعلم إلى ماذا يسعى قبل أن يخبرها بشكل مفاجيء بعد أن توجه لسيارته القريبة وعاد منه بسلاح ناري ...
بتال وهو يضع مخزن الرصاص بالمسدس :تعالي بعلمتس كيف ترمين ...
جوزاء بتكشيرة :وليه أتعلم كيف أرمي ..
بتال وفكرة أنها عاشت مع والدتها لسنوات بدون رجل تزور باله:إذا تعلمتي تقدرين تحمين نفستس ..وغيرتس الدنيا ماتنضمن ..
جوزاء :ماأبي أتعلم أستخدام السلاح لأني ماأرى فيه ..والله بيحفظني من غيره ..
بتال بأنزعاج :وأنتي كل شي لتس فيه رأي ...وش هالبدعة الجديدة وش فيه السلاح يوم ماترين فيه ...
جوزاء تدير فنجانه بيدها وتتأمله :السلاح أختراع لاأنساني بالأساس ...
بتال يرفع راسه للأعلى مقهقه قبل أن يقول :ياهجادك يابتال طلعتك من الأنسانية كلهااا ..يعني ماتشوفيني أدمي عشان أستعمل سلاح ...
جوزاء تشرب فنجانها :والله ماأشوفكم تستعملونه بوجه حق وأقرب شيء أستعمالكم له يوم الملكة ...
بتال الذي أبتعد ليضع له عدة عبوات ماء ...
قبل أن يعود لها :تعالي وخلي عنتس الخرابيط ... جربي ماأنتي خسرانة شيء ..
جوزاء :بأجباري على أستخدامة بالغصب ترتكب جريمة بحقي ...
تضمن ماأستخدمة لاحقاً بطريقة غير سوية ...
بتال الذي ضل ينظر إليها لعدة لحضات بعدم أستيعاب :لااحقاً وغير سوية ..جالسة تخطبين بالأمة أنتي ..أمشي وخلي هالخرابيط عنتس ..
تركت فنجانها وأقتربت بعد أن أعطاها نظرة مخيفة جداً ...
سلمها المسدس وأمرها أن تصوب على الشارة وأخبرها حرفياً ماتفعل قبل أن يذكرهاا :لاتسوين سواتس بسيارة ..كل شوي ..بتال السيارة ماتحرك وأنتي رجلتس على الفرامل ... هنا فكي الأمان وأضغطى الزناد وبتنطلق الرصاصة ..
جوزاء بذعر تنزل يدها :رصاصة حقيقية ...
بتال بأنزعاج يرفع المسدس مرة أخرى وهو يحذرهااا :لاعاد تنزلينه خليه نفس تصوبيته لاترتبكين سوي اللي أقولتس بالحرف وبيضبط معتس ...
جوزاء بذعر :والله ماأبي أخاف يمكن أقتل أحد تكفى ماأبي ..
بتال يحاوطها بذراعه ويضع يده فوق يدها ويضغط الزناد ..لتنطلق رصاصة شعر بفزعته من أرتجاف جسدها ...كرر ليشجعها :يالله أضغطي اللحين أرمي ...
جوزاء وهي متشبثة بالمسدس برعب:بتال تكفى لااا فكني والله أخاف ماأبي ماهو غصب ...
بتال بحدة :ماتصيرين مرة بتال أنا مارميتي ..
وعاد لتكرار فعلته ...
مرتين متتاليتين قبل أن يخبرها يالله أنتي اللحين ...أغلقت عينيها مستسلمة وضغطت الزناد بعد أن أصبحت لاتشعر بأطرافها من شدة توترهااا ... أنطلقت رصاصة أرعبتهااا ..
الرصاص الذي ساعدها بتصويبة كان يصيب الشارة ولكن الرصاصة التي أطلقتها هي لاتعلم أين ذهبت ...حتى أنها بقت تحدق بالفضاء تنتظر صيحة شخص قد أصابته ...
ليخبرها متندراً :اللحين بيطيح علينا طير من السماء من رصاصتس ..يالله كملي مابقى إلا وحدة ...
أغلقت عينيها وأطلقت الأخيرة وهي ترتجف من الرعب ...
ولم تصدق حين أخبرها :خلاص يكفي عليتس كدرس أول ...
جلست للحضات تلتقط أنفاسها ولايوجد أي تعبير لديهااا
للديكتاتورية التي عاملها فيها وأجبارها على تعلم شيء لاتريده ..
رن هاتفها برقم ليلى وقطع عليها تأملاتها الحانقة لموقفها الضعيف بعينه .. ردت مباشرة :هلاا ..ايوة خلاص خليها عندك لين أجي ...بالضبط سمعت بوصيتك وقررت أفلس أخوك ..
وحين أنهت المكالمة :وصلت طلبيتي ..
بتال بشك :وكيف عرفوا أنها لتس..
جوزاء ببساطة :حاطتها بأسمي ...
بتال بعدم فهم لتصرفاتهاا :زين وذاك اليوم ليه ماحطيتي طلبية المفرش بأسمتس وفكينا من الإغلاط ..
جوزاء بعملية :المفرش كان لك ماهو لي ...متى نرجع بأشوف أغراضي ...
هز رأسه بأستنكار وهي تفتح ساحة جديد للجدل ولكنه صمت ...
ليست جميع الأحاديث ستنتهي بهدنة ...
رد مستفز آخر منهاا وسيكون الرد عليه من قبله قاسي ...
ففضل أن تستمر هذه الهدنة ولايؤرقها سوء تفاهم جديد ...
لاحقاً بغرفتها

وبعد أن بدأت بفتح أغراضها بسعادة .. دخل بشكل مفاجيء فهي لم تكن تنتظره ... وهو عاد من أجل شاحن هاتفه ...
كانت بمنتصف الصالة ومن حولها الأكياس وقطع الملابس ...
بتال بعجلة وهو متوجه لغرفتها :باقي ماسويت لهن فحص بس بقولتس من اللحين اللي ألقاه ماهو على ميزاجي بقطعه لو هو بمليون ...
دخل غرفته ليجد ملابس متروكة له هناااك ...
بتال يخرج عليها :وش هذا ...
جوزاء بتلكأ فهي تخشى رداة فعله الغير متوقعة أحياناً :قلت لك لازم تغير لوكك ..وجبت لك حاجة ممكن تستخدمها كبداية بسيطة ...
بتال بمجاراة :طيب زين شكراً ياجوزاء برجع بعدين أقيسها ولو ماطلعت على مقاسي بيروح تعبتس خسارة ... خصوصاً الألوان شكلتس متوصية فيهااا ...
وخرج ...
جوزاء تكتم ضحكتها ..حسناً من المهم أن تصلك الرسالة ...
هل أعتبرت الشورت البنفسجي ..أهانة لك ..حسناً جميعنا لانحب أن نرتدي على ذوق الآخرين ..
ولكن ملابسها كانت رائعة والمقاسات جيدة ...
أختارت ماسترتدي بالملكة وبدأت بترتيب المتبقي في دواليبها
حتى بعد أن فرغت عادت لترتاح وهي تقرأ الردود على أنسقرامهاا ..
ولكن قاطعها أتصال روتيني من والدتها وطلبت منها زيارتها بعد الملكة ...

××جعل وقتٍ عطاني إياك ما يفنى وجعل حظٍ رزقني فيك يدوم خيره.××


***

أقترب من العسكري الذي مد له سيجارته ليدخنها قبل أن يطلبه ببساطة :بالله جوالك شــوي ..
العسكري يمد له هاتفه :أسمع لاعاد أشوفك مغازل بجوالي خويتك كل شوي ترسل لي ...
هجرس بدهشة :أي خوية ..
قبل أن يستدرك بتكشيرة : ياولد لايكون فتحتها ..شكلي ماسجلت خروجي ...
العسكري يهز راسه بنفي وبتحذير :أقول بس خل عنك هالخرابيط وش ترجي من وحدة أسمها فلة ...
هجرس يبتعد عنه ويفتح تطبيق ما ليجد المحادثه المعنية ...لقد أخبر مسك لاتراسله أولاً هو من يبدأ ...فتحها ليغمض عينية بعد أن شاهد كيمة الشتائم على الطرف الآخر ..
أهلاً فلة نورتي هاتفــي ..
جلس وهو يعض سبابته ويقرأ ردودها ...
(يالوصخ يالمريض وش تبغــى بأختي ...أنت مريض مختللل ..والله لأفضحك عند خالي وجدي ..أنت يحطونك بسجن ليه المفروض يدخلونك مصحة عقلية ...
قسم أشمئز من نفسي وأنا أرد عليك ...
والله لو شفتك مقرب من خواتي لأشتكي عليك بالجرائم الألكترونية ..
وأخلي فضيحتك كلن يسمع فيهااا ..
وعلى فكرة مسك تكتب أحسن منك
كل كلامك أخطأ أملائية أحسنلك تستغل وقتك وتدرس أملاء وخط يالفااااااااشل ...)
وكانت قد حضرته بالنهاية ....
هل أخبرته أن لايقترب من أخواتهاا !!!
إذاً هــي متــوفرة !!!

××لاشعرت ان المواصل يذل النفس كابر حتى لو انك من الشوق ميت .××

***
جائت على طلب جدها ..فليلى قد أيقظتها من النوم بطريقة أفزعتها وهي توبخها وتسبها ..ماذا فعلتي أبي يستدعيك ..!!
غسلت وجهها بضجر وتذكرته أنها نامت قبل صلاة العصر والمغرب يوشك أن يحل ...صلت بندم ..لم توقظها ليلى لصلاة وأوقظتها لأنه خافت من أبيهاا ..
أرتدت جاكيت فوق ترنقها لأنه ببلوزه قصيرة سيوبخها عليها جدها ...
حين وصلت لمكتبتة بقسم فهدة ..
كان يستعد للخروج لصلاة ..
عقاب وهو يتكأ خارجاً لصلاة : يالله مساء خير أنتي توتس تصحين ..العرب بيصلون ويهجدون(ينامون ) ..
يارا تفرك أعلى جبينها :تعبانة من الجامعة ..
عقاب بنظرة حادة :أنتي وش مسوية يوم خالتس يقول عاقبها مثل ماكنت تعاقبنا يومنااا صغار ..
يارا صامته وتنظر للأسفل ..
عقاب :أدخلي بتلقين على الطاولة ماهو مكتبي لا الطاولة اللي بالنص كتااب أقريه ولخصية ..
يارا برعب :كيف ألخصه يعني ...
عقاب ينظر لساعته :يعني لخصية وش معناااها ..
أنتم وش يدرسونكم 12 سنة !!!
ماهو لازم تخلصينه اليوم معتس أسبوع ولاتطلعين فيه خليه مكانه تجين وتقرين فيه وهو بمكانه ...
يارا التي حين سمعت الموعد النهائي سرت فأسبوع وقت طويل لكن حين دخلت ورأت الكتاب المعني ...أصيبت بتشنج من الصدمة ..
كان تقرأ وهي تبكــي ..بالتأكيد هذا عقاب لها حتى لاتضيع وقتها بقراءة الروايات التافهة ... تباً لك ياسمين وللحب الذي جعلني أتصرف بتهور وماشأني بقلوب الناس ...
هل سيساعدني الآن أحد بمصيبتي ...

××الله يسامحنا على طيب نيتنا أثر الأوادم ورانا تحسب خطانا××


.****

ياسمين التي أستيقظت للتو بعد المدرسة ...
دخلت لتعد لنفسها الكابتشينو لتلحق بها مروى وهي تخبرها :أمي راحت المستشفى ... أبوي يقول بتموت لو جلست بالبيت أكثر ...
ياسمين بأنزعاج :طيب وش بينومنهااا..
مروى :والله ماأدري طلعوا من صلاة العصر ومارجعوا للحين الله يستر لايكون صار حاجة للجنين لأن أمي تقول وهمست لها بأذنهاا :معها نزيف ..
ياسيمن تدفعهااا :لاتلصقين فيني طيب فهمت ..قالت لي بس تقول عادي ممكن يستمر الحمل ...
مروى :أنا شاكة بشيء ...وتلفتت حتى تأكدت من خلو المكان :جدتي سوت لها قبل يومين شي وقالت خلي أمك تشربه ...تتوقعين بسببه النزيف ...
ياسمين تهز رأسها من أسلوب مروى الذي أصبح يقوم على الشك :ماله شغل .. أنا شفته بعد ... مافيه شيء حاار ..
مروى :المهم وش بتسوين اللحين فيه غداء سوته عمتي غادة بس صحي مرة ...وش رايك نطلب ..أنتي عندك فلوس صح ...
ياسمين وهو تسحب كرسي وتجلس تشرب قهوتهااا :بشرب قهوتي مو فايقه للأكل ... أطلبي لنفسك !! ..
مروى بأعتراض:لو طلبت لحالي بدفع حق التوصيل أطلبي معي عشان نتقاسمه ..
ياسمين لتبعد فقط :خلاص أطلبيلي معاااك ولاتقولي وش أي شي على ذوقك ...
وكشرت حين سمعتها تقول بأنها ستطلب طعام آسيوي ...
فتحت هاتفهاا وجدت دايركت لها على أحد التطبيقات فتحت قبل أن تصرخ بذعر وبلاشعور أسقطت الكوب الساخن على يدهااا ...
مروى التي عادت على صرختهااا عادت لتصدم بحادثتها :يوووه ..
وأسرعت للثلاجة تبحث عن كريم الحروق ولكنها لم تجد شيء ..
وعادت لها ببيضة فقستها على يدهااا ..
ياسمين تتأوه بألم وعقلها مشلول من الذي رأته كيف وصل لها مستحيل مستحيلللل ...

ومروى خرجت مسرعة وهي تخبرها :بيجيب لك كريم حروق من عند جدتي ...
وهي ترتجف مكانها من الغيض والقهر والألم ...لقد تجاوز الحدود بوقاحته وأرسل لها صورته من الحبس أي أنظري إلي لاأخشى تهديدك ......
عضت شفتها وهي تفكر لاتتحدي المعتوه وأصمتي عنه ...
أليس يقولوا أميتوا الباطل بكتمانه .. أنت باطل وسفيه ولن أجاريك ..
حظرته ولم ترد عليه حتى بحرف وليفهم مايريد ...
حتى لو فكر أن صورته ألجمتها عن الرد ...
لقد أخطأت بماأرسلت له ..كان عليها حظره فقط بصمت ..
السفهاء والمعتوهين وضيقي الفكر مجاراتهم بالسفاهة
يجرأهم على أرتكاب الحماقات ..
لحسن الحظ المشروب الساخن الذي أندلق عليها أعاد لهااا
تفكيرها السليم ... لن تفتح له مجال بعد اليوم ليتواصل معها
ولو ظهر لها بألف حساب ستحظره أو حتى تتخلى عن أستخدام التطبيقااات ..
كان هذا القرار الذي توصلت له ومروى تغسل لها يدها وتضع كريم الحروق عليهاا
قبل أن تسحب كفها المحمرة والمتهيجة والتي غطتها بطبقة من الكريم :بروح أنام شكلي مافقت زين حتى أنكب علي الحار ..
مروى المذهولة من الموقف :طيب روحي روحي ..
بس ترى بطلب وبأخذ من فلوسك ..
هزت رأسها بموافقة ودخلت لغرفة مروى وأرتمت على سريرها قبل أن تغرق بنوم مليء بكوابيس الماضي ..

××خذني على قدّ الغلا والإهتمام نظراتنا وقلوبنا متوالفه ! لاتلومني لاشفتك وضاع الكلام نظرة عيونك سالفتها سالفه.××


***
بعد تواصله الأول ..لم يتواصل لاحقاً ولو أعتقدت رسائل أو رومانسيات أو أي حماقات أخرى ...فلقد خاب ظنهااا ..
لم تذهب للكلية ذاك اليوم ومعها تقرير طبي بأجازة لمدة أسبوع ..
فكان اليوم الثاني من الملكة ثقيل عليها جداً ..فهي لم تدرس ..
ووالدتها تأمرها أن ترتاح ...
هذا غير أن جسدها بسبب ضرب أمها لها بالمكنسة أصبح يؤلمهاااا ..
ومشاعرها أتجاهه حقد وخيبة أمل والكثير من الطاقة السلبية ..
وأسماء لااتتوقف عن أرسال الفساتين لها لتختار أحدها للحلفة ...
نامت تلك الليلة بعد العشـاء مباشرة لتستيقظ بعد منتصف الليل بقليل على صوت رنين هاتفهااا ...
جلست بسريرها وأغلقت الأتصال مباشرة وهي تلاحظ أنزعاج بلقيس في نومها ..
خرجت على أطرف أصابعها ومعها الهاتف الذي حولته لوضعية الصامت ...بالتأكيد من توقعتي لقد كان هـو ..
لم ترد غسلت وجهها ونظفت أسنانها وعادت لهاتفها الذي تركته بالصالة لتجده يهتز برقمه ..تباً لك ...
ردت بهدوء :وعليكم السلام .. أيوة كنت نايمة الوقت متأخر ...
طيب حاضر .. حقلب نومي مثلك !!
قالتها ساخرة ...
:مو جايه مكان .. لااا ..أووف حاضر ...
وقفت بمكانها غير مصدقة ..هل وافقت على الخروج له بعد كل ماحدث ولكن ماذا تفعل هو ملح وقح ..
لاتملك القدرة على التخلص منه ... جلست ..كلا لن تذهب ...
ولكنه أرسل لها مهدداً ... أول رسالة واتس اب منه كانت (بتجين ولا أدق الجرس !!!)
أرتدت عبائتهااا كانت تلف طرحتها الملونه ... حين تذكرت أن تتأكد من منظر وجهها ...
مازالت جروحة كخريطة تزيين وجهها وعينها مغطاه وفوقها حامي ...
ألتقطت شال والدتها التي ترتديه فوق العبائة ..وضعته عليها
وخرجت حتى لاتفكر بمظهرها أكثر ... أجتازت النخيل لتجد جلسته التي يقضي فيها سهرته ورائحة الشيشة التي تعرفت عليها لأول مرة تغطي المكان ...
أقتربت مترددة ...لتراه يعيد خرطوم الشيشة مكانه وهو يقول بلهجة ترحيبية أقلقتهاا :هلااا وووالله .. صباح الليل !!!
أقتربت بتردد أشد ...
أخبرها وهو يحرك النار في الموقد وبدون أن ينظر إليها يبدو تفهم أحراجها :أجلسي ..
وبعد جلوسها رفع لها كـوب لاتعرف محتواه وأستلمته منه بيد مرتجفة مترددة ولكنه أستعجلها :بسرعة حار علي ..
وأخذته لتضعه على الطاولة أمامها ..
فياض وهو يعود ليتكيء ويغطي نفسه بعبائته الثقيلة :وشلونتس ...
خزام وهي تنظر بأي مكان سواه :طيبة الحمدلله ..
فياض :وعينتس كيفها ..
خزام تفرك أصابعه بتوتر وتوبخ نفسها على حضورها :لسى تألمني لو ماأخذت المسكن ..
فياض بملاحظة دقيقة لتصرفاتهااا :خلاص بكرة بنروح يكشفون عليها ويتأكدون من وضعهااا .
خزام توقفت عن حركاتها ورفعت عينها إليه بقلق :كيف يعني نروح ..
فياض بحدة :يعني نروح .. ولاتبغين تروحين مع السواويق ..
خزام :بروح مع أمي ووسام ..
فياض بصرامة :لاا أنا أوديتس وأجيبتس بتأكد بنفسي من كلام الدكتور وأمتس خليها عند شايبهااا ..
وحين لم يجد رد منها سألها بتشدق :وكيف الدراسة يادكتورة ...
خزام التي رفعت عينها الآن له بأنزعاج :ليه تتمصخر علي كل مرة تقول دكتورة يعني ماأقدر أصير دكتورة...
فياض الذي لم يريد أن يصادمها برفضه لدراستها قال مجاملاً :والله ودي تصيرين بس الكتاب واضح من عنوانه ...
خزام وهي قد سمعت كثيراً سواءة بدراسة وخلافاته المستمرة مع الأساتذه ثم لاحقاً ترك الجامعة والعسكرية وكل طريق لمستقبله وئده قبل أن يبدأ :ليه تحب تحطمني بعدين حتى أنتا ماكنت حق دراسة ...
الذي صمت يتأملها كيف تدافع عن نفسها بشراسة قطة ..
حك ذقنة قليلاً وهو يقول :والله السمعة مشكلة ... بماأنتس حجرتيلي نقدر نقول يمكن أنتي فيتس أمل بعد ...
لم تفهم من حديثه أي شي ء
قال بأسهاب :صح عليتس أنا ماني راعي دراسه ...وأنا اللي ماخليت جامعة ولاا عسكرية ولاا أي مجال إلا فشلت فيه هذا اللي سمعتيه عني صح ...
خزام بأحراج هزت رأسها بموافقة ..
فياض وهو يحرك النار :بس هذا ماهو كل الحقيقة !!
وأنا ياخزام عندي بدال الشهادة ثنتين ...
وأكمل وهو يرفع عينه لهااا :وهذا محد يدري عنه إلا في مجال شغلي وأبوي وأخواني حتى أمي نفسها ماتعرف ...
لأن الناس اللي قالت عني فاشل ودخلت وظيفتي بواسطات أبوي ... هم نفسهم اللي ماأبغى يوصلهم خبر شهاداتي ودراستي ..
أنا دخلت الوظيفة بواسطة أبوي مثل كل ماالناس تعرف بس ماترقيت ومشيت فيها إلا بشهاداتي ومجهودي أناااا ...
كانت تستمع له غير مصدقة ...هل حقاً أكمل تعليمة .. بالتأكيد لايوجد شخص سيصل بعمله ماوصل بشهادة ثانوي ..وهل يقصد بالناس العمة فهدة ..فهي أكثر من يتحدث عن هذا الموضوع ..!!
أم أشخاص آخريين أيضاً لكن بماأنه يخفي الموضوع حتى في المنزل بالتأكيد هي أحد المعنيين بكلامه ...
فياض :أنا أعلمتس ماهو عشان أتفاخر عليتس .. أو أحسن الصورة ..لا عشان تفهمين أن مافيه أحد يوصل ببساطة والدراسة ياتأخذينها بجدية ياتخلينهااا تجلسين بالبيت تشوفين لتس هواية ثانية ولاا عمل تبدعين فيه وتستغلين نفستس فيه لكن اللعب وتضيع الوقت هذا ماأشوفه وإلا يعجبني ...
خزام التي فهمت الآن إلى ماذا يرمي من بداية الأمر ...
يريدها أن تتخلى عن دراستهااا .. بالتأكيد راوغ بطريقة محترفة
ليصل لهذا الأمر ..
أخبرته وهي لم تنسى تصرفه السابق لها هل يعتقد أنه سيشكلها كم يود ويحرمها من كل شيء :بس أنا ماشيه بالدراسة وحكمل سنة على الأقل قبل ماأحكم أقدر أكمل فيها أو أوقف وأشوف لي حاجة تانية مثل ماأقترحت ..
صمت قليلاً قبل أن يقول :خزام وش فيها كلمة ثانية !! زين حرف الثاء.. باخلة بنقطة زوديهاا وأنطقيه ثاء وريحي لسانك من عوجته ...
خزام بغيض :قولت ثانية ...
ضحك بهدوء ولم يعلق وهو يسكب لنفسه كوب من الشاي ويذكرها :اشربي كوبتس برد ..بكرة يدخلتس برد وتحطينهااا براسي !!!
وحين تحول الموقف للصمت وهو يتأملها بطريقة محرجة تذيبها داخل ملابسها رغم الجو الصقيعــي ..
نفخت الشاي رغم أنه بارد ولكن لتبعد أحراجها
وهو يتأمل البخار الذي أنبعث من فمها ..
ليقول وهو يتكيء أكثر في مقعده :ياحظ الكوب ياخزام ...
خزام بعينين حذرتين هي تعي أن هناك فخ خلف هذه الكلمات ..فأي شيء لفظ يخرج من الرجل وقبله ياحظ هي بداية غزل فج !!!
فياض يكمل وهو يستمتع بخجلها ومحاولتها المستميته للخروج من قوقعة الحياء التي أحاطت بهااا :دفته أنفاستس ...

××جوك حلـــو ياحظ من صِرت جوه في شوفتك ينزاح عن قلبي الهم تشبه قصيد اللي على جال ضوه زينك كثيــــــر و كمّله خفة الـــدم××


بهذة اللحضة تحولت بشرتها الشاحبة المصفرة وشفتيها التي أزرقت من الجو للون أحمر قاني بفعل تفجر الشعيرات الدموية برأسها بأكمله فهي تشعر أن دماغها حتى بدأ يغلى وجسدها سخن بأكمله ...
خزام تنزل كوبها برد فعل سريع وتقف :أنا برجع البيت أخاف أمي تصحى وتعملي مشكله تاني ..
وحين وقفت لتعبر من المكان الذي قدمت منه مد ذراعة الطويله ليسبحها من كفها بهدوء حتى لاتفزع أو تصرخ وتسبب لهم بالفضيحة فالجو شتاء والتكيف مغلق ..هي فزعت فعلاً ولكن تداركت نفسها فهي تشاركه نفس القلق ...
كان ترتجف حين أوقفها أمامه ألتقط كفيها بين كفيه :وقولي هالمرة ماقلتي تااني .. وحين لم ترد عليه ..ضحك وهو يضغط على كفيها الباردة :ليش هربتي مني .. لاتخافين نقدر نمسك أنفسنا بحضرة الجمـيلات ...

××أداري لهفتي و الوقت .. داركني ..على موعد ، أنا الليلة مع احساسك..
' شبيهك ' يخطف انظاري ! ويربكني ..أجل وشلون لامن شفتك براسك…××

خزام تسحب يديها عن ماذا يتحدث هذا أطلقني أريد الفرار لغرفتي الدافئة ولكن هو يقبض عليها غير راضي بالفكاك ...
خزام بتررد :ترى ماحجي تاني لو ماسبتني اللحينة ..
فياض لايستطيع كبح أستمتاعه بخوفها وخجلها :وتهددين بعد .. بس أهم شيء عندتس النية بتشريف سهرتي مره ثانية ...
وحين لاحظ زيادة أرتجافها رحمها من الأحراج وأطلق كفيها :يالله روحي مع أني توقعت وداع خاص ..بس أخاف عليتس من سكته قلبية ...
وقهقه حين لاحظ تعثرها وهي تبتعد عنه ...ليلتقط خرطوم الشيشة ويعاود تدخينهاااا ..
وهو يردد :عشقت الليل عشانك ونسمة نجد ودلاله
ومن ذاق الهناء بقربك جميع الكون يحلاله ...
عشقت الليل ونجومة تشهد والقمر شاهد ..
وأنا وأنت بستر الليل أعاهد وأنت بتعاهد ..
المستقبل*

بعد يومين من معرفتها ذهابة للحد رن هاتفها برقمه وتجاهلته مرتين والمرة الثالثة ردت :هلا وعليكم السلام ...
كان صوته بعيد جداً :وشلونتس !! ..وصلتس أغراضتس ..
جوزاء بأنزعاج :جوالي وينه وش سويت فيه تدري أني محتاجته في أشياء ضرورية لي فيه وتعطلت أموري ..
بتال وهو يتحسس هاتفها بجيبه الآخر:جوالتس معي وش تبين منه ..
جوزاء بأنزعاج :وش يسوي معك ليه ماأرسلته لي ..
بتال أخطأت بأتصالك الأتصال لايطفيء الأشواق بل يزيد أيقادها:ليه تخلينه وراتس كل اللي خليتيه لي ..لين تجين وتأخذينه بنفستس ..
جوزاء بذهول :وأنا وين أجيك !!!
بتال بتفاؤل :برجع وتجينــي ولا ماتوقعين جيتي ..تحتريني أموت وترملين من وراي ..
جوزاء بملل من هذا الموضوع :الله يخليك يابو حاكم لعيالك بترجع لهم أن شاءالله ..وبخلعك بالمحكمة وبفرج الخلق كلها عليك ...
بتال بأستمتاع بتهديدها :أنا في وجهتس ياجوزاء عن الفضايح لاتخلعيني ويضحكون علي بالمجالس ..
جوزاء بتمسك برأيها مهما أعتقده الجميع مستحيل وصعب هي لم تعد تريد طلاق بل ستخلعه :ايه تمصخر بتشوفها بعينك ان شاءالله ..
بتال الذي حده الشوق على هذا الأتصال الوداعي :كل هذا زعل ؟
جوزاء بضحكة ألم :وتستكثره علي ..ليه ماتشوف نفسك غلطاان ..بتال النفس منك طابت أنت حتى لقبك بخلت علي فيه ماتبيني أتسمى فيه ..
بتال لقد تجاهلها للأيام حتى لايكون هذا الحوار هو غير مستعد له :يقولون بتفسخينه مثل نعولك ..وماهوب نسب الرسول ..
جوزاء التي أهتزت بغضب هل يرد لها ماقالته :ماكذبت ..
بتال :البلاء تدرين وش البلاء أنتس ماتكذبين ..
جوزاء :يعني من آخرها وش تبـي ..
بتال بشوق عمــيق :أبيتس ..
جوزاء لن تليني حدت نفسها على الغضب:تكفى عن الكذب كلنا عارفين ليه أخذتني من البداية ..خلاص جزاك الله خير ماقصرت معي .. فكني منك ..
وصمتت لدقائق لتذكره :الله يبي أحد يابتال يايأخذه كله يايتركه لروحه بلا تجريح مرة ورى مرة ...
بتال الذي لم يفهم إلا ماذا ترمي ولكن شعر أنه الأمر الأكثر مصيرية بكل هذا الزعل :وش قصدتس ..
جوزاء حاولت كبح نفسها عدة مرات ولكن وجد لسانها ينطلق بالعقدة في كل زواجهم :أنا ماني عشيقة ولاخوية يابتاال .. أنا زوجة ..والزوجة يعني عيال..بس أنت ماتبي العيال من بنت الراعي اللي نسبهم أقل من نسبك ماتبي تكرر غلطت جدك !!!
*الحـاضر*
عادت لغرفتها وهي ترتجف حرفياً ليس من البرد ولكن من تضارب مشاعرها ...لقد تلاعب بها بكل سهولة ...وهي التي قطعت الوعود أن لاتكون لقمة سائغة في فمه ...
ولا عجينه لينه بين يديه ..
هي لم تجاريه ...لقد فرت ...
...لاتعتبر أنها أنصاعت له ..
هي حتى لاتجلس وترفرف برموشها وتضم مخدتها بعد لقائه بها ...
أفلتت مابين يديها لتكتشف أنها حقاً تضم مخدتها ..
تأوهت بصوت مسموع :ياسخيفة ..ياهبلااا ...
لازم أركز ...
وتوجهت للمطبخ تعد لنفسها قهوة تركية ..
وهي تحرك البن بالركوة كانت تتذكر أمر دراسته التي أخبرها فيه ..
لقد كان فخ ...أكتشفت الموضوع بكل سهولة ...
سيرى هل ستفشي سره أم تنشره ..
ويبدو أن الموضوع لم يعد من المهم أن يبقى طي السرية وأستغله ليختبرها ...
حسناً قد تكان مصابة بعينها ولكن ليس بتفكيرهاا ...
حتى يمر عليها فخه بهذة البساطة ..
وربما حتى تودده وعبارات غزلة الفجة هي أختبار أيضاً هل ستجارية أم تكون فتاة حريصة على نفسهاا ...
للحسن الحظ أنه فضح نفسه بتصرفه ذاك ...
لتفيق على ذاتهااا لولا ماحدث معه ذاك الفجر ربما لأرتمت بأحضانه حين أمسك بكفوفها ...
فاحت القهوة على الموقد لتذكرها كيف عليها أن تكون مسيطرة على مشاعرها حتى لاتطفو على ملامحها وتفضحهااا ...
أغيب عنك وأنا ميت على وصلك هذي عزّة النفس كانك تجهل العزّه .××
***
كانت تجلس في الصالة وقد تدثرت ببطانية من الصوف وإلى جوارها كوب حليب ساخن أضافت إليه الزنجبيل وبيدها كتاب تقرأ منه ...صورة كلاسيكة للمرأة بوضعها ..
حين جائها سعد على عجل ..ليقول بعد أن رمى السلام :زين لقيتس صاحية .. غادة لتس ولالذيب ...
غادة بملل تغلق كتابها :يخسى الذيب ياأبو يارا عسى خير .. لاتقول عندك ضيف وقومي سوي له عشـاء ..
سعد بعد أن أرتاح لردها :لاا خليتس مرتاااحه بس جهزي عمرتس الجمعة تسافرين مع البنات يبن يحضرن ملكة خالهن ...
غادة بأستنكار :أنت عارف أن الرياض بكبرها ماأطبها كيف تبغيني أروح مع بناتك ..
سعد :ياغادة أنا طلبتس وماعمري سويتهااا لاتفشليني دوامي مضيقين علي لاأقدر أروح ولاأجي ..
وهالعوبا أكلتني بروح ملكة خالي ..كيف خالي يملك ماأروح أذبحوني أحسن ..وأمها ماتقوى الطريق بعدين حتى لو أمها تقدر تروح لازم تروحين معهن عشان تصيرين محرم ..اللي بيوديهن يوسف ..
غادة هل ستدلل بناتك على حسابنا هذا مافكرت فيه :والله ماله داعي كل هذا خلهن ينثبرن .. انا ويوسف وش مصلحتنا نقطع كل هالمسافات ..
سعد يقطع عليها الطريق :يوسف موافق بناخي وأبي نفعته ... ولامتى بيخدمني ..
أسمعي أول مرة أطلبتس لاتفشليني حتى فاطمة قالت أطلب الله
يوم قلت غادة بتفزع لنااا ..
غادة :يعني اللحين بتقنعني.. أطلب الله ياسعد ...
ولكن بعد يوم أخبرته أنها موافقة بشرط
لديها صديقة قد أنجبت أخيراً بعد زواج دام 15 عام وتريد أن تذهب لزيارتها وستبقى عندها ...هي فقط ستوصل الفتيات لبوابة القصر وتغادر ..وتم الأتفاق على هذا ...
وحين حان وقت الأنطلاق تفاجئت بوجود ياسمين ومسك فقط
لتصيح بأندهاش:وين خواتك..
ياسمين :مروى بتجلس عند أمي وألماسه ليه ننقلها بس تزعجنا..
غادة بحنق :وأنا رايحة عشانتس أنتي بس ..
مسك :وعشاني
غادة :وأنتي ليه متحمسة ..
ياسمين تكتم ضحكتها :بتروح لشلتهااا نايف وحاكم ..
غادة :امحق خوية العيااال ..
مسك بتبرم :بكل مكان عيال وش أسوي ...
غادة وهي تسحب شنطتها خلفها حين رن هاتفها برقم يوسف الذي أخبرها سأتأكد من الزيت وأعبي البنزين وقادم ..
حين صعدوا لسيارة أخيراً وجدوه قد أبتاع له كل مايتحاجونه للطريق ووزع أكواب القهوة بأماكانها أثنين بالأمام وواحد بالخلف ..
بالأضافة لسناكات والمـاء ...
غادة بأشادة :ضيافة طيران ..
يوسف وهو يرتشف من قهوته :تستاهلون ياعمة ..
مسك من الخلف :شكراً يوسف ..
يوسف :عفواً ياطيب ..مبروك ملكة خالتس ..
مسك وهي تتقدم للأمام:الله يبارك فيك ...خالي قالي ذاك اليوم بيشتري الجوال الجديد اللي بعده مانزل ... لأنه عطى البنات جوالات عشان مايقولون لجدي عقاب عن البنات الحلوات ..
وبعدين تزوج خزام ...
وصمتت على قرصة من ياسمين بعد أن صاحت بألم...
غادة بأنزعاج :خلاص أسكتن خلن الرجال يمسك الخط برواقة ..
يوسف :كفو عمتي المعزز ...قبل أن يسألها تعرفين بيت خويتس بأي حي ترى الرياض كبيرة ولو هو بعيد عن قصر عقاب بلشنااا ...
غادة وهي تعبث بهاتفها لتخرج الموقع :والله لو هو بالمريخ رايحة رايحة الله لايعوقني ..
وبعد أن قطعوا الطريق بصعوبة ... ووصلوا كان الأرهاق قد أخذ منهم كل مأخذ ..
وكان عليهم أنزال الفتيـات أولاً ...
توقفوا عند البـوابة ولم يسمح الحارس بدخول السيارة لأنه لم يتعرف إلى يـوسف ولا السيارة .. وبوقت متأخر لايسمح بدخول سيارات غريبة ...
لتطلب ياسمين التي لم يخرج صوتها إلا لتأديب مسك :أفتح شباكي أنا بكلمه .. لأنها كانت تجلس خلف غادة كان الحارس من جهتها :السلام عليكم عم فتحي كيف الحال ..
وحين تعرف الحارس على الصوت بشك :الحمدلله نشكر ربنا .. مين ..
ياسمين :وش فيك نسيت صوتي أنا ياسمين دايم أقولك وصل دلفري ياعم فتحي ...حاسب الدلفري ياعم فتحي ...
الحارس بضحكة أستنكار :آآه مفهوم ياست ياسمين شرفتونااا ونورت محلكم ...ونقر على الزر لتنفتح البوابة ...
غادة :اخص حتى الحارس عرفتس ماأنتي هينه يافله ...
لم تعلق ياسمين ... وكانت تنبه مسك لترتدي حذائهااا ...
نزلت الفتيات حين توقف أمام البوابة الداخلية للقصر ..
وفتح يوسف الشنطة الخلفية لينزل حقائبهن ...
وهو يعود لمقعده توقفت سيارة خلفه ..نزل صاحبها ولأن سيارة يوسف غريبة ..فمن باب الأمان نظر ليتأكد من شخصيته ..
وتعرف عليه فهو قد حضر ملكته من يارا ..
نزل يوسف حين لاحظ الآخر الذي نزل من سيارته وبقى ينتظره السلام عليه والترحيب فيه ...
الحكم وهو يسلم عليه وبترحيب شديد كعادة لاأكثر :هلا والله يالله حيه وينك يارجال مالك شوفه ...
يوسف :الله يبقيك موجوديين أنتم وشلونكم والأهل ...جينا نوصل بنات أخيكم يحضرن ملكة خالهن ..
الحكم الذي فهم محاولة تهربه قال:توصلون هاه ..أقول أقلط على المجلس بس
يوسف :ياأبن الحلال اذكر الله .. معي عمتي بوصلهااا مشوار قريب وبكرة وأنا عندكم ان شاءالله ..
ومع أصرار يوسف تركه الحكم بعد أن أخذ موعد للغد ...
يوسف وهي يصعد ويربط حزامه :اعوذ بالله اقشر يادوب تفككت منه ...
غادة توقفت عن الحديث على هاتفها :حرك يالله تأخرت على المرة .. تقول زوجها سافر من الظهر وهي تحراني ...
وأستمروا بطريقهم ..
***
ياسمين ومسك التي دخلتا ليجد كل شيء مظلم فقط من الأنوار الجانبية شعرتا بالأحباط على الأقل لو أنتظرتهم يارا وليلى ..
وبشكل مفاجيء مفرقعات ظهرت بطريقهم ..وقهقهات ليلى ويارا الصاخبة تعم المكان ..
ياسمين ويدها على صدره :ترويع المسلم حرام
يارا وهي تسلم عليها بشوق :حكم وأنا أختك حكم بس ماتطبقينهااا ..
ليلى :وين عمتك ..
ياسمين بتريقة :تستشور شعرهاا وجايه ..
يارا بتكبر :وش يجيب عمتي ماتدخل المكان اللي أنهانت فيه..
ليلى بتكشيرة :على أساس ميتين بحراهااا ..هيا على فوق بس ترى أبوي نايم هنا الليلة ..
وهن يصعدن السلالم تبادلن الأخبار والأحوال ...
وليلى تقول :ياسمين اليوم الأندومي عندك خخخخخخخخ وبنعزم فزة ..
ياسمين :ههه مسوية دايت ..عمتي تقول لايخرب جسمك وتندمين وأنا احب أسمع كلامهااا
يارا :وش قلت بتجي مغسول دماغهاا وبتشوف كل شي نسويه سخافة ..
ليلى :عشان كذا لازم نبدأ بداية صادمة ..
ياسمين :بنات بالله أرحموني جايه مواصلة من المدرسة مانمت جلست أرتب بأغراضي وأحوس شوي وحاولت أنام العصر ماقدرت والطريق كسر ظهري بكرة تبدأ مقالبكم ..
يارا بشفقة :طيب خلااص وشلون المدرسة ..
ياسمين :نفسه ماهي غثيثة ..
وبعد أن غابت ليلى قليلاً بغرفتها:وش سوى خالي سلطان كشف أن الخطة مني
يارا تهز راسها بنفي :لاا بس كل ماشافني لحطني بعقاله قسم سيقاني كلها لحطات ...
ياسمين :ليلى مادرت صح ..
يارا :لاا حذفت الفيديوهات من جوالها قبل ماتكتشف الفخ ...
ياسمين :قسم كفو والله تقلب علينا قلبه جامدة ..
وصاحت بأستنكار حين لاحظت نوم مسك :مسك وجع قومي عن سريري ..
يارا بشفقة على مسك التي نامت بفم مفتوح :خلاص خليها تنام هنا وأنتي أنزلي تحت ...
ياسمين بتأفف :دوبني طلعت ...يالله باي تصبحون على خير ..
صحيني الظهر ..
اليوم الثاني ...
أول من علق على غياب فاطمة كان فياض وهو يشرب القهوة
وينقل نظره بين بناتهاا :كل هذا تجود بجوزهااا تخاف المرة الثانية تسرقه منهااا مافزعت لأخوها بملكته ...
يارا :ياخال والله أمي تعبانة ليه ماأنت مصدق ..
ياسمين :ظهرها يعورها ماتقدر تمسك خط بالسيارة ..
فياض يهز فنجانه بعدم أستحسان :ايه دافعن ..قبل أن يلتفت لسلطان الذي يتكيء هو الآخر وبيده هاتفه ولايتوقف عن المراسلة :شفت يوم تعايرني تقول شكلك أبو بنات خلاص صملت على البنات ..
سلطان بضحكة أستنكار :ليه وش عندك..
فياض يشير على بنات فاطمة :شوف البنات أقوى محامي دفاع ..وعيالكم لسبيتكم عندهم ضحكوا ...
سلطان يجارية لغاية بنفسه ختم فيها عبارته :ايه مافيهم خير مغير ولدي الحصني والله أبتلاه ياعساه يفك عوقه ..
فياض الذي لاحظ زلة لسان سلطان فهو يبدو قد ركز على المديح ولكنه عايره بنفسه :ايه أنشهد ونعم العضيد كسر ذراع الرجال عند أبوه ..
يارا تهمس لياسمين :خالي بيلمع الصورة وجاب العيد ..
ياسمين بهمس مشابه :سامعه ياأختك سامعة بس خليني مؤدبة رجعت أستحي منهم ... وضحكت بحياء ..
فياض وهو يصب لنفسه من الدله :تقوليلي يافله من جابكم ..
ياسمين :قلت لك ياخال عشر مرات يوسف ولد عمي وعمتي غادة ..
فياض بوقاحة :وعمتس وين غدت ..
ياسمين :عندها مشاويرها الخاصة .
فياض :اخص ياغادة تعرف للمشاوير الخاصة ...
يارا بأنزعاج :ترى بعلم جدي ..
فياض بعيون مفتوحة على آخرها :وش تعلمينه فيه
يارا التي خافت حين سقطت عينها بعينه :تكلم على عمتي ...
فياض مد لها هاتفه :هاتس كلميه ...
سلطان الذي لاحظ ضيق يارا وكأنها ستبكي :بس اقطع خلصنااا من ذا السيرة ...
شعاع التي جائت للتو من غرفتها بعد صلاة الظهر :وش فيه حسوسكم طالعة (اصواتكم )
سلطان :ارتاحي يايمة ومتى حسسونا ماطلعت وفياض وسطناا ..
فياض :ايه أرم بلواك علي ..
سلطان بأستنكار :وش بلواه ..
فياض بوقاحة :وش غيره خويتناا ..
سلطان بأستهجاان:الله يعطيك عقل يافياض ولايبلى ذا الضعيفة فيك ..
شعاع الغير متهمة بجميع حديثهم سألت ياسمين وهي من توقعت أنه مشغولين ولن يسمعون حديثها :ياوليدي خويت غادة المضنية من هي !! من بنات جماعتنااا ..والله ياقلبي عندها فرحت لها هاللي الله رزقها بعد خمس طعشر سنة ..
ياسمين :لا ياجدة تقول صديقتها من الكلية يوم درست هناا ..وعلى تواصل معها ماقطعتهاا ..
شعاع:وهي راحت لها في بيت أهلها..
ياسمين :لا في بيتهاا هي..
شعاع تغطي وجهها من الأحراج :وخزياة راحت في بيت المرة عند جوزهااا ..
يارا بأندفاع :ياجدة زوجها مسافر .. وش فيك أنتي بعد على عمتي ...
شعاع :والله يابنيتي أستنكرت قلت ماتسويهااا ..
فياض بهمس لساخر الذي يشاركة متكئة :هذي الحرية اللي يدورنهااا ..الشرهة ماهي عليهاا على هالأخوان اللي تمشيهم مرة ...
سلطان يحك ذقنة :مالك شغل بخلق الله ...قبل أن يقول :وأزيدك من الشعر بيت بتجوز واحد ماهو قبيلي من ورى خشومهم ..
فياض يعتدل بجلسته بحنق ويرمي عقاله :علي الطلاق ماتجوزه ...
سلطان بأستياء من حركته المفاجئة :أقول تلايط بس ترك أزعجتنا ماملكت لك أربع أيام وماخليت شي ماطلقت عليه ...
فياض الذي وجه نظره للبنات :صدق عمتسن بتجوز ..
ياسمين بسرور ولكن لما الموازيين مقلوبة من المفترض الخال الآخر هو من يغضب :ايه بعدها ماتجوزت لأن أبوي وعماني ماهو موافقين ..بس خالتي بتزوج بالمحكمة عند القاضي ..وشكل أبوي مايبي الفضايح وبيزوجهااا ..
فياض :والله لو زوجهااا هالحضري(من لايعود نسبه لقبيلة ..طبعاً موقف فياض هنا عنصري ولايمثلني ) ليطلق أمتسن وأنتن ضيعن ...
عقاب الذي دخل على جملته :أنا كاني مت هكى اللحين طلق وجوز على كيفك ...
وتلقى سلام ياسمين ببهجة ومحــبه .. وهو يسأل عن بقية أخواتها وصحة والديهااا ...
فياض بعد أن جلس والده :يعني يا يبه عاجبك اللي بيصير
عقاب :وش هو اللي صار اللي بيخليك تطلق أختك من جوزها
فياض :عمتهن بتأخذ حضري .. ...على آخر عمارنا يالصوارم ياأخذ بنتنا واحد ماهو من مواخيذنااا ...
عقاب الذي لم يعجبه حديث فياض عن عمة الفتيات ووالدهن أمامهن قال بحدة موبخاً :ووش دخلك !!! ..لو تأخذي خلوي مالك شغل ...
ألتقط هواتفه وحاجياته وخرج غاضباً ...
ياسمين ليارا:هاه الناس تهاوشت وخويناا على جواله..
يارا بقلق أن يكتشف أمرهن فهي لم تنسى غضبه عليهااا :اخخ لو أخذ بعض غيرة خالي فياض وفزعته ...
1
××ذكراك بالوجـدان ما تترك العزف غنـّت على نغـمة حـنين وحـسايف ، اثر الفراق جروح ما تترك الـنزف ما فيه حيلة غير صمت الشفايف××
****
أسماء منزعجة من خزام التي أصرت على أحد زميلاتهم بالكلية والتي تعمل خارج أوقات الدوام كميك آب أرتست لتزينها بالملكة ..
حاولت أن تقنعها سنطلبها لمناسبة أخرى دعينا نطلب شخصية مشهورة بعملهاا ..ماذا لو لم تكن جيدة وليست بمستوى الملكة ...
ولكن خزام تعنتت على رأيها تحت ذريعة إذا لم نساعدها من سيساعدها ...هي تعمل لتدفع رسوم دراستهااا ..
حقاً لم تفهم عقلية خزام فحين تعتقدها سطحية تفاجئها بعمق تفكيرها وحين تعتقدها أستغلالية تكتشف أنها مراعية ...
أرسلت لليلى تخبرها :أسمعي بعطيك رقم أرتست أحجزيها ..خزام شكلها بتوهقنا طالبة وحدة من زميلاتناا ..عشان تكون أحتياط لو ماأعجبنا شغلهاا
لترد عليها ليلى بعد قليل :لحسن حظك الميزاج عاال طيب ..
قبل أن تعود لتخبرها بعد قليل :تقول صح النوم توك تحجزين بتدبل سعرهااا .. ماعندي ...
أسماء :خذي من سلطان ماهو يقـول حطوا اللي تبون وكل شيء علي..
ليلى ترسل وجيه ضاحكة :فلس وهو مازوج الحصني ...
أسماء :بعدين كيف ماعندك !!! ماأخذتي مصروفك أمس نزل ..
ليلى :أصرف عليكم أنا ..فلوسي أجمعها بسوي تجميل ...
أسماء :من جدك ..
ليلى :لا أهزر معااك .حتى أبوي قلت له .. وباقي حنة مرة وثتنين وبيوافق ...بس لاتعلمين عمتي أخاف تنشب لي وتسوي معي
أسماء بأنزعاج :سخيفة ...
رغم أنها بقرارت نفسها تعلم أن ليلى محقة فوالدتها لو رأتهم يفعلون شيء تحب أن تجاريهم بالحركات الشبابية التي لاتناسب عمرهاا ..
عادت لترسل لها :ترى بنجي نتزين بغرفتك ...لأن فياض رفض خزام تزين بقسمنااا ..
ليلى بحنق :متخلف .. الله يعيني عليكم لين تخلص هالملكة ...
وأنتهت المحادثة بينهن ...
***
خزام التي كشفت اليوم عن عينها للمرة الثانية ولكن هذه المرة برفقة والدتها ووسام فهو مشغول جداً كم أخبرهاا ..
المرة الأولى كان سريعة جداً فيبدو وقته ضيق وقضاء طوال الرواح والعودة وحتى أثناء الأنتظار بمكالمات طويلة ..
وكان فيها بشخصية غريبه عليهاا ..أنسان صبور ...
أجل فهو يستمع لمدة طويلة بتفهم قبل أن يعود ليقنع الطرف الآخر برأيه ..ولكن لايبدو هكذا أبداً معهااا ..
حين أخبرت الطبيب هل تقدر على تزيين عينها حدق فيها هل أنتي مجنونة ولكن حين شرحت وضعها ..صرف لها قطرة جديدة بالأضافة لأدويتها السابقة لتضعها قبل التزيين وحتى خرجت من باب مكتبه كان يكرر عليها :ماتحطيش كوحلة ياخزام جوى عينك ..الكوحلة لااا ياخزام ..
توقفوا بطريق العودة بأحد المولات أبتاعت بعض الحاجيات ورضا أبتاعت لها فستان ولبلقيس وملابس جديدة لصغيران أما هي فستانها فقد صممته برفقة أسماء وسيصل غداً ظهراً ..
هذا على مستوى الأستعداد للملكة على مستوى علاقتها فيه لم يعد يتصل فيها لحسن حظها أو ربما لسوئة فأبتعادة يوترهااا
ويجعل تفكيرها مشغول ..فهي لم تعد تتوقع خطوته التالية ...
××من مر وجهك في ثنايا العمر وأيامي تزين
والله يا إن أيامي اللي قبل وجهك مؤسفة ××
***
لاتستطيع كتم شعور الغيرة الذي تلبسها هذا اليوم ...
لقد أطلعت لو بصورة غير مباشرة على التحضيرات للملكة ...
إذاً هكذا يكون الأحتفال بالزوجة الأولى ...
لاتستطيع تجاوز أن كلاً من يحيط بها الآن كان رافض لها سابقاً ولم يحضروا زفافهااا ..
والآن يتسابقون لترحيب بالكنة الجديدة ..
هل هي حسود حاقدة .. وهل يوجد أنسان خالي من الحسد ...
تريح قلبها بقولها أنها تغبطهاا لا أكثر ...
وهذا الشخص لايساعدها بتواجده الثقيل هذا اليوم ...
بتال الذي توقف عن تصفح أمر ما بهاتفه ووجه حديثه لها وهو يهز فنجانه :وش فيتس !!
جوزاء تأخذ الفنجان منه لتعيد تعبئته :مافي شي ...
بتال بأنزعاج :إذا بتحضرين قدام الحريم بوجهتس هذا لاتنزلين أحسن لنااا ...
جوزاء بغيض :وليه وش فيه وجهــي .. لهم الشرف أني أنزل لهم ...
طرقات حادة على باب الجناح ..
تقاطع النظرات بينهم ليلتقط هاتفه ومفاتيحه ويخرج بدون وداع حتى ...
وهي بمكانها تغلي من الغيض .. ولكن لقد كانت الكلمة الأخيرة لهااا ..
الآن عليها أن تسترخي لتستعد بطريقة تلائم المناسبة والمواجهة الأولى مع الجماعة التي نفـــوها ووالدتها ...
××أتمنى شوف وجهك لوني ما أستفيد
كود كلمه وابتسامه وفنجال .. قهوه .××
****
أيقظت والدتها اليوم الآخر ظهراً :يابنتي أصحي أتنظفي أتحممي .. ماحتخلصي إلا الشمس غابت !!
خزام بأنزعاج :ياأمي والله مانمت كويس بس غفت عيني صحيتيني خليني ساعة كمان ...
بلقيس ومعها طبق ورق عنب تأكل منه :امي سيبيهااا تعالي أبوي ينادي عليك ..بعدين أمس عاملة مغربي اليوم شور سريع يفي بالغرض ...
ولكن النوم قد غادرها أستيقظت مجبرة بجسد مرهق ...لحسن الحظ أنها ملكة فقط ...ولكنها لم تستطيع النوم الليل بأكلمة ولا فترة الصباح لم تنام إلا قبل أذان الظهر بقليل ..
***
ليلى كان تتطرق على أبوابهم ظهراً وهي تكرر :برى أطلعوا بررررى !!!
وش قايلين حنا وحدة ماعاد نبـي أحد منكم بالبيت ...ياليل خلونا يوم نستانس بعمرنااا ...
وحين خرج عليها سلطان غاضب من المكتب :انتي وش فيتس فضحتيني جالس أكلم وصوتس واصل لآخر الدنيا اللي معي على الخط أنفزع من لجلجلتس ...
ليلى :كيفه أحسن ..ممكن ياأبو هجرس تخلي لنا المكان ..
سلطان الذي عاد ليأخذ حاجياته :دارين بنطلع مايحتاج كل هالجلجة ...
وأنفتح فياض هو الآخر ليخرج بلباس كاجـول ..ليسأله بأستنكار :على وين ..؟؟
فياض :مواعد لي شباب بنلعب تنس ...
سلطان بتهكم :تنس !!! بأي يد ياأخوك ...
فياض بقهقه :أنا بتفرج ..يالله تمسون على خير ..ليلى لاوصيتس أجمعي غسال الحريم لا يبندقون مرتي ...
سلطان وهو يشير بيده بسخرية :ماتجوز غيره روح بس روح الناس شايفة خير أنت بس المغلوث ...
أنفتح باب جناح بتال وخرج ليسأله سلطان بأستنكار :أنت هنا بعد ...
بتال :وين أروح يعني ..
سلطان :اييه راقد بالعسل روح قدامي رووح ...
ليلى :لحضة خذوا فزاع معكم ..
بتال :ليه ورع ... لابغانا يدلنااا ...
كانوا يقفون على السلالم ..
ليلى بالأعلى تحتها بعدة درجات بتال وبالأسفل سلطان وفياض كان قد غادر ...
حين أنفتح جناح فزاع وخرج وخلفه مريم التي ألتصقت خلفه حين لاحظت وجود ليلى التي صاحت بأستنكار حين لاحظت الشنطة :على وين ياروح أمك...مريموه والله لأنتف شعرك تحضرين يعني تحضرين ...
ولكن بتال كان قد سحبها ودفعها أمامه وهو يوبخهااا :فتوة أنتي عوذى وش دخلتس بالناس
قدامي يالله ...
سلطان :أيه وأنا أخوتس ماحنا قد المقام هجن يمين وشمال مايبن ملكة فياض بس عهد علي ليرقصن على عرسه وهن يبكن ...
ورفع صوته بالجملة الأخيرة ..
بتال يهز رأسه بأستنكارمن سلطان الحانق من موضوع عدم حضور زوجته وأختها للملكة والآن مريم ...
ليلى وهي تلاحظ خروج فزاع ومريم بعد أن توجهوا هم لصالة :غيرة بيموتن غيرة ... بس الواثقات من أنفسهن بقن ... مين الواثقات ياجبل مايهزك ريح جوزاء البدوية وفزة ياخلف جداني ...وأنتن بتطبن ساكتات من حسدكن ...ايهه وصلي الهرجة لخوياااتك ...
بتال :فزة وش أسمها !!
سلطان بأستنكار :اقطع مالك شغل ..
ليلى وهي تقلد طريقتها بالحديث :ياخلف جداني ...
بتال بضحكة :والله اللي رحت وطي يالحكم أجل ياخلف جداني.. قبل أن يقول لها مهدداً :لاعاد أشوفتس جايبة طاري مرتي عند أحد ..
ليلى وهي تقلد طريقة جوزاء بشفط الحروف :جوزاء لاأشتريت بدوية من شي ان لا ماني طاريتهااا ...
بتال بحدة :ليلى ترى كف واحد بيطيح كل أسناتس اللي مسويتها بألوف ...
ليلى تتراجع للخلف :لاخلاص توبة ... ممكن تطلعون أسماء فجرت جوالي تقول خزام بتجي والأرتست وصلت عند الباااب ...
ولتثبت كلامها صاحت فيها أسماء من أعلى السلم :صباح الخير أنا وش جالسه أقولك البنت عند الباب دخليهاااا..
ليلى بصياح مشابه :كيف أدخلها وهم تاكين بالطريق ...مالي خلق مشاكل مع فياض ..
سلطان :امش امش لايأكلناا ذولي مرة ضربت فيوزاتهن ...
وخرج الأثنان لتدخل خزام على عجل وبعدها بلحضااات الأرتست ..
وفهمت ليلى أن خزام لاتريد أن تفهم زميلتها أين تسكن هي بالضبط ....
1
***
زهور التي فكت عدتها أخبرت أسماء :تعالي أخربط على وجهك قبل أبدأ بخزام ...
وحين واجهت عيني أسماء الحادة المستهجنة :تعالي يابنت لاتخافين أنا حنينة ...
ليلى التي تكتف ووتتكيء على تسريحتها :شخبطي ياأختي شخبطي ولاأقولك خلي أسماء على جنب بجيب لك ورق أبيض أصلي يوضح فنك ...وفتحت باب الغرفة المقابل ونادت يارا التي تجلس مع ياسمين على السرير ويطلين أظافرهن :يارا تعالي الأرتست بتجرب ألوانهاا قبل تبدأ بخزام ....
وسحبت يار قصراً وأحضرتها أمام الأرتست الذي ضحكة معجبة بأسقاط ليلى الوقح :حلو صفاوة أتش دي ...
ليلى :فور كي ياحبيبتي فور كي يالله وريني شطارتك ...
وأنتي أسموه روحي خويتك بطريق ...
وكان تقصد بها الأرتست الأخرى
لتقول زهور وهي تبدأ بأخراج معداتها :أكيد أسماء حاجزة وحدة غيري واضح ماهي واثقة في ..لو قلتي أيه بسويك مجاناً ..
ليلى بوقاحة والحديث مع زهور يعجبهاا :ايه وماأبيك تسويني..
زهور الفتاة السمـراء وهي تلوك علكتها :بتندمين صدقيني ... وحتى ضعف السعر ماراح يرضيني ...
ليلى :الميدان ياحميدان .. قبل أن تصيح ياسمين هاتي ضيافة لضيفتنا ...وش تشربين ياصديقة الخايبات أكيد حليب فانيليا ...
زهور :لا ياروحي حليب شوكولاته ...
وبدأت بالعمل على يارا التي كانت تعطيها الكثير من التعليمااات ...
زهور :على فكرة صبغتك نار ..بس ماتخرب مع الأيام
يارا بشعرها الفاتح وأطرافة الوردية :عادي أرجع أسوي رنساج ويضبط اللون ...
خزام الصامته وتحدق للأمام بسرحان وتعبث بشعرها :آآمم ممكن قهوة سوداء ..
ياسمين التي دخلو للتو وهي تنفخ أظافرها التي طلتها :لا ماأتفقنا كذا يازوجة خالي الغالية ..حسب نصائح خالتنا جوزاء البدوية القهوة بعد الزواج بالحليب والسكر ...
خزام التي تفاجئت بحديث ياسمين :يعني مافيه قهوة سوداء ..
ليلى تقهقه :توها البنت بالعسل باقي كثير على الحليب والسكر عطوها قهوتها السوداء .. لاتشكينا لفــياض ...
خزام تجاهلت تعليقها فليس من مصلحتها أن تتجادل مع ليلى فهي تعرفها من طفولتهااا ...وكانت تخرج من كل مجادلة معها باكية ..
××معك للعمر زيِنه .. وللبال سجة بال وفيك التقى الحاضر بشي من الماضي .××
زهور بعد أن أنجزت نصف وجه يارا :يالله شوفي وعطيني رأيك ..
يارا تحدق بوجهها بالمرآة :نظيف ..بتقدرين تكلمين الجزاء الثاني مثله ...
زهراء :لا بحط رسمة ثانية ..وقهقهت حين حدقت فيه يارا بذعر :أطقطق يابيضاء أطقطق ...
يارا بأرتياح :خوفتيني حسبت شماتي بماريا بتحقق ...
زهور أعتقدتها قريبه لها:ليه وش صار لها ..
يارا بحسرة على الوضع الذي تتخيلة وتصاب بالرهبة من الوقوع بمثله :سحبت عليها الأرتست بعد ماسوت نصف وجهها ..
زهور بدهشة :لا ليه الخباثة ..
ليلى تتدخل موضحة وهي معجبة بعمل زهور ولكن مازالت ستعمل مكياج عند الأخرى فقد دفعت لحجزها الضعف:رواية تراها رواية ..هذي تعامل الروايات معاملة الناس الصدقيين ...
خزام :فين راحت أسماء ماشافت فستاني ..
ليلى :ليه مادريتي ..خرب فستانك ...
خزام بفزع :لامن جد ..
ليلى تكمل كذبتها :والله بس لاتخافين عندي فستان ثاني ..
ودخلت غرفتها لتخرج بفستان بلون أسود .. قصير جداً وعلية طبقه فخمة من الدانتيل .
لتضحك يارا وياسمين على الفستان الذي صممته ليلى بمبلغ خيالي لزواج فزاع ولم تحضى بأرتداءة لأن سلطان أكتشفة وأخبرهاا لو كانت تريد ان يضربها أمام الحضور لتلبسه ...
وأمام نظرات خزام الفزعة ...
زهور التي ألقت نظره سريعة عليه قبل أن تعود ليارا :جميل ..
ليلى تعيده بأحباط لدولاب ملابسها الذي يغطي جداريين من الغرفة:للأسف لبسته لمرايتي بس ...
ياسمين التي لاحظت ملامح خزام التي مازالت فزعة :ترى تطقطق فستانك أكيد بغرفة أسماء بتجيبه بعد شوي ...
بس وش لونه ؟؟
خزام بأرتياح :سوكري ...
زهورتقلد طريقة لفظ خزام :والله أنتي اللي سوكري .. ليش وجهك مخطوف ..لاتقولي مغصوبة على العرس ..
ليلى بتشدق :لا ياروحي موافقة وبالثلاث صح خزام ...
كشرت خزام ولم ترد .. وهي تراقب عمل زهور الذي أعجبها أين أنتي لتري ياأسماء لم أخطأ بأختياري لهااا أشعر بالأرتياح بوجودهااا ..وليست شخص آخر قد يرتكب بوجهي أي لوحة ولاأستطيع مجادلتها..
ياسمين تضع يدها على فمها وهي التي تتكتف وتتكيء على تسريحة جوار ليلى وبنفس الحركة :شوفي كيف تلوي فمها لاعصبت مسوية اللحين معصبة خخخخخ ..
ليلى بشماته :بتتعلم ياحبيبتي بتتخرج معصبة بأمتياز من مدرسة فياض ..
المهم راقبي هالزهور لاتلعب على خزام ...خليها تسوي لها شي محترم أنا بنزل تحت بشوف وش سوو خلصوا من تنظيم الطاولات أو لا وكوشتهم ماأعجبتني ماهو نفس اللي أخترتهاا
لو هي لي رجعتهم حافياً يجيبونها بس بنمشيهااا ...
ياسمين بمادية :أخصمي من المبلغ ماهو على كيفهم ..
شفتها ماهي سيئة بس ماهو من حقهم يغيرونهااا ...
ليلى :ايه هذا اللي بسوية ..لاتعلمين أسماء ترى ماتدري أخاف تناشبني بالفلوس بعدين ..
ياسمين تهز رأسها بأستنكار .. وتبقى مكانها تراقب الوضع كما طلبت منهاا ...خزام لاتبدو بمزاجها المناسب ...
هل لأنها ملكتهااا ..!!!
حسناً بهذة اللحضة تعتقد أنها كانت مجبرة على الموافقة ..
هذا ليس وجه عروس راضية ...
****
كان يجلس بضجر حين ناده العسكري وهو يفتح الباب ليخرجه أخبره :الضابط غير عنبرك ...
هجرس الذي مد يديه ليضع فيها القــيود :أمرنا لله .. يأمر على رقبتي طويل العمر ...
بعد أن دخل بالعنبر الآخر وهو يقلب عينية بالمتواجدين وبعد أن ألقى السلام :يالله تمسي الأجواد بالخير وفك الله عوووقكم ..
ليسمع صوت العسكري من خلفه متشدقاً بسخرية وتحذير:هذا هجرس المشهــور .. لاتبلون عماركم فــيه ...
هجرس وهو يلتفت على العسكري :الله يسامحك ياأبو نسب ..
العسكري بتكشيرة :أركد بس لاأعلمك كيف تقدر الرياجيل ...
هجرس ألقى عليه ضحكة مستسخفة وهو يختار له سرير فارغ ليسترخي عليه وهو يردد :ياجماعة تسيف مافيكم حميا كيف صياح الضحى ماتسمعونه ...
من يعاوني على ربعً هنيا ..من بغى درب المراجل يمنعــونه ...
ليزيح أحد المستلقين اللحاف عن رأسه ويسأل بأستنكار :هجرس ..هجرس سلطان يالله لاتحي هالــوجه ...
هجرس يلتفت على الصوت الذي يبعد عنه سريريين .. ليكتشف آخر شخص قد يتخيل وجــوده هنااا ..
كانت عدة لحضات بين هجمة الشخص الآخر عليه وقفزته هو ليتفادى السكين التي كانت يحملهااا ..
هجرس الذي لف غطاء السرير على ذراعه وبيده الأخرى يدعوه ليقترب : قررررب تعال تكفى ..
سمع مطالبة الجميع من حولهم لهم بأن يتوقفوا عن تصرفاتهم ولكن الأثنين تجاهلوهااا فهناك دين بينهم لم يتم دفعه ..
العدو الحانق يشير بسكينة بوجه هجــرس الذي تفاجيء حقاً بمهاراته ...
هجرس هو يتفاداه بصعوبة :لاصاير تذاكر من ورااانا ...
بس ولو تبقى رباح وأنا هجــرس ..
ولف عليه بحركة سريعة ليطـــوق عنقة ويركله بركبته على ذراعه حتى ألقى سكينة ...
التي ألتقطها أحد السجناء ورفض تسليمها لهجــرس وهو يقول :اهجدوا أبلشتوناااا ...وأنت داخل علينا وشرك معك فكنااا الله يرحم من عقبك ..
هجرس دفع رباح عنه وهو يطق رقبته :يالربع خافوا الله أنا توي داخل عليكم وهو اللي بلاني بعمري وهاجمني أبك العرب ماصارت تنصف المظلوم .. يامسلمين على كل كتف من كتوفك ملك يسجل علومك أتقووا الله ..
رباح بقهقه حانقه :زمن وصخ اللي حتى هجرس حرامي السيارات صار يحدث فيه ...
هجرس تجهم وجه للحضة قبل أن يعود ليتصنع الهدوء :بسامحك عشان المندي والشواية اللي كان بينااا ..
رباح :والله ماأسامحك لو أني على الصراط ...
وبعد أن سمع تقريع من المتواجديين بأتقاء الله بألفاظه ...
رباح :من قهري من حرقة قلبي ماتدرون هال**** وش مســوي في ...
هجرس بعد أن عاد للأستلقاء وبين أسنانه عود ينظفها فيه :بدت الصياحة ياورع أستررررجل.. ماصارت سيارة اللي سرقناااها منك أول ماتطلع رح لمعـارض أبوي بشارع**** وخذ أحسن مــوتر حق السنة ولاتبلشنـــا ..
وحين لاحظ أستهجان المتواجديين من تباهية :هو هذا اللي يبية ...
لايشعر بالأطمئنان لوجود رباح من ماضية ..
هل سيفي الضابط حقاً بوعده بأخراجه قبل رمضان لو حقق مهمته على الوجه المناسب ...
××ياصاحبي مافادنا كثر الاحلام والي بخاطرنا عجزنا نطوله ماتت امانينا على كف الاحلام حكم القدر فارض علينا ميوله".××
****
حدقت بلباس ياسمين غير مصدقة :من جدك ...
ياسمين:والله
يارا :ماأعجبني
ياسمين :حلو على اللبس ..
يارا :بتندمين ترى الحفلة كبيرة ...
ياسمين تعيد التحديق بلباسها المعلق :عاجبني مو لازم أكون أحلى وحدة ...
وعادت لتحدق بفستان يارا بلونه الصاخب :بتطلعين ليدي قاقا ...
يارا بأعجاب بفستانها المبهرج ..فهي ترى نفسها سادة جداً لذا تلبس ملابس مبالغ فيها : خخخ بس راحت على المكياج ...
ياسمين تسحبها من يدها :أمشي نشوف العروس كيف طلعت ..
يارا بمراعاة :ترى شكلها مرة ماتحب الزحمة خليها تأخذ راحتها يكفي ليلى ناشبة لها وحتى مكياجها على ميزاجهاا ...
ياسمين بحماس :بس عن نفسي بشوفها من بعيد ..
تركتها يارا تفعل ماتريد لتعود بعد لحضة :ووااااو مسكت (جميل) .. والله زهور هذي شاطرة مو واضح عليهااا وشكلها متوصية بخزام متوترة أكثر منهاا هههههههههههه ...
لينفتح الباب بشكل مفاجيء وتدخل ليلى بحنق ...
وهي تدور على نفسها بقهر :ألحقوني بنفجر دقوا على الدفاع المدني المطافي ...بقلبي حريقة ..
ورمت نفسها على المقعد الوثير ...
يارا بذهول من تصرفاتها :وش فيك وش صار ..
ليلى :لما جاء دوري بالمكياج جت عمتي فهدة اللي رايحة المشغل ومتضبطه ولما شافت شغلها على أسماء مسحت وجهها وخلتها تسوي لها من جديد !!!!!
ياسمين بحماس من الموقف :يمه يمه مسحت مكياجها الصراحة ماعندي تعليق نقطة على السطر ..
لحضة خبر ناري بنقله لعمتي غادة ...
ليلى بصدمة :أنتي ياحيوانة جالسه تنقلين لها فضايحناااا ..
ياسمين وهي تطبع على هاتفها :لا بس هي قالت عطيني أحلى شيء وأسوأ شي بالحفلة ...
ليلى بأنزعاج :ليه بتقيمينااا
ياسمين :من باب السواليف ..
يارا بأستغراب :وش عندك طاقتها ميانة معها مو تقولين كتمت على نفسك ..
ياسمين تطبع على هاتفها الخبر :لاخلاص سوينا هدنة بينا ولاوحدة تدخل في حياة الثانية ...
ليلى تطوح براسها للخلف :ايييه انتم في أيش وأنا بأيش اللحين وش أسوي ..
يارا :انتظري تخلص وتسويك ..
ليلى :لااا ماني مسوية عند اللي سوت عندها فهدة ...
ياسمين بشفقة على وضع ليلى التي تعبت على كل شيء وأفسدت فهدة يومها :والله زهور شغلها حلو خليها تسويك ..
ليلى بأنحراج :أولا قلت لها ماأبيك تسويني لو مجاني ..
يارا بشماته :تستاهلين اللحين خل ينفعك طولة لسانك ..
ليلى برجاء :ياسمين أنتي وجهك قوي روحي قولي لها خالتي بتسوي عندك ومستحية ...
ياسمين تضحك :حلوة مستحية ...
***
عند خزام التي فرغت زهور من تزيينها للتــو ..كان أكثر من المطلوب كانت تتأمل والأحمرار الطفيف بعينها اليسرى يزعجهاا ..
زهور وهي تجمع حاجياتها :وش فيك ياعروسه مو على بعضك ....
خزام :مانمت فالليل واضح عليه ...
زهور :ماأدري أحس فيك حاجة ثانية ..
خزام بزفرة :كل الأشياء تجمعت عليهاا الدراسة تراكمت عليه عشان ماداومت واللحين الملكة ومو نايمة ..
زهور :زين الله يسر أمرك ...
ياسمين التي دخلت على زهور تجمع أغراضها أخبرتها بلامقدمات :لحضة باقي وحدة ليلى لسى ماسوت خلاص كنسلت بتسوي عندك ...
وحين لاحظت نظرات عدم الأرتياح من الأثنتين :والله من جد تمشكلت مع الأرتست الثاني ..
زهور :طيب بسرعة كلمت السواق خليها تجــي ..
ياسمين :خزام روحي الغرفة الثانية سوي شعرك عندها ...
ماأن دخلت الغرفة المنشودة حتى قالت ليلى التي فرغت من أسشتوار سريع لشعرها القصير :بالهداوة على شعرها لاتخربيه ...
لم تنتهي من تسلطه هو حتى تأتي تحت رحمة ليلى ...
أغمضت عينيها وتركت المزينة تفعل ماتشاء بشعرهاا ...
لم تتخيل بيوم أن تكون هذه اللحضات الحالمة بالنسبة لها بهذة اللامبالاة ..
حقاً حتى ليلة أمس لم تتخيل أن تفقد حتى أهتمامها ..
ربما بسبب تأثير عدم نومها أو من ضغط الموقف ...
أو هي لاتريد أن تكون اللعبة اللتي سيجيء الجميع لمشاهدتهااا ...
هذا ماتشعر فيه الليلة ..الجميع سيأتي ليلقي نظرة على لعبة أبن الشيخ الذي أبتاعهااا ...
والوحيدة التي رضت فيه بعد أن رفضته جميع بنات الجماعة ...
ستمتلء صالة الخالة شعاع الليلة ببنات قد رفضنه سابقاً ...
وسيشاهدنا بنظرات ساخطة أو شامته ...
××عادي لو اخسرك ولا اخسر نفسي !
الشوق شيّ و " عزة النفس " أشياء××
3
****
وهناك بالقصر الكبير من تشعر بنفس الأمر ...جوزاء التي لم تقابل جماعة زوجها سابقاً فهي قد أعتادت على مقابلة قله قليلة منهم أما اليوم ستمتلء الصالات بالحضـور الذين لاتعرف من يفكر فيها بطريقة جيدة ومن يراه بنظرة سلبية ...فهي الزوجة رقم أثنين ..
وبوسط النساء لايمكن تقبلها بسهولة ...غير أنهاا من الجهة الغير جيدة من جماعتهم ...
بعد أن فرغت من مكياجها فتحت هاتفها وأتصلت بفاتن التي لم تصدق حين أخبرتها أن بأمكانها تزين مكياجها بطريقة حديثه لاتمد لما تطلق عليه بالمكياج البدوي بصلة :هاه كيف مودرن أو لااا ...
فاتن :تف تف ماشاءالله ... أكيد سجلتي بدورة ميك اب
جوزاء :من يومي فنانة بس أنتي وش عرفك ...هاه ماغيرتي رايك وبتجين ...
فاتن بتكشيرة :لاا عمتي هيفاء دقت ولعنتني تقول تعرفين وش معناها تروحين لحفلتهم بدون أهلتس يعني جايه تستعرضين !!!
جوزاء بتنهيدة قهر :هيفاء دقة قديمة الناس تطورت وهي باقي هذي أفكارهاا..
فاتن :لا أنا كشيت من كلامها أتخيل يفكرون فيني كذا على زينهم فكيني ماني ناقصة حرقااان ..إلا صدق ياعمة ليه تسيرين على شيخة وماتسيرين علينااا
جوزاء :الله والمسيار نزلني عندهم نص ساعة وقت صلاة وبعدها مشاني ...
فاتن :والله ياعمة أنتي معطيته وجه ترى من حقك تزوين أهلك...المهم لاخلصت هالحفلة سيري علينااا ..
جوزاء :طيب يصير خــير ...يالله مع السلامة ..
وبدأت بالعمل على شعرها بالفير لتتركه بتموجات عريضة زادت من كثافته وأعطته مظهر متقن ومناسب لحفلة سهرة ...
وأخيراً أرتدت فستانها بلون البحري والذي عكس لونه الفاتح سمرة بشرتها وأبرزها بطريقة مذهلة ...
زينت فتحت عنقها الواسعة بأرتداء عقـد ناعم من الألماس ...
أنهت زينها بأرتداء باقي مجوهراتها التي تميل للنعومة ...
لتنزل بعد أن فرغت ولاحظت حضور متواضع قد بدأ بالتوافد رغم أنه صلاة المغرب قد فرغوا منها للتو ...هل كان متشوقين لهذة الدرجة ...
ألم تخبرهم ليلى أن العروس لن تزف إلا التاسعة !!!
أنها الخامسة و45 دقيقة حتى الآن ..
الفتيات لم ينزل أحد منهم ..كان هناك شعاع وفهدة وحسناء ...
يجلسون بمقاعد بمقدمة القاعة بحيث كل من يدخل سيجدهم أمامه ...سلمت على النساء كبيرات السن وصافحة حسناء التي ردت مصافحتها يبدو أنها تخشي أستعراض الخلافات على الملء ..
كانت هناك أمراء كبيرة بالسن تجلس بالقرب منهم ...عرفتها على جوزاء بأنها زوجة بتال بنت وضحى فقط ولم تضيف أي تعريف آخر ...
بعد أن جلست أخذت راحتها بتأمل المكان ..أصبح حقاً كقاعة أحتفالات لقد ذهب كل الأثاث المتواجد ليبقى المكان الفسيح جاهز لأستقبال الطاولات والكوشة... بأمكان أقامة فرح كامل بهذة الصالة ...
بحضور 300 أمراءة على الأقل ..
كان هناك طاقم خدم جديد يقدم الضيافة ...
وكل شيء بترتيب ودقة ...والحضور مستمرين بالتوافد
بعد نزولها بساعة نزلت بنات فاطمة الأثنتان ولم تحضر مروى كما لاحظت ..
هي أرسلت لها تخبرها كنت بجي بس عشانك لكن أمي مريضة ..
لاتعلم ماسر مرض فاطمة ولكن تتمنى أن تتحسن صحتهااا ..
دخلت رضا ومعها أبنتها المشاغبة بلقيس التي بدأت مذهلة بفتسان قصير
وكأنها لعبة ... ولكن فهدة همست لها بحنق :مالقيتي أقصر من هالفستان لبنتس يارضااا ...
رضا بأحراج :خليها تنبسط ياعمة ...وتعيش عمرهااا ...
أدارت الفتيات الأغاني وبدأن الرقص بالبداية كان من يرقص ياسمين لوحدها التي كانت ترتدي فستان بسيط ولكن شعرها ومكياج جسدها كلها جعلته فاخر عليهااا .. كانت تبدو تمتلك المكان برقصهاا وجرأتها وثقتها العالية بنفسهااا فهي من أفتتحت الساحة ...رغم وجود أختها التي تكبرها
والتي كانت بمظهر أكثر فخامة منها لكن كانت أقل ثقة من أن تكون محط الأنظار ...
حسناً لو يوجد جائزة للرقص الليلة بالتأكيد ستكون لصالح ياسمين ....
الآن بدأت تشاركها الرقص يارا وعدة عجائز بدأن سعيدات جداً بالمناسبة .... وكان يصفقن بحماس لرقص التي أفتحته ياسمين ...
لتقول بتلك اللحضة فهدة التي تجلس على بعد مقعد منها جلست فيها رضا ولكن صوتها كان مسموع بالنسبة لها وبالتأكيد للحسناء التي تجلس على الجهة الأخرى من شعاع التي تفصلها عن فهدة هي أيضاً:كن رقص عمتها غادة ماشفت بحياتي وحدة من جماعتها تلعب مثل غادة ...
ماطرحتها إلا عيون الحريم ....
هدأت الأجواء مع أذن العشاء وتوقف الرقص حتى الفراغ من الصلاة ...
وبعدها ليلى المعتوة نزلت على أغنية خاصة بها كم هي نرجسية ...ولاحظت التكشيرة على وجوه الكثيرة من المتواجدات وزيادة باللغط ...ليلى تصنع لنفسهااا مكانة ومنزلة رغم أنوف الجميع ...
وماأن وصلت لصالة حتى طلبت أغنية قالت قبلها مسئولة الدي جيه أنها شوط خاااص ...
يبدو أنه لن ينتهي أستعراض ليلى الليلة ...حسناً وماذا لدينا لنشاهد ...
وهي تقلب عينيها بالحضور أكتشفت عبير بالجهة البعيدة من الصالة مع مجموعة من النساء وقد صبغت شعرها !!!!!
ألم تكن حامل ..!!!
لاتعليق لديها على الموضوع ...
فجأة تغيرت الأجواء ولاحظت حديث الفتيات مع بعضهن وأقفلت الأنوار وتعلقت الأنظار بالسلالم ... لتبدأ موسيقى زفة ونزلت مجموعة من الأطفال بفساتين بيضاء اللون !!!
لحضات وأطلت جميلة لم تكن لتعرفها إلا من شعرهااا ..
فــــــزة بفتسااان العرس ..
وتحيطها بها مجموعة من الجميلاات وأمراءة أكبر بالعمر تسير خلفها ويبدو عليها التأثر
هل هن قريباتهااا .. لو لم تعلم أن والدتها متوفاة لقد قالت أنها المرأة خلفهااا ..
ووسط الصلاة على النبي وذكر الله المصاحب للفزة ولكن كل هذا لم يردع فهدة الحانقة التي حين ألقت عليها نظرت أعتقدة أنها قنبلة وقد ضغط عدادهااا :سوتها بنت *** بتسرق الجو عن خزام ...هذي متعمدتهااا قلبي قارصني من قال جوزها مروحة لخالتها وبناتها وبتجي معهن مايجي منهن خيررر ذولي يحبن الفتنة والخراب ...
وشعاع تحاول تهدأتها وحسناء أيضاً يالهول كم هي محبة للتظاهر ...
عادت للتأمل فزة وهي تتفهم غيض فهدة فهي تمنت أطلاله محرجة لفزة ولكن كسرت كل التوقعاات ...فليس هي وحدها الحانقة ... حتى البنات فكان قد وقفن على جانب ونظراتهن لفزة كانت غير متصالحة معهاا
لما لأنهن سعن لأظهار خزام وبذلن كل المجهود ...فزة كانت فوق البيعة ولكن سرقت كل الأضواء ...
فبعد طلتها لاتعتقد أن بأمكان خزام كسر الهالة التي صنعتهااا فزة لنفسهااا ..
جلست فزة على الكوشة المخصصة لخزام ... وتصورت ورقصن قريباتها حتى سرقن كل الأضواء بحيث بقت ليلى بيد على وسطها تحدق بنيران غيض وإلى جوارها بنات أختها يجارين الوضع ...
لاتعلم كيف تلك الطفلة الصغيرة التي كانت تجلس جوارهم دخلت ساحة الرقص وبدأت برقص مع قريبات فزة ...ياصغيرة هم العدو تعالي أنتي أخت العروسة المختارة للحفلة وأولئك من سرقوا الأضواء من شقيقتك ...
ولكن يبدو أن بلقيس لم تفهم مايحدث حتى تدخل لساحة الرقص فقط لأن الأغنية المدارة أعجبتها فهي قد سمعتها وهي تجر فستانها القصير للأسفل تحدث نفسها أنها أخيراً تعرفت على أغنية ...
وعلى أثرها دخلت ساحة الرقص ..
لاحظت أحد الفتيات اللاتي ترقصن توجه لبلقيس حديث غير مسموع بالتأكيد قبل أن تقبلها بشده وتبدأ بالرقص معهاا وكانت كل ماعبرت جوار أحداهن سلمت عليهااا بحماس!!
ماذا هل أعتقدوا أن مافعلته بلقيس هو التلويح بغصن الزيتون ..
الفتاة الشقية فقط لم تعرف ماغايتكم وإلا ماتسامحت معكم فهي لاتبدو سهلة على الأطلاق ...
وبعد بلقيس شاركوهم الرقص يارا وياسمين وبقيت ليلى بنفس الوجه الواجم ...
حين جائها دورها هي وقفت مكانها وبدأ المشيء بهدوء كعادتها حتى قطعت منتصف الصالة الذي كان ساحة الرقص ...وإذا كانت الأنظار عليها فهم قد أعتقدوهااا قدمت لرقص ولكنها تجاوزتها بأكملها لتصعد الدرج البسيط لتصل للمكان الكوشة وتسلم على فزة التي وقفت لها وتبارك لها ..
وفزه تهمس لها :الله يعز شانتس ياجوزاء كلهن سفهني ولاوحدة قالت أجبر بخاطرها وأسلم عليهااا ...
جوزاء ماذا أعتقدتي حين تصرفتي من دون سابق أنذار وبدون مقدمات ولكن لم تريد أحراجها فأخبرتهاا بمحاولة لتحسين ميزاجهااا :يمكن غفلوا تعرفين الناس متوترين بحفلهم مايركزون عشانهم يشوفونك دايم ...
فزة تشير على خالتها التي أقتربت لتو:هذي خالتي ياجوزاء وحسبت أمي مالي غيرهاا ..هذي سلفتي مرة بتاال ياخالة ...
سلمت عليها خالة فزة بحماس سلام مشابة لسلام فزة وأقتربت بقيت الفتيات الأربع وبأعمار مختلفة أثنتين يكبرنها بالعمر وأثنتان بعمر أصغر ربما بعمر فزة أو أكبر قليلاً ...
وبعد أن تركتهم خلفها وكان ستتوجه لمكانها ...نادتها ليلى وحين لحقت فيها لتدخل بغرفة لم تكتشفها من قبل ...
ليلى :ماشاءالله وش عندك مسوية راعية واجب ..
جوزاء ببرود :أنا راعية واجب الحمدلله ماتصنعتهااا ياليلى ...
وترى حركات الحمق والغيرة على الملء ماهي حلوة لو هي سوت تصرف خطأ ماهو لازم أنتم تأخذون موقف قدام العرب وتفرجون الناس عليكم ..
ياسمين :صح لسانك ياخالة قسم قايلة أنك أعقل الموجوديين ...
ومدحتك عند عماتي لين تهولن من المدح وبمدحك عند خالي بتاال بقول أحلى وحدة واعقل وحدة خالتي جوزاء ...بس ياخالة وين لوك البداوة ..!!!
ليلى بحنق :ياسمين بالله بلا سخافة أنا خلاص طقت مرارتي بطلع فوق ...
جوزاء قومي بالواجب عشان نعطيك الدرجة الكاملة عند زوجك ...
تجاهلتها جوزاء وهي تخرج ...ليلى لاعيار على لسانها وتجاهلها أفضل ...
××اضحك لو الدنيا كثيرٍ غثـاها لو تصنع الفرحه لنفسك صناعه.××
كانت قد حضرت مجبرة فحسناء أخبرتها بتهديد سلطان شديد اللهجة أن لم تحضرن ...كانتا حتى الأمس لم يكن ليحضرن ...ولكن يبدو غير متأكدة سلطان هدد أختها بالطلاق ...فأضطرت هي لضغط
على نفسها والحضور ...
ولكن لم تريد الجلوس بالواجهة ...جلست مع أخواتها التي جائن مآزرات ...
كم أرادت أحضار أميرة أصغر أخواتها وأجملهن للأستعراض فيها ولتكسر أنف ليلى التي أزعجتها بأستعراضهااا ....
فلو رقصت أميرة وظهرت بالساحة لم يكن لأحداهن القدرة على الدخول خلفهاااا ...ولاحتى أسماء أكثر بنات عقاب جمال ...
منيرة :اللحين هالسميراء طبينتس اللي أبلشتينا فيهااا !!!
عبير بتكشيرة وهي تلاحظ الطريقة التي تمشي فيها جوزاء :ايه هي ياأرضي أهتزي ماحدى قدي ...
نورة :والله شكلها مامن خوف منها وبحالهااا ...أعرف راعين الشر ...
مرة الحكم أذهني منها تأكلتس حيه ...هذي لو أنها ضرتس ماأحسها تكيد ...
عبير:وليه تكيد دامها ضامنته في مخباتهاااا ..
منيرة بضحكة دهشة :بمخباتها مرة وحدة ..
عبير تهمس لها بحنق :أي بمخباتها أنا مرته وأدرى فيه أقولتس غير عطوره اللي له عليها عشر سنين وأكثر ...شوي شوي ..أولتها يومه عندي يرش من عطوره ولاراح لها رش من الثانياات شوي شوي ماعاد يرش إلا من اللي على ذوقها ...حتى يوم قلت له بحاكم متوحمة على عطرك ماخلاه أتركه لين خف وحمي ورجع عليه وعشانها هي تركهن مرة وحدة ...
منيرة :الله يعطيتس عقل يمكن الرجال جاز له العطر الجديد وجلس عليه ...ماهو عشانها ...
نورة :خلاص ماهو وقت مجادلكن نرجع البيت وقولن اللي تبن ...
××نعيش الحياة ومانبي إلا سلامتنا لنا بـ الظواهر مالنا في خوافيها .××
***
غادة التي كانت تجلس بصالة صديقتهاا وجوارها الرضيع النائم ووالدته بالداخل نائمة فهي مرهقة لايكاد يدعها تنام فأخبرتها أنها ستراقبه لها هذين اليومين حتى تستطيع معاودة نشاطها ...
ضحكت على رسايل ياسمين الحمقاء التي أرسلت لها أولاً خبر مسح فهدة لمكياجهااا وغيض ليلى منهااا ...
والآن تخبرها أن أخت هجرس دخلت بفستان عروس وزفة وسرقت الأضواء من العروس الحقيقية ...حقاً أخت هجرس وتعرف من أين تؤكل الكتف ..
ياسمين :كلهم تجاهلوها تخيلي ماأحد سلم عليها ولابارك لها والضيوف يوم ماشافوا أحد سلم عليها تجاهلوها هي بعد ...لين جت خالتي البدوية جوزاء الذيبة وسلمت عليهاا وبعدها صار الحضور يسلمون عليهااا ..
جيد دخل للقصر عقاب بعض العقلاء والذي لايتبعون نظام الأقليااات ...
أغلقت الهاتف وعادت لرضيع الذي عاود البكاء ووقفت لتعد له رضعة جديدة ...
××عسى الماضي اللي فات ما يلتفت للجاي وعسى الجاي ما ياخذ طبوعه من الماضي .××
***
نصف ساعة كل ماجلسته فزة قبل أن تنسحب كما دخلت لافته الأنظار ...
وخرجت قريباتهااا معهاا ...
أنها التاسعة أين العروس المنتظرة ...
فكرت وهي تستقبل الفنجان الذي لاتعرف عدده من المضيفة ..
لتهمس لها الفتاة جوارها :تحبي القهوة !!
جوزاء بنظرة جانبية :ايوة أحبهاا ..
بلقيس :كثيررر بيجيك أرق ..
جوزاء :لاتخافين ياروحي متعودة ...
بلقيس :ليه ماترقصي !!
جوزاء :ماأحب ..
بلقيس :أنا أرقص أجنبي بس عشان اليوم ملكة خزام رقصت ...
صمتت قليلاً قبل أن تخبرها :أنتي حلوة ..
جوزاء :عيونك الحلوة ...
بلقيس بتكشيرة :أنتي اللي عيونك حلوة أنا لااا ..
جوزاء تتأملها :عيونك حلوة بعد ولونك حلو!!!
بلقيس بثقة :شكراً ...اللحين بتنزل خزام بنروح نستقبلها تحت السلم
وفعلاً أغلقت الأضائات وتوجهت بلقيس ووالدتها وفهدة وجميع الفتيات أنتظرن خزام على جوانب السلالم بالأسفل ...
وأنطلقت الغطاريف في بداية الزفة ...
وتعلق أنظار الحضور من الجديد على السلالم ...
لتنزل خزام منه بفستاان ملكة فاخر بلون سكـري ..
كان كعروس متكاملة ينقصهاا الطرحة فقط ...
كيف ستكون طلتها بالعرس ..لتتفوق على هذه الطلة ...!!
بدأت بالتأكيد جميلة كما توقع الجميع ...
كانت زفتها مثالية وفرحتهم فيها جعلت الأجواء لطيفة أكثر من فزة الذي كانت الأنظار عليها بطريقة ليست جيدة ...
××أحدٍ يجي مع باقي الناس محسوب
و أحد يجي فوق الخلايق .. لحاله××
****
سحبت الأكسجين بطريقة خاطئة لتخفف من توترها حتى كادت تختنق فيه ...كان الحضور يملء الصالة فعلياً كما أخبرتها الفتيات عدت مرات ...
وماأخبرتها بلقيس سابقاً تصرفي وكأنك داخل مسرحية وهذا الجمهور ...
لاتفكري بأنهم جاؤوا لتفحصك هم جاؤوا ليختبروا جودة تمثيلك ...
لاتعلم أي حماقة جعلت كلام بلقيس يرتسم بذهنها في هذه اللحضة
فهي كادت تضحك من شدة التوتر كعادتهااا ..
ولايوجد ورق عنب لتلفه ...ماذا عن الورد الذي تحمله ...
هل ينفع ...
لم تصدق أنها قطع المسافة المرجوة وبأمكانها الجلوس أخيراً ...
ألقت نظره سريعة على الحضور الجميع متشابه ...هل تبالغ لو قالت هذا ..
بالتأكيد لااا ..يحملون نفس الدماء ...
هم مترابطين جداً لهم نفس الجينات ويعاودون الزواج من أقاربهم جيل بعد آخر حتى أصبحت ملامح حتى بنات العم البعيدات مشابهة لبعض ..
لذا هي تعتبر طفرة من بينهن ..
آه تلك البدوية أيضاً لاتشبهم ..
أنظروا بما تفكر وهي في لحضة من المفترض أن تكون من أشد لحضات عمرها سعادة ...هل حلمت يوماً أن تكون بهذا المكان ..
ضيفة ومتفرجة ربما ولكن أن تكون نجمة الحلفة .. لم تطمح حتى بأحلامهااا ..
أستمتعي باللحضة ..أبتسمي لتصبح الصورة جميلة ..
أبتسمي حتى لاتظهر لاحقاً بالصور مشاعرك وتتذكري البؤوس الذي عشيته قبل هذه اللحضات ..
فقط فكري كل ماأردته جائني طوعاً لايهم الطريقة
النتيجة هي مايراها الناس ويسمعوا فيهااا ...
أنسي الأحداث السابقة مؤقتاً حتى لاتشوش أفكارك
وتجاهلي ماتقوله تلك العجائز مباركات ..
والتي جميع معانيها أنه الرجل الجيد ..
الأمير على قولتهن كما كررن ..
إذا كان هكذا لما بناتكم لم يرضن به ...
××غلاه كنّـه في الضـماير دهن عود يعتّقه طـول الزمن ويتجدّد.
××
****
تقف كتمثال تشاهد معالم الأحتفالات ... ولكن هناك من لم تعجبه فرحتهاا وتعمد أن يترك لمسته التدميرية في هذا اليوم ...
لقد طلقهاا
بكل هذه البساطة ..وبدون علمها حتى ..وطلب من والدته أن تخطب له !!!
لو لم تتواصل مع ندى تسألها عن سبب تأخيرهم ...لتتطوع تلك وتشرح لها الوضع ..وهي تسألها ...ألم يطلقك بوجهك ...هل فعلها من خلفك ..
ألم يوصل لك الخبر ... والدته تبحث له عن عروس !!!
شياطين الأنس والجن تستعيذ منها هذه اللح
ضة ...
وهي تقلب وجهها بالحضور كم منهم عرفوا بمصيبتهااا
وهي تجلس كصخر جلمود تشاهدهم بل أي رفة جفن ...
تريد تقيأ أحشائها الداخلية من شدة غيضهااا ...
لن تنزل دمعة عليه ... هل لم تكن ولن تكون الخاسرة ...
هو من سيبكيهااا ليست متأكدة بل تحلف وكأنها تراه أمامها يفعلهااااا
الندم لن يكون من نصيبهااا ...
لقد أختار طريقة ..
هو يعلم جيداً سبب عدم أقدامها على هذه الخطوة وفعلهااا
تحملته بل توددت إليه وقاست على جروحهااا المتقيحة
التي لم يفكر بتططبيبها أبداً ..
سترى ياحامد بل لاترى أبداً لم تعد تهمنـــي ...
أقسم بأني حين أريد الزواج من بعدك ... سأتزوج رجل لن تستطيع الوقوف بطريقة والسؤال عن أحوال أبنك ...
4
××كل شي منك أقبله إلا انك تسوي فيني سواتك في عدوك على هونك الدرب اللي جابك يردك واللي خلقك كثير خلق مثلك××
****
هي بهذة اللحضات تنتظر فقط أن تنتهي هذه السهرة التي طالت كثيراً
وفعلاً قضت خزام نصف ساعة فقط على كوشتها وسط رقص وتصوير حتى دعوا الحضور على تناول طعام العشاء ...
وأستغلت هي الفرصة لتصعد لجناحها تعتقد أنها فعلت كل ماتستطيعه من أجلهم وقامت بالواجب على أحسن صورة ..
وإذا أعتقدت أن الأمر بهذة السهولة فهي مخطأة لأنها وجدت فهدة على أول السلالم يبدو أنها صعدت لتجري مكالمة وأعطتها نظرة مستنكرة :على وين ياروح أمتس أرجعي روحي تعشي مع الحريم ..ولابتسيرين ولدي تالي الليلولة يجيب لتس عشاء...
آآه لقد كانت أسماء محقة ..
حسناً أسماء أيضاً حضرت بالنصف ساعة الأخيرة بعد نزول خزام ..ولم يكن له أي تواجد يذكر لم ترقص حتى ...بدأ وجهها وكأنها قد تلقت خبر كارثي أو أن حياتها على وشك الأنهيار ..
وضعت لها تشكيلة سريعة من الطعام وجلست على أقرب طاولة فارغة لتلحق فيها بلقيس التي أصبحت تعتبرها صديقة !!!
حتى تخبرها عن أحداثها اليومية بالمدرسة !!
يبدو أنها تعيش حياة مدرسية ممتعة ..فنحن أصبحنا نعيش بعالم يقدر ملامحها بسبب ثورة الكيبوب الآسيوي ...
ومافهمت منها أنها مثار أهتمام الكثيرين بمدرستها وتعتبر مشهورة على مستواها ..
ياسمين التي جائت وهي تضع طبقهااا :خالة جوزاء ...عمتي غادة تقول لارحتي الدمام سيري عليهااا ..
جوزاء وهي تنزل شوكتهااا :من متى المعرفة ..
ياسمين :أنا علمتها عنك ودخلتي بقائمة المفضلين عندهااا ..صدق خالة سيري علينااا هناك والله نروح البحر ونفلهاااا ...
بلقيس وهي تأكل سمبسوسة :لو منك أروح أنا نفسي أروح البحر ..ماشفته على الطبيعة أبداً ...
ياسمين بنظرة جانبية فهي لاتعجبها بلقيس أبداً :شدي حيلك وأكبري عشان تتزوجين وتروحين البحر والنهر ...
بلقيس لديها مشاعر سيئة أتجاه ياسمين فهي تشعر بها نظرة كبر :حشد حيلي وأكبر وأودي نفسي البحرر ..
××دعيت لك تلقى كل شيٍ تحبه، ورجيت الله اكون اكثر من تبيه××
****
كان تضع بأطباق طعام لزوجها الذي رضي عنها أخيراً وأخبرها أنه أكل بوقت مبكروالآن بدأ يشعر بالجوع من جديد ... فأخبرته سأحضر لك من البوفية ...
كانت تختار له من الأطباق المفضلة له ....
عبير ويدها على ظهرها :وش فيك أنتي كم صحن حطيتي كل هذا بتأكلينه ...
حسناء :بطلعه لسلطان يقول تعشى بدري واللحين جوعان ...معه أبوحاكم ...وش أحط له ..
عبير :أي شيء ماتفرق عنده ... ايه لاتحطين المقليات مايدانيهااا ...
وعادت لتجلس على الطاولة ...
وحملت حسناء الأطباق على صينية ...وخرجت فيها مع الباب الذي يفتح على قسم الرجال المتصل بالقصر وليس الخارجي.. كانت ستضعها أمام الباب وتبتعد ولكن أسم ما جذب أنتبهاها ...
بتال :خل عنك خبال فياض بيهايط يهايط ويطخ ... ماله حكم على أحد ...
سلطان :والله أنها بلوة أول وتالي .. اللحين بنات أخيها ناشبات لي وين ماصديت أطرنها لي وآخرتهااا يارا عارضت لي صورتهااا ...
بتال بصدمة من تخيل الموقف فالرجل حين تنتهي علاقته مع أنثى لايريد أن تبرز له صورهاا ويتذكر ماضي لافائدة منه بحنق :هذي يبي له تكسير راس ماوراها أحد تهابه ..
بس هين ماني بتااال لو ماأدبتهاااا ...
أبتعدت وهي ترتجف ولم تتصل به حتى لتخبره عن الطعام الذي أحضرت له ....لم تحتاج لتفسير لتفهم عن ماذا يتحدثون كانت صالة الطعام قد فرغت من الضيوف أو ربما تبقى القليل ... لم تركز توجهت للطاولة التي تجلس عليها يارا وهي لاترى أمامها من شدة الغضب ...
يتلاعبون بحياااتهااا .. يتدخلون بينها وبين زوجها ويريدون زراعة أخرى فيهاااا ...
سألت يارا بصرخة عصبية :أنتي ماتستحين على وجهتس يوم تعرضين على زوجي عمتس المطلقة العانس ...
شخصت الأبصار فيها من هجومها المفاجيء والمزعج ..
وتبادلت الأختان النظرات وكأنهن لم يتخيلن أن يكتشف أمر تدخلهن من قبلها ...
ياسمين بتعنت فهي لن تعترف بخطأها خصوصاً مع الألفاظ التي لم تبخل فيها حسناء :العانس أنتي واللي خلفوك وعمتي لاأطريتيها تحطين يدك على راسك وتقولين عمتي الشيخة غادة!!!
حسناء بغيض :تخسين أنتي ويااااها الشرهة ماهو عليتس على أهلتس اللي ماعرفوا يربونتس ...
جوزاء التي كانت تجلس مجبرة فهي هاجمتهم وهي موجودة :ماله داعي تغلطين على ناس مالهم ذنب !!!
حسناء وغيضها يتصاعد بنصيحة جوزاء :والله هذي اللي باقي تعلميني أنتي خليني ساكتة لأعلمتس الغلط زين ...
عبير التي لاحظت تصرفات أختها أقتربت ومعها بقية أخواتها ...
نورة :وش فيتس ياأم نايف ...
حسناء بغضب :وش فيني هالسلق رايحات ينفخن راس خالهن عشان يرجع يأخذ عمتهن البايرة ...
عبير غير مقتنعة بسلامة مهاجمتها على الملء وأمام العدوة التي بالتأكيد ستنقل الأخبار لبتال فعليها أن تكون حكيمة :ياحسناء بالله لاتفرجين الناس علينااا تهاوشين مع الوراعين ....
حسناء بغيض :ذولي xxxxب الله يأخذهن ...ياعساهن مايشوفن يوم زين بحياتهن ...
ياسمين بعد أن زال أثر صدمة أنكشاف الأمر وفكرت أن تقلب الطاولة عليهاا:وياك ياقلبي ...وخالي إذا بيأخذ عليك من مصايبك ماهو منااا ....
يارا التي كانت مرعوبة من هجومهااا أستغلت فرصة خلافها مع ياسمين وفرت ...وحين جدت مكان تشعر فيه بأمانه أتصلت بخالها سلطان تشتكي زوجته كيف سبتهن وسبت عمتهن بلاذنب أرتكبنه ...!!
كان على الطاولة جوزاء وياسمين فقط ... وعلى رؤسهن تقف الأربع ...
نورة ومنيرة تقفان بعيد قليلن ويشاهدن مايحدث فقط ...
حسناء التي تغلي من الغضب ورودو ياسمين تزيدها أشتعال :ايه بتأخذين الولد وعمتس بتلف على أبوه بتكوشن على كل الكيكة ...
ياسمين تتساخفها :ايه توك تفهمين الخطة يالله بعد مافهمتيها وش بتسوين ...بنتقاسم الثروة أنا وعمتي....واضح هذا كل همك ...
جائت أحد بنات عبير راكضة لتقول بأنفعال :عمي يقول لو ماطلعتن اللحين من صالة الأكل بيدخل بعقاله ويجلدكن..
قالت الثانية تذكرها :ويقول بعد حسابكن عنده بعديين ...
عبير بصدمة :سمعو وحينااا ...
وريف تهز رأسها بنعم :أبوي مسك عمي ولاااكان بيدخل عليكم يجلدكم ...
جوزاء قررت أن أكتفت من هذه السخافة ... وقفت لتغادر المكان وهي تدعوا لياسمين بالنجاة ...
نورة تسحب أختها لتخرجها وهي تهدأها :يابنت الحلال وراعين ياخبلة ضحكتي الحريم عليتس بس .. لو هي براسه ماطلقها من أول ...ماهو تقولين مايداني حتى أسمهاااا ..
حسناء بهمس حانق وهي تخرج معهااا :كثر الدق يفك اللحام ..أنا سامعته بأذني يقول بلني فيهاا بلني فيها وش معناااها ...
نورة بدهشة :البلوة متى صارت شي زين..
حسناء :لاا أنا أعرفه زين وبلني هذي ماهي اللي في بالك لاهذي بمعنى ثاااني ...
نورة :امشي هذا أبليس يوسوس لتس....
××ما أشره عليك إن كان خيبت ظني أشره على قلبٍ ، فتح للهوى باب××
****
ماأن أنهت خرجت من الحفلة حتى صعدت لغرفتها بعد أن ودعت خالتها وبناتها على أمل لقاء قريب ...
أخرجت لباس النوم الذي أبتاعت لهذة الليلة أبقت على مكياجها وأعادة ترتيب شعرهااا ...
وطال الأنتظار ..
ماباله لم يخبرها أن لديه عمل اليوم ...
سمعت أصوات غير طبيعية ولم تستطيع الصبر أنها الحاديه عشر ويوجد جدل حاصل وصوته بالخارج أرتدت ثياب الصلاة وفتحت باب الجناح تطل على الخارج ...
لما تبدو أسماء بهذا المنظر الرث وفهدة تجلس وكأن كارثه قد حلت عليهااا وهو يقف فوق رؤوسهن بملامح جامدة ...
تحلف لو خرجت هذه اللحضة مستفهمة عن الوضع لتناولهااا كوجبة عشاء متأخرة ...
فجأه أرتفعت صوت فهدة قبل أن يصيح من حولها لتخرج هي فقد فهمت أن فهدة قد فقدت وعيهااا ...وحين رأها صاح عليها لترجع لغرفتهااا ..
فرجعت مباشرة ...
لقد أرتفع ضغط المرأة المسكينة ..
هل غارت من حفلة أبن ضرتهااا ...
أم هي السبب ..
عضت أصابعها ندماً ... هل حقاً هي السبب ..
لم تبدو بذالك الغضب بالحفلة ...
وهي شخصية لاتستطيع كبح ملامح الغضب من عينيها الشريرة ..
أنفتح الباب بطريقة أفزعتها ...ليلقي عليها نظرة سريعة وهو يلتقط مفاتيحة وحاجياته التي أكتشفت للتو وجودها هل عاد قبل حضورها هي :
وش مسوية أنتي كلن يشكي منتس ..!!!
ماراح ينسيني شي حسابتس ...
وخرج بطريقة سريعة ...
تنفست الصعداء لم يكن غاضب وهو يحدثها
بدأ ساخر أكثر من غاضب ...
وكأنه يستغرب شكواهم منهااا ...
حسنا الآن تبدو ببال رائق لتعد لنفسها شاي النعناع وتسهر
على فيلم ...رغم أنها خططت لجو أكثر رومانسية لهذة الليلة
أليس من المفترض أن ينظر لها ويقع في حبااال أنثوتهااا...
ولكن لابأس أين سيفر الأيام كثيرة ..والليالي طويلة ...
××يالله عسى كـل الليالي لنا خير وفيها الحظوظ الطيبه تحترينا××
***
لقد طلقت بطريقة مهينة من شخص ذليل
ورغم كل ماحل بهااا
أمها تسرق الأضواء منها بمرضهااا ..
أجل هذا مايحدث حرفياً ...أمها تمرض نفسهااا
لتفر من عذاب الضمير ...
وهي عليها أن تلعب دور البنت البارة حتى بأسوأ أيام وأحوالهااا ...
هاهي والحكم قد نقلوها للمستشفى حيث وضعت تحت الملاحظة
وأعطيت أدوية لتخفيض الضغط ....
تعالوا لتقيسوا ضغطي
أعملوا تخطيط لقلبي ...
أبحثوا عن دم لتحللوه ولن تجدوا فقط تجمد في عروقي من شدة وقع المصيبة علي
ولكن من المفترض أن أبقى جامدة بلامشاعر
وأن يكون المصاب مصاب والدتي فقط
بأبن أخيهااا ..وأخيها وزوجته ...
هذه هي الدراما السوداء التي تعيشها والدتها الليلة
فماأن بدأت هي تهدد بأنها لن تدع أحد يتدخل بحياتها بعد اليوم
حتى مرضت والدتهااا وكشفت ضعفهااا ...
حتى تجعلها تنسى وعودها وتهديداتها وتنشغل بأمر آخر .
وكأن بأمكانها أن تنسى ...
وأكثر مايحرق قلبها أيامها الأخيرة التي لانت له ...
ليتهااا قست قلبها ولم تهدر كرامتهااا
كم فعلت تكراراً بعلاقتهااا معه ...
هذا الزوج الذي أشفقت على مشاعره ...
طلقها ولم يصلها الخبر حتى ليبحث عن أخرى تحل محلهاااا ...
سلواي فقط أني أعرف جيداً أنكم ستندم وستلعق الأرض من خلفي
لأرضى عنك ولن تحصل على هذا العفــــــو ...
فقط دع تلك الشهور التي تربطني فيك تمضي وسترى ماسأفعل ...
××أشرب على فرقى المحبين فنجال
من عافنا عفناه واكرمكم الله××
*****
ياسمين تبتلع ريقها بعد أن خرج جميع النساء وحرصت وريف على أغلاق الباب وكأنه بتوصية منهم ليدخل الأثنان ... وكل منهما شماغه على كتفه وكأنه دار بينهما أمر دعى لأنزال شمغهم عن رؤوسهم ...
سلطان بنظرة حادة :وش قالت لتس ..!!
ياسمين الذي سؤاله حيرهاا هل تهاجم أم تحايد .. وعبارة غادة
الظلم شين ياياسمين تدور في بالهااا :لاتسألني عشان ماأظلم أحد أسألوا خالتي عبير ... ولاخالتي جوزاء كلهن كان موجودات ..
أنا ماأظلم أحد عمتي دايم تقولي الظلم شين ياياسمين وأنا صرت أحب أسمع كلامها لأنها عاقلة ...
حمقاء لماذا عدتي ووضعتيها بالواجهة من جديد وحين أعتقدت أنها سينطلق عليها بسلسلة سباب ..لف على بتال وأخبره :دق على مرتك أسألها وش قالوا !!!!
بتال يغلق عينيه بغض لن تنتهي هذه الليلة :أنت اللحين يوم تحرث وش قالت وش سوت ..وش تبغى من ورى كل هذا ...بليتنا فيهن لازم يحضرن لازم يحضرن وهذي أخرتها فضحنا بين الله وخلقه ...
سلطان بغيض متصاعد :لاترفع ضغطي دق عليهااا اللحين ..
بتال يدق على هاتفها ولكنه رن على الطاولة التي تجلس عليها ياسمين ...أغلق الهاتف وحمل هاتفها ووضعه بجيبة ...
لتخبره ياسمين بخبث :دق على خالتي عبير ماراح تقصر ..
سلطان يرفع عقاله مهدداً :تنطقين اللحين كل شيء أنقال حرف حرف ...
ياسمين أعطيته فرصة ليسمع من غيري ولكنه أصر :دامك مصر أسمع تقول عمتس العانس المطلقة البايرة !!!
ايه وسبت أهلي تقول ماربوتس ..ايه وقالت لخالتي جوزاء لاتخليني أعملتس الغلط !!!!
وتقول أنتي وعمتس خططتن على الولد وأبوه عشان تكوشن على الثرورة ...خالي كم هي ثروتك تسوى كل هالأتهامات اللي طالتنااا ...
بتال المصدوم من أسلوب ياسمين التحريضي ماذا دهى الفتاة هل دخول زوجة لأبيهن بحياتهن كان له تأثير سيء عليهن :طيب كثر الله خيرتس ماقصرتي فارقي اللحين وطبتسن عندي ...
ياسمين فرت بعد التهديد ...
سلطان الذي جلس على أحد المقاعد :رفعن ضغطي حسبي الله ونعم الوكيل فرجن الناس علينااا ...
بتال يسحب المقعد التي كانت تجلس فيها جوزاء بالتأكيد ويجلس عليه ...
ليلتقط باقي كأس العصير وينظر إليه ليتأكد من أمر ما ويقربه من أنفه وبعد أن تأكد أنه لهاا :يشرب منه ..
ليخبره سلطان الذي لم يكن ينظر إليه ولكن لاحظ حركته :الله يسد نفسك ياشيخ ...
بتال :النبي خير الخلق كان يشرب بعد عائشة ...!!!
سلطان :وأنت بتقارن بنفسك بالرسول صلى الله عليه وسلم وأم المؤمنين ..
بتال :ماقارنت بس ماأبتدعت ...
سلطان ويده على مؤخرة رأسه :آآآه ياراسي ماخلصت من الشكاوي على فزة تجيني هذي وتفضحني بالله وخلقه ..
بتال :مرة الحكم مالك شغل فيها زوجها يدبرهاا وتراه ماغلطت بشيء ...عشان مامشت على خططهن لاتدني سمعك لهن ماينعطن وجه ...
أغلق عينيه وهو يتذكر مكالمة ليلى الشاكية ...فزة أحتلت الكوشة وسرقت الجو من العروس الحقيقية ...ماذا لو أشتكت خزام لفياض ..وأصبحت أنا المذنبه ..لماذا وضعتوني بالواجهة ..وختمتها بـ حتى حريمكم مارقصن كلهن الثلاث ...
سلطان يقف أولاً :أنا بروح أكلي مسكن وأرقد قبل مايجلطوني هالليلة ...
بتال :طيب خذني معك دخلني من مكتبك وبروح لجناحي ...
لأن مكتب سلطان هو الوحيد من غرف الطابق الثاني يحتوي على سلالم طواريء يستطيع الدخول منهاا والخروج دون العبور من خلال المنزل ..
1
****
حين فتح باب جناحها لاحقاً ...علم أنها كانت متواجدة
من كعبها الذي كان بمنتصف صالة الجناح ..
...كان قد أحضر لها هاتفها ..وسيتحدث معها قليلاً ويخرج ...
طرق على باب غرفتها ولم ترد ..
فتح الباب كان سيضع هاتفها ويخرج ولكنها فتحت باب الحمام وخرجتها بمنشفتهاا كمرتها السابقة ...
تلكأت للحضة حين لاحظت وجوده ...
بتال وهو يلقي الهاتف بهدوء على السرير :مافقدتيه ...
جوزاء بلا أهتمام :مافكرت فيه ..
وفتحت المجفف على شعرهااا ...
كانت يدها ترتجف من شدة الحنق .. كانت في حمامها تتخيل ألف رد
على حسناء بدل أن تصمت أمامها ... كذليلة ..
رفعت عينيها بالمرآه للحضة لتجده خلفها مباشرة ...
أطفأت المجفف ولفت عليه مباشره وهي تتكتف ..ونظرته لاتخطأها ...
جوزاء بجسد مرتجف ينذر بأنفجار مدوي :لااا يابتااال لااا ..
لاااااا ..
تبغى أرفع صوتي أكثر عشان أسمع البشر كلهاااا ...
بتال وهو يمد يده لشعرها المبلل :وش هو اللي لاا توي ماقلت شي ...
جوزاء وهي تدفع يده التي تلامس أطراف شعرها :كل شيء يجي منك لااا ...ماني طايقة نفسي حتى ...
بتال :اششش صوتس لايعلى ...
وقال بخبث :أنا شام هالريحة من الظهر بس قلت يارجال كبر عقلك ..
ولا هي طلعت صدق غيرة ... كل هذي غيرة من الحفلة اللي أنسوت للبنات ...
جوزاء التي لاحدود لغيضها لأنكشاف مشاعرها أمامه وأسلوبه المعاير لهااا :أطلع من غرفتي ...
بتال بتشدق وهو يحشرها على التسريحة أكثر :غرفة مين كل هالمكان لي أنااا ..غرفتس عند أمتس ...
جوزاء التي أنفلتت منه بصعوبة تتوجه لتخرج من الغرفة :دامهااا لك أشبع فيهاااا ...
ليمسك فيها ويعيد غلق الباب الذي فتحته :وين رايحة بعقلتس أنتي ...
جوزاء ويدها تبعد ذراعية التي تحاول أيقافها عن حركتها:لاماني بعقلي وأطلع عني لاتخليني أنجن زياده ...أنت تتعمد تطلعني من أعصابي ...
بتال وهو ينفض يديه منها :أنجني لحالتس ... أنا أروح لناس العاقلة مالي بالمجانين حاجة ...
وخرج تاركها خلفه ...سمعت صوت أغلاق باب الجناح بالمفتاح ...
لتجلس على الأرض وتنفجر بالبكاء من كل مشاعرها التي كتمها هذا اليوم .... وبسبب التوقيت الخاطيء لحفلتهم مع وقت جنون هرموناتها فأصبح كل شيء سيء بعينها وكأن العالم تكاتف عليهااا ...
.
.
ثراي ما ينشد الغيمه متى تمطر
ما دامها في سماي تحن لـ إغراقي
رح وين ما تشتهي رح قد ما تقدر
أنا أول الناس في قلبك وأنا الباقي
الماضي*
دخل قسم زوجة أبيه ليحضر لوالده شيء من مكتبه المتواجد بقسمها ..
حين وقع نظره على المشهد المرعب فقط بالنسبة لنظره ..
سلطان وهو يندفع ليخلص الصغير ذو الخمس سنوات من يد والدته ...
الذي كانت تهم بخنقه :أنتي مجنونة مهبولة مو صاحية بتذبحين الولد ...
فهدة بعيون حاقدة :اللي ياأخذك أنت وياه أقلعه عن وجهي
ولا تشهد على روحه ...
سلطان حمل الصبي المرتعب وأبتعد فيه ...
لايصدق أنه يمكن لأم أن تفعل بأبنها هكذا ...
سأله بعدم تصديق :منذر وش سويت وأنا أخوك ..
المنذر المرتجف برعب :لعبت بمكياج ماما بس كنت بجرب شوي ...
ماما ضربتني تقول أنت بنت ..أنت بتفضحني ...
حمله للقسم الآخر وتركه لوالدته هـــو ..
شعاع وهي تمسح على رأسه :ياولدي لاتزعج أمك خلك عاقل عشان ماتهاوشك ...
المنذر بعينين باكيتين :خاله خليني ولدك أمي بس تصارخ علينا أبغى أصير ولدك مثل سلطان وفياض وفزاع...
شعاع بحزن على الأثنين الأبن وأمه :أنا أمك بعد ياوليدي كلكم عيالي ...روح ألعب مع أخوك بس لاتضربون بعض ...
المنذر يقبل كفها الذي كانت تمسح عليه :خاله أنا أحبك مرررره ...
وذهب ليركض خلف فزاع الذي أحضر كرته ليلعبا بها ...



2
*الحاضر*



أستيقظ على هزه منها لكتفه ...جلس غير مصدق ...
لينظر إليها بعدم تصديق هل لحقت فيه بعد فعلتهااا هو الذي أبعد نفسه حتى لايؤذيها ولكنها من لحقت به ...
قال وهو يمسح وجهه :وش تبين ..عيالتس فيهم شي ...
حسناء بحنق وغضبها لم يخبأ لحضة :وتسأل بعد وش فيني ... بعد كل اللي سمعته بأذني وأنت تشكي البلوة اللي بلوك فيها ...
يزفر بحنق ويضع يده على جبينه من الصداع الناتج عن أيقاظة بمنتصف نومه :أنتي تبين تجنين على عمرتس تدورينهااا ...لاحقتني وش تبين ...
حسناء بشهقة أستنكار :وش أدور ..أنا اللي وش أدور ...بعد كل اللي سويتيه يوم ضغطت على نفسي وحضرت بس عشان خاطرك
آخرتها تعاملني كذا ...أنتي وش فيك علي مسحووور ..
مشربينك شيء ...
سلطان ونظراته تتحول لعدم التصديق :ومنهم اللي ساحريني ومشربيني ...
حسناء بجنون :ومن غيرهن بناااات أختك أكيد عمتهن هي اللي معطيتهن البلاء وهن تحت طوعها وشورهااا ..
سلطان :ايييه هي وصلت لهنااا وصلت لبنات أختي ...
ارجعي لغرفتس ياأم نايف بأحترامتس لاتخليني أمد يدي عليتس بعد كل هالعمـــر وأفضحتس بين الله وخلقه ...
وإذا خايفة أحط على راستس مرة ماهو لازم تصير عمة البنات ...البيوت مليانه ...
حسناء بصدمة :تهددني تعرس علي ليه أنا وش سويت لك وش قصرت عليك فيه ...
سلطان :ماهو لازم تسوين وحتى اللي قبلتس ماقصرن يوم طلقتهن وأخذت غيرهن بس أنتي رحمتن بعيالتس بخليتس لهم ...وش فيتس منصدمة أنتي طول يومتس هذي هرجتس أني بأخذ عليتس
خلاص أريحتس وأقول أيه بحط عليتس مره
وإذا صارت مثلتس وشرواتس حطيت عليتسن ثالثه ..
حسناء وكأن أسوأ كوابيسها تتحقق أمامهااا :
حسبي الله ونعم الوكيل ..حسبي الله ونعم الوكيل ...
سلطان الذي عاد ليستلقى :تدرين ماهي شينة أخذ غادة من جديد عشان تربيتس ... يوم تغلطين على ناس مالهم ذنب ...
متجبرة ياحسناء أنا أجيب لتس اللي تلفين على روحتس ولاتقدرين تردين عليهاااا ...بأخذها بس لعانة فيتس ....
حسناء بأنهيار :أنا وش سويت على مين غلطت ...
سلطان بسخرية :لا أبد مايطلع منتس الغلط من يوم أخذ أخوي بنت لافي وأنتي ماقصرتي فيهااا طبينتهااا ماسوت سوياتس ولانسينا طبينتهااا براسها واحد ثاني ... وفزة الورعة اللي ماجاتس منهااا شر واقفة لها بالطالعة والنازلة ...وباقي تقولين وش سويت ...
بنات أخوي ورعات ماعليهن شرهة تروحين تلاسنينه قدام الله وخلقه وتفضحيني بشيء ماصار ولاهو بصاير إلا من تحت راستس ...أنتي اللي زنيتي على خراب عشتس ..
أنقلعي عن وجهي أحسنلتس ولانهاية هالليلة ماهي طيبة عليتس ...
×عايش على قولة زمانه يجيبه.. يبكي على خله وخّله يغني .××
****
دخل لغرفته التي تغرق بالظلام ..
تحسس طريقة دون أن يضغط زر الأضاءة فهو يشعر بصداع وأضائة غرفته قد تعطلت الهادئة منها ولم تبقى إلا الأَضائات القوية ...
لم يكن لدية الطاقة ليستحم فقط دخل الحمام لينظف أسنانه ووجهه قبل أن ينام ...كان اليوم نشيط لأبعد حد ..
مع رفاق طال البعد عنهم ...
حين دخل لفراشة أخيراً وجده دافيء بطريقة غريبة ...
ليوقد الأضاءة قرب سريره بصدمة ...
وينظر لشخص جواره والذي عرفة من رائحة عطره قبل أن يراه ...
فياض بتهكم :اييه والله اللي ولو الرياجيل (لم يعد هناك رجال) ...أنت ماتستحي يومك محتل فراشي وأنت عندك بدال الجناح أثنين ...
بتال الذي كان أستيقظ على دخوله فطريقة فياض بفتح الأبواب فوضوية ومزعجه رد عليه وهو يتقلب :أنا أخوك الصغير ترضى أرقد بالمجالس بهالبرد ...
فياض :لاأنا أرقد فيهن وأنا مريض وجروحي ماتخليني أهجد مع هالبرد .. اللحين ودي أفهم لازعلت من وحدة رح لثانية ..ولا كلهن طارداتك ...
بتال بتهكم ومازال يغلق عينيه :أنا عفت قربهن وأشتريت قربك يأخوك ...
فياض بتكشيرة :قم عن سريري ..
شفت الكنبة اللي قدام التلفزيون تحول للسرير ..فز رح أرقد عليهاا ..
بتال يمسك بذراعة برجاء:والله تسد رقدت وجازلت لي النومه كيف تبغى أروح أرقد على كنبة ..
فياض يدفعه بتقزز:أجل عسكري على وش المفروض ترقد على حصى وتراب ماهو قطن وحرير ...
بتال الذي وقف ليتوجه للكنبة المعنية :وينك الليلة مالك شووف ..!!!
فياض :ريحة عطرك كتمتني ماعندك ملابس نوم ..غير ملابسك قبل ترقد مرة ثانية ...وأنا هاجن منكم بس وين أهج وأنا ألقاك بسريري ...
بتال :لا ياأخوك ماعندي تصدق علي من سراويلك الحرير ..
فياض بتكشيرة :أسمها بجامة ياقروي !!
بتال :اللي هي !!
فياض :بتال أهجد لاأطردك وتروح ترقد مع أخوك على الكنبة الجلد بمكتبه ...
بتال مستدركاً :ترى الربع أتفقوا ..
فياض بفضاضة :ايه شفتها بالقروب الله يعني أخذ أجازة عشانكم ..
بتال :ماتبي تروح معنااا خلك محلك ..
فياض وهو يسترخي ويتلحف بلحافة :ياكثر هرجك أرقد خلنا نهجد ..
وبعد جملته تلك أنقطع الحديث بين الأثنين ...
وحين غفت عينه رن هاتفه بتال على الطاولة جواره ليصيح فيه بعصبية :قفل جوالك أبلشتني ..حسبي الله عليك وعلى المتصل فيك وألقى نظرة سريعة على الشاشة ليقول بتندر:ألحق المعزبة رضت عليك ..
بتال الذي أقترب بحماس ليتحول حماسه لملل وهي يحمل هاتفه ليغلقه ..
ليضحك فياض بلا أستمتاع فهو قد نكد نومه قال شامت :اييه دنيااا
وصخة .. وين اللي يقولون مالحب إلا للحبيب الأولي ...
بتال وهو يعود للكنبة ويلتف بالغطاء الذي وجده عليها محل أسترخاء فياض على التلفزيون :أرقد أرقد ماأنت داري عن شي ..
صمت الآخر فعلاً فهو قد عاد للنوم غير مهتم بكل مايدور
فهو لايشغل باله إلا شخص واحد وسيلتقيه الآن بأحلامه ..
2
××على الوله والشوق كل ليله أنام وإذا بديت أعانقك قلبي صحى أنا في مرحله متقدمه من الهيام طيفك يجيني ليل ويجيني ضحى××
****
عقاب الذي عاد من صلاة الفجر حين وجد أسماء تنتظره بصالة جناحه علم أن هناك أمر جلل قد حدث ...
فهو قد عاد مساءً من أبله التي تناول طعام عشائه عندها مع بعض أصحابة وكان مرافقة من أبنائه الحكم ...
وخلد للنوم مبـاشرة ...
أسماء تقف غير مدركة للمظهرها المشعث بعد الحفلة والأنهيارات التي حدثت بعدها ثم نقل والدتها للمستشفى الذي عادوا منه بساعات الفجر :أمي تعبت بالليل ووديناها المستشفى
عقاب الذي مرض فهدة بالحفلات أمر متوقع فهي تبذل مجهود فوق طاقتهااا ثم تنهاار ..ولكن هذه المرة أخبروه أن ليلى هي من تكفلت بالأعداد حتى لم يصدق أنها تستطيع القيام بذالك المجهود لوحدها وكان يسأله شعاع دائماً هل أنتي متأكدة من أبنتك فترد عليه ماهي مسويه شيء تحجز ناس بيسوون لها كل شيء ...
هي بس تطلب من الفلوس وتحـول ...
عقاب بأستدراك :وشلونها اللحين ..
أسماء وهي تفرقع أصابعها بتوتر :طيبة ...وحين لاحظت نيته بالدخول لغرفته :أبوي ..حامد طلقني ...
عقاب الذي ألتفت بحده :شلوووون !!
أسماء بشهيق باكي :طلقني من وراي ماقالي حتى ..وأهله جالسين يخطبون له ...
عقاب بعد صمت طال قليلاً سأل بحدة :أنتي غلطانه عليه بشي ء
أسماء تهز راسه بنفي..
عقاب :قالتس بتزوج عليتس وقلتي طلقني..
أسماء تهز رأسها بنفي ثانية ..
عقاب بحنق :أجل باللي مايرده ...وماعاد لتس رده له ...
لو هو رجال كفو قلت أصبري عليه وراجعي أمورتس معه بس مثل ماعليه حسوفة ..ياكبر خطاي يوم طعت أمتس فيه ...
أسماء بتردد :أبوي حتى لو خلصت العدة لاتجبروني أتزوج ...أنا ابغى أدرس وأربي ولدي ...مالي نفس بالزواج ..
عقاب يهز راسه بموافقة :سوي اللي تبينه أنا ماغصبت على الزواج ولابغصبتس ...لو بغصب أحد غصبت ليلى ...
روحي أغسلي وجهتس وأرقدي ماهو كل رجال ينبكى عليه ...
ودخل لغرفته وهو يشعر بالوجع على أبنته التي تطلقت وهي بالعشرين ومعها طفل
لقد كانت تستحق رجل أفضل من هذا بكثير ...
كم بخسها حقها حين رضى لها بأختيار والدتهااا ..
1
××ليتك تشوف الحال يامتلف الحال مات الضمير الحي عقب القطاعه××
*****
صحى مبكراً وهو الذي لم يكد ينام فعقله كان يدور طوال الليل بالتهديد الذي أطلقه وكأنه لزاماً عليه تنفيذه ...
لم ينم بعد الفجر إلا وقد أتخذ قراره وقطع تذكرته ...
لثلاثة أسباب ...
وعد قطعه قبل ثمان سنوات ..
وليثبت للفتيات أنه لايوجد مايدعين من حب ...
وسيضرب حسناء بتصرفه هذا ستتأدب وستعرف مكانتها جيداً وأنه قادر بأي لحضة على أدخال أخرى عليهااا ...
حتى حين أستيقظوا قبل الظهيرة بقليل ووجد الفتيات يتناولن أفطارهن ..
سلطان وهو يشرب كوب الحليب بالشاي الذي صبته له يارا :جهزن أغراضتسن بسرعة أنا اللي بوديتسن ..
ياسمين تشرق بمشروبهااا :بس ياخال ..
سلطان ليحسم الأمر:لابس ولاشي معتسن ساعة تجهزن ...
وبعد أن تبادلت الأثنتان النظرات ...
سألته يارا بتردد :بس ترى لاازم تأخذون عمتي معكم ...
سلطان :أنا وش قلت جهزن أغراضكن وماعليكن من اللي غيره ...

××وش رجع الذكرى وانا اكره طريق الإنهزام
واكره اكون اللي يناظر للورى والراحلين . .××
لاحقاً بالسيارة ..
ياسمين تراسل غادة وتطلب منها موقعها وهي ستطير من الحماس
وسيتوقف قلبها من القلق أن تنفجر بين الأثنين ...
لم تتخيل حتى بأحلامها أن يكون هذا اللقاء ...
خالها متعمد بكل عقله دبر هذا اللقاء ...
ولكن عمتها المسكينة كم تشفق عليها ولاتريد أن تكون محلهااا
أن يخطط عليها بهذة الطريقة ..هجوم حسناء أمس
بالتأكيد لعب دور كبير بتصرفات خالها
لكن ماذا لو شك بأن الأمر من تخطيط غادة ويريد أن يوقفهااا عن تدخلاتها بحياته ..
عند هذه الفكر توترت بجنون ...
هي لاتهمس حتى وهي تشاهد الطريق الذي يقطعونه ...
وسلطان بمكالمة على الهاتف ..
كيف لرجال أن يكونوا بهذة القوة بسيطرة على أعصابهم ..
لما فقط نحن من نتوتر ..
كم تريد أن تخبره عن تصرفات أبنه
لكنها تخجل ..
تريد فقط أن تظهر له الصورة ومحادثاته مع مسك ..
لكن تشفق على خالها المسكين أمس مصيبة واليوم أخرى ...
ستتحمل كعادتها ..من أجل الآخريين ..
حين وصلوا لمنزل صديقتها أرسلت لها تخبرها أنهم بالخارج ..
وكانت قد أخبرتها سابقاً أنهم قدموا مع السائق ..!!
ولو فكرت قليلاً لعملت أن جدها لم يكن ليدعهم يخرجوا مع السائق لوحدهن ...
خرجت غادة وهي تتراسل على الهاتف مع سلمى ..التي تخبرهاا
عن مشاكل حديثه بين فادية وسعد ...
وكيف لو جن سعد وطلقهااا ستتحول حياتها هي لكوابيس ..
وهل تستطيع مناصحته وأن الطلاق ليس الحل ...
وضعت حقيبتها بالخلف ..
وفتحت الباب لتركب وهي تخبر ياسمين ساخرة مباشرةً :ياسمين مبروك شكل أبوتس بيطلق فادية ...
قبل أن ينقطع صوتها وهي تلاحظ أن الشخص الذي ركبت خلفه لم يكن سائق ولكن شخص يرتدي ثوب أسود وشماغ ...
وياسمين تركب بالمقعد جوار السائق ...وألقت عليها نظرة حذرة قبل أن تعود لتنظر للأمام كفتاة مهذبة ..
السيارة لن تكون للسائق أبداً إلا بحالة أن يكون عقاب
قد قرر أن يعيش سائقيه بترف ...
ألقت نظرة على مسك التي تلعب بجهازها اللوحي وكأنها تريد أن يخبرها أحدهم مالذي يحدث ...
ولكن فضلت عدم أحراج نفسهااا ...
ليكن فزاع ..بتال ...حتى لو كان الشرير فياض ..
ولكن لايكون ذاك ....سأقتلك ياسمين ...فقط لأختلي فيك ..سأزهق روحك ...هل هذه خطة جديدة منك ... هل مللتي من أظهار صورة لي وقررتي أحضار الأصل!!! ...
كان تحاول كتم مشاعرها بالكرة المطاطية التي أخرجتها من شنطتهاااا ...
رن هاتفه وحين رد لم يعد هناك شك ..
تشعر أنها ستصرخ فيهم فجأة وستنزل من السيارة تاركتها لهم ...
ولكن كلااا لن تجعل نفسها بموقف محرج سأصبر وحين نصل
ستتمنين ياياسمين أنكي لم تلاعبيني ...
××لي حبيبٍ بين جيات وصدود...أكنّ له في خافقي كره وغلا
أن هجرني قلت جعله مايعود..وأن دعاني جيت له سم وهلا××
وصلها رسالة علمت أنها من ياسمين ولم تكن ستفتحها إلا لتخبرها أنها ستقتلهاااا :والله ياعمة في ذمتي ماكنت أدري هو اللي أخذنا بالغصب قسم ماأدري وش يفكر فيه ...بس كله من أمي هي قايله له أنك بتاخذين حضري ..شكله عشان هالموضوع ...
ماأن أنهت قراءة رسالتها وهي ترى المطار يلوح تنفست الصعداء ..
حتى سمعت صوته يحدثها فجأة :وشلونتس غادة !!
صحيح اللي سمعته ... عندتس نية للزواج ..
تركتس السنين اللي راحت لأن على قولتس عايفة الرياجيل
بس إذا الموضوع فيه نية زواج ..أتوقع اللي طلقتس أولى يرجعتس ...فكري بالموضوع وحنا بالطيارة لأن لاوصلنا للدمام أبي أسمع قرارتس ...
ياسمين سيغمى عليهااا ...سيتزوجها فعلاً
لقد كانت مجرد خيالاااات مجنونة ...لكن المجنون حقاً خالهااا
الذي يفتح الموضوع بهذة الطريقة ....
هل ستوافق أرجوكي وافقي ...ياررررب ...
ولكنها لم ترد ..
لما لاتتحدث ...
حتى وصلها مسج منهااا :قولي لخالك الخطبة على الخطبة ماتجوز ...
كلاا ماهذا كيف سأخبره ..لما لاتردين بنفسك ألا تمتلكين لسان ..
ياسمين وهي تلامس ذراع سلطان :خاالي
وحين ألقى عليها نظرة سريعة أخبرته بتردد :عمتي تقول الخطبة على الخطبة ماتجوز ..!!
سلطان الذي حدق فيها وكأنها تمازحة ومتى قالتها عمتك
ولكنها هزت هاتفها وكأنها تخبره راسلتني ...
ليقول بهدوء :الخطبة الأولى مرفوضه مافيه أحد موافق عليهااا ..
وافقي وبنفذ لتس شروطتس ..قبل أن يستدرك :إلا السكن بالدمااام ..
لأنها بالسنة الأخيرة كان تصر على العودة للدمام وتحاول أقناعه فيه ..
ياسمين قلبها سيتوقف وهي تقلب نظرها بين الأثنين ...أسلوب خالها لايريحها حتى ولو كان ظاهرة المدراة والأستماتة في سبيل القبول ... ولكن هي لم تنسى بروده السابق
هل سيستغل عمتها ضد حسناء ...هل يأخذها ليغايض زوجته فقط ..
الأمر يزعجهااا ..لأنها تعي جيداً وهي خير من تعرف أن عمتها تمتلك مشاعر أتجاهه وهو يستغلهااا يبدو الأمر من هذه الناحية مؤلم جداً لهاااا ...
ربما لم يكن عليها التدخل في شؤون الآخرين ...
ولكن عمتها لم تعلق أبداً ...
وحين دخلوا للمطار تجاهلتهم وقامت بإجرائتها لوحدها ..
حتى وجدتها لاحقاً وقد أبتاعت لنفسها قهوة ...
ياسمين التي تسحب حقيبتهاا التي ستدخل معها لطائرة فهم جائوا بحقيبة واحد وسيعودون فيها :ياعمة هلكت أدورك ليه ماتردين على جوالتس ...
غادة :ياسمين أنقلعي عن وجهي لأفضحك بين الله وخلقه ..
قبل أن تستدرك :اختك وين ..
ياسمين تلتصق فيها بترجي :معه ...عمة والله مالي ذنب عساني أسخط قرد لو كنت فاهمة ليه يسوي كذا فجأة قال بوديكم أنااا ...والله يوم رحت هناك كل اخوالي يسألون عمتك بتتزوج حضري أمي اللي قايله لهم ..وشكلهم كبروها براسه ..عشان يرجعك والا حنا مالنا ذنب ..
ياسمين تكمل وهي ترى تجاهل غادة لها :بس جدي قال مالكم شغل فيهااا ...وخالي فياض قال بيطلق أمي من أبوي ...لو سويتيها صدق ..
غادة تتأفف: ماأبي أسمع خرابيطك أنقلعي عن وجهي وروحي قولي لخالك أنا بتزوج واحد أعزب مامعه مرة ...وش أسوي بأبو مرة و وراعين ..
ياسمين بذعر :لا تكفين لا تورطيني معه ...
غادة :ماأورطك ليه تتدخلين بشي مالك فيه من البداية ..أنتي نزغة الشر اللي فتحت هالسالفة ..
حين نادوا على رحلتهم للدمام ...
صعدوا للطيارة .. ولم تراه بعدها أبداً فقط الفتيات الملتصقات بها
وياسمين التي تجاوزت موضوعها مع سلطان وعادة لتقص أحداث ملكة فياض ...
حين نزلوا بمطار الدمام ...وقبل أن يخرجوا لسعد ...
أخبرت ياسمين :ياويلك تقولين لأحد بخرابيط خالك أذبحك فهمتي ..لا تفضحيني على آخر عمري ...
ياسمين : لاوالله ماأقول ...بس هو ترى بيجي بكرة وأكيد بيكلم أبوي بالموضوع ...
تجاهلتها غادة وخرجوا لسعد ...
**
كان يجلس بمقعده يراقبها وهي تتقلب بنومها بأنزعاج ...حتى حين جلست من نومها وجدته على نفس جلسته ...
فهدة بفزع :فيك شي ... وش صار ..علامك ياعقاب ...
عقاب بضيق :أنتي اللي وش فيك وش كل الهوالة اللي أنتي مسويتهااا ..وتطلقت البنت ...لا هي أول وحدة ولا آخر وحدة ... وش هالمصيبة اللي طاحت علينا الطلاق والزواج كلهن حلال .. ضيقتي صدر بنتك وضيقتينا معك ....
فهدة ودموعها تتساقط وعبرة كبيرة تسد حنجرتها :أنكسرت بأخوي وولده كسروني بيجون يحفون يترجونااا نرضى عنهم والله ...
عقاب قاطعهااا:بس أقطعي عن النواح ...أبو عواد ماله ذنب بخرابيط ولده اللي مايبينا مانبيه ..واللي عاف ماله رده والله لو يجيب لي روس القوم يتوسطون له بنتي ماعاد لهااا رجعة ً له ولو ماهي قايله ماعاد أبي طاري الزواج كان زوجتها اللي أحسن منه بمية مرة وأسمعيني وحطيها حلقة بأذنك يدك تشيلينهااا عن أسماء ولو دريت أنك تلعبين بذيلك تدورين لها معرس والا تسعين بصلح ياويلك وياسواد ليلك ...اللي يبي بنتي يجي يخطبهااا وأشاورهااا فيه ودام مالها هوى بالعرس محد له كلمة عليهاااا ...
فهدة تبكي بحسرة :يعني بنتي بتجلس مطلقة ...
عقاب :اللي قلته ماراح أرده خلصنا من ذا الموضوع ... وقولي لهم لو تواصلوا معك ولدنااا ما يشوفونه إلا يوم بالأسبوع ساعتين ويرجع لأمه ...
وخرج تاركها خلفه بحسرة كبيرة ووجع شديد
لقد جائتها الطعنة هذه المرة من المقربين إليهااا فهي تشعر بأن ظهرها بات مكشوف للجميع الأعداء ...
أبن أخيها هو من غدر فيهااا ... لقد دارته وسترت عليه ورفعته لمنزله لم يستحقهــا فكان هذا الجزاء .. لقد كسرها بأبنتهــا ... فجعهااا بوحيدتهاااا ... وأضاف إليها اللقب المكروة لهااا اللقب الغير مقبول بمجتمعهن ...
****
كان تعبر الصالة حين سمعت حديث الأختين الشامت ...
أخذت مانزلت من أجله وعادت لغرفتها بسرعة ...
وحين أغلقت الباب مدت له كيس الثلج الذي طلبه ...
وهو أخذه منها ووضعه على موضع الكدمة التي حصل عليها قرب عينه حين كان بالنادي يتدرب ...
فزة وهي تتوجه لطرف الآخر من السرير وتسترخي عليه : بسألك سؤال بس ماهو تفهمني خطأ
الحكم مغلق عينيه دون أن يرد ...
فزة تستمر :صدق أسماء تطلقت ...
الحكم يزيح كيس الثلج ويضعه على ركبته المصابة هي الأخرى : ايه صدق ... من وين عرفتي أكيد مو هي اللي بتقولك
فزة :لا خلني ساكته عشان ماأغتاب أحد ...بس ناس ماتستحي جالسين قدام الرايح والجاي ويتشمتون بأهل البيت ...
الحكم :أنتي قلتيها ناس مايستحون تبين تصيرين مثلهم ...
فزة : لا عوذى .. أنا كلن يحبني ماأبي أصير مثلهم مكروهااات
الحكم :متأكدة كلن يحبك !!!
فزة بشك :ليه تقولي هاللون وش مسوية أنااا كل هذا عشان لبست الشرعة بفرح عمري شوي ...
الحكم :لبستي الشرعة بتفرحين عمرتس ولاا بتقهرين أمي وتغايضينهااا ..
فزة وهي تقترب منه وتمسح على كتفه :الحكم ياخلف جداني هذي نظرتك لي ...أنا والله مالي بالمغايض ولا المكايد بس أدور اللي يبسطني وأسوية ...بس الناس ماأدري علامهم يزعلون بفرح غيرهم ...ويحسدونه ...
وقالت وهي تمسك بذقنه لتلفه عليهاا :بس ليه كسرت بخاطري وماجيت تشوفني بالشرعة ..واللي بعد الشرعة ...
الحكم وهو يبعد يدها عنه وقل لها بلهجة تحذير : ما أحب أحد يلمسني بدون أذني خصوصاً هالنوع من اللمساات وأنتي فاهمتني زين !!!
فزة تنفض شعرها للخلف وتلتصق فيه:علامك علي ياعم الغالي ...
الحكم يجر نفسه بعيداً عنها :عشاني عم الغالي للحين متحمل تصرفاتك ولكن شفتي وجهي الثاني ...
فزة بذوبان :يازين وجيهك كلها زي العسل على قلبي ...بكل أحوالك وستين نعم ..رجال يوم ماعاد فيه رياجيل ..
الحكم الذي يفهم تلاعبها جيداً :ليه وين راحوا ...
فزة وهي تسترخي أكثر :لحقوا جدي وأبوي فقبورهم ماعاد فيه إلا أزوال رياجيل ولا قربت منهم لقيتهم فزاعااات لون وشكل بس بدون طعم ولاريحة ...
الحكم :فزة ودك تجربين النومة برى الغرفة ...
فزة بفزع :لاتكفى لاتفضحني وتشمت الأعداء فيني ..
الحكم وهو يقف بصعوبة من ألم ركبته :اجل خليك عاقله وأعرفي حدودك ...وتوجه للحمام وهو يعرج ...
حتى حين أغلق على نفس الباب توجه للدش بلباس وفتح الماء وهو مازال بملابسه ..كان يضرب بكفة على الجدار ...المعتوهة لقد تلاعبت فيه بكل بساطة...
لقد اعتقد أنه منيع ضدهاا .. ومهما حاولت لم تكن لتجذب أنتبهاه كان يتخيلها هجرس فقط ويزول كل أهتمامه فيها كأنثى ...
ولكن ماذا كانت قبل قليل ...
قنبلة أنثوية ...
شيء لا يدعه يلتقط أنفاسه حتى بوجودهااا ...
حتى أحاديثها الفجة تلك والتي كانت تثير نفوره منها لما أستطعمها على لسانها اليوم وأوقدت غرورة الرجالي..
2
حتى حين خرج لها لاحقاً كانت قد نامت ..
رمى عليها اللحاف فلباسها الذي تتعمد أن تنام فيه فضح الكثير من مفاتنها ...
كانت تنام بيدين مبعثره وفم مفتوح ...
كحمقاء أليس كذلك ...
إذا لما يخشى النظر إليهااا ..
أرتدى ملابسه وخرج ..فالوقت مبكر ولانية له للنوم بهذة الساعة ...
حين وجد بقية أخوته بالمشب الخارجي ...
الحكم :مسهم بالخير ...
وبعد ردود متفرقة ..
سأله فزاع :من اللي مفقع وجهك عسى ماهي المرة ...
الحكم بسخرية :إلا سوء تفاهم بسيط بس الحمدلله رضت عنااا ..
فياض بقهقه :مايعرفلكم غير الحكم كفووو ياأبوهجرس ...
الحكم بتكشيرة :فالك ماقبلناااه ..
فياض :إلا وجه النكبة ولد خالك متى بيرجع ...
الحكم :ماهو براجع بيعيش طول عمره في بلاد برى ...
فياض :عادي نرسل عليه فياض فرع أورباا ...
فزاع بأنزعاج من أصرار فياض على أستخدام أسلوب القوة: لاحول ولاقوة إلا بالله .. أنت ماراح تقصر الشر طلق مع السلامة أختنا مافيها نقص هو الخسران ..
فياض يوقد سيجارته :أنا اللي فيني نقص وطبعي مثل النساوين علموني متى عرسه لأعرس بطب العرس واقلبه على روسهم ...
فزاع بقلق :ناقص وتسويهااا ...
فياض ينفث دخان سيجارته :وبأخذك معي عشان تعرف تحترم أخوك الكبير ...إلا على طاري الكبير عودنا وينه ...
فزاع بأنزعاج :سافر مع البنات ...
فياض يكح :وشلووون وعمتهن ..
فزاع بأستياء فهو قد حجز تذكره ليوصلهن لدمام ولكن سلطان تصرف من خلفه ووضعه أمام الأمر الواقع :الله الله ..
فياض بقهقه مستمتعة :كفووو في ذمتي وستين كفووو ...ماعنده ون تووو ... ياراجيل ذكروني أن رجع أخذ غادة أنحر له جمل ...ونخلي حسناء تطبخه ...
الحكم :والله لو كان بيرجعها صدق فهو غلطااان وش فايدة التكرار مانجح بالمرة الأولى وسلطان نفسه ماتغير شيء كيف بينجح بالمرة الثانية ...
فياض بوقاحة :لاتخاف عليه ذاكر زين ..
وقهقه فزاع الذي يجلس جوارة على مآربة السيء ...
تجاهلهم حتى دخل الحسن يحمل معه صينية عليها بعض أطباق الطعام قبل أن يقول :ألحق يالحكم مرتك تهاوش مع الشغالااات ...
الحكم بتجاهل :ماهي مرتي غلطان ..
الحسن بحماس:قسم أنها فزة أعرف هرجتهااا بعدين هي اللي تشرب نعناع تتهم الضعيفات تقول شربتن نعناعي ..
الحكم يضع هاتفه ويقف على عجل ...بماأن الموضوع فيه نعناع فهي حتماً ...
سمع سخريتهم من خلفه وهم يرددون :حبيبي شرب شاهي بنعناع وأنا شاهي أحمر شربوني ..
دخل المطبخ بعجل ولم يجدهااا ...صعد ليبحث عنها ولم يجدها ...كانت نائمة متى أستيقظت ووجدت الوقت لشجار مع الخادمات حول النعناع ...وحين فقد الأمل على أيجادها أتصل على هاتفها ...
الحكم :الو وينك ...وش هووو ..حسبي الله عليك أنتي وليلى ...
وتوجه لجناح أسماء طرق الباب قبل أن يفتحه
ليجد الوضع كما ذكرته ..!!!
حفلة طلاق لأسماء ...
كعكة شموع وبلالين ..أغنية كل مظاهر الأحتفال ...
وحين ألقى نظرة مؤنبة على أسماء لفت للجهة الأخرى بغرور ...
ليسأل ليلى الغير مهتمة سوى بالتصوير :أنتي سفيهة وش هالحركات ...
ليلى ببرود :الحكم ترى لسانك طايل علي تبغى أعلم أبوي أنك ماتحترمني وأنا أكبر منك بسنة ...
الحكم يتكتف ويتسند على الباب :لا أنا اللي بعلم أبوي ببدعكن تدرن أبوي سم بدنه هالحركات الغربية ...
فزة :البنية ضايق صدرها وحنا بنوسعه كيك ورقص ووناسه ليه بالزواج رقص وأغاني والطلاق البنية المسكينة تبكي وتنوح والكلب الأمرد يروح يعرس ويعيش حياته ..
ليلى :صح لسانك .. فزة صدق قول وفعل ..
الحكم بحاجب مرفوع :ليه البنت مايجوز تزوج بعد الطلاق ... ووش اللي سويتيه أنتي يافزة !!!
فزة وملامحها تتحول للوداعة بعد أن كانت شرسة: أنا تجوزت شيخ الرياجيل كلهم الحكم بن عقاب ...
ليلى بضحكة صاخبة :قسم قلتها قبل لحظات فزة قول وفعل ...
الحكم يهز رأسه بأستنكار :ايه أرقصن وصورن وضحكن الخلق عليكن ..بكرة يقول بنات عقاب من حرت قلوبهن راحن يصور ويرسلن يعني ماهمنا شي ...
ليلى :كلكم يالرياجيل مثل بعض على قولة أصالة ... تدير الأغنية وتردد معها :مخادع وبايع وقلبك حجر ...ولاشفت زيك مابين البشــر .. .. بتهوى الخيانة وجرح القلوب ...وحبي لقلبك قضاء وقدر ...مشاعري البريئة وحلم الزمان ... قالوا أني قلبك وحبك أمااان ...ماشكيت للحضة ..بأنك تكــون .. بتجرح وتخدع وتكذب كمان ...
فزة بتأثر :والله عورتي قلبي ..
الحكم المتفرج بملل على المسرحية الهزلية سأل بأستنكار :وانتي وش جاك ؟
فزة بمشاعر جياشة :ماأدري أحس بالكلام اللي تقوله أثر فيني ...
الحكم بأنزعاج إذا كانت أغنية تأثر فيها ماذا لو حدث حقاً :أمشي قدامي بس لو جلستي معها زيادة ماهي غريبة تجين تطلبين الطلاق ...
ليلى بأنزعاج فهي قد طلبت هذه الكعكة ودفعت لها مبلغ ولكل هذه التجهيزات رغم أنها متعبة ومحبطة بعد حفلة أمس :يالله فارقوا خلونا نصور زين ..
بعد خروجهم سألتها أسماء بتعجب :إلا كيف رجعت المياة لمجاريها مع فزة أمس بغيتي تخنقينهااا ...
ليلى :أرسلت لي مسج صوتي ياليلى يابعدهم والله أنا ضعيفة مالبست الشرعة بعرسي الأول والحين ودي أفرح ومن هالبكش ومشيتها لهااا ...
أسماء بقت تشاهد ماتفعله ليلى لأنجاح التصوير وحين فرغت :خلصتي تصوير يالله والله راسي بينفجر أمس فات موعد نومي والنهار ماقدرت أنام زين ...
ليلى بتحسر على تعبها الذي لم يقدره أحد :طيب ياخسارة الكيكة ترى بأخذها معي ...
أسماء تشير لها أن تأخذهااا ...
ليلى تحمل قالب الكعك وتخرج :طفي الشموع لاتحرقكم ...
توجهت لقسمهم بالكعكة ..
حتى حين خرجت يارا من غرفتها بعد أن أنجزت مذاكرتهااا
سألتها :واااو وش هذا ؟؟
ليلى :وش قلت لك يوم تصرفيني ...
يارا بقلق :كنت أحسب تسأليني عن شيء ثاني ...
ليلى بأدراك لتصرفات يارا وتهربها منها وخبر سفر سلطان المفاجيء :وش الشي الثاني سفرة الدمام ...وحسناء اللي أمس هايجة عليكن عشان غادة قولي الصدق وش مسويات أنتن !!!
يارا :ماسوينااا شي هي تبلانااا
ليلى :هي دايم عقرب وحية بس واضح أنكم مسويات طعم ...ياويلك يايارا لو طحتي بيدي ...
يارا :وش بتسوين يعني ...
ليلى :بقلب عليك وقلبتي شينه ...المهم روحي سوي لنا قهوة عربي وتعالي بنأكل الكيكة ...
يارا :هذا اللي بسألك عنه ليه الكيكة على ماهي عليه وأنتي منزلتها على حالتك كم لك ..
ليلى بضجر:محد يبغى يأكل منها يمكن يتشائمون ..تعالي أنتي كلي ...
يارا بفزع من الفكرة :أنا مملكه تبغيني أطلق ..
ليلى ترفع السكينة لتقص لنفسها :أنا العزباء التي لاتقلق ...عز يمل العز يالعزوبية ...
**
بعد أن فرغت من تنظيف المواعين المرهق بسبب الماء البارد فقد تعطل السخان ...فلايمر شتاء حتى تتعطل سخانات منزلهم بالتدريج حتى حين يخرج يكونوا قد مر المصلح عليها جميعاً ...
فتحت الشرفة ووقفت تستنشق الهواء البارد ..قبل أن تسأل وسام الذي كان يجلس بالصالة :وين الجلسة اللي كانت هنا!!!
وسام بنظرة جانبية :صار يشيش بالجهة الثانية أتوقع الجو أدفيء هناك ...
خزام :سخيف كنت أسأل عن الجلسة ...
وسام :واضح ..!!!
بلقيس التي جاءت من المطبخ بعد أن صنعت لها قهوة بالحليب :خزام قفلي مرا بارد الجوو ...
وسام بتحذير:بعدين من جو بارد لدافي مو كويس ..
خزام بتكشيرة :هي أنتي غسلتي اللي عملتي فيه قهوتك والا كالعادة تخربي وتمشي ...
بلقيس تشرق بقهوتها :ايش فيك علي ... حرجع أغسلها الحين بشرب قهوتي وهي دافية ...
خزام تجلس بعد دخولها من الشرفة وأغلاق الباب :عندي أختبار ومالي نفس أذاكر ..أكيد ماراح أجيب علامة كويسة ...أوووف ليتني مادرست ...
بلقيس وهي تشير بيديها:اللي أندفع لدراستك فلوووس ..هالقد ..
وسام :وين التحدي والإرادة والله أكل الكتب وماأدري ايش ..
بلقيس :طار مع العصافير ..خلاص أتزوجت وهي مو حقت دراسه ليتها ريحتنا من البداية ...
خزام :أحس بكسل وملل ..لما كنت أسهر على مسلسل كنت أتحمس أكثر من كذا ...
وبقت تشاهدهم يدرسون ..حتى تذكرت عبارته المتشدقة عليها بشكل متكرر يادكتورة ...لتفز بعجل وتحضر أوراقها وكتبها وتبدأ الدراسة ...
هناك فقط سبب وحيد هذه الفترة يدفعها لدراسة والنجاح هو تخيب توقعه والنجاح بدراستهااا ..
***
نزلت صباحاً بعد ليل طويل بلا نوم وحديثه يتردد عليها بكل الصور والطرق ... ولكن جعلته يلعب هناك فقط في دماغها لم تفتح له مجال لقلبها أبداً ...
وجدت فاطمة وبناتها منهمكات بأعداد طعام الأفطار بطريقة مبالغ فيها ...
لتسمع فاطمة ترشد أبنتها :كثري السمن على الفول خالك يحبه ...
وتلك ترد بمماطلة :السمن يجيب الكلسترول ..صح ياعمه ...
غادة تلتقط طماطم لتخرب ترتيب صحن الخضار وتضعها في فمهاا :دامك اللي تسألين بقول خطأ لو هو أتجاه القبلة ...
فاطمة التي تحسنت حالتها قليلاً بعد التنويم بالمستشفى :وشلونك يا غادة كيف خويتك ..
غادة تهز كتفيها بسخرية :لوني كان أبيض وبمبه لين قابلت بنتك صار أصفر بأخضر ...ودفعت مروى التي تعيق طريقها :وخري بسوي قهوة ضيقتوا عليناا عشان ناس ماتسوى ....
فاطمة تأمر الفتيات بحمل الأطباق واللحاق بها لتتوجه لمجلس الرجال فيها حيث سعد وسلطان الذي جائهم هذا الصباح ...
وهي تكيل العبارات الترحيبية بأخيهااا ...
بعد أن فرشت السفرة وصفت الأطباق ...
بمعاونة بناتها اللاتي أنصرفن ليجلس الثلاثة فقط على السفرة ...
وبعد أن فرغوا من الطعام ...
قال سلطان بلا مقدمات وبملل من الرسميات:ياأبو يارا أنا جايك اليوم ومثل ماأنت خابر وعندك علم أخطب بنتك ياسمين لهجرس ولدي وش قلت ؟!؟
سعد الذي كان قد أخبره سلطان سابقاً سآتي قريباً للخطبة الرسمية : والله ياأخوك السالفة عندك على ماهي عليه البنت للحين مالانت ومحنا غاصبينها على شيء ..
سلطان وهو يعبث بسبحته قبل أن يقول بلهجة حادة :وأختك وش علمهاا ..
سعد الذي أحتدت نظراته :وش أخته ... وضح هرجتك ياأبو هجرس ؟
سلطان يضع عينه بعين سعد بحدة :هرجتي واضحة من يومهااا ..بعد ماتطلقت أختك قبل ثمان سنين وش أنا قايلك ...
سعد بلا مبالاة :الزواج ماهو بالغصايب ياسلطااان ...
سلطان :ومن جاب طاري الغصايب ... أنا قلت لك حزتها لو عاد لأختك خاطر بزواج عملني أن برجع أخذهااا وأنت أخذتني بعافت الزواج وماتبي الرياجيل والحين أختك بتأخذ واحد ماهو منا وغصباً عليكم ...
سعد :والله عاد ياأبو هجرس أختي تخير اللي تبي هي حرة وماني جابرها على أحد ماتبغاه ... واللي يرضيها يرضيني ...
سلطان بأنزعاج :يعني من أخرتها وش..
سعد :بشاورها عليك ...وكلنا عارفين رايهااا ...
سلطان وهو يقف ليخرج :ماتقطعنا من الثنتين وماهي زينه بحقك ياسعد ياتزوجني ياتزوج ولدي وأنت أختااار ...
بعد خروجه المحرج لهم ..
سعد يحدق بالباب الذي خرج منه ويعود لفاطمة بعينية :أخوك وش فيه أنهبل على أخر عمره ..
فاطمة أجل لقد جن أخي والبركة ببناتنا... قالت متظاهرة بالجهل : وأنا وش دراني عنه ...
سعد يضرب كف بكف :لاحول ولاقوة إلا بالله ورطني بهالعوب أنا وين أقواهن ...
فاطمة وقد حسمت أمرها وتتحين الفرصة للأنفراد بياسمين ولكن الأيام الماضية كانت متعبة وتتنقل من المستشفى إلى سريرها وبعدها سافرت ياسمين ولكن حان موعد الحسم :أقنع أختك أنا أقنع بنتي ..خلني أقوم أشوف وش جاب لنا أبوهجرس من هدايا ...
وحين دخلت غرفتها وجدت الفتيات قد بدأن بفتح الهدايا ...
وياسمين الحانقة ترفع يديها المليئة بالأساور :12 بنجرة وش قصده .
فاطمة تكتم ضحكتها :لا أله إلا الله 12 لك ماتستاهلين تعالي أشوف ذولي كم قيمتهن فسخينه خليني بحطهن بتجوري للأيام السوداء ...نبعيهن لاجينا نأثث بيتنا الجديد أن صدق ابوكم وجابه ...
سعد الذي كان يقف على الباب :ماعمري كذبت عليكم .... وش هالزين ماشاءالله مبروك ... مبرووك ..
مروى وهي ترتدي العقد الذي كان هديتهااا :ياسمين شكل هذي شبكتك !!!
ياسمين بأنزعاج :12 بنجرة هااه ... عجوز أنا ...
حتى مسك وألماسه هدياهم أحلى مني ...
سعد محاولاً مداهنتها :يالخبلة هديتك أغلى وحدة ..
ياسمين بتكشيرة فهي تخيلت شي تستطيع أرتدائه وتباهي فيه :لاقصده يطقطق علي ...
فاطمة وهي تفتح الطقم الفاخر والثقيل الذي كان من نصيبهاا :خالك ورع عشان يطقطق عليك أختار لك أزين شي وأغلى شي ...
سعد يقترب منها ويمسك ذراعها مخادعاً :فسخيهن أبعيهن وأجيب لك سلسال ألماس ماتقدرين تشوفين فصه إلا بمكبر وأخذ الباقي أحطه في جيبي ..
ياسمين بخوف :لاا خلاص بلبسهن ماراح أفسخهن ... أحلى شي حتى شوفوا
وهزت ذراعيها :حتى بالمدرسة بلبسهن عشان يقولون ماشاءالله بنت نعمة ...
مروى تكتم ضحكتها :بيقولون بدوية دقة قديمة ...
ياسمين :ايه بدوية وش عندك تتحدين بقول لجدتي تحنيني بعد وبروح للمدرسة ببناجري وحناااي ..
مروى بلا أهتمام وهي تشاهد نفسها بالمرآة وتتفحص عقدها:الحمدلله ماني معك بالمدرسة ..والا أنفضحت ..
ياسمين التي بدأ الأمر يعجبها ..أخذت تهز يديها لتحدث أسوارها أصوات رنين الذهب :بروح أوريها جدتي وعمتي ...
وركضت للأعلى وهي تهز يديهاا ..
غادة ماأن رأتها وقفت ودخلت لغرفتها مغلقة الباب خلفها فهي ليست بالمِزاج المناسب لتلاعبات ياسمين وخصوصاً بالذهب الذي ملئت معاصمها به ... ويعيد لها ذكريات لا تعجبهااا ...
جلست على سريرها و ضغطت الوسادة على وجهها لتوقف عقلها عن الأبحار بتلك الذكريات ..
ولكنه يعود ليذكرها بكلماته
وكم تبدو بسيطة وسهلة وكأنهما أفترقا بالأمس ...
هو لم ينظر للوراء ولا حتى للحظة ..عاش حياته كما يشاء فقط هكذا ذهبت به الحياة لقد قطع طريق طويل فيها .. والآن عاد ليخبرها أنها مازالت مقيدة فيه ..
ماذا الخطبة الأخرى مرفوضة من الجميع ...
ومن أنتم أيها الجميع حتى ترفضون ...
انتم من أقتتم لسنوات على أوجاعي وأثخنتم الجراح بقلبي المتهيج من الوجع ...
هكذا يبدو الأنسان الذي يعيش حياته بلا ألم .. يتحدث بكل بساطة لا يعي أي جروح ينكثهااا بكلماااته ...جروح لم تلتئم هي تعاود الألتهاب بين فترة وأخرى ..جروح مزمنة .. تعايشت معها كمرض لاعالج له ...
كيف له أن يحدثها بتلك الطريقة حتى ...كيف سمح لنفسه أن يوجه أي حديث لهاااا ...
إلا يتذكر ... هل مسح الماضي من ذكرياته ....لقد كان آخر لقاء بينهما هي طريحة على الأرض وهو من ألقى اليمين عليهااا وركلها للمرة الأخيرة مودعاً ...
هل يمكن للأنسان أن يمرر ذكرى كهذة وكأنها لم تحدث ..!!!
1
****
يوم آخر مستمر بتجاهله لهااا ...بعد خروجه تلك الليلة لم يعد ..
مضى يومين ونفس الوضع أستيقظت بوجه واجم بعد الفجر مباشرة تجلس بكائبة لانهاية لهااا ..
لم تعلم أن تجاهله لها هذه المرة سيكون مؤلم بهذة الطريقة ...
حين سمعت صوت أنفتاح باب غرفته مسحت دموعها التي لا تعلم متى نزلت حتى لايراها ...
ولكنه تجاهلها ولم يلقي عليها نظره حتى
كان يرتدي ملابس خروج شديدة التفصيل لجسده وهذة المرة الأولى التي تراه بلباس كاجول ...
وقف أمام المرآة وهو يرتدي قبعه ليغطي فيها شعره رش من عطره ... وخرج ...
كان تضم ركبتيها لصدرها وضعت رأسها عليها وهمت بالبكاء ...
شعرت بالباب يفتح لم تتحرك حتى لاتفضح نفسها أمامه ...
سيأخذ ماعاد من أجله ... ويخرج ...
وحين طال الأنتظار سمعت صوته بنبرة تسائل: فيك شي .. يعورك شيء !!!
ردت بدون أن ترفع رأسها :مافي شيء ...
وحين أعتقدته سيصر أخبرها :أنا رايح مشوار بعيد وجوالي بيقفل لأحتجتي شيء روحي مع السواق ...
وخرج مغلق الباب بهدوء أكثر من سابقة ...
حسناً أستمري بفضح نفسك أمامه .. المرة الماضية أكتشف غيرتك ..
والآن بكائك لأنه يتجاهلك ..حمقاء وكأنه يهتم ...
ليتجاهلك للأبد لماذا تبكينه ..
هل كان جيد معك بحيث فقدتي المتعة بالحديث معه ...
أنه رجل بعقل مراهق لايتوقف عن رد الكلمة بعشر ... وحين لا يجد شيء يتحدث به يتندر على تصرفاتك ...
أو صفاتك ...
مالذي تفتقدينه حين يتجاهلك حتى تبكينه ...
1
***
نزل بسرعة وهو يهاتف فياض الذي أخبره أنه يتنظره بالسيارة ...
بتال صعد لمكان السائق الذي تركه له فياض :وينهم ..
فياض وهو يرتدي نظارته الشمسية :سبقوناا ...
بتال :وين عدتي ..
فياض :كل شيء معهم ..
بتال :طيب توكلنا على الله ...
فياض بعد دقائق يقول على طريقة بتال الغير رائق ليحثه على الحديث :أما تهيجن لمن هيجنت ولا أنت عن فاطري حول ...
عشيري دافي الحشا ماهو أنت ..ولا أنت كذاب ومهول ...
بتال بأبتسامة خفيفة وهو يلاحظ الأجواء الغائمة :
جعل السحاب اللي معه برق ورعود ..
يمطر على دارن وليفي سكنها ..
يسقي وطن منتوقة العنق ياسعود
مالي وطن بالعارض إلا وطنها
قلبي غدا وإستيسره لين العود
محدن يفك القلب ياسعود منها
ساطي وفي كفه قديحة وبارود
وأدخل يده بين الضلوع ودفنها
فياض يرفع قدمه ليتكيء بذراعه عليها :الله الله أدخل يده بين الضلوع ودفنهااا ..
وسكتت لحضات قبل أن يقول بدوره:
محريً بالخير يامزن نشأ
ياحلو عقب الوسم رجع السحاب
هل رذاذك على روض الحشا
هل رذاذك ربع بقلبً دومً لك شباب
كل زهرً فاح عطره وأغتشى
بالرياض وبالنفود وبالهضـاب
مانسيتك ياهوى بالي حشا
حبك بروحي وبالخفاق ذاب
محريً بالخير يامزن نشأ
محريً بالخير ..
وأستمرت الأجواء بينهم على هذا الحال ...
ليقول بشكل مفاجيء :فياض بطلب منك شيء بس هاه ماهو تمسكة علي وتفضحني فيه ..
فياض بحماس ساخر :لااا عهد علي ماعاد أطرية عليك بس تكفى عطني شي بمسكة عليك ..
بتال: أجل أمسك ...ومد عليه هاتفه :صورني على جنب ماهو لازم تطلع وجهي بس ركز على القصيدة ..
فياض يلتقط الهاتف المفتوح ويفتح الكاميرا ويبدأ التصوير :يالله سمعنا ..
بتال : أسمحيلي يا الغرام العف يا الوجه السموح ..
فياض يكبح ضحكته ويهتز الهاتف بيده :الله الله الوجه السموح ..
بتال يكمل لأنه لو رد على فياض لن ينتهي الموضوع وسيقلب فياض الأمر سخرية وتندر :
إن لزمت الصمت أو حتى لبست الأقنعة..
أعترف لك ما بقى من عالي الهمة سفوح
أنحدر كلي كما طفل تحدر مدمعه
آه يا جود الحزن وياي وفي الفرحة شحوح
ضايعً بهمومي الغبرا بوسط المعمعة
أشتكي لوسادتي دنياي و أسمعها تنوح
كنها بعضي و بعضي وين هو.. من هو معه
مختلط في عبرتي حبر الشقى و دم الجروح
مستوي في نظرتي غرب الوجود و مطلعه
عودي المبري بقاء به من بقايا الوقت روح
وفصل خامس ضايع بين الفصول الأربعة
وراس مالي ذكريات و حلم و آمال و طموح
لا صديق و لا رفيق ولا طريقًا أتبعه
سامحيني دام عذري واضحً كل الوضوح
وأسمحي لي بالرحيل بلا تذاكر و أمتعه ...
حتى وصلوا أخيراً لوجهتهم بعد مسيرة ثلاث ساعات متواصله ...
ليجدوا المكان جاهز لأستقبالهم مع الأصدقاء الذي سبقوهم على أوقات مختلفة بعضهم من ليلة أمس والبعض
بوقت مبكر هذا الصباح ومن بينهم سلطان وفزاع ...
وبعد سلامات عميقة مع بعض من جائوا من خارج الرياض بذات ...
أنضم فياض للجالسين ..وكان منهم سلطان ...
وفزاع أحضر العدة لبتال الذي أرتداها حول ظهره وساروا مع بعض رفاقهم لتسلق الجبل كم أتفقوا وهو السبب الرئيسي لأختيارهم هذا المكان ...
سلطان بعدم أستحسان :هونوا الوقت ماهو مناسب الشمس بنص السماء ...
رد أحد المتسلقين :الشمس باردة ومغطين روسنااا ...
وردود مختلفه تدل على أصرارهم ...
5
لاحقاً بعد ساعة ...كانوا قد قطعوا مسافة لابأس فيه بتسلق المرتفع الشاهق ...
فزاع وعرقه قد بدأ بتصبب ..قال لبتال الذي يعلوه :بتال أنا بنزل ماعاد أتحمل الشمس حار والدنيا سودت في عيني ...
بتال بقلق :وتحرز(تستطيع ) تنزل لحالك ..
فزاع بدوار :أحس بدوخه ...
بتال بتفهم :طيب أثبت محلك بربطك فيني وننزل سواء ...
ونزل بضع خطوات ليوصل نفسه بفزاع ويفصل الحبال الذي يتصل فيها مع البقية ويخبرهم :حنا بننزل ...
هز قائدهم وهو من المتمرسين على تسلق المرتفعات رأسه بتفهم ...
كان النزول شاق على الأثنين فزاع لأنه مريض ...وبتال لأنه مسئول عن سلامتهم معاً ...ولم يصدق حين وصلوا للأرض ..
ساعد فزاع للوصول للمخيم لينام فيه بعد أن سكبوا على رأسه ماء مثلج ..
جلس ليشرب من القهوة التي فوتها اليوم كثيراً وهو يستمع لبعض التقريع من سلطان على تهورهم ..
ولم يبالي فيه كثيراً لأنه يخطط لمعاودة التجربة التي لم يكملها عصراً ...ولكنه لم يخبره أحتراماً له ..
عصراً
بتال الذي عاد لأرتداء معداته :وينه سلطان ...
فياض بتكشيرة :أنت مهبول وماعاد فيك عقل طارت كل أبراجك يامسلم محد طالع معك تعرمش الجبل مثل المجانين لييه ...
بتال بهدوء :لغايةً في نفسي ..
فياض بأنزعاج :يارجال هون لاأصفقك قدام الرياجيل ...
بتال ساخر ليهدأ من توتر فياض :لاتصير لي سلطان ثاني ..أنت أنسان متحضر وتؤمن بالحرية الشخصية ...
فياض بضيق فهناك مواقف غير مريحة من بدايتها : والحرية اللي تعرفها تسلق الجبل على وجه الليل ...
فزاع المسترخي ومازال يشعر بالأرهاق :بتال تكفى والله بتندم وبتغيب عليك الشمس وأنت بظهر الجبل كيف بتنزل ...
بتال بأصرار:أنا أبي أتسلقه بالليل وش خايفين منه ...وأخرج سلاحه ...وسكين خاصة فيه ...
ليطمئنهم قليلاً ..قبل أن يودعهم :يالله في أمان الله .. وتوجه برفقة بعضهم لأسفل المرتفع ليصوروه قبل أن يبتعد عنهم وتبدأ الشمس بالغروب ....
وبدأ الوقت يمضي أخوته بدأ قلقهم يتصاعد ..
ورفاقة بالتسلق أختلفت أجابتهم منهم من قال لو وصل القمة لأمكنه العودة في هذا الوقت ..
والبعض قالوا التسلق في الليل مختلف ويجب أن يكون حذر وسيأخذ المزيد من الوقت ...
وأنتصف الليل ولم يعد بعد ...
وهي من جهتها تفتح القصيدة التي أرسلها لها وتعود لتستمع فيها للمرة العاشرة ...ماذا يريد من هذا التصرف ...
لما يرسل لها قصيدة بصوته ويبدو لم يكن لوحدة ..
بتال فقط ماذا تريد ...
***
رن أحد التطبيقات في جهازها بمكالمة ...هربت لمكان لا يمكن لأحد أن يسمعها فيه وفتحت المكالمة :هلا هجرس ..
هجرس على الطرف الآخر :هلاا طيب (مسك) كشفوك أجل ..
مسك بتبرم:ياسمين عاقبتني واخذت جهازي اليوم رجعته لي تكفى لاعاد تتصل علي..
هجرس أجل علمت أنها كشفتك فقد أوصلت لي رد مازالت أحفظه بذاكرتي :انت وش فيك خروش ..
مسك :يووه أنت بس تكذب علي بجيب هدية وأنت ماتجيب ..
هجرس : لاطلعت بوديك كل يوم تشكي تشيز ..
مسك :طيب متى بتطلع..
هجرس مصرفاً :أسبوع وأطلع ...وش الأخبار؟؟
مسك :خالي سلطان بيتزوج عمتي وأبوي يقول ماأقدر أقنعهاا هي تقول لااا..
هجرس بصدمة :كيييف !!
مسك : والله ..رحنا ملكة خالي فياض وفيها ..
قاطعهااا :أبوي جاكم عشان يخطب عمتك
مسك :ماأدري ..
هجرس بعصبية :أجل وش تدرين ...
مسك بأنزعاج :لاتصارخ علي أنت مو أخوي خلاص طفشتني لا تتصل ..
هجرس يهدأ نفسه:مسك يالبطلة عشان أوديك الألعاب المائية بدبي ...
مسك :وش تبي ..
هجرس :عندك صور لياسمين صح أرسليلي وحدة ...
مسك بقلق :لا عيب ....
هجرس :وش عيب كم مرة قلت لك بتزوجهااا
مسك :لاا ماأقدر لو دروا بيضربوني
هجرس :من بيدري لاخصلتي أحذفي كل شيء ...
وقال ليغريها :الألعاب المائية !!!
مسك تفتح أستديو صور ولم تجد صور وجدت فيديو فقط سجلته هي لها ...أرسلته وأغلقت الأتصال وخرجت من المحادثه وحذفت كل شيء ...
وعادت للعبة التي كانت تلعب فيها أون لاين مع نايف الذي سألها ماكانت تفعل فأخبرته بكل بساطه :أكلم هجرس ...!!
نايف :كذابة هجرس بالسجن ..
مسك :والله كل يوم يكلمني ..!!
نايف :وش يقولك ..
مسك :بس يسألني وش تسوون ..مايكلمك ..
نايف بتعجب :لااا ..!!!
مسك :خلاص أسكت حاكم دخل لا تعلمه ..
***
بالأعلى بتال الذي كان يشعر هذا اليوم ومن عدة أيام السابقة أن قلبه يطبق عليه ثقل بحجم هذه الجبال ...
شعر أخيراً بالقدرة على التنفس وهو بأعلى قمة الجبل والرياح الباردة الزمهريرية تحفر محلها بين جلده وعظمة ...
ولكنه كجمرة يزداد أشتعالها كلما أثخنت عليها الرياح ...
سحب الهواء البارد لداخل جوفه حتى شعر بحاجته لأطلاقه
وكررها عدة مرات لعل مابداخله من جمر ينطفيء ولكنه يزداد أشتعاله ...
حسناً بتال هاأنت تنظر للسماء من أعلى قمة فيه بهذة البقعة والمنطقة بأكملهااا ماذا تريد بعد ...
رفع رأسه للسماء بحثاً عن شيء ما ولم يجده هل غابت باكراً الليلة أو لم يعد لها وجود في سمائه ...
أين أنتي يالجوزاء !!!
هل تفرين حتى من السماء حتى لا أتمتع بمشاهدتك من محلي المتواضع على قمة جبل !!!
وأنتي من زرعتي نفسك بوسط السماء ..
نزع الجاكيت الجلدي الذي ربطه على وسطه هو يتسلق وأرتداه ..ليجلس بأرهاق ... والرياح الشديدة تكاد تقتلعه من مكانه ... ولكنه ثابت كثبات الأحجار من حوله .. فقط ملابسه هي مايتحرك فيه ... قلبه جامد ...وحركته صفر ...
وعقله بدومات فوضوية لاتتخذ مسار واحد حتى فهي تدور تارة بأتجاه لتعكس أتجاهها بلحضة أخرى وتفسد كل ماتوصل إليه بمرته الأولى ...
وحرب العقل والقلب ... المنطق والأماني...
وأختصار أفكاره ...
هو رجل بقلب واحد .. لايستطيع أدخال أثتنين فيه
ودخول واحدة يعني خروج أخرى ...
والأسوأ ضميره الذي يخبره كم هو قليل الأصل حين يتخلى عن مافعلت كل شيء من أجله لسنوات ... من أجل من لم تفعل من أجله شيء .. بل تتفنن بالتلاعب فيه ..
أجل هل من الغريب أن يفكر هكذا .. هو رجل ينظر من زاويته الخاصة ليس فائق البصيرة حتى يقيس على مشاعرها
ويلعب لعبة الكراسي ويرى الموقف من موقعهااا ...
من موقعه هو يرى نفسه رجل بحياة سعيدة
فرضت عليه هي ... ودخلت لتفسد حياته ...
وتزعزع أستقراره ...
وتغرز زعانفها السمية بقلبه ...
هل أحبها لايعلم ..
هل يفكرفيها لاتفارق تفكيره ..
يشتاق لها هي أول من يتذكر في صحوته ونومه ...
وهذة خيانة عظيمة لكل الأحباب الذين من المفترض أن يتربعون على عرش قلبه ..الزوجة الأولى ورفيقة الحياة ..
من تعلم معها أول كلمات الغزل وحياة الرومانسية ..
أطفاله من أنعش وجودهم حياته ...
كيف كان كل تفكيره بعائلته الصغيرة وأصبح الآن تفكيره مقسوم نصفين وللأسف أصبح يعتقد أن النصفين غير متساويين فيوجد قسم قد طغى على الآخر ..
1
****
بعد أن فرغت من واجباتها المتراكمة ..
فتحت هاتفهاا وتوجهت لتطبيقها المفضل أنستقرام ... ألتقطت صورة لمكتبها الفوضوي ..ووضعت عبارة مناسبة للوضع ...
كان أول لايك وصلها من عمتها غادة ...
هزت يدها لتظهر أصوات الأساور بمتعة ...
عادت لتفتح عدة صور سابقة قد أضافتها سابقاً منها صور من ملكة خالها فياض ... صور للضيافة الكوشة وللأحتفال بشكل مختلف ..كان عليها عدة تعليقات من صديقاتها أحد بنات عمهااا ..وأشخاص تعرفهم من برامج التواصل ...لفتها أحد التعليقات ..عقبالك !!!! ...
لكن بدون ألف المـد فكانت عقبلك !!!
دخلت للحساب الذي كان مفتوح ..
لايوجد شيء يدل على هوية صاحبة ...
ولكن قلبهااا لم يرتاااح ...خطأ أملائي ..والحساب أغلب محتواه صور صحراء ..وشبات نار ...وقهوة سوداء بكوب معدني إلى جوار النار ...كانت الصور جميلة ...
وشاهدتها من فترة طويلة وأعجبت بأسلوب المصور فهذا الحساب كان يضع لها لايكات من فترة طويلة ولم تكن لتشك فيه إلا بسبب الخطأ الأملائي كل من يستخدم الهاتف للكتابة معرض للخطأ أملائي ..
2
****
أستيقظت على رنين هاتف زوجها ...
لتوقظة بأنزعاج :قوم بدأ وقت النياح اليومي ...
عواد زفر وألتقط هاتفه وخرج من الغرفة ليجلس بالصالة ويده تفرك وجهه :هلا والله .. هاه ياأخوك وشلونك اليوم ...
ولكن الطرف الآخر لم يكن يرد ...وكما قالت ندى شامته
كان يبكي بطريقة موجعة حتى لسمعه :حامد أذكر الله ياأخوك .. لا تذبح نفسك ...
من بين الشهقات سمع صوته المبحوح وكأن حباله الصوتية قد ذابت من كثر بكائه :أرسلل ت لي درر ت يعن ي تقول بتزوج أول م تخلص العد ة ...
عواد :ايه بتتزوج بسلامتهااا ..أسماء ماعاد لك طريق لهااا محد أجبرك على طلاقهااا ..أنت مشيت فيه بقناعتك .. وقلت بتبلغهاااا ليه أجلت ... الى علمتها مرتي ...
معليش كل شي وله حد ياحامد وأخفاء طلاقها عنها بذيك الطريقة ماكان صح ...
حامد بصيحة وجع :ايه برض أي ... كل ليل ه ...اللي صار لها يرجع لي ... لو رجعت له ا ...ما كنت بتمشي حياتن ا
طو ل الو قت بتذكر اللي حص ل ...خلا ص أن ا عذبتها كث ير .. أنا صح ما ني نا دم .. بس قل بي يعو رني ...
عواد وهو يكبح تثائبه :أنت سويت الصح ..واللي يرضي الله وماتبغاها تعذب معك صح ...الله بيجبر قلبك ...بتلقى اللي بترضيك بأذن الله ...
أنقطع الأتصال فيبدو أن حامد دخل بنوبة أنهيار جديدة ...
وهو أصبح يقلق عليه أكثر صحيح أن جارة هناك صديق وقد وصاه عليه ...
ولكنه أصبح يخشى عليه كثيراً حتى يفكر أن يسافر له ..
فقط لو يعطية عمله أجازة ...
عاد لندى الذي وجدها تجلس بسريرها وتتصفح هاتفها ..لتسأله بتكشيرة :وش عنده بعد !!!
عواد بنظرة عاتبه :تحسبين الموضوع سهل على الرجال وتلومين بس عشانك حرمة وواقفة بصفهااا ..حامد اللي سواه هو الصح ولمصلحته أثنينهم ...
ندى تغلق هاتفها :الصح اللي يبحث عنه أمك اللي بادية تخطب له وخواتك اللي يتراكضن بالترشيحااات ..
عواد يصمت لثواني :وعلى أساس هي بتجلس بكرة بتلقى عشرات الخطاب على بابها وبتروح بنصيبها وبتنسى أخوي اللي كان زي اللعبة عندهااا ...
ندى لا يهمها شيء واحد أنها أنثى وبصف الأناث : هذا الشيء الوحيد اللي صدقت فيه ..أسماء كانت كثيررررة على أخوك ومتأكدة بتأخذ اللي يستاهلهاا ..
عواد :أرقدي بس وخلينا نهجد بعض الهروج الكلام فيها ذنب بس ...
1
****
يدور على نفسه بغضب وهو يكرر :ثمان ساعات مرت ثمان وباقي تقولون لاا مافيه شي وبينزل ...
لازم نسوي شي لازم ...
كان أخوية بوجوه شاحبة وذاهلة ..
هو وحدة من يصيح ويستنكر ويحاول فعل شيء ما
أحد أصدقائهم :ياأبن الحلال طول بالك وش بيدنا نسوي الساعة ثنتين تالي الليل من بيطلع يدوره ...
فياض وهو يفتح هاتفه الثريا :لازم نطلب مروحية بحث ..
الآخر يلتقط هاتفه ليعيقة عن فعلته :مروحية وش ..هو تايه ..أنت تعطل المروحية عن أحد ثاني بحاجتها ..أخوك ماهو ضايع يعرف يدبر عمره ..
فياض بحنق :ولا هو طايح والا عالق والا فيه بلاء
: المروحية ماراح تطلع هالحزة وين بتلقى طيار فاضي لك يدور عشان شك ...لاطلعت الشمس حنا نتسلق وندوره ..
فياض بغيض :ايه وأنا بحتري الشمس تطلع عشان أدور أخوي ...
سلطان :فياض بس خلصناااا لاطلعت الشمس شفنا وضعنااا ...يالله توكلوا على الله كل واحد على فراشة ...
خرج الآخرين وتبقى هو وأخوته ..
سلطان :انت وش فيك عليهم ترى ماحلفوا عليه يطلع الجبل لحاله هو اللي سواها محد غاصبه
فياض بعصبة :اوووه وأنا قلت لهم تعالوا فاصلوني هم اللي ناشبين لي ...
فزاع الذي يقلب بالجمر :كله مني لو مانزلني بالنهار كان ماطلع لحاله بالليل ...
سلطان :ماهو ذنب أحد هذا بتال ماله إلا رايه لا والله ماهو بتال بس كلكم كذا ترفعون ضغطي على أتفه شيء ...
فياض بوقاحة :كل علاجك ومايرتفع ضغطك تحسب بعدك شباب ..خلاص شيبت ...
التف كل منهم بكيس النوم الذي يقاوم درجة الحرارة المنخفضة جداً بالليل ....
قبل أن يستيقظون لاحقاً على رائحة مزعجة ..
كان سلطان أول المستيقظين ..نظر للخيال قرب النار ..وعاد ونظر بشك ليجد هو ..ويقلب شيء ما على النار سأله بشك :بتاال ..
بتال :ياعونك ..
سلطان يعتدل بجلسته :حسبي الله علي أبليسك كانك هجدتنا وماقدرنا نرقد ولا ننبسط مثل المسلمين ...
بتال وهو لاينظر إليه :واضح هجادكم جيت كلكم رقود مافيه اللي سهر يتحراني ..
سلطان :وش اللي معك
بتال :أرنب صدته ..
سلطان :تقولها صادق !!
بتال :تعال وعاين بعينك ...
أقترب سلطان بأرهاق ليجده حقاً أرنب وقد تحول للون غامق بفعل الشوي ..ليقول بأستنكار :طلع فحم ..
بتال وهو يقطع له جزء منه :جربه
سلطان يرفضة:والله مالي نفس على العيشة ...أنت وش جاك على الشوي هالحزة ...
بتال وهو يأكل القطعة التي رفضها سلطان : بتسحر ...
سلطان بشك :ضاقت عليك الأيام تصوم بالكشته ..
بتال :مابقى على رمضان شي عندي صيام بخلصه قبله ..
سلطان بصدمة :حسبي الله عليك وش أنت مسوي يوم بتصوم الستين يوم ..
بتال مستمر بتناول صيده :سويت اللي سويته مالك مصلحة فيه ...
سلطان :لا والله مالي صالح ..سود الله وجهك كان هذي سواياك ...
فياض الذي صحى على حديثهم :ايه اجل الحمد لله ماتزوجنا قبل رمضان ...
سلطان بأنزعاج من شناعة تصريحاتهم :حسبي الله عليك يابتال كان فكيت علينا لسانه الوصخ ..
فياض :أبو هجرس أرقد لاينفجر براسك عرق ...
بتال:تعال جربه ..
فياض يستند على ذراعة ليراقبهم وبعجرفة ساخرة :لا مأحب صيد البر ..أحب البحريات ...
سلطان بتكشيرة :أرقد أبلشتنااا ..
فياض بقهقه على عصبية سلطان الذي سلطها عليه :أنت وش بلاك علي ..هو اللي رقى (تسلق ) الجبل وتأخر وأبلشنا وهو اللي يتسحر بيصوم ستين يوم تهاوشني أنا ليه ...
سلطان بصراحة :لأنك فضيحة ودامك عرفت العلم بتفضحنا بين الله وخلقه ..
فياض بأستمتاع:وأنت زعلان ليه وصاحب الشأن ولا همه ...
ألتفت سلطان بحدة على بتال الذي يستمتع بصيدة :وأنت ليه ماتكتم علمك ..
بتال بلا أهتمام:أنت اللي نشدتني أكذب عليك ..
ليصل أحدهم على الأصوات :أبو حاكم وينك يارجااال الحمدلله على السلامة ...
وقال وهو يجلس القرفصاء قرب النار :اخوك بغى يطلب المروحيات تدورك ...
بتال بسخرية وهو الذي وصل بكل هدوء ودخل الخيام جميعها ليتأكد منهم ولم يشعر به أحد :الله يسلمك والله أنكم من جنبهااا كلكم رقود لو لفى عليكم لافي سرقكم وكل واحد سعابيله تقوطر ماهو بالدنيااا ..
الرفيق :ايه تعرف ماعندك أحد.. تروح وتخلينااا ليه ..أنت حارسنااا ...عاد الحرامي يوم يجي وش يدور كان بيسرقك موترك أنت وسلطان والا الباقي ماعليه حسوفة ..
بتال :ايه ولو أنسرقت المواتر وجلسنا بهالخلاء .. وش نسوي ...
الرفيق بقهقه :يدق فياض ويطلب لنا مروحية ...
1
****
ظهراً كانت الشمس ليست بشديدة ولكنها أرهقته قليلاً ..
طلب من فياض هاتفه الثريا ليتصل فيه ليخبره : لا تطول بالهرج كلمه ورد غطاها أما شغل الغزل والقصيد ماهو بجوالي ..
أخذ بتال المستلقى بالخيمة هاتفه وأتصل على رقمها ..
ولكن فياض بقاء جالساً معه ...
بتال نظر له بنصف عين :بهرج أهلي أطلع عني ..
فياض يسترخي بالجهة المقابلة ويده تحت رأسه :هرجهم ماني بقاط معك لاتخاف ...
بتال يكشر بوجهه ويحدث التي ردت عليه :سلام وشلونك ... طيب الحمدلله ..وينك .. من وداك ... وأنتي ماتشاورين بس غاب بتال هجيتي ...ايه وشلونها الحين ..لا لا ماتشوف شر ..
وبضيق من وجود فياض الذي لا يعطيه فرصة للحديث :شفتي اللي أرسلت لك .. طيب فهمتي الرسالة ..
أرجعي أسمعي وتفهمين .. ياطيحتك السوداء يابتال كانك سمعتيها عشر مرات ومافهمتي شيء ...
فياض لم يستطيع الأحتمال أكثر أنفجر بالضحك على حماقة بتال ...الذي أرهق نفسه بالقصيد والتصوير وبالأخير لم يُقبل أعتذاره ...
4
بتال ينظر للهاتف الذي أنقطع أتصاله وفهم أنها أنزعجت من ضحكة الأخر فقطعت الأتصال ...ليلتفت على فياض بنظرة حادة
فياض يكبح ضحكته :ياخي ماهي بالغصب ماتبي تفهم رسالتك ...
بتال :أنت ماتستحي توحى على هرجي مع أهلي ..
فياض :والله تبيني أسد أذوني يعني ...
بتال يعيد له هاتفه :امسك بس وفكني من شرك ..
فياض بوقاحة يعيده له :دق على الثانية أعدل ..
بتال :مانيب عادل وش عندك وفارق عن وجهي ..
صمت للحظات قبل أن يطلب هاتفه مرة أخرى ...
فياض وهو يرمي الهاتف له :يالليل سرى ظهرنا على هالمكالمات يارجال خلك من الحريم وسولف علينااا
بتال يشير له أن يصمت :هلاا ..ماعليش هذا ماأدري كيف طب علي خلاص كرشته ماعليك منه ...
وحين حاول فياض أزعاجه مرة أخرى أعطاه نظرة أصمتته ..
بتال وهو يحك أعلى شاربة :أسمعي تراي صايم باكر أرجعي البيت من بدري وسويلي فطور .. فهمتي هالمرة ولابعد مافهمتي ..الله الله بالكريمة لاتنسين .. فمان الله ...
ليلتقط الحديث فياض هذه المرة بحدة :انت ماتستحي وش ذنب ذا الضعيفة تسوي فطوراتك ...
بتال :وأنت وش دخلك ...
فياض بسخرية :خايف عليك من الظلم ..
بتال :لاتخاف علي بنحاسب لحالي ..
فياض :طيب أمش نلعب على الشارة سلطان حاط عشرة على اللي يجيبهااا ..
بتال :خل عشرته له ماتسوى علي صكت الشمس ...
فياض بملل :أجل أجلس لحالك أنا محتاجها بروح أصوب الشارة وراجعلك بالعشرة ..
بتال ساخراً :كفو أبو عقاب لا يأخذها غيرك ..
وأغلق عينيه وبقى مستلقي مكانه وهو يشعر بالكسل وجسده لم يعتد على ساعات الصيام الجديدة ..
حتى سرقه النوم إلى عالمه ...
****
جوزاء التي لم تعدت البقاء وحيدة أتصلت على أحد أبناء شيخة وحضر ليقلها فهي ليست في مزاج على تعريف السائق على منزل والدتها
وحين وصلت هناك وجدت أمها مريضة قليلاً من تغير الجو ..
اليوم الأول كان هاديء ووالدتها مريضة فلم تطرح عليها الكثير من الأسئلة ..
أستيقظت اليوم الثاني لتجد هيفاء وأبنائها قد حضروا ...
وردها أتصال من رقم غريب وحين ظهر أسم أخيه ..
فهمت أنه هو المتصل فردت ...
ردت فقط حتى لا تخجله بما أنه حصل على هاتف شخص آخر ليحادثها ..
جارته بالمكالمة حتى وصل بحديثه عن موضوع القصيدة التي أرسلها بصوته ...انا أريد الفهم أيضاً عن ماذا تتحدث هل تعنيها حقاً أم تراوغ مرة أخرى ...!!
للأسف يابتال جروحك كثيرة وهذا لن تكفي حتى عن عشرها ...
أنزعجت حين سمعت صوت ضحكة شخص جواره ...
ولشعورها بالأحراج وكأن الطرف الآخر سمع ردودهااا قطعت الأتصال..
لم تكن تريد الرد عليه مرة أخرى ...
ولكن فضولها دعاها لتفتح الخط من جديد ...
شكت للحظه بفهمها وإلى ماذا يلمح ...
ولكن لم تستطيع أن تراوغ والتهرب هذه المرة ...
وأخيراً أنتصار صغير يحتسب لهاااا ..
صيامه الذي أخبرها أنه صعب وكان يتشدق (بما تستاهلين العنوة ) لقد أصبحت أستحقـه ..
سيصوم بالمعنى الفعلي لن يجد مخرج آخر ...
هيا لا تكوني لحوحة لا يوجد معنى لصيام سوى واحد ...
وحين أكتشفت أمر مااا .. أحمر وجهها وتكدرت ملامحها
هل سيعلم الجميع بالأمر بماذا سيفكرون وهو يصوم أمامه لشهرين متتابعين ..
شعرت بالأحباط .. هل سيسخر الجميع منهااا !!
وتداركت نفسها حين لاحظت نظرات هيفاء التي دخلت عليها سألتها من مكانها قرب الباب :وش فيك قمتي يوم جتك مكالمة خاصة ..
جوزاء :بس بشوف وش عنده ..
هيفاء بحاجب مرفوع:ايه وش عنده ؟
جوزاء لاتحب أسلوب هيفاء بالتقصي:ولا شيء يسأل وين رحتي .وأكملت بغيض مصطنع :متى بتجين حتى وهو بالبران ملاحقني ...
هيفاء بسخرية من مراوغة جوزاء:ايه ماله حق .. المهم أمشي وصل الحلى ..
لاحقاً حول القهوة ..
هيفاء :جوزاء تقدرين تجسين نبض فاتن بموضوع حماي ..
جوزاء وهي تشرب فنجانها :وش أقولها ..
هيفاء :عطيها موصفاته وقولي لو تقدم لك شاب بهالمواصفات توافقين ولا توضحين من هو ..
جوزاء :ايه يصير خير ..مع أني ماأداني أمشي بالزواجات بعد اللي شفته أخاف أجني على أحد ...
وضحى التي أعطتها نظرة حادة :ليه وش فيك .. ماناقصك شي غير العقل ..ولا يمديك كاسبة الرجال من مبطي ...
جوزاء تتذوق الحلى:الرجال اللي بغسل رجوله على شان أكسبه الله يخليه لأمه ماأبيه ..
هيفاء بأستنكار :وش سالفة غسل الرجول هذي جديدة ماوصلتني ..
جوزاء :ماأدري طرت علي كذا .. يقولون فهدة تغسل رجول عقاب وكذا كسبت قلبه ..
هيفاء بقهقه :من اللي مطلع هالأشاعة المفيدة جداً ..
جوزاء :ماأدري سمعتهاا ناسية يمكن من مريم هي اللي تكلم بفايدة ومن غير فايدة ..
وضحى بأنزعاج:أيه اسمعي كلام فلانة وعلانة وخلي كلام أمك ..
جوزاء :يمة ماأبي أكسب احد إلا بأسلوبي يا يتقبلني بتصرفاتي كذا والاا خليه وشكواي لله ..
هيفاء :والله أنك صادقة يعني لازم نتصنع ونطلع من شخصياتنا عشان نعجب الرياجيل بالناقص ..
جوزاء بأستنكار من موافقة هيفاء لها :وش فيك طلبتي جوال والاطقم وسحب عليك أبو ساري ..
هيفاء :لا والله طلبت بيت ومستكثرة علي تونا ووش مستعجله عليه ..وأنا ماعندي مجلس أقلط فيه الحريم لا جاني أحد ..
وضحى :أصبري من صبر نال ..
صمتت هيفاء حتى لا تتضايق والدتهااا وسألت جوزاء المنكبة على جوالها :وش تسوين ..
جوزاء بزلة لسان :أدور طبخة أسويها لبتال يقول بيصوم بكرة ..
ولم تعي إلا على شهقة الأثنتين ...
هيفاء :يالخايسة الحين يومه قالها.. ركضتي تعلمينا ويوم بيكفر ويصوم ماعمليتنا ..
جوزاء التي أحمر وجهها من الصدمة كيف نست وزل لسانها بهذة البساطة :هاه وش هو... لا يصوم تطوع ..
ولكن هيفاء وأمها لم ينطلي عليهن عذرها وأخذن يمطرنها بالتوصيات وكيف يجب أن تتفنن بالطهي من أجله ...
آآه وعدنا للأستعباد ..
هو من أخطأ لم أتفنن أنا بأرضائه ..
فتحت هاتفها للتهرب منها وتقرأ ردود قرائها على الفصل الذي أضافته : ( تسللت الأثنتان إلى الغابة ذات مساء والشمس تلفظ أنفاسها الأخيرة ...
زهرة بشعرها المبعثر وثيابها الرثه تركض غير مهتمه بتعثرها المتكرر وخلفها ياسمين الطفلة تحاول أن تردها عما تنوي فعله ...
توقفت عن مجارتها بأرهاق وهي تحذرها :زهرة توقفي عن الركض لأستطيع اللحاق بك والطين زلق جداً ...أرجوكي دعينااا نعود فقط لايوجد أي أبطال مقيدين بهذة الغابة ...
زهرة تتوقف هي الأخرى لتلفت إليها وتخبرها :بلا موجودين لقد رأيتهم ... هيا لنركض لو رحلت الشمس سيرحلون معهاااا ...
ياسمين :أنها حقاً مجنونة .. من سيرحل برحيل الشمس ..
علي أن أعود ... قبل أن أتوه ..
عادت أدراجها وهي تخبر زهرة للمرة الأخيرة :عودي يازهرة ...الحظر سيبدأ قريباً ...سيطلقون عليك النار لو سرتي بالطرقات بعد غياب الشمس ...
وأسرعت وكأن الأمر نبأها عن قرب وقوع الأمر ...
كانت تركض وهي ملطخة بالوحل وشعرها بدأ ينفك من رباطة ...
حين خرجت من الغابة أخيراً كانت الشمس قد غابت فعلاً ...
سارت عبر الطرقات المظلمة فزعة ...
خائفة بقلب طفلة لم يحل ربيعها التاسع بعد ...
...
عادت فزعة تبحث عنها بجنون بين الطرقات وهي تصيح لقد رأيتها معهم ...رأيت ياسمين مع أبطال الغابة ..كانت تصعد للسماء ....
والجد الفزع الذي بحث عن حفيدته الوحيدة من عصر هذا اليوم حتى غابت شمسه سمع عباراتها كنعيق غراب
نذير شؤوم ...
ليجدها لاحقاً مضجرة بدمائها ...وقد لفظت أنفاسها الأخيرة ..
وأخبروه أنه خطأه ..فهو من ترك طفله تخرج في وقت حضر التجول
...
زهرة تنوح جوارها :لقد رأيتها صعدت للسماء قبل غياب الشمس ياسمين كانت معهم ...
***
بالخارج
وقف فياض يشاهدهم قد بدأوا أقترب ليأخذ دوره ...
فياض بغرور:اخص عليكم ماأحد جابها ...أنا بتواضع هالمرة بجيبها بيساري ..
سلطان بأنزعاج :خلنا من خبالك اللعب على اليمين ..
فياض بعنجهية :يارجال والله لأجيبها لو بيساري ..
وبكل غرور رفع السلاح ليصوب على الشارة برصاصه .. ولكنها أنطلقت لتصيب الجدي الذي قد ربطوه جوار الشجرة وتقتله ...
سلطان بصدمة :الله لا يوفق أبليسك كانك شر من يومك ...
تراكض بقية المتواجدين للجدي لتذكيته قبل أن يموت ..
ولكن وجدوا الرصاصة قد أصابته في رأسه ومات ...
وتحت أنظارهم المتهمة بحرمانهم من وجبة عشائهم ..
رمى السلاح على الأرض وهو يقول :البلى بسلاحكم ماوزنتوه زين ...
قبل أن يدخل على بتال النائم ويلتقط مفاتيح سيارته ...
وينادي فزاع :ياولد أمش بنروح ندور لهم طلي لعشاهم والا تعشوني ...
وبعد أن قطعوا مسافة لابأس فيها وجدوا أحد رعاة الأغنام ساوموه على حلاله ولكنه رفض بيعهم ...
فياض لأخيه :اخص مايبي يبيعنااا ..
فزاع بشماته:من شاف وجهك قال لااا ..
فياض بشك :ليه وش فيه وجهي ..
فزاع وهو يعيد النظر لفياض بنظارته الشمسية العاكسة:يقول حرام بهالحضري حلالي ...
فياض :أنا أخو ليلى ..
فزاع بأستمتاع بأحباطة :شفت حتى تعزويك حضري ...فيه بدوي أخو ليلى ..
فياض يتجاهله حين وجد صاحب حلال آخر :لا هذا أجودي بيبيعنااا :سلام عليكم .. بكم الطلي ..
والآخر رد سلامه وهز كفه علامة الرفض ...
فياض وهو يرفع النافذة :والله الرياجيل مايبون يبيعونا هم وش ماسكين علينااا...
فزاع :كله من نظارتك ..
فياض الذي شك بنفسه أنزل نظارته ...
ليتولى الحديث هذه المرة فزاع الذي أنزل النافذة من جهته:السلام عليكم ..ماشاءالله وش هالحلال الطيب ..أنتم من هنيااا ..
وأخذ يتحدث مع الراعي ..حتى باعه الخـروف المطلوب ..
تحت ذهول فياض الذي لم يصدق أن بأمكان أحد تجاهله وتقديم فزاع عليه ...
وطوال رحلة العودة وهو يكرر مذهول كيف تجاهلوني وباعوك ...
فزاع :اييه فياض تحسب الدبلوماسية ورفعت الحاجب والا ضحكة سنونك البيضاء تقنعهم ... ذولي رياجيل يحبون البدوي مثلهم وشرواهم ...
فياض بأستنكار من ثقة فزاع :عسى ماهو أنت
فزاع :ليه وش ناقصني ..!!!
فياض بسخرية لاذعة :ناقصك يوم تضحك على سنوني الطبيعية وأنت سنونك مزيفة بعشرة آلاف ..
1
***
ليلاً بسمـرة حول النـار ..طلبوا من فياض كالعادة قصيدة ..
فياض وهو يدير سبحته بين يديه بتفكير قبل أن يعتدل بجلسته ..
قبل أن يسأله أحدهم بحماس :هاه أصور ..مسموح ..
فأشار له فياض بعلامة الموافقة :روح ..
فياض بإستمتاع: لا تسألوني ليه أنا..عاشق خزامى مستهام
ماأن قالها حتى علق بتال الذي أعتاد من فياض أن يحرجة فأراد إعادة الأحراج له بطريقة غير واضحة ولن يفهمها سوى أخوته :اييه الله الله عاشق خزامة أنا أشهد رووح ..
فياض يكبح أبتسامته المتلاعبة وهو يعود للقصيدة مرة أخرى وكأن بتال لم يقاطعه :
لا تسألوني ليه أنا..عاشق خزامى مستهام
إذا عرفتوني أنا..تدرون وش سر الغرام
سلطان الذي كان يشرب من شاي الجمر ..ويعبث في الرمال ..كان يستمع لفياض ويهز رأسه بأستنكار منه ..ساعه عاشق خزامى ..وساعة لأريدهاا عيونها ملونة .. ولكنها أصبحت زوجتك رغماً عنك وستبقى ...
فسعيد أنك تقبلتهــا ..
ماأن فرغت السهرة وبدأوا بالتفرق أشار لرفيق الذي صور وأخبره أن يقترب منه..
وهو يجلس على قدم قربه :أمرني ياأبو هجرس ..
سلطان بحذر حتى لايصل صوته لفياض ويغضب كعادته حين يتدخل أحد بشئونه :ماعليك أمر وأنا أخوك أمسح الفيديو اللي صورته لفياض ..ادري أنه سمح لك بس لي أسبابي ..
هز الرفيق رأسه بتفهم وحذف الفيديو :زين أنك قلت لي الحين ..قبل ماأرسله للقروب ..هذا هو وحذفناااه ..
سلطان :بيض الله وجهك ..ولو سألك فياض ..
قاطعه ذاك :بقول حذفته بالخطأ ..لاتحط في بالك ..
وبقي مكانه ويفكر بالأسباب التي دفعته لذاك هذا أحد الأسباب التي تجعله رائع في عيونهن ...
يقول القصيد ويتباهى ..وهو يرتدي ثوب العاشق ..
فيصبح بالصورة الرومانسي المبهـــر ..
سيتداول الفيديو ويصل لهذة وتلك وتشتعل الغيرة والحسد بالقلوب ..
دعونا نطفيء الشرر قبل أن يشتعل ناراً ..
*
نزلت بضجر لما جعلها الجميع تنام لهذة الساعة المتأخرة ...
لقد نام الكل بلا أستثناء حتى آخر رسالة من يارا تخبرها أنها قد طلبت حلا من محلهم المفضل وتركته لها بثلاجة الحلا لتتناولة قبل أن تقضي عليه العاملات ...فعندما يصحون نهاراً يتناولون مايجدون فلا أحد يتناول طعام الأمس ...
دخلت المطبخ لتتراجع بجزع ...وتكتم صرختها
من بالمطبخ !!!
هناك رجل بمطبخهم لايرتدي الثوب كما من المفترض أن يكون عليه لو كان أحد أخوتها... قد فتح صحن الحلا ويتناول منه بكل وقاحة ...
شخص طويل بمنكبين عريضين وشعر أجعد طويل ربطه خلف عنقه وووصاحت بفرح : منذذذذررررر ...
ألتفت لها بفزع من صرختها قبل أن يتحول وجهه لسخرية المقيته :ليلة ماتجوزتي للحين في بيتنااااا ...
ليلى بضحكة مجنونة :رجعت امبسوبل وش يقولون بالأنقليزي يو ار باككك 5 سنين ياخايس يمه ماعرفتك شعرررررك يعععععع ...
المنذر يتأملها بحنين قبل أن يرمي ملعقته ويقترب ليسلم عليهاااا وهي بين لحضة وأخرى تقهقه بسعااادة ...
ماهذة الليلة الغريبة حين أعتقدت أنها ستكون مملة وجدت فيها قنبلة من الحماس ...
ليلى تتراجع للخلف وتعود لتأمله :يمه من جد نسيت شكلك ...ليش ماترد علي يوم أدق عليك ..
المنذر يعود لصحن الحلا بدأت الأسئلة التي لا يستسيغها :ماأرد على أحد إلا أبوي وإذا فاضي سولفت بقروب العيال ...
ليلى تسحب كرسي وتجلس عليه وهي تتأمله غير مصدقة :يمة خمس سنين متخيل أنت كنت دوبي داخله الكلية يوم أنت سافرت والحين تخرجت ...
بصراحة كنت بديت أشك أنك مقبوض عليك زي اللي يقبضون عليهم من العرب والمسلمين وحاطينك بالسجن !!!
المنذر بتكشيرة :تفاولين علي أنتي ...
ليلى تضرب على جبينهااا :صح خبلة وش فيني ماأدري وش أقول توي صحيت مو مركزة ..
هزت رأسها بأستفاهم :أحد يدري أنك جااي ..
المنذر :بالضبط لااا بس أبوي قايله بنزل بأجازة رأس سنه عندهم ..ماأتوقع أبوي فاهم التوقيت بالضبط ..
ليلى بضحكة :يعني أنا أول وحدة شفتك وااااو حدث حصري فزت فيه كالعادة ...
أخبرته مستدركة :أنتبه وأنت تمشى بالبيت ترى صار أحداث كثير من بعدك ...اخوانك كلهم تزوجوا ..فزاع ..بتال أخذ الثانية وحتى الحكم ...
المنذر بتهكم :بالله مبروك ...
ليلى بأحباط :تدري صح !!!كل شيء تعرفه بس حنا مانعرف عنك ولاشيء !!!
المنذر :أسمعي دبريلي مكان أنام فيه ..
ليلى بصدمة مع أزمة الغرف عاد ليطالب المنذر بغرفة : من وين ياحسرة صادق .. من جدك الأجنحة اللي كان فيها أكثر من غرفة تزوجوا فيها أخوانك بعضها مسكره بس مامنها فايدة لأن حريمهم ماراح يكونوا معك بنفس الجناح ...والغرفة اللي عندي فيها يارا ...لحظة صح ...
غرفة فاطمة ... أقصد جناح فياض اللي تحت كانت فيه فاطمة يوم تهاوشت مع سعد بس خلاص رجعت له ...
المنذر متجاهلاً ثرثرتها الطويلة :يعني النتيجة لي مكان أو لاا..
ليلى وهي تربت على أعلى صدرها :ولو خل هالموضوع علي .. ثواني وأضبط لك الغرفة وتذكر ..أنا حتى فياض مارتبت غرفته أكذب عليه أقول أنا اللي رتبتها وأنا أخلي الشغالات يرتبونهااا بس أنت بضبط لك الغرفة بنفسي ..
خرجت ...
تاركته خلفهااا ..
لتنمحي أبتسامة المجاملة عن وجهه حقاً لا يستطيع مجاراتها بالحديث ...صداعة يفتك فيه ولايشعر بأي راحة بهذا المكان ...
عاد فقط من أجل أبيه الذي سأله بأخر مكالمة ...هل ستعود لتأخذ عزاي ..إذا ستنتظر لتلك اللحظة فأنا أعفيك من تلك العودة ...
كان حديثه موجع جداً ....أجل والده لايستحق هذا الجفاء من جهته ...لقد فعل كل مايستطيع من أجله ...ولكن العطب الذي فيه لم يكن أي شيء سيجبره ..
هل يوجد جبر لنفور بين الأبن وأمه ...
**
ماأن ألتقط هاتفه الشبكة حتى أنفجر هاتفه بالرسائل وكان أغلبها من أرقام مختلفة ولكن متكررة ..
بالتأكيد هجرس من غيره ... هو فقط لايفهم من الذي يعطيه هاتفه ليتصل ...
فقط لو ينقطع عن العالم الخارجي ويعيش عقابه بهدوء ليتهذب
رن هاتفه برقم بلاأسم ليردد بأنزعاج :نعم .. هلااا وشلوني طيب ماعلي عايش .. ليه وش فيك ... من قالك ... رد علي زي الخلق ..من اللي قالك هالكلام .. وش هو والله أنك بلوة ... هجرس أعقل فكني من الفضايح بس خلاص سودت وجهي حتى الوراعين لاحقتهم ....لاحووول ..بزوجك بزوجك ... تبغى نغصب البنت عليك... ولاتزوجها وهي راضية وترقص ومبسوطة ....
أسمع كلامي وتضبط أمورك ...ألعب بذيلك من وراي وبتخرب كل شيء ...أسمع البنت لاعاد تكلمها لاتفضحني بأهلهااا ...
ولاعاد تكلمني أنا أجيك وقت الزيارة المكالمات مالها داعي ...
أبيك تتهذب بالسجن ...أبيك تعقلل تغدي رجااال ...
لو أنك رجال مارحت تهرج الورعان تأخذ العلوم منهم ...
أسمع ماأبي كلمة زياادة هالسالفة أقطعهااا .. مع السلامة وأغلق هاتفه ...
فزاع :وش فيك مستلج ...
سلطان وهو يفتح مقدمة ثوبة :رفع ضغطي ...
فزاع :هجرس اللي يكلمك ..
سلطان بنظرة أستصغار :ياخوك فيك قل صح أجل من بيكون غيره ...
فزاع بتسامح للهجة سلطان الغاضبة :كنت راقد وصحيت على نص الهرجة بس شكيت أنه هووو ...
سلطان بفضفضة :هو ماهان عليه أستانس هاليومين دق على طول ينكد علي بعلومه ...
فزاع :يابن الحلال لاتظلمه هو بعد اللي فيه كافية بالسجن والنفوس الثقيلة وهو روحه حره يحب الدجة بالبران والحين محبوس مايقدر يتنفس الهواء الطبيعي ...
سلطان يفرق ذقنة بعصبية :وأنا هذا اللي قاهرني أنا خايف ينفجر وتطيح على راسي ..والربع ماهم مريحيني مابردوا خاطري بالرد..
فزاع الذي فهمه مقصده بسهولة :وهو يومه علق على البنت الله ماخلق غيرها ..
سلطان بتهكم :عادي هذي وراثة فيكم ترثونه جد عن جد ماترفضكم وحدة تنشبون لها مية سنة قدام ...
****
أستيقظ بعد العصر .. قابل والده فجراً .. وكانت مقابلة مليئة بالمشاعر ... ليلى التي تجلس على نار تريد أن ترى صدمة والدتها بحضورة ...صمتت حين رأته مقبل للحظة لم تتعرف عليه بعد أن أرتدى ثيابه ...كلاً لم يكن ملك له بالتأكيد من دولاب فياض .. ومن ملابسه القديمة ليست الحديثه لأنه أصبح أنحل بالفترة الأخيرة ..
شعاع تغطي وجهها بصدمة قبل أن تفتحها لتتأكد أن نظرها لم يخذلها ...لتعود لتغطيته وتنفجر بالبكاء :يالله لك الحمد اللي قريت عيني بشوفته قبل لأموووووت ..وينك ياوليدي وينك ليه خليتناااا والله أن قلبي عليك مثل الجمر ...
منذر الذي أنكب يسلم عليهاا ويقبل يديها ورأسها :والله مارجعني غير شوفتك ...وأنفطر قلبي عليهااا ..
بعد دقائق سألته بصوتها المتهدج من الحزن : ياوليدي مريت أمك سلمت عليها ...
ليلى مقاطعة بصوت عالي :يمه بالله عليك لا ترمينه للفخ ...عمتي هايجة عشان بنتهااا لا تضغطين عليه يروح لها وتحط الحرة فيه ...
المنذر الذي أتكيء جوار خالته :بمرها ياخاله ماني ناسيها بمرها ..
وسأل ليلى :وش فيها بنتها !!!
ليلى بتكشيرة :طلقها الخايس !!!
المنذر بأنزعاج :وش هووو!!!
ليلى :والله هذا اللي صار مالت عليه ماعليه حسايف ...أصلاً ماهمها ...
رن هاتف شعاع وحين ردت كان عقاب أنهت المكالمة معه وأخبرته :ياوليدي أبوك بالمجلس يقول كانه صحى خله يجيني ...
المنذر يعود لينسف شماغه ويقف مودعاً..
لتخبرة ليلى ساخرة :بطلوا حركة العرابجة ألبس الشماغ مثل الخلق ...
ولكنه تجاهلها وخرج ...
ليلى بأستنكار :سبحان الله وين راح المنذر الذي ضحكته من الأذن للأذن صار بارد ومكشر ...
1
من جهته حين خرج متوجه للمجلس تفاجيء بسيارة ليست لهم بالتأكيد أقتربت حتى توقفت أمام البيت مباشرة..
ونزلت منها امرأة لم يهتم لأمرها لكن الشاب الصغير الذي نزل ليساعدها بأنزال أكياس مشتريات لابد أن يلفت أنتباهه ..!!
ماهذة الأشكال متى ظهروا بحياتناا !!..
تجاهله بدون سلام حتى وتوجه للمجلس الخارجي حيث ينتظر والده ..توقف قبل الدخول للمجلس ولف شماغه بشكل عشوائي على أعلى رأسه ومغطي أسفل شعره ...
كان بالمجلس عدة ضيوف مع والده سلم عليهم وأخذ القهوة من القهوجي الأجنبي وبدأ يصبها لهم ...
هل تحولت أمور القصر لدرجة أن يصب الأجنبي القهوة في مجلس والده !!!
بعد أن أنصرف الضيوف الذي جاؤوا لحاجة وتم قضائها قبل المغرب بقليل ...
دخل سلطان وفزاع ...
الأول كان منشغل بمكالمة تلكأ عند الباب حتى يفرغ منها
قبل أن يدخل لمقابلة والده بطريقة جيدة ...
أما فزاع أندفع للداخل وحين رأي أبتسامة والده رداً على سلامه ...
عاد لينظر لشخص جواره لقد ظن للحظة أنه فياض بكل غباء ..
لقد وصلنا قبل وصوله ..عاد ينظر إليه ..
قبل أن يصيح بدهشة :منذررر ...وقهقه ضاحك غير مستوعب تحول هيئته ووجوده بالمجلس بالأساس ..
سلطان الذي سمع الأسم أطل من الباب ليتأكد من الأمر وأنهى المكالمة مباشرة حين أكتشف وجوده فعلاً ودخل بأندفاع :لو أحتريت كم سنه ياأخوك ليه مستعجل ...!!!!
وبعد سلام حار جداً !!!
سألهم عقاب بأنزعاج :وين أخوانكم ؟
فزاع :محد طايق أحد بتال صايم وأبلشناااا ... وفياض توصخ من البررررر ويبي يتروش ...
توقف حين رأى نظرات والدة المستنكرة على تهكمة ..
لكن ضحكة المنذر أنقذته ...
****
أوصلها لمنزلها هذه المرة أيضاً عبدالله أبن الشيخة .. وكان متفهم معها جيداً حتى يتوقف لتبتاع بعض المواد الغذائية وربما لاتكون متوفرة في المطبخ الرئيسي ..لتعد أفطاره ..
أعدت طعام الأفطار التي حرصت أن يحتوي على ثلاث أطباق شوربة وطبق رئيسي وطبق مقليات مابين السمبوسة والسبرنغ رول كانت قد جهزتها في منزل والدتها وحين وصلت قامت بقليها فقط .. فجميع الرجال يحبونهاا فلا تذكر رمضان مضى ولم يسألها أبناء أخوتها حين يزورونهم أن كان يوجد سمبوسة ...
وبالتأكيد صينية حلا جهزتها من الصباح وأحضرتها معها ..مع القهوة والعصير والماء ..كان السفرة جاهزة ...وصل قبل الأفطار بدقائق ..
وسلم ببرود وأشار لها أن تنزل السفرة التي أعدتها على الطاولة للأرض ...
حدقت فيه بعدم تصديق وحين رأت نظرته الجدية ...أعادة ترتيب كل شيء من جديد على الأرض ..
أنصرف بعد الأفطار مباشرة وكان شبه صامت طوال تناوله الطعام ..ولم تستطيع لومه فقد بدى عليه الأرهاق وكأنه التوقيت الخاطيء لصيام .. حسناً هي لم تجبره .. أليس كذالك ..
هناك أخطاء يجب أن تتحمل عقابها حتى لحظتها الأخيرة ...
ولكنه عاد مساءً في بال رائق للغاية وأخبرها وهو يدندن :العيد عيدك أستكني بهداوة ..هو عيدك أنتي ..أصلاً العيد أنتي ...
وقطع جملته وهو يجلس جوارها ويسحب هاتفها من يدها ويرميه على الطاولة ليسألها بسخريته المعتادة :باقي 58 على عيدي ياجوزاء وأنتي متى عيدك ...
جوزاء وهو تتراجع للخلف من أقترابه الذي لايمكن أن يمر عليها بهدوء :ماأعرف غير عيد المسلمين عيد ..
بتال بأبتسامة رضى:ايه ماتكونين جوزاء لو ماكان هذا ردك وش سويتي بدوني ..
جوزاء بلكاعة :طفشت ماعندي أحد يناقرني ..
بتال وهو يضع ذراعة من خلف كتفيها :يازين اللي يعرفون قدري ويفقدوني .. بس بسألك أنتي يوم تستغبين علي ليه ..
جوزاء :متى أستغبيت عليك ..
بتال يرفع ذقنها لتكون عينها بين عينية :يوم أني شاد حيلي ومرسل لك القصيد وفاضح عمري عند الله وخلقه وتقولين مافهمت ليه ..
جوزاء وعينها بعينة فقدت القدرة على الرد ... حقاً كان على لسانها ألف رد ذكي مخادع مزعج ...ولكن عينيه بنظرتها الودودة سلبتها كل فنونها الكلامية ...
بتال الذي لاحظ أن هناك كلام سيخرج منها ولكنها صمتت وهي تنظر إليه فقط ..كانت نظرة جديدة عليه .. جعلته يسأل بخبث بعد أن فهم ماهيتها : وش رايك نهون عن الثمان وخمسين يوم ونعيد الليلة ..وكل ليلة لين رمضان ..
جوزاء التي أبعدت عينيها عنه لاتعلم كيف أستطاعت الرد ولكن لحسن الحظ دربها جيداً حتى أصبح لسانها قادر على الرد حتى بأصعب اللحظات :ماهو كل ليلة عيد يابتال وإذا على الفرجة كلنا نحب التفرج ماهو بس أنت ..
بتال الذي أستمتع بخجلها وتهربها حتى آخر رمق لقد أستطعمه بداخله: حنا نتفرج لأنه ممنوع اللمــس
يلتقط كفها ويفرد أناملها على صدره :
بس أنتي مسموح لك اللمس .. من راسي لساسي كلي حلالك ..
جوزاء بتكشيرة لاتحب طريقته الفظة التي تحرجها ماهذة الرومانسية الفجة :تقدر تكون ألطف وأرتب بكلامك !!
بتال يعبث بشعرها :أبشري أرجعي رتبيني من جديد على ذوقك حاضرين للحلوين ..
لاحقاً أخبرها أن أخ غائب قد عاد ...
حين كان يتكلم شعرت أن فرحته ناقصة كل مشاعره اليوم بدأت غريبة ومتضاربة ..
حتى أيقنت أن بعض شعوره الذي يحاول إيصاله لها هو تصنع لأبهاج روحة المتألمة ولا تعلم من ماذا ..
****
كانت تجلس بصالتها بلا أي زينه وهي التي لم تكن تخرج من غرفتها إلا وقد كحلت عينيهاا ولونت شفتيهااا ورائحة عطرها يشمها كل من أقبل عليهااا ..
الحسن الذي كان يدخل ويخرج عليها طوال العصر جلس أخيراً ليخبرها بتردد :يمه بقولك شي .. بس لاتحطين الحرة فيني ..
فهدة وهي تمد فنجانها له ليصب لها :وش باقي من مصايب داسينها عني !!
الحسن وهو يصب لها الفنجان وينزله لم يمده لها يخشى أن تسكبه على نفسهااا ويكسب أثم لنقله الخبر لهااا :يمة المنذر وأنتظر حتى لفت أنتبهاها :رجع ...
وبقى يراقب تحول ملامحها من العبوس ولا الأهتمام إلى الضيق والتجهم قبل أن تقول مستنكرة :وهذا اللي مخلي أبوك طول يومه بالمجالس .. ايه جاء ولده وسحب علي أنا وبنتي ومصيبتناااا ..
الحسن وهو مركز على ملامحها :يمه عادي أروح أسلم عليه والا بتزعلين مني ...
فهدة بصيحة أستنكار :وأنتم متى سمعتم شوري بشيء كلكم واحد ماصفى لي منكم غير بتال الله لايخليني منه ...
الحسن الذي أعتبر هذا كأذن بالنسبة له ...أنطلق لصالة القسم الآخر حيث يجلس أخوته فوالده بين الصلاتين بقي بالمسجد ...
دخل بحبور ليتكدر حين لم يجد :وينه ...
ليقول فياض متندراً :تعال سلم علينا زي العرب وبعدها أسأل عن اللي جاي له ...
وبعد أن سلم عليهم جميعاً ...
أخبره فياض بمشاكسة :راح يقلب مجلس خالك على روسهم وبيجي ...يوم أنك أنت وعيال أمك ما سويتوهااا ...
الحسن بتردد وهو يقلب عينية بين أخوته الأكبر سناً :طيب هم وش ذنبهم حامد وماهو معهم ..
فياض وهو يعتدل بجلسته بعد أن كان متكيء :ذنبهم ماربوا ولدهم ...ذنبهم يوم أخذ شيختهم بنت عقااب ماقدروها ... لا تسمع خرابيط أمك ... أنت ولد عقــاب من هو محسن وعياله حتى تحسب لهم حساب ولا تحشمهم ...
بدون نسب أبوي مايسوون التالية من الغنم ...
سلطان بأستهجان:فياض كنك كثرتهااا..
فياض الحانق جداً لأن أبناء فهدة لم يفعلوا شيء من أجل شقيقتهم عودة المنذر جاءت بالوقت المناسب :خله يتعلم يمكن بكرة نرسلة لأحد ثاني بس قبلها يسترجل شوي ويأخذ علمه من راسه ماهو من شور الحريم ...
****
دخل منزل خاله الذي يعرفه جيداً ووصلته أصواتهم قادمه من المجلس الشتــوي ...
أقترب ليجدهم هناك فعلاً أكبرهم عواد ...خاله لم يكن متواجد وقفوا بترحيب له ولكن تجاهلهم وهو يقلب نظراته بينهم وكل من رآها عرف أنه لم يأتي لسلام أو مودة قبل أن يقول متقززاً :أخوكم الصياحة وينه يومه ماهو قد نسبنااا يبلشنا بعمره ليه ...!!
سمع منهم عدة عبارات مهدئة وتذكير له بالقرابة ...
ولكنه نسفها كلها بقوله :أسمعوني عاد وصلوها لأبوكم مجالس عقاب بن نايف وعياله من بعد اليوم تعذركم ماأنتم كفواً تدخلونها ولاتشربون من فناجيلهاااا ..
وحين سمع عواد يسأله مستنكراً :هالكلام علينا ياولد عمتي ...
ليبصق منذر عن يمينة وسط مجلسهم بكل حقارة : ماني ولد عمتك أنا ولد عقاب بن نااايف ...
وتركهم خلفه وخرج ...
وهم يمسكون أحد أخوتهم الأصغر سناً من ألتقط سلاح كان يعمل على تنظيفة يريد اللحاق به وقتله على أهانتة لمجـــلسهم وبصقة داخله ...
.
.
لاغيرتك الليالي يالرفيق القريب
‏ترا الليالي بغت فينا لكن ما قوت
الماضي *
وقفت تتنصت على الحديث الدائر بين والدتها وأخيها
لأنه تم جمع أسمها مع آخر لم يعد من المفترض أن تجمعهم أي عبارة ...
سعد يبرر لنفسه بعد أن حاصرته والدته :قلت لتس مفلس مطفرة ماعندي اللي أشتري فيه الكسوة لبناتي
من كثر ماضيقتوا علي بالقروض ...خذ قرض لفلان بيشتري سيارة ..خذ قرض لعلانه بنسوي لهااا عرس
وماكملت مع جوزهااا سنة ورايحه تطلب الطلاق بالمحاكم ...
والرجال يبي حقه من وين أجيب لكم ستين ألف عايش على بنك أناااا ...
أم سعد بغيض لاحدود له :تروح تأخذ من اللي طلقهااا ترخص أختك بعينة ...
سعد :يمه أبوهجرس رجال أجودي وماعنده هالحركااات ...
ولا سألني يوم طلبتها لويش ...أنا الغلطان اللي قلت لتس رغبته بردتها لاتطلقت رسمي...
أم سعد :أنت ماقلت بس يمدي أخته قايله لي ..ولا وش دراه أنها بتتطلق ..وبنتي ماهي راجعة له لو مابقى من الرياجيل على وجه الأرض غيره ..
ياحسرتي على بنتي يوم أني أسوي كل شيء عشان أرفعهااا بنظر الناس وأنت بسوياااك تطيحهااا
سعد :جوزتيها وسوينها لها عرس وآخرتها وش هجت من الرجاال .. فضحتنااا فيه ..وكل الناس دارية بقضايها بالمحاكم ..
غادة التي لم تعتد تحتمل أكثر دخلت بعصبية :ماقصرت ياأبو يارا وفلوسك اللي تسلفتها عشان تطلقني بردهااا لك لو أشحدهاااا
سعد الذي لم يريدها أن تعلم تأفف من الموقف :يابنت الحلال أنا أشرح موقفي أفهموني عااااد ...
جلست وهي تحاول كبح أعصابها فسعد طيب ولكنه لايجيد التصرف فهو الوحيد من أخوتها الذي يقف معها دائماً :تروح تأخذهااا منه مالقيت إلا هووو لو دريت أن هذا اللي بتسوية كان أنثبرت مع الثاني ولاتعرضت لها الأهانات اللي تعاملوني فيها ...
سعد بضيق :أهانة أنا مارحت له إلا يوم حدتني الدنيااا عليه
وماقلت له وش أبغى الفلوس فيه أفهموووني ..
غادة أنا أنصهر من معرفتي أنه سبب فكاكي من آخر :يكفي أنا أدري أنها منه
وهذا يقهرني أكثر وأكثر ...
من اليوم بتوظف بأي شي يقبل فيني وأنت مالك كلمة علي عشان ماأبلشك بمصاريفي وتروح تسلف من اللي يسوى واللي مايسوى ...
كل شي وله نهاية إلا أنت من بديتك ماقدرت أنتهيك .××
*الحــاضر*
بالخارج
وقف فياض يشاهدهم قد بدأوا أقترب ليأخذ دوره ...
فياض بغرور:اخص عليكم ماأحد جابها ...أنا بتواضع هالمرة بجيبها بيساري ..
سلطان بأنزعاج :خلنا من خبالك اللعب على اليمين ..
فياض بعنجهية :يارجال والله لأجيبها لو بيساري ..
وبكل غرور رفع السلاح ليصوب على الشارة برصاصه .. ولكنها أنطلقت لتصيب الجدي الذي قد ربطوه جوار الشجرة
وتقتله ...
سلطان بصدمة :الله لايوفق أبليسك كانك شر من يومك ...
تراكض بقية المتواجديين للجدي لتذكيته قبل أن يموت ..
ولكن وجدوا الرصاصة قد أصابته مع رأسه ومات ...
وتحت أنظارهم المتهمة بحرمانهم من وجبة عشائهم ..
رمى السلاح على الأرض وهو يقول :البلى بسلاحكم ماوزنتوه زين ...
قبل أن يدخل على بتال النائم ويلتقط مفاتيح سيارته ...
وينادي فزاع :ياولد أمش بنروح ندور لهم طلي لعشاهم ولاتعشوني ...
وبعد أن قطعوا مسافة لابأس فيها وجدوا أحد رعاة الأغنام ساوموه على حلاله ولكنه رفض بيعهم ...
فياض لأخيه :اخص مايبي يبيعنااا ..
فزاع بشماته:من شاف وجهك قال لااا ..
فياض بشك :ليه وش فيه وجهي ..
فزاع وهو يعيد النظر لفياض بنظارته الشمسية العاكسة:يقول حرام بهالحضري حلالي ...
فياض :أنا أخو ليلى ..
فزاع بأستمتاع بأحباطة :شفت حتى تعزويك حضري ...فيه بدوي أخو ليلى ..
فياض يتجاهله حين وجد صاحب حلال آخر :لا هذا أجودي بيبيعنااا :سلام عليكم .. بكم الطلي ..
والآخر رد سلامه وهز كفه علامة الرفض ...
فياض وهو يرفع النافذة :والله الرياجيل مايبون يبيعونا هم وش ماسكين علينااا...
فزاع :كله من نظارتك ..
فياض الذي شك بنفسه أنزل نظارته ...
ليتولى الحديث هذه المرة فزاع الذي أنزل النافذة من جهته:السلام عليكم ..ماشاءالله وش هالحلال الطيب ..أنتم من هنيااا ..
وأخذ يتحدث مع الراعي ..حتى باعه الخـروف المطلوب ..
تحت ذهول فياض الذي لم يصدق أن بأمكان أحد تجاهله وتقديم فزاع عليه ...
وطوال رحلة العودة وهو يكرر مذهول كيف تجاهلوني وباعوك ...
فزاع :اييه فياض تحسب الدبلوماسية ورفعت الحاجب ولاضحكة سنونك البيضاء تقنعهم ... ذولي رياجيل يحبون البدوي مثلهم وشرواهم ...
فياض بأستنكار من ثقة فزاع :عسى ماهو أنت
فزاع :ليه وش ناقصني ..!!!
فياض بسخرية لاذعة :ناقصك يوم تضحك على سنوني الطبيعية وأنت سنونك مزيفة بعشرة آلاف ..

قد يعجبك أيضاً
الكارمــا بقلم Aya_alsabri9
الكارمــا
3.5M
172K
وَدُون أن أَدرِي ، كُنْت أَهوَى بِـ كلمَتي لِنَفس اَلموْضِع اَلذِي هوى إِلَيه إِبْليس حِين رأى أَنَّـه خَيْر مِن آدم . لا احـلل اخذ الروايـه ونشرهـا وغيـر مبـري الذمـه...
يا صُدفتي النادرة وياهلاك البشر  بقلم rwaiara
يا صُدفتي النادرة وياهلاك البشر
101K
2.8K
اهلًا بكم جميعًا ، بروايتي و اعزوفتي الثـانية .. - ( يا صُدفتي النادرة وياهلاك البشر ) ( الرواية باللهجة العامية) نبذة الرواية : عداوة تتوالد عبر السنين بين شعوب قريتين...
من متى و الغصـن يختـار الطيـور..!! بقلم Nis2reen_
من متى و الغصـن يختـار الطيـور..!!
375K
6.2K
تساؤل واقعي مكتوب من خيال كاتبه، رسمت احداثها في قمم جبال الجنوب السعودي البارده..حياه اخرى عادات باقيه منذ مئات السنين لم تغيرها دواليب المدنيه الحديثه.. تتضمن قصة حرب...
رواية جفاف وردة بيضاء  بقلم novel_6ea3
رواية جفاف وردة بيضاء
17.2K
705
رواية جفاف وردة بيضاء في رُكن الذكريات.. للكاتبة ضَياع، تدور احداث الرواية عن الفتاة اريان مجهولة النسب التي تعيش مع عائلة ال صايل بعد ان وجدوها على عتبة بابهم. - والف...
الطبقة الآرستقراطية (صرخات انثى)  بقلم QueenAyamohamed
الطبقة الآرستقراطية (صرخات انثى)
697K
49.6K
الجروح أدمت قلوبهن ومازالت كلًا منهن تحارب للبقاء، مذاق الألم لا يفارق حلقهن، جروحهن متشابهة ولكن لكلًا منهن حكاية خاصة هي ضحيتها، الأولى نهشتها الذئاب البشرية وتركتها...
أسيرة القيصر بقلم user01665995
أسيرة القيصر
3.7M
68.8K
انتقام أعمي من أجل إخوة يودى الى هلاك فتاة يستحي إبليس من النظر إليها
بين نبضة قلب وأخرى بقلم Bellaa71
بين نبضة قلب وأخرى
41K
491
الكاتبة: أغاني الشتاء
××ياخوي يهمني همّك و أحاتي محاتاك أنا معك في كل فرحك وهمك لا خان وقتك و أقرب الناس خلاك بتلقاني أقرب من وريدك لدمك ××
***
ليلاً بسمـرة حول النـار ..طلبوا من فياض كالعادة قصيدة ..
فياض وهو يدير سبحته بين يديه بتفكير قبل أن يعتدل بجلسته ..
قبل أن يسأله أحدهم بحماس :هاه أصور ..مسموح ..
فأشار له فياض بعلامة الموافقة :رووح ..
فياض بأستمتاع: لا تسألوني ليه أنا..عاشق خزامى مستهام
ماأن قالها حتى علق بتال الذي أعتاد من فياض أن يحرجة فأراد إعادة الأحراج له بطريقة غير واضحة ولن يفهمها سوى أخوته :اييه الله الله عاشق خزامة أنا أنشهد رووح ..
فياض يكبح أبتسامته المتلاعبة وهو يعود للقصيدة مرة أخرى وكأن بتال لم يقاطعه :
لا تسألوني ليه أنا..عاشق خزامى مستهام
إذا عرفتوني أنا..تدرون وش سر الغرام
أصلي أنا بيتي شعر..و البر هو ديرة هلي
فرشي ثرى و سقفي سما..و ترابها غالي علي
اشفق على خزة ظبي..في طعس من فوق الغدير
و مشاهدة سرب القطا..من روض للثاني يطير
الله على شمس المغيب..و الليل إلى نسنس هواه
الضّو تقدح بالجمر والنجم يقدح في سماه
سلطان الذي كان يشرب من شاي الجمر ..ويعبث في الرمال ..كان يستمع لفياض ويهز رأسه بأستنكار منه ..ساعه عاشق خزامى ..وساعة لأريدهاا عيونها ملونة .. ولكنها أصبحت زوجتك رغماً عنك وستبقى ...
فسعيد أنك تقبلتهــا ..
ماأن فرغت السهرة وبدأوا بالتفرق أشار لرفيق الذي صور وأخبره أن يقترب منه..
وهو يجلس على قدم قربه :أمرني ياأبو هجرس ..
سلطان بحذر حتى لايصل صوته لفياض ويغضب كعادته حين يتدخل أحد بشئونه :ماعليك أمر وأنا أخوك أمسح الفيديو اللي صورته لفياض ..ادري أنه سمحلك بس لي أسبابي ..
هز الرفيق رأسه بتفهم وحذف الفيديو :زين أنك قلتي لي اللحين ..قبل ماأرسله للقروب ..هذا هو وحذفناااه ..
سلطان :بيض الله وجهك ..ولو سألك فياض ..
قاطعه ذاك :بقول حذفته بالخطأ ..لاتحط في بالك ..
وبقي مكانه ويفكر بالأسباب التي دفعته لذاك هذا أحد الأسباب التي تجعله رائع في عيونهن ...
يقول القصيد ويتباهى ..وهو يرتدي ثوب العاشق ..
فيصبح بالصورة الرومانسي المبهـــر ..
سيتداول الفيديو ويصل لهذة وتلك وتشتعل الغيرة والحسد بالقلوب ..
دعونا نطفيء الشرر قبل أن يشتعل ناراً ..
××غريب في طبعه وفكره ومجراه كنه تنقّى في الطبوع وخذاها ××
*****
نزلت بضجر لما جعلها الجميع تنام لهذة الساعة المتأخرة ...
لقد نام الكل بلا أستثناء حتى آخر رسالة من يارا تخبرها أنها قد طلبت حلا من محلهم المفضل وتركته لها بثلاجة الحلا لتتناولة قبل أن تقضي عليه العاملات ...فعندما يصحون نهاراً يتناولون مايجدون فلا أحد يتناول طعام الأمس ...
دخلت المطبخ لتتراجع بجزع ...وتكتم صرختها
من بالمطبخ !!!
هناك رجل بمطبخهم لايرتدي الثوب كما من المفترض أن يكون عليه لو كان أحد أخوتها... قد فتح صحن الحلا ويتناول منه بكل وقاحة ...
شخص طويل بمنكبين عريضين وشعر أجعد طويل ربطه خلف عنقه وووصاحت بفرح :منذذذذررررر ...
ألتفت لها بفزع من صرختها قبل أن يتحول وجهه لسخرية المقيته :ليلة ماتجوزتي للحين في بيتنااااا ...
ليلى بضحكة مجنونة :رجعت امبسوبل وش يقولون بالأنقليزي يو ار باككك 5 سنين ياخايس يمه ماعرفتك شعرررررك يعععععع ...
المنذر يتأملها بحنين قبل أن يرمي ملعقته ويقترب ليسلم عليهاااا وهي بين لحضة وأخرى تقهقه بسعااادة ...
ماهذة الليلة الغريبة حين أعتقدت أنها ستكون مملة
وجدت فيها قنبلة من الحماس ...
ليلى تتراجع للخلف وتعود لتأمله :يمه من جد نسيت شكلك ...ليش ماترد علي يوم أدق عليك ..
المنذر يعود لصحن الحلا بدأت الأسئلة التي لايستسيغها :ماأرد على أحد إلا أبوي ...
وإذا فاضي سولفت بقروب العيال ...
ليلى تسحب كرسي وتجلس عليه وهي تتأمله غير مصدقة :يمة خمس سنين متخيل أنت كنت دوبي داخله الكلية يوم أنت سافرت واللحين تخرجت ...
بصراحة كنت بديت أشك أنك مقبوض عليك زي اللي يقبضون عليهم من العرب والمسلمين وحاطينك بالسجن !!!
المنذر بتكشيرة :تفاولين علي أنتي ...
ليلى تضرب على جبينهااا :صح خبلة وش فيني ماأدري وش أقول توي صحيت مو مركزة ..
هزت رأسها بأستفاهم :أحد يدري أنك جااي ..
المنذر :بالضبط لااا بس أبوي قايله بنزل بأجازة رأس سنه عندهم ..ماأتوقع أبوي فاهم التوقيت بالضبط ..
ليلى بضحكة :يعني أنا أول وحدة شفتك وااااو حدث حصري فزت فيه كالعادة ...
أخبرته مستدركة :أنتبه وأنت تمشى بالبيت ترى صار أحداث كثير من بعدك ...اخوانك كلهم تزوجوا ..فزاع ..بتال أخذ الثانية وحتى الحكم ...
المنذر بتهكم :بالله مبروك ...
ليلى بأحباط :تدري صح !!!كل شيء تعرفه بس حنا مانعرف عنك ولاشيء !!!
المنذر :أسمعي دبريلي مكان أنام فيه ..
ليلى بصدمة مع أزمة الغرف عاد ليطالب المنذر بغرفة :من وين ياحسرة صادق .. من جدك الأجنحة اللي كان فيها أكثر من غرفة تزوجوا فيها أخوانك بعضها مسكره بس مامنها فايدة لأن حريمهم ماراح يكونوا معك بنفس الجناح ...والغرفة اللي عندي فيها يارا ...لحضة صح ...
غرفة فاطمة ... أقصد جناح فياض اللي تحت كانت فيه فاطمة يوم تهاوشت مع سعد بس خلاص رجعت له ...
المنذر متجاهلاً ثرثرتها الطويلة :يعني النتيجة لي مكان أو لاا..
ليلى وهي تربت على أعلى صدرها :ولو خل هالموضوع علي .. ثواني وأضبط لك الغرفة وتذكر ..أنا حتى فياض مارتبت غرفته أكذب عليه أقول أنا اللي رتبتها وأنا أخلي الشغالات يرتبونهااا بس أنت بضبط لك الغرفة بنفسي ..
خرجت ...
تاركته خلفهااا ..
لتنمحي أبتسامة المجاملة عن وجهه حقاً لايستطيع مجاراتها بالحديث ...صداعة يفتك فيه ولايشعر بأي راحة بهذا المكان ...
عاد فقط من أجل أبيه الذي سأله بأخر مكالمة ...هل ستعود لتأخذ عزاي ..إذا ستنتظر لتلك اللحضة فأنا أعفيك من تلك العودة ...
كان حديثه موجع جداً ....أجل والده لايستحق هذا الجفاء من جهته ...لقد فعل كل مايستطيع من أجله ...ولكن العطب الذي فيه
لم يكن أي شيء سيجبره ..
هل يوجد جبر لنفور بين الأبن وأمه ...
××شفت عينك تطلب الفرقا وغبت وانت تدري ماارفض لعينك طلب .××
ماأن ألتقط هاتفه الشبكة حتى أنفجر هاتفه بالرسائل وكان أغلبها من أرقام مختلفة ولكن متكررة ..
بالتأكيد هجرس من غيره ... هو فقط لايفهم من الذي يعطيه هاتفه ليتصل ...
فقط لو ينقطع عن العالم الخارجي ويعيش عقابه بهدوء ليتهذب
رن هاتفه برقم بلاأسم ليردد بأنزعاج :نعم .. هلااا وشلوني طيب ماعلي عايش .. ليه وش فيك ... من قالك ... رد علي زي الخلق ..من اللي قالك هالكلام .. وش هو والله أنك بلوة ... هجرس أعقل فكني من الفضايح بس خلاص سودت وجهي حتى الوراعين لاحقتهم ....لاحووول ..بزوجك بزوجك ... تبغى نغصب البنت عليك... ولاتزوجها وهي راضية وترقص ومبسوطة ....
أسمع كلامي وتضبط أمورك ...ألعب بذيلك من وراي وبتخرب كل شيء ...أسمع البنت لاعاد تكلمها لاتفضحني بأهلهااا ...
ولاعاد تكلمني أنا أجيك وقت الزيارة المكالمات مالها داعي ...
أبيك تهذب بالسجن ...أبيك تعقلل تغدي رجااال ...
لو أنك رجال مارحت تهرج الورعان تأخذ العلوم منهم ...
أسمع ماأبي كلمة زياادة هالسالفة أقطعهااا .. مع السلامة وأغلق هاتفه ...
فزاع :وش فيك مستلج ...
سلطان وهو يفتح مقدمة ثوبة :رفع ضغطي ...
فزاع :هجرس اللي يكلمك ..
سلطان بنظرة أستصغار :ياخوك فيك قل صح أجل من بيكون غيره ...
فزاع بتسامح للهجة سلطان الغاضبة :كنت راقد وصحيت على نص الهرجة بس شكيت أنه هووو ...
سلطان بفضفضة :هو ماهان عليه أستانس هاليومين دق على طول ينكد علي بعلومه ...
فزاع :يابن الحلال لاتظلمه هو بعد اللي فيه كافية بالسجن والنفوس الثقيلة وهو روحه حره يحب الدجة بالبران واللحين محبوس مايقدر يتنفس الهواء الطبيعي ...
سلطان يفرق ذقنة بعصبية :وأنا هذا اللي قاهرني أنا خايف ينفجر وتطيح على راسي ..والربع ماهم مريحيني مابردوا خاطري بالرد..
فزاع الذي فهمه مقصده بسهولة :وهو يومه علق على البنت الله ماخلق غيرها ..
سلطان بتهكم :عادي هذي وراثة فيكم ترثونه جد عن جد ماترفضكم وحدة تنشبون لها مية سنة قدام ...
××لو كل البشر على قربك تعارضني
انشهد اني خسرت الكل من شانك .××
****
أستيقظ بعد العصر .. قابل والده فجراً .. وكانت مقابلة مليئة بالمشاعر ... ليلى التي تجلس على نار تريد أن ترى صدمة والدتها بحضورة ...صمتت حين رأته مقبل للحضة لم تتعرف عليه بعد أن أرتدى ثيابه ...كلاً لم يكن ملك له بالتأكيد من دولاب فياض .. ومن ملابسه القديمة ليست الحديثه لأنه أصبح أنحل بالفترة الأخيرة ..
شعاع تغطي وجهها بصدمة قبل أن تفتحها لتتأكد أن نظرها لم يخذلها ...لتعود لتغطيته وتنفجر بالبكاء :يالله لك الحمد اللي قريت عيني بشوفته قبل لأموووووت ..وينك ياوليدي وينك ليه خليتناااا والله أن قلبي عليك مثل الجمر ...
منذر الذي أنكب يسلم عليهاا ويقبل يديها ورأسها :والله مارجعني غير شوفتس ...وأنفطر قلبي عليهااا ..
بعد دقائق سألته بصوتها المتهدج من الحزن :ياوليدي مريت أمك سلمت عليها ...
ليلى مقاطعة بصوت عالي :يمه بالله عليك لاترمينه للفخ ...عمتي هايجة عشان بنتهااا لاتضغطين عليه يروح لها وتحط الحرة فيه ...
المنذر الذي أتكيء جوار خالته :بمرها ياخاله ماني ناسيها بمرها ..
وسأل ليلى :وش فيها بنتها !!!
ليلى بتكشيرة :طلقها الخايس !!!
المنذر بأنزعاج :وش هووو!!!
ليلى :والله هذا اللي صار مالت عليه ماعليه حسايف ...أصلاً ماهمها ...
رن هاتف شعاع وحين ردت كان عقاب أنهت المكالمة معه وأخبرته :ياوليدي أبوك بالمجلس يقول كانه صحى خله يجيني ...
المنذر يعود لينسف شماغه ويقف مودعاً..
لتخبرة ليلى ساخرة :بطلوا حركة العرابجة ألبس الشماغ مثل الخلق ...
ولكنه تجاهلها وخرج ...
ليلى بأستنكار :سبحان الله وين راح المنذر الذي ضحكته من الأذن للأذن صار بارد ومكشر ...
××يا نفسي مْن الضيق صدي.. وسمي
وقولي لهم.. لاقالوا الناس للناس
أنا لي الله.. لاتشيلون همي
وللعين دمعتها.. وللضيقه أنفاس××
من جهته حين خرج متوجه للمجلس تفاجيء بسيارة ليست لهم بالتأكيد أقتربت حتى توقفت أمام البيت مباشرة..
ونزلت منها إمراءة لم يهتم لأمرها لكن الشاب الصغير الذي نزل
ليساعدها بأنزال أكياس مشتريات
لابد أن يلفت أنتباهه ..!!
ماهذة الأشكال متى ظهروا بحياتناا !!..
تجاهله بدون سلام حتى وتوجه للمجلس الخارجي حيث ينتظر والده ..توقف قبل الدخول للمجلس ولف شماغه بشكل عشوائي على أعلى رأسه ومغطي أسفل شعره ...
كان بالمجلس عدة ضيوف مع والده سلم عليهم وأخذ القهوة من القهوجي الأجنبي وبدأ يصبها لهم ...
هل تحولت أمور القصر لدرجة أن يصب الأجنبي القهوة في مجلس والده !!!
بعد أن أنصرف الضيوف الذي جاؤوا لحاجة وتم قضائها قبل المغرب بقليل ...
دخل سلطان وفزاع ...
الأول كان منشغل بمكالمة تلكأ عند الباب حتى يفرغ منها
قبل أن يدخل لمقابلة والده بطريقة جيدة ...
أما فزاع أندفع للداخل وحين رأي أبتسامة والده رداً على سلامه ...
عاد لينظر لشخص جواره لقد ظن للحضة أنه فياض بكل غباء ..
لقد وصلنا قبل وصوله ..عاد ينظر إليه ..
قبل أن يصيح بدهشة :منذررر ...وقهقه ضاحك غير مستوعب تحول هيئته ووجوده بالمجلس بالأساس ..
سلطان الذي سمع الأسم أطل مع الباب ليتأكد من الأمر وأنهى المكالمة مباشرة حين أكتشف وجوده فعلاً ودخل بأندفاع :لو أحتريت كم سنه ياأخوك ليه مستعجل ...!!!!
وبعد سلام حار جداً !!!
سألهم عقاب بأنزعاج :وين أخوانكم ...
فزاع :محد طايق أحد بتال صايم وأبلشناااا ... وفياض توصخ من البررررر ويبي يتروش ...
توقف حين رأى نظرات والدة المستنكرة على تهكمة ..
لكن ضحكة المنذر أنقذته ...
اتخيّل رجوع الحاجة المستحيلة
واتنفس هواها كل ماضاق بالي .
****
أوصلها لمنزلها هذه المرة أيضاً عبدالله أبن الشيخة .. وكان متفهم معها جيداً حتى يتوقف لتبتاع بعض المواد الغذائية وربما لاتكون متوفرة في المطبخ الرئيسي ..لتعد أفطاره ..
أعدت طعام الأفطار التي حرصت أن يحتوي على ثلاث أطباق شوربة وطبق رئيسي وطبق مقليات مابين السمبوسة والسبرنغ رول كانت قد جهزتها في منزل والدتها وحين وصلت قامت بقليها فقط .. فجميع الرجال يحبونهاا فلاتذكر رمضان مضى ولم يسألها أبناء أخوتها حين يزورونهم أن كان يوجد سمبوسة ...
وبالتأكيد صينية حلا جهزتها من الصباح وأحضرتها معها ..مع القهوة والعصير والماء ..كان السفرة جاهزة ...وصل قبل الأفطار بدقائق ..
وسلم ببرود وأشار لها أن تنزل السفرة التي أعدتها على الطاولة للأرض ...
حدقت فيه بعدم تصديق وحين رأت نظرته الجدية ...أعادة ترتيب كل شيء من جديد على الأرض ..
أنصرف بعد الأفطار مباشرة وكان شبه صامت طوال تناوله الطعام ..ولم تستطيع لومه فقد بدى عليه الأرهاق وكأنه التوقيت الخاطيء لصيام .. حسناً هي لم تجبره .. أليس كذالك ..
هناك أخطاء يجب أن تتحمل عقابها حتى لحضتها الأخيرة ...
ولكنها عاد مساءً في بال رائق للغاية وأخبرها وهو يدندن :العيد عيدك أستكني بهداوة ..هو عيدك أنتي ..أصلاً العيد أنتي ...
وقطع جملته وهو يجلس جوارها ويسحب هاتفها من يدها ويرميه على الطاولة ليسألها بسخريته المعتادة :باقي 58 على عيدي ياجوزاء وأنتي متى عيدتس ...
جوزاء وهو تتراجع للخلف من أقترابه الذي لايمكن أن يمر عليها بهدوء :ماأعرف غير عيد المسلمين عيد ..
بتال بأبتسامة رضى:ايه ماتكونين جوزاء لو ماكان هذا ردتس ..
وش سويتي بدوني ..
جوزاء بلكاعة :طفشت ماعندي أحد يناقرني ..
بتال وهو يضع ذراعة من خلف كتفيها :يازين اللي يعرفون قدري ويفقدوني .. بس بسألتس أنتي يوم تستغبين علي ليه ..
جوزاء :متى أستغبيت عليك ..
بتال يرفع ذقنها لتكون عينها بين عينية :يوم أني شاد حيلي ومرسل لتس القصيد وفاضحني عمري عند الله وخلقه وتقولين مافهمت ليه ..
جوزاء وعينها بعينة فقدت القدرة على الرد ... حقاً كان على لسانها ألف رد ذكي مخادع مزعج ...ولكن عينية بنظرتها الودودة سلبتها كل فنونها الكلامية ...
بتال الذي لاحظ أن هناك كلام سيخرج منها ولكنها صمتت وهي تنظر إليه فقط ..كانت نظرة جديدة عليه .. جعلته يسأل بخبث بعد أن فهم ماهيتها :وش رايتس نهون عن الثمان وخمسين يوم ونعيد الليلة ..وكل ليلة لين رمضان ..
جوزاء التي أبعدت عينيها عنه لاتعلم كيف أستطاعة الرد ولكن لحسن الحظ دربها جيداً حتى أصبح لسانها قادر على الرد حتى بأصعب اللحضات :ماهو كل ليلة عيد يابتال ..
وإذا على الفرجة كلنا نحب التفرج ماهو بس أنت ..
بتال الذي أستمتع بخجلها وتهربها حتى آخر رمق لقد أستطعمه بداخله: حنا نتفرج لأنه ممنوع اللمــس
يلتقط كفها ويفرد أناملها على صدره :
بس أنتي مسموح لتس اللمس .. من راسي لساسي كلي حلالتس ..
جوزاء بتكشيرة لاتحب طريقته الفظة التي تحرجها ماهذة الرومانسية الفجة :تقدر تكون ألطف وأرتب بكلامك !!
بتال يعبث بشعرها :أبشري أرجعي رتبيني من جديد على ذوقتس حاضرين للحلوين ..
لاحقاً أخبرها أن أخ غائب قد عاد ...
حين كان يتكلم شعرت أن فرحته ناقصة
كل مشاعره اليوم بدأت غريبة ومتضاربة ..
حتى أيقنت أن بعض شعوره الذي يحول إيصاله لها
هو تصنع لأبهاج روحة المتألمة
ولاتعلم من ماذا ..
××ليتك تحس بشعوري قبل تشره علي أي كلمه ماتطمِن ماعاد أحتاجها××
****
كانت تجلس بصالتها بلا أي زينه وهي التي لم تكن تخرج من غرفتها إلا وقد كحلت عينيهاا ولونت شفتيهااا ورائحة عطرها يشمها كل من أقبل عليهااا ..
الحسن الذي كان يدخل ويخرج عليها طوال العصر جلس أخيراً ليخبرها بتردد :يمه بقولتس شي .. بس لاتحطين الحرة فيني ..
فهدة وهي تمد فنجانها له ليصب لها :وش باقي من مصايب داسينها عني !!
الحسن وهو يصب لها الفنجان وينزله لم يمده لها يخشى أن تسكبه على نفسهااا ويكسب أثم لنقله الخبر لهااا :يمة المنذر وأنتظر حتى لفت أنتبهاها :رجع ...
وبقى يراقب تحول ملامحها من العبوس ولا الأهتمام إلا الضيق والتجهم قبل أن تقول مستنكرة :وهذا اللي مخلي أبوك طول يومه بالمجالس .. ايه جاء ولده وسحب علي أنا وبنتي ومصيبتناااا ..
الحسن وهو مركز على ملامحها :يمه عادي أروح أسلم عليه ولا بتزعلين مني ...
فهدة بصيحة أستنكار :وأنتم متى سمعتم شوري بشيء كلكم واحد ماصفى لي منكم غير بتال الله لايخليني منه ...
الحسن الذي أعتبر هذا كأذن بالنسبة له ...أنطلق لصالة القسم الآخر حيث يجلس أخوته فوالده بين الصلاتين بقي بالمسجد ...
دخل بحبور ليتكدر حين لم يجد :وينه ...
ليقول فياض متندراً :تعال سلم علينا زي العرب وبعدها أسأل عن اللي جاي له ...
وبعد أن سلم عليهم جميعاً ...
أخبره فياض بمشاكسة :راح يقلب مجلس خالك على روسهم وبيجي ...يوم أنك أنت وعيال أمك ماسويتوهااا ...
الحسن بتردد وهو يقلب عينية بين أخوته الأكبر سناً :طيب هم وش ذنبهم حامد وماهو معهم ..
فياض وهو يعتدل بجلسته بعد أن كان متكيء :ذنبهم ماربوا ولدهم ...ذنبهم يوم أخذ شيختهم بنت عقااب ماقدروها ...
لاتسمع خرابيط أمك ... أنت ولد عقــاب من هو محسن وعياله حتى تحسب لهم حساب ولاتحشمهم ...
بدون نسب أبوي مايسوون التالية من الغنم ...
سلطان بأستهجان:فياض كنك كثرتهااا..
فياض الحانق جداً لأن أبناء فهدة لم يفعلوا شيء من أجل شقيقتهم عودة المنذر جاءت بالوقت المناسب :خله يتعلم يمكن بكرة نرسلة لأحد ثاني بس قبلها يسترجل شوي ويأخذ علمه من راسه ماهو من شور الحريم ...
1
××العزم خلّه قوي والراس خلّه عنيييد والحاجه اللي تجي في خاطرك سوّها .××
****
دخل منزل خاله الذي يعرفه جيداً ووصلته أصواتهم قادمه من المجلس الشتــوي ...
أقترب ليجدهم هناك فعلاً أكبرهم عواد ...خاله لم يكن متواجد وقفوا بترحيب له ولكن تجاهلهم وهو يقلب نظراته بينهم وكل من رآها عرف أنه لم يأتي لسلام أو مودة قبل أن يقول متقززاً :أخوكم الصياحة وينه !!!!
يومه ماهو قد نسبنااا يبلشنا بعمره ليه ...!!
سمع منهم عدة عبارات مهدئة وتذكير له بالقرابة ...
ولكنه نسفها كلها بقوله :أسمعوني عاد وصلوها لأبوكم مجالس عقاب بن نايف وعياله من بعد اليوم تعذركم !!!
ماأنتم كفواً تدخلونها ولاتشربون من فناجيلهاااا ..
وحين سمع عواد يسأله مستنكراً :هالكلام علينا ياولد عمتي ...
ليبصق منذر عن يمينة وسط مجلسهم بكل حقارة :ماني ولد عمتك أنا ولد عقاب بن نااايف ...
وتركهم خلفه وخرج ...
وهم يمسكون أحد أخوتهم الأصغر سناً من ألتقط سلاح كان يعمل على تنظيفة يريد اللحاق به وقتله على أهانتة لمجـــلسهم وبصقة داخله ...
××من عز نفسه ما يذلونه الناس ومن ذل نفسه لا يدور معزه .××
****
كانت تجلس على أثر الخبر الذي نقله لها الحسن وهي لاتجد بقلبها أي ذرة فرح أو شعور طبيعي لعودة أبنهاااا ...
ليصلها أتصال من عواد لم تكن سترد ولكن أرادت أن تسمعه عدة كلمات بالعظم ولكنه هاجمها قائلاً :السلام ياعمة ...
والظاهر أنه آخر سلام بيناااا...
فهدة بتكشيرة :انت ماتستحي يوم بعد سوياكم داق تهددني ..
عواد يكبح حنقه :شوفي ياعمة أنا عارف أن مالتس كلمة على ولدتس تربية الغرب بس تبقين أمه أمسكيه عنا ترى إذا هو مجنون عندنا مجنن أكثر منه وكانتس ماتبين تبكينة فكينااا من شره ...والله ياليوم صبرت صبر أيوب وهو جاي يتفل في مجلس أبوي ويمشــي ...
فهدة بذعر من تخيل الموقف :وش هووو أنت وش تقول ..
عواد ينهي المكالمة :قلت اللي تسمعينه ردي ولدتس عنااا خلاص نسب وأنتهى ماله داعي كل هالهوالة ..
فهدة التي كادت تحطم الهاتف في يدهاااا وقد فهمت أي أبن المذكور ...ومن حرضة لن يكون أمره مجهول
ولكن لاتجد حتى فيها طاقة الذهاب لمعاتبتهم ...
هي حانقة على تصرفه المهين لأخيها العجوز
ولكن الكسر الذي أصابها منهم يجعلهاا
غير قادرة على الدفاع عنهم ...
وكأن لسان حالها يقول نار ولتأكل بعضهااا ...
فقط أرسلت لبتال رسالة صوتيه تخبره أن يحذر أخيه من المساس بكرامة أخيها وأبنائه ...
ولكن بتال أستمع لرسالة ولم يرد ..
ربما هو من المشجعين له ..
لقد أنفلت الجميع من سيطرتهااا كل شيء أصبح من سيء لأسوأ ...
××ليلة البارح تجدد من الذكرى جروح والجروح السابقه في خفوقي ما برت .××
****
بتال الذي نزل بعد رسالة والدته ليجدهم على نفس الجلسة وأنضم إليهم المنذر الذي سلم عليه سابقاً سأله بهدوء :وش مسوي أنت!!!
المنذر ببرود :سويت اللي ماسويتوه ...
بتال وهو يجلس بكل بهدوء :وليه عاجزين عنها ولانروح نتشحدهم تكفون لاتطلقون أختنااا ... أسماء ماينقصها طلاقه منه ..لكن التصرفات هذي هي اللي تنقصهااا ...
فياض بأندفاع :أنت ماأنت داري عن شي .. راقد بالعسل من يومك ...
تدري كم مرة أتصلت أختك تستفزعني على جوزهااا مافزعتك ليه يابتااال ...عشان هذا ... ولاهي أكثرة وحدة تبي تشوف سوات أخوانها باللي طلقها وأهانهااا ...
بتال يهز رأسه بأستنكار :عمرنا ماراح نتفق على راي يافياض ..
فياض بوقاحة :ماهو لازم أتفق معك ماتجوزتك ...يكفي اللي أخذتها تقولي حاضر على كل شيء ...
سلطان مجارياً فياض بتغير الموضوع :أنت وبعدين معك تراك أبلشتنا كن ماتجوز غيرك يكفي خرابيطك أمس قدام الرياجيل
شعاع تغطي وجهها بأستنكار :يافضحي بين العرب عسى ماهو مطري مرته عند الغرب ..
سلطان مستمتع بأحراج فياض :إلا ماخلى أحد ماعلمه بأسمها عاشق خزامة ...
ليلى التي جائت على الكلمة الأخيرة سألته مستنكرة :يافضحك ياليلى يافضحك شعاع ...هذي آخرتهاااا ..
فياض الذي يسعد بأستفزازهم :لا هذي أولها بعدتس ماشفتي تاليتهاااا ...
ليلى بتكدر لاتعلم لما حديثه هذا يزعجها فهو يجعله صورته تنكسر بعينهااا : ياعساني ماأشوفهااا ....
صوت خطوات سريعة قبل أن تتحول لتردد وصيحة أبتهاااج ولاتصديق ..
ألتفت الجميع عليهااا
ليقول فياض وهو يشاهد ضحكة يارا الهسترية :هاه أستلموا بدت
بتال يحدق فيها متعجب من طريقتها بالضحك :يابنت بشويش على نفسك لايجيتس بعج (تمزق بعضلات البطن )..
يارا التي لم تتعرف في البداية على المنذر ولكن مع القليل من التدقيق فهمت من هو أقتربت لتحتضنه بسعادة ...
ليقول المنذر المستنكر سلامها :وش هالرقة والدلع يا آل عقاب ماعرفتها منكم ...
سلطان بتشدق :هذا تخريج التربية المتحضرة بالدلع ومافيه ضرب ماذاقته إلا على يدينا ...
عاد هالدلع والسنع خلانا نطمع فيهم ونخطب منهم لولدنا الحصني ...
يارا حين لاحظت نظرات المنذر لها :بسم الله علي ماهو أناااا ...
سلطان بغيض :بسم الله علينااا حنااا ..
بنأخذ اللي أحسن منتس ..
يارا وهي تلتقط خدادية تحتضنها وتلتصق بليلى :صادق ياخالي هي أحسن مني ...
فياض بوقاحة :ايه أحسن منتس ماهو تمهزي صدز يوم توطتسن بنت محمد ليه مارديتي عليهااا ...
يارا بكذب :ماأرد علي اللي أكبر مني ...
ليلى بشماته وهي تلقي نظرة سريعة على بتال :ماهو بس هي كثير ماقدروا يردون ..فاتتني الهوشة ولاكان النتيجة عشر صفر لصالحي ..
بتال الذي فهم رميتهااا :والله غيرها ماينزلون نفسهم للهوشات الناقصااات ...
سلطان بأنزعاج لفياض :أنت ماتستحي يوم أنك تنكش السوالف مثل الحريم ...!!
فياض بلؤم :وش فيهن الحريم جالس وسطهن وتسبهن ...
ليلى التي وجدت الفرصة :ماكنت الهقوة ياأبو هجرس ..
بتال الذي لايستطيع أيقاف فياض ولكن تجاوزات ليلى تزعجه :ليلى قومي جددي القهوة ...
فياض الذي فهم تصريفته أكمل عليها :ومري الثلاجة هاتي لنا من الكريمة اللي سوواهااا لأبوحاكم يمدحون كريمة بنت لافي ...
بتال ساخراً :ايه تكفين هاتي له لينافسني من البارح ماعلى لسانه إلا هالكريمة ...
سلطان الذي رن هاتفه وقف ليغادرهم وهو يرد :بهلااا أبو يارااا ..أخبارنا تسرك ...عسى عندك أخبار تجوز لنااا ...
وأختفى صوته بأبتعاااده ...
فياض وهو يلعب بسبحته :شكلها قربت نحرت الجمل ...
بتال لم يعجبه الأمر ولكن لاشأن له .. وكأن سلطان سيستمع لنصيحته سيعتقد أنها تحريض من عبير !!!
لم يفهم الزلزال الحادث بحياة سلطان فبعد أن كان أكثرهم أستقرار خصوصاً أنه يتجاهل الكثير من مشاكلة عائلته الصغيرة ولم يكن من المدققين بالأمور فقط يعيش لراحة باله ويضع كل طاقته بعمله ...فجأة أستيقظ متأخراً بحثاً عن المشاكل مع زوجته ....
وأصبح يقف لزوجته على أتفه الأمور ....تحضر ملكة فياض قصراً لايريدها أن تعترض على أي حرف ولا أي كلمة ...
أمراءة وتشاجرت مع غيرها ماهو الأمر الكبير حتى تركض
وتسعى لتكرار التجربة مع المراءة التي كانت تجعلك كبركان ثائر ويسمع بمشاكلكم القاصي قبل الداني ..أمراءة لم تذكرها إلا بالأزدراء أو الأستعاضة من الشيطان الرجيم حين يذكر أسمهااا ..
2
××إي والله أن الطيب يبقى والعمر فاني ومن يزرع الورد ما خابت محاصيله .××
*****
من جهة سلطان الذي خرج لتلقي مكالمة سعد ..
الذي أخبره :مبروك تعالوا ملكــوا بيوكلك ولدك صح ..!!
سلطان بهدوء وهو الذي يريد تنفس الصعداء على أنتهاء هذا الأمر ومازال غير مصدق :ايه .. وموضوعنا الثاني ...
سعد :والله ياأبو هجرس وأنت خير العارفين أختي مالي شور عليهااا وماهي أخذه موضوعك بجدية أبد ...بنتي اللي تحت شوري
أقواها بس غيرها ماقويتها ياأبو هجرس لاأنت ولاغيرك يومها في ذمتك ... وأنا من يومي شايل يدي عنهااا ... ماتسمع إلا كلمة أمها بر ماهو ضعف ...وأمي ماهي صافية من جهتك لاا وموافقة اللحين على الخطيب اللي جايها .. تقول خل بنتي تروح وش أسوي فيها حابستها جنبي ...
سلطان بحدة :سعد ماهي أخذة اللي تلمح له عطني غيرهااا ...
سعد بتحدي:بتأخذه كانها راضية فيه ...
سلطان :ماهي أخذته ياسعد لأني لوطلعت بطريقة بيهج ماهو ملتفت وراه ..وبتجلس أختك جنب أمها سنين أكثر من اللي راحت ..وش رايك بهالعلم ..
سعد بحوقلة :ياأبو هجرس أحترم شيباتك وعن هالخرابيط الناقصه ترى ماهي زينه بحقك ...
سلطان يقاطعه :يقولون أختك تبي تفطر بالمطاعم وتسافر ديار برى قلها حاضرين ماهي عايقتنااا حتى حنا نقدر عليهاااا ...
سعد بملل من ألحاحه :يصير خير ياأبوهجرس خلنا نمسي هالليلة والله أن ضغطي أرتفع وماني راعي ضغط منكم ياعيال عقاب
وأغلق الأتصال مودعاً دون أنتظار رد ...
سلطان وهو يحدق بالهاتف :بسمحلك هالمرة عشان لي حاجة عندك ...
سلطان الذي عاد ليجد والدته فقط جالسه ويارا وجه الحديث لأمه :يمه دقي على أم سعد أقنعيهااا فيني ..
شعاع بعدم أستحسان :بويش أقنعهااا؟؟
سلطان :بتلاعبيني يمة أنتي أدرى مني ..
شعاع :ياوليدي خلك مع مرتك ووراعينك وخل بنت الحلال تروح بدربهااا تكفى ياوليدي أنا طالبتك والله أن مالكم نصيب طيب مع بعض ..
لاتركب راسك وتخرب حياة ذا الضعيفة ماجاها منك إلا الضيم والأذى ...
سلطان يجاريها :عقلت يمة وبعوضهااا .. يعني هاللي متقدم لها بيعيشها أحسن مني ..
يارا بتردد وحين رأت نظرة سلطان المتشتتة تقع عليها قالت :خالي عادي أقول شي وماتزعل..
سلطان بنظرة حادة وأعطاها فرصة على سبيل أسمعوا الحكمة من أفواه المجانين :وش فيتس لو مأعجبني بجلدتس مرة ثانية ..
يارا وعينيها تشتتها من نظرات سلطان الحادة المتشوقة لسماع مالديها:اللي تقدم لعمتي صح ماعنده اللي عندك بس وبتردد :أصغر منك ...
سلطان يعتدل بجلسته بأنزعاج :العمر أرقام محد يأخذ فيه إلا الناقص ..
يارا التي أعجبت برده أسرعت لتكتبه بقروب عماتها اللاتي يطرين على غادة رفضها لسلطان ... وجميعهن يشجعنها على أخذ الأصغر عمر والأوسم وهذا الشي الذي لم تستطيع قوله لخالها :العمر أرقام ومحد يأخذ فيه إلا الناقص ...
لحضة ووجدت نفسه مطرودة من القروب ...!!!
8
××اللي تركنا والليالي تساهيل بترجعه سود الليالي علينا .××
أرسلت لياسمين تسألها ماذا قالوا بعد طردهم لها ولكن ياسمين لم ترد ...وحين سألت مروى أخبرتهااا أنها غاضبة جداً لأن والدتها أجبرتها على الموافقة على هجرس بلا أي تفاهم .... بكل ديكتاتورية آل عقاب أخبرتها تأخذين ولد أخوي يعني تأخذينه ..
تقول ماعندي عيال وماهو جايني أبي ولد اخوي هو الوحيد
اللي بيحن علي ويوقف معي ....ماني مفرطة فيه تأخذ وحدة غريبة .. وأجلس بحسرتي ...
××عسى كل الحياه المقبله وياك ولا أعيش بحياتي يوم من دونك××
بغرفتها كانت تلتهم قطع الشكولاته الواحدة تلو الأخرى كان تطحنها بين أسنانها بغضب ...
الفصل الأخير بمسرحية خطوبتها الهزلية من هجرس والدتها تجبرها عليه ... لايهم أن تكوني سعيدة أنا أريد أبن !!!
هذا هو أختصار الموضوع ..حسناً لقد حذرتكم ..حذرتكم
ولكن لم تعبئوا بأقوالي ...
حسناً عيشوا بهناء حين تروا كيف ستتدمر حياتي على يديه ...
أنتم من أوصلتموني لهذة المرحلة جميعكم ...
بداية من خالي فياض وصولاً بكي أمي ...
حين كان الأمر عن يارا ومروى لم ترضي عليهن ولكن أنا ألقيتي بي ككبش فداء لقد أصبح فجأة أبن أخيك وأبنك المستقبلي ... الذي رددتي لاتأخذه أخرى وأعيش حسرتي عليه ...
إذاً لأعيش أنا الحسرة الحقيقة بقية سنوات عمري
لأنك لم تفرطي بأبن أخيك كصهر ..وأبن روحي ..
وأنا من ستتذوق الضيم ..
على يد أبن أخيك المختــــل ..
نقطة على السطر عقلها لايسعفها بالمزيد
من التذمر ..
تفكيرها يعود ويكرر
جملة واحدة ..
لقد أنتهت أيام سعادتي وحكم علي بالتعاسة الأبدية .
××زعلّني الوقت والظاهر نسيت ارضا مدري الصبر غلطتي ولاّ الوفا عيبي ؟××
***
بوقت متأخر مساءً بعد أن خلد الأغلبية للنوم ..
تواجه الأثنان حول النار التي يوقدها أكبرهم سناً كل ليلة منذ بداية ليالي الشتاء ...
فسأل الآخر متشدقاً وهو يراه يلتف بعبائته الشتوية :بردان ماأنت جاي من ديار الثلج فيها طولك ...
المنذر :أنا صحراوي ماأتحمل البرد وش ماكان ...
فياض بخبث :ايه ورني صور خوياتك اللي خرب علينااا بتال أولى وماشفنااهاا ..
المنذر يخرج هاتفه قبل أن يسأله بتردد :لاتنسى تراك صرت متزوج ..يمكن المرة مايعجبهااا أنك تفرج بالمزايين ...
فياض :أقول والله لأتفرج وقدامها بعد هااات خلني أشوف بس ...
ألقى نظرة سريعة قبل أن يكشر :صاجني مزايين مزايين وهذي آخرتهااا والله أن الذوق عندك متردي ...
المنذر بسخرية :طاري المرة خرشك وماعاد فرقت الزين من الشين ..
فياض يشفط من خرطوم شيشته :قبل أن يخرج هاتفه هو الآخر ويقول بخبث :دام هذا ذوقك عاين ذولي وقلي وش رايك بخواتهم ..
المنذر الذي ألتقط الهاتف متعجباً من أسلوب فياض وحين ألقى نظره عليهم بدت ملامحهم مألوفة ولكن لايعلم أين رائهم ..حسناً مجموعة من الرجال الأكبر سناً وشباب والجميع وسيم بلاأستثناء ....
أشار فياض على أحدهم بأصبعه :هذا بالذات تلقى أخته دمار ...!!
وش رايك نخطبها لك وسافر فيهااا ..
المنذر بشك :اللحين ذولي ماهم أنساب بتال التالين ...
فياض يسحب هاتفه منه ويغلقه :الله الله ... ترى مافرجتك نقص ... فكر بالموضوع ..بتال فتح لك الباب .. وأنت مايهمك لانسب ولا لون عيال ....
المنذر فقط ليعاكسه :الله وش ناقصني عشان مايهمني نسب !!
فياض بقهقه :الحسن مطلع عليك أشاعة أنك بتزوج أوربية أتوقع ذولي أحسن من الأوربية !!!
المنذر لينهي حتى الحديث بالموضوع هل نسيت ياأخي كيف تركت البلد وماذا تركت خلفي لتعيد لي فتح موضوع الزواج مرة أخرى :ماعندي نيه أتزوج قريب عاجبتني حياتي ...
فياض :المهم لاجيت تزوج تعطيني خبر ماهو تشطح من راسك ..!!!
المنذر لم يرد على هذا الشرط فهو غير واثق حتى متى سيحين الوقت المناسب لدخوله حياة جديدة ..ولكن مازالت حياة الحرية
بلا أي روابط هي المفضله لديه ليقول متشدقاً بعد أن إغلق الموضوع :طلع صدق الواحد لاتزوج يبغى يبلي كل اللي حوله مايهون عليه وناستهم لازم ينكد عليهم بعد ...
فياض :مافيها شك !!!
قبل أن يقف بشكل مفاجيء :يالله عطيتك وجه بمافيه الكفاية الليلة خذ الدور عني أسهر أحرس الحديقة تصبح على خير ...
فتح هاتفه بعد مغادرة فياض لجيد رسالة من أسماء:أمي تنتظرك ليلها كله حتى لو ماقالت.. ماتستحي أنت بتكمل يومين ماجيت تسلم عليها ...
خرج من الدردشة معها ولم يرد ...
1
××سترت الغلا واقفيت عنه بدون وداع وصدّيت صدة مقفيٍ ماهوب ودّه××
شعر بحركة خلفه لم يلتفت لها لأنه شم معها رائحة أنثى
وهذة الرائحة لم تطمئنة ...
قبل أن يسمع صوت فياض الفظ يتحدث مع أحداهن بأسلوب مستهجن أنسحب على أثره من محطيهم دون أن يلتفت خلفه ....
فياض الذي نسى للحضة أحد هاتفيه كان قد عاد بعد أن وصل باب المنزل لأسترجاعة ...
ليقف مذهول من المنظر الذي يراه ...
الحمقاء تقترب من منذر تعتقده هــــووو
فقط لو لم يعود هل كانت ستكون وجهاً لوجه مع أخيه !!!!
لايعلم كيف شعرت لوجوده لأنه ألتفتت جهته فزعة وحين عرفته ...
عادت تنظر للذي يجلس ويوليها ظهره برعب ..
قبل أن تركض جهته بفزع وتختبأ خلفه ..
××يصير تجيني الليله مشتاق وأنا والله من اللهفة ما أردك.××
فياض بعدم تصديق وهو يدور ليواجهها وبنفس الوقت يفرد طرف عبائته ليدخلها داخله عن أنظار المنذر لو ألتفت جهتهم على سبيل الخطأ أو الجهل ...
فهي لم تكن ترتدي عبائتها وقد خرجت بلباس منزلي ثقيل ومن فوقة شال والدتها غطت رأسها بقبعة روبها الشتوي ووضعت الشال على أكتافها لباسها ساتر ولكن ليس مقبول الخروج فيه ...
فياض يتأمل غير مصدق ماتضعه عليها من ملابس وتعتقد أنها تكفي عن العبائة:وش تبين !!!!!
خزام وهي تبتلع أحراجهااا من قربها الشديد منه :كانت بقولك موضوع مهم ..
فياض عقله لايستطيع تجميع أخطائها المتتالية وبنفس الوقت لايريد أن يفقد أعصابه عليها :وليه ماكلمتيني ..
خزام :أنت تزعق بالتلفون وتقفله في وجهي ولاا أوصل لحاجة معك ...
فياض الذي عاد ليلتفت خلفه بحثاً عن المنذر ولم يجده ...
نزع عبائته الثقيلة ووضعها على كتفيها :وليه طالعة من غير عباتس خبللللة انتي ...
خزام وهي تندس داخل العبائة الثقيلة على أكتافها وطولها حدث ولاحرج :عبايتي جوى الغرفة ولو دخلت كانت بلقيس بتصحي فيني ...أنا لازم أكلمك فيه هذا الموضوع ..
فياض بتهكم وهي يتوجه للجلسه :تفضلي يادكتورة عطيني علمتس وعسى يشفع لتس اللي جايه مدرعمة عشانه ...
خزام التي جلست على الطرف الآخر ربما تسرعت بمجيئها ...
أليس كذالك هل تنسحب الآن لكن هي ملت من الحياة الحذرة التي تعيشها بسبب كذبتها السابقة عليه ...
تريد أن تصارحه حتى لايكون هناك عائق أو سر بحياتها تخشى أن يكتشفه ...
بعد تلكأ :اممم أنا كذبت عليك ...!!!
فياض الذي بان عليه الأنزعاج من عبارتهااا ... خرجت بلا حجاب وبوقت متأخر ..والآن تخبرها أنها كذبت عليه ..
هو حقاً يستجلب الصبر من أجلهااااا ..
لم يساعدها بأي رد سوى بصمت متزمت ورائحة الغضب قد فاحت بالأجواء ...
××أحبك لو أعذارك ما هي تقنع الكذاب انا الصدق بعض أحيان ماودي ادري به .××
بعد أن أشعلت فتيلة وجعلته متحفز لآخر نقطة ..
أخبرته بكل حماقة :أنا ماغيرت القسم تبعي يعني أنا لسى مسار صحي ...
فياض بأنزعاج :وبس هذا اللي عندتس ... طالعة بدون عباة وبغيتي تطبين في حضن أخوي ..وخارشتني بكذبتس علي وآخرتهااا دراستس الخربوطية ودرجاتس اللي ماينغزى فيهااا ..
خزم التي رفعت رأسها بصدمة حين سمعت تعليقه على درجاتهااا :كيف تعرف ..
فياض بلا أهتمام :أعرف كل شيء ...وإذا استمريتي بتجلسين جنب أمتس المستوى الثاني ...
وحين لاحظ نظرات الذهول بعينيهااا ...أكتشف حماقته ..
من المفترض أن تجلس بمنزلهما المستوى القادم أليس كذالك !!!!
ليقف بشكل مفاجيء :أنتي جايتني على غفلة وأنا ماني فايق وماأجمع وش جالس أقول ...أمشي أوصلتس بيتكم ..اهجدي والصباح رباح نوصلتس لدراستس ونشوف وش عندتس من علوم ...
حين أوصلها لباب مباشرة بكل تلقائية كانت تنزع عبائته لتعيدها له من المفترض أن يستلمها بكل بساطة ويرحل
ولكن لم يستلم العبائة لكن أستلمها هي وسحبها ملصقها بصدرة وهو يقول بتهكمه المعتاد :مايهون علي أقربتس لهدرجة وأحرمتس من هالضمة ...يقولون حرام اللعب بمشاعر العذراء..
أنتي وش رايتس بهالكلام ...
آآه أنا مكتفيه هنا أريد البقاء للأبد ...
ولكن لهجتك لاتريحني وكأنك تتفضل علي بأمر ما ...
الكرامة ..ياخزام ..لاتكوني كعجينة لينه بين يديه ..
لن يمضغك ولن يبتلعك أليس هذا الوعد الذي قطعتيه ...
خلصت نفسها منه وكان أرتدادها قوي حتى كادت تصطدم بالباب خلفها ولكنه حمى رأسها حين وضعه كفه من خلفهاا ..
خزام بصوت هامس متقطع متشنج من أنفعال المشاعر:خلاص رووح ..
فياض مازال ينحني بجذعة متكيء بذراعه على الباب خلفها ...
الآن هو في سكرة من المشاعر يعلم أن لم يسيطر عليها جيدا ً
لن تكون بصالحه ...
ولكن مازال لم يكتفي بذاك التلامس البسيط هناك شفاهـ
تجذبه إليها بحروفها التي تكسرها بلهجة لاتستعذبها أذنه النجدية أبداً ...
خزام التي حين لم تجد أي تجاوب منه عادة تطلب منه وهي لاتستطيع ألتقاط أنفاسها فهي تشعر أنه يحجب عنها الهواء حتى:لازم تـــر...
وأنقطعت حروفهاا حين بادر بما يجذبه إليها لنتذوق القليل من عذوبتهاااا ...
وكان مخطيء جداً بتلك المبادرة ..
لأنها أقدام ليس من السهل التراجع عنه ...
هذه المرة وكزته مع صدره ...
ليفلتها بضحكة غضب خافته ...
غضب على نفسه أولاً ...
وأختفت من أمامه بدفعة بسيطة للباب خلفها أنفتح ودخلت
مغلقته بطريقة أحدث صوت مسموع لمن بداخل منزلها الصغير وربما أستيقظ البعض عليه ...أتكيء على الجدار جوار الباب
منتظر شجار ...ضرب ..
ولكن طال أنتظاره ولم يكن هناك أي ردة فعل
...شكراً لشتاء الذي أدخل رضا بسبات شتوي
ولم تشرف هذه المرة على تهجمه الثاني على أبنتهااا ...
وعبارة الأشراف التي بزغت في ذهنه جلبت فكرة أخرى
كاميرات المراقبة أدار عينية بذعر ولكن لحسن الحظ لم يكن هناااك
أي كاميرا تلتقط هذه الناحية ... أليس لهذا كان قد وضع جلسته سابقاً ..حين أستدعاها ولكن هذه المرة لايضمن أن يكون هناك كاميرا لم تلتقطهااا ...
توجه لغرفة الحارس وهو لن يتعب نفسه بمعرفة أي كاميرا سيمسح التصوير لجميع الكاميرات
لن يصادف أن تحدث جريمة الليلة بالذات ...
فقط لاتظهر الحمقاء على الكاميرات وتلتقطها أعين الحارس الصباحي
الذي سيعيد التدقيق بتصوير الساحة ...
أجل أشغل نفسك بالكاميرا ..
والتصوير وتهرب من الكارثة الحقيقية التي كدت تقع بها هذه الليلة
لما أستسلمت لرغبة ضم جيدها الغض إليك ...
كانت هي السبب إيضاً لو لم تخرج بدون عبائتها
وكادت تظهر لمنذر ...أردت سترها عنه
وحين كانت بذاك القرب أوقدت شعله
لم تكن لتنطفيء إلى بضمها إليه
أو تشتعل أكثر ..
ولايوجد مايطفأها أبداً ..
سوى قرب أبدي ...
××على الوله والشوق كل ليله أنام وإذا بديت أعانقك قلبي صحى أنا في مرحله متقدمه من الهيام طيفك يجيني ليل ويجيني ضحى××
****
دخلت بأندفاع للمنزل بأنفاس متلاحقة حتى أنها كادت تشرق بالهواء
توجهت للحمام مباشرة وأخذت تسكب الماء على وجهها بتخبط ...
ماذا فعلتي صفعت خديها بذهول
بكل بساطة تساهلك لتلك الدرجة ...
لقد أقدم بكل بساطة على هتك سترك الحصين بدون أستئذان
لايهم ماتريدينه أنتي
فقط لبى رغبة خطرت على ذهنه بتلك اللحضة ...
لقد قبلك وهو لم يذكر لك إي لفظ تحبب
أو غرام ..
هو لم يقول حتى أنه سعيد بأرتباطه بك
لقد بارك لكي أرتباطك فيه ...
أي أنتي الرابحة ومن المفترض أن تكوني سعيدة بالوصول إليه ...
متى ستتوقفين عن تفاهتك وتحققين أي من وعودك ...
أبقي هكذا وسيكون الحصول عليك والتخلص منك هو أسهل
من مضغ علكة ثم بصقهااا ...
نغمة رنين المسجات الخاصة بها والأهتزاز المرافق لها أخرجها
من جو الحساب الذي صنعته لنفسهااا ...
بيد مرتجفة عصبية أخرجت الهاتف ...
لتجد رسالة منه :خليك جاهزة على ثمان ...
بعد ست ساعات ستقابله ثانية ...
يجب أن تخرج عليه بوجه أكثر جدية
وروح أكثر صلابة ..
والأهم لتمحي ماحدث من ذاكرتها لأنها تكبح صيحة عصبية
تريد أخراجها بسبب الذعر الذي تسبب قربه منها فيه ....
كانت تسير بتخبط حتى وصلت فراشها وأندست داخله ..
ألتفت جيداً بلحافها وهي مدركة لأنها مازالت بلباس لايناسب النوم ....
وأن شال والدتها ملقى قرب الباب بطريقة ستثير ريبتهااا
ولكنها غير عابئة بكل هذا وكل ماتفكر فيه
كيف ستوقف أرتجافهااا ..
وتسيطر على أفكارهااا ..
مالذي حدث بين ثانية وأخرى
كانت مستكنة حين ضمها إليه
ولكنها غاضبة حانقة منزعجة حين قبلهااا
أليس كلا الأمريين من المفترض أن يكون مرفوض بالنسبة لها
هل تفتقد الحنان والعطف لهذة الدرجة ..
لدرجة أن تنسى ماحدث قبل أيام قليلة لم تكمل الأسبوعين حتى
حين هاجمها وأفزعها وأزدراها بدون أن يخشى عاقبة فعلته ...
أنقلبت على جانبها الآخر وسحبت اللحاف لتغطي رأسها حتى
تريد أن تكتم أنفاسهااا حتى تتخلص من هذا العذاب النفسي الذي تمر فيه ..
لم يعد هناك أي بساطة أو تلقائيه بحياتها ...
فرق كبير من أن تكون تعيش بمفردك
وأن يكون هناك شخص من المفترض أن يكون قريب منك
وحياتك متداخلة مع حياته ومصائركم متشابكة ..
والأعنت أن يكون له السلطة الأعلى بتحكم بحياتك
وقيادة دفتهاا وحتى مشاعرك
هو من يتولى التحكم فيها
كما حصل سابقاً ...
فقط لأغفي للحضات حتى يتوقف عقلي
عن إعادة ذاك المشهد الذي لايفارق خيالي..
وكأنه يذكرني بعظم ماأرتكبته بحق نفسي حين خرجت إليه ...
تباً لك ولصحوة ضميرك والصدق الذي لم يجده طريقة إليك إلا متأخراً ...
××أن شفت وجهه تهون كبار غلطاته وأن غاب عني مزاجي ينقلب جوّه.××
***
الحكم الذي عاد من عمله بوقت متأخر ليجد زوجته قد خلدت بالنوم ...
أنطوى بفراشة بأرهاق وسرعان ماغط في نوم عميق ...
لم يقاطعه إلا صوت صيحتهااا الفزعة بعد عدة ساعات ...
ليلجس بذهول يراقبها وهي تنوح وتولول وسط نومهاااا ...
الحكم وهو يهز فزة التي تبدو لرائي مازالت بالنوم رغم أنها تجلس وتصفع خدودها وتنوح :بنت وش فيتس ...فزززة وش فيه ...
سامعة شي أحد كلمتس ...
فزة تلتفت إليه وتمسك ذراعه بألم :الحقني يالحكم آآآه ياحسرتي عليتس ياجدة ياويلي حالي عنتس ..
عاد يصمتها عن نواحها بصيحة حزم :أسكتني عن هالهبال وفهمني وش فيتس ..
فزة :جدتي شفتها تطيح وتصقع بطاولة تلفزيون مثل هذي ..وأشارة على الطاولة ذات الحواف الزجاجية بالجهة الأخرى من الغرفة : ودمها يصب وماعندها من يسعفها ...آآه ياحسرتي عليتس ياجدة ...
الحكم بعدم تصديق :تحلمتي خبلة أنتي تصيحين وتنوحين عشان حلم ..
فزة وهي تقوم من فراشها متعثرة للتتوجه لطاولة الزجاجية وتتلمس :آآآه ياحسرتي عليتس ياجده من اللي بيقوم بعد هالطيحة ...
ماعندنا مثلها والله ماعندنا حسبي الله عليك ياخالي فايز ماحطها غيرك ..
الحكم الذي عقله مازال تحت تأثير النوم لايصدق أنها تتصرف وكأن الحلم حقيقة بل وتحكم على من أشترى الطاولة ووضعها :برقد فكيني من شرتس لاأسمع لتس صوت ...
فزة التي جلست على الأرض بزاوية الغرفة جوار الطاولة تمسح عليها وتتحسر على جدتها ...
قررت أن لاتبقى مكتوفة اليدين ..هي خير من يعلم أن الأحلام أحياناً تكون لواقعة حدثت فعلاً
كما يحصل مع جدتها دائماً تعرف الأحداث قبل وقوعهااا
لما لايكون الدور قد جاء عليهاا
وأصبحت ترى مثلها الرؤى ..
لايوجد من ينجدها سوى .. زوجة جارهم الثالثة ..
الأصغر عمراً ومن أحد الجنسيات العربية ..
فهي غير أنها تربطها معها علاقة هي بشخصية قوية
ولم تكن تخشى السكن الذي يعتقد الجميع أنها تعيش معهم بنفس المنزل ...
راحت تضغط أرقام هاتفها الأرضي بقلق ... لقد تعودت أن تتحادث معها بأوقات متأخرة ولكن بعد زواجهااا لم تفعلها أبداً :الووو عزة يامل العز وأنا أختك ...ايه فزة ..رقم جوالي ..
عزة تكفين أفزعيلي ..
وحكت لها الحكاية وأكدت لها أنها ستجد الباب مفتوح كالعادة ...
عزة قررت مساعدتها على سبيل الشفقة على الإمراءة العجوز رغم أنها لم تصدق أحلام فزة ..
فقط للأطمئان على الجارة العجوز ..وبعد أن أكدت لها فزة أن خالها وزوجته غير متواجديين فقد سافرا عصراً لديرة أهل زوجته ..
فتحت الباب الذي لايغلق بمفتاح ...فلاأحد يجرأ على الأقتراب من منزل العجوز شقحى ..
أخذت تنادي عليهاا بقلق وكشفت بهاتفها عبر الممر الصغير وصلت لصالة التي دائماً تستقبلها فيها فزة ..
لقد غيروا الكثير فيها وهاهي ..
وصاحت بصدمة :ياست شقحى ياست شقحى ...
وركضت تتأكد من حياتها أو موتهااا
عدلت وضع العجوز الساقطة على وجهها وحين سمعت منها شخرة علمت أنها مازالت على قيد الحياة ..
يبدوأن أنها أصطدمت فعلاً كما روت لها فزة ...
يوجد دم متجلط على صدغهااا وكدمة كبيرة تغطي الجبين وأسفل العين تبدو مؤلمة جداً ...
عدلت من وضع العجوز وأخذت تفيقها بالبداية بالحديث وبعد ذالك أحضرت عطر قوي يبدو لأبن العجوز فربما تعطر منه على عجل وتركه على الرف قرب الباب ...
سمعت العجوز تون وتسألها بدهشة :عزة .. أنتي عزة ...
عزة التي لاتعلم كيف تعرفت عليها :ايوة ياست شقحى أنا عزة ... فزة أتصلت عليه تقولي شافتك بالمنام متعورة ...
شقحى وهي تتأوة من الألم :صحيت بروح حمامي وطحت بهالبلية (الشيء )
عزة تساعدها على النهوض :أوصلك للحمام ياستي أو سريرك ..
شقحى بأرهاق:هو أذن الفجر
عزة:لا باقي ياست شقحى ..
شقحى :أجل رجعيني غرفتي الله يجزاك خير ...
أعادة العجوز لسريرها وأطمئنت عليها ..
خرجت عائدة لمنزلها وهي قد قررت العودة صباحاً ونقل العجوز للمستشفى فماذا لو حدث لها نزيف داخلي بعد أصابة رأسها القوية
ولأنها تعلم أن لن يساعدها أحد بهذة الوقت المتأخر
أجلت الموضوع للصباح ...
هاتفت فزة وطمأنتها على جدتها وأن مارأت حق ..
وحدث حقاً ..
فزة التي بعد أن أطمأنت على جدتها
عليها مواجهة مصيرها الجديد ..
لقد أصبح السكن رفاقها هي ..
وعليها التعايش معهم ..
وتحت هذه الفكرة المفزعة لها أقتربت من الحكم النائم
ولايعلم حتى مايحدث معها
وسحب ذراعة التي يطويها تحت رأسه ..ووضعت رأسها عليها وألتصقت فيه لتبتعد كل مخاوفها وتطمئن بقربه ...
لتنام الليلة براحة ..فيوجد لديها الكثير من ليالي السهر القادمة
حين يكون مرتبط بعمله ...
××ضمني يمكن أنـام بلا مواجع يوم صدري تلمسه راحة يدينك××
*****
أستيقظت صباحاً وقد نست كل ماحدث لم تتذكر حتى بعد أن فرغت من صلاة الفجر التي تأخرت بهاا ..
وهي تسمع والدتها تأنبهااا على تأخيرها وكأنها تعمدت ...
ولم تعد كلمة مؤنبة إلا وقالتها حتى شعرت أنها بدلت دينهااا ..
خزام وهي تعد لنفسها قهوة سريعة :أمي ترى النائم مرفوع عنه القلم ...
رضا بحنق وهي تجهز أفطار زوجها :والنوم عن الصلاة ايش أسبابة سهرات الليل ... لو نمتي من وقت صحيت على الصلاة ..
بس لاا لازم السهر أهم من الصلاة ...
لايوجد مجال لدفاع عن نفسهااا .. هي مخطأة بعين والدتها بجميع الأحوال ...
زينت وجهها وحين تذكرت أنها ستذهب معه ..بدأت بمسح وجهها ...
ولكن هل سيعفيها من لسانة بالتأكيد لااا ...
فماأن صعدت لسيارته وهي التي أرتاحت لوجود أسماء بالمقعد الأمامي ..أخبرها ونظرته غاضبة فيبدو حرفياً كمثل
معصب من ذبان وجهه :غطي عيونتس كل الرياض تدري أن عيونتس خضراء خلصنااا...
خزام لم ترد لفت عن عينية تنظر خارج النافذة ...
وأكمل بنفس لهجته المرهقة لأذنها بهذا الوقت المبكر من الصباح :وقسمتس نشوف له حل لو أفلحتي كملي ولااا تاليتها ترى معروفة ...
ولحسن الحظ رحمها باقي الطريق من صوته ..
بعد أن أدار قصيدة بصوت مزعج ضجت فيه السيارة ...
ورغم تأفف أسماء لم يعر رغبتها بالهدوء أي أهتمام ..
رحيق الشهد بشفافك ..تخبل كل من شافك
جميع الحسن بأوصافك ..ياروحي قلي شلونك
جمالك والله موعادي ..ياريح المسك والكادي
ياخلـي الشوق بي زادي ..أشوف الشوق بعيونك
دخيل الخصر والمنحر..دخيل التوت والمرمر
ياريح الهيل والعنبر ..أنا كلي فدى عيونك ..
أبات الليل أفكر فيك ...وإذا تزعل أنا أراضيك
وأطلب ربي يخليك ...أموت أنا يوم يطرونك
حبيبي بهجة سنيني ..هلابك يانظر عيني
أمانة لاتخليني ...عسى العذال يفدونك ..
تعال وخلك بقربي ..ياعطر الليل والغربي
لآخر سكتي ودربي ..أعاف الناس وأصونك ..
أريد أضمك لصدري ..وأشمك عطر تشم عطري ..
ياروح الروح ياعمري.. جميع الناس يفدونك ..
أحط ايدي لك وسادة ..وأضمك حيل وزيادة ...
وهنا يبدو أنا أسماء لم تحتمل أكثر فمدت يدها وأغلقته
ولكنه لم يعلق إلا بقهقته المزعجة كالعااادة ..
وقد أصبحت السيارة كتنور بالنسبة لها من شدة حرارتها
إلا يخجل ...متأكدة الشعور عنده معدووووم ...
هل سهر طوال الليل يبحث عن قصيدة
ينتقم فيها منهااا ..لقد حصل فعلاً على أنتقامة وأحرجهااا حتى ندمت أضعاف ماشعرت به الليلة الماضية ..
××أغار على عيونك كثر ما أخاف من اللي يبونك وكثر ما أقول أنت لي ومابي الدنيا من دونك ××
بعد عدة أيام ...أستيقظت على صوت حركة في جناحها خرجت لتجد أسماء تبخر والدها ...سألت بأستنكار :وش عندكم أنتم عسى خير ..
عقاب بأستهجان على أسلوبها :أنتي خليتس راقدة .. ماأنتي دارية عن شيء ...
وخرج وهو يسحب شنطة صغير ويحمل عبائته على ذراعة ....ورفض مساعدة أسماء ...
بعد خروجه أخبرتها أسماء ببساطة :بيروح مع سلطان وفياض لدمام ... بيملكون لهجرس ...
فهدة بعيون شاخصة :وش هو وأنا آآخر من يعلم ..
أسماء بدهشة:وش دخلك يمه !!!
فهدة :لمي لسانتس لاتخليني ألتفت عليتس ..وأردفت وهي تجلس ضجرة :عساها ماهي مبروكة ..
أسماء بأنزعاج :يمة وش ذنبهم تدعين عليهم ...
فهدة :بقلعتهم فرحان فيهم طاير يملك للحصني .. وولده ماجوزه ...
أسماء بعدم تصديق :ولده مين
فهدة :أخوتس من هو بعد ...طق 27 ماتجوز ...
أسماء :يمة تكفين إلا هالطاري لاتفتحينه يكفي فضايحك أنتي وولدك بس ....
فهدة بعدم أهتمام تضغط رموت التلفزيون وتتابع بث أحد القنوات الدينية وحين لاحظت وجود أسماء :روحي خليني أذكر الله بهدوء ...
وقبل أن تخرج أخبرتها :الجمعة معزومين أنا ورضا وبنتها كان بتروحين معنااا ولاأجلسي محلتس ماهو زين تطلعين بالعدة ...يكفي دراستس ...
خرجت دون رد ..
××اللي من عيوني نزل ماهي دموع هذي بقـاياك القديمه و طاحت××
****
دخلت عليها مروى لتأخذ شيء من الغرفة وهي تردد :خطابة خطابة جيناكم خطابة نريد القرب منكم بشرع الله وكتابه ...
ياسمين وهي تتوقف عن الكتابة وبضجر :ظريفة حضرتك أطلعي ترى راسي طالع فيه صعارير من الرياضيات ... مو ناقصتك ...
مروى بأسهاب:ترى منجد خالي وجدي حلقوا كلها كم ساعة ويطبون علينااا ...حتى شمي وش ريحته بخووور وأمي من حملت متوحمة وماحطته ...حطته بمناسبة أيش حضور الشيخ عقاب بن نايف ...
على فكرة تحممي منظرك مبهذل تخيلي تطلعين لهم بهالمنظر ...
ياسمين :عارفة وفاهمة وحاطين أهلك عندي خبر ماقصروا وش أسويلك يعني أقوم أتحزم وأرقص ...
مروى :أمي كلمت عماتي وحريم عماني كلهم بيحضرون ...
ياسمين ترمي الكتاب بأنزعاج :اووووفر مو من جدها ...
مروى :والله ..يالله قومي أتضبطي عشان مايقولون خسارة المزيون يأخذهااا ...
ياسمين ببرود وهي تقلب بكتابها :أتزين للمزيون أن شاءالله ماتزوجتهن هن !!!
مروى بصدمة تصمت ثم تقهقه :تكفين ياسمين قوليها قدامهم واااااو ..غطيتي على خالتي ليلى من جد ..!!
****
بعد ساعات وقبل عقد القران ...نادتها والدتها على عجل وهي التي دخلت عليها بشكل مفاجيء :بنت وجع للحين ماتضبطتي أسمعي أبوي يبيك بيتأكد إذا موافقة ياويلك تخربطين على راسه ...قولي ايه موافقة وبس ...
ياسمين بتكشيرة لحقت بها لتجد جدها يتكيء على عصائه بالممر الصغير بين المطبخ وقسم الرجال ..وشعرت حقاً بالذنب حين فكرت أنه قد قطع كل هذه المسافات ليتأكد فقط أنها لم تجبر على الزواج ...
بعد أن سلمت عليهااا سألها بنبرة حازمة :موافقة على ولد خالتس اللي دخلتي بوجهي عنه ولا أحد غاصبتس ...
ياسمين :والله ياجدي الرياجيل كلهم واحد قلت أخذ وجه أعرفه أحسن من أطيح بواحد ماأعرفه ...
وحينها رأت جدها يعقد حواجبة بأستنكار :يعني راضية فيه ...
ياسمين تكتم أعتراضها داخلها :ايه ...
عقاب يهز رأسه برضا :مبروووك يابنتي مبروووك ..
الله يكتب لكم اللي فيه الخير ...
لم تعد لغرفتها بل دخل المطبخ الذي كان واضح عليه المجهود المبذول للأعداد ضيافة لائقة بالمناسبة لحسن حظها هذه المرة أنها معفية كعروس ...
دقائق بسيطة من خروج جدها وطرقات حادة على الباب وصوت الحاد يطلبهم :يافاطمة ياياسمين ...
تغضن وجهها هل جاء ليتم الأمر حتى آخره ..
خرجت له متكتفه ...ليكشر عن أبتسامة ساخرة حين لاحظ وجهها الواجم ...
فياض وهو يمد لها الدفتر وبحدة :وقعي اشوف .
وبعد أن نفذت أمره دون تلكأ طوق كتفيها وقبل جبينهااا :اللحين صرتي أغلى بناتخي رسميــاً يوم أخذتي الغالي ...
وأوعدتس ماتندمين يوم سمعتي شور أهلتس ...
وعود مبدعين أنتم بأعطاء الوعـــود ..
ولكن حين نأتي للأرض الواقع لن ينفذها أي منكم ..
كانت تلف لتخرج للتفاجيء بعماتها خلفها ويبدو أنهن كن يسترقن السمع خلف الباب ...ليطلقن الزغاريد مباشرة ...
سلمى تبرر :ترى ماتلصصنا جينا بنجدد قهوة الحريم وسمعنا وحي خالتس عوذى مايعقل صوته يشلع القلب من محله (أي مفزع )..
وحين سألتها عمتها الأخرى لما لم تتجهزي أخبرتهن وهي تجلس على الكرسي وتعود لقهوتها التي تركتها :يخوف خالي فياض ...
سلمى :أيه من يومه أقشر وأذية ..
ياسمين تضع قدم على أخرى :واللي أخذته العينة الغير مروضة منه لاومهجن مع نوع شرير جداً ...وتباركون لي وتبغوني أتزين ...
سلمى :ياعوبتس وياطول لسانتس غادة تحلف أن قلبه مافيه أبيض منه يومه ورع وهو ماخلى بلاء ماتبلى عليها فيه ...
وأنتي بتفهميني أنتس باخصته وعارفته ...
ياسمين بلاأهتمام :إذا أخذتو عزاي تأكدوا أن موتي ماهو قضاء وقدر وأنه جريمة متعمدة...
عمتها الأخرى غير مصدقة :شفت حركات بنات بيصرفن الأحراج عنهن بس على طريقتس ماشفت ....
مكر وكهن كل هذا عشان مانزغرتس (نصيبك بالعين ) ..
××لو عرفنا وش تخفي مغاليق الصدور ما ضحكنا عند ناسٍ ما تعز طارينا ××
****
فياض الذي كان وكيل هجرس بالزواج ...
خرج ليهاتفه ... على هاتف العسكري الذي تبرع هذا اليوم أن يبلغه بهذا الخبر ...
العسكري وهو يمد له الهاتف :مبروووك ياهجرس ..
هجرس بأبتسامة شرسة :الله يبارك فيك ...أرحب ...
قدها وقدود ..أنا أنشهد ماقصرت ..كفيت ووفيت أزهلها بعيشها عيشة الأميرات أبد .. بأمن وأمااان ... حشاك والله أني صادز (صادق) .. هلا تمسى على خير ..
أعاد الهاتف لجيبه وعاد لداخل وأسلوب هجرس وبروده لم يعجبه لقد توقع فرحة أكثر ...أسلوبه لم يعجبه أبداً ..
من جهته أعاد الهاتف للعسكري ...وعاد ليرتمي على سريره ...
وأخرج هاتفه الذي لايحتوي على أي شريحة من أسفل السرير...
فتحه بعد أن كان مغلق وأدخل الباسوورد ..
بحث عن الفيديو الذي أرسله عليه عبر البلوتوث دون أن يفتحها حتى ... وتأكد من حذفها من هاتف العسكري وتأكد من تسجيل خروجها جيداً من التطبيق ..
ليفتحه بهذة اللحضة ...بعد أن أصبحت حلاله أخيراً ...
لقد طلب صوره ولكنها أرسلت فيديو وكان سيشاهده..
ولكن حين أخبره والده بشكل مفاجيء بالموافقة أحتفظ بالفيديو لهذة اللحضة ...
من المفترض أن يكون حماسه عالي جداً ..
ولكنه محبط ..لأن مكان ليس هنا عليه أن يكون بالخارج بهذا الوقت ...
وليس خلف قضبان السجن ..والمهمة التي يطلبها منه الضابط
غير قادر على تحقيقها لأنها تخص رباح ..وهو لايريد أن يؤذية مرة أخرى ..
بعد كل هذه السنين ..لديه شعور أن له يد ولو كانت غير مباشرة
بوضع رباح ..فهو من ساعده بسلوك ذاك الطريق
وخانه بمنتصف الطريقة ..ليسقط رباح بسبب جرائمة ...
وينجو هو قبل أن يكتشفة أحد ..
أغمض عينيه متشوقاً لينظر بتكشيرة غير مصدق
مسك هل أرسلك الله لي عقاب ...
ماهذا التصوير !!!!
أين من المفترض أن تكون ياسمينتي !!!
هل هي حمقاء حتى ترسل لي جدار صالتهم وشيء يبدو أنه شعر ياسمين !!!!
1
××عمر الزمن ماحقق لـ خاطري شي جعل العوض في مقبلات الليالي .××
****
أرتدت الفستان الذي ارتدته سابقاً بملكة خالها ...
رفعت شعرها وكحلت عينيها ووضعت أحمر شفاة بلون فاتح ..
وخرجت لتتلقى التهانيئ بدخولهاا عالم الفرائس ...
عماتها أظهرن البهجة والتهاني ولاتعلم حتى اللحضة مشاعرهم الحقيقة ..
جدتها بكت من الفرحة ولاتعلم على ماذا فرحت لها
أم منزعجة لأنها تركت حفيدها وأختارت أبن العدو ...
زوجات أعمامها لم يكلفن أنفسهن أن يعبرن عن أي مشاعر فرحة ولامجاملةً وهن ينقلن لها تهانيهن الملغمة ب (هنا عليتس تطلعين مناا .. لو أنتس أخذه واحد من الدمام أقرب لأمتس ...هو متى بيطلع من الحبس !!!)
وأستمرت حفلة ملكتها المتواضعة جداً والكارثية
لوقت متأخر على ليلة يوم دراسي ...
وكل ماتفكر فيه هل ستقدم أختبار الغد بطريقة جيدة .
أم ستطير المعلومات من رأسها بسبب كل هذه الأحداث ...
××يا شين حظ اللي هقى ثم تمنى وأبطى عليه الوقت ما حقق مناه ××
****
سعد يتثائب بملل من سلطان الذي يجلسه قصراً معه :أبو هجرس ماعندك نية ترقد ..!!!
سلطان الذي قد أزال شماغة ويجلس بأرتياحية :وأحد حالف عليك تسهر معي روح أخمد ...
سعد وهو لايستطيع فتحيه عينية من الأرهاق :أخمد وأخليك لحالك أنت ليه ماتوكلت مع عمي وفياض وأمرحت معهم بالفندق ...
سلطان وهو يغلق هاتفه ويضعه بجيبة :افا ماكنت الهقوة يابو يارا تطردني وأنا ضيفك ...
سعد :من أخرتها وش تبي؟؟
سلطان بألحاح على نفس الموضوع :قلت لك أبي عمتي بسلم عليها ..صرفتني ..لازم أرقد عندك عشان مع أولة الصبح أتصبح على وجهها وافطر معهااا وأتوكل على الله ..
سعد يحوقل وهو يعرف نيته جيداً :برسل لك مروى بفراش ولحاف تصبح على خير ..
ودخل للداخل البيت ...
بعد قليل جائته مروى وهو الذي فرغ من صلاته للتو ...
كان ترتب الفراش الذي أحضرته ..
حين تفاجأ الأثنان بصوت يرتفع قريب منهما وعلى الجهة الأخرى من المجلس بالضبط حيث يفصله ممر صغير وكان الحديث موجه لمروى التي تبدو متضحة للطرف الآخر بعكسه هو : ترتبين يالحلوة طيب كلفي على نفسك وقولي لا أو ايه على رسالتي ماهو تطنشيني ...
مروى التي فتحت عينيها مذهولة :لحضة ....
على الطرف الآخر كان تنزع سلك الـ اتش دي أم الخاص بها من تلفاز صالة طعام الرجال :أنا ودي أفهم أنتم ليه جيل تافه يوم تطلبون الشي أنواع الأدب بس ترجعون اللي أخذتوه لاااا ..
مروى التي لاتعلم على أي أتهام ترد أو تخبرها بوجود خالها فتهاجمها مرة أخرى قالت متظاهرة بعدم وجود أحد :ماهو أنا اللي أخذته عيال أختك ...
غادة التي فصلت السلك : الله يهديكم بس كلاً يرميها على غيرة ..
خلصي شغلتس وأدخلي نامي عشان مايطلع لتس هالات
قالت عبارتها الأخيرة بتهكم ..
وحين لاحظت شحوب مروى أعتقدت أنها متضايقة من توبيخها السابق..فقالت وهي تتراجع للخروج مع الباب الآخر الذي دخلت منه وهي ترسل لها قبلة هوائية :امووووووه ياروحي ولا تزعلين رقيقة ماتتحملين الشدة يالقطوه ...
سلطان الذي كان مستمر بالتحديق بالمرآة التي عكست صورتها حتى غادرت تنحنح أخيراً وهو يقول لمروى :ماقصرتي جزاتس الله خير توكلي ...
مروى تلكأت للحضة وكأنها ستعتذر عن أمر ...ولكنها أخيراً فضلت الأنسحاب فخالها لم يبدو مهتم بكل ماحصل
وهو خطأ تافه لايبدو أن أحد سيكتشفة أو يهتم فيه فهو وارد الوقوع ..
ولكنهاا احتياطاً أغلقت الأبواب التي تؤدي للقسم الرجال وحملتها ماذا لو عادت لاحقاً بحثاً عن شيء آخر ودخلت عليه هذه المرة ..
وضعتها بمكان مرتفع وأرسلت لوالدتها تخبرها بالمكان الذي وضعتها فيه ...
من جهته وضع رأسه على الوسادة مستسلماً للنوم ..
ولكن فرت منه راحته قبل لحضات ...
تقلب عدة مرات ليجد نفسه بصوت مسموع لنفسه :الله يسلط .. وقطع جملته مستغفراً ...
وماذنبهااا ..؟!
××لبيه ياصووته ولبيه ياحكااه ولبيه من عطفه ومن وفرة حنانه انشهد انه خذا القلب ويااه وانشهد ان الحلاء في دلاله يافز قلبي ليتني خاتم بيمناه ولا سلسال يطوق جيده واتغشاه الليل طول وقلبي يتمناه فيه النعومه غير ياجعلني فداه××
لقد أستحقيت مايحدث معك ..لما تسلطت على سعد وعلى مقابلة والدته ..!!!
لقد كنت تستمع بكل مايحدث ..رائع أن يكون لك اليد العليا ..
يعجبك مشاكسة سعد ...
قهر حسناء ..
التسلي بغادة مرة أخرى ..!!
لكنها ترفضك ولاتأخذ عرضك على محمل الجد حتى ...
لاترتقي للمقارنه مع الحضري حتى
أليس هذا ملخص مايكرره على رأسه سعد المره تلو الأخرى ...
وصوت يارا المخنوق الناعم وهي تخبره أنه أصغر منه يراوده هذه اللحضة ...
حسناً هذه النقطة فارقة بالنسبة لها على مايتذكر
فهي لم تبخل بأخباره أنها أخطأت بالأرتباط به
فأحد أسباب عدم التفاهم بينهم هو كبر سنه ..
أنت من جيل وأنا آخر ..
تريد ربة منزل ...أنا أريد أن أدرس
لن أقضي الوقت بمطبخ والدتك أطبخ الولائم لضيوفك ...
ولم تدرس ... هذا أحد الأسباب التي تجعله
مرتاح الضمير من ناحيتهااا
فهي بقيت لسنوات مطلقة منه ولديها الفرصة لأكمال دراستها ولم تفعل ..
لماذا لأنه كانت مجرد أعذار للهروب من المنزل ..
وليش شغف بالدراسة ..
لاحقاً وجد نفسه وجهاً لوجه مع أم سعد
الذي أرخت برقعهاا كعادتها ... فهي لاترفعه إلا أمام النساء ...
سلطان بعد أن سلم عليها رغم الصدود الواضح عليها :وشلونتس ياعمة كيف أصبحتي ..
أم سعد وهي تنكش شيء وهمي عن ملابسها فقط حتى لاتنظر إليه :بخير من الله .. مبروك ماسويتو ...
سلطان :الله يبارك فيتس .. عقبال ماتباركين لنا بشيء ثاني ..
كشرت ولم ترد عليه إلا :بشلون أمك بشرني عنهااا؟؟
سلطان :طيبة طاب حالتس وتسلم عليتس ...
أم سعد أكتفت :بالله يسلمهاا ..
كان كل شيء هاديء ... سعد الذي يصب لهم القهوة
أحاديث باردة بينه وبين أم سعد ...
حتى أنفتح باب الغرفة المقابل لصالة القسم العلوي الذي يجلس فيها معهما ...وخرجت بعبائتها وتوجهت مباشرة للسلالم ..
وتحت دهشته.. لاحظ أنزعاج سعد الذي وقف ليلحق بهااا ...
بينما تكلمت أم سعد بكل بساطة :ايه ضيقنا عليها وهي بتروح دوامهااا ...
سلطان الذي جائته الفرصة أخيراً لفتح الموضوع معها بعد أن كانت منغلقة بالحديث وكأنها تخشى أن يصل بينهما هنا:ياعمة وهي وش لها بدوامات والخرابيط .. الظاهر وصلتس خبر خطبتي لهااا ... شوري عليها ياعمة
خليها توافق ومالها إلا اللي بيسعدها ...
أم سعد بتكشيرة :ياوليدي ماأسعدتها يومها بأول عمرها بتسعدها اللحين .. أخذتوا نصيبكم مع بعض .. لاتعيد بالماضي اللي لايسرنا ولايسرك ...
سلطان بمداهنة :ياعمة عهد مايجيها أذى مني ولانقص بس خليهاا توافق ..
أم سعد :اييه ياشطركم بقطع الوعود ..وعدتني أول ماأخذتهااا يوم أتطلبك تصبر عليها وتأخذها على قد عقلها وأنها صغيرة وطايشة وش سويت كسرت بنتي لين جلست سنين ألملم فيهااا ..
فكني من شرك ياولد عقااب اللي جانا منك يكفيناا ..
البنات ملي البيوت ولاتخاف حتى أمهات الطعشات بيزوجونك ترجع وتدور على بنتي وش ترجي من وراهااا ..
إلا بتكايد فيها مرتك .. ولا عمتك ..
وبنتي ماهي لعبتن لكم ...
من جهته كان وجهة يتغضن من كلامها وكلما أسترسلت أصبح أنزعاجه أكثر .. وأصراره أكبر ...
××سقا الله على مافات من سالف الايام و ما فات من الايام ما عاد له رجعه و من حن للماضي و ذكراه ما ينلام يجوز أن نفسه من عناء الوقت منفجعه.××
الماضي*
قبل عيد الحج ببضعة أيام ...أصطحب أختيه الصغيرتان بطلب من والده الحاج بأن يبتاع لهن أساور من الذهب كهدية العيد ...
ورافقته زوجته التي تكبر الكبيرة منهن بعشرة أعوام ..ولكنها تمتلك بعض التفكير الطفولي ويخرج بالوقت الخاطيء دائماً ..
حين رأت لمعة الذهب زاغت عينهاا ولكنه لم يتفهم الأمر بنظرته المترفعة عن صغائر الأمور ...
غادة برجاء :سلطان تكفى خذلي غوايش من زماان نفسي فيهن تكفى والله ماأخذ غيرهن خلاص حتى ملابس ماأبي بس أشترهن لي ...
أحرج من أصرارها ماذا يخبرها لاأملك قيمتهن فقد دخلت قبل يومين فقط بشراء مخطط كامل بمجازفة لم أقبل عليها من قبل ..
وهل ستصدق أن جميع حساباته لايملك داخلها سوى مبلغ لايتعدى شراء الأضاحي ومصروفات طفيفة لهم ...
فحين أخبره والده أن يبتاع للفتيات الذهب كان أمر بسيط جداً لما من المفترض أن يمتلكه قبل أسبوع فقط ولكن اليوم وحتى شهر قادم
سيحصل خلاله على أستحقاقات أجارات لبنايات ومحلات يمتلكهااا وتنتعش ميزانيته قليلاً ...
أخبرها :ماهي زينة عليتس .. وش تبين فيهن ...
خلينا نشتري اللي جايين عشانه ..
غادة التي فتنت بها حقاً وكم تمنتها :تكفى سلطااان الله يخلي لك هجرس ...
سلطان بتأفف:أنتي ماتفهمين لازم تفضحيني وتفضحين عمرتس ماتليق لتس ذراعتس مليان مايطلع لها شكل عليتس ماتزهى إلا على الذراع النحيف ...
غادة تبتلع الجرح وترد بقوة زائفة :قل ماأبي أشتريها لتس ..
وبلا أعذار ...
سلطان يرد بحنق :أيه ماأبي أشتريها لتس ...
كتمت أكبر أختيه ضحكتهااا على غادة التي ستبكي من القهر ....
وهي متشفية فيها ...فكم تحرجها بالمنزل ..
تستحق أن يعاملها سلطان بقسوة ...
3
××تروح وجيه و أشخاص و حكي وسنين ووجهك .. في رفوف الذاكره راكن××
*الحاضر*
سعد الذي لحق بغادة أستوقفها بالصالة الطابق الأول :انتي ماتستحين كيف تطلعين والرجال جالس بالصالة ...
غادة بملل :بالله لاتعطلني أوبر عند الباب ينتظرني ..وهو رجال بعد وبطلع قدامه ...وبروح دوامي وكل اللي يراجعون عندنا رياجيل ..
وخرجت تاركته خلفها وهو يقف بأرهاق من المواقف المحرجة التي تضعه فيها ...
فاطمة التي كانت تجلس تطعم ألماس وتشرب كوب حليب دافيء :يستاهل ..وش مطلعه فوق .. بالغصب يعني ترجع له ...وأنت تراك معطية وجه ..اخوي بس الحق ينقال ..
وغادة ماله أي حق فيها ..مازانت له لين شافها بتروح لغيره ...
سعد بضيق :وأنتي بعد شاطرة علي ..ليه ماتقولين هالكلام له ...
فاطمة :أخوي وأكبر مني ماأقدر أقول له هالكلام أنت الرجال بينا قله طلبك مرفوض ريح نفسك وريحناااا ..
+
***
عقاب الذي أستيقظ على صوت مكالمة فياض وخرج ليجده قد طلب له القهوة والأفطار بقى يشاهده وهو يتحدث بشرفة الجناح ...
ليخبره متهكماً :ياولدي هو اللي تكلمهم صنك (لايسمعون )
فياض الذي لف على صوت والده ...أخبره وهو يبعد الهاتف قليلاً :لاا بس مايمشون إلا بالصياح مثل البهايم ..
هز رأسه بأستنكار وبدأ بتناول أفطــاره ..
وهو يفكر بتصرف سلطان المحرج حين بقى في منزل أخته الضيق
والذي يحتوي عائلة زوجهااا لايعلم ماباله وبماذا يفكر ...
والعذر سأسهر مع أختي لدينا موضوع سنتحدث فيه ...
لم يسمع عذر أسخف من هذا ..
حين أنهى فياض مكالمته أخبره مباشرة :أزهم على أخوك عاينه وين غدى (تأخر)...
فياض وهو يصب لنفسه كوب من الشاي:أخوي يحتري قهوة غادة وفطور غادة ماهو يمنااا ...
عقاب بأستنكار:تهبى ..
فياض :يهبى هو أنا وش لي مارجيت شي ...
عقاب :تقولها صادز ..
فياض :الله الله ...
عقاب يبتلع اللقمة التي رفعها لفمة:الله يخيب ظنه ..
فياض بشك:أفااا يابو سلطان علامك عليه ؟؟
عقاب بأنزعاج :يوم كبر دبر هو يومه يعيد بالماضي وش يدور وراه ...
فياض بتهكم على كل من يجمع بين أثنتين:يدور الشقى ومزاعل الحريم .. باقي براسه كم شعره سوداء يبيهن يشيبن ...
عقاب :ايه الله يقويه ..الواحد لأرتاح مع مرته يجلس عليهاا وش يبي بتجميع الحريم على قلبه ماهو محصل غير وجع الراس ...
فياض بخبث :أجل يبه أنت ماترى بنظرية الحريم والفواكة ...
عقاب بنظرة ساخطة :أنا أرى بنظرية أنك تأكل النعمة اللي قدامك وتحمد الله ...وهرجن زايد ماأبي أسمعه ..عجلوا علينااا ..
مانبغى نتأخر على المسلمين ...أزهم(أتصل ) عليه خله يجي ماشبع من الهذرة من البيرح ..
أتصل فياض بسلطان ولكن لم يجب عليه ...

قد يعجبك أيضاً
الكارمــا بقلم Aya_alsabri9
الكارمــا
3.5M
172K
وَدُون أن أَدرِي ، كُنْت أَهوَى بِـ كلمَتي لِنَفس اَلموْضِع اَلذِي هوى إِلَيه إِبْليس حِين رأى أَنَّـه خَيْر مِن آدم . لا احـلل اخذ الروايـه ونشرهـا وغيـر مبـري الذمـه...
يا صُدفتي النادرة وياهلاك البشر  بقلم rwaiara
يا صُدفتي النادرة وياهلاك البشر
101K
2.8K
اهلًا بكم جميعًا ، بروايتي و اعزوفتي الثـانية .. - ( يا صُدفتي النادرة وياهلاك البشر ) ( الرواية باللهجة العامية) نبذة الرواية : عداوة تتوالد عبر السنين بين شعوب قريتين...
من متى و الغصـن يختـار الطيـور..!! بقلم Nis2reen_
من متى و الغصـن يختـار الطيـور..!!
375K
6.2K
تساؤل واقعي مكتوب من خيال كاتبه، رسمت احداثها في قمم جبال الجنوب السعودي البارده..حياه اخرى عادات باقيه منذ مئات السنين لم تغيرها دواليب المدنيه الحديثه.. تتضمن قصة حرب...
رواية جفاف وردة بيضاء  بقلم novel_6ea3
رواية جفاف وردة بيضاء
17.2K
705
رواية جفاف وردة بيضاء في رُكن الذكريات.. للكاتبة ضَياع، تدور احداث الرواية عن الفتاة اريان مجهولة النسب التي تعيش مع عائلة ال صايل بعد ان وجدوها على عتبة بابهم. - والف...
الطبقة الآرستقراطية (صرخات انثى)  بقلم QueenAyamohamed
الطبقة الآرستقراطية (صرخات انثى)
697K
49.6K
الجروح أدمت قلوبهن ومازالت كلًا منهن تحارب للبقاء، مذاق الألم لا يفارق حلقهن، جروحهن متشابهة ولكن لكلًا منهن حكاية خاصة هي ضحيتها، الأولى نهشتها الذئاب البشرية وتركتها...
أسيرة القيصر بقلم user01665995
أسيرة القيصر
3.7M
68.8K
انتقام أعمي من أجل إخوة يودى الى هلاك فتاة يستحي إبليس من النظر إليها
بين نبضة قلب وأخرى بقلم Bellaa71
بين نبضة قلب وأخرى
41K
491
الكاتبة: أغاني الشتاء
××مشتاق لـ إنسان ماودي أقول إسمه ؟ اللي يحس إنه ... " المعني يكلمني !××
****
ياسمين التي نامت بوقت متأخر .. وأستيقظت قبل موعدها بساعة ..
فهي قد أتفقت مع معلمتها أن تذهب لحضور الأختبار فقط وشرحت لها ظروفهااا ...
شعرت بشعور سيء وكأنها نامت ولم تجفف شعرها جيداً ولكن هي لم تستحم حتى قبل النوم !!!
مدت يدها لشعرها لتتفاجيء بالنايلون الذي يغطيه
وتحت فزعها ..وقفت بهلع بسريرها حتى كادت تصطدم بالجدار جوار سريرها أسرعت للمرآة لتجد ماتخشاه قد تحقق ...
لم تستطيع كبح صرخة الأعتراض والحنق التي صدرت منهااا
أنفتح الباب بطريقة فجة ودخل أبيهااا ومن خلفه والدتهااا
سعد :وش فيتس أخلعتيني ..حسبي الله على شياطينتس
ياسمين التي أكثر مايرعبها كيف وضعت الخليط البارد على رأسها ولم تشعر إذاً سيخنقها ذاك وهي نائمة أو يقتلع أظافرها ولن تشعر :أختك أختك حنتني ..
فاطمة وهي ترمش بعينيها غير مصدقة ...قبل أن تضرب كف بكف :حسبي الله عليك ياغادة كانت أبتلاء أول وتالي ...
سعد يلف عليها بحدة :اقطعي تحسبين على أختي قدامي
فاطمة بحنق :بدعي وبدعي وبدعي ماهان عليها بنتي مبسوطة نكدت عليها ..
ياسمين وهي ترفض الأرض :اقطعوا الحناء من البيت ... أمنعوا دخووووله حرام يقع بيدين ناس شريره مثلها ..
شوفي كيف سايح على جبهتي أورنج ..أبلتي تدري أني ملكت أمس
واليوم أروح لها منظري كذا ...
خرجت حانقة لحمامها لتتصادف مع خالها سلطان الذي نزل من الأعلى ...
سلطان :ماشاءالله وش هالزين ياسلام عليتس سنعة ...
ياسمين بضيق :من الفرحة ياخالي وش أسوي ..
سلطان الذي أخذ الكلام على ظاهرة:ان شاءالله تفرحين بطلعته بعد
ياسمين بتهكم :ايه بحني يدي ورجلي بعد .. صباح الخير ياخال صباح الخير..
وتوجهت للحمام بعد أن طفرت الدموع من عينيها
سلطان الذي تفاجيء بدموعهااا كشر لتخرج له فاطمة هذه اللحضة ولاحظ عصبيتهااا ليوبخها :وش فيتس على البنية منكدة عليها مع هالصبح ...
فاطمة التي تفاجئت بهجومه :ماهو أنا اللي منكدة عليها الشيخة اللي جاي تراكض وتلف وتدور بتردها محنية شعر بنتي وهي راقدة ليه عشان تقهرها بس ...لأنها تعرفها ماتحب الحناا ..
سلطان بأنزعاج :لاااحول انتن ماتخلصن من هالعلوم ..
فاطمة أستغلت الفرصة :مرتك عاقلة مافيه زيهااا ليه ماتجلس عليها ...تراكض ورى راعية العلوم والمصايب ليه ...
سلطان الذي صمت حين لاحظ خروج سعد وكتم ماقالته له حتى خرج لاحقاً سعد ليوصل ياسمين لأختبارها بعد أن نظفت شعرها قدر الأمكان وكانت والدتها تخبرها أبقي بعبائتك وطرحتك لاتزيليهااا ..
وجائته هي بشاهي قد أعدته :ترى اللي قلتيه قبل شوي مالتس حق فيه ...كيف تغلطين على أخت زوجتس وهو يسمع ...
فاطمة بدافع عن نفسها فهي تعرف أن غضبها قد سيطر عليها لحضتهااا وأرتكبت خطأ بحقة :وش أسوي فقدت أعصابي ..وسواياهااا ماتسويهااا عاقلة ..
وصمتت لحضات :كله منك ..
سلطان بنظرة جانبية :رجعتي علي اللحين ..
فاطمة :أنا فاهمة غادة زين ماسوت اللي سوته بياسمين إلا عشان تنفرك منهااا تبغاناا نثور ونعصب ويوصلك العلم وتفر بجلدك ..
ياأخوي لو باقي عندك كرامة أحشم روحك شـــوي ولاتركض ورى أحد عايفك ...
سلطان :تدرين ياأم يارا وش ردي عليتس ..
بقولها لتس بلسان الفيصل :
يامدور الهين تـرى الكايد أحلـى
وأسأل مغني كايدات الطروقـي
الزين غالـي لكـن الأزيـن أغلـى
و الكل شـراي بضاعـةوسوقـي
النور عالي والسمـا فوقـه أعلـى
ولافاق علم جـاه علـم يفوقـي
الصعب هلا قلت ياصعـب سهـلا
دامك تبيني فأنت ياصعـب شوقـي
أحب أعسف المهـرةاللـي تغلى
وأحب أروض كل طـرف يموقـي
4
فاطمة وهي تستمع له بعدم أستحسان ...أنه يستمتع بكل مايحدث
نحن هنا نثور نخمد ننطفيء ونعود لنشتعل..
وهو يجد الأمر ممتع
كان الأمر شجار مع زوجة ورغبة بأدخال أخرى عليها حتى تحول
أصبح الأمر ترويض مهرة ...
قالت مذكره له عباراته المتهكمة الشريرة بأول أرتباطه فيها :اللحين صارت مهرة بعد ماكانت البقرة اللي بليناك فيهااا ..
سلطان بلاأهتمام :عادي الواحد لازعل زود العذاريب ...
فاطمة الذي لم يشفي غليلها رده .. قالت لعل وعسى أن ينتهي هذا الأهتمام المفاجيء :إذا على الزين مرتك ماأزين منهااا ..
سلطان :الزين لازم يكون نابع من الأعماق ماهو مجرد شكل ...
فاطمة :الله أكبر ...وش هو الزين اللي نابع من جوى بحمااتي ..
سلطان حين وصله أتصال من فياض أخبرها :والله يأخوتس يطول الشرح ..وأنا بتلاحق مشوار قريب ..قبل مانحضر غداء أبو يوسف ...يالله أسلم عليكم فمان الله ..سلمي على سعد والبنااات ...
××هلّت عيوني حكي ، حتى نشف ريقي وماحرّك ( الشي هذا ) ، شَي بـ احساسه ! من كان يضرب على راسه لجل ضيقي .. ماعاد ضيقي " يحرّك شعره بـ راسه "××
أم سعد بعد رحيلة لاتصدق طريقته الوقحة للعودة لنفس الموضوع
هل نسى ...إذا نسى نحن لم ننسى أنا من سافرت ليلتها لأحضر أبنتي من الرياض وهي التي أتصلت متألمة موجوعة بعد الطريقة التي أنفصل فيها عنهااا ...حبست نفسها بغرفتها وهي تنزف لليلة كامله ...حين أوصلوها للمستشفى .. كان الوقت متأخراً وقد فقدت الكثير من الدماء ...
لقد خشيت يومها أن تفقد أبنتها نفسها ...
التي حرصت لاحقاً أن لايعرف أحد بالموضوع
ولكن هذا لايعني أن الأمر لم يحدث ..
لقد كان ظالم لدرجة أن قتل حتى طفله وهو في رحم والدته
ويأتي الآن ويتحدث عن التغير والتحسن للأفضل
لايوجد شيء يشفع له بنظرها نهائياً ..
11
××في كسور القلب مافاد الكلام والله أن الصمت نص العافيه لا كلام ولا عتاب ولا ملام شامت النفس العيوف الراقيه××
تظاهرت بالذهاب لدور ة المياة لتتأخر عن المحاضرة وحين دخلت تلك أرسلت للأخرى لتقابلها ...
راما التي جائت بحذر وتأكدت أن الكوفي لم يكن فيه أسماء إلى جوار خزام :صباح الخير ...وش الرجة اللي مسويتها لي وش تبغين ..!!!
خزام :ليه مخاصمتني أنا مو من الصوارم أشبك قلبتي عليه ...
راما :اللي بعده ...
خزام بأحباط :ماعندي صاحبة غيرك ..أسماء ماأقدر أتكلم معها بموضوع يخص أخوهاا ..
راما :اهااا بدينا نشتكي ماكلمتي أسبوعين مملكة ولا غلطانه ...اش فيه سي السيد مو عاجبك ..!!
خزام بتنهيدة :كل شي مو عاجبنــي ... يعني تخيلي ماقلي أحبك حتى ...
راما تكتم ضحكة ساخرة :طيب صدق مايستحي على وجهه ...بس خزام تكفين طمني قلبي ماقلتي له شيء ...
خزام تهز كتفيها بنفي :طبعاً لاا مو عبيطة أنااا ...
راما :طيب يعني وش هالحب السريع أصبري شوية ويجي الحب مع الوقت أعتقد ...
خزام بأنزعاج أنه تصرح بما تشعر به ولكن راما شخص خارج حدود عائلتها لاتنحرج أن تفضي عن المشاعر التي تأبى أخراجها أمام المقربين منه ويحرجها التصريح عنها :شايف نفسه علي كثيررر ..
راما فقط أذكر أسم العائلة وسأقسم أنه كذالك ولكن قالت لتواسيها :كل الرجال شايفين أنفسهم ..يعني إذا أخو أسماء يحق له شوي مو كثير عااااد .. بس هاه لاتعطينه وجه مره وأنه يحق له يشوف نفسه عليك بس أشرحلك عشان تتأقلمين مع واقعك ...
وحين رأت أنزعاج خزام وكأنها الوحيدة التي تحمل هموم الدنيا ..
راما :شوفي ياحلوة عندي أخ أكبر مني ... وعندي بنت عم جميلة جداً روحها حلووة.. سنعة .. خطاطيب رايحين خطاطيب جاايين ..
مع ذالك ماتعجبه يقول خفيفة !!!
متخيلة ..
دايم أدعي ياأخذ وحدة كشرة ومغرورة وتشوف نفسها عليه ...
خزام بأستنكار :ليه تكرهي أخوك ...
راما بضحكة :ياقلبي الرقيقة ليه أكرهه هذا أسلوب حوار بين الأخوة ...
المهم خليك ثقيلة حتى لو قال أحبك ولعب عليك بهالكلام ...لاينطلي عليك ترى مافيه حب يجي بهالسرعة ...
بصراحة خزام يعني هي لازم سالفة أحبك هذي !!
يعني اللي فهمته من الحياة وتجارب الآخريين أن الحب مو ضروري يكون بالكلام !!
خزام :طيب يعني أنا ليه شاقيه نفسي ومتزوجة لو ماأبغى أحد يحبني ...
راما صديقتي الملونة أرجوكِ عودي لعالم الأرض:لأنها سنة الحياة ..أنا ماأقولك ماراح يحبك بس أقول لاتتوقعين رومانسية خيالية ..نزلي سقف طموحاتك ...
العشق المجنون ترى هذا بس بالمسلسلات والروايات ...
الحياة متجردة أكثر من كذا ...يعني الحب رفاهية ..
خزام بملل:شكراً على جرعة الأحباط !!!
راما :العفو ياروحي كل مابغيتيني أعطيك صفعة تصحيك للحياة أتصلي علي ...
وألقت نظرة سريعة على ساعتها وأخبرتها أن متأخرة على المحاضرة ...
بقت مكانها وعادت فتح هاتفها لتلقي نظرة على الرسالة التي أرسلتها له صباحاً ...
ولم يرد عليها حتى بعد أطلاعه عليهاااا ...
هل طلبت المستحيل ...
فقط كلمة لاتتدعى التسعة أحرف ...
صباح النــــــور ..
ولكنه بخل عليها فيها ...
كانت تغلق الشاشة
ولكن لاحظت أنه يكتب بالأعلى ..توقفت متشوقة ..
لرده : لبى صباحٍ يبتدي بـ طلـة محيـاك ..ولبى العيون الناعسة ولبى شفاتك
الورد يزهر من نبع شهـدك وماك..والقلب يروي ضاميه من حلاتك ...
وعاد وجهها ليحمر فقط من مجرد كلمات ... كل حديثه يعود لذالك المــوقف ..
وعاد تصلها رسالة أخرى منه :وش تســوين ..
خزام بكل غباء وبسبب توترها :جالسة بالكوفي ...
فياض :ايه شاطرة خليتس على هالحال عشان نكثر من صباح الخير ..
السنة الجاية ...
ورن هاتفها بأسم أسماء بشكل مفاجيء حتى شعرت أنه قد أمسكت بها على حين غرة ...
2
×× ياليتك تقوم في صبح الوله بدري
ماودّي أسمع صباح الخير من غيرك ××
***
دخلت الثالثه مساءً بحثت بنظرة سريعة عن مــروى وجدتها ترسم بزاوية غرفتها ...
مروى بريبة من دخول عمتها المفاجيئ :وش فيك ؟؟
غادة بشك لم يفارق عقلها طوال اليوم منذ لاحظت وجود سلطان بمنزلهم صباحاً:أمس وش تسوين بالمجلس تالي الليل..
مروى حسناً لقد جاء وقت الحساب :أحط لخالي فراشة ...
غادة بصدمة :ايه شطورة ..وخالك وين كان يوم أنا أتكلم معاااك ..
مروى بثقة :وين بعد بدورة المياة من جدك ياعمة تسألين هالسؤال ...
يعني لو كان بالمجلس صرخت أول ماشفتك ..
أليس هذا ماكان المفترض أن تفعله !!!
غادة بشك :طيب ليه مانبهتيني كان بأمكانه يطلع أي لحضة ويشوفني ..
مروى :كنت بقولك بس أنتي ماعطيتيني فرصة ...
وبعدين أنا رجعت القسم وقفلت الأبواب ولسى هو ماطلع ...
ألقت عليها نظرة شك أخيرة ثم ترك الأمر على ماهو عليه ..
لما ستكذب ..!!
حين لفت لتخرج وجدت ياسمين متكتفة وبوجه عبــوس ...
لتبادرها بخبث :أبتسمي عشان ماتطلع لك تجاعيد ...
وصعدت السلالم وهي تردد :جيبوا الليلة الحناء ...حنوووها
هي ست العرايس زفوووها ...
جيبوا الليلة الحناء حنووووها ..هي ست العرايس زفوووها ...
وأكملت متهكمة حين لاحظت وجود فاطمة أيضاً :أم يارا
أوعدتس أرقص على عرس ياسمين وهجرس عشر أشواط وذكريني لانسيت ...
ولم يرد عليها إلا صيحات الأبتهاج من مســـك المستمتعة بالفكرة ...عرس ورقص ..
××ريحوّا بال الظنون وقفلّوا باب الملامه العرب ماعاد تدري من تحب ومن تعّادي××
***
أستيقظ قبل أذان المغرب بقليل خرج بعد أن أرتدى ملابسه وتجهز ...
عبير التي كانت على هاتفها أغلقته وحين لاحظت توجهه للخروج :بتال ..!!! وين مروح جهزت لك قهوة وفطور ..
بتال بتكشيرة :ومن قالتس تجهزين لي شي ..
عبير بدهشة :أنت تقول أنك صايم ..
بتال ويده على الباب :بفطر عند أمي اليوم صايمة الأيام البيض ولاعاد تعبين روحتس بشيء يتعلق بصيامي ...
بعد خروجه ...
عبير بضيق :هذا والله أنه يدور السبايب علي ...
وريف التي تلعب جوارها :مين بابا
عبير :أنتي ياأم نقل الهرج روحي ألعبي بغرفتس وتوقفت للحضة تفكر : وإلا أنزلي ألحقي أبوتس شوفي وين يروح ولاتقولين أمي مرسلتني ...
وريف بسعادة لأن أمها أذنت لها بالخروج :لااوالله والله ماأقول ...
كان ينزل السلالم حين كادت تصطدم فيه وريف كشر ولكن حين لاحظ أبتسامتها القلقة .. سألها :وش عندتس لاحقتني
وريف :بأكل سمبوسة معك ..!!
هز رأسه بتفهم وهو يمسك بكفها الصغير الذي أدخلته قصراً داخل كفه ...
فهدة حين لاحظت قدوم أبنته معه :وش جايب راعية الهروج هذي معك ..وولاا مرسولة ..
بتال يهز رأسه بأستنكار ولكن يكمل طريقة إليها ويسلم عليها
ولم يعلق لأنه أذن لحضتها ومد يده لتمره وفك صيامه فيهاا ..
وحين لاحظ تأخر والدته عن الأفطار :يمه أفطري !!!
فهدة :وش فيك تراكض المآذن كانك ماتقوى الصيام لاتصوم ..
بتال :ترى تأخيرتس للفطور ماهو زين الأصل تعجيل الفطور ..
فهدة بعد أن فكت صيامها :مبروك ملكة بناخيكم ...
بتال يبتلع مافي فمه :الله يبارك فيتس ...
فهدة بحنق :وزين يومكم لفيتوها من وراي ... محد قال روحي معنااا أحضري ..
بتال يرفع رأسه مستنكراً :يمة هدي بالتس ماأحد راح ...
أبوي وفياض وسلطان وراجعين الليلة لاترفعين ضغطتس على تفاهات ...
فهدة :ويومهم ملكوا أمس لليه للحين مارجعوا وش يسوون هناك قلبي قارصني ماهو متطمن ..
بتال يشرب من اللبن :وش خايفة منه !!!
فهدة :ماأدري ماتنضمنون بعد يمكن يرجعون مجوزين واحد من عيالي وأنا ياغافلين لكم الله ...
يقف منهياً أفطاره :تمسين على خير بسري للخرج وماني راجع إلا متأخر ..
فهدة بأزدراء:ايه روح الخرج ...هذا أنت أولتها الرمال وتاليتها الخرج ...ولاأمك ماشافت نفعتك ..
الرمال يحتوي على الأستراحة التي يجتمع فيها أخوت عبير ...
والخرج أخوت جوزاء:الله يسامحتس يمه يعني هذي هقوتس فيني .. متى مابغيتيني أطلبيني لو بأخر الدنيا جيت لعيونتس ...
فهدة لم ترد عليه إلا بتمتمات غير معجبة ... أي وعود فارغة ..
وهو خارج أتصل فيها :خليتس جاهزة بعد الصلاة على طول أدق تنزلين لي ..
نزلت مستعدة وجلست مع ليلى التي كانت تجلس لوحدها فشعاع بصلاة ويارا ربما نائمة :وين بتروحين على هالكشخة ...
جوزاء وهي تتأمل ليلى فيها شيء مختلف ولكن لاتستطيع أيجاده :بروح لأخواني متجمعين ... واحد من عيالهم متخرج من الكلية العسكرية ... ومسوياً له حفل ... ولم تستطيع كبح سؤالها :فيك شي ضرسك وارم !!!
ليلى بتكشيرة حانقة وهي تلتفت حواليها :تقهرين نفسي أخنقك تدرين كم دافعة ...فيلر تكساس ياماما ...
أسمعي ياويلك تقولين لأمي ترى فعلا ً قلت لها رحت دكتورة الأسنان ...
جوزاء بعدم أقتناع :ترى أخوانك بيلاحظون وبيبلشونك ...
ليلى :يووه أنتي من جد دقة قديمة وش دخلهم فيني ..
وسرعان مافندت أقوالها بتعديل جلستها وألتقاط شال قربها لتغطية الفتحة أعلى صدرها حين سمعت صوت أحدهم يكرر :الدرب ياوولد !!!
حين عبر ...سألتها ليلى بطريقة غريبة :أقول جوزاء وريني صور بنات أخوانك ولاتقولين ماعندي لهم صور يعني أكيد يرسلون لك صورهم كل البنات يرسلون صورهم بالفلاتر ..
جوزاء بتعجب من طلبهااا :وش تبين فيهم بنات مثل باقي البنات ...
ليلى بأصرار :طيب وش بتخسرين أنا بنت ماراح أكلهم ..بس بشوف صدق مزايين على قد المدح ولا الناس تحب تبالغ ...
لم يريحها أبداً عذر ليلى ..
هي لاتحب أحد يتحدث عن جمال أقاربها من جهة أبيها لأنها تجر سبب ضعفها الأزلي أصلهم ..
ولكنها بكل بساطة فتحت السناب وأخرجت لها صورة فاتن ...
ومدتها لليلى :هذي فاتن بنت خالد ...
ليلى تأملت الفتاة كانت الصورة بدون فلتر ..حسناً وهل تحتاج ..!!
حاولت كبح دهشتهاا وأعادت الهاتف بكل هدوء لجوزاء :طيب مافيه غيرها ..
فتحت الهاتف على صورة أخرى :هذي راما بنت عبدالله ..
هذه كانت بفلتر ولكن من نفس الأصدار ...
وأظهرت لها فتيات أصغر سن لبقية أخوتها أشكال مختلفة ولكن الجميع يمتلك جمال خاص فيه ...
ليلى تكتم ضحكة خبيثة وهي تتذكر ماأخبرهم فيه المنذر
عن فكرة خطبته من أنساب بتال رغم معارضة والدتهااا
لأنه سيدخل حرب مع والدته لو فكر بهم ..
وصمت من جهة بتال الذي كان يشاركهم الجلسة إلا من عدة عبارات كشاور أبوي ..وأخرى غير حازمة...
الآن هي متحمسة بجنون للفكرة ....زوجة لمنذر بهذا الجمال ستجلط جميع زوجات أخوتها المتبقين ...
والمنذر المقرب إليهااا عليها أن تطمئن فعلاً على نصيبة ...
ليلى قالت بوقاحة :وعاد كيفهن بنات حلال مثلتس ولاعووب ..
جوزاء ترد عليها وقاحتهاا:ايه بنات حلال مثلي ماهن عوب مثلك ...
بضحكة أستمتاع :حلوووة منك بس لاعاد تعيدينهااا .. أسمعي حنا خويات ونحب بعض بس ياويلتس تقصفين جبهتي قدام أحد ..
جوزاء :مايحتاج ياروحي أنا أعرف أحكم لساني ماهو مثل غيري ...
رن هاتفها ليخرجها من الجو الصاخب مع ليلى ..ودعتها وخرجت لتجده ينتظرها بالسيارة ..
ولم يبدو برائق بال لأنه عاتبها بعد رد سلامها مباشرة :يعني ماقدرتي تعطيني خبر عن هالعزيمة من بدري ...
لازم لصحيت المغرب ألقى رسالتس طيب لو كنت مرتبط مع أحد ثاني ...
جوزاء بهدوء :كنت أستأذن بروح مع أختي ماطلبتك توصلني ...
بتال بأستنكار:بتروحين مع الرجال الغريب بزينتس وعطرتس ..
وحين لم يجد رد ...
بعد دقائق :وش فيك ساكته زعلتي ...
جوزاء بحلم :مافيه شيء يزعل ومافيه شي يستدعي الكلام ..
بتال يفرك جبينه بأنزعاج: حتى مالحقت أتقهوى مثل الناس على طول لقطتيني بمشوار بأخر الدنيا ..
وحينها رن هاتفها ليصمته ...
جوزاء بهدوء :هلا حبيبي ..بالطريق ..لاجايه مع بتال ...
أوكي الله يسلمك ..
صدرت منه ضحكة أستهزاء وهو يمسك المقود بيد والأخرى يدير فيها سبحته :ماشاءالله كلمة حبيبي ماتطيح من لسانتس مع بنيخيتس ...
بس اللي أسمه جوزتس مايسمعها بالغلط ..
كلمة حبيبي لأطلقها إلا على من يستحقها ..
أنا أحبهم حقاً لهذا أدعيهم بها ...
من أنت لتطالب بالكلمة الأكثر خصوصية بألفاظ التحبب عندي ....
جوزاء :تحبها متصنعة ولاحقيقية ..!!!
بتال :بدون خرابيطتس هذي ..
جوزاء :خلها تطلع من قلب !!!
بتال :يعني أطلب الله !!
جوزاء :الله كريم ...
وحين أعتقدت أنهم أنهوا هذا الموضوع :بتقولينها وأنتي تلحنينهااا ولا ماأكون ولد عقاب ..!!!
هل من المفترض أن أغضب من تحديك ...
حسناً أفعل ماتشاء ..
أنا متأكدة أني لست بتلك السهولة ..
لأدخل رجل بزوجة وأربعة أبناء لقلبي ...
فتحت حقيبتها وأخرجت طلاء الأظافر وبدأت بوضعه ..
بتال :أتكيت ركوب السيارة عندتس تلطخين أظافرتس ...
جوزاء وهي مركزة على ماتفعل :وضف عليها صوتك المتهكم كخلفية ...
وفجأة سمعت منه شتيمة مفاجئة .. رفعت رأسها مصعوقة لأنه ليس من عادته ..
لتتفاجيء بسيارتهم تندفع على الجانب بشكل مخيف وحين أعتقدت أنهم تعرضوا لحادث شنيع ...
كان قد سيطر على السيارة وأوقفها جانباً ...
كان غاضب حقاً فقد نزل من السيارة وتركها خلفه كان تلاحظ حركة فكة وكأنه يتحدث يبدو أنه يفرغ غضبه بشتم المتسبب عليهم ...
فتح الباب بفظاظة ..وأخرج عبوة الماء ..وأعاد أغلاق الباب بصفعة
لتنتبه هذه اللحضة على الجريمة التي تسببت فيها لقد لطخ طلائها سيارته ..
يألهي ماذا سيفعل بها لو رآهااا ...
كان يتكيء على مقدمة السيارة ...
منزعج من الكارثة التي كادت تقع للحضة بسببه ...
ضغط على السبحة بكفة اليمين حتى شعر فيها تنسل متساقطة على الأرض بعد أن تكسر خرزها تحت ضغطة ..
رفعها ليحدق بالحجر الكهرماني ..غير مصدق على سوء الحظ ..
أنها هدية عبير !!!
وتنسحق بين يديه بسبب جوزاء ...
لقد فقد تركيزة لأنه كان يتأمل رموشها التي كانت ترفرف فيها وهي تركز بعملهااا ...
رمش عينها كاد يدفع ثمنه حادث قد يودي بحياة كلاهمااا ...
بعد أن تماسك ركب السيارة ..
ليلاحظ مباشرة ماحدث فلون الطلاء واللون الداخلي للسيارة كانا متناقضين بحيث بان الفرق بكل سهولة ....
وحين طال صمته وعاود القيادة قالت بأحراج :آسفة عدمت سيارتك ...
بتال متهكم :وكل من ركب معي بيدري أن المدام كانت تضبط أظافرها بالسيارة كحاجة مصيرية ماتمشي من دونها ...
جوزاء بأحراج أشد :يعني مابتنظف ...
بتال ببرود :لااا ..
لم يتحدثوا أكثر لأن بروده أقلقها .. وهي تشعر بالذنب ..
لأفسادها سيارته ..
××عزيز نفس لو فيني عظيم الحب يهلكني شعور ولا يرخصني عابر××
حين وصلوا أخيراً ..
كان بأستقبالهم لافي ...
الذي رحب بعمته بمبالغة وحين جاء دور بتال سلم عليه ببرود ...
لايمكن لها أن تفوته يبدو أن هناك ماحدث بينهما !!
وقفت تنتظر لافي ينهي الحديث الممل بينهما ويوصلها للقسم النساء ...
لحضتها لاحظت أن نظرات بتال له كانت متأملة بطريقة أستنكرتها!!
حسناً لافي جميل هو من أكثر أبناء أخوتها الذي ورثوا لون البشرة الفاتح ..مع شعر بني فاتح وحتى ذقنه كان بلون فاتح ..
عينية فقط كانت داكنة اللون ...
وهو لايحاول التقليل من جماله كما يفعل غيره فهو لايصبغ شعره
ولايبحث عن سمرة البشرة ..
حين أستأذن لافي للحضة ليحضر شاحن هاتفه من السيارة ..
فهو خرج من أجله بالأساس ..لم تستطيع كبح لسانها من قول :باقي تأخذ له صورة ...
بتال بتكشيرة :وش هو !!!
جوزاء بشك :نظراتك له غريبة ..
بتال بضحكة أستنكار :والله أنتي اللي غريبة ... جوزاء أنقلعي جوى لأجلدتس قدام الرايح والجاي ...
جوزاء: بنقلع لاجاء ولد أخوي ..
بتال بحوقلة لايصدق طريقة تفكيرها ...
ماذا أعتقدت ..وإلا ماذا ترمي ..
حين جاء لافي شبكت ذراعها بذراعة وأخبرته أن يوصلها لداخل ....
وذاك يهز رأسه مستنكراً الطريقة التي ألتصقت بها فيه ...
لاحقاً بالمجلس ..
سلامات ...تهاني ..أحاديث متفرقة ...جموع مختلفة ولكن الأغلبية غرباء عليه ليسوا الفرع من الجماعة الذي أعتاد الأختلاط فيه ...
بعد أن أدخلوا على وليمة العشاء ...
كان من أول الخارجين .. ليجد منظر غير محبب له ..وكش جلده منه للحضة ...
فتى بشعر فاتح يرقص بطريقة غير مستحبة ...على شيلة وضعها مجموعة من صغار السن
وحين كاد يطول به التفكير ويأخذ إلى أمكان مغلقة ...
تفاجيء بأحمد يضرب الفتى بعصاء نحيلة كان يحملها :أنقلعي لأمتس والله لو عاد شفتس لابسة هالثوب وجايتنااا لأجلدتس أنتي وياااهاا ..
وكأنه لاحظ نظرات بتال المنزعجة ليخبره :تراها بنت ...
كان يريد لحضتها أن يلتقط هو العصاء من يد أحمد ويجلدهااا ...
ياءالهي كيف أقشعر من منظرها مجرد تخيلة فتى بهذة المنظر المقزز بالنسبة له ...
بتال الذي تقبلة كاسة الشاي التي صبت له :سلمت ...
لافي الذي جاء للتو من الخارج جلس جواره :ايه وكيف تقحيص (تفحيط ) عمتي أعجبك ..تراها متخرجة من مدرستي بالسواقة ..
بتال :وأنا أشوف التعليم الردي !!! ..قلت أكيد مايطلع إلا من واحد مثلك وشرواك ...
لافي بلا أهتمام :وتراي بعد توسطت لها بأسمكم ...
وحين لاحظ عدم الأستيعاب على وجهه ..
لافي وهو يشفط من كاسة الشاي بطريقة مزعجة :يوم رحنا نطلع الرخصة إلا هي أنواع الدجة باقي تنط الرصيف وتجيب العيد فينااا
عاد الرجال يوم شاف أسمهااا قال:تعرفون فياض الصوارم ...قلنا الله الله ..قال طيب بتال ..قلنا عز المعرفة ... وعطانا الرخصة يعني أنت اللي تسببت بأخذها الرخصة بلا أحقية ..
وختم جملته بقهقه صاخبة ..
بتال بأنزعاج :وأنت ماتستحي توسط فينا وأنت ماتعرفنااا
لافي ينزل كاسته :أي مكان أروح فيه أحتاج واسطة أجس النبض
تعرفون عقاب بن نايف طيب تعرفون فياض ... وإذا كانوا من معارفه أقول مرسلني عليكم ..
وضحك حين لاحظ تكشيرة الأنزعاج على وجه بتال ..
لافي بلامبالاة:أنا متأكد أنه ماراح يزعل كثر ماأنت زعلان بالعكس حسنات تجيه وهو راقد فيه بيته ..
بتال يلف للجهة الأخرى ...وهو يتذكر القنبلة التي ألقاها المنذر ومن أشعل فتيلها فياض ...
لقد أخبرهم بتهكم سأخطب من أنساب بتال الجدد ..
لقد ظن أنه يعايره للحضة ...ولكن ماأغضبه أكثر أنه جاد ...
ولم ينسى طريقته بقولهااا :فياض وراني أخوان بناتهم عاد قلت ماأبي خوال لعيالي غيرهم ... تحسين نســل بيشكروني الصوارم عليه سنيــن ..
لترد عليه الخالة شعاع بطيبة قلب:ياوليدي الصوارم خابرينهم من سنين وماحسنوا نسلهم فيهم ...ياوليدي فكك منهم بنلقى لك الأجودية اللي ترفع راسك بعيالهااا
وتحمل يابتال الرميات الغير مقصــودة حتى من أقرب الناس إليك ...
والأسوأ قوله :فياض يقول خذ من بنات خالد ..عبدالله بناته أمهن أجنبية ...
تباً لك ولفياض معك ..
ولم يرد هو إلا بكلمة واحدة :شاور أبوي ...
المنذر :وأنت علامك كن هرجي ماهو عاجبك ...ناقداً عليهم شيء..
بتال بأنزعاج أشد :مانقدت على أحد شيء وترى وضعي غير وضعك ...
المنذر :أوضاعنا متشابهة بس أنت اللي تحب تقيد نفسك بعلوم ماتوا أهلها وأندفنوا تحت التراب ..
أنسحب من الحديث وقتهااا ..فهو كلا ماأراد الخروج بتبرير غاص بوحل ظنونه أكثر ...حتى أصبح لايطيق الحديث بأي شيء يتعلق بالموضوع ...
عاد لمجلسهم لتقعه عينه على أحمد الذي يجلس مقابلاً له على الطرف الآخر من المجلس ..
يتحدث مع أحد أعمامه ...هذا المفضل لهااا ..
أحمد الناضج .. أجل هو هكذا لايسخر لايشمت ولايعرف لضحكة درب فهو دائم العبوس ..آه هما يتشاركان بهذة الصفة
العبوس ..
ولكنه بالتأكيد أفضل بكثير من لافي ...
فهو يحترم أحمد على الأقل أما من يتعامل معها بذاك القرب فهو يمقته ...
أرسل لها يسألها أنا كانت أكتفت من هذه السهرة فأجابت الموافقة ...
أستأذن من المتواجديين وخرج ...
××على النقا والبياض وصافي النيه نعامل ناس .. صادقها وحاقدها××
***
عند النساء كان الأحتفال على قدم وساق وهي كانت متفرجة تجلس مع هيفاء أختها وشيخة وعدة من نساء أخوانها الذكور ..
وحين بدأ الجميع ينشغل وتناقصت المجموعة من حولها وأصبحت شبه على أنفراد مع هيفاء سألتها :وش رايك باللي تطلب منك فجأة صور لبنات أخوانك رغم أنها قبل ماتسأل حتى عن أخبار أمك ...
هيفاء بشك :من هي ؟
جوزاء :حماتي بنت شعاع ..فجأة طلبتني اليوم صورهن ...ونظراتها كانت غريبة ...
هيفاء بأنفعال :لايكون وريتيها فاتن؟
جوزاء تهز راسها بموافقة بأحساس بالذنب ... فهيفاء أيضاً وصلت لنفس التفكير الموضوع مشروع خطبة ...ولكن لمن لاتعلم ..
هيفاء بغيض :بتسرقين خطيبة حماي..
جوزاء بضحكة دهشة :على كيفك حتى ماخطبتوا وصرت أسرقهااا ...
هيفاء :هذي السالفة فيها أنا ماهي متفرجة زيادة ثقافة أحد مرسلها تخير له ...
من اللحين أقولتس لو على مرة لاتفكرين تمشين بالموضوع ...
جوزاء الواثقة أنها لن ترمي أبنه أخيها لمصير كمصيرها :بدون ماتقولين لي وبجميع الأحوال ماراح أشجعهااا ..
وفجأة بزغت بذهنها أفزعتها :حماي أخو بتال راجع من برى واحد أول مرة أسمع فيه من عيال فهدة متخيلة !!
هيفاء :بس هذي هي !!!
جوزاء بتجهم:يعني بيأخذونها لعبة يتجوزها يأخذها معه ولارجع على بيت أبوهااا ..
هيفاء بأنزعاج من تفكيرها :جوزاء!!
جوزاء ووجهها يتصلب مع أفكارها :ايه لو تناديني من اليوم لين بكرة ماراح تغير الفكرة ..صدقيني وأنا ادرى بتفكيرهم هذا المقصد ...يتسلى فيها برى ...لين يرجع يعني زواج تحصين له ..
هيفاء تهز رأسها بأستنكار :الله يهديك لاتسيئين الظن ..!!
جوزاء :والله ياطيبة مانفعتني وحسن الظن ... بس هين خليه يصير اللي فكرنا فيه صدق..بعطيها كل العلم قبل ماتفكر توافق حتى اللي صار معي بقوله لها لو بتمشي وتنشره مايهمني أهم شيء ماأحد ثاني يقع بنفس الفخ ...
هيفاء تنكمش على نفسها وهي تغطي نفسها أكثر :بردت ..ماتحسين بالبرد ..
جوزاء بسخرية وهي تهز قدمها :ماحسيت فيه إلا هنااا ولابالقصر ماتحسين بشيء كنك بعالم ثاني ...
وأنتهى الحديث هنااا ..فهيفاء لم تريد الضغط على زناد جوزاء القابلة للأنفجار بأي لحضة ..
لاحقاً وردتها رسالة منه ...
فودعت قريباتها وخرجت ..
أمام الباب وجدت أحمد ينتظرها وبتال قد صعد لسيارة ...
جوزاء بعد أن سلم عليها :وش العلوم وين الناس ...
أحمد :دوام نوم ..وأشغال أبوي اللي ماتخلص وسهرة وطقت بلوت وخلص اليوم ..
جوزاء بسخرية :يوسع الصدر يومك ..أقول تدري أن العالم تخطب بنت عمك ...
أحمد وهو يعبث في سبحته :ماشاءالله ..زين الله يوفقهاا عنست البنت خليها تروح ..
جوزاء بأنزعاج فكم فضلت لو يتزوج الأثنان ولكنها تعلم جيداً أن أحمد لايرغب بفاتن لأنها خفيفة على حد قوله حين سألته سابقاً كأخيها والمقصود لافي :
ايه أصلاً أنت أستكثرتها على روحك وبتأخذ اللي أحسن منك ...
أحمد بأنزعاج من جملتها :افاا ياعمة اللحين تبدين عيال عمي علي وأنا طول عمري ماأشوف أحد مثلتس ..
توجهت لتفتح باب السيارة وهي تشير له مودعة ...
ولكنه لحقها حتى ركبت وحدثها مع النافذة :لاتزعلين الجــوز ماراح اتجوز إلا على ذوقتس ...يالله فمااان الله ...فمان الله أبوحاكم ...
بتال يرد عليه تحيته ويحرك السيارة ليبتعد :ماشاءالله شكلتس شغالة خطبات ...
جوزاء بتعب وهي قلقلة من جوله حديثة من الحرب الكلامية :أذكره أنه كبر ولازم يتحرك ويكون نفسه ...
هز رأسه بتفهم ولم يتعمق بالموضوع ..
وشكرت له هذا التصرف ...
لأنها تشعر بصداع وأرهاق بجميع جسدها يبدو أن البرد قد دخلها
بسبب تغير الأجواء مابين الدفء الدائم وخرجت اليوم بشكل مفاجيء
لقد كانت تشعر بالبرد طوال الوقت رغم أرتدائها للباس ثقيل ومناسب للطقس ...
ماأن وصلت حتى صعدت مباشرة للجناحهاا وهي تخشى أن لاتستطيع ذالك من شدة ماتشعر بنفسها ...
بتال الذي لم يعجبه تصرفاتها خصوصاً أنها تركت حقيبتها خلفها وناداها ولم ترد عليه ...لأنها لم تسمعه ..ولكنه لم يفهم الموقف جيدا ً..أعتقد أنها منزعجة كالعادة من تصرف بدر منه ..
دخل وهو يحمل حقيبتها وحين وجد يارا بطريقة أخبرها أن توصلها إليها ...
فهو لايريد اللحاق بهاا ويحدث أي خلاف بينهمااا
توجه للعبير الذي من المفترض أن يبات عندها الليلة ...
عبير أيضاً كانت بوجه لايفسر ...
ولكنها لم تفضي عما يزعجها لأنها فهمت درسها جيداً أي خلاف لو بسيط سيتحول للأخرى ..
ستتخاصم معه صباحاً ...ستناقش تصرفه حين أخذ تلك بليلتهااا
إلا الخرج ...
لقد نقلت لها وريف حرفياً ماسمعت من جدتها ووالدهااا ..
بتال بعد أن تجهز للنوم :لو دق منبهي قبل الفجر وماوعيت عليه وعيني (أيقظيني )
عبير :لاتقول بتصوم ..
بتال :إلا بصوم ..
عبير :وش هالصيام اللي كل يوم ..
بتال وهو يعطيها العذر الذي جهزة لو سألته :صادم لي عامل قبل سنين بالخطأ وماكفرت عن اللي صار..
عبير بتشفي :ياويلك من الله يوم كل هالسنين ماصمت ..
لم يريد أن يطيل بالتبرير لأنه كاذب ...
2
××ما عاد ندري هي شقى ولا ضياع ولا عاد ندري هي لنا ولا علينا.××
جوزاء التي دخلت لغرفتها مباشرة ونامت كما هي لتستيقظ بوقت لاحق من الليل وتبدأ بتخلص من عبائتها وحذائها ...
وبوقت آخر لاتدركه جيداً هل قبل الفجر أو بعد الفجر بقليل نزعت المزيد من ملابسها لأنها تشعربأنها تحترق ...
حتى لاتعلم كيف نامت بقية الوقت ...
الساعة السابعة دخل عليها ليرى ماأمرها وياللعجب لايوجد رائحة قهوة بالجناح ..
ألم تستيقظ بعد .... هي عادة ً تكون مستيقظة من قبل الفجر حتى الحادية عشر وبعدها تنام حتى قبل العصر بقليل ...روتين لاتكاد تتركه ...
كان باب غرفتها نصف مفتوح بطريقة حيرته ...
ولكن ماصعقه هو المنظر الذي وجدها عليه ...
عبائتها ..حذائها.. كل شيء مبعثر حول السرير بالأضافة لنصف ملابسهااا ولم يتبقى إلا القليل والقليل جداً الذي جعله يرمي اللحاف عليهااا
ويبدأ بأيقاظها وهو غاضب منهااا
لقد كانت متكشفة وباب غرفتها مفتوح .... بعد قليل كانت ستأتي الخادمة ..
ستفتح الباب وتراها بهذا الحال ...
مرة ستخرج بالمنشفة والآن تتكشف وتترك الباب مفتوح ...
مجرد منظرها على السرير بلا ملابس وباب الغرفة مفتوح ولو على سبيل الصدفة فتح باب الجناح وأحد العابرين ألقى نظرة غير مقصودة !!!!!!
بتال يهزها مع كتفها وهو يجلس على طرف السرير :جوزاء قومي ... قومي اللحين خلصيني صليتي الفجر !!!
انقلبت بأنزعاج لتكون بلحضة واحدة تنام على فخذه التي كان يثنيها على السرير وهو يوقظهااا ..
تمتم :يارب صبرك ..يعني وبعدين ماأنتي صاحية ..
فتحت عينين محمرتين :وش فيك
بتال :أنتي اللي وش فيتس قومي شوفي كيف راقدة بدون ملابس ...
عبارته لم تصعد لعقلها أبداً ...
فقط أعادت رأسها الذي ينبض بشده من الألم ... لوسادته الحجرية ...
مد كفه ليرفع رأسها الحارة جداً عنه ويضعها على المخدة ..
لمس أسفل ذقنها ليجد لوزها قد أنتفخ :ياجوزاء قومي هذا اللي أخذناه من مساري الليولة ..والأستراحات والخبال ...
وحين بائت كل محاولاته بالفشل وحين لاحظ xxxxب الساعة تجري
وقد تأخر على عمله ...رفع كأس ماء جوار سريرها وسكب بعضه على يدها ورشها فيه ...
لتفتح عينيها وهي تكح بفزع ...
بتال :عارف أنتس مرضانه بس قومي صلي وأكلي علاج وأرقدي ...
كانت نظراتها حانقة ولكن ألم حنجرتها لم يسعفها لترد عليه ...
حين حاولت الوقوف أنتبهت لوضعهااا
لقد تخلصت من جميع ملابسها وولم يتبقى إلا القليل ألتقطت القطعة العلوي من ملابسها التي تشاركه السرير وأرتدتها لتستر جزئها العلوي والقليل من السفلي
وتوجهت للحمام غير عابئة ببقائه يشاهدها للحضة الأخيرة ...
أنسحب مجبر ليتوجه لثلاجة تأكد من وجود الأدوية المطلوبة ووضعها على البار حتى تجدها بكل سهولة ...وأجبر نفسه على الخروج .. رغم أن كل ماداخل الغرفة يغرية للعــــودة ...
ولكنه صائم !!!
××ترفق على قلب تولع بك ولا تاب تعذب و لامنه نوى البعد م قـوى .××
****
نزلت برفقة زوجهاا لتناول طعام الأفطار والذي دأبت على تناولة من الطاولة التي تعد لعقاب بالشرفة صيفاً أو شتاءً فهو يحب شمس الصباح مهما كان الفصل ...
أكتشفت أنه هناك طاولتي أفطار تعد ...واحدة لعقاب بشرفة والتي يتناول منها أبنائه الذكورة ...والأخرى لنساء المنزل وأطفال المدارس
هي لم تكن تفطر إلا من السفرة التي يأكل منها الحكم وبأغلب الأوقات تجلس متفرجة
وفي حالة غياب هي تعد للنفسها أفطار بسيط وتصعد فيها لغرفتهااا ...
حتى بأحد الأيام رأت الخادمات يرفعن السفرة الأخرى ولم يتناول أحد منها حتى كوب شاي أو ثمرة فاكهة ..
ولحقت بهن تريد أن ترى ماذا سيصنعن بالمتبقي ..
وللحسن الحظ كان يعاد ليحفظ ...فكرت لو رأت غير ذالك حقاً لأنزعجت كثيراً فهي جربت الفقر في حياتها من قبل ...
في مراحل الطفولة برفقة أخيها مرت عليه أيام لم تكن تجد لهم جدتها مايتناولون فيه الخبز لوحدة ....
الحكم بتعجب من سهيانها البعيد فهي صامته على غير عادتها :وش فيتس ...
فزة تعود لواقعها :ولا شي أفكر بالدنيا
الحكم صمتها يقلقه :أحتري لين أروح وفكري بالدنيا ...
فزة :دايم لهرجت تسكتني..تقول مشغله أذاعة الصباح ..
الحكم وهو يشرب من كوب الحليب بالشاي :لايكون زعلانة !!
أنا هاوشتس البارح ترى مأدري وش قلت ...
فزة بتصنع للحزن :ايه ماخليت علي كلمة ..ماتوقعت أني أهون عليك هالكثر ياعم الغالي ..
يقاطع حديثهما فهدة التي دخلت قادمة من الخارج ...
الحكم :صباح الخير يمه من وين جايه ...
فهدة وهي تسحب الكرسي لتجلس :صباح النور تمشيت لي شــوي بالحديقة ..
فزة :صباح الخير ياعمة ..
فهدة بأنزعاج :ماتخلص صباحاتكم ..صباح الخير اللي شكلنا ماحنا شايفينه ..
أكملت تشتكي للحكم :ذبحني هالمزارع مايفهم شي كل الورد اللي زرعة ماأعجبني وحتى الفواكة اللي أقوله أزرعهااا ماتثمر ...
الحكم :يمة عليكم قل فواكه بتاكلين من الحديقة ...
تأففت فهدة وأخذت تشتكي من أمر آخر ..
وحين غادر الحكم مستأذناً ليتوجه لعمله ..
بقت وجه لوجه مع فزة ...
فكشرت بوجهها وهي تقــول :اريح لي شوي أحسن من مقابل وجيهاً ماتسوى ..
فزة التي بقت مكانها ..بملل..
توجهت لعقاب بمكتبة وقاطعته عن كتابه الذي يقرأه ..
وأخذت تخبره كم هي سعيدة بملكة أخيها ونادمة أنها لم تحضر معهم ...
وكم هي متشوقة لرؤية عروسته وهو يجاريها على سبيل المجامله ...
فهو ليس من أصحاب البال الطويل على الأحاديث النسائية ...
××زوله في عيني إليا حضر بين الحضور مثل ضي القمر لاعتلى بين السحاب.××
كان مسترخي بسرير حين ناده العسكري من جماعته على عجل :ولد الحصني تعال أبيك في موضوع ..
وحين أقترب سأله بحدة :أنت وش مهبب !!!
هجرس وهو يتلفت حوله بحيرة :وش هو
العسكري بنرفزة:تغرد على تويتر ليه !!! ..
هجرس :وش دراك ...
العسكري :وش دراني أنااا ..الدنيا كلها تدري والضابط معصب ..جوالك وين هاته بسرعه برجعه للأماناات بيفتشونكم ...معك شيء ثاني ..
هجرس يسرع للسريرة ويسحب الهاتف الذي يلصقه أسفل السرير ليعود له فيه :هاه ماعندي غيرة ...
العسكري بتوتر :سكينك وين ...
هجرس :ماقدرت أخذها بالعنبر الثاني بالحمامات ..العسكري اللي نقلني أذيه وعرفت أنه بيفتشني وخليتها هناك ..
العسكري :زين زين ..لو سألك قل حسابي مع عماني وهم يغردون فيه مع أنه بيحددون موقع الجهاز وبيطلع من هنا بس أنكر عشان مايقررك وتجيب العيد فينااا ...
وخرج على عجل ..
ليعود هجرس بتكشيرة لسريرة ..
ولم تمضي عشر دقايق إلا وقد بدأوا تفتيشهم حقاً ... لم يكن أي من العساكر الذين حضروا لتفتيش عنبرهم من جماعته وكانت نظراتهم عليه سيئة وتفتيشهم دقيق ...هو كان نظيف جداً ولكن أكتشفوا الكثير من الممنوعات مع المساجين الآخريين ...
وفجأة أصبح الكل ضده ...هل تعمد الضابط أفتعال هذا التفتيش بسببه
والأطاحة بممنوعات اللآخريين حتى يصبحوا ضده ويضيق عليه
فيكون مصدر ضغط عليه ليحقق مهمته ...
بعد ملل وضيق وقف عند الباب وهو يقول بصوت مرتفع :أتظن أنك عندما أحرقتني ورقصت كالشيطان فوق رفاتي ..
وتركتني لذاريتي تذرني ..كحلً لعين الشمس في الفلواتي ...
أتظن أنك قد طمست هويتي ومحوت تاريخي ومعتقداتي
عبثاً تحاووول لافنااء لثائراً أنا كالقيامة ذات يوماً آتي ...
أنفتح باب الزنزانة الذي أتكيء عليه ليدخل أحد العساكر :أمش يالثائر أمش والله يالضابط متوعد فيك الله العالم أنه بيجلدك ...
حين دخل على الضابط وفك العسكري قيدة ..سأله الضابط بتهكم وهو الذي كان يشاهده عبر الكاميرا:وش فيك حولت لونك ياهجرس الأصلي يبقى أصلي ..خلك على ياجماعة منك وفيك وثوبها لابسك ...
هجرس وهو يجلس وكأنه بمجلس جده :والله يالوجه الطيب ... أنا رجال مواهبي متعددة .. وبكل لون لي بيت مفضل ...
وأقوله بوقته المناسب ...
يارجال يقولون باقي على صلاة التراويح 55 يوم بلحق أصليها مع أبوي وجدي ...ولا مع رباح وأبوهند وساطي ..
الضابط :ماراح نعيد ونزيد بنفس الموضوع ..عطنا علم رباح وش عنده بقية العصابة كيف يصرفون اللي يسرقونه ...
ذولي نص سرقات السيارات بالرياض على يدهم ....
يعني مهمتك مهمة لنا هالكثر ...
هجرس :رباح خويي أيام الدراسة وعلاقتنا ماهي طيبة .. ماهو معطيني سره ...
الضابط :عارفين أنه خويك ممسكوين ثلاث مرات على التفحيط ..
هجرس حتى كم بنت كلمت في حياتك أعرف لاتحسب بتقدر تدس علي جرايمك ...
هجرس بعد صمت قليل :طيب ياطويل العمر دامنا تكلمنا بصراحة فيه بنت كلمتها قبل ثلاث سنين وحظرتني وبعد ماكلمتها من أرقام ثانية غيرت رقمها تقدر تطلعه لي ..
الضابط بسخرية :ابشر قبل ماأفكك اعطيك جوالك وفيه الرقم المطلوب .. بس قبل أسمح لي بشاور بنتاخينا الجديدة بالعلم (المقصد هنا ياسمين أي أعلم أنك قد أرتبطت وسأشي بك عندها على سبيل السخرية )..
هجرس التي ماتت أبتسامته الساخرة على شفتيه كان الأمر ممتع ومسلي حتى جاء مجرد التلميح لها على لسان الضابط ...أغضبه ..
قال له وهو يتفهم الضيق الذي أصابه :خلاص ياهجرس العلوم الأولية أنساهااا ..
وخلك رجال وقد هقوت (حسن ظنهم ) أهلك اللي جوزوك وأهل البنت اللي قبلوا فيك وأنت بالسجن ...
×أحبك محبة واحدٍ مايعرف يخُون لامنه سمع حس المفارق نزل دمعه××
****
تناولت أفطار بسيط لاطعم له بفمها ولكن لتتناول دوائها وبعدها حاولت النوم ولم تستطيع ...فعادت لتصنع قهوتها وأضافت له بعض القرنفل الذي لاتفضله ولكن على سبيل الأستفادة من فوائدة لحنجرتها الملتهبة ...
كان قد شربت فنجان أو أثنين ..
حين دق جناحها بطرقة غريبة عليها شكت فيها حتى ألتقطت روبها الشتوي وأرتدته فوق بيجامتهااا ..
وصفقت لنفسها حين فتحت الباب ووجدت خلفه عقــــاب بنفسه ...
عقاب الذي قدم نفسه قليلاً لتسلم عليه عاد ليتراجع وهو يرفض دعوتها له لدخول وعزيمتها له على القهوة ليخبرها بما لايحتمل المجادلة:ألبسي عباتس وألحقينا بنروح مشوار قريب ...وختمها بعند البل (الأبل )
أغلقت الباب والشعور بدوار يفاجئها ..
ماذا هل أصبحت المرافقة للعم عقاب الآن أيضاً ...
××لبيه من زود حبي لك وتقديرك و يا مرحبا وين ما ودك توديني××
****
ليلى التي كانت بغرفتها وتلعب على هاتفها ...عرفت طرقت والدها الذي يطرق بخفة بعصائه ألتقطت الكارديان الخاص بها وأرتدته على عجل ...
ليلى وهي تخرج وتغلق الباب خلفها حتى لايلقي نظره على الداخل ويكتشف مصائبها فديكور غرفتها الأسود فقط كارثه :هلا يبه أمرني ...
عقاب بنظرة شك لأغلاق بابها :البسي عباتس وألحقيني بنروح البل ...
ليلى تبتلع ريقها :عندي حساسية من الأبل يجيني عطاس لليل ..
عقاب بحدة :مري الثلاجة وكلي حبوب الحساسية نص أخوانتس فيهم وماقطعوها ...
ليلى بعبوس :أبشررر ..
لاحقاً بالسيارة...
ليلى لم تتوقع أحد فتفاجئت بالأثنتين ..
جوزاء توقعت ليلى وتفاجئت بفـزة ..
فزة توقعت الأثنتان فهي من صنعت الخطة ومن أشارة على العم عقاب
فهي قد ألتصقت فيه طوال الضحى ..
وحين مل من حديثها وسألها لما لاتذهب للجلوس مع (خوياتها) على حد قوله أخبرته لايجتمعون صباحاً كلاً في جناحه ولكن أعلم أنهم مستيقظين ...
ورمت فكرة الذهاب للأبل كأقتراح ...
ولكنه أعجبه ..
كان عقاب هو من يقود السيارة بنفسه ...
ليلى ماأن خرجوا من بوابة القصر حتى بادرته :أبوي بتمر نأخذ قهوة ..صح ...
عقاب بأستنكار :قهوة ليه والآلة اللي مشتريها لكم ب 20 ألف وش فايدتهاااا ...
ليلى بتبرير أحمق :مافيها سبانش لاتيه ...
عقاب بتجاهل لمطلبها :مالتس إلا عصير برتقال ومن الدكان اللي بأخر ديرة قبل محلنااا ...
ليلى بتبرم :ليت العيال معناا وأخذوا الدباب اللحين وش أسوي هناااك ..
عقاب بعدم أستحسان :بتفحطين عند نياقي عشان تجفلينهن ..
ليلى التي قد أمسكت على بتال شيء سابقاً بسبب غباء جوزاء :اللحين دباب بيجفلهن وبتال يعلم جوزاء الرمي بالمسدس عندهن عااادي بيجفلن بس من دبابي ..
عقاب بفزع :أنا ولد هجرس أنتي تقولينه صادزة ...
ليلى :قسم أسأل جوزاء بعد ...
جوزاء حقدت على ليلى التي تستغل ماتخبرها به ضد بتال وتورطهاا معها ماذا لو خاصمه والده وغضب منهااا وأعتقد أنها من أفشت ســره ...
قالت مبررة :ماكنا عندهم بالضبط بعيد شوي ...
ليلى :لاتصرفين اللحين أنتي قلتي رحنا للبل وعلمني الرمي عندهن ..نسيتي حقوق الأنسان ووحشية الأسلحة وحلطمتس الطويلة العريضة ...
قبل أن تنسى الموضوع الأول وتتحمس لآخر :أبوي بتخليني أرمي صح ..!!!
عقاب برفض :لااا أنتي ماأضمنتس ...مثل أخوتس ..
ليلى :طيب أسوق ...
عقاب :تخسين
ليلى بحنق :أجل ليه طالعين ..
عقاب بأستمتاع بغضبهاا :عشان تطبخين غدانااا ..
وحين صمتت متكدرة ..
عقاب :بعطيتسن لغزين اللي يحلن يخلصن من الجزاء (العقاب)واللي ماتعرف الجواب هي تطبخ غدانااا ..
وحين وافقه الجميع ...
طرح لغزه الأول ..
عقاب وهو مركز على الطريق : أنشدك عن بنت فيها الخير والشر...موجودة منذ العصور القديمة
تطربها الأمثال وبطيب تذكر
وآخر حياة البنت صارت عديمة ...
ليلى بأحباط تتأخر بمقعدها بعد أن كانت متقدمة من الحماس :من يوم يبدأ ألغازكم بأنشدك عارفة ماراح أحله ...
عقاب :حاووولي فكري
فزة بتفكير :ياعمي هو نأكل ولانستعمله ووين نلقاه
عقاب برفض :مالي خص فكري هذا هو اللغز ماني مساعد أحد ....
جوزاء التي سمعت اللغز من والدتها كثيرا ًبكل بساطة ردت بصوتها المبحوح :النـــــار
ليلى تلف عليها وتعود لوالدها بتركيز :صح عليها ..
عقاب بحماس :صح جوزاء مسموحة من الغداء بقت عليتسن اللي تحل اللغز الثاني تفوز والثانية عليه الغداء ...
فزة بأشادة لجوزاء :طلعتي ماأنتي هينه صدق ياما ورى السواهي دواهي ..
جوزاء بهمس لها :أقول حلي خلينا نتفرج على ليلى وهي تطبخ ...
ليلى التي سمعت التخافت قالت بشك :أبوي شفهن يتعاونن علي أكيد جوزاء بتغشش فزة لعرفت الجواب ...
عقاب يلقي نظرة على الخلف من المراءة الأمامية ..لترد عليها جوزاء :الغش حرام ماني مغششة أحد ..كيف حكمتي أني بعرف الجواب..
عقاب يتجاهل ليلى : انشد ك من غمر شبابه اسبوعين..وبعـد اسبوعـين ينثني شايـب
وكلا يحبـه غيـر طلاب الد يــن..ومدوره الافــاق فـوق النجايـب
ليلى بأحباط :انشدك بعد لاا أعترض لاأحد ينشدني ...
عقاب يضحك حتى برزت أسنانه :طيب يأبوتس أصبري يمكن ماتعرف له خويتس
فزة بحماس :إلا والله أني أعرف له القمــــــررر وأنا أخت هجرس ..
ليلى بأحباط أشد :أبوي ظلم والله ظلم هم بدويات أنا وش عرفني للألغاز حقت البدو ...
عقاب بأستنكار :يابنيتي مثلهن مثلتس بس أنتي اللي مردية عمرتس ....
أسأليهن من وين عرفن الجواب ...
جوزاء ببساطة :من أمي
فزة :من جدتي الله يخليها لي ...
عقاب :وأنتي أمتس مقصرة عليتس بالألغاز مافيه مثلها بذكرهن وحفظهن بس أنتي عقلتس ماهو معتس ...
ليلى بوقاحة :لو هو سؤال علمي ماعرفن يجاوبنه خصوصاً فزة...
فزة بتصنع :جرحتس وصل ياعمة الغالي ..
عقاب بأستنكار :والله لتطبخين الغداء غصب عليتس بعد قلة حياتس وأقطعي لأسمع لتس حس ..
ووضح عليه الضيق من قلة أدب ليلى
لتخبرة فزة بسماحة :ياعمي لاتضيق صدرك ليلى وخيتي مازعل عليهااا ...
وهي صادزة أنا وش دراني بالعلوم .. أنا حديي المتوسطة ليلي ...
لاحقاً بعد أن وصلوا عند الأبل وكانت الجلسة معدة لهم ...
فقط أنزلوا القهوة والشاي ...
وعقاب أمر ليلى أن تبدأ بأعداد الغداء ...
ليلى :طيب خلهن يساعدني بتنزيل الأغراض على الأقل
فهز رأسه رافضاً وهو يتكيء ويأمرهن :قهوني يابنات وتقهووون ...
رغم طنين رأسها وصداعها إلا أنها تسلب بمنظر ليلى المتبرمة من كل شيء
حتى أن كل شي مقصص لها ومصفوف بصحون بلاستيكية وهي عليها وضع الأشياء فوق بعضها بالطنجرة الضغط ثم أغلاقه لاأكثر لمدة بسيطة وسينضج الطعام ...
ولكن هي متمللة من الفكرة حتى أستصعبت كل شيء ولكن بعد صيحة موبخه من عقاب أصبحت صامته ولكن وجهها متبرم ...
ولاحقـاً بعد وضع السفرة وصف الطعام عليهاا مع السلطة التي أعدتها الخادمات سابقاً ..
كان غداء ليلى لذيذ رغم أنها لاتستطيع التذوق بصورة جيدة ولكن يبدو مرتب ونضج جيداً ...
وحتى عقاب أشاد به ...
وأخبرها أن تعد عشائه كل جمعة ... ولكن لم تتقبله ليلى أبداً كأطراء بل كصاعقة حلت على رأسها ...
ولاتعلم مالمعضلة الكبيرة التي ستواجهها بأعداد وجبة واحد طوال الأسبوع ...
حتى أنه أخبرها لايريد أصناف كثير فقط طبق رئيسي من يدها يكفيه ...
لاحقاً ذهبت فزة وليلى للسير في الأرجاء ..
ولكنها بقت بمكانها لاتستطيع الحركة حتى وتشعر أن جسدها قد تحول لجمرة ..
لم تصدق حين قرروا العودة بعد العصر بقليل ...
وتفاجئت بفزة تخبر عقاب بشكل مفاجيء :ياعمي جوزاء تعيبينه نزلني أنا وياها للمستشفى وأنت توكلوا على الله ...
ولكن عقاب لم يكن هذا رأيه فقد أنزلهن ثلاثتهن بالمستشفى ...
وتوجه هو للصلاة ..
لتبدأ ليلى تولول كيف نزلت معهن ورائحة طبخ ونار وكشته ...
ليلى :ياربي لك الحمد أن محد عارفني وأن ماهم مناديني أسمي ...
أنجزوا كل الأجراءت وحين دخلت للغرفة الكشف توجهت فزة للمصلى وليلى كانت بدورة المياة .. وعادت لها ..
ولكن قبل أن تدخل سمعت حديث أوقفهاا ..
:ايه يالمزيونه قلتي لي وش فيتس ...
جوزاء ببرود :ماأبيك أنت هاتي لي دكتورة ...
:أفااا ليه مافيه ثقة بالكادر الوطني ترى كلنا واحد ..
بقت واقفة مذهولة ..هل تتعرض جوزاء للتحرش وماذا على أن أفعل ..
ولكن صوت كصفعة وبعدها ضحكة ساخرة ...
جوزاء :أنتي جاي تمسخرني ياخي أنقلع عن وجهي غلطانه أفزع فيك ...
:افا ياعمتي البدوية ماكانت الهقوة أنتي لتس فترة متغيره علي ...
جوزاء ببرود :قسم أنك زدت مرضي مرض ...
:طيب طيب هدي أصلاً برجع لشغلي ...لاأحتجتي شيء دقي ...
اللحين جايتس الدكتورة بتكتب لتس مضاد وطلعتس ..
وإذا محتاجة شيء سن مسوس ... تركيب تكسير مريني ..
ليلى التي كانت تراجعت عن الممر بقت تراقب من بعيد ...فضولية بالتأكيد
هي تريد أن ترى أحد من أقارب جوزاء الجميلين جداً ...
ماهذا أين الجمال ...؟؟!!!
هل مختبأة تحت الكمامة ...يبدو بملامح عادية جداً حتى لون بشرته سمراء كمن أخذ العديد من حمامات الشمس ...كم خاب توقعها !!
عادت لجوزاء لتجد عندها الطبيبة فعلاً ...
لم يحن لها الفرصة لتسألها من الذي كان عندها ...وبعدها توجهوا لصيدلية ليستلموا الدواء ..وقابلتهم فزة هناك ...
لينصرفوا جميعاً لعقاب الذي كان يتنظرهم وبدى مرهق جداً ..
لهذا كانت قد تواصلت مع أبن أخيها لأنها لم تريد أن تكون حمل ثقيل على أحد ..
أرادت أن تتأكد من وجوده بمحل عمله ..حتى لو أضطرت تطلب منهم الأنصراف وهو يبقى معهااا ولكنها خرجت بوقت قياسي ...
1
××البشاشه والتسامح والتغاضي من صفات اللي ضمايرهم نظيفه..××
***
حين دخلت جناحها لاحقاً ... كان كما تركته صباحاً ...
بتال ..والصيام ..
لقد نست الأمريين كلياً وهو لم يتصل هل هو غاضب منهاا
بسبب سيارته ...ياءالله سيارته والطلاء وكل ماحدث تعتقد أنه حدث قبل أسبوع ..
وليس ليلة أمس فقط ...
دخلت غرفتها رمت عبائتها بسلة الملابسة المتسخة وألحقت فيها ملابسها ...
ودخلت لتستحم ..
خرجت وأرتدت أثقل بجامة تمتلكها جففت شعرها بحرص ..وحين أستلقت بسريرها ..
كان هو يفتح الباب ودخل ليبادرها بعد السلام :مخليه أبوي يوديتس المستشفى !!!
جوزاء بضيق :هو اللي وصلني أرده ..
بتال بتعجب :طيب وش فيتس معصبة وش قلت أنااا .؟؟
جوزاء لم تقل سلاماات هل أنتي متعبة ...فقط كل مايهمك أوصلك والدي للمشفى ..
ولكنها ردت بصمت ...
وهو يراقب أستعدادها للنوم :بتنامين ...
ردت فقط بنظرة ماذا ترى ..
بتال الذي بدأ بفتح أزرة ثوبة :وأنا بعد برقد لي شوي ..
ونزع ثوبة بحركة واحدة وطوح به بعيداً ..
قبل أن يتكيء بذراعة قربها :وش رايتس بالرجال اللي يلبس بجامة ..
جوزاء كائن لاوجود له :أشوفها حرية شخصية ...
بتال :افا ياذا العلم ...بدال ماتقولين عساني ماأشوفه !!
أغلقت عينيها بأرهاق ..وحين شعرت بأنفاسه قربها أخبرته :بتال ترى بتلقط العدوى حاط وجهك في وجهي ليه !!
بصوت آخر :بتأمل رموشتس اللي بغت توديناا بداهية...
لم تعلق لأنه كانت قد نامت فيقظتها أستسلمت لتأثير المسكنات ...
لينقلب هو على ظهره حين شعر بأنتظام أنفاسها ودخولها بالنوم ...
رفع يده ليتأمل الجروح على ظهرها ...لحسن الحظ لم تكــــوني هنااا
لحسن الحظ ..لم تتم مواجهة بينااا بحالي ذاك ...
مد ذراعه ليدخله من تحت رأسها ويجذبها إليه ...
لقد أغضبوني أخرجوني من طبيعتي لأسبك وأسب أصلك ...
أعتذر جوزاء لم يكن لك أي ذنب ...
الظروف هي ماحدتني ...الظروووف ..
دفن رأسها بتجويف عنقه وأسترخى هو على شعرها الذي كالحرير على خده .....
لم تستحقي ماحدث ....
لايوجد ألم يشابه ماأشعر به لظلمي لك هذه المرة ...
وجعي لادواء له ..
حتى لو كنتي حاضرة وسامحتيني على ماقلته أنا غير قادر على مسامحة نفسي ...
4
××الليل هذا واضح إنه ليلة دموع وشتات قام يعرض لي من قديمات الليالي طيشها××
****
عقاب الذي دخل مرهقاً ساعده الحسن ليدخل غرفته ...
ففهدة تعذرت عنها أسماء أنهاا قد ذهبت لزيارة قريبة منومة بالمستشفى
وحين مد ذراعة يريد من يساعده كان كلهم متجهمين ولكن لم يكن بتركيزة
ومن أقترب منه الحسن ...
فالبقية كانوا خارج عقـــولهم بعد ماحدث ....
الحكم بعد صعود والده :أسماء روحي لأمي شوفي وشلونهااا ...
أسماء الحانقة :وهو باقي فيها وشلونهااا لو أستمريتوا على النهج بمصايبكم أمي بتطب ساكته قرريب ...
صعدت لغرفتها حيث أمها التي نامت بعد أن أحضروا لها طبيبة لتضربها أبرة مهدئة
بعد ماحدث بين المنذر وبتــال ...
لقد تشاجر الأثنان لأول مرة بحياتهم وبهذا العمر وأمام والدتهم ....
لقد كانت الصالة بشكل مرعب عصراً ...
والألفاظ مازال جلدها يكش فقط من الألفاظ التي بدرت من الأثنان
هي لو توقعتهااا من المنذر لم تتخيلها أحد من بتاااال
والسبب رغبة المنذر بالخطبة من الصنهااات ...وقد حدد الفتاة حتــى ...
جاء لرؤية والدته بعد عدة أيام من حضـوره ...
وبعد سلامه البارد جداً ...وكان يقاطعها بكل سؤال يخصه ليقلبه لأمر آخر وكأنه يخبرها لاشأن لك بي ليختمها حين سألته عن أمر الزواج ...بأنه قد وجد العروس التي تليق به وسيتزوجها بأسرع وقت ....
أبنة خالد بن لافي الصنهااات وحين سمعت أمها الأسم ...
وقفت فهدة بمكانهاا :أنت الله مرسلك على بلاء بتفضحني بآخر عمري ...
المنذر وهو جالس ليهم صولتها وجولتهااا :وش يخصتس أنتي حتى بمرتي بتشاركيني ...
فهدة :أنت تسمع اللي تقوله ولا بس جاي تكايدني ...
عارف من بتناسب ؟؟؟
المنذر يهز رأسه بتندر :ايه أنساب ولدتس التاليين ولاا مايفخر فيهم ...
ليدخل لحضتها بتال وبدى من البداية بوجه غير جيد ..
وحين علم الأمر :أنت وبعدين معك قلت لك أنسى هالموضوع وفكنا من شرك ..
البنات ملي البيوت نشبت لنا عند ذولي بتقهر أمي فيهم بس؟؟؟
المنذر :ليه وش عايبهم ماأنت أخذ بنتهم !!
بتال بعصبية :وليتني ماأخذتها أحد قالك أني أخذتها رغبة وأختيار جتني عطية ماأخذتها طوع ...ولوا يرجع في الزمان كان مأخذتها..
المنذر ليستفزة :عاد أنت ماتقدر النعمة اللي جتك ..بس أنا أسعى عشانهااا
بتال بحنق :أنت وش تبي من آخرتها وش تبــي ...
المنذر :أبي أناسب أنسابك !! .. بأخذ بنتاخي مرتك !!
بتال :خذها اللي لايردك لاأنت ولاهي بس أمي لاعاد أشوفك موطوط عندهااا ...
رد عليه المنذر بكلمة أثارته وبدأ يسبه ويسب من يريد الأرتباط فيها
وعمتهااا التي هي زوجته ...وأصلهم
وكم أقشعر جسدها حين طال الأذى أشخاص لاذنب لهم بمعركتهما الكلامية ...
كان الوضع سيء على الجميــع ..
وبالتأكيد على جوزاء التي فقط لو سمعت ماقاله عنها لما رضت على نفسها البقاء معه يوم ....
ولم ينتهي الموضوع عند هذا الأمر فالمنذر وهو يقف ليخرج دفع طاولة بعصبية
ليهاجمه بتال وتبدأ معركة لم تكن لتنتهي لولا أنا جاء أخوتها لأبيهاا وفككوا أشتباكهم بالقوة ...
9
××على كثر مافي خاطري من عتاب ولوم حشمت الكلام وقلت يا جعلها خيره××
****
ضحكت وهي تشاهد أختها التي تتناول الحلاء بشغف :أيه حلي حلي بعد اللي سمعتيه زين ماتحزمتي ورقصتي ...
عبير :اخخخ بس مايبرد قلبي إلا وهي تسمعه ياليتنا صورنا سجلناااا ...
حسناء بتأنيب :ايه قايله لتس من البداية أبو حاكم ماينعاف بس ياليتس تقدرين النعمة ...
عبير :لاخلاص توبة ماعاد أقوله وين أنت رايح ..دامه على قولته لو يرجع فيه الزماان مايأخذهاا ...
حسناء بأمل :وقريب أن شاءالله بتروح وماترد
عبير بأنزعاج :كيف تروح وماترد وعمي رابط طلاقها بطلاق عمتي ...
حسناء:يحلها رب العالمين أهم شيء اللحين ماأبي أسمع خرابيطتس أرجعي دلعيه حني عليه شوي ..يكفي ذا البلوة اللي رفع له ضغطه ...وياما بيتسبب علينا بالمشاكل
يكفي روعة وراعينااا من الهوشة ... الله لايوفقك يامنذر ولد فهدة ..عساها روح بلاردة ...
عبيرة بشهقة :ياخبلة لايسمعتس أحد لاتفككين عيونهم علينا ترى يدورونهااا
حسناء :مافيه إلا الخبلة فزة وأنقلعت لغرفتها من الصباح مراكض ورى الشايب ...
عبير :يعنني اللحين مسيطرات على الوضع يوم طلعن مع عمي عقاب ...
مادرن أنه مايحل ولايربط بذا البيت ...
والدنيا مبين فهدة وفياض ..
حسناء :ايه ياحسرتي على روحي .. وكبيرهم اللي يشرقون فيه ويغربون ...لا ويعنني بيقهرني مطين بالدمام ...
عبير :ياحسناء لاتهاونين ..لايكون طابخها هو وأخته وبيتجوز حماتها صدق ...
حسنـاء :لاا صدقيني أنا تصربعت وثرت وأنهبلت بس يوم جلست بالهداوة وتذكرت كلامه عنها أول لااا متأكدة الموت أهون عليه من رجعتها على ذمته مرة ثانية ...
عبير :والله أنتي أدرى بس على خبري بتال يقول اللي ماتقدر تأخذ منه حق ولاباطل أبو هجرس ماتدري وش اللي بقلبه صدق ..
حسناء:وش بيكون بقلبه الفلوس والدنيااا .. صدقيني آخر همه الحريم ...هو دايم يقولها الجهة اليسرى من شيب راسي من غادة والجهة اليمنى من هجرس ..
ولده مجبور فيه بس المرة وبعد هالعمر ماهو بالي نفسها من جديد
عبير :كان عقلتي من البداية وفكرتي بدال ماتفضحين نفسك وتفضحينا ..
حسناء :ليه أنا جماد ماأحس الواحد بعد إذا جته السالفة فجأة يثور وينقهر ...
عبير :مرة ثانية تركدي وفكري ...إلا وش صار على العزيمة وموعدنا..
حسناء :ايه الوعد بكرة ...عاد بتبقى فهدة على وعدها ولا بعد اللي صار بتكنسل ..
عبير بأحباط :ماهو على كيفها تكنسل أمي تشيل وتحط لها أسبوع ..
وأخرتها تأجل .. خليها علي أنا أكلمها الصبح أتأكد من وضعهااا قبل ماتوهق أمي ...
ورفعت هاتفها على صوت رسالة واتس وصلتها
لتشرق بما كانت تأكله وهي تحدق بالهاتف والشرار
يكاد يخرج من عينيها
المرسل بتال
والرسالة تهديد لو خرجت كلمة عن ماحدث اليوم من أفواهكن مرة أخرى فطلاقك سيصلك وبلغي الأخرى وأنا لأطلق أعذار فارغة ...
××منت برخيص أودعك للمخاليق ودعتك الله يوم حيل الله أقوى.××
****
بمسبح النادي كان يقطعه رائح وعائد للمرات لايحصيها
حتى أخبره فياض الذي يشاهدة بملل :أطلع خلصنا تحولت لسمكة طلعت لك زعنفة وخياشيم ..
المنذر :توي ماشبعت ...
فياض بملل :تشبع من وش هي عيشة ...أمش خلصني عندي كلمتين بقولهن لك ووراي شغل ..ماني فاضي لك ...
بالكوفي الملحق بالنادي ..
فياض بحدة :اسمع كلمتين وماراح أعيدهن ... بتعقل أجلس ..
بترجع للي سويته أرجع من وين ماجيت ..
وحين حاول فتح فمه ليرد ..
فياض :ماأبي أسمع صوتك جعيرك العصر يوم تسب أخوك للحين ماطلع من راسي ...
المنذر :هو بدأ الغلط ...
فياض :لا أنا اللي بديت الغلط يوم أحسبك رجال سنافي وبجوزك ..
المنذر :مايحتاج أحد يجوزني أدل مجالس الرياجيل وأعرف أخطب لعمري ..
فياض بتهديد:قدهاا !!!
وحين لم يسمع جوابه
فياض :أنت وش فيك وش بلاااااك ؟؟؟
المنذر :لاتقول وش بلاااك أنت أدرى الناس ببلاي ...
أنا أصلاً وش رجعني لمكان محد يبيني فيه ...
يتأمله بلا تعليق ...
المنذر :هو أصلاً جاي حاقد علي حتى أول ماقابلني بعد السفر سلم علي ببرود كنه شايفني أمس ...
كلهم يكرهوني من كرهها ويحبوني من محبتهاااا ..
لو تركتها وصديت كلن قام علي
ولو رحت لهااا كلن قام علي ..
بجميع الأحوال أنا مغضوب علي ...
هل سيبرر يدافع بماذا سيرد ...المرات التي أنقذه من يديهااا لاتعد ولاتحصــى
في مراهقته كادت تزهق روحه مرتين ...
هي لاتكره هو ابن ضرتها كم تكره أبنهااا
والعذر هي قد توحمت عليه حين حملت بالحكم ..النساء أزلقنها بعينهن حين أنجبت ذكر آخر وأصبحت بينهم نفس فلا يحب أحدهم الآخر والكثير من الأعذار
ولكن مايعرفه جيداً
أن يمتلكون شخصيات متشابهة هي عنيدة وهو أعند
والأشباه تتنـــــافر ..
وفهدة لايعجبها أبن عنيد فهي تريد تسيره على رأيها
والمنذر يمتلك شخصية متفردة
ولايتقبل أي محاولة تدخل بشئونه منهاااا ...
المحبة مفقودة من جهتها فهي تدعو عليه كم سمعها ألف مرة بأي مشكلة تافهة
أكثر من دعوتها على أعدائها ...
مد أصابعه ليدفع ذقنه الحليق ويطلع على الكدمة أسفله :متوصي فيك أبوحاكم ...
المنذر بتكشيرة :مامديت يدي عليه عشان أكبر مني ولاكاان ماتعرفت على وجهه ...
فياض :والتدفدف والتكسير كل هذا ومامديت يدك عليه ...
المنذر :تحبون تظلموني روح أسأل الحسن وأسماء كانوا حاضرين أسألهم من أول من بدى بمدة اليد ..
فياض بسخرية :مايحتاج أسألهم الحسن جاء وقالنا بتال يصفق المنذر ...
ألحقوه قبل مايشوهه ...
المنذر الذي يلاحظ تحديق فياض لساعته بين لحضة وأخرى : تقدر تروح مشوارك ماأنت مضطر تلصق فيني ...
بدخل حديد وبعدها برجع للبيت ..
فياض وهو يقف :موعد بالمستشفى ولاكان ماخليتك من فترة وأنا أجله والدختور مشهور مالقيت موعد بسهولة يالله تمسى على خير
المنذر بتريقة :لاتقول تجميل ..
فياض ببساطة :الله الله ....
بقى يتأمله حتى غادر ألتقط هاتفه ورن على رقم لايعرف صاحبة بالحقيقة ولكن دائم مايتراسل معه من قبل حضوره للوطن :هلا والله وش العلم ...أرسلي موقعكم ...
وقهقه حين صاح الطرف الآخر غير مصدق وهو يقول :بنشوف الوحش على الطبيعة ... منجدك ...أررررحب مليون ...تو ماتبارك المكااان ..
كان الموقع بعيد قليل جداً ...
ولكن وصل إليه ...
نادي قديم ..
دخل ليواجهه ...شاب صغير بملامح مألوفة ...آآه صورته كانت بحسابة ..
الشاب بتأمل لقد كان بالصورة بمظهر آخر لايشابه لهذا الجسد :مو صدق ... مزيف صورتك صح ..
المنذر بلاأهتمام بمحاولته أحباطة : بتعرف أنه صدق لو زيفت وجه اللي بيواجهني ...
الشاب :كفوووووووووو قوال وفعلل ...
بعد قليل وجد نفس بالحلبة بمعركة مع شخص لايعرفه ويغطي وجهه ....
لايوجد بينهم أي عداوة ويتقاتلان بجنون وكلاً له أسبابه
ربما الطرف الآخر يبحث عن المال ..
وهو يريد تفريغ طاقته السلبية ...
والحل قتـــــال بلا شروط أو أسباب وبرضا الطرفين ...
3
××ما عاد ندري هي شقى ولا ضياع ولا عاد ندري هي لنا ولا علينا.××
*****
بعد منتصف الليل بقليل أستيقظ على صوت سعالهاا ..
مد يده يبحث عنها قربه ولم يجدها ... خرج من الفراش وفتح عينيه بتعب ..
بتال بتساؤل :جوزاء .!!
خرج ليجدها بالمطبخ الصغير تعمل على شيء ما ...
بتال وهو يتكيء على الباب :وش تسوين ...
جوزاء فتحت فمها لترد ولكن السعال هاجمها :دواء ..
جلس بأرهاق على أقرب أريكة :عطيني منه شكلتس أعديتيني ...
جوزاء بتكشيرة :محد قالك تنام معاي على نفس المخدة ..
بتال بتنهيدة :لايهمتس المرض ياجوزاء أصلاً أنتي دواي ومقابل وجهتس عافيتي...
أحضرت كوبين مدت أحدهما إليه ...
وحين كشر من الرائحة ..
شجعته :أشرب ولاتفكر بالطعم ..
بتال يبعده بعد أن تذوق بعضه :هذا لو شربته الظاهر بيجيب لي قرحة من هالحار والحامض..
وتركه على الطاولة ...
وقال بملل :واللحين وش الخطة يوم صاحين هالحزة ..
جوزاء :نتقهوى ونتسحر ..!!
بتال :ايه وتاليتهااا ...
جوزاء :نصلي الليل ..
بتال :أخذتني طقطقة ..
جوزاء :ايه تعلمت منك ..
صمت قليل قبل أن يسألها :أقول وينها عمتي أمس ماحضرت حفلتهم ...
جوزاء :أمي من يومها ماتحضر الحفلات اللي بالرياض عشان تعنى للخرج عشانهاا ..
بتال بجس نبض :وكيفهم أخوانتس معها .؟؟!
جوزاء هل هذا تحقيق رسمــي :مايتدخلون فيها ولاتدخل فيهم العلاقة رسمية والأحترام متبادل ...
بتال :بس عيالهم دايم أقابلهم عندهااا ..
جوزاء لم تفهم مالذي يسأل عنه بالضبط ولكن أخذتها على ظاهرها أنه مجرد أحاديث لاغاية منها سوى الفضول :ايه اللي يجون بدون غاية لافي وأحمد ...أحمد من أيام دراسته
وهو يجي يجلس عندنا أحيان كثيرة مايرجع الخرج إلا بالويكند ولا بضروريات ...
ولافي يحب الهرج والمسايير وأكثر شي أبوه يرسله يتطمن على الأحوال وأمي معطيته وجه ومدلعته ..
بتال بصراحة :أحمد رجال ومواريه واضحة بس أبوه لاا .. علومه واجد ..
جوزاء بأنزعاج :ليه وش أنت ماسك عليه ..
بتال يتأمل ضيقها من أجل أخيها وفي باله فكرة هل ستتضايقين لو أحدهم تحدث عني بسوء :ماجبتها من جيبي .. كلاً يهرج فيه ..
جوزاء بثقة :الشجرة المثمرة ترمى بالحجارة ..
بتال بتهكم :اشوى ماقلتي غيرانين ..
جوزاء وهي تتكتف :غيرانين .. وحسوديين ... وحاقديين والله يكفيه شرهم !!!!
بتال :أنتي ليه زعول؟؟
جوزاء :ترضا اللحين أتكلم عن أحد من أخوانك !!
بتال بتكبر:ماأعتقد باخواني عيبه تنقال عنهم ..سمعيني ..
جوزاء تصرح لتصمته :أخوك أبو وسن ماتقدر والوحدة تمشي بطريق إلا هو طالع بوجهها ..
بتال يقاطعها :رجال وببيته ولاتبين نطرده منه عشان حضرتك ..
جوزاء تكمل غير متهمة :وأخوك فياض مايدخل البيت إلا كلاً سمع سبه لو مالقى كوب ماء فضح بالناس !!!
بتال هذه المرة لم يستطيع كبح ضحكة :وهذا اللي ماسكته عليهم ..
جوزاء تهز رأسه بقوة:ايه يفشلوووون ..
بتال :طيب نرفع لهم شكاويك عشان يعدلون من أسلوبهم ويراعون أن فيه ناس أتيكيت ماتحمل صياح عشان كوب ماء ...!!!
جوزاء :الوحيد العاقل فيكم زوج فزة والصغير ...
بتال بأنزعاج :اسمعي أنا رضيت تسبينهم بس تمدحين لاااا رجولتي ماتسمح لي أسمع مدحتس بأخواني ..
جوزاء ببرود:عشان معايير الرجولة عندك مضروبة ...
بتال وهو يسحب طرف شعرها بقسوة نوعاً ما:مشكلتس ياجوزاء عرفتي غلاتس وتفرعنتــــــي .. لوهو أحد غيرتس اللي قايله كان أمرح الليلة بالمستشفى ...
لف يده حول عنقها بتروي وقربها حتى ألصقها بصدره :واللحين أسمعي مني هالكلام وحطيه في بالتس زين ...لو أحد جاتس وقال بتال يقول عنتس كيت وكيت ...
وش تردين عليه ..
جوزاء المنزعجة من قربه :وش أرد ...
بتال :تقولين كذابين بتال يقول على روحة الشينة ومايقولهااا علي ...
جوزاء بشك :وبعدين ...
بتال يعدل من أنحنائتها لتواجهه :طيب لو قالوا لتس بتال مايبيتس وش تقـــــولين لهم ...
جــوزاء تذكره بواقعهما :بقول مايبني مجبــــور فيني ...
بتال يرفع رأسه علامة الرفض : بتقولين مايبينــي بحالة وحدة إذا عــايف حياته ...
جوزاء ترف برموشها بتأمل مهما كان بعض الكلمات لايستطيع الشخص أغلاق قلبه عنهاا .. لشخص تعود الخذلان دائماً ..بعض الكلمات ببساطتها تجد موقعها بروحه ...
حين لاحظ أنشداها بكلامة أطلق تنهيدة أرتياح ...قبل أن ينحني لعينيها يقبل الواحدة تلــو الأخرى ..وهو يخبرها :المطمع أصير شهيد الوطن ....بس شكلي بصير شهيد رموشتس ياجـــــوزاء ..
.
.
والله ما أمل مشاهد عيونك وأنا طبعي ملول
لعيونك أخذ من طواريق القصيد عيونها
أنا طريح النظره اللي في نهايتها خمول
تمكّنت بين الضلوع ودكّت اللي دونها
*المستقبل*

عاد إليه بعد أن تأكد أنه تناول طعامه بكبسولتين دواء أسقطها فيه يده وسأله :وش تقول بالشوق ياسبطر ..
سبطر وهو يبتلع الدواء وبوجع من جراحه : أَمُرُّ عَلى الدِيارِ دِيارِ لَيلى ......أُقَبِّلَ ذا الجِدارَ وَذا الجِدارا وَما حُبُّ الدِيارِ شَغَفنَ قَلبي ..... وَلَكِن حُبُّ مَن سَكَنَ الدِيارا

أبتسم بتــسلي فهو لم يتوقع أجابة مبهجـة كهذة من شخص جلف كسبطـر:طيب وش تقول بالحبيبة..
سبطر : ولقد ذكرتك والرماح نواهل ............ وبيض الهند تقطر من دمي فودتت تقبيل السيوف لأنها .......... لمعت كبارق ثغرك المتبسم ...
سأله بوقاحة من عرف شيء سري هو متقدم عليه أصبح يعرف أسم حبيبته :سبطر دامك حضري ليه تهذي بأسم بدوية !!!
سبطر :بنت شيوخ وطحت بغرامة ..
يجلس أمامه بعد أن كان واقف :وبعدين ..
سبطربتشدق كاذب :حرموني منها ..
:ليه
سبطر :نسبنا ماهو متكافيء .. بنت الشيوخ ماتأخذ من أقلية القوم ..!!!



*الحاضر*

*الجمعة *

كانت قد أستيقظت قبل الظهيرة بقليل أعدت طعام الغداء الذي سيجتمع عليه أخوتهاا عند أمها كعادة كل جمعة ...
ولكن دخلت عليها مروى لتخبرهااا :عمه ايش تسوين ..
أبوي جاب لحمة حاشي وأمي بتسوي عليهااا كبسة عشان خالي بيتغدى عندنا ...
ضغطت على السكين بيدها حتى لاترميها برأس أحدهم ..
غادة ببرود :أسوي غداء أمي وأخواني ..
مروى :يعني معقولة هم بيتغدون فوق وأبوي وخالي تحت !!!
أكيد كلهم بيتجمعون على غداء واحد ..خسارة ليه تعبتي نفسك ...
غادة تغلق النار تحت الطنجرة الكبيرة :خليه يبرد ودخليه الفريزر وبكرة طلعية من وقت وكملي الشغل عليه ..
وخرجت وهي ترمي المريلة التي كان ترتديها على طاولة الطعام ...
لم يرحل هل سيبقى كأبتلاء فوق رأسهااا ...
حين صادفت فاطمة أمام ممر المطبخ أخبرتهااا:أم يارا تعالي أبيتس بموضوع ..
فاطمة التي شكت بأمرها :أجي وين ..
غادة :غرفتس ماحنا متكلمين قدام الوراعين ...
لاحقاً بغرفة فاطمة ..
كان قد جلست على كرسي التسريحة ..
وفاطمة تجلس على طرف سريرها تشاهدها وهي ترتب الأغراض المصفوفة على التسريحة وكأنه لم يعجبها الترتيب السابق :يابنت الحلال خلصيني وراي شغل ...
غادة تتوقف عن ماتفعل وتلتقط أحد فرش المكياج :وش يسوي أخوتس للحين في بيتنااا
فاطمة بأنزعاج :وش نسوي يعني نطرده ..!!
غادة التي وجدت الطريقة التي سترهبة فيها وستجعله يهرب لرياض ولايعود أبداً :من آخرتها قولي له موافقة بشرط يكتب بعقد الزواج ..
فاطمة بتكشيرة فهي لم يعجبها أصلاً أن توافق غادة :اللي هو ؟؟
غادة بوقاحة :العصمــة بيدي ..
فاطمة التي شرقت بالهــواء:أنتي بعقلتس !!!
غادة :مافيه أعقل منـــي ..
وأخبرتها بتشفي :عاد ماأضمنلتس ماأطلقه من أول يوم ...
فاطمة :ودايم هذي نيتس تزوجينه ليه ..
غادة بضحة ساخرة :ومن قال بتزوجه ... على أساس بيوافق ..
فاطمة :دامتس دارية ليه تحطين هالشرط ..
غادة وهي ترسله لها نظرة كيد :عشان يفكنا من شره..
فاطمة التي تريد لهذا الموضوع أن ينتهي لأنه بدأ يوتر أعصابها حقاً :طيب أقوله شرطتس ولو وافق ياغادة ياويلي وياويلتس ...
لاحقاً بعد الغداء ..
وبعد أن خرج حمـوانها وزوجها الذي خرج على عجل بعد أتصال من الأخرى ...
طلبت من أبنتيها مروى ومسك الخروج ...
كان على هاتفه غير منتبه لتصريفها الفتيات سألته :بعدك على طلبك .!!
سلطان الذي ألقى عليها نظرة متشككة :وش هو طلبه ..
فاطمة بملل :خطبتك لغادة وش غيره ..
سلطان يغلق هاتفه ويركز معها :اييه ماأمداني أخلف عنه ..
فاطمة :طيب أسمع تقولك موافقة بشرط ...
سلطان وجهه يتحول لنظرة غريبة وكأن موافقتها لم تأتيه كما يتمنى :تم ..
فاطمة بنظرة ساخرة :بشويش على نفسك من الحماس...
والمقصد ماهذا البرود أين ذهب حماسك ... وكأنه حين حصل على الموافقة أنتهت اللعبة بالنسبة له ...
سلطان :وش شرطها...
فاطمة التي أصحبت الآن متحمسه جداً لنقله إليه وقبل كان تخشى أن تخبره :تقولك العصمة بيدها ياأبو هجرس وش رايك ...
سلطان وقد عاد له حماسه :أقول تخسين أنتي وياهــــاا ..
فاطمة :أجل الوجه من الوجه أبيض .. هي أصلاً تدور اللي تكون عصمته بيدهااا ...
سلطان بغيض :كفوووها الطرطنقي ...
وأكمل بنرفزة :ناديلي بنتي أبيها بموضوع وفكيني من خرابيطتس أنتي وحماتس ...
خرجت وأرسلت إليه ياسمين ...
سلطان وهو يناديه لتجلس قربه :تعال وأنا أبوتس أبيتس بموضوع ...
ياسمين التي جلست قربه كما طلب ..
وذراعة فوق كتفيها ..قبل أن يطلب رقم معين على هاتفه وبعد حديث بسيط مد الهاتف لها :خذي كلمي ...
لم تفهم الموضوع بسبب أنها محرجة من طريقة تعامل خالها الغريبة بتقريبها منه ومكالمة الهاتف لتتلقى الصدمة بصوت على الطرف الآخر :هلا والله .. تو ماأنطربت طبلة أذني ...الشبكة صابها جلطة من سمعت صوتس ...وشلونتس فله .؟؟
ياسمين التي كتمت غيظها من خالها ردة ببرود :طيبة الحمدلله ..
أنت شــلونك ؟؟!
هجرس :أنا كنت ميت وصوتس رجعني للحياة ..
وحين قابله الصمت على الطرف الآخر سألها بكل وقاحة :بشري خلصوا الرياجيل على الأرض ...
ياسمين التي رفعت عينها لخالها الذي مازال يجلس قربها والآن عينه على شاشة التلفزيون لكن بالتأكيد سمعه معها ..كانت تختنق بالكلمات تريد الرد عليه ولكن لاتريد لخالها أن يسمع
حتى أنقذها بخروجه المفاجيء من المكان لترد على الذي كان يردد
الو لأكثر من مرة :ايه ماعاد فيه رجال تدري من متى من يوم صارت الرياجيل تهوى الرياجيل ...
وأغلقت الهاتف ..
ودقات قلبهااا تضج حتى صمت أذنيها ...
لم يكن لهم الحق بوضعها في هذا الموقف ..تركت الهاتف مكانه ..
وخرجت بسرعة لغرفتها ...
وهي تعض أصابعها بندم ... ماذا لو أنتقم منها لاحقاً على كلمتهااا ...سيعتقد أنها تعاريه ...
وأن كانت تعرفه قليلاً سيؤذيهااا رداً على كلمتهاااا ...
هل كان علي الصمت وأن أدعه يقول مايريد
أنسيتي حكمتك مع السفهاء ...عليها أن لاتفارق عقلك منذ أرتبطتي به دعيه يقول مايشاء ...
عليك أن تكون أكثر حنكة وتأني معه حتى تأسري دواخله وتكتشفي
كل بواطنه تعرفين خيره من شره ...
وحدود جنون تصرفاته ...
حتى لاتكوني ضحيته حقاً كم تفائلتي على نفسك كثيراً ..


××تجي و تروح كنك بالغلا واثق
مزاجيتك بالوصل ما عاد ادانيها××

***
كان يضرب بقبضته على الجدار
لقد سمعها من الكثير ...ولكن منها كانت قاسية جداً ....
لم أستحق هذا ..
بل أستحقيت ..أنت جلبتها على نفسك ...
ولكن لأن هذه العبارة أكلت وشربت معي كثيراً
وجدتها تنزلق على لساني من غير تخطيط ...
أردت أن أسمع أقرارها بأنها كان مخطئة بحقي حين قالتهااا ...
زفر تنهيدة ساخنه ...
وأغمض عينية وهو يعاود تكرار المكالمة برأسه
وتذكر كل حرف قالته ...
وتخيل ردود أكثر منه وكلمات أجمل منهااا ..
آآآه كم هو جميل الخيـــــال ..يرفع معنوياته قليلاً...
قاطعه أنحطاط جسد بالقرب منه ليفتح عينه بأنزعاج ..
فيكشر حين حطت على رباح :ضاقت عليك الوسيعة يوم تجلس على سريري ...
رباح ببساطة :عطني زقاير نص جماعتك هنا ويمونونك ...
هجرس بعنجهة :قلتها جماعتي تشرب على حسابهم ليه ...
رباح بغيض أنه منحد عليه :كلها من تحت راسك التشديد بسببك ..يومك سبيكة تغرد على تويتر وأنت بالسجن حمااار من يومك ...
هجرس :الحمار جابته أمك يالله أنقلع هناااك لأشوفك مقرب مني ولاترى عزوة فرع السجن بتنغرز بين ضلوعك ...
رباح :تخسى منت بقدها ...هياط من يومك ياهجــرس ..
هجرس :ايه اللي مثلك مايعقلون لين يذوقونهااا بس أدع ربك يارباح ماتذوقهااا لأنها بتوصلك على قبرك ..
××صير كل شي أو لاشي بس لا تصير الجرح بعد ما كنت .. الضمّاد××

****

ماأن أستيقظت فترة الضحى حتى أخبرها أن سيقلها لوالدتها في طريقه لصلاة الجمعه ..
تصرفاته منذ الأمس لاتطمأنها ...هو يريد أبعادها عن المكان ...
ويوم أمس يخبرهاا لاتصدق إذا أخبركِ أحد بأمر عني ...
ولكن مالذي يخشى جداً أن تعرفه ...
هل هو أمر سيجعلها تطلب الطلاق من جديد
وهو أكثر مايخشاه لأنه مرتبط بطلاق والدته ..
كما أخبرتها سابقاً مريم ..
وضحى بتساؤل :وش فيتس مسرحة ولاأنتي هنااا ...
جوزاء :ولا شيء بس أفكر بموضوع ...أحس حرارتي رجعت أرتفعت بروح أخذ مسكن ...
وضحى :كم لتس على هالمسكن لايذبحتس يقولون ماهو زين التكثير منه ..
جوزاء :معليش غيري يأخذون ثلاث حبات جرعة ماماتوا ...
عادت إليها بعد أن تناولت الدواء ..
وضحى بتساؤل :وشلون سلفتس الجديدة ..
جوزاء :مين فزة !!!
وضحى :ايه هي ...
جوزاء :طيبة والله بس عليها حركاات ماتحترم عمتي فهدة ..
من تحت لتحت ترمي هروج ...
وضحى :ماعليتس منها تسوي اللي تبي أهم شيء لاتشاركينها بسالفة هي فيها الحريم يقلبن السالفة ويخلين الصح معهن والخطأ على غيرهن ...
وحين وصلها مسج قالت بأستنكار :خير هذي توها تذكرتني ...
وضحى :من هي ..
جوزاء :مرة فزاع .. أحسها ماتدورني إلا وراها علووم ماتسأل لله ...
ردت عليها بالموافقة لأنها تشاورها بالأتصال وهل الوقت مناسب ...
وحين ردت على أتصالها :السلام عليكم ..وينك ..أبو حاكم عندك ...
جوزاء تهز راسها بملل :لاا ماعندي أحد ...أنا عندي أمي ..
مريم بشهقة :يعني دريتي وصلك العلم ..
جوزاء أهلاً هذا هو الموضوع أذاً مايبعدني حتى لاأعرفه : أيوة وصلني ..
لأنها لاتريد حقاً أن تسمع ماسيؤذيهااا تعلم أن هناك أمر جلل قد وقع ..ربما طلقها .. أوحرمها على نفسه مرة أخرى ..أي تصرف سفية حانق من قبله لن تستغربه المهم هي لاتريد أن تتأذى ..
تريد أن تصدق أنه قلق على مشاعرها
وأنه نادم على تصرفه الذي لاتعرف ماهيته ..هكذا تشعر براحة أكثر
وأستكنان بنفسها ...ولو معرفته فيها خير لها سيجلبه الله لهااا
وإذا كان شر فليصرفه الله عنهاا ..
مريم :وش بتسوين ..
جوزاء :ماني مسوية شي بس أقول حسبي الله ونعم الوكيل
مريم :بموت بتجلطيني ... لاترجعين إلا بطقم ألمااس لاتصيرين هبلااا ولاخليه يشتري لك سيارة ..أي شيء يثبت ندمه ...
جوزاء :طيب أبشري بكتب له طلباتك ..
مريم برعب :تكفين لاتقولين له والله فزاع بيطلقني ..هو مهددني ماأتدخل بأحد ولا بيرمي علي الطلاق ..
يالله مع السلامة مع السلامة ..
أغلقت الهاتف وهي تدعي بصدق أن يكفيها كل من به شر ويسلط على من يريد أيذائهااا ويبتليه بنفسه ...
وحين لاحظت وضحى أكففها المرفوع للسمــاء :أدعي لأبوتس ... ساعة أستجابة ...أنا بروح لغرفتي ...
أجل أمي سأدعي لأبي ... سأدعو أن أرافقة قريباً
فيبدو أن الحياة أصبحت أصعب أحتمالاً علي ..
كلما أستقرت حياتي قليلاً وبدأت أعتقد أني سأنال سعادتي أخيراً
أنقلب كل شيء للأسوأ
وكأن هناك من تسلط علي بالدعاء ...
هل هي دعوات فهدة وعبير !!!
هل تعتقد أحداهن أني سرقت أبنها منها
والأخرى سرقت زوجها منهاااا ..
رنين هاتفها يقاطعها من جديد وحين أعتقدت أنها مريم عادت لأزعاجها وربما هذه المرة ستقول ماحدث ...كان هو بنفسه ..
ردت بعد تردد لاتعلم لما أزعجها أتصاله وكأنها لم تتوقعه :هلاا ..وعليكم السلام ... طيبة ...
وأغلقت عينيها وهي تسمع طلبه الجديد ...ادعيلي صدري ضاايق وذنـــوبي كثيرة !!!
جوزاء :الله يغفر الصغير والكبير أهم شيء تكون التوبة صادقة وطلب المغفرة جاااد ...
على الطرف أخبرها :ندمــــي شديد ...وتوبتي لو توزعت على البشر حولت سيائتهم حسنااات ...
بس أنتي بتسامحيني يا جوزاء ...
جوزاء بتشنج من الموضوع الذي يضغط عليها فيه :بتال ..لو سمحت أنت تكلمين عن أمور ماني فاهمتهااا حتى وتضيق صدري زيااادة ... لو تحس فيني شوية ..
مارميت كل ضيقة تجي بصدرك علي ...راعي أني أنسان ولي مشاعر ..
فكر للمرة أنك تشيل الهم بنفسك عني وعنك ...
صمتت تنتظر منه الرد لتخبره :ترى فيه ناس متصلين علين يتبرعون بيوصلون لي اللي أنت مسوية من وراي ...
أنصتت لفحيحة من وراء السماعة :رديت عليهم مثل ماتبغى قلت عارفة وش اللي حصل وصار ... سمعت كلامك يابتال وأتبعت شورك تكفى كفاية تكسرني لاتخذلني بعد كل اللي أسوية عشانك ...
وهذي الأخيرة يابتال لو عاد جاني ماجاني منك بصد وماعاد أني مقفية أنظر وراي ...
بعد زفرة حارقة شعرت بصداها عبر خطوط الأتصال أخبرها :ماراح تندمين ياجوزاء .. وعد مايجي مني اللي يضرتس ...
وانتهت المكالمة بعد عدة عبارات روتينيه أكتفت من هذا الثقل الذي حط على قلبها ...
لاتريد أن تبحث عن أي مشاكل فقط تريد هدوء كما كانت الأيام الماضية ...
هي تشتري هدوء بالها على حساب كرامتهااا
ولكن حقاً هي تقدس الراحة النفسية ..
وتسعى قدر الأمكان أن تبتعد عن مواطن الخلل والمشاكل في حياتهم المشتركة ..
هي لاتعرف ماحدث حقاً ولكن قالتها وتعود وتقولها هذه اللحضة :حسبي الله ونعم الوكيــــل ...
لاتعي على من تتحسب وتدعوا هذه اللحضة ولكن عادت لتدعي بشكل أشد على كل من يسعى خلفها لأيذائها ..
أو يتفنن بالأساءة لها في غيابهاا ..
××الصمت يغني عن كثير السواليف ..لاصار مضمون الحكاوي نميمة ..هرج القفا في غايب الناس تأليف ..قلة حيا وذنوب من دون قيمة ××

****

كانت تجلس مع والدتها حين أنضمت إليهم مريم ...
وشعرت منذ قدمت عليهم أنها جائت لترمي حديث وتذهب
فمن الواضح عليها فهي تهز قدمها بتوتر ...وحين شربت فنجانها الثاني سألت بمكر :ياخاله بتروحين لحفلة الليلة ...
شعاع بجهل :وش هي حفلته وأنا أمتس ..
مريم بأسهاب :الحفلة اللي مسويتها أم صالح لعمتي فهدة وخزام ... بمناسبة ملكة خزام ... وكله من تخطيط حسناء وعبير .. مابقى أحد ماعزموه عليها كيف ماعزموك حتى أنا أرسلوا لي ..بس شكيت وقلت لو خالتي ماأنعزمت ماني رايحة لهم ..
تقسم أنها لم تدعى وهذا سبب غضبها وأفشائها للخبــر ..
صبرت حتى غادرت مريم التي لم يطول جلوسها ...
لتقف بأندفاع وشعرها الذي عادت لتقصيره حديثاً وقف معها حين تحركت ..
شعاع من منظر ليلى وشعرها الكثيف الذي وقف حين تحركت :قامت شياطينهااا أنتي وين مروحة ..
ليلى :يجيك العلم يجيك وأنا بنت عقاب ..
كان تركض السلالم حتى سقط أحد حذائيها وتركته من خلفهااا ...
ماذا يتم تجاهل والدتها ..لقد ولى زمن التجبر يافهدة ...
سأريك ماذا سأفعل ..
طرقت على باب جناحه بحدة وأستمرت بفعلتها تلك لعشر دقائق متواصلة تدور بالمكان وتعود وتطرق ..
حتى خرج عليها بغضب :وش فيتس أنتي ... وصاح بها :والله لو ماعندتس سالفة تســوى لأدوس على وجهتس ..
ليلى بحدة :لا تخاف عندي سالفة بتعجبك وعلى ميزاجك ...
مرتك تلبس وتكشخ مروحه معزومة على حفله ..
فياض يحرك فكه وكأنه يهددها سألكمك :وش أسوي لها ناقص عليها مكياج أفزع لها من حقي ..
ليلى تهز راسها بنفي :لاناقصها رجال يمنعهااا .. شوف أنا مليت من أخوانك على الأقل أنت خلك رجااال ..
فياض بغضب :أعقبي .. أنتي ودتس بدقة خشم هالليلة ..
ليلى بحنق:أسمع عاد توطوا أمي لين قالوا بس .. دق على مرتك خلها تنثبر محلهااا ماتروح حفلة أمي ماأنعزمت لها ..
فياض بغضب حين أصبحت والدته طرف بالموضوع :أنتي وش تخربطين أمي وش فيها ..
ليلى ويديها على وسطهاا وبشر :أم حمواتك عازمة فهدة ومرتك على حفلة بمناسبة الملكة وأمي برى التقدير ماهي قد المقــام .. وش رايك بهالسالفة ...
دفعها عن طريقه وقبل أن يخرج بمظهره ذاك أستدرك أنه مازال في لباس نومه ...
عاد لداخل غرفته وأرتدى ثوبه على عجل ...

××احيان احسّ أني جبل أصد في وجه الرياح وأحيان احسّ اني غصونٍ كلّ ريحٍ .. تهزّها××

****

كان قد أستيقظ للتو حين وصله الخــبر ...خرج بمنظره ذاك فقد أرتدى ثيابه بأزرة مفتوحة ومنظر شعر فوضوي .. كان سيتوجه للملحق للتفاهم معها ولكن لاحظ السيارة التي ستقلهم بطريقها للبوابة .. رفع هاتفه ليتصل على الحارس :قفل البوابة لأحد يطلع لين أجيك ....
ومشى بخطواته متمهلة ولكن غاضبة وكأنه سيدك الأرض من تحت وحين وصل أخيراً ...فتح أحد الأبواب وكان من جهة فهدة التي صاحت فيه مباشرة :أنت ماتستحي على وجهك تقفل البيبان في وجيهنااا..
صفع الباب في وجهها ولم يرد فتح الباب الآخر ليجدها تجلس بالمنتصف وعلى الطرف والدتهااا ليقول بلهجة حاول قدر الأمكان أن يهذبها ولكن لم تخرج إلى فظه قاسية :خزام أنزلي مالتس مرواح معهم ...
خزام التي قلبت أنظارها بين المتواجدين بقلق وقالت بإستجداء :أمي ...
ورضا المحرجة مابين الأثنين فمن جهة فهدة ومن الجهة الأخرى أبن الشيخ والأسوأ زوج أبنتهاااا صمتت ...
فياض بأصرار وتعنت :أنت ياأم وسام الله يستر عليتس بس اللي أسمها زوجتي مالها روحة معكم ..
فهدة بأنزعاج فهل يريد أحراجها مع الضيوف الذي دعوهم على شرف ملكة خزام :أنت بس تبي تفضحنااا عناد هو بس ...
فياض بلهجة صارخة :انزلي أنتي ماتفهمين بالكلام لازم أحرك يدي ...
...
نزلت رضا حتى تنزل أبنتهاااا ...
لتصيح فهدة حانقة :والله لأوريك والله ماأمر كسرتك لكلامي بالساهل ..
فياض بتهكم لاذع :أعلى مابخليتس أركبيه ماهو فياض اللي ينتهدد ...وصفع الباب خلف رضا التي صعدت للسيارة من جديد ..
سحب خزام من خلفه ..
قبل أن تشد ذراعها منه حين أقترب فيها من المنزل وهي تسأله بتعجب :فين موديني ..خلاص برجع بيتنااا ...
فياض بغضب :لااه تلعبين علي أنثبري هنااااا عند البنات لين ترجع أمتس ...تبين سهر ووناسه يالله روحي عندهن وأدخلهاااا على والدته وأخواته وهي شديدة الأحراج من الموقف ..
فياض الحانق :يالله أستلمن ونسنها لين ترجع أمهااا عشان ماتقول خرب علي الوناسة ...
خزام التي تشعر أنها تريد الذوبان مكانها والتخبر بالهواء من شدة الأحراج خصوصاً بوجد أحد أخوته الذي أنسحب على عجــل وغادر المكان ..قالت لتبرر موقفها أمامهم فهي لاتعرف ماذا فهموا وهي حقاً لاتعلم لما هو غاضب :أمي قالت أروح معها حفلة بس أنا ماني عارفة ليه عصب عليه ...
فياض هز راسه بيأس وهل ستفهم شيء من كل مايحاك من مكائد بطلتيهااا فهدة وكنتهااا الأولى ..
تركها خلفه وصعد لغرفته وهو يصيح :طلعوا لي القهــووة ...
شعاع تهز رأسها بأستنكار من كل ماحدث من جهة فهدة ومن جهة فياض ..وهي تقرر أن هذا الموقف لن يمضي من جهتهااا بسهولة :أجلسي يابنيتي أجلسي ..
ليلى التي قررت أن لاتصمت صبت لها فنجان ومدت عليها من طبق الحلى وحين شعرت أن خزام هدأت وقادرة على تقبل الحديث أخبرتهااا :خزام مين تزوجتي ..
خزام أحمر وجهها وصمتت ..
ليلى ضحكت :الخبلة أستحت ... أسمعي عاد بلا هبل اللي بقوله أنا أم زوجك أمـــي ..فهمتي ..يوم أهل عبير وحسناء مسويين حفلة لك ..ماهو المفروض يعزمون أمي معك صح ولا لاا ..
خزام بأستدراك وهي تترك فنجان قهوتها :الحفلة لي أنا !!!
ليلى حسناً غبائك يشفع لك كنت سأضعك بالقائمة السوداء :لا لي أنا ..تستهبلين ..يعني ماتدري وش الهرجة ورايحة معهم ليه ..
خزام تهز كتفها بجهل :والله أنا وأمي مو عارفين ..ووجهت حديثها لشعاع :والله ياعمه ماني عارفة أنا صحيت من النوم قالت لي أمي اليوم معزومين وبنروح حفلة مع عمتي فهدة ...
هزت شعاع راسها بتفهم :يابنتي لاتحطين في بالتس وش كثر شفنا وأنا عشنا أكثر بنشوف ..
ليلى الذي لم يعجبها أستسلام والدتها :اسمعي عاد فهدة ماهي أم زوجك ..وعبير وحسنووة وأهلهن يوم مسوين حلفة مو فرحة فيك ...لاعشان امك خوية فهدة ...وبماأن كل السلفات ماهن على هواهن ..وأنتي مرة فياض قالن يكسبنك ..على أساس فياض بيمشي بطوع أحد ..
ليلى :وسوالف الأحزاب ماهو في بيتنااا مثل ماهن سلفاتك جوزاء وفزة مثلهن ..
خزام بأنزعاج من أسلوب ليلى المصرة أنها تريد التحيز ضد أحد وماعملها مع بقية النساء :أنا لسى مادخلت بهذي المواضيع وماأعرف أحد ولاراح أعامل أحد إلا بعاملته لي ...
ليلى :كلامك زين عين العقل ... مالك شغل بدسايس عمتي فهدة ...
فكري قبل تصرفين .. وللمعلوميتك ترى عبير وحسناء كروت محروقة حتى عند أزواجهن ...
شعاع :اقطعي بس وعن هالخرابيط ...
ليلى :ماكذبت في شيء هذي الحقيقة خلي البنت تصحى من بدايتهااا ..شوفي ماهو بس أنتي اللي تعاملين كل واحد حسب مايعاملك حتى حنا كذا ..يعني أمشي صح نمشي معك صح ..لفي ودوري ماراح تلقين أحد يوقف معااك ..
ودخلت بتلك اللحضة يارا التي فرغت من مذاكرتها للتو .. وتفاجئت بوجود خزام ولكن لم تعلق سلمت وجلست ...
يارا وهي تتأمل لباسها الأنيق ومكياجها المتقن فيه تبدو ناضجة وأكبر من عمرها :حركات وش هالكشخة ..
خزام التي مازالت بعبائتها وطرحتها فقط أنزلت نقابها:كنت بروح حفلة ..
يارا :وليه مارحتي ...
ليلى :فياض منعهااا ..لأنها الحفلة ببيت أهل عبير !! .. عشان يضمونها للحزب ..
يارا بلقائية :يع أوفر وش هالحركات يذكروني بخطط عماتي ..
ليلى قرصت يارا لتصمتهااا ..
يارا فركت مكان القرصة وسألتها :إلا صدق ليه قفلتي حسابك ..
خزام التي شرقت بقهوتها :أي حساب
يارا :حساب تويتر .. تستهبلين ترى كلنا نعرفك حتى خالي الحسن يتابعك عشان مسلسل الحفرة تعلقين عليه ...
بدى عليها الذهول والصدمة والأحراج ولكن أليس هذا المتوقع حين تضعين أسمك الحقيقي بالعالم الأفتراضي ..
ليلى بشك :فياض خلاك تحذفينه صح..
خزام بأنزعاج :أيوه ..
يارا :أفتحي واحد جديد ولاتحطين أسمك الحقيقي ..وماراح يدري عنه ..
خزام :لاا أنا واضحة ماأحب الغش ...
فياض الذي كان قد أستمع للمحادثة من منتصفها وكان حانق على موضوع الحسن الذي كان يتابعهااا :ايه كفــو وأنتي هين أوريتس على شغل التحريش ..
يارا كانت تذوب بمكانها بصدمة من الموقف الذي وضعت نفسها فيه أمامه ...
فياض الذي تهندم بعد مظهره الفوضوي الذي نزل فيه سابقاً سأل ليلى بأستنكار :وين القهوة اللي طلبتهاا..
شعاع بشخرة أستهجان :ماهي فاضيه لك جالسة على راس المسكينة وتنفخ فيه ..
فياض يجلس على الجهة الأخرى من متكأ والدته :صبي قهوة وكل شي بحسابه ..
ليلى تصب القهوة بقلق ..عن أي حساب يتحدث ..
وخزام تلتصق بيارا حتى لاتصبح مواجهة له خصوصاً مع نظراته المتأملة ...
فياض يتناول الحلى الذي وضعته له ليلى :من مسويته ...
ليلى بسخرية :هنقرستيشن الله يسلم دياتهم ...
فياض بتهكم :عزتي لتس يمة ..بس أبشرتس فرجت من بكرة خزامة بتسوي لتس ذيك الحلويات اللي ماذقتي مثلهااا ..
شعاع بتلقائية :لا والله الله يسلمها لاأبي حلويات ولاغيره خل البنية لدراستها ..
ليلى بسخرية :وأنت وين ذقت حلوياتها يالنصاب ...
فياض بشهادة لم يكذب فيها وبغزل فج :بالله شايفة حلاها وش بيطلع اللي تسويه أكيد أحلى حلى ...
ووسط الشهقات المستنكرة ...
وهي التي أنفجرت شعيراتها الدموية على طول جسدها وتركزت في وجهها ..
ليلى بضحكة صاخبة :يارا خزام أمشوا فوق تذكرت سالفة بقولها لكم وسحبت خزام الجالسة بشدة ...لأن خزام حتى غير قادرة على الحركة من أحراج الموقف ...
فياض بوقاحة أشد :بشويش على مرتي لاتكسرينهااا يا لمطفوقة ...
شعاع المستنكرة حديثه :والله مامطفوق غيرك ياوليدي ..وأنا أمك خفف الخبال وفكنا من خرابيطك ...
فياض يلعب بسبحته :ليه يمة وش أنا قايل ..أمدحها عشان ترضى بعد ماحرمتها من الروحة ..
شعاع :أنتي ياولدي فضحت البنت وأحرجتها قدامنا ماراضيتها ..
فياض بقناعة داخلية :يايمة ذا جيل مايستحي ياعزتي لتس ياميمة محد مستحي غيرتس ..
شعاع الذي لم يعجبها رأيه :الله يهديك وأنا أمك الله يهديك ...

××من زمان أحبك بصدق وأعاني وأشعر أني من ِأهل بيتك ومنك وأسمع أغاني وأحس أن الأغاني حتى لو هي للوطن والله عنك ××

****

بغرفة ليـلى التي أخذت تتأمل فيها خزام بعد أن قاومت أحراجهاا ..وهي تخبر نفسها تغزل فيك حتى لو بطريقة سيئة هذا لايلغي أنه غزل ...أي أنا جميلة وأروق له ...
وعند هذه الفكرة أستكنت وأخذت تتأمل غرفة ليلى ..لاتشبه أبداً غرفة أسماء وبالتأكيد لاتشبه غرفة أي فتاة أخرى ..هي عشوائية تذكرها بمحبي الفن والبوهيمياً فهي بألوان رسمية ويوجد جدار كامل باللون الأسود وعلها رسومات بطباشير تبدو من يد ليلى ..
يارا التي تتأمل زينة خزام التي كحلت عينيها بلون الأسود فبدت شيء لايمكن وصفه عادت لتسألها :خزام دايم تتزينين كذا لارحتي الكلية ..
خزام لما مهتمة بزينتي كثيراً :لاا مو دايم ..
يارا وهي تضع يدها على قلبها بتصنع :زين لأني خفت على قلب خالي ..
ليلى التي صنعت لأثنتين قهوة ومدتها لهماا كضيافة لزيارتهم غرفتها :أقول خزام لمصلحتك لاعاد تقابلين فياض ...
خزام أحمرت على نصيحتها الفجة ..وفكرت لما لم تحذريني سابقاً ..
ويارا لم يعجبها فكرة ليلى السيئة عن خالهااا فهي لم يمر عليها التحذير ببساطة ..

××والله إني من عرفتك دريت اني غديت بين حبك والمفارق , وناسٍ يحسدون××


****
هذه الجمعة لم تجتمع أخواتها فقد أرتبطن جميعاً بمناسبة لدى حمولتهن ..
نزلت بعد العشاء بقليل ضجرة وتريد أن تسأل فاطمة ماذا صنعت بالموضوع فهي تريد أنهائه والتوقف حتى عن مجرد التفكير فيه ...
لتجدها مع بناتها بالصالة الدافئة وكلاً صنعت قهوتها الخاصة ..
فاطمة تشرب القهوة العربية ..
والفتيات كلاً أمامها كوب من المشروب التي تفضلة ...
ولكن ليس هذا مالفت أنتبهاها بل صينة الشكولاته التي كانت بنصف حجم الطاولة من باتشي ...وأثارت بها ذكريات لاتحبذ العودة إليهاا ..
غادة :ماشاءالله مشروع تسمين ..
وأخذت القطعة الأصغر حجماً ... ووضعتها في فمهااا ...
قالت ياسمين وهي تلوك قطعة أكبر حجماً بفمها :ترى خالي اللي جايبها ..
ردت بلا أهتمام :ليه محلفكم ماأكل منهااا
لتضرب فاطمة أبنتها بعلبة المنديل جوارها :أنتي خلاص ماعندك فلتر على لسانك..
ياسمين :بس من باب الذوق أخاف تندمين لأكلتي شيء من عنده ..
غادة وهي تمد يدها لتأخذ قطعة أكبر حجماً :لاحبيبتي أنا أحب المجانـــــي .. وأمووووت عليه ...
وألقت نظرة سريعة على فاطمة التي عادت لتنشغل بهاتفها :وش صار ...
فاطمة :ولا شي الجواب اللي توقعينه ..
هزت رأسها بتفهم وحولت لياسمين :ماشاءالله شفتي شعرتس كيف يلمع كنه مراية والبركة بخلطة الحناء اللي حطيتها لتس توصيت فيها من قلب ..تلقين عمة مثــلي ...
مروى تمد لعمتها بكراستها :عمة شوفي ..
ألقت نظرة سريعة على الرسمة قبل أن تسحبها من يدها
وتلقي عليها نظرة عن قرب :ماشاءالله حلو رسمتمس متحسن بس وش هالطويل والمزيونه اللي معه !!!
مروى بأبتسامة :هذا خالي فياض وخزام ...
تكتم ضحكة ساخرة :متأكدة شكلتس غلطانه وراسمه كونان وهو طويل ومزيون ...
مروى بأنزعاج :عمه بلا تريقة بليز ...
غادة تعيد لها الكراس :والله الرسم حلو بس الأشباة ماجبتيها..
ياسمين تقاطع موضوعهم بما يشغل بالها :عمة تدرين أنهم أخذوا مركب وكاشتين بالبحر ...
متخيلة كما لنااا ماطلعنااا طلعة بحرية ....
غادة :مالهم حق ليه ماأخذوتس معهم ...
فاطمة :بتروح بس عيال عمها معهم وحجروا لهااا ...
غادة :كان قلتي لخالتس مكافئة موافقتي على ولدك ...
ياسمين بتكشيرة :تصدقين فاتتني ...
غادة وهي تتوقف عن فتح القطعة الثالثة من الشكولاته :اللي موقف فيه الزمن عند باتشي مايدرون أن فيه محلات شكولاته ألذ وأشيك طالعة بالسنوات الأخيرة ..
فاطمة :ماهو بس الشكولاته اللي موقفين عليها من زمن ثاني.. كل شيء يفكرون فيه بالأيام الأخيرة من زمن ثاني ..
عبست بوجهها وردت عليها فاطمة بعبوس أشد ...

××تطمن أنت المقصود بكلامي أنت الوحيد اللي قلبي يحبه .××

****
فهدة المحــرجة من وضعها حين جاؤوا بدون خزام بسبب فياض ...
حاولت تلافي الأحراج بطريقتها المعتاادة : فياض يوم شافها كاشخة قال والله ماتطلع ... ذبحها بالغيرة ..الله يهديه بس ..
ماأخذ من عقل أخوانه ...
أم صالح بحسن نية :ايه الله يوفقهم ودام أمها جت كنها جاية ...
ولكن التكشيرة لم تزول عن ملامح أبنتيهااا التي فهمتا الموقف دون شرح ...
فهدة أرتاحت قليلاً فهي ترددت حتى بالقدوم لأنها لن تتحمل أي موقف فيه ضغط على أعصابهااا ...
ولكن لكبريائها أمام عبير وحسناء التي لمحت تجسسهم على شجارأبنائها وفضيحتهاااا ..
جائت لتريهم أنها لايمكن أن تسقط ...
وأن ماحدث شيء طبيعي ويمكن أن يحدث بأي بيت ...
وليس بين أبنائها فقط ...
ولتغيير الموضوع أخذت تسأل أم صالح :إلا حريم عيالتس وينهن ياأم صالح ...
أم صالح :والله وأنا أختس مالهن شوف إن كان من شهرين لثلاثة تمرنا وحده منهن نص ساعة وتروح ...مغير هالوراعين ركض على روسنا ليل نهار ولاأمهاتهم مانشوفهم ...
فهدة بغيض :وهم يجيبون وراعينهم يلجون على راستس ليه كل واحد يمسك ورعة كان المرة ماهي ماسكته ..
حسناء بأستنكار :ومن متى ياعمة الرياجيل يمسكون وراعينهم ..ماشفناها من عيال عقاااب ... سلطان مايعرف حتى عياله بأي صف ...
فهدة بشهقة أستنكار :سلطان صار مايعرف عياله بأي صف صدق مكفرات العشير ...عيال عقاب دايم وعيالهم معهم بالمجالس ماتركوهم على جداتهم ...
وحنا يوم زوجنا عيالنا تخيرنا اللي يقدرن على تربية عيالهن ماهو اللي يرمنهم للجدات ...واللي ماهي قاوية تربية عيالها مع السلامة ويجي غيرهااا ...
حاولت أم صالح تغير الموضوع ولكن فهدة التي وجدت أمر لتفرغ غضبها فيه أكملت :ماربيتي ولد زوجتس ياحســناء يوم اللي قبلتس ..
علمته الألف من الباء يومه بالعشر سنين ومايعرف حتى يفك الخط ...ولايعد للخمسة ..
ماسويتيها لعيالتس يوم تجيبين لهم المدرسات بفلوس أبوهم اللي مايدري هم بأي صف ...
عبير بتدخل :ياعمة أذكري الله أم نايف بس أخذ على خاطرها شوي من أبو هجــرس ولاا ماتطلع من جميله ...
فهدة :هذا أنا أعلمتسن وأمتسن تشهد شكاوي وكثرة هروج من ورانا قدام الحريم عن عيالنا ماعاد أبي أسمع واللي ماهو عجبها زوجهااا توكل على الله ..
وش قصروا عليكن فيه عيال عقاااب نقصكن الأكل ولا المشرب ولا الكســوة .. ولا كرفوكن بشغل البيوت جالسات أميرات وعيشتكن تجي لعند خشموتسن ... الملابس على الشغالات التنظيف على الشغالات الطبخ على الشغالات ...حتى تحميم عيالكن على الشغالااات وأنتي ياحسناء حتى عيالك بالمذاكرة على المدرسااات ...
إذا ماعد عاجبتسن هالعيشة ..بيت أبوتسن مفتوح لتسن ولا ياأم صالح
أم صالح بفزع :الله لايقوله يابنت الحلال خليتس محضر خير ...
هذا حنا الحريم نتشكوى للبعض ولامالنا غنى عن أزواجنااا ..
وغيرت الموضوع وهي تسأل رضا :إلا ياأم وسام وشلون أبووسام عساه طيب ...
فهدة وهي تتأمل أميرة التي جائت لتقدم الضيافة ...جميلة ولكن مالفائدة أختيها لم ينفعن من قبلهاااا ...
والعاق لن يأخذ برأيها ..لتنهي هذا الموضوع من رأسهااا ..
أخذت الشكولاته التي قدمتها لها وأخبرتها بصوت مسموع :ياجعل حظتس ياأميرة أحسن من حظ خواتس اللي يندبنه ...
لتكشر الأثنتان بحنــــــق ...
وتبتسم أميرة بتوتر وهي تنسحب لتضيف رضا ...
التي لاتشبه أبنتهااا ..
بعكس فهدة التي تمتلك وأبنتها نفس العينان والنظرة القاسية ...
لحسن الحظ لم تحضر خزام فهي لاتريد أن تتعرفان بمنزلها لأنه مضطرة لمجاملتها وهي لاتستطيع مجاملة شخص لاتحبه ولايعجبهاااا ...
عادت أم صالح لتسأل بحسن نية :وشلون أسماء ياأم بتال مالها ردة لزوجهااا ...
فهدة بوجه محتقن :لاا ولاتبي طارية وعقاب يقــول لاعاد تقبلون لها خطاطيب لين هي بنفسها تخير اللي تبــــي ...
ظلمناااها أول حظها وماراح نرجع نظلمهــا ...
أم صالح :وولدها معهااا
فهدة :أجل وين بيروح ..أبوة مايدري عنه من يوم جاء ماشافه إلا مرتين ولاثلاث الله لايبلى المسلمين باللي بلانا فيه ...

××عسى نقبل ونقفي وحنا عزاز نفوس وعسى من يظن فينا لقانا على ظنه .××

****
الساعة التاسعة أخبرتها ليلى :خزام ألبسي عباتس كان تبين ترجعين لبيتكم ..فياض يقول خلاص حل لتس العفـــو ..ايه لو سألتس وش عشيناتس ياويلتس تقولين أندومي ...ترى قلت طلبنا عشاء مطنطن ....ترى والله موعد فيني إذا ماعشيتس زين ..
خزام وهي ترتدي عبائتها :أنا اللي أخترت أندومي ..أمي ماتخلينا نأكله ...
يارا :الله أمك تجنن حريصة عليكم ..
ليلى :المهم لايدري قولي أكلنااا عشاء خمسه نجــوم ..ايه صح قولي لأختس بلقيسووه ترى للحين مانسيت حركتهااا يوم تسلم على قريبات فزة ...
تجاهلت الرد عليهااا ..
ليلى التي ألتقطت جاكيتها بلونه الداكن: أمشي أوصلك عشان مايأكلك العووي ..
يارا :برى ضباب أنتبهي تتوهين ليلى ويطلع لك vampire ...
تجاهلتها ليلى وخرجت لتوصيل خزام ..
لتبقى هي مع محادثتها لياسمين ..
تقرأها من جديد ...
ياسمين :تخيلي خالي مقلبني وخلاني أكلم ولده ..
يارا :بوجية ضاحكة مستحيل ..كيف خالي خررربهااا مرة وحدة ..
ياسمين:أحرجني قهرني مقلبني ..
يارا :طيب وش قالك ؟؟وش قلتوا ؟؟؟ليه ماقفلتي بوجهه وهربتي ...
ياسمين :ليه مخفة عشان يضحك علي يقول مستحية ...
يارا:طيب وش قالك ..
ياسمين :تو ماأنطربت أذني ..الشبكة جاها جلطة يوم سمعت صوتس ..
يارا:تطقطقني علي
ياسمين :والله عساني أنقلب قرد قالي كذا ...
يارا :وجيه مصدومة ..
:واااو
:الصدق ماتوقعتها من الحصني ..
:طلع شيء ثاني يعرف يصف الهرج ...
:طيب وش قلتي أنتي ..
ياسمين وهي تريد أن تضحك على وجه يارا حين تقرأ ردها :قلت طيب وشلونك أنت ..
يارا :بالله هذا رد ..
ياسمين :لأنه سألني مع المعلقة اللي فوق وشلونتس ...أكيد ماراح أقول وأنا تشنجت أذني يوم سمعت صوتك عادي أردح (أرقص ) شوي بعدين أكلمك !!!!
يارا :وجيه ضاحكة بدموع ..الله ليتك قلتيها وناااسه ..
ياسمين :المهم تخيلي وش قالي بعدين ...
يارا بحماس :وش
ياسمين :يقول الرياجيل خلصوا !!
يارا:ليه مافهمت؟؟
ياسمين :عشان قلت لخالي فياض ماراح اتزوج الحصني لو خصلوا الرياجيل اللي على وجه الأرض ..بنفس اليوم هو سوى جريمته ودخل السجن ..
يارا بواقعية :قفلتي بوجهه صح !!!
ياسمين :لا .. سكت لأني ماأقدر أرد قدام خالي اللي حس علي وطلع ..قلت له ايه من يوم صارات الرياجيل تهوى الرياجيل ...
يارا تقرأ مصعوقة :للللييييييييييه .. غبية ..لييييه تستفزينة ..
ياسمين :جنيت على نفسي صح ...توقعين فهم خطأ ...أكيد بيفهمني خطأ وبينتقم مني بعدين ...أنتي دايم تقولين بالروايات يصير كذا ...
يارا :المشكلة أتوقع الواقع أسوأ من الرواياات ...
ياسمين :كنت عارفة يالله باي خالي جاب لنا شكولاته بروح أتقهوى عليهااا ...
وأنتهت المحادثة بينهم هنااا ..
أنا أشد قلق منك ياسمين لما أبرزتي مخالبك من البداية ليتك تريثتي قليلاً ...
لأريدك أن تبدأي حياتك بتشنج وسوء فهم من البداية ...

××ماشوفك بعيني مثل باقي الناس مثل العمى دربك أحسّه و أدلّه حبك من الله ماله أسباب وقياس بعيد و مغنيني عن الكون كله .××

****

أوصلت خزام لباب الملحق وعادت وهي تقترب من القصر لاحظت أحد غرف الضيوف بأضائات مفتوحة ...
وشكت بشخص ... غائب من يومين ..
فتحت الباب فأنفتح بيدها لتجده فعلاً بالغرفة المتوسطة يشاهد التلفاز وبيده عصاء يضرب فيها على ركبته :قبضت عليك ...
المنذر بعدم أستحسان :وش تسوين هنااا ..كيف تدخلين بدون ماتدقين على الباب ...كيف أصلاً جايه هنا لو أني ضيف ..
ليلى وهي تدخل مغلقة الباب خلفها :يقولون بتال لاعب بوجهك لعب بس ماتوقعت لهدرجة ...
المنذر بنظرة شك :من قالتس ؟؟
ليلى :مين طبعاً ياار والله فاتني نص عمري .. تدري حلمي حياتي أشوف هوشة وبقوووس وتصير باليوم الوحيد اللي طلعت فيه من البيت كله من فزة ...
كل شيء أصلاً بسبب فزة من اليوم لو تصير هز أرضية بأمريكا الجنوبية بقول السبب فزة !!!
المنذر :خلصتي أرجعي البيت ...
ليلى :أسمع وأنا أختك إذا رفضوا يخطبون لك أزهلها أروح أنا وأخطب لك ...!!
المنذر:وأنتي مصدقة موضوع الخطبــة !!
ليلى :لاا بس الصدق ودي تأخذها ..والله ياهي تدق لكل اللي تعرفهم بأصبع ..آآخ ليتني أقدر أوريك صورتهااا ..
شعرها شلال ذهب ..حواجبهااا شيء ثاني .... عيونها ايه صح وش كان لون عيونهااا تصدق ضيعت من كثر ماشفت ألوان ..ماأدري هي اللي عيونها زرق ماأدري خضر ماأدري بنفسجي ..
المنذر :أذكر كنا نقول بنخطب من بيت معين متى قررنا البنت ..
ليلى :ماعندهم إلا بنت عزباء وحدة !!!
معليش أنا أخترت أحلى وحدة لاتحــاول حتى لو بالكذب حطيتها في بالي ...
ليلى حين لم تجد رد منه :تدري المشكلة وين ...المشكلة عمتهااا لو وزتهاا علينااا وقالت أرفضيه مايسوون مبهذليني ...
وأكيد الأخو مثل أخوه ..
المنذر :ليه وش جاها منااا ..!!!
ليلى :اييه وش ماجاهااا .. متزوجة بتااال هذي أكبر مصيبة ..
المنذر بنص عين :وش فيه بتااال
ليلى :لاتقول بتدافع عنه وهو مصفقك ..أصلاً كلكم طينة وحدة ..
أول عذروب :مايعرف يمدح ...ولسانه دايم أزدراء عينه كبيرة على العذاريب ...
ثاني عذروبة :يدة ثقيلة مره هبدني بغت روحي تطلع ..
المنذر :وهو بيهبد (الضرب على الظهر على سبيل المزاح) مرته ليه ..
ليلى :المشكلة ماهو بالهبد المشكلة بالضرب ...وحين لاحظت نظراته المستنكرة :ايه لاتسوي فيهااا أنا شايفه خدها بنفسجي بعد سالفة هجرس كان عندنا عزيمة المهم صادفته بعدها هي هربانة تحسب ماأحد بيشوفها بس أنا كشفتهااا ...
المنذر :يمكن تستاهل الضرب...
ليلى بتكشيرة :قايلة كلكم طينة وحدة ..!!!
خلاص يالنذل ماني ماشية بجوازتك .. أن شاءالله تزوج غوريلا خسارة فيك الحــلوووة .
وخرجت وهو يناديها ليراضيها ...ولكنها تجاهلتــه ..

××الله خلق فيني عزة نفس ماتنعاب و غير الله محد على كيفه يمشيني××

****
السبت صباحاً ...البيت هاديء لأن أخواتها لم يباتوا ليلة أمس معهم ...
حقاً هي تقدر بنات سعد الغير مزعجااات ...الفتيات نعمة ...
كان تعد لنفسها قهوة قبل أن تتوجه لعملهااا فهي لاتمتلك إلا يوم واحد أجازة الجمعة ..حين سمعت صوته يتردد بالممر الذي مع الوقت المبكر وبسبب الهدوء نقل الصوت مع صداه بكل سلاسة ...
كان يتحدث مع أحد مقاولية وسمعت الموضوع مع تفاصيلة ...
زوجة أخيه تتدخل في أعمال البنااء وهو لايعجبه ذالك
ويخبره أن لايطيعها بشيء ...البناء الذي يعتبر منزلهااا
لن تنتهــي عنجهتك ياسلطان ويبدو أنها زادت أضعاف مضاعفة ...
والأدهى يخبر المقاول أن يتوصى جيداً ببيت فياض كما أسماه ...
لاتستطيع الأستماع أكثر لأنه سيتنكد يومهــا ..
صعدت لغرفتها لتستعد ...
نزلت مع المصعد الذي يفتح على الممر الضيق فيها نهاية المنزل ويفتح على باب آخر ولكن نفس الشارع ...
حين خرجت صادف خروجه ... لاحظت أنه لم يبخل على نفسه بالسيارة التي أستأجرها ...
تأكدة من السيارة التي طلبتها قبل أن تصعد إليهااا
وتخبره بعنوان عملهااا ....
ماأن أستلمت عملها خلف الرسيبشن حتى وجدته أمامها ...
يطلب موعد عند دكتور الأسنان ..
لتخبر بنبرة عملية :مايبدأ عمل الطبيب إلا الساعة عشــرة !!!
ليقول بفظاظة :واللي وجعان وقايم عليه ضرسه وش يســوي يجلس يحتري دكتوركم يصحي من نومه ويجي يشوف شغله ..!!!
صوته لفت بسرعة المدير بالغرفة ذات الباب الزجاجي ليخرج وهو يسألها بتوبيخ :وش فيه ...خير أخوي فيه مشكلة ...
سلطان بتكشيرة :كلكم مشاكلم دكتور الأسنان وينه ؟؟!!!
المدير :حنا مو مستوصف متخصص بالأسنان حنا مجموعة عيادات ...ممكن تتوجه للعيادة متخصصة بالأسنان ...
سلطان :لاا عاجبني مستوصفكم وعندكم تخفيض بعد ...
طيب عطوني دكتور باطنية تسبدي قايمة عليه ..
المدير بعدم أستحسان :طيب ... غادة شوفيلة موعد عند الدكتور أسامة ...
غادة أخبرته بصبر وهي تعلم جيداً أنه اليوم قد تسلط عليها وإلا لاعمل له في مستوصفهم المتواضع :لازم أفتح ملف ممكن بياناتك ...
أخذته من الهوية التي رماها على الكاونتر أمامها ..
وأخذت تدخل البيانات التي لم تحتاج للنظر للبطاقة لتضيفها
فهي تحفظ حتى رقم هويته !!!
تقدر تتفضل ترتاح بالأستراحة لين يجي موعدك ...
تركت له البطاقة على الكاونتر ليأخذها ...
ويتوجه للمقاعد المقابلة للرسيبشن ويجلس عليهااا ..
المريض خلفه ...كان عامل ..
بدأ من موظفي البناء مصاب بكسر ..
المكتب الذي يعمل لديه .. لم يفعل له التأمين ..
ولايستطيع العلاج ..
بدأ وضعه مزري جداً ...
أتصلت على المدير لتخبره عبر الهاتف ...
ولكنه رفض أن يقبله ...
كانت تنظر للعامل أمامها بعينية الدامعة وتريد أن تشاركه البكاء
متغرب ..بائس من أجل لقمة عيش ..
ووحوش بلاضمير أستغلته وحين سقط مريض لم تعمل على علاجه ...
فجأة عاود المدير الأتصال بهااا ليخبرها أن تبدأ بأدخل بيانات المريض وتوجهه للعلاج ...ولم تحتاج للكثير من التفكير ..حين أكتشفت وجوده معه بنفس الغرفة !!!
لينسحب لاحقاً دون الدخول لموعده الذي قطعت له عند طبيب الباطنية وكأنه أكتشف سطحية تصرفه أمام أوجاع الآخرين الحقيقية ...
حين صادفت المدير لاحقاً لاتعلم لما أخبرها :والله ذاك الأذية طلع فيه خير عالج العامل على حسابه وحول لنا مبلغ لعلاج اللي مثل حالته ...دامك شبعان وش تدور بمستوصفنااا ...
عشان كذا خلينا أكثر هدوء مع الناس من شاكلته ماتدرين وش ممكن نستفيد من وراهم ...
كذّبت قول الحي بيواجه الحي
وصدّقت فعل الدعوه المستجابه

ما جابته سود الليالي ولا شي
انا دعيت الله يجيبه / و جابه××


****

أستيقظ على طرقات لحوحة على الباب ولكنه تجاهلها ...
عادت الطرقات أشد وأكثر أزعاج حتى أنفتح الباب بطريقة فجة ..
جعلته يجلس بسرير بملل وهو يراها ..
فهدة وخلفها العاملة التي كانت قد أرسلتها لتطرق الباب عليه :قوووم أبوك يبيك ...
المنذر بأنزعاج :يالله صباح خير شايفني بأحلامكم أنتووو ...
فهدة :اففف جيفة نايمة هنا ماهو أدمي ..
تجاهل تعبيرها وعبر خارجاً للحمامات الملحقة بالغرف ..
وحين خرج وجدها مازالت مكانه وهي قد غطت أنفهاا ..وترشد العاملة تنظيف المكان ..
توجه للداخل حيث والده ...ألقى عليه سلام لم يرده وماأن أنحنى عليه ليقبل رأسه ..حتى فاجئه بصفعة ثقيلة ..وحين أبتعد بأنزعاج
عقاب بقسوة :خيبتك وصلتني ...والله لو ماتروح تعتذر من خالك وتحب رجله وتعذر من عياله واحد واحد وتحب روسهم لأنت ولدي ولاأعررررفك ...
المنذر بمماطلة : تأمر على رقبتي ياأبو سلطان ..
نهين أنفسنا للي مايسوى واللي مايسوى عشان رضاك ...
عقاب وهو يصد عنه بحنق :قدر كلمتك ولا لتقولهااا ...
والفعل اللي بتستحي منه وترجع تعذر عليه وتهين نفسك للي يسوى واللي مايسوى لاتســــــوية ..
أنت اللي جبتها لعمرك ...


××ماملكنا الا المقام الي تطيح الناس دونه وماكسبنا الا الفعول اللي ترد العلم عنا××

****

كان قد توجه بسيارته على طريق الرياض حين بدأ مفعول الذكريات عمله ...
بعد زواجهم بفترة بسيطة كان قد تركها بزيارة من المفترض لعدة أيام تمددت بفعل أعماله وأنشغاله بهااا لأسابيع وحين أقلها أخيراً ...
كانت منهارة تبكي وهو بأشد درجات حيرته ...
سألها بأنزعاج :يعني تبين أردتس لأمتس !!!
غادة من بين دموعهااا :يعني الواحد مايشتاق لأمه ...!!
سلطان بتأفف وهو يركز على طريقة :أنتي اللي فاتحه مناحة على راسي ... لهدرجة ماودتس بالرجعة وسالفة أمتس والشوق أعذار ...
غادة :ايه ماأبي أرجع معك مختنقه ابغى أجلس عند أمي ..
ماتعودت على حياتك ..
سلطان بضيق :ويومتس تبين أمتس تزوجين ليه كان كملتي لتس كم سنه بحضنهااا قبل ماتبلين خلق الله فيتس ...
غادة بصوت مخنوق من البكاء :ايه أنا غلطانه أصلاً ماراح ألقى أحد يحبني كثر أمي ..
أما هو ولأنه لايعرف كيف تصرف أدار أذاعة القراءن ورفع على الصوت ...
الآن وهو يفرك ذقنه بحيرة الذكريات يعرف أين الخطأ ...
وليته كان قادر على التمييز بذاك الوقت ...
ولكنه حقاً كان يحتار حين يتعامل معها فهي بألف مِزاج ومِزاج ....
وهو لدية الكثير يشغل باله حتى يكون لتقلباتها المِزاجية المكان بينهااا ...
ألتفت على المقعد الفارغ جوار السائق وحدثها وكأنها موجودة فعلاً :ليتني أخذتس معي هالمرة ياغادة وبدون صيااح ودمــوع ..
بنرتاح كلنااا .. ماكان لايق عليتس الوقفة ورى الأستقبال قدام الرايح والجااي ...
طول عمرتس عارفه قدر نفستس وش اللي حادتس على هالشرشحة ...
رن هاتفه ليقاطع حديثه مع خيالات غادة ..
سلطان وهو يرد عبر مكبر الصوت :هلا ياأم نايف .. وش فيه بعد ؟؟؟
حسناء :مدرسة نايف أرجعوا أتصلوا يدورونك أنت ليه ماترد عليهم ؟؟؟
سلطان :وأنا وش دراني عنهم ألف رقم يدق علي بلحق أرد عليها كلهااا..قلت لتس قولي لهم الأحد وأنا عندهم ... هم عليه نقص يوم حتى السبت يتصلون يدوروناااا .. دراهمهم مدفوعة وش يدورون من ورااي ..
حسناء :ماأدري عنه يمكن عشان ماحضرت بيوم الأباء ... كلها ولد واحد ومافضيت نفسك له ..
سلطان :وش رايتس بعد أروح أرقص بحفل روضة فارس !!!!
حسناء كانتس فاضيه ترى الشغل لفوق راسي..
حسناء :وهالشغل وش أستفدنااا منه ..يوم حتى بيت بنت أمين وقفت جدرانه وأنا ماشفته حتى بالخيال ..
سلطان :بحط لتس بيت بجنب أمتس ..
حسناء بذعر :ليه ...
سلطان :وش اللي ليه الأرض صغيره وماني مضايق أخواني عليهاا ..بأخذلتس بيت أوسع وأحسن وقريب من أمتس .. ماتبين السعة أنتي ...
حسناء بشك :والله قلبي ماهو متطمن لك ..
سلطان :لاطمني قلبتس ..ماراح تجيتس مضره مني ..بس أنتي راجعي نفستس زين ..
حسناء :يعني ماأنت متجوز علي ...
سلطان :وأنتي وش دخلتس لو تزوجت ولاغيره ..كفرت خرجت عن الملة ...
حسناء بغيض :أنا ماني مثل غيري ماأرضى بالطبينة ...
ولا يندخل علي مرة ...
سلطان :عاد أنتي بكيفتس بتجلسين أهلاً وسهلاً بتروحين مع السلامة عطيني شهر وبيتس جاهز قريب من أمتس ووسط أخوانتس .. وعيالتس عندتس ...
وفلوسكم بين يديكم ..وطلاق مافيه !!!
وأنهى الأتصال بينهما ...وهو يفتح أزرة ثوبة العلوية ...
وعاد يلتفت للمقعد جوارة :هاه هذي هجت قبل ماتدخلين عليها صدق ...
طاريتس بس هججهن وهن ماعرفنتس صدق ...
طلب رقم معين على هاتفه وانتظر حتى كاد ينقطع الأتصال ليجد الرد أخيراً :هلا أبو هجرس وينك طولت علينااا
سلطان :هلابتس أنا ترى رووحت بدربي لاتحتروني ...
فاطمة :ليتك قلتي كنت برسل معك أغراض لأمي ..
سلطان :عاد خلاص روحت ماتدرين يمكن لأمي جيه قريبه ...
فاطمة بتشكك :خلص الموضوع ياسلطان ..عطتك شرطها وأنت أزريت عنه (عجزت عنه )
سلطان :مايزريني شــــي .. واللي أبيه أخذه ...ذا الشرط ماهي شايفته لو بأحلامهاا ..قولي لها شرط يضمن حقها واللي خايفة منه ..بحطه بعقد الزواج شرط ماتطلق إلا بشورهااا وإذا طلبت الطلاق طلقتهااا ..وبحط لها مؤخر تهرج فيه كل العرب ...
فاطمة التي اضمرت أنها لن تشاور غادة بأي أمر وستخبره برفضها :طيب يصير خير ...توصل بالسلامة ..
سلطان الذي لم يطمنه برودها :فمان الله ..

××حبي له يشبه لـ حُب القديمين ..اللي يشيب العمر ما شاب حبّه.××


****

فاطمة التي كانت جلست مع بناتها على طعام الغداء بآخر الظهيرة ..
قاطع طعامهم أتصال من غادة التي تطلب منهم فتح الباب الآخر لهااا فأخبرتها أن تدخل مع الباب الرئيسي فسلطان قد سافر ...
وحين طال الوقت ولم تعبر أمامهم أعتقدت أنها قد دخلت مع الباب الآخر ولم تفكر كثيراً ..
كانت ترتب باقي الطعام بحافظات لحفظة بالثلاجة ..فهي لاتثق ببناتها لهذة المهمة وستترك لهن المطبخ لتنظيفه ..
حين دخلت عليها ياسمين بوجه مخطوف وبعد تردد أخبرتهااا :يمة .. تعالي بوريك شيء بس لاتكلمين ولاتطلعين أي صوت ...
فاطمة وهي تضع علب الطعام بالثلاجة :ياكثر خرابيطك ليه ماتركزين بالشغل ..المجلس اللي قلت لك رتبتيه خلصتي منه !!!
ياسمين :يمه تعالي مع بس شوي ..بس تكفين لاتطلعين صووت ..
سارت خلفهااا لاتعلم مالذي تريده حقاً وكانت ستوبخها بصوت عالي حين أكتشفت المجلس بفوضاة ولم ترفع منه منديل حتى ..
ولكن صمتت حين لاحظت أصبعها أين يشير ...
لتضع يدها على فمها بصدمة ..!!!
وهي تشاهد غادة تنام بالفراش الذي كان لسلطان بالفترة المــاضية ...
سحبت ياسمين من مؤخرة قميصهاا وأخرجتها من المكان ...
ياسمين حين وصلا المطبخ أخيراً :وش قلت لك ..
فاطمة ويد على رأسها وأخرى خلف ظهرها :لاتقولين ولاشي ضفي المطبخ والله لو لمحتي لها بس باللي شفتيه ياويلتس ..
ياسمين بصوت هامس :يعني تحبه شفتي ..
فاطمة :حبتس العافية ضفي المطبخ وروحي ذاكري ..ولا ترى بنسوي عرستس بالأجازة الصيفية ..
ياسمين بشهقة رعب :ماخلصت الثانوية ...
وتداركت نفسها :كيف عرس والحصني بيجلس بالسجن سنتين ...
فاطمة تعض أصبعها بغيض :تقول الحصني اخخخخ ..آآه ياراسي أنا أروح أنام أحسن لي ...
ياسمين :يمه بشويش على أخوي لاتعصبين ..يتعب هو بعد ...ولاطلع على الدنيا صار مثل الحصني وتحققت أمنيتك وتحققت حوبتي ....
فاطمة تجاهلتها لأنها لو أستمعت لها سيرتفع ضغطها حقاً ..

××خطاك إنك تصدقني اليّا من قلت لك بنساك أنا لامن نسيت الحمد . . . قلي وش أصلي به××

****
كان عائدة من عملها حين أكتشفت عدم أمتلاكها لمفتاح الباب الآخر فهي دأبت خلال الفترة الماضية على الدخول والخروج مع الباب الرئيسي ...
لن تدخل لتعبر قرب ذاك مرة أخرى وربما يتواجد حتى بالصالة مع أخته وبنااتها وهي ملت من مايشبه الأستعراض أمامه ...
حين أخبرتها فاطمة بذهابه ...
لاتعلم مالذي شعرته بقلبها هل هي حسرة !!!!
كان تدخل وأقدامها من تقودها هي تتصرف بدون تفكير فعقلها مشعول بأمر ذهابة المفاجيء بعد أن تعودت على وجوده ...
وزرع نفس قصراً بينهم غادر الآن وماالرابط بين حضوره هذا الصباح لمقر عملهاا ..و قراره الأبتعاد ..
هل أصطدمت آماله على أرض الواقع مع حقيقتها التي تحولت إليهااا ... بعد أن أصبحت مجرد موظفة أستقبال بمستوصف من الدرجة الثالثة ...
هل مايزال يعتقدها نفس الشخص الشامخ الذي لاحدود لسقف طموحاتهاا ...
أعتذر على تخيب آمالك سلطان فأنا فقدت الكثير من روحي ..
والفضل لك بالأول والأخير ...
بقت على باب المجلس الذي كان ينام فيه الأيام الماضية ..
وبلا سطلة لها على أقدامها التي رمت حذائها عند باب المجلس ودخلت بفراشه بعبائتهاا ..وتغطت بلحافه ..
هنا على هذه المخدة كان يضع رأسه الأيام الماضية ...بماذا يفكر وقتها كيف سأكسر رأس غادة ...كيف سأعيدها .. تحت قدمي مرة أخرى ... تعلمت المزيد من طرق التحطيم والأذلال وعدت لتطبقها علي ...
تعي جيداً أن منظرها مثير للريبة ولكنها غير مهتمة ...
هي تعيش لحضات أستكنان مع نفسها ...
وأندمااج مع مشاعرهاا ..لاتريد لأي خوف أو قلق أن يفسدهاا ..
هل أحبته بالتأكيد كان حبها جارفاً ...جرف كل تعقلها ...
حبها لم يكون مفهوم من الطرفين ..
هي لم تفهم أن غيرتها عليه منبعها الحب..
وهو كان يرى غيرتها تحكم فيه وهو رجل لم يخلق ليخضع للنساء ..
لقد غارت عليه حتى من أبنه ..أمه ..كل من حوله ..!!
كانت تشعر دائماً أنه لم يتقبلها حتى
فكيف أن يدخلها قلبه ..
وكيف كان وقع معرفتها ذالك وهي من تكن له كل تلك المشاعر ..
بذالك العمر المتعلق بأول رجل في حياتها غير محارمهاا ...
المشاكل بينهم دائمة أكثر من الأستقرار ..
اللحضات السعيدة تعد على أصابع اليد
أم الخلافات فلا تحصى ولاعدد لها ...
فكرت طويلاً بعد أنفصالهم ماسبب مشاكلهم ...
بكل بساطة العيش مع عائلته كان السبب الأول ...
العائلة الكبيرة لم تكن تناسبها هي متأكدة لو عاشت بمكان بعيد عنهم
كان ستتمتع بأستقرار أكثر ...
غير أنها تشعر أحيان أنه يلين لها ...
ولكن يعود ليقفل قلبه عنهااا وكأنه يخشى منها أمر مااا
لم تقدم عليه أبداً ...
فهدة كانت سبب أنفصالهم ..
كانت أجتماع بعض القريبات في مجلس الخالة شعاع وأستغلت فهدة الفرصة للأشادة بنفسها و
وأظهار محاسنها ومزاياها على حسابهم
كانت هي من أعدت الضيافة ذاك اليوم ولأن فهدة لم تستطيع نسبها لنفسها أخبرت الجميع أنها من علمتها صنع هذه الحلويات
لم تستطيع كبح لسانها وردت أنها قد جائت متعلمة من منزل عائلتها فهي لم تأتي من خيمة وسط الصحراء للقصور أي كمافعلتي أنتي يافهدة ...
وكبر الموضوع ولم تتقبل فهدة أبداً الهزيمة وشكتها لزوجها
الذي جائها هائجاً ...ووبخهااا ..وأخبرها أن تتوقف عن الرد على فهدة بوجود نساء غريبات ...وبحضرة والدته عليها أحترام المجلس فأن لم ترد والدته تصمت هي ...
لم تستطع كبح لسانها وهي تخبره أن والدته باردة ولاتستطيع الرد ...
فكان جزائها أن طلقها الطلقة الثالثة وكم تفنن بألقائها عليها....
ولم يكتفي بذاك العقاب بل ختمها بأن أفقدها جنينها الذي لم يكن يعلم عنه حتى
ولم ترى منه أي شغف للحصول على طفل منها من قبل .. ولم يفكر حتى بتأخر حملهااا ولم يناقشها فيه
بينما كان الأمر يشكل لها كابوس ..وكان فرحتها بحدوث الحمل أخيراً لايمكن وصفها
ولكنه كسرها بأبشع طريقة ...
حين طلقهااا بتلك الطريقة ونزع الطفل من أحشائها بركلاته له ..
عاد ليوجعها ويثبت لها أن وجودها بحياته كان مجرد محطة لم تأخذ من تفكيره الكثير ولم يتوقف عندها حتى حين
تزوج بعد أنفصالهم بفتره بسيطة من أخرى ...
أصبحت أم أبنائة ...وتزوجت هي بعده بسنتين من آخــر ولم تجلس معه سوى شهريين ...
لم يستطيع قلبها ولاجسدها تقبل شخص آخر ...تلك الشهرين كانت أشبه بالموت وسط الحياة ..
وبقية سنين عمرها من بعده أشبه بالعيش بالمنفى بعد الوطن ...
والآن هي تسرق بعض لحضات من التعقل لتنعم بدفء ورائحة الوطن بعد سنين من الغربة الموحشــــــة ..

××هذا نصيبي من الأيام من صغري أحيان أقوى الحزن وأحيان ماقوى لو تدري الناس ويش أشيل في صدري ما عاتبتني على شغلات ما تسوى××

****
كان يتقلب بنومه بأنزعاج .. شيء مايضايقه ولايشعره بالراحة ..
سمع صوتها الهاديء يخبره :الحكم والله نومتك هالحزة شينة ...مغير بتسلط عليك الشياطين ...
الحكم يفتح نصف عين ليراها تجلس على الأريكة البعيدة ..تأملها قليلاً ماذا تفعل هناك ..التلفاز مغلق ..أين شاي النعناع والفصفص ...
حتى هاتفها على الطاولة ولاتشاهدة فقط تبدو تسبح في عالمها الخاص
وهي تكرر وكأنها مجيب الرد الآلي :الحكم لاترقد هالحزة ماهو زين ...
لم يكن مجرد شك هي فعلاً منذ بضعة أيام تتصرف بغرابة ..
لاتبدو على طبيعتهااا ..
جلس بسريره وتوجه للحمام دون أن يتحدث معها حين عاد لاحقاً وجدها على نفس الجلسة وتعبث بشعرها ..
صلى المغرب كل خروج وقتهااا ...
وحين عاد إليها كانت على نفسه الوضعية ...
تمد قدم وتثني الأخرى وبين يديها خصله من شعرهاا تلفها على أصابعها وعينيها تحدق بالجدار الخالي ...
سألها حين فقد صبره من وضعها :فزة فيتس شي ..جدتس طيبة ...
فزة التي نزلت عينها لحجرها قبل أن ترفعه إليه :مافيني شيء شايفن علي شي ...
الحكم الذي جلس على طرف السرير وهو يفرق بين قدمية ويقدم مقدمة جسده للأمام :كلتس غريبة بس ساهية وعقلتس ماهو هنااا
وين الضحك والتلفزيون والأفلام والشاهي والفصفص ...
فزة :لاا الأفلام ماهي زينه فيه موسيقى تجمع السكن علينااا ..
الحكم :طيب قومي بنروح لنا مشوار ..
فزة :وين نروح مافيني حيل
الحكم :ووش اللي هاد حيلتس طول الوقت على نفس الجلسة .. شفتي أنتس متغيرة من أول يوم أقولتس قومي بوديتس مشوار تسابقيني على الباب ...
فزة تقف :طيب اللحين أتجهز بس لاتكدر روحك ..
الحكم :روحة من غير نفس ماأبيهاا ..ودتس تزورين هجرس ..
فزة بحماس :أي والله تكفى يالحكم خلني أزور أخيي ..
الحكم :طيب جهزي نفستس على بكرة العصر ..
دام مالتس نفس بالطلعة أنا بنزل لأخواني إذا بغيتي شي أتصلي علي ولاتجلس مهوجسه روحي أجلسي مع أسماء ولاروحي عند خالتي شعاع وليلى ...
فزة :أسماء تذاكر وماودي أزعجهااا بس يمكن أروح لليلى هي الفاضية مثلي ...
وخرج على هذا الأساس ...
ولكن عاد بعد ساعتين ليجدها على نفس الوضع ...
سألها بشك أن كانت خرجت ..
فهزت رأسها بنفي وأنها تشعر بالكسل ...
الحكم :طيب تعشيتي ...
فزة :مالي نفس فيه ...
لم يستطيع الأخذ والعطاء معها أكثر تجهز للنوم ...
ويبدو أنها لحقته بعد قليل ...
ليستيقظ بعد منتصف الليل على صياحها المرعوب وكأنها
لاتستطيع الخروج من المنام الذي تراه ...
وبعد أن هزها عدة مرات وناداها فتحت عينيهااا لتخبره :عمي عقاب طلق أمك !!!

××اتصدد عن غرامك وانا كلي ابيك التناقض بدروب المحبه مشكله××

****

العصر أتصل عليها ليعيدها للمنزل ...ولكن والدتها رفضت وأصرت أن يأتي وقت الأفطار وبعدها يذهب كما يشاء ...وأعدت له أفطار شعبي من الدرجة الأولى ...
وضحى التي كانت تضيف السمن على المراصيع :يالخبلة لاتحطين ثلج بتذبحين الرجال أنتي ...
جوزاء التي تفننت بصنع المشروب من الفواكة والزنجبيل :ذولي كائنات لاتشعر بالبرد ..
وضحى :يافري جيبي الكائنات منهم ..
جوزاء وهي تزين المشروب بأوراق النعناع:الرياجيل .. يمه مايضره كل يوم لازم أعبي له العصير ثلج ..بس كيف يمه فنانه أولااا؟؟؟
وضحى بعدم أستحسان :والله ياهالخرابيط اللي جمعيتها ومسويه أنها عصير محد ذاق مثله مالها لزمة لو مسويته عصير فواكة والحمدلله ..
سمعت جرس الباب ..لتتوقف عن ماتفعل وتغسل يديها وتجفف وتخرج له ...
وتعليق والدتها من خلفها :الرجال طاحت رجليه عند الباب عجلي عليه ...
حين تخلصت من تعليقاته هو ببطئها بدأت تعليقات والدتهااا ...
فتحت الباب ولم يخرج لها أحد من خلفه ...
أخرجت هاتفها فتحت الكاميرا الأمامية ومدته أمام الباب لتشاهد الشارع من خلاله ولم تجد أحد ...ولكن فجأة يده قبضت على معصمهاا
قبل أن يدخل وهو مازال يمسك فيها :والله ياعليتس حركااات ...
جوزاء بتوتر :عشان ماأقفل الباب وتقول متعمدة قفلت بوجهي وماأقدر أخلي الباب مفتوح ...
لم يرد عليها إلا بأن أخرج ماكان يخفية خلف ظهره ..ومده إليهاا ..
جوزاء بتردد تمد يدها لتأخذ الوردة التي أحضرها لهااا ..
والموقف يثير فيها الرغبة بالضحك ...وردة وحمراء ...
بتال بنبرة عتب :أضحكي ليه كاتمتها يعني لهدرجة حركتي بايخة ...
جوزاء تفرج عن ضحكتها ولكن تحولت ملامحه للأنزعاج وهو يسحبها للداخل وهي مستمرة بالضحك وبتوبيخ :كل اللي بالشارع أسمعوا ضحكتس أنا وش قايل لتس عن هالضحك ...
وأنهى الموضوع حين شاهد والدتها التي كانت تصف الأطباق على السفرة توجه ليسلم عليها وهو يطلب منها أن تدع ماتفعل وجوزاء ستقوم بالباقي ...
مضى الأفطار بأحاديث بينه وبين والدتهااا ...
طبعاً تناول الطبق الذي أعدته والدتها أما الطبق الذي أعدته وكان فطاير ميني برقر كانت هي الوحيدة التي تأكل منها
وعصيرها أيضاً صبت له منه وتذوقه فقط ..
وأكتفى بعدها بشرب الحليب بالزنجبيل الذي أعدته أمها ..
كانت ترفع الأطباق حين كان يغسل يديه أخبرها: بروح أصلي ..
وأدق عليتس تطلعين ...
لاحقاً بالسيارة ..
كانت تتأمل بقايا طلاء أظافرها ..بعد محاولة تنظيف فاشله ..
مررت أناملها عليه بتأمل ..
وهو كان يشاهدها ويتذكر ثورة عبير حين رأته ...
والتعابير الوقحة التي أطلقتها على الحادثه ...
وهي مصرة أنها متعمدة ...وكأنه لم يكن موجود وقت الحادثة وشاهد ماحدث فعلاً ...
حقاً الأرتباط بأثنتين مرهق للنفس ..والعدل أشبه بالمعجــزة ..
سألها بعد صمت :وش فيتس ساكته غردي !!
جوزاء :وش أقول ..؟
بتال وهو مركز على طريقه :نبدأ بشيء جبته لتس وماشكرتيني عليه حتى... مغير سمعتي الحي كله ضحكتس علي ...
جوزاء :شكراً تعيش وتجيب ...
وأردفت مبررة :أنا ماأضحك على وردتك يابتال ..أضحك على ملامحك وأنت تقدمهااا ...
بتال :ايه وش فيهاا ملامحي .. ماهي ملامح رومانسي ..!!
جوزاء بتجاهل لأسلوبه التهكمي :مو كذا .. بس كأنك متورط فيهااا ..
بتال :وأنا فعلاً متورط فيها ولا أنا وين والورد وين ..حتى منظري وأنا أشتريها شبهة ..
جوزاء بتعجب :ليه !!!
بتال بأستصعاب للأمور البسيطة :الواحد يشتري له شي يسوى ويهدية ولاليشتري بس عجزنا فيتس ياجوزاء مالقينا للحين اللي يرضيتس ...
جوزاء بمجاملة :لا الوردة كانت حلــوة شكراً ..
بتال بتهكم :زين طمنتيني الله يطمنتس وأحلى حاجة ترمينها وراتس محد يسألتس عنهااا ..
جوزاء بملل:مارميتها تركتها بغرفتي ..
وكأنه أكتفى من الحديث بشكل مفاجيء أو تذكر أمر ما كدر مِزاجة ..
صمت الوقت المتبقي بالطريق للمنزل ...
لم يصعد معها فقط أخبرها أن تتوجه لجناحها ولاتقابل أحد
وكانت ستفعلها من دون أشارته ...

××وصلك غذا ياخلّ .. ومفارقك جوع..قلبي سريع النبض وعروقي يباس..مسموح .. لاتهديني الورد وشموع
أنا اللي محتاجه دفى حسّ وأنفاس××

****

ماأن وصل الرياض حتى توجه لمحل الذهب الذي أعتاد الأبتياع منه ...
وكعادة أخرج له صاحب المحل صفوف من الأساور :كل الدقات الجديدة ياأبو هجــرس أختار اللي يناسبك ...
سلطان أشار على أحد الموديلات :عطني من هذي ست ...
صاحب المحل وهو يعيد باقي الأساور لمكانها :المقاس المعتاد ...
سلطان بتأمل :لاا عطني أصغر ..وأشار على احد الأساور المعروضه مقاس هذي ..وعطني تعليقات للبنات الصغار ..
خرج لاحقاً يحمل الكيس المحل قبل أن يخرج علبة الأساور ويضعها بجيبة ويترك الباقي بالكيس حيث هدايا بناته وحسناء ...
لاحقاً بوقت متأخر من الليل ...
أستيقظت حسناء على صوت أنينه ..
لتقول بتأفف :هذا اللي أخذتيه من المراكض وراه .. خذي من الشخير ...
وكانت قد ألتقطت لحافها لتخرج لنوم بالغرفة الأخرى ..حين شعرت بدفئة المبالغ فيه ..
حسناء تهزه :سلطان ..سلطان ...معك حرارة قوم تروش ...
ولكن تجاهلها وهو ينقلب على جهته الأخرى وينتفض من المرض ..
يبدو أنه مرض حقاً فقد طلبها دواء للحنجرة ماأن جاء مساءً ...
أحضرت ميزان الحرارة وحين وجدت حرارته مرتفعة جداً ...
فتحت هاتفها وأتصلت على عبير :عبير معليش أزعجتس صحي أبوحاكم يودي أخوه للمستشفى مرة تعبان ...
على الطرف الآخر :معليش ياأم نايف أخوانه واجد دوري أحد غير أبو حاكم مانام إلا متأخر وبكرة بيداوم من بدري وهو صايم ...خلي جوز فزة يودية ...
حسناء بعصبية :مالت عليتس وعلى النفع اللي أدوره وراتس ...
بحثت بهاتفها عن رقم تتصل به ولم تجد أحد ...فهي لم تضف أي من سلفاتهااا إلا مريم وهي بالتأكيد أشد من عبير ستكون ...
أم أخوات الأزواج فلا فائدة منهن ...
فكرت أخيراً وهي تعود لأيقاضه :سلطان تحرز تقوم (تستيطع أن تقف)
ولكن لاارد من قبله سوى أنين وانتفاضه ..
حسناء بحنق :أيه هذا اللي جانا من الدمام ... وتغيير الجو ..
أخيراً أخذت هاتفه بحثت بالأرقام وطلبت أحدها :السلام عليكم ..معليش وأنا أختك أنا أم نايف .. بس أبو نايف تعبان واجد إذا تقدر تجي تأخذه للمستشفى ..
وحين أخبرها أنه قادم .. أسرعت ترتب أشيائها الخاصة وألتقطت عبائتها لتفتح له الباب ...
كانت طرقته على الباب حادة وخشنة وهو يطلب منها أن تبتعد عن طريقة ...
خلفه كان المنذر ويدفعه عربة متحركة ... دخلا للغرفة وبلحضات خرجا به مدفوع على العربية ..
وهو خارج صاح بها :صكي بابتس ...
حسناء وهي تغلق وتفتح نقابها وتلحق به بقية حجابها :فارررق بس فاررق الواحد مايرتاح من لسانك ..
وعاد لتتأكد أن غرفتها كان بصورة جيدة ولم تلتقط أعينهم شيء خاص ..

****

كان ينقلانه للمستشفى حين بدأ هذيانه ...
فياض يمد يده ليتأكد من حرارته:سلطان أنتي تسمعني !!!
سلطان وهو يدفع يده التي حطت على جبينه :ايه اسمعك أحد قالك أني أطرش ..
وأخذ يتلمس ثوبه الذي ألبساه قبل نقله :الغوايش وين الغوايش ..؟!!!
فياض بسخرية وهو يحدق للمنذر المستنكر :بترجع وتلبس غوايشك وحلقك وخواتمك ...
ولكن سلطان عاد ليطلبه :رجع الغوايش ..!!
المنذر بشفقة وكيف سطوة المرض عليه :أنت مريض ياأبو هجرس حنا مودينك المستشفى ...
نام بهذة اللحضة ...
ولم يستيقظ إلا بالمستشفى بعد أن أعطوه أبرة خافضة للحرارة ..
كان شبه مستفيق حين سأله فياض :لقيت غوايشك ياأبو هجرس ...
سلطان مد يده يتلمس جيب ثوبة : مامعي غوايش ..الغوايش بالتجوري ...انت وش دراك عنهااا ...
تبادل فياض والمنذر النظرات قبل أن يبدأ كل منهما بالقهقة بصوت عالي ....
سلطان الذي يشعر ضحكهم كطنين يشق رأسه :أقطعوا فجرتوا راسي ...
فياض وهو يوقف نفسه قصراً عن الضحك :اللحين من كل هالدنيا ماخفت إلا على الغوايش اللي بالتجوري ...
سلطان :فكني من وحيك أنا رجال مريض ماأذكر وش أقول ..
المنذر بتعجب :أنت بديت تشتغل بالذهب ...
سلطان بملل وأنزعاج :خلاص فكوني روحوا وخلوني بس لاتمنون بهالوقفة على راسي والأزعاج ...
ماسوت فيني خير من طلبت فزعتكم ...
خرجا ليتركاه يرتاح وينهي المغذي الموصول فيه ...
جلسا على المقاعد بالممر ...
حين عبرت أمامهم أحد الموظفات ..
فياض يصد بوجهه :هالأشكال خلتنا مانداني طاري المستشفيات والشغل فيها ...
المنذر بصوت مرتفع :ماعندتس بنطلون أوسع شوي ..
فياض:يابن الحلال صك فمك ترى صاروا يعتبرونه تحرش !!!
المنذر مستمر :طيب شيلي النقاب شوهتيه ...
الفتاة بتكشيرة :ودك فيه ناقصك واحد !!! ..
المنذر وهو يصد عنها حين أخذت تنظر إليه بحدة :وش الفايدة كاشفه من تحت ومغطية من فــوق ..
الفتاة بلاأهتمام وهي تقلب بملفها :حريــه ..كيفـي .. أنا على أرض حرة بدولة حرة ..وألبس اللي أبيه .. وأنت أرجع الصحراء عيش فيهااا ..
فياض يكتم ضحكته على وجه المنذر الذي لم يستطيع الرد :خلاااص توكلي فالتهااا تسولفين معه ...
تكمل تبرمها بصوت مسموع لكليهماا :يعع ليتهم جلسوا بصحاريهم وفكووونااا ...
فياض الذي لاحظ أسم قبيلتها :أنت قريت أسمهااا ..
المنذر الذي كان أول ماوقعت عينه عليه بطاقة أسمهاا:ايه هم ماطلعوا من الصحراء حنا بس ..ماكأنهم كانوا جيران بصحاري نجد ...!!!
فياض بقهقه :لااا بس حنااا البدوو تطـورت منفوحة ..!!
المنذر :الشرهة ماهو عليهااا ...على اللي سامح لها تطلع من البيت بهالشكل ..
فياض وهو يرجع لنفس الموضوع الذي يزعجه :وداخلات مسار صحي هااه عساتسن ماتنجحن ..
المنذر :منهن ..
فياض :من بعد أسماء ومـرتي ..
المنذر يكتم ضحكته :وأنت مرتك للحين تدرس يالليل متزوج ورع أنت ...تصدق توقعتها كبر ليلى على الأقل ...
فياض بأنزعاج :محد نشدك ولاطلب رأيك من أتزوج ...
أدخل شف خلص مغذية ولاباقي ..ترى وراي دوام ثمان ماني مثلكم برقد للضحى ..
دخل وخرج له :خلص بس راقد ...
فياض وهو يقف بملل :أجل خلك عنده وأدفعوا حق التنويم خله مرتاح ...فمان الله ...
وغادر تارك المنذر على باب الغرفة منزعج ...
*الماضي*

أستيقظ على مصيبة أبنه ...
فهو لم يستطيع أن يضع عينه بعين أبيه حين سأله أين أبنك ...وأصدقائه الذين أحضرهم معه ...
وأين المكيفات وشاشات التلفاز وأنوار الأضاءة والكثير من المفقودات من المجالس الخارجية والساحة ...
وسيارة النقل الخاصة بنااا ...
حرفياً أبنه أحضر مجموعة من اللصوص ليسرق بيت جده ...
لم يكن الموقف الأقسى الذي يضعه فيه ...
ولكن موقف يرجح كفته السوداء ..
صمت الجد عن حفيدة وغطاء موضوع السرقة ..
غالبية أعمامه فهموا ماحدث ولكن لم يعلقــوا ..
أما هو فقد قرر من تلك اللحضة أن يتخلى عن التكني بأسمه
ويكنى بالأبن الذي يصغره ...

*الحاضر*

ماأن دخل جناحها تلك الليلة وكان ينزع شماغ رأسه حتى سمع الطرقات الحادة على الباب خلفه ...
أشار لها لتغير مكانها أمام الباب وتوجه له ليفتحه ...
فياض الواقف خلف الباب:أطلع أطلع وش فيك مندس(مختبيء) ...
بتال الذي خرج له وسحب الباب ليغلقه من خلفه :وش أندس ماتثمن كلمتك أنت ..
فياض وهو يدرس ملامحه :ويومك ماأنت مندس وراك خمس أيام تعدى مجلسنا ماتجي تسلم علينااا ...
بتال :مشغول وأدور راحة البال ..
فياض بتهكم :وراحة البال بمقابل الحريم ..
بتال :فياض وش تبي ..
فياض بسخرية:ابيك تروح معي بكرة بسوي عملية وخايف من الأبرة ...
بتال بسخرية أشد :بس أبشر على خشمي ولو تبي أخذت الأبرة عنك ...
فياض بقهقه وهو يربت على كتفه :كفوووو ياأبو حاكم بفزاعتك تعبت من بعدك ...
وحين لاحظ سلطان الذي توجه لجناحه هو الآخرأخبره بصوت مسموع :لو شفت لك غوايش طايحه تراها لسلطان مضيع غوايشه ردهاا له ....
بتال الذي لم يفهم الموضوع :افااا ياذا العلم أبو هجرس تلبس غوايش من ورااانا ...
ولكن رد سلطان عليهم كان أغلاق الباب بطريقة مزعجة ..
فياض :أفا شكلنا ثقلنا على الرجال وهم مضيع غوايشة ..يالله أنا بروح أرقد من بدري عشان العملية ...قايلين تعال تنوم عندنا بس سحبت عليهم ...
بتال وهو يشاهد مغادرته ساخراً :هدي من روعك وأشرب حليب وأرقد ولاخفت دق علي أجي أقرأ عليك ..
عاد ليدخل جناحه ...
كانت تشاهد شيء على التلفاز أطفأته فور دخوله ...
بتال :مساء الخير ..
عبير :مساء النور ولا كنه بيصير صباح ..
بتال :معليش سهرت شوي مع الربع ..وين البنات أرقدن ..
عبير :بيصحن بعد شوي وأنت تسأل رقدن ..
بتال :ايه وش سالفت صحيتهن قبل الفجر ترى كلاً يشكي منهن ...
عبير بملل:عاد وش أسوي ينامن بدري ويصحن قبل يأذن الفجر ..
بتال بأهتمام:ايه وش السالفة اللي كنتي تقولين عنهااا..
عبير :وش سالفة غير العمارة ...بتال ترى هذا ماهو حال شف لك حل مع أبو هجرس كل ماكلمت الرجال بشيء يقولي أبوهجرس يقول لاتسمع كلام الحريم !!!!
بتال :أنتي قولي اللي تبين وأنا أوصله له.. لاتورطيني مع سلطان ..ترى للحين كل شي يسوية من جيبه وماطالبني بالفلوس ..ولو طالبني بنزنق ...
عبيربنرفزة وهي تضع قدم على الأخرى :يصبر علينا مثل ماهو صابر على فياض اللي قروشه أكثر منك ...
بتال بنظرة عدم أستحسان :أنتي وش فيتس كل مافتحت سالفة دخلتي أخوي فيهااا ..كم مرة قلت لتس مالت شغل إلا ببيتس وعيالتس ...
عبير بغيرة لاتستطيح كبحها:وليش ماأدخل ماهو أنت السبب ..أنت وسلطان ..كم لنا وأختي فوق العشر سنين وماعمرتوا لنا وهو قبل مايملك عليها وبيتها تحفر أساسته ...إذا كانت هذي ماتهمكم ..تراها ترفع ضغطنااا ..وتولع الغيرة بقلوبنااا...
بعدين وش عنده سلطان ماهو معمر وبيطلع برى ..!!
لمين بتروح أرضه ..
وحين لم تجد رد منه :يعني مثل مافهمت ..بتبني لها وين راح الوعد وأنها ماراح يحول الحول عليها بذمتك ...
بتال :تراني تعبان وقافله معي لاتزعجني بنقاشتس تنقزين من سالفة لثانية لهدرجة قلبتس معبي ...!!!
عبير :قلبي معبي من سواياك ووعودك الكذابة ..كذبت يابتال ولاماكذبت وعدتني بشيء وغافلتني أو لااا ..
بتال ببرود :وعدتس بشيء واللي صار على أرض الواقع شيء ثاني ...
عبيربقهر وعدم تصديق :وش اللي على أرض الواقع ..
بتال:أنتي عارفة زين أنا أخذتها على أساس بتطلع على الكلام راعية شر ومثل أمها على هرج الناس ... ويوم طلعت غير كذا ماراح أظلمها دامها زينه معي بصير زين معهااا ..
عبير بغل :تبقى كذاب وماأنت قد الوعود اللي قطعتهااا ..
بتال بحلم فهو أخطأ حين وعدها بأمور مجهولة :خليني كذاب بكيفتس .. أنتي أدرى ..
واللحين قومي عني برقد ..
عبير بصدمة :بترقد هنااا ..
بتال بأرهاق:ايه هنااا ..طفي اللمبات وفارقي عني ...وأسترخى على الأريكة بكامل ثيابه وأغلق عينية ...
عبير بحنق تغلق الأضواء وتدخل لغرفتها ...
وهي تنزع الروب الذي كانت تضعه فوق بجامتهاا :أنت الخسران من يعاف الراحة غيرك ...

××كنت احسبك غايب لظروف الايام ..واثرك مع غيري تعيش الوناسه .××

****

أنتظرتها حتى زارتها بعد يومين ولم تنسى العهد الذي قطعته بتأديبها ..
وتلك جائت غافله لم تتوقع أن ضرتها الطيبة قد تكون حملت بقلبها عليها وأعتقدت ستدعهاا تمر كباقي الأحداث والأخطأ التي أرتكبتها بحقهااا ..
سألت شعاع :وشلون حفلكم يافهدة ..
فهدة أنطلقت تنتقد كل مارأت ... وكيف كل شيء جهزوه أو حتى من أصل منزلهم سيء وفاشل وبلا ذوق ...
شعاع بإزدارء:خلصتي أنا مأنشدتس عن كل هذا ...بسألتس شي واحد أنتي وش تبين فولدي ..
فهدة التي فتحت فمها لترد أسكتتها شعاع بصوتها الذي أرتفع :اسكتي وأقطعي ولاأسمع لتس صوت كله ولافياض يافهدة كله ولافياض خلاص وبس ويكفي ماجاه منتس ...
فهدة بأحراج من هجوم شعاع عليها :يابنت الحلال وش فيتس علي ...
شعاع :وش في عليتس ..انتي اللي وش جاتس من ولدي يوم أبتليتيه تبين تقهرينه مرة بعد مرة .. لاماضيتس معه يشفع ولاحاضرتس ..خلاص فكيه من شرتس ...صبرت يافهدة وصبرت وصبرت بس لمتى ...ولدي ضاع عمره من تحت يدتس ..
فهدة تقاطعها بجزع :لاتقولين تسذا إنا مالي ذنب باللي صار معه ...
شعاع :سترت عليتس يافهدة من يوم سرقتي غداي ...
فهدة التي شعرت أن ماء ساخنه سكبت عليها من شدة الأحراج :ياخيتي وش هالعلوم والفضايح اللي تفتشين فيها...
شعاع الحانقة :هذا أنتي قلتيها فضياح وفضايحتس اللي أعرفها أكبر من سرقة الغداء فأقصري شرتس عن عيــالي ...
لاتخليني على أخر عمري أتعلم الكيد والتكهن اللي أنتي تسوينه وأرد لتس اللي تسوينه فيهم ..
فهدة بضحكة أستنكار :يعني بتنافسيني على العوابة عشان ينجلط عقاب بسم الله عليه ...
شعاع :خبله وماتعرفين حتى تكلمين .. فكينا من شرتس وبس..
فهدة :أذا بديتي وودتس أغششتس تعاليلي ...وأكملت ضحكها على تهديد شعاع ...
شعاع :هين يافهدة بتشوفين بعيونتس وش أسوي لو عاد عدتيها..
فهدة :لا ان شاءالله ماني شايفة خلاص وعد وعهد ماأتعرض لهم بس أنتي ياخية أستري علي ولاتفضحيني علومي اللي أنتي خابرهه عند عقاب وعيالي ...
شعاع بحزم :سترتس بيدتس ..كفي شرتس عن عيالي ومايجيتس مني شــر ..
فهدة :وأنتي ماأنتي قليلة شر ياشعاع ..ليش مانصحتي هالغوريلا اللي مبتليني بيفضحني على آخر عمري يومه حط بنات الصنهات براسه ...
شعاع بغيض :ياعسى الغوريلا تأكلتس ...فيه وحده تقول عن ولدها هاللون ...
فهدة :ولدي وأنا حرة فيه لايكون صدقتي أنه ولدتس ترى كل واحد مهما دار ودار مردة لأمه ..
شعاع تصمت ولاترد عليها فهي أدرى الناس بفهدة وغباء فهدة وشر فهدة ..
فهدة ولايوجد في بالها إلا فكرة تزويجة قبل أن يفضحها :بعلمتس ببنت وشوري عليه فيهااا ..يمكنه يسمع رايتس ويعقل عن خباله ..
شعاع :يعني وش نرجع نجبره على وحده مايبيهااا ..انتي ماتتوبين
نسيتي يوم يتركم وأنتم وملكتكم ويهج بدون مايعطيكم خبر...
أنتي ماتعلمين من اللي صار ماتتوبتس الدنيااا ...

××خلك على وضعَك و تعلمك الأيام أنك خسرت اللي بصعوبه وصلته××

****

اليوم أجرى العملية المنتظرة ... بعد أن ماطل وتفنن بالمبالغة بأنه لن يتجمل كالنساء ...
وجده نفسه مضطر لأجرائها ..
اليوم أجرى عملية العنق والذراع ..
ينتظر بملل بالمستشفى زاره بعض أصدقائة وسرعان ماغادروا ليبقى لوحده ...
كان يقلب بالدردشات ...حين وجد عبارة بسيطة من أسماء تتحمدله بالسلامة رداً على الحاله التي وضعها ...
ليرد عليها :وهذا اللي الله قدرتس عليه بدال ماتزوريني وتجيبين لي أحد معتس ...
ردت عليه مباشرة :كنت تهاوشني ..
فياض :أنتي خبلة ماتفرقين بين اللي كان واللي صار ...
أسماء :مشغولين عندنا أختبارات ...
تجاهل الرد عليها مالفائدة أن كانت لن تأتي ...
من جهتها أسماء راسلت خزام تستشيرها
هل تريدين أن نذهب لزيارة فياض
غداً بوقت مبكر قبل محاضراتناا ..
لم ترد خزام رغم أنها قرأت الرسالة حتى بعد ذالك بساعة
ردت بالموافقة ..
هل أحتاجت كل هذا الوقت لتفكير ...قبل أرتباطها فيه لم تكن لترتد للحضة ..
لقد فقدت الكثير من شغفها به ..
هل فياض بهذ السوء عن قرب ..
حتى أنتي خزام بدأت تنطفيء شعلتكِ لقد بت أتلقى
الكثير من الأحباط في حياتي ..
وتأملت بك أنتي على الأقل تحقيق نجاح في حياتك الخاصة ..
القصص من حولي بدت تتهاوى وكأني كنت على رأس
القائمة ومن بعد تحطم حياتي الجميع يهوي لنفس المصير ...

××أنتهت العشره وصرنا بالهوى أغراب مات اللقى واللي بقى ذكرى قديمه ××


****

اليوم الثاني كان قد أستيقظ للتو ...
ويتخاصم مع الممرضة التي جائت لأخذ علامات الحيوية ...
حين دخلت عليه نظر لها وعرفها من عينيها وسرعان ماأزالة نقابهااا ...
وبالتأكيد درس ملامحها التي يعرفها جيداً قبل أن يشيح عنها :خير وش عندتس ...
:شفت حالتك ياقلبي وجيت أتحمد لك بالسلامة ...
ووضعت له باقة الورد الحمراء على الطاولة قرب سريرة ...
فياض وهو يرفع هاتفه ليعبث فيه :ماتقصرين راعية واجب وبنت أصول .. ماشاءالله عليتس ..بس ماتذكرين أن اللي كان بينا أنتهى ...
أشواق :متذكرة وكيف أنسى اليوم اللي أنذبحت فيه ...
فياض وهو ينظر إليها الآن مباشرة:من أخرتها ياشوق وش تبين !!!!
أشواق بتحسر :أخذت واحد ورافض يطلقني إلا بفلوس ...
فياض بأنزعاج أشد هل جائته وهي على ذمة آخر :فارقي وبعدين أشوف موضوعتس أنتي جايتني بمكان ماهو مناسب ....
وليته أستعجل بالعبارة قبل دقائق أومن البداية لأن بتلك اللحضة أنفتح الباب ودخلت الأثنتان ...
لترتدي أشواق نقابها بسرعة وتلف خارجة لأنها فهمت الغضب الذي أرتسم على وجهه ...
خزام التي دخلت ومعها باقة ورد وقفت للحضات لم تستوعب الموقف
مالذي تفعله أمراءة في غرفته ...وبهذا الوقت المبكر ..
لقد ظنت أنها هي المخطأة ولكن هاهي تراه أمامهااا والمراءة المتواجدة لاتختفي
هو وأمراءة بصورة واحدة ...
حاولت أن تجد تفسير آخر والأنزعاج على وجهه
وكأنهم قد باغتـــوه يوضح الصورة أكثر فأكثر ...
لم تحتاج الكثير من الفهم فقط رمت الباقة على المقعد قربه وخرجت دون حرف واحد ...
أسماء التي كانت خلفهاا ولم يفتها جمال المراءة أبداً وعيني فياض التي كانت متعلقة بوجهها لحضة دخولهما :شكلك يوم ماجيناك على الوعد طلبت غيرنااا ...

××كذبت كل الكلام وشفت بـ عيوني وشلون ضاع العمر والشاهد سنيني ماني بقايل حبيبي خيّب ظنوني بقول : حبيت وطاح الحب من عيني..××


فياض بنرفزة :أحترمي نفستس ...وأكمل بعصبية : ألحقي هذا شوفي وين راحت ...
أسماء بضيق:وهي فيها وين راحت ... وبقهر لأنها هي من جلبت خزام لهذا الموقف :ودي أفهم وش تستفيدون من الخيانة ..
فياض بغيض :وعلى كيفتس خليتيها خيانه أنقلعي شوفي وين راحت ...
أسماء متصلبة مكانها لم تروي غليها منه وحين تخرج لن تعود أبداً ستأخذ خزام وتغادر بها :تدري يوم لقيت حامد بالكوفي مع وحدة وش سويت كبيت القهوة الحارة عليه ...ويوم لقيته مع الخدامة أخذت الساطور وكنت بقطعه هي وياااهااا ...واليوم لو أنا اللي محلها كسرت علاقة المغذي عليك ...
وخرجت دون أن ترد على ندائته الغاضبة ...
مت بغيضك أيضاً ...
بحثت عن خزام بالممرات لم تجدهااا ...
وطلبت رقمها أكثر من مرة ولاجواب ...
أتصلت تسأل السائق هل عادت إليك ولكنه أخبرها أنه بنفس المكان ولم يأتيه أحد ...
دارت حول نفسها وعادت لغرفته ..
لتبادر ماأن رفع رأسه :مالقيتهااا ...
ليرد عليها بحنق شديد:كيف مالقيتيها ...
أسماء وهي ترمي حقيبها على الأريكة وتجلس بأرهاق :مالقيتها تكسرت رجولي أدورها بالممرات وأدق على جوالها ماترد ..
والسواق مارجعت له ...
من جهتها كان قد لحقت فيها ..بعد خروجها المذهول الغاضب ..وجدت نفسها تسير خلف تلك حتى حين دخلت دورة المياة كان خلفها مباشرة ...
أشواق التي توجهت متظاهرة بغسل يديها :تعرفيني !!!
خزام :لا ماحصل لي الشرف ...
أشوق تجفف يديها وتنزع نقابهااا :وش تبغين لاحقتني ...
خزام :ايش علاقتك بالرجال اللي كنتي بغرفته ..
أشواق بتبجح وهي تشك أنها أخته وتفعل هذا لتنقل الخبر لوالديها :ليه ماسكتنا بوضع مخل ..!!!
لو سمحتي أحترمي نفسك عيب هالكلام ..انا لاجيت رجال ولاقربت من أحد ..هذا الشخص معروف كنت جاية زيارة لعمي لما شفت باب غرفته مفتوح وأتعرفت عليه دخلت أطلب منه خدمة ...
خزام وعينها لاتخطيء الشبة .. حقاً كما أخبرتكِ صديقتك يابلقيس ..أنها هي ..هل تزوجها فعلاً :وليه اللف والدوران أنا عارفه أنك زوجته ...
أشواق التي أعتقدت أنها تعلم حقاً:دامك تعرفين ليه موترتني بأسألتك وتحقيقك ... أجل ماقالك أنا تطلقنااا ...
لم تعد تريد السماع أكثر ...أندفعت خارجة حتى اللحضة كانت تريد سماع أي شيء آخر أي تبرير أحمق يرضيهااا
ولكن لامفر ...اليوم جائت لتصطدم بماضية القذر ..
الذي حاولت التهرب منه مهما وضحته لها المواقف ...
كل شيء حولها يخبرها أنه غير صالح لها
ولن يكون مخلص ...ولكن أبت إلا أن تتذوق طعم الخسارة بنفسهااا ...

××عطيتك قلب ماعطيته لأحد غيرك غلطه وفي ذمتي م كنت قاصدها××



فتحت باب السيارة وركبت وهي لاتعلم كيف أستطاعت أيجادها وسط كل هذه المشاعر كان هاتفها لايتوقف عن الرنين ...
وسمعت السائق يتصل على أسماء ...
التي لم تمضي دقائق حتى ركبت جوارهاا ...
وسألتها :تبغين نرجع البيت ...أو نروح الكلية ...
خزام بحقد :ماأبغى أرجع أي مكااان ..
أسماء أمرت السائق أن يذهب بطريقة ...
لتخبرها بعد دقيقتين بصوت مختنق :بروح عند رامااا في بيتها...
أسماء تلتفت عليها بفزع :خبلة انتي وش يودينا الخرج ..
خزام تهز هاتفها :راما في بيت جدتها ..تقول ماراحت الكلية عشان بتدرس أختبار بكرة ...
أسماء بعدم تصديق:من جدك بتروحين بيت ناس ماتعرفينهم ..
خزام بأصرار :ايوة بروح عادي أيش فيها هي صاحبتي ... وأنا أحتاج أحد أتكلم معاها وماأبغى أروح البيت ولا الكلية ...
أسماء :خزام حبيبتي ترى مو حلوة نطب على الناس كذا تخيلي جدتها ماتحب صاحباتهااا يزورونها وترمي علينا كم كلمة ...بعدين وقت الدراسة وصباح ايش خلينا نطب عليهااا
خزام بأصرار على رأيها:مو لازم تروحي معايه أنتي أرجعي البيت أو الكلية ...
صمتت عنه أسماء التي لن تجعلها تذهب لمنزل أشخاص لاتعرفهم ولاتثق فيهم لوحدها ...
وأصمتت جوالها عن أتصالات فياض الملحة ...
وهي تشاهد خزام تمد للسائق هاتفها بالموقع ...
لقد حسمت أمرها وغير متقبلة النقاش فيه ...وهل سيكون الحل عند راماا ... آآه كم ستكون الأمور جميلة لو نجد الحلول لمشاكلنا في منزل صديقة ...
حين توقفوا أخيراً أمام منزل متواضع بطابق واحد سألتها :متأكدة ..!!!
خزام وهي تنظر للبيت :ايوة أيش يعني ماعجبك بيتهااا ..
أسماء بهمس: ترى ماأسمي فياض ...
خزام بحنق:لاتقولين أسمه أكررهه ..
أسماء :ايوة تكفين أكرهية وفكينااا وخلينا نرجع البيت ودقي وأقولي أكرهك وبلاها الدرعمة على بيوت الناس ...
خزام التي أتصلت على راما :احنا عند الباب ...
وبعدها أخبرتها :أنزلي تقول لحضة وتفتح الباب ...
وفعلاً دقيقة وأنفتح باب الشارع ...وأدخلتهم بسرعة للداخل لأن بتلك اللحضة أنهمر المطر التي لم يتوقف عن الهطول طوال الليل وعاودت الأنهمار هذه اللحضة ....
فطلبت منهم مباشرة نزعت عبائتهم لتعلقها حتى تجف ...
علقتها بالمدخل وأدخلتهم للمجلس حيث أعدت الضيافة ..
أسماء بلهجة أعتذار :سامحينا راماا غايبة عشان تدرسين وحنا خربنا خطتك بالزيارة المفاجئة ...
راما بتردد :لاا عادي ..
وهي تشتم بنفسها بداخلهاا...ماذا لو جائت جدتها لتعرف على صديقاتهااا وتعرفت على أسماء من أسمها!!!
أهلاً بالأحراج الذي سيحط عليهااا ...

××ماني معاتبك على شي تبيه عسى تلقى فاللي تبيه راحتك××


****

كان الوقت يمضي بجلستهم التي تحولت بعد أحاديث بسيطة إلا الدراسة وبدت خزام بعيدة جداً بأفكارها ...
فقط تشرب من حليب الزنجبيل التي أحضرته راما لاحقاً مع الأفطار وأخبرتهم أن جدتها من أعدته وتطلب منهم شربه حتى لايدخلهم البرد بعد التبلل بالمطر ...
وهي حقاً تشيد بتلك الجدة التي لم تفكر بأن تأتي للتعرف على صديقات حفيدتها لو كانت والدتها لكبست على أنفاسهم من أول لحضة ولأرسلت لها قائمة بعيوب صديقاتها ماأن تبتعد عنهم قليلاً ...
عاود هاتفها الرنين بأسم فياض من جديد ...
أستأذنت أخيراً من راما ..لتتوجه لمكان آخر لرد على هذه المكالمة فأخبرتها أن بأمكانها ذالك فلايوجد رجال بالمنزل ...
خرجت ولم تريد أجراء المكالمة بالقرب منهم فالبيت هاديء جداً والأصوات لها صدى ..حتى وجدت أخيراً غرفة بعيدة كفاية .. بابها نصف مفتوح دخلتها وهي ترد على فياض :نعم ...لاتصرخ ترى أقدر أسمع .. يعني أخليها تكلمك بالغصب ... أنت عارف أني لقيتهااا وطلعنااا ...ماأبغى أرد قدامها وش أقولك يعني ... ممكن تصبر شوي ..بعدين فهمها اللي تبغى ... ايه معصبة وتكرهك وخرابيط الخزام المعتادة ...ايه ماحنا بالبيت ...كيفنااا أحرار نروح وين مانبي ...ماراح نطلع من مكان بنجلس وين مانبغى ونروح للي نبغى مثل ماأنت يزورك اللي تبغى ...
هزت رأسها بأستنكار على تهديده الأخير قبل أن يقطع الأتصال ...
كان تلف لتخرج من الغرفة المظلمة كما وجدتها وهي لم تفكر بفتح أضوائها .. الجو بالخارج شديد العتمة وكأنه مازال الفجــــر ...
فلاتوجد شمس لتساعد أضائتها ببعض النـور ..
حين لفت لتخرج وقتها برقت السماء وأنتشر ضوئها بالغرفة لتجد نفسها وجه لوجه مع شخص غريب يتأملهاااا ...
شخص غريب ...منزل غريب ...وهي بلا عبائتها
هذه الأفكار هي ماكانت تدور في خلدها ...
كيف ستخرج من المكان الذي يسده ...
وسمعت صوته يرتفع لشخص خلفه :انقلع وراك أختي هناااا ...
وأشار لها على باب آخر لم تنتبه له بفعل الظلام وكان كل تركيزها لم لاتبتعد وتغرب عن أنفي حتى أستطيع الخروج ...
توجهت له مسرعة حاولت فتحه ولكنه مغلق ... كانت تهز الباب بتوتر ... وهو كان مازال يقف على الباب ولكن هذه المرة يعطيها ظهره ... والآن يحدث الجدة :ياجدة أفتحي الباب من الجهة الثاني ..
وصوت الآخر يرتفع :يااخي بسرعة ذبحناااا البرررد ...
ومناوشات كلامية بينهمااا ...وهي ليت الأرض تنشق وتبتلعهااا تباً لك خزام ...أنتي السبب لقد أخبرتك الذهاب لمنزل الغرباء لايأتي منه إلا المصائب
لأصدق أني أقف في منزل أشخاص غرباء أمنعهم من الدخول لمكانهم ...
وأنفتح الباب من الجهة الأخرى لتتواجه من أمراءة كبيرة بالسن ...
فأسرعت غير قادرة حتى على السلام عليها وعادت حيث راما وخزام تحاول السيطرة على مظهرهاااا ...
راما التي سمعت الأصوات بأنزعاج :اوووف ذولي وش جابهم ...
أحيان أحس يتسلطون علي أنا هربانه من الخرج كلها لاحقيني هنااا ..لا واللحين سوي راما حطي ياراما ..
ماأن أنهت عبارتها حتى رن هاتفها لتقــول :آآه بدأ ...
خرجت على عجل وهي ترد عليه ...
لتجده بالمطبخ وقد وضع أبريق القهوة على النار وبيده علبة البن يضيف منها على الماء المغلــي ليبادرها :ماشاءالله هذي اللي تدرس فاتح ديوانية ببيت جدتي ...
راما وهي تخرج صينية تصف عليها الفناجين :البنت قالت بجي بيتك أقول لالتجين حتى جدتي قالت الله يحيهاا ..
أحمد يهز راسه بأستنكار :واللي تجي في بيت الناس تمشى فيه ...روحي بس أجلسي عندهااا حتى توكل على بيت أهلها ماحنا ناقصين مصايب ...
راما التي لم تصدق أنها أعفاها أسرعت لتجد الفتيات قد أرتدن عبائتهن :لااا مو من جدكم بنات...
أسماء تبادرها بلهجة حازمة :حنا جينا على أساس مافي البيت غير أنتي وجدتك واللحين ماشاءالله أصوات الرجال واصلتناا أهلنا مايرضون كذا ..
راما بأحباط :طيب سواقكم وصل..
أسماء :ماتحرك ينتظرنا برى ...
راما :طيب خلوني أشوف لكم الطريق ..
أسماء وهي ترتدي نقابهااا :سلمي على جدتك وأعتذري منها قابلته بس ماقدرت أسلم عليها لأن صوت الرياجيل كان قريب خفت يدخلون علي فجأة ...
راما :آها ماعليش أكيد فهمت موقفك ..
وخرجت أمامهن وأغلقت باب المطبخ على أحمد وهي تخبره ببرود :بيطلعــــون ..
وفتحت لهن الباب ليخرجن بسرعة ..
وهي تسمع صوت لافي الوقح يسأل من أين لها صديقات بسيارات مرسيدس وسائق ينتظر أمام الباب ...
عادت للمطبخ لتخبر أحمد :شفت الوقح البنات سمعوه يتريق عليهم ...
أحمد بلهجة شامته:يستاهلن من طلع من دار قل مقداره ... ويحمدن ربهن طاحن بلسان لافي بس ...لأن غيرهن يطيح بناس ماتخاف الله ..خصوصاً اللي ترمي عبايتها وتمشي ببيوت الناااس .. كنها صاحبة المكان ...
راما بشك :شفتهااا!!!
أحمد :شفت اللي شفت ..
راما لتزعجـــه : عادي شف وش بينفعك الشــوف تدري من بنته ..
أحمد بأستنكار من أسلوبها :ماهزت رمش عيني ولاتهمني لو بنت الباشا ..
راما لتغيضه:ماعاد فيه بشوات بس باقي فيه شيــوخ !!!
أحمد يحمل الصينية ليخرج من المطبخ وهمس لها بلهجة حادة :بنت الشيوخ تحشم روحها تخسى ماهي بنت شيوخ ..
وتركها خلفه لتكشر عن أبتسامة مستمتعة ..
كم أنت بائس ليقع نظرك على أسماء ياأحمد ...
لو صدق توقعــي فيه أبعد من نجــوم السماء ..
لهجتك المسيئة لها لم تعجبني ...فأنت من لاتهتم فيه
لاتتحدث عنه حتى ..هي لفت أنتباهك رغماً عنك
حتى تتحدث عنها هكذا ..

××مفرق شعرها ضوح برقٍ لاح من فوق وادي سايلٍ سيله هذا الجديل الضافي الفواح وشلون تثبت فوقه الشيله××

****

دخل بالقهــوة ...ليبادره لافي المتكيء وكأنه بأستراحتهم :وينك أنت لو مسوي مندي خلص ...
تجاهله وصب القهوة للجدة وضحى أولاً ثم للافي ....
لافي :ماسألت أختك من هن بناته ...
أحمد يشرب فنجاله :تقهوى يالافي وفكنا من خفة دمك ...
ولاعاد شفت حريم ماهو لازم تسمعهن وحيك خلهن يقفن بعدين حشن فيهن ...
لافي يعتدل بجلسته :أفااا ياذا العلم أنا احش بالحريم ...
أحمد :والله انت أدرى ...
لافي :ياجدة يرضيتس اللي يقوله في ...
وضحى :ياولدي أنت أحرجت نفسك وأحرجت البنية بخوياتها يوم ترفع صوتك تنشد وتسمعهن ...
لافي بضحكة ساخرة :أحسن عشان تعرف تغيب عن الدراسة وتجمع خويااتها على راستس ..
أحمد الذي لايرد أحتراماً لوضحى :تقهوى تقهوى ونتفاهم بعدين ...
لافي بسخرية :ياجدة حطيني في وجهتس تراه بيفتري في وراتس ...
وضحى الذي يشغل بالها أمر آخر ..انسحبت من عندهم بشكل مفاجيء وهي تخبره أن يأخذوا راحتهم وستعود لهم بعد قليل ..
دخلت على راما التي تعد الفطور الذي أحضوره معهم بأطباق ...
راما :خلاص ياجدة خلصت ..
وضحى وهي تشير للرف :حطي من زيت الزيتون على الفول لافي يحبه ...
وسألته وهي تدرس ملامحها بشك :من هن البنيات اللي جنتس ...
راما التي كادت تسكب كل الزيت بطبق ..توقفت عن ماتفعل وبملامح مليئة بالذنب :أسفة ياجده بس هم طبو علي فجأة وماقدرت أزحلقهم ..
وضحى بحدة فهي تدرك أسلوب راما بالمراوغة :أنا ماقولتس ليش جن أقول من هن بناته مواري وحده منهن ماهي غريبة علي ..
راما التي لاتعرف علاقة والدة أسماء بوضحى فكل ماتعرفه والدها المشهور :اللي شفتيها ياجده هي أسماء بنت عقاب المشهور ..!!
وضحى :وش هو مشهورة ..
راما :اللي كلكم تكلمون عنه عقاب ولد نايف ..
وضحى التي عرفت الملامح فعلاً :اييه بنت فهدة ماغيرهااا ..والثانية من هي أختهااا؟؟؟
راما :لا الثانية هي صاحبتي الحقيقية ...وهي للأسف زوجة أخوهااا ..
وضحى وهي تمد يدها لتأخذ الصينية التي صفت عليها الأطباق :لاتعلمين أحد من هن بناته مانبي مشاكل مع أهلن قولي عرفتهن من الكلية وبس تعرفين أخوتس مايحب طاريهم ..
عاد راما لدراستها وهي تفكر وماأصابني بالحساسية من أسمائهم إلا مقت أخي الشديد والغير مبرر لهم ..
××أما تجي الحكمه أبلغ من الصمت والا ألتزم بالصمت والصمت حكمه ..××


***

يجلس بمكان كبركان نشط على وشك الثوران ...
ماأن أخبره السائق أنه أقلهم لمنزل غريب وهو بتوتر شديد ..
وأسماء تعبث معه تعتقد أنها بهذة الطريقة تعاقبه ..
والأسوأ بأتصاله الأخير أخبره السائق أن شابين قد دخلوا للبيت بهذة اللحضة هو على وشك الأتصال على الأمن وأرسالهم لذاك المنزل ..
ولكن رد على مكالمته جعلته يفرغ غضبه فيها :والله لأوريتس شغل الله لو طحتس في يابنت فهدة ...
وهي كانت باردة على الطرف الآخر :طلعنااا وراجعين البيت وبحط حرمك المصون في بيت أهلهااا ...
فياض بصيحة قهر :بعد ويش وش تسون فالبيت والرياجيل داخلين عليتسن . تدرين وين قام بالي يودي ويجيب ... تدرين كم خوية غدرت بخوياتها بهالطريقة ..
لترد عليه ببرود جليدي :لاتخاف الربع معي ..
فياض بأستهجان :ربع وش هو ؟؟؟
أسماء :مسدسي ...
فياض الذي أنطفأت ثورته قليلاً:معتس مسدس ..
أسماء :ايه ولو واحد قرب من مرتك بذبحه لاتخاف ..
فياض عاد يسألها :من وين لتس المسدس ؟؟؟
أسماء :من وين لي من أمي ماأداوم إلا فيه ..
فياض بذهول ومنظر أسماء غاضبة وتشير بالمسدس على وجه زميلة إلم تفضح نفسها قبل قليل وكيف رفعت الساطور على زوجهااا :تداومين فيه أنتي بتجيبين لنااا مصيبة ... أنا أقابلتس فالبيت ونتفاهم وخلي اللي عندتس ترد علي ...
بعدين ليه ماعاد طلعت لي صورتهااا وأدق يطلع لي مفصول ..
أسماء تكبح ضحكتها :يعني حظرتك ...زي ماتحظرنا دايم ...
فياض بلهجة وعيد :طيب طيب شغلتسن عندي ..!!!
أسماء تغلق منه :سبحان الله هو يغلط وحنا اللي نتهدد ...
ولفت على خزام حين ظهر لهن محل القهوة التي يبتعن قهوتهن منه بالعادة :أطلب لك معاااي ..
ولكن خزام لم ترد عليها بدت بعالم آخر فعلاً ..طلبت كما المعتاد لخزام ولها مشروب خاص نزل فقط في الشتــاء...
حين عاود المطر الهطــول أخبرتها :خزام أدعي وقت أستجابة ...
وأردفت محذره :لاتدعين عليه ..ادعي الله يصلح حالكم ويبعد عنكم كل من فيه شــر ...
ومن نظرات خزام عرفت أنها ستدعو عليه :ترى بتندمين لو حصل له شــي ...

××خل غيري يشغل أحساسك وبالك أنت حتى شرهتي . . واجد عليك .××


****

كان يقلب بهاتفه غير مصدق أنها فعلاً فعلت ماأخبرته أسماء
حظرته بكل بساطة وبالطريقة الأسهل بالعالم ...كم يفعل
كل يوم بعشرت الأرقام التي تزعجه ...
وتلح عليه ...
كأي شخص غير مهم بحياتهااا ..
أغلق هاتفه بضجــر .. كفاك أحراج لنفسك ...
لقد أصبحت مثير لسخرية حتى أمام نفسك ...
فياض بحنق :أشواق روحي الله ينكد عليتس مثل مانكدتي علي ...
ونظرتها التي جمعتهم حين دخلت قبل أن ترمي الباقة مازالت لاتفارق خياله ...
نظرة تستجدية أن لايكون ماتراه حقيقة ...
ولكن ماذا سأفعل هذا ماضي ..الذي بدأ يلاحقني ...
هل يستطيع أحد محي ماضية مهما حدث سيبقى لكل أنسان الماضي الخاص فيه وعليها تفهم هذه النقطة ..
صدمت اليوم وستتألم بالغد ولكن بالنهاية ستفهم
أنه أمر مضى وأنتهى ليس عليهم التوقف عنده كثيراً ...
لاحقاً كان برفقة بتال وفزاع الذي جائا لزيارته ...
ليخبرهم بكدر :يارياجيل والله مادريت أن الحظر يجرح ...
فزاع :افا من جرحك وأنا أخوك من اللي حظرك ..
بتال الذي كان قد حظره مرتين سابقاً :أيه ذق من اللي ذوقتنا منه ...لو أدق عليك مرتين ..المرة الثالثة تحظرني ...
فياض بتكشيرة :تستاهل ليه تدق علي وأنا راقد ..أنا حليل لين يجي الموضوع للنوم أقلب أقشر
وحين رأى التكشيرة على وجوههم :وش بلاكم ...
بتال :أنت طول وقتك أقشر ماهو بس وقت النوم ..
فياض وعينة على سلة القهوة التي أبا أن يضيفه بتال منها حتى يؤذن :يارجال صب لنا على فنجال ماراح يجرح صيامك ...
فزاع :وتصدق علينا من ذا الحلا والله أن ريحته جابت راسي ...
بتال فتح سلة القهوة وبدأ بأخراج الحلا والخفائف المرافقة له وبدأ يصب لهم القهوة حتى أذن لحضتهااا وصب لنفسه القهوة وبدأ بفك صيامه ..
ماأن خرج الأثنان للصلاة وبقى هو لوحدة حتى رن هاتفه ..برقم تكرر اليوم رد بشك ليصله صوتهاا :فياض تكفى سامحني سببت لك مشاكل مع أهلك ..
فياض :أنتي من وين تطلعين لي ؟؟ ..تراتس أبلشتيني ..ماهو عشاني صرت ذوق معتس وماطردتس قلتي خلاص أموون عليه ...
أشواق :والله هي اللي لحقتني لدورة المياة وحجرت لي ولاأنا ماعندي نية أحتك بأهلك ...
فياض :لحضة لحضة أنتي عن من تكلمين ..
أشواق :أختك ..؟!!
فياض بشك هو متأكد أن أسماء كانت في معركة كلامية معه لحضة خروجها ولايمكنها اللحاق بها:أختي لحقتس ...
أشواق:ايه البنات اللي جو عندك مو خواتك ..وحدة لحقتني لدورة المياة وقالت لي أنا عارفة أنتي مين !!
فياض بضيق :أختي عيونها خضراء ياشوق ؟؟
أشواق:ايه اللي حاطه عدسات ..!!!
فياض بصدمة :الله يأخذ روحتس وش قلتي لهااا ..
أشواق بضيق من دعوته :ماقلت لها شي هي عارفة كل شيء من البداية ...
فياض :ووش عرفها خبلة انتي بزر تلعب عليتس ...اسمعي
انا متأكد أني حاضرتس وماأدري من وين شفتي حالتي بس والله لو عاد طلعتي في حياتي لاتلومين إلا روحتس ..
وأغلق الأتصال وهو غاضب ..
××اشهد انه مارحمني يوم خلاني وحيد طاوعه قلبه يغيب وكيف قلبه طاوعه؟××
****

منذ الحادثة التي كشفت فيها بالمستشفى ...
وفكرة واحد تراودها لن تكمل طريقها معه ...
عليها أن تتوقف هناا ..ستفقد الكثير من روحهااا لو أستمرت معه
كان كل شيء جيد ومحتمل ومعقول وستتحمل الكثير من أجله
لكن ليس بوجود أنثى أخرى بحياته أصبحت متأكدة منهااا
وليس مجرد طيف وظن وأعتقاد ووشايات مراهقــات ...
لم تفاتح أمها بالموضوع أبداً ...
دخلت على والدها بعد العصر بقليل وهو يقرأ بمصحفة وحين فرغ أخبرته بدون مقدمات :أبوية أنا بنفصل عن فياض ...
وحين لاحت الصدمة على ملامحة أخبرته :فياض مايناسبني عنده علاقات مع حريم وأنا ماأرضى بشخص مثل هذا يكون زوجي ...
والدها بشك :يابنتي وأنتي من وين جبتي سالفة علاقات الحريم ..
خزام :أنا عرفت ياأبوية وأحلف لك عالمصحف كمان أنه متزوج بالسر مرة أو أكثر ماأدري وحتى الحرمة اللي منفصل عنها تزوره بالمستشفى ...أنا ماأبغى رجال مثل كذا ...يعتقد عشانه رجال
يقدر يسوي أي شيء ومسموح له ...
أمين بضيق :يابنتي فكري وتأني الزواج والأنفصال ماهو لعبة ...!!
خليني أتكلم معاه ونتفاهم ..
خزام هزت رأسها بموافقة حتى لاتضايق والدهااا ولكن كان لديها قرار آخر ستتصرف فيه :طيب ياأبوية مثل ماتحب ولاتكدر نفسك أنا أصلاً مو متضايقة بالعكس مرتاحة أني كشفته من البداية ومأتورطت معاااه ..

××خلك على طبعك عسى الله يهنيك وأبشر بطبع جديد يعلمك قدري××

***

بعد صلاة العشاء بقليل وحين أكد لها وسام أن سيارة الشيخ عقاب متواجدة بالمواقف ...
توجهت مباشرة للقسم العمة فهدة ..ضغطت على الجرس ..
وحين فتح لها الحسن قبل أن يتراجع بدهشة وهو يخبرها :تفضلي يامرة أخوي ...
وأخذ ينادي بصوت عالي لوالدته ...يمه مرة فياض مسيرة علينااا ...
وحين جائتها فهدة المندهشة :خزام ...خير ان شاءالله ..أهلتس فيهم شيء ...
خزام :أبغى أكلم عمي عقاب ..
فهدة بنظرة مستنكرة :عمتس على عشاه مع عياله .. ماهو وقته أحتري شوي لين يخلص ...
عقاب الذي أخبره الحسن بالقادم جاء ليتأكد بعدم تصديق :وش فيه ياخزام ..أبوتس طيب ..
خزام بصلابة :أبويه طيب أنا جيت عشاني ياعمي ..
عقاب بشك :وش فيتس ؟؟!!
خزام :أنا أبغى أنفصل عن فياض لأنه رجال مو كويس وعنده علاقات مع الحريم وأنا رجال مثل هذا مايناسبني ..أنا وافقت عليه عشانه ولدك ياعمي الشيخ ..بس اللحين أبغى أنفصل عنه .لأنه مو كفــــووو ..

***

سلطان يرمي المنديل الذي كان قد حمله معه وهو ينظف يديه حين قام عقاب بعد سماع أسم خزام على عجل هم لحقوا به رغم أنهم لم يظهروا بالصورة ولكن بأمكانهم سماع الحديث الدائر:يالله أستلم أول خيباتكم ..!!!
بتال الذي كان قد لاحظ على فياض الضيق طوال وقت الزيارة :ايه بس قافطته ..أخص عليك ماقدرت تدس خرابك ..!!
سلطان :والله أنه يستاهل كل اللي يجيه ..
ولاحظ مستنكراً أستمرارهم بتناول الطعام والأستماع للحديث الدائر بأيماءت ساخرة ..ويد فزاع اليسرى لاتكف عن الأشارة باللايك والدس لايك .. على النقاش الدائر ..

****

عقاب الذي يشاهد خزام المستميته بشرح خيبتها بأبنه ...وكأن عبارة مو كفو اللي ختمت فيه كل أسهابها بالحديث لتوصل المعنى الأقوى لحجم خيبتها ..أن لم تفهموا حديثي سأقولها على طريقتكم ...
هل أستغرب سيكون كاذب ..ولكن تمنى أن يكون أكثر تعقلا ً عن المشي بهذا الطريق ...
لقد أعتقد أنه حقاً أرتبط بخزام لأنه يريدهااا وسيكتفي بهااا .
ولكن كما يقول المثل الشعبي ذيل الكلب سيبقى أعوج ...
عقاب بشعور خيبة كبير :يابنتي هدي روحتس ومالت إلا اللي يرضيتس أنا أتفاهم معه وأنا كان اللي يرضيتس الأنفصال أنتي أدرى ...أنتي اللي بتجوزينه وأنتي اللي بتعيشين معه ..
فهدة مقاطعة :أنتي خبلة تحسبين الطلاق هين ...أهلتس أبوتس فكرتي فيهم ...ولا بس أخذتس العزة بالأثم وقواة الراس وقلتي ماأبيه ...ماهو على كيفتس أهلتس هم اللي يقررون ...
عقاب مقاطعاً :أقطعي مالتس كلمة بعد كلمتي ...
فهدة بتبرير وهي حانقة على خزام التي تتصرف من رأسها وتتعدى والديها :أنا لها ناصحة محضر خير على قولتهم ...
أصلاً جيتس بهالوقت مالها داعي ولو درى هاللي جايه تشكينة
كان قومتي علينا شياطينه ...
خزام بتجاهل لنصائح فهدة :أنا قلت اللي جاية عشانه ياعمي ..وخلاص قول لولدك ماله علاقة فيني لين يطلقني وكل واحد يروح بطريقة ...
وخرجت غير عابئة أنهم مازالوا لم يردوا عليها ..
فهدة التي أغلقت الباب خلفه تضرب كف بكف :ياويلي ياويلي هذي بتثور علينا شيطانه اللي هاجده لها شهور ..
عقاب يتراجع بضيق أشد :لاحول ولاقوة إلا بالله ...
فهدة:أنت لازم تروح تكلم مع أبوها وأنا بكلم رضا ماهو على كيفها تنسحب مع أول مشكلة ...
عقاب بحدة :وأنتي عارفة وش هي المشكلة أصلاً ..
فهدة التي سمعت علاقات حريم ولكن لم تستوعبها ولايهمها فهي بنظرة أن خزام قد تعجلت وأتخذت قرار كبير جداً:عادي كانت اللي تكون الوحدة تحمل شوي عشان حياتها تمشي ماهو من البداية تنسحب ..
سلطان الذي خرج بعد رحيل خزام :عسى هذي ماهي نصايحتس لبنتس يوم آخرتها طلقهاا خايب الرجاء ...
فهدة بأنزعاج شديد فهي لاتحب أن يواجهها أحد بأخطائها:ايه طلعني بعد غلطانه أصلاً هذا أنتم مايعجبكم كلامي لو أنه صح ..
سلطان بصدق :لا عاجبني كلمي أمها وقولي لها هالهرج ... كفو عليتس ياعمة ..
عقاب بحدة :أنت مالك شغل ,,وأنتي بعد مالتس شغل أنا أتفاهم مع الربع بس أولهااا خل يطلع أخوك اللي ماهو مريحنااا لاوهو صاحي ولاوهو مريض ...
وتوجه للمصعد ليضغط زرة ويصعد لغرفته ...
فهدة التي كانت تدور لاتعلم ماذا تفعل وقع نظرها على بتال وفزاع على طاولة الطعام ومستمرين بالأكل :آخخخخ ياحر جوفي على اللي دمهم بارد ...
فزاع التي كادت تقف بمريئة اللقمة :وش تبينا نسوي ياعمة خلاص كل واحد يدفع ثمن أغلاطه ... بنجوع أنفسنا عشان فياض كشفته خزام ...
بتال بسخرية :أنت بس دقق على الأسماء وتعرف أن الحياة كل مالها بدحدرة ...
فهدة بأنزعاج :وش قصدك؟؟
بتال :ماقصدي شيء .. يستاهل وش نسوي له ...يكفي فضحنا بالبنت وحنا شادين حيلنا يارب بنت أمين ترضى فيه وهذي آخرتهااا ..
فزاع :اللي ماعرف يدس رداه عن هالمسكينة ماهو كفــووو ..
فهدة :والله أنكم ماتستحون قوموووا نزل الملعقة أنت خل الشوكة ..لاتأكلون من طبخي والله أن خسارة فيكم ...
وتحت أنظارهم المصعوقة نادت على العاملات يرفعن السفرة ....

××الحسود ان شاف نقصك يبي يعذربك فيه لكن المُحبّ .. لا شاف نقصك كمّله××


*****

كان يتظاهر بالنوم الذي لم يستطيع أستحضاره بأي طريقة
لأن لايريد الحديث مع المنذر الذي يرافق معه
فالحديث مرهق بالنسبة له ولعقله المشغول بالتفكير بأحداث الليلة
سمع أتصالين وردت للمنذر وكان يخبرهم مباشرة أنه نائم حتى رادوه الشك ليسأله :من اللي أتصلوا يدوروني ...
المنذر يرفع رأسه بشك :أنت مارقدت ..
فياض وعينية مغلقة :ماجاني النوم ؟؟؟
المنذر :الحسن دق يقول عنده سالفة مهمة لو صحيت بيقولها لك ...وفزاع بس أتصل نشد عنك وبعدين قال يكلمك بكرة ..
فتح هاتفه توجه للمحادثات مع أسماء ..
عاد ليراسلها :وش صار معتس
أسماء تكتب ..تتوقف ثم تعود تكتب ..وبعد تملل
وصله ردها :جات وصبت كل شيء بأذن أبووووي ..
وكل الناس درت عن فضيحتك يالله رقع ...
فياض بشتائم وسباب متواصل لم يستطيع ردعه تحت أنظار المنذر المذهولة ..بعد أن فرغ من السب والشتم :أنا أوريتس والله لأعلمتس من هو فياض يوم تجرأين علي ... الشرهة علي أنا اللي عطيتس الوجة الزين وتحسبين بس هذا أقصى فعولي والله لأندمتس على هالحركة ...
المنذر:أنت وش فيك خير ..
فياض يصيح بوجهة :ماعاد فيه خير ...اسكت أنت عني لأطلع كل حرتي فيك ...
المنذر التقط هاتفه وخرج دون أن يعقب .. لتأكل النيران حطبها وماشأنه لو أحترق ...
ولكن راسل ليسأل الحسن ماذا حدث فهو أعتقد أن مراسلته كانت مع الحسن ..فأخبره أن هناك خلاف بين فياض وزوجته وأنها أشتكته عند أبية ...
فتفهم بعض الموقف .. وسبب تصرفات فياض الغاضبة هذا اليوم ..

***

أما عنده فرأسه يضج بالأفكار ..وفكرة واحد تصيبه بالجنون
وعبارة أشواق أنها اخبرتها أنها تعرف من هي تفقده التعقل ...
كيف ومن أين لها هذه المعلومااات ...لوجائته وقالت أن أعرف وأكتشفت
لشك بأن أشواق نقلت لها الأمر ..
ولكن هي من فاجئت أشواق وأخبرتها أنا أعرف
غير أنها لم تتفاجيئ كثيراً لم تسأل حين وجدتها عنده ..
وكأنها حين أكتشفتهم توقعت هذا الأمر منه وأرادت منه أن ينفي الأمر
شعور غريب من البداية أخبره أن ردة فعلها كانت أقل من المطلوب ...أسماء صدمت أكثر منهااا ...
من أين لها كل هذا ..
أليست هذه خزام التي دأبوا على القول لم تخرج من المنزل لم ترى الحياة لاتعرف شيء بالدنياااا ..
وأكتشفت مالم يكتشفه أحد عنه من سنوات ...
هذه لو كانت واعية وتعلمت من الدنيا ماذا كانت ستفعل به ..
والكارثه لديها الجرأة على تعدية وشكواه على والده ...
لم تعطيه الفرصة لشرح الموقف
وقفزت لتشتكية عند والده
لن يدع هذا الموقف يمر ببساطة عليها
وإلا لتمردت عليه لاحقاً
سترين كيف تفكرين بتكبير الموضوع لهذة الدرجة
وأخراج أسراري للأخريين ..

××لا تهمك ضيقتي ولا طعوني الخطاء مني وانا مسؤول عنها بس حاول ماتساهل في عيوني والله انها مشكله لا طحت منها××

****
تركت كتابها نزعت نظارتها وتوجهت لتفتح الباب ..ألن يتوقف اليوم الناس عن التوارد عليها أبتداء بالحسن ...سلطان ...والآن ولم تستطيع كبح التكشيرة التي أرتفع لها حاجبة :وش هالأستقبال ..
أسماء التي تركت له الباب مفتوح وتوجهت لتجلس على أريكة بزاوية جناحها وتترك له الحرية أن يجلس بأي مكان ..
بتال الذي أغلق الباب بدفعة بسيطة من يده :وش فيتس لاسلام ولاكلااام ..
أسماء :أبو حاكم بكل صراحة أنا انسانة ماأعرف أجامل وأنا للحين ماني قادرة أمسح الموقف اللي صار آخر مرة والبذائة اللي طلعت منك وعن زوجتك وأهلها ...
بتال يدفع الكرسي ليوسع له المكان للمرور والجلوس عليه:قلتيها عن زوجتي ومحد له علاقة باللي يصير بيني وبين زوجتي ...
أسماء صمتت قليلاً :تفضل للي جيت عشانه ..
بتال :وش فيها خويتس على فياض ..
أسماء :خويتي اللي هي زوجة فياض ..ماأتوقع أحد له علاقة أو أحقية يتدخل بينهم نفسك ...رغم أنه فياض جيتو كلكم عشانه وأكيد أنت كغيرك جاي تطلب مني أعقلها ...بس ماأتوقع فيه واحد جاء وقالك أوقف عند حدك وغلطك اللي طال زوجتك وأهلها كان سيء ويسيء لك أكثر من مايسيء لهم لأنهم ناس بحالهم وأنت اللي غلطت فيهم ...!!!
بتال :وأنتي وش فيتس شادة حيلتس بالدفاع ماأحد درى عنتس ...
أسماء :لايدرون مو لازم عشان أدافع عن أحد أكون عارفته ...
على الأقل أنا ماراح أستحي أني دافعت عن أحد ...
ولأخوك اللي جاي تدافع عنه ...ترى داخلين عليه ولاقين عنده حرمة فاتشة وبكامل زينتها وطاقين حنك الله أعلم كم لهم ..!!!
وأكملت بتشفي :أنا أول وحدة واقفة بصف خزام عشان تنفصل عنه ..
وماألوم البنات اللي كانوا يرفضونه الظاهر ريحته فايحة وحنا ياغافلين لكم الله ...
ومتأكدة فترة بسيطة بعد أنفصالهم وبتزوج واحد أفضل منه لأن دايم بالكلية يحاولون يأخذون رقم أهلها عشان يخطبونها مني ومنها بشكل مباشر ...
بتال :ايه شاطرة كفو ماشاءالله عليتس ... ونعم الأخت ..اللحين هذا فياض اللي مقوم الدنيا عشان تطلقتي ..هذي فزعتس له ...
أسماء تتجاهل تعليقه :هي ووحدة ثانية أتمنى يكون لها نفس قوة خزام وتأخذ نفس موقفهـــــا ..
بتال الذي تحول ووجه الهايء والمستمع بتفهم للحديث لتعكر بالملامح وغضب :أسماء كفي شرتس عني ومالتس دخل باللي غيرهااا ...
أسماء لتغيضه :والله يابتال واضح أنك بتأكلها منها عشرة صفر ...وأنا منتظره هاليوم على أحر من الجمـــر ..
بتال لينفي أتهامها :بأحلامتس .. وجوزاء هنا بجيب ثوبي الصغير ...
أسماء :ايه ألعب على روحك بذا السالفة ..أنا أعرف زين الوجية وأقرأ الملامح ...وجوزاء صابرة لا أكثر بس طوشتها ماهي بعيدة ... لاعفواً ماهي طوشة ..ثوران ... بوووم ...أنفجار ..
وياهي بتحرق كثيررر ...
أنسحب حين لم يجد منها مايرضيه ..وكلامها أصابه بضيق والحيرة ...
أما هي فبقت تحدق بكتبهاا وتشعر أن الحياة أصبحت أكثر صعوبة عليها من ماتحوية هذه الكتب المعقدة ...
××أثر القلوب الصادقه مالها حظ توفي وتتعب وتنترك في عناها.××


****

اليوم الآخر ..
كان تبحث عنها بعد خروجها المفاجيء من المحاضرة التي تلت الأختبار
هي لاحظت من الصباح ملامحها سيئة وشاحبة ومصفرة أكثر من اللازم ..
حين وجدتها أخيراً تريح رأسها على طاولة بالكافتيريا سألتها :وش فيك ...
خزام التي لاتستطيع أن ترفع رأسها دون أن تراودا الرغبة بالترجيع :تعبانة مو قادرة أتحمل برجع البيت ...
أسماء :تعبانة من ايش !!!
خزام :ماأدري من قمت معدتي تعبانة وأبغى أرجع ..
أسماء بتأفف هذا اليوم الآخر الذي لن تنهي محاضراتها فيه :طيب خليني أتصل على السواق ونرجع البيت ..
وعادوا للمنزل ...
وأستمرت أعراض المرض مع خزام التي لم تستطيع الذهاب للكلية حتى باليوم الثاني ....
كانت بفراشها متدثرة من البرد والمرض حين دخلت أمهاا ..
وأغلقت الباب ..
جلست لدقائق للتتحدث قبل أن تسألها بشك :أنتي ايش حكايتك ..
خزام وشعور المرض يجعلها غير قادرة على التفكير :تعبانه ياأمي قلت لك شعوري خمسين مرة من أمس ...
رضا وهي ترمي شكوكها :أنتي قابلتي الخايب من وراية !!!
خزام :أمي أيش هذا السؤال الغريب وأيش دخله بمرضي ..
رضا :ايش دخله !!! ..ماأدري عنك أنتي وأعراضك الغريبة ؟؟
خزام بصدمة :أمي ..
رضا :بلا أمي بلاهم انتي مرتاحة معاه من قبل مايعقد عليكي كيف بعد ماعقد أكيد فسختي له ملابسك ...
خزام بصيحة أعتراض :أمي ..
رضا بصرامة :والله لو يكون اللي شاكة فيه صحيح ...لأنتف رموش عينك ياقليلة الحياء ...
خزام بقهر :تقولي كذا عشان قلت بنفصل عنه ...بس ماراح أتراجع ..وحتشوفوا كلكم ...
رضا بتكشيرة :ايوة دافعي عن خيبتكي ...
وخرجت مغلقة الباب بهدوء لايناسب العواصف التي تشعر بها ...
اما خزام فمتدت يدها لهاتفها ورغم مرضها وأرتجافها بسبب أتهامات والدتها التي أشعرتها بالمرض ...
راسلت الرقم الذي أضافته حديثاً :صباح الخير ..ممكن نتكلم ...
الرد جائة سريعاً :مين ؟؟
:مو لازم تعرفين مين .. أهم شيء أنا أعرفك ..
من الأخير .. كيف تعرفتي على زوجك السابق ..
لحضات ووردها أتصال على هاتفها وصوت هامس غاضب :الووو مين معي ...
خزام:أنا اللي قابلتك أمس بغرفة فياض ... عرفتي مين ؟؟
صمت للحضات :أنتي اللي لحقتيني الحمام ولاا اللي عيونها تخوف ...
خزام:بلا سخافة أنتي عارفة كويس أنا مين ؟؟؟
أشواق:وش تبغين وش كل هالنشبة ..
خزام :سؤالي بسيط جاوبيني تتخلصي مني عاندي وبوصلك بطريقة ثانية ...
أشواق:أنتي وش سالفتك ..وش كل هاللقافة ..
خزام :لقافة ... أنا بس حابه أعرف تاريخة المشرف عشان أقدر أنفصل عنه بالأدلة والبراهين والحق معاااي ..
أشواق بصدمة من أعتقد هو من يحمل الأسرار فقط :كيف تنفصلين عنه ...أنتي زوجته ...؟؟؟
وشتيمة قبل أن تسألها :صدق ماأنتي وجه خيررر ...المهم لاتورطيني معه ..
خزام :حبيبتي الورطة الحقيقة بتجيك مني ..تبغيني أكلم حسن ولاعزام بموضوعك ؟؟!؟؟
لم تخطأ بأسماء أخوتها أليس كذالك ...
أشواق:أنتي يالحيوانه من أي مزبلة طلعتي لي ...
خزام :من نفس المزبلة اللي خلتك تزوري شخص منفصل عنك بالمستشفى ...
صمت طويل قبل أن تجيبها :من خطابة .. بعطيك أسمها ورقمها وحلي عن سماي ..وأنبسطي مرة وأنتي تفتشين بماضية ....بتطول القائمة لو بتحصينهااا ..ناداني بأسماء أكثر من عدد شعري ...
وأنقطع الأتصال ..
ليردها الرقم على المحادثة السابقة ...حفظت الرقم وحذفت المحادثة ...
هي تعلم جيداً لو أتصلت بها لن تصل لشيء من خلالها ولايوجد ماتهددها فيه ..أو تغريها ...
ولكن تستطيع أستغلال الرقم بطريقة أخرى ...
رفعت الحظر عن رقم ما وأرسلت له ...
وتحته عبارة ((لو كنت ناسي الرقم تفضل أرجع لطريقك السابق وأطلع من حيـــاتي ))..

×× أعتبرني شي راح وعفى عنه الزمان وأعتبرك بـ مجمل العمر شيٍ ماحصل وإن تواجهنا بالآحلام ولا فـ مكان لا تطري لي محبّة ولا تطري وصل××

****
كان يفرك مؤخرة عنقة وينهشها بشدة وكأن مدمن قد تأخر عن جرعته ...
هجرس بهمس مسموع :لاا كذا ماني قادر أستمر ... وقفز من سريرة لسرير الآخر الذي كان مشغول بقراءة كتاب مااا ..
عند أن السرير أهتز بعد أنتقال هجرس له الذي قال:أرحب أبو محمد وش العلوم ...
رباح بنظرة غير مطمئنة :العلوم عند البقوم ؟؟؟
هجرس يحد أسنانه بطريقة لم ترح رباح المركز على حركاته :خلنا من هالسالفة .. من الآخر وش قضيتك ..
رباح بعدم أستعياب لمآربة من هذه الأسئلة :سرقة سيارة ...
هجرس بحماس :لاا بالله ياولد ..وش موديلهاا ..
رباح يغلق كتابة :مرسيدس .. موديل السنة اللي دخلت فيها السجن ...!!
هجرس :طيب وش كانت الخطة ...العادة نسرق من الصغير سارق مرسيدس بتفحط فيها..
رباح بنظرة مستهجنة :أفحط !!! ..ياورع أكبر .. أسرق السيارة أترزق من وراهااا ..
هجرس :طيب كيف بتصرفهااا ...
رباح بنظرة شك :أنت صاحي تسألني هالسؤال ... لو بكشف هالسر كشفته بالتحقيق وخففوا مدة حبسي ..
هجرس :اييه لو علمتهم بالتحقيق جابوا اللي وراك وطحت بورطة أكبر ..بس أنا سواليف ماراح تطلع من بينااا..
رباح :هجرس أنقلع عن وجهي جاي تأخذ علمي وتصبه بأذن الضابط تحسبني سبيكة زي أول ...أنا أصدق أبليس ولاأصدق الحصني ...من يوم يومه أبوي يقول أحذر الحصني لاتماشية بيغدر فيك ...
الردي هو اللي يماشي الحصني ماشي لك ذيب ولا أسد ولاحتى كلب أخيرلك من الحصني ...
هجرس :والذيب والأسد وش يبون فيك ..مالك إلا الحصنــي ...
إذا ودك تفضفض تعالي صدري مفتوح لك ...
رباح بنظرة تقزز :الله يكفيني شرك يالحصني ...
عاد لسريره بأحباط ...رباح يعرفه جيداً لن ينطلي عليه أبداً ...
وهو يشعر بالجنون بعد فقدانه التواصل مع الخارج إلا بالطريقة النظامية ..
والفيديو الذي أرسله له مسك .. يزيده غبن ..
فهو يريد صورة حقيقة وفيديو واضح ...
هجرس بصوت عالي أقلق راحة المرتاحين بمضاجعهم : ياسعد لو تشوف الشيب مانيب شايب ..لابسات البراقع ياسعد شيبنــي ..
:ياولد أمسي تراك أشغلتنااا ...
:هذا الله العالم كاوينه وهو صغير ومن بعدها ضاربة فيوزاته ..
رجل متوسط بالعمر :الشيب اللي تهرج عنه وأنا أبوك وينه ؟؟؟؟
هجرس الذي تجاهل الأخرين ورد على الأخير :بالقلب ياعم قلبي رمادي من الشيب ...
رباح بنبرة شامته :قلبك رمادي من الخساسة ونقص الضمير ...
هجرس ليغايضة :عيرتني بالشيب وهو وقاروا وليتها عيرت بما هو عاروا ..
رباح الذي لم يعد يحتمل تبجح هجرس عليهم سألهم وهو يعي جداً ماستكون ردة فعله ومتجهز لها :من اللي عيرتك ياسمين ..
لحضة فقط وكان ينقض عليه وهو قد تجهز له جيداً بسكين التي قد حدها له من أول ماأنضم لهم بالعنبرر ...
رباح الذي زرعها بأسفل بطنه :خذها وأنا ولد محـــــمد .. وحنا قوم ماننسى ثارنااا ومانخليه للحصانية ....
ووسط الهرج والمرج وبقية المساجين يصيحون على العسكــر ..
دقيقة وأخرى وأنفتح الباب ليدخل عسكري فيصيح بآخر :ألحق ولد عمك ياسعــود ألحق ولد عمك أذبحوه الرياجيل ..
العسكري المقصود جاء على عجل وركع قرب جسد هجرس الملقى مضجر بدمائة ووجهه قد تغير لونه .... وهو يقاسي شيء وكأنه خروج الرووح :ليه ليه حسبي الله عليكم ...هجرس ..هجرس ... تشهد ياولد قول لاإله إلا الله ...
ويضرب على راسه غير مصدق ...
حتى بعد أن رآه يحمل للخارج ... والعسكر يقيدون المتهم بقتله ...
خرج ويده مازالت ملطخة بدماء هجرس ...بحث عن الرقم على عجل ...
سعود بحسرة :السلام عليكم ياأبو هجرس ..والله أنا ماأدري وش أقولك بس صارت مشكلة بعنبر هجرس وهو تعور شــوي نقلناه للمستشفى ...بيوصلونه مستشى *** روح هناااك ..
رباح الذي قيوده ولايعلم إلا أين ينقلونه ...كل تفكيره أنه أخيراً حقق أنتقامة من هجرس ...الذي كان أول من علمه الغدر ...
كان صديقان مقربين ...يعي جيداً أن هجرس كان غالباً مايستغله ..
ويصاحبة للمصلحة لاأكثر ودأب والده على تحذيره منه
ولكن كان بعلاقة صادقه معه ...
حتى أخذ أحد الأيام سيارة والدة الفاخرة والتي أشتراها بالقروض ..
وحين رآها هجرس قد تحولت عيونه لنظرة من وقع على صيدته ..
أنتظر حتى توقفوا أمام أحد التموينات نزل هو لأحضار المشروبات لهم
ولكن حين عاد لم يجد هجرس ولا السيارة ..
ليكتشف لاحقاً أنه فر فيها ليفحط عليها
وأصطدم بسيارة أخرى كانت تقل عائلة وحدثت لهم العديد من الأصابات وتحطمت سيارة والده
الذي كان قد بلغ عليه أنه سرق سيارته ...
فقبض عليه وجلس بالسجن لفترة بهذة القضية
ولم ينساها أبداً للهجرس ..
حتى حان اليوم وقت الأقتصاص للنفسه وللسنوات عمره
التي ضاعت بسبب هجرس ..
××انـا رفيـق الكـل مـن دون تحديـد حتـى عـدوي لا بغانـي لقانـي !××


***

قبل العصر بقليل أستيقظت على الطرقات الحادة على باب الملحق وهي شكت أن جدارن الباب قد أرتجت معهااا ..
أما هو الذي خرج من المستشفى للتو ...فلاغضب يوازي غضبة منذ وردته رسالتها شي أشد من الغضب ماحط عليه ...
تتحداه بكل بساطة تلك اللاشيء قبل عدة أشهر أصبحت الآن تعتقد نفسها بمكانة مناسبة لتتحداه ...
فتح له وسام .. رغم تكشيرته أدخل للأبيه ..
بعد السلامات دخل بالموضوع مباشرة :ياعم امين أنا منحرج منك ومتفشل من اللي وصلك .. بنتك شكتني لك ولأبوووي ..
وأنا جاي أوضح الموضوع من جهتي .. أنا مامشيت بدرب الخراب ...أنا تجوزت حلال حق ولا ماهو حق ...
أمين يوافقة بهزة من رأسه ولكن خيبته فيه لايمكن للكلمات شرحهاا فرد بضيق:مانحرم حاجة ياولدي بس كان أفضل تعطينا خبر عن هالموضوع ..
فياض بأنفعال نوعاً ما :ماضي شي مضى وراح وماله أي تأثير بحياتي ..لا لي منها ولد ولاعقب ..وتطلقت وأخذت غيري ..ليه أجيب سيرتهااا ..
أمين يصد بنظره عنه:خزام لها وجهة نظر بالموضوع وأنا مأقدر أجبرها على شي ماتبغاه ...
فياض يكبح غيضة من أسمها فقط :لاتجبرها على شي وكانها تبي الطلاق بيجيها بس ماهو أنا اللي أخطيت عليها ...هي بتصير اللي غلطت ...أنا ماظلمتهااا هي بتكون ظالمة نفسهااا ..
لم يعي وجودها حتى سمع صوتها :أحلف أنه بس وحدة ...
وحين رفع رأسه بغضب ورغم أنكماشها وقفت ثابته وهي تستجوبة بكل وقاحة ولكن دون أن تحط عينها بعينه لأنه سترى ماتخشاه :عشان تثبت أني بظلم نفسي بأنفصالي عنك ...أحلف قدام أبوي أنك ماأرتبطت غيري إلا بوحدة ...
خزام حين لم تسمع رده ..لفت لتنظر لعيني أبيها التي كانت غير راضيه عن مايحدث أبداً :شفت ياأبويه ماحلف ايش معناها ...أنا بظلم نفسي فعلاً لو بقيت راضيه فيه بعد اللي عرفته عنه ...
وعادت متراجعة لغرفتها ...
أما هو فوقف ليخرج قبل أن ينفجر وسطهم ...
سمع صوت ندائتهم بأسمهاا كان يقف على الباب
ورغم صيحات الصدمة ...كان سيخرج لأن لايشعر بهذة اللحضة بأي ذرة أهتمام بها ولكن حين نظر خلفه ورأى نظرات وسام ووالدتها الحائرة والمصدومة وهي واقعة بمنتصف الصالة على وجهها ...
وجد نفسه مجبر ليتوجه إليهم ...ويسأل ماحدث ..
رضا بنواح :آآه يابنتي ماتت راحت مني حسبي الله ونعم الوكيل ..حسبي الله ونعم الوكيل ...
حين قلبها على وجهها علم لما تحدثت عن المــوت فهي بوجه شاحب يميل للزرقة ..وشفاه بنفسجية فعلاً ...
فياض بقسوة :عطيني شي أضفها فيه ...
رضا بغضب :تضفها ليه هي حاجة ..روح سيبنا في حالنا حسبنا الله ونعم الوكيل ..
وحين لم يجد أي مبادرة منها ألتقط أحد المفارش الموضوعه على الأريكة ولفها فيها وخرج يحملها ...
ووسام يركض خلفه ويده على رأسه ...
بعد أن وضعها بالخلف حرك السيارة ووسام الجالس جواره يناديها وقد أعاد مقعده للخلف ويحاول الحديث معهااا ويطلبه بهذة اللحضة عطر ...عن أي عطر يتحدث ..هذة السيارة ليست له حتى ...
هي السيارة التي يستخدمها المنذر وقد تركها له ليقودها للمحلق بعد أن أحضره حتى هنااا ...
فياض :ماأدري فتش بالدرج يمكن تلقى شيء ..
دعني بأفكاري ... المخيفة .. مابالي غير مهتم ..وكأن موتها وحياتها سيان بالنسبة لي ...
فقط من أول مشكلة .. أقصيتها بعيداً وسحبت كل المشاعر التي توجتها بهااا ...
هل هذه اللحضة المناسبة لمرضك ..دعيني أكرهك قليلاً
وأصب جام غضبي عليك
لما تركتيني بهذة المشاعر المتزعزة بين كره وقلق ...
وجد نفسه أخيراً يسأل وسام الذي أخذ قنينة ماء وسكب القليل منها بيديه وأخذ يبلل وجهها :هي وش فيها يعني طاحت فجأة ولاحست قبل بشيء ...
وسام الذي أتضح الهلع بصوته :هي من أمس طاحت مريضة ترجع وتتوجع من بطنهااا ...
لاحقاً بالمستشفى ...
وبعد كشف مبدئي ..
كان يسأل الطبيب بغضب :وش فيهااا ..
الطبيب بذهول :أنا اللي المفروض أسألك هالسؤال ؟؟عفواً مو معقولة من نظرة بعرف وش فيهااا ..لازم نأخذ التحاليل نفهم الأعراض زين ألف مرض وعارض ممكن يؤدي للإغماءة ...
تحليل دم ...تخطيط قلب ..وعدة لايحصى من الأشعاات ...
قبل أن يخبروه لاحقاً ..ربما القولون العصبي ...!!!
فياض بوقاحة بعد طول الأنتظار يجد هذه الأجابة التافهة منهم :اصلاً أنتم سباكين ماأنتم دكاترة ...
الطبيب بأنزعاج :لاحول ولاقوة إلا بالله ..ياأخي الكريم فاهمين قلقك لكن لو سمحت ألتزم حدك أسائتك لنا ماراح تغير الوضع ...
وغادر وتركه خلفه ...ليفتح الباب بفضاضة ويدخل ...
ليجدالأميرة النائمة قد أستيقظت وتتحدث مع وسام الذي ينقل لها ماأخبره الطبيب :يقول الطبيب عندك قولون عصبي ..
فياض :مبروك صحيتي الحمدلله على السلامة ...يالله مشينااا ..مافيتس إلا الدلع ...
وحين لاحظ تبادلها هي ووسام النظرات صاح بهم :وش فيكم ...
وسام :ماعندها عباية ..
فياض بأنزعاج :اييه منكم واللي ينقل الحريم ...
وحذف عليه المفتاح :روح دور لها عباة بأقرب محل لاتأخر ...
وحين لاحظ نظراته المستنكرة :ولاتبغى أنا على آخر عمري أروح أشتري عباة نســاويين ..
ماأن خرج وسام حتى تجاهلها نهائياً وهو يفتح هاتفه ويبدأ بفتح المحادثات التي فاتته على وسائل التواصل ...
لحضات وسمع صوتها تستفرغ ..ليتحرك بمكانه بأنزعاج ويضغط على جرس أستدعاء التمريض ...وحين جائت الممرضة لتساعدها ...
وهي تبكي من الألم ..
وتحت نظراتها خرج أثره أتصال ورد وتركها خلفه لوحدها تقاسي
آلامهااا التي كانت بسببه ..
وشيء يشبة خيبة أمل كبير يحط على قلبهااا ..
لاتعلم ماذا أعتقدت بعد كل مافعلته
ولكن لم تتخيل كل هذا التجاهل ..
لقد تغير عليها بطريقة مريبة ..
مسحة دموعهااا ..
وهي تسمع كلمات لطيفة من الممرضة عن جمالهاا ..
ولكن لاشيء يواسي قلبهااا ..
هي غير قادرة حتى على التفكير بتعقل
تريد الأنفصال عنه وتحزن على تجاهله لها وعدم مواساتهااا ..
الأنفصال يعني النهاية ..فهل سيكون هناك أي مواساة بعدهااا
لقد أتخذتي قرارك وقلتي دائماً أنك قادرة على الوقوف خلف
قرارتك ... كوني أقوى ..
لن تبقي مع شخص لديه عشرات النساء غيرك !!!
كل كلامة غزلته تودده كاذب وجربه مع غيرك كثيراً لايوجد أي شيء خاص أو جديد ..
هي أفعال متكررة دأب على فعلهااا ...

××أبيك تعرف أني لا نويت أبديها بالمُكابر بنهي وجودك كنك ما عشّت فيني يوّم.××


****

كان يقطع الممر أمام غرفة العمليات التي أخبروه أنه أدخل عليها على عجل ...
وهو يسأل غير مصدق ماحدث ..والأجابة سوء تفاهم بين سجينين ...
سلطان بصدمة يضرب كف بآخر وهو يواجه الضابط أخيراً :والسجين من وين له سكين ...مدرسة مراهقين هي كل واحد مع سكينة ماتفتشونهم أنتم ماتدرون أنهم خطر على بعض ...
الضابط :كل الأجراءت النظامية قايمين فيها على أكمل وجه ...لكن أنتم السبب ... أنت وهذا وأشار على أحد العسكر من جماعته وآخر موظف صحي عابر يحمل نفس لقب قبيلته توقف ليشاهد الموقف حين أشار عليه ..
الضابط يردف بحنق:أنتم السبب وعنصريتكم المقيته ...أنتم وتهاونكم بالقوانين ... مثل ماربع ولدك يدخلون له الممنوعات ... خصيمة لقى له مين يعاونه ويدخل له الممنوعااات ...
سلطان بلاأهتمام بكل تبريراته وهو يضع يشبك يديه خلفه ظهره :ايه برر لنفسك بس هين والله ياحق ولدي مايروح لتدفع من ورى خشمك أنت وكلاً من قصر بعمله .

***
كان يفتح الأبواب الواحد تلو الآخر يبحث عنه ويسأل كل من يقابله بلهجة متبجحة غاضبة :وين جوز سهى ...؟!؟
ياولد ..يالطيب ياجووووز سهى.... لو أنك رجال أطلع لي ...
أما ذاك فهو حين سمع صوته خرج من مكتبه مباشرة وتوجه لغرفة الأجتماعات ولكنه وجده خلفه مباشرة يدفعه للداخل ...
الضابط وهو يتراجع للخلف ويسحب كرسي ويرمية بطريق ذاك :فياض ياولد أذكر الله ترى لو سويت شي بينسحب عليك والكاميرات شغاله وتشهد أنك معتدي علي ...
فياض بغضب :ماهو بس الكاميرات ناد كل عسكرك يشهدون يوم بدق خشمك ...وسطهم ...
الضابط يراوغ ليترك الطاولة بينه وبين فياض :
أسمع أنا كنت أبغى مصلحته ...وأجتهدت عليه ..بس اللي صار مالي يد فيه هو يستفز بقية المساجين ..
فياض بغيض :بقية المساجين قصدك فيهم عدوه السابق اللي رميته له فخ ...
الضابط :ياأبن الحلال والله أني ماأبي له إلا الخير ..ومدلعه حتى جواله بيده بس هو الله يهديه يحب الشر والهياط ...وهذا ماهو بيدي هذي تربيتكم ...
فياض بقهر يصيح به :طيب تعال عشان أربيك أنت بعد ...
يقاطع شجارهم دخول عسكري أعلى مرتبة :خير وش عندكم هنااا ...
وش هالفوضى ...
وبنظرة غير محببة لفياض :أنت وش عندك هنااا ..؟؟!
لو سمحتوا مشاكلكم الشخصية حلوها خارج مقر العمل ...
فياض بحنق :لا مافيه حل لمشكلتنا خارج العمل ... المشاكل أنتوا اللي جبتوها وبكره يجي قراركم ...
خارجاً كانت ينتظرة بتال بسيارته :أركب أركب ..شف وجهك كيف...أنت صاحي تناقز من مكان لمكان وعمليتك ماكملت يومين ...!!
فياض وهو يسند ظهره للخلف :حرك بس ياقسم جلدي مولع كأني مغمس بأسيد ...
بتال بأستياء من تصرفاته :أرتحت اللحين يوم رحت تناقرت معهم وجيت ؟؟
فياض :لاماأرتحت ... وباقي ماني مرتاح ..لين يسوون اللي أبيه ويطلعونه مثل ماوعدوا قبل ...
بتال :اللحين خلنا نتطمن على الولد وبعدها فكر بطلعته ...
ورن هاتفه ليجده والده للمرة الثالثة خلال ساعة :هلا أبوي طيب جايين جايين بالطريق ...
فياض بشك :وش فيه لايكون جاه العلم ..
بتال :لاا بس من العصر دق علي ثلاث مرات تعال بنشدك عن شيء ..وبزفرة حارقة : الله يستر ...
بعد نصف ساعة دخلوا على خروج عقاب لصلاة المغرب ...
حين دخلوا المجلس كان هناك فزاع وسلطان والحكم ...
بتال توجه مباشرة للقهوة والخفائف والفاكهة ليفك صيامة ....
فياض :وش عنده أبوي ...
سلطان بضيق :سالفة الصنهات وعيال محمد ...
فزاع :رجعوا يفتحونها بالمحاكم ...
وبنظرة ضيق عاد يسأل بتال :أنت موقع ؟؟؟
بتال بلهجة عصبية :سالفة قديمة مالهم حق يرجعون يستغلون التواقيع اللي قبل ...
فياض :ايييه تراهم أبلشونااا كل ماوحد سرق مناقصة على الثاني
رجعوا لسالفة النسب والمحاكم ...
سلطان :هالسالفة يبي لها حسم ماعاد لها طعم يوم صار اللي يسوى ومايسوى يستغلهااا عشان مصلحته ...
وقف ليتوجه لصلاة دون أن يعقب وبعدها لحقه الجميع ...
فياض كان آخرهم وهو يلقي نظرة سريعة على الملحق وحين لاحظ خروج وسام منه متوجة لصلاة هو الآخر أطمئن قليلاً ...
××خلك مثل طبعك جميل و تجمّل وأرحم حبيبٍ بالهوى صار مغليك !××


****

كانت الحياة بينهما تستمر بطريقة متصاعدة للأفضل ..أهم مالديها والذي يثبت أهتمامه وجديته وصدقه ناحيتها
هو صيامه الكفارة ..كانت تعد أفطاره يومياً وعلى نحو بسيط متساهل في بعض الأيام يخبرها أن سيقضي بقية نهاره عند الأبل حيث يتواجد والده هناك بكثرة ... فلاتعد شيء ..
العصر تحب الجلوس مع ليلى ويارا ...جلسة بسيطة ..بالصالة العلوية ..
لأن الخالة شعاع عادةً يكون لديها أبنائها أو نساء زائرات ...
وبهذة الفترة أصبح تواجد حسناء المزعج كثير ...
تأتي وكأنه تريد أضافة النكد على جلستهم ثم تغادر ..
وهذة اللحضة لما تلمح بوجود الفتيات لاتستطيع التصديق حتى ...
سحبت نفسهااا وهي تتوعدها بداخلهااا هذا الأمر بذات سيصل إليه ...
فهذا أوقح تلميح أطلقته منذ بدأت بمضايقتها ...
أن تلك تمنعه من نفسها وأنها لاتطيق من لديه أخرى ...
ولحضتها فهمت بعض الأمر وكم هي حمـقاء ..
حسناً الأمر قاسي قليلاً عليهاا أن تكتشف أن هناك جانب ضغط عليه جعلته يتعجل بأمر الكفارة ...
ولكنها لم تنسى أن الكفارة بالأساس قد تمت ...ومايفعله هو البحث عن قناعتها هي ..
ولكنها لم تستطيع تمريرها بسهوله تلك الليلة أخبرته صراحة بالتلميح الدارج ليتكدر وجهه ويخبرها :جوزاء خليتس من قليلات الأدب .. أنتي أعقل منهن ..
جوزاء وهي تبرد أظافر ..ترفع أناملها للتتأكد من أتقانها لعملهاا :إذا الموضوع كذا ماأبي أصير العاقلة ..
بتال بزفرة ضيق :يعني وش تبيني أسويي ...
جوزاء :أنا تزوجتك ومعك مرة ماني داخله بحرب حتى مع أختها كف شرها عني ..
بتال :ذا السوالف ماتعجبني لاتحاولين تدخليني بمشاكل الحريم ...
الحياة كذا لازم تحملين ..ولاتجلسين معهن خليتس هناا أنزلي لخالتي فترة الصباح .. وإذا ضاق صدرتس العصر دقي علي وأطلعتس ...
جوزاء تتقدم بمقعدها وهي تخبره :أنت سمعت أصلاً وش قلت لك ...
أقولك الأدمية تلمح وسط خواتك عن أسرارك وأنت كل هذا اللي الله قدرك عليه ...
بتال بحاجب مرفوع :يعني كل هذي فزعة لي !!!
جوزاء :شكلك متعود أسرار فراشك كلاً من هب ودب يتكلم فيها الصراحة شي مقزز للآخر درجة ...
بتال :جوزاء أقصري الشر ..أنا أعرف أدبر أموري بدون فزعااات ...خليتس مثل العادة مالتس شغل بغيرتس ..
جوزاء :آآه قصدك رجل كرسي ماأهش ولاأنش ...
أنا سكت يوم أن الموضوع مايخصني بس لو قرب لي أكثر من كذا ملي كل شيء بينقلب عليكم ...
بتال بحوقلة :انتي وش فيتس ...
جوزاء :أنت اللي وش فيك وش مبرد أعصابك بموضوع يثور حتى اللي ماعنده دم ...
وأنتهى الموضوع عند هذه النقطة ..
لأنه رفض الحديث بالموضوع أكثر وأكتفى بمشاهدة برنامج ثقافي على التلفزيون وهي تكتب على هاتفها بعض مشاعرها :
لم يخطأ أي منهم بحقي كما أخطأت أنا بحق نفسي ..
لم يكن على خوض معركة فقدت قبل دخولها كل أسلحتي ..
ومازلت بالرمق الأخير منها أشاهدها تدور من حولي
وأنا بمقاعد المتفرجين ...
××تفكيري فيك اكثر من كلامي معاك عموماً انت أجمل من أخذ قلـبي .!××


****

اليوم الثاني صباحاً
كان مستلقي على السرير يئن من أصابته ..
التي راح على أثرها الطحال :الله يأخذ روحك يارباح يوم نفسك الدنية ماخلت لي طحالي أتهنى فيه ...
العسكري سعود :ياولد أحمد ربك على العافية والله أني حسبت روحك طلعت يوم غورقت عيونك ...
هجرس :التسذب خيبة ..ياوجه الله بغيت أقابل ربي وأنا ماحجيت ...
سعود يكتم ضحكته :هجرس عوقك بس الحج !!!
هجرس يغمض عينية:وعلوماً ثانية ...اللحين لو تعافيت بيردوني السجن ...
سعود :لابيعطونك عفوو ..أكيد بيردونك ... بس لاتخاف ماهم حاطينك مع رباح ..
هجرس :عساه مايربح وين بيروح مني مصير الحي يتلاقى ...
وماأن سمع صوت نغمة برنامج الواتس اب حتى قال:
سعود فارق عندي رسالة مهمة أحتريها ..
وأخرج الهاتف الذي تركه له والده ..
سعود :أنا برى مع فواز لاتخاف بنحرسك زين ...!!
هجرس فتش بالمحادثة التي بدأ ماأن أستفاق مع مسك ...
لترسل له الفيديو وهاهي قد وفت بوعدهااا ...هناك فيديو ...
ماأن فتح حتى ظهر له وجه أفزعه وجعله يستيعذ من الشيطان الرجيم
ويغلق الشاشة بسرعة :لاإله إلا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين ...
مسك عساتس تجوزين أقرد واحد بالسعودية ...
وعاد يلتقط أنفاسه ويفتح المقطع مرة أخرى ..ووجه لم يراه لعشرة أعوام يظهر له .. وأبتسامة شريرة من عينين تبدو مسالمة جداً لمن لايعرفها ...هجرس ياحبيب قلبي .. مقطع قلبك الشوق لعمتك ..عشان تطلب من مسك تصورني ...
هجرس يغلق الشاشه :مسك ..مسك التبنة أنا أوريتس ... أنا ماجبت لتس قنفذ شوكي وحطيته بسريرتس ..
تمالك نفسه وهو يخشى ماسيسمع أكثر وضغط تشغيل ليستمر الفيديو بالعرض :وكأنها أغلقت التصوير للحضة وعادت لتكمل وهي تنظر للخلف وتنادي تعالي ياسمين شوي .. وهي تنظر للكاميرا معهاا وتسأل :وش نســوي ..
غادة :ولاشي نطلع الفروق السبعة بينااا ..
ياسمين بضيق :يووه لاتقولين ذا السالفة تحطميني ...
غادة :يحصل لك الشرف تطلعين علي ...قولي لخويتي ... باي أحبتس ..
ياسمين بنظرة شك :ليه أقولها أحبك ...بماأنها خويتك ماأحبهاا ...
غادة تدفعها لتبعدها :مع السلامة ياخويتي ولابغيتي شي أدخلي من الباب عيب البصبصة مع الشبابيك ...
وأنتهى الفيديو ...
حسناً شكراً زوجة أبي السابقة الغير مفضلة ..أنتي فقط من أنصفتيني ...
ولكن وجودك بالفيديو يفسده فكل مافتحته لأرى ياسمينتي ستظهرين بوجهي ككابوس لن يفارقني ماحييت ...

××عجزت لا أملّه لو كان طبعي ملول سيرة غلاه مابين الضلوع معمّره××
*الماضي*



نزل من سيارته في نهاية الأسبــوع مجهد من أيام تدريب ودراسة طــويلة ومرهقة ..
حين لاحظ تصرفات أخيه الأكبر الذي يضع سلاحة الأوتوماتيكي بالمرتبة الخلفية ..
ليسأله بأرتياب :عسى ماشر أبونايف ...؟!
سلطان يلتفت عليه بوجه مكفهر :بروح حايل تخاويني ؟
الحكم بشك :أكيد ... بس وش بلاك؟
سلطان بزفرة حارقة :أركب وأعلمك ..
لاحقاً بالسيارة يشتكي بقهر :أتصلت بي شقحى ... تقول ألحق ولدك أن كان بعدك تعده ولد ... الرياجيل بيذبحــونه ...
الحكم :ايه وش هو مسوي ...
سلطان بغيض :متناشب مع عيال عم له اللي جوز أخته منهم ...
الحكم :وو ش بلاه عليهم ...
سلطان :البنت هاجة من جوزهاا وطالب بالمحكمة مهره وسالفة لها طول ومالها عرض .. تخربط على راسي شقحى ماأدري وش تدري ووش فاتهااا ...
الحكم بشك :وبيذبحه الرجال عشان مهر أخته ...
سلطان بأرتياب :لاا ماهو هالسالفة وبس أكيد فيه علماً ثاني ...وهو اصلاً مجوز أخته له عشانه مديون له ...
يافضحيتي بين الناس ..مضيع مستقبل المسكينة عشان فلوس ..الشرهة ماهو عليه على هالجدة اللي مخليه البنت تضيع بسبب هالهبيلة ..
لاحقاً توقفا في نهاية الشارع حين شاهدا سيارته تتوقف على الطرف الآخر من منزل عائلة زوج أخته ...
أقترب الأثنان حتى تفاجيء بهما على الجانبين من سيارته ..
سلطان بحدة :أنزل ...
هجرس بضجر :وش تبي ؟؟؟
سلطان :أنت ماتستحي أنا أبوك لك سنين ماشفتني أقولك أنزل وتسأل وش تبي...
هجرس :ماجيت شوق لي ..خايف أسوي مصيبة وتبتلى فيني ..
الحكم الذي لاحظ تورط سلطان ووقاحة الآخر ومن عينية فهم أنه ينوي شر لانجاة منه ...
فتح الباب وركب جواره..
وذاك ألقى عليه نظر مستسخفة قبل أن يلتفت ليوجه نظرة لسلطان الذي عاد يقول له :تعال بنتفاهم في بيتكم ماحنا واقفين بالشارع ...وأنقطعت جملته حين لاحظ سقوط رأس هجرس على المقود أمامه ...
ليرفع الحكم الذي طبق عليه حركة أفقاد الوعي التي تدرب عليها في كليته حديثاً :مافيه إلا هالحل ...
رح تفاهم مع الرياجيل وأنا بحرسه ...
سلطان المذهول من تصرفه :الولد وش صار عليه يالمهبـوول ؟؟؟
الحكم بتشدق ساخر :لاتخاف بعده حي أخذت الأول بهالحركة اليوم ...الباقين خاف يطبقونهاا..
سلطان المتوتر كان يتلفت مابين هجرس المصاب بالأغماء ومنزل عائلة خصيمه بريبة ..
الحكم قاله له مشجعاً :روح لاتخاف أنا عنده ..
وحسم أمره أخيراً ...بتوجه لمنزلهم لتفاهم وأنهاء المشكلة من جذورها ..
بينما الحكم نزع شماغ هجرس من رأسه وقيده فيهااا ...
وبقى يترقب ظهور سلطان ..فهو لايريد أي مواجهة بينه وبين المقيد جواره بدون وجود شخص ثالث ..
وفعلاً لم يطل أنتظاره حتى خرج سلطان له ...
وتعاون الأثنان على حمله لسيارتهما وهو على وضعه ذاك ..
ليسأله بعد أن أتخذ كل منهما مقعده :واللحين وش السواة..
سلطان بحزم :بأخذه معي لرياض ...
الحكم :ووش سويت ..
سلطان :خلاص وعدت أبوه أعطيه فلوسه وبيخليه يطلق البنت ...
ليكمل بنرفزة :هالخسيس ماألوم هجرس فيه ...
لم يعقب ..ولكن سلطان عاد ليقول :ياليتني ماني بهالوضع كان عرفت كيف أربيه ..
الحكم بشك :ليه وش هو مسوي ...
سلطان بحنق :يرمي هرج مثل وجهه ..
الحكم بفضول:عن وش ..
سلطان :هرجً يخص البنت ماأقدر أقوله ..بس خسيس وتسذوب .. وأسود وجــه ..؟؟
صمتت للحضات وأخبره بعد تردد :البنت ماسلمته نفسها ...وجاي هالحزة يشكك بشرفهااا ..


××على النقا حبك من أول و هالحين كنّك وكاد .. و كنّ غيرك هقاوي××




*الحاضـر*


الليلة الثانية على التوالي لايستطيع النوم ...فقط يضع رأسه على تلك الوسادة ..ثم يتقلب ويتقلب ويعود ويلتهم المزيد من المسكنات فوق الجرعة المطلوبة لعلها تبعث النوم لعينية ..
أو تسكن أفكار عقله ولكن لاجدوى نفس الوضع لايتغير بل يزيد أرقه سوءً ..
لقد أنتصف النهار ... جلس بفراشة مستسلماً من محاولاته الفاشلة بالنوم ..
ومجرد بقائة أكثر بفراشه بدون نوم يجلب له المرض ...
وقف بثقل ليتوجه لحمام غرفته ...وهو يشعر بجريمة ماأرتكب بحق نفسه يوم أمس حين أستخدم يده اليسرى بكثرة رغم العملية الجديدة التي أجراها فيها ..
بعد أن خرج بحث عن أقراص المسكن ليجدها قد فرغت رمى الكرتونة بحنق ... هل يلاعبونه ...كيف أنتهت بيوم ونصف ...
نزل بضجر مع المصعد فهو غير قادر حتى على أستخدام السلالم ..
دخل المطبخ وصاح بالعاملات ليبتعدن عن طريقة ...
كان المنظر طريف لو هو في مِزاجه المعتاد وهن يقفن بالزاوية البعيدة من المطبخ ..فتح الثلاجة بحث عن الأدوية المطلوبة ...وحين لم يجد المسكن المطلوب ..
حاول أغلاق باب الثلاجة وحين لم يعمل معه سحب الرف بطريقة فضة ليتساقط كل مافيه على الأرض محدثاً ضوضاء
عالية ...
ليرتفع صوت والدته من الخارج توبخ العاملات ...
حين خرج وجدها تجلس مع يارا التي تشرب معها القهوة ...
التي قفزت لتبتعد عن طريقة ..
حتى صاح بها :صبيلي قهوة ... وش ثلاجتكم هذي مافيه دواي ..
شعاع بأستنكار من تفكيره:ياوليدي دق على الحارس ويجيبه لك الثلاجة ماتقضى أدويتك وأنا أمك وأنت راقد..
فياض وهو يشفط من فنجان القهوة : أنا اللي غابني دافع على أدويتهم قريب الألف وأخرتها الكرتون مافيها إلا شريط واحد والظاهر حتى الثمان حبات ماوصلتهااا ...
وحين لاحظ صمت يارا سألها :وش رايتس بالموضوع ؟؟
يارا بضيق سيفرغ فيها كل طاقته السلبية تباً أين أختفت ليلى هي من تجيد مجاراته بالحديث:وش موضوعه ..
فياض :أنا وش أشرح من الصبح ..ورايحة للكلية جاية من الكلية وهذي آخرتهااا ..
يارا :أدرس ديزاين بالكلية مو صيدلة ..!!!
فياض :والخيبة ...يوم خلصت التخصصات والأقسام مالقيتي غيرهالقسم اللي حتى أسمه يفشل ...
بكرة يقولون عنتس خياطة ..
يارا :خالي مو مصممة ملابس ..وأشارة للجدارن والسقف :ديكور ...
فياض بصدمة :الله لا يوفق شيطانتس بتمشين وسط الرياجيل وتصبغين معهم ...من اللحين أقول ريحي روحتس محد مخليتس تشتغلين ...
وحين لم يجد منها رد :سكتت ماتعرفين تردين أنتي ...
شعاع بأنزعاج :أنت وراك ماتكف شرك عن البنية تدور من تناقره
فياض :يمه أدربها عشان بكرة مايأكلنها الحريم ..ويقولن بنتاخي فياض ماتعرف ترد الهرج ...
شعاع :لاتخاف كل بناتخيك يأكلن الواحد قبل مايكمل كلمته من خواتها لين بنات أخوانك ..
فياض :ايه كفووو ذولي الحريم الجيدات ...
وتلفت حوله بأستنكار :إلا ليلة وينهاا .. اللي مافيها خير من أمس ماشفتهاا ...
حينها وصلته رسالة شتت أنتباهه عن مايسأل عنه ليقف بشكل مفاجيء ويخبرهم :فمان الله يمه عند شغله قريبة وراجع لكم ...
وقبل أن يخرج أكتشف عدم أرتدائه لشماغ ليلقي نظرة على الشماعة عند المدخل فيجد شماغ لايعلم لمن أرتداها على عجل وهو يقول بضجر :هذي أكيد لسلطان مايعترف بالماركات ..يحب القرش ...
لتسال شعاع يارا مستنكرة :هو ياوليدي حتى الرياجيل عندهم ماركات ...
يارا :والله ماأدري ياجدة بس أتوقع لو مافيه خالي فياض يخترعها عشان يسوي نفسه هو الوحيد الوواااو والكشخة ..
شعاع :إلا أنتي وش مقابلتني له ماعندتس دراسه ...
يارا :اللحين بقوم أدرس ..بس ياجدة وش فيه خالي سلطان أمس يوم عندك وجهه غريب وكن فيه مصيبة طايحة على راسه ..
شعاع :والله ياوليدي ماأدري عن هاللي تقولينه بس عسى ماهو خسران ومضيع قروشة ..
يارا بأحباط فهي متأكدة أن هناك مايخفيه فوجهه كان متعكر للأبعد حد وبطريقة مثيرة للأنتباه :طيب ياجدة عن أذنك بروح أدرس ..
شعاع :مري غرفتك خالتك ودقي عليها خليها تنزل عندي وش مجلسها لحالها ..
هزت رأسها بتفهم وصعدت وهي تراسل والدتها التي أخبرتها أن زوجة عمها أصبحت تسأل عن أي قاعة يريدون الحجز فيها للعرس ...
أي أن الأمر أصبح واقع لامفر منه ستتزوج هذه الصيفية ..

××عوّدتك أرضى على اتفه عذر تعتذره
الين .. صار زْعلي ما عاد له قيمه××

****


طرقت على الباب وهي تقلب عينيها بين العسكريين الذي كان يقفون على الباب وحين أقترابها مع رفيقتها أبتعدا قليلاً ..
تباً لك الحكم من بعد فياض ستستغلني أنت لأصبح المرافقة الرسمية لزوجاتكم ...
فتحت الباب وألقت نظرة سريعة على الغرفة الخالية إلا من هجرس الذي يتمدد على سريرة يد تحت رأسه وبالأخرى يمسك هاتفه ...
فتحت الباب وطلبت من الأخرى الدخول :فزة تعالي ..
أما هو فقط أعتدل بجلسته حين شاهد دخولها بنظرة شك لكن حين رأى الأخرى قهقه بسعادة :فزة الله يقلعتس خرشتيني أحسبتس حرمة بتبليني بعمرها ....
فزة وهي تزيل نقابها :آآآه ياويلي حالي عليك يأخيي.. وأخذت تتلمس جسده :أفتروا فيك اللي مايخافون الله ...
قبل أن تعانقه بقســــوة ...
وهو يحاول دفعها وضحكته المزعجة تملء المكان :بموووت منتس لو مامت من الطعنة ...
فزة عادت لتتأمل وتحسس ذراعه :أنت طيب صدق ياهجرس ولا ياخذوني على قد عقلي ...
هجرس :افا عليتس يأخت هجرس ماعاش من ياخذتس على قد عقلتس .. أنت طيب مافيني بلاء ..مهبول من حاول يغدر فيني ....
ووخري عن عمتي بتسلم علي ولاشكلها بتدفتس إلا أنتي صاكه بالجدار ..
فزة التي أبتعدت للترك الفرصة لأسماء التي أنحنت لتسلم عليه بعملية قبل أن تبتعد ليخبرها :اخخخ ياعمه وش هالطيب الفتان ... فتنتي المسلمين ...
وحين رأى تكشيرتهااا :أمدحتس ..
أسماء وهي تتلفت حتى وجدت مقعد سحبته لتجلس عليه :وشلونك .؟؟
هجرس :تو مازان حالي ..
وتركتهم بأحاديث صاخبة وكم هما سريعي التنقل بين أمر وآخر ...
وحين فكرت أن تخبر فزة بالأنصراف ..
طرق الباب شخص يسأل هجرس من خلف الباب :من اللي عندك ...؟؟
هجرس :أختي ...
فياض :طيب خلها تطلع بدخل بكرة بينقلونك للمستشفى السجن ..
هجرس الذي تكدر وجهه من الموضوع .. شاهد أستعدادها للمغادرة ..
خرجت أولاً فزة ...وحين كانت تلحق هي بها دخل فياض ...
ليقول مباشرة :هذي وش تسوي عندك مهبول أنت ...وألتقط حقيبتها وفتشها بسرعة ليخرج ماأخبرته عنه :شف وش معها جايه تغتالك ...
وتحت نظرات هجرس المذعورة قهقه ضاحكاً:أنخرش الخبل ...
أعاد لها حقيبتهااا :روحي روحي الله يستر عليتس ...
خرجت ولم تعقب على تصرفه ..
فالتعقيب على تصرفات فياض يحتاج للصبر لانهاية له ..لاتمتلك هي أي رصيد منه
بحثت عن فزة لتجدها تنتظر بنهاية الممر ..
سارتا معاً حتى خرجتا للسيارة ..
لاحقاً لم تستطيع أحتمال صمتها المريب أكثر ..
سألت فزة المنغلقة على نفسها لاتشبه أبداً من كانت أمام هجرس :وش فيك .. ؟!
فزة تعود للواقع على سؤال أسماء التي تفوقها صمتاً بالعادة :وش فيني .. ماعلي زينة وبطير من الفرحة بعد ماشفت أخيي وعقبال مانرقص على عرسه ...
أسماء بتكشيرة :عرسه ..خلينا من هالموضوع اللي يسم البدن وقولي الحقيقة وش مشكلتك ..حتى أبوي نشدني عنك ...؟!
فزة بتأثر :ياعمري ياعمي مايحس فيني غيره ..
أسماء :متهاوشه مع الحكم..
فزة :والله أنا بينا شوية زعل بس الحكم والله أنه مايقصر علي أنا الغلطانة ...
أسماء :ووش هو غلطك ..
فزة بفزع من مجرد معرفة أسماء للحقيقة :ولا شي ولاشي أسرار خاصة ...
لقد تغير عليها الحكم من تلك الليلة وبعد يوم أخذ يتطقس فيه الأوضاع عاد لها شامتاً ليخبرها :أمي وأبوي مثل السمن على العسل ..شكل أحلامتس من أمنياتس الداخلية ...
وبعدها لم يعد شيء كما كان أصبح بارد معها وشديد التباعد ...


××والله أني يوم اصد بكل ضيقه وآتحجج في ظروف الوقت عنه كنت احاول كيف اخبي هـ الحقيقه انت شرً بـ الهوى .. لا بٌدّ منه ××


***


فياض بعد خروجها تلفت حوله بحثاً عن قهوة :قهوتهن وين ؟؟
هجرس :ماجابن شيء ؟؟
فياض بتكشيرة :والخيبة جايات يد ورى ويد قدام ...
حتى ورد ماجابن لك ...
هجرس :أشوى ماجابنه عشان ماأحذفهن معه مع الدريشة ...
فياض بعدم أستحسان :ياورع خلك ذوق شوي ...بكرة وش بتجيب لمرتك ..وبلهجة تهديد :والله لو ماصرت سنع معها نوكلك البتال يأخذلك لصحراء اللي مافيه صوت ويذبح ويصلخك تراه متكفل بالمهمة !!!
هجرس بصدمة :ليه وأنا وش مسوين له ...
فياض وهو يشعل سيجارته:والله طلبناه يقنع البنت عليك هكى الأيام وعطانا هالتهديد فوق البيعة .. للأسف أبوك اللي تلقى التهديد لو هو عمك كان ماقبلته عليك ...
هجرس :جدي مادرى هااه ..
فياض بسخرية :لاا على حسب توصياتك ..
هجرس :ايه لو درى بيسحب البنت مني ... بيحط الغلط علي كالعادة لو أني مبتلىء ..
وحين لم يجد رد من فياض :ياعم أنت صادز بيردوني السجن ..
فياض : لابيأخذونك الفور سيزونز...
هجرس :ابك وش هو !!!
فياض بشماته :فندق لاأعرست أحجز لك فيه ..
هجرس :اييه شكل الفنادق بتقفل وأنا ماأعرست !!
فياض :أنت أسمع كلامي وبتطلع ...
هجرس بضجر وهو يرمي لحافة :من طبيت السجن وأنتم أسمع كلامنا أسمع كلامنا ...
فياض وبحدة :جوزتك ولاماجوزتك ووفينا بوعدنا أو لااا ..
هجرس بعبوس:وش الفايدة وأنا ماحضرت حتى عقد قراني ولاحسيت أني معرس..
فياض :بتحضر عرسك أن شاءالله ..بس خلك رجاال ..وحركات الورعان والرجة خلها وراك ...
ولاعمرك ماراح تصير كفو حرمة وعرس ..
والتفت غير مصدق لعامل النظافة الذي خرج من دورة المياة يدفع عربته قبل أن يخرج مع الباب !!
فياض بشك :هذا متى دخل !!
هجرس وهو يشم :اهب ياوجهه والله أنه الأمرد !!!
فياض :وش هو ..
هجرس بأرتياب شديد:أعرف ريحته الحكم الله لايوفق أبليسة أخلعني أحسبه واحد جاي يغتالني ..
فياض بدهشة وعدم تصديق :والحكم ليش يتنكر علينااا ...
هجرس :تكفى ياعم رح الحمام أكيد أنه حاط فيه تهديد ولابلىء ....
وقف بعدم أقتناع وحين فتح الباب صدم .. بمايوجد بالداخل قبل أن يعود له :شانق له هيكل عظمي بس لاتخاف مايقدر عليك ...
هجرس :شانقه شانقة ..
فياض بضحكة ساخر :ايه بمناديل الحمام ..
هجرس :انا لازم أنادي العسكر ويشهدون على الحادثة ..
فياض بنظرة حادة :أقول أنثبر محلك ...
هجرس بضيق :يارب أنا وين أروح بنفسي بالسجن رباح وبرى الحكم ...
فياض :أنت وش فيك مكبر الموضوع تراه يمزح معك ..
هجرس بعدم أقتناع :لاوالله يتهددني أبك لايكون فزة مسوية فيه مصيبة وهو بيردها فيني ...
هو يفهم هجرس جيداً كل هذه الدراما ليشفق عليه
يعتقد أن بأمكانه فعل شيء حتى لايعود للسجن وكأن الأمر بهذة البساطة ..

××لا تلتفت لـ اللي زرع فيك الأحزان به شخص همّه ضحكتك " انتبه له "××



****

مع شعورها بالمرض والسقم .. هناك شعور عظيم بالخوف يستوطنهااا ..
خوف من نوع جديد ... أن كل ماتعيشة الآن أكبر منها ويفوق قدراتها حجماً ...
كل ردة فعلها السابقة كانت تحت نوبة ذعر الأكتشاف ..وألم الخيبة ..
أمداها بقوة عجيبة جعلتها تتصرف بكل ذالك الأندفاع ...
والآن تشعر بروحها تتعرى أمام برد الفراق ..
وجليد الحقيقة المره ...ومطر الخيبات ...
روحها ترتجف رعباً من كل ماتمر فيه ...
هي ليست بحجم المشكلة التي وجدت نفسها فيها
ولاتستطيع أن تشتكي لأحد همها ...ذالك اليوم
أمسكت لسانها حتى لاتخبر راما مامشكلتها
حين تركتهم أسماء على أنفرد ...
لاتريد أن تخبر غريب بما حدث معهاا ...
ولايوجد قربها من تشتكي إليه ..
بلقيس تعلم لأنها أخبرتها حين سألتها عن معلومات عن خالة صديقتهاا ..
ولأنها مريضة وبلقيس لحوحة وجدت نفسها تخبرهااا ...
طرقات على الباب قبل أن تدخلها لها والدتها بصينية عليها طبق طعام وكوب عصير ...
رضا وهي تتأمل وجهها بحزن :يابنت ياخايبة كلي اللي أعمله ليك شوفي وجهك كيف صار ..شبه الليمونة اللي ناسينها بدرج الثلاجة ..
شربت كوب العصير الذي مدته لها :أمي ايش هذا ...
رضا :اشربي وأشكري الله ..
خزام تنزل الكأس عن فمها :الحمدلله ..ماحبيته ..
رضا :مو ضروري تحبيه أشربية خليه يرجع الدم لوجهك ...
خزام :جوافة ياأمي ماأحبهااا مو لازم عصير هاتي الشوربة وأحشربها وكفاية علي ..
رضا تضع لها الصينية بحجرها :لساتك تحسي بالدوخة ...
خزام تحرك الملعقة بطبق الشوربة :يعني مو مرة ...
رضا وهي ترتب الأغراض قرب سريرها :شيلي هذي الأدوية بالرف اللي فوق أحسن يجي أحد من الصغار يفكرها حلاوة ويأكلهااا ..
ماراح تخبريني أيش اللي حصل معاااك ...
خزام بملل :أمي أنا لو خبرتك بتنسي الموضوع الرئيسي بتركزي على حاجة ثانية عشان كذا ماأقولك ..
رضا بنظرة حادة تتوقف عن ماتفعل :لا ماراح أركز بحاجة ثانية بركز على خيبتك ...
خزام :أسماء قالت لي نروح نزور فياض بالمستشفى ..وحين لاحظت نظرات والدتها التي تفرك يديها على ثوبها الفضفاض وكأنها تغالب نفسها حتى لاتخلف وعدها :هو قلها ...لما رحنا كان عنده بنت ...
رضا بوجة محمر :وايش عملتي ..
خزام :ولاحاجة طلعت وسيبته ولحقت البنت وفهمت منها أنها زوجته مسيار يعني سر ...
رضا :الله أكبر عليك ياظالم ...حسبي الله ونعم الوكيل ...
وصمتت لحضات بعد أن أمطرته بدعوات تكفيه لسنوات للأمام :بس يابنت من فين جبتي فكرة تلحقي الحرمة اللي شفتيها معاااه ...
خزام وهي تعبث بطبقها :من فين يعني ...من المسلسلات ..
رضا :والطلاق والخيبة اللي عماله تفكري فيها أخذتيها من المسلسلات ...يابنت أنتي متى تكبري وتعيشي الواقع ...؟؟!
خزام تضع الصينية جوارها وتندس تحت لحافها ...بطريقة تعلن فيها رفض الحديث ...
شعرت والدتها تحمل الصينية وقبل أن تخرج أخبرتها بصرامة :قومي نظفي أسنانك قبل لاتنامي ماعندنا فلوس نعمل أسنانك بعد ماتخربيها ..
××من كثر مـ اسكت لا تضايقت ..حسيت في داخل ضلوعي صدى صوت وإزعاج ..××


****

بعد العصر مباشرة كانت قد فرغت من أعداد الأفطار له وصعدت فيه لجناحها حين وردها أتصال ملح من ليلى
تعالي لقد صنعت كعكعة ...أريد منك تذوقها ..
ورغم أنها أخبرتها هناك من يشارككم الجلسة ولاأريد الأحتكاك فيه ...ولكن أصرت كوني الأقوى ...أنتي تخرجين كل مرة منتصره لوتري تلون وجوههم بعد أنصرافك ..
تعلم أن ليلى قد بالغت ولكنها حصلت على مبتغاها لأنها ماأن فرغت من أستحمامها حتى تجهزت للخروج لهم ..
وكما توقعت كان هناك حسناء ومريم وعادوا لرمي أحاديث مبطنة لاتعلم مامغزاهاا ..
تجاهلتهم كالعادة لاتريد الأنسياق خلفهم ...
حتى سألتها حسناء أخيراً وهي التي لم تكن تحدثها أبداً ولاتوجه لها أي سؤال :ماقلتي لنا وش رايتس ياجوزاء باللي صاير ..ماأنتي زعلانه لأن الحق ماينزعل منه !!!
جوزاء حدجتها بنظرة مزدرية :ماهو لازم أعرف وش اللي تسألين عنه عشان أعطيك رايي ...
حسناء بشخرة سخرية :أثرهم صادقين يوم يقولون بنت حلال ماتدري وين الله حاطهاا .. جوزاء ماتدرين أن القضايا واقفة على قدم وساق بالمحاكم عشان يسحبون منكم أسم الصوارم !!!
جوزاء ببرود :والله وليه متعبين عماركم !! ... لو طالبين رايي كان قلت نفسخه مثل مانفسخ جـــــزمنااا .. الله أكبر يانسب الرسول ...
ووقفت وغادرت المكان بكل برود
متجاهله الشهقات والسباب الذي طالها وطال أصلها ...
كانت ترتجف حين وصلت غرفتها .. لتتصل على أمها بلهجة متوترة :يمة صدق هاللي يقولونه... لاتلفين وتدورين علي .يعني عارفين بالقضية ..وعارفين بوضعي الصعب وسط ناس معاديني ... وتخبون علي موضوع مثل هذا ...ايش من هــوووو ...الله لايوفقهم عساهم يتمنون الموت ولايلقونه ...
بدعي وبدعي وبدعي ...
كان تتشنج من الغضب وهي تسمع كل تفاصيل القضية إذاً أخوة حسناء وعبير هم المتكفلين بالقضايا وهم سبب المشكلة حقاً إذا عرف السبب بطل العجــب ...
أنهت المكالمة وأتصلت على أحمد فيبدو أن هناك مشكلة قائمة بالأصل بين أخيها عبدالله وأحد أخوة تلك في التجارة وكان هذه نتيجتهااا ...
جوزاء :السلام عليكم وشلونك ..مساء الخير توك تذكرني ...ايه سمعت !! ..ليه ماعلمتني ..طيب وشلون عبدالله .. وش فيك ..وش اللي ماأدري عنه ..جلست وهي تستمع لصوته المتردد :انطق لاتخاف تعودت على المصايب ..ماعاد أستغربهااا ..
ومهما تخيلت ماذا سيخبرهاا ...لم يكن يصل لهذة الدرجة من الصدمة ...لقد وقع زوجها على الوثيقة التي يجمعوها من رجال الصوارم حتى ينزعوا اللقب منهم بتقديمها للمحكمة ...بكل بساطة هل يوجد أعظم من هذه خيانة ..!!
شعرت بالباب ينفتح ويلقي عليها نظرة سريعة أعتادتها الأيام السابقة ولم تفهمها لقد كان يبحث عن اللحضة التي ستعلم فيها ..
جوزاء ببرود ينفيه أرتجافة يدها التي لاتستطيع أحكام قبضتها على الهاتف :مع السلامة وقطعت الأتصال بينها وبين أحمد الذي يحاول التحدث معها أكثر ...
بتال بوجه مرهق:السلام عليكم ...
جوزاء :وعليكم السلام ..
بتال :حطي الفطور ...
خرجت من الغرفة بكل هدوء وهو الذي توجه لصالة لينتظر الأذان فيها ..
أدارت زر الميكرويف ليسخن الأطباق التي حفظتها داخله.. وضعتها مع القهوة التي أعدتها سابقاً ..
بالأضافه للعصير والماء وأحضرتها له ..
كان يتناول فطورة ..بكل هدوء ...وهي لاتعلم كيف أستطاعت التحكم بأعصابها حتى اللحضة وكأن جليد يستوطن أحشائها ..
تشاهد تناوله طعامه بكل هدوء ...كيف له أن يبقى بكل هذه الأريحية بعد تصرفه الذي قتلهااا ..
هل من السهل عليه التحكم في مشاعره إلا يشعر بعقبات تصرفه ...
حمقاء لن تألم النار سوى من يسير عليها ...هو بكل بساطة يبتسم بوجهك ومن خلفك يوقع على الوثيقة التي بموجبها سينتزعون منك اللقب الذي تحملينه لسنوات ...لقد بخلوا عليك فيه طويلاً أستكثروا لقب لايعني شيء على أبناء الراعي وأحفاده ...
كبحت أنهيار داخلهاا كانت روحها تشاهد المنظر من بعيد وكأنها المسرحية الأكثر سوداوية في الحياة ...
هو يتناول طعامه كما أعتاد لايعلم عن أي شيء وربما يفكر داخله كيف الأيام تمضي وهي لم تكتشف فعلته ... وكم هو متفوق بأخفائهااا ...
وهي تعاني من أنهيارات جليدية تطمر قلبها وتنغرس فيه شظايا جليدية شديدة الحـدة ... ليتمزق مرة تلو المرة ...وهي تتذكر سهراتهم ملطفاته عبارته التحببية كل هذا وهو يخفي الأمر الأكثر مصيرية في حياتها عنها ...
وقف أخيراً ليسألها كما أعتادت :بروح أصلي تبين شيء ... ..
حمل شماغه على كتفه وأنحنى ليطبع قبله عميقه على خدها :شكراً على الفطـور تسلم أيدينتس ...
وخرج ... وهي مازالت بمكانها والأرض تدور من حولها وفيها ...تذكرت موقفها ليلة الدخله وحين تصرف معها تصرفه ذاك ...نفس الشعور العميق بالصدمة والخذلان سارت بخطوات مهزوزة تنظر لوجهها بالمراءة تريد أن ترى الوجه الذي لم يستطيع فهمه أو حتى الأحساس بما يحمله من ألم ...
كانت عينيها أكبر من المعتاد وملامحها متصلبة وكأنها تمثال من شمع وليست أنسان من لحم ودم !!!!
عينيها ألتقطت وجود مفتاح سيارته ..هل سيعود ليأخذه لاتريد مقابلته ...ولكن للحضة تذكرت هو ذاهب لصلاة لو عاد لأخذه ستفوته ... سيعود بعد الصلاة وهي لن تحتمل أي مواجهة فلقد أنتهى كل شيء لو أتصلت على أحد ليقلها ستنتظر كثيراً ..ولن يكون لديها الصلابة المطلوبة لتمثيل أكثر والطلب منه أيصالها لوالدتهااا ...
وكأن المفتاح يخبرها الحل ... نظرت إليه مرة أخرى وألقت نظرة أخرى على عبائتها المعلقة ...أرتدتها بلاتردد وحملت المفاتيح ...وخرجت بلاشيء ولاحتى هاتفها الذي تذكرته بمنتصف نزولها السلم ...
فأبت العودة وأخذه وتقدمت للأمام لقد تركت كل شيء خلفها ولن تعود من أجل هاتف ....
كان تجر أقدامها للأمام وهي تشعر فيها ثقيلة وكأن حولها صبة من أسمنت أو أكياس حجارة ورمل ...
لاتعلم كيف قطعت الساحة الطويله فهي معتادة على وجود السيارة أمام الباب وتصعد إليها وتخرج مباشرة ...
ضغطت إزرار فتح الباب وتلكأ الرموت بيدها عن تأدية عمله ...
بسبب يدها المرتجفة ...
صعدت أغلقت الباب عليها ربطت الحزام ويديها ترتجف بشدة ..لامجال لتراجع لو تلكئتي ثواني أكثر قد تواجهين أي سيارة عائدة من المسجد وهذا لن يكون بصالحك ...
ضغطت زر التشغيل وهي جزعة من تصرفها ...
ولكن همس معذب أخبرها :أستكثر عليك أسمهم ... يأكل ويشرب معك ويلمسك بالطالعة والنازلة وهم موقع وثيقة تحرمك من أسمك ... والأهم تدرين زين أنه مايبي ولد منك لأنك ماتسوين بنظره شيء ... وأنتي أقل من أنه يخلف منك ...
داست على البنزين حتى أصدرت السيارة صوت مزعج وبكل تهور وشناعة قيادة تراجعت بالسيارة للخلف بطريقة رهيبة حتى أستطاعت الخروج من الموقف بسلاسة دارت حول النافورة التي كانت ستصطدم بها للحضة ...
ركزي لن ترتكبي حادث بمنتصف الساحة وتحرجي نفسك أمامهم ...كانت تخرج من البوابة لتواجه السيارة القادمة لم تنظر للشخص الآخر ولكن علمت جيداً من هو فلون السيارة كان للأخ الأكبر وزوج الحرباية حسناء ...أخذ يطلق منبهااات كثيرة إلم يكشتف أنها من تقود ولكنها تجاوزته غير متهمة أن السيارة قد أحتكت بحواف البوابة بطريقة سيئة محدثه خسارة بالتأكيد بهيكلها الخارجي ...
وأنطلقت بسرعة ماأن نزلت للطريق محدثه عجلاتها صرير مزعج لم تعره أي أعتبار ...
من جهته سلطان وقف متردد مصدوم بسيارة بتال التي تجاوزته وتقودها زوجته ...لقد أحتكت بالبوابة بالسيارة التي تسوى مبلغ خيالي ولم تهتم ... هل فقدت عقلهاا ..هل دللها بتال حتى أصبحت لاتعي عواقب تصرفاتهاا...
كلااا هذا ليس دلال هذا عدم مبالاة ولايحدث إلا تحت تأثير صدمة شديدة ...
ولم يحتاج التفكير أكثر حين ضرب على المقود :كلها يابتال قلنا لك علمها تجي منك أحسن ولا هالفضايح ..
فتح هاتفه ليتصل فيه ولكن أغلقه ماذا سأخبره ليحضر وأحدثه مباشرة ...ولكنه قلق جداً من السرعة التي غادرت فيها ...
دخل للمجلس وهو يحــوقل كان هو أول الحاضرين ..
بعد قليل دخل فزاع وبتال الذي يبدو على ملامحه الدهشة ...
وفزاع خلفه يضحك :أكيد فياض يعني من يسويها غيره خلص من سيارة عمتي فهدة حول على سيارتك ...
سلطان وهو يصب لنفسه فنجان من القهوة التي قدمت له للتو :أبو حاكم ترى مرتك طلعت بالسيارة وحكت فيها البوابة ...
بتال ووجهه تحول ملامحة من الذهول للصدمة :كيف ..؟؟.
سلطان :والله هذا اللي صار أنا داخل وهي طالعه ..وسرعتها ماكانت طيبة ...
فزاع :افا ياذا العلم مرتك من متى تسوق ...
بتال أخرج هاتفه وبدأ الأتصال عليها مباشرة بقلق شديد وهو لايستطيع كبح صدمته ..ولكن الهاتف كان يرن والطرف الآخر لايجيب ..
خرج للساحة ليلحق فيه سلطان ...ليجده واقف مذهول يحدق بموقف سيارته الفارغ... وكأن الفكرة لم تركب بعقله حتى الآن ..
سلطان :وش فيك ...!!!
بتال لايستطيع تجميع أفكاره من الصدمة وسواقتها الفوضوية لاتفارق باله لوحدها بوقت ذروة على الطرق المزدحمة:هذي من جدها أخذت السيارة ماتعرف تسوق لاحطت رجلهاا ماتشيلها عن البنزين ...
سلطان بشك:بتال أنت علمتها بالعلم ..
بتال بشحوب والذي لم يفكر للحضة أن الخبر قد وصلهااا :لا وش دخل؟؟
سلطان :أقولك المرة حكت بسيارتك البوابة وكملت طريقهااا ... يعني طالعه طالعة لو ماوارها مصيبة دارية عنها وقفت ولا رجعت تشوف وش صار فيها بعدين أنت سامح لها تطلع بالسيارة ...
بتال وهو يشد على قبضتيه جواره :ماسمحت لها ..بس هي لاصار معها شيء تشطح شطحات وتعودت أمشيها لهااا ..
سلطان بأنزعاج لما لم يستمع لرأيه أخفاء أمر مفضوح هذا يلبسه الجرم حتى لو لم يرتكبه :ايه عشم نفسك ..يالله كلهااا لي أسبوع أقولك علمها تجي منك ولاتجي من غيرك ...بس أنتم متى تسمعون شـوري ..؟!
بتال بأعتراض :وأنا وش ذنبي ..قبل أن يقول بتوتر فكل مايفكر فيه وجودها على الطريق بهذا الوقت وسط الأزدحام الخانق وبقيادتها المتهورة أمر حدوث حادث يحمل النسبة الأكبر :اييييه أنا ماني بهالموضوع ...بحريقه كلهم ...هم وتواقيعهم وقضاياهم ...
وعاد يتصل فيه ..قبل أن يتصل برقم وضحى التي أخبرته أنها لم تأتيها بعد ...
زفر بحنق كل هذا وسلطان يراقب تصرفاته بشفقة فبتال يبدو عديم الحيلة بطريقة مفزعة ...كان هاتفه لايتوقف عن الرنين برقم آخر ولكنه ليس الوقت المناسب للرد عليه ...
جلس على الأرض وكأن أقدامه لاتستطيع حمله أكثر وهو يقول بسوداوية :أكيد صار عليهااا شي لها كم طالعة وماوصلت بيت أمهااا ...لافيه بلاء أكيد ...
سلطان :ياأبن الحلال تفاول خير ...
ورد على الرقم المزعج الذي يلح بالأتصال عليه :هاه وش عندك ...وش هو أيه ...طيب زين زين خلك وراهااا ...
ليغلق منه ويخبر بتال :أبشرك هذا الحكم يقول شافهاا ولحقهااا ..بس ماراحت لأمها يقول بتطلع من الرياض ...
بتال يقف بصدمة حتى فقد توازنه من وقوفه المفاجيء وأستند على سلطان الواقف جواره :وشلون ...وش يطلعها من الرياض ...؟

سلطان :وش قلت لك أنا العلم جاها ...مروحه لأخوانهااا بالخرج ...
يالله اللحين رقعهااا .. بس أهم شيء أنك تطمنت الحكم وراهااا ..
اللحين أهجد لاتحاول تســوي شي تراك بتطينها أكثر ...

بتال بعد ماسمع الخبر من سلطان تركه خلفه وتوجه للداخل لقسم شعاع حيث جناحه مع جوزاء ..صدمة وخذلان ..وقهر شديد
مشاعر تتنافس بداخله ..
منذ أن خرج الموضوع على السطح لم يستطيع نقله
لها ...هو موضوع أساساته قديمة جداً قبل العطية ذاتها
وقبل كل حياتهما معاً ...
وعودته بهذة الطريقة صدمته هو أيضاً لأنه نساه وأعتقد أن الأمور التي تسببت فيه قد أنتهت وهدأت الحرب بين الشخصيتين المتسببتين بكل هذه الفوضى والذي من سخرية الأقدار أنهم أنسابه من الجهتين ..
من جهة الأولى والثانية ...
جرب أن يخبرها ولم يستطيع ...كيف سينسف الهدنة والحياة الهادئة التي يعيشانها بخبر كهذا ...
ستتألم وهل يوجد أحد لن يؤلمه موضوع كهذا ولم يفرط بقلبها ليوصل لها خبر سيوجعه ..
كان يعلم أن هذا مايحدث شعر بالفراق قبل أن يصل إليه ...
علم أنها لن تبقى له ...
فتح جناحه ليشعر بطعنة غائرة كل شيء كما تركه سواهااا لم تكون موجودة الشيء الذي يجعله هذا المكان الصامت جنة بالنسبة له مفقـــودة أختفت من الساحة ...ليصبح هذا المكان كأرض ميته جرداء تفوح فيها رائحة الحزن ..
جلس على أقرب مقعد يقلب عينيه بين الأشياء ليجد هاتفهاا حيث كان تجلس ووضعته ...لم تأخذه معها ...لم تعيد حتى فنجانه ...
وصحن أفطاره لصينية لم ترفعها إلى المطبخ ... كل هذه الدلائل تخبره لقد كان الألم شديد والصدمة مفجعــة ..
هو يتذكر دائماً كيف تحرص على ترتيب كل شيء من أول أيامه معها حين يستعجلها وترتب هي غرفة الفندق من خلفهااا ...
ألقى رأسه للخلف وشعر برغبة بالبكاء لم تراوده منذ كان بعمر صغير جداً لما على الحياة أن تكون قاسية معهما بهذة الطريقة ...
حمله هاتفها وأخبره كمعتوه يتحدث مع الجمادات :من البداية عرفت أن نهايتها فراق ...
صديت وصديت وصديت أبغى أحمي قلبي من هالوجع لكن وش الحيلة ...


××ما دريت إن المفارق يخلف الصدر الخلاوي لين بانت في عيوني دمعة الحزن الحزينه وما دريت إن . . تالي المحبه لـ الشقاوي الفراق اللي ، على صدري مضاريبه دفينه××



***


نزلت بعد نوم مضطرب عصراً لتعد لوالدتها القهــوة ..
حين سألتها تلك بلهجة من يرغب بحوار ولايعرف كيف يبدأه :وينك مختفيه ..
غادة وهي تضع أبريق القهوة وتملئة بالماء المغلي :بسم على روحتس أشتقتي لي ومن اللي متغدية معك الظهر !!
فاطمة بتشتت :قصدي العصر وينك أرسلت لك البنااات يقولون بغرفتك ..
غادة :ايه نمت لي شوية وعساني مانمت قمت مصدعة ..
فاطمة :طيب إذا روقتي أنزلي بقولك موضوع ..
غادة :وليه ماتقولينه اللحين ..
فاطمة :لو قلته اللحين وبوجهك هذا ماراح تسمعين بتصكين تفكيرك ..وبتعندين ...
غادة التي فهمت لما تلمح :اجل من اللحين أقولتس فكيني من مواضيعتس ...
وبدأت بترتيب الصينية بفناجين القهوة وصحن التمـر ...فتحت الثلاجة بحثت عن مبتغاهاا :وين قشطتي اللايت ...!!!
فاطمة بلاأهتمام :كل اللي بثلاجتنا لنااا .. حطيتها بالمكرونة اللي تغديتي منها الظهر ..
غادة بتكشيرة :عيب عليتس أم وتسرقين ..
فاطمة :الله وسرقة ترى ماتجي بريالين ..خذي لك زبادي صحي أكثر وعلى حسابنااا ..
سعد الذي دخل للتو :وش فيها حسسوسكن (أصواتكن )طالعة ..
غادة تجاهلته وفاطمة كذالك ..
وحين لم يجد رد أخبرها :فاطمة سويلي قشد والله أنها حزته ..
غادة بلهجة شامته :من وين بتسوي لك والقشطة في بطونكم
من الظهــر...
وحملت صينيتها وخرجت فيها وهو يناديها مطالباً بالقهوة ..
فاطمة بملل ترك الأخرى وجاء ليطلب منها خدمته أليس يوم الأخرى :ألحقها تقهوى فــوق ..
سعد الذي لم تفته لهجتها المتملله :طيب أرسلي علي القشد لاجهز ..
فاطمة :ترى بسويه بدون قشطة ..
سعد وهو يتحرك للخارج :سوي اللي تبغينه أهم شيء أحتريه ..
لاحقاً وهي تحرك المزيج على النار ..
كانت أفكارها تساير حركة الملعقة الخشبية فوق المزيج ...
كيف تفتح الموضوع مرة أخرى ..
وهل ستسعى حقاً بعودة الأثنين لبعضهما ...
وقد أمتلئت حياة أحد الأطراف بالمزيد من الشركاء ...
سلطان كان بأبن واحد ...ولم تستطيع غادة النجاح بتقبل وجوده في حياته ..
هل ستنجح بوجود شريكة والمزيد من الأبناء ..
هي تعلم أنها تغيرت ونضجت كثيراً ...
ولكن هذا لايعني أن الغيرة وصفاتها السابقة قد أختفت
هي فقط قننتها لاأكثر ...
أغلقت النار تحت ماتطهية ..
وسكبته في وعاء مناسب وصعدت فيه ...
ماأن وضعته أمام سعد وعمتــها ..
حتى أخبرت غادة بأسلوب مثير للشك :غادة تعالي عطيني الكريم اللي تقولين أستخدمتيه لبشرتك ...
غادة التي وقفت ملبية طلبها أخبرتها ساخرة وهي تعي لحاقها بها :لن يصلح العطار ماأفسده الدهــر ياأم يارا ..
وألتفت عليها ماأن أغلقت الباب خلفها ..مدت يدها للكريمات على التسريحة ومدته لهااا ..
فاطمة وهي تجلس على المقعد قرب التسريحة :تدرين أن مالي غاية فيه .. بشرتي ماهي محتاجة ..!!
غادة ترتمي على سريرها :أنتي أدرى ..قولي هالكلمتين اللي ناشبات بحلقتس من ساعة ...
فاطمة وهي تتصدد بالغرفة من عيني غادة المراقبة وكأنه ستنقض عليها بأي لحضة ومن يستطيع مجاراة غادة حين تصبح سليطة لسان :موضوعنا ماغيره ...يقولك .. بيحط لك شرط بالعقد لو طلبتي الطلاق طلق..وحتى من جهته ماراح يطلق إلا مشاورك ..ماتكفي هذي عن العصمـة ...
وحين لاحظت أنه ستقاطعها :وبيحط مؤخر كل العرب تهرج فيه ...
ووقفت تريد المغادرة ..
لتخبرها غادة بصرامة :أجلسي وأسمعي اللي عندي ..
دامتس قررتي تحطين نفستس بالنص ... فيه أشياء كثيرة لازم تفهمينهااا يافاطمة ...
سلطان ماني راجعة لذمته لو الأرض تنطبق على السمــاء ..
وإذا كانت كل هالسالفة عشان الرجال اللي خطبني خلاص صرفناهم والجواز عافته روحي أول وتالي ...
لايتعب نفسه ويحط وعود ماهو قدهااا ..
وإذا تحسبيني مستقوية لااا يافاطمة أنا ماني مستقوية بس أخوتس نسى ..نسى يافاطمة وش هو مســـــوي
ويحسب كل الناس عايشين بهالنعمة اللي عايش فيهااا ..
وصمتت للحضات تتلاقط أنفاسها التي فقدتها وسط هجومها الكلامي ليتهجد صوتها بوجع وتظهر الخبر الذي غيبته لسنوات :
أنا يوم طلقني كنت حامل ..تدرين كيف فقدته ...أخوتس ماقصر بعد مارمى على اليمين رفسني مع بطني ...وماهي مره ثلاث مرات ...
متخيلة بعد هاللي شفته منه برجع له ..آآآه ياكبر شرهته وشرهتس ...
بحياتي معه مافيه شيء واحد يشفع له أرجع أدخله حيــــاتي ..
وأنا فاهمة كل حركاتس يافاطمة وعارفة وش اللي فهمتيه ..
بس بقولتس إذا اللي بيذلني قلبـــي خليه يموت ينحـــــرق
ولايرجعني لحياة المذلة مع شخص مايعرف قيمتي وقيمته ...

××عقلي الراكد يمشيني على اصح اتجاه ماتمشيني الرياح وين .. ماولت اروح××


***

كان تسير بسرعة تعيها جيداً ولكن لم تستطيع التحكم بما تفعل ...تعلم أنه رسائل المخالفات سترد على هاتفه لاحقاً ...لقد عطبت سيارته وتفكر بالمخالفات .. لاا هي تفكر بالمخالفات والسيارة لأن كل شي بينهما قد أنتهى ...
كانت هذه النهاية لذا عليها أن تفكر بالسيارة والمخالفات
كان تقود تعرف طريقها جيداً ... ولكن عقلها لايعرف بما يفكر ..تتجاوز المخارج تدور مرة تلو المرة حتى تجد مخرج آخر ليقلهااا حيث أخوتهااا ..منذ صعدت للسيارة كان قد حسمت أمرها
تعلم أن أمها سيكون غضبها شديد على تصرفها ولكن لن تجازف لذهاب إليها لتتفاجيء فيه بعد يوم أو آخر فوق رأسهااا ...
هي تعلم أنها لن تحتمل أن يفرض عليها مرة أخرى ...لقد عادت المرات السابقة وجازفت بمشاعرها ولكن هذه المرة الموت سيكون أهون من العودة بعد أن عشمها بتصرفاته وتلاعب بمشاعرها وأحاسيسها ليهديها هذه الطعنة ....
توقفت بعد ساعة ونصف أو يزيد أمام منزل أخيها عبدالله ... كان هناك مفاضلة بين الأخوين الأكبر خالد أم عبدالله ورجحت كفت الأخير عبدالله هو صاحب القضية ... خالد قد يكون متعاطف قليلاً وهي ليست بحاجة للعطف ...هي بحاجة لشخص حاسم يقف معها جيداً ...
نزلت من السيارة وهي ترى أحمد يقف أمام الباب ويديه حول وسطه ..
احمد بضيق :الحمدلله على السلامة !!
جوزاء ببرود والتي فهمت أنه علم بقدومها سابقاً ولاتهتم بكيفية الطريقة :الله يسلمك !!
أحمد :وبس بكل هالبساطة أركبي السيارة وتعالي !!! قاطعه كل هالطريق لحالك ...الله لايجازي من علمك السواقة خير
جوزاء بحنق :لاتدعي عليه ..
أحمد :أصلاً ماخربك غيره ..أدخلي أدخلي الربع يحترونك ..
دخلت ولم تكن مهتمة ولكن شجاعتها خبأت حين وقفت أمام الباب ووجدت أخوتها الأربعة بالمجلس مع بعض أبنائهم ...
لتتشجع بترحيب لافي :هلا والله بعمتي السنافيه أيه عطيهم ..مافيه ون تو ألقطي سيارة الرجال وعلى أخوانتس كفووو ...
في ذمتي تعبتي كل طامح( المرأة التي تترك زوجها ) بعدتس ...
بعد أن سلمت على الجميع ..وجلست ..
همست للفتى الأقرب إليها :كيف عرفتوا أني بجي هنااا ..
أبن عبدالله الأصغر :راما فضحتك تقول عمتي تقول أرسلي الموقع بترسلي هدية .. كان أرسلتيلي وأعطيك بدون هدايااا ..
صمتت جوزاء حتى لاتحرج نفسها حين تخبره أنها لاتعرف أسمه حتى تعرف رقمه ...
وراما الحمقاء ألم تفهم السخرية بعبارة هدية حقاً تشك بتفكيرهااا ..
وكيف نشرت الخبر حتى يجتمع كل أخوتهاا بأنتظارها بأستقبال الهاربة العظيم ...
خالد بلهجة مؤنبة :وش اللي سويتيه ياجوزاء كيف تطلعين بدون شور زوجتس ...
جوزاء تشجع نفسهاا أظهري قرارك من البداية :اللي يلعب بذيلة من وراي ماعاد له شور علي ... بنفس المحكمة اللي بيحرموني فيها من أسمي ..بخلعه فيهااا ..لعدم تكافيء النسب ...
لثواني صمت الجميع مابين الصدمة والغضب ..!.!!!!
خالد المصعوق من ردها متى أصبحت تمتلك هذا اللسان هذه وضحى وليست جوزاء :هذا كلام تقولينه لأخوانتس اللي أكبر منتس ...هذا تقديرتس لناا ...
عبدالله مقاطعاً بعصبية : مافيه أسمً بينسحب لو مايبقى فيكم واحد حنا صوارم غصباً عن خشومهم ..
جوزاء بلا أهتمام أقيموا القضايا حاربوا في المحاكم بددوا أموالكم وأولادكم ولكن أنا واثقة من شيء واحد أنا أكتفي باسم والدي على ألف صوارم لم أرى منهم إلا قلة الرجولة :والله ياخوي مايهمني أسمهم ولاهو زايدني ولاني ناقصة من غيره ... والله يستكثره علي أنا أستكثرني عليه ... يايطلقني ياأخلعه ... دامنا ماحنا قد المقام ومانستاهل أسمنا بشهادة توقيعه يعني نسبنا ماهو متكافيء ...
أحمد الذي لم يطق الصبر أكثر فتشدقها بعبارة الأنفصال والطلاق بين كلمة وأخرى يخرج أسوأ مافيه :بتطلقين ...
جوزاء تلف عليه بحدة :ايه بتطلق لاني أول وحدة ولاآخر وحدة ... وأنا ماني جالسة أشاور أحد ..
ماعاد أحتاج رأي أحد بقراراتي الله يخلي لنا ولي أمرنا ماهو مقصر علينااا معطينا كل حقوقنـــــا ...
ومن قبلها والدين شرع لنا الطلاق ..
الطلاق حلال ...حلة الزواج ...
ولاعندكم شك !!!!!
خالد ليهدأ الوضع فهو قد تفهم أنها علمت للتو وتحت تأثير صدمة الخبر ولايستطيع لومهاا :ماله داعي العجلة ..المحاكم مطوله والرجال ماضرتس مالتس دخل بسوالف الرياجيل وخليتس في بيتس أحسن لتس ...العوابة مافادت وضحى قبلتس ...
جوزاء :ايه هذا أنتم اللي ماتجي على شوركم صارت عوباء ... والله ثم والله ماأرجع له بعد سواته ذي لو ترموني بالشارع ...
عبدالله لينهي الموضوع :أنتي أجلسي اللحين أرتاحي هدي نفستس لنا يوم ثاني نتناقش فيه ..يجي الرجال ونسمع منه ...
جوزاء بشخرة سخرية :بتبطي ياأخوي كانت بتحتري ولد عقاب يتنازل عن برجه العالي ويجي ورى جوزاء بنت الراعي ...
وخرجت من عندهم ودخلت للقسم النساء ...
بعد خروجها ..
خالد :خلاص هدوا لحد يكلمها بالموضوع ...العجلة ماهي زينة ..
عبدالله :عني ماني مكلمهااا لين يجي زوجها بنفسه ولا ماعليها ملامة ..
لافي :عمتي ماغلطت بشيء الغلط راكب ولد عقاب من راسه لساسه ...
خالد :انت أقطع محد هرجك ...
أحمد بشماته :ايه تكفى ياعم عطه خله يحس شوي ..ماخربها غيره ..
تجاهله لافي وخرج للشارع ليجد سيارة بتال على وضعها ذاك ليضحك بشماتة ويلتقط لها عدة صور ويرسلها لبتال الذي وجده قد أتصل عليه عدة مرات ... وتحتها كتب :تبي أدخلها الوكالة ..!!
وعدة وجيه ساخرة ..
ليرد عليه بتال :وشلون مرتي !!
لافي يطبع الحروف وعلى وجهه نظرة شماته :مرتك بترفع عليك قضية خلع لعدم تكافيء النسب ...
وعدة وجيه ساخرة أخرى ...
ولم يرد عليه بتال ..
أجل أهرب ..ايه التافه ..

××من كثر ماذقت العنا والصد من أدنى فعل مدري تحبني ، أنا ولا تحب .. الزعل××

سلطان الذي دخل خلف بتال وشاهد يصعد لجناحه هز رأسه بيأس وتوجه حيث تجلس والدته مع بقية الفتيات وزوجة أخيه الأصغر الذي أنسحبت ماأن رأته ...
ليلى بوقاحة :ايه هجت هين طبتس عن فزاع ...
سلطان :قصري صوتس حشى بياع بالسوق الشعبي ..
ليلى :أبو هجرس أسمع هذي حسنوة ترى مرة بيختها لاحظ أنا أول مرة أشتكي لك منهااا يعني وصلت فل الفـــل عندي ...اللحين أنا مجمعتهم ومسوية كيكة ومتعبة روحي وهي جاية داعسة تنكد علينااا ...
سلطان وهو ينزع شماغ ويضع على المتكيئ جواره :متأكدة أول مرة تشكينها ؟؟
ليلى :بليز أفهمني مو من حقها تكون صاحبة طاقة سلبية بالجلسة كل ماتجمعنا جت تبخ سمها ...
سلطان بحدة :حسني ملافظتس ..
ليلى تمسك أعصابها :طيب هي تجي تسوي مشاكل والناس كلها كافة شرهاا
سلطان :خلاص مني وعد ماعاد تجيتسن ..
ليلى وهي تلتقط مخدة تضعها في حجرها :بعد ايش ..بعد ماهججت خويتي ...
يارا الصامته :خسارة خالتي جوزاء شكلها ماعاد بترجع..
سلطان :وش هو وش دخلهااا بجوزاء
ليلى :وأنا من الفجر وش أشرح ..؟ ..حسناء قالت سالفة أخوانها المقيته حقت النسب لجوزاء وقهرتها وعصبتها ..
يارا المعجبة بالرد جداً :بس خالتي جوزاء قالت لها ترى ماهو نسب الرسول ولو شاورني بفسخه مثل جزمتي ...؟؟؟
سلطان بعصبية وأستنكار والرد لم يعجبه أبداً فهو أهانة مباشرة لهم :وأنتي تقولينه فرحانة كلهن قليلات أدب ...
شعاع التي تريد أن يطمر كل شيء في لحضته ولايتم تكبير المواضيع ولكن الواشيتان لن تتوقفا حتى يصبح الموضوع أكبر :أنت أقطعن أدوختني بذا السالفة حريم وخربطن وياما قالن وياما حطن ..ياوليدي هد نفسك لاتحط عقلك بعقل الجاهلات ...
سلطان يقف بأنفعال كبح قدر الأمكان حتى لاتتكد والدته :يمه أنتي لاتفكرين بشيء أنا أعرف أدب كل مفلوت ...
توجه للقسم الآخر حيث جناح وهو يستغفر الله من سوء مايريد أرتكابه بحقهــا ...
حين دخل وجدها تجلس مع أبنتيه أمام التلفاز ...
التي قفزتا ماأن دخل ولكن تراجعت الكبرى منهن وكأنها رأت بوجهه ماأفزعها ..
ليناديها متحاملاً على عصبيته :تعالي وين أبوتس ياهلا والله ...
قبلها على رأسها وأخبرها أن تأخذ أختها وتذهب لجناح خالتها ...
حسناء بتوجس من هيئته فهي لم تتخيل أن يصله ماجرى من حديث فقد تعودت أن ترمي ماتريد ويمضي ولايوجد حساب عليه :وش فيك ...
سلطان :أن اللي وش في؟؟؟؟ ...أنت اللي وش فيتس يامرة ماأنتي ناويه تجيبينها للبر يومتس مثل الدبور يزن على خراب عشه ..
حسناء بشهقة :أنا دبور ..
سلطان :لا مأنتي دبور أنتي حدئة تعرفينهااا ذاك الطير اللي يلقط النار من الحريق ويرميها بمكان ثاني عشان ينشر الحريق واللي أمر الرسول بذبحه هذا أنتي ...
حسناء بحقد من تشبيهه السيء :الله الله كل هذا فيني وتوك تدري عنه ويقولون الحريم مكفرات العشير ...!!!
أنت أصلاً من روحتك للدمام وأنت راجع لي وعقلك مغسول ..غسيل أصلي ...
سلطان يضغط على قبضته بقهر :والله لو ماأخاف الله لأجلدتس اللحين لين تنطقين بالتوبة ...
حسناء بتكبر :ايه حدك ماهو بنت محمد اللي تنجلد ... وش قالوا لك أخذني من بيت ضعوف ماوراي رياجيل ...
سلطان :أصلاً ماودي أرتكب ذنب على الفاضي أنت لو فيتس طب كان ماهو أحذرتس أمس واليوم ترجعين تنبحين ...
أسمعي عاد قسم أمي لاعاد أشوفتس طابته محد يبيتس هناااك ..
أنثبري بجناحتس لين أثث بيتس ..
حسناء التي شعرت أنه قد تسرب من يدها ولم يتبقى لها إلا الماديات فستمتص منه كل ماتستطيع :ماوهو على كيفك ماأعجبتني الفيلا هاللي بتشرية ..
سلطان بضغط على الحروف :شريتها..
حسناء بقهر :بعها مثل غيرها ماأبيها ..قلت لك اللي أبيه ... اللي فيها حمام سباحة داخلي ..
سلطان :ايه أحلمي فيها على زين سوايتس ... تصلين عشر ركعات شكر أني باقي مخليتس على ذمتي لاوشاري لتس بيت جديد ...
حسناء بغيض : أنت تلف وتدور على سالفة بنت لافي ...
وأنا وش قلت كذب بهت أخترعت سالفة ماصارت ... المسكينة جالسة وسطكم كلاً يضحك من وراها قلت أنورهااا ...
حتى الواحد لاسوى خير قلبتوها عليه ..وتراها غلطت علينا كلنا بس أنا كبرت عقلي عنها ومارديت ..
سلطان بشخرة سخرية :بسم الله عليتس ماتغلطين ... بس ماتعرفين تمسكين لسانتس أنا ماني قايل كفي شرتس عن باقي حريم أخواني
مالتس شغل فيهن ...ليه ماتسمعين الكلام ولا أنا مالي كلمة عليتس ...
حسناء :أنا غلطت فيه أخطيت عليها ...متهجمة وسابتهااا ..أنا كل اللي قلته وش رايتس يافلانة باللي صاير ويوم طلع ماعندها خبر عطيتها العلم ...
وردت وطولت لسانها بس أنا حقرتها قلت لاتحطين عقلتس بعقلهااا مسكينة أنخدعت بجوزهااا ..
من يومنا نقول كل واحد مرده لمرته وأم عياله لو دار ودار ماراح يلقى اللي تصبر عليه كثرهااا ..
هاه هذي أختي جالسه مع أخوك رغم كل اللي سواه فيهااا ..وبنت الصنهااات أول ماجتها قرصة ماتنذكر حتى حطت رجلها وهجت الدلوعة ..!!
سلطان بأزدراء شديد لمجرد ذكر أسم أختهااا :ايه أختس الطاهرة ينصلي على طرف ثوبهااا ..
حسناء التي تلون وجهها من مغزاه حوقلت بصوت مسموع:لاحول ولاقوة إلا بالله ..
سلطان يعيد لها ماقالت سابقاً:زعلتي ..مابهت ولاكذبت ..شفتي أن الحق بعض الأحيان يكون يوجع .. يوم يستغل بطريقة خطأ ...
ترى والله مارادني عن توصيل العلم لأخوي إلا خوفي عليه ولا والله ياهدر دمهااا مثل شربة الماء عندي ...
وقف وهو يسمع نداء صلاة العشاء ..ورفع أصابعه برقم ثلاثه :هذا تحذيري الأخير والثالثة ثابته ...لاتختبرين صبري أكثر ...ماصبرت على مرة كثر ماصبرت عليتس يــاحسناء ..
وخرج تاركها خلفه ... رمت الخدادية جوارها ..
حسناء بغل :الله يقلعكن ياسلق على طول وصلتن العلم ...أكيد السوسة مريم خرابة البيوت ...هين طبتس عندي أنتي بعد ..
أرسلت لعبير تخبرها ماحدث معها وتسأل هل بدر من بتال شيء لترد تلك :لااا ماله حس .. ولاتهرجيني ولاتسألين عني أنا بنفجر من القهر ... هجت بالسيارة بنت **** ..
حسناء ترد عليها :لكل شيء كفارة .. وكفارة طلعتها من حياتنا هالسيارة ..
عبير :ياعساها تصطدم فيهاا ؟؟
حسناء :استغفري لاترجع الدعوة فيتس خليها تولي وش دخلنا فيها أهم شيء تفارق ..
عبير :أبو هجرس مرة معصب؟؟؟
حسناء:يعصب ويرجع يطخ ..قلت لتس يبغى لنا قواة قلب .. الطيبة ماعاد تنفع أصلاً من البداية المفروض سانين سكاكينا ومهججينها من حياتنااا .... شوفي لأن صبرنا صار لها مكانة أكبر ...
عبير وجهها يتغضن من العبارة الأخيرة :بلا مكانة بلاهم محد درى عنهااا ... اسمعي اللحين خلينا نهدي الوضع .. ونبعد عن المشاكل .. بنراقب من بعيد ..
حسناءبصوت مسموع :هذي بعد مصدقه روحهااا أني بساعدها أكثر تحمد ربهاا خربت بيتي عشانها وعسى يثمرفيها ...وعاد تكتب :والله لو تدخلت بطرف أصبعي زيادة ليطلقني سلطان أنا هذا اقصى ماعندي ... أنتي دبري جوزتس تسنعي نسيه بنت الصنهات وطوايفهااا صيري سنعة مره في حياتس ..
عبير :خلاص أي والله ماقصرتي وأنا أختس ..عساتس ماتحتاجين أردها لتس ...
حسناء تكشر من عبارتها وترمي الهاتف .. شيء لايريحها بكل مايحدث ردة فعل سلطان ..أحاديثه فيها الكثير من النقص ..
لاتشبه مايدور بينهما دائماً ..
وأكثر مايقلقها غضبه البارد ...

××ماني بمجبور أتعايش بوجهين وجهي وحيد و جايز لي مصبّه اللي ما يملا العين ما يسكن العين والي أحبه يدري أني أحبـهّ××

****

ماأن دخل مرهقاً من صلاة العشاء يبحث عن طعامه وسيخلد للنوم مبكراً كعادته حتى تلقاه أحفاده الذكور ...
نايف بحماس :جدي شفت وش صار ...خالتي جوزاء سرقت سيارة عمي بتال وقحصت فيها ... والله سمعت صوت تفحيطها بعدين صقعت فيها البوابة ... بعدين ...
وقاطعته فهدة القادمة للأستقبال عقاب :ياولد رح الله يهديك خل جدك يرتاح ...
نايف الذي عرف أنه بوجود الجدة فهدة لن يستطيع نقل الخبر غادر راكضاً مع حاكم الذي كان يستمع بصمت فهو أيضاً كان أحد شهود الموقف ...
وهي تأخذ منه عبائته الثقيلة :وشلونك عسى ماتعبت ..
عقاب بتكشيرة :وش هاللي يخربطونه ..
فهدة بعدم أستحسان :هاللي سمعته ...
عقاب بأنزعاج شديد :وليه وش هو مسوي لها ولدتس ..؟؟؟
فهدة :ولدي ماله دخل تقاشرت مع سلفاتها وحطت رجلها وهجت .. قايلتن كلام ماينقال ...؟؟..وسطنا وتسبنااا ..!!
عقاب الذي لن يأخذ كلمة من فهدة فهو لايثق بسلامة أقوالهااا :طيب وراتس عني عطيني عشاي وأشوف تاليتها معتس أنتي وولدتس ...
فهدة تتحلطم وهي تبتعد لتجهيز عشائه :ايه بنت وضحى تطلق لسانها عليناا وبعد أنا الغلطانه ياضيم حضتس يافهدة ..
عقاب الذي يسمع أحاديث لايفصحها :أقطعي بسرعة عجلي ...
بالمطبخ وهي تأمر العاملات لتجهيز السفرة بسرعة فهي كانت تأخذ أقوال الأطفال بالحادثة وسرقها الوقت ولم تأمرهن بتجهيز السفرة قبل وصوله :أعجلن ياربادتسن (سوء أدائكن ) يعني لو ماني فوق روسكن ماتعرفن تسون شي ...الوحدة ماتنشغل ماتغفل ماعندتسن ساعة أكبر مني ماتشوفن الوقت ...
ولم تعلم لأنها ترشدنها بكل لحضة أصبحن يعتمدن عليهااا ولم تتح لهن الفرصة للأعتماد على أدائهن الشخصي ..
فهدة بتفكير داخلي :يالمهبولة ياللي مامعتس عقل فيه وحدة تسرق سيارة جوزهااا ..يافضيحتس وسط العرب ... ياويلتس من وضحى ..والله ماترقدين الليلة من جنوبتس ...ايه ياسرووق ... حتى أنا ماسويتهااا !!!.
ياهجادك ياوليدي سرقت سيارتك اللي تحلم فيها من سنين وجبتها من عرق جبينك وكرفك ..
قالت فجأة بصوت مسموع :عساتس ماتهنين فيهااا ..
اتصل على رقم بتال ولكنه مغلق ...أعاد الأتصال بجوزاء ولكنه رن قليلاً قبل أن يرد بتال نفسه :هلا أبوي ..!!
عقاب بشك :وين مرتك ...
بتال :راحت لأخوانهااا
عقاب :وجوالها وش يسوي معك ..!!!
بتال :نسته وراهااا ..
عقاب :تعال بنشدك بتجلس تكلمني بتلفون وأنت عندي بالبيت ...
بتال :أسمحلي اليوم ياأبوي تعبان ومافيني للكلام بكرة أفهمك الموضوع
عقاب بحدة :كانك ماأنت جايني هالحزة لاشوف وجهك لابكرة ولاغيره ..
وأغلق الهاتف وهو يعلم جيداً أنه لن يأتي ...فبتال لايشبه أي أحد من أبنائه فهو أكثرهم ثبات على رأيه ...
حتى هو والده أن قال لن أتيك فهو لن يأتي مهما حدث ...
اتصل على سلطان الذي رد مباشرة وطلب منه أن يأتي ليتناول طعام العشاء معه ويخبره ماحدث فهو عادةً ملم بكل مشاكل المنــزل ..
لاحقاً على السفرة ..
كان هما الوحيدان وفهدة التي لم يعجبها وجود سلطان الليلة فهو سينقل ماحدث حرفياً وهو تريد التلبيس على القصة ولاتريدها كما هــي ..
سلطان يروي ماحدث وسمعه من لسان ليلى ويارا :على كلام البناات المسلمة جايه تقهوى معهن وهن حدنها على أقصاهااا .. وقال بأنفعال مفاجيء :والله ياهالعقرب ماتجلس على ذمتي ليلة زيادة ..
عقاب بحدة :اقطع بس كانك بتطلق عشان خرابيط حريم ...
سلطان يكمل :الضعيفة ماتدري عن شي ولاأهلها علموها وبتال مغطين على السالفة وذولي جلس يتمهزن فيها وقالت اللي قالته ...
عقاب بأنزعاج :الحريم بربرتهن ماتنتهي ... البلى كلهن من أخوك ...
معلمه من وقتهااا يدك لاتحطهاا بقضية ماهي قضيتك حنا وش دخلنا بعيال محمد ومشاكلهم ...ومتى صار أسم الصوارم لهم عشان يحلون ويربطون فيه ...
وتوقف عن تناول الطعام وهو يتذكر أتصال محسن الأخير ...
نعم لقد أخطأنا يامحسن وطال الموضوع ...لم يكن علينا كتم الشهادة أكثر ...ولكن هل يأخذ بروايات المخرفين ..
ألم يكن العجوز خلف جدك قد خرف وقتهااا ... نحن لانريد أن نكون مخرفي هذا الزمان ...
فهدة التي لم يعجبها وجهه :عسى ماشر ياأبو سلطان تونس شي (تشعر بشيء )...
عقاب لسلطان :بكرة كلم أبو عواد خله يجيني فيه موضوع طال ولازم نخلص منه ... الواحد مايضمن عمره ...
سلطان الذي أستغرب أن والده حتى لم يسأل ماذا قالت :أبشر على هالخشم ..
فهدة متضايقة فهي تريد أن يسمع ماقالته على الأقل :وش دخل أبو عواد ..
عقاب :علم بيني وبينه ..أنتي وش دخلتس ..كل سالفة تنقزين فيهااا ..
فهدة التي أعتقدت الموضوع يخص أبنتهاا خصوصاً أنها قد سمعت بعودة حامد :الله يستر منكم ..

××الله أكبر ﻻتفكّرت في بعض الأمور معضلاتٍ تعجز ادهاء العقول تحلّها كنت أظن الجهل ظلما وأظن العلم نور وأثر جهل النفس بعض الأمور افضلّها××

****

جوزاء التي ترتاح بأحد الغرف ...أكتشفت أنها بدون هاتف حتى !!!
تريد الأتصال بوالدتها وأخبارها بما فعلت ولكن غير قادرة على مواجهتها اليوم ...ونامت وهي تفكر كيف جائت بلاشيء فقط اللباس الذي عليهااا ...
فتح الباب كان أحد بنات أخيها أحضرت لها بيجامة ..ولكنها وجدتها نائمة وضعتها لها برفقة مستحضرات الأستحمام ومرطب ومعطف حمام حتى تجدها حين تستيقظ ...
...
بعد منتصف الليل بقليل أستيقظت حسب ساعتها البيولوجية ...لو كانت بالمنزل وكانت ليلتها لوجدته يستيقظ بعدها بقليل ..
ويخبرها أن سيتسحر ولكن أكتشفت أنه يفعلها حتى يجلس معها فقد غير روتينه وساعة نومه حتى يرافقها بساعات خلوتها الليلية
توقفت عن التفكير بتصرفاته التي فقط أستجلابها يؤلم قلبهاا ويشعرها بكمية الخواء الذي تسبب لها بتصرفاته تلك وكأنه قد رفعهاا للأعلى من مستواها حتى يجعل سقطتها على الأرض أشد ألم ...
..أستحمت صلت عدة ركعاات من الليل ..
ونزلت لتصنع قهوتهاا ..
بعد أن دارت قليل بالمطبخ أكتشفت مواضع الأغراض وبدأت بأعدادها ..
ليدخل عليها أحمد بوجه مثقل بالسهر يصب لنفسه كأس من الماء ويقول بسخرية :وبدت السهرة حسب التوقيت المحلي لعمتنا البدوية ...
جوزاء تتوقف عن ماتفعل.. ولهجة أحمد التي تخلو من التأنيب والسخرية لاتريحها مامشكلته معها :وش فيك علي أنت ترى ماهي ناقصتك ..
أحمد بأنفعال:اللي فيني أني طول عمري كنت أخو لك عمري قصرت معك بشيء ...يوم تركبين السيارة وتجين قاطعه خطوط وخطوط بكل هبااال ... ليه مادقيتي علي وجيت لحد عندك ولا أرسلت لك اللي يأخذك ...يوم تكلميني ليش مافهمتيني أنك بتجين ..!!!
جوزاء وهي تصف مجموعة فناجين بالصينية لتكتشف غبائها لايوجد سواها سيشرب من هذه القهوة فتوقفت عن ماتفعل :تحسب الموضوع كان سهل علي ماأنت داري عن شيء أصلاً ...
أنا كنت مخدوعة مصدومة ..القهر اللي كنت أحس فيه ماهو سامح لي أفكر حتى ... أنا زعلت أمي مني وجيت هنااا ...تصرفت بلاعقل ...وأنت تحاسب ليش ماقلت لك ..على الأقل أنت ياأحمد افهمني ...
أحمد :لاماني فاهم شي وش صدمك طول عمرنا نقول مانبي هالأسم .. ولا زان اللحين بعينك كانت كرامتنااا أعلى وأكبر وأهم ...
جوزاء :من قال أني أبغاه ..ماهمني الأسم وقلتها لهم ماهو نسب الرسول حتى أبكي عليه .. بس اللي قهرني انه أستغفلني ... المشكلة معي زوجي ماهو مشكلة الأسم ...ولا الأسم بفسخة زي ماأفسخ نعالي ..
أحمد يشعر أنه جزء من المشكلة لأنها نقل لها موضوع توقيع بتال:ترى أنا ماقلت لتس عشان تقلبين على الرجال ...أكيد له أسبابه كان سمعتي معه تفاهمتي بالعقل ...كل هالتصرفات ماتناسبك يالجــوز ...
جوزاء بسخرية :ماتناسبني صح .. كل اللي كان يجيني منه ماكانت أستاهله ولاأستحقة ...أناتغيرت بسببه ..
هو اللي صنع مني هالنسخة السيئة خله يذووووق ...

××كل الأخطاء في سلم المفارق صحيح بس كسر الكرامه هذي أكبر خطأ××


***

تلك الليلة لم يغادر جناحها أبداً وبعد أن تواصل مع أبن أخيها ليطمئن عليها رغم أن الحكم أخبره أنها وصلت لمنزل ونزلت من السيارة ... ولكنه أراد أن يطمئن عليها من الطرف الآخر ...
كان فقط يجلس حيث كانت تجلس ويحدق بالمكان بأكمله ...
ويعيد كل موقف حدث بينهمااا ...
تصرفاته وشعوره يخبره أنها النهاية ...
ولكن أرادته وعزمة وقسوة بأسه ... تأمره أنه يتوقف عن الأنكسار فهو لن يتخــلى ..
وحتى لو أجبره والده قصراً كما أصبح يخشـى لن يلبي طلبه
فهو ليس فياض آخر ...
ربما فياض يقدم رضا والده على مصلحته الشخصية وقلبه
ولكنه للأسف لايملك قلب سليم ليتحطم مرة جديدة ..
قبلة محطم بالأساس ومثخن بالجروح ..
لو سقط هذه المرة لن يعــود...
قد يقطع أوردته وشريانه ويجدد دمه ولكن لن يسمح بكسر جديد لقلبه...

××أحبّه كثر ما ردّدت .. بعْد الفاتحة .. آمين ! كثر ماشلت .. همّ إفراقنا من قبل لا آعيشه××
أبتسم مرحباً بوالده الذي دخل عليه منتصف الصباح ..
ولكن عقاب لم يتلقى ترحيبه إلا بتكشيرة :أيه أسهر وشب نارك ودخن وصع وضع وأفضحني بين خلق الله ...
فياض الذي كان يعلم أن تأجيل والده لهذا الموضوع لن يطول فهو قد قابله مرتين منذ خروجه من المشفى ولم يتحدث معه أبداً بشكوى خزام :افااا أبو سلطان شايل علينااا مره ..
عقاب :ماتقولي اللحين أنت وش سويت بموضوعك طيبت خاطر البنت وأهلها ..
فياض يتظاهر بقلة الحيلة :يبه وش أطيب وش أخلي .. حتى أمين يقول الشور شور البنت ...أخر عمارنا صرنا نسمع شور الحريم ..
عقاب :طيب وش بتسوي ..
فياض :برجع أكلمه وأن كانه مصر على شور الحريم بطلقها وش أسوي أغصبها علي ..
عقاب بشك :ايه وبعدين ..
فياض يحك ذقنه :بس يبه أنا عاد فيه موضوع ودي أوضحه لأهل البنت بس مستحي ماأدري كيف أقوله لهم ..
عقاب الذي فهم مراوغته وأنه سيخبره بأمر سيء :وش هو لاتستحي وأنا أبوك خلك مريد(وقح بلاحياء) مثل عادتك ...
فياض :والله يأبو سلطان أنا أختليت بالبنت كمً مرة عاد هاه لاطلقتها لازم تعتد ...
عقاب بنظرات حادة :ايه تعتد ليه ماتعتد ...لاتشيل همها ..
فياض :وأن كان جاها معرس بعدي عاد علمـوه أنها كانت متجوزة ..لاتخدعونه ..
عقاب بعصبية شديدة :والله لو ماقمت عن وجهي هاللحضة لأوسمك مع خدك الثاني ..قم عن وجهي ...
فياض يكتم نصره :بقوم ... بقوم ..لاترفع ضغطك عشان شي مايسوى ...
وحين خرج من عنده .. أشعل سيجارته متباهياً بصنعته ..
فقد رمى كل الشكوك في طريق والده ..
الذي سيصبح هو المتوكل بأمر أصلاح الموضوع والترميم من خلفه ..
وحين رأى سيارة السائق المتوقفه أمام الملحق بقى يراقب حتى صعدت إليها ...
وحين مروا قربه أشر لتتوقف السيارة ..ثم أمره أن ينزل زجاج النوافذ ..حتى أنحنى على النافذة قربها ..
لم يفته تغيرها لعبائتها وعودتها للثمة ..وكتم سخريته على محاولته الطفولية لأزعاجه :ماشاءالله طبتي ...
الحمد على السلامة ..
وهي يكمل تأمل كل تهندمها وطلاء أظافرها يثير نرفزته :
بترجع الطالبة النجيبة لدراستهااا ...
خزام بضيق :لو سمحت فارق وراي طريق وأنا متأخرة ..
فياض الذي يكتم غيضة من لفظة فارق :هي خزامة تكلمي بهرجتس وخلي كلامنا لنااا .. هااه ..هالمرة بقول ضعيفة ماتدري وش تقول ولا المرة الجاية بنزلتس من السيارة لبيتس عشان تعرفين من اللي يفارق ...
صدت عنه للجهة الأخرى ولم تعقب ...
فياض :يعني ماراح ترفعين عني الحظر ...
طيب أسمعي من هكى اليوم بقولتس شيء بس ماعطيتني فرصة ..
خزام بتأفف من هذا الصباح الثقيل بوجوده ليتها لم تقرر أبداً قطع أجازتها والتوجه للدراسه قالت لتتخلص منه:طيب أسمعك بس بسرعة لأني أتأخرت ...
فياض :تدرين وش ودي أقولتس وأنتي مريضة ...
وصمت ..
فهمت أنه يريد تفاعل منها :ايووه ..
فياض متصنعاً الشعور :بقول عسااه بعرووق قللبي ولاافيتس ...
لم ترد عليه أنتظرت حتى سمح للسائق بتحرك فأخبرته وهي تراه مازال يراقبهم بصوت مرتفع :آآميييييييييين ..
ولم يصلها إلا صوت قهقهته لتحقد أكثر ...
يلاعبها لاأكثر هذا أقصى ماأستطاعات الوصل إليه بأفعالها ...
لاتشغل مكانة لدية إلا باللحضات التي يسخر فيها منها ..
..لقد وضعتي لنفسك هذه المنزلة
فتحملــــــي ماصنعت يديك ...
*الماضي*



كان قد قدم من المسجد بعد صلاة الفجر ..
حين أخبره الحارس بوجه محرج :ياعمـي فيه تخريب بالمجالس الخارجية ماندري من سببه.. بس حنا متأكدين محد دخل من برى .. إلا سيارة قريبكم ومأخذ عشر دقايق وطلع فيها ...
عقاب بأنزعاج توجه مع الحارس للمجلس المقصود ..
حتى لو أخبره سابقاً بحجم التخريب لن يصدق حتى تراه عينيه ...
كبح دعوة بكسر اليد على المتسبب بالفعلة لأن الشكوك تحوم حول أبنائه ...
هل تشاجروا ودمــروا المكان!!!! إذا كيف سيكــون حالهم هم ..
سأل بشك :أحد من خويا العيال سهران عندهم أمس ...
الحارس :أبداً ...جت سيارة فيها رجال وحرمة أنسابكم أخذوا بنتهم وواصلوا طريقهم ...
عقـاب الذي فهم أن المعنية غادة فلاكنة لهم سواها فهي كثيرة المشاكل مع زوجها وليست المرة الأولى التي تطلب أهلها ليأخذوها:لاحول ولاقوة إلا بالله ..خل العمال ينظفون قد مايقدرون والباقي هات اللي يصلحه ..
وتوجه للداخل غير مصدق ...
بادر شعاع ماأن رأها خارجه من مصلاها :ولدتس وش صاير عليه مع مرته ..
شعاع بحزن شديد :طلقهااا .. رمى عليه الطلقة الثالثة ..
وأجهشت بالبكــاء من شدة حزنها على الموقف ..
عقاب بضيق:لاحول ولاقوة إلا بالله ..وينه اللحين ..
شعاع من بين عبراتها :ماأدري عنه ... من البارح وأنا أمسك لساني غصب عن الدعاء عليه ... بهذل المسكينة معه اللي مايخاف الله ...
عقاب :بس أنتي ماتدرين عن شيء ..
أنتظر حتى تناول أفطاره وأرتاح قليلاً ..ليطلب بعدها رقمه بترقب وبادره ماأن رد عليه :وينك تعال شاركني الفطــور؟؟
كان الرد على الطرف الآخر أكثر فتور من المعتاد :يبه أنا ماني بالديرة سافرت ... معليش كنت مضغوط ماأمداني أستأذنك ...
عقاب الذي لم يحب أن يراوغ أكثر سأله بصرامة :أنت مطلق مرتك ...
صمت قليلاً قبل أن يجيبه :ايه وهذي كانت الثالثة .. خلصنا الله يستر عليهااا ..
بحث عن تقريع مناسب قد يشفي غليلة ولم يجد غير :عساني ماأشوف ندامتك ...ولاعادي تجينــي تطلبيني أمشي بجوازة لك ...
يكفى الخلايق اللي فضحتني فيهم ...
لم يمتلك المزيد لقـوله لأن وقتها كان قد وصل للأستنتاج أنه هو من أرتكب تلك الفعلة بالمجلس الخارجي ...
وذالك الدمار لن يكــون إلا نتائج أعصار من المشاعر ..
طـوفان من الندم واللوم الذات ...
وهل يوجد شيء سيغير ماحدث لقد أنتهى كل شيء ..

××كل الأخطاء في سلم المفارق صحيح بس كسر الكرامه هذي اكبر خطا××



*الحاضر*

كان يسير متباهياً بصنيعة وكيف قد أستطاع أن يتخلص من المعضلة وبنفس الوقت أقتص منها قليلاً حين عاملته بتلك الطريقة وتجاوزته لتشتكية للآخريين ..
ولكن شعوره بالنصر لم يطل كثيراً لأنه دقائق ورن هاتفه برقم والده وحين رد :أنا وش قايلن لك ...ماني محذرك ماتعرض للبنت ولاخلاص ماعاد لي شور عليك ..!!!
أنت بتوطي كلمتي على آخر عمري خلاص ماصار لعقــاب كلمة عليك ...
فياض بضيق .. متى لحقت تشتكية :افا يبه وش هالكلام أنت تأمر على رقبتي ...
عقاب بحدة :خل رقبتك لك والبنت لاعاد تعرض لها هذا آخر تحذيري لك ...لاشفتها بطريق تصد مع الثاني ...مالك علاقة فيها لين أنقولك هالليلة عرسك يالله ولاغيرها لاعاد أشوفك مكلمها ولاحتى مار بالطريق اللي هي مارة فيه ...
فياض يضغط على نفسه ويكبح عصبيته :مثل ماتشــوف ...أخليه لها القصر كله لو يريحك ..
عقاب :خل عنك الخرابيط بس وسو اللي قلت لك عليه وعساك تفلح فيه ...
وقطع الأتصال بينهمــا ..
ألقى هاتفه وعاد ليستلقي بفراشة ...ماهذا الأبتلاء كيف سيعدل أعوجاج هذه المزعجة ...
لقد أصبح موضع سخرية بهذا العمر بسببها ...
الواشية الصغيرة لم تترك طبعها الفاسد أبداً ..
هذا ماكان يخشاه من البداية أن تكون أسرار بيته
متاحة للجميع ..
يمقت هذه الصفة فيها منذ صغرها ..
فكم أشتكت أخواته منها بصغرهن بسبب أسلوب الوشاية الذي تتخذة سلاح لهااا ...
وكم تفوقت فيه .. والآن سيتم تطبيقة عليه ...
هذه هي مشكلته الحالية معها والذي يخشى أن تصبح معضلة من الصعب حلها ...

××أنا لو بشرح لك عن اللي بالوريد بذهل النجمة وأهز قلب الغمام .××

***
عقاب الذي أغلق الهاتف من فياض ومازال يشعر بالغضب ...
ولكن دارى مشاعره ماأن رأى الداخلين عليه حتى لايتم فهمه خطأ ...وأن سبب أنزعاجة منهم ...وقف مرحباً ...بمحــسن وأبنه الأكبر الذي أحضـره ..
كان الثلاثة فقط .. والقهــوجي الذي يضيفهم القـهوة ..من البداية لم يرد عقاب لفياض حضور هذا الأجتماع ..
سلطان أعتذر بعمل ضروري وأجتماع قد قطعه موعدة سابقاً ...
بتال بعمله وفزاع كذالك ... الحكم متغيب منذ أيام ..كان قد أتصل بالمنذر مجبراً الذي يدخل الآن ويسلم برسمية على خاله وأبنه ...
من جهته عواد .. الذي أتى مجبراً كان يرفض أحضار والده من الأساس ..ولكنه أبلغه أن الأمر يـفوق تفاهات خصوماتهم ..
أكثر ما يثير حنقه ...أسلوب المنذر الوقح بالأعتذار ..لوالده الذي لم يكن يعرف ماحدث بالأساس ..فقد جاء وتظاهر أنه قد تلاسن معهم لفظياً بمجلسه وجاء للأعتذار منه ... لم يظهر أمر الأهانة التي أرتكبها بحقهم ...وهم أجبروا على قبــول أعتذاره لأن والدهم قد وبخهم على تجمهم في وجهه وهو من جائهم معتذراً وهذا ليس من شيم الكرام ..
عقاب بعد أن شـرب ضيوفهم قهوتهم :ياأبو عواد الرياجيل رجعوا لعلمهم الأول وحنا عندنا شهادة كتمناها واجد ..وهذا ظلم لعيال الصنهاات ...
محسن :والله اني تسد قلت لك ياعقاب ترى اللي شهدنا عليه جدي خلف وحنا غلمان .. ملزوم نظهره للأهل الشأن بس أنت شككت بسلامة عقله هكى السنين ...
عقاب :واللحين أرجع أقولك يمكن غلطت بشوري الأول ...والصح أنا نطلع اللي عندنا لو هو نفع ولا لو كابروا وماأخذوا فيه بنكون ماكتمنا الحق وماعلينا ذنب لاقابلنا وجه الكريم ...
عواد :ماهو بس تسذا دامها وصلت للمحاكم يقدرون يطالبون بتحليل النسب الدي أن ايه ..
المنذر متشدقاً :تصدق فاتتهم كان يتحرون كل هالسنين واحد لميح مثلك عشان يعطيهم هالرأي ..
عواد بتكشيرة :ماعليك زود ياولد عمتــي ...حنا عارفين ليه ماعندهم الجرأة يطالبون بتحليل الدي أن ايه ....لأن هم نفسهم ماهم واثقين بنسبهم ...بس مع الشهادة اللي سمعها أبوي وعمـي عقاب هذي بتعطيهم دفعة عشان يقدمون على اللي خايفين منه ...
المنذر لم تكن تعجبه أمر الشهادة التي وضحها قبل قليل والده وكيف أن العجوز صاحب مايفوق المئة عام قد شهدهم بصباهم على أنه رأى والده يبيت في قســم الجارية بعمره الصغير ذاك وكيف ولدت بعد ذالك صنهــات الراعي ..
فهي مابين شهادة شيخ خرف ...رأى موقف بطفولته وسنوات عمره التي لم تصل التميز حتى حينها...
كان والده محق حين كتم هذه الشهادة المشكـوك فيها ..
كان قد خرج بعد أن أمره والده أن يحضر أبن أسماء ليسلم على جده وعمــه ...
كان يسير بضجر وهو يدرك أنه لم يرى هذا الطفل حتى اللحضة ...
صاح بأستنكار حين صادف أحد النساء رغم أنها قد تسترت ولكنه تفاجيء فيها :ووجع ماتشوفين ..
لترد :الله يسلمك ياخي الحكم ماعليك الزود ...
كتم ضحكته على ردها البارد ... آه أخت هجرس كيف نســـى أمرهااا ...
قال معتذراً وهو يعلم أنها تجاوزته :السموحة ياأخت هجرس مادريت أنها أنتي ولاامحشــومة ...
ولم يسمع ردها لأنه دخل بأندفاع لقسم أسماء ...ليجد الطفل مع خادمته ليخبرها بسرعة أن تدثره جيداً وتعطيه له ...
وبعينيها المتوجسة نفذت أمــره ...
وكانت خلفه مباشرة متوجهه لقسم والدته لتخبرها على مايبدو ..
هل هو مثير للريبة لهذة الدرجة ...
المنذر وهو يهز الطفل بين يديه قال ساخراً :مافيك خير مايشفع لك غير أسمك ولا كان هلويتك (أوقعتك) مع هالسلم وقلت زل من يدي ...
فهدة التي جائت على عجل :الله لايوفق أبليسك كانك حطيت راسك براس الورع ...هاته وش بتسوي فيه ...
المنذر :لاتخافين بوديه لأخوتس ...ليه ماتجين تسلمين عليه ولابعد مقاطعته ..
وخرج مع الباب الرئيسي وهي تلهث من خلفه ولم تستطيع اللحاق فيه ...
ولكنها أطمئنت حين تذكرت طلب عقاب أمس من سلطان أن يتصل بمحسن يبدو أنه محق ...
وعادت أدراجها وهي تخبر مربية الطفل التي لحقت بها أن تنتظر حتى يعيده ولا تسلمه لأحد غريب مرة أخرى ..

××لا تظن أنك لحالك من الحزن مخنوق كل نفسٍ من غثى الوقت فيها قسمها .××

****

كان يمد يده ليلتقط قنينة ماء من ثلاجة الحفظ في ساحة التدريبات ولكنه كفها في اللحضة الأخيرة ...
ليلة أمس أسيتقظ قبل الفجر بقليل على حسب ماأعتاد معها ...
بحثاً عنها للحضة وقد ظنها سبقته بالأستيقاظ وقد أعدت قهوتها ..
ولكن تذكر وهو يغسل وجهه أمام مرآة الحمام أنها قد تركته ..
أو بالأحرى فرت منه ...
لايستطيع وصف شعوره لحضتها وكأن الخيبة العظيمة التي شعر بها لحضة أمس عاد ليتذوقها من جديد وكأنها المرة الأولى ...
هل سيستيقظ كل يوم ليتجدد معه هذا الشعــور ..
وكما قاسى بقية الليلة وقبل الفجر ليحسم أمره ...ماذا أختار ؟؟
هل سيستمر بصيام ..سيأخذ منه العطش والتعب ولايعلم هل سيجني ثماره أم لاا..
وهاهي الحيرة تتجدد داخله ..وهو يشاهد الماء البارد وهو من قد جف فمه وجـــوفه ..
ولكن هل أرتشاف كل مياه الأرض ستـروي عطشة الحقيقي ..
أو تبـرد النار المشتعلة داخله ...
أبتعد وهو يفكر لايوجد مايوازي عطشة هذه اللحضة ولا الصيام حتى الجفاف ..
لأنه عطش مشاعر ...
عطش من يخشى أن لايجد مايرويه بعد اليوم ..
وكأن كل شيء تحالف ضده وهو يشاهد من كان يكنيها جدتي على سبيل السخرية يمشي على الجهة الأخرى من ساحة التدريب ...
المضحك المبكي أن كل من يرى فهد يحسده على أرتباطه بقريبته
ظن منهم أنها ستحمل نفــس ملامحه وجماله !!!
ليتك شابهتها بشيء حتى أجد بعض السلوى بالنظر إليك وتذكر ملامحها ...

××هني العيّون اللي تشوفك مدار اليوم وعزي لـ قلبن لاعه البعد ما شافك .××


***

كان تجلس بصالة منزل أخيها الذي مرها أول الصباح ...لم يتحدث معها عن أمرها ...بل تحدث عن كل شيء إلا أمر القضية وأمرها ..وهاهية تنزل الآن زوجته ليست سعودية ولكن من مواليد البلد ورغم هذا لم ترحم من لفظ أجنبية ... كان ترتدي عبائتهااا لتخبرها :ياحبيبتي ياجوزاء ماهي حلوة أترك في البيت لحالك .. لكن عارفة مرتبطة بعملــي ...بس خوذي راحتك ولاتسوي شي لابغيتي حاجة نادي الخادمة تجيبها ليكي ..
وغادرت ..
وقد سبقهما أحمـد وراما فأمامهم طريق طويل للرياض ..
وبالتأكيد أصحاب المدارس غادروا أيضاً
وهاهي تبقى لوحدها كعادتها ..حتى شعرت للحضة أنها حمقاء
حتى تجلس كل هذه السنوات بدون عمل ..
هل كانت الكتابة تســاوي الكثير لتضيع كل هذا الوقت عليهاا ..
فتحت جهازها النوت وهو كل ماحملته معها وعلى سبيل الصدفة لاأكثر فقد كان في جيب لباسهـا ..
ولكن لافائدة منه فهو كان مخصص للكتابة ولايحمل شريحة أتصال ...
توجهت للهاتف الأرضي وطلبت رقم والدتهااا ..
التي ردت مباشرة فهي متفرغة للأتصالات الصباحية ..
جوزاء :سلام يمة وشلونك ..
وضحى على الطرف الآخر التي كانت تنتظر هذا الأتصال على النار فهي قد أغلقت قبل قليل من عبدالله وتفاهمت معه أن لايتدخل بشأن أبنتها مع زوجها وأزعجها حين أخبرها أنه لن يسمح بعودة أخته على خلاف رغبتهااا : هلا وعليكم السلام طيبة ...أنتي وشلونتس وش هاللي مهججتس من الرياض كلها عسى خير ؟؟؟
جوزاء بوجه متغضن :من علمك ...
وضحى :ذا الضعيف اللي هجيتي وخليتيه يدقدق يدورتس عندي وبغى يموت يوم مادرى وين أراضيتس ..!!!
جوزاء بأستنكار :يموت مرة وحدة ؟؟؟
وضحى بضيق حال فهي تريد الأفضل لأبنتها ولاتريد لها أن تفسد حياتها بسبب مشاكل لاتطالها مباشرة :ايه تمهزي وتكبري على أمتس وأحتمي بأخوانتس بس مردتس لأمتس ..محد نافعتس غيرهااا ..
جوزاء بألم:يمه لاتخلينا نأخذ ونعطي بهالموضوع لأنه بيرفع ضغطنا حنا الثنتين ..
وضحى بأمل:كانتس صادقة وماتبين رفعت الضغط لي لايجي العصر إلا وأنتي عندي ...
جوزاء تغلق عينيها بحنق :أسمحيلي يمة هالمرة بقــول لااا ...لأن لو جيتس هالعصر بكرة وأنا راجعة له غصباً علي وأنا ماعاد لي رجعة لولد عقاب ولاعاد أبي طارية بتوقفين معي بهالموضوع جيت غيره خليني مكاني أنا مرتاحة وأنتي بعد ...
وضحى بحزم:أجل مع السلامة على قولتس ماحنا ناقصين رفعة ضغط ...
وأغلقت منهية الأتصال ..
أعادت الهاتف لقاعدته وهي تفكر ماذا توقعتــي حسناً على الأقل لم تصيح بوجهك وتهدد أن لم تفعلي فلست والدتك ؟؟؟
ولكن كل هذا لم يريح قلبها المتوتر من كل الجهات وغضب والدتها يزيده أرهاقاً ..
حين وقفت لتصعد للأعلى سمعت صوت لافي بالقرب من الباب الداخلي :ياووولد ياعمتي الأجودية ؟؟؟؟
خرجت له مستنكرة :لا كان درعمت بعد ..؟؟؟!!
لافي بدهشة :وش فيتس علي ..
جوزاء :وتسأل بعد وراك يالله أجلس بالمجلس لين أجيك عيب عليك تدرعم على بيت الناس لو بنات عمك فيه ..
لافي :وبنات عمي وش يسوون هالحزة ؟؟
أنا جاية أدورتس ...
جوزاء :وراك بس أنا سم بدني الرياجيل اللي يدخلون قسم الحريم ..
لكم مجلس أنثبروا فيه لين يجيكم اللي تبغونه ...
وعادت لصالة حيث تركت عبائتها ألتقطتها وعادت إليه ..
ليحدق فيها بصدمة حين عادت إليه :أفا ياعمة لهدرجة مافيه ثقة في بتغطين عني ..وش جاتس مني ...
جوزاء تهز رأسها بأستنكار :أنت ليه جاي ..ماقالك أبو أحمد ..
لافي :لاوالله أنا مبزوط من الدوام وقلت أمرتس أخذ علمتس ووش بنسوي بولد عقاب ..
جوزاء :طيب قوم اللحين بنروح ماكس بتقضى ماعندي ملابس انا أحسب عبدالله قايلك ..
لافي :افا ياعمة تقضين من ماكس وراسي بعده يشم الهواء ؟؟ امشي سرينا الرياض نتقضى منه .
جوزاء المغتاضة منه ردت بمجاملة :ماتقصر يالافي ياعسى عمرك طويل بس أنا اللي أبغى أتقضى منه لاتشيل همي ..
وندمت لاحقاً بالمحل أنها ذهبت معه ليتها حجزت مركبة من أحد التطبيقات لكان الأمر أكثر ستر لها من الأحراج الذي يتسبب لها فيه ...والآن قد جائها وهو يحمل قطعتي ملابس رجالية :وش رايتس ياعمة مايلبق علي هاللون ..
جوزاء :إلا زين صادق بتشترية ..
لافي وهو يرمية على صف الملابس بعشوائية :ليش قايلن لتس فلبيني أطقطق عليتس أنتي خصلتي ..
وألتقط قطعة من السلة ورماها على الملابس المصفوفة :هذي ماتنفع لتس ياعمة خلي ملابس الوراعين عنتس ..أكبري ؟؟
فضحتينااا يقولون وش هالورع ...
كبحت ردها حين رن هاتفه ...ورد عليه :ايه وش عندك تدري أنك أبتلاء وأذية ترى ماأنت أول واحد تطمح عنه مرته ..!!!
أبلشتنا .. مرتك ماتبيك هذا حنا بالسوق بتجدد دولابهاا ...
لاا شكراً مانبي منك شيء أحرقهن ماتبيهن ...
كزت على أسنانها بضيق ...لافي تستحق القتل .. على تطفلك ...
من سمح لك بأفشاء تحركاتي ..
وذالك المزعج لما يتصل عليك ...
وقفت تحاسب على ماأبتاعته وهي مازالت تسمع صوته الذي يلحق بهااا ويسمعه كل من يمر جوارهم ..
لافي :تبي سيارتك جبتها لك غيرها مالك شيء عندنااا ..
ماتبيك وش هالتلصق ...بشاورها لو تطلق حرمتك الأولى ترجع لك أو لاااا ...
لفت عليه بحنق ...فودع ذاك وأغلق ...
لاحقاً بالسيارة ..
جوزاء التي تكره أن يتم أتخاذ القرارات عنها :اللحين أنت ماتستحي تقول اللي قلته ؟؟؟؟
لافي وهو يركز على الطريق أمامه :وش أنا قايل ؟؟؟
جوزاء ويزعجها أن يعتقد الآخــر أنها فعلاً ستضع شرط مثل هذا :وش دخل الطلاق وهالخرابيط ... أنا اللي بتطلق ماهو غيري ..
لافي متظاهراً بالحنكة :هذا أسلوب تعجيز يعني معليش ياعمة من جدتس بيطلق أم عياله عشانتس بس خليه يعرف من نفسه أنه ماهو قدهااا ...ومايجي إلا أن كانه شاريتس صدق ...
ياعمة خليتس معي وتنجح حياتس ...وأحمد هذا لاتسمعين شوره ..شوفيني أنا دايم مسنع خواتي ...وإذا وحدة جوزها ماجاب لها طقم ترامس جديد دقت علي زعلانه وأنا دبرتهاااا ...
صمتت عنه فهي حقاً ليست في المِزاج المناسب لمجـارات تخاريفه ...


××يحتوي صدري من الحزن ما يحتويه ودونه الصبر والكتمان .. ستر وغطا××

****

وهاهو يعــود لجناحها مرة أخرى ...مهما حاول الأبتعااد ...أراد مقابلة والده كما وعده ...الحديث مع والدته التي أحرقت هاتفه من كثرة أتصالااتها ولكنه حقاً غير قادر..مشاعره تسيرة ..
هو يعتكف هناا لايستطيع الخروج من هذا المكان ...
يخشى أن يضع غضبه بمكان آخر ..
وكل مايريده فترة طويلة من الهدوء ... والتأمل ..
وضع بدلته التي عاد فيها من عمله وحين شاهد الأخرى في سلة الغسيل ولأنه لايريد الذهاب لجناح عبير ولاحتى بالغد ..
حملت الأثنتان وتوجه للحمام حيث الغسالة بخاصية التجفيف ...
وحين فتحها ليضع بدلتيه ..كانت هناك ملابس لها ..
أخرجها بالسلة قرب الغسالة ووضع مكانها بدلتيه وأضاف سائل الغسيل حمل الملابس التي كانت قطعتين أو أكثر من ملابس النوم ..
يبدو أنها قد تركتها خلفها ناسية ..
لحسن الحظ هو من وجدها ..يزعجة أن يتم التلصص على خصوصياتها ...
حسناً هذا الصباح خرج وأغلق باب الجناح ولكن حتى متى ...
سيقفل غرفتها ويترك كل شيء آخر .. لايهم ..
لأنه لايضمن أن لا يتطفل أي أحد بغيابة على أشيائها ... الخدم على سبيل المثال ...
نظر للملابس التي أحتار فيها ..
قبل أن يسحب أحد القطع ويبدأ بطيها وهو يخبر نفسه ساخراً :هزلت يابتااال ... اييه ..ياجوزاء مابقى مصخرة ماتمصخرتها بعدتس ... عيال أخوانتس من جهة ..وأنتي من جهة ...
طرقات شديدة على الباب جعلته يترك مافيه يده ...
ويتوجه لفتح الباب ...الذي ماأن أنفك عن قفله حتى دُفع بفظاظة
لتدخل والدته التي ألقت نظرة حانقة على وجهه :وش هالوجه البارد ... ؟؟؟
وخلال لحضة أكتشفت الموقف ... لتضرب على صدرها بصدمة :هذي آخرتها .. حسبي الله ونعم الوكيل ..تطبق ملابسهااا
يالخيخة ...الله ياخذتس يابنت وضحى ...
بتال بجزع :يمه ...
فهدة بقهر تفسد مارتبه :أقلعها عن وجهي ..
حمل السلة بماتحتوية وأدخلها لغرفتهااا ...
وحين عاد إليها :ايه وش عندك مندس بجحرك ... أسمع عاد لو ماطلعت وقابلت الرياجيل لاعاد أنا أمك ولاتعرفها ...ماهو على باقي عمري ياأخذوني الناس تمهزي بسببك ..
وحين أراد الرد صاحت فيه :
ولاكلمة ولاحرف يكفي فضايح ...وهجت حرمتك خير ياطيرر
مردها ترجع وين بتروح يعني ... تحمد ربها لو بقيت عليها وماطلقتهاااا ...
بتال :أنتم تموتون لو ماخانقتوني وش فضحتس فيه جالس بمحلي وماأذيت أحد ...
فهدة بعصبية :كلاً الناس دارية بسالفتك ... وأنت مندس بحجرتهااا يعني شوفوني اللي أحب مرتي وهجت وخلتني وحزين ...
يالخبللل الرجال مايفضح عمره لو هو ميت بهواها يدوس على روحه ويضحك ويماشي الناس لو هو من ورى قلبه الحريم اللي يتدسسن ماهو الرياجيل ...
بتال بسخرية من محاولتها تكبير الموضوع:وهالناس عسى ماهو أخواني وخواتي ..
فهدة :اللي هم ..حتى أخوانك عيال أمك ماتضحكهم عليك ...
بتال بلامبالاة حقيقية :اللي بيضحك بوجهي ولابقفاي مانشدت فيه ولايهمني أحد أنا مرتاح تسذا ولاأنتم ماترتاحون لين تحدون الواحد على آخره ويهج ويخليكم ...
فهدة بجزع :تهج وين تروح ..
بتال بضيق شديد:للأبليس لأي ديرة مافيه أحد وراي ويزن على راسي ...
فهدة تكبح غيضها وتعطيه نظرة حانقة :كمل غسل ملابسها وطبقها يمكن ترضى عليك ...
وخرجت حانقه من عنده ...
وهي تردد :بكره تركع عند رجلينها تبردها وتمنكرها ...ياخيبتس يافهدة لاوالله ماخلفـــــتي رجااال ...
ليلى التي تواجهت معها وهي خارجة من جناح بتال سألتها مستنكرة :وش فيك تهرجين نفسك ياعمة ..!!!
فهدة بغيض :روحي عن وجهي هاللحضة لأحط حرتي فيتس ....
قبل أن تسألها مستنكرة :تعااالي ..تعاللي اللحين أنتي يالفاسقة ترفضين المعرس اللي جبته لتس ليه !!!
ليلى وهي تعيد شعرها الأشبة بقصات الرجال للخلف :قلتيها ياعمة أنتي جايبته أكيد مأنتي سافطة لي واحد فيه خير ... يامطلق يابيثني ...بعدين بكل صراحة ماأبي أعرس أنا حرره أحد له شي عندي ...
فهدة أعطتها نظرة حارة :والله لتجوزين وغصباً عليتس وقبل هالصيفية ... ولا بمشي بين العرب وأقول أنا مهبولة ...
ليلى بضحكة ساخرة :لاتكفين ياعمة ماأرضاها عليتس تبقين أم أخواني ...
فهدة وهي تنزل السلالم بثقة :ايه هين وأنا أخت محسن والله لأرقص بعرستس وأنا متحزمة وأهز وسطي ..
بالأسفل عند شعاع كانت يجلس فزاع وزوجته التي ماأن رأت فهدة تنزل عليهم حتى غطت وجهها بطرف طرحتها وفرة للجهة الأخرى حيث المصعد ولم ترد على توبيخ فهدة الشديد لها :حشى شايفة أبليس ولاداخل عليكم يهودي ...فزاع يابناخي خلني أخطبلك من بناتخي أنا أشهد أنك ماأعرست
فزع ينظر لساعة يده :عن أذنكم بروح ألحق الصلاة بالمسجد ..
شعاع وهي تشاهد رحيلة :ياوليدي باقي على الصلاة ساعة وش أنت عجل عليه ...
فهدة بسخرية :خليه وأنا أختس هججه طاري العرس بس لايأذن ويصلي على غير ميعاد ...
شعاع :الله يهديتس ويفكنا من لسانتس أنتي وش فيتس عليهم هربتيهم من بيتهم حتى خلصتي من عيالتس حولتي على قسمــي ...
فهدة بأنزعاج وضيق :أسكتي ياخيه والله ياني رحت لجناح بتال وشفت لتس شوفة ...اخخخ بس ..وتراها بيني وبينتس من حرتي أقولها لتس ..ولدي على آخر عمره يغسل ملابس مقصوفة الرقبة ويطبقها لهااا ..
شعاع بنرفزة :وأنتي ماتستحين تدخلين قسم المرة تفتشين وراهااا !!!
فهدة لتبعد تهمة التطفل عنها :ياويلي والله مافتشت بس شفت هالشوفة غصباً علي ..
شعاع عن دراية عتيقة بأساليبها :بتعلميني فيتس مارحتي لهناك إلا تدورين وراها واضحة مالقيتي اللي تنقدينها عليه قلبتي على سالفة الملابس ..
فهدة بضحكة متوترة :والله أنتس باخصتني زين ... مصيبة بنت وضحى ماينمسك عليهااا شي مغير هبلت بولدي وسرقة سيارته ..عاد هذي ماتسذبت فيها سروووق ...
سلطان الذي دخل وحين لاحظ وجودها أقترب محياً :مساكم الله بالخير ..
فهدة بعدم أستحسان :مساك ماينقطع ...؟؟
أنتظرت قليلاً حتى شرب فنجانه الأولى لترمي أول مالديهااا :حسناء أخذت الأولة بتهجيج جوزاء سوت اللي ماقدرنا نســوية ..
سلطان الذي توقف قليلا ً عن شرب فنجانه :ماعليتس زود ياعمة ..شكلتس معرقة فيهااا (أي تجمعكم جينات واحدة )
فهدة بأنكار شديد:أنا ويني وهي وين لأعرقت فيها ولابجي بنص سطوتهااا ...
ياعزتي لتس ياغادة يوم طلقوتس على اللي مايجي ربع هاللي تسويه بس صدق اللي يقول لحبتك عيني ماضامك الدهر ...
سلطان يبتسم ساخراً وهو يكبح مشاعره الحقيقية :عاد وش نسوي ياعمة للقلب سطوة ماهي لغيرة ...
فهدة التي لايعجبها أن يوجد أمراءة محبوبة من زوجهااا :
على وش ياحسرة صدق اللي قال الحظ لشلقه والبلقه وشينة الملقى ...
وحين صمت متجاهلها سألت شعاع :إلا وش صار على موضوع فياض ومرته حليتوا موضوعهم ..
شعاع التي ليس لديها أي خبر :هو وش هو موضوعه علامهم صاير شي مادريت عنه ...
فهدة التي لاحظت أشارة سلطان بنفي أي أن تنهي الموضوع وفهمت أن شعاع لاخبر لديهااا ...
قالت لتغير الموضوع :هااه ..قصدي متى بتسوون العرس ...
شعاع بحسن نية :ايه العرس متى مابغى المعرس بكيفه لو يبيه بكره ...
سلطان بنفي شديد اللهجة :لابكرة ولاغيره لخلص بيته يعرس على كيفه ...
فهدة :أنت خلك محضر خير وإلا سكت ؟؟
سلطان بعصبية :لاماني ساكت لو أعرس وين بيجلس ...والله مايدخلها هنااا تبين يشردنها مثل ماشردن غيرها ...
فهدة بدهشة من أنفعاله :فيك خير رح لراعية المصيبة ماهو تهددنا حنااا وش ذنبنا مسلمات كافيات خيرنا شرنااا ...
سلطان بوعيد :لاتخافين راعية المصيبة بيجيها حقهااا لاتوصين حريص ياعمة بيجيتس الخبر اللي بيخليتس زغرطتس يسمعها اللي بشرق الرياض ...
فهدة بتوجس :ايه ياجعله صدق ماهو هياطك اللي دايم ....
قبل أن تسأله مستدركة بعد صمت قليل :إلا صدز مشتري بيت بنياتك يقولن أبوي شرى لنا بيت بمسبح ...
سلطان :ايه صدق وقريب بنشد له ..
شعاع بأستنكار :بتخلينا ياأمك ياوليدي وأنتم معنا مانشوفكم إلا عشر دقايق كيف لأبعدتم ...
سلطان بمدارة لحزن والدته:معليش يمة اللي أسوية لمصلحة باقي أخواني .. وعيالي ضاق عليهم جناحهم ...خلهم يتوسعون ويرتاحون ويريحون ...
فهدة :ايه زين ماسويت وخل جناحك يعرس فيه ولدك ...
شعاع بأستنكار :بتسكنين هجرس عندتس ...
فهدة :ايه دام مرته بنتنا حياه الله .. بس الهيس الأربد تحمليه عندتس ...
شعاع تحوقل وتصمت ..
سلطان بملل من خطط فهدة التي لاتنتهي :الهيس الأربد ماهو جالس عندتسن عنده دراسه بيكملهااا ..
فهدة بلهجة مزدرية :الله والدراسة علوم ...!!
سلطان يكبح ضحكته :ماهو علوم ياعمة فيــــزياء ..هذي عقدت العباقرة وأنتي ماهي جايزة لتس ...
فهدة بغرور :لاماهي جايزة ..مايجوز لي إلا الدكتور والضابط ولاغيره مايسوى في عيني شيء ...
شعاع بأنفعال:بلاتس بدوية ماتعرفين شي ..ومسوية متحضرنه ...
فهدة التي حاولت أن ترد على شعاع ولم تستطيع وكأن الله قد ربط لسانها صمتت بغيض ...


××أخذ من - العمُر التجارب : وينعاد .. في خاطري ، نفس السؤال الرمادي ! ليه البشر - تبكي على موت الأجساد وإن ماتت .. قلوب المخاليق : عادي ؟××

****
بعد منتصف الليل بقليل .. كان شبه مستلقي جوار النار التي بدأت تفتــر ...
ليخبره من دخل عليه للتو :مهبول أنت ... النار لاتأكلك !!!
بتال وهو يعتدل بجلسته :النار ماتأكل إلا الحطب .. ماتأكل الغصن الأخضر ...
فياض بقهقه :خبل أنت وش هالتشبية ... ماهو منك من اللي سرقوا سيارتك...
وصمت قليلاً وسأله حين لاحظ وجومه :هي وش بلاها عليك !!
بتال بتنهيدة:ايه سوالف مالها قرار ... وآخرتها توقيعي لمصلح عسى مامصلح ...
فياض :هذي تدور الزعل ..قلها السالفة مبطية من سنين ... وإذا قدم الوثيقة أعترض أنك ماتسمح بأستخدام توقيعك لأنها سالفة فايته ماله حق يستخدمها يرجع يجمع تواقيع جديدة ..
صمت حين لم يجد مجاراة منه :وكل هالزعل عشانها خلها تفارق المرة بدالها ثلاث ...!!!
بتال :فياض مشتهي الهرج أنت ...!!
فياض بسخرية وهو يستشف حزنه الذي أزعجه :لا قلبي يعورني عشان مرتي طامح ..وقهقه ضاحكاً ...
بتال :وأنت أخذني طقطقة وناسي عمرك ..وش سوت خوخة للحين تبي الطلاق ..
فياض بحنق وهو يعي تعمد بتال ذكرها بهذا الأسم لتشويشة:مشتهي تزرع أسنان أنت ...لاعاد أسمعك ذاكرها بهالأسم ...!!
ياتدعيها بأسمها ياتقول مرتك ... وإذا بتحضر قل المدام ...
بتال بمجاراة :ايه وش نية المدام بتبقى مدام ولا بتصير المدام السابقة ...!!!
فياض بثقة فجة :لا لتخاف على أخوك ضبطت الوضع .. وقريب أهلها يقولون تعال خذها بس وفكنا من شرها ...
بتال بضيق :خسيس ...
فياض بوقاحة :ماعليك زود ...
وعاد يسأله :أنت وش سويت كلمت أخوانها ؟؟؟
بتال :كلمت أبو لافي وماعجبني أسلوبه ...يقول خلها تهدأ وبعدين نتفاهم ...واللي تبيه هي بيصير ...
فياض بشماتة :ايه دامها وصلت للي تبي هي عينت(وجدت) خير ...!!
بتال بضيق:وأنت وش فيك مشتمت فيني.عوذى عدوك ماني بأخوك ..
فياض وهو يعتدل بجلسته :لأنك ردي ... ماعرفت تضبط مرتك
لو هي متعلقة فيك ماهجت من أول مشكلة ...
بس وش عرفك للحريم يالجلف ..
بتال بأستصغار:وعسى اللي يعرف للحريم أنت ... اللي حتى بنت أمين الورعة كاشفتك ...!!
رد عليه بتكشيرة :خلاص فزت يالأقشر ...توبة ماعاد أحجرلك ...
قبل أن يطلبه :بهالمناسبة عطنا قصيدك ...
بتال الذي كان شبه مستلقي .. حدق بالسقف وكأن ينظر للبعيد :فراق الخل يافياض عظيم ولاقدرت أنساه ...وصوتك هيض همومً ورى الأضلاع مخفيها ..
أون من الشكى وأنعى وليفً غرب بمسراه ..فقدته والفقد ماهو مثل الأزمة وأعديها ...فقدته والفقد ماهو مثل أزمة وأعديها ...
رحل عن دنيتي غالي وعزيزً هزني فرقاه... يمر ذكراه مع الفرقا وأنا ماأطيق طاريها ..جروح البعد ماترحم ..تحد القلب لين أقصاه ..تحد الروح لو تسلى وترجعها لماضيها .. يقطع بي وريد مايقدر يصبر على ذكراه ...فقيد القلب وينه عن عيوني لايخليهااا ...أفراقه آه يافراقه ..عسى الله يقطع الذكرى الحزينة مع لياليها ...ياكبر الضيق لامني تذكر الغلا وياه ...تجي في صدري الضيقة من أولها لتاليها ...عضيد الروح راح ولاترك سوى الشعر ينعاه ...تظلم بعده الدنيا وكل الهم كاسيها ..
****

أستيقظت على حركات أزعجت نومها ..حين فتحت عينيها بالبداية لم تفهم مايحدث ..حتى رأت النظر بعينة ..
سألته بتوجس :الحكم ؟؟ أنت رجعت ...
الحكم بحاجب مرفوع :لابعدني ؟؟
وحين لاحظ أنكماشها على نفسها ..سألها وهو يعرف الأجابة جيداً :لبينا لتس شروطتس ولااا ..
فزة فتحت فمها لترد ولكنها عادت لأغلاقة .. دارت بعينيها بالغرفة وكأنه تبحث عن مخرج لورطتهاا ..
بحثت عن ماقاله هو سابقاً تريد تكراره على مسمعه ليبتعد عنها ...
ولكنها عادت وصمتت ..
وفهم هو صمتها أستسلام ...
سألها لاحقاً ببرود شديد لايوازي النظرة الحارة التي حدجها فيهاا :
تطلقتي من جوزتس وأنتي بنت يافزة ...
فزة وهي قد ألتفت بلحافها برعب :الحكم لاتظلمني ...
الحكم بصوت مرعب :أناااا اظلمتس ...ماظلمتي إلا نفستس ... كلاً الدنيا تدري أنتس ماسلمتيه روحتس ...وعشان وش ..تدارين غلطتس ...
فزة بفزع :والله أنه جوزي والله أني ماغلطت ...
الحكم بعصبية:فمك صكيه وأعذارتس أبلعيــــها ... أنا اخذتس وأنا عارف زين وش أنا أخذ ...
وكنت متوقعة نتيجة من ثنتين ياتطلعين بالبياض والشرف ...
يا ...وترك جملته معلقة وهو يندفع للحمام تاركها خلفه ...
وهي ترتجف محلها برعب .. أجل لقد حاولت وتجبرت وتعززت حتى لاتسلمه نفسها كما يعلم الجميع ولكن بطولتها لم تطول وأخذها عنوة .... لقد أعاد له هجرس مهره وأنتهى كل شيء عند هذه النقطة هي لاتعلم ماقيل من خلفها ...
هي تزوجته وهو يعي جيداً أنها منفصله عن آخر ...وكان كل ماتفعله من أجل التشويق لاأكثر..
هل أرتكبت شيء يفوق قدراتها لكنها لم تريد أن تسيء لنفسها
أو تشير لشيء لاتمتلكه ..
أرادت فقط جذب أهتمامه لم تقصد ماتوصل إليه ...
أخذت تضرب خديها بفزع من سوء أعتقاده حين أستطاعت تجميع أفكارها أخيراً ..
هل يمتلك الحكم عنها كل هذه الأفكار السيئة طوال حياتهما معاً ...
والآن كيف ستصحح واقعهاااا ...ماهذة المصيبة والكارثة ...
ماذا لو وصل الخبر لهجرس وأن هذا أعتقاد الحكم فيها
سيقتله لامحالة ...
رفعت رأسها للأعلى تناجي الله وتبتهل إليه أن يخلصها من هذه الورطة والمصير الذي تسير إليه حياتهااا ..
لم تخرج من توققعها على حالها حتى أنتبهت لخروجه من الحمام ومغادرته الغرفة ...
بلاتفكير رمت اللحاف عنها ولحقت فيه حيث دخل
غرفة الحسن الذي تركها خلفه ...كان قد أستلقى حين دخلت عليه ...
لتبارده حين لاحظت نظراته المتهمة :الحكم تراك والله فاهم كل شي خطأ قسم بالله أني موكذا حرام تظلمني والله حرام ...
الحكم وهو يعدل الوسادة تحت رأسه :لاتخلينا نأخذ أكثر من كذا بهالموضوع لأنه يفضحك أكثر ... أنا فهمت اللي أبي وماعندي نية أغيره ...
وحين لاحظ نظراتها المحروقة أخبرها :أرجعي غرفتس لاتزيدين الفضايح ...ولاتنسين فيه معنا شخص ثالث بالجناح ..
ضغطت على قبضتها وبأسنانها قضمت شفتها حتى أدمتها ...
قبل أن تلف ومعها ألتف شعرها وتركته خلفها مع باب الغرفة المفتوح ...
كان قد أغلق عينية على منظر ألتفاف شعرهااا ..
كنت أعرف ماتكونين من البداية ...
منذ كنت مع سلطان خلف هجرس حتى لايقتل من كان زوجك ...
سلطان فكر بعقل أب ...
هجرس بعقل أخ ... لم يفكر أحد ولم يضعوا أحتمالية أن تكوني المخطئة من البداية ..
ولكني تربيت برفقة أم .. كانت همساتها مع رفيقاتها عن مثل هذه المواضيع كثيرة ...
من لاتسلم زوجها نفسها هي معيبة ...لقد كبر معي هذا الأعتقاد ...
لم أحاول أن أعلق نفسي فيك ..
ولكن ماذا أصابني حين سمعت أحتمالية خروج هجرس قبل أوانه ..
لقد لخبط كل أوراقي ..
فحان وقت الأختبار ... بعد كل هذا لن أدعك تنفذي من تحت يدي
قبل أن أتأكد من ظنوني ..
فقط لو كنتي بريئة لتغير الكثير ..
حينها كان ليكون كل شيء بيننا دائم ...
مع أنكِ على النقيض بكل ماأردته في شريكة حياتي
مع ذالك كنت سأتنازل عن الكثير من شروطي ...
فقط لو تعلمين كم تمنيت أن لاتصيب ظنوني بك ..
هذه المرة لم أريد أن أكون الفذ ثاقب النظرة ..
ولا صاحب الفراسة النجيب ..
كنت لأفرح لو كنت الأحمق الذي لم يقدر الجوهرة بين يديه ..

××وراحت أجمل أيامي على الفاضيَ مصيبه لا كرهت اللي تحبه حيل !××


****

كان العسكري يقوده ليعيدة للحبس وهو يخبره ويأكد عليه :الأحد عندك جلسة بالمحكمة عشان اللي صار مع رباح بيحكمون عليه ...
لايهمه رباح الذي أفقد طحاله ولا المحكمة ... غير مهتم إلا بجدران السجن التي عادت تطبق عليه ...
جامل زملائه بالعنبر الأول الذين جائوا ليتحمدوا له بسلامة وسرعان ماأستلقى على سريره وتظاهر بالنوم وكائبة شديدة ترافقة ...
لقد قاسى فوق طاقته ...
لم يعد يطيق هذا الحبس كل شيء أصبح فوق قدرة أحتماله ..
يريد الهروب للصحراء ...
يريد أن يفر بعيداً ليجد روحه التي ضاعت منه وسط كل هذا الضجيج وسرعة الأحداث ..
لم يعد قادر على مجاراة أحد بالأحاديث أو التصرفات ...
لقد وصل للأقصى درجات الأحتمال والتجلد ...
هو على فوهة بركان في أي لحضة قد يثور ...

***
من جهتها كانت مابين كتبها وواجباتها حين توقفت لتأخذ أستراحة ..
وفتحت الحساب وجلست تحدق فيه ...
وتعقيب جديد تحت أحد صوره لصحراء :
بالبر نسلى عن هوى تلع الارقاب...اللي على شوفه نسوق الجليله
ونسلى عن هموم المدينه والأنشاب.. ونرتاح من بعض النفوس الرذيله ..
هذه المرة بدون أخطاء أملائية يبدو قد نسخها كما هي ...
وبتاريخ الأمس ..
لاتدري هل شكوكها صائبة أم لا .. ولكن هذا الحساب يجذب أنتباهها لتعود له كل مرة ...
هو حرفياً لايضيف أي صور جديدة فقط بضع تعليقات على الصور القديمة ...
وهذا يرجح شكوكها .. لقد كان نشط جداً حتى حادثة هجرس مع الطبيب قبلها فقط بيوم كان قد أضاف صوره ...
وكل هذا يثير حنقها لو أصابت شكوكها هذا يعني أنه يراقبها مايقارب العام ...هل هو معتوه كيف وجده حسابها الذي لايحمل أي دليل على شخصيتهااا ...
حسناً كما وجد حساب مسك أليس كذالك ..
ولكن مسك ربما تكون قد أعطته حسابها بنفسها أليس كذالك ليس من الصعب أن يستوقفها أثناء لعبها ويتحاور معها قليلاً ثم يطلبها حسابها وهي بكل سذاجة ستعتقد أنها مشهورة ومبهرة حتى يطلب حسابها ...
أغلقت عينيها وهي تدير كرسيها ...كيف فاتتها ..
بالتأكيد من خلال حساب ليلى !!!
أليس كذالك إذا حصل على حساب ليلى سيحتاج للقليل من البحث حتى يجدهاا ..
فهي كثير ماتعلق تحت بوستات ليلى ..
فقط لو تفهم إلا ماذا يسعى بالبحث خلفها ...هل لديه شكوك حول أخلاقها !!!
هل هو من هذه النوعية ...بأطباع سيئة ..ودائماً نظرته للأنثى
أنها موضع شك وتحتاج للرقيب ...

××لا تلتفت لـ اللي زرع فيك الأحزان به شخص همّه ضحكتك " انتبه له "××

****

كان تحدق بأبنتها التي تشاركها لف المعجنات وتتذكر حديث زوجها بعد مقابلته للشيخ عقــاب :عمي عقاب يقول طاري الطلاق ماعاد أبغى أسمعه ماهو كل ماأنهبلت البنت طبلتوا معها خلوكم أنتم العاقلين حنا ماخطبناها عشان نرخصها بهالسهولة ...
وماهي هالمرة وبس بتجي كثير بتقول طلقوني منه
وكل مرة يعني بتسمعون كلامها يوم يومين وبتنسى ...
لقد كان حازم وشديد ولايريد جدال بالموضوع
وختم حديثه :والله لو يجيها ضرر هالكثر بس منه ..
وأشار بقيد أنملة خنصره :لأكون أخذ حقها منه أضعاف مضاعفة ...ماتنظلم بنتك ياأمين وهي في ذمة ولدي ولاا مع غيره ...
بس لازم نحكم العقل ...
قالت لتختبرها :عمك عقاب يقول مافيه طلاق ...!!!
خزام التي أزاحة خصله تسقط على جبينها بظهر كفهااا :أدري هو قلي بيأدبه ...
رضا بأستنكار شديد من تقلب رأي أبنتها الذي لايطمأنها على مستقبلها أبداً :وبس !!! بعد مافضحتيناا هذي خاتمتهاا ...
خزام بنبرة تمني:أحساسي يقول هو بيجيب كارثة ثانية بتخلي عمي عقاب يطلقني منه ويطرده كمان ...
رضا تهز رأسها بأستنكار :أستغفرالله العظيم ...لاتخلي قلبك أسود ...
لم تنتظر تعقيبها ..وألتقطت هاتفها الذي رن للتو ...بعد أن نظفت يديها ...
خزام التي لاحظت أن رقم الهاتف داخلي ووالدتها تتحدث بلغتهااا أصابها الفضـــول ولم تطق صبراً حتى أنهت مكالمتها :مين تكلمي ياأمي ....
رضا بحدة:مالك صلاح ...
خزام :أمي !!!!
رضا بزفرة حانقة :ابن عمي ..
تحدق غير مصدقة بنظرة مفزوعة :أبن عمك هنااااا ...بيأخذهم صح ...لاااا مستحيل أمي فكررري أرجووووكي حرام والله حرام ...
رضا تعود لعملها :وأنا ايش بيدي أعمله ...مالي سلطة عليهم ...جدتهم بتأخذهم ...
خزام بقهر :كيف مالهم حق ظلم والله ظلم مين يرضي هذا ....كيف يروحون هناك مايعرفون حتى لغتهم ...
رضا بمكابرة وهي أكثر من يتألم بسبب هذا الموقف :يتعلمون بعدهم صغار ...هناك بلدهم الحقيقي ...مهما تربوا هنااا ..كبروا وعاشوا بيبقون أجانب ...
خزام بأستماتة :بيتنمرون عليهم ...بينقهرون بيعيشون اليتم مرا ثانية أمي أرجووووك ...خلاص أنا اربيهم لاتشيلي همهم ببطل الكلية ...
رضا :أنتي ليه ماتفهمي بالعقل ... مو أولاادي مالي سلطة عليهم معه أوراق من بلدهم بالوصاية عليهم ...
تركت ماتفعل وقامت بغضب وهي تردد :حرام والله حرام عليكم ...
فتحت الباب بعنف أفزع بلقيس التي أزاحة السماعة عن أذنه وسألت :مالك ؟؟
خزام :أمير وخطاب بيروحون ...خلاص جاء عمهم بيأخذهم ..
بلقيس بشهقة :مستحيل كيف ؟؟
قبل أن تقول بحماس : ياربي ودي أروح معهم ....
خزام بأنزعاج شديد :ياتافهة ..أقولك بيروحوا بيتشردوا بيضيعون ....وأنتي هذا تفكيرك ...
بلقيس تجاريها :آه صحيح مساكين ..
خزام بقهر :ياقسواة قلبك ...
بلقيس :ليه أحد أخذ رأيي في الموضوع عاملين تصويت ...بصوت يبقون ...
تجاهلت وقاحة بلقيس .. وجلافة مشاعرها ..
هي تشعر بالألم ...هي بهذة اللحضة تعيش لحضة أبتعاد الطفلين ...لحضة أندماجهم مع مجتمع غريب يتكلم حولهم بلغة لن يفهموها حتــى ... لو أحدهما جائع لن يستطيع أيصال طلبه لهم ...
ماذا عن فزعهم.. رعبهم.. وهم ينتزعون من المنزل الذي أعتقدوه منزلهم طويلاً والعائلة التي كانت دائماً عائلتهم ...
يقشعر جسدها من مجرد تخيل مشاعرهم لحضتها
فكيف بالطفلين ذاتهم ..هي تخشى أن يتعرضا لصدمة نفسية عنيفة ...
ولكن لأحد سيتفهم منطقـــها ...

××ما راح تعطيك الحياة " اللي تحب " " اللي تحب " هو اللي يعطيك الحياة .××

****

رضا التي حملت حافظة المعجنات الكبيرة وجهزت لجوارها الشاي وتوجهت للقسم العمة شعاع وهاهي تجلس معهااا ...
كان ليلى هي الوحيدة الحاضرة ..
وتسألها عن كل شيء ولاشيء ..
ولكن أحدهم كان عابر وحين لاحظ وجودها تلكأ عن مشواره وتوجه إليهم ..
فياض بتصنع :يالله حي عمتــي تو مانور محلنااا ...
رضا بعدم أستحسان :منور بوجود أصحابة ...
ليلى تعيد سؤال كانت قد طرحته سابقاً لتسمع جوابه لفياض وتشاكسه بعد أن مدت له طبق من المعجنــات :ايوة يارضا ماقلتيلي كيف خزام ..؟؟
رضا التي لم تفهم مغزاهاا :والله ياحبيبتي سيبتهااا تبكي ...
حتى هالفطاير سقتها بدمــوعها ...
ليلى تكتم ضحكتها وهي ترى تكشيرة فياض وتلكأه عن تناول قطعة المعجنات بيده :ليه عســى خير وش مزعلهاا ..
رضا بضيق :تبكي على عيال أخويه بيجــي عمهم يأخذهم لجدتهم ...فهمتها الأولاد مالهم إلا بلدهم ... بس مايفهمــون هيا ووسام ماهو عاجبهم قراري ...
شعاع بتأنيب:وأنتي يارضا غلطانه عودتي الورعان عليتس بعدين بتقلعينهم لديرة مايعرفون فيها أحد .. زين ماينهبلون ...عيالتس صادقين أنتي الغلطانه ...
رضا بحزن :والله ماهو بيدي .. جدتهم ماكانت رايدتهم مرة عمي وأعرفها كويس ... عشان امهم أجنبية ماحبتهم ولابغتهم بس اللحين تعبانه ولان قلبهااا ... ماكان بيدي شيء قبل ولاحتى اللحين ...
ليلى لتضايق فياض :وش رايك بالموضوع ...!!
فياض بلامبالاة:رايي أم وسام أدرى بعيالهااا ..
ليلى بأنزعاج :وخزام الزعلانة ..
فياض وهو يفهم محاولات ليلى أحراجه فقال ليرد الأحراج لها :تبشر لاجبنا عيال سميناهم على خليفة وأمير ...!!!
ليلى بضحكة لم تستطيع كبحهااا على عكس تخيلة:خطاب ..خطاب ماهو خليفة ..!!
كان سيرد عليها ولكن رنين هاتفه برقم سلطان قاطعه كان يرد عليه ولكن شعر بتحفز شديد وتغيرت ملامحه وجهه وهو يستمع للمتحدث بالطرف الآخر والذي لم يكن سلطان أبداً بل أحد موظفية ...
خرج على عجل وليلى التي لاحظت من البداية الرقم وبعدها الفزع الغريب الذي أكتسى وجهه ...
كانت خلفه مباشرة عند الباب فطلب منها بحدة :أرجعي وراتس وش فيتس لاحقتني ..
ليلى :تعال وش سالفتك أنت ؟؟؟ ... سلطان ماهو مضبوط له كم يوم واللحين دق عليك ووجهك تغير ...
فياض الذي لم يجد مفر أخبرها :هذا ماهو سلطان واحد من الموظفين عنده يقول سلطان تعب عليهم ونقلوه المستشفى ..
وحين لاحظ صدمتهااا :ارتفع ضغطه ..مافيه شيء ..
أكيد خسر له فلوس وتعرفين قلبه مايتحمــل ...
لاحقاً كان خلف المقود يقود بلاتركيز ... لم يكن أرتفاع ضغط ...بل جلطة بدماغ ....ياءالله ..مالذي حدث ...
لايستطع حتى التركيز من شدة وقع الفاجعة عليه ...
جلطة ..وبهذا العمر ..وبالدماغ بموقع حساس جداً ..
لقد طمئنه المتصل .. حالته مستقرة الآن ..ولكنه لن يطمئن حتى يراه بعينه ...
دخل حيث أخبره الموظف بمكان تواجده ...كان ثلاثه يقفــون بحيرة وتوتر ماأن أقترب ...
حتى بارده أحدهم :أستاز فياض ..
فياض :ايه ومن غيره وش صار وش السالفة ...؟!؟
الموظف :والله ماني عارف أخبرك أيه .. أنا سبته مع مكالمة شخصية ..
رجعت له بعد ماطلبني .. وأحنا ندقق بالحسابات ...وقع فجأة على المكتب ... قمنا طلبنا له الأسعاف ...
فياض بأنفعال:من متى وتوك تعلمني ...
الموظف :أنا جربت أفتح الموبايل تبعه وطولت على ماضبط معي ...
فياض وهو يمد يده طالباً الهاتف منه وكل تفكيره أي أتصال شخصي سيتسبب له بهذا لو كانت زوجته لن يلومه أحد لو توجه حالاً لمكانها وأرداها قتيلة ...أجل بهذة اللحضة فورة غضبه لاتوازي شيء أمام أي حسابات أخرى ..
بعد أن أستلم طلبه بحده :أفتحه لي ..كم باسوورده ...
الموظف يحك أعلى جبينه :من 1 حتى سته ..
فياض بنرفزة :ولك ساعة ماعرفت تفتحه ...فتح الهاتف وألقى نظرة سريعة على الأتصالات الواردة ...ليجد الصاعقة بأنتظارة كانت أخر مكالمة من فاطمة ....
فتح عينية بشدة غير مصدق ...مالذي سيرده من فاطمة ويتسبب عليه بجلطة ...
طلب رقمها مباشرة ...
فياض الذي أنزعج من ردها بعبارة وش فيه بعد ياسلطان :أنا فياض وشلونتس ...؟؟ ...ماغريب إلا الشيطااان ..
كلهم طيبين ....ايه ماهو طيب ... وش كل هالخلعة ماجاه إلا اتصالتس ...أنتي وش قايله له ؟؟؟
على الطرف الآخر فاطمة التي ترتجف من الذهول هي ماتفهمه أن سلطان بوضع غير سليم وإلا لما سيتصل فياض من هاتفه ويخبرها أنه غير طيب حين ماسألت عن حاله ؟؟؟
فاطمة بأنكار فلن يستفيد أحد :ماقلت له شي غريب موضوع بيني وبينه عادي ... هو وش فيه ...
فياض بضيق شديد :هالموضوع العادي تسبب عليه بجلطه وباقي تقــولين عادي ...
قبل أن يستدرك بشك :أنتي فيتس شي بناتس طيبااات ...؟؟
فاطمة بشهقة :وش هو ..وش تقول أنت ...صادق ... فياض لاتفجـعني ..؟
فياض حين فقد الأمل بأن يفهم منها شيء فهي قد بدأت البكاء:هذا اللي صار اللحين حالته مستقرة ... بعدين يأكلمتس ..مع السلامة ..
وأنهى الأتصال دون أن يسمع ردهااا ..ليعود للموظفين الذي كانوا يستأذنون بالرحيل وسيتصلون لاحقاً للأطمئنان على حاله ...
أرسل على قروب أخوته الذكور الخبر وطلب منهم عدم أخبار والدهم حتى يتم التأكد من وضعه ...
كان يدور بالمكان ويديه في جيوب ثوبة غير قادر حتى على ألقى نظره عليه ...
يخشى ماسيراه ... هو فعلاً يخشى شيء أخيراً ...
ويال رهبة المــوقف ..
هناك فعلاً أشياء تستطيع أن تخيفك ...يدغدغ قلبك ذاك الشعور البارد فيعتصــر تلك العضلة الصغيرة بين أضلاعك ..
حتى تخشى توقفهااا ...قبل أن تعود للخفقان بشده ...
تسخن معها أطرافك بعد أن بردت للحضات ....
هز رأسه يبعد أفكاره السخيفة وأقترب من النافذة الزجاجية وألقى نظرة سريعة على المسلتقي بالداخل ...
ليطلق تنهيدة أرتياح .. لم يكن الــوضع بتلك الطريقة المفزعة التي تخيلهااا ...
كان يقف على وضعه ذاك حين شاهد طبيب يبدو على عجله من أمره يفتح باب الغرفة بعجل ليتسوقفه :دكتور لوسمحــت كيف سلطان أنا أخوه ...
د.شهاب :كيفه ؟؟؟ جلطه بدماغ ..؟؟ برأيك كيف المفروض يكون ؟؟
فياض بأنزعاج من أسلوبه :أنا أبغاك تطمني على وضعه ..
د.شهاب :جلطة باقي نشــوف المضاعفات ..؟؟
فياض :طيب كيف مبدئياً وضعه مستقر ..
د.شهاب :مافيه شيء مستقر حتى تمر 24 ساعة بعدها أقدر أقولك مرت على خيــر ولاا كان لها مضاعفات ...
فياض بعصبية :أنتي وش فيك تكلمني كذا ..
د.شهاب بلهجة أزدراء:يعني وش أسوي لك أطبطب عليك هذا هو الواقع ...رجاء لاتعطلني عن عملي ودخل وأغلق الباب خلفه بوجه فياض
الذي يقف حانق يراقب عمله على سلطان بالداخل ..

××لا تظن أنك لحالك من الحزن مخنوق كل نفسٍ من غثى الوقت فيها قسمها .××

****

بالأمس تعاني من تأنيب الضمير بسبب حال غادة ...واليوم بسبب سلطان ...
كان تبكي بذهول ... لما تدخلت كان عليها أن تتوقف عن الخوض في هذا الموضوع من البداية ...
هل كانت لتتخيل بأسوأ الأحوال أن يجري هذا لسلطان ...
كل ماأرادته توضيح رأي الأخرى ونقلته كما هو ...صحيح
أن لهجتها كان متهمة ولكن لم يكن هذا ماأثر عليه
الحقيقة هي ماأثرت عليه ..
أخذت تدعو الله وتبتهل إليه أن يشفيه من هذه الأزمة ...
صدت وجهها عن أبنتها التي دخلت عليها للتو وهاهي تجلس أمامها وتسألها بفضول :يمة ليه تبكين تهاوشتي مع أبوي ...
فاطمة بضيق :ماتهاوشت مع أحد متضايقة شوي قومي عن روحي أرسمي ولاألعبي ..
مروى وهي تقف لتغادر :يمة بقولك شيء ..حركات ريانا هاليومين ماني مرتاحه لهااا ..ترى إذا هربت لاتقولون ماقلت لكم ...
تجاهلتها وأستلقت بفراشها وهي تحدق بهاتفهاا بين لحضة وأخرى تنتظر مكالمة تطمأنها على حاله ...
مروى التي خرجت من غرفة أمها وتوجهت للمطبخ ..
حيث عمتها تعد كعكة بمساعدة مسك وألماسة ...
شاهدت كمية السكر التي أضافتها للكعكة وأخبرتها :عمة تدرين أن الآسيوين مايحبون السكر وأن حلاهم مو حلو ...
غادة تتظاهر بالأهتمام :بالله أجل كيف طعمه !!!
مروى تهز كتفيها :ماجربته بس ماهو حالي مرا مثل حلانا كل اللي جربوه يقولون كذا ...لو قلت لأبوي نسافر اليابان بالصيف يوافق ...
غادة بمجاراة وهي تركز على ماتعمل :يمكن جربي حظك ..
مسك التي تتكي بمرفقيها على الطاولة :السكر يجيب لنا سكر ..!!!
مروى :ايوه ..والشكولاته والعصير كلها دبل سكر لاتأكلينهااا
مسك بأهتمام :طيب الضغط كيف يجي ..دايم يقولون الضغط والسكر ...
مروى بتلقائية :من الملح ...!!!
غادة تكبح ضحكتها:دكتورة مروى ماشاءالله ..
مسك بتفكير :خالي سلطان عنده ضغط وجاته جلطة ...
وحينها توقفت عن ماتفعل بصدمة سألتها مروى بذهول :كذابة مين قالك !!!!
مسك :حاكم يقولي ...لاتقولين لنايف حرام مايدري !!
كانت يديها ترتجف حرفياً وهي تسكب الخليط بالقالب وتضعه بالفرن الذي لسعها ولم تركز حتى ...
مروى توجهت مباشرة لوالدتها للتتأكد منها ...
وهي بقت تحدق بالمكان ..جلطة !!!
هل ينجو الناس عادة من الجلطات ...لما لاتستطيع حتى أستحضار
أحد قد تعرض لجلطة ونجى ..
يبدو عقلها متشنج بهذة اللحضة ..
هل كانت الجلطة تعني الموت ...
تداركت نفسها وتمالكت أعصابها قبل أن تبحث حقاً بمحركات البحث..
عن عبارة هل ينجو الناس من الجلطات ..
كانت تلك السكتة الدماغية التي تميت ...
ينجو الناس من الجلطات بأذن الله ..
هل تعتبر عارض صحي طفيف ..قد يصاب به أي أحد
وهل هو رشح !! ..ياحمقاء بالتأكيد له أعراض جانبية ..
أليست هي ماتسبب الشلل ..
ضغطت على عقلها وهي تفكر هل دعوت عليه من قبل بالجلطات أو الشلل ..!!!

××صرت أنا بين الظّروف وقلبي الخوّاف يمر اللّوم في بالي . . ولا ودّي أفكر به××
أستيقظت من نومها فزعة ..نفثت عن يسارهاا ..
لقد فرت منه بالواقع وهاهو يلاحقها في منامها ..
عادت لتستلقي على جانبها الآخر ...ولكن آثار رؤيته بالمنام مازالت تسيطر عليها
وصوتة المؤنب :مالي خاطر عندتس !!!
تباً لك ...مزعج ..أناني ..كاذب متصنع ...تبدو غير صادق حتى بالأحلام ...
هي نادمة أنها لم تستطيع تقريعة وتأديبة بهذا الحلم ...
أجل هي نادمة أشد الندم أنها لم تواجهه وتقول رأيهاا فيه مباشرة ..
لأنها أضعف من قول ماتشعر به في وجهه
هي تخشاه حقاً ..حتى تكبت مشاعرها وتفر على غفلة منه ...
لهذا الآن تعاني كل هذا وهي تحلم بالحوارات والنقاشات والضجيج الذي لم تحضى فيه بالواقع ...
حتى الكتابة لم تعد تستطيع تخليصها من هذا الضغط ...
أصبحت تستخف أسلوبها بالأنتقام من الآخرين بالكتابة
وتشعر أن هذا دليل كبير على ضعفها ...
توقفت عن محاولة النوم وخرجت بعد أن غسلت وجهها وبدلت ملابسها ...
البرد هنا شديد فمنزل أخيها لن يمتلك تدفئة كما قصر عقاب ...
توقفت في طريقها وهي تشاهد أحمد الذي ينام بالصالة أمام التلفاز ..
منظرة فقط مزعج ...خصوصاً وهي قد أستيقظت من نومها للتو ...
توجهت إليه هزت من كتفه .. ليفتح عينية أخيراً لتبادره :أدخل نام بغرفتك ..بالله هذي نومه ...
أحمد الذي رفع يده ليفرك عينيه ولكن توقف باللحضة الأخيرة :كنت أتابع المباراة ...
جوزاء بتشكيرة :بالله شيل العدسات من عينك قبل لاتنام ...منظرك مرعب ...بعدين وش هذا صابغ شعرك وبعينك عدسات ...
بتصرفاتك هذي بتجني على نفسك ...
أحمد الذي وقف :طيب حاضر عمتي البدوية .. ذكريني بهالنصايح بكرة لأن ماني متذكر منها شي ...
تركته يصعد لغرفته وتوجهت هي للمطبخ بقت حائرة للحضات ..
هي حرفياً غير راغبة بليلة تقليدية ...
لاتريد قهوتها المعتادة ...
وجدت قرب ماكينة القهوة مجموعة كبسولات بحثت من بينها حتى وجدت المطلوب ..هوت شوكلت ..
آه ليلة جديدة بنكهة جديدة لاتريد شيء مكرر ...
حين جلست أخيراً حيث كان يجلس أحمد وألتحفت بالبطانية التي تركها خلفه ..
ولكنها سرعان ماأبعدتها بأنزعاج من الرائحة الكيميائية النفاذة ..
ألتقطت جهاز التحكم غيرت عن القناة الريااضية ..
أخرجت جهازها النوت من جيب لباسها ..
بحثت بالمحادثات حتى وجدتها وأرسلت لها مباشرة :وش أسم الفيلم اللي قلتي حلو على نتفلكس ...
ردت بنفس اللحضة :ياعمة حرام اللي تسوينة هذا أسمه تنمر ..يعني بتقهريني أنا بنام ..وأنتي بتسهرين ...
جوزاء تستمتع بمضايقتها :وأنتي ليه سهرانه للحين ..
فاتن وهي تعدل الماسك على وجهها :أعتني في بشرتي تعرفين الشتاء مايرحم ...
جوزاء :طيب عطيني أسم الفيلم وروحي نامي ..
فاتن وهي تتخيل سهرتهم سوياً وجلوسها هي بمفردها :عندك راما أسأليها؟؟؟
جوزاء :راما عند أمي مارجعت اليوم بسرعة بالله ...
فاتن :ياحظهااا لاقيه الدلع ..
لم ترد عليها جوزاء لأنها أنغاضت من أسلوبها ..
فاتن :هذا أسم الفيلم **** ..
جوزاء التي تذكرت شيء كتبت لها على عجل :اسمعي بكرة بجيك أطلع صرافة .. لاتعقديني ترى مامعي هوية ولاأثباتات ..
فاتن لتزعجها:هاتي معرف ...
جوزاء:بجيب أبوك وش رايك ...
فاتن:لاخلاص أبشري من عيوني بس تعالي الظهر أوكي ...
جوزاء :طيب سلاام ..
أنهت المكالمة بحثت عن الفيلم أدارته ...
أرتشفت من مشروبها وعينيها على الشاشة ...
آه نجحت ظاهرياً بالهرب من واقعها
ولكنها بالحقيقة ..تعيد المنام مرة أخرى وتبحث عن ردود أشد صخباً عليه ...
بتال :ليه رحتي بدون ماتسأليني ... كلميني واجهيني ...بعد كل اللي صار تهجين ولاتنظرين وراتس ...
جوزاء مخنوقة ولاتستطيع الرد ..
بتال :أصلاً مالي خاطر عندتس ماكلفتي على روحتس حتى تسأليني هو صدق اللي صار ...سمعتي كلام الناس وماسمعتيني ...
أنا وش قايلتس ...لجو يحكوني فيني وش تقولين لهم ...
هزت رأسها حقيقة :أوووف كذاب ...والله كذاب لاتصدقينة ...
وبخت نفسها بشدة وهي تكز على أسنانها :هو من لم يكلف نفسه عناء التواصل معك بالواقع ...وأنتي بعقلك الضعيف السخيف تختلقين المواقف لترضي نقصك أتجاهه ..
لن يسعى خلفك ... هو مع الأخرى بهذة اللحضة
يعيش نعيم قربها وأنتي أبقي هكذا غير قادرة على التقدم خطــوة للأمام ...
عن رجل لم تكوني تعنين له سوى زوجة أجبر عليهاا
لأنها عطية والده ...الذي حولها عليه...

××أنت حاجه منّها لا مفر ولا هروب لو تروح الديره القاصيه والدانيه المسافه بالجسد والمسافه بالقلوب لو تزيد الأوّله ما تزيد الثانيه××

****

كان يجلس على الجهة الأخرى من سرير سلطان الذي أخبره بلسانه الثقيل :يارجال أهجد ماخليتنا نرتاح ...
بتال بشك فهو على نفس الجلسة من فترة طويلة :أبو هجرس أرتااح أنت شكلك دايخ بس ...
سلطان وهو الذي لايستطيع النوم فأمر مرضة لوحده يجعله غير قادر على الراحة :صوت هواجيسك مايخلني أناام ...
بتال بسخرية:يارجال لايكون الجلطة أثرت عليك وصرت تسمع أفكار الناس ...
سلطان بتعب:ماأسمع أفكار أحد بس أحس فيهااا ... وتنهيداتك اللي بين دقيقة والثانية وشلون تخفيهااا ...
بتال بلهجة مؤنبة :على الأقل أنا أتنهد وأطلع حرايق قلبي بزفرات ..البلاء اللي كاتم على نفسه لين طب مرة وحدة ...
من جهته أغمض عينية وتظاهر بالنوم ...وهو يتذكر أتصال فاطمة ..
لقد توقع أتصالها وأنتظره ..لايعلم ماسيحمله له ...
ولكن بالتأكيد ليس هذا النوع من الصدمات ...
صوتها وهي تخبره عن صنيع يده له صدى كطنين داخل رأسه:قالت لي بالحرف الواحد أخوتس يافاطمة نسى بس ماهو كلنا نعيش هالنعمة ...نسى كيف أفترقناا ... يوم طلقني كنت حامل ... وفقدته لأنه بعد ماطلقني رفسني على بطني وماهو مرة ثلاث مرات ...
سلطان تكفى قل أنك ماســـــويتهااا !!!!
لحضتها هو من قطع الأتصال غير قادر على الأستماع أكثر ...هل فعل هذا ... ربما فعل أسوأ ...لأنه بذاك العمر كان ذو طبع سيء جداً بغضبه ... يعلم أنه يمتلك تصرفات أبشع من هذه حتى ...
كان ذا طبع أنتقامي سيء ...
ولحضتها حين ألقى يمين الطلاق لقد شعر بقسوة شديدة بقلبه
لأنه رأى هي من تجنت عليهم ليصل الأمر بينهما لهذا الموقف ....
تلك المرة لم يريد الطلاق حقاً ...لقد سبقتها طلقتين كان فيهما بكل عقله ...ولم يكن يعني له وجودها الكثير ...
ولكن المرة الأخيرة كان يعي جداً أنها النهاية لذا صب عليها جام غضبة ...
هو لم يكن قادر على التفكير عن شخص آخر سوى نفسه ...
لم يفكر ماذا حدث لها بعد ذالك ..
لأن مشاعره هي فقط ماتسيره تلك اللحضة
ولقد عاش ليلة كئيبة عرى فيها روحه ...
التي لم تشعر بقيمة مالديها إلا بعد أن فرطت فيه ...
هل صدق الجميع بغضه لهااا بالتأكيد
ولكن كل ردود فعله وكرهه الظاهر لهااا لأنها لم تعد له لاأكثر ...
متى أصبحت لها تلك القيمة بقلبه لايعلم ...
دائماً لايفكر بالنهاية ..حين يتذكر هو فقط يركز على البداية ..
ويحاول أن يبعد عن تفكيره شعور الخسارة التي حظي فيها
آخر حياته معها ....
لأنها الخسارة الأكبر الذي تلقاها بحياته ..
نعم نسى وطمر وبناء فوق تلك الذكريات سنين طويلة من السعادة
حتى يبعد عنه تلك المشاعر ..
ولكن فاطمة جائت وحفرت حتى وصلت للمنطقة الأكثر حساسية ودكتهاا بقنابلهااا التي ألقتها عليه ..
وكأنه تحمل خسارة واحده ...حتى تخبره أن خسارته كان مضاعفة ....

××عشت ليلة وداعك بين شكّ و يقين منكسر خاطري والدمع ماله ذرى××


إنتهى
تعليقات